LCCC/ المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة الأخبار العربية ليوم 03 تشرين الثاني/2019

اعداد الياس بجاني

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/eliasnews19/arabic.november03.19.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

ويل لك أيها المخرب وأنت لم تخرب، وأيها الناهب ولم ينهبوك. حين تنتهي من التخريب تخرب، وحين تفرغ من النهب ينهبونك

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياته

الياس بجاني/نحزن على حال عون وعلى حال الباقين معه من أهلنا الصنميين

الياس بجاني/للإستاذ نبيه نقول: عيب والله عيب وبس هيك

الياس بجاني/خواء وجهل ونرسيسية ودكتاتورية هي علل القيادات على الساحة المارونية

بالصوت والنص/قراءة اولية للياس بجاني في خطاب السيد نصرالله/ لبنان دولة محتلة وفاشلة ومارقة/مع فيديو خطاب السيد

قراءة اولية للياس بجاني في خطاب السيد نصرالله/ لبنان دولة محتلة وفاشلة ومارقة

الياس بجاني/جبران باسيل عارض لسرطان الاحتلال وكل من يجعل منه المشكلة من مثل جعجع وجنبلاط والحريري هو منافق وذمي ومتآمر على السيادة

 

عناوين الأخبار اللبنانية

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم السبت في 2/11/2019

أسرار الصحف اللبنانية الصادرة في بيروت صباح اليوم السبت 2 تشرين الثاني 2019

يا شعب الثورة ضد الفساد أين أنتم من وفائكم لمناضليكم؟/جورج خضرا

رئاسة الجمهورية: موعد الاستشارات سيحدد قريبا والرئيس عون يجري الاتصالات الضرورية قبلها لحل بعض العقد ليأتي التكليف طبيعيا

نصرالله: مكانة ولاية الفقيه فوق دستور لبنان والعماد ميشال عون من احفاد علي بن ابي طالب".

جعجع المتقلب! وجيشه الإلكتروني من الشتامين/د.توفيق هندي/فايسبوك

ترامب يحجب 105 ملايين دولار من المساعدات العسكرية عن لبنان

الخارجية الأميركية: لم نؤخر أي نفقات للجيش اللبناني

شبيحة أمل تخاف من "شبح" تظاهرة

توضيح من رئاسة الجمهورية حول سبب "تأخر الاستشارات"

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

عون يسعى إلى «حل بعض العقد» قبل مشاورات الحكومة الجديدة

بري لـ"مستقبل ويب": مع إعادة تكليف الحريري ومتمسك بتمثيل الحراك

حزام الأمان المالي رهن تسريع الاستحقاق الحكومي

مخرج لائق للتيار...

لقاء بين باسيل وفرنجية: اتفاق على التهدئة ولا ايجابيات

 تأخر الحسم ونتائجه

اللواء المتقاعد عصام ابو جمرة

بعد الهدوء النسبي.. تحضّروا لـ«أحد الوحدة»!

الإعلام الإيراني يرد على احتجاجات العراق ولبنان.. بضرب "أرامكو"

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

 أميركا: إيران الأولى عالمياً في دعم الإرهاب

أميركا حذّرت في تقريرها السنوي من تعافي «القاعدة» بعد ضعف «داعش»

الخارجية الأميركية تفرض عقوبات جديدة تستهدف قطاع البناء الإيراني وجولة منوتشين لتشديد الضغط على طهران مستمرة > ظريف يدعو واشنطن إلى العودة للاتفاق النووي

تركيا: لسنا فندقاً ل"داعش"

سيارة مفخخة في تل أبيض..ومجزرة روسية في إدلب

تركيا: سنعيد سجناء «داعش» في شمال سوريا إلى بلادهم

مقتل 6 مدنيين بقصف روسي على محافظة إدلب

سباق الرئاسة الجزائري بـ5 مرشحين بعد رفض أوراق 18

احتجاجات العراق مستمرة... وميناء أم القصر لا يزال مغلقاً

مجلس القضاء الأعلى في العراق ينفي زيارة رئيسه لإيران... والحلبوسي يؤكد انعقاد مجلس النواب بشكل دائم

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

الرئيس والحزب المسلح يطلقان الثورة المضادة.. والساحات تحسم/يوسف بزي/المدن

كيف سبقت الانتفاضة موعد انقلاب باسيل للاستيلاء على الرئاسة/منير الربيع/المدن

كأن الثورة لم تندلع..حزب الله وعون والحريري يؤلّفون حكومتهم/منير الربيع/المدن

17 تشرين: قوس قزح ضد سوادهم "العظيم"/رنا قاروط/المدن

الثورة اللبنانية : خارطة الطريق/الدكتور كمال اليازجي/وطنيون اورغ

حكومة ميني تكنوقراط وميني سياسيين/نقولا ناصيف/الأخبار

قرارٌ إقليمي بإقصاء مرجعيتين من رموز 14 آذار/فادي عيد/"ليبانون ديبايت

يسرقون لبنان وانتفاضته!/راجح الخوري/الشرق الأوسط

هل بدأ الهلال الشيعي يحترق فعلاً؟/د. فيصل القاسم/القدس العربي

مواصفات عون للحكومة تلائم الحريري ورفضه الشارعين يحرج «التيار الوطني»/محمد شقير/الشرق الأوسط

المواطن أحمد البستاني وزيراً لاقتصاد الثورة/وليد حسين/المدن

حزب الله والحكومة منظومة فساد واحدة/سوسن مهنا/العربية

آه... يا دموع البعلبكيات الثائرات/أحمد الغز/اللواء

يوم أعلن السيّد الحرب على الفقراء/رياض طوق/ليبانون ديبايت

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

مصير لبنان المُضطرب بيد أبنائه، فكيف سيواجهون أزماتهم !؟

الدول الغربية تحضّ على الإسراع بتشكيل حكومة تكنوقراط

اتصالات سياسية على وقع ضغوط الشارع للإسراع بتأليف الحكومة ونصر الله يطالب بـ«حكومة ثقة» وجعجع يريدها «إنقاذية»

طوابير وازدحام أمام المصارف اللبنانية بعد أسبوعين من الإقفال

قال: «لم أعد أتحمل»، فأخبروه أن الاحتجاجات في نهايتها.. هكذا انفجر الحريري بوجه مساعد «نصر الله»

 

في أسفل تفاصيل النشرة الكاملة

الزوادة الإيمانية لليوم

ويل لك أيها المخرب وأنت لم تخرب، وأيها الناهب ولم ينهبوك. حين تنتهي من التخريب تخرب، وحين تفرغ من النهب ينهبونك

سفر إشعياء/23/من01حتى24/

صلاة من أجل المعونة والمساعدة

ويل لك أيها المخرب وأنت لم تخرب، وأيها الناهب ولم ينهبوك. حين تنتهي من التخريب تخرب، وحين تفرغ من النهب ينهبونك. يارب، تراءف علينا . إياك انتظرنا. كن عضدهم في الغدوات. خلاصنا أيضا في وقت الشدة. من صوت الضجيج هربت الشعوب. من ارتفاعك تبددت الأمم. ويجنى سلبكم جنى الجراد. كتراكض الجندب يتراكض عليه. تعالى الرب لأنه ساكن في العلاء. ملأ صهيون حقا وعدلا. فيكون أمان أوقاتك وفرة خلاص وحكمة ومعرفة. مخافة الرب هي كنزه. هوذا أبطالهم قد صرخوا خارجا. رسل السلام يبكون بمرارة. خلت السكك. باد عابر السبيل. نكث العهد. رذل المدن. لم يعتد بإنسان. ناحت، ذبلت الأرض. خجل لبنان وتلف. صار شارون كالبادية. نثر باشان وكرمل.

الرب ينذر اعدائه

الآن أقوم، يقول الرب. الآن أصعد. الآن أرتفع. تحبلون بحشيش، تلدون قشيشا. نفسكم نار تأكلكم. وتصير الشعوب وقود كلس، أشواكا مقطوعة تحرق بالنار. اسمعوا أيها البعيدون ما صنعت، واعرفوا أيها القريبون بطشي. ارتعب في صهيون الخطاة. أخذت الرعدة المنافقين: من منا يسكن في نار آكلة ؟ من منا يسكن في وقائد أبدية. السالك بالحق والمتكلم بالاستقامة، الراذل مكسب المظالم، النافض يديه من قبض الرشوة، الذي يسد أذنيه عن سمع الدماء، ويغمض عينيه عن النظر إلى الشر. هو في الأعالي يسكن . حصون الصخور ملجأه. يعطى خبزه، ومياهه مأمونة.

المستقبل الممجد

الملك ببهائه تنظر عيناك. تريان أرضا بعيدة. قلبك يتذكر الرعب: أين الكاتب؟ أين الجابي؟ أين الذي عد الأبراج. الشعب الشرس لا ترى. الشعب الغامض اللغة عن الإدراك، العيي بلسان لا يفهم. انظر صهيون مدينة أعيادنا. عيناك تريان أورشليم مسكنا مطمئنا، خيمة لا تنتقل، لا تقلع أوتادها إلى الأبد، وشيء من أطنابها لا ينقطع. بل هناك الرب العزيز لنا مكان أنهار وترع واسعة الشواطئ. لا يسير فيها قارب بمقذاف، وسفينة عظيمة لا تجتاز فيها. فإن الرب قاضينا. الرب شارعنا. الرب ملكنا هو يخلصنا. ارتخت حبالك. لا يشددون قاعدة ساريتهم. لا ينشرون قلعا. حينئذ قسم سلب غنيمة كثيرة. العرج نهبوا نهبا.ولا يقول ساكن: أنا مرضت. الشعب الساكن فيها مغفور الإثم.

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياته وتغريدات متفرقة

نحزن على حال عون وعلى حال الباقين معه من أهلنا الصنميين

الياس بجاني/03 تشرين الثاني/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/80121/80121/

محزن الحال الكياني والسيادي والاستقلالي والتبعي والغرائزي والملالوي الذي انحدر إليه ميشال عون.

لقد خيب عون آمال كل من رأى فيه مخلصاً وطنياً وصدقه ونحن منهم بعد أن انتقل على خلفية أجندات سلطوية وشخصية إلى قاطع أخر غير لبناني وغير كياني وأخذ معه كثر من أهلنا.

انجيلياً، لقد وقع عون في التجارب التي نذكرها في صلاتنا الربانية (الأبانا)، وهو للأسف لا يزال هناك دون وعي وإدراك وتوبة وكفارات.

نحزن على حاله السيادي، وعلى حال كل أهلنا الباقين معه من الصنميين والأتباع الذين أضاعوا بوصلة كل ما هو وطن وقضية وبصر وبصيرة ورؤية وقرار حر واستبدلوهم بعبادة شخص وتأليهه.

يبقى أن رفضنا ومعارضتنا وانتقاداتنا للتحولات الدراميتيكية التي قام بها عون عام 2006 يوم وقع ورقة التفاهم مع حسن نصرالله، وعدم قبولنا بها ورفضنا العلني لانقلابه على كل ما كان يرفعه ويسوّق له من قضايا وملفات كيانية واستقلالية وحريات وسيادة .. هذا كله لا يعني بأي شكل من الأشكال بأننا نرى في أي سياسي أو صاحب شركة حزب ماروني آخر بديلاً سيادياً للرجل من أمثال سمير جعجع وسامي وأمين الجميل وغيرهم لا من قريب ولا من بعيد.

فهؤلاء فاشلين وفشلهم وخيباتهم ونرسيسيتهم أصلاً كانوا وراء ظهور ميشال عون على الساحة السياسية والمارونية تحديداً…وهم لا يزالون على حالهم التعيس وطنياً وسيادياً.

والحقيقة أن صعود عون ومن ثم باسيل مارونيا بعد العام 2006  رغم توقيع ورقة تفاهم مار مخايل، وما قبل ذلك أيضاً، كان ولا يزال سببه انعدام وجود بدائل وطنية وسيادية وكيانية وبشيرية لهما .. ولا يزال الوضع الماروني التعتير هذا على حاله.

في الخلاصة نحن الموارنة نمر حالياً بحالة من الخواء والجهل والنرسيسية  والصنمية والدكتاتورية على المستويين القيادي الزمني والديني .

إلا أن رجائنا بظهور قيادات مارونية صادقة ومؤمنة وتخاف الله ويوم حسابه الأخير هو رجاء قوي جداً لأننا أهل رجاء..وهذه القيادات التي نريدها وننتظرها هي آتية بإذنه تعالى.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الالكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الالكتروني على الإنترنت

http://www.eliasbejjaninew.com

 

للإستاذ نبيه نقول: عيب والله عيب وبس هيك

الياس بجاني/01 تشرين الثاني/2019

شبيحة وزعران الإستاذ نبيه ظاهرة تعود بنا إلى ما قبل حقبات الإنسان الحجري وترجعنا إلى مفاهيم البربرية وشرعة الغاب..عيب والله عيب وبس هيك.

 

خواء وجهل ونرسيسية ودكتاتورية هي علل القيادات على الساحة المارونية

الياس بجاني/01 تشرين الثاني/2019

صعود عون وباسيل مارونيا كان ولا يزال سببه انعدام وجود بدائل وطنية وسيادية وكيانية وبشيرية لهما ولا يزال الوضع التعتير على حاله. خواء وجهل ونرسيسية ودكتاتورية هي علل القيادات على الساحة المارونية.

 

بالصوت والنص/قراءة اولية للياس بجاني في خطاب السيد نصرالله/ لبنان دولة محتلة وفاشلة ومارقة/مع فيديو خطاب السيد

http://eliasbejjaninews.com/archives/80087/%d8%a8%d8%a7%d9%84%d8%b5%d9%88%d8%aa-%d9%88%d8%a7%d9%84%d9%86%d8%b5-%d9%82%d8%b1%d8%a7%d8%a1%d8%a9-%d8%a7%d9%88%d9%84%d9%8a%d8%a9-%d9%84%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d9%81/

بالصوت/فورمات/MP3/قراءة أولية للياس بجاني في خطاب السيد نصرالله/01 تشرين الثاني/2019/اضغط هنا أو على الرابط في أسفل للإستماع للتعليق

http://www.eliasbejjaninews.com/newmp3.17/elias.nasrallah1.11.19.mp3

بالصوت/فورمات/WMA/قراءة أولية للياس بجاني في خطاب السيد نصرالله/01 تشرين الثاني/2019/اضغط هنا أو على الرابط في أسفل للإستماع للتعليق

http://www.eliasbejjaninews.com/newwma17/elias.nasrallah1.11.19.wma

 

قراءة اولية للياس بجاني في خطاب السيد نصرالله/ لبنان دولة محتلة وفاشلة ومارقة

الياس بجاني/01 تشرين الثاني/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/80087/%d8%a8%d8%a7%d9%84%d8%b5%d9%88%d8%aa-%d9%88%d8%a7%d9%84%d9%86%d8%b5-%d9%82%d8%b1%d8%a7%d8%a1%d8%a9-%d8%a7%d9%88%d9%84%d9%8a%d8%a9-%d9%84%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d9%81/

بداية وفي مقارنة موضوعية لمقاربات السيد نصرالله للأحداث اللبنانية المتعلقة بالثورة والثوار وبكل تفاصيلها، وبين نوعية خطاب الرئيس عون أمس المفرغ من أي محتوى يتعاطى مع هذه الأحداث وطرح للحلول وتظهير رؤيوي لها، يتبين بوضوح بأن السيد وللأسف هو الحاكم الفعلي والمطلق للبنان وأن لبنان محتل بالكامل وأن الحكم وأهله كافة هم مجرد تكملة للمشهد لا أكثر وأقل.

*وكما دائما تطل علينا إسرائيل بمسرحية ما تخدم حزب الله في كل مرة يكون هذا الحزب في ورطة وضيقة محلية أو عربية أو دولية.. ومسرحية أمس كانت من خلال خبر إطلاق الحزب النار على درون (مسيرة) إسرائيلية في الجنوب وتضخيم الأمر هذا من إسرائيل ومن نصرالله في خطابه أولاُ بهدف على الحفاظ على هالته لبنانياً، وثانياً لتذكير الإسرائيليين بأن هناك من يهدد وجودهم. مسرحية لا تختلف كثيراً عن مسرحية سقوط المسيرة مؤخراً في الضاحية الجنوبية والرد الهوليودي لحزب الله الذي كُشف وتم فضحه وتعرية دجله.

*خطاب السيد لم يختلف عن أي خطاب من خطاباته السابقة الديموغوجية والمفرسنة والإرهابية المحتوى والنبرة والمقاربات.

*خطاب اليوم كانت عناوينه ومقارباته مكررة وببغائية ومملة للغاية وليس فيها ما يخدم لبنان واللبنانيين، بل ما يؤكد احتلال إيران للبنان.

*اطلالة تميزت بالتخوين والشيطنة، والإستكبار وبنفخة صدر مقززة، وبالعنجهية وبالفوقية، وبإملاءات استعلائية، وبمفاخرة بالقوة وباستصغار وبإهانة ذكاء وعقول ووطنية الآخرين مع رزم من الأوهام وتحديداً أوهام العظمة.Grandiose Delusions

*السيد شيطن المتظاهرين وخونهم وفرق بينهم.. فريق مسكين وساذج وعفوي وصادق، وفريق خائن وممول من الخارج وعميل.. وهو حاول بخبث ودهاء الشق بين اللبنانيين وزرع الأسافين بينهم في كذبة الدفاع عن السياسيين الفاسدين والتابعين لحزبه الإرهابي الذين تم شتمهم وفضحهم من قبل المتظاهرين

وهذه المقاربة هي عملية نفسية دفاعية تعرف "بالشق"splitting و

*تهديد علني ووقح لوسائل الإعلام التي تجرأت ونقلت ما يجري في الشوارع وسماحها للناس بأن يعبروا عن معاناتهم وأوجاعهم وتسمية الفاسدين والمفسدين ورموز الاحتلال والتبعية. Intimidation, terrorizing and Threatening

*ببغائية مكررة اسقط السيد ممارسات شبيحته وزعرانه من بربرية وهمجية ولغة ساقطة وشوارعية وغزوات وفرسان دراجات طاولت المتظاهرين السلميين والحضاريين في ساحة رياض الصلح تحديداً وفي أماكن أخرى ..أسقطها كلها وبوقاحة على المتظاهرين دون أن يرمش له جفن. بالعربي المشبرح شال يلي فيه وبزعرانه وحطهم بالمتظاهرين. هذه المقاربة أيضاً هي وسيلة دفاع نفسية تسمىprojection

*نفى أن الحكومات في ظل احتلاله الإيراني للبنان هي حكوماته.. وهنا تظهر بجلاء عملية الإنكار النفسيةDenial

*تميز كلامه الفوقي بتحذير إرهابي جدي بكل ما في المسمى من معاني من مغبة مقاربة سلاحه ودويلته وحروبه وفساده وهيمنته على قرار الدولة اللبنانية.

*ضخ باستكبار وعنجهية رزمة من الإملاءات لكيفية تشكيل الحكومة الجديدة ونوعية أشخاصها.

*اتهام أميركا بالتدخل في الشأن اللبناني وذلك على خلفية العقوبات المفروضة على حزبه وعلى أسياده الملالي الفرس.

*قال للبنانيين بأنه في حال انهار الاقتصاد اللبناني فحزبه لن يتأثر وهو ممول وبإمكانه تأمين دفع معاشات عسكره وإتباعه وزلمه وشبيحته... وهذه كذبة كبيرة كون حزبه وأسياده الفرس يمرون في أزمة مالية خانقة بسبب العقوبات الأميركية.

*تخويف من الفوضى والفراغ في حين أنه وطبقاً للدستور اللبناني لا وجود للفراغ حيث تستمر الحكومة في تصريف الأعمال لحين تشكيل حكومة جديدة وبنفس الوقت تستمر المؤسسات بعملها العادي.

*تشويهه معاني السيادة التي هو واحتلال حزبه وشبيحته ودويلته وفارسيته والتسويق لثقافة للموت ولمشروع ملاليه الإمبراطوري يعتدون عليها ويقفزون فوقها ويعطلوها بالكامل.

*تحذير من تفشي الطائفية بين الثوار في حين أنه هو وأسياده الملالي وحزبه هم أرباب الطائفية والمذهبية والمسوقين لها على مدار الساعة.

* خطاب السيد لليوم كان تكراراً مملاً ومفرسناً واستكبارياً لكل خطاباته السابقة، وهو التزم حرفياً بتوجهات وبتعليمات راعيه وسيده الخامنئي بالكامل الذي كان اتهم أمس الثوار في لبنان والعراق بالتبعية وخونهم وطالب بقمعهم.

في الخلاصة نقول بأن في لبنان مئات ومئات الصعاب والمشاكل والأزمات ولكنها كلها أعراض لسرطان الاحتلال الإيراني، وبالتالي لا يمكن حل أي منها بظل هذا الاحتلال الإرهابي والمذهبي والدموي.

حل المشكلة اللبنانية التي هي الاحتلال الإيراني لا يمكن البدء بمقاربتها بغير المطالبة بتنفيذ القرارات الدولية الثلاثة الخاصة بلبنان وهي: اتفاقية الهدنة مع إسرائيل، و 1559 و 1701 وذلك بعد إعلان مجلس الأمن لبنان دولة مارقة وفاشلة وتسلمه مؤقتاً السلطة في لبنان وفي ما عدا هذا فالج لا تعالج.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الالكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الالكتروني على الإنترنت

http://www.eliasbejjaninew.com

 

جبران باسيل عارض لسرطان الاحتلال وكل من يجعل منه المشكلة من مثل جعجع وجنبلاط والحريري هو منافق وذمي ومتآمر على السيادة

الياس بجاني/01 تشرين الثاني/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/80057/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%ac%d8%a8%d8%b1%d8%a7%d9%86-%d8%a8%d8%a7%d8%b3%d9%8a%d9%84-%d8%b9%d8%a7%d8%b1%d8%b6-%d9%84%d8%b3%d8%b1%d8%b7%d8%a7%d9%86-%d8%a7%d9%84/

بداية فإن جبران باسيل السياسي هو انتهازي ووصولي ولم يعرف ولن يعرّف في أي يوم معنى السيادة أو مفاهيم العطاء دون مقابل.

ونعم، وعلى الأكيد لا تهمه إلا وضعيته الشخصية.

ولكنه ليس الشواذ، بل هو القاعدة مثله مثل 99% من أفراد طاقمنا السياسي الدكتاتوري الماروني وغير الماروني من مثل سمير جعجع وأمين الجميل وعون وجنبلاط والحريري وبري وغيرهم كثر تاريخهم يحكي نزواتهم وسقطاتهم واكروباتياتهم.

فحتى لا تضيع ونضيع البوصة السيادية والإستقلالية والإحتلالية في زمن المّحل والبؤس ونخلط بين الحق والباطل، وبين الوطني الشريف وبين العميل لإيران ولحزبها.

علينا أن لا نغرق أكثر في غياهب وأوحال الباطنية والتعمية على احتلال حزب الله الإيراني والإرهابي والدموي والمجرم والقاتل والذي هو مشكلة لبنان الأولى.

علينا أن لا نترك لغرائزنا أن تعشعش أكثر وأكثر في عاهات الذمية والجبن والغنمية والصنمية لتسرطن عقولنا وتقتل ضمائرنا وتخدر بداخلنا نعمتي البصر والبصيرة.

علينا أن لا نتلحف بمتلازمة ستوكهولم المرّضية، أي شكر القاتل لأنه لم يقتلنا، ولأنه سمح لنا أن نبقى على قيد الحياة ولكن كعبيد وبذل وغنمية.

علينا أن لا نترك سمير جعجع في مجتمعنا المسيحي تحديداً وأتباعه يبررون فشل دخولهم الكارثي والإسخريوتي في صفقة التسوية الرئاسية وملحقاتها (تفاهم معراب، وقانون الانتخاب، وحكومة حزب الله الحالية، واتفاق تقاسم المسيحيين غنائم وسبايا مع عون وباسيل).

علينا أن لا نترك جعجع الباطني والمتشاطر والسياسي الفاشل والدكتاتوري وغيره من أقرانه المسيحيين وغير المسيحيين يتفلتون من أخطاء وخطايا فرطهم 14 آذار، وخيانة ثورة الأرز، وشيطنة الأحرار والبشيريين، والقفز فوق دماء شهداء 14 آذار والتعايش المهين مع دويلة وسلاح وحروب واحتلال حزب الله مقابل كراسي ومنافع ونفوذ، وأوهام كراسي رئاسية وإلهاء المجتمع المسيحي بشخص جبران باسيل.

علينا أن لا نخادع كغيرنا ونلحس المبرد ونتلذذ بملوحة دمائنا ونستسلم للخداع الممنهج لغالبية للقيادات المارونية الزمنية والدينية وغيرها من القيادات وفي مقدمها جعجع وباسيل وعون وبري وجنبلاط والحريري .

علينا أن لا نفقد بشيريتنا المقاومتية والإيمانية ولا نغفل عن أسس كيانيتنا اللبنانية.

من هنا، ومن أجل كل ما سبق على المواطن اللبناني المسيحي تحديداً أن لا يغرق في إعلام محطة تلفزيون عون-باسيل (OTV)التي تسفه وتعهر كل شيء، وتصور جعجع بأنه علة العلل وبأنه وراء محاولات الانقلاب على عون وعهده.

وفي السياق نفسه ولنتحصن بمواجهة ابليسية كل هؤلاء علينا أن لا نصدق إعلام جعجع وأغنامه وأبواقه والصنوج الذين يصورن جبران باسيل بالشيطان الرجيم ويتغافلون عن سابق تصور وتصميم عن احتلال حزب الله وعن خطيئتهم في الرضوخ له والتعايش معه مقابل منافع شخصية ووعود رئاسية.

وأيضاً وفي الإطار ذاته فإن لا قيمة ولا فاعلية سيادية أو استقلالية بأي شكل من الأشكال لانتفاضة صهر الرئيس عون النائب شامل روكز على عديله باسيل، ولا جدية وطنية لمواقف وانتقادات وصراخ وشكاوى بعض أفراد عائلة الرئيس عون، ومعهم كل من طُرد من شركة حزب عون-باسيل التجارية الملالوية، أو خرج منها طوعاً لأي سبب كان.. لا جدوى لا وفائدة من كل هذه المقاربات النفعية والتعموية ما لم يتبرأ كل هؤلاء السادة والسيدات من ورقة تفاهم عون-نصرالله (ورقة تفاهم مار مخايل) ويعتذرون من الشعب اللبناني ويؤدون الكفارات عن خطاياهم.

في الخلاصة جبران باسيل السياسي ودون الدخول في أي شأن شخصي معه أو مع غيره هو في العمل السياسي عارض من أعراض الاحتلال الإيراني، ومجرد أداة من أدواته السياسية لا أكثر ولا أقل.

 وبالتالي، فإن بقاءه أو تغييبه عن الحياة السياسية والحكومية لن يقدم أو يؤخر بشيء ما دام الاحتلال قائماً.. وما دام هناك ألف جبران قدموا أوراق اعتمادهم للمحتل ليحلوا مكان جبران ومنهم جعجع نفسه.

يبقى أن مشكلة لبنان هي الاحتلال وكل الأزمات المتراكمة الخطيرة من مالية ومعيشية وأمنية وإفقار وفساد وإفساد وعزلة دولية وإقليمية وهجرة وفوضى وتسيس قضاء.. هي كلها مجرد أعراض لمرض الاحتلال، وبالتالي لن يكون بالإمكان إيجاد أي حل لأي منها بظل الاحتلال وحكم أتباعه وأدواته.

الحل لم يعد بيد اللبنانيين وحدهم، بل لدى المجتمع الدولي ومن خلال تنفيذ القرارات الدولية الثلاثة: 1559 و1701 واتفاقية الهدنة بعد اعلان لبنان دولة مارقة وفاشلة.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الالكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الالكتروني على الإنترنت

http://www.eliasbejjaninew.com

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم السبت في 2/11/2019

السبت 02 تشرين الثاني 2019

 * مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

أغرقت مياه الأمطار العديد من المناطق، وأرخت بظلالها على الحراك والحركة السياسية، إلا أن المشاورات البعيدة عن الأضواء تواصلت للتكليف والتشكيل الحكوميين بعد الاستشارات الرسمية.

ورغم الأمطار، ثمة تحركان مهمان غدا، الأول تظاهرة حاشدة ل"التيار الوطني" أمام القصر الجمهوري، وتجمع قوي وكثيف للمحتجين في وسط بيروت، والتحركان متزامنان قبيل الظهر.

وبين هذا وذاك، تظاهرة سيرا على الأقدام من بيروت إلى طرابلس، وغدا من طرابلس إلى بيروت.

وفي "بيت الوسط"، حركة سياسية واقتصادية وشعبية تأييدا للرئيس سعد الحريري. وبرز منذ قليل إعلان الرئيس بري أنه مع إعادة تكليف الرئيس الحريري، ومع حكومة مصغرة أو أصغر من الحكومة الحالية وفيها تمثيل للحراك.

ووسط كل ذلك، تأكيد أميركي في وزارة الخارجية على الشراكة مع الجيش اللبناني ومواصلة دعمه.

وفي الشأن المالي، شدد حاكم مصرف لبنان رياض سلامة على أن المصرف لا يدرس فرض قيود رسمية على رؤوس الأموال. وأكد سلامة لوكالة "رويترز"، أن إعادة فتح البنوك بعد أسبوعين من الإغلاق لم يسبب أي مشكلة في أي مصرف.

وفيما يسأل الكثير عن مواعيد الاستشارات النيابية للرئيس عون، أوضح القصر الجمهوري أن المواعيد ستعلن قريبا.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أن بي أن"

انكفأت الحركة الاحتجاجية في الشارع، لكن فتح الطرقات لم يفتح الطريق أمام عملية تشكيل الحكومة، ذلك أن مشاورات تجري بعيدا من الإعلام لبلورة الخيارات من حيث شكل الحكومة وطبيعتها وبرنامجها ورئيسها الجديد، علما أن زوار عين التينة نقلوا عن رئيس مجلس النواب نبيه بري دعوته إلى توزير ممثلين عن الحراك الشعبي في الحكومة العتيدة، وهو موقف متقدم لم تطرحه أي من القوى السياسية سابقا.

وتأسيسا على ذلك، لم تعلن رئاسة الجمهورية بعد عن موعد الإستشارات النيابية الملزمة، بانتظار نضوج نتائج تلك المشاورات، وهو الأمر الذي عكسته الرئاسة في بيان لمكتب الإعلام أشار إلى أن الرئيس ميشال عون يجري الإتصالات الضرورية لحل بعض العقد حتى يأتي التكليف طبيعيا ما يسهل عملية التأليف. وأكدت الرئاسة أن التحديات أمام الحكومة العتيدة، تفرض مقاربة سريعة لكن غير متسرعة لعملية التكليف، مشددة على أن موعد الإستشارات سيحدد قريبا.

وفي مرحلة الاستطلاع والتشاور حكوميا، تواصل الحياة الطبيعية التقاط أنفاسها، بدفع من توقف الاحتجاجات في الشارع.

وبعدما عبرت المصارف قطوع الافتتاح أمس، ظل الهدوء النسبي يحكم القطاع في اليوم الثاني للعودة إلى العمل. ولم تشهد المصارف أي حركة غير طبيعية لسحب الأموال، وأعلن حاكم مصرف لبنان رياض سلامة أن البنك لا يدرس فرض قيود رسمية على رؤوس الأموال.

في الموازاة جرى التداول بالدولار لدى الصيارفة اليوم، بسعر تراوح بين 1580 و1600 ليرة، وهذا أدنى سعر منذ شهر ونصف شهر.

وإذا ما واصل هذا الاختبار عبوره السلس، فإن من شأن ذلك أن يقلص مساحة القلق لدى الناس، بما يؤسس لإعادة تحريك الدورة الاقتصادية والانتاجية.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المنار"

موعد الاستشارات القريب، تحدده المشاورات المتواصلة لتأمين معالجة هادئة وحل بعض العقد المطروحة، حتى يأتي التكليف طبيعيا، والتأليف سهلا. هي رؤية الرئاسة الأولى العارفة بالتحديات الكبيرة التي تنتظر الحكومة العتيدة، ما يفرض مقاربة سريعة لكنها غير متسرعة لعملية التكليف، لأن الاستعجال في مثل هذه الحالات، يمكن أن تكون له تداعيات مضرة، كما جاء في بيان المكتب الإعلامي لرئاسة الجمهورية.

وما جاءت به أجواء المشاورات أن كل الخيارات لا نزال مفتوحة، لا سيما حول اسم الرئيس المكلف. أما طبيعة الحكومة فإن خيار التكنوسياسي هو المتقدم، على أن الصورة النهائية لا زالت غير مكتملة، حتى اكتمال المشاورات السياسية ومن ثم الاستشارات النيابية.

أما صورة الردع بوجه العدو الصهيوني، فهي مكتملة وواضحة عند الاحتلال ومحلليه، الذين رأوا بمعادلة الأمين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصرالله الجوية، تحديا جديدا هو الأول من نوعه، مؤكدين أن استهداف "حزب الله" للطائرات المسيرة الاسرائيلية بصواريخ جديدة، أربك القيادتين العسكرية والأمنية المقتنعتين بأن الحزب سيكمل ملاحقة طائراتهم التي لا يمكن التخلي عن مهمتها ومعلوماتها، مع الخشية من امكانية استهدافها ما سيزيد الواقع تعقيدا، بحسب المحللين الصهاينة.

واقع صهيوني معقد أصلا عند الحدود مع قطاع غزة، حيث تفرض المقاومة الفلسطينية معادلاتها بالرد على الاعتداءات، مؤكدة استعدادها للذهاب أبعد من ذلك إن تمادى العدوان.

في حصيلة خسائر العدوان على اليمن، كشف جديد للجيش واللجان أحصى خسائر المرتزقة لأهل العدوان، بحوالي ثمانية آلاف سوداني بين قتيل وجريح ومفقود، غررت بهم حكوماتهم واستخدمهم العدوان السعودي- الاماراتي- الأميركي في معركة لا هدف لهم فيها ولا عنوان.

ومن عناوين العدوان ما تعرضت له اليوم قناة "المنار" عبر استجابة شركة "تويتر" كما "فيسبوك" للاملاءات الأميركية والصهيونية، وحظر معظم الصفحات الخاصة بالقناة عن منصتها من دون أي انذار مسبق. أما "المنار" التي لم يستطع أن ينال من صوتها لا عدوان صهيوني دمر مبناها ولا آخر رجعي حاول حجبها عن الأقمار الصناعية، فإنها لن تعدم وسيلة للوصول إلى جمهورها رغم كل أساليبهم القمعية.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أم تي في"

يخطط الثوار الأحد لصعق جسم السلطة الهامد، سعيا إلى تذكير الحكام بأن المنتفضين لم يتراجعوا ولم ينسوا، وبأنهم لم يسقطوا الحكومة من أجل الوقوع في فخ تصريف الأعمال.

إذا، وتحت عنوان وحدة الساحات والمطالب، يعود الثوار إلى الساحات غدا، بعدما شعروا بأن أهل الحكم التقطوا أنفاسهم وسخفوا انتفاضتهم وجيروها لأنفسهم، وذهبوا أبعد إذ بدأوا ينظمون صفوفهم لإطلاق ثورة مضادة مكونة من جمهورهم الانتخابي وأحزابهم، والحشد الأقوى سيكون ل"التيار الوطني الحر" في بعبدا الأحد، وقد وضع تحت عنوان دعم الرئيس العماد عون في الذكرى الثالثة لتوليه سدة الرئاسة.

وكان مناصرو الرئيس بري تجمعوا اليوم حول عين التينة للتأكيد على أنه خط أحمر، فيما اكتفى السيد حسن نصرالله بموقف حزبه وذكر بقدراته العسكرية والتحشيدية من دون أن يحتاج للنزول إلى الأرض.

اللجوء إلى الشارع أو التلويح به، يؤشر إلى أن السلطة تبغي القول للثوار بأنها تملك أعدادا وجمهورا لا يشاطرهم الوسائل نفسها لتأليف الحكومة وإحداث التغيير، وهذا يبطن نية باتت مكشوفة بأن شكل الحكومة الجديدة سيتحدد انطلاقا من هذه الموازين. وتأكيدا على صوابية النظرية، فإن المكتب الاعلامي في رئاسة الجمهورية أصدر بيانا أكد فيه ان خطورة الأوضاع تحتم التحرك السريع لتأليف الحكومة لكن ذلك لا يعني التسرع، ليخلص إلى أن الاستشارات الملزمة سيحدد موعدها في وقت قريب، مسقطا، الأحد بعد الظهر والاثنين، كموعدين محتملين لبدء الاستشارات.

توازيا، يرشح من الاتصالات الجارية في أروقة المقار الرئاسية ثلاث صور متباينة للحكومة العتيدة: الأولى تكنوقراطية بالكامل برئاسة الحريري. الثانية تكنو- سياسية برئاسة الحريري أيضا تضم أحزاب السلطة بممثليها الرئيسيين. والثالثة، شبيهة الثانية لكن تستبعد منها الوجوه المستفزة. الجامع بين الأشكال الثلاثة، أنها تلاقي اعتراضات أساسية من أهل السلطة أنفسهم، وحساسية مفرطة من الرئيس الحريري على الوزير باسيل، وأخيرا، أنها لا تأخذ في حسابها أبدا حقيقة ما يطالب به المنتفضون.

مؤدى هذا، أن التغيير قد يحتاج ربما إلى المزيد من الوقت والمزيد من الاعتراض في الساحات، قبل أن تؤخذ مطالب الناس على محمل الجد. جنبنا الله تكاليفها الباهظة على وحدتنا واقتصادنا وماليتنا العامة وأمننا الوطني.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أل بي سي آي"

في اليوم الـ 17 على "17 تشرين الأول"، عند أي خط تستقر التطورات؟.

على مستوى التكليف، لم يصدر بعد بيان الدعوة إلى استشارات التكليف من قصر بعبدا، بل صدر بيان يعلل تأخير بدء هذه الإستشارات، ومن أسباب التأخير "حل بعض العقد المطروحة حتى يأتي التكليف طبيعيا، ما يسهل لاحقا عملية التأليف".

بهذا البيان، يربط رئيس الجمهورية التكليف بالتأليف ويضعهما في المنزلة ذاتها، بمعنى ألا تكليف قبل مؤشرات التأليف.

هل سيمر هذا الموقف على خير لدى أوساط "بيت الوسط"؟، هل سيعتبر اختزالا لدور ومسؤولية وصلاحيات الرئيس المكلف في التأليف؟. البيان لا يكتفي بتلازم مساري التكليف والتأليف، بل يتحدث عن مقاربة سريعة لكن غير متسرعة لعملية التكليف.

البيان صيغ بلغة قانونية، فكيف يمكن تبسيطه وتسييله في السياسة؟. هذا يعني أنه ما لم تظهر ملامح التشكيل فلماذا العجلة في التكليف؟، ومن سيكون المكلف؟، هل يعود الرئيس سعد الحريري؟، وكيف ستتم تسميته إذا كانت القطيعة بينه وبين الوزير جبران باسيل غير مسبوقة؟.

في مطلق الأحوال، إن بعد غد الإثنين لناظره قريب، بعد تطورين ميدانيين: الأول: تجمع "التيار الوطني" على طريق القصر الجمهوري في بعبدا، دعما للخطة الإصلاحية لرئيس الجمهورية. الثاني: "أحد الوحدة"، وهو التحرك في كل المناطق اللبنانية متابعة للحراك وللانتفاضة.

وغدا مساء، وبعد ارفضاض الساحتين، سيعود الكلام السياسي، فهل يكون الإثنين هو "إثنين استشارات التكليف"، أم أن الرئاسة ستنتظر نضوج المشاورات لتحدد الاستشارات؟.

لا معطيات مستجدة، بل إن التشنج مازال على حاله بين "بيت الوسط" و"ميرنا شالوحي".

وهذا المساء، نقل موقع "المستقبل" عن الرئيس بري قوله: "مع إعادة تكليف الرئيس سعد الحريري". أما بالنسبة الى التأليف، فأكد أنه مع حكومة مصغرة أو أصغر من الحكومة الحالية و"أنا متمسك بتمثيل الحراك".

وما يدعو إلى الإستغراب، أن بعض السياسيين يتصرفون وكأنهم يملكون ترف الوقت أو ترف إضاعة الوقت، في وقت يحتاج البلد إلى كل دقيقة وحتى كل ثانية، ربما الذين يفكرون وفق منطق ألا شيء مستعجلا، قد يستفيقون على أن الوقت نفذ وليس هناك من تمديد للوقت الضائع.

وانعكاسا للسياسة، كيف تفاعلت الأسواق النقدية لليوم الثاني على عودة فتح المصارف أبوابها؟. حركة كثيفة لكن ما خفف منها، الطمأنة التي أطلقها حاكم مصرف لبنان من أنه لا يجري بحث فرض أي قيود رسمية على رؤوس الأموال.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "الجديد"

رمت بعبدا بحمولة الاختلاق على الإعلام، لكنها أصدرت بيان نفي في معرض التأكيد. فهي وإذ لامت الصحافة على تداول معلومات مختلقة عن الاستشارات، فقد عززت هذه المعلومات جملة وتفصيلا، عندما ربطت الاستشارات بالمعالجة الهادئة وحل العقد وتسهيل التأليف قبل التأليف. وقال بيان القصر إن الاستعجال ستكون له تبعات مضرة.

وطمأننا إعلان بعبدا إلى أن الرئيس ميشال عون يجري منذ الاستقالة الاتصالات الضرورية، وأنها ليست المرة الأولى التي يعمد فيها رئيس الجمهورية إلى إجراء مشاورات تسبق تحديد موعد استشارات التكليف. لكن البيان لم يلحظ أن هذه الاستشارات يجريها رئيس "التيار القوي" جبران باسيل في القصر الرئاسي، لا صاحب الفخامة.

وكذلك لم يتوسع البيان في الشرح عن الجهة المتشاور معها، فمشاورات مع من؟: مع قوى ينتظر الشعب الخلاص منها، حكمت البلاد بفساد طويل العمر وقد تظاهر الناس ضدها، واليوم يريد تغيير وجوه كالحة أنهى زمنها، والاستشارات باتت ملزمة وعاجلة للتكليف والإتيان بوزراء منحوا الثقة عبر ثورة المحرومين.

وبصريح الوزارة، فلا شيء في لبنان اسمه تكنوقراط، هناك تكنوسياسي، تكنو أزلام، تكنو أحزاب، أما حكومة الخبراء المستقلين، فإنها سوف تتعرض للسرقة الموصوفة من قبل المرجعيات القابضة، ويصبح عندنا: التكنو للوزراء وللسياسيين بقية العبارة.

وقياسا على مطالب رئيس مجلس النواب نبيه بري، فقد أبلغ المعنيين أنه مع إعادة تكليف الرئيس سعد الحريري، وتأليف حكومة مصغرة يتمثل فيها الحراك، ويمكن توزير سياسيين وتقنين. وشدد بري لموقع "المستقبل" على العجلة في التكليف، لكن عجلات بعبدا متوقفة لألف سبب معلن ومن دون سبب مقنع. ولا يفسر التأني الرئاسي إلا في إطار عدم تطمين الحريري، وتركه يتقلب على جمر التكليف. أما إصرار بري على تمثيل الحراك فذاك حركة ليس هدفها الاعتراف بقوى الشعب، بقدر ما تستدرج خلافا بين مكونات ثورة لا رأس لها ولا قادة ولا ممثلين.

والاعتراف سيد أدلته في عين التينة اليوم، التي كاد ميحطها يتحول إلى ثكنة لمجرد خبر مجهول المصدر عن تظاهرة سوف تحوم حول قصر الرئاسية الثانية. استنفار أمني وقطع طرق، قبل أن تتحول التظاهرة إلى تضامن داخلي يردد شعارات مؤيدة للرئيس.

وتأييدا للرئاسة الأولى، بدأ "التيار الوطني" يحشد لأحد ميشال عون، تحت عناوين الدعم لخطته الإصلاحية، وهي تظاهرة برتقالية حصرا تخلو من دعم "حزب الله" في الميدان، بحسب مصادر قريبة إلى الحزب.

وعلى "ذات" الأحد وبمضمون الثورة، تنطلق "تظاهرات الوحدة" في المناطق، لتستكمل مسار المطالب، وأهمها المحاسبة والتوزير من خارج الطبقة الفاسدة. ويمكن أن يبقى هذا الحراك على تألقه في الشارع، أداة ضغط على السلطة، ومن دون تهويل بالفوضى والفراغ وضرب الاقتصاد والوضع المالي، لأن المصارف في يومين اثنين، أكدت ثبات الوضع النقدي. وأعلن حاكم مصرف لبنان رياض سلامة ل"رويترز" أن إعادة فتح المصارف بعد أسبوعين من الإغلاق "لم يسبب أي مشكلات في أي بنك". فيما أكد رئيس جمعية المصارف سليم صفير بدوره اليوم، أن المصارف اللبنانية لم تشهد أي تحركات غير عادية للأموال يومي الجمعة والسبت، بعدما ظلت مغلقة أسبوعين بسبب الاحتجاجات في مختلف أنحاء البلاد. وأضاف إن رد الفعل هو تقريبا ما توقعناه وترقبناه.

 

أسرار الصحف اللبنانية الصادرة في بيروت صباح اليوم السبت 2 تشرين الثاني 2019

وطنية/السبت 02 تشرين الثاني 2019

البناء

خفايا

قالت مصادر نيابية إنّ أحد نواب العاصمة بيروت قد أجرى عدة لقاءات مع قيادات فاعلة وأنه أبدى أستعداده لتحمّل مسؤولية رئاسة الحكومة إذا استنكف الرئيس سعد الحريري أو استعصى التفاهم معه عارضاً لعلاقاته الخارجية وإمكانية توظيفها في مواجهة الأوضاع الاقتصادية…

كواليس

قالت مصادر كردية انّ مصير حقول النفط في مناطق شرق سورية يشكل القضية الرئيسية في المفاوضات مع الدولة التي تصرّ على موقف من القيادة الكردية يرفض علناً ويترجم رفضه عملياً للمحاولات الأميركية للسيطرة على الحقول النفطية بغطاء كردي، كما قال الرئيس الأميركي...

الجمهورية

تبلغ عدد من الوزراء تحذيرات من المضي باجراءات في ملفات عدة بعد استقالة الحكومة لأن تصريف الاعمال يجري بالحد الأدنى من الصلاحيات.

لاحظ مراقبون أن فريقاً يحرض على مؤسسة غير مدنية ويتهمها بالإستنسابية في التعاطي فيما الجميع يجمع على نزاهتها وشفافيتها من بين كل المؤسسات.

وصف مرجع سياسي بعض الوزراء المحسوبين على شخصية سياسية مثيرة للجدل بأنهم الاكثر سوءاً في فريقه.

اللواء

همس

تبلغت الجهات الرسمية في عدد من السفارات عدم التعرُّض للتظاهرات السلمية.

غمز

تبلغ إدارة مؤسسات ومحلات وشركات تباعاً موظفيها بمسار تسعير الدولار، لاحتساب قيمة الليرة على أساسه.

لغز

بدأ البحث الجدّي عن أسماء للوزارة العتيدة من خارج النادي السياسي والتكنوقراطي الحالي.

 

يا شعب الثورة ضد الفساد أين أنتم من وفائكم لمناضليكم؟

جورج خضرا/02 تشرين الثاني/2019

إن العسكري المتقاعد، والمناضل الإجتماعي الذي كان يدافع بشراسة عن حقوق العسكريين والمدنيين على حد سواء، ويفضح حقائق الفساد ويساعد وينبّه الشعب اللبناني بنشره فديوهات الحقيقة، ثار وناضل للحق وبالحقيقة، وعندما انتفض الشعب أبى أن يبقى بعيداً عنه، قرر أن يناضل معهم على الارض، كيف لا وهو العسكري الذي قضى حياته على الجبهات مضحياً بعمره لخدمة وطنه وارضه ومواطنيه. ترك كندا وتوجّه الى مطار بيروت، حيث وللفور اقتيد للإعتقال دون توجيه رسمياً أي تهمة إليه ودون محاكمته، ومنذ ذاك اليوم اختفى واختفت أخباره هل أصبح مطار بيروت مصيدة لأبناء الوطن العائدين؟

أين أختفى تابت تابت؟ وبعد أيام بدأنا نسمع أقاويل وتبريرات بأنه أُعتقل ومن ثم فبركوا له وكما عادتهم لكمّ أفواه الأحرار- فبركوا له تهمة انه متعامل مع العدو. يا شعب لبنان ويا شعب الثورة: العسكري المتقاعد ترك كندا وركض ليكون معكم، اعتقلوه على المطار، وما من احد سأل أو يسأل عنه؟ اما تتظاهرون تحت راية لبنان ينتفض ضد عهد الفساد وعهد القمع؟ المواطن تابت تابت هو معتقل سياسي بامتياز فقط لأنه أزعجهم بقوله للحقائق والحق. كلناتابت تابت  ..الحرية لتابت تابت

كلنا معنيّين وكلنا سنرفع قضيته على صفحاتنا، من حق أهله وناسه وشعبه ان يعرفوا أين هو ولماذا اصطادوه من على مطار بيروت الدولي؟

إرفعوا قضيته على صفحاتكم وغروباتكم. ضد القمع

 

رئاسة الجمهورية: موعد الاستشارات سيحدد قريبا والرئيس عون يجري الاتصالات الضرورية قبلها لحل بعض العقد ليأتي التكليف طبيعيا

وطنية - السبت 02 تشرين الثاني 2019

صدر عن المكتب الإعلامي في رئاسة الجمهورية البيان الآتي: "يتناقل بعض وسائل الإعلام المرئي والمسموع والمكتوب معلومات مختلفة، وبعضها مختلق، حول أسباب عدم تحديد موعد الاستشارات النيابية الملزمة، لتكليف شخصية، تشكيل الحكومة الجديدة.

يهم مكتب الإعلام في رئاسة الجمهورية إيضاح الآتي:

- أولا: إن فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، يجري منذ تقديم دولة الرئيس سعد الحريري استقالته، الاتصالات الضرورية، التي تسبق تحديد موعد الاستشارات النيابية الملزمة، وذلك انطلاقا من أن الظرف الراهن في البلاد، يتطلب معالجة هادئة للوضع الحكومي، تفضي إلى حل بعض العقد المطروحة، حتى يأتي التكليف طبيعيا، مما يسهل لاحقا عملية التأليف.

- ثانيا: يرى فخامة الرئيس، أن التحديات الكبيرة، التي سوف تواجه الحكومة العتيدة، تفرض مقاربة سريعة، لكن غير متسرعة، لعملية التكليف، لأن الاستعجال في مثل هذه الحالات، يمكن أن تكون له تداعيات مضرة.

ويلفت مكتب الإعلام، إلى أن موعد الاستشارات، سيحدد قريبا، مع العلم أنها ليست المرة الأولى، التي يعمد فيها رئيس الجمهورية، إلى إجراء مشاورات تسبق تحديد موعد استشارات التكليف، وكان ذلك يتم في ظروف أفضل بكثير من الظروف الراهنة، التي تمر بها البلاد".

 

نصرالله: مكانة ولاية الفقيه فوق دستور لبنان والعماد ميشال عون من احفاد علي بن ابي طالب".

من أرشيف المركزية/13 آذار/2018

http://eliasbejjaninews.com/archives/80115/%d9%86%d8%b5%d8%b1%d8%a7%d9%84%d9%84%d9%87-%d9%85%d9%83%d8%a7%d9%86%d8%a9-%d9%88%d9%84%d8%a7%d9%8a%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d9%81%d9%82%d9%8a%d9%87-%d9%81%d9%88%d9%82-%d8%af%d8%b3%d8%aa%d9%88%d8%b1/

نقل موقع "فردا نيوز" الإيراني عن الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصر الله قوله امام الإيرانيين المقيمين في لبنان خلال لقائه بهم "نحن لا نقاتل من اجل بشار الأسد، نحن نقاتل من اجل التشيع، ولولا "حزب الله" وإيران لسقطت سوريا"، مشدداً على "ان الشيعة اليوم في ذروة قوتهم في المنطقة"، ومعتبراً "ان رئيس الجمهورية العماد ميشال عون من احفاد علي بن ابي طالب".

وحول اوضاع الشيعة في لبنان قبل نجاح الثورة الإيرانية، قال نصر الله "كان الشيعة في لبنان مضطهدين، وليس لهم من يدعمهم كباقي الطوائف التي كانت مدعومة من السعودية وروسيا وبريطانيا وفرنسا. كان امل الشيعة الوحيد في لبنان هو الإمام موسى الصدر، الذي جاء من مدينة قم الإيرانية، لكن علماء لبنان كانوا يقولون له: انت إيراني. والصدر هو من ايقظ الشيعة، حيث لم تكن لديهم ثقة بالنفس، لأن الحكم كان دائما بيد العثمانيين وابن تيمية والعباسيين، ولم يستطع الشيعة إظهار معتقدهم".

وحول اصول مدينة طرابلس وتركيبتها المذهبية، قال نصر الله "الكثير من الشيعة تسننوا، ومدينة طرابلس قبل 100 عام كانت للشيعة، وسكانها من الشيعة، ومدينة صيدا كانت شيعية، والآن اصبحت سنّية".

وحول اصول الرئيس عون، قال نصر الله "ميشال عون من احفاد علي بن ابي طالب، والكثير من الشيعة في جزين إما تسننوا او تنصروا، ومدينة جزين اصبحت مسيحية".

وعن نشأة "حزب الله"، قال نصر الله "نحن ولدنا مع الثورة الإيرانية، لقد حصلنا على حياتنا ووجودنا من خلال الثورة، واهم تجربة لولاية الفقيه في الخارج كانت في لبنان، وإذا كنا الآن احياء ونعيش بعزة وكرامة، فذلك ليس بسبب السلاح والمال، بل بسبب اعتقادنا بولاية الفقيه"، لافتاً الى "ان اعتقاد "حزب الله" بولاية الفقيه يفوق اعتقاد الإيرانيين انفسهم"، مضيفاً "إيماننا بولاية الفقيه يختلف مع العديد من الإيرانيين، فمعتقدنا اقوى منهم، ونحن نؤمن ان طاعة ولاية الفقيه هي طاعة المعصوم".

كما اعتبر "ان مكانة ولاية الفقيه فوق الدستور اللبناني، ونحن نؤمن بذلك، ونعتبر تنفيذ اوامر ولي الفقيه واجبا إجباريا".

واعتبر الامين العام لـ"حزب الله" "ان الإيرانيين هم انصار الإمام المهدي الغائب، وظهور الإمام المهدي سيكون على يدهم، والثورة الإسلامية الإيرانية مهّدت الأرضية لظهور المهدي، وهذا لا مثيل له في التاريخ".

وهاجم نصر الله الثورة الخضراء التي شهدتها إيران عام 2009، قائلا "وجود الشيعة في العالم، ومقامات ومزارات الشيعة، مرهونة بوجود الجمهورية الإسلامية والشعب الإيراني، وفي فتنة عام 2009 ذهبت إلى إيران، والتقيت قادة الثورة الخضراء، وقلت لهم ان جميع اعداء إيران سعداء، وجميع الشيعة في العالم منزعجون مما حدث".

https://www.almarkazia.com/ar/news/show/16027/%D9%86%D8%B5%D8%B1%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87-%D9%85%D9%83%D8%A7%D9%86%D8%A9-%D9%88%D9%84%D8%A7%D9%8A%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%81%D9%82%D9%8A%D9%87-%D9%81%D9%88%D9%82-%D8%A7%D9%84%D8%AF%D8%B3%D8%AA%D9%88%D8%B1?fbclid=IwAR0Dyv0WXKrgeTCyIk_LXsO7-xLpI0XNJXkYI958pkZD2FQ3_mL3wMnomkA#.XbnB9yLgnJl.whatsapp

 

جعجع المتقلب! وجيشه الإلكتروني من الشتامين

د.توفيق هندي/فايسبوك/02 تشرين الثاني/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/80113/%d8%af-%d8%aa%d9%88%d9%81%d9%8a%d9%82-%d9%87%d9%86%d8%af%d9%8a-%d8%ac%d8%b9%d8%ac%d8%b9-%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%aa%d9%82%d9%84%d8%a8-%d9%88%d8%ac%d9%8a%d8%b4%d9%87-%d8%a7%d9%84%d8%a5%d9%84%d9%83%d8%aa/

طرح الدكتور جعجع بخصوص المطالبة ب"حكومة غير شكل" وإنتقاده الحكومات السابقة يشكل إستخفاف بعقول الناس.

فهو يتغاضى عن موازين القوى وعن أن حزب الله لا يزال ممسك بالسلطة في لبنان وأن الآليات الدستورية لا يمكنها إلا أن تنتج حكومة تمثل إرادة الغالبية البرلمانية، علما" أن هذه الغالبية لن تتخلى عن تسلطها على السلطة وأن الشارع يفتقد إلى قيادة، وليس بإمكانه أن يفرز قيادة حكيمة بوقت ضيق فيما الأحداث تحتم السرعة، قيادة يمكنها أن تكسر ميزان القوى أو أقله تعدل به بقدر معقول، في ظل وضع دولي وإقليمي عاجز وغير راغب بدعم الإنتفاضة الشعبية.

وأتساءل لماذا طرح جعجع نفسه عراب التسوية-الصفقة ولماذا شارك في هذه الحكومة والتي سبقتها وأكد أن ما فعله كان عين الصواب وهاجم من رفضها؟؟!!

فهو أساء التقدير سابقا". لذا عليه أن يعترف بهذا الخطء الجسيم ويعتذر من الشعب اللبناني عن فعلته التي ساهمت بوصول الوضع إلى ما وصل إليه ويعتزل السياسة لأنه ليس أهلا" لها.

برسم الشتامين

يظهر أن جعجع حرك جيشه الإلكتروني. فأتت غالبية الردود تعبر عن تدني مستوى كاتبيها وتدلل على ثقافة الشتيمة وفقدان المعرفة وتأليه القائد الملهم الذي لا يخطأ وغددية التصرفات والردود.

التسوية-الصفقة هي مع حزب الله بالمضمون وتدور حول ترئيس عون بالشكل. هدفها الرئاسة حتى لو عن طريق إيران وحزب الله ومن خلال وضع رجل في البورة ورجل في الفلاحة.

موقفي هو موقف سياسي-وطني-سيادي بإمتياز، موقف من مواقف جعجع وليس من شخصه، وليست مواقف تنبع من مشكلة شخصية معه، بالرغم من الإساءات لي ولعدد كبير من الرفاق المناضلين.

وللذين يتساءلون أو يتجاهلون عمدا" مواقفي تجاه حزب الله والطبقة السياسية الحاكمة والفاسدة ومواقفي السيادية، فليلقوا نظرة على مواقفي المستدامة على صفحتي فيسبوك وعلى إطلالاتي على الإعلام المرأي والمسموع. حبذا لو تكون الردود سياسية.

في مطلق الأحوال ، لا مكان على صفحتي هذه للشتيمة والتعرض الشخصي والإهانة التي لا تدلل إلا على فقدان الحجة المنطقية لأصحابها

 

ترامب يحجب 105 ملايين دولار من المساعدات العسكرية عن لبنان

رويترز/02 تشرين الثاني/2019

وطن: حجبت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، 105 ملايين دولار أمريكي من المساعدات العسكرية عن لبنان.

و ذكر مسؤولان أن إدارة ترامب ستحجب مساعدات أمنية للبنان حجمها 105 ملايين دولار، وذلك بعد يومين من استقالة رئيس وزرائه سعد الحريري.

وقال المسؤولان شريطة عدم الكشف عن هويتهما إن وزارة الخارجية أبلغت الكونجرس يوم الخميس بأن مكتب الميزانية في البيت الأبيض ومجلس الأمن القومي اتخذا ذلك القرار.

ولم يذكر المسؤولان سبب الحجب. وقال مصدر إن وزارة الخارجية لم توضح للكونجرس سبب القرار. ورفضت وزارة الخارجية التعليق.

وكانت الإدارة الأمريكية طلبت الموافقة على تلك المساعدات اعتبارا من مايو أيار، قائلة إنها ضرورية للبنان لتمكينه من حماية حدوده. ولبنان حليف مهم للولايات المتحدة في الشرق الأوسط المضطرب. وشملت المساعدات نظارات الرؤية الليلية وأسلحة تأمين الحدود.

لكن واشنطن أيضا عبرت مرارا عن قلقها من تنامي دور جماعة حزب الله الشيعية المسلحة في الحكومة اللبنانية. وتصنف الولايات المتحدة الجماعة المدعومة من إيران منظمة إرهابية.

وفي أعقاب استقالة الحريري يوم الثلاثاء وسط احتجاجات حاشدة ضد النخبة الحاكمة، حث وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو الزعماء السياسيين في لبنان على المساعدة في تشكيل حكومة جديدة تستجيب لاحتياجات شعبها ودعا إلى القضاء على الفساد المستشري.

وعبر مسؤول أمريكي لرويترز عن اعتقاده بأن المساعدة الأمنية ضرورية للبنان بينما يكافح للتغلب على حالة عدم الاستقرار، ليس داخل حكومته فحسب وإنما في منطقة مضطربة، ويؤوي آلاف اللاجئين من الحرب السورية.

وقال المسؤول إن المساعدات تكتسي أهمية خاصة لإسهامها في دعم وتقوية الجيش اللبناني الذي اعتبره واحدا من أكثر مؤسسات ذلك البلد كفاءة في الوقت الحالي، فيما يرجع إلى حد بعيد للدعم الذي يلقاه من واشنطن.

 

الخارجية الأميركية: لم نؤخر أي نفقات للجيش اللبناني

الحرة/02 تشرين الثاني/2019

قال مسؤول في الخارجية الأميركية السبت إن الولايات المتحدة لم تقم بتأخير أي نفقات أو مشتريات لمعدات عسكرية أميركية للجيش اللبناني. وأضاف المسؤول في تصريح للحرة أن "الولايات المتحدة تبقى ملتزمة بتقوية قدرة القوات المسلحة اللبنانية لتأمين حدود لبنان والدفاع عن سيادته والحفاظ على استقراره".

وتابع أن واشنطن "تواصل دعم الجهود التي يبذلها الشعب اللبناني لتشكيل حكومة جديدة تتمتع بالكفاءة والفعالية من أجل تحقيق الإصلاح الاقتصادي ووضع حد للفساد المستشري". وعبر المسؤول الأميركي عن قلق الولايات المتحدة "بشأن العنف أو الأعمال الاستفزازية ضد المتظاهرين". وكان مسؤول رفيع في البيت الأبيض قال الجمعة للحرة، إن الولايات المتحدة لم تتخذ بعد أي قرار بشأن تجميد مساعدات عسكرية وأمنية للبنان بقيمة 105 ملايين دولار. ورفض المسؤول، الذي لم ينف في الوقت ذاته أن الإدارة الأميركية قد تدرس هذه الخطوة في المستقبل، (رفض) التعليق على تفاصيل النقاش بين مجلس الأمن القومي ووزارة الخارجية بهذا الصدد. وكانت الخارجية الأميركية، قد رفضت التعليق على المعلومات التي نشرتها وكالة رويترز نقلاً عن مسؤولين أميركيين، بأن إدارة الرئيس دونالد ترامب تحتجز 105 مليون دولار كمساعدات أمنية للبنان. يشار إلى أن المسؤولين الأميركيين كانا قد أوضحا لرويترز شريطة عدم الكشف عن هويتهما، أن وزارة الخارجية الأميركية أبلغت الكونغرس الخميس بأن مكتب الميزانية في البيت الأبيض ومجلس الأمن القومي قررا حجب المساعدات العسكرية لبيروت.

 

شبيحة أمل تخاف من "شبح" تظاهرة

المدن/02 تشرين الثاني/2019

رغم أن الدعوة للتظاهر أمام مقر رئيس مجلس النواب نبيه بري، في عين التينة، كانت أشبه بنكتة ولم تتبنها معظم المجموعات التي تشارك في انتفاضة اللبنانيين وتظاهرات بيروت، تسمّر شبيحة حركة أمل على جميع مداخل عين التينة، وقطعوا الطريق المؤدية إليها استعداد لشبح التظاهرة المزعومة.

وخلافاً للبيان الذي صدر عن المكتب الإعلامي لرئيس المجلس الذي دعا فيه "جميع الحركيين، وأنصار الحركة ومحبيها ومؤيدي بري إلى البقاء في قراهم ومنازلهم ومزاولة أعمالهم كالمعتاد وذلك درءاً للفتنة، ومن أجل تفويت الفرصة على الساعين لزعزعة استقرار لبنان"، تجمع بعض كهول الحركة وفتيانها في محيط مداخل القصر منتظرين شبح التظاهرة. وبمعزل عن اعتبار المكتب الإعلامي هذه "الدعوة مشبوهة ويراد منها افتعال الفتنة واغراق البلاد بمزيد من الفوضى"، لم يُعرف لماذا الاعتصام أو التظاهر أمام بيت بري من شأنه إغراق البلد بالفوضى بعد. ولم يعرف لماذا غزوة مئات الحركيين لمخيم المتظاهرين في ساحتي رياض الصلح وإحراقها والاعتداء عليهم، ليس من شأنه إحداث الفوضى. لكن أصحاب الفوضى ومفتعليها يعرفون كيف يشعلونها ومتى، فاقتضى منهم التوضيح والتهديد بها، وتسمروا أمام القصر حرصاً عليها وخوفاً مِمن لا رغبة لديهم ولا قدرة على القيام بها.  

 

توضيح من رئاسة الجمهورية حول سبب "تأخر الاستشارات"

وكالات/02 تشرين الثاني/2019

صدر عن مكتب الاعلام في رئاسة الجمهورية البيان الآتي:

يتناقل بعض وسائل الاعلام المرئي والمسموع والمكتوب معلومات مختلفة، وبعضها مختلق، حول اسباب عدم تحديد موعد الاستشارات النيابية الملزمة لتكليف شخصية تشكيل الحكومة الجديدة.

يهمّ مكتب الاعلام في رئاسة الجمهورية ايضاح الآتي:

- اولاً: انّ فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون يجري، منذ تقديم دولة الرئيس سعد الحريري استقالته، الاتصالات الضرورية التي تسبق تحديد موعد الاستشارات النيابية الملزمة، وذلك انطلاقاً من انّ الظرف الراهن في البلاد يتطلّب معالجة هادئة للوضع الحكومي تفضي الى حلّ بعض العقد المطروحة حتى يأتي التكليف طبيعياً، ما يسهّل لاحقاً عملية التأليف.

- ثانيا: يرى فخامة الرئيس انّ التحديات الكبيرة التي سوف تواجه الحكومة العتيدة تفرض مقاربة سريعة لكن غير متسرّعة لعملية التكليف، لأنّ الاستعجال في مثل هذه الحالات يمكن ان تكون له تداعيات مضرّة.

ويلفت مكتب الاعلام الى انّ موعد الاستشارات سيحدّد قريبا، مع العلم انّها ليست المرة الاولى التي يعمد فيها رئيس الجمهورية الى اجراء مشاورات تسبق تحديد موعد استشارات التكليف، وكان ذلك يتم في ظروف أفضل بكثير من الظروف الراهنة التي تمر بها البلاد.

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

بري لـ"مستقبل ويب": مع إعادة تكليف الحريري ومتمسك بتمثيل الحراك

الجمهورية/02 تشرين الثاني/2019

شدّد رئيس مجلس النواب نبيه بري على وجوب "العجلة" في التكليف ومن ثم بالتأليف لمعالجة الأزمات الاقتصادية وتلبية المطالب الشعبية المحقة.  واكد في حوار مع "مستقبل ويب" ان موقفه معروف بالنسبة للتكليف وقد أبلغه للمعنيين ، موضحا أنه مع إعادة تكليف الرئيس سعد الحريري. أما بالنسبة الى التأليف، فاشار الى أنه مع حكومة مصغرة أو أصغر من الحكومة الحالية مؤكدا أنه متمسك بتمثيل الحراك ، "لكن في هذه الحال يصبح الموضوع سياسياً ويمكن توزير سياسيين وتقنيين."ولفت بري الى أنه تواصل مع رئيس لجنة المال النائب ابراهيم كنعان وسيعقد الثلثاء المقبل أول اجتماع للجنة للبدء بمناقشة موازنة٢٠٢٠،متوقعاً إنجازها وإقرارها في الهيئة العامة خلال شهر كحد أقصى لأنها "خفيفة نضيفة".

 

عون يسعى إلى «حل بعض العقد» قبل مشاورات الحكومة الجديدة

بيروت: «الشرق الأوسط أونلاين»/02 تشرين الثاني 2019

قال الرئيس اللبناني، ميشال عون، اليوم (السبت)، إنه سيحدد قريباً موعداً لإجراء مشاورات رسمية مع أعضاء البرلمان لتكليف شخصية بتشكيل الحكومة بعد استقالة رئيس الوزراء، سعد الحريري، الأسبوع الماضي، لكنه يعكف حالياً على «حل بعض العقد» أولاً. ووفقاً لوكالة «رويترز» للأنباء، لم يحدد عون بعد موعداً لبدء هذه المشاورات، لكنه قال إنه يجري حالياً «الاتصالات الضرورية التي تسبق تحديد موعد الاستشارات النيابية الملزمة». وذكر بيان صدر عن مكتب الإعلام في رئاسة الجمهورية اللبنانية: «يرى الرئيس أن التحديات الكبيرة التي سوف تواجه الحكومة العتيدة تفرض مقاربة سريعة، لكن غير متسرّعة لعملية التكليف، لأن الاستعجال في مثل هذه الحالات يمكن أن تكون له تداعيات مضرّة». وأضاف البيان أن عون بحاجة إلى «حل بعض العقد المطروحة»، دون مزيد من التوضيح. واستقال الحريري يوم الثلاثاء، بعد احتجاجات مناهضة لحكومته في أنحاء البلاد، وخفت وتيرة الاحتجاجات منذ استقالته لكن المتظاهرين لا يزالون في الشوارع. وأحد أهم مطالبهم تشكيل سريع لحكومة جديدة يقودها تكنوقراط لتنفيذ إصلاحات اقتصادية صار البلد في أمس الحاجة إليها. وألقت الاحتجاجات الواسعة، التي اندلعت في 17 أكتوبر (تشرين الأول)، لبنان في أتون أزمة سياسية في الوقت الذي يواجه فيه أسوأ أزمة اقتصادية منذ الحرب الأهلية التي دارت رحاها بين عامي 1975 و1990. وأجبرت الاحتجاجات البنوك على غلق أبوابها لأسبوعين بسبب مخاوف أمنية. وقال رئيس جمعية مصارف لبنان، سليم صفير، السبت، إن البنوك لم تشهد «أي تحركات غير عادية» للأموال يومي الجمعة والسبت، في حين قال حاكم مصرف لبنان المركزي رياض سلامة، إن إعادة فتح البنوك «لم تسبب أي مشاكل في أي بنك».

 

حزام الأمان المالي رهن تسريع الاستحقاق الحكومي

النهار/02 تشرين الثاني 2019

اذا كانت المؤشرات والمعطيات المتصلة بانطلاق عملية تشكيل الحكومة الجديدة تكليفاً وتأليفاً لا تزال مشوبة بالغموض في انتظار بلورة "مسارات" المشاورات الجارية بعيداً من الأضواء في كل من القصر الجمهوري في بعبدا وعين التينة و"بيت الوسط"، فإن الصوت الأعلى من الاستحقاق الحكومي الذي طغى أمس على اهتمامات اللبنانيين وأولوياتهم تمثل في الواقع المصرفي مع فتح المصارف أبوابها أمام الزبائن بعد اقفال نادر لهذا القطاع الحيوي دام أسبوعين. واذ غلبت الانطباعات الايجابية على حصيلة عودة المصارف الى عملها بما يدفع قدماً عملية "تطبيع" الأوضاع الداخلية واعادة تحريك الدورة الانتاجية في ظل الانفراج الواسع الذي استشعره المواطنون بفعل تسهيل شؤونهم المالية والمصرفية، فإن هذه الخطوة لم تحجب حال الحذر والترقب المستمرين حيال الواقع المالي الحسّاس والدقيق الذي تثار حوله الاحتمالات المثيرة للقلق في ظل المعطيات المالية والاقتصادية الخطيرة من جهة والسياسية من جهة أخرى، في ظل المرحلة الانتقالية لتشكيل حكومة جديدة. فالتسهيلات التي وفّرتها المصارف مع عودتها الى نشاطها أمس بدت مرضية الى حدود كبيرة في معاملات عدّة أمنت حصول المواطنين على الكثير من حاجاتهم ومواردهم الملحة بعد اقفال أسبوعين. لكن ثمة معاملات أخرى أدرجت تحت سقف الاجراءات الاحترازية ولم يفتح الباب بعد أمام تحويلات بالدولار الى الخارج في انتظار مرور الأيام الأولى من عودة فتح المصارف. وبينما بدت الاجراءات الاحترازية متوقعة وغير مفاجئة، فإنها أضاءت على الجانب الحذر من تداعيات الواقع الداخلي الراهن بشقيه السياسي والمالي، علماً أن الأوساط المصرفية والمالية والاقتصادية كما معظم اللبنانيين ينتظرون بفارغ الصبر تحديد موعد الاستشارات النيابية الملزمة التي سيجريها رئيس الجمهورية العماد ميشال عون لتكليف شخصية تأليف الحكومة الجديدة، باعتبار أن هذه الخطوة ستكون بمثابة حزام أمان للواقع المالي ايذاناً بانطلاق المسار الدستوري مجدداً في شكل طبيعي بما ينعكس ايجاباً مالياً ومصرفياً بتقليص القلق من احتمالات التدهور المالي.

وتقول الأوساط المصرفية المعنية أن اليوم الأول من عودة المصارف الى العمل شكل اختباراً مهماً جداً لمتانة الاستعدادات والاجراءات التي اتخذتها جمعية مصارف لبنان بالاتفاق مع حاكم مصرف لبنان رياض سلامة لتلبية طلبات المواطنين وطمأنة الناس والأسواق المالية وسائر المهتمين الى قوة القطاع المصرفي وجهوزيته أمام كل ما يواجهه من متطلبات استثنائية وتحديات مثل التهافت الكبير والكثيف للمواطنين الذي حصل أمس. وتضيف أن الأيام المقبلة ستكون استكمالاً لهذا الاختبار الذي يؤمل اذا سار على نحو طبيعي أن يبدّد القلق الذي ساور الناس حيال الواقع المالي والمصرفي، كما من شأن ذلك أن يسهل تدريجاً تخفيف الاجراءات الاحترازية المتخذة للحفاظ على الاستقرار المالي. لكنها شددت على أن أي تلكؤ أو تباطؤ أو عرقلة في مسار الاستحقاق الحكومي سيترك تداعيات سلبية لا يمكن تجاهلها، الأمر الذي يضع كرة الحماية المصرفية والمالية في ملعب المسؤولين الرسميين والسياسيين خصوصاً في الايام القريبة.

ويشار في هذا السياق الى أن عودة المصارف الى عملها بسلاسة على رغم الزحمة الكبيرة التي شهدتها، اخترقها حادث اقتحام عدد محدود من المتظاهرين مبنى جمعية المصارف في الصيفي حيث سعوا الى ايصال رسالة الى الجمعية بمطالبهم وقد اخرجتهم قوى الامن الداخلي لاحقاً.

الاستشارات… والمشاورات

أما بالنسبة الى موعد الاستشارات، فافادت المعلومات المتوافرة من قصر بعبدا أمس انها اذا لم تحدد الاثنين المقبل فالثلثاء على أبعد تقدير، لكن معلومات توافرت لاحقا رجحت صدور الدعوة الى الاستشارات اليوم على ان تجرى الاثنين ليوم واحد. وأشارت المصادر المواكبة إلى أن الاتصالات التي يجريها الرئيس عون مستمرة والواضح أن التأليف والتكليف يسيران بشكل متوازٍ ولو جرى الاتفاق على نوع الحكومة أي أن تكون سياسية أو تكنوقراط أو تكنوسياسية لكان حدد موعد الاستشارات النيابية. واعتبرت أن تأخير موعد الاستشارات لا يشكل ثغرة، وأن من الافضل التأخر في الدعوة إلى استشارات التكليف أياما على أن يجري التكليف ويتأخر التأليف أشهراً نظراً إلى التجارب السابقة في تشكيل الحكومات. ولاحظت أنه لو تم اتفاق على حكومة تكنوقراط لكان أصبح واضحا من سيكون رئيسها. وتوقعت المصادر أن تكون الحكومة المقبلة مصغرة مع الإشارة الى ان العدد النهائي للوزراء لم يتفق عليه. ومع ان اسم الرئيس سعد الحريري يبقى الاكثر ترجيحاً بل بلا منازع لاعادة تكليفه تأليف الحكومة، فان المعطيات القائمة حول تكليفه لا تزال تشير الى تعقيدات لا يستهان بها لجهة شكل الحكومة وطبيعة الاولويات التي ستتولاها بعد "زلزال " الانتفاضة الشعبية المستمرة والبرنامج الذي ستلتزمه وهو أمر يعكس حقيقة هي ان المشاورات السرية جارية استباقا للتكليف على خلفية التشققات السياسية التي احدثتها استقالة الحريري وحكومته.

نصرالله

ولامس الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله هذا الموضوع في كلمته أمس اذ قال: "استقالت الحكومة ولم نكن نؤيد الاستقالة ورئيس الحكومة له أسبابه ومن تداعيات الاستقالة أن ورقة الاصلاحات جمدت. واصبحت المعالجة الاقتصادية في دائرة الانتظار بعد استقالة الحكومة وكل الذي نزل الناس من أجله سيضيع ولن يتحقق".

واذ رأى ان "على اللبنانيين ألا يدفعوا في اتجاه الفراغ في السلطة"، وضع بدوره مواصفاته للحكومة فدعا الى "تشكيل حكومة جديدة في اقرب وقت ممكن"، وقال: "هذه الحكومة الجديدة نطالبها بان تسمع مطالب الناس الذين نزلوا إلى الشارع. يجب سماع صوت الشعب ووضع برامج للاستجابة للناس، وأن يكون عنوان الحكومة استعادة الثقة. يجب أن تقدم الحكومة كل العناصر التي توحي بالثقة والجدية بالعمل. المطلوب الجدية واعطاء اولوية، وان يكون عمل الحكومة في الليل والنهار". وحضّ تشكيل حكومة "سيادية حقيقية بعيدة من الاملاءات".

وفي التحركات السياسية المتصلة بالاستحقاق الحكومي، عقد "تكتل لبنان القوي" اجتماعا أمس برئاسة الوزير جبران باسيل عرض خلاله "المستجدات على خلفية خطاب رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، مؤكدا التزام مضمونه". كما بحث الأمور السياسية و"موضوع تشكيل الحكومة ورئيسها والخيارات المطروحة". وفي سياق متصل بالوزير باسيل، نفت مصادر مقربة من رئيس "تيار المردة" الوزير السابق سليمان فرنجية مساء امس عبر "النهار" ما اشيع اعلاميا عن لقاء مزعوم لفرنجية وباسيل في منطقة الشمال. وقالت أوساط "المردة" إن لا صحة اطلاقاً لهذا الخبر وان لا سبب حاليا يدعو الى اي لقاء مماثل.

وفي المقابل، رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع عقب ترؤسه اجتماع "تكتل الجمهورية القوية" بأنه "لا يمكن أن نخرج من الوضع الذي نحن فيه اليوم سوى بخطوة إنقاذيّة كبرى هي كناية عن حكومة مختلفة عن كل سابقاتها حكومة إنقاذ تتألف من شخصيات مستقلّة من ذوي الإختصاص وأهم ما في الأمر أن تكون هذه الشخصيات نظيفة الكف، مستقيمة، ولديها حياة وسيرة وتجارب ناجحة" وقال "إن هذه الشخصيات يجب ألا تكون تابعة لأي حزب أو مرتبطة بأي شخصيّة سياسيّة معيّنة فنحن عندما ننادي بتأليف حكومة تكنوقراط لا نعني مستشارين تقنيين صغارا لأن هؤلاء لا يمكنهم انجاز أي أمر لأنهم في نهاية المطاف يتصرّفون تبعاً لإملاءات الأفرقاء السياسيين".

 

مخرج لائق للتيار...

المركزية /02 تشرين الثاني/2019

لم يعد أحد من اللبنانيين يحتاج إلى اثباتات او شواهد للتدليل الى أن لبنان يمر بأزمة وطنية كبيرة ربما تكون أزمة حكم. ما يجري على مستوى السلطة السياسية بُعيد الثورة الشعبية، حيث يبحث كل طرف عن ضمانات تقيه "شرور" الغياب المباشر عن طاولة مجلس الوزراء، يؤكد انعدام الثقة، حتى بين شركاء الحكم والتسويات السياسية انفسهم، حتى ان القوى السياسية المعنية بالتشكيل باتت تقارب الدستور من الزاوية التي تخدم لحظتها وحرتقاتها وليس الثوابت أو المصلحة العليا للدولة. فما بلغته احوال البلاد من تدهور على المستويات كافة مسؤولة عنه مجمل هذه القوى. فالكل شريك، ولو أن نسب الشراكة تتفاوت بين مكون وآخر، ومقتضيات لملمة الوضع ومنع الانهيار تفترض وفق منطق الامور ان يتشارك هذا الكل، ما دام قابعا في الحكم، في عملية الانقاذ، ويقدم التضحيات تكفيرا عما ارتكب من "موبقات" دفعت بنصف الشعب اللبناني الى انتفاضة ضده في الشارع لم يشهد لها لبنان مثيلا في تاريخه الحديث، والا، خلاف ذلك يعني دفع العباد الى ثورة اعظم على الارجح من " 17 تشرين"، تصبح العودة معها الى الوراء صعبة لا بل مستحيلة. هذا الواقع، تفيد اوساط سياسية مواكبة للحراك الناشط على خط المشاورات "المركزية" ان بعض الاطراف السياسية يتعاطى معه كأنه لم يكن، او ان هذا البعض لم يكن في لبنان على مدى اربعة عشر يوما من التظاهرات التي لم تترك طريقا الا وارتادته، بل على الارجح في كوكب آخر، او ان مصالحه تمنعه من رؤية ما يدور حوله. وتوضح ان الاتصالات تتركز حتى اللحظة على كيفية اقناع الفريق المشار اليه بوجوب النزول عن الشجرة وقراءة التحولات الجذرية في الشارع ووضعها في اعتبارات تشكيل الحكومة الجديدة، لا بل في رأس القائمة، ذلك ان احدا لم يعد قادرا على تجاوز هذا المعطى المستجد او التعاطي مع التشكيل على انه غير موجود.

واذ تلفت الى ان اكثر الاطراف المعروفة بتصلبها في فريق الحكم، اي حزب الله، اصبح بعد الثورة في مكان آخر، بدليل ان اطلالة امينه العام السيد حسن نصرالله امس لم تشهد لا رفع اصابع ولا تهديد ولا لاءات كانت حتى الامس القريب حاضرة في مجمل خطاباته، فقد لمس من استمع اليه، ليونة ملحوظة في مواقفه لا سيما تجاه الثوار الذين دعا الى الحوار والتواصل معهم، ولئن كانت هذه الدعوة في اعتبارات البعض مجرد تهدئة لتنفيس شارعه الشيعي المنتفض ضده. وتكشف ان حزب الله الذي يستشعر التحولات في الداخل عبر الحراك وفي الاقليم لا سيما في العراق يهمه تسريع تشكيل الحكومة وقد تكونت لديه شبه قناعة بأن حكومة تكنوسياسية هي الاكثر قبولا من معظم المكونات قد تكون اهون الشرور وافضل من واقع اللاحكومة الذي يخشى معه ان يطرأ ما قد يرفع منسوب المطالب الشعبية المتجددة من الحياتي الاقتصادي الى وجوب التخلي عن سلاحه على غرار المشهد العراقي. وهو، اي الحزب، انتقل استنادا الى قلقه هذا من مرحلة القبول الى حقبة محاولة اقناع شريكه التيار الوطني الحر بأهمية تشكيل حكومة تكنوسياسية تعتمد مبدأ الفصل بين النيابة والوزارة وهو اساسا مشروع تبناه التيار اولا، فيشكل انذاك مخرجاً لائقا لجهة ابعاد بعض الوجوه النيابية الوزارية المرفوضة من الشارع المتظاهر من جهة، ويؤكد نهج التيار الاصلاحي من جهة ثانية باعتباره يطبق الاصلاحات بدءا بنفسه فيعيد للعهد بعضا من وهجه المفقود خشية فقدانه بأكمله وتحميله ثمن الانهيار كاملا في حين لا يتحمل حتى الساعة الا جزءا يسيرا منه. وتوضح الاوساط ان ترميم التسوية وفق المعطيات الجديدة لم يعد "عملة رائجة"، والاجدى بمن يريد الانقاذ عن حق ان يقدم التنازلات لمصلحة الوطن الذي يحتفل بمئويته الكبيرة قبل ان تصبح هذه المئوية نهاية للنظام لا استمراراً له.

 

لقاء بين باسيل وفرنجية: اتفاق على التهدئة ولا ايجابيات

المركزية /02 تشرين الثاني/2019

علمت “المركزية” ان اجتماعا عقد في الساعات الاخيرة بين رئيس التيار الوطني الحر وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل ورئيس تيار المردة سليمان فرنجية في احدى مناطق الشمال، تناول تطورات المرحلة ووجوب الحفاظ على اجواء التهدئة بين التيارين على رغم التشنج السياسي الحاد بينهما منذ ما يقارب الاربعة اعوام على خلفية جملة ملفات ليس اقلها الانتخابات الرئاسية. وافادت المعلومات ان اجواء الاجتماع لم تكن ايجابية بفعل التباعد الواسع في وجهات النظر ازاء مجمل الملفات الداخلية ، بحيث لم يتم التوصل الى اي اتفاق او خطة محددة لاعادة العلاقات بين الطرفين الى سابق عهدها، بل اقتصرت النتيجة على وجوب عدم التصعيد في المرحلة الراهنة بما يخدم المصلحة الوطنية.

 

 تأخر الحسم ونتائجه

اللواء المتقاعد عصام ابو جمرة/02 تشرين الثاني/2019

خمسة ايام مرت ولم تتم استشارات تاليف الحكومة الجديدة . وأعلن ارجاؤها الى الاثنين او الثلاثاء ، والمرجح ان لا تتم نتيجة تضارب المصالح بين قيادات الاحزاب المسيطرة في المجلس النيابي ، واهداف من يثور على هذا المجلس والعهد معا. ان القرار صعب على رئيس العهد اذا لم يتخلى عن المشاركة في الحكم وكذلك على رؤساء الاحزاب الكبرى والتي تريد المحافظة على مشاركتها بالحكم ايضا. من ناحية اخرى ومع كل تاخير في الحسم ... تزداد الازمة الاقتصادية نتيجة ارتفاع سعر الدولار من جهة وغلاء المعيشة بارتفاع اسعار السلع في السوق من جهة اخرى وهذا امر، يرهق الطبقة الفقيرة من الشعب .ويدفها على تصعيد الثورة

لذلك على الثائرين على الوضع ، متابعة الضغط والتحرك في كل لبنان ، والاصرار على السرعة بتاليف حكومة من الحياديين اصحاب المعرفة والخبرة والنزاهة من خارج المجلس النيابي والاحزاب المشاركة حاليا بهذا الحكم ...والا في حال المماطلة في التاليف : تقوية الضغط للاسراع بحسم هذه المعركة الشعبية... بالمطالبة بحكومة انتقالية عسكرية من المجلس العسكري ، تعفي الرئاسة من الاستشارات وتنهي الوضع المتازم ، والا: تي تيتي..... مثل ما رحتي .... جيتي . نعم ليس سهلا :الاعتراف بنجاح ثورة على العهد، نتيجة استغلال وسوء تصرف القيادات المشاركة في الحكم، لا بل صعب جدا ,...ولكن :

. نعم والف نعم ليس سهلا محاربة ثورة شعب والقضاء عليها ... لا بل مستحيلا".

 

بعد الهدوء النسبي.. تحضّروا لـ«أحد الوحدة»!

جنوبية/02 تشرين الثاني/2019

بعد الهدوء النسبي الذي خيّم على الشارع اللبناني بعد استقالة رئيس الحكومة سعد الحريري وما تلاه من كلمة لرئيس الجمهورية ميشال عون، عادت التحركات مجدداً واعدةً بـ”أحد الوحدة”، إذ أصدرت حملة “لحقّي” بياناً جاء فيه التالي:

“بعد المحاولات الكثيرة لقوى المنظومة لضرب الإنتفاضة والإلتفاف على ثورة الشارع، تحاول أحزاب السلطة استخدام ورقة التفرقة المذهبية والطائفية بهدف حرف ثورتنا عن مسارها عبر أدواتهم المعروفة، وبعد إصرار الناس على مواجهة كلّ قوى المنظومة في كلّ المناطق وفي كلّ الساحات ملتزمين بمطالب الثوار الموحّدة وبسلمية التحركات وبالحرص على تضامن الناس رغم كلّ الإعتداءات والظلم والقمع الممنهج الواقع بحق الناس، فلنعلن يوم الأحد يوم الوحدة، وحدة حقوقنا ومصالحنا بوجه وحدة قوى المنظومة الحاكمة التي تنتهك حقوق الناس. في أحد الوحدة، فنملأ الساحات العامة والشوارع وننزل في تظاهرات حاشدة في كل المناطق حتى تحقيق باقي أهداف الثورة:

استشارات نيابية فورية من أجل تشكيل حكومة موقتة ذات مهام محدّدة، حكومة للناس من خارج مكونات الطبقة الحاكمة تتحدد مهامها بما يلي:

1- إدارة الأزمة المالية وتخفيف عبء الدين العام وإقرار قانون يحقق العدالة الضريبية.

2- إنتخابات نيابية مبكرة تنتج سلطة تمثل الشعب.

3- القيام بحملة جدّية لمناهضة الفساد ضمنها إقرار قوانين استقلالية القضاء واستعادة الأموال العامة المنهوبة”

 

الإعلام الإيراني يرد على احتجاجات العراق ولبنان.. بضرب "أرامكو"

المدن/02 تشرين الثاني/2019

تتحدى الاحتجاجات الحالية في لبنان والعراق النفوذ الإيراني في البلدين (غيتي)

تزامنت الاحتجاجات في العراق ولبنان بشكل مدهش طوال الأسبوعين الماضيين، وتطابقت ليس فقط في الشعارات التي تدعو لنبذ الطائفية والمزيد من العدالة الاجتماعية وتحسين الظروف المعيشية اليومية، بل أيضاً في تحدي النفوذ الإيراني القوي في البلدين.

وفيما كان الإعلام الإيراني يحذر من "الفتنة" في البلدين، عبر نظرية المؤامرة الكلاسيكية، بربط التظاهرات بمخطط صهيوني أميركي ضد الجمهورية الإسلامية، فإن ذلك الإعلام انتقل كما يبدو من الدفاع إلى الهجوم، عبر التهديد بشن هجمات ضد منشآت النفط في المملكة العربية السعودية مجدداً، بصورة أشد من الهجوم السابق الذي ضرب منشآت شركة "أرامكو" في أيلول/سبتمبر الماضي، وتحملت مسؤوليته ميليشيا المتمردين الحوثيين في اليمن، المرتبطين بطهران. برزت هذه التهديدات، السبت، في صحيفة "كيهان" المقربة من المرشد الأعلى علي خامنئي، في مقال يناقش التظاهرات في العراق. وقالت: "اليوم ليس هناك أدنى شك في أن الولايات المتحدة الأميركية والنظام الصهيوني والسعودية والإمارات منشغلون في العراق، ومن المؤكد أن السعودية لا تريد تحسين الوضع الاقتصادي في العراق، وبحكم طبيعتها، لا يمكن للسعودية أن تفكر في الإصلاح السياسي أو الانتخابات الحرة في العراق".

وكررت الصحيفة الخطاب الرسمي الإيراني بالقول أن الهدف من التظاهرات هو خلق حالة انعدام الأمن في العراق من أجل إعادة ظهور تنظيم "داعش" مجدداً وضرب العلاقات العميقة والودية بين العراق وإيران حسب تعبيرها. قبل أن تطلق تهديداتها.

وإن كان ذلك الخطاب يأتي عبر منبر إعلامي وليس خطاباً دبلوماسياً مباشراً، إلا أن ذلك الأسلوب متكرر في إيران التي تتحرك في الشرق الأوسط عبر شبكة من الوكلاء في لعبة نفوذ ضد منافسيها الإقليميين، في وقت تسعى فيه للتفاوض مع القوى الغربية، منذ انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي الإيراني. يأتي ذلك بعد انتشار صور ومقاطع فيديو في مواقع التواصل الاجتماعي، تظهر حرق وتشويه صور خامنئي والقائد في الحرس الثوري قاسم سليماني، خلال التظاهرات التي شهدتها البلاد، الجمعة. كما رددوا شعارات: "بغداد تبقى حرة إيران تطلع برة". وكان رد الصحيفة هو اتهام المتظاهرين في العراق باستلامهم مبلغاً مالياً قدره 150 دولاراً  يومياً مقابل التظاهر!. والحال أن خامنئي اتهم كلاً من الولايات المتحدة والوكالات الاستخباراتية الغربية والمال الذي تقدمه بعض الدول الإقليمية المنافسة بإثارة الفوضى في المنطقة، وقال في وقت سابق من الأسبوع: "أنصح لبنان والعراق بأن تكون الأولوية لهما هي الوقوف أمام هذه التهديدات الأمنية". كما أن الإعلام الإيراني صور الأحداث في البلدين بطريقة سلبية، ووصف المعلقون في الصحافة الرسمية والمحافظة الأحداث في البلدين بأنها "فتنة"، وهو ذاته ما استخدم لوصف التظاهرات المعادية للحكومة العام 2009 و2017، فيما أشار بعض المعلقين إلى أن محرضين أميركيين وإسرائيليين وسعوديين، هم من أثاروا الاضطرابات لإضعاف إيران وخلق الانقسامات داخل الدولتين الحليفتين لها في المنطقة. على سبيل المثال، كتب المحرر لصحيفة "كيهان" المحافظة، والمستشار البارز لآية الله خامنئي، حسين شريعت مداري، داعياً المتظاهرين للزحف نحو سفارتي السعودية والولايات المتحدة، بدلاً من التظاهر بشكله الحالي، فيما طلب المعلق حامد رضا زاندي إلى حرق العلمين الأميركي والسعودي رداً بـ"لا كبيرة" على الانتفاضة.

الموقف الإعلامي الإيراني من الاحتجاجات في لبنان لم يكن مختلفاً، كما لم يكن هنالك اختلاف بين الصحف المحافظة وتلك الإصلاحية. فعلى سبيل المثال، سلطت صحيفة "افتاب يزد" الإصلاحية في افتتاحية لها، الضوء على استقالة رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري، وشبهتها باحتجاز الحريري في الرياض، وكيف استُدعي ولم يعد بإمكانه العودة إلى بيروت! وأشارت الصحيفة إلى أن ما حصل في بيروت هو نوع من الاحتجاز السياسي حصل هذه المرة داخل الأراضي اللبنانية. مضيفة أن الاعتراضات والاضطرابات في العراق ولبنان قد جرت بحجة الفساد والقضايا الإقتصادية، لكن بتدقيق في هوامش هذه الاعتراضات، فإن المستهدف في العراق من قبل القوى الإقليمية المتدخلة والغربية، هو الحكومة المنتخبة شعبياً وفصائل الحشد الشعبي؛ وفي لبنان أيضاً الحكومة القانونية، ما يعني أن هناك أهدافًا لهذه الفوضى الأخيرة في كلا البلدين يُخطَط لها خلف السِتار، حسب تعبيرها.

ويرى خبراء غربيون، بحسب صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية أن القيادة الإيرانية تنظر للاحتجاجات باعتبارها تهديداً وجودياً، كما أن المسؤولين الإيرانيين يشعرون بالقلق من القوة المعادية للتظاهرات في الجوار الإيراني، وإمكانية انتقالها للداخل، خصوصاً أن هنالك اشتراكاً في المظالم بين العراقيين واللبنانيين والإيرانيين ضد المؤسسات الحاكمة في بلادهم، فالموجة الأخيرة من الاحتجاجات التي اندلعت في إيران كانت متجذرة، مثل التظاهرات الحالية في العالم العربي، بالاقتصاد والبطالة والإحباط من الفساد الحكومي.

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

 أميركا: إيران الأولى عالمياً في دعم الإرهاب

أميركا حذّرت في تقريرها السنوي من تعافي «القاعدة» بعد ضعف «داعش»

واشنطن: معاذ العمري/الشرق الأوسط/02 تشرين الثاني/2019

أصدرت الولايات المتحدة، أمس (الجمعة)، تقريرها السنوي لمكافحة الإرهاب وجاءت بموجبه إيران في صدارة قائمة الدول الراعية للإرهاب، إذ صُنّفت بوصفها أسوأ رعاة الإرهاب العالميين. وأشار التقرير الصادر عن وزارة الخارجية إلى أن نظام طهران أنفق ما يقرب من مليار دولار خلال العام 2018 لدعم الجماعات الإرهابية التي تعمل كوكيل لإيران ومن أجل توسيع نفوذها في أنحاء العالم. وقال منسق مكافحة الإرهاب في وزارة الخارجية السفير ناثان سيلس، خلال مؤتمر صحافي أمس، إن الانتصار الذي يُحسب للولايات المتحدة هو «إنهاء حلم الخلافة» المزعومة لـ«داعش» في سوريا والعراق، وهزيمة هذا التنظيم الإرهابي باستعادة العديد من الأراضي التي كانت تحت سيطرته. وأفاد سيلس بأن خطر الإرهاب والعمليات التي تنفذها الجماعات الإرهابية المسلحة تركز العام الماضي في مناطق الشرق الأوسط، أفريقيا، وجنوب وغرب آسيا، من دون التقليل من خطر الإرهاب في كل أنحاء العالم. وحذّر من توسّع الآيديولوجيا المتطرفة لـ«داعش» و«القاعدة» حول العالم مع استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، وشبكة الإنترنت. وأضاف: «خلصت الولايات المتحدة في تقريرها إلى استراتيجية شاملة لمحاربة الإرهاب ومواجهته، مع التواصل مع الحلفاء والشركاء حول العالم لتجفيف منابعه». وقال إن إيران تعد الدولة الأولى الراعية عالمياً للإرهاب، وذلك بدعمها تنظيمياً ومالياً واستراتيجياً ميليشيات تابعة لها تحارب في سوريا، و«حزب الله» و«حماس» وتنظيمات أخرى، إضافة إلى الدعم الممنوح للحرس الثوري و«فيلق القدس» التابع له.

واعتبر التقرير الذي أصدرته الخارجية وسيتم تسليمه للكونغرس، أن المشهد الإرهابي لا يزال معقداً منذ عام 2018. وحتى مع فقد «داعش» كامل أراضيه ومصادره المادية في العراق وسوريا، إلا أن التنظيم أثبت قدرته على التكيف مع هذه الضغوط، وخاصة من خلال جهوده لإلهام أو توجيه المتابعين له عبر الإنترنت، وتطور وجوده العالمي من خلال الأفرع التابعة والشبكات التي تشن هجمات في الشرق الأوسط وجنوب وشرق آسيا وأفريقيا.

وأكد التقرير أن الولايات المتحدة وشركاءها قطعوا خطوات كبيرة لهزيمة المنظمات الإرهابية الدولية عام 2018. وذلك من خلال تحرير كل الأراضي التي كان تنظيم داعش يسيطر عليها سابقاً في سوريا والعراق، إذ تم تحرير أكثر من 110 آلاف كلم مربع ونحو 7.7 مليون رجل وامرأة وطفل من حكم «داعش». ورأى تقرير الخارجية أن هذه النجاحات مهدت الطريق للتدمير النهائي لما يسمى «الخلافة» المزعومة لـ«داعش» في عام 2019. كما عاد الإرهابيون الذين شاركوا في معارك التنظيم إلى ديارهم من منطقة الحرب في سوريا والعراق أو سافروا إلى بلدان ثالثة، مما يشكل مخاطر جديدة لتلك البلدان. وفي الوقت نفسه واصلت الولايات المتحدة وشركاؤها متابعة أنشطة تنظيم «القاعدة» على مستوى العالم، وطبقت الولايات المتحدة الحد الأقصى بالضغط على الإرهاب المدعوم من إيران، وتوسيع العقوبات بشكل كبير على الجهات الفاعلة والجهات الحكومية الإيرانية، وبناء إرادة سياسية دولية أقوى لمواجهة تلك التهديدات، بحسب ما أشار التقرير. وجاء في التقرير: «لا تزال إيران أسوأ دولة راعية للإرهاب في العالم، إذ أنفق النظام ما يقرب من مليار دولار في السنة لدعم الجماعات الإرهابية التي تعمل كوكيل لإيران وتوسيع نفوذها في جميع أنحاء العالم، كما قامت طهران بتمويل جماعات إرهابية دولية مثل حزب الله وحماس والجهاد الإسلامي الفلسطيني، وشاركت في خطط إرهابية خاصة بها في جميع أنحاء العالم، وخاصة في أوروبا. علاوة على ذلك، استمرت طهران في السماح للقاعدة بالعمل في إيران، وتيسير شبكته المالية والتي ترسل المقاتلين والأموال إلى مناطق الصراع في أفغانستان وسوريا، وقد وفّرت ملاذاً لأعضاء القاعدة المقيمين في البلاد».

وأشار التقرير إلى أنه في يناير (كانون الثاني) 2018، حققت السلطات الألمانية في وجود نشاطات لـ10 أشخاص من قوة «فيلق القدس» التابعة للحرس الثوري، وفِي صيف العام ذاته أحبطت السلطات في بلجيكا وفرنسا وألمانيا مؤامرة إيرانية لتفجير تجمع سياسي بالقرب من باريس. وحذّر التقرير من أن تنظيم «القاعدة» والأفرع الإقليمية التابعة له تظل مرنة وتشكل تهديداً دائماً للولايات المتحدة وحلفائها ومصالحها حول العالم، فبالنظر إلى النكسات التي لحقت بـ«داعش»، فإن تنظيم «القاعدة» يهدف كما يبدو إلى إعادة تأسيس نفسه كـ«طليعة للحركة الجهادية العالمية»، بحسب ما لاحظ التقرير. ولفت تقرير الخارجية إلى أنه رغم الجهود المستمرة التي بذلتها واشنطن منذ سبتمبر (أيلول) 2001 في محاربة «القاعدة» والخسائر في صفوف قياديي هذا التنظيم وفروعه، إلا أنه يبقى يعمل على توسيع صفوفه والتخطيط لعمليات إرهابية وتنفيذها، بالإضافة إلى جمع الأموال وإلهام مجندين جدد من خلال وسائل التواصل الاجتماعي والتقنيات الافتراضية. واستعرض التقرير الجماعات الإرهابية التي مثّلت تهديداً للمنطقة عام 2018. فعلى سبيل المثال، حافظت مجموعة «عسكر طيبة» المتمركزة في باكستان - والتي كانت مسؤولة عن هجمات مومباي عام 2008 - وجماعة «جيش محمد»، على القدرة والرغبة في مهاجمة الهنود والأهداف الأفغانية. وأشار التقرير إلى أن التكتيكات الإرهابية تطورت وتم استخدام التقنيات طوال عام 2018. على سبيل المثال، أدى الاستخدام المتزايد للطائرات بلا طيار المتوافرة تجارياً والاتصالات المشفرة، فضلاً عن الهجمات «ذات التقنية المنخفضة» مثل السيارات والسكاكين، إلى ظهور تحديات إضافية أمام مجتمع مكافحة الإرهاب الدولي. وتؤكد الاستراتيجية الأميركية على الحاجة الملحة إلى مواجهة الطيف الكامل للتهديدات الإرهابية، بما في ذلك «داعش» و«القاعدة» والجماعات المدعومة من إيران وكذلك المنظمات الإرهابية الإقليمية. كما يسلط التقرير الضوء على الحاجة إلى اتباع نهج كامل للحكومة الأميركية في مكافحة الإرهاب، باعتماد الأدوات المدنية والعسكرية على حد سواء، للتصدي للتهديدات الإرهابية على المديين القريب والبعيد. وأضاف التقرير: «يجب أن تضع استراتيجيتنا أهمية كبيرة على تفكيك المنظمات الإرهابية باستخدام مجموعة واسعة من الأدوات الدبلوماسية وإنفاذ القانون والعسكرية والاستخبارات والمالية وغيرها من الأدوات، كما ندعو شركاءنا الأجانب إلى تحمل نصيب أكبر من العبء».

ولفت التقرير إلى أن تقييد سفر الإرهابيين يُعتبر أولوية قصوى، إذ لعبت الولايات المتحدة دوراً رائداً في مساعدة الدول على تنفيذ التدابير الرئيسية في قرار مجلس الأمن رقم 2396 الذي يهدف إلى مكافحة سفر الإرهابيين، بما في ذلك تدابير أمن الحدود وتبادل المعلومات. كما وقعت الولايات المتحدة ثلاثة ترتيبات جديدة لمشاركة قوائم مراقبة الإرهابيين بموجب التوجيه الرئاسي رقم 6 الصادر عن وزارة الأمن الداخلي، ليصل بذلك إجمالي عدد الدول الشريكة إلى 72 دولة. وعملت منصة أمن الحدود لنظام تقييم الهوية الشخصية والمعروف بـ(PISCES) لتشمل 227 منفذ دخول في 23 دولة، وتستخدمها دول لفحص أكثر من 300000 مسافر يومياً. وفي ديسمبر (كانون الأول) 2018، أطلقت الولايات المتحدة مبادرة في منظمة الطيران المدني الدولي (ICAO) لتبني معيار بيانات سجل أسماء المسافرين، وهي أداة فحص رئيسية استخدمتها الولايات المتحدة لعقود. وجعل قرار لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة تطبيق هذه الخاصية إلزامية على جميع أعضاء دول الأمم المتحدة - بحلول نهاية عام 2019. وأكدت وزارة الخارجية في تقريرها السنوي لمكافحة الإرهاب أن هذه الجهود ليست سوى لمحة عن عملها المستمر لحماية الولايات المتحدة وحلفائها من الإرهاب، إذ تقدم التقارير الإحصائية عن الإرهاب مراجعة مفصلة لنجاحات العام الماضي والتحديات التي تواجه أميركا وشركاءها.

 

الخارجية الأميركية تفرض عقوبات جديدة تستهدف قطاع البناء الإيراني وجولة منوتشين لتشديد الضغط على طهران مستمرة > ظريف يدعو واشنطن إلى العودة للاتفاق النووي

واشنطن: إيلي يوسف - لندن/الشرق الأوسط/02 تشرين الثاني/2019

جددت الولايات المتحدة ضغوطها على إيران، معيدة الزخم لسياسة أقصى الضغوط، بهدف إجبارها على وقف طموحها لامتلاك السلاح النووي، وبرنامج صواريخها الباليستية ووقف تدخلاتها المزعزعة للاستقرار في المنطقة. وأعلن وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو توسيع العقوبات على إيران، لتشمل قطاع البناء الذي ربطه بـ«الحرس الثوري» الإيراني. وقالت مورغان أورتاغوس المتحدثة باسم الخارجية الأميركية في بيان، إن الوزير بومبيو قرر بالتنسيق مع وزارة الخزانة الأميركية، أن تشمل العقوبات 4 مواد استراتيجية تستخدم في البرامج النووية العسكرية والصواريخ الباليستية الإيرانية. وأضافت أورتاغوس أن القرار اتخذ بعدما تبين أن قطاع البناء يخضع بشكل مباشر أو غير مباشر لسيطرة «الحرس الثوري». وأضافت أنه من خلال هذه العقوبات، سيتاح للولايات المتحدة منع إيران من الحصول على مواد استراتيجية لـ«الحرس الثوري»، ولقطاع البناء التابع له ولبرامجه للانتشار النووي. وقالت أورتاغوس إن العقوبات التي فرضها الوزير بومبيو ستساعد في تعزيز القدرة على الإشراف على البرنامج النووي المدني الإيراني والتقليل من مخاطر الانتشار وتقييد قدرة إيران على تقصير الوقت اللازم لها لتطوير سلاح نووي ومنع النظام من إعادة تهيئة المواقع لأغراض حساسة للانتشار.

وأشارت أورتاغوس إلى أن المواد التي شملها قرار بومبيو، والمرتبطة ببرنامج إيران النووي أو الخاصة بالصواريخ الباليستية، هي أنابيب ومواد من الفولاذ المقاوم للصدأ وورق تنحيس من المنغنيز، ومواد معينة من الكروم والنيكل والتنغستن والتيتانيوم. في المقابل، قال وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف على «تويتر» أمس، إنه ينبغي على الولايات المتحدة العودة إلى اتفاق عام 2015 النووي بين طهران والقوى الكبرى، مضيفاً أن العقوبات الأميركية الجديدة على طهران «تظهر فشل سياسة واشنطن»، بحسب «رويترز». وقال ظريف: «بدلاً من أن تورط نفسها أكثر، ينبغي على الولايات المتحدة التخلي عن سياساتها الفاشلة والعودة إلى خطة العمل المشتركة الشاملة (الاتفاق النووي)». وانسحبت الولايات المتحدة من الاتفاق النووي العام الماضي، وأعادت فرض العقوبات على إيران. وفرضت أول من أمس (الخميس) عقوبات على قطاع البناء الإيراني، وكذلك على التجارة في 4 مواد تستخدم في برامجها العسكرية أو النووية.

وقال ظريف: «تعريض عمال البناء لإرهاب اقتصادي لا يظهر سوى أقصى فشل لسياسة الضغوط القصوى» الأميركية. وأضاف: «بوسع أميركا فرض عقوبات على كل رجل وامرأة وطفل، لكن الإيرانيين لن يخضعوا أبداً للترهيب». وفي وقت سابق من هذا الأسبوع، كانت وزارة الخزانة الأميركية قد أعلنت إن الولايات المتحدة اتفقت مع 6 دول خليجية على فرض عقوبات على 25 شركة ومصرفاً وأفراد مرتبطين بدعم إيران للجماعات المسلحة من بينها حزب الله اللبناني. وكان وزير الخزانة الأميركية ستيفن منوتشين قد بدأ جولة إقليمية يرافقه كبير مستشاري الرئيس الأميركي دونالد ترمب صهره جاريد كوشنر، ووكيل الوزارة للشؤون الدولية برنت ماكينتوش ومساعد الوزير لشؤون مكافحة الإرهاب والجرائم المالية مارشال بيلينغسليا، شملت السعودية وإسرائيل والإمارات والهند وقطر.

وفي الهند، نقلت وكالة «رويترز» عن مسؤول هندي أن الوزير منوتشين أجرى محادثات مع نظيره الهندي نيرمالا سيتارامان ومع عدد من الزعماء الهنود في نيودلهي، لحشد الدعم في مواجهة برنامج إيران النووي. ونقلت «رويترز» عن وزير الخزانة الأميركي ستيفن منوتشين قوله أمس، إن الولايات المتحدة تعمل مع حلفاء لها لضمان إمدادات عالمية كافية من النفط بعد أن منعت عقوبات أميركية دولاً من شراء الخام الإيراني. وتحدث منوتشين إلى الصحافيين أثناء زيارة إلى الهند التي كانت أحد المستوردين الرئيسيين للنفط الإيراني إلى أن أوقفت نيودلهي الشحنات في مايو (أيار) هذا العام، بسبب العقوبات الأميركية.

وقال منوتشين الذي يقوم بجولة إقليمية لمحاولة حشد دعم مناوئ إيران: «نحن نتفهم حقيقة أن الهند لديها حاجات ضخمة للطاقة. ولذلك نتطلع للعمل مع الهند بشأن الغاز الطبيعي المسال... أجرينا مناقشات مثمرة». وتعدّ شركات في الولايات المتحدة الهند مشترياً رئيسياً للغاز المسال بعد أن تضررت الصادرات إلى الصين من تصاعد النزاع التجاري بين واشنطن وبكين. وأوقفت الهند، التي كانت ثاني أكبر مشترٍ للنفط الإيراني بعد الصين، واردات الخام من إيران بدءاً من مايو، بعد أن سحبت واشنطن إعفاءات من العقوبات لبعض مشتري الخام الإيراني. وللتعويض عن فقدان الخام الإيراني، اضطرت الهند، ثالث أكبر مستهلك للنفط في العالم، للبحث عن بدائل، بما في ذلك زيادة المشتريات من الولايات المتحدة. وتشتري الهند نفطها الآن من المكسيك ومن دول أخرى، كما وقعت عقوداً مع شركات أميركية. واجتمعت وزيرة المالية الهندية نيرمالا سيتارامان مع منوتشين، وقالت إنها أطلعته على دور الهند في تطوير ميناء شاباهار في إيران. ومن المتوقع أن يجري الوزير الأميركي محادثات اليوم (السبت)، مع محافظ بنك الاحتياط الهندي شاكتيكانتا داس ومسؤولين آخرين في مدينة مومباي العاصمة المالية للهند، وكذلك مع قادة أعمال هنود. وقبل أيام، رحبت واشنطن أيضاً بفرض مجموعة عمل التحركات المالية تدابير مضادة إضافية على إيران بسبب ما أرجعته إلى عدم التزامها بالمعايير الدولية الخاصة بمكافحة تمويل الإرهاب وغسل الأموال. وأكدت وزارة الخارجية الأميركية، في بيان سابق، فشل إيران في التعامل مع أوجه القصور في مواجهة غسل الأموال ومكافحة تمويل الإرهاب، ومواصلة الحرس الثوري المشاركة في خطط تمويل واسعة النطاق وغير شرعية لأنشطتها الخبيثة. وعدد البيان أن من بين تلك الأنشطة، تقديم الدعم لمنظمات إرهابية مدرجة كحزب الله اللبناني وحركة حماس، لافتاً إلى أن أعلى مستويات الحكومة الإيرانية تعمل على تسهيل خطط تمويل غير مشروعة خاصة بـ«الحرس الثوري» الإيراني، الذي يتحكم بالجزء الأكبر من الاقتصاد الإيراني.

 

تركيا: لسنا فندقاً ل"داعش"

المدن/02 تشرين الثاني/2019

قال وزير الداخلية التركية سليمان صويلو السبت، إن تركيا "ليست فندقاً لعناصر داعش من مواطني الدول الأخرى". ولفت صويلو إلى أن تركيا نقلت عناصر "داعش" الأجانب الذين جرى ضبطهم في رأس العين وتل أبيض، خلال عملية "نبع السلام"، إلى سجون محصنة بمنطقة عملية "درع الفرات" شمالي سوريا. وأكد أنه بعد احتجاز هؤلاء لفترة في تلك السجون، سيتم إرسالهم إلى البلدان التي ينتمون إليها. وقال إن دولاً تتملص من تسلم رعاياها المنتمين ل"داعش"، عبر إسقاط الجنسية عنهم. وأضاف: "لا يمكن قبول تجريد عناصر داعش من الجنسية وإلقاء العبء على عاتق الآخرين فهذا تصرف لا مسؤول".

وأوضح أنه ليست هولندا فقط من تجرد عناصر "داعش" من الجنسية، وبريطانيا أيضاً تقوم بذلك، "فالجميع يلجأ لأسهل السبل" بهدف التملص من المسؤولية الملقاة على عاتقه. وشدد على أن "تركيا ليست فندقًا لعناصر داعش". ووقع العديد من عناصر "داعش" بيد القوات التركية بعدما سيطرت على المنطقة الحدودية التي كانت تسيطر عليها وحدات حماية الشعب الكردية وتضم سجون لعناصر "داعش" المتشددين. وتعتزم السلطات الأمنية في تركيا تسليم المديرية العامة لإدارة الهجرة مواطنتين هولنديتين من زوجات عناصر تنظيم "داعش"، جرى توقيفهما عقب دخولهما الأراضي التركية من سوريا بطريقة غير قانونية، وذلك لاتخاذ إجراءات ترحيلهما. ونقلت وكالة "الأناضول" عن مصادر مطلعة أن "كوثر. س" و"فاطمة. هـ" تعرفتا من هولندا عام 2013 على اثنين من عناصر "داعش" عبر الانترنت، وجاءتا إلى تركيا ومنها إلى سوريا للزواج منهما. وأوضحت المصادر أن "كوثر" و"فاطمة" عبرتا إلى سوريا بطريقة غير قانونية باستخدام قضاء "ريحانلي" التابع لولاية هطاي جنوبي تركيا، والمتاخمة للحدود السورية. ووفقاً للمصادر، فإن "كوثر" و"فاطمة" تزوجتا من عنصري "داعش"، وأنجبت الأولى طفلين والأخيرة طفلاً واحداً. وقُتل أحد الزوجين جراء هجوم بقذيفة هاون، والآخر في حادث سير."كوثر" و"فاطمة" أرادتا في وقت لاحق العودة إلى هولندا مع أطفالهن، وتقدمتا بطلب إلى السفارة الهولندية لدى أنقرة، بعد الدخول من سوريا إلى تركيا بطريقة غير قانونية بمساعدة أقاربهن. السفارة الهولندية تواصلت مع السلطات التركية، لتتمكن قوات مكافحة الإرهاب التابعة لمديرية أمن أنقرة، من توقيف الإمرأتين. وأكّدت المصادر أن مديرية الأمن ستقوم بتسليم المرأتين إلى المديرية العامة لإدارة الهجرة لاتخاذ إجراءات ترحيلهما. في السياق، ذكرت وسائل إعلام هولندية أن حكومة البلاد بدأت إجراءات لتجريد "فاطمة. هـ" من الجنسية لعرقلة عودتها إلى هولندا.

 

سيارة مفخخة في تل أبيض..ومجزرة روسية في إدلب

المدن/02 تشرين الثاني/2019

سقط عشرات القتلى والجرحى، عصر السبت، إثر انفجار سيارة مفخخة وسط مدينة تل أبيض الحدودية، الخاضعة لسيطرة قوات المعارضة شمالي الرقة، بحسب مراسل "المدن". ووقع الانفجار قرب كازية الغانم في السوق الرئيسية لمدينة تل أبيض، ما ادى لسقوط عدد كبير من الضحايا، وتدمير عدد كبير من المحال التجارية. وقالت مصادر مدنية وطبية لـ"المدن"، إن 13 مدنياً على الأقل قتلوا، وأصيب نحو 15 آخرين، جراء انفجار سيارة "هونداي" مفخخة في الشارع الرئيسي وسط المدينة. وأوضحت المصادر أن العدد مرشح للارتفاع مع احتمال وجود جثث أخرى متفحمة نتيجة الانفجار. ومنذ سيطرت قوات المعارضة على مدينة تل أبيض في 13 أكتوبر، أثناء عملية "نبع السلام" التركية، فقد تعرضت لتفجيرات متكررة ناتجة عن عربات ودراجات مفخخة. في حين قالت وزارة الدفاع التركية، في بيان، إن التفجير أسفر عن مقتل 13 مدنياً وإصابة 20 آخرين، محملة "وحدات حماية الشعب" الكردية المسؤولية عن هذا "الهجوم اللاإنساني".

"الأناضول" قالت إن عدد قتلى "الجيش الوطني السوري" منذ انطلاق "نبع السلام" قد بلغ السبت، 137 مقاتلاً.  ويواصل الجيش الوطني عمليات التمشيط وتفكيك الألغام والعبوات الناسفة وأنشطة بسط الأمن، والتصدي للهجمات المتكررة التي تشنها "وحدات حماية الشعب". وعثرت قوات الكوماندوز التركية، السبت، على نفق جديد في مدينة تل أبيض، خلال أعمال التمشيط فيها. وأشارت وزارة الدفاع التركية إلى العثور على نفق جديد مفتوح على مبنى، "يعتقد أن الإرهابيين استخدموه كمقر لهم". وفي السياق، اغتال مجهولون 3 مقاتلين في "الجيش الوطني" على أطراف بلدة الراعي في ريف حلب. من جانب آخر، قُتل ستة مدنيين على الأقل، السبت، بغارات جوية نفّذتها طائرات حربية روسية في محافظة إدلب. وقال "المرصد السوري لحقوق الإنسان"، إن ستة مدنيين قتلوا "بينهم طفل وامرأة على الأقل"، جميعهم من العائلة نفسها، باستهداف "طائرات حربية روسية قرية جبالا في ريف إدلب الجنوبي".وأشار المرصد إلى أن عدد القتلى مرشح بالارتفاع نظراً "لوجود جرحى بعضهم في حالات خطرة بالإضافة لوجود عالقين تحت الأنقاض".

 

تركيا: سنعيد سجناء «داعش» في شمال سوريا إلى بلادهم

أنقرة: «الشرق الأوسط أونلاين»/02 تشرين الثاني/2019

قال وزير الداخلية التركي سليمان صويلو، اليوم (السبت)، إن بلاده ستعيد أعضاء تنظيم «داعش» المعتقلين إلى بلادهم، في الوقت الذي شكا فيه من التقاعس الأوروبي بشأن هذه المسألة. وقال صويلو عن الموقف الأوروبي الذي جعل تركيا تتعامل بمفردها مع مسألة السجناء: «هذا أمر غير مقبول بالنسبة لنا وغير مسؤول أيضا... سنرسل أعضاء داعش المعتقلين إلى بلادهم»، حسب ما نقلته وكالة رويترز للأنباء. واعتقلت تركيا بعض أعضاء تنظيم «داعش» الفارين في شمال شرقي سوريا خلال الشهر الماضي بعد أن بدأت هجوماً عسكرياً هناك. وأطلقت تركيا هجومها العسكري في شمال شرقي سوريا ضد وحدات حماية الشعب الكردية، المتحالفة مع الغربيين ضد تنظيم «داعش» لأن أنقرة تعتبرها منظمة «إرهابية». والهدف الذي أعلنته أنقرة لعمليتها هو إقامة «منطقة آمنة» بعمق 30 كلم تفصل الحدود التركية عن المناطق الخاضعة لسيطرة وحدات حماية الشعب الكردية. وقامت قوات تركية وروسية في عربات مدرعة بأول دوريات مشتركة في شمال شرقي سوريا أمس (الجمعة) بموجب اتفاق بين البلدين يرغم الجماعات المسلحة الكردية على الانسحاب من المنطقة القريبة من الحدود التركية.

 

مقتل 6 مدنيين بقصف روسي على محافظة إدلب

الشرق الأوسط/02 تشرين الثاني/2019

قُتل 6 مدنيين على الأقل، اليوم (السبت)، بضربات نفّذتها طائرات حربية روسية في محافظة إدلب شمال غربي سوريا، حسبما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان. وقال المرصد إن 6 مدنيين قتلوا «بينهم طفل وامرأة على الأقل»، جميعهم من العائلة نفسها، باستهداف «طائرات حربية روسية قرية جبالا في ريف إدلب الجنوبي». وأشار المرصد إلى أن عدد القتلى مرشح بالارتفاع نظراً «لوجود جرحى بعضهم في حالات خطرة بالإضافة لوجود عالقين تحت الأنقاض». وتسيطر هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقاً) على الجزء الأكبر من إدلب ومحيطها، كما توجد فيها فصائل إسلامية ومعارضة أقل نفوذاً. وتضمّ إدلب ومحيطها نحو 3 ملايين نسمة، نصفهم نازحون من مناطق أخرى وبينهم عشرات الآلاف من المقاتلين المعارضين الذين تم إجلاؤهم من محافظات أخرى، بعد هجمات شنتها قوات النظام على معاقلهم. وكثفت دمشق وحليفتها موسكو منذ نهاية أبريل (نيسان) قصفها على المحافظة، لتبدأ في أغسطس (آب) عملية عسكرية سيطرت إثرها على مناطق عدة جنوب إدلب. وتسبب التصعيد في مقتل نحو ألف مدني ونزوح أكثر من 400 ألف شخص، وفق الأمم المتحدة. ويسري منذ نهاية أغسطس، وقف لإطلاق نار أعلنته موسكو، أرسى هدوءاً نسبياً تخرقه اشتباكات متفرقة وغارات تشنها روسيا وتكثفت وتيرتها مؤخراً على مواقع الفصائل المتطرفة.

وأضاف مدير المرصد أن «هذه أول مرّة منذ شهرين يُقتل فيها هذا العدد من المدنيين في عملية جوية روسية واحدة». وتابع أن «منذ إعلان وقف النار، قُتل 8 مدنيين، بينهم اثنان في شهر سبتمبر (أيلول)»، مشيراً إلى تصعيد القصف الجوي الروسي على المنطقة في الأيام الأخيرة. وفي 24 أكتوبر (تشرين الأول)، أفاد المرصد بمقتل 7 مدنيين على الأقل جراء قصف صاروخي نفذته قوات النظام على سوق مخصصة لبيع الزيتون في قرية الجانودية شمال جسر الشغور في ريف إدلب الغربي. على خط موازٍ، تتكثف الاشتباكات مؤخراً بين قوات النظام والمتطرفين ومقاتلي الفصائل، وفق المرصد. وقُتل الجمعة 23 مقاتلاً من قوات النظام في معارك في محافظة اللاذقية مقابل 11 متطرفاً ومقاتلاً من الفصائل. وأكد رئيس النظام السوري بشار الأسد، الثلاثاء الماضي، أن معركة إدلب هي «الأساس» لحسم الحرب المستمرة في البلاد منذ أكثر من 8 سنوات. وقال خلال زيارته خطوط الجبهة الأمامية في إدلب، في أول زيارة إلى المحافظة منذ اندلاع النزاع، إن قواته مستعدة لبدء هجومها «في الوقت المناسب». وتشهد سوريا نزاعاً دامياً تسبب منذ اندلاعه في 2011 في مقتل أكثر من 370 ألف شخص وأحدث دماراً هائلاً وشرد أكثر من نصف السكان داخل البلاد وخارجها.

 

سباق الرئاسة الجزائري بـ5 مرشحين بعد رفض أوراق 18

الجزائر/الشرق الأوسط/02 تشرين الثاني/2019

أعلنت السلطة الوطنية المستقلة للانتخابات في الجزائر، اليوم (السبت)، أن خمسة مرشحين استوفوا شروط الترشح للاقتراع المقرر في 12 ديسمبر (كانون الأول)، بينهم رئيسا وزراء من عهد الرئيس المستقيل، عبد العزيز بوتفليقة. وذكر رئيس السلطة، محمد شرفي، حسب وكالة الصحافة الفرنسية، أسماء المرشحين المقبولين بترتيب تقديم ملفاتهم، وأبرزهم رئيسا الوزراء السابقان علي بن فليس، رئيس حزب «طلائع الحريات»، وعبد المجيد تبون، المرشح الحر. وشغل كلاهما منصب رئيس الوزراء خلال فترة حكم بوتفليقة التي استمرت 20 سنة قبل أن يستقيل تحت ضغط الحركة الاحتجاجية. كما تم قبول ملف عز الدين ميهوبي، وزير الثقافة الأسبق، والأمين العام بالنيابة لـ«التجمع الوطني الديمقراطي»، أحد أعمدة التحالف الرئاسي الذي كان يدعم بوتفليقة. ويوجد من بين المرشحين أيضاً عبد القادر بن قرينة، رئيس «حركة البناء الوطني»، وهو حزب ينتمي له رئيس المجلس الشعبي الوطني (الغرفة الأولى في البرلمان)، وكذلك عبد العزيز بلعيد، الذي ناضل طول مسيرته في حزب «جبهة التحرير الوطني» الحاكم، قبل أن ينشق عنه لتأسيس حزب «جبهة المستقبل» المقرب من السلطة. وذكر شرفي أن 23 راغباً في الترشح قدموا ملفهم للسلطة، وليس 22 كما كانت أعلنت السلطة قبل سبعة أيام عند غلق باب الترشح. وتم رفض ملفات 18 راغباً في الترشح بسبب عدم استيفاء شرط جمع 50 ألف استمارة موقعة من طرف مواطنين مسجلين في القوائم الانتخابية، على أن تكون موزعة على 25 ولاية من أصل 48 ولاية في الجزائر.  ومن بين هؤلاء الوزير السابق عبد القادر ساحلي رئيس «الحزب الوطني الجمهوري» المقرب من السلطة، الذي دعم بوتفليقة حتى بعد انطلاق الحركة الاحتجاجية. ويعطي القانون للمرشحين المرفوضين حق الطعن في قرار السلطة لدى المجلس الدستوري، الذي سيعلن القائمة النهائية للمرشحين خلال سبعة أيام.

 

احتجاجات العراق مستمرة... وميناء أم القصر لا يزال مغلقاً

مجلس القضاء الأعلى في العراق ينفي زيارة رئيسه لإيران... والحلبوسي يؤكد انعقاد مجلس النواب بشكل دائم

بغداد: «الشرق الأوسط أونلاين»

شهد العراق، اليوم (السبت)، استمراراً للاعتصامات والمظاهرات في عدد من المناطق. وخرجت احتجاجات في البصرة (جنوباً)، حيث توجه عدد من المتظاهرين، إلى بوابة ميناء أم قصر للمطالبة بتوفير فرص عمل والقضاء على الفساد وتوفير خدمات. وقالت مصادر أمنية لوكالة «رويترز» إن آلاف المحتجين يغلقون كل الطرق المؤدية إلى ميناء أم قصر العراقي الرئيسي المطل على الخليج اليوم السبت بعدما أطلقت قوات الأمن الذخيرة الحية والغاز المسيل للدموع باتجاههم الليلة الماضية. وعمليات الميناء متوقفة تماما منذ يوم الأربعاء بعد أن أغلق المحتجون مدخله للمرة الأولى يوم الثلاثاء. ويستقبل أم قصر واردات الحبوب والزيوت النباتية وشحنات السكر التي تغذي البلد الذي يعتمد إلى حد كبير على الأغذية المستوردة. ومُنعت شاحنات تحمل بضائع من الدخول أو الخروج من الميناء. وقال مسؤولون في الميناء إن بعض خطوط الشحن العالمية أوقفت عملياتها بسبب إغلاق الميناء.

وأحرق المحتجون إطارات اليوم السبت وأقاموا حواجز خرسانية بدافع الغضب من سعي قوات مكافحة الشغب لتفريقهم بالقوة. وقالت مصادر أمنية وطبية إن ما لا يقل عن 30 شخصا أصيبوا. والاحتجاجات جزء من حركة جعلت عشرات الآلاف من العراقيين ينزلون إلى الشوارع للتظاهر رفضا للفساد وسوء حالة الخدمات العامة. وعلى صعيد آخر، أغلق المحتجون طرقا مؤدية إلى حقل مجنون النفطي اليوم ومنعوا الموظفين من الوصول إلى هناك. لكن مصادر نفطية قالت إن العمليات لم تتأثر.

إلى ذلك، نفى مجلس القضاء الأعلى العراقي، وجود زيارة حالية لرئيس المجلس إلى إيران أو غيرها، موضحاً أن «رئيس مجلس القضاء الأعلى موجود في بغداد يتابع عمل المحاكم في هذا الظرف الاستثنائي خاصة عمل المحكمة المركزية لمكافحة الفساد التي أقلقت مضاجع الفاسدين الذين يسيطرون على الجيوش الإلكترونية بالمال العام الذي سرقوه من الشعب»، حسبما ذكرت وكالة الأنباء العراقية (واع) عبر بيان. وأضاف البيان أنه «بعد أن بدأ القضاء يتخذ إجراءات قانونية فعالة وجدية عن طريق المحكمة المركزية لمكافحة الفساد باستدعاء 4 وزراء وأعضاء مجلس نواب بدأت حملة تسقيط من الجيوش الإلكترونية لمن تضرر من هذه الإجراءات». وأكد البيان أن «الصورة التي تنشرها هذه المواقع هي صورة قديمة لزيارة سابقه قام بها وفد قضائي رفيع المستوى ضمن جولة إقليمية قام بها مجلس القضاء الأعلى شملت دولة الكويت وتركيا والأردن والسعودية». ودعا مجلس القضاء الأعلى «مجلس النواب إلى تشريع قانون ضبط الفوضى الإلكترونية التي تسيء إلى جميع المواطنين العراقيين، كأحد القوانين التي يشرعها استجابة لحركة الإصلاح». وفي تطور جديد، أصدر رئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي اليوم، بياناً أكد فيه أن مجلس النواب في حالة انعقاد دائم لتنفيذ الخريطة التي وضعتها المرجعية.

وذكر البيان الذي نقلته «واع» عن الحلبوسي قوله: «في هذه الأيام المصيرية والأحداث المتسارعة في بلدنا العزيز وصيحات الإصلاح المتدفقة من حناجر المتظاهرين في محافظاتنا بساحات التآخي والإيثار؛ نؤكد التزامنا الكامل بالخارطة التي وضعتها المرجعية الرشيدة، التي أثبتت مرة بعد أخرى أنها صمام أمان للعراق، وعنوان وحدته، والمدافع الأمين عن حقوق جميع مكوناته، المرجعية الحكيمة التي نستضيء بهدى توجيهاتها في الشدائد والملمات بعد الاستعانة بالله تعالى».

وأضاف: «سيكون مجلسكم (مجلس النواب) أيها الشعب الكريم في حالة انعقاد دائم، يواصل ليله بنهاره، من أجل الإسراع بتنفيذ هذه الخارطة التي نظمت وأكملت مسيرة متطلباتكم بعراق حر وسيد ينعم أبناؤه جميعهم في ظله بالخير والرفاهية والأمن والأمان». وتابع: «سنعمل بجد واجتهاد على إجراء كل التعديلات الدستورية بالشراكة مع ممثلين عن المتظاهرين والنخب والخبراء والأكاديميين المحترمين ممن يعيشون الواقع العراقي بتفاصيله، ليحددوا مكامن الخلل ومواطن الإصلاح، من أجل تشخيص الخطوات المطلوبة التي توصلنا إلى الإصلاح المنشود». وتجددت المظاهرات في الناصرية، مركز محافظة ذي قار (جنوب شرقي العراق) لليوم التاسع في ساحة الحبوبي وسط الناصرية، حيث توافد العشرات إليها. وقال الناشط المدني، رعد سالم، لـ«العربية»: «لن نغادر الساحة ما لم تتحقق مطالبنا المتمثلة بإسقاط الحكومة». وليلاً شهدت العاصمة العراقية، ساعات صاخبة امتدت حتى فجر السبت، حيث بقي آلاف المتظاهرين الذين توافدوا منذ صباح الجمعة في أكبر مظاهرة منذ سقوط صدام حسين، محتشدين في ساحة التحرير، متحدين إطلاق قوات الأمن للغاز المسيل للدموع والرصاص المطاط. وذكرت المفوضية العليا لحقوق الإنسان في العراق، بحسب ما نقلت وكالة «رويترز»، أن امرأة لقيت حتفها إثر إصابتها بعبوة غاز في رأسها، مضيفة أن 155 شخصاً على الأقل أصيبوا، الجمعة، مع استخدام الأمن الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي ضد المحتجين بساحة التحرير في بغداد. كما لقي خمسة أشخاص حتفهم خلال الليل في حوادث مشابهة. من جهتهم، أفاد نشطاء ومدونون عراقيون بأن ساحة التحرير ستشهد، السبت، تشييع أول متظاهرة، وتدعى نور رحيم علي، لافتين إلى أن الشابة العراقية القتيلة التي درست الطب، كانت تعمل مسعفة للمتظاهرين. في المقابل، نفى المتحدث باسم رئيس الوزراء عادل عبد المهدي، وفاة متظاهرة قرب جسر الجمهورية، قائلاً: «لم يتسلمها أي مستشفى».

وأظهرت الصور والفيديوهات المتدفقة من ساحة التحرير أعداداً هائلة من المحتجين. كما أظهرت تحدي بعض الشبان بالصدور العارية لقنابل الغاز المسيلة للدموع. وكما الأيام الخالية، ظلت الاحتجاجات سلمية نسبياً خلال النهار، لكنها اتخذت طابعاً أكثر عنفاً بعد حلول الظلام، إذ بدأت الشرطة تستخدم الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي للتصدي للشبان الذين يسمون أنفسهم «الثوريين». وتركزت الاشتباكات عند الأسوار خارج جسر الجمهورية المؤدي إلى المنطقة الخضراء، فوق نهر دجلة، حيث المباني الحكومية التي يقول المحتجون إن القادة عزلوا أنفسهم فيها، بعد أن صارت معقلاً للامتيازات تحميه الأسوار. وكتب محتج على جدار قريب: «كلما نشتم رائحة الموت بدخانكم نشتاق أكثر لعبور جسر جمهوريتكم». وشهدت كربلاء والبصرة مظاهرات ومسيرات. ونصب الآلاف خياماً في ساحة التحرير، وانضم إليهم آلاف آخرون كثيرون، أمس (الجمعة). واجتذبت صلاة الجمعة أكبر الحشود من المتظاهرين حتى الآن.

وبحلول عصر الجمعة كان عشرات الآلاف قد احتشدوا في الميدان منددين بالنخب التي يرونها فاسدة تأتمر بأمر القوى الأجنبية، ويحمّلونها المسؤولية عن تردي أوضاع المعيشة. يُذكر أنه خلال الأيام الماضية، تسارعت بشكل مذهل وتيرة الاحتجاجات التي راح ضحيتها 250 شخصاً على مدار الشهر الماضي، إذ اجتذبت حشوداً ضخمة من مختلف الطوائف والأعراق في العراق لرفض الأحزاب السياسية التي تتولى السلطة منذ عام 2003.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

الرئيس والحزب المسلح يطلقان الثورة المضادة.. والساحات تحسم

يوسف بزي/المدن/02 تشرين الثاني/2019

نهار الأحد، ربما يكون البداية العلنية المنظمة والواسعة النطاق لـ"الثورة المضادة". فعلى العكس مما قاله في خطابه قبل ثلاثة أيام: "استغلال الشارع في مقابل شارع آخر هو أخطر ما يمكن أن يهدد وحدة الوطن وسلمه الأهلي"، قرر ميشال عون استدعاء "شارعه" تاركاً لقبه الافتراضي "بيّ الكل"، ليكون مجدداً أباً لتياره الوطني الحرّ وحسب، أو بالأحرى أباً لأنصار جبران باسيل تحديداً. اليوم ستتم صناعة مشهد "جماهيري" لأصحاب هتاف "جبران باسيل منحبه"، لا بد أن يستعيد المشاركون فيه ذاك الظن القديم بأنهم هم وحدهم المستحقون صفة "شعب لبنان العظيم"، طالما أنهم أتباع المخلّص، الذي تعرض ويتعرض لمؤامرة كونية.

وعلى نحو ما انتهجته عصب "الممانعة" وعلى رأسها حزب الله، في تأليف شعب بوجه شعب غداة التظاهرات العفوية والشعبية التي تلت اغتيال الرئيس رفيق الحريري، فعمدت إلى تنظيم حشود أتباعها وأحزابها وميليشياتها في تظاهرات متراصة تحت شعار "شكراً سوريا" (سوريا الأسد طبعاً).. سيتم اليوم استنفار مؤيدي التيار البرتقالي من كل مناطق انتشاره واستدعاؤهم إلى جوار قصر الرئاسة في بعبدا. وسيسهم حزب الله بكل ما يمتلكه من قدرة تجييرية وتعبوية على رفد هذا "الزحف إلى قصر الشعب" (حسب رطانة عونية قديمة) بحشوده المنضبطة والجاهزة دوماً لتلبية "التكليف الشرعي".

وإذا كانت ليلة السبت الاستثنائية في طرابلس خصوصاً، وفي صيدا والبقاع أيضاً، على هذا القدر من الزخم، فمن المرجح أن تخرج الناس من بيوتها إلى الساحات في كل مناطق لبنان، وخصوصاً في بيروت، ليس فقط تلبية لدعوات ناشطي الانتفاضة لتجديد التظاهرات ابتداء من بعد الظهر وإلى آخر الليل، إنما كرد فعل على المشهد الذي سيرونه هناك ظهراً بالقرب من قصر بعبدا. ما سيحدث ظهراً سيكون مغذياً ومحفزاً وصانعاً رغماً عنه لما سينبثق بعد الظهر ومساء. وعلى هذا، ستفرض السلطة وحزبها المسلح "حقيقة سياسية" مؤداها شطر الجمهورية والشعب شطرين متقابلين، وستبدأ من حينها المناورة إياها، في نسخة تكرارية لما اختبرناه منذ ربيع 2005، مع اختلاف جوهري أساسه أن انتفاضة تشرين 2019 هي خروج من أنقاض 14 آذار ومن خرائب 8 آذار. هي خروج جذري على النظام وعلى السياسة. وهي لهذا السبب لن تكون "شارعاً مقابل شارع". أو هذا ما نأمله بعد ظهر الأحد وإلى آخر الليل حين يأتلف "شعب لبنان العظيم" موجة هادرة واحدة. أحدٌ مصيري ولا شك.  

 

كيف سبقت الانتفاضة موعد انقلاب باسيل للاستيلاء على الرئاسة

منير الربيع/المدن/02 تشرين الثاني/2019

قبيل انفجار الانتفاضة اللبنانية، كانت الحسابات السياسية متباينة بين القوى المتصارعة على السلطة وفيها. لكن الانتفاضة سبقت حساباتهم وباغتتها، وقلبت اهتماماتهم رأساً على عقب.

باسيل يمهّد لانقلاب

يوم الثالث عشر من تشرين الأول، أعلن الوزير جبران باسيل عن استعداده لقلب الطاولة، وعن زيارته المرتقبة إلى جزّار سوريا. كان كلامه إنذاراً بانقلاب سياسي هائل. قبل موقفه هذا، كان باسيل قد التقى نصر الله لست ساعات كاملة، وذهب إلى الجامعة العربية، طالباً إعادة سوريا الأسد إلى مقعدها فيها. وقبلها بأيام رفض باسيل إدانة اعتداء إيران واستهدافها أرامكو السعودية. وهذه المواقف لم تكن عارضة ولا تفصيلية. في كلامه عن قلب الطاولة، وفي مسارعته إلى لقاء نصر الله، كان باسيل يطمح إلى انتزاع دعم علني من سيد لبنان المقاومة، للوصول إلى رئاسة الجمهورية، متأكداً (باسيل) من أن نصرالله في حاجة إلى الغطاء المسيحي الواسع الذي تمثله العونية - الباسيلية في لبنان، والتي تحتاج بدورها إلى قوة حزب الله في الجولات الباسيلية على المناطق اللبنانية، وفي الخارج. والجولات هذه بدورها يريدها حزب المقاومة لتغطيته دولياً.

كان الكلام يدور همساً عن احتمال أن يزور باسيل جزار سوريا في 31 من تشرين الأول الماضي. أي في الذكرى السنوية الثالثة لانتخاب ميشال عون رئيساً للجمهورية. وهو كان يطمح إلى أن يعود من هناك مرشحاً رئاسياً رسمياً لمحور الممانعة.

وهمساً، جرى الكلام أيضاً عن احتمال تنحي رئيس الجمهورية بسبب تقدمه بالسن وعجزه عن القيام بمهام الرئاسة. وعن ضرورة انتزاع ضمانة لانتخاب باسيل رئيساً بدلاً منه. هذا المشروع هو الذي دفع باسيل إلى الحديث عن قلب الطاولة، متوعداً خصومه بأن نهره سيجرفهم. وبعد لقائه باسيل، سارع نصر الله إلى لقاء رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، لطمأنته. ولم يُعرف ما إذا ما كان الاستحقاق الرئاسي قد حضر بين الرجلين. ولكن الأكيد أن حسابات باسيل في مواقفه ولقائه نصرالله كانت رئاسية محضة. فرئيس الجمهورية كان قبل سنة قد تحدث عن وجوب تأمين خلف رئاسي يكمل مشروعه. وهو قصد باسيل، الذي طرح موضوع ترئيسه مع فلاديمير بوتين خلال زيارة روسيا. عرف باسيل موقعه وحظوته في القصر الجمهوري، فتتدلل في تحالفه مع الحريري وفي استخدامه عصاً غليظة (حزب الله) بوجه الخصوم وبعض "الحلفاء"، وبدأ بشق طريق حلمه الرئاسي. قبل ذلك بأكثر من سنة، تسربت معلومات عن مفاتحة عون بعض القوى النافذة بتوفير انتخاب باسيل رئيساً للجمهورية خلفاً له، لكن المشروع تعرقل أميركياً، حسب هذه المعلومات.

لإخراج القوات وجنبلاط

ما بين قلب الطاولة، والنهر الجارف، كان باسيل يسعى إلى عزل ألد خصومه، وتطويع حلفاء الحلفاء. وهذا ما كشفه وليد جنبلاط في الليلة الأولى للاحتجاجات، حين قال إن هناك قوى - وقصد باسيل وحزب الله - لا ترغب بوجوده مع القوات اللبنانية في الحكومة. ولذلك تحدث عن الاستقالة وتسليمهم الحكم في البلاد لحزب الله وباسيل، والذهاب إلى المعارضة. كان مشروع باسيل إجراء تعديل وزاري، أو دفع وزراء القوات والحزب التقدمي الاشتراكي إلى تقديم استقالاتهم، لتصبح الحكومة محصورة به، كمفوض من حزب الله ورئيس الجمهورية ورئيس الحكومة، ليفعل ما يريد. أما إذا تعثّرت مساعيه الرئاسية، فيكون قد همش خصومه، وحضّر لاكتساح الانتخابات النيابية المقبلة التي ستنتخب الرئيس المقبل.  لذلك التقى باسيل وحزب الله على التنصل من مقررات جلسة مجلس الوزراء التي أقرت الضرائب، ومن بينها ضريبة الواتساب. وكان حزب الله وجمهوره أول من نزل إلى الشوارع احتجاجاً في اليومين الأولين للانتفاضة. وكان الهدف الضغط لإجراء تعديل وزاري، يخرج القوات اللبنانية والاشتراكي، أو يُخرج الأولى ويطوع الثاني.

انقلاب الطاولة على باسيل

قرأ جنبلاط وجعجع خفايا ما يجري، فشجعا سريعاً جمهورهما إلى الاحتجاجات في الشارع. لذا ظهر في اليومين الأولين شارع في مقابل شارع. لكن الخلل المتمادي في تركيبة السلطة، دفع الناس إلى المبادرة، والتدفق الكبير إلى الشوارع للتعبير عن سخطها وآرائها خارج أطر أحزابها وطوائفها. هذا فيما كانت حسابات أركان السلطة مختلفة، وتقوم على التسابق لتطويق واحدهم الآخر في الشارع. تركيبة السلطة انعكست في البيئة الشيعية: هناك احتقان في بيئة حركة أمل ضد باسيل، وضد الغطاء الواسع الذي يمنحه إياه حزب الله. والانتخابات النيابية الأخيرة أظهرت حضور أمل الباهت جداً أمام حزب الله. والحركة وزعيمها كانا مستاءين من القانون الانتخابي الذي فرضه باسيل، ولا بد من الانتقام منه. وهذا ما انعكس خلافاً بين جمهوري الطرفين، سواء في الهجوم على مكاتب النواب، أو بإطلاق الشتائم. والحملة التي استهدفت الرئيس نبيه بري ما بين صور والنبطية، كانت تهدف إلى تطويعه وإشعاره بالقلق. خصوصاً بفعل علاقته الممتازة بجنبلاط، وحرصه على بقاء القوات في الحكومة. وهذا ما نظر إليه باسيل بوصفه تحالفاً رباعياً يتكون ضده، مع فرنجية. هنا عملت قوى السلطة المتنازعة فيما بينها، على تسييس الحراك الشعبي. لكن الأمور انفلتت من أيديهم، وانقلبت التحركات عليهم داخل بيئاتهم. وهذا ما دفعهم إلى إعادة النظر في تعاملهم مع ما يجري، وصولاً إلى وصفه بالمؤامرة. لكن التظاهرات التي خرجت ضد بري لم تكن تفصيلاً في الحسابات السياسية. كذلك حجم الاعتراض العنيف على باسيل في الشارع، بجناحيه المسيحي والمسلم، إضافة إلى إجماع خصومه على إخراجه من الحكومة، وعدم إشراكه في الحكومة الجديدة، تحت شعار التكنوقراط. وهكذا أصبح استبعاده مطلباً داخلياً وإقليمياً ودولياً.

التواطؤ ينقلب على الزعماء

كان السياسيون يريدون استخدام الشارع، ظنّاً منهم أنهم قادرون على ضبطه والتحكم به لحساباتهم السياسية. مشكلتهم أنهم ما زالوا عالقين في نقطة انقسام 2005، فاستسهلوا استخدام الشارع على نحو مبطن. لكن الشارع ما لبث أن انقلب عليهم، ويكاد أن يطيحهم، أو يؤسس لإطاحتهم. وهذا يحتاج إلى مسار طويل وعمل تراكمي.

 

كأن الثورة لم تندلع..حزب الله وعون والحريري يؤلّفون حكومتهم

منير الربيع/المدن/02 تشرين الثاني/2019

لا تزال مفاوضات تشكيل الحكومة تراوح مكانها. كل الأطراف تناور على بعضها البعض. الرئيس سعد الحريري يفضّل أن يعود بشخصه إلى رئاسة الحكومة، لاعتبارات عديدة، أبرزها مؤتمر سيدر، وتنفيذ الورقة الإصلاحية. لكن الحريري لديه شروطه. وهي حكومة قادرة على الإنجاز ولا تدخل مجدداً في دوامة المناكفات والنكايات، كما كان الحال في الحكومة المستقيلة. أعد الحريري حزمة شروط بانتظار مفاتحته بإمكانية التكليف ليطرحها على الطاولة. وهذه المرة، حسب ما تشير مصادر متابعة، فإنه بصدد طرح الشروط بشكل متتابع وليس دفعة واحدة، في إطار تحسين موقعه التفاوضي.

ترشيح الحريري والشروط

إلى جانب خياره الشخصي بالعودة، يمسك الحريري بخيارات متعددة. لكنها كلها تدخل في إطار المناورة وفق ما تقتضيه الحاجة، كرميّ أسماء مرشحيه لرئاسة الحكومة، في حال لم يترأسها شخصياً. ومن بين خياراته، وفق ما تقول المصادر، وزيرة الداخلية ريا الحسن والرئيس تمام سلام. حتى الآن، لا أحد يجزم بمدى جديّة الحريري باقتراح هذه الأسماء، وهي تهدف إلى "حرقها". وأول جواب تلقاه الحريري حول الاختيار بين شخص يرشحه هو وبين شخصه، كان من الرئيس برّي مفضّلاً اختياره هو شخصياً، وكذلك كان رأي وليد جنبلاط.

رئيس الجمهورية أيضاً يريد الحريري.. لكن بلا أي شروط. ولذلك، يلوح له بأسماء أخرى لتكليفها بغية الضغط على الحريري. أما حزب الله الذي يلتزم الصمت بشأن التسمية، فهو أيضاً يفضل الحريري إنما من دون شروطه. أي لا للتكنوقراط، ولا لاستبعاد الوزير جبران باسيل. وهذا ما أوحى به أمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله.

حيرة نصرالله وارتباك الحزب

صحيح أن نصر الله حاول أن يبرر هجوم المجموعات التابعة للحزب، بالتركيز على الشتائم التي أطلقها المتظاهرون، في محاولة لإلقاء اللوم المتظاهرين (!) إلا أنه أعطى الانتفاضة حقها عندما طرح الجلوس معها ومشاورتها. وهذا بحد ذاته تراجع واضح، يضاف إلى تراجعه عن جزمه بوجود تمويل مشبوه أو تدخل سفارات..

واعتبر نصر الله أن هناك من يسعى لجرّ الناس إلى مواجهة بعضها البعض (!) لكن هذا ينطبق على الأداء الذي مارسه الحزب نفسه في محاولة لاستدراج الحراك إلى التسييس، أو إرغام الحراك على الاصطدام ببيئته، خصوصاً عندما كانت المجموعات المؤيدة للحزب تجوب بيروت للاعتداء على المتظاهرين، وهم يهتفون "شيعة شيعة"، على مشارف الأشرفية أو المناطق السنّية. هم الذين كانوا يريدون استدراج المتظاهرين أو أبناء هذه المناطق لمواجهة جمهور الحزب والعودة إلى المتاريس الماضية، إما بانقسام سني شيعي، أو مسلم مسيحي. فهذا الملعب هو الذي يجيد حزب الله اللعب فيه، بخلاف الملعب الجديد الذي وجد نفسه بمواجهته أي التحركات الشعبية بمطالب معيشية واجتماعية. وهو الأمر الذي أربك الحزب، خصوصاً في تعامله مع بيئته ومع حلفائه.

استراتيجية استيعابية

صحيح أن نصر الله لم يكن موافقاً على استقالة الحريري، لكن ما يجري الآن يوحي وكأن هناك توافقاً ضمنياً بعد استقالة الحكومة بين جميع مكونات السلطة، على امتصاص الشارع، وإخماد نيرانه المشتعلة، على قاعدة "تفهم الحراك، والمطالب"، مقابل التشكيك به أو بالبعض منه وبأهدافه، وذلك لخلخلته. استخدام هذا المنطق يدلّ إلى أن السيناريوهات ستكون "استيعابية" وليست دراماتيكية أو صدامية. فالحريري استقال لامتصاص غضب الشارع، وتخفيف الاحتقان وسحب ذرائع التوتر. ويبدو أن نصر الله لاقاه عبر تغيير لغته نسبياً وتراجعه إلى حد ما عن مخاصمة الحراك وميله إلى التهدئة.

الأكيد أن حزب الله، في هذه المرحلة، يفضل تكليف الحريري، كشخصية تتمتع بعلاقات دولية قادرة على استجلاب المساعدات، ويوفر الشرعية السنّية للحزب، كما هو حال الشرعية المسيحية المتوفرة من التيار الوطني الحرّ.

لكن الأساس يبقى في ما يريده عون وحزب الله، اللذان لا يجدان مشكلة في شخص رئيس الحكومة أو هويته وانتمائه، بقدر ما يهمهم تشكيل الحكومة بكل تفاصيلها، وتحديد آليات عملها وتوزيع الحصص وتسمية الوزراء قبل اختيار رئيسها. وهذا الذي يحتاج إلى المزيد من الوقت قبل إجراء الإستشارات، التي قد تنطلق بين يومي الإثنين والثلاثاء المقبلين. الاتفاق على شكل الحكومة وآلية عملها قبل اختيار الرئيس، من شأنه أن يخضع لعملية عض أصابع بين الحريري من جهة وعون وحزب الله من جهة أخرى، خصوصاً أن غاية الطرفين تلتقي على ضرورة الإسراع في عملية التأليف بعد التكليف.

 

17 تشرين: قوس قزح ضد سوادهم "العظيم"

رنا قاروط/المدن/03 تشرين الثاني/2019

هي إذاً ثورة "أكتوبر" (تشرين الأول 2019)، وانطلقت عفويةً من البيوت إلى الشوارع والساحات، وناسها هم الناس مجردين من كل انتماء سوى إنسانيتهم الصرف. ولأول مرة في حياتي على أرض لبنان، يكون مطلبهم: #كلن_يعني_كلن. أي الزعماء المتشبثين بالمناصب، أبًا عن جدٍّ إلى حفيدّ، والمتفردين بها، أقله منذ وُلدنا، مستمدين ديمومتهم من مبدأ "فرّق تسُد" طويلًا سادوا. ولكن ماذا حصل ليلفظهم الناس أخيراً؟

ناس الانتفاضة

أرى أن عوامل عدة تشابكت لتشكل دوافع لانتفاضة الشعب: صغارًا وكبارًا، أصحاب شركات وموظفين، عمّالاً وفقراء، عاطلين عن العمل ومعدمين بلا مأوى. ومنهم من صاروا ظلال بشر أحياء، يسعون نهاراً ليقتاتوا من حاويات النفايات، وينامن ليلًا تحت الجسور.

معوّقين ومعوّقات، من ذوي الاحتياجات الخاصة الملحة. وفي المشهد الكبير نساء، نساء، نساء... نساء في انتفاضة أكثر من أي زمن مضى: أمهات، عازبات، ربّات بيوت، وبينهن اللواتي حُرمن من المقعد المدرسي، والعاطلات عن العمل، ووجوه معروفة من الرائدات في مجالات العلم والعمل والإبداع.

ناس الاستئثار

وأرى أيضاً أن أركان السلطة تجاوزوا الحدود السابقة كلها، في الاستئثار، في الصفقات المشبوهة المكشوفة، في الهدر والفساد، في المؤسسات العامة المهملة المتعفنة، التي صارت وظيفتها تقتصر على إعالة المحاسيب والنهب، فلم تعد تلبي حاجات الناس. ومنها مثلاً صندوق الضمان الاجتماعي لتسول المحتاجين وكآبتهم، حاملين فواتير أمراضهم على أبوابه.  وفي مشهد آخر هناك أهل الثراء المشهدي الفاحش. أولئك الذين صارت ممارستهم الشخصية، وممارسات عائلاتهم مضرب الأمثال: أعراس أولادهم الأسطورية في كل صيف، في أغلى العواصم والفنادق. استيلاءهم على المشاعات والأملاك العامة، بما فيها الشواطئ والأرصفة… وهناك تلك الأخبار المتناقلة عن زوجة ضابط تهين سيدة فقيرة في بلدتها، وعن زوجة مسؤول تجرّ وراءها المرافقين إلى عيادة طبيب جِلد. في المشهد عينه، لا تخلو عائلة عادية من مصاب بالسرطان، بسبب ارتفاع نسبة تلوث الماء والهواء والتراب. وتكثر العائلات التي تفقد فردًا منها بحادث سير سببه الفوضى وسوء الطرق. الموازنة العامة الجديدة "تتمرجل" على الجامعة الوطنية ومؤسسات الرعاية التي صارت نهباً للفوضى والنهب، وتعمل وفق فلسفة مستمدة من سلوك إدارة أهل النفوذ والسلطان على المواطنين.

مصالح كثيرة توقفت. الصحافة والنشر أولها، والمستمرون في المصالح الأخرى بالكاد يحصّلون أنصاف مداخيلهم وأتعابهم.

لقد طفح الكيل بالقهر، إذاً.

عهد القوة وسلطان الحرب

وجاءنا "العهد القوي" بلغوه وأكاذيبه وعنجهيته، بوسائل قمعه التي تستبطن شيئاً من تلك التي عرفناها لدى الأسدية السورية. ومنها نشاط جهاز "مكتب مكافحة الجرائم الإلكترونية" الذي لا يهدأ، وعمد إلى التخويف والاستدعاءات، وتوقيف الصبايا والشبان، من صاحبات وأصحاب الرأي والتأثير في مجتمعاتهم الصغيرة. وأطل علينا أركان هذا العهد بأسوأ خطاب عنصري، ليس تجاه اللاجئين واللاجئات والشغّيلة الأجانب فحسب، بل ضد المرأة والأطفال. أي الفئات التي ينظر العالم الحديث إلى تمكينها وتعويضها عن ظلم تاريخي بائد. عهد قوي على كل من يخرج عن منظومة طأطأة الرأس لآل عون ورهطهم، ولآل الحريري وبرّي وجنبلاط وحاشياتهم… وكل من قاوم إسرائيل من دون أن يكون حسينيّاً كربلائيًا، ولا يجلس مشرئب العنق إلى الشاشة التلفزيونية المشتركة الضخمة، منتظراً إطلالة أمير الكلام والفتاوى والحرب.

السواد العظيم وقوس قزح

هذه لمحة موجزة عن مدى الضيق والاختناق والمهانة التي وصلنا إليها، ثقافيًا وبيئياً واقتصاديًا وسياسياً وأخلاقاً. وهكذا تكوّنت التربة الصالحة لانتفاضة شعبية مفاجئة، كانت قد نُثرِت فيها البذور أيام تحرك #إسقاط_النظام_الطائفي عام 2011، ثم #حراك 2015 الذي امتد عاموديًا وأفقيًا، ليُنضِج أخيراً شعار: #كلن_يعني_كلن.

هذا الشعار الذي خفتت أصداؤه سابقًا، صدحت به الحناجرهذه المرة، وكان الشرارة واليقين الذي لا نقاش فيه. عذرًا فخامتكم، معاليكم، سعادتكم: إنه لبنان الشعب الحرّ والخلّاق.. و"المهضوم". وهي نهاية سنة 2019، التي حتى إيران والسعودية تخلعان فيها الحجاب.

وفخرٌ لنا أن لا عنف يُذكر سُجل في انتفاضتنا، لأننا فعلاً مدنيين، علمانيين وسلميين. وحدكم أنتم الحكّام مجرمو حرب لا تريدون لها نهاية، بل إعادة سجننا في قوالب التهميش والمهمشين، فيما تتضخم ثرواتكم المخفيّة في بنوك العالم، وتتشدقون برفع السرية المصرفية عن أموالكم في لبنان .

أقصى ما فعلناه هو إطلاقنا شتائم في الشوارع والساحات وعلى الشاشات، بعدما لم نعد قادرين على إبقائها سجينة حلقاتنا خلف الحيطان وجدران البيوت. أردنا أن نطلقها فرادى ومجتمعين في هواء الساحات المفتوحة على السماء، في العاصمة والمدن والأطراف رافضين دفع أبهظ أثمان شرهكم إلى الأبد.

هكذا - بالرغم من ما شاب ويشوب الحركة الجديدة التي يناهز عمرها العقد، وبالرغم من ضبابية الرؤية المستقبلية - تثبت حركتنا أنها تحرز تراكماً في الوعي السياسي والطبقي والإنساني - الحقوقي، يتفجر كل سنوات أربع على صورة دفق بشري في الساحات، تلونه أطياف البلاد، تجعله قوس قزح فوق السواد العظيم الذي تنشرونه فوق هذه البلاد. أخيرًا، كيف لي أن أخرج من أمومتي واختصاصي، وممن أنا، وماذا أفعل في حياتي اليومية؟ شاء القدر أن أنجب بكري عشية #إسقاط_النظام_الطائفي، وصغيري قُبيل #الحراك - الانتفاضة هذه. وأن أفرّ معلمةً من نظام تعليم يلقِّن التلاميذ التاريخ والإنشاء والتربية المدنية المعلّبة، لأساهم في إعادة صنع مواطن ومواطنة يجرؤون على التغيير، بعدما كانوا يعتبرون أن العدم الكلي يحيق بهم . قرأت مرّة أن أسوأ ما يمكن فعله هو جعل طفل يحمل يافطة في تظاهرة. تربويًا، الأمر صحيح. ولكنني الآن كلي فخر، لأنني خرجت مع ولدي إلى الشوارع، منّ أجل حقوق لا لنصرة أيديولوجيات وأشخاص "منزّهين". خرجت مع سواي من أمثالي، حاملين علم الوطن، لا أعلام أحزاب، وهاتفين #كلن_يعني_كلن. أي رموز الشرانق والأجهزة والمناصب الطائفية. آن الأوان لتكون #القوة_للشعب، وأرى جاري/ جارتي، زميلي/زميلتي، صديقي/صديقتي… نحن، على فكرة، لم نسأل بعضنا، ولا مرّة: "شو طايفتك؟". فقط تجمعنا محبة العِشرة والسعي إلى عيش كريم.

 

الثورة اللبنانية : خارطة الطريق

الدكتور كمال اليازجي/وطنيون اورغ/02 تشرين الثاني/2019

المرحلة الأولى من الثورة أنجزت بنجاح. ماذا بعد؟ ما هي الخطوات التالية؟ في هذا المقال نستشرف معالم الطريق.

ثورة متواصلة

هذه ثورة متواصلة، تحقّق أهدافها على مراحل، خَطوةً بخطوة. كل مرحلة لها هدفٌ محدّد. عندما يتم تحقيقه ننتقل الى الهدف التالي.

المرحلة الأولى: إستقالة الحكومة

في المرحلة الأولى، كان الهدف إستقالة الحكومة. لماذا الحكومة على وجه التحديد؟ لأنها السلطة التنفيذية. الحكومة هي الهيئة التي تضع السياسة العامة للدولة وتتحمّل المسؤولية. إستقالة الحكومة هي الإجراء الدستوري الطبيعي. وهي المدخل الإلزامي لأي تغيير لاحق.

الشعارات المُغالية التي كانت تُطالب باستقالة الحكومة وإقالة رئيس الجمهورية وحلّ مجلس النواب في آن معاً، ما يؤدي الى شغورٍ كاملٍ في الدولة لا يملؤه إلا السلاح، تدخل في باب المراهقة السياسية والحماس الزائد. وقد تم تجاوزها.

المرحلة الثانية : تشكيل حكومة إنقاذ       

بعد إستقالة الحكومة، تبدأ معركة جديدة، هي الأصعب: معركة فرض حكومة تليق بالثورة. حكومة شجعان، من خارج الطاقم السياسي، تحمل آمال اللبنانيين، وتكون قادرة على اتخاذ قرارات مصيرية في مرحلة بالغة الدّقة.

نسمّيها حكومة إنقاذ. ولا نقول "حكومة أخصّائيين"، لأنه تعبير غير موفّق. نتجنّب كذلك التعبير المبتذل ”حكومة تكنوقراط“، الذي يحمل المعنى نفسه. والسبب هو أن معيار إختيار الوزراء يجب أن يكون الجُرأة والحِنكة السياسية وحصافة الرأي، وليس المهارة التقنية فحسب. السمكري الذي يأتي لتصليح بالوعة مسدودة هو أخصائي ايضاً. وحتى لو أخذنا أخصّائياً من مستوىً أعلى، فإنه قد يفتقر الى الكفاءة السياسية. وقد يكون متردّداً، ضعيفاً، يسهل تخويفه والتحكّم به. كيف يُمكننا أن نسلّم مقاليد السلطة الى أمثاله ؟ الجُرأة والصلابة والعزيمة والروح الثورية أكثر أهمية في هذه المرحلة من الخبرة التقنية.   

الحصول على حكومة إنقاذ تفي بالغرض لن يكون سهلاً. ستفعل السلطة كل ما في وسعها لاحتواء الثورة وحصر نتائجها. ولن تستسلم قبل استنفاد جميع الوسائل المتاحة لها، حتى القذرة منها. لا يمكننا التنبؤ بدقة بما ستفعله، وبكل الحيَل التي قد تلجأ اليها، وفي جعبتها الكثير. في البداية، قد تقول لجمهور الثورة ما معناه : ”لقد سمعناكم جيداً. إرفعوا الينا مطالبكم. ونحن نتكفّل بتحقيقها.“ طبعاً، هذا إستخفافٌ بالعقول. ثم تلجأ الى خدعة أخرى، أكثر مكراً : تشكيلة حكومية من أسماء غير منفّرة، قليلة الخبرة في السياسة، لا تشكّل خطراً عليها، بعضها نزيه لكن ضعيف، وبعضها دمى لأهل السلطة. وهي تأمل بذلك في استرضاء الناس بتكلفة قليلة. هذا امتحانٌ للثورة وذكائها. إمتحانٌ يقرر مصيرها. على الثورة أن تقول، نيابة عن الملايين التي نزلت الى الساحات : "لا. هذا لا ينفع. هؤلاء الخِصيان لا يمثّلون الثورة".                  

أمامنا مرحلة شدّ وجذب لتحصيل أفضل حكومة ممكنة. الحل الأمثل، بالتأكيد، هو حكومة لصالح الثورة مئة بالمئة. لا يجب أن نتنازل كثيراً. طوال هذه الفترة، الثورة تفاوض معزّزة بحضورها في الشارع. وسيكون عليها أن تذكّر السلطة على الدوام بأنها موجودة، وبصحّة جيدة.

إذا أحسنّا التفاوض، وعرفنا كيف نقول لا كلّما لزم الأمر، نفرض حكومة غالبيتها من الشجعان. حكومة يُمكن الإعتماد عليها في المرحلة التالية. وإلا تسقط الثورة في هذه المرحلة.   

لكن من يفاوض بإسم الثورة ؟ التحدي هو أن تتمكن الثورة من تشكيل فريق تفاوض مصغّر يضمّ شخصيات تتمتّع بالعقل الراجح وحسن التقدير. ومن المستحسن، إذا أردنا الربح، أن يكون فريقاً من الصقور.       

المرحلة الثالثة : حكومة الإنقاذ

حكومة الإنقاذ ليست مجرّد حكومة إنتقالية مهمّتها الوحيدة التحضير لانتخابات مبكّرة.

أمام حكومة الإنقاذ مهمة كبيرة : إخراج لبنان من الأزمة التي هو فيها، والنهوض به من جديد، والشروع في إصلاحاتٍ طال انتظارها، والتحضير لانتخابات نيابية مبكّرة في غضون سنة.

الثورة يجب أن تحتضن حكومة الإنقاذ، إذا كانت مُمثّلة فيها بشكل جيّد، وتكون قاطرتها.  

بطبيعة الحال، لا يُمكننا أن نستبق جميع المشاكل التي ستواجه هذه الحكومة. ولا أن نقول لها منذ الآن ما يجب أن تفعله. إجتثاث الفساد، واسترداد ما أمكن من الأموال المنهوبة، ووضع نظام إنتخابي يشبه الأنظمة الموجودة في العالم، هي البداية. على أمل أن يتحوّل لبنان الى ورشة إصلاحٍ كبرى يشارك فيها الناس، والشباب بوجه خاص، بأفكارهم وإقتراحاتهم.

الثورة وكثرة الكلام

في الثورات، لا يجوز الإكثار من الكلام. فكلما زاد الكلام، زاد إحتمال الخطأ.

لكل مرحلة شعاراتها. لا ينفع أن نطرح شعارات سابقة لأوانها، فيختلط الأمر على الناس، ويغيب عن نظرهم الهدف المباشر.

كذلك لا فائدة من أن نستفيض في وضع البرامج والخطط المستقبلية، ونبذل الجهد في مناقشتها، وربما نختلف عليها ونتفرّق، قبل أن نصبح في موقعٍ يسمح لنا بوضعها موضع التنفيذ.

منذ بداية الثورة، رفعت مجموعات كثيرة لوائح بمطالبها. منها ما هو بديهي، ومنها ما يفتقر الى الحكمة السياسية، ومنها ما هو خيالي وغير قابل للتحقيق. وبغضّ النظر عن صحة هذه المطالب، لا بد من ملاحظة، للتصويب. من يرفع المطالب ؟ إن المتظاهرين هم الذين يرفعون المطالب عادة الى السلطة. ويحاولون الضغط من أجل تحقيقها. لكننا لسنا في مظاهرة هذه المرة. نحن في ثورة. الشباب المتحمّس الذي يرفع المطالب ما زال يفكّر وفقاً للذهنية القديمة. لم يُدرك بعد أنها ثورة. الثورة لا ترفع مطالب. ولا تتوسل أحداً من اجل تحقيقها. الثورة تريد السلطة. ليس أقلّ من ذلك. وعندما تصل الى السلطة، تنفّذ إرادة الشعب، وتأخذ برأيه، وتفعل ما تعتقد أنه في مصلحته.

ثورة واعدة

ما حدث ليس انتفاضة عابرة. إنه ثورة حقيقية.

إنطلقت الثورة بصورة عفوية. ما من فريق سياسي دعا اليها. تحرّكَ الناس من تلقاء أنفسهم. وهذه العفوية بالذات كانت سرّ نجاح الثورة حتى الآن، وإمتدادها الى كافة المناطق. لقد شعر المواطنون بحق بأن الثورة هي وليدتهم، ولا أحد غيرهم. وأنهم، للمرة الأولى في تاريخهم، يُمسكون بزمام مصيرهم.

الطابع العفوي لهذه الثورة، وكونها لم تبدأ بإيعاز من أحد، وليست تحت إمرة أحد، يجعل منها ثورة صعبة المراس، لا يُمكن خِداعُها بسهولة، ولا ترضى بالقليل الذي لا يُطفئ ظمأ الشعب الثائر. أي عرضٍ من السلطة يعتبره الثوار أقل مما يُمكنهم الحصول عليه لن يكون مقبولاً. وأي تنازلٍ غير مبرّر يقدّمه البعض، بإسم الثورة، سوف يواجَه بالرفض من قِبل الكثيرين، ويُنعت أصحابه بالإنتهازية، ويُنبذون.

الراديكالية هي في صلب هذه الثورة. لا تتجلّى فقط في الشعارات القصوى التي رفعها الثوار، او في الإصرار الذي أظهروه، إنما تنبع، بشكل أساسي، من طابعها العفوي والتحرّري.

 

حكومة ميني تكنوقراط وميني سياسيين

نقولا ناصيف/الأخبار/السبت 02 تشرين الثاني 2019

يصحّ القول ان الحكومة الجديدة، وان قبل وقت طويل على ابصارها النور، لن تكون سوى حكومة تقليل الخسائر، وحكومة الهزيمة بالنقاط. بعد الذي افضى اليه الحراك الشعبي، بات على قوى الحكم التسليم بواقع غير مُجرّب قبلاً، ولا تعرف الى اين يقودها؟

ما خلا سابقة الرئيس ميشال سليمان، اعتاد رئيس الجمهورية منذ ما بعد اتفاق الطائف الذي احدث فقرة الاستشارات النيابية الملزمة في المادة 53 من الدستور، المبادرة الى تحديد موعد هذه الاستشارات ما ان يتسلم استقالة الحكومة. ذلك ما فعله الرئيسان الياس هراوي واميل لحود. مع ثالثهما، سليمان، حدد موعداً للاستشارات الملزمة في اليوم الخامس في 17 كانون الثاني 2011 و18 منه، قبل ان يسارع عشية هذا الموعد الى تأجيلها اسبوعاً في 24 كانون الثاني و25 منه، بذريعة اجراء مزيد من المشاورات كانت كفيلة بقلب موازين القوى آنذاك وانتقال الاكثرية من قوى 14 آذار الى قوى 8 آذار. مفارقة ذلك الحين، ان رئيس الحكومة كان الرئيس سعد الحريري، وصاحب اليد الطولى في اطاحة حكومته كان العماد ميشال عون عندما رعى من الرابية استقالة الثلث+ 1 من الوزراء. ثم كانت الصدمة التالية للحريري عندما ترشّح لتأليف الحكومة في وجه الرئيس نجيب ميقاتي، وخسر بفارق ثمانية اصوات امامه، في سابقة ثانية لم يخبرها اي من اسلافه - ولا حتماً والده الراحل - بهزيمته في استشارات نيابية ملزمة.

الآن يكرر رئيس الجمهورية ميشال عون سابقة سلفه في عدم استعجال اجراء استشارات نيابية ملزمة الى اليوم الخامس، كما يرشح ان يكون موعدها الاثنين المقبل، لتكليف رئيس جديد تأليف حكومة. البعض وجد في استقالة الحريري في 29 تشرين الاول ردّاً - وإن غير مقصود - للتحية على ما حدث عام 2011، بأن فاجأ رئيس الجمهورية باستقالته من غير تنسيق معه، في وقت يحتاج الرئيس الى بقاء الحكومة الى جانبه، مثلما احتاج الحريري الى حكومته عامذاك وهو يجتمع بالرئيس الاميركي باراك اوباما في البيت الابيض.

منذ استقالة الحريري يسود الغموض المرحلة التالية، رغم ان الآلية الدستورية في المادة 53 تتيح بسهولة الانتقال من مرحلة التكليف الى مرحلة التأليف. الحجج التي يتسلح بها رئيس الجمهورية والرئيس المستقيل ان اياً منهما لا يريد كشف خياراته سلفاً، خصوصاً انهما المعنيان بإصدار مرسوم تأليف الحكومة. من دون هذا المرسوم يصبح تكليف الغالبية النيابية للشخصية المرشحة تأليف الحكومة غير ذي جدوى.

بذلك يتصرّف رئيس الجمهورية تبعاً لبضعة معطيات تحمله على التريث قليلاً من الوقت:

1 - ليس في المادة 53 مهلة مقيِّدة لرئيس الجمهورية اجراء الاستشارات النيابية الملزمة. القيد المعلوم في المادة 53 هو اجراؤه اياها والتزامه نتائجها وحتمية اطلاعه رئيس مجلس النواب على تلك النتائج، ومن ثم تسمية الرئيس المكلف. على غرار اجتهاد كل رئيس مكلف بأن لا مهلة مقيِّدة له تأليف الحكومة، بات لكل رئيس جمهورية الاجتهاد من الآن فصاعداً بأن لا مهلة مقيِّدة له اجراء الاستشارات النيابية الملزمة.

2 ـ ما حصل في الشارع انقلاب على الحكم والسلطات. الا ان استقالة الحريري ظهرت مثابة استكمال للانقلاب على موازين القوى السياسية، خصوصاً ان الرئيس المستقيل، فور اتخاذه هذا القرار، سارع الى استنفار الشارع السنّي في بيروت وطرابلس وعكار وصيدا والبقاع الاوسط من اجل وقوفه الى جانبه، ومحاولة تحييد نفسه عن كل الشعارات التي طرحها الحراك الشعبي. وهو مغزى ما راح انصاره في الشارع يعلنون رفضهم اقتصار التنحي عليه وحده. من خلال استعادة شارعه السنّي الذي كان لأيام قليلة جزءاً لا يتجزأ من حملة «كلن يعني كلن» بكل مفرداتها وشتائمها وغضبها واستفزازاتها، وجّه الحريري رسالة الى رئيس الجمهورية وحزب الله معاً مفادها انه لا يزال الشخصية السنّية الوحيدة المرشحة لدخول السرايا.

3 ـ لا اوهام لدى الحريري بأن رئيس الجمهورية والرئيس نبيه برّي وحزب الله في وارد التخلي عنه، او الذهاب بالسهولة المتوقعة الى مرشح سواه لترؤس الحكومة. بيد ان اياً من هؤلاء ليس في وارد القبول بحكومة طبقاً للشروط التي يطرحها الحريري ويُقرنها بقبوله تأليف الحكومة. تالياً، رغم استبعادها تماماً، فإن حكومة تكنوقراط لا يرئسها سوى رئيس تكنوقراط. الحجج المتتالية في رفض هذا الشرط، ان في الحكومة المستقيلة وزراء غير حزبيين ومن غير النواب وذوي اختصاص، ما يتيح توسيع التجربة بإحلال عدد اكبر من هذا الطراز من الوزراء، اضافة الى وزراء سياسيين من غير النواب والحزبيين اللصيقين بقادة الاحزاب والكتل الرئيسية التي تمثل توازن القوى داخل السلطة، ويُنظر اليها على انها العامود الفقري لبناء السلطات.

الحريري الاكثر حظوظاً ولا مكان لـPlan B حتى الآن

ما يلتقي عليه رئيس الجمهورية وحزب الله - في معرض تخفيف الخسائر الناجمة عن الحراك الشعبي - ايجاد تسوية معقولة توازي بين ما يطالب به الحراك الشعبي وبين حتمية الاوزان السياسية الكبيرة غير القابلة للعزل ولا للاستغناء عنها، ولا لابعادها عن سلطة القرار في البلاد. لذا يظل الحريري المرشح الابرز للسرايا، فيما الطرفان المقابلان، وهما رئيس الجمهورية وحزب الله، ليسا في وارد مقاربة Plan B الذي لا يعدو كونه في الظروف الحاضرة سوى مجازفة غير مأمونة.

على نحو كهذا، تصبح الحكومة المصغرة مؤلفة من وجوه ترضي الحراك الشعبي، وتكتفي بوزير واحد فقط للكتل الرئيسية الممثلة لموازين القوى.

4 ـ بالتأكيد لا عودة الى حكومة ثلاثينية، ولا الى حكومة وحدة وطنية، ولا خصوصاً الى حكومة نواب وحزبيين. حكومة من 14 وزيراً ليس فيها اي من الوزراء الذين استهدفهم الحراك الشعبي، وكانوا في مرمى سهامه. لا يقتصر هذا المعيار على الوزير جبران باسيل وحده، بل يشمل نظراءه في تيار المستقبل وحزب الله والحزب التقدمي الاشتراكي وحركة امل. حتى الوصول الى تلك الحكومة - الخالية من هؤلاء - سيظل باسيل المفاوض الرئيسي للحريري في تأليفها، وإن هو لن يكون في عدادها، خلافاً للاعتقاد السائد في خلاصة ما يستنتجه الحراك الشعبي وخصوم باسيل داخل السلطة الاجرائية، بأن الرجل سيصبح على هامش العهد.

اولى دلالات دور التفاوض هذا، ان الشرط المقابل لما يطالب به الحريري - وهو حكومة تكنوقراط خالصة - يقضي بأن يكون باسيل الى جانب الحريري في الحكومة الجديدة او يخرجان منها معاً. في ذلك اشارة واضحة الى مشقة التفاوض الذي ينتظر المرحلة التالية لتكليف الحريري ترؤس الحكومة.

 

قرارٌ إقليمي بإقصاء مرجعيتين من رموز 14 آذار

فادي عيد/"ليبانون ديبايت"/02 تشرين الثاني/2019

تتخوّف مصادر سياسية من تطورات مرتقبة خلال المرحلة المقبلة قد تكون أكثر حماوة وضراوة مما شهدته الساحات والطرقات خلال الأسبوعين الماضيين، خصوصاً أن الصمت الدولي خلال مرحلة الإنتفاضة الشعبية كان لمواكبة ومتابعة ما يجري والبناء عليه. وتشير معلومات، إلى اتصالات دولية جرت مع قيادات لبنانية بغية الوقوف على رأيها مما يمكن أن يحصل بعد هذه الثورة وما حقّقته، إضافة إلى "جسّ النبض" حول الحكومة العتيدة، وبدا جلياً أن الدور الفرنسي كان الأبرز لناحية التحرّك الدولي من أجل المساعدة على تشكيل الحكومة العتيدة، بمعنى إزالة العقبات الإقليمية حيالها، ولا سيما أيضاً أن هناك مؤتمر "سيدر"، ولا يمكن للفرنسيين أن يقدموا على أي خطوة بصرف هذه الأموال قبل معرفة البوصلة الحكومية وما يمكن أن يحدث لاحقاً حيال التكليف والتشكيل ومشتقبل الحراك في الشارع. من هنا، تشير معلومات إلى أن رئيس الحكومة المستقيل سعد الحريري، أبلغ الدائرة الضيقة من أصدقائه الدوليين والمحليين، بالظروف المحيطة به إن على صعيد الإستقالة وأسبابها ودوافعها، أو الشروط التي تدفعه للقبول بالتكليف، وهي باتت معروفة، وعلم أنها تتمثّل بموقفين أساسيين هما حكومة تكنوقراط، وإلا حكومة من أخصائيين وأربع حقائب سياسية سيادية دون أن يكون الوزير جبران باسيل في الحكومة المقبلة، وبالتالي، الجميع، وتحديداً المعنيين في هذه الصورة، ولا سيما رئيس الجمهورية و"حزب الله". وفي هذا السياق، تؤكد مرجعية وزارية، أن المجتمع الدولي يراقب لبنان مراقبة لصيقة جداً، لمعرفة من سيحكمه في المرحلة القادمة، وذلك ربطاً بالعقوبات المفروضة على إيران وحلفائها، والرسالة الأولى كانت تعليق شحنة أسلحة أميركية مرسلة للجيش اللبناني، وهذه تعتبر رسالة أولية كي يدرك من يعمل على تشكيل الحكومة بأنه لا يمكنه أن يحكم منفرداً، ولضرورة قراءتهم حجم المساعدات التي ترسل إلى لبنان. وتفيد معلومات، أن بعض القوى السياسية التي لم تشارك في الحراك سيكون لها في المرحلة القادمة تحرّكاً إما على مستوى الشارع والساحات إلى جانب المنتفضين، أو ضمن مناطقها، وذلك على خلفية أن بعض الأفرقاء السياسيين الأساسيين سيردّ على ما تعرّض له أحد الزعامات السياسية من خلال حملات ومواقف عنيفة تزامنت مع بدء الإنتفاضة، وصولاً إلى أن هناك قراراً إقليمياً ينفّذ محلياً بغية العمل لضرب مرجعيتين سياسيتين أسايتين من رموز 14 آذار، وقد تكون المواجهة الأولية خلال عملية تشكيل الحكومة، تلك الشرارة التي ستؤدي إلى إشعال الساحة السياسية وعودة الإصطفافات كما كانت الحال في حقبة 8 و 14 آذار، وهذا ما ستظهر مؤشّراته في المرحلة المقبلة في ضوء ما سيؤول إليه مسار التكليف وشكل الحكومة كبداية للدخول في صراع الطوائف والمذاهب على خلفية عدم الإستئثار بالحصص من هذا الطرف وذاك، مما يعني أن البلد أمام مرحلة مقبلة في غاية الدقّة أن لم نقل الخطورة.

 

يسرقون لبنان وانتفاضته!

راجح الخوري/الشرق الأوسط/02 تشرين الثاني/2019

لم تكن مجرد استقالة حكومة، تلك التي قدّمها الرئيس سعد الحريري إلى الرئيس ميشال عون، الذي كان قد أعلن في وقت سابق، أن عهده الذي أنهى عامه الثالث، يوم الخميس الماضي، سيبدأ مع هذه الحكومة، بل كانت سياسياً وواقعياً عبارة عن 3 استقالات...

واحدة من الحكومة التي فشلت، وبالأحرى أُفشلت خلال 9 أشهر في معالجة الوضع الاقتصادي المتدهور في البلاد، وواحدة من التسوية السياسية التي صنعها الحريري، وحملت عون إلى رئاسة الجمهورية، بعد فراغ رئاسي تجاوز السنتين، وثالثة من المماحكات التي طغت منذ أشهر على السعي لمعالجة مشكلة الديْن العام وازدياد مستويات البطالة التي وصلت إلى حد 50 في المائة من الشباب، والتي برزت تحديداً في دراسة موازنة السنتين الحالية والمقبلة.

كان واضحاً أن الاستقالة قُدمت دستورياً إلى رئيس الجمهورية، لكن ما هو أهم أنها قدّمت سياسياً إلى ملايين اللبنانيين المنتفضين، في الساحات والشوارع وفي أكثر من 22 بلداً في المغتربات، منذ 17 يوماً. وبدا أن الحريري تعمّد التوضيح، أنه يتبنى الانتفاضة الشعبية العارمة، عندما قال مرتين في نص استقالته، إنه يقدمها إلى الشعب اللبناني الذي نزل إلى الساحات مطالباً بالتغيير.

ومنذ انفجار الانتفاضة في 17 أكتوبر (تشرين الأول)، حاول الحريري أن يصل إلى تفاهم مع عون على تعديل حكومي يستجيب لمطالب اللبنانيين، الذين يطالبون برحيل كل الطقم السياسي، الذي كان يتبارى في الحديث عن الفساد وسرقة المال العام ونهب البلد، ولكأن الذين قاموا ويقومون بهذا ليسوا من السياسيين أنفسهم، الذين أوصلوا الديْن العام في البلد إلى 100 مليار دولار، ويحاولون الآن معالجة العجز بفرض مزيد من الضرائب، على شعب نصفه عاطل عن العمل، لكن بدا واضحاً أن الحريري وصل كما أعلن إلى طريق مسدود، بعدما اصطدم بشروط وموازيين وثوابت يتمسك بها عون، ولهذا ذهب إلى الاستقالة.

في هذا السياق، كان الأستاذ وليد جنبلاط واضحاً عندما قال إن هناك عناصر في الحكم، أي في بعبدا، رفضت التسوية التي حاول الحريري الوصول إليها على الأقل لجهة تشكيل حكومة انتقالية من الاختصاصيين، وإنه «لا يمكن لرئيس الجمهورية أن يستمر باستخدام البلاط الملكي أو الرئاسي، بل عليه القبول بتغيير الوجوه والدخول في تسوية جديدة»، وذلك في إشارة واضحة إلى تمسكه بصهره وزير الخارجية جبران باسيل الذي يرتفع الصراخ ضده في ساحات الانتفاضة.

الحريري تحرّك في ضوء قناعاته والتزاماته حيال المصلحة الوطنية وموجبات حماية الاقتصاد الوطني من الانهيار، والاستقالة في نظره هي خطوة في اتجاه إعادة الاعتبار للنقاش السياسي، في مواجهة الدعوات التي تنادي بحلول أمنية وتكليف الجيش فتح الطرق بالقوة، وخصوصاً أن ما زاد في تأزيم الوضع قول «حزب الله» بأن هذه الحكومة لن تسقط، والعهد باقٍ، وقد اقترن هذا الكلام بتهديد واضح بالنزول إلى الشارع، وهو ما تكرر قبل يومين، عبر كلام المرشد الإيراني علي خامنئي، الذي قال إن «المظاهرات في لبنان والعراق من أعمال الشغب، تديرها أميركا وإسرائيل وبعض دول المنطقة»، داعياً إلى التصدي لها!

وجاء كلام خامنئي بعد تحليلات الخبراء، ومنها مثلاً قول «فورين بوليسي» إن النفوذ الإيراني يتهاوى في المنطقة، وكذلك بعد ارتفاع اتهامات لـ«الحرس الثوري» الإيراني بالمشاركة في قتل المتظاهرين العراقيين عن طريق القناصة أو «الحشد الشعبي»، لإجهاض المطالب الواضحة للمتظاهرين بإنهاء التدخل الإيراني، الذي برز عبر شعارات تهتف «إيران برة برة بغداد تبقى حرة».

هذا، وكان المتظاهرون في لبنان يكررون شعار «كلن يعني كلن»، ما دفع أنصاراً من «حزب الله» إلى شنّ هجوم على مواقع المتظاهرين في وسط بيروت وتحطيم خيامهم، ما أدى إلى وقوع 11 جريحاً، ولهذا سارع الحريري، الذي كان قد قال إنه سيستقيل إذا سقطت نقطة دم، إلى تقديم استقالته الموجزة، لكنها معللة في وضوح توجيهها إلى اللبنانيين المنتفضين، وفي تأكيد اصطدام محاولاته تشكيل حكومة إنقاذية من الاختصاصيين، بعيداً من الأسماء المستفزة التي أججت الوضع السياسي، بإصرار عون على حكومة سياسية تضم صهره باسيل.

كان الحريري يراهن على أن استقالته ستحدث صدمة تساعد في التوافق على مخرج في مواجهة أزمتين متفجرتين؛ أولاً أن هناك أكثر من مليوني لبناني يتظاهرون ويقطعون الطرقات معلنين الثورة على كل الطقم السياسي، الذي أوصل البلاد إلى ما هي عليه، وأن المطلوب على الأقل تشكيل حكومة اختصاصيين تؤسس لمرحلة جديدة، وثانياً لأن الوضع الاقتصادي على حافة الانهيار، وخصوصاً في ظل الخوف من خسارة فرصة «مؤتمر سيدر»، لكنه فوجئ مثل كل اللبنانيين، أن هناك من يحاول أن يضع استقالته في خانة مؤامرة خارجية تلاقياً طبعاً مع كلام خامنئي.

المفاجأة الغريبة أن أجواء عون وباسيل والتيار الوطني الحر، تقول أيضاً إنها فوجئت بالاستقالة و«إننا اليوم أمام أناس سحبوا يدهم من يدنا بشكل مفاجئ» رغم أن الرئيس نبيه بري كان على علم بها، وأن «حزب الله» قال صراحة إن الجميع كانوا على علم بنية الحريري الاستقالة، بعدما أقفلت في وجهه كل إمكانية للحل عبر التمسك بحكومة سياسية تضم الرموز الاستفزازية وتتعامل مع ملايين المنتفضين في الشوارع بالقوة، وهو ما يتلاقى مع تهديدات حسن نصر الله وخامنئي.

والغريب أنه رغم اندلاع الانتفاضة قبل أسبوعين وارتفاع المخاوف الأمنية والاقتصادية، جاء تعامل عون مع الاستقالة محبطاً لكثيرين، ولكأنها تأتي في ظروف عادية، فقد أعلن بعد تسلمها رسمياً يوم الأربعاء، أنه سيوجه رسالة إلى اللبنانيين يوم الخميس لمناسبة الذكرى الثالثة لبدء عهده، وبدا أنه يستمهل الشروع في إجراء استشارات نيابية ملزمة لتشكيل حكومة جديدة إلى الأسبوع المقبل، وهو ما أعاد إشعال الانتفاضة من جديد بعدما كانت أخذت نفساً بعد استقالة الحريري!

عون قال يوم الأربعاء إنه سيأتي بحكومة نظيفة، ولكن ليس واضحاً من أين ستأتي هذه الحكومة؛ خصوصاً إذا كانت سياسية تضم الأسماء التي كانت موضع صراع في الحكومة المستقيلة، وخصوصاً أيضاً أن الحريري كان واضحاً في اشتراطه تشكيل حكومة اختصاصيين من خارج السياسة، ثم الأهم من هذا، بعد التفاف الشارع السني حول الحريري ووقوف رؤساء الوزارات السابقين إلى جانبه، من هو السني الذي سيقبل تشكيل حكومة ضد الشارع السني؟

هذا السؤال يقود إلى احتمال تشكيل حكومة من لون واحد، تستطيع أن تجد سنياً من جماعة الثامن من آذار، ولكن هل تستطيع حكومة من هذا النوع أن تواجه الثورة المتصاعدة في البلاد، وأن تجد من يساعدها في دول العالم، لمنع خطر الانهيار الاقتصادي المتفاقم؟

ولعل المشكلة الأدهى الآن هي محاولات مصادرة الثورة التي تشعل الشوارع في لبنان، ففي الوقت الذي يرتفع الصراخ «كلن يعني كلن»، بمعنى رفض كل السياسيين والزعماء الذين أوصلوا لبنان إلى الفقر والانهيار ونهبوا البلد، لم يتردد تحالف العهد مع «حزب الله» في اتهام الحريري، بأنه استقال ليركب موجة الانتفاضة، وأن هناك قوى خارجية أوحت له بأن يستقيل، وخصوصاً بعد المظاهرات والاعتصامات التي شهدتها مدن في الجنوب كالنبطية وصور وكفر رمان وبعلبك والهرمل وغيرها، وكلها تعتبر من معاقل «حزب الله».

وفي المقابل، يصرّ التيار الوطني الحر على القول إنه هو عراب الانتفاضة، وإن كانت تصرخ ضد العهد، وهو صاحب شعارات الإصلاح ومحاربة الفساد، متجاهلاً شعارات التعميم الذي ترتفع صراخاً من الشارع، وداعياً إلى مظاهرة يوم غد (الأحد) في قصر بعبدا، للإيحاء بأن كل هذه الثورة تقف إلى جانب العهد، وهو ما دفع جنبلاط إلى الإعلان «لا لاستغلال الشارع لأسباب غير التي رفعها الحراك الشعبي، وإنني أدين أي حراك آخر يريد سرقة الحراك وإدخاله في لعبة السياسات الضيقة والانتهازية».

أبعد من أزمة الإفلاس السياسي التي تفاقم أزمة الإفلاس الاقتصادي، التي تقرع أبواب لبنان، وأخطر من كل هذا، أن يتحول وضع حراك في وجه حراك آخر، وشارع في مقابل شارع آخر، ليس إجهاضاً لمطالب الانتفاضة العارمة فحسب، بل دفع اللبنانيين عبر الطوابير الخامسة والعناصر المدسوسة لحسابات خارجية، إلى الوقوع في الفتنة والحرب الأهلية من جديد!

 

هل بدأ الهلال الشيعي يحترق فعلاً؟

د. فيصل القاسم/القدس العربي/02 تشرين الثاني 2019

على الرغم من أنه من المبكر الحديث عن مصير الإمبراطورية الفارسية التي تحاول إيران بناءها منذ سنوات، إلا أن المؤشرات أصبحت الآن متضاربة. صار هناك الآن رأيان: الرأي الأول يقول إن الثورات الشعبية في العراق ولبنان ولاحقاً في سوريا ربما تنتهي بإحكام القبضة الإيرانية على تلك البلدان بعد تصفية كل معارضيها على الأرض. أصحاب هذه النظرية يعتقدون أن ما يحدث في بلاد الرافدين ولبنان لن ينتهي بطرد الإيرانيين وتحجيم نفوذهم، بل على العكس قد يؤدي إلى تمكينهم من رقاب العراقيين واللبنانيين أكثر فأكثر بعد استنزاف القوى والشرائح المعارضة كما حصل في سوريا، حيث أدى الغزو الإيراني إلى تهجير نصف الشعب السوري، وكلهم من السنة الذين يعادون إيران مذهبياً.

لكن الرأي الآخر يرى عكس ذلك تماماً. فلطالما تحدث العرب عن وجود تحالف غير مباشر بين الصهاينة والصفاينة (إسرائيل وإيران) في المنطقة عبر ما يسمى «الهلال الشيعي» يقضي بتسليم بعض الدول العربية كالعراق واليمن وسوريا ولبنان وربما غيرها لاحقاً بهدف خلق صراع جديد في المنطقة ينافس الصراع العربي الإسرائيلي على أمل أن لا تبقى إسرائيل العدو الوحيد للعرب في المنطقة. بعبارة أخرى، إنه نوع من تقاسم العداء بين الإيرانيين والإسرائيليين مع العرب بمباركة أمريكية وربما أوروبية من أجل إسرائيل. ويرى أصحاب هذا الرأي أن هذه الخطة الجهنمية قد نجحت إلى حد كبير، بحيث بات العرب يهرولون إلى الحضن الإسرائيلي خوفاً من البعبع الإيراني. لا بل إن كثيرين من العرب بات يرى في الخطر الإيراني مشكلة أكبر بكثير من الخطر والاحتلال الإسرائيلي لفلسطين. وقد ظهر في الفترة الأخيرة سؤال كبير بات يتردد في مواقع التواصل والإعلام العربي عموماً: أيهما أخطر: الدولة التي تحتل عاصمة عربية واحدة وهي القدس، أي إسرائيل، أم الدولة التي تحتل أربع عواصم عربية، والمقصود إيران طبعاً التي باتت تتباهى بأنها تحكم قبضتها على بغداد ودمشق وصنعاء وبيروت، والحبل على الجرار. وبناء على ذلك، يبدو أن إسرائيل قد نجحت من وراء هذه الطبخة الخبيثة أن تتنفس الصعداء، بعد أن بات العرب يرون فيها حملاً وديعاً مقارنة بالوحش الإيراني الكاسر الذي بدأ يلتهم العواصم العربية الواحدة تلو الأخرى. ويضيف أصحاب هذا الرأي بأن إسرائيل على الأقل لا تحاول التلاعب بالمذاهب كما تفعل إيران، حيث لا تكتفي باحتلال الدول العربية بل تعمل فوراً على تشييعها ونقلها من المذهب السني إلى الشيعي.

لكن هل يا ترى، كان الهدف الإسرائيلي الأمريكي من وراء تمكين إيران في المنطقة وإعطائها الضوء الأخضر كي تتغلغل فيها، هل كان فعلاً يهدف إلى دعم الإمبراطورية الفارسية الجديدة؟ أم إنه كان لعبة خبيثة جداً ضرب بها الأمريكي والإسرائيلي عصفورين بحجر واحد؟ المشكلة أن البعض رأى في احتلال الإيرانيين لأربع عواصم عربية نهاية اللعبة وأن إيران باتت الآمر الناهي في الشام وبلاد الرافدين وبلاد الأرز وفي اليمن.

لكن يبدو أن اللعبة لم تنته مطلقاً حسب أصحاب هذه الرؤية، بل إن الأمريكيين والإسرائيليين عملوا على توريط إيران لإغراقها في رمال المنطقة، وفي الوقت نفسه لتلميع صورة إسرائيل في عيون العرب من المحيط إلى الخليج. ولو نظرنا الآن كيف بدأت الأرض تمور تحت أقدام الإيرانيين في لبنان والعراق، لوجدنا أن اللعبة الأمريكية الإسرائيلية قد بدأت تؤتي ثمارها فعلاً. هل الهدف من ثورتي العراق ولبنان فعلاً لتمكين إيران في المنطقة، أم لاقتلاع نفوذها وطردها بعد أن حققت الهدف الإسرائيلي؟ أصحاب هذا الرأي باتوا مقتنعين أن إيران لا تستطيع الصمود في الشام ولبنان والعراق واليمن، لأن اللقمة أكبر بكثير من حجم فمها، فقد حاولت طهران على مدى ستة عشر عاماً خلق جيل عراقي موال لها عقائدياً، فإذ بالعراقيين يخرجون بالملايين ليقولوا لإيران: «إيران برا برا، بغداد تبقى حرة».

لم تنجح إيران في تشييع العراقيين و«أيرنتهم»، بل على العكس من ذلك استعدتهم وأصبحت في نظرهم احتلالاً غاشماً يجب طرده البارحة قبل اليوم. وفي لبنان، ورغم أن حزب الله أداة إيران هو الحاكم بأمره في بلاد الأرز، إلا أن اللبنانيين ثاروا في وجه الطبقة السياسية التي يهيمن عليه عميل إيران، وأصبح وضع حسن نصرالله وميليشياته الإيرانية في وضع لا يحسد عليه، بعد أن بدأت تتساقط أدواته التي يحكم من خلالها لبنان، كرئيس الحكومة والرئاسة اللبنانية. الانتفاضة اللبنانية تزلزل الأرض تحت أقدام الغزاة الإيرانيين، وتريد اقتلاع النظام الطائفي واستبداله بنظام علماني ديمقراطي، وهذا يعني ضمناً أن النفوذ الإيراني لن يبقى على حاله، وأن حزب الله لن يبقى الآمر الناهي في أيدي إيران. لقد بدأت إيران تخسر استثماراتها في العراق واليمن، ففي لبنان سقطت أكذوبة المقاومة المزعومة، ولم يعد يصدقها أحد، وفي العراق عاد الشعب العراقي ليغني لصدام حسين ويحن إلى أيامه.

وفي سوريا، عاجلاً أو آجلاً سيهب السوريون في وجه المحتل الإيراني كما في لبنان والعراق، لأن هذا المحتل لا يستطيع أن يوفر الخبز والماء للإيرانيين أنفسهم، فكيف يوفر الخبز لملايين الفقراء والجوعى في لبنان والعراق وسوريا واليمن؟ ولا شك أن العقوبات الأمريكية فعلت فعلها بالإيراني رغم كل الخدمات التي قدمها لها في المنطقة، وخاصة على صعيد إشعال الحرب المذهبية وتحويل الشرق الأوسط إلى برميل بارود. لا إيران ولا روسيا تستطيعان إعادة إعمار سوريا وإطعام الشعب السوري، وإذا استمرت العقوبات الأمريكية على إيران، حتى الشعب الإيراني نفسه سيثور في وجه الملالي الذين أثبتوا حتى الآن أنهم فشلوا في مشروعهم الامبراطوري الذي يستخدم المخدر الديني للضحك على ذقون العرب الشيعة، بينما هو في الحقيقة مشروع قومي فارسي لا علاقة له بالدين مطلقاً.

لكن المتشائمين مازالوا مقتنعين بأن الإيراني سيفرض إرادته في لبنان حتى لو تطلب ذلك تهجير نصف الشعب اللبناني وحرق البلاد وتصفية كل المناوئين للمشروع الإيراني في العراق، لأن الإيراني يقدم نفسه كشرطي أمريكي في الخليج، وليس لديه مشكلة في حماية أمن إسرائيل إذا حصل على حصته.

وكي لا نستبق الأمور ونقدم وصفات جاهزة، لا بد أن ننتظر: هل سيزداد الهلال الشيعي قوة وتمدداً بعد ثورتي لبنان والعراق، أم إنه بدأ يحترق فعلاً ولو على مراحل؟

 

مواصفات عون للحكومة تلائم الحريري ورفضه الشارعين يحرج «التيار الوطني»

محمد شقير/الشرق الأوسط/02 تشرين الثاني/2019

في قراءة أولية لمضامين الخطاب الذي ألقاه رئيس الجمهورية ميشال عون لمناسبة انتهاء النصف الأول من ولايته الرئاسية، فإنه خلا من المواقف النافرة مع أنه أكثر في إغداقه الوعود، وأن الجزء الأخير من خطابه المتعلق بالوضع الحكومي وبرنامج الحكومة العتيدة يتلاءم مع توجهات الرئيس سعد الحريري، خصوصاً في إشارته إلى تشكيل حكومة نظيفة من الاختصاصيين ومتجانسة، وأن الولاءات فيها للكفاءات. ورأى مصدر وزاري، أن العبرة تبقى في التنفيذ رغم أن مضامين خطابه لا تتلاءم مع المناخ السياسي السائد لدى «التيار الوطني الحر» الذي يصر على تحريك شارعه في وجه الشارع الذي يحتضن «الحراك الشعبي»، وهذا ما لا يوافق عليه رئيس الجمهورية، الذي لم يقفل الباب أمام التجاوب مع ما يطرحه الذين احتشدوا سلمياً في الساحات والطرقات.

وأكد أن معظم ما قاله رئيس الجمهورية لا علاقة له بالمواقف التي ما زالت تصدر عن نواب ووزراء «التيار الوطني الحر»، وسأل ما إذا كان في وارد الإصرار على مواقفه حيال رؤيته الإطار العام للحكومة الجديدة، سواء أكان الرئيس الحريري على رأسها أم لم يكن؟

ولفت المصدر الوزاري لـ«الشرق الأوسط» إلى أن الرئيس الحريري لا ينتظر أن يأتيه التكليف بتشكيل الحكومة بالمظلة، وقال إنه ينظر إلى الأمور من زاوية سياسية ويتعاطى معها بجدية ويراقب عن كثب المواقف التي صدرت حتى الآن، أو تلك التي ستصدر لاحقاً وترتبط مباشرة بتشكيل الحكومة العتيدة.

واعتبر أن قبول الرئيس الحريري التكليف بتشكيل الحكومة يرتّب عليه مسؤولية في مواجهة كرتي النار. الأولى مصدرها الشارع وهو كان أول من تفهّم مطالب «الحراك الشعبي» ووقف إلى جانبهم، والأخرى مصدرها الوضع الاقتصادي المتأزم، وبالتالي لن يدير ظهره لكل هذه الصرخات مع أنه لن يستبق ما ستؤول إليه الاستشارات الملزمة التي سيُجريها رئيس الجمهورية لتسمية الرئيس المكلف تشكيل الحكومة وعندها سيبني على الشيء مقتضاه. وحذّر المصدر الوزاري من المراوحة في الالتفات إلى الوضع الاقتصادي المتأزم وتوفير الحلول له ولو على مراحل، وقال إنه لم يعد يحتمل وأن لا مجال لهدر الوقت والاستفادة من مقررات مؤتمر «سيدر» لمساعدة لبنان للنهوض من أزماته الاقتصادية والمالية. وأكد أن للتكليف مواصفات استثنائية، ولن يكون مفروشاً بالورد. ورأى أن هناك ضرورة ليس للانفتاح على المطالب المرفوعة من «الحراك الشعبي» فحسب، وإنما للعمل من أجل الاستجابة لها، خصوصاً أن هذا الحراك شكّل ضربة للاصطفافات التقليدية التي كانت وراء انقسام البلد بين «قوى 14 آذار» و«8 آذار». وقال المصدر الوزاري، إن لبنان يقف الآن أمام مرحلة سياسية جديدة غير تلك المرحلة التي كانت قائمة قبل «الحراك الشعبي»، وهذا ما يضع الحكومة الجديدة في مهمة محاكاة الشارع.

وشدد على ضرورة الإسراع في حسم مسألة التكليف تمهيداً للدخول في مرحلة التأليف؛ لأن أي تأخير على هذين الصعيدين سيكون له تداعيات سترتد سلباً على البلد؛ لأن لا مجال للانتظار أو المناورة وصولاً إلى إقحام البلد في عملية ابتزازية لن تكون لصالح رئيس الجمهورية، وبالتالي لا بد من أن يؤخذ في الحسبان أن تأليف الحكومة هذه المرة يجب أن يتلازم بإقرار جميع الأطراف المعنية بأن هناك قواعد سياسية جديدة يُفترض اتباعها غير تلك القواعد التقليدية السابقة التي كانت تُتّبع في كل مرة تُشكّل فيها الحكومات.

وتوقف المصدر الوزاري أمام التحضيرات التي يقوم بها «التيار الوطني» لحشد مناصريه ومحازبيه في المسيرة التي ينظّمها غداً (الأحد) إلى بعبدا دعماً لرئيس الجمهورية، وسأل ما إذا كان رئيسه الوزير جبران باسيل سيحولها إلى منازلة على المكشوف بين شارعه والشارع المؤيد لـ«الحراك الشعبي»، وقال إنها ستؤدي إلى إحراج عون باعتبار أنها تأتي نقيضاً لما ورد في خطابه؟ كما سأل ما إذا كان باسيل سيحشد مناصريه رغبة منه في أن يؤمّن رافعة شعبية لتعويمه في وجه تصاعد الموجة ضد توزيره؛ كونه يتزعّم لائحة الوزراء الذين يُنظر إليهم على أنهم من الوجوه النافرة، وأن هناك ضرورة لإعفائهم بغية تبريد الأجواء من جهة والانفتاح على «الحراك الشعبي»، خصوصاً أنه على اشتباك سياسي مع كل الأطراف ما عدا حليفه «حزب الله».

ورأى المصدر الوزاري، أن المسيرة المقررة إلى بعبدا يجب أن توظّف لإنقاذ «العهد القوي» وأن مجرد تحويلها باتجاه تعويم باسيل تتعارض مع رفض عون لحروب الشوارع.

لذلك؛ أكد أنه من السابق لأوانه تسليط الأضواء على مسألة التكليف قبل بدء الاستشارات النيابية المُلزمة، ورأى بأن ما يشاع عن وجود خيارات عدة تتعلق بتسمية الرئيس المكلف ما هو إلا بالونات اختبار يراد منها حرق المراحل وتوجيه رسائل في غير محلها، خصوصاً أن الاتصالات الجارية أكانت في العلن أم تحت الطاولة لا تزال محصورة في استقراء أبرز العناوين السياسية والاقتصادية لمرحلة ما بعد التكليف وقبل التأليف.

في هذا السياق، علمت «الشرق الأوسط» من مصادر نيابية بارزة، أن اللقاءات التي عقدها الحريري حتى الآن ما زالت تحت سقف التداول في هذه العناوين ولم تتطرق إلى التكليف، وهذا ما ينقله النواب عن رئيس المجلس النيابي نبيه بري الذي يعطي الأولوية الآن للبرنامج السياسي للمرحلة المقبلة، وإن كان ينظر إلى الحريري على أنه الأقوى في طائفته. ومع أن المصادر نفسها لم تستبعد أن يكون الرئيس بري في عداد الذين يحبّذون عودة الحريري على رأس الحكومة الجديدة وأن لا شيء رسمي حتى الآن؛ لأنه يحرص على عدم التفرّد بموقفه من دون التشاور مع حليفه «حزب الله» الذي يرفض تشكيل حكومة تكنوقراط، ويؤيد تطعيمها بوجوه سياسية رغبة منه في الوقوف إلى جانب حليفه باسيل الذي تجاوز كل الخطوط الحمر المرسومة في البيان الوزاري للحكومة المستقيلة لتوفير الغطاء السياسي لهذا الحليف الذي يكاد يكون الأوحد له حتى إشعار آخر.

وعليه، فإن ما يشاع حول وجود خيارات لرئيس الجمهورية غير تكليف الحريري برئاسة الحكومة الجديدة ما هو إلا قنابل دخانية يتناوب على تسريبها الفريق الوزاري التابع لباسيل، مع أنه لم يكن طرفاً في التسوية التي عقدها الحريري مع عون وفتحت الباب أمام انتخابه رئيساً للجمهورية.

 

المواطن أحمد البستاني وزيراً لاقتصاد الثورة

وليد حسين/المدن/02 تشرين الثاني 2019

من إيجابيات الانتفاضة، التي يعيشها الشعب اللبناني، على من حكم البلاد طوال السنين الفائتة، ليس خروج الناس بالملايين إلى الشوارع وشتم ولعن ونعت أهل السلطة بـ"الحرامية" وحسب، بل بروز أفراد يبادرون في بيئتهم إلى الدفاع عن سكّان مناطقهم، في ظل غياب أجهزة الدولة ومؤسساتها، ولا سيما إدارة حماية المستهلك. وأحمد البستاني، أو الرفاعي، (أصل العائلة من آل الرفاعي ولقبهم البستاني منذ العام 1932 وبقي كاسم للعائلة على الهوية)، واحد منهم ويستحق لقب "وزير اقتصاد الثورة"، إذ راح يجول في منطقة العبدة العكارية وضواحيها على المصارف والمحال التجارية، مهدداً بإقفالها سلمياً في حال عدم التزامها بأبسط حقوق المواطنين، أي سلبهم لقمة عيشهم، بعدما سحقوا تحت مطرقة الأزمة الاقتصادية. 

استهداف المصارف والمتاجر

هم ثوار حقيقيون كرسوا وقتهم للمقاومة المدنية لمنع التجار والمصارف من استغلال الظروف الصعبة التي يمر بها البلد، خصوصاً بعد انعكاس ارتفاع سعر صرف الدولار في السوق على أسعار السلع والقدرة الشرائية للمواطنين. 

لقد باتت القدرة الشرائية للمواطن الذي يقبض مليون وخمسمئة ألف ليرة توازي الستمئة دولار في ظل ارتفاع سعر صرف الدولار وأسعار السلع معاً، بعدما كانت في السابق توازي ألف دولار، كما يشرح البستاني في حديث إلى "المدن". و"لأن مصرف لبنان يزود المصارف بالعملة الخضراء المعتمدة في تسعير البضائع في الأسواق اللبنانية، قررنا أن نقوم بجولة على المصارف لنتأكد من أنها تسلم الزبائن الدولار. لكن المصارف لا تلتزم بذلك بل تكدس الدولار خوفاً من انهيار العملة وتدفع فقط بالليرة اللبنانية. فجميع الناس متخوفون من الوضع الحالي وتريد شراء المواد الغذائية، تحسباً لأي انهيار".

حماية المستهلك

يقول أحمد: التجار يتحججون بارتفاع سعر الصرف، ويرفعون الأسعار وهذا ينعكس على القدرة الشرائية. لذا دخلنا كمجموعة مؤلفة من ثمانية أفراد سلمياً لنفرض عليهم تزويد الناس بالعملة الخضراء، وبسعر الصرف المعتمد من مصرف لبنان. وتعمّدنا القيام بهذه الحركة الاحتجاجية مع بدء توافد الناس إلى المصارف لسحب رواتبها وجلّها بالليرة اللبنانية، لنفرض عليها دفعها بالدولار، طالما أن الأسعار وكل شيء في لبنان خاضع للدولار. علماً أنه كان بإمكاننا الدخول بوفد من أكثر من مئتي شاب، لكن تحسباً لأي عمليات شغب يجعلهم يوسموننا بالإرهاب، اقتصر الأمر على هذه المجموعة الصغيرة. وجلنا من منطقة العبدة وببنين والجوار، للدفاع عن حقوق المواطنين".

وأضاف البستاني، "في ظل غياب وزارة الاقتصاد وجمعية حماية المستهلك ارتفعت الأسعار. لذا شملت جولتنا محال المواد الغذائية ووجدنا أن كيس السكر بات ثمنه 22 الف ليرة، ففرضنا عليه إعادة تسعيره كما كان قبل الثورة بـ17 ألف وخمسمئة ليرة. وفرضنا عليهم تثبيت لائحة أسعار السلع الأساسية مثل الخبز والزيت والأرز.. على الأبواب. ولم نتدخّل مثلا بأسعار الكماليات مثل "النوتيلا" أو غيرها، فنحن نريد ألا يستغل التجار الفقراء والعائلات ورفع الاسعار في الظروف الصعبة التي تمر بها البلاد. وقد التزم التجار بالأسعار السابقة بعد أن هددناهم بإقفال المحال بالقوة.

مثابرة قديمة

يشارك البستاني ومجموعته في جميع الاحتجاجات المندلعة في لبنان، وهو عضو في لجنة التنظيم في العبدة. لكن عمله المواطني سابق لانتفاضة اللبنانيين في منطقته. فهو كما يقول "أنفر من الشواذ ومخالفة القوانين، حتى أن أهالي المنطقة يقولون عنّي أعوج. فلا أتحمّل رؤية سيارة تسير بعكس السير، وأعمد إلى قطع الطريق أمامها". ويضيف: "لطالما ذهبت محتجاً إلى رؤساء بلديات ومخاتير بسبب مخالفات معينة مرتكبة منهم وفرضت عليهم الالتزام بالقانون".

نال البستاني نصيبه عنفاً وضرباً بعد تدخل القوى الأمنية لفتح الطرق بالقوة في منطقة العبدة منذ أيام. ولم ينم منذ اندلاع الانتفاضة، إلا القليل. لكنه مصمّم على قطع الطرق، واستخدام كل الوسائل السلمية والمقاومة المدنية لتحسين ظروف العيش في لبنان. ويفضّل أن يقتدي جميع اللبنانيين بمقاومته السلمية، لفضح الممارسات المشينة بحق المواطن ووقف التجاوزات المرتكبة. ويضيف: "صحيح أن الناس في المنطقة تهابني كوني أنتمي إلى عائلة كبيرة، لكنني لا استغل هذا الأمر لـ"السلبطة" على الناس، بل أقوم بما يخدم أهالي المنطقة المسحوقين، كي استرد لهم بعض حقوقهم. علماً أنني أستاذ مدرسة وأملك شركة لتأجير السيارات، ما يعني أنني لست مستفيداً بشكل شخصي، بل كل ما أراه يومياً من مصائب يدفعني أكثر لمساعدتهم.

 

حزب الله والحكومة منظومة فساد واحدة

سوسن مهنا/العربية/02 تشرين الثاني 2019

كان صادماً ما حصل في حي السلم وهو حي فقير من ضمن الأحياء التي تلتف كأحزمة البؤس حول العاصمة بيروت، حي يقع في الضاحية الجنوبية الخاضعة لهيمنة "حزب الله"، ما حدث أن شرطة بلدية الشويفات بمعاونة القوى الأمنية المختصة قامت بإزالة مخالفات عمرها أكثر من عشر سنوات لأناس يبنون محالا على الطرقات العامة، وأناس يأخذون خوات من العمال السوريين، وأناس خارجة على القانون تعيش في تلك المنطقة تحت أعين الدولة، ما قامت به الدولة كان ليكون أمرا عادياً لو كان لبنان بلداً طبيعياً، لكن لبنان بلد "شاذ".

ما كان صادماً أكثر هو "انتفاضة" المخالفين وهم من مناصري "حزب الله" وما كانوا ليقوموا بمخالفاتهم لولا تغطية الحزب لهم بالدرجة الأولى، انتفض المناصرون ضد الحزب ضد ولي أمرهم، عابوا عليه كيف أنه تخلى عنهم، كيف ترك الدولة تدخل إلى دولتهم، وتقطع أرزاقهم وتسكر محالهم، إنها لوحة سوريالية لا تراها إلا على الأراضي اللبنانية.

لم تكن هذه "الانتفاضة" إلا جزءاً بسيطاً مما يتشكل داخل بيئة "حزب الله" الداخلية، ذلك إذا ما عدنا إلى خطاب أمين عام الحزب السيد حسن نصر الله في آخر إطلالة له، حيث تكلم عن المقاتلين الذين يصنفون بالأبناء الوحيدين لعائلتهم قال: "لدينا أعداد كبيرة ممن لا زالوا في الجبهات. وهذه ميزة وثروة إنسانية يملكها لبنان"، "ونحن في المقاومة لا نقبل أخذ شاب وحيد إلى جبهات القتال إذا لم نحصل على إذن الوالدين، ولكن كان يأتي إلى مقرات الحزب أباء وأمهات يطلبون ذلك، وكانوا يكتبون لي إلى حد التمني السماح لأبنائهم الذهاب إلى الجبهة"، إنها من المرات القلائل التي يبرر فيها، لذا ظهر ضعيفاً مرتبكاً، الحرب السورية ووفود الجثامين الآتية يومياً منها إلى بيوت عائلات أنصار "حزب الله" تضعف حجة نصر الله يوماً بعد يوم عن جدوى إرساله لهؤلاء الشباب في حرب أثبتت أنها عبثية وأنها ما زالت تحصد أرواحاً فتية وبالتأكيد ليس دفاعاً عن المراقد المقدسة.

ما يصدم أكثر وأكثر، ما جاء على ألسنة المنتفضين من اعترافات، بكلام آخر "حزب الله" يعيد البلد إلى عصر ما قبل الإسلام، و"أشرف الناس" هم "أفسد الناس".

ما حدث يثبت أن "حزب الله" هشاً داخل بيئته، رجلُ شتم نصر الله من داخل "الانتفاضة"، مع أنه اعتذر في اليوم التالي ولكن الاعتذار جاء ركيكاً هزيلاً، معلوم أن الحزب يستطيع أن يطوع هذه البيئة الفقيرة، ولكن ما قيل كان قد قيل. الفساد يتآكل مجموعة نصر الله، الحزب دخل منظومة الفساد وهذا ما أضعفه، ليس بعيداً ما قيل عن وزير الصناعة في الحكومة الحالية حسين الحاج حسن أحد أولاد قادة الحزب الذين قتلوا في سوريا، هاجمه قائلاً: "معالي الوزير الممثل للمقاومة والممثل على شعبها لا نجده الا على موائد الفاسدين وتجار الممنوعات والخارجين على القانون".

إذن لما لا تتدخل الحكومة وتتصرف؟ ذلك أن الوضع يناسبها تماماً وهي متواطئة معه، الحكومة و"حزب الله" وجهان لعملة فساد واحدة، غير ذلك كانت اتخذت خطوات جريئة حاسمة فعالة لمواجهته، إنها تعتمد سياسة تقطيع الوقت للوصول إلى انتخابات نيابية جديدة، سياسة ليس "باليد حيلة" لم تعد تنطلي على أحد، إنها سياسة العمل خلف الكواليس وتحت الطاولة والكذب على المواطنين، واعتماد المهادنة مع الأشقاء العرب بجملة "لبنان بلد عربي"، وخلف الأبواب المغلقة السماح للحزب بأخذ البلد رهينة للتهديدات الإسرائيلية وجعله ورقة على طاولة المحور الإيراني وآخره كلام حسن روحاني: "لا يمكن اتخاذ خطوة مصيرية في العراق وسوريا ولبنان وشمال إفريقيا والخليج، من دون إيران"، الرد على أفعال الحزب كما تتصرف الحكومة لم يجدِ نفعاً ولن يجدي نفعاً.

تحل الذكرى السنوية الأولى لهذه الحكومة و لبنان يعوم على جزيرة من الأزمات، الكلام على أن الحكومة باقية للحفاظ على وحدة البلد والسلم الأهلي، هو كلام للاستهلاك، البلد ساحة لتوجيه الرسائل الإيرانية والإسرائيلية لا يعرف متى تنطلق شرارة الحرب الأهلية بسبب الشحن المذهبي لزعماء الطوائف ولأزمات البلد المعيشية، اقتصاد مهدد بالعقوبات الأميركية، والبلد انسلخ عن محيطه العربي، آخر معجزات هذه الحكومة توقيع رئيسها سعد الحريري قرار تعيين سفير لبناني جديد في دمشق وهو سعد زخيا، وكان قد أرسل القرار الموقّع منه بصفته الرسمية، وجاء رد الحكومة السورية بالموافقة.

تعطي الأعمى عينين فيطالبك بالحاجبين هذا هو حال "حزب الله" مع الدولة اللبنانية، وهذا هو حال الحكومة اللبنانية مع الشعب اللبناني، إذ نسي فريق كبير من اللبنانيين أن من أعطى "حزب الله" شرعيّته بعد خروج السوري من لبنان هو فريق الرابع عشر من آذار، بعد ما نص قرار 1559 ، إلى حل ونزع أسلحة كافة الميليشيات اللبنانية وغير اللبنانية، الحزب لم يتّعظ وتوالت فصول جحوده حتى دخلت سوريا في حربها وأدخل هو لبنان متفرداً في فصول هذه الحرب، و أعطى الشعب ثقته لهذه الحكومة إذ بها تولي ظهرها وتنسى الهدف الأول وهو السيادة اللبنانية، وإن لبنان لا يمكن له أن يكون إلا بلداً عربياً.

 

آه... يا دموع البعلبكيات الثائرات

أحمد الغز/اللواء/02 تشرين الثاني 2019

سلام يا ثائرات بعلبك وقاهرات الصمت والظلام وذارفات دموع تحرق الوجدان وتضيء شمعة على أدراج بعلبك وبآخر نقطة زيت بسراج الكرامة واحترام الذات، تلك الدموع في عيون عنفوانهن الجريح جذبتني من غربتي وارتحالي وأعادتني إلى حبيبتي ومدينتي وطفولتي وبيوت الطين التي كنت اسكنها وصارت تسكنني بالود والطيبة والأمان، يا بعلبكيات الأمل والرجاء لا تخجلن من رفع الصوت عاليا فأنتن تجددن أزمنة العزيمة والألفة والنقاء أيام أمهاتكن الرائدات البعلبكيات المحصنات الفاضلات كالمربية خديجة العجمي التي حملت راية تعليم البنات وماتيلدا ياغي رائدة التنوير والالتزام وإقبال الرفاعي رائدة الشجاعة والتجدد والانفتاح وغيرهن كثيرات. آه يا دموع البعلبكيات كيف عبرتن آلاف الأميال لتبلغنني حيث أنا في المدن البعيدة واخترقتن ثنايا القلب والوجدان حيث خبأت بعلبك وهواها ونواها والذكريات مع الرفيقات البعلبكيات المناضلات هدى وحفيظة وسهام وليندا وسناء وليلى وسلام ووجيهة وهيفاء وزينة وسعاد ونوال وأصوات البعلبكيات الثائرات تجاوزت كل ساحات لبنان والشاشات وأسقطت مظلومية كل السلطات وتجاهل الإعلام لبعلبك والاكتفاء بتنميط صورتها القاتمة لعقود طوال، وما ابلغ دموع البعلبكيات الشاكيات ظلم ذوي القربى الأشد على النفس من وقع الحسام.

 البعلبكيات الثائرات انشدن أغاني الحرية والأمل من ساحة هياكل بعلبك حيث منعن لستين عاماً من أن يكن شريكات في أمجاد المهرجانات حيث عبر الفنانون الكبار من لبنان والعالم إلى سلم الشهرة والمجد والأضواء على أدراج بعلبك تاركين المدينة وأهلها غارقين في القهر والحرمان والظلام، ثائرات بعلبك أدرن ظهورهن لتلك الجدران العالية ليطلقن زمن العدالة والمساواة واحترام الذات وزمن غناء البعلبكيات في الساحات بعد طول انتظار رافضات أن تكن مجرد مفردات عابرة في الأغنيات وصنعن مهرجاناتهن بأصوات البعلبكيات الثائرات وجددن روحية وصلابة المبدعين الرواد الكبار الذين رحلوا أمثال خليل المطران ولطفي حيدر ورفيق شرف وعبدوه مرتضى ومكتبته وعلي حسني الزين وحمزة الطفيلي وعاطف ياغي وعلي شرف وندوته وفيض كبير من المبدعين الكبار الأحياء والمبدعين الشباب.

 يا ثائرات بعلبك لكن مني كل تحية ومودة وسلام بعيدة كل البعد عن الاصطفافات السياسية والشعارات وتنوع الساحات وما حدث وسيحدث على امتداد لبنان وبعيدا عن تبادل الاتهامات والادعاءات والاستهدافات والخصومات وبعيدا عن موقفي ومتابعتي لمسلسل التداعيات، فكل ذلك لا يعفيني من كتابة رسالة تقدير واحترام للبعلبكيات الثائرات ودموعهن الغاليات العزيزات سليلات الكرم والعطاء والكبرياء وهن الأخوات والبنات والحفيدات، وبنات القديسة بربارة شفيعة المدينة تختبئ في فينوس معبد الحب والجمال لتصلي للإله الواحد وتهشل في الحقول من الطغاة وبنات السيدة خولة بنت الحسين سليلة الأنبياء والشرفاء الشهداء تحث كل البعلبكيين على الوحدة والتماسك والمحبة والتسامح ونبذ الكراهية والبغضاء.  يا ثائرات بعلبك هذه رسالة تقدير ووفاء لدموعكن الغالية وإني أحملكنّ السلام إلى بيت الطين وخريف الدلب وأوراقه الصفراء وسلامي إلى البياضة والتنانير والنهر والشلال والمرجة والخوام وصيدح والجوهري وأكواب الشاي والليل والنجوم والشهب والعشاق وقمر تشرين والتسكع مع الرفاق، وآه... يا دموع البعلبكيات الثائرات وكيف أعادتني إلى بعلبك حيث اعتقد الرومان إنها أقرب الأمكنة إلى السماء.

 

يوم أعلن السيّد الحرب على الفقراء

رياض طوق/ليبانون ديبايت/السبت 02 تشرين الثاني 2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/80117/%d8%b1%d9%8a%d8%a7%d8%b6-%d8%b7%d9%88%d9%82-%d9%8a%d9%88%d9%85-%d8%a3%d8%b9%d9%84%d9%86-%d8%a7%d9%84%d8%b3%d9%8a%d9%91%d8%af-%d8%a7%d9%84%d8%ad%d8%b1%d8%a8-%d8%b9%d9%84%d9%89-%d8%a7%d9%84%d9%81%d9%82/

أوصى المرشد الأعلى للثورة الاسلامية في إيران السيد علي خامنئي "الحريصين على العراق ولبنان أن يعالجوا أعمال الشغب وانعدام الأمن الذي تسببه في بلادهم أميركا والكيان الصهيوني وبعض الدول الغربية وبعض الدول الغربية بأموال بعض الدول الرجعية".

هذه التغريدة على تويتر للمرشد الأعلى كانت كفيلة بحسم موقع وموقف حزب لله من الانتفاضة الشعبية في لبنان. فحسابات حقل المطالب الشعبية لا تتطابق مع حسابات بيدر حزب الله. فهذا الحزب العابر للحدود الذي لطالما قال انه يقف الى جانب الشعوب المظلومة في البحرين واليمن والعراق وسوريا وفلسطين ها هو يعلن وبكل وضوح وصراحة وقوفه في وجه لبنانيين مظلومين قرروا رفع الظلم المتمادي بحقّهم.

فهو أصرّ منذ 17 تشرين أن يشيطن الحراك، تارةً عبر وصفه بالمشبوه وطوراً عبر اتهامه بأنه نتاج سفارات وأيادٍ خفية تتآمر على الوطن. قمع الثورة في مناطق نفوذه وحاول خنق صوتها في صور والنبطية، والضاحية وبعلبك.

لم يقنع نصرالله جمهوره هذه المرّة، بل فرض عليه ما يناسب الحزب في هذه المرحلة. لم يقل لهم بأنه سيمنع انهيار الليرة، وبأنه سيحافظ على سعر الصرف. لم يتعهّد بانه سيوقف تدمير مرج بسري وبانه سيجد حلّاً للنفايات المكدّسة فوق صدورهم. لم يقطع أيدي مختلسي الاملاك البحرية ولم يتدخل لضبط التهرّب الجمركي في المطار والمرفأ والحدود البرية. لم يعدهم بأنهم لن يدفعوا بعد اليوم فاتورتين للماء والكهرباء. جلّ ما قاله ان هذه الثورة هي مشبوهة ويجب وأدها في مهدها.

حسناً، شهر سلاحه وأرسل سرايا المقاومة لتقتصّ من متظاهرين مسالمين لا يمتلكون من حطام هذه الدنيا سوى هواتف خلوية توثّق لحظات تاريخية من ثورة شعبية وطنية نابعة من عمق الطبقات الشعبية.

اليوم، عيّب على المتظاهرين الشتائم والعبارات التي يتلفظون بها ولكنه لم يعر أي اهتمام لمشهد ضرب النساء في ساحتي رياض الصلح والشهداء. لم يتلفّظ ولا حتى بعبارة شجب أو استنكار للاعتداء على شابات وشباب لبنانيين ينادون بإنقاذ وطنهم من الضياع. لقد ألقى محاضرة دامت عشر دقائق على الهواء، أدان فيها المتظاهرين وحمّل الاعلام مسؤولية ما يجري.

قد ينتصر حزب الله في قمع الثورة في مناطق نفوذه، وقد يحاول في لبنان كلّه نظراً الى سيطرته على كل مفاصل الدولة، لكنه خسر اجتماعياً ووطنياً. فهو سيجد من يطيعه من باب الترهيب او الترغيب ولكنه لن يجد من سيقتنع بحربه على هذه الثورة.

هذه ثورة الجياع لا تضمّ جيفري فيلتمان ولا سفارة سعودية تغدق مكارمها عليها ولا تطبّق قرارات صادرة عن مجلس الأمن. لا بل لا توجد مجموعة في كل هذا التيار الجارف تضمّ أكثر من عشرين شخصاً، ولذلك لم تجد السلطة من تتفاوض معه ولن تجد.

فهل السلطة مستعدة لمفاوضة سائق سيارة الأجرة والطالب الجامعي وأستاذ المدرسة والجندي المتقاعد والمزارع الذي كسد موسمه؟ فكلّ من حاول التفاوض باسم الفقراء والمساكين سقط في الشارع، وسيسقط كل من يحذو حذوه.

السيّد يريد اسكات الفقراء الذين لا يمتلكون الا الشتيمة للتعبير عن غضبهم ونقمتهم، فهؤلاء يريدون تأمين مأكلهم ومشربهم. ولا يستسيغون الكلام الخشبي ولا يعنيهم التكرار المملّ لشعارات فارغة. حتى ان المعركة مع حزب الله لم يكن لها الصدارة في انتفاضتهم.

فهؤلاء الذين انفجروا يوم 17 تشرين الأول في لحظة غضب جماعي لم يكن في بالهم لا حزب الله ولا سلاحه ولا سراياه ولا آلاف الصواريخ ولا منظومته الأمنية. فهم رافضون للإذلال المزمن الذي يتعرضون له من قبل سلطة سياسية فاسدة متحالفة مع برجوازية رأسمالية جشعة لا تشبع.

في 17 تشرين لم يكن في بال أحد على امتداد الجغرافيا اللبنانية ثلاثية جيش وشعب ومقاومة، أو شبكة اتصالات المقاومة. في 17 تشرين لم يكن أحد يتذكر أن قرار الحرب والسلم في يد حزب الله حتّى انهم قد تناسوا بأنه على هذه الأرض هناك ما يسمّى بمحور الممناعة.

لا ينكر أحد أن حزب الله هو الأقوى، فهو ليس بحاجة لإقناعنا بذلك، ولم يكن على السيد تكرار ذلك في تهديد مبطن. وهذا يبدو عرضاً مفرطاً للعضلات وغير مقنع. فقد صرح بأنه في لحظة الانهيار المالي للدولة فان المقاومة ستدفع الرواتب، ولكنه تمنّع عن ذكر ان الأزمة الاقتصادية التي تعصف بلبنان ستطال بيئته واللبنانيين أيضاً.

فحصار الأسرة الدولية للمصارف وللدولة اللبنانية التي تبدو في عزلة شديدة أحد أهمّ أسبابه هو حزب الله نفسه، كما ان الجمهورية الاسلامية الايرانية الراعية له والداعم الأساسي لسياسته وآلته الحربية تتخبّط في أزمات مالية حادّة.

وحتى ولو دفعت المقاومة رواتبها، ماذا سيفعل نصرالله بعشرات الآلاف من الطائفة الشيعية الذين يتقاضون رواتبهم من الدولة اللبنانية؟ ماذا سيفعل بمناصري الرئيس نبيه بري الموزعين على مختلف الوظائف والمواقع؟ هل ستدفع المقاومة رواتبهم أيضاً؟

والتلويح بالانهيار النقدي يطال الجيش حتماً سيقضي على جهوزيته وقدراته القتالية، وكما يبدو من القراءة بين السطور، فإن الجيش بات هدفاً واضحاً للسلطة السياسية، ليس لسبب الا لرفضه الانصياع لرغباتها بفضّ الحراك الشعبي بالقوة من جهة، ومن جهة أخرى بسبب هتافات الجماهير المؤيدة له بصفته المؤسسة الدولتية الوحيدة التي لم تنغمس في فساد المنظومة ولم تنخرط في لعبة السلطة في مواجهة مواطنيها لا سيما الفقراء منهم.

يوم أمس، قال أمين عام حزب الله ما لم يقله رئيس الجمهورية في كلمته التي توجه فيها إلى اللبنانيين بمناسبة مرور ثلاث سنوات على اعتلائه سدة الرئاسة. اذ قدّم ما يشبه جردة حساب لعهده من دون التطرق الى الأزمة الحالية او كيفية معالجتها. وبدا وكأن هذه المهمة يتولاها السيد نصرالله وكانه الناطق باسم السلطة والمقرّر عنها منفرداً.

فالمكاسب التي حققها نصرالله في السنوات الماضية والتي أتت برئيس للجمهورية يمارس السياسة دون تخطي السقف الذي يرسمه الحزب مروراً بإنتاج قانون انتخابي حقق اكثرية برلمانية تدور في فلكه وصولاً الى حكومة يضبط ايقاعها وزراء الحزب على طاولة مجلس الوزراء جعلته اكثر تمسكاً بالتسوية القائمة واكثر حرصاً على هذه المكاسب ولا يريد أن يفقد احدها.

وإذا كانت الثورة قد تمكنت من اسقاط الحكومة، فهذا لا يعني بالنسبة للحزب بأنه عاجز عن انتاج حكومة شبيهة بها. وهذا ما قاله السيد نصرالله عندما شدد على ضرورة تشكيل حكومة سيادية، أي سياسية تلتزم خيارات حزب الله في علاقات لبنان بالمجتمع الدولي.

وهنا يجب التذكير بأن المتظاهرين قد لا يهتمون بالسياسة الخارجية للحكومة المنوي تشكيلها بقدر ما تهمهم اسماء المستوزرين الجدد وتاريخهم السياسي والاخلاقي وكفاءاتهم واستقلاليتهم والمسافات التي تفصلهم عن الاحزاب الحاكمة.

فالسيادية قد تعني توزير أقطاب من الأحزاب السياسية الحليفة للحزب. وهذا ينذر بعودة الوجوه المستفزة للثورة. فالحزب الذي سيتشارك مع قوى السلطة الدائرة في فلكه والمنفذة لسياساته لن يرضى بكسر أجنحته.

في المحصّلة، يبدو ان الحزب قد عقد العزم على المضي قدماً بحكومة مواجهة للثورة ونكون بذلك قد دخلنا في الجولة الثانية من التظاهرات والاحتجاجات والاعتصامات وقطع الطرقات لأن الثوار الذين أجبروا الحكومة على الاستقالة لن يساوموا على نضالهم وتعبهم ولن يقبلوا بسرقة إنجازاتهم وبإعادة عقارب الساعة إلى ما قبل 17 تشرين الأول مع تغيير ببعض الديكورات.

فالإنهيار الإقتصادي لا يتحمّله شعب 17 تشرين وإنما مماطلة الطبقة السياسية وعناد راعيها في تأبيد الوضع القائم.

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

مصير لبنان المُضطرب بيد أبنائه، فكيف سيواجهون أزماتهم !؟

THINKERS4ME/02 تشرين الثاني 2019

يخطو لبنان، سلطةً، أحزاب، وشوارع، وأزمة إقتصادية ومالية، في حقل الغام بعضها ظاهر وبعضها مموه بشكل دقيق، وسط تداخل إشتباك الداخل المعقد بمصالح الأحلاف الخارجية، تزامناً مع محاولة تجيير زلزال الشارع داخل توازنات السلطة التنفيذية.

ما يجب التوقف عنده:

@ دخول أميركي متزايد على خط الإشتباك الداخلي-الإقليمي ، فبعد بيان لوزير الخارجية مايك بومبيو شدد فيه على ضرورة تشكيل حكومة تحظى بثقة الشعب، مركزاً على الفساد وتأخر الإصلاحات الاقتصادية، إستتبعه موقف يصب في الاتجاه نفسه وأكثر وضوحاً لمساعد وزير الخارجية لشؤون الشرق الأدنى دايفيد شينكيرمرفقاً بتصريح لمسؤول كبير في الخارجية ل الحرة قال فيه:

* “سمعنا من حاكم مصرف لبنان رياض سلامة قبل أيام يتحدث عن انهيار إذا لم يترك المتظاهرون الشوارع، ولكن واقع الأمر أنه هو حاكم مصرف لبنان منذ أكثر من عشرين عاماً فلماذا الانهيار الآن؟ ليس بسبب أن المتظاهرين خرجوا إلى الشوارع ولكن لأن هناك أزمة. والأزمة قائمة لعدم وجود إصلاحات اقتصادية وبسبب الفساد

* لن يكون هناك إنقاذ للبنان. على لبنان أن يجري إصلاحات وإذا فعلوا ذلك فسيفتحون المجال أمام تمويل سيدر الذي يقدر ب 11.7 مليار دولار. عليهم أن يشكلوا حكومة قادرة على تحقيق نوع من الإصلاح .

* لا أريد التوقع من سيخلف الحريري، هناك الكثير من “السنة” في لبنان الذين يشكلون 34 في المئة من الشعب اللبناني. لا أريد التعليق على شخصيات أبداً. أريد التحدث عن أفكار وعن الإصلاح ومكافحة الفساد. وهذه الأشياء هي المهمة بمعزل عن شخص رئيس الحكومة”. وتوقع أن تستمر المرحلة الانتقالية في لبنان لأسابيع

* نتطلع في الأسابيع والأشهر المقبلة إلى تصنيف أشخاص غير شيعة بمعزل عن مذهبهم وطائفتهم لتقديمهم الدعم لحزب الله ونعمل مع وزارة الخزانة على ذلك. وسيكون لهذا الأمر تأثير كبير على الدينامية على الأرض بين حلفاء حزب الله”

* ترافقت هذه التصاريح مع ‏تقرير ل رويترز كشف أن إدارة الرئيس ⁧دونالد ترامب⁩ قررت حجب مساعدات عسكرية عن الجيش اللبناني بقيمة 105 مليون دولار. ونقلت «رويترز» عن مسؤولَين (2) أميركيين رفضا الكشف عن إسميهما أن وزارة الخارجية أبلغت الكونغرس أن مكتب الميزانية في البيت الأبيض ومجلس الأمن القومي إتخذا ذلك القرار، من دون الإشارة إلى سببه.

@ دخول ايراني على خط الأزمة في لبنان والعراق على لسان المرشد الأعلى علي خامنئي قال فيه :

* إن الولايات المتحدة الأمريكية ومن وصفهم بـ”الدول الرجعية” في المنطقة يقومون بإثارة الفوضى اليوم أكثر من أي وقت مضى.

* أكبر ضربة يمكن ان يوجهها الاعداء لبلد ما هو تقويض أمنه وهو الامر الذي شرعوا به اليوم في بعض دول المنطقة وحرموا المواطنين فيها من التنعم بالأمن.. أميركا واجهزة الاستخبارات الغربية تقوم اليوم أكثر من غيرها في العالم وبتمويل من الدول الرجعية في المنطقة بإثارة الفوضى والاضطرابات وهو ما يعد اسوأ عداء وأخطر حقد ضد شعب ما”.

* نصيحة للحريصين على مصلحة العراق ولبنان أن يجعلوا معالجة اضطراب الأمن أولوية لهم.. إن شعبي هذين البلدين لهما مطالب مشروعة ولكن عليهما أن يعلما بان هذه المطالب ممكنة وقابلة للتحقق في اطر الآليات القانونية، اذ عندما تنهار الاطر القانونية في بلد ما لا يمكن القيام باي عمل وحينما يحدث الفراغ في بلد ما لا يمكن القيام باي خطوة إيجابية”

ما يجب متابعته

@ كلمة أمين عام حزب الله اليوم الجمعة، والتي قد تُحدِّد السقف ضمن توازنات الحكومة العتيدة، وهنا سيظهر رد حزب الله على إستقالة الرئيس سعد الحريري تحت ضغط الشارع وخلافاً لمساعي الحزب، وكيف قد ينعكس على إعادة تسميته لتشكيل الحكومة الجديدة، ويتوقع أن تكون الدعوة أكثر وضوحاً لوقف قطع الطرقات وحصر أي حركة إحتجاجية ضمن ضوابط مطلبية، وتوقفت دوائر متابعة لما يجري في لبنان عند إطلاق الحزب صاروخ ارض جو على مسيّرة إسرائيلية فوق جنوب لبنان، وكأنه يرسم خطأً غير قابل للتجاوز، بشأن محاولات إستثمار الشارع في التوازنات السياسية داخل مجلس الوزراء، فهل يتم الحفاظ على التسوية الرئاسية وإن بأشكال مختلفة، أمٍ أن الأكثرية النيابية سيتم التلويح بها او استخدامها، طالما أن الحزب إستشعر الاستهداف منذ اللحظة الأولى، وكيف قد يؤثر ذلك علي الملف الاقتصادي والمالي، وهنا بيت القصيد! .

@ سعى رئيس الجمهورية في خطاب منتصف ولايته الرئاسية في تبني شعارات عدة صرخ بها اللبنانيون في الأسبوعين المنصرمين، في حين ربط تحديد موعد الاستشارات النيابية الملزمة لتكليف رئيس الحكومة بحد أدنى من توافق سياسي، يسعى التيار الوطني الحر لإستنهاض شارعه والقيام بتظاهرة مركزية يوم الأحد المقبل، لرسم خط دفاع شعبي، أمام إستهداف رئيس الجمهورية بأي موجة جديدة من الاحتجاجات قد يُحدثها تأخر تشكيل الحكومة .

@ بعد إستقالة الحكومة موقف الجيش والقوى الأمنية الحازم تجاه أي محاولات لقطع طرقات، لاسيما في المفاصل الأساسية، ويُقرأ فيه خطأً فاصلاً يؤطر الاحتجاجات داخل الساحات، وحماية الأطر الدستورية لإستيعاب الإحتقان السياسي والشعبي.

@ الإستثمار السياسي في الشارع، ولفت تحرك شارع الحريري الشامل، رداً على قبول بعبدا استقالة الحكومة دون تعيين موعد للاستشارات، وعودة الخطاب الطائفي والمذهبي والحزبي، عبر الشاشات وفي بعض الساحات، وهذا مسار مرشح للتزايد وفي اكثر من اتجاه، لتثبيت المواقع وللضغط على مسار تشكيل الحكومة.

@ يبقى السؤال الأهم هل يستمر الزخم في الشارع؟ وما هو مصير شعار كلن يعني كلن وأولوية الشعارات المطلبية ومواجهة الفساد، مع سعي القوى التقليدية، لإستخدام الشارع والإعلام، في محاولة لركب موجة أكبر سلسلة إحتجاجات شعبية يشهدها لبنان، والاستثمار فيها، ولعل موجة قطع الطرقات ليل الإربعاء-الخميس، تحت شعار منع تيار المستقبل من حرف المسار العام، ورد الجيش والقوى الأمنية السريع، هي بروفا، وتحدٍ في الوقت عينه، فبأي زخم سيواكب الشارع مسألة التكليف وتشكيل الحكومة، والسقوف السياسية والأمنية التي قد تضيق تباعاً، مع دخول الاحتجاجات أسبوعها الثالث.وهنا يُطرح السؤال الأساسي: هل نجحت قوى السلطة بفعل تقاطع مصالح الأمر الواقع في فكفكة “ثورة اللبنانيين” أم أن حجم الخروقات سيبقى ضمن المتوقع، وستستعيد للمجموعات التي نسقت الحراك في استعادة المبادرة في خلال عطلة نهاية الأسبوع؟

@ تداعيات القيود المصرفية على سعر صرف الليرة اللبنانية مقابل الدولار وعلى الحركة الاقتصادية بشكل عام، وكيف سيؤثر ذلك على مزاج الشارع، فهل يُفاقم حركة الاحتجاجات؟ ومن سيكون هدفها المقبل؟

خاتمة:

وجهة لبنان ستُحددها الأيام المقبلة، والأدق قدرة أحزابه ونخبه وتنسيقيات حراكه على فهم الواقع بعمقه وشموليته، وقدرتها على التأقلم، فنحن أمام إزدحام أزمات وإستحقاقات، والمنطقة تشهد ترتيبات ما قبل التسويات الكبرى، وهذه المرحلة قد تقصر أو تطول، بحسب مسار التفاوض الإقليمي الدولي، الدائر على دفعات، وضمن أكثر من قناة، خصوصاً أن لا مظلات واقية، لا إقليمية ولا دولية، والشتاء على الأبواب، كل الأبواب!

 

الدول الغربية تحضّ على الإسراع بتشكيل حكومة تكنوقراط

بيروت: خليل فليحان/الشرق الأوسط/02 تشرين الثاني/2019

لم يعد سراً أن الدول الكبرى مهتمة جداً بالحراك الشعبي، الممتد منذ 17 من الشهر الماضي، كالولايات المتحدة وفرنسا وألمانيا وإيطاليا، دبلوماسياً وإعلامياً وميدانياً.

ولم يتوقف الاهتمام عند المجالات الثلاثة، بل ركزت بلسان وزراء خارجيتها على مطالبتها بالتعجيل في تأليف الحكومة، وفي الوقت نفسه دعوة المنتفضين إلى البقاء، مستنفرين، مع إعطاء الفرصة لتشكيل حكومة تكنوقراط.

وأفاد سفير دولة غربية في بيروت «الشرق الأوسط»، بأن سفراء الدول الكبرى لدى لبنان يثمّنون أداء الآلاف المشاركين في الحراك لجهة انضباطهم، وهم في ساحات التعبير، سواء في بيروت أو طرابلس وصيدا وسواهما، باستثناء قلة تعمدت الفوضى، غير أنها لا تقاس بالنسبة للحشود الهائلة التي ملأت الساحات من دون قيادة تسيرهم. رفعوا شعارات سياسية راقية، وطالبوا بسقوط حكومة الرئيس سعد الحريري، الذي تجاوب معهم بعد انقضاء 13 يوماً.

ولفت السفراء إلى أنهم طالبوا بحكومة تكنوقراط خالية من الأحزاب والقوى السياسية التي كانت تتألف منها الحكومة المستقيلة. ووافق رئيس الجمهورية ميشال عون، على ذلك، وأحزاب وتيارات سياسية أخرى. ولفتوا إلى أن الحراك لم ينم على حرير وعود أهل السلطة، فاحتجوا في اليوم الثاني لقبول الرئيس عون الاستقالة على تأخير تحديد موعد الاستشارات مع رؤساء الكتل النيابية، ومع المستقلين، لتسمية الرئيس الذي سيكلفّ بتشكيل الحكومة الجديدة، إما بقطع بعض الطرق، على الرغم من طلب قيادة الجيش الامتناع عن ذلك، أو برفع الصوت تذكيراً بما يجب أن يتحقق.

واستغرب السفراء هذا التأخير، الذي كان يجب أن يبدأ في اليوم التالي، كما كان يحصل. إلا أن الأسباب التي تسربت عن مصادر في القصر لم تقنع، لا المنتفضين ولا السفراء معاً، بأن تريث رئيس الجمهورية يعود إلى أنه تفاجأ باستقالة الحريري، دون أن يطلعه على قراره، وأنه أي الرئيس علم بها من وسائل الإعلام، وكان يفضّل أن يتشاور معه حول الحكومة الجديدة، لأن هذا التنسيق كان يجب أن يحصل وفقاً للتسوية السياسية التي كانت قائمة بين الرجلين، وتنص في أحد بنودها على انتخاب الحريري ونواب كتلته عون رئيساً للبلاد، وأن يكلف الحريري برئاسة الحكومة. أما السببان الآخران فهما أولاً أن عدداً من رؤساء الكتل النيابية هم خارج البلاد. ثانياً أن الوضع الأمني لم يكن مستقراً لعبور الطرقات الرئيسية التي يفترض أن يسلكها عدد كبير من النواب.

ولفتت المصادر إلى أنه يجب عدم الاستهانة بما يطالب به الحراك الجاهز لإعادة تحريك الشارع، وأعداد كبيرة منه لم تترك الساحات، على الرغم من هطول الأمطار، ومنع قوى مكافحة الشغب إغلاق الطرق. ويأمل السفراء أن تبدأ عملية التغيير السياسي في لبنان من دون أي تأخير، وأن تبدأ الاستشارات مع الكتل النيابية للانتقال إلى مرحلة التكليف فالتأجيل.

 

اتصالات سياسية على وقع ضغوط الشارع للإسراع بتأليف الحكومة ونصر الله يطالب بـ«حكومة ثقة» وجعجع يريدها «إنقاذية»

بيروت: نذير رضا/الشرق الأوسط/02 تشرين الثاني/2019

مثّلت التوترات المتفرقة في الشوارع، ضغطاً إضافياً للإسراع في تشكيل حكومة جديدة، لم تظهر ملامح الاتفاق على رئيس جديد لها بعد، في ظل اتصالات تحت الضوء بين الكتل السياسية للاتفاق على تسمية رئيس للحكومة، قبل موعد الاستشارات النيابية المتوقعة في الأسبوع المقبل، وسط دعوات لتشكيل «حكومة إنقاذية»، «تستمع إلى مطالب الناس»، بانتظار أن تحدد الاتصالات شكل الحكومة المقبلة، وسط دفع باتجاه حكومة مصغرة، حسب ما قالت مصادر لـ«الشرق الأوسط». ورغم تفعيل الاتصالات لبلورة الخطوط الرئيسية للحكومة المقبلة، التي يجب أن «تختلف عن باقي الحكومات» لناحية التعامل مع المستجدات، فرض الشارع ضغطاً إضافياً على القوى السياسية للإسراع في الإجراءات الممهدة للتشكيل، تمثل في قطع الطرقات، وهو ما أنتج تصادماً مع الجيش في صيدا، أسفر عن وقوع جرحى، حسب ما أفادت «الوكالة الوطنية للإعلام» الرسمية اللبنانية، قائلة إن الإشكال حصل بين المحتجين وعناصر الجيش على دوار إيليا على خلفية منعهم من قطع الطريق. كان المحتجون في صيدا قطعوا الطريق أمام مصرف لبنان، بعد أن انطلقوا في مسيرة جابت شوارع المدينة وسط هتافات دعت إلى «مواصلة التحرك». وفي بيروت، افترش عدد من المحتجين الأرض وقطعوا طريق مار إلياس بالاتجاهين، أمام ثكنة الحلو. وجاء ذلك، بعد ساعات على تنفيذ عدد من المتظاهرين تحركاً في محيط القصر الجمهوري في بعبدا تحت عنوان «ما خلصت كلن يعني كلن»، رافعين لافتات كتب عليها «الاستشارات الآن»، وقطعوا الطريق لبعض الوقت. وأكد المتظاهرون على «وجوب الإسراع في الدعوة إلى الاستشارات النيابية الملزمة، وتكليف رئيس للحكومة يتمتع بالصفات المطلوبة، ضمن مهلة أقصاها الاثنين المقبل، وأن يبادر بعدها الرئيس المكلف إلى تشكيل حكومة إنقاذ تضم وزراء ووزيرات ضمن مهلة لا تتعدى أسبوعين».

وبموازاة ضغط الشارع، بدأت الأطراف السياسية بإعلان تصوّرها للحكومة المقبلة، فقد أعلن رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع، أن «المطلوب خطة إنقاذية، وتكون بتشكيل حكومة مختلفة عن كل الحكومات السابقة بعد أن قام كل الأفرقاء بما يستطيعون القيام به»، مضيفاً: «نريد أن تكون هذه الحكومة مستقلة، وأعني شخصيات مستقلة تماماً، وبالطبع هذه الشخصيات موجودة، وتكون من ذوي الاختصاص». واعتبر جعجع، في ختام الاجتماع الدوري لتكتل «الجمهورية القوية»، كل الأحاديث عن أن حكومة اختصاصيين لا تستطيع معالجة ‏ملف ترسيم الحدود، أو قرار السلم والحرب، أو النازحين السوريين، هي «ذرائع لعدم الذهاب إلى حكومة جديدة». ودعا «إلى حكومة تكنوقراط لأنها الخلاص»، مضيفاً: «لو نجحت الحكومات ‏السياسية لما لقينا هذا الردّ من الشارع». وأكد أن «البلد سيذهب من سيئ إلى أسوأ، إذا لم يتمّ تشكيل حكومة جديدة بكلّ ما للكلمة من معنى، فحكومة التسويات لم تعد تجدي نفعاً والخطوة التي تُخلّص البلد يجب أن تكون إنقاذية، وتقدّم صدمة إيجابيّة للناس حكومة مؤلّفة من شخصيات مستقلة ووجوه جديدة». بدوره، حدد الأمين العام لـ«حزب الله» حسن نصر الله، تصوره بحكومة «تستمع لمطالب الناس»، مطالباً «بتشكيل حكومة جديدة في أقرب وقت ممكن».

ودعا نصر الله، اللبنانيين، «لأن يدفعوا باتجاه ألا يكون هناك فراغ في السلطة، وأن تشكل حكومة جديدة بالوقت القريب، تسمع صوت الشعب، وتضع برامج للاستجابة للناس تحت عنوان (استعادة الثقة)، إذ يجب أن تقدم الحكومة كل العناصر التي توحي بالثقة والجدية بالعمل وبشفافية»، مشدداً على أنه «من دون الوضوح والصدق والشفافية لن نصل إلى حل في البلد». كما طالب نصر الله بتجاوز كل الأمور من أجل المصلحة الوطني، والذهاب إلى الحوار بين كل القوى والكتل السياسية وبين الحراك. وأشار إلى أن «حزب الله» لم يكن هو صاحب الكلمة في الحكومات السابقة، ولم يكن له التأثير الأقوى في الحكومة، ولم يأخذ وزارات سيادية، معتبراً أن اتهام الحزب بذلك «يسعى لتحميل (حزب الله) أي فشل في السلطة».

 

طوابير وازدحام أمام المصارف اللبنانية بعد أسبوعين من الإقفال

بيروت: «الشرق الأوسط»/الشرق الأوسط/02 تشرين الثاني/2019

شهدت المصارف اللبنانية إقبالاً غير مسبوق على فروعها المنتشرة في العاصمة والمناطق اللبناني، بعد 14 يوماً من الإقفال، بسبب احتجاجات دفعت رئيس الوزراء إلى الاستقالة، وبدأت بتطبيق بعض الإجراءات، بينها فرض قيود جديدة على التحويلات إلى الخارج. وبموازاة استئناف المصارف لعملها، أمس، دخلت مجموعة من المحتجين إلى مبنى جمعية المصارف في الجميزة، وأقفلت المدخل الرئيسي، وتلت بياناً من داخل المبنى قالت فيه: «نحن اليوم هنا في جمعية المصارف التي تحمي أموال السلطة السياسية، وتشكل حزباً طبقياً بوجه الفقراء». ولخصت مطالبها بـ«تحويل القروض السكنية والشخصية إلى الليرة اللبنانية، بحيث لا تكون الطبقة الفقيرة مرهونة للدولار، وإعادة جدولة القروض الشخصية بحيث لا تستغل الطبقات الفقيرة بفوائد عالية، وتحرير الاقتصاد من الارتباط بالدولار واسترداد الأموال المنهوبة من قبل المصارف والأرباح غير المشروعة». وتدخلت قوى الأمن الداخلي التي أخرجت المحتجين من مبنى جمعية المصارف في الجميزة، وأوقفت 4 منهم، قبل أن يتم إخلاء سبيل 3 منهم بعد الظهر. واصطف العشرات في طوابير أمام فروع المصارف، صباح أمس، لإجراء معاملات مالية، وشهدت المصارف ازدحاماً في بعض المناطق. وتعاملت المصارف مع الزبائن بسلاسة، حيث كان ممكناً إجراء سحوبات مالية بالدولار الأميركي، رغم أن أحد المصارف اتخذ إجراء قضى بالحصول على عمولة 5 بالألف لقاء السحوبات النقدية بالدولار. وأشادت جمعية مصارف لبنان بالتصرفات «المسؤولة» للشعب. وقال ثلاثة متعاملين إن الليرة اللبنانية ارتفعت مقابل الدولار في السوق الموازية التي نشأت في الأشهر القليلة الماضية. وبعدما شهدت سوق الصيرفة انخفاضاً بسعر الليرة اللبنانية مقابل الدولار في الأسبوعين الماضيين بالتزامن مع الاحتجاجات، ووصل إلى 1740 ليرة مقابل الدولار الواحد، تحسّن سعر صرف الليرة، أمس، وسجل انخفاضاً حتى 1570 ليرة مقابل الدولار الواحد في السوق الموازية، رغم أن سعر الدولار الرسمي هو 1515 ليرة.

وتعهد «مصرف لبنان المركزي» بعدم فرض قيود على حركة الأموال حين تستأنف البنوك عملها، وهي إجراءات قد تعرقل تدفقات العملة والاستثمار التي يحتاج إليها لبنان على نحو ملحّ لتجاوز أسوأ أزماته الاقتصادية منذ الحرب الأهلية، التي دارت في الفترة بين 1975 و1990. ورغم عدم فرض قيود رسمية، قال عملاء ومصادر مصرفية إن بنوكاً أبلغت العملاء بأنه ليس بمقدورهم تحويل الأموال إلى لخارج إلا لو كانت لسداد قروض أو للتعليم أو للرعاية الصحية أو لدعم الأسر أو الالتزامات التجارية.

كما يواجه العملاء سقفاً جديداً على المبالغ بالدولار التي بمقدورهم سحبها من حسابات بالعملة الأميركية. وأشاد رئيس «جمعية مصارف لبنان» الدكتور سليم صفير، في تصريح «بوعي الشعب اللبناني وتحليه بالمسؤولية، هذا الوعي الذي تجلى اليوم مجدداً بعد أن فتحت المصارف أبوابها للعمل بشكل طبيعي وكيفية تعاطي المواطنين بشكل حضاري في هذه الظروف». وحيّا صفير المواطنين «لإدراكهم المسؤولية الوطنية وضرورة الحفاظ على مصالح الناس»، مؤكداً أن «المصارف تتابع متطلبات وحاجات المواطنين، ومستعدة لاتخاذ الإجراءات الضرورية للحفاظ على سير العمل بشكل طبيعي». وتمنى من المواطنين «عدم الأخذ بالشائعات وتقصي الحقائق من المصارف مباشرة أو من الجمعية». ولدى سؤاله عن الخطوات التي تتخذها البنوك، قال رئيس جمعية مصارف لبنان سليم صفير لـ«رويترز»: «لن أصفها بأنها قيود، لكنها جهود من البنوك لاستيعاب جميع العملاء، مع الأخذ في الحسبان الضغط الناجم عن الإغلاق لأسبوعين». وقال صفير: «نحن على استعداد لتعديل أي إجراء تم اتخاذه فور عودة الوضع في البلاد إلى طبيعته». وغرد وزير الدولة لشؤون الاستثمار والتكنولوجيا في حكومة تصريف الأعمال عادل افيوني بالقول: «اليوم نجاح المصارف في تلبية حاجات المودعين بانتظام أهم أولوية. نحن بلد يتكل على ثقة المودعين، وهم مصدرنا الأول لتمويل الاقتصاد وعجز الدولة والعجز التجاري. ثقة المودعين بالقطاع المصرفي صمام أمان لتجنب أي انهيار. لذلك أناشد الجميع التحلي بالمسؤولية لحماية استقرار القطاع المصرفي».

 

قال: «لم أعد أتحمل»، فأخبروه أن الاحتجاجات في نهايتها.. هكذا انفجر الحريري بوجه مساعد «نصر الله»

صحف ومواقع ألكترونية/02 تشرين الثاني 2019

بعد أن وصل إلى طريق مسدود في الجهود الرامية لنزع فتيل الأزمة التي تجتاح لبنان، أبلغ سعد الحريري مسؤولاً كبيراً بحزب الله يوم الإثنين 28 أكتوبر/تشرين الأول 2019، بأنه لم يكن لديه خيار سوى الاستقالة من منصب رئيس الوزراء، وذلك في تحدّ للجماعة الشيعية القوية.

وتسبب قرار الزعيم السني في صدمة لحسين الخليل، المعاون السياسي للأمين العام لحزب الله حسن نصرالله، والذي نصحه بعدم الإذعان للمحتجين الذين أرادوا الإطاحة بحكومته الائتلافية. ويسلط الاجتماع، الذي نقلت تفاصيله لرويترز 4 مصادر كبيرة من خارج تيار المستقبل الذي يتزعمه الحريري، الضوء على لحظة مهمة في الأزمة التي تعصف بلبنان منذ أسبوعين، بينما أذعن الحريري للاحتجاجات الحاشدة ضد النخبة الحاكمة. وأحدثت الاستقالة فراغاً سياسياً وشلت مفاصل دولة في حاجة إلى تحرك عاجل لإخراج لبنان من أزمة اقتصادية تؤثر بشدة على جميع اللبنانيين، بمن في ذلك أنصار حزب الله من الشيعة. ولم يتسن على الفور الوصول إلى مسؤولين في مكتب الحريري أو من حزب الله للحصول على تعليق.

تفاصيل الاجتماع الحاسم الذي لم يستمر طويلاً

بدأ الاجتماع في الثامنة مساء في (بيت الوسط) مقر إقامة الحريري بالعاصمة بيروت ولم يستمر طويلاً. أحد المصادر ذكر أن الحريري قال لحسين الخليل: «لقد اتخذت قراري. أريد الاستقالة من أجل إحداث صدمة إيجابية وإعطاء المحتجين بعضاً مما يطلبون».

لم يصمت حسين الخليل، وسعى لإثنائه عن موقفه. وقال له: «هذه الاحتجاجات صارت على أبواب أن تنتهي تقريباً.. صارت بآخر نفس، نحن حدك (بجانبك). خليك قوي».

لكن الحريري تمسك بقراره.

وشكا الحريري من عدم حصوله على الدعم الذي يحتاجه لإجراء تعديل كبير في الحكومة، ربما كان سيسهم في تهدئة الشارع، ويسمح بتنفيذ إصلاحات على وجه السرعة. وقال: «لم أعد اتحمل ولا أتلقى أي مساعدة». الحريري أراد الإطاحة بباسيل.. ولكن كان للأخير وعون رأي آخر

وقال الحريري إن المشكلة الرئيسية تتمثل في وزير الخارجية جبران باسيل، الحليف المسيحي لحزب الله وصهر الرئيس ميشال عون، والذي اختلف الحريري معه مراراً منذ تشكيل حكومته في يناير/كانون الثاني.وفي حين سعى الحريري لإجراء تعديل وزاري كبير كان سيتضمن استبعاد باسيل، الذي كان هدفاً لانتقاد المحتجين، وآخرين غيره، فقد قاوم باسيل وعون أي تعديل على أساس أن المتظاهرين قد لا يبرحون الشارع ويطالبون بمزيد من التنازلات. وقال المصدر إن الحريري قال لمعاون نصر الله: «أنتم يا حزب الله تقفون خلف جبران وتدعمونه». ولم يتسن الحصول على تعليق من باسيل. وعبر الحريري عن شعوره بالارتياح بعد إعلان استقالته. وقال مسؤول كبير مطلع لرويترز إن الحريري قد يشكل حكومة جديدة إذا تمت الموافقة على شروطه.

ضربة لحزب الله

تمثل استقالة الحريري ضربة كبيرة لحزب الله الذي انخرط أكثر من أي وقت مضى في شؤون الحكومة اللبنانية، ويحرص مثل أي طرف على تفادي مشكلات مالية أعمق قد تقود إلى أزمة عملة من شأنها أن تحدث حالة من عدم الاستقرار. وقبيل الاستقالة قال نصر الله في مناسبتين إنه يعارض استقالة حكومة الحريري، وأشار إلى أن بعض المحتجين يحصلون على تمويل من أعداء خارجيين لحزب الله وينفذون مخططاتهم. وبموجب نظام المحاصصة المتبع لاقتسام السلطة في لبنان، فإن منصب رئيس الحكومة يجب أن يشغله سني مسلم. وفي حين أن لحزب الله حلفاء من السنة، فإن الحريري يعتبر عاملاً حاسماً للخروج من هذه الأزمة بفضل الدعم الدولي الذي يحظى به. وقال مصدر مطلع على فكر حزب الله: «هذه ضربة قوية للحزب. أصبح مكبل الأيدي.. الفائز الأكبر هو الحريري». وتولى الحريري رئاسة الحكومة للمرة الثالثة وقد أصبح ميزان السلطة يميل إلى حزب الله الذي حصل مع حلفائه على أكثر من 70 من مقاعد البرلمان البالغ عددها 128 في الانتخابات التي أجريت عام 2018. وخسر الحريري أكثر من ثلث المقاعد في تلك الانتخابات، ومنها مقاعد فاز بها سنة متحالفون مع حزب الله. ونال حلفاء حزب الله ومنهم التيار الوطني الحر الذي ينتمي إليه باسيل وعون على نصيب الأسد في الحقائب الوزارية في حكومة الحريري. واختلف الحريري مع باسيل خاصة فيما يتعلق بالإصلاحات الضرورية لسد الفجوة في المالية العامة للدولة. وشكل حزب الله تحالفه مع التيار الوطني الحر عام 2006 وحصل على صديق مسيحي يتمتع بالنفوذ في وقت شهد إعادة تشكيل الوضع السياسي اللبناني نتيجة انسحاب قوات الحكومة السورية التي هيمنت على البلاد منذ انتهاء الحرب الأهلية من 1975 إلى 1990. وخلال توليه منصب وزير الخارجية تحدث باسيل في منتديات دولية، مثل جامعة الدول العربية للدفاع عن حزب الله وعن حيازته للأسلحة. وينظر إليه على أنه مرشح محتمل للرئاسة. وفيما يتسق مع رؤية حزب الله دعا باسيل إلى عودة سوريا إلى الجامعة العربية، بعد اجتماع عُقد في وقت سابق من أكتوبر/تشرين الأول، مما أثار مزيداً من الخلاف مع الحريري، بسبب تعارض ذلك الموقف مع سياسة الحكومة اللبنانية. وقال المصدر المطلع على فكر حزب الله إن الحزب أحجم عن مهاجمة الحريري، بسبب قراره الخاص بالاستقالة ليترك الباب مفتوحاً أمام إمكانية أن يصبح رئيساً للوزراء مرة أخرى في حكومة ائتلافية جديدة. وقال المصدر إن حزب الله: «يجب أن يحافظ على خط الرجعة» للخروج من الأزمة.

 

/New A/E LCCC Postings for todayجديد موقعي الألكتروني ل 01 و 02تشرين الثاني/2019/

رابط الموقع
http://eliasbejjaninews.com

نحزن على حال عون وعلى حال الباقين معه من أهلنا الصنميين

الياس بجاني/01 تشرين الثاني/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/80121/80121/

 

Click On The Link Below to read the whole and detailed LCCC English News Bulletin for November 03/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/80138/detailed-lccc-english-news-bulletin-for-november-03-2019/

 

A Bundle Of English Reports, News and Editorials For November 02-03/2019 Addressing the On Going Mass Demonstrations & Sit In-ins In Iranian Occupied Lebanon in its 17th Day

Compiled By: Elias Bejjani

November 02-03/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/80140/a-bundle-of-english-reports-news-and-editorials-for-november-02-03-2019-addressing-the-on-going-mass-demonstrations-sit-in-ins-in-iranian-occupied-lebanon-in-its-17th-day/

 

 

 

نصرالله: مكانة ولاية الفقيه فوق دستور لبنان والعماد ميشال عون من احفاد علي بن ابي طالب".

من أرشيف المركزية/13 آذار/2018

http://eliasbejjaninews.com/archives/80115/%d9%86%d8%b5%d8%b1%d8%a7%d9%84%d9%84%d9%87-%d9%85%d9%83%d8%a7%d9%86%d8%a9-%d9%88%d9%84%d8%a7%d9%8a%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d9%81%d9%82%d9%8a%d9%87-%d9%81%d9%88%d9%82-%d8%af%d8%b3%d8%aa%d9%88%d8%b1/

 

جعجع المتقلب! وجيشه الإلكتروني من الشتامين

د.توفيق هندي/فايسبوك/02 تشرين الثاني/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/80113/%d8%af-%d8%aa%d9%88%d9%81%d9%8a%d9%82-%d9%87%d9%86%d8%af%d9%8a-%d8%ac%d8%b9%d8%ac%d8%b9-%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%aa%d9%82%d9%84%d8%a8-%d9%88%d8%ac%d9%8a%d8%b4%d9%87-%d8%a7%d9%84%d8%a5%d9%84%d9%83%d8%aa/

 

White House Freezes Military Aid to Lebanon, Against Wishes of Congress, State Dept. and Pentagon
 
نيويورك تيمز: البيت الأبيض يجمد مساعدة للبنان بقيمة 105 مليون دولار متخطياً رغبات الكونغرس ووزارة الخارجية ووزارة الدفاع
 Edward Wong, Vivian Yee and Michael Crowley/The New York Times/November 02/2019
 
http://eliasbejjaninews.com/archives/80110/%d8%a7%d9%84%d8%a8%d9%8a%d8%aa-%d8%a7%d9%84%d8%a3%d8%a8%d9%8a%d8%b6-%d9%8a%d8%ac%d9%85%d8%af-%d9%85%d8%b3%d8%a7%d8%b9%d8%af%d8%a9-%d9%84%d9%84%d8%a8%d9%86%d8%a7%d9%86-%d8%a8%d9%82%d9%8a%d9%85%d8%a9-10/

 


 With Lebanon making fragile progress, now is the wrong time to pull US assistance
 
جيفري فيلتمن ينتقد الإدارة الأميركية لتجميدها مساعدة للبنان بقيمة 105 مليون دولار في ظل وضع لبنان الحالي العش
 Jeffrey Feltman/brookings/November 02/2019
 http://eliasbejjaninews.com/archives/80119/%d8%ac%d9%8a%d9%81%d8%b1%d9%8a-%d9%81%d9%8a%d9%84%d8%aa%d9%85%d9%86-%d9%8a%d9%86%d8%aa%d9%82%d8%af-%d8%a7%d9%84%d8%a5%d8%af%d8%a7%d8%b1%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%a3%d9%85%d9%8a%d8%b1%d9%83%d9%8a%d8%a9/