LCCC/ المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة الأخبار العربية ليوم 02 تشرين الثاني/2019

اعداد الياس بجاني

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/eliasnews19/arabic.november02.19.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

واجعل صبيانا رؤساء لهم واطفالا تتسلط عليهم

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياته

بالصوت والنص/قراءة اولية للياس بجاني في خطاب السيد نصرالله/ لبنان دولة محتلة وفاشلة ومارقة/مع فيديو خطاب السيد

قراءة اولية للياس بجاني في خطاب السيد نصرالله/ لبنان دولة محتلة وفاشلة ومارقة

الياس بجاني/جبران باسيل عارض لسرطان الاحتلال وكل من يجعل منه المشكلة من مثل جعجع وجنبلاط والحريري هو منافق وذمي ومتآمر على السيادة

الياس بجاني/كلمة عون وعدم ذكره للاحتلال اللاهي فيها يؤكد أنه في غربة عن الناس وفي حالة انسلاخ كاملة عن كل ما كان الجنرال عون قبل العام 2006.

الياس بجاني/اصحاب شركات الأحزاب زعماء ومنتهية صلاحيتهم

الياس بجاني/بيان المطارنة الموارنة أضاع البورصة وطالب بالإلتفاف حول حزب الله كونه طالب بالإلتفاف حول ممثله في قصر بعبدا الرئيس عون

 

عناوين الأخبار اللبنانية

مقابلات ومداخلات فيديو لكتاب لبنانيين يعلقون من خلالها على خطاب السيد نصرالله وعلى مجريات الثورة الشعبية/01 تشرين الثاني/2019

فيديو مقابلة الصحافي علي الامين من اذاعة صوت لبنان الكتائب

فيديو مقابلة من قناة الحدث للكاتب الصحافي ايلي الحاج

فيديو حلقة نديم قطيش من دي أن أي ليوم الجمعة 01 تشرين الثاني/2019/عون..٣ سنوات على العهد

فيديو حلقة نديم قطيش من تلفزيون ام تي في ليوم الجمعة 01 تشرين الثاني/2019

فيديو مداخلة من قناة الحدث للكاتب والمحلل السياسي الدكتور حارث

فيديو مداخلة من قناة العربية لرئيس تحرير موقع جنوبية للصحافي علي الأمين

فيديو مداخلة من قناة الحدث للكاتب السياسي الدكتور فادي الأحمر

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الجمعة 1/11/2019

"حركة الشبيبة للتغيير" تقتحم جمعية المصارف والشرطة تعتقل بعضهم

بعد إقتحامه جمعية المصارف... سليم غضبان ضرب وأوقف وحالته الصحية دقيقة!

عنصر مخابرات الجيش لفظ أنفاسه الأخيرة على أيدي زعران بسبب إشكال لا علاقة له به

شبّان من صُور يدفعون ثمن انتفاضتهم: توقيفات "سياسية اعتباطية" والتهمة "خطيرة"

ترمب يحجب 105 ملايين دولار أميركي عن لبنان

عن التيّار الوطني الحرّ بين المعارضة والحكم

الخارجية الروسية: الاحتجاجات في لبنان شأن داخلي

شقير يصدر بيانًا بشأن تسعيرة بطاقات "touch" و"alfa"

صرماية" النائب السابق نبيل نقولا... وأدبيات المرحلة!

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

السفارة البريطانية تُعلّق على قرار إعدام قاتل ريبيكا

نادي القضاة: للتجميد الاحترازي والموقت لحسابات السياسيين والموظفين الكبار

صيدا تحمي ثورتها السلمية حتى سقوط "العهد"

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

بغداد.. مظاهرات حاشدة ومطالبة بالتحقيق في "الغاز القاتل"

تعاون استراتيجي بين الرياض وواشنطن لمكافحة الإرهاب

ترمب: وقف إطلاق النار في سوريا متماسك بشكل جيد

الخناق يضيق على حكومة العراق..وهذا ما حصل بلقاء سليماني

الجيش الإسرائيلي يقصف غزة.. وإصابة 3 فلسطينيين

مجلس النواب العراقي يدعم خارطة السيستاني للحل

حصيلة دامية.. مقتل 53 جندياً في هجوم إرهابي بمالي

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

نعم… مؤامرة/نبيل بومنصف/النهار

المطارنة الموارنة…”مرتا… مرتا”/بشارة شربل/نداء الوطن

من خذل لبنان؟ الغرب… أم ساسة لبنان؟/مشاري الذايدي/الشرق الأوسط

لا تخذلوا ثورة اللبنانيين/أكرم البني/الشرق الأوسط

كأن الثورة لم تندلع..حزب الله وعون والحريري يؤلّفون حكومتهم/منير الربيع/المدن

هدوء في ساحتيّ بيروت وتحضير لتظاهرة إلى ساحة النجمة/وليد حسين/المدن

اخطاب عون "الناجح" في سرد الفشل/يوسف بزي/المدن

تمهيداً لمحاكمتهم: توثيق المعلومات عن المعتدين على المتظاهرين/عماد الشدياق/المدن

كأن الثورة لم تندلع..حزب الله وعون والحريري يؤلّفون حكومتهم/منير الربيع/المدن

الشرعيّة الشعبية لانتفاضة 17 تشرين تلغي الطائفية السياسية/علي مراد/المدن

حصة رئيس الجمهورية مجدّداً على محك التأليف/هيام القصيفي/الأخبار

الأسعار ترتفع والتجّار «يُسعِّرون» الدولار/رنى سعرتي/الجمهورية

أبعد من الحراك وأقرب من الثورة/حبيب بستاني/الكلمة أونلاين

 المشهد اللبناني: استقالة الحكومة ولا جديد/رضوان السيد/الشرق الأوسط

عن ثورة أجبرت خامنئي أن يتحسس رقبة زمنه/شادي علاء الدين/موقع سوريا

نزع الأقنعة عن وكلاء الشرق الأوسط/أمير طاهري/الشرق الأوسط

وقاحة تدخّل إيران في الانتفاضة اللبنانية/رندة تقي الدين/نداء الوطن

لقاء بين بري ونصرالله يُلاقي مطالب الشارع/غادة حلاوي/نداء الوطن

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

جعجع: "ما حدا في يوقف فوق 17 تشرين"... ولحكومة مستقلين

نص خطاب السيد نصرالله ليوم الجمعة 01 تشرين الثاني/2019

نصر الله: مسؤوليتنا اليوم أن ندفع في اتجاه ألا يكون ثمة فراغ في السلطة والأولوية لاستعادة ثقة الناس وندعو إلى الحوار مع الحراك

 

في أسفل تفاصيل النشرة الكاملة

الزوادة الإيمانية لليوم

واجعل صبيانا رؤساء لهم واطفالا تتسلط عليهم

اشعيا 03/04 و05/و12/واجعل صبيانا رؤساء لهم واطفالا تتسلط عليهم. ويظلم الشعب بعضهم بعضا والرجل صاحبه.يتمرد الصبي على الشيخ والدني على الشريف. شعبي ظالموه اولاد.ونساء يتسلطن عليه.يا شعبي مرشدوك مضلون ويبلعون طريق مسالكك.

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياته وتغريدات متفرقة

بالصوت والنص/قراءة اولية للياس بجاني في خطاب السيد نصرالله/ لبنان دولة محتلة وفاشلة ومارقة/مع فيديو خطاب السيد

http://eliasbejjaninews.com/archives/80087/%d8%a8%d8%a7%d9%84%d8%b5%d9%88%d8%aa-%d9%88%d8%a7%d9%84%d9%86%d8%b5-%d9%82%d8%b1%d8%a7%d8%a1%d8%a9-%d8%a7%d9%88%d9%84%d9%8a%d8%a9-%d9%84%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d9%81/

بالصوت/فورمات/MP3/قراءة أولية للياس بجاني في خطاب السيد نصرالله/01 تشرين الثاني/2019/اضغط هنا أو على الرابط في أسفل للإستماع للتعليق

http://www.eliasbejjaninews.com/newmp3.17/elias.nasrallah1.11.19.mp3

بالصوت/فورمات/WMA/قراءة أولية للياس بجاني في خطاب السيد نصرالله/01 تشرين الثاني/2019/اضغط هنا أو على الرابط في أسفل للإستماع للتعليق

http://www.eliasbejjaninews.com/newwma17/elias.nasrallah1.11.19.wma

 

قراءة اولية للياس بجاني في خطاب السيد نصرالله/ لبنان دولة محتلة وفاشلة ومارقة

الياس بجاني/01 تشرين الثاني/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/80087/%d8%a8%d8%a7%d9%84%d8%b5%d9%88%d8%aa-%d9%88%d8%a7%d9%84%d9%86%d8%b5-%d9%82%d8%b1%d8%a7%d8%a1%d8%a9-%d8%a7%d9%88%d9%84%d9%8a%d8%a9-%d9%84%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d9%81/

بداية وفي مقارنة موضوعية لمقاربات السيد نصرالله للأحداث اللبنانية المتعلقة بالثورة والثوار وبكل تفاصيلها، وبين نوعية خطاب الرئيس عون أمس المفرغ من أي محتوى يتعاطى مع هذه الأحداث وطرح للحلول وتظهير رؤيوي لها، يتبين بوضوح بأن السيد وللأسف هو الحاكم الفعلي والمطلق للبنان وأن لبنان محتل بالكامل وأن الحكم وأهله كافة هم مجرد تكملة للمشهد لا أكثر وأقل.

*وكما دائما تطل علينا إسرائيل بمسرحية ما تخدم حزب الله في كل مرة يكون هذا الحزب في ورطة وضيقة محلية أو عربية أو دولية.. ومسرحية أمس كانت من خلال خبر إطلاق الحزب النار على درون (مسيرة) إسرائيلية في الجنوب وتضخيم الأمر هذا من إسرائيل ومن نصرالله في خطابه أولاُ بهدف على الحفاظ على هالته لبنانياً، وثانياً لتذكير الإسرائيليين بأن هناك من يهدد وجودهم. مسرحية لا تختلف كثيراً عن مسرحية سقوط المسيرة مؤخراً في الضاحية الجنوبية والرد الهوليودي لحزب الله الذي كُشف وتم فضحه وتعرية دجله.

*خطاب السيد لم يختلف عن أي خطاب من خطاباته السابقة الديموغوجية والمفرسنة والإرهابية المحتوى والنبرة والمقاربات.

*خطاب اليوم كانت عناوينه ومقارباته مكررة وببغائية ومملة للغاية وليس فيها ما يخدم لبنان واللبنانيين، بل ما يؤكد احتلال إيران للبنان.

*اطلالة تميزت بالتخوين والشيطنة، والإستكبار وبنفخة صدر مقززة، وبالعنجهية وبالفوقية، وبإملاءات استعلائية، وبمفاخرة بالقوة وباستصغار وبإهانة ذكاء وعقول ووطنية الآخرين مع رزم من الأوهام وتحديداً أوهام العظمة.Grandiose Delusions

*السيد شيطن المتظاهرين وخونهم وفرق بينهم.. فريق مسكين وساذج وعفوي وصادق، وفريق خائن وممول من الخارج وعميل.. وهو حاول بخبث ودهاء الشق بين اللبنانيين وزرع الأسافين بينهم في كذبة الدفاع عن السياسيين الفاسدين والتابعين لحزبه الإرهابي الذين تم شتمهم وفضحهم من قبل المتظاهرين

وهذه المقاربة هي عملية نفسية دفاعية تعرف "بالشق"splitting و

*تهديد علني ووقح لوسائل الإعلام التي تجرأت ونقلت ما يجري في الشوارع وسماحها للناس بأن يعبروا عن معاناتهم وأوجاعهم وتسمية الفاسدين والمفسدين ورموز الاحتلال والتبعية. Intimidation, terrorizing and Threatening

*ببغائية مكررة اسقط السيد ممارسات شبيحته وزعرانه من بربرية وهمجية ولغة ساقطة وشوارعية وغزوات وفرسان دراجات طاولت المتظاهرين السلميين والحضاريين في ساحة رياض الصلح تحديداً وفي أماكن أخرى ..أسقطها كلها وبوقاحة على المتظاهرين دون أن يرمش له جفن. بالعربي المشبرح شال يلي فيه وبزعرانه وحطهم بالمتظاهرين. هذه المقاربة أيضاً هي وسيلة دفاع نفسية تسمىprojection

*نفى أن الحكومات في ظل احتلاله الإيراني للبنان هي حكوماته.. وهنا تظهر بجلاء عملية الإنكار النفسيةDenial

*تميز كلامه الفوقي بتحذير إرهابي جدي بكل ما في المسمى من معاني من مغبة مقاربة سلاحه ودويلته وحروبه وفساده وهيمنته على قرار الدولة اللبنانية.

*ضخ باستكبار وعنجهية رزمة من الإملاءات لكيفية تشكيل الحكومة الجديدة ونوعية أشخاصها.

*اتهام أميركا بالتدخل في الشأن اللبناني وذلك على خلفية العقوبات المفروضة على حزبه وعلى أسياده الملالي الفرس.

*قال للبنانيين بأنه في حال انهار الاقتصاد اللبناني فحزبه لن يتأثر وهو ممول وبإمكانه تأمين دفع معاشات عسكره وإتباعه وزلمه وشبيحته... وهذه كذبة كبيرة كون حزبه وأسياده الفرس يمرون في أزمة مالية خانقة بسبب العقوبات الأميركية.

*تخويف من الفوضى والفراغ في حين أنه وطبقاً للدستور اللبناني لا وجود للفراغ حيث تستمر الحكومة في تصريف الأعمال لحين تشكيل حكومة جديدة وبنفس الوقت تستمر المؤسسات بعملها العادي.

*تشويهه معاني السيادة التي هو واحتلال حزبه وشبيحته ودويلته وفارسيته والتسويق لثقافة للموت ولمشروع ملاليه الإمبراطوري يعتدون عليها ويقفزون فوقها ويعطلوها بالكامل.

*تحذير من تفشي الطائفية بين الثوار في حين أنه هو وأسياده الملالي وحزبه هم أرباب الطائفية والمذهبية والمسوقين لها على مدار الساعة.

* خطاب السيد لليوم كان تكراراً مملاً ومفرسناً واستكبارياً لكل خطاباته السابقة، وهو التزم حرفياً بتوجهات وبتعليمات راعيه وسيده الخامنئي بالكامل الذي كان اتهم أمس الثوار في لبنان والعراق بالتبعية وخونهم وطالب بقمعهم.

في الخلاصة نقول بأن في لبنان مئات ومئات الصعاب والمشاكل والأزمات ولكنها كلها أعراض لسرطان الاحتلال الإيراني، وبالتالي لا يمكن حل أي منها بظل هذا الاحتلال الإرهابي والمذهبي والدموي.

حل المشكلة اللبنانية التي هي الاحتلال الإيراني لا يمكن البدء بمقاربتها بغير المطالبة بتنفيذ القرارات الدولية الثلاثة الخاصة بلبنان وهي: اتفاقية الهدنة مع إسرائيل، و 1559 و 1701 وذلك بعد إعلان مجلس الأمن لبنان دولة مارقة وفاشلة وتسلمه مؤقتاً السلطة في لبنان وفي ما عدا هذا فالج لا تعالج.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الالكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الالكتروني على الإنترنت

http://www.eliasbejjaninew.com

 

جبران باسيل عارض لسرطان الاحتلال وكل من يجعل منه المشكلة من مثل جعجع وجنبلاط والحريري هو منافق وذمي ومتآمر على السيادة

الياس بجاني/01 تشرين الثاني/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/80057/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%ac%d8%a8%d8%b1%d8%a7%d9%86-%d8%a8%d8%a7%d8%b3%d9%8a%d9%84-%d8%b9%d8%a7%d8%b1%d8%b6-%d9%84%d8%b3%d8%b1%d8%b7%d8%a7%d9%86-%d8%a7%d9%84/

بداية فإن جبران باسيل السياسي هو انتهازي ووصولي ولم يعرف ولن يعرّف في أي يوم معنى السيادة أو مفاهيم العطاء دون مقابل.

ونعم، وعلى الأكيد لا تهمه إلا وضعيته الشخصية.

ولكنه ليس الشواذ، بل هو القاعدة مثله مثل 99% من أفراد طاقمنا السياسي الدكتاتوري الماروني وغير الماروني من مثل سمير جعجع وأمين الجميل وعون وجنبلاط والحريري وبري وغيرهم كثر تاريخهم يحكي نزواتهم وسقطاتهم واكروباتياتهم.

فحتى لا تضيع ونضيع البوصة السيادية والإستقلالية والإحتلالية في زمن المّحل والبؤس ونخلط بين الحق والباطل، وبين الوطني الشريف وبين العميل لإيران ولحزبها.

علينا أن لا نغرق أكثر في غياهب وأوحال الباطنية والتعمية على احتلال حزب الله الإيراني والإرهابي والدموي والمجرم والقاتل والذي هو مشكلة لبنان الأولى.

علينا أن لا نترك لغرائزنا أن تعشعش أكثر وأكثر في عاهات الذمية والجبن والغنمية والصنمية لتسرطن عقولنا وتقتل ضمائرنا وتخدر بداخلنا نعمتي البصر والبصيرة.

علينا أن لا نتلحف بمتلازمة ستوكهولم المرّضية، أي شكر القاتل لأنه لم يقتلنا، ولأنه سمح لنا أن نبقى على قيد الحياة ولكن كعبيد وبذل وغنمية.

علينا أن لا نترك سمير جعجع في مجتمعنا المسيحي تحديداً وأتباعه يبررون فشل دخولهم الكارثي والإسخريوتي في صفقة التسوية الرئاسية وملحقاتها (تفاهم معراب، وقانون الانتخاب، وحكومة حزب الله الحالية، واتفاق تقاسم المسيحيين غنائم وسبايا مع عون وباسيل).

علينا أن لا نترك جعجع الباطني والمتشاطر والسياسي الفاشل والدكتاتوري وغيره من أقرانه المسيحيين وغير المسيحيين يتفلتون من أخطاء وخطايا فرطهم 14 آذار، وخيانة ثورة الأرز، وشيطنة الأحرار والبشيريين، والقفز فوق دماء شهداء 14 آذار والتعايش المهين مع دويلة وسلاح وحروب واحتلال حزب الله مقابل كراسي ومنافع ونفوذ، وأوهام كراسي رئاسية وإلهاء المجتمع المسيحي بشخص جبران باسيل.

علينا أن لا نخادع كغيرنا ونلحس المبرد ونتلذذ بملوحة دمائنا ونستسلم للخداع الممنهج لغالبية للقيادات المارونية الزمنية والدينية وغيرها من القيادات وفي مقدمها جعجع وباسيل وعون وبري وجنبلاط والحريري .

علينا أن لا نفقد بشيريتنا المقاومتية والإيمانية ولا نغفل عن أسس كيانيتنا اللبنانية.

من هنا، ومن أجل كل ما سبق على المواطن اللبناني المسيحي تحديداً أن لا يغرق في إعلام محطة تلفزيون عون-باسيل (OTV)التي تسفه وتعهر كل شيء، وتصور جعجع بأنه علة العلل وبأنه وراء محاولات الانقلاب على عون وعهده.

وفي السياق نفسه ولنتحصن بمواجهة ابليسية كل هؤلاء علينا أن لا نصدق إعلام جعجع وأغنامه وأبواقه والصنوج الذين يصورن جبران باسيل بالشيطان الرجيم ويتغافلون عن سابق تصور وتصميم عن احتلال حزب الله وعن خطيئتهم في الرضوخ له والتعايش معه مقابل منافع شخصية ووعود رئاسية.

وأيضاً وفي الإطار ذاته فإن لا قيمة ولا فاعلية سيادية أو استقلالية بأي شكل من الأشكال لانتفاضة صهر الرئيس عون النائب شامل روكز على عديله باسيل، ولا جدية وطنية لمواقف وانتقادات وصراخ وشكاوى بعض أفراد عائلة الرئيس عون، ومعهم كل من طُرد من شركة حزب عون-باسيل التجارية الملالوية، أو خرج منها طوعاً لأي سبب كان.. لا جدوى لا وفائدة من كل هذه المقاربات النفعية والتعموية ما لم يتبرأ كل هؤلاء السادة والسيدات من ورقة تفاهم عون-نصرالله (ورقة تفاهم مار مخايل) ويعتذرون من الشعب اللبناني ويؤدون الكفارات عن خطاياهم.

في الخلاصة جبران باسيل السياسي ودون الدخول في أي شأن شخصي معه أو مع غيره هو في العمل السياسي عارض من أعراض الاحتلال الإيراني، ومجرد أداة من أدواته السياسية لا أكثر ولا أقل.

 وبالتالي، فإن بقاءه أو تغييبه عن الحياة السياسية والحكومية لن يقدم أو يؤخر بشيء ما دام الاحتلال قائماً.. وما دام هناك ألف جبران قدموا أوراق اعتمادهم للمحتل ليحلوا مكان جبران ومنهم جعجع نفسه.

يبقى أن مشكلة لبنان هي الاحتلال وكل الأزمات المتراكمة الخطيرة من مالية ومعيشية وأمنية وإفقار وفساد وإفساد وعزلة دولية وإقليمية وهجرة وفوضى وتسيس قضاء.. هي كلها مجرد أعراض لمرض الاحتلال، وبالتالي لن يكون بالإمكان إيجاد أي حل لأي منها بظل الاحتلال وحكم أتباعه وأدواته.

الحل لم يعد بيد اللبنانيين وحدهم، بل لدى المجتمع الدولي ومن خلال تنفيذ القرارات الدولية الثلاثة: 1559 و1701 واتفاقية الهدنة بعد اعلان لبنان دولة مارقة وفاشلة.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الالكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الالكتروني على الإنترنت

http://www.eliasbejjaninew.com

 

مع كيس ملح ميلو أحمر صعب هضم تصنُع النائب سيمون أبي رميا

الياس بجاني/31 تشرين الأول/2019

بالشخصي وهذا غلط: سيمون أبي رميا ومن يوم كان بمكتب عون بفرنسا ما طقتو ولا شفت فيه أي صفة لشخص صادق وسيادي وحر..وبعدني هيك.

 

كلمة عون وعدم ذكره للاحتلال اللاهي فيها يؤكد أنه في غربة عن الناس وفي حالة انسلاخ كاملة عن كل ما كان الجنرال عون قبل العام 2006.

الياس بجاني/31 تشرين الأول/2019

مشكلة لبنان هي الاحتلال وكل الأزمات المتراكمة الخطيرة من مالية ومعيشية وأمنية وإفقار وفساد وإفساد وعزلة دولية وإقليمية وهجرة وفوضى وتسيس قضاء.. هي كلها مجرد أعراض لمرض الاحتلال، وبالتالي لن يكون بالإمكان إيجاد أي حل لأي منها بظل الاحتلال وحكم أتباعه وأدواته.

الحل لم يعد بيد اللبنانيين وحدهم، بل لدى المجتمع الدولي ومن خلال تنفيذ القرارات الدولية الثلاثة: 1559 و1701 واتفاقية الهدنة بعد اعلان لبنان دولة مارقة وفاشلة.

 

اصحاب شركات الأحزاب زعماء ومنتهية صلاحيتهم

الياس بجاني/31 تشرين الأول/2019

في لبنان نحتاج لسياسيين ولتناوب ديموقراطي وقانوني على المواقع والسلطات في الأحزاب والدولة. لم يعد مقبولاً في القرن ال 21 وجود زعماء يرثون ويورثون الكراسي والناس. إن مأساة لبنان ليس فقط في أرهاب واحتلال حزب الله بل في دكتاتورية زعماء هم أصحاب شركات أحزاب تجارية صلاحيتهم منتهة من زمن بعيد.

 

بيان المطارنة الموارنة أضاع البورصة وطالب بالإلتفاف حول حزب الله كونه طالب بالإلتفاف حول ممثله في قصر بعبدا الرئيس عون

الياس بجاني/30 تشرين الأول/2019

طالب بيان المطارنة بالإلفاف حول الرئيس. ترى ألا يعني طلب الإلتفاف هذا حول المحتل الذي هو حزب الله..كون الرئيس ممثلاً له في بعبدا؟

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

 

مقابلات ومداخلات فيديو لكتاب لبنانيين يعلقون من خلالها على خطاب السيد نصرالله وعلى مجريات الثورة الشعبية/01 تشرين الثاني/2019

فيديو مقابلة الصحافي علي الامين من اذاعة صوت لبنان الكتائب

https://www.youtube.com/watch?v=0DwOqIIFl3M

 

فيديو مقابلة من قناة الحدث للكاتب الصحافي ايلي الحاج

https://www.youtube.com/watch?v=ezvTw5-JWPc

 

فيديو حلقة نديم قطيش من دي أن أي ليوم الجكعة 01 تشرين الثاني/2019/عون..٣ سنوات على العهد

https://www.youtube.com/watch?v=S-vDj4Nax3Y

 

فيديو حلقة نديم قطيش من تلفزيون ام تي في ليوم الجعة 01 تشرين الثاني/2019

https://www.youtube.com/watch?v=eVTyE5RXc_E

 

فيديو مداخلة من قناة الحدث للكاتب و المحلل السياسي الدكتور حارث

https://www.youtube.com/watch?v=mewq-xNOwxs

 

فيديو مداخلة من قناة العربية لرئيس تحرير موقع جنوبية علي الأمين

https://www.youtube.com/watch?v=U56bRGkMXSo

 

فيديو مداخلة من قناة الحدث للكاتب السياسي الدكتور فادي الأحمر

https://www.youtube.com/watch?v=Cb31L9w8FTI

 

الكاتب الصحافي مصطفى فحص ضيف قناة الحدث بتاريخ

https://www.youtube.com/watch?v=G1nwDscazlo

 

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الجمعة 1/11/2019

وطنية/الجمعة 01 تشرين الثاني 2019

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون لبنان"

فتحت المصارف أبوابها وحافظت على السعر الرسمي للدولار بأكثر من ألف وخمسمائة ليرة بقليل، فيما استمر العمل في السوق السوداء بعشوائية التسعير وبأكثر من ألف وسبعمائة ليرة للدولار الواحد.

وعلى صعيد المدارس تواصل الإقفال لمصادفة اليوم عيد جميع القديسين.

وعلى صعيد الطرق فإنها تعتبر مفتوحة وأن أقفلت لبعض الوقت، أما ثكنة الحلو في بيروت للمطالبة بإطلاق الموقوفين.

وفي صيدا مواجهة حصلت عند مستديرة إيليا التي فتحت لاحقا وأسفرت عن وقوع جرحى كما فتحت طريق المرج في البقاع الغربي.

وفي الشأن القضائي صدر قرار بإعدام المتهم بتفجير المسجدين في طرابلس.

ولقد طالب السيد حسن نصرالله الحكومة الجديدة بإصدار قانون العفو العام، كما شدد على أن تكون الحكومة جدية وتوصل الليل بالنهار داعيا الى إطلاق حوار واسع.

ومن جهته طلب الدكتور سمير جعجع حكومة فاعلة وشن حملة على وزيري الخارجية والدفاع الحاليين.

قبل التفاصيل نشير أن المتحدثة باسم البنتاغون جيسيكا ماكسويل قالت إن "دعم وزارة الدفاع الأميركية للجيش اللبناني لن يتأثر بحجب مساعدات عسكرية عن لبنان.

نبدأ من المصارف التي فتحت ومددت ساعات عملها.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون nbn"

قطع الليل يمحوه النهار ضمن سيناريو بات مكررا منذ إعلان استقالة الحكومة يدفع ثمنه عدا ونقدا المواطن بسبب ما يتعرض له من قبل قطاع الطرق.

وفيما الحسابات السياسية تتوزع ما بين الشارع والحركة السياسية، فإن اتصالات بعيدة من الإعلام تتواصل من دون حسم أي خيار حتى الآن لتبقى الأمور مرهونة بخواتيمها من خلال نجاح هذه الاتصالات التي بدأت، ويؤمل أن تخرج لبنان من الواقع الراهن لتتشكل الحكومة في أقرب وقت.

الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله عرض لبعض تداعيات استقالة الحكومة بدءا من تجميد الإصلاحات التي كانت قد أقرت مع بداية الحراك، وحذر من إطالة مرحلة تصريف الأعمال مشيرا إلى أن مسؤولية اللبنانيين هي الدفع باتجاه عدم تكون فراغ وتشكيل حكومة جديدة قوامها الثقة والمصداقية بعد الإستماع لصوت الناس.

حسابات مخاوف الناس من سيناريو أزمة نقدية بعد فتح المصارف أبوابها اليوم تم تبديدها بفعل درجة عالية من الوعي لدى المواطنين، ترجمت مسارا سلسا للعمليات المصرفية، امتصت خلالها المصارف إمكانية حصول صدمة في السوق النقدي ولم تسجل أية إشكالية باستثناء محاولة مجموعة شبان اقتحام مقر جمعية المصارف.

وربطا بسعر صرف الليرة فإن أصحاب المحطات وموزعي المحروقات قاموا بحركة اعتراضية اليوم للفت الأنظار إلى عدم التزام الشركات المستوردة بتعميم مصرف لبنان المتعلق بهذا القطاع.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون المنار"

بصدق وشفافية، وبصراحته الاستثنائية، اشار الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر في المشهد اللبناني الملتبس الا على اصحاب البصيرة، مبينا بالحقائق لا التأويلات ما رسمته المقاومة من مواقف،وما تحمله لقادم الساعات..

في ذكرى العلامة المحقق السيد جعفر مرتضى العاملي، حسم السيد بخلاصة دقيقة:

انها ازمة ثقة، والمطلوب حكومة جديدة جدية عاملة من رئيسها الى آخر وزير فيها، هدفها استعادة الثقة،وادواتها عقول وخبراء وقدرات بشرية لبنانية يمارسون سيادتهم لا الاملاءات الخارجية، يديرها من يمتلكون شجاعة مصارحة اللبنانيين،ويستمعون الى مطالب الناس العاديين الموجوعين،ما الوقت فضيق بحسب السيد نصر الله، وصدور الناس ضاقت ايضا..

لسنا خائفين على المقاومة ولم نكن، بل كنا نبدي قلقنا على شعبنا وبلدنا. فنحن اقوياء جدا جدا، حسم سماحة السيد، ولا يشتبهن احد..

لم نكن ندافع عن احد عندما لم نكن نؤيد استقالة الحكومة، اوضح الامين العام لحزب الله، بل كان همنا عدم الوقوع في الفراغ. والصدمة الايجابية التي كان يجب ان تقدم للناس، ان تجتمع الحكومة وتمضي بقوانين الاصلاح..

نصيحة السيد نصر الله للجميع التواصل والحوار بين مختلف القوى السياسية، وايضا مع القوى الاساسية في الحراك، وفق مقتضيات المصلحة الوطنية، وعبر تجاوز الجروح التي تركتها الايام الماضية..

اما جروح الاهانات والاستفزازات من شتم ممنهج وقطع مقصود للطرقات،فمواجهته دائما بالوعي والصبر، نصح السيد حسن نصر الله، وعدم الذهاب حيث يريد الحاقدون والمتآمرون، ممن كانوا يريدون الفوضى والصدام..

وللقيادات السياسية دعوة بالا تسمح بتحول الشارع، او دفع الامور باتجاه حراك تحت عناوين طائفية، فهذا ليس من مصلحة البلد..

اما المقاومة دفاعا عن البلد بوجه العدو الصهيوني، فامر طبيعي بمعزل عن التطورات الداخلية والاقليمية، وما حصل من تصدي مجاهدي المقاومة لمسيرة اسرائيلية في الجنوب امس، هو ضمن سياق سيستمر أكد السيد نصر الله..

في السياق السياسي، رجحت مصادر مطلعة للمنار أن يكون موعد الاستشارات النيابية مطلع الاسبوع المقبل..

وحول التطورات الاخيرة تقول المصادر، انها أعادت ترتيب الاصطفافات السياسية، وفتحت البحث على خيارات لم تكن مطروحة سابقا.اما النقاش الآن فيتوزع على عناوين ثلاثة: اسم الرئيس العتيد للحكومة، شكل الحكومة، وطبيعتها..

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون أم تي في"

تأجيل الاستشارات لا يعني انعدام المشاورات. فكل المعلومات تؤكد ان قوى سياسية كثيرة تتواصل مع بعضها بعضا بعيدا عن الاعلام، وذلك للتوصل الى قرار ما في ما يتعلق بعملية التكليف. حتى الان القرار لم يتخذ بعد.

طبعا الاتجاه الغالب هو لاعادة تكليف الرئيس سعد الحريري، لكن المشكلة ان قوى الثامن من آذار والتيار الوطني الحر تريد تسمية الحريري شرط الا يضع شروطا مسبقة. في المقابل الحريري لا يمكنه ان يتلقف نار التكليف قبل ان يعرف اتجاهات التأليف، وخصوصا ان الاشكالية الاساسية للحكومة الاتية تتعلق بهويتها وتركيبتها.

فالرئيس عون يريدها حكومة منسجمة قادرة على الانتاج. والسيد حسن نصر الله يريد حكومة سيادة حقيقية. فيما الدكتور سمير جعجع يريد حكومة تكنوقراط. فأي خيار سيتم اعتماده: حكومة سياسيين او حكومة تكنوقراط أم حكومة تكنوقراط مطعمة بسياسيين، اي تكنو سياسية؟

في المواعيد: الاستشارات النيابية الملزمة ستجرى الاثنين او الثلثاء، وستكون ليوم واحد على ان تستمر الاتصالات بكثافة طيلة عطلة نهاية الاسبوع. والمميز فيها هذه المرة انها لا تقتصر على الأفرقاء السياسيين، بل تشمل قوى الحراك المدني وإن بطريقة غير مباشرة. فأهل السلطة واصحاب الحل والربط يدركون ان ما بعد انتفاضة 17 تشرين الاول ليس كما قبلها، وانه لم يعد ممكنا تشكيل حكومة لا تحوز ثقة الناس.

وهنا يكمن التحدي الكبير. لكن التحدي الاكبر يبقى الوضع الاقتصادي، الذي شهد اليوم بدء اعادة الحياة الى مؤسساته الحيوية التي توقفت عن العمل 1 يوما متواصلة، وهو امر نادرا ما حصل حتى في عز الحرب اللبنانية. فهل الحكومة المقبلة، مهما كانت طبيعتها وهويتها، قادرة على اجتراح الحلول المناسبة للوضع الاقتصادي المأزوم؟ والاخطر: ماذا لو لم تتشكل الحكومة قريبا؟ وما ستكون تداعيات الفراغ الحكومي على الواقع الاقتصادي والمعيشي للمواطنين؟

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون ال بي سي"

فتح الطرقات لم يفتح الطريق أمام المعالجات بل كشف أن الأزمة أعمق من إزالة العوائق والسواتر الترابية ... الأزمة مرتبطة بوجود حكومة تصريف أعمال وبعدم وجود حكومة مكتملة الأوصاف تنبثق عن مفاعيل حراك 17 تشرين الأول ... والأزمة مرتبطة بضغط على المصارف بعد إقفال منذ 18 تشرين الأول الفائت، وقد ترجم هذا الضغط من خلال توافد المودعين خصوصا أن إعادة فتح المصارف تزامن مع آخر الشهر، ومع إجراءات اتخذتها المصارف من دون ان تكون هذه الإجراءات ترقى إلى مستوى التعاميم أو القوانين، لكن بين المودع والمصرف، المصرف اقوى ...

والأزمة مرتبطة بأن آلية التكليف لم تبدأ بعد، في ظل التباعد المستمر بين الرئيس المستقيل والوزير باسيل، وفي المعلومات أن أي لقاء لم يتم بين الحريري وباسيل منذ انفجار الأزمة حيث الملاحظ ان الرئيس الحريري يجري مشاورات غير رسمية، فيما الوزير باسيل ينشط بدوره على خط المشاورات أيضا.

اما لجهة الإستشارات النيابية الملزمة للتكليف، فإن المرجح ان تكون الإثنين، وليوم واحد، وعليه فإن الدعوة إلى هذه الإستشارات يتوقع أن تصدر غدا او بعد غد على ابعد تقدير ...

إستشارات التكليف قد لا تحمل مفاجأة، فيما الألغام ستواجه استشارات التأليف، ولعل ابرزها مسألة إعادة توزير الوزير جبران باسيل، حيث ان المعطيات وصلت إلى ما يلي:

الرئيس الحريري مازال غير متحمس لأعادة توزير الوزير باسيل، " وإذا أرادوا توزيره، فليكن ذلك ولكن في حكومة لا أكون انا رئيسها ".

باسيل من جانبه، لم يعد متحمسا لأن يكون وزيرا لئلا يقال إن تمسكه بالتوزير هو الذي يعرقل او يؤخر التاليف، في وقت تحتم كل الظروف، ولاسيما الإقتصادية منها، السرعة في التأليف.

وبعيدا من هذا الجو، ولكن في سياق الملف الحكومي، كان لافتا ما اعلنه الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله الذي حدد جملة معايير أبرزها ان الحكومة الجديدة اذا لم يكن لديها وضوح وشفافية وصدق مع الناس فإنها لن تنقذ البلد، أملا في ان يتم تشكيل حكومة جديدة بأسرع وقت ممكن وان تستمع لمطالب الناس الذين نزلوا الى الشارع.

في المحصلة، الأنظار إلى الأحد وإلى كلمة الشارع :

إلى بعبدا مسيرة للتيار الوطني الحر لتأييد رئيس الجمهورية

وفي المقابل إنطلق هاشتاغ #أحد_الوحدة ... من الشمال إلى الجنوب ومن بيروت إلى البقاع ... ثورة المناطق واحدة.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون او تي في"

زال كابوس قطع الطرق، وعاد حلم بناء الدولة القوية العادلة والقادرة ينبض في عروق اللبنانيين، ويضج في شوارع الوطن وفي المصارف والإدارات والمؤسسات، وقريبا في المدارس والجامعات، خصوصا بعد رسالة رئيس الجمهورية في الذكرى الثالثة لانتخابه.

ليس في هذا القول مبالغة، إذا ما قورن حجم النقمة الشعبية جراء مشهد الممارسات الميليشيوية المستعادة، الذي نغص عيشة الناس أسبوعين تقريبا، بالتأييد العارم شعبيا، وفي أوساط شخصيات كثيرة كانت فاعلة في الحراك الشعبي الأخير، لمضمون الكلمة الرئاسية أمس، التي تلقفت صرخة الناس المتألمين الصادقين، وصاغتها في مشروع عملي متجدد، بعناوين واضحة، يحملها ميشال عون منذ ثلاثة عقود على الأقل.

الأكيد أن ما بعد الرسالة الرئاسية لن يكون كما قبلها، في ضوء المراجعة الشاملة التي أجرتها، والمكاشفة الصريحة التي قدمتها، والتعهدات الواضحة التي جددت إطلاقها.

والأكيد أيضا أن ما بعد التظاهرة الشعبية إلى بعبدا الأحد المقبل، لن يكون كذلك كما قبلها. فالشعب اللبناني سيبقى شعبا واحدا، واللبنانيون الذين سيجددون التأييد لمشروع الرئيس عون بعد يومين، هم جزء أساسي من شعب لبنان، وشطبهم من المعادلة الوطنية مستحيل... كما في السياسة، كذلك بتعميم الاتهام بالفساد، او حتى بالشتيمة.

أيها اللبنانيون: المستقبل بحسناته الممكنة أمامكم، والماضي بسيئاته المفضوحة الأسباب والمسببين وراءكم. اتحدوا وتضامنوا، وحددوا البوصلة في الاتجاه الصحيح، و"صرختكن ما رح تروح ضيعان". هذا هو ببساطة جوهر الرسالة الرئاسية إلى جميع اللبنانيين

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون الجديد"

لبنان مصرف مركزي كبير في اليوم الأول لعودة التداول النقدي.. "وكلو عالبنوك" فقد افتتح النهار وأغلق على تهافت بلغ التدافع نحو المصارف لاسيما أن "آخر الشهر" صادف على توقيت بنك "العودة" لكن من حمل شعار يسقط حكم المصرف طوال أسبوعين، وجد نفسه يقتحم جميعة المصارف في الجميزة بهدف تأكيد أنها تتحمل جزءا من مسؤولية الأزمة الاقتصادية في البلاد غير أن هذه الخطوة التي أرادها المتظاهرون المقتحمون رمزية انتهت في ثكنة الحلو.

وعلى الثكنات السياسية كل على معسكره وسط تقدم معادلة التأليف قبل التكليف، فقصر بعبدا ظل بلا حراك في المراسيم الداعية الى الاستشارات الملزمة، وقالت مصادره إنها تفضل التأخير في استشارات التكليف أياما على ان يتأخر التأليف أشهرا نظرا إلى التجارب في الحكومات السابقة، وحدها القوات وضعت الرسم التشبيهي للحكومة، وقال رئيس الحزب سمير جعجع "إنه يريدها حكومة إنقاذ مختلفة عن بقية الحكومات ومن شخصيات مستقلة، ما بتشتغل عند السياسيين وما حدا يحكي بالاكتريات النيابية والوزارية".

وهذه المواصفات أرفقها جعجع بال"ماذا والإ" التي ستعيد الناس إلى الشوارع، ولا ندري إلى أين سنصل بالبلد. وبينما انتظر بيت الوسط موقف الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله من استخدام الفيتو تجاه عودة الحريري، فإن نصرالله استعجل التكليف بمعزل عن الاسم المكلف، أي إنه لم يسبتعد الحريري ولم يلمح إلى خيارات أخرى من النادي الحكومي، بل دعا الى تضييق مرحلة تصريف الأعمال لأنها إذا طالت نقع في الفراغ، حيث لا مشاريع قوانين ولا أصلاحات ولا معالجة للوضع المالي، وكل الذي نزل الناس من أجله وصرخوا له سيضيع ولن يتحقق. وسيجري التساؤل عن هذه الموجة الشعبية الصادقة من الاحتجاجات التي كانت لها أحلام.

من سرق أحلامها ودعا نصرالله من يريدون تأليف الحكومة أن يكونوا على هذا الشاكلة وينطلقوا من مطالب الناس الذين خرجوا الى الشوارع، فمن ركب الموجة نضعه على حدة ونتبنى مطالب الناس العاديين الطيبين الموجوعين المتألمين. وعلى الرغم من اعتراف الأمين العام لحزب الله بوجود هذا الألم في الشارع، لكنه في الوقت نفسه أبقى على الاتهام وقال "إن هناك من كان يدفع إلى الاقتتال الداخلي من خلال الشتائم وفتح الهواء في وسائل الإعلام والتعرض للكرامات والأعراض, بل كان بعضها يحرض على ذلك.

وقال "إن المطلوب هو تنفيذ انقلاب سياسي وأخذ ثارات سياسية وفي خطاب الأمين العام لحزب الله الاعتراف وضده، فهو تبنى وجع الناس، لكنه لم يتخل عن الاتهام الذي بلغ حد الانقلاب.

أما فيما يخص وسائل الإعلام والجديد تحديدا، فإنها التزمت منذ تأسيسها قلق الناس الاجتماعي وقهرهم وحرمانهم، وهذا الوجع ترجمته يوم أمس في حلقة مطولة عن فساد نخر عظام الدولة وهتك أعراضها وممتلكاتها وبنيانها، وما على الدولة اليوم سوى أن تفتح السجون، وليخرج الأبرياء ليدخل من أصبحوا أثرياء على حساب الشعب هي حلقة واحدة من مسلسل فساد عمر في البلد ثلاثين عاما.

 

"حركة الشبيبة للتغيير" تقتحم جمعية المصارف والشرطة تعتقل بعضهم

المدن/الجمعة/01 تشرين الثاني/2019

اقتحم بعض شبّان "حركة الشبيبة للتغيير" مقر جمعية المصارف يوم الجمعة في 1 تشرين الثاني، وأقفلوا باب الجمعية، معلنين أن معركتهم مع حكم المصارف مستمرة حتى استعادة الأموال المنهوبة. وبعدما تدخلت القوى الأمنية، اعتقلت كل من خضر أنور، كارين هلال، محمد نصولي، حسين صقر وسليم غضبان.

واستنكر الناشطون على وسائل التواصل الاجتماعي اعتقال هؤلاء الشبان، الذين عبروا سلمياً عن رفضهم لسياسات المصارف، بينما لم تعمل القوى الأمنية على اعتقال الشبيحة الذين اعتدوا على المتظاهرين في ساحتي رياض الصلح والشهداء، رغم أن أسماء بعضهم باتت معروفة للجميع. واعتبرت المجموعة أن هذه الخطوة على جمعية المصارف تشكّل حزب الأغنياء الذي يدعم السلطة السياسية منذ العام 1992، مصدرة قوانين ومراسيم تشرّع مص دماء الفقراء. وأعلنت المجموعة "عن بدء المعركة مع حيتان المال" ورفعوا مطالب أساسية، اعتبروا أنها تعبّر عن نبض الشارع لأي حكومة مقبلة، وهي: "تحويل كل القروض الشخصية والسكنية من الدولار إلى الليرة اللبنانية، كي لا يبقى الفقراء رهينة للدولار، وإعادة هيكلة القروض الشخصية والسكنية لأصحاب الدخل المحدود والفقراء، ضمن سقوف معينة من دون أي فوائد إضافية، وتحرير الاقتصاد من الدولار كي يصبح التعامل الداخلي بالعملة الوطنية، واسترداد الأموال التي نهبتها المصارف من خلال الهندسات المالية، واسترجاع كل الأرباح الخيالية وغير المشروعة نتيجة تحالف السلطة السياسية مع رأس المال". ولاحقاً أفرجت القوى الأمنية عن ثلاثة شبان وبقي قيد الاعتقال اثنان. وأعلن المفرج عنهم أن زميلا لهم، ما زال معتقلاً، تعرّض للضرب المبرّح أثناء إخراجهم من جمعية المصارف، ورفضت القوى الأمنية إحضار طبيب شرعي للكشف عليه أو حتى نقله إلى المستشفى للعلاج، وطلبوا منه أن يدفع سلفاً كلفة استدعاء الطبيب الشرعي. 

 

بعد إقتحامه جمعية المصارف... سليم غضبان ضرب وأوقف وحالته الصحية دقيقة!

أم تي في/01 تشرين الثاني/2019

تجمّع عدد من المتظاهرين أمام ثكنة الحلو في منطقة كورنيش المزرعة، للمطالبة بإطلاق احد الموقوفين الذي تقرر إبقاؤه حتى الاثنين للبت بأمره، وذلك بعد أن تم إطلاق الموقوفين الآخرين الذين دخلوا مبنى جمعية المصارف في الجميزة صباحًا. وقالت المحامية التي تتابع قضية الموقوفين للـmtv: "حصل اعتداء همجي على الموقوف سليم غضبان، فكيف تبين لهم أنّه قام بضرب عنصر الأمن"؟ كما أكدت المحامية ان وضع غضبان الصحي دقيق، ولا يجب أن يبقى قيد التوقيف. وقد أفادت مراسلة الـmtv فيما بعد عن أن المعتصمين يغادرون من امام ثكنة الحلو ويتوجهون الى ساحة رياض الصلح بعدما وصلتهم معلومات بانه سيتم الافراج عن الشاب الموقوف صباح الغد. وكانت شابة و3 شبان قد اقتحموا مبنى جمعية المصارف في وسط بيروت، وقاموا بإقفال باب المبنى الرئيسي بسلاسل حديدية احتجاجاً على السياسات المصرفية على حد تعبيرهم. وقد تلا المحتجون من داخل المبنى، بياناً جاء فيه:"نحن اليوم هنا في جمعية المصارف التي تحمي اموال السلطة السياسية وتشكل حزبا طبقيا بوجه الفقراء". ولخصوا مطالبهم بـ "تحويل القروض السكنية والشخصية الى الليرة اللبنانية بحيث الطبقة الفقيرة لا تكون مرهونة للدولار، إعادة جدولة القروض الشخصية بحيث لا تستغل الطبقات الفقيرة بفوائد عالية، تحرير الاقتصاد من الارتباط بالدولار واسترداد الاموال المنهوبة من قبل المصارف والارباح غير المشروعة". وبعد إعتقال المحتجين، وقع إشكال بين أحد المتظاهرين أمام مبنى جمعية المصارف وعناصر من مكافحة الشغب، ما أدى إلى توقيفه. وقد تم الكشف عن أسماء المتظاهرين المعتقلين وهم (خضر أنور، محمد نصولي، كارين هلال، حسين صقر  وسليم غضبان). وفيما تم الافراج عن المعتقلين الثلاثة بقي سليم غضبان موقوفًا.

 

عنصر مخابرات الجيش لفظ أنفاسه الأخيرة على أيدي زعران بسبب إشكال لا علاقة له به

النهار/01 تشرين الثاني/2019

ضحية جديدة تضاف إلى لائحة من دفعوا حياتهم ثمناً للسلاح المتفلّت في لبنان، هذه المرة كتب على العنصر في مخابرات الجيش دياب حلوم أن يلفظ آخر أنفاسه بعدما أُمطر بطلقات نارية على أيدي زعران، بسبب إشكال لا علاقة له به... رحل ابن بلدة العين البقاعية ميتّماً أربعة أبناء حرموا من والدهم وهم في أمسّ الحاجة إليه.هدوء بلدة العين البقاعية كسره في الأمس إشكال قديم متجدد على موقف سيارة، وبحسب ما شرح قريب الضحية مهدي حلّوم: "وقع إشكال أمس بين عمي محمود وابنه زهير مع خالد ق، وجمال أ، حيث قام الأخيران بضرب عمي وابنه بالسكاكين والعصي قبل أن يغادرا، نقل الجريحان إلى المستشفى وتم الاتصال بمخابرات الجيش وإطلاعها على ما حصل، عندها سارع دياب إلى منزل عمي ووصل قبل الدورية، وإذ بخالد وجمال يعودان ومعهما نحو 4 أشخاص، ترجلوا من السيارة وبدأوا بإطلاق النار من كلاشينات، فأصابوا دياب إصابة قاتلة أنهت حياته على الفور". موقف السيارة يعود كما قال مهدي إلى "محمود حلوم، إلا أن خالد الذي يمتلك باصاً لنقل الركاب يصرّ على ركنه فيه، وقد سبق أن حصلت عدة إشكالات بين الطرفين لهذا السبب، وفي الأمس اتخذت منحىً خطيراً، حيث سقط دياب شهيداً فيما لا يزال زهير في المستشفى الحكومي في بعلبك يتلقى العلاج نتيجة إصابته بعدة طعنات سكين، أما عمي فتلقى العلاج لجروحه قبل مغادرة المستشفى". وأضاف: "ما علمناه أن خالد وجمال فرّا من البلدة بعد ارتكابهما الجريمة، وحرمانهما والدة من ابنها الذي ربته بدموع العين بعد وفاة والده"، لافتاً إلى أن "مخابرات الجيش فتحت تحقيقاً بالحادثة وما نأمله أن توقف المجرمين لينالوا العقاب الذي يستحقونه". جريمة مقتل دياب تؤكد أن المسلسل الدموي للسلاح المتفلّت مستمر في بث حلقاته، فمتى ستعلن الدولة انتهاء عرضه؟!

 

شبّان من صُور يدفعون ثمن انتفاضتهم: توقيفات "سياسية اعتباطية" والتهمة "خطيرة"

أسرار شبارو/النهار/01 تشرين الثاني 2019

في الوقت الذي لا يزال فيه اللبنانيون مستمرين بالنزول الى الساحات تأكيداً على مواصلة طريق الانتفاضة التي انطلقت قبل نحو أسبوعين، هناك شبان من صور يقبعون خلف القضبان، ذنبهم الوحيد أنّهم شاركوا كما غيرعم من المواطنين في الانتفاضة، رافعين شعار "كلن يعني كلن"... أيام مرّت وهم في أقبية السجون والادّعاء الموجّه إليهم كما يقول المحامي حسن بزّي "خطير".

توقيف" سياسي اعتباطي"

صور التي انتفض شباب فيها على الطبقة الساسية، وتحدّى شبان وفتيات فيها حواجز الترهيب، يدفع بعضهم اليوم ثمن مجاهرتهم برفض عباءة أي زعيم، وبحسب ما قاله بزّي لـ"النهار": "يوجد 12 موقوفاً في صور، توقيفهم سياسي اعتباطي، كما أنّ بعضهم استُدعي للتحقيق معه بقضية إحراق استراحة صور، وحين مثل أمام المحقّق، بدأ استجوابه في موضوع إحراق صوَر الرئيس نبيه #برّي، ومن يقف خلف دعوته للنزول الى الشارع، أي أنّ التحقيق خرج على الموضوع الاساسي، والأمر الاخطر أنّه تم الادّعاء على جميع الموقوفين بقضية حرق وسرقة موصوفة، وهي جناية تصل عقوبتها الى 7 سنوات أشغال شاقة"، مضيفاً: "تم الادّعاء على الموقوفين بقضايا جرمية وتحويلهم الى قاضي التحقيق الاول في الجنوب، حيث حدّد لهم جلسة استجواب الاثنين في صيدا".

ماذا عن المسلّحين؟

غالبية الموقوفين كما قال بزّي، لا علاقة لهم بقضية إحراق استراحة صور، لافتاً الى أنّ "الحرق يعتبر جنحة، لكنّ الخطورة تكمن في الادّعاء على الجميع بالسرقة الموصوفة". وشرح: "بعض الموقوفين قد تكون ثبتت عليهم تهمة التكسير، إلا أنّ اتهامهم بالسرقة أمر معيب وهدفه الإبقاء على توقيفهم وترهيب جميع أبناء صور كي لا يعاودوا النزول الى الساحة والمطالبة بتغيير النظام"، متسائلاً: "عن سبب عدم توقيف من نزل الى الشارع بالأسلحة الحربية لقمع المتظاهرين، فحتى إنّه لم يتم فتح محضر، على الرغم من احتلالهم قرى قضاء صور، وهذا دليل على أنّ القضاء في هذا الملف مسيس"، وعما إذا تم الاعتداء على الموقوفين بالضرب، أجاب: "نعم، جزء ممن أُوقفوا تعرضوا لذلك".

بيان استنكار

وكان صدر عن حراك صور بيان جاء فيه: "بعد استدعاء مخفر صور لعشرات الشباب للتحقيق، بينهم قاصرون وحالات مرضية، ظهر التدخّل السياسي بوضوح من أحزاب السلطة، حيث وُجهت أسئلة للموقوفين عن مواقفهم على وسائل التواصل الاجتماعي. يهمّنا في الحراك التأكيد أنه لا يجوز بحجة الاعتصام والمطالبة بالحقوق استدعاء المشاركين، وما يحصل هو أكبر دليل على أحقية الاستمرار في مطالبنا".

 

ترمب يحجب 105 ملايين دولار أميركي عن لبنان

رويترز/الجمعة 01 تشرين الثاني 2019

أفاد مسؤولان أميركيان الخميس، بأنّ إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب ستحجب مساعدات أمنية للبنان حجمها 105 ملايين دولار، وذلك بعد استقالة الرئيس سعد الحريري. وقال المسؤولان شريطة عدم الكشف عن هويتهما، لـ"رويترز"، إنّ "وزارة الخارجية أبلغت الكونغرس الخميس بأنّ مكتب الميزانية في البيت الأبيض ومجلس الأمن القومي اتخذا ذلك القرار". ولم يذكر المسؤولان سبب الحجب. وكانت الإدارة الأميركية طلبت الموافقة على تلك المساعدات اعتبارًا من أيار، قائلةً، إنها "ضرورية للبنان لتمكينه من حماية حدوده".

 

عن التيّار الوطني الحرّ بين المعارضة والحكم

هشام بو ناصيف/فايسبوك/01 تشرين الثاني/2019

لم أعثر الى الآن على فكرة جديّة واحدة صدرت عن أي شخصيّة عونيّة منذ بدأت الثورة. الرداءة غير معقولة، ليس أقلّها التذاكي أخيرا ب"الدولة المدنيّة"...وهو طرح يستحقّ المناقشة طبعا، لولا أنّه آت من حليف جماعة الوليّ الفقيه في لبنان.

قبل سنتين، استمعت الى مناظرة ايمانويل ماكرون ومارين لوبين. بدا هو كبيروقراطي بارد، ذكي، ممسك بملفّاته، ويعرفها بالارقام، وظهرت هي بالمقابل كسكّير يتشاجر في حانة. بمعنى آخر، بدت لوبين كمن تريد أن تحكم فرنسا، وتتكاسل عن درس سياساتها العامّة. في التيّار الوطني الحرّ عندنا شيء من هذا.

والحال أن المعارضة أسهل من الحكم. شعار ضدّ الفساد من هنا، اثارة جماهير من هناك، و...كان اللّه يحبّ المحسنين. الحكم يفترض فريق عمل، ودراسة ملفّات، وخطط جديّة، وتحضير، والاهمّ، نتائج. أنّى لفريق نجمه جبران باسيل أن يعمل وفق هذه المعايير؟

بهذا المعنى، تكون الحالة العونيّة قد خطت أوّل خطواتها صوب نهايتها الحاليّة، يوم صار ميشال عون رئيسا، لانّ التيّار يصلح لغوغاء المعارضة وصخبها، لا لمسؤوليّة للحكم. ثلاثون عاما من الانتظارعلى مقعد الاحتياط ... بات واضحا أن أحدا من الكادرات العونيّة لم يستفد من الزمن المديد لدراسة وضع الكهرباء، مثلا، أو التهرّب الضريبي، أو الضريبة التصاعديّة، الخ. هذه المسائل هي جوهر الحكم (Governance)، والفيصل بين الاحزاب العصريّة، من جهة، والطبول الفارغة من جهة أخرى. نعلم اليوم الى أيّ من الفئتين ينتمي التيّار.

الخبر الجيّد الآن أن الطبل الفارغ انفخت. الخبر الآخر أن البلاد تكاد تضيع، والبدائل غير جاهزة، سيّما انّ فراغ الطبول الاخرى يحاكي فراغ حزب الرئيس. وعلى افتراض أنّنا سنتجاوز المرحلة دون انهيار الدولة (سيناريو اليمن أو ليبيا)، سيكون التفكير بالمسألة الحزبيّة من شروط بناء لبنان الجديد. ومن الان فصاعدا، من يطلب أصوات اللبنانيّين، فليكلّمهم بمنطق السياسات العامّة. ومن لا يعرفها، ليبق على دكّة الاحتياط الى ما شاء اللّه. أنتجنا منذ كان لبنان طبولا فارغة تكفي الكوكب، بل لعلّنا لم ننتج سواها. اجترار المزيد منها احتقار لذواتنا، وخيانة لآمال كبيرة حرّكتها الايام الماضية.

 

الخارجية الروسية: الاحتجاجات في لبنان شأن داخلي

"سبوتنيك"/الجمعة 01 تشرين الثاني 2019

اعتبرت وزارة الخارجية الروسية، اليوم الجمعة، أن الاحتجاجات التي تجري في لبنان هي شأن داخلي، داعية إلى إيجاد حل عبر حوار شامل يسمح بالحفاظ على الاستقرار السياسي داخل البلاد. وقالت المتحدثة باسم الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، إن "موسكو تعتبر ما يحدث شأنا داخليا للبنان وشعبه. نعول على أن يتمكنوا من التغلب على الأزمة الحالية، وإيجاد الحل الصحيح لذلك في إطار الدستور والتشريعات الحالية وفقا للتقاليد السياسية السائدة، على أساس حوار شامل يسمح بالحفاظ على الاستقرار السياسي الداخلي ويعزز الوئام بين الأديان". وأشارت زاخاروفا إلى أن موسكو تتابع عن كثب الموقف السياسي الداخلي والوضع في لبنان. ويشهد لبنان منذ قرابة أسبوعين احتجاجات شعبية واسعة في أرجاء البلاد، تنديدا بالسياسات الحكومية التقشفية وتردي الأوضاع المعيشية التي أثقلت كاهل المواطن اللبناني. وقد أدت هذه الاحتجاجات إلى استقالة رئيس الحكومة سعد الحريري يوم 29 تشرين الاول، في انتظار انطلاق المشاورات لتشكيل حكومة جديدة. ودعا رئيس الجمهورية، ميشال عون، في خطاب متلفز، توجه به أمس إلى اللبنانيين، إلى "اختيار الوزراء في الحكومة الجديدة وفق كفاءاتهم وخبراتهم وليس وفق الولاءات السياسية"، معتبرا أن لبنان عند مفترق خطير، خصوصا من الناحية الاقتصادية، "وهو بأمس الحاجة إلى حكومة منسجمة قادرة على الإنتاج، لا تعرقلها الصراعات السياسية".

 

شقير يصدر بيانًا بشأن تسعيرة بطاقات "touch" و"alfa"

 ليبانون ديبايت/الجمعة 01 تشرين الثاني 2019       

تواصل وزير الإتصالات هاتفياً مع وزير الاقتصاد والتجارة منصور بطيش، وناقش معه طلبه بتسعير بطاقات إعادة تعبئة الخطوط الخلوية (بطاقات التشريج) بالليرة اللبنانية. وأكد الوزير شقير ان وزارة الاتصالات لا يمكنها القيام بهذا الأمر، لأن تسعير البطاقات صادر بمرسوم عن مجلس الوزراء، وان أي تغيير في هذا الاطار يجب ان يصدر بمرسوم آخر عن مجلس الوزراء.ولفت المكتب الاعلامي لشقير في بيان الى ان "الاسعار الرسمية لبطاقات التشريج بكل فئاتها لا تزال على حالها، مشيراً الى انه بامكان مشتركي الشبكة الخلوية إعادة تعبئة خطوطهم وبالاسعار الرسمية عبر موقعي شركتي الهاتف الخلوي الإلكتروني الآتيين: www.touch.com.lb ، www.alfa.com.lb ، أو عبر تطبيق "ألفا" و"تاتش" أو من خلال أجهزة الصراف الآلي".

 

صرماية" النائب السابق نبيل نقولا... وأدبيات المرحلة!

دونكيشوت/الثائر/01 تشرين الثاني/2019     

سمعنا منذ اليوم الأول للاعتصامات الشعبية سيلا كبيرا من أقذع وأرخص الشتائم، وهذا طبيعي، خصوصا وأن البث المباشر يحتمل مثل هذا الأمر الخارج عن حدود اللياقة، علما أن بعض المشتومين يرى فيهم الناس أنهم مستحقون لما هو أكبر من شتيمة تسمم الأثير عبر لواقط الفضائيات. إذا نظرنا إلى الأمر برؤية محايدة، نتفهم أن الشارع فيه الكثير من كلام بذيء، أي ما يقوله الناس في يومياتهم، ومَن مِن اللبنانيين لم يشتم سياسيا في بيته ومكان عمله؟ وهذا لا يعني أننا نحبذ الشتيمة، ولكن في الشارع عادة ما يكون ثمة أناس "بلا مربى"، لكن ماذا عن المسؤولين وقد تلقوا حُسن التربية؟بعد "صرماية" الوزير الأسبق وئام وهاب، والتي يذكرها اللبنانيون كمفردة ارتبطت بـ "أدبيات" مرحلة "المحكمة الدولية"، أطل علينا بالأمس النائب السابق نبيل نقول شاهرا "صرمايته" على أثير تلفزيون الجديد "نيو تي في". ثمة من شتم النائب السابق، ومن أراد استباحة ملكه الخاص بذريعة التظاهر، وهذا أمر مرفوض ويفترض أن يعالج أمنيا، أما أن يشهر نقولا "صرمايتو" على الهواء مباشرة فما عاد ثمة عتب على أولاد الشوارع، ويبدو أن "الصرماية" عينها ستدخل في قاموس أدبيات المرحلة!

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

السفارة البريطانية تُعلّق على قرار إعدام قاتل ريبيكا

وكالات/01 تشرين الثاني/2019

بعد صدور حكم محكمة جنايات جبل لبنان في قضية اغتصاب وقتل الديبلوماسية البريطانية ريبيكا دايك بانزال عقوبة الاعدام بالمتهم طارق سمير حويشه، أشارت السفارة البريطانية في لبنان، الى ان "ريبيكا ("بيكي") دايكس كانت موهوبة ومتفانية في عملها في مجال الإغاثة الانسانية، حيث أدت مهارتها وخبرتها وشغفها إلى تحسين حياة الكثير من الناس". واضافت السفارة في بيان نشرته على صفحتها عبر "فيسبوك": "كانت بيكي أيضًا زميلة ذات شعبية كبيرة في السفارة البريطانية في بيروت بحيث يتذكرها دوماً زملائها لذكائها وطاقتها وابتسامتها وتصميمها ولطفها وإيجابيتها". وأملت في أن "يوفر قرار المحكمة بعضا من المواساة للمقربين من بيكي. فيما نرحب بحكم الإدانة، تواصل حكومة المملكة المتحدة معارضة عقوبة الإعدام في جميع الظروف". وشكرت "العديد من السلطات اللبنانية والمسؤولين الذين استجابوا لمقتل بيكي بأقصى قدر من الاحتراف والتعاطف. ان السفارة ممتنة أيضًا للأفراد والمؤسسات والمنظمات التي أبقت ذاكرة بيكي حيّة وتواصل عملها الجيد".وختمت البيان، بالقول: "كانت بيكي محبوبًة جدًا ونفتقدها للغاية. تود السفارة في هذا الوقت التعبير عن تعاطفها العميق والمستمر مع زملاء بيكي وأصدقائها وقبل كل شيء مع عائلتها".

 

نادي القضاة: للتجميد الاحترازي والموقت لحسابات السياسيين والموظفين الكبار

المدن/01 تشرين الثاني/2019

أعلن "نادي قضاة لبنان" أنه سجل يوم أمس الخميس لدى هيئة التحقيق الخاصة في مصرف لبنان، في أول يوم عمل إداري لها، البلاغ الموجه منه إليها "للمطالبة بتجميد الحسابات المحددة فيه، ورفع السرية المصرفية عنها والتحقق منها"، مشيراً إلى أن "هذه الخطوة تأتي انسجاماً مع أهداف النادي في مكافحة الفساد".

البلاغ

وورد في البلاغ ما حرفيته: "لما كان لبنان يرزح تحت ثقل دين عام يبلغ نحو مئة مليار دولار أميركي، ولما كان لبنان يحتل مرتبة 138/180 دولة حسب مؤشر مدركات الفساد لعام 2018 وفقا للجمعية اللبنانية لتعزيز الشفافية الدولية، ولما كانت شعارات مكافحة الفساد تردد من دون كلل من الجميع لا سيما من السياسيين الذين يتهمون بعضهم البعض من دون حياء بالفساد، ولما كانت الدولة تتبع سياسة التقشف وتبحث عن مصادر لتمويل خزينتها وخفض العجز، ولما كان تحويل أو نقل أو استبدال أو توظيف أو إخفاء المصدر الحقيقي للأموال الناتجة عن جرائم الفساد، بما في ذلك الرشوة وصرف النفوذ والاختلاس واستثمار الوظيفة وإساءة استعمال السلطة والإثراء غير المشروع كما التهرب الضريبي، تشكل جميعها جرائم تبييض الأموال حسب الفقرتين 9 و 21 من المادة الأولى من قانون مكافحة تبييض الأموال وتمويل الإرهاب رقم 44 تاريخ 24/11/2015، ولما كان وفقا للفقرة 2 من المادة 6 من القانون المذكور، يتوجب على هيئة التحقيق الخاصة القيام بالتحقيقات في العمليات التي يشتبه بأنها تشكل جرائم تبييض الأموال وتلقي البلاغات في هذا الإطار، ولما كان الشعب الضحية قد قال كلمته ما يفترض استنهاض الهمم والمسؤوليات أمام أنينه وأنين الوطن، من دون أي اعتبارات أو مساومات على حسابهما، لذلك يتقدم النادي بهذا الكتاب من هيئتكم للتفضل باتخاذ القرارات الآتية:

التجميد الاحترازي والموقت لحسابات كل السياسيين والموظفين الكبار والقضاة وكل من يتعاطى الشأن العام وشركائهم من متعهدين وغيرهم (وعائلاتهم) التي تتجاوز قيمتها 750 مليون ل.ل فرديا أو مجموعة ورفع السرية المصرفية لصالح القضاء ومنع التصرف بها.

التحقيق مع أصحاب هذه الحسابات حول مصادر هذه الأموال، وطبيعة العمليات المجراة فيها والتأكد من المستندات الرسمية المثبتة لها.

مخابرة السلطات الأجنبية كافة والمطالبة بمعلومات حول حسابات السياسيين والموظفين الكبار (وعائلاتهم) المصرفية في الخارج.

قيد إشارة التجميد والمنع في سجلات الأموال المنقولة وغير المنقولة موضوع التحقيق.

التشدد في التحقيق والقيام بما يلزم لكشف المستور في هذه المرحلة الاستثنائية من تاريخ لبنان، على أن يتم الإعلان عن قرار التجميد فورا وعن مراحل التحقيقات للرأي العام وإنهاء خلال أسبوعين من تاريخ التبليغ".

 

صيدا تحمي ثورتها السلمية حتى سقوط "العهد"

المدن/المدن/السبت 02 تشرين الثاني/2019

إصراراً منهم على إفشال محاوات تبديدهم، يستمر جمهور الانتفاضة في صيدا بوتيرته النابضة منذ 15 يوماً. ونجح المتظاهرون في مدينة صيدا في الإمساك مجدداً بموقع تقاطع إيليا، وقطعه مجدداً أمام السيارات. وعادوا للاعتصام في وسط التقاطع، بعدما كانوا أمهلوا السلطة يومين لاستكمال تحقيق المطالب التي ترفعها الانتفاضة، والتي حسب المتظاهرين لم تكن استقالة الحكومة سوى أول هذه المطالب، وما زالوا ينتظرون تلبية ما تبقى منها.

صدام واعتذار

هذا الإصرار على العودة بالآلاف إلى وسط طريق إيليا، وبزخم أكبر، وما قابله من انتشار كثيف للجيش اللبناني ومحاولته منع المتظاهرين من قطع الطريق وحصرهم بنقطة بجانبها، لم يمر بهدوء فتحول إلى تصادم بين الجانبين، أوقع بعض الإصابات في صفوف المعتصمين، تم نقلهم إلى المستشفيات، ومن ثم عادوا لاحقاً لينضموا إلى رفاقهم في "إيليا". وخرق هذا المشهد التصادمي مشهد إنساني مؤثر، أظهر مدى تعاطف بعض ضباط وعناصر الجيش اللبناني مع المتظاهرين، حين تقدم أحد الضباط بالاعتذار من سيدة تعرضت للدفع والصد العنيف. يوحدهم العلم اللبناني، وعلى وقع الأغاني الوطنية، ومنها المهداة إلى الجيش اللبناني، ظهر حراك صيدا أكثر صلابة مع عودة أعداد كبيرة من المتظاهرين للتجمهر في تقاطع "إيليا"، ومعظمهم من الشباب والشابات، ومع تنوع المتظاهرين بتوجهاتهم المدنية والحزبية التقوا تحت شعارات الثورة، مجددين التأكيد على الاستمرار بحراكهم السلمي حتى تحقيق ما نزلوا من أجل المطالبة به.

انتهاء مهلة اليومين

وتجلى في هذا الحراك مجدداً، كما في بقية الساحات اللبنانية، ذلك الوعي الكبير للأهداف التي يرفعها، وهو ما عبر عنه بعض المتظاهرين صراحة، حين سئلوا من بعض وسائل الإعلام عن سبب عودتهم إلى التجمهر في هذا التقاطع، بعد يومين على انكفائهم الجزئي عنه نهاراً إلى نقطة اعتصام قريبة منه، وترددهم إليه ليلاً.. فقال أحدهم: "انسحبنا قبل يومين من هذا الشارع وأعطينا مهلة لتحقيق بقية المطالب، فتأخر المعنيون في تحقيقها، ما استدعى عودتنا إلى هذا المكان وإغلاق الطريق. لأننا لمسنا نوعاً من الاستخفاف بمطالبنا، خصوصاً ونحن نرى هذه الفوضى في زيادة الأسعار على السلع الأساسية ولا من يسأل! نزلنا مجدداً لنؤكد أننا لا زلنا نراقب ومصرون أن نحاسب". وقال آخر "الثورة لم تنته، صحيح أن المطلب الأول تحقق وهو إسقاط الحكومة بجميع مكوناتها، وليس المقصود إسقاط شخص رئيس الحكومة. لكن هذا المطلب لوحده غير كاف، المطلوب تشكيل حكومة انتقالية، بأسرع وقت وإقرار قانون انتخاب جديد، يحاكي تطلعات الناس ويضمن حسن التمثيل واجراء انتخابات مبكرة على أساسه، وتحسين وضع الكهرباء والمياه والطبابة ومحاربة الفساد ومحاسبة المفسدين". وتوجهت إحدى ناشطات الحراك إلى المتظاهرين عبر مكبر للصوت بالتأكيد أيضاً على "مطلب استقالة رئيس الجمهورية ورئيس المجلس النيابي". فقالت: "لازم يستقيلو بعد استقالة الحكومة التي تعني استقالة جميع الوزراء أي حكومة العهد مكتملة".

هتافات الليل

وما لم يقله المتظاهرون عبرت عنه هتافاتهم خلال الاعتصام، وأثناء التظاهرة التي انطلقت منه وجابت بعض شوارع المدينة وانتهت مجددا إليه.. وفي مقدمها هتاف "كلن يعني كلن"، ومنها أيضاً "بأرضي أنا بدي ضل.. نحنا شعب ما بينذل"، "يا للعار ويا للعار.. دولتنا دولة تجار"، "يا سلامة ارحل ارحل.. شعبي واعي منو أهبل"، "لو حرقونا بالشوارع.. صوت الثورة طالع طالع"، "بكرامة أنا بدي عيش.. هيدا حقي مش بقشيش". وتضمنت الهتافات أيضا دعوات للمواطنين الذين ما زالوا في بيوتهم للنزول والإنضمام الى المتظاهرين . ومع تقدم ساعات الليل تضاعف عدد المتظاهرين حتى ملأوا ساحة إيليا والممرات المحيطة بها من مساربها الأربعة. وأعادوا تجسيد مشهد الحشود التي شهدتها في الأسبوع الأول من الثورة.

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

بغداد.. مظاهرات حاشدة ومطالبة بالتحقيق في "الغاز القاتل"

دبي - قناة العربية/السبت 02 تشرين الثاني/2019

طالبت المفوضية العليا لحقوق الإنسان في العراق، مساء الجمعة، بالتوقف فوراً عن الاستخدام المفرط للغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي في تفريق التظاهرات في بغداد. ودعت إلى البحث عن وسائل اخرى تحفظ حياة المتظاهرين، وطالبت بفتح تحقيق حول طبيعة الغازات المستخدمة وأنواعها. وذكرت المفوضية في تقرير لها بأن الطلقات المطاطية تستعمل عند الضرورة القصوى وضمن مسافات قانونية محددة في قواعد الاشتباك الآمن بشرط ألا تكون موجهة نحو الجزء العلوي من الجسد. وطالبت وزارة الصحة والبيئة بالافصاح عن اعداد الضحايا من قتلى ومصابين واسباب الوفاة والاصابة ونوعية الاسلحة والغازات المستخدمة.

 

تعاون استراتيجي بين الرياض وواشنطن لمكافحة الإرهاب

دبي - العربية.نت/السبت 02 تشرين الثاني/2019

أعلنت وزارة الخارجية الأميركية، الجمعة، عن تعاون استراتيجي بين واشنطن والرياض في مجال مكافحة الإرهاب. وأضافت الخارجية في تقرير لها عن الإرهاب أن المملكةالعربية السعودية تصدت لإرهاب القاعدة وداعش وميليشيات الحوثي، منوّهة إلى أن المملكة ظلت شريكاً فعالاً في التحالف الدولي ضد تنظيم داعش الإرهابي.كما أوضحت أن إيران أنفقت مليار دولار على وكلائها في المنطقة. وأكدت أن حزب الله مازال يواصل دوره العسكري في العراق واليمن وسوريا. كذلك أشارت إلى أن إيران ما زالت الدولة الأسوأ في العالم بدعمها للإرهاب. يذكر أن وزير الدفاع الأميركي، مارك إسبر، كان أكد في تغريدة على تويتر، أنه أجرى اجتماعاً مثمراً للغاية مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان الشهر الماضي، أكد خلاله التزام الولايات المتحدة بمساعدة المملكة في الدفاع عن نفسها، في ظل أنشطة إيران "المزعزعة للاستقرار". كما استعرض إسبر خلال الاجتماع أوجه العلاقات الثنائية بين البلدين الصديقين، ومجالات التعاون المتعلقة بالجانب العسكري والدفاعي، بالإضافة إلى بحث عدد من المسائل خاصة تطورات الأحداث الإقليمية والدولية، وتنسيق الجهود المبذولة بشأنها. في السياق ذاته، كان الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، قد أجرى اتصالاً هاتفياً بالرئيس الأميركي، دونالد ترمب، هنأه فيه بنجاح العملية، التي نفذتها القوات الأميركية الخاصة، وأدت إلى مقتل زعيم تنظيم داعش الإرهابي أبو بكر البغدادي. وأكد ولي العهد خلال الاتصال أن هذه العملية تؤسس لحقبة جديدة، وخطوة تاريخية في الحرب على الإرهاب والتطرف والكراهية.من جهته أثنى الرئيس الأميركي حينها على التعاون المستمر والمثمر بين الولايات المتحدة الأميركية والمملكة في مجال مكافحة الإرهاب وتجفيف منابعه.

 

ترمب: وقف إطلاق النار في سوريا متماسك بشكل جيد

دبي - العربية.نت/السبت 02 تشرين الثاني/2019

قال الرئيس الأميركي دونالد ترمب، السبت، إن وقف إطلاق النار في سوريا متماسك بشكل جيد جداً.وقال أيضا ترمب للصحفيين في البيت الأبيض، إن علاقته مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان طيبة. وكانت القوات التركية، بدأت الجمعة تسيير دوريات مشتركة مع القوات الروسية شمال شرقي سوريا، في إطار اتفاق أدى إلى انسحاب المقاتلين الأكراد من الأراضي الواقعة على طول الحدود. وبموجب اتفاق تم التوصل إليه بين الرئيسين التركي رجب طيب إردوغان والروسي، فلاديمير بوتين، في 22 تشرين الأول/أكتوبر في سوتشي بروسيا عقب العملية العسكرية التركية في سوريا، أعطي المقاتلون الأكراد حتى الثلاثاء للانسحاب من الأراضي الواقعة على طول الحدود. وتغطي الدوريات قسمين، بعمق 10 كيلومترات، أو 6 أميال. وتسيطر القوات التركية ومقاتلو المعارضة السورية المتحالفون معها الآن على بلدات تل أبيض ورأس العين والقرى المجاورة. وتستثني الصفقة مدينة القامشلي.ويلزم اتفاقان لوقف إطلاق النار، توسطت فيهما الولايات المتحدة وروسيا، انسحاب المقاتلين الأكراد لمسافة 30 كيلومتراً أو حوالي 19 ميلاً من الحدود.

 

الخناق يضيق على حكومة العراق..وهذا ما حصل بلقاء سليماني

العراق - نصير العجيلي/السبت 02 تشرين الثاني/2019

دخلت التظاهرات في العراق، الخميس، يومها السابع، واضعة الحكومة في مأزق كبير. وشهدت العاصمة بغداد وعدد من المحافظات جنوب البلاد مظاهرات متواصلة على مدى الأسبوع الحالي، ارتفع خلالها سقف المطالب حتى وصل إلى المطالبة بإقالة الحكومة والبرلمان وتعديل الدستور، إلى جانب المطالبة بالإصلاح على المستوى السياسي والاقتصادي ومحاربة الفساد المستشري في مفاصل الدولة. وليل الأربعاء، ارتفعت حدة التظاهرات في بغداد، حيث عمدت القوى الأمنية إلى إطلاق الغاز المسيل للدموع بهدف منع آلاف المحتجين الغاضبين من التوجه إلى السفارة الإيرانية وتطويقها. ويضغط هذا الغضب الحاصل في الشارع بشكل كبير على حكومة عادل عبد المهدي، لا سيما بعد أن سحب رجل الدين الشيعي النافذ في العراق، وزعيم أكبر كتلة نيابية، الغطاء عنها، داعياً عبد المهدي للاستقالة. وفي هذا السياق، قال نائب في البرلمان العراقي، لـ"العربية.نت"، رافضاً الكشف عن اسمه، إن قادة الكتل السياسية العراقية اجتمعوا مساء الأربعاء في قصر السلام مع الرئيس برهم صالح لبحث مخرج للأزمة التي تعيشها البلاد.

وأوضح النائب أن الاجتماع بحث تحديات الخروج من الأزمة، مشيراً إلى وجود أسماء بديلة تم طرحها في الاجتماع، في حال استقال عبد المهدي، ومنها محافظ البصرة، أسعد العيداني، والنائب عدنان الزرفي، ووزير العمل والشؤون الاجتماعية السابق، محمد شياع السوداني. إلى ذلك، كشف أن هناك اجتماعا آخر قد يعقد اليوم الخميس أو لاحقاً بين الرئاسات الثلاث (رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة ورئيس البرلمان) لمناقشة الأزمة المتجددة التي تعيشها البلاد منذ 25 تشرين الأول/أكتوبر الحالي. كما اعتبر أن إيران دخلت منذ فترة على خط التظاهرات، ساعية عبر أتباعها من السياسيين العراقيين إلى محاولة امتصاص غضب الشارع من خلال إقالة الحكومة وإجراء انتخابات مبكرة، لكن وفق شروط قائد فيلق القدس، قاسم سليماني. وبحسب مصادر خاصة لـ"العربية.نت"، تابع سليماني عبر الهاتف اجتماع رئيس الجمهورية مع قادة الكتل السياسية، وعلم بكل مجريات الاجتماع، ومنها اختيار بديل لرئيس الوزراء، وقد "نصح" بألا يكون من خارج تحالف الفتح، برئاسة هادي العامري المقرب منه.

وفي نفس السياق، أكد النائب عن تيار الحكمة، خالد الجشعمي، لـ"العربية.نت"، حصول هذا الاجتماع الذي وصفه بالمهم، لافتاً إلى أن رئيس الجمهورية طرح مبادرة إنقاذ وورقة إصلاحية، وقد عكف منذ أسبوع على مناقشتها مع الكتل السياسية. إلى ذلك، اعتبر الجشعمي أن التظاهرات هي السبيل الوحيد لتصحيح خلل النظام السياسي في العراق، والضغط على كل الأحزاب السياسية والكتل النيابية لتنفيذ إصلاحات حقيقية وتعديل الدستور والنظام الأمني والإداري والاقتصادي. وأكد أن تيار الحكمة، الذي يتزعمه عمار الحكيم، لا يعارض حل البرلمان وفق الدستور.

من جانبه، قال النائب في البرلمان العراقي عن ائتلاف النصر، الذي يتزعمه حيدر العبادي، بدر الفحل، لـ"العربية.نت"، إن موضوع الحكومة الحالية حرج جداً، لا سيما وسط السجال الحاد الذي سجل ولا يزال بين رئيس الوزراء، عادل عبد المهدي، ومقتدى الصدر، بخصوص استقالة الحكومة وتغيير الخارطة السياسية، ناهيك عن أن هناك ضغطا هائلا من المتظاهرين المطالبين بإسقاط الحكومة وتعديل الدستور. كما أكد الفحل أنه "حتى إذا استقال عبدالمهدي فمن الصعوبة تشكيل حكومة في وقت قصير، خاصة بعد أن تحدث الصدر عن انسحاب سائرون وانضمامهم إلى المعارضة السياسية". إلى ذلك، اعتبر أن مطالب المتظاهرين بإسقاط النظام السياسي برمته يعقد المشهد أكثر. يذكر أن حكومة عبد المهدي باتت في "العناية المركزة" لا سيما بعد أن دعا زعيم أكبر كتلة برلمانية، مقتدى الصدر، إلى رحيلها، طالباً دعم شريكه تحالف الفتح برئاسة العامري، الذي رد على دعوة الصدر رداً "غامضاً" بأنه يؤيد كل ما هو لمصلحة الشعب، ما دل على أن العامري يفضل اللقاءات الجانبية، كاللقاء الذي حصل مساء الأربعاء، وليس الرسائل المنقولة علناً عبر وسائل التواصل. كما أعلن تحالف النصر الأربعاء تأييده إقالة الحكومة، ما يضيق الخناق أكثر على الحكومة الحالية. أما في الشارع، فقد علت صيحات المتظاهرين هاتفين من ساحة التحرير "لا مقتدى لا هادي (هادي العامري) حرة تبقى بلادي!"، محاولين ليل الأربعاء عبور جسر السنك نحو مباني التلفزيون الحكومي ومنطقة الصالحية.

 

الجيش الإسرائيلي يقصف غزة.. وإصابة 3 فلسطينيين

المصدر: دبي - العربية.نت/السبت 02 تشرين الثاني/2019

أفاد مراسل "العربية"، فجر السبت، أن الجيش الإسرائيلي نفذ سلسلة غارات جوية على أماكن مختلفة من قطاع غزة، ما أسفر عن إصابة ثلاثة فلسطينيّين، فيما تم إطلاق صفارات الإنذار في مستوطنات قريبة من قطاع غزة. وقالت وزارة الصحّة في غزة، في بيان "أصيب ثلاثة مواطنين بجروح بين خطيرة ومتوسّطة، ونُقلوا إلى مستشفى ناصر بخان يونس" جنوب القطاع. وقال شهود عيان إنّ المصابين الثلاثة أصيبوا إثر غارة جوّية استهدفت موقعَ تدريبٍ عسكريّاً لحماس في غرب خان يونس. من جهته قال مصدر أمني في غزّة إنّ "قوّات الاحتلال شنّت عشرات الغارات الجوّية على مواقع للمقاومة الفلسطينيّة وأراض زراعيّة، وأسفرت عن إصابة عدد من المواطنين بجروح مختلفة وأضرار مادّية جسيمة في هذه المواقع وعدد من المباني المدنيّة القريبة منها". جاء ذلك بعدما أعلنت الشرطة الإسرائيلية مساء الجمعة أن عشرة "صواريخ" أطلقت من قطاع غزة اصاب احدها منزلا في جنوب اسرائيل بدون سقوط اصابات. وأكد الجيش في بيانين اطلاق عشرة "صواريخ" من قطاع غزة على اسرائيل موضحا أن "القبة الحديدية" اعترضت جميع الصواريخ. وهي الليلة الثانية على التوالي التي تُطلق فيها صواريخ من القطاع على الأراضي الإسرائيلية علما بان آخر صاروخ اطلق في 12 ايلول/سبتمبر الماضي. وفي آب/اغسطس، أثارت سلسلة من الهجمات الصاروخية على غزة تلاها رد إسرائيلي، وكذلك الاشتباكات على طول السياج الفاصل في قطاع غزة، مخاوف من التصعيد بين حركة حماس وإسرائيل.

 

مجلس النواب العراقي يدعم خارطة السيستاني للحل

دبي - قناة العربية/السبت 02 تشرين الثاني/2019

أكد رئيس مجلس النواب العراقي، محمد الحلبوسي، السبت، أنه يتم العمل بشكل متواصل لمناقشة مطالب المحتجين دون تدخل إقليمي أو دولي. وقال الحلبوسي أن مجلس النواب العراقي بحالة انعقاد دائم، مؤكداً الالتزام بالخارطة التي وضعها السيستاني. وأضاف "جاري العمل على إجراء تعديلات دستورية بمشاركة ممثلين عن المتظاهرين". يذكر أن المرجع الديني الأعلى للشيعة في العراق، آية الله علي السيستاني، جدد الجمعة تأكيده على إدانة التعرض للمتظاهرين السلميين. ودعا ممثل السيستاني في خطبة ألقاها في كربلاء إلى احترام إرادة المتظاهرين ومطالبهم. كما شدد على أن الإصلاح في العراق يعود لما يختاره الشعب العراقي وليس لجهة معينة، قائلاً: "ليس لأي شخص أو مجموعة أو جهة بتوجه معين أو أي طرف إقليمي أو دولي أن يصادر إرادة العراقيين أو يفرض رأيه عليهم".

 

حصيلة دامية.. مقتل 53 جندياً في هجوم إرهابي بمالي

باماكو - فرانس برس/السبت 02 تشرين الثاني/2019

قُتل 54 شخصا بينهم 53 جنديا ماليا، الجمعة، في "هجوم إرهابي" استهدف موقعا عسكريا في إنديليمان بشمال مالي، على ما أعلن وزير الاتصال يايا سانغاري. وقال سانغاري عبر تويتر "على أثر الهجوم (..) في إنديليمان، عثرت التعزيزات التي تمّ إرسالها على 54 جثة، تعود إحداها إلى مدني". وفي وقت سابق، أعلن الجيش المالي مقتل خمسة عشر جنديا ماليا الجمعة، في "هجوم إرهابي" استهدف موقعا عسكريا في انديليمان بشمال البلاد.ويأتي ذلك بعد شهر من مقتل أربعين جنديا في هجومين جهاديين في 30 ايلول/سبتمبر والاول من تشرين الاول/اكتوبر قرب بوركينا فاسو الواقعة جنوب مالي. وأضاف الجيش إن الهجوم أسفر عن "جرحى وأضرار مادية" لافتا إلى ارسال تعزيزات إلى المنطقة المستهدفة لتأمين المنطقة وملاحقة المهاجمين. ونددت الحكومة المالية مساء الجمعة في بيان بـ"الهجوم الإرهابي الذي خلّف قتلى وعددا كبيرا من الجرحى واضرارا مادية في صفوف قوات الدفاع والامن الوطني"، من دون ان تدلي بحصيلة محددة.يما لم تتبنى أي جهة الهجوم حتى الآن.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

نعم… مؤامرة

نبيل بومنصف/النهار/01 تشرين الثاني/2019

على رغم الخطورة التصاعدية لمجريات الاوضاع الطارئة في لبنان فانها لم تبلغ بعد حدود تجاوز الخطوط الحمراء المنذرة بتفلت كامل من شأنه ان يهدد بتفكيك الانتظام العام على غرار مطالع الحرب عام 1975. ولعله لا يجوز مقاربة الصورة الطارئة من عين تحكمت بها عقدة التوجس التلقائي من تجارب الاقتتال والحروب ولكن احدا في لبنان لا يمكنه اليوم انتزاع هذه العقدة من رؤوس الشرائح اللبنانية الواسعة التي عاشت الحرب. في “لبنان اليوم” ومع اليوم الاول من السنة الرابعة لعهد الرئيس العماد ميشال عون تغلب دراماتيكية خيالية على مآل الدولة والبلاد كلا لن تشفع في التقليل منها وتلطيفها اي اجتهادات او مواقف سواء تلك التي تضمنها خطاب ذكرى السنة الثالثة لرئيس الجمهورية او سواه من مسؤولين وسياسيين ما دامت المفارقة الدراماتيكية شاءت للعهد ان يطفئ شمعته الثالثة وسط أسوأ انزلاق للبنان منذ ثلاثة عقود نحو فوضى التفكك. والحال ان المشهد المحتقن بالانسداد يغني وحده عن اطروحات تشريح السنوات الثلاث المنصرمة من عمر العهد ومسؤوليته في بلوغ هذا الدرك من التدهور كما مسؤولية الطبقات والسياسات السابقة والتي ايا تكن نسبتها لن تخفض الا القليل من تبعات العهد الذي انتخب واعدا بانه يحمل التغيير الاستثنائي. لذا يبدو عقيما الاستغراق في توزيع المسؤوليات راهنا فيما ينذر خطر الحريق الداخلي بالتمدد عبر يوميات عادت تشكل كابوسا حقيقيا للناس وهم في تمزق بين انتفاضة ترفع مطالب يستحيل الا تلقى التأييد وخوف من الانزلاق نحو فوضى عارمة تطيح بكل الانتظام وتسرع الانهيارات. لن نقف للحظة عند الغلو الكلامي الفارغ حيال حسابات السياسات الداخلية وتصفية الحسابات بين رئيس الحكومة المستقيل وشركائه السابقين في العهد والحكومة وتوظيف شوارع الانتفاضة من هنا وهناك واستدراجها الى اللعبة الطائفية والمذهبية. يكفي ان يدرك جميع المعنيين بالازمة ان كل دقيقة تمر مع تماديهم في هذه المقامرة القاتلة ستكون بمثابة اشعال اضافي لعوامل التفلت والفوضى حتى تفوت ساعة الندم بحيث لن ينفع لاحقا اي استدراك واحتواء واي محاولات بائسة لتحصيل مكاسب سياسية. اساسا سقطت بعد اسبوعين من اشتعال هذه الانتفاضة كل المعايير التقليدية للسياسات التي كانت سائدة قبلها. حتى شرعية المؤسسات الدستورية كلها باتت تحت الطعن الشعبي في الشارع الذي تحول في الايام الاخيرة الى اكبر لاعب ضاغط على الرئاسات والمؤسسات قاطبة فيما كبار المعنيين لا يزالون يجرون الحسابات السلحفاتية المهترئة في قياس خطواتهم. ولعلنا لا نلام ان انضممنا هذه المرة الى الذين تستحكم نظريات المؤامرة بمجمل رؤاهم لان اي تأخير في استدراك مجريات متسارعة تنذر بكل هذه الاخطار لن يبقى مجرد أخطاء او قصور عن الإلمام بطبيعة الانتفاضة العارمة المتصاعدة، بل سيغدو ابعد من ذلك بكثير. وفي ظل تسليط الاجندات الاقليمية على لبنان التي يحرسها حراسها المعروفون والذين لم يخفوا في اي لحظة تربصهم بالمشهد الشعبي المناهض لهم كما لسواهم لاختيار لحظة الانقضاض الملائمة وقلب مجمل المشهد في اتجاهات لن يكون لبنان قطعا بعدها ذاك البلد نفسه الذي كان عليه قبلها.

 

المطارنة الموارنة…”مرتا… مرتا”

بشارة شربل/نداء الوطن/01 تشرين الثاني/2019

على هذا النحو دبّج المطارنة الموارنة أول من أمس بياناً في غير موعده الشهري، أدخلوا فيه كل أنواع البلاغة والبديع والنصائح بتوخي الحكمة ليصلوا الى مبتغاهم الأساسي: “التفّوا حول رئيس الجمهورية”. شكراً لعنايتكم السادة المطارنة. لكن الثورة التي اندلعت من رحم معاناة الناس وباركها سيد بكركي تُناقض ما جاء على لسانكم. فهي، تحت شعار “كلّن يعني كلّن”، استهدفت كل المنظومة الحاكمة بما فيها سياسة الرئيس وليس شخصه بالتحديد. ونصيحتكم بالالتفاف حوله تهدف الى دعم سياسات عهده “القوي” الذي ثار عليه اللبنانيون وليس الحفاظ على موقع الرئاسة الماروني. وبالتالي فأنتم لا تتوخون سوى الالتفاف على الثورة لخنقها في المكان الذي وصلت اليه. كان أجدى بكم ايها السادة المطارنة ان تلتزموا جوهر كلام غبطة البطريرك الراعي وتقدروا ما صرّح به شريككم في الكنيسة الرسولية المطران عودة على درج الصرح البطريركي. فكل واحد منهما، على طريقته، عبّر عن تأييده الثورة ومطالبها، وفَهِم أنها ثورة اصلاحية وطنية لا طائفية، وفيها من روح المسيح والمحبة ما يوجب تأييدها وأن تستجاب مطالبها. فكيف أجزتم لأنفسكم إصدار بيان ينقض قول الكبار فيكم؟ وكيف قبلتم بساعة تخلٍ عن نذركم بأن تكونوا شهوداً للمسيح؟

السادة المطارنة الأجلاء. لا أحد يفرض عليكم أن تكونوا مع الثورة، رغم أن تعاليم ابن الله، وأنتم أدرى بما جاء في الانجيل، تحضكم على أن تكونوا بجانب الفقراء والمعذبين في الأرض وأصحاب الحق. لكن سنقولها بالفم الملآن: لا طاعة لكم حين تتبنون خطاب سلطة جائرة وتتحولون صوتاً لنظام أفقر رعيتكم ومواطنيكم بالهدر والمحسوبية والفساد.

السادة المطارنة. بيانكم المؤسف يُخلّ بواجب الدفاع عن قيم العدل والحق والحرية رغم أنكم زيّنتموه بثوب الحكمة وختمتموه بكلام البابا فرنسيس الرائع والثائر والذي نذر الفقر على خطى الناصري، ونحن نتمنى لو يسير على هدي سيرته كل رجال الدين، وانتم أول المعنيين.

في كلامكم الملغوم دعوة الى الخروج من الطرقات خدمةً لمن باعوا الوطن بثلاثين من الفضة. وفي كلامكم الصريح دعوة لدعم الرئيس وبالتالي تيار الرئيس وحلفاء الرئيس، ما يضعكم في جانب الطبقة الفاسدة و”الثورة المضادة” اللتين تريدان القضاء على آمال الناس بالتغيير.

ببساطة ايها السادة المطارنة، لا نطالبكم الا بالعودة الى الانجيل. تذكروا قليلاً كيف حمل يسوع السوط ليطرد الفريسيين والباعة من الهيكل، ثم تذكروا كيف قاد البطريرك صفير لبنان نحو الاستقلال الثاني ولم يرضخ على مدى عهد الوصاية لا لترغيب ولا لترهيب، واستوعِبوا كيف تطورت عظات البطريرك الراعي منذ اندلاع الحراك الشعبي. نريدكم مع ثورة الحق وليس سيفاً للظالم عليها. لا تذهبوا بعيداً في هذه المعصية. عاودوا قراءة نص “أنا ثائر” الذي كتبه مطران بيروت بولس عبد الساتر قبل أيام قليلة، ثم قوموا بفحص الضمير، لئلا نعاود التذكير بالتعبير اللاتيني “إن الثوب لا يصنع الكاهن”، ولن يصنع المطران بالتأكيد.

 

من خذل لبنان؟ الغرب… أم ساسة لبنان؟

مشاري الذايدي/الشرق الأوسط/01 تشرين الثاني/2019

هل تخلَّى العالم الغربي عن الشعب اللبناني – والشعب العراقي أيضاً – كما تخلَّى من قبل عن الشعب الإيراني في ثورته الخضراء عام 2009؟ لقد فعل اللبنانيون خلال هذين الأسبوعين ما لم يفعل منذ 1920، على حدّ وصف الكاتب سام منسي، في مقالته هنا بجريدة «الشرق الأوسط».

ثورة مدنية سلمية انتظم فيها اللبنانيون، أكثر من مليون ونصف المليون، من كل الطوائف والأحزاب، تحت العلم اللبناني والدولة اللبنانية الجامعة. كل هذا لم يلفت نظر العواصم الأوروبية والغربية الأخرى، إلا ببضع كلمات وبيانات باردة كبرودة قلوبهم. أين الحماس الأميركي «الأوبامي» الهادر أيام ما سُمي الربيع العربي؟ بل أين حماسة باريس أيام ثورة الأرز، يوم قتل رفيق الحريري 2005، وقيادتها مع أميركا لصدور قرارات دولية ملزمة لسوريا المحتلة؟ الكاتب الأميركي ديفيد إغناتيوس الذي كان مقرباً من أوباما اليساري، كتب مؤخراً مقالة، تحت عنوان «ضاعت سوريا… لننقذْ لبنان»، خلاصته تحريض إدارة الرئيس ترمب على تولي الملف اللبناني وعدم إهماله. إغناتيوس نقل عن مسؤول أمني كبير قوله: «نشعر بالشفقة. هذه ليست الولايات المتحدة التي نعرفها»، وعن سياسي لبناني بارز اعتباره أنّ «المحور الإيراني – السوري – الروسي انتصر». وبعد جملة من النصائح، دعا الكاتب صاحب الهوى اليساري بلاده إلى تشجيع السعودية والإمارات وغيرهما على تقديم المعونات المالية إلى الدولة اللبنانية، الحالية، شارطاً أن «تقنع واشنطن الدول الخليجية بأنَّ أموالها لن تختفي في مصافي الفساد».

جميل… لكن كيف يحصل هذا مستر ديف؟

بصراحة، الغرب ملوم وغير ملوم في الوقت نفسه! نعم ملوم لأنه يتخاذل حين يكون التغيير حقيقياً، وينشط حين يكون التغيير صورياً. بمعنى أن المطلوب حصوله اليوم في لبنان ليس مجرد تغيير حكومة أو حتى رئيس جمهورية، ولا حتى مجرد مطالب اقتصادية ومحاربة للسرقات، المطلوب تغيير كل النظام السياسي والتوافقات القائمة، تغيير هوية لبنان الطائفي التابع لإيران… باختصار واضح. لكن يصرُّ الغربيون، خصوصاً الاتحاد الأوروبي، من خلال سكرتيرته المغرمة بإيران، الإيطالية فيدريكا موغيريني، على حصر مطالب الشعب اللبناني في قضايا الخدمات والفساد، وإهمال الجانب السياسي من مطالب اللبنانيين.

سام منسى في مقالته بـ«الشرق الأوسط»، المشار لها قبل قليل، قال بعدما هاجم الخذلان الغربي للشعب اللبناني: «لا بدَّ من التسليم بأن مَن لا يساعد نفسه لن يساعده الآخرون!»، واضعاً يده على مصائب مَن يدعي حماية الجمهورية في لبنان ومن ذلك:

التحالف مع «حزب الله» لاحقاً. الذهاب لاتفاق الدوحة حسب تفصيل «حزب الله». الدخول في تسوية جاءت بحليف «حزب الله» رئيساً للجمهورية. نعم، اللؤم الأوروبي واضح تجاه حركة الشعبين اللبناني والعراقي، لكنَّ لهذا اللؤم مبرراته بسبب سلوك الساسة هنا وهناك.

جاء على لسان الشيطان في التنزيل الكريم: «ووعدتكم فأخلفتكم وما كان لي عليكم من سلطان إلا أن دعوتكم فاستجبتم لي فلا تلوموني ولوموا أنفسكم».

 

لا تخذلوا ثورة اللبنانيين

 أكرم البني/الشرق الأوسط/01 تشرين الثاني/2019

هي ربما مناشدة، أو أشبه بتحذير من الأخطار المحدقة بالثورة اللبنانية، وتحفيز لمن له مصلحة بنجاحها، كي لا يتردد أو يتأخر في دعمها وتمكين هذا الشعب المنكوب من نيل حقوقه المشروعة.

البداية من المجتمع الدولي، من منظمته الأممية، والبلدان التي تجاهر برفضها انتهاكات حقوق الإنسان، ألا تأخذها كالعادة لغة المصالح الضيقة والحسابات الأنانية، وتقف تراقب تصرفات السلطات اللبنانية وتعنتها، مكررة دورها السلبي تجاه ثورة السوريين، والأمل أن يبادر بعضها على الأقل ولو لمرة واحدة لدعم حلم اللبنانيين، وتجاوز التخوفات من ردود فعل «حزب الله» وتهديداته، وأيضاً نيات العدو الصهيوني تجاه لبنان، وكلاهما للأسف لا يريد لهذا البلد التعددي أن يكون مجتمعاً ديمقراطياً ووطناً حراً لكل أبنائه، بل مستنقعاً للتفرقة والنزاعات الدينية والطائفية والمذهبية، كي يبقى ضعيفاً أمامهما وهشاً.

ويأتي ثانياً الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي في استمرار وقفتهما المشرفة مع أهلهم وناسهم، فخصوصية تركيبتهما وطابع معاناة ضباطهما وعناصرهما، لا تختلف عن معاناة الشعب اللبناني، ما يسمح بمطالبتهما بألا ينزلقا إلى معركة التعدي على حرية الناس وحقهم في التعبير، استجابة لمصالح مسؤولين مغرورين أو فاسدين، بل أن يظهرا حزماً وشجاعة في حماية المتظاهرين وتمكينهم في الأرض.

تلي ذلك مناشدة قطاع واسع من أبناء الطائفة الشيعية كي تعود أياديهم للتشابك مع أيادي بقية المتظاهرين، وهم الذين برهنوا عبر مشاركتهم في الأيام الأولى أن أوجاع اللبنانيين واحدة، وما يكابدونه واحد، لكن هناك البعض منهم وللأسف انكفأوا، إما تحسباً من عناصر «حزب الله»، وإما لأن أكاذيب هؤلاء العناصر لا تزال تنطلي عليهم، لجهة إشاعة مخاوف مغرضة بأن هذه الثورة هي محاولة للنيل من نفوذ الطائفة الشيعية وما حققته من مكاسب!! أو لجهة محاولة فرض الإذعان المذهبي، بأن كل شيعي ملتزم بتكليف شرعي له أولوية وقدسية، قبل الجوع والحرية والوطن، أو لجهة العودة الديماغوجية، للعزف على وتر المؤامرة واتهام الثورة بالعمالة لإسرائيل ولجهات أجنبية، واعتبار ما يجري غرضه الثأر من «الانتصارات» التي حققها محور المقاومة والممانعة، كذا!

مناشدة هؤلاء المحرومين، ليست صرخة في الفضاء، بل تمس عمق معاناتهم المزدوجة، عوزاً وقهراً، خاصة أنهم الأكثر تضرراً من الحروب وحالة الاستنفار، التي يفرضها «حزب الله» لتعزيز نفوذه وسطوته، ولإشغال المجتمع عن خططه التنموية ومهمة بناء وطن ودولة يعتز بهما، وتالياً لأنهم الأقدر، في انتفاضتهم من داخل البيت، على تجنيب اللبنانيين المضاعفات التي لا بد أن يخلفها «حزب الله» عند اللجوء إلى السلاح، للحفاظ على التركيبة السياسية الفاسدة، ولعل ما يمنح هذه المناشدة قيمة مضافة، مشاهد القمع المؤلمة لإخوتهم المحرومين في العراق، والمظهر المعيب لعناصر «حزب الله» حين انقضوا على المعتصمين المسالمين، وحقيقة أن دافع الثورة ليست الصراعات الخارجية والتخندقات الإقليمية، بل تفاقم الاحتقانات الداخلية جراء انعدام الحد الأدنى من شروط الحياة وتغوّل البعض في تنافسهم الدنيء على الحصص والمفاسد.

أما رابعاً، فهي مناشدة لكل القيادات السياسية الوسيطة وكوادر الأحزاب اللبنانية أياً تكن، بأن عليهم، ليس مكراً أو تلاعباً، بل قولاً وفعلاً، نزع الغطاء الحزبي وارتداء العباءة الوطنية، ووضع مواقعهم وقدراتهم تحت تصرف المتظاهرين، بما يعزز تلاحم الجميع ويشدد الضغط على القيادات كي تستمع لرأي الناس وتستجيب لمطالبهم.

وأخيراً، ثمة نقطتان يفترض أن يضعهما المتظاهرون نصب أعينهم، كي لا تخذل ثورتهم؛ أولاهما تنامي الحاجة لوجود هيئات قيادية، يمكنها حماية الثورة وتنظيمها وتجنيبها ردود الفعل المتطرفة، فإذا كانت إحدى مآثر الثورة أنها نهضت عفوية، ومن دون تحضير مسبق أو قيادة جامعة، فإن استمرارها إن كان يراد له أن يستمر بأفضل وجه، يتطلب قيادة كفؤة ذات مصداقية، يمكنها ضبط الخلافات والتباينات بين صفوفها وترشيدها تحت مظلة وطنية واحدة، وملء الفراغ الناجم عن انحسار الثقة بعمومية السلطة وحيادها، خاصة إنْ طال زمن تشكيل حكومة جديدة مستقلة.

وثانيتهما؛ الحفاظ بالأسنان والنواجذ على سلمية الثورة، وعدم التردد في محاصرة أي اندفاعات عنفية أو ردود فعل ثأرية، كما ابتكار الأشكال التي تؤكد النهج السلمي، كالسلسلة البشرية التي امتدت على طول الساحل اللبناني، والحوارات التي تدار في غير ساحة، لنشر ثقافة التعايش والتعاقد الوطني بين مختلف الفئات الشعبية والسياسية التي تجاوزت طوائفها وأحزابها.

والحال، إذا كان شرط لازم لنجاح ثورة اللبنانيين هو كسر القيود الدينية والطائفية والمذهبية، فالشرط الكافي هو الكشف عن وجه وطني عريض، لا تظهر عليه ملامح التسرع وانعدام الصبر، قادر على بلورة خطاب يفتح الباب واسعاً للتوافق والتشارك مع مختلف الأطراف اللبنانية دون استثناء، وينأى عن أي اندفاعات أنانية وضيقة تعمق التخندقات، وربما من دون هذه الروح يصعب تشجيع مختلف الأطراف على تقديم التنازلات وحسم تردد مجموعات وزعامات هي أقرب إلى الثورة في رؤيتها ومواقفها، وتجنيب اللبنانيين دورة آلام جديدة، إن نجحت التركيبة السياسية الطائفية في إجهاض آمال الناس بالتغيير.

إن ما يحصل في لبنان لن يثمر ويأتي أُكله إلا إذا استمر إصرار الشعب اللبناني على الانتقال من عهد الوصاية المتعدد الوجوه إلى حكم نفسه بنفسه، متجاوزاً أغلال الطوائف والمذاهب وسقوف الأحزاب، خاصة أن المخارج التي طرحت، إذا استثنينا استقالة الحريري، تؤكد أن جل الأطراف السلطوية لا تزال تحكمها الحسابات الضيقة والأطماع الشخصية، والأسوأ استمرار بعضها في صياغة سياساته بدلالة ارتباطاته الخارجية، وليس بدلالة الداخل الوطني ومعاييره!! يفيق اللبنانيون اليوم من خدر الدعاية الوصائية أن لا أحد يستطيع قيادة البلد سوى القائمين عليه، رغم فشل أغلبهم! ويفيقون من الوعي الزائف على بَشَرٍ قُصّر، دون سن الرشد… يفيقون على حقيقة تتكرس مع كل يوم يمر من عمر الثورة، أن لبنان لن يعود إلى الوراء أو إلى ما كان عليه، وأن ثمة لحظات تعاش في الساحات والميادين، هي أشبه بالتأسيس لبناء وطن جديد ودولة المواطنة الديمقراطية بكل ما تعنيه هذه العبارات من معنى.

 

كأن الثورة لم تندلع..حزب الله وعون والحريري يؤلّفون حكومتهم

منير الربيع/المدن/السبت 02 تشرين الثاني/2019

لا تزال مفاوضات تشكيل الحكومة تراوح مكانها. كل الأطراف تناور على بعضها البعض. الرئيس سعد الحريري يفضّل أن يعود بشخصه إلى رئاسة الحكومة، لاعتبارات عديدة، أبرزها مؤتمر سيدر، وتنفيذ الورقة الإصلاحية. لكن الحريري لديه شروطه. وهي حكومة قادرة على الإنجاز ولا تدخل مجدداً في دوامة المناكفات والنكايات، كما كان الحال في الحكومة المستقيلة. أعد الحريري حزمة شروط بانتظار مفاتحته بإمكانية التكليف ليطرحها على الطاولة. وهذه المرة، حسب ما تشير مصادر متابعة، فإنه بصدد طرح الشروط بشكل متتابع وليس دفعة واحدة، في إطار تحسين موقعه التفاوضي.

ترشيح الحريري والشروط

إلى جانب خياره الشخصي بالعودة، يمسك الحريري بخيارات متعددة. لكنها كلها تدخل في إطار المناورة وفق ما تقتضيه الحاجة، كرميّ أسماء مرشحيه لرئاسة الحكومة، في حال لم يترأسها شخصياً. ومن بين خياراته، وفق ما تقول المصادر، وزيرة الداخلية ريا الحسن والرئيس تمام سلام. حتى الآن، لا أحد يجزم بمدى جديّة الحريري باقتراح هذه الأسماء، وهي تهدف إلى "حرقها". وأول جواب تلقاه الحريري حول الاختيار بين شخص يرشحه هو وبين شخصه، كان من الرئيس برّي مفضّلاً اختياره هو شخصياً، وكذلك كان رأي وليد جنبلاط. رئيس الجمهورية أيضاً يريد الحريري.. لكن بلا أي شروط. ولذلك، يلوح له بأسماء أخرى لتكليفها بغية الضغط على الحريري. أما حزب الله الذي يلتزم الصمت بشأن التسمية، فهو أيضاً يفضل الحريري إنما من دون شروطه. أي لا للتكنوقراط، ولا لاستبعاد الوزير جبران باسيل. وهذا ما أوحى به أمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله.

حيرة نصرالله وارتباك الحزب

صحيح أن نصر الله حاول أن يبرر هجوم المجموعات التابعة للحزب، بالتركيز على الشتائم التي أطلقها المتظاهرون، في محاولة لإلقاء اللوم المتظاهرين (!) إلا أنه أعطى الانتفاضة حقها عندما طرح الجلوس معها ومشاورتها. وهذا بحد ذاته تراجع واضح، يضاف إلى تراجعه عن جزمه بوجود تمويل مشبوه أو تدخل سفارات.. واعتبر نصر الله أن هناك من يسعى لجرّ الناس إلى مواجهة بعضها البعض (!) لكن هذا ينطبق على الأداء الذي مارسه الحزب نفسه في محاولة لاستدراج الحراك إلى التسييس، أو إرغام الحراك على الاصطدام ببيئته، خصوصاً عندما كانت المجموعات المؤيدة للحزب تجوب بيروت للاعتداء على المتظاهرين، وهم يهتفون "شيعة شيعة"، على مشارف الأشرفية أو المناطق السنّية. هم الذين كانوا يريدون استدراج المتظاهرين أو أبناء هذه المناطق لمواجهة جمهور الحزب والعودة إلى المتاريس الماضية، إما بانقسام سني شيعي، أو مسلم مسيحي. فهذا الملعب هو الذي يجيد حزب الله اللعب فيه، بخلاف الملعب الجديد الذي وجد نفسه بمواجهته أي التحركات الشعبية بمطالب معيشية واجتماعية. وهو الأمر الذي أربك الحزب، خصوصاً في تعامله مع بيئته ومع حلفائه.

استراتيجية استيعابية

صحيح أن نصر الله لم يكن موافقاً على استقالة الحريري، لكن ما يجري الآن يوحي وكأن هناك توافقاً ضمنياً بعد استقالة الحكومة بين جميع مكونات السلطة، على امتصاص الشارع، وإخماد نيرانه المشتعلة، على قاعدة "تفهم الحراك، والمطالب"، مقابل التشكيك به أو بالبعض منه وبأهدافه، وذلك لخلخلته. استخدام هذا المنطق يدلّ إلى أن السيناريوهات ستكون "استيعابية" وليست دراماتيكية أو صدامية. فالحريري استقال لامتصاص غضب الشارع، وتخفيف الاحتقان وسحب ذرائع التوتر. ويبدو أن نصر الله لاقاه عبر تغيير لغته نسبياً وتراجعه إلى حد ما عن مخاصمة الحراك وميله إلى التهدئة.

الأكيد أن حزب الله، في هذه المرحلة، يفضل تكليف الحريري، كشخصية تتمتع بعلاقات دولية قادرة على استجلاب المساعدات، ويوفر الشرعية السنّية للحزب، كما هو حال الشرعية المسيحية المتوفرة من التيار الوطني الحرّ. لكن الأساس يبقى في ما يريده عون وحزب الله، اللذان لا يجدان مشكلة في شخص رئيس الحكومة أو هويته وانتمائه، بقدر ما يهمهم تشكيل الحكومة بكل تفاصيلها، وتحديد آليات عملها وتوزيع الحصص وتسمية الوزراء قبل اختيار رئيسها. وهذا الذي يحتاج إلى المزيد من الوقت قبل إجراء الإستشارات، التي قد تنطلق بين يومي الإثنين والثلاثاء المقبلين. الاتفاق على شكل الحكومة وآلية عملها قبل اختيار الرئيس، من شأنه أن يخضع لعملية عض أصابع بين الحريري من جهة وعون وحزب الله من جهة أخرى، خصوصاً أن غاية الطرفين تلتقي على ضرورة الإسراع في عملية التأليف بعد التكليف.

 

هدوء في ساحتيّ بيروت وتحضير لتظاهرة إلى ساحة النجمة

وليد حسين/المدن/السبت 02 تشرين الثاني/2019

على عكس الأيام الفائتة، بدت ساحتا رياض الصلح والشهداء خاليتين من المتظاهرين تقريباً، واقتصر الحضور على بعض المجموعات، التي تنظم حلقات حوارية حول الأوضاع الراهنة. كأن الساحتين شبعتا من كلام السياسيين، وفضلتا عدم الرد لا على خطاب أمين عام حزب الله حسن نصرالله، الذي عاد وبرّأ المتظاهرين من تهم العمالة للسفارات، ولا على كلمة رئيس القوات اللبنانية سمير جعجع، الذي طالب بتشكيل حكومة من المستقلين غير الخاضعين لأي انتماء سياسي.

جمهور نصرالله.. و"الفان" رقم 4

وفي تعليقات أولية على كلام نصرالله اعتبر بعض الناشطين أن ثمة تراجعاً في كلامه قياساً بالخطاب السابق، لناحية عدم تخوين المتظاهرين، ولناحية فتح الباب على إمكانية حصول انتخابات نيابية مبكرة، رغم حديثه عن صعوبة الاتفاق على قانون انتخابي جديد. وربط البعض تراجع نصرالله بوجود تململ لم يقتصر على حلفاء حزب الله، بل وصل حتى إلى بيئة الحزب نفسه، من دفاعه عن النظام الطائفي ووقوفه سداً منيعاً ضد إسقاطه. وأكد البعض أن حزب الله كان يراقب حتى عدد الحافلات التي تحمل الرقم 4، التي تقل الركاب إلى قلب الضاحية، ولاحظوا العدد الكبير للذين شاركوا في تظاهرات السبت والأحد غداة انطلاق الانتفاضة في 17 تشرين الأول. وهذا ما جعل نصرالله يلقي الحرم على مشاركة جمهوره في التظاهرات، على اعتبار أنها ممولة من سفارات تريد التآمر على المقاومة. لكن وبعد أن أثبت الشارع أن ما يحدث في الساحات هو فورة غضب عارمة على كل أركان السلطة وفسادها، عاد وتراجع فاتحاً الباب أمام جمهوره لـ"ركوب" التظاهرات. بدت الساحتان شبه خاليتين، وأعادت القوى الأمنية فتح الطريق بجانب جامع الأمين أمام السيارات، بعد أن أقفل لأكثر من أسبوعين على التوالي. وبدت خيم المجموعات شبه فارغة أيضا. كأن المتظاهرين يريدون التقاط انفاسهم قبل العودة إلى الشارع. لكن بعض المجموعات أكدت لـ"المدن" أن التصعيد الفعلي سيبدأ يوم الثلاثاء المقبل. والوقت الحالي الفاصل بمثابة ترقب لما سيبدر عن السلطة.

يوم الأحد للحشد؟

ورغم محاولات بعض أزلام السلطة تحميل الحراك الشعبي مسؤولية عرقلة حياة المواطنين وأعمالهم، وإقفال المصارف، وانعكاس الأمر على الأوضاع المالية، أكدت بعض المجموعات العودة إلى خيار قطع الطرق وشل البلد، بدءاً من يوم الثلاثاء. وهذا لا يمنع تنفيذ تحركات رمزية تطال بعض المؤسسات والمرافق العامة في اليومين المقبلين، خصوصا تلك المؤسسات التي تضج بملفات الفساد. كما ستدعو إلى تظاهرة شعبية حاشدة يوم الأحد في ساحتي رياض الصلح والشهداء. في الموازاة تستمر المجموعات في تنفيذ تحركات متنقلة، فاتحة الباب للجميع للمبادرة والتنفيذ، حتى لو لم تكن التحركات منسقة ومتفق عليها. فالأهم من التنسيق هو الاتفاق على الهدف العام، المتمثل في الوقت الحالي بتشكيل حكومة انتقالية من المستقلين عن الأحزاب السياسية التي تربعت على عرش الحكم، ووضع خطة إنقاذية، على رأسها إجراء انتخابات نيابية مبكرة ووضع حد للتدهور الاقتصادي الحالي.

"عملية نوعية" ضد جمعية المصارف

وكانت "حركة الشبيبة للتغيير" اليسارية قد نفذت تحركاً نوعياً، حين تسلل خمسة شبان منها إلى جمعية المصارف، وعمدوا إلى إقفال أبوابه من الداخل، قبل اعتقالهم من قبل قوات مكافحة الشغب، والتي أدى تدخلها العنيف دخول المحتج سليم غضبان إلى المستشفى بعد ساعات عدة على اعتقاله. ونفذت بعض المجموعات اعتصاماً أمام ثكنة الحلو، وقطعوا الطريق المؤدي إلى منطقة فردان. إلى ذلك اعتصمت بعض المجموعات على الطريق المؤدي إلى قصر بعبدا، مطالبين بتسريع عملية إجراء استشارات نيابية وصولا إلى تشكيلة حكومة.

ساحة النجمة؟

وعلق بعض الناشطين على هذه التحركات المتفرقة، معتبراً أنها تعبر عن حيوية الحراك حتى لو لم تتجاوب لها كل المجموعات. فالمهم الاتفاق على الأهداف العامة وكل تحرك يقلق السلطة ويربكها يخدم انتفاضة اللبنانيين. وكشفت المصادر عن عزم المجموعات تنفيذ تظاهرة يوم السبت إلى ساحة النجمة أمام البرلمان، لما يمثله هذا المكان من رمزية سياسية ومعنوية، لأن تلك الساحة ما زالت من المحرمات ويمنع التظاهر فيها.

 

اخطاب عون "الناجح" في سرد الفشل

يوسف بزي/المدن/السبت 02 تشرين الثاني/2019

يصر الرئيس ميشال عون، كما حسن نصرالله وسعد الحريري ونبيه برّي (والمتواري عن المشهد جبران باسيل) على أن ما يحدث في لبنان منذ 17 تشرين الأول هو مجرد "حراك" اجتماعي مطلبي معيشي. وبلغة أخرى: "ناس معتّرين وجوعانين ومرضى بحاجة إلى العناية"، فقط لا غير.

خطاب الرئيس الذي سماه "كشف حساب" عبارة عن جردة كارثية. كل ما سرده عما مرّ في السنوات الثلاث من عهده عبارة عن "نوايا" وشعارات برّاقة، هي في الواقع، ووفق اعترافه الصريح، سلسلة من النتائج السيئة.. ولا قضية واحدة استطاع أن يقول عنها "أُنجزت".

الأفظع من ذلك، أنه في كلمته رمى مرتين كل مشاكل البلد وكل معضلات الدولة على النازحين!

تحدث عون عن "خمس خطوات" في عهده: الأمن، الاستقرار السياسي، معالجة شلل الدولة، عودة المالية العامة لكنف الدستور وقانون المحاسبة العمومية، الأزمة الاقتصادية. في الأمن، لا نحتاج إلى تذكير أحد بما حدث طوال هذه المدة، ولا بما هو حال حدود لبنان جنوباً وشرقاً وشمالاً وبحراً ومرفأ ومطاراً ومعابر.. ولا بالميليشيات وما تفعله وتفرضه "أمناً بالتراضي" وآخر آثامها على جسر الرينغ وفي ساحتي رياض الصلح والشهداء. في الاستقرار السياسي، فهذه مزحة لا تُضحك أحداً، فإذا كان من صفة مناسبة ديبلوماسياً للبنان، فهي "بلد مضطرب سياسياً" بل ومعطوب سياسياً. في معالجة شلل الدولة، من الأجدى القول أن قصر بعبدا منذ ثلاث سنوات حوّل هذا الشلل إلى أسلوب عمل. وبات هاجس الرئاسة باسم "استعادة الصلاحيات" وضع فيتو تلو الآخر على أي مبادرة من شأنها التقليل من هذا الشلل، ففاقمه وعمّقه وأغرق الدولة أكثر في أخلاق المناكفة والقضم والنكاية..

في عودة المالية العامة لكنف الدستور، لنسأل نائب التيار الوطني الحر، رئيس لجنة المال النيابية ابراهيم كنعان، ونائب حزب الله حسن فضل الله. فلديهما الجواب المحزن والمخيب. بقيت "الخطوة الخامسة"، الأزمة الاقتصادية. وهنا يحق لنا القول أن السنوات الثلاث الأخيرة هي أسوأ سنوات اقتصادية في تاريخ لبنان، وتوازي في ثقلها وقسوتها ما عايشه اللبنانيون بين أعوام 1986 و1993، حين انهار سعر العملة الوطنية.

هذه هي جردة الحساب، وقد تعمد الرئيس عون أن لا يذكر فيها أياً من القضايا الفعلية التي تواجه لبنان، إن في تعطيل الطائف، أو في تجاوز الدستور، أو في تورط حزب الله في الحرب السورية وكل صراعات المنطقة، على نحو لا يمكن للدولة أن تتملص من مسؤوليتها المباشرة. فهذا الحزب شريك أساسي وغالب في السلطة. وتبعات هذا معروفة اقتصادياً وسياسياً ومالياً وأمنياً. نحن يا فخامة الرئيس بموافقتك وتحالفك مع حزب الله "دولة مارقة". وهذه علة العلل لكل ما يصيب لبنان حالياً. لم يعترف الرئيس مثلاً بالمساوئ التي أتى بها قانون الانتخاب. لم يقارب قضية الضرائب أو سياسات مصرف لبنان ولا اختلالات النظام الاقتصادي القائم. لم يعترف بخطأ واحد على الأقل. بقي هكذا، كما فعل الآخرون، منزهاً نفسه عن كل ما أصاب اللبنانيين.

لم يتحدث الرئيس مثلاً عن الكهرباء ولا عن النفايات ولا عن البيئة ولا عن التعليم ولا عن الطبابة ولا عن أي ملف "دسم".. أحال مصائبنا بالجملة إلى النازحين! وهذه شماعة جديدة، بعدما ابتذلت كثيراً سياسة تحميل "العدو الصهيوني" مسؤولية أي شيء نتعرض له. ثم طرح الرئيس ما أسماه "التعهدات" لنصف الولاية الثاني. وهنا الطامة الكبرى. لم يتعهد بتطبيق الطائف، خصوصاً بما يتعلق بإلغاء الطائفية السياسية، لكنه تعهد بقانون أحوال شخصية مدني موحد.. وهذا التعهد في حقيقته تعمده الرئيس لمجرد "استفزاز" المؤسسات الدينية، لكي تفشله هي بالذات. أما الابتكار فكان باقتراح "ورشات لإقناع من يجب إقناعهم بالدولة المدنية". بدعة، المقصود منها أن يتحدث اللبنانيون بالموضوع مئة سنة أو أكثر. طبعاً، الرئيس الذي يدعم صهره بمنع توظيف حتى "حراس أحراش" لأسباب طائفية قحّة والمتمرّس بالاستفزازات المذهبية والطائفية، من الصعب أن نؤمن فعلاً أنه سيسعى إلى "التخلص من الطائفية البغيضة"، حسب إحدى تعهداته. خطابا عون ونصرالله، جملة واحدة: لن نستجيب لمطالبكم. وعلى أي حال، "فخامته"، كما نصرالله تحدثا ناصحين الشباب اللبناني ألّا يسمحوا لأحد باستغلال حركتهم. والمعنى عندهما بالغ الوضوح: لكم الحق بالشكوى المعيشية، بالاستياء من الفساد.. لكن إياكم أن تتحدثوا بالسياسة، إياكم والظن بتغيير النظام، إياكم والتفكير بالتخلص من "تركيبة" سياسية حاكمة منذ 27 عاماً موغلة بالفساد والطائفية والكذب، إياكم والتفكير بدولة ديموقراطية مدنية خالية من الميليشيات، إياكم والتفكير بمحاكمة أو محاسبة الفاشلين والسارقين.

"العهد" مستمر كما عهدتموه وبحراسة مشددة..

 

تمهيداً لمحاكمتهم: توثيق المعلومات عن المعتدين على المتظاهرين

عماد الشدياق/المدن/السبت 02 تشرين الثاني/2019

قبل ساعات من استقالة الرئيس سعد الحريري من الحكومة نهار الثلاثاء 28 تشرين الأول المنصرم، قامت مجموعات من "الشبيحة" متسلحين بالعصي والآلات الحادة بالهجوم على ساحتي رياض الصلح والشهداء، فأقدموا على ضرب المتظاهرين، وتسببوا بإصابات عدة في صفوفهم، وحرقوا خيم الاعتصام وحطموها وسرقوا محتوياتها ومعداتها الصوتية. وهذا كله لترهيب المعتصمين وحملهم على إخلاء الساحات.

غزوة الساحتين

لم يُعرف إن كان ذلك عملاً ثأرياً استبق استقالة الحريري، أم أنه يهدده بالويل والثبور في حال استقالته، أم يحتمل الوجهين معاً. وفي كلا الحالتين لم يكن الهجوم عفوياً على الإطلاق، بل معداً ومنسقاً! شطر كبير من هؤلاء الشبيحة المعتدين معروفون جيدا. وقد حلّ ناشطون مكان الضابطة العدلية، فتداولوا على مواقع التواصل الاجتماعي صورهم وحساباتهم وأرقام هواتفهم، وسواها من التفاصيل المتعلقة بهم، أملا بتحرك الجهات الأمنية والقضائية المعنية لاتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة بحقهم. كما قامت أيضاً مجموعة من المحامين المتطوعين لهذا الغرض (لجنة المحامين للدفاع عن المتظاهرين في لبنان)، بدعوة المتضررين عبر صفحة خاصة بهم على "فايسبوك"، إلى التواصل معها على خط ساخن للمباشرة بالإجراءات القانونية في حق الشبان المعتدين.

لجنة المحامين

وتضم "لجنة حماية المتظاهرين في لبنان" مجموعة المحامين المستقلين (نحو 25 محامياً) من مناطق لبنانية مختلفة، يقدمون الدعم القانوني للمتظاهرين والمعتصمين الذين ليس لديهم محام، من دون أي تمييز. وانطلق عمل اللجنة خلال حراك أزمة النفايات في العام 2015، كردة فعل على قمع السلطة التظاهرات، فدافعت عن المتظاهرين أمام المحكمة العسكرية والقضاء الجزائي، واستأنفت عملها لدى انطلاق ثورة 17 تشرين 2019، نتيجة استخدام الأجهزة العسكرية والأمنية القوة المفرطة، وتوقيف أكثر من 130 متظاهراً في اليومين الأولين من التظاهرات، التي طالت مناطق لبنان كلها، عدا عن الدفاع عنهم بسبب تهديد أصحاب العمل للمتظاهرين المشاركين في العصيان المدني، بالصرف أو الحسم من أجورهم.

اعتقال المعتدى عليهم

بناء على شهادات أولية، وثّقت اللجنة شعارات الشبان المعتدين وهتافاتهم، وأوضحت بجلاء أنهم من مناصري "حركة أمل" و"حزب الله"، و"كانوا يتلقّون أوامر بواسطة الهاتف". وتقول اللجنة في بيان نشرته على صفحتها: "سُمع أحدهم يقول: "ما بدك نولعها سيدنا؟ ولم تُسمع أي إدانة للاعتداء من أي من السياسيين المعنيين". واتهمت اللجنة الجيش والقوى الأمنية بـ"التنسيق الضمني مع المعتدين بناءً على معطيات أولية"، استدلّت إلى ذلك من خلال "استمرار الاعتداء ما يقارب ساعتين من دون أن تحاول القوى الأمنية والجيش إيقافه، رغم وجودها في الساحات ومشاهدتها أعمال العنف. وحينما طلب المتظاهرون النجدة من القوى الأمنية رفضوا وقالوا: ليس لدينا أمر بذلك!". وهذا علماً أن القوى الأمنية لم توقف أحداً من المعتدين، على عكس ما فعلت مع المتظاهرين الذين أوقفت عدداً كبيراً منهم في بدايات الانتفاضة. وتعمل اللجنة على إطلاق سراح متظاهرين احتُجزوا في مدينة صور، يجري التعتيم على عددهم الحقيقي!

عمل لجنة المحامين

تواصلت "المدن" مع المحامية غيدة فرنجية العضو في اللجنة، فقالت عن اتهام مناصري "حركة امل" و"حزب الله" إن اللجنة "واضحة في اتهاماتها. والناس شاهدوا وسمعوا هتافات وشعارات المعتدين عبر وسائل الإعلام. وهم أعلنوا صراحة على الشاشات أنهم من أنصار حركة أمل وحزب الله. وتشير المعطيات إلى أن ثمة تنسيقاً ضمنياً بينهم وبين القوى الأمنية. التوثيق جارٍ لنرى وجهة الإجراءات القانونية حيال المتهمين، والسبيل الأمثل لمعاقبتهم". تضيف فرنجية: "الضحايا والمصابون هم الذين يقررون ويحددون الجهات التي ينوون التقدم بدعاوى ضدها: المعتدون بأشخاصهم، أم الأحزاب التابعين لها. وإذا امتنع المعتدى عليهم عن التقدم بهذه الشكاوى، يمكن تقديم إخبارٍ للنيابة العامة بالأدلة الموثقة كلها. وقد فتحت النيابة العامة التمييزية في مخفر وسط بيروت، تحقيقاً في هذه الحادثة. ويمكن لأي متضرر أن يقصد المخفر مباشرة للإدلاء بما لديه من معطيات، أو أن ينسق مع اللجنة. المهم أن تصل المعلومات كلها إلى السلطات القضائية المختصة، حتى لا يحصل ما حصل في العام 2015، عندما تعرض المعتصمون احتجاجاً على أزمة النفايات، للضرب، ولم يحاسب القضاء المعتدين بسبب عدم توثيق الأدلة. أولوية اللجنة اليوم هي المحاسبة، وعدم الإفلات من العقاب. لكن التفاصيل والإجراءات والدعاوى تحتاج إلى وقت وهدوء وتحليل قانوني، لرسم الاستراتيجية الأمثل للتحرك. نحن اليوم لدينا شهود ومدّعين، وعمل فريقنا مكرّس على هذا الشقّ، تمهيدا لتقديم الشكاوى في حينه". وختمت فرنجية حديثها بالتأكيد على أن "الأدلة ضد الأشخاص المعتدين بحوزتنا، ونحن نطلب ممن يملك معلومات إضافية عن المعتدين الذين ظهرت صورهم على شاشات التلفزة، تزويدنا بها على الخط الساخن، بغية تعزيز الملف. فالتوثيق عملية تحتاج للكثير من الوقت والجهد"... فهل يلتزم القضاء بمسؤولياته؟

 

كأن الثورة لم تندلع..حزب الله وعون والحريري يؤلّفون حكومتهم

منير الربيع/المدن/السبت 02 تشرين الثاني/2019

لا تزال مفاوضات تشكيل الحكومة تراوح مكانها. كل الأطراف تناور على بعضها البعض. الرئيس سعد الحريري يفضّل أن يعود بشخصه إلى رئاسة الحكومة، لاعتبارات عديدة، أبرزها مؤتمر سيدر، وتنفيذ الورقة الإصلاحية. لكن الحريري لديه شروطه. وهي حكومة قادرة على الإنجاز ولا تدخل مجدداً في دوامة المناكفات والنكايات، كما كان الحال في الحكومة المستقيلة. أعد الحريري حزمة شروط بانتظار مفاتحته بإمكانية التكليف ليطرحها على الطاولة. وهذه المرة، حسب ما تشير مصادر متابعة، فإنه بصدد طرح الشروط بشكل متتابع وليس دفعة واحدة، في إطار تحسين موقعه التفاوضي.

ترشيح الحريري والشروط

إلى جانب خياره الشخصي بالعودة، يمسك الحريري بخيارات متعددة. لكنها كلها تدخل في إطار المناورة وفق ما تقتضيه الحاجة، كرميّ أسماء مرشحيه لرئاسة الحكومة، في حال لم يترأسها شخصياً. ومن بين خياراته، وفق ما تقول المصادر، وزيرة الداخلية ريا الحسن والرئيس تمام سلام. حتى الآن، لا أحد يجزم بمدى جديّة الحريري باقتراح هذه الأسماء، وهي تهدف إلى "حرقها". وأول جواب تلقاه الحريري حول الاختيار بين شخص يرشحه هو وبين شخصه، كان من الرئيس برّي مفضّلاً اختياره هو شخصياً، وكذلك كان رأي وليد جنبلاط. رئيس الجمهورية أيضاً يريد الحريري.. لكن بلا أي شروط. ولذلك، يلوح له بأسماء أخرى لتكليفها بغية الضغط على الحريري. أما حزب الله الذي يلتزم الصمت بشأن التسمية، فهو أيضاً يفضل الحريري إنما من دون شروطه. أي لا للتكنوقراط، ولا لاستبعاد الوزير جبران باسيل. وهذا ما أوحى به أمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله.

حيرة نصرالله وارتباك الحزب

صحيح أن نصر الله حاول أن يبرر هجوم المجموعات التابعة للحزب، بالتركيز على الشتائم التي أطلقها المتظاهرون، في محاولة لإلقاء اللوم المتظاهرين (!) إلا أنه أعطى الانتفاضة حقها عندما طرح الجلوس معها ومشاورتها. وهذا بحد ذاته تراجع واضح، يضاف إلى تراجعه عن جزمه بوجود تمويل مشبوه أو تدخل سفارات.. واعتبر نصر الله أن هناك من يسعى لجرّ الناس إلى مواجهة بعضها البعض (!) لكن هذا ينطبق على الأداء الذي مارسه الحزب نفسه في محاولة لاستدراج الحراك إلى التسييس، أو إرغام الحراك على الاصطدام ببيئته، خصوصاً عندما كانت المجموعات المؤيدة للحزب تجوب بيروت للاعتداء على المتظاهرين، وهم يهتفون "شيعة شيعة"، على مشارف الأشرفية أو المناطق السنّية. هم الذين كانوا يريدون استدراج المتظاهرين أو أبناء هذه المناطق لمواجهة جمهور الحزب والعودة إلى المتاريس الماضية، إما بانقسام سني شيعي، أو مسلم مسيحي. فهذا الملعب هو الذي يجيد حزب الله اللعب فيه، بخلاف الملعب الجديد الذي وجد نفسه بمواجهته أي التحركات الشعبية بمطالب معيشية واجتماعية. وهو الأمر الذي أربك الحزب، خصوصاً في تعامله مع بيئته ومع حلفائه.

استراتيجية استيعابية

صحيح أن نصر الله لم يكن موافقاً على استقالة الحريري، لكن ما يجري الآن يوحي وكأن هناك توافقاً ضمنياً بعد استقالة الحكومة بين جميع مكونات السلطة، على امتصاص الشارع، وإخماد نيرانه المشتعلة، على قاعدة "تفهم الحراك، والمطالب"، مقابل التشكيك به أو بالبعض منه وبأهدافه، وذلك لخلخلته. استخدام هذا المنطق يدلّ إلى أن السيناريوهات ستكون "استيعابية" وليست دراماتيكية أو صدامية. فالحريري استقال لامتصاص غضب الشارع، وتخفيف الاحتقان وسحب ذرائع التوتر. ويبدو أن نصر الله لاقاه عبر تغيير لغته نسبياً وتراجعه إلى حد ما عن مخاصمة الحراك وميله إلى التهدئة.الأكيد أن حزب الله، في هذه المرحلة، يفضل تكليف الحريري، كشخصية تتمتع بعلاقات دولية قادرة على استجلاب المساعدات، ويوفر الشرعية السنّية للحزب، كما هو حال الشرعية المسيحية المتوفرة من التيار الوطني الحرّ. لكن الأساس يبقى في ما يريده عون وحزب الله، اللذان لا يجدان مشكلة في شخص رئيس الحكومة أو هويته وانتمائه، بقدر ما يهمهم تشكيل الحكومة بكل تفاصيلها، وتحديد آليات عملها وتوزيع الحصص وتسمية الوزراء قبل اختيار رئيسها. وهذا الذي يحتاج إلى المزيد من الوقت قبل إجراء الإستشارات، التي قد تنطلق بين يومي الإثنين والثلاثاء المقبلين. الاتفاق على شكل الحكومة وآلية عملها قبل اختيار الرئيس، من شأنه أن يخضع لعملية عض أصابع بين الحريري من جهة وعون وحزب الله من جهة أخرى، خصوصاً أن غاية الطرفين تلتقي على ضرورة الإسراع في عملية التأليف بعد التكليف.

 

الشرعيّة الشعبية لانتفاضة 17 تشرين تلغي الطائفية السياسية

علي مراد/المدن/السبت 02 تشرين الثاني/2019

هل تتجاوز المطالبة بإلغاء الطائفية السياسية الدستور وتناقض العقد الاجتماعي اللبنانيين؟

على عكس الرأي السائد أن التعديلات الدستورية للعام 1990، والمستندة إلى وثيقة الوفاق الوطني (اتفاق الطائف) قد كرست الطائفية، فإن القراءة الشاملة للدستور تظهر العكس تماماً.

قامت التعديلات على الفلسفة التالية: إنهاء الحرب الأهلية من خلال تعديلات دستورية تكرّس المناصفة الطائفية بين المسيحيين والمسلمين (بعدما كانت المعادلة 6/5). على أن تستمر المناصفة لمرحلة انتقالية، يجري بعدها إلغاء تدريجي للطائفية السياسية، بصفتها المبتغى النهائي. ويمكن الاستدلال على ذلك من نصوص عدة في أكثر من بند من الدستور:

أولاً: تنص الفقرة (د) من مقدمة الدستور على أن "إلغاء الطائفية السياسية هدف وطني أساسي يقتضي العمل على تحقيقه وفق خطة مرحلية". هذا يعني أن هدف إلغاء الطائفية السياسية ليس مطلباً أيديولوجياً، أو سياسياً، بل هو هدف مكرس صراحة، على أن يكون تطبيقه وفق خطة متدرجة.

 ثانياً: تنص المادة (22) على: "مع انتخاب أول مجلس نواب على أساس وطني لا طائفي، يُستحدث مجلس للشيوخ تتمثل فيه جميع العائلات الروحية (الطوائف)، وتنحصر صلاحياته في القضايا المصيرية". أهمية هذه المادة أنها تنزع عن النظام الطائفي الصفة الوطنية. كما أنها تكرس مجلس الشيوخ كغرفة ثانية في السلطة التشريعية، بصفته "الضامن" للطوائف في مرحلة ما بعد إلغاء الطائفية، التي سماها النص العائلات الروحية، كدليل على تجاوز دورها السابق في السياسة. نجد هذه الحال في دول فيدرالية، إذ تتمثل الولايات أو المناطق تمثيلاً متساوياً في مجلس الشيوخ، ويُترك التمثيل الشعبي للمواطنين لمجلس النواب.

 ثالثاً: تنص المادة (24) على أن "يتألف مجلس النواب من نواب منتخبين يكون عددهم وكيفية انتخابهم وفاقاً للقوانين المرعية الإجراء. على أن يضع مجلس النواب قانون انتخاب خارج القيد الطائفي، توزع مقاعده وفقاً للقواعد الآتية: أ - بالتساوي بين المسيحيين والمسلمين. بين طوائف كل من الفئتين. ب - نسبياً بين المناطق".

أهمية هذه المادة أنها تشير بوضوح إلى الطبيعة الموقتة للنظام الطائفي في توزيع مقاعد المجلس النيابي. فوضع قانون انتخاب خارج  القيد الطائفي، هو الوضع الطبيعي، في حين تكون الطائفية السياسية هي الاستثناء المرحلي.

 رابعاً: تنص المادة (95) على أن "مجلس النواب المنتخب على أساس المناصفة بين المسلمين والمسيحيين يتخذ الإجراءات الملائمة لتحقيق إلغاء الطائفية السياسية وفق خطة مرحلية، وتشكيل هيئة وطنية برئاسة رئيس الجمهورية، تضم بالإضافة إلى رئيس مجلس النواب ورئيس مجلس الوزراء، شخصيات سياسية وفكرية واجتماعية. مهمة الهيئة دراسة واقتراح الطرق الكفيلة بإلغاء الطائفية وتقديمها إلى مجلسي النواب والوزراء، ومتابعة تنفيذ الخطة المرحلية.

وفي المرحلة االانتقالية: أ- تمثل الطوائف بصورة عادلة في تشكيل الوزارة. ب- تلغى قاعدة التمثيل الطائفي ويعتمد الاختصاص والكفاءة في الوظائف العامة والقضاء لمقتضيات الوفاق".

تشكل هذه المادة حجر الزاوية في خريطة الطريق لتجاوز الطائفية السياسية من خلال:

- المجلس النيابي المنتخب على أساس المناصفة هو مجلس 1992، أي أنه كان يتوجب على هذا المجلس أن يبدأ باتخاذ إجراءات الغاء لطائفية، وهذا ما لم يحدث منذ أكثر من 27 عاماً.

- تصبح الأمور أكثر وضوحا في الفقرة الثانية من هذه المادة، مع استعمال مصطلح بالغ الأهمية، وهو "المرحلة الانتقالية". وهذا يؤكد بشكل حاسم أن النظام الطائفي هو مرحلة إنتقالية، وليس الوضع النهائي للنظام السياسي اللبناني.

- أوكل الدستور هذه المهمة إلى ما سماه هيئة وطنية صالحة لوضع خطة مرحلية لدراسة واقتراح سبل الغاء الطائفية.

بناء على هذا كله، يكون هدف الإلغاء التدريجي للطائفية السياسية، هو التطبيق الصحيح للدستور، لا تجاوزاً له. أي أن السلطة السياسية التي أدارت لبنان مذ العام 1992 هي من خالفت الدستور، في تقاعسها عن البدء بهذه الإجراءات المرحلية والتدريجية. وهذا كان يقتضي انتخاب نسبة معينة من النواب خارج القيد الطائفي، في كل دورة انتخابية منذ العام 1992، على أن ترتفع هذه النسبة تدريجياً في كل انتخابات.

واليوم، وبناء على شرعية ثورة 17 تشرين الأول 2019، يصبح مطلب البدء بتفعيل مسار الغاء الطائفية السياسية مسألة راهنة، في ظل اللحظة التأسيسية الشعبية. وأي تأخير في تفعيل هذا المسار هو مخالفة متجددة للدستور، وكذلك لمرجعية ثورة 17 تشرين الدستورية. وذلك لأن الفقرة (د) من الدستور تنص صراحة على "أن الشعب هو مصدر السلطات، وصاحب السيادة، ويمارسها عبرالمؤسسات الدستورية".

 

حصة رئيس الجمهورية مجدّداً على محك التأليف

هيام القصيفي/الأخبار/01 تشرين الثاني/2019

أي مشاورات حكومية ستعيد البحث في حصص رئيس الجمهورية والتيار الوطني الحر، لأن التماهي بينهما خلق هذا الكمّ من الاستفزاز، وجعل المتظاهرين لا يحيّدون موقع الرئيس عن الحزب.

منذ عام 2005، أصبح تشكيل الحكومات في لبنان خاضعاً لتسويات محسوبة بدقة. مرة واحدة شكّلت حكومة اللون الواحد مع الرئيس نجيب ميقاتي، لكن حكومات الوحدة الوطنية ظلت محكومة باعتبارات توزع الحصص والمغانم بين القوى السياسية، فضلاً عن اعتبار أصبح قائماً في حدّ ذاته، وهو الثلث المعطل في الحكومة. وعلى قاعدة الشروط والشروط المضادة، تألّفت حكومات الرؤساء فؤاد السنيورة وتمام سلام وسعد الحريري منذ 2005 حتى اليوم.

مع الاستحقاق الحاد الاول الذي واجهه عهد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، من خلال التظاهرات الشعبية وتعطيل الحياة الاقتصادية والمالية ورفع المطالب السياسية والاجتماعية، وصولاً الى تقديم الحريري استقالته من الحكومة، يمكن قراءة ضرورة الفصل بين دور رئيس الجمهورية ودور التيار الوطني الحر في الحكومة وتشكيلها وفرض شروطها، لأن المشكلة الحالية تكمن في موقع الرئيس في مواجهة شعبه، وحكومته التي تحولت حصته فيها الى حصة حزبه وحده، فأصبحت مطلباً للمتظاهرين بإسقاطها كلها.

من رافق اتفاق الطائف ووثائقه، يتحدث عن نقاش طويل ومعمّق حول حصة رئيس الجمهورية في الحكومة، وضرورة تمتّعه بحصة وازنة، هي في صورة غير معلنة بمثابة الثلث المعطل لها. كانت روحية الاتفاق إبقاء رئيس الجمهورية غير خاضع لتأثيرات القوى السياسية، ومنها الحزبية، الخارجة من الحرب بكامل قوتها وعدّتها، لكن مع رفع سقف مستوى النقاش لأن الهدف من الحصة تشكيل فريق منوّع من شخصيات وازنة ومؤثرة في جميع المجالات خارج التصنيف والولاء الحزبي والسياسي، كما كانت الحال في كثير من حكومات ما قبل الحرب التي قدمت وجوهاً وزارية متميزة بخبراتها.

لكن تطبيق الطائف سحب المنحى الأساسي لتوجهه، في حكومات عهد الرئيسين الياس الهراوي وإميل لحود (رغم بعض محاولاته للإتيان بشخصيات غير حزبية)، وتحوّلت الحكومات بمثابة مجالس وزارية سبق للاتفاق الثلاثي، الذي عقد بين ميليشيات حزبية، أن تحدث عنها، إذ إن الاتفاق المذكور ميّز بين مجلس الوزراء والمجلس الوزاري «الذي يتألف من رئيس مجلس الوزراء ووزراء الدولة وتتخذ قراراته بالإجماع، وفي حال الخلاف يعرض الامر على مجلس الوزراء لاتخاذ القرار المناسب». والمفارقة أنه جرى اعتماد هذه الصيغة مواربة، بعد الطائف، وبات مجلس الوزراء يختصر بمجلس وزاري تتمثل فيه الكتل السياسية، ومعظمها كانت خارجة من الحرب، وينحصر باتخاذ قرارات مجلس الوزراء بأربعة أو خمسة منهم، فيما الوزراء الآخرون من ضرورات الشكل الحكومي في الحكومات المتتالية.

مع دخول التيار الوطني الحر لأول مرة الى الحكومات بعد عام 2005، ورغم عدم انتمائه الى نادي الميليشيات، إلا أنه طبّق الاسلوب الذي اعتمدته في تحويل مجلس الوزراء مجلساً وزارياً وتحول أحد أعضائه. وتبلور هذا الأمر في أسلوب ممارسة العمل الحكومي تعطيلاً مرات عديدة من أجل تمرير تعيينات أو فرض مشاريع وتمويل أخرى. لكنه أخذ شكلاً مجسّماً أكثر منذ انتخاب عون رئيساً، ولا سيما مع حكومة الحريري بعد الانتخابات النيابية، لأن التيار في خوضه مشاورات التأليف انطلق من قاعدتين: حجمه النيابي كتيار حزبي، وحصة رئيس الجمهورية، ليس انطلاقاً من روحية الطائف، بل ممّا أفرزته تسوية الدوحة التي كان عون شريكاً فيها، واعترض بعدها على إعطاء رئيس الجمهورية ميشال سليمان حصة وزارية. أداء التيار وتماهي عون معه، من خلال اختيار أسماء أصبحت حكماً أعضاءً في تكتل لبنان القوي، وموالية لرئيسه، أديا الى عدم التمييز بين الدورين، علماً بأن الجمهورية الحالية ليست قائمة على نظام حزبي. وعلى مدى الاشهر القليلة الماضية، اتخذ هذا التماهي شكلاً حاداً أكثر، لكنه أظهر سيّئاته على الرئاسة، حين استهدفها المتظاهرون، لأنها تحولت جزءاً من التيار وليس العكس.

كان يمكن لحصة رئيس الجمهورية أن تكون مستقلة وموسعة، وأن يتمثل التيار في الحكومة كما غيره بحصص وزارية، فيبقى له دوره ويكون للأحزاب الأخرى دورها وشراكتها في القرار الحكومي. وكان يمكن لأي فريق وزاري من خارج الحصص الحزبية مؤلف من وجوه مشهود لها بالكفاءة وشخصيات تراعي دور الرئاسة والعلاقات بين المكونات السياسية أن يسهم في امتصاص نقمة شعبية اجتماعية واقتصادية، ويسهم في إنتاج حلول سريعة بدل الغرق في متاهات أوصلت الى المأزق الحالي، بدل أن يتحول كل فريق عون والتيار خصماً واحداً منذ كلام وزيري البيئة والمهجرين فادي جريصاتي وغسان عطاالله وأداء وزير الدفاع الياس بو صعب، وفريق المستشارين، جبهة واحدة، انفجرت في وجهه احتجاجات المتظاهرين ومطالبهم، لكثرة الاستفزازات التي رافقت عمل هذا الفريق.

مع بدء مرحلة المشاورات الحكومية، تصبح حصة رئيس الجمهورية في ضوء تجربة الأيام الاخيرة تحت الضوء، لأن أي مبادرة لضخ الحياة في فريق رئاسي مخضرم وصاحب مؤهلات وغير خاضع لتجاذبات وتأثيرات وأوامر حزبية، قد تسهم في إعطاء صورة مختلفة عن السنوات الثلاث الماضية، ما يعيد للرئاسة اعتبارها ويقدم نموذجاً مختلفاً ومتقدماً في العمل الوزاري، فيعيد الى الرئاسة موقعها ودورها الحقيقي تجاه مواطنيها، إلا إذا ظل البعض يعتبر أن الأولوية للحزب، وأن الولاء الحزبي والشخصي أهم من الحفاظ على موقع رئاسة الجمهورية.

 

الأسعار ترتفع والتجّار «يُسعِّرون» الدولار

رنى سعرتي/الجمهورية/01 تشرين الثاني/2019

لم يعد المورّدون وتجار «الجملة» يقدمون فواتير بالليرة اللبنانية لتجار «المفرّق»، بل أصبحت الفواتير كافة، باستثناء الفواتير الصادرة عن إدارات القطاع العام، بالدولار الاميركي حصراً، على أن يتم تسديدها بسعر الصرف الذي تحدده سوق الصيرفة يومياً، في حين يتزايد عدد المحال التجارية التي ترفض الدفع من خلال البطاقات الائتمانية وتستقبل فقط السيولة النقدية. بينما يملك تجار التجزئة حرية الدفع بالدولار أو بالليرة اللبنانية، إلّا انّ سعر صرف الليرة غير الرسمي يحدده كلّ تاجر على هواه بمعدل تراوح في اليومين الماضيين بين 1600 و1700 ليرة للدولار، يعرض الصرافون الدولار بمعدلات أعلى مقابل الليرة بلغت 1850 ليرة للدولار في الاسبوع الحالي، بسبب شحّ الدولار وتزايد الضغوط الاقتصادية والسياسية في ظلّ إقفال المصارف أبوابها 12 يوماً على التوالي. لكنّ الخسائر التي يتحمّلها التجار نتيجة ارتفاع سعر الصرف في السوق غير الرسمية، يدفعهم الى رفع أسعار السلع، وهو الامر الذي بدأت تظهر مفاعيله في الاسواق. في حين يبحث بعض الشركات في إمكانية الاقفال بسبب عدم قدرته على شراء الدولار في السوق الموازية، في موازاة عدم قدرة الزبائن على تسديد كلفة البضائع بالدولار. كما أنّ الضغوطات بدأ تتزايد على التجار، لأنّ الشركات المورّدة تشترط عليهم دفع قيمة الفواتير نقداً وأوقفت إعطاء مهل للدفع كما كان الحال في السابق.

البطاقات الائتمانية مرفوضة

والمشكلة المستجدّة التي يعانيها المستهلك، تتمثّل في زيادة عدد المحال التجارية في مختلف القطاعات، التي ترفض بطاقات الدفع الائتمانية كوسيلة للدفع وتشترط الدفع نقداً، بذريعة انّ أجهزتها متوقفة وانّ الاعطال ناتجة عن شركات تكنولوجيا الدفع الاكتروني التي توفّر تلك الخدمات.

في هذا الإطار أكّد الرئيس التجاري لشركة تكنولوجيا الدفع الاكتروني «أريبا» رمزي الصبّوري، لـ«الجمهورية»، انّ شركة «أريبا»، التي تستحوذ على 50 في المئة من سوق الدفع الاكتروني عبر البطاقات في لبنان، لم توقِف عملياتها يوماً خلال الأزمة الحالية، واستمرّت في تحويل أموال التجار التي تم استيفاؤها عبر البطاقات الائتمانية، الى حساباتهم المصرفية. وقال انّ بعض أصحاب المحال التجارية رفض التعامل بالبطاقات الائتمانية، ربما لحاجته الى السيولة النقدية او لعدم حيازته على بطاقات آلية تخوّله السحب من حساباتهم المصرفية، ولكنّ الأكيد انّ شركات تكنولوجيا الدفع الاكتروني لم توقِف عملياتها يوماً واحداً.

ونفى الصبّوري أن تكون شركات تكنولوجيا الدفع الاكتروني قد زادت الكلفة التي تتقاضاها من المحال التجارية لدى استخدام البطاقات الائتمانية، كما زعم بعض التجار، مؤكداً انّ الرسوم على الدفع بواسطة بطاقات الائتمان ما زالت على حالها، وانّ التجار يستغلّون هذه الظروف من أجل رفع أسعار السلع.

وكشف انّ استخدام البطاقات الائتمانية للدفع تراجَع بنسبة 60 في المئة يومياً خلال فترة الاحتجاجات التي استمرّت 12 يوماً، «وهذا أمر طبيعي، نظراً لأنّ معظم المحال التجارية الكبرى، التي تُستخدم فيها البطاقات الائتمانية بنسبة كبيرة، كانت مقفلة لغاية أمس الاول».

واعتبر الصبّوري انه رغم توافر أجهزة الصرّاف الآلي التابعة للمصارف، فإنّ نسبة كبيرة من عملاء المصارف غير مُعتادة على التعامل إلكترونيّاً، «وربّ ضارّة نافعة» قد تساعدهم في زيادة الوعي حول ضرورة التحوّل نحو التعاملات الإلكترونية، لأنهم خلال تلك الأزمة كانوا بحاجة لهذا النوع من العمليات، لكنّ بعضهم لا يملك بطاقات آلية مصرفية لتنفيذها».

المحروقات

على صعيد السلع الحيوية التي يُستنفد مخزونها في ظلّ تعثّر القيام بعمليات استيراد جديدة، أكّد مستوردو المحروقات انّ الآلية التي أعلن عنها مصرف لبنان، والتي سيوفّر من خلالها الدولار بالسعر الرسمي من أجل استيراد المحروقات والأدوية والقمح، لم تدخل حيّز التنفيذ بعد. وقال ممثل شركات موزّعي ​​المحروقات​​ في لبنان فادي ابو شقرا لـ«الجمهورية»: «إننا بانتظار فتح المصارف صباح اليوم، على أن يبدأ تطبيق آلية مصرف لبنان وتحديد على أي سعر صرف سيتمّ تسعير الدولار». وناشَد وزيرة الطاقة في حكومة تصريف الاعمال وحاكم مصرف لبنان رياض سلامة، الاعلان عن آلية الاستيراد بوضوح، وعن سعر صرف الليرة الذي سيتم التعامل به مع الشركات المستوردة للنفط. وأشار ابو شقرا الى انّ الشركات المستوردة للمحروقات سبق أن اتّفَقت مع محطات الوقود، وفقاً لتعميم مصرف لبنان، على سعر صرف يبلغ 1515 ليرة، «لذلك نريد توضيحاً من مصرف لبنان ووزارة الطاقة حول السعر الذي ستم اعتماده، كي لا تقول لنا الشركات انّ السعر الجديد سيكون بحدود 1520 و1525 ليرة».

وأوضح انه في حال فتحت المصارف أبوابها اليوم، فإنّ الشركات المستوردة للمحروقات تملك مخزوناً كافياً الى حين فتح الاعتمادات المصرفية واستيراد شحنات جديدة، «وبالتالي، لن يكون هناك أزمة محروقات». وفي هذا الاطار، إجتمع رئيس نقابة أصحاب محطات المحروقات في لبنان سامي البركس، أمس، مع مدير عام وزارة الطاقة والمياه أورور فغالي، لمطالبتها بإيجاد حلول للمشاكل التي لا يزال يعانيها أصحاب المحطات، وأبلغها موقف النقابة منها، وهو:

- الرفض التام لِما تقوم به بعض شركات استيراد النفط بالفَرض على زبائنها أصحاب المحطات تسديد ثمن البضائع المُشتراة منها نقداً وبالدولار الاميركي.

- على الوزارة وضع حد لهذه الشركات لأنها لا تزال تصدر فواتيرها بالدولار الاميركي، بالرغم من الاتفاق الذي قام على تسليم المحروقات بالليرة اللبنانية.

- متابعة موضوع المبالغ التي قبضتها وتقبضها الشركات بالليرة اللبنانية من أصحاب المحطات مقابل إيصالات مؤقتة، وأصرّ على انّ جميع هذه المبالغ يجب احتسابها على سعر صرف لا يفوق 1515 ليرة لبنانية للدولار الواحد.

وأكدت المدير العام متابعتها اليومية مع المعنيين في مصرف لبنان لضمان فتح الاعتمادات للشركات المستوردة وفقاً للآلية المتّفَق عليها، ومطالبة المصرف تحديد سعر الصرف الذي تم الاتفاق على اعتماده من قبل المصارف في التحويلات اليومية لهذه الشركات، والذي بات معروفاً أنه 1515 ليرة، وذلك بموجب كتاب خطي، لتطبّق عندها هذه الآلية على أصحاب المحطات، ما يحلّ جميع مطالبهم.

القمح

كذلك الأمر بالنسبة للمطاحن التي انخفضت احتياطات القمح لديها لما يكفي نحو 3 أسابيع، أي أقل كثيراً من الاحتياطيات النموذجية التي تكفي من 3 أشهر إلى 4.

وأوضح بشار بوبس، صاحب مطاحن لبنان الحديث لـ«الجمهوريّة»، انّ أصحاب المطاحن بانتظار فتح المصارف اليوم للسير بآلية مصرف لبنان واستئناف عمليات الاستيراد.

وأشار الى انّ مخزون القمح ليس كبيراً «لكننا نأمل أن تستتب الأمور مع إعادة فتح المصارف». لافتاً الى أنّه من المتوقع أن تصل إحدى البواخر الى لبنان في الاسبوع المقبل، وقد أرسلنا المستندات أمس الى أحد المصارف للسير بآلية تعميم مصرف لبنان، على أمل ان لا يحصل تأخير في هذا الاطار. كما أنه تمّ أمس تفريغ حمولة 3 بواخر تحمل 12 ألف طن من القمح، كانت تقبع منذ 10 أيام في المرفأ». وعبّر بوبس عن قلقه من أن يفرض الموردون علاوات مخاطر عالية على الشحنات المتّجهة إلى لبنان، أو أن يوقفوا البيع له كلياً بسبب تأخير البواخر والتأخّر في الدفع، ما سيؤدي إلى زيادة التكاليف، في حال استمرار مشكلات العملة الصعبة.

 

أبعد من الحراك وأقرب من الثورة

حبيب بستاني/الكلمة أونلاين/01 تشرين الثاني/2019

حاز خطاب نصف الولاية الذي ألقاه فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون اهتمام كل المراقبين بدون استثناء، وكان له وقعه الجيد على الجميع وكان من الطبيعي أن يقرا كل فريق الخطاب من منظاره السياسي، وهذا يبين مدى ارتباط اللبنانيين بالسياسة وانتمائهم العقائدي إلى مختلف الأحزاب السياسية وتاييدهم لهذا الفريق أو ذاك، وذلك بغض النظر عن التسميات الذي يحب البعض ان يطلقها على نفسه من أنه من خارج الاصطفافات الحزبية، وهنا نشير أن للخضر حزباً وللإصلاحيين حزباً وللبيئة أحزاب وكل هذه التشكيلات المنتمية إلى المجتمع المدني ستتنظم أو هي منتظمة في تشكيلات سياسية جديدة أو قديمة لا فرق، وذلك لكي يكون لها التمثيل الصحيح داخل السلطة السياسية المتمثلة بالمجلس النيابي والحكومة. وفي قراءة هادئة وموضوعية للخطاب فإن الرئيس أجرى جردة حساب كاملة لما كان قد أقسم على تحقيقه في خطاب القسم، وما تمكن من تحقيقه طيلة السنوات الثلاث الأولى من العهد، وكذلك ما لم يستطع تحقيقه، ورسم خارطة طريق للسنوات الثلاث المقبلة.

الإنجازات

تمكن العهد من إنجاز الأولوية االمطلقة ألا وهي ترسيخ الأمن واجتزاز الإرهاب والقضاء عليه، وإجراء التشكيلات الأمنية والعسكرية.

الخطوة الثانية تمثلت تأمين الاستقرار السياسي من خلال إنجاز قانون عصري للانتخابات.

والخطوة الثالثة تأمين الاستقرار الإداري من خلال ملء الشواغر في القضاء والإدارة.

ومن ثم تأتي الخطوة الرابعة في تامين الإنتظام المالي حيث تم إقرار ۳ موازنات شكلت سابقة، كون الموازنات كانت غائبة منذ أكثر من ١٢ سنة وقد استطاع العهد وضع حد للصرف العشوائي وما تخلله من هدر للمال العام.

أما من أهم الملفات التي يستمر العهد بالسعي لحلها فهي عودة النازحين التي دونها عقبات كبيرة حاول فخامته تذليلها برفع الملف إلى كل المحافل الدولية وأهمها الأمم المتحدة.

خارطة الطريق

رسم فخامته خارطة طريق المرحلة المقبلة ومنها :

تشكيل حكومة جديدة تعتمد الكفاءة وليس المحسوبية والولاء السياسي كي تلبي مطالب اللبنانيين المحقة والهدف الأول منها استعادة ثقة اللبنانيين والمجتمع الدولي بلبنان.

دعوة الحراك المدني للضغط على ممثليهم في الندوة البرلمانية في سبيل إقرار مشاريع القوانين المتعلقة برفع الحصانة ورفع السرية المصرفية عن كل من يتولى أو تولى الشأن العام، والعمل على محاكمة المتورطين واسترداد المال المنهوب.

الدولة المدنية

لقد ذهب فخامة الرئيس بعيداً وبعيداً جداً في مطالبه الإصلاحية، وحدد الدولة المدنية السبيل الوحيد للانتقال من النظام الطائفي إلى دولة المواطنة، وضرورة العمل على وضع قانون موحد للأحوال الشخصية، وهذا يتطلب ورشة مشاورات وطنية، داعياً المتظاهرين في الساحات إلى إعلاء الصوت للمطالبة بالدولة المدنية، التي لا يمكن أن تفرض فرضاً من فوق بل نتيجة مطالبة شعبية عارمة. لقد تبنى فخامة الرئيس المطالب الشعبية ومطالب المتظاهرين القائمة على محاربة الفساد، واسترجاع المال المنهوب وضرورة محاكمة الفاسدين، ووضع سياسة إقتصادية واعدة تؤمن فرص العمل والضمانات الاجتماعية والخروج من الاقتصاد الريعي إلى الاقتصاد المنتج، وهذا ما يستمر العهد بالقيام به من خلال مشاريع القوانين المحالة إلى المجلس النيابي ومن خلال الإصلاحات وموازنة العام ٢۰٢۰. ولكن الرئيس ذهب إلى مكامن العلة التي تؤخر كل ذلك، لا سيما النظام الطائفي الذي يؤمن الحماية للفاسدين ويحول دون ملاحقتهم، ولقد كان لافتاً مطالبته بتغيير النظام من نظام طائفي إلى الدولة المدنية، فتسقط دولة المحاصصة وننتقل إلى دولة المواطنة. ولعل هذا التحدي الكبير لفخامته ومطالبته بإرساء الدولة المدنية يجعل منه الثائر الأول، الذي سيتمكن ويمساعدة اللبنانيين كل اللبنانيين من الخروج من الإنتماء الطائفي إلى الانتماء الوطني.

 

 المشهد اللبناني: استقالة الحكومة ولا جديد

رضوان السيد/الشرق الأوسط/01 تشرين الثاني/2019

في العادة، تحدث الأزمات السياسية بين الأحزاب المشاركة في السلطة فيما صار يُعرفُ بالديمقراطيات. وتتغير الحكومة بسلاسة دونما وجود متظاهرٍ واحدٍ في الشارع. وحتى في لبنان، صار تشكيل الحكومات صعباً بسبب المحاصصة، أما استقالتها فقد كانت في منتهى السهولة. المشكلة هذه المرة من طبيعة مختلفة، فللمرة الأولى يستقيل رئيس الحكومة تحت ضغط المظاهرات في الشارع. وهو بذلك ولو بكثير من التردد والصوت المنخفض والخطوات المترددة - يخرج من التسوية أو عليها وهو الذي عقدها قبل ثلاث سنواتٍ ونيف مع الجنرال عون وحزبه، وحسن نصر الله وحزبه. لماذا تؤول استقالته بهذا الشكل؟ فبعد الانتخابات التي خسر فيها سعد الحريري ثلث نوابه جرى تكليفه من جديد برئاسة الحكومة تبعاً لشروط التسوية وبنودها. نحن هنا لسنا أمام صراع بين أطراف السلطة على السياسات الداخلية أو الخارجية أو حتى على المكاسب والمصالح.

لقد كانت هناك خلافات على السياسة تجاه النظام السوري وإعادة اللاجئين، وهدّد الجميع الحريري بالذهاب إلى بشار الأسد المنتصر لكي يسمح بإعادة اللاجئين! لكنّ الحريري ما بدا منزعجاً جداً. إنما كانت المشكلة الحقيقية: كيف يمكن تجنب الانهيار الاقتصادي والمالي؟ وجماعة الرئيس بالذات لا يعتبرون أنّ عليهم تحمل جزء من المسؤولية. بينما يحاصر الفرنسيون الحريري بالشروط لكي يقبلوا بالمساعدة في إنفاذ «سيدر»، ولكي يوجهوا ملاحظاتهم إلى وزاراتٍ وملفاتٍ ينتشر فيها الفساد، ويتولاها العونيون من سنواتٍ طويلة. ولذلك فقد كانت الموافقة في مجلس الوزراء على «الورقة الإصلاحية» رغم الاختلال الكبير لصالح باسيل فيها بمثابة أعجوبة. وقد علَّله رئيس الحكومة بضغط المتظاهرين في الشارع.

كل الفرقاء في حالة إنكار للأزمتين الاقتصادية والمالية، وهذا من سنواتٍ وليس الآن فقط. فمنذ العام 2011 وإلى اليوم يحمل العونيون وأنصار «حزب الله» و«حركة أمل» على الفساد! أما الـ35 مليار دولار التي أنفقها العونيون في الكهرباء منذ العام 2008، وسيطرة «حزب الله» على المطار والمرفأ والمعابر مع سوريا وموارد كل تلك المرافق؛ فكل ذلك لا يذكره أحد. وعلى أي حال، كل هذا الفساد أوصل إلى أزمة خانقة على كل المستويات، وهي التي أنزلت الشباب إلى الشارع بعد حكاية الضرائب على الواتساب!

أما السبب الثاني لاستقالة الحكومة فهو هذه المظاهرات الهائلة التي فاقت كل وصف، فحتى بالمقارنة مع مظاهرات 14 آذار السابقة - يقول صديقي سام منسّى إنها أكثر بسبع مرات أو أكبر حجماً بسبع مرات. والذي أراه أنه ليس المهمّ الأحجام، بل انعدام الطائفية بتاتاً، ولدى المسيحيين قبل المسلمين، وأنه لا يقودُها حزبيون مجرَّبون، بل طلاب وأساتذة جامعيون، وأنها تشبه بالفعل حركات الشباب في أوروبا من حيث الاهتمام بنوعية الحياة، وإن غلب خطاب الفقر والحاجة في صفوف المتظاهرين المسلمين بطرابلس والبقاع.

منذ العام 2008 حين احتلّ حسن نصر الله بيروت، ما عاد هناك «جمهور» يستطيع النزول إلى الشارع إلاّ جمهور الحزب، وليس في بيروت فقط؛ بل في معظم مناطق المسلمين. فحتى في طرابلس بالشمال وبر إلياس بالبقاع وبلدات سنية أُخرى صارت تقامُ احتفالات للمقاومة ومن جانب سُنة أتباع للحزب. وقد حدث شيء من ذلك قبل أقل من شهر. وهذا فضلاً عن الاحتفالات الضخمة التي يخطب فيها حسن نصر الله من وراء ستار وأمامه جمهور ضخم، ويحدث ذلك خلال العام أكثر من خمسين مرة!

هذه المرة مع المظاهرات ليس مثل كل المرات. لقد نزل الشبان والشابات في المناطق الإسلامية والمسيحية بعشرات الألوف، في الوقت نفسه. وهتافهم واحد: إسقاط الحكومة، وتجاوز البعض ذلك إلى إسقاط النظام أو العهد، وإجراء انتخابات مبكرة.

أما إسقاط الحكومة فَعِلّتُها الفسادُ والفشل. وكيف يستطيع الفاسدون إنفاذ الخطة الإصلاحية؟ في حين تعني الشعارات الأُخرى، ومن الشبان المسيحيين قبل المسلمين أنهم فقدوا الثقة بالتيار الوطني الحر، مع أن معظمهم صوَّت له في الانتخابات الأخيرة. فهذه خيبة شديدة قلبت الأمور رأساً على عقب في أذهان وأنظار الشباب لمشاهدتهم الفساد الفاضح في سلوك رئيس التيار الوطني الحر، والتوجه السياسي لمعاداة العرب والدوليين والذهاب باتجاه «حزب الله» وبشار الأسد وإيران!

الذي حصل إذن نتيجة الأزمة الاقتصادية، ونتيجة نزول الشبان إلى الشارع جديدٌ تماماً. فهذا جمهورٌ رُبعُهُ من الشيعة أيضاً، ومنطقه ضد كل النظام الذي يحرسه الحزب ويتبادل معه الفساد والتضامُن ومن رئيس الجمهورية وإلى البرلمان وحتى إلى الحكومة ولهم فيها 19 وزيراً من ثلاثين! حسن نصر الله خرج مرتين مشدداً على دعم العهد وعدم تأييد استقالة الحكومة، والتخويف من الفراغ والفوضى والحرب الأهلية، وتهديد المتظاهرين بأنّ هناك من دخل عليهم من الأثرياء الفاسدين ومن السفارات.

عندما استقال الرئيس سعد الحريري انزعج بعض الشبان وقالوا: لماذا يستقيل رئيس الحكومة ولا يستقيل رئيس الجمهورية ورئيس مجلس النواب؟! الحكومة هي السلطة التنفيذية وهي تستقيل باستقالة رئيسها، ويمكن أن يقيلها مجلس النواب، ويمكن أن تستقيل باستقالة ثلث أعضائها. وسعد الحريري استقال استجابة لطلب الشارع فهو ما ضحَّى ولا انظلم، لأنّ الحكومة تعطلت بسبب رفض الشارع، والانهيار الاقتصادي قادم وسيتحمل مسؤوليته إن لم يستقل، بعد أن حاول الرئيس ونصر الله ارتهانه لصالحهما! فالمُحرج ليس الحريري بل الرئيس ونصر الله اللذان لم يستجيبا لضغوط الشارع وتمسكا بجبران باسيل، والحريري الذي شاركه لثلاث سنوات ما عاد يستطيع ذلك لكراهية الجميع لباسيل.

ما الذي تغير إذن نتيجة استقالة الحريري؟ الذي تغير أنه حرَّر نفسه من ضغوط الشارع، وضغوط نصر الله وباسيل: فهل لا يزال هذا النظام المتخثر قادراً على الحراك وعلى التفاوض؟ لا يبدو أنه قادرٌ على ذلك، لافتقاده إلى الشرعية وافتقاره إلى الهمة، وعدم انفتاحه على المحاسبة وقد دغدغه الفساد لكنه صدّعه!

كان المأمول أن ينتهي نظام الحرب بإقرار اتفاق الطائف عام 1990 لكنْ بسبب عدم تطبيق الطائف عاد أطراف الحرب الرئيسيون فتحكّموا بالنظام. اليوم يثور عليهم الشارع وينبذهم جميعاً: عون وصهره، ونبيه بري، وجنبلاط ومحيطه، وحتى جعجع. كل هؤلاء الذين طالت أعمارهم وأُرجئت أقدارهم، جاءهم الاستحقاق للمرة الثانية أو الثالثة. لقد استمتعوا كثيراً وتقدمت بهم السن. لكنّ باسيل ونصر الله لا يشعران بالتعب، وسيظلان على سلاحهما لانتهاز الفرصة اليوم أو غداً. كانوا يريدون تجنب مواجهة الشارع بارتهان الحريري، والآن صاروا مضطرين لمواجهة الشارع والحريري معاً: يرضى القتيل وليس يرضى القاتل!

حين احتلّ حسن نصر الله بيروت ما عاد هناك «جمهور» يستطيع النزول إلى الشارع إلاّ جمهور الحزب وليس في بيروت فقط؛ بل في معظم مناطق المسلمين

 

عن ثورة أجبرت خامنئي أن يتحسس رقبة زمنه

شادي علاء الدين/موقع سوريا/01 تشرين الثاني/2019

شاء المرشد الأعلى الإيراني التعامل مع ثورة لبنان على المنوال نفسه الذي أطلق مساره في العراق، أي الحل الأمني. أطلق رسائل تدعو إلى الحفاظ على الأمن ورفض الإخلال به داعيا إلى قمع المحتجين بالقوة. رد رئيس البلاد على رسالة الخامنئي بوسيلة بدائية حيث حرص على أن يفرض على القنوات التلفزيونية اللبنانية حالة من التعتيم الإعلامي، ومنع البث المباشر للاحتجاجات، تمهيدا لتدبير شؤون الحل الأمني التي نادى بها خامنئي، وتطبيقها على الثورة اللبنانية.

من هنا يبدو السؤال عن خوف خامنئي من ثورة لبنان شديد الوجاهة في هذه اللحظة، فبعد أن كان المشهد العام في البلاد قد أقفل تماما على لحظة الاعتراف الكامل والمطلق بسلطة الحزب الإلهي الموالي له على كل شيء، انقلبت الأمور بشكل تام خلال أيام قليلة، وظهر هذا الحزب وكأنه بلا حيل ولا أدوات، والأخطر بالنسبة له أنه ظهر في هيئة الفاقد للخطاب والكلام.

يمكن القول إن لبنان وليس العراق على الرغم من أهميته الإستراتيجية الفائقة هو من يشكل درة تاج النفوذ الإيراني في لحظة حزب الله، وذلك لأسباب عديدة أهمها أن لبنان كان يمثل في روحه وفي معناه الشكل الأكثر تناقضا مع كامل البنية الإلهية ومفرداتها ومعالمها.

 انتصار إيران عليه لم يكن بالسطوة الأمنية والعسكرية وحسب، بل لم تتأكد إيران من أنها قد أحكمت فعلا قبضتها عليه إلا حين نجحت في مصادرة الخطاب والكلام والثقافة والأمل، وجعلها تردد أصداء لغتها وكلامها وفعلها، وهكذا أمّنت انتقالا آمنا وسلسا ومريحا، اعتقدته نهائيا من السطوة الخارجية إلى السكن في بنية الأفكار والأحلام والمعتقدات، أو هكذا خيّل لها.

الأمثلة على ذلك لا تعد ولا تحصى. تكفي متابعة كلام جُل السياسيين لا بل مفردات الفن والثقافة في الفترة الأخيرة، لنعثر على موجة عارمة من التصلب وفقدان الصلة بالزمن، اعتبرها المرشد الأعلى وجماعته اللبنانية إيذانا بنشوء زمن الأبد الإيراني في لبنان.

ما يحدث حاليا في الساحات ليس احتجاجا على هذا الزمن أو رفضا له

يكتب اللبنانيون على صفحاتهم على صفحات التواصل الاجتماعي حاليا تعريفات جديدة لأنفسهم. لا أحد يقول إنه من مكان محدد أو بيئة محددة

بل يمثل نفيا تاما ونهائيا له، وقطيعة حادة وراديكالية مع كل مظاهره وعناوينه، ولغته وصفاته، وأخلاقه وإعلامه.

فجأة تحول كل ما يتصل بهذا الزمن إلى سبة وعار، وانفجرت عناوين شرعية جديدة تم تثبيتها بقوة الساحات ولا مركزيتها وخروجها من العناوين الذي اعتقد المرشد أنه باق طالما بقيت قائمة وموجودة، ألا وهي العناوين الطائفية المناطقية.

يكتب اللبنانيون على صفحاتهم على صفحات التواصل الاجتماعي حاليا تعريفات جديدة لأنفسهم. لا أحد يقول إنه من مكان محدد أو بيئة محددة، فالكل يقول أنا من صيدا، وبيروت، وصور، وطرابلس والنبطية، والعبدة، وعكار وبعلبك وكل زاوية في لبنان.

كل هذه السياقات من شأنها أن تصيب منظومة المرشد بمقتل في لبنان، لأن حلولها التي طالما أثبتت جدواها لم تعد ممكنة. بعد أن كانت سطوة نصرالله عبارة عن ظل أسود ضخم مفلوش على امتداد مساحة البلاد، ويكفيه الإيحاء يما يريد حتى تصبح كل آلات الإعلام والسياسة والجيش وغيرها مسخّرة لتفيذ فحوى إيحاءاته، بات الآن مضطرا أن يرسل شبيحته إلى وسط البلد، دفاعا ليس عن سيطرته المزعومة على عدة عواصم عربية، ولكن للذود عن شخصه ضد شتيمة حولت ظلال قداسته إلى كاريكاتور.

يعلم الخامنئي ومعه نصرالله أن ما أُسِّسَ في ميادين الثورة لا رجوع عنه، فبعد تحويل هالتَيهما إلى كاريكاتور فإن ما يلي ذلك هو أن تسحب منهما القدرة على تأويل أي شيء أو امتلاك الحق في خلق المعاني، وهذا الأمر أصاب حاليا كل الطبقة السياسية في لبنان.

استقال الحريري ولكنه لم يكن قادرا على منح استقالته أي معنى يريده. الناس تعرف أمرا واحدا هو أنه استقال لأنها تريده أن يستقيل، وربما من هنا يمكن أن نفهم أن استعمال كلمات والده الشهيد رفيق الحريري في سياق الاستقالة لم يعد مفيدا أو ربما لم يعد في صالحه. "ما في حدا أكبر من بلدو"، وهي كلمة شهيرة للشهيد رفيق الحريري، تكتسب حاليا معنى لا يستطيع سعد الحريري التحكم به، وهو في أبسط تجلياته يعني أنه لا أحد وأولهم هو شخصيا يستطيع أن يتجاهل الناس ومطالبهم، وأن عليه الآن أن يخرس ويتعلم.

لا يجيد الخامنئي قمع ثورة لبنان بنصرالله ولا بالرئيس المترهل ميشال عون ولا بأي جهاز أمني رسمي أو غير رسمي، لأنه ببساطة يجهل ماذا عليه أن يقمع، لذا يحرص على فرض بنية محددة للثورة كي يمكنه قمعها.

بنيته المتحجرة لا تستطيع فهم ماذا يجري ولا التعامل مع بنية ثورة تتألف من حشد دائم التوسع من العناصر المتناهية في الصغر والدائمة التوالد والتوسع.

ماذا ستفعل آلة القمع الإيرانية بأيديها اللبنانية أمام ثورة تعمل من خلال حد أقصى من التجريد على مستوى تحديد المطالب والقيادة والتنظيم، وفي الوقت نفسه تحرص على خلق مشهد ميداني مباشر ومتجدد وحيّ.

يحب القمع والاختزال لذلك يُصرّ نصرالله على محاولة التحديد والتكثيف، يريد قيادة، يريد أبطالا أو مشاريع شهداء أو خونة، ولكنه لا يجد أمامه سوى الراقصين والساخرين والمدخنين وشاربي الكحول والغاضبين.

تلعب منظومة القمع على التخويف من المجهول من دون أن تدري أنها تقدم للثائرين

نحن هنا في ساحات ثورة لبنان نعلن أننا أجبرنا المرشد الأعلى على تحسس رقبة زمنه لأننا لا نمثل خطابا سياسيا يمكنه بسهولة تسفيهه والرد عليه

عليها الحجة الأكثر بلاغة ووجاهة، والتي تقول ببساطة إن الفرق بين ما هو مؤكد والممثل بحتمية استحالة العيش والوجود في ظلالها يجعل من كل مجهول أملا يجب الدفاع عنه حتى الموت، وإن هذا المجهول هو المنتظر والمنشود والمشتهى.

أي قمع سيحدث أمام سيرورة متواصلة تتجه بكامل حركتها نحو المستقبل لن يصيب هدفه، وذلك لأنه لن يمكنه سوى أن يؤثرعلى لحظة سابقة من عمر ثورة تتسم بقدرتها على خلق تسارع شديد في أدواتها، وعقلها، وخطابها وحركتها.

نحن هنا في ساحات ثورة لبنان نعلن أننا أجبرنا المرشد الأعلى على تحسس رقبة زمنه لأننا لا نمثل خطابا سياسيا يمكنه بسهولة تسفيهه والرد عليه، بل لأننا نمثل شكل حياة يشتهيه الشعب الإيراني وكل شعوب المنطقة، وقد شاهدونا نمارسه ونحياه على الرغم من وجود الحزب الإلهي بكامل سطوته الأمنية ونزعاته الدموية. شاهدتنا شعوب المنطقة ننتصر بمجرد أن توقفنا عن السكن في حياة كان يعدها لنا بالقمصان السود والدم والبؤس والترهل.

دخلنا إلى الساحات نقبّل ونرقص ونغني ونشتم فبات زمنه غابرا وسحيقا، وباتت لغته معجمية قاموسية، وبات كل ما يمثله متجمدا أمام نهر الخفة الدائم الجريان الذي يحول العصا الغليظة إلى بالون، والخيار الأمني الى فعل بائس ويائس، يقع خارج الزمن.

 

نزع الأقنعة عن وكلاء الشرق الأوسط

أمير طاهري/الشرق الأوسط/01 تشرين الثاني/2019

ظلت وسائل الإعلام الخاضعة لسيطرة الحكومة في إيران تتساءل خلال الأسبوعين الماضيين، أو نحوهما، على أفضل سبل التعامل مع أنباء الانتفاضات الشعبية العارمة التي يشهدها كل من لبنان والعراق.

كان الخط الرسمي، في المرحلة الأولى، يدور حول أن الاحتجاجات تعبير عن الغضب الشعبي الواضح من الأداء الاقتصادي الضعيف للغاية والخدمات العامة المزرية. وعكس الخطاب الراهن التغطية الإعلامية للاحتجاجات الشعبية التي اندلعت العام الماضي في الجمهورية الإسلامية نفسها. وكان من غير المتصور لدى الزمرة الإيرانية الحاكمة، أن «الشعب الإيراني»، وهي لفظة جامدة جرداء من أي معان حقيقية، لا يقدر آلاء وبركات النظام الحاكم، ناهيكم عن الاحتجاج عليه والتمرد ضده. وجاءت المرحلة الثانية لتصور الاحتجاجات بأنها مؤشر على فشل السلطات في الاستجابة الإيجابية للمتطلبات والمظالم الشعبية. وفي المرحلة الثالثة الراهنة، صُورت الاحتجاجات من واقع أنها نتيجة لمؤامرات خبيثة من «أعداء الإسلام»، بما في ذلك الصهاينة المعتادون وعملاء الشيطان الأميركي الأكبر.

وبالتالي، أسدت وسائل الإعلام الإيرانية الرسمية النصح للحكومة اللبنانية في بيروت والحكومة العراقية في بغداد بسحق الاحتجاجات باستخدام كافة الوسائل الضرورية المتاحة، حتى أن أحد الدعاة العراقيين المؤيدين للنظام الإيراني أسدى النصح لرئيس الوزراء عادل عبد المهدي بقتل «قادة الفتنة» الذين تجمعوا في أحد مطاعم بغداد. ودعت صحيفة «كيهان» اليومية الإيرانية، المعروف عنها نقل آراء المرشد الإيراني علي خامنئي، إلى اتخاذ التدابير الصارمة ضد الاحتجاجات الجارية في لبنان قبل أن تتحرك وحدات من مقاتلي الشوارع من تنظيم «حزب الله» للهجوم على قاعدة المحتجين في العاصمة بيروت.

يبدو لأي شخص يتابع التغطية الإعلامية الرسمية للأحداث الجارية أن يكشف حالة الذعر الراهنة المتفشية في طهران. ماذا لو أننا نشهد نسخة من الثورات الطرفية التي كانت بمثابة الزلزال العارم الذي ضرب الإمبراطورية السوفياتية في البلدان التابعة لها في أوروبا الشرقية والوسطى؟

على مدى سنوات، كانت طهران تحاول التسويق لاستراتيجيتها التوسعية في منطقة الشرق الأوسط على اعتبارها من أبرز نجاحات الجمهورية الإسلامية السياسية حتى الآن بشقيها الثوري والقومي على حد سواء. وفي مقابلة شخصية أجريت قبل وفاته ونُشرت بعدها، تباهى الجنرال الراحل حسين همداني، القائد الأسبق لـ«الحرس الثوري» الإيراني، بأنه هو الذي أنقذ الرئيس السوري بشار الأسد من الهزيمة والوفاة في الوقت الذي كان يحزم الرئيس السوري حقائبه استعداداً للفرار من البلاد. وبرغم ذلك، أشار الجنرال همداني في حديثه أنها المرة الأولى منذ القرن السابع الميلادي التي تصل فيها الجيوش الإيرانية إلى البحر الأبيض المتوسط في عهد الملك الفارسي كسرى الثاني قبل الإسلام.

تردد صدى هذا الخطاب السياسي بين ثنايا الروايات الإيرانية بشأن اليمن. إذ قيل للإيرانيين في تاريخهم إنه في عهد الملك الساساني كسرى أنوشروان، تمكن الجيش الفارسي تحت قيادة الجنرال وهراز من الوصول إلى اليمن لطرد وتأديب الغزاة من الحبشة. واليوم، تضطلع إيران بمهمة مماثلة ولكن عن طريق إرسال الأسلحة والأموال والمستشارين إلى الحركة الحوثية! أما بالنسبة إلى العراق، لا تملك الجمهورية الإسلامية حق التدخل فحسب، وإنما تتحمل المسؤولية والواجب في حماية الطائفة الشيعية العراقية والأكراد العراقيين على اعتبار أنهم أفراد في «العائلة الإيرانية العظيمة».

وبالنسبة إلى لبنان، كان الدور القيادي للجمهورية الإسلامية يتمثل هناك في الاستمرار الطبيعي للعلاقات التي بدأت أول الأمر باستيراد حفنة كبيرة من ملالي المذهب الشيعي اللبنانيين وإرسالهم إلى إيران بدءاً من القرن السادس عشر الميلادي، الأمر الذي ساعد على تحول إيران إلى اعتناق المذهب الشيعي من الإسلام تحت حكم الدولة الصفوية القديمة.

وما من شك في أن هذه الاستراتيجية الخمينية الكبيرة قد لاقت قدراً معتبراً من النجاحات الأولية، إذ تمكنت طهران من توسيع نفوذها وسيطرتها على بضعة مواضع في الشرق الأوسط بالحد الأدنى من التضحيات والدماء، حتى أن الأموال التي أنفقت في تأمين إقامة الإمبراطورية الإيرانية الزائفة في الشرق الأوسط لم تكن كبيرة للغاية. وتشير أفضل التقديرات الواردة أن الإنفاقات الإيرانية بغية تأمين موطئ قدم مهيمن في كل من لبنان وسوريا والعراق واليمن بلغت نحو 40 مليار دولار على مدار الأربعين سنة الماضية. هذا، وقد قارنت صحيفة «كيهان» الإيرانية هذا المبلغ بالتريليونات الثمانية التي قال الرئيس دونالد ترمب إن حكومة الولايات المتحدة قد أنفقتها في الشرق الأوسط لتخرج منها بعد ذلك خالية الوفاض، على حد وصف الصحيفة.

سقط ملالي طهران في خطأ فادح أثناء محاولتهم الحثيثة لبناء الإمبراطورية الجديدة: لقد حالوا تماماً دون ظهور السلطات المحلية الحقيقية، بما في ذلك الجيوش الوطنية التي يمكنها السيطرة على الأمور في مرحلة من المراحل بأسلوب شبه مستقل. ولقد فعل البريطانيون ذلك بقدر من النجاح في الهند، حيث عززوا من وجود عدد كبير من القادة والزعماء المحليين الذين يتمتعون بقدر لا بأس به من الشرعية المحلية في حين كان أمن شبه القارة الهندية يستند بالأساس إلى جيش نظامي يتألف إلى حد كبير من الأقليات المحلية و/ أو العرقية و/ أو الطائفية. نتيجة لذلك، تحولت الأجهزة الرسمية للدولة في كل من سوريا ولبنان والعراق واليمن إلى مجرد واجهات جوفاء تُخفي السلطة الحقيقية التي تمارسها الجماعات والميليشيات مثل «حزب الله»، و«الحشد الشعبي»، والزينبيين، والحوثيين.

وبالإشارة إلى الهجوم الأخير على المنشآت النفطية السعودية، سمع الحوثيون عن دورهم الخيالي في تلك العملية الإرهابية من وسائل الإعلام الأجنبية نقلاً عن المصادر الرسمية الإيرانية التي لم تُكلف نفسها عناء إخبار الحوثيين أنهم سوف يُستخدمون باعتبارهم مخططي الهجوم ومنفذيه قبل نشر تلك المزاعم الكاذبة عبر مختلف المنافذ الإعلامية العالمية.

وفي عام 2017، صرح الجنرال إسماعيل قاآني، الرجل الثاني في «فيلق القدس» تحت قيادة الجنرال قاسم سليماني، أمام ندوة لـ«الحرس الثوري» الإيراني أن القوة الحقيقية في كافة البلدان ذات الأهمية للجمهورية الإسلامية تقع في أيدي قوى المقاومة ذات الصلات الوثيقة بالثورة الإسلامية. ولقد أعرب قاسم سليماني بنفسه عن ذلك المعنى بصورة أكثر وضوحاً في أول مقابلة شخصية له على الإطلاق بأنه لم يعترف أبداً بوجود أي شيء يشبه وجود الدولة في لبنان.

وهذان بطبيعة الحال، مجرد تكرار للتجربة ذاتها التي خاضتها الجمهورية الإسلامية بنفسها حيث توجد الهياكل الرسمية للدولة، بما في ذلك مؤسسة الرئاسة، ومجلس الوزراء، والوزارات المختلفة، والبرلمان، وحتى الجيش النظامي الإيراني، ولكن على اعتبار أنها واجهات موازية للهياكل الحقيقية سيئة السمعة بالدولة العميقة والتي تمارس سلطات الحكم الحقيقية.

كانت الإمبراطورية السوفياتية قد أنشأت مخططاً مماثلاً في البلدان التابعة لها، حيث كانت الأحزاب الشيوعية هي أكثر قليلاً من مجرد واجهة موازية. وأخذ هذا المخطط في الانهيار عندما بدأت دُمى النظام، بما في ذلك قادة بعض الأحزاب الشيوعية المحلية، في الاستقالة أو حتى الانضمام إلى أحزاب المعارضة.

ومن شأن الأزمة الراهنة في لبنان والعراق أن تأخذ نفس المسار. وعلى غرار الاتحاد السوفياتي المذعور، ربما يحاول النظام الخميني إيقاف مسيرة التاريخ بالقوة. وإن كان الأمر كذلك، فسوف يفشل النظام الخميني تماماً كما فعل الاتحاد السوفياتي مع بلدانه التابعة من قبل. وبرغم ذلك، فإن التغيير الإيجابي قد يصير أكثر احتمالاً إذا ما وجد أولئك الذين يشكلون واجهة السلطة في البلدان المعنية وكانت لديهم الشجاعة الكافية للتنحي وإخلاء الساحة أمام وكلاء الجمهورية الإسلامية للاضطلاع بالمسؤوليات الحقيقية التي يتمتعون بممارستها من وراء الكواليس.

أما بالنسبة إلى الحركة الحوثية، وزمرة بشار الأسد، و«حزب الله» اللبناني، و«الحشد الشعبي» العراقي، فهي مجرد وكالات عابرة ودُمى مذعنة في عرض سريالي من تأليف سادة العرض المسرحي المجهولين في طهران. وقيامهم بأدوارهم حال التخفي والاختباء وراء الدُمى والعرائس، مع لعب دور الرئيس و/ أو رئيس الوزراء، يجعل من الأمر برمته كمثل الرحلة السخيفة إلى أرض الكوابيس. وقبل أكثر من ألف عام، أشار الوزير «نظام الملك» - قوام الدين أبو علي الحسن بن العباس الطوسي، وكان وزيراً لألب أرسلان ومن أشهر وزراء الدولة السلجوقية - إلى أن ما يبدو قانونياً ليس بالضرورة أن يكون شرعياً، وأن الوجود في زمرة الحكم من دون اعتلاء سدة السلطة الحقيقية يتمخض عنه أسوأ أشكال الاستبداد قاطبة.

 

 

وقاحة تدخّل إيران في الانتفاضة اللبنانية

رندة تقي الدين/نداء الوطن/01 تشرين الثاني/2019

نصيحة المرشد الإيراني خامنئي للشعب اللبناني المنتفض على الطبقة السياسية بأن تكون تظاهراتهم ضمن القانون، تدخّل فادح ووقح. فالمؤامرة الحقيقية التي يرغب في التحدث عنها الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله ليست كما يقول من المتظاهرين في الشارع بل هي من التدخل الإيراني. إيران بالشراكة مع سوريا الأسد الأب والإبن أنشأت “حزب الله” ودعمته منذ الثورة الإيرانية. ومنذ سنوات طويلة فرضت على لبنان حزباً يتحكم بسلاحه غير الشرعي لمصلحة ايران وسوريا ويعمل بالوكالة للنظام الإيراني أينما كان في الشرق الأوسط والخليج. فأي قانون هذا الذي يتكلم عنه المرشد الإيراني ويفرضه “حزب الله” بتمسكه بسلاح غير شرعي، مع فرض وزراء منبوذين من الشعب ومحاصرة وتهديد سياسيين لا يوافقون على تدخل إيران. وفي ماضٍ قريب تمّ تنفيذ عمليات التخلص من بعضهم وباتت لائحة شهداء لبنان تضم الكثير من السياسيين والصحافيين.

هذه هي المؤامرة الحقيقية بوجه بلد اقتصاده على شفير الهاوية ومصارفه أصبحت تحت مجهر المراقب الاميركي، والبعض منها تمّت معاقبته بسبب “حزب الله” والسياسة الإيرانية في المنطقة.

الشعب المنتفض في الشارع أصبح قوة في وجه هذه المؤامرة التي هي شراكة بين “حزب الله” وإيران؛ فسقطت التسوية السياسية التي هندسها “الحزب” ووافق عليها الرئيس سعد الحريري، معتقداً أنه ينقذ البلد من الفراغ. وأحسن في استقالته مستجيباً ومتفهماً لمطالب الشعب. ماذا بعد استقالته ومن يتولى رئاسة الحكومة إذا بقي “حزب الله” يفرض شروطه بالاصرار على وزراء انتفض عليهم الشعب؟

نفوذ “الحزب” الآن مهدد من إرادة شعب لم يعد يقبل الفساد الذي ينتشر منذ عقود في البلد. و”حزب الله” وحلفاؤه يسيطرون على المرفأ والمطار وكل مداخل البلد من حيث يتمّ التهريب بكل انواعه ويساهم في اقتصاد لاشرعي في البلد.

صرخة المتظاهرين ووجعهم في كل انحاء البلد من طرابلس الى صور والنبطية معاقل “حزب الله”، إلى بعلبك وبيروت ينبغي أن يجدا حلاً جذرياً وإلا انهار البلد كلياً. لم يعد الاقتصاد اللبناني يحتمل المزيد من الكوارث. هناك دراسة للبنك الدولي معبرة عن تأثير الحرب السورية على كل من الأردن ولبنان. وبحسب هذه الدراسة، لو لم تكن هناك حرب سوريا لكان النمو في الأردن مرتفعاً أكثر بكثير مما هو حالياً. أما في لبنان لكان النمو بالمستوى نفسه الذي هو حالياً، ما يعني أن حجة اللاجئين السوريين لا تبرر تراجع النمو بل للفشل وفساد الطبقة السياسية اللبنانية.

إن الواقع الشعبي في ساحات مدن لبنان يصرّ على التخلص من الطائفية. والرهان أن ينتصر الشعب سلمياً على مؤامرة إيران و”حزب الله”. والمطلوب ألا يُترك لبنان الى هذا الثنائي الإيراني اللبناني، على أن تساعده الدول العربية الصديقة بدعمه مالياً ربما بوضع ودائع في المصرف المركزي، قد يعيدها لبنان عندما ينتعش مثلما حدث في السابق، وألا يُترك لهيمنة إيرانية اجتاحت سوريا والعراق ولبنان. وهذا يتطلب حكومة برئاسة شخصية يمكنها أن تشجع على ذلك وليس شخصية سنية تابعة لـ”حزب الله”، تكون بمثابة نوايا على نمط الوزير جبران باسيل.

 

لقاء بين بري ونصرالله يُلاقي مطالب الشارع

غادة حلاوي/نداء الوطن/01 تشرين الثاني/2019

عوامل عدة قد تدفع عدداً من الأفرقاء السياسيين بمن فيهم "حزب الله" إلى إعادة تكليف الرئيس سعد الحريري، أهمّها إستثنائية الظروف المالية والاقتصادية والعقوبات الإضافية المتوقعة على لبنان عما قريب، فضلاً عن كون الحريري ذاته سبق وتولى رئاسة الحكومة لفترات زمنية طويلة فليكمل في قيادة السفينة مرة جديدة، فضلاً عن كونه رئيس أكبر كتلة برلمانية سنية تجعله الأولى بتولي المسؤولية من غيره.

المفارقة السلبية هنا أن الحريري الابن كما الأب، اختصر طائفة بشخصه وأبعد صقورها، ما يجعل من الصعب اختيار بديل منه سواء اقتصادياً بسبب علاقاته ورصيده الدولي، أم جماهيرياً إذ لا يزال الحريري يحصد تعاطفاً يجعل الاستغناء عنه موضع نقمة سنية عارمة. ولنا في حراك الشارع أول من أمس خير مثال على رغم أن هذا الشارع كان حتى الأمس القريب ينتقد الحريري على سوء إدارته لصلاحيات الرئاسة الثالثة.

رغم القطيعة التي لا تزال قائمة بين "حزب الله" والحريري بسبب استقالته إلا أن التواصل بين الجهتين استمر ولو بالواسطة. وشهد يوم أمس تحركاً على خط المشاورات بين بعبدا، وعين التينة، وبيت الوسط وحارة حريك. مساع حثيثة تبحث في الشروط والشروط المقابلة مع حرص كل طرف على الاستعانة على قضاء حوائجه بالكتمان. وتشير معلومات أولية إلى أن البحث يتركز حول شكل الحكومة وحجمها وخطوطها العريضة، على اعتبار ان هذه النقطة تعدّ مساحة أساسية يجب أن تتوضح معالمها ما سيساعد الرئيس المكلف في تأليف حكومته. خلال لقائه قبل الاستقالة أبلغ المعاون السياسي للأمين العام لـ"حزب الله" حسين الخليل الحريري رفض "الحزب" لحكومة التكنوقراط، وسأله هل أنت رجل سياسي أو تكنوقراط، فأجابه الحريري سياسي طبعاً، ليقول له حسين الخليل "إذاً لست تكنوقراط". لكن الطريق على التكنوقراط لم تقطع بعد وثمة من يرجح أن يتولى إخراج صيغتها النهائية رئيس مجلس النواب نبيه بري، في وقت رجحت المعلومات عينها أن يصار إلى الاتفاق على حكومة مصغرة ومختلطة ما بين سياسي وتكنوقراط، حسبما توحي الأجواء حتى الساعة. لكنها فكرة تحتاج إلى تبلور.

وعلمت "نداء الوطن" أن لقاء عقد خلال الأيام القليلة الماضية، جمع الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله والرئيس بري، حيث كان التركيز على موضوع الحكومة والتمثيل الشيعي فيها. وحسب المعلومات فقد تكرّر التواصل بين السيد والرئيس ثانية عبر اتصال بالواسطة أكدا خلاله دقة المرحلة وعدم النزول الى الشارع أو احتكاك المناصرين مع الحراك، لعدم الانجرار إلى الفتنة المطلوب إيقاعها بين اللبنانيين في الوقت الحاضر. وعلم أن جانباً من البحث خلال الاجتماع الثنائي تركّز على مسألة اختيار أشخاص لتولي مناصب وزارية ذات ثقة، تحدث ارتياحاً لدى الرأي العام ولا تكون مستفزة أو سبق وتبوأت مناصب وزارية مرات عدة. وهذا يشير إلى وجود قناعة لدى الثنائي الشيعي بضرورة إعادة النظر في تمثيل كليهما في الحكومة في الوقت الحاضر كما في النيابة مستقبلاً. صار التفكير يتجه نحو اختيار أشخاص من خارج الطقم القديم. والنية في ذلك كانت موجودة خلال إقناع الحريري بعدم تقديم استقالته حيث تبلغ موافقة بعبدا كما "حزب الله" و"أمل" على التخلص من الصقور في الحكومة، والاتجاه نحو تعديل حكومي يعيد الثقة بالحكومة، لكن الحريري غلّب خيار الاستقالة التي لا تزال قوى الثامن من آذار تعتبر أنه دُفع إليها أميركياً بهدف خلق توازن حكومي في لبنان، لافتة إلى أن الاميركي يتحرك في لبنان تحت سقف عدم الفراغ وعدم الانهيار وثبات نسبي لليرة، لانه يرى أن الفوضى ليست في صالحه ولذا فالوضع الأمني قد يبقى ثابتاً في ظلّ هذه المعادلة.

تتبنى قوى الثامن من آذار مقولة أن الحراك بدأ شعبياً تعبيراً عن مطالب محقة وحاجات ملحة للناس قبل أن تدخل أميركا على خط استثماره. وفق مصادرها فإن هذا التدخل سيتحدّد في ضوء ما ستثبته الأيام المقبلة في المشاورات التي ستحصل لتشكيل الحكومة. ثمة خوف من أن يطول وقت التشكيل أو توضع العراقيل في وجه الرئيس المكلّف وحينها ستتكشف الخلفيات. كما أن هناك مخاوف قائمة تتعلق بالحراك وسقف تحركه، بمفاوضات التكليف والتأليف، عدد الوزراء وشكل الحكومة والتسوية التي ستبنى على أساسها آفاق المرحلة المقبلة والضمانات التي تطالب بها كل جهة. هذا في وقت لم نعرف فيه بعد الموقف السعودي في حال كُلّف الحريري مجدداً، والقوى الأخرى التي ستدخل على خط المشاورات.

كل ما يحيط بتشكيل الحكومة قد يكون موضع خلاف من الشكل الى الوزراء المحتملين إلى العدد والتمثيل الحزبي والطائفي وما عداها. كلها قنابل موقوته سيجري بحثها على وقع حراك ليس معلوماً بعد سقف مطالبه التي لم تلتق على ما هو محدّد ولم يظهر قادته الفعليون بعد. بمعنى آخر دخل لبنان عتبة مرحلة جديدة، وضعت القوى السياسية أمام أمر واقع مختلف، إختلطت فيها حسابات الحراك في الشارع مع حسابات الدول الخارجية. وكلها دول لا تتطلع إلى مصلحة الشعوب بقدر ما تبحث عن مصالحها التي تكون عادة مبنية على تبادل الساحات في ما بينها ولنا في تجربة العراق خير شاهد ودليل.

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

جعجع: "ما حدا في يوقف فوق 17 تشرين"... ولحكومة مستقلين

وكالات/ الجمعة 01 تشرين الثاني 2019 

شدد رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع على أننا "إذا ما قررنا صم آذاننا عما سمعناه وإقفال أعيننا عما رأيناه، لنعتبر أن ما حصل هو فورة آنية وانتهت، عندها نكون مخطئين جدا جدا جدا، لأن هذا الحراك سيعود أقوى بكثير مما كان إذا ما استمرينا في قهر الناس ولم نسمع لما يطالبون به واستمرينا بالعمل على ما كنا عليه ما قبل 17 تشرين".

واعتبر جعجع "أننا لا يمكن أن نخرج من الوضع الذي نحن فيه اليوم سوى بخطوة إنقاذية كبرى هي كناية عن حكومة مختلفة عن كل سابقاتها، حكومة إنقاذ تتألف من شخصيات مستقلة من ذوي الإختصاص وأهم ما في الأمر أن تكون هذه الشخصيات نظيفة الكف، مستقيمة، ولديها حياة وسيرة وتجارب ناجحة في الحياة، من الممكن أن يكون لهذه الشخصيات بعض الأهواء السياسية والعلاقات الإجتماعية، إلا أن هذه الشخصيات يجب ألا تكون تابعة لأي حزب أو مرتبطة بأي شخصية سياسية معينة"، وقال: "فنحن عندما ننادي بتأليف حكومة تكنوقراط لا نعني مستشارين تقنيين صغار، لأن هؤلاء لا يمكنهم انجاز أي أمر لأنهم في نهاية المطاف يتصرفون تبعا لإملاءات الأفرقاء السياسيين المربوطين بهم. ولكن كالعادة ما أن طرحت هذه الفكرة، انبرى جماعة التركيبة السياسية الحالية لمحاولة إحباطها، فهم لديهم من الذكاء ما يكفي من أجل إحباط أي شيء إلا أنهم لا يستعملون هذا الذكاء من أجل بناء أي شيء".

كلام جعجع جاء عقب اجتماع تكتل "الجمهورية القوية" الدوري في معراب برئاسته، وحضور نائب رئيس حكومة تصريف الاعمال غسان حاصباني، نائب رئيس الحزب جورج عدوان، النواب: ستريدا جعجع، بيار بو عاصي، جورج عقيص، وهبي قاطيشا، عماد واكيم، فادي سعد، أنطوان حبشي، ماجد إدي ابي اللمع، شوقي الدكاش، جوزيف اسحق، سيزار المعلوف، زياد حواط، أنيس نصار وجان طالوزيان، الوزراء المستقيلين: مي الشدياق، ريشار قيومجيان، ملحم الرياشي، طوني كرم وجو سركيس، والنواب السابقين: فادي كرم، إيلي كيروز، أنطوان زهرا، أنطوان أبو خاطر، جوزيف معلوف وشانت جنجنيان، الأمينة العامة لحزب "القوات" شانتال سركيس، عضو الهيئة التنفيذية إيلي براغيد ورئيس جهاز الإعلام والتواصل شارل جبور.

وشدد جعجع على أن "المطلوب وبكل صراحة هو خطوة إنقاذية ومن أجل ان نتمكن من معرفة ما هي هذه الخطوة الإنقاذية المطلوبة، من المفترض أن نضع أمرا أساسيا في رؤوسنا ألا وهو أن لا أحدا من بيننا يمكنه بعد اليوم القفز فوق 17 تشرين ويجب أن نأخذ بعين الإعتبار عاملا جديدا استجد على الساحة لم يكن موجودا من قبل ولو أن البعض كانوا ينادون به إلا أنه اليوم أصبح واقعا لا يمكن لأحد الهروب منه وهو 17 تشرين، كما أننا يجب أن نأخذ بعين الإعتبار ونحن جزءا من المؤسسات الدستورية أنه صحيح أن الشرعية القانونية هي لهذه المؤسسات إلا أنه أصبح اليوم هناك علامات استفهام كبيرة حول الشرعية السياسية والشعبية لذا لم يعد هناك بالإمكان بعد اليوم للقول بداخل المؤسسات وخارجها على خلفية ولادة مؤسسة جديدة علينا أن نأخذها بعين الإعتبار بأي شيء نريد القيام به والعامل الأساسي الذي أتكلم عنه هو بطبيعة الحال الحراك الذي حصل".

واعتبر أن "الخطوة الإنقاذية الكبرى هي كناية عن حكومة مختلفة عن كل سابقاتها لسبب بسيط وهو أن الأفرقاء السياسيين المكونين للحكومة المستقيلة هم نفسهم تقريبا كانوا ومكونات كل سابقاتها وأنجزوا ما يمكنهم القيام به، وإذا ما أردت أن أكون ناعما جدا وأتمنع للذهاب بالأمور إلى العمق الذي يجب أن أذهب إليه فأبسط ما يمكنني قوله هو أن كل ما يمكنهم القيام به جربوه ورأينا ماذا كانت النتيجة في الوضع الإقتصادي والمالي والمعيشي ورأيناها أيضا في 17 تشرين، لذا بكل صراحة وبساطة لا يتكلمن أحد معنا بالأكثريات النيابية والوزارية فمن بعد 17 تشرين لا يمكننا الكلام بهذا المنطق المادي الحرفي الذي لا يستقيم في أوضاع كالتي نعيشها اليوم".

وأوضح جعجع "أننا عندما ننادي بتأليف حكومة تكنوقراط فنحن لا نعني مستشارين تقنيين صغار فهذا الأمر موجود حتى في الحكومة الحالية حيث هناك بعض المستشارين التقنيين فهؤلاء لا يمكنهم انجاز أي أمر لأنهم في نهاية المطاف يتصرفون تبعا لتعليمات الفرقاء السياسيين من ورائهم". وقال: "نحن نعني بكلامنا عن تكنوقراط شخصيات مستقلة بكل ما للكلمة من معنى، وهل هناك من شخصيات مستقلة؟ طبعا هناك عدد كبير من هذه الشخصيات، إلا أن المطلوب من يبحث عنها أو من يقبل بالإتيان بها أو بالإعتراف بوجودها، ليس أن يبقى دائما يطمسها كي نبقى في الفريق نفسه منذ 30 و20 عاما و10 و3 أعوام حتى الآن".

وتابع: "المطلوب حكومة إنقاذ ليس أي حكومة أخرى تتألف من شخصيات مستقلة من ذوي الإختصاص وأهم ما في الأمر أن تكون هذه الشخصيات نظيفة الكف، مستقيمة، ولديها حياة وسيرة وتجارب ناجحة في الحياة، من الممكن أن يكون لهذه الشخصيات بعض الأهواء السياسية والعلاقات الإجتماعية إلا أن هذه الشخصيات يجب ألا تكون تابعة لأي حزب أو مرتبطة بأي شخصية سياسية معينة".

واستطرد جعجع: "بمجرد تم طرح تشكيل حكومة كالتي نتكلم عنها اليوم، وهذا هو مطلب جميع الناس في الحراك باعتبار أنه حل بديهي واضح من بعد كل ما جرى إذا ما أردنا الحفاظ على المؤسسات الدستورية، ماذا وإلا إن لم نؤلف حكومة مماثلة واستمر الحراك وثارت الناس أكثر فأكثر انطلاقا من واقعها الذي تعيشه، فعندها لا يمكن أن أعرف إلى أين ممكن أن تصل الأوضاع في البلاد. ولكن كالعادة ما أن طرحت هذه الفكرة انبرى جماعة التركيبة السياسية الحالية لمحاولة إحباطها فهم لديهم من الذكاء ما يكفي من أجل إحباط أي شيء إلا أنهم لا يستعملون هذا الذكاء من أجل بناء أي شيء. لذا بدأوا يسألون: "كيف لنا الذهاب إلى حكومة تكنوقراط؟" والرد هو أننا لا نطرح الذهاب إلى حكومة مؤلفة من المستشارين التقنيين وإنما من شخصيات مستقلة من ذوي الإختصاص ونسميها عرفا حكومة تكنوقراط ولكن ليس بالمعنى الحصري الضيق للكلمة".

ورد جعجع على من يحاولون ضرب فكرة تأليف حكومة تكنوقراط، قائلا: "يقولون إن السلطة الإجرائية تناط بمجلس الوزراء الذي يضع السياسة العامة للدولة، فكيف يمكن لشخصيات غير سياسية ولا تمثل قوى وأحزاب أن تدير شؤون البلاد الوطنية، وكأن الشخصيات السياسية التي كانت في الحكومة من 30 عاما حتى اليوم هي التي حددت السياسات العامة للدولة، فأي حكومة من الحكومات المتعاقبة وضعت سياسة عامة للدولة؟ ما هي السياسة العامة للدولة في ظل هذه الحكومة؟ نحن كنا داخل الحكومة ولا نعرف ماذا كانت السياسة العامة للدولة فالمصيبة في بعض الأوقات أن بعض الناس لا تخجل".

اضاف: "يقولون، كيف لحكومة اختصاصيين أن تتعاطى مع ملف دقيق على غرار ترسيم الحدود بين لبنان وإسرائيل؟ ونرد هل طُرح ملف ترسيم الحدود على الحكومة الحالية أو أي حكومة سابقة؟ أي موضوع دقيق كان يتم التداول به من خارج الحكومات المتعاقبة، فهل من مرة، ونحن بيننا اليوم 3 وزراء، تم طرح موضوع ترسيم الحدود على الحكومة؟ أبدا وإنما يتناولونه في جلسات الحكومة من قبيل التندر والتسلية في حين أن كل ما يحصل يحصل خارج الإطار الحكومي فهل القرارات المصيرية كالسلم والحرب هي داخل الحكومة؟ متى كانت كذلك؟ فالحوادث لطالما وقعت والحكومة كانت دائما ما تهب لتغطيتها من دون أن تكون على علم مسبق بها وإنما تعرف بحدوثها عبر الأخبار كبقية المواطنين. بربكم عماذا تتكلمون؟ هل كل هذا هو فقط من أجل أن تتجنبوا حكومة مؤلفة من أشخاص مستقلين من ذوي الإختصاص المشهود لهم بنظافة الكف؟ فهم جل ما يريدونه هو العودة من النافذة، لا بل من الطاقة بعدما أخرجتهم الناس من الباب تحت حجة نحن بحاجة لبعض السياسيين من أجل أن يتمكنوا من تسيير عمل الحكومة، في حين أن رئيس الجمهورية موجود ورئيس الحكومة موجود و"بزيادة"، ويمكننا ان نقول إن كل واحد منهما يمثل اتجاه معين عدا عن أن الشخصيات المستقلة التي ندعوا لتأليف الحكومة منها هي ليست شخصيات آتية من المريخ ولا تدرك ما هو حاصل ولا تفقه أمرا في سياسة لبنان، فهذه الشخصيات تعرف جيدا الواقع السياسي ولكن نحن ندعو إلى إدخالهم الحكومة لأسباب غير سياسية، وهي كفاءتهم ونظافة كفهم واستقامتهم، وكي لا نعيد التجربة نفسها التي لا زلنا نكررها منذ 30 عاما واوصلتنا إلى ما نحن عليه اليوم".

وقال جعجع: "إنهم يتساءلون كيف لحكومة اختصاصيين أن تتعامل مع ملف دقيق ومتشعب كملف النازحين السوريين؟ وكأن الحكومة الحالية والتي سبقتها قامتا بحل هذا الملف ولم يعد موجودا في حين أن هذا الملف موجود منذ 9 سنوات ولم تقم الحكومات المتعاقبة بأي شيء من أجل حله لا بل حكومة اختصاصيين مستقلين يمكن أن تصل إلى حلول أفضل بكثير من الحكومات المتعاقبة لأن هؤلاء الوزراء لا اعتبارات حزبية لديهم وليسوا مربوطين ببشار الأسد او أي محاور أخرى هنا وهناك".

أضاف: "إنهم يتساءلون، كيف لوزارات كالخارجية والدفاع والداخلية أن تكون بيد اختصاصيين وليس قوى سياسية، ونحن نسأل هل هناك وزارة خارجية الآن؟ وما يحصل اليوم في وزارة الخارجية غير الشؤون الحزبية والترتيبات والتركيبات؟ فهل من الممكن لأحد أن يقول لنا ما هي سياسة لبنان الخارجية؟ فهل سياسة لبنان الخارجية تدرس وتطرح في مجلس الوزراء؟ فعندما يدعو وزير الخارجية في آخر مؤتمر لوزراء الخارجية العرب إلى إعادة سوريا إلى الحضن العربي وقلبه على سوريا فهل هذا الموقف طرح في مجلس الوزراء وتم العمل عليه في وزارة الخارجية؟ أم أنه موقف حزبي ضيق لمن هو موجود على رأس وزارة الخارجية؟ ماذا يفعل وزير الدفاع غير المناكفات مع قيادة الجيش؟ كيف تكون المصيبة هي أن يأتي تقني إلى وزارة الدفاع وهو معروف ان قيادة الجيش لها الدور الأكبر ووزير الدفاع هو كناية عن وزير يتولى بعض الشؤون وبعض الإتصالات، فهل من المعقول أننا لا يمكننا ان نجد شخصية فذة من أجل ادارة بعض هذه الشؤون الإدارية وبعض هذه الإتصالات؟ من المؤكد أننا يمكننا أن نجد شخصية مماثلة وكل ما يطرحونه هو حجج واهية وأسباب وذرائع من أجل ألا يذهب فريق معين أو أفرقاء معينين باتجاه تشكيل حكومة جديدة لأنه إن لم تكن الحكومة جديدة بكل ما للكلمة من معنى فالبلد سيذهب من سيىء إلى أسوأ إلى أسوأ إلى أسوأ".

وتابع: "ما من فريق سياسي يدعو لتشكيل حكومة هو ليس مشتركا فيها، إلا أننا ندعو لتشكيل حكومة مماثلة لأننا نرى ألا خلاص سوى عبر حكومة من هذا النوع من بعد كل ما حصل".

وقال: "يتساءلون، هل يعقل لقوى منتخبة من الشعب أن تقاصص نفسها وتتراجع عن تحمل مسؤولياتها الوطنية في ظل تحديات سياسية كبرى؟ إلا أننا نجيبهم أنه غير صحيح القول إن القوى السياسية عاقبت نفسها وإنما الناس عاقبوها. أما بالنسبة لتحمل المسؤوليات الوطنية، فبربكم قولوا لنا أين تحملت هذه القوى مسؤولياتها الوطنية؟ لو قامت بذلك لما كنا رأينا كل الناس الذين رأيناهم في الشارع وبالتالي كل الحجج والأسباب والذرائع التي نسمعها هي فقط من أجل أن يحاول البعض العودة إلى الحكومة في حين نقول لهم إن أي حكومة تسويات كالعادة لا يمكن القبول بها ونكون نزج البلاد أكثر فأكثر في أتون داخلي والخطوة الوحيدة التي من شأنها إنقاذ الأوضاع في البلاد هي خطة إنقاذية كبيرة وصدمة كبيرة لا يمكن أن تحصل في ظل وجود بعض الأوجه القديمة أو التي تمثل قوى قديمة وإنما عبر حكومة مؤلفة من شخصيات مستقلة ووجوه جديدة كي تتمكن من إعطاء أمل جديد للبلاد".

وكان جعجع قد استهل تصريحه بالقول: "لقد شهد لبنان في الأيام الـ15 المنصرمة تحركا شعبيا من أكبر التحركات التي شهدها لبنان في تاريخه، والمميز فيه هو أنه أتى عفويا، تلقائيا، شفافا ومباشرا. صحيح أننا شهدنا تحركات شعبية في السابق كبيرة جدا كـ14 آذار إلا أن هذه التحركات كانت تكون مقتصرة على فريق سياسي واحد يعبر عن رأي سياسي واحد فيما هذه المرة تخطت التحركات الشعبية كل الفرقاء وكل المناطق وكل الطوائف وكل الحدود ونزل الناس إلى الشوارع وعبروا عن مطالبهم بأفضل طريقة لو أنه في بعض الأوقات عبر مفردات غير مستحبة".

أضاف: "حاولنا كثيرا استدراك ما حصل منذ اجتماع بعبدا الإقتصادي الذي عقد في 2 أيلول 2019، وبكل وضوح وأمام الرؤساء الثلاثة، طرحنا أنه لم يعد من الممكن أن تستمر البلاد بالواجهة السياسية الموجودة فهناك انعدام ثقة كبير جدا وبظل وجود هذا الإنعدام للثقة لا يفكرن أحد أنه مهما كانت التدابير العملية المباشرة المتخذة من الممكن أن نقوم بإنماء الإقتصاد أو إيقاف التدهور المالي الحاصل، ولكن للأسف أتى ذلك من دون أي نتيجة إلى حين أن وصلنا إلى الحراك الذي حصل وتحت وطأته سقطت الحكومة".

ووجه جعجع تحية "كبيرة جدا إلى الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي"، وقال: "بالرغم من كل الضغوطات السياسية التي مورست عليهما، ونحن كما بقية الناس نعرف حجم هذه الضغوطات، إلا أنهما تصرفا فعلا كجيش لبنان وكقوى أمن داخلي بمعنى أنهما جيش لبناني وقوى أمن داخلي للشعب اللبناني وليس لقمع الشعب اللبناني كما كان يريد بعض السياسيين. ففي كل الحراك الذي حصل، والذي لا يزال مستمرا كمناخ ولو أنه انحسر على الأرض قليلا، كان هناك ثلاثة خروقات فقط لا غير: مرتان في ساحة رياض الصلح أتى بعض الشباب المتفلت واعتدوا على المتظاهرين، ومرة ثالثة على جسر الرينغ ولا أعرف لماذا تقاعصت القوى الأمنية في هذه المرات الثلاث، إلا أنه في الأحوال كافة لم يفت الأوان بعد. لذا أنادي على النائب العام التمييزي للطلب من الأجهزة الامنية تزويده بأسماء المعتدين باعتبار أن صورهم موجودة لدى جميع التلفزيونات في لبنان والخارج حتى وذلك من أجل تحويلهم إلى القضاء المختص كي نتعود في لبنان ألا يتعدى بعد الآن أي أحد على آخر".

نص خطاب السيد نصرالله ليوم الجمعة 01 تشرين الثاني/2019

نصر الله: مسؤوليتنا اليوم أن ندفع في اتجاه ألا يكون ثمة فراغ في السلطة والأولوية لاستعادة ثقة الناس وندعو إلى الحوار مع الحراك

وطنية - الجمعة 01 تشرين الثاني 2019

ألقى الأمين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصر الله كلمة في الاحتفال التأبيني الذي أقامه الحزب بمناسبة مرور أسبوع على رحيل العلامة المحقق السيد جعفر مرتضى العاملي في مجمع المجتبى، استهلها بالحديث عن مزايا وعطاءات الراحل في المجال العلمي والتربوي، ثم تناول الأحداث والتطورات الأخيرة في لبنان، وقال: "بعد مضي أسبوعين على بدء الاحتجاجات والتظاهرات وما حصل فيها من أحداث في لبنان، الآن نحن سميناها حراكا شعبيا، وهناك من يريد تسميتها ثورة، انتفاضة، فلا مشاحة في التسمية والاصطلاح، لكن أمام ما حصل، فهناك نقطة مهمة أود أن أشير إليها، وكل النقاط، باستثناء موضوع الجنوب التي ستكون النقطة الأخيرة، تتعلق بهذه الأحداث. يجب دائما أن نسلط الضوء على بعض الإيجابيات والبناء عليها".

أضاف: "أود أن ألفت عناية اللبنانيين إلى أنهم، وبفعل الكثير من الوعي والصبر والانضباط، تمكنوا خلال الأسبوعين الماضيين من تجنب الوقوع في ما كان يخطط له البعض أو يتمناه البعض من الذهاب إلى الفوضى أو الصدام الكبير في الشارع، وصولا إلى الاقتتال الداخلي. لا شك، وبحسب معلوماتي، في أن هناك من كان يدفع في هذا الاتجاه، فعناصر الدفع باتجاه الفوضى والصدام الداخلي كانت حاضرة بقوة في الأسبوعين الماضيين. وعلى سبيل المثال: كم الشتائم والسباب الذي لا سابقة له في تاريخ لبنان، فلا توجد سابقة كهذه في كل الأحداث والخلافات والصراعات اللبنانية، وما شهدناه - وهذا أؤكده لكم وإني أثق بما أقوله بناء على المعطيات - لم يكن عفويا، هذا كان موجها، اذهبوا واشتموا وسبوا. مدانة الشاتم ومدانة بعض وسائل الاعلام التي فتحت الهواء مباشرة لكل سب وشتم وتعرض للكرامات والأعراض، بل كان بعضها يحرض على ذلك، وإن وجد أحد يتحدث بكلام موزون يقطع كلامه، وإن وجد من يشتم ويسب يعطى كل الوقت".

وتابع: "هذا أمر لا سابقة له في لبنان، خصوصا عندما يتردد الشتم والإهانة والسب والتعرض للأعراض: أم فلان وأخت فلان وبنت فلان وزوجة فلان وعائلة فلان، أليس لهؤلاء أناس؟ أليس لهؤلاء محبين؟ أليس لهم أنصار؟ أليس لهم شارع كبير أو أقل من كبير ينفعل ويتأثر عندما يسمع أن رموزه وقادته وأعراضه تشتم وتسب على مدار الساعة وعلى الهواء".

وأردف: "أجزم أن بعض الذين دفعوا باتجاه الشتم والسب كانوا يريدون استدعاء الشارع الآخر أو الشوارع الأخرى من أجل الفوضى والصدام والاقتتال الداخلي، وكلنا نعرف في لبنان أن كل الناس لديهم سلاح، والسلاح ليس فقط عند المقاومة، فالسلاح النوعي عند المقاومة. أما السلاح الفردي فكل الناس لديهم سلاح وعصي وسكاكين، وكل الناس لديهم مشاعر ولديهم "قبضايات"، وكان المطلوب أن يحتدم هذا الشارع".

وقال: "ما سمعناه على مدى أيام من شتم وسباب وتعرض للأعراض لا يليق بثورة ولا بانتفاضة ولا بحراك أناس طيبين وصادقين. وإني أجزم بأن الطيبين والصادقين لا علاقة لهم بكل هذا الذي حصل من سباب وشتائم".

وتحدث عن "قطع الطرقات لأسبوعين، إقامة حواجز الإذلال للمواطنين، أخذ الخوات، التعرض للمواطنين وحتى لمراسلي القنوات التلفزيونية والمراسلات"، وقال: "أنتم تعرفون، أن هذا الموضوع مؤثر، وعلى مدى أسبوعين الناس بأغلبيتها لم تكن في الشارع، قولوا العدد الذي تريدونه، بالشارع الحديث عن مليون ومليونين ونصف مليون كلنا نعرف أن هذا كلام غير علمي، قولوا مئة ألف، مئتي الف، مئات الآلاف، لكن الملايين كانوا في بيوتهم، الآن هم متعاطفون فهذا بحث آخر، إنما كانوا يريدون أن يذهبوا إلى مدارسهم وجامعاتهم وأعمالهم، وقطعت عليهم الطرق وتعرض الكثير منهم للاهانة. يوم، اثنان، ثلاثة، أربعة، خمسة، خصوصا طريق الجنوب وبقية المناطق، لكن طريق الجنوب كان هناك تعمد أساسي، وكان مستهدفا بشكل أساسي".

وتطرق إلى "الذين ركبوا موجة الحراك ورفعوا الأسقف السياسية إلى المدى الذي كان واضحا بأن المطلوب هو تنفيذ انقلاب سياسي وأخذ ثارات سياسية وتحطيم المؤسسات والذهاب بالبلد إلى الفراغ"، وقال: "كل هذا الأمر، أوجد حالة من التوتر النفسي والعاطفي والهياج والغضب في العديد من الشوارع، الذي يجب أن نتوقف عنده هنا، والذي له قيمة كبيرة، أن الذي منع الذهاب إلى الفوضى والصدام هو مستوى الوعي والانضباط والسيطرة على الأعصاب والبصيرة التي تحلى بها كثير من اللبنانيين في كل المناطق اللبنانية، فهذا الذي يجب أن يظهر كمشهد. لقد حصلت خروقات، نعم. وحصلت ردات فعل على سباب هنا وشتائم هناك، وخرج بعض الأمور عن السيطرة، فهذا هو توصيفها الحقيقي".

وأشار إلى أن "هذه أحداث محدودة أمام مشهد كبير ومهم وإيجابي جدا، وهو مشهد الانضباط والالتزام وعدم الخضوع للمشاعر"، وقال: "إن الكثير من القوى السياسية وقيادات في القوى السياسية مارست جهدا كبيرا للسيطرة على الشارع، وأنا أعرف كثيرا من الناس لو قيل لهم فقط، افعلوا ما ترونه مناسبا، لكنتم شاهدتم ما الذي حصل في الطرقات والشوارع وما حصل للناس".

أضاف: "إن البعض سيأخذ هذا الكلام ليقول نعود للنغمة القديمة، فالسيد يهدد، أنا لا أهدد، أنا أوصف وأقول من يريد أن يواصل العمل الاحتجاجي فهذا حقه الطبيعي والصحيح، ونحن نقدر ونحترم أهدافه ودوافعه الوطنية غير راكبي موجة الحراك، لكن عليهم أن ينزهوا احتجاجاتهم وتظاهراتهم ومنابرهم، وعلى وسائل الاعلام في الدرجة الأولى أن ترفض، إذ لا تستطيع أن تقول أنا أنقل صوت الناس، فالسب والشتم وإهانة الأعراض ليست صوت الناس وهؤلاء أشخاص مبعوثين ليشتموا ويسبوا وللدفع باتجاه الفتنة".

وتابع: "نحن أمام ظاهرة إيجابية كبيرة جدا يجب البناء عليها للمرحلة المقبلة، وفي ما يعني المرحلة المقبلة في هذا الجزء طبعا، أنا أدعو دائما إلى الصبر والانضباط والوعي والبصيرة والتحمل وعدم الذهاب حيث يريد الحاقدون أو المتربصون أو المتآمرون بالبلد. كل من يريد الفوضى والصدام بين الشوارع والقوى السياسية او القواعد المؤيدة لهذا او ذاك، وكل من يريد أن يدفع إلى الاقتتال الداخلي يجب ان نواجهه بالصبر والا نحقق له رغبته مهما كانت الضغوط النفسية والعاطفية علينا".

وأردف: "أدعو القيادات السياسية إلى ألا تسمح بتحول بعض الشارع. أما الآن فمن إيجابيات الحراك خلال الأسبوعين الماضيين التي كنا نتحدث عنها انها كانت عابرة للطوائف شعاراتها سياسية، مطلبية، عابرة للطوائف إلا ما حاول البعض أن يزعج به. واليوم، لا يجوز أن يدفع أحد باتجاه حراك له عناوين طائفية، يجب أن نبني على ايجابية الحراك والتحرك والمشاعر الوطنية العابرة للطوائف لنؤسس عليها للمرحلة المقبلة. أما دفع الأمور مجددا باتجاه حراك بعناوين طائفية أو هويات طائفية فهو أمر ليس من مصلحة البلد، هذه من الايجابيات التي يجب أن نبني عليها أيضا. وأنا أعيد وأؤكد هذا الانضباط والوعي، وهذه البصيرة وهذا الصبر، الذي يجب أن نتحلى به ويجب أن لا ننفعل".

وقال: "كل همنا خلال الأسبوعين الماضيين وما زال، مع التقدير والاحترام لكل المطالب المحقة الشعبية، العمل على منع إسقاط البلد في الفراغ والفوضى، خصوصا أمام الذين ركبوا موجة الاحتجاجات ومن يقف خلفهم، وطالبوا وسعوا، ولاحقا بدأوا بالقول كلا، هذا الإعلام موجود والتلفزيونات موجودة والشعارات موجودة وتغريدات "تويتر" موجودة، كله موجود، فالذين رفعوا في اليوم الأول والثاني، خصوصا في اليوم الثاني وما بعد، شعارا أو وضعوا أهداف إسقاط العهد وإسقاط المجلس وإسقاط الحكومة، يعني ماذا؟ يعني إسقاط مؤسسات الدولة. وبالتالي، الذهاب إلى الفوضى والفراغ، وهم ما كانوا يستطيعون أن يملأوا هذا الفراغ، وهم لا يستطيعون أن يشكلوا وفدا للحوار، فضلا عن أن يشكلوا حكومة بديلة أو يتفقوا على قانون انتخاب يجمعون عليه من أجل انتخابات نيابية مبكرة أو ما شاكل. نحن همنا كان حقيقةً هو هذا الأمر".

أضاف: "لقد أخذنا مجموعة من المواقف، وكنا نسير بكل صراحة على حد السيف، فمن جهة هناك مطالب محقة ومشاعر وعواطف للكثيرين من الناس الصادقين المخلصين الموجوعين، وهناك فساد كبير في البلد والسلطة، وهناك أيضا وضع خطير سيذهب إليه البلد نتيجة الفراغ من انهيار مالي واقتصادي، وهناك صعوبات في تأمين البدائل، وهي ليست بالبساطة والسهولة التي يتحدث عنها البعض.

وتابع: "كان المطلوب منا أن نتصرف بمسؤولية، ونحن تصرفنا بمسؤولية، لم نركب موجة ولم نرفع شعارات مضللة، وأخذ حزب الله بصدره هذه المسؤولية ليمنع انهيار البلد، لأنه كان الحاضر الأكبر في التصدي والحديث والتوضيح والتعليق والتبيين. وأقول نعم ليس وحدنا طبعا، بفعل الوعي أيضا والثبات وتحمل المسؤولية من قبل الكثيرين في الدولة والحراك الشعبي تمت الحيلولة دون وقوع البلد. والآن، هناك أناس خفضوا السقف السياسي، فالذي كان يدعو إلى إسقاط العهد والمجلس، بدأ الآن يقول لم يكن هذا هدفنا، بل هو كان هدفهم، فهذا معلن ومسجل".

وأردف: "وصلنا إلى نقطة الحكومة واستقالتها، وأريد في هذا الإطار أن أبين بعض الأمور، فخلال السنوات الماضية كان البعض في لبنان والخارج مصرا على تسمية الحكومات اللبنانية المتعاقبة بأنها حكومات حزب الله، وهي لم تكن كذلك على الإطلاق، يعني بالحد الأدنى حكومة الرئيس نجيب ميقاتي الأخيرة. وبعدها، حكومة الرئيس تمام سلام، فحكومتا الرئيس سعد الحريري، الأولى قبل الانتخابات والثانية بعدها. هناك أناس كانوا مصرين على أن يقولوا هذه حكومة حزب الله، وهي لم تكن كذلك، أبدا".

أضاف: "حزب الله لم يتول في كل الحكومات أي مسؤولية، أي وزارة حساسة ومهمة لا في الشأن السيادي ولا في الشأنين الاقتصادي والحياتي. في النهاية، "أربحونا جميلة" بهذه الحكومة بوزارة الصحة، وأقول لكم أيضا بصدق، حزب الله لم يكن هو العنصر الأقوى في الحكومات، حتى هذه الحكومة، يعني الذي له قدرة على الحسم أو التأثير أو تغيير المسارات، فهذا غير صحيح".

وتابع: "الآن، هناك من يقول أنتم لا توظفوا حضوركم وقوتكم ونفوذكم، فهناك من يعتبرنا مخطئين. هناك من يقدر أن لحزب الله نفوذا في الموضوع الداخلي. في نهاية المطاف، لديه حدود للاستفادة من القدرة والنفوذ، وهذا يحتاج إلى نقاش هادى لاحقا. لكن أؤكد لكم أنه في كل الحكومات كانت تؤخذ قرارات نحن لم نكن موافقين عليها، لكن ماذا نفعل؟ نستقيل من الحكومة؟ نقاتل؟ فهذا يحتاج إلى نقاش على كل حال.

وأردف: "لم تكن هناك حكومة اسمها حكومة حزب الله خلال كل السنوات الماضية في تاريخ لبنان وفي السنوات الماضية، لكن هذا الإصرار على تسمية الحكومات بأنها حكومة حزب الله هو في محاولة لاستعداء بعض الخارج عليها وهو أيضا نية سيئة في محاولة لتحميل حزب الله مسؤولية أي فشل أو تقصير أو قصور أو فساد في السلطة. إذا تحصل هناك ايجابيات فالإيجابيات للآخرين، لكن إذا كان هناك فشل وقصور وتقصير فهو حزب الله، وإذا كان هناك فساد فإما حزب الله وإما حزب الله حامي الفساد، هذا على كل حال كان يسلط الضوء عليه بشكل قوي جدا، ونحن عندما كنا نقول لا نؤيد استقالة هذه الحكومة ليست لأنها حكومة حزب الله، هي ليست حكومة حزب الله أبدا، ولم تكن كذلك ولا الحكومات السابقة كذلك، ولا الحكومة الآتية كذلك، ليس صحيحا. وأنا أود أن أؤكد أيضا في هذه النقطة على مدى السنوات الماضية ومدى الأيام الماضية، والآن وفي المستقبل القريب نحن لسنا قلقين على أنفسنا، لسنا قلقين على المقاومة، لأننا أقوياء جدا، أقوياء جدا جدا، ولم يأت زمان على المقاومة في لبنان كانت بهذه القوة، في قوتها الشعبية والجماهيرية والسياسية، في احتضان الناس لها، في عديدها، في عتادها، في عدتها، في موقعها الإقليمي، في قوة محورها، لا أحد يشتبه ويخمن أن الناس انهزوا، لم يهز أحد، وحزب الله لم يتصرف بأي ورقة قوة من أوراقه، أبدا، نعم أنا تحدثت كلمتين فقط، إذا نحن لسنا قلقين ولسنا خائفين على الإطلاق، لا أحد يشتبه بتقدير الموقف، نحن إذا أبدينا قلقا أو خشية، إنما كنا نبديها على بلدنا، على شعبنا، على أناسنا".

وقال: "البعض يأخذ علي الصراحة والشفافية، لكن أنا أؤمن بذلك. لقد قلت في الأيام الأولى إلى بعض الذين كانوا يراجعوننا، إذا ذهب البلد إلى الفوضى، يمكن أن يأتي وقت لا تستطيع الدولة اللبنانية أن تدفع فيه رواتب وينهار الجيش والقوى الأمنية وإدارات الدولة ويخرب البلد، لكن أنا أؤكد لكم أن المقاومة ستظل قادرة على أن تدفع الرواتب، فهذه المقاومة ليست في هذا الوضع على الإطلاق. ولذلك، عندما أتحدث الآن أو نتطلع إلى المستقبل فلا أحد يفسر أننا خائفين على حزب الله و المقاومة، كلا. أي أحد آخر هو حر يخاف أو لا يخاف، لكن نحن لسنا خائفين، ولسنا قلقين، وأعيد وأقول لا أحد يشتبه بهذا الموضوع".

وقال: "حسنا، لنقارب موضوع الاستقالة خلال الأيام القليلة الماضية، كانت ثمة وجهتا نظر: واحدة نتبناها وكنا نقول لا نؤيد الاستقالة، يجب أن نعطي شيئا ايجابيا للناس الموجودين في الشارع، فلهم مطالب محقة ويجب أن نصغي إلى الحراك الشعبي الحقيقي وليس إلى من ركبوا موجته. ووجهة النظر (الأولى) كانت تتحدث عن صدمة ايجابية - الصدمة الايجابية المطلوبة... فما هي؟".

وأجاب: "كنا نقول فلتجتمع الحكومة في وضع طارئ واتركوا الناس في الساحات ويضغطوا على الحكومة ما المشكلة؟، هذه واحدة من الأكاذيب التي أشاعوها... أنا قلت لجمهور المقاومة: أخرجوا من الساحات لأن اشتباكا سيحصل نتيجة السباب والشتائم، أخرجوا من الساحات. غير أنني قلت للآخرين: ابقوا في الساحات واحشدوا وزيدوا وابقوا واضغطوا وأنتم تفاوضون. وأنا لم أقل أخلوا الساحات ولم نكن نتآمر على إخلاء الساحات، أبدا. وجهة نظرنا كانت أن تجتمع الحكومة في شكل متواصل ليلا ونهارا، تعتكف وتصدر للناس مشروع قانون استعادة الأموال المنهوبة، وترسله إلى المجلس، والمجلس النيابي يجتمع سريعا ويقر القانون، قوانين لمكافحة الفساد، مشاريع قوانين تذهب إلى المجلس، المجلس يجتمع ويقر، قانون العفو العام، عشرات الآلاف اليوم في لبنان، عشرات العائلات كانت تعيش على أمل أن يصدر قبل نهاية السنة قانون عفو عام، فلننجز القانون ولنقم بإجراءات، ولنستجب لمطالب الناس".

وأضاف السيد نصر الله: "إنها الصدمة الايجابية التي كنا نؤمن بها ونطالب بها، وكنا نتكلم بها مع شركاء الحكومة ومع رئيس الحكومة".

وعن الخيار الثاني قال: "إن وجهة النظر الثانية تقوم على صدمة ايجابية، أي تعديل حكومي. وكنا نقول أي تعديل حكومي لن يؤدي إلى صدمة ايجابية، بالعكس، سيزيد مشاعر الغضب والإحباط والاحتجاج في الشارع، وهذا لا يؤدي إلى صدمة ايجابية، بمعزل عمن هو المستهدف بالتعديل الحكومة".

وتابع: "وكنا نقول لهم: نحن نخاف من خيار استقالة الحكومة أن يأخذنا إلى الفراغ وإلى تعطيل البلد وإلى فترة طويلة من تصريف الأعمال، هذه حقيقة موقفنا وهذه حقيقة محاذيرنا، ولم نكن ندافع لا عن أنفسنا ولا عن أحد ولا نتمسك بحكومة يعتبر البعض أنها حكومة حزب الله ولا أي شيء من هذا على الإطلاق، كان موقفنا ينطلق من رؤيتنا لمصلحة البلد".

واستطرد: "حسنا، في اليوم الأخير، يوم الثلاثاء رئيس الحكومة أخذ خيار الاستقالة، في طبيعة الحال دستوريا عندما يستقيل رئيس الحكومة كل الشركاء في الحكومة ليس عندهم رأي، يعني الحكومة استقالت، وماذا يعني ذلك الآن!؟. في بعض التداعيات يعني ورقة الإصلاحات جمدت، لأن كل مشاريع القوانين التي يجب أن تصدر عن الحكومة الآن لا حكومة تصدرها، يعني مشروع قانون عفو عام غير موجودة، لعشرات آلاف اللبنانيين المنتظرين للعفو العام، يعني مشروع قانون استعادة الأموال المنهوبة غير موجودة، يعني قوانين مكافحة فساد جدية وحقيقية ورفع حصانات غير موجود، هذا كله الآن ذهب إلى الانتظار، أليس هذا ما كنتم تريدون؟. يعني معالجات اقتصادية ومعيشية غير موجودة، ذهبت إلى الانتظار، هذا الانتظار ما هو!؟".

وأكد: "أنا لا أعلم أن المجلس النيابي سيتمكن من إقرار موازنة 2020 أو لا، لأن ثمة اجتهادات دستورية مختلفة في هذا الشأن. بكل الأحوال نحن لم نكن نؤيد هذه الاستقالة ورئيس الحكومة أخذ هذا الخيار له أسبابه ولا أريد أن أناقش في هذه الأسباب، ندعها لوقت آخر، لكن واقع الحال الآن هو هذا".

وقال: "مستقبلا، ما يخشى منه البلد يجب ألا يقع فيه، يعني من المفترض في الأيام القليلة المقبلة أن يحصل تكليف، وبعد التكليف يجب أن يتعاون اللبنانيون من أجل تضييق مرحلة تصريف الأعمال، لأن مرحلة تصريف الأعمال إذا طالت، فهذا هو الفراغ الذي كنا نتحدث عن بعض جوانبه، لأن لا حكومة لدينا تصوغ مشاريع قوانين ولا حكومة تقوم بإصلاحات ولا معالجة للوضع المالي والإقتصادي، ولا حكومة لتأخذ قرارات ولا شيء. وكل الذي نزل الناس من أجله وصرخوا من أجله، سيضيع ولن يتحقق، من يتحمل المسؤولية؟ هذا بحث أخر، يأتي وقت له لاحقا، وليس الآن، لأن الآن ما زالت حال الانفعال والعنفوان والغضب والمشاعر الطاغية، يأتي وقت في شكل هادىء يقال إن هذه الموجة العارمة الشعبية الصادقة من الإحتجاجات وكانت لها أحلام، من الذي سرق أحلامها؟ لأنه من الآن بدأت الناس توزع الإتهامات، سنتكلم به لاحقا".

وشدد: "اليوم مسؤولية اللبنانيين جميعا، والقوى السياسية، والكتل النيابية، والأحزاب، ومن في الحراك والناس والشعب اللبناني بكل فئاته... أن يدفع في اتجاه ألا يكون ثمة فراغ في السلطة، وأن تشكل حكومة جديدة في أقرب وقت ممكن. وهذه الحكومة الجديدة التي نطالب بتشكيلها، ندعوها من الآن، أن ينطلق الجميع فيها من هذه الخلفية، وأن يصغوا إلى مطالب الناس الذين خرجوا إلى الشوارع. وأنا إقترحت في السابق وأعيد وأقترح أن أول ما يجب أن تقوم به الحكومة الجديدة، أن نأتي بكل الفيديوات والتسجيلات وأن تستمع إلى مطالب الناس، وأما من ركب الموجة فتضعه على حدى. الناس العاديون الطيبون الموجوعون المتألمون، ماذا قالوا؟، وماذا حكوا؟، وماذا طالبوا؟، وماذا يريدون؟، ونعد برنامجا للاستجابة إلى كل مطالب هؤلاء".

وأكد: "الحكومة الجديدة يجب أن يكون عنوانها وهدفها الحقيقي في الدرجة الاولى عنوان إستعادة الثقة. وأنا تحدثت في العاشر من محرم عن الثقة بين الشعب اللبناني والسلطة وهذا قبل الحراك، ودعوت إلى إستعادة الثقة... اليوم أيضا أقول: الحكومة الجديدة، بغض النظر عن مكوناتها، وممن تشكلت، يجب أن يكون هدف برنامجها وخطتها في الدرجة الاولى إستعادة الثقة بين الشعب والسلطة، لأن هذه الثقة إذا كانت مفقودة فلن تستطيع الحكومة أن تقوم بإنجازات مهمة، ستبقى في دائرة الشبهة والإتهام، وبالتالي يجب أن تكون هذه الحكومة تمتلك أو تقدم كل العناصر التي توحي بالثقة أو توحي بأنها حقيقة وفعلا تتجه في اتجاه إستعادة الثقة مع الشعب اللبناني".

وحدد: "(المطلوب) الجدية في العمل، أي ألا تعتبر (الحكومة) أن لديها وقتا طويلا فتعمل على مهل، فيما الوقت المالي والإقتصادي للبلد ضيق، لقد صبر الناس، وصدورهم ضاقت، وهذا ما عبر عنه الحراك الصادق، وبالتالي فحكومة جديدة تعمل على مهل وتقوم بلقاءات على مهل وتأخذ قرارات على مهل ومشاريع قوانين على مهل... تعني (محلك يا واقف)، لن تستطيع أن تنقذ البلد".

وشدد: "المطلوب الجدية والعمل الدؤوب وإعطاء الأولوية، يعني رئيس الحكومة وكل الوزراء يجب أن يكون عملهم في الليل وفي النهار هو الحكومة، ألا يكون عملهم في الحكومة وقتا إضافيا، وإنما كل الوقت الحقيقي من الليل والنهار يجب أن يكون في الحكومة، ومن أهم عوامل إستعادة الثقة الوضوح والشفافية، وهذا مفقود في عمل الحكومات لدينا في لبنان".

واستطرد: "سأضرب مثلا وهو نقد ذاتي للجميع، وإن كنت لا أحب أن (ألكوش بالعالم) شمالا ويمينا، حتى يبقى لنا القليل من الأصدقاء، ولكن أضرب مثلا على عدم الشفافية، حسنا لما حصل الحراك وأصبحت العالم تتكلم بالمطالب وتطالب بإصلاحات نحن كل مكونات الحكومة الراهنة، كل من موقعه خرج ليقول إن هذه المطالب هي مطالبنا وهذه الإصلاحات نحن كنا نطالب بها، وهذه البرامج كنا نعمل لها... حسنا، أكيد ثمة من لا يتكلم بشفافية، ولا أريد أن أتهم أحدا، لأنه إذا كل مكونات الحكومة كانت تؤمن بهذه المطالب وتسعى جادة إلى تحقيق هذه الإصلاحات لماذا لم تتحقق؟! يعني مثلا عندما كنا نذهب إلى بعض القضايا والمباحث المالية، حسنا بالإعلام الجميع ضد الضرائب ولكن داخل الجلسة ليس كذلك. والدليل ما حصل في موازنة 2019 وما كان يحصل في موازنة 2020... صحيح أن وزارة المال تقول إنها قدمت ميزانية من دون ضرائب، لكن في الجلسة توضع الضرائب. وبعد ذلك خارج الجلسة كلنا ضد الضرائب، هذا يفقد الصدقية، أهم شرط لإستعادة الصدقية هو الصدق والشفافية والوضوح، من يريد أن يدير بلدا، وبخاصة في مرحلة الأزمات والشدائد، يجب أن يملك شجاعة أن يصارح شعبه بقناعاته وقراراته، يخرج فيقول: أنا مع الضريبة الفلانية لأنه أيها الشعب اللبناني لا حل إلا بهذه الطريقة، يعني يكون شجاعا وصريحا، وإلا فمن غير الصحيح أن يكون دائما الفساد موجود ولا فاسد، والذبيحة في الشارع ولم يذبحها أحد، هذا غير صحيح والناس من غير الممكن أن يستخف بعقولها بهذه الطريقة، الحكومة الجديدة من أول الطريق، إذا لم يكن لديها وضوح وشفافية وصراحة وصدق مع الناس لا نصل إلى أي مكان ولا ننقذ بلدنا حتى لو سميناها حكومة إنقاذ، فلتسمونها ما تشاؤون، المهم الحقيقة والمضمون".

وتابع: "النقطة الثالثة قبل الأخيرة أو ما قبل قبل الأخيرة، نحن ندعو إلى الحوار والتواصل بين كل مكونات القوى السياسية والكتل النيابية وأيضا الممثلين الصادقين للحراك. نحن لسنا مع القطيعة، نحن نقدر أن ما جرى خلال الأسبوعين الماضيين ترك جروحا عميقة على المستوى النفسي، لكن المصلحة الوطنية تقضي أن يتجاوز الجميع هذه الجروح، البلد يحتاج إلى الجميع، أن يتحمل الجميع المسؤولية".

وقال: "رابعا، لاحقا يجب أن نتحدث عن الدور الأميركي في لبنان، الذي يمنع اللبنانيين من الخروج من مشاكلهم المالية والإقتصادية، لا يصدق أحد أن للأميركيين دورا مساعد، أبدا بالعكس، لهم دور تعطيلي وتأزيمي في الوضع اللبناني. وبعد ذلك إن شاء الله سأتكلم في لقاء واضح وفي تفاصيل ووقائع وليس إتهامات سياسية أو إعلامية... وإن الدور الأميركي يمنع من الخروج من الأزمة، بل أكثر من ذلك في سد الأفاق، أفاق الحلول على اللبنانيين التي يمكن أن تعالج أزمتهم الإقتصادية وتطلق إنتاجهم الصناعي والزراعي، الضغوط التي يمارسها الأميركيون على لبنان من أجل خدمة سياسة عدائية بحتة، ليفرضوا عليهم شروطهم في المستقبل، ونحن نعتقد جازمين أن اللبنانيين إذا مارسوا سيادتهم".

وأضاف نصر الله: "لذلك نطالب بحكومة سيادية حقيقية، بحكومة كل من في الحكومة ومن في مؤسسات الدولة يكون قرارهم لبنانيا فعلا ووطنيا فعلا، ليس أن نتصل بالسفارة الأميركية لنسألهم: ماذا يجب أن نقوم به الآن، وماذا تقبل السفارة الفلانية والسفارة الفلانية، البعض سيقول لنا انتم والسفارة الايرانية أصحاب، وهذا السفير موجود، والجميع يعرف أن قرارنا محلي ذاتي وطني سيد حر مستقل حقيقي، وهذه هي الحقيقة. على كل المطلوب حكومة سيادية حقيقية، إذا مارسنا سيادتنا وعملنا بما تقتضيه مصالحنا الوطنية وليس الإملاءات الأميركية والغربية والخارجية على حكومتنا، نريد أن نقوم بكذا ممنوع، نريد أن نستقبل الشركات الفلانية ممنوع، نريد أن نذهب الى البرنامج الفلاني ممنوع... وبتهديد، إن شاء الله سنتكلم بالتفاصيل لاحقا".

وأكد: "نجزم بأننا كلبنانيين لدينا من العقول والتجارب والخبراء والقدرات البشرية ومن إمكانات الإبداع والنشاط والحيوية، لو مارسوا سيادتهم وأخلصوا لمصالحهم ما سيساعدهم على الخروج من المأزق المالي والإقتصادي ومن تطوير أوضاعهم وتطوير أوضاعهم نحو الأحسن".

وتابع: "النقطة الأخيرة، ما حصل بالأمس في الجنوب، من تصدي مقاومي المقاومة الإسلامية ومجاهديها لإحدى المسيرات الإسرائيلية، فهو أمر طبيعي. الآن الإسرائيليون، وبالأمس واليوم كانوا يحللون كثيرا... جيش العدو، الاجهزة الأمنية، الصحافة ووسائل الإعلام، يقومون بتقدير أن هل هذه فلتة شوط ام أنها حادثة منفصلة؟. كلا هذه ليست حادثة منفصلة، نحن من يوم العدوان على الضاحية الجنوبية وما حصل بعد ذلك قلنا: ماضون في مسار إسقاط المسيرات في المكان الذي نستطيع أن نسقطها، لكن الهدف الحقيقي الأعلى من إسقاطها لأن إسقاطها ليس هدفا في حد ذاته، هو تنظيف الأجواء اللبنانية من الخروق الإسرائيلية، ونحن إذا إستطعنا ان نسقط المسيرة هذا جيد، ولكن إذا لم نستطع أن نسقطها ونستطيع أن نبعدها ونحافظ على سيادتنا وأمننا وأمن بلدنا أيضا هذا هدف مطلوب، الذي حصل هو في سياق سيستمر وأنا أقول للعدو هذا، للعدو نقول هذا السياق سيستمر، للداخل نقول لا يحلل أحد بالسياسة، موضوع المقاومة موضوع منفصل عن أي تطورات في الداخل، أبدا ليس له علاقة، ولم ندخل أبدا موضوع المقاومة في أي تطور سياسي في الداخل. بل نمارس مقاومتنا طبيعيا، لأننا هادئون ومطمئنون وواثقون ولسنا خائفين أو قلقين... وما حصل بالأمس يؤكد أن للمقاومة الإسلامية لها قيادتها العسكرية المتخصصة المتفرغة ولها كوادرها ومجاهدوها وإمكاناتها وبرامجها وهي تعمل بمعزل عن كل التطورات الداخلية، من أصعب الأيام قبل الـ2005 وبالـ2005 إلى اليوم، وبمعزل عن التطورات الإقليمية، يعني سواء أكان بقية حزب الله منشغلا بأحداث سياسية، أو منشغلا حتى بمعارك كما كان الحال في سوريا، فإن المقاومة المعنية بمواجهة العدو الإسرائيلي هي واقع قائم ومنعزل عن التطورات والأحداث ولا ينشغل بها ولا يتأثر فيها. لذلك هذا المسار إن شاء الله هو مسار مستمر، وطبعا العدو كان وقف وله الحق في أن يقف عند هذه النقطة. وهو كان يفترض أن المقاومة لن تجرؤ على إستخدام هذا النوع الذي أستخدم بالامس من الأسلحة المناسبة، لكن المقاومة أثبتت أنها تجرؤ، وأنها ملتزمة بوعدها وبقرارها حماية بلدها وصيانة سيادتها".

 

/New A/E LCCC Postings for todayجديد موقعي الألكتروني ل 01 و 02تشرين الثاني/2019/

رابط الموقع
http://eliasbejjaninews.com

 

بالصوت والنص/قراءة اولية للياس بجاني في خطاب السيد نصرالله/ لبنان دولة محتلة وفاشلة ومارقة/مع فيديو خطاب السيد

http://eliasbejjaninews.com/archives/80087/%d8%a8%d8%a7%d9%84%d8%b5%d9%88%d8%aa-%d9%88%d8%a7%d9%84%d9%86%d8%b5-%d9%82%d8%b1%d8%a7%d8%a1%d8%a9-%d8%a7%d9%88%d9%84%d9%8a%d8%a9-%d9%84%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d9%81/

 

 

 

Click On The Link to read the whole and detailed LCCC English News Bulletin for November 02/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/80096/detailed-lccc-english-news-bulletin-for-november-02-2019/s-16th-day/

 

 

A Bundle Of English Reports, News and Editorials For November 01-02/2019 Addressing the On Going Mass Demonstrations & Sit In-ins In Iranian Occupied Lebanon in its 16th Day

Compiled By: Elias Bejjani

OctoberNovember 01-02/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/80099/a-bundle-of-english-reports-news-and-editorials-for-november-01-02-2019-addressing-the-on-going-mass-demonstrations-sit-in-ins-in-iranian-occupied-lebanon-in-its-16th-day/