LCCC/ المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة الأخبار العربية ليوم 31 آيار/2019

اعداد الياس بجاني

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/eliasnews19/arabic.may31.19.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

أَجَل، إِنَّنا نَحْيَا في الجَسَد، ولكِنَّنا لا نُحَارِبُ كَأُنَاسٍ جَسَدِيِّين؛ لأَنَّ أَسْلِحَةَ جِهَادِنا لَيْسَتْ جَسَدِيَّة، بَلْ هيَ قَادِرَةٌ بِٱللهِ عَلى هَدْمِ الحُصُونِ المَنِيعَة؛ فإِنَّنا نَهْدِمُ الأَفْكَارَ الخَاطِئَة، وكُلَّ شُمُوخٍ يَرْتَفِعُ ضِدَّ مَعْرِفَةِ ٱلله، ونَأْسُرُ كُلَّ فِكْرٍ لِطَاعَةِ المَسِيح

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياته

الياس بجاني/ترى ما هي أسباب السجالات والخلافات التي لا تنتهي بين جعجع وباسيل؟!

الياس بجاني/ظاهرة باسيل وتعاسة وعقم البدائل

الياس بجاني/مشكلة لبنان عند ربع نفاق “الواقعية ومساكنة الإحتلال والصفقات” تكمن في إقرار قانون “الإعتصاب الزوجي”وليس تحرير الوطن

الياس بجاني/ ما يسمى "عيد تحرير الجنوب" كذبة مطلوب شطبها من ذاكرة لبنان واللبنانيين

 

عناوين الأخبار اللبنانية

الوزير والنائب السابق الدكتور محمد عبد الحميد بيضون ضيف ماجدة داغر في حوار عن الموازنة والقمتين العربية والإسلامية والمفاوضات على ترسيم الحدود وصفقة القرن، عبر اذاعة

هل تنجح أميركا بإمرار"صفة قرن" برّ- مائية بين لبنان وإسرائيل؟

إسرائيل تكشف عن النفق "الأهم والأضخم" لحزب الله

عميد متقاعد يهاجم باسيل... "ولد عاق"

واشنطن: اثر العقوبات بدأ يظهر على حزب الله

 كيف علّق زياد عيتاني على الحكم النهائي بحق الحاج وغبش؟  

بتوجيهات بكركي.. التراجع عن الشكاوى بحق الاسمر

ديب: أرقام تملك السوريين في لبنان تثير الريبة

العقوبات المالية الخيار الأول لواشنطن في مواجهة حزب الله

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الخميس 30/05/2019

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الخميس في 30 أيار 2019

 

عناوين تفاصيل المتفرقات اللبنانية

"الاحادية الشيعية" تواجه التغيير الاقليمي بكسـر الزعامات السـياسية في الطوائـف ولا تغيير في معادلة الامساك بالقرار الا بسقوط الدعم الايراني وسحب الغطاء المسيحي

انتخابات البرلمـان الاوروبـي تخلط الاوراق ووحكومة فرنسية جديدة لا تؤثّر على "سيدر"!

 كلنا عماد عثمان".. مواطنون يتصدون لوهّاب: أمثالك إلى السجن/علي الحسيني/مستقبل ويب

ريفي: نستغرب عدم صدور موقف رسمي حول حادثة عرسال والمولى ضحية سلاح الفوضى

خطوات الحكومة اللبنانية بعد الموازنة تحت المجهر الدولي وعون مصمم على متابعة الإصلاح ومكافحة الفساد

جرمانوس نكاية بعثمان: البراءة لسوزان الحاج!

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

القمة العربية الطارئة ناقشت الاعتداءات على السفن ومحطات النفط وخادم الحرمين استضاف القادة والرؤساء والملوك على مائدة سحور

قمة مكة الإسلامية تدعو إلى وقفة حازمة لمواجهة أزمات المنطقة/تبحث اليوم في القضية الفلسطينية وسورية واليمن وليبيا والسودان والصومال وأفغانستان

ترامب: إيران أصبحت ضعيفة.. وتسعى لعقد صفقة معنا

صفقة القرن السياسية..مؤجلة حتى يصبح الوقت مناسباً

الكنيست الإسرائيلي يحل نفسه... ونتنياهو لإجراء انتخابات في سبتمبر والرئيس الإسرائيلي والمعارضة يخفقان في إفشال قانون «تبكير الانتخابات»

نتنياهو الى الانتخابات المبكرة: الفوز أو السجن

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

هل يوقعنا ساترفيلد في الفخ؟/عبدالله قمح/ليبانون ديبايت

كواليس رئاسية في السباق الى المركز الأول/أسعد بشارة/جريدة الجمهورية

إيران لا تفاوض واشنطن.. إيران تفاوض تل أبيب/محمد قواص/العرب

السنيورة لـ"الجمهورية": علينا إستعادة الدولة وقوّة التوازن/طارق ترشيشي/الجمهورية

برّي سأل... وجعجع يردّ بعد شهر/راكيل عتيِّق/الجمهورية

رهان باسيل الخاطئ على الإمساك بمفاصل الدولة وحملاته طالت مدير الـ«ميدل إيست» واللواء عثمان بعد محاولاته التقليل من شأن حاكم «المركزي»/محمد شقير/الشرق الأوسط

على حافة الهاوية/حنا صالح/الشرق الأوسط

سوريا في احتمالات الحرب مع إيران/فايز سارة/الشرق الأوسط

حساب الحقل والبيدر في إيران/سليمان جودة/الشرق الأوسط

يليق التذكّر/سمير عطا الله/الشرق الأوسط

أمران لم تستوعبهما إيران/خيرالله خيرالله/العرب

كلهم ضد الحرب مع إيران إلا... تركيا/هدى الحسيني/الشرق الأوسط

«المنامة»... الحضور ضروري والتخلف هروب من مواجهة مصيرية/صالح القلاب/الشرق الأوسط

عشماوي نهاية صفحة من كتاب الإرهاب/د. جبريل العبيدي/الشرق الأوسط

«وثيقة مكة» ضد الكراهية مع السلام/فهد سليمان الشقيران/الشرق الأوسط

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

رئيس الجمهورية خلال ترؤسه حفل وضع حجر الاساس للمركز الطبي الجديد في الأميركية: نطمح لتطوير القطاع الصحي وتأمين الاستشفاء بأفضل مستوياته

معلومات عن المركز الجديد

الخارجية اللبنانية: لا يجوز حرق أي علم لأي دولة

الراعي عرض ورامبلينغ الاوضاع في لبنان والمنطقة

مكتب باسيل يرد : الهدف من حملة التشويه ضرب صورته الوطنية

 

في أسفل تفاصيل النشرة الكاملة

الزوادة الإيمانية لليوم

أَجَل، إِنَّنا نَحْيَا في الجَسَد، ولكِنَّنا لا نُحَارِبُ كَأُنَاسٍ جَسَدِيِّين؛ لأَنَّ أَسْلِحَةَ جِهَادِنا لَيْسَتْ جَسَدِيَّة، بَلْ هيَ قَادِرَةٌ بِٱللهِ عَلى هَدْمِ الحُصُونِ المَنِيعَة؛ فإِنَّنا نَهْدِمُ الأَفْكَارَ الخَاطِئَة، وكُلَّ شُمُوخٍ يَرْتَفِعُ ضِدَّ مَعْرِفَةِ ٱلله، ونَأْسُرُ كُلَّ فِكْرٍ لِطَاعَةِ المَسِيح

رسالة القدّيس بولس الثانية إلى أهل قورنتس10/من01حتى10/:”يا إخوَتِي، أَنَا بُولُسُ نَفْسي أُنَاشِدُكُم بِوَدَاعَةِ المَسِيحِ وَحِلْمِهِ، أَنَا المُتَواضِعُ بَيْنَكُم عِنْدَمَا أَكُونُ حَاضِرًا، والجَريءُ عَلَيْكُم عِنْدَما أَكُونُ غَائِبًا. وأَرْجُو أَلاَّ أُجْبَرَ عِنْدَ حُضُورِي أَنْ أَكُونَ جَريئًا، بِالثِّقَةِ الَّتي لي بِكُم، والَّتي أَنْوِي أَنْ أَجْرُؤَ بِهَا عَلى الَّذينَ يَحْسَبُونَ أَنَّنا نَسْلُكُ كَأُنَاسٍ جَسَدِيِّين. أَجَل، إِنَّنا نَحْيَا في الجَسَد، ولكِنَّنا لا نُحَارِبُ كَأُنَاسٍ جَسَدِيِّين؛ لأَنَّ أَسْلِحَةَ جِهَادِنا لَيْسَتْ جَسَدِيَّة، بَلْ هيَ قَادِرَةٌ بِٱللهِ عَلى هَدْمِ الحُصُونِ المَنِيعَة؛ فإِنَّنا نَهْدِمُ الأَفْكَارَ الخَاطِئَة، وكُلَّ شُمُوخٍ يَرْتَفِعُ ضِدَّ مَعْرِفَةِ ٱلله، ونَأْسُرُ كُلَّ فِكْرٍ لِطَاعَةِ المَسِيح. ونَحْنُ مُسْتَعِدُّونَ أَنْ نُعَاقِبَ كُلَّ عُصْيَان، مَتى كَمُلَتْ طَاعَتُكُم. إِنَّكُم تَحْكُمُونَ عَلى المَظَاهِر! إِنْ كَانَ أَحَدٌ وَاثِقًا بِنَفْسِهِ أَنَّهُ لِلمَسيح، فَلْيُفَكِّرْ في نَفْسِهِ أَنَّهُ كَمَا هوَ لِلمَسيحِ كَذلِكَ نَحْنُ أَيْضًا.”

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياته وتغريدات متفرقة

ترى ما هي أسباب السجالات والخلافات التي لا تنتهي بين جعجع وباسيل؟!

الياس بجاني/30أيار/18

http://eliasbejjaninews.com/archives/75307/75307/

ترى هل مسلسل الخلافات والتناحر والسجالات والاتهامات ونبش القبور بين جعجع وباسيل “وزلمهما” وشركتي حزبيهما هو على إيجاد السبل الكفيلة لاستعادة أهلنا الأبطال اللاجئين في إسرائيل منذ العام 2000؟

ترى هل هو خلاف على كيفية التعاطي مع ملف أهلنا المعتقلين والمغيبين قسراً في سجون نظام الأسد؟

ترى هل هو خلاف على كيفية تنفيذ القرارين الدوليين 1701 و1559 واتفاق الطائف وتجريد حزب الله من سلاحه وحصر السلاح فقط بقوى الدولة الشرعية؟

ترى هل هو خلاف على سبل بسط سلطة الدولة بقواها الذاتية على كامل أرض لبنان وإنهاء الدويلات اللاهية والفلسطينية.. وما أكثرها؟

ترى هل هو خلاف على أنجح الوسائل لضبط الحدود مع سوريا وإقفال المعابر ال 140 غير الشرعية، وضبط المطار والمرفأ طبقاً للمعاير الأمنية الدولية؟

ترى هل هو خلاف على كيفية تأمين الأقساط المدرسية لأولاد العائلات المسيحية العاجزين عن توفيرها تحديداً؟

ترى هل هو خلاف على كيفية استعادة المواقع المسيحية في الدولة التي وضع حزب الله يده عليها؟

ترى هل هو خلاف على سبل عودة الآلاف من المغتربين وإعطاء الجنسية للمستحقين منهم؟

ترى هل هو خلاف على تأمين الشيخوخة والطبابة المجانية وحل كارثة العاطلين عن العمل؟

ترى هل هو خلاف على احترام حرية الرأي، وعلى كيفية التعامل مع وسائل الإعلام التي تستعمل لبنان ساحة لها لمهاجمة الدول العربية وللتسوّيق لمشاريع غير لبنانية؟

على الأكيد، والأكيد شي مليون مرة بأن كل هذه الملفات هي في قاطع وجعجع وباسيل هما في قاطع آخر… قاطع لا سيادي ولا إستقلالي ومشخصن ومحمل بأجندات وطموحات شخصية 100%.

ونعم، فإن حال ما قبل صفقة الخطأ والخطيئة هو غيره ما بعدها بما يخص أصحاب شركات الأحزاب ال 14 آذارية.

فأولويات هؤلاء ما بعد الصفقة التي داكشت الكراسي بالسيادة لم تعد لا الدستور، ولا القرارات الدولية الخاصة بلبنان، ولا المقاومة السلمية والحضارية لاحتلال حزب الله ودويلته وحروبه..

و”مرتا مرتا تهتمين بأمور كثيرة فيما المطلوب واحد”

فبعد الصفقة، “تشقلب حالون وخطابهم فوقاني تحتاني” وأصبح جل همهم ومبتغاهم التسوّق الفاجر ودون خجل أو وجل لشعارات تعموية وذمية من مثل “الواقعية” و”وأم الصبي” و”الأمن والإستقرار” و”سلاح الحزب دولي وليس لبناني”، و”تركونا نهتم بأولويات الملفات المعيشية” و”هودي يلي ضد التسوية فاشلين وما بيطلع من أمرون شي” وغيرها العشرات من شعارات النفاق والهرطقة والتعمية والذمية الفاقعة.

وفي سياق “الشقلبي” أي الشرود والأكروباتية، نتذكر بأنه وقبل “صفقة الخطيئة” على سبيل المثال لا الحصر، كان تحديداً صاحب شركة حزب القوات، “الحكيم” يطل على اللبنانيين باستمرار من خلال مؤتمرات ومقابلات وأحاديث شبه اسبوعية ليتناول خطابات السيد نصرالله بالنقد وليفندها سيادياً ودستورياً، وكذلك كان يقارب كل حدث أو تطور يكون نجمه الحزب اللاهي، أو محور الشر الإيراني-السوري…أو جماعة 08 آذار…

أما وفي زمننا الحالي، أي في زمن ما بعد “الصفقة” فإن “الحكيم” بشكل خاص يلتزم الصمت المطبق حول كل خطابات السيد، إضافة إلى صمت كصمت القبور حول كل ما له صلة مباشرة أو غير مباشرة بحزب الله محلياً وإقليمياً…علماً أنه وربعه من نواب واعلاميين وغيرهم كثر من المقربين لا يتوقفون عن توجيه الرسائل الإيجابية للحزب والإشادة بدوره الإصلاحي في ملف الفساد، في حين ان “الحكيم وربعه” كافة يعلمون جيداً أن الإحتلال، أي الحزب اللاهي، هو السبب الرئيسي لتفشي وإستمرار الفساد وأن لا علاج للفساد في ظل الإحتلال.

أما الرئيس سعد الحريري وشركة حزبه، “المستقبل” فقد وصل بهما أمر مساكنة احتلال حزب الله والتعايش الحكومي معه، والالتزام الكامل بشروط وبنود “الصفقة” إلى حد أن بيان “شركة تيار المستقبل” في 07 أيار الجاري قد غاب عنه أي ذكر لغزوة بيروت ويومها “المجيد”.

وبالعودة “للحكيم” وشركة حزبه فقد أصبحت إطلالات الرجل، كما كل تركيز أنشطة “زلمه” الإعلاميين مخصصة فقط وفقط على أجندة الصهر جبران الرئاسية والسلطوية، وعلى صراعات تناتش المغانم والحصص والمواقع معه..

وكأن لبنان قد تحرر، واستعاد بالكامل استقلاله وسيادته، وضبطت حدوده، ونفذت القرارات الدولية ومعهما اتفاق الطائف…وبالتالي الأولوية هي الصراع على كرسي بعبدا وعلى مواقع السلطة والمنافع.

من هنا وعلى خلفية هذا الشرود السيادي المخجل، وبهدف إلهاء الناس والتعمية على كوارث وفضائح وخيبات “خطيئة الصفقة” يتحفنا جعجع وباسيل “والزلم” من حولهما بمسلسل سجالات زجلية ومماحكات ومسرحيات إعلامية مملة لا تعني غير قليلة من مكونات المجتمع المسيحي تحديداً والشعب اللبناني عموماً..

هي زجليات ومماحكات إعلامية تافهة وغالباً ما تنحدر إلى مستوى دركي حيث يتم من خلالها نبش القبور…كما هو حاصل حالياً.

في الخلاصة فإن هذه السجالات الزجلية هي خطيرة للغاية لأنها تعموية وتلهي الناس وتبعد اهتماماتهم وتركيزهم عن واقع الاحتلال الملالوي، كما أنها تسعر وتشحن غرائز الحقد والكراهية وتسوّق للصنمية وللجهل وللتجهيل.

أما فيما يخص الصهر جبران وطحشاته الفجة على كل الجبهات ومع الجميع (باستثناء حزب الله) بهدف تحقيق أجندته الذاتية الزعاماتية وإشباع أطماعه ورغباته السلطوية، وبالرغم من أن مبغضيه هم عشرات المرات أكثر من محبه، فهو عملياً وعلى ما نرى سوف يستمر في الصعود والهيمنة وتصدر الساحات، وذلك لسبب بسيط ولكنه جوهري وهو بأن البدائل المارونية تحديداً وحتى يومنا هذا هي إما غير موجودة، أو أنها موجودة نظرياً، ولكنها عملياً وواقعاً هي تعيسة، وخائبة الرجاء، وفاقدة لإيمانها، وتاجرة بثقافتها, ولا تحترم المبادئ، ومثالها الأعلى هو عمنا وحبيبنا “الإسخريوتي” ما غيرو… والسلام.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الالكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الالكتروني على الإنترنت

http://www.eliasbejjaninew.com

 

ظاهرة باسيل وتعاسة وعقم البدائل

الياس بجاني/28 أيار/2019

ربما عدد من يكرهون باسيل هم مئة مرة أكثر من محبيه ولكن دوره إلى تعاظم لأن البدائل المارونية خائبة وتعيسة ومخصية سيادياً ونرسيسية.

"قلو مين عنترك يا عنتر، رد عليه وقلو لأنو ما حدا وقف بوجي"..هذا هو واقع جبران باسيل السياسي والشعبوي الطاحش والمستقوي والمهيمن على الساحة اللبنانية. السؤال ليش: والجواب هو ببساطة لأن أصحاب شركات أحزابنا المارونية و99% من ربع طاقمنا السياسي المقلعط شي تعتير وع الآخر ومنون أبداً بدائل للصهر.. تاريخ صلاحيتهم منتهي منذ زمن طويل.

والقوات اللبنانية تحديداً انتهت كمقاومة مع اغتيال الشيخ بشير..القوات الحالية حزب كباقي اقرانها ولا يفرقها عنها شيء بالمرة..وهي أي القوات الحالية منتهية الصلاحية الكيانية والسيادية والمقاومتية مثلها مثل الباقين..وهي تتنعم في زمن الواقعية والصفقات والمساكنة مع المحتلل..هذا واقع وليس تحليلاً..واقع معاش على أرض الحقيقة.

 

مشكلة لبنان عند ربع نفاق “الواقعية ومساكنة الإحتلال والصفقات” تكمن في إقرار قانون “الإعتصاب الزوجي”وليس تحرير الوطن

الياس بجاني/27 أيار/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/75235/%D8%A7%D9%84%D9%8A%D8%A7%D8%B3-%D8%A8%D8%AC%D8%A7%D9%86%D9%8A-%D9%85%D8%B4%D9%83%D9%84%D8%A9-%D9%84%D8%A8%D9%86%D8%A7%D9%86-%D8%B9%D9%86%D8%AF-%D8%B1%D8%A8%D8%B9-%D9%86%D9%81%D8%A7%D9%82-%D8%A7/

في زمن المّحل والعقم الوطني،

وفي زمن تجار السياسة وعروض الأزياء،

وفي زمن الاستسلام والغنمية،

وفي زمن المتخاذلين من قادتنا الشاردين،

في هكذا زمن، لا أمل ولا رجاء من الذين هم في مواقع المسؤولية، بل المتوقع منهم هو المزيد من الصفقات والتنازلات على حساب الوطن وكيانه وهويته وكرامة ناسه.

أي أمل أو رجاء على مستوى الوطن وبمواجهة الاحتلال ونحن نرى أن أولوية أصحاب شركات أحزاب مسيحية تجارية واسخريوتية ليس عودة أهلهم اللاجئين في إسرائيل، أو مواجهة احتلال حزب الله، أو الهجرة، أو الفقر، أو هرطقات “الحكم القوي” الذي يجر الوطن بالقوة والتخويف إلى قاطع الفرسنة.

لا.. لا.. لا أمل من كل هؤلاء الذين يتعامون عن مشكلة الاحتلال وأخطارها لأن سلم أولوياتهم مشوه ومشخصن وسلطوي ويكمن عند بعضهم في جمع النواب والطارئين على العمل الوطني والتسويق دون خجل أو وجل أو ذرة إيمان لقانون منع الاغتصاب الزوجي..

شو ها التعتير الأخلاقي والوطني؟ وهل قانون منع الاغتصاب الزوجي هو أولوية لبنان واللبنانيين؟

من هنا فإن المواطن العاقل الذي يحترم نفسه وعقله وحريته، والذي هو من غير صنف الأغنام والهوبرجية والصنميين، هذا المواطن “المعتر” لا يجب تحت أي ظرف أن يتوقع من هؤلاء الكتبة والفريسيين غير المزيد من الأطروحات والمشاريع التعموية من مهرجانات ومسرحيات وصفقات وصنمية وتبجيل للمحتل واستنساخاً وقحاً لثقافته والتسوّيق لها.

عملياً وواقعاً معاشاً على أرض الواقع، فإن لا أمل ولا رجاء من هذا الصنف القيادي من البشر “الغير شكل” المدعي والمتشاوف والصنمي والإسخريوتي والسابح بذل في أوحال أحلام يقظة وأوهام سلطوية والتي في مقدمها الجلوس على كرسي بعبدا حتى وإن كان هذا الكرسي مخلعاً ومهرراً وفي جمهورية تابعة لملالي الفرس.

لهؤلاء الجاحدين ولأغنامهم نقول …”مرتا مرتا تهتمين بأمور كثيرة فيما المطلوب واحد”..

بالطبع لا حياة على من ننادي.. فهم أموات أحياء، في حين أن غيابهم أصبح نعمة وبركة، أما وجودهم فتخلي وجحود وخنوع وكوارث.

ضمير يوك، وجدان يوك، احترام للذات يوك.. رؤية يوك، ويوك بالتركي معناها ما فيش.. وهذا هو واقع قادتنا في سوادهم الأعظم!!

ربي أحمي لبنان وشعبه وترابه المقدس من ربع الشرود والصفقات والحربائية والأوهام الرئاسية ونفاق شعارات الواقعية ومساكنة الاحتلال ….

**الصورة المرفقة هي تجسيد لحساب الضمير

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الالكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الالكتروني على الإنترنت

http://www.eliasbejjaninew.com

 

ما يسمى "عيد تحرير الجنوب" كذبة مطلوب شطبها من ذاكرة لبنان واللبنانيين

الياس بجاني/25 أيار/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/75160/%D8%A7%D9%84%D9%8A%D8%A7%D8%B3-%D8%A8%D8%AC%D8%A7%D9%86%D9%8A-%D9%85%D8%A7-%D9%8A%D8%B3%D9%85%D9%89-%D8%B9%D9%8A%D8%AF-%D8%AA%D8%AD%D8%B1%D9%8A%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D8%AC%D9%86%D9%88%D8%A8-%D9%83/

بداية فإن حزب الله ليس من النسيج اللبناني ولا هو يمت للبنان ولا للبنانيين بشيء.

في حين أن كل الحقائق المأساوية التي يعيشها اللبناني في وطنه المحتل تؤكد بأن حزب الله هو جيش ملالي إيران في لبنان، وإيراني بالكامل في عقيدته وفكره وتمويله ومشروعهً وتنظيمه وقيادته ومرجعيته وتسليحه وقراره.

فحزب الله ليس مقاوماً، ولكنه يتاجر بشعارات المقاومة والتحرير، ويهزأ بأرواح وكرامات وسلامة وأمن ولقمة عيش اللبنانيين، ويأخذ بالقوة المسلحة “والبلطجة” و”التشبيح” والإرهاب لبنان الدولة والشعب رهينة خدمة لمشروع إيران التوسعي والمذهبي والإمبراطوري الواهم.

عملياً، حزب الله هو تنّين إيراني ملالوي يقضم ويفترس ويهمش "ويفرسن" مؤسسات الدولة اللبنانية، والنظام اللبناني، والثقافة اللبنانية، ونمط حياة اللبنانيين، ويضطهد وينكل ويغتال الأحرار والسياديين المعارضين لاحتلاله ومشروعه، بهدف إقامة دولة ولاية الفقيه الإيرانية على كامل التراب اللبناني، وكل كلام بمفهوم ووجدان السياديين والاستقلاليين في غير هذا الإطار هو هراء ونفاق وقيض ريح.

من هنا فإن الاحتفالات الرسمية في لبنان بما يسمى زوراً وبهتاناً، “عيد تحرير الجنوب” في 25 أيار من كل سنة، هي احتفالات مسرحية مهينة لذاكرة وذكاء وعقول وتضحيات اللبنانيين، وخيانة فاضحة لدماء الشهداء الأبطال، كما أنها عروض مبتذلة وهزلية واستعراضية مفرغة من كل مضامين الحقيقة والمصداقية والوطنية.

فإن حزب الله الذي زوراً يدعي الانتصار سنة ألفين وتحرير الجنوب هو تنظيم إرهابي وملالوي 100% وشريك لنظام الأسد الكيماوي في جريمة تشريد وقتل واهنة الشعب السوري.

حزب الله الملالوي والإرهابي يعمل ضد لبنان واللبنانيين، وضد العرب وكل الدول العربية. وهو جيش تستعمله إيران لتقويض العديد من الأنظمة العربية ونشر الفوضى والإجرام والمذهبية والفقر فيها، كما هو حال وضعيته الراهنة المفضوحة في كل من سوريا والعراق واليمن ولبنان وغزة وليبيا..

كما أن حزب الله شوه سمعة لبنان واللبنانيين دولياً وإقليمياً كونه يقوم بعمليات إرهابية وإجرامية في العديد من دول العالم خدمة للنظام الملالوي الإيراني، إضافة إلى انخراطه وخدمة لنظام الملالي أيضاً بعمليات تبيض أموال وتهريب مخدرات وأسلحة في العشرات من الدول.

هذا العيد “الكذبة والإهانة".. “عيد تحرير الجنوب” كان فرضه على لبنان المحتل السوري الذي انكشف الآن أمره وسقطت عن وجهه المزيف والحربائي كل أقنعة التحرير والمقاومة والممانعة والعروبة والوحدة الكاذبة، وهو مستمر بقتل أبناء شعبه وتهجيره وتدمير مدنه وبلداته وضبه بالأسلحة الكيماوية.

الآن، وبعد انكشاف فارسية ومذهبية وإجرام حزب الله، وبعد تعري نظام الأسد من كل هو إنسانية، فإنه من الحق والعدل والواجب إنهاء فصول “مسخرة” عيد تحرير الجنوب” وشطبه من سجلات الدولة اللبنانية ومن العقول والذاكرة إلى غير رجعة وغير مأسوف عليه.

وحتى تتوقف مهازل الذمية والتقية...

ومن أجل أن لا تتكرر مأساة حرب تموز 2006، “حرب لو كنت أعلم”، وغيرها من الحروب الجهادية التي يبشرنا فيها السيد نصرالله..

وحتى لا يُستنسخ إجرام غزوة أيار 2008...

وحتى لا تُعاد مسرحيات التحرير والمقاومة الخادعة، وخزعبلات “وحدة المسار والمصير”...

وحتى لا يموت أولادنا مرة أخرى من أجل قضايا خادعة وغير لبنانية...

من أجل كل هذا نطالب بإلغاء القرار الحكومي الذي جعل من 25 أيار عيداً وطنياً، كما نطالب القيادات اللبنانية الوطنية أن تعلن بشجاعة أن حزب الله لم يحرر الجنوب، ولا هو لبناني أو عربي أو حزب تحرير ومقاومة..

إنما نتاج عسكري ميليشياوي أصولي لحقبة احتلال سوريا البغيضة لوطننا، وفرقة عسكرية إيرانية تحتل لبنان وتقيم فيه مربعات أمنية ودويلات خارجة عن شرعية الدولة اللبنانية.

نحن بصدق نريد أن نقطع إجازة العقل ونطلب من القيادات اللبنانية بكافة أطيافها وقف مسلسل التكاذب والدجل والخروج من عقلية وفخاخ التقية والذمية.

مطلوب من حكام لبنان وأحزابه والرسميين ومن كل أفراد الشعب اللبناني السيادي والكياني الشهادة للحق والإعلان بصوت عال بأن حزب الله أعاق وآخر تحرير الجنوب ما يزيد عن 14 سنة، ولم يكن له أي دور في تحريره، وهو انهزم وهزم معه كل لبنان في حرب تموز، وأن لا قيامة للدولة اللبنانية في ظل وجود دويلته واحتلاله وحروبه ومشروعه الملالوي ، كما أن الاستقلال اللبناني لن يصبح ناجزاً وكاملاً قبل عودة أهلنا اللاجئين في إسرائيل معززين ومكرمين وتعويضهم عن كل أنواع الظلم والتجني والافتراءات التي تعرضوا لها.

الكل يعرف، وبالكل نعني أصحاب العقول الراجحة، والضمائر الحية، والجباه الشامخة، والرؤوس العالية، الكل هذا يعرف أن حزب الله لم يحرر الجنوب، بل أعاق وعطّل وأخر تحريره لسنوات، وأن كل ما يبني عليه مشروعية مقاومته منذ عام 2000 وما قبل ذلك هو مفبرك وملفق.

باختصار أكثر من مفيد فإن ما يسمى "عيد التحرير" هو كذبة كبيرة وبالتالي مطلوب شطبه من السجلات الرسمية ومن ذاكرة لبنان واللبنانيين.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الالكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الالكتروني على الإنترنت

http://www.eliasbejjaninew.com

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

الوزير والنائب السابق الدكتور محمد عبد الحميد بيضون ضيف ماجدة داغر في حوار عن الموازنة والقمتين العربية والإسلامية والمفاوضات على ترسيم الحدود وصفقة القرن، عبر اذاعة الشرق على الرابط ادناه

https://www74.zippyshare.com/v/kUeg3FOT/file.html

 

هل تنجح أميركا بإمرار"صفة قرن" برّ- مائية بين لبنان وإسرائيل؟

 الراي الكويتية/30 أيار/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/75318/%D8%A7%D9%84%D8%B1%D8%A7%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D9%83%D9%88%D9%8A%D8%AA%D9%8A%D8%A9-%D9%87%D9%84-%D8%AA%D9%86%D8%AC%D8%AD-%D8%A3%D9%85%D9%8A%D8%B1%D9%83%D8%A7-%D8%A8%D8%A5%D9%85%D8%B1%D8%A7%D8%B1%D8%B5/

كان العالم بأسْره على أعصابه، يحْبس أنفاسَه على وقع غليانٍ غير مسبوقٍ في المنطقةِ القابلةِ للاشتعال بأيِّ رصاصةٍ طائشةٍ أو خطوةٍ غير محسوبة مع بلوغِ المواجهة الأميركية - الإيرانية في بحر المتوسط وبره شفا حربٍ عسكريةٍ شاملة، حين دهمتْ وعلى نحوٍ مفاجئٍ و«عكْس السير» هبّةٌ باردةٌ الجبهةَ المسكونةَ بحربٍ مؤجلةٍ بين إسرائيل و«حزب الله»، فتَقَرَّر التفاهم وبـ«الأحرف الأولى» على الشروع في مفاوضاتٍ بين بيروت وتل أبيب برعاية الأمم المتحدة وبمشاركةٍ أميركية على طاولةٍ، فوقها خرائط النزاع الحدودي البر - مائي وبلوكات النفط والتلال الأمنية وملاءمة خطوط الترسيم للخطوط الزرق والحمر وإمكان زحزحة الجغرافيا بتبادُل الأراضي فوق الأرض وفي قاع البحر.

أما تحت الطاولة فستُحشر المنطقةُ برمّتها، قوسُ أزماتِها وحروبُها بالوكالة وصفقاتها ومعها فوهاتٌ مفتوحةٌ وفائضٌ مناوراتٍ وعمليات كسْب وقت و... كسْب جولات.

ولم يكن عابراً أنه وبالتزامن مع قرْع طبول الحرب وقرقعةِ سلاحها وحشْدِ ما أمكن لردْعها وتَطايُر رسائلها بين الولايات المتحدة وحلفائها وبين إيران وأذرعها وخلاياها النائمة، الإعلانُ المباغتُ عما يشبه إخراجَ الجبهة بين إسرائيل و«حزب الله» من الخدمة بِتَراجُعِهما المتوازي وعلى نحوٍ مثيرٍ خطوةً إلى الوراء عبر كوّةٍ أَحْدَثَتْها الديبلوماسيةُ الأميركيةُ المكوكيةُ أتيح العبورُ منها إلى هنْدسةِ مشروعٍ تَفاوُضي لبناني - إسرائيلي بمشاركةِ الوسيط الأميركي، الذي لم يكن يريده «حزب الله»، وبرعايةِ الأمم المتحدة التي لم تكن ترغب بها إسرائيل، عنوانُه إنهاءُ النزاع الحدودي البري - البحري، وغايتُه المعلَنة التوصل إلى اتفاق في شأن المنطقة النفطية في البحر على النحو الذي يضْمن قيامَ بيئةٍ آمنة للتنقيب الذي باشرتْه إسرائيل «بقلقٍ» ولا يريد لبنان تضييع المزيد من الوقت لبدئه.

فالإدارةُ الأميركيةُ المنْخرطةُ في أوسعِ عمليةٍ لـ«نزْع أنيابِ» إيران (النووي والبالستي) وشلّ أذْرعها كـ«حزب الله» للإجهاز على مشروعها الامبراطوري، انتدبتْ في عزّ الأجواء التي توحي بأن المنطقة قاب قوسين من المواجهة الكبرى، ديبلوماسياً عريقاً يعرف لبنان «عن ظهْر قلْب» للعب دور الوسيط بين بيروت وتل أبيب، هو مساعِد وزير الخارجية لشؤون الشرق الأدنى ديفيد ساترفيلد، الذي استكمل مهمةً كان بدأها العام 2012 فردريك هوف ودَخَل على خطها العام 2014 آموس هوكشتين، وها هو ينجح في إحداث خرْقٍ جَعَلَ بيروت، المصابة بكآبةٍ سياسية من شدةِ أهوال مأزقها الاقتصادي - المالي، تبتسم في استقبالها ووداعها لساترفيلد، الذي قام أخيراً بثلاث جولات مكوكية بين لبنان وإسرائيل في غضون نحو شهر و... الحبل على الجرار.

ما حقّقه ساترفيلد حتى الآن يمكن اختصارُه على النحو الآتي:

• إقرار بيروت، وبعد عنادٍ، بديمومةِ الدور الأميركي كوسيطٍ قادرٍ على ردْم الهوة بين الموقفيْن اللبناني والإسرائيلي وتأمين الضمانةِ لأي اتفاقٍ بين الجانبين، وخصوصاً أن الولايات المتحدة الحريصة على مصلحة إسرائيل، حريصةٌ في الوقت عينه على الاستقرار في لبنان وتمكينه من الإفادة من ثرواته للحيلولة دون تفاقم مأزقه المالي - الاقتصادي، والأكيد أنها معنيةٌ بنزْع أي ذرائع لـ«حزب الله» لجعْل النزاع النفطي مدْخلاً للتفجير.

• إقناع إسرائيل بالموافقة على طلب لبنان رعاية الأمم المتحدة لمفاوضات ترسيم الحدود عبر تطوير عمل اللجنة الثلاثية القائمة حالياً واستناداً إلى القرار 1701، وهي تضمّ ضباطاً أمميين ولبنانيين وإسرائيليين ومهمّتُها النظر بالنقاط المتنازَع عليها على الحدود البرية، وتمكينها تالياً من العمل على رسم خطٍّ أزرق بحري بعد موافقةٍ من الأمم المتحدة، على أن تحْضر الولايات المتحدة على طاولة تلك المفاوضات غير المباشرة كوسيطٍ للوصول إلى اتفاقٍ نهائي وكضامِنٍ لتنفيذه.

• عدم ممانعة إسرائيل تَلازُم التفاوض على ترسيم الحدود البرية والبحرية معاً، وهو ما طالب به لبنان الذي يرى أن نقطة انطلاق الحدود بشقيْها البري والبحري واحدة، هي صخرة «بي -1» في رأس الناقورة الممهورة بعلامةٍ حدودية تعود إلى إتفاق الهدنة العام 1949، ومن شأن اعتمادها تمكين لبنان من الفوز بكاملِ المنطقة الاقتصادية التي تعود إليه حسب القوانين الدولية، غير أن من غير الواضح إذا كانت إسرائيل، التي وافقتْ على التفاوض، سلّمتْ تماماً بالتلازُم بين البري والبحري أم أن موقفها ما زال ينطوي على «تفاصيل تسْكنها الشياطين» التي ربما تكون على صلة بـ«المفاوضات السبّاقة» لترتيب إطار «التفاوض على الطاولة» وسلّته المتكاملة.

لم يكن تجديدُ لبنان التفويضَ للولايات المتحدة للقيام بدور الوسيط مع إسرائيل مجرد تطوّر تلقائي، وخصوصاً أن واشنطن عهدت بالملف إلى ساترفيلد المحكومِ بعلاقةِ «ودٍّ مفقودٍ» مع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، الذي حاصَر أنصارُه يوم كان رئيساً للحكومة العسكرية الانتقالية العام 1989 السفارةَ الأميركية في بيروت على غرار حصار سفارة الولايات المتحدة في إيران العام 1979. وحينها كان ساترفيلد مستشاراً سياسياً وسكرتيراً ثالثاً فاتَخذ قراراً على عجل بقفلِ سفارة بلاده في العاصمة اللبنانية ونقْل طواقمها إلى قبرص، قبل أن يرفض في العام 2003 استقبال عون خلال زيارته لواشنطن أيام التحضير لـ«قانون محاسبة سورية».

وثمة معلوماتٌ عن أن الرئيس عون، «المَشْرقي الهوى» الذي لا يرتاح في العلاقة مع الغرب، قام بعمليةِ جسِّ نبْضٍ لإمكانِ اضطلاع روسيا بدور الوسيط لترسيم الحدود بين لبنان وإسرائيل انطلاقاً من العلاقة الوثيقة التي تربط موسكو بكل من تل أبيب وبيروت، رغم النصيحة التي أسداها له «حزب الله» - الذي لا يأتمن الجانب الروسي انطلاقاً من التجربة في سورية - بأنه سيكون من الصعب التوصل إلى نتيجة في هذا الاتجاه. وهو ما حصل فعلاً رغم فائض الودّ الذي أبداه عون للرئيس الروسي فلاديمير بوتين حين طالبه باستمرار دعم مسيحيي الشرق.

ومن غير المستغرب القول إن «حزب الله» كان الأكثر ارتياباً من دور الوسيط الأميركي، انطلاقاً من اعتقاده أنه «غير نزيه» ومُغالٍ في انحيازه إلى إسرائيل، لكن الأشدّ وطأة أن معاودةَ طرْحِ قضيةِ ترسيم الحدود مع إسرائيل اقترنتْ مع حركةٍ ديبلوماسية أميركيةٍ بلا قفازاتٍ في اتجاه بيروت تَرَكَّزَتْ على الضغط على «حزب الله» والعمل على محاصرته، وتولاها مارشال بيلينغسلي وديفيد هيل وساترفيلد وتوّجها وزير الخارجية مايك بومبيو الذي شنّ من بيروت الهجوم الأعنف والأكثر ضراوة على الحزب وسلوكه وعلاقته بإيران.

وفي ظل هذه الحرب الأميركية الناعمة على «حزب الله» طَرَحَتْ الدوائر القريبة منه إمكان اللجوء إلى أوروبا بديلاً عن الولايات المتحدة للتوسط في حلّ النزاع الحدودي مع إسرائيل، استناداً إلى ثلاث حقائق هي:

• ان المنطقة البحرية المتنازَع عليها تضمّ شركتين أوروبيتين من أصل ثلاث (توتال الفرنسية وإيني الإيطالية)، وتالياً فإن من مصلحة أوروبا الاضطلاع بدور التحكيم بين لبنان وإسرائيل لضمان الأمن في منطقة الثروة النفطية والغازية المتنازَع عليها.

• ان أوروبا هي الزبون الوحيد لتصريف الثروة الدفينة في المناطق البحرية للبنان وإسرائيل ومصر والفلسطينيين، والتي تقدَّر بنحو 22 مليار متر مكعب من الغاز ومليار برميل من النفط، ما يجعل أوروبا صاحبةَ نفوذ قوي في هذا الملف الذي لم تُبْدِ حياله الاهتمام الكافي حتى الآن.

• ان دولاً أوروبية، كفرنسا وألمانيا، أثبتتْ أنها أقل انحيازاً من الولايات المتحدة في مقاربةِ ملفات الشرق الأوسط، ومنها الوضع في سورية والموقف من الملف النووي الإيراني، الذي مزّقتْه واشنطن واهتمّت أوروبا بالبحث عن وسائل لاستمرار تعويمه.

ولم تحظ هذه «الفكرة» بأيّ فرصةٍ. إذ لا تكفي الرغبة اللبنانية للاتيان بإسرائيل إلى طاولة الترسيم، فيما لا تملك أوروبا لا الترف في منافسة الولايات المتحدة ولا القدرة أيضاً... وهكذا سَقَطَ الخيار الروسي الذي عمل من أجله عون، ولم يُكتب النجاحُ للخيار الأوروبي الذي نُسِب إلى «حزب الله»، ولم يَعُدْ في الميْدان سوى الولايات المتحدة.

وثمة مَن يعتقد في بيروت أن هذه الوقائع غير كافية لفهْم الدوافع التي أَمْلَتْ على «حزب الله» إطفاء محركاته والتسليم بالوساطة الأميركية والتعاطي معها على نحو إيجابي في ظل بلوغ الهجمة الأميركية عليه وعلى إيران ذروتَها عبر عقوباتٍ تزداد صرامة لتجفيف تمويله على قاعدة «صفر دولار»، ووضْع الحرس الثوري الإيراني على لائحة الإرهاب ومن ثم الانتقال بالعقوبات على إيران إلى «صفر تصدير للنفط».

فالمرونةُ المفاجئة في موقف «حزب الله» عبر فتْحه الطريق أمام تطوّرٍ مزدوج «ما فوق عادي» في دلالاته وتوقيته تجلّى في الموافقة على التفاوض مع إسرائيل - العدو وبوساطة الأميركيّ - المُنْحاز، أثارتْ شهيةَ «التنقيب» عن الأسباب الموجبة التي دفعتْ حزباً إقليمياً، يشكل رأسَ حربةِ المشروع الإيراني في المنطقة ويحلو التعاطي معه كـ«عقلٍ استراتيجي»، إلى الجلوسِ على المَقاعد الخلفية في مفاوضاتٍ لبنانية - إسرائيلية تتطلّب في أبعادها الاعتراف ولو الضمني بحدود «دولة إسرائيل».

تأويلاتٌ واجتهاداتٌ ومُقارَباتٌ وتحليلاتٌ انصبّت على قراءةِ موقفِ «حزب الله» وراوحتْ على النحو الآتي:

• حرْص «حزب الله، الذي ازداد انخراطُه في الدولة ومؤسساتها إلى الحدّ الذي ولّد انطباعاً بأنه يديرها بـ«وهجه»، على تسهيلِ عملية التفاوض لتمكين لبنان، المترنّحِ على حافةِ هاويةٍ اقتصادية - مالية، من تعويض التأخير في عملية استخراج النفط والغاز في المنطقة المتنازَع عليها مع إسرائيل، وتَفادي اتهامه بحرمان البلاد من تلك العائدات لتَمَسُّكه بمعادلة «كل شيء أو لا شيء»، وتالياً فإن دوافعَه بحت اقتصادية ومئة في المئة.

• الاعتقاد بأن«حزب الله»، الذي يتوقّع حرباً لا يريدها لِما ستُلْحِقُهُ من أضرار مدمّرةٍ ليس على بنيته فحسب بل على بيئته وعلى ما أنجزه من مكانةٍ مرموقة في إدارة البلاد عبر إمساكه بالتوازنات، يرى أن حلّ النزاع الحدودي مع إسرائيل عبر انخراط لبنان في مفاوضاتٍ ربما تكون مديدة من شأنه إبعاد شبحِ حربٍ غالباً ما كان يقال عنها إنها ستكون على طريقة «يا قاتل يا مقتول».

• تَبَدُّل أولويات «حزب الله» بانتقاله من «مقاومة ضدّ العدو الإسرائيلي» إلى ذراعٍ طويلة في المشروع الإيراني، وهو ما تجلّى في الاتكاء على القرار 1701 وانتشار«اليونيفيل» المعزَّزة في العام 2006 لإدارة الظهر لإسرائيل وتصويب بندقيّته نحو الداخل اللبناني أولاً في 7 مايو 2008 لكسْر التوازنات السياسية، قبل أن يتحوّل إلى «جيشٍ» عابرٍ للحدود يُقاتِلُ تحت الراية الإيرانية في شمال العالم العربي، (سورية، العراق، إضافة إلى لبنان)، وهو الآن يمهّد للانخراط في المواجهة ضد جنوبه (الخليج) ما يجعل مفاوضات ترسيم الحدود مع إسرائيل فرصةً لـ«إراحته».

ومهما قيل عن دوافع «حزب الله» الفعلية أو الافتراضية لتسهيل التفاوض مع إسرائيل برعايةٍ أميركية، فإن السؤال الأهمّ والأكثر إثارة هو عن مغزى تسليم إسرائيل بالمَطالب اللبنانية تمهيداً للانتقال إلى الطاولة المثلثة الضلع، وخصوصاً أن مَن يدقق في مجريات البريد المتنقّل بين بيروت وتل أبيب عبر الحركة المكوكية لساترفيلد يكتشف تقديمها ثلاثة تنازلات تمثّلت في الموافقة على رعاية الأمم المتحدة للمفاوضات، وتسليمها الذي لا مفرّ منه بتلازُم ترسيم الحدود البرية والبحرية، وقبولها بتَجاوُز ما يُعرف بـ«خط هوف» الذي يحرم لبنان نحو 360 كيلومتراً مربّعاً من المنطقة الاقتصادية الخالصة العائدة له.

وفي قراءةٍ لهذا التحوّل الإسرائيلي الذي أشاع أجواء إيجابية في بيروت، توقّفت دوائر مراقبة عند التقديرات الآتية:

• رغبة إسرائيل بتعزيز حال المهادنة مع «حزب الله» وتحصينها بالتفاوض وجهاً لوجه مع لبنان في اللحظةِ التي تحتاج تل أبيب إلى «التفرّغ» لمواكبة مشروع السلام الأميركي في شأن القضية الفلسطينية المعروف بـ«صفقة القرن»، وتسريعها الخطى نحو إرساء حدودها على الجبهات كافة مع «نقْلها فلسطين» من مكان إلى مكان.

• إبداء إسرائيل مرونة متعمّدة وكأنها تريد إخراج لبنان وإخراج الجبهة معه «من العمل» تجنباً لاستخدامها منصةَ للرسائل الإيرانية، وخصوصاً أن تل أبيب بدت كمَن ينأى بنفسه عن المواجهة الأميركية - الإيرانية لحظة بلوغ ذروتها بعدما كانت تصبّ الزيت على النار. ومَن يراقب مواقف المسؤولين فيها أخيراً يكتشف كيف أطفأت محرّكاتها وتصرّفتْ على أنها غير معنية.

والأهمّ في هذا السياق، بحسب الدوائر المراقبة، أن استجابة إسرائيل المفاجئة لمَطالب لبنان هي أشبه بـ«يقظة غير برئية»، وتنطوي على تبدل تكتيكي في أدائها يؤشر إلى أنها باشرتْ العمل على نزْع الذرائع من أمام «حزب الله» وسلاحه على جبهة جنوب لبنان بعدما نجحتْ في قفْل جبهة جنوب سورية بوجهه.

وفي اعتقاد هذه الدوائر أن لبنان الذي باشر بطلب ضماناتٍ من إسرائيل عبر ساترفيلد سيُطالَب بضماناتٍ مماثلة من إسرائيل، وهو ما بدأ التحوّط له في بيروت وعبّر عنه علنية كلامٌ نٌقل عن رئيس البرلمان، شريك «حزب الله» في الثنائية الشيعية، نبيه بري عَكَسَ مخاوف من قطب مخفية لربْط مصير سلاح «حزب الله» بالمفاوضات.

وسادتْ في بيروت مع الجولة الجديدة من المباحثات التي أجراها ساترفيلد اول من أمس مع كبار المسؤولين اللبنانيين أجواء راوحتْ بين الإيجابية والحذَر، وربما تصبح أكثر وضوحاً مع انتظارِ إجاباتٍ من الوسيط الأميركي الذي تَقرَّر أن يهاتِف إسرائيل أو يزورها من جديد.

الورقة اللبنانية... 6 نقاط «صامِدة»

عُلم من مصادر مواكبة لعملية «الأخذ والردّ» بين الجانبيْن اللبناني والإسرائيلي عبر وساطة ديفيد ساترفيلد، أن الورقة اللبنانية التي شكلت أساساً لهذه الورشة تضمّنت 6 نقاط هي:

تَلازُم ترسيم الحدود البرية والحدود البحرية وعدم الفصل بينهما، وخصوصاً أن نقطة انطلاق الحدود البرية في حد ذاتها هي نقطةُ انطلاقٍ للحدود البحرية.

أن يكون التفاوض برعاية الأمم المتحدة وبحضور المفاوض الأميركي، على أن تتولى الأمم المتحدة تدوين المَحاضر.

أن يكون الأساس والمرجع في التفاوض القوانين والأعراف الدولية ذات الصلة بالموضوع، وهو ما قد يفترض الاستعانة بخبراء تقنيين وقانونيين.

أن يقبل كل جانب بتعديل حدوده البحرية بعد الانتهاء من التفاوض مباشرة وإبلاغ الأمم المتحدة بها، وفق الخرائط المتفَق عليها.

أن يكون التفاوض مستمراً للوصول الى الحلّ النهائي على ألا يُحدّد بفترة زمنية وألا يكون مجرّد إضاعة للوقت أو لتمرير أمرٍ واقعٍ معيّن.

أن يؤدي هذا الحل لوضع آلية محدّدة لاستخراج الثروة النفطية من الحقول المشترَكة في حال وجودها بالقرب من الحدود البحرية الجنوبية.

من هوف إلى ساترفيلد خطٌّ شائكٌ و... شكوك

تعود حكاية «إبريق النفط» اللبنانية التي وَضَعَتْ ملف ترسيم الحدود البحرية مع قبرص وإسرائيل وسورية على النار إلى العام 2007، وأوّل الغيث كان ترسيم الحدود مع قبرص عبر خطّ موقت لم يَخْلُ من الارتباك لأسباب تقنية قبل أن يصار إلى تصويب الأمر.

لكن الفصول الأكثر إثارة في مسار هذا الملف بدأتْ مع ترسيم إسرائيل حدودها البحرية مع لبنان من جانبٍ واحد وإيداعها خرائطها الأمم المتحدة في يوليو 2011 استناداً إلى الخط الموقت بين لبنان وقبرص ونقطة ارتكازه.

بعد هذا التطور، عاود لبنان في أكتوبر 2011 رسْم حدوده البحرية مع قبرص وإسرائيل وسورية عبر مرسوم تضمّن الإحداثيات التي اعتمدها، فتبيّن أن الترسيم الإسرائيلي استولى على 860 كيلومتراً مربّعاً عائدة للمنطقة الاقتصادية الخالصة للبنان.

وفي العام 2012 باشرت الولايات المتحدة وساطةً بين بيروت وتل أبيب تولّاها الديبلوماسي فريدريك هوف، الذي اقترح تَقاسُم المنطقة المتنازع عليها عبر حصول لبنان على 500 كيلومتر مربع وإسرائيل على 360، وهو ما عُرف لاحقاً بـ«خط هوف» الذي رَفَضَه لبنان.

في العام 2014 تولّى الموفد الأميركي آموس هوكشتين المهمّة عن هوف، وتقدّم بمسودة اقتراح يعطي لبنان 600 كيلومتر مربع من المنطقة المتنازع عليها، لكن وساطته تعطّلت مع انتهاء ولاية الرئيس باراك أوباما.

بين عاميْ 2014 و 2019 دخل ملف الترسيم البحري غيبوبةً طويلة، باشرتْ خلالها إسرائيل عملية الحفر في حقل «كاريش»، وهو على تماس مع الحدود اللبنانية وربما يكون متداخِلاً مع الحقول اللبنانية.

وارتبطتْ معاودة تعويم الوساطة الأميركية في 2019 عبر ديفيد ساترفيلد مع حاجة إسرائيل ولبنان إلى استقرار يتيح للشركات الكبرى الاستثمار في مناخ آمِن، فإسرائيل ترغب بمواصلة الحفر واستخراج الغاز والنفط من دون عواقب أو أخطار مستقبلية، في حين أن لبنان سيباشر عملية الحفر عبر «توتال» الفرنسية في الحقل رقم 4 في الفصل الأخير من هذا العام على أن يبدأ العمل في البلوك رقم 9 المتنازَع عليه في العام 2020.

طاولة الناقورة إلى حُلّة جديدة

تتركّز المناقشات التي يجريها ديفيد ساترفيلد في بيروت وتل أبيب على وضع اللمسات الأخيرة على الحلّة الجديدة لطاولة المفاوضات في الناقورة، البلدة اللبنانية التي تحوّلت «عاصمة» للقوة الدولية العاملة في الجنوب منذ العام 1978.

فهذه الطاولة استضافت اجتماعات اللجنة الثلاثية (الأممية، اللبنانية والإسرائيلية) لحل مشكلة النقاط المتنازَع عليها في البر بعد ترسيم الخط الأزرق، ولمعالجة قضايا طارئة تتعلّق بالأمن على الحدود.

الطرفان اللبناني والإسرائيلي يجلسان في غرفة واحدة وعلى الطاولة عيْنها، وبينهما قائد قوة «اليونيفيل»، لا يتبادَلان النقاشات مباشرةً (فالمفاوضات غير مباشرة). كل طرف يتوجّه بالكلام للجنرال الأممي فيتلقى الردّ من الطرف الآخر وهكذا دواليك.

ومن المنتظر أن تشهد الطاولة تعديلات جوهرية، أهمّها حلول ضيف جديد، هو الوسيط الأميركي، وتوكيله المناقشات حول النزاع البحري، إضافة الى البري وتدوينها المَحاضر وتأمينها الإحاطة اللوجستية، وربما تَوسُّع نطاقها بانضمام خبراء وديبلوماسيين بعدما كانت تقتصر على الجنرالات.

 

إسرائيل تكشف عن النفق "الأهم والأضخم" لحزب الله

سبوتنك/الخميس 30 أيار 2019/نظَم الجيش الإسرائيلي، اليوم الأربعاء، جولة للصحافة على الحدود مع لبنان، وسمح لأول مرة للصحفيين بالدخول إلى النفق الهجومي الخارق للحدود، وزعم أن "حزب الله" حفره انطلاقا من قرية رامية، ويخترق الحدود الإسرائيلية لمسافة 77 وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، إنه "تم حفر النفق لمسافة 680 مترا داخل لبنان و77 مترا داخل إسرائيل وعمقه يبلغ 82 مترا". وكشف الجيش الإسرائيلي داخل النفق عن "مواد هندسية كثيرة ساعدت في أعمال الحفر المعقدة، بالإضافة إلى بنيات تحتية متنوعة تشمل الكهرباء والاتصالات وفتحات للهواء وغيرها.

وأعلن الجيش "أنه بدأ عملية تدمير النفق حيث سيكون غير صالح للاستخدام بأي شكل". وقال أدرعي "لقد تابعنا حفر الأنفاق منذ سنوات طويلة وقمنا ببناء وتطوير قدرات تكنولوجية وهندسية تمكنا من خلالها بمفاجأة العدو وكشف وإحباط الأنفاق قبل أن يستكمل أعمال الحفر". وتابع "تم حفر هذا النفق تحديدا من قرية رامية الشيعية. وتم تدميره بصورة نهائية في عملية نوعية تثبت تفوق إسرائيل أمنيا، عسكريا وتكنولوجيا واستخباريا على أعدائها" وأضاف "سيبقى في داخل إسرائيل جزء من النفق لأغراض مختلفة منها التدريب والدراسة والزيارات". وكان الجيش الإسرائيلي قد أعلن في 13 من شهر كانون الثاني/ يناير الماضي، انتهاء عملية درع الشمال التي بدأها الجيش في 4 ديسمبر الماضي، بعد اكتشاف وتدمير 6 أنفاق تمتد من قرى الجنوب اللبناني إلى الداخل الإسرائيلي.

 

عميد متقاعد يهاجم باسيل... "ولد عاق"

القناة 23/الخميس 30 أيار 2019/هاجم العميد المتقاعد فؤاد الأشقر رئيس التيار الوطني الحر الوزير جبران باسيل، مشبّهاً مواقفه الأخيرة من الموازنة العامة بتصرفات "الولد العاق". وكتب الأشقر على صفحته الخاصة عبر فيسبوك :"التيار خرج من رحم المؤسسة العسكرية، كلام سمعناه عدة مرات من رئيس التيار الوطني الحر، ولكن التصرف بوضع الموازنة أظهر ان الفعل غير الكلام". وتابع الأشقر "هذا التصرف يذكرنا بالولد العاق الذي يرضع من صدر والدته وعندما ينتهي يقوم بعض الصدر الذي غذّاه". وفي منشوره، توجه الأشقر إلى التيار الوطني الحر بالقول: "أنتم لم تخسروا عطف العسكريين وعائلاتهم فقط، بل خسرتم تأييد الشعب حتى المنتمين الى "التيار"، وختم "المواطنون سيختارون الجيش الذي هو الحزب الأكبر في لبنان". يذكر أن العميد المتقاعد، كان اعتقل في 13 تشرين عام 1990 من قبل الجيش السوري، وهو من المقربين من الرئيس ميشال عون حيث رافقه ضابطاً وقائداً للجيش وزعيماً لـ "التيّار" ولا يزال حتى الآن بالرغم من فتور العلاقة. وأقر مجلس الوزراء يوم الاثنين الموازنة العامة لعام 2019 بموافقة باسيل ووزراء التيار بعد جلسات مطولة.

 

واشنطن: اثر العقوبات بدأ يظهر على حزب الله

وكالات/30 أيار/2019/اعتبرت وزارة الخارجية الأميركية، اليوم الأربعاء، أن "سياسة الضغط القصوى على إيران ناجحة"، معتبرةً أن "أثر العقوبات بدأ يظهر على حزب الله وحماس والميليشيات في العراق".

واشارت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية الى ان "حوارنا مع طهران مرهون بوقف تحكمها ببيروت ودمشق وصنعاء ووقف القتل والهجمات ووقف رعايتها للإرهاب". وأضافت الخارجية أن الوزير مايك بومبيو لم يبت بعد في تمديد الإعفاء الأميركي على واردات العراق من الكهرباء الإيرانية. من جهة ثانية، اعلنت الخارجية أن تركيا أفرجت عن عالم فضاء من وكالة ناسا يحمل الجنسية الأميركية كان معتقلا لديها.

 

 كيف علّق زياد عيتاني على الحكم النهائي بحق الحاج وغبش؟  

جريدة الجمهورية/الخميس 30 أيار 2019/علّق الممثل زياد عيتاني على الحكم النهائي بحق المقدم سوزان الحاج والمقرصن ايلي غبش وكتب على حسابه الخاص على فيسبوك:" اسمي زياد عيتاني، ابن حي صغير بمنطقة بتشبه هالناس الطيبة، والله. لو وضعوا بهالبلد الشمس بيميني والقمر بيساري لحول قضيتي الى طائفية، يشهد الله اني مستعد يتآكل لحمي، ولا حول لجريمة ارتكبت بحقي، لجريمة بحق البلد."  وأرفق ما كتبه بالهاشتاغ التالي : "#مستمر _بدعوتي_والروس_الكبيرة_سأكشفها". وأضاف: "لو الفبركة بتكلف 200 الف، كنت فبركتو لحالي ودفعتهم وما قعدت 109 ايّام اكتر منها".

 

بتوجيهات بكركي.. التراجع عن الشكاوى بحق الاسمر

الخميس 30 أيار 2019/افاد موقع mtv أنّ الرابطة المارونيّة والمؤسّسة المارونيّة للانتشار قرّرتا، بتوجيهات من بكركي، التراجع عن الشكاوى الجزائيّة بحقّ بشارة الأسمر، وهو ما يُعتبر تمهيداً لإقفال هذا الملف بشكلٍ نهائي قضائيّاً.

وذكر الموقع ان الأسمر طلب موعداً لزيارة البطريرك مار بشارة بطرس الراعي.

 

ديب: أرقام تملك السوريين في لبنان تثير الريبة

المركزية/الخميس 30 أيار 2019/لفت النائب حكمت ديب في تصريح في المجلس النيابي الى خطورة تملك السوريين شققا ومساكن في لبنان، وقال: "الموضوع من الخطورة بمكان انه تجب معالجته بصورة سريعة تداركا للاسوأ، إذ إن له علاقة بتملك الاخوة السوريين في لبنان خلافا لما ينص عليه الدستور، وتحديدا الفقرة "ط" من مقدمته التي تنص على أن أرض لبنان واحدة لكل اللبنانيين، ولكل لبناني الحق في الاقامة على أي جزء منها والتمتع به في ظل سيادة القانون، فلا فرز للشعب على أساس الانتماء ولا تجزئة ولا توطين". ولا يقول الدستور في مقدمته اذا كان هذا التوطين يتعلق بالفلسطينيين او الاردنيين او الايطاليين او السوريين. عندما نستشعر أن هناك خطر توطين يجب منع تملك الجهة الاجنبية التي تتملك بصورة كبيرة، والمادة الاولى من قانون تملك الاجانب تنص على انه لا يجوز تملك اي حق عيني من اي نوع كان لأي شخص لا يحمل جنسية صادرة عن دولة معترف بها، او لاي شخص اذا كان التملك يتعارض مع احكام الدستور لجهة رفض التوطين". أضاف: "ما يحصل الآن، بالأرقام، هو أن نسبة هائلة من الاخوة السوريين تتملك في لبنان، ونستشعر أن هذا الامر خلفيته ليست تملكا خاصا، بل هناك أمر آخر. منذ سنة 1969 حتى 2010، زاد التملك حدود المعقول وما دون المعقول، لكنه قفز منذ سنة 2011 حتى 2015 ليصل الى 5 ملايين و455 الفا و 594 مترا مربعا". وقدم ديب رسما بيانيا يظهر "تأثير الحرب السورية على تملك السوريين في لبنان وكيف تصاعدت الارقام منذ بداية الحرب هناك، وهذا الامر يجعلنا نطالب الحكومة بالمسارعة الى اتخاذ قرار بوقف تملك السوريين، ويثبت أن مخاوفنا في محلها. عندما يكون هناك ملايين الأمتار المربعة التي تستملك، معنى ذلك ان هناك أمرا آخر يتجاوز السكن الخاص. حتى في الخاص نحن دائما نعترض ان تكون المخيمات من الباطون وغيره، اي ان تعطى شكلها الدائم، فكيف بالحري اذا كان هناك تملك لارض وشقق في لبنان؟"

وأشار الى ان "نسبة التملك كبيرة في البقاع ولاسيما في بعلبك وزحلة وطرابلس، وفي بيروت هناك رقم لافت هو 85 الف متر مربع، وهو رقم كبير، ناهيك بالشوف والمتن وبعبدا وعاليه، وهنا نطلب ونصر ان تتخذ الحكومة قرارا بوقف هذا التملك لانه يتعارض مع احكام الدستور وقانون تملك الاجانب، وهناك ما يثير الريبة".وختم: "كلنا نعرف ما يحكى في الاروقة عن أن هناك مخاوف جدية من بقاء السوريين في لبنان، ولكن من حق اللبنانيين وحق السوريين ان يعودوا الى بلادهم مرفوعي الرأس. هذه الملايين من الامتار هي أرقام مخيفة أضعها برسم الرأي العام وبرسم المسؤولين، خصوصا الحكومة، التي عليها أن تسارع الى اتخاذ قرار تماشيا مع الدستور واحتراما لمقدمته وقانون تملك الاجانب".

 

العقوبات المالية الخيار الأول لواشنطن في مواجهة حزب الله

العرب/31 أيار/2019

صوت إيران في بيروت

واشنطن – قال المبعوث الخاص للولايات المتحدة حول إيران برايان هوك إن حزب الله بات يواجه أزمة مالية بسبب العقوبات على إيران. وأضاف الدبلوماسي الأميركي أن الولايات المتحدة تريد لبنان بلدا مستقلا فيما تريده إيران تحت سيطرتها. ويعكس كلام هوك على الوضع اللبناني رؤية أميركية جديدة تضع لبنان وحزب الله داخل دائرة الأهداف الأميركية في المنطقة في معرض التصعيد ضد إيران، خاصة وأنه جاء بعد ساعات على تأكيد وزارة الخارجية الأميركية أن العقوبات الاقتصادية ضد إيران بدأت تؤتي أوكلها. ورصد مراقبون تركيز هوك الحديث على الجهد الأميركي في فرض العقوبات الاقتصادية وكأنه لا يزال الخيار الاستراتيجي الأول للإدارة الأميركية للضغط على إيران وأذرعها في المنطقة على الرغم من الحشد العسكري الذي دفعت به واشنطن إلى المنطقة منذ أسابيع. وترصد الولايات المتحدة بشكل دقيق تراجع الوضع المالي لحزب الله بسبب العقوبات التي فرضتها إدارة الرئيس دونالد ترامب على إيران، وبسبب العقوبات المباشرة التي فرضتها واشنطن على حزب الله وشبكاته المالية المحلية والدولية منذ عهد إدارة الرئيس السابق باراك أوباما. وتنقل المعلومات في لبنان أن الحزب ينتهج سياسة مالية متقشفة باتت واضحة للعيان. وطالت الأزمة المالية التي يعاني منها الحزب قطاعات مدنية وعسكرية على السواء، وأن مؤسسات كثيرة تابعة للحزب قد عمدت إلى وقف برامجها وتقليص أنشطتها وخدماتها وتسريح المتعاقدين معها. فيما طالت إجراءات التقشف رواتب المتفرغين داخل صفوف الحزب لاسيما جانب من كوادره وأفراده العسكريين.

وكان ملفتا للمراقبين صمت حزب الله حيال التطور اللافت الذي طرأ على ملف النزاع الحدودي بين لبنان وإسرائيل. وقال هؤلاء إن “الأفكار” التي قدمها رئيس الجمهورية ميشال عون للسفيرة الأميركية في بيروت إليزابيت ريتشارد، والتي أدت إلى عودة مساعد نائب وزير الخارجية الأميركية ديفيد ساترفيلد للعب دور الوساطة بين البلدين، تُعد تحولا في موقف بيروت وحزب الله على السواء. وترى أوساط سياسية لبنانية أن حزب الله بات مدركا بأن أزمته لم تعد عرضية وأن طورا جديدا طرأ على المزاج الدولي سيفرض على إيران وأذرعها تموضعا جديدا. وأضافت أن حزب الله قد بدأ فعلا بإعادة مقاتليه من سوريا، ليس فقط بسبب الشحّ المالي، بل بسبب فقدان السقف العسكري الذي كانت تؤمنه روسيا في بعض المناطق، بما أوحى بأن موسكو تشارك الولايات المتحدة وإسرائيل التدابير المتخذة لتقليص تواجد حزب الله في سوريا وليس فقط على حدودها الجنوبية مع إسرائيل. ولم يعد باستطاعة إيران تأمين التمويل السابق للحزب والذي يقدر بحوالي 700 مليون دولار. ويأتي هذا التمويل من عائدات النفط التي تعرضت للانهيار بسبب سياسة تصفير بيع النفط الإيراني التي تفرضها واشنطن على طهران وزبائنها.

الأزمات تلاحق الحزب الموالي لإيرانالأزمات تلاحق الحزب الموالي لإيران

ويأتي إعلان المسؤول الأميركي ليؤكد تقارير صحافية أميركية، لاسيما في صحيفة الواشنطن بوست والتي نشرت أن حزب الله اتخذ سلسلة إجراءات تقشف، بما فيها سحب جزء ملموس من مقاتليه من سوريا. وتتحدث معلومات من داخل البيئة الشعبية التقليدية للحزب أن الأزمة المالية للحزب باتت تمس شرائح اجتماعية وعائلات اعتادت العيش مستندة على ميزانيات الحزب والرواتب التي يؤمنها. وعلى الرغم من أن الحزب يجاهر بقدراته العسكرية ويستمر بتهديد إسرائيل بصواريخه، إلا أن بعض التقارير تحدثت عن أن حالات التسريح طالت الجسم العسكري بما يطرح أسئلة حول مستقبل الوظيفة العسكرية للحزب في لبنان والمنطقة. وفيما تؤكد معلومات أخرى أن الإجراءات التقشفية لم تطل الجسم المركزي العسكري الذي حافظ أفراده على رواتبهم كاملة، أكدت المعلومات أن الإجراءات طالت الامتيازات والتعويضات الملحقة. ونقل عن مصادر إعلامية أن الشبكات الإعلامية التابعة لحزب الله وفي مقدمتها قناة المنار الفضائية تعيش أزمة تمويل كما تلك التي أصابت كافة المنابر الإعلامية التابعة لإيران في المنطقة. وتتحدث أوساط الحزب عن الأزمة المالية بصفتها ضغوطا تمارس من ضمن سياق الحرب الاقتصادية التي تخاض ضد إيران. وتعوّل هذه الأوساط ضمنا على نهاية هذه الأزمة وفق سيناريو الاتفاق دون أن تستبعد حصول صدام عسكري ما. وتقول مصادر دبلوماسية في بيروت إن حزب الله بات يعوّل على وجوده السياسي داخل الحكومة اللبنانية مقابل عجزه عن تمويل الخدمات الاجتماعية التي كان يوفرها داخل بيئته الحاضنة لدى الطائفة الشيعية، لاسيما في الجنوب والبقاع الشمالي. ويضيف هؤلاء أن الحزب بات حريصا على دفع الدولة اللبنانية للقيام بجهود إنمائية بعد أن كان يتصرف بارتياب إزاء تدخل الدولة، وأن هذا التحول هدفه تخفيف تلك الأعباء المالية عن الحزب. وتقول مصادر داخل الطائفة الشيعية إن تمويلات الحزب كان هدفها أن تقدم الطائفة أبناءها لخوض معاركه في لبنان والخارج، وأن توقف الحزب عن توفير العامل المالي وإيكاله إلى الدولة سيهز الأركان الأساسية لعلاقة الشيعة بالحزب.

 

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الخميس 30/05/2019

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون لبنان"

هل أقفلت إسرائيل دكانها الحكومي وكذلك اللبناني؟ وما هو تأثير حل البرلمان حتى الإنتخابات في أيلول؟ وهل يعني ذلك أن لا تفاوض مع لبنان حول الترسيم الحدودي البحري والبري؟

مقر قيادة اليونيفيل في الناقورة كان قبل حل البرلمان الإسرائيلي وعرقلة تأليف الحكومة يعمل على تحضيرات للمفاوضات اللبنانية-الإسرائيلية برعاية أميركية ودولية لترسيم الحدود.

مراجع دبلوماسية نصحت لبنان بالفصل بين ترسيم الحدود البحرية وبين الترسيم البري.

كذلك نصحت المراجع نفسها استعجال إقرار الموازنة العامة في البرلمان إذا كانت هناك نية وإرادة بالإفادة من مقررات مؤتمر سيدر.

وتعقد لجنة المال النيابية جلسة يوم الاثنين، تليها جلسات بعد عيد الفطر ثم المصادقة في الهيئة العامة.

وفي المنطقة الوضع المتوتر متواصل في ظل تهديدات متبادلة بين واشنطن وطهران وسط قمة خليجية وأخرى عربية تليها غدا قمة إسلامية.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون ان بي ان"

الموازنة ... إلى مجلس النواب در حيث تنتظرها ورشة واسعة تبدأ في لجنة المال مع جلسة مخصصة لقراءة الفذلكة يوم الأثنين، وتعقبها بعد عيد الفطر جلسات مكثفة قبل أن تحط في قاعة الهيئة العامة.

وفي كلا اللجنة والهيئة تخضع الموازنة لنقاشات معمقة وجدية وتمحيص دقيق بحيث لا تمر مرور الكرام في المؤسسة التشريعية الأم التي وصل إليها اليوم مشروع الموازنة وفذلكتها.

الإندفاعة النيابية باتجاه الموازنة لن تحد منها إشكالية الربط بين الموازنة وقطع الحساب، ولاسيما أن وزير المال علي حسن خليل لفت إلى أن وزارته قامت بجهد كبير وأنجزت كل ما عليها، وأرسلت حسابات المهمة ومشاريع قطع الحساب منذ العام 1993 وحتى العام 2017 إلى ديوان المحاسبة ومجلس الوزراء، وهي تأمل أن تنجز بسرعة ليكتمل المشهد الدستوري بالموازنة وقطع الحساب.

الوزير خليل أوضح أن هذا الأمر أصبح في عهدة ديوان المحاسبة، لافتا إلى أن رئيسي الجمهورية والحكومة حرصا في الجلسة الأخيرة لمجلس الوزراء على حث الديوان على إنجاز قطوعات الحساب بالتوازي مع عمل مجلس النواب لإقرار الموازنة وفق الأصول قائلا أن هذا ما نطمح إليه.

على المستوى الإقليمي تتسارع الأحداث والتطورات ومحاورها الرئيسية الإشتباك الأميركي - الإيراني والخليجي الإيراني وصفقة القرن.

هذه المحاور وغيرها الكثير تحضر على طاولة القمم الثلاث الخليجية والعربية والإسلامية التي تستضيفها مكة المكرمة اليوم وغدا.

أما صفقة القرن فقد تلقت صفعة بعد حل الكنيست الإسرائيلي، واتخاذ قرار بإجراء إنتخابات جديدة في أيلول المقبل،الأمر الذي جعل كيان العدو من دون قيادة فعلية ودفع الولايات المتحدة إلى الإعلان عن تأجيل نشر تفاصيل الصفقة إلى ما بعد تلك الإنتخابات.

هذا التأجيل دفع صائب عريقات إلى الحديث تهكما عن "صفقة القرن المقبل" وهو تهكم بلغ بلا شك مسامع عراب الصفقة جاريد كوشنير الذي حط في تل أبيب في إطار جولة تهدف للترويج لهذا المشروع.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون او تي في"

بعد عاصفة النقاشات في مجلس الوزراء، وما استتبعها من حملة ضد بدء تطبيق خطة إقفال وزارة المهجرين، بإعطاء كل ذي حق حقه، هدوء نسبي على المستوى الداخلي، في انتظار جلسة لجنة المال والموازنة العاشرة والنصف من صباح الإثنين المقبل، والتي تخصص لمناقشة فذلكة مشروع قانون موازنة 2019 وقانون تمديد تطبيق القاعدة الاثني عشرية...

وعلى عتبة بدء النقاش النيابي في الموازنة، عين اللبنانيين على قطوعات الحساب الموعودة، والتي دون إقرارها قانونا حتى الآن عقبات معروفة، على رغم النجاح المحرز حتى الآن في إحالتها على ديوان المحاسبة بعد عقود من المتابعة والمطالبة. وقلب اللبنانيين على إصلاحات مننوا النفس بها حكوميا في المرحلة الأخيرة، ويخشون تطييرها في مجلس النواب، بفعل حفلة مزايدات مرتقبة، ونكايات سياسية معتادة...

واليوم، اوضح الوزير السابق رائد خوري من بعبدا ان الخطة الاقتصادية الوطنية التي انجزتها الحكومة السابقة بالتعاون مع شركة "ماكينزي" العالمية ستكون في اولويات اهتمامات الحكومة بعد اقرار الموازنة لطرحها على مجلس الوزراء والانتقال الى مرحلة التنفيذ. ونقل عن رئيس الجمهورية تصميمه المستمر على متابعة عملية الاصلاح ومكافحة الفساد لاقتناعه بأن ذلك يعزز الثقة بالدولة وينعكس ايجابا على الاقتصاد الوطني، والرئيس مصمم على ان تكون العملية الاصلاحية متواصلة وليست موسمية. واشار الوزير خوري الى ان موازنة 2019 قد لا تعبر عن طموحات اللبنانيين، الا ان فيها مواد اصلاحية تؤسس لأن تكون موازنة 2020 اكثر تجاوبا مع متطلبات اللبنانيين خصوصا اذا كانت من منطلق اقتصادي واضح...

وفي مقابل الهدوء النسبي الداخلي، جو إقليمي ملبد، عنوانه صفقة القرن، وتفاصيله قمم متنقلة، وجولات موفدين، وعلى هامشه تحولات سياسية ملفتة في الداخل الإسرائيلي، وعلى المستوى الأميركي-الإيراني...

ولبنان على جري العادة، في قلب الجو المتلبد، خصوصا في ظل وجود نصف مليون لاجئ فلسطيني وأكثر، إلى جانب المليون ونصف المليون نازح سوري تقريبا على أرضه... وفي هذا السياق، لفتت اليوم أرقام صادمة كشفها النائب حكمت ديب عن تملك السوريين في لبنان، على وقع حملة أطلقتها وزارة الاقتصاد من فرن الشباك، وتنتقل غدا إلى جعيتا لإقفال المتاجر غير الشرعية المملوكة من أجانب.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون ام تي في"

توتر عالي على ضفتي شط العرب بين الاميركيين والايرانيين، قمم عربية واسلامية في مكة المكرمة لرص الصفوف واحتواء اي تهديد ايراني محتمل.

انتخابات مبكرة في اسرائيل محاولات حثيثة في العراق لتغليب العامل العربي على العنصر الفارسي، مساعي مشتركة اميركية - روسية لتهدئة الوضع في سوريا، استعداد في لبنان لترسيم الحدود البحرية جنوبا قد تبدأ في ايلول برعاية اميركية اممية.

هذا الخط البياني الجيوسياسي يشير بوضوح الى ان الهلال الرابط بين ايران ودنيا العرب يمر في حال غليان تأسيسية وجودية، الفت مقدماتها مفاعيل كل الاتفاقات الموقعة في الحربين الاولى والثانية والتي قامت على اساسها معظم الكيانات السياسية في المنطقة من دون ان تتظهر حتى الساعة معالم المشروع البديل، وهذا يفسر الصدام الحاد بين مشروعين السيادي العربي والامبراطوري الفارسي وبينهما اسرائيل الساعية لاستغلاله وتجييره لمصلحتها بكل ما اوتيت من دعم اميركي.

في هذه الاجواء الملبدة نجح لبنان بضربة معلم افتقدناها منذ ومن في ان يمثله الرئيس الحريي في القمم العربية المنعقدة في مكة لما يمثله الرجل دستوريا ومذهبيا وشخصيا، ولما يختزنه من اعتدال وهدوء يساعدانه على تدوير الزوايا بما يحمي لبنان شر البهورات التي طالما وضعته في مواجهة مع الاسرة العربية.

في الشق الداخلي وصلت فذلكة الموازنة الى لجنة المال وستخضع بدءا من الاثنين لسلسلة جلسات مكثفة. وبحسب النائب كنعان فإن مرورها لن يكون شكليا بل سيتم تفتيتها بندا بندا سعيا للوصول الى ما يرضي اللبنانيين والدول المعنية بسيدر، والتي عبرت عن عدم ارتياحها الى ارقامها.

قضائيا انتهى مسلسل المحاكمات في قضية المقدم الحاج والمقرصن ايليل غبش الى برائة الاولى مع جنحة مسلكية وادانة الثاني بما نسب اليه، والاثنين اطلقا لتمضيتهما محكوميتهما اثناء توقيفهما الطويل على ذمة التحقيق.

اوساط الرئيس الحريري ردت على قرار المحكمة العسكرية بالتمني لو ان قضاتها ظلوا على اعتكافهم ولم يصدروا هذا الحكم.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون المنار"

رد اهل الارض على سماسرة القرن، ورسموا المعادلات بمنطق القدس ولسان قداستها، فهي التي تحدد من العدو ومن الصديق كما قال باسم مقاومتها قائد حركة حماس في غزة يحيى السنوار.

من يدعم مقاومتها واهلها فهو الصديق، ومن يفرط بها ويبيعها للحفاظ على عرشه فهو في صف الاعداء.

فايران التي تدعم المقاومة الفلسطينية وشعبها هي الصديق، ومن يمشي في صفقة القرن فهو عدوها..

ومن غزة التي كانت اول الماشين على طريق القدس عشية يومها، رسالة للمجتمعين في مكة المكرمة، اذا اردتم ان تحموا عروشكم فانحازوا للثوابت الفلسطينية بتحرير القدس ولا تنجروا وراء مسيرات ترامب، فمن يفرطون بمقدسات الامة لا يستحقون ان يكونوا قادة لها كما قال الامين العام لحركة الجهاد الاسلامي في فلسطين زياد نخالة.. اما من باعوا اولى القبلتين ثم حشدوا في بلاد الحرمين الشريفين لحرف الانظار وتأمين الغطاء بقمم ثلاث، فلن تغنيهم ولن تسمنهم من جوع سياسي مزمن اصيب به حكام المملكة وحلفاؤها وادواتها في المنطقة..

ظنوا انهم قاب قوسين او ادنى من تأليب العالم ضد ايران وإمرار صفقة كقرن الشيطان..

وما فعلوه، ولكن شبه لهم، فعلى ابواب القدس الآلاف الآلاف ممن يشحذون الانفس والارواح دفاعا عن مسرى النبي وعنوان الاحرار..

ومهما كانت المقررات فان على المستهدف منها ان يبشر بطول سلامة، فتاريخ المشكلة ليس بمكان انعقاد القمم وانما بالمجتمعين شكلا، المتفرقين عمقا حد التضاد..

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون المستقبل"

حسنا فعل موقع التيار الوطني الحر الاخباري بتوضيح وقائع الاجتماع الذي عقده الوير جبران باسيل في البقاع، لأن وقع ما نسب الى الوزير باسيل على الساحة السياسية السنية كان أسوأ من ان يتحمله عاقل، ولأن القول بأن السنية السياسية صعدت على جثة المارونية السياسية، هو قول لا يتحمله عقل ومنطق، وخارج السياق الكامل للتسوية السياسية ولروح المصالحة التي يجب ان تحكم العلاقات بين المكونات اللبنانية

ولعل التغريدة التي ارادها الامين العام لتيار المستقبل، ارادت ان تضع الاصبع على الجرح، بل هي ارادت ان تصحح خطأ يرغب البعض اشاعته وتعميمه كما لو كان حقيقة تاريخية .

وفي مطلق الاحوال، يعرف القاصي والداني من هو النظام الاقليمي الذي نظم نفي العماد ميشال عون الى باريس، ومن هي الجهات المسؤولة عن الحرب المارونية - المارونية او ما عرف بحرب الالغاء، ومن هو الرجل التاريخي الذي حمى بدمائه سيادة لبنان وكان اغتياله علامة فارقة في حياة اللبنانيين، شرعت باب العودة للمنفيين والمسجونين والمطاردين في الداخل والخارج، والى ذلك كله من هو الرجل الرجل، الذي مشي عكس التيار وقلب كل المعايير، لقاء ان يحمي الدولة والمؤسسات والدستور، ويمد اليد لتسوية سياسية، ما كان لها ان تولد وان تعيش، لولا سعد الحريري.

املنا ان يكون لقاء بلدة تل ذنوب في البقاع، خاليا من الذنوب السياسية، وان يقع التقرير التوضيحي على موقع التيار في موقعه الصحيح.

وقبل الدخول في تفاصيل القمم الثلاث التي تشهدها المملكة العربية السعودية على ارض مكة المكرمة للبحث في التهديدات الايرانية، وتطورات المنطقة، فإن المحكمة العسكرية في بيروت انهت ملف فبركة قضية الممثل زياد عيتاني بعد اشهر على بدء المحاكمة.

وقد قضت المحكمة العسكرية بابطال التعقبات بحق المقدم سوزان الحاج، والمقرصن ايلي غبش.

أوساط رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري علقت على الحكم الصادر بالقول : كان الافضل لو أن القضاة في المحكمة العسكرية استمروا في إعتكافهم، ولم يصدروا هذا الحكم.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون ال بي سي"

يشعر الجميع أن الوقت يدهمهم ... يحاولون في أيام تعويض ما فات في أشهر ... الموازنة تأخرت حتى اليوم خمسة أشهر، والسادس على الطريق، لكن " الشغل " بدأ : أولى البشائر فتح ملف التوظيفات غير القانونية، وقد يشكل المسار القضائي لهذا الملف مفاجأة وقنبلة في وجه السلطة التنفيذية، فإذا أبعد الذين تم توظيفهم تكون الحكومة قد خطت خطوة كبيرة إلى الأمام في مجال الإصلاح الإداري، وإذا تم تمييع الملف تكون هذه أول دعسة ناقصة، فالملف كبير وغير مسبوق، خصوصا ان هناك وزراء متورطون من الحكومة السابقة.. فإلى أي مدى سيلاحق الوزراء الذي وظفوا؟ وإلى أي مدى سيلاحق رؤساء المؤسسات العامة المتورطون ؟

هذا تحد كبير ستبدأ نتائجه بالظهور تباعا ... الملف الثاني هو ملف بدء درس صفحات الموازنة ال 1234. مشروع القانون والفذلكة وصلا إلى مجلس النواب، ورئيس لجنة المال والموازنة ابراهيم كنعان دعا إلى جلسة نهار الإثنين المقبل ... ولكن على الأرجح ستكون هذه الجلسة الأولى والأخيرة قبل عيد الفطر، على ان تعاود الجلسات بعد العيد، وهناك تحد يتمثل بصدور الموازنة بقانون، في حد أقصى، نهاية حزيران، ليعود الإنتظام العام إلى مالية الدولة في النصف الثاني من السنة، بعيدا من الصرف على القاعدة الإثني عشرية.

تأتي كل هذه التطورات على وقع حدث عربي إسلامي حيث تعقد في مكة ثلاث قمم عريبة وخليجية وإسلامية بين الليلة وغدا، فيما انهمك لبنان اليوم بما كشفته إسرائيل عن النفق الأطول مع لبنان.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون الجديد"

دراما رمضان كانت اليوم على موعد مع الحلقة الأخيرة من ثلاثية سوزان - غبش - عيتاني المستمرة على مسرح الدولة بعروض متواصلة منذ تشرين الثاني عام ألفين وسبعة عشر، وبخلاف سطوة الباشا وكلام آخر الليل ومن دون الوقوف دقيقة صمت عن روح المحكمة العسكرية وأمن الدولة، جاءت النهايات لتعلن نجاة جميع الأبطال وسط ذهول الجمهور. وبموجب الحكم فإن سوزان الحاج حبيش برئية وتهمتها متفرجة بغرامة مئتي ألف ليرة .. المقرصن أيلي غبش مفبرك وجرى تشغيله امنيا كنظام الطائرات المسيرة ..عقوبته خففت من الأشغال الشاقة إلى سنة حبس انتهت مدتها.

ووفقا لشهادة مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية بيتر جرمانوس، فإن الممثل المسرحي زياد عيتاني اعترف بجرم لم يرتكبه من دون أن يتعرض لأي ضغط، وجرمانوس شخصيا استمع الى رواية كوليت التي سردها الروائي عيتاني على مسامعه بكل دقة وبجميع التفاصيل، عند الفصل الأخير " بكوا جميعا " للخلاصة الحكمية السعيدة.

فيما المشاهدون تأثروا بسير العدالة..وبقوة القانون وانتصار أمن الدولة على الجمهور سوزان لم تفبرك لزياد غبش لم يبتعد عن عيون الدولة المسيرة لتحركاته .. والممثل مثل جرما لم يقترفه وفي الفصل الثاني من المسرحية لعب العميد المنازلة الكبرى مع اللواء، وسدد في مرمى المعلومات وحصل ثأرا بمفعول رجعي مع عماد عثمان الذي تجمعه به خلافات بعمق الآبار الإرتوزاية تحت الأرض. ولأن التصويت يتأثر غالبا بالانقسام السياسي والأمني فقد انفرزت العسكرية إلى معسكرين .. كلعبة " عسكر وحرامية وعلى توقيت إصدار الحكم تكشف الجديد خزائنها وتطرح سندات الرسائل النصية بين سوزان الحاج وايلي غبش على مدة شهر ونصف الشهر بعنوان " زلة مقدم " في وثائقي من أربعين دقيقة نعرض اليوم بعض محتوياته. هي أغرب المحاكمات والنتائج ..التي اضطر فيها رئيس الحكومة سعد الحريري الى أن يقطع غربته في مكة للتعليق قائلا : كان من الافضل لو أن قضاة العسكرية استمروا في اعتكافهم ولم يصدروا هذا الحكم وما لم يقله سعد باح به احمد الذي صوب باتجاه جرمانوس فاتهمه من دون تسمية بأنه يصفي حساباته الشخصية من حساب العدالة.

وبتصفية حسابات عربية خليجية من إيران ترفع مكة الليلة الحج السياسي الى أعلى تجمعاته .. وتلتقي في المدينة المؤمنة الآمنة الحاجبة لأي استهداف لكن القمم الثلاث لن تشغل بالها بفلسطين التي لزمت الى صهر ترامب فيما شغلت إسرائيل بانتخابات الكنيست المبكرة التي سوف تؤجل مفاعيل صفقة القرن حاليا.

وفيما يجمع الخطر الإيراني القادة العرب والأمة الإسلامية .. وينصتون الى قرقعة التهويل الأميركي وتجارة بيع السلاح لأهل الخليج فإن أميركا نفسها التي تؤلب العرب .. تبرم خيوط التفاوض مع الجمهورية الإسلامية في إيران وكأن أميركا تقول للعرب في رسالة شبه مباشرة : إجتمعوا وقرروا وتسلحوا واحموا رؤوسكم واشتروا مناالعتاد وادفعوا ثمن حمايات .. فيما نحن نفاوض ايران واذا ارادت أن نعقد معها اتفاقا فنحن جاهزون على ما أعلنه دونالد ترامب.

 

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الخميس في 30 أيار 2019

النهار

تبين أن أحد الذين كوفئوا قبل مدة بترفيع وظيفي حائز على شهادة مزورة في الهندسة تعود الى العام 2014.

يكثر الكلام على صندوق أسود أنشئ قبل مدة استعداداً لمعارك انتخابات الرئاسة الأولى وأن القيمين عليه يتصلون بسياسيين وإعلاميين وناشطين في المجتمع المدني.

يقول سفير في مجلسه إن دفع الخليجيين للقدوم صيفاً الى لبنان يتضمن رسالة سلبية الى تركيا لـ"أسلوبها السيئ في التعامل مع قضية الخاشقجي".

الجمهورية

تخوّفت مصادر إقتصادية من أن ردّة فعل مؤسسة تصنيف دولية على الموازنة تمهيداً لخفض تصنيف لبنان.

نُقل عن مسؤول كبير أنه تعلّم خلال الفترة الأخيرة درساً كبيراً من الأسلوب الفَوقي الذي اعتمده بعض الأطراف حيال مقاربة قضية حياتية.

أصرّ مرجع سياسي على بعض المعنيّين لإنجاز مسألة ملحّة من دون التلهّي بإستعراضات إعلامية مثلما كان يجري في أوقات سابقة.

اللواء

لم يستبعد مرجع دبلوماسي واسع الاطلاع أن يُشكّل البيانان اللذان سيصدران عن قمتي مكة، ردعاًً حاسماً للتدخلات الإيرانية في الشؤون العربية..

تقابل مبادرة نيابية انتخابية بحذر في أوساط متعددة، بعد الاطلاع على الظروف والاعتبارات المحيطة بها..

أرجأ قيادي حزبي خطاباً له على خلفية انتظار نتائج جملة قمم، ليبني على الشيء مقتضاه

البناء

قالت مصادر فلسطينية إنّ الخط البياني للقوة الفلسطينية يسير باتجاه معاكس تماماً للخط البياني للقوة الإسرائيلية، فالفلسطينيين انتقلوا خلال عقدين من المواجهة بالحجارة إلى امتلاك القدرة على تهديد تل أبيب بالصواريخ، وفي المقابل انتقل الإسرائيليون من القدرة إلى احتلال غزة ومهاجمتها لإعادة احتلالها حتى صار الاحتلال مستحيلاً وإعادة فرضه أشدّ استحالة وقوة الفلسطينيين فتتت الوحدة الإسرائيلية السياسية إلى حدّ العجز عن تشكيل حكومة، بينما وحدت السياسات الإسرائيلية الفلسطينيين الذين انقسموا حول خيار التفاوض ومشروع أوسلو فيقفون موحدين بوجه صفقة القرن.…

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

"الاحادية الشيعية" تواجه التغيير الاقليمي بكسـر الزعامات السـياسية في الطوائـف ولا تغيير في معادلة الامساك بالقرار الا بسقوط الدعم الايراني وسحب الغطاء المسيحي

المركزية/الخميس 30 أيار /2019/على وقع المتغيرات المقبلة على المنطقة من نافذة مشروع السلام، الاميركي المنشأ والخليجي الانتاج والتصدير، على رغم بعض التحفظات العربية، والاسرائيلي الترويج، ترسم القوى السياسية اللبنانية استراتيجية عملها وخريطة طريق اندماجها في المنظومة السياسية الاقليمية الجديدة تحسباً لدخول "صفقة القرن" حيز التنفيذ، اذا ما قُيِّض لها ان تقفز فوق مطبات الاعتراض التي تبدو بعض الدول المعنية مباشرة بالصفقة تطالب بأثمان اعلى من الممنوحة راهنا مقابل الموافقة عليها. اكثر المعنيين برياح التغيير، كما تقول مصادر سياسية سيادية لـ"المركزية"هو حزب الله الذي سيخسر جميع اوراق قوته العسكرية بانتفاء مبررات مقاومته، ما سيضطره حكما الى البحث عن دور جديد يعوض عليه "الخسارة". وفي موازاة مهمة مواجهة التوطين التي رفعها الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله شعارا للمرحلة، في خلال اطلالته الاخيرة، يعدّ الحزب العدة لضمان استمرار الامساك بالقرار السياسي عبر خطة ذكية رسمت قيادته خطوطها العريضة منذ مدة ترتكز الى سياسة "فرق تسدّ"، بحسب المصادر التي تلاحظ ان حجر زاويتها، بث الفرقة بين المكونات الاساسية داخل الطوائف لكسر الاحاديات وقيام ثنائيات وثلاثيات واكثر اذا امكن، فيتشتت القرار ضمن الطائفة الواحدة بما يضعفها فلا يبقى آنذاك الا احادية واحدة هي ما يمثله تحالف حزب الله- امل، الثنائي التسمية والاحادي القرار.

وتدعيما لوجهة نظرها هذه، تقول المصادر السيادية ان ما يجري داخل الطائفة الدرزية من استهداف للزعامة التاريخية للمختارة ورئيس الحزب الاشتراكي وليد جنبلاط، لهو ابلغ دليل الى المخطط. فسلسلة الاشكالات التي غزت الجبل منذ سنوات لبث التفرقة ومحاولة رفع بعض الشخصيات الى مرتبة الزعامة في مواجهة جنبلاط، ليست منبثقة من عدم ولا وليدة الصدفة، بل من ضمن السيناريو المشار اليه. اما في البيئة السنية حيث الكلمة الاساس للزعامة الحريرية، فكان الحزب أكثر وضوحا في مجال الاصرار على كسر الاحادية، باصراره على تغيير قواعد لعبة تشكيل الحكومات، عن طريق "فرض" توزير السنة الذين صنّفهم بـ"المستقلين" وهم في الحقيقة يدورون في فلك الضاحية، فعطّل الحكومة اكثر من تسعة اشهر، معتدّا بالقانون النسبي الذي افسح المجال لايصال النواب السنة الستة، ليس كرمى لعيونهم بل لمحاولة تحجيم الرئيس الحريري وتكريس الثنائيات ضمن الطائفة السنية التي تحلق قادتها في الانتخابات الفرعية حوله. وكان له ما اراد باستحداث منصب وزاري لحسن مراد، ضرب به عصفورين بحجر، كسر الرئيس الحريري وتأمين الثلث المعطل مع الحلفاء. ولا تستبعد المصادر السيادية ان تكون خلف ما يجري من سخونة بلغت في الايام الماضية حدّها الاقصى بين التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية يد للحزب، من خلال تحالفه مع التيار ومقايضة بعض المصالح. هذه اليد ترى المصادر انها اثّرت مباشرة في زعزعة اسس التسوية الرئاسية التي انطلقت ثلاثية، التيار الوطني الحر، المستقبل، القوات اللبنانية، ثم تحولت رباعية بانضمام الحزب الاشتراكي اليها. اذ في مقاربة بسيطة يتبين ان علاقة المكونات الاربعة ببعضها البعض تعرضت، وتتعرض في شكل دائم، لصواعق تصيبها في الصميم، من اجل قطع الطريق على اي ثنائيات قوية بين الطوائف من شأنها ان تؤثر في مسار القرار السياسي الذي يمسك به "الثنائي الشيعي". مجمل ما تقدم، ترى المصادر، انه ينبثق من نقطة مركزية يستمد حزب الله منها قوته وجبروته: الدعم الخارجي من الجمهورية الاسلامية والغطاء المسيحي من التيار الوطني الحر، والى ان تنقلب هذه الآية ويتبدل المشهد، سيبقى حزب الله الاقوى لبنانيا، عصيّا على اي خرق وممسكا بزمام اللعبة السياسية وفق ما تشتهي سفنه.

 

انتخابات البرلمـان الاوروبـي تخلط الاوراق ووحكومة فرنسية جديدة لا تؤثّر على "سيدر"!

المركزية/الخميس 30 أيار /2019/اقفلت صناديق الاقتراع في فرنسا ضمن الانتخابات الاوروبية على تقدم حزب "التجمّع الوطني" اليميني المتطرف الذي تقوده مارين لوبان بعد حصوله على نسبة 24 بالمئة من إجمالي الأصوات، متفوّقاً على حزب الرئيس ايمانويل ماكرون "الجمهورية إلى الأمام" الذي حصل على نسبة تتراوح ما بين 22 و23 بالمئة. وخلطت النتائج الاوراق على مستوى بعض الدول الاوروبية مع "انهيار" احزاب الوسط امام صعود اليمينيين الشعبويين، لكن في مقابل فوز "حماية البيئة" الذي شكّل عنوان المعركة الانتخابية. وبات الاتّجاه داخل البرلمان الاوروبي غير واضح مع تراجع احزاب الوسط، وهي التي تؤمن بمستقبل اوروبا ووحدتها وتريد تقويتها. وبناءً على نتائج الانتخابات، يعتزم الرئيس الفرنسي تشكيل حكومة جديدة تشير اوساط دبلوماسية غربية الى انها ستكون برئاسة الرئيس الحالي ادوار فيليب. وسبق للرئيس ماكرون ان اعلن في اكثر من مناسبة عن عزمه على تغيير الحكومة الفرنسية لتشكيل اخرى جديدة تواكب التطورات وتتولى متابعة تنفيذ الاقتراحات التي عرضها لمعالجة أزمة السترات الصفر، وايلاء مطالب المواطنين الاهتمام اللازم والعمل على تحقيق تقديمات للفرنسيين قد يكون ماكرون بحاجة اليها لتعزيز شعبيته التي وصلت الى مستوى متدنٍ وفق اوساط مراقبة. كما ان الحكومة الفرنسية المُرتقبة ستكون محط انظار اوروبية مع فشل البرلمان البريطاني في الاتّفاق على آلية للخروج من الاتحاد الاوروبي، ودولياً مع احتدام المواجهة بين الولايات المتحدة الاميركية والجمهورية الاسلامية الإيرانية وموقف فرنسا من الاتّفاق النووي وسياسة فرض العقوبات، فضلاً عن مشروع السلام الشامل المعروف بـ"صفقة القرن" الذي تعمل الادارة الاميركية على تسويقه عربياً ودولياً. اما المُنتظر لبنانياً من نتائج الانتخابات الاوروبية، الا تؤثّر على مساعدات مؤتمر "سيدر" الذي تم بدعوة فرنسية ومشاركة عدد كبير من الدول الاوروبية، خصوصاً ان باريس ستكون مُنشغلة بترتيب اوضاعها الداخلية في ضوء ما افرزته صناديق الاقتراع والتغيير في موازين القوى. وفي السياق، اكدت اوساط فرنسية لـ"المركزية" "ان لا تأثير لما سيجري في فرنسا من تغييرات على مستوى الحكومة، على مساعدات مؤتمر "سيدر"، مذكّرةً "بان الرئيس ماكرون اعلن التزام بلاده بما تقرر وبان باريس مسؤولة عن التنفيذ والمواكبة والمراقبة بعد ان حثّت الحكومة اللبنانية على استعجال الخطوات الاصلاحية المطلوبة منها". وشددت الاوساط على "ان زيارة ماكرون المُنتظرة الى لبنان والمتوقعة في النصف الثاني من العام الجاري ستكون ابلغ دليل الى تمسّك فرنسا بإستمرار دعمها للبنان ولمقررات "سيدر".

 

 كلنا عماد عثمان".. مواطنون يتصدون لوهّاب: أمثالك إلى السجن

علي الحسيني/مستقبل ويب/الخميس 30 أيار 2019

مجافاة الحقائق وقلبها، مع تزوير التاريخ، بالإضافة إلى اتباع الباطل عن طريق استهداف كبار البلد وعظمائه، سيرة طبعت حياته ومسيرة عمله في خدمة النظام السوري ومخابراته. وئام وهّاب، رجل من زمن الفتنة والإتهامات والأضاليل وتلفيق الاكاذيب والإفتراء. تاريخ لا يُمكن أن يُسقط من ذاكرته قهقهاته التي وصلت إلى آخر مسامع الدنيا بعد ساعات على موت مرافقه برصاص دفع هو ثمنه من مال الفتنة، ولا يُمكن أن ينسى أو يتناسى إهاناته بحق الأموات والمحجبات يوم شبههن بأكياس "النفايات". واليوم يستمر وهّاب بتنفيذ وظيفته المُكّلف بها من خارج حدود الوطن، محاولاً زرع رماح الغدر في صدر مؤسسة قوى الأمن الداخلي، بشخص اللواء عماد عثمان. لغايات شخصيّة مبنية على أوامر خارجية لم تعد مخفيّة على أي جهة، ومن بوابة الحقد للمؤسسات الأمنية واستهدافاً لدورها الوطني والمُحبط للفتن الأمنية والسياسية، استعاد وهّاب أمس زخم حقده في تغريدة قال فيها: "يستمر عماد عثمان في تعطيل مجلس قيادة قوى الأمن وإرتكاب المخالفات وضرب مؤسسة قوى الأمن فخامة الرئيس إستمرار هذا الإنسان سيدمر المؤسسة وإقالته وسجنه هو الحل". وكأن في هذا الكلام، استباحة لدم اللواء عثمان للتخلص منه.

 واهم كل من يعتقد ان في إمكانه النيل من اللواء عماد عثمان ووضع ملفه على الطاولة فمؤسسات الدولة ورموزها ليسوا مكسر عصا لكل من هب ودب في السياسة والاعلام ولا لأي جهة تعتقد ان الظرف السياسي يعطيها حقوقاً بنفش ريشها وعرض عضلاتها.

السكوت عن الحق، لم يطل، فسرعان ما جاء الرد على وهّاب، بتغريدة أضاء بها الأمين العام لـ"تيار المستقبل" أحمد الحريري، حروف الحقائق وكشف ظلال المتسللين بالخفاء، وذلك بكلام قال فيه: "الشيء الوحيد الذي سيوضع على الطاولة هي أعمال وإنجازات وتضحيات اللواء عماد عثمان وقيادة قوى الأمن الداخلي، ومن يروج خلاف ذلك يعلم أن تمنياته وحملاته ستذهب هباءً منثوراً". وأضاف الحريري: "واهم كل من يعتقد ان في إمكانه النيل من اللواء عماد عثمان ووضع ملفه على الطاولة فمؤسسات الدولة ورموزها ليسوا مكسر عصا لكل من هب ودب في السياسة والاعلام ولا لأي جهة تعتقد ان الظرف السياسي يعطيها حقوقاً بنفش ريشها وعرض عضلاتها". وبدوره رد منسق عام "تيار المستقبل" في جبل لبنان الجنوبي وليد سرحال على هجوم وهاب بحق عثمان بالقول: "يبدو أن حليمة عادت إلى عادتها القديمة. الحل بأن يضع رئيس الجمهورية حداً للذين يستخدمون موقع الرئاسة واسمها للتطاول على الكرامات والاساءة للمؤسسات، والحل أيضاً بوقف ثرثرة أبواق الجاهلية وبقايا المخابرات السورية، ممن يقتلون القتيل ويرقصون على جثته ويمشون في جنازته. لهم نقول إذا ابتليتم بالمعاصي فاستتروا. لكم ولأمثالكم الثرثرة والموبقات، وللواء عماد عثمان وأمثاله شرف الإنجازات والتضحيات".

انتهى كلام الحريري وسرحال على طريقة لكل مقام مقال، لكن ومن بوابة حق الرد، فقد هبّـت مواقع التواصل الإجتماعي لتدافع عن الحق الذي تُمثله مؤسسة قوى الأمن الداخلي و"عمادها" في هاشتاغ حمل عنوان "كلنا اللواء عماد عثمان"، فكانت أولى الردود من نوع "لو ان لبنان دولة فعلية وعادلة كان لازم تكون انت أيها العبد معدوم اعدام". ثم توالت المواقف من نوعية "ما حدا رح ينسجن غيرك والحقيقة بتورطك بقتل مرافقك قريباً رح تنفضح". و"غير تقي بأمر الناس بالتقي وهو عليل"، ثم واهم من يعتقد انه يستطيع النيل من اللواء عماد عثمان لا انت ولا لأكبر منّك يا بوق من ابواق النظام السوري المجرم".

وآخر توجه الى وهّاب بالقول "عماد عثمان.. وراك وراك يا وهاب.. والزمن طويل". "طبيعي أن ينزعج من هو مرتزقة للدويلة ممن يُمثل الدولة وهيبتها أمثال اللواء عثمان. اللي قتل مرافقه ومشي بجنازته طبيعي ما الو حق ينظّر على قامات مؤسساتية اعلى من مستواه بكثير". وتغريدة أخرى جاء فيها "سجن أمثالك هو الحل للجبل ولكل لبنان، الحل هو بالتخلص من فتنتك وعمالتك للنظام السوري القاتل". وأخرى "ما بتنضف البلد الا بسجن أمثالك. وأيضاً "ليس غريباً على صاحب لقب "المجرم الفار" ومن هو بخانة الرخص والدناءة، أن يستمر بمسيرته التي تُعبّر من تمتعه بالإقلاس الفكري والسياسي والانحطاط الأخلاقي. ولكن على هذا المجرم أن يعلم أن التهم التي يرميها على الشرفاء أمثال الواء عثمان الذي يمتلك سجلا ناصعاً، هي شرف لنا من شخص ينقصه كل شيء".

 

ريفي: نستغرب عدم صدور موقف رسمي حول حادثة عرسال والمولى ضحية سلاح الفوضى

الخميس 30 أيار 2019/وطنية - أكد الوزير السابق اللواء أشرف ريفي في بيان أنه "خلال أسبوع سقط مواطنين لبنانيين غدرا وظلما في السعديات وعرسال"، لافتا إلى أن "السلاح غير الشرعي زرع في الكثير من المناطق تحت عنوان "سرايا المقاومة"، أما سلاح النظام السوري فقد اخترق الحدود واغتال شابا لبنانيا من عرسال وخطف آخرين لا يزال مصيرهما مجهولا".وقال: "ما حصل في السعديات يثبت أن سلاح الفوضى الذي يهدد المواطنين باتت له تداعيات أخطر، لاسيما وأن من أطلق النار على مركز ل"سرايا المقاومة" هو أحد مرتزقة السرايا الذي لم يقبض راتبه، فكان الشاب اللبناني محمد علي المولى ضحية وشهيد سلاح الفوضى. لقد زرت المنطقة قبل الحادث لأقف الى جانب أهلنا في مطالبتهم بأن يتسلَّم الجيش وحده زمام الأمن، فإذا بالحادث الخطير يؤكد الضرورة القصوى بأن تقوم القوى العسكرية والأمنية ببسط الأمن الشرعي تفاديا للأسوأ".

وختم: "أما بخصوص شهيد عرسال وشهيد لبنان حسين الحجيري ورفيقيه المخطوفين لدى النظام، فنستغرب عدم صدور موقف رسمي لبناني حتى الآن، ونطالب باستدعاء سفير النظام، وبالمحاسبة، ولعل ما حصل يكون عبرة للاهثين الى التطبيع مع هذا النظام المجرم، الذين صمتوا من موقعهم الرسمي صمت القبور على قتل مواطن لبناني داخل الحدود بدم بارد. كل التعازي لأهالي الشهيدين المولى والحجيري".

 

خطوات الحكومة اللبنانية بعد الموازنة تحت المجهر الدولي وعون مصمم على متابعة الإصلاح ومكافحة الفساد

بيروت ـ”السياسة” /30 أيار/2019/كشفت مصادر لـ”السياسة”، أن “ممثلين لعدد من المؤسسات والهيئات المالية الدولية سيزورون بيروت في المرحلة المقبلة، لمتابعة الخطوات الإصلاحية التي يعتزم لبنان السير بها، بعد إقرار الموازنة استجابة لمتطلبات مؤتمر “سيدر” الذي فرض شروطاً قاسية على الحكومة اللبنانية، لا يمكن تجاهلها من أجل تصحيح الأوضاع الاقتصادية الصعبة في لبنان. وبينت المصادر، أن ممثلي هذه المؤسسات سيشددون على ضرورة أن تلتزم الحكومة بما تعهدت به في الموازنة أو في ما يتصل بكامل المشروع الإصلاحي الذي تريد تنفيذه، وفي الوقت نفسه سيحذرون من نتائج التلكؤ في السير بمضمون هذا المشروع . ويتحضر مجلس النواب لوضع يده على مشروع الموازنة الذي وصل والفذلكة الى المجلس النيابي، أمس، حيث دعا رئيس لجنة المال والموازنة النائب ابراهيم كنعان الى عقد جلسة في 3 يونيو، لمناقشة “الفذلكة وقانون تمديد القاعدة الاثني عشرية”.

في هذا السياق، لفت وزير الاقتصاد السابق رائد خوري بعد لقائه رئيس الجمهورية ميشال عون في قصر بعبدا، أمس، ان “الخطة الاقتصادية الوطنية التي انجزتها الحكومة السابقة بالتعاون مع شركة “ماكينزي” العالمية ستكون في اولويات اهتمامات الحكومة بعد اقرار الموازنة لطرحها على مجلس الوزراء والانتقال الى مرحلة التنفيذ”. وقال: “لمست تصميم الرئيس على متابعة عملية الاصلاح ومكافحة الفساد لاقتناعه بان ذلك يعزز الثقة بالدولة وينعكس ايجابا على الاقتصاد الوطني”، مشيرا الى أن “الرئيس مصمم على ان تكون العملية الاصلاحية متواصلة وليست موسمية”.

وأشار خوري الى “ان موازنة 2019 قد لا تعبر عن طموحات اللبنانيين، الا ان فيها مواد اصلاحية تؤسس لان تكون موازنة 2020 اكثر تجاوبا مع متطلبات اللبنانيين خصوصا اذا كانت من منطلق اقتصادي واضح”. وكان الرئيس عون شدد في حفل تدشين الصرح الطبي الجديد للجامعة الأميركية في بيروت، على أن “لا شيء يعيد دور لبنان في محيطه والعالم، إلا نهوضه إلى ما كان عليه من ريادة ثقافية، وتربوية، وأكاديمية، وحضارية فلبنان كان ولا يزال، المستشفى، والجامعة، والكتاب، والصحيفة، والسياحة، والطبيعة، والانفتاح، وهذا هو لبنان الذي علينا تثبيته وتعزيزه”.

 

جرمانوس نكاية بعثمان: البراءة لسوزان الحاج!

المدن - لبنان | الخميس 30/05/2019

فجّر مفوّض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي بيتر جرمانوس قنبلة من العيار الثقيل، تمثّلت بحضوره شخصياً الجلسة الأخيرة لمحاكمة المقدّم في قوى الأمن الداخلي سوزان الحاج، والمقرصن إيلي غبش، أمام المحكمة العسكرية بجرم "فبركة ملف المتعامل مع إسرائيل للممثل المسرحي زياد عيتاني". فقدم مرافعة مطوّلة أمام المحكمة طلب فيها كفّ التعقبات عن سوزان الحاج، لعدم توفر أركان جرم تدخلها بفبركة ملفّ عيتاني، واستطراداً إعلان براءتها لعدم كفاية الدليل، فيما طلب إنزال أشد العقوبات بحق المقرصن غبش.

مفارقات مدوّية

مفاجأة جرمانوس المدويّة، لم تقتصر على الصدمة التي أحدثها في قاعة المحاكمة وأروقة المحكمة العسكرية، إذا سرعان ما تردد صداها القوي في الخارج، لكونها انطوت على مفارقات عدّة أهمها: أولاً: إن حضور جرمانوس جلسة المحاكمة طرحت أسئلة عن خلفياتها وتوقيتها، خصوصاً أنها المرّة الأولى التي يمثّل فيها النيابة العامة العسكرية على قوس المحكمة، منذ أن عيّن في منصبه قبل عامين. ثانياً: إن مطالبته بإعلان براءة سوزان الحاج، يخالف ادعاء النيابة العامة العسكرية بالجرم المسند إليها، والذي قارعها فيه كل القضاة الذين مثلوا النيابة العامة على مدى الجلسات الثماني المتتالية من محاكمة الحاج وغبش في هذه القضية. ثالثاً: إنها المرّة الأولى، أو النادرة جداً في تاريخ القضاء، التي يطلب فيها المدعي العام اعلان براءة المتهم، بوصفه خصمه الأول وأحياناً كثيرة يكون خصمه الأوحد خلال مرحلة المحاكمة.

المعركة مع عثمان

لكن المراقبين لمسار الجلسة، وللسياق الذي وردت فيه مرافعة القاضي جرمانوس، رأوا أن المرافعة تمثّل في مضمونها، واحدة من المعارك التي يخوضها مفوض الحكومة بمواجهة المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء عماد عثمان، انطلاقاً من عوامل متعددة. أولها، إن عماد عثمان سبق له أن أقال المقدم الحاج من مركزها كرئيسة لمكتب مكافحة جرائم المعلوماتية، غداة إشارة الـ (like) التي وضعتها على تغريدة المخرج شربل خليل التي أساء فيها إلى المرأة السعودية، عند صدور قرار السماح لها بقيادة السيارة. وثانيها، للردّ على عثمان وشعبة المعلومات، بعد إحراجه جرّاء نقل ملف التحقيق مع زياد عيتاني من عهدة أمن الدولة إلى المعلومات، وإثبات واقعة تركيب ملف الممثل المسرحي. ما أظهر جرمانوس في موقع ضعيف يومها، كونه أعطى الأمر بتوقيفه بداية ثم انتقل إلى مقرّ أمن الدولة واستجوبه شخصياً من دون أن يكتشف فبركة هذا الملف. وثالثها، إن سعي جرمانوس للحصول على براءة واضحة لسوزان الحاج، يشكل التفافاً على قرار اللواء عثمان بإحالة الحاج على المجلس التأديبي واتخاذ الأخير قراراً بطردها من قوى الأمن الداخلي، قبل أن يستأنف وكلاؤها القرار وتحال على الهيئة العليا للتأديب. ورابعها، وهو الأهم، أثبتت وقائع جلسة المحاكمة، أن مفوض الحكومة يستخدم أسلحته كافة في المواجهة مع عثمان، بعد أن ادعى عليه شخصياً، واتهمه بمخالفة قراره القاضي بفتح تحقيق بمخالفات مزعومة ارتكبتها قوى الأمن الداخلي عبر إعطاء الأذونات بحفر آبار ارتوازية، والتغطية على مخالفات بناء، وتعديات على الأملاك البحرية والنهرية، والترخيص لكسارات تعمل خلافاً للقانون، واستكمالاً لادعائه السابق على شعبة المعلومات، بجرم المترّد على قراراته.

الإشادة بمهنية الحاج

يكفي أن القاضي جرمانوس قدّم بنفسه الدليل على ذلك، إذ أعلن في مرافعته المطوّلة أن سوزان الحاج "هي ضابط أثبتت نجاحها في مؤسسة قوى الأمن الداخلي، وبراعتها في اكتشاف جرائم المعلومات، لكن معضلتها تكمن بوجود مشكلة مع قيادتها أدّت إلى نقلها من مركزها"، مؤكداً أن المقرصن ايلي غبش "خلق فكرة الجريمة (فبركة ملف الممثل عيتاني) بعد التنسيق مع جهاز أمن الدولة، ثم عرضه لاحقاً على المقدم الحاج". مفوض الحكومة الذي أدى دوراً يتقدّم على دور وكلاء الدفاع، سعى إلى تقويض الجرم المنسوب للمقدم الحاج لجهة التدخل بجرم فبركة الملف، معتبراً أنه "لإثبات جرم التدخل يفترض أن تكون المتهمة قدمت للمتهم غبش معلومات أو دفعت له المال، وهذا لم يتحقق". وقال "قد يكون غبش أخبرها بالأمر بينما كانت هي بأسوأ الأحوال متفرجة، لكنها أظهرت أنها متفرجة غير محترفة، وعلى فرض أنها اطلعت على السيناريو الذي حصل، فهذا لا يشكل جرماً". وخلص جرمانوس إلى الطلب من المحكمة إبطال التعقبات القائمة بحق الحاج لعدم توفر عناصر الجرم، واستطراداً إعلان براءتها، فيما طلب انزال أشد العقوبات بحق المقرصن غبش، الذي يحترف تركيب ملفات العمالة وتوريط أشخاص أبرياء من هذه التهمة.

المرافعات

بعد مرافعة جرمانوس المدوّية، وغير المسبوقة بتاريخ المحاكم اللبنانية، ترافع وكيل غبش المحامي جهاد لطفي، الذي اعتبر أن ما أقدم عليه موكله لا يشكل جرماً من وجهة نظر القانون، إذ لا جريمة من دون نصّ، خصوصاً أن زياد عيتاني اعترف بالتعامل مع إسرائيل من دون ضغوط، وهو من تسبب لنفسه بالتوقيف لمدة طويلة. وطلب اعلان براءة موكله لعدم توفر عناصر الجرم بحقه. ثم ترافع المحامي رشيد درباس (وزير الشؤون الاجتماعية السابق)، بوكالته عن سوزان الحاج، وشدد على أن "الملف يفتقر الى أي دليل عن تورط موكلته بما نسب اليها، ورأى أن "مجرّد معرفة الشخص بارتكاب جريمة أو التحضير لها لا يشكل جريمة، طالما أن المعرفة لم تقترن بمساعدة الفاعل أو حضّه على ارتكاب الجريمة"، مؤكداً أن "كل المعطيات تثبت أن المقدم الحاج تبلغت لاحقاً بوجود ملف ضد زياد عيتاني لدى جهاز أمن الدولة، ولم تكن على علم مسبق بالأمر، وخلص إلى طلب كفّ التعقبات بحقها واستطراداً اعلان براءتها مما نسب إليها. وبعد انتهاء المرافعات أعطي الكلام الأخير لسوزان الحاج وايلي غبش، فطلبا البراءة.

الحكم

قضت المحكمة العسكرية الدائمة برئاسة العميد الركن حسين عبد الله، وبالأكثرية، بإبطال التعقبات بحقّ المقدم في قوى الأمن الداخلي سوزان الحاج، من جرم التدخل بفبركة ملف الممثل زياد عيتاني، لعدم توفر عناصر الجرم بحقها، لكن المحكمة أدانتها بجرم كتم معلومات وحبسها لمدة شهرين وتغريمها مبلغ 200 ألف ليرة لبنانية. وجرّمت المحكمة بالإجماع المقرصن ايلي غبش  بفبركة ملف عيتاني، وأنزلت بحقه عقوبة الأشغال الشاقة لثلاث سنوات، وتخفيض العقوبة إلى السجن سنة واحدة.

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

القمة العربية الطارئة ناقشت الاعتداءات على السفن ومحطات النفط وخادم الحرمين استضاف القادة والرؤساء والملوك على مائدة سحور

مكة الكرمة – وكالات/30 أيار/2019/تضمن مشروع جدول أعمال اجتماع مجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة في دورته غير العادية في قصر الصفا بمكة المكرمة، بحث الاعتداءات على سفن تجارية في المياه الإقليمية للإمارات، وما قامت به ميليشيات الحوثي الإرهابية المدعومة من إيران بالهجوم على محطتي ضخ نفط بالسعودية وتداعياتها على أمن واستقرار المنطقة. ووفقا لجدول مسبق أوردته أمس وكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية “أ ش أ”، فقد بدأ وصول الوفود والملوك والرؤساء ورؤساء الوفود المشاركين في القمة إلى قصر الصفا في الساعة الثانية عشرة منتصف ليل أمس الخميس، وتم التقاط صورة تذكارية الساعة الثانية عشرة والنصف بعد منتصف الليل، بينما بدأت الجلسة الافتتاحية في الساعة الثانية عشرة وخمس وأربعين دقيقة بتلاوة آيات من الذكر الحكيم، ثم كلمة الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي، الذي ترأس بلاده الدورة الثلاثين الحالية للقمة العربية، تبعها كلمة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز ملك السعودية الدولة المضيفة للقمة، ثم كلمة الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبوالغيط. وعقدت جلسة العمل الأولى (علنية) عقب اختتام الجلسة الافتتاحية للقمة، وطلب خلالها عدد من الرؤساء والملوك إلقاء كلمات وعلى رأسهم الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، والعاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، وملك البحرين حمد بن عيسى، ورئيس العراق برهم صالح، والرئيس الفلسطيني محمود عباس “أبومازن”، والرئيس الموريتاني محمد ولد عبدالعزيز. وتم بعد ذلك تحويل الجلسة العلنية إلى جلسة مغلقة، تم فيها اعتماد مشروع جدول الأعمال والنظر في مشروع البيان الختامي للقمة، وبعد ذلك عقدت جلسة ختامية معلنة لإعلان نتائج أعمال القمة، ثم استضاف خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز القادة والرؤساء والملوك العرب على مائدة سحور.

 

قمة مكة الإسلامية تدعو إلى وقفة حازمة لمواجهة أزمات المنطقة/تبحث اليوم في القضية الفلسطينية وسورية واليمن وليبيا والسودان والصومال وأفغانستان

مكة المكرمة، عواصم – وكالات/30 أيار/2019/ تناقش الدورة الرابعة عشرة لمؤتمر القمة الإسلامية التي تستضيفها مكة المكرمة اليوم، تحت شعار “يدا بيد نحو المستقبل”، ويتزامن انعقادها مع الذكرى الخمسين لتأسيس منظمة التعاون الإسلامي، العديد من القضايا والتحديات التي تواجه العالم الإسلامي من أجل بلورة موقف موحد تجاهها. ومن أبرز ما ستناقشه القمة ملف القضية الفلسطينية واللاجئين والوضع القانوني لمدينة القدس الشريف، في ظل نقل دول لسفاراتها إليها، وفي ظل الحديث عن تسويات في إطار “صفقة القرن” التي لا تلبي السقف المطلوب لحقوق الشعب الفلسطيني.

وستبحث القمة أيضا الأوضاع الراهنة في كل من سورية، واليمن، وليبيا، والسودان، والصومال، وأفغانستان، إضافة إلى التطورات الأخيرة المتعلقة بإطلاق صواريخ من قبل ميليشيات الحوثي الإرهابية باتجاه أراضي السعودية، وما يمثله ذلك من عدوان سافر وتهديد للأمن الإقليمي والدولي.

وستتطرق القمة كذلك إلى قضايا الأقليات المسلمة و”الإسلاموفوبيا”، وغيرها من القضايا السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية التي تعنى بها المنظمة. وفي اليوبيل الذهبى لإنشاء منظمة التعاون الإسلامي ومن خلال دورة انعقاد مؤتمرها العادي الرابع عشر، تجدد المنظمة العهد مع الأهداف التي من أجلها أنشئت قبل خمسين عاما، نظرا لما تواجهه الأمة الإسلامية من أحداث وقضايا تتطلب صياغة التعامل معها، وتدعو إلى وقفة حازمة تساهم في تحقيق نهضة إسلامية شاملة بالإرادة الوطيدة، والرغبة في مستقبل أفضل في ظل التضامن الإسلامي. وقد عكس شعار القمة الذي حمل عنوان ” قمة مكة.. يدا بيد نحو المستقبل “، ما تصبو إليه فعاليات ومناقشات القمة التي تحظى بحضور تاريخي لافت. وتمهيدا للقمة، عقد وزراء خارجية الدول الإسلامية تحضيريا في مدينة جدة بالسعودية، حيث ناقش المجتمعون العديد من القضايا الإقليمية والدولية محل الاهتمام المشترك بين الدول الإسلامية، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية وقضايا الإرهاب والإسلاموفوبيا، إلى جانب موضوعات التعاون الإسلامي المشترك، واعتمد الوزراء خلال اجتماعهم التحضيري مشروع البيان الختامي الذي تناول القضايا التي تتعلق بالأمة الإسلامية، تمهيدا لرفعه للقادة خلال قمتهم المقررة. وسبق اجتماع وزراء الخارجية اجتماع لكبار الموظفين بالدول الأعضاء بالمنظمة، ترأسه وكيل وزارة خارجية السعودية للشئون الدولية المتعددة، حيث تدارس المجتمعون الوثائق الختامية لقمة مكة، واعتمدوا مشروعي جدول الأعمال وبرنامج العمل الخاص باجتماع مجلس وزراء الخارجية التحضيري للدورة الرابعة عشرة لمؤتمر القمة الإسلامية.

 

ترامب: إيران أصبحت ضعيفة.. وتسعى لعقد صفقة معنا

المدن - عرب وعالم | الخميس 30/05/2019

قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الخميس، إن "إيران أصبحت بلداً ضعيفاً، وتسعى لعقد اتفاق مع الولايات المتحدة". وأشار ترامب في مؤتمر صحافي، إلى أن "العقوبات الأميركية ستدفع طهران إلى حوار جديد للتوصل إلى صفقة". من جهته، قال مستشار الأمن القومي الأميركي جون بولتون الخميس، إن الأدلة على تورط إيران في استهداف السفن قبالة سواحل الإمارات، ستقدم إلى مجلس الأمن الدولي الأسبوع المقبل. وأضاف بولتون أن "التهديد الإيراني لم ينته بعد". ونفى اتباع الولايات المتحدة سياسة تهدف إلى تغيير النظام في إيران، لكنه اعتبر أن "الرد السريع ونشر تعزيزات عسكرية أميركية، ساعد في ردع إيران".

وتابع: "إذا هاجمت إيران أو عملاؤها مصالح أميركية فسيكون ذلك خطأ فادحاً، وإذا أرادت التفاوض فلا بد من وقف هذا السلوك". بدوره، قال الممثل الأميركي الخاص لإيران براين هوك إن الانفاق العسكري الإيراني انخفض بنسبة 28 في المائة منذ انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي، بسبب العقوبات الأميركية على طهران. وأضاف هوك أن الولايات المتحدة سترد بالقوة العسكرية إذا استهدفت إيران المصالح الأميركية، وقال إن الإجراءات التي اتخذت حتى الآن في منطقة الخليج، والتي تشمل إعادة نشر عتاد عسكري، كان لها "تأثير الردع المطلوب على حسابات المخاطر التي أجراها النظام الإيراني". ورداً على سؤال حول استيراد الصين والهند للنفط الإيراني وما إذا كان من الممكن لهما الاستمرار في استيراد كميات صغيرة، قال هوك إنه لن تكون هناك استثناءات أخرى من العقوبات على واردات إيران النفطية. وتابع: "لن يتم منح المزيد من الإعفاءات النفطية"، مضيفاً أن أي نفط تستورده أي دولة بعد فترة الإعفاء التي امتدت من تشرين الثاني\نوفمبر 2018 وحتى أيار\مايو يخضع للعقوبات. وفي السياق، قالت مجلة "فورين بوليسي" إن الرئيس الأميركي دونالد ترامب يدفع بإيران إلى أحضان روسيا. ورأت أن العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة على إيران لن تؤدي بالضرورة إلى عزلها، بل قد تفضي لتحالفات إستراتيجية جديدة. وتابعت أن روسيا وإيران مرتبطتان اليوم بتحالف "وثيق" لكنها استدركت أن المحافظة على هذا التحالف قد تبدو صعبة على المدى الطويل. واعتبر المقال أن روسيا أقل ميلا للتدخل بالمنطقة. فموسكو لديها مصالح في الشرق الأوسط وتطالب باحترامها، وهي من ثم تسعى للإبقاء على قنوات النفط والغاز مفتوحة للتجارة الروسية. وتريد أيضا محاربة "الإسلام السياسي المتطرف" لكي لا يتمدد إلى أراضيها، بالإضافة إلى أنها تنزع إلى حماية قواعدها العسكرية في سوريا.

 

صفقة القرن السياسية..مؤجلة حتى يصبح الوقت مناسباً

المدن - عرب وعالم | الخميس 30/05/2019

نقلت وكالة "رويترز" عن مسؤول أميركي الخميس، إن إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب ستمضي قدماً في عقد مؤتمر البحرين في أواخر حزيران\يونيو، رغم بداية حملة انتخابية جديدة في إسرائيل

وأوضح أن ورشة المنامة ستخصص لطرح الشق الاقتصادي من خطة السلام في الشرق الأوسط "صفقة القرن". وقال المسؤول إن الشق السياسي من الخطة والذي يتعامل مع القضايا الشائكة محور الصراع بين الفلسطينيين والإسرائيليين، سينشر "عندما يكون الوقت مناسباً".

وكان مسؤولون أميركيون كشفوا أن "صفقة القرن" ستطرح بعد إجراء الانتخابات الإسرائيلية وانتهاء شهر رمضان، لكن جرى الاستعاضة عن ذلك بطرح ورشة اقتصادية، تقاطعها السلطة الفلسطينية. وستجري إسرائيل انتخابات عامة جديدة في أيلول\سبتمبر بعد فشل رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في تشكيل الحكومة. وينظر إلى خطة السلام على نطاق واسع باعتبارها قضية حساسة للغاية لا يمكن طرحها في الحملات الانتخابية. وترفض القيادة الفلسطينية الخطة، معتبرة أن مواقف الرئيس الأميركي أظهرت انحيازه وبشكل "صارخ" لصالح إسرائيل. وأكد كبير مستشاري ترامب، وعرّاب "صفقة القرن"، جاريد كوشنر، لرئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو أن أمن إسرائيل حيوي بالنسبة للولايات المتحدة، معتبراً أن تحالف الطرفين أقوى من أي وقت مضى. وذكر المكتب الإعلامي لرئيس الوزراء الإسرائيلي أن نتنياهو استقبل الخميس، في مقر إقامته بالقدس، كوشنر والمبعوث الأميركي الخاص إلى الشرق الأوسط جيسون غرينبلات والمبعوث الأمريكي الخاص المعني بشؤون إيران برايان هوك. وقال نتنياهو خلال اللقاء: "يسرنا دائماً جداً استقبال جاريد كوشنر وجيسون غرينبلات في إسرائيل... من أجل بحث جهودنا المشتركة لدفع الازدهار والأمن والسلام قدما".

وتابع: "أثمّن كثيراً السياسة الأميركية تحت قيادة الرئيس ترامب التي تهدف إلى دمج الحلفاء مع بعضهم البعض في التعامل مع التحديات المشتركة واغتنام الفرص المشتركة". وأضاف نتنياهو في إشارة إلى قرار الكنيست إعادة الانتخابات في إسرائيل: "كما تعلمون، عشنا ليلة أمس حادثة صغيرة ولكن هذا لن يوقفنا. سنواصل العمل معاً. عقدنا لقاءً ممتازاً ومثمراً يؤكد مرة أخرى أن التحالف بين الولايات المتحدة وإسرائيل أقوى من أي وقت مضى وهو سيتعزز أكثر". من جانبه، قال كوشنر: " هذه هي الزيارة الأولى لي إلى إسرائيل بعد اعتراف الرئيس بالسيادة الإسرائيلية على الجولان لقد كان هذا الإعلان مهماً جداً". وتابع كوشنر: "أمن إسرائيل يعتبر حيويا بالنسبة للعلاقات الأميركية الإسرائيلية وهو مهم جداً أيضاً بالنسبة للرئيس نفسه ونثمن جميع جهودكم لتعزيز العلاقات بين بلدينا. إنها أقوى من أي وقت مضى". ويقوم الوفد الأميركي بجولة إلى المنطقة شملت عمّان والقدس والرباط لحشد الدعم لورشة المنامة. وأبلغ الملك عبد الله الثاني كوشنر في عمّان الأربعاء، "الحاجة إلى تكثيف الجهود لتحقيق سلام دائم وشامل على أساس حل الدولتين، بما يضمن قيام دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشرقية".

 

الكنيست الإسرائيلي يحل نفسه... ونتنياهو لإجراء انتخابات في سبتمبر والرئيس الإسرائيلي والمعارضة يخفقان في إفشال قانون «تبكير الانتخابات»

تل أبيب: نظير مجلي/الشرق الأوسط/30 أيار/2019

 http://eliasbejjaninews.com/archives/75313/%D8%B1%D8%B2%D9%85%D8%A9-%D9%85%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D9%82%D8%A7%D8%B1%D9%8A%D8%B1-%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%B9%D9%84%D9%8A%D9%82%D8%A7%D8%AA-%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%AD%D8%A7%D9%84%D9%8A/

وافق الكنيست الإسرائيلي الليلة الماضية، على حلّ نفسه وإجراء انتخابات تشريعيّة جديدة في 17 سبتمبر (أيلول)، في سابقة في تاريخ الدولة العبريّة، إذ لم يسبق أن حلّ أي من برلماناتها نفسه بعد أقل من شهرين على انتخابه. وبأغلبيّة 74 صوتاً مقابل 45، أقرّ النواب في قراءتين ثانية وثالثة اقتراح قانون حلّ الكنيست الذي قدّمه حزب الليكود بزعامة بنيامين نتنياهو. وأتى التصويت على اقتراح القانون مع انتهاء المهلة المحدّدة لنتنياهو، رئيس الوزراء المكلّف، لتشكيل ائتلاف حكومي، وتفضيل زعيم الليكود خيار العودة إلى صناديق الاقتراع على خسارة مهمّة التكليف لصالح شخصيّة أخرى كان بإمكان الرئيس رؤوفين ريفلين أن يُكلّفها مهمّة تشكيل الحكومة لو لم يحلّ الكنيست نفسه. وأعلن نتنياهو فشله في تشكيل حكومة يمينية، متهما رفيق دربه أفيغدور ليبرمان، رئيس حزب اليهود الروس ووزير الدفاع السابق، بالمسؤولية عن هذا التدهور، قائلاً إنه «يدفعنا إلى الانتخابات لأغراض شخصية بحتة». وقال: «ليبرمان يفوت على اليمين إقامة حكومة ليس فقط لصالح اليسار، بل إنه يعرقل بذلك تطورات كبيرة في المنطقة لصالح أمن إسرائيل»، ولم يفصل قصده. ورد ليبرمان قائلاً: «إننا نتجه لانتخابات جديدة بسبب تعنّت الليكود وإصراره على تحويل الدولة لدولة شريعة وإكراه ديني بالشراكة مع الأحزاب الحريدية، ولن نكون شركاء في حكومة من هذا النوع. الليكود فشل مجدداً في تشكيل الحكومة ولم ينجح في التوصل إلى أي اتفاق مع أي حزب في اليمين وفي أي موضوع». وتعهد نتنياهو بفوز حزبه بالانتخابات المبكرة التي جرت الدعوة إليها. وقال للصحافيين: «سنخوض حملة انتخابية نشطة وواضحة تحقق لنا النصر. سنفوز، سنفوز والشعب سيفوز».

وكان الكنيست التأم ظهر أمس في جلسة امتدت حتى منتصف الليل. وبدا أن مد فترة النقاش في الكنيست من ظهيرة أمس حتى ساعة متأخرة من الليل تم بشكل مصطنع من دون حاجة موضوعية، ولكن باتفاق كل الأطراف. ففي حزب الليكود، أرادوا استغلال كل دقيقة لممارسة الضغوط على أفيغدور ليبرمان، حتى يوافق على صيغة حل وسط لموضوع تجنيد الشبان المتدينين اليهود ترضيه وترضي الأحزاب الدينية التي تريد أن يتعلم شبابها في المدارس الدينية، بدل الخدمة في الجيش. وقد استخدموا معه طريقة العصا والجزرة. فمن جهة اقترحوا عليه عدة مناصب مسؤولة، يكون فيها عملياً الرجل الثاني في الحكومة، ومن جهة ثانية هددوا بتصفيته سياسياً، في حال إجراء انتخابات مبكرة بعد 3 شهور. وأعلنوا مضاعفة ميزانية الدعاية الانتخابية بين صفوف اليهود الروس حتى ينفضوا عن ليبرمان، وشنوا عليه هجوماً كاسحاً، واتهموه بالتآمر لإسقاط نتنياهو وإدخاله إلى السجن.

واستمر هذا السجال بين الحزبين (الحليفين) في اليمين، وانضمت إليه أحزاب يمينية أخرى تهاجم بعضها بعضاً، وتشكك في نوايا كل منها، وتتهم بعضها بعضاً بإضاعة الفرصة على أحزاب اليمين، ودفعها إلى خسارة الحكم. لكن المعارضة حاولت منع إنهاء النقاش أمس، وسعت إلى إطالته لـ3 أيام متواصلة، وقالت إنها تريد مناقشة كل بند في القانون، والتصويت عليه بالعلن من خلال سؤال كل نائب عن موقفه، اسماً بعد اسم، في محاولة لم توفق لإفشال قانون تبكير موعد الانتخابات. وحاول الرئيس الإسرائيلي تجنب سيناريو إعادة الانتخابات. وقال أمس إن «من حق الكنيست أن يحل نفسه، وأنا أحترم هذا الحق وألتزم به، ولكنني في الوقت نفسه أسعى بكل قوتي لئلا يتم دفع الناس إلى انتخابات جديدة. فالجمهور خاض الانتخابات فقط قبل 50 يوماً، وهو ليس معنياً بانتخابات إضافية». وقد فهم كلامه على أنه معني بتكليف شخص آخر بتشكيل الحكومة، في حال فشل نتنياهو.

وكانت قوى المعارضة قد اختلفت فيما بينها أيضاً على خلفية هذه القضية. فقد أعلن النائب يائير لبيد أنه لن يوافق على أن يبقى بيني غانتس مرشحاً باسم حزب «كحول لفان» (الذي يضم حزب الجنرالات)، لرئاسة الحكومة. فكان لتصريحه وقع الزلزال، واضطر إلى التراجع عنه بعد ساعات. ومن جهة ثانية، أعلنت الأحزاب العربية (10 نواب) أنها ستؤيد تقديم موعد الانتخابات، لأنها ليست معنية بأن يحظى نتنياهو بالحكم. فثارت أحزاب المعارضة الأخرى، وراحت تسعى لإقناعهم برفض القانون وإسقاطه، بحيث يتاح تكليف غانتس لتشكيل الحكومة. وقرر قادة الأحزاب العربية في المساء التصويت ضد قانون الانتخابات.

 

نتنياهو الى الانتخابات المبكرة: الفوز أو السجن

المدن - عرب وعالم | الخميس 30/05/2019

 http://eliasbejjaninews.com/archives/75313/%D8%B1%D8%B2%D9%85%D8%A9-%D9%85%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D9%82%D8%A7%D8%B1%D9%8A%D8%B1-%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%B9%D9%84%D9%8A%D9%82%D8%A7%D8%AA-%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%AD%D8%A7%D9%84%D9%8A/

حل الكنيست الإسرائيلي نفسه عبر تصويت أجراه، الخميس، في أعقاب فشل رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، في تشكيل ائتلاف حاكم، بعد انقضاء المهلة المحددة لذلك في منتصف ليلة الأربعاء - الخميس. وتعهد نتنياهو في حديث للصحافيين، الخميس، بأن حزب "الليكود" المحافظ بزعامته سيفوز بالانتخابات المبكرة، التي جرت الدعوة إليها بعدما فشل في تشكيل حكومة ائتلافية قبل انقضاء المهلة. وقال نتنياهو بعدما صوت الكنيست لصالح حل نفسه "سنخوض حملة انتخابية نشطة وواضحة تحقق لنا النصر. سنفوز، سنفوز والشعب سيفوز". ويمثل حل الكنسيت وإعادة الانتخابات في أيلول/سبتمبر القادم، لتكون الثانية خلال عام، ضربة موجعة لنتنياهو الذي تمكن من الفوز في الانتخابات الماضية، والتي جرت في التاسع من نيسان/أبريل الماضي. وصوت البرلمان بأغلبية 74 صوتا مقابل 45 لصالح حل نفسه بعد دقائق من انقضاء المهلة التي كانت محددة لنتنياهو لتشكيل حكومة بحلول منتصف الليل.

وكان نتنياهو على بعد خطوة من كونه صاحب أطول منصب في رئاسة الوزراء، إلا أنه فشل في التوافق مع حلفائه ويزر الدفاع السابق أفيغدور ليبرمان، وبعض الأحزاب اليمنية المتطرفة، حول مسألة التجنيد الإجباري، مما عرقل تشكيل حكومته.

وترفض الأحزاب الدينية في إسرائيل إلزام طلبة مدارسها بالخدمة العسكرية، بينما يصر ليبرمان وكثيرون من الإسرائيليين على أن يتحمل هؤلاء أيضاً الخدمة الإلزامية. وندد نتنياهو بالخلاف حول التجنيد ووصفه بأنه خدعة "درامية". وقال للصحافيين "إنه أمر لا يصدق. أفيغدور ليبرمان أصبح الآن جزءا من اليسار.. من  الواضح تماما أنه يريد إسقاط هذه الحكومة... لجمع  بضعة أصوات أخرى". واعتبر مراقبون أن اجراء انتخابات جديدة لا تمثل انتكاسة كبيرة لنتنياهو نظراً لأن الرئيس الإسرائيلي ريئوفين ريفلين، لم يكلف أحداً أخر بتشكيل الحكومة رغم امتلاكه هذه الصلاحية.

وأشار نتنياهو إلى أنه سيخوض الانتخابات القادمة وقال لأنصاره "سنفوز". وأرسل المتحدث باسم حزب ليكود الذي يتزعمه نتنياهو صورة نصية يظهر فيها نتنياهو وهو يبتسم مع رسالة تقول "إنزلوا وصوتوا". إلا أن فشل نتنياهو في تشكيل الحكومة، قد يصعد التوتر داخل حزب الليكود، مما قد يؤدي إلى انقسامات في الحزب. وارتبط اسم نتنياهو خلال الفترة الماضية بثلاث تهم فساد كبرى، أحدها قبول الرشوة والاحتيال، التي أعلن المدعي العام في شباط الماضي، أنه سيوجهها لنتنياهو. ويخشى الأميركيون من تأثير ذلك على صفقة القرن إذا خسروا حليفهم نتنياهو، الأمر الذي قد يعرقل خططهم في حال تولي أمر إسرائيل حكومة أكثر تشدداً، ناهيك عن الرفض الفلسطيني للخطة الأميركية التي لا يرون فيها سوى تأكيدٍ على الاحتلال والحرمان من حق الدولتين. ويزور فريق البيت الأبيض الذي يقف وراء الخطة، ويضم صهر ترامب جاريد كوشنر، الشرق الأوسط لحشد الدعم "لورشة عمل" اقتصادية في البحرين الشهر المقبل لتشجيع الاستثمار في الضفة الغربية المحتلة وقطاع غزة. ووصل الفريق إلى إسرائيل الأربعاء، ومن المقرر أن يجتمع مع نتنياهو الخميس. وفي إشارة أخرى إلى رغبة نتنياهو القوية في تولي فترة جديدة رئيسا للوزراء، قال حزب العمل المعارض المنتمي لتيار يسار الوسط إنه تلقى عرضا بالانضمام إلى ائتلاف بقيادة "الليكود"، لكنه رفض هذا العرض. وقال ليبرمان، الأربعاء، إنه لن يتراجع عما وصفها بأنها مسألة مبدأ بشأن قضية التجنيد الإجباري، ونفى مزاعم ليكود بأن نيته الحقيقية تتمثل في الإطاحة بنتنياهو وقيادة "معسكر قومي". وكان ليبرمان استقال العام الماضي من منصب وزير الدفاع في خلاف مع نتنياهو بسبب السياسات تجاه غزة.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

هل يوقعنا ساترفيلد في الفخ؟

عبدالله قمح/ليبانون ديبايت/الخميس 30 أيار 2019

تقريباً، باتَ على جدول أعمال مساعد وزير الخارجيّة الأميركي لشؤون الشرق الأدنى ديفيد ساترفيلد زيارة كل شهر إلى لبنان! إهتمام المسؤول الأميركي بـ«بلاد الأرز» إلى هذه الدرجة، وتحديداً مسألة ترسيم الحدود بين لبنان وإسرائيل، تُثير الشكوك وتطرح علامات استفهام حول الخفايا الكامنة وراء هذه الاندفاعة.. الأكيد أن ثمّة رهاناً أميركيّاً على هذا الدور، يُشبه مراهنات القمار، لذا يُصبح من الطبيعي أن يكون هناك ثمن في النهاية! يسأل كثيرون: ما هو الثمن الذي يتوقع أن «يقبضه» الأميركي واستطراداً الإسرائيلي؟ ما السّر الكامن خلف إنقلابة ساترفيلد ومن خلفهِ تل أبيب من ضفّة الإصرار على خطّةِ «هوف» و فصل الترسيم البحري عن البري، ثمّ التحوّل إلى القبول بالترسيم وفق المنطق اللُّبناني وتجاوز خطّة «هوف» إلى حدود نسفها؟

هذا التقلب في المزاج يحمل أطرافاً على إجراءِ دراسات معمّقة حول ما خفي من حراكٍ المبعوث الأميركي.

باتت تقريباً أسس التفاهم الذي يقود إلى طاولة «المفاوضات» حول ترسيم الحدود شبه منتهية. على ذمّةِ رئيس مجلس النوّاب نبيه برّي «الأمور ما زالت تسير في المنحى الإيجابي، لكن لا حسم حتى الآن».

في المعلومات، انّ المفاوضات التي تستضيفها «أرض محايدة» ممثلة بقيادة قوات الطوارئ في الناقورة، ستكون «عسكريّة الطابع»، بحيث سيمثلُ لبنان وفداً عسكريّاً من قيادة الجيش مقابل وفد عسكري إسرائيلي، بحضور وفد عسكري أُممي من «اليونيفيل» وتحت إشراف مبعوث أميركي «مدني».

التّسريبات تتحدّثُ عن إحتمال حيث يكون «المشرف الأميركي» سياسيّاً مكلّفاً من وزارة الخارجيّة، وعلى هذا النحو سيكون الوفدين اللُّبناني والإسرائيلي يتمتعان بمظلّة سياسيّة لو أنهما من أصحاب البزّات المرقطة، ويفترضُ أن تنتهي المفاوضات بتوقيع خطي ثنائي ممهور بتوقيع الرّاعي والوسيط!

عند هذه النُقطة ثمّة من استبقَ الأمور ذاهباً بإتجاه الإعتقاد انّ أي إتفاق سيجري التوصّل إليه ويعرض على التوقيع، سيمثل سابقة لبنانيّة تتمثّل في نيل الغطاء السّياسي الكامل لتوقيع لبناني - إسرائيلي على ورقة واحدة، وهو بالضبط ما تسعى إليه تل أبيب.

الخوف الذي يتسلّلُ إلى مستويات سياسيّة، لا يقتصر فقط على طبيعة التوقيع، بل إحتمال أن يكون هناك خطط أميركيّة تقود إلى طرح «أمور أخرى» غير ملف ترسيم الحدود على طاولةِ البحث، كإستغلال لوجود وفدين لبناني واسرائيلي في إحدى المرّات النادرة، وطبعاً، الخوف يصبح منطقيّاً في ظل إقتراب إعلان «صفقة القرن»، وتوفّر إشارات حول مساعي لترتيب المنطقة قبل هذا الإعلان.

وللحقيقة، فإن هذه المستويات تلقت إشارات حول وجود «نوايا أميركيّة» لطرح بعض البنود على طاولة «نقاش الترسيم»، ونقاط خلافيّة أساسيّة كـ«مزارع شبعا»، وما أعدَّ لافتاً في هذا السياق، وأتى بشكلٍ متزامن لهذه التسريبات، خروج حديث «الاستراتيجيّة الدّفاعية» من القمقم، وبدء الكلام حول «تبادل الأراضي» ومصير سلاح حزب الله، كما لو أننا أمام مفاوضات شاملة!

حتّى أن الجانب «المتطرّف لبنانيّاً» الذي قابل «إقتراح التفاوض» بريبة، أبدى خشيته من تعمّد واشنطن «تزحيط المفاوضات» نحو نقاشات جانبيّة تتجاوز حدود «التّرسيم»، وما يمكنها من ذلك، تلازم الملفات الحدوديّة على نحوٍ لا يمكن فصلها عن بعضها.. على هذا الأساس، بدأ هذا الجانب يستفهم من المعنيين أمور التفاوض مع الأميركي، ما مدى حدود التفاوض، وما هي الخطوط الحمراء المرسومة. طبعاً حزب الله، يعد من المهتمين جداً بما يطرح، البعض في الدّاخل يشاء إلصاق صفة «القبول» على الحزب، لكن المطلعين على موقفِ الضاحية، يؤكّدون أنها تعتبر نفسها «غير معنية» بكل ما يطرح من استنتاجات، وهي أصلاً منحت تفويضاً مطلقاً للرئيس نبيه برّي إنطلاقاً من قاعدة التقاسم المتفق عليها داخل الثنائي الشيعي، وبهذا المعنى فإن التفويض «شامل وكامل» وليس على ملفات دون أخرى.

لكن لحزب الله موقفه المبدئي الذي وضعه عند الرئيسين ميشال عون ونبيه برّي في مستهل ِالحديث عن مفاوضات. هو أكّد أنّه في المبدأ ضد عمليّة التفاوض مع الاسرائيلي، لكن إذا رأى المستوى السّياسي انّ ثمّة منفعة للبنان عبر مفاوضات «غير سياسيّة وغير مباشرة»، فهو لن يكون في خانة الإعتراض.

مُضاف إلى ذلك، أن قيادة حزب الله، أبلغت الرئيسين عون وبري، ما يمكنُ اعتباره «إلتزامات غير قابلة للتفاوض»، كمثل رفضها تجاوز «النص المقترح لمفاوضات التّرسيم البريّة والبحريّة» الذي يُحكى عنه، والخوض في نقاشات جانبيّة تتجاوز الموضوع الأساس وتدخل في تفاصيل هي محل خلاف، وبالتالي هي لا توافق على هذا الأمر، كما أنها حذّرت صراحة من إحتمالِ بلوغ الأميركي هذا المستوى. طبعاً، الرّئيس ميشال عون قد رسم أوّلاً خطوط «عرض وطول» المفاوضات، وبالنسبة إليه، فـ«عمليّات الانزال خلف الترسيم» مرفوضة، كذلك الرّئيس نبيه برّي المتأبط بالنص الأساسي «مفاوضات حول الترسيم البحري والبري معاً من دون سقف زمني»، علماً انّ المقرّبين من الضاحية، يؤكدون أن برّي «فتح قناة مباشرة مع حزب الله ينقلُ خلالها لحظة بلحظة مستجدات التّفاوض الحاصل مع الأميركي».

 

كواليس رئاسية في السباق الى المركز الأول  

أسعد بشارة/جريدة الجمهورية/الخميس 30 أيار 2019

يبدو «الماتش» الرئاسي المبكر فاقعاً في أشواطه ولاعبيه في طريقهم الى قصر بعبدا. من هذه الزاوية يمكن فهمُ النار القواتية ـ الباسيلية التي نفضت رمادَ المصالحة، ووضعتها في كهوفٍ سحيقة. لم يكن التراشق القاسي الذي دار في اليومين الماضيين الّا نموذجاً عمّا يمكن أن يحصل كلما لاح أوان الانتخابات الرئاسية، فالمسيحيون «الأقوياء» الذين كرّسوا بمصالحتهم، مبدأ وصول «القوي» الى بعبدا يجهدون في التعامل مع المعركة الرئاسية كأنها ستحصل غداً. يقول مطلعون على حركة الوزير جبران باسيل إنّ التأهيل الرئاسي بات يطغى على حركته، إذ لا يخطو باسيل أيَّ خطوة إلّا إذا كان لها مردود في تعزيز فرصه الرئاسية.

من نقاش الموازنة الى اللقاءات والاتّصالات العربية والدولية، الى الكباش الداخلي مع معظم الاطراف، يهدف باسيل الى تعزيز مشروعيّته السياسية، داخل تياره أولاً، لشعور منه بأنه لم يسدّ بعد كل الثغرات التي يمكن أن تطرأ إذا تسلّم المسؤولية بمفرده.

يريد باسيل أن يعزّز شرعيّته المسيحية بإعطاء صورة عن قدرته، على ادارة «التيار الوطني الحر» والجمهور المسيحي، وعلى كسر شوكة مَن تولّوا السلطة منذ العام 1990 حتى العام 2005، وابرزهم تيار «المستقبل» والرئيس نبيه بري والنائب وليد جنبلاط، كما يريد أن يثبت لـ»حزب الله»، انه الطرف الأكثر فائدة مسيحياً لتولّي الرئاسة، في المقارنة مع سليمان فرنجية غير الديناميكي والمحلي، ومع سمير جعجع المعادي، كذلك يريد الاستفادة من الهامش الكبير الذي يمنحه إياه دعمُه المطلق لسلاح الحزب، بالقيام بخطوات تكتيكية في الانفتاح على الغرب وعلى العرب، ولم يتردّد في هذا الاطار في استقبال النائب الأميركي الصديق لإسرائيل اليوت أنغل، والهدف تحت سقف دعمه لسلاح «الحزب» أن يزيل أيّ «فيتو» غربي وعربي على انتخابه رئيساً.

تصدُّر المشهد الداخلي كان عنواناً كبيراً لحركة باسيل الذي افتعل نقاشاً في الجلسة الـ 12 للموازنة في مواجهة وزير المال علي حسن خليل، خدمةً لهدف تحقيق الندّية، وهذا له مردود سياسي مسيحياً، يعتقد باسيل أنه يزيد من مشروعيته المسيحية التمثيلية، وهو نموذج لما طبّقه في العلاقة مع رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، قبل المصالحة العونية ـ الجنبلاطية وبعدها في الجبل. في المقلب الآخر، يتعامل رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع مع الاستحقاق الرئاسي المقبل، بمنطق المرشح الذي يحظى بالمشروعية المسيحية التاريخية، خصوصاً بعد انتخاب العماد ميشال عون رئيساً. وتوحي مصادر «القوات اللبنانية» أنّ جعجع مرشّح باسم هذه المشروعية، وباسم الحالة التي يمثل، وباسم التسوية الكبرى التي كان له اليد في ولادتها ودعمها أي «اتفاق الطائف». وتعتبر المصادر انّ التقاطع الوطني الذي يناله جعجع نسبة لهذه الاسباب، مختلف تماماً عن السياسة الشعبوية التي ينتهجها باسيل، كما انه يتناقض مع التنافر الذي ولّده أداء باسيل مع معظم القوى السياسية الفاعلة، باستثناء «حزب الله» الذي يسعى لأن ينال موافقته على انتخابه رئيساً. وتشير أوساط «القوات» الى انّ «من المبكر الحديث عن معركة رئاسية الآن، لكن جعجع مرشح للرئاسة باسم ما يمثل»، وتضيف «انّ العوامل التي أدّت الى انتخاب العماد عون والتي على اساسها تبنّت «القوات اللبنانية» هذا الترشيح، قد اختلفت، فالعماد عون مرّ في طريقه الى بعبدا من معراب و»بيت الوسط» وكليمنصو، وعلى رغم من انه كان على خلاف مع هذه القوى، الّا انه وعند ساعة الاستحقاق اصبح ترشيحُه وفاقياً، عكس ما يجري اليوم، وبالتالي فإنّ المعادلة تحوّلت الى ضرورة إنتاج رئيس إنقاذي يحمل فكر الدولة والمؤسسات، والعيش المشترك، بعيداً من سياسات النكد وإثارة الغرائز والشعبوية».

 

إيران لا تفاوض واشنطن.. إيران تفاوض تل أبيب

محمد قواص/العرب/31 أيار/2019

نصرالله قدم سلاح حزبه بصفته الضامن لحقوق لبنان

لا تريد إيران التفاوض مع الولايات المتحدة. بالمقابل يقبل حزب الله، من خلال الدولة اللبنانية، التفاوض مع إسرائيل، وبرعاية الولايات المتحدة نفسها. تكابر طهران في مقاربة أزمتها مع دول العالم الكبرى (بما في ذلك مع روسيا والصين)، غير أن قنوات التواصل، المتعددة النوافذ، تنشط في الإعداد لليوم الذي تنبسط فيه طاولة المفاوضات، وفق ما رسمها دونالد ترامب، ووفق الـ”ستايل” الذي أوحت به شروط مايك بومبيو الشهيرة. من قنوات التواصل الخلفية هي تلك التي تجري في بيروت. شيء ما حصل قبل أسابيع أنزل “وحيا” على قصر بعبدا أملى استدعاء السفيرة الأميركية (9 مايو) لإبلاغها قرارا جديدا في شأن النزاع الحدودي بين لبنان وإسرائيل. لم يكن الرئيس ميشال عون ليتحرك ويبادر ويُعدّ ورقة تحدد خارطة طريق لإنهاء النزاع وإقفال ملف الحدود البرية والبحرية مع إسرائيل دون ضوء أخضر، وربما بطلب، من حزب الله.

اجتمع فجأة قبل ذلك (6 مايو) الرؤساء الثلاثة (عون ونبيه بري وسعد الحريري) تحت سقف قصر بعبدا. توافقوا على استراتيجية واحدة يقارب بها لبنان مسألة الحدود مع إسرائيل. قيل إن قرار الرؤساء الثلاثة اتخذ دون استشارة حزب الله. هذا ما قيل.

غير أن الرصانة واحترام العقل يستدرجان استنتاج أن الحزب بارك قرار بيروت ورعاه. صمتُ الحزب ومنابره ومحلليه يكشف عن تغطيته السياسية الكاملة لعملية تفاوض لبنانية إسرائيلية ستجري، مباشرة، بوساطة أميركية، ومشاركة الأمم المتحدة في الناقورة داخل مقرّ قيادة قوات حفظ السلام “اليونيفيل” في الجنوب.

استدعى عون سفيرة الولايات المتحدة في لبنان إليزابيث ريتشارد. سلمها الورقة-الخارطة التي أعدها. بدا أن سعادة السفيرة فوجئت بهذا التطور غير المتوقع بالنظر إلى مواقف بيروت السابقة. جالت على الرئيسيْن بري والحريري للتأكد من أن عون لا ينطق عن هوى، و”إن هو إلا وحي يوحى”، وبأن النظام السياسي اللبناني الذي يشتغل وفق ما يتّسق ولا يتناقض أبدا مع أجندة حزب الله، مجمع، ودون أن يرمش جفن تيارات الممانعة، على العبور نحو التسوية في ملف ساخن لطالما كان العذر المحوري لديمومة “سلاح المقاومة”. عملت طهران ودمشق وحزب الله على تعطيل أي تدبير يتنافس مع وجود قوات الحزب وسلاحه في جنوب لبنان. منعت تلك القوى الجيش اللبناني من التموضع في جنوب لبنان بعد انسحاب إسرائيل من المنطقة عام 2000. برر الأمين العام للحزب السيد حسن نصرالله أمر ذلك آنذاك بأنه “حماية للجيش” المفترض به أن يتولى حماية الأرض والوطن. كان على الحزب أن ينصاع بالقوة بعد حرب 2006، ويقبل بأن يكون للقوات المسلحة الشرعية تواجد على حدود البلاد مع إسرائيل.

قبل ذلك أثار النظام السياسي الأمني اللبناني – السوري مسألة مزارع شبعا وتلال كفر شوبا لتبرير استمرار وجود “سلاح المقاومة”. أعاد حلفاء دمشق وطهران نبش كتب التاريخ ليعيدوا تعويم لبنانية تلك المناطق التي لطالما أغفلت بيروت المطالبة بها حين سطا عليها النظام السوري في الخمسينات، وألحقها وفق اتفاقيات فصل القوات عام 1974 بالجولان بما يشملها داخل نطاق عمل قوات الـ”أندوف” وليس الـ”يونيفل”. وسواء كانت تلك الأراضي لبنانية أو سورية، فإن المطالبة بها لا تستدعي سلاحا ميليشياويا خاضعا لإرادة طهران يعطّل العمل الذي يفترض أن تقوم به مؤسسات الدولة، العسكرية والدبلوماسية، لمقاربة هذا الملف.

قدم نصرالله سلاح حزبه بصفته الضامن لحقوق لبنان من النفط والغاز في منطقته الاقتصادية الخالصة. بدا أن تحوّلا كبيرا طرأ على خلفية التصعيد الذي تمارسه واشنطن ضد طهران. وبدا أن إيران تخاطب الولايات المتحدة من خلال بوابة إسرائيل العزيزة على قلب واشنطن وإدارتها ورئيسها. صدر ما يشبه المعجزة، أن فاوضوا وافتحوا سبل الوصل مع إسرائيل؟"

الأمر ليس تفصيلا عرضيا. خرائط كثيرة خرجت من خزائن العواصم الكبرى بالتناغم مع العزف الصاعق الذي خرج من بعبدا. خرائط تتعلق تارة بصفقة القرن وورشتها الاقتصادية المقبلة في البحرين. خرائط تتعلق بسوق الغاز الذي تتقاطع داخله دول المنطقة المعنية (مصر واليونان وقبرص ودول أخرى) كما الدول المعنية بإرسال شركاتها الكبرى في التنقيب عن النفط والغاز (روسيا، فرنسا، إيطاليا، الولايات المتحدة ودول أخرى). خرائط تتعلق بمستقبل الوضع في سوريا ومسارعة الصين، مثلا، لإرسال شركاتها للتمركز في البقاع اللبناني استباقا لاستثمارات هائلة مرتبطة بخطط الإعمار المقبلة في سوريا.

الأمر جدي إلى درجة أن مساعد نائب وزير الخارجية الأميركي ديفيد ساترفيلد، الذي يعرفه لبنان واللبنانيون جيدا، جاء على عجل من واشنطن إلى بيروت (14 مايو).

فجأة توقفت تل أبيب عن جلد لبنان وحزب الله بالتهديدات. فجأة أفرجت إسرائيل عن مواقف إيجابية بشأن ملف النزاع الحدودي. فجأة يتحدث وزير الطاقة الإسرائيلي يوفال شتاينتز عما يحقق “مصالح البلدين في تطوير احتياطات الغاز الطبيعي والنفط”. فجأة بدا أن لبنان بات جزءا من الحل داخل النزاع الأميركي – الإيراني، بعد أن كان جزءا من المشكلة. يفترض ترسيم الحدود مع إسرائيل عمليا أن ينهي الاشتباك مع إسرائيل. قبول ورعاية حزب الله لمبدأ التفاوض والاتفاق مع إسرائيل لتدبير ملف من شأنه إنهاء النزاع مع إسرائيل، يكشف المدى الذي بدأت إيران تذهب به في مداولاتها الخلفية مع الولايات المتحدة. العبور إلى حل النزاع الحدودي، هو عبور إلى السلم والانتقال إلى مرحلة الاستثمارات النفطية الكبيرة في مياه لبنان ومياه المنطقة، وإلى مرحلة الإعداد للورشة الإعمارية الكبرى في سوريا. مراحل كهذه لا تحتاج إلى سلاح حزب الله، ولا يمكنها التعايش مع هذه الظاهرة النافرة في نظام العلاقات الإقليمية والدولية المرتبطة بملفات الاستثمار الكبرى الملوَّح بها في المنطقة (الغاز، سوريا، صفق القرن).

لبنان نفسه بات داخل تلك الخرائط منذ مؤتمر سيدر الشهير. لم يكن ذلك المؤتمر تقليديا في مضامينه الحسابية. ظهر بعد ذلك أنه مؤتمر سياسي كبير يتجاوز واجهته الاقتصادية المملة. في روحية المؤتمر ما يرتبط بمستقبل لبنان ووظيفته وحدوده (مع سوريا أيضا) ودور جيشه، كما مستقبل سوق الطاقة الواعدة في مياهه، كما تموضعه المقبل داخل منتدى غاز شرق المتوسط (تشكل في القاهرة أوائل هذا العام). كان على لبنان أن يقر موازنة قاسية تضبط العجز في حدود 7.6 بالمئة، مع ما يسببه ذلك من غضب شرائح اجتماعية تستغرب تواطؤ كل الطبقة السياسية، بما في ذلك حزب الله، على فرضها.

تحدث ساترفيلد عن ضرورة اعتماد لبنان استراتيجية دفاعية تنهي ظاهرة حزب الله. لا يهم ما صدر وسيصدر عن لبنان وحزب الله من رفض لهذا المطلب أو تحفظ عليه، ذلك أن أمرا جللا حدث في الأيام الأخيرة دفع وزير الدفاع اللبناني، إلياس بوصعب، القريب من الرئيس عون، إلى الانقلاب على مواقفه السابقة كما مواقف عون والتبشير بحوار داخلي للوصول إلى الاستراتيجية الدفاعية المتوخاة لكي يصبح سلاح لبنان بإمرة جيشه.

وهذا الأمر الجلل هو ما أثار شهية منابر سياسية لبنانية كثّفت حملاتها خلال الأيام الماضية واستفاقت على عدم لزومية سلاح حزب الله وتقادم دوره المقاوم. قبل ذلك كانت تلك المنابر قد تخدّرت بروحية الصفقة الرئاسية بين عون والحريري على قاعدة ربط النزاع مع الحزب، بما يعني السكوت عن سلاحه حتى إشعار آخر.فهل نحن في مرحلة “الإشعار الآخر”؟

 

السنيورة لـ"الجمهورية": علينا إستعادة الدولة وقوّة التوازن  

طارق ترشيشي/الجمهورية/الخميس 30 أيار 2019

لا يخفي الرئيس فؤاد السنيورة، رئيس الحكومة ووزير المال السابق، اغتباطه إزاء تبنّي الحكومة والقيّمين على الموازنة العامة للدولة ما كان يطرحه من افكار واقتراحات إصلاحية مالية واقتصادية وتلقى الرفض او التجاهل. ولكنه يعتبر ما تقرر خطوة أولى ومقدمة للمعالجة الناجعة، والتي تكمن في رأيه في ان تستعيد الدولة نفسها، اي أن تستعيد سلطتها وقرارها وسيادتها على كل مرافقها. فالرجل يعتقد انه كان أول مَن شَخّص المشكلة المالية والاقتصادية التي تعانيها البلاد، وحدّد العلاج المناسب لها، وحاول طوال فترة تولّيه رئاسة الحكومة وقبلها وبعدها ولا يزال يدعو المعنيين الى اعتماد هذا العلاج، الى ان كان الأمر في بعض ما تضمنه مشروع الموازنة الذي أقرّه مجلس الوزراء قبل ايام بعد نحو 20 جلسة وأحاله الى مجلس النواب. السنيورة، وبمقدار اغتباطه ضمناً بما حصل، فإنه في الوقت نفسه لا يخفي أسفاً لأنّ الاجراءات المتخذة لمناسبة الموزانة الجديدة ستكون موجعة ومؤلمة، وكان يمكن أن لا تكون وبعيداً عن الضغوط وما يمكن أن يرافقها من انفعالات «لأنه لم يعد في الامكان تحميل البلد ما لا يستطيع تحمّله»، يقول السنيورة لـ«الجمهورية»، مضيفاً: «انّ مفهوم الدولة لم يعد موجوداً، لأنّ الدولة باتت طاولة تتحلق حولها مجموعة من القوى وكل منها يحمل بيده منشاراً ليقتطع به حصته، ويتصرف على اساس انّ هذه الحصة هي حق مكتسب له، في حين انّ هذا الأمر مخالف للدستور».

ويرى «انّ الدواء الذي يعتمد لمعالجة الأزمة ربما يكون المناسب ولكنه غير كاف، فالمطلوب هو السير على الاوتوستراد للوصول الى المكان المقصود من دون الانزلاق الى الطرق الفرعية التي يمكن ان تأخذنا الى اماكن أخرى، كأن يكون مقصدنا إقليم الخروب فنكتشف أننا وصلنا الى عكار...».

والمطلوب، في رأي السنيورة، هو «ان يتخذ القرار بالمعالجة الفعلية، وهذا القرار ينبغي ان يقوم على احترام المبادىء والتي هي من الامور البديهية، واحترام الدستور واتفاق الطائف، والقوانين، ولا يجوز عدم احترام الدستور والقول اننا نريد تعديله بالممارسة (حسب حديث البعض). كذلك لا يجوز للبعض أن يقول «ما عاجِبني هالقانون ما بدّي طَبّقو». ويرى السنيورة «انّ الاجراءات التي اتخذت على المستويين المالي والاقتصادي في إطار مشروع الموازنة ضرورية ولازمة، ولكنها غير كافية، يمكن اعتبارها خطوة اولى على الطريق، وينبغي ان تكون هناك قاعدة أساسية للاصلاح وهي ما تحتاج إليه البلاد، ربما تكون العملية اكثر وجعاً وإيلاماً، وكان يمكن ان لا تكون كذلك لو اتخذت سابقاً، وينبغي إجراؤها من دون مشكلات، وإلّا ستكون هناك كارثة، فالأزمة تَخطّت المعالجات الى مرحلة أصبحنا معها في حاجة الى استعادة الدولة التي باتت متناثرة ومبعثرة، وكلّ ينتزع منها «شقفة» وكلٌ يوظّف فيها على حسابه، وكل موظف يأخذ ولاءه من هذا الزعيم او ذاك». «فالدول»، يضيف السنيورة، «تتبنّى برامج الإصلاح، التي هي في حاجة ماسة إليها، وتبادر إلى تنفيذها عندما تكون قادرة عليها، وليس عندما تصبح مجبرة على تنفيذها. عندها تكون العملية الإصلاحية قد أصبحت أكثر تعقيداً وأكثر إلحاحاً، ولكن عندها أيضاً يكون تنفيذها قد أصبح أكبر كلفة وأكثر وجعاً وإيلاماً ولكن أكثر عرضة للأخطاء، وربما قد لا تعود العملية الإصلاحية كافية لتأدية الغرض الذي تتوخاه الدولة من الإصلاح».

ويضيف السنيورة انّ «إقرار قانون سلسلة الرتب والرواتب كان «القشة التي قصمت ظهر البعير»، ولكنه لم يكن المشكلة الاساسية، وإنما الاحمال والمشكلات المتراكمة. اننا بتنا كمَن يحاول قطر «تريللا» بسيارة «فولزفاغن». وبدلاً من الذهاب الى المعالجة الفاعلة والناجعة، إذ بالجميع «يشوّلون» في «التريللا». فكيف يمكن لسيارة صغيرة ان تشحن احمالاً أكبر منها وأثقل؟ هذه هي حال الدولة الآن». «ما فقدناه، يقول السنيورة، هو قوة التوازن التي يُحكم بها البلد وليس توازن القوى، فعندما يكون التوازن قوياً فإنه يحمي الجميع، أما توازن القوى فليس هو الحل. فلقد فقدنا قوة التوازن، والسؤال كيف لنا ان نتحمّل هذا الأمر في ظل الوضع الصعب الذي تمر به المنطقة والذي ينذر بمزيد من الصعوبات؟».

ولذلك، لا يمكننا ان نقول إلّا «الله يعين» و«ان الله لا يغيّر ما بقوم حتى يغيّروا ما بأنفسهم».

ولا يتردد السنيورة في التأكيد انه كان السبّاق والمثابر دوماً على طرح الاقتراحات والافكار الاصلاحية لمعالجة الاوضاع المالية والاقتصادية، والتي كان استخلصها من خبرة 10 سنوات امضاها وزيراً للمال، واعلنها في مؤتمر صحافي عقده في 28 ايلول 2004 لمناسبة اعداده مشروع قانون موازنة 2005، وبعثها برسالة في 22 نيسان الماضي الى رئيس الحكومة لمناسبة اعداد مشروع موازنة السنة الجارية. فهذه الاقتراحات والافكار التي واجهها معظم الاطراف السياسيين بـ«التمنع والتأجيل وعدم الرغبة في إقرارها على مدى الفترة 1993-2004» على حد قوله، يعود المعنيون اليوم الى اعتمادها مدخلاً لتحقيق الاصلاحات المالية والاقتصادية والادارية المطلوبة لخفض العجز وتفريج الازمة وتلافي الانهيار. والسنيورة مثلما لخّص عام 2004 أسباب طرحه المواضيع الاصلاحية «بضرورة انتهاز الفرصة السياسية المتاحة والضرورة الاقتصادية الملحة وضرورة تنفيذ ما التزمنا به في مؤتمر باريس-2، حفاظاً على صدقية لبنان، وبما يمكنه من التوصلّ الى معالجة المشكلات التي تعاني المالية العامة منها»، فإنه يرى اليوم شبيهاً بالبارحة لمناسبة مقررات مؤتمر «سيدر». ويدعو، على ما يبدو، الى انتهاز الفرصة السياسية المتاحة والضرورة الاقتصادية الملحة وضرورة تنفيذ ما التزم به لبنان في مؤتمر «سيدر» حفاظاً على صدقية لبنان.

وكان الرئيس السنيورة قد بعث في 22 نيسان الماضي برسالة الى رئيس الحكومة سعد الحريري لمناسبة اعداد موازنة 2019، إستهلّها بالمقدمة الآتية:

«تتبنّى الدول برامج الإصلاح، التي هي في حاجة ماسة إليها، وتبادر إلى تنفيذها عندما تكون قادرة عليها، وليس عندما تصبح مُجبرة على تنفيذها. عندها، تكون العملية الإصلاحية قد أصبحت أكثر تعقيداً وأكثر إلحاحاً، ولكن عندها أيضاً يكون تنفيذها قد أصبح أكبر كلفة وأكثر وجعاً وإيلاماً ولكن أكثر عرضة للأخطاء، وربما قد لا تعود العملية الإصلاحية كافية لتأدية الغرض الذي تتوخّاه الدولة من الإصلاح».

وينطلق السنيورة من هذه المقدمة ليقول: «في ضوء ما يجري التداول في شأنه في هذه الآونة عن سياسات وإجراءات إصلاحية ينبغي اعتمادها لمعالجة المشكلات التي تراكمت على لبنان على مدى فترات طويلة، استعَصت فيها الدولة اللبنانية على جميع المبادارت الإصلاحية، وسادت خلالها السياسات الشعبوية والقرارات والإجراءات والممارسات الإرضائية التي أدّت إلى انتفاخ حجم الدولة وإلهاب توقعات المواطنين من دون ان تكون تلك الوعود والممارسات مستندة ومبنية على أسس اقتصادية ومالية صحيحة ومستدامة. ولقد كان آخر تلك الممارسات والإجراءات إقرار سلسلة الرتب والرواتب الجديدة بشكل غير مسؤول وغير متبصّر. ومما زاد في الطين بلّة، أنّ تلك السلسلة الأخيرة قد أُقرّتْ في خضم حقبة ساد فيها تنافس شديد بين مختلف الدويلات الميليشياوية والطائفية والمذهبية على ابتلاع الدولة اللبنانية، وتجريدها من دورها وسلطتها وصلاحياتها. ولقد ترافق ذلك مع حالة امتناع واستعصاء شديدة غابت خلالها الإرادة، وغاب فيها أيضاً القرار السياسي الوطني والضروري للتقدّم على دروب الإصلاح الحقيقي. ذلك بما كان يعني بالتالي تقاعساً عن تبنّي وتنفيذ السياسات والإجراءات العملية والضرورية لمحاربة الهدر، والهدر المقونَن، والفساد، والإفساد من جهة أولى. وإمعاناً من جهة ثانية في الإصرار على عدم التلاؤم مع التحولات والمتغيرات المتعددة الأوجه الحاصلة في محيطنا العربي وفي العالم، وإغفالاً من جهة ثالثة عن التنبّه إلى التدني الحاصل في مستويات الكفاءة والإنتاجية في الدولة اللبنانية والارتفاع الكبير في كلفتها».

وأرفق السنيورة رسالته التي تلقاها أيضاً رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري بمشروع المواد الإصلاحية التي قدمه عام 2004 مع مشروع موازنة 2005، مع شرح «التوجهات والأهداف الإصلاحية التي تَوخّتها عملية اقرار المواد القانونية الاصلاحية المقترحة في مشروع موازنة العام 2005»، والتي كُنتُ قد أعلنتها في مؤتمر صحافي في 28/9/2004، وعن ذلك المشروع الذي أحاله الى مجلس الوزراء تحت عنوان: «موازنة شفائية لا تسكينية». وأكد أنّ «هذه البنود الإصلاحية، هي حصيلة التجربة الحكومية التي كَوّنتها خلال 10 سنوات من تسلّمي لمسؤولية وزارة المالية، وهي في معظمها قد ووجِهَت من معظم الأطراف السياسيين بالتمنع والتأجيل وعدم الرغبة في إقرارها، وذلك على مدى الفترة الممتدة من 1993-2004. وهي التي عَمِلتُ بعد ذلك على جمعها وتيويمها وإعادة تقديمها للحكومة اللبنانية في نهاية ايلول من العام 2004، من ضمن مشروع موازنة العام 2005».

ويختم السنيورة رسالته قائلاً: «إنني إذ أرى أنّ المواضيع المبحوثة والعديد من المعالجات الآن ما زالت في جوهرها هي كما كانت منذ 15 عاماً، أتمنى ان تجدوا دولتكم في هذه المواد وما ذكرته في المؤتمر الصحافي، وورقة التوجهات والأهداف الإصلاحية المرفقة ما قد يسلّط الضوء على ما يمكن إقراره منها الآن أو، على الأقل وكما ترون ذلك ملائماً ومفيداً، الاستنارة به بما يساهم في تعزيز مسيرة العودة إلى طريق الإصلاح الحقيقي في لبنان، الذي هو «طريق موحشة لقلة سالكيها».

وقد انتهى السنيورة في ورقته الإصلاحية، التي قدمها عام 2005، الى تأكيد واقع يشبه الواقع الذي تعيشه البلاد اليوم، وهو أنّ «هناك تقاعساً، وفساداً، وعدواناً على المال العام وعلى المستقبل الوطني، ولا بد من اتخاذ موقف من جهة، وتوليد إرادة سياسية واعية من جهة ثانية». ويعتبر «انّ الوقت وقت القرارات الكبرى والجريئة في الوقت نفسه، في مرحلة التحوّل والمخاطر التي نمرّ بها وتمرّ بها المنطقة. ولا يمكن القول انّ الظروف غير ملائمة، والأجواء غير منفتحة وسط ما يحدث، وما يُراد لنا أن نكونه أو نصير إليه».

 

برّي سأل... وجعجع يردّ بعد شهر  

راكيل عتيِّق/الجمهورية/الخميس 30 أيار 2019

«عالبارد» يعمل رئيسُ مجلس النواب نبيه بري. نادراً ما يكون سببَ عرقلة أو تأخير، أقلّه في الواجهة. ففيما كانت الحكومة تتخبّط لاستيلادِ مشروعِ موازنة في الموعد المُحدد، كان بري يسوّق لإقتراحِ قانونٍ انتخابيّ يحقّق «مُناه» باعتماد لبنانَ كلّه دائرةً انتخابيةً واحدة. مؤيّدو هذا الإقتراح يعتبرونه خطوةً أساسية على طريق الدولة المدنية والوصول إلى «إلغاء الطائفية السياسية». وفي المقابل، على الجبهة المسيحية «بكّير كتير عهالحكي». الأسبوع المنصرم عرضت كتلة «التنمية والتحرير» الاقتراحَ على تكتل «الجمهورية القوية»، فما هو ردّ «القوات اللبنانية»؟

يقضي اقتراحُ قانون الانتخاب الذي قدّمته كتلة «التنمية والتحرير» باعتماد لبنان دائرة انتخابية واحدة، وتوزيع المقاعد النيابية بالتساوي بين المسيحيين والمسلمين ونسبياً بين الطوائف لكل من الفئتين ونسبياً لكل المناطق. كذلك يتمّ اعتماد النظام النسبي في الاقتراع ورفع عدد النواب من 128 الى 134 لإعطاء 6 نواب للاغتراب اللبناني، ويقضي الإقتراح أيضاً بـ«كوتا» نسائية تضمّ انتخاب 20 إمرأة من أصل الـ128.

كذلك، ينصّ الاقتراحُ على خفض سنّ الاقتراع من 21 الى 18 سنة، ويتمّ تشكيل اللوائح بطريقة التناوب المذهبي، أي الطائفتان المسيحية والإسلامية. وتفوز كل لائحة بعدد من المقاعد نسبةً الى عدد الأصوات التي حصلت عليها والتصويت للائحة وليس للفرد، وبذلك ينتفي «الصوتُ التفضيلي» كلياً، ويتم تركيبُ لوائح المرشحين. وفي إطار جولة وفد كتلة «التنمية والتحرير» على الكتل النيابية الأخرى لعرض الإقتراح عليها، كان إجتماعُ الأسبوع الماضي في مجلس النواب بينه وبين نواب من تكتل «الجمهورية القوية». خلال هذه الإجتماع عرض وفدُ «التنمية والتحرير» لإقتراحِ القانون وسلّم نوابَ «الجمهورية القوية» نسخةً منه لدرسه. ونظراً لعدم اطّلاع «القوات» المُسبَق على هذا الإقتراح، إلتزم نوابُها الصمت خلال الإجتماع مستمعين، واكتفوا بطرح عدد من الأسئلة الإستفسارية عمّا عُرض عليهم. وكان ردّ «القوات»: «سندرس كتكتل الإقتراح ومن ثمّ نناقشه معكم ونبلغكم قرارَنا بعد شهر».

يفضّل نواب «القوات» عدمَ التزام أيّ موقف قبل إعلان قرار التكتل الرسمي. لكن، من حيث المبدأ، وجسب مصادر «الجمهورية القوية» فإنّ «حزب «القوات» لا يؤيّد طرحَ اعتمادِ لبنان دائرةً انتخابية واحدة، لأنّ هذا الطرح يضرب التنوّع في المكونات اللبنانية ويسمح للديموغرافيا بالتأثير ولطوائف أن تسيطر على طوائف أخرى، وهذا الأمر ضد مبدأ التعايش».

على عكس بري، لا تنطلق «القوات» من أنّ «قانون الانتخاب الحالي الذي اعتُمد في انتخابات 2018 أي الذي يعتمد النظامَ النسبي و«الصوت التفضيلي» ويقسم لبنان الى 15 دائرة انتخابية، هو قانون سيّئ، بل بالعكس تعتبره قانوناً جيّداً، ويُمكن إجراءُ بعض التعديلات التي تطوّره وتحسّن صحة التمثيل».

لكن تكتل «الجمهورية القوية» منفتح على النقاش في أيِّ قانون انتخابي شرط أن «يحسِّنَ صحّة التمثيل وأن يكون المنطلق القانون الحالي، فلا يُمكن بعد هذا القانون العودة إلى الوراء، بل إنّ أيّ تعديل يجب أن يوصل إلى المناصفة الحقيقية، أي أن يمثّل النوابُ طوائفهم». فـ«القوات» تعتبر أنّ «نظامَنا طائفي ولا يُمكن أن ننتقيَ منه حسب الطلب «a la carte» وحين نريد نتحدّث عن الطائفية وحين لا يناسبنا نرميها جانباً ونتحدّث عن الدولة المدنية. فإمّا أن نُنشئَ دولة مدنية، وما زال الوصول إليها مبكراً، إذ إنّ الطائفية لم تُلغَ من النفوس، وإما أن نقرَّ قانوناً انتخابياً مثل القانون الحالي يحترم التنوّعَ الطائفي من دون أن يكرّسَه». وترى أنّ «إعتمادَ لبنان كلّه دائرة انتخابية واحدة هو طرح غير واقعي، ونحن لا نميل إلى الدوائر الكبرى، فحتى الدوائر المعتمدة في القانون الحالي نراها أكبر من اللازم. إذ كلما تكبر الدائرة كلما تضعف صحة التمثيل على المستوى المحلي».

ويقول عضو «الجمهورية القوية» النائب فادي سعد الذي شارك في الإجتماع مع نواب «التنمية والتحرير»: «صحيح أنّ النائب هو نائب الأمة كلها ولكن كيف يمكن محاسبتُه إذا كان نائباً عن البلد كله. وفي البلدان المتطورة ينتخب الناس على أساس أحزاب وبرامج، لكن في لبنان الانتخاب مختلف».

ويقول: «هناك نقاط في إقتراح بري جديرة بالتوقف عندها. فمثلاً، تشكيل لوائح مقفلة هو نقطة متطوّرة بالنسبة إلى النمط السياسي في لبنان، وتتطلب أحزاباً منظَّمة جداً أجرت إنتخابات داخلية مسبقة. كذلك، نقطة التشكيل في المراتب بين الطوائف والمذاهب (مسيحي فمسلم فمسيحي... كذلك على صعيد المذاهب)، وليس من السهل تشكيل لوائح مقفلة ومكتملة على صعيد لبنان كله». ويرى سعد أنّ «هذا الإقتراح يتطلّب بحثاً معمَّقاً». وإذ يشير إلى أنّ «بري ونواب «التنمية والتحرير» يضعون نصبَ أعينهم الدولة المدنية وينطلقون من هذا الطموح»، يعتبر أنّ «الدولة المدنية أمرٌ مهم جداً ولكن صعبٌ تحقيقُها الآن في لبنان».

ويؤكّد أنّ «القوات» تمثّل الشعب في مجلس النواب و«نحن حريصون على «الصيغة اللبنانية الفريدة ولن نسمح لأحد بأن يخرّبَها وستبقى ممارستُنا السياسية منطلقةً من تمسّكنا بهذه الصيغة والعيش المشترك».

فهل سيجمع «خطرُ» إقتراح القانون الجديد والتمسك بالقانون الحالي «القوات» و«التيار الوطني الحر» مجدداً، لمواجهة ما قد يُعتبر أنه يؤثّر على التمثيل المسيحي الصحيح والمناصفة الحقيقية؟

يجيب سعد: «هدفُنا الأسمى هو الدفاع عن لبنان وصيغته، ومن ضمنه الدفاع عن الوجود المسيحي الحرّ الفاعل والمتفاعل مع الشريك المسلم وعن علاقة من الند الى الند بين المواطنين. ونحن نناقش أيَّ اقتراحِ قانون من منطلقٍ وطنيّ ومن مبدأ الحفاظ على هذه الصيغة وعلى الوجود الحر».

وغير خفي على أحد أنّ بري يميل إلى الدوائر الإنتخابية الكبرى وليس الصغرى منذ زمن بعيد، وغايتُه القصوى في هذا الإطار الوصول إلى اعتماد لبنان دائرةً انتخابية واحدة.

لكن البعض يطرح عدداً من الأسئلة حول هذا الإقتراح: كيف ستُشكَّل اللوائح إن شُكّلت لائحة تضمّ «مسلمين أقوياء» يمثلون طوائفهم ومسيحيين لا يحظون بتمثيل شعبي مسيحي كبير؟ وماذا ستكون النتيجة؟ ألن يؤدي هذا الاقتراحُ مجدداً إلى انتخاب النواب المسيحيين بأصوات المسلمين، الأمر الذي حاربه المسيحيون طويلاً؟ وألن يؤدي هذا الإقتراح إلى تغليب إرادة المسلمين على المسيحيين في ضوء التفاوت العددي؟ هذه الأسئلة تعبّر عن هواجس الأطراف المسيحية التي «ما صدّقت» أنها استطاعت أن تحقق إقرار قانون الانتخاب الحالي. أمّا على صعيدٍ أبعد من الانتخابات وعن البدء بالخروج من عباءة «الطائفية السياسية» وصولاً إلى الدولة المدنية بنحوٍ كامل، فيعتبر البعض أنّ هذا الأمرَ يتطلّب رؤيةً وتخطيطاً وتهيئةً للرأي العام، إذ إنّ إلغاء «الطائفية السياسية» قبل إلغاء الطائفية يعني «إلغاء الطوائف والعودة إلى الحكم العددي والأرجحية الفئوية، المذهبية أكثر من الطائفية».

 

رهان باسيل الخاطئ على الإمساك بمفاصل الدولة وحملاته طالت مدير الـ«ميدل إيست» واللواء عثمان بعد محاولاته التقليل من شأن حاكم «المركزي»

محمد شقير/الشرق الأوسط/30 أيار/2019

لم يتردد رئيس «التيار الوطني الحر» وزير الخارجية جبران باسيل في تقديم نفسه منذ اللحظة الأولى لإقرار الموازنة في مجلس الوزراء وإحالتها إلى المجلس النيابي لمناقشتها والتصديق عليها، بأنه كان وراء إنقاذ لبنان من الانهيار الاقتصادي وخفض العجز في مشروع الموازنة، مع أن وزراء من أكثر من مكوّن سياسي يحمّلونه مسؤولية التأخير بعد تذرعه بأن لديه أفكاراً لا بد من طرحها. ومن خلال إصراره على تمديد جلسات مجلس الوزراء التي خُصّصت لإقرار الموازنة أراد الوزير باسيل أن يوحي للخارج كما يقول عدد من الوزراء لـ«الشرق الأوسط» بأن لا شيء يمر من دون موافقته، وأنه الآمر والناهي في كل شاردة وواردة، مستفيداً من موقعه اللصيق برئيس الجمهورية ميشال عون الذي يتيح له الإمساك بالمفاصل الرئيسية في الدولة.

ويعزو هؤلاء الوزراء إصرار باسيل على تمديد الجلسات إلى أنه يريد تعزيز موقعه في مواجهة من يعارضه في «التيار الوطني» من جهة، وفي كسب المزيد من التأييد الشعبي في حربه «المفتوحة» مع حزب «القوات اللبنانية» بعد أن أصبح «إعلان معراب» الذي وقّعه سمير جعجع مع عون قبل انتخابه رئيساً للجمهورية في خبر كان بسبب انقلاب باسيل عليه. ويلفت الوزراء إلى أن باسيل يحاول توظيف ما نسبه إلى شخصه في منع الانهيار الاقتصادي في مخاطبة المجتمع الدولي، وبالتالي فهو الأقدر على إنقاذ البلد، في إشارة مباشرة إلى رغبته في تقليل الدور الذي يقوم به حاكم مصرف لبنان رياض سلامة الذي يمكن أن يقدّمه في حال تسارع الوضع الاقتصادي على أنه رجل المرحلة والأقدر على تسلُّم زمام رئاسة الجمهورية.

ويستغرب الوزراء إصرار باسيل على الدخول في اشتباكات سياسية مع كل من لا يدين له بالولاء، ويؤكدون بأن إمساكه بالمفاتيح الأساسية على صعيدَي القضاء والأمن بات يشكّل إحراجاً لرئيس الجمهورية، وأن من ينصحه بوضع اليد في هذا المجال على مفاصل الدولة لا يريد مصلحته، وأن خصومه سيضطرون إلى التكتُّل ضده، خصوصاً أنه يتصرف انطلاقاً من حسابات شخصية تقوم على أنه الأقدر أن يأخذ من دون أن يعطي، وإذا اضطر إلى العطاء فلا شيء يمنعه من استرضاء محور الممانعة في كل الأمور ذات الصلة بالشأن الإقليمي. ويسأل الوزراء «لماذا يعاود باسيل حملته على رئيس مجلس إدارة شركة (طيران الشرق الأوسط) محمد الحوت، بعد أن تراجعت حملة (التيار الوطني) على سلامة؟»، ويؤكدون أنه يخطئ إذا اعتقد أنه بهذه الطريقة يستطيع تطويع هذا أو ذاك.

وبالنسبة إلى الحملة التي يرعاها باسيل ويستهدف من خلالها المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء عماد عثمان، علمت «الشرق الأوسط» من مصادر مقربة من رئيس الحكومة سعد الحريري بأنه يتمسك ببقاء عثمان على رأس هذه المؤسسة، وأن استبداله غير مطروح، وأن ما يراهن عليه باسيل لن يُصرف في مكان. وأكدت المصادر نفسها بأن عثمان خط أحمر بالنسبة للحريري، وقالت من غير الجائز «معاقبته» استرضاء لهذا أو ذاك وهو يقف على رأس مؤسسة أمنية حققت نجاحات في التصدّي للإرهاب وفي مكافحة الفساد. في هذا السياق، علمت «الشرق الأوسط» أن لا مشكلة من جانب عثمان مع باسيل، وأن الأخير يتصرف وكأنه المسؤول عن الأمن، ويحاول التدخّل في تفاصيل هو في غنى عنها. إضافة إلى أنه يصرّ على مخاطبته من فوق، وأن ما حصل على هامش الإفطار الرمضاني الذي أقامه رئيس الجمهورية في بعبدا لم يكن له أي مبرر، وأن من صودف مروره لحظة اجتماعهما على الواقف في حديقة القصر فوجئ بطريقة تعاطي باسيل مع عثمان.

لذلك؛ فإن باسيل يخطئ في حسابه في حال إصراره على استبدال عثمان، كما أخطأ في السابق في الحملات التي تولاها «التيار الوطني» ضد سلامة والحوت. كما أن استهدافه أبرز الرموز في الطائفة السنّية في الإدارة يضعه في موقع صعب ليس في مواجهة الحريري فحسب، وإنما في علاقته مع تيار «المستقبل» الذي هو في الأساس يرسم لنفسه مسافة منه بصرف النظر عن علاقته بقيادته. كما أن باسيل الذي يستفيد من موقعه في التركيبة الأقرب إلى رئاسة الجمهورية لم يترك مجالاً للتفاهم مع الآخرين باستثناء «حزب الله»، وما حصل على هامش مناقشة الموازنة يؤكد أن «الكيمياء السياسية» مفقودة بينه وبين وزير المال علي حسن خليل، إضافة إلى أن علاقته مع الحزب «التقدمي الاشتراكي» تبقى في إطار المساكنة، وكذلك الأمر بالنسبة إلى علاقته بتيار «المردة». وعليه، هل يستمر باسيل في خوض حروبه السياسية المتنقّلة بدلاً من أن يعطي لنفسه إجازة يعكف في خلالها على مراجعة حساباته لتبيان أين أخطأ وأين أصاب، خصوصاً أن علاقته ببعض الأجهزة الأمنية ليست على ما يرام، وأن الزيارة التي خص بها وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو في زيارته الأخيرة لبيروت قائد الجيش العماد جوزف عون في منزله شكّلت كما تردّد قلقاً له، وقد حاول جاهداً معرفة ما دار فيها.

وما يزيد من قلق باسيل أن قيادة الجيش تحظى بتقدير خاص لدى المجتمع الدولي، وأن الدول المعنية بتسليح الجيش، وخصوصاً الولايات المتحدة تتعامل معها حتى لو كانت لديها ملاحظات على أداء الدولة، وموقفها من أبرز القضايا الإقليمية. والقلق من عون لا مبرر له؛ لأن من يعرفه عن كثب يؤكد لـ«الشرق الأوسط» بأن ليس لديه أي مشروع سياسي، وأن ما يهمه تحصين المؤسسة العسكرية وتدعيمها وتعزيز تسليحها للحفاظ على استقرار لبنان والدفاع عنه في وجه الأطماع الإسرائيلية. فهل يهدأ باسيل ويعاود النظر في حساباته بدلاً من أن يوزّع حملاته يميناً وشمالاً؟ رغم أنه من السابق لأوانه فتح معركة رئاسة الجمهورية.

 

على حافة الهاوية

حنا صالح/الشرق الأوسط/30 أيار/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/75323/%D8%AD%D9%86%D8%A7-%D8%B5%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%B9%D9%84%D9%89-%D8%AD%D8%A7%D9%81%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%87%D8%A7%D9%88%D9%8A%D8%A9-%D8%B3%D9%84%D9%8A%D9%85%D8%A7%D9%86-%D8%AC%D9%88%D8%AF%D8%A9-%D8%AD/

حدثان قلبا المشهد في الخليج والمنطقة؛ الأول التقاط صور من الجو لبدء الحرس الثوري تجهيز القوارب السريعة بالصواريخ، والثاني التقاط صور أرضية لمنصات صاروخية ضخمة في محيط مدينة البصرة موجهة نحو المعسكرات الأميركية. ويقول إياد علاوي، رئيس الوزراء العراقي الأسبق، إنها تستهدف أيضاً دول الخليج. تزامن ذلك مع الاعتداء الذي ألحق أضراراً بـ4 ناقلات نفط في بحر عُمان، وتالياً استهداف محطتي ضخ النفط في السعودية، ما شكّل تحدياً بتهديد الممرات المائية الدولية وشرايين الاقتصاد العالمي!

مايك بومبيو حمل صور منصات الصواريخ إلى بغداد، وكشف عن كيفية نقل الصواريخ الإيرانية بصهاريج المياه، وأضاء على الدور الموكل من «الحرس الثوري» إلى فصائل «الحشد»، وحذّر القادة العراقيين من مغبة تحول العراق منصة عدوان على القوات الأميركية، مؤكداً أن المعتدي سيعاقب. وأعلنت واشنطن اعتزامها محاسبة القيادة الإيرانية على أي عدوان. كان لافتاً حجم التحرك الأميركي للردع، ولا شك أنه فاجأ قادة إيران، ووضعهم أمام حتمية وقف تهديد دول الجوار، ووقف اختراق الحدود، وتغيير السلوك، لأنه اشتمل على تحريك قوة بحرية كبرى وقاذفات استراتيجية، وإعادة انتشار عسكري في الخليج ودول المنطقة.

حتى اللحظة، تعلن واشنطن أنها لا تريد الحرب، وباب التفاوض مفتوح، وتشجع الوساطات، لكن العقوبات مستمرة وستتسع. ويقول الرئيس ترمب إن أميركا لا تسعى للتفاوض، و«إذا أرادت طهران، عليها القيام بالخطوة الأولى»، أما «إذا أرادت خوض حرب، فستكون بمثابة إعلان النهاية لنظامها». بالمقابل، فإن طهران التي تأكدت بصماتها في الاعتداء على الناقلات وأنابيب النفط، تعلن أنها لا تريد الحرب، ولا المفاوضات في ظلِّ العقوبات. ولخص الرئيس روحاني الموقف بقوله إنها «حرب غير مسبوقة في تاريخ ثورتنا الإسلامية»، وتبعاً للحالة الراهنة فإن «الظروف الحالية غير مواتية للتفاوض، بل للمقاومة والصمود»!

لم يقتنع حكام طهران بوجود منحى جديد في السياسة الأميركية.. منحى التعامل مع النظام الإيراني بوصفه من أبرز رعاة الإرهاب والتطرف وتهديد الأمن الدولي، بعدما كان الملالي حتى الأمس القريب قد استندوا في نهجهم للهيمنة إلى تحالف غير معلن مع أميركا، بدأ مع قرار حل الجيش العراقي، ما سهّل لهم ملء الفراغ. وتطور بين العامين 2008 و2016، فاستفادوا من مليارات الدولارات في ظل إدارة الرئيس أوباما، ما مكنهم من تطوير برنامجهم الباليستي من جهة، ومن جهة ثانية استثمروا الأموال في الميليشيات التابعة لهم، مثل «الحشد الشعبي» و«الحوثي» و«حزب الله» وغيرها، ليكرسوا جيوشاً رديفة مستندة إلى متغيرات مجتمعية، ما سهل مهمة تجويف هذه الدول، وتحويل سلطاتها إلى مجموعات تتناحر على الغنائم! بهذا الإطار، ترفض طهران طروحات «تغيير السلوك»، لأنها تعتقد أن الوقت في مصلحتها، وأن لديها بنكاً لا ينضب من الأهداف الأميركية، ومن القوى الحليفة للولايات المتحدة، كما حدث في تخريب الناقلات في مرفأ الفجيرة، وفي استهداف خطوط الخام السعودي، والرهان كبير في طهران على أن تنظيم مثل هذه الاعتداءات قد يدفع الإدارة الأميركية إلى التراجع، فتعلن إيران الانتصار! لكن ما لم يكن في حساب طهران هو تشدد واشنطن في العقوبات، وما ينجم عنها من انهيارات، معطوفاً على جهوزية للردع العسكري لوضع حدٍ للاستفزازات. وقد أظهرت المناقشات مع مجلسي النواب والشيوخ تبلور معالم استراتيجية ردع للنظام الإيراني، وسرعان ما تقرر إرسال قوات إضافية، في رسالة مدوية تفهمها جيداً طهران.

في خِضمِّ الصراع الكبير على المنطقة العربية، تواصل طهران سياسة مزدوجة، منطلقة من خلفية مفادها أن شراء الوقت يصب في خدمة مخططاتها، بانتظار الانتخابات الرئاسية في أميركا في عام 2020. يعلن رئيس لجنة الأمن القومي أن إيران «تحت أي ظرف، لن تدخل حرباً ضد أميركا»، ويعلن قائد «الحرس الثوري» أن بلاده لا تسعى للحرب. وشكلت الدعوة عبر الإعلام لمعاهدة عدم اعتداء مع دول الجوار آخر نكتة سمجة للتغطية على جوهر الموقف، وإن تزامن ذلك مع معلومات عن تراجع جزئي، مثل تفكيك الصواريخ عن متن القوارب السريعة، وإبداء الاهتمام بزيارة يوسف بن علوي، الوزير المسؤول عن الشؤون الخارجية العماني، الذي نقل رسالة مفادها أن واشنطن جادة في اتخاذ إجراءات صارمة تجاه أنشطة إيران الإرهابية. وبالتزامن أيضاً، يستوقف المتابعين ما تم التعبير عنه من بيروت، عندما طلبت السلطات اللبنانية و«حزب الله»، جهة فاعلة في القرار اللبناني، وساطة واشنطن لترسيم الحدود مع إسرائيل، ليتمكن لبنان من استثمار ثرواته. ومقابل كل ذلك، يستمر نقل الصواريخ إلى منصات مطلة على الخليج، بعد التمركز في محيط البصرة، وتتكثف شحنات الصواريخ إلى سوريا ولبنان، وتكشف واشنطن عن اعتراض اتصالات من طهران توجه «الحشد» و«حزب الله» لضرب المصالح الأميركية، الأمر الذي يعني استمرار الاستثمار في الإرهاب، والتجهيز للحرب دفاعاً عن مشروع التوسع والهيمنة!

لعب النظام الإيراني دائماً على حافة الهاوية، ودوره المزعزع لبلدان المنطقة تجسد عبر خراب سوريا والعراق واليمن، والهيمنة على القرار اللبناني. لكن على مدى نحو عقدين، وتحديداً منذ أحداث 11 سبتمبر (أيلول) في نيويورك حتى عام 2017، كانت إيران في موقع القبول الأميركي، والتعاون الأوروبي، والدعم الروسي والصيني. هذا الوضع تغير، وكل الأنظار مشدودة إلى الأفعال الإيرانية، إنْ في استئناف تخصيب اليورانيوم، وما يحمله من تحدٍ للعالم، أو في بصمات الإرهاب، مثل استهداف الناقلات وخطوط النفط. ولعل المواقف التي أدلى بها الرئيس الروسي بوتين خير تعبير عن عزلة النظام الإيراني، بقوله: «لن تكون روسيا قادرة على لعب دور فريق الإطفاء بشكلٍ مستمر... ولا تستطيع الدول الأوروبية فعل شيء لتعويض إيران خسائرها». ويضيف: «الأفضل لطهران عدم الانسحاب من الاتفاق النووي مهما كانت الظروف»، فهل يتعظ نظام خامنئي؟

اليوم، بعد الانسحاب الأميركي من الاتفاق النووي، بات التضخم في إيران 52 في المائة، وارتفعت الأسعار 82 في المائة، والانهيار النقدي مريع، وواشنطن التي اتخذت خطوات للردع غير مهددة لكي توجه الآن ضربات عسكرية، فالعقوبات تفعل فعلها، وكل يوم يمر يزداد شلل إيران وأذرعتها، لكن الانزلاق إلى الحرب وويلاتها أمر وارد. من هنا، أهمية مبادرة الملك سلمان بالدعوة لقمتين طارئتين، خليجية وعربية، للتأكيد على أن العرب ليسوا على منصة المتفرجين، وأنه لا بديل عن موقف حازم من تهور النظام الإيراني لمنعه من الاستمرار في نشر الدمار والفوضى، وإلاّ البديل جاهز، وهو الشرب من كأس السم التي شرب منها الخميني أواخر الثمانينات.

 

سوريا في احتمالات الحرب مع إيران

فايز سارة/الشرق الأوسط/30 أيار/2019

ما زالت احتمالات الحرب مع إيران تتأرجح بين أن تحدث أو لا تحدث. والأمر في هذا لا يتعلق بتأكيد الثنائي الأميركي - الإيراني عدم رغبتهما في الذهاب إلى الحرب، وهو أمر قد يكون فيه خداع متبادل، إنما يتصل اندلاع الحرب أو عدمه بأمور أخرى، الأهم ما يمكن أن يحدث قبلها من تصعيد ومواجهات سياسية، إضافة إلى تقديرات كل طرف عما ستكون عليه النتائج المقدرة في خلال الحرب، وما سيكون بعدها من احتمالات التسوية. ورغم أن الحرب مع إيران ستكون - كما هو ظاهر - مع الولايات المتحدة، فإن أطرافاً أخرى سوف تنضم إلى جانب واشنطن، التي عملت في حروبها الأخيرة على مشاركة آخرين في الحروب التي خاضتها، وكان في عدادها الحرب على الإرهاب عام 2001، والحرب على العراق 2003، والحرب على «داعش» عام 2014، وفي كل منها، قامت واشنطن بتأسيس تحالف تقوده لخوض الحرب، وهذا ما هو مرجح في حال توجه واشنطن لحرب مع إيران؛ حيث إن المرشحين للتحالف كثر أبرزهم من الأوروبيين فرنسا وبريطانيا، ومن الشرق الأوسط إسرائيل ودول وصلت خلافاتها مع طهران حدود حرب معلنة. وإذا كان للحرب أن تبدأ، فإن ساحتها يمكن أن تمتد من إيران باتجاه الجنوب والغرب، شاملة معظم دول الخليج العربي، وصولاً إلى الساحل الشرقي للبحر المتوسط وفيه سوريا في الشمال ولبنان ثم إسرائيل في الجنوب. وبسبب اتساع مساحة المنطقة، فإن الحرب المحتملة لن تشمل كل المنطقة، إنما ستكون على شكل ضربات متبادلة في مناطق محددة، ومواجهات مباشرة في المناطق الأكثر حيوية وأهمية، لتحقيق مكاسب استراتيجية للأطراف المتقاتلة.

وتحتل سوريا المكانة الأكثر أهمية في مسرح الحرب المحتملة بالاستناد إلى معطيات قائمة، أبرزها أن التطورات السياسية والميدانية للصراع السوري، كانت بين أهم عوامل التصعيد ضد إيران وميليشياتها في اقترابهم من خط وقف إطلاق النار مع إسرائيل، التي يعتبر أمنها التزاماً أميركياً لا تسمح واشنطن بالمساس به، إضافة إلى اتساع وجود ونفوذ إيران في سوريا، ثم إن الوضع في سوريا، يوفر حيزاً كبيراً للقيام بعمليات عسكرية سواء كانت واسعة أو محدودة، حيث تتوفر لأطراف متعددة على الأراضي السورية قوات تخصها ومنها القوات الأميركية والإيرانية، كما يتوفر لإيران شركاء محليون وإقليميون وخاصة من الميليشيات اللبنانية والعراقية والأفغانية، وتملك واشنطن قوة دعم ميداني كبيرة، تمثلها قوات سوريا الديمقراطية، ولدى الطرفين الأميركي والإيراني وأطراف أخرى جميع المعلومات اللوجيستية والاستخبارية عن بقية الأطراف، كما أن خطوط المواجهة حاضرة ومرسومة ومتقابلة في معظم المناطق السورية، والأمر لا يحتاج إلا إلى شرارة، وتنطلق الحرب. وصيرورة سوريا الساحة الأهم من ساحات الحرب المحتملة، سيدفع الأطراف الرئيسية للاشتباك فيها، مما سيضيف تفاصيل جديدة إلى ما لحق بالأراضي السورية نتيجة حروب السنوات الثماني السابقة من خسائر وتدمير للبيئة نتيجة مزيد من أضرار فيزيائية وكيميائية، وترك النفايات الحربية للعمليات العسكرية ولتجارب الأسلحة الجديدة، وكلها تضاف إلى محصلة أخرى، تمثلها الخسائر البشرية، التي ستصيب السوريين، لأن المتقاتلين أو جزءاً كبيراً منهم موجودون بين السوريين أو قربهم، بل إن بين السوريين من هم حلفاء للأطراف المتقاتلة، كما هي حالة مقاتلي (قسد) حلفاء واشنطن، وأنصار الأسد الذين يؤيدون إيران، وكله سيسبب مزيداً من القتلى والجرحى إذا وقعت الحرب على الأراضي السورية؛ وما حدث في حرب التحالف الدولي على «داعش» في السنوات الماضية، يقدم ملامح لما يمكن أن يصيب سوريا والسوريين من خسائر.

وتبين خلاصات حرب التحالف الدولي على «داعش» بقيادة الولايات المتحدة، التي شملت عملياتها بشكل خاص الرقة ودير الزور وأريافهما، وامتدت إلى ريف حلب، فإن تلك العمليات أدت إلى دمار كلي لأكثر من 60 في المائة من مدينة الرقة، وقريباً من هذه النسبة في دير الزور، فيما بلغ عدد من قتلوا في عمليات التحالف أكثر من ثلاثة آلاف من المدنيين منهم قرابة ألف طفل وأكثر من خمسمائة امرأة، وتم تشريد أكثر من نصف مليون من سكان مناطق استهدفها التحالف في عملياته، كما تم تدمير مئات من منشآت مدنية حيوية بينها مدارس ومستشفيات.

إن حرباً مع إيران على الأراضي السورية، ستلحق مزيداً من خسائر في بلد تراكمت خسائره وتنوعت على مدار سنوات مضت، وهي لن تكتفي بإلحاق الأضرار بالأرض والبيئة وبالسكان من جهة أخرى، فتسبب قتلاً وجرحاً وتشريداً وتدميراً للقدرات والإمكانيات المتناقصة، إضافة إلى تعقيدات للحل الممكن للصراع.

وسط احتمال الحرب مع إيران، وتحمل سوريا مزيداً من الخسائر والأضرار، سيظل هناك احتمال آخر، هو ألا تقع الحرب، وأن تحل مشكلات إيران مع خصومها عبر المفاوضات والتنازلات، وهو مسار صعب، يعتقد البعض أن طهران لا تحتمل نتائج الدخول فيه، وتحمل نتائجه، لكن الحرب بما تجره على إيران ودول المنطقة والعالم، ربما تدفع الجميع، وتجبر إيران نحو سلوك آخر غير الحرب.

 

حساب الحقل والبيدر في إيران

سليمان جودة/الشرق الأوسط/30 أيار/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/75323/%D8%AD%D9%86%D8%A7-%D8%B5%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%B9%D9%84%D9%89-%D8%AD%D8%A7%D9%81%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%87%D8%A7%D9%88%D9%8A%D8%A9-%D8%B3%D9%84%D9%8A%D9%85%D8%A7%D9%86-%D8%AC%D9%88%D8%AF%D8%A9-%D8%AD/

القصة تروي أن إقطاعياً حاز أرضاً واسعة، وأنه جاء عليه يوم قرر فيه منح أوسع مساحة من أرضه، لمن يستطيع من الفرسان قطع المساحة إلى أبعد مسافة فيها!

وكان للإقطاعي شرط وحيد، وكان يضعه أمام كل فارس يقبل التحدي، وكان الشرط أن ينطلق الفارس في الأرض على ظهر حصان ثم يعود إلى نقطة البدء، وكان المطلوب منه أن يعود قبل غروب الشمس، فهذا هو الشرط الواضح الصريح الذي لا فصال فيه، فإن تأخر في طريق عودته عن لحظة الغروب ثانية واحدة، خسر الرهان بغير نقاش، ليتقدم فارس آخر ويجرب حظه بين الفرسان! وكان الفرسان جميعاً يجربون حظوظهم، وكانوا يخسرون واحداً تلو الآخر، وكانت مشكلة كل واحد فيهم أنه لم يكن يضع حسابات العودة في الاعتبار، وكان كل فارس ينطلق راغباً في الوصول إلى آخر الأرض، وكان يلهب ظهر حصانه في سبيل الوصول إلى هذه الغاية، وكان في غمرة الرغبة التي كانت تتملكه، ينسى أن التحدي الحقيقي الذي ينتظره، ليس الوصول إلى آخر مدى عند الأفق الممتد بلا نهاية، ولكن التحدي هو العودة إلى حيث بدأ، ولم تكن العودة المطلوبة منه مجرد عودة والسلام، ولكنها كانت مشروطة بأن تكون قبل مغرب الشمس، لا بعده، فإن خانه التوقيت عاد بلا شيء في يده!

ولم يكن أحد منهم ينتبه إلى أن عليه أن يحسب خطوات العودة، قبل أن يتحدى خطوات الذهاب ويقفز فوقها، ولا كان أحد منهم يلتفت إلى أن إغراءات طريق الذهاب يجب - مهما لمعت أمام عينيه - ألا تنسيه أن وراءه مشواراً سوف يكون عليه أن يقطعه في طريق الإياب، وأن عليه أن يفعل ذلك في موعد لا يقبل المساومة، وأن العبرة ليست في بلوغ الهدف، بقدر ما هي في الاحتفاظ به عند المحطة الأخيرة!

شيء من هذا تراه في سلوك حكومة الملالي في إيران، وهي تذهب متوسعة في محيط إقليمها من حولها، فتصل إلى لبنان تارة، وتلعب في داخل سوريا تارة ثانية، وتعبث على أرض العراق تارة ثالثة، وتمارس الجنون في اليمن تارة رابعة، وربما تفكر في عواصم أخرى، ثم تتناسى أن القضية أمامها ليست الوصول إلى هذه الدول، ولا التمدد في عواصمها، ولا التباهي بالقدرة على التحكم في سياساتها، لا ليست هذه هي القضية، ولكن القضية هي في القدرة على العودة الآمنة، إذا حانت لحظة الرجوع من هذه الدول كلها إلى طهران؛ حيث حدود الدولة الإيرانية الطبيعية، وحيث معالم خريطتها، وحيث ملامح تضاريسها، وحيث خطوط عرضها وطولها، التي لا بديل عن أن تكون هي فلك حركة الحكومة ومدارها في نطاقها!

ولا عودة آمنة إلا إذا أيقنت حكومة المرشد خامنئي، أن عليها أن تطوي صفحة الثورة في ذكرى مرور أربعين سنة على قيامها في فبراير (شباط) من هذا العام، وأن عليها أن تبدأ صفحة مغايرة هي صفحة الدولة، وأن الانتقال من صفحة الثورة إلى صفحة الدولة، لا يكون بالهرب من المأزق الذي تجد نفسها فيه حالياً، عبر أفكار هي وليدة ضغوط اللحظة عليها، ولكنه يكون بمراجعة مسيرة دامت أربعين عاماً، فلم تجلب سوى التوتر على مستوى الإقليم، ولم تثمر سوى المتاعب في حياة كل إيراني، ولم تكن إلا سنوات محذوفة من عمر المنطقة في سلامها، وفي أمنها، وفي قدرتها على توظيف مواردها لصالح أبنائها!

لقد أرسلت الخارجية الإيرانية مساعد وزيرها في جولة يزور خلالها ثلاث دول من دول الخليج، وفي كل محطة من المحطات الثلاث كان يبدو داعياً إلى التهدئة، وكان يظهر مروجاً للفكرة التي ألقاها وزير الخارجية محمد جواد ظريف، وقت أن كان في العراق قبل أيام!

كان ظريف قد عرض استعداد بلاده لتوقيع معاهدة عدم اعتداء مع دول الخليج، وكانت هذه هي ربما المرة الأولى التي يعرض فيها فكرة كهذه، ولا أحد يعرف ما إذا كان قد عرضها تحت وطأة الضغط الهائل الذي تمارسه الولايات المتحدة هذه الأيام على صانع السياسة الإيرانية، أم أنه يعرضها عن قناعة بها، وعن رغبة حقيقية في أن تكون علاقة إيران بجيرانها علاقة سوية، تقوم على الإقرار بسيادة كل دولة جارة على أرضها، واحترام حقائق الجغرافيا التي لم تكن لدولة يد فيها؟!

لا أحد يعرف؛ لأن ظريف لم يشأ أن يعطي تفاصيل أكثر حول فكرته، ولم يذهب في اتجاه شرحها لأبعد من مجرد طرحها كعنوان لا يزال معلقاً في الهواء، دون أن يقف على أرضية صلبة تحمله، واللافت أنه لم يخرج شيء عن أي مستوى رسمي إيراني أعلى، يكشف بعضاً من غموض يكتنف هذه المعاهدة المقترحة، أو يضيء أبعادها، أو يتولى بالشرح حقيقة مراميها، باستثناء مستوى الخارجية طبعاً التي ربما ألقتها لتكون بالون اختبار، لا أكثر، أو لتكون نوعاً من السعي إلى تخفيف الضغوط الأميركية المتلاحقة، وبالذات ضغوط النفط والاقتصاد، التي يبدو أنها أرهقت الخزانة العامة الإيرانية كما لم ترهقها ضغوط من قبل!

والحقيقة أن الحديث عن رغبة في توقيع معاهدة بهذا المعنى، يتبدى وكأن الهدف من ورائه هو مجرد العبور فوق الأجواء الغاضبة التي تحاصر الجمهورية الإسلامية، منذ أن أرسلت إدارة الرئيس ترمب حاملة طائراتها الأشهر إلى الخليج، ثم أتبعتها بصواريخ «الباتريوت» وطائرات «الشبح»، وراحت تعبئ العالم ضد سياسة إيرانية منحرفة، لا تعبأ بأمن دول في الجوار، ولا تبالي بسلام منطقة بأسرها!

فالمسألة في حقيقتها ليست في توقيع معاهدة عدم اعتداء، يمكن أن تظل حبراً على ورق، شأن معاهدات كثيرة من هذا النوع، ولكنها في تعديل سلوك إيراني معتمد في محيط إيران العربي، منذ قامت ثورتها قبل أربعة عقود، والمسألة هي كذلك في مراجعة أداء سياسي إيراني، ثبت بالتجربة على الأرض أنه لن يقود في النهاية إلى شيء، إلا إلى إشاعة أجواء من عدم الاستقرار، تتمدد في كل الاتجاهات في كل صباح، وإلا إلى شيوع الغيوم في سماوات عربية لم تكن على هذا القدر من التجهم قبل ثورة الملالي! كم تحدثت حكومة في طهران من قبل عن رغبة في حوار مع الجيران، وخصوصاً مع الرياض، وكم تكلمت عن استعداد لمد جسور من التعاون، وكم لمحت إلى أنها ترغب في أن تبني طريقاً من الثقة بينها وبين الدول الجارة على الشاطئ الآخر من الخليج، وكم كنا نصدق وننتظر البرهان والدليل، فكنا نكتشف أن لسانها يجري بمثل هذه الوعود، وأن يدها تبدد كل أثر للوعود نفسها في صنعاء، وفي دمشق، وفي بيروت، وفي بغداد، وربما في المنامة أيضاً! هذه عواصم عربية، وسوف تبقى كذلك، وإيران دولة جارة لبعض هذه العواصم، وسوف تظل، وهي تعرف أنه ليس في إمكانها تغيير حدودها، ولا تبديل موقعها على الخريطة، ولكن في مقدورها أن تعيد حساباتها بجد، مدفوعة بحقائق الواقع، وأن تراجع مسيرة العقود الأربعة بصدق، في لحظة تجد نفسها فيها واقعة عند عين العاصفة، فحساب الحقل لديها، والحال على ما تراه ونراه، ليس على حساب البيدر، كما يقول الإخوة في أرض الشام!

 

لا يليق التذكّر

سمير عطا الله/الشرق الأوسط/30 أيار/2019

في كتابه الجديد «غرق الحضارات»، يقول أمين معلوف إن فرنسا وقعت تحت كارثة وصدمة الاحتلال الألماني، لكنها ما لبثت أن خرجت منها. ويقول أيضاً إن جنوب أفريقيا خرجت من الاستعمار الأبيض إلى الحرية، وكأن شيئاً لم يكن. ولو شاء لَوضع لائحة لا نهاية لها، تشمل خروج اليابان من الهزيمة؛ وألمانيا الغربية ودول المحور السابق. فالشعوب والبلدان التي لم تعرف الهزائم قليلة جداً، وقد تقبّلت بريطانيا بسهولة مذهلة انحسار الإمبراطورية وغياب الشمس عنها، إلا نحن، فما زلنا مختلفين إن كانت «1967» نكسة أم هزيمة. وما زلنا نبحث عن المسؤول؛ هل هو عبد الناصر، أم عبد الحكيم عامر، أم مصر برمّتها، أم الشعوب العربية في تخلّفها قبالة الإسرائيلي الغربي المتقدّم؟ صحفنا مليئة بالنقاشات والشتائم والخرافات. وتلفزيوناتنا مليئة بالإهانات والثرثرة والادعاءات والنظريات الفارغة. وأبناؤنا لا يعرفون كيف ينتهون من هذا اللغو الذي يملأ حياتهم ويعكّر قدرتهم على قراءة التاريخ، أسوة بجميع الشعوب الأخرى التي كتبت تاريخها بموضوعية وصدق وحقائق. قبل سنوات، دعوت في هذه الزاوية إلى أن ننسى دفاتر «النكسة» وقصائد نزار قباني ومرثياته الجميلة والساحرة. لقد أضرّ بنا نزار كثيراً عندما تقدّم قافلة النواح، فاستعذب البكّاؤون إيقاع الندب ونسوا أن النكسة أو الهزيمة، حدث عابر في كل التاريخ وجميع الشعوب. يقول أمين معلوف إن «1967» كانت دون شك السبب الذي جعلنا نصل إلى ما نحن فيه. وربما كان ذلك صحيحاً إلى حدّ ما. غير أن السبب الأكبر ليس النكسة نفسها، بل الجدل الجنائزي الذي قام من حولها ولم يتوقّف بعد. ولم تستطع حروب العرب ونكساتهم وتشرّدهم في براري الدنيا وهزائم النفس اللاجئة والمذلّات التي ألحقناها بعضنا ببعض... لم تستطع كلّها أن تنسينا متعة الندب على حرب «حزيران». كتب هنري كيسنجر أنه يوم 6 أكتوبر (تشرين الأول) 1973، اعتقد العالم أجمع أن إسرائيل هي التي بدأت الحرب. وعندما أيقنوا أخيراً أن المقاتل هو مصر، لم يصدقّوا ذلك على الإطلاق. وعندما تأكّدوا أكثر أن الجيش المصري هو الذي دمّر هذه المرة 400 دبابة إسرائيلية، زادت دهشتهم. ويروي أن واشنطن خافت على إسرائيل، وأن إسرائيل نفسها ارتعدت، وأن غولدا مائير قرّرت السفر إلى واشنطن لتطلب النجدة السريعة. ويؤكّد أنه لولا الجسر الجوّي الذي أقامته الولايات المتحدة على الفور، لكانت كل خريطة الشرق الأوسط قد تغيّرت. يُحسن بنا جميعاً، ونحن نتمتّع بالمزيد من الندب، أن نقرأ شيئاً من «6 أكتوبر» بدل الإصرار على بكائيات «1967».

 

أمران لم تستوعبهما إيران

خيرالله خيرالله/العرب/31 أيار/2019

هل يمكن للنظام الإيراني تغيير جلده؟

تتعاطى إيران بطريقة قديمة، لا تعرف غيرها، مع تحديات من نوع جديد لم تعتد عليها. لا تبدو قادرة على الخروج من نمط معيّن يتحكّم بتصرفاتها أو ردود أفعالها. هذا عائد إلى أنّها أسيرة فكر معيّن يقوم على احتقار العرب عموما، وعلى اعتبارهم يخشون المواجهة وذلك في ضوء تمكّنها من تحويل شبه الهزيمة التي لحقت بها في العام 1988 إلى انتصار على العراق والعراقيين. ترفض حتّى أن تتعلّم من التجارب التي ولدت من معارك حرب السنوات الثماني مع العراق. لا تريد أن ترى من تلك الحرب سوى الجانب الذي يناسبها والذي يخدم طموحات نظامها ومشروعها التوسّعي.

خاضت إيران بين 1980 و1988 حربا طويلة مع العراق انتهت باضطرار مؤسس “الجمهورية الإسلامية” آية الله الخميني إلى تجرّع “كأس السمّ”. يمكن خوض نقاش طويل في شأن من تسبب في تلك الحرب التي كانت كارثة على العراق وإيران ودول المنطقة. لكنّ ما لا يمكن تجاهله أن العراق قرّر بقيادة صدّام حسين خوض المعركة إلى النهاية، متجاهلا أن إيران الجديدة، إيران ما بعد سقوط الشاه، كانت تستهدف استفزازه وجرّه إلى اتّخاذ مثل هذا القرار، قرار الحرب، البعيد عن المنطق. استطاعت إيران الاستفادة من الحرب على صعد عدّة كان في مقدّمها إبعاد الجيش عن المدن وإرساله إلى الجبهات. ترافق ذلك مع تشكيل “الحرس الثوري” الذي أصبح العمود الفقري للنظام والذي صار أقوى من الجيش وأكثر منه تأثيرا في الحياة العامة. الأهمّ من ذلك كلّه، أن الحرب لعبت دورها في إحياء المشاعر الوطنية الإيرانية، أي الروح الفارسية التي كان الخميني، في مرحلة معيّنة، في أشدّ الحاجة إليها بغية فرض النظام الذي كان يريد فرضه على الإيرانيين.

دعوة الرئيس دونالد ترامب "الجمهورية الإسلامية" إلى حوار هو إحراج لإيران أكثر من أيّ شيء

استطاعت إيران منذ انتهاء الحرب لغير مصلحتها تحويل نفسها إلى قوّة إقليمية يحسب لها حساب، خصوصا في ضوء سلسلة الأخطاء التي ارتكبها صدّام حسين، ثمّ المواقف التي اتخذتها الإدارات الأميركية المتلاحقة. أخذت الدول العربية، خصوصا دول الخليج، علما بأنّ إيران دولة شرسة باتت تمتلك أدوات وأذرعا طويلة فعّالة بعدما نجحت إلى حد كبير في تحويل “حزب الله” إلى حزب قادر على لعب دور إقليمي بما يتجاوز حدود لبنان، أي وصولا إلى سوريا والعراق واليمن والبحرين، وحتّى المملكة العربية السعودية والكويت، فضلا عن مصر والأردن والأراضي الفلسطينية، خصوصا في قطاع غزّة…

ما تغيّر في السنوات الأخيرة أمران لم تستطع إيران استيعابهما. الأمر الأوّل وجود مجموعة عربية قادرة على أخذ المبادرة. ظهر ذلك في مصر عندما بادرت هذه المجموعة العربية بقيادة المملكة العربية السعودية إلى دعم ثورة الشعب المصري التي أسقطت نظام الإخوان المسلمين في حزيران – يونيو 2013. كان سقوط نظام الإخوان، حيث كان محمّد مرسي رئيسا للجمهورية وواجهة للتنظيم، ضربة قويّة لإيران التي راهنت طويلا على اختراق في العمق للبلد العربي الأهمّ على مستويات مختلفة.

لا يمكن تجاهل أن ثلاث دول عربية سارعت إلى تقديم مساعدات كبيرة لمصر لحظة سقوط نظام الإخوان. قدمت السعودية خمسة مليارات دولار، والكويت أربعة مليارات دولار، ودولة الإمارات العربية المتحدة ثلاثة مليارات دولار. كان هناك أيضا دعم معنوي وسياسي للثورة الشعبية على الإخوان من جانب دول أخرى عانت طويلا من إيران مثل الأردن والبحرين.

كانت الضربة الأهمّ لإيران في اليمن حيث استطاع الحوثيون (أنصارالله) السيطرة على صنعاء في الحادي والعشرين من أيلول – سبتمبر 2014. ما كان ملفتا أن سيطرة الحوثيين على صنعاء شكلت نقطة انطلاق لتمددهم في اتجاهات مختلفة، وصولا إلى عدن والمخا، الميناء الذي يمكن السيطرة منه على باب المندب وهو مضيق يتحكّم بالملاحة في البحر الأحمر وقناة السويس. لم تتوقع إيران قيام تحالف عربي و”عاصفة الحزم” ابتداء من آذار – مارس 2015، بما أدّى إلى تقليص حجم وجودها في اليمن، في انتظار يوم تتغيّر فيه الصورة كلّيا ويستعيد اليمنيون عاصمتهم وكل متر مربّع في بلدهم.

كانت “عاصفة الحزم” حربا دفاعية بكلّ معنى الكلمة، بعدما تبيّن أنّ المملكة العربية السعودية وحلفاءها في الخليج العربي على علم بالهدف الذي تبغي إيران تحقيقه من خلال الحوثيين الذين ليسوا أكثر من أداة لها وإحدى ميليشياتها المذهبية المنتشرة في المنطقة.

ليست القمتان العربية والإسلامية اللتان دعا إليهما الملك سلمان بن عبدالعزيز في مدينة مكّة سوى استمرار للحرب الدفاعية العربية في وجه التمدد الإيراني. ما لم تأخذه إيران في الحسبان أنّ العرب لم يعودوا خائفين منها، وليسوا على استعداد للسكوت عندما يتعلّق الأمر بالدفاع عن أمنهم ومصالحهم. هذا هو الجديد الذي ترفض إيران التعاطي معه لا أكثر. تلجأ إلى لغة قديمة من نوع “التعاون” مع دول الخليج العربي للمحافظة على الأمن فيه، أو الاستعداد لتوقيع “معاهدة عدم اعتداء” مع هذه الدولة العربية أو تلك. هذا كلام لم يعد ينطلي على أحد ما دامت لا ترجمة عملية له على ارض الواقع.

الحرب لعبت دورها في إحياء المشاعر الوطنية الإيرانية، أي الروح الفارسية التي كان الخميني، في مرحلة معيّنة، في أشدّ الحاجة إليها بغية فرض النظام الذي كان يريد فرضه على الإيرانيين

أمّا الأمر الثاني الذي لم تستطع إيران استيعابه فهو وجود إدارة أميركية مختلفة فتحت كل دفاتر الماضي والحاضر مع “الجمهورية الإسلامية” بدءا باحتجاز دبلوماسيي السفارة الأميركية في طهران 444 يوما ابتداء من تشرين الثاني – نوفمبر 1979، وصولا إلى الاعتداء على سفن تجارية وناقلات نفط قبالة ميناء الفجيرة، قبل أيّام، مرورا بتفجير السفارة الأميركية وقاعدة المارينز في بيروت في العام 1983. تبيّن من تصرفات هذه الإدارة أنّها لن تتراجع أمام الاستفزازات الإيرانية، بل ستسمي الأشياء بأسمائها، على غرار ما فعل مستشار الأمن القومي، جون بولتون، في أثناء وجوده في أبوظبي حين حمّل “الجمهورية الإسلامية” مسؤولية الهجوم على السفن قبالة الفجيرة.

تعتقد إيران أن شيئا لم يتغيّر لا في المنطقة ولا في العالم. فقدت القدرة على التكيّف مع الحرب الاقتصادية التي تشنّها عليها أميركا بهدف واضح كلّ الوضوح. يتمثّل هذا الهدف في التحوّل إلى دولة طبيعية لا أكثر، أي دولة تهتمّ بشؤونها الداخلية. هذا ما يريده العرب، الذين يعرفون ما هي “الجمهورية الإسلامية” عن ظهر قلب أيضا. هل تستطيع إيران التكيّف مع المعطيات العربية والأميركية. الجواب بكلّ بساطة أن دعوة الرئيس دونالد ترامب “الجمهورية الإسلامية” إلى حوار هو إحراج لإيران أكثر من أيّ شيء. فشروط الحوار الأميركية معروفة تماما، وهي النقاط الـ12 التي تصبّ كلّها في تحوّل “الجمهورية الإسلامية” إلى دولة من دول المنطقة بعيدا عن وهم “تصدير الثورة”. يقول ترامب إنّه لا يستهدف تغيير النظام في إيران. لكن السؤال الأهمّ هل يمكن لهذا النظام تغيير جلده وأن يبقى في السلطة في الوقت ذاته؟

 

كلهم ضد الحرب مع إيران إلا... تركيا!

هدى الحسيني/الشرق الأوسط/30 أيار/2019

قلة كانت فائزة في نوبة التوتر الأخيرة بين الولايات المتحدة وإيران، وما بدأ إلغاءً لإعفاءات الولايات المتحدة لصادرات النفط الإيراني تطور إلى إعادة تموضع القوات الأميركية في الشرق الأوسط وهجمات «الحرس الثوري» الإيراني على ناقلات النفط السعودية والإماراتية وناقلة نرويجية في الخليج العربي، وبلغت ذروة أوامر اللواء قاسم سليماني قائد «فيلق القدس» لـ«الحشد الشعبي» العراقي، بإطلاق صاروخ باتجاه السفارة الأميركية في بغداد. وفي هذه الأثناء واصل كبار أعضاء القيادة الإيرانية و«فيلق القدس» تبادل الشتائم مع الرئيس الأميركي دونالد ترمب، والتهديد الإيراني المعتاد بأن لديهم سلاحاً سرياً يقضي على الأسطول الأميركي في دقائق! المثير للدهشة في كل هذه التطورات أن تركيا رجب طيب إردوغان التي لا تفوّت فرصة للتعبير عن رأيها في أي شيء في العالم، بصرف النظر عما إذا كان له أي علاقة بالأتراك أم لا، احتفظت بأوراقها مخبأة في صدرها، ولم تصدر أي بيانات رسمية. هناك سبب وجيه لذلك: يستمتع إردوغان برؤية إيران والولايات المتحدة على خلاف كلتيهما مع الأخرى، فإذا اندلعت الحرب بالفعل بين البلدين، فإن حياد إردوغان سيكون لصالحه بالكامل... من ناحية؛ فإن عضوية تركيا في «حلف الناتو» ربما تجبره على المشاركة في الحرب ولو بمعنى رمزي فقط. ومن ناحية أخرى؛ فإن إيران الضعيفة ستمكنه من العمل بحرية أكبر في المنطقة وفي سيناريو متطرف، وعملية إعادة انتعاش إيران، إذا دمرتها الحرب، قد تنقذ اقتصاد تركيا.

يتلقى الاقتصاد التركي الضربات الدولية التي قد تجعل عملته أضعف وتزيد من الركود، وقد حذرت وكالة التصنيف الائتماني «موديز» من إمكانية الإعسار وعدم الحل. وفي الوقت نفسه أعلنت الولايات المتحدة أنها ألغت الوضع التجاري التفضيلي لتركيا، على أساس أنها لا تفي بمعايير الدول النامية. ارتفعت البطالة إلى نحو 15 في المائة، وهذا يصل إلى نحو 5 ملايين شخص، وهذه النسبة مرتفعة أكثر لدى الشباب.

بحلول أواخر شهر أبريل (نيسان) الماضي وصل العجز في البلاد إلى 54.5 مليار ليرة تركية. توجيه الانتقاد إلى إيران تسمعه في تركيا من قبل رجال الأعمال والصناعيين الذين يغتنمون كل فرصة ليعلنوا أن التوتر في العلاقات الخارجية هو المسؤول عن تخفيض قيمة الليرة. ومع ذلك، فإن إردوغان لا يسمح للوقائع المُرة بأن تعرقل طريقه، ويواصل اتباع سياسة خارجية مستقلة وغير متسقة وهو يبحر بين موسكو وواشنطن... من جهة؛ هو يرتب لتسلم أنظمة الدفاع الجوي الروسية «S - 400» (ربما في يوليو/ تموز المقبل)، كما أعلن أن تركيا وروسيا ستنتجان معاً نظام الدفاع الجوي «S - 500»، ومن جهة أخرى ينتظر أن يتسلم من الولايات المتحدة مقاتلات «F - 35» الأميركية! في هذه اللعبة الخطرة، فإن إردوغان هو الوحيد المحتمل أن يخسر. إنه يديم الاحتكاك مع الأميركيين بينما يعزز العلاقات مع روسيا فيما يتعلق بسوريا. ومع تركيز جميع اللاعبين الرئيسيين على إيران، تواصل تركيا العمل في سوريا. في الشهر الماضي بدأت أنقرة بناء جدار إسمنتي حول عفرين في محافظة حلب. ادّعت أنه لغرض الدفاع عنها ضد الهجمات المتكررة من قبل القوات الكردية، لكن في الممارسة العملية هناك اعتقاد لدى كثيرين بأن الهدف الحقيقي هو تسهيل قيام تركيا بضم عفرين لمنع عودة عشرات الآلاف من الأكراد الذين فروا من المنطقة. روسيا لا تفعل شيئاً لوقف هذه المبادرة، على العكس من ذلك؛ هناك اتفاق بين إردوغان والرئيس الروسي فلاديمير بوتين على العمل في إدلب أيضاً. وهما مشغولان بتنفيذ الاتفاقيات بشأن دوريات عسكرية مشتركة في المحافظة. ومع ذلك، فإن تحسين العلاقات بين أنقرة وموسكو على حساب علاقات تركيا مع الولايات المتحدة لم يؤدِّ إلى تخلي إردوغان عن الولايات المتحدة تماماً. بعد محادثة هاتفية مع ترمب أخيراً أعلن الأخير أنه يخطط لزيارة تركيا في يوليو المقبل. سيكون من المثير للاهتمام رؤية كيف ستتطور العلاقات الإقليمية بعد انتهاء هذه الأزمة. في الآونة الأخيرة وجدت تركيا نفسها تتصادم أكثر فأكثر مع القوى الرئيسية في المنطقة، ونتيجة لذلك تجد نفسها معزولة بشكل متزايد.

راهنت بعلاقات وثيقة مع قطر، فوضعت نفسها ضد المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة ومصر. ووفقاً للتقارير الأخيرة، فإن المستثمرين الخليجيين بشكل عام؛ والسعوديين على وجه الخصوص، انسحبوا من تركيا، وهذا بالتأكيد لن يساعد في تحسين الأزمة الاقتصادية العميقة في البلاد.

يعتقد إردوغان أن حرباً على إيران مقبلة، رغم أن كل الأطراف المعنية قالت إنها لا تريد الحرب، بما فيها الدول العربية الأكثر تضرراً من إيران. معادلته: حرب على إيران تساوي فرصاً ذهبية لتركيا؛ تمدداً وانتعاشاً اقتصادياً، وقلقاً خليجياً. لقد وزع مستشاره ياسين أقطاي مقالاً جاء فيه: «إن القدور في منطقة الخليج العربي تغلي بسبب إيران، ولكن ليس من الواضح من سيسلق في هذه القدور هذه المرة». وشرح مصطلح «غليان القدر» الذي يعدّ مصطلحاً صفوياً قديماً؛ إذ يروى أن الشاه إسماعيل كان يعدم الأسرى أو من يريد معاقبتهم في القدور التي تغلي مياهها، ولهذا كان أهل المدينة يشعرون بالشغف لمعرفة من سيُسلق في مياه القدور التي تغلي مياهها منذ الصباح، وتساءل أقطاي: «مِن أجل مَن تغلي المياه الآن ليوضع فيها؟».

يكتب أقطاي كالمتفرج من شرفة قصره المريح على منطقة الشرق الأوسط، وكأن تركيا لا تقف على مفترق طرق. إن التحديات المعقدة والمتعددة التي تواجهها في الداخل والخارج ستظل تعصف بالبلاد وبإردوغان نفسه، حتى لو كان يعتقد أنه لا يوجد خطر على نظامه المركزي. رغم أن هناك قدراً من المياه الساخنة يغلي داخل تركيا. يمكن لإردوغان أن يقرر الطريق الذي سيسير فيه، ويمكنه مواصلة اتباع سياسة خارجية استباقية تتحدى الولايات المتحدة والغرب عموماً والدول العربية القوية، أو يمكنه قبول اليد التي سيمدها الرئيس ترمب له في شكل زيارة مقبلة لتركيا يطلب فيها كبح نشاط المنظمات الإرهابية مثل «حماس» و«الإخوان المسلمين» على الأراضي التركية، ومتابعة التقارب مع الغرب ودول الخليج العربي. يبقى الخيار خيار إردوغان. لقد اعتادت أميركا وإيران حرباً باردة بينهما منذ 40 عاماً، ورغم ذلك، فإن المستفيد الأكبر كان إيران. يكتب أقطاي حكاية أبٍ مارس مهنة المحاماة لسنوات كثيرة قبل أن يتقاعد ويتنازل عن أعماله لصالح ابنه المتخرج حديثاً في مدرسة الحقوق. وذات يوم يأتي ليزف بشرى لوالده: «لقد فزت يا أبي بالدعوى التي عجزت أنت عن إنجازها منذ 15 عاماً». فيتحسر الوالد ويجيب: «هل تعتقد أنك ذكي وأنني لم أنجز هذه الدعوى لأنني عاجز عن ذلك؟! لقد أكلنا خبزاً منها على مدار 15 عاماً، لكنك جئت لتحرق في غمضة عين المركب التي تزودنا بالخبز»!

إن إيران أذكى من أن «تنجز هذه الدعوى» بالحرب. يدور مبعوثوها في العالم والخليج ويتوسطون. ترمب يكتفي بزيادة العقوبات، هو أيضاً لن «ينجز هذه الدعوى» بالحرب. يعامل النظام الإيراني كالمحكومين بالإعدام في السجون الأميركية، قد تمضي سنوات ولا يعرفون متى تحين ساعة إعدامهم، حتى يتم إيقاظهم فجأة صباح أحد الأيام لتنفيذ الحكم. وقد تكون الحكاية - العبرة التي كتبها أقطاي موجهة إلى رئيسه. لن تنشب حرب في المنطقة لإنقاذ تركيا من أخطاء وأخطار إردوغان.

 

«المنامة»... الحضور ضروري والتخلف هروب من مواجهة مصيرية!

صالح القلاب/الشرق الأوسط/30 أيار/2019

بغضِّ النظر عمّا سيكون عليه مؤتمر البحرين، الذي سينعقد في نهايات الشهر المقبل والذي من المفترض ألّا يقاطعه الإخوان الفلسطينيون تحديداً، فهم أصحاب قضية مقدسة ستكون هي المحور الرئيسي في هذا المؤتمر وهذا يعني أن عليهم بقيادة الرئيس محمود عباس (أبو مازن) ألا يغيبوا إطلاقاً عن مواجهة ضرورية ستكون ملتهبة وحامية، مما يعني أن عليهم أن يجلسوا أمام جاريد كوشنر على «ركْبة ونصف»، كما يقال، وأن يقولوا كل ما يريدون قوله وأن يُسمعوا العالم كله وجهة نظرهم التي هي تأكيد حقوقهم التي أقرّتها الأمم المتحدة ومعظم دول الكون بأسره وفي مقدمتها إقامة دولة فلسطينية على حدود الرابع من يونيو (حزيران) عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.

إنه لا يجوز الغياب عن مواجهة كهذه، ستكون قاسية وحامية ومفصليّة سيشهدها مؤتمر البحرين، فعدم الحضور وترك الساحة للأميركيين يعني ومهما سيقت من أجله الأعذار أنه سيفهم وسيعني للأصدقاء قبل الأعداء أنه هروب من المواجهة وأنه إدارة للظهر في لحظة تاريخية حاسمة إلى الحقوق الفلسطينية المشروعة وأنه تشجيع للعرب «المؤلّفة قلوبهم» على التمادي وأكثر من اللزوم على قضية مقدسة الكل يعترف بأنها القضية التي لا أهم منها قضية.

كان «الأخ» محمود عباس، الأشجع بين رفاقه عندما ذهب إلى مفاوضات أوسلو وهو يعرف أنه سيخوض معركة أقسى وأخطر ألف مرة من أي معركة عسكرية خاضتها المقاومة الفلسطينية، فهو كان يعرف أن الغياب عن هكذا مواجهة هو كإدارة الظهر والهروب من أي معركة مع الإسرائيليين، فصاحب الحق يجب ألا يتردّد في مواجهة عدوه سياسياً كما يواجهه عسكرياً، ولذلك فقد بقي هو نفسه، يذهب إلى مفاوضات مع «العدو الصهيوني» كان يعرف سلفاً أنها فاشلة لكنه ومع ذلك كان يذهب إليها ليؤكد للعالم، الصديق والعدو، أن الفلسطينيين «غير عدميين» وأنهم يريدون سلاماً حقيقياً وعلى استعداد للذهاب إلى آخر الدنيا لانتزاع المتوفر من حقوقهم المشروعة... فما العيب في هذا؟! ولماذا عدم الذهاب إلى المنامة وخوض معركة سياسية سيتابع وقائعها كل سكان الكرة الأرضية؟!

عندما ذهب (أبو مازن) إلى أوسلو كان يعرف أنه ذاهب إلى معركة ستكون قاسية وقد تكون فاشلة لكنه ذهب لأنه لا يمثلُ نفسه بل يمثلُ شعباً يستحق أن يحرق قادته الأساسيون أنفسهم سياسياً ليقولوا للصديق والعدو وللعالم بأسره إنهم ليسوا «ضيّاعي فرص»، وإن انتزاع ولو جزء من فلسطين من الإسرائيليين يستحق المغامرة، وإن من يقود شعباً كالشعب الفلسطيني عليه أن يغامر، ويقيناً إن هذا كله يعني أن مؤتمر البحرين هذا سيكون مواجهة صعبة وقاسية، وأنه على الفلسطينيين أن يخوضوا غمارها بكل شجاعة كما خاضوا كل معاركهم السابقة من معركة «الكرامة» إلى المعركة مع الأميركيين خلال حصار بيروت إلى معركة «فاس الأولى» و«فاس الثانية»... وقبلهما معركة قمة قصر الصنوبر السياسية في الجزائر.

كان الخروج من بيروت في أغسطس (آب) عام 1982 بعد صمود بطولي لنحو ثلاثة أشهر قد تحوّل إلى انتصار سياسي في قمة «فاس» الثانية، التي إذا أردنا قول الحقيقة بعد كل هذه السنوات الطويلة فإننا سنقول إنها كانت قمة الملك فهد بن عبد العزيز، رحمه الله، وهنا فإن المعروف أن الرئيس الأميركي رونالد ريغان كان قد أطلق تصريحاً فيه الكثير من الغموض بالنسبة إلى حل القضية كان موجهاً إلى (أبو عمار) بينما كانت «سفينته» تصارع أمواج البحر المتوسط متجهةً إلى أثينا وكنت أنا أحد الذين رافقوه في هذه الرحلة ومنها إلى تونس ثم إلى المغرب لحضور القمة العربية آنفة الذكر.

ولعلّ ما فاجأ كل الذين رافقوا أبو عمار في رحلة الخروج من بيروت، والذهاب إلى مستقبل كان فيه الكثير من الغموض والحيرة والحسابات التشاؤمية، أنه بادر إلى الرد على الرئيس الأميركي بتصريح فيه الكثير من الإيجابية قال فيه «إنه باسم الشعب الفلسطيني يرحب بهذا التصريح وإنه يعوّل عليه وإنه سيكون محور نقاش رئيسي في قمة فاس العربية الثانية». ويقيناً أن هذا الرد كان يجب أن يكون لأن وضع الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات كان كما هو وضع الرئيس محمود عباس الآن.

إنّ المعروف، وهذا لا ينكره إلاّ جاحدٌ أو مغرضٌ أو غير صاحب ضمير حي، أن (أبو مازن)، كان دائماً وأبداً خلال هذه المسيرة الطويلة رجل المهمات الصعبة، وأنه كان أول من انضمّ إلى (أبو عمار) بعد عودته إلى فلسطين في عام 1994، وأنه تغلب على صعاب كثيرة في البدايات لكنه ما لبث أن أخذ موقعه كثاني أصحاب القرار في القيادة الفلسطينية بعد ياسر عرفات، رحمه الله. ثم وعلى ما أظن، لا بل أعتقد جازماً، أن (أبو مازن) كان يعرف أن زيارة (أبو عمار) لطهران بعد عودة الخميني من «نوفل لاشاتوه» في فرنسا كان هدفها إبقاء المقاومة الفلسطينية في الجنوب اللبناني لفترة عامين مقبلين، فمفاوضات الحل السلمي مع الإسرائيليين كانت قد بدأت كاتصالات جانبية، وكان الرئيس السوري السابق حافظ الأسد قد مارس ضغطاً هائلاً على الإمام موسى الصدر لإعلان مقاومة لبنانية جنوبية بديلاً للمقاومة الفلسطينية، لكنّ رفْضه، رحمه الله، كان قاطعاً وحاسماً فكانت تصفيته المرعبة في عام 1978 خلال زيارة لـ«جماهيرية» القذافي ومعه اثنان من زملائه من الطائفة الشيعية الكريمة التي كانت في ذلك الوقت رديفاً رئيسياً لحركة «فتح» ولثورة الشعب الفلسطيني.

وعليه فإن المعروف أن (أبو مازن) هو الأكثر «براغماتية» في القيادة الفلسطينية كلها وبمن فيها زميله ورفيق دربه الطويل (أبو عمار) رحمه الله، وأنه كان دائماً وأبداً ضد المواقف السلبية. ولذلك فإن المؤكد أن الرئيس الفلسطيني ورغم «وسوسات» و«مزايدات» بعض المحيطين به فإنه لن يضيّع هذه الفرصة، وإنه سيذهب إلى مؤتمر البحرين ليخوض هذه المعركة التي خاض مثلها وأصعب منها معارك كثيرة. إن الوحيد القادر على مواجهة جاريد كوشنر هو الرئيس محمود عباس لأنه صاحب قضية مقدسة ولأنه كان وعلى مدى سنوات طويلة قد خاض معارك كثيرة أصعب وأكثر تعقيداً من هذه المعركة، فـ«أبو مازن» ممثل لقضية عادلة تحظى بدعم وتأييد العرب كلهم والمسلمين بأسرهم ومعظم دول العالم الكبرى المؤثرة، ثم إن هناك قرار الأمم المتحدة الاعتراف بدولة فلسطينية على حدود الرابع من يونيو عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.

ولهذا فإن كل النصائح التي تطالب القيادة الفلسطينية بمقاطعة مؤتمر البحرين يجب أن يكون مصيرها سلة المهملات، مع كل التقدير والاحترام لأصحابها... فهذه معركة يجب الذهاب إلى ميدانها ويجب خوضها، فإدارة الظهر لها لن تكون إدارة ظهر لـ«جاريد كوشنر» بل إدارة الظهر لقضية عادلة لا يمكن ولا يجوز إدارة الظهر لها وأيضاً ولا التنازل عنها وحتى إن كانت المغريات ليست أربعين مليار دولار وفقط وإنما كل أموال ودولارات الكرة الأرضية!

 

عشماوي نهاية صفحة من كتاب الإرهاب

د. جبريل العبيدي/الشرق الأوسط/30 أيار/2019

بتسلم مصر الإرهابي عشماوي من الجيش الوطني الليبي، الذي يعتبر صيداً ثميناً وصندوقاً أسود، ستنطوي صفحة مؤلمة تقاسمتها ليبيا ومصر بل أفريقيا، بعد أن طالت يد الغدر لهذا الإرهابي الكثير من الليبيين والمصريين الأبرياء، فقد كان عشماوي بداية ونهاية إحدى صفحات الإرهاب العابر للحدود، حيث كان يرأس تنظيماً إرهابياً يتخذ من جبال وتضاريس درنة الليبية الصعبة مخبأ له. عقب ثمانية أشهر من التحقيق في ليبيا أعلن الجيش الوطني الليبي تسليم الإرهابي هشام عشماوي لمصر، وفق الاتفاقية الخاصة بالتعاون القضائي السارية المفعول الموقعة بين ليبيا ومصر إلى رئيس المخابرات العامة المصرية، الذي جاء إلى ليبيا في زيارة خاصة. عشماوي الذي انتقل من الولاء للدولة وعقيدة المؤسسة العسكرية الوطنية إلى الفكر التكفيري.. عشماوي الذي كان في قبضة قوات الجيش الليبي بعد عملية نوعية أثناء تحرير مدينة درنة، هو هشام عشماوي الضابط السابق في الجيش المصري برتبة رائد بقوات الصاعقة، وأحد مؤسسي «أنصار بيت المقدس» وأمير في تنظيم المرابطين.

القبض على عشماوي والتحقيق معه مكن السلطات الليبية والمصرية من فك شفرة أخطبوط الميليشيات الإرهابية وطرق ومسارات تمويلها من دول تمويل الإرهاب التي تتصدرها قطر، ومكنت السلطات من معرفة المزيد عن تنظيم عشماوي الهارب والمختبئ لسنوات في مدينة درنة في ظل تستر وحالة إنكار لوجوده من سدنة الإسلام السياسي وعرّابي تنظيم «الإخوان»، الذين أنكروا وجوده ووجود تنظيمه وجاهروا بدعم من سموهم «ثوار درنة» و«مجاهدي درنة» الذين كان عشماوي وسرور قياديين بينهم. قيادات «الإخوان» الذين كانوا يجاهرون بدعم هؤلاء الإرهابيين، أشركهم للأسف المجتمع الدولي في العملية السياسية في ليبيا تحت اسم «اتفاق الصخيرات»، الاتفاق الذي لم يتفق عليه حتى من جلس في منتجع الصخيرات لاحتساء القهوة.. اتفاق لم يتفق عليه كانت عرّابته السفيرة الأميركية ديبورا جونز في عهد أوباما وهيلاري كلينتون أكبر عرابي توطين الإسلام السياسي في الشرق الأوسط.

الذين استخدموا عشماوي كثيرون من دول إقليمية خصوصاً قطر ودولاً أخرى كانت تسعى لإشعال المنطقة بالحروب والفوضى لتحقيق مصالح ضيقة على جثث الأبرياء ودمائهم عبر استخدام أمثال عشماوي وسرور وآخرين ممن تتوفر فيهم شروط الطاعة العمياء والتنفيذ دون تردد أو سؤال عن الهدف من قتل الأبرياء.

عشماوي الذي تلاحقه دماء الليبيين في درنة وبنغازي ودماء المصريين في مذبحة كمين الفرافرة، ومذبحة العريش الثالثة وغيرهما من عمليات الإجرام والإرهاب العابرة للحدود التي كان يخطط ويجهز لها.. عشماوي الذي ظهر أجبن مما كان يعتقد، حين القبض عليه، حيث كان مزوداً بحزام ناسف وأسلحة نارية ولم يكن أعزل، لحظة القبض عليه من قبل الجيش الليبي، لتظهر حقيقة هؤلاء المجرمين، الذي رغم ساديتهم وحبهم للدماء والغدر والقتل، فإنهم جبناء، وأذلاء لحظة القبض عليهم، ويتوسلون حياتهم لحظة القبض عليهم. عشماوي كان جزءاً من مشروع الفوضى والإرهاب الذي سعى نظام الحمدين القطري لتسويقه في المنطقة، وتهديد استقرار ليبيا ومصر، منذ سيطرة تنظيم «الإخوان» على مقاليد السلطة في ليبيا منذ عام 2011 ضمن مشروع «الربيع العربي» الذي كانت قطر رأس الحربة في مشروع الفوضى. نهاية عشماوية، بالتأكيد ليست نهاية التنظيمات الإرهابية، ولكنها نهاية صفحة من كتاب الإرهاب في المنطقة، تؤكد أن تكاتف الجهود يثمر سقوط الكثير من الإرهابيين، ورؤوس أفاع أخرى، سواء أخرجت رؤوسها من جحورها أم اختبأت فيها.

 

«وثيقة مكة» ضد الكراهية مع السلام

فهد سليمان الشقيران/الشرق الأوسط/30 أيار/2019

في ظلّ مشاهد دموية عانى منها العالم بسبب أفكار ومعتقداتٍ وموروثاتٍ تاريخية ضاربة، قررت رابطة العالم الإسلامي جمع نخبةٍ من المرجعيات الدينية والروحية والفكرية للاتفاق على أسسٍ مشتركةٍ تمهد لانطلاق المسلمين وعلمائهم نحو رحلة أصعب تتمثل بالتطبيق، وتغيير المفاهيم، وبناء خطابٍ فقهي جديد يُعنى بالتغيرات النوعية لظروف العيش الإنساني المشترك. قبل إطلاق الوثيقة تحدث الملك سلمان بن عبد العزيز بوضوح عن ضرورة لجم خطابات الكراهية والعنصرية، وأهمية إحياء القيم الإنسانية المشتركة، ونشر السلام والتعايش بين الأمم. لم تعد الساحة العالمية بمنأى عن المتطرفين من جميع الديانات، وحادثا نيوزيلندا وسيريلانكا مثالان فاقعان على الأزمة التي وصلت إليها البشرية، جراء التورط في خطابات العنف والنفي والاستئصال، ومبادرة ألف ومائتي شخصية للغذّ من التجربة الإنسانية والخروج منها بقيمٍ ثابتةٍ تدوّن في بنودٍ تُعلن للعالم أراها شجاعةً وفارقةً في هذا التوقيت الحرج. ظننا لوهلةٍ أن الدروب وصلت إلى بابٍ مسدود، وأن الكارثة قد حلَّت، لكن «وثيقة مكة» فتحت كوةً في جدار الكراهية الصلد.والبنود التي أُعلِنت هي امتداد لـ«وثيقة المدينة» التي عقدها النبي، صلوات الله عليه وسلامه، في المدينة المنورة، مع مختلف المكونات، بكل ما استوعبتْه المدينة من تعدديةٍ دينية، وثقافية، وعرقية، وقد نصّت ديباجة «وثيقة مكة» على ذلك، وشكلت تلك «وثيقة دستورية تُحتذى في إرساء قيم التعايش، وتحقيق السلم بين مكونات المجتمع الإنساني». من مكة وفي رمضان... وظرفا المكان والزمان عززا جدية علماء المسلمين وعزمهم على البدء برحلةٍ ليست مفروشةً بالورود كما يعلم الموقِّعون جميعاً، لذلك نصت على أسسٍ يحتاج تثبيتها وتدعيمها إلى عقودٍ من التحديث الفقهي، والتجديد الديني، والإصلاح التعليمي، والرقابة المنبرية، والقوة السياسية لحماية أي تغييراتٍ نوعية في مسارات الهيكلة الدينية وتوابعها.

والوثيقة بصفحاتها وبنودها، ركزت على الأخوّة البشرية، وتعزيز قيم الاختلاف، وإغناء فضاءات التعايش، ومكافحة الكراهية والتطرف والإرهاب، وهذه رؤوس أقلامها: «الأصل البشري واحد، ويتساوى الجميع في الإنسانية. الرفض التام لعبارات العنصرية وشعارات الكراهية، والتنديد بدعاوى الاستعلاء التي تزينها أوهام التفضيل. الاختلاف العقائدي، والديني، والثقافي، وطرق التفكير قدر إلهي، والإقرار بهذه السُّنّة الكونية والتعامل معها بالعقل والحكمة طريق للسلام. التنوع الديني والثقافي في المجتمعات الإنسانية لا يبرر الصراع والصدام، بل يستدعي الشراكة الحضارية الإيجابية. أصل الأديان السماوية واحد، ولا يجوز تحميل الممارسة الفردية لدينٍ بأكمله. الحوار الحضاري أفضل السبل إلى التفاهم. براءة الأديان والفلسفات من مجازفات معتنقيها. التآزر لوقف تدمير الإنسان والعمران. سن التشريعات الرادعة لمروجي الكراهية والمحرضين على العنف والإرهاب. قدرة المسلمين على الإسهام الإيجابي لما تحتاجه البشرية. محاربة الإرهاب والظلم والقهر. احترام الطبيعة واعتبارها هبة الخالق. الصراع والصدام سبب لتجذير الكراهية. ظاهرة (الإسلاموفوبيا) ناتجة عن عدم المعرفة الحقيقية بالإسلام. تشجيع الممارسات الاجتماعية النبيلة. الحرية الشخصية لا تسوغ الاعتداء على القيم الإنسانية».

والميزة الأساسية أن الوثيقة دُوّنت بمفرداتٍ مدنية حضارية مضارعة للعصر ومقتضياته، وبترجمتها يمكنها مخاطبة جميع الأديان في العالم. وهذه المبادرة تُحسب الآن للمسلمين؛ الشجاعة بمواجهة الأخطاء الذاتية، والمراجعة للأفكار والأدواء والأعطال، وإنما الأمم تتطور تبعاً لاكتشاف كوارثها وعثراتها، والنقد الذاتي أساس العمل الحيوي، وهذه الوثيقة تؤمّن لجميع المؤسسات التعليمية والدينية الصراط الذي يجب السير عليه، وجميع الجسور المزمع بناؤها بين الأمم لا بد أن تُبنى على هذه الأسس القوية والمتينة المنطلقة من المشتركات والقيم الإنسانية، واحترام العقائد وحق الآخرين في اعتناق دياناتهم، باعتبار ذلك التعدد من سنن الله الكونية، وليس صعباً على المسلمين الانطلاق من هذه الوثيقة الثمينة، التي تُعتبر الامتداد لحيوية تفاعل الإسلام مع الأديان الأخرى منذ «وثيقة المدينة» وحتى الوثائق الأخرى التي عُقدت لاحقاً بين المسلمين والمسيحيين واليهود، إذ لا مبرر على الإطلاق للعداوات المنبعثة المستعادة والمغذّاة بين البشر والأديان.

الوثيقة بداية لمهمةٍ كبيرة، وليست إقفالاً لها؛ فالطريق وعرة، وأمامنا تحديات شديدة الخطورة مع الرؤى الظلامية الدموية، من جميع أتباع الأديان، وحين تتبع هذه الوثيقة مدونات مماثلة من الأديان الأخرى نكون قطعنا الشوط الأول لحصار المتطرفين وتفريغهم من مشروعيتهم، وطعن محتواهم المنقوص.

ها هي «وثيقة مكة» بين الأيدي، بصياغةٍ دقيقة بليغة، لتكن محور الحديث والنقاش في المساجد والمنابر والندوات، وفي المعاهد والكليات الدينية، من أجل تنقية الواقع البشري من الأوضار التي لحقت به، والدخول نحو التنمية، والتعايش، وتعزيز قيم الحوار وتعبيد سبل السلام.

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

رئيس الجمهورية خلال ترؤسه حفل وضع حجر الاساس للمركز الطبي الجديد في الأميركية: نطمح لتطوير القطاع الصحي وتأمين الاستشفاء بأفضل مستوياته

الخميس 30 أيار 2019 /وطنية - أكد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون "أننا نطمح لتطوير القطاع الصحي في لبنان، وأن يتأمن للمواطن الاستشفاء في أفضل مستوياته، من دون أن يكون قلقا من الكلفة أو محروما من القدرة على العلاج".

وشدد الرئيس عون على "أهمية رفع مستوى المستشفيات الحكومية تنظيما وعناية ورعاية، تماما كما هي الحال في كل البلدان المتطورة، لنعيد ثقة المواطن بالطبابة العامة، رافعين عن كاهله واحدا من أكثر الملفات التي ترهقه وتستنزف موارده المادية".

ولفت إلى أن "لبنان كان ولا يزال المستشفى والجامعة والكتاب والصحيفة والسياحة والطبيعة والانفتاح"، وقال: "هذا هو اللبنان الذي علينا تثبيته وتعزيزه لإبراز رسالته الانسانية ولمواكبة الحداثة، ثقافة وعلما، وهي التي تخطو بثبات خطوات عملاقة نحو المستقبل".

كلام رئيس الجمهورية جاء في كلمة ألقاها خلال حفل وضع حجر الأساس للمركز الطبي الجديد للجامعة الأميركية في بيروت الذي جرى قبل ظهر اليوم. وكان في استقباله لدى وصوله كل من: رئيس الجامعة الدكتور فضلو خوري، عميد كلية الطب فيها الدكتور محمد الصايغ ورئيس مجلس أمناء الجامعة الدكتور فيليب خوري. وعلى الأثر، وضع الرئيس عون حجر الأساس قبل أن يتوجه إلى قاعة المكتبة، حيث عرض المجسم الهندسي للمركز، واستمع الى شرح قدمه الدكتور الصايغ عن المبنى الجديد واقسامه واجنحته وغرفه. بعد ذلك، انتقل الجميع إلى "قاعة عصام فارس للمحاضرات" حيث ألقيت كلمات بالمناسبة.

وحضر الاحتفال نائب رئيس مجلس الوزراء غسان حاصباني، ووزراء الدولة لشؤون رئاسة الجمهورية سليم جريصاتي، الدفاع الوطني الياس بو صعب، العدل البرت سرحان والثقافة محمد داود، الى وزراء ونواب سابقين، القائم بالاعمال في السفارة الاميركية ادوارد وايت واعضاء مجلس امناء الجامعة وعدد من اساتذتها وداعميها. فيما قدمت الحفل السيدة نادين شاتيلا.

الصايغ

بداية، تحدث الدكتور محمد الصايغ، فقال: "اسمحوا لي بداية أن أعرب عن فرحي الكبير بحضوركم بيننا اليوم، وأنا على يقين بأنه حضور يعبر عن خالص الإهتمام بواحدة من أبرز القضايا الوطنية والعالمية وهي قضية الصحة في مجتمعنا. أذكر أنني منذ عشر سنوات عندما طلب مني أن أعود إلى لبنان، وأستلم مهمة قيادة المركز الطبي، وجدت نفسي وسط تساؤلات مقلقة، وفي الوقت عينه أمام تحد لم أجد مفرا منه، لأن المنتمي بوجدانه إلى وطن عزيز على قلبه لا يرفض أي فكرة من شأنها النهوض به مهما كانت مقلقة أو مكلفة، أو مهما بدت أحيانا خطوة باتجاه المجهول. وهكذا كان القرار عام 2009 وهو ان اعود الى وطن يعني لي الكثير، وكانت الرؤية التي أنضجتها في نفسي الأيام والخبرة والتجارب، فنمت وتبلورت ونضجت. هذه الرؤية التي حظيت بدعم غير محدود من مجلس الأمناء، ومن رفيق دربي رئيس الجامعة الدكتور فضلو خوري، وها هي تشهد اليوم آخر خطواتها بوضع حجر الأساس لمشروع يحمل كل ما في الغرب من تقدم طبي وعلمي وبحثي". اضاف: "لا أكشف سرا إن قلت إن الرحلة كانت شاقة ولا تزال، ولكن الطموح كان ولا يزال كبيرا. وبكثير من العزم والإرادة والسهر، ارتفع حلمي صرحا طبيا وأكاديميا أضاء بالانجازات التي حققها كل الوطن. وأتذكر هنا قول العظيم جبران "إن حب الوطن لا يكمن في الهتاف له وإنما في خدمته والمساهمة في بنائه". وها أنا أقف فيه اليوم وقد أضحى هذا المركز الرقم الصعب على كل الأصعدة، فاستقطب أفضل الإختصاصيين، ليس فقط محليا بل عالميا أيضا. إنه المركز الطبي في الجامعة الأميركية في بيروت الإنجاز الذي يفتخر به لبنان والعالم العربي أجمع".

وأوضح "إن تنفيذ خطتنا الطموحة قد إمتد على مدى سنوات، وكانت الخطة عنوانا متجددا للتميز وللمعايير الطبية والعلمية العالية على الصعيدين اللبناني والإقليمي. فعلى مستوى الرعاية الصحية، حرصنا دائما على أن تكون خدماتنا التشخيصية والعلاجية التي نفخر بمستواها المتقدم، متصفة بأكبر قدر من الشمولية وبمتناول الجميع أيضا، وأن تتوسع كما ونوعا وعلى امتداد الجغرافيا اللبنانية والعربية، وذلك من أجل مواكبة الطلب المتنامي والحاجة المتزايدة للاستشفاء المتطور. بكلمة موجزة، يرمي مشروعنا إلى أن يستمر المركز الطبي في الجامعة الأميركية كشبكة أمان صحية للبنان والعالم، ونتطلع اليوم إلى توسيع هذه الشبكة وتمتينها وتعزيز مقوماتها". وتابع: "صحيح أننا نعتز بالشهادات الدولية التي يحملها مركزنا، سواء في مجال الرعاية الطبية والتمريض، أو في مجال المختبرات والتكنولوجيا، إلا أن الشهادة الأهم بالنسبة إلينا هي ثقة الناس وإيمانهم بقدراتنا واطمئنانهم إلى كونهم في كنف المركز الطبي في الجامعة الأميركية. وهكذا على مر السنين استطعنا أن نطور مركزا طبيا وعلميا وبحثيا راقيا يتمتع بخبرة قرن ونصف وبحيوية مؤسسة شابة طموحة تلتزم رعاية صحية مميزة، رعاية محورها المريض نفسه وهمها راحته وهاجسها أن تكون عند حسن ظنه. مع كل إنجاز كنا نحققه، كانت التحديات تكبر أكثر فأكثر ووجدت نفسي أمام مسؤولية لا تبنيها الخبرة والاحتراف فقط، بل يبنيها أيضا الإيمان بقيم وطنية وانسانية عالية". وأكد أن "رؤية 2020 تعبر عن ذلك الحلم الذي حملته في قلبي طويلا وهو تحقيق إنجاز طبي مختلف على مستوى الخدمة والأداء والجودة، وإن وجودكم والحفل الكريم بيننا اليوم خير دليل على إيمانكم بأهمية هذا الانجاز".

فضلو خوري

ثم ألقى الدكتور فضلو خوري كلمة، فقال: "نجتمع اليوم لنشهد وضع مداميك جديدة لمستقبل جديد، ليس فقط للجامعة الأميركية في بيروت بل للجمهورية اللبنانية التي حضنت جامعتنا العظيمة منذ زمن طويل. لبنان يعتمد علينا كثيرا، على الأبحاث والخدمات والثقافة والمعرفة والنمو، وبالطبع على ألالمعيين من الطلاب والممرضين والأطباء". ولفت الى أن "جامعة عظيمة ووطنها الحاضن لا يمكن إلا أن يطورا روابط عميقة مع مرور الوقت، ومع مرور الوقت أيضا وتدريجيا يغير أحدهما الآخر. منذ فترة طويلة وجامعتنا وهي جامعة أميركية عظيمة، قد زرعت جذورها في بيئتها الحاضنة وباتت جزءا راسخا منها، تماما مثلما اندمج المبشرون في وطنهم الجديد، قادمين من وطنهم الأصلي وتدريجيا أصبح الوطن الجديد جزءا منهم. وهذا ما حصل سواء مع الكهنة البرتغاليين والإيطاليين اليسوعيين الذين ذهبوا إلى اليابان وأجزاء من آسيا في العصور الوسطى ليكثلكوها، وهذا ما حصل أيضا بالنسبة للمبشرين البرسبيتيريين الذين أتوا لاحقا إلى لبنان وبقية بلاد الشام. لقد جاؤوا إلى هنا في بادئ الأمر من أجل تحويل الأنفس وخلاصها، لكنهم بقوا حتى يكون لشعوب هذه الأرض حياة أفضل. وهكذا، فإن لبنان أصبح أغنى بكثير بوجود الجامعة الأميركية في بيروت، كما أن الجامعة الأميركية في بيروت اغتنت لأنها زرعت جذورا عميقة في تربة لبنان الغنية والثقافية تاريخيا. وعلى مدى أجيال، ساعد معلمونا وعلماؤنا وموظفونا في بناء لبنان أفضل، لبنان أكثر ثقافة وتعليما، وكما نأمل، لبنان أكثر تقبلا واستدامة". اضاف: "نجتمع هنا اليوم في وقت ربما كانت فيه تحديات المنطقة والصراعات الاقتصادية والسياسية لبلدنا الحاضن هذا، تثقل كاهل هذه الأرض القديمة. منذ زمن طويل والجامعة الأميركية في بيروت وكلية الطب فيها تشكلان هذا النور وهذا الأمل الذي تردد صداه طويلا من هذا المنارة الرائعة على التلة. ولأكثر من 150 عاما، كانت الجامعة الأميركية في بيروت موجودة لتوفير هذا الأمل، تعليما وتمكينا وتحريرا وشفاء لشعوب هذه المنطقة. ويرمز وضع الحجر الأول إلى هذا الأمل بالذات، وهذا الشفاء، ومن خلال تحويل رؤية الجامعة الأميركية في بيروت للصحة حتى العام 2025 وما بعده، مع الاستمرار في رعاية الفرد واحتضان الاحتياجات الصحية والتعليمية لمجتمعاتنا". وتابع: "منذ خمسين عاما تقريا، التقى الملك فيصل، ملك المملكة العربية السعودية، في عهد رئيس الجمهورية اللبنانية سليمان فرنجية، في حضور رئيس الحكومة رشيد كرامي وممثلي وزارة الخارجية الأميركية ورئيس الجامعة الأميركية في بيروت سام كيركوود، وعميد كلية الطب سام أسبر، بالقرب من هذا المكان لوضع حجر الأساس للمستشفى الحالي، قبلة مركزنا الطبي. لقد تألق هذا المستشفى بشكل مشرق في الأوقات الجيدة والأوقات السيئة خلال الحرب والسلم والألم والازدهار". وتمنى "أن يخدم حجر الأساس الجديد أيضا شعوب لبنان والمنطقة لفترة طويلة بأمانة ودوام وشرف مثلما لا يزال سلفه يفعل".

فيليب خوري

ثم تحدث الدكتور فيليب خوري، فقال: "نيابة عن مجلس أمناء الجامعة الأميركية في بيروت، نشكر رئيس الجمهورية اللبنانية ليس فقط على حضوره بيننا في هذا اليوم التاريخي، ولكن أيضا لاحتضانه الطويل لجامعتنا الرائعة في وطننا هذا. لقد كان لبنان شريكا وحاضنا فاعلا مكن الجامعة الأميركية في بيروت من نشر رسالة الأمل والسلام من خلال التعليم والأبحاث في جميع أنحاء لبنان، والعالم العربي وما بعده". وأوضح "إن مركزنا الطبي في الجامعة الأميركية في بيروت هو مكون رئيسي من فخر جامعتنا وفرحها. لقد علم ودرب بامتياز العديد من الأطباء والممرضين. وهم انتشروا بدورهم في جميع أنحاء العالم، يمارسون فنونهم العلاجية لمساعدة من هم في أمس الحاجة إليهم. ومنذ افتتاحه من قبل الرئيس سليمان فرنجية والملك فيصل وأعضاء الحكومة الأميركية وقيادة الجامعة الأميركية في بيروت في العام 1970، اهتم المستشفى بالملايين من الناس، في الحرب كما في السلم. لقد ولد الأطفال إلى العالم، وشفى المرضى، وعندما لم يتيسر الشفاء، خفف من آلام المائتين ولطف عليهم". اضاف: "أصبح مستشفى الجامعة الأميركية في بيروت معلما في رأس بيروت وملاك رحمة وشفاء في الحرب لا يكل. وحتى في أوقات السلم، فهو مكان تتوقف فيه أسوأ النزاعات، وحتى أشد المنافسات دموية. إنه يمثل أفضل ما في البشرية من حيث قدرتها على تنحية الأشياء التي تفرق بيننا وجمع الأفراد ذوي الموهبة والشكيمة سعيا لتحقيق الأهداف الأفضل والأنبل. وكما قال الرئيس خوري، فحتى في أحلك الأوقات، يجب أن نستمر في تجسيد الأمل وإمكانية تحقيق مستقبل أفضل. هذا هو بالضبط ما التزم به مجلس الأمناء منذ أكثر من عقد عندما وافق على مشروع رؤية 2020 للمركز الطبي، والذي قاده العميد الصايغ. ولقد عززنا، فضلو وأنا، هذا الالتزام عندما ساعدنا في إطلاق حملتنا للرسملة، وهي حملة الرسملة الأكثر طموحا التي أطلقتها جامعة خاصة في العالم العربي، وهدفت إلى جمع 650 مليون دولار".

وتابع: "وفي صميم كل من رؤية 2020 للمركز الطبي وحملة "بولدلي آي يو بي" للرسملة، وعد ببناء مستشفى جديد فائق التطور يمكن شعب لبنان والعالم العربي من الحصول على عناية مساوية لأفضل عناية يمكن أن يلقاها المرء في أي من المراكز الطبية الفائقة التطور في العالم. إنها خطوة كبيرة اليوم نحو الوفاء بهذا الالتزام، وباسم الجامعة الأميركية في بيروت ومجلس أمنائها، نلتزم اليوم وبحضور الرئيس عون، بالوفاء بهذا الوعد".

رئيس الجمهورية

والقى الرئيس عون في الختام كلمة، فقال: "أيها الحضور الكرام، هذا الاحتفال اليوم، هو بمثابة تثبيت لدور لبنان. فلا شيء يعيد تأكيد دور لبنان في محيطه والعالم، إلا نهوضه إلى ما كان عليه من ريادة ثقافية وتربوية وأكاديمية وحضارية. لبنان كان ولا يزال، المستشفى والجامعة والكتاب والصحيفة والسياحة والطبيعة والانفتاح. وهذا هو اللبنان الذي علينا تثبيته وتعزيزه لإبراز رسالته الانسانية ولمواكبة الحداثة، ثقافة وعلما، وهي التي تخطو بثبات خطوات عملاقة نحو المستقبل. لذا نفخر اليوم، بإضافة مدماك إلى صرح الصحة والاستشفاء في وطننا، في أحد أكبر المرافق الصحية في لبنان وأعرقها".

اضاف: "هذا المرفق الذي بدأت قصته منذ قرابة قرن ونصف القرن، بالتكامل مع رسالته التربوية والأكاديمية التي تضطلع بها الجامعة الأميركية في بيروت. آلاف الأطباء والممرضين والممرضات درسوا في قاعاتها. مئات الآلاف من المرضى تلقوا علاجاتهم في هذا المكان. وفي عز الحرب والدمار والفوضى قدم مستشفى الجامعة الأميركية خدمات لا تحصى للتخفيف من معاناة الجرحى والمصابين. كل هذا، وما زالت تطلعاتكم كبيرة وجهودكم في البحث العلمي وتطوير الخدمات تتضاعف". وتابع: "أيها الحضور الكرام، إن الطب مهنة مقدسة، حدد لها أبقراط من خلال قسمه الشهير أسسا أخلاقية، وجعلتها الممارسة سلطة في لاوعي البشرية. فالطبيب هو ممسك العلاج بالنسبة إلى المريض، وهذا يعطيه سلطة عليه، حيث ينتظر المريض منه حاجة هي الأكثر حيوية وأهمية في حياته وهي الحاجة إلى الشفاء. والمستشفى هو المكان الأكثر كثافة في ممارسة هذه السلطة التي يتشارك فيها الطبيب والممرض وإدارة دار الاستشفاء. لذلك فإن دور القيمين على هذا القطاع والعاملين في رحابه كبير ومؤثر لأنهم رفاق الوجع والشدة ويتواجدون قرب الانسان في أكثر نقاط البشرية حساسية وضعفا وهي المرض. من هنا النظرة الى الطب والتمريض كرسالة، مع ما تعني الرسالة من إنسانية والتزام وتضحية والتعاطي مع المريض كإنسان أولا".

ورأى الرئيس عون ان "أهمية هذا الحجر الذي نضعه اليوم تكمن في إنه حجر لصرح سيكون مستشفى للشرق الاوسط في لبنان، بالإضافة الى ما سيقدمه من خير وعناية بصحة اللبنانيين وحياتهم. إنه الحجر - الرسالة الذي يضيء شمعة جديدة فوق منارة لبنان، ويشحذ همم باقي الصروح الصحية من أجل التطور والارتقاء". واردف: "ايها الحضور الكرام، نطمح لتطوير القطاع الصحي في لبنان وأن يتأمن للمواطن الاستشفاء في أفضل مستوياته، من دون أن يكون قلقا من الكلفة أو محروما من القدرة على العلاج مهما كان نوعه ومدته. نطمح أن تكون أبواب المستشفيات مفتوحة لكل مواطن، من دون أن يخطف الموت حياته على أبوابها. وطموحنا الأكبر أن نرفع مستوى المستشفيات الحكومية، تنظيما وعناية ورعاية، تماما كما هي الحال في كل البلدان المتطورة، لنعيد ثقة المواطن بالطبابة العامة، رافعين عن كاهله واحدا من أكثر الملفات التي ترهقه وتستنزف موارده المادية. ولا بد لي في هذا السياق، من أن أتوجه بلفتة تقدير إلى المستشفيات الخاصة في لبنان على جهودها في الحفاظ على مستوى رفيع للاستشفاء، ساهم في تعزيز مركز بلدنا المتقدم في المجال الصحي". وقال: "أدعوها من هذا المكان الريادي إلى المحافظة أيضا على رسالتها الانسانية في خدمة المريض والمحتاج وحامل الأوجاع، للتخفيف من ألمهم ومن الأعباء الثقيلة للاستشفاء. وفي الختام، هنيئا لكل جندي مجهول أو معروف، يقف خلف نجاح هذا الصرح وريادته. هنيئا لرئيسه وكل المسؤولين المعنيين في المستشفى والجامعة الذين يحتضنون هذا المشروع الجديد، أحلامهم وطموحاتهم ورؤيتهم المستقبلية. وتقديرا للدور الذي لعبه رئيس الجامعة الاميركية في بيروت الدكتور فضلو الخوري في تفعيل الجامعة وتطوير امكاناتها في ميادين التربية والثقافة والتعليم والصحة، قررت منحه وسام الارز الوطني من رتبة ضابط متمنيا له دوام العطاء وللجامعة الاميركية المزيد من التقدم". وبعد تقديم الوسام لرئيس الجامعة، قدم الدكتور خوري درعا تذكاريا للرئيس عون.

 

معلومات عن المركز الجديد

تجدر الإشارة الى أن المركز الطبي الجديد "NMCE" تم تصميمه من 12 طابقا فوق الأرض وعشرة طوابق تحتها. وسيتم تشييده في ساحة مواقف السيارات الحالية الممتدة من شارع معماري وصولا إلى شارع كليمنصو، وسيتم ربط مبنى المركز الطبي الجديد بالمباني الموجودة من خلال جسور وأنفاق. وعند الانتهاء من تنفيذ المشروع، سيضم المركز الطبي الجديد 135 سريرا إضافيا موزعة على جناح للأطفال ومركز علاج السرطان، مع غرف للعمليات ووحدات العناية المركزة، وقسم طوارئ، ووظائف دعم، ومواقف سيارات.

ومن المتوقع أن تبدأ أعمال البناء في خريف العام 2020 وأن تكتمل بحلول خريف العام 2025.

 

الخارجية اللبنانية: لا يجوز حرق أي علم لأي دولة

الخميس 30 أيار 2019 /وطنية - أكدت وزارة الخارجية والمغتربين، في بيان، "موقفها الثابت بعدم جواز حرق أي علم لأي دولة، ولا سيما الصديقة منها، والتي للبنان علاقات ديبلوماسية ومصالح اقتصادية معها، وذلك حرصا على حسن العلاقات واحترام الدول، وحفاظا على مصالح لبنان واللبنانيين". واستنكرت "هذه الأفعال التي تضر بلبنان وشعبه وتحديدا ما حصل أخيرا من حرق للعلم التركي وتعد على أحد الديبلوماسيين". ".

 

الراعي عرض ورامبلينغ الاوضاع في لبنان والمنطقة

الخميس 30 أيار 2019 /وطنية - التقى البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي بعد ظهر اليوم في الصرح البطريركي في بكركي، سفير بريطانيا في لبنان كريس رامبلينغ الذي قال بعد اللقاء: "لقد تشرفت بلقاء غبطة البطريرك الذي قدمت اليه تعازي الحارة بوفاة البطريرك صفير الذي كان رجلا كبيرا ومهما. وكانت مناسبة عرضنا فيها لمواضيع تتعلق في الشأن اللبناني والمنطقة".

 

مكتب باسيل يرد : الهدف من حملة التشويه ضرب صورته الوطنية

الخميس 30 أيار /2019 /وطنية - صدر عن المكتب الاعلامي لرئيس التيار الوطني الحر الوزير جبران باسيل البيان الآتي: "نشهد في الآونة الأخيرة هجوماً مركزاً على رئيس التيار الوطني الحر الوزير جبران باسيل، بتصويره كأنه يستهدف الطائفة السنيّة الكريمة، وذلك من خلال اختلاق أخبار، كسعيه إلى إقالة اللواء عماد عثمان، أو عبر سرد محرّف ومشوّه للقاءاته بمجموعات من أبناء الطائفة السنية، يتعمد القيام بها إظهاراً لوطنية التيار التي يبدو أنها تزعج المتضررين من هذا الانفتاح. إنْ حملة التشويه البرمجة هذه تأتي في الوقت الذي يظهر فيه جليا موقع التيار ورئيسه، من خلال انضمام أكثر من أربعة آلاف عضو يحملون بطاقة التيار وينتمون إلى الطوائف الإسلامية كافة من سنة وشيعة وعلويين ودروز، وقد ظهر ذلك جليّاً في حفل الإفطار الحاشد الذي أقامه رئيس التيار في البترون لمناسبة شهر رمضان المبارك، والذي اكّد قوة حضور المسلمين في التيار. إن هدف حملة التشويش هو ضرب الصورة الوطنية للوزير باسيل وللتيار، وبالمقابل استعادة شعبية سنية، ومحاولة شد عصب مكشوفة... والمؤسف أنّ هكذا أفعال لا تتوقف كون العقاب القضائي عليها يأتي خجولاً".

 

/New A/E LCCC Postings for todayجديد موقعي الألكتروني ل 30-31 آيار/2019/

رابط الموقع

http://eliasbejjaninews.com

 

هل تنجح أميركا بإمرار"صفة قرن" برّ- مائية بين لبنان وإسرائيل؟

 الراي الكويتية/30 أيار/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/75318/%D8%A7%D9%84%D8%B1%D8%A7%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D9%83%D9%88%D9%8A%D8%AA%D9%8A%D8%A9-%D9%87%D9%84-%D8%AA%D9%86%D8%AC%D8%AD-%D8%A3%D9%85%D9%8A%D8%B1%D9%83%D8%A7-%D8%A8%D8%A5%D9%85%D8%B1%D8%A7%D8%B1%D8%B5/

 

حساب الحقل والبيدر في إيران/سليمان جودة/الشرق الأوسط/30 أيار/2019

على حافة الهاوية/حنا صالح/الشرق الأوسط/30 أيار/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/75323/%D8%AD%D9%86%D8%A7-%D8%B5%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%B9%D9%84%D9%89-%D8%AD%D8%A7%D9%81%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%87%D8%A7%D9%88%D9%8A%D8%A9-%D8%B3%D9%84%D9%8A%D9%85%D8%A7%D9%86-%D8%AC%D9%88%D8%AF%D8%A9-%D8%AD/

 

على حافة الهاوية

حنا صالح/الشرق الأوسط/30 أيار/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/75323/%D8%AD%D9%86%D8%A7-%D8%B5%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%B9%D9%84%D9%89-%D8%AD%D8%A7%D9%81%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%87%D8%A7%D9%88%D9%8A%D8%A9-%D8%B3%D9%84%D9%8A%D9%85%D8%A7%D9%86-%D8%AC%D9%88%D8%AF%D8%A9-%D8%AD/

 

حساب الحقل والبيدر في إيران

سليمان جودة/الشرق الأوسط/30 أيار/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/75323/%D8%AD%D9%86%D8%A7-%D8%B5%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%B9%D9%84%D9%89-%D8%AD%D8%A7%D9%81%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%87%D8%A7%D9%88%D9%8A%D8%A9-%D8%B3%D9%84%D9%8A%D9%85%D8%A7%D9%86-%D8%AC%D9%88%D8%AF%D8%A9-%D8%AD/

 

 

رزمة من التقارير والتعليقات والتحاليل بالعربية والإنكليزية تتناول الأزمة الإسرائيلية لجهة فشل نيتنياهو تشكيل الحكومة وحل الكنيست والدعوة لإنتخابات جديد/

Micellaneous Arabic/English Reports & Analysis Addressing Israel’s Crisis In regards to Netanyahu’s Failure to Form A New Government & The Knesset dissolution

http://eliasbejjaninews.com/archives/75313/%D8%B1%D8%B2%D9%85%D8%A9-%D9%85%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D9%82%D8%A7%D8%B1%D9%8A%D8%B1-%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%B9%D9%84%D9%8A%D9%82%D8%A7%D8%AA-%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%AD%D8%A7%D9%84%D9%8A/

الكنيست الإسرائيلي يحل نفسه… ونتنياهو لإجراء انتخابات في سبتمبر والرئيس الإسرائيلي والمعارضة يخفقان في إفشال قانون «تبكير الانتخابات»

تل أبيب: نظير مجلي/الشرق الأوسط/30 أيار/2019

نتنياهو الى الانتخابات المبكرة: الفوز أو السجن

المدن – عرب وعالم | الخميس 30/05/2019

Analysis/Why a New Election? Only Two Men Know

Noa Landau/Haaretz/May 30, 2019

Netanyahu is implicitly touted by Trump and Putin in his fight for re-election

Debka File/May 30/2019

Analysis/Netanyahu Just Suffered One of the Biggest Losses of His Political Career

Anshel Pfeffer//Haaretz/May 30, 2019

 Analysis/Netanyahu Just Suffered One of the Biggest Losses of His Political Career

Anshel Pfeffer//Haaretz/May 30, 2019

The Likud Blames Liberman: He Will Pay The Price In The End

Jerusalem Post/May 30/2019

Analysis/Why a New Election? Only Two Men Know

Noa Landau/Haaretz/May 30, 2019

Netanyahu Dissolves Parliament to Cover for Failure on Coalition Deal

Tel Aviv – Amman – Mohammed Kheir Al-Rawashdeh and Nazir Magally/Asharq Al-Awsat/Thursday, 30 May, 2019