المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكنديةLCCC/

نشرة الأخبار العربية ليوم 30 أيار/2020

اعداد الياس بجاني

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/eliasnews19/arabic.may30.20.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

سَمِعْتُم أَنَّه قِيل: أَحْبِبْ قَريبَكَ وأَبْغِضْ عَدُوَّكَ. أَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُم: أَحِبُّوا أَعْدَاءَكُم، وصَلُّوا مِنْ أَجْلِ مُضْطَهِدِيكُم

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياته

الياس بجاني/للمعرابي والفتي ولكل باقي أصحاب شركات أحزابنا التجارية الذمية: شاهدوا مقابلة سيمون أبوفاضل لعلكم تُطلّقون الإسخريوتي وتشهدون للحق وترمون الثلاثين من فضية وتسيرون نحو الأبواب الضيقة/مع فيديو مقابلة أبوفاضل

الياس بجاني/بعض عناوين مقابلة سيمون أبو فاضل من تلفزيون المر تفريغ وتلخيص الياس بجاني بحرية وتصرف كاملين

الياس بجاني/أهلنا اللاجئين في إسرائيل هم عنوان للكرامة والشرف والوطنية

الياس بجاني/شامل روكز مش خرج قيادة حزب وتاريخه السيادي صفر مكعب

الياس بجاني/أرض الموارنة في لاسا هي للموارنة وواجب الكنيسة وأبنائها ووفي مقدمهم القيادات السياسية المحافظة عليها وعدم الرضوخ لإرهاب الثنائية الشيعية ومرجعياتها

الياس بجاني/بات من الضرورة في مكان وقف غزوات الثنائية الشيعية الوقحة وفي مقدمها غزوة لاسا

الياس بجاني/المسرحيات المكشوفة وتبادل الخدمات الإعلامية والنفخ الإعلامي مستمر بين حزب الله وإسرائيل منذ العام 1982

 

عناوين الأخبار اللبنانية

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الجمعة 29/25/2020

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الجمعة في 29 أيار 2020

فوشيه زار قيادة جنوب الليطاني في الجيش ومقر اليونيفيل في الناقورة: فرنسا متمسكة بلبنان وجيشه

نقابة المحامين: اصدار مرسوم التشكيلات القضائية أضحى ضروريا أيا تكن الملاحظات والتحفظات عليه

شبيحة "أمل" وقوى الأمن يبطشان بالثوار... تكامل القمع

بعد عين التينة توتر في محيط "الداخلية".. الجيش: مع حماية المتظاهرين ومنع اي تعرّض للمقرات الرسمية

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

رئيس لقاء الفكر العاملي: لبنان لا يُحكم إلا بالوحدة الوطنية ومواجهة مشاريع التفتيت والفتن والتقسيم

سامي الجميل التقى شيا وتأكيد على ضرورة المباشرة الفورية بالاصلاحات

نقض الإتفاق مع المطران عودة

محافظُ بيروت "الجديد" كان يتمنّى "بَيع الفلافل"...

لبنان: 4 إصابات جديدة بـ«كورونا» وغرامات لمخالفي قواعد الكمّامات

عدد ضحايا كورونا في العالم يلامس 360 ألفاً

حزب الله» يؤيد آلية تعيين كبار الموظفين... وباسيل يعترض عليها

الحريري: «الوطني الحرّ» يريد كل البلد

رئيس البرلمان اللبناني يعتبر «الرابح خاسراً» في المواجهة بين عون ودياب

وزير الاقتصاد اللبناني يقر خطة لخفض أسعار السلع الغذائية

شوارع بيروت عند اجتماع الفقر والوباء

النهار: العفو رهينة الانقسام ورفع "مفخخ" للسرية المصرفية!

نداء الوطن: "حلّ حُبّي" لسلعاتا... وصندوق النقد يستعجل التعيينات المالية "ترقيع التشريع" رهن العقد الاستثنائي وآلية التعيين تُحجّم باسيل!

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

ترامب يعلن قطع العلاقات مع منظمة الصحة العالمية

مقتل 3 من حرس الحدود الإيراني في اشتباك مع مسلحين

قاليباف رئيساً للبرلمان الإيراني..230 نائباً صوتوا لصالح القيادي السابق في «الحرس الثوري»

إيران تعزز أسطولها بزواق متطوّرة وتحذّر البحرية الأميركية في الخليج

توبيخ وزيرة إسرائيلية تطاولت على غانتس

«المحكمة العليا في إسرائيل»: ترؤس متهم للحكومة غير أخلاقي... ولن نتدخل

الأردن يؤكد لبومبيو رفضه خطة إسرائيل ضم أجزاء من الضفة الغربية المحتلة

الصين تقر قانون «الأمن القومي» لهونغ كونغ رغم التحذيرات بعد إعلان أميركا أن المستعمرة السابقة لم تعد تتمتع بالحكم الذاتي

نتنياهو: الدولة الفلسطينية لن تكون دولة ولا مستقلة والجيش الإسرائيلي يدير سيناريو حرب لما بعد «الضم»

السلطة الفلسطينية تبقي الباب مفتوحاً لمبادرة توقف «الضم» و«الجنائية الدولية» تستوضحها حول تحلّلها من الاتفاقات

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

لاسا وسياسات القضم الشيعية والجمهورية اللبنانية والفصل السابع/شارل الياس شرتوني

"لاسا"... ومسطرة التاريخ/بشارة شربل/نداء الوطن

العيتاوي يريد أن يجعل المسيحيين "سلاطة"..لاسا حانقة والعيش المشترك مهدّد والدولة "في موت سريري"/نوال نصر/نداء الوطن

ليونة نصرالله تشمل علاقة الحليف بواشنطن/وليد شقير/نداء الوطن

نصر الله: نريد رئيساً للجمهورية يشبه حسان دياب/زياد عيتاني/أساس ميديا

“لاسا” تشهدُ على الاستيطان المقدَّس!/طوني بولس/راديو صوت بيروت إنترناشونال

لماذا حكومة غير مقنِعة في أصعب الاوقات؟/مروان اسكندر/النهار

بعتم حقوق المسيحين والموارنة بثلاثين من فضة/المحامي لوسيان عون/الكلمة أولاين

عن شائعة موت الرئيس اللبناني/فارس خشّان/الحرة

لبنان جمهوريّة فيدراليّة: تجربتا سويسرا والبوسنة/صالح المشنوق/نداء الوطن

مجلس القضاء يتّخذ إجراءً بحق غادة عون... و"التفتيش" يتحرّك!/غادة حلاوي/نداء الوطن

راشد الغنوشي والشعوبية الإردوغانية!/رضوان السيد/الشرق الأوسط

أخطار إردوغان على تونس/د. آمال موسى/الشرق الأوسط

وتبقى قضيتهم حية!/أكرم البني/الشرق الأوسط

إشارات متضاربة من الصين/أمير طاهري/الشرق الأوسط

اللجنة الدستورية السورية لا تتعلق بالدستور/تشارلز ثيبوت/معهد واشنطن

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

مجلس الوزراء ارجأ بند التعيينات عون: لاعادة النظر بقرار خطة الكهرباء دياب: اقفال المعابر غير الشرعية يفترض أن يضبط عمليات التهريب

دياب من رأس بعلبك: الجيش عنوان أمل بتجذر الانتماء الوطني واللبنانيون يريدون الانتقال من دولة الطوائف والمذاهب إلى الدولة الواحدة

الجيش : نجدد التأكيد على الحق في حرية التظاهر السلمي ومنع التعرض للمؤسسات العامة والخاصة

قائد الجيش تفقد الوحدات على الحدود الشرقية: لن نسمح لأي كان العبث بالأمن وزعزعة الاستقرار

جعجع: الفرصة ضئيلة أمام لبنان للحصول على مساعدات من صندوق النقد الدولي

الحريري استقبل عباس ابراهيم ومجدلاني

باسيل عرض مع رامبلينغ الاوضاع ومع جمعية المصارف خطتها المالية

الريس زار رئيس الكتائب موفدا من جنبلاط: لاستمرار التشاور في القضايا الوطنية

نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى علي الخطيب رفض العفو عن اي مجرم خان الوطن: اخجلوا من تصرفاتكم يا من أوصلتم البلاد الى الإفلاس والناس الى الجوع

المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان: النظام الطائفي سقط والحلول تكون بوطنية سياسية ترقى فوق الطوائف والمذاهب

 

في أسفل تفاصيل النشرة الكاملة

الزوادة الإيمانية لليوم

سَمِعْتُم أَنَّه قِيل: أَحْبِبْ قَريبَكَ وأَبْغِضْ عَدُوَّكَ. أَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُم: أَحِبُّوا أَعْدَاءَكُم، وصَلُّوا مِنْ أَجْلِ مُضْطَهِدِيكُم

إنجيل القدّيس متّى05/من43حتى48/:”قالَ الربُّ يَسوعُ: «سَمِعْتُم أَنَّه قِيل: أَحْبِبْ قَريبَكَ وأَبْغِضْ عَدُوَّكَ. أَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُم: أَحِبُّوا أَعْدَاءَكُم، وصَلُّوا مِنْ أَجْلِ مُضْطَهِدِيكُم، لِتَكُونُوا أَبْنَاءَ أَبيكُمُ الَّذي في السَّمَاوَات، لأَنَّه يُشْرِقُ بِشَمْسِهِ عَلى الأَشْرَارِ والأَخْيَار، ويَسْكُبُ غَيْثَهُ عَلى الأَبْرَارِ والفُجَّار. فَإِنْ أَحْبَبْتُمُ الَّذينَ يُحِبُّونَكُم، فَأَيُّ أَجْرٍ لَكُم؟ أَلَيْسَ العَشَّارُونَ أَنْفُسُهُم يَفْعَلُونَ ذلِكَ؟ وإِنْ سَلَّمْتُمْ عَلى إِخْوَتِكُم وَحْدَهُم، فَأَيَّ فَضْلٍ عَمِلْتُم؟ أَلَيْسَ الوَثَنِيُّونَ أَنْفُسُهُم يَفْعَلُونَ ذلِكَ؟ فَكُونُوا أَنْتُمْ كَامِلِين، كمَا أَنَّ أَبَاكُمُ السَّمَاوِيَّ هُوَ كَامِل.”

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياته وتغريدات متفرقة

للمعرابي والفتي ولكل باقي أصحاب شركات أحزابنا التجارية الذمية: شاهدوا مقابلة سيمون أبوفاضل لعلكم تُطلّقون الإسخريوتي وتشهدون للحق وترمون الثلاثين من فضية وتسيرون نحو الأبواب الضيقة/مع فيديو مقابلة أبوفاضل

الياس بجاني/29 أيار/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/86743/86743/

بداية فإن المنطق والعقل يقولان بأن كل إنسان لا يعترف بعلته..العلة هذه تقتله. وبما أن المعرابي ما غيره، يفاخر بعناد ويصر “ويقاوح” مدعياً بأسلوب مرّضي بأنه لم يخطئ بتكويعته الإنتهازية والرئاسية ع عون وانتخابه للرئاسة والإتفاق معه على تقاسم المسيحيين حصصاً..فهو سياسياً يعتبر فاشلاً وقصير النظر ومعدوم الرؤية عملاً بكل المعايير الديموقراطية، لا بل هو أبو الفشل ومطلوب منه الإستقالة… ولكنه بالطبع لن يفعل فالشركة شركته ويلي مش عاجبو يفل ويضرب راسو بالحيط.

يبقى أن وهم كرسي بعبدا المخلع هو وراء الخصي الذاتي السيادي الطوعي للمعرابي ولباقي أصحاب شركات أحزابنا المارونية الذمية بأكثر من أمتياز.

وفي نفس جائحة العناد وقصر النظر هذه ينام ويفيق فتى الكتائب الأغر “والمغرور” وهو يردد لازمة “الإنتخابات النيابية المبكرة” ومش فارقا معه لا سلاح حزب الله ولا احتلاله ولا سلطته وقدراته التزويرهة والتعطيلية…ولا نتائج كل الإنتخابات منذ العام 2005 التي عطل الحزب عملياً نتائجها التي جاءت بأكثريات ضده.

ننصح المعرابي والفتى الراكب موجة العلمانية ومعهما والصهرين روكز وباسيل وكل من يلف لفهم ويقول قولهم ومعهم كل ربع الذميين والباطنيين والطرواديين.. ننصحهم بمشاهدة مقابلة سيمون أبوفاضل لعلهم يستفيقون من غيبوبتهم ويخرجون من قصور الأوهام واحلام اليقظة التي يعيشون منعزلين في داخلها فيما هم غائبين ومغيبين عن قضايا الموارنة وعن كل ما هو سيادة واستقلال ومقاومة وقد أدمنوا لحس المبارد والتملق المذل لبري وحزب الله.

وللقيمين على تلفزيوني ال أم تي في وال بي سي نقول.. استحوا وعيب ان تستضيفوا بشكل يومي أبواق وصنوج الإحتلال الملالوي وتبخرون لهم، في حين انتم لا تعطون الأحرار والسياديين على الأقل نفس الفرص التي تعطونها لهؤلاء الذين هم أعداء لبنان ومسوقين وقحين للملالي ولمشروعهم .

في الخلاصة: فيا أصحاب شركات أحزابنا الذمية، فإن ذميتكم ونرسيسيتكم واسخريوتيتكم وقصر نظركم وضعف رؤيتكم وقلة إيمانك وخور رجائم يقتلون لبنان الرسالة والهوية والتاريخ ببشير وكل الشهداء ألف مرة كل يوم.

فيديو مقابلة من تلفزيون المر مع ناشر موقع الكلمة اولاين الصحافي سيمون أبو فاضل يعري من خلالها جبن وانانية وتلون وطروادية القيادات والأحزاب المفترض أنها سيادية في مواجهة منطق الإستقواء الفاجر الذي تمارسه الثنائية الشيعية

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

رابط موقع الكاتب الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

*عنوان الكاتب الألكتروني

phoenicia@hotmail.com

 

بعض عناوين مقابلة سيمون أبو فاضل من تلفزيون المر تفريغ وتلخيص الياس بجاني بحرية وتصرف كاملين

http://eliasbejjaninews.com/archives/86743/86743/

https://www.youtube.com/watch?v=Q67DXhEbWSQ

*رئيس جمهورية ضعيف وعهده فاشل ومهزوم ومنهك وهو أخذ لبنان إلى المحور الإيراني بالكامل. رئيس ماكينة انتخابية لجبران باسيل.

*سليمان فرنجية وجبران باسيل هما تحت سقف حزب الله.

*العونية ادخلت إلى المجتمع المسيحي مفهوم الذمية.

*حزب الله يتحكم بالبلد وبالحكم..الحكومة ومجلسي النواب والوزراء.

*حزب الله ضرب وفكك معظم مؤسسات الدولة والخاصة وتركيزه بشكل لافت على المسيحية منها.

*السعودية عاتبة على حلفائها المهتم فقط بالوصول إلى كرسي رئاسة الحكومة ولهذا يساير ويداهن حزب الله ولا يواجهه.

*دور جعجع مطلوب أن يكون الخيار السيادي والإستقلالي ورفع السقف وليس ملفات الكهرباء والسجالات الجانبية.

*غريب تكرار قول جعجع بأنه غير نادم على ايصال عون للرئاسة!!

*القيادات المسيحية مستسلمة وأولوياتها شخصية وسلطوية وعمى بصرها وبصيرتها حجمها والغى دورها وهي راهناً لا ترى غير كرسي الرئاسة وهي قيادات منافقة ووصولية تغش الناس وتستغلهم وهمها الزعامة ولو ع ضيعة.

*حكومة حسان دياب فاشلة ولم تحقق أية نجاحات وهي مرتبطة بالقوى التي جاءت بها وبأشخاص حاقدين وأجندتهم تدميرية…دياب أسير رجل أمني حاقد على جعجع والحريري وآخر طامع بالرئاسة ويعادي الجمع ومرفوض من الجميع وثالث ناقم اقتصادياً ومعقد.

*طرح الفيدرالية له ما يبرره حيث أن حزب الله يفرض على لبنان بالقوة خيارات ثقافية ومذهبية ومعيشية غريبة عن خيارات غالبية اللبنانيين.

*السرقات والسمسرات مستمرة ولم تؤثر الثورة في مسارها لأن أهل السلطة يرفضون أن يروا ما يجري وآخر همهم المواطن ولقمة عيشهم.

*القيادات السنية غائبة عن مواجهة السلبطة التي يمارسها الثنائي الشيعي وجنبلاط حذر ولا يتبنى مواقف سيادية، بل تسووية وربط نزاع.

*كلام المفتي أحمد قبلان ومقاربات غيره من الشخصيات الشيعية الدينية هدفه فتح الدستور وضربه على خلفية مفهوم يقول بأن محور إيران هو منتصر في المنطقة.. وتأميناً لبقاء سلاح حزب الله وسيطرته على نظام جديد هو يتحكم به ويديره.

*القيادات المسيحية منبطحة ومستسلمة وغائبة عن دورها وعن تاريخ مقاومتها وهم عملياً يقتلون الشهداء مليون مرة كل يوم.

*في الغالب لن تنجح المفاوضات مع صندوق النقد الدولي على خلفية إصرار حزب الله إبقاء هيمنته على الحدود والمعابر والمرافق من بور ومطار وجمارك وغيرها.

*الدول العربية لا تزال تقاطع حكومة دياب ولن تقدم أية مساعدات مالية. خطة الحكومة هي لا خطة ولا تقدم أي شيء وهي موجهة للخارج فقط وكلها عيوب.

 

قصاصاً للبنانيين:  المريشال أمين حطيط والعبقري سالم زهران نجوم ال أم تي في

الياس بجاني 29 أيار/2020

ال أم تي في تنتقم من اللبنانيين باستضافة امين حطيط أمس وسالم زهران اليوم. حرام عليك يا ميشال المر. ادوية منع التقيوء مقطوعة

 

حزب الله ارهابي ومجرم ومحتل وموضوع على إرهاب 57 دولة

الياس بجاني 29 أيار/2020

مهزلة أن يرفض حزب الله العفو عن أهلنا في إسرائل وهو الإرهابي الذي اغتال الحريري وكوكبة من قادتنا وموضوع على قوائم إرهاب 57 دولة

 

أهلنا اللاجئين في إسرائيل هم عنوان للكرامة والشرف والوطنية

الياس بجاني 29 أيار/2020

أهلنا الأبطال والأحرار اللاجئين في إسرائيل هم من يجب أن يعفي عن نواب لبنان ال 128 والأحزاب اللبنانية الطروادية كافة وليس العكس.

 

شامل روكز مش خرج قيادة حزب وتاريخه السيادي صفر مكعب

الياس بجاني 28 أيار/2020

شامل روكز صفر مصداقية وتاريخ سيادي. يتغنى بحزب الله وبمقاومته. إذا بدو يعمل حزب سيادي يطالب أولاً بإلغاء ورقة التفاهم مع حزب الله

https://www.asasmedia.com/news/386203

 

128 نائب في البرلمان..ريتون ما يكونوا بديار حدا

الياس بجاني/27 أيار/2020

128 نائب في لبنان شي تعتير ع الآخر ريتون ما يكونوا بديار حد.من ربع كلن يعني كلن. مخصيون سيادياً وغرباء عن لبنان واللبنانوية.

 

أرض الموارنة في لاسا هي للموارنة وواجب الكنيسة وأبنائها ووفي مقدمهم القيادات السياسية المحافظة عليها وعدم الرضوخ لإرهاب الثنائية الشيعية ومرجعياتها

الياس بجاني/27 أيار/2020

بداية وبصوت عال نقول ومعنا كثر من أهلنا في الوطن المحتل وبلاد الإنتشار بأنه بات من الضرورة في مكان وقف غزوات الثنائية الشيعية الوقحة وفي مقدمها غزوة أرض الكنيسة المارونية في بلدة لاسا.

إن ما يجري من قبل الثنائية على كافة الصعد هو فجور ووقاحة واستكبار وثقافة ملالوية وغزواتية وكلها تتمظهر بشكل فج في لاسيا حيث سرقة الأرض والتعدي والتشبيح المسلح والشوارعي على أصحابها.

فإن الإيمان والرجاء والحق وقدسية الأرض والتاريخ ودماء الشهداء تلزم البطريرك الرعي وكل أبناء الكنيسة المارونية وفي مقدمهم الأحزاب والقيادات عدم الخضوع لإرهاب الثنائية الشيعية، وكل من يدور في فلكها  من مرجعيات ونافذين ومتسلبطين بما يخص المحاولات الفجة والوقحة والغزواتية لسرقت أرض لاسا المملوكة من الكنيسة بالقوة والإرهاب والتشبيح والتزوير. يبقى أن أي تفريط من قبل البطريرك والموارنة بأرض لاسا هو عمل يرقى إلى الخطيئة المميتة.

 

بات من الضرورة في مكان وقف غزوات الثنائية الشيعية الوقحة وفي مقدمها غزوة لاسا

الياس بجاني/27 أيار/2020

فجور ووقاحة واستكبار ثقافة الثنائية الشيعية الملالوية والغزواتية تتمظهر بشكل فج في لاسيا حيث سرقة الأرض والتعدي على أصحابها

 

المسرحيات المكشوفة وتبادل الخدمات الإعلامية والنفخ الإعلامي مستمر بين حزب الله وإسرائيل منذ العام 1982

الياس بجاني/26 أيار/2020

التناغم الإسرائيلي مع حزب الله دائم فكلما واجه الحزب أزمة لبنانية أو عربية تطل إسرائيل مضخمة دوره ومفبركة روايات عن قوته وأخطاره

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الجمعة 29/25/2020

وطنية/الجمعة 29 أيار 2020

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون لبنان"

مصادقة مجلس النواب في جلسته التشريعية أمس على قانون آلية التعيينات في الفئة الأولى أعطى مجلس الوزراء اليوم عذرا دستوريا لعدم تجرع كأس التعيينات وإرجائها للمزيد من التشاور فالقانون الوليد وإن لم يتعرض للطعن أمام المجلس الدستوري يفرض أساسا انتظار دخوله حيز التنفيذ.

أما ملف معمل سلعاتا الذي رفض في الجلسة السابقة فقد أعاد مجلس الوزراء تبنيه مستجيبا لطلب رئيس الجمهورية ومستندا الى خطة الكهرباء الواردة في البيان الوزاري.

يحصل ذلك فيما تستكمل المفاوضات اللبنانية مع صندوق النقد الدولي وقال متابعون لهذه المفاوضات إن الجلسات الثماني التي عقدت مع الصندوق لم تفض الى نتيجة حتى الآن بسبب الطلبين اللذين يركز عليها الصندوق وهما الإصلاحات والسلاح بما يعني الدولة..

على صعيد تطورات كورونا فإن وزير الصحة راض عن تراجع نتائج الاصابات في البلد لكنه ربط فتح المطار وباقي المرافق التجارية بثبات أرقام الاصابات لأسبوعين. وفي حصيلة اصابات اليوم سجل اربع اصابات مع بدء التشدد بإجراءات وضع الكمامة وفرض غرامات على المخالفين.

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون "ان بي ان"

هل هو ربيع حقيقي هذه المرة ولكن بنسخة أميركية؟ أم هي ثورة ملونة بأبيض واسود وفتيلها عنصرية بغيضة؟.

"أنا غير قادر على التنفس" جملة أشعلت الشارع الأميركي قالها جورج فلويد قبل أن يدفع حياته بفعل تعسف الشرطة التي قتلته بدم بارد وعنصرية مقيتة تستفز كل إنسان.

الإعتقالات لم تستثن حتى الإعلاميين والإحتجاجات بالنار تمددت من ولاية مينيسوتا وعاصمتها سانت بول ومدينة مينيا بوليس إلى ولايات أخرى كأوهايو ولوس أنجلوس ونيويورك وما زاد الطين بلة توقيع الرئيس الأميركي على أمر تنفيذي يضيق فيه الرقابة على مستخدمي منصات التواصل الإجتماعي ويحد من الحماية القانونية التي تتمتع بها هذه المنصات ملوحا بالسعي لإغلاق منصة تويتر في حال وجود إمكانية قانونية لذلك.

في النسخة اللبنانية وعلى خلفية التشريع إندلع سجال بين التيارين البرتقالي والأزرق.

رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل تحدث عن مقايضة مرفوضة بين إرهابيين ومجرمين مقابل عودة لبنانيين من إسرائيل فرد الأمين العام لتيار المستقبل أحمد الحريري: الفرق بيننا وبينك يا أفلاطون زمانك أننا لسنا مع تهريب المجرمين والخونة بصفقات دولية.

ومن سجال التيارين إلى خطوط الكهرباء المرتبطة بجلسة مجلس الوزراء حيث طلب رئيس الجمهورية ميشال عون إعادة النظر بالقرار المتخذ في جلسة سابقة والمتعلق بخطة الكهرباء التي سبق ولحظت ضرورة إنشاء ثلاثة معامل للانتاج من بينها سلعاتا.

أما من أين يبدأ العمل بهذه المعامل فلا أحد يستطيع الجزم وفق وزير الطاقة ريمون غجر.

مجلس الوزراء أرجأ البحث بالتعيينات إلى الخميس المقبل لأسباب نفت وزيرة الإعلام أن تكون مرتبطة بأسماء معينة. ووافق المجلس على التجديد لليونيفيل سنة واحدة وعلى استخدام معمل غوسطا لفرز النفايات.

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون "أم تي في"

معمل سلعاتا خرج من الباب ليعود من الشباك.. وما يحصل في مجلس الوزراء صورة فاقعة عن الأداء السيء للحكومة.

في الجلسة السابقة شربت الحكومة ورئيسها حليب السباع وقررا شطب معمل سلعاتا من خطة الكهرباء، واعتبرا ان التصويت الفوري يحصن القرار ويحميه, ويجعله ملزما حتى لرئيس الجمهورية الغائب عن الجلسة. لكن الاتصالات والضغوط حملت الحكومة على ان تتجاوز تصويتها في جلسة اليوم، وتعتبره كأنه لم يكن.

هكذا رضخت للأمر الواقع وعادت الخطة الاصلية للظهور، وهي خطة ترتكز على ثلاثة معامل من بينها معمل سلعاتا. فهل تملك الحكومة ورئيسها جرأة الكشف امام الرأي العام حقيقة ما حصل؟ ولماذا ما كان ملعونا ومرذولا في الاسبوع الفائت صار مسموحا ومطلوبا هذا الاسبوع؟ وكيف تغير الحكومة موقفها من قضية اساسية كهذه القضية؟ وفي النتيجة: هل خطة الكهرباء تفرض حقيقة وجود ثلاثة معامل، أم ان التوافق السياسي يفرض تجاوز الظروف الموضوعية ويبرر للطغمة الحاكمة الانفاق غير المجدي والهدر وسرقة اموال الناس؟

في المقابل، التعيينات أرجئت والسبب الحقيقي ان رئيس الحكومة سمى لرئاسة مجلس الخدمة المدنية قاضية ادانها مجلس تأديب القضاة وخفض رتبتها درجتين لارتكابها مخالفة. وهذه التسيمة خلقت بلبلة واشكالات. فهل نحن امام تعيينات ام جرصة موصوفة؟ توازيا، ترددات معركة عدم إقرار قانون العفو لا تزال مستمرة. وهو ما تظهر من خلال السجال الحاد بين التيارين الازرق والبرتقالي، وتحديدا بين رئيس الوطني الحر جبران باسيل وبين امين عام المستقبل احمد الحريري.

ماليا، المفاوضات بين لبنان وصندوق النقد الدولي معلقة الى الاسبوع المقبل. وفي جردة لمفاوضات الاسبوع الحالي يتبين انها لا تزال في اطار تشخيص المشكلة. علما انه ثمة امتعاض كبير لدى ممثلي الصندوق من انقسام المقاربات بين اعضاء الفريق اللبناني ، اذ ان الارقام المقدمة من وزارة المالية لا تزال مختلفة عن الارقام المقدمة من المصرف المركزي وجمعية المصارف.

وهي ظاهرة خطرة تثبت كيف ان كل شيء في لبنان وجهة نظر، حتى الارقام! لكن الاخطر اليوم تجسد في ما حصل امام مقر رئاسة مجلس النواب في عين التينة. ففي كل مرة يقترب المحتجون من مقر الرئاسة الثانية يواجهون بالعنف وبالاعتداء. فهل ينزلق لبنان شيئا فشيئا ليتحول دولة قمعية بوليسية؟

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون "المنار"

ساحات مينابوليس الاميركية تخطف الاضواء، وتخطف معها الانفاس الرئاسية لدونالد ترامب..

فصورة قتل الشاب الاميركي من اصل افريقي تحت أرجل شرطيي المدينة، لم يقرأها الاميركيون حادثا عابرا، وانما انعكاسا حقيقيا لعنصرية رئيسهم الذي عاد وصب زيت عنصريته على نار الغضب الشعبي، فاستدعى الحرس الوطني لمواجهة المتظاهرين، وهددهم باطلاق الرصاص على المخلين بالامن..

اما خليله تويتر فلم يعد مساحة للتغريد، وانما للنعيق السياسي والتهديد والوعيد الذي لم ينج منه موقع تويتر نفسه، بعد ان بات الرئيس الموتور محاربا على كل الجبهات. ترامب هدد بحجب تويتر متهما الموقع بالتحيز التحريري، ومصعدا من حرب البيانات ضد الصين، التي توعدته برد قاس.

في لبنان، وعلى قياس التحدي بمواجهة كورونا، كانت اجراءات اليوم الاول من فرض الكمامة بالغرامة على المواطنين حفاظا على سلامتهم، على ان مؤشرات تجاوب المواطنين كانت ايجابية بحسب وزارة الداخلية.

وبحسب رئيس الحكومة الذي لامس الحدود الشرقية برفقة وزيرة الدفاع وقائد الجيش، فان الجهود الحكومية مستمرة لاقفال معابر التهريب التي تستنزف الاقتصاد وتصيب الدولة باضرار كبيرة، ولا يستفيد منها الا حفنة من المهربين. اما امل المواطنين الكبير بحسب الرئيس دياب فهو التغيير الواقعي الذي يحقق لهم الغاء الارتهان السياسي كوسيط بينهم وبين الدولة، وينقلهم من دولة الطوائف والمذاهب الى الدولة الواحدة.

حكوميا كانت اليوم واحدة من اهدأ الجلسات التي لم تكهربها خطة الكهرباء، ولم تمسها الجلسة النيابية بالامس التي اختتمت على توتر عال، فكانت جلسة لامست التعيينات في بعض المواقع في الفئة الاولى، ولم تقرها لاتمام بعض الضرورات الفنية كما قالت مصادر وزارية، على ان يكون البت بها في جلسة الخميس المقبل.

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون "او تي في"

من حيث المضمون، تجاوب مجلس الوزراء مع رغبة رئيس الجمهورية، فأكد تمسكه بخطة الكهرباء الواردة في البيان الوزاري، الذي نالت الحكومة الثقة على أساسه، وجاء الإعلان عن ذلك على لسان رئيس الحكومة شخصيا، في مستهل جلسة مجلس الوزراء في بعبدا، حيث شدد على التقيد بالبيان الوزاري لناحية خطة الكهرباء، وتنفيذ قراري الحكومة السابقة، اللذين تضمنا مواقع إنشاء معامل انتاج الطاقة الكهربائية.

واعتبر دياب ان قرار مجلس الوزراء الأخير في موضوع الكهرباء والمعامل إنما يأتي في سياق تنفيذ خطة الكهرباء المذكورة، ومن دون أي تعارض معها... في وقت أوضح وزير الطاقة والمياه ريمون غجر بعد انتهاء الجلسة أن خطة الكهرباء ستنفذ كما وردت في البيان الوزاري.

أما من حيث الشكل، وبعد الكتاب الذي أرسله وفق الصلاحية المنصوص عليها في المادة 56 من الدستور، طلب الرئيس ميشال عون من مجلس الوزراء اليوم إعادة النظر بقراره السابق، والمتعلق بخطة الكهرباء التي تلحظ ضرورة إنشاء ثلاثة معامل للإنتاج، للتمكن من تأمين الكهرباء أربعا وعشرين ساعة على أربع وعشرين، وأكد ان السير بهذه الخطة يشكل ضرورة للبنان وللمفاوضات مع المؤسسات الدولية.

هذا في ملف الكهرباء. أما في بند التعيينات، فأخفق مجلس الوزراء في إيصال الأسماء الأربعة التي تم تداولها منذ أيام إلى بر التعيين، غأحيل الموضوع إلى جلسة الخميس المقبل، جراء الغرق مجددا في نقاش حول الآلية، بين أولى اعتمدت عام 2010، وثانية أعدتها اللجنة الوزارية التي أنشئت عقب فشل إقرار التعيينات المالية أخيرا، وثالثة أقرها مجلس النواب أمس، وتطرح حولها علامات استفهام دستورية، وهي في كل الأحوال عرضة للرد أو الطعن.

أما على المستوى التشريعي، فظلت أصداء جلسة الأمس تتردد، ولاسيما في موضوع قانون العفو الذي سقط، حيث اتضح للرأي العام أن المعادلة التي حاول البعض تكريسها في الأذهان، لناحية ربط العفو عن إرهابيين وتجار مخدرات وعملاء بمكونات مجتمعية لبنانية، إنما هي معادلة لا أساس لها إلا في مخيلة البعض، خصوصا أن المقايضات التي حكي عنها مختلقة بالكامل. وفي هذا السياق، صب اليوم موقف رئيس تكتل لبنان القوي النائب جبران باسيل الذي اعتبر أن التيار الوطني الحر هو اساسا مع معاقبة المجرم وضد العفو العام، قبل أن يشرح أن مقايضة مرفوضة ولا تشبهنا طرحت، وهي العفو عن ارهابيين ومجرمين مقابل عودة لبنانيين من اسرائيل. وختم باسيل قائلا: قانون العفو عن الفارين إلى اسرائيل صادر اصلا، وينقصه المرسوم التطبيقي، ومن على يده دم لا يجب ان يعود، فلا تبنى دولة بتشجيع الجريمة.

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون "ال بي سي"

ما سقط بالتصويت في السرايا عوم بالتوافق في قصر بعبدا.

سلعاتا سقط بالتصويت في جلسة مجلس الوزراء في الرابع عشر من الشهر الجاري، فأعيد إحياؤه بالتوافق اليوم بين رئيسي الجمهورية والحكومة، والوزراء الذين اسقطوه بالتصويت في جلسة السرايا تفرجوا اليوم على إعادة إحيائه في جلسة بعبدا... ليسقط التصويت ويحيا التوافق.

إذا كان سلعاتا ضروريا فلماذا سقط في السرايا؟ وهل إن أهميته لم تكتشف إلا في جلسة بعبدا؟

خطأ ما تم الوقوع به: إما أن ما حصل في جلسة السرايا كان خطأ فجرى تصحيحه في جلسة بعبدا، وإما ما حصل في جلسة السراي كان صحيحا فجرى الوقوع في الخطأ في جلسة بعبدا... وبين الجلستين هناك قطبة مخفية.

يذكر ان وزير الطاقة ريمون غجر سبق أن اعلن الأسبوع الفائت أن لا كهرباء إذا لم يكن هناك سلعاتا.

مجلس الوزراء أرجأ بند التعيينات إلى جلسة الخميس المقبل وربما ما جرى في الجلسة النيابية العامة أمس ألقى بظلاله على بند التعيينات. كما أن الخلاف على الإسم المقترح لرئاسة مجلس الخدمة المدنية، رندة يقظان، تسبب في تطيير التعيينات إلى الاسبوع المقبل ، لمزيد من الدرس والتشاور.

في ملف المفاوضات بين لبنان وصندوق النقد الدولي، بدأت المحادثات الرقمية تدخل في التفاصيل الدقيقة، وهذا ما شهدته الجولة الثامنة من المحادثات أمس ولاسيما في النقاش الذي دار بين وفد الصندوق وحاكم مصرف لبنان والذي سنكون في سياق النشرة مع تقرير مفصل عنه.

أما بالنسبة إلى فيروس كورونا فإن الإصابات في لبنان اليوم سجلت تراجعا: ثلاث إصابات بين المقيمين وإصابة واحدة من الوافدين.

عودة الحراك إلى الظهور، والذي بدأ بوتيرة "تجريبية" إذا صح التعبير، من خلال تحرك مجموعات صغيرة أمام منازل بعض النواب، أصيبت هذه العودة بانتكاسة هذا المساء إذ ووجهت بعنف مفرط في الطريق المؤدية إلى عين التينة، هذه المجموعات اتهمت قوى أمنية في محيط مقر عين التينة بأنها تعاملت معها بعنف، فيما أوساط عين التينة لم تعلق والتزمت الصمت.

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون "الجديد"

يوم ضبط الكمامات في لبنان كتم أنفاس التعيينات في بعبدا. وعلى الأرض كان الفصيل المرادف لقوى الأمن الداخلي يستعرض عضلاته الميليشياوية ضربا وتنكيلا بمجموعة من الثوار تظاهروا على مقربة من مقر عين التينة وهزوا سكينة رئيس مجلس النواب نبيه بري . هي المنطقة المحظورة ، التي ترسم حدودا مع الوطن وفي قلب عاصمته، الداخل اليها مفقود والخارج مولود.

فلماذا عين التينة دون سواها ممنوع الاقتراب من اسوار حدائقها ؟ تاريخ ما بعد السابع عشر من تشرين لم يترك منزل سياسي الا وطرق ابواب شارعه ، تظاهروا واحتجوا وعبروا .. وصولا الى بوابات القصر الجمهوري نفسه ، لكن وفي كل مرة تنزل عيون الامن على عين التينة تصيب الناس وتحطم سياراتهم وتعتدي على كل من تسول له نفسه التظاهر

وللعلم فان قصر الرئاسة الثانية هو بيت للشعب وليس ملكا خاصا لرئيس مجلس النواب وشركاء العائلة . وللمواطنين الحق في التعبير والتظاهر وعلى القوى الامنية حماية الناس وليس الانقضاض عليهم بهدف ارضاء ساكن القصر.

ولما مشطت القوى الامنية صفوف المتظاهرين فإن " تمشيطة " رئيس الحكومة حسان دياب طغت على زيارته الجرد ومعاينته السلسلة الشرقية بمرافقة وزيرة الدفاع وقائد الجيش فقد توقع اللبنانيون أن تكون خبطة رئيس الحكومة في بعبدا هدارة لكن دياب جاء إلى جلسة مجلس الوزراء متسلحا "بالمشط" وبمواقف خلبية ظهرت في ملفي الكهرباء والتعيينات.

في الكهرباء جرت المساومة بين عون ودياب والكلفة الباهظة ستكون على عاتق الخزينة إذ طلب رئيس الجمهورية العماد ميشال عون من مجلس الوزراء إعادة النظر بالقرار المتخذ في جلسة سابقة والمتعلق بخطة الكهرباء التي سبق ولحظت ضرورة إنشاء ثلاثة معامل للانتاج للتمكن من تأمين الكهرباء 24 على 24 وأكد عون ان السير بهذه الخطة يشكل ضرورة للبنان، وأيضا للمفاوضات مع المؤسسات الدولية فيما أعلن دياب تقيده بالبيان الوزاري وتنفيذه لقراري الحكومة السابقة التي لا تتعارض مع جلسة التصويت الشهيرة بحسب ما قال في الجلسة فجرت الأمور بما تشتهي مراكب سلعاتا.

تجاوز مجلس الوزراء اللغم المكهرب لكنه كاد يقع في فخ التعيينات فطرح رئيس الجمهورية تعيين القاضية رندى يقظان رئيسة لمجلس الخدمة المدنية، جوبه الطرح برفض الوزراء على قاعدة إما التعيينات سلة واحدة أو لا أحد.ولم يتوقف مجلس الوزراء عند السيرة الذاتية ليقظان والتي سبق وان نالت عقوبة «خفض رتبتها درجتين

من مجلس تأديب القضاة، بعد إدانتها بارتكاب مخالفة في قضية إتجار بالمخدرات وترويجها كانت تنظر فيها.

لكن هذا الملف كغيره حوصر بالتوافق وبدا أن وعود دياب بالإصلاح الإداري والمؤسساتي صارت رهينة المصطلح، بحسب ما جاء في مقررات الجلسة حيث أعلنت وزيرة الإعلام منال عبد الصمد إرجاء البت في هذا الملف إلى الخميس المقبل وتشكيل لجنة للتوافق حول آلية التعيين وتحدثت عن عقبات يجري تذليلها واعتماد معيار المواصفات وليس الأسماء.

لكن آلية التعيين أقرت في مجلس النواب فما الحاجة إلى لجنة لدراسة الآلية ؟ وعلى ماذا سيتم التوافق ولأجل من ؟ والتوافق كما عهدناه في العرف السياسي اللبناني يعني المحاصصة وتوزيع المناصب والمراكز. تخطت حكومة دياب أيامها المئة لكنها لم تبلغ سن الرشد في اتخاذ المواقف وبالتوافق سيصوت الوزراء بالوكالة نيابة عمن توافقوا على توزيرهم "ويا دار ما دخلك تشرين".

ورياح تشرين دقت هذه المرة ابوابا اميركية في اول انتفاضة من نوعها على التمييز العنصري الذي اودى بحياة رجل تحت اقدام الشرطة الاكتر سوادا وقمعية في مينابولس . وبات الرئيس الاميركي دونالد ترامب اليوم امام حرب على منصتين .. شعبية يقودها الاميركيون المتفضون على الشرطة ومراكزها .. وشخصية يخضوها الرئيس في وجه منصة تويتر والتي سيحولها لاحقا الى حرب عالمية يكسر فيها كبريات المؤسسات الافتراضية.

 

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الجمعة في 29 أيار 2020

وطنية/الجمعة 29 أيار 2020

النهار

رفض مرجع ديني فكرة عقد قمة روحية مسيحية اسلامية حاليا لان الاجواء غير مؤاتية ونقاط الاختلاف كثيرة وكبيرة بين عدد منهم ولا تبادل رسائل في اتجاه حلحلتها، وقال لسائله "ربما تكون الفكرة مطروحة بعد حين ولكن ليس الان بالتأكيد".

يرى نائب مخضرم أنّ الخوف الأكبر يكمن في بطالة اللبنانيين الذين يعملون في الخليج ودول الاغتراب، باعتبارهم عصب الاقتصاد اللبناني لان الظروف الراهنة مقلقة في هذا الصدد.

بدأت حركة بيع العقارات والشقق تتباطأ في الفترة الاخيرة بسبب التعقيدات المصرفية من جهة، وتراجع العرض والطلب من جهة ثانية، ما سيصيب قطاعا جديدا بالشلل.

الجمهورية

تساءل مراقبون كيف أن مجلس النواب أقرّ أمس آلية تعيين موظفي الفئة الأولى فيما أمام مجلس الوزراء اليوم سلسلة تعيينات غير مطابقة لهذه الآلية.

يقول نائب إن جهات أمنية معنية طالبت بالضغط باتجاه تنفيذ قانون أثير لغط حوله أخيراً لان هناك صعوبة في وقفه.

تقول مرجعية روحية إن زعماء الطائفة لا يلتزمون بإتفاقاتهم ويطلقون مواقف شعبوية تحت حجة إرضاء قاعدتهم الشعبية على رغم الضرر اللاحق بالبلد.

اللواء

كشفت جهات مطلعة على أجواء المفاوضات مع صندوق النقد، أن مشاركة فريق المصرف المركزي، أعطت منحى جديداً لسير التفاوض.

يستبعد مصرفي مخضرم إمكانية حدوث انخفاض كمي حاد في سعر تداول الدولار، بالمقابل عدم تجاوز سقف الـ4000 ليرة لكل دولار.

تدارس الثنائي، على نحو تفصيلي بعد اجتماع الكتل المسيحية ليل أمس الأول، سيناريوهات تتعلق بكيفية عدم تمرير المادة 8 من اقتراح قانون العفو، من دون إغضاب كتلة مؤثرة.

نداء الوطن

يُنتظر أن تعلّق نقابة الصرافين إضرابها بعد لقاء يجمعها برئيس الحكومة خلال الأيام المقبلة للاتفاق على آلية استئناف أعمالها.

وصف مسؤول حزبي ممانع في مجلس خاص السباق الحاصل في البلد على مستوى مكافحة الفساد بـ"حفلة المزايدة الطائفية ليس أكثر".

يُبدي وزير سيادي حذراً شديداً في مقاربة مسألة سعر صرف الليرة ويؤكد أمام زواره أن أي "دعسة ناقصة" في هذه المسألة ستؤدي إلى كارثة اقتصادية كبرى.

الأنباء

بعد اتهامات طالت جهة محددة وبشكل مفاجئ في ملف الفيول المغشوش، بدأت الاتهامات تتلاشى بالطريقة المفاجئة نفسها.

نقل عن مسؤول دولي توقعات إيجابية بشأن النتيجة المرتقبة لمسار تفاوضي رغم الخطوات الصعبة التي يجب تنفيذها.

 

فوشيه زار قيادة جنوب الليطاني في الجيش ومقر اليونيفيل في الناقورة: فرنسا متمسكة بلبنان وجيشه

وطنية - الجمعة 29 أيار 2020

زار السفير الفرنسي برونو فوشيه امس القيادة العسكرية للجيش اللبناني في قطاع جنوب الليطاني في صور، حيث استقبله قائد القطاع العميد الركن مارون القبياتي وطاقمه، بحضور رئيس أركان "اليونيفيل" العميد فريديريك باوتشر. واشار بيان للسفارة الفرنسية الى ان "هذه الزيارة هي الثانية التي يقوم بها السفير إلى هذه المنطقة الاستراتيجية التي تبلغ مساحتها 1061 كيلومترا مربعا. وفي حديثه إلى العسكريين عن الوضع الأمني والعمليات المشتركة الحالية، أعاد تأكيد تمسك فرنسا بلبنان وبجيشه، فهو مدماك أساسي في استقرار لبنان. وأثنى السفير فوشيه على التعاون الجيد بين الجيش اللبناني وقوات اليونيفيل الذي يؤدي إلى نجاح عملية حفظ السلام في جنوب لبنان". اضاف البيان: "ثم توجه برونو فوشيه إلى مقر اليونيفيل في الناقورة حيث التقى قائد قوات اليونيفيل الجنرال ستيفانو ديل كول. وتطرقا إلى موضوع تجديد ولاية الخوذات الزرقاء التي يرى السفير أنها متكيفة مع الوضع في الميدان. وفي هذا الإطار أكد فوشيه أن موقف فرنسا لن يتغير حول هذا الموضوع. وشكر الجنرال ديل كول فرنسا على مساهمتها بحوالى 700 جندي في اليونيفيل وعلى دورها في صياغة القرار 1701. وحلق السفير أخيرا فوق الخط الأزرق، على مساحة 121 كيلومترا من الساحل إلى مزارع شبعا".

 

نقابة المحامين: اصدار مرسوم التشكيلات القضائية أضحى ضروريا أيا تكن الملاحظات والتحفظات عليه

وطنية - الجمعة 29 أيار 2020

إنعقد مجلس نقابة المحامين في بيروت اليوم برئاسة النقيب ملحم خلف وحضور أعضاء مجلس النقابة، وصدر عن المجتمعين البيان الآتي: "في هذه الفترة المفصلية من تاريخ لبنان، تتجه الأنظار الى السلطة القضائية أكثر من أي وقت مضى، فهي حجر زاوية الدولة التي لا تقوم إلا بالعدالة. ولا عدالة دون سلطة قضائية مستقلة. الإستقلالية ليست منة من أي سلطة أخرى وهي مبدأ ثابت لحق من حقوق الانسان.

إن استقلالية القضاء موضوعٌ بالغ الأهمية والدقة، ومع ذلك فان الأجواء المحيطة به حاليا لم تعد مريحة لا بل هناك خشية من أنْ تؤدي هذه الأجواء الى فقدان المواطنين ثقتهم بالعدالة، فيتعرض الوطن لمزيدٍ مِن الأخطار. وبانعدام الاستقلالية أو إعاقتها أو شللها، ينعدم وجود السلطة القضائية نفسها، وتاليا ينعدم معها وجود سائر السلطات لتندثر معها الديموقراطية. وكان قد توقع أهل القانون والناس صدمة إيجابية بإقرار مشروع التشكيلات والمناقلات القضائية والتي مر عليها أشهر.

بعدم صدور تلك التشكيلات، بات أمل المواطنين بهذه الصدمة الإيجابية ينطفئ يوما بعد يوم، وهذا الواقع لا ينسجم لا مع مبادئ الديموقراطية، ولا مع دولة القانون، ولا مع مبدأ استقلالية القضاء. فليُبادر المعنيون الى إنهاء هذه المراوحة الهدامة للدولة بصدور التشكيلات القضائية، فبها يُعاد ضخ الثقة بالعدالة.

هذا، وإننا نؤكد على أن مبدأ استقلالية القضاء:

"هو حق أساسي من حقوق الإنسان نصت عليه المعاهدات والمواثيق والشرائع الدولية سيما:

1) المادة 10 من الإعلان العالمي لشرعة حقوق الإنسان.

2) المادة 14 من العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية.

3) المادة 12 من الميثاق العربي لحقوق الإنسان.

وهو ركيزة الديموقراطية التي كرستها صراحة أحكام الدستور سيما:

1) الفقرة "ج" من مقدمته التي تنص على أن: "لبنان جمهورية ديموقراطية برلمانية".

2) الفقرة "هـ" من مقدمته التي تنص على أن : "النظام قائم على مبدأ الفصل بين السلطات وتوازنها وتعاونها".

3) المادة 20 منه التي تنص على أن : "السلطة القضائية تتولاها المحاكم على اختلاف درجاتها واختصاصاتها ضمن نظام ينص عليه القانون ويحفظ بموجبه للقضاة والمتقاضين الضمانات اللازمة...، والقضاة مستقلون في إجراء وظيفتهم؛ وتصدر القررات والأحكام من قبل كل المحاكم، وتنفذ باسم الشعب اللبناني".

لكل ذلك، فإن إصدار مرسوم التشكيلات القضائية أضحى مُلزما وضروريا أيا تكن الملاحظات عليه وأيا تكن التحفظات بشأنه، وذلك بعد أنْ إستُنفدت الآلية المنصوص عنها في المادة 5 من قانون تنظيم القضاء العدلي لتصبح التشكيلات نهائية وملزمة.

في المُطلق، يبقى أن قضاة لبنان هم ركيزة من ركائز هذا الوطن، ونحن نتوقع منهم الإرادة والعزيمة والقدرة والشجاعة والمناعة والاستقلالية تجاه أيٍ كان، من أجل تحقيق العدالة والانصاف وإرساء الأمن المجتمعي والمُضي في مكافحة الفساد ومعاقبة المتورطين فيه، في الوقت المداهم وفي الوسائل المناسبة، تحصينا للوطن وحماية لدولة القانون بما يتلاءم وآمال الشعب!".

 

شبيحة "أمل" وقوى الأمن يبطشان بالثوار... تكامل القمع

المدن/30 أيار/2020

مشهد مقزّز جديد، بطلاه قوى الأمن وشبيحة حركة أمل، وبالأخص رجال حرس قصر عين التينة. اعتدى الشبيحة على موكب لعدد من الثوار في شارعي فردان وعين التينة، واستكملت عناصر قوى الأمن الداخلي الاعتداء أمام وزارة الداخلية، حيث سحلت عدداً منهم وضربت بعضهم الآخر.

"أبطال" الهتافات

البطش ليس جديداً، لكن قمة رمزية ما حصل، أنّ العناصر الأمنية اكتفت بالتفرّج على شبيحة الحركة أمام الوزارة، من دون دفعهم عن الطرقات ولا إجبارهم على فض تجمّعهم. حتىّ أنّ شارع وزارة الداخلية، من جهة "سبيرز"، تحوّل إلى موقف لدراجات التشبيح وهتافات "برّي تاج راسكم" و"الله والرئيس بري وليه". ولتلخيص المشهد، شبيح راتبه لم يعد يتعدّى الـ250 دولار يتشارك مع عنصر أمني راتبه قرابة الـ300 دولار، يبذلان كل جهد ممكن للدفاع عن ملياردير هنا وفاسد هناك، فيعتديان على ناس عزّل يطالبون بلقمة عيشهم واسترجاع أموال الدولة.

وبين بطلي مشهد القمع، رجل واحد اسمه الوزير محمد فهمي، الذي تعهّد منذ اليوم الأول لوصوله إلى وزارة الداخلية فض الاعتصامات والتجمّعات. محصّلة مشهد القمع، 3 جرحى بين الثوار وتكسير بين 10 و15 سيارة تابعة لموكبهم السيّار، والأهمّ من كل ذلك انفضاح سلوك فهمي وقوى الأمن مجدداً وسقوط كل رمزية ممكنة لهذه البزّة الأمنية، المفترض أنّ أحد شعاراتها "منكم، معكم، لأجلكم". لكنّ فهمي، من سبقه ومن سيتبعه على الأرجح، لن يقف مع الناس بوجه بلطجية الأحزاب، مع العلم أنّ عدداً من المنتفضين أكد لـ"المدن" أنّ أنصار الرئيس برّي اعتدوا حتى على أحد العناصر الأمنية ببزته العسكرية، من دون أي رد فعل من قبل العناصر الأخرى ولا تدخل. فالرسالة وصلت: لا صوت يعلو فوق صوت التشبيح والبلطجة، وإن لم يأتِ القمع على يد الأمن الرسمي سيأتي على يد الشبيحة أو يتكامل من الاثنين معاً. القمع بات متكاملاً.

كمين "الداخلية"

بعد الظهر، اجتمع عدد من الثوار عند قرابة الخامسة أمام فندق السان جورج، حيث شكّلوا موكباً للسير باتجاه منازل زعماء ونواب ومسؤولين. وهو الأمر الذي حصل في اليومين الماضيين، حين قصد الموكب منازل كل من وليد جنبلاط وجميل السيد وجبران باسيل وبيار أبي عاصي. لكن ما لم يحصل في تلك الزيارات غير الودودة حصل اليوم على مفترق منزل الرئيس نبيه بري. حيث استبقت عناصر من أمنه ومن أمن مجلس النواب الموكب وقامت بالاعتداء على الموكب، بسياراته وناسه وكل ما فيه، حتى كادت لم تسلم سيارة واحدة منه. ومن ترجّل من السيارة تعرّض للملاحقة والضرب.

إثر ذلك، وبعد حصر الأضرار، توجّه الموكب إلى أمام وزارة الداخلية للاعتراض على عملية التشبيح التي حصلت، ومطالبة وزارة الداخلية بتأدية مهامها المبدئية في المحافظة على أملاك الناس وسلامتهم وردّ البلطجة عنهم. وصلوا وأحرقوا صوراً لبرّي مكتوب عليها "مستقبله مأمن... وانت؟". وبدل أن تحميهم الوزارة، العكس حصل. جاءت مواكب من دراجات نارية إلى وزارة الداخلية من جهات مختلفة، أهمها من جهة شارع سبيرز. فحوّل أنصار بري المكان إلى موقف للدارجات. ركنوها بالطول والعرض وكيفما كان. كانوا على استعجال من أمرهم لتأدية مهمة الدفاع عن الزعيم، تماماً كما كانوا قبل أسبوع في كفرمان من أنصار العتمة وانقطاع التيار الكهربائي. واستمرّت حركة الدراجات حتى الثامنة والنصف، حضرت عبر شوارع داخلية علّها تصادف أعداء الزعيم. فاستكملت القوى الأمنية مهمّة القمع، وقامت بدفع المعتصمين أمام الوزارة إلى جهة "ليبرتي تاور" على مقربة من تقاطع الحمرا الرئيسي. استخدمت العناصر الهراوات والدروع وكفوف اليد، في حين اندسّ أحد أنصار بري بين الجموع وقام بضرب عدد من المتظاهرين، واكتفت القوى الأمنية بإبعاده من المكان من دون ضرب ولا سحل ولا اعتقال حتى. الضرب والقمع مستمرّان، لكن الأكيد أنّ مشهدي فردان ووزارة الداخلية يفتتحان صفحة جديدة من ثورة 17 تشرين القائمة. وإشارته الأولى أتت مساء من عاصمة الثورة طرابلس: قطع طريق البالما في طرابلس استنكارا لما حصل أمام وزارة الداخلية... والخير لقدام.

 

بعد عين التينة توتر في محيط "الداخلية".. الجيش: مع حماية المتظاهرين ومنع اي تعرّض للمقرات الرسمية

الكلمة أولاين/29 أيار/2020

يشهد محيط وزارة الداخلية في الحمرا، توتراً كبيراً بين القوى الأمنية والمتظاهرين الذين نفذوا اعتصاماً في المنطقة. وذكرت المعلومات أنّ تدافعاً وقع بين الطرفين، بعدما أقدم عدد من المحتجين على قطع الطريق بأجسادهم.وردّد المعتصمون هتافات ضدّ الطبقة السياسية، وأخرى موجّهة ضد رئيس مجلس النواب نبيه بري وهو الأمر الذي استدعى تحركاً من قبل مناصري "حركة أمل" الذين وصل عدد كبير منهم إلى منطقة سبيرز. وعلى الأثر، عمدت قوة من الجيش وفرقة مكافحة الشغب على الفصل بين المعتصمين ومناصري "أمل" تفادياً لأي احتكاك، كما جرى قطع جميع الطرق المؤدية إلى محيط وزارة الداخلية.

وأشار أحد المعتصمين إلى أنّ "أحد الضباط الأمنيين أبلغ المحتجين عن استعدادهم لتأمين خروجهم من المنطقة، إلا أن المعتصمين أكدوا أنهم يريدون مواصلة تحركهم". وجاء اعتصام "الداخلية" بعد إعتداء تعرّض له محتجون من قبل حرس مجلس النواب في محيط قصر الرئاسة الثانية في عين التينة، ما أدى إلى تضرر سيارات وإصابة عدد من الناشطين. قيادة الجيش: من جانبها نشرت قيادة الجيش عبر صفحتها على تويتر "نجدد التأكيد على الحق في حرية التظاهر والتعبير السلمي والجيش يتخذ التدابير والاجراءات الكفيلة بحماية هذا الحق وحماية المتظاهرين ومنع اي تعرّض للمقرات الرسمية والحكومية والمؤسسات العامة والخاصة. في غضون ذلك تعرضت مجموعة من المتظاهرين بعد ظهر اليوم، للضرب وتكسير سيارات من قبل حرس مجلس النواب خلال اعتصامهم في محيط عين التينة.

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

رئيس لقاء الفكر العاملي: لبنان لا يُحكم إلا بالوحدة الوطنية ومواجهة مشاريع التفتيت والفتن والتقسيم

وطنية - الجمعة 29 أيار 2020

دعا رئيس "لقاء الفكر العاملي" السيد علي عبد اللطيف فضل الله إلى "اعتماد المقاربات الوطنية الجامعة التي لا تخضع حقوق المواطن للمساومات الفئوية والتقسيم الطائفي وكل أشكال الاستثمار السياسي لجوع الناس ومعاناتهم". وشدد على "ضرورة نبذ السجالات الطائفية والمذهبية العقيمة"، معتبرا أن "الأولوية للتوافق الوطني ومواجهة أخطار المشكلة المعيشية الخانقة التي باتت تهدد الفقراء بالجوع وكل مكوّنات الدولة بالسقوط والانهيار". وعبر فضل الله عن "الخشية من قانون العفو الذي يعطي صك براءة للقتلة والعملاء والمرتكبين في مناخ التفاهمات السياسية التي تعزز الحسابات الطائفية والمذهبية الفاسدة وتكرس الزبائنية السياسية الرخيصة، مما ينال من هيبة الدولة ويمس سلطة العدالة والقانون". ولفت إلى أولوية "إقرار القوانين التي تلامس هموم الناس وتراعي حاجاتهم"، سائلا "عن القوانين التي تفعل محاربة الفساد وتحاكم المشبوهين وتمنع استمرار سرقة أموال الناس من قبل المصارف وتسترد الأملاك البحرية المنهوبة والأموال المهربة وتعزز استقلال القضاء لأجل النهوض بمسؤولية الإصلاح الحقيقي". وأكد أن "لبنان لا يحكم إلا بالتوافق والحوار بين كل مكوناته بعيدا عن منطق الغلبة والاستئثار والإكراه وعن كل أشكال الارتهان للخارج"، معتبرا "ان الوحدة الوطنية والتفاعل الإنساني هو الوجه الآخر للبنان الذي يحمي المقاومة ويواجه مشاريع التفتيت والفتن والتقسيم". ودعا إلى "التزام منهج الإمام الصدر في تأكيد ثقافة العيش المشترك التي تحفظ هوية لبنان الحضارية بعيدا عن حسابات تجار السياسة الذين يغذون النعرات الطائفية للمحافظة على وجودهم بحجة المحافظة على الدين"، مشددا على "استلهام رؤية المرجع السيد فضل الله في ترسيخ دعائم دولة الإنسان التي تعلو فوق عصبيات الطوائف والمذاهب وتجمع ما تفرقه السياسة من خلال قيم الانفتاح التي لا تسمح للسياسيين وأصحاب النمط الواحد بأن يتحكموا بالمصير". وختم داعيا إلى "اعتماد "خطاب ديني لاطائفي يرتقي إلى مستوى حضارية الإسلام والمسيحية ويجمع كل النيّرين والعقلاء على بناء لبنان الواحد ومواجهة حالات التطرف والتعصّب والارتهان".

 

سامي الجميل التقى شيا وتأكيد على ضرورة المباشرة الفورية بالاصلاحات

وطنية - الجمعة 29 أيار 2020

التقى رئيس حزب الكتائب اللبنانية النائب سامي الجميل في "بيت الكتائب" المركزي في الصيفي، سفيرة الولايات المتحدة الأميركية دوروثي شيا، في حضور الوزير السابق الان حكيم ومنسق العلاقات الخارجية في الحزب مروان عبدالله، وكان عرض لآخر التطورات. وأشار بيان للكتائب، الى أن "المجتمعين ناقشوا موضوع الدعم الأميركي للبنان والبرامج المشتركة ولا سيما دعم الجيش اللبناني. كما تناولوا موضوع المفاوضات الجارية بين لبنان وصندوق النقد الدولي وضرورة المباشرة الفورية بتطبيق الاصلاحات المطلوبة والمعروفة ليصار الى تقديم الأموال التي يحتاجها لبنان للخروج من المأزقين المالي والاقتصادي اللذين يعاني منهما. وكان تركيز على ضرورة ان يحافظ لبنان على التزاماته الدولية لناحية السهر على تطبيق القرارات الدولية لا سيما القرارين 1559 و1701".

 

نقض الإتفاق مع المطران عودة

ليبانون ديبايت/الجمعة 29 أيار 2020

عَلِمَ "ليبانون ديبايت" أنه لم يتم الالتزام بالاتفاق الذي تم مع متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الأرثوذكس المطران الياس عودة بأن يُصار الى تعييّن المحافظ زياد شبيب في منصبٍ آخر كشرط للبحث في تعيين شخص آخر مكانه في محافظة بيروت، علماً بأن الوعود تمت على أعلى المستويات وبعلم ومتابعة وسطاء كبار.

 

محافظُ بيروت "الجديد" كان يتمنّى "بَيع الفلافل"...

ليبانون ديبايت/الجمعة 29 أيار 2020

بعد الإتفاق السياسي على تعيين إبن دوما - البترون القاضي مروان عبود محافظاً لبيروت، تعودُ بنا الذاكرة إلى فيديو قديم يعود للعام 2018 عندما كان عبود يشغلُ منصب رئيس الهيئة العليا للتأديب، وحلّ ضيفًا في برنامج الخط الساخن على قناة "المنار" وتمنّى العمل كـ "بائعِ فلافل" بدل العمل في القضاء!، حيث قال خلال المقابلة "لو كان عندي دكان فلافل ما بقعد دقيقة بالقضاء وكنت ببيع فلافل أشرفلي!..."، وأجاب لدى سؤاله "لماذا يستمر بعمله": "ما عندي إمكانات مالية إني فلّ لغير محل...". يُذكر أن شعار الحلقة كان بعنوان "رشاوى بالجملة وعلى عينك يا دولة...فأين أجهزة الرقابة؟"، وتحدّث خلالها القاضي عبود عن انهيار وتدنٍ بمستوى الخدمات، مطالبًا بـ"طرد الفاسدين إلى بيوتهم بل وسجنهم"، مؤكدًا أن "نصف موظفي القطاع العام فاسدين". والقاضي عبود مشهودٌ له بنازهته ذو تاريخ حافل في خدمة القضاء، حيث تقلّب في مناصب عدة منها قاضيًا أصيلاً في القضاء المالي ملاك ديوان المحاسبة، كما تولى الرقابة الشاملة على كافة الإدارات والمؤسسات العامة والبلديات الخاضعة لرقابة ديوان المحاسبة حين نُقل إلى النيابة العامة، وخصوصًا ما يتعلق بالتحقيقات بالشكاوى وبيان المطالعة في كافة تقارير التفتيش المالي، ويشغل حاليًا رئيس غرفة في ديوان المحاسبة.

 

لبنان: 4 إصابات جديدة بـ«كورونا» وغرامات لمخالفي قواعد الكمّامات

بيروت/الشرق الأوسط/29 أيار/2020

أعلنت وزارة الصحة اللبنانية، اليوم (الجمعة)، تسجيل أربع إصابات جديدة بفيروس كورونا، رفعت العدد الإجمالي إلى 1172 حالة منذ 21 فبراير (شباط) الماضي. وتبيّن أن الحالات الجديدة هي لثلاثة مقيمين ووافد واحد من الخارج. وبلغ العدد الإجمالي لحالات الشفاء التام 705، فيما استقر عدد الوفيات عند 26، وفق «الوكالة الوطنية للإعلام» الرسمية. وبدأت السلطات منذ اليوم تطبيق تدابير جديدة تتعلق بإلزامية وضع الكمامات في الشوارع للمشاة وحتى على الطرق في السيارات إذا كان في السيارة أكثر من شخص واحد. وتُفرض على المخالفين غرامات مالية.

 

عدد ضحايا كورونا في العالم يلامس 360 ألفاً

لندن/الشرق الأوسط/29 أيار/2020

أظهر إحصاء أجرته وكالة «رويترز» للأنباء أن أكثر من 5 ملايين و820 ألف شخص أصيبوا بفيروس كورونا المستجد في العالم، فيما أودى الفيروس بحياة 359389 شخصاً. وتم الإبلاغ عن حالات العدوى في أكثر من 210 دول ومناطق منذ اكتشاف الحالات الأولى في مدينة ووهان الصينية في ديسمبر (كانون الأول) 2019. وسجلت الولايات المتحدة أكبر عدد من الإصابات والوفيات على مستوى العالم، إذ يبلغ عدد الوفيات 101372 فيما بلغت الإصابات مليونا و724074. وكانت بريطانيا أكثر الدول الأوروبية تأثرا بالوباء فسجلت 37837 وفاة و269127 إصابة. ويُرجّح أن تكون أعداد الإصابات أكبر لأن دولاً كثيرة لا تجري الاختبارات إلا للأشخاص الذين يُظهرون أعراضاً حادة.

 

حزب الله» يؤيد آلية تعيين كبار الموظفين... وباسيل يعترض عليها

الحريري: «الوطني الحرّ» يريد كل البلد

بيروت/الشرق الأوسط/29 أيار/2020

أقرّ البرلمان اللبناني، أمس، عدداً من اقتراحات القوانين في جلسة لم تخلُ من السجالات السياسية، أبرزها تلك التي أتت على لسان رئيس الحكومة السابق سعد الحريري، بقوله إن «(التيار الوطني الحر) يريد كل البلد».

وفي جلسته الصباحية التي حضرتها سفيرات النرويج وسويسرا وكندا، أقرّ مجلس النواب خطة الأمان الاجتماعي والتحفيز» لدعم الأسر والمؤسسات الصناعية الصغيرة والمزارعين والحرفيين واقتراح قانون رفع السرية المصرفية، إضافةً إلى اقتراح آلية التعيينات التي اعترض عليها «التيار الوطني الحر». وفي الجلسة المسائية، بحث البرلمان في بندَي العفو العام والـ«كابيتال كونترول»، والبند المتعلق بالحصول على قرض من «الصندوق العربي للإنماء الاقتصادي» للمساهمة في تمويل مشروع مصرف الإسكان. ورافقت الجلسة التي عقدت في قصر «اليونيسكو»، لتأمين شروط التباعد الاجتماعي بين النواب تحركات اجتماعية رفضاً لاقتراح قانون العفو العام. وأقر المجلس الحصول على اعتماد 1200 مليار لإنشاء شبكة أمان اجتماعي بناء على طلب الحكومة، مع تحديد آليات التوزيع والمستفيدين عبر قرارات أو مراسيم في مجلس الوزراء.

كما وافق البرلمان على القانون المقدّم من قبل عضو تكتل «الجمهورية القوية» النائب جورج عدوان الرامي إلى تحديد آلية التعيين في الفئة الأولى مع تعديل قضى بإلغاء حق الوزير برفع الأسماء إلى مجلس الوزراء، ووافقت عليه كل الكتل باستثناء «التيار الوطني الحر» الذي أعلن رئيسه النائب جبران باسيل أنه سيطعن به. وبرّر ذلك بقوله: «إقرار هكذا آلية بقانون هو مس بالدستور، وتحديداً بصلاحيات الوزير».

من جهته، طلب رئيس الحكومة السابق سعد الحريري الذي عقد خلوة مع رئيس البرلمان نبيه بري قبيل الجلسة، «سحب السياسة من التعيينات الإدارية». وقال، على هامش الجلسة: «المشكلة هي في الإدارة السياسية لهذا الملف، وكل فريق يريد أن يأتي بمن يريد، يجب أن نسحب التدخل السياسي من هذا الموضوع، ونوقف حملة المزايدات»، معلناً تأييده للآلية، ومتهماً «التيار الوطني الحر» الذي رفضه بأنه «يريد كل البلد». كذلك أقر البرلمان قانون رفع السرية المصرفية مع تعديل ينص على أنّ «الجهة المنوطة برفعها هي هيئة التحقيق الخاصة بمصرف لبنان وهيئة مكافحة الفساد بعد اعتراض عدد من النواب».

واعتبر النائب عن «حزب الله» حسن فضل الله أن «رفع السرية المصرفية لا يكون فاعلاً إلا باستقلالية القضاء. والمطروح أمامنا ليس الخطوة المطلوبة، وهذا الاقتراح لا يراعي رفع السرية المصرفية عمن لديهم حصانات دستورية». وقال النائب وائل أبو فاعور: «ليس هناك ثقة بالقضاء لإيلائه مهمة تتعلق برفع السرية المصرفية ما دام هناك توغُّل سياسي في بعض القضاء». وهاجم النائب جميل السيد النيابات العامة أثناء مناقشة اقتراح رفع السرية المصرفية، وردّ بري قائلاً: «في لبنان هناك قضاة، ولكن لا قضاء بشكل عام والمجلس النيابي عليه احترام السلطة القضائية»، طالباً شطب كلام السيد من محضر الجلسة، مع تأكيده أن «استقلالية القضاء تؤمن كل شيء»، وقال: «على المجلس النيابي أن يحترم السلطة القضائية، حتى لو كان هناك ملاحظات». وعن قانون العفو العام، الذي بقي البحث به حتى اللحظات الأخيرة في ضوء الاختلافات الكبيرة حوله بين الكتل، أسف النائب إبراهيم كنعان أن تأخذ هذه القضية طابعاً طائفياً، معتبراً أنّ الاستثناءات يمكن أن ترد، شرط أن تكون مضبوطة ولا تتخطى سقف الجريمة والتعدي على الجيش والإرهاب. وفي الإطار نفسه، قال الحريري: «قانون العفو ينصف جزءاً كبيراً من الناس، وهو مهمّ جداً بالنسبة إلينا، لأن هناك أشخاصاً مظلومين». وأضاف: «هناك المئات ممن يجب أن يتم العفو عنهم، خاصة أنه كانت هناك اضطرابات في الأعوام 2014 و2015 و2016. وكان البلد ككل يعيش حالة عدم استقرار أمني. لكن مع ذلك، البعض يحاول أن يصور هذا الموضوع وكأننا نريد أن نخرج من السجن مجرمين وقتَلة وهذا ليس مبتغانا. مبتغانا أن نخرج من السجن أشخاصاً ربما بقوا مسجونين لسنوات دون أن تتم محاكمتهم أو أن يذهبوا إلى المحكمة». وأعلن وزير المالية السابق النائب علي حسن خليل، موقف حركة «أمل» الرافض لقانون العفو العام. وكتب على حسابه على «تويتر» قائلاً: «موقفنا في (حركة أمل) هو رفض العفو عن عملاء العدو الإسرائيلي، الذين ارتكبوا المجازر بحق لبنان واللبنانيين وسنصوِّت ضده».وتحدث رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل عن الحملة التي يتعرض لها على خلفية موقفه من هذه القضية، فردّ بري بالتأكيد أن «مجلس النواب وأعضاء المجلس كرامتهم من كرامتي ومن كرامة المجلس، ولا أحد يمكن أن يضبط مواقع التواصل الاجتماعي بدءاً من ترمب إلى (كل الدني)».

 

رئيس البرلمان اللبناني يعتبر «الرابح خاسراً» في المواجهة بين عون ودياب

بيروت: محمد شقير/الشرق الأوسط/29 أيار/2020

كشف مصدر نيابي بارز أن رئيس المجلس النيابي نبيه بري وإن كان يتجنّب الدخول على خط المواجهة بين رئيسي الجمهورية ميشال عون والحكومة حسان دياب على خلفية إصرار الأول على طلب إعادة النظر في قرار مجلس الوزراء باستثناء بناء معمل في سلعاتا لتوليد الكهرباء من المرحلة الأولى لبناء معملين في دير عمار والزهراني، فإن بري في المقابل ينصح من يعنيهم الأمر بأن لا مصلحة في الظروف السياسية الراهنة في إقحام مجلس الوزراء في اشتباك سياسي من شأنه أن يدفع باتجاه انقسام مجلس الوزراء على نفسه. ونقل المصدر النيابي عن الرئيس بري قوله إن الرابح من هذه المواجهة سيكون حتماً في عداد الخاسرين، لأن الخسارة ستهدد الانسجام داخل الحكومة من جهة وتعيق انصرافها إلى وقف الانهيار الاقتصادي والمالي، فيما الأنظار مشدودة إلى المفاوضات مع صندوق النقد الدولي.

وأكد المصدر نفسه لـ«الشرق الأوسط» أن الجميع أُعلموا بنصيحة الرئيس بري، وقال إن رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل أحيط علماً بها، خصوصاً أنه لم يفلح في إقناع حليفه «حزب الله» بتعديل موقفه والتصويت لمصلحة إنشاء معمل سلعاتا.

وسأل المصدر النيابي، ما الجدوى في حال نجح عون في تعديل قرار مجلس الوزراء أو أخفق في الحصول على تأييد أكثرية الوزراء لطلبه إعادة النظر في القرار الذي اتخذته الحكومة في جلسة سابقة؟ وكيف سيرد دياب على الانقلاب الذي يستهدفه؟ وهل يلوذ بالصمت ما يسمح للمعارضة بالهجوم عليه في ضوء قول رئيس حكومة سابق فضّل عدم ذكر اسمه لـ«الشرق الأوسط» أن هناك صعوبة في التعايش مع رئيس الجمهورية وفريقه السياسي؟ وفي هذا السياق، لفت أحد الوزراء في مجالسه الخاصة إلى أن إصرار الرئيس عون على طرح طلبه في جلسة مجلس الوزراء اليوم لا يعني أنه سيلقى تأييداً من أكثرية الوزراء، رغم أن تياره السياسي بدأ يمارس الضغوط على بعض الوزراء الذين صوّتوا ضد إنشاء معمل سلعاتا ويقدّم لهم الإغراءات. وقال إن عدد الوزراء ممن يؤيدون طلب عون سيبقى تحت سقف أقل من نصف عدد أعضاء الحكومة، وبالتالي سيضطر دستورياً إلى سحب طلبه من التداول، وأكد أن «حزب الله» لن يرضخ للابتزاز السياسي الذي يمارسه باسيل وقد يضطر إلى الامتناع عن التصويت، مع أن امتناعه سيولّد له إحراجاً لدى محازبيه وجمهوره. ورأى هذا الوزير بأن 9 وزراء كحد أدنى سيصرون على موقفهم بالتصويت ضد إنشاء معمل سلعاتا، هذا في حال امتنع «حزب الله» عن التصويت لأنه ليس في مقدوره الانقلاب على موقفه مراعاة لعون، وقال إن 8 وزراء سيدعمون طلب الأخير وقد ينضم إليهم وزير آخر، في إشارة إلى الضغوط التي تمارس حالياً على وزيرة الإعلام منال عبد الصمد المحسوبة على دياب. وبكلام آخر، رأى أن الحكومة العشرينية ستنقسم على نفسها وأن الوزراء سيتوزّعون مناصفة بين عون ودياب، أي سيصوّت 9 وزراء لكل منهما، ما دام أن «حزب الله» قد يضطر إلى الامتناع عن التصويت، وبالتالي سيكون التعادل في الأصوات سيد الموقف وسيضطر عون للتسليم بنتائج الأمر الواقع. وسأل الوزير: هل لعون مصلحة في إحراج دياب؟ ومن هو الرئيس البديل للتعايش مع رئيس الجمهورية إذا قرر أن يقلب الطاولة؟ كما سأل إذا كان عون قد أقدم على خطوة غير محسوبة بطلبه هذا في محاولة لتعويم باسيل لغياب البديل لخوض معركة رئاسة الجمهورية. لذلك لا بد من ترقُّب الأجواء التي ستسيطر على مجلس الوزراء اليوم مع أن التعيينات المالية والمصرفية ليست مدرجة على جدول أعماله وقد تقتصر على تعيين القاضي مروان عبود محافظاً لبيروت ومحمد أبو حيدر مديراً عاماً للاقتصاد والقاضية رندة يقظان للخدمة المدنية وغسان نور الدين مديراً عاماً للاستثمار.

 

وزير الاقتصاد اللبناني يقر خطة لخفض أسعار السلع الغذائية

بيروت/الشرق الأوسط/29 أيار/2020

أعلن وزير الاقتصاد والتجارة اللبناني راؤول نعمة، عن السلة الغذائية المدعومة بهدف خفض سعر أسعار السلع بعد ارتفاعها إلى درجة غير مسبوقة نتيجة فوضى سعر صرف الدولار الذي وصل إلى 4 آلاف ليرة. وفي مؤتمر صحافي، قال نعمة إنه سيتم دعم هذه السلة بالتعاون مع مصرف لبنان عبر الآلية التي وضعتها وزارة الاقتصاد والتجارة والتي ستؤدي إلى تخفيض أسعار السلع وستحافظ على الأمن الغذائي في هذه الظروف. وعدد نعمة السلع التي تناولتها السلة الغذائية، وتضم مواد غذائية أساسية ومواد أولية للصناعة والزراعة لتمكين المزارعين والصناعيين من إنتاج سلع غذائية، أهمها السكر والأرز والحبوب والحليب والزيت والمواشي من البقر والماعز والأغنام والعلف واللقاحات البيطرية وصناعات الألبان والأجبان والأسمدة وبذور الخضراوات، وغيرها. وأكد الحرص على تخفيض أسعار هذه السلع عبر وضع آلية محددة سيتم اعتمادها لمنع الهدر وضبط عمليات البيع من المستورد إلى المستهلك، «لأنه علينا أن نعرف ما يحصل للتأكد من سلامة العملية، وانخفاض الأسعار وعدم حصول هدر». وبهذه الطريقة، أكد نعمة أنه، «سيتم ضبط الأسعار لتتناسب مع القدرة الشرائية للمواطن»، محذرا من مخالفة هذه الآلية، ومؤكدا أن الوزارة لن ترحم المخالفين وستذهب إلى القضاء. ويأتي هذا القرار بعد ارتفاع سعر المواد الغذائية والاستهلاكية بنسبة 100 و300 في المائة في بعض الأحيان في الأشهر الأخيرة، نتيجة شح الدولار وارتفاع سعر صرفه في السوق السوداء بحيث بات نحو 4 آلاف ليرة، وهو ما انعكس على أسعار استيراد هذه السلع وعلى المواد الأولية المطلوبة في صناعتها في لبنان.

 

شوارع بيروت عند اجتماع الفقر والوباء

حسام عيتاني/الشرق الأوسط/29 أيار/2020

يتجمع عند أحد مداخل مخيم برج البراجنة للاجئين الفلسطينيين عشرات من الشبان والأطفال قرب محلات صغيرة؛ حيث يتبادلون الأحاديث ويلعبون، بينما تتجه عربة «توك توك» ترفع علماً فلسطينياً صغيراً إلى الطريق العام، وعلى متنها عدد من الصبية والفتيات يرددون أغنية شهيرة. عناصر الجيش اللبناني على الحاجزين المقامين قرب المخيم وعلى المدخل القريب للضاحية الجنوبية، لا يبدون أي ردة فعل على مشهد «التوك توك» العابر من بينهم. لافي الشوارع الداخلية لحارة حريك وبرج البراجنة تبدو الحياة طبيعية، وسط حضور قليل لواضعي الكمامات السائرين بين الدراجات النارية المتزاحمة، والمتنافسة مع السيارات على المرور في الشوارع الضيقة دائمة الاحتفال بالمناسبات الدينية والحزبية. في برج حمود، البلدة ذات الأكثرية الأرمنية والمتصلة ببيروت، وإن كانت تعتبر تابعة إدارياً لجبل لبنان، مشاهد مشابهة. أكثر المحلات فتح أبوابه وراح يستقبل زبائنه. ولا يقتصر النشاط على متاجر المأكولات والمطاعم؛ بل إن محلات الملبوسات والهواتف الجوالة وقطع غيار السيارات تعمل بوتيرتها العادية، على ما يبدو. ولئن تكرر المشهد في الطريق الجديدة، المنطقة الشعبية داخل بيروت، فإنه يختلف كلما اقتربت من وسط العاصمة؛ حيث الخواء والصمت والمحال المقفلة أبوابها، والمصارف التي تدرعت بالحديد خشية غضب المودعين الذين خسروا أموالهم، والمتظاهرين المتحمسين لقضية صغار المدخرين الذين خسروا «القرش الأبيض» في أيام سود تتوالى دون توقف.

فراغ الوسط التجاري يخرقه تجمع غير كبير في مطعم فخم بين باب إدريس ووادي أبو جميل، يظهر أن رواده لم يتأثروا بالفقر والوباء، وما زالوا قادرين على زيارة هذه الأماكن الحصرية، وأن يدعوا سائقيهم ينتظرونهم في سياراتهم التي يغلب عليها اللون الأسود اللامع.

قلب بيروت، شارع الحمرا، أصيب بضربة لن يبرأ منها على الأرجح. محلاته التجارية مقفل أكثرها. مقاهيه شبه خالية بسبب تعليمات التباعد الاجتماعي من جهة وصعوبة العمل ضمن الساعات المحددة للإقفال الإلزامي، وهي الأماكن التي كان السهر فيها يمتد إلى ساعات الصباح. أما تلك المتاجر التي غامر أصحابها بفتح أبوابها فانتصبت أمامها عوائق من كراسي صغيرة أو أشرطة ملونة تمنع الدخول، وتشير إلى الزبائن بضرورة طلب ما يحتاجون وهم يقفون خارج المتجر. التدابير ذاتها متَّبعة في المكتبات التي لم تجدد الكتب المعروضة لديها منذ شهور. ويتوقع عاملون في قطاع النشر والطباعة ركوداً ناجزاً أو شبه ناجز في الشهور المقبلة. من المبكر -ربما- بناء استنتاجات اقتصادية واجتماعية على الكارثة المزدوجة التي أصابت لبنان في الشهور الماضية. فتضافر الانهيار الاقتصادي والأزمة السياسية مع تفشي مرض «كورونا» يترك انطباعاً شديد القسوة عند من اعتاد التجول في شوارع العاصمة وضواحيها في أيام أقل بؤساً.

بيد أن تقييماً سريعاً للمشاهدات أعلاه يُنبئ أن وطأة ما وقع لن تكون واحدة على سكان لبنان. بكلمات ثانية: ستهبط القطاعات التي وسمت الاقتصاد (بل الاجتماع والسياسة والثقافة) في لبنان إلى ما يشبه الموت السريري. قطاع المصارف فقد مكونه الأهم: الثقة. وهذه لن تستعاد من دون جهود كبيرة لا يبدو أن أحداً مقبل عليها. السياحة التي تحتضر منذ سنوات، والتي سعى القائمون عليها إلى تخفيف الأضرار التي تركها امتناع السياح العرب إلى لبنان، من خلال التركيز على السياحة الداخلية وبعض الزوار الغربيين، انتهت عملياً، وتعلن المؤسسات السياحة حتى التي تحملت مخاطر ودمار الحرب الأهلية إقفالها النهائي. ينطبق الأمر ذاته وإن بنسب أقل على مؤسسات التعليم والاستشفاء، ومتاجر السلع المعمرة والاستهلاكية، في الوقت الذي تدور فيه مفاوضات بين القوى السياسية لتشريع الوضع المالي الجديد، تحت شعار ضبط خروج العملة الصعبة من لبنان، وهذه إجراءات كان الحديث عنها قبل عام واحد يستدعي ضحكاً بل استهجان رجال المال والسياسة في هذا البلد؛ لكن إجراءات «الكابيتال كونترول» التي يقترب مجلس النواب من اعتمادها، تشير إلى الحضيض الذي وصل إليه النظام الاقتصادي الآخذ في التحول إلى اقتصاد يعتمد العملة الورقية بعد انهيار النظام المصرفي برمته. السير في هذا المنحى من الاستنتاج، يقود إلى اعتقاد بأن لبنان قد دخل مرحلة تغير بنيوي عميق، ولا عودة عنه في اقتصاده واجتماعه وثقافته، وأن إخفاق انتفاضة 17 أكتوبر (تشرين الأول) في فرض إصلاح سياسي ملموس سيترك لبنان يعاني طويلاً من ممارسات الجماعة السياسية الحاكمة، وربطها البلاد بصراعات دولية وإقليمية لا تعود بالفائدة سوى على حفنة صغيرة من اللبنانيين. أمام هذين: الفقر والوباء، يقف اللبنانيون غير قادرين على الاحتجاج والرفض، بعدما استنفدوا وسائل الاعتراض السلمية من دون أن يرف جفن لسياسيين فقراء إلى الأخلاق والمبادرة.

 

النهار: العفو رهينة الانقسام ورفع "مفخخ" للسرية المصرفية!

النهار/الجمعة 29 أيار 2020 ا

لا يمكن القول ان الجلسة التشريعية لمجلس النواب التي انعقدت امس للمرة الثانية في قصر الاونيسكو، خارج مقر المجلس في ساحة النجمة، افضت الى مفاجأة مدوية لمجرد تعليقها بفعل استعصاء الانقسام الطائفي حول اقتراح قانون العفو العام حتى على القدرات الباهرة المشهودة والأرانب التسووية التي يتقن رئيس المجلس نبيه بري اطلاقها في لحظات الحشرة. ذلك ان هذه النتيجة كانت شبه مؤكدة مذ بدا واضحاً ان اقتراح العفو قد ارتبط بتوازنات طائفية وليس بمفاهيم ثابتة وجامدة حيال معايير العفو عن سائر الفئات التي يطاولها، الامر الذي استتبع مساومات فشلت في الاحتكام الى هذه المعايير وطغت عليها في المقابل حسابات المردودات الطائفية، فظهرت المعادلة السيئة التي فرزها المشروع كأنها بين كتل إسلامية تريد اطلاق سجناء في ملفات إلارهاب وامن الدولة والتهريب والمخدرات، وكتل مسيحية تريد إعادة ألوف اللبنانيين الذين هربوا الى إسرائيل قبل عشرين عاماً. وقد تعذر على الرئيس بري والمساعي الحميدة للآخرين تجنب استفحال الانقسام الطائفي والمقايضات على معيار طائفي قبل ان تنجز الجلسة ما تبقى من مشاريع فأطاح الانقسام العفو، فيما أطاح سقوط العفو ما بقي من جدول اعمال الجلسة التشريعية التي لن يكون ممكنا تحديد جلسة أخرى تتبعها قبل فتح دورة استثنائية للمجلس بعد انتهاء دورته العادية الحالية.

ورسم سقوط اقتراح قانون العفو، واقع التشرذم واختلاط حابل الحسابات السياسية بنابل عجز الكتل عن التوصل الى حل لملف حيوي كهذا، مع ان مجريات الجلسة في البنود والمشاريع التي جرى إقرارها في الجلسة النهارية كانت على قدر اكبر من المرونة ولو شابتها حدة عالية في المناقشات حيال بعض المشاريع الأساسية. وارتسمت معالم الخيبة في هذا السياق على الرئيس بري شخصيا الذي شهد له الرئيس سعد الحريري كما آخرون بانه حاول جاهدا تمرير كلمة السر التوافقية لاقرار مشروع العفو، ولكنه اخفق مصطدما بواقع طائفي نافر ساد المداولات وحال دون تسوية تمرر المشروع بكل تناقضاته. وعقب انسحاب الرئيس الحريري وكتلته من الجلسة اعتراضا على ما وصفه الحريري "محاولات البعض لإعادتنا الى نقطة الصفر" رفع بري الجلسة لغياب مكون طائفي أساسي عنها. ولاحظ مصدر نيابي بارز في "كتلة المستقبل" ان الرئيس الحريري لعب دورا محوريا على جبهتي قانون ألية التعيينات الذي قدمه النائب جورج عدوان باسم "كتلة الجمهورية القوية" وأيده الحريري وكتلته واقتراح قانون العفو. وقال المصدر ان قرار الانسحاب من الجلسة "قطع الطريق على محاولات الابتزاز من بعض الجهات السياسية وعبر عن رفض كتلة المستقبل لاعادة النقاش حول الاقتراح الى نقطة الصفر". وأضاف ان "الكتلة لن تسمح تحت أي ظرف بتغطية سياسات الظلم والتعسف التي طاولت الكثير من السجناء الإسلاميين".

رفع السرية المصرفية

في أي حال، فان المجريات البارزة للجلسة لم تقف عند نهايتها التي اتسمت بطابع سلبي اذ ان ما اعتبر حصيلة دسمة او مثمرة للجلسة النهارية لم يحجب فعليا ملابسات والتباسات تشريعية وسياسية واكبت إقرار بعض القوانين البارزة ولو انها تحمل عناوين براقة وجذابة خصوصا في مجال مكافحة الفساد والإصلاحات. ومعلوم ان الحصيلة الأساسية للجلسة تمثلت في إقرار عدد وافر من مشاريع واقتراحات القوانين من ابرزها فتح اعتماد إضافي في الموازنة بقيمة 1200 مليار ليرة لبنانية للمساعدات التي تنوي الحكومة تقديمها في قطاعات إنتاجية واجتماعية في ظل مواجهة ازمة الانتشار الوبائي لفيروس كورونا، وإقرار قانون رفع السرية المصرفية عن سائر العاملين في الحقل العام وقانون آلية التعيينات في وظائف الفئة الأولى والوظائف العليا في الدولة. وجاء إقرار هذه القوانين ليعكس الى حدود بعيدة مناخا سياسيا مأزوما ومتفلتا اختلطت معه حسابات الكتل اختلاطا غريبا بما عكس واقعيا حالا من الوهن لدى القوى الموالية او المشاركة في السلطة والحكومة من جهة، وانعدام وزن حقيقي لدى قوى يفترض ان تجمعها المعارضة المبدئية من جهة أخرى. ولذا برزت مفارقة لافتة في حضور الرئيس الحريري نهارا ومساء الى الجلستين مفعلا بقوة دور كتلته. كما ان دور قوة معارضة أخرى هي "القوات اللبنانية " اتخذ وهجا واضحا من خلال تصويت المجلس مع مشروعها لاعتماد آلية التعيينات التي عدها رئيس حزب "القوات " وكتلتها النيابية سمير جعجع "انتصارا". في ظل هذه الأجواء اكتسب التصديق على مشروع رفع السرية المصرفية عن العاملين في الشأن العام دلالات بارزة اذ يشكل هذا القانون الذي دفع به "تكتل لبنان القوي" واقعيا، عنوانا متقدما في ملفات الإصلاح السياسي ومكافحة الفساد. ولكن المواقف والملابسات التي واكبت إقراره اثارت الجوانب المتوجسة من سوء استخدام السلطة الأحادية وإمكان فتح معارك الكيدية وتصفية الحسابات السياسية من خلال توظيف القانون خصوصا وسط التشكيك الواسع في استخدام النفوذ السياسي وممارسة الضغوط على القضاء بما يحتم أولوية اقامة القضاء المستقل ضمانا لتنفيذ قانون رفع السرية المصرفية تنفيذا مستقلا وعادلا. وعلى رغم إقرار القانون برفع الايدي، فان مداخلة نارية للنائب الاشتراكي وائل أبو فاعور عكست الى حد بعيد المناخ الملتبس الذي رافق اقراره اذ تساءل في معرض تشكيكه بواقع القضاء تحت سيطرة التدخل السياسي "هل لنا ان نتحدث عن وزير عدل سابق يرفع السماعة لاحد القضاة ويقول له cheri بدنا حكم على ذوقك! ". وذهب أبو فاعور في اثارته لموضوع "تغول السلطة على القضاء "الى القول ان "بعض القضاة لا يؤتمن على هكذا مهمة يراد منها الانتقام السياسي رغم قناعتنا بوجود عدد كبير من القضاة أصحاب النزاهة والجدارة". وليس بعيدا من ذلك اثار النائب اللواء جميل السيد بدوره موضوع ممارسات النيابات العامة متهما إياها بإذلال الناس والمس بكراماتهم"الامر الذي دفع الرئيس بري الى شطب كلامه من المحضر لان "المجلس يجب ان يحترم السلطة القضائية". كما ان موقف رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل عكس التشكيك في تنفيذ قانون رفع السرية المصرفية انطلاقا مما أوضحته مصادر الحزب بان ما تم اقراره غير قابل للتنفيذ عمليا طالما القضاء حرم من حق رفع السرية فيما نيطت هذه الصلاحية بهيئة مكافحة الفساد. اما في موضوع قانون العفو فأوضحت مصادر الكتائب ان مقاربة الحزب له ليست طائفية او مذهبية لا سيما لناحية الملفات المتعلقة بالإسلاميين والمخدرات والمبعدين الى إسرائيل بل من زاوية متطلبات دولة القانون وتحصين القضاء وضمان العدالة وليس من زاوية الهوية الطائفية للمستفيدين.

 

نداء الوطن: "حلّ حُبّي" لسلعاتا... وصندوق النقد يستعجل التعيينات المالية "ترقيع التشريع" رهن العقد الاستثنائي وآلية التعيين تُحجّم باسيل!

نداء الوطن/الجمعة 29 أيار 2020

انتهى العقد التشريعي الأول أمس "على زغل" بين كتل متكتّلة ضد بعضها البعض، في مشهد سريالي عكس على مسرح الأونيسكو مرآة الواقع اللبناني المتشظي والمبعثر في مختلف الاتجاهات والتوجهات، لتتحول الأنظار في المرحلة المقبلة إلى الاتصالات الجارية على خط الرئاسات الثلاث للاتفاق على فتح دورة استثنائية للمجلس النيابي تتيح له استكمال عملية "ترقيع" العمل التشريعي وإقرار مشاريع واقتراحات ملحة تقطّعت بها السبل أمس تحت وطأة "التباعد النيابي" الذي طغى على مقاربات الهيئة العامة.

وإذ لم تعاكس مجريات الجلسة التشريعية ما سبقها من توقعات بفرملة "العفو العام" وترحيل "الكابيتال كونترول" إلى اللجان، يبقى أنّ إقرار آلية التعيينات كاد أن يكون الإنجاز الإصلاحي الوحيد للعهد العوني لولا أنّ رئيس "التيار الوطني الحر" جبران باسيل تصدى لإقرارها بشكل أكد أنها أتت مغايرة لتطلعاته السياسية في الاستمرار بممارسة السطوة المسيحية على مناصب الفئة الأولى والمراكز العليا في إدارات الدولة، باعتبار ان اعتماد هذه الآلية سيكفّ يده ويُحجّم قدرته الوزارية على الاستئثار بتنصيب "فلان أو علان" في هذا الموقع أو ذاك، لصالح قوننة وجوب إخضاع التعيينات إلى آلية امتحان شفافة يشارك فيها مجلس الخدمة المدنية وتُرفع بنتيجتها الأسماء الناجحة الثلاثة لأي موقع إداري عبر الوزير المختص إلى مجلس الوزراء لكي يختار أحدها من دون أن يكون للوزير حق التسمية أو التزكية.

واليوم سيكون مجلس الوزراء على موعد مع واحد من الشواهد القاطعة في دلالاتها على كون طيف باسيل لا يزال "الوزير الملك" على طاولة الحكومة في ضوء فرضه، عبر "الفيتو الرئاسي"، إعادة طرح أولوية معمل سلعاتا ضمن الإطار التنفيذي لخطة الكهرباء ومحاولة كسر أصوات الأكثرية الوزارية التي تقدّمها رئيس الحكومة حسان دياب في التصويت ضد هذه الأولوية خلال جلسة مجلس الوزراء التي عقدت في السراي الحكومي. ولأنّ رعاة توليفة 8 آذار الحكومية يحرصون على جبر خواطر كل أطرافها تسارعت الاتصالات ىين القيادات المعنية خلال الساعات الأخيرة لبلورة تصور توافقي يحول دون كسر دياب وفي الوقت عينه يستجيب طلب رئيس الجمهورية ميشال عون إعادة النظر بالقرار السابق المتخذ بخصوص خطة الكهرباء. وعليه، كشفت مصادر واكبت هذه الاتصالات لـ"نداء الوطن" عن اتجاه للاتفاق على "حل حبّي" للمسألة يمنع تفجير الأجواء الحكومية، موضحةً أنّ "هذا الحل يقضي بإعادة تأكيد تبني مجلس الوزراء الخطة التي طرحها وزير الطاقة ريمون غجر من دون الدخول في عملية تصويت جديدة ولا في تسميات المعامل ولا في سلّم أولوياتها، وبذلك تكون هذه الصيغة قد جنّبت رئيس الحكومة إحراج إعادة التصويت على موضوع تم بته في جلسة ترأسها، وأرضت في الوقت نفسه رئيسي الجمهورية و"التيار الوطني" بفرض عودة الموضوع إلى مربعه الأول من خلال اعتماد خطة غجر الذي أكد عدم استثنائها معمل سلعاتا إلى جانب معملي الزهراني ودير عمار".

إلى ذلك، وبينما تشهد جلسة بعبدا اليوم إقرار حزمة رباعية من التعيينات الإدارية تشمل محافظاً جديداً لبيروت (مروان عبود) ورئيسة لمجلس الخدمة المدنية (ندى يقظان) ومديرين عامين لكل من وزارة الاقتصاد (محمد أبو حيدر) ولدائرة الاستثمار في وزارة الطاقة (غسان نور الدين)، تردد مساءً أنّ اتصالات جرت لمحاولة الدفع باتجاه تعيين محافظ لكسروان الفتوح وجبيل بعد إصدار المراسيم التطبيقية لهذه المحافظة المستحدثة أسوة بمحافظتي عكار وبعلبك الهرمل المستحدثتين، في وقت لا يزال مصير التعيينات المالية معلقاً على مآل الكباش السياسي بين مكونات الحكومة إزاء الأسماء المنوي تعيينها، الأمر الذي يشكل السبب الرئيس في عرقلة ولادتها، علماً أنّ مصادر مواكبة للمفاوضات الجارية مع صندوق النقد أكدت لـ"نداء الوطن" أنّ وفد الصندوق يبدي اهتماماً بسلة التعيينات المالية المرتقبة ويستعجل إقرارها بوصفها ستساهم في تحديد التوجهات المالية والنقدية للحكومة لناحية تبيان مدى إمكانية تغيير السياسات النقدية اللبنانية في المرحلة المقبلة. توازياً، وإذ تردد أنّ أجواء اجتماع الوفد اللبناني الرسمي أمس مع وفد صندوق النقد كانت متشنجة بعض الشي في ظل ما يتلمسه الوفد الدولي من مراوحة على كل جبهات المعالجات المطلوبة من السلطات اللبنانية، نقلت مصادر المجتمعين لـ"نداء الوطن" أنّ "النقاشات التي دارت لم تكن بالأريحية نفسها التي طغت خلال الاجتماعات السابقة تحت وطأة غوص الوفد الدولي في تفاصيل الأرقام المقدمة من المصرف المركزي"، مشيرةً في تقييمها لنتائج الجلسة إلى أّنه "على المستوى التقني يمكن القول إنها كانت جلسة إيجابية لا سيما وأنّ الصورة المالية والنقدية بدأت تتضح أكثر فأكثر لناحية تكشف الأرقام على حقيقتها وغربلة الأرقام الأخرى غير الدقيقة، على أن يستوضح وفد الصندوق خلال الجلسات المقبلة بعض الأمور المتبقية تمهيداً للشروع في بحث كل تفاصيل الخطة اللبنانية".

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

ترامب يعلن قطع العلاقات مع منظمة الصحة العالمية

الكلمة أولاين/29 أيار/2020

أعلن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، وقف كل علاقات الولايات المتحدة مع منظمة الصحة العالمية على الرغم من استمرار جائحة فيروس كورونا. وقال ترامب، في مؤتمر صحفي عقده مساء اليوم الجمعة، إنه قرر "قطع كل العلاقات مع منظمة الصحة العالمية" بسبب رفضها تنفيذ الإصلاحات التي طالب بها سابقا. وذكر ترامب أنه أمر بتحويل الأموال، التي كان من المخطط لتخصيصها لمنظمة الصحة العالمية وتبلغ نحو 450 مليون دولار سنويا، إلى مؤسسات أخرى تعمل على تلبية الاحتياجات الصحية العاجلة في العالم.

 

مقتل 3 من حرس الحدود الإيراني في اشتباك مع مسلحين

لندن/الشرق الأوسط/29 أيار/2020

لقي ثلاثة من حرس الحدود في إيران حتفهم في اشتباك مسلح بين دورية حدودية وعدد من المسلحين، حسبما ذكر موقع الشرطة الإخباري الإيراني على الإنترنت اليوم (الجمعة). وقال الموقع، إن دورية من حرس الحدود في مدينة سردشت التابعة لمحافظة كردستان اشتبكت مع عصابة خارجة عن القانون في المنطقة الحدودية بغرب البلاد. وأوضح التقرير، أن «عدداً من المسلحين الأشرار قتلوا في هذا الاشتباك»، وفقاً لما نقلته وكالة الأنباء الألمانية.وفي تصريح لوكالة الأنباء الإيرانية، قال حاكم مدينة سردشت، أقصى نخشي بور، إن ثلاثة من حرس الحدود التابعين لدورية حدودية في هذه المدينة، اشتبكوا فجر اليوم مع عصابة مسلحة في منطقة غوريلكه، التي تقع على مسافة 20 كيلومتراً عن المدينة. وتقع مدينة سردشت الحدودية إلى الجنوب من محافظة أذربيجان الغربية، وتشترك في حدود بطول 100 كيلومتر مع العراق.

 

قاليباف رئيساً للبرلمان الإيراني..230 نائباً صوتوا لصالح القيادي السابق في «الحرس الثوري»

الشرق الأوسط/29 أيار/2020

لم تمر 24 ساعة على افتتاح البرلمان الجديد، حتى برد التوتر بين المحافظين، وفاز عمدة طهران السابق محمد باقر قاليباف، بأغلبية الأصوات للجلوس على كرسي رئاسته خلفاً لعلي لاريجاني، في خطوة كانت متوقعة سلفاً. وحصل قاليباف على 230 صوتاً من أصل 264 نائباً شاركوا في عملية التصويت، ليكون أول رئيس للبرلمان في دورته الحادية عشرة، على أن يعاد التصويت على الرئاسة بعد عام. كما انتخب المتحدث باسم «جبهة الصمود» المتشددة، أمير حسين قاضي زاده هاشمي، نائباً أولاً لرئيس البرلمان بحصوله على 208 أصوات، فيما ذهب منصب النائب الثاني إلى المحافظ علي نيكزاد وهو وزير المواصلات والطرق الأسبق في حكومة محمود أحمدي نجاد. كما ضمت تشكيلة الرئاسة، التي تضم 12 نائباً، قيادياً سابقاً في «الحرس الثوري»، وقيادياً سابقاً من الباسيج الطلابي. وكان لافتاً أن نسبة التأييد الكبيرة لترشح قاليباف، جاءت بعدما انسحب منافسه حميد رضا حاجي بابايي في اللحظـات الأخيرة، وذلك غداة مشاورات مكثفة، وتصويت داخلي بين الكتلة المحافظة، حصل بموجبها قاليباف على تقدم علي بابايي الذي شغل منصب وزير التعليم في حكومة أحمدي نجاد.

وأعلن المحافظون في بداية هذا الشهر تشكيل كتلة «الثورة»، وضمت في البداية 59 نائباً محافظاً، من أصل 290 نائباً. وجاء البرلمان الحالي بعد انتخابات في فبراير (شباط) الماضي شهدت أقل نسبة مشاركة على مدى 41 عاماً، وبلغت في طهران 25 في المائة، فيما وصلت إلى 43 في المائة بأنحاء البلاد، وفقاً للإحصائية الرسمية. وتصدر قاليباف قائمة تضم 30 مرشحاً محافظاً فازوا بكل مقاعد العاصمة طهران، وسط غياب مرشحي التيار الإصلاحي، بعدما رفض «مجلس صيانة الدستور» الموافقة على طلباتهم للترشح. ومن المفترض أن تجرى جولة ثانية للانتخابات التشريعية في سبتمبر (أيلول) المقبل بعد تأجيلها بسبب جائحة «كورونا»، لتحديد هوية 20 نائباً آخرين ليكتمل عقد نواب البرلمان. وشغل قاليباف مناصب عسكرية رفيعة، مثل قيادة القوات الجوية في «الحرس الثوري» وقائد الشرطة الإيرانية، قبل توليه منصب عمدة طهران لفترة 12 عاماً. وحاول قاليباف في 3 مرات متتالية خوض الانتخابات الرئاسية. وانهزم في المحاولتين الأولى والثانية، وفي المرة الثالثة والأخيرة، كان قاليباف أبرز خصوم الرئيس حسن روحاني في الانتخابات عام 2017، قبل أن ينسحب لصالح المرشح المحافظ الآخر، ورئيس الجهاز القضائي، حالياً، إبراهيم رئيسي. وشهدت الانتخابات الرئاسية تراشقاً حاداً بين روحاني وقاليباف بشأن ملفات الفساد عقب سلسلة تسريبات، بدأت في صيف 2016 واشتهرت بـ«الرواتب النجومية»، التي طالت مسؤولين بالحكومة حصلوا على رواتب غير قانونية، و«العقارات النجومية»، التي طاردت قاليباف بعد نشر وثائق تكشف عن حصول مسؤولين وقادة عسكريين على عقارات من بلدية طهران، بأسعار دون السعر الحقيقي في الأسواق. وبعد الخروج من الانتخابات الرئاسية، انتشرت تكهنات حول احتمال عودة قاليباف إلى البزّة العسكرية، لكن «المرشد» أنعش آماله بالحياة السياسية بعدما أصدر مرسوماً بتعيينه في عضوية «مجلس تشخيص مصلحة النظام». وفي خطوة مماثلة، عين خامنئي، أمس، الرئيس السابق للبرلمان علي لاريجاني مستشاراً له وعضواً في «مجمع تشخيص مصلحة النظام». وجاء في أمر التعيين: «نظراً للتجارب المفيدة والقيمة التي اكتسبتموها خلال فترة تصديكم للمسؤوليات في البلاد، خصوصاً خلال 3 دورات في البرلمان، نعيّنكم مستشاراً للقائد وعضواً في (مجمع تشخيص مصلحة النظام)». و«مجمع تشخيص مصلحة النظام» أحد أجهزة المؤسسة الحاكمة في إيران، ومهمته رسم الخطوط العريضة لسياسات البلد، ويعين «المرشد» رئيسه وكل أعضائه البالغ عددهم أكثر من 40 شخصاً.

 

إيران تعزز أسطولها بزواق متطوّرة وتحذّر البحرية الأميركية في الخليج

لندن - طهران/الشرق الأوسط/29 أيار/2020

وجّه قائد «الحرس الثوري» الإيراني حسين سلامي، أمس، تحذيراً إلى قوات البحرية الأميركية الموجودة في مياه الخليج العربي من «استراتيجية دفاعية وتكتيك هجومي»، وذلك عقب إعلانه التزود بـ112 قطعة بحرية قتالية، مزودة بأنظمة صاروخية. وأفادت وكالات إيرانية بأنّ «القوة البحرية التابعة لـ(الحرس الثوري) ضاعفت من قدراتها الهجومية إضافة إلى قدارتها الدفاعية، بعدما تزودت بزوارق متطورة من نوع (عاشوراء) ومراكب خفر (ذو الفقار) وغواصات (طارق)». وحسب وكالات «الحرس الثوري»، فإن مراكب «ذوالفقار» قادرة على حمل الصواريخ المضادة للسفن. ونسبت وكالة الصحافة الفرنسية إلى قائد القوة البحرية في «الحرس الثوري»، علي رضا تنغسيري، قوله خلال مراسم نظمت في جنوب البلاد: «نعلن اليوم أننا بالمرصاد للأميركيين حيثما وجدوا، وسيشعرون أكثر بحضورنا قريباً». وكادت إيران والولايات المتحدة تصلان إلى مواجهة مباشرة في يناير (كانون الثاني) 2020 بعدما أمر الرئيس الأميركي دونالد ترمب بضربة جوية قضت على العقل المدبر لعمليات «الحرس الثوري» خارج الحدود الإيرانية، قاسم سليماني. ويعود آخر تصعيد بينهما إلى شهر أبريل (نيسان) الماضي بعدما اتهمت الولايات المتحدة «الحرس الثوري» بمضايقة سفنها في الخليج. بدوره، أعلن اللواء حسين سلامي، القائد العام لهذه القوة الإيرانية، أنّ «التقدّم وسط البقاء في موقف الدفاع يمثّل طبيعة عملنا». وأضاف أنّ ذلك «لا يعني أن نبقى مكتوفي الأيدي أمام العدو»، لافتاً إلى أنّ إيران «لن تنحني أمام أي خصم». وأوضح سلامي أنّ بحرية «الحرس الثوري» تلقت تعليمات بزيادة القدرات الهجومية البحرية لإيران حتى تتمكن البلاد من الدفاع بالشكل الملائم عن «سلامة أراضيها ووحدتها، وحماية مصالحها في البحر، وملاحقة العدو وتدميره». وتزداد حدّة التوترات بين طهران وواشنطن منذ الانسحاب الأميركي في مايو (أيار) 2018 من الاتفاق النووي بهدف تعديل سلوك إيران في الملفين الإقليمي والصاروخي. وفي مايو (أيار) 2019 بدأت طهران التخلي تدريجياً عن التزامات تقع على عاتقها بموجب الاتفاق وكانت تهدف إلى الحد من برنامجها النووي، واتهمت بقية الأطراف الموقعة على الاتفاق (فرنسا، وألمانيا، وبريطانيا، روسيا، والصين)، خصوصاً الأوروبيين، بالتقاعس وانتهاك التزاماتها عبر عدم مساعدتها إيران في الالتفاف على العقوبات الأميركية.

 

توبيخ وزيرة إسرائيلية تطاولت على غانتس

«المحكمة العليا في إسرائيل»: ترؤس متهم للحكومة غير أخلاقي... ولن نتدخل

تل أبيب/الشرق الأوسط/29 أيار/2020

شهدت حكومة بنيامين نتنياهو، أولى أزماتها الداخلية، أمس، عندما أدلت وزيرة المواصلات المعروفة بقربها من نتنياهو، ميري ريجف، بتصريحات إلى «يديعوت أحرونوت»، شككت فيها بقدرة رئيس حزب «كحول لفان»، بيني غانتس، على تولي منصب رئيس حكومة، كما ورد في الاتفاق الائتلافي للحكومة. وقالت: «أعتقد أن بيني غانتس، ليس ناضجا لأن يكون رئيس حكومة، ولكن دعونا نرى ماذا سيحدث في السنة ونصف السنة هذه، وما إذا كان سيتعلم من الشخص الأفضل (أي نتنياهو) ويصل ناضجا إلى المنصب». وقد اعتبر هذا التصريح برهانا على أن الليكود لا ينوي الاستمرار في الائتلاف ويتجه للذهاب إلى انتخابات مبكرة. وأكد مراقبون أن ريجف لا يمكنها أن تجرؤ على تصريح كهذا لولا أنها مسنودة من نتنياهو، خصوصا أنها حسب الاتفاق سوف تصبح وزيرة خارجية في حال نفذ اتفاق التناوب وأصبح غانتس رئيسا للحكومة.وعلى إثر نشر هذه التصريحات، قطع غانتس اجتماعا له مع نتنياهو، بشكل احتجاجي، وطالب بأن تعتذر ريجف علنا. فقال له نتنياهو إن أقوالها ليست مقبولة. ثم اتصل بها ووبخها. وصدر بيان موقع من «قادة الليكود» أدانوا فيه تصريحاتها، وقالوا إن «الحملة الانتخابية انتهت وهذا وقت الوحدة. وحان الوقت لوقف التهجمات الشخصية من أي طرف. والانتخابات من ورائنا والمهمات المشتركة من أمامنا، وعلينا شبك الأيدي من أجل مواطني إسرائيل». في شأن آخر، وبعد شهر من انتهاء المداولات، نشر قضاة المحكمة العليا في إسرائيل التفسير القانوني لقرارهم السماح لرئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، بتشكيل حكومة وترؤسها، رغم وجود لائحة اتهام ضده. فقالوا إن هذه حالة غريبة ومستهجنة وتعتبر مشكلة أخلاقية كبيرة. ولكن، ما دامت أكثرية المواطنين تريده رئيس حكومة وتمنحه الأصوات، فإن المحكمة ترفض التدخل في إرادة الناخبين. وقال القاضي ميني مزوز، إن «وجود متهم بقضايا فساد خطيرة، كما هو حال نتنياهو، يعتبر فشلا أخلاقيا ضخما يعكس عمق الأزمة الاجتماعية التي يعيشها المجتمع والجهاز الحزبي الإسرائيلي. لكن المحكمة ليست العنوان ولا تستطيع أن تكون بديلا عن الجمهور». وأما القاضي يتسحاق عميت، فاختار اللجوء إلى مقارنة ساخرة فقال: «من يتهم بلائحة اتهام كهذه، لا يستطيع، حسب القانون والمنطق الأخلاقي، أن يكون وزيرا أو رئيس بلدية، ولا أن يكون رئيس دائرة المياه في مجلس محلي أو موظفا يقرأ عدادات المياه في البيوت. ولكن عندنا يستطيع أن يكون رئيس حكومة». وقد أثارت هذه المقولات غضب حزب الليكود، فأصدر بيانا قال فيه: «من يريد تغيير أو استبدال رئيس الحكومة فليذهب لمواجهته في صناديق الاقتراع». وقال نتنياهو نفسه، إن أفضل رد على هذه المقولات هو أنه «في عام 2015 قبل أن يكون هناك أي تحقيق معي في الشرطة، حصلنا في الليكود على 980 ألف صوت. والآن بعد خمس سنوات وبعد تحقيقات ليس لها نهاية وسيل من التسريبات والمحاكمات الميدانية للوائح شبهات ولوائح اتهام أثناء جولة انتخابات، حصلنا على مليون و350 ألف صوت، وهي زيادة تبلغ 40 في المائة. يوجد هنا تجديد للثقة بي وإظهار عدم ثقة واضح بجهاز المحققين والمدعين العامين. هذا بالطبع مقلق جدا لمن يسيطرون على قنوات الإعلام».

 

الأردن يؤكد لبومبيو رفضه خطة إسرائيل ضم أجزاء من الضفة الغربية المحتلة

عمان/الشرق الأوسط/29 أيار/2020

أكد وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي لنظيره الأميركي مايك بومبيو أمس (الخميس) رفض المملكة لضم إسرائيل أراضي في الضفة الغربية المحتلة سيؤدي إلى «تقويض فرص السلام»، داعياً إلى «إطلاق مفاوضات مباشرة وجادة» لإنهاء النزاع بين الدولة العبرية والفلسطينيين، حسب بيان رسمي. وقال البيان الصادر عن وزارة الخارجية الأردنية في البيان إن الصفدي وبومبيو بحثا خلال اتصال هاتفي مساء أمس (الخميس) «المستجدات المرتبطة بالعملية السلمية»، وفقاً لما نقلته «وكالة الصحافة الفرنسية». وأكد الصفدي «موقف المملكة الرافض لأي ضمّ لأراض فلسطينية باعتباره تقويضاً لفرص السلام»، ودعا إلى «إطلاق مفاوضات مباشرة وجادة لحل الصراع (بين إسرائيل والفلسطينيين) على أساس حل الدولتين سبيلاً وحيداً لتحقيق السلام العادل والشامل»، حسب البيان. وأكد الصفدي أن «السلام العادل والشامل هو خيار استراتيجي عربي سيظل الأردن يعمل على تحقيقه». وتخطط إسرائيل لضم أكثر من 130 مستوطنة يهودية في الضفة الغربية المحتلة وغور الأردن الذي يمتد بين بحيرة طبريا والبحر الميت. ويعيش في مستوطنات الضفة الغربية التي يعتبرها الفلسطينيون والجزء الأكبر من الأسرة الدولية، أكثر من 600 ألف إسرائيلي. ويحذر الأردن من أن ضم إسرائيل أراضي فلسطينية سيقتل فرص السلام وستكون له تبعات كارثية. وهدد رئيس وزراء الأردن عمر الرزاز الأسبوع الماضي بإعادة النظر في العلاقة مع إسرائيل، في حال مضت قدماً بخطتها. وقال: «لن نقبل بالإجراءات الإسرائيلية الأحادية لضم أراضٍ فلسطينية وسنكون مضطرين لإعادة النظر بالعلاقة مع إسرائيل بكافة أبعادها».

من جهته، حذر العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني في مقابلة مع مجلة «دير شبيغل» الألمانية منتصف الشهر الحالي، من أن ضم إسرائيل أجزاء من الضفة الغربية المحتلة سيؤدي إلى «صدام كبير» مع الأردن. ويشير خبراء إلى أن هذه الخطوة قد تدفع الأردن إلى التراجع عن اتفاقية السلام التي وقّعها مع إسرائيل عام 1994.

 

الصين تقر قانون «الأمن القومي» لهونغ كونغ رغم التحذيرات بعد إعلان أميركا أن المستعمرة السابقة لم تعد تتمتع بالحكم الذاتي

الشرق الأوسط/29 أيار/2020

أقرت الهيئة التشريعية الصينية صباح أمس (الخميس) بحضور الرئيس الصيني شي جينبينغ، قانون الأمن القومي لهونغ كونغ متجاهلة التحذيرات الغربية وأبرزها قرار وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو اعتبار أن هونغ كونغ {لم تعد مستقلة عن الصين}.

وبتمرير القانون ستطلب الصين من حكومة هونغ كونغ تطبيق الإجراءات التي يقرها القادة الصينيون، ويتوقع النشطاء أن تطبيق القانون سيؤدي إلى تقويض الحريات المدنية، وقمع النشاط السياسي والمظاهرات، وسيؤدي إلى اعتقالات واسعة النطاق بتهم سياسية زائفة وإطلاق العنان لأجهزة الأمن الصينية، كما يقوض سريان القانون من وضع هونغ كونغ كواحدة من أفضل الأماكن لممارسة الأعمال التجارية، ويهدد بخروج جزء كبير من رأس المال المستثمر في أسواق هونغ كونغ وتقليص القدرة على جذب الاستثمارات الأجنبية.

وتوقع المحللون، أن يؤدي إقرار القانون إلى قيام الصين بفرض سيطرة أكبر على هونغ كونغ بما يثير الاحتجاجات ويفتح الطريق أمام الرئيس الأميركي لاتخاذ خطوات، منها فرض عقوبات على الأفراد المتورطين في قمع الحريات المدنية، ومنها إلغاء الترتيبات التجارية الخاصة وفرض قيود تجارية على الصادرات من هونغ كونغ مماثلة لتلك المفروضة على السلع من الصين.

وقال رئيس الوزراء الصيني كه لي شيانغ أمس، إنه ينبغي على الصين والولايات المتحدة أن تحترم كل منهما المصالح الأساسية للأخرى، وأن تسعيا لحل خلافاتهما. وقال لي في مؤتمره الصحافي السنوي بعد ختام الدورة السنوية للبرلمان الصيني «أعتقد أن على كلا البلدين احترام الآخر وتطوير علاقة على أساس المساواة واحترام المصالح الأساسية لأحدهما الآخر والتصدي لمصادر القلق الرئيسية والتمسك بالتعاون». وتعد هونغ كونغ أكبر شريك تجاري للولايات المتحدة وتحتل المرتبة الـ21 وفقاً لتقييم عام 2018 وتتمتع الولايات المتحدة بفائض تجاري مع هونغ كونغ بقيمة 31.1 مليار دولار، كما تعد هونغ كونغ موطناً إقليمياً لما يقرب من 300 شركة أميركية و434 شركة دولية ومتعددة الجنسيات. وأبلغت إدارة الرئيس ترمب الكونغرس صباح الأربعاء، أن هونغ كونغ ليست مستقلة عن الصين، وبالتالي يقوم الكونغرس بناءً على هذا الإعلان بتقييمات لاتخاذ خطوة حاسمة في حسم ما إذا كانت هونغ كونغ تتلقي معاملة اقتصادية وتجارية تفضيلية. وقال وزير الخارجية مايك بومبيو في بيان مساء الأربعاء «لا يمكن لأي شخص عاقل أن يؤكد اليوم أن هونغ كونغ تحتفظ بدرجة عالية من الحكم الذاتي عن الصين بالنظر إلى الحقائق على الأرض». وأضاف «هذا القرار لا يسعدني، لكن صناعة القرار السليم يتطلب الاعتراف بالواقع وفي حين كانت الولايات المتحدة تأمل في أن توفر هونغ كونغ الحرة والمزدهرة نموذجاً للصين الاستبدادية فمن الواضح الآن أن الصين تعد نموذجاً لهونغ كونغ».

ويعد إعلان بومبيو قراراً تاريخياً، ومن المرجح أن يؤدي إلى تصعيد العلاقات الأميركية - الصينية المتوترة بالفعل على خلفية الاتهامات المتبادلة بين واشنطن وبكين حول منشأ فيروس كورنا وكيفية تفشيه.

وقال مايكل فوكس، نائب مساعد وزير الخارجية السابق لشؤون شرق آسيا والمحيط الهادي في إدارة أوباما، عبر حسابه على «تويتر»، «إن هذه القرار سيكون له تداعيات ضخمة». وأشار إلى أن السؤال الآن ما إذا كانت الولايات المتحدة ستفرض عقوبات أو تلغي بعض الترتيبات التجارية مع هونغ كونغ التي يمكن أن تحدث تغييراً جذرياً في العلاقات الأميركية - الصينية ومستقبل هونغ كونغ والنظام الاقتصادي العالمي. وكانت هونغ كونغ قد أعيدت إلى الصين من السيطرة البريطانية كإقليم شبه مستقل في عام 1997 بشرط أن تحتفظ الصين بإطار عمل «دولة واحدة ونظامان» بما يضمن الحريات. وقال مسؤولون بالبيت الأبيض، إن قانون الأمن القومي الذي مررته بكين أمس قد يؤدي إلى فرض عقوبات أميركية بموجب قانون هونغ كونغ لحقوق الإنسان والديمقراطية الذي وقع عليه ترمب العام الماضي. وأشار ديفيد ستلويل، مساعد وزير الخارجية لشون شرق آسيا والمحيط الهادي، خلال مؤتمر تليفوني مع الصحافيين مساء الأربعاء إلى سلوكيات الصين الاستبدادية وعدم احترامها للإعلان المشترك مع بريطانيا عام 1997 الذي أعطي لهونغ كونغ الاستقلال عن الصين. ولم يحدد مساعد وزير الخارجية الخيارات التي تفكر فيها واشنطن تجاه الصين، وقال «الرئيس سيحدد الخطوات التي ستتخذها حكومة الولايات المتحدة لتقوم الصين بتغيير سلوكها، وقد يكون هناك عقوبات على منح التأشيرات على كبار المسؤولين الصينين على النحو المحدد في قانون سياسة هونغ كونغ وقانون حقوق الإنسان والديمقراطية، ومن الواضح أنه سيكون هناك عقوبات اقتصادية وأشياء أخرى يمكننا القيام بها». وأضاف ستلويل «جمهورية الصين الشعبية في حاجة إلى الشعور بالألم من ناحية عقوبات التأشيرة على كبار المسؤولين، لكن سنكون دقيقين للغاية ونحاول تشجيع الناشطين على البقاء ولا تعاقب الشركات الأميركية العاملة في هونغ كونغ».

وحذرت الصين مرة أخرى أنها ستنتقم من الولايات المتحدة إذا اتخذت واشنطن إجراءات بشأن هونغ كونغ، وأصدر المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية تشاو ليجان تحذيراً الأربعاء قائلاً، إن خطط بكين لتقنين قانون جديد للأمن القومي لهونغ كونغ هو شأن داخلي صيني بحت، ونحن لا تقبل أي تدخل خارجي. وأضاف «فيما يتعلق بالتدخل الأجنبي الخاطئ في شؤون هونغ كونغ فإننا سنتخذ الإجراءات اللازمة للرد، وإذا كان هناك أي شخص عازم على الإضرار بمصالح الصين فسوف يتعين على الصين اتخاذ جميع التدابير اللازمة للرد». ولم يتضح على الفور التأثيرات المتوقعة على الاتفاق التجاري المعلق بين الولايات المتحدة والصين الذي تم التوقيع على المرحلة الأولى منه قبل خمسة أشهر. في حين أصدر مجلس العلاقات الخارجية، وهو مركز أبحاث مقره واشنطن، تقريراً الأسبوع الماضي حذر فيه من خطر اشتعال مواجهة عسكرية في بحر الصين الجنوبي بين الولايات المتحدة والصين، وقال إن التوترات قد ترتفع بشكل كبير خلال الثمانية عشر شهراً المقبلة، خاصة إذا استمرت العلاقات في التدهور نتيجة الاحتكاكات التجارية المستمرة والتهم الموجهة ضد الصين فيما يتعلق بوباء كورونا.

 

نتنياهو: الدولة الفلسطينية لن تكون دولة ولا مستقلة والجيش الإسرائيلي يدير سيناريو حرب لما بعد «الضم»

تل أبيب: نظير مجلي/الشرق الأوسط/29 أيار/2020

في الوقت الذي يوضح فيه رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، أن خطة الرئيس الأميركي دونالد ترمب لتسوية الصراع لن تؤدي إلى قيام دولة فلسطينية مستقلة، وأن هذه الدولة لن تكون دولة «عملياً»، استخف بالرفض العربي والفلسطيني لمشروع ضم مناطق في الضفة الغربية، بالقول لمن يحذرون من انفجار صدامات: «لن يحدث شيء»، بينما أعلنت القيادة العسكرية أنها ستجري سيناريو حربياً (أو باللغة العسكرية: «لعبة حرب») حول الأحداث التي ستعقب قراراً إسرائيلياً بالضم. وقالت مصادر عسكرية إنه على الرغم من أن نتنياهو وكذلك وزير الدفاع ورئيس الحكومة البديل، بيني غانتس، لم يشركا قيادة الجيش حتى الآن في مسارات اتخاذ القرارات حول الضم، فإنها قررت التعاطي مع هذا السيناريو «كونه يتعلق بأمور ذات آثار استراتيجية دراماتيكية». وأضافت المصادر أن الجيش بدأ الإعداد لسيناريو قرار الضم منذ ثلاثة شهور، وأن رئيس أركان الجيش، أفيف كوخافي، أصدر تعليمات لجميع الوحدات المعنية في الجيش بالاستعداد لمواجهة تبعات ضم الأراضي على صعيد التطبيق العملي، وكذلك على الصعيدين القضائي والمدني. وتقرر أن يجري قادة هذه الوحدات في رئاسة الأركان، بعد غد الاثنين: «لعبة حرب»، بمشاركة الشرطة وحرس الحدود وجهاز الأمن العام (الشاباك)، لغرض الاستعداد لكل الاحتمالات والسيناريوهات.

وحسب مصدر في رئاسة الأركان، سيعرض الجيش على القيادة السياسية نتائج دراسته لإطلاعها على أثمان قرار الضم، وكيف سيواجه الجيش هذا التحدي ويوفر للناس الأمن اللازم. ومع ذلك فإن الجيش يعتبر هذه اللعبة ناقصة؛ لأنه «ليس واضحاً بعد ماذا سيحتوي قرار الضم وما هو حجمه، وإن كان سيشمل غور الأردن فقط، أو مزيداً من الكتل الاستيطانية، وهل سيكون بمثابة ضم جغرافي أو فرض القانون الإسرائيلي. ولكنه سيحاول فحص رد فعل الشارع الفلسطيني، الذي يبدي حتى الآن عدم اكتراث مبهم».

ولفت المصدر إلى أن الجيش سيفحص إن كان هذا الهدوء مخططاً، أم أنه هدوء ما قبل العاصفة. وما هو دور السلطة الفلسطينية وكيف سيتطور من الآن فصاعداً. هل سيمضي الرئيس محمود عباس قدماً في التصعيد؟ وكيف سيكون رد حركتي «حماس» و«الجهاد الإسلامي»، في الضفة الغربية أو في قطاع غزة؟

من جهته، خرج رئيس الوزراء، نتنياهو، بتصريحات حاول فيها تهدئة حلفائه المستوطنين، المختلفين فيما بينهم حول خطة ترمب. فهناك تيار قوي يعتبرها «مصيدة» هدفها تمرير مخطط إقامة دولة فلسطينية، ولذلك يعارضون الخطة من أساسها. وهناك تيار يرى أن «الدولة الفلسطينية ستقوم حتماً في المستقبل، فدعونا ننتهز الفرصة اليوم ونقيمها وفق شروطنا نحن، بدعم من الإدارة الصديقة في البيت الأبيض». وفي مقابلة مع صحيفة «يسرائيل هيوم» اليمينية، وافق نتنياهو على التعبير القائل إن «خطة (صفقة القرن) تنطوي على فرصة تاريخية لتغيير الاتجاه التاريخي»؛ لكنه قال أيضاً إن «هذه الدولة لن تقوم في القريب، بسبب الرفض الفلسطيني، وإن قامت فلن تكون دولة حقيقية، وإن هذه الدولة لن تكون مستقلة». وقال نتنياهو إنه لا يعتقد أن المبادرة الأميركية ستكون نهاية للعملية السياسية «فهنالك طريق طويل ما زال أمامنا». وسخر من حلفائه الذين يتهمونه بالتراجع عن الضم، بقوله: «للمرة الأولى منذ قيام إسرائيل، نجحت، أنا وليس هم، في الحصول على اعتراف أميركي، أولاً بضم هضبة الجولان ثم بضم للقدس، والآن سيأتي اعتراف أميركي بضم أراضي الوطن في يهودا والسامرة (الضفة الغربية). هذه قرارات ترمب، ومن تحدث معه هو أنا، وليس أي شخص آخر».

وهنا يذكره الصحافي بأن «الضم هو جزء من رزمة تتضمن أيضاً إقامة دولة فلسطينية». فيجيب نتنياهو: «داخل هذه الرزمة توجد فرصة تاريخية لتغيير وجه التاريخ الذي كان أحادي الاتجاه. كل الخطط السياسية التي عرضت علينا في السابق شملت تنازلات عن مناطق في أرض إسرائيل، عودة إلى خطوط 1967 وتقسيم القدس وإدخال لاجئين. هنا يوجد شيء معاكس. ليس مطلوباً منا التنازل؛ بل المطلوب من الفلسطينيين التنازل. ولن ننتظر حتى يأتوا إلى المفاوضات. نحن سنكمل مسيرة الضم. ولكي يصبحوا شركاء في المفاوضات، سيكون عليهم أولاً تطبيق عشرة شروط صعبة، منها القبول بالسيادة الإسرائيلية على المنطقة الغربية لنهر الأردن، والموافقة على إبقاء القدس مدينة موحدة، وعدم دخول أي لاجئ لإسرائيل، وعدم إزالة أي مستوطنة، وقبول سيادة إسرائيلية على مناطق واسعة في يهودا والسامرة، وغير ذلك. ويجب عليهم الاعتراف بأننا (السيد أمن) في كل المنطقة. فإذا وافقوا على كل ذلك، عندها يكون لهم كيان خاص (يعتبره ترمب دولة). هناك من سيقول، بحسب سياسي أميركي: (لكن، يا بيبي، هذه لن تكون دولة)». وأوضح نتنياهو أيضاً أن آلاف الفلسطينيين الذين يعيشون في غور الأردن سيبقون في جيوب فلسطينية، ولن تفرض السيادة الإسرائيلية عليهم؛ لكنهم سيكونون خاضعين للمسؤولية الأمنية الإسرائيلية. ورفض تصريحات عدد من حلفائه في قيادة «كحول لفان» شككوا فيها بخروج قرار الضم إلى حيز التنفيذ، وقال: «سننفذ وسيؤيدنا حلفاؤنا في (كحول لفان) في هذا الضم». وسئل نتنياهو عن إيران، فقال، إن مشروعها للتسلح النووي هو إرهاب نووي بكل ما تعنيه الكلمة. وأضاف: «في موضوع الأمن العسكري ضد الإرهاب النووي، هذا يقتضي عملاً أمنياً وسياسياً واستخباراتياً، مثل العمليات التي أمرت بها، بما في ذلك الغارة على الأرشيف النووي الإيراني». وسئل: «هناك تقديرات تقول إن الإيرانيين في وضع صعب جداً. وإذا تم انتخاب ترمب لولاية ثانية فسيذهب نحو اتفاق محسَّن، والإيرانيون دون مناص سيذهبون معه. ماذا تعتقد بشأن إمكانية اتفاق نووي آخر؟». فأجاب: «نحن نحافظ على ألا يتمكن الإيرانيون من التزود بالسلاح النووي. أنا أقدر موقف الولايات المتحدة، ولكن إسرائيل يجب أن تكون قادرة على الدفاع عن نفسها بنفسها. مع كل تقديري لصداقة الولايات المتحدة والخطوات المهمة للرئيس ترمب، فإنني ألتزم بألا تحصل إيران على السلاح النووي. إذا تم اتباع الـ12 نقطة التي نشرها وزير الخارجية الأميركي كشروط للتفاوض، فإن الأمر لا يجب أن يقلق إسرائيل. أنا أشك في أن الإيرانيين سيكونون مستعدين لقبول هذا على أقل تقدير».

 

السلطة الفلسطينية تبقي الباب مفتوحاً لمبادرة توقف «الضم» و«الجنائية الدولية» تستوضحها حول تحلّلها من الاتفاقات

رام الله: كفاح زبون/الشرق الأوسط/29 أيار/2020

قال مسؤولون فلسطينيون إن السلطة أبقت الباب مفتوحاً من أجل مبادرة تنقذ العملية السلمية، وذلك على الرغم من قرار الرئيس الفلسطيني محمود عباس التحلل من كل الاتفاقات مع إسرائيل. وأكد رئيس الوزراء الفلسطيني محمد أشتية، خلال لقائه عدداً من أعضاء البرلمان الأوروبي، عبر «الفيديو كونفرنس»: «أبقينا الباب مفتوحاً لأي مبادرة جادة تهدف إلى إعادة إحياء عملية السلام، برعاية دولية متعددة الأطراف، تقودها الرباعية الدولية، كون نجاح عملية السلام مرتبطاً بوجود وسيط نزيه، ومبادئ واضحة متفق عليها، وشريك جدي، وإطار زمني محدد». وأضاف: «إسرائيل خرقت وانتهكت كافة الاتفاقيات الموقعة معها، وليس بوسعنا الآن الاستمرار في الالتزام بهذه الاتفاقيات من جانب واحد». وتجري السلطة في هذا الوقت اتصالات حثيثة مع كل دول العالم، في محاولة لحشد موقف يمكن أن يمنع إسرائيل من تنفيذ مخطط ضم أجزاء من الضفة الغربية، وهو المخطط الذي يهدد مستقبل السلطة والعملية السياسية برمتها.

وقال زير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي، إن السلطة الفلسطينية تعمل بشكل حثيث على حشد أكبر دعم ممكن لموقفها المضاد لخطة الضم الإسرائيلية، مضيفاً: «لدينا هامش للمناورة حتى الأول من يوليو (تموز) المقبل، وهو الموعد الرسمي الذي حُدد للإعلان عن الضم».

وتأمل السلطة في تجنب مواجهة سيناريو الضم، وهو مخطط ستكون مضطرة معه لترجمة قراراتها بشكل فعلي أوضح على الأرض، ما سيعني إمكانية انهيار السلطة الفلسطينية. وقامت السلطة الفلسطينية بفعل اتفاق أوسلو وملحقاته، بينما تتحكم إسرائيل في كل مفاصل حياة الفلسطينيين.

وعقدت اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، الأربعاء، اجتماعاً أكدت فيه أنها في حِل من جميع الاتفاقيات والتفاهمات مع كل من دولة إسرائيل والولايات المتحدة الأميركية، بالعودة إلى قرارات المجلس الوطني الفلسطيني في دورته الأخيرة، وقرارات المجالس المركزية للمنظمة واللجنة التنفيذية، ووضع الآليات المناسبة لتطبيق تلك القرارات، المتعلقة بإعادة بناء العلاقة مع إسرائيل، على أساس العلاقة بين دولتين: فلسطين وإسرائيل، والاعتراف المتبادل بينهما، بما يتطلبه ذلك من خطوات فك ارتباط على جميع المستويات السياسية والإدارية والأمنية والاقتصادية، والبدء في الخطوات العملية لتجسيد سيادة الدولة الفلسطينية على الأراضي الفلسطينية المحتلة، وفقاً لقرار الأمم المتحدة رقم (19/ 67) ونالت عضوية كل المؤسسات الإقليمية والدولية الممثلة للشعب الفلسطيني ولدولته الوطنية. لكنها أيضاً دعت لعقد مؤتمر دولي للسلام كامل الصلاحيات، برعاية «الرباعية الدولية»، بما في ذلك الأعضاء الدائمون في مجلس الأمن. وحتى الآن أوقفت السلطة التنسيق الأمني مع إسرائيل؛ لكنها لم تعالج مسائل من قبيل سحب الاعتراف بإسرائيل، وتحويل السلطة إلى دولة، ووقف التنسيق المدني، وكيفية معالجة مسائل الاقتصاد، وقضايا أخرى قانونية. وتلقت السلطة من محكمة الجنايات الدولية في لاهاي، طلباً من أجل توضيحات ومعلومات إضافية، تتعلق بتصريحات الرئيس الفلسطيني عباس حول إنهاء الاتفاقيات مع إسرائيل. ويأتي هذا الطلب قبل فتح ملف تحقيق حول ما ينسب لإسرائيل وحركة «حماس» من «جرائم حرب» في المناطق الفلسطينية. ويسعى قضاة محكمة الجنايات الدولية في لاهاي إلى استيضاح مصير الاتفاقيات، في ظل أن إسرائيل تستند في ردها إلى اتفاقيات أوسلو التي تثبت أن السلطة الفلسطينية، لا تمثل «دولة»، ولهذا فلا يمكنها أن تكون عضواً في معاهدة روما التي انبثقت عنها محكمة الجنايات الدولية، وهو ما يبطل كافة هذه الإجراءات.

ويجبر الرد الفلسطيني -إذا ما أكد إنهاء الاتفاقات- إسرائيل على صياغة موقف آخر، كما يجبر المدعية العامة في الجنائية الدولية، فاتو بنسودة، هي الأخرى، على إجراء تعديل على ادعاءاتها المبنية على اتفاقيات أوسلو. وكانت إسرائيل قد أرسلت من خلال المستشار القضائي للحكومة مندلبليت، في خطاب إلى الجنائية الدولية في لاهاي، نهاية عام 2019 «أن الاتفاقيات القائمة بين الإسرائيليين والفلسطينيين توضح الشأن القضائي والفعلي. الفلسطينيون غير مخولين بالقضاء الجنائي في منطقة (C) الخاضعة أمنياً وإدارياً لإسرائيل، وكذلك الأمر بخصوص القدس وحيال المواطنين الإسرائيليين. من هنا فلا يحق للفلسطينيين اعتماد صلاحية قضائية كهذه». وأضاف مندلبليت: «إن هذا مبدأ أساسي في القضاء: لا يحق لشخص أو لكيان نقل ما لا يملك إلى جهة أخرى. ولهذا ينبغي إلغاء الادعاء غير المقبول بأن ينقل الفلسطينيون أحقية المقاضاة الجنائية لمواطنين إسرائيليين إلى المحكمة الدولية، وهم في الأصل لا يملكون مثل هذا الحق، وفقاً لما ورد في الاتفاقيات المبرمة بين الجانبين». من جهته، أكد رئيس الإدارة العامة للأمم المتحدة ومنظماتها المتخصصة وحقوق الإنسان، في وزارة الخارجية والمغتربين في حكومة رام الله، عمر عوض الله، أن الولاية القانونية للمحكمة الجنائية الدولية في فلسطين، لن تتغير بعد إعلان الرئيس أن منظمة التحرير ودولة فلسطين أصبحتا في حل من جميع الاتفاقيات مع الحكومتين الإسرائيلية والأميركية. وأوضح في تصريح، أمس، أن «المحكمة ستتحمل مسؤولياتها بصفتها جهة اختصاص في الجرائم الواقعة في فلسطين، وأن الإعلان لن يؤثر على مكانة فلسطين على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وما لحقها من اعتراف دول العالم بها، وتغيير مكانتها إلى عضو مراقب في الأمم المتحدة عام 2012». وأكد أنه بموجب اتفاقية فيينا لقانون المعاهدات، يحق للشخصيات القانونية الدولية أن تتحلل من الاتفاقيات أو أن توقف العمل بها. ولفت عوض الله إلى أن الرد الفلسطيني على طلب المحكمة سيكون في موعد أقصاه العاشر من يونيو (حزيران) المقبل، بناء على إجراءات المحكمة، وأنه سيكون استناداً وتأكيداً على ما جاء في خطاب الرئيس.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

لاسا وسياسات القضم الشيعية والجمهورية اللبنانية والفصل السابع

شارل الياس شرتوني/29 أيار/2020

*بعد ما وصلت البلاد اليه من تسيب قيمي وسياسي لا حد له، لا بديل عن وضع لبنان تحت ولاية الفصل السابع من شرعة الامم المتحدة للحؤول دون تمدد النيران الاقليمية الى ما تبقى من هذه الجمهورية التي لا قدر لها، واعادة ترميم مؤسساتها المتداعية.

http://eliasbejjaninews.com/archives/86739/%d8%b4%d8%a7%d8%b1%d9%84-%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%b4%d8%b1%d8%aa%d9%88%d9%86%d9%8a-%d9%84%d8%a7%d8%b3%d8%a7-%d9%88%d8%b3%d9%8a%d8%a7%d8%b3%d8%a7%d8%aa-%d8%a7%d9%84%d9%82%d8%b6%d9%85-%d8%a7/

يبدو ان سياسات القضم الشيعية والهمجية القبلية التي تلازمها لا تعرف حدودا ولن تعرف حدودا، والاطرف من كل ذلك اتهام الاخرين بتقسيم البلاد واقامة الحكم الذاتي حسب التعريف الذي تعطيه هذه الجماعات.

لقد مضى اكثر من ثلاثة عقود على خروج سياسات السيطرة الشيعية عن حدودها التي لم تترك منحى الا واتخذته:

تدمير مفهوم الديموقراطية التوافقية وتحويل رئاسة ما يسمى بمجلس النواب الى اوتوقراطية مدى الحياة الغت مبدأ فصل السلطات؛

اعتماد مبدأ الاستثناء السيادي الذي محض حزب الله وضعية خارجة عن الاعتبارات السيادية ولاغية لها؛ تحويل الكيان الاداري للدولة اللبنانية الى رافد للسياسات الريعية والحيازية لمراكز القوى الشيعية؛

تطويع السياسة الخارجية للدولة لاملاءات سياسات النفوذ الايرانية واولوياتها المتحركة؛

تحويل المصرف المركزي الى مفاعل لتمويل السياسات الريعية والزبائنية بالتكافل مع الاوليغارشيات المالية-السياسية، ومصادرة مداخيل الدولة الجمركية برا وبحرا وجوا؛

ادخال البلاد في ديناميكيات نزاعية مفتوحة على الدواخل السورية والفلسطينية والعراقية واليمنية وباتجاه اسرائيل؛

السعي الحثيث لتغيير المعادلات الديموغرافية والعقارية في الجنوب والبقاع وجبل لبنان؛

الارهاب المتدرج بين الاغتيال وارهاب الرعاع والسطو، والارهاب الايديولوجي، وتحويل النظام المصرفي في لبنان بالتكافل مع اقطابه الى مركز لتبييض اموال الجريمة المنظمة والاقتصاد المنحرف؛

تطويع القضاء والاجهزة الامنية والجيش في خدمة سياسة السطو التدرجية على البلاد؛ ووضع اليد على الجامعة اللبنانية من خلال سياسة التفرغ، وتثبيت شبكات النفوذ، والتصرف بالمجمعات الجامعية الواقعة ضمن نطاقات نفوذها…،.

السؤال المطروح بعد هذه المقاربة الاستعادية السريعة، ماذا بقي من الجمهورية الصورية التي تأسست مع حكم الطائف، الذي تبلورت معه المعادلات الناشئة التي قضت بشكل منهجي على كل المرتكزات السيادية والميثاقية والدستورية والمدنية لدولة القانون التي طبعت اداء الجمهورية الاولى، على الرغم من اوضاع اللاستقرار المديدة، وتصادم الزمنيات الاجتماعية الملتئمة داخل الحيز الوطني الناشىء، واختلاف المنابت في الثقافة السياسية ومرجعياتها القيمية.

لقد تبددت القيم المدنية وولاءاتها الجامعة لحساب ولاءات عشائرية واولية منتظمة حول مصطلحات الاسلام كدين سياسي منطلق اساسا من مدوناتها المعيوشة ومدغم باطلاقية التوحيد واسقاطاته السياسية.

لقد خرجنا كليا عن مقولات الحداثة السياسية بحيثياتها القيمية والقانونية والسياسية الى منطق ارادات النفوذ المتنازعة، والمبنية على تسويغات شرعية قبلية المصدر تضفي عليها سبغة العصمة والحدود غير القابلة للنقاش.

لا اعرف سبيلا للخروج عن هذه الافق المسدودة سوى العودة الى منطق الحداثة السياسية وتعدديتها القيمية، لئلا نقع مجددا في دوامة الصراعات المفتوحة والمتأهبة على غير محور، في منطقة فقدت ما تبقى من نقاط الارتكاز المعنوي الجامعة حول مشروع سياسي وانمائي يخرجها من فراغاتها المتنامية ومن اوهام الاسلام السياسي القاتلة.

نحن امام استراتيجية سيطرة شيعية غير مواربة عبر عنها نبيه بري واحمد قبلان وامام بلدة لاسا كل من موقعه، فكفى استغباء للبنانيين الاخرين واللجوء الى توريات مضحكة تستعمل المفردات الديموقراطية المفرغة من مضامينها (تعديل الدستور، نظام المجلسين، الاصلاح…)، والتستر وراء حكومة صورية تلعب على وقت ضائع، وتحاور صندوق النقد الدولي على قاعدة فراغات قانونية ومؤسسية بينة لا تؤهل لاي عمل اصلاحي جدير بهذه التسمية.

ان وقاحة الاداءات وفراغ الادعاءات، واعلانات النوايا الكاذبة، تترك بابا امام حلين، اما الحوار الديموقراطي كما تعرفه المفاهيم الديموقراطية المعاصرة، واما المواجهة وفتح الخيارات امام الجميع.

بعد ما وصلت البلاد اليه من تسيب قيمي وسياسي لا حد له، لا بديل عن وضع لبنان تحت ولاية الفصل السابع من شرعة الامم المتحدة للحؤول دون تمدد النيران الاقليمية الى ما تبقى من هذه الجمهورية التي لا قدر لها، واعادة ترميم مؤسساتها المتداعية.

 

"لاسا"... ومسطرة التاريخ

بشارة شربل/نداء الوطن/29 أيار/2020

هي ليست قضية بلدة لاسا بالتحديد. فالأساس: هل نرغب في العيش المشترك المتساوي تحت راية الدولة الواحدة والقانون، أم نريد الاستمرار في سياسة وضع اليد والأمر الواقع؟

الخلاف على الأرض في لاسا عمره سنوات. ويبدو انّ البلدة اقتنعت، قبل الشيخ احمد قبلان، بسقوط صيغة الاستقلال، فتحولت بيئة موالية لـ"حزب الله" لا تنظر الى العلاقات مع محيطها كما كانت تنظر اليها زمن تنافس الكتلويين والدستوريين. والأمر بديهي إذا اعتبرنا ان الثقافة الجديدة، التي غيَّرت في نمط عيش أبنائها طاردةٌ بطبيعة الحال للتواصل الاجتماعي - السياسي في ظل الاختلاف، حتى ضمن الطائفة نفسها. فالعيش المشترك يحتاج فضاء مَعرفياً مشتركاً وتقاليد غير متنافرة، و"الحزب" أسس عكس متطلباته، ليس في لاسا فحسب، بل في كل مناطق انتشاره على مدى لبنان.

خلافات الأراضي والملكية والري والمرور شائعة في مجتمعات ما قبل الحداثة، وتحصل ضمن العائلة الواحدة. لكنها حين تتجاوز أحكام القانون وصكوك الملكية تتحول الى نزاعات بين جماعات، فكيف اذا التقى الموضوع الطائفي بنوعين من الشعور: أقلّوي يخشى الاندثار، ومستقوِ مهجوس بالهيمنة؟

لاسا... مسألة بيد "حزب الله". يستطيع حلَّها بلحظة وبـ"نقطة على السطر" وفق التعبير المأثور لأمينه العام، مثلما يمكنه تركها ورقة معلقة تستخدم في السياسة حسب تطور الأحداث. فأن يختلف "الحزب"، مثلاً، على معمل "سلعاتا" مع جبران باسيل، سببٌ من الأسباب. وأن يستاء من تغريدة نائب عوني "مُفَدرَل"، او آخر يلوح باتهامه بقتل الرئيس رفيق الحريري، سببٌ آخر لفتح الجرح الجبيلي. لكن "الحزب" يرتكب خطأ مميتاً حين يُدخل "لاسا" في البازار. فالبلدة لا تقف على حدود الجغرافيا بين المناطق فحسب، بل ايضاً على حدود الطوائف ومخاوفها. والأرجح ان ذلك لا يغيب عن خبرته في "دوزنة" التوترات.

لا يجوز تبسيط أسباب الخلاف. لكن يُفترَض ان تقطع مرجعيةُ القضاء الشك باليقين، مع إتاحتها استمرار المطالبات ضمن الأصول والقوانين. أما حديث "الغزاة" والحقوق التاريخية، فهي "قميص عثمان" ولعبة شديدة الخطورة والتعقيد. فأين يمكن وضع مسطرة الرجوع في التاريخ؟ عند لحظة خروج الشيعة من جبل لبنان أم قبل "الفتح الاسلامي"؟ أم ترانا نرجع الى الرومان وما قبل ولادة المسيح؟ واضح ان صاحب القوة يعتقد بشرعية إمساكه بالمسطرة لتثبيتها حيث يشاء. لكن ما يحصّله سيكون موقتاً بالتأكيد وقابلاً للانقلاب بالمنطق نفسه الذي به يقيس.

يبقى سؤال المليون: أين الدولة من ملف لاسا، وأين القضاء؟ فلا يجوز ان يُضرَب بالأحكام القضائية عرض الحائط ويبقى أصحاب الحق دونَ حقهم، بل عرضة للاعتداء. وغير مقبول اكتفاء الأجهزة الأمنية بكتابة التقارير بدل فرض القانون.

جواب السؤال معروف... لكن طرحه لن يتوقّف حتى قيام الدولة، بكلّ تأكيد.

 

العيتاوي يريد أن يجعل المسيحيين "سلاطة"..لاسا حانقة والعيش المشترك مهدّد والدولة "في موت سريري"

نوال نصر/نداء الوطن/29 أيار/2020

مرة جديدة تُخطئ الكنيسة المارونية في تعاطيها مع أحداث "لاسا" وهي العارفة "بالبير وغطاه" وبأن من لم يتب إثر إرتكابات متتالية نفذها في البلدة، في عقدين، لن يتوب اليوم! وبأن من "يأكل قتلة" في لاسا يردّ، ولو حبيّاً، في لاسا لا في أدما! كُلّ من صودف وجودهم في البلدة، يوم الثلثاء في السادس والعشرين من أيار، شعروا أن الأسلوب الإستفزازي، النافر، والإستقوائي الذي استخدم مع جماعة مسيحية بالكامل من قِبل جماعة شيعية بالكامل ليس "قصة رمانة بل قلوب مليانة"! لا يريد المسيحيون صبّ الزيت على النار لكن حين يتكرر فعل الإعتداء، بلا حسيب ولا رقيب، تكرج الأسئلة عن "قوي" و"ضعيف" ومستقوي ومستضعف. فهل المسيحيون ضعفاء جداً كي يديروا مرة جديدة ظهورهم على قاعدة: اللهمّ إني بلغت؟ مؤسفٌ الكلام عن مسيحيين ومسلمين، وسنّة وشيعة، بعد ظنّ أن زمن الطوائف والمذاهب قد ولى.  لكن، هناك من يصرّ مرة جديدة على التذكير: أنا هنا! فماذا يعني مثل هذا التذكير بتحليل راعي أبرشية جونية المارونية المطران نبيل العنداري والنائب شوقي دكاش والنائب السابق الدكتور فارس سعيد؟

المطران نبيل العنداري

أنهى عنداري ودكاش مؤتمرهما الصحافي في مطرانية أدما. وذهب كلّ في سبيله لكن الإتصالات استمرّت وتكثّفت. المطران عنداري "تحت القانون". يُذكرنا بهذا بدل المرة مرات. لكن، ماذا يعني أن "يأكل" فقراء "قتلة" بعدما تقرر بمنطوق الكنيسة أن يستفيدوا من أرض تابعة لها، في زمن فيه جوع كثير ومخاوف كثيرة، ويزرعوها ببذور بطاطا وبشتول الخيار والبندورة وبكثير من الحبّ؟ المطران عنداري الذي ذكّر من يفترض بهم أن يتذكروا "بأننا أهل هذه الأرض لا غزاة" يبدو جاداً جداً هذه المرة في وضع النقاط على الحروف ويقول: "هناك من يُحرّف كل الوقائع والحقائق في البلدة ويطالب بما ليس له. نحن نملك كل المستندات والحجج والصكوك الخضراء بملكيتنا لأراضٍ في لاسا. ثمة وضوح بنسبة تزيد عن 200 في المئة من قبلنا. وطالبناهم مراراً وتكراراً أن يُظهروا ما لديهم ونحن نًرحب بكل إعتراض يقدمونه عبر القضاء. وطالما تمنينا عليهم إتباع وجهة التعقل وبضرورة عدم الكلام الطائفي وضرب الكرامات. هذا ليس ضعفاً منا بل إيمان وثيق بضرورة أن لا نقوم بردات فعل سلبية بل الإتكال على الدولة والقانون والقضاء والمراجع الشرعية. لكنهم تجاوزوا هذه المرة كل الحدود. أن يتجاوز أمرؤ، أو جماعة، كل الحدود فهذا معناه أن الصبر قد فرغ. فهل سنشهد هذه المرة تعاملاً مختلفاً على قاعدة "ممنوع المساس بحقوق المسيحيين" بعد اليوم؟

كتبها... وحذفها

محمد العيتاوي، شيخ لاسا، بدأ هجومه الجديد، بعد سلسلة هجومات نفذها في 2011 و2013 و2016 وقبلها، بجملة كتبها فيسبوكياً ثم حذفها تقول: "يللي حابب يزرع بطاطا جملة أو فراطة بدنا نطمو متل ما بيطموا البطاطا ونفرمو متل ما بيفرموا السلاطة. زمن السكوت ولى". كلامٌ كبير موجه للكنيسة أولاً ولنواب كسروان ثانياً. وبدل أن يتحرك القضاء تحركت الكنيسة ونائب كسروان شوقي الدكاش، الذي قدّم أرضاً يزرعها منذ أكثر من عشرين عاماً، الى خمسين عائلة فقيرة لتزرعها وتستفيد منها في هذا الزمن البائس. حصلت إجتماعات وحصل، قيل، أصحاب الحقوق المسيحيون على وعد بأن تعود المياه الى مجاريها. طلعت العائلات المستفيدة لتزرع فرُفعت عليها السكاكين والعصي والحجارة وأطلقت الشتائم بحق بطريرك الموارنة وكل من يتجرأ ويدخل الى لاسا من باب الإستفادة من الأراضي. فهل "تبرم" المطرانية ظهرها مع العائلات المستفيدة ويترك الجميع الأرض "بوراً" لأن "المستقوين" قرروا ما قرروا وخشية ان "يفرمهم" الشيخ العيتاوي وجماعته؟

الدكتور فارس سعيد

الدكتور فارس سعيد يأسف لما حصل وما يحصل منذ عشرين عاماً في المنطقة، مع فارق أننا اليوم في زمن "الرئيس القوي" والأحزاب المسيحية الوازنة في السلطة. ويقول: ما حصل قبل يومين ليس جديداً بل منسوب إضافي لاستفزاز في أرض تملكها الكنيسة المارونية، ممسوحة ومسجّلة باسمها ويتمّ الإعتداء عليها بوسائل ثلاث: دفن من لا يحق لهم أن يُدفنوا فيها، وزراعتها كما يشاؤون هم لا أصحاب الحق، والعمار فيها بلا وجه حق. ويستطرد: منذ عشرين عاماً ونحن نقول بوجوب وضع حدّ لكل هذه التجاوزات، ونصرخ بذلك لكن سياسة الإستقواء "مكملة". وآخرها شتم الكنيسة المارونية وبطريركها والإعتداء على الملكيات الفردية بلا عقاب.

ردة الفعل المسيحية أتت على شكل مؤتمر صحافي فهل هذا يكفي؟

يتحدى سعيد الكنيسة أن تعود الى فوق وأن يعود من قرروا مواجهة الفقر بالزراعة الى فوق. وكل هذا يتمّ تحت عين "حزب الله" وتغاضيه ويقول: ينعكس هذا النفوذ على كل شيء حتى على الواقع العقاري بدليل مذكرة علي حسن خليل قبل خمسة أعوام التي تنص على نقل مشاعات في جرود جبل لبنان، من بشري الى جزين، من ملكية الأهالي الى الجمهورية اللبنانية. وكم طلب من النواب المسيحيين وعددهم يزيد عن خمسين معالجة هذا الواقع العقاري الذي إذا نُفذ سيُبدل طبيعة الأرض ويكون أسوأ حتى من الواقع المصرفي السيئ والواقع التجاري المهترئ والوكالات الحصرية والفندقية والسياحية. هو تغيير سيكون له ارتدادات على الهوية المسيحية.

والحلّ؟ مؤتمر صحافي؟ المطالبة بالحقوق في مؤتمر يتيم؟

ما يحصل وما قد يحصل يحتاج اليوم أكثر من أي يوم الى "صحوة مسيحية". لكن، هل عكس المؤتمر هذه الصحوة؟

لا، لم يكن الردّ على قدر المطلوب، خصوصاً أنه أتى من أدما لا من لاسا. فالمؤتمر، بحسب سعيد، كان يفترض أن يعقد في لاسا ليقولوا لمن يفترض أن يسمع أننا لم نهرب. وأن من "أكلوا قتلة" في لاسا يردون من لاسا كي تطمئن العائلات التي نوت على الزراعة الى أن عودتها ستكون آمنة وتتشجع على أهمية أن تواجه بالحقّ على من يستقوي على الحقوق والمصائر والكرامات.

النائب شوقي الدكاش

النائب شوقي دكاش الذي يزرع الأرض من عشرين عاماً ولديه خيم نايلون فيها وبيوت زراعية، طالما ضمت فليفلة وخيار وبندورة، ووافقت الكنيسة على تقديمها، بالتعاون مع شركة "جرجي الدكاش وأولاده" وجمعية "أرضنا" الى خمسين عائلة مع لحظها توفير 20 في المئة، أي 12 حصة، الى أهالي لاسا، متفاجئ من أسلوب الرعاع الذي اعتُمد فوق ويقول: "فوجئنا بتصرفات محمد العيتاوي وهددنا فاتصلت بالنائبين علي بزي وعماد شري واجتمعنا مع القيمين وأمسكنا أيدينا بأيدي بعضنا وصلينا "الدعاء" معاً، وحين صعدنا هناك من تعرض لنا بالسكاكين والعصي وقالوا لنا نريد الأرض و"بلطوا البحر".

والحلّ؟ سيُصار الى "تبليط البحر"؟ يجيب: نحن قلنا الحقيقة أما سيدنا فقال لنا سنسترجع حقوقنا بالقانون.

المسيحيون يتكلون على القانون لكن غيرهم يتكل على لغة الإستقواء. فهل هذا حلّ؟ هناك من يراجع حالياً كل الحسابات ويردّ ما حصل الى جملة وقائع مستجدة بينها كلام المفتي أحمد قبلان الأخير والى من يهدد بنظام جديد. العيش المشترك في البلدة مهدد اليوم أكثر من أي يوم والحراك المسيحي يستمر دون المستوى.

ترحب بمن تشاء

المطران عنداري يملك كثيراً من الأسماء والمعلومات لكنه لم يفرِج عن كل ما يملك في المؤتمر الصحافي و"لن يسمي" كل الضالعين في الترهيب، متكلاً حتى اللحظة على القانون والقضاء. وماذا لو غضّ القضاء عينه مرة جديدة؟ يجيب: النفوس مليانة وإذا سكتنا نحن فالمنطقة لن تسكت. ويستطرد: إذا كانوا يريدون الأراضي فليكن هذا بعد أن يبرزوا المستندات التي في حوزتهم إذا كانوا يملكونها. فنحن لدينا مطرانية في لاسا وكثير من الحقوق وتاريخ طويل عريض وربع أهالي البلدة من المؤمنين بالكنيسة. نحن تفادينا طويلاً المشاكل لكن أن يحصل ما حصل، وأن نسكت عنه، فهذا عار. لن نقبل بالرضوخ الى التهديد والترويع والبطش. تلافينا طويلاً المشاكل فنزلوا علينا بالهراوات والسكاكين. هو منطق غوغائي. والله معنا.الله مع أصحاب الحقوق. الكنيسة تملك أوراقاً ومستندات بها ومحمد العيتاوي وجماعته يتكلون على الهراوات. والجيش اللبناني موجود في البلدة وهو يشغل مركزاً في المطرانية لكن "حصل ما حصل".

محمد العيتاوي، الآمر الناهي في البلدة، ينتمي الى "حزب الله". وهو، وإن حذف رسالة التهديد، لكنه لم يحذف تعليقات سموه "شيخ الجبل" ونعته "بجبل فوق الجبل" وسمى لاسا "قلعة حزب الله". فهل يرتضي الحزب ما حصل في قلعة أراد من يناصروه سحب السجادة فيها من تحت أقدام الموارنة والمسيحيين "تزويراً للتاريخ والجغرافيا". في المؤتمر الصحافي حكى المطران نبيل العنداري والنائب شوقي الدكاش شيئاً وبقيت أشياء. وللتاريخ قالوا: لا تلعبوا بالأمن والإستقرار كي لا تحرجونا فتخرجونا". جماعة الشيخ محمد العيتاوي يلعبون بالنار. فهل سيخرج الميحيون هذه المرة عن لغة الحوار؟ الكنيسة تبدو متريثة لكن الأرض غاضبة وأصحابها لا يريدون سوى القانون والقضاء. فهل هذا كثير عليهم؟ زمن السكون بالفعل ولى!

 

ليونة نصرالله تشمل علاقة الحليف بواشنطن

وليد شقير/نداء الوطن/29 أيار/2020

يستدل الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله من تردّد الحكومة في الذهاب شرقاً نحو الصين، مروراً بسوريا والعراق من أجل معالجة الأزمة الاقتصادية المالية، من أجل الاستنتاج بأن حكومة الرئيس حسان دياب ليست حكومة "حزب الله". ومع الإقرار الأميركي بذلك، فإن واشنطن غيرت المعادلة: إذا وجدنا تأثيرا من "الحزب" على الحكومة لن ندعم لبنان.

يهتم "الحزب" بتبرئة الحكومة من هذه "التهمة" ويتصرف على أساس أنها تتمتع بدرجة من الاستقلالية عنه كي تتمكن من مخاطبة المجتمع الدولي والحصول على مساعداته. ومع تكراره القول إنه "لم نمانع في الذهاب إلى صندوق النقد الدولي، وجزء من عدم ممانعتنا مفاوضة الصندوق لسحب الذرائع"، فإنه يوضح بذلك بأن الليونة حيال هذا الخيار هي لإتاحة المجال للحصول على المساعدة المالية العاجلة، لتمكين لبنان من الصمود بضعة أشهر لعله ينجز الإصلاحات، التي تفتح آفاقاً أوسع لدعم يضمن عدم الانهيار. فلبنان معرض لمزيد من الشح في العملة الصعبة بعد بضعة أشهر، ما ينقله إلى وضعية الجوع التي يحذر منها الجميع في الحكومة والمعارضة. مع أنه أردف بأن أحد خيارات الحل للأزمة هو "بالخروج من قبضة الحرص على الرضى الأميركي والاتجاه شرقاً نحو الصين"، فإن عدم ممانعة نصرالله في التفاوض مع صندوق النقد، هو صيغة متجددة للتعايش من قبل حزبه مع الدور الأميركي في لبنان، مثلما هو حاصل في العراق بين النفوذ الأميركي والنفوذ الإيراني. وهو سبق أن أقر بأن للأميركيين نفوذاً في لبنان حين برر تمكّن واشنطن من إخراج العميل الإسرائيلي الأميركي الجنسية عامر الفاخوري قبل نحو شهرين. في خطابه قبل 3 أيام لم يخفِ نصرالله ليونته حين كرر التزام قواعد الاشتباك مع إسرائيل، والتي كان أعلن تغييرها بعد خرق طائرة مسيرة الضاحية الجنوبية لقصف موقع لـ"الحزب" فيها. كان الهدف من تغييرها في حينه الرد على قصف إسرائيل موقعاً لـ"الحزب" في سوريا أدى إلى مقتل عدد من مسؤوليه. لم يكرر "الحزب" هذا النوع من الرد حين قصفت طائرة مسيرة سيارة تقل مسؤولين فيه عند جديدة يابوس على الحدود اللبنانية السورية، وعندما عادت المسيّرات الإسرائيلية إلى الأجواء اللبنانية. شكل التأكيد على قواعد الاشتباك تجديداً للالتزام بها في معرض تهديد إسرائيل بالرد في حال أي اعتداء. وفي معرض طمأنة جمهوره بأنه يستبعد حرباً مع إسرائيل، يطمئن في الوقت نفسه الأميركيين، بأن "الحزب" لن يبادر إلى أي عمل عسكري، ولو من باب نفيه وجود مؤشرات من الجانب الإسرائيلي. لا تقتصر الليونة على ذلك. فـ"حزب الله" يبدو متساهلاً إزاء ما كان يعتبره مقلقاً، أي انفتاح بعض حلفائه على واشنطن، ولا سيما "التيار الوطني الحر" الذي كال نوابه أخيراً الانتقادات لـ"الحزب". فنصرالله أكد "أننا وحلفاؤنا لسنا نسخة طبقة الأصل لكننا لا نسمح للخلاف بأن يؤدي إلى فرط التحالف". يرخي نصرالله الحبل لحليفه النائب جبران باسيل لإعادة تعويم نفسه لدى واشنطن تفادياً للعقوبات، مطمئناً إلى قدرته على التحكم بوجهة الأمور. الأخيرة تستعجل ترسيم الحدود البحرية مع إسرائيل. فهل تشمل ليونة "الحزب" القبول بما يطرحه الوسيط الأميركي أم أن مسألة الحدود مرتبطة بالعلاقة الأميركية الإيرانية؟

 

نصر الله: نريد رئيساً للجمهورية يشبه حسان دياب

زياد عيتاني/أساس ميديا/السبت 30 أيار 2020

ينقل أحدهم، وما اعتاد أن ينقل إلاّ ما يقال عنه في عالم الإعلام "المعلومة الصلبة"، أنّ السيّد حسن نصر الله وفي جلسة خاصة أبدى إعجابه برئيس الحكومة حسان دياب، واستطرد بالكلام: "نحن بحاجة لرئيس للجمهورية يشبه حسّان دياب".

يكاد أن يخرج الأمين العام لحزب الله على جمهوره وعلينا كما خرج غداة حرب تموز 2006، ليقول لنا: "لو كنتُ أعلم أنّ التحالف مع التيار الوطني الحر والإتيان بالعماد ميشال عون رئيساً للجمهورية، سيؤدي إلى ما وصلنا إليه، ما كنتُ أقدمت".

"لو"، في اللغة هي حرف "امتناع لامتناع"، أيّ "امتناع الجواب لامتناع الشرط". وتأتي "لو" في اللغة أيضاً، كاسم، وهي فاعل من "لَوَيَ"، ومعناها "اللّوّ" أي العاطل. ويقال: "هو لا يعرف الحوَ من اللّوّ"، أي لا يعرف الحق من الباطل.

"لو" السيّد نصر الله، التي قالها في تموز 2006 أو ما يوشك أن يقولها صيف 2020، تحمل في طياتها معنى الحرف كما معنى الاسم، فهي امتناع لامتناع، أي لو لم يخطف عناصره جنود الاحتلال الإسرائيلي ما حصلت حرب تموز. فلو امتنع الخطف لامتنعت الحرب. ولو لم ينتخب العماد ميشال عون رئيساً للجمهورية، لما كانت الأمور وصلت إلى ما وصلت إليه، بخاصة واقع الابتزاز الذي يمارسه التيار الوطني ورئيسه جبران باسيل مع الحزب وأمينه العام... كما أنه يطابق المعنى لو كانت "لو" هي الاسم، فالسيّد حسن نصر الله، ووفقاً لإقراره في حرب تموز، لم يميّز بين الصواب والخطأ عندما اتخذ قرار اختطاف الجنود الإسرائيليين، وكذلك عندما قرّر التحالف مع التيار الوطني الحر وانتخاب العماد عون رئيساً. في تموز 2006 وعشية العملية التي نفّذها حزب الله عبر الحدود ضد دورية إسرائيلية مختطفاً جنديين صهيونيين، وصفت الحكومة السعودية العملية بأنّها "مغامرة غير محسوبة". فقامت الدنيا في وسط ما يسمى "محور المقاومة"، ولم تقعد اعتراضاً على هذا التوصيف السعودي لفعل حزب الله في حينه. بعد أربعة عشر عاماً، تستعاد الحكاية في حلقة جديدة من مسلسل لا يبدو أنه غير قابل للنهاية، عنوانه: "لو".

حزب الله، بقيادة السيّد حسن نصر الله، يقود لبنان واللبنانيين بمنطق المغامرة لا منطق الرؤية المدروسة المُحْكَمة، التي تحاكي أضلع السلطة وتسيير أمور الناس. فالقرار العسكري عند حزب الله لا علاقة له بالواقع الاقتصادي. وإن تكلّم الحزب بالاقتصاد، يقارب الأمر من واقع العسكريتاريا.

ألم ينصحنا السيّد حسن بأسواق العراق والصين وطبعاً الجارة سوريا؟ وهكذا فعل قبل أيام نائب رئيس المجلس الشيعي الشيخ علي الخطيب؟!.. لقد خاض حزب الله حرب تموز 2006 بمنطق المغامرة، وهو منطق يسمح له بحصد الغُنُم وحده وبتوزيع الغُرُم، كلّ الغرم، على الشعب اللبناني بأكمله. هذا ما حصل، والحزب ما زال حتى اليوم يحتفل بالنصر الإلهي، وما زلنا نحن الشعب اللبناني ندفع فاتورة إعمار ما تهدّم من الحجر والبشر والاقتصاد حتى هذه اللحظة. وبمنطق المغامرة أيضاً، حاصر حزب الله السراي الحكومي مطالباً بإسقاط حكومة الرئيس فؤاد السنيورة أواخر عام 2006. وعلى قاعدة "لو"، ومع فشل الحصار الذي استمر لما يزيد عن السنة، والذي شلّ الاقتصاد والحركة التجارية في وسط العاصمة، عالج الحزب المغامرة بالمغامرة فذهب إلى اجتياح بيروت والجيل في 7 أيار 2008، فكان اتفاق الدوحة الذي يدفع الحزب ثمنه اليوم بعدما اعتقد بمغامرته أنّه نصر له.

أزمة لبنان هي أزمة الذهاب إلى سوريا، التي قام بها حزب الله عام 2012، وحلّها يبدأ أولاً بالعودة من سوريا لا الذهاب إليها

ثم كان دعم الحزب لانتخاب العماد ميشال عون رئيساُ للجمهورية، وما قام به من تعطيل للعملية الانتخابية الرئاسية وتداعياتها على الاقتصاد والعملة الوطنية حتّى أخضع الجميع لإرادة الحزب، فانتخب العماد عون رئيساً. مغامرة جديدة أصرّ عليها الحزب رغم معارضة حلفائه لها من الرئيس نبيه بري وصولاً إلى سليمان فرنجية. قيادة الدول والأنظمة ومعها الشعوب ومصالحها، لا يمكن أن تكون ولم تكن يوماً وفقاً لمنطق المغامرة، أكانت مغامرة فردية يخرج بها شخص ما، أو مغامرة جماعية لمجموعة سياسية أو طائفية أو عقائدية. قيادة الدول والشعوب لا يمكن أن تكون، إلا وفقاً لرؤى سياسية واقتصادية واجتماعية وخطط مدروسة، توضع لتنفيذ هذه الرؤى ومواءمتها مع الواقع المحلي والخارجي. فلا حياة لدولة بمعزل عن المجتمع الدولي الذي يُشكّل المجال الحيوي الاقتصادي والثقافي وحتى الأمني لهذه الدولة، ومن دونه مصيرها الاختناق. لا يمكن للبنان أن يحلّ أزمته المالية والاقتصادية بالانفتاح على النظام السوري، وعبر أسواق العراق والصين. فعلى قاعدة المثل الشعبي القائل "عصفور كفل زرزور والتنين طيارين"، فإن تشديد الرقابة على الصيارفة في لبنان، أفقد العملة السورية ربع قيمتها خلال أسبوع. فكيف يمكن لواقع مالي مريض كهذا أن يشكّل حالة إنقاذية للبنان. أزمة لبنان هي أزمة الذهاب إلى سوريا، التي قام بها حزب الله عام 2012، وحلّها يبدأ أولاً بالعودة من سوريا لا الذهاب إليها. على حزب الله أن يدرك أن اللبنانيين ينتظرون عودته من دمشق لا أن يجلس الحزب وسلاحه ومغامراته في ساحة المرجة بدمشق منتظراً أن يأتي اللبنانيون دولة وشعباً إليه. لقد انتهى زمن المغامرات. هذا ما يجب على حزب الله أن يدركه. وأيّ مسلسل يصل إلى حلقته الأخيرة يصبح ممّلاً ورتيباً ولا طائل منه، فكيف إن كان مسلسلاً يجلب الدمار والخراب والفقر والجوع إلى اللبنانيين، حتّى وإن كان اسمه "لو".

 

“لاسا” تشهدُ على الاستيطان المقدَّس!

طوني بولس/راديو صوت بيروت إنترناشونال/29 أيار/2020

في شهر نيسان من العام 2018 ، سلّم رئيس اتّحاد بلديّات كسروان الفتوح جوان حبيش “مفتاح” كسروان – جبيل إلى أمين عام حزب الله حسن نصر الله تأكيدًاً على متانة التّحالف بينهما. وبعد عدّة أشهر، ردّ حزب الله الهديّة بتسليم رئيس التّيّار الوطنيّ الحرّ جبران باسيل قذيفة موقّعة من حزب الله كانت قد استُخدمت في معارك جرود عرسال عربون وفاء وقرأه البعض على أنّه تأكيدٌ على حماية سلاح الحزب لمسيرة التّيّار في الحكم.

طريق القدس

في الواقع، إنّ ما تشهدُه بلدة لاسا من قِدَمِ أراضيها ومنع أصحابها من استثمارها، ليس سوى نتيجة صغيرة لمفاعيل سلاح حزب الله الّذي بات يستبيح المحرَّمات ويُسقط قدسيّة الملكيّة الخاصّة في عمليّة استيطان ممنهجة ومدروسة لأهداف استراتيجيّة، حيث يظهر الحزب استماتة مثيرة للقلق حول نواياه، لدرجة أنّها تترك المجال للشّكّ إذا ما كانت طريق القدس تمرّ مِن لاسا. الأمر ليس خلافاً عقاريّاً كما وأنّه ليس نزاعًا فرديًّا ولا “عشائريًّا”، ألم يقُل أمين عام حزب الله يوماً أنّ “مناطق كسروان وجبيل هي مناطق للمسلمين وقد جاءها المسيحيّون غزاةً وقد جاءت بهم الإمبراطوريّة العثمانيّة ليكونوا شوكةً في خاصرة الأمّة”؟ فهنا يكمُن بيتُ القصيد، وهذا هو البعد التّاريخيّ لِما يحدث في لاسا. لاسا ليست البلدة الوحيدة الّتي اضطُهد أهلُها أو طالها التّغيير الدّيمغرافيّ، لننظر إلى جنوب لبنان ونسأل أين مسيحيّو صور والنّبطيّة؟ مَن سيطر على مشاعات واسعةٍ كانت ملكاً للدّولة اللّبنانيّة في النّبطيّة وبنت جبيل وغيرها من المناطق الجنوبيّة والبقاعيّة؟ أليست المشاعات ملكاً للشّعب اللّبنانيّ؟

تغيير ديمغرافيّ

ربّما تتوجّهُ الأنظار اليوم إلى لاسا، إلّا أنّ هذه البلدة ليست سوى نقطة في بحر مشروع الاستيطانيّ الدّيمغرافيّ لتغيير وجه لبنان، فالطّريق السّاحليّ مِن صيدا إلى بيروت شهد تغيّرات ديمغرافيّة وسكّانيّة هائلة، أمّا في خلدة والشّويفات والحدث فانكفأ الدّروز والمسيحيّون وتآكل وجودُهم أمام هجمة مذهبيّة أتقنت عمليّة التّغيير الوجوديّ التّاريخيّ لهذه المناطق. أمّا مِن ناحية السّعديّات وإقليم الخروب، فتشهد المنطقة تقلّصاً كبيراً في تواجد الطّائفة السنية، فتوسُّع المجمّعات السّكنية ونموّها السّريع لا يعطي انطباعاً بتوسّع ديمغرافيّ طبيعيّ في المنطقة، وبخاصّةٍ عندما ترى أنّ بيع الشّقق السّكنية له شروطه المذهبيّة وحوافزه الماليّة، بالإضافة إلى أنّه في مدينة صيدا، عاصمة الجنوب، تراجع سكّانها إلى حارة صيدا وشرقها، ليصبح الأوتوستراد الجنوبيّ من بيروت إلى شمال إسرائيل تحت قبضة “المقاومين”، إلّا أنّ طريق القدس الأقرب والأسهل يلتفّ ليمرّ بمناطق ومدن وقرى، لأنّ الهدف الحقيقيّ إنشاء “الدّولة الإسلامية في لبنان” كما ورد حرفياً على لسان نصر الله، وأنّ دفعته “التقية” مرحليّةٌ للتّستر حتّى تأتي السّاعة.

السّكوت شراكة

اليوم لاسا تصرخ، وأهلُها يُضطهَدون وأرضها تُستباح، في حين أنّ اللّوم ليس على حزب الله، فللحزب مشروع يعرفه الجميع وقاله علَناً أمينه العام “أنا جنديٌّ في ولاية الفقيه”، حتّى أنّ رئيس الجمهورية ميشال عون حذّر يوماً من الفرس ومن ولاية الفقيه، وهنا اللّوم الكبير الّذي لا يقع فقط على صاحب المشروع الخبيث، فإنّ مَن كان يعلم ولكنه بات لا يعلم يتحمّل مسؤوليّة كبرى. إنّ قضيّة لاسا ليست على حجم لاسا ولا كسروان ولا جبل لبنان، بل هي قضيّة وطن وقضيّة وجود، فمسيحيّو لاسا وجبل لبنان ولبنان هم هُويّة لبنان، والمشكلة أنّ المؤامرة ليست فقط من غير المسيحيّين، إنّما كما يقول المثل “دود الخلّ منه وفيه”، فسكوت المؤسّسات والفعاليّات والأحزاب والكنيسة مشارَكة في تغيير وجه لبنان، وهؤلاء مطالبون ليس بمؤتمر صحفيّ أو بإصدار بيانات واستنكار، إنّما بخطوات ترتقي لمستوى الخطر.

 

لماذا حكومة غير مقنِعة في أصعب الاوقات؟

مروان اسكندر/النهار/29 أيار/2020

المخاوف التي يبعثها هذا الوقت بتحدياته الاقتصادية والمالية والصحية والاجتماعية تغلّف آفاق المستقبل بالسواد.

رئيس حكومة محط أمل بتكريس رجل اكاديمي منزّه يغتاب هو نفسه سمعته حينما يطالب بعنف بإخضاع المصرف المركزي لعملية محاسبة من قِبل شركات عالمية متخصصة، وهو تلقّى قبل اسابيع التقارير المحاسبية من شركتين عالميتين عن السنوات الخمس 2015-2019.

الحكومة الجديدة حصلت على ثقة بسيطة وإن كافية لتسيير شؤون البلاد، وصرح اكثر من عضو من اعضائها بان الارقام الدقيقة لم تتوافر من المصرف المركزي، والحكومة نفسها تعلم ان قرارات المجلس المركزي لمصرف لبنان هي التي تقولب العمل في وجه العاصفة، والحكومة مثل سابقتها لا تتفق على خيار اربعة نواب للحاكم كي يكتمل عمل المجلس ويصار الى اتخاذ قرارات بغالبية اربعة اعضاء.

ممثلو الحكومة مع ممثلي مجلس النواب يتفقون على مشروع ضبط التحاويل الى الخارج وسقوف السحوبات لأصحاب الودائع، ويعتبرون تطبيق مشروع القانون اذا حاز موافقة مجلس النواب، عملية تخضع لمراقبة لجنة الرقابة على المصارف التي تتمتع باستقلالية عن نواب الحاكم والحاكم، والفراغ يمنع المجلس المركزي من الانعقاد، وكذلك الحال مع لجنة الرقابة التي انتهت ولاية اعضائها قبل اشهر وما زالت الحكومة عاجزة عن تسمية فريق جديد للاشراف على حسابات المصارف وسياساتها، وقد اغرقتنا جمعية المصارف بتعاميم غير قانونية استُخدمت لتحقيق ما يسمى الـHaircut اي بمعنى آخر استلاب بعض الودائع عبر التزام السحوبات بسعر غير واقعي للصرف عُدِّل أخيرًا ولا يزال تطبيقه انتقائياً.

اننا نتحدث عن خطوات يفترض ان تكون روتينية لولا غلبة نزعات المحاصصة، وكيف لا تستمر هذه التوجهات المؤذية ما دام هناك 15 وزيرًا يصوّتون على البحث في انجاز معملَين لانتاج الكهرباء احدهما كان قد تقرر انشاؤه عام 2013 وتعثّرانجازه لعدم امكان الاتفاق على استحقاق او عدم استحقاق ضريبة القيمة المضافة على قيمة العقد. والواقع ان الضريبة لو استحقت لكانت سُددت من وزارة الطاقة الى وزارة المال، فأين كان الاشكال وقد اصبحنا معرضين لجزاء ربما يبلغ 200 مليون دولار قد تقرره مجريات التحكيم في لندن؟

الامر الغريب ان وزير النفط، مخالفًا تصويت 15 وزيرًا لحجب الاهتمام عن معمل ثالث في سلعاتا، يقول ان معمل دير عمار ملزَّم لاحد رجال الاعمال من اصحاب الجنسيات المتعددة والتاريخ المقلق. والواقع ان الافصاح عن هذا العقد لم يتوافر حتى تاريخه، وكان وزير الطاقة السابق قد تحدث عن قرب انجاز الاتفاق.

كذلك الافصاح عن عقد ما بين وزارة الطاقة وشركة غير معروفة اعطيت مسؤولية تسيير معمل الزوق ومعمل الجية، وطاقة المعملين 900 ميغاواط لن يتوافر منها خلال اشهر الصيف اكثر من 700 ميغاواط، وتالياً فان الحاجة الى الكهرباء ستصبح اشد واقسى خلال الصيف.

كل اتفاقات وزارة الطاقة ووزرائها الثلاثة بالتتابع: “القيصر” كما وصف نفسه في حملته الانتخابية في بعبدا، ووزيرة التدرج في معرفة مشاكل الطاقة كما هي اعلنت حينما صرحت بانها لا تعلم بتوافر ميزانية لانجاز ترفيع تجهيزات معمل الزوق، والوزير الحالي الذي يدّعي ان معملي دير عمار والزهراني انجزا لاستخدام الغاز وليس المازوت، والواقع ان المعملين انجزا بمواصفات تسمح باستعمال اي من اللقيمين، ورفيق الحريري بنظرته المستقبلية وقّع اتفاق استيراد الغاز لكفاية حاجات دير عمار عام 2004 مع مصر – الدولة المصدرة للغاز – والسلطة الفلسطينية والاردن وسوريا، وانجاز خط لتسليم الغاز من التدفق من مصر الى سوريا عبر الخط الممتد من حمص الى دير عمار، وقد انجز عام 2004 وتلقينا كميات من الغاز لتشغيل دير عمار حتى تاريخ اغتيال الحريري وتصاعد النقمة على الوجود الكثيف للجيش والمخابرات السورية في لبنان.

السوريون فجأة اعلنوا انهم بحاجة الى الغاز، ولديهم انتاج منه هو تحت سيطرة الاميركيين حاليًا، واغتيال الرئيس الحريري سبق انهيار الحكم السوري بـ6 سنوات كان بالامكان الحصول خلالها على الغاز. لكن العلاقات اللبنانية – السورية لم تكن مستقرة، فالسوريون اعتبروا لبنان بلداً تابعاً لمشيئتهم منذ 1976 وحتى انسحابهم القسري اواخر نيسان 2005، ومن بعد وعلى نحو مفاجىء عرفنا ان جميع السوريين الذين كانوا يشرفون على الشأن اللبناني، غيّبهم الموت سواء انتحارًا كغازي كنعان، او دعسًا بأقدام الشعب السوري كما حصل مع رستم غزالة، الذي سرق 43.5 مليون دولار بواسطة بطاقة السحب الالكتروني من “بنك المدينة”، او صهر آل الاسد آصف شوكت، او رئيس استخبارات سلاح الطيران الذي اغتيل في شاليه على الشاطىء السوري بقذيفة اطلقها محترف من البحر من مسافة نحو كيلومتر.

السوريون لم يتعاملوا مع لبنان واهله على اساس التكافل والتضامن، بل كانوا دومًا يعتبرون لبنان مصيدة للمنافع وتهريب مشتقات النفط من لبنان الى سوريا منذ عام 2013، والعقوبات المفروضة على سوريا ادت الى استنزاف نصف الاحتياط اللبناني الذي كان متوافرًا حتى عام 2015، ومن بعد ومع توقع انتخاب رئيس لبناني وثيق الصلة بالسوريين بدأ عجز ميزان المدفوعات اللبناني يتصاعد.

لا شك في ان علاقة موسعة اقتصاديًا وسياحيًا وعلى صعيد الاعمال والانتاج ما بين سوريا ولبنان مفيدة للبلدين، لكن هذه العلاقة كي تكون كذلك يجب ان تستند الى قواعد تحفظ حقوق الطرفين وتمنع اي طرف من التعرض لمصالح الطرف الآخر، كفرض رسوم باهظة مثلاً على شحنات منتجات لبنانية عبر سوريا الى العراق والخليج العربي.

الحكومة اللبنانية حائرة في اختيار خطوات التصحيح والتنشيط. فالخطة الموضوعة ليست خطة متكاملة، وكل الحديث الذي نسمعه يتمحور على كيفية حصر الاضرار، ولا حديث عن الانتاج، ولا عن الازمة المقبلة حينما لا تحوز ضمانات الاستيراد الصادرة من المصارف اللبنانية التزامات مصارف الدول المصدرة للبنان.

لقد شهدت الـ100 يوم الاولى من تسيير الحياة العامة من قِبل الحكومة نشاطًا واحدًا يمكن القول انه كان على مستوى الحدث الصحي المأسوي. وزير الصحة يستحق التقدير على جهوده ونشاطه في زيارة المناطق والمستشفيات، لكن النتائج على صعيد النشاط الاقتصادي والمالي كانت بائسة ومخيفة، وتقديرات انخفاض الدخل القومي تفيد عن انحسار بنسبة 40 في المئة عام 2020 لا ما قدرناه سابقًا بـ15-20 في المئة، وتالياً السؤال هو: كيف تستطيع الحكومة بحلول العام 2024 ان تخفض نسبة الدين العام الى الدخل القومي من 175 في المئة حاليًا الى 90 في المئة عام 2024؟ هل يعتبر رئيس الوزراء ان الدين العام سينحصر بـ32 مليارًا هي نحو 90 في المئة من الدخل القومي المنتظر، او هو تخيل ان الدخل القومي سينمو بصورة صاروخية؟

رجاء العودة الى العقل، ورجاء انجاز تعيينات نواب الحاكم واعضاء لجنة الرقابة وتسهيل قرارات القضاة الكبار في التعيينات القضائية. لقد شبعنا الاستنسابية وحان وقت المواجهة الحقيقية.

 

بعتم حقوق المسيحين والموارنة بثلاثين من فضة

المحامي لوسيان عون/الكلمة أولاين/29 أيار/2020

أيها المتشدقون بالدفاع عن المسيحيين المشرقيين ها قد عجزتم عن حل نزاع محدود في قرية جبيلية صغيرة إسمها لاسا

يا أيها المتطفلون على المحافظة على الدستور والميثاق والعيش المشترك ها أنكم فشلتم في مقاربة سجال بين مجموعتين صغيرتين في لاسا

يا أيها الزاعمون حكم السند والهند والشرق والغرب

ها أنكم تنكرتم لقضاياكم وشعاراتكم ففشلتم في الاستفسار عن أزمة لاسا

يا ايها المتبجحون باتفاق مار مخايل والتنسيق والحلف الابدي السرمدي ها أنكم درتم آذانكم الصماء ولم تتجرأوا على السؤال عما حصل في لاسا

يا أيها الجبناء الحاقدون الموتورون الفاسدون ها أنكم تنكرتم لمسيحيتكم فكذبتم بأنكم اليوم خارج العهد فيما أنتم تتنعمون بمظلة تفاهم مار مخايل وتستظلون بحماية حزب الله. ولولاه لما حكمتم وما بلغتم ارفع المناصب ليس بكفاءتكم بل بغشكم وخداعكم للشعب اللبناني بكافة أطيافه وقواه وها أنكم تتنكرون لمسيحيي لاسا وممتلكات لاسا وحقوق بكركي وإرث الكنيسة المارونية فغسلتم أيديكم من دماء هذا الصديق فبعتم حقوق المسيحيين والموارنة بثلاثين من فضة ولم تلبسوا ببنت شفة حيال انتهاك حرمات أهالي لاسا واعراض وكرامات الكنيسة المارونية.

يا من تنكر لرفاق دربه، لمن وضع دمه على كفه لاعادة اعتباره وانقاذه من براثن المحتل والمغتصب فيطعنه في الظهر كيوضاس البنطي

إن المسيحي براء من حكمكم وغشكم وخداعكم وتسلقكم على حساب عنفوانه وكرامته...

إبقوا رؤوسكم مدفونة تحت الرمال

وتنكروا للمسيحيين الذين ركبتم على ظهر ماله وممتلكاته وقدراته وحسابه ومستقبله....

قد فشلتم في تحقيق شعاراتكم الفضفاضة البراقة المخادعة

إرحلوا قبل فوات الاوان

لان المحاسبة آتية قريبا جدا

لن يسكت حق وراءه مطالب

فكم بالحري ملايين من اللبنانيين تطالب بحقوق أضعتموها وبددتموها

إنها محاسبة ودينونة لن ترحم

 

عن شائعة موت الرئيس اللبناني

فارس خشّان/الحرة/29 أيار/2020

لم يسبق للبنان أن عرف موجة من الشائعات تطال حياة رئيس الجمهورية، كما عرفها في بداية هذا الأسبوع. لم يقدّم أحد خلفية واضحة لهذه الشائعات التي طاولت حياة الرئيس ميشال عون ولا لأهدافها ولا للمستفيدين منها، حتى يستطيع إلقاء شبهة على طرف محدّد.

أقرب تفسير إلى المنطق ربط بين هذه الشائعات وعمر عون "المُعلّن" الذي ناهز عامه الخامس والثمانين. الدليل على ذلك، أن شائعات من النوع نفسه استهدفت المطربة اللبنانية الكبيرة "فيروز" التي يكاد عمرها يوازي عمر عون. ولكن، كان لمكتب الإعلام في رئاسة الجمهورية رأي آخر، فهو، إذ هدّد بملاحقات قضائية تستهدف مروّجيها، وجد أن "هذه الشائعات الرخيصة هدفها خلق بلبلة في البلاد وبث القلق في نفوس المواطنين".

اللبنانيون، في الواقع، يهربون من كابوس يمثلّه عون إلى الحلم الذي تُدخلهم إليه فيروز

وعلى الرغم من هذا البيان، فإنّ القضاء اللبناني لم يطلق أيّ ملاحقة، ولم يُعلن حتى عن فتح تحقيق لمعرفة مصادر هذه الشائعات التي ألقى عليها مكتب الإعلام الرئاسي "لبوس المؤامرة". لنترك الخلفيات جانبا، طالما أنها موزّعة، بالتخمين، بين "جاذبية السن" وبين "لبوس المؤامرة"، ولنستخلص العِبَر.

الرئيس والمطربة

في مقارنة بسيطة بين الشائعات المتشابهة التي استهدفت عون وبين تلك التي استهدفت فيروز، يتّضح، بما لا يقبل الشك، أن العاطفة الشعبية تجاه المطربة اللبنانية كانت، بغالبيها، إيجابية، فيما كانت، بالنسبة لعون، في غالبيتها، سلبية.

فيروز لم تكن بحاجة إلى "جيش إلكتروني" لتُظهر تعلّق الناس بها، ولا إلى مكتب إعلامي ليُغطّي الشائعات بأبعاد تآمرية. عون، بلى. عندما جرى نفيّ الشائعات المتصلّة بفيروز، انصبّ عليها المديح. بالنسبة لعون، حصل النقيض.

لا يحتاج التفتيش عن أسباب هذا التباين في التفاعل إلى عناء كبير، ففيروز حملت اللبنانيين على جناح حنجرتها الى الحلم بالعَظمة والعدل والمساواة والسلام والوطنية والاستقامة والإبداع والحب، فيما عون يتحمّل كلفة الكابوس المرعب الذي يعيشونه.

اللبنانيون، في الواقع، يهربون من كابوس يمثلّه عون إلى الحلم الذي تُدخلهم إليه فيروز.

وعندما تُغمِض فيروز عينيها، في تلك اللحظة الحتمية، باتت تعرف أنها ستحمل معها عطر محبّة الناس. الشائعات التي استهدفت عمرها لم تتآمر عليها، بل قدّمت لها خدمة ذهبية. أعطتها عيّنة مبكرة عن العاطفة الجيّاشة التي يختزنها الناس لها. أفهمتها أن نهاية الجسد لن يكون إلا تخليدا للمجد.

في المقابل، وبالنسبة لعون، ونظرا للتعليقات التي واكبت انتشار الشائعات ومن ثم نفيها، لم يكن ممكنا إلا التلطّي وراء "نظرية المؤامرة".

الشائعة... فرصة!

ولكن، أليس الأجدى اعتبار ما حصل فرصة للتأمّل واستشراف الآتي الذي يستحيل نفيه وتصحيحه والتذاكي اللفظي عليه؟ إن التدقيق في الشائعات المتصلّة بحياة الإنسان، يُظهر أن فيها ملامح هذا الخيال الروائي والرومانسي والدرامي، حيث يُمنح المرء فرصة العودة إلى الأرض بعد موته، من أجل إنقاذ من تقاعس عن إنقاذه، وتصحيح ما تلكأ عن تصحيحه، وإفهام رسالة كان قد فشل في إيصالها. الشائعات التي استهدفت حياة عون، منحته هذه الفرصة التي طالما تمنّاها الإنسان وخصّبها الخيال، فهل يستغلّها للتأمّل بما يثير نقمة غالبية اللبنانيين عليه؟ مسبّبات هذه النقمة لا تحتاج إلى تنقيب، بل هي متوافرة بسهولة، ولا يستلزم فهمها سوى إسقاط المكابرة الإنسانية التي تدفع المرء، رئيسا كان أم مرؤوسا، إلى إقناع نفسه بما يستنبطه من تبريرات، لإثبات صحة كلّ ما يقدم عليه. فيروز حملت اللبنانيين على جناح حنجرتها الى الحلم بالعَظمة والعدل والمساواة والسلام والوطنية والاستقامة والإبداع والحب، فيما عون يتحمّل كلفة الكابوس المرعب الذي يعيشونه وفي ما يأتي بعض "الإحداثيات" الصالحة لواجب المراجعة. إن رئيس الجمهورية في لبنان، حتى لو أراد ذلك، فهو لا يمكن أن يكون ديكتاتورا، فلماذا، والحالة هذه، يستعجل كثيرون موت العماد عون، كما استعجلوا ويستعجلون موت أي ديكتاتور؟

ما هي العلاقة التي تربط هذه العاطفة الشعبية السلبية بمحاولات عون "توريث" صهره جبران باسيل رئاسة الجمهورية، في ظل نظام ديمقراطي يقوم، بالمبدأ، على الانتخاب الحر؟ كيف يُمكِن لمن يُطلِق على نفسه لقب "بيّ الكل"(والد الجميع) أن يكون في نهجه الوطني حزبيا، فيتبنّى مصالح قيادة الحزب التي اختارها وفرضها بنفسه، متوهما أنها هي نفسها مصالح سائر اللبنانيين؟ كيف يُعقَل لمن بنى قامته السياسية على شعارات السيادة وخاض حروبا في سبيلها، أن يكون عاملا أساسيا، في مسار رهن مصير لبنان إلى "الحرس الثوري الإيراني"، من خلال تبادل صفقة نفعية مع "حزب الله"؟  كيف يمكن لمن يربط بين معافاة لبنان المالية والاقتصادية بمكافحة الفساد أن يكون عائليا في تطلعاته، حزبيا في قراراته، مصلحيا في تحالفاته، وفقيها لانحيازه؟

الموت لا تصنعه شائعة. الشائعة تصلح فرصة لحياة... تستحق المديح.

 

لبنان جمهوريّة فيدراليّة: تجربتا سويسرا والبوسنة

صالح المشنوق/نداء الوطن/29 أيار/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/86736/%d8%b5%d8%a7%d9%84%d8%ad-%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%b4%d9%86%d9%88%d9%82-%d9%84%d8%a8%d9%86%d8%a7%d9%86-%d8%ac%d9%85%d9%87%d9%88%d8%b1%d9%8a%d9%91%d8%a9-%d9%81%d9%8a%d8%af%d8%b1%d8%a7%d9%84%d9%8a%d9%91/

بين كلّ فترة وأخرى، يفتح النقاش في لبنان حول مسألة النظام الفيدرالي، بشكل هستيري وبهلوانيّ، غالباً ما يكون تعبيراً عن غضب ظرفي من قادة طائفة (عادة المسيحيين) باتّجاه قادة طائفة أخرى (عادة المسلمين، سنّة وشيعة).

عادة ما يتمّ التعبير عن هذا الغضب تلميحاً – تقريباً كفشّة خلق، لا كرؤية استراتيجيّة – ويتمّ الردّ عليه بوصف الداعين الى الفدرلة بشتّى أنواع الاوصاف الخشبيّة والمؤامراتيّة، كخدمة اهداف داعش الظلاميّة - المذهبيّة او المشروع الصهيو - امبريالي الخبيث الساعي الى تفتيت المنطقة.

آخر فصول هذه المسرحيّة القديمة - المتجدّدة استياء التيّار العوني من رفض "حزب الله" إنشاء معمل كهرباء "مسيحي" في منطقة سلعاتا، الذي يهدف - كما تعوّد اللبنانيون - الى تحقيق مكاسب انتخابيّة لرئيس التيّار المرفوض شعبيّاً.

تردّ الثنائيّة الشيعيّة على باسيل بطرح علمانيّ ووحدويّ غريب عجيب، نظراً الى الطابع الطائفي الاستثنائي لـ"حزب الله" وطبيعته الفيدراليّة شبه الانفصاليّة (يحكم الحزب مناطقه بشكل غير مسبوق حتّى في كونفيدراليّات العالم، لكنّه وحدويّ بطرحه لحاجته الى حماية الطوائف الاخرى).

تهدف الثنائيّة من خلال طرحها هذا الى ابتزاز المسيحيين بورقة الديموغرافيا: لا تهدّدونا والا بدأنا بالتعداد الطائفي. يجتمع قادة الحزبين، ويتّفقون على تسوية نفعيّة ترضي باسيل، وينتهي الجدل الفكري - العقائدي بسحر ساحر بانتظار الجولة المقبلة.

يستأهل الطرح الفيدرالي في لبنان نقاشاً علميّاً وموضوعيّاً، بوصفه نظام حكم متّبعاً في خمس وعشرين دولة من دول العالم (من العراق الى كندا، مروراً بألمانيا).

معظم هذه الدول ديموقراطيّة، مستقرّة ومزدهرة، وقد اختارت هذا النموذج لإدارة التنوّع في ما بين مكوّناتها المتنوّعة، أكانت عرقيّة او طائفيّة او لغويّة.

هذا النقاش يجب ان يحصل بعيداً من استعمال الفيدراليّة كورقة ابتزاز سياسي لتحقيق اهداف شخصيّة، وبمعزل عن حملات التخوين والشيطنة التي يقوم بها المعترضون (اغلبيّتهم لا يعرف الكثير عن الموضوع)، أكان عنوانها "رفض التقسيم" او المؤامرة الصهيونيّة المتخيّلة.

قبل البحث في ما إذا كان النظام الفيدرالي مناسباً لإدارة التنوّع في لبنان، يجب تعريف أنواع الفيدراليّات المتّبعة في العالم.

هناك دول، مثل الولايات المتّحدة، نشأت كدولة فيدراليّة عند إعلان اتّحاد المستعمرات الثلاث عشرة واستقلالها عن بريطانيا.

لم يكن الموضوع إدارة تنوّع بالمعنى المتعارف عليه في دراسات الدول المتعدّدة، بل كان مرتبطاً بالخوف من سلطة مركزيّة قويّة تقيّد الحريات والديموقراطية.

وهناك دول مثل الامارات، نشأت عند اتّحاد الامارات الستّ (لاحقاً السبع)، كتحالف بين العائلات الحاكمة. هنا كان التحدّي إدارة التنوّع العائلي بين المشايخ (البحرين وقطر رفضتا الانضمام)، في آليّة حكم ملكيّة تقليديّة.

هذه الأمثلة لا تنفع في النقاش اللبناني، لانّ خصائصها مختلفة تماماً عن طبيعة التنوّع او النظام السياسي في لبنان، وذكرها كأمثلة ناجحة تحايل فكري يضرّ بالفكرة بدل ان يفيدها.

أربع دول فيدراليّة تشبه لبنان ويمكن الاستفادة منها في النقاش المحلّي البنّاء: سويسرا، وبلجيكا، والعراق، والبوسنة.

بلجيكا فريدة في انّها نشأت بدولة مركزيّة، ثم تحوّلت الى فيدراليّة في العام 1993، بعد تطوّر دستوري تدريجي بدأ العام 1970. كما انّها منقسمة عمودياً بين مجموعتين لغويّتين، الفليمينغز (اغلبيّة عدديّة، تعيش في الشمال وتتحدّث الهولنديّة) والوالون (ثلث السكّان، يسكنون في الجنوب ويتحدّثون الفرنسيّة).

البوسنة والعراق يشبهان بعضهما بعضاً بشكل شبه متطابق.

تبقى سويسرا، النموذج الانجح لإدارة التنوّع العرقي في العالم (الانقسام لغوي وديني، لكنّ تعبير عرقي يستعمل بحثيّاً لجمع كل أنواع التنوّعات).

وصف لبنان تاريخيّاً بسويسرا الشرق، وهو تشبيه ولد في الستّينات نظراً لأوجه الشبه الكثيرة بين الاثنين (بلد صغير، متنوّع، فيه جبال جميلة، ونظامه المصرفي قلب اقتصاده). التشبيه تحوّل مع الوقت الى مزيج من النوستالجيا والسخرية (اكتملت عناصرها مع انهيار سمعة القطاع المصرفي اللبناني)، ولكن هذا لا يعني عدم الاستفادة من البحث العلمي الجدي في تجربة سويسرا، بعيداً من الرومنسيّات وأبيات الشعر الزجليّة.سويسرا: الفيدراليّة المناطقيّة

في سويسرا ثلاث مجموعات لغويّة. الألمان (62%) الفرنسيون (23%) والايطاليون (9%). وطائفتان: الكاثوليك (37%) والبروتستانت (25%) والباقي اغلبيّتهم من غير الملتزمين. تاريخيّاً كان الصراع طائفيّاً بين أبناء المذهبين المسيحيين، الذين تقاتلوا لآخر مرّة في العام 1847في معركة سندربوند، التي لم يقتل فيها سوى 86 شخصاً وأدّت الى نشأة الاتّحاد الفيدرالي. تألّف الاتحاد من 22 كانتوناً. مع مرور الزمن وانحسار الانتماء الديني تحوّل الانقسام الى انقسام لغوي بين المجموعات الثلاث، وتفرّعت الكانتونات لتصبح 26، بعد ان انفصل كانتون جورا (الكاثوليكي-الفرنسي) عن كانتون برن (الألماني-البروتستانتي) من خلال استفتاء عام في العام 1979. يشكّل الكانتون العمود الفقريّ الأساس للهويّة في سويسرا، وهو عابر – بطبيعة الحال، بسبب عددهم – للهويّات اللغويّة والدينيّة. لذا فانّ التنافس يحصل بين الكانتونات (التي بمعظمها صافية لغويّاً) وليس بين المجموعات اللغويّة والطائفيّة.

الدولة المركزيّة في سويسرا توافقيّة (باللغة اللبنانيّة، طائفيّة). تتشكّل السلطة التنفيذية من 7 وزراء، يمثّلون كل الأحزاب الاساسيّة في سويسرا (عددها 4) وفقاً لما يسمّونه "المعادلة السحريّة". لا يوجد لهم رئيس دولة (يترأس مجلس الوزراء وزير بالمداورة) ويتّخذون قراراتهم بالتوافق. يقرّرون في السياسة الخارجيّة (الحياد شبه مقدّس في سويسرا)، السياسة الماليّة، والسياسة الدفاعيّة. كلّ ما عدا ذلك – الصحّة، المساعدات الاجتماعيّة، التعليم، الخ – يتقرّر على مستوى الكانتونات، التي تملك حكومة، وبرلماناً، وشرطة، ودستوراً. إذاً التوافق في العاصمة فوق كلّ اعتبار، اما فعاليّة الحوكمة ففي الكانتونات. أصغر هذه الكانتونات فيه 15000 نسمة، يملكون دستورهم الخاص.

البوسنة: الفيدراليّة الاثنيّة

نشأت الفيدراليّة في البوسنة بعد الحرب المدمّرة التي خيضت بين الصرب (أرثوذوكس) والكروات (كاثوليك) والمسلمين. أساس الخلاف كان رغبة الصرب بالانفصال عن البوسنة بعد تفكّك يوغوسلافيا والانضمام الى صربيا. تفوّقهم العسكري سمح لهم بإنشاء "جمهوريّة" خاصة بهم خلال الحرب، سمّوها ريباكليكا سربسكا، طردوا منها المسلمين جميعاً، الظاهرة التي ادّت الى بروز تعبير "التطهير العرقي". سمحت اتّفاقيّة دايتون للسلام العام 1995 للصرب بالإبقاء على جمهوريّتهم، ما ادّى الى صيغة دستوريّة فيدراليّة مؤلّفة من وحدتين فيدراليّتين: الاولى للصرب، والثانية للمسلمين والكروات (فيها بدورها 10 كانتونات شبه فيدراليّة). البوسنة تملك أعقد تركيبة دستوريّة في العالم، مع 13 رئيس حكومة، 180 وزيراً و700 مشرّع. الصيغة الفيدراليّة في البوسنة عرقية او طائفيّة الطابع، بحيث ان تقريباً كلّ المواطنين من طائفة معيّنة يعيشون في وحدة فدراليّة واحدة، أنشئت بغرض تجميعهم وفصلهم عن بقيّة المكوّنات. بغضّ النظر عن النقاش القيمي، فانّ هكذا صيغة تشكّل مشروع صراع سياسي دائم وحاد بين الوحدة والحكومة المركزيّة، كما تشكّل مقدّمة طبيعيّة وعلميّة للتقسيم، لان مقوّمات الذهاب باتّجاه الانفصال تكون قد اكتملت. ولولا الحضور الدولي لانفصل الصرب منذ عقدين. من الأمثلة هنا يوغوسلافيا، السودان، قبرص، العراق، كيبك في كندا وكاتالونيا في اسبانيا. التقسيم ليس حراماً شرعيّاً بحدّ ذاته – اكراد العراق لهم الحق الكامل بدولتهم – لكنّه مرفوض لبنانيّاً، كما انّه شبه مستحيل بسبب التوزيع الديموغرافي المتشابك للطوائف.

بالخلاصة، فان النقاش في الفيدراليّة أساسي وممتع لكنّه عمليّاً لزوم ما لا يلزم. اوّلاً لان الطائف اقرّ اللامركزيّة الاداريّة الموسّعة (مع الإصرار على موسّعة)، ما يؤمّن الكثير من منافع الفيدراليّة المناطقيّة دون الكثير من حساسيّاتها. والثاني، لانّ معظم مصائب لبنان منذ استقلاله ناتجة عن سيطرة نزعات عابرة للأوطان على سياسته الخارجية والدفاعيّة (من منظّمة التحرير الى "حزب الله")، وهذه في أكثر الدول الفيدراليّة من صلاحيّات الحكومة المركزيّة. فيدراليّة سويسرا اقرّت في العام 1848، اما حيادها ففي العام 1815. قبل الصيغة، ابحثوا دائماً عن السلاح.

 

مجلس القضاء يتّخذ إجراءً بحق غادة عون... و"التفتيش" يتحرّك!

غادة حلاوي/نداء الوطن/29 أيار/2020

كيف لجسم قضائي يُرجم من أهل بيته أن يحظى بثقة الناس؟

في دفاع عن وزيرة العدل بمواجهة مجلس القضاء الأعلى، شنّت القاضية غادة عون عبر أحد "غروبات واتساب" هجوماً على مجلس القضاء الأعلى أنهته بعبارة "رح نبلّش نترحّم على إيام الوصاية السورية". لم تتجاوز القاضية عون بعد مسألة ورود اسمها ضمن التشكيلات القضائية الاخيرة التي رفعها مجلس القضاء الاعلى. باتت تبني تعاطيها مع المجلس على هذا الاساس وتتهم المجلس بالتسييس، علماً ان القاضية الضليعة في القانون وتصدر احكاماً بحق متهمين، سبق وأن صرحت بأنها ستضع استقالتها في تصرف رئيس الجمهورية خلافاً للمنطق والقانون، الذي لا يعطي رئيس الجمهورية صلاحية البت باستقالة قاض.

وأبعد من ذلك والأغرب منه ان تلجأ قاضية من وزن القاضية عون وبموقعها لشن هجوم على مجلس القضاء الأعلى وتشكك بمصداقيته وتتهم قراراته بالتسييس، خلافاً للقانون الذي يمنع القاضي من التحدث علناً بشؤون القضاء الداخلية. أغلب الظن ان عون دوّنت ملاحظاتها على "غروب واتساب" يضمها ومجموعة من القضاة، وهي تظن ان حديثها لن يخرج عن سياق كونه بين اهل البيت الواحد. لكن ولو كان كذلك فلا يلغي وجود خلل في التعاطي خصوصاً وانها ليست المرة الاولى التي تتناول عون الجسم القضائي وتشكك بدوره وعمله.

وكإجراء بديهي، تحرك مجلس القضاء الاعلى مستدعياً القاضية عون آخذاً عليها ما قامت به ليفتح محضراً بما قالته وبرّرته. ومجرد فتح محضر يعني أنّ المجلس لم يكتف بالاستفسار ومارس صلاحياته بحق القاضية عون على خلفية مسلكية والاستماع اليها، لتعرضها لمجلس القضاء الأعلى وخرقها مبدأ التحفظ في ما يتعلق بشؤون القضاء الداخلية. وعلم ان المجلس اتخذ بحقها إجراءً معيناً لم تكشف طبيعته بعد، فيما يتوقع ان يتحرك التفتيش القضائي من تلقاء نفسه بعد تعرض عون لمجلس القضاء وله ان يحيلها الى المجلس التأديبي.

قد لا تصل الامور الى هذا الحد ولكن يأخذ الجسم القضائي على عون تسرعها في الحكم على الامور ولم يلتمس لها عذراً في ما قالته وتقوله. قد نجد مبرراً لسياسي يهاجم الجسم القضائي خشيةً على مصالحه وسمسراته ولكن كيف لجسم قضائي يُرجم من أهل بيته ان يحظى بثقة الناس؟

ربما كانت حالة غادة عون نموذجاً عن التعاطي السياسي مع القضاء تؤكد دوره ومسؤولياته ليل نهار، وساعة يمارس صلاحياته ويعيد ترتيب أموره يتم التشكيك في مصداقيته.

وهذا ما حصل في التشكيلات القضائية التي قالت وزيرة العدل امس ان مجلس القضاء الاعلى أرسل ملحقاً بالتشكيلات ستحيله الى مجلس الوزراء قريباً. كلام استغربته مصادر قضائية معنية ترحمت على التشكيلات القضائية التي بات بحكم المؤكد ان لا نية للسير بها.

وبعد السابقة التي ارتكبتها نجم بتقسيم التشكيلات الى مرسومين صار واضحاً انها بمثابة المتراس الاول لرد التشكيلات، بعد ان حاولت تجيير المهمة الى وزيرة الدفاع زينة عكر التي اقترحت إعادة العمل بالملاك في "العسكرية" الى 12 قاضياً بدلاً من 18، فالتزم مجلس القضاء ليس لأن لعكر سلطة عليه وهي سلطة غير موجودة قانوناً وانما أعاد الامر للالتزام بالملاك كسابق عهده. وبحسب المرجع القضائي عينه فمجرد ان قسمت نجم المرسوم الى مرسومين يعني انها التزمت ان تكون المتراس الاول ضمن لعبة مرسومة من قبل جهات سياسية، لرد التشكيلات القضائية بالصيغة التي اعدها المجلس بالاجماع ولا يزال يصر عليها.

لكن مع "خراب البصرة" على من نترحّم؟ على قضاء أرادوه شماعة لتعليق حجج اخفاقهم في مكافحة الفساد فنادوه وتوسلوه ولم يساندوه... أم على بلد صار كل ما فيه بعلم الغيب.

 

راشد الغنوشي والشعوبية الإردوغانية!

رضوان السيد/الشرق الأوسط/29 أيار/2020

ما أخطأتُ قديماً في فهم الغنوشي، بل أخطأتُ في تحليل تصريحاته وتصرفاته بعد عام 2016. أواخر الثمانينات أرسل إليّ خير الدين حسيب رئيس مركز دراسات الوحدة ببيروت يومها، مخطوطة راشد الغنوشي عن قواعد وأصول الديمقراطية الإسلامية أو الديمقراطية في الإسلام. والنص متواضع، وقد بقي عندي ستة أشهر وأنا أصحّح وأُراجع تفاصيل في القرآن والحديث والنقول عن كتب في مقاصد الشريعة، وكان الواضح أن الرجل ينقل من مراجع ثانوية لا من المصادر ذاتها. وعندما أعدتُ الكتاب مصحَّحاً لحسيب بعد لأي، وقرأ تقريري عنه، قال: الرجل معذور فهو في المنفى في لندن، وليس عنده مكتبة! قلت في التقرير فيما أذكر: الأطروحة متواضعة، فالديمقراطية في الإسلام لعباس العقاد أكثر إقناعاً منها. الرجل ليس قطبياً بالتأكيد ولا حتى مودودياً، هو يقع بين القرضاوي والترابي، وليست لديه قدرات فكرية تنظيرية، ولا علم عميق بالإسلام، لكن قيل لي ممن يعرفونه إنه سياسي براغماتي، وقد يكون له مستقبل! وقد تبين حذره الشديد بعد سنوات المنفى (رغم استمرار تأثيرات القرضاوي والترابي)، إذ لم يصر على وضع نفسه في مقدمة المشهد. وعندما سقط الإخوان في مصر عام 2013 يقال إنه ذهب إلى تركيا لاجتماع العالمية الإخوانية، وقدّم نقداً مريراً لإخوان مصر، وكيف أرادوا الاستيلاء على كل شيء مرة واحدة ففقدوا كل شيء خلال أقل من عامين! ولفت انتباهي بعد ذلك تصريحه في اجتماعٍ حزبي أنه يقول بالفصل بين الدعوي والسياسي في عمل حزب النهضة. وقد علّقْتُ معجباً راجياً أن يكون في ذلك ابتعادٌ عن مسارَي إخوان مصر والسودان! فقال لي صديقي مشاري الذايدي: هذا تسرع ستندَم عليه! وردَّ عليَّ أحد أنصاره من الذين كانوا بلبنان في سنوات المنفى: القواعد غاضبة من الشيخ لأن ذلك بمثابة فصل الدين عن الدولة، وهذا التصريح لإرضاء علمانيي تونس ولن يرضوا عنه ولو شق لهم صدره!

منذ أكثر من عام، وعندما بدأ حفتر حملته على طرابلس، قال لي سياسي ليبي توفي مؤخراً: لن يسمح الجزائريون والغنوشي والطليان والقرضاويون وإخوان السودان وآخرون بزوال حكومة الميليشيات في طرابلس، من أجل الغنائم، ومن أجل إزعاج مصر وأمنها. ثم عرفتُ قبل أشهر من رجل أعمال ليبي قدم إلى لبنان عبر تونس، أنّ إخوان مصر يتكاثرون بطرابلس، وبعضهم قادم من تركيا والبعض الآخر من السودان. ثم تبين أنهم كانوا طلائع إردوغان الذي جُنَّ جنونه لحرمانه من غاز المتوسط ونفطه، ومن نجاح مصر، ومن إصرار السعوديين والمصريين والإماراتيين على معارضة غزواته في الديار العربية، وقد عدّ الإيرانيين رواد التخريب ناجحين؛ فلماذا لا يتدخل هو في ليبيا ومثل إيران عن طريق المرتزقة. وقد تردد رئيس حكومة الوفاق في قبول مقاربات إردوغان أولاً ثم خشي انتصار حفتر على ميليشيات طرابلس، وأقنعه الغنوشي بجدوى ذلك ولو لإيقاف حفتر. وما اقتصر دور الغنوشي على ذلك، بل سهل التفاهم بين الجزائريين والأتراك أيضاً. وقد كنا نظن أن رئاسة عبد المجيد تبون بالجزائر ستغيِّر في السياسات تجاه المغرب وتجاه ليبيا، ثم تبيّن أن الجيش لا يزال هو المتحكم بالقرار، وأن العلاقة بتركيا وإيران أهون على قلوبهم من العلاقة بالعرب! ما دوافع الغنوشي الماهر والبراغماتي في حسباني؟ دوافع غير عقلانية وغير وطنية: الشعوبية الإخوانية والتبعية للقرضاويين، وسقوط حكم الإخوان في السودان، والخوف من النجاح المصري، والإعجاب بإردوغان والخوف من تراجع حظوظه في الوقت نفسه!

وضْع تونس مع ليبيا، مثل وضع لبنان مع سوريا. فمنذ قامت الثورة في سوريا عام 2011 خشي حزب الولي الفقيه أن يسارع شبان السنة في لبنان لدعم الثوار على الأسد، وفي الوقت نفسه خشي المسلمون والوطنيون من التوسط في النزاع وفي بلدهم انقسام عميق؛ ولذلك اجتمعوا جميعاً في بعبدا، مقر رئيس الجمهورية، ووقّعوا على بيان للنأي بالنفس عن الأوضاع السورية كلها. إنما ما مضت أسابيع حتى تبين أنّ الثوار السوريين ترجح كفتهم على ميليشيات الأسد، فتجاهل حزب الولي الفقيه توقيعه على بيان النأي بالنفس، وتدخل في سوريا إلى جانب الأسد بعشرات الألوف، وقد سقط منهم ومن الإيرانيين ألوف بالفعل، لكنهم قتلوا عشرات الألوف من الشعب السوري، وهجّروا ملايين! إنّ مصلحة تونس البلد العربي الذي له حدود طويلة مع ليبيا، والذي هو الشريك الثاني لتونس بعد الاتحاد الأوروبي، والذي استفاد المليارات من لجوء الليبيين إليه وسفرهم من طريقه - أن يكون على الحياد بالفعل في النزاع، وبسبب الفوائد والمصالح من جهة، ولأنه شقيق عربي لا يجوز الإسهام في تخريبه وتقسيمه. «حزب الله» إيراني ذهنية وتسليحاً، فهل تكون حركة النهضة إخوانية إردوغانية؟ بالطبع لا، لكنه ضلال الغنوشي، وأوهامه، ونفاد صبره في شيخوخته، بعد إذ لم يصبح زعيماً أوحد في بلده، ولا مرجعية بارزة في «العالمية» الإخوانية!

لا أزال لا أفهم كيف يمكن لعربي أن يسكت بل أن يدعم دخول جيوش وميليشيات أجنبية إلى بلدٍ عربي جار. وليس بسبب العصبية وحسب؛ بل بسبب المصلحة والتقدير للعواقب. ها هو بشار الأسد قد استقدم إلى بلدٍ هو رئيسه عدة جيوشٍ لحمايته من شعبه. فلا هو نجا ولا سَلِم بلده، وبدلاً من التفاوض مع الثائرين من شعبه صار عليه أن يتعامل مع الإيرانيين والروس والأميركان والأتراك وميليشيات العراق ولبنان وأكراد سوريا وتركيا والعراق. ويبلغ من سوء وضع الشبان السوريين في مملكة الأسد أنّ آلافاً منهم يعملون كميليشيا عند الرئيس، وآخرين يعملون مع الروس والإيرانيين، والآن هناك ألوفٌ منهم يعملون عند المخابرات التركية سواء في مناطقهم بسوريا أو بليبيا وحتى في الصومال! فالذين لم يهاجروا بعيداً من السوريين، ما عاد عندهم سبيلٌ لكسْب القوت غير الارتزاق لدى الجيوش والجهات التي تحتل بلادهم.

يثبت الآن، وللمرة العاشرة أو العشرين، أنّ حزبيي الإسلام السياسي ومن أجل السلطة والاغتنام وكسب النفوذ الموهوم هم مستعدون لاستحضار جيوش وميليشيات إلى بلدانهم وجوارهم العربي، دون أن يحول بينهم وبين ذلك شرفٌ أو دين أو تقدير للعواقب!

 

أخطار إردوغان على تونس

د. آمال موسى/الشرق الأوسط/29 أيار/2020

رأس الخطر إن جاز التعبير هو طبعاً في ليبيا. ولقد أثبت التّاريخ البعيد والقريب أن كل ما يمس ليبيا من سوء أو خير يؤثر آلياً في تونس. هذه طبعاً القاعدة التاريخية التي استندت إليها العلاقة بين البلدين، وذلك حتى في صورة ألا تكون لتونس يد فيما قد تعرفه ليبيا من مشاكل أو أزمات.

نحن إذن أمام ما يُشبه المسلّمات التاريخية التي أكدتها الأحداث المتواترة. غير أننا منذ أن تحركت أطماع الرئيس التركي رجب طيب إردوغان نحو ليبيا والتعامل معها كقطعة جغرافية تابعة لتركيا، تغير الكثير من المسلمات التاريخية ممّا يعني أن هناك كتابة تاريخية جديدة في منطقة المغرب العربي حالياً بصدد الحدوث، وهي كتابة هجينة تسير وفق أطماع وتوترات إقليمية خطيرة غير عابئة بما يمكن أن يحصل من كوارث في ليبيا وفي تونس أيضاً، باعتبار أن تركيا تسعى إلى الاستفادة من خصائص تونس الجغرافية والسياسية في الملف الليبي. ولقد شاءت الجغرافيا أن تكون تونس لصيقة لليبيا وأيضاً أن يكون الإسلام السياسي المشارك في الحكم بالأغلبية النسبية في تونس صديقاً لتركيا وتحديداً إردوغان. بمعنى آخر، تبدو تونس لإردوغان مضمونة وما يحتاجه تونسياً لإنجاز مهمته في ليبيا يتعامل معه وكأنّه في الجيب!

وهنا نصل إلى قلب الخطر الإردوغاني على تونس؛ فالخطر الأوّل أنه زج بتونس في الشأن الليبي وجعلها محسوبة على طرف دون آخر أي على فائز السراج وحكومة الوفاق وضد قائد الجيش الوطني المشير خليفة حفتر المستهدف طبعاً من الجانب التركي.

صحيح أن تونس أعلنت أنّها مع الشرعية الدولية المعترفة بحكومة الوفاق ولكن الموقف المغاربي العام هو مع الحل السياسي الليبي - الليبي، وهو ما يشترط الحياد في أقل الأحوال، بينما تونس هي اليوم محسوبة على طرف وضد طرف آخر، ممّا يجعلها مستقبلاً مسؤولة سياسياً وأخلاقياً، إضافة إلى أن عدم الحياد التونسي في هذه الأزمة الليبية الخطيرة ذات التداعيات المعقدة جداً سيمس الروابط التونسية - الليبية وسيؤثر عليها، وهي روابط حيوية لتونس قبل ليبيا، والتلاعب بها والزج بتونس في صراع ساحته ليبيا وضحيته ليبيا والمستفيدون غير ليبيين سيمثل عائقاً بين بلدين جارين متداخلين في علاقتهما.

خطر إردوغان الثاني هو أن توريط تونس في عدم الحياد إزاء الأزمة في ليبيا فجر بدوره أزمة سياسية متواصلة ومتنامية داخل تونس نفسها وخلق نوعاً من الاحتقان إزاء التدخل التركي في المنطقة وإزاء ما يرونه من تقارب بين حركة النهضة التونسية وإردوغان كشفته مواقف عدّة؛ منها زيارة رئيس مجلس النواب راشد الغنوشي لتركيا مباشرة في اليوم الموالي لعدم مصادقة البرلمان على حكومة الحبيب الجملي، وأيضاً تهنئة رئيس البرلمان لرئيس حكومة الوفاق الوطني بالانتصارات المتحققة في محيط طرابلس ضد المشير حفتر وقواته. ولقد ألقى ما يحصل في ليبيا بظلاله في تونس ووصل الأمر إلى دعوات لتنحية رئيس البرلمان واتهامه بتجاوز صلاحياته والولاء لتركيا. والمتابع للتوترات السياسية في تونس يلحظ أن تقارب حركة «النهضة» مع إردوغان بدأ يقحمها في مشاكل حقيقية هي في غنى عنها وسيحملها تاريخ دعمها لتركيا، ولقد رأى العالم شدة حساسية الكثير من التونسيين من إردوغان والامتعاض الذي عبروا عنه أثناء زيارته الفجائية لتونس مصحوباً بكوادر عسكرية من الواضح أنّها رافقته من أجل الخوض في الملف الليبي.

الخطر الثالث والعاشر يتمثل أيضاً في وضع تونس في لعبة محاور ودول إقليمية، ومن ثم معاداة غير مباشرة للدول الداعمة للمشير حفتر وعلى رأسها مصر.

فظاهر المكالمة التي أجراها الرئيس عبد الفتاح السيسي تبادل تهاني العيد ولكن جوهرها هو تبادل الدعوات الرسمية بين الرئيسين وتحديدا الزيارة المرتقبة للسيسي إلى تونس، وهي زيارة أولاً وأخيراً حول ليبيا وللتباحث عن كيفية الحصول على دعم تونسي لصالح المشير حفتر، وهو الدعم الذي ستقف ضده حركة النهضة المشاركة في الحكومة والتي ترأس البرلمان. تركيا ستغرق تونس في أزمات وتوترات سياسية لا يتحملها الاقتصاد التونسي خصوصاً بعدما زاد الحجر الصحي من مشاكل في البطالة والفقر. والخوف الأكبر أن تجنح الخلافات السياسية حدّ التناحر إلى العنف واللجوء إلى الاغتيالات، فالمعركة معركة مصالح إقليمية وحيوية مرتبطة بالبترول الليبي وبقطع الطريق أمام تغول الإسلام السياسي في المنطقة المغاربية، وما أنفقته الدول الإقليمية في الصراع من وقت وعتاد ورهانات لا يسمح بأصوات تحاول إحباط المطامع.

تركيا أقحمت تونس في صراع لا ناقة لها فيه ولا جمل. وأغلب الظن أن صراع المصالح سيكشر عن أنيابه ودمويته أيضاً. لذلك قلنا إنّ أخطار إردوغان على تونس كثيرة وقاتلة لمسارها الديمقراطي ومعطلة لها في حل مشاكلها الداخلية والتنمويّة.

والسيناريو الأخطر هو جرّ الحياة السياسيّة في تونس إلى العنف والاغتيالات.

 

وتبقى قضيتهم حية!

أكرم البني/الشرق الأوسط/29 أيار/2020

لم يخطر على بال خولة مكاناً تزوره في صبيحة العيد تكريماً لزوجها المقتول في أقبية النظام السوري غير ضريح الجندي المجهول في المدينة الأوروبية التي لجأت إليها، بدأت أواخر شهر رمضان تخطط لتنفيذ هذه الفكرة متوسلة التحول الذي طرأ على نفسية ابنتيها اليافعتين، فلأول مرة تراهما تشتعلان فخراً بأبيهما الشهيد بعد أشهر من الحزن والكمد، وتتحمسان لتكريمه بزيارة هذا النصب الذي ربما بدا لهما عنواناً للضحايا المجهولين الذين قدموا بصمت أغلى ما يمتلكون فداءً لحريتهم وحقوقهم.

عندما جازفت وركبت أمواج البحر نحو أوروبا كانت تحلم بحياة آمنة ومستقرة لطفلتيها، وأيضاً بلقاء لن يكون بعيداً مع زوجها، كان لديها أمل بأن يطلق سراحه ولو بعد حين، فهو لم يحمل سلاحاً ولم يؤذِ أحداً وكان اعتقاله لمجرد الاشتباه بمشاركته في مظاهرات سلمية عمت أحياء العاصمة السورية، لكن، ومنذ أقل من عام، علمت من أهله بأنهم قد تسلموا أخيراً بلاغاً من أمانة السجل المدني تفيد بموته. لم تخفِ الأمر عن ابنتيها، حاولت أن تصطنع القوة والصلابة حين أخبرتهما بأن أباهما قتل لأنه حلم بوطن أفضل وأجمل، كالوطن الذي تعيشان فيه الآن.

بداية، أقلقها أن ابنتيها لم تتقبلا الأمر، فقد اكتنف حياتهما حزن عميق جراء الشعور بالفقد النهائي، حاولت تخفيف معاناتهما بوضع مصير والدهما وما اختاره، ضمن مشهد التضحيات الجمعية للسوريين، وأنه واحد من مئات الألوف الذين اعتقلوا ظلماً وغُيبوا قسرياً في السجون، وتقصدت تشجيعهما للبحث عبر وسائل التواصل الاجتماعي عن أي خبر أو معلومة تفيد في إظهار القهر الذي يتعرض له السوريون... عرضت أمامهما مرة الأنشطة وظواهر التعاطف الإنساني التي رافقت تعميم صور ضحايا النظام التي عرفت بصور «قيصر» ولم تتردد في المبالغة بحجم هذا التعاطف وبعدد الجماعات الحقوقية التي طالبت بتجريم النظام السوري ومحاكمته... شجعتهما مرة ثانية على مرافقة «باص الحرية» الذي حمل صور العديد من المعتقلين وجاب معظم المدن الأوروبية، وأيضاً على المشاركة في غير اعتصام لأمهات وزوجات المفقودين أمام السفارة السورية لكشف مصير أبنائهم... وتقصدت، مرة ثالثة، لفت انتباه الفتاتين إلى القرار الذي اتخذته محكمة ألمانية بإدانة وتجريم جميل الحسن وعلي مملوك، الضابطين الكبيرين في مؤسسة القمع السورية، ومطالبة الإنتربول بالقبض عليهما، وكم أسعدها حين سألتها ابنتها الصغرى عن فرصة اعتقال جميل الحسن في بيروت بعد أن لجأ إلى أحد مستشفياتها للعلاج، وكيف بدأت تهتم بالقصاص من المرتكبين بحق والدها والمعتقلين كافة. لكن أكثر محاولة أعطت نفعاً هي إقناع الفتاتين بحضور المحاكمة التي تجري في ألمانيا لأحد ضباط فرع مخابرات «حي الخطيب» بدمشق، المكان الذي عرفت أن زوجها معتقل فيه، فهي تريدهما أن تريا مشهداً لا بد أن يثلج صدريهما ويطمئنهما إلى أن دماء أبيهما لن تذهب هدراً، وأن ما يجري هو البداية لمحاسبة كل مرتكبي جرائم ضد الإنسانية في سوريا.

لم يثنها عن عزمها حضور المحاكمة، ادعاءات البعض بأنه ضابط انشق عن النظام وشارك في بعض أنشطة المعارضة؛ لأن المسألة تتعلق برأيها فيما ارتكبه ضد بشر عزل، وبشهود ناجين يدلون بشهاداتهم عن دوره في تعذيبهم وناجيات يتحدثن عن اغتصابهن أو تسهيل ذلك، وما زادها عزماً اعتقادها بأن الانشقاق عن النظام السوري ورفض ممارساته يجب أن يكونا حافزاً له كي يكشف الحقائق الصادمة من موقع المسؤولية، ثم ما الضير من خضوع أي كان للمساءلة والمحاسبة أمام قضاء يشهد له باستقلاليته وعدالته؟!

كما لم يثنِها قول آخرين بأن المحاكمة هي لضابط لا ينتمي إلى الطائفة العلوية الحاكمة والمقررة في كل شيء، بل قد تحرف الأنظار بعيداً عن المسؤولين الحقيقيين، فهي قد تعلمت ونشأت في بيئة تعتبر أن القاتل يبقى قاتلاً بغض النظر عن دينه وجنسه وموقعه، فجرائم جماعات الإرهاب الإسلاموي ضد الإنسانية هي من طينة جرائم النظام وإن فاقها الأخير رعونة وشدة وتفنناً، وازدادت يقيناً بموقفها حين رأت كيف يتعاطى هذا الجلاد مع الاتهامات الموجهة إليه، كيف يخفف مما فعلته يداه بحق أناس أبرياء، قائلاً «كانت مهمتي هي استجواب المعتقلين، كنت في موقف حساس جداً، لم أكن قادراً بشكل دائم على التعامل باعتدال مع المعتقلين» ثم كيف صار يلقي كامل المسؤولية على قادة آخرين هم رؤساؤه أو محققون في الفروع الأمنية الأخرى، ليغدو المشهد كما لو أن حبات المسبحة بدأت تكر، وأن أسماء ضباط آخرين وأنواع التعذيب التي يمارسونها ظهرت للعلن وغدت قيد التداول الحقوقي وأدرجت في ملفات القضية تحت المساءلة القانونية.

والأهم من كل ذلك أن عينيها صارتا ترقصان فرحاً وهي ترى كيف تتفاعل ابنتاها مع الشهود الحاضرين وأقاربهم... كيف تتنقلان من مجموعة إلى أخرى لتعرفا عن نفسيهما بأنهما ابنتا شهيد للثورة السورية قتلته يد الغدر السلطوية... وكيف صارتا من الضحايا المتحمسين لفتح الباب أمام كشف كل تعذيب وقتل في أقبية المخابرات أو المعتقلات، وللإدلاء بشهادتيهما لتحقيق العدالة عن الجرائم التي ارتكبت في سوريا. بعد عودتهن بأيام، وحين فاجأتها ابنتها الكبرى بسؤال عن معنى العدالة الانتقالية، لم تحاول الاستفسار عن كيفية وصول هذه الفكرة إليها، بل بادرتا سوية للبحث عبر مواقع الإنترنت عن معنى هذا المفهوم وما علاقته بما جرى معهم، عرفتا أنه إحدى الطرق المجربة لطي صفحات حرب أهلية مديدة، وأنه سبيل في سوريا للخلاص من تركة ثقيلة ومخلفات مؤلمة لقتال دموي وعنف منفلت امتدا لتسع سنوات متواصلة، وأراحهما أن تبتعد هذه الطريق عن لغة الثأر والانتقام وأن تسعى لمحاكمة وعزل مرتكبي الجرائم والمتورطين فيها أو المشجعين عليها وإنزال القصاص العادل بهم، وأيضاً لضمان حقوق المتضررين كافة، وأسرهم، وإنصافهم وتخليد ذكراهم، وأراحهما أكثر التأكيد بأنه من دون معالجة هذا الملف الإنساني لا يمكن ردم الفجوات التي خلفتها سنوات الحرب والتقدم لبناء وطن حر ومعافى، يطلق آفاقاً رحبة لتغذية حقوق الإنسان وقيم التسامح والتعايش من جديد.

 

إشارات متضاربة من الصين

أمير طاهري/الشرق الأوسط/29 أيار/2020

هل الصين خائفة أم مخيفة؟ لدى إمعان النظر في القرارات الصادرة الأسبوع الماضي عن جلسة الانعقاد السنوي لمجلس الشعب الصيني، نجد أنها ربما تكون الاثنين معاً. أو إذا أردنا التعبير عن الأمر بصورة مختلفة، فإنه مثلما حدث من قبل في مرات عدة على امتداد العقود الماضية من الحكم الشيوعي، فإن الصين قد تصبح مخيفة لأنها تشعر بالخوف. يشار إلى مجلس الصين الشعبي في الغرب باسم البرلمان؛ لكنه يبدو في حقيقته كياناً غريباً. ويتمثل الهدف الأساسي من وراء تكوينه في الموافقة على مشروعات القوانين التي تقدمها القيادة، و - من الناحية النظرية على الأقل - عقد نقاشات حول السياسات، والتصرف كجهة رقابية على مجمل الأوضاع العامة داخل الجمهورية الشعبية. بيد أنه في الوقت ذاته لا يمكن بالتأكيد النظر إليه باعتباره برلماناً بالمعنى العام المتفق عليه لهذا التوصيف، وإن كان هذا الكيان في الوقت ذاته ليس كياناً أجوف، جل مهمته الموافقة تلقائياً على القوانين المعروضة عليه. ورغم أن هذا المجلس ربما يكون بمثابة حوض بحري صغير مقارنة بالمحيط الهائل الذي تمثله الصين، فإنه قد يوفر فرصة لمشاهدة جميع أنواع الأسماك المسموح لها بالسباحة، وتقييم حجم كل منها.

إذن، ما الذي يكشفه لنا هذا الحوض البحري في الوقت الحالي؟ تدور الملحوظة الأولى حول فكرة أن التدفق الضخم لشخصيات كبرى الذي توقعه بعض المتخصصين في الشأن الصيني، لم يحدث، فقد تمكن الرئيس شي جينبينغ من إعادة التأكيد على قيادته، مع وجود رئيس الوزراء لي كه تشيانغ بمثابة مساعد مقرب له. ويمكن القول إنه بوجه عام ما شاهدناه هو إعادة تمترس حذر، وليس إعادة تعديل جريئة. وعلى ما يبدو، خلص الفريق المعاون للرئيس الصيني إلى أن الوقت ليس مناسباً لإحداث قلقلة في الوضع القائم، ما يعتبر إشارة أولى للشعور بالخوف.

وجاءت إشارة ثانية إلى الشعور بالخوف، عندما تراجعت حملة مكافحة الفساد التي طال الحديث عنها والترويج لها، وكان متوقعاً لها الهيمنة على العناوين الرئيسية لجلسة انعقاد المجلس المؤجلة، إلى بضع عبارات مجازية فحسب.

وربما شكل الخوف كذلك القوة المحركة وراء التمرير المتعجل لتشريع مهلهل مصمم من أجل تكميم أفواه النقاد الداخليين؛ خصوصاً النشطاء «المؤيدين للديمقراطية» في هونغ كونغ. واخترعت القيادة السياسية للحزب الحاكم اتهامات ليس لها توصيف قانوني واضح، وبذلك أصبح من الممكن توجيه اتهام لأي «مغرد» مفرط في الحماس عبر «تويتر» بالخيانة العظمى.

وأيضاً ربما يكون الخوف أحد الأسباب وراء اتخاذ الحزب الحاكم قراراً بالتخلي عن سياسته التي انتهجها طيلة 30 عاماً، باللعب تبعاً للقواعد المتعارف عليها فيما يخص الاتفاقات الدولية، وذلك عندما لمح مجلس الشعب الصيني إلى رفضه اتفاق «دولة واحدة - نظامين» الذي سلمت بريطانيا بمقتضاه هونغ كونغ إلى الجمهورية الشعبية عام 1997.

وربما يكون الخوف ذاته؛ لكن في الاتجاه المعاكس هذه المرة، ما ألهم التركيز غير المعتاد من جانب مجلس الشعب الصيني على تايوان، مع التشديد على الطبيعة المقدسة لـ«الإجماع» حول وضع المضيق عام 1992، والإشارة إلى مبدأ «صين واحدة» الذي أصبح محل تساؤلات متزايدة داخل تايوان.

بالتأكيد لم تكن هناك تهديدات باستخدام القوة العسكرية، وأبدى قادة بكين قدراً كافياً من الحكمة جعلهم يمتنعون عن العودة لأساليبهم القديمة المرتبطة بإثارة المشكلات عبر بوابة كوريا الشمالية. ومع هذا، يبدو واضحاً أن بكين مذعورة من تفشي عدوى الديمقراطية، ليست القادمة من هونغ كونغ فحسب، وإنما كذلك تايوان التي أظهرت أن بناء «صين» مزدهرة للغاية وديمقراطية على نحو معقول ليس حلماً بعيد المنال. اليوم، تبدو قيادة بكين مدركة أن الثورة الماوية القديمة التي بلغت ذروتها في قيام الجمهورية الشعبية وضم شرق تركستان والتبت ومنشوريا ومنغوليا الداخلية، لم تعد أساساً كافياً لشرعيتها. وعليه، سعت منذ تسعينات القرن الماضي نحو إيجاد أسس جديدة لادعاءاتها بالشرعية، منها «الاستعادة» السلمية لهونغ كونغ وماكاو، وبناء علاقات ناجحة مع تايوان.

ومع هذا، يظل الادعاء الأساسي للشرعية من جانب النظام قائماً على النجاح الاقتصادي الذي نجح في دفع مئات الملايين خارج دائرة الفقر، وبناء طبقة وسطى جديدة. وساعد هذا النجاح بدوره الجمهورية الشعبية في كسب الاعتراف والاحترام على الصعيد الدولي.

إلا أن أزمة فيروس «كوفيد - 19» ألقت بظلال قاتمة على هذه الصورة. وتشوهت صورة بكين الدولية بسبب عدد من الأخطاء؛ بل ومحاولات الخداع الصريحة. وتسببت حالة تراجع اقتصادي أدت إلى حدوث أول انخفاض في إجمالي الناتج الداخلي للبلاد بنسبة تقدر بحوالي 10 في المائة، في إثارة تسونامي من البطالة، شمل ما يزيد على 130 مليون شخص اعتبروا فائضين عن الحاجة، على الأقل على مدار المستقبل المنظور. منذ عام، كانت الدعايات الصادرة عن بكين تحاكي شعار «الحلم الأميركي»، من خلال التباهي بـ«الحلم الصيني» الذي تسعى البلاد لإنجازه في نهاية قوس قزح المتمثل في مشروع «الحزام والطريق» الضخم.

وتبدو إمكانية إرجاء هذا الحلم مخيفة للغاية، لنظام يفتقد آلية موثوقاً بها للتشارك في السلطة عبر المجتمع. وفي حالات مشابهة، تبحث غالبية الأنظمة الاستبدادية عن عدو أجنبي لإلقاء اللوم عليه عن كل المسارات التي لا تسير بها الأمور على النحو المأمول.

ووجد الحديث عن شراكة استراتيجية جديدة بين الصين وروسيا أصداء له داخل مجلس الشعب الصيني، مع الإشارة إلى الأموال الصينية والتكنولوجيا الروسية، باعتبارهما مكونين طبيعيين في المعادلة الجديدة للهيمنة العالمية. إلا أن أحداً لم يذكر أن الأموال قد تنفد لدى الصين، وأن التكنولوجيا الروسية ربما يقتصر الاهتمام بها على الأثريين. وعادة ما تكون مهاجمة الغرب السبيل السهل للتعتيم أمام أي نظام استبدادي يعاني من أزمة.

وعليه، لم يكن من المثير للدهشة أن ينصت مجلس الشعب الصيني لدعوات «ألا تحاكي الصين النموذج الغربي في التنمية»، والسعي «نحو مسار خاص بها نحو الارتقاء». ورافق هذه الرؤية الفلسفية الزائفة للقومية إلقاء اللوم على الولايات المتحدة باعتبارها تسعى لإثارة حرب باردة جديدة ضد الصين.

بيد أن المشكلة أن الولايات المتحدة ليست لديها سياسة متسقة ذات معنى استراتيجي حقيقي تجاه الصين. الحقيقة أن العبارات الخطابية والإشارات الدبلوماسية لا ترقى إلى أن تكون سياسة تليق بقوة عظمى في علاقة تنافس وشراكة مع قوة أخرى. وتشبه مسألة فرض عقوبات رمزية في الجزء الأكبر منها، ترك سيارتك على جانب الطريق لأنك لا تدرك إلى أين تود الذهاب. الأمر المؤكد أن أزمة «كوفيد - 19» والتراجع الاقتصادي الذي صاحبها يفرضان نظرة جديدة على نظام عالمي تحت ضغط. وفي إطار هذه النظرة الجديدة، تحمل مسألة تحديد المكان المناسب للصين أهمية محورية.

المؤسف أن هذه القضية لا تحتل مكانة بارزة في الحملة الانتخابية الرئاسية الحالية داخل الولايات المتحدة. والواضح أنه لا يمكن التعامل مع الصين في إطار نظام عالمي معدل، من خلال إطلاق الإهانات والشتائم وترديد عبارات مكررة، مثل «الخطر الأصفر».

 

اللجنة الدستورية السورية لا تتعلق بالدستور

تشارلز ثيبوت/معهد واشنطن/29 أيار/2020

في الأسبوع الماضي، أعلن المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى سوريا، غير بيدرسون، أن اللجنة الدستورية السورية التي أنشئت في أيلول/سبتمبر 2019 تستطيع عقد اجتماعها المقبل حالما تسمح بذلك الظروف المتعلقة بالوباء العالمي الذي يسببه فيروس كورونا. ولم يتم تصميم هذه الآلية الضيقة لحل النزاع الدائر منذ سنوات عبر الحلول القانونية، بل لفتح نقاشٍ سياسي بين السوريين. ولكن على الرغم من قيود اللجنة، يجب على الولايات المتحدة وحلفائها بذل المزيد من الجهود فيها، وإلا ستكون روسيا حرة في استغلال العملية الدستورية كوسيلة لتطبيع نظام الأسد دون معالجة أي من الأسباب الجذرية للحرب.

الدستور كأداة لانخراط روسيا

طوال سنوات، حاول مبعوثو الأمم المتحدة إيصال الأحزاب السورية إلى تسوية سياسية، ولكنهم وجدوا مساعيهم مشلولة بسبب موسكو التي دأبت بثبات على حماية النظام السوري من عواقب رفض التفاوض مع المعارضة. ورفضت الولايات المتحدة وأوروبا والدول الإقليمية المعنية التصدي لهذه الحماية من خلال تصعيد الأعمال العسكرية مع روسيا عند تدخّلها على الأرض، وبدلاً من ذلك اقتصرت ضغوطها على العقوبات الاقتصادية والانخراط الدبلوماسي. وبالتالي، اكتسب الإصلاح الدستوري زخماً لأنه كان أحد المواضيع القليلة التي أبدى الدبلوماسيون الروس اهتماماً بها. وفي الواقع كان العمل على وضع دستور جديد في محور النقاشات التي دارت بين الولايات المتحدة وروسيا في آذار/مارس 2015. وبعد شهرين من ذلك التاريخ، قدمت موسكو المسودة الأولى من الدستور التي تم رفضها بشكل قاطع من قبل جميع أطراف المعارضة السورية. وفي كانون الثاني/يناير 2017، قوبِلت المسودة الثانية بردٍّ مماثل. ومع ذلك، اقترح المسؤولون الروس في أيار/مايو 2017 عقد "مؤتمر مصالحة وطنية" في سوتشي، ثم ساعدوا النظام على اختيار الفصائل السورية التي ستتم دعوتها لمناقشة الدستور الجديد خلال المؤتمر. وبحلول نهاية ذلك العام، كان الإصلاح الدستوري أحد المقومات الجوهرية في مذكرة دانانغ المشتركة بين الرئيسَين فلاديمير بوتين ودونالد ترامب. ويبدو أن موسكو كانت ولا تزال تنظر إلى الإصلاح الدستوري كإطار عمل مرن لإطلاق عملية دبلوماسية دولية وإسكات النقّاد في الغرب مع الحفاظ على نهجها السياسي والحد من نطاق ما قد يتضمنه "التغيير" في سوريا في نهاية المطاف. وعلى الرغم من دعوة قرار مجلس الأمن رقم 2254 إلى قيام عملية سياسية مؤلفة من ثلاثة عناصر أساسية - حكومة انتقالية، انتخابات حرة ونزيهة، ودستور جديد - إلّا أن روسيا عملت تدريجياً على تخفيف النقاش وحصره بالعنصر الأخير وحده.

الدستور كـ "غموض بَنّاء"

بينما تعمل الأطراف الفاعلة الدولية على حث السوريين على الاهتمام بالقضايا التي يجب عليهم اتخاذ القرارات بشأنها بأنفسهم - أي المبادئ الدستورية، وإصلاح الدولة، وترتيبات تقاسم السلطة - إلّا أن هذه الأطراف، من كلا المقلبَين الموالي لنظام الأسد والمعارض له، تدرك جيداً أن طريقة فهمها لهذه الأمور تختلف فيما بينها. ومع ذلك، اعتبر المسؤولون الأجانب أنه من المفيد الحفاظ على هذا الغموض في الوقت الحالي كمحطة على الطريق المؤدي إلى المزيد من المناقشات المفصّلة. وهكذا، عندما اقترحت روسيا وتركيا وإيران تشكيل لجنة دستورية خلال مؤتمر سوتشي في كانون الثاني/يناير 2018، تم قبول الفكرة لاحقاً من قبل "المجموعة الصغيرة" (بريطانيا ومصر وفرنسا وألمانيا والأردن والمملكة العربية السعودية والولايات المتحدة) شريطة أن تبقى تحت الرعاية الكاملة للأمم المتحدة. وأظهرت هذه المجموعة تجاوباً مع العملية، ويُعزى ذلك إلى حد كبير إلى قبول نظام الأسد بها، وبذلك أصبحت هذه الحالة الوحيدة التي تنخرط فيها دمشق في مفاوضات بشأن أي موضوع منذ عام 2011. كما أنّ هذا الاقتراح منح النظامَ وداعميه الوقت الكافي لاستعادة الأراضي في مختلف أنحاء سوريا (نفس الديناميكية التي نشهدها اليوم في إدلب)، وفي الوقت نفسه إحباط الضغوط التي تمارَس عليه قبل الانتخابات الرئاسية في البلاد عام 2021. ومن جهتها، اعتبرت أوروبا وتركيا والأمم المتحدة والولايات المتحدة اللجنة بمثابة "مفتاح" يتيح لها إعادة المعارضة السورية إلى المسار السليم وبناء الثقة دون مناقشة المصير الشخصي لبشار الأسد.

الإعداد غير الشفاف والأهداف غير الواضحة

على الرغم من أن اللجنة الدستورية كانت قائمة على تفاهم ضمني بأنها ستعمل على تنشيط العملية السياسية السورية المنصوص عليها في القرار 2254، إلّا أن الأسد وإيران وروسيا وتركيا ماطلوا ثمانية عشر شهراً حتى الموافقة على تشكيلتها. وتم التوصل إلى حل وسط مبهم بشأن ثلاث فئات من الممثلين، هي: خمسون ممثلاً من النظام، وخمسون من المعارضة، وخمسون من المجتمع المدني السوري، علماً بأن أفراد هذه الفئة الأخيرة هم في الظاهر مرشحون من الأمم المتحدة ولكن بمعظمهم مفروضون إلى حد كبير من قبل موسكو وأنقرة.

وكانت المشكلة الرئيسية الأخرى هي استبعاد شمال شرق سوريا، الذي نجم عن النزاع المفتوح بين تركيا و«وحدات حماية الشعب»، الميليشيا الكردية التي تهيمن على المنطقة. وقد منعت أنقرة أي عضو من "الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا" التي تقودها «وحدات حماية الشعب» من المشاركة في اللجنة - وهي فرصة تم تضييعها لتهدئة التوترات بين الجانبين وتوضيح أهداف «وحدات حماية الشعب» فيما يتعلق باللامركزية مقابل الانفصالية. ومن غير الواضح أيضاً الهدف الرئيسي العام للجنة: هل تهدف إلى إصدار دستور جديد، أم مجرد الاكتفاء بتعديل الدستور الحالي؟ وما هي الآلية التي ستستعين بها للمصادقة على الميثاق الجديد: أهي استفتاء عام أو تصويت في البرلمان؟ وإذا كان الأخير هو الجواب، فهل سيتم انتخاب برلمان جديد قبل التصويت على الدستور؟

النظام مستمر في عرقتله وموسكو تسايره

على الرغم من أن الغموض البنّاء قد يسهّل أحياناً التقدم بشأن العناصر الأقل حساسيةً من العملية السياسية، إلّا أنه يتعيّن على الأطراف المعنية في النهاية معالجة العناصر الجوهرية من النزاع، مهما بدت مستعصية. ومع ذلك، فبحلول تشرين الثاني/نوفمبر 2019، وبعد عقد اجتماعَين للجنة الدستورية، منع النظام مجدداً مناقشة القضايا الجوهرية وركّز محور المحادثات على محاربة "الإرهاب". وهذه المسألة بعيدة كل البعد عن القضايا الدستورية، وشكلت في أغلب الأحيان أداة استخدمها النظام للخلط بين المعارضة السياسية والتنظيمات الجهادية المسلحة في سوريا. كما رفضت دمشق مناقشة أي مسألة مرتبطة بالإشراف على الجيش، معتبرةً هذا الأمر "خطاً أحمر" - على الرغم من أن السلطة المدنية على القوات العسكرية هي قضية دستورية أساسية في البلدان في جميع أنحاء العالم. وفي الآونة الأخيرة، ألمح المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى أنه تم إيجاد ترتيبات جديدة لاستئناف المحادثات الجوهرية، ولكن الوباء العالمي منع الأطراف المعنية من تحديد موعد اجتماع جديد. إنّ هدف النظام واضح، ويتمثل بتأجيل اللجنة لفترة كافية إلى حين قيام الأسد بإجراء الانتخابات الرئاسية لعام 2021 بموجب الدستور الحالي (والفوز بها). ولا يزال من غير الواضح إلى أي مدى ستكون روسيا مستعدة لاستخدام أسلوب الترهيب والترغيب لإقناع دمشق بضرورة المشاركة في المحادثات المشروعة. وهذه هي نفس الظروف التي عرقلت مفاوضات الأمم المتحدة في جنيف على مدى سنوات طويلة - بمباركة موسكو، فدمشق تحاول خنق العملية ببطء، بينما يحكم الأسد بلداً مدمراً، ويسمح مؤقتاً ببقاء بعض أجزائه تحت النفوذ التركي.

الاستثمار في اللجنة - أو إنهائه إذا لزم الأمر

لا يوجد حلٍّ سحري للجمود الراهن، خاصة إذا قررت واشنطن مواصلة انسحابها العسكري الذي بدأته في خضم التوغل التركي إلى شمال شرق سوريا في تشرين الأول/أكتوبر 2019. وسيؤدي عدم انخراط الولايات المتحدة وحلفائها بحزمٍ أكبر في مسألة اللجنة الدستورية وغيرها من القضايا السياسية، إلى إضعاف موقفها بصورة أكبر. وفي غضون ذلك، تستغل روسيا والنظام السوري كل فرصة ممكنة لتعزيز نفوذهما في المجتمع الدولي، كما أظهرت بوضوح مفاوضات مجلس الأمن الدولي في كانون الثاني/يناير بشأن وصول المساعدات الإنسانية عبر الحدود.

لذلك، من الضروري بشكل طارئ أن تتخذ واشنطن وحلفاؤها قراراً حاسماً بشأن اللجنة الدستورية - أولاً لدعمها وإعطائها فرصة حقيقية للنجاح، ومن ثم إنهاؤها إذا لم تحقق الهدف الذي أُنشأت من أجله خلال الشهرين المقبلين. ويشمل ذلك ربط عقوبات إضافية بكل حالة من حالات العرقلة من قبل النظام، وتقديم الدعم التقني والمالي لممثلي اللجنة من المعارضة والمجتمع المدني. ومن الضروري أيضاً إجراء نوع من التشاور الأوسع مع الجالية السورية في الشتات للتعويض عن نقص الشفافية في عملية تعيين أعضاء اللجنة - على وجه الخصوص، يجب على أوروبا وتركيا والولايات المتحدة توفير أُطراً [تآزرية] للسوريين خارج سوريا للتعبير عن آرائهم بشأن الإصلاح الدستوري. ومن شأن هذه الخطوات أن تضع الكرة بحزم في ملعب روسيا، مما يجبرها على دفع النظام إلى المساهمة في صياغة مسودة دستورية جادة. وإذا لم تكمّل اللجنة عملها قبل موسم الانتخابات بوقت طويل في عام 2021، ينبغي على المسؤولين الأمريكيين والأوروبيين أن يكونوا على استعداد للمطالبة بحلّ اللجنة.

فيما يتخطى الدستور

بطبيعة الحال، حتى الدستور الجديد المُصاغ بوساطة شرعية لن يمثل سوى الخطوة الأولى في عملية طويلة - وبمفرده، لن ينهي الميثاق معاناة الشعب ولن يمكّن مئات آلاف اللاجئين من العودة إلى ديارهم. لذلك يجب على الأمم المتحدة وضع الخطوات التي يمكن أن تلي نجاح اللجنة الدستورية، مثل تصميم آلية رقابة قوية على الانتخابات الرئاسية، وإعداد خيارات تصويت آمنة وحيادية للمغتربين.ولا يخفى أن الآمال في قيام عملية دستورية وانتخابية شفافة في سوريا ليست كبيرة. ومع ذلك، ستزداد حظوظها إذا بذلت الولايات المتحدة وأوروبا جهود مصممة بعناية وإتقان - أو على الأقل إذا مُنِعت روسيا من إعطاء صورة مزيفة عن عملية غير مشروعة.

*تشارلز ثيبوت، هو دبلوماسي فرنسي وزميل زائر في معهد واشنطن.

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

مجلس الوزراء ارجأ بند التعيينات عون: لاعادة النظر بقرار خطة الكهرباء دياب: اقفال المعابر غير الشرعية يفترض أن يضبط عمليات التهريب

وطنية - الجمعة 29 أيار 2020

طلب رئيس الجمهورية العماد ميشال عون من مجلس الوزراء "اعادة النظر بالقرار الذي اتخذ في جلسة سابقة والمتعلق بخطة الكهرباء، والسير بالخطة كما كانت مقررة في العام 2019"، فيما شدد رئيس مجلس الوزراء الدكتور حسان دياب على "تنفيذ مجلس الوزراء لقراري الحكومة السابقة في العام الماضي اللذين تضمنا مواقع إنشاء معامل انتاج الطاقة الكهربائية"، معتبرا ان "قرار مجلس الوزراء بتاريخ 14/5/2020 يأتي في سياق تنفيذ هذه الخطة دون التعارض معها". جاء ذلك في خلال جلسة مجلس الوزراء التي انعقدت بعد ظهر اليوم، في قصر بعبدا، والتي سبقها اجتماع بين الرئيس عون والرئيس دياب تداولا في خلاله في المواضيع المدرجة على جدول الاعمال. وقرر المجلس في جلسته الموافقة على طلب وزارة الخارجية والمغتربين تمديد ولاية قوات اليونيفيل لمدة سنة، والموافقة المبدئية على استخدام معمل غوسطا لفرز ومعالجة النفايات المنزلية الصلبة بعد موافقة شركة "فونيكس انيرجي" على شروط الحكومة.

بيان

وبعد الجلسة، تلت وزيرة الاعلام الدكتورة منال عبد الصمد نجد البيان التالي:

"عقد مجلس الوزراء جلسته الاسبوعية عند الثانية من بعد ظهر اليوم في قصر بعبدا، برئاسة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، وحضور رئيس مجلس الوزراء الدكتور حسان دياب والوزراء.

في مستهل الجلسة، جدد الرئيس عون التهاني بعيد الفطر المبارك، داعيا إلى معالجة المواضيع التي تراكمت نتيجة العطلة، ولا سيما في القطاعات الاقتصادية، بعد إقرار خطة ماكينزي التي وضعت تصورا عاما للوضع في لبنان، وخصوصا للقطاعات المنتجة، معتبرا أنه لا بد من تعاون الجميع في القطاعين العام والخاص للوصول إلى إجراءات سريعة للنهوض بالاقتصاد.

وأضاف الرئيس عون: "بالنسبة إلى خطة الكهرباء، طلبت من مجلس الوزراء اعادة النظر بالقرار الذي اتخذ في جلسة سابقة، وذلك انطلاقا من المصلحة العامة وليس من أي مصلحة خاصة. لقد لحظت الخطة إنشاء ثلاثة معامل لإنتاج الكهرباء في الزهراني، ودير عمار، وسلعاتا. وحيث أن معمل دير عمار لا يزال متوقفا لأسباب معروفة، وحيث أن معملي الزوق والجية قديمان وثمة حاجة لاستبدالهما بمعامل جديدة، الأمر الذي يفرض ايجاد معامل بديلة، منها معمل سلعاتا، لا سيما وان الدراسة التي أعدت تفرض تأمين التيار 24 ساعة على 24، وحيث أن مشروع الكهرباء له أهمية بالنسبة إلى المفاوضات مع المؤسسات الدولية، لذلك لا بد من السير بخطة الكهرباء كما كانت مقررة في العام 2019، واستنادا الى قرار الحكومة السابقة".

بعد ذلك تحدث رئيس الحكومة، فقال: "قمت اليوم بجولة على منطقة البقاع الشمالي، ورافقني دولة نائب الرئيس وقائد الجيش، واطلعت على الإجراءات المتخذة من أجل إقفال المعابر غير الشرعية التي تستخدم للتهريب بين لبنان وسوريا.

مبدئيا، يمكن القول أن هذه الإجراءات يفترض أن تؤدي إلى ضبط عمليات التهريب بشكل كبير، ونحتاج إلى مواصلة الجهود، من أجل إقفال هذا الملف الذي يتسبب بأضرار كبيرة وعلى مستويات مختلفة في لبنان.

ويوم الأربعاء قمنا أيضا بزيارة مقر اليونيفيل في الجنوب، بالإضافة إلى مقر قيادة جنوب الليطاني في الجيش اللبناني، وأعلنت من هناك تمسك لبنان بدور قوات الأمم المتحدة ووكالتها في لبنان من دون أي تعديل، وجددت التأكيد على التزام لبنان بتطبيق القرار 1701 وضرورة إلزام العدو الإسرائيلي بتطبيق القرار ووقف انتهاكاته للسيادة اللبنانية برا وبحرا وجوا.

على كل حال، على جدول أعمالنا اليوم طلب وزارة الخارجية والمغتربين تمديد ولاية قوات الأمم المتحدة المؤقتة العاملة في جنوب لبنان لمدة سنة تنتهي بتاريخ 31 آب 2021.

بالنسبة لجلسة مجلس النواب يوم أمس، فبعد إقرار المجلس الكريم خطة التحفيز والأمان الاجتماعي بقيمة 1200 مليار ليرة وذلك لدعم الأسر والمؤسسات الصناعية الصغيرة والمزارعين والحرفيين، المفروض إصدار قرارات ومراسيم لتحديد آلية التوزيع والمستفيدين.

بالنسبة لخطة الكهرباء، يؤكد مجلس الوزراء على تقيده بالبيان الوزاري لناحية خطة الكهرباء وتنفيذه لقراري الحكومة السابقة رقم 1 تاريخ 8/4/2019 ورقم 1 تاريخ 21/10/2019 اللذين تضمنا مواقع إنشاء معامل انتاج الطاقة الكهربائية، ويعتبر ان قرار مجلس الوزراء رقم 2 تاريخ 14/5/2020 يأتي في سياق تنفيذ هذه الخطة دون التعارض معها".

ثم درس مجلس الوزراء جدول الاعمال واتخذ بشأنه القرارات المناسبة وأهمها:

- الموافقة على طلب وزارة الخارجية والمغتربين تمديد ولاية قوات الامم المتحدة المؤقتة العاملة في جنوب لبنان (اليونيفيل) لمدة سنة تنتهي بتاريخ 31/8/2021.

- الموافقة على طلب وزارة الزراعة تفويض الوزير بتوقيع مشروع اتفاقية تتضمن مساعدة فنية وهبة عينية مع منظمة الاغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) حول "تعزيز سبل العيش والامن الغذائي للمجتمعات المضيفة للنازحين السوريين في كل من لبنان والأردن من خلال تعزيز التنمية الزراعية المستدامة".

- الموافقة على طلب وزارة الشؤون الاجتماعية تجديد العقود المشتركة بين الوزارة والجمعيات الاهلية والهيئات الدينية اعتبارا من 1/1/2019 لغاية 31/12/2020.

- كما قرر مجلس الوزراء الموافقة المبدئية على استخدام معمل غوسطا لفرز ومعالجة النفايات المنزلية الصلبة بعد موافقة شركة "فونيكس انيرجي" على شروط الحكومة.

- وأخيرا قرر المجلس تأجيل البحث في التعيينات إلى جلسة الخميس المقبل".

حوار

ثم دار حوار بين الوزيرة عبد الصمد والصحافيين فسئلت عن سبب تأجيل التعيينات، فأوضحت ان "السبب الرئيسي هو المداولات التي جرت حول معطيات لم يكن بعض الوزراء يملكون معلومات كافية عنها، والسبب الآخر هو موضوع آلية التعيينات، لذلك تم التأجيل من حيث المبدأ وليس بسبب الاسماء المطروحة".

وهل ستكون الآلية جاهزة قبل جلسة الخميس المقبل؟.

اجابت: "كما تعلمون مجلس الوزراء كان في إطار تشكيل لجنة لوضع آلية للتعيينات، والتوافق على آلية للتعيين تأخذ في الاعتبار الآلية المعتمدة في السابق في العام 2010، وايضا اقتراح القانون الذي كان في مجلس النواب. حاليا اقر اقتراح القانون واصبح قانونا، وجرى نقاش حوله وحول مدى دستوريته، ولكن هذا لم يكن موضع بحثنا، بل بحثنا في الآلية التي ناقشناها في اللجنة الوزارية، والتي اصبحت جاهزة، وسيتم التداول في هذه الآلية لمعرفة امكانية اعتمادها".

وحول رغبة رئيس الجمهورية بأن تعود صلاحية تسمية المرشحين الى الوزير المختص، اكدت انه "ليس هناك خلاف على وجود آلية للتعيينات، لأن الآلية ترعى مبدأ دستوريا اساسيا، وخاصة البند "ج" من الدستور الذي ينص على المساواة والعدالة، لكن الموضوع كان حول الآلية التي ستطبق، والاهم هو توحيد الآلية المعتمدة في التعيينات بين كافة الوزراء كي لا يحصل تمييز في المناصب".

سئلت: لماذا لم يجر اي تعيين الى اليوم؟.

اجابت: "ان ذلك لا يعود الى ان الحكومة لا تريد اتخاذ قرار بل لأن هناك بعض العقبات التي نحاول تذليلها. وكان بالإمكان ان تتم في جلسة اليوم بعض التعيينات، ولكن كان هناك حرص شديد من دولة الرئيس على ان تتم التعيينات بتوافق الجميع. فلا يمكننا ان نجري تعيينات في مراكز مهمة واساسية وحساسة في الدولة اللبنانية دون ان يكون هناك توافق حولها، او ان يكون هناك بعض الوزراء او الاشخاص الذين لديهم التباس حول مفاهيم معينة".

سئلت عما اذا كانت الاسماء المطروحة هي سبب المشكلة وليس الآلية؟.

اجابت: "اؤكد ان ما تم طرحه هو مواصفات المرشحين وليس اسماء معينة".

وعن الآلية التي اعتمدتها للتعيينات في تلفزيون لبنان، اوضحت ان "تلفزيون لبنان هو شركة مساهمة تملكها الدولة اللبنانية، لا تنطبق عليها الآلية التي كانت معتمدة في العام 2010، ولا القانون الذي اقر بالامس في مجلس النواب، ولكن ضمن اطار سلطة وزير الاعلام الاستنسابية سمحت لنفسي، بأن اخفض من صلاحياتي للسير في آلية موضوعية تراعي الدستور والعدالة والمساواة، وتراعي الشفافية. وعلى هذا الاساس استأنست بالآلية المعتمدة في العام 2010، وبالآلية التي تم اقرارها بالامس. ونحن نسير في اجراءات الآلية، ويتم تباعا عرض كافة مجريات هذه التعيينات بشكل شفاف امام الجمهور. اخذت بالطبع موافقة مجلس الوزراء ورئيس الجمهورية على الآلية، في كل المراحل التي قطعناها الى اليوم. وفي النهاية الآلية لا تخرق اي مبدأ دستوري ولا اي مادة دستورية او قانونية، وسيتم فعليا رفع 3 اسماء الى مجلس الوزراء مدعومة بمعطيات موضوعية مقنعة، تمكننا من الدفاع عن كل اسم مطروح على اساس المعايير الشفافة التي اعتمدناها منذ اليوم الاول".

وردا على سؤال حول التعيينات المالية، اكدت انها "موضوع متابعة وعلى نار حامية، لكن الامور تخضع للتدقيق والتمحيص لأن هذه المراكز تتطلب نوعا من التوافق على آلية معينة، ومبادئ ومواصفات معينة".

واوضحت ان "جلسة الخميس المقبل ستبحث في آلية التعيينات، التي تم اقرارها في اللجنة الوزارية وعلى ضوء البحث سيتخذ القرار المناسب".

 

دياب من رأس بعلبك: الجيش عنوان أمل بتجذر الانتماء الوطني واللبنانيون يريدون الانتقال من دولة الطوائف والمذاهب إلى الدولة الواحدة

وطنية - الجمعة 29 أيار 2020

توجه رئيس مجلس الوزراء الدكتور حسان دياب، قبل ظهر اليوم إلى الهرمل، ومنها إلى نقطة البوابة في بلدة القصر، ثم برج حورتا في رأس بعلبك، إضافة إلى قيادة فوج الحدود البري الثاني في ثكنة الياس الخوري، في زيارة هي الأولى لرئيس حكومة إلى الحدود الشمالية الشرقية، رافقه في جولته مستشاره خضر طالب.

نقطة البوابة- القصر

بداية، توجه الرئيس دياب إلى ناصرية الهرمل، حيث كان في استقباله نائب رئيس مجلس الوزراء وزيرة الدفاع زينة عكر وقائد الجيش العماد جوزاف عون، وقاموا بجولة تفقدية عبر الآليات العسكرية، على طول نقطة البوابة، حيث استمع الرئيس دياب إلى شرح تفصيلي عن المهمات التي يقوم بها الجيش لجهة التصدي لعمليات التهريب.

رأس بعلبك - حورتا

ثم انتقل رئيس مجلس الوزراء والوفد المرافق إلى رأس بعلبك، ومنها إلى مركز حورتا الحدودي في جرود رأس بعلبك حيث كانت جولة استطلاع من برج المراقبة الذي استحدث بعد معركة فجر الجرود، والتي من خلالها وصل الجيش اللبناني للمرة الأولى بتاريخ لبنان إلى الحدود. وتخلل الجولة شرح تفصيلي عن الواقع الجغرافي للنقطة.

ثكنة الياس الخوري

أخيرا، توجه دياب والوفد المرافق إلى ثكنة الياس الخوري في رأس بعلبك، حيث وضع إكليلا من الزهر على النصب التذكاري للشهداء الذين سقطوا في معارك عرسال ورأس بعلبك.

كلمة دياب

وألقى رئيس الحكومة كلمة قال فيها: "قبل ست سنوات، حاولت خطط إغراق لبنان في نهر الدم، خطف هذه المنطقة، ورهنها في مشاريع سياسية تختبئ خلف مسميات دينية. يومها، تعرض الجيش اللبناني لعملية غدر، ودفع ضريبة كبيرة في محاولة لكسر هيبته واستباحة لبنان، بهدف نقل الحرب المدمرة من سوريا إلى لبنان. إلا أن الجيش اللبناني، نجح سريعا في استعادة المبادرة، وقطع الطريق على محاولات افتعال حروب طائفية ومذهبية في لبنان". اضاف: "كان جرح الجيش عميقا، لكنه مع ذلك، تحمل الألم الذي أصابه، ولملم جراحه، وانتظر ثلاث سنوات، ثم انقض في ذاك الفجر على الإجرام الذي استباح جرود لبنان وحاول تلويث نقائها الوطني. لم تكن عملية الجيش ثأرية للشهداء الذين سقطوا غدرا أو في المواجهة، فكل واحد من هؤلاء منح الوطن وسام شهادته، ولم يبخل بحياته دفاعا عن جميع اللبنانيين، وإنما كانت عملية عسكرية محترفة، تترجم قرارا وطنيا جامعا، باستئصال السرطان المتمدد من خارج الحدود إلى أطراف الوطن.

لا يحتاج الجيش اللبناني إلى شهادات في تلك العملية النوعية، فجر الجرود، ولا يحتاج إلى شهادات في الوطنية". وتابع: "ولذلك، فإن الجيش يشكل عنوان أمل بتجذر الانتماء الوطني، دون منة، ولا حساب للتضحيات التي يقدمها في سبيل تكريس الوحدة الوطنية، وحراسة السلم الأهلي وحماية الاستقرار الأمني، وفرض هيبة الدولة. الجيش هو نموذج حي عن تطلعات اللبنانيين بوطن يريدون العيش فيه بأمان واستقرار، خارج الاصطفافات الطائفية والمذهبية والسياسية". وأكد "ان اللبنانيين، في كل المناطق، يريدون تغييرا حقيقيا يؤمن لهم الانتقال من دولة الطوائف والمذاهب، إلى الدولة الواحدة. يريدون تغييرا واقعيا يحقق لهم الفصل بين الارتباط السياسي والارتباط بالدولة، وإلغاء الارتهان السياسي كوسيط بين المواطن والدولة". وقال: "هذه المناطق تعيش حرمانا مزمنا. لم تقدم السلطة لهذه المناطق إلا رذاذا موسميا من المشاريع التي لا تغني ولا تسمن من جوع. من حق البقاع، وكل المناطق، أن تحصل على حقوقها في سياق الإنماء المتوازن الذي نص عليه دستور الطائف. لكن الواقع أن الإنماء المتوازن بقي شعرا تتغنى به السلطة السياسية لعله يهدئ من ثورة غضب الناس". اضاف: "للأسف، الدولة اليوم منهكة. لا تملك القدرة على تعويض المناطق ما أصابها من الحرمان المزمن من زمن الإنماء المتوازن. ويقينا، لو أن السلطة كانت تملك حدا أدنى من الرؤية الاقتصادية، لكانت أعطت المناطق حاجتها من الإنماء، ولكان هذا الإنماء هو الأرضية الصلبة التي يمكن الإنطلاق منها اليوم لمعالجة الأزمات المالية والاقتصادية والاجتماعية والمعيشية. ولذلك، فإن الحكومة وضعت اليوم خطة للنهوض الاقتصادي والتعافي المالي، وتقوم على مبدأ إحداث تغيير حقيقي في نمط الاقتصاد، عبر منح المناطق فرصة الحصول على التنمية من خلال خلق وظيفة اقتصادية تساهم في تعافي الاقتصاد الوطني، وتؤمن تنمية ذاتية بخلق مؤسسات توفّر فرص عمل للشباب في هذه المناطق". واشار الى ان "هذه الجرود اليوم تحتاج إلى سواعد اللبنانيين لضخ الحيوية فيها، كما احتاجت قبل سنوات إلى سواعد أبطال الجيش اللبناني لتحريرها من المجرمين وشذاذ الآفاق. هذه الجرود هي تعبير عن الشموخ، وليست رمزا للتهريب عبر المعابر غير الشرعية. لذلك، فإننا سنتابع الجهود، من أجل وقف اقتصاد التهريب عبر إقفال هذه المعابر التي تتسبب بأضرار كبيرة للدولة، وتستفيد منها حفنة من المهربين". وختم: "ستبقى جرود لبنان عصية على الانكسار والاحتلال والتآمر، بحماية هذا الجيش الذي نستمد من عزيمته وتضحياته وحكمة قيادته، قوة لمواجهة التحديات الكبيرة والكثيرة".

السجل الذهبي

كما وقع الرئيس دياب على السجل الذهبي لفوج الحدود البري الثاني. ثم قدم قائد الفوج العميد الركن نبيل عبد الله، دروعا تذكارية لكل من الرئيس دياب ووزيرة الدفاع وقائد الجيش.

 

الجيش : نجدد التأكيد على الحق في حرية التظاهر السلمي ومنع التعرض للمؤسسات العامة والخاصة

وطنية - الجمعة 29 أيار 2020

غردت ‏قيادة الجيش عبر" تويتر":" نجدد التأكيد على الحق في حرية التظاهر والتعبير السلمي والجيش يتخذ التدابير والاجراءات الكفيلة بحماية هذا الحق وحماية المتظاهرين ومنع اي تعرض للمقرات الرسمية والحكومية والمؤسسات العامة والخاصة".

 

قائد الجيش تفقد الوحدات على الحدود الشرقية: لن نسمح لأي كان العبث بالأمن وزعزعة الاستقرار

وطنية - الجمعة 29 أيار 2020

جال رئيس الحكومة حسان دياب يرافقه كل من نائبة رئيس الحكومة وزيرة الدفاع زينة عكر وقائد الجيش العماد جوزاف عون على وحدات الجيش اللبناني المنتشرة على الحدود الشرقية والشمالية - الشرقية وفوج الحدود البرية الثاني في منطقة رأس بعلبك، حيث اطلعوا على الإجراءات المتخذة لضبط عمليات التهريب والتحديات التي يواجهها الجيش في هذا الإطار، بخاصة في ضوء الامكانات المتواضعة التي يمتلكها بموازاة المساحة الواسعة للحدود والتداخل الحاصل في الأراضي بين لبنان وسوريا. بعد ذلك تفقد العماد عون مقر قيادة اللواء الثالث في البقاع الغربي، ثم مقر قيادة فوج التدخل السادس في منطقة رياق، حيث اطلع على الإجراءات الأمنية المتخذة وأعطى توجيهاته إلى الضباط والعسكريين. وألقى قائد الجيش كلمة أكد فيها أنه "على الرغم من صعوبة الأزمة الاقتصادية التي تمر بها البلاد وانعكاسها على المجتمع اللبناني ككل، فإن السلم الأهلي يبقى أولوية الجيش الذي يقوم بحماية الوطن وشعبه". وقال: "لن نسمح لأي كان العبث بالأمن وزعزعة الاستقرار، ومهما عظمت المصاعب والمخاطر فإن الجيش سيتجاوزها بوعيه وانضباطه وتعاون الجميع". وأضاف: "إن هم الجيش الأول والأخير هو أمن البلد، وهو يعمل بإرادة صلبة وعزم لا يلين، ولن تثنيه الشائعات والافتراءات عن القيام بواجباته والبقاء إلى جانب أهله وشعبه ليبقى الوطن سالما". وأثنى العماد عون على "مناقبية العسكريين في أدائهم لمهامهم الموكلة اليهم رغم الظروف الصعبة والمعقدة التي يشهدها الوطن".

 

جعجع: الفرصة ضئيلة أمام لبنان للحصول على مساعدات من صندوق النقد الدولي

وطنية - الجمعة 29 أيار 2020

أكد رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع في حديث لوكالة الأنباء الدولية "رويترز"، أن "الفرصة ضئيلة أمام لبنان للحصول على مساعدات يحتاجها بشدة من صندوق النقد الدولي في ضوء فشل الحكومة في القيام بإصلاحات يطالب بها المانحون لمعالجة الأزمة المالية". وقال: "للأسف إن الأمور تتطور بشكل سلبي من سيىء إلى أسوأ، وممكن أن تصل برأيي إلى ما يسمى بالاضطراب الاجتماعي والعنف الاجتماعي". وشدد جعجع على أن "الوضع في لبنان ليس عصيا على الحل"، متسائلا أنه "منذ اندلاع الأزمة في 17 تشرين الأول حتى الآن هل من يرى أن هناك من شيء تغير في إدارة الدولة؟ وهل من المعقول أنه بعد ان قامت كل هذه الانتفاضة الشعبية ما من شيء تغير في طريقة التصرف؟ والجواب هو لا، إن الأمور تستمر على ما كانت عليه سابقا، لذا نتساءل كيف سيقومون بإنقاذ البلاد إذا ما استمر الأداء في رأس الدولة على ما هو عليه؟". ورأى أن "حكومة الرئيس حسان دياب لم تنفذ أي إصلاحات، إلا أنها وفي ظل غياب أي سبل بديلة للحصول على مساعدات بدأت بالمفاوضات مع صندوق النقد الدولي، والأمل في الحصول على الدعم المطلوب ضئيل جدا جدا". وختم: "منذ تشكيل هذه الحكومة والعالم أجمع بانتظار تطبيق الإصلاحات المطلوبة إلا أنه حتى اللحظة لم يتخذ القرار بتطبيق أي منها وجل ما شهدناه هو خطط عمل وطروحات ووعود وهذا ما لن يقبل به أي أحد بعد اليوم".

 

الحريري استقبل عباس ابراهيم ومجدلاني

وطنية - الجمعة 29 أيار 2020

استقبل الرئيس سعد الحريري عصر اليوم في "بيت الوسط" المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم وعرض معه الأوضاع العامة وشؤونا أمنية.

كما التقى النائب السابق الدكتور عاطف مجدلاني في حضور الوزير السابق الدكتور غطاس خوري.

 

باسيل عرض مع رامبلينغ الاوضاع ومع جمعية المصارف خطتها المالية

وطنية - الجمعة 29 أيار 2020

استقبل رئيس "التيار الوطني الحر" النائب جبران باسيل، سفير بريطانيا كريس رامبلينغ في المقر المركزي للتيار في ميرنا الشالوحي، وعرض معه الأوضاع ‏وما يمكن لبريطانيا أن تقدمه من دعم للبنان في هذه المرحلة الصعبة. واستقبل باسيل وفدا من "جمعية المصارف" برئاسة سليم صفير وعرض معه الأفكار التي تقدمت بها الجمعية لمواجهة الأزمة المالية".

 

الريس زار رئيس الكتائب موفدا من جنبلاط: لاستمرار التشاور في القضايا الوطنية

وطنية - الجمعة 29 أيار 2020

زار مستشار رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي رامي الريس موفدا من الحزب وليد جنبلاط، رئيس حزب الكتائب اللبنانية النائب سامي الجميل في مقر الحزب في الصيفي، في حضور عضو المكتب السياسي الكتائبي سيرج داغر. ونقل الريس تحيات جنبلاط، مؤكدا "العلاقة الثنائية التي تربط بين التقدمي والكتائب"، مشددا على "ضرورة إستمرار التشاور في مختلف القضايا الوطنية والسياسية وآفاق المرحلة المقبلة". كما نقل موقف جنبلاط من "الملفات المطروحة على الصعيد الوطني وما يطرح من مقترحات لا تتلاءم مع طبيعة التركيبة اللبنانية"، مشددا على "أهمية الحفاظ على العيش المشترك بين اللبنانيين في ظل لحظة الصعبة، وخصوصا على الصعدين الاقتصادي والاجتماعي". من جهته، شكر الجميل مبادرة جنبلاط، مؤكدا "حرص الكتائب على توثيق العلاقة بشكل دائم مع التقدمي الإشتراكي وحماية الاستقرار في الجبل بمختلف مكوناته". وكان نقاش عام في آخر المستجدات السياسية المحلية.

 

نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى علي الخطيب رفض العفو عن اي مجرم خان الوطن: اخجلوا من تصرفاتكم يا من أوصلتم البلاد الى الإفلاس والناس الى الجوع

وطنية - الجمعة 29 أيار 2020

وجه نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى علي الخطيب رسالة الجمعة، وجاء فيها: "ان ما يجري اليوم في بلادنا وفي العالم من احداث مؤلمة ومقلقة وما يعانيه الوضع الدولي من فوضى اقتصادية وصحية سببته جائحة كورونا، وعدم استقرار اجتماعي وسياسي وامني، وما تعانيه الانسانية من قهر وجوع وظلم ليست الا نتائج لهذه الحضارة المادية البائسة وقيمها اللاخلاقية واللانسانية الخالية من الروح التي امنت من وجود رقيب وحسيب عليها، ما يجعلها تتصرف بكل جرأة وقسوة طالما انها ترى ان ذلك يحفظ لها هيمنتها على الموارد الاستراتيجية التي تهيء لها اخضاع الآخرين وتؤمن ديمومة سيادتها وتمنع نشوء أي قوة تنازعها قوتها وهيمنتها وسيطرتها او تشاركها ذلك او تحد منها".

أضاف: "ان نزعة السيطرة والاخضاع للآخرين وحب التسيد عليهم واستعبادهم ليست نزعة فردية فحسب، وانما تتعدى ذلك الى الأمم والجماعات، ولقد كانت هذه النزعة دائما هي القوة الخلفية الدافعة لكل النزاعات والحروب على مر التاريخ منذ وجد الانسان وكان فردا الى ان نشأت الجماعات وتشكلت الدول، وقد يحدثنا الله سبحانه وتعالى عن هذه الحقيقة في قصة ابني آدم، اذ قرب كل منهما قربانا لله سبحانه، فلما تقبل من احدهما ولم يتقبل من الآخر توعده بالقتل ثم اقدم على فعل ذلك "فسولت له نفسه قتل اخيه" وهذه النزعة (أعني حب السيطرة والتسيد ) ظاهرة مشهودة، ولكن الله سبحانه وتعالى أراد من ضربه لهذا المثل ان ينبه الناس الى خطورة هذا الشعور ونتائجه السلبية على حياة البشر وعلى الدور الذي انيط بهم القيام به في هذه الحياة من أعمار الارض وتحقيق الاستقرار والامن والعدالة التي لن تحصل الا بالتعاون والمحبة والتقوى، وهذه المعاني والمفاهيم لا معنى لها ولن تتجسد الا من خلال الايمان بالله سبحانه وتعالى الذي له السيادة الحقيقية، وله الملك والملكوت، ومع فقد هذا الايمان في نفس الانسان، فان الانسان لا محالة مع شعوره بالقوة لن يجد ما يحد من طموحه ولن يسمح له هذا الشعور ان يتخيل النتائج السلبية التي سيجنيها والتي ستظهر على شكل صراعات مستمرة بين الافراد وبين الجماعات وبين الامم وبين الدول من اجل الحصول على الغلبة والسيطرة، وما يترتب على ذلك من ازهاق للارواح ومن تدمير وتخريب لما سعت البشرية في تحقيقه وبذلت من اجله الجهد الكثير، وكلف الانسانية اثمانا باهظة وأضاع جهود ها سدى على مدى أجيال، كان يمكن ان تحقق لها التقدم والنمو على اكثر من صعيد فيما لو انفقت تكلفة هذه الصراعات في مجهودات انسانية ترفع عن الانسانية ما يثقل كاهلها من المشاكل والازمات".

وتابع: "ان هذه التجارب تكررت في حياة الانسانية وبنت حضارات ضخمة ثم ما لبثت ان تلاشت لتنشأ أخرى، وهكذا دواليك وكان السبب الاكبر في ذلك الصراعات التي تنشأ بين الامم والشعوب لما ذكرنا من اجل السيطرة والاستحواذ".

واردف: "ان منطق الدين شخص المشكلة الانسانية الاساسية في هذه النقطة بالذات، وهي السيطرة والتملك الذي يتعدى حدود المنطق، وهما غريزتان من جملة الغرائز التي يحملها الانسان ان لم يستطع الانسان ان يسيطر عليها جرته الى المهالك، فهو يحب ان يأكل بمقدار، ان تجاوزه سيؤدي به الى المرض، وان يستخدم قوته في حدود الدفاع عن النفس وان تجاوز ذلك سيؤدي الى الصراع مع الاخرين وقد يؤدي به الى الهلاك، وان ينفق بمقدار والا ينفق كل ما لديه فانه سيؤدي به الى الهلاك، اذا فحياة الانسان السليمة واستقراره بحاجة الى ان يكون لديه القدرة على الحد من هذه الغرائز وان يكون لديه القدرة والتي تمكنه من السيطرة عليها واستخدامها في نطاق تحقيق مصلحته، وان اهم ما يمكن الانسان من السيطرة على نفسه الامارة بالسوء، وهي تعبير اخر عن هذه الغرائز المتفلتة من اي عقال، هي ان يعرف الانسان حقيقة وجوده في هذه الحياة سدى".

وتابع: "قال تعالى "أفحسبتم انى خلقناكم عبثا وانكم الينا لا ترجعون"، اضافة الى ما حدثنا به عن قصص الامم الغابرة وما سببه عصيانها واتباعها لشهواتها وغرائزها من دمار، لقد حرص الاسلام كما الاديان من قبله على تبيان هذه الحقيقة وعمل على تجذير هذا الوعي لدى الانسان وهي ان وجوده في الحياة ليس وجودا عبثيا بل هو لغاية نبيلة، وان هناك مسؤولية سيحاسب عليها ويطالب بها من قبل الله تعالى عز وجل حينما ينقضي الاجل الذي اعطاه له في هذه الحياة، والفرصة التي منحها له والفسحة التي انعم عليه بها، وان عليه ان يقوم بناء على هذه الحقيقة بالمسؤوليات الملقاة على عاتقه، وهي مهمة اعمار الارض كما اسلفنا، ان هذه المهمة لن تحقق الا على قاعدة "وتعاونوا على البر والتقوى"، وخلاف ذلك هو تعاون على الاثم والعدوان الذي يؤدي الى الصراعات والانجرار الى سفك الدماء وعدم الاستقرار والتخلف عن القيام بالوظيفة الالهية من وجوب العمل على ما ينفع الانسان، وبعبارة اخرى الانطلاق في هذه الحياة بالتخلي عن حب الذات وحب السيطرة لانه بإيمانه عرف ان السيطرة المطلقة لله سبحانه وان الفسحة المعطاة له هي للاختبار وبمخالفته لما امره الله تعالى به ستكون النتيجة هي الافساد في الارض بدل الاصلاح".

وقال: "لقد كانت التجربة البشرية تجربة مريرة وبائسة وذات نتائج مؤلمة وباهظة الثمن رغم ما انعم الله تعالى عليها من بعثه الانبياء والشرائع لتنبيهها كي تتلافى هذه النتائج والوقوع في هذه الأخطاء الخطيرة في نتائجها، لانها تتعلق بمصير الامم والشعوب والمجتمعات البشرية، كما ان لها نتائج كارثية على مستوى ارتداداتها المستمرة في الزمان والمكان الى مسافات زمنية غير محدودة، وللاسف فان ما نعيشه اليوم في عصرنا الحاضر ليس الا استمرارا لهذا السير الخاطىء وتكرارا التجارب البشرية الفاشلة بكل مآسيها ونتائجها وكوارثها على كل المستويات، نحتاج للخروج منها الى معجزة الهية".

وتطرق الشيخ الخطيب الى الأوضاع المحلية، فقال: "ان المشهد المؤسف الذي أظهره بعض الاطراف السياسية اللبنانية يوم امس في مجلس النواب اللبناني نتيجة الحسابات الفئوية الخاصة وكأن لبنان يعيش في وضع طبيعي والمواطنون اللبنانيون يعيشون حياة طبيعية وفي بحبوبة، ان هذا المشهد المؤسف يظهر لنا مستوى الانحدار في تحمل المسؤولية. ففي الوقت الذي يجب اظهار الجدية في العمل من اجل حل معاناة اللبنانيين والاسراع في ايجاد التشريعات الضرورية للإصلاح، رأينا التمثيليات والمحسوبيات والمناطقية والطائفية والزبائنية، لذلك نقول لهم: اخجلوا من تصرفاتكم يا من اوصلتم البلاد الى الإفلاس والناس الى الجوع وتصرفوا بمسؤولية حتى يستعيدوا احترامكم امام العالم ، فالناس تنتظر الاصلاحات بفارغ الصبر ورغم الوصول الى بعض الانجازات التشريعية الا ان موضوع قانون العفو المنصف يتم التعاطي معه بطريقة غير وطنية وغير انسانية وخارج كل منطق سليم. انه نفس المنطق الذي ادى الى خراب البلد والى الوضع المذري الذي يعيشه المواطنون، جربوا ولو لمرة واحدة ان تتعاطوا بشكل وطني لائق يا من شوهتم المفاهيم الوطنية".

واكد "ان لبنان الوطن النهائي لجميع بنيه، والموحد في أرضه وشعبه ومؤسساته من الثوابت والمسلمات الوطنية التي لم ولن نسمح لاحد بتجاوزها تحت اي عنوان؛ من هنا فإننا نرفض بشدة اي دعوة تستبطن التقسيم ونشجب كل فعل يهدد وحدتنا الوطنية وعيشنا المشترك وسلمنا الاهلي. كما، ونرفض اي عفو عن قاتل او مجرم اقترفت يداه فعل خيانة بحق الوطن بمكوناته من شعب و جيش وقوى الأمنية ومقاومة؛ فهذه المعادلة يجب أن تكون حاضرة في تشريع اي قانون يتعلق بالعفو؛ ولا سيما أن لبنان مستهدف من المشروع الصهيو أميركي الذي أنتج لنا أدوات عملية ارتكبت مجازر وجرائم لا يعفي عنها مرور الزمن. فالارهاب التكفيري والصهيوني وجهان لعملة واحدة هدفها تدمير لبنان من خلال القتل والتشريد والقهر واخضاعه لمشاريع خارجية، وذاكرتنا لا تزال تختزن من الصور المرعبة والمؤلمة التي اقترفتها هذه الأدوات الخائنة بما لا يمكن إزالتها ونسيانها. دماء الشهداء والجرحى اقوى واغلى من كل المصالح الضيقة لأنها صاحبة الفضل في وجود لبنان المحرر والمستقر". وختم الخطيب: "ان لبنان امانة في اعناقنا جميعا، ومسؤوليتنا الدينية والأخلاقية والوطنية ان نحافظ عليه بحفظ شعبه ووحدته وسيادته واستقراره، وعلينا ان لا نتوانى عن توخي كل الوسائل وبذل كل الجهود التي تحفظ استقراره وتسهم في ازدهاره وتقدمه، من هنا فاننا نشدد على دور المؤسسات وتعاونها وتفعيلها خدمة لمصالح لبنان وشعبه".

 

المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان: النظام الطائفي سقط والحلول تكون بوطنية سياسية ترقى فوق الطوائف والمذاهب

وطنية - الجمعة 29 أيار 2020

أكد المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان، في رسالة الجمعة، أن "العدل ميزان الله، وضرورته الماسة في حياة الفرد والجماعة والاجتماع العام. من هنا جعله الله شعار الأنبياء ورسالاتهم، بل هو مضبط العقلاء، وأسس ذلك انطلاقا من مبدأ قوله تعالى (كونوا قوامين لله شهداء بالقسط)، ليمنع الفساد بأشكاله كافة، فساد النفس، فساد التربية، فساد النظم السياسية والاجتماعية والاقتصادية، فضلا عن فساد الشعار والبرامج والأدوات المختلفة، لأن القضية عند الله سبحانه وتعالى تبدأ بضرورة شراكة الإنسان للإنسان، بالوجود والحياة والموارد العامة والميادين العامة والمؤسسات العامة والمشروع العام، بما في ذلك شكل الدولة وهيئتها ووظيفتها وأهدافها وآلياتها، ومؤسسة مهمتها خدمة الإنسان أو المواطن". وأشار إلى أن "الإنسان أو المواطن أساس نظرية الدولة أو القانون، وهي بذلك تفترق عن نظرية وحشية الغابة، ففي الغابة يأكل القوي الضعيف، وهذا ممنوع في المجتمع الإنساني، ممنوع بكل أشكاله، وهذا المنع يبدأ من أن نمنع سطوة القوة، وأن نمنع تفلتها، عبر تنظيمها ضمن حقوق وحدود قيمة الإنسان كعنوان مقدس وثابت، وبخلفية حماية حقوق الطبقة الضعيفة، ومشروع الدولة كضامن لهوية الإنسان وقيمته وباقي مصالحه الماسة بخصوص إنسانه، بعيدا من لعبة موازين القوى، ومعه يبدو واضحا أن لا حرية بين القوي والضعيف، كما لا حرية بين الثري والجائع، كما لا حرية بين محتكر الأسواق وفقراء الناس، وعليه وظيفة الدولة تكمن هنا، بمنع المال والقوة والنفوذ من الإطاحة بهوية الدولة ووظيفتها كضامن وكافل لدور الإنسان أو المواطن، وهذا يعتبر قيمة مصدرية لوجود وشرعية الدولة ووظيفتها، هنا يأتي دور الدولة العادل، فوظيفتها ليست حيادية، لأن المفروض أنها دولة عدل، ودولة سلطة حق، ومشروع تأمين وحماية، لا يجوز أن يسيطر عليه المال أو أي قوة أخرى، وإلا تحولت الدولة والبلد إلى غابة ينهش فيها القوي الضعيف".

وتابع المفتي قبلان: "للأسف هذه هي مأساة لبنان اليوم لأن هناك من يحتكر، من يتقوى، من يتنفذ، من يسيطر، بشكل مخيف على مراكز القوة وسط فوضى مخيفة، دولار متفلت، تسعير جنوني للسلع، فقر شامل، سقوط مروع لقدرة الدولة بعد انكشافها عن أزمة ديون لا سابق لها، وعن مالية عامة تنزف بشكل هستيري وأسواق محتكرة وخطوط استيراد يتحكم بها قلة يسعر بطريقة عشوائية استبدادية، وسط هشاشة مخيفة لدور الدولة. لذلك نحن نصر بكل قوة على استعادة الدولة لدورها، خصوصا دورها المالي والنقدي والتجاري، ونؤكد أن الدولة مسؤولة عن حماية الناس، حماية أسواقهم بضائعهم سلعهم أسعارهم، فضلا عن مسؤوليتها في حماية الأمن المجتمعي للناس".

وأضاف: "أعود وأكرر، المشكلة تكمن في هذا النظام الطائفي الذي أثبت فشله وعدم صلاحيته لإعادة بناء دولة مؤسسات، دولة حديثة، دولة كفاءات، دولة مواطن، بقدر ما يستحق، وليس بمعيار الطائفة أو المذهب الذي ينتمي إليه. هذا النظام سقط، هذا النظام لم يعد صالحا، لأن ما تربى عليه أجدادنا وآباؤنا لم يعد يواكب أبدا ما يحلم به أبناؤنا الذين خلقوا لزمان غير زمان 1943، زمان التسويات والصيغة المزيفة والقطب المخفية. نعم أبناؤنا خلقوا لزمان العلم والإبداع والمعرفة، خلقوا لدولة المواطنة، لدولة الكفاءة، لدولة الإنسان، لا لدولة الطوائف والأنظمة البائدة والمتخلفة، التي كلفت لبنان واللبنانيين الكثير والكثير ولن تتوقف عند حدود، سيما أن ما نعيشه ويشهده لبنان يبين الحاجة الملحة إلى جلوس الجميع حول طاولة يتصارحون ويتحاورون، ويضعون الأسس التي تصلح للبنان الغد، وتلبي طموحات أبنائه، ولا شك أن لبنان غني بالمرجعيات الدستورية؛ أما البقاء في دائرة المعالجات الترقيعية والتسويات المحاصصاتية وفق المعايير المصلحية والطائفية يعني أننا سنبقى في قلب العاصفة، والحلول ستبقى بعيدة المنال، مهما كان شكل الحكومات". وطالب قبلان الجميع "بصحوة وطنية"، وناشدهم "أن يتطلعوا إلى المستقبل على قاعدة أننا كلنا لبنانيون، ومسؤوليتنا كبيرة في الحفاظ على بلدنا، وواجبنا الوطني يفرض علينا الخروج من الأحلام والأوهام، فالواقع الذي وصلنا إليه يحتم علينا البحث في المخارج السليمة والحلول الوطنية التي تجذر الولاء والانتماء وترفض التبعيات والارتهانات"، محذرا من أن "البلد في الهاوية وبات مجردا من كل عناصر القوة والحماية المجتمعية والاقتصادية، ومكشوفا على أخطر الانهيارات، والحلول لا يمكن أن تكون لا بمارونية سياسية ولا بسنية سياسية ولا بشيعية سياسية ولا بفدرالية أو كونفدرالية، بل بوطنية سياسية ترقى فوق كل الطوائف والمذاهب، وتكون على مستوى وطن ودولة ومؤسسات وإدارات كفوءة ونظيفة، لا فساد فيها ولا ارتهان لأي جهة أو تيار سياسي، ديدنها خدمة الناس، لا خدمة الأشخاص".

 

/New A/E LCCC Postings for todayجديد موقعي الألكتروني ل ليوم 27-28 أيار/2020

رابط الموقع
http://eliasbejjaninews.com

للمعرابي والفتي ولكل باقي أصحاب شركات أحزابنا التجارية الذمية: شاهدوا مقابلة سيمون أبوفاضل لعلكم تُطلّقون الإسخريوتي وتشهدون للحق وترمون الثلاثين من فضية وتسيرون نحو الأبواب الضيقة/مع فيديو مقابلة أبوفاضل

الياس بجاني/29 أيار/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/86743/86743/

 

 

بعض عناوين مقابلة سيمون أبو فاضل/تفريغ وتلخيص الياس بجاني بحرية وتصرف كاملين

http://eliasbejjaninews.com/archives/86743/86743/

 

 

إمام لاسا الشيخ العيتاوي يريد أن يجعل المسيحيين “سلاطة”..لاسا حانقة والعيش المشترك مهدّد والدولة “في موت سريري”/نوال نصر/نداء الوطن/29 أيار/2020

 “لاسا”… ومسطرة التاريخ/بشارة شربل/نداء الوطن/29 أيار/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/86725/%d8%a8%d8%b4%d8%a7%d8%b1%d8%a9-%d8%b4%d8%b1%d8%a8%d9%84-%d9%84%d8%a7%d8%b3%d8%a7-%d9%88%d9%85%d8%b3%d8%b7%d8%b1%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%aa%d8%a7%d8%b1%d9%8a%d8%ae-%d9%86%d9%88%d8%a7%d9%84-%d9%86%d8%b5/

 

لاسا وسياسات القضم الشيعية والجمهورية اللبنانية والفصل السابع

شارل الياس شرتوني/29 أيار/2020

*بعد ما وصلت البلاد اليه من تسيب قيمي وسياسي لا حد له، لا بديل عن وضع لبنان تحت ولاية الفصل السابع من شرعة الامم المتحدة للحؤول دون تمدد النيران الاقليمية الى ما تبقى من هذه الجمهورية التي لا قدر لها، واعادة ترميم مؤسساتها المتداعية.

http://eliasbejjaninews.com/archives/86739/%d8%b4%d8%a7%d8%b1%d9%84-%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%b4%d8%b1%d8%aa%d9%88%d9%86%d9%8a-%d9%84%d8%a7%d8%b3%d8%a7-%d9%88%d8%b3%d9%8a%d8%a7%d8%b3%d8%a7%d8%aa-%d8%a7%d9%84%d9%82%d8%b6%d9%85-%d8%a7/