المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكنديةLCCC/

نشرة الأخبار العربية ليوم 27 أيار/2020

اعداد الياس بجاني

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/eliasnews19/arabic.may27.20.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

ولكِنْ لا تَجْهَلُوا، أَيُّهَا الأَحِبَّاء، أَنَّ يَوْمًا واحِدًا عِنْدَ الرَّبِّ كَأَلفِ سَنَة، وأَلْفَ سَنَةٍ كَيَومٍ واحِد

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياته

الياس بجاني/المسرحيات المكشوفة وتبادل الخدمات الإعلامية والنفخ الإعلامي مستمر بين حزب الله وإسرائيل منذ العام 1982

الياس بجاني/سرطان حزب الله الإيراني ولا لبنانية كل من هو مع هذا السرطان

الياس بجاني/جبران وغيره من مدعي السيادة نفاقاً المطبلين لكذبة تحرير الجنوب هم ذميون واسخريوتيون وحربائيون

الياس بجاني/التاريخ لن يرحم لا عون ولا من تخلى عن القضية وولاه وانتقل معه من القاطع السيادي إلى قاطع الملالي

الياس بجاني/الثنائي الشيعي الإيراني والغارق في المذهبية والإيرنية والدكتاتورية يريد تغيير نظام لبنان..تصوروا ليصبح لا طائفي!!

الياس بجاني/ما يسمى “عيد تحرير الجنوب” كذبة مطلوب شطبها من ذاكرة لبنان واللبنانيين

الياس بجاني: التعرض للصحافي بشير أبو زيد مستنكر ويندرج في أطار الممارسات الإرهابية والقمية والميليشياوية

 

عناوين الأخبار اللبنانية

فيديو مقابلة من تلفزيون المر مع ناشر موقع الكلمة اولاين الصحافي سيمون أبو فاضل يعري من خلالها جبن وأنانية وتلون وطروادية القيادات والأحزاب المفترض أنها سيادية في مواجهة منطق الإستقواء الفاجر الذي تمارسه الثنائية الشيعية

بعض عناوين مقابلة سيمون أبو فاضل

تفريغ وتلخيص الياس بجاني بحرية وتصرف كاملين

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الثلثاء في 26/5/2020

13 إصابة بـ”كورونا” في مجدل عنجر

نصرالله: لا نريد حرباً أهلية.. ولا أن نحكم لبنان!

سياسيون بارزون لـ “السياسة”: طي “الطائف” يأخذ لبنان للمجهول واعتبروا حديث المفتي قبلان عن تغيير النظام مدروساً وبالغ الخطورة وطالبوا بنفيه

نادي القضاة: الوطن بحاجة لرجالات دولة يدافعون عن مؤسساتها وإن تعارضت قراراتها مع مصالحهم

كتاب من عون الى الحكومة لإعادة النظر بقرار معمل سلعاتا

اهالي لاسا منعوا من استلام مساحات خُصّصت لزرعها... وابرشية جونيه تستنكر

ابرشية جونيه وشركة جرجي الدكاش وجمعيّة أرضنا يستنكرون التعرض للاهالي في لاسا

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

قزي للـLBCI : ما قاله قبلان يعبّر عن الموقف الشيعي الرسمي...ولا يحق لجنبلاط تخوين من يتحدث بالفيدرالية

لبنان: بري مستاء من موقف المفتي قبلان واتصالات لاحتواء تداعياته

سياسيون يرفضون دعوته إلى تغيير صيغة النظام

هذه حالنا اليوم مع عبيد السّلطة الفاسدة في لبنان/بشير أبو زيد

تحذير لبناني من مخالطة المصابين في إقليم الخروب

النهار: تجاهل اهل البيت لقبلان يفاقم التداعيات السلبية

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

إعادة فتح كنيسة المهد في بيت لحم

العربي الجديد: العراق: وعود فصائل مرتبطة بإيران للكاظمي بتهدئة مع أميركا

البنتاغون: مقاتلتان روسيتان تعترضان طائرة استطلاع أميركية فوق المتوسط

مؤتمر الجاليات الإيرانية- الأميركية يدعو لإعادة فرض العقوبات الأممية على طهران

التنافس الأميركي ـ الصيني للهيمنة على العالم وكتاب توماس غومارت يرسم ميادين الصراع الشامل بين القوتين العظميين

نقابة الأطباء المصرية تحمّل «الصحة» مسؤولية وفاة 19 طبيباً بـ«كورونا» وحذّرت من «انهيار تام» للمنظومة الطبية

القوات الروسية تعلن فتح طريق حلب ـ القامشلي شرق الفرات و«الصليب الأحمر» يحذّر من كارثة إنسانية شمال شرقي سوريا

أنقرة تبدي رغبتها بـ«حل سياسي» في إدلب

الكاظمي يتحدى «كورونا»... ويقاتل على جبهتي الرواتب والوزارات الشاغرة ويبحث بجد عن حلول للأزمات التي تعصف بالعراق

تصريحات لحميدتي تكشف تصدعاً داخل الحكم في السودان/اتهم أطرافاً في «الانتقالي» بالتآمر على «قواته»... ونفى إرسال قوات إلى ليبيا

موسكو مستاءة من جرّها إلى الضغط على الفلسطينيين/مصادر روسية تحدثت لـ«الشرق الأوسط» عن {تعنّت أميركي واضح}

تركيا «تضغط} على حلفائها في سوريا لإرسال مقاتلين إلى ليبيا

تقرير ألماني: إردوغان يعزز تدخله مستغلاً انشغال العالم بالوباء

«الجيش الليبي» يعد بـ«مفاجآت تُنهي أحلام إردوغان» و«الوفاق» تتحدث عن «انسحاب مرتزقة روس» من بني وليد«

سلطات الأمر الواقع» تفرض منطقها في ليبيا وتقود بـ«مدد مفتوحة» وبعضها يستند إلى دعم المجتمع الدولي

سياسيون ليبيون يتوقّعون دخول «الهلال النفطي» بؤرة الصراع

حكومة السراج تعده «هدفها المقبل»... وموالون لحفتر يرون الاقتراب منه «انتحاراً»

الحكومة المصرية تحظر مؤقتاً البناء الخاص في المدن الكبرىمجلس الوزراء المصري)

مقتل 13 متطرفاً باشتباك في شمال بوركينا فاسو

تركيا تأمل في استمرار اتفاقية «الأجواء المفتوحة» بعد انسحاب أميركا

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

يومها، 25-5-2000، شاهدتُ بأمّ العين تهجير الجنوبيين. (الجزء الثاني)/ المخرج يوسف ي. الخوري

المفتي قبلان... في أصل لبنان/نديم قطيش/الشرق الأوسط

لبنان… انقلاب على الصيغة والجمهورية/مصطفى فحص/الشرق الأوسط

بين “حزب الله” و”القوّات اللّبنانيّة” بندقيّة!/طوني بولس/الكلمة أولاين

أنطوان مسرّة عن كلمة قبلان لـ"أساس": جهل كامل لمفهوم الميثاق/إيلي القصيفي/اساس ميديا

حزب الله بلسان قبلان للمرشّحين الرئاسيين: كرسي بعبدا ثمنها مؤتمر تأسيسي/زياد عيتاني/اساس ميديا

لبنان بلا مساعدات: صندوق النقد يرفض خطة الحكومة/منير الربيع/المدن

التيار والحزب: نهاية النفاق/ساطع نور الدين/المدن

«المفتي الممتاز» يهبط إلى درجة «المفتي غير المقبول»!/ علي الأمين/نداء الوطن

مأساة أجيالنا الجديدة/جورج يونس

باسيل وتياره في مرمى الاتهام.. من "دير عمار 2" إلى "سلعاتا" ولبنان مظلم/أيمن شروف/الحرة

الميليشيات الإرهابية وداعموها يخلعون الكمامات في ليبيا/يوسف الديني/الشرق الأوسط

التحدي الأكبر لروسيا في سوريا/رمزي عز الدين رمزي/الشرق الأوسط

حرب الأجواء بين روسيا وأميركا/إيلي ليك/الشرق الأوسط

انشقاق بعائلته و3 أزمات كبرى تواجهه”.. واشنطن بوست: الأسد في أصعب مراحل حكمه/عربي بوست

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

الرئيس عون منح الراحل صلاح ستيتية وسام الاستحقاق الوطني

عبدالصمد زارت الشيخ حسن للمعايدة: زيارة واجبة في كل الأوقات

شيخ العقل التقى وزير الصحة والسفير السعودي وتلقى اتصالات معايدة

الجلسة التشريعية تدرس العفو العام وسداد القروض بالليرة واسترداد الأموال المحولة للخارج

"المستقبل": ننبه إلى مخاطر أي دعوة إلى الانقلاب على الطائف والصيغة اللبنانية

خطاب السيد نصرالله: طاقة التحمل لها سقف وقد يرتكب العدو حماقة تؤدي الى الحرب وحل أزمة لبنان الاقتصادية بالتوجه شرقاً

 

في أسفل تفاصيل النشرة الكاملة

الزوادة الإيمانية لليوم

ولكِنْ لا تَجْهَلُوا، أَيُّهَا الأَحِبَّاء، أَنَّ يَوْمًا واحِدًا عِنْدَ الرَّبِّ كَأَلفِ سَنَة، وأَلْفَ سَنَةٍ كَيَومٍ واحِد

رسالة القدّيس بطرس الثانية03/من01حتى09/:”يا إخوَتي، هذِهِ رِسَالةٌ ثانِيَةٌ أَكْتُبُهَا إِلَيْكُم، أَيُّهَا الأَحِبَّاء، وفيهَا أُوقِظُ أَذْهَانَكُمُ السَّلِيمَة، لكَي تَتَذَكَّرُوا الأَقْوَالَ الَّتي نَطَقَ بِهَا مِنْ قَبْلُ الأَنْبِياءُ القِدِّيسُون، ووصِيَّةَ الرَّبِّ والمُخَلِّصِ التي سلَّمَهَا إِلَيْكُم رُسُلُكُم. فَٱعْلَمُوا قَبْلَ كُلِّ شَيءٍ أَنَّهُ سَيَأْتِي في آخِرِ الأَيَّامِ أُنَاسٌ يَسْتَهزِئُونَ ٱسْتِهْزَاءً، ويَسْلُكُونَ وَفْقَ شَهَواتِهِم، ويَقُولُون: «أَيْنَ الوَعْدُ بِمَجِيئِهِ؟ مَاتَ آبَاؤُنَا، وكُلُّ شَيء، مُنذُ بَدْءِ الخَلِيقَة، بَاقٍ عَلى حَالِهِ!». فَهُم يتَجَاهَلُونَ عَمْدًا أَنَّ السَّمَاوَاتِ كَانَتْ مُنْذُ القَدِيم، والأَرْضَ قَامَتْ مِنَ المَاءِ وَبِالمَاءِ بِكَلِمَةِ الله، وبِهَا غَرِقَ عالَمُ الأَمسِ بِالمَاءِ فَهَلِكَ. أَمَّا السَّمَاوَاتُ والأَرْضُ في أَيَّامِنَا، فَهِيَ بِالكَلِمَةِ نَفْسِهَا مُدَّخَرَةٌ لِلنَّار، مَحْفُوظَةٌ لِيَومِ الدَّيْنُونَةِ وهَلاكِ النَّاسِ الكَافِرِين. ولكِنْ لا تَجْهَلُوا، أَيُّهَا الأَحِبَّاء، أَنَّ يَوْمًا واحِدًا عِنْدَ الرَّبِّ كَأَلفِ سَنَة، وأَلْفَ سَنَةٍ كَيَومٍ واحِد. إِنَّ الرَّبَّ لا يُبْطِئُ في إِتْمَامِ وَعْدِه، كَمَا يَزْعَمُ البَعْض، بَلْ إِنَّهُ يتَأَنَّى مِنْ أَجْلِكُم، وهُوَ لا يَشَاءُ أَنْ يَهْلِكَ بَعْضُكُم، بَلْ أَنْ تُقْبِلُوا جَمِيعُكُم إِلى التَّوْبَة”.

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياته وتغريدات متفرقة

المسرحيات المكشوفة وتبادل الخدمات الإعلامية والنفخ الإعلامي مستمر بين حزب الله وإسرائيل منذ العام 1982

الياس بجاني/25 أيار/2020

التناغم الإسرائيلي مع حزب الله دائم فكلما واجه الحزب أزمة لبنانية أو عربية تطل إسرائيل مضخمة دوره ومفبركة روايات عن قوته وأخطاره

 

سرطان حزب الله الإيراني ولا لبنانية كل من هو مع هذا السرطان

الياس بجاني/25 أيار/2020

باللبناني المشبرح: كل لبناني مع حزب الله لأي مذهب أو فكر أو ثقافة انتمى هو ضد لبنان وكل شي لبناني وانساني وحضاري ومع ثقافة الموت

 

جبران وغيره من مدعي السيادة نفاقاً المطبلين لكذبة تحرير الجنوب هم ذميون واسخريوتيون وحربائيون

الياس بجاني/25 أيار/2020

حزب الله يحتل الجنوب ولم يحرره والذين يحتلفون بكذبة التحرير من قوات وكتائب وعونيين ومدعي السيادة ذميون يتلذذون بملوحة دمائهم.

 

التاريخ لن يرحم لا عون ولا من تخلى عن القضية وولاه وانتقل معه من القاطع السيادي إلى قاطع الملالي

الياس بجاني/24 أيار/2020

نرى ومعنا كثر أن زواج المتعة بين تيار عون وحزب الله قد حقق للحزب أهدافه في حين طلع تيار عون ع فافشوش وع كرسي مخلع وفقد ذاته وتعرى

 

الثنائي الشيعي الإيراني والغارق في املذهبية والإيرنية والطتاورية يريد تغيير نظام لبنان..تصوروا ليصبح لا طائفي!!

الياس بجاني/24 أيار/2020

صدق أو لا تصدق: ملوك الطائفية والمذهبية واعداء لبنان السيادة والكيان والإنسان يطالبون بإسقاط الصيغة لصالح دولة لا طائفية

 

ما يسمى “عيد تحرير الجنوب” كذبة مطلوب شطبها من ذاكرة لبنان واللبنانيين

الياس بجاني/25 أيار/2020

بداية فإن حزب الله ليس من النسيج اللبناني ولا هو يمت للبنان ولا للبنانيين بشيء.

في حين أن كل الحقائق المأساوية التي يعيشها اللبناني في وطنه المحتل تؤكد بأن حزب الله هو جيش ملالي إيران في لبنان، وإيراني بالكامل في عقيدته وفكره وتمويله ومشروعهً وتنظيمه وقيادته ومرجعيته وتسليحه وقراره.

فحزب الله ليس مقاوماً، ولكنه يتاجر بشعارات المقاومة والتحرير، ويهزأ بأرواح وكرامات وسلامة وأمن ولقمة عيش اللبنانيين، ويأخذ بالقوة المسلحة “والبلطجة” و”التشبيح” والإرهاب لبنان الدولة والشعب رهينة خدمة لمشروع إيران التوسعي والمذهبي والإمبراطوري الواهم.

عملياً، حزب الله هو تنّين إيراني ملالوي يقضم ويفترس ويهمش “ويفرسن” مؤسسات الدولة اللبنانية، والنظام اللبناني، والثقافة اللبنانية، ونمط حياة اللبنانيين، ويضطهد وينكل ويغتال الأحرار والسياديين المعارضين لاحتلاله ومشروعه، بهدف إقامة دولة ولاية الفقيه الإيرانية على كامل التراب اللبناني، وكل كلام بمفهوم ووجدان السياديين والاستقلاليين في غير هذا الإطار هو هراء ونفاق وقيض ريح.

من هنا فإن الاحتفالات الرسمية في لبنان بما يسمى زوراً وبهتاناً، “عيد تحرير الجنوب” في 25 أيار من كل سنة، هي احتفالات مسرحية مهينة لذاكرة وذكاء وعقول وتضحيات اللبنانيين، وخيانة فاضحة لدماء الشهداء الأبطال، كما أنها عروض مبتذلة وهزلية واستعراضية مفرغة من كل مضامين الحقيقة والمصداقية والوطنية.

فإن حزب الله الذي زوراً يدعي الانتصار سنة ألفين وتحرير الجنوب هو تنظيم إرهابي وملالوي 100% وشريك لنظام الأسد الكيماوي في جريمة تشريد وقتل واهنة الشعب السوري.

حزب الله الملالوي والإرهابي يعمل ضد لبنان واللبنانيين، وضد العرب وكل الدول العربية. وهو جيش تستعمله إيران لتقويض العديد من الأنظمة العربية ونشر الفوضى والإجرام والمذهبية والفقر فيها، كما هو حال وضعيته الراهنة المفضوحة في كل من سوريا والعراق واليمن ولبنان وغزة وليبيا..

كما أن حزب الله شوه سمعة لبنان واللبنانيين دولياً وإقليمياً كونه يقوم بعمليات إرهابية وإجرامية في العديد من دول العالم خدمة للنظام الملالوي الإيراني، إضافة إلى انخراطه وخدمة لنظام الملالي أيضاً بعمليات تبيض أموال وتهريب مخدرات وأسلحة في العشرات من الدول.

هذا العيد “الكذبة والإهانة”.. “عيد تحرير الجنوب” كان فرضه على لبنان المحتل السوري الذي انكشف الآن أمره وسقطت عن وجهه المزيف والحربائي كل أقنعة التحرير والمقاومة والممانعة والعروبة والوحدة الكاذبة، وهو مستمر بقتل أبناء شعبه وتهجيره وتدمير مدنه وبلداته وضبه بالأسلحة الكيماوية.

الآن، وبعد انكشاف فارسية ومذهبية وإجرام حزب الله، وبعد تعري نظام الأسد من كل هو إنسانية، فإنه من الحق والعدل والواجب إنهاء فصول “مسخرة” عيد تحرير الجنوب” وشطبه من سجلات الدولة اللبنانية ومن العقول والذاكرة إلى غير رجعة وغير مأسوف عليه.

وحتى تتوقف مهازل الذمية والتقية…

ومن أجل أن لا تتكرر مأساة حرب تموز 2006، “حرب لو كنت أعلم”، وغيرها من الحروب الجهادية التي يبشرنا فيها السيد نصرالله..

وحتى لا يُستنسخ إجرام غزوة أيار 2008…

وحتى لا تُعاد مسرحيات التحرير والمقاومة الخادعة، وخزعبلات “وحدة المسار والمصير”…

وحتى لا يموت أولادنا مرة أخرى من أجل قضايا خادعة وغير لبنانية…

من أجل كل هذا نطالب بإلغاء القرار الحكومي الذي جعل من 25 أيار عيداً وطنياً، كما نطالب القيادات اللبنانية الوطنية أن تعلن بشجاعة أن حزب الله لم يحرر الجنوب، ولا هو لبناني أو عربي أو حزب تحرير ومقاومة..

إنما نتاج عسكري ميليشياوي أصولي لحقبة احتلال سوريا البغيضة لوطننا، وفرقة عسكرية إيرانية تحتل لبنان وتقيم فيه مربعات أمنية ودويلات خارجة عن شرعية الدولة اللبنانية.

نحن بصدق نريد أن نقطع إجازة العقل ونطلب من القيادات اللبنانية بكافة أطيافها وقف مسلسل التكاذب والدجل والخروج من عقلية وفخاخ التقية والذمية.

مطلوب من حكام لبنان وأحزابه والرسميين ومن كل أفراد الشعب اللبناني السيادي والكياني الشهادة للحق والإعلان بصوت عال بأن حزب الله أعاق وآخر تحرير الجنوب ما يزيد عن 14 سنة، ولم يكن له أي دور في تحريره، وهو انهزم وهزم معه كل لبنان في حرب تموز، وأن لا قيامة للدولة اللبنانية في ظل وجود دويلته واحتلاله وحروبه ومشروعه الملالوي ، كما أن الاستقلال اللبناني لن يصبح ناجزاً وكاملاً قبل عودة أهلنا اللاجئين في إسرائيل معززين ومكرمين وتعويضهم عن كل أنواع الظلم والتجني والافتراءات التي تعرضوا لها.

الكل يعرف، وبالكل نعني أصحاب العقول الراجحة، والضمائر الحية، والجباه الشامخة، والرؤوس العالية، الكل هذا يعرف أن حزب الله لم يحرر الجنوب، بل أعاق وعطّل وأخر تحريره لسنوات، وأن كل ما يبني عليه مشروعية مقاومته منذ عام 2000 وما قبل ذلك هو مفبرك وملفق.

باختصار أكثر من مفيد فإن ما يسمى “عيد التحرير” هو كذبة كبيرة وبالتالي مطلوب شطبه من السجلات الرسمية ومن ذاكرة لبنان واللبنانيين.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الالكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الالكتروني على الإنترنت

http://www.eliasbejjaninew.com

 

الياس بجاني: التعرض للصحافي بشير أبو زيد مستنكر ويندرج في أطار الممارسات الإرهابية والقمية والميليشياوية/فيما كان الإستاذ نبيه رئيس المجلس يهاجم السياديين والشرفاء الذين يطالبون بالفيدرالية ويبشر بالعفة الوطنية، كان الإستاذ الميليشياوي عن طريق شبيحته يعتدي بالضرب المبرح على الصحافي بشير أبو زيد

http://eliasbejjaninews.com/archives/86482/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d8%aa%d8%b9%d8%b1%d8%b6-%d9%84%d9%84%d8%b5%d8%ad%d8%a7%d9%81%d9%8a-%d8%a8%d8%b4%d9%8a%d8%b1-%d8%a3%d8%a8%d9%88-%d8%b2%d9%8a/

التعرض للصحافي بشير أبو زيد مستنكر ويندرج في أطار الممارسات الإرهابية والقمعية والميليشياوية

الياس بجاني/24 أيار/2020

في حين كان بغضب  واستعلاء ونفخة صدر الإستاذ نبيه بري رئيس المجلس النيابي يبشر بالعفة الوطنية ويلقي المواعظ الأخلاقية والوحدوية ويهاجم ويهين ويخون الشرفاء والسياديين والاستقلاليين الذي يطالبون بالكونفدرالية المعمول بها بنجاح كبير في معظم دول العالم، (تصريحه وكلامه ومواعظه في العفة في أسفل)، كان الإستاذ نبيه بري الميليشياوي والدكتاتور والقامع للحريات والرافض لأي انتقاد لشخصه أو لحركة أمل التي يملكها، كان عن طريق شبيحته المعسكرين والمسلحين يعتدي بالضرب والإهانات والتهديد على الصحافي بشير أبو زيد وذلك على خلفية بوست كتبه على الفايسبوك يتعلق بانقطاع الكهرباء، إذ قال: “اطفوا قدّام بيت نبيه برّي وضوّوا بيوت الناس”. بري الميليشياوي وعن طريق فرقة من شبيحته وزعرانه قام بتأديب بشير ضرباً ورفساً وتهديداً وكاد يخطفه. هذه الممارسات مستنكرة ولا تليق بلبنان ولا بشعبه المتحضر والعاشق للحريات ولقبول الرأي الآخر المختلف. يشار هنا أن ميليشيا حركة أمل التي يملكها الأستاذ هي متخصصة بالتشبيح  وبقمع الحريات، ولنا بما قامت به في محيط مجلس النواب ضد الثوار السلميين خير مثال. بالطبع سيمر الحادث كما مر ما سبقه لأن الشبيحة مدعومين وينفذون أوامر الإستاذ.. فبؤس هكذا مسؤولين وألف بؤس بهكذا أحزاب هي عبارة عن مافيات وقطاع طرق وزعران.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الالكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الالكتروني على الإنترنت

http://www.eliasbejjaninew.com

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

فيديو مقابلة من تلفزيون المر مع ناشر موقع الكلمة اولاين الصحافي سيمون أبو فاضل يعري من خلالها جبن وأنانية وتلون وطروادية القيادات والأحزاب المفترض أنها سيادية في مواجهة منطق الإستقواء الفاجر الذي تمارسه الثنائية الشيعية

27 أيار/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/86642/86642/

https://www.youtube.com/watch?v=Q67DXhEbWSQ&t=3111s

بعض عناوين مقابلة سيمون أبو فاضل

تفريغ وتلخيص الياس بجاني بحرية وتصرف كاملين

27 أيار/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/86642/86642/

*رئيس جمهورية ضعيف وعهده فاشل ومهزوم ومنهك وهو أخذ لبنان إلى المحور الإيراني بالكامل. رئيس ماكينة انتخابية لجبران باسيل.

*سليمان فرنجية وجبران باسيل هما تحت سقف حزب الله.

*العونية ادخلت إلى المجتمع المسيحي مفهوم الذمية.

*حزب الله يتحكم بالبلد وبالحكم..الحكومة ومجلسي النواب والوزراء.

*حزب الله ضرب وفكك معظم مؤسسات الدولة والخاصة وتركيزه بشكل لافت على المسيحية منها.

*السعودية عاتبة على حلفائها المهتم فقط بالوصول إلى كرسي رئاسة الحكومة ولهذا يساير ويداهن حزب الله ولا يواجهه.

*دور جعجع مطلوب أن يكون الخيار السيادي والإستقلالي ورفع السقف وليس ملفات الكهرباء والسجالات الجانبية.

*غريب تكرار قول جعجع بأنه غير نادم على ايصال عون للرئاسة!!

*القيادات المسيحية مستسلمة وأولوياتها شخصية وسلطوية وعمى بصرها وبصيرتها حجمها والغى دورها وهي راهناً لا ترى غير كرسي الرئاسة وهي قيادات منافقة ووصولية تغش الناس وتستغلهم وهمها الزعامة ولو ع ضيعة.

*حكومة حسان دياب فاشلة ولم تحقق أية نجاحات وهي مرتبطة بالقوى التي جاءت بها وبأشخاص حاقدين وأجندتهم تدميرية…دياب أسير رجل أمني حاقد على جعجع والحريري وآخر طامع بالرئاسة ويعادي الجمع ومرفوض من الجميع وثالث ناقم اقتصادياً ومعقد.

طرح الفيدرالية له ما يبرره حيث أن حزب الله يفرض على لبنان بالقوة خيارات ثقافية ومذهبية ومعيشية غريبة عن خيارات غالبية اللبنانيين.

*السرقات والسمسرات مستمرة ولم تؤثر الثورة في مسارها لأن أهل السلطة يرفضون أن يروا ما يجري وآخر همهم المواطن ولقمة عيشهم.

*القيادات السنية غائبة عن مواجهة السلبطة التي يمارسها الثنائي الشيعي وجنبلاط حذر ولا يتبنى مواقف سيادية، بل تسووية وربط نزاع.

*كلام المفتي أحمد قبلان ومقاربات غيره من الشخصيات الشيعية الدينية هدفه فتح الدستور وضربه على خلفية مفهوم يقول بأن محور إيران هو منتصر في المنطقة.. وتأميناً لبقاء سلاح حزب الله وسيطرته على نظام جديد هو يتحكم به ويديره.

*القيادات المسيحية منبطحة ومستسلمة وغائبة عن دورها وعن تاريخ مقاومتها وهم عملياً يقتلون الشهداء مليون مرة كل يوم.

في الغالب لن تنجح المفاوضات مع صندوق النقد الدولي على خلفية إصرار حزب الله إبقاء هيمنته على الحدود والمعابر والمرافق من بور ومطار وجمارك وغيرها.

*الدول العربية لا تزال تقاطع حكومة دياب ولن تقدم أية مساعدات مالية. خطة الحكومة هي لا خطة ولا تقدم أي شيء وهي موجهة للخارج فقط وكلها عيوب.

 

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الثلثاء في 26/5/2020

وطنية/الثلاثاء 26 أيار 2020

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

في لبنان قول مأثور: "بتروح السكرة وبتجي الفكرة". وواقع الحال الآن: تأفل العطلة وتعود مفاعيل المشكلة. المفاعيل معيشية ضاغطة واقتصادية متردية واجتماعية صعبة. وخطب الفطر المبارك في العطلة، انطلقت من الامتعاض من الاقتصاد، نحو الاستطراد في السياسة والملفات ذات الصلات ومنها القضاء، وحتى وصولا إلى الصيغة، وانتقالا إلى الجوار. كتلة "المستقبل" من جهتها، رفضت أي دعوة للفدرلة، مثلما رفضت أي دعوة للإنقلاب على الطائف وعلى الصيغة اللبنانية.

وعلى وقع ترددات المواقف السياسية التي أطلقت في عيد الفطر، ومنها ما تناول صيغة لبنان الميثاقية، تنطلق الحركة السياسية غدا الاربعاء، فيما تعاود الحكومة غدا مفاوضاتها في جولتها السابعة مع صندوق النقد الدولي، متابعة البحث في مسألة ال"كابيتال كونترول".

ال"كابيتال كونترول" سيحضر أيضا على طاولة الجلسة التشريعية يوم الخميس، والتي سيكون نجمها قانون العفو، كما يتضمن جدول عملها سداد القروض بالليرة، واسترداد الأموال المحولة إلى الخارج.

وفي ظل هذا الواقع حيث يبقى الهم المعيشي هاجس المواطن حيال تفلت الأسعار والتهام ارتفاع الدولار رواتب الموظفين، تتجه الأنظار من جهة إلى إجراءات مصرف لبنان لحماية الليرة بدءا من غد، ومن جهة ثانية إلى جلسة مجلس الوزراء في القصر الجمهوري في بعبدا يوم الجمعة المقبل، مع احتمال إقرار بعض التعيينات ولاسيما المالية منها، وقد توقعت جو هذا الاحتمال، وزيرة الإعلام منال عبد الصمد في خلال جولتها اليوم لتهنئة المرجعيات الدينية بالعيد.

الأمين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصرالله، يطل في التاسعة من هذا المساء، بمناسبة العيد العشرين للتحرير والمقاومة.

وإلى الهم الصحي، عداد كورونا سجل اليوم في مجدل عنجر ثلاث عشرة إصابة ب"كوفيد 19".

في الغضون، وكي لا نغيب عن الحركة المطلبية، لا بد من الإشارة إلى إرهاصات احتجاجات في الأفق.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أن بي أن"

بعد هدوء نفح الجبهة السياسية لأيام، ببركة عيدي الفطر والتحرير المتزامنين لحسن الصدف، ثمة بقية أسبوع فيها أجندة مزدحمة. أول محطات هذه الأجندة غدا الأربعاء استئناف المفاوضات مع صندوق النقد الدولي، وانتظار تعميم لمصرف لبنان من شأنه تثبيت سعر صرف تجاري لمستوردي السلع الأساسية.

وثاني تلك المحطات بعد غد الخميس، مع جلسة نيابية تشريعية في قصر الأونيسكو، يلامس جدول أعمالها المتضمن سبعة وثلاثين مشروع واقتراح قانون، بنودا على جانب كبير من الأهمية بحجم العفو العام ومكافحة الفساد ومواجهة كورونا.

أما المحطة الثالثة، فهي جلسة مجلس الوزراء المقررة الجمعة في قصر بعبدا، فهل يقر خلالها التعيينات المصرفية والمالية، سواء على نحو كلي أو جزئي، أم ترحل مرة أخرى إلى أوقات لاحقة بانتظار نضوج طبختها؟.

وفي الانتظار، يحجز ملف كورونا موقعه المتقدم في خارطة الاهتمامات والمتابعات اللبنانية. واللافت في الشق المحلي، استعادة الإصابات لأعدادها المرتفعة، بعدما انحدرت أمس إلى خمس إصابات فقط، قبل أن تعود اليوم لترتفع إلى إحدى وعشرين.

وفيما شددت وزارة الداخلية على الزامية استخدام الكمامات، ووجوب احترام المسافات الآمنة بين الأشخاص، أعلنت قوى الأمن الداخلي عن غرامات بحق المخالفين قيمتها 50 ألف ليرة لكل من لا يضع الكمامة. هذا في وقت جال فيه وزير الصحة على المرجعيات الدينية الإسلامية، لنيل بركتها في جهود مواجهة كورونا، معلنا عن اتجاه نحو العودة إلى الحياة الطبيعية.

وإذا كان كورونا قد عكر على اللبنانيين عيدهم، فإن جرائم عدة فعلت الأمر نفسه، عندما ارتكبت في ظرف أربع وعشرين ساعة، أما دوافعها فكانت إما شخصية وعائلية، وإما مرتبطة بالسطو والسرقة.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المنار"

ما زالت الأعياد في دياركم عامرة، ما دام نبض الأرض مقاومة. وعلى هذا المقام، كان الخامس والعشرون من أيار الذي ما زال يحفر في الوجدان نصرا، وعند العدو هزيمة وحسرة. وفي ذكراه العشرين قراءات صهيونية يرصد بين سطورها الكثير: لقد كنا أكثر إمكانات من "حزب الله" وأكثر قوة تكنولجيا، لكنهم كانوا أقوى منا روحيا، هذا ما استخلصه قادة صهاينة ميدانيون، استذكروا فاجعة ألمت بالحلم الصهيوني، بل تسببت بضرر استراتيجي للدولة العبرية، كما يقولون، وهم ينظرون اليوم إلى تعاظم القوة والتكنولجيا لدى المقاومين، إلى جانب الروح التي ما زادتها التجارب إلا يقينا وايمانا بالنصر القادم على طريق فلسطين.

أما حامل الراية وقائد كل انتصار، فيطل الليلة عند التاسعة مساء في حوار لاذاعة "النور"، منقولا عبر شاشة "المنار". يطل الأمين العام ل"حزب الله" سماحة السيد حسن نصرالله مكللا عقدين من الانتصارات، قارئا في النتائج والأبعاد، وراسما في الوجدان والاستراتيجيا للقادم من الأيام.

في الأيام اللبنانية، زحمة ملفات تنتظر انتهاء عطلة الأعياد، من الصحة إلى الاقتصاد، فالسياسة المأزومة بكثير من الملفات. واستباقا للعودة من العطلة، نداءات للبنانيين من وزيري الصحة والداخلية بضرورة الحذر والالتزام بالاجراءات، أملا بابقاء السيطرة على الوباء، الذي زاد من عديد القرى والبلدات التي أصابها، واستحكم بأخرى كان قد طاولها.

وإن كان عديد الإصابات اليوم إحدى وعشرين، فإن توزعها ودخولها إلى تجمعات النازحين السوريين، كما في مجدل عنجر، زاد من التحدي. وعلى خط الوقاية قرار من وزير الداخلية والبلديات بفرض ارتداء الكمامات ابتداء من الجمعة المقبل، وفرض خمسين ألف ليرة لبنانية غرامة على المخالفين.

ومن خلف تجارب السنين، وقراءاته في الاستراتيجيا والسياسة والحروب، أطل الفيلسوف الأميركي نعوم تشومسكي، محذرا الأميركيين من فوضى عارمة، تتسبب بها إدارة غير متماسكة ورئيس مصاب بجنون العظمة، كما قال، عاجز عن مواجهة كورونا، وأخذ العالم إلى مزيد من الأزمات.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أو تي في"

لم يكن ينقص إلا أن تبل كتلة "المستقبل" يدها بالفيدرالية، حتى يكتمل مشهد الملهاة الجديدة، التي يحاول البعض المعروف جر اللبنانيين إليها، تحت عناوين أكل عليها الدهر وشرب، ما يضيف تساؤلا على تساؤلات الناس الكثيرة، وأسئلتهم إلى السياسيين، وهو: ماذا ينفعنا لو شاركنا في سجالاتكم العقيمة كلها، أو أعرناها اهتماما، طالما وضع البلاد على ما هو عليه من التردي الاقتصادي والتدهور المالي والمآسي المعيشية؟.

هذا السجال- الملهاة يفترض أن يوضع له حد، من دون إنكار حق الجميع في مناقشة الأفكار بعيدا من التخوين الدائم وفحوص الدم المعتادة. فالأهم اليوم أن تبقى العيون شاخصة على أداء السياسيين في هذا المرحلة، مواكبة لمسار الخروج من الأزمة، التي أوصلتنا إليها سياسات يتمسك أكثرهم بها منذ ثلاثين عاما على الأقل.

وفي هذا السياق، الأسبوع الجاري على موعد مع استحقاقين أساسيين: الأول، الخميس، حيث تعقد جلسة تشريعية تناقش قوانين إشكالية، أبرزها ال"كابيتال كونترول" ورفع السرية المصرفية والعفو العام. أما الثاني، فجلسة مجلس الوزراء الجمعة، التي يرتقب أن تقر أربعة تعيينات إدارية، وربما أكثر.

غير أن الأهم، رصد تلقف الأفرقاء ومقاربتهم لاستخدام رئيس الجمهورية العماد ميشال عون لصلاحيته الدستورية المنصوص عليها في المادة 56، طالبا إعادة النظر بقرار مجلس الوزراء الأخير المتعلق بمعامل الكهرباء، لأن ما أقر في الجلسة السابقة مخالف لنص البيان الوزاري، ولن يؤمن الكهرباء 24 على 24.

وعشية الجلستين المنتظرتين تشريعيا وتنفيذيا، وفي مناسبة عيد المقاومة والتحرير، مقابلة مرتقبة مع الأمين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصرالله الليلة، تنقلها الـ OTV مباشرة على الهواء اعتبارا من التاسعة مساء.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أم تي في"

أن تعرف أسرارهم من صغارهم فالأمر بسيط ومتوقع ويتماشى مع المثل، لكن أن تعرف اسرارهم من كبارهم، فيدعو إلى العجب وهو غير قابل للنقض أو التلطيف، وتصحيحه واجب إن لم يحظ بإجماع المرجعيتين المعنيتين.

ما قاله المفتي أحمد قبلان بالأمس يقع ضمن هذه القاعدة. إذ لو كان موقفه شخصيا لكان حصل لنائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى ما حصل مع سلفه المفتي عبد الأمير قبلان في القمة الروحية في بكركي العام 2011، عندما أجبره الثنائي الشيعي يومها على التنكر لما وافق عليه في البندين السادس والسابع من بيان القمة، وألزمه بإصدار بيان مناقض لتصحيح ما لم يناسب الثنائي يومها، فامتثل.

وللغرابة أن البندين يومها كانا يؤكدان على سيادة لبنان وعلى حق الدولة في تحرير أرضها التي تحتلها إسرائيل، فجاء اعتراض الثنائي من أجل كسر الحصرية وجعلها تتوسع لتشمل إلى الجيش، الشعب والمقاومة.

وما يثير الاستغراب أن الرئيس نبيه بري، الذي كان صارما وعنيفا مع الأصوات النشاز التي تنادي بالفيدرالية واللامركزية كما وصفها، كيف أنه يكتفي فقط بما نقل عنه بأنه ممتعض مما قاله المفتي قبلان، علما بأن الموقع يشكل منذ وفاة الإمام محمد مهدي شمس الدين الذراع الدينية للثنائي، الذي يتقاسم قطباه حصرية السلاح والسياسة.

في الانتظار، لبنان يسعى الأربعاء عبر لجنة المال إلى توحيد أرقامه المالية، من أجل إقناع صندوق النقد بأنه يتعاطى مع دولة واحدة وليس مع مجموعة دويلات، وسط معلومات تؤشر إلى أن الصندوق بات في وارد عدم إقراض لبنان ولو الحد الأدنى مما يطالب به من أموال.

وسط هذا الأجواء، يعقد المجلس النيابي الخميس جلسة تشريعية ببنود ساخنة وخلافية لإقرار قوانين العفو العام، والسرية المصرفية، واسترجاع الأموال المهربة وال"كابيتال كونترول"، وهي لا تحظى بإجماع الكتل، والفشل في إقرارها أو إقرارها من غير تصحيح، سينسف ما بقي واضحا من الصورة الممزقة للدولة.

في سياق متصل بهذه الصورة، قال وزير الدفاع السابق الياس بو صعب للـ MTV إن كل ما يحكى عن ضبط المعابر الحدودية لا يعدو كونه "بروباغندا"، و هي لا تزال مشرعة على التهريب حتى الساعة، غامزا من قناة الجيش الذي امتنع عن إقفالها في عهده ولا يزال.

صحيا، مواجهة الكورونا تجري على جبهتين وسط سؤال محرق: أيهما أخطر، الفيروس القاتل أم الناس الذين يعانقونه وينقلونه إلى كل بيت وقرية وعائلة، رغم التفسيرات التخفيفية التي تقول إن عدد الاصابات يرتفع لكنه محصور في بقع معزولة؟.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أل بي سي آي"

حتى كورونا تلبنن، فلم تعد هناك قواعد منطقية في الإصابات. يوم صفر إصابات بين المقيمين، كما كان أمس، ويوم ست عشرة إصابة بين المقيمين، كما هي الحال اليوم. هل من أسباب لهذا التذبذب في بورصة الأرقام؟. ربما مجددا بعض التراخي وبعض الإستهتار، لكن قرارا صدر اليوم وسيبدأ تطبيقه اعتبارا من يوم الجمعة من هذا الأسبوع، ويلزم بوضع كمامة واقية سواء أثناء المشي على القدمين أو في سيارات النقل العام، أما عند المخالفة فالمحضر بالمرصاد، وهو محضر ضبط وقيمته 50.000 ل. ل. في حق كل شخص لا يضع الكمامة. فهل يخفف هذا الإجراء احتمال الإصابة؟، وهل بمقدور قوى الأمن تعقب الجميع ولاسيما المشاة منهم، في حال خالفوا التعليمات؟.

المشاهد في أكثر من منطقة، تثبت أن كثيرين في حال عداء مع الكمامة، فهل غرامة الخمسين ألف ليرة ستجعلهم يتصالحون معها؟.

عدا تذبذب أعداد كورونا بين يوم وآخر، هناك تذبذب في الملفات السياسية من شأنه أن يحولها إلى كرات نار، سواء تلك المطروحة أمام الجلسة العامة لمجلس النواب بعد غد الخميس، أو التي ستطرح مجددا في جلسة مقبلة لمجلس الوزراء. الملفان المتفجران في جلسة مجلس النواب: اقتراح قانون العفو العام الذي لا توافق حوله حتى الآن، واقتراح القانون المعجل المكرر لوضع ضوابط استثنائية وموقتة على التحاويل المصرفية أو ما يعرف بال"كابيتال كونترول". ويبدو أن الملفين يتجهان إلى المزيد من الدرس من خلال إعادتهما إلى اللجان، فهل يكون هذا الإخراج هو المخرج، أم سيكون هناك إصرار على التمرير بالتصويت؟.

ملف آخر تحول مجددا إلى ملف متفجر، وهو ملف معمل سلعاتا. فبعد تصويت مجلس الوزراء في جلسته التي عقدت بتاريخ 14 ايار الجاري، وبأكثرية وزارية، على قرار استبعاد معمل سلعاتا عن الخطة الإصلاحية للكهرباء، وجه رئيس الجمهورية العماد ميشال عون كتابا إلى الحكومة طالبا فيه اعادة النظر بهذا القرار. فهل يعود مجلس الوزراء عن قراره، استبعاد معمل سلعاتا؟، وماذا عن موقف الأطراف داخل مجلس الوزراء الذين أسقطوا بالتصويت معمل سلعاتا؟.

أما الإنتظار الأكبر فلمطلع حزيران المقبل، حين سيدخل "قانون قيصر" الأميركي حيز التنفيذ، وهو القانون الذي سيعرض أي فرد أو شركة أو كيان، أو دولة في العالم تقدم أي دعم للنظام السوري أو تمارس أي استثمار في سوريا أو أي تمويل لإعادة الإعمار، لعقوبات أميركية صارمة بموجب هذا القانون.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "الجديد"

اليوم هو المكمل لعطلة العيد، وغدا تعود المحركات السياسية للاشتعال من حيث انطفأت. وعليه فإن الأنظار تتجه بعد الغد إلى مجلس الوزراء، بجلسة عنوانها سلعاتا وما بعد بعد سلعاتا، ومنها إلى مجلس النواب والجلسة التشريعية التي يتصدرها قانون العفو المفخخ بقضية العملاء الفارين إلى فلسطين المحتلة، حيث دخل هذا القانون البازار السياسي، بين مدافع عن عودتهم المشروطة بالتخلي عن الجنسية الإسرائيلية، وبين من يرى في عودة العملاء اغتيالا لكل التضحيات وخيانة للدماء التي أريقت على مدى سني الاحتلال لتحرير الأرض.

ربما مهدت صفقة إطلاق سراح جزار الخيام عامر الفاخوري طريق عودتهم، لكن المؤكد أن في بلد التناقضات كلبنان، تصبح فيه العمالة حمالة أوجه، والقضاء فيه يحكم على شاكلة السياسة، وربطا يجوز السؤال: أين أصبحت التشكيلات القضائية؟. فوزيرة العدل ماري كلود نجم تلعب دور السجان، تطلب إلى السياسيين عدم التدخل، لكنها تعتقل أسماء القضاة وتنتظر إشارة من ولي الأمر السياسي، للإفراج عن اللائحة بما يرضيه لا بما يفرضه القانون من وضع الرجل المناسب في المكان المناسب.

وما تفعله وزيرة العدل، ينطبق على ما يقوم به مجلس النواب من مصادرة القرار في تطبيق قانون حق الوصول إلى المعلومة في أدراجه. القانون الذي أقر منذ ثلاثة أعوام أوقفت العمل به حكومة الرئيس سعد الحريري، فأين حكومة حسان دياب من وضع هذا القانون كأولوية على طاولة مجلس الوزراء؟، وإصدار مراسيم تطبيقية للانطلاق بحملة الإصلاحات الحكومية، وعلى رأسها مكافحة الفساد واستعادة المال المنهوب؟.

حق الوصول إلى المعلومة، هو المدخل الى استعادة هذه الأموال، ومعرفة السارق والناهب والقابض على روح المال العام. على الحكومة أن تحدد كيف نهبت الأموال من خلال التهرب الضريبي والفساد الناجم عن التلزيمات. حكومة دياب مطالبة بإقرار المراسيم التطبيقية، ولبنان وقع عام 2009 اتفاقية مكافحة الفساد مع الأمم المتحدة، وبموجب القانون الدولي والاتفاقيات الموقعة، باستطاعة الحكومة أن تزود الجهات الدولية المعنية بأسماء كل من تعاقب على وزارة أو إدارة عامة أو حتى رؤساء، للتحقيق في مصادر أموالهم، على قاعدة أن كل متهم بريء حتى تثبت إدانته وبموجب الاتفاقيات الموقعة باستطاعة لبنان أن يطالب أي دولة بتقديم المعلومات عملا بالمثل.

وإذا كان التهرب الضريبي يعد جريمة في أوروبا ودول العالم، فإن القبض على حق الوصول إلى المعلومة في لبنان، هو لغاية في نفس حماية الفاسدين وسارقي المال العام. وما على دياب إلا إطلاق يد الحكومة في إقرار المراسيم التطبيقية، كأول خطوة على طريق ألف ميل مكافحة الفساد واستعادة المال المنهوب.

 

13 إصابة بـ”كورونا” في مجدل عنجر

السياسة/26 أيار/2020

تم تسجيل 13 إصابة جديدة بفيروس “كورونا” المستجد في بلدة مجدل عنجر، في ظل استمرار إقفال البلدة من قبل شرطة البلدية وعناصر قوى الأمن الداخلي. إلى ذلك، أثنى وزير الصحة حمد حسن، على “الإرشادات والتعليمات في ما يخص التعبئة العامة والالتزام بالمسافة الآمنة والكمامات أثناء فترة العيد”، وأوضح أن “الخطة الحكومية واضحة في تخفيف بعض إجراءات التعبئة ونسير بشكل منهجي باتجاه العودة الى الحياة الطبيعية”، آملاً “تطبيق الإرشادات والتقيّد بها، من أجل منع تفشي الوباء في مرحلة ثانية، وقرار إعادة فتح البلد يعود الى الحكومة”. وفي الإطار، أعلن المكتب الاعلامي لوزارة الداخلية والبلديات، أنه “نظرا لعدم التزام بعض المواطنين بإجراءات الوقاية والسلامة العامة، وحرصا منها على عدم التشدد اكثر بإجراءات الوقاية للحد من تفشي وباء كورونا، ورغبة منها بالمساعدة في دورة النهوض الاقتصادي، تمنت الوزارة على المواطنين في كل المناطق اللبنانية، لاسيما في المناطق التي تتدنى فيها نسبة الالتزام باجراءات الوقاية المطلوبة، حماية أنفسهم واهلهم ومجتمعاتهم، وتطبيق معايير السلامة العامة، وتؤكد على الزامية وضع الكمامة لتغطية الانف والفم، وعلى وجوب احترام المسافات الآمنة بين الأشخاص خصوصا أثناء تواجدهم خارج المنزل، علماً بأن قوى الأمن الداخلي ستباشر بتوزيع الكمامات المتوافرة لديها مجانًا”. وذكّرت الوزارة المواطنين انه “بإمكانهم استعمال قطعة من القماش، التي يمكن غسلها بدلا من الكمامة التي تستعمل لمرة واحدة”.

 

نصرالله: لا نريد حرباً أهلية.. ولا أن نحكم لبنان!

المدن /27 أيار/2020

جدد حسن نصر الله ثقته بـ"المقاومين وبيئة المقاومة"، وقال "إن الروح التي انتصرت على العدو ما زالت موجودة وثقتنا كبيرة جداً بالمقاومين". وأضاف، انه رغم كل "محاولات سلخ المقاومة عن بيئتها"، سيبقى الجانب الروحي "في صلب ماهية المقاومة".

في الحرب الأهلية.. و"اليونيفيل"

ففي مقابلة طويلة مع إذاعة النور، التابعة لحزبه، بمناسبة عيد المقاومة والتحرير، شدد نصرالله على أن "العامل الأول في أصل المقاومة هو الحفاظ على روحها بكل أصالتها وقوتها"، مؤكداً "أن ما تحملته المقاومة لم تكن لتتحمله لوحدها إنما تحملته بيئة المقاومة وعوائل الشهداء والأسرى بمختلف المناطق. وكانت روحهم عالية ولا زالت". ولعل أهم ما جاء في حديث أمين عام حزب الله، كلامه عن الحال السياسية في لبنان، قائلاً "عدم ذهابنا إلى حرب داخلية ليس فوبيا كما يقال، إنما نابع من إيماننا وإلتزامنا. نحن لا نريد حرب أهلية في لبنان. ونحن لا نريد أن نحكم البلد. ونحن لسنا مع عزل أي فريق، بل نحن مع الشراكة في الحكومة اللبنانية. وأضاف: "عندما نذهب إلى أي مواجهة، فأدوات التغيير يجب أن تراعي تركيبة البلد وخلافاته. وميزة المقاومة أنها واقعية. وهناك حدود اسمها أنه يجب أن يكون العمل السياسي ذات أسقف واضحة، منها عدم الذهاب إلى حرب أهلية وتقسيم البلد طائفياً".

واستحضر نصرالله "تجربة الإمام موسى الصدر عندما قال إن الطبقة السياسية ومن أجل أن تحمي امتيازاتها ليس لديها مشكلة بحرب داخلية". وربطاً بالإشكالات الأخيرة التي حدثت بين "الأهالي" والقوات الدولية في جنوب لبنان، قال نصرالله: "بموضوع اليونيفيل، إن أحببتم تقليل العدد قللوه. وبقاء العدد أو زيادته هو مطلب إسرائيلي.. هذا لا يعني أن حزب الله ضد بقاء اليونيفيل. لكن التغيير في المهمة يمسّ بالسيادة اللبنانية". وهذه إشارة إلى رفض الحزب أي إشراف دولي على الحدود اللبنانية السورية (والمعابر الشرعية وغير الشرعية الكثيرة).

في تذكّر عام 2000

وبمناسبة "عيد التحرير"، استذكر نصرالله مرحلة العام 2000، مشيراً إلى أن "وزير حرب العدو بني غانتس هو من أقفّل البوابة (الحدودية) في 24 أيار من عام ألفين"، وأكد أن "القيادات الرئيسية اليوم في كيان الاحتلال عاشت التجربة في جنوب لبنان". ولفت إلى أن الاسرائيليين "عاشوا هاجساً منذ 2006 لليوم"، وأضاف: "إنهم يتهيبون الإقدام على أي خطوة. ويعترفون أنهم لم يستطيعوا أن يمنعوا تعاظم المقاومة". ومرر نصرالله اعترافه أن المقاومة المبتدئة عام 1982، "شاركت فيها مجموعة كبيرة واللائحة طويلة، الأحزاب الوطنية والحركات وكل من شارك في المقاومة في السنوات الأولى".

وأوضح أن "فكرة الإسرائيلي عام 2000 كانت أن ينسحب هو إلى الحدود، ويُبقي جيش لحد ليقاتل المقاومة. وبذلك يحول الحرب إلى أهلية، لكن انهيار جيش لحد كان مفاجأة لجيش العدو"، وشدد على أن "أداء المقاومة عام 2000 جنّب لبنان حرباً أهلية طائفية خطط الإسرائيلي لإشعالها، وإن المقاومة قدمت نموذجاً مشرقاً في التعاطي مع العملاء".

التآمر على الأردن

وجدد تأكيده أن لبنان "يملك الردع في وجه الكيان الإسرائيلي، وكل شيء له حساب وتعرف إسرائيل أنها ليست أمام عدو يستهان به". كما ولفت إلى أن "رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق إيهود باراك يقول إن شارون كان هدفه إخراج المقاومة الفلسطينية من لبنان وإيصال آل الجميل إلى السلطة. ويقول إن الهدف كان تجميع الفلسطينيين في الأردن وإسقاط السلطة الهاشمية". وأشار إلى أن "ما زال مشروع الوطن البديل للفلسطينيين في الأردن قائماً لدى إسرائيل"، مشيرا إلى أن إسرائيل "كانت تتآمر على الأردن عام 1982، واليوم ما زالت تتآمر عليه من خلال صفقة القرن".

وقال: "قناعتنا أن الكيان الإسرائيلي لن يستمر، لأنه مصطنع وغريب عن المنطقة". وأضاف أن "الدولة التي تستند على عامل خارجي، وهي الولايات المتحدة، عندما يضعف العالم الخارجي ستنهار". ولفت إلى أن "منظر الإسرائيليين وهم يحملون أمتعتهم ويرحلون هو مشهد طبيعي.. إنها مسألة وقت".

وعاد نصرالله وأكد أن الجانب الداخلي اللبناني في العام 2000 لم يكن أفضل من الآن: "لم يكن هناك إجماع على المقاومة". وأوضح أن "المقاومة من العام 1982 إلى اليوم لم تخسر الاجماع، لأنه لم يكن هناك إجماع في يوم من الأيام على المقاومة. لذا، لم يكن هناك إجماع لبناني على المقاومة حتى يقال إنها خسرته".

قواعد الاشتباك

ووجه نصرالله كلمة للإسرائيليين، قائلاً: "كل الحدود هي خارج دائرة الأمان عندما تعتدي علينا". ولفت إلى أن "الإسرائيلي يبحث عن وسائل ليعمل من دون بصمة، كما فعل في الضاحية الجنوبية بمسألة المسيّرات". وتابع أن "ما يحمي لبنان اليوم -الانجاز اليوم- هو الردع وهذا ما هو واضح بسلوك العدو". وأوضح: "إن اسرائيل تعرف أن أي قصف للبنان لا يمكن أن يمر من دون رد. وهذه قاعدة من قواعد الاشتباك". وكشف أن الإسرائيلي "لم يُخطأ في الضربة الأخيرة على الحدود اللبنانية. هو لم يكن يهدف إلى قتل شبابنا. لذلك، أرسل إنذاراً قبل أن يضرب. وهذا جزء من قواعد الإشتباك". وأوضح أن "المعادلة اليوم أننا نرد على العدو إذا قتل ايٌّ منا في أي مكان"، وحذر السيد نصرالله أن "طاقة التحمل والصبر له سقف. واليوم القيادة السورية ممكن أن تتحمل. ولكن قد يذهب العدو إلى أن يرتكب حماقة تُفقد صبر السوري وتؤدي إلى الحرب".

 

سياسيون بارزون لـ “السياسة”: طي “الطائف” يأخذ لبنان للمجهول واعتبروا حديث المفتي قبلان عن تغيير النظام مدروساً وبالغ الخطورة وطالبوا بنفيه

بيروت ـ “السياسة” /26 أيار/2020

رأت أوساط سياسية لبنانية رفيعة أن “ما صدر عن المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان، بشأن انتهاء الصيغة اللبنانية، مجرد كلام في الهواء”.وفي معرض تعليقها على ما صدر عن قبلان، أكدت المصادر لـ “السياسة” أن “هذا الكلام المدروس والموحى به الصادر عن مرجعية شيعية بهذا الحجم، يجب التوقف عند كل كلمة فيه، سيما وأنه جاء بعد سلسلة إشارات وإيحاءات عن قوى سياسية شيعية، كانت كشفت بوضوح عن رغبة نحو السير بالنظام اللبناني إلى المثالثة، على أنقاض النظام الحالي. وهذا يؤكد أن هذه الرغبة الشيعية التي يقودها حزب الله، تتلاقى مع رغبة أطراف مسيحية في السلطة، بطي صفحة اتفاق الطائف، تمهيداً من أجل التوافق على صيغة جديدة، تمكن حلفاء إيران من وضع اليد على لبنان ومؤسساته”. وأشارت إلى أنه “إذا كانت القيادات الشيعية الرسمية لا توافق على كلام قبلان، فلماذا لم تبادر إلى التبرؤ مما قاله، باعتبار أنه كلام في غاية الخطورة، من شأنه أن يأخذ البلد إلى حرب داخلية، لأن أي صيغة سياسية جديدة، يجب أن تكون نتيجة توافق جميع اللبنانيين”. وأكدت أن “العاصفة التي تسبب بها كلام قبلان لن تهدأ، إلا إذا صدر نفي شيعي رسمي وروحي لهذا الكلام الذي يمكن أن يأخذ لبنان إلى المجهول”، مستغربة أن “تصدر دعوات في هذه الظروف البالغة الدقة، بتغيير النظام في لبنان، فيما المطلوب العمل على استكمال تنفيذ اتفاق الطائف، وتحصين السلم الأهلي وتفعيل المؤسسات”. وفي السياق، أكد مصدر نيابي شمالي أن رسالة قبلان في خطبة عيد الفطر، كانت واضحة في إشارتها إلى أن ينسى المرشحون الموارنة الأساسيون سليمان فرنجية وسمير جعجع وجبران باسيل، موضوع رئاسة الجمهورية، فإما أن يأتي “رئيس سهل لتحقيق المشروع الشيعي”، أو لا رئاسة جمهورية قبل تغيير النظام. من جانبه، اعتبر منسق عام “التجمع من أجل السيادة” نوفل ضو، أن “كل الثلاثيات التي لا تتضمن بشكل واضح وصريح، استعادة السيادة من خلال فرض تطبيق القانونين المحلي والدولي، هي محاولات للالتفاف على الواقع والهروب من مواجهة الاحتلال الايراني!”، مشيراً إلى أن “علم السياسة يحدد ثلاثية الدولة بأرض وشعب وقانون وكل اجتهاد آخر، أقل ما يقال فيه أنه مناورة!”. وكان رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع، أضاء بعد اجتماع تكتل الجمهورية القوية، على أمرٍ قال إنه “للتاريخ، موضحا أن “لا شيء أوصلنا إلى ما نحن عليه سوى هذه الماسية: جيش وشعب ومقاومة”، لافتًا إلى أنه “طالما هذه المعادلة مستمرة، لبنان سيبقى كذلك”. وطرح جعجع ثلاثيّة “جيش وشعب ودولة”، بديلًا. بدوره، قال النائب السابق فارس سعيد: “أنتمي إلى أقليّة دفعت ثمن تمسكها بفكرة لبنان الواحد المرتكز على العيش المشترك والتنوّع، فلا يقنعني من يريد تصغير لبنان نحو فيدراليّات ولا الذين يريدونه جزءاً من مشرقيّة” مشبوهة، ولا الذين ينكرون صيغته أو ينسفون الدستور والطائف”. وقال: “أنتم موهومون، لبنان أكبر من خزعبلاتكم”. إلى ذلك، وفيما يستكمل لبنان اليوم، مفاوضاته مع صندوق النقد الدولي، وسط غموض في الأرقام والنتائج، يعقد مجلس النواب غداً، جلسة تشريعية في قصر الاونيسكو للمرة الثانية، لإقرار مجموعة من القوانين من بينها قانون العفو الذي جرى إقراره في جلسات اللجان النيابية، في حال حصول توافق نيابي حياله”.

 

نادي القضاة: الوطن بحاجة لرجالات دولة يدافعون عن مؤسساتها وإن تعارضت قراراتها مع مصالحهم

وطنية - الثلاثاء 26 أيار 2020

رأى "نادي قضاة لبنان" أن "اضمحلال مفهوم الدولة والمؤسسات والمصلحة العامة، الذي أمسى سرابا، لم يأت من العدم، بل من جهود من خان الأمانة، أمانة الوطن". وأشار، في بيان، إلى أنه "وبالرغم من تجاوز حالة البلاد القعر المبكي، لا نزال نعايش ترددات فكر مخالف، لأبسط مفاهيم دولة القانون"، لافتة إلى أنه "هكذا يطالعنا بعض نواب الأمة، بتضامن مزيف، منتفضين على صدور قرار قضائي بإلقاء الحجز الاحتياطي على أصول نائب، على خلفية التعرض لكرامة القضاء، متسائلين عن مدى ممارسة هيئة القضايا لدورها في قضايا أخرى، وواصفين القرار بغير القانوني، مطالبين المشرع الأول بحل الموضوع".

وأكد أن "رجالات الدولة الذين نفتقدهم منذ زمن، يهبون للدفاع عن مؤسسات الدولة ويشدون على يد كل من يعمل لرفعتها، وذلك حتى لو كان هذا العمل على حساب مصلحتهم الخاصة، أو مصلحة دائرتهم الضيقة، كما أن مفعول الشعارات الرنانة التي يطلقونها عن مكافحة الفساد واستقلالية القضاء، لا ينتهي عند تعارضها ومصالحهم هذه". ورأى أنه "آن الأوان لاستعادة الدولة بريقها، وهي حتما جديرة بالتنويه بمكان، عندما تضطلع بدورها، وإن أخفقت بمكان آخر وتخلفت عنه، كما أن الاستعانة بحلول بعيدة عن الأصول القانونية، وضعت الشعب على درب الجلجلة، أمست من الزمن الذي نأمل بأنه انتهى إلى غير رجعة".

وختم "بالفعل، هذا الوطن بريء لم يشهد زورا، لكن شهدوا بالزور عليه، فكفى زورا بوطن الشرفاء".

 

كتاب من عون الى الحكومة لإعادة النظر بقرار معمل سلعاتا

الكلمة أولاين/26 أيار/2020

وجه رئيس الجمهورية العماد ميشال عون كتابا الى الحكومة طالبا منها اعادة النظر في القرار المتخذ في جلسة مجلس الوزراء المنعقدة في السراي في 14 ايار الفائت والقاضي باستبعاد انشاء معمل في سلعاتا من ضمن خطة الكهرباء وذلك استنادا الى الفقرة الثانية من المادة 56 من الدستور.

 

اهالي لاسا منعوا من استلام مساحات خُصّصت لزرعها... وابرشية جونيه تستنكر

الكلمة أولاين/26 أيار/2020

أعلنت أمانة سر الأبرشية البطريركية المارونية–منطقة جونيه ان راعي الابرشية المطران انطوان نبيل العندراي استنكر ما تعرّض له اليوم الناس الذين توجّهوا، للمرة الثانية، الى استلام مساحات خُصّصت لزرعها في منطقة لاسا، في إطار مشروع تعاوني خيري تقوم به الابرشية هناك.

وقالت:"إنّنا إذ نأسف للاعتداء الذي تمّ على أبناء المنطقة الواحدة، نعتذر من الناس الذين بادروا إلى زراعة الأرض. ونحن نؤكّد لهم أن كرامتهم من كرامتنا وإننا سنتوجه الى القضاء لحفظ حقوقهم وحقوقنا. ونحن نكرّر التأكيد على أنّ هذا المشروع الخيّري سيُستكمَل وأنّ الارض ستُزرَع

 

ابرشية جونيه وشركة جرجي الدكاش وجمعيّة أرضنا يستنكرون التعرض للاهالي في لاسا

مواقع ألكترونية/26 أيار/2020

صدر عن أمانة سر الأبرشية البطريركية المارونية–منطقة جونيه

وشركة جرجي الدكاش وأولاده وجمعيّة أرضنا بيان جاء،فيه: يستنكر سيادة راعي الأبرشية وسعادة النائب شوقي الدكاش، ما تعرّض له اليوم الناس الذين توجّهوا، للمرة الثانية، الى استلام مساحات خُصّصت لزرعها في منطقة لاسا، في إطار مشروع تعاوني خيري بين الابرشية وشركة جرجي الدكاش وأولاده وجمعيّة أرضنا.

إنّنا إذ نأسف للاعتداء الذي تمّ على أبناء المنطقة الواحدة ، نعتذر من الناس الذين بادروا إلى زراعة الأرض. ونحن نؤكّد لهم أن كرامتهم من كرامتنا وإننا سنتوجه الى القضاء لحفظ حقوقهم وحقوقنا. ونحن نكرّر التأكيد على أنّ هذا المشروع الخيّري سيُستكمَل وأنّ الارض ستُزرَع. وإننا نؤكّد على تمسّكنا بالسلم الأهلي والعيش المشترك والصيغة اللبنانية مع أهلنا في لاسا والمنطقة، ولكنّ ذلك لا يكون من جهة واحدة. لقد سعينا من خلال اتصالات موسّعة مع كل المعنيّين من أعلى المراجع إلى إبقاء المشروع في إطاره الخيري الإنمائي لدعم أبناء المنطقة. وقد عُقدت الاجتماعات في هذا الخصوص منذ أكثر من أسبوع لنتفاجأ اليوم بنقض كلّ ما تمّ الاتفاق عليه والتهجّم على الناس والاعتداء بالضرب عليهم. نكرّر حرصنا على الأمن الاجتماعي والسلم الأهلي، لكننا لن نسمح بتزوير الحقائق، لذا ندعو إلى مؤتمر صحافي يعقد عند الساعة الحادية عشرة والنصف من قبل ظهر غدٍ الاربعاء في 27 أيار 2020 في دار المطرانية في أدما.

أدما في 26 أيار

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

قزي للـLBCI : ما قاله قبلان يعبّر عن الموقف الشيعي الرسمي...ولا يحق لجنبلاط تخوين من يتحدث بالفيدرالية

مواقع ألكترونية/26 أيار/2020

رأى الوزير الأسبق سجعان قزي أنه لا يحق لرئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط اتهام من يتحدث بالفيدرالية بـ"العملاء"، مشددا على أن الفيدرالية غير واردة لأن الاطراف الداخلية غير متفقة على هذا الموضوع، ورأى أن الحل الأمثل هو اعتماد اللامركزية الموسعة.

وقال قزي في حديث لبرنامج "نهاركم سعيد" عبر الـLBCI:"لا أعتقد أن في لبنان فئات تروج لمشروع فدرالي أو تقسيمي لمصلحة اطراف أو استخبارات خارجية، بل مجموعات لبنانية رأت أن الوضع في لبنان لم يعد يحتمل بحيث ننتقل دوما بين أزمات وحروب".

وأشار قزي الى أن ما قاله الشيخ أحمد قبلان في خطبة عيد الفطر عن الصيغة اللبنانية يعبّر عن الموقف الشيعي الرسمي، لافتا الى أن موت الصيغة يعني موت لبنان الواحد.

 

لبنان: بري مستاء من موقف المفتي قبلان واتصالات لاحتواء تداعياته

سياسيون يرفضون دعوته إلى تغيير صيغة النظام

بيروت: كارولين عاكوم/الشرق الأوسط/26 أيار/2020

لم يمر كلام المفتي الجعفري الممتاز أحمد قبلان، الذي اعتبر فيه أن الصيغة التي أنشئ وفقها لبنان لم تعد صالحة، مرور الكرام. فهو أعاد الحديث مجدداً كما عند كل خلاف سياسي، عن تغيير النظام اللبناني، مرة عبر مؤتمر تأسيسي جديد، ومرة عبر تعديل اتفاق الطائف الذي ينتظر كثير من بنوده التنفيذ. مع العلم أن موقف قبلان جاء بعد موقف رئيس البرلمان نبيه بري، الرافض لما وصفه بـ«أصوات النشاز التي تنادي بالفيديرالية»، وهو ما فُسّر على أنه جاء كما كلام المفتي الجعفري، رداً على كلام رئيس التيار الوطني الحر، النائب جبران باسيل، الذي كان قد دعا إلى اللامركزية الإدارية والمالية، ما وجد فيه البعض دعوة إلى «الفيدرالية المقنعة». وكان قبلان انتقد النظام اللبناني القائم على المناصفة بين المسيحيين والمسلمين، وقال في رسالة عيد الفطر المبارك: «نؤكّد أن أصل نشأة لبنان تمّ على أساس طائفي واستبدادي، بوظيفة خدمة المشروع الاستعماري والاحتكاري، وهذه الصيغة قد انتهت، وما قام به بشارة الخوري (الرئيس اللبناني في عهد الاستقلال) ورياض الصلح (أول رئيس للحكومة بعد الاستقلال)، لم يعد يصلح لدولة إنسان ومواطن، بل أيضاً مرحلة انتهت، ولذلك مطالبون بإسقاط الصيغة الطائفية لصالح دولة القانون واللاطائفية». واستدعى موقف قبلان، ومن قبله كلام باسيل، الذي أتى في غمرة تصاعد التوتّر السياسي وتزايد الكلام عن تسويات لأزمات المنطقة، ردود فعل، منها مباشرة، ومنها غير مباشرة. وفيما لم يصدر أي موقف رسمي من بري أو من نواب ومسؤولي «حركة أمل» و«حزب الله»، حول كلام قبلان، كان لافتاً أن رئيس المجلس الشيعي الأعلى، عبد الأمير قبلان (والد المفتي)، حاول في كلمته يوم أمس، بمناسبة عيد الفطر، التخفيف من وقع ما صدر على لسان المفتي، عبر حرصه على التركيز فقط على القضايا الاجتماعية والاقتصادية، ومطالبة الحكومة بمحاسبة الفاسدين والتحرر من القيود الأميركية. ومع إقرار مصادر مطلعة على موقف بري بأن كلام المفتي أثار بلبلة في الأوساط السياسية والشعبية اللبنانية، نقل عنه زواره لـ«الشرق الأوسط» استياءه من مقاربة قبلان للموضوع بهذه الطريقة، مشيرة إلى اتصالات بدأت تنشط لاحتواء كلامه وتداعياته. في المقابل، ومع رفض النائب غازي زعيتر في «كتلة التنمية والتحرير» التي يرأسها بري، الدخول في تفاصيل كلام قبلان أو مقصده، قال لـ«الشرق الأوسط»: «نحن مع كل ما يجمع ولا يفرّق في هذا البلد بين أبنائه على اختلاف طوائفهم ومذاهبهم، وهذه هي رسالة الإمام موسى الصدر، كما رئيس البرلمان نبيه بري». ويرى زعيتر أنه «إذا كان هناك اتفاق في لبنان على بعض الملاحظات القابلة للتعديل في القوانين والدستور فليكن ذلك، أما إذا رأى الجميع أن لا نواقص فيها، فلتبقى كما هي».

وفيما يلفت زعيتر إلى «أن هناك كلاماً في بعض الخفايا والخبايا أخطر مما قاله المفتي الجعفري»، ذكّر بموقف بري لحلّ الأزمة اللبنانية، قبل يومين في ذكرى تحرير الجنوب؛ حيث انتقد ما وصفه بـ«أصوات النشاز المنادية بالفيدرالية». ودعا بري حينها إلى إعادة إنتاج الحياة السياسية، انطلاقاً من إقرار قانون انتخابي خارج القيد الطائفي يؤمّن المساواة ارتكازاً إلى قاعدة النسبية، ولبنان دائرة انتخابية واحدة، وإنشاء مجلس للشيوخ تُمثل فيه كل الطوائف بعدل ومساواة، إنفاذاً لما نصّ عليه اتفاق الطائف تمهيداً لدولة مدنية.

وفيما رأى البعض أن كلام قبلان جاء رداً على كلام باسيل الذي دعا فيه إلى اللامركزية الإدارية والمالية، رفض النائب في «التيار الوطني الحرّ» آلان عون، التعليق على هذا الأمر، واعتبر أن موقف قبلان لا يعكس الموقف السياسي للطائفة الشيعية التي تعبّر عنه «حركة أمل» و«حزب الله»، مذكراً أيضاً بكلام بري الرافض للفيديرالية. وقال لـ«الشرق الأوسط»: «هذا رأي المفتي قبلان الشخصي، وهو ما لا نشاركه به، وخاصة جهة نشأة لبنان. جميعنا ننتقد النظام الطائفي اللبناني، لكن إلغاء الطائفية ولا سيما إلغائه من النفوس، يحتاج إلى وقت، وأي طرح له علاقة بتعديل أو تطوير النظام يحتاج إلى توافق لبناني وطني شامل، وهو ما ليس متوفّراً اليوم». وفي ردّ منه على هذه الأجواء، كتب رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب السابق وليد جنبلاط على حسابه على «تويتر» قائلاً: «لست أدري كيف أن البعض لا يزال يفكر بالفيدرالية، أو ما أشبه، ما يعود إلى مفهوم التقسيم، وهو مشروع انتحاري للجميع دون استثناء وكم كلف لبنان من دمار وخراب». وقال: «لا لتلك الأصوات العميلة التي صدرت في العلن، أو التي تعمل في الخفاء وتنظر للفيدرالية بحجج مختلفة. لا لحرب الآخرين على أرض لبنان». من جهته، كتب النائب بلال عبد الله عبر حسابه على «تويتر» قائلاً: «كل مشروع طائفي جديد، يبدع البعض في تسويقه، سواء أكان النظام الفيدرالي مباشرة، أم اللامركزية السياسية والإدارية الموسعة، أم الانتقال من المناصفة إلى المثالثة، أو المرابعة، أو المخامسة... لن يكون سوى استيلاد أشكال جديدة لنظام طائفي فاشل... العودة إلى كمال جنبلاط... العلمانية هي الحل للبنان».

في المقابل، رأى حزب «القوات اللبنانية» على لسان النائب وهبي قاطيشا، أن «كلام قبلان خطير وغير مقبول»، مطالباً بتوضيح من المسؤولين المدنيين في الطائفة الشيعية. وفيما سأل عن «توقيت هذا الطرح والغاية منه»، قال رداً على سؤال لـ«وكالة الأنباء المركزية»: «لو كان (حزب الله) قوياً كما يدّعي لما اضطر إلى التلطّي خلف طرح موقف الشيخ قبلان الذي نعلم جيداً من يؤيد. (حزب الله) يشعر بأنه بات في مأزق نتيجة الحرب على بيئته بسبب الصراع المُستعر بين الولايات المتحدة الأميركية وإيران». وقال: «صحيح أن (حزب الله) يمنع قيام الدولة إلا أنه لا يستطيع بناء دولة في لبنان، لذلك نراه يهرب إلى الإمام بطروحات متطرّفة تتناقض وهوية لبنان، وهذا كلّه نتيجة تراجع قوته وشعوره بالضعف بسبب الحرب المستمرة بين واشنطن وطهران».

وشدّد قاطيشا على أن «أي طرح مرتبط بمستقبل لبنان ونظامه السياسي يجب أن يكون بالحوار وبالتوافق بين معظم المكوّنات السياسية في البلد، أما غير ذلك فهو كلام في غير محله ولا يُصرف في لبنان».

 

هذه حالنا اليوم مع عبيد السّلطة الفاسدة في لبنان... "

بشير أبو زيد/26 أيار/2020

"يميّز مالكوم إكس، في واحدةٍ من أهمّ نصوصه عن العبوديّة، بين نوعين من العبيد: عبيد الحقل وعبيد المنزل؛ مستندًا في ذلك إلى العديد من المؤشّرات في نمط حياتهم وسلوكهم ومواقفهم تجاه السّيّد المالك وحرّيّتهم. يعيش عبد المنزل في بيت سيّده، يلبس فضلات ثيابه، يأكل فضلات طعامه، ينام في العلّيّة أو في القبو بحيث يبقى ملتصقًا به كخياله رهن إشارته، ويرى في كلّ ذلك تمّيزًا ورفعةً عن أولاد جلدته عبيد الحقل القذرين. تعبث العبوديّة بعقول عبيد البيت هؤلاء بحيث يصبح حبّهم لسيّدهم أكثر من حبّ سيّدهم لنفسه، بل حتّى أكثر من حبّهم لأنفسهم. يضحكون بصخبٍ لنكاته المملّة، يقفون لمجرّد مروره من بعيد، يتماهون مع سيّدهم أكثر من تماهيه مع نفسه، يصبحون صورةً عنه يقلّدونه بسلوكه وشخصيّته وينتقون نفس كلماته وتعاليه في تعاطيهم مع أفراد عوائلهم. هؤلاء يكونون مستعدّين للتّضحية بحياتهم لمجرّد مسح نقطة غبارٍ عالقةٍ على أثاث القصر. إن أتى أحد عبيد الحقل يومًا بمخطّطٍ للهروب من قصر السّيّد نحو الحرّيّة، سيرفض عبد المنزل فورًا، لا بل سيحارب المتمرّدين ويؤذيهم رغم أنّ حرّيّتهم تشمل حرّيّته هو. لكنّ الأبله يعتقد أنّ عبوديّته مختارةٌ، وتوفّر له امتيازاتٍ ملموسةً أكبر بكثيرٍ ممّا يمكن أن توفّره الحرّيّة السّوداء غير المضمونة. لا مستقبل إذًا لعبد المنزل خارج حذاء سيّده.

هذه حالنا اليوم مع عبيد السّلطة الفاسدة في لبنان... "وناصر الطفار، 'العبد والخوف من الحرية - جريدة ١٧ تشرين، كانون الثاني ٢٠٢٠'

 

تحذير لبناني من مخالطة المصابين في إقليم الخروب

بيروت/الشرق الأوسط/26 أيار/2020

تراجع عدد المصابين اليومي بفيروس «كورونا» في لبنان، حيث سجّل أمس خمس حالات جديدة فقط من الوافدين، ما رفع العدد الإجمالي إلى 1119 مصاباً. ومع استمرار إجراء الفحوصات العشوائية في المناطق حيث سجّل توسّع دائرة البلدات التي وصل إليها الفيروس في منطقة إقليم الخروب في الشوف، حذّر نائب المنطقة بلال عبد الله من خطورة الوضع. ونبّه في تصريح له من أن «الأمور بدأت تتفلت من أيدينا، وإذا لم نتدارك هذا الوضع ونلتزم الإجراءات الوقائية، للأسف سنكون أمام خطر داهم لكل بلدة وقرية ومنزل، ونقول هذا الكلام من وعينا وحرصنا على منطقتنا، فهناك أمور يجب تداركها سريعاً، لكن للأسف هناك العديد من الناس، خصوصاً المخالطين للمصابين، لا ينحجرون بالطريقة المناسبة». وإذ أعرب عن أسفه «لتسجيل إصابات جديدة في قرى وبلدات جديدة في الإقليم»، وقال: «الأمور بدأت تتفلت من أيدينا، وهذا ما جرى في مزبود وبرجا وشحيم وكترمايا، لا نريد إشاعة الخوف لدى المواطنين، لكن نؤكد أن الأمور صعبة جداً، فحجم المخالطات كبير جداً في أكثر من بلدة، فالإقليم متداخل، وقد يكون هناك حالات في معظم القرى في المنطقة».

 

النهار: تجاهل اهل البيت لقبلان يفاقم التداعيات السلبية

النهار/الثلاثاء 26 أيار 2020

قد لا تكون الضجة التي اثارتها مواقف المفتي الجعفري الممتاز الشيخ احمد قبلان قبل يومين بما تضمنتها من دعوات انقلابية على الطائف والصيغة اللبنانية والدستور عنت الكثير او استوقفت الكثيرين من اللبنانيين الذين لا تفسح الهموم والكوارث المتساقطة عليهم بترف رصد أي مواقف وردود فعل عليها . ولكن ذلك لا يعني ان هذه الخبطة السياسية التي تظللت بزي مذهبي مرت وستمر كما لو لم تكن لا لشيء الا لان الذين انتظروا موقفا للمراجع الفعالة الحقيقية في الطائفة الشيعية اقله برفض المس بالصيغة اللبنانية والطائف الا من الطريق التي يرسمها الطائف نفسه لتطوير النظام خذلهم الانتظار ولم يصلهم ما توقعوه . ومع الخشية من ان يكون الصمت عن رسالة قبلان من قبل مراجع الطائفة الدينية والسياسية والحزبية علامة الرضى لا تزال الأوساط نفسها تعول على الأيام القليلة المقبلة مراهنة بالحد الادنى على الرئيس نبيه بري الذي تعتقد انه سيختار بطريقته اللحظة والإطار المناسب ليعيد تأكيد موقف المرجعية الرسمية الأولى لدى الطائفة أي رئاسة مجلس النواب من تمسكها بالطائف والآليات التي حددها لتطوير النظام والتي غالبا ما يكررها بري . كما سترصد هذه الأوساط المقابلة الإذاعية التي سيتحدث خلالها في التاسعة مساء اليوم الأمين العام ل”حزب الله” السيد حسن نصرالله عن القضايا الداخلية والتي يعتقد انه سيتطرق خلالها الى موقف الحزب من مضامين مواقف الشيخ قبلان وما اثارته من ردود فعل . في أي حال لم يعد ممكنا احتواء الاصداء السلبية لمواقف قبلان بالتجاهل او الصمت خصوصا بعدما بدأت وتيرة المواقف المسيحية تحديدا الرافضة والمنتقدة لمواقفه تتصاعد بما ينذر بتداعيات لن تتأخر عن اثارة مناخات طائفية في أسوأ الظروف التي يجتازها لبنان . وعلى رغم اتسام رده بهدؤ وابتعاد عن الحدة لم يتحفظ رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع عن اطلاق رد تحذيري من اللعب بنار الطائف في هذه الظروف فرد على من وصفهم ب”أصحاب الوقار والجلالة ” مشددا على ان اول خطوة على طريق منع أي تجزئة او تقسيم هي إعادة الاعتبار الى الدولة اللبنانية وإعادة القرار الاستراتيجي اليها “. واكد جعجع بانه “من المستحيل ان تكون الصيغة اللبنانية ماتت لانه في اللحظة التي تموت فيها يموت لبنان” وحذر بشدة من ان “أي لعب باتفاق الطائف سيؤدي الى نتائج لا تحمد عقباها وهو في الوقت الحالي انتحار “. ورد على التمسك بثلاثية الشعب والجيش والمقاومة بقوله “ان الخروج من الوضع الحالي يستوجب الانتقال الى معادلة جيش وشعب ودولة التي هي الثلاثية المنقذة واتسم رد للقاء سيدة الجبل بحدة اذ اكد رفضه لمواقف قبلان معتبرا انها ” تعبر عن ذروة غرور مجموعة قوى الامر الواقع وجنون استقوائها بالسلاح والدعم الذي تتلقاه من الدولة الإيرانية “.

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

إعادة فتح كنيسة المهد في بيت لحم

بيت لحم: «الشرق الأوسط أونلاين»

فتحت كنيسة المهد في بيت لحم، أبوابها اليوم (الثلاثاء)، بعد أكثر من شهرين من الإغلاق بسبب تفشي فيروس كورونا المستجدّ. وأشرف عدد من رجال الدين من مختلف الطوائف المسيحية صباح الثلاثاء، على فتح أبواب الكنيسة الواقعة في بيت لحم في الضفة الغربية المحتلة، وفق وكالة الصحافة الفرنسية.

وأُغلقت الكنيسة منذ الخامس من مارس (آذار)، عندما اكتُشفت بؤرة للوباء في بيت لحم. وفي مرحلة أولى، سيُسمح بدخول 50 شخصاً فقط واضعين كمامات ومحترمين قواعد التباعد الاجتماعي، وفق بيان مشترك للأطراف التي تدير الكنيسة. وأضاف النص أنه يُحظر تقبيل أو لمس الحجارة بما في ذلك في المغارة، حيث وُلد المسيح بحسب التقليد المسيحي. وزارت مجموعة سياح يونانيين مصابين بالفيروس مطلع مارس بيت لحم وكنيسة المهد، ما تسبب في خلق بؤرة بالمدينة، ودفع السلطات التي تدير الكنيسة إلى تعقيم الموقع. واتخذت السلطة الفلسطينية تدابير سريعة للحدّ من تفشي الوباء. وقد أُعلن عن عدد قليل من الإصابات في الأيام الأخيرة في الضفة الغربية المحتلة. ورفعت الحكومة الفلسطينية إجراءات الإغلاق التي فرضتها منذ شهرين للحد من تفشي فيروس كورونا المستجد في الضفة الغربية المحتلة، وفق ما أعلن رئيس الوزراء محمد أشتية أمس (الاثنين)، بعد تراجع منتظم في عدد الإصابات الجديدة. وفي القدس، أُعيد فتح كنيسة القيامة، المشيّدة، بشكل جزئي مؤخراً بعد إغلاقها في 25 مارس. وسيبقى الباب الرئيسي للكنيسة مغلقاً لمنع الاكتظاظ، لكن يمكن أن تدخل مجموعات من المؤمنين بشكل منسّق مع السلطات المسيحية التي تدير الموقع، وفق ما أعلن مسؤول في الكنيسة.

 

العربي الجديد: العراق: وعود فصائل مرتبطة بإيران للكاظمي بتهدئة مع أميركا

العربي الجديد/الثلاثاء 26 أيار 2020

لم تشهد المنطقة الخضراء في بغداد، التي تتخذها الحكومة العراقية مقراً لها، أي تصعيد، مثل الاستهداف بصواريخ الكاتيوشا التي اعتادت المنطقة التعرض لها من قبل المليشيات المرتبطة بإيران، منذ تسلم مصطفى الكاظمي مقاليد رئاسة الحكومة، إلا مرة واحدة، عبر قذيفة هاون سقطت خارجها، واعتبرها مراقبون بمثابة احتجاج على رفع بعثة الاتحاد الأوروبي علم المثليين جنسياً في مقرها، إذ جاء الهجوم بعد ساعات معدودة من ذلك. وتُثار سلسلة من التساؤلات عن هذا التراجع في استهداف المنطقة الخضراء، الذي يرافقه عدم التعرض للمعسكرات العراقية التي تحوي القوات الأجنبية. وكان التوتر بين الفصائل العراقية المسلحة الموالية لإيران، والتي تعرف بـ"الولائية"، والولايات المتحدة قد ازداد بشكل كبير بعد اغتيال قائد "فيلق القدس" الإيراني الجنرال قاسم سليماني ونائب قائد هيئة "الحشد الشعبي" أبو مهدي المهندس، أوائل يناير/ كانون الثاني الماضي. ووفقاً لمصادر عراقية أمنية، فقد تم استهداف المصالح الأميركية والتحالف الدولي عموماً في العراق، منذ مطلع العام الحالي، أكثر من 50 مرة عبر هجمات بالصواريخ وقذائف الهاون، استهدفت السفارة الأميركية وقواعد ومعسكرات في بغداد والأنبار وصلاح الدين ونينوى وكركوك، فضلاً عن شركات نفط أميركية في البصرة. وطاولت أبرزها معسكرات التاجي والمطار وبسماية، شمال وغرب وجنوبي بغداد، والمنطقة الخضراء، وسط العاصمة، والقصور الرئاسية في نينوى، و"كي وان" في كركوك، و"بلد" في صلاح الدين، وقاعدة "عين الأسد" في الأنبار، ومقر شركات النفط في البرجسية بالبصرة، ومواقع أخرى مختلفة، مثل البعاج والقائم بنينوى والأنبار.

أما عن الوضع الحالي، فكشف مسؤولان عراقيان، تحدثا لـ"العربي الجديد"، عن أن الزيارة التي أجراها الكاظمي إلى مقر هيئة "الحشد الشعبي"، الأسبوع الماضي، شهدت حديثاً مباشراً حول وقف هجمات الكاتيوشا، وأهمية الدخول في مرحلة تهدئة شاملة بالوقت الراهن، وعدم دفع الأميركيين لتكرار ضربات منتصف مارس/ آذار الماضي، التي استهدفت مقرات لفصائل مسلحة في جرف الصخر وغرب كربلاء والأنبار، رداً على مقتل جنديين أميركيين وآخر بريطاني من قوات التحالف الدولي بقصف نفذته فصائل مسلحة على معسكر التاجي، شمالي بغداد.

وقال مسؤول حكومي عراقي، طلب عدم ذكر اسمه، لـ"العربي الجديد"، إن الكاظمي طلب بشكل مباشر من قيادات "الحشد" مساعدته في مهمة التهدئة الأمنية داخل العراق، متعهداً في الوقت نفسه بتقديم دعم كامل لـ"الحشد"، موضحاً أن "الكاظمي استخدم أسلوباً هادئاً مع فصائل الحشد وممثليها الذين حضروا الاجتماع. وقد تعهد رئيس هيئة الحشد فالح الفياض بتهدئة الفصائل التي لا تزال غاضبة من حادثة مقتل قاسم سليماني وأبو مهدي المهندس، مقابل أن يضمن الكاظمي عدم التصعيد سياسياً ضد الحشد الشعبي أو محاولة إلغاء أو تجميد قانونه البرلماني". وأضاف المسؤول أن "قادة من الحشد الشعبي، وتحديداً من المحور المعروف بتشدده وعدائه لواشنطن، لم يقتنعوا بفكرة التهدئة بين الطرفين، وأن المقاتلين في هذه الفصائل يشعرون بالغضب، لأن الثأر لمقتل المهندس وسليماني لم يكن بالشكل المطلوب. ولكن هؤلاء القادة اقتنعوا بتأجيل المواجهة إلى حين خروج العراق من المآزق الكثيرة التي يمر بها، وهي فكرة الكاظمي التي سعى إلى تحقيقها". وأكد سياسي آخر مقرب من "الحشد الشعبي" وزعيمه فالح الفياض ذلك، لكنه استدرك بالقول، في اتصال مع "العربي الجديد"، إن هناك جناحاً متطرفاً داخل فصائل معينة، يمكن اعتباره متمرداً على أي خيار تهدئة، وحالياً قيادات في "الحشد" تعمل على ضبطه ومنع نقضه اتفاق التهدئة، لا سيما أن الأميركيين انسحبوا من ست قواعد في الفترة الماضية وتراجعت رقعة انتشارهم العسكرية كثيراً عما كانت عليه مطلع العام الحالي. ومن المنتظر أن تنطلق، الشهر المقبل، حوارات هي الأولى من نوعها بين العراق والولايات المتحدة، منذ العام 2011، بحسب ما أعلن مسؤولون عراقيون بارزون أخيراً. وأكّد المسؤولون أنّ هذه الحوارات، التي وصفوها بـ"الشاملة"، جاءت بعرض أميركي، اعتبروه مشروعاً لوضع خريطة طريق للعلاقة بين البلدين، يتم التوصل على ضوئها إلى سياسة ثابتة ومحكومة باتفاقيات عدة، بما في ذلك مسألة الوجود العسكري الأميركي، والدعم المقدم إلى العراق أمنياً واقتصادياً، وضمانات الانتقال الديمقراطي للسلطة في العراق، مرجحين كذلك أن يكون ملف إيران على رأس ما ستتم مناقشته.

من جانبه، رفض عضو مجلس النواب عن تحالف "الفتح" كريم المحمداوي تسمية الجهات المسلحة المعادية لأميركا بالفصائل الموالية لإيران، واصفاً إياها بأنها "ألوية وطنية تسعى لطرد المحتلين". وأضاف، في حديث لـ"العربي الجديد"، أن "الولايات المتحدة تسعى من خلال ملاحظاتها ورسائلها العلنية والسرية للحكومة العراقية إلى تحجيم دور الحشد الشعبي، كما أنها تعمل بطرق مختلفة لضربه، واستهداف الحشد يعني استهداف الدولة العراقية، لأنه جهاز أمني نظامي". وتابع المحمداوي أن "الولايات المتحدة تتحين الفرص لاستهداف الحشد بالضربات الجوية كما حصل سابقاً، ولكن من واجبات حكومة الكاظمي أن تحمي المؤسسات الأمنية من خلال الحديث الديبلوماسي، لأن أي هجوم على الحشد، أو حتى فصائل المقاومة الإسلامية، قد يؤدي إلى مواجهة بين الطرفين، ونحن لا نريد مواجهة أي أحد، لأن الحرب من المفترض أن تتوجه ضد تنظيم داعش الذي بدأ باستعادة نشاطاته السابقة". وأكد أن "واشنطن لم تحترم حتى الآن قرارات بغداد ومخرجات البرلمان العراقي الذي قضى بخروج المحتل (في إشارة إلى القوات الأميركية) من القواعد العراقية، ونحن ننتظر نتائج المباحثات العراقية الأميركية المقبلة".

أما المتحدث باسم جماعة "أنصار الله الأوفياء" عادل الكرعاوي فقال، في اتصال مع "العربي الجديد"، إن "أميركا تريد التخلص من محور المقاومة الذي يهدف إلى ضرب كل وجود لقوى الاستكبار والاحتلالات في العالم الإسلامي"، موضحاً أن "قوات محور المقاومة مستعدة لأي ضربة للرد عليها بالقوة ذاتها أو ربما أكثر". إلا أن النائب المستقل باسم خشان أكد، لـ"العربي الجديد"، أن "الأميركيين على تواصل دائم مع الحكومة العراقية من أجل إيجاد حل للنفوذ الإيراني في العراق، وتحديداً الفصائل المسلحة، وهو ما يعمل عليه الكاظمي من خلال توفير مساحات حقيقية للتهدئة". وأضاف أن "المجتمع العراقي الرافض لانتشار السلاح بيد الجماعات العراقية التي ترتبط عقائدياً بالخارج، كان يأمل بأن الكاظمي سيسحب البساط من تحت أقدام الفصائل، إلا أن رئيس الحكومة هو بالأصل صنيعة توافق سياسي بين جميع القوى العراقية، وبالتالي فهو غير قادر على تحجيم أي جماعة مسلحة. حتى أن الحركة التي قام بها، وهي إغلاق مقر جماعة ثأر الله في البصرة، جاءت لأن الأخير فصيل هامشي، وما كان الكاظمي ليفعل ذلك مع فصيل يمتلك قوى سياسية كبيرة".

أما المحلل السياسي أحمد الشريفي، فرأى أن "واشنطن لا تفكر بالمواجهة العسكرية مع الفصائل المسلحة في العراق، ولكنها تسعى في الوقت ذاته إلى تأمين مناطق وجود قواتها، وقد تمكنت نسبياً من ذلك بعد نشر منظومة باتريوت في قاعدتي عين الأسد في محافظة الأنبار والحرير في محافظة أربيل بإقليم كردستان، شمالي البلاد". وأكد، لـ"العربي الجديد"، أن "واشنطن تسعى دائماً إلى حل المشاكل عبر الحوارات والتسويات، ولكن حين تجد أن الطرف الآخر متمسك بمناهجه المعادية لها، تعتمد أسلوب الضربات العسكرية".

 

البنتاغون: مقاتلتان روسيتان تعترضان طائرة استطلاع أميركية فوق المتوسط

دبي _ العربية.نت/26 أيار/2020

قال الأسطول السادس الأميركي المتمركز في البحر المتوسط، إن طائرات روسية اعترضت طائرات أميركية. وأفاد بيان للجيش الأميركي أن هذا الاعتراض هو الثالث من نوعه خلال شهرين، واستنكر البيان التصرف الروسي واعتبره غير مهني وغير آمن

 

مؤتمر الجاليات الإيرانية- الأميركية يدعو لإعادة فرض العقوبات الأممية على طهران

عواصم – وكالات/26 أيار/2020

 دعت الجاليات الإيرانية الأميركية في جميع أنحاء الولايات المتحدة، الإدارة الأميركية، إلى الحفاظ على سياسة الضغط الأقصى، والتأكد من عدم رفع حظر الأسلحة الذي تفرضه الأمم المتحدة على النظام، مؤكدا أنه حان الوقت للولايات المتحدة لتفعيل إعادة فرص عقوبات الأمم المتحدة والتأكد من إعادة إصدار جميع قرارات مجلس الأمن الست السابقة، وإعادة فرض جميع العقوبات السابقة على النظام. وقالوا في رسالة في ختام مؤتمرهم الأول على الانترنت تحت عنوان “إيران: التهديد العالمي والقمع المحلي وآفاق التغيير”، وبمشاركة نحو 1000 مشارك من نحو 40 ولاية، إنه “حان الوقت للمجتمع الدولي للاعتراف بحق الشعب الإيراني في الإطاحة بالنظام، ودعم خطة رئيسة الجمهورية المنتخبة من جانب المعارضة مريم رجوي المكونة من عشر نقاط، واصفين إياها بأنها بأنها “ذات رؤية مستقبلية وتقدمية، ومتوافقة مع روح 100 عام من نضال الإيرانيين من أجل الحرية والعدالة”. وحضوا الولايات المتحدة، على “استخدام نفوذها في مجلس الأمن، لاستعادة جميع عقوبات مجلس الأمن، رداً على عدم امتثال النظام الإيراني لالتزاماته، والاستمرار في الوقوف مع الشعب الإيراني ومواصلة الضغط الأقصى على النظام”. وقالوا إنه “بالنظر إلى الضغط الأقصى والعقوبات، لم يعد المرشد فعالا في العراق أو سورية أو المنطقة بأكملها.”، مضيفين أن نظام طهران يتحرك من نقطة ضعف وليس قوة، مؤيدين الدعوة لاستعادة عقوبات الأمم المتحدة. وقالوا “إن الإلهام لإيران حرة يأتي من الحركة النسائية والشابات والفتيات الشجعان اللواتي يخاطرون بحياتهم في كل احتجاجات ويتظاهرون وهم يصرخون، فليسقط الديكتاتوريون”، مؤكدين أن “الانتفاضات بدأت ولن تتوقف”، وأن التغيير في إيران قابل للإنجاز، مشددين على وقوف الجاليات الأميركية الإيرانية في تضامن كامل مع الشعب الإيراني.

 

التنافس الأميركي ـ الصيني للهيمنة على العالم وكتاب توماس غومارت يرسم ميادين الصراع الشامل بين القوتين العظميين

باريس: ميشال أبو نجم/الشرق الأوسط/26 أيار/2020

تخطط الصين لإرسال مسبار إلى كوكب المريخ الذي يبعد عن الأرض مسافة 55 مليون كلم في شهر يوليو (تموز) المقبل. ومن المقدر له أن يجتاز هذه المسافة خلال سبعة أشهر بحيث يصل إليه العام المقبل. وخطة العلماء الصينيين وضع المسبار المسمى «تيان وين» في مدار حول «الكوكب الأحمر»، ثم إنزاله على سطحه وتشغيل ماكينة صغيرة الحجم تدار من الأرض لإجراء مجموعة من الأبحاث. وبالتوازي، فإن الولايات المتحدة تخطط لإرسال مركبة استكشافية نحو المريخ ما بين يونيو (حزيران) وأغسطس (آب) بحيث تصل إلى فضاء الكوكب في شهر فبراير (شباط) 2021، أي تقريباً في الوقت نفسه لوصول المسبار الصيني. هذا التنافس على الفضاء الخارجي ليس سوى وجه واحد من التنافس الشامل بين القوتين الأوليين في العالم. وليست الاتهامات المتبادلة بين واشنطن وبكين بخصوص وباء «كوفيد – 19» حديث العهد سوى آخر تجليات «الحرب الباردة» التي تحدث عنها أول من أمس وزير خارجية الصين وانغ ييي. فما بين الولايات المتحدة والصين صراع أقل ما يقال عنه إنه من أجل احتلال المرتبة الأولى في العالم هو صراع اقتصادي وتجاري وتكنولوجي وعسكري وسياسي. ولهذا الصراع كرس توماس غومارت، مدير المعهد الفرنسي للعلاقات الدولية فصولاً عدة من كتابه الأخير الصادر حديثاً تحت عنوان «جنون العالم: التحديات الجيو - سياسة العشرة» التي من بينها «الصين الساعية لاحتلال المركز الأول في العالم» و«مجاهيل القوة الأميركية»، «الصراع من أجل السيطرة على الفضاءات المشتركة: البحار، الجو، الفضاء والرقمي». كذلك يحتوي الكتاب على فصل مهم عن روسيا والتحديات العالمية التي تطرحها، وآخر عن أوروبا ما بين الأقطاب الثلاثة. أميركا والصين وروسيا، وقبله عن الشرق الأوسط، ورابع عن الهجرات وتبعاتها. بيد أن الفصل الصادم بعنوانه «أصداء الحرب القادمة» فيه ما يثير القلق ويدعو القادة والمسؤولين إلى إعادة النظر بسياساتهم ونتائجها. وفي السياق عينه، تجدر الإشارة إلى إصدار جماعي نهاية مارس الماضي عن المعهد نفسه يتضمن تحقيقاً مطولاً وبالغ الأهمية بعنوان «المنطلقات والنتائج الاستراتيجية للمنافسة الصينية - الأميركية» للباحث كورنتان بروستلين. في بداية دراسته، يأتي توماس غومارت على مقولة شهيرة للفيلسوف اليوناني توسيديد الذي توفي في عام 395 قبل الميلاد يؤكد فيها أن بروز قوة جديدة يتم دوماً على حساب قوة قائمة ويقود غالباً إلى النزاع. لكن قد يتم ذلك سلمياً إذا كانت القوتان تتقاسمان القيم نفسها. والحال، أن بين الصين والولايات المتحدة هوة قيمية؛ ولذا، فإن «انقلاب ميزان القوى بين القوتين خلا جيل أو جيلين يشكل اليوم التحدي الأكبر للسياسة الدولية»، كما ستكون له تبعاته على الاستقرار، ومنه ستنبع إعادة تشكيل النظام العالمي. بداية، تشكل الصين القوة الصاعدة اقتصادياً في العالم وقد استخدمت العولمة للتمدد والانتشار. ويشير الكاتب إلى خطاب الزعيم الصيني شي جينبينغ في منتدى دافوس، «يناير (كانون الثاني) 2017»، أي بعد عام من وصول الرئيس دونالد ترمب إلى البيت الأبيض، حيث قدم نفسه على أنه «راعي» العولة والتبادل الحر والتعاون الدولي، وذلك في إطار «اقتصاد منفتح ومزدهر»، محذراً في الوقت عينه من أن العولمة «سلاح ذو حدين» وأن «لا أحد يمكن أن يخرج منتصراً من حرب تجارية». وما حذر منه جينبينغ تحقق سريعاً. فالحرب التجارية، بل الاقتصادية أصبحت واقعاً معاشاً، وعشرات مليارات الرسوم المفروضة على البضائع المستوردة من الجانبين والقيود المفروضة، خصوصاً أميركياً والاتهامات بسرقة البراءات، كل ذلك يدل وفق الكاتب على عمق المخاوف الأميركية من الصين ومن مستقبل التنافس معها.

وصل ترمب إلى البيت الأبيض مع شعاره «أميركا أولاً». لكن إدارته تنظر بكثير من القلق إلى تغلغل الصين في أفريقيا وآسيا وأوروبا، وتعتبر أن مشاريع الصين الطموحة مثل «طرق الحرير» التي هدفها ربط الاقتصاد الصيني بقارات ثلاث، وتسريع إيصال بضائع «المصنع الأول في العالم» براً وبحراً وجواً، تمثل خطراً بالنسبة للحضور الأميركي الذي لا ينحصر فقط بالتجارة والاقتصاد. ويقول الكاتب، إن «طرق الحرير» تعني أن الصين «انتقلت من سياسة خارجية تتسم بالحذر وذات بعد إقليمي إلى سياسة متعددة الارتكازات وذات أبعاد شاملة». فمع قدراتها المالية غير المحدودة وقدراتها الديموغرافية (1.380 مليار نسمة) والتكنولوجية تسعى الصين لأن تكون «بديلاً» عن «النموذج الغربي». والأدلة على ذلك كثيرة: «البنك الآسيوي للاستثمار والبنى التحتية» و«البنك الآسيوي للتنمية» غرضه منافسة البنك الدولي أو صندوق النقد الدولي، حيث هيمنة واشنطن لا تحتاج إلى براهين. وتعتمد الصين على البنوك الحكومية كذراع مالية ضاربة، وعلى شركاتها الكبرى أمثال «هواوي» و«هاير» أو «لنوفو»، وعلى قدراتها الاستثمارية الضخمة لاختراق اصعب الأسواق. والأهم من ذلك وبعكس الغربيين، فإن «النموذج الصيني» لا يأخذ بعين الاعتبار الواقع السياسي؛ إذ يتبع مبدأ «عدم التدخل»، وبالتالي فإن استثماراته «غير مشروطة»، وهذا ما يلاقي تجاوباً في أفريقيا والشرق الأوسط وأميركا اللاتينية... ومقابل ذلك، تطلب الصين أحياناً دعماً دبلوماسياً برز ذلك في المؤسسات الدولية. فبينما انسحبت واشنطن من اليونيسكو وهددت بالانسحاب من منظمة التجارة الدولية ومن منظمة الصحة الدولية، فإن الصين تقوي حضورها فيها كما حصل العام الماضي لدى انتخاب مدير عام لمنظمة الزراعة الدولية، حيث انصبت أصوات الدول الأفريقية لصالح المرشح الصيني الذي فاز بالمنصب على حساب المرشح الذي كانت تدعمه واشنطن.

تسعى الصين، وفق الكاتب، إلى «الهيمنة على محيطها الإقليمي وإلى محاصرة النفوذ الأميركي في آسيا». أربع عقد تواجه بكين: التيبت، وكشينجيانغ (الإيغور)، وهونغ كونغ وتايوان. لكن الأخيرة هي العقدة الكأداء. ففي هونغ كونغ، أخذ الحبل الصيني يلتف على رقبة «المتمردين» مع التصويت على قانون جديد يقيد هؤلاء ويطلق يد السلطات للضرب من حديد. لكن تايوان (23 مليون نسمة)، تحظى بدعم أميركي كامل، وهي حصان طروادة لواشنطن لمواجهة الصين، وستكون للسنوات المقبلة، في حال زادت العلاقات الصينية - الأميركية تدهوراً، ميدان الصراع. ولا يخفى على المراقب أن واشنطن تلعب أيضاً ورقة اليابان، والهند، وكوريا الجنوبية، وأستراليا لاحتواء التمدد الصيني الآخذ بالاتساع في بحر الصين وجنوب المحيط الهادي، حيث تدور خلافات على ملكية العديد من الجزر الصغيرة التي تريدها بكين موطئ قدم لتمددها البحري فيما تعتبره منطقة نفوذها، وللخروج منه إلى أعالي البحار والمناطق الأبعد مسافة. وتجد الصين في باكستان (197 مليون نسمة) حليفاً لها، وقد ساعدتها على التحول إلى دولة نووية. وفي خططها الاقتصادية، تشكل باكستان حلقة رئيسية؛ إذ ستتيح الإنشاءات والطرق والبنى التحتية للصين الوصول براً وسريعاً إلى بحر عمان وميناء «غودار» الباكستاني ما يمكنها من اختصار المسافات والالتفاف على مضيف مالاغا. يضاف إلى ذلك نقاط ارتكاز في سريلانكا، وبور سعيد والبيريه (اليونان) وطنجة ووالفيس (ناميبيا» إضافة إلى قاعدة عسكرية في جيبوتي.

يؤكد الكاتب، أن التمدد التجاري له بعد عسكري. فالصين تسعى للهيمنة على المعابر البحرية الضرورية لانتشارها. ورغم أن الولايات المتحدة تبقى القوة البحرية الأهم والأقوى والأكبر في العالم، فإن الصين تطور بسرعة كبيرة قدراتها البحرية. وبحسب غومارت، فإن الصين «آخذة فلي تحقيق استدارة استراتيجية عن طريق التحول من قوة قارية إلى قوة بحرية، وهو شرط من شروط تحولها إلى قوة شاملة».

هدف بكين يحتاج إلى آلة عسكرية قادرة على المنافسة. ويركز كورنتان بروستلين على أهمية كلمة الرئيس الصيني في 2017، بمناسبة المؤتمر التاسع عشر للحزب الشيوعي، حيث أعلن أن قوات بلاده المسلحة «ستتحول إلى قوات عالمية منتصف القرن الحالي» ما تبرزه بقوة ميزانياتها الدفاعية التي تضاعفت خلال السنوات العشر الأخيرة لتصل إلى 180 مليار دولار العام الماضي. وينعكس ذلك على سرعة إنتاج القطع البحرية المخصصة لأعالي البحار والغواصات والطائرات الحربية وآخر ما أنتجته المصانع العسكرية الصينية الطائرة القاصفة - المقاتلة الخفية (جي 20). كذلك يشير الكاتب إلى تطوير الصين لقواتها التقليدية والنووية ومنها الصواريخ العابرة للقارات التي يمكن تزويدها برؤوس نووية متعددة. ويشير الخبراء الغربيون إلى أن بكين اختبرت العام الماضي ما لا يقل عن 100 صاروخ باليستي ما يدل على طموحاتها في هذا الميدان. ويتسق ذلك كله مع تركيز الصين على اللحاق بالتنافس الفضائي وأحد عناوينه إرسال المسبار إلى المريخ. بدأ الحديث في واشنطن عن رغبة ترمب في الخروج من اتفاقية «نيو سترات» الموقّع مع الاتحاد السوفياتي (روسيا) بعد قراره الخروج من اتفاقية الصواريخ النووية قصيرة المدى في أوروبا. وإحدى حجج البيت الأبيض، أن الاتفاقيتين لا تشملان النشاطات النووية والباليستية الصينية؛ لأنها محصورة بين موسكو وواشنطن. وتعكس هذه الحجة القلق الأميركي من تنامي القوات الصينية غير التقليدية ورغبتها في تأطيرها من خلال ضم الصين التي ترفض هذا الارتباط. كذلك، دفع ترمب الحلف الأطلسي الذي وجد لاحتواء التغلغل السوفياتي في أوروبا إلى النظر إلى الصين التي تعتبرها واشنطن العدو الاستراتيجي الشامل بعكس روسيا التي لا يتعدى كونها قوة عسكرية. ولذا؛ فإن السنوات المقبلة سيحتل هذا الثنائي اهتمام العالم القادم لا محالة إلى تغييرات استراتيجية من الطراز الأول.

 

نقابة الأطباء المصرية تحمّل «الصحة» مسؤولية وفاة 19 طبيباً بـ«كورونا» وحذّرت من «انهيار تام» للمنظومة الطبية

القاهرة: محمد نبيل حلمي/الشرق الأوسط/26 أيار/2020

على وقع استمرار تسجيل إصابات كبيرة بفيروس «كوفيد - 19» تتجاوز 700 حالة يومياً على مدار الأيام القليلة الماضية، تصاعدت المناوشات بين «نقابة الأطباء» المصرية ووزارة الصحة في البلاد، وذلك بعد إعلان بلوغ أعداد الأطباء المتوفين جراء إصابتهم بالفيروس إلى 19 حالة.

وفي بيان شديد اللهجة، حمّل الوزارة المسؤولية واتهمها بـ«التقاعس» عن حماية الأطباء والطواقم الطبية، دعت «نقابة الأطباء»، مساء أول من أمس: «جميع الجهات التنفيذية والتشريعية والرقابية بالقيام بدورها في حمل وزارة الصحة على القيام بدورها في حماية الطواقم الطبية، وسرعة توفير مستشفيات عزل خاصة لأعضاء الطواقم الطبية، لضمان سرعة علاجهم، لأن هذا حق أصيل لهم، وأيضاً حتى يعودوا لتحمل المسؤولية في الدفاع عن سلامة الوطن». وحذّرت النقابة «الصحة» من «تزايد وتيرة الغضب بين صفوف الأطباء لعدم توفير الحماية لهم، الأمر الذي سيؤثر سلباً على تقديم الرعاية الصحية»، ومن أن «المنظومة الصحية قد تنهار تماماً، وقد تحدث كارثة صحية تصيب الوطن كله حال استمرار التقاعس والإهمال حيال الطواقم الطبية». بدورها، دافعت هالة زايد، وزيرة الصحة والسكان، ضمنياً عن إجراءاتها وإدارتها للأزمة، وقالت خلال اجتماع مع وكلاء وزارة الصحة والأطقم الطبية بمستشفيات العزل، عبر «الفيديو كونفرنس»، إن «الدولة لن تنسى تضحيات ضحايا الأطباء الثمينة، والتي أصبحت وساماً على صدورنا». وأفاد بيان رسمي أن زايد «حرصت على الاطمئنان على الأطقم الطبية والاستماع إليهم، وتذليل أي تحديات تواجههم أثناء تأدية عملهم، كما تابعت أيضاً تطبيق بروتوكولات العلاج المحدثة واتخاذ الإجراءات اللازمة لمعايير مكافحة العدوى». وهذه ليست المرة الأولى التي تدخل فيها نقابة الأطباء ووزارة الصحة المصرية في خلافات علنية أثناء أزمة «كورونا». ففي 13 مايو (أيار) الماضي، تحدثت نقابة الأطباء عن «تفاقم مشكلة التأخير في نقل الأطباء وأعضاء الفريق الطبي المصابين إلى مستشفيات العزل»، وخاطبت الرئيس عبد الفتاح السيسي ووزيرة الصحة لـ«تخصيص مستشفى لعزل الأطباء وباقي أعضاء الفريق الطبي». وقالت النقابة، في خطابين رسميين حينها، إن «مشكلة حقيقية ظهرت في الأيام الأخيرة تكمن في تأخير نقل الأطباء وأعضاء الفريق الطبي المصابين بفيروس كورونا لمستشفيات العزل، ما يترتب عليه التأخير في عزلهم، وكذلك في تلقي الرعاية الطبية اللازمة». وطالبت بـ«تخصيص مستشفى أو أكثر، لعزل أعضاء الطواقم الطبية المصابين بالفيروس، لأن سرعة تقديم الرعاية الطبية اللازمة لها أثر كبير في سرعة الشفاء».

ورغم أن وزارة الصحة المصرية، أعلنت ضم 320 مستشفى عاماً ومركزياً للمنشآت الطبية المخصصة لمواجهة فيروس كورونا، «لتخفيف العبء عن مستشفيات الحميات والصدر»، فإنها لم تعلن حتى مساء أمس تخصيص مستشفى للطواقم الطبية. كما أعلنت «الصحة» زيادة عدد «متلقي الاتصالات التليفونية على الخط الساخن بشأن كورونا إلى 500 مقعد، بهدف استيعاب عدد أكبر من استفسارات المواطنين». وفي إطار سياسة التعايش التي تتبناها الحكومة المصرية، أجرى الدكتور خالد العناني وزير السياحة والآثار المصري، اتصالاً هاتفياً مع نظيره اليوناني، هاريس تيوهاريس، وبحثا «التعاون بين البلدين في القطاع السياحي والاستعدادات والإجراءات الاحترازية في كلا الدولتين لاستقبال الزائرين، وكيفية التكامل في المجال السياحي عن طريق عمل اتفاقية ثنائية بين البلدين ذات ضوابط صارمة للحفاظ على صحة السائحين والعاملين بالقطاع السياحي، وذلك بعد عودة الحركة السياحية بصفة منتظمة». وبحسب بيان مصري، أمس، فإن الوزيرين ناقشا «عمل برامج سياحية متميزة للتصدير للعالم، وخاصة الدول البعيدة والحريصة على زيارة مصر واليونان، لخلق منتج سياحي متكامل بين البلدين والتسويق له في جميع المحافل والأسواق السياحية العالمية وعلى مواقع التواصل الاجتماعي».

 

القوات الروسية تعلن فتح طريق حلب ـ القامشلي شرق الفرات و«الصليب الأحمر» يحذّر من كارثة إنسانية شمال شرقي سوريا

الحسكة: كمال شيخو/الشرق الأوسط/26 أيار/2020

أعلنت القوات الروسية العاملة في سوريا افتتاح طريق «إم 4» بين حلب والقامشلي شرق الفرات، أمام حركة السير المدنية والتبادل التجاري، حيث تربط مدن وبلدات عين العرب (كوباني) ومنبج والعريمة، غرب نهر الفرات، بمناطق الجزيرة السورية شرقاً، بعد انقطاع عن الخدمة دام سبعة أشهر، بعد العملية التركية الأخيرة، في وقت اعترضت دورية أميركية، نظيراتها الروسية، أمس، على الطريق الدولية قرب بلدة تل تمر الواقعة أقصى شمال شرقي سوريا. وقال مسؤول عسكري روسي، خلال إفادة صحافية لقناة «روسيا اليوم»، أمس، «أصبحت الطريق الدولية مفتوحة بشكل رسمي بضمانة روسية، وستجول دوريات روسية يومياً، عدا الجمعة، لتعقب حركة الطريق، ومنع أي مظاهر أو استفزازات عسكرية، بالتنسيق مع الإدارة المدنية بتل تمر». والطريق الدولية السريعة التي توصل محافظة حلب شمالاً بمدينة القامشلي شرقاً، تحول جانباها إلى شريطٍ حدودي فاصل ومناطق تماس بين المناطق الخاضعة لفصائل «درع الفرات» و«نبع السلام» الموالية لتركيا من جهة، و«قوات سوريا الديمقراطية» المدعومة من تحالف دولي بقيادة واشنطن من جهة ثانية، والقوات النظامية المدعومة من روسيا من جهة ثالثة. في سياق متصل، حاولت دورية أميركية مؤلفة من عربتين اعتراض نظيرتها الروسية على الطريق الدولي (M.4)، بالقرب من بلدة تل تمر الواقعة أقصى شمال شرقي سوريا، ونقل شهود عيان، نشروا صور الحادثة، أن الأميركيين قطعوا بداية طريق الروس المتوجهين من تل تمر نحو مدينة القامشلي (60 كلم شرقاً)، وحصلت مشادة كلامية بين الجانبين، إلا أن الشرطة الروسية أكملت مسارها، بينما عادت الدورية الأميركية إلى قاعدتها العسكرية في منطقة القسرك التابعة لتل تمر. إلى ذلك، حذرت «اللجنة الدولية للصليب الأحمر» من كارثة إنسانية لنقص المياه والأدوية الطبية، وانهيار البنية التحتية، وتهالك نظام الرعاية الصحية في مناطق شرق الفرت، بالتزامن مع انتشار جائحة «كوفيد - 19» العالمية التي ضربت سوريا أيضاً. ولدى حديثه إلى جريدة «الشرق الأوسط» من مكتبه بالحسكة شمال شرقي سوريا، عَدَّ عدنان حزام المتحدث الرسمي باسم «اللجنة الدولية للصليب الأحمر»، أن انتشار فيروس «كورونا» في بلد يشهد نزاعاً مسلحاً دخل عامه العاشر، «عكست عواقبه على نقص المياه وقلة الغذاء وغياب الأدوية وتدهور قيمة الليرة المحلية مع ارتفاع الأسعار، شكلت مصدر قلق لدينا مثل فيروس كورونا إن لم يكن أكثر»، مشيراً إلى أن اهتمام المجتمع الدولي ينصب على مكافحة خطر الفيروس؛ «لكن يجب على المنظمات الإنسانية الفاعلة والجهات المانحة مواجهة الجائحة دون إغفال الاحتياجات المزمنة المرتبطة بالنزاع بهذه المناطق».

وشكل نقص المياه أحد بواعث القلق للسكان المدنيين في المحافظات الثلاث الواقعة شمال شرقي البلاد، الأمر الذي دفع اللجنة الدولية إلى دعم المجالس المحلية، وإجراء إصلاحات عاجلة، وإتاحة المعدات اللازمة لمعالجة المياه، وتزويد المخيمات بالمياه النظيفة.

كما تعاني مدن وبلدات شمال شرقي البلاد من غياب الخدمات الطبية ونظام رعاية صحية متهالك جراء سنوات الحرب، فمعظم المرافق الصحية، إما معطلة، وإما تعمل بقدرة جزئية، ومن بين 16 مستشفى يعمل مستشفى واحد فقط بكامل طاقته، وثمانية مستشفيات تعمل بقدرة جزئية، وسبعة لا تعمل على الإطلاق، وفقاً لنظام مراقبة الموارد الصحية المتاحة، وكشف المسؤول الأممي عدنان حزام: «تتوفر 10 أسرّة في المستشفى لكل 10000 شخص، كما تشكل مراكز ومخيمات النازحين داخلياً عبئاً إضافياً على النظام الصحي الضعيف بالفعل»، وفي المخيمات يشكل الأطفال ثلثي السكان، لافتاً إلى أنه «لا تزال الاحتياجات الطبية كبيرة، بما في ذلك رعاية صحة الأم والطفل، وطب الأطفال، والجراحة، والصحة العقلية وإعادة التأهيل البدني». ودعا عدنان حزام، المجتمع الدولي والجهات المانحة، إلى الاستجابة لمعاناة ملايين السوريين، وشدد بختام حديثه على ضرورة تحييد الملف الإنساني وتوحيد الجهود الدولية: «مع تفشي فيروس كورونا لتسهيل عمل المنظمات الإنسانية، لأن ذلك سيسهم بشكل كبير في التخفيف من المعاناة».

 

أنقرة تبدي رغبتها بـ«حل سياسي» في إدلب

أنقرة: سعيد عبد الرازق/الشرق الأوسط/26 أيار/2020

قال وزير الدفاع التركي خلوصي أكار، إن بلاده تبذل ما في وسعها للتوصل إلى حل سياسي في إدلب. وأضاف أكار، خلال جولة تفقدية للوحدات العسكرية بوسط البلاد رفقة قادة القوات المسلحة، أمس (الاثنين)، إن تركيا تبذل الجهود لتأمين وقف إطلاق نار دائم في إدلب بموجب اتفاق وقف إطلاق النار مع روسيا، الموقع في موسكو، في 5 مارس (آذار) الماضي. ولفت الوزير التركي إلى أن هناك «بعض الانتهاكات الصغيرة، لكن المشهد العام يظهر الالتزام بوقف إطلاق النار»، مضيفاً أنه في أعقاب الاتفاقية المبرمة بين أنقرة وموسكو، عاد قرابة 300 ألف سوري إلى مناطقهم التي نزحوا منها في إدلب.

وقال أكار، إن القوات التركية قامت بـ«تحييد» 1458 من عناصر «وحدات حماية الشعب» الكردية في شمال سوريا وعناصر «حزب العمال الكردستاني» في شمال العراق منذ مطلع يناير (كانون الثاني) الماضي، مؤكداً استمرار العمليات في هذا الصدد.

في غضون ذلك، واصل الجيش التركي الدفع بالتعزيزات العسكرية إلى محافظة إدلب الواقعة في شمال غربي سوريا. ودخل، صباح أمس، رتل عسكري جديد يضم عشرات الآليات، من معبر كفر لوسين الحدودي مع محافظة هطاي جنوب تركيا، وتوجه إلى نقاط المراقبة المنتشرة في منطقة خفض التصعيد في إدلب. بالتوازي، قال «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، إن ضابط استخبارات تركياً أبلغ سكاناً في منطقة عفرين السورية، بقرب التخلص من قادة وعناصر من الفصائل السورية المسلحة الموالية لتركيا بإرسالهم إلى ليبيا، للقتال ضمن صفوف الميليشيات التابعة لحكومة «الوفاق الوطني»، برئاسة فائز السراج، واستبدالهم بعناصر من القوات التركية. وقال «المرصد» إن أنقرة تعتزم إرسال غالبية مقاتلي الفصائل في عفرين إلى طرابلس، بعدما أثاروا استياء سكان المنطقة، بسبب ممارساتهم الفاسدة واعتداءاتهم المتواصلة على الأهالي، ونشر قوات تركية، وتسليمها زمام الأمور في عفرين بالكامل.

وسيطرت تركيا والفصائل الموالية لها على عفرين عبر عملية عسكرية باسم «غصن الزيتون»، انتهت في مارس (آذار) 2018، واستهدفت «وحدات حماية الشعب» الكردية، أكبر مكونات تحالف «قوات سوريا الديمقراطية» (قسد) في المنطقة، واعتمدت على الفصائل الموالية لها في السيطرة عليها تحت قيادة عناصر من القوات التركية. وواجهت الفصائل مقاومة من سكان عفرين، بسبب ممارسات فاسدة وفرض إتاوات على التجار بالمنطقة، ما أدى إلى اندلاع موجات من الاحتجاجات. ونقل «المرصد» عن مصادر، لم يحددها، أن ضباط استخبارات على حاجز «زيارة حنان» في منطقة عفرين، أبلغ مجموعة من المواطنين الأكراد أنه سيتم قريباً نقل هؤلاء المقاتلين، بسبب ممارساتهم الفاسدة، وتأليبهم المواطنين في عفرين على القوات التركية بسبب تلك الممارسات.

 

الكاظمي يتحدى «كورونا»... ويقاتل على جبهتي الرواتب والوزارات الشاغرة ويبحث بجد عن حلول للأزمات التي تعصف بالعراق

بغداد/الشرق الأوسط/26 أيار/2020

كل من سبقه من رؤساء الوزراء الخمسة (إياد علاوي 2004 ـ 2005) وإبراهيم الجعفري (2005 ـ 2006) ونوري المالكي (2006 ـ 2014) وحيدر العبادي (2014 ـ 2018) وعادل عبد المهدي (2018 ـ 2019) لم يجدوا موازنة الدولة خاوية على عروشها مثلما هو حال مصطفى الكاظمي رئيس الوزراء العراقي الحالي. حتى عام 2014 كانت الأموال تتدفق على الخزينة بسبب ارتفاع أسعار النفط الى أكثر من 100 مليون دولار. ومع أن البرلمان في معظم دوراته السابقة كان يواجه مشكلة مزمنة مع الحكومة وهي عدم تقديم الحسابات الختامية فإن الرواتب والامتيازات والإيفادات والهبات والمساعدات كانت هي سمة تلك المرحلة التي تبدو في الظاهر ذهبية لكنها منخورة في الداخل بسبب عدم التوجه إلى الاستثمار أو الصناديق السيادية أو البنى التحتية. وعلى مدى تلك الفترات كان رؤساء أو وزراء خارجية كل من إيران وتركيا يتنافسون على رفع الميزان التجاري مع العراق، وكلتاهما كانت تتمنى رفع هذا الميزان إلى نحو 20 مليار دولار سنويا. والميزان التجاري بين العراق وكل من إيران وتركيا يعني الاستيراد فقط، وهو ما يعني خروج عملة صعبة من العراق إلى هاتين الدولتين مقابل استيراد كل شيء لأن شركات ورجال أعمال مرتبطون بسياسيين فاسدين هم من يهيمنون على السوق التجارية ويمنعون إقامة أية مشروعات استثمارية كما يمنعون بكل ما أوتوا من قوة أي تقارب بين العراق ودول تسعى إلى دخول السوق العراقية من أبوابها عن طريق الاستثمار والعلاقات المتوازنة. مع ذلك ومع بدء انخفاض أسعار النفط فقد بدأت أموال الخزينة العراقية بالتناقص شيئا فشيئا، الأمر الذي اضطر معه رئيس الوزراء الأسبق حيدر العبادي إلى اتباع سياسة بدت تقشفية في حينها لكنها لم تمس رواتب الموظفين، بمن فيهم كبار المسؤولين، مع استثناءات بسيطة. الأمر تكرر مع عبد المهدي الذي كان مستشاروه الماليون يؤكدون دائما أن الرواتب مؤمنة وكثيرا ما يستخدمون عبارة «الرواتب خط أحمر». على وقع هذه التناقضات جاء مصطفى الكاظمي الذي كان وصوله بحد ذاته خطا أحمر إلى أن تنازل معارضوه لكي لا يتهموا بتعطيل مصالح الناس، وهو ما قاله زعيم «عصائب أهل الحق»، قيس الخزعلي، في كلمته بمناسبة العيد. الخزعلي وفي كلمة له أمس قال ما نصه: «وصلنا إلى قناعة أنه يجب علينا أن نضحي من أجل العبور إلى بر الأمان مع وجود التدخلات الخارجية»، مشدداً بالقول: «ضحينا من أجل تشكيل الحكومة الجديدة حتى لا نتهم بتعطيل مصالح الناس». ويتابع: «الحكومة الجديدة دوليا غير مختلف عليها ومحليا هي محل اتفاق الغالبية العظمى، وعلى الحكومة أن تتذكر دائما أنها شكلت لقيادة مرحلة انتقالية وليس إكمال الدورة البرلمانية». وفيما عد أن «مواجهة (كورونا) والأزمة الاقتصادية نقاط أساسية على الحكومة الالتفات إليها جيدا» فإنه عد أن «الاقتراض الخارجي يجب أن يكون الحل الاضطراري حتى لا يقيد اقتصاد العراق» على حد قوله.

لا يختلف الأمر كثيرا عند زعيم آخر هو أول رئيس وزراء انتقالي الدكتور إياد علاوي الذي طالب في تغريدة له الكاظمي بعدم اللجوء إلى ما سماه استجداء المعونات. دعوات علاوي ومن قبله الخزعلي جاءت على خلفية ما قيل إن وزير المالية العراقي علي عبد الأمير علاوي، ابن عم إياد علاوي، طلب قرضا ماليا بقيمة 3 مليارات دولار من أجل دفع الرواتب. ومع أن علاوي الوزير نفى أن يكون قد بحث ذلك مع المسؤولين في المملكة العربية السعودية لكن قضية القرض التي تبدو حلا بالنسبة للموظفين لكنها لا تبدو كذلك بالنسبة للقوى السياسية، سواء تلك التي «ضحت» كما تقول من أجل المصلحة العامة طبقا لما قاله الخزعلي أو تلك التي لم تصوت على كابينة الكاظمي واتجهت إلى المعارضة مثلما هي كتلة إياد علاوي «ائتلاف الوطنية». إزاء هذا الوضع لم يعد أمام الكاظمي سوى أن يبقى وحيدا محاربا على جبهة «كورونا» بل متحديا لها حين جازف بزيارة لفتت الأنظار إلى مستشفيات العاصمة التي تضم المصابين بالفيروس. ومع أن الرجل خضع لفحص شديد وظهر بملابس واقية لكن زيارته كانت انتحارية بكل المعايير لكي يلفت نظر القوى السياسية بأن الوقت لم يحن بعد لتحميله مسؤولية ما يجري باعتبار أن ما يجري هو تركة ثقيلة قبل هو وحده تحمل مسؤوليتها.

الرواتب والوزارات الشاغرة تحديان آخران يتوجب على الكاظمي مواجهتهما معا. ففيما ليس مسموحا له أن يقترض فلا أحد يقف إلى جانبه من أجل عبور الأزمة. فالوزارات السبع الشاغرة لا تزال موضع نزاع بين الكتل فيما يتوجب على الكاظمي انتظار دخانها الأبيض من خلف الغرف الخلفية للقوى السياسية.

السياسي المستقل محمد العكيلي يقول لـ«الشرق الأوسط» إن «ليس هذا الأمر بالغريب عن الكتل التي تتباعد في مواقفها عن عمل الحكومة ليس في هذه الأزمة فقط، بل في معظم الأزمات التي مرت بها الحكومات العراقية، حيث تكون الحكومة في الغالب في واد والكتل السياسية في واد آخر، وكثيرا ما تأخذ دور المتفرج على ما يجري». ويضيف العكيلي قائلا إن «الكتل السياسية بيدها الكثير لإسناد عمل الحكومة لأن بيدها المؤسسة التشريعية والرقابية، وبالتالي لا بد أن تكون هناك تشريعات يسهل عمل الحكومة ويوفر لها فرص إنجاز مهامها بشكل صحيح، فضلا عن توفير جهد سياسي داعم من أجل أن تقوم الحكومة بتنفيذ برنامجها بشكل صحيح في كل الميادين». ويوضح العكيلي أن «هناك كتلا سياسية لا تريد لهذه التجربة أن تستقر وأن تنجح لأنها اختلفت عن باقي الدورات الحكومية، وبالتالي فإن هذه المرحلة الجديدة التي تمثلها هذه الحكومة تبدو غريبة على جو هذه الكتل لأنها اعتادت على نمط معين وأسلوب معين في إدارة الدولة، بينما السيطرة على جائحة (كورونا) والوضع الاقتصادي تتطلب جهدا سياسيا مختلفا». وفي إطار جهد الحكومة الحالية للانفتاح على الدول المجاورة، لا سيما العربية منها، يقول العكيلي إن «العلاقة مع الدول المجاورة للعراق ضرورية جدا وهو ما يتطلب من الكتل السياسية عدم وضع العراقيل أمام الخطوات التي تقوم بها الحكومة لأن من شأن هذه العلاقات التقدم في ملفات مهمة يحتاجها العراق في هذه المرحلة، وهو ما يتطلب فتح صفحة جديدة من قبل الجميع؛ لكي لا تكون الحكومة وحيدة في الميدان».

 

تصريحات لحميدتي تكشف تصدعاً داخل الحكم في السودان/اتهم أطرافاً في «الانتقالي» بالتآمر على «قواته»... ونفى إرسال قوات إلى ليبيا

الخرطوم: محمد أمين ياسين/الشرق الأوسط/26 أيار/2020

اتهم نائب رئيس مجلس السيادة السوداني محمد حمدان دقلو الشهير بـ«حميدتي»، أطرافاً في السلطة الانتقالية في البلاد، بالتآمر على قوات «الدعم السريع» التي يقودها و«شيطنتها»، ونفى من جهة أخرى إرسال قوات إلى ليبيا، وذلك في تصريحات رأى محللون أنها تميط اللثام عن وجود تصدع داخل التحالف الحاكم في السودان. ولا تعد هذه التصريحات الأولى التي يخرج فيها «دقلو» للحديث عن الاستهداف الممنهج للقوات التي يقودها (الدعم السريع) من جهات عدة بهدف إخراجها خارج العاصمة الخرطوم ومن المعادلة السياسية لتنفيذ مخططاتها الرامية للانقلاب على الحكومة المدنية الانتقالية.

وكشف دقلو للمرة الأولى أن مشاركته في المجلس العسكري المنحل، جاءت بعد تشاور واتفاق مع قوى إعلان الحرية والتغيير الحاضنة السياسية للحكومة الانتقالية، وبإصرار كبير من رئيس مجلس السيادة، عبد الفتاح البرهان. بيد أن الرجل عاد وأشار إلى أن حزب المؤتمر الوطني المنحل وأحزابا محسوبة على قوى الحرية والتغيير الشريكة المدنية في السلطة الانتقالية تقف خلف المؤامرات ومحاولات الشيطنة التي تتعرض لها قوات الدعم السريع. ففي المقابلة الصحافية التي أجرتها معه قناة «سودانية 24» أول من أمس، كشف عن تصدي قواته لمخطط كانت تقوده تشكيلات خارج القوات الأمنية لفض الاعتصام أمام القيادة العامة للجيش بالخرطوم بالدبابات العسكرية في 11 من أبريل (نيسان) الماضي.

ووعد نائب رئيس مجلس السيادة، بالكشف عن الكثير من الحقائق المخفية والقوات التي شاركت في فض الاعتصام، بعد ظهور نتائج لجنة التحقيق الخاصة بالأحداث التي راح ضحيتها مئات القتلى والجرحى في الثالث من يونيو (حزيران) العام الماضي. ونفى «دقلو» وجود قوات الدعم السريع في ليبيا تعمل «كمرتزقة» كما تروج لها بعض الجهات، على حد تعبيره، كاشفاً عن مساعٍ قام بها من أجل وساطة بين الأطراف الليبية لإنهاء الاحتراب في ليبيا، لم تجد القبول من أحد أطراف الصراع. ولتفسير التصريحات الغاضبة والاتهامات المباشرة التي وجهها الرجل لأطراف ضمن الشراكة الانتقالية، قال نائب رئيس حزب الأمة القومي، فضل الله برمة ناصر، إن «دقلو» دائماً ما يتحدث بصراحة ومصداقية عالية، وأكبر دليل على ذلك إقراره في تصريحات سابقة بمشاركة جزء من قواته في عملية فض الاعتصام. ويضيف: «أثبتت الأحداث أن دقلو تصرف بوطنية وحقن دماء السودانيين عندما رفض تنفيذ أوامر الرئيس المعزول، عمر البشير، بفض الاعتصام بالقوة المسلحة، وكل مواقفه تؤكد وقوفه مع الثورة والتغيير في البلاد في مواجهة أعداء الثورة». وأضاف أن «اتهام دقلو لبعض الجهات باستهدافه في شخصه وقواته، مرده إلى بعض الأصوات التي لا تزال تنظر لقوات الدعم السريع كميليشيا، وليست قوى عسكرية تعد جزءاً من القوات النظامية في البلاد، ما يهمنا الأفعال لا الأقوال، ووجود قوات الدعم السريع صمام أمان الثورة وحماية للفترة الانتقالية». ويذهب المحلل السياسي، عبد الله رزق، إلى أن التصدعات بدأت تضرب عميقاً داخل التحالف السياسي الحاكم، وهذا يمثل بداية مرحلة لإعادة فرز واستقطاب جديد داخل القوى المكونة للسلطة الانتقالية، منبهاً إلى ملامح ظهور تحالفات داخلية يعمل كل طرف للاستقواء بالآخر في مواجهة الآخرين. ويضيف: الأوضاع الراهنة غير مستقرة، وظهور «دقلو» للحديث بصورة متواترة لا يخفي مخاوفه من وجود تآمر عليه داخل المكون العسكري لتحميله مسؤولية فض الاعتصام، وهذا قد يدخله في مواجهة مع جزء من العسكريين، وهي الرسائل التي ظل الرجل يرددها باستمرار في وسائل الإعلام خلال الفترة الماضية. ويرى رزق أن مجزرة فض الاعتصام بدأت تفعل فعلها وسط العسكريين ما جعلهم يبدون غير منسجمين، ما يعكس هشاشة التحالف بين العسكريين والمدنيين في السلطة الانتقالية، ويجذر الصراع داخل التحالف مع اقتراب إعلان نتائج التحقيق في الأحداث. ويعزو رزق أحاديث قائد قوات الدعم السريع المتكررة عن الاستهداف الذي يتعرض له، إلى بعض القوى السياسية داخل تحالف «التغيير» لا تريد أن تتجاوز للرجل مشاركته في حرب دافور، واعتقادها الراسخ بأن قواته متورطة بشكل مباشر في مجذرة فض الاعتصام.

ويشير المحلل السياسي، عبد الله رزق، إلى أن قضية فض الاعتصام قد تؤدي لإدخال المرحلة الانتقالية برمتها في مأزق حاد، حال خرجت نتائج التحقيق بتحميل جزء من المكون العسكري المسؤولية عن الأحداث، الأمر الذي قد يقودهم إلى الانقلاب على الحكم لحماية أنفسهم من المحاكمات.

ويقول رزق إن «دقلو بدأ من وقت مبكر في تحسين موقفه بكسب تأييد الحركات المسلحة في دارفور، ونجح في عقد اتفاقات معهم من خلال سيطرته على ملف مفاوضات السلام، وربما يقود إلى تحالفات بين الطرفين»، مشيراً إلى أن هذه الحركات بدأت تنظر بإيجابية لقائد قوات الدعم السريع وتناست دوره في حرب دارفور. ولا يستبعد رزق حدوث مساومة على ملف قضية فض الاعتصام لتفادي أي اتهامات يمكن أن تلاحق أفرادا من العسكريين في مجلس السيادة، شريطة ألا يعرقلوا الفترة الانتقالية، ويقول: «لهذا يسعى دقلو لتحسين صورته وسط القوى السياسية والمجتمع المدني، من خلال إشاراته الواضحة إلى أن هنالك جهات تسعى لإجهاض الثورة وأنه يقف إلى جانب الشارع ضدها». من جهته، عزا المحلل السياسي خالد التجاني، ما يحدث من مشاكسات إلى صراع النفوذ بين العسكريين والمدنيين، ووصفه بأنه «سباق» يحاول كل طرف تعزيز موقفه في السلطة، ويرى أن المخرج بالتزام الشريكين بالوثيقة الدستورية التي تحكم الفترة الانتقالية.

   

موسكو مستاءة من جرّها إلى الضغط على الفلسطينيين/مصادر روسية تحدثت لـ«الشرق الأوسط» عن {تعنّت أميركي واضح}

موسكو: رائد جبر/الشرق الأوسط/26 أيار/2020

أثارت تسريبات أميركية أخيرة، حول تقديم موسكو مبادرة لتقريب وجهات النظر بين الفلسطينيين والإدارة الأميركية، سجالات واسعة وتأويلات حول الدور الروسي المرتقب، ما دفع موسكو إلى إصدار أكثر من نفي رسمي لصحة المعطيات، وإعادة تأكيد موقفها الرافض حيال الخطة الأميركية للسلام في المنطقة.

وحملت لهجة النفي الروسي، الحازمة المتكررة من أكثر من مصدر، إشارات إلى استياء لدى موسكو، ليس فقط بسبب تحريف مضمون المحادثات الهاتفية بين نائب وزير الخارجي الروسي المبعوث الرئاسي الخاص إلى الشرق الأوسط ميخائيل بوغدانوف مع آفي بيركوفيتش المبعوث الخاص للبيت الأبيض حول تسوية الشرق الأوسط، بل وبسبب مضمون المكالمة الذي قالت مصادر روسية لـ«الشرق الأوسط» إنه «عكس تعنتاً أميركياً واضحاً ومحاولة لجر روسيا لممارسة ضغوط على الفلسطينيين». ووفقاً للمصدر، فإن موسكو أكدت الموقف الروسي الثابت حول أن الخطورة الأساسية في خطة ترمب أنها «تطرح بدائل عن القرارات الدولية والاتفاقات الموقعة لا تستند إلى القانون الدولي، فضلاً عن أنها تكرس نزعة احتكار التحرك وفقاً لقرارات أحادية من جانب واشنطن». بهذا المعنى، تكون موسكو ليست فقط لم تطلق مبادرة لحوار فلسطيني - أميركي حول الخطة - الصفقة، بل ترفض أيضاً توجهاً أميركياً لممارسة تأثير على الروس، كما على الأوروبيين، لحمل الفلسطينيين على الانصياع للخطة. وفي المقابل، أطلقت موسكو تحركاً على صعيدين: الأول، العمل على إحياء اللجنة الرباعية عبر عقد اجتماع افتراضي على مستوى المندوبين، حضره عن الجانب الروسي نائب الوزير سيرغي فيرشينين. صحيح أن الاجتماع لم يخرج بنتائج حاسمة، لكنه كرس الفكرة الروسية عن ضرورة عدم السماح بانفراد واشنطن بالملف. والصعيد الثاني هو عودة موسكو لتأكيد استعدادها ترتيب لقاءات فلسطينية - إسرائيلية خلال مكالمة هاتفية لبوغدانوف مع القيادي الفلسطيني حسين الشيخ، قبل يومين.

وفي هذا الإطار، وجهت موسكو أيضاً رسالة ضمنية باستعدادها لتوسيع تحركاتها في إطار إمكانية القيام بدور فعال، عبر توجيه رد وصف بأنه إيجابي على رسالة وجهها الرئيس محمود عباس إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، اقترح فيها العودة لفكرة عقد مؤتمر دولي للسلام في موسكو.

صحيح أن موسكو «لم تطرح تفاصيل حول احتمال التحرك في هذا الاتجاه لأن هذا يتطلب جهوداً كبرى وموافقة أميركية وإسرائيلية»، لكن مجرد الإشارة إلى التعامل الروسي «الإيجابي» مع الفكرة شكل، برأي مراقبين في موسكو، رسالة لواشنطن. وقال لـ«الشرق الأوسط» مدير أحد مراكز الدراسات المتخصصة بملفات الشرق الأوسط إن روسيا «تقف أمام توازن دقيق، فهي من جانب لا ترغب في الدخول بقوة في الملف الفلسطيني - الإسرائيلي وهي منشغلة في سوريا، وتريد أن تحافظ على العلاقات الوثيقة مع الإسرائيليين، ومن جانب آخر فإن هذه فرصة مهمة للكرملين لتعزيز حضوره في هذا الملف، واستكمال تنشيط دبلوماسيته في كل الملفات الإقليمية الساخنة، لذلك لا يمكن استبعاد أن تجد موسكو آلية لتوسيع دورها في الفترة المقبلة على هذا الصعيد». وفي هذا الإطار، كانت أهمية السجالات التي حصلت أخيراً حول الدور الروسي المنتظر، خصوصاً أنها برزت بشكل واسع في تغطيات الصحافة الروسية، ما يعني أنها اتخذت شكلاً علنياً يهدف إلى توجيه رسائل واضحة ليس فقط إلى الإسرائيليين والأميركيين، بل وإلى الفلسطينيين أنفسهم أيضاً. لذلك كان لافتاً أن تركز تغطيات إعلامية، أخيراً، على أن «الرئيس الفلسطيني يطلب موقفاً روسياً في مواجهة ضغوط واشنطن»، وفقاً لعنوان بارز في صحيفة «نيزافيسيمايا غازيتا»، تردد بأشكال مختلفة لكن بالمضمون نفسه في عدد من الصحف الكبرى.

أيضاً جاءت مقالة نشرها قبل يومين الدبلوماسي الفلسطيني السابق رامي الشاعر، وهو يعد من الشخصيات المطلعة على النقاشات الدائرة في أروقة الدبلوماسية الروسية حالياً، لتضع هذه «الرسائل» في سياق محدد أكثر وضوحاً. فقد نبه الكاتب إلى أن «الولايات المتحدة وضعت نصب أعينها هدف المضي قدماً في تطبيق بنود (صفقة القرن) على أرض الواقع خلال شهر، لارتباط ذلك بموعد الانتخابات الأميركية المقبلة، بينما تنوي إدارة ترمب الاستناد إلى إنجاز بحجم تحقيق تقدم في حل الصراع الفلسطيني - الإسرائيلي المحتدم منذ عقود لصالح الحملة الانتخابية لترشح الرئيس لفترة رئاسية ثانية».

وأشار إلى أن المشرفين على الحملة يصعدون الجهود للحصول على موافقة الفلسطينيين، وتأييد بعض الجهات والدول الأخرى (على رأسها الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي وروسيا ومصر والأردن ودول الخليج العربي). وفيما بدا أنها معلومات بحوزة موسكو، لفت المقال إلى أنه «إذا لم يذعن الطرف الفلسطيني إلى ذلك (العرض السخي) خلال شهر ونصف من الآن، فسوف تعلن الحكومة الإسرائيلية الجديدة قرار ضمّ الضفة الغربية إلى أراضيها بالطريقة نفسها التي ضمّت بها الجولان السورية».

وبعد أن استعرض تطورات المواقف الأميركية منذ نقل السفارة إلى القدس، وإعلان الاعتراف بها عاصمة لإسرائيل، مع تشديد الضغوط الاقتصادية في الضفة الغربية وقطاع غزة ولبنان والأردن وسوريا ومصر، قال إن «الغياب التام لدور منظمة التحرير الفلسطينية، الممثل الشرعي الوحيد للشعب الفلسطيني في جميع أماكن وجوده، وعدم الاستقرار في العلاقات الدولية، نتيجة سياسة تصعيد التوتر التي تنتهجها إدارة ترمب، بما في ذلك على صعيد انسحابها من كل الاتفاقات الدولية المهمة تباعاً، كل هذا يخلق وضعاً دولياً جديداً، بتوازنات جديدة للقوى الإقليمية والدولية، ويخلق تحديات لم تكن موجودة من قبل».

وأقر الكاتب بأن القيادة الفلسطينية «فشلت في الخطوات التكتيكية، بل ووقعت في فخ نصب لها، وأصبحت اليوم مقيّدة بالتنسيق الأمني مع إسرائيل وواشنطن، وما أعقبه من تداعيات طالت حرية الحركة، كما طالت لقمة العيش اليومية». وحذر من «رفع سقف التحركات الضاغطة من جانب الإدارة الأميركية الحالية والحكومة الإسرائيلية الجديدة»، ومن أن الخطوة التالية لإسرائيل قد تكون «فرض الإقامة الجبرية في المنازل على كل المسؤولين في السلطة الوطنية الفلسطينية». وخلص الكاتب إلى أن المشكلة الرئيسية التي تواجه أي جهد يمكن أن تقوم به روسيا أو أي طرف من أصدقاء الشعب الفلسطيني هي «استعادة الوحدة الفلسطينية، وإعادة ترتيب البيت الفلسطيني، ومنظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي الوحيد للشعب الفلسطيني، وهو ما يجب أن يحدث الآن فوراً، وليس هناك ما يمكن أن يمنع مباشرة الاتصالات الهاتفية والمرئية وغيرها بين جميع القيادات الفلسطينية، في ظل الظروف الحالية من الحجر الصحي ومحدودية الحركة بسبب وباء كورونا، وهي خطوة ضرورية للغاية في الوقت الراهن، وأهم من كل الجهود التي تبذلها القيادة الفلسطينية حالياً باللجوء إلى الاتحاد الأوروبي لتفعيل اللجنة الرباعية التي تضم الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي وروسيا والولايات المتحدة الأميركية. فاللجنة الرباعية لا تملك أي صفة هيكلية دولية أو نظام داخلي متفق عليه، بمعنى أنها غير ملزمة لأي من أطرافها». وقد بدت هذه اللهجة وكأنها تحمل رسالة روسية واضحة إلى الجانب الفلسطيني، علماً بأن موسكو كانت قد أبلغت الفلسطينيين وأطرافاً عربية في وقت سابق بأن شرط أي تحرك روسي فعال هو استعادة الوحدة داخلياً، وإطلاق تحرك عربي، وربما يكون مدعوماً من جانب العالم الإسلامي، وأن موسكو مستعدة لتلقف أي مبادرة ودعمها والدفاع عنها.

 

تركيا «تضغط} على حلفائها في سوريا لإرسال مقاتلين إلى ليبيا

تقرير ألماني: إردوغان يعزز تدخله مستغلاً انشغال العالم بالوباء

برلين/الشرق الأوسط/26 أيار/2020

الضجة الدولية الكبيرة التي أثارتها برلين مطلع العام عندما جمعت أطرافاً دولية على علاقة بالصراع الليبي لمحاولة حل الأزمة هناك، لم تدم طويلاً وسط صخب وباء كورونا الذي لف العالم. وتجد برلين نفسها اليوم عاجزة عن وقف القتال في ليبيا وتدفق الأسلحة لأطراف الصراع، في حين «تتمدد تركيا هناك مستغلة انشغال العالم بأزمة كورونا»، بحسب مجلة «دير شبيغل». وبعد أربعة أشهر على «مؤتمر برلين»، لم يعد أحد يذكره، بحسب المجلة التي قالت، إن المؤتمر الذي ينظر إليه في برلين على أنه «انتصار للدبلوماسية الألمانية»، لم يجلب السلام، بل على العكس أجج النزاع أكثر من قبل.

المجلة وصفت الرئيس التركي رجب طيب إردوغان بأنه أصبح «الحاكم السري» لطرابلس، وقالت إنه تمدد في ليبيا فيه رغم تعهده في برلين بوقف دعم «حكومة الوفاق» برئاسة فائز السراج بالسلاح والمقاتلين. وأشارت المجلة إلى أنه بعد أيام من اجتماع برلين، وصلت سفينة شحن إلى طرابلس محمّلة بدبابات قادمة على ما يبدو من مرفأين في تركيا. وأضافت، أنه منذ ذلك، تزود تركيا حكومة السراج بعدد كبير من الأسلحة والمعدات العسكرية بينها طائرات من دون طيار ومنظومة صواريخ دفاعية، وكذلك مقاتلون. ونقلت المجلة عن معارضين سوريين قولهم، إن ما يقارب من 7 آلاف سوري انتقلوا للقتال في ليبيا بطلب من تركيا التي تدفع لهم مرتبات شهرية تصل إلى ألفي دولار أميركي، أي خمس مرات أكثر مما يتقاضاه المقاتلون في سوريا. وقالت المجلة، إن أنقرة تضغط كذلك على حلفائها الذين تدعمهم في سوريا لإرسال مقاتلين إلى طرابلس تحت تهديد وقف الدعم المادي عنهم. ونقلت عن أحد المقاتلين قوله «تشترط علينا (أنقرة) إرسال 200 مقاتل من كل كتيبة وإلا يتوقف الدعم. فما الذي يمكننا فعله؟ لا يمكننا أن نجد داعمين آخرين». ونقلت المجلة عن ضابط سوري قالت إنه موجود في ليبيا منذ يناير (كانون الثاني) الماضي، يسمي نفسه عدنان، قوله إن الأمر في ليبيا بات يشبه «بدايات الحرب في سوريا، وإنها تتوسع يوماً بعد يوم». وأضاف، أنه يومياً تحط طائرتان قادمتان من تركيا في طرابلس تنقلان «100 جندي مصاب إلى سوريا وتوصل مكانهم 300 آخرين من سوريا». وأضاف عدنان بحسب «دير شبيغل»، «السكان هنا يكرهوننا. وبالنسبة لتركيا نحن قطع شطرنج». وتابعت المجلة تقول، إن من مصلحة الأوروبيين أن تكون ليبيا مستقرة، «لكن الانقسام المستمر بينهم حول ليبيا يشلهم». وأضافت، أن «الخلاف بين إيطاليا وفرنسا يشل الاتحاد الأوروبي ويجعله غير قادر على الضغط على أطراف الصراع في ليبيا للتوصل إلى اتفاق دائم للسلام». ونقلت عن خبير سلاح قوله، إن هناك خيارات عدة أمام الاتحاد الأوروبي منها فرض عقوبات على تركيا لانتهاكها حظر توريد السلاح، «لكن المشكلة أن أوروبا لا تستخدم العقوبات». وحذرت المجلة من استخدام تركيا للمناطق الساحلية التي تسيطر عليها في ليبيا مثل صبراتة، للتأثير على أوروبا في قضية اللاجئين، وإحداث «هلع» جديد كما فعلت في مارس (آذار) الماضي عندما فتحت حدودها أمام اللاجئين للقدوم إلى أوروبا.

 

«الجيش الليبي» يعد بـ«مفاجآت تُنهي أحلام إردوغان» و«الوفاق» تتحدث عن «انسحاب مرتزقة روس» من بني وليد

القاهرة: خالد محمود/الشرق الأوسط/26 أيار/2020

تعهّد الجيش الوطني الليبي، بقيادة المشير خليفة حفتر، بأنه «سينهي قريباً أحلام الرئيس التركي رجب طيب إردوغان على أسوار العاصمة الليبية طرابلس»، وتحدث عما وصفه بـ«مفاجآت كبيرة قادمة». كما توعد اللواء أحمد المسماري، الناطق باسم الجيشفي مؤتمر صحافي، عقده مساء أول من أمس، في مدينة بنغازي بشرق البلاد، بـ«إنهاء مشروع إردوغان في البلاد»، بينما قالت قوات حكومة الوفاق برئاسة فائز السراج إنها «رصدت عمليات لإخلاء من وصفتهم بمرتزقة روس من مدينة بني وليد». وقال المسماري إن «قوات الجيش الوطني ستنهي مشروع إردوغان في ليبيا خلال أيام»، لكنه لم يكشف عن مزيد من التفاصيل. وأضاف: «الحرب ما زالت قائمة، ونرفض أي حديث للبعض عن تحقيق نصر هنا أو هناك بسبب انسحاب تكتيكي لقواتنا، كل العمليات السابقة لم تنتهِ بعد، والقادم هو مسح وتدمير كل أحلام إردوغان على أسوار طرابلس».

وبعدما شدّد على أن «محاربة الاستعمار التركي واجب مقدس على كل مواطن ليبي شريف»، اتهم المسماري، رئيس حكومة الوفاق فائز السراج بـ«إهدار 250 مليار دولار من أموال الشعب الليبي». وتحدث عن «نقاط تحول كبيرة» بالمعارك مؤخراً، وكشف النقاب عن استعادة السيادة الجوية في عدد من المناطق، بعدإسقاط أكثر من 13 طائرة تركية مسيرة خلال الأيام الماضية. وحثّ المسماري المواطنين على أخذ الحيطة والحذر، باعتبار أن معركة الأصابعة لم تنتهِ بعد، لافتاً إلى المنطقة الممتدة منها حتى غريان والهيرة تعد منطقة عمليات للقوات الجوية بالجيش الوطني. وقال إن «قوات الجيش لم تنسحب من مناطقها، وإنما أعادت التموضع في إطار خطط عسكرية واضحة»، لافتاً إلى «اندلاع اشتباكات قوية في محور عين زارة جنوب طرابلس». واعتقلت قوات الجيش الوطنيفي محاور طرابلس، مساء أول أمس، من وصفته بـ«الداعشي السوري محمد الرويضاني المكنى أبا بكر الرويضاني»، الذي قالت إنه «أحد أخطر عناصر (داعش) في سوريا، وانتقل إلى ليبيا برعاية المخابرات التركية كأمير لـ(فيلق الشام)». وأوضح اللواء أحمد المسماري، الناطق الرسمي باسم الجيش، في بيان له معزز بصور الرويضاني، أنه «قبض عليه وهو يقاتل مع ميليشيات السراج التي يقودها ضباط أتراك»، معتبراً أن هذا يعد دليلاً آخر على «العلاقة بين إردوغان و(تنظيم داعش) التكفيري والتنظيمات المتطرفة عامة»، على حدّ قوله. وبعد ساعات من هذا الاعتقال، تبنى «تنظيم داعش» هجوماً نادراً، هو الأول من نوعه منذ بدء هجوم الجيش لتحرير طرابلس في 4 أبريل (نيسان) الماضي، حيث قال التنظيم، في بيان بثّته وكالة موالية له، إنه «مسؤول عن الهجوم الذي استهدف سيارة تابعة للجيش بعبوة ناسفة في مدخل مدينة تراغن جنوب غربي البلاد». وأوضحت الوكالة أنه تم إعطاب آلية للكتيبة 628 مشاة بمدخل المدينة، لكن مصادر محلية قلّلت من الهجوم، وقالت إنه أسفر عن إصابة عدد محدود من الجنود.

في المقابل، قالت «عملية بركان الغضب»،التي تشنّها الميليشيات الموالية لحكومة السراج أمس، إنها«دمّرت آليتين مسلحتين وعدة مراصد للجيش الوطني بمحور الكازيرما». كما أعلنت رصدهانقل من سمتهم بـ«مرتزقة الفاغنر»، الذين تقول الوفاق إنهم «يقاتلون في صفوف الجيش الوطني، على مدى اليومين الماضيين عبر رحلات جوية من مدينة بني وليد». وأفادت، في بيان لها أمس، أن «طائرة شحن عسكرية من طراز (إنتينوف 32) هبطت في مطار المدينة، لاستئناف نقل المرتزقة الفارين من محاور جنوب طرابلس إلى وجهة غير معلومة»، مشيرة إلى أنه «تم رصد مساء أول من أمس، هبوط 7 طائرات شحن عسكرية للمطار لنقل المرتزقة وكميات من الذخائر والعتاد العسكري»، كما نشرت صوراً لما قالت إنها«منظومة دفاع جوي صاروخية روسية (بانتسير) في مدينة بني وليد». ونقلت وكالة رويترز، عن سالم عليوان، رئيس بلدية بني وليد الموالي لحكومة الوفاقالمعترف بها دولياً، أن «مقاتلين روساً متحالفين مع الجيش الوطني تراجعوا، وعتادهم الثقيل، من العاصمة إلى مطار البلدة التي تبعد نحو 150 كيلومتراً إلى الجنوب الشرقي من طرابلس».

ونفى أحمد المسماري المتحدث باسم الجيش الوطني أن يكون هناك أي أجانب يقاتلون مع قواته. وفي خطوة، وصفتها بأنها «بادرة إنسانية»، تراجعت قوات الجيش الوطني عن تمركزاتها في بعض المواقع في جنوب طرابلس خلال اليومين الماضيين، لكن قوات حكومة الوفاق عادت إلى بعض هذه المناطق.

وأثار مفتي ليبيا المقال من منصبه، الصادق الغرياني، الجدل مجدداً بعدما اقترح على حكومة الوفاق منح إردوغان الأولوية في عقود الإعمار والتنقيب عن النفط والغاز في ليبيا، وتعزيز التعاون الاقتصادي مع تركيا، والالتزام بالاتفاقيات المبرمة معها. وأشاد الغرياني من مقره في تركيا، عبر تصريحات لقناة تلفزيونية يمتلكها هناك، بما وصفه بـ«انتصارات قوات الوفاق» ووصف قوات الجيش الوطني بـ«العدو». إلى ذلك، نفت السفارة الأميركية لدى ليبيا تقارير تلفزيونية عن وصول وفد أميركي على متن طائرة خاصة هبطت في مطار بنينا بمدينة بنغازي، للقاء المشير حفتر، وقالت السفارة في تعليق مقتضب: «لا يوجد وفد أميركي متوجه إلى بنغازي، هذه الشائعة غير صحيحة». بموازاة ذلك، قال «تقرير سري» لخبراء في الأمم المتحدة إنه تم إجهاضمهمة سرية كانت تقوم بها قوات غربية خاصة في ليبيا، تضم 20 شخصاً على الأقل من أستراليا وفرنسا ومالطا وجنوب أفريقيا وبريطانيا والولايات المتحدة لدعم المشير حفتر، عن طريق إيقاف سفن الإمداد التركية وهي في طريقها إلى العاصمة طرابلس، واعتراض إمدادات الأسلحة وهي في طريقها لقوات الوفاق. ووفقاً للتقريرالذي قالت وكالةالأنباء الألمانية إنها اطلعت عليه: «شملت المهمة السرية المزعومة التي تم إيقافها لأسباب غير معروفة بعد أيام قليلة فقط، تهريب 6 طائرات مروحية عسكرية من جنوب أفريقيا إلى ليبيا وقاربين عسكريين من مالطا في صيف العام الماضي». من جانب آخر، أعلن 11 من أعضاء مجلس النواب الليبي الموجود بشرق البلاد، في بيان مشترك، عن دعمهم لمبادرة رئيسه عقيلة صالح للتوصل إلى حلّ سياسي للأزمة في البلاد. واعتبر البيان أن المبادرة «تحمل حزمة من الحلول الجذرية لهذه الأزمة الليبية، وطالبالجميع بقبولها «دون التفاف أو محاولات تفريغها من فلسفتها بالانتقائية التي أفسدت كل التسويات السياسية في ليبيا».

 

«سلطات الأمر الواقع» تفرض منطقها في ليبيا وتقود بـ«مدد مفتوحة» وبعضها يستند إلى دعم المجتمع الدولي

القاهرة: جمال جوهر/الشرق الأوسط/26 أيار/2020

أدى الانفلات الأمني، وعدم وجود دستور حاكم في ليبيا، منذ إسقاط النظام السابق، إلى استمرارية الأجسام السياسية الحالية في عملها، سلطة تشريعية وتنفيذية، بالرغم من انتهاء مدة ولايتها، لكنها مع ذلك ظلت على وضعها بطريقة يطلق عليها الليبيون «شرعية الأمر الواقع».

في مقدمة هذه الأجسام، المجلس الرئاسي الذي نتج عن «اتفاق الصخيرات» في نهاية عام 2017، ويحظى بدعم دولي، ويستمر في عمله إلى الآن بالرغم من أن الاتفاق نص على أن «مدة ولاية حكومة (الوفاق الوطني) عام واحد»، وهو ما دفع عارف النايض، رئيس مجلس إدارة مجمع ليبيا للدراسات المتقدمة، أكثر من مرة إلى المطالبة بإنهاء عملها. والأجسام التي تستمد وجودها في الحياة السياسية بالبلاد، لا تقتصر على المجلس الرئاسي ومجلسه، فقط، بل تصل إلى المجلس الأعلى للدولة، ومجلس النواب في (شرق ليبيا) بالإضافة إلى الميليشيات المسلحة، التي تنزع سلطتها بقوة السلاح. ويرى المحلل السياسي، عبد العظيم البشتي، أن «سلطات الأمر الواقع في ليبيا تبدأ بفائز السراج ومجلسه الرئاسي الذي كان شرعياً ولكنه بعد انتهاء مدته صار الآن سلطة أمر واقع، والمجلس الأعلى للدولة الذي فرض استمراره دوره الوهمي بالقوة، بالإضافة إلى محافظ مصرف ليبيا المركزي المستمر في منصبه منذ نجاح انتفاضة 17 فبراير (شباط)، وميليشيات طرابلس بأنواعها». وأضاف البشتي لـ«الشرق الأوسط» أن «عبد الله الثني رئيس الحكومة المؤقتة بشرق البلاد، يعد سلطة أمر واقع، بجانب مجلس النواب المنقسم (…) الذي لا يعمل إطلاقاً ويفتقد للشرعية لأنه تجاوز مدته الدستورية»، إضافة إلى «عدم شرعية الميليشيات المحسوبة على شرق البلاد».

والحكومة الليبية المؤقتة يترأسها عبد الله الثني، ووافق عليها مجلس النواب الليبي في 22 سبتمبر (أيلول) 2014، ويرى خصومها أنه وفقاً لما أعلنته (الدائرة الدستورية) في المحكمة العليا الليبية بطرابلس في 6 نوفمبر (تشرين الثاني) 2014 تعد (غير دستورية). وفي 17 سبتمبر 2017، طالب الثني المجتمع الدولي بالاعتراف بحكومته، مؤكدا أنها تسيطر على الجزء الأكبر من هذا البلد في شمال أفريقيا، لكنها إلى الآن لم تحظ باعترافه.

وقال أشرف بودوارة، رئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر الوطني لتفعيل «دستور الاستقلال والعودة للملكية الدستورية في ليبيا» لـ«الشرق الأوسط» إن الأجسام المتحكمة في المشهد السياسي «تستمد قوتها من خلال إدارة المعركة بنفوذ خارجية، وذهب إلى أنها فاقدة الشرعية وتقفز على معاناة شعبنا لفرض سلطة الأمر الواقع». غير أن الناشط المدني الليبي يعرب البركي ذهب إلى أن المشكلة في ليبيا تجاوزت صراع الشرعيات لما هو أبعد، وقال: «المسألة الليبية ليست خلافاً سياسياً الآن، بل مشكلة أمنية حقيقية تهدد كل الإقليم دون استثناء».

وأضاف البركي لـ«الشرق الأوسط» أن «الحالة الليبية معقدة وصراع الشرعية والمشروعية متداخل في حالتنا، فلا أحد يمكنه وضع توصيف قانوني للمسألة»، مستكملاً: «إننا أمام حالة أمر واقع مفروض على الجميع، وقبل العودة لصندوق الانتخابات كخيار حاسم للشرعية، نحن بحاجة ماسة للحل الأمني الذي يمنع الانفجارات الدائمة للعنف في ليبيا». ولفت البركي إلى أن «هناك طرفاً سياسياً استعان بالإرهاب بشكل علني ويمارسه كل يوم، ويملك خزائن الموارد الليبية ويفرض نفسه كأمر واقع»، متابعاً: «هذا الكيان يريدنا أن نعترف به طرفاً سياسياً مدنياً، وهو مستول على السلطة بقرار أممي وسلاح الإرهاب والميليشيات»، في إشارة إلى حكومة «الوفاق»، لكن مسؤولاً بالمجلس الرئاسي نفى ذلك وشدد على أنهم سلطة تستمد شرعيتها من الشعب والاتفاق السياسي. وانبثقت حكومة «الوفاق» عن الاتفاق السياسي الليبي الموقع في (الصخيرات) المغربية في 17 ديسمبر (كانون الأول) 2015، تحت إشراف بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، بقيادة الألماني مارتن كوبلر. بالرغم من ذلك انتهى البركي إلى أنه «لا يوجد أي خيار لإنهاء هذه الفوضى في ليبيا، سوى الحل الأمني والعسكري رغم قسوته وفاتورته الباهظة».

 

سياسيون ليبيون يتوقّعون دخول «الهلال النفطي» بؤرة الصراع

حكومة السراج تعده «هدفها المقبل»... وموالون لحفتر يرون الاقتراب منه «انتحاراً»

القاهرة: «الشرق الأوسط»/الشرق الأوسط/26 أيار/2020

شجّع سقوط قاعدة الوطية الجوية في قبضة حكومة «الوفاق»، قيادتها على التفكير بعيداً؛ حيث الهلال النفطي الواقع تحت سيطرة «الجيش الوطني» الليبي، إذ أكدوا أن «هدفهم القادم سيكون خارج حدود العاصمة طرابلس، وخصوصاً باتجاه منطقة الهلال».

استهل هذه التصريحات التي تغلب عليها الأمنيات، أحمد الحداد، القيادي الميداني في قوات حكومة «الوفاق»، بقوله إن «الهدف القادم بالفعل هو (تحرير) منطقة الهلال النفطي، والتمركز فيها، بمساعدة حلفائهم الأتراك». وذهب - في تصريح صحافي لوكالة «نوفا» الإيطالية - إلى أن حكومته شكلت غرفة عمليات لهذا الهدف؛ «حيث تتم تدريبات متقدمة بمساعدة الأتراك، لإدارة العمليات القتالية ومهام السيطرة والمحافظة على المواقع والمنشآت النفطية وتأمينها». وذهب عضو مجلس النواب المقاطع بطرابلس عمر تنتوش، في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إلى أن «الساحة تظل مفتوحة على كل التوقعات، فالنفط متوقف، وهو المصدر الرئيسي لإيرادات الدولة، وبالتالي فإن الخطوة متوقعة لتمويل الخزينة العامة وباقي التمويلات الأخرى». لكن بالمقابل، حذّر عضو مجلس النواب الليبي بطبرق، أبو بكر الغزالي، من أن «هذا التصعيد الذي تستهدفه حكومة (الوفاق) سيؤدي إلى صراع مدمر ليس فقط مع (الجيش الوطني) بل مع القبائل الليبية التي أغلقت حقول النفط في يناير (كانون الثاني) الماضي، والتي يعرف الجميع مقدار قوتها وتأثيرها على الساحة الليبية». وأوضح الغزالي في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن «محاولة الاقتراب من الموانئ النفطية تعدّ بمثابة انتحار لقوات (الوفاق) ومن يواليها»؛ مشيراً إلى أن «هذه المنطقة تخضع عسكرياً لسيطرة الجيش، ولكن عنصر القوة الرئيسي الموجود بالمنطقة ذاتها إلى جوار الجيش هو القبائل الليبية». ولفت إلى أن «أي محاولة لإعادة فتح الحقول بالقوة ستدفع بالقبائل للدخول في حرب إلى جوار قوات الجيش، وهذه الخطوة إن تمت فستغير موازين القوة على نحو سيعصف بقوات (الوفاق) و(المرتزقة السوريين) بل وبالقوات التركية ذاتها». وكان رجال قبائل موالون لـ«الجيش الوطني» قد أقدموا على غلق الموانئ والحقول النفطية، متهمين حكومة «الوفاق» بعدم التوزيع العادل لإيرادات النفط واستخدامها في دفع أجور مقاتلين مرتزقة. ويرى الغزالي النائب عن مدينة سرت أن «قوات (الوفاق) تسعي جدياً للسيطرة على أكبر قدر من المساحة الجغرافية لتعزيز مكانتها في التعاطي مع المجتمع الدولي، وإعادة اعتراف الجميع بها كطرف قوي»، متابعاً: «إلا أن زهوة الانتصارات المزيفة التي تحققت بسبب الانسحاب التكتيكي للجيش تمكنت منهم، ورفعت سقف طموحاتهم بالرغبة في التقدم نحو الهلال النفطي، ربما أملاً في رد مزيد من الثمن لحليفتهم تركيا التي سبق ومنحوها امتيازات عدة (...) هم يتناسون أن (الجيش الوطني) لا يزال موجوداً ويعد عدته». وكانت وزارة الدفاع في حكومة «الوفاق» قد توعدت من أغلقوا الحقول والموانئ النفطية، بالعقاب على «جرائمهم» بحق الشعب الليبي، وبأنها قد تضطر إلى استخدام كل الوسائل المتاحة للتصدي لهذه الأعمال التي وصفتها بـ«التخريبية». غير أن محمد المصباحي، رئيس ديوان المجلس الأعلى لمشايخ وأعيان ليبيا، الموالي لـ«الجيش الوطني»، لا يستبعد الإقدام على مثل هذا التحرك من قوات «الوفاق»، وأرجع ذلك إلى «الأطماع التركية في ثروات ليبيا»، فضلاً عن «الاستفادة من وراء تعزيز تواجدها بالساحة الليبية سياسياً واقتصادياً».

وقال المصباحي لـ«الشرق الأوسط»: «لا بد من ذكر الحقائق بأسمائها. الهلال النفطي ليس هو الهدف القادم لحكومة (الوفاق)؛ لكنه للأتراك ومن يتعاون معهم من الميليشيات الليبية»؛ لكنه استكمل: «جموع الليبيين الأحرار لن يرضوا بالعودة لزمن الاحتلال العثماني، بدفع الجباية والضريبة من ثروات ومقدرات البلاد، وسيدافعون عنها بلا هوادة». أما مدير مكتب دعم السياسات العامة لرئيس المجلس الرئاسي محمد الضراط، فأشار إلى أن «العمليات العسكرية سوف تستمر إلى أن يتم (تحرير) ليبيا بالكامل»، وقال لـ«الشرق الأوسط»: «هذا الهدف كان واضحاً في خطاب رئيس المجلس الرئاسي لحكومة (الوفاق) فائز السراج، بأنه سيتم استرداد كل الأراضي من القوات (المعادية)»، وأضاف: «هناك خطة سرية جداً وضعتها القيادات العسكرية؛ من حيث الأولويات والمدى الزمني للتنفيذ، وسوف يتم تطبيقها، ولكننا بشكل عام نتوقع عودة إنتاج النفط قريباً، ومن غير المستبعد أن يقوم حفتر بعرض فتح النفط في محاولة لإقناعنا بالتفاوض أو الهدنة معه. كل شيء وارد». في السياق ذاته، قال مصدر مسؤول بحكومة «الوفاق»، إن «السيطرة على الهلال النفطي تعد خطوة قريبة في إطار انحصار وجود القوات (المعادية) بالغرب الليبي»، مضيفاً: «بعد أن نكمل (تحرير) كامل المنطقة الغربية - وهذا ما سيحدث قريباً جداً - سيكون على عاتقنا تنفيذ كثير من المهام، أهمها استكمال (تحرير) مناطق الوسط والجنوب وبالتأكيد الهلال النفطي، والعمل على إعادة فتح النفط، مصدر رزق الليبيين. فلم يعد مسموحاً الاستمرار في هذا العبث».

   

الحكومة المصرية تحظر مؤقتاً البناء الخاص في المدن الكبرىمجلس الوزراء المصري)

القاهرة: عبد الفتاح فرج/الشرق الأوسط/26 أيار/2020

قررت الحكومة المصرية حظر البناء الخاص مؤقتاً في عواصم المحافظات والمدن الكبرى، ووقف إصدار تراخيص البناء ضمن خطة حصار «المساكن العشوائية». وأصدر اللواء محمود شعراوي وزير التنمية المحلية، أمس الاثنين، قراراً وزارياً بتكليف المحافظين بوقف إصدار التراخيص الخاصة بإقامة أعمال البناء أو توسعتها أو تعليتها أو تعديلها أو تدعيمها للمساكن الخاصة في القاهرة الكبرى والإسكندرية وجميع المدن الكبرى، كما نص القرار على إيقاف استكمال أعمال البناء للمباني الجاري تنفيذها لحين التأكد من توافر الاشتراطات البنائية والجراجات؛ وذلك اعتباراً من يوم الأحد 24 مايو (أيار) الجاري ولمدة 6 أشهر».

ودعا الرئيس عبد الفتاح السيسي، وزير الداخلية والمحافظين الأسبوع الماضي، إلى القبض على مخالفي البناء؛ للتقليل من ظاهرة البناء المخالف والمساكن العشوائية، إذ وصفهم بأنهم «يفسدون في البلاد». وتعد محافظة الإسكندرية (شمال مصر) من أكثر محافظات الجمهورية في عدد مخالفات البناء، فوفق اللواء محمد الشريف، محافظ الإسكندرية، يوجد 133 ألف قرار إزالة لمباني مخالفة بالمحافظة منذ 2011 حتى 2020، لم يتم تنفيذ سوى 9 آلاف قرار فقط منها»، مشيراً إلى أن «هذا العدد كبير جداً جعل المحافظة تحصل على لقب عاصمة المخالفات»، وأكد في مداخلة تلفزيونية أخيراً أنه «سيتم تشديد الإجراءات بعد توجيه الرئيس السيسي اليوم بالقبض على المخالفين». ومنتصف الأسبوع الماضي، افتتح الرئيس السيسي مشروع «بشاير الخير 3»، (غرب الإسكندرية)، الذي يعد أحد أهم مشروعات تطوير العشوائيات، التي نفذتها السلطات المصرية بالآونة الأخيرة، بعد مشروع «بشاير الخير1» و«بشاير الخير 2»، وتم الانتهاء من المشروع الذي يقع على مساحة 105 أفدنة، وشارك فيه أكثر من 75 شركة مصرية تحت إشراف الهيئة الهندسية للقوات المسلحة، خلال عامين ونصف العام فقط، وتتكون المنطقة السكنية ببشاير الخير 3 من 100 بلوك سكني بعدد 200 عمارة وبإجمالي نحو 10624 وحدة سكنية، وسيتم تسليم الوحدات السكنية لأهالي المناطق العشوائية المحيطة مثل منطقة مأوى الصيادين». وتواصل الحكومة المصرية العمل على تنفيذ خطة تطوير المناطق العشوائية، بجانب إنشاء مجتمعات عمرانية جديدة، ومشروعات للإسكان الاجتماعي، بمناطق متنوعة بمختلف أنحاء الجمهورية، وتأمل الحكومة في القضاء على العشوائيات بحلول عام 2030». ويُولي السيسي أهمية خاصة لخطة استبدال المناطق العشوائية بأخرى حضارية على غرار ما تم بمنطقة «تل العقارب»، التي سميت بعد تطويرها بـ«روضة السيدة»، ومنطقة «غيط العنب» التي تحولت إلى «بشائر الخير»، بالإضافة إلى مدينة «الأسمرات» بالمقطم التي تم نقل سكان المناطق شديدة الخطورة بـ«الدويقة» (شرق القاهرة) إليها». وتختلف أنواع المناطق العشوائية في مصر بين الإسكان غير الآمن، والإسكان العشوائي، والإسكان غير المخطط، وتضع الدولة خططاً مختلفة لتطوير كل منطقة على حدة، وفق المهندس خالد صديق، رئيس صندوق تطوير العشوائيات، الذي أوضح في تصريحات صحافية أن «40 في المائة من المسطح العمراني السكني في 230 مدينة مصرية غير مخطط (عشوائي)، بمساحة 160 ألف فدان، من إجمالي 417 ألف فدان، ويسكن هذه المناطق غير المخططة نحو 22 مليون مواطن»، مشيراً إلى أن «الصندوق يسعى للقضاء على هذه المناطق العشوائية بحلول 2030 بتكلفة تبلغ 350 مليار جنيه (الدولار الأميركي يعادل 15.6 جنيه مصري».

 

مقتل 13 متطرفاً باشتباك في شمال بوركينا فاسو

واغادوغو/الشرق الأوسط/26 أيار/2020

قتل 13 متطرفاً أول من أمس أثناء «اشتباك» مع الجيش في مقاطعة سوم في شمال بوركينا فاسو، على ما أفادت مصادر أمنية. وأفاد مصدر أمني بأن «اشتباكاً وقع أول من أمس بين مجموعات إرهابية مسلحة ووحدات عسكرية كانت في مهمّة استطلاع في منطقة غاسيليكي (في سوم) وقُتل 13 متشدداً على يد الوحدات التي ردّت بسرعة على الاحتكاك بالعدو». وأكد مصدر أمني آخر أنه «لم تسجّل أي خسارة» في صفوف الوحدات، مشيراً إلى أن «القوات المسلحة التي هزمت المهاجمين، صادرت آليات عدة وأسلحة حربية». وأُطلقت عملية تمشيط بدعم من مجموعة مكافحة الإرهاب، وفق المصدر نفسه.

وفقدت القوات الأمنية الأسبوع الماضي، عدداً من عناصرها في هجمات عدة. وقُتل الجمعة ثلاثة أشخاص بينهم جندي في هجوم استهدف دورية عسكرية في شرق البلاد. وبحسب مصادر أمنية، قُتل متطرفان أثناء هذا الهجوم. والأربعاء قُتل دركيان و47 «إرهابياً» خلال عملية لمكافحة التمرّد الجهادي في واريبيري الواقعة على بعد 40 كلم تقريباً من باراني في شمال غربي بوركينا فاسو، بحسب ما أعلنت رئاسة أركان الجيش. والاثنين قُتل سبعة أشخاص، هم جنديان وخمسة متطوعين من كتائب الدفاع عن الوطن، في هجوم مسلّح استهدف دوريتهم في شمال بوركينا فاسو وتبنّته «جماعة نصرة الإسلام والمسلمين»، أبرز تحالف جهادي في منطقة الساحل يتبع لتنظيم «القاعدة» ومقرّه في مالي. وتشهد بوركينا فاسو هجمات إرهابية متكرّرة، غالباً ما تتشابك مع نزاعات طائفية، ما أدى إلى مقتل قرابة 800 شخص منذ 2015، وأجبر نحو 840000 شخص على الفرار من ديارهم.

إلى ذلك، قتل ثمانية متطرفين مفترضين واعتقل 38 مشتبهاً بهم خلال عملية مشتركة بين جيشي بوركينا فاسو وساحل العاج على الحدود بين البلدين في الأيام الماضية، وفق بيان لجيش بوركينا فاسو أول من أمس. وأشار الجيش البوركيني إلى أن «المنطقة تحت السيطرة»، مشيراً إلى «النتائج الممتازة المحققة بفضل التنسيق المثالي بين الجيشين». وجرت هذه العملية في شمال شرقي مدينة فركيسيدوغو (ساحل العاج) وجنوب بانفورا (بوركينا فاسو). وأكد جيش ساحل العاج أن «ليس هناك أي قاعدة إرهابية على الأراضي العاجية استخدمت مناطق لجوء خلال هجمات سابقة» لجيش بوركينا فاسو.

 

تركيا تأمل في استمرار اتفاقية «الأجواء المفتوحة» بعد انسحاب أميركا

أنقرة: سعيد عبد الرازق/الشرق الأوسط/26 أيار/2020

عبرت تركيا عن أملها في استمرار اتفاقية الأجواء المفتوحة في خدمة الاستقرار والأمن وذلك بعد انسحاب واشنطن رسمياً منها لاتهامها روسيا بعدم الالتزام ببنودها. وقال المتحدث باسم الخارجية التركية حامي أكصوي، في بيان إن تركيا تولي أهمية لتنفيذ هذه الآلية بشكل كامل بما يتفق مع هدفها من قبل جميع الدول المشاركة فيها، وتأمل أن تستمر في خدمة الاستقرار والأمن. وأضاف أن الاتفاقية، التي تعد تركيا طرفاً فيها، هي أحد أحجار البنية في هيكل الأمن الأوروبي الأطلسي في مراقبة الأسلحة التقليدية. كان وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو أكد، في بيان الجمعة، أن إدارة بلاده أصدرت إشعاراً رسمياً حيال قرار انسحابها من اتفاقية الأجواء المفتوحة، وأن القرار سيكون سارياً لمدة 6 أشهر. وأضاف أن «روسيا انتهكت، بشكل صارخ ومستمر، الاتفاق بأشكال مختلفة طوال أعوام... يبدو أن موسكو تستخدم شعار نظام الأجواء المفتوحة لدعم عقيدة روسية عدوانية جديدة تقضي باستهداف البنى التحتية الحساسة في الولايات المتحدة وأوروبا باستخدام أسلحة تقليدية يتم التحكم فيها بدقة. وسبق ذلك إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترمب، الخميس، اعتزام بلاده الانسحاب من الاتفاقية وعدم عودتها إليها حتى وفاء روسيا بمسؤولياتها تجاهها، قائلاً إن «هذه فرصة عظيمة لعقد صفقة جديدة».

ومن بين الانتهاكات المنسوبة إلى روسيا منع طائرات الحلفاء من الاقتراب أكثر من 500 كيلومتر من جيب كالينينغراد الروسي الواقع بين ليتوانيا وبولندا، أو تجاوز الحدود بين روسيا وجورجيا بأكثر من 10 كيلومترات. واتهمت روسيا الولايات المتحدة، الجمعة، بزرع الشقاق بين حلفائها بعد إعلانها الانسحاب، وبعد وضعها أمام تحدي الالتزام الكامل بالمعاهدة. ونددت بالشروط «غير المقبولة على الإطلاق» على لسان نائب وزير خارجيتها سيرغي ريابكوف الذي أشار أيضا إلى «الاستعداد للبحث عن اتفاق». وقال ريابكوف إن «الولايات المتحدة تزرع الشقاق والشكوك في صفوف حلفائها أنفسهم عبر اتخاذ قرارات مماثلة. إنها تتجاهل رأي كثير من أعضاء حلف شمال الأطلسي (ناتو) ودول أخرى موقعة على المعاهدة». وأضاف أن «الشروط التي فرضتها الولايات المتحدة غير مقبولة على الإطلاق، ولا معنى، ولا أساس لها»، قائلاً: «نحن مستعدون لمواصلة الحوار والبحث عن اتفاق، لكن لسنا مستعدين للقبول بتنفيذ ما أملته واشنطن».

وأبدى المسؤولون الروس استعدادهم لبحث «المسائل التقنية التي تعتبرها الولايات المتحدة حالياً انتهاكات من قبل روسيا.

وروسيا والولايات المتحدة من بين 35 دولة موقعة على اتفاقية الأجواء المفتوحة، الرامية إلى تعزيز الشفافية في الأنشطة العسكرية، وتسهيل مراقبة تحديد الأسلحة والاتفاقات الأخرى. وأعرب حلفاء الولايات المتحدة في الناتو عن أسفهم لقرار واشنطن بالانسحاب من الاتفاقية. وقال وزراء خارجية بلجيكا وجمهورية التشيك وفنلندا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا ولوكسمبورج وهولندا والبرتغال وإسبانيا والسويد في بيان مشترك: «نأسف لإعلان حكومة الولايات المتحدة عزمها الانسحاب من المعاهدة، رغم أننا نشاركهم مخاوفهم بشأن تنفيذ بنود المعاهدة من جانب روسيا».

وعقد سفراء الدول الأعضاء في الناتو اجتماعاً طارئاً، الجمعة، قال على إثره الأمين العام للحلف ينس ستولتنبرغ إن «عودة روسيا لاحترام المعاهدة هي (أفضل طريقة) للحفاظ عليها... وفاء روسيا الانتقائي الحالي بالتزاماتها قوّض مساهمة هذه المعاهدة الهامة في أمن واستقرار المنطقة الأوروأطلسية». وكانت ألمانيا، طالبت واشنطن، الخميس، بـ«إعادة النظر» في موقفها قبل أن تنضم الجمعة إلى 9 دول أخرى في الاتحاد الأوروبي شددت على أهمية المعاهدة. ودعا وزير الخارجية الألماني هايكو ماس الولايات المتحدة إلى «إعادة النظر» في قرارها. وقال ماس: «أشعر بالأسف العميق على الإعلان»، مضيفاً: «سنعمل مع شركائنا لحض الولايات المتحدة على (إعادة) النظر في قرارها». وأضاف أن ألمانيا وفرنسا وبولندا وبريطانيا أوضحت مراراً لواشنطن أن وجود صعوبات من الجانب الروسي «لا يبرر» الانسحاب من الاتفاقية التي تساهم في الأمن والسلم في النصف الشمالي من الكرة الأرضية برمّته، وهو أمر سيضعفه انسحاب واشنطن، بينما حضّ موسكو على «معاودة تطبيقها بالكامل». وتسمح الاتفاقية المبرمة عام 1992، التي بدأ العمل بها في 2002، بتحليق طائرات مراقبة غير مسلحة في أجواء الدول الأعضاء، بهدف تعزيز التفاهم المتبادل والثقة، عبر منح الأطراف دوراً مباشراً في جمع المعلومات عن القوات العسكرية والأنشطة التي تهمها.

وكان الرئيس التركي رجب طيب إردوغان أجرى، السبت، اتصالاً مع نظيره الأميركي دونالد ترمب، تم خلاله بحث التعاون السياسي والعسكري بين البلدين، إلى جانب التطورات في ليبيا وسوريا والقضايا الدولية والإقليمية محل الاهتمام المشترك. وذكر بيان صادر عن دائرة الاتصال بالرئاسة التركية، أن الرئيسين اتفقا على مواصلة التعاون السياسي والعسكري لإحلال السلام والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط. وأعرب ترمب عن قلقه إزاء تفاقم التدخل الأجنبي في ليبيا، مشدداً على ضرورة تخفيف الاشتباكات بسرعة، وأكدا إيجاد حل سياسي عاجل للصراع في سوريا، وإيصال المساعدات الإنسانية إلى جميع أنحاء البلاد.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

يومها، 25-5-2000، شاهدتُ بأمّ العين تهجير الجنوبيين. (الجزء الثاني)

 المخرج يوسف ي. الخوري/27 أيار/2020

أَوْمأَ أبو أرز للجنرال الإسرائيلي كي يفتح بوابة فاطمة، ثمّ دخل منها إلى إسرائيل وكان آخر الخارجين من لبنان، لتُغلق من يومها خلفه بوابة فاطمة الواقعة على الخط الحدودي بين كفركلا اللبنانية والمطلّة الإسرائيلية.

لملمنا عدّة التصوير وانطلقنا عائدين إلى بيروت، وما كدنا نعبر مسافةً خمسمائة أو ستمائة متر من البوابة، حتّى صادفنا مجموعات مسلّحة منتشرة على جوانب الطريق. قلت لـ Gabriel Delarue:

- هؤلاء الشبّان هم من حزب الله وحركة أمل.

ظهر على وجه Delarue شيء من الدهشة، ثمّ قال متعجّبًا:

- لكنّهم قريبين جدًا ولم يأتوا بأيّ حركة ضد عناصر الجنوبي؟!

- أكنت تُريد أن يتعرّضوا للمغادرين من البوابة؟!

- ... لا!! لم أقصِد!

ساد الصمت في السيّارة ولم يعد أحدٌ منّا يقوى على الكلام، لشدّة ما كنا تعِبين.

بينما كنا نمرّ ببلدة القليعة التي بَدَت كمدينة أشباح بعدما هجرها معظم أبنائها إلى إسرائيل، قطع Delarue الصمت فجأة ليسألني:

- أتعتقد أنّ تفريغ الجنوب من أبنائه أمرٌ مُتفّقٌ عليه؟

فاجأني السؤال، خصوصًا أنّ لا معلومات لدي عن هذا الموضوع، فقلت حاسِمًا:

- وما الذي يدفعك إلى هذا التفكير؟! ... أنا شخصيّا لا معطيات عندي.

على طول الطريق بين كفركلا وبيروت، لم تنقطع قوافل السيارات المتوجّهة إلى الجنوب للاحتفال بالنصر. مع اقترابنا من فندقنا في منطقة الجناح، نظر Delarue إليّ وسألني:

- ألاحظت شيئًا؟

- مثل ماذا؟

- ألم تلاحظ أن طيلة الطريق لم نشاهد علمًا لبنانيًّا واحدًا؟!! كل الأعلام، على السيّارات التي تحتفل بالنصر، كانت أعلامًا حزبيّة!

- (قاطعته قبل أن يُكمل) أرجو ألا تسألني عن رأيي في هذه الظاهرة، أنا الآن منهك ولا أريد سوى النوم.

خلال الأسبوع الذي تلا الإنسحاب، أجرينا العديد من المقابلات مع شخصيّات روحيّة ومدنيّة لضمّها إلى الفيلم الوثائقي، وكان من بين هذه الشخصيّات البطريرك الماروني مار نصرالله بطرس صفير، ونوّاف الموسوي (لم يكن بعد نائبًا) عن حزب الله، والسيدة التي تراجعت مع طفلتيها عن الدخول إلى إسرائيل في اللحظة الأخيرة. (راجع الجزء الأول)

غادر الطاقم الفرنسي إلى باريس لمراجعة المادة التي صوّرناها. بعد أيّام قليلة، اتصل بي Delarue ليقول إن المادة التي بين أيدينا لا تُصبح مكتملة، إلّا إذا تابعنا ما حصل مع عناصر جيش لبنان الجنوبي بعد نَفيِهم إلى إسرائيل، فقلت له ممازحًا:

- أكيد أنت لا تطلب مني أن أتوجّه إلى إسرائيل! (وضحكت)

- وأنا أيضًا لن أذهب إلى إسرائيل لأني لست راغبًا في أن تمنعني سلطاتكم من العودة إلى لبنان، فأنت تعرف كم يعني لي بلدكم.

- اسمع.. ما رأيك أن تجري مقابلة مع الجنرال عون لإدخالها في الفيلم، هو الآن أصبح موجودًا في باريس.

- أتعتقد أنّه سيقبل؟

- حاول.. قل له أنك تتصل من قبلي. سيتذكّرني أنا متأكّد.

وافق الجنرال على إجراء المقابلة، وتوجّه فريق إلى إسرائيل، غير الذي كان معي في لبنان، للاطلاع على ما آلت إليه أوضاع عناصر جيش لبنان الجنوبي المنفيّين إلى هناك.

في العاشر من تموز الـ 2000، حضرتُ إلى باريس للإشراف على عمليّة مونتاج الفيلم، وللاطلاع على المادة التي صُوّرت في إسرائيل وعلى مقابلة الجنرال عون. فور دخولي مكتب Delarue، رحّب بي بحماس، ثمّ قال لي "اجلِس أريدُك أن تسمع شيئًا". أحضَرَ جهاز راديو-كاسيت، ووضع فيه شريطًا أخرجه من أحد الدروج، ثمّ شغّله. إنّه صوت رجل يخطب بانفعال باللغة الإنكليزية. كان يتهجّم على دولة إسرائيل متّهمًا إيّاها بالتواطؤ والتآمر على جيش لبنان الجنوبي. ولم يتردّد الرجل من نعت حكومة "إيهود باراك" بالخائنة لأنّها ألزمت جيش لبنان الجنوبي على مغادرة لبنان، وهو كان بإمكانه حفظ الأمن في لبنان الجنوبي لوحده .

أنهى الرجل كلمته. ساد القاعة لحظات من الصمت، ثم تكلّم رجل آخر متوجّهًا بكلامه إلى الرجل الأول: "كل ما تقوله صحيح، لكنّك لا تستطيع أن تنعت حكومتنا بالخائنة!" هنا علا صوت امرأة بغضب شديد لتقول: "ليست خائنة؟!! وهل هناك خيانة أفظع من هذه؟؟؟" عمّت الفوضى القاعة، ولم يعد الكلام مفهومًا. أوقف Delarue آلة التسجيل، وبادر إلى القول:

- لا أظنُّكَ عرفتَ مَن المتكلّم... إنّه صاحب النظّارات الكبيرة السوداء...

- أبو أرز؟..

- اعتقدتُ، عندما شاهدناه على بوّابة فاطمة، أن نظّاراته هي للوقاية من الشمس، لكن على ما يبدو فإنّه يستخدمها ايضًا في الأماكن الداخلية...

ووضع Delarue أمامي مجموعة صور فوتوغرافيّة أخرجها من ملفٍّ كان على طاولته؛

- عايِن الصور، كان يتكلّم أمام اللجان في الكنيست الإسرائيلي.

- أبو أرز يُهاجم إسرائيل داخل الكنيست؟!! (وأنا أعاين الصور)

- هناك أكثر من ذلك! اتبعني إلى غرفة المونتاج لترى بالصوت والصورة.

تابعت معاينة الصور بينما كنا نسير في الممر إلى غرفة المونتاج، فوقَعتُ على صورة لقاعة الكنيست حيث سمعنا أبا أرز يتكلّم. الصورة من الخلف، أعضاء اللجان جالسون يراقبون أمامهم رجلًا بيده ميكروفون وهو يلتفت متفاجَئًا نحو إمرأة تقف عن كرسيها والغضب ظاهر في تعابيرها. المرأة حجبت بوقوفها أبا ارز، إلّا الناحية اليسرى من وجهه وكتفه، وكان واقفًا في العمق. لمح Delarue الصورة بطرف عينه، فأوضح لي أنّها السيّدة التي سمعناها على الشريط تقول "إن خيانة إسرائيل لجيش لبنان الجنوبي لفظيعة"، وهي عضو في حزب الليكود واسمها "تسيبي ليڨني"، والرجل الذي نهاجمه هو وزير في حكومة باراك.

في غرفة المونتاج اطّلعت على مشاهد مصوّرة ضمن ساحة كبيرة، حركة ناس؛ خيمٍ؛ أعلام لبنانيّة؛ لافتات بالعبرية والإنكليزية؛ أناس رسميّون (إسرائيليّون) يدخلون الساحة ويتوجهون مباشرة للتوقيع على عريضة. إنها مشاهد لاعتصام أقامه المنفيّون من جنوب لبنان لعدّة أيام في "كيكار رابين" – أي ساحة رابين – احتجاجًا على طعنهم بظهرهم من قبل الإسرائيليين. جانب من الاعتصام كان للتعبير عن رفض شباب الجنوبي، المسيحيّين والشيعة، أن يُذكر على إقاماتهم الإسرائيلية بأن قوميّتهم عربية، وهُم يُطالبون بأن تكون القوميّة "لبنانية". (تمكّنوا لاحقًا من انتزاع هذا الحقّ من الكنيست)

لفتتني، في إحدى اللقطات، يافطة كبيرة مكتوب عليها كلمة واحدة فقط وبالعبري: "חיסרון". طلبت أن يُشرح لي ماذا تعني هذه الكلمة، فجاءني الجواب أنّها تُلفظ "بوشا" ومعناها: "عَيْب". وهي موجّهة للإسرائيليين، ليس لانسحابهم من لبنان كما ادّعت صحافتنا اللبنانية، بل للأسباب التي ذكرناها أعلاه (الطعن بالظهر).

توقفت عند لقطة واسعة لمشهد تظهر فيه عشرات الأعلام اللبنانية ترفرف فوق أرض إسرائيل، فجمّدت الصورة أمامي ورحت أتأملها متأثرًا. وضع Delarue يده على كتفي وقال:

- عجيبٌ أمرُكم أنتم اللبنانيون، في بيروت ترفعون أعلام أحزابكم، وفي المنفى تتشبثون برفع علم لبنان. (ثمّ أضاف) أخبرني المنتج أن السلطات الإسرائيليّة طلبت رفع علم واحد لإسرائيل داخل الاعتصام، لكن شباب الجنوبي رفضوا، لا بل رفعت الشرطة البلدية العلم، واللبنانيون أنزلوه.

ولكي لا نُطيل أكثر، تبيّن لاحقًا من خلال تقرير لصحيفة Der Spiegel الألمانية، أنّ اتفاقًا عُقِد بين حزب الله والقيادة العسكرية الإسرائيلية، يُسمح بموجبه للحزب بالانتشار داخل مناطق الشريط الحدودي المحتل بعد الانسحاب، مقابل عدم التعرّض للجنود الإسرائيليين أثناء الانسحاب. وتتكفّل إسرائيل بحلّ جيش لبنان الجنوبي، وتضمن عدم اعتراضه على هذا الاتفاق، وهو الأمر الذي يفسّر لماذا عَمِل الإسرائيليون على إخراج عناصر الجنوبي من لبنان.

أصاب Delarue في شكوكه أثناء مغادرتنا الجنوب بعد الانسحاب، وللتاريخ، شخص آخر بدا أنه كان يعرف بالمؤامرة على جيش لبنان الجنوبي، هو الجنرال ميشال عون، إذ قال في حديثه لنا عن قضية الجنوبيّين المنفيّين: "… الوضع معقّد، لبنان ممسوك من ناس غير وطنيّين، يتّهمون بالعمالة أناسًا آخرين مِمَن يعتبرونهم غير وطنيّين.

ربطًا مشاهد من فيلم "المنفيّون من جنوب لبنان".

https://www.facebook.com/yussuf.elkhoury/videos/1686153494865964/

 

المفتي قبلان... في أصل لبنان

نديم قطيش/الشرق الأوسط/26 أيار/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/86592/%d9%86%d8%af%d9%8a%d9%85-%d9%82%d8%b7%d9%8a%d8%b4-%d8%a7%d9%84%d9%85%d9%81%d8%aa%d9%8a-%d9%82%d8%a8%d9%84%d8%a7%d9%86-%d9%81%d9%8a-%d8%a3%d8%b5%d9%84-%d9%84%d8%a8%d9%86%d8%a7%d9%86/

آخر المبالغات فيما خص المشروع السياسي للجمهورية الإسلامية في إيران، كلام للمفتي الجعفري الممتاز في لبنان أحمد قبلان. قبلان هو نجل الشيخ عبد الأمير قبلان، رئيس المجلس الشيعي الأعلى، والذي هناك دعوى مقامة ضده أمام مجلس شورى الدولة اللبنانية؛ لكنها مدفونة في الأدراج بقوة قوى الأمر الواقع!

قبلان الابن، الطامح في وراثة أبيه في رئاسة المجلس الشيعي الأعلى، والمنحاز مصلحياً لـ«حزب الله»، استل من البيان التأسيسي للحزب الصادر عام 1985، وصفاً للبنان يفيد بأنه صنيعة الاستكبار العالمي، وأبلغ اللبنانيين أنه بات مطلوباً إسقاط الصيغة الطائفية، وأن «أصل نشأة لبنان تم على أساس طائفي واستبدادي، بوظيفة خدمة المشروع الاستعماري والاحتكاري».

لا يستند هذا الكلام الكبير إلى أي وزن فكري أو معرفي لصاحبه غير المعروف بكثرة مساهماته ومؤلفاته في أي من شؤون الدين أو الدنيا.

بيد أن كلامه سرعان ما حُمل على محمل معزوفة دارجة، أن «حزب الله» بصدد تغيير وجه لبنان السياسي والاقتصادي، والحقيقة أن هذا افتراض يعطي الحزب رصيداً لا يستحقه.

فكلام ككلام قبلان هو تعبير دقيق عن ارتباك المشروع، أكثر مما هو تعبير عن مشروع مدرك لما يقوم به وفق خطة مفصلة تُنسب له، وعبر آليات وأدوات تُتخيل له من قبل خصوم الحزب. وهو تعبير عن اصطدام مخرجات الثورة الإيرانية كـ«حزب الله» و«الحشد الشعبي» والحوثي والحطام السوري، بانسداد الأفق السياسي أمامها، بالتوازي مع انفتاح المدى على مستويات غير مسبوقة من القدرة والاستعداد والمثابرة على التخريب والتدمير.

كلام قبلان هو هروب إلى الأمام، والهروب لا يمكن أن يكون استكمالاً لمرحلة جديدة بعد انقضاء مرحلة سابقة، وفق منطق التراكم السياسي الواعي.

نبدأ من الخفة في طرح فكرة دولة المواطنة وقدح المذهبية، ممن هو تحت عباءة الحزب الأكثر مذهبية في عقيدته، والأكثر بعداً عن شروط وضوابط المواطنة في حركته كميليشيا. طرح يحمل كثيراً من النكايات والكيدية والتراشق لتسجيل النقاط، أكثر مما يحمل نسقاً متكاملاً لفكرة أو مشروع أو طرح سياسي.

واقع الأمر أن هذه هي أزمة الثورة الإيرانية نفسها. فهي طوال أكثر من أربعين سنة لم تنجح في التحرك بمشروعها السياسي إلى ما بعد الثورة، كما لم ينجح «حزب الله»، أفضل إفرازاتها خارج إيران، بالتحرك في مشروعه إلى ما بعد المقاومة. انسداد في الوظيفة والدور، وعجز عن التطوير فيهما، يؤديان إلى تكلس في المشروع وتقلص في الشرعية.

فلا الثورة تثور على الظلم والطغيان وامتناع النمو والرفاهة، ولا المقاومة تقاوم الاحتلال وتسترد الأرض.

يكفي النظر إلى ساحات المشروع الإيراني الأربع، في العراق ولبنان وسوريا واليمن، لمعاينة أشد أشكال البؤس والانهيار والدمار، على كل المستويات السياسية والعمرانية والاقتصادية والاجتماعية. أليس ما يدعو للسخرية أنه مع اتساع رقعة انتشار ما تسمى المقاومة، تنامت بشكل طردي قدرة إسرائيل على انتهاك السيادة. فلم تواجه سوريا هذا المقدار من الاستباحة الإسرائيلية، جواً وبحراً وضماً للجولان إلا مع الدخول الأوسع لـ«حزب الله» وبقية الميليشيات الإيرانية إلى سوريا تحت مسمى حماية المقاومة ومحاربة إسرائيل. وبالتوازي بات لبنان منصة جوية آمنة لإسرائيل، في عز حديث «حزب الله» عن انتصاراته الإلهية، في حين أنه وفي عز إمساك الحزب بالسلطات السياسية كافة في البلد، لا يجد الحزب مهرباً من موجبات الخضوع لصندوق النقد الدولي، وشروط المجتمع الدولي الإمبرياليين، بغية إنقاذ الحد الأدنى من قدرة اللبنانيين على العيش!

أما العراق فيقدم مثالاً فاقعاً على الفشل السياسي، لتقديم حاكمية نموذجية وناجحة باسم المشروع الإيراني، علماً بأن البلد محكوم على نحو شبه تام من أكثريته الشيعية، المتفاهمة مع الأكراد على حدود الحكم الذاتي الكردي، ومتطاولة إلى حد الإلغاء على المكون السني العربي. فالحياة السياسية في العراق تكاد تكون هي الحياة السياسية في الوسط الشيعي وبين المكونات الشيعية حصراً. فإذا كانت هذه الحال في النموذج الأهم والأنقى للشيعية السياسية، صار من البديهي أن يكون حالها أسوأ في لبنان أو سوريا أو اليمن.

حدث ولا حرج عن الانهيار المتنامي لمشروعية الثورة ونظامها داخل إيران نفسها، وهو ما بات يعبر عنه الإيرانيون بأشكال مبتكرة، كان آخرها مظاهر الانتفاضة الإيرانية أواخر العام الفائت. فقد شهدت الشوارع تمرداً على تقاليد حرق العلمين الأميركي والإسرائيلي، وتقصدت الشبيبة الإيرانية ألا تدوس عليهما، وأن تردد هتافات واضحة تفيد بأن أميركا ليست هي العدو؛ بل إن العدو في الداخل.

في عام 2009 خسر النظام الطبقة الوسطى التي شكلت عصب الحركة الخضراء، وكان مركزها شمال طهران. في عام 2019 خسر النظام الطبقة العاملة التي شكلت عصب المظاهرات الأخيرة، وكان مركزها مدينة مشهد وغيرها من المدن الأقل شأناً اقتصادياً من ضواحي شمال طهران.

تصريحات أحمد قبلان المتسرعة تفهم في هذا السياق الأعم لأزمة المشروع الإيراني.

هي تتمة عصبية لتوتر المشروع الإيراني الناجم عن نتائج «كورونا»، والآثار القاتلة للعقوبات الأميركية، وفشل المؤسسة السياسية والعسكرية الإيرانية المحرج الذي تزداد الإشارات إليه، من إسقاط الطائرة الأوكرانية، إلى قصف سفينة إيرانية لسفينة أخرى عن طريق الخطأ خلال مناورة بحرية، دعك عن الاغتيال المهين لقاسم سليماني، والرد الانتقامي التافه على قتله.

وبإزاء كل ذلك، لا تملك إيران مشروعاً سياسياً ولا تصوراً اقتصادياً. هي ليست الاتحاد السوفياتي بعقيدته المناهضة للرأسمالية، ولا الصين التي تحاول إدخال مقترحها الهجين الرأسمالي- الشيوعي، إلى مفردات العلاقات الدولية، ولا حتى الإسلام السياسي السني بنسخته التركية الإردوغانية، ولو المتعثرة. إيران ديكتاتورية عارية يحكمها «الحرس الثوري» منتحلاً عمامة علي خامنئي، ودولة بلطجة في الإقليم للتغطية على انهيارات الداخل، بعد وصول الثورة إلى الحضيض. وحين تتقلص قدرتها على البلطجة، يضمر مشروعها إلى حدود تجعل منها مادة للكوميديا السوداء.

إذا كانت هذه حال إيران نفسها، فحبذا لو توقفنا عن أخذ «أفكار»: «حزب الله» السياسية والاقتصادية على محمل الجد، دعك عن أطروحات المفكر السياسي أحمد قبلان!

 

لبنان… انقلاب على الصيغة والجمهورية

مصطفى فحص/الشرق الأوسط/26 أيار/2020

جرت العادة أن يكتب المنتصر التاريخ، وفقاً لشروطه، وعندما تفيض قوته ويتمكن، يحاول إعادة كتابة التاريخ بصيغة جديدة تلبي طموحاته. وفي الحديث عن الصيغة، لم تعد الصيغة اللبنانية ملائمة لحضور الثنائية الشيعية («حركة أمل» و«حزب الله») في الدولة، وبات من الضروري لديها في مرحلة إقليمية ومحلية محتدمة ومجهولة المصير استعجال هدم ما تبقى من دولة الاستقلال (1943) وملحقاتها في «اتفاق الطائف» (1989). ولتحقيق هدفها لم تتردد الثنائية باستخدام لغة انقلابية للمطالبة بإعادة صياغة الجمهورية والدولة، وفقاً لقياساتها الطائفية والحزبية، وهي تُشرع لنفسها الاستقواء على الداخل المعترض بخارجها المندفع، والاستقواء على الخارج المعارض بداخلها المتصلب. لكن وإن تسترت بقوتها وصلابتها، فإنها تقر ضمناً بأن ثابتها الداخلي يرتبط بخارج متحول، وهو ما قد يعرضها لخسائر خارجية وداخلية، خصوصاً إذا راهنت على عامل القوة فقط كما فعل من سبقها ممن رجحوا القوة على التسوية المعقولة.

عشية الحرب الأهلية 1975، أخطأ اليمين المسيحي في صراعه مع اليسار على الدولة والسلطة، عندما اختزل القضية اللبنانية بقضية الطائفة، واختزل الطائفة بالحزب، واختزل الحزب بالشخص، واختزل الأخير مصلحة الحزب والمذهب والطائفة والمجتمع والدولة والوطن بشخصه، وبعد 45 سنة على ذلك التاريخ المشؤوم، لم تتعلم الطوائف الصاعدة من تجارب من سبقها، وتُصر على تكرار الأخطاء ذاتها، وتلجأ إلى خيارات انقلابية دفاعاً عن امتيازاتها، وتعيد طرح أسئلة وجودية محقة نسبياً في مضمونها لكنها خطيرة في جوهرها.

مما لا شك فيه أن انتفاضة 17 أكتوبر (تشرين الأول)، دفعت الطوائف الحاكمة ليس فقط للدفاع عن امتيازاتها، بل إلى القلق على مستقبلها، بعد أن طرح اللبنانيون مقاربة جديدة للجمهورية الثالثة تستعيد فيها الدولة وظيفتها وتضع حداً لوظيفة الطوائف. ولم تتردد أدبيات الانتفاضة عن طرح السؤال الأكثر تعقيداً الذي يتعلق بوظيفة لبنان، وهو السؤال الذي يُحرج ويربك أصحاب المشاريع الإقليمية، خصوصاً «حزب الله»، الذي حسم موقفه مبكراً من الانتفاضة، بعد أن قطعت الانتفاضة الطريق على صيغة أعدّها لجمهورية تتلاءم مع ما يسميه فائض قوته وصعوده. لذلك لم يتردد أمينه العام حسن نصر الله في خطابه الأخير بالغمز من قناة 17 تشرين، التي وصفها بـ«أحداث تشرين»، واعتبر أنها كانت رهاناً إسرائيلياً. هذا الموقف هو مقدمة لمرحلة مقبلة شديدة الحساسية نتيجة اللاءات الداخلية التي رفعها «حزب الله»، المتعلقة بالوضع الاقتصادي، وشروط المجتمع الدولي، والقلق من أن هذه الشروط قد تطال سلاحه.

لا تملك الثنائية الشيعية أجوبة عن أسئلة اللبنانيين، وتزداد حيرتها مع تزايد الضغط على مشروعها، الذي فقد جاذبيته المحلية والخارجية نتيجة أعبائه المكلفة، ومن أجل حماية مشروعها انتقلت من الدفاع إلى الهجوم، وهو ما جاء على لسان المفتي الجعفري أحمد قبلان، الذي فاجأ اللبنانيين في خطبة عيد الفطر بنسفه 100 سنة من تاريخهم الحديث، عندما قال «أصل نشأة لبنان تمّ على أساس طائفي واستبدادي، بوظيفة خدمة المشروع الاستعماري والاحتكاري، وهذه الصيغة قد انتهت».

قدم قبلان نفسه كأنه يريد استعادة حق مهدور منذ 1943، والقضاء على مؤامرة كان الرئيسان بشارة الخوري ورياض الصلح طرفيها، ونفذاها ضد مكون لبناني عن سابق إصرار وترصد بحرمانه من حقوقه، وهو ما لا يتطابق مع رؤية السيد موسى الصدر، ولا مع وصايا الشيخ محمد مهدي شمس الدين، في العلاقة ما بين الشيعة والدولة، التي عبر عنها السيد هاني فحص في كتابه «الإمامان الصدر وشمس الدين ذاكرة لغدنا»، أنهما «أخذا على عاتقهما وأنجزا مشروع رؤية للبنان وللموقع الشيعي فيه، وعملا جهدهما على تحويل هذا المشروع إلى مسار عملي وعلائقي يعيد ترتيب الوعي الإسلامي الشيعي بلبنان متحرراً من جروح في الذاكرة، قريباً من صورة المستقبل الممكن والمأمول، مشروطاً بوعي مواز لدى المكونات الأخرى، بحيث يلتقي الجميع على الاعتدال والوسطية والنسبية».

صلابة الثنائية حاضرة في أدائها وتصرفاتها، تؤهلها لمعركة استباقية تَطرح فيها شروطها على الداخل والخارج، قبل أن تُطرح عليها. في مرحلة صعود قصوى لن تتكرر، تتعامل الثنائية مع الوقائع اللبنانية، باعتبارها فرصتها الأخيرة لإضفاء شرعية كاملة على ما تملكه من أدوات قوة قد تفقد وظيفتها نتيجة لمتغيرات إقليمية ودولية، تمهد لتسويات كبرى مؤلمة، لذلك بدأت هي التمهيد لمعركة الحفاظ على مكاسبها، ولا يستبعد أن يكون فيها السلاح مقابل الدستور.

 

بين “حزب الله” و”القوّات اللّبنانيّة” بندقيّة!

طوني بولس/الكلمة أولاين/26 أيار/2020

عندما يتمّ الحديث عن عظمة ترسانة حزب الله العسكريّة وامتلاكه لمئات الآلاف من الصّواريخ الدّقيقة والاستراتيجيّة، ننسى أنّ ترسانة حزب القوّات اللّبنانيّة العسكريّة كانت مع نهاية الحرب الأهليّة اللّبنانيّة توازي ضعفَي قوّة الحزب العسكريّة، حيث امتلكت القوّات مئات الدّبّابات والمدرّعات وراجمات الصّواريخ، إضافةً إلى طائرات مروحيّة وزوارق حربيّة، إلى جانب هيكليّة تنظيميّة وإداريّة هائلة وكأنّها دولة متكاملة. هذه القوّة نشأت في زمن اللّادولة وزمن الاضطهاد وزمن النّضال من أجل الدّولة، وعندما بدأت ملامح الدّولة ترتسم في اتّفاق الطّائف والّتي كانت شريكاً أساسيّاً فيه، سارعت إلى الانخراط في مشروع بناء الدّولة لأنّ قائدها سمير جعجع كان يدرك أنّ تعاظم شرعيّة الدّولة أهمّ بكثير من تعاظم أيّ قوّة داخلها، وأنّ تعاظم دور حزب القوّات اللبنانية يأتي من خلال الدولة وليس من خلال نخرها.

نخر الدّولة

أمّا حزب الله الذي هو أيضاً بنى ترسانته العسكرية تحت شعار تحرير جنوب لبنان من الاحتلال الإسرائيلي، وهنا لا بد من الإشارة إلى أنه حينها كان يحظى بغطاء ودعم جميع اللبنانيين ومختلف الدول العربية انطلاقاً من الهدف الوطني المعلن حينها، إلا أنه وبعد تحرير الجنوب في العام 2000، بدأت تظهر ملامح وأهداف أخرى قبل أن تنكشف في العام 2008 حول هدف هذا السلاح ووجهته، والذي تبين أنه بات سبباً من أسباب تدمير المجتمع ونخر الدولة وإنشاء دويلة بديلة تصبح هي الدولة في الزمان الذي تراه مرجعية هذا الحزب مناسبًا. المقارنة بين ما امتلكته القوات اللبنانية حينها وما يمتلكه حزب الله اليوم، يأتي في سياق تأكيد الهدف من امتلاك السلاح، فالقوات والجبهة اللبنانية أرادتا من السلاح كسر مشروع جعل لبنان وطناً بديلاً، وبالتالي كسرت مشروعاً كان يناسب إسرائيل، وعندما رأت أن السلاح سيكون عقبة أمام مشروع قيام الدولة لم تتأخر عن حل ميليشياتها وتسليم سلاحها، في حين أن اليوم، وبعد أن حقق سلاح حزب الله أهدافه اللبنانية بتحرير الجنوب وبات يشكل هذا السلاح عبئاً ثقيلاً على اللبنانيين، وعندما أرادت السلطة البدء بفرض هيبتها، لم يتأخر هذا السلاح على مواجهة الدولة والشعب في العام 2008، ولم يتوانَ هذا السلاح عن تحوّله إلى قاتل مأجور يذبح الشعوب العربية من سوريا إلى العراق واليمن والبحرين، لا بل ذهب أبعد بكثير، حيث استولى على الحكم في لبنان بعد مرحلة من التهديد والوعيد وقتله لقيادات وشخصيات وطنية.

مقاومة سياسية

القوات اللبنانية استبدلت ترسانتها العسكرية بترسانة برلمانية، واستبدلت مقاومتها العسكرية بأخرى سياسية تواجه الفساد والسرقات كما تواجه مخططات إخضاع لبنان وجره الى محور إقليمي لا يشبه ماضيه ولا مستقبله، في حين ذهب حزب الله بعكس ما قامت به القوات تماماً، ففي زمن الدولة أسقط الدولة، وفي زمن الشراكة أراد الاستيلاء منفرداً على الحكم واستبعد كل من أراد قيامة حقيقية للبنان، ورفع شعار حماية السلاح مقابل حماية الفساد فحظي برزمة من القوى السياسية التي خضعت لإرادته وأمسكت السلطة وفرطت بالسيادة مقابل مصالح آنية ومرحلية.

السجن

يقال في بعض الأوساط همساً، أنّ حزب الله لن يسلم سلاحه لأن تسليم السلاح قد يدخل أمينه العام حسن نصر الله السجن كما حصل مع جعجع، كما يقال همساً أيضاً أن السلاح مقابل مؤتمر تأسيسي تنال من خلاله الطائفة الشيعية حضوراً أوسع في السلطة السياسية، ولكن الجميع يعلم أن هذا الهمس تنقصه الدقة والتصويب، فلا جعجع دخل السجن نتيجة تسليم سلاحه ولا نصر الله قد يدخل السجن نتيجة لذلك، ولا علاقة لتسليم السلاح بدور الطائفة الشيعية الوطني، فللتذكير أن جعجع دخل السجن بعد رفضه الرضوخ للاحتلال السوري الذي استجد تحت شعار “الوصاية”، ورفض منطق تمييع اتفاق الطائف.

يمر لبنان بإحدى أبرز محطاته التاريخية، لا بل يمر بمرحلة القيامة أو الموت، ولا بد من وقفة حقيقية، ولا بد من موقف موحد من جميع اللبنانيين ضد أي سلاح غير شرعي موجود على الأراضي اللبنانية، وحزب الله مطالب بالتنازل عن تكبره وفوقيته وتعاليه، فما يواجهه لبنان بات أكبر وأهم من أي دور محلي أو إقليمي، وعلى الحزب الاتعاظ من الماضي والانخراط في مشروع الدولة كونها الحامي الأول والأخير لأي مكون وطني، واذا ما كان هناك من طرح لتعديل النظام السياسي فإن ذلك لا يحصل لا بالاستقواء ولا بالمقايضة انما بحوار متوازن تحت مظلة الدولة والمجتمعين العربي والدولي.

 

أنطوان مسرّة عن كلمة قبلان لـ"أساس": جهل كامل لمفهوم الميثاق

إيلي القصيفي/اساس ميديا/الأربعاء 27 أيار 2020

لا يكاد يمرّ يومٌ في لبنان إلّا ويحمل معه مفاجأة. ومن سوء طالع اللبنانيين أنّ مفاجآت بلدهم هذه الأيام تغلب عليها السلبية، ليس بالنظر إلى تردّي الأوضاع الاقتصادية والمعيشية وحسب، بل أيضاً إلى اختلال الحياة السياسية التي يفترض أن تستند إلى الدستور وقواعد العقد الاجتماعي، والتي أبرزها "الميثاق" التأسيسي للبنان، لكن ما يحصل هو العكس تماماً.

إذ يكاد لا يصدر تصريحٌ يشكّك في الدستور والقواعد هذه، إلّا ويتلوه آخر أشدّ طعناً فيهما منه. هذه كانت الحال خلال الأيام القليلة الماضية، فما لبث رئيس "التيار الوطني الحر" جبران باسيل أن دعا إلى تطبيق "اللامركزية الإدارية والمالية الموسّعة"، بخلاف ما ينصّ عليه اتفاق الطائف لجهة حصر اللامركزية بالصفة الادارية، حتّى سارع الوزير السابق ملحم الرياشي إلى المطالبة بـ"الفدرالية الجغرافية". وما هي إلّا أيام قليلة حتّى أطلّ المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان بكلمة مكتوبة لمناسبة عيد الفطر السعيد، ليطعن بـ"أصل نشأة لبنان"، ويتهمّ الدستور بـ"الفساد"، ويعلن رفضه وثيقة الوفاق الوطني. إذ اعتبر أنّ "أصل نشأة لبنان تمّ على أساس طائفي واستبدادي"، وأنّ "هذه الصيغة قد انتهت، وما قام به (الرئيسان) بشارة الخوري ورياض الصلح لم يعد يصلح لدولة إنسان ومواطن، بل أيضاً مرحلة وانتهت". وإذ رأى أن "البلد سقط، لأن دستوره فاسد"، قال بـ "الفم الملآن": "لا للطائف (...)".

إقرأ أيضاً: حزب الله بلسان قبلان للمرشّحين الرئاسيين: كرسي بعبدا ثمنها مؤتمر تأسيسي

كلام المفتي قبلان هذا، يرى فيه عضو المجلس الدستوري السابق أنطوان مسرّة، "نقضاً جذرياً وشاملاً لكلّ التراث الفكري اللبناني، ولمعالم الفكر الشيعي اللبناني الميثاقي والكياني، وكذلك للتراث العربي الإسلامي في إدارة التعدّدية منذ عهد المماليك".

مسرّة، أحد أبرز المراجع الدستورية في لبنان، يقول لـ"أساس" أنّ المهمّ "ليس ما أقوله انا، في هذا الصدد، لكن ما يقوله الإمامان موسى الصدر ومحمد مهدي شمس الدين والسيّد هاني فحص، في قبورهم واستشهادهم، وما يقوله الرئيس نبيه بري الذي نال جائزة الرئيس إلياس الهراوي للميثاق اللبناني. وهي الجائزة التي أعطيت أيضاً لفؤاد بطرس، وميشال إده، وغسان تويني". ويضيف: "لقد تكلّم المفتي قبلان بصفة رسمية ومن موقع مسؤول، ولذلك يجب أن يردّ على كلامه مرجعٌ رسميّ ومسؤول من الشيعة اللبنانيين".

مسرّة يذكّر الشيخ قبلان "بكلام الإمام الصدر عن أنّ نجاح التجربة اللبنانية ثروة لوطننا وللعالم المتحضّر وللفلسطينيين، وأيضاً بأنّ الصيغة اللبنانية هي، تاريخياً، نقيض الصهيونية التي تعتبر أنّ لبنان خطأ تاريخي وجغرافي، وهو غير قابل للاستمرار"

وفي معرض تعليقه على كلام قبلان، يؤكدّ مسرة أنّ "مواقف المفتي تنمّ عن ضبابية فكرية شاملة، إذ تعبّر عن جهل كامل، للأسف، لمفهوم الميثاق في التاريخ المقارن والعلم الدستوري المقارن". ويشرح: "المواثيق في التاريخ اللبناني وفي تاريخ دول عدّة كسويسرا والنمسا، والبلدان المنخفضة، هي سياق سياسي ودستوري للبناء القومي للدول، على إثر حروب أهلية تقع فيها. وهي نقيض السياق العنفي والدموي للبناء القومي انطلاقاً من مركز قوي وامتداداً إلى الأطراف. ولذا، فإنّ الطعن بميثاق 1943 واتفاق الطائف عام 1989، هو طعن بأهمّ قواعد البناء القومي اللبناني والسلم الأهلي".

وللدلالة أكثر على أهميّة كلٍّ من "الميثاق" و"الطائف"، يقول مسرّة إنّ "مضمون الميثاق هو العيش المشترك الإسلامي المسيحي، وتجنّب العزل الدائم للجماعات الدينية والثقافية، والعروبة المستقلة ضمن سيادة الدولة". ويشير إلى أن "وثيقة الوفاق الوطني هي إنتاج لبناني أصيل كثمرة أوراق ومداولات ومناقشات بين سنوات 1975 و1989. ولذا، فإنّ نكرانها هو بمثابة نكران للتجربة اللبنانية، ولخبرة عباقرة الدستور اللبناني الذين ما تنكّروا للتجربة العربية الإسلامية في إدارة التعدّدية، بل بنوا عليها".

مسرّة يذكّر الشيخ قبلان "بكلام الإمام الصدر عن أنّ نجاح التجربة اللبنانية ثروة لوطننا وللعالم المتحضّر وللفلسطينيين، وأيضاً بأنّ الصيغة اللبنانية هي، تاريخياً، نقيض الصهيونية التي تعتبر أنّ لبنان خطأ تاريخي وجغرافي، وهو غير قابل للاستمرار".

أضف إلى ذلك، أنّ كلام المفتي قبلان عن الدستور يفترض، بحسب مسرّة، أنّ "السياسيين اللبنانيين لا يقومون بأيّ عمل إلا استناداً إلى الميثاق والصيغة والدستور. وهذا افتراض خاطئ، لأنّ الدستور لا يطبّق كما يجب، ولكي نعدّل فيه يفترض أن نكون قد طبّقناه وهو ما لم يحصل". ويكمل: "دستورنا غير طائفي في نصوصه، وينصّ على مبدأ الكفاءة في المادة 12 منه، كما أنّ الزبائنية موجودة في بلدان لا طائفية فيها. كذلك هناك تضخّم تشريعي في لبنان مقابل معضلة حقيقية في تطبيق القوانين، إذ لا يوجد قانون واحد مطبّق بشكل كامل أو من دون تحريف، فكيف نشكّك بالقوانين اللبنانية ما دامت لا تطبّق؟".

ويختم مسرّة بالإشارة إلى مفارقة غريبة، إذ أنّه "في وقت تطالب الحكومة اللبنانية بدعم اقتصادي من صندوق النقد الدولي والدول المانحة لإنقاذ لبنان من أزمته الاقتصادية، يصدر كلام عن المفتي قبلان يعطي انطباعاً بأننا نعيش في دولة قيد التأسيس. وهو ما يضعف موقف الحكومة تجاه مفاوضيها، ويعزّز مخاوف اللبنانيين من دخول بلدهم في الفوضى".

 

حزب الله بلسان قبلان للمرشّحين الرئاسيين: كرسي بعبدا ثمنها مؤتمر تأسيسي

زياد عيتاني/اساس ميديا/الأربعاء 27 أيار 2020

إذا أسقطنا من خطاب المفتي الجعفري أحمد قبلان بمناسبة عيد الفطر، كافة العبارات اللفظية التي يتفق عليها الجميع، من "عيش مشترك" و"عدالة اجتماعية" وسياسية و"محاربة الفساد"، فإنّ كلمة الشيخ قبلان هي دعوة صريحة وواضحة إلى الانقلاب على الصيغة اللبنانية وعلى الدستور اللبناني الذي أرخي بتعديلاته عبر اتفاق الطائف. لقد دعا الشيخ قبلان إلى إسقاط "الميثاق الوطني" الذي أرساه رجال الاستقلال الأول وعلى رأسهم الرئيس بشارة الخوري والرئيس رياض الصلح، مع الإشارة إلى أنّ هذا الميثاق قد بات من الماضي بعد إقرار الطائف كدستور، وهذا الأمر لا يجهله قبلان بقدر ما أراده بوابة للعبور إلى المطالبة بإسقاط الطائف، معتبراً إياه استكمالاً لميثاق بشارة الخوري ورياض الصلح. والهدف هو المطالبة بميثاق لبناني جديد.

كلام المفتي ليس موقفاً فردياً ولا مصادفة إن من حيث مضمونه أو من حيث توقيته.

في التوقيت يأتي كلام الشيخ قبلان في مرحلة دقيقة ومصيرية يعيشها لبنان عامة والشيعية السياسية التي أرساها حزب الله في السنوات الأخيرة والتي تأتي ضمن القواعد الشيعية التي تقودها إيران.

جاء الموقف على لسان المفتي قبلان تحديداً من موقعه كمفتٍ جعفري ليُصوّر على أنه موقف الطائفة الشيعية برمّتها وليس موقف حزب الله، كقابض على الموقف الشيعي في هذه المرحلة. لا لُبس في أنّ أيّ موقف شيعي سياسي أو روحي لا يمكن أن يظهر بهذا الشكل بعيداً عن موافقة حزب الله، لا بل ومن صياغته في الشكل وفي المضمون.

اللافت في موقف المفتي قبلان ودعوته لإسقاط الصيغة اللبنانية الحالية أنها تأتي مباشرة بعد الشائعة الواسعة المتعلّقة بالوضع الصحي لرئيس الجمهورية العماد ميشال عون. هناك استشعار، لا بل إدراك، بأنّ المرحلة المقبلة مليئة بالاستحقاقات وعلى رأس هذه الاستحقاقات ملف رئاسة الجمهورية.

كلام المفتي قبلان يرسم معالم الصفقة التي يريد حزب الله الوصول إليها عبر هذا الملف. باختصار دقيق: لا انتخابات رئاسية إلا باتفاق جديد يُسقط الطائف ويرسي دستوراً جديداً لحكم لبنان.

هي رسالة لكلّ مرشح إلى رئاسة الجمهورية مفادها أنّ دعم حزب الله لهذا المرشح أو ذاك يستند على قبول الرئيس المقبل بهذه الصفقة، التي يعلم الجميع تفاصيلها وشعارها الذي يقول بـ"المثالثة". هي رسالة إلى جبران باسيل وسليمان فرنجية وكلّ ماروني يحلم بكرسي رئاسة الجمهورية.

خطورة ما يفعله حزب الله، أنه يسعى إلى تسوية على قياسه وليس على قياس الوطن أو حتى على قياس الطائفة الشيعية، التي يقبض على قرارها

لكن من يقبل بهذه الصفقة من الشخصيات المارونية الطامحة بالرئاسة؟ وإن قبل أحد ما بذلك، ما هو موقف باقي الشركاء وعلى رأسهم السُنّة والدروز؟

ولعلّ السؤال الأقسى والأصعب هل يعتبر حزب الله السُنّة والدروز معنيين بهكذا صفقة أم أنهم خارج المعادلة الوطنية؟

على هامش كلّ ذلك، معمل سلعاتا لا يبدو مجرّد معمل لتوليد الطاقة الكهربائية، بقدر ما هو تحضير للبنان الجديد الذي يبدو أن هناك من يقتنع به عند المسيحيين وتحديداً من الموارنة. هو معمل لإنتاج رئيس جديد للجمهورية بمواصفات مغشوشة تماماُ كالفيول المغشوش. إنه رئيس مغشوش لجمهورية مغشوشة.

خطورة ما يفعله حزب الله، أنه يسعى إلى تسوية على قياسه وليس على قياس الوطن أو حتى على قياس الطائفة الشيعية، التي يقبض على قرارها. فالطائفة الشيعية أكبر من هكذا تسوية، هي طائفة رحابها الوطن كما عبّر عن ذلك الإمام موسى الصدر في كثير من المحطات. وكما أكد على ذلك الإمام محمد مهدي شمس الدين في أكثر من مناسبة ومقال وكتاب. طائفة تمتلك فكراً خلاقاً مبدعاً كفكر الإمام محمد حسين فضل الله تقول أنّ الدولة لا يمكن أن تكون دويلة لأنّ الأوطان تنتهي عندما يعتقد فريق ما أنه قادر أن يجعلها على مقاسه ومقاس مغامراته.

هذا في المبدأ أما بالتفاصيل فلا أحد في لبنان قادر على فرض صيغة، لا حزب باشتباكه مع المجتمع الدولي وبارتباكه مع المجتمع اللبناني الداخلي، فضلاً عن أحلام "الفيدرالية" عند التيار الوطني الحر التي لن تجد في الجغرافيا سنداً ولا في التاريخ حليفاً.

 

لبنان بلا مساعدات: صندوق النقد يرفض خطة الحكومة

منير الربيع/المدن/27 أيار/2020

رفض صندوق النقد الدولي الخطة الاقتصادية والمالية التي قدمتها له الحكومة. فحكومة حسان دياب لم تنجح حتى الآن في تجنّب حقل الألغام الذي وجدت نفسها تائهة فيه. خلافات في داخلها، ضغوط دولية كبيرة، أزمة اقتصادية أدخلت البلاد في حال انهيار شامل. وهناك سلسلة متوقعة من الضغوط والتطورات. وليس من يمتلك رؤية لما ستكون عليه الأوضاع في المرحلة المقبلة. لكن الأكيد أن المساعدات التي تطمح الحكومة إليها، لن تحصل عليها في المدى المنظور.

فساد واغتيال

التعثر لا يزال حال هذه الحكومة. والخطة المرفوضة لا تقابلها خطة بديلة. الخطة التي قدمتها جمعية المصارف، وتحظى برضى وموافقة دولية، لا تَوافقَ بين القوى السياسية اللبنانية عليها بعد. الشروط الدولية الأربعة الأساسية لبدء الحديث في حصول لبنان على مساعدات وحجمها، أصبحت معروفة. أولها خطة الكهرباء، التي كادت تفجر الحكومة، بسبب الخلاف حول معمل سلعاتا وإصرار التيار العوني عليه. وانعكس الخلاف توتراً في العلاقة بين حزب الله والعونيين المستمرين في معركتهم الابتزازية ضد حزب الله حتى إقرار معمل سلعاتا. وهذا يثير استغراب المجتمع الدولي، وينظر إليه السفراء بريبة تضمر ما يعتريه من فساد. وأحد النواب العونيين رد على اتهام جماعته بالفساد برد التهمة إلى نحر حزب الله قائلاً: نتهمهم باغتيال الرئيس رفيق الحريري.

مأزق دياب

حزب الله يقول إنه لم يعارض معمل سلعاتا، وصوّت على المرحلة الأولى من الخطة، والمتعلقة بمعملي دير عمار والزهراني. وفي حال ظهور الحاجة إلى سلعاتا، يعمل على إقراره في المرحلة الثانية من الخطّة. العونيون يرفضون ذلك، ويريدون سلعاتا على رأس المرحلة الأولى. المفاوضات جارية لإعادة ترتيب الأجواء بين الطرفين. حزب الله لن يتخلى عن باسيل كرمى لسلعاتا. لكن ماذا سيفعل حسان دياب الذي يتهيب التراجع عن رفضه معمل سلعاتا؟ وطرح الموضوع ثانيةً على التصويت، يعني المساس بهيبته. والاتصالات دائرة للعثور مخرج ملائم: التصويت على سلعاتا كمرحلة ثانية من المرحلة الأولى. وهكذا تعود العلاقة بين حزب الله والعونيين إلى مجاريها، ويُحافظ على الحكومة التي يتمسك بها الحزب، لأن لا بديل عنها حالياً. وفي معرض الضغط على دياب لتمرير مشروع سلعاتا، طُرحت مخارج كثيرة: إقالة الحكومة، أو إجراء تعديل حكومي، وتحميل وزير الطاقة ريمون غجر مسؤولية الفشل في تمرير معمل سلعاتا، ليشمل التعديل إعادة باسيل إلى الوزارة ممسكاً بحقيبة الطاقة. أجهض المسعى سريعاً، لكنه فتح باب البازار ليمرر التيار العوني ما يريده.

معابرحزب الله ورسائله

الشرط الثاني: إغلاق المعابر ومراقبتها من جهات دولية موثوقة، على أعتاب تطبيق "قانون قيصر" لمعاقبة النظام السوري. وهذا يمثل مسّاً بسيادة حزب الله وحرية حركته الأمنية والعسكرية، ولا يمكن أن يمرّ. وحزب الله يتقن فن تمرير الرسائل التصعيدية: اشتباك بين أهالي بلدة بليدا الجنوبية وقوات الطوارئ الدولية. وأهالي ميس الجبل حذروا اليونيفيل من التمادي في إزعاجهم. الرسالة بالغة الوضوح: لا يمكن السماح بالحديث عن مراقبة أممية للمعابر، ولا يمكن أن يستسلم حزب الله لقانون قيصر. فالمرحلة للثبات والصمود. والحزب يتمسك بالمعابر، كما بالحكومة، كما بإصلاح العلاقة مع العونيين وعدم حصول أي توتر.

مزيد من المعارك

الشرط الثالث وبعده الرابع (تحرير سعر صرف الليرة)، تعتبرهما الجهات الدولية تقنيين، لا سيما إخراج ألوف الموظفين من الإدارات الرسمية. ما يؤدي إلى أزمة معيشية، لأن فقدان ألوف العائلات مرتباتها من مالية الدولية يهددها بالجوع. هذا كله يؤدي إلى تعثر الحكومة أكثر فأكثر، من دون وصولها إلى مرحلة التخلي عنها. فإسقاط الحكومات في لبنان، غالباً ما يكون ثمرة عوامل متداخلة، إقليمية ودولية ومحلية. هذه اللحظة لم تحن بعد. لكن الأكيد أن الحكومة ستكون أمام مزيد من المشاكل الاقتصادية والسياسية، في ظل التضارب والتنافس المحموم بين مكوناتها. وهي ذاهبة إلى جولة جديدة من المعارك بين التيار العوني وتيار المردة، على خلفية ملفات تشبه ملف الفيول المغشوش. ولكن هذه المرة في وزارة الأشغال.

 

التيار والحزب: نهاية النفاق

ساطع نور الدين/المدن/25 أيار/2020

الاشتباك الحاصل بين التيار العوني وبين حزب الله، هو بلا شك خبرٌ سارٌ ، حتى ولو ظل في الفضاء الالكتروني، ولم يبلغ المجال السياسي، أو لم يسفرعن فك ذلك "الحلف المقدس" المستمر منذ اكثر من 14 عاماً، والمبني على واحدة من أعلى درجات الانتهازية السياسية ، التي أسهمت في ثباته برغم إستغراب جميع القوى والعواصم التي تعرف الفريقين عن كثب. مبعث السرور أن الحلف هو الأشد زيفاً ونفاقاً من بين جميع الاحلاف السياسية التي شهدها البلد في العقود الماضية. فهو لم يعبر في الأصل عن طي واحدة من صفحات الحرب الاهلية، وتجاوز مؤثراتها، طالما أنه جمع بين فريقين إلتحقا متأخرين بتلك الحرب، ولم تتح لهما الفرصة للتمتع بجرائمها ولا التنعم بمغانمها، بل ظلا من الخوارج على الصيغة التي أنهت الحرب وأقفلت خطوط التماس بين المسلمين والمسيحيين. لم يكن الحلف الثنائي يزعم أو يطمح الى تحقيق مصالحة إضافية بين جناحي لبنان الطائفيين، لأن تمثيلهما السياسي والشعبي لم يكن يؤهلهما لمثل هذا الدور الذي تنطحت له قوى أخرى إستندت الى تجاربها العريقة في إرتكاب المجازر الطائفية لكي تعلن نهاية الحرب وبدء مسيرة السلام والاستقرار والازدهار، بواسطة أمرائها الذين لم يكن بينهم أحد من  التيار العوني ولا من حزب الله..لا لنقص في الخبرة ولا في التجربة، بل فقط لأن الآخرين لم يفتحوا لهم بوابات السلطة، وحرصوا على إبقائهما مهمشين ومبعدين الى أقصى حد ممكن. ما كان يعيب ذلك الحلف في حينه أنه كان لقاء بين أقصى التطرف الديني، الشيعي من جهة، وأقصى التشدد المدني ، الماروني من جهة أخرى، وظيفته الضمنية أن يواجه أقصى التطرف السني.. لكن الحال أن بقية التحالفات التي ظهرت في السنوات الثلاثين الماضية بين بقية القوى السياسية، لم تكن مبنية على حوارات فكرية ونقاشات ايديولوجية وقراءات تاريخية، ولا كانت تقدم برامج سياسية واقتصادية مشتركة. كانت على الدوام، ولا تزال، تعتمد على حسابات ظرفية، أشبه ما تكون بعملية تبادل أصوات ناخبين، تستوحي عمليات تبادل الاسرى والمخطوفين على خطوط التماس. منذ البداية، كانت عين التيار موجهة نحو الرئاسة الاولى التي خُطفت منه في غفلة في ثمانينات القرن الماضي، وكانت عين الحزب مركزة على المقاومة وسلاحها الذي آن أوان إستثماره في الداخل، او على الاقل في حمايته من الخارج. وهكذا تفاهم الجانبان على مواجهة خصوم محليين يزدادون قوة، من دون أن يعني ذلك أن التيار نفسه صار بطلاً من أبطال المقاومة أو حتى شريكاً في كتابة تاريخها، لا سيما بعدما وجد في صفوفه عدد لا بأس به من عملاء العدو الاسرائيلي.. ومن دون أن يعني ذلك أن الحزب أصبح بطلاً من أبطال الدفاع عن حقوق المسيحيين ومصالحهم، أو شريكاً في كتابة سرديتهم التاريخية عن الحرب الاهلية حتى الحلف المفتعل الذي صمد أكثر بكثير مما كان متوقعا، يترنح الآن، لكنه ربما لن يسقط. أحد طرفيه ما زال بحاجة إليه أكثر من الآخر. التيار العوني، الذي يموّه إنتهازيته دائما بعبارة "البراغماتية" المضللة، يشعر أن الوقت قد حان للتخفف من ذلك العبء، الذي لم يفيد في شيء لا في السياسة ولا في الاقتصاد ولا في المال. فالمعضلة الكبرى اليوم، هي داخل الصف المسيحي، الماروني تحديدا، ومؤسساته المهددة بالانهيار، من المصارف الى شركات النفط الى قطاع التعليم الى السياحة.. وهي تتخطى قدرة الحزب وموقعه، وتوازي المخاطر السياسية والاقتصادية والمالية وحتى الأمنية الجسيمة التي تتعرض لها بيئته الشيعية. هو خبرٌ سارٌ، لأنه في البدء يسمح بقياس دقيق ونهائي لشعبية التيار والحزب داخل بيئتيهما، التي تضخمت الى الحدود القصوى في الاونة الاخيرة. وهو ما يمكن أن يفرض عليهما إدخال تعديلات جوهرية على سلوكهما وبرامجهما، ورؤيتهما لمستقبل البلد، توقف الزيف والنفاق المتبادل، وتعتمد خيارات واقعية عاقلة، تحول دون المزيد من اطلاق النار العشوائي بينهما..الذي لم يعد شرطاً للاحتفاظ بالرئاسة الاولى، ولم يعد قادراً على حماية المقاومة وسلاحها! 

 

«المفتي الممتاز» يهبط إلى درجة «المفتي غير المقبول»!

 علي الأمين/نداء الوطن/27 أيار/2020

دعوة المفتي الممتاز احمد قبلان الى الانقلاب على النظام الطائفي الذي اورثه الافتاء من والده مثيرة للجدل، كما ان هذه الدعوة هي اوراق اعتماد للثنائية الشيعية للوصول الى رئاسة المجلس الشيعي خلفاً لوالده ايضاً.

ليس من باب المصادفة أن يكون منصب “المفتي الجعفري الممتاز” يُخبئ في عباءته وتحت عمامته، موقعاً مفصلاً على قياس الشيخ عبد الأمير قبلان ونجله من بعده أحمد ، يدوم لمدى الحياة خلافاً لكل المفتين والمناصب الدينية الرفيعة في كل الطوائف، وهذا ما يفسر وراثته وتجييره من الأب إلى الأبن، وهو الأرفع شاناً بين المفتين، وما يجعله “ممتازاً” هو تكليفه حصراً بمهمة تبديل المذهب مع تمييزه بالراتب عن اقرانه من المفتين، وكذلك تبديل المواقف والطروحات بحسب البورصة الإقليمية، لكنه يرسب في الإمتحان وتهبط “علاماته” ودرجاته لدى العامة والخاصة إلى مستوى أقل من “مقبول”!

وراثة بين الاب ونجله

اذا “المفتي الممتاز” لعلها من العبارات التي تثير التساؤل حول مغزاها ودلالتها، فـ”الممتاز” هنا يدلل على ان ثمة مفت آخر غير ممتاز، لا يُعرف ان كان اقل من ممتاز أو أكثر، والمفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان، الذي جرى اختياره في هذا المنصب وهو في العشرينيات من عمره، لم تكن ميزته الا انه نجل متولي المنصب آنذاك الشيخ عبد الأمير قبلان الذي تولى رئاسة المجلس الشيعي، بعد وفاة الراحل الكبير الامام الشيخ محمد مهدي شمس الدين، وتخلى عن موقع المفتي الممتاز لنجله الشيخ أحمد قبلان في العام ٢٠٠٣.

ولم يكن المفتي الممتاز الشيخ احمد قبلان ليصل الى منصبه هذا لولا هذا النظام الطائفي ونظام المحاصصة والزبائنية، الذي يوفر له امتيازات مالية كمفت وموازنة مالية من مال الشعب اللبناني يقوم بالاشراف على صرفها بلغت عشرات المليارات منذ توليه المنصب الى اليوم، ادرجت في الموازنات العامة، وغيرها من موازنات الحراسة والمرافقة وهي من موازنة قوى الأمن الداخلي. هذا النظام اللبناني الطائفي، ينعم على المفتي الممتاز قبلان وامثاله من مفتين بمكاسب ومنافع مميزة، مقابل لا وظيفة فعلية او مهام محددة يقومون بها في اطار المؤسسات الرسمية، اللهم الا مهمة حراسة النظام الطائفي. وهذا النظام اللبناني هو من اتاح للمفتي الممتاز الشيخ قبلان ان يتولى المنصب، لا لشيء الا لكونه نجل من كان يتولى مركز الافتاء، وبالتأكيد كان يعلم ان لدى الشيعة من هم اكفأ وأكثر خبرة واعلم منه فقهيا ودينياً، ولكن هو من جرى تنصيبه ولمدى الحياة، ودائما بفضل نظام المحاصصة والزبائنية السياسية والدينية ليس اكثر. كان المفتي الممتاز سيكون منسجما مع ما قاله في رسالة عيد الفطر عن الغاء النظام والصيغة الطائفية، لو بادر الى الدعوة الى الغاء مراكز الافتاء او فصلها عن النظام والدولة، وسيكون مقنعا اكثر للبنانيين لو أعلن استقالته من منصبه، وتخلى عن الامتيازات التي يوفرها له هذا “النظام البغيض” من رواتب وموازنات وخدم وحراسات، وسيسجل له بالفعل انه منسجم مع قناعاته وبدأ بدك اعمدة هذا “النظام الطائفي” من بيته الشيعي.

لم يكن المفتي الممتاز الشيخ احمد قبلان ليصل الى منصبه هذا لولا هذا النظام الطائفي ونظام المحاصصة والزبائنية

الدخول من هذه الزاوية على ما دعا اليه المفتي الممتاز في رسالة عيد الفطر، ينطلق من كون لم يُعهد عنه انه من دعاة تغيير النظام، وليس لدى الرجل اي مساهمة فكرية او دينية تؤسس لمقولته الجديدة، ولا يعرف عنه انه قدم اطروحة فكرية او سياسية لما يقترحه من نظام مستقبلي للبنان، اي نظام يريد واي صيغة بديلة يقترحها؟ وكان من المفيد ولا يزال الوقت متاحاً بعد، ليقترح على اللبنانيين رؤيته “الممتازة” للبنان الذي يرتجي وللنظام الذي يتقي فيه اللبنانيون الله.

ترهل المؤسسة الشيعية الدينية

لعل ما قاله المفتي الممتاز يعبر عن الترهل والضعف الذي وصلت اليه المؤسسة الشيعية الدينية الرسمية في لبنان، والتي باتت عاجزة عن ان تقدم اي اطروحات سياسية او فكرية تستقطب نقاشا مسؤولا، وتعكس مستوى من التفكير والانشغال بقضايا الاجتماع اللبناني، وكان حريّاً بالمفتي الممتاز أن يعود الى تراث المجلس الاسلامي الشيعي. وما صدر عنه في هذا السياق لا ليتبناه بل ليجدد فيه، ويضيف من رؤيته التجديدية وتطلعاته الوطنية والدينية، وهو ليس غريبا عن هذه المؤسسة التي طالما تحدث باسمها ومثّلها في مناسبات عدة. ففي تراث المجلس ما قاله الامام موسى الصدر، في الدولة والكيان والنظام، والامام محمد مهدي شمس الدين له ما له من مطالعات فكرية وسياسية وتأصيلية اثارت نقاشا واعجابا في محطات عدة، بدأت من اطروحة الديمقراطية العددية، وصوغه العديد من بيانات القمم الروحية الاسلامية والمسيحية، الى جانب مطالعاته العميقة في مسألة الكيانية اللبنانية، وتلك التي تقدم بها على مستوى المتحد القومي- الاسلامي، فضلا عن حواراته مع شيخ الأزهر، وصولا الى النصيحة التي قدمها في وصاياه بالمواءمة بين الميثاقية اللبنانية، وتطوير الدولة ونزع الشوائب الطائفية منها.

اين الافكار المفيدة لقبلان؟

وهو الذي دعا الى دولة بلا دين في مقابل دعوات اسلمة الدولة. وهناك الكثير مما يمكن ان يساعد المفتي الممتاز على قول جملة مفيدة لما يمثل، تتيح للمتلقين من اصحاب العقول الانصات والتأمل والتفكر بما يقدم من رأي. ربما يُحمّل المفتي الممتاز اكثر مما يحتمل على هذا الصعيد، ولكن مقتضى الموقع الذي دفعه الى الذهاب بعيدا في الدعوة للانقلاب على النظام، يجعل من الاهتمام بما قال للاشارة الى انه منفصل عن سياق رسخته المؤسسة الدينية الشيعية الرسمية منذ تأسست في العام 1969، وهي طالما كانت منسجمة مع تركيبة النظام اللبناني، وعملت على محاولة التغيير من خلال قواعد التغيير في داخل النظام. هذا لا يعني بطبيعة الحال تنزيه الزمن الايراني عما قاله المفتي الممتاز، والزمن الايراني من ابرز سماته في لبنان، انه زمن التسطيح الفكري والديني وتقديس السلاح وتعزيز العصبية، التي تتيح التحكم والسيطرة وقيادة الجماعة الشيعية الى ما يشتهي “القائد”، وهذا الخواء من شروط دوامه التنطح والتسلق والانمحاء امام السلطان، وفي احيان كثيرة المزاودة عليه، ولا يخفى على اللبنانيين والشيعة منهم خاصة، ان المؤسسة الدينية الرسمية الشيعية جرى “تقزيمها” وتحويلها الى مؤسسة خاوية، واستخدامها لمصالح حزبية ضيقة.

مجرد صدى للسلطة الشيعية السياسية

وتحوّل القائمون عليها الى مجرد صدى للسلطة السياسية الشيعية، بل اداة منهمكة بالتعالي على هذه السلطة بحيث فقدت المؤسسة مكانتها ليس على المستوى اللبناني والعربي والاسلامي، بل حتى داخل الطائفة بحيث تحوّلت الى مجرد مكتب حزبي متقاسم بين طرفي “الثنائية”، ولن تجد فيها اي مظهر من مظاهر المؤسسة الجامعة للتنوع الشيعي.

المفتي الجعفري الممتاز سيكون شديد الامتنان اذا امكن لهذا النظام الذي دعا الى الانقلاب عليه لو اتاح له ان يتولى رئاسة المجلس الشيعي!

الهبوط الحاد للمجلس الشيعي الأعلى الذي ادارته الثنائية الشيعية، كلٌ لغايته، ف”حركة أمل” تريد المجلس اداة طيّعة لها، و”حزب الله” اراده مجالاً لقيام وترسيخ المستوى المتدني للمنظومة الدينية الرسمية فكريا ودينيا، بغاية اظهار تفوّق مؤسسته الدينية التابعة لولاية الفقيه، لذا كان مندفعاً لتعيين اشخاص في قيادة المؤسسة ممن يتّسمون بالضحالة الدينية والفكرية، والطاعة العمياء له او للثنائية الشيعية. المفتي الجعفري الممتاز سيكون شديد الامتنان اذا امكن لهذا النظام الذي دعا الى الانقلاب عليه، لو اتاح له ان يتولى رئاسة المجلس الشيعي كما كان الحال حين اتاح له ان يكون المفتي الممتاز، واحد وسائله كانت رسالة عيد الفطر، التي تنضح بالطاعة العمياء اكثر ما يريد “القائد” ويشتهي.

 

مأساة أجيالنا الجديدة

جورج يونس/26 أيار/2020

ونحن نبحث عن الضحكة وسط رُكام المآسي، يرِنُ جوال ابنتي لتجد رسائل متتالية من اصدقائها فيما يختص بما وصلنا اليه. لحظات ويتجهم وجهها، بعد أن كان فقد لفحات البسمة منذ بدء إنهيار الليرة اللبنانية. كيف لا وهي ترى أحلامها بالحياة الكريمة تتكسر وهي لا زالت في بداية ربيع العمر. هي تلك الصبية المليئة بالخطط الكبيرة والحيوية، التي وجدت نفسها فجأة بعد تخرجها، تبحث بين الأنقاض عن من يقدر شهاداتها. هي أيضاً، كسبت درساً من تجربة والدها تتلخص بالإبتعاد عن السياسة في لبنان بعد أن دمغت كافة الأطراف إفلاسها وجحودها وتبعيتها في حياة الأجيال السابقة.

تألق شخصيتها ونباهتها، خَوَلاها الحصول، في لبنان، على وظيفة بجدارة، فحظيت براتب متواضع في إحدى المؤسسات العريقة. إلا أن ايامها، لم تلبث أن تلبدت بكل ما لم يكن بالحسبان، فأتت الثورة وإضطرت للعمل لبعض الوقت فقط من المنزل وخسرت القليل من مدخولها وتفشى الوباء وجُمِدَتْ أموال المودعين في المصارف وبدأت الحركة الإقتصادية بالتدهور وإنهارت الليرة، فرأت نفسها تواجه مآسي لا ناقة لها بها سوى أن والدها لم يهاجر منذ زمن بعيد من هذا الوطن.

عندما إنتهت من متابعة رسائل إصدقائها، وجدتها قلقة ومكفهرة وسارحة. سألتها ما بالك يا حبيبة عمري. صمتت لبرهة لتعود وتقول لي، كيف لنا أن نحافظ على أحلامنا في هذا البلد؟ كثير علينا ما نواجهه ونحن في ريعان العمر. ماذا يجب أن نفعل لنستمر في إبقاء شعلة الأمل بمستقبل أفضل في قلوبنا؟ وتابعت والغصة تخالجها، اليوم إحدى صديقاتنا لديها مناسبة وهي تبحث عن قالب حلوى براتبها المتواضع والمتآكل، وبعد البحث تبين أن سعر قالب الحلوى الصغير من إحدى المحال التي كانوا يرتادونها سابقاً قد أضحى 120 ألف ليرة ولو حاولت الحصول على قالب بأقل جودة من أحد الأفران فإن سعره يصل الى 45 الف ليرة. ثم، تابعت لتخبرني، أن احدى رفيقاتها افادتهم أن سعر الحذاء عند إحدى محال الماركات الشعبية العالمية اصبح 500 الى 600 ألف ليرة. ثم أكملت لتقول بأن رفاقها مسبوعين من تفاقم الوضع على كافة الأصعدة وهم يتبادلون صورة البضائع مع اسعارها الملتهبة وهم مصعوقين بما آلت إليه الأمور. كيف لنا أن نتابع حياتنا ونعيش عمرنا يسأل أحدهم؟ هل يعقل أن يصبح الحصول على علبة "النوتيلا" او "الكيلوغز" او "النستله" او "النسكافيه" وحتى قطعة الكنافة من عند "السي سويت" والتي وصل سعرها الى 8500 ليرة بمثابة حلم. هل أصبح الدخول إلى المطاعم، والنايت كلوب، والمسابح (40-80 ألف للشخص)، ممنوع علينا خصوصاً ان راتبنا قد اضحى يعادل 230$ بعد أن كان يعادل 670$. هل يعقل أننا تخرجنا من أهم جامعات لبنان لنموت قهراً فتموت معنا أحلامنا؟

ماذا عساي أقول لكل من تحمل مسؤولية في وطني؟ أما أكتفيتم بتدمير ماضينا وحاضرنا ومستقبلنا، أما أقتنعتم بعد بأنكم أنتم من حرقتم عُمِرنا فتمعنون اليوم بحرق عُمِرْ أطفالنا؟ أما شبعتم من زرع القهر بكل تفاصيل ايامنا لتستهدفوا أولادنا اليافعين؟ هل من العدل أن نرى القلق والقهر والهم على وجوه أولادنا وهم في بداية حياتهم؟ توقفوا يا عديمي الضمير! فَتَراكُمْ دمار النفوس من جيل لجيل سيولد لعنة غير مسبوقة تجاه كل حرف من حروف أسمائكم وإن نحن كنا سذج ورحمناكم فأجيالنا الجديدة التي أشعلت طرقات الوطن بالثورة العفوية لن ترحمكم.

هلقد بحبك يا لبنان

 

باسيل وتياره في مرمى الاتهام.. من "دير عمار 2" إلى "سلعاتا" ولبنان مظلم

أيمن شروف/الحرة/26 أيار/2020

لا يُريدون "دير عمار 2" لأن هناك مشروعاً أهم مشروع يُموّل حزب باسيل لعشرين سنة مقبلة

يقول مارتن باركر، وهو أحد في أعضاء فريق إدارة مشروع "دير عمار 2" لإنتاج الكهرباء في لبنان، في تصريح لصحيفة "دايلي ستار" في 9 سبتمبر 2019 إن "الأعمال الهندسية ستبدأ يوم الثلاثاء، والأعمال الأولية ستبدأ خلال شهرين من الآن، قرابة نهاية العام (2019)".

رئيس الحكومة السابق، سعد الحريري، كان قد كرر غير مرة أن المشروع سينطلق في غضون 15 يوماً، في حين أن وزراء الطاقة، وهم منذ عام 2008 من التيار الوطني الحر وزعيمه الروحي الرئيس اللبناني الحالي ميشال عون، اعتادوا منذ عام 2013 أن يُرددوا كلاماً من قبيل "المشروع سينطلق قريباً".. "المشروع يأخذ موقته لكن الأمور سالكة". بيد أن السنوات تمضي ولا يزال المشروع في الدُرج، لماذا؟ لأن السلطة السياسية لم تتفق على تقاسم مغانمه.

متابعة المراحل التي مرّ بها المشروع، منذ عام 2013، كفيلة بتبيان مسار السلطة السياسية الحاكمة في البلاد. كفيلة أكثر بتبيان كيفية تعاطي وزراء التيار الوطني الحر مع ملف يعني كُل اللبنانيين.

منذ عام 2020، وتقنين الكهرباء يزداد. علماً بأن رئيس التيار، الوزير السابق جبران باسيل، وهو الذي تولى وزارة الطاقة والمياه على مرحلتين، كان قد وعد بكهرباء 24/24 في كل لبنان، نهاية العام 2014.

الكهرباء إلى أسوأ

 اليوم، ونحن نقترب من منتصف الـ 2020 والكهرباء إلى أسوأ. مسار "دير عمار 2" كفيل بتقديم الإجابات حول تعاطي وزراء التيار العوني في هذا الملف الحيوي، الذي يعني كل فرد في لبنان.

عام 2013، حصلت أول مناقصة فيما يخص معمل "دير عمار 2" وربحتها شركة "بيتاك"، قبل أن يتم أُبطال العقد بذريعة أن قيمة المناقصة أكبر من الأموال المرصودة.

سريعاً، أقروا دفتر شروط جديد عليه الكثير من علامات الاستفهام، والمفارقة أن وفق هذا الدفتر، فازت بالمناقصة شركة يونانية يُمثلها في لبنان سيزار أبي خليل، كان وقتها مستشاراً في وزارة الطاقة قبل أن يُصبح وزيراً من حصة التيار الوطني الحر، ومروان أبو فاضل.

حينها، رفض رئيس مجلس النواب، نبيه بري، منح الأموال المخصصة لبدء المشروع، بسبب قانون كان قد أقر عام 2011 يشترط تعيين مجلس الإدارة خلال 3 شهور، وكان قد مضى سنة وباسيل لم يُعيّن أحداً.

هنا، كان يُمكن لباسيل أن يعتبر الأمر شخصياً، لكنه على العكس، فبهذه الطريقة أصبح لديه حجة التمديد للبواخر التي تدر ذهباً.

ثم بدأ الترويج بأن الخلاف هو على الضريبة على القيمة المضافة ليتوقف العمل بالمشروع بذريعة الخمسين مليون دولار (الضريبة) وإذا كانت ضمن العقد أو خارجه، خاصة أن باسيل كان قد أعطى أمراً للشركة بمباشرة العمل، لكن وزير المالية علي حسن خليل (ظل بري) آنذاك لم يدفع بحجة الضريبة.

هذا الخلاف الظاهري، لكن الخلاف الضمني كان في مكان آخر. ديوان المحاسبة وتحت ضغط رئيس مجلس النواب أصدر بياناً اعتبر أن الضريبة جزءاً من العقد وبالتالي صار هناك قراران للديوان، كُل واحد مختلف عن الآخر.

ديوان المحاسبة أصدر بياناً اعتبر أن الضريبة جزءاً من العقد

لكن الديوان لا يعتبرهما كذلك، ويبرر هذا الأمر بأن العقد كان ممولاً من الخارج وصار ممولاً من الداخل. المُلفت في هذا السياق أن هناك من أراد أن يُمرر المشروع على الطريقة التقليدية، فحاول إرضاء أطراف معينة بمن فيهم بري، وكان فيها نوع من الإهانة لرئيس مجلس النواب وبالتالي أخذ القرار بأن هذا العقد لن يمرّ.

 بعد أن تسلّم ميشال عون رئاسة البلاد، وفي اجتماع للحكومة التي صار فيها سيزار أبي خليل وزيراً للطاقة، طلب إعطاءه حق إنهاء الأمور العالقة، أي موضوع الـ 50 مليون دولار، وكانت الشركة قد أقامت دعوى على الدولة اللبنانية بـ 120 مليون دولار لأنها أعطيت الأمر بمباشرة العمل ثم تم إيقافها.

هنا، بدأت الأمور تأخذ مساراً آخر. حوّل أبي خليل العقد في اللحظة التي طلب فيها أن يقوم بمفاوضات لبدء العقد بقيمة 500 مليون دولار، وخلال ثلاثة أسابيع إلى عقد  Build Operate Transfer بقيمة 2.2 مليون دولار.

بمعنى أوضح، نُقل العقد من عقد (EPC (Engineering procurement and Construction   إلى عقد BOT، دون أن يقوم بأي نوع دراسة للتمويل، ومن دون أن يقوم بأي مناقصة لتأمين التمويل، أو إعادة مناقصة شاملة للمشروع.

التمويل

 كان أبي خليل يتصرف بشكل مريب ومن دون أي مراعاة لمصلحة الدولة اللبنانية أو لمبدأ الشفافية بإدارة ملفات القطاع العام، وتحديداً الكهرباء.

أدى ما قام به الوزير السابق إلى التباس كبير لدى جهات ممولة، حاول حينها علاء الخواجة، وهو رجل أعمال أردني مُقرب من بعض السياسيين اللبنانيين، أن يأتي بالتمويل من الخارج ولكن بعض مصادر التمويل التي كان يُراهن عليها أجرت بعض الدراسات وطلبت رأي أحد الخبراء اللبنانيين في هذا المجال، فأتاهم الجواب: حذار التوّرط في هذا المشروع. كانت فكرة خواجة، بحسب أحد المطلعين على الملف، أن بإمكانه تمويل المشروع من بنك عودة، بعد أن كان قد اشترى حصة في بنك البحر المتوسط بتمويل من عودة، قبل أن يتدهور وضع البنك المالي بعد سلسلة خسارات مني بها.

حاول أن يأتي بالتمويل من الخارج، ولكن مراكز التمويل أبلغت بنك عودة أنه إذا لم تف الحكومة بالتزاماتها المالية، على المصرف نفسه أن يؤمن التمويل اللازم لبدء المشروع.

حينها، حاولوا أن يذهبوا إلى "أوبيك" أميركا ليشتروا التأمين على التمويل، لكن الأخيرة أدركت أنه من الصعب استرداد الأموال، وكانت واشنطن قد بدأت آنذاك بتفعيل العقوبات، فباءت محاولة علاء الخواجة بالفشل.

عام 2018 قُدمت نصيحة لرئيس الوزراء آنذاك سعد الحريري بأن يمرر العقد على أنه public- private partnership (PPP) contracts وبهذه الطريقة يؤمن التمويل بشكل أسهل.

رد الحريري بأن الفكرة جيدة ولكنه سيبدأ المشروع خلال شهر واحد. على ما يبدو بحسب من هو متابع لهذا الملف، كان الحريري يُفكر بطريقة أخرى، وكأن الخواجة قد أقنعه بأنه يستطيع أن يؤمن التمويل خلال مدة قصيرة. كانت النتيجة أنه لم يستطع تأمين التمويل وبالتالي بقي المشروع مجمداً.

لاحقاً، اندلعت انتفاضة "17 تشرين" لتعصف بكُل مكونات السلطة. سارع الحريري وكُل من هو في الحكم لتقديم أوراق اعتماد للشارع كي يلين معهم، أو كي يشتروا الوقت.

كانت الورقة الإصلاحية التي فيها وضع بنداً يقول إنه في غضون 15 يوماً سيبدأ العمل بالعقد! طبعاً إلى اليوم لم يبدأ العمل. أكثر من ذلك، لدى وزراء الصف الواحد تبريرات متناقضة لما يحصل.

إذ تقول وزيرة الطاقة السابقة ندى البستاني في تصريح لها بعد سؤالها "أين أصبح دير عمار": "بما أن هذا العقد هو BOT فهو يأخذ وقته"، لكنها طيلة فترة ولايتها لم تستطع توقيع. أما الوزير الحالي ريمون غجر فيقول إنه عقد موقع!

مشروع يُموّل حزب باسيل

 خلال سبع سنوات، مارس وزراء التيار الوطني الحر كُل أنواع المناورات لتمرير عقد على هواهم، عقد تحوم حوله السمسرات والصفقات منذ لحظة إقراره كمشروع عام 2013. أما اليوم، فهم يستغلون تعثر مشروع دير عمار الذين هم سببه، لتبرير تمرير مشروع سلعاتا.

لماذا كُل هذا الاندفاع من أجل سلعاتا؟ يقول متابعون إنه ينقسم إلى 3 أسباب، الأول سياسي، فهم اليوم يدفعون تجاه نوع من الفيدرالية وبالتالي سيكون لديهم معملاً في مناطقهم (سلعاتا في منطقة البترون شمال لبنان، والمنطقة يتحدر منها باسيل رئيس التيار).

السبب الثاني مصالح فيما خص الأرض والسمسرة عليها. أما السبب الثالث فهو أن العقد في سلعاتا هو BOT، بما معناه أن هناك حاجة إلى مقاول فرعي، فإذا كان العقد بحدود 700 مليون دولار، هناك 300 مليون للمقاول الذي طبعاً سيكون من المنطقة، وهناك في السنة أيضاً ما يُقارب الـ 50 مليون دولار عقود تشغيل وصيانة فيها أرباح ما يٍقارب الـ 20 مليون دولار.

لن يُبصر معمل دير عمار 2 النور. كما الكثير من المشاريع التي توالى عليها وزراء تكتل "لبنان القوي"، وهو التكتل النيابي المنبثق عن التيار الوطني الحر.

لن يُبصر المعمل النور وكُل وعود إنارة بيوت اللبنانيين لم تتحقق، بل بدا أن الاستثمار في ما يمسّهم هو سمة الوزراء "الإصلاحيين". يقولون: "لم يسمحوا لنا أن نعمل وننجز".

الحقيقة في مكان آخر. لا يُريدون "دير عمار 2" لأن هناك مشروعاً أهم، مشروع يُموّل حزب باسيل لعشرين سنة مقبلة حتى لو ترك التيار وزارة الطاقة مباشرة بعد أن يبدأ العمل في سلعاتا.

قد يقفز باسيل من السفينة التي يقودها حزب الله، ولكنه قبل أي شيء يُحاول أن يحصل على كُل ما يريد، أي على كُل مصدر يدر عليه المال، مهما كان الثمن وكيفما كانت الوسيلة.

 

الميليشيات الإرهابية وداعموها يخلعون الكمامات في ليبيا

يوسف الديني/الشرق الأوسط/26 أيار/2020

في بدايات صدمة العالم بتفاقم جائحة «كورونا»، الخبر الذي تسيّد شاشات التلفزة ومنصات الأخبار، وبات نجم شباك المرحلة، تراجع الحديث عن معضلة الإرهاب والتنظيمات المسلحة في العالم، إلى الحد الذي فبرك رواد السوشيال ميديا خبراً على لسان تنظيم «داعش»، يعلن فيه وقف عملياته تضامناً مع الجائحة، وهو خبر يعكس حجم الصدمة، لكن مضمره يعكس لعبة الأولويات في صناعة وتدوير المحتوى الإعلامي الرائج، ولو على حساب الواقع، في حين أن الباحثين ومراكز التحليل والرصد، أدركت أن الجائحة ومثيلاتها هي فرص سانحة لكي تعيد التنظيمات الإرهابية ترتيب صفوفها وتجنيد مقاتليها، واصطياد محتوى التجنيد عبر الجائحة التي تمت معالجتها في الإعلام المتطرف كنذير على قرب نهاية العالم. اليوم مع الأنباء عن تراجع حالات التفشي في أجزاء محددة من العالم، تعود الأضواء مجدداً إلى شبح الإرهاب؛ الفيروس الذي لا يختلف أحد في كونه نتيجة تخطيط وتمويل واستغلال دول بعينها تستثمر فيه لتكريس مشروعها التوسعي، كما هي الحال مع الدول الراعية للتنظيمات المتطرفة من إيران إلى نظام إردوغان، وإعلام «الجزيرة» بقطر، الذي اختزل مفهوم الدولة، وغيرهم من الحلفاء الطامحين إلى تمكين الميليشيات المسلحة والتنظيمات المتطرفة وفلول الغاضبين من فشل مشروع الإسلام السياسي، المنتقلين إلى مربع العنف، وتبدو الساحة الليبية اليوم بؤرة انتشار تفشي الإرهاب، بعد انحساره عن مناطق التوتر التقليدية خلال السنوات الماضية.

بالأمس أعلنت وحدات القوات المسلحة العربية الليبية في محاور طرابلس، إلقاء القبض على «الداعشي» السوري محمد الرويضاني، المكنى «أبو بكر الرويضاني»، أحد أخطر عناصر «داعش» في سوريا. وفي التفاصيل تم نقل الرويضاني مع المئات من «الدواعش»، الذين تحولوا إلى ميليشيات مرتزقة يتم شحنها ونقلها بعيداً عن مناطق الصراع التي ولدت فيها، وكانت المحطة المثالية ليبيا، التي يبدو أن قيادات التطرف ومناصريه في العالم يخلعون كماماتهم بشكل سافر هذه الأيام، في دعم تفشي الإرهاب العابر للدول والمقوض لاستقرارها، وكان آخر تلك الانكشافات المخجلة تهنئة الغنوشي التونسي، الذي لم يستطع السيطرة على دوافعه الآيديولوجية، ليخترق أبسط قواعد العمل السياسي المؤسسي، مما استدعى تعليق الرئيس التونسي، بشكل صريح، في محاولة لاستعادة منطق الدولة وسيادتها الذي لا يؤمن به معسكر الداعمين للتطرف المسلح العابر للحدود، الذي يعيش اليوم حالة من استثمار الفوضى في ليبيا.

التقارير حتى الآن تؤكد سقوط مئات القتلى والأسرى من المقاتلين القادمين من سوريا في معسكر اليرموك، وحسب «المرصد السوري» فإن إردوغان قرر نقل غالبية مقاتلي الفصائل الموالية لها في منطقة عفرين إلى ليبيا، بينما كشف تقرير «سري» أعده خبراء في الأمم المتحدة عن مهمة «خاصة» لقوات أجنبية في ليبيا لاعتراض إمدادات تركية بالأسلحة لحكومة طرابلس. حسب التقرير، تم التخطيط للعملية، وتنفيذها في ثماني دول، وشاركت فيها مروحيات وقوارب عسكرية.

كل شيء في ليبيا يبعث على الحيرة والذهول والشك، بدءاً من صمت المجتمع الدولي، إلى لا اكتراث الفاعلين في المجتمعات الإسلامية من المنظمات والتيارات، وصولاً إلى الحالة الليبية ذاتها التي كان يعتقد أنه بعد سقوط نظام القذافي سيهرع الشعب إلى صيغة توافقية، بما أنه من الشعوب القليلة التي تحظى بعدد سكان قليل (مساحة ليبيا نحو مليون كيلو متر و700 ألف كيلو متر مربع، ويقطنها نحو 6 ملايين نسمة، منهم 1.5 مليون من الوافدين إليها بغرض العمل)؛ وإمكانات اقتصادية واعدة، وقرب جغرافي من أوروبا، إضافة إلى عدم وجود صيغ إثنية وطائفية يمكن لها أن تلعب دوراً في إيقاظ فتيل الأزمات، لكن ما حدث هو أننا أمام أكبر ظاهرة انشقاق ما بعد «الربيع العربي» وانفجار للأوضاع، كلما هدأت ليس بفعل الخلاف السياسي على كعكة الدولة، وإنما اقتسام للغنيمة بقوة السلاح من ميليشيات ومجموعات مسلحة عسكرية جهوية وصغيرة، تحاول تفجير الوضع، كلما اقترب من الحل، أو شرع الليبيون في العبور بأزمتهم إلى استقرار الدولة. كل هذا أجج بفعل تنظيم «الإخوان»، للقبض على زمام الأمور في البلاد.

في ليبيا، اليوم، كمفارقة مضافة أيضاً إلى المفارقات الأخرى، هناك أكبر عملية تصدير للمقاتلين والإرهابيين إلى دول الجوار وشمال أفريقيا، بعد أن تحول الداخل الليبي إلى معسكرات تجنيد واستقطاب. وحسب تقرير هارلون زيلين من «معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى» ومؤسس الموقع الشهير «جهادولوجي» (http:--jihadology.net)، فقد «أصبح تدفق المقاتلين الأجانب إلى ليبيا رابع أكبر حشد (للمقاتلين) في التاريخ الجهادي، بعد الحرب في سوريا، والجهاد الأفغاني في الثمانينات، وحرب العراق عام 2003 فقط».

ليبيا اليوم للأسف باتت بؤرة الهجرة الكبرى للكوادر الإرهابية، لعدة أسباب تتصل بطبيعة موقعها، وتاريخ مقاتليها في «المسيرة الجهادية» منذ أفغانستان، والتجانس بين مكونات الشعب الليبي على مستوى حالة التدين وغياب الطائفية، ومن ثم إمكانية استغلال النزعات المناطقية، إضافة إلى وجود ثلاث ولايات معلنة للتنظيم في الأراضي الليبية؛ برقة وطرابلس وفزان، والأراضي المفتوحة في الصحراء الليبية، وحتى بعد خسارة التنظيم من استرجاع مدينة سرت، والسيطرة على الموارد التي كانت بيد التنظيم، عاد إلى أسلوبه القديم المحبب، وهو حرب العصابات، واتخاذ ليبيا موقعاً ملائماً للتجنيد وشن هجمات على أوروبا واستقبال المقاتلين القادمين منها.

في ليبيا، اليوم، الأزمة تستغل صراع البقاء في العالم ما بعد «كورونا»، وستساهم الحرب الباردة الوشيكة بين الصين والولايات المتحدة في تأزيم الأوضاع، والمزيد من التشظي الدولي، والغفلة، وصراع المحاور والاستقطابات الجيوسياسية في دعم طرف على آخر، وهو ما يعني ولادة أجيال جديدة في كنف الميليشيات والفوضى ستساهم تردي الأوضاع الاقتصادية أن تتحول إلى صيد سهل ومطواع يقع سريعاً بفخ الخطابات الشعاراتية الثورية، ولو بمضامين دينية، وحينها لن يكون فيروس الإرهاب موجة عابرة، بل وباءً قابلاً للتمدد والبقاء والتدمير من دون أن تسعف الكمامات أحداً.

 

التحدي الأكبر لروسيا في سوريا

رمزي عز الدين رمزي/الشرق الأوسط/26 أيار/2020

عادت سوريا في الآونة الأخيرة لتكون محط اهتمام الإعلام العربي والدولي، ليس لوجود تطورات مهمة من شأنها أن تبعث الأمل في وضع حد لمأساة الشعب السوري وتعيد له طموحه في تحقيق أهدافه المنشودة في الحرية والكرامة والأمان والوئام، وإنما لكونها قضايا ذات طابع مثير مثل: ما يتردد عن وجود خلافات بين الرئيس بشار الأسد وابن خاله رجل الأعمال رامي مخلوف، والحملات الإعلامية المتبادلة بين موسكو ودمشق، فضلاً عما يشاع عن وجود مخطط مزعوم بين واشنطن وموسكو وأنقرة لاستبعاد الرئيس الأسد عن الحكم. فبينما يذهب البعض إلى اعتبار تلك التطورات على أنها ذات طابع عارض أو عابر، ينظر إليها البعض الآخر كمؤشر على أن حكم الرئيس الأسد على مشارف نهايته، استناداً إلى أن إحداث أي تغيير سياسي في سوريا لا بد أن يمر عبر موسكو. فبغض النظر عن صحة أي من هاتين وجهتي النظر، فمن المعروف أن موسكو حرصت - على الأقل على المستوى الرسمي - أن تنأى بنفسها عن الشأن الداخلي السوري. ورغم أن التدخل العسكري الروسي - الذي جاء بناء على طلب الحكومة السورية - ساعد في الحفاظ على حكم بشار الأسد، فإن موسكو طالما حرصت بوسائل مختلفة على التأكيد أن الهدف من تدخلها هو إنقاذ سوريا من الإرهاب وليس إنقاذ نظام حكم في حد ذاته أو أشخاص بعينهم. ومع ذلك اعتبر البعض أن إنقاذ البلاد مرادف لإنقاذ النظام.

وفي هذا الإطار من المهم التنويه بأن الموقف الروسي - كما أفهمه - هو أنه طالما يوجد إرهاب يهدد الدولة في سوريا، فلا بد من الحفاظ على القائد الأعلى للقوات المسلحة الذي هو رئيس الجمهورية بشار الأسد. والمنطق في ذلك أن هذا شرط أساسي للحفاظ على تماسك وصمود القوات المسلحة السورية، باعتبار أن أي خلل في تراتبية القيادة العسكرية خاصة في الظروف الحالية الاستثنائية سيؤدي إلى تفكك الجيش بالكامل، ومن ثم انهيار الدولة بأسرها.

أما الآن ورغم الانحسار النسبي للإرهاب في معظم أرجاء سوريا، فما زال للجماعات الإرهابية موطن قدم في محافظة إدلب. ولذلك فإن التركيز في المرحلة الراهنة على مكافحة الإرهاب منصب على محافظة إدلب. أما مواجهة «داعش» في الصحراء السورية فيبدو أنها قضية مؤجلة إلى مرحلة لاحقة.

فرغم أن عملية آستانة وما تمخض عنها من إقامة منطقة لخفض التصعيد في إدلب بالإضافة إلى الاتفاقات الثنائية المبرمة بين روسيا وتركيا والتي تعاملت كذلك مع الوضع في إدلب، فما زالت «جبهة النصرة» الإرهابية وحلفاؤها منتشرة ونشطة في تلك المحافظة بحيث دعمت من سيطرتها على مختلف جماعات المعارضة المسلحة الأخرى. وهنا تجدر الإشارة إلى أن التحدي المستمر الذي واجه الولايات المتحدة من قبل ويواجه تركيا الآن يتمثل في كيفية الفصل بين جماعة «جبهة النصرة» وحلفائها من جهة والجماعات المسلحة الأخرى من جهة أخرى.

وبالعودة إلى التدخل العسكري الروسي في سوريا، فمن المعروف أنه حظي في بدايته على تأييد واسع من قبل الشعب الروسي من منطلق أنه ينقل الحرب ضد الإرهاب إلى خارج الأراضي الروسية. وهنا يجب إلا يفوتنا التنويه إلى أنه في ذروة القتال المحتدم في سوريا، كانت التقديرات تشير إلى وجود عدد يتراوح بين عشرة وعشرين ألفاً من المقاتلين الروس ومن جمهوريات الاتحاد السوفياتي السابقة الذين شكلوا أفضل العناصر المقاتلة بالنظر إلى الخبرات التي اكتسبوها في الشيشان، وآسيا الوسطى، والبلقان.

والآن، وبعد أن ضمنت روسيا وجودها الطويل الأمد في سوريا، ومنعت انهيار الدولة في سوريا وبذلك دعمت من موقفها على الساحة الدولية، يبقى أمام الرئيس بوتين أن يعلن أنه تمكن من إزالة تهديد مصدر الإرهاب في سوريا، حتى يستطيع الإعلان أنه حقق كافة أهدافه من التدخل في سوريا. ولا شك أن مثل هذا الإعلان سيسهم في استعادة الرئيس بوتين ولو لجزء من الشعبية التي فقدها مؤخراً لعدة أسباب ربما يكون من بينها انخفاض التأييد داخلي في روسيا للتدخل العسكري في سوريا. وقد يكون إعادة فتح الطريق السريع الاستراتيجي «M4» الذي يربط مدينة حلب بمدينة اللاذقية الساحلية - وفقاً للاتفاق الروسي - التركي المبرم في مارس (آذار) الماضي - هو الإنجاز المطلوب تحقيقه، خاصة أن مثل هذا الأمر يتطلب إخراج مقاتلي بلدان آسيا الوسطى خارج بلدة «جسر الشغور» والمرتفعات المحيطة بها التي كانت على الدوام مصدر تهديد لقاعدة حميميم الجوية الروسية.

فبعد تعثر، يبدو أن هناك تقدماً ملحوظاً أحرزته الدوريات العسكرية الروسية التركية - المشتركة على طريق «M4»، حيث وصلت يوم 20 مايو (أيار) الجاري إحدى الدوريات إلى ما وراء مدينة أريحا التي تبعد قرابة 35 كيلومتراً عن بلدة جسر الشغور. وبمجرد أن تتمكن تلك الدوريات من تأمين طريق «M4» بشكل كامل والمنطقة العازلة المحيطة به، يمكن أن تنتهي التهديدات الإرهابية لقاعدة حميميم، وتستأنف الحركة التجارية بين مدينة حلب وميناء اللاذقية، وهو أمر حيوي للاقتصاد السوري. كذلك فإن ذلك سيعني حصر وجود الجماعات الإرهابية في منطقة محدودة المساحة تقع على جانبي الحدود بين محافظة إدلب وتركيا، بما يمكن للقيادة الروسية عندئذ أن تضع المسؤولية الأساسية للقضاء على بقايا تلك الجماعات، وخاصة تلك التي تسبب تهديداً لروسيا على عاتق تركيا.

وفي هذه الحالة، لن يكون مستبعداً أن تعلن القيادة الروسية عن تحقيق كامل أهدافها العسكرية في سوريا، وبالتالي فسيكون المنتظر من موسكو أن تركز جهودها على تسريع إيقاع العملية السياسية المتعثرة.

فالقيادة الروسية تدرك تماماً أن النجاح الحقيقي في سوريا يكمن في تحويل إنجازاتها العسكرية إلى مكاسب سياسية ملموسة تضمن مصالحها في الأمد الطويل، الأمر الذي يتطلب تحقيق التسوية السياسية من خلال التنفيذ الكامل لقرار مجلس الأمن الدولي 2254 - الذي طالما تفتخر على أنه نتاج مبادرة مشتركة مع الولايات المتحدة - بدءاً بإنجاز الإصلاح الدستوري - الذي هو في الأساس فكرة روسية - ثم انتخابات حرة يشارك فيها كل السوريين.

ولذلك فسيكون على روسيا تكثيف جهودها في دفع دمشق للانخراط بشكل أكثر جدية في أعمال اللجنة الدستورية بشكل خاص والتعاون في تنفيذ قرار مجلس الأمن 2254 بشكل عام.

هنا لا شك أن موسكو ستتطلع إلى قيادة سورية متعاونة.

وفي هذه الحالة ستتحول كافة الأنظار إلى مراقبة كيفية تعامل الرئيس الأسد في التنفيذ الكامل للقرار 2254. وكذلك إلى ردود فعل المقابلة للقيادة الروسية. ربما يُقدر لتلك اللحظة أن تكون من اللحظات الحاسمة ليس في مستقبل سوريا فحسب، وإنما فيما يخص مصداقية روسيا على الصعيد الدولي.

أما فيما يخص موقف روسيا من مساندة الحكومة السورية على استعادة كافة أراضيها، فإن موسكو ستضعه كهدف يتم تحقيقه في المستقبل من خلال القيام بوساطة بين دمشق وأنقرة من أجل التوصل إلى حزمة متكاملة مستوحاة من اتفاقية أضنة لعام 1998 تتضمن: استقرار الحدود السورية - التركية المشتركة، حل القضية الكردية في سوريا، فضلاً عن مستقبل العلاقات السورية – التركية، وهو الأمر الذي إذا قُدر له النجاح سيكون من شأنه تعزيز موقف موسكو في منطقة الشرق الأوسط.

ختاماً من الأهمية التنويه إلى أن نجاح روسيا في تنفيذ سياساتها في سوريا يعتمد إلى حدٍ بعيد على كيفية إدارة علاقاتها ليس فحسب مع تركيا والولايات المتحدة، وإنما كذلك مع إيران.

 

حرب الأجواء بين روسيا وأميركا

إيلي ليك/الشرق الأوسط/26 أيار/2020

يتأهب الرئيس دونالد ترمب للانسحاب من المعاهدة الثانية للحد من الأسلحة مع روسيا، اعتباراً من أدائه اليمين الدستورية، مع المعارضة الأميركية التي دخلت بالفعل في حالة غضب عارمة. وغرد مايكل هايدن، الرئيس الأسبق لوكالة الاستخبارات المركزية الأميركية على حسابه في «تويتر» يقول: «هذا جنونٌ محض». وقالت سامانثا باور، سفيرة الولايات المتحدة السابقة لدى الأمم المتحدة: «خطوة قصيرة النظر جديدة من قبل الرئيس ترمب، للانسحاب من المعاهدة التي تضم العديد من الحلفاء المقربين للبلاد».

بيد أنني أعتبر أن قرار الرئيس الأميركي هو القرار الصائب - من حيث المبدأ والحيثيات. والمعاهدة المشار إليها هنا هي «معاهدة الأجواء المفتوحة» المبرمة والموقع عليها في عام 1992، التي تسمح أحكامها لطائرات التجسس الأميركية والروسية بالتحليق على المنشآت العسكرية ومستودعات الأسلحة. وكان الهدف المقصود من المعاهدة منح 35 دولة التي أصبحت من أعضاء المعاهدة الثقة بأن خصومهم يحافظون على التزاماتهم المرعية في مجال الحد من الأسلحة.

وهي فكرة جيدة، لكن من الناحية النظرية فقط. فإن المراقبة من السماء هي إحدى طرق التثبت من فاعلية اتفاقيات أكثر جوهرية للحد من التسلح مع الجانب الروسي. كما أنها توفر الخط الأساسي للمخططين العسكريين، من خلال توفير مجموعة من البيانات الصحيحة التي تعكس كيف يبدو انتشار القوات والمعدات في أوقات السلم. بيد أن العيب الكبير الذي تعاني منه المعاهدة يتمثل في أن الطرف الذي يثير القلق لدى كل الأطراف الأخرى - ألا وهو روسيا - هو الجانب الخارق على الدوام لمختلف الاتفاقيات والمعاهدات الدولية.

ولنلقِ نظرة على الرقم القياسي الروسي الأخير. عندما قامت وحدات العمليات الخاصة الروسية بغزو شبه جزيرة القرم، ثم لاحقاً أوكرانيا في عام 2014، كان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ينتهك بذلك تعهده الذي أطلقه في عام 1994 بحماية واحترام وحدة الأراضي الأوكرانية. وكان الشعب الأوكراني قد حصل على هذه التعهدات الروسية، في مقابل التخلي أولاً عن ترسانة الأسلحة النووية التي ترجع إلى الحقبة السوفياتية والمتمركزة على أراضيهم. ثم كررت القيادة الروسية النمط نفسه فيما يتعلق بمعاهدة القوات النووية متوسطة المدى. وكانت الحكومة الروسية قد امتثلت إلى حد كبير، مع الجزء من المعاهدة المعني بإزالة فئة الأسلحة النووية قصيرة المدى وكذلك متوسطته من أوروبا من تاريخ التوقيع في عام 1987 وحتى نحو عام 2008. لكن وفي هذا العام المذكور، شرعت القيادة الروسية في إجراء اختبارات لصاروخ كروز ينطلق من سطح الأرض، في انتهاك واضح للنطاقات المنصوص عليها في معاهدة القوات النووية متوسطة المدى. وعلى مدى عشر سنوات كاملة، حاولت الولايات المتحدة إعادة روسيا إلى حد الامتثال، غير أن الرئيس بوتين واصل التصعيد غير عابئ بشيء، وانتهى المطاف بنشر الصواريخ المحظورة دولياً بنطاقات يمكن أن تصل إلى أوروبا. لذا، وفي أكتوبر (تشرين الثاني) من عام 2018، وبعد اعتراف حلفاء شمال الأطلسي علناً بالانتهاك المادي الروسي لالتزاماتها، بموجب بنود الاتفاقية، أعلنت الولايات المتحدة اعتزامها الانسحاب من المعاهدة. ويمكننا سرد قصة مماثلة بشأن «معاهدة الأجواء المفتوحة». فعندما دخلت حيز التنفيذ الفعلي في عام 2002، كانت روسيا تحترم التزاماتها تماماً. لكن خلال إدارة الرئيس الأسبق باراك أوباما، فوجئت الولايات المتحدة بتقييد رحلاتها الجوية فوق بعض المنشآت الروسية المشتبه بها في روسيا - حتى مع جمع الولايات المتحدة للأدلة المؤكدة على أن طائرات المراقبة الروسية كانت تعمل على رسم خرائط البنية التحتية الحيوية داخل الولايات المتحدة الأميركية. وكما قال السيناتور الجمهوري توم كوتون يوم الخميس الماضي: «بدأت معاهدة الأجواء المفتوحة كاتفاق لحسن النوايا بين القوى الكبرى، وانتهت كأحد الأصول المهمة لأجهزة الاستخبارات الروسية».

وكان الدبلوماسيون الأميركيون قد أثاروا هذه القضايا مع نظرائهم الروس، بغرض إعادة القيادة الروسية إلى الامتثال للمعاهدة المبرمة. غير أن موسكو أبت أن تتزحزح قيد أنملة. ونظراً لأن الولايات المتحدة تمتلك أقماراً اصطناعية مخصصة للتجسس، فضلاً عن تقانات حديثة ووسائل متقدمة أخرى لجمع المعلومات نفسها التي تعمل على جمعها طائرات المراقبة الجوية، فإنها لا تفقد الكثير للغاية بقرار الانسحاب أحادي الجانب من «معاهدة الأجواء المفتوحة». ولدينا هنا مبدأ غاية في الأهمية بات على المحك كذلك. إذا كان الرئيس الروسي يعتقد أنه يمكنه الإفلات من الغش والمخادعة في المعاهدات المبرمة التي يحترمها خصمه الأكثر أهمية، فما المحفزات التي تدفعه إلى الالتزام على أي حال؟ وما فائدة اتفاقات الحد من التسلح إن لم تكن تصبُّ في صالح تعزيز الأمن والسلم الدوليين؟ هذا هو التساؤل الكامن وراء مقاربة إدارة الرئيس دونالد ترمب إزاء معاهدة الحد من التسلح. وصرح كريستوفر فورد، مساعد وزير الخارجية لشؤون الأمن الدولي وعدم الانتشار النووي، في خطاب عابر نشر في فبراير (شباط) الماضي: «عندما لا يسهم الحد من التسلح في الأمن الدولي - مثالاً برفض الأطراف المناظرة في المعاهدات الامتثال والالتزام بما وقعوا عليه - نجد أنفسنا وقد أوضحنا مواقفنا بدرجة كافية للغاية، وأننا على استعداد كامل للانسحاب من الاتفاقيات الفاشلة».

وقد يبدو ذلك جلياً، ويوجد في أغلب المعاهدات تقريباً تدابير تتيح لأي طرف من أطرافها الانسحاب وفق شروط معينة. لكن بالنسبة إلى الإدارة الأميركية الراهنة، لم يصدر تصريح بهذا الشأن هو أوضح من كلمة كريستوفر فورد سالفة الذكر: عندما يرفض الطرف الثاني احترام الاتفاقية، لا بد من الانسحاب. فإذا تشبث الرئيس دونالد ترمب وخلفاؤه بهذا المنهج البسيط، فمن شأن ترتيبات الحد من التسلح في المستقبل أن توفر مقدار الأمن، الذي أخفقت معاهدات العصر الحاضر المعيبة في توفيره.

لذا، فمن غير المستغرب مع انسحاب الرئيس الأميركي من «معاهدة الأجواء المفتوحة» مع روسيا، أن تكون الإدارة الأميركية قد وافقت في الوقت نفسه على البدء في محادثات جديدة مع روسيا بشأن تمديد فترة معاهدة استراتيجية أخرى للحد من التسلح النووي، والمعروفة إعلامياً باسم «معاهدة ستارت». وليس هناك تعارض لدى إدارة الرئيس ترمب إزاء الحد من التسلح، بل إن ما تعترض عليه تماماً هو انتهاك معاهدات الحد من التسلح.

* بالاتفاق مع «بلومبرغ»

 

انشقاق بعائلته و3 أزمات كبرى تواجهه”.. واشنطن بوست: الأسد في أصعب مراحل حكمه

عربي بوست/26 أيار/2020

قالت صحيفة Washington Post، الثلاثاء 26 مايو/أيار 2020، إن رئيس النظام في سوريا، بشار الأسد، يواجه أصعب مرحلة منذ ثورة المعارضين على حُكمه في عام 2011، مشيرةً إلى أنه يواجه تحديات كثيرة، بدءاً من الانشقاق في عائلته، وانهيار الاقتصاد، والتوترات المتزايدة مع حليفته روسيا، وعودة نشاط المعارضة بالجنوب. تشير الصحيفة إلى أنه وبينما لا يوجد مَن ينافس الأسد وعائلته على السلطة، مع استعادة النظام لأجزاء كبيرة من سوريا، إلا أن الخلافات بدأت تظهر داخل العائلة الحاكمة، بين رامي مخلوف، ابن خال الأسد والأخير.

الأسد في موقف ضعيف: تزداد الضغوط على الأسد مع ازدياد سوء الأوضاع المادية للسوريين، وقالت الصحيفة إن "الاقتصاد المتدهور يدفع السوريين إلى الفقر على نحو غير مسبوق في التاريخ الحديث"، لا سيما أن حليفتيه روسيا وإيران في وضع لا يسمح لهما بضخ مليارات الدولارات التي تحتاجها سوريا لعمليات إعادة الإعمار، كما يواصل الأسد رفض الإصلاحات السياسية التي قد تفتح الأبواب أمام التمويل الغربي والخليجي.

إضافة إلى ذلك، فإن الأسد يواجه بوادر تمرّد جديد يلوح في الأفق، داخل المناطق التي استعادت قواته السيطرة عليها، خاصة في محافظة درعا التي اندلعت فيها الشرارة الأولى للثورة على حكم عائلة الأسد في مارس/آذار 2011.

لينا الخطيب، من مركز تشاتام هاوس للأبحاث في لندن، قالت للصحيفة الأمريكية إن "الأسد قد يكون أكثر عرضة للخطر الآن من أي وقت في السنوات التسع الماضية من الحرب، أصبح يعتمد بشكل كبير على الدعم الإيراني والروسي".

أشارت الخطيب إلى أنه "ليس للأسد الآن موارد محلية، وليس لديه شرعية دولية، وليس لديه القوة العسكرية التي كان يملكها قبل النزاع".

صراع الأسد – مخلوف: أزمة أخرى يواجهها نظام الأسد مع انتقال الخلاف بينه وبين الملياردير مخلوف إلى العلن، الذي لجأ إلى فيسبوك ليشكو من محاولات النظام لمصادرة ممتلكاته، وذلك بعدما أصبح مخلوف غير قادر على التواصل بشكل مباشر مع الأسد.

أشارت الصحيفة إلى سلسلة الفيديوهات التي نشرها مخلوف، والتي قالت إنها تنطوي على تهديدات متزايدة، إذ أبدى مخلوف معارضته لدفع أكثر من 600 مليون دولار للنظام، حيث يقول الأخير إن رجل الأعمال مَدين بالمبلغ لمصلحة الضرائب.

لكن مخلوف -وبنبرة تحدٍّ- لمَّح إلى قدرته على إحداث دمار في الاقتصاد السوري من خلال سيطرته على شبكة من الشركات التي توظف الآلاف من السوريين وتضم شبكة "سيرياتل" القوية للهواتف المحمولة، وهي أكبر شركة في البلاد.

لم يكن مخلوف الوحيد الذي وجد نفسه في هذا المأزق مع النظام، إذ عمد الأخير إلى إجبار رجال أعمال آخرين استفادوا من الحرب على تقديم الدعم لاقتصاد سوريا المتعثر، فضلاً عن أن الأسد يحاول استعادة بعض النفوذ الذي أصبح مشتتاً بين رجال الأعمال الذين يشبهون أمراء الحرب، والعديد منهم بمن في ذلك مخلوف، يديرون الميليشيات إلى جانب مؤسساتهم التجارية، على حد قول الخطيب.

أما أيمن عبدالنور، وهو صديق سابق للأسد وانشق عام 2008، فيرى أن "الأمر مختلف عن الضغط على رجال الأعمال الآخرين، هذا داخل الدائرة الداخلية".

اعتبر عبدالنور أن مخلوف لا يشكل أي تهديد لرئاسة الأسد، لكن أسرة مخلوف في حد ذاتها هي جزء مهم من الطائفة العلوية الحاكمة في سوريا، حيث قدمت شركات مخلوف والجمعيات الخيرية والميليشيات سبل العيش لعشرات الآلاف من السوريين، مما منحه قاعدة دعم داخل المجتمع العلوي المُستاء بشكل متزايد.

أضاف عبدالنور: "لقد أصبح مخلوف كبيراً، وهذا غير مسموح به في سوريا، ممنوع أن يكبر ويصبح مهماً"، وفقاً لما قاله للصحيفة الأمريكية.

أشارت الصحيفة إلى تعليقٍ كتبه أحد الموالين للنظام على فيسبوك، ويعطي مؤشراً على الشرخ الذي أحدثته فيديوهات مخلوف داخل الحاضنة الشعبية للنظام، وقال فيه: "سيد رامي نحن كلنا معك، أنت أبو الفقراء، وهم اللصوص الذين سرقوا الشعب".

من جانبه، قال المحلل السياسي والصحفي السوري داني مكي إن مخلوف تحدى الرئيس علانية، وهو أمر لا يتم التسامح به عادة في سوريا، مضيفاً: "ما نراه الآن ليس مجرد معارضة، بل معارضة مفتوحة للرئيس ولمؤسسة الرئاسة من قِبَل رجل أعمال، السؤال الأكبر هو ما الذي يحدث للاقتصاد على المدى الطويل؟ إنه حقاً سباق مع الزمن بالنسبة للأسد لإيجاد مخرج من هذا، فلا يقتصر الأمر على بقاء النظام، بل على البلد بأكمله".

تدهور مستمر للاقتصاد: يُضاف الاقتصاد المتعثر إلى قائمة المتاعب التي يواجهها الأسد، حيث أشارت Washington Post إلى فقدان العملة السورية أكثر من نصف قيمتها في الشهر الماضي، وتزامن ذلك مع تضاعف أسعار المواد الغذائية الأساسية، مما يعرض سوريا لخطر الوقوع في المجاعة، بحسب تقرير لبرنامج الغذاء العالمي.

لذلك رأت الصحيفة أن المشكلة الأكبر بالنسبة للأسد هي الاقتصاد الذي دمرته الحرب، والعقوبات الأمريكية والأوروبية التي تهدف للضغط عليه، وتمنع أي نوع من الاستثمار أو تمويل إعادة الإعمار.

ولفتت الصحيفة إلى مرحلة سيئة مقبلة سيواجهها النظام، عندما ستدخل في يونيو/حزيران 2020 العقوبات الأمريكية الجديدة الصارمة حيز التنفيذ بموجب قانون يُعرف باسم قانون قيصر، يستهدف أي فرد أو كيان في العالم يقدم الدعم للنظام.

علاقات متوترة مع روسيا: إضافة إلى هذه الضغوط، فإن العلاقة بين الأسد وروسيا تشهد توترات متزايدة خلال الأيام الماضية، حيث انتقدت العديد من المقالات الأخيرة في وسائل الإعلام الروسية النظام بسبب تعنته وفساده، وهو ما أثار تكهنات بأن دعم روسيا لرئاسته قد يتضاءل.

كان النقد الأكبر قد جاء من السفير الروسي السابق في سوريا، ألكسندر أكسينيونوك، الذي قال إن رفض الأسد تقديم تنازلات سياسية يتعارض مع مصالح روسيا، محذراً من أن روسيا وصلت إلى حدود التسوية في عملية السلام التي ترعاها موسكو، والتي تأمل أن تؤدي إلى إصلاحات سياسية.

من جانبه، رأى نيكولاي سوركوف، الأستاذ في قسم الدراسات الشرقية في معهد موسكو الحكومي للعلاقات الدولية، أن موسكو تشعر بالإحباط من رفض النظام الموافقة على الإصلاحات السياسية، ورأى أيضاً أن مثل هذه الإصلاحات، التي من شأنها أن تضعف سلطة الأسد المطلقة، تعتبر شرطاً أساسياً للمصالحة الحقيقية والدائمة.

لكن في المقابل، قال محللون روس إنه "لا يوجد سبب للاعتقاد بأن التعليقات تدل على أي تغييرات رئيسية في السياسة في موسكو".

عودة المعارضة تقلق الأسد: يتمثل التحدي الآخر للأسد في محافظة درعا الواقعة جنوب البلاد، والتي ظهرت فيها بوادر تمرد جديد على حكم النظام، إذ أرسل قواته إلى هناك مع تعرض جنوده في المحافظة إلى عمليات خطف واغتيالات وكمائن أودت بحياة العشرات منهم.

في هذا السياق، قال الصحفي مكي إن "هذا يعطي شعوراً بأن الأسد لا يسيطر على الدولة، هذه أكثر خطورة وتحدياً من أي فترة في الحرب بأكملها، وما لم يتمكن من إيجاد حلول، فلن يحكم أبداً سوريا المستقرة".

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

الرئيس عون منح الراحل صلاح ستيتية وسام الاستحقاق الوطني

وطنية - الثلاثاء 26 أيار 2020

أعلنت سفارة لبنان في فرنسا، أن رئيس الجمهورية العماد ميشال عون منح الشاعر والكاتب والناقد الفني والأدبي والديبلوماسي الراحل صلاح ستيتية، وسام الاستحقاق الوطني من الدرجة الأولى مذهب، وقد قلده الوسام صباح اليوم باسم رئيس الجمهورية سفير لبنان لدى فرنسا رامي عدوان، في احتفال خاص أقيم في مقبرة Tremblay- sur- Mauldre. وتحدث عدوان فقال: "ايها الفقيد الغالي، تقديرا لعطاءاتك من أجل لبنان، قرر فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون منحك وسام الاستحقاق اللبناني من الدرجة الاولى مذهب. وكلفني وشرفني أن أضعه على نعشك في يوم وداعك، وأن أتقدم من عائلتك بأحر التعازي".

 

عبدالصمد زارت الشيخ حسن للمعايدة: زيارة واجبة في كل الأوقات

وطنية - الثلاثاء 26 أيار 2020

زارت وزيرة الإعلام الدكتورة منال عبدالصمد نجد اليوم، شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز الشيخ نعيم حسن في دار الطائفة في فردان، لمعايدته بعيد الفطر المبارك، يرافقها زوجها السيد يوسف نجد. وكانت مناسبة هنأ فيها الشيخ حسن وزيرة الإعلام على موقعها، داعيا لها "بالتوفيق في مهامها والأهداف التي تنوي القيام بها كي يبقى الاعلام اللبناني منارة رائدة تعكس ثقافة وفكر وأخلاق مجتمعنا الوحدوي، في ظل الثورة التكنولوجية والعلمية وتعدد وسائل التواصل التي يجب ان تراعي وحدة الكلمة والحفاظ على التقاليد". وقالت عبدالصمد بعد اللقاء: "هذه الزيارة واجبة ليس فقط في العيد بل في كل الأوقات، لاستلهام الحكمة والمواقف الرشيدة من سماحته، ولتعزيز المحبة والتضامن خدمة للبلد الواحد، فرسالتنا وطن واحد، لبنان واحد، شعب واحد، على أمل أن يتحسن وضع البلد".

 

شيخ العقل التقى وزير الصحة والسفير السعودي وتلقى اتصالات معايدة

وطنية - الثلاثاء 26 أيار 2020

استقبل شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز الشيخ نعيم حسن، في دار الطائفة في بيروت اليوم، وزير الصحة العامة الدكتور حمد حسن، في حضور مستشار مشيخة العقل الشيخ غسان الحلبي، مفوض الشؤون الصحية في الحزب التقدمي الاشتراكي باسم غانم. وقدم الوزير حسن لشيخ العقل التهنئة بحلول عيد الفطر المبارك والذي يصادف أيضا مع ذكرى التحرير، وأطلعه على الواقع الصحي وإجراءات الوزارة ولا سيما حيال المخاوف من تطور الفيروس الى مرحلته الثانية. ونوه شيخ العقل في اللقاء ب "الخطوات الصحية والإرشادية الهامة والرعاية السليمة التي تقوم بها وزارة الصحة العامة وعلى رأسها الوزير حسن، حيال المواكبة الحثيثة لتطورات الجائحة والمحاذير الناجمة منها، والجهود المبذولة في هذا الاطار للحد من أخطارها وتجاوز المرحلة الصعبة التي يمر بها الوطن، وتستوجب من جميع المسؤولين والمعنيين تضافر جهودهم للخروج من هذه الضائقة".

بعد اللقاء قال الوزير حسن: "تشرفنا اليوم بزيارة شيخ العقل الشيخ نعيم حسن لتهنئته بعيد الفطر، وتمنينا لسماحته مزيدا من الصحة والعافية بهذه الحكمة التي يتمتع بها ويوزع منها معقل عقل طائفة الموحدين الدروز، وفي الوقت عينه عيد المقاومة والتحرير الذي أجمع عليه كل اللبنانيين على أنه النقطة المضيئة في تاريخ لبنان الحديث الذي نتمنى أن يبقى مظللا ومكللا بهكذا انتصارات. ونوهنا بمواقف سماحته وإرشاداته وتعليماته بخصوص التعبئة العامة، والتزام المؤمنين المساحة الآمنة والتباعد الجغرافي مع التزام الكمامة للحد من انتقال الفيروس. ونعتبر أن كل مسؤول أكان مدنيا أو روحيا أو سياسيا، إنما يؤدي دورا استثنائيا في هذه المرحلة التي نواجه فيها وباء هو من أخطر الأوبئة التي اجتاحت العالم، ويبقى للسياسيين والمراجع الروحية الفضل الكبير في إرساء الصيغة اللبنانية الموحدة لحماية لبنان من كل الأشرار". وردا على سؤال عما إذا كان هناك توجه لتخفيف الإجراءات المتخذة، أجاب: "الخطة الحكومية واضحة وهي تخفيف بعض محاذير التعبئة العامة. نسير بشكل منهجي وواقعي للعودة الى الحياة الطبيعية، ونأمل من جميع المواطنين التقيد بالارشادات، فنفك التدابير رويدا رويدا لتحاشي الوقوع في الموجة الثانية أو تسجيل عدد إصابات تفوق طاقة وزارة الصحة على معالجتها أو إسعافها. من هذا المنطلق يأتي وعي المجتمع من دون المكابرة والطمع ببعض نقاط القوة التي سجلت ضد هذا الوباء ونفرط بها بشحطة قلم. المطلوب التزام كل التعاليم والإرشادات للحكومة، وبخصوص التمديد او فتح البلد، الأمر يعود الى الحكومة مجتمعة بناء على تقرير يصدر عن وزارة الصحة العامة بهذا الخصوص".

البخاري

وظهرا، استقبل الشيخ حسن السفير السعودي وليد البخاري في زيارة معايدة بالفطر، في حضور قاضي المذهب الدرزي الشيخ غاندي مكارم ومستشار مشيخة العقل الشيخ غسان الحلبي. وكان بحث في عدد من المواضيع ذات الاهتمام المشترك والعلاقات الثنائية بين البلدين.

ونوه شيخ العقل ب"العلاقة التاريخية اللبنانية - السعودية التي كانت ولا تزال محط تقدير للبنانيين حيال المواقف الكريمة والخيرة التي وقفتها المملكة بجانب وطننا على كل الصعد، وأثبتت من خلالها حرصا كبيرا على وطننا واستقراره وأمنه وازدهاره".

بعد الزيارة اكتفى البخاري باعتبار الزيارة ل "تقديم التهنئة بحلول عيد الفطر المبارك، وهي زيارة محبة ومودة كبيرة لصاحب السماحة".

اتصالات

من جهة ثانية تلقى شيخ العقل اتصالات مهنئة بعيد الفطر أبرزها من رئيس الحكومة الدكتور حسان دياب، البطريرك الماروني الكاردينال بشارة الراعي، بطريرك انطاكية وسائر المشرق للروم الارثوذكس يوحنا العاشر يازجي، النائبين جان عبيد ووائل أبو فاعور، المفتي الجعفري الممتاز الشيخ احمد قبلان، رئيس محكمة الاستئناف الدرزية العليا القاضي فيصل ناصرالدين، بالإضافة الى عدد من الشخصيات والفاعليات الروحية والاجتماعية والسياسية والأمنية وعدد من الهيئات والجاليات في لبنان والخارج. من جهته، اتصل شيخ العقل مهنئا بكل من مفتي الجمهورية الشيخ عبداللطيف دريان ونائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ علي الخطيب.

 

الجلسة التشريعية تدرس العفو العام وسداد القروض بالليرة واسترداد الأموال المحولة للخارج

وطنية - الثلاثاء 26 أيار 2020

يعقد مجلس النواب جلسة تشريعية، بدعوة من الرئيس نبيه بري، الحادية عشرة قبل ظهر بعد غد الخميس، في قصر "أونيسكو"، لدرس مشاريع واقتراحات القوانين المدرجة على جدول الأعمال وإقرارها.

ويتضمن جدول الأعمال:

1.مشروع القانون الوارد في المرسوم الرقم 6211: الموافقة على انضمام لبنان الى المنظمة الدولية للهجرة (INTERNATIONAL ORGANIZATION FOR MIGRATION)

2.مشروع القانون الوارد في المرسوم الرقم 6250: طلب الموافقة على إبرام اتفاقية قرض بين الجمهورية اللبنانية والصندوق العربي للانماء الإقتصادي والإجتماعي للمساهمة في تمويل مشروع الإسكان (المرحلة الثانية).

3.مشروع القانون المعجل الوارد بالمرسوم الرقم 6279: فتح اعتماد إضافي في موازنة العام 2020.

4.اقتراح قانون تحديد آلية التعيين في الفئة الاولى في الإدارات العامة وفي المراكز العليا في المؤسسات العامة.

5.اقتراح قانون تفسير بعض أحكام المادة 67 من الرسوم القضائية.

6.اقتراح قانون السرية المصرفية.

7.اقتراح قانون هدر الغذاء.

8.اقتراح قانون العفو العام.

9.اقتراح القانون المعجل المكرر لإضافة فقرة الى قانون حماية كاشفي الفساد، المقدم من النائب ميشال موسى بتاريخ 22/5/2020.

10.اقتراح القانون المعجل المكرر لتعديل البند 1 من المادة 51 من القانون الموضوع موضع التنفيذ بالمرسوم 13955 تاريخ 26 أيلول 1963 (قانون الضمان الإجتماعي، المقدم من النائبين بلال عبدالله وهادي أبو الحسن بتاريخ 28/4/2020).

11.اقتراح القانون المعجل المكرر لوضع ضوابط إستثنائية وموقتة على التحاويل المصرفية، المقدم من النواب ياسين جابر، سيمون أبي رميا وآلان عون بتاريخ 21/5/2020.

12.اقتراح القانون المعجل المكرر لتعديل عدد نواب حاكم مصرف لبنان، المقدم من النائب فؤاد مخزومي بتاريخ 16/4/2020.

13.اقتراح القانون المعجل المكرر لتعديل المادة الوحيدة من القانون الرقم 75 تاريخ 27/10/2016 (إلغاء الأسهم لحامله والأسهم لأمر، المقدم من النواب نجيب ميقاتي، علي درويش ونقولا نحاس بتاريخ 21/4/2020.

14.اقتراح القانون المعجل المكرر لإضافة فقرة الى المادة 108 من قانون أصول المحاكمات الجزائية المقدم من النائبة بولا يعقوبيان بتاريخ 23/4/2020.

15.اقتراح القانون المعجل المكرر العديل بعض الأحكام القانونية المتعلقة بالتشكيلات القضائية في القضاء العدلي المقدم من النائبة بولا يعقوبيان بتاريخ 23/4/2020.

16.اقتراح القانون المعجل المكرر لتخفيض وتقسيط الضرائب والرسوم المتعلقة بالأماكن السكنية المقدم من النائبة بولا يعقوبيان بتاريخ 23/4/2020.

17.اقتراح القانون المعجل المكرر للاعفاء والتخفيض من الفوائد على بعض القروض، المقدم من النائبة بولا يعقوبيان بتاريخ 23/4/2020.

18.اقتراح القانون المعجل المكرر لتعديل بعض أحكام قانون الإسكان، المقدم من النائبة بولا يعقوبيان بتاريخ 23/4/2020.

19.اقتراح القانون المعجل المكرر للاعفاء من بعض القروض، المقدم من النائبة بولا يعقوبيان بتاريخ 23/4/2020.

20.اقتراح القانون المعجل المكرر لتعديل مدة ولاية حاكم مصرف لبنان، المقدم من النائب فؤاد مخزومي بتاريخ 27/2/2020.

21.اقتراح القانون المعجل المكرر لاستحداث رتبة عميد في الضابطة الجمركية، المقدم من النواب طلال أرسلان، إدي أبي اللمع، عدنان طرابلسي، زياد أسود، هادي حبيش وبلال عبدالله بتاريخ 27/4/2020.

22.اقتراح القانون المعجل المكرر لإنشاء صندوق بطالة موقت، المقدم من النائبين بلال عبدالله وهادي أبو الحسن بتاريخ 28/4/2020.

23.اقتراح القانون المعجل المكرر لإلغاء القانون الرقم 210 تاريخ 26 أيار 2000 (إعفاء كل طائفة معترف بها في لبنان والأشخاص المعنويين التابعين لها من ضرائب ورسوم) المقدم من النائبين بلال عبدالله وهادي أبو الحسن بتاريخ 28/5/2020.

24.اقتراح القانون المعجل المكرر لتعديل بعض أحكام المرسوم الاشتراعي الرقم 20 تاريخ 18/12/1939 (رسوم الفراغ والإنتقال)، المقدم من النائبة رولا الطبش بتاريخ 29/4/2020.

25.اقتراح القانون المعجل المكرر لإلغاء الرسم السنوي المقطوع المنصوص عليه في المادة 29 من القانون الرقم 173/2000، المقدم من النائبة رولا الطبش بتاريخ 29/4/2020.

26.اقتراح القانون المعجل المكرر لتسديد القروض وفوائدها بالليرة المقدم من النائب جميل السيد بتاريخ 19/5/2020.

27.اقتراح القانون المعجل المكرر لملاءمة فترة الاعتبار مع العقوبة المخفضة المقدم من النائبين سامي الجميل والياس حنكش بتاريخ 20/5/2020.

28.اقتراح القانون المعجل المكرر لإعفاء سكان المناطق المجاورة للمطامر البحرية من ضريبة الأملاك المبنية، المقدم من النائبين سامي الجميل والياس حنكش بتاريخ 20/5/2020.

29.اقتراح القانون المعجل المكرر لاسترداد الأموال النقدية والمحافظ المالية المحولة الى الخارج بعد تاريخ 17/10/2020، المقدم من النواب جبران باسيل، الكسندر ماطوسيان، آغوب بقرادونيان، سليم عون، فريد البستاني، أسعد درغام، سيزار أبي خليل، روجيه عازار وزياد أسود بتاريخ 21/5/2020.

30.اقتراح القانون المعجل المكرر لتمديد سريان أحكام تعليق الإجراءات القانونية المتعلقة بالمهل الناشئة عن التعسر في سداد القروض، المقدم من النائب علي فياض بتاريخ 21/5/2020.

31.اقتراح القانون المعجل المكرر لإعفاء السيارات التي أصبحت خارج الخدمة نتيجة للعدوان الصهيوني على لبنان في تموز 2006، المقدم من النائبين علي فياض وإبراهيم الموسوي بتاريخ 21/5/2020.

32.اقتراح القانون المعجل المكرر لحماية المقترضين من البنود التعسفية في عقود القروض الشخصية، المقدم من النائب علي فياض بتاريخ 21/5/2020.

33.اقتراح القانون المعجل المكرر لإعفاء سيارات الإسعاف والإطفاء والإنقاذ العائدة للجمعيات والبلديات واتحادات البلديات من رسوم السير والتسجيل، المقدم من النائبين علي فياض وإبراهيم الموسوي بتاريخ 21/5/2020.

34.اقتراح القانون المعجل المكرر للفائدة على الديون والقروض الصناعية والزراعية والسياحية، المقدم من النائبين علي فياض وإبراهيم الموسوي بتاريخ 21/5/2020.

35.اقتراح القانون المعجل المكرر لتصحيح اسم قرية "زعربتغرين" باسم قرية "زغربتغرين" في محافظة الشمال – قضاء المنية الضنية المقدم من النائب جهاد الصمد بتاريخ 21/5/2020.

36.اقتراح القانون المعجل المكرر لحماية أموال الصندوق الوطني للضمان الإجتماعي وتقديمات المضمونين، المقدم من النائب علي حسن خليل بتاريخ 21/5/2020.

37.اقتراح القانون المعجل المكرر لإجازة انتساب التلامذة الذين أنهوا مدرسيا بنجاح الصف ال 12 Grad من المنهج التعليمي الأميركي الى صف الفرشمن في العام الدراسي المقبل 2020 – 2021 وإن كانوا لم ينجحوا بعد في امتحان الكفاءة والتحصيل Sat 1، المقدم من النائب بهية الحريري بتاريخ 22/5/2020.

 

"المستقبل": ننبه إلى مخاطر أي دعوة إلى الانقلاب على الطائف والصيغة اللبنانية

وكالات/26 أيار/2020

رأس الرئيس سعد الحريري عصر اليوم في "بيت الوسط"، اجتماعا لكتلة "المستقبل" النيابية تم خلاله عرض ومناقشة آخر المستجدات السياسية والأوضاع العامة.

بعد الاجتماع أصدرت الكتلة بيانا تلاه النائب محمد الحجار، وشددت فيه على "وجوب الخروج من حال المراوحة والتخبط في مقاربة الحلول الاقتصادية والمالية، والانتقال الى مرحلة جدية من الحوار مع صندوق النقد الدولي الذي ينتظر من الحكومة اللبنانية موقفا واحدا وبرنامجا عمليا واضحا لا يخضع للاستنسابية السياسية والاجندات الخاصة لبعض الجهات الحاكمة والقوى الحزبية". وحذرت من "العودة في مقاربة الحوار مع صندوق النقد الدولي، الى المنطق الذي عطل الحوار قبل عدة أشهر بذريعة منع الهيمنة على القرار السيادي الاقتصادي وما الى ذلك من أدبيات وفذلكات لا تمت لمصلحة الاقتصاد اللبناني بأي صلة"، معتبرة أن "دوران الحكومة حول نفسها، من العلامات السلبية التي لا تستقيم مع الحاجة الملحة الى مبادرات شجاعة ومسؤولة تساهم في لجم التدهور المالي والمعيشي، وتكبح جماح الغلاء الفاحش الذي يداهم اللبنانيين بكل مستوياتهم دون استثناء. إن جردة الانجازات التي تقدمت بها الحكومة بعد مائة يوم على تشكيلها، كانت محل انتقاد معظم المحللين والمراقبين، بما في ذلك الجهات التي توفر الغطاء السياسي للحكومة وخططها. فالحكومة ما زالت تعتبر التمنيات انجازات، وتتصرف على ان البديهيات وعناوين النهوض الاقتصادي التي وردت في الورقة الاصلاحية والبيان الوزاري للحكومة السابقة، بما في ذلك برنامج مؤتمر سيدر للاستثمار في البنى التحتية والاستراتيجية الوطنية لمكافحة الفساد وسواها من التوجهات الاصلاحية، هي من بنات افكار هذه الحكومة وانجازاتها".

ولفتت الكتلة الى "احتدام النقاش السياسي حول شعارات وطروحات باتت من مخلفات الماضي، ولا جدوى من العودة الى استحضارها في هذه المرحلة الدقيقة من تاريخ البلد.

إن الكلام الذي يتردد في بعض الاوساط الحزبية والطائفية حول الفيدرالية وسواها، يعيد البلاد الى اجواء شكلت لسنوات طويلة ارضا خصبة للصراع الاهلي وانهيار الدولة وانقسام مؤسساتها".

واذ أكدت "رفض هذه الطروحات رفضا قاطعا"، نبهت "في المقابل إلى مخاطر أي دعوة الى الانقلاب على اتفاق الطائف وعلى الصيغة اللبنانية التي أسست لدولة الاستقلال وكرست مفهوم العيش المشترك بين اللبنانيين. إن الصيغة الوطنية التي انبثقت عن اركان الاستقلال، شأنها شأن صيغة الوفاق الوطني، علامتان مضيئتان في تاريخ لبنان، ولا يصح تحت أي ظرف من الظرف التنكر لهما واعتبارهما خطأ تاريخيا يمكن محوه والخروج عليه". وذكرت أنها "لا تستغرب ما ورد على لسان الرئيس الاسبق العماد اميل لحود، والاتهامات التي ساقها بحق الرئيس رفيق الحريري، لأن هذا الرئيس يعاني حقدا مزمنا على الرئيس الشهيد، ويعيش في عالم من الاوهام والادعاءات والبطولات التي لا اساس لها في الوجود"، آملة "شفاء العماد لحود من هذه الحالة، وتأسف لتلازم روايته الملفقة مع ذكرى التحرير وانسحاب قوات العدو الاسرائيلي من الاراضي اللبنانية، والتي ستبقى عنوانا لوحدة اللبنانيين في مواجهة الاحتلال ومخططاته".

ودعت الجميع الى "الالتزام بإجراءات الوقاية والتدابير المتخذة في مواجهة جائحة كورونا"، متمنية الشفاء للجميع ولا سيما في المناطق التي شهدت مؤخرا ارتفاعا في عدد الاصابات في مجدل عنجر، البقاع الأوسط، إقليم الخروب وعكار وغيرها من المناطق.

واستنكرت "القرار الصادر عن دائرة تنفيذ بيروت بشأن القاء الحجز الاحتياطي على املاك عضو الكتلة النائب هادي حبيش" معتبرة ان "هذا القرار الخارج عن الاصول القانونية هو قرار سياسي بلباس قضائي لا سابقة له في أروقة قصر العدل".

وتمنت الكتلة "في هذا الإطار، على هيئة القضايا في وزارة العدل التي تدخلت في هذه القضية بشكل مخالف للقانون، ان تعيد النظر بقرارها وان تهتم بمتابعة تحصيل حقوق الدولة من الذين اعتدوا على املاكها وسرقوا، وما زالوا يسرقون، اموالها وهدروها واعتدوا على جيشها واجهزتها الامنية وقتلوا ضباطها وعناصرها بدلا من ان تزج نفسها في خلاف شخصي بين نائب ومحام من جهة وقاض من جهة اخرى ليس الاول في قصور العدل ولن يكون الأخير". وأعلنت أنها ناقشت "جدول أعمال مجلس النواب ومشاريع واقتراحات القوانين المطروحة في جلسة نهار الخميس ولا سيما قانون العفو المقدم من رئيسة الكتلة النائبة بهية الحريري، وتمنت إقرار هذا القانون الذي يطوي صفحة من الصراعات انخرط فيها اللبنانيون وأدت إلى أعمال مخالفة للقانون ظلم فيها البعض بالإضافة إلى مشكلة اكتظاظ السجون التي تحولت إلى أماكن لا تراعي ابسط حقوق الإنسان. وتوقفت عند اقتراح القانون المتعلق ب"الكابيتال كونترول" وهي اذ تجدد موقفها ان معالجة هذا الموضوع يجب ان تنطلق من الحفاظ على اموال المودعين وحمايتها ترى الكتلة "ان الاقتراح المطروح يحتاج الى مزيد من النقاش والى دراسة اكثر تفصيلية في اللجان النيابية". وفي الختام هنأت الكتلة اللبنانيين عموما والمسلمين خصوصا بمناسبة عيد الفطر، آملة ان "يعيده على الجميع ونكون قد تخلصنا من جائحة كورونا ووجدنا حلولا للازمات التي يعيشها لبنان والتي أرهقت اللبنانيين". ترؤس اجتماع كتلة المستقبل النيابية التي شددت على وجوب الخروج من حال المراوحة والتخبط في مقاربة الحلول الاقتصادية والمالية، والانتقال الى مرحلة جدية من الحوار مع #صندوق_النقد_الدولي

 

خطاب السيد نصرالله: طاقة التحمل لها سقف وقد يرتكب العدو حماقة تؤدي الى الحرب وحل أزمة لبنان الاقتصادية بالتوجه شرقاً

موقع المنار - اذاعة النور/26 أيار/2020

جدد الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله ثقته بالمقاومين وبيئة المقاومة، وقال إن “الروح التي انتصرت على العدو ما زالت موجودة وثقتنا كبيرة جداً بالمقاومين”، وأردف السيد نصر الله مؤكدا إن “ثقتنا كبيرة جداً ببيئة المقاومة”، وتابع السيد نصر الله انه رغم كل “محاولات سلخ المقاومة عن بيئتها”، سيبقى الجانب الروحي “في صلب ماهية المقاومة”.

وشدد السيد نصرالله في مقابلة مع إذاعة النور، بمناسبة الذكرى العشرين لعيد المقاومة والتحرير، على أن العامل الأول في أصل المقاومة “هو الحفاظ على روحها بكل أصالتها وقوتها”، مؤكداً أن ما تحملته المقاومة لم تكن لتتحمله لوحدها إنما تحملته بيئة المقاومة وعوائل الشهداء والأسرى بمختلف المناطق وكانت روحهم عالية ولا زالت. السيد نصرالله وفي مقابلة مع إذاعة النور، أكد أن الجانب الإيماني هو ماهية المقاومة وأصلها، وقال إن هذه الروح الإيمانية ستستمر بثباتها وعشقها لله عزوجل.

وأشار السيد نصرالله إلى أن وزير حرب العدو بني غانتس هو من اقفّل البوابة في 24 أيار من عام الفين، وأكد أن القيادات الرئيسية اليوم في كيان الإحتلال عاشت التجربة في جنوب لبنان.

في الموضوع المعنوي، لفت السيد نصرالله إلى أن الاسرائيليين عاشوا هاجساً من 2006 لليوم، وأضاف انهم يتهيبون من الاقدام على اي خطوة ويعترفون أنهم لم يستطيعوا ان يمنعوا تعاظم المقاومة.

وأكد السيد نصرالله أن المقاومة من العام 1982 كانت ترى ماذا سيحصل في 2000، ولفت إلى أن الإسرائيلي لا تهمه إلا مصلحته والمشروع الحقيقي بالنسبة له هو كل فلسطين بما فيها الضفة، مشيراً إلى أن ما حصل من 1982، شارك فيه مجموعة كبيرة واللائحة طويلة، الاحزاب الوطنية والحركات وكل من شارك في المقاومة في السنوات الأولى.

وشدد السيد نصرالله أن عبارة “إسرائيل أوهن من بيت العنكبوت” جاءت في وقتها تزامناً مع هزيمة الجيش الإسرائيلي، وقال إنها “حفرت كثيراً بقادة الكيان الاسرائيلي”، وقال إن “الردع الموجود ضد العدو هو نتيجة المعطيات الواقعية وليس نتيجة خطابات”. ولفت إلى ان القادة الإسرائيليين اليوم خبروا تجربة الانسحاب من جنوب لبنان “وحفر ذلك كثيراً بهم”. وذكر السيد نصرالله أن وزير الحرب الإسرائيلي الجديد نفتالي بينيت “لديه تجربة كبيرة من الخيبة في جنوب لبنان خلال فترة الاحتلال”.

وأوضح السيد نصرالله أن فكرة الإسرائيلي كانت أن ينسحب هو الى الحدود ويُبقي “جيش لحد”هو من يقاتل المقاومة وبذلك يحول الحرب الى أهلية، لكن إنهيار “جيش لحد” كان مفاجئة لجيش العدو، وشدد على أن أداء المقاومة عام 2000 جنّب لبنان حرباً أهلية طائفية خطط “الإسرائيلي” لإشعالها، وان المقاومة قدمت نموذجاً مشرقاً في التعاطي مع العملاء.

وأكد الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله أن لبنان يملك الردع في وجه الكيان الإسرائيلي، “وكل شيء له حساب وتعرف ‘إسرائيل’ بأنها ليست أمام عدو يستهان به”، وشدد على أن الانسحاب الاسرائيلي عام 1985 نحو الشريط الحدودي المحتل “لم يكن منة من إسرائيل”.

كما ولفت السيد نصر الله على أن رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق إيهود باراك “يقول إن شارون كان هدفه اخراج المقاومة الفلسطينية من لبنان وايصال آل الجميل الى السلطة ويقول إن الهدف كان تجميع الفلسطينيين في الأردن واسقاط السلطة الهاشمية”. وأشار إلى أنه ما زال مشروع الوطن البديل للفلسطينيين في الأردن قائماً لدى “إسرائيل”، مشيرا إلى أن “إسرائيل” كانت تتآمر على الأردن عام 1982، “واليوم لا زالت تتآمر عليها من خلال صفقة القرن”.

السيد نصراللهوأكد السيد نصرالله أن الكيان الإسرائيلي هو كيان عنصري، هو ليس دولة دينية هو دولة عنصرية وتتصرف بشكل عنصري، وقال إن قناعتنا بأن الكيان الإسرائيلي لن يستمر لأنه مصطنع وغريب عن المنطقة، وأضاف أن “الدولة التي تستند على عامل خارجي وهي الولايات المتحدة عندما يضعف العالم الخارجي ستنهار”، ولفت إلى أن منظر “الإسرائيليين” وهم يحملون أمتعتهم ويرحلون هو مشهد طبيعي “إنها مسألة وقت”.

وأكد السيد نصرالله أن الجانب الداخلي اللبناني في العام 2000 لم يكن أفضل من الآن، لم يكن هناك إجماع على المقاومة، وأوضح أن المقاومة من العام 1982 إلى اليوم، لم تخسر الاجماع لأنه لم يكن هناك إجماع يوم من الأيام على المقاومة، وقال إنه لا يعتقد أن الأجواء الداخلية في لبنان عام 2000 كانت أفضل بكثير من الاجواء الحالية، وقال إنه “لم يكن هناك إجماع لبناني على المقاومة حتى يقال إنها خسرته”.

وشدد السيد نصرالله على أن حضور أميركا المباشر إلى المنطقة هو تعبير عن ضعف حلفائها وهو مؤشر قوة لمحور المقاومة، موضحاً أن “إسرائيل” تعرف وتقول إن المقاومة ازدادت قوة باضعاف مضاعفة. وأكد السيد نصرالله إن مستوى التأييد لخيار المقاومة لدى الشعب الفلسطيني هو أعلى من أي وقت مضى.

وأكد السيد نصرالله أن المقاومة في عام 2000 لم تكن هي نفسها الآن المقاومة في حالة تصاعد، وإن البيئة الاستراتيجية اليوم ليست كاملة لمصلحة العدو هناك حالة من التوازن، مشيراً إلى أن قوة المقاومة اليوم في فلسطين المحتلة عنصر قوة استراتيجي في صالح محور المقاومة، وأوضح أن المقاومة والعدو يملكان القدرة على المبادرة لكن نتيجة التوازن بينهما يحسبان كل الحسابات.

ووجه السيد نصرالله كلمة للصهاينة قائلاً “أقول للإسرائيلي كل الحدود هي خارج دائرة الأمان عندما تعتدي علينا”، ولفت إلى أن الإسرائيلي يبحث عن وسائل ليعمل من دون بصمة كما فعل في الضاحية الجنوبية بمسألة المسيّرات، وتابع أن “ما يحمي لبنان اليوم -الانجاز اليوم- هو الردع وهذا ما هو واضح بسلوك العدو”، وأوضح إن اسرائيل تعرف أن أي قصف للبنان لا يمكن أن يمر من دون رد وهذه قاعدة من قواعد الاشتباك، وتابع أن “الإنجاز اللبناني بعد التحرير هو الحماية والردع وهذا موجود باعتراف العدو.

وفي الملف السوري، أشار السيد نصرالله أن أمل العدو كان إسقاط النظام السوري والجيش السوري يتمزق وحزب الله يعود الى لبنان، مؤكداً أن هناك فصائل في المعارضة السورية كانت على اتصال مع “إسرائيل” وتتلقى منها الدعم على مختلف المستويات، واوضح أن الرهان الإسرائيلي على الجماعات المسلحة في سوريا سقط، لذلك لجأ الى قصف هنا وهناك ووسائل نقل بين الحدود.

وكشف السيد نصرالله أن “الإسرائيلي” لم يُخطئ في الضربة الأخيرة على الحدود اللبنانية، هو لم يكن يهدف إلى قتل شبابنا لذلك أرسل إنذاراً قبل أن يضرب وهذا جزء من قواعد الإشتباك، وأوضح أن المعادلة اليوم أننا نرد على العدو اذا قتل ايٌّ منا في أي مكان، وحذر السيد نصرالله أن “طاقة التحمل والصبر لها سقف واليوم القيادة السورية ممكن أن تتحمل ولكن قد يذهب العدو الى ان يرتكب حماقة تُفقد صبر السوري وتؤدي الى الحرب”.

ولفت السيد إلى أنه بموضوع المسيّرات هذا الشكل من الاعتداء انتهى والعدو لم يرتكب بمثل هذا الاعتداء مجدداً، وإلى أن المعادلة التي أطلقتها لا زالت قائمة بإسقاط المسيرات “الاسرائيلية” في اي مكان من الاراضي اللبنانية.

وفي موضوع القوات الدولية في جنوب لبنان، قال السيد نصرالله إذا احببتم تقليل العدد قللوه وبقاء العدد أو زيادته هو مطلب إسرائيلي، موضحاً أن هذا لا يعني أننا ضد بقاء اليونفيل، وأكد أن الزمن الذي يُستضعف فيه لبنان انتهى.

واستحضر السيد نصرالله تجربة السيد موسى الصدر عندما قال ان الطبقة السياسية من أجل ان تحمي إمتيازاتها ليس لديهم مشكلة من الحرب الداخلية، وقال إن السيد موسى الصدر كان يقول ان “أغلب السياسيين ليس لديهم قلب”، وأوضح أن عدم ذهاب الحزب الى حرب داخلية ليس “فوبيا” كما يقال انما نابع من إيماننا وإلتزامنا، مؤكداً “نحن لا نريد حرب اهلية في لبنان ونحن ان لا نريد ان نحكم البلد”.

وفي الموضوع اللبناني الداخلي، جدد السيد نصرالله موقف الحزب الداعي إلى عدم عزل أحد، ومع الشراكة في الحكومة اللبنانية، وقال إنه “عندما نذهب الى اي مواجهة أدوات التغيير يجب أن تراعي تركيبة البلد وخلافاته”، وأضاف أن “ميزة المقاومة أنها واقعية وهناك حدود اسمها انه يجب ان يكون العمل السياسي ذات أسقف واضحة منها عدم الذهاب الى حرب اهلية وتقسيم البلد طائفياً”، مشيراً إلى ان ” البيئة الشيعية كانت صلبة جداً في احتضان المقاومة والعدو هدفه تقليب البيئة الشيعية ضده”.

وأكد السيد نصرالله أن هذه المقاومة هي مصلحة للبنان وقوة للبنان وهي على رأس الاستهداف، وتابع “في لبنان يجب أن تكون هناك أسقف واضحة لأي تغيير داخلي أبرزها عدم التقسيم وعدم اعطاء فرصة للعدو”، وأضاف “نحن دخلنا الحكومة وبدأنا في ملف مكافحة الفساد لكن البعض لا يزال يسأل لماذا نريد أن نكافح الفساد عبر القضاء”، مشيراً إلى أن “اي خلاف في لبنان على أي موضوع يتحول بسرعة إلى خلاف طائفي مثل ما حدث حول تعيين محافظ لبيروت”.

وقال السيد نصرالله “اسمحوا لنا كحزب الله أن نحارب الفساد على طريقتنا وأن نسير في الاصلاح على طريقتنا”، وأضاف “القضاء اللبناني ان كان لديه اي ملف على أحد من حزب الله فليذهب الى القضاء كان من كان وزير نائب رئيس بلدية”، وتابع “وزراؤنا ونوابنا أو الموظفون المحسوبون علينا يذهبون إلى القضاء للمحاسبة اذا جرى اتهامهم”.

وشدد السيد نصرالله على أن “الانتخابات النيابية محطة ليحاسب الناس الفاسدين” و”ليس صحيحاً أن نذهب الى ملف الفساد دون القضاء”، ولفت إلى إنه “لا يمكن الذهاب إلى موضوع مكافحة الفساد بمعزل عن القضاء ويجب أن يكون هناك جهة تبث في الملفات”، وأضاف أن “النظام يحتاج الى تطوير واصلاح ولا احد يخالف ذلك”، وقال “الحل في لبنان يجب أن يبدأ من الناس وعندما يطالبون بالتغيير عليهم المشاركة الشاملة”، و “ان لم يكن هناك ارادة عند كل الطوائف لن نصل الى مكان”.

وكشف السيد نصرالله أن “قوى سياسية وزعماء تواصلوا معنا بعد بدء الحراك واعتبروا أننا مسؤولون عنه وهو ما لم يكن صحيحاً”، وقال إن “هناك قوانين تحمي الفساد وقد دعونا إلى تغييرها وهذا ما يحتاج وقتاً من أجل تشريعه قانونياً”، وتابع “من ينتظر عملاً ثورياً تغييرياً دفعة واحدة في لبنان يجب أن يعلم أن هذا الامر يحصل بالتدرج”.

ولفت السيد نصرالله إلى ان “معركة مكافحة الفساد تحتاج الى وقت”، وقال إن “محاربة الفساد أصعب من محاربة إسرائيل”، وأضاف “يجب ازالة الالغام وفتح الطرقات في معركة مكافحة الفساد ونحن لن ندوس على الالغام والافضل ان نسلك طريق لنفكك اللغم لا أن ندوس عليه”، ولفت إلى ان “خلط الموضوعات لا يوصل الى نتيجة”، وتابع “الحل في معالجة الوضع الاقتصادي كان الضغط على القوى الاقتصادية”، وأن “كل القوى السياسية كانت تحت الضغط خلال أحداث 17 تشرين”، وشدد أنه “يمكن مع الوقت وضع البلد على سكة الاصلاح”.

وقال السيد نصرالله إنه في “عام 2005 حصل زلزال طائفي في لبنان وعام 2006 تحملنا العبء الاكبر من نتائج عدوان تموز”، وأضاف “عندما كنا نعارض أو نوافق أو نجادل حرصنا على عدم وصول البلد إلى صدام داخلي”، وتابع “يمكن الخروج من المأزق الاقتصادي وهناك بدائل وأفكار وتصورات تحتاج إلى إرادة سياسية ولم نصل بعد الى الانهيار”.

وأشار السيد نصرالله إلى أن “الوضع الاقتصادي لا يحتمل سنوات طويلة من المعالجة ويجب التعاطي معه على نحو طارئ وهذا ممكن”، وإلى إنه “عند محاربة الفساد يجب التعاطي مع الوضع الاقتصادي بشكل طارئ”، وقال “نحن لم نذهب إلى صندوق النقد ولكن فتحنا الباب بحيث إذا ارادت الحكومة أن تذهب فلتذهب وتكون أمام التجربة”، ولفت إلى إنه “بالنسبة لشروط صندوق النقد الدولي فلتُناقش في مجلس النواب ونناقش حينها حسب الشروط”.

وأوضح السيد نصرالله أن “جزءا من عدم ممانعتنا مفاوضة صندوق النقد الدولي هو من باب سحب الذرائع”، موضحاً أنه “من الخطأ التوجه إلى صندوق النقد الدولي وكأنه لا حل للأزمة الاقتصادية الا عبره”، وقال إن “موضوع الخطة الاقتصادية مشوب بتعقيدات وكمائن كثيرة”، وأعلن السيد نصرالله أنه “إذا كشف حزب الله خطته الاقتصادية فإنه ستتم محاربته فوراً من قوى داخلية وخارجية”، ودعا إلى احياء القطاعين الزراعي والصناعي.

واكد السيد نصرالله أن الحكومة العراقية جاهزة لاتفاقات مع لبنان حول تصريف الانتاج والاسواق موجودة ولذلك يجب اعادة العلاقات مع سوريا، وقال إن “المطلوب من الحكومة الحالية التعاون مع السوري لتصريف الانتاج وتعزيز ملف الزراعة والصناعة”، وقال إن “هناك من يرفض بغية الذهاب الى صندوق النقد الدولي لكي يملي الأميركي شروطه لإذلال لبنان”، وشدد على أن “امريكا تريد اذلال لبنان وفرض شروطها عليه”.

وقال السيد نصرالله “أيها اللبنانيون، يوجد حلّ للازمة الاقتصادية وهو أن تخرجوا من قبضة الحرص على رضا الأميركي والاتجاه شرقاً”، ولفت إلى أن “هناك من يمنع لبنان من التعامل مع الصين في الملفات الاقتصادية وعلى اللبنانيين الخروج من قبضة الحرص على الرضا الاميركي والتحول شرقاً”، وأضاف “الحكومة تحتاج إلى وقت للذهاب شرقاً وهذا بحاجة لقرار سياسي يصنعه الرأي العام وعدم التعرض لضغط خارجي”.

وأعلن السيد نصرالله أن حزب الله معني بتشكيل ضغط سياسي ورأي عام لدفع المصارف إلى المساعدة في معالجة الازمة الاقتصادية، وقال “نحن نعالج المشاكل بين حلفائنا ونعالج مشاكلنا مع الحلفاء من خلال إطفاء المشاكل”، ولفت إلى إنه “نحن وحلفاؤنا لسنا نسخة طبقة الاصل لكننا لا نسمح للخلاف بأن يؤدي إلى فرط التحالف”، ولفت إلى أنه “علينا التعايش مع مواقع التواصل الإجتماعي وهي تهديد يجب تحويلها الى فرصة عبر الارشادات والتوجيهات”.

ولفت السيد نصرالله إلى ان “مواقع التواصل الاجتماعي تظهر وكان هناك مشاكل بين الحلفاء وفي المقابل القيادات تكون على تواصل وتوافق دائم”، وقال إن “المطلوب من القيادات السياسية عدم الانجرار خلف الانفعالات التي تغذيها وسائل التواصل الاجتماعي”، وأكد السيد نصرالله ” نحن نحترم تحالفات حلفائنا وهم عليهم ايضاً احترام تحالفاتنا”، وأوضح أنه “ليس منطقياً القول من بعض الكوادر الحزبية لدى الحلفاء بانه عند كل أزمة التحالف يهتز”.

وأعلن السيد نصرالله ان “الأستاذ جبران باسيل لم يفتح معنا موضوع الالتزام من جانبنا بدعمه لرئاسة الجمهورية”، وقال “لأصدقائنا في التيار الوطني الحر.. أنتم لكم علاقاتكم وتحالفاتكم ونحن نقدرها ونحن ايضاً لدينا تحالفاتنا وهذا لا يجب أن يكون مشكلة”، مشيراً إلى أن “التحالف لا يعني انه لا يجب ان يكون هناك نقد”، مؤكداً أن “العلاقة بين حزب الله والتيار الوطني متينة وقوية ومبنية على رؤية ومرت بظروف صعبة واستمرت”.

وأوضح السيد نصرالله “في العلاقة مع التيار الوطني لا زلنا نتصرف مع الاصدقاء بنَفس أخلاقي وبعلاقة فيها نوع من الصداقة”، وقال “هناك من يريد لعلاقتنا بالتيار الوطني الحر أن تسوء لكن مصلحة البلد تقضي أن تبقى العلاقة قوية”.

اقليمياً، شدد السيد نصرالله على أن “المواجهة مع الاميركي بعد اغتيال الشهيد القائد الحاج قاسم سليماني مواجهة شاملة وليست عسكرية فقط”، وأشار إلى أن “الجو في العراق هو بوجود إرادة شعبية برحيل الأميركيين من العراق وهي إرادة حاسمة”، وإلى أن “القوات الاميركية في سوريا هي قوات احتلال وهناك ارادة ومقاومة شعبية لاخراج الاميركي من سوريا”.

وأكد السيد نصرالله أن “فشل الحرب على اليمن هو فشل أميركي وكذلك فشل صفقة القرن بعدم توقيع أي فلسطيني عليها”، مشيراً إلى أن الولايات المتحدة بدأت تعيد النظر في وجود قواتها في المنطقة، وأكد أن “صفقة القرن انتهت وولدت ميتة وما يجري هو إجراءات من جانب واحد”.

وأكد السيد نصرالله أن الحرب بين أميركا وإيران مستبعدة جداً، وأشار إلى أنه في المدى القريب من المستبعد حدوث حرب على جبهات متعددة، ولا توجد مؤشرات على نية “إسرائيل” شن حرب على لبنان. وحذر السيد نصرالله العدو الاسرائيلي من فتح المعركة الكبرى في المنطقة ومحور المقاومة يناقش فتح مختلف الجبهات معاً، وقال إن “الحرب الكبرى إذا وقعت ستكون نتيجتها زوال “إسرائيل” و”احد اشكال الردع هو التحضير في محور المقاومة للحرب الكبرى”.

وأشار السيد نصرالله إلى انه “قد تنتهي “إسرائيل” بتغير الظروف التي قامت على أساسها من دون أن نحتاج إلى حرب وهذا سيناريو واقعي”، مؤكداً في ختام المقابلة ان “محور المقاومة في موقع قوة”.

 

/New A/E LCCC Postings for todayجديد موقعي الألكتروني ل ليوم 26-27 أيار/2020

رابط الموقع
http://eliasbejjaninews.com

مسرحيات المكشوفة وتبادل الخدمات الإعلامية والنفخ الإعلامي مستمر بين حزب الله وإسرائيل منذ العام 1982

الياس بجاني/25 أيار/2020

التناغم الإسرائيلي مع حزب الله دائم فكلما واجه الحزب أزمة لبنانية أو عربية تطل إسرائيل مضخمة دوره ومفبركة روايات عن قوته وأخطاره

 

فيديو مقابلة من تلفزيون المر مع ناشر موقع الكلمة اولاين الصحافي سيمون أبو فاضل يعري من خلالها جبن وأنانية وتلون وطروادية القيادات والأحزاب المفترض أنها سيادية في مواجهة منطق الإستقواء الفاجر الذي تمارسه الثنائية الشيعية

27 أيار/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/86642/86642/

بعض عناوين مقابلة سيمون أبو فاضل/تفريغ وتلخيص الياس بجاني بحرية وتصرف كاملين/27 أيار/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/86642/86642/

 

المخرج يوسف ي. الخوري/يومها، 25-5-2000، شاهدتُ بأمّ العين تهجير الجنوبيين/صحيفة ديرشبيغل الألمانية: اتفاقًا عُقِد بين حزب الله والقيادة العسكرية الإسرائيلية، يُسمح بموجبه للحزب بالانتشار داخل مناطق الشريط الحدودي المحتل بعد الانسحاب، مقابل عدم التعرّض للجنود الإسرائيليين أثناء الانسحاب. وتتكفّل إسرائيل بحلّ جيش لبنان الجنوبي، وتضمن عدم اعتراضه على هذا الاتفاق، وهو الأمر الذي يفسّر لماذا عَمِل الإسرائيليون على إخراج عناصر الجنوبي من لبنان.

http://eliasbejjaninews.com/archives/86526/%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%ae%d8%b1%d8%ac-%d9%8a%d9%88%d8%b3%d9%81-%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d8%ae%d9%88%d8%b1%d9%8a-%d9%8a%d9%88%d9%85%d9%87%d8%a7%d8%8c-25-5-2000%d8%8c-%d8%b4%d8%a7%d9%87%d8%af%d8%aa%d9%8f/

 

المفتي قبلان… في أصل لبنان

نديم قطيش/الشرق الأوسط/26 أيار/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/86592/%d9%86%d8%af%d9%8a%d9%85-%d9%82%d8%b7%d9%8a%d8%b4-%d8%a7%d9%84%d9%85%d9%81%d8%aa%d9%8a-%d9%82%d8%a8%d9%84%d8%a7%d9%86-%d9%81%d9%8a-%d8%a3%d8%b5%d9%84-%d9%84%d8%a8%d9%86%d8%a7%d9%86/