LCCC/ المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة الأخبار العربية ليوم 26 آيار/2019

اعداد الياس بجاني

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/eliasnews19/arabic.may26.19.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

يا إخوَتِي، قَوُّوا الأَيْدِيَ المُسْتَرْخِيَة، والرُّكَبَ الوَاهِنَة، وٱجْعَلُوا لأَقْدَامِكُم سُبُلاً قَوِيْمَة، لِئَلاَّ يَزِيغَ العُضْوُ الأَعْرَجُ عنِ السَّبِيل، بَلْ بِالحَرِيِّ أَنْ يُشْفَى

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياته

الياس بجاني/ حزب الله لم يحرر الجنوب، إسرائيل نفذت القرار 425 وانسحبت

الياس بجاني/ زمن حزب الله في لبنان إلى زوال

الياس بجاني/ ما يسمى "عيد تحرير الجنوب" كذبة مطلوب شطبها من ذاكرة لبنان واللبنانيين

الياس بجاني/الغرب نصب الملالي وهو الذي سينهي حكمهم

الياس بجاني/لا خلاص اقتصادي للبنان في ظل الاحتلال الإيراني وتغييب مبدأ المحاسبة

 

عناوين الأخبار اللبنانية

الأب خضرا: نعيماً للدولة ونشكر الله أنهم استيقظوا بعد 5 سنوات!

موازنة بعجز 7,5 % والعين على بعبدا

الخارجية تعلن الافراج عن اللبناني اللقاط المختطف في نيجيريا وباسيل يهنئ

نديم الجميل: لا تكتمل السيادة بدون عودة المبعدين قسرا

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم السبت في 25/5/2019

أسرار الصحف الصادرة اليوم السبت 25 أيار 2019

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

بالصوت: نصرات قشاقش بعد الأسمر في الإساءة للمرجعيات الدينية

مارون مارون: لا قرار في الدولة ولا رجالات دولة، بل خنوع وخضوع وانبطاح

الجيش الإيراني: نقلنا ثقافة قواتنا إلى لبنان واليمن وفلسطين

مجلس الجنوب: معلومات مفيدة

مؤسسة السيد فضل الله: نوجه النداء للقيادات الدينية والسياسية كافة لتحمل مسؤوليتها في مواجهة صوت الفتنة

ريفي ينفي: عزيمتنا أقوى من منتحلي حب فلسطين

مروان حمادة: الأمور لن تحل بجلسة واحدة في بعبدا وستكون معجزة اذا انتهت الموازنة قبل بداية الشهر المقبل

جعجع: طالما اللبنانيون مستمرين بالتمسك بالدستور لا أحد يستطيع ولو اتفقت كل دول العالم على تمرير التوطين

ريفي لمستهدفيه: استقبلتم طائرات السلاح الإسرائيلي في طهران

الحريري إلى السعودية لترؤس الوفد اللبناني في القمتين العربية والإسلامية

جعجع: المنطقة على فوهة بركان وكل جهة تحاول زج لبنان فيه ترتكب جريمة كبرى

المعركة الرئاسية تزيد الهوة بين بري وباسيل

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

الكويت تكشف عن بدء المفاوضات الأميركية ـ الإيرانية

تمرد عسكري داخل إيران وقدراتها القتالية مزيفة ومضللة

إيران تهدد بإغراق السفن الحربية الأميركية «بأسلحة سرية» وظريف اعتبر نشر واشنطن قوات إضافية في المنطقة «تهديداً للسلام العالمي»

تعزيزات أميركية دفاعية... واتهامات لـ«الحرس الثوري»تتضمن 1500 جندي وبطاريات باتريوت... وبومبيو يدافع عن مبيعات السلاح للسعودية والإمارات والأردن

ترمب يصل إلى اليابان في زيارة رسمية يلتقي خلالها الإمبراطور الجديد ناروهيتو... ويبحث التجارة وتهديدات كوريا الشمالية

معارك شمال حماة وشرق اللاذقية... واستمرار القصف الروسي والسوري

الجزائر: «مليونيات الجمعة» تطالب قائد الجيش بـ«رفع يده عن حراك الكرامة» ورفعت شعار «يا بن صالح أنت رايح رايح... فخذ معك قايد صالح»

السودان يثمن دور السعودية ويدعمها في مواجهة الاعتداءات الإيرانية وقوى التغيير تعلن إضراباً عاماً الثلاثاء... و«تحالف المهدي» يهوّن من الخلافات حول «السيادي»

5 مرشحين يعلنون رسمياً سعيهم لخلافة تيريزا ماي آخرهم وزير الصحة البريطاني... وبوريس جونسون الأوفر حظاً

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

أسياد وعبيد/الدكتورة رندة ماروني/26 أيار/2019

الحدود البحرية بين لبنان وسوريا بانتظار التفاوض... فهل من وسيط؟/غاصب المختار/اللواء

موازنة 2019: إخفاء الأوساخ تحت السجّادة/نقولا ناصيف/الأخبار

هل يعرقل حلفاء النظام السوري ترسيم الحدود اللبنانية؟/منير الربيع/المدن

خمسة أشهر على إنخساف أوتوستراد الجنوب.. من المسؤول؟/صفاء عيّاد/المدن

المواجهة الأميركية ـ الإيرانية: أي ثمن سيدفعه لبنان؟/نبيل الخوري/المدن

إلغاء الحسابات المشفرة يحصّن المصارف ولا يضرّ حزب الله/عماد الشدياق/المدن

مصرف لبنان تكّية النظام/عصام الجردي/المدن

ذكرى التحرير: من التضامن إلى اهتزاز الوحدة/أحمد جابر/المدن

ساترفيلد آتٍ لتحديد أسس التفاوض الحدودي/اسعد بشارة/جريدة الجمهورية

"ترامب 2019" ينقلب على "ترامب 2018"/جورج شاهين/جريدة الجمهورية

19 عاماً على تحرير جنوب لبنان: ذهب الاحتلال وجاءت الهيمنة/يوسف بزي/موقع سوريا

هل تقوم حرب الخليج الرابعة؟/د. شمسان بن عبد الله المناعي/الشرق الأوسط

الحرب الخليجية توطئة لحرب «تل ابيب» مع «الممانعة» التي تطوقها/سيمون أبو فاضل/الكلمة أولاين

أهو مُشكلٌ يحله التفاوض؟/د. رضوان السيد

الفقر مشكلة أكبر من التطوير/نوح سميث/الشرق الأوسط

سموم التفاوض والحرب والعقوبات/راجح الخوري/الشرق الأوسط

هل يتجرع خامنئي كأس السم؟/إميل أمين/الشرق الأوسط

استقالة التسوية/سمير عطا الله/الشرق الأوسط

خامنئي… “لَن تَخْرِقَ الْأَرْضَ وَلَن تَبْلُغَ الْجِبَالَ طُولاً”/أحمد عبد العزيز الجارالله/السياسة

أوروبا القادمة/عبد الرحمن شلقم/الشرق الأوسط

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

بري التقى وفدا من الكونغرس: لبنان لا يريد الحرب لكنه لن يتنازل عن سيادته وحقوقه في البر والبحر

باسيل عرض ورئيس لجنة العلاقات الخارجية بالكونغرس الاوضاع

باسيل جائلا في البقاع الغربي: استقبلت عضو الكونغرس وصديق إسرائيل في بيتي لأقنعه بالموقف الذي يخدم بلدي وممنوع تخوين أحد

الراعي لرئيس الجمهورية في قداس يوبيل كاتدرائية مار جرجس: ليعضدكم الله في قتل تنين أصنام الفساد والمال ونفوذ الأشخاص لغير صالح الدولة والشعب

في اسفل نص خطاب حسن نصرالله لليوم

نصرالله: معنيّون بمواجهة صفقة القرن... نصرالله: لبنان لن يدخل الزمن الاميركي

نصرالله: نستأنف محاربة الفساد بعد الموازنة وهناك قرار سياسي دولي إقليمي يمنع عودة النازحين إلى ما بعد الانتخابات الرئاسية السورية

 

في أسفل تفاصيل النشرة الكاملة

الزوادة الإيمانية لليوم

يا إخوَتِي، قَوُّوا الأَيْدِيَ المُسْتَرْخِيَة، والرُّكَبَ الوَاهِنَة، وٱجْعَلُوا لأَقْدَامِكُم سُبُلاً قَوِيْمَة، لِئَلاَّ يَزِيغَ العُضْوُ الأَعْرَجُ عنِ السَّبِيل، بَلْ بِالحَرِيِّ أَنْ يُشْفَى

“الرسالة إلى العبرانيّين12/من12حتى21/:”يا إخوَتِي، قَوُّوا الأَيْدِيَ المُسْتَرْخِيَة، والرُّكَبَ الوَاهِنَة، وٱجْعَلُوا لأَقْدَامِكُم سُبُلاً قَوِيْمَة، لِئَلاَّ يَزِيغَ العُضْوُ الأَعْرَجُ عنِ السَّبِيل، بَلْ بِالحَرِيِّ أَنْ يُشْفَى. أُطْلُبُوا السَّلامَ مَعَ جَمِيعِ النَّاس، والقَدَاسَةَ الَّتي لَنْ يُعَايِنَ الرَّبَّ أَحَدٌ بِدُونِهَا. تيَقَّظُوا لِئَلاَّ يَتَخَلَّفَ أَحَدٌ عَنْ نِعْمَةِ الله، ولِئَلاَّ يَنْبُتَ عِرْقُ مَرارَةٍ يُزْعِج، فيُفْسَدُ بِهِ الكَثِيرُون، ولِئَلاَّ يَكُونَ أَحَدٌ فَاجِرًا أَو مُدَنَّسًا مِثْلَ عِيسُو، الَّذي بَاعَ بِكْرِيَّتَهُ بأَكْلَةٍ وَاحِدَة، فأَنْتُم تَعْلَمُونَ أَنَّهُ بَعْدَ ذلِكَ، أَرادَ أَنْ يَرِثَ البَرَكَةَ فَرُذِل، لأَنَّهُ لَمْ يَجِدْ سَبيلاً إِلى تَغْيِيرِ رأْيِ أَبِيه، معَ أَنَّهُ ٱلْتَمَسَ ذلِكَ بِالدُّمُوع. فَإِنَّكُم لَمْ تَقْتَرِبُوا إِلى جَبَلٍ مَلْمُوس، ونارٍ مُتَّقِدَة، وضَبَابٍ وظَلامٍ وزَوبَعَة، وهُتَافِ بُوق، وصَوتِ كَلِمَاتٍ طَلَبَ الَّذِينَ سَمِعُوهَا أَلاَّ يُزَادُوا مِنهَا كَلِمَة؛ لأَنَّهُم لَمْ يُطِيقُوا تَحَمُّلَ هذَا الأَمْر: «ولَو أَنَّ بَهِيمَةً مَسَّتِ الجَبَلَ تُرْجَم!».وكانَ المَنْظَرُ رَهِيبًا حَتَّى إِنَّ مُوسَى قال: «إِنِّي خَائِفٌ ومُرْتَعِد!».”

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياته وتغريدات متفرقة

حزب الله لم يحرر الجنوب، إسرائيل نفذت القرار 425 وانسحبت

الياس بجاني/25 أيار/2019

إسرائيل انسحبت من الجنوب ونفذت القرار 425 ولم يحررة أحد لا حزب الله ولا غيره..والشهداء هم من أهل سكان الشريط الحدودي الذين حموا أرضهم 25 سنة من الفلسطيني والإيراني. حرام القفز فوق دماء الشهداء الحقيقيين...سقط من أهل الشريط الحدودي ما يزيد عن الألف شهيد: إلى قادة لبنان: كفى ذمية وكفر وجحود وانبطاح

 

زمن حزب الله في لبنان إلى زوال

الياس بجاني/25 أيار/2019

قال نصرالله: "لبنان لن يعود للزمن الإسرائيلي ولن يدخل الزمن الأميركي". ونحن نقول له لبنان بإذن الله لن يبقى في الزمن الملالوي

 

الياس بجاني/رابط مقالتي المنشورة في جريدة السياسة اليوم

 “عيد تحرير الجنوب” كذبة مطلوب شطبها من ذاكرة لبنان واللبنانيين/الياس بجاني/25 أيار/2019

http://al-seyassah.com/%D8%B9%D9%8A%D8%AF-%D8%AA%D8%AD%D8%B1%D9%8A%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D8%AC%D9%86%D9%88%D8%A8-%D9%83%D8%B0%D8%A8%D8%A9-%D9%85%D8%B7%D9%84%D9%88%D8%A8-%D8%B4%D8%B7%D8%A8%D9%87%D8%A7-%D9%85%D9%86-%D8%B0/

 

ما يسمى "عيد تحرير الجنوب" كذبة مطلوب شطبها من ذاكرة لبنان واللبنانيين

الياس بجاني/25 أيار/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/75160/%D8%A7%D9%84%D9%8A%D8%A7%D8%B3-%D8%A8%D8%AC%D8%A7%D9%86%D9%8A-%D9%85%D8%A7-%D9%8A%D8%B3%D9%85%D9%89-%D8%B9%D9%8A%D8%AF-%D8%AA%D8%AD%D8%B1%D9%8A%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D8%AC%D9%86%D9%88%D8%A8-%D9%83/

بداية فإن حزب الله ليس من النسيج اللبناني ولا هو يمت للبنان ولا للبنانيين بشيء.

في حين أن كل الحقائق المأساوية التي يعيشها اللبناني في وطنه المحتل تؤكد بأن حزب الله هو جيش ملالي إيران في لبنان، وإيراني بالكامل في عقيدته وفكره وتمويله ومشروعهً وتنظيمه وقيادته ومرجعيته وتسليحه وقراره.

فحزب الله ليس مقاوماً، ولكنه يتاجر بشعارات المقاومة والتحرير، ويهزأ بأرواح وكرامات وسلامة وأمن ولقمة عيش اللبنانيين، ويأخذ بالقوة المسلحة “والبلطجة” و”التشبيح” والإرهاب لبنان الدولة والشعب رهينة خدمة لمشروع إيران التوسعي والمذهبي والإمبراطوري الواهم.

عملياً، حزب الله هو تنّين إيراني ملالوي يقضم ويفترس ويهمش "ويفرسن" مؤسسات الدولة اللبنانية، والنظام اللبناني، والثقافة اللبنانية، ونمط حياة اللبنانيين، ويضطهد وينكل ويغتال الأحرار والسياديين المعارضين لاحتلاله ومشروعه، بهدف إقامة دولة ولاية الفقيه الإيرانية على كامل التراب اللبناني، وكل كلام بمفهوم ووجدان السياديين والاستقلاليين في غير هذا الإطار هو هراء ونفاق وقيض ريح.

من هنا فإن الاحتفالات الرسمية في لبنان بما يسمى زوراً وبهتاناً، “عيد تحرير الجنوب” في 25 أيار من كل سنة، هي احتفالات مسرحية مهينة لذاكرة وذكاء وعقول وتضحيات اللبنانيين، وخيانة فاضحة لدماء الشهداء الأبطال، كما أنها عروض مبتذلة وهزلية واستعراضية مفرغة من كل مضامين الحقيقة والمصداقية والوطنية.

فإن حزب الله الذي زوراً يدعي الانتصار سنة ألفين وتحرير الجنوب هو تنظيم إرهابي وملالوي 100% وشريك لنظام الأسد الكيماوي في جريمة تشريد وقتل واهنة الشعب السوري.

حزب الله الملالوي والإرهابي يعمل ضد لبنان واللبنانيين، وضد العرب وكل الدول العربية. وهو جيش تستعمله إيران لتقويض العديد من الأنظمة العربية ونشر الفوضى والإجرام والمذهبية والفقر فيها، كما هو حال وضعيته الراهنة المفضوحة في كل من سوريا والعراق واليمن ولبنان وغزة وليبيا..

كما أن حزب الله شوه سمعة لبنان واللبنانيين دولياً وإقليمياً كونه يقوم بعمليات إرهابية وإجرامية في العديد من دول العالم خدمة للنظام الملالوي الإيراني، إضافة إلى انخراطه وخدمة لنظام الملالي أيضاً بعمليات تبيض أموال وتهريب مخدرات وأسلحة في العشرات من الدول.

هذا العيد “الكذبة والإهانة".. “عيد تحرير الجنوب” كان فرضه على لبنان المحتل السوري الذي انكشف الآن أمره وسقطت عن وجهه المزيف والحربائي كل أقنعة التحرير والمقاومة والممانعة والعروبة والوحدة الكاذبة، وهو مستمر بقتل أبناء شعبه وتهجيره وتدمير مدنه وبلداته وضبه بالأسلحة الكيماوية.

الآن، وبعد انكشاف فارسية ومذهبية وإجرام حزب الله، وبعد تعري نظام الأسد من كل هو إنسانية، فإنه من الحق والعدل والواجب إنهاء فصول “مسخرة” عيد تحرير الجنوب” وشطبه من سجلات الدولة اللبنانية ومن العقول والذاكرة إلى غير رجعة وغير مأسوف عليه.

وحتى تتوقف مهازل الذمية والتقية...

ومن أجل أن لا تتكرر مأساة حرب تموز 2006، “حرب لو كنت أعلم”، وغيرها من الحروب الجهادية التي يبشرنا فيها السيد نصرالله..

وحتى لا يُستنسخ إجرام غزوة أيار 2008...

وحتى لا تُعاد مسرحيات التحرير والمقاومة الخادعة، وخزعبلات “وحدة المسار والمصير”...

وحتى لا يموت أولادنا مرة أخرى من أجل قضايا خادعة وغير لبنانية...

من أجل كل هذا نطالب بإلغاء القرار الحكومي الذي جعل من 25 أيار عيداً وطنياً، كما نطالب القيادات اللبنانية الوطنية أن تعلن بشجاعة أن حزب الله لم يحرر الجنوب، ولا هو لبناني أو عربي أو حزب تحرير ومقاومة..

إنما نتاج عسكري ميليشياوي أصولي لحقبة احتلال سوريا البغيضة لوطننا، وفرقة عسكرية إيرانية تحتل لبنان وتقيم فيه مربعات أمنية ودويلات خارجة عن شرعية الدولة اللبنانية.

نحن بصدق نريد أن نقطع إجازة العقل ونطلب من القيادات اللبنانية بكافة أطيافها وقف مسلسل التكاذب والدجل والخروج من عقلية وفخاخ التقية والذمية.

مطلوب من حكام لبنان وأحزابه والرسميين ومن كل أفراد الشعب اللبناني السيادي والكياني الشهادة للحق والإعلان بصوت عال بأن حزب الله أعاق وآخر تحرير الجنوب ما يزيد عن 14 سنة، ولم يكن له أي دور في تحريره، وهو انهزم وهزم معه كل لبنان في حرب تموز، وأن لا قيامة للدولة اللبنانية في ظل وجود دويلته واحتلاله وحروبه ومشروعه الملالوي ، كما أن الاستقلال اللبناني لن يصبح ناجزاً وكاملاً قبل عودة أهلنا اللاجئين في إسرائيل معززين ومكرمين وتعويضهم عن كل أنواع الظلم والتجني والافتراءات التي تعرضوا لها.

الكل يعرف، وبالكل نعني أصحاب العقول الراجحة، والضمائر الحية، والجباه الشامخة، والرؤوس العالية، الكل هذا يعرف أن حزب الله لم يحرر الجنوب، بل أعاق وعطّل وأخر تحريره لسنوات، وأن كل ما يبني عليه مشروعية مقاومته منذ عام 2000 وما قبل ذلك هو مفبرك وملفق.

باختصار أكثر من مفيد فإن ما يسمى "عيد التحرير" هو كذبة كبيرة وبالتالي مطلوب شطبه من السجلات الرسمية ومن ذاكرة لبنان واللبنانيين.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الالكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الالكتروني على الإنترنت

http://www.eliasbejjaninew.com

 

الغرب نصب الملالي وهو الذي سينهي حكمهم

الياس بجاني/23 أيار/2019

دور إيران الإقليمي انتهى، وكذلك انتهت صلاحية كل أذرعتها الإرهابية بمن فيهم حزب الله. ومن هنا لن تفيد عنتريات وتهديدات الملالي الواهمة بشيء.الغرب نصب الملالي مكان الشاه وهو سينهي حكمهم بعد أن ادوا له كل ما كان مطلوب منهم.

 

لا خلاص اقتصادي للبنان في ظل الاحتلال الإيراني وتغييب مبدأ المحاسبة

الياس بجاني/22 أيار/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/75098/%D8%A7%D9%84%D9%8A%D8%A7%D8%B3-%D8%A8%D8%AC%D8%A7%D9%86%D9%8A-%D9%84%D8%A7-%D8%AE%D9%84%D8%A7%D8%B5-%D8%A7%D9%82%D8%AA%D8%B5%D8%A7%D8%AF%D9%8A-%D9%84%D9%84%D8%A8%D9%86%D8%A7%D9%86-%D9%81%D9%8A-%D8%B8/

من أهم أسس وقواعد أي حكم لجهة نجاحه يأتي بند المحاسبة القانونية، وذلك من خلال جسم قضائي مستقل، وقضاة عادلين يخافون الله ويوم حسابه، وملتزمين بالقانون.

وليكون أمر المحاسبة هذا ممكناً وقابلاً للتطبيق فإنه يفترض أن يكون وطننا الحبيب، لبنان، مالكاً لقراره الحر والقانوني والدستوري وليس محتلاً، كما هو حاله راهناً حيث يحتله حزب الله الإيراني.

وبالتالي لا نجاح للبنان في أي مجال، ولا تقدم له، ولا استقرار فيه، ولا حرية، ولا سيادة، ولا قرار حر لحكامه، طالما هو محتل، وحكامه محكومين ومتفلتين من مبدأ المحاسبة.

إذاً، دون تحرر من الاحتلال، ودون محاسبة، لا أمل في نجاح أي حكم في لبنان، وفي أي بلد من البلدان في العالم حتى ولو كان الحكام والسياسيين والموظفين فيه هم من صنف القديسين والملائكة.

ولأن المحاسبة هي ركن أساسي لصون القيم والمبادئ والثوابت والاستقرار والسلم والسلام والعدل، فإن الأديان السماوية كافة جعلتها القاعدة الأولى والعليا والأهم في مبدأ العقاب والثواب...

أي جهنم، التي لا تنطفئ نارها، ولا يهدأ دودها، ولا نهاية لعذابها، هي عقاب للخاطئين، والجنة حيث السلام والمحبة والخيرات والسعادة والحياة الأبدية هي ثواب ومكافئة للصالحين والأبرار.

ولهذا، ولأن الاحتلال قائم، ولأن مبدأ المحاسبة غير موجودة في لبنان فإن لا أمل ولا رجاء حالياً في بناء دولة واعدة، كما هو حال الدول الغربية الناجحة من مثل كندا وأميركا وفرنسا وغيرهم.

لبنانياً، وبظل الاحتلال، وسلطة حكم أدواته، تؤكد كل تطورات ومجريات الأحداث، بأن المشاركين في الحكم مباشرة أو بواسطة زلم وأتباع لهم المتفلتين من مبدأ المحاسبة، هم غير الكيانيين، وغير السياديين، وغير الاستقلاليين، وغير الدستوريين، وأن لا وجود في ضمائرهم المخدرة لأية حسابات غير تبعية وغير نرسيسية وغير سلطوية.

وبالتالي، كيف يمكن أن يتأمل المواطن اللبناني أي خير من هؤلاء الحكام المحكومين، ومن مالكي الأحزاب المتفلتين وهم وزلمهم وأتباعهم العاملين في المؤسسات الرسمية والخاصة من المحاسبة؟

كيف يمكن أن يثق الشعب بهم في حين أن مواقفهم متلونة، وخطابهم أكروباتي، وممارساتهم وتحالفاتهم هي زئبقية ويحركها ويتحكم في مسارها فجعهم وجوعهم اللامحدود للمال والسلطة.

كيف يمكن أن نرتاح لهم وهم جماعة فاجرة من تجار الهيكل تنطبق عليهم كل مواصفات والإسخريوتيين والطرواديين والملجميين.

إذا، ما الحل، وما هو المطلوب من المواطن اللبناني؟

الحل يكمن في وعي شعبي عارم وغاضب وثوري عابر للمذاهب وللمناطق يقتلع هؤلاء من مواقعهم ديمقراطيا ويرذلهم ويعري انتهاكاتهم والإرتكابات ويدخلهم السجون لتتم محاسبتهم قضائياً واسترداد كل ما سرقوه من الدولة والناس.

ولكن، هل من الممكن تحقيق هذه التمنيات طالما أن حزب الله يحتل لبنان ويعمل جاهداً لتحويله بالقوة إلى ساحة حرب ومخزن أسلحة وقاعدة عسكرية للملالي العجم؟

بالطبع لا.. ولهذا فإن الأولية ليست اقتصادية كما يشيع البعض من أقنعة وأدوات وأتباع الاحتلال المحليين من حكام وسياسيين وأصحاب شركات أحزاب، بل الأولية هي لتحرير لبنان من الاحتلال، وإسقاط كل أدواته والمتعاونين معه، ومحاسبتهم قضائياً.. وإلا فالج لا تعالج.

 *الكاتب ناشط لبناني اغترابي

رابط موقع الكاتب الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

عنوان الكاتب الالكتروني

phoenicia@hotmail.com

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

الأب خضرا: نعيماً للدولة ونشكر الله أنهم استيقظوا بعد 5 سنوات!

طالب رئيس اتحاد "اورا" الأب طوني خضرا الدولة اللبنانية بالإعتذار منهم عن الشكاوى والدعاوى التي لاحقتهم وسببت في عرقلة عملهم وتوقيف بعض جمعياتهم وذلك بسبب إضاءتهم على الفساد والأرقام وعن التوظيف العشوائي. وأكد خضرا في حديث لصوت لبنان 100.5 أنهم أول من كشفوا أن هناك 355 ألف موظف في الدولة، 100 ألف متقاعد و115 ألف عسكري و143 موظف مدني من ضمنهم 23 ألف و700 يعترف بهم مجلس الخدمة الوطنية و 114 ألف "داشرين". وكشف أن هناك حوالي 40 مكتوبا مقدما من مجلس الخدمة المدنية للوزراء بتوظيف غير شرعي وفي بعض الأحيان كتبوا ثلاث مرات لنفس الوزير وكان رده "روحوا غلو هالقرارات واشربوا زوماتهن". وأشار الى أنه يرى شبان وشابات يأتون الى لابورا باكيين واعتبر أنه يجب أن نقول للسلطة ليس الحل بوقف التوظيف لمدة ثلاث سنوات بل الرجوع ست سنوات الى الوراء وتطهير القطاع العام من الموظفين غير الكفوئين والذين دخلوا بسبب التوظيف السياسي العشوائي وإستبدالهم بالخريجين الكفوئين لكي لا يهاجروا، فإذا لم يسيروا بهذا الحل فنعتبر أن الدولة تشرّع الفساد والتوظيف الطائفي والعشوائي. وعن كشفه أن هناك 30 ألف موظف يتقاضون رواتبهم ولا يعملون قال: الأرقام أثبتت بأنهم 30 ألف وأنا صرحت سابقاً عن 20 ألف فقط خوفاً من أن أسجن.

وأشار الى أن لابورا قامت بهيكلية الدولة ويمكن أن تظهر أسماء جميع الموظفين بالأسماء والطوائف ولكن شرط أن نقدمها أمام كل الناس لكي لا يقال أننا نحاسب السياسيين بدل أن نقوم بإصلاحات فعلية. وقال "نعيماً للدولة اللبنانية على "الحلاقة" وأشكر الله بأنهم استيقظوا بعد خمس سنوات."

 

موازنة بعجز 7,5 % والعين على بعبدا

النهار 25 ايار 2019/بعد 19 جلسة لمجلس الوزراء في السرايا امتدت على فترة تناهز الشهر، انتهى مبدئياً مخاض اقرار موازنة 2019 ولم تبق سوى المحطة الاخيرة التي ستقر فيها رسمياً في قصر بعبدا حيث ينتظر ان تعقد الجلسة الختامية مطلع الاسبوع المقبل قبل سفر رئيس الوزراء سعد الحريري الى المملكة العربية السعودية لتمثيل لبنان في القمتين العربية والاسلامية. وبدا واضحاً ان الانتهاء أمس من مناقشات الموازنة في الارقام والنسب والسقوف والخفوضات قد خضع لقرار سياسي وتوافق سياسي واسع لوضع حد لوتيرة التأخير في انجاز هذا الاستحقاق قبل ان يغدو احتواء تداعيات التأخير وتجنب اضراره أمراً خارج السيطرة، خصوصاً بعدما لاحت في الايام الاخيرة ملامح استياء مكبوت واحتقان بدأ يتسرب من جهات عدة حيال ما اعتبرته تأخيراً متعمداً في الانتهاء من اقرار الموازنة لدوافع سياسية تتصل بـ"عراضات" ظاهرها الانخراط في خفض العجز وباطنها السباق على تحكيم رغبات سياسية وهو امر كاد يتسبب بازمة سياسية داخل الحكومة تفوق بخطورتها تداعيات المضي في تأخير اضافي للموازنة. واكتسب كلام رئيس الوزراء سعد الحريري في الجلسة دلالات مهمة اذ بدا بمثابة رد واضح على تقليل كلفة تأخير الموازنة والقول إنها خلت من رؤية اقتصادية وهي مواقف كان اطلقها الوزير جبران باسيل.

ولعل اللافت في هذا السياق ان مصادر وزارية وسياسية بارزة لم تكتم عقب انتهاء جلسات السرايا لمناقشة الموازنة تخوفها مما وصفته بـ"مطبات" اضافية قد تنشأ في الجلسة المقبلة في قصر بعبدا. وقالت المصادر لـ"النهار" إنه ما ان انفضت الجلسة الـ19 عن "بشرى" انتهاء المناقشات وخفض العجز الى 7,5 في المئة، حتى تصاعدت معطيات تتحدث عن عدم اقتناع "التيار الوطني الحر" بالموازنة كأن الايام والجلسات العديدة الاضافية الاخيرة التي خصصت للبحث في ورقة الوزير باسيل لم ترض التيار بما يثير تساؤلات عما يمكن ان يحصل اذا عاد البحث في الجلسة المقبلة في بعبدا الى الامور التي بتت.

 

الخارجية تعلن الافراج عن اللبناني اللقاط المختطف في نيجيريا وباسيل يهنئ

السبت 25 أيار 2019/وطنية - تعلن وزارة الخارجية والمغتربين عن إطلاق سراح اللبناني عبود اللقاط الذي اختطفه مسلحون في نيجيريا. ويهنئ الوزير جبران باسيل السيد اللقاط وعائلته بسلامته، ويشكر كل من أسهم في إطلاق سراحه ويحيي جهود الدبلوماسيين اللبنانيين في نيجيريا.

 

نديم الجميل: لا تكتمل السيادة بدون عودة المبعدين قسرا

السبت 25 أيار 2019/غرد النائب نديم الجميل، عبر حسابه على "تويتر" قائلا "في ذكرى تحرير الجنوب لا تكتمل السيادة بدون عودة اللبنانيين المبعدين قسرا على الأراضي الإسرائيلية، حقن يرجعو".

 

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم السبت في 25/5/2019

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

ال"ويك أند" الحار نسبيا، يفصل عن جلسة مجلس الوزراء بعد غد الاثنين يؤمل ان لا تكون حارة، وأن يتم فيها إقرار مشروع قانون الموازنة العامة.

وقبل ذلك، دافع الأمين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصرالله عن الطبقة الفقيرة. وقال إن التصحيح المالي أصعب من الميدان.

ويستعد الرئيس سعد الحريري في ملفاته للتوجه بعد أيام إلى مكة المكرمة، لتمثيل لبنان في القمة العربية ثم الاسلامية. ومن المعروف أن للبنان موقفا يؤكد على النأي بالنفس في صراع دول المنطقة، فيما تدرس القمتان العربية والاسلامية التطورات الناجمة عن الصراع الأميركي- الايراني، وهذا الصراع عالق بين حشد عسكري بحري وتسخين سياسي، مع ترك مساحة للتعاطي غير المباشر باتجاه الحوار بين واشنطن وطهران، بالتالي بين إيران ودول الخليج العربي.

وفي موازاة كل ذلك، شارك رئيس الجمهورية العماد ميشال عون في القداس الذي أقيم في الذكرى الخامسة والعشرين بعد المئة لبناء كاتدرائية مار جرجس في وسط يبروت. وترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي القداس الالهي، بحضور حشد من الشخصيات السياسية والدينية والاجتماعية.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أن بي أن"

عليها تسعة عشر، هي أرض الجنوب تضيء شمعة جديدة في صدر عيد من أشعل فتيل الأمل في قناديل دروب المقاومين، يحرسها دعاء وحدة لا يخفت وجذوة مقاومة لا تنطفئ حتى سطع نصر لبنان.

لمواسم بحر من الأفواج زرعت أجساد شهدائها في الأرض، حتى أتى قطاف التحرير على أغصان قافلة شهادة بدأت ولم تنته.

لأنين الجرحى الذي ترك ندوب الوجع في القلوب، ولإنتصارات الأسرى الذين أدمنوا الوقت حتى دقت الساعة فرفعوا أعمدة خيام الحرية، لأهل الصمود المتجذرين في أرضهم كشجرة زيتون، ولمن حرموا منها فتدفقوا كماء الليطاني على دروب العودة إلى الرزق.

لنبيه بري يؤذن في كل الأزمنة أن التحرير بلا تنمية كالصلاة بلا وضوء، وكل عام والتحرير محصن بإسم شعب وجيش ومقاومة، حتى آخر شبر وحبة تراب من الأرض، حتى آخر نقطة ماء، حتى آخر كأس من النفط.

وفي عيد المقاومة والتحرير، مهرجان جماهيري حاشد أقامته حركة "أمل" في أنصار، وأكدت خلاله أن خيار المقاومة غير قابل للمراجعة، مشددة على التمسك برافعة الجيش والشعب والمقاومة.

وفي موضوع ترسيم الحدود بين لبنان وفلسطين المحتلة، كررت الحركة ما أعلنه الرئيس نبيه بري لجهة رفض التفريط بكوب ماء واحد أو شبر من الأرض. ودعت إلى مواجهة "صفقة القرن" الهادفة إلى إنهاء القضية الفلسطينية.

هذه العناوين توقف عندها أيضا الأمين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصرالله الذي شدد في عيد المقاومة والتحرير على الحق في ممارسة كل أشكال المقاومة لتحرير ما تبقى من أرض لبنانية محتلة. كما شدد على الموقف اللبناني المشترك في موضوع ترسيم الحدود، قائلا إننا نتفاءل كما تفاءل الرئيس بري في تحقيق انتصار في هذا المجال.

السيد نصر الله دعا إلى وضع خطة لبنانية- فلسطينية مشتركة لمواجهة خطر التوطين الذي يقترب بدفع من "صفقة القرن".

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المستقبل"

الموازنة بدأت رحلتها باتجاه المجلس النيابي، بعد محطة أخيرة لمجلس الوزراء مرتقبة الاثنين في بعبدا، لتبدأ المناقشات داخل لجنة المال والموازنة وصولا إلى الهيئة العامة.

وإذا كانت جلسة الاثنين ستضع النقاط على الحروف، وستظهر ما تم التوصل إليه لناحية تخفيض العجز إلى حدود 7,5، فإن الأمين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصرالله كشف أن حزبه لن يعرقل إصدار الموازنة، لافتا إلى المناقشات المنتظرة التي سيشهدها مجلس النواب، داعيا إلى مواصلة النقاش في الخطوات الإصلاحية في موازنة العام 2020.

سياسيا أيضا كلام لرئيس مجلس النواب نبيه بري أمام وفد أميركي، بأن لبنان لا يريد الحرب ولكنه لن يتنازل عن سيادته وحقوقه في البر والبحر. أما رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع فأكد في مواجهة ما سرب بشأن ما وصف ب"صفقة القرن" بأنه لا أحد يستطيع توطين الفلسطينيين وغيرهم من اللاجئين في لبنان كانعكاس لتلك الصفقة.

إقليميا، التوتر سيد الموقف في ظل التهديدات المتبادلة بين واشنطن وطهران. ففيما حذر مستشار الأمن القومي الأميركي جون بولتون النظام الايراني من أي عمل متهور، متهما الحرس الثوري بالوقوف وراء العمليات التخريبية التي حصلت في الآونة الأخيرة، ردت ايران وعلى لسان مساعد قائد الجيش حسن سيفي، الذي زعم أن التشكيلات المسلحة المنتشرة في اليمن ولبنان وغزة وأفغانستان يمكنها التغلب على أكبر جيش في العالم.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المنار"

 وذكرهم بأيام الله، وإن كانت عصية على النسيان، فهي أول ثمار العطاء الطويل، وأول مسارات النصر الجزيل، الذي أقفل بوابات الهزائم والخيبات.

وذكرهم، فنصر أيار حاضر في وجدان الأمة العصية على صفقات التجار.

في عيد المقاومة والتحرير، لن يدخل لبنان الزمن الاسرائيلي ولا الأميركي، وسيبقى عند معادلات النصر والقوة، كما أكد الأمين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصرالله.

معادلات حاضرة لاستعادة مزارع شبعا، وعند ترسيم الحدود، وحقنا بالنفط والغاز، يعرفها الاسرائيليون والأميركيون، ويتمسك بها القادة اللبنانيون، قال الأمين العام ل"حزب الله".

معادلات ستقف بوجه التوطين الذي عاد ليحركه بقوة مؤتمر البحرين على طريق "صفقة القرن"، واللبنانيون كما الفلسطينيون معنيون بعقد لقاءات على أعلى المستويات لوضع خطة مشتركة بوجه الخطر الزاحف الينا.

خطر النزوح السوري الذي يستثمره الأميركي والغربي وبعض الخليجي في ميزانه السياسي لا الانساني، نبه إليه السيد نصرالله، رابطا محاولة تعطيل العودة بالانتخابات الرئاسية السورية المقبلة، داعيا اللبنانيين إلى عدم الرضوخ لأهواء الأميركي.

لا رضوخ للواقع المالي والاقتصادي، وموقف "حزب الله" من مكافحة الهدر المالي والفساد، استطاع ايجاد مناخ وطني في البلاد، لدينا الكثير من الملفات التي قدمنا بعضها وسنقدم بعضها الآخر إلى القضاء بعد الانتهاء من مناقشة الموازنة.

موازنة كان نقاشها أولوية لدى "حزب الله"، فأدى دوره بصمت بعيدا عن الاعلام، وافق على بنود، واعترض بشدة على أخرى تطال الفئات الفقيرة، لكنه لن يعرقل اصدارها من مجلس الوزراء، أكد السيد نصرالله، وينتظر نقاشها في مجلس النواب.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أو تي في"

المكان: قصر بعبدا. الزمان: الإثنين 27 ايار 2019. الموضوع: جلسة لمجلس الوزراء برئاسة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، هي الرقم عشرون التي تخصصها السلطة التنفيذية اللبنانية لدرس موازنة العام الجاري، الذي يكون قد مضى منه حينها، النصف إلا ثلاثة أيام.

سبب أهمية الجلسة: أهمية الموازنة الراهنة، التي تحققت فيها حتى الآن، وفي انتظار الإقرار النهائي حكوميا وفي الهيئة العامة لمجلس النواب، مرورا بلجنة المال والموازنة، خطوات نوعية كثيرة، كان يمكن أن تكون أكثر، لكن اللبنانيين يأملون في أن تفتح الباب في المستقبل، إلى خطوات أكثر جرأة، تدفع بالاقتصاد الوطني نحو إعادة النهوض، بتحدي الظروف الإقليمية والداخلية السلبية، بقرارات على مستوى التحديات.

هذا من حيث الصورة العامة، أما التفاصيل، فمتروكة لمجريات الجلسة، ولحكمة رئيس الجمهورية، ومعه رئيس الحكومة وجميع الوزراء، "فما يهدد وطننا اليوم هو وضع اليد المالية عليه، ونحن نقوم بمقاومة من نوع آخر لتحرير قرارنا المالي والاقتصادي من السلب والتسلط"، على ما قال رئيس "التيار الوطني الحر" الوزير جبران باسيل اليوم في إطار جولة في البقاع الغربي.

أما الأمين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصرالله، فشدد في كلمته لمناسبة عيد المقاومة والتحرير، على أن "لبنان اليوم ليس في موقع ضعف أمام اسرائيل"، وقال: "كما هم يستطيعون ان يمنعوا لبنان من الحصول على النفط والغاز كذلك لبنان أصبح قادرا على منعهم".

وإذ حذر نصرالله من اقتراب خطر التوطين جراء ما يطرح تحت عنوان "صفقة القرن"، دعا إلى "لقاء سريع بين المسؤولين اللبنانيين والفلسطينيين لوضع خطة لمواجهة هذا الخطر".

وتطرق الأمين العام ل"حزب الله" إلى ملف النازحين السوريين، مشددا على أن "الحكومة اللبنانية معنية بمناقشة موضوع النزوح السوري ومسألة العودة بعد الانتهاء من مناقشة الموازنة لأنه أمر وطني ومهم جدا".

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أم تي في"

ولدت الموازنة متأخرة، لكنها جاءت كوليد رأى النور قبل أوانه على أيدي قابلات قانونيات غير مجربات، فنقل على عجل إلى الحاضنة والأطباء الحكماء، على قلتهم، يهزون رؤوسهم خشية من خطر بنيوي يتهدد حياته، أو من أن يكبر ويعاني من كثير من العاهات الخلقية.

والقلق الذي ينتاب اللبنانيين على الموازنة، هو من انتقالها إلى مجلس الوزراء الاثنين في بعبدا، حيث تتضارب المعلومات بين الذي تقول أن رئيس الجمهورية سيلاقي رئيس الحكومة المستعجل لإقرارها، وبين تلك التي تقول ان الرئيس عون سيتضامن مع الوزير باسيل الذي يصر على مناقشة الكثير من البنود التي يعتبرها إصلاحية، ما ينذر بموسم جديد من مسلسل المناقشات، الأمر الذي سيتسبب بتوترات لا تحمد عقباها، ليس أقلها خطورة غضب مكتوم سيفجره وزير المالية علي حسن خليل، ولما لا انتفاضة متأخرة للرئيس الحريري الذي يرى سلطته كرئيس حكومة تتآكل أمام رغبات مشروعة أو غير مشروعة يتلذذ البعض في ممارستها على حساب دوره.

في هذه الأجواء غير المريحة موازنتيا، حل عيد المقاومة والتحرير وسط قلق حقيقي من أن ينزلق "حزب الله" راغبا أم مرغما إلى الصراع الأقليمي القائم بين إيران والولايات المتحدة، خصوصا إذا تطور الأمر إلى صراع عسكري، من دون أن ننسى أن حال الأستنزاف القائمة حاليا في المنطقة بلا مدافع، تؤذي لبنان في اقتصاده، وتضعه في شكل مخالف للطبيعة على الضفة المقابلة للأسرة العربية.

"حزب الله" الواعي لهذه المخاطر، بدا أمينه العام هادئا في خطاب يوم التحرير، إذ قارب ملفات المنطقة بنبرة معتدلة، مذكرا بالمواقف المبدئية التاريخية للحزب، وحذر من مؤتمر البحرين وما يحاك من مؤامرات لتوطين الفلسطينيين. وخصص حيزا كبيرا من كلمته للشق الداخلي، فعلل عدم نجاح الحزب في حملته على الفساد، لكنه وعد بمواصلة المعركة، وتطرق إلى دور وزراء الحزب الإيجابي في إقرار الموازنة، لكنه انتقد الضرائب التي طاولت الطبقات الفقيرة.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أل بي سي آي"

تقول الوقائع أن 48 ساعة تفصلنا عن إقرار موازنة العام 2019 في جلسة تعقد في قصر بعبدا، لتسلك الموازنة بعدها إلى مجلس النواب، حيث ينطلق مسلسل "ساحة النجمة".

هذه الموازنة خفض عجز ميزانيتها بالنسبة للناتج المحلي من 11,5 % إلى 7,5 %، ما اعتبره المعنيون انجازا.

عن أي انجاز نتكلم والحقيقة تفرض ان نسأل التالي:

كيف ارتفع أصلا عجز موازنة العام 2018 من 8,5 إلى 11,5، علما أننا تعهدنا أمام الدول المانحة في مؤتمر "سيدر" بأن يكون عجز موازنة العام 2018 بحدود 8,5 %، وبأن نخفض العجز نقطة واحدة، عاما بعد عام، على مدى 5 سنوات؟.

من يتحمل مسؤولية المليارات، من وظف عشوائيا وخلافا للقانون، أو من أقر سلسلة الرتب والرواتب من دون ضبط أرقامها، أو من وضع ميزانية العام 2018 من دون تأمين أرقامها أيضا؟.

من يضمن حسن تنفيذ أرقام موازنة العام 2019 إن كان من حيث النفقات أو من حيث الواردات، لا سيما أن 6 أشهر مضت حتى الآن من العام 2019؟.

هذه الأجوبة مفترض أن تجيب عليها السلطة التي تحاول أن تمرر في موازنة العام 2019 بندا يتعلق بمخصصات النواب السابقين ورواتبهم. بند إن مرر لتأكدنا أن وزراءنا ونوابنا يحكمون بعقلية "من بعدي الخراب". هذا البند سيكون مع الموازنة أمام المجلس النيابي، الذي تعهد منذ قليل الأمين العام ل"حزب الله" بمناقشتها علنا وجديا.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "الجديد"

الخامس والعشرون من أيار، يوم تحرر فيه تاريخ العرب من النكسات والنكبات، ذكرى دهمت كل الأعياد فاحتلت مكانها عيدا بسواعد المقاومين الذين كتبوا بالأحمر الثلاثية الذهبية: ولى زمن الهزائم والآتي لا يتعدى التهويل الاسرائيلي والأميركي على حد سواء.

لا وصف يختصر مشهد كسر المحررين قيد معتقل الخيام، وعبورهم بوابة فاطمة، فيما العدو يخرج من لبنان أسير معادلة توازن الرعب المتجدد مع كل إطلالة لسيد النصر. وعلى هذا الموعد من كل عام يأمل اللبنانيون أن يكتمل التحرير بالتحرر.

أما اليوم فالأمل المعقود على موازنة إصلاحية، انقلب خيبة بموازنة رعب زادت الرسوم على الناس مباشرة، من الأرغيلة إلى الطابع الأميري والبحص والرمل، ولم تقرب الإصلاح ولو مواربة.

تسع عشرة جلسة حكومية انتهت بموازنة خالية من الدسم التقشفي، غاص فيها الوزراء بالبحث عن ضرائب في رواتب الناس، ولاحقوهم على أنفاسهم ونار جمرهم، متهربين من التهرب الضريبي والجمركي، من مغارة الاتصالات ودهاليز النفط وإيجارات المباني الحكومية وفضيحة التوظيف الزبائني السياسي المرتفع، كما الدين العام في الدولة المنهوبة، من رقم خمسة آلاف إلى ثلاثين ألفا قابلة للتضخم في مزاد التوظيفات العشوائية المتفلتة، من امتحانات الخدمة المدنية والضوابط القانونية، وهي توظيفات تحدى النائب سامي الجميل رعاتها بأن يلغوا أي عقد من آلاف العقود الموقعة في مهرجانات الأحزاب الانتخابية، وهم أنفسهم يتنكرون لها اليوم.

يفاخرون بإنجاز خفض العجز سبعة ونصفا في المئة، وكادوا يطيرون التفاؤل بصراع على نصف زائدا واحدا، فيما اللبنانيون لا يثقون بسلطة تلعب ببورصة الأرقام تبعا لمصالحها، سلطة أقرت سلسلة الرتب والرواتب قبل الانتخابات، وعادت لتنقلب عليها مع إقفال صناديق الاقتراع.

يرفعون راية النصر بإنجاز موازنة لنصف عام أقرت شيئا وغابت عنها أشياء. سلطة تتهرب من دفع مستحقاتها للضمان والمستشفيات والمتعهدين، وتهرب ديونها البالغة ملايين وربما مليارات من صفحات الموازنة، ديون صدرت فيها أحكام مبرمة من مجلس شورى الدولة شطبها وزير المال من الحسابات ليخرج والحكومة بالتكافل والتضامن زاعمين انتصارا رقميا.

انتصار صارح السيد حسن نصرالله اللبنانيين بمدى تعقيده وصعوبته، مجددا قوله "معركة مكافحة الفساد أصعب من معركة التحرير"، كاشفا عن صلية ملفات واقتراحات سيقدمها "حزب الله" في معادلة التوازن المالي. وإذ أعلن نصرالله أن الحزب الذي التزم سرية المداولات الحكومية، سيكسر الصمت الاعلامي مع عبور الموازنة إلى مجلس النواب، قال بالفم الملآن: للأسف الشديد هناك ضرائب ورسوم تمس الفقراء وذوي الدخل المحدود في مشروع الحكومة، ودعا الأفرقاء كافة إلى التزام ما وعدوا به قبل بدء جلسات المناقشة الوزارية.

سيد الوعد الصادق، وقبل يومين من اثنين قيامة الموازنة، فضح إخلال الحكومة بوعدها للناس، مطالبا بضرورة التزام قطع الحساب حتى يصح اقرار الموازنة.

وفي جردة حساب للتطورات في المنطقة، دعا السيد إلى جلسة حوارية لبنانية- فلسطينية على مستوى رسمي عال، لمواجهة خطر التوطين الزاحف والأتي إلى لبنان وبلدان الشتات بموجب "صفقة القرن"، ضاربا موعدا جديدا للظهور بتوقيت القدس ويومها العالمي.

وخطر اللجوء بالنزوح يذكر، فحذر نصرالله من مخطط أميركي، غربي وخليجي يقضي بإبقاء النازحين السوريين في لبنان، إلى ما بعد الانتخابات الرئاسية السورية عام 2021، داعيا الجميع إلى عدم الرضوخ للاعتبارات السياسية الخارجية التي لا علاقة لها بالقضايا الانسانية والتخويف بأكاذيب خطر العودة الأمني.

 

أسرار الصحف الصادرة اليوم السبت 25 أيار 2019

وطنية

النهار

رفض أهالي التلامذة في إحدى مدارس المنصورية حضور أحد وزراء "التيار الوطني الحر" حفل تخرّج أبنائهم ما اضطرّ إدارة المدرسة إلى الإعتذار منه.

يقول وزير سابق إن فرض ضريبة على معاشات التعاقد يخرق كل المعايير الضريبية في المادة 22 من مشروع الموازنة.

يقول مسؤول حزبي نقابي إن انتخابات نقابة الأطباء حسمت قبل أن تبدأ بتوافق يكاد يُشبه الإجماع.

ينقل عن أحد القضاة قوله إن استمراره في توقيف بشارة الأسمر بات بلا مسوّغ قانوني.

البناء

لم تستبعد مصادر متابعة للحشود العسكرية الأميركية في الخليج قيام روسيا بتزويد إيران بمنظومات دفاعية متطوّرة عبر بحر قزوين وأن يكون بينها معدات متخصصة بالحرب الإلكترونية قادرة على التعامل مع الصواريخ الأميركية، وقالت هذه المصادر إنّ على الأميركيين أن يضعوا في حسابهم أنّ الروس والصينيين يجدون في إيران خط التصادم الذي يجب أن يردع التهديدات العسكرية الأميركية أو أن يتكفل باستدراجها لمواجهة خاسرة ستتغيّر بعدها المعادلات الدولية…

الجمهورية

نصح مرجع سياسي بعدم الغرق في التفاؤل حيال مسألة خلافية تعمل جهة كبرى على حلّها حيث قال: "ليس المهم أنهم يقدمون لنا كلاماً المهم هو ألاّ يقذفوننا بحجر فوق رؤوسنا".

سُمع مسؤول كبير وهو يصرخ عالياً في مكتبه احتجاجاً على المعاندة التي يُواجَه بها حيال أمر حسّاس.

لاحظت أوساط سياسية أن حزباً بارزاً يتجه بعد إقرار الموازنة للإنخراط في التفاصيل اليومية أكثر على غرار ما يحصل في دولة عربية شقيقة.

اللواء

همس

لا تزال جهات لبنانية تواجه بحذر شديد المعلومات عن تقدّم في مفاوضات ترسيم الحدود البحرية وتبني موقفها على أساس التجارب الماضية.

لغز

على الرغم من الخلافات السياسية الحادّة فإن حزبين مسيحيين، على شبه اتفاق برفض النسبية على أساس الدائرة الواحدة!

غمز

تعكف دوائر المحاسبة على إجراء حسابات دقيقة لمحسومات التقاعد وضريبة الدخل بالنسبة للموظفين العاملين والمتقاعدين على حدّ سواء.

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

بالصوت: نصرات قشاقش بعد الأسمر في الإساءة للمرجعيات الدينية

السبت 25 أيار 2019 /"ليبانون ديبايت"/هل سيتعاطى القضاء اللبناني مع الخطيب الحسيني نصرات قشاقش كما تعاطى مع بشارة الاسمر في الاساءة للمرجعيات الدينية؟ سؤال يطرحه "محبو" المرجع الراحل السيد محمد حسين فضل الله، وذلك عقب انتشار تسجيل صوتي لقشاقش والذي يتوجه من خلاله لرئيس مجلس النواب نبيه بري بالسؤال: "هل نظفت اسنان السيد محمد حسين فضل الله من الدماء؟" كما يتوجه في التسجيل الى مناصري حركة امل طالبا منهم "عدم ارتياد مسجد فضل الله، لانه على آل فضل الله ملفات". ويزعم قشاقش في التسجيل المسرب ان والده قُتل بسبب فتوى للسيد محمد حسين فضل الله.

 

مارون مارون: لا قرار في الدولة ولا رجالات دولة، بل خنوع وخضوع وانبطاح

السبت 25 أيار 2019 /"كتب رئيس دائرة الإعلام الداخلي في جهاز الإعلام والتواصل في حزب "القوات اللبنانية" مارون مارون: في مثل هذا اليوم من العام ٢٠٠٠ تحرر جنوب لبنان تطبيقاً لقرار الامم المتحدة ٤٢٥ الذي نجح لبنان في انتزاعه آنذاك... نعم، الاحتلال الظاهر قد زال بفعل الدبلوماسية اللبنانية من جهة وتقاطع مصالح دولية واقليمية من جهة ثانية. اللافت أن الاحتلال الأصيل قد زال، ليحل مكانه احتلال بديل، احتلال مقنّع، احتلال من قِبل من يُفترض بهم أن يكونوا أهل البيت وشركاء لا أوصياء ولا غزاة ولا محتلين... إذا كان ٢٥ أيار يوم التحرير، فمتى يوم التحرر؟ متى تزول وصاية الفرس عن العرب؟ متى يصبح لبنان بجيش واحدٍ؟ ومتى تسود شريعة الدولة لا شرعية الدويلة؟ متى يسود القانون؟ متى تستعيد الدولة هيبتها وتفرض سلطتها؟ الجواب هو ان لا قرار في الدولة ولا رجالات دولة، بل خنوع وخضوع وانبطاح... والسلام.

 

الجيش الإيراني: نقلنا ثقافة قواتنا إلى لبنان واليمن وفلسطين

أم تي في/25 أيار/2019

قال مساعد قائد الجيش الإيراني حسن سيفي، إن ثقافة القوات المسلحة الإيرانية موجودة في اليمن ولبنان وفلسطين. وأضاف: "نقل الثقافة السائدة في قواتنا المسلحة إلى مجموعات المقاومة في اليمن ولبنان وغزة وفلسطين وأفغانستان أدى إلى اعتقاد الجميع بأنه في حال كانت هناك قوى تحمل رسالة سامية، فإنه يمكنها التغلب على أكبر جيش في العالم حتى لو كانت تمتلك إمكانات عسكرية بسيطة، وهذا إنجاز ليس صغيرا بالنسبة إلى القوى المضطهدة في العالم". وتابع: "ما تلقاه العدو في اليمن ولبنان وغزة وأفغانستان والبحرين، كان صفعة من قوات المقاومة الشعبية التي لا تتحلى بالعلوم العسكرية والقدرات العسكرية العلمية والمنطقية والنظامية. وعلى العدو أن يرى القدرات العسكرية الإيرانية النظامية عن قرب في الميدان، نقول للعدو إن إيران مستعدة ولا تخشى رسائل وأخطار أي حرب".واستبعد سيفي وقوع حرب مع الولايات المتحدة في ظل التوتر القائم بين البلدين، مؤكدا أن القوات الإيرانية "تتمتع بجهوزية تامة وستجعل العدو يندم على أي عدوان، وأي هجوم على إيران سيكون باهظ الثمن للولايات المتحدة". واحتدم التوتر بين طهران وواشنطن في الأسابيع القليلة الماضية، بعد أن شدد الرئيس الأميركي دونالد ترامب العقوبات على إيران لحرمانها من بيع النفط في الأسواق العالمية، وإرساله قوات عسكرية إضافية إلى الشرق الأوسط، لمواجهة "تهديد" إيران مصالح واشنطن في المنطقة.

 

مجلس الجنوب: معلومات مفيدة

نقلاً عن صفحة سعود المولى/25 أيار/2019/أُنشىء مجلس الجنوب عام 1970 بموجب المرسوم رقم 14649 تاريخ 12/6/1970 سندا للقانون رقم 9/70 تاريخ 2/6/1970 غايته " القيام بجميع الأعمال التي تؤول إلى تلبية حاجات منطقة الجنوب وتوفير أسباب السلامة والطمأنينة لها, ويتمتع بأوسع الصلاحيات اللازمة للقيام بمهامه"...        يرجع "المجلس" إلى رئيس مجلس الوزراء مباشرة في جميع شؤونه الداخلة في صلاحيات الحكومة    ( المادة 12 من المرسوم رقم 4014 تاريخ 31/3/1981 تنظيم المجلس )

منذ إنشائه في العام 1970 تولى إدارة مجلس الجنوب مجلس إدارة غير متفرغ برئاسة وزير التصميم ثم برئاسة وزير العمل والشؤون الاجتماعية .

توالى على رئاسة مجلس الجنوب كل من أصحاب المعالي السادة :

1.     الشيخ موريس الجميل                    من 12/6/1970           ولغاية 13/10/1970

2.     الدكتور حسن مشرفية                    من 13/10/1970         ولغاية 27/5/1972

3.     الدكتور جورج سعادة                    من 3/ 6/1972           ولغاية 25/4/1973

4.     الدكتور حسن الرفاعي                   من 8/7/1973            ولغاية 31/10/1974

5.     الدكتور زكي مزبودي                    من 31/10/1974        ولغاية 23/5/1975

6.     العميد الركن فوزي الخطيب   من 23/5/1975          ولغاية 1/7/1975

7.     السيد فيليب تقلا                          من 1/7/1975            ولغاية 15/6/1976

8.     الرئيس عادل عسيران                   من 15/6/1976          ولغاية 9/12/1976

 عدلت المراسيم التنظيمية وأصبح وزير العمل والشؤون الاجتماعية هو رئيس مجلس الجنوب وتوالى على رئاسته كل من الوزراء السادة:

9.     الدكتور أسعد رزق             من 9/12/1976          ولغاية 16/7/1979

10. 10. المحامي ناظم القادري                   من 16/7/1979          ولغاية 25/10/1980

تولى رئاسة مجلس الجنوب منذ العام 1981 وحتى العام 2011 كل من السادة

11. 11. الدكتور حسين صبحي كنعان   من 9/4/1981            ولغاية 26/1/1985

12. 12. الدكتور محمد عبد الحميد بيضون       من 26/ 1/1985         ولغاية 2/2/1991

13. 13. الدكتور حسن علي يوسف      من 2/2/1991            ولغاية 6/9/1996

14. 14. الدكتور قبلان عبد المنعم قبلان          من 6/9/1996            وما يزال

 

مؤسسة السيد فضل الله: نوجه النداء للقيادات الدينية والسياسية كافة لتحمل مسؤوليتها في مواجهة صوت الفتنة

السبت 25 أيار 2019 /وطنية - أصدرت مؤسسة العلامة المرجع السيد محمد حسين فضل الله، البيان التالي: "في الوقت الذي كان اللبنانيون يحتفلون بالإنجاز الأهم والأروع في تاريخهم الوطني والسياسي القريب، عيد المقاومة والتحرير، طالعتهم أصوات نشاز تذكرهم بأيام سوداء خلت، وبفتنة دفع اللبنانيون، مسلمين ومسيحيين، سنة وشيعة، أثمانا باهظة فيها، إضافة إلى التطاول على مرجعية دينية إنسانية حملت شعار المحبة والحوار منهجا في كل مسيرتها. إن التطاول على هامة إسلامية ووطنية كالمرجع السيد محمد حسين فضل الله، والنكء بجراح الماضي التي ألمت بالساحة اللبنانية عموما، والساحة الإسلامية الشيعية خصوصا، بعد أن تضافرت جميع القيادات الشيعية الواعية والمخلصة، وفي مقدمتهم المرجع السيد فضل الله، لإخماد جذوة الفتنة وبلسمة جراحها، إن هذا النكء يمثل جرس إنذار لما يمكن أن يتحرك به المغرضون والحاقدون وأصحاب النيات السيئة، وهو ما يجعلنا نوجه النداء للقيادات الدينية والسياسية كافة لتحمل مسؤوليتها في مواجهة صوت الفتنة، محتفظين بحقنا في الرد الشخصي والمعنوي بما تقتضيه المصلحة الوطنية والإسلامية، في مواجهة أولئك الذين تتحرك في نفوسهم العصبية والغرائزية، سعيا وراء موقع هنا ومنصب هناك. واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة".

 

ريفي ينفي: عزيمتنا أقوى من منتحلي حب فلسطين

السبت 25 أيار 2019 /وطنية - صدر عن الوزير السابق أشرف ريفي بيان جاء فيه: "كالعادة تكتب جريدة "الأخبار" اتهامات لا أساس لها، وتستند إليها مجموعة من الأبواق لاستهدافنا، والأمثلة كثيرة منها كذبة زيارتي لمخيم عين الحلوة التي أقمت فيها دعوى قضائية على من تبناها وروجها". أضاف: "بالأمس كتبت "الأخبار" عن "مشروع روزانا" الصحي الذي ترعاه السلطة الوطنية الفلسطينية في أوستراليا، والذي يشارك فيه أخي الدكتور جمال ريفي، خدمة لأهلنا في فلسطين المحتلة، وتمَّ تحريف المشروع ووضعه في خانة التعاون مع إسرائيل، وعلى الرغم من الموقف الواضح لسفير فلسطين في أوستراليا وتأكيده أن المشروع لصالح الشعب الفلسطيني، استمرت الأبواق باتهاماتها وتلفيقاتها التي تعكس نوايا سيئة لطالما خبرناها وتجاهلناها". وتابع: "لهذه الأبواق ومن يحركهم أقول: أفخر بأخي جمال الذي كرَّس حياته في خدمة القضية الفلسطينية، منذ شبابه مقاتلا وملتزما قضية فلسطين، وأهلنا الفلسطينيين هم الشهود، أما المتاجرون بفلسطين من أمثال هذه الأبواق وأربابهم الكبار والصغار فلهم العار. أنا اللواء أشرف ريفي، الملتزم بوطني وبفلسطين الحبيبة، أدعو أهلنا الى تجاهل هؤلاء، فالغبار الذي يثيرونه، لا يحجب الحقيقة، ولن يثنينا عن متابعة نضالنا، لاستعادة الدولة وكف يد سلاحهم عنها، وكشف أضاليلهم وتجارتهم بفلسطين، وهم الذين استقبلوا طائرات السلاح الإسرائيلي في طهران". وختم: "عزيمتنا أقوى من منتحلي حب فلسطين، ومنتحلي العروبة المرتمين في أحضان الولي الفقيه، والأيام بيننا".

 

مروان حمادة: الأمور لن تحل بجلسة واحدة في بعبدا وستكون معجزة اذا انتهت الموازنة قبل بداية الشهر المقبل

السبت 25 أيار 2019 /وطنية - رأى عضو "اللقاء الديمقراطي" النائب مروان حمادة "اننا نفتش في الموازنة على القرش عند الشعب المسكين، ونسكت على الطامة الكبيرة كالكهرباء والاتصالات والجمارك وغيرها"، معتبرا "ان الوضع لم يعد يحتمل وان الكتل صبرت 18 جلسة لتغليب المصلحة العامة وتحملت كل الغلاظات والادعاءات الاصلاحية والمتكررة لان المهم كان ان تأتي الاصلاحات من صهر العهد الذي هدفه ادعاء ابوة التخفيض". كلام حمادة جاء في حديث الى اذاعة "لبنان الحر" ضمن برنامج "استجواب"، وقال: "ما حدا يقول فول قبل ما يصير بالمكيول" لافتا الى انه "يجب ان نعود للقاعدة الاثنتي عشرية لمدة شهرين"، مثنيا على "جهود وزير المالية لانجاز الموازنة الا ان الفجوات ستظهر لاحقا والأمور لن تحل بجلسة واحدة في بعبدا وستكون معجزة اذا انتهت الموازنة قبل بداية الشهر المقبل وهناك آراء متضاربة حول الموضوع". واعتبر "ان كل الاطراف اللبنانية تحملت وتتحمل استفزازا غير اعتيادي لكن هذا لا يعني الاستسلام امام شخص يسعى لرئاسة الجمهورية بشتى الطرق علما ان الرئيس العماد ميشال عون ما زال في صحة جيدة وفي السنة الثالثة من ولايته"، متحدثا عن "ان رئاسة الجمهورية تريد فرض رأيها عبر وزير الخارجية جبران باسيل على كل شيء". ولفت حمادة الى "ان الموازنة خطوة على طريق سيدر واذا تم تصحيح خطة الكهرباء خصوصا لناحية الهيئات الناظمة نكون اقتربنا من أهداف المؤتمر وطالما هناك أكثر من سلطة في البلد لن يطبق القانون". أما عن التدبير رقم 3 فرأى حمادة "ان لا طائفية بل أحقية فيه لانه من غير الممكن ان نساوي بين العسكري الذي يداوم في الثكنة والآخر الذي يعرض نفسه للخطر على الحدود فيجب ان يكون هناك ليونة وأحقية في اعطاء التدبير للجميع". وطالب "بسلاح واحد وحدود واحدة محمية تعطي لسيادة لبنان معنى وتعيد الثقة به اذ ان الاستثمار الحقيقي عناوينه الثقة ووفاق حقيقي". وتابع: "ان هناك استراتيجيات تمنع الى جانب توزيع المغانم تحقيق الإصلاح، والمواطن العادي يعرف ان الحدود غير مضبوطة في شأن تهريب السلاح والمال وغيرها من الأمور ومع زيادة الرسوم سيزداد التهريب". وختم حمادة: "ان التسوية تتهاوى والكل يبحث عن ترتيب جديد توافقي بين الطوائف لا ينسف الدستور والميثاق الوطني"، مشددا على "رئاسة متوازنة وادارة للحكومة اكثر حزما".

 

جعجع: طالما اللبنانيون مستمرين بالتمسك بالدستور لا أحد يستطيع ولو اتفقت كل دول العالم على تمرير التوطين

السبت 25 أيار 2019 /وطنية - أكد رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع أن "ما جرى تسريبه عن الخطة الأميركية لعملية السلام في الشرق الأوسط والمعروفة ب"صفقة القرن" يشير إلى أنها "ولدت ميتة قبل إعلانها"، مشددا على أنه "لا يستطيع أحد توطين اللاجئين الفلسطينيين وغيرهم من اللاجئين في لبنان، كانعكاس لتلك الخطة".ورأى جعجع، في مقابلة مع وكالة أنباء "الأناضول"، أنه "طالما اللبنانيون مستمرين بالتمسك بالدستور، لا يستطيع أحد ولو اتفقت كل دول العالم على تمرير قرار التوطين"، موضحا أنه "لم يستطع أحد فهم ما هي صفقة القرن، وأكبر دليل على ذلك أنه كلما قرب الإعلان عنها يتم تأجيله، ولكن ما سرب عنها حتى الآن يظهر أنها ولدت ميتة قبل إعلانها من خلال المؤشرات التي ظهرت عنها".

واعتبر أن "كل كلام عن صفقة القرن في الوقت الحاضر سابق لأوانه، ولا نستطيع الحكم عليها قبل طرحها علانية، وإذا طرحت على العلن وكانت طروحاتها مثل التسريبات ذلك يعني أنها غير قابلة للحياة على الإطلاق، وأي انعكاس لصفقة القرن على لبنان يمكن الحديث عنه ومن ضمنه التوطين أو غيره غير ممكن ولن يحصل. ولا يستطيع أحد الضغط على لبنان بالتوطين لأنه أمر سيادي ملك للحكومة اللبنانية وحدها". من جهة أخرى، رأى جعجع أن "للتصعيد الأميركي - الإيراني انعكاسات كبيرة على المنطقة حيث بدأت الاضرابات بالحركة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية ويزداد تأثيره كلما زاد حجم التصعيد"، موضحا أن "انعكاس هذا التصعيد على لبنان ناتج عن تأثره بهذا الصراع في المنطقة ككل".

ولفت جعجع، في الوقت نفسه، إلى أن المنطقة "كما هي اليوم على فوهة بركان يمكن أن ينفجر بأي وقت، وكل جهة تحاول زج لبنان في هذا البركان ترتكب جريمة كبرى جدا بحق لبنان واللبنانيين"، معتبرا أنه "لا توجد مؤشرات كافية بشأن إمكان شن إسرائيل حربا على لبنان حتى هذه اللحظة، ولكن بانتظار الأيام والأسابيع المقبلة، ونحن نعيش كل يوم بيومه انطلاقا من سرعة التطورات"، لافتا إلى أن "التهديدات الأميركية لإيران جدية لأن المفاضلة عند الإدارة الأمريكية أن يتم تقليص النفوذ الإيراني من خلال التفاوض". وفي معرض رده على سؤال بشأن تسليم سلاح "حزب الله" إلى الجيش اللبناني، أشار جعجع إلى أن جميع القوى السياسية في لبنان مع التسليم، رافضا تشبيه الحل في سلاح "حزب الله" بما حصل مع الحشد الشعبي في العراق. وفي هذا الصدد، أوضح أن "الحشد الشعبي هو جيش رديف مع الجيش العراقي، وهذا سيكون عقبة أساسية في وجه الاستقرار السياسي والأمني في العراق، وبالتالي من غير الوارد أن يفكر أحد في لبنان بهذه المعادلة، لأنه في لبنان معادلة واحدة من الممكن أن تصح هي أن يحل الجناح العسكري لـ"حزب الله" ويسلم السلاح للجيش اللبناني، كما جرى مع كافة التنظيمات المسلحة التي كانت موجودة في لبنان من قبل، وهذا الأمر كان يجب أن يتم منذ 30 عاما إلا أنه تأخر حتى الآن".

وعن نية "حزب الله" دراسة هذا الأمر، قال جعجع إنه يتوقف على الحزب وحده "ولكن الآن لا نية جدية عند الحزب بالوصول إلى استراتيجية دفاعية بالمعنى الدولاتي للكلمة"، مشددا على أنه "إذا أردنا الذهاب إلى لب الموضوع لا يمكن أن تقوم دولة فعلية في لبنان إلا بوجود جيش واحد وسلاح واحد".

وفي ما يتعلق بقضية ترسيم الحدود بين لبنان وإسرائيل، أعرب جعجع عن تحفظه بشأن الموضوع حتى يتم الوصول إلى نتيجة عملية، وقال: "لن أعطي رأيا في الوقت الحاضر". ولكنه عاد وعبر عن تخوفه في هذا الوقت من أن "كل ما يجري على هذا الصعيد هو عراضة في محبة السلام، ولكن من دون طحين يذكر في نهاية المطاف". وعن رؤيته لقضية اللاجئين السوريين، قال جعجع إنه "لا يوجد انقسام في الموقف اللبناني حيال ضرورة عودة النازحين إلى بلادهم ولبنان بلد يوجد فيه 4 ملايين نسمة، ولم يعد باستطاعته تحمل مليون أو مليون ونصف لاجئ على أرضه"، مشيرا إلى أن "جميع الدول بدأت تطالب برجوع هؤلاء النازحين ومن ضمنهم لبنان، ولكن النظام السوري يقوم باختلاق الذرائع واختيار بعض الأسماء التي يقبل برجوعها ويرفض البعض الآخر". ولفت إلى أن "بعض الذين عادوا إلى سوريا عمل النظام على تخويفهم واستدعائهم للخدمة العسكرية وتكبيدهم أعباء سابقة مثل الفرار من الخدمة العسكرية وغيرها، وكأنه لم يكن هناك حرب"، مشددا على أن النظام "يقوم بهذه الأعمال كي لا يعود أي نازح". وردا على سؤال، رأى جعجع أن العلاقات اللبنانية التركية "عادية وطبيعية جدا، وستستمر كما هي عليه في المستقبل، ولن تتأثر بالتباينات الموجودة في الوقت الحاضر".

 

ريفي لمستهدفيه: استقبلتم طائرات السلاح الإسرائيلي في طهران

بيروت -“السياسة” /25 أيار/2019/دعا اللواء أشرف ريفي، أمس، الى تجاهل من يستهدفونه، وشقيقه كمال ريفي، بالاخبار الكاذبة و”الغبار الذي يثيرونه، ولا يحجب الحقيقة”، مشددا على ضرورة “استعادة الدولة وكف يد سلاحهم عنها، وكشف أضاليلهم وتجارتهم بفلسطين”، مشيرا الى ان هؤلاء “هم الذين استقبلوا طائرات السلاح الاسرائيلي في طهران”. وقال ريفي، في بيان أصدره أمس: “كالعادة تكتب جريدة الاخبار اتهامات لا أساس لها، وتستند اليها مجموعة من الأبواق لاستهدافنا، والأمثلة كثيرة منها كذبة زيارتي لمخيم عين الحلوة التي أقمت فيها دعوى قضائية على من تبناها وروجها”. واضاف، “بالأمس كتبت الاخبار عن مشروع روزانا الصحي الذي ترعاه السلطة الوطنية الفلسطينية في اوستراليا، والذي يشارك فيه أخي الدكتور جمال ريفي، خدمة لأهلنا في فلسطين المحتلة، وتم تحريف المشروع ووضعه في خانة التعاون مع اسرائيل، وعلى الرغم من الموقف الواضح لسفير فلسطين في استراليا وتأكيده ان المشروع لصالح الشعب الفلسطيني، استمرت الأبواق باتهاماتها وتلفيقاتها التي تعكس نوايا سيئة لطالما خبرناها وتجاهلناها”.

 

الحريري إلى السعودية لترؤس الوفد اللبناني في القمتين العربية والإسلامية

جعجع: المنطقة على فوهة بركان وكل جهة تحاول زج لبنان فيه ترتكب جريمة كبرى

بيروت ـ”السياسة”: /25 أيار/2019/يغادر رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري بيروت، الأسبوع المقبل، إلى المملكة العربية السعودية، لترؤس الوفد اللبناني الذي سيشارك في القمة العربية واجتماع منظمة المؤتمر الإسلامي الطارئين اللذين سيعقدان في مكة المكرمة، بدعوة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، للبحث في تطورات الأوضاع في منطقة الخليج بعد الاعتداءات الإيرانية الإرهابية، على المنطقة. وشددت مصادر وزارية لـ”السياسة”، على أن “قمتي مكة إلى جانب اجتماع قادة دول مجلس التعاون الخليجي، ثلاث محطات حاسمة في التوقيت والمضمون، بعدما بلغت الاستفزازات الإيرانية حداً لا يمكن السكوت عنه، لما تشكله من تهديد مباشر لأمن الدول الخليجية والعربية، وبالتالي فإن لبنان معني كغيره من الدول العربية، بعدم القبول بهذه السياسة الإيرانية العدوانية”. وفي السياق،، رأى رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع أن “للتصعيد الأميركي – الإيراني انعكاسات كبيرة على المنطقة حيث بدأت الاضرابات بالحركة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية ويزداد تأثيره كلما زاد حجم التصعيد”، موضحاً أن “انعكاس هذا التصعيد على لبنان ناتج عن تأثره بهذا الصراع في المنطقة ككل”. ولفت، إلى أن المنطقة “كما هي اليوم على فوهة بركان يمكن أن ينفجر بأي وقت، وكل جهة تحاول زج لبنان في هذا البركان ترتكب جريمة كبرى بحق لبنان واللبنانيين”، معتبراً أنه “لا توجد مؤشرات كافية بشأن إمكان شن إسرائيل حربا على لبنان حتى هذه اللحظة ولكن بانتظار الأيام والأسابيع المقبلة، ونحن نعيش كل يوم بيومه انطلاقا من سرعة التطورات”، لافتاً إلى أن “التهديدات الأميركية لإيران جدية لأن المفاضلة عند الإدارة الأميركية أن يتم تقليص النفوذ الإيراني من خلال التفاوض”. وأوضح جعجع، أن “الحشد الشعبي” هو جيش رديف مع الجيش العراقي وهذا سيكون عقبة أساسية في وجه الاستقرار السياسي والأمني في العراق، وبالتالي من غير الوارد أن يفكر أحد في لبنان بهذه المعادلة لأنه في لبنان معادلة واحدة من الممكن أن تصح هي أن يحل الجناح العسكري لـ”حزب الله” ويسلم السلاح للجيش اللبناني، كما جرى مع كافة التنظيمات المسلحة التي كانت موجودة في لبنان من قبل وهذا الأمر كان يجب أن يتم منذ 30 عاماً إلا أنه تأخر حتى الآن”. في المقابل، أعلن رئيس حزب “التوحيد العربي” وئام وهدان، أننا “نقف الى جانب ايران في وجه الحصار الجائر الذي تفرضه عليها الولايات المتحدة الاميركية، ونحن سنقف معها كما وقفت هي الى جانب المستضعفين في فلسطين والدول العربية وكل مكان فيه مظلوم،” مضيفا ان “نقف الى جانب سورية التي عادت قوية، اما المقاومة فسنكون معها في كل وقت وعند اي مواجهة، وهي المقاومة التي فرضت الردع الستراتيجي مع العدو”، جازماً أن “الاحادية في الشارع الدرزي اصبحت من الماضي”.

 

المعركة الرئاسية تزيد الهوة بين بري وباسيل

بيروت ـ”السياسة” /25 أيار/2019/لا توحي المؤشرات بأن انتهاء مناقشة الموازنة، سيطوي السجالات بين الوزير على حسن خليل، من موقعه كمعاون لرئيس مجلس النواب نبيه بري، وبين رئيس “التيار الوطني الحر” الوزير جبران باسيل، بعدما برز بوضوح أن الأمور ذاهبة إلى مزيد من التوتر بين باسيل وبري على خلفية الكثير من الملفات، في وقت أشارت المعلومات المتوافرة لـ”السياسة”، أن فتح باسيل للمعركة الرئاسية منذ الآن سيزيد من عمق الهوة مع بري الذي يرفض وبشدة وصول الأول إلى رئاسة الجمهورية، كما عارض وصول الرئيس ميشال عون إلى قصر بعبدا.

وبحسب المعلومات، فإن الخلافات التي ظهرت بين الوزيرين باسيل وخليل خلال جلسات مناقشة الموازنة، ترسم ظلالاً واسعة من الشكوك حول مستقبل العلاقة بين رئيس “الوطني الحر” ورئيس المجلس النيابي، مع ما يتصل بالمعركة الرئاسية رغم أنه لم يحن أوانها بعد، إلى أن مواقف باسيل وتدخله في كل شاردة وواردة على صعيد إدارة الدولة، يزيد من حدة هذه المعركة منذ الآن. على صعيد آخر، أكد بري، خلال لقائه رئيس لجنة الشؤون الخارجية في الكونغرس الأميركي إليوت أنجيل أنه “ليس متشائماً حول الأوضاع في لبنان”.

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

الكويت تكشف عن بدء المفاوضات الأميركية ـ الإيرانية

الشرق الأوسط/25 أيار/2019/قال نائب وزیر الخارجیة الكويتية خالد الجار الله إن «المفاوضات بين واشنطن وطهران بدأت على ما يبدو». وجاء كلام الجار الله رداً على سؤال للصحافيين على هامش «الغبقة» الرمضانیة» التي أقامتها وزارة الخارجیة الكويتية مساء أول من أمس الخمیس، على شرف البعثات الدبلوماسیة المعتمدة. وأوضح الجار الله أنه «على ما یبدو، فإن المفاوضات بین الطرفین قد بدأت، فهناك تحرك واتصالات»، مستشهداً بزیارة وزیر الخارجیة العماني یوسف بن علوي لطهران. وأعرب المسؤول الكويتي عن ثقة بلاده في أن تسود الحكمة والعقل، وأن یكون الهدوء سید الموقف في المنطقة وألا تشهد صداماً. وتابع الجار الله: «نحن ضمن هذه الدائرة، ونعتقد أن هناك ما یدعو للأمل والتفاؤل في أن تكون هناك سیطرة بما لا یشكل خطورة أو تهدیداً لأمن المنطقة». ولفت الجار الله إلى أن «الكویت مستعدة دائماً وحاضرة لبذل أي جهود تهدف إلى التهدئة والاستقرار وتجنب الصدام». وأشار الجار الله إلى أن «تلك الثقة مستمدة من التصریحات، إذ أبدى الجانبان الأمریكي والإيراني عدم رغبتهما في الحرب». وتابع: «نحن ضمن هذه الدائرة، ونعتقد أن هناك ما یدعو للأمل والتفاؤل في أن تكون هناك سیطرة بما لا یشكل خطورة أو تهدیدا لأمن المنطقة». وتصاعد التوتر بين إيران والولايات المتحدة منذ أن انسحبت واشنطن من الاتفاق النووي المبرم في 2015، وأعادت فرض عقوبات مشددة على طهران.

 

تمرد عسكري داخل إيران وقدراتها القتالية مزيفة ومضللة

طهران، عواصم – وكالات/25 أيار/2019/ذكرت مصادر إيرانية، أن التغييرات الأخيرة التي أجراها المرشد علي خامنئي في قيادة “الحرس الثوري” الإيراني، جاءت نتيجة ما سمته محاولة تمرد داخلية، تم اكتشافها من قبل جهاز الاستخبارات، مضيفة أن النظام الإيراني بات قلقًا من تعرضه لانقلاب داخلي؛ نتيجة للضغوط التي تمارسها الولايات المتحدة عليه. وقالت مصادر من المعارضة الإيرانية إن تلويح الولايات المتحدة بضرب إيران، دفع قيادات مهمة داخل الحرس الثوري لإبداء رفضها السياسة المتعنتة، مضيفة أن تعيين حسين طائب، الذي وصفته بـ”السفاح”، والذي صمم خطط القتل ومؤامرات المافيا في نظام ولاية الفقيه، دليل على حالة القلق التي يعيشها النظام، ورغبته في توجيه رسالة ردع للقوى الداخلية، لاسيما قادة الحركات الاحتجاجية، حتى لا يحاولوا استغلال الأزمة الخارجية لزعزعة الوضع في البلاد. إلى ذلك، وفي تقرير مصور، استعرض فريق التواصل التابع لوزارة الخارجية الأميركية على “تويتر”، عددا من الأسلحة التي أعلنت طهران عن ابتكارها، ليتضح أنها مجرد أكاذيب أو نسخة مقلدة لأسلحة صنعت في دول أخرى. وكشفت أن منظومة الدفاع الجوي التي زعمت إيران مؤخرا أنها استحدثتها محليا، ليست سوى منظومة قديمة تعود إلى ستينيات القرن الماضي. من جانبهم، أعلن باحثون كنديون عن اكتشاف حملة تضليل قد تكون مرتبطة بإيران تقوم على انتحال صفة وسائل إعلام لنشر أكاذيب تستهدف بشكل أساسي إسرائيل والسعودية والولايات المتحدة.

 

إيران تهدد بإغراق السفن الحربية الأميركية «بأسلحة سرية» وظريف اعتبر نشر واشنطن قوات إضافية في المنطقة «تهديداً للسلام العالمي»

لندن/الشرق الأوسط/25 أيار/2019/هدد مسؤول عسكري إيراني كبير اليوم (السبت) بإغراق السفن الحربية التي ترسلها الولايات المتحدة إلى منطقة الخليج باستخدام صواريخ و«أسلحة سرية». ونقلت وكالة «ميزان» للأنباء عن الجنرال مرتضى قرباني مستشار القيادة العسكرية الإيرانية قوله: «أميركا... قررت إرسال سفينتين حربيتين للمنطقة. فإن هما ارتكبتا أقل حماقة، فسنلقي بهاتين السفينتين إلى قاع البحر بطواقمهما وطائراتهما باستخدام صاروخين أو سلاحين سريين جديدين». وفي السياق نفسه، اعتبر وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف اليوم أن قرار الولايات المتحدة نشر 1500 جندي إضافي في الشرق الأوسط يشكل «تهديدا للسلام الدولي»، وفق ما نقلت عنه وكالة الأنباء الايرانية الرسمية. وقال ظريف للوكالة قبيل عودته من زيارة إلى باكستان إن «تعزيز التواجد الأميركي في منطقتنا خطير للغاية على السلام والأمن الدوليين ويجب مواجهته». وكانت الولايات المتّحدة أعلنت أمس (الجمعة)، نشر 1500 جندي إضافي في الشرق الأوسط، متحدّثةً عن «تهديدات مستمرّة» ضدّ القوّات الأميركيّة صادرة عن «أعلى مستوى» في الحكومة الإيرانيّة. وقال الرئيس الأميركي دونالد ترمب من البيت الأبيض: «سنُرسل عددًا قليلاً نسبيًا من الجنود، غالبيّتهم للحماية». وأوضح قُبيل توجّهه إلى اليابان «سيكون العدد نحو 1500 شخص».

وتهدف هذه القوّات والقدرات الإضافيّة إلى «تعزيز حماية القوّات الأميركيّة وأمنها، نظرًا إلى التّهديدات المستمرّة من جانب إيران، بما في ذلك (الحرس الثوري) ومؤيّديه»، بحسب وزير الدّفاع الأميركي بالوكالة باتريك شاناهان، مضيفًا «هذا ردّ فعل حذر على تهديدات جدّية من جانب إيران».

وقالت نائبة الوزير المكلّفة الشّؤون الدوليّة في البنتاغون كيتي ويلبرغر، إنّ قرار نشر جنود وقدرات إضافيّة لا يشمل سوريا أو العراق حيث تُواصل واشنطن عمليّاتها ضدّ تنظيم «داعش». وتشمل القدرات الإضافيّة التي سيتمّ نشرها، طائرات استطلاع وسرب من المقاتلات، بالإضافة إلى مهندسين وكتيبة من 600 عنصر مسؤولين عن إدارة أنظمة صاروخيّة. ولدى القيادة المركزيّة الأميركيّة، المسؤولة عن الشّرق الأوسط وجزء من آسيا الوسطى، 70 ألف جنديّ حاليًا، منهم 14 ألفًا منتشرون في أفغانستان، و5200 في العراق وأقلّ من 2000 في سوريا. وسيتمّ إرسال الجنود الإضافيّين إلى قواعد تابعة للولايات المتحدة في الشّرق الأوسط ولكن ليس إلى مناطق الصّراع. وقال الأميرال مايكل غيلدي من هيئة الأركان المشتركة الأميركيّة، إنّ الحكومة الإيرانيّة قادت الهجمات التي استهدفت ناقلات نفط قبالة ميناء الفجيرة الإماراتي. كما اتّهم «الحرس الثوري» الإيراني «بمحاولة نشر مراكب معدَّلة قادرة على إطلاق صواريخ كروز» في الخليج وكذلك بالمسؤوليّة عن صاروخ سقط في المنطقة الخضراء في وسط العاصمة العراقيّة بغداد حيث مقرّ السفارة الأميركيّة. وقال غيلدي «نحن مقتنعون تمامًا بأنّ هذا مصدرهُ القيادة الإيرانيّة على أعلى المستويات»، متحدثاً عن «معلومات متعدّدة وذات صدقيّة مفادها أنّ ميليشيات موالية لإيران تعتزم مهاجمة عسكريين أميركيين في الشرق الأوسط». وأكّد البنتاغون مجدّداً أنّ تعزيز الوجود العسكري الأميركي في الشرق الأوسط دفاعيٌ بحت. وأشار الأميرال غيلدي إلى أنّه من خلال نشر جنود إضافيّين «نُحاول التشديد على أنّنا لا نُحاول إثارة أعمال عدائيّة مع إيران». وقال إنّ نشر مزيد من الجنود «ليس استفزازيًا بأيّ شكل من الأشكال».

ويأتي قرار نشر هؤلاء الجنود، في غمرة التوتّر المتزايد بين الولايات المتحدة وإيران، وفي وقت تشهد العلاقات بينهما تصعيدًا منذ مطلع الشهر الحالي بعد أن علّقت إيران بعض التزاماتها بموجب اتّفاق حول برنامجها النووي أبرم في 2015 بعد عام على انسحاب واشنطن منه، في حين شددت إدارة ترمب عقوباتها على الاقتصاد الإيراني. وأرسل البنتاغون في وقت سابق إلى المنطقة حاملة طائرات وسفينة حربيّة وقاذفات من طراز «بي 52» وبطارية صواريخ «باتريوت» بعد أن أفاد مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض جون بولتون أنّ ثمة «مؤشرات مقلقة للتصعيد» من جانب طهران.

 

تعزيزات أميركية دفاعية... واتهامات لـ«الحرس الثوري»تتضمن 1500 جندي وبطاريات باتريوت... وبومبيو يدافع عن مبيعات السلاح للسعودية والإمارات والأردن

واشنطن: إيلي يوسف - لندن/الشرق الأوسط/25 أيار/2019/أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترمب، أمس، عن إرسال تعزيزات دفاعية الى منطقة الخليج، فيما أكد الجيش الأميركي أن معلومات الاستخبارات تشير إلى مسؤولية «الحرس الثوري» الإيراني مباشرة عن الهجمات الأخيرة في المنطقة.

وقال ترمب، في تصريح بالبيت الأبيض، «نريد أن تكون لدينا حماية في الشرق الأوسط»، مضيفاً: «سنرسل عدداً قليلاً نسبياً من الجنود، غالبيتهم للحماية. (...) سيكون العدد نحو 1500 شخص». وأفادت شبكة «سي إن إن»، أمس، عن مصدر أميركي مطلع، بأن الرئيس ترمب وافق على طلب القائم بأعمال وزير الدفاع باتريك شاناهان نشر موارد عسكرية إضافية في الشرق الأوسط لردع التهديدات الإيرانية. وقال المصدر إن التعزيزات العسكرية المقرر إرسالها إلى منطقة الخليج تشمل بطاريات صواريخ باتريوت، وطائرة استطلاع، والقوات اللازمة لهذه الموارد. ونقلت «سي إن إن»، عن مصدر أميركي آخر مطلع على خطة إرسال التعزيزات العسكرية، أن وزارة الدفاع (البنتاغون) تريد توفير المزيد من الردع ضد إيران، إذ يعتقد مسؤول الوزارة أن التهديد الإيراني ما زال مرتفعاً. ويتمتع شاناهان، بصفته وزيراً للدفاع بالوكالة، بسلطة توقيع أوامر نشر القوات، لكن عمليات النشر الكبرى يتم عادة إطلاع الرئيس عليها. وكان ترمب قد اجتمع، أول من أمس مع شاناهان، وبحث معه إمكانية إرسال قوات إضافية إلى المنطقة لحماية القوات الأميركية، في ظل تصاعد التوتر مع إيران. إلى ذلك، اتهم الجيش الأميركي، أمس، «الحرس الثوري»، بالمسؤولية المباشرة عن هجمات على ناقلات نفط قبالة الإمارات. وقال الأميرال مايكل غيلداي رئيس الأركان المشتركة، إن الألغام اللاصقة المستخدمة في الهجوم تعود لـ«الحرس» الإيراني الذي اتهمه أيضاً بالوقوف وراء الهجوم الصاروخي على المنطقة الخضراء في بغداد. في غضون ذلك، قال وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، مساء أمس، إن مبيعات الأسلحة للسعودية والإمارات والأردن {تدعم حلفاءنا وتعزز الاستقرار بالشرق الأوسط} وتساهم في {ردع إيران}، قائلاً إن تجاوز إدارة ترمب للكونغرس في هذه المسألة هو إجراء {لمرة واحدة}.

 

ترمب يصل إلى اليابان في زيارة رسمية يلتقي خلالها الإمبراطور الجديد ناروهيتو... ويبحث التجارة وتهديدات كوريا الشمالية

طوكيو/الشرق الأوسط/25 أيار/2019/وصل الرئيس الأميركي دونالد ترمب وزوجته ميلانيا، اليوم (السبت)، إلى طوكيو، في مستهلّ زيارة تستمر أربعة أيام إلى اليابان بهدف تعزيز العلاقات ومناقشة التجارة والتهديدات المتصاعدة من كوريا الشمالية.وهبطت طائرة «إير فورس وان» الرئاسية في اليابان قرابة الساعة الخامسة مساء (08:00 بتوقيت غرينتش). وفي مستهل زيارته إلى طوكيو، تعهّد ترمب بجعل العلاقات التجارية بين الولايات المتحدة واليابان «أكثر إنصافا بعض الشيء». ويتوقع أن تطغى الأحاديث والصور الوديّة على الزيارة عندما يلعب ترمب الغولف ويشاهد مصارعة السومو مع «صديقه» رئيس وزراء اليابان شينزو آبي. لكن أكبر وثالث أكبر قوتين اقتصاديتين في العالم تحاولان التوصل إلى اتفاق تجاري بينما لم يفوت ترمب فرصة التنديد بما يعتبره عدم توازن بين البلدين في مجال التجارة. وقال ترمب خلال اجتماع مع قادة كبرى الشركات اليابانية بينها "تويوتا" و"هوندا" و"نيسان" إنه "كان لدى اليابان أفضلية كبيرة على مدى سنوات كثيرة. لكن لا بأس، ربما هذا ما يدفعكم لمحبتنا لهذه الدرجة". لكنه تعهّد أنه عندما يتم التوقيع على اتفاق تجاري ثنائي «فسيكون الأمر أكثر إنصافا بعض الشيء». وأضاف «نأمل عبر هذا الاتفاق بالتعامل مع مسألة عدم التوازن التجاري وإزالة الحواجز على صادرات الولايات المتحدة وضمان الإنصاف والمعاملة بالمثل في علاقتنا. نقترب من ذلك". وسيكون ترمب وقرينته أول ضيفين رسميين يحلان في اليابان منذ تنصيب الإمبراطور الجديد ناروهيتو في أول مايو (أيار)، وسيتخلل الزيارة لقاء بالإمبراطور الجديد يوم الاثنين. وأشاد مسؤولون يابانيون وأميركيون بالعلاقة «غير المسبوقة» بين ترمب ورئيس الوزراء الياباني، وكان آبي عاد للتو من واشنطن بينما سيعود ترمب إلى اليابان بعد أكثر من شهر بقليل لحضور قمة مجموعة العشرين في أوساكا (غرب). وقال مسؤول رفيع في الإدارة الأميركية طلب عدم الكشف عن هويته «ثلاث زيارات في كلا الاتجاهين خلال فترة زمنية قصيرة هي دلالة حقيقية على مدى قرب العلاقة»، وفقاً لوكالة الصحافة الفرنسية. فيما أشار دبلوماسي ياباني إلى أن كثرة التواصل بينهما «تعكس مستوى غير مسبوق في العلاقات الشخصية المقربة التي تربط بين الزعيمين الياباني والأميركي». وذكر البيت الأبيض أمس أن الزيارة تأتي كـ«لحظة تاريخية في اليابان»، وتُظهر أن التحالف بين اليابان والولايات المتحدة أقوى من أي وقت مضى. وقبيل وصول الرئيس الأميركي، قال التلفزيون الياباني إن زلزالاً متوسط القوة هز المباني في شرق اليابان، اليوم (السبت)، وكان مركز الزلزال جنوب تشيبا على بعد نحو 60 كيلومتراً جنوب شرقي العاصمة، وهي المنطقة المقرر أن يمارس بها ترمب رياضة الغولف مع رئيس الوزراء الياباني غدا الأحد. ولم يصدر أي تحذير من حدوث موجات مد بحري عاتية، ولم ترد تقارير عن حدوث أضرار نتيجة الزلزال الذي قدرت هيئة المسح الجيولوجي الأميركية قوته بخمس درجات.

 

معارك شمال حماة وشرق اللاذقية... واستمرار القصف الروسي والسوري

بيروت - لندن/الشرق الأوسط/25 أيار/2019/قتل 9 على الأقل من مسلحي فصائل المعارضة في سوريا جراء القصف الجوي السوري - الروسي المكثف على مناطق أرياف حماة وإدلب واللاذقية، وهي ضمن مناطق خفض التصعيد خلال الليلة الماضية، بالتزامن مع استمرار المعارك في شمال حماة وسط سوريا.

وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» الذي يتخذ من بريطانيا مقراً له، منذ ما بعد منتصف ليل الخميس - الجمعة ضربات جوية وبرية مكثفة طالت أرياف حماة وإدلب واللاذقية، حيث ألقى الطيران المروحي 31 برميلاً متفجراً، في حين نفذ الطيران الروسي أكثر من 33 غارة منذ ما بعد منتصف الليل.

وتسبب التصعيد الأخير في سوريا التي مزقتها الحرب في نزوح الآلاف من الأشخاص، وأثار مخاوف من أن تنهار هدنة منذ نحو 8 أشهر في إدلب. وقال «المرصد» مساء أمس، إن «الطائرات الحربية والمروحية واصلت تحليقها ضمن منطقة (خفض التصعيد) بالتزامن مع استمرار الضربات الجوية على المنطقة، حيث نفذت طائرات النظام الحربية غارات جديدة طالت أماكن في مدينة خان شيخون وبلدة كنصفرة بجبل الزاوية، فيما ألقى الطيران المروحي 11 برميلاً متفجراً جديداً على مدينة خان شيخون، و4 براميل على جبل الأربعين، بالإضافة لـ4 براميل على حيش ومعرة حرمة». وأضاف أنه «ارتفع إلى 38 عدد الغارات التي نفذتها طائرات (الضامن) الروسي منذ ما بعد منتصف الليل؛ وهي 12 غارة على اللطامنة، و7 على كفرنبودة، و5 على العمقية، و4 على الهبيط، و4 على العنكاوي، وغارتان على كل من القرقور وكفرعويد والحواش». على صعيد متصل، استمرت الاشتباكات بوتيرة متفاوتة العنف، بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من طرف، والمجموعات وفصائل أخرى من طرف آخر، وذلك على محاور في محيط كفرنبودة بريف حماة الشمالي، وكبانة بجبل الأكراد، تترافق مع قصف واستهدافات متواصلة بشكل مكثف ومعلومات عن مزيد من القتلى والجرحى بين الطرفين.

وقالت شبكة «الدرر الشامية» إن «الفصائل الثورية أفشلت محاولة تقدم جديدة لقوات النظام على محور كبينة بجبل الأكراد شمال اللاذقية، بعد تكبيدهم خسائر فادحة، إذ نجحت في قتل وإصابة عدة عناصر من قوات النظام، بعد محاولتهم التقدم على تلال كبينة الاستراتيجية».

وقال «المرصد» إنه «مع خسائر الليلة الماضية، ترتفع الخسائر البشرية في التصعيد الأعنف والمتواصل في يومه الـ35 إلى 843 شخصاً ممن قتلوا خلال الفترة الممتدة منذ 20 الشهر الماضي، وهم 265 مدنياً بينهم 57 طفلاً و54 مواطنة، استشهدوا في القصف الجوي الروسي والسوري، وقصف قوات النظام على مناطق في حلب وحماة واللاذقية وإدلب، ومن ضمنهم 25 مدنياً، بينهم 10 أطفال و4 مواطنات قتلوا في سقوط قذائف أطلقتها الفصائل على مدينة حلب وبلدة الحاضر جنوب حلب وقرية الخندق وبلدة السقيلبية بريف حماة، و19 شخصاً قتلوا في انفجار شاحنة محملة بمواد شديدة الانفجار تعود ملكيتها للمجموعات الجهادية، وذلك في مدينة جسر الشغور غرب إدلب، و275 من المجموعات المتطرفة والفصائل قضوا خلال قصف جوي وبري وهجمات واشتباكات مع قوات النظام والمسلحين الموالين لها، و284 من قوات النظام والمسلحين الموالين لها قتلوا في هجمات للمجموعات الجهادية على مناطق متفرقة من المنطقة منزوعة السلاح». كما وثق «المرصد السوري» منذ 15 فبراير (شباط) تاريخ اجتماع الرؤساء الروسي والتركي والإيراني مقتل 1219 شخصاً في مناطق الهدنة الروسية - التركية، وهم 503 مدنيين بينهم 127 طفلاً و112 مواطنة «قضوا في القصف الجوي الروسي والقصف الصاروخي من قبل قوات النظام والفصائل، ومن ضمن حصيلة المدنيين 49 بينهم 16 طفلاً و9 مواطنات استشهدوا بسقوط قذائف أطلقتها الفصائل على مناطق تخضع لسيطرة قوات النظام، و343 مقاتلاً قضوا في ظروف مختلفة ضمن المنطقة منزوعة السلاح منذ اتفاق بوتين - إردوغان، من ضمنهم 203 مقاتلين من المتطرفين، و373 من قوات النظام والمسلحين الموالين». ومنذ الاتفاق الروسي - التركي، وثق «المرصد» مقتل 1448 شخصاً في مناطق الهدنة خلال تطبيق اتفاق بوتين - إردوغان. من جهته، أفاد «الائتلاف الوطني السوري» المعارض بأن «قوات الأسد وروسيا واصلت استهداف المناطق السكنية والمرافق العامة والطبية في إدلب وريف حماة بالأسلحة المحرمة دولياً، وأن الغارات استهدفت مناطق بعيدة عن الجبهات وخطوط التماس في عمق الريف الجنوبي». وأوضح «الدفاع المدني» أن «النظام وروسيا استخدما خلال الهجمات العسكرية المستمرة، الصواريخ الفراغية والعنقودية وصواريخ C5؛ مما تسبب في حدوث دمار كبير جداً في المنازل والممتلكات واندلاع حرائق ضخمة في المحاصيل الزراعية». وقال «الائتلاف» في بيان: «يأتي استخدام القنابل شديدة الانفجار كعقاب من المدنيين بعد الخسائر الكبيرة التي تكبدتها قوات الأسد في اليومين الماضيين على يد الجيش السوري الحر». واعتبر الائتلاف الوطني أن «الدول الفاعلة قادرة» على وقف الهجمات العسكرية على مناطق المدنيين «لو أرادت ذلك»، إضافة إلى فرض الحل السياسي وفق القرارات الدولية.

 

الجزائر: «مليونيات الجمعة» تطالب قائد الجيش بـ«رفع يده عن حراك الكرامة» ورفعت شعار «يا بن صالح أنت رايح رايح... فخذ معك قايد صالح»

الشرق الأوسط/25 أيار/2019/دولة مدنية لا عسكرية»...كان هذا هو الشعار الأبرز أمس في جل المظاهرات التي عاشتها مدن الجزائر، والذي تم التركيز عليه بقوة كرسالة موجهة أساسا لقائد الجيش الفريق أحمد قايد صالح، الذي نفذت قوات الأمن أوامره بـ«تأطير الحراك»، وذلك باعتقال العشرات من رموزه لمنعهم من التأثير على الحشود. ودان المحامي والحقوقي المعروف نور الدين أحمين، في تصريحات لصحافيين أثناء المظاهرات بالعاصمة، «القمع البوليسي» المتبع ضد المتظاهرين، بقوله «لقد أشادت السلطة مرات عديدة بسلمية المسيرات وتحضر المحتجين، وها هي تتنكر اليوم لموقفها بقمع المتظاهرين المسالمين». وكان أحمين محاطا بمحامين ونشطاء. ومنذ الساعات الأولى لصباح أمس، لوحظ انتشار غير عادي لرجال الأمن في محيط البريد المركزي. وكان لافتا على تصرفاتهم أنهم تلقوا تعليمات «فوقية» بالتشدد مع المتظاهرين، إن أظهروا تصميما على الوقوف بساحة البريد المركزي، التي أحاطتها قوات الأمن من كل جانب. وقد تعرض أول شخص حاول «مقاومة» الإجراءات الأمنية المشددة، فورا للاعتقال. وبمرور الوقت ساقت قوات الأمن عددا كبير من المتظاهرين إلى مراكز الأمن بهدف تحييدهم لغاية انتهاء المظاهرات في المساء. وهذه الطريقة يجري اتباعها بشكل خاص مع القيادي الإسلامي علي بن حاج منذ بداية الحراك في 22 من فبراير (شباط) الماضي. فعندما يخرج من بيته متوجها إلى ساحات التظاهر، يجد رجال أمن بزي مدني أمامه يأخذونه في سيارتهم إلى غابة بالضاحية الغربية للعاصمة، أو إلى الملعب الأولمبي، حيث يتركونه يقضي اليوم كاملا تحت أعينهم، ثم يعيدونه إلى بيته. وتخشى السلطات كثيرا من احتكاك الناس ببن حاج، إلى درجة أنها منعته من حضور جنازة عباسي مدني، رفيقه في «الجبهة الإسلامية للإنقاذ» المنحلة. ورفع المتظاهرون أمس شعارات جديدة في «جمعة الحراك الـ«14»، من بينها «لا تخافوا لن نسمح بدولة عسكرية... حافظوا على سلمية الحراك»، «يا بن صالح أنت رايح رايح (مغادرا الحكم لا محالة) فخذ معك قايد صالح»، وهي شعارات تعبر عن مواقف حادة ضد رئيس أركان الجيش، الذي بات غير راض على الحراك الذي يهاجمه، وقد عبر عن ذلك بشكل قوي الاثنين الماضي، عندما قال عن نشطاء الحراك إنهم «يتحركون بأوامر العصابة».

ولم تثن الاعتقالات المتظاهرين عن التوافد على الساحات العاصمة بالعاصمة، حيث ازداد عددهم بشكل كبير بعد صلاة الجمعة. وتعالت الصيحات ضد قائد الجيش، مطالبة إياه بـ«رفع يده عن حراك الكرامة»، والتخلي عن الحل الدستوري، الذي يعني بقاء رئيس الدولة عبد القادر بن صالح، ورئيس الوزراء نور الدين بدوي في الحكم. وفي بداية المساء كبرت المظاهرة، ولم يعد بإمكان قوات الأمن أن تواجهها، من دون الإفراط في استعمال القوة.

وبدا واضحا أمس أن الشرخ بات عميقا بين المؤسسة العسكرية وملايين المتظاهرين. فبعد أن كان الجيش «فوق الرؤوس» عقب إجباره الرئيس بوتفليقة على التنحي في الثاني من الشهر الماضي، حلت الريبة والتوجس محل الثقة وعبارات الود المتبادلة بيم الطرفين، والتي تم التعبير عنها في وقت سابق في خطب قايد صالح، وفي هتافات المتظاهرين. ويخشى مراقبون أن تتطور «الخصومة» بينهما إلى خروج أفراد الجيش إلى الشوارع، وإن كان قايد صالح تعهد بأنه «لن يدخل أبدا في مواجهة مع الشعب، الذي كان عونا وسندا لجيش التحرير أيام الصراع مع الاستعمار الفرنسي».

ويرى مراقبون أن كل تصرفات وتصريحات رئيس أركان الجيش، وتعامله مع الحراك ومطالبه، باتت تؤكد أن كل مؤسسات الدولة أضحت تحت سيطرته: رئيس الدولة ورئيس الوزراء والقضاء، وجهاز الشرطة والولاة التابعين للحكومة في 48 ولاية. أما البرلمان فهو مشلول بسبب استقالات جماعية للنواب تضامنا مع الحراك. وبعكس العاصمة، كان موقف قوات الأمن أقل صرامة مع «مليونيات الجمعة»، كما كانت الشعارات ضد صالح في باقي الولايات أقل حدة نسبيا، ما عدا ولايات القبائل (شرق) التي لم تهادنه، حيث طالبه المتظاهرون بالتقاعد بحجة أنه تجاوز سن التقاعد (عمره 79 سنة)، كما طالبوه بـ«احترام الدستور الذي يحرم السياسة على الجيش». وفي سياق ذي صلة، تنتهي منتصف ليلة اليوم (السبت) آجال إيداع ملفات الترشح للرئاسة بالمجلس الدستوري، تحسبا لانتخاب الرابع من يوليو (تموز) المقبل. وقالت وزارة الداخلية أن 74 شخصا سحبوا استمارات إعلان نية الترشح، أبرزهم رئيس حزب «جبهة المستقبل» عبد العزيز بلعيد، ورئيس «التحالف الوطني الجمهوري» بلقاسم ساحلي. أما أهم قادة أحزاب المعارضة، وحتى الموالية للسلطة، فهم عازفون عن الموعد، الذي يتمسك به الجيش. لكن يبدو عمليا أن تنظيمه شبه مستحيل.

 

السودان يثمن دور السعودية ويدعمها في مواجهة الاعتداءات الإيرانية وقوى التغيير تعلن إضراباً عاماً الثلاثاء... و«تحالف المهدي» يهوّن من الخلافات حول «السيادي»

جدة.الخرطوم: أحمد يونس/الشرق الأوسط/25 أيار/2019/أكد نائب رئيس المجلس العسكري الانتقالي السوداني الفريق أول محمد حمدان دقلو، أن بلاده تقف مع المملكة العربية السعودية، في مواجهة التهديدات والاعتداءات، الإيرانية والميليشيات الحوثية، كما عبر عن إدانة السودان، لما تعرضت لها ناقلتا نفط في مياه الخليج، وكذا الهجمات الصاروخية المتكررة من جانب ميليشيات الحوثي، مشيراً إلى أن القوات السودانية ستظل موجودة وباقية في السعودية واليمن، حتى تتحقق الأهداف جميعها. ووصل دقلو المشهور بـ«حميدتي»، إلى جدة أول من أمس، في زيارة دامت ساعات، يرافقه الناطق الرسمي باسم المجلس الفريق الركن شمس الدين كباشي، قدم خلالها الشكر إلى حكومة المملكة العربية السعودية، وشعبها لما قدمته من دعم للمجلس العسكري الانتقالي ومساعداته الاقتصادية للشعب السوداني خلال الفترة الماضية التي تعتبر مرحلة حرجة من تاريخ البلاد.

واستقبل الأمير محمد بن سلمان ولي العهد السعودي، الوفد السوداني، مؤكداً مباركته الخطوات التي قام بها المجلس العسكري لإخراج السودان من الوضع الذي كان ماثلاً من قبل، آملاً في استقرار الأوضاع بالسودان، حسب بيان صادر من المكتب الإعلامي للمجلس الانتقالي السوداني. وأشار البيان إلى أن الأمير محمد بن سلمان أعلن دعمه اللامحدود للسودان في كل المجالات، عبر دول التعاون الخليجي، وجامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي، والمنظمات العالمية، بهدف تحقيق الاستقرار في السودان. كما أكد الأمير محمد بن سلمان استمرار الدعم المشترك السعودي - الإماراتي للسودان، ووعد بمزيد من الاستثمارات في السودان، بعد تجاوز المرحلة الحالية، والعمل كذلك على رفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب والعمل على رفع العقوبات الاقتصادية المفروضة على السودان والعمل على معالجة ديونه. وحسب البيان الرسمي السوداني، فقد شكر ولي العهد السعودي، الوفد السوداني على الزيارة، مؤكداً له أن وقوف المملكة إلى جانب الشعب السوداني، «إنما هو واجب تمليه أواصر الأخوة والدم والدين»، ممتدحاً جهود المجلس العسكري للوصول إلى التوافق السياسي الذي يفضي إلى تجنيب البلاد الفتن وصولاً إلى تسليم السلطة للشعب عبر حكومة مدنية تؤسس للديمقراطية.

وحضر لقاء ولي العهد السعودي مع نائب رئيس المجلس الانتقالي السوداني، وزير الدولة عضو مجلس الوزراء الدكتور مساعد العيبان، ووزير الدولة للشؤون الخارجية عضو مجلس الوزراء عادل الجبير. فيما حضر من الجانب السوداني المتحدث الرسمي باسم المجلس العسكري السوداني الفريق شمس الدين كباشي. قطع «تحالف نداء السودان»، الذي يعد أحد أهم مكونات تحالف «قوى إعلان الحرية والتغيير»، التي تقود حراك الشارع، بتجاوز الخلافات بين قيادة الثورة والمجلس العسكري الانتقالي حول المجلس السيادي المقترح، عن طريق الحوار وتغليب المصلحة الوطنية.

وقال التحالف، الذي يتزعمه الزعيم الديني والسياسي الصادق المهدي، في بيان، أمس، إن اعتراف المجلس العسكري بقوى «إعلان الحرية والتغيير» ممثلاً شرعياً للثورة السودانية يعد مكسباً مهماً. وينحصر الخلاف فقط في رئاسة المجلس السيادي، ونسب المشاركة فيه. ويؤكد التحالف أن تجاوز هذه المعطلة يمكن تخطيه عن طريق التفاوض. وأوضح أن تشكيل مجلس وزراء مدني من قبل «قوى الحرية والتغيير»، وحصوله على أغلبية المجلس التشريعي المنتخب (67 في المائة) من جملة المقاعد البالغة 300 مقعد، والاتفاق على تكوين مجلس سيادي بصلاحيات سيادية تشريفية، في ظل نظام برلماني، يعد مكسباً كبيراً، لأنه يعد السلطة الحقيقية التي يتوجب الحفاظ عليها، وعدم التفريط فيها.

وأشار التحالف، في بيانه، إلى ما سماه «تحديات جسيمة»، تتعلق بالخيارات السياسية الحالية والمستقبلية: «ومن واقع تجربتنا الطويلة، نعلم تماماً خطورة تلك التحديات، ولذلك يجب تقديم مصلحة البلاد، واستقرارها، على كل أمر آخر». وطلب من حلفائه في «قوى إعلان الحرية والتغيير» والمجلس العسكري الانتقالي، ما سماه، «استدعاء ميراث شعبنا الثري في الحكمة والبصارة لتجاوز المزالق المدلهمة، كما نثق أن تجربة شعبنا النضالية المتميزة كافية لتجاوز انسداد الأفق الحالي».

من جهته، كشف رئيس حزب «الأمة» القومي، الصادق المهدي، معلومات جديدة عن دور مدير جهاز الأمن السابق صلاح عبد الله «قوش»، في انحياز الجيش السوداني للمحتجين، وإسقاط حكم الرئيس عمر البشير. وقال المهدي في منتدى رمضاني باسم الصحافي الراحل سيد أحمد خليفة، إن قوش أكد له أنه «لن يسمح بضرب المعتصمين»، في مواجهة تهديدات صادرة عن نائب البشير المطلوب للجنائية الدولية، أحمد هارون، بالهجوم على المعتصمين، وضربهم ليلة العاشر من أبريل (نيسان) الماضي، وعشية انحياز القوات المسلحة لهم. وأوضح المهدي أن اختلاف وجهات النظر بين مكونات تحالف «قوى إعلان الحرية والتغيير» لا علاقة لها بتشكيل الحكومة والمحاصصات الوزارية، وأن التحالف متمسك بتكوين حكومة كفاءات من شخصيات مهنية غير مسيسة. في تصعيد جديد، حددت قوى إعلان الحرية والتغيير، يوم الثلاثاء المقبل موعداً لبدء إضراب يستمر ليومين داخل المؤسسات والشركات الخاصة والعامة والقطاعات المهنية والحرفية. وقالت قيادة الحراك إن إضراب الثلاثاء يعد تمهيداً للإضراب السياسي الشامل والعصيان المدني اللذين تعتزم تنظيمهما في مواجهة ما تسميه تعنت المجلس العسكري الانتقالي. ونشرت قيادة الحراك جدول الفعاليات الثورية الأسبوعي، وقالت إنه من أجل تَسلُّم مقاليد الحكم من قبل السلطة المدنية الانتقالية. وذكرت في نشرة على صفحة تجمع المهنيين الرسمية على «فيسبوك»، أن «دفتر الحضور الثوري رُفع تمامه للثوار باتجاه التحضير للإضراب السياسي والعصيان المدني». وقال البيان: «هو عمل مقاوم سلمي أُجبرنا على المضي فيه والتصميم على إنجازه بقوة الشعب، وضمير مواطنه اليقظ». ويتضمن جدول الأنشطة التصعيدية بإطلاق «حملة مناقشات ولقاءات قيادات الحرية والتغيير في الميدان وخارجه وتوظيف المنابر الميدانية بشأن جدول التصعيد التدريجي»، ابتداء من اليوم، السبت.

 

5 مرشحين يعلنون رسمياً سعيهم لخلافة تيريزا ماي آخرهم وزير الصحة البريطاني... وبوريس جونسون الأوفر حظاً

لندن/الشرق الأوسط/25 أيار/2019/قال وزير الصحة البريطاني مات هانكوك، اليوم (السبت)، إنه سيخوض المنافسة على زعامة حزب المحافظين ليصبح خامس مرشح يعلن عزمه الترشح ليحل محل رئيسة الوزراء تيريزا ماي. وسبق هانكوك في إعلان الترشح للمنصب كل من وزير الخارجية السابق بوريس جونسون، وجيريمي هنت وزير الخارجية الحالي، وروري ستيوارت وزير الدولة للتنمية الدولية، وإيستر مكفي وزيرة العمل والمعاشات السابقة. وقال هانكوك لراديو هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي): «سأترشح لأصبح رئيس الوزراء المقبل، لأنني أعتقد من أعماق قلبي أننا في حاجة لزعيم من أجل المستقبل وليس من أجل الحاضر فحسب»، وأكد أنه يجب إتمام خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي. وكانت تيريزا ماي قد أعلنت، أمس (الجمعة)، أنها ستستقيل من زعامة حزب المحافظين في يونيو (حزيران) المقبل، بعدما أقرَّت بهزيمتها في الحصول على موافقة البرلمان على اتفاقها المبرم مع الاتحاد الأوروبي لانفصال بريطانيا. وتغادر ماي زعامة حزب المحافظين في 7 يونيو، لكنها ستبقى رئيسة للحكومة حتى يقوم أعضاء الحزب باختيار خلف، وهو ما سيتم قبل 20 من الشهر ذاته، وتنوي ماي الحفاظ على مقعدها النيابي في البرلمان. وأظهر استطلاع أجرته مؤسسة «يوغوف» وشمل 2200 شخص من البالغين أمس (الجمعة) أن 67 في المائة يعتقدون أن ماي قامت بالخيار الصائب بالاستقالة، بحسب ما نقلت وكالة «رويترز». وتم تحديد موعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي يوم 31 أكتوبر (تشرين الأول) المقبل، علماً بأن أي رئيس وزراء جديد يمكن أن يطلب تأجيل الموعد. وتشير مكاتب الرهانات إلى أن وزير الخارجية السابق بوريس جونسون هو الأكثر حظاً لخلافة ماي. وبخلاف الأسماء الخمسة التي أعلنت ترشحها لخلافة ماي حتى الآن، فمن المتوقع حسب مكاتب الرهانات أن تعلن أسماء أخرى ترشحها مثل وزير بريكست السابق دومينيك راب، ووزير البيئة مايكل غوف، وهانت، وأندريا ليدسوم الرئيسة السابقة لمجلس العموم، ووزير الدفاع بيني موردونت، ووزير الداخلية ساجد جاويد. ويقرر قرابة 100 ألف من أعضاء حزب المحافظين المنتسبين رئيس الحكومة المقبل للمملكة المتحدة، البالغ عدد سكانها أكثر من 66 مليون نسمة. وقال زعيم المعارضة العمالية جيريمي كوربن إنه بغض النظر عن الفائز في المنافسة فإن عليه أن يدعو لانتخابات عامة فوراً.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

أسياد وعبيد

الدكتورة رندة ماروني/26 أيار/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/75186/%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%83%D8%AA%D9%88%D8%B1%D8%A9-%D8%B1%D9%86%D8%AF%D8%A9-%D9%85%D8%A7%D8%B1%D9%88%D9%86%D9%8A-%D8%A3%D8%B3%D9%8A%D8%A7%D8%AF-%D9%88%D8%B9%D8%A8%D9%8A%D8%AF/

إذا كان إقرار الموازنة التقشفية شرطا أساسيا من شروط "سيدر" للحصول على القروض المالية، فإنها أيضا على ما يبدو شرطا أساسيا من شروط الإنقلاب على السلطة وعلى النظام برمته.

إنقضاض على السلطة كردة فعل طبيعية نتيجة لما ستخلفه مد اليد على الحقوق المكتسبة العائدة لمختلف القطاعات العامة بغض النظر عن تفاوتها بين قطاع وآخر، حيث أن ما فرقته الطائفية جمعته الجيوب ولقمة العيش في كل قطاع على حدا من القطاعات العامة، وخصوصا في تلك التي ما زالت نوعا ما يتصف عملها النقابي بالاستقلالية بحدها الأدنى.

وبالرغم من التفاوت في الرؤيا بين القطاع العام والقطاع الخاص، الا انه لم يسلم ايضا من يد الغدر الغير مباشرة على لقمة عيشه نتيجة حتمية لرفع الضرائب على البضائع المستوردة والتي تطال العديد من السلع الإستهلاكية الضرورية مقابل انخفاض القدرة الشرائية.

كما هي (إقرار الموازنة التقشفية) شرطا للانقضاض على النظام برمته بعد إظهاره عاجزا رثا لا خير فيه نتيجة لمحاصصة مصاصي الدماء والتي أوصلت النظام اللبناني في صيغته التوافقية.

إلى هذا الدرك من الانحطاط والفوضى، فهل كل ما نشهده اليوم من تقلبات هو مدبر، أم بريء وهو نتيجة حتمية وتطور طبيعي لصيغة النظام التوافقي كما يحلو للبعض أن يفسر ويحلل؟

التوافقية تعكس الطبيعة التعددية للمجتمع اللبناني وهي براء من أفعال اللصوص، وميثاق رياض الصلح وبشارة الخوري يئن من نهم جياع لم يشبعها الغرف من المال العام لتملأ به بنوك أوروبا وتغرق الأجيال بالديون لعصور قادمة.

فبعد الانسحاب الإسرائيلي من جنوب لبنان، والانسحاب السوري من لبنان كافة، ذهب إحتلال ليتصدر على قلوب اللبنانيين إحتلال آخر، إحتلال يشل الدولة والمؤسسات ويغير معالم اللعبة السياسية وينهي معادلة الأرض والشعب والمؤسسات، المعادلة الطبيعية لأي دولة في العالم، ليضع مكانها معادلة فوقية لا تعرفها وتتبجح بها سوى الأنظمة الديكتاتورية والمتخلفة، سميت بالثلاثية الذهبية الا وهي شعب جيش، مقاومة، ما زالت تحتفل بتصدرها في الخامس والعشرين من أيار من كل عام لتعيد على أسماعنا نفس الأسطوانة من عبارات الشكر والإمتنان لنظام بائس أقل ما يقال فيه بأنه نظام مجرم، هدف لتصفية الكيان اللبناني وإعادة  صياغته على هواه الإيديولوجي المختلق المزور.

وبالتوازي مع الفوضى الحالية القائمة والتخبط الإقتصادي المفتعل نتيجة للاحتلال، إحتلال الدولة، وتغييب المؤسسات وإنصهار طاقمها بتسوية مارقة تعيق مفهوم  المحاسبة والرقابة المالية على اللصوص وتشرع تقاسم الصفقات المشبوهة والسرقات وتشرع كافة الأبواب والمعابر البرية والبحرية للسياسات الإغراقية، تسوية لا تعرف ثباتا بين أطرافها بل إنزلاقا تدريجيا لكافة القوى التي ارتضت بها بديلا عن الدولة.

تسوية لا تعرف ولاءا ولا تضامنا، إنما تحاك المؤامرات والانقلابات بين أطرافها، فنرى من يتواجد داخلها وفي نفس الوقت في الخارج وفي الشارع داعما ومحركا وفاعلا.

 وبالتوازي فإن طبخة تغيير أسس النظام برمته تحضر على نار هادئة، وتحضر الدائرة الواحدة بحماية السلاح، فمن وقع تسوية لتغيير معادلة الدولة بمعادلة مشبوهة ليس غريبا ولا مستبعدا عليه أن يكمل كما بدأ سائر بعزم إنما إلى الهاوية دون إدراك إلا لغاية واحدة تدور في رأسه، تثبيت الملك والتربع على العرش، لتخليد إمبراطورية الأسياد على شعب أرادوه عبيد.

أسياد عبيد

وتشويه نظام

حلم وضيع

يراود أقزام

دخلوا تسوية

أقدموا إقدام

خطوا الخطوط

بأحقر الأقلام

حددوا اهدافا

صوبوا سهام

إغتالوا نوره

حيكوا الظلام

زرعوا فيه

حقول ألغام

نفثوا سمومهم

دون احجام

ارادوه مريضا

بأخبث الأورام

أسياد عبيد

وتشويه نظام

حلم وضيع

يراود أقزام.

 

الحدود البحرية بين لبنان وسوريا بانتظار التفاوض... فهل من وسيط؟

غاصب المختار/اللواء/25 أيار/2019

اثيرت مؤخراً في اوساط سياسية واعلامية مسألة الحدود البحرية بين لبنان وسوريا في المنطقة الاقتصادية الخالصة لكل من البلدين، بعد اعلان البلدين نيتهما البدء باستكشاف واستخراج النفط والغاز خلال السنوات الخمس المقبلة، وسط معلومات عن خلاف لبناني - سوري حول حدود المنطقتين الاقتصاديتين اللتين يقع ضمنهما البلوكان واحد واثنان اللذان حددهما لبنان ضمن حدوده، واطلق الدورة الثانية للتراخيص التي تنتهي في كانون الثاني 2020 لتلزيمها، فيما اعلنت سوريا انهما ضمن حدودها. وثمة من يقول ان مساحة النقاط المختلف عليها بين 900 والف كلم مربع، لكن هناك شكوك رسمية في صحة هذا الرقم وتعتقد مصادر رسمية انها اقل بكثير.

ولكن تتوقف مصادر رسمية متابعة عند الطريقة التي اثيرت بها المسألة والتي اوحت كأن سوريا وضعت يدها على المياه اللبنانية وصادرت حق لبنان، بينما الحقيقة ان الموضوع تقني يتعلق بطريقة ترسيم الحدود التي اعتمدها كل من البلدين فظهر الفارق بين الخط الذي رسمه لبنان وبين الخط الذي رسمته سوريا، وهو امر قابل للتفاوض، وسبق للخارجية اللبنانية ان راسلت بشأنه الخارجية السورية في عهد الحكومتين السابقتين، وكان من المفترض ان تحصل متابعة له لكن ظروف الحرب على سوريا وظروف لبنان الداخلية لا سيما بعد تأخير تشكيل الحكومة، حالت دون استكمال الملف الموضوع حاليا على الرف بانتظار ان تقدم الحكومة عبر وزارة الخارجية على اعادة فتحه بعد اقرار الموازنة وانهاء بعض الملفات الداخلية المهمة العالقة.

وتوضح المصادر الرسمية التي تابعت الموضوع، ان هناك طرقا عدة دولية لترسيم الحدود، وان لبنان اعتمد في ترسيم حدوده البحرية الشمالية على القانون الدولي الذي ينص على ما يسمى «العدالة بتقسيم المياه»، واختار طريقة «النقاط متساوية التباعد» وهي الطريقة الاكثر اعتمادا وشيوعا في دول العالم لترسيم الحدود، وتولاها ضباط مختصون من الجيش اللبناني، وقام بترسيم الحدود ومن ضمنها حدود البلوكين النفطيين الاول والثاني، وهي الطريقة التي اعتمدت في ترسيم الحدود الجنوبية البحرية، بينما اعتمدت سوريا طريقة رسم خط افقي من البر الى البحر بناء على خطوط العرض، فشملت بذلك منطقة البلوكين النفطيين، وقامت ايضا بتكليف شركة روسية للتنقب عن النفط والغاز ضمن هذه المنطقة. وقد ارسل لبنان الى الخارجية السورية رسمياً ملف الترسيم البحري الذي وضعه والذي يتضمن كل المعلومات. كما ارسل رسميا ملف الترسيم الى الامم المتحدة التي اعتمدته، لذلك يعتبر لبنان ان حقه بحدوده البحرية محفوظ جنوبا وشمالا.

وتشير المصادر الى ان اختلاف طريقة ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وسوريا شبيه بالاختلاف في طريقة الترسيم بين لبنان والعدو الاسرائيلي، فكل طرف اختار طريقة واعتمدها لترسيم حدوده، فوقع الخلاف، وهو لا يحل الا بمفاوضات بين الدولتين وعبر وسيط دولي او طرف محايد، واذا كان الامر مع العدو الاسرائيلي يحتاج الى رعاية الامم المتحدة واميركا، نظرا لطبيعة الصراع مع العدو وعدم وجود قنوات تفاوض مباشرة، فإن الامر مختلف مع سوريا، التي توجد بينها وبين لبنان علاقات اخوة ودبلوماسية وسفارات وسفراء، وبالتالي امكانية التفاوض المباشر بين شقيقين امر سهل ولو احتاج الى وقت لمعالجة بعض النقاط العالقة بين البلدين. خاصة ان لا خلاف بين البلدين على نقطة انطلاق ترسيم الحدود البحرية من البر، وهي وسط مصب النهر الكبير الجنوبي، لكن المشكلة تقع حول احتساب جزيرة الارانب نقطة اساس في الترسيم.

ويبدو ان اثارة المخاوف في لبنان حول الحدود الشمالية وحول فرضية خسارة لبنان فرصة تلزيم البلوكين الشماليين اذا احجمت الشركات عن خوض المناقصات، هي سياسية اكثر مما هي تقنية، ذلك إن خصوم سوريا في لبنان يثيرون الموضوع ربما عن غير قصد في توقيت سياسي خاطئ، وهو توقيت التحضير لمفاوضات مع الكيان الاسرائيلي وبرعاية الامم المتحدة واميركا لانتزاع حقوقه من العدو.

لكن المصادر الرسمية تؤكد انه لا حل لهذه المسألة الا بعودة التفاوض المباشر بين لبنان وسوريا حول ملف الحدود البحرية، والذي يمكن عزله عن ملف الحدود البرية الذي تُثار حوله اشكاليات عدة سياسية وتقنية محلية ودولية ترتبط بموضوع مزارع شبعا وتلال كفرشوبا المحتلة، والذي من المفترض ان تتولاه المفاوضات الرباعية اللبنانية - الدولية - الاميركية - الاسرائيلية.

يذكران وزير النفط السوري علي غانم اعلن «أنّ عمليات الاستخراج تجارياً ستبدأ في العام 2023، بعدما تمَّ إبرام عقد مع شركة سويوز إيست ميد الروسية للتنقيب عن الغاز في البحر، علماً أنّ اتفاقاً كان جرى توقيعه مع الروس في العام 2013 حول بلوك آخر. وقد بدأت الشركة أعمال الاستكشاف والتنقيب هناك في تشرين الأول الفائت». وبما ان الوقت لا زال متاحا امام لبنان وسوريا للبحث والتفاوض، فإن ثمة من يرى انه لا يمكن في ظل العلاقات غير السوية حاليا ان تجري المفاوضات، الا بتدخل طرف ثالث او وسيط، وثمة من يقول انه لا وسيط يمكن ان يكون مقبولا الاّ الروسي، كونه المعني عبر شركاته باستخراج النفط والغاز من البلوكات اللبنانية والسورية. فهل تتدخل روسيا عندما ترى الوقت مناسبا ام انها تنتظر طلباً لبنانياً او سورياً؟ وهل يتم التوافق اللبناني - اللبناني حول فكرة التفاوض مع سوريا؟ هنا تكمن المعضلة الأكبر.

 

موازنة 2019: إخفاء الأوساخ تحت السجّادة

نقولا ناصيف/الأخبار/السبت 25 أيار 2019

لا يختلف اثنان على ان مناقشة موازنة 2019، في مجلس الوزراء وخارجه، فيها الكثير من الارقام والقليل من الاصلاحات. لكن فيها ايضاً الكثير من السياسة هي محور الانقسامات التي شهدها مجلس الوزراء في جلساته الاخيرة، عندما اوشك على ختم مشروع القانون

ليس غريباً ان ما يصيب مشروع قانون موازنة 2019 الآن، قبل الوصول الى مجلس النواب، هو نفسه ما اصاب عام 2017 قانون الانتخاب، وعام 2018 تأليف الحكومة الحالية. وهو سيصيب اي ملف آخر مماثل في اهميته في المرحلة المقبلة.

في كل من المحطات الثلاث تلك، في السنوات الثلاث الاولى من العهد، لم يكن غريباً كذلك ان الكتل الرئيسية الممثلة في حكومة الرئيس سعد الحريري تظاهرت بالتأثر بعامل الوقت وضغوطه، وافتعلت ذرائع ارباكها بتقديم تنازلات. بيد ان الهدف الفعلي كان في مرمى آخر، هو سبل احراز افضل توافق على تلاقي مصالحها. فلا يخرج خاسر من بينها. في قانون الانتخاب وتأليف الحكومة، توخّت الكتل هذه المحافظة على توازن القوى نفسه، المنبثق من التسوية السياسية المبرمة في تشرين الاول 2016، على نحو يجعلها تمسك بزمام السلطة. مع هامش تقليدي دعائي اكثر منه جدياً، هو اظهار اكثر من تباين في الاراء وحيال الملفات في ما بين افرقائها.

في مشروع موازنة 2019، لم يكن المطلوب سوى تأكيد المؤكد: ادارة خزينة الدولة وضائقتها المعيشية والاقتصادية والنقدية بما لا يفلت الزمام من ايدي الكتل الرئيسية تلك التي يمثّل تضافرها مقدرة السلطة على الصمود والبقاء. جراء ذلك امكن الوصول الى الحلول السهلة، القليلة الكلفة على الكتل نفسها، من خلال فرض رسوم وضرائب واقتطاعات في القطاع العام، دونما مسّ القطاعات الأساسية المؤثرة في خفض العجز، لاسيما منها المرتبطة بالمرافق الاكثر اهداراً، والاكثر تعششاً للفساد فيها، والاكثر تظللاً بحماية المرجعيات النافذة في الحكم. من هذه ما يصحّ تسميته دويلات الاتصالات والنفط والجمارك والمرافئ والاملاك البحرية والنهرية، ناهيك بخدمة الدين العام والاجور الخيالية وايجارات المباني الرسمية، اضف فضيحة توظيف آلاف في الادارة. واللائحة لا تنتهي. للسبب نفسه الذي تمثّله مرجعياتها المختفية وراء تلك المنشآت، بقيت هذه المرافق في منأى عن الإصلاحات الجذرية والبنيوية.

ليست كل القطاعات هذه سوى المظهر الرئيسي لتولي الكتل الحاكمة، في السلطتين الاشتراعية والاجرائية، تمويل احزابها وعناصرها ونشاطاتها وامكاناتها من خلال مقدرات الدولة اللبنانية. ليست مفارقة ان وراء كل من الكتل الرئيسية الست احزاباً وتيارات هي التي تشكل المرجعية السياسية الفعلية للكتل تلك.

يتوخى تعويم سيدر اقتصاد لبنان إبقاءه «مستودعاً» للنازحين السوريين

شأن ما بدا مع اول انتخابات نيابية عام 2018 بعد ثلاثة قوانين تمديد بذرائع واهية، ثم ابصار حكومة الحريري النور في الشهر الثامن، يأتي الاعلان عن الموازنة كأنه انجاز غير مسبوق، مع ان ثمة الكثير ينتظرها في قصر بعبدا.

واقع الامر انه ليس كذلك، الا ان ثمة ما يتطلبه الاستعجال:

اولها، ان خفض العجز من 11،5% الى 7،6% لا يعدو كونه سوى رقم وهمي:

- تارة لأن الارقام الفعلية للعجز في الاشهر الستة الاولى من انفاق 2019 خارج الموازنة الجديدة، وتبعاً للقاعدة الاثنتي عشرية، ستكشف عن حقيقة مختلفة هي رقم آخر، لكنه حقيقي للعجز، يعيده الى ما كان عليه قبل الوصول الى الرقم الجديد الوهمي. لن يتمكن مجلس النواب من التصويت على موازنة 2019 قبل نهاية حزيران على الاقل، ما يشير الى ان الموازنة الجديدة لن تطبّق تقشّفها سوى على ما تبقى من الاشهر الستة الاخيرة.

- وطوراً لأن الرقم الجديد للعجز لا يشتمل على الاموال المترتبة على الدولة للمستشفيات بما يقارب اكثر من 300 مليون دولار، وللمتعهدين والمقاولين بما يقارب 400 مليون دولار، وأكثر منها للصندوق الوطني للضمان الاجتماعي...

ما يعنيه ذلك ان نصف الموازنة خارج الرقم المعلن للعجز، تالياً اين يقتضي ادراج النسبة الجديدة له (7،6%) في الموازنة الناقصة أم تلك المكتملة؟

ثانيها، لا ريب في ان جانباً من استعجال الحريري والكتل الوزارية النافذة اقرار الموازنة، مرتبط بتقديم براءة ذمة امام مؤتمر سيدر، بتأكيد انجاز موازنة متقشفة متضمنة اصلاحات اساسية. يفضي ذلك الى ولوج اولى مراحل وضع قرارات المؤتمر قيد التطبيق، وحصول لبنان على دفعة اولى من قروضه، تقدّر بملياري دولار. بذلك فإن ما آلت اليه الموازنة الجديدة، المتقشفة، ليس اكثر من اخفاء الاوساخ تحت السجادة، كي لا يبصرها مؤتمر المانحين.

ثالثها، رغم ان الموازنة الجديدة لن تقنع بالضرورة مؤتمر سيدر بإنجازاتها وإصلاحاتها، الا ان من غير الضروري ايضاً مقاربته اياها بسلبية كبيرة تعطّل موافقة مؤتمر باريس على ما تحقق في بيروت. اذذاك فإن اي قرار ايجابي ينبثق منه لن يعدو كونه سوى قرار سياسي لمحاولة تعويم الاقتصاد اللبناني قدر الامكان، ووقف انحداره. امر يتناقض حتماً مع القراءة العلمية المتأنية لفحوى الموازنة الجديدة واجراءاتها وارقامها الوهمية.

قد لا يكون المطلوب في هذا الوقت بالذات إعدام لبنان اقتصادياً ونقدياً، مقدار ما يبدو انه لا يزال حاجة اساسية للمجتمع الدولي، لهدف وحيد لا يخفيه المسؤولون اللبنانيون، وتحدّث عنه مراراً رئيس الجمهورية، وعبّر عن مخاوفه منه: ابقاء لبنان «مستودعاً» للنازحين السوريين الى ان يحين أوان حلّ مشكلتهم، وربما الى ما بعد حل المشكلة هذه دونما الخوض في عودتهم. تالياً يصبح «المستودع» مفيداً بغية تفادي موجة هجرة هؤلاء الى الدول الأوروبية التي تريد التخلص من عبئهم الاجتماعي عليه.

في ذلك مغزى ان مؤتمر سيدر «لن يتخلى عن لبنان». لكنه لن يصدّق ايضاً ان ما طلبه في نيسان 2018 هو نفسه ما خلصت اليه موازنة حكومة الحريري.

 

هل يعرقل حلفاء النظام السوري ترسيم الحدود اللبنانية؟

منير الربيع/المدن/الأحد 26/05/2019

يوم سعى الاميركيون لإنجاز ترسيم الحدود البرية والبحرية، ركزوا في مفاوضاتهم، على فصل الترسيم بينهما. وكانت غاية الأميركيين فصل مسار التفاوض اللبناني عن مسار التفاوض السوري، كي لا تدخل سوريا كعامل معرقل أو مؤجّل للمفاوضات. لذا كان موقف المسؤولين اللبنانيين، وخصوصاً حزب الله والرئيسين نبيه بري وميشال عون، رفض هذا الفصل، مشدّدين على وجوب التلازم بين المسارين. والتلازم في الترسيم البرّي والبحري لا يخرج عملياً عن معادلة وحدة المسار والمصير، أي عدم فصل لبنان عن سوريا في المفاوضات لترسيم الحدود مع العدو الإسرائيلي.

الهمّ الأميركي

يفترض أن يعود المبعوث الأميركي ديفيد ساترفيلد في اليومين المقبلين إلى بيروت لاستكمال مباحثاته بغية الاتفاق على التقنيات اللوجستيّة المتعلّقة بآلية إطلاق المفاوضات برعاية الأمم المتحدة. لكن وفق ما تشير بعض المعلومات، حتى لو بدأت هذه المفاوضات، لن يكون بالإمكان الحديث عن ترسيم الحدود بالمعنى الرسمي. إنما أقصى ما يمكن الوصول إليه هو وضع خط أزرق بحري مشابه للخطّ البرّي، من شأنه إتاحة الفرصة لبدء عملية التنقيب عن النفط، وذلك بهدف عدم فصل مسار التفاوض اللبناني عن السوري. يتركز الهمّ الأميركي حالياً على منع حصول أي تطورات أو توترات على الحدود، بغية إيجاد تسوية لاستخراج النفط. ولكن يبقى السؤال الأساسي حول وحدة الموقف اللبناني من تلازم المسارين. وهنا تشير مصادر متابعة إلى أن كل القوى السياسية في لبنان مهتمة بالشروع في التنقيب عن النفط لما للأمر من فائدة أساسية تعود على الاقتصاد. وتوضح المصادر أنّ التلازم بين المسارين لن يكون جدياً كما يصوّره اللبنانيون في الإعلام. والمفاوضات عندما تبدأ ستبدأ من نقطة الناقورة، أي آخر نقطة برّية يمكن الانطلاق منها لإنجاز الترسيم في البحر. أمّا الحدود البرّية شرقاً وصولاً إلى مزارع شبعا فستكون مؤجّلة، جرّاء عدم الاتفاق مع النظام السوري.

عرقلة النظام السوري

وفق ما تؤكّد المعلومات، على الرغم من إقرار النظام السوري شفهيّاً بلبنانية مزارع شبعا، إلا أنّه غير مستعد على الإطلاق تسليم أي خرائط تثبت ذلك، كونه لا يريد التخلّي عن أي ورقة تفاوض في وسعه استخدامها، خصوصاً أنّ النظام السوري يعتبر أنّ لديه إشكاليّة في ترسيم الحدود بين سوريا وفلسطين، تعود إلى ما قبل العام 1967. فسوريا سيطرت على أراضٍ فلسطينية، وكان الوجود السوري يتعدّى الحدود الدوليّة المتّفق على تقسيمها، لجهة طبرية، وطالب حافظ الأسد دائماً بالعودة، من خلال المفاوضات، إلى ما قبل العام 1967. وهذا الواقع الفلسطيني السوري يسري على لبنان ومنطقة مزارع شبعا.

ولا تقتصر الإشكاليات مع النظام السوري على الحدود البرية جنوباً، بل تنسحب على طول المناطق الحدوديّة المشتركة بين البلدين براً وبحراً من جانب الحدود الشمالية، حيث يمتدّ الخلاف على مساحة ألف كيلومتر مربّع. ويرتبط الإشكال بشقّين سياسي ومالي. وبالتالي لا يمكن الشروع في الترسيم براً وبحراً مع العدو الإسرائيلي من دون إنجاز الترسيم مع سوريا. ولذا تتوقّع مصادر متابعة أن يشكّل هذا الملف عنواناً خلافياً كبيراً في الفترة المقبلة، خصوصاً أنّ النظام السوري لا يريد ترسيم الحدود مع لبنان لأسباب عديدة ومعروفة. أوّلها عدم اعترافه بترسيم بعض المناطق الحدودية، وثانيها الاحتفاظ بورقة كبيرة للتفاوض.

صفقة القرن

سيذهب النظام السوري وبعض حلفائه إلى ربط الحديث حول ترسيم الحدود بملفات أخرى، مثل صفقة القرن، وفرض وصاية دوليّة على المناطق الحدوديّة بين لبنان وسوريا، لرفض إنشاء أبراج مراقبة وتعميمها على كل الحدود، شبيهة بالأبراج البريطانيّة في عرسال والهرمل. فالنظام السوري سيرفض وجود ما يشبه وصاية أو مراقبة دولية على الحدود اللبنانيّة السوريّة، كون الأمر يتعارض مع مصلحته في هذه المرحلة، خصوصاً لجهة ضبط معابر التهريب غير الشرعي. كما أنّ النظام سيربط هذه الملفات كلّها، بمعادلة إخراج السلاح الفلسطيني من المخيّمات بغية عرقلة مفاوضات ترسيم الحدود. علماً أنّ المطلب الأخير سيوقع الفريق الموالي للنظام السوري في تناقض، إذ أنّ بند إخراج السلاح الفلسطيني من المخيمات أقرّ بالإجماع على طاولة الحوار في العام 2006، في الجلسة عينها التي أقرت فيها لبنانية مزارع شبعا، لكنّه رفض لاحقاً البحث في ملف السلاح الفلسطيني. وعندما أثار وليد جنبلاط أخيراً ملف مزارع شبعا وضرورة ارتباطه بعملية الترسيم، شنّ هذا الفريق هجوماً عليه، داعياً إلى الالتزام بمقررات تلك الجلسة. فكيف لهذا الفريق الخروج على مقرّرات تلك الجلسة في ما يتعلق بالسلاح الفلسطيني في المخيمات؟

المزيد من العراقيل

للتذكير، عندما أقرّت طاولة الحوار تلك القرارات في العام 2006، اتخذ النظام السوري موقفاً عنيفاً جداً تجاه لبنان، معتبراً أنه أسقط معادلة وحدة المسار والمصير، وكرّس مبدأ الفصل بين السلاحَين المقاومين اللبناني والفلسطيني عن بعضهما البعض وعن الموقف السوري. كما أنّ الاجتماع الذي عُقد بين الرئيس سعد الحريري وأحمد جبريل، في العام 2007 واستمرّ لسبع ساعات، من أجل البحث في كيفيّة تفكيك تلك المخيّمات ونزع الأسلحة منها، لم يفض إلى أي نتيجة. لذا فإن استحضار ملف المخيمات الفلسطينية المنتظر، ما هو إلّا لعرقلة مسار ترسيم الحدود، خصوصاً أنّ بعض المناطق الحدودية بين لبنان وسوريا، خاضعة لسيطرة حزب الله، وبعضها الآخر خاضع لسيطرة الجبهة الشعبية القيادة العامة. يوحي السياق العام للأمور بأن هناك مساعي من قبل بعض القوى لعرقلة مسار التفاوض حول الحدود البرية والبحرية مع العدو الإسرائيلي، خصوصاً أن ثمّة طرحاً أساسياً يتمّ تحضيره، سيتركّز على أنه لا يمكن إنجاز هذه المفاوضات قبل تعديل القرار 1701، ما يعني إدخال المسألة في نفق آخر سيصعب الخروج منه.

 

خمسة أشهر على إنخساف أوتوستراد الجنوب.. من المسؤول؟

صفاء عيّاد/المدن/الأحد 26/05/2019

مضت خمسة أشهر على تضرر أوتوستراد الجنوب، وإنهيار الجبل المحاذي له عند بلدة برج رحّال، بسبب العواصف التي حصلت في فصل الشتاء، ولم يتمّ إصلاحه إلى حدّ الساعة. وقد قطعت الأضرار التي لحقت بالأوتوستراد حركة المرور في الجزء المتجه من صور إلى صيدا، ما اضطر السيارات إلى أخذ طريق جانبي محاذٍ للأوتوستراد، متعرّج ولا يتّسع لمرور أكثر من سيارة واحدة، ما يتسبّب بازدحام خانق بشكل دائم. هذا الواقع دفع بالمواطنين إلى توجيه نداءات عبر مواقع التواصل الاجتماعي إلى وزير الأشغال العامة يوسف فنيانوس للتحرك وإصلاح الطريق. وبعد طول معاناة، فوجىء الجميع بفتح الأوتوستراد بشكل جزئي، عبر تخصيص مسرب واحد لحركة السيارات، يوم الإثنين الفائت في 21 أيار. لكن إتحاد بلديات ساحل الزهراني سارع إلى إغلاق الطريق خوفاً على سلامة المارة، وبسبب الضرر الذي قد يلحق بالسيارات.

تعدد الروايات

في متابعة "المدن" لهذه القضية، اعتبر رئيس بلدية برج رحال حسن حمود أن فتح الطريق بشكل جزئي أمرٌ مفاجئ، وعبارة عن مبادرة فرديّة لم يُعرف من قام بها. إذ لا يمكن لإتحاد بلديات قضاء صور أو إتحاد بلديات ساحل الزهراني فتح الطريق على مسؤوليتهما، تفادياً لتحمّل مسؤولية الحوادث التي قد تقع على الأوتوستراد. ورغم الحاجة الملحّة لوضع خطط لإصلاح الخلل الأساسي في الأتوستراد، كونه شُقّ في جبل مكوّن من تربة كلسية، وتكثر فيه الينابيع، وفق ما أكّد حمود، كلّفت وزارة الأشغال شركة الإتحاد، المنفذة لمشروع أوتستراد الزهراني-القاسمية إزالة الردميات وصيانة الإنخساف الحاصل وذلك بعد مرور شهر ونصف الشهر على انهيار الجبل. لكن عملية الجرف والحفر أدّت إلى تجدّد الإنخساف وإلى مزيد من الإنهيارات في الجبل، ما أدى إلى توقف الأعمال. علماً أنّ حل المشكلة أُلقي على عاتق الهيئة العليا للإغاثة المسؤولة عن الكوارث الطبيعية، وقد تمّ رصد ملبغ 15 مليار ليرة لبنانية لمعالجة الأوتوسترادات المتضرّرة جراء العواصف التي ضربت لبنان في فصل الشتاء، لكن الأموال ما زالت رهن إقرار الموازنة، كما أوضح حمود.

ليست من مهام "الأشغال"

في إتصال مع "المدن"، لفت رئيس إتحاد بلديات ساحل الزهراني علي مطر إلى أن المماطلة في معالجة الأضرار الحالية مردّها إلى الخلافات بين مجلس الإنماء والإعمار ووزارة الأشغال، حول العيوب التي طالت تنفيذ مشروع الأوتوستراد في العام 2008. ووفق مطر، أبلغ رئيس قسم العمليات في وزارة الأشغال، المهندس محسن طليس، الإتحاد إن الوزارة ستعالج الأعطال بشكل مؤقّت لتسيير حركة المارة، في إنتظار بتّ المعنيين بقضية التلزيمات والبدء بالأشغال. لكن اللافت نفي مدير مكتب وزير الأشغال شكيب خوري، ما نُقل على لسان رئيس قسم العمليات في الوزارة. وأوضح لـ"المدن" إن "الملف ليس من مهمتنا، بل أصبح بعهدة الهيئة العليا للإغاثة، المسؤولة عن عمليات التلزيم. وبالتالي لا تملك الوزارة أي معلومات عن توقيت البدء بالأعمال".

الإغاثة لا تغيث

في حديث إلى "المدن" أكّد الأمين العام للهيئة العليا للإغاثة اللواء محمد خير، أنّ مرسوم البدء بالأعمال وُقّع منذ ثلاثة أيام، بعد أن أنجزت شركة "خطيب وعلمي" الدراسة المطلوبة لمعالجة الإنهيار. ووعد الخير ببدء الأعمال بعد عطلة عيد الفطر. لكن في المقابل ليس لدى الخير معلومات عن الكلفة الإقتصادية للمعالجة، و لا حتى  أي جواب عن الخطة الإصلاحية لمعالجة إنهيارات الجبل المحاذي للأوتوستراد، خصوصاً أن تربتها هشّة ومعرّضة للإنزلاق الدائم.

مثل المعتاد

قضية هذا الأوتوستراد تشبه بقية القضايا العامة المتعلقة بتنفيذ المشاريع والإنشاءات وطرق معالجة الأضرار التي تلحق بها. وتطرح التساؤلات حول سياسة "تقاذف المسؤوليات" بين المسؤولين والتهرّب من كشف الحقائق إلى الرأي العام. فصحيح أن الكُرة رميت بمرمى الهيئة العليا للإغاثة، لكن من الواضح بأن وزارة الأشغال غائبة عن دورها المفترض، وتحاول رفع المسؤولية عن كاهلها بشتى الطرق. وإلى حين بدء الأعمال والإنتهاء منها، سيبقى الأوتوستراد مقفلاً أمام المواطنين والسيّاح، أقله خلال فصل الصيف والموسم السياحي الموعود.

 

المواجهة الأميركية ـ الإيرانية: أي ثمن سيدفعه لبنان؟

نبيل الخوري/المدن/السبت 25/05/2019

أي سيناريو ينتظره لبنان في ظل الأزمة الحادة بين الولايات المتحدة الأميركية وإيران؟ سؤال يفرض نفسه على الأجندة السياسية، لأن هذا البلد سيتأثر بنتائج الأزمة، أياً يكن المسار الذي ستتخذه. لن يسلم لبنان من التداعيات، سواء اندلعت حرب مباشرة أو حتى عمليات عسكرية محدودة، أو في حال اقتصر الأمر على استمرار التحدي بينهما، وما يتخلله من استمرار للتصعيد السياسي والدبلوماسي الأميركي وللعقوبات الاقتصادية المشددة ضد إيران، مقابل استخدام الأخيرة لما تمتلكه من أوراق قوة، تحديداً ورقة تخصيب اليورانيوم بدرجات تفوق ما يسمح به الاتفاق النووي، وورقة الحلفاء المحليين في دول الشرق الأوسط. وبطبيعة الحال، سيكون لأي تسوية يبرمها الطرفان وقعاً على لبنان.

سيناريو الحرب المباشرة

إذا تحوّلت الأزمة إلى حرب أميركية ـ إيرانية مباشرة، ستكون مرتفعة الحدّة ومدمرة ومكلفة. وعند انطلاق الشرارة الأولى، قد ينحصر نطاقها الجغرافي في إيران ومنطقة الخليج. لكن ما الذي يضمن عدم توسع نطاقها لتشمل مناطق أخرى في الإقليم، لا سيما لبنان، حيث يتمتع حزب الله، حليف إيران، بقوة لا يستهان بها؟ وفي حال فضلت طهران عدم إشراك الحزب في حربٍ كهذه، من يضمن أن تحيّد واشنطن الجبهة اللبنانية؟ قبل التكهن بالإجابة، لا بد من العودة إلى التاريخ، لا سيما إلى عام 1941. فقبل مشاركة الولايات المتحدة في الحرب العالمية الثانية، كانت الدبلوماسية مستنفرة ضد محاولات ألمانيا النازية وإيطاليا الفاشية الوصول إلى الشرق الأوسط للسيطرة عليه. و"في أيار 1941، زار القنصل العام الأميركي في بيروت، كورنيليوس فان إنغيرت، بكركي وأبلغ البطريرك أنطوان بطرس العريضة، بأن واشنطن قلقة من تعاون حكومة فيشي الفرنسية مع هتلر، ومن التسهيلات التي يقدمها الفرنسيون في لبنان وسوريا للقوات الألمانية والإيطالية، التي كانت تستخدم مطارات عسكرية لدعم تمرد ضد البريطانيين في العراق آنذاك. تعلق الأمر حينها برسالة مفادها أن واشنطن تدعم عملية الإعداد لمعركة خاضتها القوات البريطانية وقوات فرنسا الحرة ضد قوات فرنسا-فيشي في لبنان وسوريا، وانتهت بانتصار الطرف الأول"، وفق ما ورد في رسالة ماجستير في التاريخ للمؤلفة فاليري إيلين أزهري، في معهد العلوم السياسية في باريس عام 2003.

التذكير بهذه الواقعة، يفيد للقول إنه في حال وقعت حرب كبرى وحاسمة بين أميركا وإيران، فمن الصعب تصور أن واشنطن سترضى بتحييد لبنان، على الرغم من أن المؤشرات الصادرة عن الطرفين المعنيَيْن تعكس عدم رغبة أي منهما بمواجهة مفتوحة ومباشرة: عدم توجيه اتهام رسمي أميركي لإيران بشأن الاعتداء الذي استهدف أربع سفن تجارية إماراتية وسعودية (ونروجية) قبل نحو أسبوعين، يعني في الدبلوماسية، أن واشنطن تتريّث وتفضّل عدم صب الزيت على النار وتجنّب خروج الوضع عن السيطرة في الوقت الراهن.كما أن مساعي التهدئة أو محاولات بعض الدول لإطلاق وساطة، من شأنها تأخير خيار الحرب، إنْ لم تنجح في استبعادها نهائياً على قاعدة حل يرضي الطرفين.

فاتورة المواجهة المحدودة

في المقابل، ثمة مؤشرات تفيد بأن السيناريو المحتمل يتعلق بمواجهات محدودة أو غير مباشرة، قد لا يريدها الإيرانيون، لكن قد تنوي الولايات المتحدة، بالتنسيق مع حلفائها، استدراجهم إليها من خلال لعبة الفعل ورد الفعل.

فإدارة الرئيس دونالد ترامب، لجأت إلى خيار التصعيد التدريجي ضد إيران وأقدمت على خطوة تصعيدية تلو الأخرى، بدءاً من الانسحاب من الاتفاق النووي قبل عام، مروراً بعودة العقوبات مع استثناءات، وصولاً إلى إلغاء الاستثناءات أخيراً. ثم بدأ الحديث عن عزم طهران الرد على هذا التصعيد من خلال التخلّي عن الاتفاق النووي. كما جرى تسريب شائعات مفادها أن إيران تنوي الرد ميدانياً في العراق، من خلال استهداف المصالح أو القوات الأميركية. فأرسل الأميركيون تعزيزات عسكرية إلى منطقة الخليج، قبل أن يعلنوا منذ أيام أن هذه التعبئة حققت الغاية منها، أي "ردع إيران"، بعد تحذيرها من مغبة القيام بخطوة عدائية ضد المصالح الأميركية.

استجابة طهران، ولو بشكل ضمني لهذا التحذير، لن تعني أنها ستتخلى عن نيّتها إعادة تنشيط برنامجها النووي بعيداً عن قيود اتفاق عام 2015، الذي انسحبت منه واشنطن. ومن المرتقب، حسب الموقف الرسمي الإيراني، أن تبدأ عمليات تخصيب اليورانيوم بمعدلات غير مسموح بها وفق هذا الاتفاق، في غضون شهرين، إذا أحجم الأوروبيون عن تلبية شروط طهران المتمثلة في الالتفاف على العقوبات الاقتصادية الأميركية. من شأن خطوة كهذه أن تفتح الباب أمام رد فعل أميركي جديد. فتُصدِر واشنطن الأوامر لقواتها المتأهبة في الخليج لتنفيذ خطة (قيد الإعداد) لتوجيه ضربة محدودة لمنشآت نووية إيرانية، أو تُعطي الضوء الأخضر للإسرائيليين لتوجيه ضربة محدودة ضد تلك المنشآت، فيتم في الحالتين استدراج طهران إلى الرد، مع رمي الكرة في ملعبها في ما يتعلق بحصر المواجهة أو بتحويلها إلى حرب مفتوحة ومباشرة مع الأميركيين. والحال أن لبنان سيكون مرشحاً لدفع فاتورة التصعيد العسكري المحتمل.

من المواجهة إلى التفاوض؟

في لحظة الأزمات الدولية التي تضع صناع القرار في وضعية تجعلهم يتصرفون وكأنهم على وشك الدخول في مواجهة مسلحة، يُفترض أن يتبادر إلى أذهانهم أحد تعاليم الجنرال والمخطط الاستراتيجي العسكري الصيني، سون تزو (Sun Tzu 496-544 قبل الميلاد) عن أهمية كسب الحرب من دون قتال. أي أن يتم إخضاع الخصم من دون استخدام القوة العسكرية، والحصول على المكاسب المبتغاة، من دون دفع الأثمان التي تترتب عن الحرب. لعل هذا ما سيسعى إليه قادة كل من الولايات المتحدة وإيران. فتقودهما حسابات الربح والخسارة إلى احتواء التصعيد ومنع تحوّله نحو أي شكل من أشكال الصدام المسلح. هذا يعني أن تخلّي إيران عن الاتفاق النووي لن يُقابَل بأي رد عسكري. لكن سياسة ليّ الذراع التي تعتمدها واشنطن ضد طهران، سترد عليها الأخيرة من خلال إعطائها مزيداً من الزخم للتحدي الذي يدور أساساً بينهما، مستفيدةً من نفوذها الإقليمي، لا سيما في العراق واليمن وسوريا ولبنان. قوة إيران ستترجم في قدرتها على تعطيل مسار سياسي هنا وتسوية هناك.

لبنانياً، ثمة استحقاقات عديدة يمكن لإيران أن تحوّلها إلى مناسبات لاستعراض القوة، بدءاً بملفي "سيدر" وترسيم الحدود والنفط، مروراً بملف الانتخابات الرئاسية المقبلة، وصولاً إلى ملف الاستراتيجية الدفاعية وسلاح حزب الله. يتعلق الأمر إذاً بمسائل تهمّ الأميركيين. ستذهب بالتالي إيران إلى المفاوضات مع الولايات المتحدة، بعد حين، وفي يدها أوراق قوة تعزز وضعيتها التفاوضية، على الرغم من ضعفها الناتج عن الاختناق الاقتصادي والمالي الذي تراهن عليه واشنطن لتركيعها. في ظل معطيات كهذه، سيقدّم الطرفان تنازلات متبادلة في حال كانا يأملان بالوصول إلى تسوية نهائية وشاملة تتعلق بكل الملفات الخلافية، ومن ضمنها الملف اللبناني.

 

إلغاء الحسابات المشفرة يحصّن المصارف ولا يضرّ حزب الله

عماد الشدياق/المدن/السبت 25/05/2019

في أعقاب الزيارة التي قام بها وفد من جمعية مصارف لبنان إلى الولايات المتحدة، منتصف الشهر الحالي، والتقى خلالها مسؤولين في وزارة الخزانة الأميركية ووزارة الخارجية ومجلس النواب الأميركي والكونغرس، أصدرت الجمعية، قبل أيام، تعميماً يتضمن توصية من مجلس إدارتها، موجهاً إلى المصارف العاملة في لبنان، تقضي بالتوقف عن فتح الحسابات المرقمة (المشفرة)، وبإقفال تلك الموجودة، في أقرب وقت. وفُهم من التعميم أنه موجه ضد جهات داخلية، متهمة بغسيل الأموال أو بالإرهاب، ويستهدف خصوصاً "حزب الله". تواصلت "المدن" مع جمعية المصارف، التي أكد مصدر فيها أن التعميم جاء بعد وعد قطعه الوفد للجهات الأميركية بالتخلي عن تلك الحسابات، لكن في الوقت نفسه قلل من أهمية هذا التعميم، وأعتبره "لزوم ما لا يلزم"، لأن هذا النوع من الحسابات بات من الماضي الغابر، وأن التعميم جاء بطلب أميركي من باب إظهار التزام المصارف باجراءات مكافحة غسيل الاموال وتمويل الإرهاب، مثنياً على نجاح الزيارة إلى واشنطن، التي أكدت تحييد المصارف اللبنانية عن أي عقوبات مستقبلية.

الجهات الرقابية

مصدر آخر في مصرف لبنان كشف لـ"المدن" أن ضغوطا أميركية تُمارس منذ سنوات، للتخلص من هذه الحسابات، لضمان المزيد من الشفافية وتحصين المصارف العاملة في لبنان، نافياً أن تمس الخطوة مفهوم السرية المصرفية، التي باتت محاصرة أصلاً، بفعل خضوع الحسابات المشبوهة، إن وُجدت، لهيئة التحقيق الخاصة، التي تملك الحق بالتدقيق في تفاصيل هذه الحسابات وإحالة ملفاتها إلى المجلس المركزي في مصرف لبنان، الذي يقرر بدوره إحالتها إلى القضاء ورفع السرية المصرفية عنها حكماً، لتبليغ الجهات الخارجية بهويات أصحابها. وكشف المصدر أيضاً، أن لا علاقة لمصرف لبنان بتعميم جمعية المصارف، وهو لا يحمل أي صفة تنفيذية، ويأتي في إطار التمني "حرصا على المصارف المحلية، وبهدف حمايتها من أي مساءلة خارجية. فأي سهو في الابلاغ عن واحد من هذه الحسابات، قادر على توريط المصرف مع الجهات الرقابية الخارجية". فالمصارف المحلية، حسب المصدر، "ملزمة عند إجراء أي حوالة خارجية تزويد المصرف المراسل ببيانات وتفاصيل الحوالة والجهة المرسلة وكذلك الجهة المستقبلة، كما أنها ملزمة بالتصريح دورياً إن كانت تملك حسابات مرقمة (مشفرة) غير مصرح عنها. فإخفاء أمر كهذا، قد يورط المصرف حكماً بأزمة مع الجهات الرقابية الخارجية".

ماهية الحسابات المشفرة

لكن ما هي الحسابات المشفرة وكيف تُنشأ، وهل يمكن أن يُستفاد منها بمجال غسيل الأموال وتمويل الإرهاب؟ خبير مصرفي كشف لـ"المدن" أن المصارف أقلعت منذ مدة طويلة عن إنشاء الحسابات المشفرة، وآخر تجربة مع هذا النوع من الحسابات كانت خلال أزمة "بنك اللبناني الكندي"، الذي اتُهم بتمويل "حزب الله"، حين هُربت بعض أموال المودعين إلى مصارف أخرى، على شكل أمانات، خوفاً من العقوبات، لكن المصارف المستقبِلة عادت وصرحت عنها للمصرف المركزي والولايات المتحدة، بعد أن وضع المصرف المركزي شأنها بعهدته، من دون الكشف الكثير من تفاصيلها لواشنطن. الخبير شرح أن هذه الحسابات قد تكون نوعاً مما يسمى  Fiduciary Accountsينشئها غالباً رئيس مجلس إدارة المصرف أو مديره العام حصراً (الوظيفتان منوطتان بشخص واحد في أغلب المصارف المحلية)، وإن التعامل بها، إيداعًا وسحبًا، يحصل نقدًا وليس بموجب شيكات أو حوالات. بيانات هذه الحسابات وأرصدتها موجودة على أنظمة المصرف الالكترونية، لكن الاسم والمعلومات الخاصة بمالكيها محفوظة ضمن جدول ورقي أو رقمي في خزنة رئيس مجلس الإدارة حصراً. المصرف لا يدفع لها فوائد، ولا يمكن إجراء حوالات داخلية أو خارجية عبرها: "هي حسابات لأشخاص لها أسبابها الخاصة حتى تخفيها". لا إمكانية لمعرفة عدد هذه الحسابات في لبنان، لكن المصرف المركزي سبق وطلب من المصارف المحلية التصريح عن كامل هذه الحسابات (عدداً وأرصدة)، وبياناتها موجودة بعهدة مصرف لبنان لكن ليس ضمن دوائره الدنيا.

لا يضر حزب الله ولا يفيده

حسب الخبير، فإن المصارف التي كانت في الماضي تسوّق لنفسها من خلال خدمة الحسابات المشفرة، باتت اليوم لا تجرؤ على الإشهار بامتلاكها، خصوصا تلك الفاعلة في مجال الحوالات المصرفية مع الخارج عالمياً، لأنها لن تجد مفراً من التصريح بوجود هذه الحسابات لديها، فالاستمارة التي يرسلها المصرف المراسل دورياً مرة أو مرتين في السنة (Due diligence questionnaire) تتضمن خانة مخصصة للسؤال عن امتلاك المصرف المحلي هذا النوع من الحسابات، للتأكد من امتثال المصرف المذكور لاجراءت مكافحة غسيل الأموال وتمويل الإرهاب. وغالباً، يصعب على المصرف أن يخفي الحقيقة. لهذا السبب، تميل المصارف العاملة في لبنان، إلى التخلي عن الحسابات المشفرة، تفادياً لهكذا الالتباس، وأن الموجود منها يعود حكماً إلى ما قبل أزمة "اللبناني الكندي". ولدى سؤاله عن علاقة "حزب الله" المفترضة بالحسابات المشفرة، سخر الخبير من هذه الفرضية، واعتبر أن توقفها لا يضر بالحزب ولا يفيده، فهذه "حسابات لصوص وأمراء الحرب الأهلية وتجار السلاح والمختلسين". وقد نشطت هذه الحسابات في الماضي لإخفاء الأموال ضمن حسابات سرية. كذلك في حينه، كانت فروع المصارف غير موصولة تكنولوجيًا مع إداراتها المركزية، وكانت تنقل البيانات كلها فيزيائيا إلى الفرع الرئيسي وتُدخّل بالحاسوب كل يوم بيومه: "تلك الحقبة كانت ملاذاً لتلاعب مدراء المصارف، وسرقة الحسابات حينما يُتوفى أصحابها. كانوا يفتحون حسابات مرقمة (مشفرة) لتهريب الأموال المنهوبة إليها". أما ملاحقة "حزب الله" فشأنها مختلف، فالحزب حسب الخبير "يعلم جيدا آليات عمل القطاع المصرفي. أي حساب لمؤسسة تغذي الحزب بطريقة مباشرة أو غير مباشرة، أؤكد لك أن حاكم مصرف لبنان قادر كما رئيس مجلس إدارة المصرف ومن هم دونهما أن يعلموا بوجودها، وقد يحاولون اخفاء هويتها لحماية المصرف وإبعاد الشبهات عن القطاع. يتغير النظام الداخلي للمؤسسة المشبوهة خلال أسبوعين، تتبدل أسماء المالكين والمؤسسين.. وكأن الحساب اختفى وظهر خلافه. حزب الله أذكى من ذلك ولا يتصف بالغباء أصلاً".

حماية العملاء

صحيح أن الحزب غير موجود بهويته في القطاع المصرفي، لكنه حاضر من خلال أشخاص يملكون مؤسسات تجارية رسمية وشرعية. المصارف لها مصلحة بحماية هؤلاء الأشخاص لأنهم شرعيون، أكانوا أفراداً أو شخصيات معنوية، وهي تسعى دوما لإبعادهم عن أي شبهات بعلاقتهم بـ"حزب الله"، ليس حباً بالحزب وإنما بهدف الاستفادة من أموالهم كعملاء. قد يكون لهؤلاء علاقات مع الحزب من خلال التبرعات أو نقل الأموال من منطقة إلى أخرى في الداخل اللبناني أو خارجه، تحت ستار عمليات تجارية، وبالتالي حسابات تملكها شركات تجارية أو عقارية أو شركات استيراد وتصدير تعود لأشخاص شيعة معروفون بالأسماء، والمصارف لها مصلحة بحمايتهم والمحافظة عليهم لثقلهم المالي. وقد أدرجت بعض هذه الحسابات على اللائحة السوداء بعلم مصرف لبنان وهيئة التحقيق الخاصة، فأعطيت هويات مختلفة لتفادي العقوبات أو التجميد وعدم تضررها. ويسأل الخبير في الختام، "إن كانت ايداعات الحسابات المشفرة تحصل نقداً لدى رئيس مجلس الإدارة، وهو من يتولى إيداعها بهدوء، على مراحل، ولا يمكن الاستفادة منها بحوالات ودفوعات وشيكات، ألا يمكن الاستعاضة عنها بإيجار صندوق خزنة حديدية داخل المصرف بكلفة سنوية زهيدة؟".

 

مصرف لبنان تكّية النظام

عصام الجردي/المدن/الجمعة 24/05/2019

الوصول إلى خفض عجز موازنة 2019 إلى الناتج المحلي بواقع 7.6 في المئة  أكثر أو أقل، لا يعتمد على خفض النفقات وزيادة إيرادات الموازنة وحسب، بل وعلى مقدار النمو والناتج في 2019، المؤشر المعياري لبلوغ الحكومة هدف خفض العجز في نهاية السنة. فكلما تراجع الناتج المحلي كلما ارتفع العجز إلى الناتج والعكس صحيح. بصرف النظر عمّا إذا تمكنت الحكومة من وضع تقديراتها لنفقات الموازنة وإيراداتها موضع التنفيذ في نهاية السنة. وعلى جاري العادة، تزداد النفقات في نهاية سنة الموازنات، وتتراجع الإيرادات. لكن يكفي أن يحقق الناتج نمواً حقيقياً ملموساً كي يتم استيعاب الفجوات المالية المحتملة في نهاية السنة المالية. لا نرى أي إشارة للنمو المعياري في 2019.

خيبة وقنوط

من يمحصّ قليلاً في مسار مناقشات مشروع موازنة 2019، يمتلكه شعور بالخيبة والقنوط الكبيرين. أولاً، لا أثر لدور الموازنة الإقتصادي في 2019. لا نعلم حتى سيناريوات وزارة المال والحكومة حيال النمو الحقيقي المتوقع وإمكان تحققه فعلياً في نهاية السنة، كي لا يصمم خفض العجز إلى الناتج على وهم. ثانياً، سيطر رهاب خفض العجز المالي على الحكومة وتوجهاتها. ولأنها عجزت عن ولوج زيادة الإيرادات، الضلع الثاني الملازم لخفض العجز، راحت تسرب هي معلومات متضاربة عن مناقشات مجلس الوزراء حيال مصادر خفض النفقات. لرصد ردود الأفعال قبل الإقدام على خفضها في مشروع الموازنة. برز ذلك بوضوح في التعامل مع خفض معاشات تقاعد العسكريين، والأسلاك المدنية، وموظفي الإدارة العامة وغيرها. وفي درجات المعلمين والأساتذة الثانويين وتقديماتهم. وزير الإعلام يصرح. وزير الدفاع ينفي. العسكريون المتقاعدون في الشارع. والجمارك، وقسم كبير من الإدارة العامة والمعلمين والأساتذة الثانويين وغيرهم مضرب. وصلت السخرية إلى حدّ تساؤل وزير المال ورئيس مجلس الوزراء أكثر من مرة عن أسباب التحرك والإضرابات. "لأن كل ما يقال في الخارج ويسرب عن المسّ برواتب المتقاعدين والعاملين في القطاع العام لا أساس له من الصحة"! ومعروف للقاصي والداني أن كل تركيز المناقشات هو على مكتسبات العاملين في القطاع العام وبعض المؤسسات العامة والمصالح المستقلة ومصرف لبنان. الأجور والرواتب هي أصل تلك المكتسبات. وعليها تؤسسس معاشات التقاعد. وهي جزء لا يتجزأ من عقد العمل. هكذا تقول القوانين واتفاقات العمل العربية والدولية.

الإخلال بملاحق الأجر إنما يخل بالأجر والعقد. إلاّ مجلس وزراء لبنان لا يدرك هذه الحقيقة. وربما أدرك، لكن الإرادة السياسية ليست موجودة لولوج خفض العجز المالي من زيادة الإيرادات من حيازات تعود للدولة ومن حقوقها بجباية الضريبة والتكليف العادل والشامل.

ضريبة الدخل الموحّد

أن تصل البدائل إلى فرض مكوث على زجاج السيارات الداكن اللون، فأمر غريب لا يصدّق. ومحظور أساساً لغير الأجهزة الأمنية. يشرع الآن لتصبح الشوارع والأزقة مماراً للأشباح والريبة ورهاب المواطن. ونسأل، هل سيترك مستخدمو هذا النوع من السيارات الداكنة الزجاج بلا رقابة أمنية؟ هل يمكن تمييز مركباتهم عن مركبات الأجهزة الرسمية. كم ستدفع الدولة تكلفة رقابتهم ومطاردتهم حين الحاجة؟ دولة مفلسة سياسياً فاقدة الثقة بنفسها تُقدم على إجراءات كهذه. ولأنها كذلك تعوزها ثقة الشعب وتحوز ثقة الزبائن من لدنها ولدن قانون الإنتخاب المذهبي والطائفي المتخلف. هي ليست عاجزة عن توازن الموازنة بل ليست راغبة فيه. والسبيل طوع يدها ومرمى نظرها. أن تسترد حقوقها من الأملاك البحرية والبرية. وتجبي الضرائب وتحصل الرسوم. هذه أكثر من 7 مليارات دولار أميركي. الحل الأبسط، قانون ضريبة الدخل الموحد التصاعدية. هي وعاء ضريبي تنزل فيه كل أنواع الكسب الفردي والمؤسسي. يحد على نحو فاعل من التهرب الضريبي. ويوفر جهداً بلا طائل لجهاز الجباية المالية ورقابتها. ويحد من الفوضى العارمة حين إعداد الموازنة السنوية. لماذا لا يريدون هذا القانون أيضاً؟ هل يمكن وزير المال تقديم موجز وضع مالي عن الشهور الخمسة الأولى حتى نيسان 2019؟ وتوقعه لحزيران الشهر الذي ستستغرقه مناقشة مشروع قانون الموازنة في لجنة المال والموازنة والهيئة العامة؟ كي نقترب قليلاً من فك أحجية خفض العجز عن الشهور الستة الباقية من نهاية السنة. نحن ننفق على القاعدة الإثنتي عَشرية. ومطالبون بتصديق موازنة 2017 قبل إقرار موازنة 2019 ونفاذها. هل يمكن إفادتنا عن قطع الحساب، ومصير حسابات المالية العامة 1993 – 2017 المنجزة كما أُعلن رسمياً؟

وسادة النظام المريحة!

نعم، الخيبة والقنوط في القادم من الأيام. مرة أخرى تكّية يستريح اليها النظام للحفر في أزمة كيان ودولة. 11 تريليون ليرة لبنانية ديناً بفائدة 1 في المئة من مصرف لبنان. مرّ التصريح الغامض غير المفصّل من وزير المال بلا ردة فعل ولا تعليق. الغالبية الساحقة من الوزراء لا تدرك معنى التدبير وارتداداته. طالما لا يرتب أثراً على اعتمادات وزارتهم. العكس صحيح، يؤمن مصدر تمويل سهلاً. وهو الأسوأ في العادة. رياض سلامة يعطي السلطة السياسية ذخيرة لإطلاق النار على الليرة. كنا لنقول على نفسه أيضاً، لو أننا في بلد دستور ومؤسسات، ورجال تستحقهم مراكز المسؤولية ويستحقونها وليس العكس. حاكم مصرف لبنان الذي اضطر إلى استنفار نفوذه السياسي والإعلامي حين اقتربت جلسات موازنة 2019 من مناقشة العلاقة بين الحكومة وبين مصرف لبنان، لا يرى ضيراً في توفير صفقة دين ضخمة للدولة غير مسبوقة حجماً، وهو العليم أكثر من غيره بتبعاتها النقدية اولاً، والمالية والإجتماعية في المحصلة. من دون أن يكون لها أي أثر يذكر في الإقتصاد والنمو. في مثل هذه المنعطفات الخطيرة، يريد المواطن استقلالاّ لمصرف لبنان عن السلطة السياسية. كل ما يفعله سلامة يؤكد أن مصرف لبنان هو مصرف الدولة اللبنانية. لكنه لا يتعاطى معها بمفهوم المصرف التجاري كما منطوق قانون النقد والتسليف. ولو فعل لما حصل النظام السياسي على 26 مليار دولار أميركي ديناً من المصرف. سيضاف اليها 11 تريليون ليرة لبنانية أي نحو 7 مليارات و300 مليون دولار أميركي. عاطلة من العمل. لا الإقتصاد قادر على استيعابها وتحويلها اسثماراً منتجاً، ولا الدولة فاعلة في السبيل نفسه إذ توجه النفقات لسداد التزامات الحساب الجاري رواتب الموظفين وفوائد الدين العام. ومن الطبيعي أن ترتد السيولة على سوق القطع والطلب على العملات. لقد اعتاد النظام السياسي على سلامة وسادة مريحة لتمويل فشله السياسي. وسلامة شغوف بالبهرجة والترويج في لحظة مطالب فيها بالتوكيد على استقلال مصرف لبنان عن السلطة السياسية وعلى انتمائه إلى الدولة اللبنانية.

 

ذكرى التحرير: من التضامن إلى اهتزاز الوحدة

أحمد جابر/المدن/السبت 25/05/2019

الذكرى في ذاتها

سيبقى تاريخ 25 أيار يوف فخر للبنانيين، وسيكررون أنهم في هذا اليوم شهدوا خروج قوات الاحتلال الصهيوني من الأرض، التي أقام فيها بالقهر والعدوان لسنوات طويلة. التاريخ معزولاً عن تداعياته اللاحقة، يجب حفظ "عزلته" عن ملاحقه السياسية والاجتماعية، إذ سيكون من شأن كل دمج بين إنجاز التحرير وبين توظيفه اللاحق، توجيه سهام النقد والتشكيك إلى ذات الإنجاز ومضمونه. وهذا ما يستدعي خلطاً واختلاطاً، ينفي الواقع ومقدماته التي جعلت التحرير واقعاً، ويسقط التراكمات الأولى ومعناها الثمين، سياسياً ووطنياً، في معرض رفضه للتراكمات والمعاني اللاحقة، التي بدَّدت رصيد التحرير وبعثرت الثمين من معانيه ومن مضامينه الوطنية والاجتماعية. الاحتفال بيوم التحرير فعل وطني لبناني، لا يجب أن يكون موضوعاً خلافياً بين اللبنانيين، والتباين حول قراءة ما بعد هذا اليوم يجب أن يظل فعلاً وطنياً أيضاً، بحيث لا تكون الموافقة على الاحتفال ممراً إلى رحاب الصفة الوطنية، ويكون الاعتراض على "أيديولوجيا" الإحتفالية باباً خلفياً يُدفع من خلاله كل معترض على تقاليد وصنمية وجمود البيان الانتصاري.

أهل التحرير

الدعوة إلى الاحتفال وطنياً، بحدث التحرير، تستدعي دعوة المحتفلين رسمياً به، إلى مغادرة الاستحضار الأحادي المنحاز لفئة "تحريرية" وتعمُّد استبعاد فئات أساسية غيرها، كانت هي الفئات التأسيسية لفعل المقاومة الوطنية اللبنانية، عندما كانت قوات العدو الصهيوني في قلب العاصمة بيروت، وظلَّت الفئات إياها صاحبة الفعل الميداني الأول في عملية التحرير الذي تمَّ على مرحلتين، الأولى وكان تاريخها في عام 1985، والثانية وكان تاريخها في عام 2000.

قسمة التحرير قسمة عادلة بين أهله، لا يغيب عنها أن الشطر الأكبر من الأرض اللبنانية المحتلة جرى استرجاعه في عام 1985، وكان صاحب الفضل الأول فيه الشيوعيون اللبنانيون، على تعدد أسماء تنظيماتهم، هؤلاء الذين كان لهم أيضاً سبق الإعلان التاريخي، إلى الدعوة إلى قتال الاحتلال وإلى تأسيس جبهة المقاومة الوطنية في 16 أيلول عام 1982. الاعتراف بالدور النهائي المميَّز للمقاومة الإسلامية عام 2000، يجب أن يسبقه الاعتراف، ودونما التباس، بالدور المميَّز للمقاومين الذين رسموا درب المقاومة الوطنية، ونهضوا بأعباء وتضحيات هذه المقاومة. نحن إذن أمام فعلين وطنيين: الاحتفال بالتحرير كيوم وطني عام، والتنويه بالمقاومين، كل المقاومين، الذين هم أبناء الوطنية اللبنانية العامة، الحريصين على صيانتها وعلى حمايتها من التهديد الداخلي، ومن الاستهداف الخارجي، من خلال كل السياسات الوطنية الجامعة الرشيدة.

تضامن الما قبل

ولم يكن المقاومون وحدهم من صَنَعَ "الاستقلال الثاني" بعد تحقيق مهمة طرد الاحتلال، ولم يكن العمل المقاوم عملاً تنظيمياً حزبياً فقط، بل إنه كان تعبيراً عن قبول كتل أهلية واجتماعية لخيار القتال ضد العدو، وعن إعلان إرادة الصمود في وجه آلته الحربية، وفي مواجهة خططه السياسية وأهدافها الموزعة على محطات زمنية عديدة. القبول الاجتماعي الذي تخالطه نكهة القبول الأهلي، شكل القاعدة العريضة للقوى الأولى التي بادرت إلى المقاومة الوطنية، وهذه الأخيرة كانت وريثة لمجمل نضال الحركة الوطنية اللبنانية، ووريثة في الوقت ذاته للقاعدة الاجتماعية التي جرت الإشارة إليها.

شهدت قاعدة القبول تبدلاً في ميزان القوى داخل بنيتها في حقبة التسعينات من القرن الماضي، فغلب على لوحتها لون الشيعية السياسية على صعيدين: صعيد تصدُّر قيادة العمل المقاوم من قبل الثنائية الشيعية، حركة أمل وحزب الله، وصعيد الدعم الخارجي الذي رعته الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وسهلت سبله ومكَّنت له السياسة السورية، التي أدارت "صمود" امتناعها عن الحرب وعن السلم بصمود اللبنانيين وبتضحياتهم الجسيمة. ولم يكن تبدُّل التوازنات في جسم العمل المقاوم وفي قاعدته تبدلاً تقنياً، بل كان أقرب إلى التحوُّل الذي نقل جوهر المقاومة من موقع وطني داخلي إلى آخر، وجعل مقاييس وشروط نقاشها والاتفاق معها أو الافتراق عن رؤيتها، مقاييس تلامس الخاص الداخلي أكثر فأكثر، بالتناسب مع الانزياح المتوالي للمقاومة بكليّتها، صوب الخاص الخاص بها، أي بعيداً من العام الوطني الذي شكل قاعدة التضامن اللبناني الواسع مع مبدأ تحرير الأرض من الاحتلال، ومع تسهيل تمهيد السبل أمام هذا الهدف الوطني الكبير، من منطلق التنوع في الوحدة السياسية، حول تحديد العدو، وحول أولوية الانصراف إلى مقارعته. خلاصة ذلك: اتخذ التوافق اللبناني حول "المقاومة" أشكالاً عديدة، توزعت على الدعم العملي وعلى الإسناد الكلامي وعلى عدم المشاكسة أو التشويش على ضرورة إنجاز التحرير، ليكون لتلك الأطياف من اللبنانيين كلماتها من موقع المعترض، بعد أن أقامت في موقع المتفق، ودائماً لسبب وطني أملته المصلحة اللبنانية العامة.

خلاف الما بعد

القول بخلاف الما بعد مقصود لذاته، فهو يعيد ما ذكر بأن المقاومة ضد الاحتلال، خصوصاً في شطرها الثاني، أي مع المقاومة الإسلامية، لم يكن موضع خصومة من قبل اللبنانيين، كذلك تشرح كلمة الما بعد، نفي القراءة الأحادية لمعنى الوطنية، فتسقطها هذه الأخيرة فقط عن الذين ارتضوا أن يكونوا مادة عداء تؤازر العدو وتساهم في تنفيذ مخططاته. فَهْمُ الما بعد على هذا الوجه، هو المدخل الصحيح إلى مراجعة الحرب الأهلية اللبنانية، حين يكون الاعتراف والصفح والوعي وتمثل ما حدث والاستفادة منه، هو الدرس النقدي الأساسي لكل أطراف الحرب الداخلية اللبنانية، كذلك فإن هذا الفهم يؤسس لقراءة أخرى تقطع بين حربين: حرب اللبنانيين البينية، اي بين دواخلهم العديدة، والحرب ضد العدو الخارجي. هذا القطع الواعي يمنع تحويل الاحتلال إلى اقتتال آخر بين اللبنانيين، والنظر إليه بصفته امتداداً لحربهم الأهلية الأهلية. انطلاقاً من ذلك، قدمت الوقائع شواهد كثيرة على توظيف إنجاز التحرير، وعلى أيدي من وصلوا بالقتال إلى محطة انتصاره، في غير مطارح تطوير تضامن الما قبل، ليصير نواة اندماج داخلي في مرحلة الما بعد، ثم قامت وقائع كثيرة تثبت أن حرب اللبنانيين الساخنة ما قبل انطلاق المقاومة الوطنية والمقاومة الإسلامية، عادت لتصير حرباً باردة، أي من دون سلاح، لكنها ساخنة جداً على كل الجبهات الطائفية والمذهبية، حيث الأسلحة الأشد فتكاً، من التعصب والفئوية والسعي إلى الهيمنة والتلاعب بالوحدة الداخلية وعدم الاكتراث بكل مقومات المصير الوطني. وحدها المكابرة تستطيع الهروب من معاينة سوء الوضع اللبناني الحالي على كل صعيد، ووحدهم المكابرون يهربون من معاينة الاحتلالات التي بات يقيم في زنازينها اللبنانيون، فالكل محتل اليوم بالعوز وبالخوف من المستقبل وبعدم الاطمئنان إلى الحاضر، وبالتشاؤم مما قد يحمل الغد، وبالنفور من الآخر الذي تعددت صوره، فباتت المساكنة معه فعل اضطرار بعد أن سدّت سبل الخلاص والحوار.

وبعد ذلك

لقد استعاد اللبنانيون ما كان محتلاً من أرضهم، لكن من يفتي اليوم بكيفية تحريرهم من رهاناتهم وارتهانهم؟ كان اللبنانيون أقوياء فتحرروا، ثم ضعفوا واستضعفوا، فمن هو المسؤول عن سلب قوة اللبنانيين والاستيلاء على آمال أعمارهم؟ ومن نسأل؟ من أضاع إنجازاً ليس معنياً بالجواب، لكنه موضع مسؤولية ومساءلة، هذا حتى لا نقول إنه في مرمى أسئلة الإتهام. لقد اختمر الوضع اللبناني طويلاً فكانت له ثمار إيجابية ذات عقود، وكانت له ملامح اندماج وكان له نصر عظيم. انتصر اللبنانيون ثم انهزموا فعادوا سيرة القهقرى... من تضامن عابر إلى اهتزاز مستدام، وما زال السؤال يتكرر: كيف الوصول إلى "صنعاء" الوطن ولو طال السفر؟

 

ساترفيلد آتٍ لتحديد أسس التفاوض الحدودي

اسعد بشارة/جريدة الجمهورية/السبت 25 أيار 2019

يصل مساعد وزير الخارجية الأميركي ديفيد ساترفيلد الى بيروت الثلثاء المقبل لوضع أسس بداية التفاوض اللبناني ـ الإسرائيلي حول الترسيم المتزامن للحدود البحرية والبرية، برعاية الأمم المتحدة وبدعمٍ وحضورٍ أميركيَّين، وليس من المستغرب أن يتم التوافق في هذه الزيارة على تحديد موعد بدء الجلسة الاولى من المفاوضات، وبداية البحث في تشكيل الوفود المشاركة، علماً أنّ من المرجح أن يستضيف المكان نفسه في الناقورة الذي تجرى فيه المفاوضات العسكرية بين لبنان وإسرائيل برعاية الأمم المتحدة، التفاوض الجديد حول الترسيم. كانت أمام لبنان خيارات عدة منها قبول الوساطة الاميركية وقد قبل بها بعد شدّ وجذب، ومنها ايضاً الذهاب الى رفع دعوى امام المحكمة الدولية لقانون البحار، مع ما يعنيه ذلك من احتمالات الربح والخسارة، ومن احتمال انتظار أشهر او سنوات لبَتّ الدعوى، وهو بالطبع ليس في مصلحة المتقاضين بغض النظر عن طبيعة الحكم الذي سيصدر. توجز مصادر مطلعة على التفاوض الذي سيبدأ قريباً، رحلة الوصول الى الناقورة وما سيليها بالآتي:

ـ أولاً: انقسم الموقف اللبناني عند طرح المبادرة الأميركية الى قسمين، الأوّل مثّله رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة، قضى بالقبول بمبدأ فصل الترسيم البحري عن البري، خلاصة هذا الموقف تقول إنّ لبنان سيستفيد حكماً اذا ما انجز الترسيم البري، اذ سيكون في الموقع الايجابي امام المجتمع الدولي، وسيترجم ذلك بتلبية مطالبه في شأن الترسيم البحري. اما الموقف الثاني فقد أصرّ عليه رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي شدّد على التزامن بين الترسيمين، وهو ما حصل فعلاً، وخلاصة هذا الموقف، الخشية من أن يأتي الترسيم البري إذا أُنجز على حساب الترسيم البحري، وبذلك يكون لبنان قد خسر مئات الكيلومترات من المساحات البحرية لمصلحة اسرائيل.

ـ ثانياً: من المبادئ الثابتة التي إتُفِق عليها في التفاوض أنه سيجري في الناقورة وليس في نيويورك، وقد أصرّ الموقف اللبناني على أن تكون الناقورة مكان التفاوض، لكي لا يكسب الوفد الاسرائيلي مزايا تفاوضية معنوية مرتبطة بالمكان، وسيكون التفاوض بالطريقة نفسها التي اتُبعت في المفاوضات بين الجيش اللبناني والجيش الاسرائيلي برعاية قيادة قوات «اليونيفل»، أي لن يكون هناك تفاوض مباشر ولا كلام مباشر، على رغم من أنّ قاعة واحدة تضمّ المتفاوضين والامم المتحدة، والوفد الاميركي الذي سيشارك في التفاوض، كذلك ستتمّ المباشرة في تشكيل الوفد اللبناني الذي يضمّ حكماً مَن يمثل الجيش اللبناني، مع ترجيح أن يضمّ خبيراً أو أكثر في القانون الدولي له تجربة تسمح بإدارة نوع من التفاوض كهذا.

ـ ثالثاً: سيكون التفاوض البري الأهم حول النقاط التي وضع عليها لبنان تحفظاً، وأبرز النقاط الحدودية تلك التي تصل اليابسة بالبحر عند رأس الناقورة، وهي تبعد 500 متر من المقرّ الذي ستتم فيه المفاوضات. هذه النقطة على الخط الأزرق التي تطلق عليها نقطة «بي 1»، استطاع الجيش اللبناني بغفلة تفاوضية من اسرائيل أن يدخل اليها، بمرافقة قوات «اليونيفل» وأن يستحصل على إثباتات حول كونها ضمن الاراضي اللبنانية، وهي نقطة تعطي المفاوض اللبناني أرجحيّة في النقاش حول رسم الخط البحري، تجاوزاً لخط هوف، الذي بدأ ترسيمُه انطلاقاً من نحو 4 كلومترات داخل البحر وصولاً الى نهاية المياه الاقليمية للبنان ولفلسطين المحتلة، علماً انّ اسرائيل تطالب برسم الخط البحري من الـ«بي1» الى النقطة 1 عند الحدود البحرية اللبنانية القبرصية، فيما يطالب لبنان بالانطلاق من الـ«بي1» جنوباً داخل البحر، بما يمكنه من امتلاك المساحة البحرية التي يطالب بها، هذا فيما يعطي خط هوف لبنان ثلثي المساحة المتنازَع عليها.

في ظلّ كلام عن مطالبة اسرائيل مفاوضات مفتوحة زمنياً، وفي ظلّ الاستعداد لانطلاق المفاوضات العادلة، ستنطلق مرحلة تحديد الحدود البحرية وترسيمها، ما سيسمح إذا نجحت هذه المفاوضات بالبدء بتلزيم استثمار استخراج الغاز، ويرتبط نجاح هذه المفاوضات او فشلها، بمدى متابعة الولايات المتحدة الاميركية للمفاوضات، خصوصاً أنّ الاميركيين سيكونون الطرف الداعم لنجاح الترسيم، وهذا لن يتم من دون ممارسة ضغط حقيقي على اسرائيل.

 

"ترامب 2019" ينقلب على "ترامب 2018"

جورج شاهين/جريدة الجمهورية/السبت 25 أيار 2019

تفرض العودة الى 19 كانون الأول 2018 تاريخ إعلان الرئيس دونالد ترامب قراره الإنسحاب من سوريا عبر موقعه الخاص على «تويتر» إعادة نظر في ما تلاه. فعلى وقع الصدمة التي أحدثها هذا القرار لدى الحلفاء قبل الخصوم سارت الأمور بعكس شكله ومضمونه. وهو ما دعا الى التساؤل: هل فشل ترامب في تنفيذ قراره؟ أم انّ «ترامب 2019» إنقلب على «ترامب 2018»؟

يرى خبير عسكري عاين المرحلة التي تلت إعلان ترامب سحب الوحدات الأميركية من مواقعها في سوريا أنها كانت مرحلة مليئة بالأفخاخ والمفاجآت الصادمة التي اختلف في قراءتها حلفاءُ واشنطن كما أعداؤها. فالقرار بإخلاء منطقة التنف جنوب شرق سوريا عند مثلث الحدود السورية ـ العراقية ـ الأردنية وشمال شرق البلاد عند ملتقى نهر الفرات على الحدود التركية - السورية هو قرار متسرّع. فكيف إذا امتدت خريطة الإنسحابات الى المنطقة الشمالية - الشرقية الممتدة من ملتقى مجرى الفرات والحدود التركية وعلى طول الحدود الى مثلث حدودها مع سوريا والعراق؟

ويضيف هذا الخبير: «كانت ردات الفعل الأولى لا تصدَّق، وطُرحت مجموعة من الأسئلة وأبرزها على سبيل المثال لا الحصر:

- هل إنّ هناك مَن يتّخذ مثل هذا القرار في ظلّ المواجهة المفتوحة بين الحلف الدولي لمكافحة الإرهاب من جهة والحلف الروسي ـ الإيراني ـ التركي من جهة أخرى. وفي وقت ما زالت «داعش» تسيطر على مناطق واسعة بين الحدود السورية والعراقية وفي قلب الشمال السوري.

- وهل إنّ حصر الوجود الأميركي في مناطق وبقاع عراقية لوحدها من دون مراكز إنذار مسبق على الحدود السورية ـ العراقية يحتمل أيّ تفسير عسكري أو أمني منطقي ومقبول وخصوصاً أنه تزامن مع إصرار أميركي على إقفال الحدود السورية - العراقية امام القوات الإيرانية وحلفائها لقطع الطريق بين طهران وبيروت عبر بغداد ودمشق.

- وهل يمكن واشنطن أن تتخلّى عن أقرب حلفائها الأكراد الذين لم يبق لهم سواها على الساحة السورية وترك المنطقة التي يسيطرون عليها لقمة سائغة أمام أكثر من عدوٍّ يريد منها الكثير الكثير ولكل منهم سبب. فهي منطقة مطوَّقة من الجنوب بالجيش السوري والوحدات التي يديرها الحرس الثوري الإيراني و«حزب الله» ومن الشمال بالجيش التركي ومن الشرق بمناطق يسيطر عليها ما تبقى من قوات «داعش».

ولا يغفل الخبير نفسه كثيراً من الأسئلة الأخرى، قبل أن يعدّد بعض المحطات التي دفعت الى التريّث في تنفيذ القرار. فعلى وقع العدادات التي نصبها الروس والإيرانيون والأتراك لمواكبة التوقيت الأميركي للإنسحاب وفق مهلة المئة يوم التي أعطاها ترامب للتنفيذ، كانت الأنباء تتحدث عن رفض عدد من المؤسسات الأميركية هذا القرار. وتزامناً مع الرفض الصريح لوزير الدفاع السابق الجنرال جوزف ماتيس ومعه رئيس جهاز الأمن القومي جون بولتون وضباط المخابرات للقرار، كان القائد السابق للمنطقة الوسطى في الجيش الأميركي الجنرال جوزف فوتيل قد أعلن بعد يومين على صدوره أنه جاهز للتنفيذ على رغم من إدراكه صعوبة المهمة واستحالتها لكنه مجبرٌ على تنفيذ أمر رئاسي لا نقاش فيه ولا جدال.

وعندما رُصِدَت في حينه أولى تحركات الجيش الأميركي للانسحاب من منبج تعرضت قوة اميركية لتفجير انتحاري سقط فيه ضباط اميركيون ومتعاقدون مدنيون معهم فتوقف الانسحاب، وإندفعت بالقوات الأميركية لاحقاً ومعها وحدات قوات سوريا الديمقراطية «قسد» الى شنّ حملة عسكرية ضد مواقع «داعش» شرق مجرى الفرات والباغوز حتى إنهائها. وتزامنت هذه الخطوة مع تحذير أميركي مزدوج شديد اللهجة لأنقرة لمنعها من أيِّ عملية غرب الفرات، وللجيش السوري في اتجاه إدلب ومحيطها.

على هذه الخلفيات، عبرت مهلة المئة يوم التي أُعطيت للانسحاب، فانقلبت الأدوار والمحطات وبدأت خطوات تعزيز القوات الأميركية في المناطق التي كان الإنسحاب سيشملها بدلاً من إخلائها وتوسعت رقعة الإستنفار الأميركي من الأراضي السورية الى العراقية منها فتوحّدت الساحتان وبات الإنسحاب الأميركي من أيّ منهما ضرباً من الجنون.

ومن دون الدخول في كثير من تفاصيل تلك المرحلة ووقائعها المتلاحقة، يتوقف الخبير أمام التطورات التي أعقبت بدء العقوبات الأميركية على إيران وحلفائها في الأول من أيار الجاري المرحلة الأكثرَ تشدّداً، فارتفعت حدة المواجهة وفجّرت وحداتٌ من الكوماندوس البحري البواخر الأربع في ميناء الفجيرة وجاء الهجوم على محطتي الضخ للنفط السعودي على خط أنابيب يصل ما بين غرب المملكة وشرقها، لترفع من نسبة التوتر الى الذروة والتي زاد منها إطلاق صاروخ على مقرّ السفارة الأميركية في المنطقة الخضراء في قلب بغداد وهو ما عُدّ سلوكاً إيرانياً أعاد القوات الأميركية الى المنطقة بقوة.

عند هذه الروايات المتتالية للوقائع التي أنهت مفاعيل قرار الإنسحاب الأميركي من سوريا ـ يضيف الخبير - تتوالى الأنباء عن تعزيز المواقع الأميركية بترسانة من الأسلحة المتطورة. فإلى حاملة الطائرات التي انتقلت الى بحر العرب ومعها طائرات الـ«إيواكس» و«الشبح» وحاملات الصواريخ ومنصات «الباتريوت» الى المنطقة، لم يعد الأمر مستبعداً أن تعزّز القوات الأميركية مواقعها بالقوى البرية إن دعت الحاجة. وهو ما يرسم خطاً بيانياً ينهي فصلاً من فصول سياسة ترامب. فهو مَن وعد الأميركيين في حملته الإنتخابية بالإنسحاب من مناطق التوتر والعودة بأبنائهم الى الأراضي الأميركية ولكنه لم يفعلها، فنكث بوعد من وعوده التي ترجمها على اكثر من مستوى داخلي. وهو ما عزّز الإعتقاد بأنّ ذلك لن يكون له أيّ تأثير على شعبيته فالنهضة الإقتصادية التي تعيشها بلاده وتراجع نسبة البطالة الى 3،3% اعطته زخماً كبيراً لضمان قوته وحضوره الداخلي على أبواب مرحلة التجديد في 2020.

وعليه، وفي خلاصة القول الذي تقود اليه كل هذه المعطيات يمكن طرح السؤال: هل أتمّ «ترامب 2019» انقلابه على «ترامب 2018»؟ وهل من اسباب أخرى ستظهرها الأيام المقبلة لتثبيت قواعد هذا الإنقلاب.

 

19 عاماً على تحرير جنوب لبنان: ذهب الاحتلال وجاءت الهيمنة

يوسف بزي/موقع سوريا/25 أيار/2019

تحلّ اليوم ذكرى تحرير ما كان يسمى "الشريط الحدودي" في جنوب لبنان (25 أيار 2000). فقبل 19 عاماً، قررت إسرائيل الانسحاب من دون مفاوضات، أي بلا قيد أو شرط، من المناطق التي كانت تحتلها في لبنان، معلنة تنفيذها القرار الأممي 425.

وكان مجلس الأمن قد أصدر ذاك القرار، إثر الاجتياح الإسرائيلي الأول في آذار 1978، وتوغله مسافة 40 كيلومتراً حتى حدود المجرى الجنوبي لنهر الليطاني، طارداً "الفدائيين" الفلسطينيين وحلفائهم اللبنانيين بعيداً عن الحدود، بذريعة وقف عمليات التسلل إلى داخل إسرائيل كما عمليات قصف المستوطنات القريبة.

وكان هذا الاجتياح متداخلاً ومتضافراً مع إرادة إسرائيلية في المساهمة بمسار "الحرب الأهلية" اللبنانية، وهي المبتدئة عملياً في العام 1976 بدعم ميليشيات "جبهة اللبنانية" (اليمين المسيحي، اصطلاحاً). وكانت المنطقة الجنوبية التي احتلتها آنذاك، قد شهدت في سياق الحرب الأهلية معارك قرى وبلدات ومواجهات دامية بين منظمات فلسطينية ولبنانية يسارية وعروبية وإسلامية من جهة، ومنظمات لبنانية مسيحية وسرايا من الجيش اللبناني من جهة أخرى. فكان هذا الاجتياح أشبه بـ"نجدة" للآخيرين، الذين سرعان ما سيألفون ما سيدعى لاحقاً "جيش لبنان الجنوبي" بقيادة الضابط اللبناني سعد حداد، برعاية ودعم وتدريب وتسليح وأمرة الإسرائيليين.

وكان أهل الجنوب بأكثريتهم الشيعية، كما أبناء الجيش اللبناني، تنازعهم عداوة معلنة لإسرائيل ونقمة مكبوتة من الاستباحة المسلحة الفلسطينية لقراهم وحياتهم اليومية كما من أعمالهم العسكرية العبثية التي تستجلب انتقاماً إسرائيلياً مدمراً منذ العام 1969 (اتفاق القاهرة المشؤوم، الذي قضى بحرية "العمل الفدائي" وتخلي لبنان عن سيادته على الحدود). وكان يحدوهم أمل قديم وخائب أن تحتضنهم الدولة المركزية، التي لطالما أهملتهم وتركتهم في حرمان تنموي مديد. وعلى هذا التنازع والحيرة والخيبة، انضم بعض أولئك الشيعة أيضاً إلى "جيش العملاء".

على هذا النحو استتب لإسرائيل السيطرة على تلك المنطقة. وفي ذاك الوقت، كانت قوات النظام الأسدي قد دخلت لبنان عام 1976، وفق الاتفاق الشهير بين حافظ الأسد وهنري كيسنجر، بما يضمن احتواء منظمة التحرير الفلسطينية و"الحركة الوطنية اللبنانية" وكسرهما عسكرياً، تحت شعار "حماية المسيحيين" و"فرض السلام" و"مساعدة الدولة اللبنانية على بسط الأمن والاستقرار"، وبتعهد عدم تجاوز الخط الأحمر الذي وضعه الإسرائيليون عند مصب نهر الأولي على التخوم الشمالية لمدينة صيدا.

ظلت مفاعيل اتفاق كيسنجر - الأسد سارية حتى فجر السادس من حزيران 1982. كانت الحرب الباردة في عهد الرئيس الأميركي رونالد ريغان في أوجها، وكانت إسرائيل قد أنجزت اتفاقية كامب ديفيد مع مصر وانسحبت من سيناء، كما كان العراق ودول الخليج العربي في ذروة الحرب الشرسة مع إيران. كل الظروف كانت مواتية للقضاء على منظمة التحرير وإضعاف الأسد وإلحاق هزيمة معنوية وسياسية بالاتحاد السوفياتي، ومساعدة اليمين المسيحي اللبناني (بقيادة بشير الجميّل) على استعادة الحكم والإمساك بالدولة اللبنانية، تمهيداً لـ"تصفية القضية الفلسطينية"، ولفرض مفاوضات سلام مع الأسد شبيهة بمفاوضات السادات، وعقد معاهدة سلام مع لبنان وعودته إلى صلته التقليدية بالغرب وإلحاقه بفلك حلف شمال الأطلسي.

اندفعت ألوية الجيش الإسرائيلي داخل الأراضي اللبنانية. وخلال خمسة أيام كانت قد ألقت هزيمة مريعة بالجيش السوري

في ذاك اليوم الصيفي اندفعت ألوية الجيش الإسرائيلي داخل الأراضي اللبنانية. وخلال خمسة أيام كانت قد ألقت هزيمة مريعة بالجيش السوري، طيراناً ومدرعات ومشاة. كما تهاوت خطوط الدفاع الفلسطينية – اللبنانية على نحو مخز. في أقل من أسبوع كان الجيش الإسرائيلي قد بدأ بحصار بيروت. وفقط فيها استطاع المحاصرون الصمود لمدة شهرين ونصف الشهر، قبل أن يتم الاتفاق برعاية أميركية أوروبية على ترحيل المنظمات الفلسطينية وتوزعها على عدد من الدول العربية، وعلى إلقاء المنظمات اللبنانية لسلاحها. فيما بقي الجيش السوري محصور الانتشار ما بين وسط البقاع وشماله بالإضافة إلى سيطرته على المناطق الشمالية من لبنان (عكار وطرابلس).

لم يُكتب للسيناريو الإسرائيلي – الأطلسي النجاح، فقد رد الاتحاد السوفياتي بتعويض الأسد كل خسائره وشجعه أيضاً على إعادة تسليح المنظمات اليسارية والعروبية والإسلامية اللبنانية، بالإضافة إلى احتضان الأسد المنظمة الإسلامية الشيعية التي أسسها الحرس الثوري الإيراني في بعلبك (النواة الأولى لـ"حزب الله). والأهم، هو وقوع حدثين حاسمين: بدافع رفض أن تكون نهاية الحرب الأهلية بانتصار "اليمين المسيحي"، كما بدافع رفض الهزيمة والاحتلال الإسرائيلي، انطلقت في 16 من أيلول 1982 "رسمياً" أعمال المقاومة بسلسلة عمليات عسكرية ضد دوريات ومواقع الجيش الإسرائيلي في بيروت الغربية، أجبرته على الانسحاب سريعاً منها. وقبل ذلك بيومين فقط كان حبيب الشرتوني قد اغتال الرئيس المنتخب بشير الجميل في عملية تفجير خطط لها ببراعة الجهاز السري للحزب السوري القومي الاجتماعي بالشراكة مع جهاز المخابرات السورية (ويقال بمساعدة سوفياتية). وعلى الأثر، قامت ميليشيا "القوات اللبنانية" بقيادة إيلي حبيقة، وميليشيا "جيش لبنان الجنوبي" بقيادة سعد حداد بارتكاب مجزرة صبرا وشاتيلا انتقاماً لمقتل الجميّل، تحت أنظار ومراقبة وتشجيع أرييل شارون وزير الدفاع الإسرائيلي.

بعد ذلك، قام التنظيم الشيعي الوليد بسلسلة عمليات "انتحارية" استهدفت المقر الرئيسي للقوات الأميركية بالقرب من مطار بيروت ومقر القوات الفرنسية، ثم مقر الحاكم العسكري الإسرائيلي في مدينة صور، وبعدها تفجير السفارة الأميركية. كما توسعت عمليات المقاومة، التي بدأ يصلها المدد من دمشق مروراً بالبقاع، لتشمل عملياتها معظم المناطق التي يحتلها الإسرائيليون. وفي الوقت نفسه، واستئنافاً للحرب الأهلية ستبدأ الصدامات الدموية بين الدروز والمسيحيين في جبل لبنان، تحت شعار مزدوج "طرد الاحتلال الإسرائيلي وكسر حلفائه المسيحيين". وأيضاً، وفي خضم هذه الفوضى الناشبة، سيتسلل ياسر عرفات مع بعض قواته عائداً إلى مدينة طرابلس وجوارها، ومحاولاً إعادة تنظيم ما بقي من قوات له في البقاع، لتبدأ حرب خاصة بين الأسد وعرفات لا تقل ضراوة عن الحروب الأخرى.

تحت وقع كل هذا، سينسحب الإسرائيليون من الجبل ومن محيط بيروت، وستنسحب كل القوات الأطلسية بعد فشلها بكبح الاندفاعة العسكرية الآتية من البقاع والتي ستجتاح الجبل وصولاً إلى قلب الضاحية الجنوبية لبيروت، وتمنعها عن التورط في حرب باتت أهلية، خصوصاً بعد اكتشافها ضعف الجيش اللبناني الحليف والميليشيا المسيحية أيضاً. كما ستنهار "مفاوضات السلام" بين الحكومتين اللبنانية والإسرائيلية، ويسقط اتفاق 17 من أيار 1983.

تداخلت الحرب الأهلية مع "المقاومة الوطنية" ضد الاحتلال مع "العودتين" السورية والفلسطينية

تداخلت الحرب الأهلية مع "المقاومة الوطنية" ضد الاحتلال مع "العودتين" السورية والفلسطينية إلى الساحة الفلسطينية، مع ولادة منظمة أيديولوجية – دينية جديدة هي بداية تصدير الثورة الإيرانية الخمينية، لتكون عنواناً جديداً لفصل شديد العنف والقسوة، وتحولاً سياسياً واجتماعياً بالغ العمق والأثر في الجماعة الشيعية اللبنانية المتنامية عدداً ومقدرة ودوراً داخل التركيبة اللبنانية.

في هذه المعمعة، التي ستجدد الحرب الأهلية على نحو طائفي ومذهبي صريح، مكللة بمذابح شاملة وبتطهير سكاني، كما ستجدد أيضاً الصراع الأبدي العرفاتي – الأسدي بدموية شاملة (من معارك البقاع وطرابلس إلى حرب المخيمات لاحقاً)، ما كان ممكناً فصل "المقاومة" عن هذا السياق، بوصفها جزءاً من حرب الاستحواذ على لبنان والصراع عليه. مع ذلك، استطاعت المقاومة في أقل من ثلاث سنوات أن تفرض على الإسرائيليين انسحاباً واسع النطاق باتجاه الجنوب.

كان هذا الانتصار مقلقاً للأسد بقدر ما كان مهيناً للإسرائيليين. فالفصائل الأساسية للمقاومة كانت الأحزاب اليسارية (الحركة الوطنية سابقاً) التي لا تفك علاقاتها لا بعرفات ولا بأنظمة عربية داعمة لها كليبيا والجزائر عدا عن صلة الشيوعيين منهم المباشرة بالسوفيات، بما لا يناسب الأسد رغبته الثابتة بالإمساك بلبنان كما بمنظمة التحرير كما بصون دوره الإقليمي والدولي بوصفه الممسك بكل شيء. لقد باتت ورقة "المقاومة" بالغة الأهمية له.

ابتداء من العام 1985، سيبدأ حافظ الأسد بالتحالف مع إيران ومنظمتها المحلية، في حرب تصفيات متعددة الجبهات داخل لبنان: "العرفاتيين"، البعثيين العراقيين، الأحزاب الناصرية (أهمها "المرابطون")، الأحزاب اليسارية. سيبدأ التباين بين الأسد و"الاشتراكي" القائد الدرزي وليد جنبلاط، في لحظة تشهد انشقاق إيلي حبيقة ("بطل" صبرا وشاتيلا) ودخوله بالفلك الأسدي. وسيتولى ما سيعرف باسم "حزب الله" لاحقاً، اغتيال نخبة سياسيين ومفكرين وقادة عسكريين يساريين، وسيخوض بالتعاون مع "حركة أمل" الشيعية أيضاً، حرباً لتصفية كل المجموعات العسكرية والفصائل التي شكلت "جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية". وفي مرحلة لاحقة ستندلع "حرب الأخوة" بين أمل وحزب الله على مدار سنتين ضاريتين، في الوقت نفسه الذي كان "أمل" تُستنزف في "حرب المخيمات" ضد الفلسطينيين، وهي غارقة في معارك نفوذ يومية في شوارع بيروت، بما سينهيها عسكرياً في نهاية الثمانينات.

كان حزب الله يستثمر في هذا كله وينمو ببطء وثبات، ويشتغل على ضفتي السرية والعلنية، ويقوى بالدعم الإيراني الضخم، فيستأثر شيئاً فشيئاً بـ"المقاومة" ويسدد ضربات قاتلة للغرب وللأميركيين، عبر خطف الأجانب والطائرات المدنية والعمليات الخارجية، المتصلة بأجندة إيرانية ستتضح مع "إيران غيت" الشهيرة. كما سيباشر عملاً هائلاً في أدلجة المجتمع الشيعي وإعادة تشكيله فكرياً وشعورياً وسياسياً وتربوياً وطقوسياً، كمجتمع منتظم ومتناغم عقائدياً. وستكون "المقاومة" التي احتكرها هي المصهر الذي يصنع نسغ الجماعة وذاكرتها وروايتها "التأسيسية"، التي لا بد من أن تفرض إعادة نظر جذرية في تركيبة الكيان اللبناني.

أصبحت "المقاومة" مشروعاً استراتيجياً إيرانياً – سورياً (حزبلاهياً) لا يمكن التفريط به

على هذا المنوال، أصبحت "المقاومة" مشروعاً استراتيجياً إيرانياً – سورياً (حزبلاهياً)، لا يمكن التفريط به، ليكون حجر الأساس لـ"محور الممانعة" وضمان مصادرة لبنان تماماً لصالح هذا المحور.

عام 1993، وبالترابط بين مجريات مفاوضات السلام المتعددة المسارات، والمنطلقة قبل سنتين في مدريد، وتنامي أعمال "المقاومة الإسلامية" (حزب الله) المؤلمة للجيش الإسرائيلي، ورغبة الإسرائيليين أيضاً بفصل المسار اللبناني عن السوري، اقترحوا الانسحاب من جنوب لبنان على أن ينتشر الجيش اللبناني وحده هناك. تولت فرنسا إبلاغ الحكومة اللبنانية بهذه الفحوى. واستجاب فوراً الرئيسين رفيق الحريري والياس الهراوي للفكرة وأوعزا للجيش اللبناني بالإنطلاق نحو الجنوب. جن جنون السلطة السورية التي أمرت الجيش اللبناني بعدم التحرك، وبدأ حزب الله بقصف شمال إسرائيل وطار عبد الحليم خدام إلى باريس لتعطيل المبادرة. وانتشر شعار "وحدة المسار والمصير" و"لا لاستفراد سوريا أو لبنان" و"وحدة الجنوب والجولان". رد الإسرائيليون باجتياح ناري سمي "تصفية الحساب"، ألحق دماراً هائلاً في لبنان، بلحظة انهماكه بإعادة البناء والإعمار، وسبب تهجيراً واسع النطاق، وسقوط مئات القتلى. ومن يومها تم منع الحديث أو الكتابة عن القرار 425.

هكذا تأجل "التحرير". في العام 1996، حيث مرة أخرى وفي ذروة تأزم المفاوضات السورية الإسرائيلية ورفض الأسد للعروض الأميركية، ومحاولة منه ومن الإيرانيين لضرب المسار الفلسطيني، كانت عمليات التفجير القاتلة تضرب الداخل الإسرائيلي (حركة حماس والجهاد الإسلامي)، فيما يصعّد حزب الله عملياته لتتحول إلى قصف واسع للمستوطنات الشمالية. قرر الإسرائيليون تغيير هذا الواقع، فشنوا حرب "عناقيد الغضب" بمحاولة لكسر حزب الله وتغيير الموقف السوري وإعادة لبنان إلى المفاوضات. أدت الحملة الشعواء إلى المزيد من الدمار في البنية التحتية اللبنانية وخراب واسع النطاق في معظم قرى الجنوب وسقوط مئات القتلى. كان الثمن باهظ الثمن على المجتمع وعلى الاقتصاد وفي الأرواح والممتلكات. انتهت تلك الحملة بما عرف بـ"تفاهم نيسان" (برعاية فرنسية أميركية) اعتُبر مكسباً سياسياً للبنان ولرفيق الحريري شخصياً، لأنه نصّ على تحييد المدنيين بما يحرم الإسرائيليين من سلاح معاقبة السكان وخراب بيوتهم، لكن أيضاً بما يحرم "حزب الله" (والنظام السوري) من سلاح "قصف المستوطنات". وهذا سيكون بداية الحقد الأسدي على الحريري.

في أواخر ربيع العام 2000، وبعد الانسحاب الإسرائيلي المفاجئ والمحدود من منطقة جزين، بات واضحاً تصميم الإسرائيليين على الانسحاب الكامل، يومها قال الشيخ نعيم قاسم، نائب الأمين العام لحزب الله، إن الإسرائيليين يمارسون حماقة إن انسحبوا لأنهم يضعون المقاومة على حدودها، فيما كان تصريح فاروق الشرع أن "الانسحاب من طرف واحد هو مؤامرة". مؤامرة على وجهين: الرعب من فكرة فصل المسارين، والرعب من استحقاق انسحاب الجيش السوري بعد سقوط ذريعة تأجيله (الذي نصّ عليه اتفاق الطائف عام 1989)، بحجة وجود الاحتلال الإسرائيلي.

حدث الانسحاب يوم 25 أيار عام 2000، وكان التحرير من الاحتلال، لكن وبعد 19 عاماً ما زال لبنان وجنوبه رهين إرادة "محور الممانعة" في لعبة الحرب والحدود المستباحة، رهين الوصاية السورية – الإيرانية (الحزبلاهية)، وها هو الآن "ورقة" كاليمن والعراق وسوريا بيد الحرس الثوري يقامر بمصير شعوب ودول من أجل ديمومة نظام الملالي ومشاريعه النووية.

 

هل تقوم حرب الخليج الرابعة؟

د. شمسان بن عبد الله المناعي/الشرق الأوسط/25 أيار/2019

ما نشهده اليوم من حرب كلامية ساخنة بين أميركا وإيران ربما لن تزيد عن ذلك، فلقد تعودنا على مثل هذه التهديدات الكلامية، ومن ناحية أخرى قد تقود مثل هذه التهديدات الساخنة إلى حرب، وذلك بسبب واقعية الأسباب، خاصة أن هناك مجموعة من المؤشرات والدلائل التي توحي بأن هناك حرباً قادمة بين أميركا وإيران، حيث الإجراءات الأمنية بين دول العالم على قدم وساق، إذ من ناحية نجد أن أميركا نصحت رعاياها في العراق بالعودة، وكذلك فعلت بعض الدول من مواطنيها في العراق بالعودة إلى بلادهم إذا لم يكن لهم حاجة مثل دولة الإمارات والسعودية والبحرين والكويت، وبذلك لا يستبعد أن تقع الحرب وخاصة بعد تصريح مستشار الأمن القومي جون بولتون عن قيام الحرب ضد إيران وتصريحات الرئيس ترمب عن القيام بمثل هذا العمل العسكري، ولا سيما بعد ابتعاد سياسة الرئيس روحاني عن الوجه الإصلاحي في الفترة الأخيرة واتجاهها نحو التهديد والوعيد، وبذلك تكون الحرب قادمة لا محالة، خاصة أن أميركا استنفدت العقوبات الاقتصادية التي وصلت إلى مراحلها الأخيرة. من جانبها، لا تزال إيران تكابر وتقلّص من احتمال اندلاع الحرب، حيث اعتبرت أن واشنطن «لن تجرؤ على مهاجمتها»، وهددت باستهداف قواعدها القريبة من حدودها ورفضت الاستجابة لدعوة الرئيس ترمب للاتصال به. وفي الواقع فإن ذلك يعود إلى اعتبارات عديدة تتصل برؤية طهران للمسارات المحتملة للتصعيد الحالي مع واشنطن والخيارات المتاحة أمام الأخيرة، وأهمها قيام حرب بين الطرفين.

ورغم أن هناك دعوات للتفاوض، فإن إيران ما زالت مصرّة على رفضها وهي الدعوات التي ما زال الرئيس ترمب يوجهها حتى بعد التحركات العسكرية الأخيرة إلا أن ذلك قد يكون قراراً مرحليّاً، بانتظار نضوج ظروف قد تُعزز من فرصة إجراء مفاوضات جديدة مع واشنطن، وتشترط إيران إجراء المفاوضات في العراق أو الكويت. إن كل ما يستلزم قيام الحرب الواقعية قد اكتمل وأرسلت واشنطن سفنها والبوارج الحربية وطائراتها إلى المنطقة، وكذلك دخل متغير آخر يجعل قيام الحرب بعد شهر رمضان احتمالاً وارداً، وهو دعوة خادم الحرمين الشريفين الدول الخليجية والعربية إلى عقد قمتين، خليجية وعربية في الخامس والعشرين من رمضان تتزامنان مع قيام قمة إسلامية، وفي هذه القمم الخليجية والعربية والإسلامية سوف يقوم خادم الحرمين الشريفين بإطلاع القادة العرب والمسلمين على كل المستجدات، ولربما أول ما سوف يطرح على طاولة المفاوضات ما تقوم به إيران من أعمال إرهابية والتدخل في الشؤون الخليجية والعربية، وما يمثله ذلك من خطورة الوضع على السلام والأمن العالميين، ولربما يتم اقتراح حلول من بينها الحل العسكري بشكل مباشر أو غير مباشر لتهيئة الدول لهذه الحرب، وخاصة بعد الاعتداءات الإيرانية على مضخات النفط السعودية، وفي ذلك تطور خطير، وكذلك على السفن في الفجيرة، وذلك يعني بلا شك أن الدول الخليجية والعربية والإسلامية بدأت تشعر بأن إيران قد تجاوزت الخطوط الحمراء، وسوف يتم توجيه رسالة إلى إيران، وإذا لم تستجب إيران فذلك يعني أن قيام الحرب أمر وارد، وأن دول التحالف العربي، خاصة السعودية والإمارات ومصر والبحرين، وقد تنضم إليها دول أخرى للقيام بعمل عسكري بالتعاون مع أميركا ضد إيران، لذا فإنه من الوارد أن الحرب واقعة لا محالة، إلا إذا حدثت ظروف تجعل إيران تقبل بمطالب دول التحالف العربي وأميركا، وإلا فالحرب الخليجية الرابعة بدأت تقرع طبولها، وإن غداً لناظره لقريب.

 

الحرب الخليجية توطئة لحرب «تل ابيب» مع «الممانعة» التي تطوقها

سيمون أبو فاضل/الكلمة أولاين/25 أيار/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/75181/%D8%B3%D9%8A%D9%85%D9%88%D9%86-%D8%A3%D8%A8%D9%88-%D9%81%D8%A7%D8%B6%D9%84-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%B1%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D8%AE%D9%84%D9%8A%D8%AC%D9%8A%D8%A9-%D8%AA%D9%88%D8%B7%D8%A6%D8%A9-%D9%84%D8%AD/

ثمة قناعة مبنية على معطيات مفادها بأن الحرب الأميركية - الإيرانية في الخليج، إذا ما وقعت، لن تكون محصورة في الزمان والمكان، بل هي شرارة معركة ستكون على جبهتين، الأولى بين القوات الأميركية والخليجية من جهة وبين الجانب الإيراني من جهة . فيما الجبهة الثانية ستكون بين إسرائيل وبين «قوى الممانعة» التي ستتحرك في كل من الجنوب اللبناني وغزة والضفة الغربية، إضافة إلى سوريا التي توجد فيها قوى حليفة لإيران.

وبحسب ما أفادت أوساط ديبلوماسية غربية، فإن الرئيس الأميركي دونالد ترامب يندفع نحو تدجين ايران، وإذا أمكن «تطيير» نظامها الحالي، لكن ذلك من ضمن مندرجات تصاعدية، بحيث إذا ما تمكن الوسطاء من إقناع طهران بالانخراط في مفاوضات وفق شروط ترامب، يكون الأمر قد أوصل إلى ما يقارب شلّ تمددها في المنطقة وتقليص دورها، لأن الحد من انفلاش نفوذها الإقليمي هو أحد الشروط الاساسية لترامب في موازاة ضبط إنتاجها النووي والباليستي.

على أن تكون المواجهة الأميركية هي الخيار الثاني إذا ما أدى الأمر إلى عدم الدخول في مفاوضات، بالتزامن مع احتكاك عسكري أميركي - إيراني أو عمليات عسكريات تقدم عليها طهران في الخليج، تدفع القوات الأميركية الى شنّ الحرب عليها، بعيدا عن النتائج التي قد ترتبها هذه المواجهة.

فإيران، وفق الأوساط الديبلوماسية، قد تعمد الى اظهار ذاتها بموقع غير الخائف من التهديدات الأميركية والقادرة على تسجيل نقاط من خلال عمليات عبر حلفائها على أهداف خليجية من أجل التهويل على واشنطن وكذلك شدّ العصب القومي داخليا تحسبا لأي حراك اعتراضي.

لكن نشوب هذه الحرب في الخليج لن يكون دون اشتعال الجبهة الإسرائيلية مع «الممانعة» في معركة يصفها الديبلوماسيون بأنها ستكون «حرب العمر» لتل أبيب التي لم تعد تستطيع تحمّل التهديدات المحدقة بها من محور الممانعة» الموزع على كل من غزة والضفة والجنوب اللبناني وسوريا، بحيث ستكون المنطقة أمام حرب شاملة تهدف منها واشنطن وإسرائيل الى الخروج بانتصار على إيران وحلفائها مهما كان الثمن والنتائج الكارثية على هذه الدول والمناطق.

فصفقة القرن تتطلب موازين قوى جديدة تستند أقله إلى انعدام قدرة الممانعة على مواجهتها أو عرقلتها، لأن الرئيس الأميركي قرّر أن يسجّل مكسباً تاريخيا في حلّه الصراع الفلسطيني - الإسرائيلي وفق ما يراه مناسباً، لذلك فإن المنطقة أمام مرحلة «عضّ أصابع» وضبط أنفاس، سيما أن إيران لن تقبل تقليص نفوذها بعد الدور الذي وصلت إليه، فيما واشنطن مصممة على رسم حدود جديدة لها على أكثر من صعيد.

وما يعزز ارتفاع أسهم الحرب، حسب الأوساط الغربية، هو أن الهدايا التي قدمها كل من ترامب الى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وكذلك الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ليست دون ثمن، وهي تهدف أقله إلى تفاهم معه على أن يكون خاضعاً أو منضبطا في حراكه العسكري إذا ما دخل الحرب ضد إيران وحلفائها.

فالترتيبات التحضيرية لصفقة القرن وإغراء الفلسطينيين اقتصادياً من خلال المؤتمر الذي سيعقد في البحرين خلال حزيران المقبل استعدادا للملمة الشمل الاقتصادي الفلسطيني، رغم اعتراض السلطة الرسمية الفلسطينية، التي هي في الأساس تشكل محطّ مآخذ على إدارتها وفسادها من قبل دول خليجية عديدة، بحيث تكون القيادة المستقبلية مع عناصر واقعية الخطوات قادرة على تأسيس مشروع الدولة الجديدة تحت سقف التفاهمات التي سترسمها واشنطن وموسكو بغطاء خليجي - عربي - إسلامي لإنهاء الصراع الفلسطيني - الإسرائيلي بأبعاده المحلية والإنسانية والاجتماعية لهذا الشعب.

وما يقلق هذه الأوساط هو أن ترامب يعتبر أن المواجهة مع إيران وتحقيق النتائج عليها يعيد الدور الريادي الى واشنطن عالميا بعد التخاذل الذي سجله سلفه باراك اوباما على ما ردد في أكثر من مناسبة، عدا ان الحرب المكلفة ليست نزهة لكن واشنطن مصرة على تحقيق صفقة القرن وهي تعمل لتأمين الغطاء لها كما كان الأمر مع الرئيس المصري السيسي عبد الفتاح السيسي الذي كان زار البيت الأبيض وتبع ذلك حصوله على هديتين تجلتا بغضّ نظر واشنطن عن مبايعته لعقد ونيّف في السلطة وكذلك تصنيف الإخوان المسلمين في خانة الإرهاب.

فصفقة العصر، تتابع الأوساط، قد تفرض ما يقارب «سايكس - بيكو» جديداً في رسم معالم الدولتين بين الإسرائيليين والفلسطينيين، وهو امر لن يتراجع عنه ترامب الذي لا يزال يملك الوقت الكافي لتحقيقه في حال استهلكت إيران الوقت حاليا في مفاوضات مع واشنطن، يضع لها ترامب مهلة زمنية، بحيث سيكون أمامه الوقت الكافي لقلب طاولة المنطقة إذا ما أراد، حتى قبيل انتخاباته الرئاسية، حيث دلّت آخر استطلاعات الرأي على تراجعه، بما قد يدفعه عشية إعادة ترشيحه إلى خلط أوراق المنطقة بهدف تأمين ورقة تشكل مكسبا له في بقائه رئيسا للولايات المتحدة الأميركية.

 

أهو مُشكلٌ يحله التفاوض؟

د. رضوان السيد/25 أيار/2019

نشر الكاتب الاستراتيجي السعودي عبد العزيز الصقر بصحيفة «نيويورك تايمز»، مقالةً مشتركةً مع كاتب إيراني، أطلقا فيها الدعوة إلى كلٍ من السعوديين والإيرانيين للتفاوض بشأن معالجة المشكلات القائمة بينهما. وحجة الرجلين أنّ الضرر صار كارثياً، وقد تدخلت فيه الولايات المتحدة وروسيا والصين وأطراف أخرى، ويوشك أن يتسبّب في حربٍ شاملة. وفي كل آنٍ يعلن كل طرفٍ عن حسن نيته، وأنه هو المعتدى عليه، وأنه يريد علاقات حسن الجوار. فلماذا لا يجلس الطرفان، ولو بمبادرةٍ من وسيطٍ أو طرفٍ ثالث، إلى طاولة التفاوض من أجل حلّ المشكلات واحدةً واحدة؟! الضرر ما عاد يمكن احتماله من الطرفين، وستتحقق بالتفاوض فوائد كبيرة ولو بالتدريج، وسيجد كل طرفٍ أنّ مصالحه تظل متحققة دونما حاجةٍ للإضرار بمصالح شريكه في الوجود والعيش والثقافة والجوار.. إلخ.

ليست هذه المرة الأولى التي يجري فيها طرح فكرة التفاوض على حلولٍ للمشكلات المشتركة. إنما كانت لكل طرفٍ تحفظاته إذا صحَّ التعبير. فالإيرانيون يقولون إنّ الولايات المتحدة تريد الآن إرغام إيران على التفاوض بشروطها الاثني عشر، والتي تجرد إيران من كل شيء، بل وتؤدي لسقوط نظامها وشيوع الفوضى فيها. ويوم الخميس الماضي 16/5/2019 نشر صحفي لبناني نصير لإيران مقالةً قال فيها إنّ الولايات المتحدة هي التي تحتاج الخضوع للشروط الإيرانية في التفاوض؛ لأنّ إيران تملك جيوشاً وأنصاراً في أربع أو خمس دول عربية، وتستطيع تعطيل الملاحة في مضيق هرمز وخارجه، والأميركيون وغيرهم من الغربيين مهددون الآن بالخروج من الشرق الأوسط كلّه، وإذا قرر الأميركيون مهاجمة إيران مباشرةً فمن سينتصر أخيراً؟ فها هم الأميركيون قد احتلوا العراق، وما يزال لهم وجودٌ فيه، فمن الذي يسيطر عليه اليوم؟ وماذا عن لبنان؟ ألا يسيطر عليه المسلحون من أنصار إيران؟ لا يأمن الأميركيون إلا في الخليج، لكنّ الإيرانيين يستطيعون أن يجعلوا عيشهم صعباً هناك. وماذا عن الحوثيين الذين يهددون كل دول الخليج والملاحة الدولية ومنابع النفط في البر والبحر ومن الجو أيضاً؟! الأميركيون هم المحتاجون للتفاوض مع الإيرانيين وليس العكس. ويعترف الكاتب (وهو إبراهيم الأمين في جريدة «الأخبار» اللبنانية) أخيراً بأنّ الأميركيين ضايقوا إيران بالفعل في مسألة تصدير النفط، ومحاولة إخراجها من النظام النقدي العالمي، لكنّ قدرات المقاومة لدى إيران ستضطرهم لطلب التفاوض، وقد بدأ ترامب يقوم بذلك أمام ارتفاع أخطار الحرب!

ورغم «البهورات» الظاهرة في كلام إبراهيم الأمين، تبقى حقائق ظاهرة: أنه في العقود الماضية اجتذبت إيران كثيراً من الجماعات الشيعية في منطقة المشرق والخليج، وصنعت بداخلها ميليشيات مسلحة تتبعها، وحالفت ميليشيات أخرى في فلسطين وأفغانستان. وهي تعتمد في بلوغ أهدافها الاستراتيجية على قدرات الميليشيات في الإعاقة والتخريب للبلدان التي اخترقتها. إضافةً لحساسية الممرات البحرية التي تستطيع إزعاج الإبحار فيها بالزوارق السريعة.

ما تريده الولايات المتحدة (والأوروبيون والعرب) من إيران تغيير أهدافها الاستراتيجية أو ما تعتبره مصالح استراتيجية. وهي مصالح مزعومةٌ أدت حتى الآن إلى تخريب كبير في العراق وسوريا ولبنان واليمن، وإحداث اضطراب في عدة نواحٍ من حياة شعوب المنطقة، وحياة العالم: حتى في فنزويلا!

فهل يستطيع الحصار مضايقة إيران إلى حد دفْعها للتفاوض بشأن ميليشياتها المسلحة وتدخلاتها في البلدان، والخروج من قصة الصواريخ الباليستية؟ أم أنّ الأمور تندفع باتجاه حربٍ شاملةٍ تجري على أرض المنطقة العربية وبحارها وأجوائها، ويشيع خلالها الخراب حتى في إيران، وتخرج مع ذلك بانتصار إلهي، كما يحصل عادةً؟! هذا المشهد الملحمي الذي يشبه أمارات نهاية العالم، لا يختلف كثيراً عن الرؤية المهدوية للنخبة الحاكمة في إيران. وإذا قيل إنّ هذا لا يمكن أن يعتقده أشخاص عقلاء، فأُذكّر بأنّ الرئيس رونالد ريغان كان يعتقد بحصول ملحمة «الهرمجدون» شرطاً لعودة المسيح من أجل خلاص العالم!

 

الفقر مشكلة أكبر من التطوير

نوح سميث/الشرق الأوسط/25 أيار/2019

خلص تقرير نشره الباحث كوان أوك لي، من جامعة سنغافورة، عام 2016، إلى أنه منذ عام 1990 تراجعت حدة الفصل بين الأعراق تبعاً للضواحي، بل الأفضل من ذلك أن الأحياء التي تحوي مزيجاً من البيض والملونين مالت إلى أن تبقى مختلطة، بدلاً عن أن تشهد هروباً للبيض أو استبدالاً للسكان الملونين.

ومع أن هذا التوجه لا ينطلق على جميع مناطق البلاد، فإنه يظل بمثابة تغيير كبير عما كان عليه منتصف القرن العشرين، عندما كان البيض الأميركيين يفرّون من الأحياء المختلطة بشكل جماعي باتجاه الضواحي التي تشهد قدراً أكبر من الفصل والتقسيم بين الأعراق.

الآن، لننتقل إلى الأخبار غير السارة، فقد أكد تحقيق أجرته صحيفة «ذي نيويورك تايمز» على وجود توجه عام بانتقال البيض للسكن في أحياء تسكنها غالبية من الملونين، إلا أن الصحيفة توصلت كذلك إلى توجه عام مثير للقلق، يدور حول فكرة أنه عندما تصبح ضاحية ما متنوعة عرقياً بفضل تدفق مجموعة من غير البيض، يميل دخول الوافدين الجدد إلى أن تكون تقريباً عند المستوى المتوسط السائد بالضاحية. في المقابل، نجد أنه عندما تنتقل مجموعة من البيض إلى ضاحية ما ينتمي معظم سكانها إلى الملونين، فإن دخولهم عادة ما تكون أكثر من المتوسط المحلي.

ومع أن جهود التحسين والتطوير في الضواحي عادة ما تؤدي إلى تحسين مستوى وسائل الراحة بالمنطقة، فإنها قد تسبب صعوبات أمام المقيمين منذ أمد بعيد من أبناء الأقليات الفقيرة. ويميل الوافدون الجدد إلى استدعاء الشرطة بمعدلات أعلى من جيرانهم. كما يمكن لمتاجر بيع تجزئة جديدة أن تبدل الطابع العام في الضاحية. والأهم عن ذلك، أن أسعار المساكن تميل نحو الارتفاع، ما يخلق ضغوطاً على أصحاب الدخول المتواضعة. أما القلق الأكبر المرتبط بجهود التطوير والتحسين فيكمن في أنها قد تتسبب في تشريد البعض. وبالنسبة لبعض السكان منخفضي الدخول داخل المدن، التي يطلق عليها «سوبر ستار»، يبدو هذا أمراً واقعاً. وتوصلت دراسة أجراها «ائتلاف إعادة الاستثمار في المجتمع الوطني» (منظمة غير ربحية) إلى أنه ما بين عامي 2000 و2013. تركزت أعمال التشريد للسكان المقيمين منذ أمد بعيد، في معظمها داخل المدن الكبرى المتميزة باقتصاديات قوية. وتدعم دراسة، نشرها دانييل هارتلي، من بنك كليفلاند المركزي عام 2013، هذه الفكرة.

ومع ذلك، فإنه رغم تسبب جهود التحسين والتطوير في تشريد بعض الأميركيين منخفضي الدخل من الأقلية، فإن هذه ليست ظاهرة واسعة الانتشار، ولا تؤدي إلى إعادة إقرار الفصل بين البيض والملونين. وبالتأكيد يظل ارتفاع تكاليف السكن عبئاً على أولئك الذين لم يتعرضوا للتشريد، الأمر الذي يعتبر جزءاً من أزمة أكبر تتعلق بمدى توافر إسكان بأسعار معقولة داخل أكثر المدن جذباً على مستوى البلاد. وبالتأكيد تحُول أسعار الإيجارات الأعلى دون انتقال الأميركيين من أبناء الأقلية الفقيرة إلى الضواحي التي تتميز بصحة اقتصادية أفضل. وعليه، يتعين على الحكومة بذل كل ما بوسعها لخفض تكاليف السكن.

ويتعين على جميع المعنيين الانتباه لمشكلة أخرى لا تقل أهمية أصابت المدن الأميركية، وهي الفقر المركز، ففي الوقت الذي تجتذب عدد من المدن «سوبر ستار» تدفقاً من السكان الميسورين، فإن عدداً أكثر من المدن الأخرى يقبع في غياب الإهمال والتردي. وخلصت دراسة أجراها معهد الفرص المتروبوليتانية التابع لجامعة مينيسوتا عام 2019 إلى أنه بالنسبة للأميركيين الفقراء، فإن تركز الفقر وتردي الأوضاع المحلية يعتبر نتيجة أكثر شيوعاً من التحسين والتطوير. ومنذ عام 2000، شهد 36.5 مليون أميركي تردياً في الأوضاع الاقتصادية المحلية، وزيادة في أعداد الفقراء الذين يعيشون بالجوار. وخلال تلك الفترة، زادت أعداد السكان منخفضي الدخل داخل المناطق المتراجعة اقتصادياً بأكثر عن 5 ملايين نسمة. وعليه، يتعين على صانعي السياسات العمل على إيجاد سبل للتخفيف من وطأة تبعات جهود التحسين والتطوير، مع الاستمرار في العمل بنشاط على التصدي لمشكلة الفقر المركز، من خلال أدوات متنوعة، منها تشجيع الاستثمار في الأحياء الفقيرة، التي تقطنها غالبية من أبناء الأقليات.

* بالاتفاق مع «بلومبرغ»

 

سموم التفاوض والحرب والعقوبات

راجح الخوري/الشرق الأوسط/25 أيار/2019

كل هذه التهديدات الإيرانية ضد العقوبات الأميركية، وفي مواجهة الحشد العسكري البحري والجوي المتصاعد، ولم تجد طهران غير ما يسمى «وحدات الشهيد علي منصور محمد الجبوري»، لتعلن أنها المسؤولة عن إطلاق الصاروخ على محيط السفارة الأميركية في بغداد، رداً على عملية يعود تاريخها إلى العام 2008!

غريب، لكنه مفهوم جيداً... «لسنا نحن»! هناك عشرات الميليشيات التي تديرها إيران في العراق، والتي أشارت معلومات أميركية سابقة، عن أن قاسم سليماني عقد اجتماعاً مع قادتها قبل 3 أسابيع، لوضع خطط لضرب المصالح الأميركية في المنطقة، مع ازدياد العقوبات على طهران، بالمناسبة كانت تركيا آخر من أوقف استيراد النفط الإيراني، فمن أين جاءت «وحدات الجبوري»؟ جاءت من الحرص الواضح على ألا تتبنى طهران نظرية «حرب الوكلاء» التي تتهمها أميركا بالتحضير لها، بل تكتفي الآن بتفجير بعض رسائلها انطلاقاً، أولاً من إشعال الوضع في غزة، ثم من ضرب الناقلات الأربع في مياه الفجيرة، ثم من القصف على السفارة الأميركية في بغداد، وإطلاق الحوثيين الصواريخ الإيرانية والطائرات المسيّرة على المملكة العربية السعودية.

لكن كل ذلك لا يعني أن الحرب ستندلع، رغم التهديدات والحشود البحرية والبرية من الطرفين، فإيران لا تستطيع تحمّلها عسكرياً، وهي المأزومة اقتصادياً، وفي المقابل لا ترغب أميركا في الانغماس بها، في منطقة حيوية للأمن الاقتصادي العالمي، وخصوصاً أن ما يمكن أن تحققه الحرب الباردة عبر العقوبات المتصاعدة على إيران، سيكون أهم وأقل كلفة من أي حرب عسكرية!

الإيرانيون يعرفون ذلك جيداً، لكن ليس في وسعهم التوقف عن المناوشات على الأقل من أجل هيبة النظام داخلياً، والسعي للحفاظ على ما يمكن من المكاسب إقليمياً، والمعنى العملي لهذا أن الوضع مستمر في مستوى العضّ على الأصابع، ولكن ليس خافياً طبعاً من الذي سيصرخ أولاً، وخصوصاً أن رهانات النظام الإيراني، لا تقوم قطعاً على أنه من الممكن أن يتراجع ترمب عن قراره دفعهم إلى الطاولة للتفاوض على اتفاق جديد وفق الشروط الـ12 التي سبق أن حددها مايك بومبيو.

ولا تقوم على أن يأتيهم الخلاص، لا من الأوروبيين الذين يتهمهم ظريف بالتقصير، ولا من الروس، عندما يقول فلاديمير بوتين للمرشد علي خامنئي كلاماً مُحبطاً جداً، بأن روسيا لن تلعب دور الإطفائية، وهي التي تعطي بنيامين نتنياهو مزيداً من الوقت لضرب الإيرانيين في سوريا!

وماذا في وسع الصينيين أن يفعلوا، وهم لا يملكون وقتاً يصرفونه خارج الاهتمام بحربهم الاقتصادية المتصاعدة والمتعبة مع الولايات المتحدة، فماذا يبقى سوى الرهان الإيراني على أن تنشّق الأرض وتبتلع الرئيس دونالد ترمب، أو الانتظار مدة عامين تقريباً، في انتظار أن يربحوا ورقة «اللوتو الديمقراطي» بأن يصل في الانتخابات المقبلة إلى البيت الأبيض، غريم ترمب جو بايدن المرشح الديمقراطي، الذي كان نائباً لباراك أوباما، الذي وقّع معهم الاتفاق النووي! ولكن السؤال الصعب هنا يبقى، كيف يمكن للنظام للإيراني الصمود اقتصادياً، سواء بالنسبة إلى الداخل، وقد صار الدولار الواحد يساوي 142 ألف تومان، بعدما كان في بداية نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، مع بداية العقوبات يساوي 35 ألف تومان، وقد ترددت أخيراً أنباء غير مؤكدة حتى الآن عن أن الأغذية صارت توزع بـ«البونات»، وأيضاً بالنسبة إلى الخارج حيث كانت طهران تصرف المليارات لدعم الميليشيات التي تديرها في المنطقة.

نائب وزير الدفاع الأميركي باتريك شاناهان، قال يوم الثلاثاء الماضي، بعد إطلاع الكونغرس على تطورات الوضع، إن التحركات العسكرية الأميركية في الخليج دفعت طهران إلى أن تعيد حساباتها جيداً، و«لكننا في فترة لا تزال فيها الأخطار مرتفعة، وتقضي مهمتنا التأكد من ألا يخطئ الإيرانيون في الحسابات، وأن تحركاتنا أعطت الإيرانيين وقتاً للتفكير» ومن الواضح تماماً أن هذا الكلام ينطوي على رغبة أميركية في عدم إشعال الحرب! ولكن الإيرانيين بدورهم يدرسون حساباتهم جيداً، ويعرفون صعوبة الخيارات التي يواجهونها، وهكذا يأتي الرد من محمد جواد ظريف، الذي شدد في مقابلة مع «CNN» على ضرورة «التزام الحذر الشديد، وأن الولايات المتحدة تلعب لعبة خطرة جداً… وأن التصعيد ليس من مصلحة إيران، وقد قلنا بوضوح إننا لن نكون من يبدأ بالتصعيد، لكننا سندافع عن أنفسنا»!

وفيما بدا أنه موافقة ضمنية على تحذير شاناهان، على ألا يخطئ أحد في الحسابات، قال ظريف إن وجود كل هذه الإمكانات العسكرية في منطقة بحرية صغيرة، يشكل في ذاته عاملاً لوقوع حوادث، وستكون العواقب مؤلمة للجميع!

من الواضح جداً أن ترمب الذي قال دائماً لا نريد إسقاط النظام الإيراني، بل تغيير سلوكه، يعرف جيداً المثل الذي أطلقه جون فوستر دالاس «لوّح بعصا غليظة وتحدث بصوت خفيض»، ولهذا كان مفهوماً تماماً، أن يصل الوزير المسؤول عن الشؤون الخارجية العماني يوسف بن علوي يوم الاثنين إلى طهران، بعد اتصال لافت، كان قد أجراه وزير الخارجية مايك بومبيو مع السلطان قابوس، فيما يبدو أنه تنشيط للوساطة العمانية، التي كانت قد لعبت دوراً خلال المحادثات بين الإيرانيين وإدارة أوباما!

يوم الثلاثاء الماضي، قال ترمب إنه لا يزال مستعداً لإجراء محادثات مع الإيرانيين عندما يكونون مستعدين، وأوضح أنه لم يسعَ لإجراء هذا الحوار، وأنه إذا أرادت طهران أن تتفاوض فيتعيّن عليها القيام بالخطوة الأولى، ولكن إذا فكروا بمهاجمتنا فستكون النهاية الرسمية لإيران.

الأكثر إثارة هنا أن الاتصال الذي أجراه بومبيو مع السلطان قابوس، تزامن مع استقبال ترمب الرئيس السويسري أولي ماورر في البيت الأبيض، وجاء مباشرة بعد قول ترمب إنه مستعد لاستقبال مكالمات هاتفية من المسؤولين الإيرانيين إذا طلبوا ذلك، ثم خرجت تسريبات من البيت الأبيض تقول إن ترمب زوّد الرئيس السويسري رقم هاتف خاص، وطلب تمريره إلى الإيرانيين، لكن من الواضح أن أي مفاوضات يفترض أن تتم تحت سقف الشروط الـ12، التي سبق أن حددتها واشنطن، والتي تكفل إنهاء عربدة الإيرانيين في المنطقة، ووقف تجاربهم الصاروخية والتفاوض لوضع اتفاق جديد حول المسألة النووية. ومن الواضح جداً أن هذا الذي دفع المرشد علي خامنئي إلى القول إن الحرب لن تقع، ولكن التفاوض مرفوض، وهو مثل السم الزعاف! وهكذا تستمر عملية العضّ على الأصابع، لكن من الواضح أنه لن يكون في وسع النظام الإيراني، أن يخرج من هذه الأزمة كما كان، فلا هو مستعد لحرب مدمرة، ولا هو قادر على تحمل العقوبات زمناً طويلاً، وخصوصاً أن التهديدات الأميركية ليست مجرد عراضات، فقد نصح وزير الخارجية البريطاني جيريمي هانت قبل أيام الإيرانيين بعدم التقليل من عزم الجانب الأميركي:  «إن الولايات المتحدة لا تريد الحرب مع إيران، ولكن إذا هوجمت مصالح أميركية على يدهم أو عبر وكلائهم فسيردون بقوة، وعلى الإيرانيين أن يفكّروا في الأمر ملياً وملياً جداً».

 

هل يتجرع خامنئي كأس السم؟

إميل أمين/الشرق الأوسط/25 أيار/2019

أسئلة كثيرة تترى في متابعتنا للملف الإيراني والمواجهات القائمة والقادمة مع الولايات المتحدة، وفي المقدمة منها: هل التاريخ يعيد نفسه؟ وتحديداً هل أربعة عقود زمن الثورة الإيرانية لم تكن كافية لأن يتعلم الملالي الدرس؟

بعد نحو عقد من الزمان من الحرب الضروس بين إيران والعراق، وتحديداً في عام 1988، أعلنت إيران قبولها قرار مجلس الأمن رقم 598 الداعي لوقف إطلاق النار، والانسحاب إلى الحدود الدولية، وتبادل الأسرى، وعقد مفاوضات السلام، التي دعت الخميني للتصريح الإذاعي الأشهر: «ويل لي. أنا أتجرع كأس السم... كم أشعر بالخجل...»، معبراً عن الهزيمة الإيرانية المذلة. بعد ثلاثة عقود من التصريح السابق يكاد الملالي يشابهون أسرة البربون، ذلك أنهم لم يتعلموا شيئاً من التاريخ، ولم تعِ ذاكراتهم أي شيء من أحداث ما مر في التاريخ، وها هو روحاني يتحدث بأن بلاده لن يتغير بها شيء حتى ولو تعرضت للقصف. التاريخ لا يعيد نفسه، لكن الإيرانيين هم من يكرر حماقات قيادتهم الدينية السابقة ولا يتعلمون من أخطائهم. أحد أفضل العقول الأميركية تقدمية التي التقطت مستقبل الأزمة الإيرانية - الأميركية الأيام الماضية، ريتشارد هاس، رئيس مجلس العلاقات الخارجية الأميركي في نيويورك، ومستشار الرئيس الأميركي الأسبق جورج بوش لشؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وعنده أن الإيرانيين حكماً سيتراجعون عن عنتهم البادي على السطح حال شعروا بأن ثورة عام 1979 في خطر. كانت الحرب العراقية - الإيرانية مهدداً حقيقياً لاستمرار الثورة في إيران، وساعتها ذهب الخميني إلى أنه لا يمكن بحال من الأحوال تعريض مكاسب الثورة، بل الثورة عينها إلى الخطر والزوال؛ ولهذا كان لا بد من تقديم التنازلات المؤلمة. هل سيمضي خامنئي في السياق نفسه وهو يرى الحصار الأميركي، بل العالمي يطبق على ما هو أبعد من النظام وصولاً إلى الثورة نفسها؟ يدرك خامنئي أن نوايا الأميركيين في تغيير النظام الإيراني الهيكلي، أو التعديل الجذري في سياسات إيران الخارجية، أمر يعني نهاية روح الثورة المعدة للتصدير إلى الخارج، وهذا هو حد المخاطر التي لا يمكن القبول بها. من جهة ثانية، يعي مرشد الثورة الإيرانية رغم الأصوات الزاعقة والرايات الفاقعة، أن لا قِبل له عسكرياً بمجابهة الأميركيين، ولا سيما أن الأخيرين لا ينوون إعلان حرب نظامية على الجانب الإيراني، بل حرب هجينة تمضي في طريق التخوم بداية حيث الوكلاء والأذرع الميليشياوية، وتوجيه ضربات نوعية محدودة ومكثفة إليها، ضربات جراحية مؤلمة وناجحة تقضي على الخلايا السرطانية التي انتشرت في الجسد الشرق أوسطي والخليجي خلال العقود الأخيرة.

في هذا السياق والنطاق سيجد الملالي قلب الثورة في الداخل الإيراني قد أصيب بقصور تاجي شرياني قاتل، ولحظتها ستكون التنازلات المؤلمة وكأس السم حاضرة ولا شك لخامنئي ومن لف لفه. إرهاصات الكأس المسمومة تتبدى في الداخل الإيراني بشكل واضح جداً كلما اشتدت وتيرة الأزمة مع الجانب الأميركي؛ إذ يتعرض النسيج الاجتماعي الإيراني إلى تفتت مثير ومقلق.

الشارع الإيراني يغلي والحصار الاقتصادي سوف يستدعي من الإيرانيين عند نقطة محددة حسم خياراتهم تجاه نظام استدعى عليهم شرور الأمم، ولا سيما بعد أن أنفق عائدات النفط الإيراني على ميليشيات توالي النظام في سوريا والعراق ولبنان واليمن، في حين أهل البلد يتضورون جوعاً.

المواجهة مع الشارع الإيراني تعني العودة إلى المربع الأول، ذاك الذي استدعى ثورة الجماهير الإيرانية على الشاه في نهاية السبعينات، قبل أن يقدر للخميني اختطاف الثورة؛ الأمر الذي شرحه ووضّحه أبو الحسن بني صدر، أول رئيس لإيران بعد الثورة مؤخراً من منفاه في فرنسا، معتبراً أن الخميني والملالي من بعده قد خانوا روح الثورة... هل هذا ما يتطلع إليه خامنئي، أي ثورة الجماهير الإيرانية ضده من جديد؟

يلفت النظر في تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترمب أنه يفرق دائماً ما بين الشعب الإيراني الذي يصفه بالعظيم وصاحب التراث الإنساني والحضارة الكبيرة، والنظام الإيراني الداعم للإرهاب وعلة الكثير من المشاكل في المنطقة، والآن بات شره ينتشر حول العالم.

الكأس المسمومة التي نحن بصددها يمكن للمرء أن يلحظ إرهاصاتها في الخلافات التي يشتد عودها داخل البيت الإيراني الرسمي، ومن استمع إلى خامنئي قبل أيام وهو يكيل اللوم لروحاني وظريف من جراء قبولهما الاتفاقية النووية عام 2015، يدرك مقدار الشقاق والفراق في داخل الروح الواحدة؛ ما يعني أن البيت الإيراني يكاد ينقسم على ذاته ما يجعل خرابه احتمالاً مرجحاً، إن لم يبادر صاحب المنزل بإجراءات ترميم وصيانة سريعة. لحظة خامنئي إيران مصيرية وعليه أن يختار، تجرع كأس السم المتمثلة في القبول بشروط الأميركيين الاثني عشر، أو الدخول في مواجهات سوف تتكالب فيها الأمم من حوله، ورهاناته على حلفاء أممين خاسرة بالمطلق، ولا سيما بعد أن أخلف القيصر له الوعد والحظ، وبات عليه أن يطفئ حريق إيران بنفسه. مؤخراً، تحدث حسن الخميني حفيد المؤسس الخميني بالقول: «ليس هناك في الواقع، ما يضمن أننا سنبقى إلى الأبد»، أما فائزة رفسنجاني ابنة الرئيس الإيراني الراحل أكبر هاشمي رفسنجاني، فقد ذهبت إلى ما هو أبعد؛ إذ اعتبرت أن «الآيديولوجيا الإسلامية كقاعدة سياسية قد فشلت في إيران». هل يتجرع خامنئي كأس السم أم يفضل سقوط الثورة مرة وإلى الأبد؟

 

استقالة التسوية

سمير عطا الله/الشرق الأوسط/25 أيار/2019

من أجل إقناع معمر القذافي بالذهاب بعد 42 عاماً من الحكم، كان لا بد من إحراق البلاد. ومن أجل إقناع الرئيس بوتفليقة، المقعد منذ ستة أعوام، بعدم طلب ولاية خامسة، كان لا بد من وضع الجزائر على حافة الانفجار. ومن أجل إقناع البشير بالاكتفاء بثلاثين عاماً، كان لا بد من اعتقاله.

استفاقت تيريزا ماي بعد ثلاث سنوات من رئاسة الحكومة، لأن حزبها وأصدقاءها، قد تخلّوا عنها. وفي خطاب قصير قرأته خارج 10 داونينغ ستريت، قالت للناس إن راعيها السياسي علمها ذات يوم «أن التسوية ليست كلمة قذرة. بل هي أصل الاستمرارية». وفي تسوية بسيطة، خرجت دامعة، تشعر بالأسى، لأنها لم تستطع أن تعلق صورتها إلى جدار التاريخ مثل بعض أسلافها، خصوصاً تلك السيدة التي غيرت معالم بريطانيا وتدعى مارغريت ثاتشر.

للديمقراطية عيوب كثيرة، كما قال تشرشل، أحدها ربما، أن سيدة مثلها قد اضطرت إلى الاستقالة مبكراً، أو أن بريطانيا قد تعيش بعد اليوم في ظل بوريس جونسون، الذي يشكك الكثيرون في قدرته على الزعامة. ولكن هذه الديمقراطية غيرت رئاسة الحكومة في لندن، وفي الفترة نفسها أوصلت إلى الحكم في الهند بائع شاي استطاع أن يشق طريقه إلى الزعامة الشعبية، وينتصر على الإرث العظيم الذي تركه نهرو وغاندي وزعامات حزب «المؤتمر»، بل هو بالعكس، نقيض لنهرو والحكم المدني، الذي رأى أنه الحل الوحيد كمظلة للتنويعات الهندية. فالحاكم الجديد قوي، هندوسي متعصب وكثير الخصوم.

لكن فلنقرأ رسالة السيدة ماي التي قالت إن «البريكست» كان الخيار الذي اقترع الناس من أجله، ولم يكن أمامها من خيار سوى أن تعمل من أجله. إذن، الديمقراطية أوصلت إلى خيبات في بريطانيا، وإلى إحياء المشاعر العصبية في الهند، لكن بالمقارنة مع ما حدث في ليبيا والسودان والجزائر وغيرها من أنظمة الرجل الواحد، والعقل الواحد، والفكر الواحد، لا مجال طبعاً للمفاضلة. وفي أي حال سوف يفتقد العالم المسز ماي ومحاولاتها اليائسة والمحزنة أحياناً، وأناقتها الشبابية وألوانها الفرحة، التي لجأت إليها بعد الوصول إلى داونينغ ستريت. إذ قبل ذلك، لم يكن يبدو الأمر مهماً بالنسبة إليها. وربما بعد ذلك أيضاً.

 

خامنئي… “لَن تَخْرِقَ الْأَرْضَ وَلَن تَبْلُغَ الْجِبَالَ طُولاً”

 أحمد عبد العزيز الجارالله/السياسة/25 أيار/2019

لا يشك المتابع للماكينة الإعلامية الإيرانية لحظة أن هناك انفصالاً عن الواقع عند قادة نظام الملالي الذين يصورون قوتهم كأنها القوة العظمى في العالم، وأن الولايات المتحدة الأميركية والدول الكبرى الفاعلة مجرد كومبارس في معركة الملالي مع شعبهم أولاً، ومع المجتمع الدولي ثانياً.

هذه الحقيقة تزداد وضوحاً مع كل شروق شمس، حين يخرج قادة الحرس الثوري أو النواب أو رئيس الجمهورية والوزراء، إضافة إلى مرشد الجمهورية علي خامنئي ليعلنوا الانتصار في معركة لم تبدأ بعد، فمن قول نائب قائد الحرس إن “جميع السفن بما فيها الأميركية، في الخليج والمنطقة الشمالية في مضيق هرمز تحت سيطرتنا بالكامل”، إلى إعلان وزير الخارجية محمد جواد ظريف أن “إيران ستشهد نهاية ترامب وهو لن يشهد نهايتها”… كلها شعارات وأضغاث أحلام.

قديما قيل: “حدِّث العاقل بما لا يُعقَل فإن صدَّق فلا عقل له”، وهو ما ينطبق على نظام الملالي الذي يعمل وفق القاعدة الفاسدة المأخوذة عن وزير الدعاية النازي غوبلز “اكذب… اكذب… اكذب حتى يصدقك الناس”، هذا كان ممكنا في النصف الأول من القرن العشرين، حين كانت آلة الدعاية خاضعة بالكامل لسيطرة المنظومة السياسية الحاكمة، لكنها لم تعد تصلح في القرن الحالي بعد الانفجار المعرفي الكبير وثورة الاتصالات التي جعلت العالم بيتاً واحداً وليس قرية صغيرة فقط.

تصريحات المسؤولين الإيرانيين موجهة أساساً إلى الشعب في الداخل، وهذا الشعب -الذي تبلغ نسبة الشباب فيه نحو 64 في المئة- لا يعير كبير اهتمام للآلة الإعلامية الرسمية، بل هي مصدر سخرية وتندر لديه، كونه منخرطاً بالثورة الرقمية إلى أبعد الحدود.

كما أن هذا الشعب يعاني من بطالة مزمنة وانحدار مستمر إلى ما دون خط الفقر، لذلك حين خرج إلى الشارع في الأشهر الماضية، إنما كان هدفه الاحتجاج على الأوضاع المزرية في البلاد، والوقوف بوجه الطموحات الشخصية للملالي القائمة على احتكار ثروات الشعب وتكديسها في خزائنهم على حساب لقمة عيشه، والدفع بثورة عارمة -أشبه بثورة العام 1979 – وهو ما يدركه الملالي جيداً لذلك يلجؤون إلى تصدير أزماتهم للخارج.

ما شهدته المنطقة من أحداث في الأسابيع القليلة الماضية أثبت أمراً واحداً، هو عدم قدرة إيران على المواجهة، وأن اعتمادها على عصاباتها في الإقليم لن يفيدها شيئاً، لاسيما بعدما أعلنت أكثر من جهة دولية موثوقة أن عمليات التخريب التي تعرضت لها السفن التجارية قبالة الفجيرة مسؤولة عنها إيران، وكذلك قصف بعض المناطق والمرافق الحيوية في السعودية، وقصف محيط السفارة الأميركية في بغداد.

لهذا، فإن التلطي خلف أقنعة تلك العصابات زاد الأمر تعقيداً، لأن أساس الأزمة الحالية السلوك الإرهابي المتمادي لنظام الملالي وعصاباته في الإقليم، إضافة إلى العوار الكبير الذي انطوى عليه الاتفاق النووي سيئ الذكر.

استنادا إلى هذه الحقائق، فإن إعلان الولايات المتحدة الأميركية الواضح والصريح أن أي تهديد لمصالحها أو مصالح الحلفاء في الإقليم سيجر عواقب وخيمة على إيران، لم يكن لمجرد ذر الرماد في العيون، وهو ما حمله الوسطاء إلى طهران، عن جدية المسعى الأميركي لتقليم أظفار النظام، أو إسقاطه إذا لم يرتدع.

هذا ما كشفت عنه البيانات التي صدرت عن وزارة الخارجية العمانية، ومن اليابان، وكذلك من ألمانيا، وليس ما أشاعته مزاعم الماكينة الإعلامية الإيرانية عن أن الوساطات هي لمنع إيران من تدمير المنظومة العسكرية الأميركية والحليفة في الإقليم والمنطقة.

اللعبة الإيرانية يبدو أنها شارفت على الانتهاء، ولا مفر للنظام ومرشده من التسليم بالأمر الواقع عملاً بالآية الكريمة: “وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا إِنَّكَ لَن تَخْرِقَ الْأَرْضَ وَلَن تَبْلُغَ الْجِبَالَ طُولًا”.

فالعنجهية الإعلامية والعنتريتارية الصوتية لن تربح حرباً كتبت بأقلام الملالي وليس غيرهم، وإلا فإن مصيرهم سيكون كمصير صدام حسين، وقادة نظامه صورهم مطبوعة على ورق الكوتشينة، وعليهم ألا يصدقوا أكذوبة النصر الإلهي التي طلع بها ربيبهم حسن نصرالله، لأن الله سبحانه وتعالى لا ينصر الأفاكين القتلة الظالمين.

 

أوروبا القادمة

عبد الرحمن شلقم/الشرق الأوسط/25 أيار/2019

هل تفتح أوروبا باباً جديداً نحو أفق القادم أم تغلقه؟ غداً الأحد تبدأ الانتخابات البرلمانية الأوروبية وسط توقعات يصنعها الأمل والقلق والصراع الذي يرش لوناً جديداً على تحولات القارة العجوز. بعد حربين أوروبيتين أعطيتا مجازاً صفة العالمية، رفع شعار «الوحدة أو الحرب» من نابليون إلى هتلر كانت أوروبا الواحدة القارة التي يعيد الحلم رسمها بقوة الحرب. أهدى الأول للقارة تغيرات لم يقصدها؛ فلقد انفتحت مجتمعاتها على بنية ثقافية وسياسية جديدة، في حين أهدى هتلر القارة إلى قوتين جديدتين. بعد الحرب العالمية الثانية أصبحت أوروبا الغربية تابعة للكتلة التي تقودها الولايات المتحدة، في حين أصبح شرق القارة تابعاً للاتحاد السوفياتي. السؤال الذي ظلّ يطرق رؤوس النخب السياسية والفكرية الأوروبية هو: متى تستعيد أوروبا ذاتها بما لها من قدرات علمية واقتصادية وثقافية هائلة، وتدخل العصر بتكوين جديد يحقق لها القوة التي تجعلها مالكة لقرارها، ومساهمة بفاعلية في مسار عالم يزداد قوة وتقدماً غير مسبوق؟ الجيل السياسي الأوروبي الذي عاش الحرب العالمية الثانية وشارك بعضه فيها، لم تشغله الاستحقاقات المحلية عن التفاعل مع السؤال المطروح بقوة. بدأت مسيرة سنوات الإجابة واستمرت لعقود. الرجال الذين تصدوا لبناء الكيان الجديد (أوروبا الموحدة) قدموا سنوات من أعمارهم من أجل ذلك وبقيت أسماء سبينيللي ودي قاسبري ومونيت واديناور، وكول علامات لا يعلوها تراب الزمن. بعد انهيار الاتحاد السوفياتي توسعت مساحة الحلم والعمل، وانضمت أوروبا الشرقية إلى الغربية، وأصبح الاتحاد الأوروبي قوة حقيقية على وجه الوجود العالمي.

لدى أوروبا الكثير مما يجمعها بقدر ما لديها من اختلافات ثقافية واجتماعية وتفاوت في القدرات الاقتصادية والعلمية، لكن إرادة الوحدة دفعت البلدان القادرة على تقديم مساعدات سخية إلى التي كانت تعاني من اختلالات اقتصادية، ساهم في خلق روح التواصل والاندماج بين دول الاتحاد. كان الحماس الشعبي بين سكان القارة بقدر خطوات الإنجازات السياسية والإدارية والاقتصادية. تحققت الحريات الأربع الأساسية، وهي العمل والإقامة والتملك والتنقل، وتوجت بعملة نقدية واحدة وبنك مركزي واحد. مع مرور السنوات والتطور الذي فرضته العولمة وبروز الكثير من الأزمات والمشاكل ظهر جيل جديد من السياسيين والمنظمات غير الحكومية، وطفا على سطح الكيان الأوروبي العملاق حزمات من الأسئلة قادت إلى حراك له لون آخر غير مسبوق.

ولدت في أنحاء مختلفة من الاتحاد الأوروبي موجة ما عُرف بالشعبوية الوطنية. توجه امتزج فيه التطرف السياسي بالرفض للمركزية الاتحادية ببروكسل، وارتفعت أصوات شوفينية محلية تستعمل التفاوت المعيشي بين دول الاتحاد مادة لتأجيج الخلاف بين أطرافه. روح الأثرة التي ساهمت في تكريس عملية التأسيس تراجعت، بل تحولت إلى مادة تذكي النعرات المحلية. السؤال اليوم والقارة على باب الانتخابات البرلمانية الأوروبية، هل صار الاتحاد مهدداً بالتفكك أو الضعف والتراجع عن التحرك نحو الأمل في كيان قوى، عبر تطويره إلى وحدة كونفدرالية لها جيش واحد، ووزارة خارجية واحدة، وفي النهاية دولة كيان اتحادي حقيقي؟

بمتابعة ما حدث في الأيام الماضية في إطار الحملات الانتخابية، نلاحظ مؤشرات تنبئ بانشقاق جدي في المكونات الحزبية والنقابية بعدد من دول الاتحاد، لعل أهمها الاجتماع الذي شهدته إيطاليا، وشارك فيه عدد من رموز الأحزاب التي تتبنى التوجهات الشعبوية والتطرف السياسي. كانت مارين لوبان زعيمة حزب التجمع الوطني الفرنسي إلى جنب ماثيو سافيني زعيم رابطة الشمال وزير الداخلية الإيطالي، ومعهم ثلة من القيادات الشعبوية الأوروبية في ميلانو، حيث أعلنوا ما يجمعهم من توجه نحو تغيير المسار الأوروبي، وتحجيم تدخلات أجهزته في السياسات المحلية للدول الأعضاء. مظاهرات شهدتها الكثير من المدن الأوروبية تدفع في الاتجاه ذاته. لم يتردد سافيني زعيم رابطة الشمال في إقحام إيحاءات دينية أثناء اجتماع زعماء الشعبوية الأوروبية، بوضع صور العذراء والمسبحة؛ مما فجّر ردود فعل واسعة ضده، كان أبرزها موقف رجال الدين، وعلى رأسهم بابا الفاتيكان، وشهدت الكثير من المدن الأوروبية مظاهرات مناهضة للتيار الشعبوي. لكن الحقيقة التي لا يمكن القفز عليها أو تجاهلها هي أن كيان الاتحاد واستمراره، أصبحا محل سؤال، فوفقاً لدراسة استقصائية أشرف عليها مركز أبحاث المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية، يعتقد 58 في المائة من الأشخاص في فرنسا أنه من المرجح أن ينهار الاتحاد الأوروبي خلال عشرين عاماً، وتشير بعض الاستطلاعات إلى أن حزب الجبهة الوطنية اليميني سيتقدم على حزب الجمهورية إلى الأمام، الذي يقوده الرئيس إيمانويل ماكرون، وأغلب استطلاعات الرأي التي جرت في الكثير من الدول الأوروبية عن مستقبل الاتحاد ترسم صورة سوداوية قاتمة حوله. وإذا حققت الأحزاب المتطرفة تقدماً كبيراً في انتخابات غد، فإن ذلك يرفع مؤشر التشاؤم حول ما هو آتٍ لأوروبا. خروج بريطانيا من الاتحاد أصاب الكيان بشرخ كان صداه في الرأي العام الأوروبي السياسي والشعبي أعمق مما حسبه البعض.

أوروبا تقف أمام باب غامض، تتحرك نحو مستقبل تتضارب فيه عواصف الأمل والاختلاف والتناقض. تباين بين تيارات وطنية وتدخلات خارجية واستراتيجيات دولية جديدة. لم يعد سراً التدخل الروسي في الانتخابات المحلية والأوروبية، لقد أعلن حصول التجمع الوطني الفرنسي على قرض روسي لتمويل حملته الانتخابية، وكذلك وصول أحد مستشاري الرئيس الأميركي ستيف بانون إلى فرنسا لدعم حملة اليمين، مصرحاً بأن لوبان قد تكون أول امرأة تتولى رئاسة فرنسا، وما كشف عنه من تواصل بين أحد السياسيين اليمينين البارزين في النمسا، ورجال أعمال روس للحصول على عمولات مالية، كل ذلك زاد من وتيرة الاهتزازات الكبيرة التي تعيشها أوروبا. النخب السياسية والمثقفون الأوروبيون لا يخفون قلقهم على مستقبل اتحاد قارتهم، في ضوء ما يشهده العالم من تطورات سياسية واقتصادية متسارعة. رجل الأعمال الإيطالي والسياسي المخضرم الذي يقود حزب - هلما إيطاليا - يدعو إلى تحالف سياسي جديد في إيطاليا بعد الانتخابات الأوروبية يضم حزبه وحزب الخمس نجوم، ليشكل يمين وسط جديداً يتبنى سياسات جديدة في داخل إيطاليا وعلى المستوى الأوروبي. في آخر تصريحاته قال إننا أمام تشكل سياسي واقتصادي جديد في العالم، حيث تزحف الصين على أفريقيا بشكل متسارع، وتقيم مشروعات عملاقة بما يجعل من القارة الأفريقية تابعة للصين، وتكون كتلة بشرية من مليار ونصف المليار صيني، مضافاً إليها الرقم نفسه من سكان القارة الأفريقية، سيجعل أوروبا التي تعد 400 مليون نسمة قوة هامشية، وكذلك القوة الأميركية الضاربة عسكرياً واقتصادياً، وروسيا التي تنهض كل يوم في جميع المجالات، كل ذلك يحتم أن يتحول الاتحاد الأوروبي إلى دولة واحدة كونفدرالية، وتلك كما يرى برلسكوني هي مسؤولية البرلمان الأوروبي القادم.

أي أوروبا ستأتي، أو أي أوروبا ستذهب أو ترتبك؟ الأيام المقبلة ستكشف امتدادات الخطوط ومنحنياتها لخريطة قارة لعبت الدور الأكبر في مسيرة التاريخ الإنساني علماً وفلسفة واقتصاداً، غيَّرت خرائط الدنيا بالاستعمار والحرب والسلام والاتحاد.

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

بري التقى وفدا من الكونغرس: لبنان لا يريد الحرب لكنه لن يتنازل عن سيادته وحقوقه في البر والبحر

السبت 25 أيار 2019 /وطنية - استقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري قبل ظهر اليوم في عين التينة، رئيس لجنة الشؤون الخارجية في الكونغرس الأميركي إليوت أنجيل والوفد المرافق، بحضور رئيس لجنة الشؤون الخارجية النيابية النائب ياسين جابر، وجرى عرض للتطورات الراهنة في لبنان والمنطقة.

وأكد الرئيس بري أنه "ليس متشائما حول الأوضاع في لبنان، الذي استطاع أن يتجاوز مراحل عديدة صعبة من خلال وحدة اللبنانيين والحوار في ما بينهم". وتطرق الحديث الى المساعي الأميركية بشأن ترسيم الحدود البحرية والبرية، فأكد الرئيس بري أن "لبنان لا يريد الحرب لكنه لن يتنازل عن سيادته وحقوقه في البر والبحر"

 

باسيل عرض ورئيس لجنة العلاقات الخارجية بالكونغرس الاوضاع

السبت 25 أيار 2019/وطنية - استقبل وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل، رئيس لجنة العلاقات الخارجية في الكونغرس الأميركي النائب ايليوت انغل، يرافقه القائم بالأعمال في السفارة الأميركية في بيروت ادوارد وايت ومدير مكتبه اضافة الى فريق عمله، وقد حضر اللقاء سفير لبنان في واشنطن غابي عيسى. وقام باسيل والنائب الأميركي بجولة في السوق القديم لمدينة البترون، واستعرضا العلاقات التاريخية التي تجمع البلدين، اضافة الى جولة أفق في قضايا ومستجدات منطقة الشرق الأوسط.

 

باسيل جائلا في البقاع الغربي: استقبلت عضو الكونغرس وصديق إسرائيل في بيتي لأقنعه بالموقف الذي يخدم بلدي وممنوع تخوين أحد

السبت 25 أيار 2019/وطنية - جال رئيس "التيار الوطني الحر" الوزير جبران باسيل في منطقة البقاع الغربي، مستهلا الجولة بلقاء فاعليات في منتجع "لا فورج"، حيث تم التداول في شؤون عامة. ثم انتقل باسيل إلى بلدة خربة قنافار، حيث كان في استقباله قاعة كنيسة مار إلياس للروم الكاثوليك النائب هنري شديد، قائمقاما البقاع الغربي وراشيا وسام نسبية ونبيل المصري، فاعليات دينية وحزبية ورؤساء بلديات ومخاتير. وألقى باسيل كلمة، توقف فيها عند "المعاني الوطنية السامية لهذا النهار التاريخي، الذي تحرر فيه لبنان من العدو الإسرائيلي، الذي احتل أرضه، وهو الأقوى ماليا وعسكريا، مما يدل على طبيعة هذا الشعب، الذي متى أراد استعادة الحقوق من أي مغتصب"، مؤكدا أن "حقوقنا ومقاومتنا كرستها لنا الشرائع والقوانين الدولية ونحن نسعى لتحصيل حقوقنا بالتفاوض، وإذا لم نستطع إلى ذلك سبيلا، فكل الخيارات تبقى مشروعة". وقال: "لقد استقبلت اليوم في بيتي في عيد التحرير في البترون، رئيس لجنة العلاقات الخارجية في الكونغرس الأميركي وهو صديق لإسرائيل، وعنده موقف مؤيد لها، وقد تعرضت لانتقادات، وكأنه لم يستقبله أحد غيري في لبنان، وما يهمني أن أقنعه بالموقف الذي يخدم بلدي، وأن لا نخدم أحدا على حساب وطننا، ونحن نتعاطى مع الدول وفقا لمصلحتنا، خاصة تلك التي لدينا تمثيل دبلوماسي معها، فعدونا واحد هو إسرائيل طالما تحتل أرضنا، ومن غير المسموح أن يخون أي أحد الآخر". أضاف: "هناك مقاومة من نوع آخر، لتحرير بلدنا من الاحتلال المالي والاقتصادي حتى يكون عندنا المناعة لمواجهة التحديات، فالمعركة بالأرقام من خلال الموازنة لوقف الهدر والفساد والامتيازات والاستثمارات، لقد عالجنا قسما وباقي الكثير، وهذا أحسن من لا شيء، ويجب أن نكمل بكل إصرار وواقعية في موزانة 2020، حيث نلتزم من أول السنة، وهذا شيء لم نتعود عليه من تجديد للانتخابات والموازنات وغير ذلك، وبهذا نكون قد كرمنا الدماء، التي سقطت دفاعا عن استقلال وسيادة لبنان في مثل هذا النهار". بعد ذلك، انتقل باسيل إلى دارة نائب رئيس مجلس النواب إيلي الفرزلي، حيث أقيم له استقبال شعبي حاشد، شارك فيه فاعليات دينية من مختلف الطوائف والمذاهب والمناطق وشخصيات سياسية واجتماعية، وألقيت كلمات ترحيبية عدة، أبرزها للاعلامي مفيد سرحال الذي عرض في كلمته "مزايا كل من الفرزلي وباسيل في الدفاع عن وحدة لبنان وسيادته واستقلاله".

الميس

كما ألقى القاضي عبدالرحمن شرقية كلمة المفتي خليل الميس، فحيا "التعاون بين الرؤساء الثلاث، لما فيه مصلحة لبنان".

الفرزلي

ثم رحب الفرزلي بالضيف، قائلا: "أنا أعلق الآمال الكبيرة على الدور المستقبلي لتحقيق الأهداف الكبيرة في لبنان، على يد إدارة حكيمة ذكية شجاعة صلبة، وهي قيادة وإدارة الوزير جبران باسيل".

ثم انتقل باسيل والفرزلي إلى دارة النائب السابق الراحل سامي الخطيب لتقديم واجب العزاء، ومن المقرر بعدها أن يشارك باسيل في إفطار حزب "الاتحاد" غروب اليوم.

 

الراعي لرئيس الجمهورية في قداس يوبيل كاتدرائية مار جرجس: ليعضدكم الله في قتل تنين أصنام الفساد والمال ونفوذ الأشخاص لغير صالح الدولة والشعب

السبت 25 أيار 2019 /وطنية - حضر رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، مساء اليوم، القداس الاحتفالي الذي ترأسه البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي في كاتدرائية مار جرجس للموارنة في وسط بيروت، لمناسبة اليوبيل المئة وخمس وعشرين سنة على تدشينها في العام 1894.

وكان الرئيس عون وصل السادسة مساء الى الكاتدرائية حيث كان في استقباله عند مدخلها الرئيسي النائب البطريركي العام المطران حنا علوان وراعي ابرشية بيروت للموارنة المطران بولس مطر اللذين رافقاه وسط تصفيق الحضور الى داخلها، ايذانا ببدء الاحتفال.

حضر القداس الاحتفالي: نائب رئيس الحكومة غسان حاصباني، الرئيسان حسين الحسيني وفؤاد السنيورة، وزراء: الدفاع الوطني الياس بو صعب، الاقتصاد والتجارة منصور بطيش، وشؤون المهجرين غسان عطالله، النواب ابراهيم كنعان، نعمة طعمة، عماد واكيم، نقولا صحناوي، الان عون، ميشال معوض، نعمت افرام، فريد بستاني، انطوان بانو، نديم الجميل، بيار ابي عاصي، حكمت ديب، بولا يعقوبيان وفيصل الصايغ، النائب الأسبق لرئيس الحكومة سمير مقبل، عدد من الوزراء والنواب السابقين، رئيس الرابطة المارونية النائب السابق نعمة الله ابي نصر، رئيس المجلس الدستوري الدكتور عصام سليمان، رئيس مجلس القضاء الأعلى القاضي جان فهد، السيدتان صولانج الجميل ومنى الهراوي، كبار الموظفين المدنيين والعسكريين والقضاة، وعدد من السفراء.

وحضر أيضا عدد من ممثلي رؤساء الطوائف وحشد من الاساقفة والآباء العامين، والقائم بأعمال السفارة البابوية في لبنان المونسنيور ايفان سانتوس، اضافة الى عميد السلك القنصلي جوزف حبيس ونقيب المحررين جوزف قصيفي وعدد من رؤساء البلديات والاخويات وحشد من المؤمنين.

وعاون البطريرك الراعي في الاحتفال إلى المطرانين علوان ومطر، راعي ابرشية جبيل المارونية المطران ميشال عون، وراعي ابرشية مار شربل المارونية في الارجنتين المطران يوحنا حبيب شامية، وكهنة الكاتدرائية، وخدمته جوقة الابرشية.

مطر

وبعد نشيد الدخول، ألقى المطران مطر كلمة ترحيبية بالرئيس عون والحضور جاء فيها: "باسم صاحب الغبطة والنيافة أبينا الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي بطريرك إنطاكية وسائر المشرق الكلي الطوبى وصاحب الدار في هذا المقام وفي أي مقام للموارنة في لبنان وفي العالم، وباسم أبرشية بيروت التي تفتخر بانتمائكم الروحي إليها، نرحب بكم يا فخامة الرئيس وقد شئتم أن تكونوا على رأس المصلين في هذا الهيكل المبارك لمناسبة مرور مئة وخمسة وعشرين عاما على رفعه في قلب مدينتنا بيروت لمجد الله وإكرامه. وإننا نسأله تعالى أن يبارك رئاستكم للبلاد وأن يرعاكم بعين عنايته، لتثبتوا لبنان في القدرة على حمل رسالته الإنسانية شرقا وغربا، وتقودوا سفينته إلى شاطئ الأمن والخير والسلام".

أضاف: "وإننا باسم أبرشية بيروت كهنة ومؤمنين، نتقدم منكم يا صاحب الغبطة والنيافة، أبانا ورئيس كنيستنا الموقر، مار بشارة بطرس حفظه الله، بأسمى مشاعر الشكر والامتنان لقبولكم دعوتنا إلى الاحتفال بهذا اليوبيل الفارح لكاتدرائيتنا، ولإقامة الذبيحة الإلهية في هذه المناسبة على نية الأيادي التي رفعتها والأحبار الذين علموا فيها الإيمان والذين رمموها، وعلى نية جميع الذين صلوا في أرجائها على امتداد كل هذا الزمن وعلى نية الذين مدوا لنا في المرحلة الراهنة يد العون من الموارنة الأسخياء وعلى رأسهم معالي الوزير ميشال إده وعائلته الكريمة، فتمكنا بعونه تعالى من إعادتها إلى استقبال المصلين في العام 2000، بعد انقطاع عنها بفعل الحرب التي دارت عليها ومن حولها طوال ربع قرن من الزمن".

وتابع: "وهل لنا أن نذكر في المناسبة، على ما يمليه الواجب البنوي، أفضال مثلث الرحمة سلفكم الصالح مار نصرالله بطرس صفير، الذي ودعته كنيسته ومعها كل الوطن يوم انتقل من هذه الدنيا الفانية إلى بيت الآب، الوداع الرائع، وهو الذي أقام فيها الذبيحة الإلهية منذ تسع عشرة سنة وبارك مذبحها الجديد وافتتح لها عهدا من الصلاة والخدمة موصولا بعهد لها سبق منذ تدشينها الأول يوم عيد الشعانين من العام 1894".

واستطرد: "ولقد كان للأحبار أسلافنا الذين تعاقبوا على رعاية أبرشية بيروت أياد بيضاء في تاريخ هذه الكاتدرائية منذ بدايته حتى اليوم. فالمطران طوبيا عون هو الذي اشترى الأرض لهذا البناء سنة 1840، بعد أن رأى أن الكنيسة القديمة للموارنة في وسط بيروت باتت تضيق بمؤمنيها. وهذا ما سمح لخلفه الصالح المطران يوسف الدبس، باني الحكمة وكاتب موسوعة من تسعة أجزاء عن تاريخ منطقتنا المحيطة، أن يباشر ببناء الكاتدرائية، فيأخذ العمل في بنيانها عشر سنوات ليكتمل وقد جاء رائعا في هندسته وداعيا للخشوع والصلاة بفضل بهائه المميز. وهو الأسقف الذي أراد عبر هذه الكاتدرائية أن يدون بالحجارة ارتباط كنيستنا المارونية بالكرسي الرسولي فحاول على قدر طاقته أن يشيد هذه الكنيسة جاعلا منها صورة مصغرة عن بازيليك السيدة العذراء، "سانتا ماري ماجوري" في قلب روما الخالدة.

وبعد مرور ستين عاما على تأسيسها رممها سلفنا الصالح المطران اغناطيوس زياده وقد منحني فيها سر الكهنوت منذ أربعة وخمسين سنة مع رفاق لي أعزاء. وقد ربينا على الإيمان نحن جيل القرن الماضي بنصفه الأخير وإلى اليوم، مستمعين إلى مواعظ أحبارها وكهنتها الملهمين. وفيها رافقنا أحداث لبنان بحلوها ومرها وكأنها هي الكنيسة التي تتابع تاريخ الوطن منذ كانت. فهي شهدت استقبال البطريرك الحويك في بيروت بعد عودته من سفره إلى أوروبا من أجل لبنان في العام 1905. كما شهدت على مقربة منها تعليق شهداء الوطن في السادس من أيار 1916 على مشانق نصبت على أمتار من جدرانها. ثم شهدت نضال اللبنانيين من أجل استقلال وطنهم ووضع حد لفترة الانتداب التي كان لها أن تنتهي. كما استقبلت رؤساء البلاد في الأعياد الدينية والوطنية الكبرى؛ إلى أن كادت تستشهد في الحرب الأخيرة، لكنها نهضت من رمادها من جديد وقد عملنا عبر ترميمها الأخير على أن تكون قيامتها رمزا وحافزا لقيامة بيروت إلى عيشها الواحد ولقيامة لبنان إلى الحياة وإلى الرسالة التي تتجمل بها حياته وتكتمل".

وختم: "في إحدى عظاته الشهيرة من على منبر هذه الكاتدرائية أطلق المونسنيور يوحنا مارون عنوانا لفت المستمعين حين قال: "هل نحن أمام مساء أم عند فجر في الكنيسة؟" وكان المساء يعني عنده نهاية مطاف وبعضا من اليأس أمام حال صارت مستعصية. أما الفجر فكان يعني انتظار منطلق جديد في حياة الكنيسة والعالم. فأكد طلوع الفجر الآتي في الكنيسة بقوة الإيمان والرجاء والمحبة. وإننا اليوم يا أصحاب الغبطة والسيادة ويا أصحاب الفخامة والدولة والمعالي والسعادة، ويا حضرة السفراء والمسؤولين المدنيين والعسكريين الأحباء، ويا أيها الأخوة والأخوات جميعا، لنستوحي ممن سبقونا في زرع كلمة الله في أرض البشر، وفي زرع بيوت الله للعبادة والتوق نحو العلى، كل قوة وكل ثقة بأن المستقبل لله وبأن الانتصار الحقيقي الباقي هو للمحبة وللأخوة الشاملة التي بشر بها قداسة البابا فرنسيس وإلى جانبه شيخ الأزهر، في إحدى البلدان العربية الشقيقة. وعلى هذا الرجاء المبارك نطلب صلاتكم يا أبانا صاحب النيافة والغبطة واستنزال بركات الله علينا وعلى جميع الحاضرين فنرفع له المجد والشكر بضراعتكم من الآن وإلى الأبد. آمين".

عظة الراعي

وبعد تلاوة الانجيل المقدس، ألقى البطريرك الراعي عظة توجه في مستهلها إلى رئيس الجمهورية قائلا: "إنه لفرح كبير أن تكونوا على رأس المحتفلين بيوبيل المئة وخمس وعشرين سنة لتأسيس كاتدرائية مار جرجس، هنا في وسط العاصمة بيروت، بدعوة من سيادة أخينا المطران بولس مطر، راعي الأبرشية. إن قيامها في الوسط هو قيام المسيح نفسه في وسط المدينة بكلامه الحي، وبذبيحة جسده ودمه ووليمتها السرية، وبالجماعة المصلية مع الأسقف والكهنة.

إن وجودكم، فخامة الرئيس، مع هذه الكوكبة من الرؤساء الروحيين، والسيدتين الاوليتين السابقتين، وأصحاب الدولة والمعالي والسعادة، والمؤمنين والمؤمنات، يضفي على العيد رونقا جميلا، ومعاني رفيعة. فأنتم كرئيس للبلاد، إنما تقفون "في الوسط" بحيث تتجه اليكم أنظار اللبنانيين وآمالهم، ولاسيما في هذه الظروف السياسية والاقتصادية والمعيشية والأمنية الصعبة. وهي أوضاع نعيشها، إذ بعضها متأت من الداخل بنتيجة الحرب اللبنانية المشؤومة ونتائجها، والبعض الآخر من نتائج الحروب والأزمات الدائرة في بلدان من المنطقة، ومن سياسة دولية لا تتلاءم وموجبات السلام والاستقرار والنمو في المنطقة".

أضاف: "إننا نذكركم مع المسؤولين السياسيين ومعاونيكم في المؤسسات الدستورية، بالصلاة إلى الله كي يؤيد مساعيكم الخيرة ونواياكم الطيبة في قيادة سفينة الوطن إلى ميناء الاستقرار والنمو والازدهار".

وتابع: "يسوع القائم من الموت، تراءى لتلاميذه في مساء أحد قيامته، ووقف في وسطهم، فيما الأبواب موصدة. أعطاهم سلامه وكشف لهم هويته: صلبه لفداء العالم، وقيامته لبث الحياة الجديدة في الإنسان. هويته هذه أصبحت هوية الكنيسة والمسيحيين، وهي المشاركة في آلام الفداء، وإنعاش المجتمع البشري بالروح الجديدة.

"لقد وقف يسوع في الوسط وقال لهم: السلام لكم" (لو 24: 36). وقوفه" يعني حضوره الدائم في الكنيسة، جماعة المؤمنين، وهو رأسها. معها يصلي كرأس، ومن أجلها ككاهن، ويستجيب لها كإله"، على ما يقول القديس أغسطينوس. إنه "في وسط الكنيسة" يقودها بسلطانه الذي يمارسه بإسمه وبشخصه رعاة الكنيسة البشريون. وهي ممارسة تقتضي منهم أن يعكسوا وجهه وتعليمه ومحبته.

أما تحية "السلام لكم" (لو 24: 36) فتعني انتصار المسيح الفادي على الموت بقيامته. ليست مجرد تحية اجتماعية، بل تعني هبة السلام التي يعطيها هو، والتي ليست كالسلام الذي يعطيه العالم (يو 27:14)، لأنه سلام القلب والضمير. المسيح يعطيه سلاما، لأنه "هو سلامنا" (افسس14:2 )، بحسب تعليم القديس بولس الرسول. هذا السلام المعطى لجماعة التلاميذ إنما معطى للكنيسة ولكل واحد وواحدة منا لكي ننشره في العائلة والمجتمع والدولة. إنه سلام روحي مع الله بالأمانة لوصاياه وإنجيله وتعليم الكنيسة؛ وسلام اجتماعي بالعيش معا باحترام وتعاون وتضامن؛ وسلام سياسي بتحقيق الخير العام، وتأمين الحقوق الأساسية لجميع المواطنين: من تعليم وصحة وعمل وسكن وإنشاء عائلة مكتفية".

وأردف: "السلام هو رسالتنا وجوهر ثقافتنا، ورباط اتحادنا بالله. "طوبى لفاعلي السلام، يقول الرب فإنهم أبناء الله يدعون" (متى9:5.).

في هذا المفهوم اللاهوتي يندرج بناء كاتدرائية مار جرجس في وسط العاصمة، مثل سواها من الكنائس، كعلامة رجاء بالمسيح فادي الإنسان، وعلامة حضوره الفعلي والفاعل وسط الجماعة البشرية، وعلامة انتصار القيامة على الموت، والنور على الظلمة، والمحبة على الحقد، والعدالة على الظلم، والنعمة على الخطيئة.

هذه كانت نية المطران يوسف الدبس الذي بناها مستوحيا هندسة بازيليك مريم الكبرى في روما، ودشنها في عيد الشعانين سنة1894 . وها نحن اليوم في ذكراها السنوية المئة وخمس وعشرين. وكان سيادة راعي الأبرشية المطران بولس مطر قد أعاد ترميمها بعد استشهادها في الحرب اللبنانية المشؤومة، وأعاد إليها جمالها الاول بالتعاون مع عدد من المحسنين، ودشنها بقداس احتفالي أقامه المثلث الرحمة سلفنا البطريرك الكردينال مار نصرالله بطرس في 24 نيسان 2000. وهذه كانت نية المطران طوبيا عون الذي اشترى العقار المبنية عليه، وبنى أقبيتها، وباشر بوضع أساساتها، وتوفي قبل تحقيق البناء. بل تعود النية الأساسية إلى الخوري مخايل فاضل، الذي أصبح في ما بعد مطرانا لأبرشية بيروت، وبطريركا على الكنيسة المارونية. فهو أسس كنيسة مار جرجس القديمة سنة 1753 بإرادة البطريرك سمعان عواد. ولم تكن بعيدة عن مكان الكاتدرائية الجديدة، فاستمرت حتى بناء هذه الأخيرة. أما اليوم فغابت معالمها مع ما هدمته الشركة العقارية مؤخرا".

أضاف: "فخامة الرئيس، هذه الكاتدرائية الجميلة التي قامت من ركام الموت وعادت إلى زمنها الجميل، مثل مثيلاتها من الكاتدرائيات والكنائس في وسط العاصمة، إنما تبقى دعوة الرجاء لنهوض لبنان من "ركام" أزماته: الخلافات السياسية، الموازنة كعامل أساس للاستقرار الاقتصادي والمالي والاجتماعي، تماسك الأمن ودعم مؤسساته وأجهزته عناصر وعتادا، حماية القانون والعدل كأساس للاستقرار واجتذاب المستثمرين ورؤوس الاموال وتحريك الدورة الاقتصادية المتكاملة. أجل، العودة بلبنان إلى زمنه الجميل ممكن بفضل قدرة أبنائه وطاقاتهم، وبقيادتكم الحكيمة مع سائر المسؤولين في البلاد".

وختم قائلا للرئيس عون: "نسأل الله في هذه الذبيحة الالهية بشفاعة القديس جاورجيوس، صاحب المقام، وقاتل "تنين " أصنام زمانه، أن يعضدكم في قتل "تنين" أصنام الفساد والمال ونفوذ الأشخاص لغير صالح الدولة والشعب. فليكن كل ذلك لمجد الله الواحد والثالوث الآب والابن والروح القدس، الآن وإلى الأبد، آمين".

نوايا

وتليت خلال القداس وأثناء التذكارات، سلسلة من النوايا، احداها على نية رئيس الجمهورية ورئيس المجلس النيابي ورئيس الحكومة، جاء فيها: "أذكر يا رب رئيس جمهوريتنا، أيده بحكمتك. واذكر رئيس مجلسنا النيابي ورئيس الحكومة في بلادنا، وسائر المسؤولين بيننا وفي العالم كله ليقيموا العدل ويحلوا السلام".

ساندري

وفي ختام الاحتفال، تلا المونسنيور سانتوس رسالة رئيس مجمع الكنائس الشرقية في الكرسي الرسولي الكاردينال ليوناردو ساندري، للمناسبة، باللغة الفرنسية، وبعدها تمت تلاوة الرسالة باللغة العربية، وجاء فيها: "تحتفل أبرشية بيروت باليوبيل الخامس والعشرين بعد المئة لكاتدرائيتها المشيدة في العام 1894. لقد أراد المطران يوسف الدبس أن تكون هذه الكاتدرائية في هندستها الداخلية مشابهة لبازيليك القديسة ماريا الكبرى البابوية في روما. ولو كانت هذه الكاتدرائية أكثر تواضعا إلا أنها تعبر عن تعلق الكنيسة المارونية وبخاصة هذه الأبرشية بكرسي بطرس.

يجدر الفرح بالاحتفال بهذا اليوبيل، ليس للتنويه بقدم هذه الكاتدرائية وعراقتها وحسب، بل من أجل التذكير بالمحن التي عانتها عبر تاريخها. فلقد بقيت مغلقة على مدى خمسة وعشرين عاما، مجرحة بفعل حرب دمرت آثارا وبيوتا وسببت دموعا وجروحا وأوقعت قتلى.

في مناسبة اليوبيل الكبير للعام 2000، كان البطريرك الكاردينال الراحل مار نصرالله بطرس صفير، وكان آنذاك بطريركا لإنطاكية للموارنة، والذي نرفع من أجله صلاة حارة لوفاته، قد احتفل بالذبيحة الإلهية في هذه الكاتدرائية المرممة بفضل محسنين موارنة أسخياء.

فاحتفلوا بهذا اليوبيل على أنه زمن نعمة. المسيح يريد أن يقترب من مؤمنيه ليمنحهم أنعامه وليقويهم بالإيمان والرجاء. ولتنزل نعمة الله وافرة على سيادتكم وأنتم تتولون هذه الأبرشية منذ العام 1996، وعلى مؤمنيها وسكانها ليقبلوا نعمة السلام والتوافق والفرح. وليكن هذا اليوبيل أيضا ينبوع توبة ومغفرة للجميع.

وإني أسألكم، يا صاحب السيادة، أن تتقبلوا تأكيد إخلاصي ومشاعري القلبية".

وفي ختام الاحتفال، هنأ رئيس الجمهورية البطريرك الراعي والمطران مطر بيوبيل الكاتدرائية، متمنيا ان تبقى لسنين عديدة شاهدة على رسالة لبنان وقيامته.

وتم توزيع كتاب اليوبيل على جميع الحاضرين.

 

في اسفل نص خطاب حسن نصرالله لليوم

نصرالله: معنيّون بمواجهة صفقة القرن... نصرالله: لبنان لن يدخل الزمن الاميركي

نصرالله: نستأنف محاربة الفساد بعد الموازنة وهناك قرار سياسي دولي إقليمي يمنع عودة النازحين إلى ما بعد الانتخابات الرئاسية السورية

السبت 25 أيار 2019

وطنية - أطل الأمين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصرالله، لمناسبة عيد "المقاومة والتحرير"، ملقيا خطابا عبر شاشة "المنار" استهله بالحديث عن "ذكرى استشهاد الامام علي بن أبي طالب، الذي على الرغم من مضي 1400 عام، على استشهاده، ما زال حاضرا بقوة في التاريخ، وفي الوجدان وفي الفكر وفي الثقافة وفي العاطفة وفي الأحداث وفي محورية الأحداث وفي النظرة إلى المستقبل، وبالرغم من أنه لم تتعرض شخصية في التاريخ البشري إلى عمليات تشويه وسب وشتم ومنع ذكر الفضائل وإشاعة الأكاذيب والأضاليل كما تعرض الإمام علي، ومع ذلك لم تستطع كل محاولات التشويه، من أن تبعد جزءا كبيرا من صورته الحقيقية والمشرقة".

ثم تحدث عن المناسبة، قال: "بالنسبة لنا في لبنان، وفي المنطقة مناسبة ذكرى 25 أيار 2000 ذكرى تحرير الجزء الأكبر من أرضنا في جنوب لبنان، وإخراج العدو الصهيوني وعملائه أذلاء صاغرين بلا قيود وبلا شروط من أرضنا، وكان انتصارا تاريخيا وعظيما. أبارك لكم جميعا هذه الذكرى وهذا اليوم وهذا العيد التاسع عشر".

اضاف: "إن شاء الله في يوم القدس، في آخر جمعة من شهر رمضان المبارك، سنقيم احتفالا شعبيا جماهيريا كبيرا في الضاحية الجنوبية، في باحة عاشوراء، مساء يوم الجمعة عند الساعة التاسعة والنصف، وأدعو بطبيعة الحال الجميع إلى أوسع مشاركة شعبية، نحن أبقينا الموعد ليلا لتخفيف العبء عن الناس ما أمكن، لكن أنا أتوجه إلى الجميع للمشاركة في أوسع حضور شعبي وجماهيري في هذا الاحتفال، لأهمية الحدث هذا العام، كلنا سمعنا مسؤولين أميركيين يتحدثون عن البدء بإطلاق ما يسمى بصفقة القرن بعد شهر رمضان المبارك".

وإذ كشف أن "الخطوة الأولى قد أعلن عنها، وهي عقد المؤتمر الاقتصادي الفلاني في البحرين في مدينة المنامة عاصمة البحرين، وهناك خطوات ستتلاحق"، قال: "نحن جميعا معنيون في تحمل المسؤولية التاريخية في مواجهة هذه الصفقة المشؤومة، التي تهدف إلى تصفية القضية الفلسطينية، يوم القدس هذا العام عنوانه الأساسي هو مواجهة صفقة القرن للحفاظ على القضية الفلسطينية، للحفاظ على القدس والدفاع عن القدس وعن المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس، وللحفاظ وللدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني، وأيضا عن مستقبل وعن أمن وسلام وسيادة ومستقبل وخيرات شعوب هذه المنطقة، إذا هذه مناسبة عظيمة جدا ومهمة ويجب أن تحظى بالاهتمام في فلسطين، في لبنان، في كل العالم العربي، هي في الجمهورية الإسلامية عادة تحظى باهتمام كبير، في الخارج في عواصم الخارج ومدن العالم، كما حصل في العام الماضي، على أمل أن يكون هذا الأمر موضع اهتمام أكبر هذا العام، لأن فلسطين ولأن القدس ولأن القضية الفلسطينية، اليوم تواجه أكبر مؤامرة تصفية لوجودها ولحقها ولحقوقها بالاستفادة من الجبروت والاستكبار الأميركي، وبالاستفادة من الانقسامات والتشرذمات الموجودة في المنطقة وتداعيات ما سمي في منطقتنا بالربيع العربي".

أضاف: "لكن قبل أن أنتقل إلى مناسبتنا، أود في هذا السياق أن أتوجه مبكرا بالتنويه والإشادة وإلفات نظر شعوب المنطقة وشعوب المنطقة أيضا، إلى الموقف الفلسطيني الجامع الإجماعي الموحد الصارم من قبل كل الفلسطينيين، فصائل المقاومة على اختلافها، السلطة الفلسطينية، الشعب الفلسطيني في كل أماكن تواجده للمؤتمر الاقتصادي المزعم عقده في البحرين، رفضهم لهذا المؤتمر وعدم مشاركتهم فيه، هم دعوا الجميع إلى مقاطعة هذا المؤتمر، وأطلقوا مواصفات كبيرة وحادة اتجاه المشاركة في هذا المؤتمر، مما يعبر عن قوة وعمق الموقف الفلسطيني، وهذا هو الموقف الحقيقي الموقف الملك، لأنه عادة في القضية الفلسطينية نحن عندما نتخذ مواقف، نحن وكل الداعمين للقضية الفلسطينية يقال لنا هل أنتم ملكيون أكثر من الملك".

وأكد: "هذا هو الملك، الملك هو الشعب الفلسطيني، وهو الموقف الفلسطيني الحاسم، الرافض، القاطع، الإجماعي في مواجهة المؤتمر الاقتصادي في البحرين كخطوة أولى من خطوات صفقة القرن. كما يجب أن ننوه أيضا ونشيد أيضا بموقف علماء البحرين، بموقف شعب البحرين، بموقف القوى السياسية في البحرين، التي عبرت أيضا في الخطب وفي البيانات وفي أشكال التعبير الشعبي عن رفضها، لأن يكون البحرين وأن تكون المنامة هي الأرض التي تحتضن الخطوة الأولى في صفقة القرن، التي تستهدف تصفية القضية الفلسطينية"، مشيرا "على كل، نبقي الكلام بيوم القدس إن شاء الله، إذا أبقانا على قيد الحياة، وبالتالي ما يتعلق بفلسطين، بصفقة القرن، وأيضا بالتطورات في المنطقة وفي مقدمها التوتر الكبير، الذي شهدته المنطقة وما زالت في المسألة الأميركية - الإيرانية، وما تتعرض له الجمهورية الإسلامية في إيران، والكثير من التحليلات والقراءات والتوقعات والمواقف، وخصوصا ما يرتبط أيضا بموقف حزب الله من هذه الأحداث، لأنه بالتأكيد هناك رفض لهذا الموقف، وهناك الكثير من السفارات وأجهزة المخابرات والجهات الإقليمية والدولية، التي كانت تسعى أن تفهم حقيقة موقفنا خلال الأسابيع الماضية، هذا كله أتركه ليوم القدس، لأنني أعتقد أيضا أن ما يجري في منطقة الخليج وما يستهدف الجمهورية الإسلامية، هو أيضا مرتبط بقوة في بعض جوانبه الأساسية بصفقة القرن".

وقال: "لا شك نحن أمام يوم تاريخي عظيم جدا ويوم وطني كبير جدا بالنسبة للبنان وبالنسبة للمنطقة، وأيضا يوم تاريخي جدا فيما يتعلق بمجريات ومعادلات الصراع العربي الإسرائيلي. ما حصل في 25 أيار 2000 كانت له نتائج استراتيجية ونتائج ضخمة وكبيرة جدا على المستوى العسكري والميداني والأمني والنفسي والمعنوي والروحي والسياسي والثقافي، وعلى مجمل معادلة الصراع في منطقتنا. كالعادة يجب في البداية أن نذكر بكل الشكر والتقدير والامتنان والاعتراف بالفضل لجماعة المضحين، التي كانت لتضحياتهم الأثر العظيم في صنع هذا الانتصار، عندما نتحدث عن الشهداء عن كل الشهداء، نتحدث عن عوائل الشهداء، عن الجرحى، عن الأسرى الذين قضوا زهرات شبابهم وعمرهم في سجون الاحتلال، وطبعا الحمد لله من الله تعالى عليهم بالحرية، إلا بعض الملفات أو بعض الأخوة، الذين يجب أن تعالج ملفاتهم، كذلك المفقودين وعائلات المفقودين، المقاومين والمجاهدين والمقاتلين من كل الفصائل ومن كل الحركات والأحزاب، الناس الصابرين، المضحين، الصامدين، الذين تحملوا الكثير خلال سنوات المقاومة، وكل الداعمين والمساندين بالقول وبالفعل وبالمال وبالتأييد وبالدعاء وبأي شكل من أشكال الاحتضان، التي عاشته المقاومة خلال كل السنوات الماضية، وعندما نتحدث عن القوى بالتأكيد نحن نشمل كل الفصائل والقوى اللبنانية التي شاركت، الجيش اللبناني، قوى الأمن اللبنانية، مؤسسات الأمن اللبنانية المختلفة، الفصائل الفلسطينية، الجيش العربي السوري أثناء تواجده أيضا في لبنان، وكل الذين قدموا تضحيات".

أضاف: "لا بد أيضا أن نذكر من وقف إلى جانبنا من 1982 إلى 2000 وما زال، لكن كان شريكا أساسيا في صنع الانتصار بدعمه السياسي والمعنوي والمادي وكل التسهيلات وكل الحماية وكل الدعم، وبالتحديد يعني لا يوجد مقدمهم ولا في غير مقدمهم، يوجد دولتان الجمهورية الإسلامية في إيران والجمهورية العربية السورية".

ورأى أن "من أهم النتائج التي أفرزها هذا الانتصار في عام 2000، وثبتها وكرسها مع الوقت، هي صنع معادلة القوة في لبنان، في عام 2000 أمام الهزيمة الإسرائيلية بات واضحا أن في لبنان قوة فرضت على العدو الإسرائيلي، أن يخرج مهزوما ذليلا هاربا لم يحصل أي مكاسب ولم يستطع أن يفرض أي شروط، أي ترتيبات أمنية، أي جوائز، أي مكافآت، بل بالعكس، كان خروجا ذليلا، وهذا ما يجمع عليه أيضا الإسرائيليون على كل حال، كل ما قيل حينها بمصادرة نتائج هذا الانتصار من أن ما حصل هو تسوية تحت الطاولة واتفاقات، وهو التزام إسرائيلي بالقرار 425، هذا كله لم يصمد لأيام، لأنه كان سرابا ووهما وكذبا وتضليلا، لا مكان له ولا موقع له في الحقيقة والصحة، العالم كله أذعن واعترف وأقر وفي مقدمه الإسرائيلي نفسه، بأن ما حصل في 25 أيار 2000، هو هزيمة كاملة للعدو الاسرائيلي، وهو انتصار واضح وحاسم وبين وجلي وعظيم للبنان وللشعب اللبناني وللمقاومة في لبنان، وللجيش في لبنان ولكل من ساهم في صنع هذا الانجاز وهذا الانتصار في لبنان".

وقال: "وبناء عليه تبين وتبدى كما قلت وجود هذه القوة الدافعة، هذه القوة التي فرضت الهزيمة على العدو، وبالتالي لم يعد ينظر إلى لبنان على أنه الحلقة الأضعف في الصراع العربي الإسرائيليي أو أنه نقطة الضعف الأساسية في جسد الأمة، أو في ترتيبات أو وضعية المنطقة، هذا انتهى، الآن ينظر إلى لبنان على أن فيه موقعا كبيرا للقوة، أنا لا أدعي ذلك، يمكنكم لكل الذين يتابعون المسؤولين الإسرائيلين، فالعدو الإسرائيلي، السياسيون، العسكريون، الأمنيون، الإعلاميون، الصحافة، مراكز الدراسات المؤتمرات التي تعقد على مدار السنة في الكيان، التصريحات، الإجراءات، المناورات، التدابير المتخذة على الحدود، كلها تؤكد أن العدو الإسرائيلي يتعاطى جديا وعلى مدار الساعة بأنه هناك قوة حقيقية موجودة في لبنان، هو بدأ يسميها منذ مدة طويلة بالتهديد الاستراتيجي، أو بالتهديد المركزي".

أضاف: "سأعود إلى نقطة التهديد، لكن الاعتراف، اعتراف العدو بهذه القوة، اعتراف العالم كله بهذه القوة، الاعتراف الأميركي أيضا بهذه القوة، ولذلك هم يناقشون دائما كيف يمكنهم التخلص منها، وعندما يتحدثون عن حزب الله مثلا كعامود فقري كأساس في معادلة القوة اللبنانية الجديدة، التي تحققت بعد عام 2000، فإنهم يتحدثون كيف يمكن أن نتخلص من حزب الله؟ يتحدثون عن عمليات الاغتيال وعن العقوبات وعن التضييق وعن العزل وعن الوضع على لوائح الإرهاب، وعن المحاصرة، حتى عن الحرب الشاملة. كل هذا جربوه وكان حزب الله عصيا على كل هذه المؤامرات وعلى كل هذه المحن".

وتابع: "إذا، العدو يعترف بوجود هذه القوة وهذا التحول الكبير، الذي حصل في لبنان، في الحقيقة الذي حصل في لبنان بعد عام 2000 وتكرس وترسخ بعد انتصار المقاومة بعد عام 2006 اليوم الإسرائيلي يقول عن هذه القوة، وبالتحديد عن حزب الله أنه تهديد استراتيجي أو أنه تهديد مركزي لإسرائيل، هذه شهادة عظيمة لنا، نحن نعتز بها ونفتخر بها، والفضل ما شهدت به الأعداء، لكن أريد أن أقدمها بتعبير إيجابي، بتعبير وطني، من جبهتنا ومن جهتنا وليس من جهة العدو، لأن الإسرائيلي عندما يقدمنا كتهديد إستراتيجي أو كتهديد مركزي، إنما يريد من هذا إثارة العالم علينا أو حولنا، لكن لنقدمها من جهتنا بتعبير إيجابي، بتعبير إيجابي ما يسميه العدو تهديد، نحن نسميه قوة دفاع ومنع وصد وحماية وردع ومواجهة، يعني أن حزب الله يمثل فيما يمثل كجزء من أجزاء القوة اللبنانية، التي ترسخت بعد العام 2000، أنه جزء من قوة الردع وقوة الحماية وقوة المنع، منع العدو الإسرائيلي من تحقيق أي من أطماعه، أو ممارسة أي من تهديداته".

وأكد أن "كلنا يعرف أن العدو له أطماع في أرضنا وفي مياهنا وفي بلدنا وفي حدودنا، حتى الآن، حتى في المناطق الحدودية سأعود إليها بعد قليل، ما زال العدو الإسرائيلي يناقش في بعض النقاط، التي هي تمثل نقاط استراتيجية بالنسبة إلى لبنان، ما زال موضوع مزارع شبعا وما تمثله من قيمة أمنية وقيمة استراتيجة مائية أيضا وأيضا في موضوع البحر والنفط والغاز، أطماع العدو تتجاوز حتى هذه الحدود، في كل الأحوال له أطماعه وله تهديداته يحاول بالقوة، أن يفرض خياراته على بلدنا وعلى شعبنا وعلى الدولة في لبنان، وهذه القوة تقف في وجهه، هذه القوة كما أن العدو يعترف بها، وكما أن العدو يعمل على إنهائها وإزالتها والتخلص منها، في المقابل يجب أن نعرف نحن كلبنانيين أهمية هذه القوة في الحفاظ على سيادة لبنان وسلامة لبنان وأمن لبنان وخيرات وثروات لبنان وحاضر لبنان ومستقبله، ويجب أن نعمل لكي نحافظ على هذه القوة، هذه التي سميناها المعادلة الذهبية، الجيش والشعب والمقاومة، يجب أن نحافظ على هذه القوة لكي نتمكن من مواجهة الأطماع والتهديدات، وبهذه القوة استطعنا أن نحرر أرضنا".

وقال مخاطبا جمهوره: "تصوروا لو لم تكن هناك مقاومة في لبنان، ولو لم يكن هناك تحرير في العام 2000، تصوروا لو أن جيش الاحتلال الإسرائيلي ما زال يسيطر على أرضنا في جنوب لبنان بالحد الأدنى حتى اليوم، ألم يكن اليوم كنا نشهد أن السيد ترامب يهدي جنوب لبنان أو أجزاء كبيرة من جنوب لبنان لحكومة العدو، كما وهبها القدس وكما وهبها الجولان، كما سيهبها الضفة الغربية وكما وهبها في السابق أسلافه أراضي 1948؟ إذا اليوم هذه المقاومة كجزء من هذه القوة اللبنانية الأساسية، قوة الدفاع والردع والحماية والصد والمنع والمواجهة، هي القوة التي يجب أن نحرص في الحفاظ عليها بكل ما استطعنا، عندما نجد أن أعداءنا يستهدفونها بكل الوسائل للتخلص منها، يجب أن نعرف أنهم يعملون لمصلحتهم، وبالتالي سنتصرف نحن كلبنانيين من موقعنا الوطني والسيادي وموقعنا الأخلاقي وأيضا من موقعنا المصلحي، مصلحتنا كلبنانيين في الأمن وفي السلامة والعافية، في الحفاظ على الأرض والإمكانات والدم والعرض والكرامة والعزة والشرف والحرية، أن نكون أقوياء، هذه هي ضمانتنا الحقيقية".

أضاف: "ما يجب أن أؤكده في المناسبة اليوم، خصوصا في العالم الذي ظهر أكثر من أي وقت مضى، أن لا مكان فيه للقانون الدولي ولا للقرارات الدولية ولا لمجلس الأمن الدولي ولا للمؤسسات الدولية، إنما المكان الوحيد فيه هو للغطرسة والاستكبار، والعتو الأميركي الصهيوني، وأيضا فيه مكان للمقاومين، للأقوياء، للأشداء، للمتمسكين بحقوقهم، والمستعدين للدفاع والتضحية من أجل الحصول على حقوقهم، أما الباقون فهم ضحايا، لا مكان لهم لا في المعادلات، عليهم أن يدفعوا الأموال وعليهم أن يتحملوا التبعات وسيتم التخلص منهم في نهاية المطاف عندما يتحولون إلى مجرد أعباء".

وتابع: "إنطلاقا من هذه المناسبة، أود أن أدخل إلى بعض العناوين المتصلة أيضا، بشكل سريع.

- النقطة الأولى: يجب أن أؤكد في العيد التاسع عشر للمقاومة والتحرير، تمسكنا بمزارع شبعا وتلال كفرشوبا والجزء اللبناني من بلدة الغجر، والبيان الذي أصدره فخامة الرئيس العماد ميشال عون بالأمس، حول هذه القضية أيضا، كان قويا وحاسما وواضحا، وكذلك البيان الذي صدر عن قيادة الجيش اللبناني، والتي تعلن التزامها القاطع، هذا كان أدبيات جيدة، وهذا ما ورد في الأدبيات، بتحرير مزارع شبعا وتلال كفرشوبا وبقية الأراضي المحتلة، مهما كانت التضحيات، ومهما كانت الأثمان غالية وهذا كمضمون، الآن كنص يمكن الرجوع إليه وبالتأكيد مضمون جيد وقوي. إذا اليوم، نحن نؤكد على حقنا الطبيعي على أن هذه الأرض هي أرضنا، وعلى حقنا الطبيعي في ممارسة المقاومة، كل أشكال المقاومة، واتخاذ كل الوسائل لتحرير ما تبقى من أرضنا اللبنانية.

- النقطة الثانية: ترسيم الحدود، الآن من نقاط القوة طبعا، إن كان هناك خلفية مشتركة بين المسؤولين اللبنانيين، وبالتحديد بين الرؤساء الثلاثة حول هذا الموضوع، المقاومة في صورة ما يجري، هي تدعم موقف الدولة، وتقف خلف الدولة كما أعلنا سابقا، والمقاومة والشعب اللبناني وكل اللبنانيين بالتأكيد يراهنون ويثقون بتمسك الرؤساء وبمسؤولي الدولة، بكامل الحقوق في الأرض وفي المياه وبالثروات الطبيعية المودعة في مياهنا، ويتطلعون إلى إدارتهم وإلى ثباتهم وإلى تحملهم للمسؤولية التاريخية في إدارة التفاوض حول هذا الملف، ولبنان هنا يستند إلى قوتين في هذا التفاوض، قوة الحق لأن ما يطالب به لبنان هو حقه وأيضا قوة القوة، التي تحدثت عنها قبل قليل الموجودة في لبنان، لبنان اليوم ليس في موقع ضعف، أمام إسرائيل على الإطلاق ولا يجوز أن يشعر أي لبناني أن بلده في موقف ضعف، أو أن دولته في موقف ضعف، لا، اليوم هم يتهيبون ويخافون ويقلقون مما هو موجود في لبنان وكما أنهم يستطيعون أن يمنعوا لبنان من الحصول على النفط والغاز، أيضا لبنان يستطيع أن يمنعهم من الحصول على النفط والغاز، أنا لست بحاجة إلى إطلاق تهديدات جديدة، العدو الإسرائيلي ومن خلفه الأميركيون يعرفون هذه المعادلات جيدا، وبالتالي طالما أن الدولة ومسؤولي الدولة يستندون إلى قوة الحق وإلى قوة القوة، فمن المفترض أن نتمسك بحقوقنا وأن نتفاءل كما تفاءل دولة الرئيس الأستاذ نبيه بري في إمكانيات تحقيق انتصار كبير في هذا الملف إن شاء الله.

- النقطة الثالثة: في موضوع التوطين، أود أن أشير وألفت إلى أن أهم مسألة قد يؤدي إليها المؤتمر الاقتصادي في البحرين والتوجه الاقتصادي، الذي يراد نقاشه هناك، وبعض أشكال الترغيب والإغراءات المالية هنا وهناك، هذا قد يفتح الباب عريضا وواسعا أمام مسألة توطين الإخوة الفلسطينيين في لبنان، وفي بقية البلدان، التي يتواجدون فيها، إضافة إلى ما تتعرض له وكالة الأونروا من تضييق قد يؤدي إلى تعطيلها أو إلى توقيفها عن العمل.

أيضا كما في مسألة ترسيم الحدود، هناك أرضية مشتركة أو خلفية مشتركة على المستوى الوطني اللبناني، حيث يجمع اللبنانيون كلهم، مع أن نقاط ومسائل خلافهم كثيرة، ولكن اللبنانيين يجمعون على رفض التوطين، دستوريا، سياسيا، وطنيا، وعلى كل صعيد أيضا هناك أرضية مشتركة مع إخواننا الفلسطينيين الموجودين في لبنان، حيث أن جميع الفلسطينيين، الفصائل الفلسطينية، الشعب الفلسطيني، اللاجئين الفلسطينيين، كل الإخوة الفلسطينيين الكرام الموجودين في لبنان أيضا، يجمعون على رفض التوطين ويصرون على حقهم في العودة إلى أرضهم إلى فلسطين، إلى ديارهم وإلى أملاكهم وإلى بيوتهم. إذا، هذه تشكل أرضية مشتركة، الآن نحن أصبحنا في مرحلة لا يكفي فيها أن يقال إننا جميعا ضد التوطين.

خطر التوطين يبدو أنه يقترب بقوة أيها اللبنانيون، وأيها الفلسطينيون في لبنان. ولذلك أنا أدعو إلى لقاء سريع ولا يحتاج إلى مطولات لا إلى طاولة حوار، ولا إلى مؤتمرات، ولا إلى أيام طويلة، إلى عقد جلسة بين المسؤولين اللبنانيين والمسؤولين الفلسطينيين في لبنان، لمناقشة جادة ووضع خطة لمواجهة خطر التوطين الزاحف والقادم. هذا طبعا غير موضوع لجنة الحوار الللبناني الفلسطيني، التي كانت تناقش قضايا عريضة وطويلة مفصلة بالإضافة إليها أو جانبها أو أعلى منها، وأنا أقترح أن يكون على مستوى عال من المسؤولين الأساسيين، جديا اليوم، يجب أن ننتبه، لا يكفي أن أصدر بيانا وأنت تصدر بيانا والأخ الفلسطيني يصدر بيانا، وعظيم نحن بالبيانات جميعنا ضد التوطين، لكن ما هي الخطة اللبنانية الفلسطينية المشتركة؟ نحن بحاجة إلى خطة مشتركة لمواجهة خطر التوطين الزاحف والآتي، هذا ما يجب أن نجلس جميعا، أن يجلس اللبنانيون والفلسطينيون المسؤولون المعنيون ويضعوا خطة، وما هو مطلوب منا كأفكار أو اقتراحات أو مساهمة عملية، نحن جاهزون أن نكون جزءا بالتأكيد من هذه المواجهة الوطنية القومية الأساسية.

- النقطة الرابعة: النازحون السوريون، أيضا كلمة باختصار كنت قد أشرت إليها في موضوع سوريا، وإن كان هذا الموضوع يستحق أن أتحدث به ساعة كاملة، لأنني مطلع عليه بالتفصيل الممل، لكن سأكتفي بالقول الآن أيضا للبنانيين أريد أن أقول لهم الكل أيضا يجمع في لبنان، وهذه أيضا ارضية مشتركة، أنا أسعى لأكون اليوم إيجابيا وأفتش عن الأرضيات المشتركة بين كل اللبنانيين، بحسب الظاهر كل اللبنانيين مجمعون ويقولون إنهم يريدون المساعدة على إعادة الإخوة والأهل النازحين السوريين إلى بلدهم. ولكننا نختلف، إذا كنا نتفق بالمبدأ ونختلف حول الوسيلة أو الأسلوب أو ما شاكل. لكن حقيقة الأمر حتى نكاشف بعضنا بعضا ونكون واضحين ولا نخترع نقاطا، ندعي أنها هي نقاط الخلاف، السبب الحقيقي هو سبب سياسي، الأمر يرتبط بالانتخابات الرئاسية في سوريا، الانتخابات المقبلة، لأن ولاية الرئيس بشار الأسد ستنتهي عام 2021، فيوجد انتخابات على كل حال، بمعزل عن آستانا، بمعزل عن جنيف، أو مع جنيف ومع آستانا، شكلت لجنة دستورية أو لم تشكل لجنة دستورية، يوجد حل سياسي أو لا يوجد حل سياسي، فإنه توجد انتخابات رئاسية ستحصل في موعدها الطبيعي.

هناك إصرار أميركي غربي خليجي، يجب أن نكون واضحين أمام الشعب اللبناني اليوم، الذي يجمع على معالجة هذا الملف، واليوم المعاناة هي معاناة مشتركة، السوريون يعانون بسبب النزوح، إلا قليل منهم ممن رتب أموره بالبلد وصار لديهم دكاكين، ومطاعم، ومحلات وباب رزق وشغالين وماشي حالهم ومرتاحين وهؤلاء قلة. لكن الكثرة من النازحين السوريين يعيشون معاناة النزوح، السوريون النازحون يعانون واللبنانيون أيضا اليوم كلهم يعانون على اختلاف المناطق، في مرحلة من المراحل حاول البعض أن يعطي للخلاف حول قضية النازحين للأسف الشديد بعدا طائفيا، أو بعدا مذهبيا أو بعدا مناطقيا.

اليوم كل اللبنانيين في كل المناطق من كل الطوائف أيضا يعانون من تداعيات هذا النزوح، يعانون اقتصاديا، ويعانون أمنيا، ويعانون اجتماعيا، وتفاصيله معروفة لكم ويوميا نسمع الأخبار ونعرف التفاصيل. لماذا تستمر معاناة النازحين السوريين في لبنان؟ لماذا تستمر معاناة اللبنانيين؟ لماذا يستمر تحمل كل هذه الأعباء على الجهتين؟ لسبب بسيط هذه هي الحقيقة، هذه هي الحقيقة أن الأميركي والغربي وبعض دول الخليج في الحد الأدنى لا تريد للنازحيين السوريين أن يعودوا إلى بلدهم بالحد الأدنى قبل الانتخابات الرئاسية السورية. السبب سياسي لا علاقة له بالقضايا الإنسانية، بل القضايا الإنسانية تفترض أن يعود الإنسان إلى بيته، إلى داره، إلى دكانه، إلى حقله، إلى عائلته، إلى وطنه ولا ترتبط أيضا بالأسباب الأمنية.

كل الذين عادوا إلى سوريا يعيشون في سوريا كبقية السوريين، ما حاول بعض المسؤولين اللبنانيين أن يشيعوه من أن هناك عمليات قتل وعمليات تصفية وعمليات هي مجرد إشاعات وأكاذيب، وأنا أطالب وقد طالبت أيضا خارج وسائل الإعلام بعض المسؤولين في الدولة أن يتحققوا من هذه الادعاءات، لأنها ادعاءات خطيرة، وهذه الادعاءت في الحقيقة توجه الاتهام إلى كل القوى السياسية اللبنانية، التي دعمت العودة أو ساهمت في العودة وبشكل أساسي إلى مؤسسة أمنية كبرى ومهمة ومحترمة في لبنان، وهي المديرية العامة للأمن العام في لبنان، التي أخذت على عاتقها الملف بشكل أساسي، هذه ادعاءات لتخويف السوريين النازحين من العودة إلى بلدهم، وهي لا تستند إلى حقيقة، هي تخدم الهدف السياسي الذي تحدثت عنه قبل قليل.

الدولة في سوريا، الحكومة في سوريا، أنا منذ سنوات وليس الآن وفي لقاء مع السيد الرئيس بشار الأسد، أنا تحدثت معه بصراحة وسألته بصراحة هل أنتم تريدون أن يعود النازحون من لبنان إلى سوريا حتى نفهم على بعضنا، لأننا نحن أصدقاء وحلفاء ولا يريد أحدنا أن يلحق الأذى بالآخر، قال لي بكل صراحة وبكل صدق نعم نحن نريد أن يعود الجميع إلى سوريا، وحاضرون أن نقدم كل التسهيلات لعودة الجميع إلى سوريا.

اليوم ما هو المانع؟ هذا هو المانع، المانع سياسي، هل يجوز للبنان وللدولة اللبنانية وللحكومة اللبنانية أن تخضع لهذا الاعتبار السياسي وتقدمه على الاعتبارات الإنسانية والاعتبارات الأمنية، والاعتبارات الاقتصادية فقط لأن أميركا والغرب وبعض دول الخليج تقدم هذا الاعتبار السياسي وتفرض على لبنان منع عودة النازحين السوريين؟ أنا أقول في لبنان ما يجري هو منع عودة النازحين السوريين، وليس أنه هناك عودة طوعية، ومن يريد أن يعود ومن يريد لا يعود، لا هناك منع، أحد أشكال المنع هو التخويف والترهيب، الذي يمارسه بعض المسؤولين اللبنانيين أو مارسه ويمارسه بعض الإعلام اللبناني ، وأيضا أحد أسباب وأشكال المنع هو الترغيب بالبقاء في لبنان.

إذا، يجب الكف عن هذا المنع ويجب أيضا عدم الاكتفاء بالتصريحات، اليوم طبعا لا يستطيع أحد ولا قوة سياسية بلبنان تستطيع أن تخرج وتقول نحن نريد توطين السوريين في لبنان، نحن لا نريد عودة النازحين السوريين، لا يجرؤ أحد أن يقول هذا ولو كان يريد ذلك ضمنيا.

الكل يقول يجب أن يعودوا ويجب أن نساعدهم على العودة، أعتقد بعد الانتهاء من نقاش الموازنة الحكومة اللبنانية، أيضا القوى السياسية اللبنانية معنية بنقاش جاد حول هذا الموضوع وعدم الاكتفاء بالمواقف، لأن المشهد الإقليمي والدولي بات واضحا، الوفود اللبنانية والمؤتمرات التي عقدت والاتصالات، التي حصلت مع كل دول العالم، أعتقد ما أقوله الآن أنا على التلفاز هذا أصبح يقينيا عند المسؤوليين اللبنانيين، منذ أشهر في الحد الأدنى إن لم يكن منذ سنوات.

لكن في الحد الأدنى منذ أشهر أصبح واضحا للمسؤوليين اللبنانيين جميعا أن هناك منعا سياسيا، كيف سنتصرف وكيف سنتعاطى مع هذا الأمر الذي يشكل أمرا وطنيا ومهما جدا؟.

- النقطة الأخيرة: ما يرتبط بمكافحة الفساد والوضع المالي والموازنة، نتحدث باختصار في الوقت المتبقي. نحن كما يعرف الجميع في مثل هذه الأيام عندما كنا في الانتخابات النيابية، من جملة ما التزمنا به وأعلنا عنه، هو أننا سنكون جزءا من عملية مكافحة الفساد وسد أبواب الهدر ومواجهة الهدر المالي في الدولة اللبنانية. طبعا هذا الأمر قلنا منذ البداية يحتاج إلى وقت ويحتاج إلى صبر ويحتاج إلى جهد ويحتاج أيضا إلى جهد وإلى معلومات وإلى تشكل ملفات وإلى أدوات، إلى عناصر وإلى أسباب في المواجهة، لكل معركة لها معلوماتها ولها ملفاتها ولها وسائلها وأسبابها المختلفة.

إن هذا الأمر منذ البداية قلنا إنه يحتاج إلى وقت وإلى صبر، بعد أسبوع وأسبوعين صرنا نطالب أين أصبحتم؟ وما فعلتم؟ وما أنجزتم؟ أنا ذكرت وكنت واضحا وشفافا، عندما قلت إن هذه المعركة هي أصعب من معركة تحرير الجنوب، وعيد الانتصار في 25 أيار 2000 تحقق لكن هذا الانتصار سيكون أصعب ومعقد أكثر من ذاك الانتصار، لذلك الأمر يحتاج إلى الوقت، كما أشرت إلى الجهود وإلى تعاون الجميع في معركة المقاومة، يمكن أن ينتهي الأمر إلى فصيل أو فصيلين يستمران في المقاومة بعد أن ينشغل عنها الآخرون، أما في معركة مكافحة الفساد لا يكفي أن يقف فصيل أو فصيلان ليحاربوا الفساد، المتجذر في الدولة، بل في الثقافة، بل في الوجدان، وإنما هو بحاجة إلى نهضة وطنية وإلى مقاومة وطنية وإلى استراتيجية وطنية، ونحن كنا وسنكون جزءا أساسيا ومتقدما وقويا في هذه المعركة وفي هذه المواجهة.

أولا: خلال الفترة الماضية نحن إن أردت الاختصار قليلا بهذا الملف أقول: لقد استطاع موقف حزب الله أن يساهم بقوة في إيجاد مناخ وطني كبير ومناخ رسمي وحزبي وشعبي وإعلامي حول قضية مكافحة الفساد والهدر المالي، وتحويلها إلى أحد العناوين والقضايا الوطنية المركزية المهمة، التي يفكر فيها الناس ويهتم فيها الناس ويتحدث عنها الناس ويشتغل فيها الكثيرون ويطالب فيها الكثيرون، وهذا في حد ذاته هو إنجاز أولي على هذا الطريق.

ثانيا: قمنا خلال العام الماضي بتحضير مجموعة من الملفات، بعضها قدمناها وبعضها سوف نقدمها إن شاء الله، نحن أجلنا ذلك إلى ما بعد الانتهاء من مناقشة الموازنة، هناك أيضا ملفات على المستوى الوطني ترتبط بالفساد وبالهدر المالي أصبحت جاهزة لدينا، أجلناها كما قلت للانتهاء من الموازنة، لأن بحث الموازنة كان يسيطر على كل شيء في البلد داخليا، وهذه سنقوم بتقديمها إلى القضاء وقد نتحدث أيضا عنها في وسائل الإعلام.

ثالثا: حضرنا مجموعة من الاقتراحات من قبل كتلة الوفاء للمقاومة، بعضها قدم، بعضها يتم مناقشته مع الحلفاء ليتم تقديمه بشكل مشترك، فيما يتعلق مثلا بموضوع المناقصات، فيما يتعلق بموضوع التوظيف، آليات التوظيف، في مسائل أخرى التي تساهم بشكل كبير جدا في سد أبواب الفساد ووقف الهدر المالي. هناك اقتراحات تم إعدادها لكن كتل نيابية أخرى تقدمت بها فتوقفنا عن تقديمها وقررنا أن ندعم اقتراح الكتل النيابية الأخرى، لأن المهم هو الحصول على النتيجة وليس المهم من الذي يقدم الاقتراح. نحن في هذه المعركة نتصرف بإخلاص، المهم النتيجة، ليس مهم أن يقال نحن الذين قدمنا الاقتراح ونحن الذين حققنا الإنجاز ونحن الذين منعنا الهدر هنا أو منعنا الفساد هناك، بالنسبة إلينا المهم أن يمنع الهدر، أن يمنع الفساد، أن يسد هذا الباب وذاك الباب، المهم النتيجة.

على مستوى الوزارات التي تحمل إخواننا المسؤولية فيها، منذ البداية قلنا لهم أن الأولوية في مكافحة الفساد، أن تقوموا أنتم في إطار وزاراتكم، كما هو معروف وزارة الشباب والرياضة، نحن نتحمل فيها المسؤولية وأيضا وزارة الصحة ولدينا وزارة دولة من المعروف ماذا تعني وزارة دولة. في هاتين الوزارتين، الأخوان الوزيران العزيزان قاما بجهود كبيرة، نستطيع أن ندعي الآن بحسب معلوماتنا، بحسب معطياتنا، أنه لا يوجد فساد في هاتين الوزارتين، لا يوجد هدر في هاتين الوزارتين، بحسب المعلومات المتوفرة لدينا وما قام به الوزيران من جهود، طبعا هم سيتحدثون عنها، لن أتكلم أنا بالنيابة عنهما.

لكن أريد أيضا في هذه النقطة أن أقول لكل اللبنانيين، من لديه أي معلومات أو معطيات تتعلق بهاتين الوزارتين، تتصلان بفساد أو هدر مالي يمكن أن تقدم لملف الفساد الذي شكله حزب الله أو تقدم إلى الأخوين الوزيرين أو مستشاريهم أو معاونيهما، والأخوة معنيون في هذا.

طبعا، أستفيد أيضا من هذه الفرصة لأوجه الخطاب إلى بقية القوى السياسية، أن كل شخص أيضا في وزارته، طالما جميعا نقول نحن مجمعون على مكافحة الفساد والهدر المالي، بدل من أن أذهب أنا وأناضل في وزارتك أنت ناضل في وزارتك، طالما أنت ملتزم بهذا العنوان وحريص عليه وتقول إنك جدي فتفضل واستخدم موقعك ومسؤوليتك ونفوذك، من خلال وزيرك في مواجهة أشكال الفساد والهدر المالي الموجود في الوزارة، طبعا هذا لا يسقط المسؤولية عنا وعن بقية القوى السياسية ولكن يتحمل الوزير المعني أولوية مطلقة على هذا الصعيد.

وأيضا، فيما أنجز خلال الفترة الماضية هو إثارة ملف تسوية الحسابات المالية، تقديم المعطيات للقضاء، إثارته في الإعلام، تقديم المعطيات للقضاء وما تبعه من إجراءات ومتابعات من قبل وزارة المالية، ديوان المحاسبة، القضاء المالي المعني والمختص، وهذا الاستحقاق هو الذي سيواجهه على كل حال المجلس النيابي عندما يصل إلى نقاش مسألة الموازنة، ونحن نعتبر أن هذه المسألة مهمة جدا جدا، يعني تسوية الحسابات المالية وحسم هذا الملف حتى يصح إقرار الموازنة ونصل إلى انتظام مالي حقيقي. مواجهة بعض القروض التي لا جدوى منها، والتي كانت ستحمل أعباء مالية كبيرة أيضا على الخزينة اللبنانية وعلى الشعب اللبناني".

وأردف: "لا شك أن مناقشة الموازنة خلال الفترة الماضية كانت بالنسبة إلينا أولوية، نحن اعتبرنا أن موازنة 2019 هي محطة مهمة جدا لمكافحة الفساد ووقف الهدر المالي ما أمكن، يعني هي فرصة في الحقيقة، وقلنا يجب أن نتعاطى مع نقاش الموازنة أيضا على أنه فرصة كما أنه مسعى إنقاذي، لأن الكل يجمع في البلد، وهذه أيضا أرضية مشتركة، لأن الوضع المالي صعب والوضع الاقتصادي صعب والكل متفق أنه يجب أن نصل إلى المعالجة على ضوء رؤية اقتصادية، لكن مختلفين بأن يدخلوها الآن على الموازنة أو يعالجوها إلى جانب الموازنة. الكل مجمع على أهمية الخطوات الإصلاحية. في كل الحوال، نقاش الموازنة هو محطة مهمة كان وما زال".

واستطرد: "نحن خلال الفترة الماضية - أيضا باختصار - خلال الفترة الماضية إذا تذكرون قلنا يجب أن نكون جميعا جديين في هذا النقاش، يعني لا يكون من "قفا اليد" بالنسبة للقوى السياسية، الكل يجب أن يناقش على قاعدة أن هذه الموازنة مصيرية ويبنى عليها بموازنة 2020 و 2021، مصير البلد المالي والاقتصادي. نحن تعاطينا بجدية منذ الأيام الأولى، نقاش الأفكار الأولى، نقاش المسودة التي تقدم بها وزير المال، نوابنا، وزراؤنا، اختصاصيونا، الجهات الاستشارية عندنا، قيادة حزب الله، بذلت جهود كبيرة وذهب وزراؤنا إلى جلسات الحكومة مزودين بالأفكار وبالنقاشات العلمية والموضوعية.

ثانيا، قلنا ونصحنا أن يكون النقاش داخل مجلس الوزراء، أن نبتعد عن الإعلام، أن نبتعد عن السجالات الإعلامية، عن توتير المناخ الإعلامي، لأنه يؤثر على موضوعية النقاش داخل مجلس الوزراء ويأخذنا إلى مزايدات، وبالتالي إلى قرارات غير منصفة أو غير عملية وواقعية. نحن التزمنا أيضا بهذا ولذلك منذ بداية النقاش إلى اليوم لا أحد منا لا من وزرائنا ولا من نوابنا ولا من مسؤولينا، أجرى مؤتمرا صحافيا وشرح أن هذا موقفنا، وأنه هكذا نقبل وهكذا لا نقبل، اكتفينا بآرائنا في مجلس الوزراء، وإن كان بعض التسريبات الإعلامية حصلت من هنا وهناك، بعضها صحيح وبعضها غير صحيح ولم نعلق عليها حتى لا ندخل في السجال ولا نتجاوز المبدأ الذي دعونا إليه الجميع. وفي كل الأحوال، بعد الانتهاء من نقاش الموازنة إذا كان هناك ما يقتضي أن يتقدم إخواننا الوزراء بشروحات أو توضيحات لحقيقة موقف حزب الله في الحكومة من مناقشة الميزانية هذا، إن شاء الله سيحصل إذا كان هناك من داع".

وأعلن "الآن نحن ننتظر الجلسة الأخيرة في قصر بعبدا، نحن لن نعرقل إصدار الموازنة من قبل الحكومة بالرغم من أن هناك نقاطا، طبعا هناك نقاط كثيرة أيدناها ووافقنا عليها ولكن هناك نقاط رفضناها ونرفضها، لأننا نعتبر أنها تمس بالفئات الفقيرة، بالشعب اللبناني عموما وخصوصا بالفئات الفقيرة وذوي الدخل المحدود. لكن لن نعرقل، سنتعاون لتصدر الميزانية عن الحكومة وتذهب إلى مجلس النواب، لأنه في المجلس النيابي ستكون هناك فرصة كبيرة جدا للنقاش والتعديل والتعاون في معالجة بعض هذه الأمور"، داعيا "من باب المسؤولية وليس من باب المزايدة على أحد - منذ البداية كان هناك شائعات ومخاوف كثيرة منها ما تبين أنه شائعات ومخاوف وليست موجودة في الموازنة، لكن أيضا عندما خرجنا جميعا لنطمئن اللبنانيين قلنا لهم إن القوى السياسية أغلبها قالت لن نقبل بما يمس الفئات الفقيرة وذوي الدخل المحدود، لن نفرض ضرائب ورسوما تطال هذه الفئات. في الموازنة التي سوف تخرج من الحكومة، للأسف الشديد هناك ضرائب ورسوم مست الفئات الفقيرة وفئات ذوي الدخل المحدود، أنا أطالب القوى السياسية فقط بأن تفي بوعودها، التي أطلقتها في بداية نقاشات الموازنة، وإذا سنعبر من الحكومة، في المجلس النيابي لأنه سيكون كل شيء مفتوح، وفي النقاش في المجلس النيابي نحن لن نلتزم بالصمت الإعلامي الذي التزمنا به في الحكومة، في المجلس النيابي نحن سنناقش في لجنة المال الموازنة وسنظهر إلى الإعلام ونعقد مؤتمرات صحافية ونناقش في العلن لأن النقاش هناك أدواته ووسائله وما نصبو إليه مختلف".

وأمل أن "تذهب الموازنة في أقرب وقت إلى المجلس النيابي، دولة رئيس مجلس النواب أيضا وعد اللبنانيين بأنه سيعمل في الليل وفي النهار على إقرار الموازنة في أسرع وقت ممكن، وسوف تكون هناك إن شاء الله نقاشات جادة ونأمل أن نصل إلى النتائج المطلوبة بعد إقرار الموازنة وإلى جانبها يجب أن يتواصل النقاش بالخطوات الإصلاحية وفي كل ما يرتبط بالرؤية الاقتصادية. مبكرا يجب بدء النقاش بموازنة 2020، لا يجوز أن نهدأ كلبنانيين ونقول كفى أصبح عندنا موازنة 2019. إذا الوضع المالي والاقتصادي أصبح في أمان، لا، هذه خطوة، خطوة في الطريق. لا أريد الآن أن أدخل إلى بعض العناوين الرئيسية في الموازنة الحالية أو في المسائل الإصلاحية، هذا يأتي وقته إن شاء الله للمزيد من الحديث. هذا الهم يجب أن يبقى حاضرا ومسيطرا بقوة ويتحمل الجميع فيه المسؤولية الجادة".

وختم "أعيد التبريك لكم جميعا بهذه المناسبة، بهذا العيد، بهذا الانتصار التاريخي الذي أسس لزمن الانتصارات وأغلق خلفه الباب، مثل ما آخر جندي إسرائيلي أقفل الباب، باب الحديد، وخرج الجنود الإسرائيليون، خرجوا، واليوم هم يبنون الجدران والحيطان والتلال الاصطناعية وكل الموانع لأنهم فهموا جيدا حقيقة القوة، التي أصبحت تتواجد في لبنان. أغلق هذا الانتصار، كما أغلق الجندي الإسرائيلي بوابة الاحتلال على أرض فلسطين مع لبنان، انتصار 2000 أغلق أيضا بوابة زمن الهزائم وفتح بوابة زمن الانتصارات على مصراعيها. إذا حافظنا على هذه القوة وتوكلنا على الله وحافظنا على وحدتنا وتماسكنا ومسؤولياتنا الوطنية وحرصنا الوطني، بالتأكيد سنستمر في مواقع الردع والمنع والحيلولة دون فرض شروط على بلدنا أو اقتطاع شيء من مياهنا أو من خيراتنا أو من بحرنا أو من أرضنا أو من سيادتنا، لن يعود لبنان إلى الزمن الإسرائيلي بالتأكيد، لن يدخل الزمن الأميركي، سوف يبقى لبنان في زمن السيادة، في زمن المعادلة الذهبية، الجيش والشعب والمقاومة، في زمن القوة التي تصنع الانتصارات وتحمي الكرامة والعزة والحرية".

 

/New A/E LCCC Postings for todayجديد موقعي الألكتروني ل 25-26 آيار/2019/

رابط الموقع

http://eliasbejjaninews.com

Hezbollah’s bogus Liberation & Resistance Day
 
Elias Bejjani/May 25/19
 http://eliasbejjaninews.com/archives/75168/elias-bejjani-hezbollahs-bogus-liberation-resistance-day-3/

 

ما يسمى "عيد تحرير الجنوب" كذبة مطلوب شطبها من ذاكرة لبنان واللبنانيين

الياس بجاني/25 أيار/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/75160/%D8%A7%D9%84%D9%8A%D8%A7%D8%B3-%D8%A8%D8%AC%D8%A7%D9%86%D9%8A-%D9%85%D8%A7-%D9%8A%D8%B3%D9%85%D9%89-%D8%B9%D9%8A%D8%AF-%D8%AA%D8%AD%D8%B1%D9%8A%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D8%AC%D9%86%D9%88%D8%A8-%D9%83/

 

أسياد وعبيد

الدكتورة رندة ماروني/26 أيار/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/75186/%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%83%D8%AA%D9%88%D8%B1%D8%A9-%D8%B1%D9%86%D8%AF%D8%A9-%D9%85%D8%A7%D8%B1%D9%88%D9%86%D9%8A-%D8%A3%D8%B3%D9%8A%D8%A7%D8%AF-%D9%88%D8%B9%D8%A8%D9%8A%D8%AF/

 

 

 

الحرب الخليجية توطئة لحرب «تل ابيب» مع «الممانعة» التي تطوقها

سيمون أبو فاضل/الكلمة أولاين/25 أيار/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/75181/%D8%B3%D9%8A%D9%85%D9%88%D9%86-%D8%A3%D8%A8%D9%88-%D9%81%D8%A7%D8%B6%D9%84-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%B1%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D8%AE%D9%84%D9%8A%D8%AC%D9%8A%D8%A9-%D8%AA%D9%88%D8%B7%D8%A6%D8%A9-%D9%84%D8%AD/