المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكنديةLCCC/

نشرة الأخبار العربية ليوم 24 أيار/2020

اعداد الياس بجاني

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/eliasnews19/arabic.may24.20.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

وَصِيَّةً جَديدَةً أُعْطِيكُم، أَنْ تُحِبُّوا بَعْضُكُم بَعْضًا. أَجَل، أَنْ تُحِبُّوا بَعْضُكُم بَعْضًا كَمَا أَنَا أَحْبَبْتُكُم

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياته

الياس بجاني/ما يسمى “عيد تحرير الجنوب” كذبة مطلوب شطبها من ذاكرة لبنان واللبنانيين

الياس بجاني: التعرض للصحافي بشير أبو زيد مستنكر ويندرج في أطار الممارسات الإرهابية والقمية والميليشياوية

فيما كان الإستاذ نبيه رئيس المجلس يهاجم السياديين والشرفاء الذين يطالبون بالفيدرالية ويبشر بالعفة الوطنية، كان الإستاذ الميليشياوي عن طريق شبيحته يعتدي بالضرب المبرح على الصحافي بشير أبو زيد.

الياس بجاني/محور الممانعة وحزب الله الإرهلبي ونظام الأسد الكيماوي هم نقيض كل ما هو لبنان ولبناني وحضارة وانسانية وحقوق.

الياس بجاني/ما في معارضة بلبنان .. في جماعة منافقين وقطعان تسير ورائهم

الياس بجاني/ مش كتير فرق بين جبران الأداة الملالوية وبطل مسرحية مسلسل ما خلونا وربع مداكشة الكراسي بالسيادة

الياس بجاني/حزب الله محتل وسرطان وارهابي ولا مجال للبننته وهو جيش إيراني بإمتياز في لبنان وعدو ونقيض لكل ما هو لبنان ولبناني

 

عناوين فيديوات من قنوات مختلفة

فيديو حلقة نديم قطيش لليوم من العربية وهي جاءت تحت عنوان: إسرائيل لي

 

عناوين الأخبار اللبنانية

موقف العماد ميشال من ما يسمى زوراً “تحرير الجنوب” يوم كان لا يزال في القاطع السيادي واللبنانوي والإستقلالي. عنوان المقالة التي كتبها  في فرنسا في 27 أيار 2000 هو: “متى التحرير” مع ترجمة لها للإنكليزية

متى التحرير/بقلم العماد ميشال عون/النشرة اللبنانية/الجمعة 27/5/2000- العدد 150

لبنان: ارتفاع إصابات «كورونا» إلى 1097 حالة

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم السبت في 23/5/2020

أسرار الصحف اللبنانية الصادرة في بيروت صباح اليوم السبت 23 أيار 2020

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

صندوق النقد يعرف الواقع بكلّ تفاصيله: هذه هي الارقام الصحيحة وهذا هو العلاج !

شركة الترابة في شكا تتوقف

لقاء باسيل-صفا حصل قبل مواقف اسود وليس بسببها

التسويات المالية مجددا بديل "البرامج الورقية"؟

نصرالله يحسمها: لن نسلّم السلاح ولن نتراجع.. ولو “جاع” اللبنانيون؟!

هل يدفّع المجتمع الدولي لبنان ثمن الخيارات الحكومية؟

توجيه تهمة قتل طالبة لبنانية إلى 5 أشخاص في بريطانيا

التعرض للصحافي بشير أبو زيد بسبب منشور فيسبوكي

الحركة الاقتصادية في لبنان شبه معدومة عشية عيد الفطر ,القطاعات السياحية تنهار تباعاً

رئيس البرلمان اللبناني ينتقد الحكومة و«الوطني الحر» ويحذّر من الفيدرالية ودعا إلى تحرير قطاع الكهرباء من {عقلية المحاصصة}

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

كنيسة القيامة في القدس تعيد فتح أبوابها الأحد

مقتل 21 إرهابياً في عملية أمنية بشمال سيناء

هجمات إيرانية إلكترونية على الكويت والسعودية

نتنياهو يترأس حكومته ويواجه المحكمة في يوم واحد

ترمب يدعو إردوغان للتهدئة في ليبيا

حفتر يدعو الجيش الليبي لاستمرار القتال ضد «المستعمر التركي»

الوطني الليبي» يستعد لحرب جوية بإسقاط 7 «مسيّرات» تركية و«الوفاق» تسعى إلى السيطرة على ترهونة... والبعثة الأممية تعبّر عن مخاوفها

مؤتمر بروكسل حول سوريا يُعقد عبر الفيديو الشهر المقبل

 مقتل اثنين من قادة تنظيم «داعش» في سوريا

 رامي مخلوف يدعو الجهات الأمنية السورية إلى إطلاق سراح موظفيه

انخفاض صرف الليرة السورية يخطف بهجة العيد في شرق الفرات و«الإدارة الذاتية» تناشد واشنطن استثناءها من عقوبات «قانون قيصر

إنزال أميركي بتعاون كردي لاعتقال «دواعش» في ريف دير الزور

واشنطن تنسحب من معاهدة «الأجواء المفتوحة» وعودتها مرهونة بـ {التزام موسكو التام} ببنودها

تقرير: واشنطن ناقشت إجراء أول تجربة نووية منذ 1992

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

عيد التحرير... المقاومة جسم غريب عن الإجماع/علي الأمين/نداء الوطن

زياد شبيب محافظ على المبادئ/بيار عطاالله/المرصد

25 أيار... "نداء الوطن" تنشر ذكريات ووقائع ومواقف/عشرون عاماً على تحرير الأرض... متى تتحرّر الدولة؟/بشارة شربل/نداء الوطن

الذهاب شرقاً والحرب على الفدرالية!/طوني فرنسيس/نداء الوطن

أهلاً بكم في جمهورية الناقورة/20 عاماً على 25 أيار... خافوا من البحر الهادئ!/نوال نصر/نداء الوطن

سلاح حزب الله والهامش الحكومي لتوظيفه خارج حدود الدولة/طوني بولس

فارس خشان- "إنقاذ الدولة" مجرد كذبة لبنانية/فارس خشان/الحرة

المقاومة اسم علم/د. حارث سليمان/نداء الوطن

"القوات" والأميركيون... هل من جديد؟/ألان سركيس/نداء الوطن

التحرير يوم حزين على الممانعة ومفكريها/محمد علي مقلد/نداء الوطن

أيام باسيل ونصرالله الصعبة: التطبيع مع الأسد وإرضاء أميركا/منير الربيع/المدن

عشيرة المقداد في حارة حريك تخيف المسيحيين.. والشيعة يتواطأون/محمد أبي سمرا/المدن

طبخة باسيل وبرّي لإحياء مشروع كابيتال كونترول: فات الأوان/عزة الحاج حسن/المدن

دياب ــ سلامة: تطبيع أم مصالحة أم مساكنة؟/  نقولا ناصيف/الأخبار

الموت بـ«كورونا» أم بالجوع؟!/راجح الخوري/الشرق الأوسط

دور الأهل والأحباء والأعزاء/سمير عطا الله/الشرق الأوسط

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

الرئيس عون بعيدي الفطر والتحرير: نحن شعب يختلف في السياسة لكن يجمع على الوطن

أمل والشيوعي في النبطية: حادث كفررمان فردي وليس له طابع سياسي

بعد 20 عاماً..لحود يكشف مخطط القضاء على حزب الله!

 

في أسفل تفاصيل النشرة الكاملة

الزوادة الإيمانية لليوم

وَصِيَّةً جَديدَةً أُعْطِيكُم، أَنْ تُحِبُّوا بَعْضُكُم بَعْضًا. أَجَل، أَنْ تُحِبُّوا بَعْضُكُم بَعْضًا كَمَا أَنَا أَحْبَبْتُكُم

إنجيل القدّيس يوحنّا13/من31حتى35/”لَمَّا خَرَجَ يَهُوذا الإسخريُوطِيُّ قَالَ يَسُوع: «أَلآنَ مُجِّدَ ٱبْنُ الإِنْسَانِ ومُجِّدَ اللهُ فِيه. إِنْ كَانَ اللهُ قَدْ مُجِّدَ فِيه، فَٱللهُ سَيُمَجِّدُهُ في ذَاتِهِ، وحَالاً يُمَجِّدُهُ. يَا أَوْلادي، أَنَا مَعَكُم بَعْدُ زَمَنًا قَلِيلاً. سَتَطْلُبُونِي، ولكِنْ مَا قُلْتُهُ لِلْيَهُودِ أَقُولُهُ لَكُمُ ٱلآن: حَيْثُ أَنَا أَمْضِي لا تَقْدِرُونَ أَنْتُم أَنْ تَأْتُوا. وَصِيَّةً جَديدَةً أُعْطِيكُم، أَنْ تُحِبُّوا بَعْضُكُم بَعْضًا. أَجَل، أَنْ تُحِبُّوا بَعْضُكُم بَعْضًا كَمَا أَنَا أَحْبَبْتُكُم. بِهذَا يَعْرِفُ الجَمِيعُ أَنَّكُم تَلامِيذِي، إِنْ كَانَ فيكُم حُبُّ بَعْضِكُم لِبَعْض».”

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياته وتغريدات متفرقة

ما يسمى “عيد تحرير الجنوب” كذبة مطلوب شطبها من ذاكرة لبنان واللبنانيين

الياس بجاني/25 أيار/2020

بداية فإن حزب الله ليس من النسيج اللبناني ولا هو يمت للبنان ولا للبنانيين بشيء.

في حين أن كل الحقائق المأساوية التي يعيشها اللبناني في وطنه المحتل تؤكد بأن حزب الله هو جيش ملالي إيران في لبنان، وإيراني بالكامل في عقيدته وفكره وتمويله ومشروعهً وتنظيمه وقيادته ومرجعيته وتسليحه وقراره.

فحزب الله ليس مقاوماً، ولكنه يتاجر بشعارات المقاومة والتحرير، ويهزأ بأرواح وكرامات وسلامة وأمن ولقمة عيش اللبنانيين، ويأخذ بالقوة المسلحة “والبلطجة” و”التشبيح” والإرهاب لبنان الدولة والشعب رهينة خدمة لمشروع إيران التوسعي والمذهبي والإمبراطوري الواهم.

عملياً، حزب الله هو تنّين إيراني ملالوي يقضم ويفترس ويهمش “ويفرسن” مؤسسات الدولة اللبنانية، والنظام اللبناني، والثقافة اللبنانية، ونمط حياة اللبنانيين، ويضطهد وينكل ويغتال الأحرار والسياديين المعارضين لاحتلاله ومشروعه، بهدف إقامة دولة ولاية الفقيه الإيرانية على كامل التراب اللبناني، وكل كلام بمفهوم ووجدان السياديين والاستقلاليين في غير هذا الإطار هو هراء ونفاق وقيض ريح.

من هنا فإن الاحتفالات الرسمية في لبنان بما يسمى زوراً وبهتاناً، “عيد تحرير الجنوب” في 25 أيار من كل سنة، هي احتفالات مسرحية مهينة لذاكرة وذكاء وعقول وتضحيات اللبنانيين، وخيانة فاضحة لدماء الشهداء الأبطال، كما أنها عروض مبتذلة وهزلية واستعراضية مفرغة من كل مضامين الحقيقة والمصداقية والوطنية.

فإن حزب الله الذي زوراً يدعي الانتصار سنة ألفين وتحرير الجنوب هو تنظيم إرهابي وملالوي 100% وشريك لنظام الأسد الكيماوي في جريمة تشريد وقتل واهنة الشعب السوري.

حزب الله الملالوي والإرهابي يعمل ضد لبنان واللبنانيين، وضد العرب وكل الدول العربية. وهو جيش تستعمله إيران لتقويض العديد من الأنظمة العربية ونشر الفوضى والإجرام والمذهبية والفقر فيها، كما هو حال وضعيته الراهنة المفضوحة في كل من سوريا والعراق واليمن ولبنان وغزة وليبيا..

كما أن حزب الله شوه سمعة لبنان واللبنانيين دولياً وإقليمياً كونه يقوم بعمليات إرهابية وإجرامية في العديد من دول العالم خدمة للنظام الملالوي الإيراني، إضافة إلى انخراطه وخدمة لنظام الملالي أيضاً بعمليات تبيض أموال وتهريب مخدرات وأسلحة في العشرات من الدول.

هذا العيد “الكذبة والإهانة”.. “عيد تحرير الجنوب” كان فرضه على لبنان المحتل السوري الذي انكشف الآن أمره وسقطت عن وجهه المزيف والحربائي كل أقنعة التحرير والمقاومة والممانعة والعروبة والوحدة الكاذبة، وهو مستمر بقتل أبناء شعبه وتهجيره وتدمير مدنه وبلداته وضبه بالأسلحة الكيماوية.

الآن، وبعد انكشاف فارسية ومذهبية وإجرام حزب الله، وبعد تعري نظام الأسد من كل هو إنسانية، فإنه من الحق والعدل والواجب إنهاء فصول “مسخرة” عيد تحرير الجنوب” وشطبه من سجلات الدولة اللبنانية ومن العقول والذاكرة إلى غير رجعة وغير مأسوف عليه.

وحتى تتوقف مهازل الذمية والتقية…

ومن أجل أن لا تتكرر مأساة حرب تموز 2006، “حرب لو كنت أعلم”، وغيرها من الحروب الجهادية التي يبشرنا فيها السيد نصرالله..

وحتى لا يُستنسخ إجرام غزوة أيار 2008…

وحتى لا تُعاد مسرحيات التحرير والمقاومة الخادعة، وخزعبلات “وحدة المسار والمصير”…

وحتى لا يموت أولادنا مرة أخرى من أجل قضايا خادعة وغير لبنانية…

من أجل كل هذا نطالب بإلغاء القرار الحكومي الذي جعل من 25 أيار عيداً وطنياً، كما نطالب القيادات اللبنانية الوطنية أن تعلن بشجاعة أن حزب الله لم يحرر الجنوب، ولا هو لبناني أو عربي أو حزب تحرير ومقاومة..

إنما نتاج عسكري ميليشياوي أصولي لحقبة احتلال سوريا البغيضة لوطننا، وفرقة عسكرية إيرانية تحتل لبنان وتقيم فيه مربعات أمنية ودويلات خارجة عن شرعية الدولة اللبنانية.

نحن بصدق نريد أن نقطع إجازة العقل ونطلب من القيادات اللبنانية بكافة أطيافها وقف مسلسل التكاذب والدجل والخروج من عقلية وفخاخ التقية والذمية.

مطلوب من حكام لبنان وأحزابه والرسميين ومن كل أفراد الشعب اللبناني السيادي والكياني الشهادة للحق والإعلان بصوت عال بأن حزب الله أعاق وآخر تحرير الجنوب ما يزيد عن 14 سنة، ولم يكن له أي دور في تحريره، وهو انهزم وهزم معه كل لبنان في حرب تموز، وأن لا قيامة للدولة اللبنانية في ظل وجود دويلته واحتلاله وحروبه ومشروعه الملالوي ، كما أن الاستقلال اللبناني لن يصبح ناجزاً وكاملاً قبل عودة أهلنا اللاجئين في إسرائيل معززين ومكرمين وتعويضهم عن كل أنواع الظلم والتجني والافتراءات التي تعرضوا لها.

الكل يعرف، وبالكل نعني أصحاب العقول الراجحة، والضمائر الحية، والجباه الشامخة، والرؤوس العالية، الكل هذا يعرف أن حزب الله لم يحرر الجنوب، بل أعاق وعطّل وأخر تحريره لسنوات، وأن كل ما يبني عليه مشروعية مقاومته منذ عام 2000 وما قبل ذلك هو مفبرك وملفق.

باختصار أكثر من مفيد فإن ما يسمى “عيد التحرير” هو كذبة كبيرة وبالتالي مطلوب شطبه من السجلات الرسمية ومن ذاكرة لبنان واللبنانيين.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الالكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الالكتروني على الإنترنت

http://www.eliasbejjaninew.com

 

الياس بجاني: التعرض للصحافي بشير أبو زيد مستنكر ويندرج في أطار الممارسات الإرهابية والقمية والميليشياوية/فيما كان الإستاذ نبيه رئيس المجلس يهاجم السياديين والشرفاء الذين يطالبون بالفيدرالية ويبشر بالعفة الوطنية، كان الإستاذ الميليشياوي عن طريق شبيحته يعتدي بالضرب المبرح على الصحافي بشير أبو زيد

http://eliasbejjaninews.com/archives/86482/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d8%aa%d8%b9%d8%b1%d8%b6-%d9%84%d9%84%d8%b5%d8%ad%d8%a7%d9%81%d9%8a-%d8%a8%d8%b4%d9%8a%d8%b1-%d8%a3%d8%a8%d9%88-%d8%b2%d9%8a/

التعرض للصحافي بشير أبو زيد مستنكر ويندرج في أطار الممارسات الإرهابية والقمعية والميليشياوية

الياس بجاني/24 أيار/2020

في حين كان بغضب  واستعلاء ونفخة صدر الإستاذ نبيه بري رئيس المجلس النيابي يبشر بالعفة الوطنية ويلقي المواعظ الأخلاقية والوحدوية ويهاجم ويهين ويخون الشرفاء والسياديين والاستقلاليين الذي يطالبون بالكونفدرالية المعمول بها بنجاح كبير في معظم دول العالم، (تصريحه وكلامه ومواعظه في العفة في أسفل)، كان الإستاذ نبيه بري الميليشياوي والدكتاتور والقامع للحريات والرافض لأي انتقاد لشخصه أو لحركة أمل التي يملكها، كان عن طريق شبيحته المعسكرين والمسلحين يعتدي بالضرب والإهانات والتهديد على الصحافي بشير أبو زيد وذلك على خلفية بوست كتبه على الفايسبوك يتعلق بانقطاع الكهرباء، إذ قال: “اطفوا قدّام بيت نبيه برّي وضوّوا بيوت الناس”. بري الميليشياوي وعن طريق فرقة من شبيحته وزعرانه قام بتأديب بشير ضرباً ورفساً وتهديداً وكاد يخطفه. هذه الممارسات مستنكرة ولا تليق بلبنان ولا بشعبه المتحضر والعاشق للحريات ولقبول الرأي الآخر المختلف. يشار هنا أن ميليشيا حركة أمل التي يملكها الأستاذ هي متخصصة بالتشبيح  وبقمع الحريات، ولنا بما قامت به في محيط مجلس النواب ضد الثوار السلميين خير مثال. بالطبع سيمر الحادث كما مر ما سبقه لأن الشبيحة مدعومين وينفذون أوامر الإستاذ.. فبؤس هكذا مسؤولين وألف بؤس بهكذا أحزاب هي عبارة عن مافيات وقطاع طرق وزعران.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الالكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الالكتروني على الإنترنت

http://www.eliasbejjaninew.com

 

محور الممانعة وحزب الله الإرهابي ونظام الأسد الكيماوي هم نقيض كل ما هو لبنان ولبناني وحضارة وإنسانية وحقوق.

الياس بجاني/23 أيار/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/86437/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d9%85%d8%ad%d9%88%d8%b1-%d8%a7%d9%84%d9%85%d9%85%d8%a7%d9%86%d8%b9%d8%a9-%d9%88%d8%ad%d8%b2%d8%a8-%d8%a7%d9%84%d9%84%d9%87-%d8%a7%d9%84/

دون ذمية أو مواربة فإن محور نفاق ودجل ما يسمى مقاومة وممانعة الذي اخترعه الملالي خدمة لمشروعهم التوسعي والمذهبي والدكتاتوري والإرهابي يستعمل رايات تحرير القديس ويومها ورمي اليهود في البحر للنفاق والدجل.

فلسطين في ثقافتهم المرّيضة والواهمة هي سلعة تجارية لا أكثر ولا أقل.

واقعاً وعملياً وفي جرة للحقائق الملموسة فإن النظام الملالوي يعود بمفاهيمه الشاذة والمعاقة والموروبة والبالية واللاانسانية إلى ما قبل أزمنة القرون الحجرية.

هذا نظلم يرفع رايات تحرير القدس ويحتفل في يومها سنوياً، فيما هو عملياً وفي العديد من الدول العربية مباشرة ومواربة عن طريق أذرعته الطروادية من مثل حزب الله يفكك ويحارب معظم الدول العربية وينتهك سيادتها واستقلالها ويقتل ويفقر ويهجر ويذل ويضطهد شعوبها…وأخر هم على قلب الملالي هي فلسطين وقدسها وشعبها.

ولنا خير مثال في هرطقات ونفاق هذا النظام المتفلت من  كل المعايير البشرية والقانونية والأخلاقية ما يرتكبه من إجرام غير مسبوق في لبنان وسوريا واليمن والعراق.

يفاخر نصرالله ومعه الخامنئي وكل جوقة الملالي وأبواقهم وصنوجهم في لبنان وباقي دول المنطقة بأنهم منتصرون وأميركا وإسرائيل ودول الخليج والعربية التي تقف في وجه مشروعهم هي كلها مهزومة وخائفة وفي حالة ضياع.

هذه الإدعاءات “المسخرة” هي رزم من الجهل والغباء والأوهام والهلوسات التي لا يمكن أن تصدر عن قادة يحتكمون للعقل والمنطق والقدرات.

أنه فعلاً نظام ملالوي بالي ولا يقدم غير الموت والدماء والعداء وكل مركبات الحقد والضغينة والفتن والحروب العبثية.

 بالتأكيد العملي والمعاش على أرض الواقع هو نظام ضد الشعب اللبناني ويحتل لبنان وقد أعاده إلى القرون الحجرية.

وهو عدو الشعب السوري ويساند الجزار الأسد البراميلي والكيماوي.

وضد الشعب العراقي وهو تقريباً يحتل كل العراق ويسرق ثرواته وينشر ميليشاته الإرهابية في كل أرجائه.

إضافة إلى إجرامه وهمجيته المستمرين ببربرية في اليمن…

يبقى أن محور النفاق “المسمى محور الممانعة” زوراً هو محور شر ودمار وبربرية وإرهاب ومذهبية  وجنون عظمة ولا يريد أي شيء من إسرائيل إلا أن يستعملها كحجة فقط كفزعاة ومبرر لمشروعة المدمر.

وفي المحصلة فإن محور الممانعة وحزب الله الإرهابي ونظام الأسد الكيماوي هم نقيض كل ما هو لبنان ولبناني وحضارة وإنسانية وحقوق.*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الالكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

 

ما في معارضة بلبنان .. ولكن في جماعة إسخريوتيين وقطعان يسيرون خلفهم بغباء

الياس بجاني/21 أيار/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/86409/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d9%85%d8%a7-%d9%81%d9%8a-%d9%85%d8%b9%d8%a7%d8%b1%d8%b6%d8%a9-%d8%a8%d9%84%d8%a8%d9%86%d8%a7%d9%86-%d9%88%d9%84%d9%83%d9%86-%d9%81/

ما في معارضة بلبنان .. ولكن في جماعة منافقين واسخريوتيين ثقافتهم تجارية وطروادية وإبليسية.

مجموعة فاجرة ووقحة كل شيء عندها بما فيها السيادة والاستقلال والحريات والكرامات ودماء الشهداء هي بضاعة للبيع لمن يدفع أكثر.

طاقم نتن وعفن خصوصاً أولئك الذين داكشوا الكراسي بالسيادة وانتخبوا عون وقبلوا بقانون انتخابي مفصل على مقاس مصالح وأجندة حزب الله.

رفعوا رايات نفاق الواقعية وقبول الأمر الواقع وسلموا لبنان لحزب الله دون خجل أو وجل وأوهموا قطعانهم الأغبياء بأن خيارهم هذا هو بطولة.

باعوا دم الشهداء وكفروا بكل القيم والأخلاق..

من هنا فإن هؤلاء ودون استثناء واحد هم أخطر من حزب الله بمليون مرة..لا رؤية ولا قضية ولا احترام للغير أو الذات ولا مخافة من الله أو من يوم حسابه الأخير.

المحزن هنا أن قطعان كثر من أهلنا لا يزالون يسيرون ورائهم بغباء وجهل وع عمامها.. فمن يسير وراء أعمى يسقط معه في الحفرة!!

يبقى أن لا حل ولا حلول لا كبيرة ولا صغيرة ما دام حزب الله يحتل لبنان ويتحكم بالحكم وبرقاب الحكام وكل أصحاب شركات الأحزاب التجارية والعائلية والوكيلة تطلب رضاه وتتملقه وتتعامل معه بذمية ودونية حفاظاً على مصالحها وتجارتها ومواقعها السلطوية.

الحل هو بالمطالبة بتنفي القرارات الدولية الثلاقة 1680 و1559 و1701 على أن يوضع القرار 1701 تحت البند السابع وتستلم القوات الدولية كل الحدود مع إسرائيل وسوريا والبحر بمعاونة الجيش اللبناني.. وإلا فالج لا تعالج ومن كارثة إلى أخرى.

في المحصلة البائسة منقول بحزن ما في معارضة بلبنان .. ولكن في جماعة إسخريوتيين وقطعان يسيرون خلفهم بغباء

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الالكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

 

مش كتير فرق بين جبران الأداة الملالوية وبطل مسرحية مسلسل ما خلونا وربع مداكشة الكراسي بالسيادة

الياس بجاني/20 أيار/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/86386/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d9%85%d8%b4-%d9%83%d8%aa%d9%8a%d8%b1-%d9%81%d8%b1%d9%82-%d8%a8%d9%8a%d9%86-%d8%ac%d8%a8%d8%b1%d8%a7%d9%86-%d8%a7%d9%84%d8%a3%d8%af%d8%a7/

في الخلاصة: الخوف والتخويف والتبسيط والإسقاطProjection  أي ملامة الآخرين والتبرير Rationalization والإنكارDenial والكذب والاحتيال هي أسلحة خطاب الديماغوجي.

جبران الصهر، السياسي الصدفة، هو نموذج لابط وفاجر وفج للسياسي الإسخريوتي والدماغوجي الانتهازي والمتلون بألف لون ولون.

الوعود بالمستحيل من اخطر مقاربات الديماغوجي وخطابه نفاقي وقح .

الديماغوجي منافق وكذاب ووصولي ومجرد من كل ما هو وجدان وضمير.

والخطير في حال الديماغوجي أنه لا يخاف الله ولا يوم حسابه رغم أن بعض هؤلاء يتاجر بالدين ويتلطون خلف راياته نفاقاً ودجلاً.

يبقى أنه ورغم كل هالة الصهر الاصطناعية والمارقة والمدفوعة الأجر والمدعومة من صانعه ومسوّقه حزب الله، فبالتأكيد الأكيد فحسابياً وواقعاً ونفوذاً ومصداقية وسيادة واستقلالا واحتراماً الصهر هو مجرد أداة في يد حزب الله لا أكثر ولا أقل مثله مثل باقي كل شركات الأحزاب التجارية والوكيلة للخارج.

ومثله هو حال 100% من الطاقم السياسي والحزبي والإعلامي اللبناني صاحب ثقافة الصفقات والتنازلات والنرسيسية.

واخص وأوقح هؤلاء وأخطرهم هم جماعة الصفقة الخطيئة من أصحاب شركات أحزاب 14 آذار الراكعين والمستسلمين ورافعي رايات نفاق الواقعية والتعايش مع سلاح ودويلة واحتلال حزب الله مقابل منافع وكراسي مخلعة كوجوههم النتنة.

أما عن حال ومصداقية وجدية ذاك السياسي الشبل الذي ينام ويفيق على لازمة “الانتخابات المبكرة” فحدث وحرج ومش كتير فرق بينه وبين الصهر في ضياع غبي وصبياني لسلم الأولويات.

أما ذاك الباطني والمتشاطر وسارق دماء الشهداء فهو أخطر الجميع كونه منسلخ عن الواقع ويعيش في قصور أوهامه بعد أن أغلق نوافذها والأبواب وبات لا يرى غير كرسي بعبدا..تعتير ع الآخر.

في الخلاصة، فإن من يداكش الكراسي بالسيادة ويقفز فوق دماء الشهداء ويبيع ثورة 14 آذار هو منافق وطروادي وملجمي ولا يستحق غير المهانة والمذلة والعزل والرذل.

وصحيح كلن يعني كلن.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

رابط موقع الكاتب الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

*عنوان الكاتب الألكتروني

phoenicia@hotmail.com

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

موقف العماد ميشال من ما يسمى زوراً “تحرير الجنوب” يوم كان لا يزال في القاطع السيادي واللبنانوي والإستقلالي. عنوان المقالة التي كتبها  في فرنسا في 27 أيار 2000 هو: “متى التحرير” مع ترجمة لها للإنكليزية

متى التحرير/بقلم العماد ميشال عون/النشرة اللبنانية/الجمعة 27/5/2000- العدد 150

When Is The Liberation?/By: General Michel Aoun/Translated by: Elias Bejjani

http://eliasbejjaninews.com/archives/86458/%d9%85%d9%88%d9%82%d9%81-%d8%a7%d9%84%d8%b9%d9%85%d8%a7%d8%af-%d9%85%d9%8a%d8%b4%d8%a7%d9%84-%d9%85%d9%86-%d9%85%d8%a7-%d9%8a%d8%b3%d9%85%d9%89-%d8%b2%d9%88%d8%b1%d8%a7%d9%8b-%d8%aa%d8%ad%d8%b1/

 

من الأرشيف/متى التحرير

بقلم العماد ميشال عون/النشرة اللبنانية/الجمعة 27/5/2000- العدد 150

 اغتبطنا كثيراً عندما أكدت إسرائيل موعد انسحابها، لأن هذا الحدث يُخرج أحد اللاعبين من حلبة الصراع على لبنان، ودعونا الشعب اللبناني أن يشاركنا الفرحة بالحدث الآتي، ولكن الحكومة المزعومة، اعتبرت هذا الانسحاب فخاً أثار قلقها، وذهبت إلى حدّ اتهام المرحبين به بالعمالة لإسرائيل. أما اليوم فقد تجاوزت السلطات اللبنانية حدود الحدث بجعله تحريراً لجنوب لبنان، وتخطّت بذلك كل مفاهيم التحرير الحقيقية، وزوّرت جميع معانيه.

هذه الدولة التي جعلت من التناقض أسلوب حكم، وأصبحت تبرّر الشيء وعكسه في آن، تذهب بعيداً في التهريج لنفسها والترويج لعمالتها. فهل عاد الجنوب إلى لبنان، وتحت أي سيادة، كي تقام الأعياد وتقرع الطبول؟

 بماذا تفتخر الدولة ومجتمعها المنافق بعد الانسحاب، وقد لجأ آلاف اللبنانيين الأبرياء إلى إسرائيل؟ لماذا خافت النساء وهربت الأمهات مع أطفالهن إلى المخيمات الإسرائيلية؟ أليس الذي حدث هو نتيجة خطابات "بقر البطون في الأسرة" على مرأى ومسمع من دولةٍ، تركض لاهثة وراء هذا الخطاب، لأنها عاجزة عن القيام بواجبها، فتتبناه بصمتها، متخلية عن جميع مسؤولياتها الأمنية والقضائية. وبأي صفة يُطمئن "رئيس الجمهورية" شعبه كي يعود إلى أرضه، وهو فاقد السيادة عليها، ويتميّز بغيابه الدائم عن ممارسة مسؤولياتها؟

 أين القضاء، أين قوى الأمن؟ أين الجيش، فإن لم تكن هذه المؤسسات قد أُعَِّدت لمثل هذه الظروف فلأي سبب قد وجدت إذاً؟ هل أصبحت كل هذه المؤسسات وسيلة لفرض سيادة الدولة والفكر الواحد على الجامعات لتحجيم الفكر الحر فقط؟

ماذا يعني العيد على أرض هُجِّر أهاليها؟ لقد قاتلوا ربع قرن من الزمن في عزلة موحشة فرضت عليهم كي يبقوا في أرضهم، عاشوا أمراً مفروضاً، وها هم يدفعون اليوم ثمن انسحاب لا رأي لهم فيه بعد أن دفعوا ثمن احتلال لا رأي لهم فيه أيضاً؟

على هذه الدولة "الكرتونية"، قبل أن تتّهم أياً كان من الجنوبيين، أن تعلن عن المبادرات التي أطلقتها خلال خمسة وعشرين عاماً لإنقاذهم ورفضوها، وبعد ذلك تستطيع أن تبدأ بمحاكمتهم، ولكن أن تأتي اليوم لتحاسب بروح ثأرية من استطاع البقاء في أرضه بعد هذا الزمن الطويل، فهذا ما يجب التوقف عنده قبل الإقدام عليه. أن نفرح بخروج الإسرائيلي، أو بطرده من الجنوب، فهذا شيء قد استحق، ولكن أن نعيّد لتحريره فهذا شيء مبكر، لأنه انضم إلى وطن ما زال فاقد السيادة. وعيد التحرير سيكون يوم جلاء جميع قوى الاحتلال عن أرضه، فيعود الاستقلال ومعه السيادة والحرية إلى ربوع الوطن. وفي ظل قضاء مستقل، سيد وحر، تجري التحقيقات، ويحاكم المجرمون وفقاً للقوانين ومبادئ العدالة، لأن ما نشهده اليوم في القضاء لا يتخطى الأعمال الثأرية، فهو انتقائي يفتقد إلى الشمولية والإنصاف.

وإلى أن يحين العيد الحقيقي، نرفض الاشتراك بأعياد التخدير، ونترك نشوتها للمدمنين على المخدرات.

 

لبنان: ارتفاع إصابات «كورونا» إلى 1097 حالة

بيروت: «الشرق الأوسط أونلاين»/23 أيار/2020

أعلنت وزارة الصحة في لبنان، اليوم (السبت)، تسجيل 11 إصابة جديدة بفيروس كورونا المستجد، ليرتفع عدد الإصابات بالفيروس في البلاد إلى 1097 حالة، وفقاً لوكالة الأنباء الألمانية.وقالت الوزارة، في بيان صحافي، أوردته الوكالة الوطنية للإعلام، إنه لم يتم تسجيل أي حالة وفاة جديدة بالفيروس «ليستقر عدد الوفيات حتى تاريخه عند 26 حالة». وأشارت إلى أن عدد حالات التعافي بلغ 687. وكان مجلس الوزراء اللبناني مدد الخميس التعبئة العامة في مواجهة انتشار فيروس كورونا حتى السابع من يونيو (حزيران) المقبل. وأصدرت وزارة الداخلية أمس (الجمعة)، تعميماً يتعلق بإبلاغ البلديات واتحادات البلديات بمنع إقامة أي تجمعات أو نشاطات رياضية أو ترفيهية، أو فتح دور الملاهي والنوادي الرياضية والملاعب والحدائق، وكذلك وضع ألعاب للأطفال في الساحات والطرق.

 

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم السبت في 23/5/2020

وطنية/السبت 23 أيار 2020

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

يقبل عيد الفطر المبارك هذه السنة على غير عادته السعيدة، فيحل حاملا فقرا وبؤسا لطبقات شعبية لبنانية جمة، ومترافقا مع توجسات من كورونا. ويرتقب أن تنطلق بعد العيد مرحلة جديدة، نحو مساعدة عبر صندوق النقد الدولي من جهة، ومن جهة ثانية إجراءات حاكم مصرف لبنان لخفض سعر الدولار إلى المعقول والمقبول، ما يساهم في دعم جهود لجم أسعار السلع والمواد الغذائية التي تقض مضاجع الناس في عيشهم المفترض أن يكون كريما.

سياسيا، علم أن رئيس الجمهورية العماد عون، يعلق أهمية على تعاون تشريعي- تنفيذي، خصوصا أن الجلسة التشريعية العامة ستعقد يوم الخميس المقبل في قصر الأونيسكو.

في الغضون، كلمة لمفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان صبيحة يوم العيد في جامع محمد الأمين، في حضور رئيس مجلس الوزراء حسان دياب الذي يصطحبه من منزله إلى المسجد.

وأما التقاء مناسبات عيد التحرير والمقاومة والفطر السعيد ويوم القدس، فقد كان شكل منبرا طالب من خلاله رئيس مجلس النواب جميع القوى، بوقف حفلات التهم، داعيا الحكومة إلى مغادرة محطة انتظار ما ستؤول إليه المفاوضات مع صندوق النقد الدولي، والشروع بالأعمال بدل الأقوال.

معلوم أنه على مستوى المفاوضات مع صندوق النقد، فإن الجولة السابعة محددة يوم الأربعاء المقبل، وتظللها أجواء تفاؤلية أكثر مما كانت عليه في الجولة الأولى، وهو ما أكده ل"تلفزيون لبنان" النائب ياسين جابر وعدد من المعنيين. وقد أفيد عن قرار يؤدي إلى تشارك وزارتي المال والاقتصاد والبنك المركزي وجمعية المصارف وتجمع رجال الأعمال والمجلس الاقتصادي- الاجتماعي، في أوراق ورشة المفاوضات تلك، وفي شكل يجعل الأرقام اللبنانية متقاربة.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أن بي أن"

البلاد بدأت تدور في فلك عطلة عيدي الفطر والمقاومة والتحرير، والسياسة ذهبت في استراحة محارب تدوم أياما عدة.

بعد "العيدين" محطات أبرزها أربع، وهي من حيث الإنسياب الزمني: اجتماع سابع بين لبنان وصندوق النقد الدولي يوم الأربعاء، بالتزامن مع بدء الإجراءات التي وعد مصرف لبنان باتخاذها لحماية الليرة، وجلسة لمجلس النواب دعا الرئيس نبيه بري إلى عقدها الخميس في قصر الأونيسكو، تتعامل مع مشاريع واقتراحات قوانين مهمة أبرزها العفو العام، وجلسة لمجلس الوزراء الجمعة ربما تشهد بعض التعيينات إذا ما استكمل التوافق عليها.

وحده كورونا لا يأخذ إجازة في الأعياد، وعداده لا يتوقف، وإن هبط اليوم إلى إحدى عشرة إصابة من إثنتين وستين أمس وثلاث وستين قبله. ومما لا شك فيه أن هذه الأرقام مقلقة، ولكنها لا تعني حتى الآن الإنتقال من مرحلة الإحتواء إلى مرحلة التفشي. على أن مواجهة تزايد الإصابات والعدوى حاليا، تتم باعتماد سياسة عزل البلدات أو الأحياء أو الأبنية الموبؤة، على غرار ما يحصل في مجدل عنجر البقاعية ومزبود الشوفية وراس النبع البيروتية.

الوضع الكارثي نتيجة غزوة كورونا والأزمة المعيشية- الإقتصادية- المالية، ترك بصماته واضحة في الأسواق والمتاجر عشية عيد الفطر. ولمست الـNBN ذلك جليا، خلال جولة اليوم على بعض المؤسسات التجارية في العاصمة وضواحيها، حيث لا حركة ولا من يحزنون، والتجار والباعة الذين كانوا يمنون النفس بتعويض بعض خسائرهم، اصطدموا بانكفاء المستهلكين الذين لم تغرهم التنزيلات الكبيرة في بعض المحلات.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المنار"

من باب التقوى والورع والرأفة والأخلاق والإنسانية والشرع والدين، وكي لا يكون عيد الفطر مناسبة لا تشبه نفسها وروحها، فتكون للحزن وليس للفرح، على جميع المواطنين الالتزام بالتعبئة العامة وتدابير الوقاية من فيروس كورونا.

لا شك أن حلاوة العيد لا تكون إلا بالتراحم والتزاور والتهادي، ولكن الاستثناء يفرض نفسه هذه المرة، وعلى الناس الحذر الشديد لأن الالتزام بالحد الأدنى من الإجراءات قد لا ينفع وحده في هذه الظروف أمام ما رصدته وزراة الصحة من تفلت أدى إلى عزل قرى وبلدات.

لتكن القرى والبلدات والأحياء والبيوت محاريب للصلاة كي نجتاز المحن، والكل يعلم أنه ليس بكورونا وحده تتضرر بهجة العيد، فسكين الأزمة الاقتصادية أكثر حدة على رقاب المواطنين والخائفين من المستقبل المرهون بيد تجار ومسؤولين لا تهتز عروشهم أمام البطون الخاوية، ولا تحصى قروشهم التي حرموها المودعين الموجوعين.

هذا العام، يتلاقى عيد الفطر مع عيد المقاومة والتحرير في وطن بذلت من أجل منعته أغلى التضحيات، وهو العيد لأبنائه كما قال رئيس الجمهورية العماد ميشال عون في رسالة تهنئة، أكد فيها أن شعب لبنان قادر دوما على مجابهة التحديات والانتصار على المخاطر ليثبت أنه ضنين بالأرض التي أنجبته، ومستحق لها وقد رواها بأغلى دماء شبابه ليصون وحدتها وكرامتها.

وبين ضفاف الأمة كل يوم هو عيد ما لم تترك فلسطين وحدها، أو تهدر كرامتها، أو تهدى سيادتها. كل يوم هو عيد لأهل فلسطين، ما دامت صرخة بنادقهم هدارة حتى يحق الحق ويذهب الكدر.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أو تي في"

ما خلا رشقات "تويترية" متقطعة من هنا أو هناك بين الحين والآخر، يبدو أن البلاد أمام فرصة جديدة لالتقاط الأنفاس، وهذا ما يستشف من الهدوء النسبي الذي يسود الجبهات السياسية الرئيسية، فضلا عن الشارع.

وفي غضون ذلك، المفاوضات مستمرة على مسار الحكومة اللبنانية وصندوق النقد الدولي، على وقع تكثيف الجهود لتوحيد الأرقام، فيما المساعي جارية لإعادة تفعيل مقررات "سيدر"، تزامنا مع العمل القائم لإيجاد حل نهائي لمسألة المعابر والتهريب، كل ذلك على عتبة جلسة تشريعية الخميس المقبل، سيحضر على جدول أعمالها، إلى قانون العفو الملتبس، قانون ال"كابيتال كونترول" الذي أعلن رئيس "التيار الوطني الحر" التوصل إلى صيغة في شأنه بالتفاهم مع الرئيس نبيه بري، فضلا عن قانون رفع السرية المصرفية، وقوانين أخرى ذات طابع إصلاحي.

أما على الجبهة الصحية، فتواظب الحكومة على خوض معارك الفحوص والتوعية والحجر في أكثر من منطقة، ذلك أن الخطر لا يلبث أن يطل برأسه من جديد بعد كل فترة سماح، ما يستدعي التشدد في تدابير الوقاية من جهة، ورفع الجهوزية للتعامل مع الحالات التي قد تستجد من جهة أخرى.

وفي هذا الإطار، علمت الـ OTV أن النائب الياس بو صعب تلقى اليوم كتابا من رئيس لجنة متابعة التدابير والاجراءات الوقائية لفيروس كورونا اللواء الركن محمود الأسمر، يطلب منه فيه المساهمة بتشغيل المستشفى اللبناني- الكندي في حرش تابت كمركز للحجر الصحي، والتعامل مع حالات كورونا، في ظل ما يتعرض له لبنان وشعبه من صعوبات اقتصادية وصحية مستجدة، كما جاء في نص الكتاب.

الكتاب جاء ليضع حدا لحملة من الاشاعات التي شككت بما أعلنه بو صعب منذ حوالى شهرين عن استئجاره للمستشفى اللبناني- الكندي، وتجهيزه ووضعه بتصرف الدولة ووزارة الصحة لاستخدامه لعلاج مرضى كورونا عندما تقضي الحاجة، علما أن المستشفى المذكور وضع بتصرف وزارة الصحة منذ لحظة إعلان بو صعب لذلك خلال جولته مع وزير الصحة يومها في المستشفى، في انتظار طلب من المعنيين بملف كورونا لاستخدامه.

وكان نائب المتن أعلن يومها أن المستشفى سيكون جاهزا قريبا، لمساعدة الحالات الإنسانية مجانا، إذا لم تكن هناك حاجة لفتحه أمام حالات الكورونا.

وتشير معلومات الـ OTV إلى أن بو صعب تجاوب سريعا مع الكتاب الذي استلمه اليوم، بحيث تم الاتفاق على أن يبدأ المستشفى اللبناني- الكندي في حرش تابت، باستقبال حالات الكورونا خلال أيام.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أم تي في"

فطر مبارك، ولو بات من الصعب على اللبنانيين العثور على ما يفطرون عليه في ظل الأزمة المالية- الإقتصادية التي وضعت معظمهم تحت خط العوز. المسؤول عن هذه الصورة السوداوية ليس القدر المشؤوم، بل طغمة المسؤولين الذين لم نحسن اختيار أكثرهم لإدارة شؤوننا، فحل بنا ما نحن فيه من مصائب.

بكلام عملاني، إن حكومة مواجهة التحديات برئاسة حسان دياب، وبعد مئة يوم من تسلمها مقدرات البلاد والعباد، لم تجر على لبنان سوى المزيد من التحديات والانتهاكات، لكل الأعراف المالية والقانونية والإصلاحية والديبلوماسية والقضائية، حتى بلغت الأوضاع الحضيض، وصار لبنان في عزلة شبه كاملة، عن العربي المفيد والغربي القادر، وعن الانتظام الدولي العام.

أما أخطر ما أوصلتنا إليه تبعية هذه الحكومة، فهي الإنحراف بقطار الدولة مخطوفا نحو الجزء المظلم والمدمر من الشرق تحت عنوان المشرقية.

وبما أن البطالة هي أم الرذائل، فإننا بتنا نسمع طروحات تدميرية يغلف فيها الشخصي بالعام والطائفي- الفئوي بالوطني، وبتنا نرى اللعب الحر على حفافي الحرب في معرض الغيرة غير الصادقة، هذا على مصير فئة أو طائفة، وذاك على الطائف وضرورة تطبيقه، فيما دور الدويلة يكبر ويتعزز.

في هذه الأجواء، يسعى المجلس النيابي إلى تنفيسة سياسية عبر إقرار قانون العفو. وتسعى الحكومة إلى تجميل صورتها أمام صندوق النقد، عبر تجميع مؤسساتها للمشاركة كفريق واحد في ما بقي من اجتماعات، لكن دائما من دون الخطة المالية الموحدة التي يطالبها بها الصندوق.

والأخطر على صعيد انقاذ الوضع المالي، يتمثل في زج مصرف لبنان بدولاراته القليلة المتبقية، في لعبة ضبط سوق الصرف وتأمين استيراد الضروريات قبل وقف نزيفها عبر الحدود، بدلا من اتخاذ القرارات الانقاذية التي باتت معروفة، وبدلا من الاستماع إلى أنين هيئات الانتاج وصراخ الناس.

توازيا، بورصة انتشار الكورونا تراجعت اليوم إلى إحدى عشرة إصابة، فهل ذلك يعود إلى قلة الفحوصات في نهاية الأسبوع، أم لعامل آخر؟. وزير الصحة حمد حسن يجيبنا مباشرة في مستهل النشرة.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أل بي سي آي"

يقول الحديث الشريف عن الرسول محمد: "اعقلها وتوكل"، وهذا من أهم مؤشرات الأخذ بالأسباب أولا والتوكل على الله.

غدا وبعد غد، يحتفل المسلمون بعيد الفطر السعيد، وكما احتفل المسيحيون بالفصح، فإن الأعياد في زمن كورونا مختلفة.

عندما دعا الحديث النبوي الشريف للأخذ بالأسباب والاجراءات المحيطة بالمرء، فهو طالب، منذ ألف واربعمئة وواحد واربعين سنة حتى اليوم، المؤمنين، بالأخذ بالاعتبار بما يحيطهم من ظروف، عند اتخاذ قراراتهم والتوكل على الله، ما يعني أن ظروف كورونا ستغير عمليا عاداتنا وحتى صلواتنا.

إلى الجوامع، سيحضر صباح غد، ثلاثون بالمئة من المصلين، الشبان، الأصحاء، فيما يصلي الباقون في المنزل من دون حرج.

أما داخل المنازل، فستتحول مآدب العيد وجمعاته، إلى جلسات عائلية صغيرة، تحترم التباعد الاجتماعي.

"إن عقلنا وتوكلنا على الله"، سيمر العيد علينا بخير، ومعه المرحلة الانتقالية من مراحل كورونا، وهي مرحلة حساسة، نحاول خلالها استعادة حياتنا الطبيعية بسلاسة، بعيدا عن انتقال عدوى المرض، هذا إذا التزمنا جميعا بارتداء الكمامات، كما قال وزير الصحة حمد حسن للـLBCI.

عيد الفطر، سنحتفل به رغم كل شيء، لنعود بعده إلى هموم التفاوض مع صندق النقد الدولي، والجلسة العامة لمجلس النواب المرتقبة الخميس. هذه الجلسة دقيقة، فعلى جدول أعمالها قوانين غير متفق عليها بعد، هي قانون العفو وال"كابيتال كونترول"، وقوانين مكافحة الفساد، إضافة إلى مشروع القانون المتفق على تمريره، والرامي إلى فتح اعتماد إضافي بقيمة 1200 مليار ليرة لبنانية في موازنة العام 2020، يخصص لمواجهة الأوضاع المستجدة بفعل وباء كورونا.

أما ختام الأسبوع، فيبدأ تنفيذ قانون قيصر على سوريا، مع كل ما يحمل من تداعيات على لبنان.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "الجديد"

بشير أبو زيد "خاله" من يتجرأ على مواجهة العتمة في عقر دارها، ليقول "طفوا قدام بيت نبيه بري وضووا بيوت الناس". لكن رئيس تحرير جريدة السابع عشر من تشرين كتبها، ورفع صوتا من المصيلح يصلح لكل بيوت السياسيين، وإذ برافعي الألوية "الزعاماتية"، والذين هم من المحرومين أيضا، يعتدون بالضرب على بشير أبو زيد الذي أدخل إلى مستشفى النجدة الشعبية في النبطية.

وبعدما ملأت صور بشير وسائل التواصل، وانهالت حملات التضامن معه، مستنكرة هذا الاعتداء، مطالبة وزيرتي العدل والإعلام باتخاذ الإجراءات العقابية، قالت الوزيرة ماري كلود نجم في اتصال ب"الجديد": "أنا ما بغطي حدا.. لا الذين اعتدوا في السابق على محمد زبيب ولا المتسببين بأذية أبو زيد اليوم". وأعلنت أن التحقيقات تأخذ مجراها لكشف الفاعلين.

والتحقيقات تأخذ مجراها أيضا في التنقيب عن مرسوم التشكيلات القضائية الذي جزئ قسمين. فيما علم أن وزيرة الدفاع زينة عكر أرسلت كتابا إلى مجلس القضاء الأعلى، طالبة فيه تقليص عدد القضاة في العسكرية من ثمانية عشر إلى اثني عشر قاضيا، بحسب ما يقتضي القانون، فاستجاب المجلس برئاسة القاضي سهيل عبود في اليوم نفسه، وقلص العدد لتسهيل توقيع المرسوم والإفراج عن التشكيلات.

لكن ثمة من يتمهل للعب على مرور الزمن، للوصول إلى شهر تموز المقبل لإجراء إعادة هيكلة للتشكيلات، وذلك من أسماء أربعين قاضيا سيتخرجون منتصف تموز من معهد الدروس القضائية، دخلوا في عهد الوزير السابق سليم جريصاتي.

أما التعيينات الإدارية فمكانها محفوظ على طاولة مجلس الوزراء ما بعد الفطر، حيث جرت عمليات إعادة الصيانة للأسماء بالأمس بين الرئيسين نبيه بري وحسان دياب الذي طلب تغييرا في بعض الشخصيات المطروحة.

يجرى ذلك تحت نظر ملفات مفتوحة، يمسك القضاء بأول خيوطها، وينتزعها السياسيون في الخيط الأخير، بينها قضايا الفيول المغشوش والاتصالات والالتزامات والتهريب على المعابر. وضمانا لتأمين توافق سياسي على هذه الملفات كشف رئيس لجنة الإدارة والعدل النائب جورج عدوان ل"الجديد" عن تشكيل أربع لجان تحقيق نيابية، تمثل صيغة العيش المشترك، يوقع عليها سبعة عشر نائبا، حتى لا يدعي أي طرف أنه مستهدف بعينه. وقال عدوان: يجب هذه المرة ألا تقتصر الاتهامات على الصغار "ولازم نروح عالكبار". ورأى أن ملف الفيول المغشوش، يستدعي التحرك للبحث عما يربو على ملياري دولار، لأن هذا هو حجم الموضوع الحقيقي.

على أن اللجان الأربع التي تأخذ شكل الستة وستة مكرر، سيكون مصيرها كأخواتها اللواتي أصبحن في خبر كان. ومحصول اللجان إن صدقت سيكون كمن يدين نفسه، فالجرائم الواقعة على المال العام، يقوم بها من يمثلون الطبقة السياسية في قلب مجلس النواب. ولم تسجل سابقة في التاريخ أن دان المجرم نفسه بنفسه. وحتى إن وصل إلى مرحلة الإدانة فهناك المجلس الأعلى لمحاكمة الرؤساء والوزراء الذي سيقف بالمرصاد.

محمية سياسية غير طبيعية، تجنب المسؤولين المحاسبة والسجن، سواء من السابقين أو اللاحقين.. وكل لجان وأنتم بخير، وفطر سعيد.

 

أسرار الصحف اللبنانية الصادرة في بيروت صباح اليوم السبت 23 أيار 2020

وطنية/السبت 23 أيار 2020

أسرار النهار

فوجئ مواطنون بأحد مستشفيات المتن مقفلاً والغبار يغطي مداخله خصوصاً بعد اعلان نائب في منطقتهم أنه فتح المستشفى على نفقته الخاصة لمعالجة المصابين بفيروس كورونا.

تحاول جهات للضغط نحو تفريغ عدد من الأساتذة في الجامعة اللبنانية ، في ظل غياب مجلس الجامعة ، وعدم إنتظام آلية لإختيار الاسماء، بعضها جديد، والبعضُ الآخر قديم ، مما يُنذرُ بأزمةٍ جديدة في التعيينات.

قال مرجع سياسي في مجلسه، إنّه يتوقّع المزيد من الأزمات الاقتصادية والإجتماعية، وعلى هذا الأساس تهمه حاليا معالجة الوضع في منطقته من خلال حال خطة طوارئ تداركاً للأسوأ.

يكشف أحد النواب البارزين، أنّ الرسائل الخليجية للعهد وللحكومة ستتوالى تباعاً خلال المرحلة الراهنة عبر زيارات لمرجعيات سياسية وحكومية سابقة.

أسرار الجمهورية

نبّه موفد أممي الى أن المفاوضات التي تسبق التمديد للقوات الدولية هذه المرة تختلف في شكلها ومضمونها عن المرّات السابقة لأسباب لبنانية داخلية.

توقع أحد الوزراء أن يزداد نفور الطبقة السياسية من الحكومة الحالية مع انقضاء مئة يوم على نيلها الثقة.

لاحظت أوساط سياسية أن جهة نافذة مصممة على استهداف تيار بارز من خلال كوادره خصوصاً بعد انتهاء التسوية التي كانت قائمة.

أسرار اللواء

وصفت مواقف قيادات معنية من مسألة إعادة تطبيع العلاقات مع سوريا بأنها تدخل في باب "تبرئة الذمة"، لا أكثر ولا أقل.

تزايدت الرهانات، في الساعات الماضية على إمكان هبوط محدود لسعر صرف الدولار بالليرة اللبنانية، ولكن من دون الاستناد إلى أسس قوية؟!

استغربت مصادر دبلوماسية صديقة، كيف لم يتمكن لبنان بعد من الحصول، على الأقل، على دعم صندوق النقد له، في قضية مكافحة كورونا، على غرار ما حصل مع دول في المنطقة، كمصر والأردن.

خفايا نداء الوطن

عُلم أنّ صاحب شركة نفطية ذُكر اسمه خلال التحقيقات في ملف تزوير نتائج اختبارات الفيول لكن لم يتمّ استدعاؤه إلى التحقيق كونه مقرباً من رئيس تيار بارز.

حاولت مرجعية روحية جسّ النبض لإجراء لقاء تهدئة بين عدد من القيادات المتخاصمة فأتى الجواب سلبياً من معظمهم.

ردّدت أوساط سياسية أنّ "حزب الله" قد يتجه في ضوء التطورات إلى الانسحاب من متابعة الملفات الداخلية وتسليم دفة إدارتها كلياً إلى الرئيس نبيه بري نيابةً عن الثنائي الشيعي

البناء

ـ خفايا

أبدت مصادر مالية خشيتها من تأثير أي تعثر ولو مؤقت في خطة الكهرباء ناتج عن محاصصة التعيينات أو محطات الإنتاج إلى تغيير في المناخ الدولي الإيجابي في مفاوضات صندوق النقد الدولي ومسار مؤتمر سيدر. وقالت المصادر إنه إذا حدث ذلك فستكون نهاية التعامل الخارجي مع الحكومة كتعبير عن مرحلة جديدة.

ـ كواليس

قالت مصادر أممية إن الوضع في ليبيا سيغير الجغرافيا السياسية والعسكرية في شمال أفريقيا حيث اندفاعة تركية تستند إلى تنظيم الأخوان المسلمين تهزّ ثبات الخرائط منذ إخراج الأخوان من الحكم في مصر وتونس. ودعت المصادر إلى مراقبة الأوضاع الجزائريّة والمصريّة والتونسيّة بعناية.

الانباء

*عودة نائب

عاد نائب عن قضاء بعبدا للظهور الإعلامي منذ أسبوع، بعد غيابه بشكل لافت وغير مبرر منذ سنة وأكثر.

*مصلحة نفعية

تستخدم إحدى الشركات العاملة في تشغيل قطاع الكهرباء صلة الملكية العائلية مع وسيلة إعلامية بقصد الضغط في الملف لمصلحة نفعية.

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

صندوق النقد يعرف الواقع بكلّ تفاصيله: هذه هي الارقام الصحيحة وهذا هو العلاج !

ليبانون فايلز/23 أيار/2020

قال خبير مالي لـ"الجمهورية"، انّ "لبنان دخل المفاوضات مع صندوق النقد بدعوة ناقصة وخطأ وفادح، لم تنتبه الحكومة اليه من البداية، وهو اختلاف ارقامها المقدّرة للخسائر عن ارقام مصرف لبنان. واللافت انّ جمعية المصارف، التي تُعدّ اولى ضحايا الخطة الحكومية، قدّمت ارقاماً دقيقة مغايرة لأرقام وزارة المال ومصرف لبنان، الامر الذي يستوجب اعادة النظر في ارقام المفاوض اللبناني ويقوّي حجته. وبالتالي ليس صحيحاً اننا اصبحنا امام ثلاثة ارقام مختلفة بعضها مع بعض، بل اصبحنا امام اربعة ارقام، اذ هناك الرقم الاساس والصحيح لخسائر لبنان، وهو الموجود لدى صندوق النقد الدولي، الذي يعرف الواقع اللبناني بكل تفاصيله واين ذهبت كل الاموال، ويعرف بالأسماء من هم السارقون والمختلسون والمستفيدون من سياسيين وغير سياسيين. ولذلك لا استبعد اذا ما استمر هذا التباين بالارقام، ان يعمد الصندوق في اي لحظة الى ان يطرح أرقامه على الطاولة، ويُلزم الجانب اللبناني بها ويقول له هذه هي الارقام الصحيحة، واليكم العلاج على طريقتي ووفق برنامجي".

 

شركة الترابة في شكا تتوقف

ليبانون فايلز/23 أيار/2020

تتجه شركتا الترابة في شكا الى توقيف عملهما مع نهاية أيار الحالي، ما يعني تشريد نحو ألف ومئتي موظف وعامل على الأقل. والسبب نفاذ مخزون التراب لديهما، وإيقاف عمل المحافير لأسبابٍ بيئية، وانتظار خطة الحكومة لتنظيم هذا القطاع والتي طال أمدها.

 

لقاء باسيل-صفا حصل قبل مواقف اسود وليس بسببها

ليبانون فايلز/23 أيار/2020

كان من الطبيعي ان تثير مواقف عضو تكتل لبنان القوي النائب زياد اسود خلال مقابلة عبر محطة التيار الوطني الحر "او تي في" بالتحديد، هذه الزوبعة السياسية في البلاد، والتي قال فيها "انه لا يمكن (لحزب الله) ان يبقى حاملا البندقية وشعبه يجوع، وان هذا مطلب الاميركي وقراره، وانه بلا القاء السلاح سيبقى الحال على ما هو عليه"، بخاصة انها طالت حليفين يُفترض ان المسائل الاستراتيجية تجمعهما واهمها الصراع مع الاحتلال الاسرائيلي والتمسك بتحرير الارض منه. كما كان من الطبيعي ان تٌبنى التحليلات والاستنتاجات على لقاء بين رئيس التكتل القوي النائب جبران باسيل ورئيس لجنة الارتباط في حزب الله وفيق صفا، والذي جاء الاعلان عنه بعد مقابلة النائب اسود، بينما هو في الحقيقة، وحسب مصادر قيادية في الحزب، جرى قبل المقابلة العاصفة بيوم. ووضعته المصادر في خانة اللقاءات الدورية التنسيقية التي تجري بين الطرفين. ومن الطبيعي ان كلام اسود لم يكن من ضمن الحديث او في اساسه طالما انه جاء بعد اللقاء. وتضيف المصادر لليبانون فايلز ان لقاء باسيل صفا تناول كل الامور القائمة على الساحة وكيفية معالجة المشكلات وموقف كل طرف من طريقة المعالجة، ومن الطبيعي ان يكون هناك تباين أو اختلاف في وجهات النظر بين حليفين حول بعض الملفات الداخلية، تماماً كما حصل التباين بين الحزب وبين "حركة امل" مثلاً حول قانون تشريع زراعة القِنّب الهندي (الحشيشة) في المجلس النيابي والذي عارضه نواب الحزب وايده نواب "امل". ولكن المصادر تساءلت، هل ان كلام النائب اسود يعبر عن موقف التيار الحر؟ لا نعرف بالضبط ومن المفروض ان يجيب التيار على ذلك.

من هنا، ثمة اسئلة كثيرة تطرح نفسها: هل ان تكتل لبنان القوي يتبنى كلام النائب اسود، ولماذا لم يصدر موقف عنه او عن التيار الحر يوضح الموقف، ما اذا كان كلام اسود يعبر عن موقفه الشخصي ام انه مدفوع لقوله لحسابات سياسية معينة لدى التيار، ام ان التيار لا يؤيد هذا الكلام الشخصي، وهل ثمة مواقف كامنة لدى كوادر التيار تتبنى الموقف ذاته. وهل جرت بعد المقابلة التفزيونية اتصالات بين الحزب والتيار لتوضيح الصورة او للعتاب او للاحتجاج؟

تفيد معلومات ليبانون فايلز ان اي اتصال لم يجرِ بين الجانبين بعد المقابلة، وان الحزب لم يطلب اي توضيح او موقف. بينما كانت ردود فعل القاعدة الشعبية والحزبية لحزب الله تغلي عبر مواقع التواصل. مع ان اسود عاد واوضح موقفه طيلة يومين وفي عشرات التغريدات، اي بعد لقاء باسيل صفا، وهو أصر على موقفه بأن لا مقاومة مع الجوع والفساد. واكد على كلام السيد حسن نصر الله "بأننا لسنا طبق الاصل ولو كنا حلفاء". ولكن هناك من رأى ان الاخطر في كلام اسود ليس عن سلاح المقاومة، بل عن الفيدرالية، وهو امر دفع البعض الى المطالبة بفتح النقاش السياسي حول الموضوع لتبني الفيدرالية. ولكن لم يصدر اي رد فعل على هذا الكلام، بل بقي الرد محصوراً اكثر في موضوع السلاح والجوع وتغطية الفساد والطلب الاميركي. عدا عن التلميحات الى تورط "حركة امل" والرئيس نبيه بري بالفساد. فالمقابلة تضمنت مواقف كثيرة، هي موضع خلاف وتباين كبيرين حتى بين الحلفاء.

لكن السؤال الابرز يبقى: هل يربط اسود حزب الله بتغطية الفساد؟ وهل ان الاولوية لديه هي مكافحة الفساد ولو على حساب سلاح المقاومة والتماهي مع الموقف الاميركي؟ ربما على التيار الحر ان يجيب عن هذه الاسئلة. او تؤجل الاجابة الى اللقاء التنسيقي المقبل بين باسيل وصفا... إن حصل.

 

التسويات المالية مجددا بديل "البرامج الورقية"؟

النهار/23 أيار/2020

اذا كانت عطلة عيد الفطر والذكرى العشرين لتحرير الجنوب من الاحتلال الإسرائيلي ستشكل محطة ترقب وتقويم لمجريات التطورات المالية والاقتصادية كما لإجراءات موعودة لمصرف لبنان في اطار التدخل لحماية الليرة وتوفير تمويل استيراد المواد الغذائية الأساسية، فان الاستحقاق الأساسي والأبرز في الأيام الثلاثة المقبلة بدءا من اليوم سيتركز على رصد مؤشرات الوضع الوبائي في لبنان بعدما اوشكت إصابات اليومين الاخيرين ان تشكل جرس الإنذار المتقدم جدا حيال تفلت الانتشار الوبائي. ذلك ان الارتفاع المقلق في اعداد الحالات الإيجابية في اليومين السابقين على التوالي، وضع البلاد مرة أخرى امام خطر الخيارات الصعبة التي كانت فرضت على الدولة قبل اسبوعين ان تعيد فرض اقفال البلد، ولكن يبدو واضحا ان القرار الرسمي لا يزال يعتمد حتى الان، وفي انتظار الأيام القليلة المقبلة اجراء عزل البلدات او الأحياء او المناطق التي تشكل بؤرة انتشار للإصابات من دون العودة الى الاقفال العام الشامل.  وتستند الدولة ووزارة الصحة تحديدا في اعتماد هذا الاجراء على طبيعة الإصابات التي ظهرت اخيرا، اذ بدا واضحا ان الحالات الإيجابية كانت بمعظمها بسبب التخالط مع إصابات فردية وهو الامر الذي جعل الارتفاع في الإصابات ينحصر ببلدة مجدل عنجر البقاعية ومزبود الشوفية بالإضافة الى عدد غير قليل من العمال البنغاليين في بيروت. ومع ذلك لم تخف المخاوف الواسعة عشية عطلة عيد الفطر التي تبدأ غدا الاحد وتمتد لثلاثة أيام عمليا من ان يتسع اطار العدوى من خلال المحاذير التي تشكلها إقامة الصلوات في المساجد ولو من ضمن الإجراءات التي اتخذت لمواكبة المناسبة. فثمة دول عدة كبيرة اتخذت قرارات بمنع الصلوات في المساجد ابرزها المملكة العربية السعودية ومصر وتركيا والإمارات العربية المتحدة خشية تصاعد الانتشار الوبائي. وتتركز المخاوف في لبنان من تفلت المواطنين من تدابير الحماية من جهة وعدم احترام موجبات عدم الاختلاط الكثيف من جهة أخرى، وقد برزت امس واقعيا مشاهد تثير الخوف الكبير مما يمكن ان يحصل في أيام العطلة. وكانت تقارير وزارة الصحة رصدت امس لليوم الثاني تواليا قفزة مقلقة في عدد الإصابات بلغت 62 حالة جديدة توزعت على 59 حالة لمقيمين و3 حالات لوافدين من الخارج. وتزامن ذلك مع إجراءات عزل بلدة مجدل عنجر كما عزل بلدة مزبود اللتين سجلت فيها عشرات الإصابات معظمها ابقي قيد الحجز في المنازل مع مراقبة ومتابعة صحية وبلدية. وحذر وزير الصحة حمد حسن لدى زيارته لمجدل عنجر امس من "كارثة اذا لم نكن على قدر عال من المسؤولية " ولكنه شدد على "اننا لن نتراجع ولن نتخاذل الان وسنفوز بالمعركة ولن نشهد موجة ثانية اذا تحلينا بالوعي والمسؤولية". وربط وزير الصحة موضوع الاقفال الشامل بوضع الانتشار وتأثيره على المستشفيات لافتا الى انه اذا أصبحت الاسرة في المستشفيات غير كافية (لاستيعاب المصابين) سنذهب عندئذ الى الاقفال الكامل". وسط هذه الأجواء برزت معالم مراوحة في المشهد السياسي بحيث تترقب الأوساط السياسية والنيابية اثر الإجراءات التي سيبدأ مصرف لبنان تنفيذها ابتداء من 27 أيار وانعكاساتها على تراجع سعر صرف الدولار الأميركي من جهة وتراجع أسعار السلع الغذائية الأساسية بما يهدئ فورة غلاء معظم المواد الأساسية من جهة أخرى.  وتقول مصادر معنية ان هذه الخطوة ستشكل اختبارا اوليا للمساكنة الجديدة القسرية بين رئيس الحكومة حسان دياب وحاكم مصرف لبنان رياض سلامة اللذين اجتمعا قبل يومين في السرايا.  وتشير المصادر الى ان المسائل المالية والمصرفية عادت تتقدم بقوة كل الأولويات الأخرى بعدما فشلت الحكومة وخلافا لكل ما أراد رئيسها حسان دياب تصويره في كلمته لمناسبة مرور المئة يوم الأولى من عمر الحكومة في اتخاذ كل الخطوات الإدارية والإصلاحية الصارمة لوضع الازمة المالية على سكة المواجهة الجدية مع الازمة. وإذ لاحظت ان المناخ السلبي العام في البلاد عقب توجيه دياب كلمته عكس الى حدود واسعة التراجعات الكبيرة التي منيت بها الحكومة في وقت قياسي، اشارت الى ان اضطرار رئيس الحكومة الى عقد تسوية جديدة مع حاكم مصرف لبنان بعدما كان ارتكب خطأ فادحا في مهاجمته علنا في سابقة غريبة يعكس التخبط المتادي في سلوكيات الحكومة وتسرعها في المعالجات العشوائية. كما ان المصادر لفتت الى ان هذا التخبط انعكس أيضا على مواقف افرقاء أساسيين وشركاء ضمن الحكومة من سياساتها التي بدأت ترتب الكثير من الاكلاف السلبية عليهم، وفي هذا السياق ربما يندرج الاتفاق المفاجئ الذي عقد بين الكتلة النيابية لرئيس مجلس النواب نبيه بري وكتلة لبنان القوي برئاسة النائب جبران باسيل على اقتراح القانون المشترك حول اعتماد الكابيتال كونترول الذي كان بري رفضه أصلا وحال دون إقراره في مجلس الوزراء.

بري ورسائله

ثم ان تصاعد الانتقادات الداخلية والخارجية للحكومة في عدم تنفيذ إجراءات اصلاحية ملحة بمعزل عن خطتها المالية والوعود الكلامية التي تطلقها لم يغب عن الكلمة التي وجهها الرئيس بري امس في ذكرى التحرير والتي تضمنت مجموعة رسائل سياسية الى عدد من الافرقاء ابرزهم الحكومة ورئيسها وذلك قبل ساعات قليلة من استقبال بري لرئيس الحكومة في عين التينة. وقد دعا بري الحكومة الى ان "تنطلق بعمل ميداني بعيدا من البرامج الورقية" كما طالبها "بمغادرة محطة انتظار ما ستؤول اليه المفاوضات مع صندوق النقد الدولي والجهات الدولية المانحة والانطلاق بعمل محسوس يلمسه المواطن القلق على عيشه ومصيره". اما في الإطار السياسي العام فبدا لافتا ان بري حذر من "أصوات نشاز بدأت تعلو في لبنان منادية بالفيديرالية كحل للازمات " مشددا على ان "لا الجوع ولا أي عنوان آخر يمكن ان يجعلنا نستسلم لمشيئة المشاريع الصهيونية الهدامة ".

التعيينات

وفي معلومات توافرت لـ"النهار" مساء امس ان المشاورات الجارية بين اهل الحكم والافرقاء المعنيين في الحكومة تجددت حول ملف التعيينات ولا سيما منها التعيينات المالية في حاكمية مصرف لبنان ولجنة الرقابة على المصارف وهيئة الأسواق المالية. ويبدو ان اللقاء الذي جمع بري ودياب امس تناول هذا الملف أيضا اذ فهم ان جلسة لمجلس الوزراء ستعقد الجمعة المقبل غداة الجلسة التشريعية لمجلس النواب التي ستعقد الخميس ليوم واحد.  ورجحت المعلومات ان تقر التعيينات المالية لنواب حاكم مصرف لبنان وهيئة الرقابة على المصارف في جلسة الجمعة اذا استكمل التوافق عليها قبل ذاك الموعد كما سيعين مدير عام جديد لوزارة الاقتصاد والتجارة. وأفادت المعلومات ان ملف تعيينات مجلس إدارة مؤسسة الكهرباء قد وضع أيضا على سكة محاولة الاتفاق على إقرارها في وقت قريب.

 

نصرالله يحسمها: لن نسلّم السلاح ولن نتراجع.. ولو “جاع” اللبنانيون؟!

وكالة الانباء المركزية/23 أيار/2020

لم يتوسّع الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله كثيرا في كلمته امس في يوم القدس في الحديث عن الشأن اللبناني، الا ان القليل الذي قاله كان دسما ومختصرا مفيدا، وفق ما تعتبر مصادر سياسية معارضة عبر “المركزية”. فهو وضع الاصبع على الجرح مباشرة، اذ توقّف عند العلاقة بين الواقع الاقتصادي المعيشي المرّ الذي تتخبط فيه البلاد اليوم من جهة، وبين العقوبات الاميركية وقرار واشنطن الحاسم بتطويق ايران وأذرعها العسكرية المنتشرة في المنطقة، من جهة ثانية.

فنصرالله، رفض “الدعاية” الجديدة عن ربط الجوع بالسلاح ومواجهة إسرائيل وأميركا، مؤكّداً أن الذين استسلموا من كيانات يجوعون ولا يتلقّون مساعدة من أحد، معلناً استمرار المقاومة والموقف من فلسطين حتى تحريرها مهما تعاظمت الضغوط الأميركية، مشيرا الى ان “يمكننا بتضامننا أن نحافظ على سيادتنا ونكون أقوياء ونردع عدونا ونحفر آبار نفط وغاز، ونكون بلداً لا يجوع”. واعتبر أن “من يراهن على أنه من خلال حروب عسكرية أو عقوبات أو تجويع أو تضليل يمكن أن يغير موقفنا من فلسطين، فهو مشتبه. الحق لا يتغير بمرور الزمن وما أُخذ بالسرقة لا يصبح ملكاً شرعياً عبر مرور الزمن ولو اعترف كل العالم بشرعية ما سرقه اللص”.

والحال ان ما اعتبره نصرالله “دعاية” هو في الحقيقة “واقع”. فالولايات المتحدة وحلفاؤها على الساحتين الدولية والعربية، ليسوا في وارد التساهل مع بيروت او مد طوق نجاة مالي اليها “مجانا” اليوم، كون السلطة فيها واقعة في يد حزب الله في شكل تام. وصحيح ان صندوق النقد الدولي باشر مفاوضات مع الحكومة، الا ان هذه المشاورات لتنجح، تشترط اصلاحات كبيرة وقرارات، “اقتصادية” الوجه، نعم، لكنها “سياسية – استراتيجية” الباطِن، تمسّ بالمباشر حركة حزب الله في لبنان والاقليم، اضافة الى مصالحه… فما يجدر التذكير به هو ان واشنطن والدول الاوروبية والخليجية هي التي تموّل صندوق النقد، وما يجب الا ننساه ايضا، هو ان أبرز ما يطالب به الصندوق اليوم هو ضبط الحدود اللبنانية – السورية، ووقف عمليات التهريب عبر المعابر الشرعية وغير الشرعية، والمعروف انها في معظمها مغطاة من حزب الله، وأنه يستفيد منها ايضا… وقد تحدث بصراحة ومن دون قفازات عن هذه الشروط، كل من مساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأوسط ديفيد شينكر وسفير واشنطن السابق في لبنان جيفري فيلتمان، مُضفيين على المفاوضات مع الصندوق، “هالةً” سياسية يصعب تجاوزها او غض النظر عنها.

على اي حال، قالها رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط بوضوح ايضا، منذ ايام “هناك حرب اقتصادية اميركية إيرانية على أرض لبنان، وقد اتصلت بجيفري فيلتمان بعد الثورة وقلت له انه اذا كانت الادارة الاميركية تعتقد انها بالعقوبات على حزب الله تضعفه، فهذا خطأ، فهو لن يضعف والشعب اللبناني سيكون المتضرر”. وتابع “مسؤولية الحكومة اللبنانية أن تكون شفافة وجدية في التعاطي مع صندوق النقد الدولي ولكن هذا مشروط بموافقة أميركية.

من كلام نصرالله أمس، يمكن الاستنتاج ان الحزب سيرفض اي تدبير يطلبه الصندوق يصيب مصالحه الاستراتيجية، وأن الحكومة -وهي حكومتُه- لن تتمكن من تنفيذ ما يريده المانحون، الامر الذي سيؤدي في نهاية المطاف الى فشل المفاوضات. وثبت ايضا من مواقف الامين العام ان الاولوية لا تزال لسلاحه ولمصالح محوره، ولو على حساب جيبة اللبناني وجوعه، خاصة ان البدائل التي يطرحها الحزب، منها الانفتاح على ايران والعراق والصين، لن تتمكن من معالجة الجسم اللبناني المنازع.

 

هل يدفّع المجتمع الدولي لبنان ثمن الخيارات الحكومية؟

وكالة الانباء المركزية/23 أيار/2020

صارخا كان التناقض في المواقف التي أطلقها رئيس الحكومة حسان دياب في خلال الأيام الأخيرة، بين التحذير من خطر المجاعة الآتية في مقال نشرته الـ “واشنطن بوست” ، والتهليل لإنقضاء مهلة المئة يوم الأولى من عمر فريقه الوزاري (بعد نيل الثقة)، ذاهبا إلى حد التأكيد أن في هذه الفترة الزمنية القصيرة نجحت الحكومة في تنفيذ 97% من التعهدات التي قطعتها على اللبنانيين. غير أن مصادر سياسية مراقبة تلفت عبر “المركزية” إلى أن الرئيس دياب حفظ شيئا وغابت عنه أشياء ليس أقلها أنه فشل في تشكيل ما كان يفترض أن تكون حكومة اختصاصيين مستقلين تماما عن الطبقة السياسية، تبعا لما كان ينادي به ثوار 17 تشرين، إلى حد أنه ألف حكومة لا يرى البعض فيها إلا تمددا لحزب الله وحلفائه، بغرض الامساك بزمام القرار السياسي في لبنان، بعد النجاح في “فرض” الرئيس الذي يريد على اللبنانيين.

من هذا المنطلق، وفي وقت تبدو الحكومة منشغلة بمفاوضاتها مع صندوق النقد الدولي، ومحاولة اقناع المجتمع الدولي بخطة يفترض أنها إنقاذية، غير أنها ما لبثت أن اصطدمت بجدار من المعارضة القوية، تكشف مصادر ديبلوماسية عبر “المركزية” أن “تباينا عاد ليطفو إلى سطح العلاقات الفرنسية- الأميركية، خصوصا في ما يخص الموقف من تقديم المساعدات المادية للبنان. وتلفت إلى أن تبعا لسياسة الرئيس الأميركي دونالد ترامب القائمة على المواجهة المفتوحة مع ايران وأذرعها الاقليمية، لا تزال الادارة الأميركية مصرة على عدم رفد لبنان بالمساعدات، على اعتبار أن في البلد حكومة يتحكم حزب الله بمفاصلها وبقرارها السياسي، وهو ما أثبتته تجارب عدة في مراحل سابقة. وتشير إلى أن السيناتور ألاميركي تيد كروز كان قد أعد قانونا  يهدف إلى إقرار قطع المساعدات عن لبنان، ما دام حزب الله موجودا في الحكومة، ويشارك في عملية صناعة القرار السياسي.

وتذهب المصادر عينها بعيدا، إلى حد الكشف أن بعض دول الخليج العربي تتشارك وواشنطن النظرة نفسها، وتتخوف من مد يد العون إلى “حكومة حزب الله في لبنان”، كاشفة أن هذا النوع من المواقف يدفع بعض المراقبين إلى الكلام عن أن الانهيار قد يكون مناسبة لإنهيار الهيكل فوق رأس الحزب، وهو ما من شأنه القضاء على ترسانته، وتاليا إضعافه. كل هذا قد يصب في مصلحة مشروع قيام دولة لبنانية جديدة تكرس فيها القوى الشرعية احتكار السلاح وبسط السيادة على أراضيها.

إلا أن المصادر الديبلوماسية تعترف بأن باريس لا تتشارك مع واشنطن والدول العربية هذه النظرة، وتعتبر أن حزب الله قد يفاجئ الجميع بسرعة نهوضه من الانهيار، إذا وقع، وذلك لكونه حزبا منظما وقادرا على لملمة نفسه سريعا من الأزمة، ما يفسر التمسك الفرنسي بمؤتمر سيدر وأمواله ، بدليل كلام سفير فرنسا في بيروت برونو فوشيه، والسفير المكلف متابعة مسار سيدر بيار دوكان قبل أيام، لجهة التأكيد أن الأموال المرصودة للبنان لا تزال محفوظة، شرط التزام الحكومة بمسار الاصلاحات. لكن تشكيلة دياب عالقة بين مطرقة حزب الله وسندان المجتمع الدولي. فماذا سيفعل رئيسها؟

 

توجيه تهمة قتل طالبة لبنانية إلى 5 أشخاص في بريطانيا

ال بي بي سي عربي/23 أيار/2020

وجهت سلطات التحقيق البريطانية إلى خمسة أشخاص تهمة قتل فتاة لبنانية الأصل كانت قد قضت في حادث إطلاق نار من سيارة شمالي إنجلترا.

وقُتلت الشابة آية هاشم، التي كانت تدرس القانون، برصاصات أطلقت من سيارة في مدينة بلاكبيرن، يوم الأحد. ويمثل كل من فيروز سليمان 39 عاماً، أبو بكر ساتيا 31 عاماً، عثمان ساتيا 28 عاما، جودي تشابمان 26 عاما وكاشف منظور 24 عاما أمام القضاء يوم السبت.

كما وجهت إلى الرجلين أيضا تهمة محاولة قتل شخص يُعتقد أنه كان المقصود بالهجوم. وقالت الشرطة إنه تم اطلاق رصاصتين، أصابت الأولى مبنىً، لكن الثانية أصابت الشابة آية هاشم، 19 عاماً، وقتلتها.

 

التعرض للصحافي بشير أبو زيد بسبب منشور فيسبوكي

مواقع الكترونية/23 أيار/2020

أكدت صحيفة “17 تشرين” تعرّض رئيس تحريرها، بشير أبو زيد، لاعتداء وصفته بـ “العنيف”، على يد عناصر في “حركة أمل” في بلدته كفررمان، مساء الجمعة، بعد ملاحقته من أمام منزله ومحاولة اختطافه، بسبب رأي نشره على صفحته الخاصة على موقع “فيسبوك”.

وأفادت “17 تشرين” بأن أبو زيد نُقل إلى “مستشفى النجدة” حيث كشف طبيب شرعي على إصاباته. وكان أبو زيد قد كتب عبر “فيسبوك” يوم الخميس: “اطفوا قدّام بيت نبيه برّي وضوّوا بيوت الناس”. وقبل الاعتداء عليه، أشار أبو زيد يوم الجمعة إلى تلقيه تهديدات وحملة لتشويه سمعته وعائلته، على خلفية المنشور المذكور، من حسابات وهمية وأخرى لعناصر في “حركة أمل”، مؤكدا تمسكه بما كتب.

 

الحركة الاقتصادية في لبنان شبه معدومة عشية عيد الفطر ,القطاعات السياحية تنهار تباعاً

بيروت: بولا أسطيح/23 أيار/2020

لم تُسهم التدابير التي اتخذتها الحكومة اللبنانية مؤخراً لتخفيف الإجراءات المشددة التي كانت متخذة في إطار «التعبئة العامة» لمواجهة فيروس كورونا، في أحياء الحركة الاقتصادية عشية عيد الفطر. فرغم فتح المطاعم والمسابح أبوابها بعد فترة طويلة من الإقفال، ظل الإقبال عليها محدوداً جداً، فيما كان معدوماً في بعضها، نتيجة تردي الأوضاع الاقتصادية والمعيشية الذي ترافق مع المخاوف المستمرة من الوباء. وبعدما اعتاد اللبنانيون سنوياً عشية عيد الفطر على التهافت إلى محال بيع الألبسة والمؤسسات التجارية الأخرى، شهدت هذه المحال حركة خجولة جداً. وقالت نايلة الخطيب (34 عاماً)، وهي أم لولدين، لـ«الشرق الأوسط» إن الأفضل «إبقاء القرش الأبيض لليوم الأسود، وإن كنا لم نشهد منذ الحرب الأهلية أياماً بهذا السواد»، وأضافت: «ما يعنينا حالياً تأمين الطعام والتعليم لأولادنا، وما تبقى أصبح كماليات، حتى الملابس». ووصف رئيس «جمعية تجار بيروت»، نقولا شماس، الأيام التي تسبق عيد الفطر بـ«الفترة الجوهرية» بالنسبة للقطاع التجاري «لذلك تمنينا على رئيس الحكومة فتح المؤسسات، مع تأكيدنا الالتزام بكل التدابير الوقائية، إلا أنه للأسف الحركة لا تزال شبه معدومة، فقد تراجعت نحو 80 في المائة عما اعتدناه في هذا الوقت من كل سنة». وقال شماس لـ«الشرق الأوسط»: «أكثر من عامل يعاكسنا، فبالإضافة لكورونا هناك الانهيار الاقتصادي الذي أدى لتراجع الطلب نتيجة تراجع القدرة الشرائية مع انهيار الليرة، كما لتراجع العرض نتيجة القيود المصرفية المفروضة على التجار الذين لم يعودوا قادرين على تحويل الأموال للموردين... وهو ما يجعل السواد الأعظم من الشركات التجارية على طريق التعثر».

ورفع أصحاب المؤسسات التجارية والسياحية الصوت عالياً بنداءات استغاثة متواصلة، فيما أعلنت نقابة أصحاب المطاعم والمقاهي والملاهي والباتيسري صراحة أن «مراسيم تشييع القطاع قد بدأت»، منتقدة عدم التفات الحكومة إلى لائحة المطالب التي تقدمت بها للنهوض بالقطاع.

وأشار الأمين العام لاتحاد المؤسسات السياحية في لبنان، جان بيروتي، إلى أنه ليس قطاع المطاعم وحده الذي يتم تشييعه، فقد سبقته قطاعات أخرى، لافتاً إلى أن القطاع السياحي ككل في حالة موت سريري نتيجة وباء «كورونا»، كما نتيجة الوضع الاقتصادي الصعب.

وقال بيروتي لـ«الشرق الأوسط»: «إذا كانت باقي البلدان قادرة على الخروج مما خلفه كورونا، قد يصعب علينا ذلك كلبنانيين لأننا نعتمد بشكل أساسي على الزبون اللبناني». وأوضح بيروتي، وهو نقيب أصحاب المجمعات السياحية البحرية أيضاً، أن 10 في المائة من المطاعم التي عادت للعمل لم تشهد إقبالاً على الإطلاق، لذلك قد تنخفض نسبتها إلى 5 في المائة، أما المؤسسات البحرية فلم تستقبل حتى الساعة إلا 10 في المائة من الزبائن الذين اعتادت استقبالهم في السنوات الماضية خلال هذه الفترة. وأضاف: «نحن نتمنى على أصحاب المؤسسات السياحية عدم رفع تذاكر الدخول إلا إذا اقتضى الأمر، ليشمل حصراً ارتفاع بعض الكلفة، أما خلاف ذلك فسيتم التشهير بهذه المؤسسات». وسُجل خلال الفترة الممتدة من الأول من سبتمبر (أيلول) 2019 حتى الأول من فبراير (شباط) 2020 إقفال ما يناهز 800 مؤسسة تتعاطى الطعام والشراب، بينها 240 أقفلت في شهر يناير (كانون الثاني) وحده. ويُدخل قطاع المطاعم إلى الدورة الاقتصادية بالبلد، بحسب «الشركة الدولية للمعلومات»، 5 مليارات دولار، ويساهم بنسبة 10 في المائة من الناتج المحلي. وتتخبط الحكومة اللبنانية بين اقتناعها بوجوب الإبقاء على التدابير المشددة للتصدي لموجة ثانية من كورونا، ورضوخها للواقع الاقتصادي المتداعي، ما يحتم إعادة فتح المؤسسات لإنقاذ ما تبقى منها، وهو ما أدى أخيراً لشد حبال بين الوزارات. ففيما تبدو وزارتا الداخلية والصحة أكثر تشدداً، تسعى وزارة السياحة للتخفيف من الإجراءات، ما انعكس بيانات متضاربة بين «السياحة» و«الداخلية» بخصوص استثناء السيارات المعدة للتأجير من قرار تقييد حركة سير السيارات والآليات، بحسب أرقام اللوحات.

وردت مصادر معنية ما حصل إلى عدم رغبة «الداخلية» بالسير بأي استثناءات تؤدي لمطالبة قطاعات أخرى باستثناءات مماثلة. وأكدت مصادر الوزارتين أن التنسيق قائم مميز بينهما، كما مع باقي الوزارات، والقرار النهائي بخصوص التخفيف من إجراءات التعبئة أو تعديل المواعيد المحددة لباقي مراحل رفع «التعبئة» يعود لمجلس الوزراء مجتمعاً.

 

رئيس البرلمان اللبناني ينتقد الحكومة و«الوطني الحر» ويحذّر من الفيدرالية ودعا إلى تحرير قطاع الكهرباء من {عقلية المحاصصة}

بيروت: «الشرق الأوسط»/23 أيار/2020

انتقد رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري أداء الحكومة، داعياً إياها للانطلاق بعمل محسوس يلمسه المواطن وبعمل ميداني بعيداً عن الخطط والبرامج الورقية، مشدداً على أن «المطلوب أعمال أكثر من الأقوال»، فيما انتقد «التيار الوطني الحر» عندما دعا إلى «تحرير قطاع الكهرباء من عقلية المحاصصة المذهبية والطائفية والمناطقية والفيدرالية والكونفدرالية»، في واحد من أكبر هجماته على التقصير في حلّ أزمة الكهرباء. ووجه بري كلمة إلى اللبنانيين بمناسبة «عيد المقاومة والتحرير» و«يوم القدس» وعيد الفطر المبارك، حذر فيها «من الأصوات النشاز التي بدأت تعلو في لبنان للأسف منادية بالفيدرالية كحل للأزمات التي يئن تحت وطأتها لبنان واللبنانيون»، مؤكدا أنه «لا الجوع ولا أي عنوان آخر يمكن أن يجعلنا نستسلم لمشيئة المشاريع الصهيونية الهدامة»، وأن «وحدتنا قدرنا وسر قوتنا» داعياً للمقاومة «من أجل وحدة أوطاننا».

ودعا رئيس البرلمان اللبناني الموالاة والمعارضة والحكومة والمجلس النيابي والحراك الشعبي الصادق وكل القوى السياسية «إلى استحضار كل العناوين والقيم التي صنعت النصر والتحرير لا سيما قيمة التضحية والشجاعة والصدق والثبات والوحدة والانتماء الوطني الأصيل من أجل إنجاز الجهاد الأكبر واستكمال تحرير لبنان من احتلالات توازي بخطرها خطر احتلال العدو للأرض والإنسان». وأوضح أنه «آن الأوان للبنانيين وللسياسيين جميعاً على مختلف مستويات صنع القرار السياسي وقف المضاربات السياسية فهي لا تؤدي إلا إلى نتيجة واحدة هي إرباك النظام العام»، كما دعا «لوقف حفلات إلقاء التهم يميناً وشمالاً وتحميل المسؤوليات». وقال: «آن الأوان للسياسيين امتلاك شجاعة وجرأة اتخاذ القرار من أجل تحرير لبنان ونظامه السياسي والقضائي والإداري من سطوة الاحتلال الطائفي والمذهبي». وطالب «بإعادة إنتاج الحياة السياسية انطلاقاً من إقرار قانون انتخابي خارج القيد الطائفي يؤمن الشراكة للجميع على قدم المساواة وذلك ارتكازاً على قاعدة النسبية ولبنان دائرة انتخابية واحدة وإنشاء مجلس للشيوخ تمثل فيه كل الطوائف بعدلٍ ومساواة إنفاذا لما نص عليه اتفاق الطائف تمهيداً لدولة مدنية».

وطالب بري «بتحرير القضاء وإنجاز استقلاليته من أي تبعية سياسية أو طائفية وإطلاق سراح القوانين المنجزة والنائمة في إدراج الوزارات والتي لا تحتاج سوى إلى إصدار المراسيم التطبيقية لها وهي بالعشرات والتي لو طبقت لما وصلنا إلى ما وصلنا إليه اليوم». كما طالب «بتحرير قطاع الكهرباء من عقلية المحاصصة المذهبية والطائفية والمناطقية والفيدرالية والكونفدرالية والإسراع في تعيين مجلس إدارة جديد وهيئة ناظمة للقطاع ارتكازاً إلى قواعد الكفاءة والاختصاص ونظافة الكف».

وجدد بري التأكيد على أن ودائع اللبنانيين في المصارف «هي من الأقداس وسنتصدى لأي محاولة ترمي للتصرف بها تحت أي عنوان من العناوين وهي حقٌ لأصحابها ونقطة على السطر». وطالب الحكومة وكافة الوزراء بمغادرة محطة انتظار ما ستؤول إليه المفاوضات مع صندوق النقد الدولي والجهات الدولية المانحة والانطلاق بعمل محسوس يلمسه المواطن القلق على عيشه ومصيره في كل ما يتّصل بحياته وحياة الوطن. وأضاف: «المطلوب أعمال أكثر من الأقوال».

وجاء تصريح بري قبل ترؤسه اجتماعاً لهيئة مكتب المجلس تحضيراً للجلسة النيابية التي ستعقد يوم الخميس المقبل. وقالت مصادر المجتمعين لـ«الشرق الأوسط» بأنهم اجمعوا على تهنئة بري على كلمته واعتبروها تعكس واقع الحال في البلد. وأثار النائب مروان حمادة جنوح البعض نحو النزعات التقسيمية والدعوات للفيدرالية، ورد بري بأن الحل في الدولة المدنية والا سنذهب إلى كارثة. وقال نائب رئيس مجلس النواب إيلي الفرزلي بعد الاجتماع بأن بري اتخذ قراراً بأن يكون نهار الخميس القادم بعد أيام عيد الفطر يوم انعقاد الجلسة العامة التي ستتناول اقتراحات قوانين صدقت في اللجان وفي اللجان المشتركة وستتناول أيضا اقتراحات قوانين لها صفة المعجل المكرر في الجلسة المذكورة. وقالت مصادر مواكبة بأن جدول أعمال الجلسة يتضمن البحث في قانون العفو العام، وقانون رفع السريّة المصرفية مع ضوابط، كما يبحث مشروع قانون تقدمت به الحكومة للحصول على 1200 مليار ليرة (800 مليون دولار وفق سعر الصرف الرسمي) لصرفها كمساعدات للمتضررين من كورونا والمؤسسات المتوسطة. وسيتم إقرار القرض الكويتي للإسكان، كما سيبحث في قانون يلزم المصارف بتنظيم الحوالات إلى الخارج لأن القانون أقوى من تعميم مصرف لبنان، وهو ملزم للمصارف.

وأشارت المصادر إلى أن المجتمعين أثاروا ملف الأمر القضائي بالحجز الاحتياطي على ممتلكات النائب هادي حبيش، وقال بري بأنه سيتولى شخصياً معالجة هذه القضية.

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

كنيسة القيامة في القدس تعيد فتح أبوابها الأحد

فرانس 24/23 أيار/2020

تعيد كنيسة القيامة في القدس فتح أبوابها الأحد بعد إغلاقها لشهرين بسبب تفشي فيروس كورونا المستجد، وفق ما أعلن المسؤولون المسيحيون عنها السبت. وقالت السلطات الدينية التي تدير الكنيسة على موقعها الالكتروني: “لاسباب أمنية وبهدف تجنب خطر تفشي كوفيد-19 مجددا، فإن عدد (الزوار) لن يتجاوز في مرحلة أولى خمسين شخصا وسيسمح فقط بدخول الكاتدرائية لمن لا يعانون حرارة أو أعراض إصابة (بالفيروس) ولمن يضعون كمامات مناسبة”.

واضافت: “سيكون ضروريا أيضا التزام مسافة لا تقل عن مترين بين شخص وآخر مع تفادي أي عمل ينطوي على اتصال جسدي مثل ملامسة أو تقبيل الحجارة والايقونات والثياب والعاملين في الكاتدرائية”. وكانت كنيسة القيامة قد أغلقت في 25 آذار قبيل عيد الفصح في إطار اجراءات غير مسبوقة للحد من انتشار وباء كوفيد-19 في اسرائيل والاراضي الفلسطينية.

 

مقتل 21 إرهابياً في عملية أمنية بشمال سيناء

القاهرة: «الشرق الأوسط /23 أيار/2020

أعلنت وزارة الداخلية المصرية، اليوم (السبت)، مقتل 21 إرهابياً في تبادل لإطلاق النار بمنطقة بئر العبد في شمال سيناء. وحسب الوزارة، فقد توافرت معلومات لقطاع الأمن الوطني حول اتخاذ مجموعة من العناصر الإرهابية من إحدى المزارع في شمال سيناء مقراً للإيواء والتدريب والتخطيط لتنفيذ العمليات العدائية. «وتبين أن هذه المجموعة دفعت عدداً من عناصرها للارتكاز في أحد المنازل بمنطقة بئر العبد للقيام بعمليات إرهابية بالتزامن مع عيد الفطر. واستهدفت قوات الأمن الوكرين في توقيت متزامن وتبادلت إطلاق النار مع تلك العناصر، ما أسفر عن مقتل 14 منهم في المزرعة عُثر بحوزتهم على 13 سلاحاً آلياً و3 عبوات متفجرة وحزام ناسف وجهاز لاسلكي، ومقتل 7 في المنزل عثر بحوزتهم على 4 أسلحة آلية وعبوتين متفجرتين وحزام ناسف». وأسفر تبادل إطلاق النار عن إصابة اثنين من الضباط المشاركين في المهمة.

 

هجمات إيرانية إلكترونية على الكويت والسعودية

 جريدة الأنباء الكويتية/23 أيار/2020

أعلن العقيد متقاعد مستشار أمن المعلومات والجرائم الالكترونية رائد الرومي أن “عددا من باحثي الأمن السيبراني ألقوا الضوء على حملة تجسس إلكترونية إيرانية موجهة ضد البنى التحتية الحيوية في الكويت والمملكة العربية السعودية”. وأضاف، في تصريح خاص لـ”الأنباء الكويتية”: “إن عمليات جمع المعلومات الاستخبارية قامت بها شركة Chafer APT (المعروفة أيضا باسم APT39 أو Remix Kitten)، وهي جهة تهديد معروفة بهجماتها على صناعات الاتصالات والسفر في الشرق الأوسط لجمع المعلومات الشخصية التي تخدم المصالح الجيوسياسية للبلاد”، مشيرًا الى أن “ضحايا الحملات التي تم تحليلها تتناسب مع النمط الذي تعمل به تلك الشركة، مثل استهدافها لبيانات النقل الجوي والقطاعات الحكومية في الشرق الأوسط بشكل عام”. ولفت ان “الحملة استندت إلى عدة أدوات، وهو الذي يجعل ايجاد الحل لها أمرا صعبا، حيث استخدمت أدوات قرصنة مختلفة وبابا خلفيا مخصصا للقيام بتلك العمليات”. وبسؤاله حول الآليات التي شهدتها سلسلة الهجمات الالكترونية على الكويت، لفت الرومي إلى ان “أولى علامات التسوية هي العديد من ملفات TCP العكسية وأوامر PowerShell التي نفذت بعض التعليمات البرمجية المضغوطة base64 الخاصة بإطار Metasploit. وعلى الرغم من صعوبة التكهن، فمن المحتمل أن الجهات الفاعلة في التهديد استخدمت مستندات ملوثة، والتي يمكن نشرها من خلال رسائل البريد الإلكتروني spearphishing”. وشدد على انه “بمجرد اختراق الاجهزة المحددة، بدأ المهاجمون في إحضار أدوات استطلاع لمسح الشبكة («xnet. exe» و«shareo.exe») وجمع بيانات الاعتماد (مثل «mnl.exe» أو «mimi32.exe») أو أدوات ذات وظائف متعددة، مثل CrackMapExec (لتعداد المستخدمين) التي ساعدت ترسانة الأدوات هذه المهاجمين على التحرك بشكل جانبي داخل الشبكات”. وتابع: “بمجرد حصولهم على موطئ قدم داخل الشركة، بدأوا في تثبيت وحدات مخصصة: Plink معدلة (wehsvc.exe) مثبتة كخدمة، بالإضافة إلى باب خلفي (imjpuexa.exe)، والذي تم تنفيذه أيضا كخدمة على بعض الأجهزة”. وبيّن الرومي انه “تمت الملاحظة في بعض المحطات المخترقة سلوكيات غير معتادة والتي تتم تحت حساب مستخدم معين، مما دفعنا إلى الاعتقاد بأن المهاجمين تمكنوا من إنشاء حساب مستخدم على الاجهزة المستهدفة، وقاموا بالعديد من الإجراءات الخبيثة داخل الشبكة، باستخدام ذلك الحساب”.

 

نتنياهو يترأس حكومته ويواجه المحكمة في يوم واحد

تل أبيب: نظير مجلي/الشرق الأوسط/23 أيار/2020

بنيامين نتنياهو، الرجل الذي يعتبر أقوى الشخصيات السياسية في التاريخ الإسرائيلي، والذي تربع على عرش الحكم أطول مدة حتى من القائد الأسطوري للدولة العبرية، ديفيد بن غوريون، سيجلس غداً (الأحد) في قفص الاتهام في المحكمة المركزية في القدس، كمتهم جنائي وسط ترقب واسع وحضور مئات الصحافيين من البلاد والعالم. من جهته، ستكون كل خطوة حذرة ومحسوبة حتى لا تلتقط صورة له تظهره ضعيفا، فلا يريد أن يظهر في صورة وهو داخل القفص وهو لا يريد أن يوثق أي كلام يبرز مكانته الضعيفة. وسيواصل العمل على قلب الأمور رأساً على عقب، بحيث يصبح القضاة متهمين والنيابة في حالة دفاع والصحافة مكتومة ورجال القانون وسلطة القانون مختبئين وراء المتاريس. غداً سيبدأ نتنياهو يومه كرئيس حكومة يقود الجلسة الفعلية الأولى لحكومته الجديدة، بعد أسبوع من انتخابها، وسينهي يومه بعد الظهر في جلسة المحكمة. جلسة الحكومة ستقام في مقر وزارة الخارجية لأن قاعة الجلسات في مقر رئاسة الحكومة لا تتسع لـ35 وزيرا مع الشروط التي فرضها فيروس كورونا بالتباعد مترين. ومن هناك سيحتاج إلى عشرين دقيقة حتى الوصول إلى دار القضاء في شارع صلاح الدين في القدس الشرقية المحتلة. وسيرافقه عشرات وربما مئات المؤيدين الذين حصلوا على تصريح للتظاهر ضد هذه المحاكمة. وسيعملون كل ما في وسعهم لكي يسمع القضاة صراخهم، حتى لو أغلقوا الشبابيك والأبواب. والسيناريو معروف في المحاكم، يدخل القضاة على أنغام صرخات الحاجب «محكمة»، وسيكون على الجميع، بمن فيهم نتنياهو، الوقوف والانتظار حتى تأمر رئيسة هيئة القضاة بالجلوس. ثم تقرأ لائحة الاتهام من دون أن يكون له الحق في التفوه بكلمة. والتهم التي يواجهها نتنياهو، تلقي الرشى، والاحتيال وخيانة الأمانة. وسيسأل نتنياهو إن كان فهم ما جاء في لائحة الاتهام وفهم أنه هو المقصود بهذه التهم. هذا ما حاول نتنياهو منع حدوثه، وقال بعض معارفه «لن أصدق أن نتنياهو سيقبل بحدوثه. إنني على ثقة بأن أعجوبة فقط ستجعل نتنياهو يحضر هذا المشهد. فحتى لو شن حربا ما على جهة ما، في الشمال أو الجنوب، لن يقبل بسيناريو انتظام المحاكمة. وإن حصل، فهذا يعني أن الرجل بدأ مسار الانكسار». لكن مقربا آخر منه رأى أن نتنياهو لن يقبل بذلك.

 

ترمب يدعو إردوغان للتهدئة في ليبيا

واشنطن/الشرق الأوسط/23 أيار/2020

قال البيت الأبيض إن الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، دعا إلى «التهدئة سريعاً» في ليبيا خلال اتصال مع نظيره التركي، رجب طيب إردوغان، اليوم (السبت). وذكر المتحدث باسم البيت الأبيض، جود دير، في بيان، بحسب وكالة «رويترز» للأنباء: «أكد الرئيس ترمب قلقه إزاء تفاقم التدخل الأجنبي في ليبيا وشدد على ضرورة التهدئة السريعة». وقالت أنقرة إن البلدين العضوين في حلف شمال الأطلسي «الناتو» اتفقا على مواصلة السعي لتحقيق الاستقرار في منطقة شرق البحر المتوسط بما فيها سوريا، في حين قال متحدث باسم إردوغان إن «على المجتمع الدولي أن يقف مع تركيا في الصراع الليبي».

وبمساعدة تركية، انتزعت قوات حكومة «الوفاق» السيطرة على سلسلة بلدات وقاعدة جوية استراتيجية ودمرت عدداً من أنظمة الدفاع الجوي الروسية الصنع التابعة للجيش الوطني الليبي.

 

حفتر يدعو الجيش الليبي لاستمرار القتال ضد «المستعمر التركي»

طرابلس/الشرق الأوسط/23 أيار/2020

دعا القائد العام للجيش الوطني الليبي، المشير خليفة حفتر، ضباط وجنود القيادة العامة بجميع المحاور إلى الاستمرار في القتال، قائلاً: «إنكم تخوضون حرباً مقدسة مفتوحة على كل الجبهات»، حسبما ذكرت وكالة الأنباء الألمانية. وأضاف حفتر، في تسجيل صوتي موجه إلى ضباط وجنود القيادة العامة، اليوم (السبت)، إنكم تخوضون: «حرباً شاملة ليس فيها إلا النصر كما تعودنا في كل معاركنا ضد الإرهاب»، واستطرد: «سنقاتل ونقاتل حتى نرد المستعمر التركي». ودعا حفتر ضباط وجنود القيادة العامة إلى استهداف «كل باغٍ وَطِئ أرضنا لاحتلالها وكل مرتزق وكل عميل خائن باع الوطن للمستعمر وانحاز لصف العدوان»، قائلاً إن «هؤلاء هدف مشروع لنيران قذائفكم فلا تأخذكم بهم رحمة ولا شفقة». وفي وقت سابق اليوم، أعلن الناطق باسم قوات حكومة «الوفاق»، عقيد طيار محمد قنونو، سيطرة قوات «الوفاق» على معسكرات الصواريخ واليرموك وحمزة، جنوب العاصمة طرابلس. وقال قنونو إن القوات «تواصل تقدمها»، لافتاً إلى أن «سرايا الهندسة العسكرية تتعامل مع ألغام زرعتها»، قوات القيادة العامة. في حين نشر حساب الناطق الرسمي باسم قوات القيادة العامة، اللواء أحمد المسماري، على موقع «فيسبوك» اليوم، رسالة صوتية مُسجلة تحت عنوان «إلى أهلنا في طرابلس»، أكد خلالها أن قوات الجيش نفذت عملية إعادة انتشار في الأماكن التي تُسيطر عليها بالمنطقة الغربية. وجاء في الرسالة أن قوات القيادة العامة «تباعدت عن الأماكن السكنية في محيط العاصمة لتخفيف الأعباء عن المواطنين بطرابلس خلال فترة العيد»، نافياً ما تم تداوله مؤخراً بخصوص انسحاب قوات القيادة العامة قائلاً: «القوات المسلحة ليست ميليشيات، والحرب نضال وتنفيذ خطط وتكتيكات عسكرية».

 

الوطني الليبي» يستعد لحرب جوية بإسقاط 7 «مسيّرات» تركية و«الوفاق» تسعى إلى السيطرة على ترهونة... والبعثة الأممية تعبّر عن مخاوفها

القاهرة: خالد محمود/الشرق الأوسط/23 أيار/2020

استعاد «الجيش الوطني» الليبي، بقيادة المشير خليفة حفتر، مجدداً زمام المبادرة في القتال المستمر منذ نحو 13 شهراً ضد القوات الموالية لحكومة «الوفاق»، برئاسة فائز السراج وحليفتها تركيا، وقال إنه أسقط لها 7 طائرات مسيّرة «درون»، فيما بدا وكأنه رد على تهديدها باستهدافه، تزامنا مع دخول 4 طائرات حربية الخدمة ضمن سلاحه الجوي. وبعد ساعات فقط من إعلان تركيا، عبر وزارة خارجيتها، أن أي هجوم على المصالح التركية ستكون له «عواقب وخيمة»، أعلنت شعبة الإعلام الحربي بـ«الجيش الوطني» أن منصات دفاعه الجوي أسقطت سبع طائرات «درون» تركية في عدة مناطق خلال أقل من ست ساعات، ابتداء من مساء أول من أمس، وحتى الساعات الأولى من صباح أمس. وطبقا لبيانات الشعبة، فقد سقطت الطائرات المُسيّرة التابعة لما سمتها «قوات الغزو التركي» في منطقتي القريات وأبو الغريب في جنوب مدينة بن وليد وترهونة، بينما قال المركز الإعلامي لغرفة «عمليات الكرامة» بالجيش إن طائرة تركية أخرى سقطت في منطقة الوشكة، ليرتفع بذلك عدد الطائرات «الدرون» التركية التي تم إسقاطها إلى 90 طائرة، وذلك منذ بدء الهجوم على العاصمة طرابلس في الرابع من شهر أبريل (نيسان) من العام الماضي، بحسب إحصاء المركز، الذي أعلن أيضاً عن تدمير نحو 20 آلية مسلحة تابعة لقوات «الوفاق» في ضربة جوية بمنطقة المغاربة في مدينة غريان. وتركز القتال أول من أمس حول الأصابعة، حيث شنت القوات الجوية بـ«الجيش الوطني» سلسلة من الغارات الجوية على ما وصفها الناطق باسم الجيش، اللواء أحمد المسماري، بـ«ميليشيات (الرئيس التركي رجب طيب) إردوغان التكفيرية في منطقة الأصابعة ومحيطها».

وأعلن المسماري عن انضمام أربع طائرات حربية كانت متوقفة منذ فترة طويلة إلى الخدمة، ضمن سلاح الجو بـ«الجيش الوطني»، بعدما تمكنت فرقه الفنية من صيانتها وتمديد صلاحيتها. ولم يحدد المسماري طراز هذه المقاتلات. لكنه قال في بيان له فجر أمس: «الآن... انتظروا نتائج باهرة لهذه الطائرات. فقد حان وقت استخدامها بكامل قوتها النارية». وبعدما لفت إلى استمرار إبداع القوات الجوية منذ بداية المعركة في عملها «وتقديم التضحيات الجسام من أجل أن تكون ليبيا آمنة ومستقرة»، أشاد بعناصرها من طيارين ومهندسين وفنيين وإدارة عمليات جوية، وقال: «ما النصر إلا صبر ساعة... وما النصر إلا تعبير عن الإيمان بقضية أمن الوطن وكرامة المواطن الليبي».

وفى إشارة إلى أن قوات «الجيش الوطني» قادرة على المضي قدما في عمليتها العسكرية الرامية لـ«تحرير» العاصمة طرابلس، رغم سيطرة ميليشيات «الوفاق» على قاعدة الوطية الجوية الاستراتيجية الاثنين الماضي، قالت شعبة الإعلام الحربي بالجيش إن قواته «بكل قادتها وضباطها وجنودها، ماضون منذ بداية (ملحمة الكرامة) التاريخية على العهد الأول، الذي قطعوه أمام الله، وأمام جميع أطياف الشعب الليبي العظيم، والذي يُحتّم عليهم الاستمرار في تكملة مشوار من سبقوهم بتضحياتهم لتحرير الوطن». في المقابل، لم تتحدث قوات «الوفاق» عن أي إنجاز لها على الأرض، واكتفى الناطق باسمها بتكرار دعوته السابقة للمدنيين داخل أربع مدن، هي ترهونة ومزدة والوشكة وسرت، للابتعاد عن مواقع وجود الجيش والخروج منها. لافتاً إلى أن قواته «ستحدد ممرات آمنة للمدنيين العالقين». وبعد معلومات عن تحشيدات عسكرية على مقربة من مدينة ترهونة، الواقعة على بعد 65 كيلومترا جنوب شرقي العاصمة، والتي تمثل قاعدة مهمة للجيش الوطني وتوفر قوة بشرية محلية، أعلنت عملية «بركان الغضب»، التي تشنها قوات «الوفاق»، عن إغلاق الطريق الساحلي من قصر خيار إلى القويعة، وبررت ذلك بالحرص على سلامة المسافرين من القصف العشوائي لقوات «الجيش الوطني». وألقت قوات «الوفاق» منشورات على أهالي ترهونة، تدعوهم فيها مجددا لالتزام بيوتهم، والابتعاد عن أماكن وجود المسلحين، وعدم السماح لهم بالوجود بين البيوت السكنية. وقال منشور نشرته الصفحة الرسمية لعملية «بركان الغضب» على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»: «كل مسلح هو هدف لقواتنا برا وجوا... من ألقى سلاحه فهو في أمان، والمعركة حسمت عسكرياً، ولا نريد مزيدا من الدماء». وبدأت قوات «الوفاق» هجوما عبر عدة محاور في محاولة لانتزاع السيطرة على ترهونة من قبضة «الجيش الوطني»، حيث خاض الطرفان معارك عنيفة بالأسلحة الثقيلة والطيران الحربى في مناوشات تقليدية قبل الالتحام البري وجها لوجه. وعزز الطرفان من حجم ونوع قواتهما في المناطق المحيطة بالمجال الجغرافي لمعركة ترهونة، التي بدأت في ساعة مبكرة من صباح أمس دون إعلان رسمي. واستبقت بعثة الأمم المتحدة لدى ليبيا نتائج هذه المعركة ببيان مقتضب، أمس، قالت فيه إنها «تتابع بقلق كبير التطورات الميدانية والحشود العسكرية حول مدينة ترهونة». مذكرة البعثة جميع الأطراف بواجباتهم وفق قانون حقوق الإنسان الدولي والقانون الإنساني الدولي. وبعدما حذرت من «ارتكاب أي أعمال انتقامية تستهدف المدنيين، أو اللجوء إلى عقوبات تعسفية خارج نطاق القانون أو القيام بعمليات سطو أو حرق أو الإضرار المتعمد بالممتلكات العامة والخاصة»، دعت إلى «وقف التصعيد العسكري، وتغليب الخيارات السلمية».

 

مؤتمر بروكسل حول سوريا يُعقد عبر الفيديو الشهر المقبل

بروكسل: عبد الله مصطفى/الشرق الأوسط/23 أيار/2020

قال المتحدث باسم السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي بيتر ستانو، إن النسخة الرابعة من المؤتمر الدولي حول دعم مستقبل سوريا والمنطقة سينعقد عبر دوائر الفيديو في 30 يونيو (حزيران) المقبل. وأضاف في تصريحات مكتوبة لـ«الشرق الأوسط»، أن الهدف من الاجتماع هو البحث في مزيد من الدعم للاجئين ودول الجوار التي استقبلت هؤلاء اللاجئين، وتأثرت جراء الصراع في سوريا، وأيضاً مناقشة إيجاد حل سياسي لإنهاء الصراع. وتجنب ستانو الإجابة عن سؤال عن الأطراف التي وجه إليها الاتحاد الأوروبي الدعوة للمشاركة، بصفته صاحب مبادرة انعقاد هذا المؤتمر. وأشار إلى تصريحات المنسق الأوروبي للسياسة الخارجية جوزيب بوريل، في ختام اجتماعات لوزراء خارجية دول الاتحاد، انعقدت عبر دوائر الفيديو الأسبوع الماضي، من أنه أطلع الوزراء على التحضيرات الجارية لعقد المؤتمر الرابع، حول دعم مستقبل سوريا والمنطقة، وأضاف أن هذا المؤتمر سيكون فرصة للخروج بتعهدات طموحة، والتعبير عن دعم لحل سياسي موثوق به للصراع السوري وبوساطة الأمم المتحدة. وفي سبتمبر (أيلول) الماضي نشر الاتحاد الأوروبي، تقريراً حول التقدم المحرز في تنفيذ تعهدات الأطراف، التي شاركت في مؤتمر بروكسل الثالث حول دعم سوريا والمنطقة.

وجاء في التقرير الأوروبي أنه بالنسبة إلى عام 2019 فقد أسهم المانحون بالفعل بنسبة 92% من التعهدات أي 6.4 مليار دولار من التعهدات، لتوفير التمويل في الأردن ولبنان والعراق ومصر وسوريا. وأما بالنسبة للعام 2020 فقال بيان أوروبي إن 32% فقط هي التي توفرت من التعهدات، وتصل هذه النسبة إلى 752 مليون دولار. وخلال مؤتمر بروكسل تعهد المشاركون بتخصيص 7 مليارات دولار لمساعد اللاجئين السوريين في الدول المجاورة، وأيضاً المواطنين في الداخل المتضررين من الصراع، ذلك لعام 2019، هذا إلى جانب 2.4 مليار دولار لعام 2020، كما أعلنت المؤسسات المالية الدولية والجهات المانحة عن قروض تصل إلى 21 مليار لعام 2019 وما بعده. وقبل أيام قليلة، نشرت المفوضية الأوروبية في بروكسل، إرشادات تفصيلية، حول كيفية إرسال المساعدة الإنسانية المتعلقة بفيروس «كورونا»، إلى البلدان والمناطق، التي تخضع لعقوبات الاتحاد الأوروبي بينها سوريا.

 

مقتل اثنين من قادة تنظيم «داعش» في سوريا

بيروت/الشرق الأوسط/23 أيار/2020

أعلنت «القيادة المركزية الأميركية»، أمس (الجمعة)، أن قوات التحالف، بقيادة الولايات المتحدة، و«قوات سوريا الديمقراطية»، قتلت اثنين من قادة تنظيم «داعش»، في غارة بشرق سوريا، هذا الأسبوع، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية». وقالت القيادة المركزية (سنتكوم) في بيان، إن أحمد عيسى إسماعيل الزاوي وأحمد عبد محمد حسن الجغيفي قُتِلا في الغارة المشتركة على موقع لتنظيم «داعش» في محافظة دير الزور في 17 مايو (أيار). وأشار البيان إلى أن الزاوي المعروف أيضاً باسم أبو علي البغدادي، كان «والي داعش» في شمال بغداد، و«مسؤولاً عن نشر التوجيهات الإرهابية من كبار قادة (داعش) إلى عناصره في شمال بغداد». وأضاف أن الجغيفي المعروف أيضاً باسم أبو عمار، كان «مسؤولاً كبيراً في اللوجيستيات والإمدادات لـ(داعش)، وهو مسؤول عن توجيه عملية تأمين ونقل الأسلحة ومواد العبوات الناسفة والأفراد في جميع أنحاء العراق وسوريا». واعتبر البيان أن «إقصاء» هذين العنصرين «سيعطّل الهجمات المستقبلية ضد المدنيين الأبرياء وشركائنا الأمنيين، وفي المنطقة ككل». وتابع: «تُواصل القوات الشريكة للتحالف في العراق وسوريا الضغط المستمر على (داعش) لمنع عودة ظهوره». ومنذ هزيمته بسوريا في مارس (آذار) 2019، يشنّ تنظيم «داعش» هجمات دموية، خصوصاً ضمن المنطقة الواقعة بين ريف دير الزور والسخنة في أقصى بادية حمص الشرقية. وبعدما سيطر التنظيم عام 2014 على ما يقارب ثلث مساحة العراق ومساحات شاسعة من سوريا، تكبد خسائر متتالية قبل هزيمته العام الماضي.

 

رامي مخلوف يدعو الجهات الأمنية السورية إلى إطلاق سراح موظفيه

لندن/الشرق الأوسط/23 أيار/2020

دعا رجل الأعمال السوري رامي مخلوف، اليوم (السبت)، الجهات الأمنية السورية للتوقف عن ملاحقة الموالين له، وإطلاق سراح موظفي شركاته الذين تم اعتقالهم. وطالب مخلوف، وهو ابن خال الرئيس السوري بشار الأسد، في منشور على صفحته الشخصية بموقع «فيسبوك»، الجهات الأمنية بـ«التوقف عن ملاحقة الموالين الوطنيين، والانتباه إلى المجرمين، وإطلاق سراح الموظفين المحتجزين لديها مع حلول عيد الفطر». وتحدثت تقارير عبر مواقع التواصل الاجتماعي عن اعتقال أكثر من 50 من مديري وموظفي شركات مخلوف من قبل جهات أمنية سورية، بحسب وكالة الأنباء الألمانية. وحول إعلان أخيه الأصغر، إيهاب مخلوف، وقوفه إلى جانب بشار الأسد بعد استقالته من إدارة شركة «سيريتل»، قال رامي مخلوف: «إن طريق الحق صعب، وقليل من يسلكه لكثرة الخوف فيه، لدرجة أن الأخ يترك أخاه خوفاً من أن يقع الظلم عليه». وأشار مخلوف إلى أنه «قرر تحويل مبلغ مليار ونصف ليرة سورية من أمواله لصالح جمعية البستان الخيرية التابعة له، ليتم توزيعها على أسر آلاف القتلى والجرحى من عناصر الجيش السوري والقوات الموالية له». وكانت وزارة المالية السورية قد أصدرت، الثلاثاء الماضي، قراراً بالحجز الاحتياطي على أموال رامي مخلوف، وأموال زوجته وأولاده. وأصدر رئيس مجلس الوزراء السوري، عماد خميس، قراراً بمنع مخلوف من التعاقد مع الجهات الحكومية. كما منعت الحكومة السورية مخلوف من السفر لتراكم مبالغ مالية عليه لصالح وزارة الاتصالات السورية.

 

انخفاض صرف الليرة السورية يخطف بهجة العيد في شرق الفرات و«الإدارة الذاتية» تناشد واشنطن استثناءها من عقوبات «قانون قيصر»

القامشلي: كمال شيخو/الشرق الأوسط/23 أيار/2020

في سوق مدينة القامشلي شمال شرقي سوريا، تقف السيدة الثلاثينية «منال» برفقة زوجها وبناتها الثلاث أمام متجر لبيع الأحذية والصدمة مرسومة على وجهها. أي قطعة تبدأ سعرها بعشرة آلاف ليرة سورية وتحاول جاهدةً البحث عن عروض أرخص من ذلك دون جدوى، فانخفاض قيمة الليرة وغلاء الأسعار تثير دهشتها كحال معظم المتسوقين ويحصد ما بجيوبهم. تقول منال: «في حال اشتريت ثلاث قطع لبناتي يعني سنصرف 30 ألفاً، ماذا سيتبقى للملابس وحلويات العيد وسكاكر الضيافة؟، ميزانيتنا محدودة والأسعار لا تتناسب مع وضعنا»، فالعائلة ادّخرت مبلغاً من المال لشراء حاجيات العيد، غير أن زوجها سلمان (42 سنة) يعمل موظفاً لدى الإدارة الذاتية ويتقاضى راتباً شهرياً يبلغ 80 ألفاً (أقل من 50 دولاراً أميركياً)، تساءل مستغرباً: «سكاكر الضيافة سعر الكيلو 5 آلاف، بينما الراحة بحدود 10 آلاف وأي صنف من الحلويات سعره لا يقل عن 15 ألفاً، فكيف لنا أن نفرح بقدوم العيد بهذه الأزمة الخانقة؟».

ورغم محاصرة وباء «كورونا» الاستعدادات لعيد الفطر؛ أثّرت زيادة الأسعار على القدرة الشرائية لدى نسبة كبيرة من شرائح المجتمع، ويعزو التجار ارتفاع السلع والمواد الأساسية لتذبذب سعر صرف العملات الأجنبية، فقد وصل سعر الدولار الأميركي إلى عتبة ألفي ليرة سورية، لينخفض قليلاً ويسجل 1650 ليرة بالأسواق، الأمر الذي أشعل الأسعار وخفض من قيمة البيع والشراء. ويعمل عبد الجليل، المتحدر من القامشلي، موظفاً في دائرة حكومية براتب شهري بحدود 50 ألفاً (تعادل 30 دولاراً أميركياً)، كانت الدهشة كبيرة على وجهه وهو يشاهد لوائح الأسعار ويبحث عن أصناف رخيصة دون فائدة، وقال: «في الأعياد السابقة كنا نتسابق على شراء أجود أنواع السكاكر والحلويات وشراء ملابس جديدة للأطفال لأنها بهجة العيد عندهم، بهذا العيد لا أستطيع حتى مشاهدة الأسعار»، ونقل أن أحد أبنائه يقيم في دولة أوروبية يرسل له شهرياً مبلغاً من المال ليدعم عائلته، ويضيف: «لولا مساعدته فإن راتبي لا يكفي نفقات أسبوع واحد فقط، فالأسعار جنونية ولا مقدرة لنا على شرائها». وعلى خلاف كل سنة، خلت الأسواق من البهجة التي ترافق التحضيرات مع تراجع الإقبال عليها. ويعزو خالد، الذي يمتلك محلاً لبيع ملابس الأطفال الجاهزة بالسوق بالمركزية، ارتفاع الأسعار إلى أزمة ارتفاع الدولار وقرب تطبيق «قانون قيصر» الأميركي، وما تشهده دمشق من صراعات. وقال: «قسم كبير من البضائع يأتينا من دمشق وحلب، ومنذ أزمة رامي مخلوف وشركة (سيرتيل) ارتفعت الأسعار بشكل خيالي»، منوهاً بأن العديد من المصانع والشركات المصنِّعة للألبسة في دمشق قللت من كميات الإنتاج، الأمر الذي أثر سلباً على أسعارها»، وعلق قائلاً: «هذه الأوضاع ألهبت الأسعار ولا توجد حلول حقيقية لتجاوز الأزمة، معظم الناس فضلوا عدم شراء ملابس العيد على أن يؤمِّنوا حاجاتهم الأساسية مثل الطعام والشراب».

وأجبر ارتفاع أسعار مستحضرات العيد على العزوف عن شرائها كحال «منيرة» التي أعربت عن حزنها بالقول: «لا نشعر بالبهجة بقدوم العيد كما درجت العادة، فارتفاع الأسعار وتقلبها منذ أيام حرمنا من وجبات كثيرة كنا نشتهي أكلها بشهر رمضان، واليوم نعجز عن شراء مستلزمات العيد».

ودعت الإدارة الذاتية في بيان نُشر على حسابها الرسمي، أمس، المجتمع الدولي إلى ضرورة إعادة النظر في منع تأثر مناطق مكافحة الإرهاب بعقوبات «قانون قيصر»، وحمّلت النظام السوري مسؤولية تدهور الأوضاع الاقتصادية جراء تمسكه بمنطق العنف ونبذ الحوار والتوافق السوري، «هذه التداعيات التي ألقت بظلالها على النواحي كافة، بما فيها النواحي الاقتصادية من خلال حزمة العقوبات الأميركية التي ستتم فرضها على سوريا»، وأشارت إلى أن عقوبات قانون قيصر ستؤثر على كل المناطق السورية بما فيها مناطق الإدارة الذاتية، «لأنها جزء من سوريا كون التعاملات مع الداخل قائمة وتتأثر بهذه العقوبات في كل القطاعات؛ هذا بحد ذاته يخلق تبعات سلبية على مناطقنا ويخلق مشكلات كبيرة». ورأت فوزة يوسف القيادية بالهيئة التنفيذية لـ«حركة المجتمع الديمقراطي»، إحدى أبرز الجهات السياسية التي تدير منطقة شرق الفرات، أن دمشق أمام خيارين: «إما قبول الحل السياسي والتخلص من هذا الخناق، وإما أن تعيش تجربة بغداد عندما تمت معاقبة نظام صدام حسين في تسعينات القرن الماضي وأُنهكت قوته حتى أُطيح به سنة 2003»، وأشارت إلى أن الإدارة الذاتية ستكون أمام امتحان جديد بسبب تداعيات «قانون قيصر». وأضافت: «لقد نجحت في مواجهة عدة محن بالفترة السابقة منها تفوقها على (داعش) وقدرتها على التعامل مع جائحة (كورونا)، والحفاظ على نفسها رغم الهجوم الشرس من تركيا وفصائلها الموالية».

 

إنزال أميركي بتعاون كردي لاعتقال «دواعش» في ريف دير الزور

لندن/الشرق الأوسط/23 أيار/2020قام الجيش الأميركي بالتعاون مع «قوات سوريا الديمقراطية» (قسد) الكردية - العربية بعملية إنزال جوي جديدة في ريف دير الزور في شرق الفرات، استهدفت اعتقال عناصر من «داعش» بعد مرور أكثر من سنة على القضاء على مناطقه في سوريا والعراق، في وقت أُفيد فيه بأن التنظيم صعّد عملياته في الشهر الماضي لتصل إلى 43 ضد قوات النظام والأكراد. وقال «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، أمس، إن التحالف الدولي نفّذ عملية إنزال جديدة ضمن ريف دير الزور الشرقي، مستهدفاً منزلاً في بلدة الشحيل «يعود لشخص مقيم خارج القطر، وتقطنه عائلة نازحة من ريف البوكمال، حيث داهمت قوة من قوات سوريا الديمقراطية والتحالف المنزل، واعتقلوا الرجال من العائلة، من دون معلومات عن أسباب الاعتقال حتى اللحظة. كما جرى قتل عنصر سابق بـ(ديوان العقارات) لدى تنظيم (داعش) عقب إطلاق الرصاص عليه، وهو يسكن جانب المنزل المستهدف».

من جهتها، أفادت «وكالة الأنباء السورية الرسمية» (سانا) بأن مروحيات تابعة للتحالف الدولي «نفذت إنزالاً جوياً في قرية الشحيل، واعتقلت شخصاً من أهالي القرية، بعد تطويق القرية من قبل مجموعات (قوات سوريا الديمقراطية) واختطفت شخصاً من منزله في حي الشبكة بالقرية، وقادته إلى جهة مجهولة». وأضافت: «تشهد قرى وبلدات عديدة من ريف دير الزور مظاهرات للأهالي تطالب بخروج القوات الأميركية ومجموعات (قسد) من مناطقهم، وتندد بممارساتهم العدوانية ضد الأهالي ما يزيد من عدوانها على التجمعات السكانية في تلك المناطق، حيث فرضت في الـ8 من مارس (آذار) الماضي حصاراً على مدينة البصيرة، ومنعت الأهالي من الدخول والخروج وذلك بالتزامن مع خروج أهالي بلدة محيميدة بمظاهرة نددوا خلالها بممارسات مجموعات (قسد) ضدهم». وكان «المرصد السوري» رصد في الـ19 من الشهر الحالي، عملية إنزال جديدة للقوات الأميركية، ضمن ريف دير الزور، إذ استهدفت العملية الجديدة «أحد المنازل في قرية الزر بريف دير الزور الشرقي، حيث جرى تفتيش المنزل بشكل دقيق برفقة قوة من (قوات سوريا الديمقراطية)، بالإضافة لاعتقال شخص من المنزل دون أي مقاومة تُذكر». وأضافت: «لم ترد معلومات حتى اللحظة عن هوية المعتقل فيما إذا كان قيادياً في تنظيم (داعش)، أو على صلة، ونفذت قوات الجيش السوري عملية لتأمين الطرق الرئيسية بين مدينتي حماة ودير الزور، ومدينتي الرقة وحمص، وسط تزايد نشاط «داعش» في البلاد. وذكرت وسائل إعلام سورية أن دراجة نارية مفخخة انفجرت مساء الخميس في مدينة البصيرة بريف دير الزور الشمالي، ما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى في صفوف المدنيين. وأشارت وكالة «سانا»، إلى أن «دراجة نارية مفخخة كانت مركونة وسط سوق مدينة البصيرة التي تسيطر عليها (قوات سوريا الديمقراطية) بريف دير الزور الشمالي انفجرت متسببة بمقتل وجرح عدد من المدنيين». وأكدت أن «قسد» فرضت على الفور طوقاً أمنياً حول منطقة الانفجار.

ونفذت قوات الجيش السوري عملية لتأمين الطرق الرئيسية بين مدينتي حماة ودير الزور ومدينتي الرقة وحمص، وسط تزايد نشاط «داعش» في البلاد. وقال «المرصد» إن التنظيم يواصل عملياته ضمن الأراضي السورية، تلك العمليات التي شهدت الشهر الماضي تصاعداً ملحوظاً بشكل كبير، تستهدف مناطق نفوذ قوات النظام والميليشيات الموالية لها من جنسيات سورية وغير سورية في البادية، و(قوات سوريا الديمقراطية) في منطقة شرق الفرات». وتابع أنه «رصد تنفيذ التنظيم لـ43 عملية منذ بداية شهر رمضان، تنوعت بين تفجير وهجوم واستهداف وكمين، ولم تُجدِ حملات (قسد) والتحالف الأمنية نفعاً بالحد من نشاط التنظيم وخلاياه، كما أن تعزيزات وتحصينات قوات النظام والإيرانيين المتواصلة في البادية السورية لم تمنع التنظيم من تنفيذ عملياته». وفي مناطق نفوذ قوات النظام والميليشيات الموالية، رصد «المرصد» 11 عملية لتنظيم «داعش» تنوعت بين هجمات وتفجير عبوات وتصفية، أسفرت تلك العمليات التي تركزت في باديتي حمص ودير الزور عن مقتل 37 من قوات النظام والميليشيات الموالية، بالإضافة لمواطنة قضت بعملية إعدام ميداني للتنظيم. وضمن مناطق «قوات سوريا الديمقراطية»، تم تسجيل «32 عملية تنوعت بين تفجير وهجوم من قبل خلايا التنظيم، تركزت غالبية العمليات ضمن مدن وبلدات الريف الشرقي لدير الزور، وتسببت بمقتل 21 شخصاً، هم: مسؤول المحروقات ضمن شركة (سادكوب) التابعة لمجلس دير الزور المدني وشخص آخر كان برفقته، و5 مدنيين، من ضمنهم مواطنة، فيما البقية من (قوات سوريا الديمقراطية)، فضلاً عن سقوط جرحى في صفوف عناصر (قسد) والمدنيين».

 

واشنطن تنسحب من معاهدة «الأجواء المفتوحة» وعودتها مرهونة بـ {التزام موسكو التام} ببنودها

واشنطن: إيلي يوسف/الشرق الأوسط/23 أيار/2020

أعلن وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، أن بلاده يمكن أن تعود للالتزام بمعاهدة «الأجواء المفتوحة»، إذا التزمت روسيا بشكل تام ببنود المعاهدة مجدداً. ونقلت الخارجية في بيان عن الوزير بومبيو قوله مساء الخميس، إن حجر الأساس في استراتيجية الأمن القومي التي وضعها الرئيس دونالد ترمب، يتمثل في حماية الشعب الأميركي ونمط العيش الأميركي والمصالح الأمنية للبلاد. وكان الرئيس الأميركي ترمب قد أعلن في وقت سابق انسحاب الولايات المتحدة من المعاهدة الدفاعية لمدة ستة أشهر، بدءاً من أمس الجمعة لضبط التسلُّح، متهماً موسكو بخرق بنودها. وقال ترمب للصحافيين إن «روسيا لم تلتزم بالمعاهدة. ولذا سننسحب إلى أن يلتزموا». وتضم المعاهدة 34 دولة، وتسمح للقوات الجوية لكل الأطراف الموقعة عليها بإجراء طلعات مراقبة جوية فوق أراضي الدولة الأخرى، بعد وقت قصير من إعطاء إشعار بذلك. وزير الخارجية مايك بومبيو قال في البيان إن «المعاهدة في جوهرها تقوم على أن تشارك كافة الأطراف بدرجات عالية من الشفافية والتفاهم والتعاون المشتركين، بصرف النظر عن حجمها؛ لكن التطبيق الروسي وخرقه لمعاهدة الأجواء المفتوحة قلص من فرص بناء الثقة، وبالتالي عزز انعدام الثقة والتهديد لأمننا القومي، ما مهد للانسحاب من المعاهدة». وأشار بومبيو إلى أن «خروقات روسيا لم تقتصر على معاهدة الأجواء المفتوحة؛ بل تعدتها لارتكاب تجاوزات في اتفاقيات حظر الأسلحة والتزاماتها الأخرى»، مضيفاً: «روسيا تتعامل وكأنها تملك الحرية لإيقاف التزاماتها كلما تسنت لها الرغبة، لتمنع بشكل غير قانوني أو تعيق جولات المراقبة ضمن الأجواء المفتوحة». وضرب بومبيو مثالاً على ما سبق بإعاقة موسكو جولات مراقبة على بعد عشر كيلومترات من حدودها، مع المناطق التي احتلتها روسيا في أبخازيا التابعة لجورجيا وأوسيتيا الجنوبية، وبالتالي دعم الادعاءات الروسية بأن هذه المناطق المحتلة تخضع لحكم مستقل. وتابع: «تخصيص روسيا لجولات الأجواء المفتوحة في إقليم القرم الأوكراني مشابه لفرض سيطرتها على الإقليم لضمه، وهو أمر لم تقبله الولايات المتحدة ولن تتقبله أبداً». وذكرت الخارجية أنه لولا الضغط من الحلفاء الأوروبيين لمدى الفائدة المستمدة من المعاهدة لكانت الولايات المتحدة خرجت من الاتفاق منذ وقت طويل، وأن «روسيا وحدها تتحمل مسؤولية هذه التطورات والتغيرات المستمرة في معاهدات حظر الأسلحة. الولايات المتحدة وحلفاؤها وشركاؤها ملتزمون في فرض معاهدات حظر فعالة للأسلحة، والتي تتضمن أطرافاً مستعدة للالتزام بمسؤولياتها وواجباتها بها».

هذا ونددت روسيا بما اعتبرته «ضربة» وجهها انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاقية لأمن القارة الأوروبية. ونقلت وكالات روسية عن نائب وزير الخارجية ألكسندر غروشكو أنّ «انسحاب الولايات المتحدة من هذه الاتفاقية لا يعني فقط توجيه ضربة إلى أسس الأمن الأوروبي، وإنما أيضاً إلى أدوات الأمن العسكري القائمة، وإلى المصالح الأمنية الأساسية لحلفاء الولايات المتحدة أنفسهم»، على حد قوله. وكان مساعد وزير الخارجية الأميركية لشؤون الأمن الدولي ومنع الانتشار، كريستوفر فورد، قد أكد أن قرار الرئيس ترمب يأتي بعد ثمانية أشهر من المحادثات والمشاورات مع الدول الحليفة والشريكة للولايات المتحدة، وبعد الحصول على آراء ومداخلات هذه الدول. وذكَّر فورد بأن الولايات المتحدة، بعد هذه المشاورات، قد وصلت إلى خلاصة مفادها أن الاستمرار بالمشاركة في هذه المعاهدة ليس من مصلحة الأمن القومي الأميركي. والمعاهدة التي دخلت حيز التنفيذ عام 2002، كانت منذ فترة طويلة هدفاً لمسؤولين في وزارة الدفاع من المحسوبين على تيار الصقور فيها، يزعمون أن الانتهاكات الروسية تمنح موسكو ميزة غير عادلة على واشنطن. في المقابل ومنذ أن جرى تداول فكرة الانسحاب من المعاهدة، عارض الديمقراطيون هذا التوجه، وكتب أربعة من كبار أعضاء الكونغرس الديمقراطيين رسالة في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، إلى وزير الدفاع مارك إسبر، ووزير الخارجية مايك بومبيو، يعارضون فيها فكرة الانسحاب من الاتفاقية. وفي الشهر الماضي كتب الأعضاء أنفسهم، وهم رئيس لجنة القوات المسلحة في مجلس النواب آدم سميث، ورئيس لجنة العلاقات الخارجية إليوت أنغل، وكبير الديمقراطيين في لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ جاك ريد، وكبير الديمقراطيين في لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ بوب مننديز، بياناً يحذر من أن ترمب يمكن أن يستخدم غطاء جائحة «كورونا» للانسحاب من الاتفاقية، قائلين إن مثل هذه الخطوة «في خضم أزمة صحية عالمية ليست قصيرة النظر فحسب؛ بل وغير معقولة أيضاً». واعترضوا على عدم تشاور البيت الأبيض مع الكونغرس والتدقيق بالقرار.

 

تقرير: واشنطن ناقشت إجراء أول تجربة نووية منذ 1992

واشنطن/الشرق الأوسط/23 أيار/2020

ناقشت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب، إجراء أول تجربة نووية منذ 1992 في ما يمكن أن يشكل تحذيراً لروسيا والصين، وفق ما نشرته صحيفة «واشنطن بوست»، أمس (الجمعة). ويمكن أن يمثل إجراء اختبار من هذا النوع تغييراً مهماً في سياسة الدفاع الأميركية ويؤدي إلى تصعيد كبير في الوضع مع القوى النووية الأخرى، حسب وكالة الصحافة الفرنسية. وقال أحد المحللين للصحيفة إنه إذا تم ذلك، فسيُعد «إشارة انطلاق لسباق تسلّح نووي غير مسبوق». ونقل التقرير عن مسؤول كبير في الإدارة الأميركية ومسؤولين آخرين سابقين، طلب جميعهم عدم ذكر أسمائهم، أن النقاش جرى خلال اجتماع عُقد في الخامس عشر من مايو (أيار). وجاء ذلك بعدما نُقل عن مسؤولين أميركيين معلومات تفيد بأن روسيا والصين تجريان تجارب نووية بطاقة منخفضة. ونفت موسكو وبكين هذه المعلومات التي لم تقدم الولايات المتحدة أدلة لإثباتها. وقال المسؤول الكبير في الإدارة الأميركية إن إظهار قدرة واشنطن على إجراء «تجربة سريعة» سيمثل تكتيك تفاوض ضمن مساعي الولايات المتحدة لتوقيع اتفاق ثلاثي مع روسيا والصين حول الأسلحة النووية. ولم يخلص الاجتماع إلى شيء، وانقسمت المصادر حول ما إذا كانت النقاشات مستمرة. وسارع نشطاء ضد انتشار السلاح النووي إلى إدانة الفكرة. وقال المدير التنفيذي لجمعية مراقبة الأسلحة داريل كيمبال، للصحيفة إن ذلك «سيمثل إشارة انطلاق لسباق تسلّح نووي غير مسبوق». وأضاف أن إجراء تجربة سيؤدي على الأرجح إلى «تعطيل» المفاوضات مع زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون «الذي قد يشعر بأنه لم يعد ملزماً احترام الوقف الاختياري للتجارب النووية».

ويأتي تقرير «واشنطن بوست» بعد يوم من إعلان الرئيس الأميركي اعتزامه الانسحاب من معاهدة الأجواء المفتوحة بسبب ما وصفه بانتهاك روسيا لها. وتهدف هذه المعاهدة إلى تعزيز الشفافية العسكرية والثقة بين القوى الكبرى. وسيكون هذا الاتفاق الثالث حول مراقبة الأسلحة الذي ينسحب منه ترمب منذ وصوله إلى المنصب. من جهتها، شددت روسيا على أنها ستلتزم بالاتفاق الموقّع قبل 18 عاماً ويهدف إلى السماح لجيوش الدول الموقِّعة بإجراء عدد من طلعات المراقبة الجوية سنوياً فوق أراضي دولة أخرى موقِّعة للنص. ودعت الدول الغربية أيضاً ترمب إلى إعادة النظر في موقفه. ومع اقتراب الاستحقاق الانتخابي في نوفمبر (تشرين الثاني)، صعّد ترمب بشكل ملحوظ نبرته تجاه الصين في الأسابيع الأخيرة، إذ كرر انتقاد إدارة بكين لأزمة فيروس «كورونا المستجد» الذي ظهر على أراضيها. وفي وقت سابق من هذا الشهر، دعا إلى إشراك الصين في نقاشات مراقبة الأسلحة مع روسيا، وقال لنظيره الروسي فلاديمير بوتين، إنه يجب تجنّب حدوث «سباق تسلح مكلّف». وليست هذه المرة الأولى التي تثير فيها سياسة ترمب الدفاعية مخاوف من تعزيز احتمال وقوع حرب نووية. وفي فبراير (شباط)، أعلنت وزارة الدفاع الأميركية نشر غواصة تحمل صاروخاً متوسط المدى يحمل رأساً نووياً صغيراً، وقالت إن ذلك جاء رداً على إجراء روسيا تجارب لأسلحة مماثلة. ويخشى مراقبون من احتمال استعمال الأسلحة النووية الصغيرة لأنها تسبب ضرراً أقلّ، ما يزيد من احتمال نشوب نزاع نووي. لكنّ وزارة الدفاع الأميركية (بنتاغون) رأت أنه من الضروري ردع دول مثل روسيا قد تفترض أن الولايات المتحدة لن ترد على استعمال قنبلة نووية صغيرة «تكتيكية» لأنها لا تملك في ترسانتها سوى أسلحة نووية كبيرة ذات قدرة تدميرية عالية.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

عيد التحرير... المقاومة جسم غريب عن الإجماع

علي الأمين/نداء الوطن/23 أيار/2020

حدث انه قبل عشرين عاماً، وضع "حزب الله" أوزار حربه مع إسرائيل وقرر ان يوم 25 أيار هو عيد التحرير. واستجاب لبنان مع الدعوة، فهو بحاجة إلى لحظة انتصار وطنية جامعة، متناسياً الثمن الباهظ الذي دفعه أبناء المقاومة المؤسسون باستبعادهم وخطف تضحياتهم وتجيير دمائهم.

اللبنانيون مشوا وراء احتفال "حزب الله"، لتوهمهم ان قرار الإحتفال بالتحرير يعني ضمناً إطلاق اليد الديبلوماسية لإستعادة مزارع شبعا، قبل أن تفضح سوريا نفسها لاحقاً بعرقلة الإعتراف بلبنانيتها لتبرير سلاح حليفها، وقرية الغجر، وانه آن الأوان لإنخراط "الحزب" في الحياة السياسية كرد جميل على تضحياته.. و "رد الجميل" له.

6 سنوات أسقطت معها كل الرهانات، ليسجل "حزب الله" المفاجأة الكبرى: عيد التحرير هو بمثابة استراحة المحارب للتخطيط لعمليات عسكرية طبعاً، وفرصة لإنشاء أكبر ترسانة أسلحة في الشرق الأوسط تحضيراً لحرب تموز وإعلان الأمين العام لـ"الحزب" السيد حسن نصرالله تحويل لبنان إلى "ساحة مفتوحة"، وصعود "أشرف الناس" لتخوين كل الناس، وإخراج إسرائيل من اللعبة، و"احتلال لبنان أمنياً وسياسياً، وإنطلاقة مناسبة لجولات من الحروب المتنقلة بحسب الأجندة الإيرانية، في سوريا المحطة الأساس، واليمن والعراق... والمفتوحة على كل العالم تحت شعار "نكون حيثما يجب ان نكون".

إذاً، عشرون عاماً مرت على الفصل الأخير من تحرير الجنوب في ايار من العام 2000، فالشريط الحدودي الذي بقي تحت الاحتلال الاسرائيلي منذ العام 1978، كان منطلقاً لاجتياح اسرائيل في العام 1982، هذا الاجتياح الذي وصل الى بيروت ومناطق لبنانية عدة في جبل لبنان والبقاع.

لم يكن التحرير عملية منفصلة عن مشهد التحولات السياسية والايديولوجية الذي شهده لبنان منذ الخروج الشهير لمنظمة التحرير الفلسطينية من بيروت في العام 1982، ولاحقاً في العام 1983من مدينة طرابلس بقوة الجيش السوري وبعض المتعاونين معه من ميليشيات لبنانية.

الانسحاب الاسرائيلي من بيروت ومن ثم من الشوف وعاليه وبعض مناطق البقاع الأوسط والغربي تمّ بين العامين 1982و1984، ومن ثم الانسحاب الذي تمّ في العام 1985 وهو الانسحاب الأهم لجهة الانكفاء الاسرائيلي نحو الشريط الحدودي، مضافاً اليه قضاء جزين.

شكلت المقاومة اللبنانية للاحتلال، عنصراً محورياً في فرض الانسحاب الاسرائيلي، وكان من سمات هذه المقاومة التي فرضت التحرير، انها كانت ذات طابع شعبي وعسكري، وذات سمة متنوعة سياسياً، واجتماعياً، بحيث كان من الاستحالة ان تنسب المقاومة الى جهة سياسية محددة او اطار ايديولوجي او جهة طائفية محددة، برز في حينه عنوان المقاومة الوطنية اللبنانية، الذي كان مظلة فضفاضة لعشرات القوى الحزبية والمجموعات المستقلة، فيما كان صعود المقاومة الاسلامية التي يقودها "حزب الله" وترعاها ايران، مترافقاً مع بداية تحوّل ثقافي وايديولوجي يرى في قتال اسرائيل مشروعاً منفصلاً عن الانتماء الوطني اللبناني، ويأتي في سياق مشروع تحرير فلسطين وقيام الدولة الاسلامية بقيادة الولي الفقيه على امتداد الأمة الاسلامية، وشهدت حقبة الثمانينات من القرن العشرين بروز دعوات لقيام الجمهورية الاسلامية في لبنان، وعنوان "الثورة الاسلامية في لبنان" الذي كان الشعار الذي رفعه "حزب الله" على رايته الحزبية في ذلك الحين.

تصفيات

وخلال الفترة التي امتدت بين العام 1985 و 1990 تاريخ اقرار اتفاق الطائف، اي تلك المرحلة التي لا تزال اسرائيل تحتل فيها الشريط الحدودي، كانت مرحلة تصفية كل ما هو خارج القبضة السورية-الايرانية، بحيث تمّت تصفية عدد لا يستهان به من قيادات وكادرات يسارية وقومية في الضاحية وبيروت والجنوب، لحساب سيطرة الذراع السورية المتمثلة بـ"حركة أمل" ولحساب الذراع الايديولوجية الايرانية المتمثلة بـ"حزب الله"، وتمّت تصفية كل نشاط عسكري في المقاومة خارج "أمل" و "حزب الله"، ولاحقاً وبعد معارك دموية بينهما في الجنوب والضاحية وبيروت ونزاع حاد دام لاكثر من اربع سنوات، جرى حصر نشاط المقاومة العسكرية بـ"حزب الله"، بعد تفاهم اقليمي بين سوريا وايران، في العام 1991، تمّ خلالها اجراء مصالحة بين التنظيمين الشيعيين، واعطي للرئيس نبيه بري اليد العليا في ادارات الدولة وانتخب رئيساً للبرلمان في العام 1992 ولا يزال، فيما تولى "حزب الله" تنفيذ مهمة المقاومة باشراف سوري وايراني.

ما آل اليه هذا المشهد، هو انتقال وظيفة المقاومة ضد الاحتلال الاسرائيلي بالكامل من اطارها اللبناني ومن نظام المصالح الوطنية، الى النظام الاقليمي برعاية ايرانية وسورية، وباتت المقاومة المقتصرة على "حزب الله"، بعد الطائف، اشبه بجزيرة داخل لبنان، يتحمل لبنان تبعاتها فيما تقرر سوريا وايران مسارها العسكري والسياسي، اي ان المقاومة هذه وان كانت تسعى الى تحرير الجنوب، الا أنها كانت ورقة اقليمية لا يملك لبنان اي تأثير عليها، بل جرى وضع المقاومة في سياق مقابل للدولة، التي كانت في خطاب "حزب الله" وانصاره طرفاً مشكوكاً فيه، في مقابل اعلان الولاء المطلق لايران ولسوريا. وكانت الدعوة لدخول الجيش الى الجنوب من قبل الحكومة في العام 1993 قد اعتبرت طعناً في ظهر المقاومة، ولا يزال العماد اميل لحود يتحدث بفخر عن انه رفض طلب الحكومة دخول الجيش، وحينها كان يتولى قيادة الجيش.

رهينة المحبسين

على هذه السوية جرى الانسحاب الاسرائيلي من الشريط الحدودي العام 2000 أي ان المقاومة التي رفضت ان "تتلبنن" وبقيت "رهينة المحبسين" الايراني والسوري، طيلة مرحلة ما بعد الطائف، رفضت ان تجيّر الانجاز التحريري في سياق وطني، وعلى رغم الاحتضان اللبناني الشامل لهذا الانجاز، والاحتفاء به في طول المناطق اللبنانية وعرضها، بقيت ارادة امين عام "حزب الله" جعل المقاومة جسماً غريباً عن الاجماع الوطني ومنفصلاً عن نظام المصالح الوطني، فطالما ان اللبنانيين لم يقروا بمرجعية ايران وسوريا على لبنان وعلى هذه المقاومة كما يشتهي ويعمل، فان اللبنانيين منقسمون حول المقاومة، "حزب الله" يريدها امتداداً سورياً ايرانياً على حدود اسرائيل الشمالية، فيما جزء كبير من اللبنانيين يريدونها في سياق لبناني يعطي الأولوية لنظام المصلحة الوطنية، من دون ان يشكل ذلك أيّ انتقاص من الدور الاقليمي. غداة التحرير في 25 ايار من العام 2000 اجمع اللبنانيون على اعتباره عيداً وطنياً يحتفلون به كل عام، لكن ذلك لم يقنع "حزب الله" ولا رعاته، بأهمية حماية هذا الانجاز، وعدم تحميل لبنان اعباء اضافية تجاه قضية فلسطين والأراضي السورية المحتلة، فاختلقت مسألة مزارع شبعا، التي رفضت سوريا الاقرار بلبنانيتها، من خلال رفض ترسيم الحدود مع لبنان، وكان ذلك ايذاناً بابقاء لبنان دولة معلقة في حسابات اقليمية، وبقيت المقاومة مشروعاً منفصلاً عن سياقاته اللبنانية، وباتت أول مقاومة مختصرة في حزب، ومنظمة عسكرية وايديولوجية توالي نظاماً خارجياً، تدير نظام مصالحها داخل لبنان وترفض ان تكون ضمن استراتيجية دفاعية للدولة اللبنانية، لها جسمها الخاص، ودويلتها التي باتت اليوم وبعد عشرين عاماً على التحرير تسيطر على معظم مفاصل الدولة ان لم يكن كلها.

بعد عشرين عاماً على التحرير، يمكن ملاحظة ان تنامي نفوذ "حزب الله" كذراع ايرانية، ترافق مع تراجع كارثي للدولة اللبنانية على مختلف المستويات السياسية والاقتصادية، والمالية، وحتى على مستوى الحريات، وهذا ان دلّ على شيء فهو يدل على أن مشروع المقاومة الذي مثله "حزب الله"، بقي مشروعاً منفصلاً عن نظام المصلحة الوطنية، حوّل المقاومة من مشروع لبناني بآفاق عربية وانسانية، الى اداة اقليمية، وجعل منه في احسن الأحوال مشروعاً متركزاً في بيئة مذهبية، للتحكم به ولتجييره في سياقات حزبية ومذهبية داخلية، وسياقات اقليمية فئوية وضيقة.

ليس هامشياً ان يعقب انجاز التحرير ويسبقه، الغاء كل مظاهر التنوع الذي يفترض ان يكون عليه اي مشروع مقاومة في العالم، فالمقاومة للاحتلال دائماً ما تكون تعبيراً عن ارادة الشعب ودائماً ما تقوم على مشروع وطني يجمع كل مكونات المجتمع سياسياً واجتماعياً، ويجري تجيير انجازاتها في سياق وطني بالدرجة الأولى، وهذا ما جعل "حزب الله" يحرص على تسييج نفسه، يتيح لنفسه ان يتحكم بمسارات الدولة اللبنانية وخياراتها، ويرفض ان تتحكم الدولة اللبنانية بخياراته التي تؤثر بمصالح الدولة ومواطنيها. تحرير العام 2000 الذي احتضنه اللبنانيون كما لم يحتضنوا انجازاً من قبل، كانوا يرون فيه فرصة لاستعادة لبنان دوره وحضوره، وفرصة لاستكمال السيادة الوطنية، لكن ذلك لم يتحقق، فبقي لبنان دولة معلقة، وساحة تصفية حسابات، بحيث جرى تحميل انجاز التحرير اكثر مما يحتمل، ودخل في حسابات اقليمية، ودخل لبنان اكثر فاكثر في البوتقة الايرانية ولا سيما بعد اغتيال الرئيس رفيق الحريري، وحرب تموز 2006.

من أوّلاً؟ رغم كل هذه التداعيات السياسية التي مر بها لبنان خلال العقدين الأخيرين، فان الاسئلة التي فرضت نفسها غداة التحرير قبل عشرين عاماً هي نفسها اليوم تواجه اللبنانيين واولهم "حزب الله"، لبنان اولاً أم ايران اولاً أم سوريا.. أم فلسطين.. أم...؟ وهذا السؤال لبنانياً لا يعني بالضرورة القطيعة لا مع ايران ولا سوريا ولا فلسطين، وبالضرورة لا يعني القطيعة مع كل المنطقة العربية والعالم، بل يشدد على ان الأولوية الوطنية هي عنصر الحصانة للدولة والمجتمع، وهي بذلك تشكل رافداً من روافد القوة لما عداها من دوائر اقليمية ودولية وحضارية.

هذه الاسئلة تحضر اليوم لكن في ظروف سيئة، فما كان متاحاً قبل عشرين عاماً، لم يعد متاحاً اليوم، فصورة المقاومة كانت رغم النقد والانتقاد، في موقع يحظى باحترام واسع لبنانياً وعربياً وحتى غربياً، لم تكن تورطت في الحرب السورية، ولاحقاً امتدت الى بلاد عربية كانت فيها طرفاً في صراعات محلية او اقليمية، ولم يكن لبنان قد وصل بعد الى الحضيض المالي والاقتصادي، ولم يكن الفساد قد وصل الى المستويات التي بلغها في زمن الانتصارات المتتالية التي كان "حزب الله" يحققها، بحسب زعمه، في كل الحروب والمعارك التي خاضها، والتي باتت بعد العام 2006 في اماكن عدة باستثناء اسرائيل.

ما يرغب "حزب الله" دوماً باستبعاده، يواجهه اليوم وبقوة، وهو كيف يمكن المواءمة بين صعوده الامني والعسكري لبنانياً واقليمياً، وانهيار لبنان سياسياً واقتصادياً ومالياً؟ هذا السؤال يختصر بكل أسف غربة "الحزب" ومشروعه عن الدولة والوطن والكيان اللبناني، وان الانتصارات التي حققها كما يقول ويدّعي، ما هي الا اوراق في ملفات وسياقات كانت عبئاً على الدولة اللبنانية والكيان. المقاومة ضُربت حين تحولت الى حزب ثم الى ميليشيا اقليمية، وحين قدمت مصالح الخارج على مصلحة الدولة، وحين الغت مفهوم التنوع والاختلاف، وتحولت الى جهاز امني وايديولوجي، وحين لم تستطع أن ترى ان المقاومة هي فعل تحرر من الاستبداد بكل ابعاده، فهي حتماً تحولت الى فعل تسلط بديل عن الاحتلال.

 

زياد شبيب محافظ على المبادئ

بيار عطاالله/المرصد/23 أيار/2020

خرج المحافظ القاضي زياد شبيب من مكتبه في محافظة بيروت، ودخل قلوبنا منذ زمن بعيد... كنت مستشاراً له ولصيقاً به، وهو الذي لم يتعامل معنا يوما بمنطق الرئيس والمرؤوس بل كان يتقاسم الخبز والملح... دخل قلوب الاوادم والمخلصين لهذا الوطن بتواضعه وبساطته ورحابة صدره وتعامله بشجاعة مع قضايا كانت من المحرمات في دائرة حساسة جداً ومحسوبة على طرف سياسي - طائفي قوي جداً ومؤثر، لذا فإن محاولاته التصدي للفساد والفاسدين في الادارة العامة بدءاً من بلدية بيروت لم تكن امراً سهلاً ابداً ابداً... فتح شبيب مكتب المحافظ لكل اهل بيروت ولكل مظلوم، وكنت شاهداً على كثير من المواقف الانسانية المؤلمة لأهل بيروت الفقراء والمستضعفين المتروكين لقدرهم وحتى من مرجعياتهم الطائفية - السياسية وتحديدا تيار المستقبل وكان يعمل على معالجتها بصمت وهدوء ومن دون ابتذال... وتوج علاقته المباشرة مع اهل بيروت وكل المواطنين باليوم المفتوح كل نهار جمعة في عقر دار المحافظ ومكتبه الذي كان مغلقاً في وجه المواطنين... لم يميز شبيب بين بيروت ولبنان وكان يعمل وكأنه محافظ على كل لبنان، وكثيراً ما كان يتلقى مراجعات من البقاع والجنوب والشمال ولنا في منطقة حاصبيا - مرجعيون اكثر من قضية كان يهتم بمعالجتها ومتابعتها، وكيف لا وهو الآتي من اخر بلدة لبنانية عند الحدود السورية - اللبنانية في عكار ويعرف معنى الوطن واهمية الانتماء والارض والدولة...

اعاد شبيب الميثاقية الى مركز المحافظة وصان هذا الموقع المسيحي الارثوذكسي الاول في الادارة اللبنانية العامة بكل وطنية وعلمانية ومسؤولية عالية، وكان له الفضل لا غيره في اعادة التوازن الوطني وحفظ الميثاقية في افواج الاطفاء وحرس بيروت والكثير من الوظائف بعدما اخذ التوازن يختل لمصلحة المشاريع المذهبية والطائفية وحيتان السلطة وزعرانها... وسيذكر التاريخ ان شبيب اعاد مركز المحافظة ليكون جامعاً لكل ابناء بيروت وبكل طوائفهم دون استثناء، وهو كان يقوم بإضاءة زينة رمضان والاعياد الاسلامية قبل اضاءة شجرة الميلاد التي رفعها في وسط بيروت عنوان محبة وسلام تعانق قبب مسجد محمد الامين وقباب كنيسة مار جرجس المارونية... اراد شبيب ان تكون بيروت مدينة خضراء ولكن عبثاً، وقضية حرج صنوبر بيروت كانت جزءاً من صراعه مع القوى التي تعتبر بيروت مزرعة لها، ومن الظلم تحميل شبيب اموراً لا طاقة له عليها. لن انسى تلك "الكبسات" التي كنت ارافق فيها القاضي شبيب على المكاتب الادارية في بلدية بيروت لمتابعة الاعمال والسؤال عن هذه القضية او تلك، ولا انسى التحذيرات التي كان يوجهها للفاسدين... ويجب ان يعرف كل الناس انه تحمل بشجاعة مسؤولية التصدي لقضايا شوهت سمعة بيروت واضرت اهلها من معامل النفايات وحكاية ابريق الزيت، الى مسلخ بيروت، واسواق الخضر، وقضية فندق "ايدين باي" وومجرور الاوزاعي وغيرها.... علماً ان كل المشاكل السالفة في بيروت ولبنان عنوانها واحد وحلها لدى الطبقة السياسية الفاسدة وليس لدى المحافظ ولو كان درجة اولى او سوبر اولى ولا ازال اذكر ما تعرض له من اضطهاد وتلميحات وحصار بسبب مواقفه...

كنت شاهداً على ملف "بيت بيروت" وغيره والمحاولات التي كانت تجري لتنفيع هذا الطرف او ذاك، واكرر من الظلم تحميل شبيب ما لا طاقة له عليه... اكرر تركت محافظة بيروت لكنك دخلت التاريخ بمسيرتك في الادارة العامة والحوكمة الرشيدة والمواطنية الحقة، وانا افخر ان يكون القاضي زياد شبيب نموذج الموظف الذي يمثل الارثوذكس في الادارة العامة اللبنانية.

 

25 أيار... "نداء الوطن" تنشر ذكريات ووقائع ومواقف/عشرون عاماً على تحرير الأرض... متى تتحرّر الدولة؟

بشارة شربل/نداء الوطن/23 أيار/2020

التحرير... خطبٌ وأناشيدٌ وإحياءٌ لذكرى أحباء دفعوا حياتهم ثمناً لانتزاع الأرض من براثن المحتلّ الصهيوني.

عقدان على تاريخٍ كان يفترض أن يَكتب فجراً جديداً للبنان فيحوّله من وطنٍ مستباح الى دولة منيعة. عقدان مرّت خلالهما أحداث جسام، وشهد لبنان فيهما انعتاقاً من الوصاية السورية وثورتين، فلا وصلنا الى المناعة الوطنية، ولا تمكنّا من بناء الدولة. على العكس، بدل الاستقرار صرنا على صفيحٍ ساخن دوماً، وبدل الازدهار وصلنا الى حضيضٍ اقتصاديّ ونقدي. عنوانان لا ثالث لهما تسبّبا بما نعانيه: سلاحٌ خارج الدولة ومنظومةٌ سياسية فاسدة تغطّيه. وهكذا خسرنا عقب التحرير فرصة بناء دولة بجيشٍ واحد وسياسة دفاعية وخارجية لا يشارك حزبٌ أو محور في قرارهما، مثلما خسرنا إثر اغتيال الرئيس رفيق الحريري وانسحاب جيش الأسد فرصة أثمن، لتحقيق وحدةٍ وطنية جامعة قائمة على تطبيقٍ جديّ للطائف. فلا تحرير الأرض من نير الإسرائيليين وضعنا على سكّة بناء دولةٍ ووطن، ولا تجربة "الاحتلال الشقيق" دفعت "حزب الله" الى تقديم المصلحة الوطنية على مصالح ايران في الاقليم. أكثر من ذلك، أتاح الجبن في طرح جدي لـ"استراتيجية الدفاع" استعمال السلاح داخل البلاد وخارجها، وإثارة الانقسام المذهبي وتدمير علاقة اللبنانيين ببُعدهم العربي. عشرون عاماً والدولة الموعودة معلّقة على حبل محور الممانعة وأنغام التجاذب الأميركي - الايراني. قَبلَها عُلّق لبنان- منذ اندلاع الحرب الأهلية الاقليمية فيه- على مشنقة شعار "تحرير فلسطين" والدور الاستراتيجي السوري وتجميعه الأوراق لمحاورة الأميركيين. فأين نحن من التضحيات الهائلة التي دفعها شعبنا منذ "حرب السنتين" مروراً بـ"الاجتياح الاسرائيلي" وصولاً الى "يوم المقاومة والتحرير"؟. هل كنا على قدر المسؤولية تجاه شهدائنا ومستقبل بلدنا؟ أم صرفنا رصيد الدم المدفوع للذود عن وجودنا واسترجاع كرامتنا وتشييد وطنٍ جدي جدير بالحياة؟ الأرضُ تحرّرت... فمتى يأتي دور الدولة؟

 

الذهاب شرقاً والحرب على الفدرالية!

طوني فرنسيس/نداء الوطن/23 أيار/2020

تشبه استفاقة بعض السياسيين على ضرورة التوجه شرقاً أو "مشرقياً" لإيجاد الحلول الإنقاذية والخروج من الورطة الاقتصادية والمالية التي أدخلوا البلاد فيها، هجوم بعضهم، كما فعل الرئيس نبيه بري امس على دعاة الفدرالية وتجديده التمسك بقانون انتخاب خارج القيد الطائفي الى ما هنالك من شعارات.

فلا دعاة المشرقية يقدمون حلاً للأزمة التي نعيش في وجوهها المختلفة، ولا هو الوقت المناسب لمحاربة الفدرالية التي لم يطرحها أي طرف سياسي على حد علم الضالعين في المواقف.

في الاساس لم يضع أحد موانع أمام التجارة مع المشرق، وفي العقود السابقة كان اللبنانيون أول من شق طريق العلاقات الاقتصادية مع الصين الشعبية قبل ان تنشأ العلاقات الديبلوماسية، وعلى سيرة الكورونا، كان جورج حاتم ابن حمانا الملقب بـ ( ما هاي دي) طبيب الرفيق ماو تسي تونغ ورفيقه في المسيرة الكبرى ومنظّم الحملة الوطنية ضد الملاريا، وفي الأزمنة اللاحقة تطورت العلاقات بشكل طبيعي بعد إصلاحات دينا شياو بينغ ولم يكن التقصير صينياً. وأقرب من الصين كانت الصلات التجارية والاقتصادية أمراً طبيعياً مع محيط لبنان العربي، لكن المشكلة كانت احياناً كثيرة في طبيعة الأنظمة والقوانين التي تحكم هذه العلاقات، وما يقال عن العراق يقال أكثر منه عن سوريا، حيث مارست السلطات السورية دائماً تسلطاً واستنسابية محكومة بالمواقف السياسية تجاه لبنان، ليس الآن فقط، بل في ظروف طبيعية وبوجود أصدقاء لها في السلطة، كما فعلت عندما أقفلت الحدود مع لبنان العام 1973 ايّام الرئيس سليمان فرنجية.

والتجارة مع العراق ليست بحاجة الى نصيحة من أحد، وفي زمن الحصار على صدام حسين تحولت نخبة من السياسيين اللبنانيين المحسوبين على آل الأسد، الى تجار نفط مقابل الغذاء بفواتير صدّامية، وبعد سقوط صدام تدافع الجميع من كل صنف، للفوز بحصة من الجبنة العراقية برعاية اميركا وحراسة الميليشيات الايرانية. الذهاب شرقاً ليس دعوة الى نزهة، بل الى البحث عما يفيد البلد وشعبه، وهذا يجيب عليه أي تاجر أو رجل أعمال، كبيراً كان أم صغيراً: ما الجدوى وهل المعاملة بالمثل متوافرة؟

لا داعي لصراخ كبير عن التوجه شرقاً الا اذا كان المطلوب شيئاً آخر لا علاقة له بمصلحة لبنان، من نوع التصفيق لنظام الاسد أو لإيران أو الوقوف على رؤى الحشد الشعبي العراقي، واذا كانت المشرقية تعني ايضاً روسيا والصين فلا نعتقد ان الرفيق بوتين يتوقف كثيراً عند الزجليات اللبنانية، التي لا تعني شيئاً في لغة الرفيق شي جين بينغ الصينية. الأمر يعني شيئاً آخر غير الذي يبدو عليه، مثله مثل فتح المعركة مع الفدرالية في زمن تجويع كافة الفدراليين. فهنا ايضاً يخفي أصحاب الطرح غاياتٍ أخرى، قد تكون في التعيينات أو في معمل، وكلها مناورات لا تعادل في نجاحها النسبة المئوية التي حققتها الحكومة التي تمثل هؤلاء جميعاً.

 

أهلاً بكم في جمهورية الناقورة/20 عاماً على 25 أيار... خافوا من البحر الهادئ!

نوال نصر/نداء الوطن/23 أيار/2020

هناك، عند الشريط الجنوبي الأزرق، على مرمى حجر من بلادٍ عدوة، يتعايش لبنانيون وقوات سلام. وتسرح، على مدار النهار، دوريات بثياب عسكرية مرقطة ويبرز عنفوان جنوبي وكثير كثير من الأخبار والتكهنات والتوجسات. هناك، في الذكرى العشرين لتحريرٍ مُذيل بألف سؤالٍ وسؤال، جلنا بحثاً عن قطبٍ وأحوال وآفاق، وعمّن يمسكون، من الميلين، بمقصٍ قادر أن يقطع في أي لحظة شريط الخط الأزرق وكل الخطوط الحمر وإحداث فجوات في الواقع والمصير.

لم يكن سهلا، ولا في أي يوم، على الجنوبيين، أهالي الشريط الحدودي، أن يطمئنوا الى الحاضر وأن ينظروا بعينين طموحتين الى الآتي. فلنذهب الى هناك. الى الناقورة. الى جوار البحر الواسع النظيف الهادئ. الى حيث يتمدد مقرّ قوات حفظ السلام لاستكشاف "جمهورية اليونيفيل" في جمهورية لبنان في شريط شبه منسي إجتماعياً وحاضر جداً في لغة الإنتصارات!

محال كثيرة في الناقورة أقفلت وإعلان "محال للإيجار" يكاد يزيد عن الواجهات المفتوحة. أصحاب المحال قبالة مقرّ قوات الطوارئ "عم بيكشّوا برغش" فالعناصر بالكاد تخرج من المقرّ بسبب إجراءات كورونا. ومحل المجوهرات "مودا أند أرت"، الذي يعرض قطعا تجذب الطليان والصينيين والإيرلنديين والفرنسيين والأرمن، يفتح أبوابه ويغلقها على أمل أن يكون "بكرا أحلى". الجمود في كل مكان. عنصران من قوات الطوارئ من الكتيبة الهندية قصدا محلاً يبيع من كل شيء أشياء. سألاه عن "سماعة أذن" وراحا يفاصلان في السعر. تبدلت كثيراً طبيعة قوات حفظ السلام "راح الغني وأتى الطفران". يعلق صاحب المحل.

على الخط الأزرق

الست إيفا وزوجها سمير من بلدة عبرا، هاجرا في الحرب الى الناقورة، فتحا "سناك" فيها، وهما شاهدان على أحداث وتفاصيل كثيرة وعلى 25 أيار عام 2000. حين يبدأ سمير في سردِ الأحداث يضيع بين التواريخ والمحطات والتجارب والسنين لكن كل "السرديات" تنتهي بعلامة استفهام كبيرة حول: ماذا ينتظر ناس هذه البقعة الجغرافية بعد حين؟ يصرخ سمير الى زوجته ليسألها: "إيفا متى دخل الجيش اللبناني الى الناقورة في 2000 او في 2006؟" تجيبه بسخرية: "ولوّ يا رجال!". إبنته ماريانا (28 عاما) درست في بريطانيا سياحة وإدارة فنادق وعادت الى حيث ولدت، الى الناقورة، العام 2017 وهي اليوم بلا عمل. تساعد والديها أحيانا في "السناك" لكن الناقورة باتت هي أيضا مدينة أشباح وتقول: كان تركيزنا قبل سنتين على الفرنسيين. كانوا كرماء. لكن عددهم تناقص فأصبح أقل من 1500 بعدما كان 3600 عنصر. الإيطاليون "يشارعون" على القرش وعددهم أيضا يتناقص. النروجيون رائعون. النمسويون خواجات. الإيرلنديون يدفعون مع حبة مسك. أما العناصر الآتية من الهند وغانا فتكتفي بتناول سندويش فليفلة حرة. "فلّ" الكرماء وبقي البخلاء.

إنعكاس أشعة الشمس على مياه البحر في الناقورة رائع. والشبان يروحون ويجيئون على دراجات نارية تحت عين الشمس. وقوات الطوارئ تنظم دوريات متتالية. هي تقوم يوميا بأكثر من 480 دورية في كل المنطقة والجيش اللبناني يشارك في 8 بالمئة منها فقط لا غير. يُخبرنا أحد الناشطين في المنطقة.

صور شهداء "حزب الله" كثيرة. صور السيد حسن (نصرالله) كثيرة. وأعلام "حزب الله" ترتفع على أعمدة الإنارة على طول امتداد قرى الشريط الحدودي. لكن ماذا عن وجود الحزب، باللحم والدم، في تلك القرى؟ وماذا عن التجاوزات التي يكثر الكلام عنها؟ من يتصدى لها على طول الشريط؟

نحو فلسطين

حاضر ولا يُرى

السكان، أو ما تبقى من سكان، في المنطقة ينقسمون بين من يبتسمون كثيرا حين نُذكرهم بانتصار 25 أيار وبين من يحاولون ان يستذكروا ذلك اليوم بأمل. الثابت أن حراك "حزب الله" على طول الشريط غير واضح للعيان لكن هذا لا يعني أنه غير موجود، فهو في كل التفاصيل، في البراري والحقول وتحت الأرض وفوق الأرض. وكل ما نراه بالعين المجردة مجرد صورة عامة للنشر. وقوات الطوارئ تلتقط ما تراه "فوق الأرض". وجودها ضروري طبعاً كي يبقى لناس الشريط إمكانية البقاء. ثمة 650 لبنانياً، غالبيتهم من الجنوبيين، يعملون مباشرة مع قوات حفظ السلام ويتقاضون أجوراً تمكنهم من الصمود، ما يجعل اليونيفيل ثاني أكبر رب عمل في الجنوب بعد الدولة اللبنانية. أما المستفيدون فهم كل السكان. هؤلاء، المواطنون، انتبهوا أخيراً الى كلامٍ كثير يسري في محيطهم عن إمكانية تقليص وجود قوات الطوارئ. صحّ؟ غلط؟ هذا ما يخشونه في ظلّ إستمرار غياب الدولة الفعلي.

هموم الشريط الحدودي الإقتصادية كما هموم كل أهالي البلد مع فارق أن الدولة مطمئنة الى "تلزيمهم" الى أفرقاء الأمر الواقع أكثر من غيرهم. نعود لنسأل عن وجود عناصر "حزب الله" فوق؟ يجيب المزارع وائل: قد يكونون الآن هنا، بيننا، يستمعون إلينا لكن الأكيد أنهم يحاولون عدم الظهور بسلاحهم. وهؤلاء قادرون، في خلال لحظات، أن يكونوا على الحدود. هم أكثر من يعرف طبيعة الأرض.

نعبر أمام السرية 523 التابعة للجيش اللبناني. نمرّ أمام آرمة تحدد الاتجاهات: على اليسار الناقورة، علما الشعب، الضهيرة، يارين، البستان ومروحين. ونحو الأمام فلسطين. نتجه يسارا.

البحر الهادئ

الأمن الإجتماعي

مقرّ اليونيفيل أشبه بدولة صغيرة. ونشاطُها، في مساعدة الناس على الصمود، يُشكّل بديلا عن نشاط الدولة الأصيلة التي كلما دقّ الكوز في الجرّة تدير ظهرها وتمشي. يتذكر أحد سكان الشريط العام 2006، حين كان عديد قوات الطوارئ أربعة آلاف جندي وأصبح بعد القرار 1701 نحو 10500 جندي، خمسة الى سبعة من المئة منهم نساء. النساء يضفن حياة في كل مكان فكيف في مقرّ للسلام. هؤلاء، قوات الطوارئ، يساعدون الناس في الزراعة وفي الصناعات الزراعية والألبان والأجبان إلى مربيات ومنتجات غذائية تعود عليهم بالأرباح وتساعدهم على التجذر في الأرض. باسمة زين ابنة العباسية، شاركت في دورات نظمتها اليونيفيل وأصبحت اليوم رئيسة تعاونية زراعية سمتها "جود الأرض" ومنتجات تعاونيتها كادت تدخل قبل الأزمة الى أفريقيا. قوات اليونيفيل تساعد الأهالي كثيراً إقتصادياً وإجتماعياً وأمنياً وبيئياً. ثمة محطة تكرير للمجارير في مقرّ اليونيفيل، يصار الى استخدام المياه المكررة في الزراعة وما تبقى منها ينزل نظيفا في البحر. الأسماك كثيرة هناك والصيادون، الذين يلتزمون بالخط الأزرق البحري، يلامس عددهم الثلاثين والبارحة، في الحرّ الشديد، بدا الصيد وافراً جداً من صنفي اللقز والطريخون. نحاول ان نغوص أكثر في التفاصيل لكن رئيس بلدية الناقورة لديه "مشوار" وهو يفضل عدم الكلام. نتركه ونتابع.

العمر يسير بسرعة فوق ووحدها الدولة بطيئة، لذا يتكل الأهالي كثيراً على قوات الطوارئ الدولية. حتى "حزب الله" سعيد بوجود قوات الطوارئ لأنها تخفف عنه الضغط الشعبي وحين يقرر أن يتحرك... يتحرك! اليونيفيل تدعم التعليم الرسمي في قرى الشريط الحدودي والمستشفيات الحكومية في بنت جبيل ومرجعيون وصور وميس الجبل وتبنين وفي كل مناطق عملها.

الطبيعة تأبى الفراغ. وفي كلِ مرة تدير الدولة ظهرها وتمشي تُصبح الحاجة ماسة الى من يقوم مقامها. لهذا يُحكى فوق عن جنوبيي الشريط الحدودي الذين وجدوا أنفسهم دائما مضطرين الى البحث المضني عن سبل حياة وهم أيدوا كل الثورات والتيارات والجماعات التي مرّت من هناك واليوم يتمسكون بقوات حفظ السلام كي يبقوا، عبرها، أحياء.

هنا، يتكرر السؤال: أين الدولة؟ ألم يحن الأوان كي تعود؟ لكن سرعان ما نتذكر أن ابن بيروت وكسروان والبقاع والشمال والمتنين والشوف يسأل نفس السؤال: أين الدولة؟

"حزب الله" إستفاد مرات من حماقة الدولة. وهذا طبعا ليس سراً. حاجات الأهالي فوق جعلت اليونيفيل تقرر العام 2007، عبر ريتشارد مورشنسكي وأصله بولوني تأسيس قسم الشؤون المدنية في الجنوب الذي يتشكل اليوم من 21 شخصاً. ومنذ ذاك الحين قسّم اليونيفيل الجنوب الى قسمين: القسم الشرقي من شبعا الى عيترون. والقسم الغربي من عيترون حتى الناقورة. وفي كل قطاع ثكنة لقيادة القطاع ومكتب الشؤون المدنية وهناك مكتب ثالث لتلك الشؤون ما بين القطاعين ومكتب رابع في الناقورة. ومهمة تلك المكاتب أن تكون صورة اليونيفيل أمام المجتمع المحلي وصورة المجتمع المحلي أمام اليونيفيل. وهي التي ساهمت بجرِّ الدولة الى الجنوب وبجرِّ مسؤولين لا يعرفون أبعد من صيدا وبعض صور. وأول رئيس للجمهورية منذ استقلال لبنان زار الشريط كان ميشال سليمان في العام 2009. قبله لم يأت أحد. موازنة الشؤون المحلية في اليونيفيل هي 500 ألف دولار توزعها على 161 قرية وبلدة وفق قواعد أن لا تزيد قيمة المشروع المنوي اعداده عن 25 ألف دولار، وأن ينفذ في خلال ثلاثة أشهر، وأن يستفيد منه أكبر عدد من السكان. وشتان ما بين قواعد اليونيفيل وقواعد الدولة!

الدولة البطيئة

الدولة اللبنانية البطيئة ذهبت الى الشريط متأخرة كثيراً وبات الظهور الشرعي المسلح هناك عبرها. أما "حزب الله" فبدّل قواعد اللعبة المعلنة وألغى كل وجوده العلني المنظور لكنه استمرّ الآمر الناهي في كواليس اللعبة. نجول في كل قرى الشريط فلا نلمح له إلا الصوّر والشعارات. ننظر الى البحر فنجد أن الصيادين ما زالوا يبحثون عن رزقهم في عمق ستة أميال كحد أقصى. علا، زوجة أحد الصيادين تضحك كثيراً حين نسألها عن التحرير. هي شيعية لكنها متأكدة أن ما حصل كان معداً سلفاً. فهي كانت مع خالتها التي تحتاج الى علاج كيميائي في مستشفى "رمبام" في بلاد العدو. وقبل أن يعودا ودعهما الطبيب الفلسطيني قائلا: لن نراكما لاحقا. يتدخل رجل غاضب يسمعها بالقول: الوجود الإسرائيلي قائم على الإعتداء و"حزب الله" هو وحده القادر على إحداث توازن الرعب في المنطقة.

الذكريات حاضرة

مرة جديدة نسأل: أين الدولة البطيئة؟

بلدة القليعة الجميلة ترحب بنا. مرجعيون ترحب بنا. نعبر بلدة الحنيّة. إسم جميل لمنطقة لم يُقدّر لها ان تشعر، ولا يوم، بحنان دولة فشلت في جعلها تطمئن الى حاضر ومستقبل. "هات البنادق حان وقت تسبيحها". شعارٌ معلّق من قاطع الى قاطع يجعلنا نتأكد أن القرى تستمرّ تحت مشيئة حاملي البنادق.

ثمة أوتيلات وموتيلات فتحت في الأرجاء. نقصد منزل نائب رئيس بلدية ياطر سابقا بو علي سويدان وهو يصرّ أن يعود في كلامه، حين نسأله عما استمرّ حاضراً في ذاكرته من 25 أيار العام 2000، الى إيهود باراك الذي قال "سننسحب بعد سنة من جنوب لبنان". بو علي أمضى 45 عاما في عمل المقاومة قبل "حزب الله" و1968 و1978 و1982... كان أحد قياديي الجبهة الشعبية وكان قرار كل المقاومين في كل التنظيمات يومها، قبيل تلزيم المقاومة الى جهة واحدة، دحر إسرائيل.

وماذا عن هامش تحرك المقاومة اليوم برأي بو علي؟

يجيب: وضع المقاومة الإسلامية اليوم جيّد، ووجودها غير منفلش، ولن أعطي تفاصيل أكثر. أبو رشيد (إبراهيم كوراني) وهو مسؤول في حركة أمل يُكرر مقولة الإمام موسى الصدر "إسرائيل شرّ مطلق". لكن ماذا بعد؟ يجيب: واجبنا أن نبقى مستنفرين وتحليلي أن لا حرب قريبة مع إسرائيل لكن الحذر واجب والجهوزية يفترض أن تكون دائمة. لذا نحن موجودون دائما، في جهوزية عالية، على الخط الأزرق لكن من دون أن يكون لنا مراكز معلومة. ويستطرد: مشكلتنا اليوم أنه يوم دخلت اليونيفيل الجنوب عام 1978 كانت إسرائيل تحسب لها ألف حساب لأن أي تجاوز من قبلها كان يصطدم مع القوات الفرنسية والنروجية أما اليوم فلا يهمها إذا قتلت نيبالي أم هندي. يقاطعه بو علي بالقول: في كل مكان يوجد فيه ظلم يفترض أن تكون مقاومة وتاريخ المقاومة بدأ منذ العام 1920. حوارٌ واسع دار بين الرجلين قد يكون لكليهما حق في بعضه لكن، ألا يحق لنا أن نطرح السؤال، ألم يحن وجود دولة تحمي شعبها في كل مكان؟

السؤال عن الدولة بعد عشرين عاماَ على "التحرير" في قرى الشريط كمن يبحث عن إبرة في كومة قش. والجواب الدائم: الطبيعة تأبى الفراغ.

نعود لنسرح بالقرب من بحر الناقورة. هنا، سقط صياد الأسبوع الماضي عن صخرة البياضة ومات. ننظر الى الصخرة البيضاء والصخور المرجانية والبحر الذي يبدو هادئا فندرك صحة القول: خافوا من البحر الهادئ.

السلام

اليونيفيل بالأرقام والجنسيات

تشارك 45 دولة في اليونيفيل من خلال 10 آلاف و180 جندياً لحفظ السلام موزعين على الشكل التالي:

أرمينيا (22 جندياً)، أوروغواي (جنديان)، تركيا (93 جندياً) هولندا (جندي واحد) المجر (4)، قبرص (إثنان)، كرواتيا (واحد)، غواتيمالا (إثنان)، نيبال (870)، تنزانيا (157)، كولومبيا (واحد)، اليونان (139)، مالطا (9)، سيريلانكا (145)، اسبانيا (632)، ماليزيا (828)، غانا (864)، الصين (419)، كمبوديا (184)، ألمانيا (129)، كوريا (283)، سلوفينيا (6)، بروناي (30)، جمهورية مقدونيا اليوغوسلافية السابقة (3)، كينيا (3)، سيراليون (3)، البرازيل (199)، فيجي (واحد)، كازاخستان (123)، صربيا (178)، قطر (ولا واحد)، إيطاليا (1044)، فرنسا (637)، بيلاروس (5)، بنغلاديش (117)، فنلندا (189)، ايرلندا (352)، بولندا (222)، النمسا (181)، استونيا (واحد)، أندونيسيا (1254)، بيرو (واحد)، الهند (780)، نيجيريا (واحد)، السلفادور (52).

 

سلاح حزب الله والهامش الحكومي لتوظيفه خارج حدود الدولة

طوني بولس/23 أيار/2020

تتزامن دعوة الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الحكومة اللبنانية والجيش، إلى نزع سلاح حزب الله وتطبيق القرارات الدولية، وعلى رأسها القرار 1559، مع دخول قانون "قيصر" الذي يفرض عقوبات على النظام السوري والمتعاونين معه، إضافة إلى بدء البحث بمشروع قرار أميركي يقضي بمنع تقديم أي مساعدة لأي حكومة لبنانية خاضعة لهيمنة حزب الله ونفوذه، ما يعطي انطباعاً بدخول المنطقة في نفق مرحلة جديدة أحد أبرز عناوينها سلاح حزب الله، الذي باتت أبعاده تتخطى الحدود اللبنانية ولا تتوقف عند مساحة العالم العربي.

ضغوطات دولية

تشير معلومات حصلت عليها "اندبندنت عربية" من مصادر دبلوماسية أوروبية، إلى أن هناك استياء من تجاهل الحكومات المتعاقبة تطبيق القرارات الدولية، ما قد تكون له تداعيات سلبية على صعيد المجتمع الدولي، حيث بات حزب الله يتسبب بعرقلة المسارات الدولية لتحقيق السلام في سوريا واليمن. إضافة إلى ذلك سعيه الدائم إلى تقويض العملية السياسية في العراق، وتؤكد المصادر أن "ترجمة هذا الاستياء قد يكون في اتجاهات عدة، منها إبقاء صندوق النقد الدولي مقفلاً بوجه لبنان".

ووفق المعلومات فإن مناخاً دولياً بدأ يتبلور تجاه التشدد باتخاذ إجراءات صارمة تجاه نفوذ حزب الله الذي بات برأي المجتمع الدولي بمثابة اعتداء على أمن الدولة اللبنانية وعلى سيادة القانون فيها، حيث بدأ هذا الأمر يستحوذ على اهتمام المجتمع الدولي لما له من تبعات على الأمن الدولي، وبدأت العديد من الدول الاهتمام بتقصي المزيد من الحقائق حول أنشطة حزب الله في الداخل اللبناني كما في الخارج.

شرعية حكومية

في السياق ذاته، اعتبر مصدر عسكري لبناني أن مسألة تطبيق القرارات الدولية هي مسألة سياسية لا دخل للجيش بها، مشيراً إلى أنه ينفذ السياسات الحكومية التي تتبلور في إطار المجلس الأعلى للدفاع، مؤكداً أن الجيش اللبناني يتمتع بقدرات قتالية وتنظيمية واسعة، وأنه المؤسسة الوحيدة في لبنان التي تحظى بإجماع وطني من جميع مكونات المجتمع. وأوضح أن قضية نزع سلاح حزب الله، هي قضية سياسية يجب أن تحل في ظل توافق وطني في إطار استراتيجية دفاعية، مضيفاً أن الجيش يلتزم بقرارات أصدرتها الحكومات المتعاقبة وتعطي عناصر الحزب هامشاً واسعاً من التحرك ضمن الأراضي اللبنانية وحتى حركة العبور إلى خارج الحدود. وكشف المصدر على سبيل المثال أن الجيش لا يستطيع دخول مواقع لحزب الله، وحتى قوافل السلاح التابعة له لا تخضع للتفتيش على نقاط التفتيش، وهناك خصوصية لتنقل العناصر القيادية في الحزب، مضيفاً أن هناك تنسيقاً قائماً بين الجيش والحزب لتنظيم بعض الخصوصيات الأمنية.

فرضية غير واقعية

من جهة ثانية، يرى العميد المتقاعد محمد رمال أن توقيت حصر السلاح تحت سلطة الدولة خاضع لاعتبارات داخلية وخارجية، فسلاح "المقاومة" لم يكن يوماً موضع إجماع القوى السياسية اللبنانية.

واعتبر أن الظروف السياسية الحالية لا تسمح بالوصول إلى مثل هذا التوافق، أما في ما يتعلق بالعامل الإقليمي والظروف التي تتحكم بالعلاقات بين القوى المؤثرة على الصعيدين الإقليمي والدولي، يشير إلى أنها "لا توحي بقرب حصول مقاربات تتيح إغلاق الملفات الساخنة، وتحديداً بالنسبة إلى ملف الصراع العربي- الإسرائيلي بعد أن وُضعت صفقة القرن على رف الانتظار، أقلَّه حتى قرب موعد الانتخابات الأميركية، وبعد الجمود الذي يشهده ملف العلاقات الأميركية - الإيرانية وانعدام أي مؤشر يوحي بأن المنطقة تتجه إلى تسويات تتصل بإيجاد حلول للصراعات الدولية فيها".

ويقول العميد المتقاعد إنه لا يمكن فصل الأزمة الاقتصادية في لبنان عن الأزمة الاقتصادية العالمية، "إلا أنها في شق آخر لها بُعد خارجي، بدأ مع العقوبات المالية على حزب الله والمتعاونين معه، والتضييق على التحويلات المالية التي كان يقوم بها اللبنانيون في الخارج". ويوضح رمال أن هذه الإجراءات لا تصيب حزب الله أو جمهوره فحسب، بل تصيبه على اعتبار أنه جزء من الشعب اللبناني، متخوفاً من نتائج ربط المساعدة على معالجة الأزمة الاقتصادية بشروط لا يقوى المجتمع اللبناني الهش على تحملها، ما يؤدي إلى تجاذبات سياسية داخلية تتزامن مع مواقف خارجية بدأت تطرح مسألة حزب الله عند الحديث عن إجراءات معالجة الأزمة الاقتصادية والمالية.

ويضيف أن "فرضية تسليم حزب الله سلاحه إلى الدولة ليست واقعية اليوم ولا يمكن الانطلاق منها واعتبارها حاصلة غداً، فالموضوع ليس بهذه البساطة، وتسليم السلاح يحتاج إلى توافق داخلي يكون ضمنه حزب الله، وهذا غير متوافر". ويشدد على أنه لا يمكن فرض تسليم السلاح بالقوة بسبب التعقيدات السياسية والطائفية والمذهبية في لبنان، إضافة إلى صراع المحاور الخارجية على أرضنا.

ويرى العميد المتقاعد أن اختلاف موازين القوى التسليحية بين لبنان وإسرائيل يدفع بلبنان إلى البحث عن بدائل عملية، هذه البدائل كان يمكن أن يؤمنها إقرار الاستراتيجية الدفاعية التي حاول الفرقاء اللبنانيون التوصل إليها عبر جلسات كثيرة من الحوار في القصر الجمهوري، والتي تمحورت حول سبل تأمين شبكة أمان للبنان والإفادة من نقاط القوة في المجتمع اللبناني واستثمارها لمنع التعديات على الأراضي اللبنانية.

السلاح عبء ثقيل

من جانبه، دعا عضو لجنة الدفاع النيابية النائب وهبي قاطيشا إلى تطبيق جميع القرارات الدولية ومن ضمنها القرار 1559 وحصر السلاح بالقوى الشرعية اللبنانية فقط.

واعتبر أن سلاح الحزب بات يشكل عبئاً ثقيلاً على اللبنانيين، لا سيما البيئة الحاضنة للحزب والتي تدفع ثمناً باهظاً، مؤكداً أن الأحزاب المعارضة ومن ضمنها حزب القوات اللبنانية إضافة إلى مطالبات من بعض القوى المنتفضة في الشارع، تلاقي دعوات المجتمع الدولي لقيام دولة حقيقة في لبنان تكون وحدها صاحبة القرارات السيادية.

وأكد أن الجيش اللبناني لديه التجهيزات والتدريبات والإمكانات اللوجستية والمعنوية الكافية لحماية لبنان وضبط المعابر غير الشرعية المنتشرة على الحدود اللبنانية السورية، إلا أن قوى الأمر الواقع الموجودة والتي تمتلك السيطرة على الحكومة والغالبية في المجلس النيابي تمنع الجيش من ممارسة دوره.

توازن رعب

في سياق متصل، قال النائب شامل روكز، كونه شغل سابقاً منصب قائد لفوج المغاوير في الجيش اللبناني، إن الجيش لديه كل القدرات المطلوبة لإقفال معابر التهريب على الحدود اللبنانية - السورية، مشيراً إلى وجود لجنة تنسيق قادرة على التواصل مع الجانب السوري لضبطها بالاتجاهين.

ولفت في حديث لـ "اندبندنت عربية" إلى أن التدريبات والمساعدات الأميركية المقدمة للجيش اللبناني كان لها دور فاعل في تطوير قدراته وتجهيزه، إلا أن القدرات الاستراتيجية مقارنة مع الجيش الإسرائيلي، لا تزال ضعيفة نسبياً، خصوصاً أن الإمكانات المالية تحد من قدرته على تطوير قدراته الاستراتيجية، مضيفاً أن إمكانات حزب الله الصاروخية تتكامل مع الجيش لتؤمن توازن رعب مع إسرائيل.

دمج السلاحين

في حين اعتبر النائب فؤاد مخزومي أن سلاح حزب الله قد تطوّر ولم يعد محصوراً بمقاومة لبنانية بل بات يلعب دوراً على المستوى الإقليمي، داعياً إلى العمل على توحيد الموقف اللبناني أمام الأسرة الدولية وتحت مظلة القانون الدولي.

ولفت إلى أنه "في حال سُلّم سلاح الحزب للجيش فإن المؤسسة العسكرية ستكون قادرة على حصر استخدام السلاح الهجومي الذي ستمتلكه بالدفاع عن الأرض.

 

فارس خشان- "إنقاذ الدولة" مجرد كذبة لبنانية

فارس خشان/الحرة/23 أيار/2020

ثمة كذبة كبيرة في لبنان، وهي تنسحب على سوريا والعراق واليمن، اسمها إنقاذ الدولة.

فعل "أنقذ" لا يمكن أن يكون حقيقة، إذا غاب "المفعول به"، أي الدولة.

فأين هي هذه الدولة المطلوب إنقاذها؟

دلّونا عليها، قبل زعم إنقاذها، فنحن لا نرى إلا أنقاضا، ركاما، فوضى، عصابات، ديوكا تصيح على المزابل، و"فتوّة" يسود على "حارتنا" وينشر "صبيانه" في الرئاسات والسلطات والوزارات والمؤسسات والإدارات والحدود وخارجها، ويعيث في أرض لبنان فسادا وظلما وقهرا وفقرا وجوعا ومرضا وتلوّثا وجهلا واستعبادا.

إن الدولة ليست مفهوما تخيّليا ترسمه ريشة تجريدية، بل هي كيان قانوني، واضح المعالم، وملتزم بشروطه التعريفية. إنها وظيفة، لها معايير ثابتة.

الدولة هي دستور ملزِم، وسلطات تلتزم إحداها حدود الأخرى، ومؤسسات تحتكر العنف تحت رقابة القانون، وترسم سياسات خارجية ودفاعية ومالية موحدة، ويتساوى شعبها، بالحقوق والواجبات، كما بالضعف والقوة.

نصرالله، وفي ظل الجوع والفقر والفوضى واليأس والكوارث والدماء، يتباهى بقوة "محور المقاومة"

هذه هي بالمبدأ الدولة المفترض أن يكون العمل جاريا على إنقاذها، فماذا بقي منها إلا ظلالا وتخيّلات وسرابا وأوهاما؟

إن شعار "إنقاذ الدولة" ليس شعارا حديثا في لبنان، بل هو أقدم من أغنية الراحل زكي ناصيف، "راجع يتعمّر لبنان"، التي كان اللبنانيون، على عقود، وحتى ضربهم "كوفيد-19"، يدبكون عليها، في تعبير عن الأمل بالغد الذي لم يأتِ.

الواعدون بكذبة الإنقاذ ليسوا مخدوعين بل يخدعون. شغفهم بالسلطة والمناصب والمكاسب والأضواء، يجعلهم يستسهلون هذا الفعل.

التدقيق في أدبياتهم يظهر ذلك.

الدكتور داهش

رئيس الحكومة حسان دياب الذي لم يلفظ، منذ تكليفه حتى اليوم، في ادعائه تقييم مشاكل لبنان البنيوية، ولو لمرة واحدة، كلمة "حزب الله"، لا يخجل أن يعلن، في ظل انهيار تاريخي للبلاد وإفقار غير مسبوق للشعب وسرقة وقحة لودائع الناس واستشرافه بأن يكون نصف الشعب جائعا مع حلول نهاية هذا العالم، أن العالم يراقب بدهشة إنجازات حكومته.

ما مفهوم هذا الداخل إلى المنصب الدستوري من "الغرف السوداء"، للإنجاز وللعالم؟

لا نطلب توضيحا، فمن يستسهل الخداع لا تعصى عليه كذبة جديدة تتوسّل أسوأ أنواع الأدب.

إن خلفية كلام دياب الذي يصح عليه لقب" الدكتور داهش"، واضحة، ويمكن العثور عليها، عند الأمين العام لـ"حزب الله" حسن نصرالله، أي الرقم واحد في الحزب المسيطر على لبنان والمتحكم به.

نصرالله، وفي ظل الجوع والفقر والفوضى واليأس والكوارث والدماء، يتباهى بقوة "محور المقاومة"، وهو يقصد بذلك تلك البقع الجغرافية التي استباحتها، في إطار عمليات قمع الشعوب، أذرع الجمهورية الإسلامية الإيرانية.

بطبيعة الحال، غالبية المؤشرات تظهر ضعف هذا "المحور"، لكنّ مفهوم القوة عند نصرالله لا يعني، بالمحصلة، أكثر من امتلاك أدوات التخريب والترهيب.

قد يكون "استعجال" باسيل ناجم عن وضعية ضعف صحي يضاف إلى الضعف السياسي، عند العماد عون الطاعن بالسن

في خلفيته السياسية والعقائدية، لا وجود للدولة الوطنية النهائية. خراب هذه الدولة لا يعنيه جوهريا، لأنها، بالنتيجة، مجرد ساحة معركة في حرب مفتوحة لا تنتهي إلا وفق ما يرتئيه "الولي الفقيه".

ومن لا وجود للدولة في خلفيته، لا يمكنه أن يعير اهتماما حقيقيا للمواطنين. الشعب بالنسبة إليه مجرد جيش في الحرب المفتوحة، وما الموت سوى تحرر من "أرض البلاء".

في ظل هذه العقلية الحاكمة اللاغية للدولة، كمفهوم ونظرية وكيان، يزعم "الدكتور داهش"، إنجاز خطوات "مدهشة" في مسار إنقاذ الدولة.

عون الضعيف و"صهره" المستعجل

ولأن المسألة كذلك، فإن من رفعهم "حزب الله" إلى السلطة، بصفتهم أقوياء، أصبحوا ضعفاء، كما هي عليه حال رئيس الجمهورية ميشال عون.

ومن يدقق بالنهج السياسي لحزب عون الذي يقوده صهره جبران باسيل، يدرك أنه يربط حاضره ومستقبله بما يمكن أن يهبه إياه "حزب الله" أو يحرمه منه.

والاشتباك الأخير الذي افتعله "حزب عون" مع "حزب الله" لا يخرج عن هذا السياق، فجبران باسيل يريد الخروج من مأزق مثلث الأضلاع:

1 ـ المنافسة على رئاسة الجمهورية مع سليمان فرنجية، أحد الموالين التاريخيين لـ "حزب الله".

2 ـ التلويح المستمر بإدراجه على قائمة العقوبات الأميركية الذي سهّل خروجه من الحكومة إمكانية حصوله، وفق اعتقاد السفير جيفري فيلتمان.

3 ـ انتخابه" أكثر الشخصيات السياسية اللبنانية "المكروهة" شعبيا.

ويطمح جبران باسيل، بالمعطيات الراهنة، من الاشتباك المتجدد مع "حزب الله" إلى تحقيق "الحد الأدنى" من ثلاثة مخارج متداخلة، يتصوّرها:

1 ـ إعادة إحياء الصفقة بين حزبه من جهة وبين "حزب الله" من جهة أخرى. صفقة تقوم على المعادلة الآتية: أعطونا السلطة، نترك لكم لبنان.

من يدقق بالنهج السياسي لحزب عون الذي يقوده صهره جبران باسيل، يدرك أنه يربط حاضره ومستقبله بما يمكن أن يهبه إياه "حزب الله" أو يحرمه منه

2 ـ إيصال رسالة إلى واشنطن بأنه "قابل للاسترداد" وبالتالي، فالحكمة تقتضي جذبه ترغيبا وليس معاقبته ترهيبا.

3 ـ تعويم نفسه في الشارع، على أساس أنه يمكن أن يكون يوما قائدا في معركة تحرير لبنان من قبضة "حزب الله" التفقيرية والتجويعية والتهريبية.

وقد يكون "استعجال" باسيل ناجم عن وضعية ضعف صحي يضاف إلى الضعف السياسي، عند العماد عون الطاعن بالسن، بدليل دخول "العديل" شامل روكز، بقوة، على خط حفظ "حقوقه" في عملية "حصر الإرث" السياسي.

ومهما كان عليه الأمر، فإن ما يحصل يؤكد أن "حزب الله" استبدل، بذاته، الدولة والشعب.

نبيه بري... الناصح

ومن يدقق بكلمات رئيس مجلس النواب نبيه برّي، وكان آخرها اليوم، يجد أنها، في بعدها الحقيقي، هي نصائح، من موقع "لا حول لي ولا قوة"، إلى "حزب الله".

وفي هذا الإطار، ومن دون أن يسمّي الحزب قال له، في "عيد المقاومة والتحرير": "النصر العظيم الذي تحقّق يمكن أن تذهب به لقمة العيش، وإمبراطورية كالاتحاد السوفياتي، أتى بها رغيف وذهب بها رغيف".

وكانت "حركة أمل" التي يترأسها بري قد خاضت، في الثمانينيات من القرن الماضي، حربا شرسة ضد "حزب الله"، انتهت بفرض الحزب شروطه على "الحركة"، ممّا أنشأ في لبنان ما يسمّى بـ"الثنائي الشيعي".

ولكن "حزب الله"، طالما أهمل نصائح برّي، وكان أبرزها رفض محاولات برّي إقناع الحزب بالتراجع عن مخطط إيصال العماد ميشال عون إلى رئاسة الجمهورية.

وبحسب العارفين، فإن منطلقات بري السياسية مختلفة عن منطلقات "حزب الله"، ولعل ذلك يترجمه عدم اعتقاد "حركة أمل" بـ"ولاية الفقيه"، بمعنى أن "الحركة" تعتنق الفكرة الوطنية، في حين أن "حزب الله" يعتنق فكرة "الأمة الإسلامية التي يحكمها الولي الفقيه الملزم قراره".

وما يصح على عون وبري ودياب، يصح على كثيرين غيرهم، ممّن يقفون في صفوف طويلة للحصول على مكسب سلطوي، في دولة حوّلها "حزب الله" إلى ركام... متناثر.

 

المقاومة اسم علم

د. حارث سليمان/نداء الوطن/23 أيار/2020

حرب تموز

تأسس مفهوم المقاومة كوظيفة جماهيرية تلجأ إليها الشعوب لتستعيد حرياتها وحرية أوطانها، وأصبحت حقاً معترفاً به في شرعة الأمم المتحدة، كوسيلة لاستعادة سيادة الأوطان والحق في تقرير مصير الشعوب المستعمرة.

في تجارب الشعوب وحركات التحرر الوطني على مستوى العالم تأسست تجربة الكفاح الشعبي المسلح كفعل ثوري تقوم به طليعة شعبية بعمل مسلح في مواجهة جيش احتلال اجنبي، وحفل القرن الماضي بعشرات التجارب التي خاضتها شعوب العالم في مواجهة محتليها، كانت التجربة رائدة في الصين ويوغوسلافيا وفرنسا والبانيا خلال الحرب العالمية الثانية، ثم تكررت في الجزائر وفيتنام وبوليفيا ونيكاراغوا واميركا اللاتينية في النصف الثاني من القرن الفائت، وتزامنت مع ذلك ثورة فلسطين وانطلاقة حركة فتح سنة 1965، والمؤتمر الوطني الافريقي في جنوب افريقيا بقيادة نلسون مانديلا.

لم يكن "حزب الله" مقاومة من مقاومات هذا العالم وقتها، ولم تكن هناك مقاومة في لبنان ايضاً، فالقتال الشعبي لاسرائيل من لبنان وعلى ارض لبنان تأسس منذ قيام اسرائيل عبر جيش الإنقاذ وهو جيش من المتطوعين شارك في حرب فلسطين سنة 1948.

ثم قامت تجارب اخرى عديدة، مترامية الامتداد في الزمان والانتماء، كان أهمها انخراط الآلاف من اللبنانيين في صفوف المقاومة الفلسطينية، من خليل الجمل الى عشرات الشهداء، الاموات والاحياء، على ارض الجنوب اللبناني، من مختلف المناطق والجهات اللبنانية، خصوصاً في الاجتياح الاسرائيلي سنة 1978بعد عملية سافوي التي اقتحمت ساحل تل ابيب، بقيادة دلال المغربي، وعندما وقع عدوان حزيران 1982 تجسدت بطولة المدافعين عن الجنوب، لبنانيين وفلسطينيين، في قلعة شقيف ارنون وتلة مسعود وفي محاور ميمس والخلوات وعين عطا على سفوح جبل الشيخ كما في خلدة ومعبر المتحف وخط مطار بيروت. تلك كانت مقاومة لا تبغي لا منة ولا شكراً.

جورج حاوي

المواجهات تلك كانت اساسا لانطلاقة جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية المستندة الى بيان اطلاقها من منزل كمال جنبلاط، بقيادة جورج حاوي ومحسن ابراهيم. في سنة 1967 بعد احتلال اسرائيل للقدس والضفة الغربية أعلن جيش الاحتلال وقف حظر التجوال في المناطق المحتلة بعد أقل من شهر من الحرب، اما في بيروت فقد اضطر جيش الاحتلال لأن ينادي بمكبرات الصوت" يا اهالي بيروت لا تطلقوا النار علينا، نحن ننسحب من مدينتكم" بعد ايام ثلاثة فقط من دخولها. كانت تلك مقاومة ايضاً ودون ال التعريف الحصرية! ولم يكن حزب الله قد ظهر إلى الوجود والواقع. جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية استمرت بعملياتها، توجه ضرباتها لجيش الاحتلال مرحلة إثر أخرى، حتى أجبرته على الانسحاب من الدامور وصيدا وصور والنبطية والشوف واقليم الخروب والبقاع الغربي الى الشريط الحدودي سنة 1985، تلك كانت مقاومة اشتركت فيها كل فعاليات شعبنا وقواه الحزبية والوطنية، ولم تدع عصمة ولا ميزة او خصوصية، وصانعوها كانوا أناساً عاديين، لا قديسين بينهم، ولم يروا في أفعالهم إلا واجباً يؤدى. "حزب الله" كان مقاومة مثل كل هؤلاء، حين أسهم بتحرير آخر قسم من أراضي لبنان المحتلة، مستمراً في صراعه لعقدين من الزمن. وتم تتويج مقاومته هذه، بانسحاب إسرائيل حتى الخط الأزرق الذي رسمته الامم المتحدة تنفيذاً لقرار مجلس الامن رقم 425.

محسن إبراهيم

منذ تلك اللحظة فقدت المقاومة عنصرين اثنين من عناصر مشروعيتها؛ الاول تنفيذ القرارين الدوليين 425 و 426 وإعلان الأمم المتحدة تنفيذهما بضمانتها، أما الثاني فهو إنهاء الاحتلال واعلان لبنان يوم 25 أيار عيداً للتحرير والمقاومة. ولعل المأزق اللبناني يندرج في هذا العيد واسمه، فإذا كنا نحتفل بالمقاومة التي تواجه احتلالاً، فعلام الاحتفال بالتحرير طالما الاحتلال لا يزال قائما!؟، وأن كنا نحتفل بمقاومة الاحتلال، فعلام الاحتفال بالتحرير؟!. كان ممكناً التعايش مع هذا التناقض المفهومي، لولا حرب تموز التي أدت الى ارساء القرار الدولي 1701 وأنهت العمليات الحربية عبر الحدود الجنوبية، ونشر الجيش اللبناني وقوات الطوارئ الدولية جنوب خط الليطاني، معتبراً أن أي وجود مسلح آخر، بما في ذلك سلاح "حزب الله"، هو خرق للقرار وانتهاك لمندرجاته، وبذلك فقدت مقاومة "حزب الله" عنصراً ثالثاً من مشروعيتها وهو حقها في الاندماج في عموم الأهالي وانتشارها في القرى الموالية لها (لا تستعاد المشروعية اذا كان ينتشر سراً).

من حيثيات منطق أي "حركة تحرر وطني" تمارس مقاومة ضد محتل أجنبي، أن تعمل على وحدة الشعب والتركيز على التناقض الرئيسي مع العدو المحتل، وعلى تجاوز وتخفيف أي تناقض ثانوي داخلي لبناني لمصلحة تكتيل الجهود وتوجيهها في وجه الأجنبي، "فقوة المقاومة في الاصل هي رحابتها" لكن "حزب الله" سار عكس هذا المنطق تماما، ففي لحظة خروجه من حرب تموز، مهادناً عدواً اجنبياً، قام بالتورط في صراع داخلي، في وجه قوى لبنانية اخرى، اوصلته الى اجتياح عاصمة بلاده واحتلالها ! وكأنه لم يكتفِ بأن تكون مقاومته شيعية على مذهب الولي الفقيه رغم تسميتها اسلامية، وأن أجندتها اقليمية في لبنان وليست اجندة لبنانية، بل أضاف إليها نزعة صدامية فتنوية تتنقل من أزمة متفجرة الى اخرى مشتعلة. يردد السيد نصرالله في اطلالاته عبارة أصبحت لازمة لخطابه "إن المقاومة تزداد قوة" معدداً الصواريخ ومحدداً دقة اصابتها، فهل قوة المقاومة في سلاحها؟ ويعلن متفاخراً "ان تمويله وغذاءه وتجهيزه من ايران وطالما ان في ايران فلوساً فسيكون لحزبه فلوس"، فما هي عناصر قوة المقاومة أي حركة مقاومة؟ ! والجواب عنصران متلازمان ؛ الاول أن قضيتها هي الحرية حرية الوطن والمواطن وهذا ما يجعل قضيتها عادلة، الثاني أنها تعتمد سبيل الالتزام والتضحية والوفاء لشعبها ووطنها فتكسب تفوقاً أخلاقياً في وجه خصومها ومنافسيها، المقاومة قوية لان قضيتها العادلة هي الحرية، وتتمتع بتفوق أخلاقي لارتباطها بوطنها. ومقاومة نصرالله بعد ان انحازت لكل أنظمة الاستبداد في سورية وإيران واليمن، أفلتت من يدها راية الحرية، وبانت وشائج ارتباطها بإيران لا بلبنان، ولكي لا نفهم خطأً، نستنتج أن "حزب الله" قوي جداً كطرف في حرب أهلية وليس قويا كحركة مقاومة وطنية وعربية. في العرض الذي تقدم نرى قوى سياسية وحركات تحرر وطني، في بلادنا وفي كل الدنيا، مارست مقاومة احتلال اوطانها كوظيفة تنتهي بانتهاء الاحتلال، بقيت على مسمياتها قبل المقاومة كما بعدها في فيتنام وكامبوديا والجزائر وفلسطين ونيكاراغوا ولبنان. وحده "حزب الله" حول المقاومة من وظيفة فقدت كل عناصر مشروعيتها وقوتها وأجندتها إلى اسم علم مقرونا بـ "ال" التعريف...

 

"القوات" والأميركيون... هل من جديد؟

ألان سركيس/نداء الوطن/23 أيار/2020

كانت لافتة حركة السفراء في معراب في الأيام الأخيرة والتي توجت أمس بزيارة السفيرة الاميركية دوروثي شيا ولقائها رئيس حزب "القوات اللبنانية" الدكتور سمير جعجع. يمرّ لبنان بمرحلة إستثنائية جداً، فهو دخل دائرة الإنهيار، وباتت الخطوات الإصلاحية ضرورية في هذه المرحلة، بعدما لم ترتقِ خطوات الحكومة الحالية إلى المستوى المطلوب. وفي حين تستمرّ "القوات" برفع صوتها في الداخل والخارج، إلا أنها تتابع عرض وجهات نظرها من التطورات الحاصلة، وما لقاء السفراء سوى خطوة في هذا الإتجاه. لا تريد معراب تضخيم ما يجري من لقاءات ديبلوماسية، إذ تعتبر أن السفراء يزورون معراب مثلما يلتقون بقية القيادات والفاعليات، خصوصاً أن لبنان يمرّ بوضع مالي وسياسي إستثنائي، وهم يستمعون إلى رأي معراب والقيادات الأخرى إنطلاقاً من أسئلة توجّه لهم حول الملفات المطروحة والإشكاليات الموجودة والمخارج التي تراها القوى السياسية ضرورية للخروج من الأزمة التي هي من طبيعة مالية، في حين يسأل بعض السفراء عن التحالفات القائمة ويستطلعون الأجواء لنقلها إلى إداراتهم.

وتؤكّد معراب أن كل اللقاءات الأخيرة لم تخرج عن السياق الطبيعي للأمور ولم يكن لدى السفراء شيء إستثنائي يقولونه، بل يقيّمون ما يمكن فعله من أجل الولوج في عملية الإنقاذ. هذا بالنسبة إلى بقية السفراء، لكن ما يطرح علامات إستفهام هو طبيعة علاقة "القوات" بالأميركيين، وسط الحديث عن تخلي واشنطن عن القوى السياسية اللبنانية الحليفة والبحث عن طبقة سياسية جديدة. لكن ما يبدو واضحاً، أن ما ينطبق على تيار "المستقبل" من ناحية عدم الرضى الأميركي عليه، وفق ما يتردد، لا ينطبق على "القوّات اللبنانية"، فالأميركي يريد الحفاظ على بعض حلفائه الإستراتيجيين، ويبدو أن لا صحة لما يشاع عن أنهم تخلّوا عن الجميع نتيجة عدم قدرتهم على مواجهة "حزب الله" وحلفائه. وفي لقاء جعجع والسفيرة الأميركية، تمّ بحث في مجمل الأمور وتمّ الإطلاع على وجهة نظر "القوات" التي تشدّد على أن علاقتها ثابتة وراسخة مع أميركا، وكل دولة تدعم سيادة لبنان وإستقلاله وإستقراره وحريته، والأولوية حسب "القوات" هي لمصالح لبنان.

لكن في المقابل، تؤكد "القوات" أنها ليست قوة سياسية أميركية في لبنان، بل قوة سياسية لبنانية تريد أن تحافظ على علاقات البلد مع المجتمعين العربي والدولي. وإنطلاقاً من الإيمان القواتي بأن لبنان جزء لا يتجزأ من الشرعيتين العربية والدولية، تطلب من هذه الدول دعم البلاد في هذه المرحلة الحرجة بالوسائل اللازمة.وتلفت "القوات" إلى أن الأميركيين وبقية سفراء الدول يتعاملون معها على أنها فريق سياسي سيادي له وزنه التمثيلي وهو ثابت على مواقفه، والنظرة الأميركية والاوروبية لا تنطلق فقط من موقفها السيادي بل من مواقفها الإصلاحية وتصديها للفساد، لأن الغرب يريد أن تتحقق مكافحة الفساد، وقد سمعت معراب من السفراء ثناء على موقفها الوطني السيادي وعلى أدائها الإصلاحي وسعيها إلى قيام الدولة الفعلية. إذاً تخطو العلاقة بين "القوات" والأميركيين خطوات ثابتة، حيث لم يستطع أي فريق آخر التشويش عليها، في حين أن هناك أفرقاء من 8 آذار والحلفاء يعملون جاهدين من أجل فتح قنوات تواصل مع واشنطن من تحت الطاولة، فيما يتهمون الآخرين بالتبعية للسياسات الأميركية.

 

التحرير يوم حزين على الممانعة ومفكريها

محمد علي مقلد/نداء الوطن/23 أيار/2020

الممانعة والمقاومة معسكر واحد على صعيد الممارسة السياسية، إلا أنهما متناقضان على صعيد الممارسة النظرية. ينطوي مصطلح الممانعة على معنى الموافقة المؤجّلة من جانب النظام السوري، على التسوية مع الكيان الصهيوني بانتظار تحسين شروطها، من غير المبادرة إلى العمل على تحسينها، والاكتفاء بتضحيات يقدمها الشعب اللبناني أو الشعب الفلسطيني. وهي، بحسب تعبير ياسين الحاج صالح، امتناع عن مواجهة العدو، وهي بحسب لؤي حسين، ليست أكثر من رفض ما يطرحه الآخرون، وهي لا تكون فعلاً بل ردّ فعل.

أما المقاومة فهي تعبير عن رفض مطلق لكل أشكال التسويات معه. ومن سوء حظ المقاومة بكل أطيافها أن نهوضها كان رهناً بدعم الأنظمة العربية وإيران، وأنها تحولت، بعد الاتفاقات الثنائية التي عقدتها مصر والأردن مع إسرائيل، إلى رهينة لدى "دول الطوق" في البداية ثم لدى جبهة الصمود والتصدي، ولاحقاً عند نظام الممانعة الوحيد، نظام البعث السوري، الذي احتكر شرايين تمويلها وتسليحها حتى باتت علاقتها به علاقة موت أو حياة، فأذعنت لشروطه وارتضت أن يفاوض بقوة تضحياتها وانتصاراتها من أجل تأجيل التسوية لا من أجل تحرير الأرض.

بسبب من موقف الممانعة هذا لم يكن النظام السوري، وبالتالي معسكره أيضاً، سعيداً بانسحاب الجيش الإسرائيلي ذليلاً من لبنان،إذ إنه كان قد "مانع" لسنوات أي انسحاب جزئي من جانب واحد. وهذا تناقض آخر بين ممارسة نظرية يفترض فيها تقديم الاحتفال بالنصر هدية للوحدة الوطنية واستعادة السيادة، فيما اتجهت الممارسة السياسية إلى ربط مصير المقاومة لا بنتائج نصرها الباهر بل بمتطلبات ومستلزمات نظام الممانعة الذي لم يكن يعمل لتحرير الأرض، والذي لو أدرج تحرير الجولان على جدول عمله لكان بذل في سوريا ما بذله في لبنان لبناء مقاومة يوجهها وجهة التحرير، بدل استخدامها من بين أوراق تفاوض مسدود الأفق، أو ذي أفق وحيد هو الموافقة على تسوية بشروط أكثر سوءاً.

كنت أظن أن يوم التحرير كان حزيناً على الممانعين، وإذا بالمفكرين منهم ينحازون إلى مصالح السياسيين ضد قناعاتهم الفكرية. المفكر القومي عبد الإله بلقزيز يقول حرفياً: "إن افتراض وجود دولة لا تمارس العنف هو ضرب من الطوبى ويتعارض مع فكرة الدولة، وافتراض دولة من دون عنف هو افتراض اللادولة، وفي غياب الدولة يتخذ العنف شكل الحروب الأهلية... والعنف بمعناه السياسي ليس أكثر من فرض احترام القانون، والدولة لا تمارس العنف فقط بل عليها أن تحتكر العنف". لكنه حين يكتب عن "حزب اللّه" لا يوافق على أن تحتكر الدولة اللبنانية أجهزة العنف العسكرية والأمنية، ويعترض على قرار مجلس الأمن الداعي إلى حل جميع الميليشيات اللبنانية وغير اللبنانية وعلى نزع سلاحها، وعلى دخول الجيش اللبناني إلى الجنوب بعد التحرير. يقول بلقزيز، من موقعه كمفكر يدعو إلى الحداثة، أنه "لا سبيل إلى أن يعيش مجتمع من دون دولة، وأن المجتمع ولد مرتين، مرة كمجتمع ومرة ثانية حين قامت فيه الدولة، وأن الدولة ربما كانت أهم اختراع إنساني في التاريخ". وحين يتناول مسألة تحرير الجنوب يرى، عن حق، أن "حزب اللّه" واجه جيش الاحتلال ببطولة غير مسبوقة في تاريخ الحروب مع إسرائيل، محققاً أول انتصار عربي لا لبس فيه في العام 2000. غير أنه، كمفكر قومي، لم يطرح السؤال عن مشروع المقاومة لما بعد التحرير، ولا السؤال عن توظيف هذا الانتصار ضد الدولة في لبنان.

مما لا شك فيه أن لبنان قدم نموذجاً يحتذى في مواجهة جيش الاحتلال الصهيوني، إذ سطر "حزب اللّه" ملحمة بطولية فريدة لم تشهد الساحة العربية مثيلاً لها على مختلف الجبهات والحروب والنضالات.

شكلت التجربة اللبنانية درساً ثميناً للعرب فحررتهم من خوفهم ومن ثقل الشعور القاتل بالدونية والصغار وزراية النفس أمام الوحش الكاسر و"جيشه الذي لا يقهر"، بحيث تولّد في وعي الإنسان العربي وضميره من المحيط إلى الخليج شعور مميز حيال لبنان، بحسب قول بلقزيز. لكن ذلك لم يحصل غداة تحرير الجنوب اللبناني من الاحتلال الإسرئيلي العام 2000 فحسب، بل إن هذا الشعور قديم منذ استقلاله ومرتبط بأسباب عديدة أهمها خصوصية نظامه السياسي الذي حافظ على التنوع والتعدد فيه، وعلى مستوى مقبول من الديموقراطية والحريات السياسية والإعلامية لم يعرفه أي نظام عربي آخر، وفي مناخ الحريات هذا نهضت ونشطت مؤسسات المجتمع المدني والنقابات والأحزاب، وتحول هذا الوطن الصغير إلى متنفس لكل حركات المعارضة وإلى سند لحركة التحرر في العالم العربي، وفي القلب منها "منظمة التحرير الفلسطينية" التي شكلت الأحزاب اليسارية بيئتها الحاضنة، وفي كنفها نشأت المقاومة الوطنية اللبنانية، وبذلك تكون ولادة "حزب اللّه" ومقاومته الباسلة قد حصلت في سياق كتابة الصفحات الناصعة لتاريخ لبنان أو تتويجاً لها. لئن كانت الحرية من خصوصيات هذا الوطن الصغير، فالحريات فيه كانت مغلفة بقشرة سميكة من الاستبداد، في نظام ما زال السجال حوله مستمراً لتشخيص أمراضه وتحديد أعراضه. وليس من البديهيات تحميل الطائفية فيه مسؤولية عيوبه، وقد أثبتت الثورة أن عيب النظام هو في تواطؤ حكامه على استبدال الدستور والقوانين بالمحاصصة.

في المقابل هناك بلدان أخرى عمل قادتها على تجميل نظامها الاستبدادي بحد أدنى من الحريات في مجال الفن وقطاع التعليم، على غرار ما كانت عليه الحال في مصر وتونس أيام الناصرية والبورقيبية، أو في المغرب في ذروة النهوض الثقافي مع دور ريادي لمحمد عابد الجابري استاذ هذا الجيل من المفكرين. غير أن مبدأ احتكار العنف من قبل الدولة لم ينتهك إلا في لبنان، وهذا ليس عائداً إلى هامش الحرية وحده الذي نعمت به الأحزاب السياسية بقدر ما يعود إلى حاجة الأنظمة العربية إلى إبعاد كأس التغيير، كل عن أرضه، وتوفير كل المتطلبات والموجبات لحصر هذا "الخطر" قدر المستطاع داخل حدود الأراضي اللبنانية ولو على حساب وحدة الوطن والدولة. غير أن "حساب الحقل لم يطابق حساب البيدر"، إذ سرعان ما انتشرت مفاعيل التجربة اللبنانية الرائدة في كل أنحاء الوطن العربي وأطلقت شرارة الربيع من تونس بوعزيزي، بحثاً عن الحرية والديموقراطية.

السؤال عما بعد التحرير جوابه انهيار مقاومة الشيوعيين بانهيار الاشتراكية. أما "حزب الله" والدولة الإسلامية فهما يعيشان لحظة انتظار صعبة وتكاليفها كبيرة عليهما وعلى بطولات المقاومين وعلى الوطن.

 

أيام باسيل ونصرالله الصعبة: التطبيع مع الأسد وإرضاء أميركا

منير الربيع/المدن/24 أيار/2020

ثلاثة إيقاعات تنتظم عليها التطورات السياسية في لبنان. جميعها ترتبط بشكل أو بآخر بالملف السوري. الأول، البحث المفتوح في إعادة تطبيع العلاقات الرسمية مع سوريا. والثاني، التحضير لعقد لقاء بين أمين عام حزب الله، السيد حسن نصر الله، ورئيس التيار الوطني الحرّ، جبران باسيل، لترتيب العلاقات وتحديد الأولويات. والثالث، استمرار المفاوضات مع صندوق النقد الدولي، وسط شروط دولية، لا سيما منها الأميركية، يفترض بلبنان الالتزام بها. ونقطة الإرتكاز أو الوصل بين كل هذه الملفات، هي التطورات السورية.

لبنان وآل الأسد

في الكواليس السياسية، كلام كثير عن ضرورة تطبيع العلاقة مع سوريا. كان نصر الله وباسيل قد اندفعا إليه. وكان موقف الرئيس نبيه برّي واضحاً بشأنه. وحسب ما تكشف المعطيات، فإن هذا الملف يمثل أولوية من أولويات النظام السوري. ويحظى باهتمام مباشر من قبل بشار وماهر الأسد، اللذين لا يريدان أي تواصل مع لبنان بالشكل الذي كان قائم سابقاً، ويصرّان على بناء علاقات من دولة إلى دولة بشكل رسمي وعلني. ولذلك، بدأ نقاش من نوع التحضير لزيارة رسمية إلى سوريا من خلال وفد وزاري. دفعت هذه المواقف الأميركيين إلى فتح عيونهم أكثر تجاه هذا التطور. والموضوع يشكل أولوية الأولويات بالنسبة إلى الأميركيين. وهم يرفضون أي زيارة رسمية لبنانية إلى سوريا.. وإلا ستكون تبعاتها صعبة، مع اقتراب تنفيذ "قانون قيصر"، والذي لن يكون لبنان بعيداً من تبعاته وتداعياته. لذلك، ترددت أسئلة أميركية كثيرة حول مضمون كلمة رئيس مجلس النواب نبيه برّي، حول تحسين العلاقة مع سوريا. فكان الجواب بأن برّي يتحدث ضمن سياق واسع التوجهات، ويتعلق بتحسين علاقات لبنان بكل الدول العربية ومن بينها سوريا. وتم توجيه الأميركيين بوجوب سؤال رئيس الحكومة حسان دياب عن موقفه، طالما أن هناك تنسيقاً معه.

المعابر وترسيم الحدود

ترددت بعض المعلومات عن حماسة حكومية حول ترتيب زيارة إلى سوريا، وإن لم يقم دياب بالزيارة بنفسه. فمن خلال تشكيل وفد وزاري رسمي، هنا ستبدو المعادلة الأميركية المعلنة واضحة، وستصب في السياق نفسه للحملة المفتوحة على التهريب عبر المعابر غير الشرعية. بمعنى أنه طالما لبنان يخنق نفسه اقتصادياً ومالياً بفعل التهريب إلى سوريا، وتقديم الخدمات للنظام السوري، فإن اللغة الأميركية نفسها ستتكرر على الصعيد السياسي. جزء من النقاشات بين التيار الوطني الحرّ وحزب الله، ترتبط بهذا الملف، وأبعاد أخرى لا يمكن فصلها عنه، من مكافحة التهريب عبر المعابر، إلى البدء مجدداً بمفاوضات ترسيم الحدود، عبر الوساطة الأميركية، لتخفيف بعض الضغوط على لبنان. وليس بعيداً، تبقى المفاوضات مع صندوق النقد الدولي هي الأساس المرتبط بالنقطتين السابقتين. ولا بد من تقسيم الشروط الدولية إلى قسمين، شروط إصلاحية، وشروط سياسية.

في الشروط الإصلاحية والسياسية

الشروط الإصلاحية معروفة، ولا تتوانى السفيرة الأميركية في بيروت عن ذكرها وتحديدها. فالشرط الأول، هو إنجاز الإصلاح في خطة الكهرباء، والتي ينظر الأميركيون باستغراب حول احتمال تعطيل خطة الكهرباء بسبب مشروع سلعاتا. ما يعني عودة المفاوضات إلى نقطة الصفر، بحال لم يتم التوصل إلى اتفاق حول خطة الكهرباء. الشرط الثاني والأهم، يتعلق بوقف التهريب بكل أشكاله عبر المعابر الحدودية. والتأكد من إقفالها نهائياً. وهذه مسألة ترتبط بحزب الله بشكل مباشر، والذي قد تكون تسويتها إقفال معابر التهريب هذه، مقابل الاحتفاظ بمعابره العسكرية الخاصة، على طريقة المناورات السياسية المعهودة. الشرط الثالث، يهدف إلى تسريح آلاف الموظفين من مؤسسات الدولة. وهم يشكلون العبء الأكبر عليها. والرابع، هو تحرير سعر صرف الليرة. لا تنفصل هذه الشروط عن شروط سياسية، أولها ترسيم الحدود الجنوبية، وتقديم تنازلات من قبل حزب الله في مسألة الصواريخ الدقيقة. يعني ذلك أن الأيام اللبنانية بالغة الصعوبة ستستمر. وهي ستتطور على إيقاع تطورات الملف السوري، الحافل بمتغيرات جذرية لن تنأى بنفسها عن لبنان.

 

عشيرة المقداد في حارة حريك تخيف المسيحيين.. والشيعة يتواطأون

محمد أبي سمرا/المدن/24 أيار/2020

يصعب توطُّن تجمعين سكانيين عشوائيّيْ العمران و"غريبين" عن المجتمع الذي يتوطنان فيه - والتجمع الأول جردي عشائري (آل المقداد الذين نشرت "المدن" في 16 أيار الجاري، سيرة نزاعهم مع آل الأبيض في حارة حريك)، والثاني من اللاجئين الفلسطينيين - على طرفي قرية ساحلية "مستقرة" نسبياً (حارة حريك)، من دون إثارة التجمعين الجديدين مخاوف سكانها "الأصليين" المسيحيين والمسلمين الشيعة، المتجاورين والمتخالطين.

مخاوف المسيحيين

لكن المخاوف ظهرت بقوة بين سكان الحارة المسيحيين، فأشعرتهم بالضيق والقلق والحصار، في دولة حسبوا ويحسبون أنها "دولتهم"، ونشأت لتجسِّد "وطنيّتهم شبه القومية الطائفية". وهي دولة تكوّنت من جماعات أهلية محليّة يقوم اجتماعها وتقوم حياتها السياسية وتاريخها، على هويات مضطربة ومتنازعة، وتزايدت هجرات أهلها من أرياف مناطق جبلية إلى قرى الساحل، فتجاورت وتوطّنت وتجذرت فيها. وكان اضطراب وتنازع هويات تلك الجماعات، ولا يزال يتغذى من عوامل أخرى أساسية تتصل بالإرث الثقافي والديني والعرقي وأشكال التنظيم الاجتماعي ونمط العيش، ومن النزاع على الأرض والحدود والتصدر والسلطان.

عشيرة على الساحل

قبل سنين كثيرة من إقامة مخيم برج البراجنة للاجئين الفلسطينيين على طرف قرية حارة حريك الجنوبي الساحلية، عقب حرب 1948 العربية في فلسطين (النكبة)، نشأ في مطالع العشرية الثالثة من القرن العشرين (العشرينات) حي آل المقداد على طرف الحارة الشمالي الغربي لجهة الغبيري. وتوسع الحي تدريجًا، بعد إعلان دولة لبنان الكبير، جراء توافد مهاجري عشيرة المقداد الشيعية إلى حيّهم الجديد من قرية لاسا في أعالي جرود جبيل. وروى رستم المقداد (ولد سنة 1944 في حيّ المقداد) أن أوائل مهاجري عشيرته إلى قرى ما كان يسمى "ساحل النصارى" (الحدث، برج البراجنة، حارة حريك، الشياح)، وصلوا من موطنهم في قريتهم الجردية بعد سنوات قليلة من نهاية الحرب العالمية الأولى. وكانوا يحملون عدّة الفلاحة (نير، سكة حراثة، ومحرات، وربما ينهرون بقرة أو اثنتين)، ليعملوا في حقول تلك القرى وبساتينها فلاحين موسميين، ويقيمون فيها إقامةً عشوائية موقتة ما بين الخريف والربيع، ويعودون إلى قريتهم لاسا في بدايات الصيف. نشوء دولة لبنان الكبير هو ما سمح لهم بتلك الهجرات الموسمية، أيام كانت بساتين قرى الساحل وحقوله تموّن بيروت بالحمضيات والخضر. ومثل كل هجرة وإقامة موسميتين طلبًا للعمل والرزق، نشأت عن الهجرات المتواترة لأبناء العشيرة أشكال من الإقامة الدائمة أو المتصلة. فحين وفد والد الراوي من قريته الجردية، للعمل فلاحًا في قرى الساحل مطالع الأربعينات، كان قد مضى أكثر من عقد على إقامة فلاحين من عشيرته مع عائلاتهم على نحو دائم في "تخاشيب" وغرف إسمنتية زراعية في تجمعين: واحد على طرف برج البراجنة الشمالي، وآخر على طرف حارة حريك الشمالي أيضًا. هذا الأخير - وهو ما سمي "حي بيت المقداد" -  نشأ على ما كان كرم زيتون تشارك رجال من العشيرة على شرائه سنة 1930 من إبرهيم صالح علامة وجريس الطيّار (وهما من عائلات السكان "الأصليين" الشيعة والمسيحيين). فوزع أبناء العشيرة كرم الزيتون قطعًا في ما بينهم، وأخذوا يبنون عليه مساكن إسمنتية من غرفة أو اثنتين، لإقامتهم على مثال السكن القرابي العشائري.

ثارات عشائرية وشقاق أهلي

كان أحمد ضاهر المقداد صاحب الفكرة المؤسس والمبادر، مع إخوته الثلاثة، إلى شراء الكرم، قبل توسع هجرة  أبناء العشيرة، وتجاور أجبابها في السكن، وتزايد عدد غرفهم، تلاصقها وتكوكبها عشوائيًا في الحي الناشىء والمتمدّد في الأراضي المجاورة. وظل التمدد مستمرًا حتى صدر في العام 1964 قانون لبناني عام لمسح الأراضي وترتيبها، فنظم استعمالاتها والبناء عليها.

حدَّ هذا القانون من توسع الحي. لكن حوادث 1958 ونزاعها الأهلي أطلقا طفرة قوية من توسع حيّ المقداد، وإقبال أبناء العشيرة على البناء العشوائي فيه. فشيدوا غرفًا ومساكن متلاصقة متداخلة. وانتقلت طلائع طفرة البناء الفوضوي تلك من الحي العشائري إلى شاطىء الأوزاعي والجناح آنذاك. وكان أبو طعان المقداد - مؤسس محطة المقداد الشهيرة للمحروقات على طريق المطار، قبيل إنشائه - هو البادىء في ذلك الانتقال. وأدى توسع حي المقداد على طرف حارة حريك الشمالي إلى تجاور مساكنه وتداخلها مع بيوت السكان "الأصليين" وأملاكهم. وفي أواسط الأربعينات تفاقم تناسل الثارات العشائرية بين أجباب آل المقداد ورجالهم في حيّهم على تخوم كل من الحارة وبرج البراجنة. كانت بواعث الثارات نزاعات عشائرية، أبرز أسبابها إقدام رجال وشبان من هذا الجب أو ذاك على خطف نساء من أجباب أخرى، والزواج منهن رغمًا عن أهلهن. وتوسعت الثارات وأخذ رجال من العشيرة يترصد بعضهم بعضًا ويتكامنون مسلحين بالمسدسات والبنادق ويطلقون منها، هنا وهناك في المنطقة، نيران ثاراتهم المتأججة. المحلة التي سُميت المشرَّفية - بعدما أنشأ رجل من آل مشرّفية الدروز محطة محروقات في ناحية منها، وكان سكانها وملاّكها من المسيحيين - شهدت الكثير من كمائن الثأر وحوادث إطلاق النار في العام 1947. وروّعت هذه الحال الأهالي من السكان "الأصليين"، وأثارت مخاوفهم وحفيظتهم، فتنادى وجوه من عائلاتهم، مسيحيين ومسلمين شيعة، إلى الاجتماع للنظر في الأمر. قرَّ رأي المجتمعين على كتابة عريضة تطلب العمل على ترحيل آل المقداد أو أبناء لاسا من حيّهم العشائري. وما أن وصلت العريضة إلى بلدية برج البراجنة، حتى قام رئيس مجلسها البلدي (أبو عزات السباعي) والوجه الأبرز نفوذًا في آل عمار (حسين درويش عمار، والد النائب محمود عمار، لاحقًا) بتمزيقها قائلين: "آل المقداد سندٌ لنا - نحن المسلمين الشيعة - مهما تقلّبت الأحوال والظروف". أليست هذه حال الجماعات الأهلية المتجاورة، منذ الزمن العثماني، والتي ضمّتها إمارة جبل لبنان الدرزية، ثم المتصرفية ما بين (1860 - 1920)، وصولاً إلى دولة لبنان الكبير؟ هذه التي تتصدع اليوم وتتآكل من الداخل والخارج، ليزداد رئيس جمهوريتها الحالي زهواً برئاسته وسلطانه المزعوم، ولا يتوقف عن مديح نفسه وبطولاته في مناسبة المئوية الأولى على تأسيسها.  

توطن عشائري

وربما في العام 1947 بادر القاضي عبد الكريم سليم إلى اقناع والد الراوي رستم المقداد بنقل قيد نفوس عائلته من سجل القيد في لاسا إلى سجل قيد النفوس في حارة حريك، وساعده في ذلك. بعدها، وفي سنة واحدة، تفشَّت في الحي حمّى نقل قيد نفوس أبناء العشيرة إلى الحارة. لكنهم لم ينقطعوا عن موطنهم الأول في قريتهم الجردية، بل اشتروا فيها أملاكًا أضافوها إلى أملاكهم القديمة، وشيدوا عليها بيوتًا ومنازل جديدة أظهرتهم في حال مادية ومعيشية أفضل بكثير من جيرانهم أبناء قرية مقنة المقيمين فيها من دون هجرة إلى الساحل. لكن رستم المقداد كان استهل روايته بمقتطفات من سيرته وسيرة الحي، معتدًا بانتسابه وأهله إلى الساحل، لا إلى الجرد: "نحن مقيمون هنا أبًا عن جد. فجدتي وجدي مدفونان هنا في مقبرة الطيونة. لكنني عبثًا حاولت العثور على قبرهما الذي يعود إلى أيام الحرب العالمية الأولى". واعتداده هذا ينطوي على ردٍ ضمني عنيد على تذمُّر أهالي حارة حريك المسيحيين من نمط حياة أبناء العشيرة، ومن نظرتهم المتعالية عليهم والدونية إليهم. لكن جدة رستم لأمه، هي ابنة عائلة الحاج من السكان "الأصليين" الشيعة في حارة حريك والشياح. وفي شبابه عمل والد رستم في أملاك آل الحاج الزراعية فلاحًا، قبل زواجه من إحدى بناتهم، وإنجابه منها 18 ولدًا. وعندما كان أهل زوجته يدعونه إلى أكلة سمك، كان الفلاح الجردي يقول لهم: "شو؟! بدكن تطعموني حراذين؟!" هذا فيما كان أطفال آل المقداد ونساؤهم، وكذلك أطفال السكان "الاصليين" الشيعة، يلمّون البزاق من الحقول في أعياد البربارة، ويبيعونه من جيرانهم المسيحيين. وإلى عمله فلاحًا، صار والد الراوي بقّارًا يملك 12 رأسًا من البقر، يعلفها في عودة يزرعها لآل سليم، ويأويها إلى زريبة تلاصق غرفةُ ومطبخًا لإقامة العائلة في الحي. وفي تتخيتة المطبخ أخذ ينام رستم وبعض إخوته، بعدما تزايد عددهم. أما أمه وسائر نسوة العشيرة فكنّ يبعن حليب البقر من "حلاّبَةٍ" يجمعون الحليب لتسويقه في بيروت. وظلت الأبقار حاضرة في الحي حتى مطالع السبعينات مع بقايا من نمط الحياة الزراعية: ضمان قطع أرض من الملاك وزراعتها خضرًا، فيما أكياس اللبنة والزبدة معلقة في "عودات" (قطع أرض "موقوفة" لعودة مهاجر، على ما تدل تسميتها)، بأغصان أشجار توت من مخلفات تربية دود القز وصناعة الحرير الآفلة قبل ثلاثة عقود، في الساحل والجبل.

 

طبخة باسيل وبرّي لإحياء مشروع كابيتال كونترول: فات الأوان

عزة الحاج حسن/المدن/24 أيار/2020

بعد نحو عام على سلوك كبرى الودائع المصرفية طريقها إلى الخارج، وعقب سبعة أشهر على ثورة 17 تشرين الأول 2019، وانكشاف فضيحة تواطؤ المصارف ومودعين كبار وسياسيين على تهريب أموالهم، لتجنيبها انهيار الوضعين المالي والنقدي.. ورغم انهيار العملة الوطنية ونفاد الدولار من الأسواق، وحجر المصارف على أموال المودعين ورواتب الموظفين، وتعاملها باستنسابية مطلقة مع مسألة التحويلات، توازياً مع إمعانها في إذلال الناس.. استفاق اليوم مجلس النواب على إدراج اقتراح القانون المعجل المكرر، الرامي إلى "وضع ضوابط استثنائية ومؤقتة على التحاويل المصرفية"، أو ما يُعرف بالكابيتال كونترول، على جدول أعمال جلسة الخميس 28 أيار. لكن ما فائدة إعادة إنعاش الكابيتال كونترول اليوم، وإقراره بعد فضيحة تهريب الودائع إلى الخارج، والمساهمة في إغراق الليرة اللبنانية.

استفاقة المجلس

قانون الكابيتال كونترول، وعلى الرغم من أنه لم يعد ملحّاً اليوم، سيتم إقراره. وذلك لمجرّد التوافق بين رئيس مجلس النواب نبيه برّي ورئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل على تمريره. علماً أن الرئيس بري هو من تصدّى في وقت سابق لمشروع الكابيتال كونترول، باعتباره يلحق الضرر بالمودعين، ويخالف مبدأ النظام الاقتصادي الحرّ. أما اليوم وبعد استمرار عمليات التحويل إلى الخارج على مدى أشهر، استفاق مجلس النواب على إقراره. لماذا اليوم؟ وما الفائدة من إقراره؟ يقول أحد معدّي مشروع قانون الكابيتال كونترول، النائب آلان عون، في حديث إلى "المدن"، أن الكابيتال كونترول اليوم لا يزال ضرورياً للحفاظ على ما تبقى من ودائع "فهناك ما يقارب 20 مليار دولار في البلد لا يجب أن تخرج"، يقول عون. أما عن دقة الرقم وصحته، فيقول: لا يمكننا التأكد من حجم الأموال المتواجدة في البلد، لكن هذا الرقم هو ما يتم تداوله. ومهما بلغ حجم الأموال المتبقية في البلد، يجب إقراره لوقف التحويل الاستنسابي.

مشروع قانون الكابيتال كونترول المُقترح اليوم لا يرتّب قيوداً داخلية على المودعين، كما كان مقترحاً في وقت سابق. وإنما على التحويلات إلى الخارج فقط، بما فيها الحاجات الدورية. أما لماذا لم يُقر المشروع سابقاً، فيأتي التبرير - كما العادة - أن الأطراف السياسيين اختلفوا على المشروع، والسلطة النقدية الممثلة بحاكم مصرف لبنان رياض سلامة رفضت تحمل مسؤولية تقييد حركة الأموال، ورمت الكرة في ملعب السياسيين، الذين بدورهم تقاذفوها لأشهر، إفساحاً في المجال لتحويل ما تبقى من ودائع المحظيين والمحسوبين عليهم.. ليستفيقوا اليوم ويقرون المشروع.

في نص المشروع

أما اقتراح قانون وضع ضوابط استثنائية ومؤقتة على التحاويل المصرفية، فيقتصر على مادة وحيدة، تنص في مقطعها الأول على تقييد التحويلات إلى خارج لبنان بالعملات الأجنبية، من الحسابات المصرفية كافة، إلا في الحالات المستثناة لاحقاً بموجب هذا القانون.

وفي مقطعها الثاني، تفرض على "أيّ عميل صاحب وديعة في مصرف عامل في لبنان وراغب في تحويل أيّ مبلغ من أصل قيمتها أو كاملها إلى حساب مصرفي مفتوح في مصرف عامل خارج لبنان، أن يحصر بصورة استثنائيّة ومؤقتة تحويله بالغايات التالية :

1- تسديد نفقات (المعيشة أو الطبابة أو الاستشفاء أو التعليم أو الإيجار).

2- إيفاء قروض ناشئة قبل نفاذ هذا القانون.

3- تسديد ضرائب أو رسوم أو إلزامات مالية ملحة متوجبة لسلطات أجنبيّة.

4- شراء مواد أو منتجات صناعيّة أو تجاريّة أو زراعيّة أو غذائيّة أو تكنولوجيّة أو طبية (أدوية ومستلزمات).

وحسب مشروع القانون "يُرفق أيّ طلب تحويل إلى الخارج بمستندات ثبوتية موثّقة ووافية (أو أن تكون من نوع النفقات التي جرت العادة على تلبيتها) وتكون سقوف المبالغ المحوّلة في سنة واحدة، للغايات المنصوص عليها سابقاً، بما لا يتجاوز مبلغ 50000 دولار، أو ما يعادلها بالعملات الأخرى سنوياً.

ويمكن للحكومة تحديد السقوف لكل حالة واردة في الفقرات أعلاه، وأي شروط خاصة إضافية لها، بموجب مرسوم يتّخذ في مجلس الوزراء، بناءً على اقتراح وزراء المالية والاقتصاد والتجارة والصحة العامة والتربية والتعليم العالي، كل بحسب اختصاصه.

استثناء من الكابيتال كونترول

وتستثنى من أيّ قيود أو سقوف تتناول تحاويل العملاء في المصارف العاملة في لبنان إلى الخارج:

أ‌- الأموال الجديدة التي وردت وترد إلى المصارف اللبنانيّة من أو إلى عملائها نقداً أو من حسابات مصرفيّة خارج لبنان، اعتباراً من تاريخ 17/10/2019، على أن يُفتح لها حساب خاص لتمييزها عن أموال المودع الأخرى.

ب‌- أموال الدولة اللبنانيّة ومصرف لبنان.

ج‌- أموال المؤسسات الماليّة الدوليّة.

د‌- أموال وإيداعات البعثات الدبلوماسيّة والسفارات والمنظمات الدوليّة والإقليميّة والعربية العاملة في لبنان.

هـ- صافي قيم بوالص التأمين العائدة لشركات إعادة التأمين، وذلك بعد إثبات مقدار هذا الصافي بمستندات رسميّة صادرة عن وزراتي الماليّة والاقتصاد والتجارة.

وتناط بموجب المشروع بلجنة الرقابة على المصارف، صلاحيّة تلقي الشكاوى والمراجعات حول مخالفة المصارف لأحكام هذا القانون ومراسيمه التطبيقية، على أن تبتّها اللجنة بقرار خطي، يصدر في مهلة ثلاثة أيام من تاريخ ورودها معتمدةً الأصول الموجزة.

 

دياب ــ سلامة: تطبيع أم مصالحة أم مساكنة؟

  نقولا ناصيف/الأخبار/السبت 23 أيار 2020

ليس قليل الأهمية اجتماع رئيس الحكومة بحاكم مصرف لبنان الأربعاء بعد الذي قاله أحدهما في الآخر. الأقل أهمية ما اتفقا عليه. الأكثر أهمية أنهما لم يكتفيا بالتراجع خطوة إلى الوراء، بل سلّما بتكريس سلطتين متوازيتين ليس لإحداهما إعدام الأخرى، بل مساكنتها

أعاد رئيس الحكومة حسان دياب وحاكم مصرف لبنان رياض سلامة تطبيع العلاقة في ما بينهما. ليست مصالحة، لأن كلا الرجلين في المواجهة المباشرة التي خاضاها، أراد كل منهما أن يقول للآخر بأنه هو الذي يحكم. الأول وصف الثاني بـ«مريب»، صفة كافية كي تخرجه من منصبه عندما يُوحى بأن دوره يخرّب النظام والعملة الوطنية. أما الثاني، فأدار ظهره للأول بقوله بأن لا مبرر للتنسيق معه، كأن يعني أنه حاكم دولة الحاكمية وليس جزءاً من الدولة اللبنانية. رفعا سقف المواجهة المباشرة ثم بالواسطة، ثم جلسا معاً الأربعاء الفائت، كي يخلصا إلى تكريس سلطتَي الرئيس في مكان، والحاكم في مكان: يتطبّعان على ما هما عليه، أو يتصالحان، أو يتساكنان؟

وشى اجتماعهما مساء الأربعاء بملاحظتين:

أولى، بعدما كشفا اتفاقهما على تدخّل مصرف لبنان لحماية الليرة ووقف ارتفاع الدولار الأميركي ودعم استيراد السلع الحيوية، دخلا في مرحلة جديدة قد لا تشبه بالضرورة ما جرى بينهما في الأسابيع المنصرمة، من غير أن تمحوه. فقدت الحملات السياسية والتحقيقات القضائية جدواها، وقد لا تعود ثمة حاجة إليهما لأن الاثنين باقيان معاً حتى إشعار آخر.

يعكس ذلك واقعاً قد لا يكون المرة الأولى، حينما يبسط حاكم لمصرف لبنان نفوذاً أقوى من السلطات العامة. غير أنها المرة الأولى فعلاً الأكثر قوة وفاعلية وتأكيداً أن الحاكم ــ وإن على رأس سلطة نقدية نظّمتها القوانين ومنحتها حصانة منيعة ولا تشبه السلطات الدستورية ــ يسعه أن يكون في منزلة رئيس. سبق للحاكم الراحل الدكتور إدمون نعيم إبان حقبة الحكومتين عامي 1988 و1989 أن عصى على رئيسيهما آنذاك ميشال عون وسليم الحص، وكلاهما قال بأنه الرئيس الشرعي والدستوري للحكومة. لم يستجب طلب أحدهما ضد الآخر أو تأليبه عليه، وساوى ما بينهما طوال 13 شهراً، قبل الوصول إلى اتفاق الطائف ونشوء شرعية جديدة. مدّهما بالمال، وأبقى مصرف لبنان في منأى عن صراعاتهما رغم وجود مقره في منطقة حكومة الحص. على نحو مشابه، يضطلع الحاكم الحالي بالدور نفسه حيال سلطة دستورية واحدة هي حكومة دياب يعدّها خصماً له، مستفيداً من انقسام الطبقة السياسية عليه بين متمسّك به ومتحمّس لإقالته. فإذا بالطبقة السياسية أقوى من آليات النظام وماكنته.

لا مغالاة في القول بأنها المرة الأولى في تجربة سلامة بالذات، أن يعثر على حيثية سياسية تحميه كالتي يختبرها اليوم، وتتحول إلى حجم غير قابل للابتلاع أو الاستيعاب. ما بين عامي 1993 و2005، في ظل الرئيس رفيق الحريري، لم يكن سوى أحد رجاله المخلصين الطائعين يستجيب لسياسته الاقتصادية والمالية ويبشّر بها، ويروّج لمضامينها السياسية حتى، ومنها إغراق البلاد في الديون موقتاً. في مرحلة ما بعد اغتياله إلى اليوم، أضحى الرجل أقرب ما يكون إلى الثابتة الوحيدة التي لا تدور من دونها ماكنة الاقتصاد والمال في لبنان. اختلف مع الرئيسين فؤاد السنيورة وسعد الحريري، وارثي الحريري الأب، وتصالح معهما من غير أن يفكرا في التخلي عنه رغم مقدرتهما. الآن تغلغل أكثر في بطون رجالات الطبقة السياسية وأطعمهم وغذّاهم، فلم يعد في وسعهم التخلي عنه. هو اليوم السلطة الموازية للسلطة الأم لا تحتها.

ليس سراً أن رئيسَي الجمهورية والحكومة أسرّا أكثر من مرة أمام زوارهما، أن من المتعذّر عليهما إخراجه من منصبه، مع أنهما يرغبان في التخلص منه. لديهما دراسة قانونية يتيح مضمونها إقالته، عملاً بالفقرتين الثانية والثالثة في المادة 19 من قانون النقد والتسليف. تنصّ خلاصتها على أن «ما قام به المعنيّ [الحاكم] تبعاً للمهمة العامة المنوطة بالمصرف، وأيضاً ما يرتبط بها على نحو أساسي وفقاً لأحكام المرسوم رقم 13513/ 1963 المعدّل، وأن ما امتنع عن القيام به في الشأن عينه ولا سيّما في الظروف الدقيقة جداً على الصعد النقدية والمالية والاقتصادية والاجتماعية والحياتية في الوطن حتى، هو استنكاف عن تأدية ما تتناوله الصلاحيات والمسؤوليات التي ناطها به هذا المرسوم، ما يؤلّف إخلالاً بالواجبات الوظيفية وأقلّه إساءة استعمال الوظيفة، وفقاً لما يعنيه قانون العقوبات. كما أنه يؤلف خطأ فادحاً في تسيير العمل، حيث تتحقق عندها الحالتان الثانية والثالثة في المادة 19 من المرسوم عينه، وبالتالي تجعل الإقالة مبرّرة في الواقع وأيضاً في القانون».

استندت الدراسة القانونية إلى موادّ قالت إن سلامة خالف تطبيقها في قانون النقد والتسليف هي: 69، 71، 72، 73، 98 حتى 109، 113، 115، 116، 148، 151.

ثانية، رغم استمرار توقيف مدير العمليات النقدية في مصرف لبنان مازن حمدان، بيد أن التحقيق جُمّد عنده على أنه المحرّض والمتدخّل والمرتكب، وبات وحده يختصر المشكلة وبطلها. لا أحد فوقه متورّط أوعز، ولا مغزى للعثور على متورّط دونه. لدى أكثر من مرجع ومسؤول جواب من المدّعي العام المالي علي إبراهيم أن لا أدلة لديه على دور للحاكم في تصرّف حمدان بـ12 مليون دولار يومياً، شارياً وبائعاً مع الصيارفة قبل توقيفه، كأن المبلغ المهم هذا قجّته. وهو مبعث شكوك في مقدرة الموظف على إدارة مبلغ كهذا يومياً بمفرده، في معزل عن رئيسه، على نحو يفتح باب التكهّن ــ في أحسن الأحوال لئلا يقال ضلوعاً على الأقل ــ بأن الحاكم ارتكب إخلالاً بالوظيفة منصوصاً عليه في المادة 19 من قانون النقد والتسليف.

ساهم في تنفيس مقدرة القضاء على الاضطلاع بمهمته، دور مزدوج لإبراهيم كمدعٍ عام مالي ــ وهو أوقفه وادّعى عليه بصفته هذه ــ وفي الوقت نفسه هو عضو في الهيئة المصرفية العليا يتقاضى لقاء عضويته فيها راتباً إضافياً، ناهيك بأن رئيس الهيئة هو حاكم مصرف لبنان. تالياً تمسي مربكة محاولة العثور على جواب حيال مرؤوس يريد محاكمة رئيسه، وإن كان يشغل وظيفة قضائية عليا. قلّل التداخل ما بين الوظيفتين من فرص إيجاد أدلة على ضلوع سلامة ــ أو ربما لم يُرَد الوصول إلى هذا الربط ــ في العمليات النقدية التي أجراها حمدان، فاقتصرت عليه كما لو أن في وسعه أن يفعل بمفرده.

أسرّ رئيسا الجمهورية والحكومة مراراً أنّ من المتعذّر عليهما إخراج الحاكم من منصبه

لا يثير الأمر كثيراً من الالتباس والغموض، عندما يتبين أن حلقات التحقيق القضائي تتوقّف دائماً في الوسط، وتحاول الهبوط نزولاً لتفادي الصعود إلى أعلى. في كل الملاحقات القضائية والتوقيفات، في شتى الدوائر والمؤسسات الرسمية، ثمة مسؤول أول عنها يقع في الحلقة الوسطى، من غير أن ترتفع إلى رئيس أو وزير أو حاكم، ثم ينطفئ الملف عنده بعد توقيفه بعض الوقت فإطلاقه. هكذا دواليك. بذلك لا حاجة سوى إلى القول إن الوظيفة الحالية للقضاء تقتصر على تحريك المياه الآسنة لا تنظيفها.

 

الموت بـ«كورونا» أم بالجوع؟!

راجح الخوري/الشرق الأوسط/23 أيار/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/86478/%d8%b1%d8%a7%d8%ac%d8%ad-%d8%a7%d9%84%d8%ae%d9%88%d8%b1%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d9%85%d9%88%d8%aa-%d8%a8%d9%83%d9%88%d8%b1%d9%88%d9%86%d8%a7-%d8%a3%d9%85-%d8%a8%d8%a7%d9%84%d8%ac%d9%88%d8%b9%d8%9f/

في 14 مايو (أيار) الماضي، قرأ اللبنانيون خبراً من 12 كلمة فقط، لكنه يُظهر الفرق بين ما هو دولة مسؤولة وساهرة على شعبها ومستقبلها، وبين دولة منهوبة ومسروقة تنهار إلى قاع الإفلاس والفشل. جاء الخبر في وقت كانت الحكومة اللبنانية غارقة في مباحثات، تبدو حتى الآن، أقرب إلى حوار الطرشان، مع وفد من صندوق النقد الدولي، الذي كان مرفوضاً بداية، لأن «حزب الله» الذي اعتبره من «مؤسسات الاستكبار الدولي»، ثم صار مقبولاً تحت وطأة الإفلاس المؤكد، ولكن في حدود ما يصرّ على تسميته مجرد «تقديم المساعدة التقنية»!

الخبر المشار إليه عن قرار دولة الإمارات، يوضّح طبعاً كيف تتصرف الحكومات الواعية والمسؤولة، وخصوصاً أنه جاء تحديداً من دولة الإمارات العربية، التي أعلنت أنها في ظل المخاطر التي تواجه دورة الاقتصاد العالمي بالركود بسبب جائحة «كورونا»، اتخذت قراراً بإعادة هيكلة الحكومة وحجمها، رغم أنه ليس خافياً على أحد، أن دولة الإمارات من أغنى دول العالم، وتملك أكبر صندوق سيادي يبلغ حجمه 1000 مليار دولار، هذا في وقت تستمر مساخر الحكومة اللبنانية المنهمكة في البحث عن خطة مقنعة، في مفاوضة المانحين الدوليين على أساسها، والبلد يتجه سريعاً إلى الإفلاس، لكنها لم تتحدث أو تجرؤ على الحديث عن إعادة هيكلة الدولة، التي تقوم على النفعية الشعبوية، معتمدة دائماً على الاستدانة من المصارف، والمذهل هنا أنها بدلاً من أن تخطط لتعيد هيكلة قطاعاتها المترهلة والنفعية، تتجه إلى خطة لإعادة هيكلة المصارف والمصرف المركزي، رغم أنه من الواضح تماماً أن القطاع العام، تحوّل بسبب الفساد والنهب المقونن وحشاً أكل القطاع الخاص، بما فيه طبعاً المصارف!

المعروف أن الدولة اللبنانية مفلسة منذ أعوام، وهي تقترض من أموال المودعين من أجل الإنفاق والإهدار وسدّ العجز، وأن كل الحكومات المتعاقبة منذ عام 2005 لم تنفّذ أي عملية إصلاحية حقيقية، أو مجرد التفكير في ضبط وإعادة هيكلة للقطاع العام، رغم كل ما قيل دائماً من المزاعم عن الإصلاح ومحاربة الفساد.

حتى الآن عقدت الحكومة 5 جلسات للتفاوض مع صندوق النقد، لكن الاتجاه السلبي يزداد وضوحاً، عندما يقول وليد جنبلاط قبل يومين مثلاً، هناك في السلطة من يريدون تأميم المصارف ويأخذون لبنان إلى الصيغة التي كانت عليها سوريا مثلاً في الستينات، محذراً مما يتخوّف منه الجميع تقريباً، من أن هناك ثورة جياع قادمة، فكيف ستواجه الدولة الوضع الاقتصادي، وتقدّم خطة إصلاحية يقبل بها صندوق النقد الدولي؟

هذا سؤال الجميع تقريباً الذين يراقبون عمل وخطط حكومة اللون الواحد، ليس فقط بسبب غياب أي خطة إصلاحية فعلية واضحة، يمكن توقف النهب وتتجه إلى عملية إصلاح حقيقي، بل لأن الخبراء في صندوق النقد اضطروا قبل أسبوع إلى توسيع حلقة اتصالاتهم مع مسؤولين ماليين وسابقين، وخبراء في قطاعات اقتصادية حساسة ومصرفيين من ذوي الخبرة، وذلك بعدما وجدوا أنهم في مواجهة «تخبيص» يضعهم أمام 3 أرقام مقدّرة في سياق الخطة الاقتصادية هدراً وإنقاذاً، وهي:

أرقام تقدمها وزارة المالية، التي سبق لوزيرها السابق علي الخليل أن قال إن الخزينة فارغة تماماً «على الحديدة»، وأرقام تقدمها جمعية المصارف، التي طالما اعتمدت الدولة على ودائع الناس فيها للإنفاق، وأرقام المصرف المركزي، الذي تولى تغطية إصدارات «اليورو بوندز» لتغطية ديون الدولة.

رغم هذا يتحدث المسؤولون عن إيجابيات يلمسونها في التفاوض مع الدوليين، لكن هذا يبقى للاستهلاك المحلي، فماذا سيجري إذا قال هؤلاء إن الأبواب مقفلة، وفي أي حال عندما يتحدث هؤلاء إفراطاً في التفاؤل عن إمكان الحصول على 15 مليار دولار من صندوق النقد، يليها الحصول على 11 ملياراً من «أموال سيدر»، ينسون أمرين؛ أولاً الردّ على سؤال الصندوق المبدئي؛ إذا قدمنا لكم المليارات فكيف ستردونها؟ ومتى؟ وعلى أي أساس وخطط إصلاحية؟ وثانياً الردّ على السؤال المزمن لمؤتمر سيدر؛ أين هي الإصلاحات التي نُفّذت لتحصلوا على المليارات المرصودة لكم؟

هل من أجوبة واضحة عند الجانب اللبناني، قطعاً ليس هناك من أجوبة، ولن يكون ممكناً الحصول على أجوبة تفتح أبواب المليارات لسببين؛ أولاً كيف يمكن للذين صنعوا الإفلاس أن يصنعوا التعويم، وخصوصاً أنهم مستمرون في عمليات النهب والسرقة؟ وثانياً، وهو الأهم والأدقّ، عندما تشترط الدول الكبرى التي تمسك بقرار صندوق النقد، تنفيذ كل القرارات الدولية، وفي مقدماتها القرار 1701 الذي يدعو إلى نزع سلاح «حزب الله»، كيف يمكن أن يستمر الحلم بالحصول على دعم الصندوق، وخصوصاً في وقت يزداد فيه مضحكة الحديث عن «الخطة ب»، التي لن تغيّر هوية لبنان الاقتصادية والسياسية فحسب، بل ستحاول إلحاقه بتيار سوريا - إيران، اعتماداً على فرضية ضاربة في الوهم، وهي الرهان على البديل الصيني عن الأميركي الغربي؟!

كان من المضحك تماماً أن تقرع الدولة اللبنانية طبول ما سمّته يوماً تاريخياً عندما أعلنت «الخطة الإنقاذية» الاقتصادية، وسط تصريحات صادمة من الرئيسين ميشال عون وحسن دياب، التي دعت إلى تعاون جميع القوي السياسية والحزبية والفعاليات في البلد لإنجاح هذه الخطة، بما يعني القول صراحة؛ لا محاربة للفاسدين، وعفا الله عمّا مشى من النهب السياسي والسرقات والإهدار وإغراق البلاد في الانهيار والإفلاس، وهو ما زاد من ذهول خبراء الصندوق الدولي الذين لا يجدون طريقاً لخروج لبنان من الأزمة غير الانخراط في عملية إصلاح حقيقي تعيد هيكلة الدولة.

كان هذا الأسبوع حافلاً بالفضائح، عندما انفجرت أولاً قصة «الفيول» المغشوش الذي دفع شركة سونتراك الجزائرية التي تصدّر هذه المادة للبنان منذ عام 2005، إلى التهديد بمقاضاة لبنان بعدما تبيّن أن هناك في لبنان من يقوم بعمليات الغش، وأن 5 من وزراء التيار العوني الذي يتمسكون بقطاع الكهرباء، الذي كلّف الدولة 60 في المائة من دينها العام، أي ما يقارب 54 مليار ليرة، لم يتنبهوا كما قيل إلى هذه العمليات.

النائب ياسين جابر كان قد أعلن قبل أيام «أن الملف الأكثر وقاحة وهدراً هو الكهرباء، والمشكلة أننا مستمرون بمخالفة القوانين... ومن الضروري تغيير المسؤولين الذي يتعاطون بقطاع الكهرباء، وأن وزارة الطاقة يجب ألا تدير شركة الكهرباء، فهي وزارة وصاية فقط»، ولكن ذلك لا يعني شيئاً عندما يقف وزير، يوم الثلاثاء الماضي، في جلسة وزارية جددت العقد من «سونتراك» ليقول بالحرف: «إذا كانت المخالفة مستمرة منذ 2005 إلى اليوم، فهذا يعني أن كل وزراء الطاقة الذين كانوا يجددون العقد هم مسؤولون مباشرة عن هذا الملف»، ولكن رغم هذا تم تجديد العقد مع الشركة لمدة 3 أعوام، رغم أن الأمر مطروح أمام القضاء، ويهدد الجزائريون بمقاضاة لبنان بعدما تبيّن أن غش «الفيول» يتم على أيدي اللبنانيين من أصحاب المنافع وأزلام السياسيين طبعاً.

خاتمة الأسبوع كانت أكثر فضيحة وعيباً عندما تبيّن أن المازوت والبنزين والطحين، وهي مواد مدعومة من البنك المركزي، تهرّب إلى سوريا، وبكميات تتجاوز مليوني لتر في النهار، وهكذا عندما دعا الرئيس عون مجلس الدفاع الأعلى لمعالجة فلتان الحدود والتهريب، وأعلن المجلس أنه سيتشدد في العقوبات لمنع التهريب، لم يتردد اللأمين العام لـ«حزب الله» حسن نصر الله في الإعلان أنه لو انتشر كل الجيش اللبناني على الحدود، فلن يتوقف التهريب إلا من خلال التعاون والتفاهم مع النظام السوري!!

لا داعي إلى الحديث عن ذهول خبراء الصندوق الدولي من هذا، كان يكفيهم في اليوم الثاني تصريح الوزير محمد فنيش من «حزب الله»، بأن على الجهات الدولية ألا تتجاهل حدود دورها في لبنان، وألا تمس بسيادتنا وباستقرارنا، وتحت هذا السقف ندرس كيفية التعاطي «التقني» مع صندوق النقد الدولي!

مفهوم طبعاً، فصندوق النقد ليس مستعجلاً لدعم لبنان، وفق شروط «حزب الله»، ولهذا ليس كثيراً أن يتحدث جنبلاط عن ثورة الجوع المقبلة، وقد وصلت نسبة العاطلين عن العمل إلى أكثر من 55 في المائة، والصراخ الشعبي في الشارع؛ الموت بـ«كورونا» أشرف من الموت بالجوع… مفهوم!

 

دور الأهل والأحباء والأعزاء

سمير عطا الله/الشرق الأوسط/23 أيار/2020

اعتدت منذ البداية أن أسأل رئيس التحرير حول نوعية المواضيع والقضايا التي لها ردود حسنة عند القراء، خصوصاً إذا طال وكثر الكلام عن موضوع ما، كما هو موضوع «كورونا» اليوم. وعندما اخترت سلسلة «مغيرون في التاريخ» لشهر رمضان، كان ذلك بعد أن أبلغني رئيس التحرير العزيز أنه يرجح أن القارئ يبحث عن مواضيع أخرى، بعدما احتكر «كورونا» كل كلام وعنوان وفكرة. ولقد امتثلت بكل قناعة ومهنية. لكنني مع العيد السعيد، لديّ سطور أعتقد أنها مناسبة، ولا بد من ضمها إلى التمنيات لكل عزيز وصديق وطيب وصاحب فضل وخير ومودة وحق بالوفاء. أولاً: لقد نظر العالم أجمع إلى «كورونا» على أنه الكارثة البشرية الأكثر لؤماً وخبثاً؛ لا تحديد لها ولا لقاح ولا علاج.

لم يتطلع أحد منا إلى الرحمة في الكارثة: إن مجرد الهروب منها حماية، غسل اليدين حماية، كمامة بسيطة كمثل الكوفية التي يسدلها أهل الصحراء على وجوههم في البرد والغبار حماية، التباعد حماية، تجنب التجمعات والحشود حماية، الامتناع عن مشاهدة برامج رامز جلال حصانة.

لماذا لم نقل منذ البداية إن قرارات صغيرة، غير مكلفة فردياً، كافية لرد هول كثير من الكاسحة الكبرى. صحيح أنها قرارات «مزعجة»، وهو مصطلح دبلوماسي يفلق الصخر، فقد وصف المندوب الأممي في سوريا، المستر بيدرسون، وجود مرتزقة سوريين في حرب ليبيا بأنه أخبار «مزعجة». لَه... لَه يا بيدرسون يا حنون يا مؤدب يا مهذب يا جابر الخواطر. وجود 9 آلاف سوري يقاتلون مع تركيا في ترهونة وغريان وطبرق، أخبار «مزعجة». إليك الحل الأكثر لطافة: ارفع فوق الجبهة لافتات مكتوباً عليها «رجاء عدم الإزعاج». D.D. يسمونها في الفنادق رجاء.

نعيش في زمن يشمل فيه الخوف الدبلوماسيين الذين لا يمكنهم وصف جيوش المرتزقة العرب الذين يقاتلون عرباً في بلدهم بقيادة عسكري تركي بأكثر من إزعاج، كأن تقول طنين ذبابة عطل بيدرسون عن قيلولة بعد الظهر.

دعنا نعُد إلى أجواء العيد وفضاءات الرحمة وعالم القلوب الكبيرة. إنني في مثل هذه المناسبات، وفي كل يوم وفي كل لحظة، أفكر خصوصاً بالأحباء والأعزاء. الأول هو اسم العلم الذي اقترحه بديلاً عن «ذوي الحاجات الخاصة»، والثاني هو اسم العلم لنزلاء المصحات النفسية: مستشفى الأعزاء! وليس «مستشفى الأمراض العقلية». وأما ما نسميه «مأوى العجزة» أو «دور المسنين»، فالرجاء استبداله ليكون باسم أكثر بساطة: «دور الأهل». اللغة العربية أرحب من قاموس بيدرسون.

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

الرئيس عون بعيدي الفطر والتحرير: نحن شعب يختلف في السياسة لكن يجمع على الوطن

وطنية - السبت 23 أيار 2020

هنأ رئيس الجمهورية العماد ميشال عون اللبنانيين عموما ولا سيما المسلمين، بعيد الفطر المبارك، متمنيا أن يحمل العيد إليهم، بما ينطوي عليه من معان سامية وقيم دينية وإنسانية، الأمل بغد مشرق وقد تحققت أمانيهم بوطن على قدر طموحاتهم وتضحياتهم.

وقال: "يحل العيد هذه السنة في وقت يجتاز فيه لبنان مرحلة صعبة اشتدت وطأتها بفعل وباء كورونا الذي تفشى في العالم أجمع، مبعدا مساحات التلاقي، مثيرا مزيد من القلق بعد تزايد أعداد المصابين به". أضاف: "أتوجه اليوم بصورة خاصة إلى كل لبناني منعته الظروف الصعبة وتفشي هذا الوباء من الاحتفال ببهجة العيد مع الأهل والأحباء والأصدقاء بالقول إنني أشاطركم ما تشعرون به من أسى، سواء أكنتم في الحجر أو في المستشفى، وأشد على أياديكم، واثقا بأن العزم الذي فيكم قادر على التغلب على أقسى الظروف".

وتابع: "فلنجعل هذا العيد جميعا مناسبة لنضم قلوبنا إلى بعضنا ونشبك أيادينا، مثبتين لأنفسنا وللعالم أننا شعب نستحق الحياة، ما دمنا نملك إرادة التغلب على صعابها أيا كانت، وهي لن تضعف عزيمتنا في المضي قدما نحو آفاق المستقبل الذي نريده زاهرا لشبابنا وشيبنا. بذلك تتكلل تضحياتنا جميعا بالنجاح ونستحق وطنا، مواعيد التلاقي فيه هي مواعيد أعيادنا الدينية والوطنية التي جعلناها دوما مشتركة". وختم: "من هذا القبيل، ليس من صدفة أن يتلاقى عيد الفطر المبارك هذا العام مع عيد المقاومة والتحرير، ليؤكد لنا هذا التلاقي أن الوطن الذي بذلت من أجل منعته أغلى التضحيات هو العيد الدائم لنا. ونحن شعب يختلف في السياسة لكنه يجمع على الوطن، وهو قادر دوما على مجابهة التحديات والانتصار على المخاطر، ليثبت أنه ضنين بالأرض التي أنجبته ومستحق لها وقد رواها بأغلى دماء شبابه ليصون وحدتها وكرامتها".

من جهة أخرى، أبرق الرئيس عون الى قادة الدول العربية والإسلامية مهنئا بعيد الفطر المبارك، متمنيا لهم ولشعوبهم الخير والسلام.

 

أمل والشيوعي في النبطية: حادث كفررمان فردي وليس له طابع سياسي

وطنية - السبت 23 أيار 2020

عقد في مقر قيادة إقليم الجنوب في حركة "أمل" في النبطية، لقاء مشترك، بين قيادين من حركة "أمل" وآخرين من الحزب "الشيوعي اللبناني"، وحضره المسؤول التنظيمي في إقليم الجنوب في الحركة الدكتور نضال حطيط، مسؤول منطقة النبطية في "الشيوعي" المهندس حاتم غبريس. وبعد الاجتماع، أكد الجانبان أن "ما جرى في كفررمان، هو حادث فردي، لا طابع سياسيا له، وهو قيد المعالجة والمتابعة من الجهات المختصة"، معربين عن احترامهما ل"حرية التعبير وإبداء الرأي للجميع، تحت سقف القانون، وعلى قاعدة أن الخلاف في الرأي لا يفسد في الود قضية".

كما شددا على "رفض التطاول على الرموز الوطنية، تحت أي ذريعة من الذرائع".

 

بعد 20 عاماً..لحود يكشف مخطط القضاء على حزب الله!

ليبانون ديبايت/السبت 23 أيار 2020 

شدد رئيس الجمهورية السابق العماد اميل لحود على أنَّ الموضوع الأهم في ما خص حزب الله، والذي لا يأتي على ذكره أحد ممن كتب تاريخ الحزب حتى الآن، ولم يُذكر في أي مقالة أو إطلالة إعلامية، اين كان التحوّل الجذري في مكمن قوة المقاومة؟.

وبما أنَّ التاريخ يدلّ على المستقبل، أكد الرئيس لحود ضرورة ان يعرف الجيل الجديد ماذا حدث في "معركة تصفية الحساب" في العام 1993.

وقال: على اثر عملية قامت بها المقاومة، باشر العدو الإسرائيلي بالإعتداء على لبنان لمدة اسبوع وخلال هذا الوقت، كان رئيس الوزراء اللبناني رفيق الحريري، كعادته عندما يشعر بالخطر، وطوال مدة العدوان يسكن في منزله في دمشق.

وتابع: عند انتهاء العدوان عاد الحريري الى بيروت وارسل بطلبي على عجل قائلاً: "أخيراً أقتنعت الدولة السورية بضرب حزب الله، وانا أحمل لك رسالة من القيادة السورية لضرب حزب الله غداً صباحاً، وانت غير مسؤول لأن قراراً من مجلس الامن سيصدر مساءً لقوات الطوارئ بأن يسيروا أمامك ويقومون بتنظيف الجنوب من حزب الله، والجيش اللبناني يتسلم السلاح الذي تصادره قوات الطوارئ من حزب الله، وعلى طريقك احرق ايّ مسلح يظهر بقاذفة اللهب، وكذلك تخلص من الجبهة الشعبية في الناعمة بقاذفة اللهب".

وأضاف الحريري متوجهاً للعماد لحود يومها كقائد للجيش:"غداً صباحاً عند الساعة العاشرة، سيعقد اجتماع المجلس الاعلى للدفاع وانت ستكون حاضراً وسيصدر القرار بضرب المسلحين، اي حزب الله.وبما أنك نجحت في قيادة الجيش، وعندما تنفذ هذا الأمر ستنتخب رئيساً للجمهورية في العام 1995".

واعلن الرئيس لحود أن جوابه الفوري كان حينها:"ضميري لا يسمح لي أن أضرب لبنانيين يريدون العودة الى بيوتهم واسرائيل تحتل أرضهم"، فرد الحريري: "اذا كنت تريد التأكّد فراجع رئيس الأركان السوري وهو يؤكد لك الأمر". فعندها كان جواب لحود: "فتشوا عن غيري"، فأردف الحريري: "غداً يعين قائد جديد للجيش غيرك".

ويروي الرئيس لحود تفاصيل تلك الليلة قائلاً: "عندالساعة الثانية عشرة ليلاً من اليوم نفسه بتوقيت بيروت، كانت الساعة الخامسة بعد الظهر بتوقيت نيويورك، اتصل بي الرئيس الحريري وابلغني بصدور قرار في مجلس الأمن الدولي، وقال: معي على الخط الأمين العام بطرس غالي ويريد أن يتكلم معك" فكان جواب لحود: "قلت لك أنا لن أنفذ ولا أريد أن اكلم غالي، فقال الحريري: "غداً اجتماع المجلس الأعلى للدفاع وانت مجبر على الحضور"، فرد لحود: "لن أحضر الاجتماع فأنا غير مجبر على الحضور لأنه عند صدور القرار لن أكون قائداً للجيش".

وتابع الرئيس لحود كشف الوقائع مضيفاً: "في صباح اليوم التالي، عند حضوري الى مكتبي تفاجأت بإجتماع قائد القوات الدولية مع أركانه مع مدير المخابرات ميشال الرحباني والمساعد الأول جميل السيد، وكانوا بإنتظاري وقد جهزوا الخريطة التي تشرح كيف ستنفذ قوات الطوارئ الدولية القرار بالتنسيق مع الجيش اللبناني، وقال لي قائد القوات الدولية بما أنه لا وقت لدينا والقرار سيصدر الساعة العاشرة في المجلس الأعلى للدفاع، سنشرح لكم كيف سننفذ العملية، فقلت له أنا ابلغت رئيس الوزراء أني لن أنفذ ولذلك انتظروا حتى يعين قائد جديد للجيش عندها اشرحوا له كيفية التنفيذ، وبعد خمسة عشر دقيقة، وبحضور الجميع اتصل بي وزير خارجية لبنان وكلمني عبر سبيكرفون قائلاً: القرار أُتخذ وعليك أن تنطلق مع قوات الطوارئ وأن تتخلص من المسلحين بالصواريخ، فأجبته: لماذا أنت وزير الخارجية من يكلمني وليس وزير الدفاع، هل هو خائف؟ فأجاب سأعطيك وزير الدفاع لإعطائك الأمر، فأجبته: لا لزوم، عيب عليكم، أنا تركت الجيش، وخرجت من مكتبي".

واشار الرئيس لحود الى ان العميد جميل السيد، الذي كان صلة الوصل مع السوريين، اتصل به بعد اربع ساعات وأخبره بالا يستقيل من قيادة الجيش لأن الرئيس حافظ الأسد يريد ان يتعرف عليه. وتابع الرئيس لحود: "بعد يومين استقبلتني القيادة السورية على الحدود ورافقوني في زيارة نصب الجندي المجهول وتلى ذلك إستعراض عسكري أقيم على شرفي وغداء مع العماد حكمت الشهابي والقيادة السورية وعشاء مع الوزير طلاس على شرفي ايضاً. وفي صباح اليوم التالي، استقبلني الرئيس حافظ الأسد وكانت المرة الاولى التي ألتقيه فيها. شرح لي مطولاً العلاقات بين سوريا ولبنان على أساس دولتين وشعب واحد، وبعدها سألني: الدولة اللبنانية والدولة السورية ومجلس الأمن أعطوك أمراً بأن تضرب المسلحين وأنت رفضت؟ فأجبته: اسمح لي ان اشرح لك تربيتي، فقال: تفضل، فأجبت: منذ ولادتي وانا اتذكر الوالد وهو يقول لي: حياتك لا شيء أمام ضميرك وكرامتك، لذلك رفضت لأني اذا نفذت هذا الأمر أخسر الإثنين معاً، فأبتسم الرئيس حافظ الأسد وقال: فعلت خيراً، أنا كلفت بالملف اللبناني مسؤولين بعقلية المسؤولين اللبنانيين ليتفاهموا مع بعضهم البعض. وأكد لي بأنه لم يكن على بينة من قرار ضرب المقاومة، ثم تطرّق الحديث الى الوالد وتاريخه".

واضاف الرئيس لحود: "آنذاك لولا وجود الرئيس حافظ الأسد كانت القوات الدولية مع الجيش اللبناني أنهت المقاومة ولم يكن لحزب الله القدرة على الصمود أكثر من ساعتين لأنه لم يكن يملك سلاحاً ثقيلاً ولا صواريخ ولا بيئة حاضنة، وايضاً لأنه آنذاك كان هناك إقتتال دائم في العائلة الواحدة، أي حركة أمل وحزب الله". وتابع الرئيس لحود: "على الأجيال الجديدة أن تعلم أنه لو لم يكن هناك قيادة ورجال مستعدين للموت لأجل الأرض، وقرار الرئيس حافظ الأسد بالوقوف الى جانب المقاومة، لما تم التحرير وكانت اسرائيل في بيروت كما فعلت سنة 1982".

وختم: "وصيتي للجيل الجديد، عندما يكون الإنسان على حق، ويواجه من اجل حقه، لا أحد يستطيع التغلب عليه، ليس فقط في مقاومة العدو الإسرائيلي بل وكذلك مقاومة الحرامية في لبنان".

 

/New A/E LCCC Postings for todayجديد موقعي الألكتروني ل ليوم 23-24 أيار/2020

رابط الموقع
http://eliasbejjaninews.com

الياس بجاني: التعرض للصحافي بشير أبو زيد مستنكر ويندرج في أطار الممارسات الإرهابية والقمية والميليشياوية/فيما كان الإستاذ نبيه رئيس المجلس يهاجم السياديين والشرفاء الذين يطالبون بالفيدرالية ويبشر بالعفة الوطنية، كان الإستاذ الميليشياوي عن طريق شبيحته يعتدي بالضرب المبرح على الصحافي بشير أبو زيد

http://eliasbejjaninews.com/archives/86482/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d8%aa%d8%b9%d8%b1%d8%b6-%d9%84%d9%84%d8%b5%d8%ad%d8%a7%d9%81%d9%8a-%d8%a8%d8%b4%d9%8a%d8%b1-%d8%a3%d8%a8%d9%88-%d8%b2%d9%8a/

 

موقف العماد ميشال من ما يسمى زوراً “تحرير الجنوب” يوم كان لا يزال في القاطع السيادي واللبنانوي والإستقلالي. عنوان المقالة التي كتبها  في فرنسا في 27 أيار 2000 هو: “متى التحرير” مع ترجمة لها للإنكليزية

متى التحرير/بقلم العماد ميشال عون/النشرة اللبنانية/الجمعة 27/5/2000- العدد 150

When Is The Liberation?/By: General Michel Aoun/Translated by: Elias Bejjani

http://eliasbejjaninews.com/archives/86458/%d9%85%d9%88%d9%82%d9%81-%d8%a7%d9%84%d8%b9%d9%85%d8%a7%d8%af-%d9%85%d9%8a%d8%b4%d8%a7%d9%84-%d9%85%d9%86-%d9%85%d8%a7-%d9%8a%d8%b3%d9%85%d9%89-%d8%b2%d9%88%d8%b1%d8%a7%d9%8b-%d8%aa%d8%ad%d8%b1/

 

محور الممانعة وحزب الله الإرهابي ونظام الأسد الكيماوي هم نقيض كل ما هو لبنان ولبناني وحضارة وإنسانية وحقوق.

الياس بجاني/23 أيار/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/86437/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d9%85%d8%ad%d9%88%d8%b1-%d8%a7%d9%84%d9%85%d9%85%d8%a7%d9%86%d8%b9%d8%a9-%d9%88%d8%ad%d8%b2%d8%a8-%d8%a7%d9%84%d9%84%d9%87-%d8%a7%d9%84/

دون ذمية أو مواربة فإن محور نفاق ودجل ما يسمى مقاومة وممانعة الذي اخترعه الملالي خدمة لمشروعهم التوسعي والمذهبي والدكتاتوري والإرهابي يستعمل رايات تحرير القديس ويومها ورمي اليهود في البحر للنفاق والدجل.

فلسطين في ثقافتهم المرّيضة والواهمة هي سلعة تجارية لا أكثر ولا أقل.

 

أهلاً بكم في جمهورية الناقورة/20 عاماً على 25 أيار… خافوا من البحر الهادئ!

نوال نصر/نداء الوطن/23 أيار/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/86448/%d9%86%d9%88%d8%a7%d9%84-%d9%86%d8%b5%d8%b1-%d8%a3%d9%87%d9%84%d8%a7%d9%8b-%d8%a8%d9%83%d9%85-%d9%81%d9%8a-%d8%ac%d9%85%d9%87%d9%88%d8%b1%d9%8a%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d9%86%d8%a7%d9%82%d9%88%d8%b1%d8%a9/

 

Four Articles & Reports From The Jerusalem Post Addressing The Israeli Withdrawal From S.Lebanon 20 Years Ago

مقالات وتقارير أربعة من الجيرازالم بوست تتناول ذكرى ال 20 سنة للإنسحاب الإسرائيلي من جنوب لبنان

http://eliasbejjaninews.com/archives/86450/five-articles-reports-from-the-jerusalem-post-addressing-the-israeli-withdrawal-from-s-lebanon-20-years-ago-%d9%85%d9%82%d8%a7%d9%84%d8%a7%d8%aa-%d9%88%d8%aa%d9%82%d8%a7%d8%b1%d9%8a%d8%b1-%d8%ae/

* Twenty years after the IDF left Lebanon, the memories are flooding back

Anna Ahronheim/Jerusalem Post/May 23/2020

جيرازالم بوست/ ذكريات بعد بعد 20 عاماً على مغادرة الجيش الإسرائيلي لبنان

*Twenty years out of Lebanon: The war with no name that would never end

Arieh O’ Sullivan/Jerusalem Post/May 23/2020

جيرازالم بوست/ بعد 20 سنة على الخروج من لبنان..حرب لا اسم لها ولن تنتهي أبداً

*Twenty years after Lebanon withdrawal: Return to the abyss

Seth J.Frantzman/Jerusalem Post/May 23/2020

جيرازالم بوست/ العودة إلى الهاوية بعد الإنسحاب الإسرائيلي من جنوب لبنان

*A four-month coincidence? The Lebanon withdrawal and the Second Intifada

Herb Keinonerusalem Post/May 23/2020

صدفة الشهور الأربعة…الإنسحاب من لبنان والإنتفاضة الثانية

 

الموت بـ«كورونا» أم بالجوع؟!

راجح الخوري/الشرق الأوسط/23 أيار/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/86478/%d8%b1%d8%a7%d8%ac%d8%ad-%d8%a7%d9%84%d8%ae%d9%88%d8%b1%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d9%85%d9%88%d8%aa-%d8%a8%d9%83%d9%88%d8%b1%d9%88%d9%86%d8%a7-%d8%a3%d9%85-%d8%a8%d8%a7%d9%84%d8%ac%d9%88%d8%b9%d8%9f/