LCCC/ المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة الأخبار العربية ليوم 21 آيار/2019

اعداد الياس بجاني

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/eliasnews19/arabic.may21.19.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

أَنَّ الَّذي يُقَدِّسُ والمُقَدَّسِينَ كِلَيْهِمَا مِنْ أَصْلٍ وَاحِد. لِذلِكَ لا يَسْتَحْيِي أَنْ يَدْعُوَهُم إِخْوَة. فيَقُول: «سَأُبَشِّرُ بِٱسْمِكَ إِخْوَتي، وفي وَسَطِ الجَماعَةِ أُنْشِدُ لَكَ

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياته

الياس بجاني/رابط مقالتي المنشورة اليوم في جريدة السياسة/المقاومة الاقتصادية شعارٌ نفاقي للتعمية على احتلال حزب الله

الياس بجاني/بنديرة "المقاومة الاقتصادية" شعار نفاقي للتعمية على احتلال حزب الله

 

عناوين الأخبار اللبنانية

نقلاً عن موقع المقاومة اللبنانية: جوزيف الزريعي والدمعة الصامتة

ساترفيلد يزور بري والحريري وباسيل ... تقدم في مساعي ترسيم الحدود

بعد شتمه بري... إخلاء سبيل عدنان فرحات

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الاثنين 20/05/2019

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الاثنين في 20 ايار 2019

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

جبهة رفض مسيحية ثلاثية في مواجهة قانون انتخــاب يمسّ بالميثاقيــة

بكركي والقوات والتيار مع التطوير: التمثيل الصحيح مسلّمة لا تخضع للنقاش

"قرنة شهوان" جديدة عابرة للطوائف تبصر النور قريباً

د.توفيق هندي: تجمّع سيادي لإطلاق معركة "الاستقلال الثالث"

نوفل ضو: لا زلنا في مرحلة التداول وليس هناك أي صيغة تنفيذية بعد

أزمة المتقاعدين: كباش بين باسيل وروكز.. من يكسر الآخر؟

لبنانيون غاضبون يحاولون اقتحام مقر الحكومة رفضا للموازنة المتقشفة

عون يتلقى دعوة خادم الحرمين للقمة الإسلامية ويكلف الحريري تمثيل لبنان

احتفال الجاهلية السبت... هل هو نواة تحالف المعارضة الدرزية؟

جعجع يبحث مع "اللبنانية للانتشار" فـــي خطة عملها: تطبيق قانون استعادة الجنسية وتسجيل الولادات والزيجات

"سيدة الجبل": للتشدد فــي تطبيق النأي بالنــفس/الحكومة غير جدية في إصلاحات الموازنة ونقاشاتها

أبو حمزة الخارجي والفرقة التاسعة اللبنانية/د. أحمد خواجة /لبنان الجديد

السّكر على وجه الطّبق لا يخفي السُمَّ في متنه/د-حارث سليمان/جنوبية

إيران والحرب/توفيق شومان

أيوب وافق على استقالة انطونيوس “إثر تهديده” وكلف جنان الخوري بمهام مديرة “الحقوق”

بعد عقدين باسيل يطمح إلى تحرير الاتحاد العمالي العام من سطوة بري

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

سيناتور جمهوري: إيران وراء الهجمات والتهديدات الأخيرة

 ترمب: لم نسع إلى التفاوض مع إيران

الجامعة العربية: عممنا دعوات قمة مكة لكل الدول العربية

تدمير صاروخين باتجاه مكة وجدة ودوريات “التعاون” تؤمّن الخليج

القمتان الطارئتان رسالة سلام وحزم لإيران... والجامعة العربية وزعت الدعوات... وقطر أكدت عدم دعوتها

بريطانيا: ننصح إيران بأن لا تقلل من شأن تحذيرات واشنطن

أبراهام لينكولن تبدأ تدريبات ببحر العرب رداً على إيران

الحرس الثوري: بإمكاننا تصعيد عملياتنا أكثر مما هي حاليا

إيران ترفع كمية إنتاج اليورانيوم المخصب لأربعة أضعاف

سفير الإمارات: الجالية اللبنانية في أحسن حال

السعودية {جاهزة لكل الاحتمالات} للتصدي لعدوانية إيران/الوقاع: طهران لن تستطيع المواجهة العسكرية وستنحني للعاصفة

قانونياً.. هذه خيارات ترمب لحظر جماعة الإخوان

الشرعية: القرارات الأممية بالنسبة لغريفثس "حبر على ورق"

قائد الجيش الجزائري يتمسك بإجراء الانتخابات كمخرج للأزمة

البيت الأبيض يدعو إلى {ورشة عمل} في البحرين لإعلان الشق الاقتصادي من خطته للسلام لن تتطرق إلى القضايا السياسية... و8 دول {تستفيد من الفرص} مع الفلسطينيين

الأمن المصري يقتل 12 إرهابياً رداً على استهداف حافلة سياحية

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

التصعيد في مياه الخليج والصفقة "حدود إسرائيل"/علي الأمين/العرب

حزب الله»... وزراعة «الحشيشة»/راكيل عتيِّق/جريدة الجمهورية

من أمر العسكريين المتقاعدين باحتلال اعتصام الأساتذة واقتحام السراي/وليد حسين/المدن

بين برّي وباسيل.. هل ينهار الاتحاد العمالي العام/خضر حسان/المدن

أبعد من الموازنة: باسيل يخسر الجيش بمعركة الرئاسة/منير الربيع/المدن

مفاوضات ساترفيلد: فصل النفط عن سلاح حزب الله/منير الربيع/المدن

أقبح الانهيارات… يحدث/نبيل بومنصف/النهار

يا ليتَ الحِيادَ يعودُ يومًا/سجعان قزي/الجمهورية

البطريرك صفير في تاريخ لبنان تجربة إستثنائية زاوجت الديني بالسياسي/نقولا ناصيف/بيروت انسايت

البذيء الملعون/سناء الجاك/النهار

هستيريا "القضايا" التافهة/عقل العويط/النهار

التهريب على الحدود مع سوريا يفتك بالاقتصاد اللبناني/آلاف الدولارات يتقاضاها السماسرة يومياً… وأرباح الطماطم تفوق المخدرات/سناء الجاك/الشرق الأوسط

 من يقدر على جبران؟/حسن صبرا/مجلة الشراع

"صفقة القرن" إيرانية أميركية لا عربية اسرائيلية وتشمل لبنان/منير الربيع/المدن

أميركا والسعودية وإيران و«الانقلاب الكبير»/غسان شربل/الشرق الأوسط

إعادة الانتشار والخيار الوحيد لإيران/سلمان الدوسري/الشرق الأوسط

إيران... أين المفرّ؟/مشاري الذايدي/الشرق الأوسط

طبول المفاوضات بين «أميركا أولاً» و«إيران أولاً»/سام منسى/الشرق الأوسط

إيران بين خيارين... إما الخضوع أو الكارثة/فهد سليمان الشقيران/الشرق الأوسط

صدمة أستراليا السياسية وأصداء من أوهايو إلى لندن/دانيال موس- ديفيد فيكلينغ/الشرق الأوسط

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

رئيس الجمهورية تلقى دعوة من العاهل السعودي الى القمة الاسلامية وعرض الأوضاع العامة مع زواره

الجراح بعد انتهاء مجلس الوزراء: سنعقد غدا الجلسة الاخيرة ولم يتم المس بالرواتب ونسبة العجز بحدود ال 7,6%

بري إستكمل بحث ترسيم الحدود مع ساترفيلد واستقبل لاسن ووفدا من حماس

الحريري إستقبل ساترفيلد وبحثا في المستجدات محليا واقليميا

ساترفيلد التقى باسيل وغادر من دون الادلاء باي تصريح

قاسم عرض مع كوبيش التطورات محليا واقليميا وحمل أميركا واسرائيل مسؤولية التصعيد والتوتر في المنطقة

 

في أسفل تفاصيل النشرة الكاملة

الزوادة الإيمانية لليوم

لأَنَّ الَّذي يُقَدِّسُ والمُقَدَّسِينَ كِلَيْهِمَا مِنْ أَصْلٍ وَاحِد. لِذلِكَ لا يَسْتَحْيِي أَنْ يَدْعُوَهُم إِخْوَة. فيَقُول: «سَأُبَشِّرُ بِٱسْمِكَ إِخْوَتي، وفي وَسَطِ الجَماعَةِ أُنْشِدُ لَكَ

الرسالة إلى العبرانيّين02/من05حتى12/:”يا إخوَتِي، إِنَّ اللهَ لَمْ يُخْضِعْ لِلمَلائِكَةِ العَالَمَ الآتي الَّذي نَتَكَلَّمُ عَنْهُ. وقَد شَهِدَ أَحَدُهُم في مَوضِعٍ مِنَ الكِتَابِ قَال: «ما الإِنْسَانُ حَتَّى تَذْكُرَهُ؟ وٱبْنُ الإِنْسَانِ حَتَّى تَفْتَقِدَهُ؟ نَقَصْتَهُ عنِ المَلائِكَةِ قَلِيلاً، وبِالمَجْدِ والكَرَامَةِ كَلَّلْتَهُ.وأَخْضَعْتَ كُلَّ شَيءٍ تَحْتَ قَدَمَيْه!». فَبِإِخْضَاعِهِ لَهُ كُلَّ شَيء، لَمْ يَتْرُكْ شَيْئًا غَيْرَ خَاضِعٍ لَهُ. والحَالُ فإِنَّنَا لا نَرَى بَعْدُ أَنَّ كُلَّ شَيءٍ قَدْ أُخْضِعَ لَهُ. أَمَّا الَّذي نَقَصَ عَنِ الْمَلائِكَةِ قَلِيلاً، فَهُوَ يَسُوع، الَّذي نَرَاهُ مُكَلَّلاً بِالمَجْدِ والكَرَامَة، لأَنَّهُ قَاسَى المَوت. وهكَذَا بِنِعْمَةِ اللهِ ذَاقَ المَوْتَ مِنْ أَجْلِ كُلِّ إِنْسَان. وقَد كَانَ يَليقُ بِاللهِ الَّذي كُلُّ شَيءٍ مِن أَجْلِهِ، وكُلُّ شَيءٍ بِهِ، وهُوَ الَّذي يَقُودُ إِلى المَجدِ أَبْنَاءً كَثِيرِين، أَنْ يَجْعَلَ يَسُوعَ رائِدَ خَلاصِهِم كَامِلاً بِالآلام. لأَنَّ الَّذي يُقَدِّسُ والمُقَدَّسِينَ كِلَيْهِمَا مِنْ أَصْلٍ وَاحِد. لِذلِكَ لا يَسْتَحْيِي أَنْ يَدْعُوَهُم إِخْوَة. فيَقُول: «سَأُبَشِّرُ بِٱسْمِكَ إِخْوَتي، وفي وَسَطِ الجَماعَةِ أُنْشِدُ لَكَ».”

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياته وتغريدات متفرقة

الياس بجاني/رابط مقالتي المنشورة اليوم في جريدة السياسة

الياس بجاني/المقاومة الاقتصادية شعارٌ نفاقي للتعمية على احتلال حزب الله/20 أيار/2019/اضغط هنا أو على الرابط في أسفل

http://al-seyassah.com/%d8%a7%d9%84%d9%85%d9%82%d8%a7%d9%88%d9%85%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%a7%d9%82%d8%aa%d8%b5%d8%a7%d8%af%d9%8a%d8%a9-%d8%b4%d8%b9%d8%a7%d8%b1%d9%8c-%d9%86%d9%81%d8%a7%d9%82%d9%8a-%d9%84%d9%84%d8%aa%d8%b9/

 

بنديرة "المقاومة الاقتصادية" شعار نفاقي للتعمية على احتلال حزب الله

الياس بجاني/19 أيار/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/75029/%D8%A7%D9%84%D9%8A%D8%A7%D8%B3-%D8%A8%D8%AC%D8%A7%D9%86%D9%8A-%D8%A8%D9%86%D8%AF%D9%8A%D8%B1%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%82%D8%A7%D9%88%D9%85%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%A7%D9%82%D8%AA%D8%B5%D8%A7%D8%AF/

إن الواجب الوطني يقضي بضرورة الاعتراف أقوالاً وأفعالاً بواقع الاحتلال الإيراني المعاش على أرض الواقع والمعانات في وطن الأرز.

الالتزام بهذا الواجب هو فقط وفقط معيار الصدق الوحيد  (litmus paper test)لكل عامل في الشأن العام والاجتماعي والحزبي والسياسي اللبناني أكان في مواقع الحكم أو خارجه.

هذا المعيار الوطني يلزم كل سيادي واستقلالي وكياني لبناني الإقرار علناً ودون مواربة أو ذمية أو رمادية بأن وطن الأرز هو بلد محتل، وبأن المحتل هو حزب الله الإيراني.

من هنا فإن المقاومة الحقيقية يجب أن تكون مقاومة شجاعة وصادقة لهذا الاحتلال، وليس تغطيته وخلق الأعذار والحجج لتقويته واستمراره والتعايش معه.

إذا المرض الأساس في لبنان هو مرض الاحتلال الإيراني، وهو مرض سرطاني ومدمر ولاغي ومناقض لكل ما هو لبنان ولبناني من دستور وتعايش ودور حضاري وثقافي وتضحيات شهداء وهوية وتاريخ.

هذا الواقع الإحتلالي والمأساوي يتطلب فرز القمح عن الزوؤان، أي التفريق بين المقاوم الحقيقي للاحتلال والذي لا يريد شيئاً لنفسه، وبين من يغطيه ويضرب بسيفه طمعاً بسلطة ومواقع ومال مقابل التنازل عن السيادة والاستقلال والقبول بدور الطروادي والإسخريوتي.

في هذا السياق لا بد من تعرية نفاق وحربائية أولئك الحكام والسياسيين والأحزاب الرافعين حالياً بنديرة "المقاومة الاقتصادية" والتعامي عن سابق تصور وتصميم عن واقع سرطان احتلال حزب الله الإيراني.

الهم الاقتصادي وعلى أهميته المعيشية القصوى لا يجب أن يكون مقاومة بمفهوم "المقاومة والممانعة" الإرهابية والملالوية التي يتلحف بعباءتها حزب الله ومن خلالها يسوّق بالقوة والإرهاب لوهم مشروع الإمبراطورية الإيرانية التوسعي والمذهبي.
إذاً، المرض السرطاني الذي يفتك بلبنان وبشعبه وبكيانه هو الاحتلال الإيراني، وبالتالي المقاومة الوحيدة يجب أن تكون في مواجهته بهدف التخلص منه وتحرير لبنان.

أما التردي الاقتصادي وعلى أهميته المعيشية ليس هو العلة الأساس، بل هو عارض من أعراض مرض الاحتلال، ولهذا فإنه من الغباء والجهل إلهاء الناس به بهدف التعمية والتشويه.

في الخلاصة، فإن إلهاء الناس ببنديرة "المقاومة الاقتصادية" هو عمل ترقيعي وتعموي هدفه تغطية مرض الاحتلال عن سابق تصور وتصميم.
هذا التوجه مرفوض ومن الواجب تعرية أهداف ومرامي كل الذين يسوّقون له.

يبقى بأن العلاج الوحيد لمرض الاحتلال يمكن في مقاومته ورفضه وعدم الرضوخ والاستسلام له تحت أي حجة للتعايش "المصلحي" معه وتشريعه، والأهم هنا الضرورة المقدسة لتعرية وعزل ورذل كل من يغطيه ويحميه من الحكام والأحزاب والسياسيين.

لا وألف لا لكذبة بنديرة "المقاومة الاقتصادية" التعموية، ونعم وألف نعم لمقاومة احتلال حزب الله.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

رابط موقع الكاتب الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

عنوان الكاتب الالكتروني

phoenicia@hotmail.com

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

نقلاً عن موقع المقاومة_اللبنانية: جوزيف_الزريعي_والدمعة_الصامتة

 مع بداية المعارك في زحلة في ٢ نيسان من العام ١٩٨١ توجّهت إلى جبهة عيون السيمان عدداً من دبابات ال"سوبر شيرمان" من قيادة سلاح المدرعات في الأشرفيّة للمشاركة في الدفاع عن تلك الجرود وتأمين طريق التموين الوحيدة للمدينة المحاصرة، كانت الثلوج في تلك السنة كثيفة جدّاً والطريق العسكرية إلى خطّ الجبهة على تلال"شير الوردة" المشقوقة حديثاً تمرّ حتماً ب"مناسف"(بقعة تتجمّع فيها الثلوج بكثافة كبيرة) يبلغ إرتفاع الثلج فيها على جانبي الطريق أكثر من خمسة أمتار.

كنّا أربعة في الدبابة(هو عدد أفراد الطاقم) مضطرّين للنوم بداخلها كلّ في مكانه لعدم توفّر مكان للنوم خارجها، وبالتالي لا إمكانية أبداً لإستعمال أية وسيلة من وسائل التدفئة في داخلها. وفي الليل تنخفض حرارة التدريع الحديدي للدبابة متأثّراً بالحرارة المتدنيّة في الخارج، لنكون وكأنّنا موجودون في ثلّاجة، وكنّا مضطرّين أيضاً لتشغيل محرّك الدبابة بفترات متقاربة لكي لا يصاب بعطل ناتج أيضاً عن تدنّي الحرارة، وسرعة الهواء داخل الدبابة الناتج عن المراوح كان يضاعف البرودة لدرجة الصقيع.

في تلك الفترة كان معظم المقاتلين متطوٌعون(أي أنهم لا يتقاضون رواتب بشكل منتظم)، حتى في سلاح مركزي تابع لقيادة المجلس الحربي الكتائبي كسلاح المدرعات قبل إنشاء القوات اللبنانية وأيضاً بعد إنشائها في أواخر العام ١٩٨٠، وكانت طواقم الدبابات أيضاً تُشٓكّٓلْ أيضاً"غب الطلب"، أي بحسب وجود المقاتلين في الخدمة. كنت أثناءها رامي دبابة وكان يركن في المكان المخصّص للملقّم(الذي يزوّد المدفع بالقذائف) قربي جوزيف الزريعي وهو شاب أشقر ذات عينان خضراوين لم أكن أعرفه جيّداً ولكن كنت أسمع من بعض الرفاق أنه من المقاتلين الأشدّاء الذين حملوا السلاح منذ إندلاع الحرب على لبنان في ١٣ نيسان ١٩٧٥، ليلتحق بعدها في العام ١٩٧٦ بثكنة المدرعات، ثمّ عاد وإلتحق في ثكنة sks وخاض معارك حرب المائة يوم في الأشرفية مع رفاقه في تلك الثكنة ليعود ويلتحق بسلاح المدرّعات في العام ١٩٧٩.

في ليلة الصقيع تلك كان جوزيف يتناول"المطرة" بشكل متكرّر ليرتشف منها الماء كما كنت أظنّ، ولكن لمّا شعر أن الصقيع كاد أن يخترق عظامي، ناولني"المطرة" وهمس في أذني:"خِذْ تناول بعض الكونياك لعلّه يساهم في تدفئتك"، محاولاً عدم رفع صوته لكي لا يسمعنا آمر الدبابة فيمنعنا من ذلك، كون الكونياك نوع من الكحول ويُحٓظّٓرْ تناوله أثناء الخدمة. ومنذ تلك الليلة نشأت بيننا صداقة عميقة لامست الأخوّة إضافة لرفقة السلاح. وشاء القدر أن يضمّنا في نفس الطاقم خلال عمليّة إحتراف القتال المدرّع التي خضع لها معظم عناصر السلاح مع إنتهاء حرب زحلة مع عبدو سعد وكان آمر الدبابة وكلود خوري سائقها.

كان جوزيف مرحاً جدّاً وبنفس الوقت جدّياً، ولكنّه أيضاً كان عفويّاً ويكره النظام والإنضباط العسكري، فهو داخل الدبابة منضبط أمّا خارجها فهو مشاكس لا يتقبّل أن يتلقّى الأوامر من أي كان، وحتى في لباسه العسكري كان مختلفاً، فبالرغم من التنبيهات المتكرّرة له بوضع الجاكيت العسكرية تحت البنطال، عُرِفٓ عنه"الهوشلة" بثيابه العسكرية، ولكنه كان يحبّ ويحترم آمر الدبابة عبدو سعد وطبعاً بقيّة أفراد الطاقم الذين نشأت بينهم علاقة وثيقة ناتجة عن أشهُرْ التدريب المستمرّ وأيضاً المشاركة في المهمّات العسكرية المتعدّدة في تلك الفترة، هذه العلاقة التي عزّزتها الصداقة الممتينة خارج الخدمة في الحياة المدنية والسهرات التي كان جوزيف دائماً نجمها والتي كان فيها محطّ أنظار الفتيات لحسن طلعته وقدرته على إجتذابهنّ بشخصيّته القويّة وحديثه المرح.

ليلة الميلاد من العام ١٩٨٢ توجّهت فصيلتنا إلى سوق الغرب التي شاركنا في معاركها لغاية المعركة الكبرى في أيلول من العام ١٩٨٣، حين طُلِبٓ من بعض طواقم سريّتنا المدرعة(السرية الأولى) إقتحام تلّة ٨٨٨ الشهيرة، وفي نفس الوقت طُلِبٓ من طواقم السرية المدرّعة الثانية التوجّه إلى منطقة الشحّار الغربي للمشاركة في المعارك الدائرة هناك.

كان لجوزيف الزريعي، الإبن البكر لعائلة ميشال الزريعي أخ يصغره بحوالي الأربع سنوات يدعى جان، وكان جان حينها من عديد"وحدات بيروت" الذين كانوا قد توجّهوا أيضاً إلى منطقة الشحّار الغربي تحضيراً للمعركة. كان جان الفتى المتحمّس الذي حمل السلاح باكراً سالكاً درب شقيقه الأكبر معروفاً بشراسته في القتال ولا يحتسب للمخاطر حساباً مهما كان حجمها، همّ جوزيف الدائم، ولطالما كان باله مشغولاً دوماً عليه لإندفاعه وأيضاً تسرّعه، فكانت الحرب بالنسبة له لعبة يلعبها لا يعبأ بأخطارها لذلك سعى دائماً للإلتحاق بوحدات النخبة وصولاً إلى إلتحاقه بوحدة"الصدم" فور إنتهاء المعارك في الجبل.

طلب جوزيف من القيادة الذهاب مع السرية الثانية إلى الشحّار ليكون قرب أخيه ولم تنفع مناشداتنا له بالبقاء معنا في جبهة سوق الغرب، لا سيما أننا كنا أيضاً سنتوجّه إلى الشحّار بعد قيامنا بمهمّتنا هناك، كان إشتياقه لأخيه الأصغر أكبر من إصرارنا عليه للبقاء معنا.

ذهب جوزيف إلى الشحّار ليكون قريباً من أخاه جان لينتبه عليه ويعرف عن أخباره، وإستطاع أن يلقاه في منتصف ليل ٤ أيلول ١٩٨٣، وكان لقاءً سريعاً لإنشغال الجميع بالتحضير للمعركة التي ستبدأ بعد ساعات، ولم تكن الظروف تسمح للعواطف بالتعبير عن ذاتها بين الأخوين فالمعركة وشيكة ولا شكّ ستكون قاسية، كما لم يسمح طبع جان لشقيقه جوزيف بالتمادي في إعطائه النصائح بالإنتباه على نفسه وعدم التهوّر أثناء القتال.

في الثامن من أيلول تعرّضت إحدى الدبابات على الجبهة لقذيفة مدفعيّة أصابت آمرها والملقّم إصابات طفيفة ولكنها تستوجب نقلهم إلى المستشفى الميداني، وكان على جوزيف ورفيق آخر المساعدة في نقل المصابيٓنْ للمعالجة، ولكن القصف الكثيف الذي تتعرّض له البقعة المتواجدين فيها أدّى إلى إصابة ال"كومندكار" الذي ينقلهم إصابة مباشرة كان نتيجتها إستشهاد جوزيف وثلاثة من رفاقه وإصابة الرفيق الخامس إصابة خطرة جدّاً أدّت في ما بعد إلى إعاقته جزئيّا لغاية اليوم، ولولا إصرار الرفيق السادس المُصاب أيضاً الذي ركض مسافة كبيرة لطلب المساعدة لكان إرتقى الرفيق الخامس وإرتفع عدد الشهداء إلى خمسة.

لم يتجرّأ أحد من رفاق جان على إخباره بإستشهاد أخيه جوزيف، ولكن مع إقتراب موعد الدفن الذي تأخّر بسبب تعذّر نقل جثمان الشهيد جوزيف ورفاقه بسرعة إلى بيروت تطوّع روجيه عويس وهو من عديد المغاوير(إستشهد في ما بعد) على نقل الخبر الموجع إلى جان، ليتمكّن من المشاركة في تشييع أخيه. على الرغم من حزنه الشديد بخسارة شقيقه الأكبر، لم يكن الوقت بالنسبة ل جان وقتاً للحزن أو للتعبير عنه، فرفض ترك رفاقه على الجبهة الذين كانوا يقومون بالهجوم تلو الآخر في سباق مع الوقت للوصول إلى"المثلّث"(قبر شمون) لفتح الطريق إلى بحمدون، مفضّلاً المشاركة في تلك الهجمات على المشاركة بوداع أخيه وإلقاء النظرة الأخيرة عليه.

بعد إنتهاء الهجمات في الشحّار وتثبيت خطوط الجبهة، ترك جان المنطقة بواسطة طرّاد نقله وبعض رفاقه بحراً إلى بيروت، وتوجّه للحال نحو منزل والديه حيث تسكن العائلة المؤلّفة من ثلاثة شباب(قبل إستشهاد جوزيف) وبنتين. يعود إلى المنزل ولم يكن قد رأى أو تكلّم مع أي فرد من عائلته منذ بدء المعارك وإستشهاد جوزيف، مع إقترابه من المنزل كان لون الشمس الحمراء عند المغيب تُضفي لونها على الشرائط البيضاء التي تملأ المنطقة منذ يوم دفن شقيقه الأكبر، وكانت صوره الملصقة على الحيطان بكثافة تسابقه في خطواته البطيئة بشكل لا أرادي، فصخب المعارك كان يلهيه عن التفكير بخسارة شقيقه الأكبر وكان أحياناً يتصوٌر في مخيٌلته أن جوزيف ينتظره مع والديه وإخوته في المنزل، الشرائط البيضاء-الحمراء والصور وضعته في مواجهة الحقيقة الجارحة التي لم يريد في لاوعيه أن يصدّقها، وكم تمنّى أن تطول المسافة ويطول الوقت قبل مواجهة عائلته والحزن الذي يلفّها. لمّا دخل المنزل لم يتمكّن أحد من الكلام الذي حلّ مكانه البكاء الصامت والعناق الحارّ والحزن المكبوت على إستشهاد بكر العائلة وعمادها، فلم يهمس أحد بكلمة تلك الليلة. في حالة الحزن العميق يبقى الصمت والعيون الدامعة أبلغ الكلام.

بعد مضيّ حوالي ستة وثلاثون عاماً على إستشهاد جوزيف الزريعي وهو لم يتجاوز الثالثة والعشرون من عمره لا زال جوزيف حاضراً في قلب ووجدان وذاكرة أهله ورفاقه ومحبّيه، ليٓصُحّّٓ القول أن شهداؤنا لا يموتون... لكنهم لا يعودون.

 

ساترفيلد يزور بري والحريري وباسيل ... تقدم في مساعي ترسيم الحدود

المركزية/20 أيار/2019/يواصل مساعد وزير الخارجية الأميركية ديفيد ساترفيلد مساعيه في شأن التفاوض بين لبنان وإسرائيل حول موضوع ترسيم الحدود البحرية والبرية ومناقشة الطروحات اللبنانية الجديدة الخاصة بآلية المفاوضات ، فعاد من تل أبيب الى بيروت لإستكمال البحث مع كبار المسؤولين، حيث زار مقر الرئاسة الثانية في عين التينة، حيث التقى رئيس مجلس النواب نبيه بري وعرض معه الموضوع. وفي هذا الإطار، أفادت المعلومات أن هناك تقدما في المساعي التي يقوم بها ساترفيلد، ولكنها لم تنته. في السراي: وفي الثالثة من بعد الظهر إنتقل ساترفيلد الى السراي، حيث التقى رئيس الحكومة سعد الحريري في حضور الوزير السابق غطاس خوري وتناول البحث اخر المستجدات المحلية والاقليمية  والمواضيع التي نوقشت الاسبوع الماضي. في الخارجية: وصل مساعد وزير الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأوسط ديفيد ساترفيلد إلى وزارة الخارجية، حيث يلتقي  الوزير جبران باسيل.

 

بعد شتمه بري... إخلاء سبيل عدنان فرحات

سكايز/الاثنين 20 أيار 2019  /قرّرت الهيئة الاتهامية، يوم الأربعاء 15 أيار 2019، إخلاء سبيل المواطن عدنان فرحات من حبّوش في قضاء النبطية، بكفالة مالية قدرها 500 ألف ليرة لبنانية، بعد يومين على اعتقاله، بحسب ما أفادت مؤسسة سمير قصير "سكايز". وكانت النيابة العامة قد وجّهت له تهم "النيل من هيبة الدولة، وإثارة النعرات الطائفية، والنيل من سمعة رئيس الدولة، والقدح والذم والتحقير بحق أشخاص في الإدارات والمؤسسات العامة"، على خلفية الرسالة الصوتية التي نشرت له عبر "واتس اب" وهو ينتقد السياسيين اللبنانيين وتحديداً رئيس مجلس النواب نبيه بري وعائلته. وفي التفاصيل، قال إبن أخيه أديب فرحات لمركز "سكايز":"تم إطلاق سراحه حوالي الساعة الثالثة بعد ظهر الأربعاء، بناءً على قرار الهيئة الاتهامية بعد عرضه عليها، وبكفالة مالية بقيمة 500 ألف ليرة لبنانية، وستحوّل القضية على القاضي المنفرد الجزائي، وعلى أساسه ستتحول إلى قضية عادية نتابعها في المحاكم".

 

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الاثنين 20/05/2019

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون لبنان"

على وقع إضراب شل المرافق الحيوية واعتصام للعسكريين المتقاعدين في رياض الصلح

عقد مجلس الوزراء جلسة جديدة لاستكمال بحث مشروع قانون الموازنة على ان يواصل بحثه في جلسة غدا قد تكون الاخيرة ويتخذ القرار فيها بشأن رواتب الوزراء والنواب التي بحث فيها اليوم .

باسيل اشار الى ان البحث في الموازنة قد يحتاج الى مزيد من البحث فرد خليل بأن لا مبرر للتأخير وهو يؤدي الى استمرار التوتر في الشارع.

والى الموازنة انشغلت الأوساط السياسية بتحرك الدبلوماسي الاميركي ديفيد ساترفيلد العائد بجواب اسرائيلي حول آلية التفاوض بشأن ترسيم الحدود البحرية والبرية برعاية دولية وهي دخلت مرحلة دقيقة فيما حسم مسار التفاوض غير المباشر بين الاطراف.

وتابعت الاوساط نفسها التطورات في المنطقة في ظل التهديدات الاميركية والايرانية المتبادلة وقول الرئيس دونالد ترامب ان إيران ستزول من الوجود إذا هددت مرة جديدة واشنطن..

وأجرت القوات الايرانية مناورات بحرية في وقت نفذت قوات جيش الاحتلال الاسرائيلي مناورات برية في الجولان ومرتفعات جبل الشيخ نزولا حتى مزارع شبعا..

وتعتزم روسيا التوسط بين الادارتين الاميركية والايرانية للدفع باتجاه حوار تريده واشنطن ضامنا لاتفاق نووي يلحظ ايضا التسلح البالستي.

وبالعودة الى المشهد الداخلي الاتحاد العمالي العام عهد الى نائب الرئيس حسن فقيه رئاسة الاتحاد الذي قبل استقالة بشارة الاسمر الموقوف بتهمة التطاول على البطريرك صفير مشددا على ضرورة إطلاق سراحه وعودته الى ممارسة عمله الخاص بشكل طبيعي..

البداية من تحرك ساترفيلد الذي عاد الى بيروت بعد زيارة لتل أبيب وهو تنقل اليوم بين عين التينة والسراي وقصر بسترس.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون ان بي ان"

الجلسة المنتظرة لإقرار الموازنة باتت كقصة راجح... كل مرة يقال إنها ستكون الأخيرة قبل أن تفرخ مواعيد لنسخ أخرى منها... كمثل جلسة اليوم التي وصفت بانها ستكون خاتمة الأحزان قبل أن تتم الدعوة لجلسة جديدة غدا، قيل أيضا انها الختامية وفق ما نقل عن رئيس الحكومة سعد الحريري و "ع الوعد يا موازنة"

راجح يحضر أيضا في كم الإشاعات التي يتم ضخها على ضفاف نقاش الموازنة مرة تستهدف زورا أساتذة الجامعة المضربين، أو أهل القضاء المعتكفين وأخرى تستهدف العسكريين المتقاعدين الذين صعدوا أمام السراي الحكومي، وحاولوا الدخول إليه بالتزامن مع جلسة مجلس الوزراء الأمر الذي تمت معالجته بلقاء تطميني مع وزير الدفاع على هامش الجلسة

وبالرغم مما تقدم مازال هناك من يتحدث عن جلسات إضافية بما يتجاوز المنطق الذي تمت به ادارة جلسات النقاش، ويعقد الامور اكثر ويخلق مبررات للشارع من دون اي سبب حقيقي ولا سيما ان كل المطلوب اصبح حاضرا ولا مبرر للتأخير عن جلسة سريعة غدا

وانطلاقا من ذلك، اكد وزير المال علي حسن خليل ان الحكومة مسؤولة امام الناس والمفروض ان تعزز القوى السياسية ثقة اللبنانيين بالدولة، وفي قدرتها على اتخاذ القرارات وليس على التمييع والإطالة من دون اي مبرر

للمرة الثانية في غضون أسبوع حط مساعد وزير الخارجية الأميركية ديفيد ساترفيلد في بيروت قادما من عمان بعد مشاورات أجراها في القدس المحتلة في ما يتصل بمسألة ترسيم الحدود البحرية والبرية.

في أجواء لقاء الرئيس نبيه بري والسفير الأميركي استكمال للبحث وتقدم في المساعي ولكنها لم تنته.

على صعيد آخر تم البت من قبل هيئة مكتب الإتحاد العمالي العام في إستقالة رئيسه بشارة الأسمر بقبولها، وطالبت في الوقت نفسه إطلاق سراحه وعودته إلى ممارسة عمله الخاص بشكل طبيعي في الإهراء، على أن يقوم نائب الرئيس حسن فقيه بصلاحيات الرئيس، فيما لحظ البيان إدانة واستنكارا للكلام المسيء بحق البطريرك الراحل مار نصرالله بطرس صفير.

أبعد من لبنان تحضيرات تجري في المملكة العربية السعودية لانعقاد قمتين خليجية وعربية بالتزامن مع انعقاد القمة الإسلامية وذلك على خلفية المستجدات الإقليمية .

رئيس الجمهورية ميشال عون تلقى دعوة لحضور القمة الإسلامية المزمع عقدها في مكة في 31 الشهر الجاري وسيرأس رئيس الحكومة سعد الحريري الوفد الرسمي إلى القمة بعد تشاور مع الرئيس عون .

أما العاصمة البحرينية فشدت إليها الأنظار بعد تحديد موعد 25 و 26 من الشهر الجاري لانعقاد المؤتمر الإقتصادي الذي تنظمه الولايات المتحدة في المنامة.

فهل ستكون الخطوة الأولى التي ستمهد لتطبيق الخطة الجديدة للسلام والمعروفة بصفقة القرن.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون ام تي في"

البلاد تنام وتصحو على الجرم الموصوف الذي ارتكبه رئيس الاتحاد العمالي العام السابق بشارة الاسمر في حق البطريرك الراحل مار نصرالله بطرس صفير، وقد تحول الافراط في التعاطي الاعلامي والسياسي معه الى ما يشبه الامعان غير المقصود بإطالة مفاعيل الاساءة والمأمول الان بعد تبرؤ الاتحاد العمالي من اسمر الموقوف وسلوك قضيته درب القضاء المفروض ان تهدأ النفوس لان الهم الذي يجب ان يقض مضاجع اللبنانيين هو في السراي الحكومي، حيث يجتمع مجلس الوزراء سعيا الى الانتهاء من الموازنة واقرارها.

في السياق عبر وزير المال عن انزعاجه من اطالة الجلسات التي ما عاد من مبرر لها، متهما الوزير جبران باسيل بأن دعوته الى المزيد من الجلسات من شأنه الاستمرار في توتير الشارع في وقت اعلن الوزير الجراح بأن جلسة الغد قد تكون الاخيرة.

بالحديث عن التوتر فبعد رفض مجلس الوزراء استقبال وفد من العسكريين المتقاعدين اراد شرح وجهة نظره امامه حاول العسكريون اسوار السراي ولم تهدأ الغضبة الا بعد لقاء وفد منهم. وزير الدفاع طمأنهم ابو صعب الى ان مخاوفهم في غير محلها اطلاقا.

توازيا دايفيد ساترفيلد العائد من اسرائيل لم يتطرق الى مسألة ترسيم الحدود البحرية بل نقل الى المسؤولين اللبنانيين تحذيرا صريحا من مطبة ان يخرج لبنان عن مبدأ النأي بالنفس على خلفية التوتر المتصاعد بين الولايات المتحدة وايران، خصوصا بعد تعرض السفارة الاميركية في بغداد الى قصف بالصواريخ.

وغمز من قناة "حزب الله" من ان تسول له نفسه القيام بأي عمل مماثل هو المرتبط عقائديا وعسكريا بطهران.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون الجديد"

عسكر اعتاد المواجهة بالنيران.. وجد نفسه يحارب خراطيم مياه تبللت المطالب وتدافع المعتصمون لاقتحام السرايا ولم يترك بعضهم " لرياض الصلح مطرح ".. وصلوا الى أقرب نقطة حدودية مع الحكومة لكن من كان في داخلها لم يسمع صرختهم بريد مستعجل بورقة اللقاء وصل الى وزير الدفاع الياس بوصعب فاجتمع الى وفد يمثل العسكريين المتقاعدين ولكي يهدي بو صعب الوفد طمأنينة تقاعدية كذب ورقة الوزير جبران باسيل فقال: موضوع الثلاثة في المئة ستعفى منه عائلات الشهداء بناء على طلبهم أما كل الأمور الأخرى المتعلقة بحسم الخمسين في المئة لزوجة العسكري وحرمان الأبنة العزباء المعاش التقاعدي فلا صحة لها" وما في شي منها وما بقى يسمعوا للإشاعات" وهذه اقتراحات كانت قد تضمنتْها الموازنة البديلة في ورقة باسيل وتم إجراء تعديلات عليها لاحقا إلا إذا احتسبت الورقة في خانة الإشاعة. وعلى فوضى السرايا سجل رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي طلقة أصابت التباين في التيار وسأل وهل علينا أن ندفع ثمن صراع الأجنحة داخل البيت الواحد من أجل الرئاسة

والتباين داخل الجلسة جاء أيضا بين الوزيرين علي حسن خليل وجبران باسيل ردا على كلام وزير الخارجية عن الحاجة الى مزيد من الجلسات، وقال خليل أن لا مبرر للتمييع والإطالة والتأخير عن يوم غد ظهرا. والتأني في الموازنة قابلته عجلة نقابية حسمت استقالة رئيس الاتحاد العمالي العام بشارة الأسمر على توقيت معجل مكرر قضائيا ألزمه تهمة القدح والذم وتحقير الشعائر الدينية على أن يمثل غدا أمام القاضي جورج رزق.

السجن فيوقعها وترفع إلى الاتحاد العمالي فيوافق عليها لتبدأ عملية الصراع السياسي على تقاسم العمالي ورئاسته وتوزيع اتحاداته على السلطة واقصائه بعد " إخصائه " ومنعه من أداء دوره الطبيعي كممثل لمصالح العمال وليس في خدمة أركان الدولة.

وابير السيارات حجزت مكانا لها اليوم امام خراطيم المحطات بالتزامن مع نشر شائعات عن فقدان المحروقات من السوق قريبا.

أزمة تسببت بذعر لدى المواطنين ومردها إلى اعتكاف الجمارك وذلك في بلاد تنتظر مستقبلها المزدهر في النفط والغاز وهذا المستقبل ظهر على محيا الوسيط الأميركي ديفيد ساترفيلد الذي عاد بعد أسبوع على مغادرته بيروت واستأنف لقاءاته مع الفريق الركن السياسي و" المشير " جبران باسيل.. وجميعهم فرضوا على الموفد الأميركي مرة جديدة كلاما واحدا وموقفا لا يفرط في الحقوق

وأبلغ ساترفيلد القيادة اللبنانية موافقة إسرائيل على شروطنا لأن البديل سيكون تعريض منصات الغاز الإسرائيلية لصواريخ غير مجهولة المصدر أما الصواريخ المعلومة خليجيا فإنها وعلى غير كل التوقعات أخذت المنطقة الى تهدئة وتسويات ستبرمها قمم مكة أواخر أيار الجاري.. وما تشديد الإمارات والسعودية على اتفاق خفض إنتاج النفط سوى ترجمة عملية لخفض التوتر وبدء زمن التسويات.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون او تي في"

الوزير جبران باسيل وما يمثل، لا يمكن أن يكون ضد الجيش. أما الحملات الهادفة إلى تصويره كذلك، فلا يمكن أن تنطلي على أي مواطن لبناني يعرف تاريخ التيار الوطني الحر الذي يرأسه باسيل، والذي ولد من رحم الجيش لا الميليشيات، وإلتف حوله كل من يؤمن بقيام الدولة، التي يتساوى إزاءها جميع اللبنانيين، أفرادا وجماعات، في الحقوق والواجبات...

هذا من حيث المبدأ والمنطق ولو كانت التهمة جاهزة أصلا للـ OTV بالانحياز، ذلك أن الموضوعية وفق مفهوم البعض هذه الأيام، هي فقط في أن تعارض رئيس الجمهورية، وأن تشتم جبران باسيل وتحمله المسؤولية عن كل مصائب البلد، من دون أن تكلف نفسك حتى عناء السؤال عما كانت عليه الأحوال قبل تولي ميشال عون وجبران باسيل الرئاسة والوزارة...

أما على خط الموازنة، فالموضوعية الفعلية تقتضي التذكير بأن رئيس تكتل لبنان القوي لم يطرح يوما المس بحقوق العسكريين، لا المتقاعدين ولا الذين في الخدمة، بل عرض أفكارا على مجلس الوزراء، عناوينها خمسة، أحدها فقط يتطرق إلى حجم الدولة، أي إلى القطاع العام، من مدنيين وعسكريين، فيما باقي العناوين يتعلق بالهدر والتهرب الضريبي والتهريب الجمركي وخدمة الدين والميزان التجاري اي الوضع الاقتصادي ككل، هذا فضلا عن ملف الكهرباء، وكل ذلك بهدف إطلاق الإصلاح الذي يعيد الثقة الى الدولة، وفق ما شدد عليه الرئيس عون في الإفطار الرئاسي الاخير...

والموضوعية الفعلية تقتضي ايضا لفت النظر إلى المعادلات الغريبة العجيبة التي ترسم للبنانيين، كلما طرح أحدهم أي مطلب محق.

فمطلب انسحاب الجيش السوري من لبنان، اعتبروه تعريضا للعلاقات الأخوية ومسا بالعروبة... ومطلب احترام الميثاق والمناصفة والشراكة، استهدافا للطائف والوفاق والاستقرار، ومطلب عودة النازحين، عنصرية ليس لها مثيل. وهكذا دواليك...

فإذا طرحت أفكارا يحقق تطبيقها نقلة نوعية من وجهة نظرك، تنتشل البلاد من آتون الأزمة الاقتصادية وتنقذها من خطر الانهيار، فأنت تؤخر الموازنة، وأنت ضد لقمة الفقير، وأنت تستهدف الجيش...

فلماذا المفروض دائما أن يكون الخيار على هذا الشكل؟ ولماذا الاصرار على تصوير الطرح الاصلاحي وكأنه ضد الناس؟ وما الذي يمنعنا أن نختار ولو لمرة، بين الصح والخطأ، بين العلم والعشوائية، وبين الواقعية والمزايدة؟ وهل من الضروري دائما أن تقع الواقعة حتى يبدأ البحث في الخروج منها؟ أم يمكن اتخاذ الإجراءات الوقائية المناسبة، التي يعرفها المجتمع اللبناني قبل الدولي؟

هذا هو السؤال الكبير اليوم، الذي يصبح أمامه خبر من نوع استقالة بشاره الاسمر تفصيلا بسيطا، ولو أنه فتح الباب على مصراعيه امام البحث في تركيبة اتحاد عام، تخلى منذ سنوات عن صفته العمالية، لمصلحة أخرى لونها سلطوي بامتياز.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون المستقبل"

غدا الجلسة السبعة عشرة والاخيرة لمجلس الوزراء المخصصة لمناقشة الموازنة بعدما اشبعت درسا على مدى اكثر من سبعين ساعة، وفقا لما اكده اكثر من وزير.

وفي هذا الاطار اكد وزير الاعلام جمال الجراح ان الأرقام باتت واضحة بشكل نهائي، ونسب العجز أصبحت واضحة وكذلك الواردات والنفقات.

بالتوازي تواصلت حركة الاضرابات والاعتصامات والاعتكافات في معظم ادارات الدولة ولفت الانتباه محاولات عدد من العسكريين المتقاعدين اقتحام السراي الكبير قبل ان تتصدى لهم قوة من مكافحة الشعب وتعزيزات من الحرس الحكومي.

اما في قضية كلام بشارة الاسمر فقد قبلت هيئة مكتب الاتحاد العمالي العام استقالة الاسمر من رئاسة الاتحاد بعد ان احاله النائب العام التمييزي بالانابة القاضي عماد قبلان الى النيابة العامة الاستئنافية في بيروت.

والى جانب هذه التطورات عاد مساعد وزير الخارجية الأميركية دايفيد ساترفيلد لشؤون الشرق الأدنى الى لبنان وفي جعبته تقدم ما، قد يكون على شكل ردود على الأفكار اللبنانية حملها من الجانب الإسرائيلي حيال مسألة ترسيم الحدود البحرية والبرية.

وعلم تلفزيون المستقبل ان الأمور المتعلقة بموضوع الترسيم قد تأخذ مزيدا من الوقت لأن لبنان لم يتسلم بعد اجوبة واضحة حيال ما تقدم به.

اما التصعيد في المواقف الاميركية والايرانية فقد دخلت بريطانيا على الخط موجهة تحذيرا شديد اللهجة لطهران من استفزاز الولايات المتحدة، مؤكدة أنه إذا تعرضت المصالح الأميركية لهجوم، فإن إدارة الرئيس دونالد ترامب سترد وقال وزير الخارجية البريطاني جيريمي هنت ان الحل هو أن تكف إيران عن أنشطة زعزعة الاستقرار التي تقوم بها في المنطقة.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون ال بي سي"

بعد المشاهد والتطورات المتسارعة التي شهدتها ساحة رياض الصلح، وسائر الإعتصامات والإحتجاجات، لم يعد السؤال : لماذا وصلنا إلى هنا؟ بل هل يمكن ألا نصل إلى هنا بعد السياسات المالية والإقتصادية التي مارستها السلطات المتعاقبة منذ أكثر من ربع قرن إلى اليوم؟ لا يمكن للسياسات الخاطئة والخيارات غير المحسوبة، أن توصل إلى نتائج صحيحة ومضاعفات إيجابية، بدليل المعطيات التالية:

إذا كان التدبير الرقم 3 حقا، فلماذا إلغاؤه؟

إذا كان يطبق بشكل غير دقيق، فمن يتحمل مسؤولية عدم الدقة في تطبيقه؟

إذا كان يرتب أعباء لا تتحملها خزينة الدولة، فلماذا جرى السير فيه من الأساس، قبل توفير موارده؟

وما ينطبق على التدبير الرقم 3، ينطبق على سلسلة الرتب والرواتب.

إذا كانت حقا ولكن لا إيرادات لها، فكيف أعطيت من دون توفير الإيرادات لها؟

إذا كانت مشروطة بأن تسبقها عملية إصلاح، فكيف أعطيت من دون تحقيق الإصلاح؟

يعطون سلسلة الرتب والرواتب ثم يقترحون تعليقها، فما هذا البعد في النظر؟

إذا كانت السلطة التنفيذية أوقفت التوظيف، تحت كل المسميات، فكيف سمحت هذه السلطة لنفسها بأن توظف؟

إذا كانت الإدارات الرسمية والعامة متخمة بالموظفين، كيف زادت فوق التخمة ما يقارب العشرة آلاف بين موظف ومتعاقد وعلى الفاتورة ومياوم؟

وبعد كل هذه المعطيات، هل ما زال أحد يسأل لماذا وصلنا إلى هنا؟

وصلنا إلى هنا لأن السلطة ليس لديها ما تقدمه سوى رشوة الناس، والأهم من كل ذلك أنها ترشوهم من كيسهم لا من كيسها تستدين لتدفع رواتب ولتزيد الرواتب من خلال سلسلة الرتب والرواتب، وحين يصبح ظهرها الى الحائط، ترتد عليهم، إما بالتشحيل مما باتوا يرون فيه حقا مكتسبا، وإما من خلال رفع الضرائب، فتعطيهم باليد اليمنى لتعود وتأخذ منهم باليد اليسرى.

هذه هي الحلقة المفرغة أو الحلقة الجهنمية التي تمارسها السلطة التنفيذية، غير عابئة بالمضاعفات إنها تحصد اليوم ما زرعت من دون حسيب أو رقيب، والسلطة التي يفترض أن تراقبها، هي شريكة معها، أليست السلطة التنفيذية إختزالا للسلطة التشريعية؟ فمن يراقب من؟ ومن يحاسب من؟

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون المنار"

لن يقوى العدو على اطفاء شعلة التحرير عام 2000 ، وفي الذكرى التاسعة عشرة لاندحاره من جنوب لبنان ، تعترف اوساط الاحتلال بان حزب الله نجح في فرض التوازن الااستراتيجي مقابل تل ابيب ، وبلسان قائد فيلق الاركان السابق في جيش العدو غرشون هكهان فان السنوات العشر الاخيرة اكسبت الحزب تجربة قتالية متطورة جدا، وهو الان يضع اسرائيل امام مأزق بعدما اسقط من يديها الخيارات الهجومية.

لبنان الذي حقق تحريره ثم انتصاراته قادر دائما على حماية سيادته، وحفظ ثرواته، واجبار العدو على السير في قرارات لبنانية موحدة لترسيم الحدود النفطية مع فلسطين المحتلة بوساطة اممية، وافقت تل ابيب عليها كما نقل اليوم دايفيد ساترفيلد الى بيروت.

في المنطقة، التماسك الايراني المتقن بوجه الهجمات الاميركية اوقع دونالد ترامب في شر مواقفه الى درجة اقراره بانه لا يريد الحرب بعد التهويل بها.. هي اضطرابات تهز البيت الابيض ، وصداها وصل الى عواصم المتمترسين خلف اساليب تحريضية ضد طهران باختيارهم مكة المكرمة منطلقا لقمم تزيد المنطقة سخونة وتفرقة.

في لبنان، الحكومة لم تنته من بحث مشروع الموازنة اليوم كما وعد بعض وزرائها بعد الغوص مجددا في التخفيضات والارقام، على وقع اضرابات في القطاع العام واعتصامات رفعت شعارات الدفاع عن الحقوق والتقديمات وشهدت اضطرابات ومناوشات مع قوة مكافحة الشغب في ساحة رياض الصلح.

التوازي تواصلت حركة الاضرابات والاعتصامات والاعتكافات في معظم ادارات الدولة ولفت الانتباه محاولات عدد من العسكريين المتقاعدين اقتحام السراي الكبير قبل ان تتصدى لهم قوة من مكافحة الشعب وتعزيزات من الحرس الحكومي.

اما في قضية كلام بشارة الاسمر فقد قبلت هيئة مكتب الاتحاد العمالي العام استقالة الاسمر من رئاسة الاتحاد بعد ان احاله النائب العام التمييزي بالانابة القاضي عماد قبلان الى النيابة العامة الاستئنافية في بيروت.

والى جانب هذه التطورات عاد مساعد وزير الخارجية الأميركية دايفيد ساترفيلد لشؤون الشرق الأدنى الى لبنان وفي جعبته تقدم ما, قد يكون على شكل ردود على الأفكار اللبنانية حملها من الجانب الإسرائيلي حيال مسألة ترسيم الحدود البحرية والبرية.

 

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الاثنين في 20 ايار 2019

النهار

لوحظ أن وهج المبادرة الروسية لعودة النازحين السوريين الى تراجع إذ ينقل عن قريبين من الديبلوماسية الروسية أن ‏هذه المبادرة قائمة لكن ترجمتها الفعلية عالقة ضمن الكباش الاقليمي والدولي والاجواء المتوترة في المنطقة حيث ‏تنفيذها دونه عقبات.

يقول مسؤول قضائي إن الشغل الشاغل لجهاز أمني بات منصبّا على الاطاحة بقاضٍ في مركز حساس وقد سخّر كل ‏امكاناته لتحقيق هذا الهدف.

اكتشف المسؤولون "الاصلاحيون" فجأة أن رئيس الاتحاد العمالي العام بشارة الأسمر يعمل في الاهراءات بعقد لقاء ‏‏18 مليون ليرة شهريا من دون أن يحضر إلى عمله.

على هامش "سقطة" الاسمر، تبين أن عضو هيئة مكتب الاتحاد العمالي علي الموسوي موظف في محلس النواب ‏وخاضع للقانون 112، والسؤال هو: كيف لموظف أن يزاوج في عمله بين القطاع العام والاتحاد الذي يخضع اجراؤه ‏لأحكام قانون العمل؟

البناء

قالت مصادر عربية معنية بالتطورات في الخليج والسباق بين مساعي التهدئة والخطوات التصعيدية إنّ تعقيداً في ‏مساعي التهدئة أعاد الأجواء إلى الرسائل التي بدأت باستهداف المنشآت النفطية وأعقبها تبادل مواقف ترفض الإنجرار ‏للحرب، لكن إطلاق قذيفة هاون قرب السفارة الأميركية في بغداد يعني أنّ التلويح الإيراني بالإقتراب من استهداف ‏المصالح الأميركية كمرحلة ثانية في التصعيد إنذار واضح للمفاوضين وللأميركيين معاً لعدم الاستخفاف بالتهديدات ‏والمطالب الإيرانية.

الجمهورية

لاحظت أوساط سياسية أن مرجعا بارزاً مستاء جداً إلى درجة الإشمئزاز من قضية حساسة أثيرت أخيراً.

سئل زعيم سياسي عن سبب فتور العلاقة بينه وبين أحد السفراء فقال: بكل صراحة لا أحبه.

تخوفت مصادر سياسية من أن يؤدي التعطيل في إقرار الموازنة سلباً على مصير الحكومة.

اللواء

تتساءل مصادر نيابية عن خلفية اتباع سياسة المماطلة بإقرار الموازنة من قبل فريق التيار الوطني، بعدما أعادت ورقة ‏الوزير باسيل المناقشات في مجلس الوزراء إلى نقطة الصفر!

تبارى خصوم رئيس الاتحاد العمالي في الانتقام منه بعد "زلة لسانه" المهينة لمكانة البطريرك صفير، مشددين على ‏معاقبته بالسجن والإسراع بإقالته من رئاسة الاتحاد ومن وظيفته في إهراءات القمح!

أحيطت محادثات الديبلوماسي دافيد ساترفيلد السياسية والحساسة في بيروت بتكتم شديد، وتم فقط إظهار الوساطة ‏الأميركية حول الخلافات الحدودية البحرية مع الدولة الصهيونية!

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

جبهة رفض مسيحية ثلاثية في مواجهة قانون انتخــاب يمسّ بالميثاقيــة

بكركي والقوات والتيار مع التطوير: التمثيل الصحيح مسلّمة لا تخضع للنقاش

المركزية/20 أيار/2019/بمعزل عن توقيته غير الموفق، في خضم الغوص العميق في بحر ارقام الموازنة وحراجة المرحلة التي تمر بها البلاد سياسيا واقتصاديا، واللهيب الاقليمي الذي يزنّر دول المنطقة برمتها، وبعيدا من ابعاده غير المحددة الاهداف، وما اذا كانت لحرف النقاش عن ملف حسّاس معين في الزمن "الموازناتي"، ام لوضعية انتخابية لم ترح فريقا سياسيا معينا او لن تكون كذلك اذا ما انقلبت المعادلات الاقليمية المتحكمة بالمنطقة، فإن اقتراح القانون الانتخابي الذي اعدّته كتلة التنمية والتحرير ويجول به ثلاثة من نوابها، إبراهيم عازار، أنور الخليل وهاني قبيسي باتجاه الكتل السياسية لمناقشته تمهيدا لتقديمه الى مجلس النواب، لا يبدو يلقى استحساناً ولا بيئة حاضنة سياسية، أقله في الاوساط المسيحية، على ما تقول مصادر سياسية مسيحية لـ"المركزية".

فإذا كان هدف رئيس مجلس النواب نبيه بري إدراج قانون الانتخابات بنداً أساسياً على جدول أعمال السياسة خشية سلقه واقراره تحت الضغط في ربع الساعة الاخير على غرار القانون الحالي، فذلك لا يعني ان طريق التخلي عن القانون الحالي معبّد بالورود. ذلك ان معركة كسر العظم التي خاضتها القوى السياسية لانتاج القانون الحالي والنضال الذي خاضه بعضها لبلوغ الصيغة التي اقرّ بها لن يتم التنازل عنهما بالسهولة التي يتصورها البعض. وتوضح المصادر ان موقف القوى السياسية المسيحية الاساسية التي لم تبلغها بعد زيارات وفد التنمية والتحرير، القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر، معروف سلفا. فعلى رغم انهما لا يريدان استباق الامور كما تؤكد اوساطهما، غير انهما يرفضان المبدأ- الهدف الذي يرتكز اليه الاقتراح، اي النسبية وفق لبنان دائرة واحدة. هذا الطرح كان وسيبقى في دائرة "اللا" مسيحيا، كونه وفق المصادر يمسّ بقضية مصيرية بنيوية تتصل بالجانب الميثاقي والشراكة الاسلامية- المسيحية والتهاون ازاءه غير وارد لا في قاموس معراب ولا ميرنا الشالوحي ولا حتى بكركي التي لم تفوّت بياناتها منذ سنوات الاشارة الى الحرص على ان يكون الرئيس كما النائب ممثلا حقيقيا للمكون الذي ينبثق منه.

واذ تشير الى ان القانون الحالي يشكل انجازا تاريخيا بالنسبة للمكون السياسي المسيحي الذي دفع بقوة في اتجاه اقراره ولولا وجود الرئيس ميشال عون في السدة الرئاسية لما أقر، تعتبر ان غير جائز تغيير قانون الانتخاب مع كل دورة انتخابية، خصوصا انه ملف اشكالي بامتياز، وليس الزمان زمانه في هذه اللحظة بالذات. وتلفت الى ان الكتلتين المسيحيتين الاقويين، "لبنان القوي" و"الجمهورية القوية" مدعومتين من بكركي لن تسمحا بتحويل اقتراح الرئيس بري الى قانون، مشيرة الى انهما لن يغلقا ابواب النقاش والبحث، لكن ليس على اساس القانون وجوهره، فالنقاش جائز في تطوير القانون الحالي لمعالجة الثغرات ان وُجدت وادخال تعديلات تبدأ من اعتماد البطاقة الممغنطة ولا تنتهي بكيفية اقتراع المغتربين. فمن شأن البطاقة الممغنطة اذا ما تم اعتمادها، ان تسهم في تكثيف نسبة الاقتراع التي شهدت تدنيا كبيرا في الاستحقاق الاخير نتيجة عدم رغبة البعض بتكبّد عناء الانتقال من منطقة الى اخرى للمشاركة في العملية الانتخابية. كما ان معراب تسعى لاشراك اللبنانيين المغتربين في الاقتراع للنواب الـ128 في لبنان بغية انخراطهم في المنظومة الوطنية عموما وفي الحياة السياسية في بلداتهم وقراهم خصوصا.

في خلاصة الموقف، تعتبر المصادر ان اقتراح "التنمية والتحرير"، حلم الرئيس بري، لا يمكن ان يبصر النور ما دام حجم الاعتراض المسيحي عليه ممتدا على مساحة واسعة سياسيا وشعبيا. فهو باختصار يضرب التمثيل الصحيح الذي يوفّره القانون الحالي، وما دام النظام اللبناني قائما على الشراكة، فمعراب وميرنا الشالوحي وبكركي متمسكة به الى ما لا نهاية.

 

"قرنة شهوان" جديدة عابرة للطوائف تبصر النور قريباً

د.توفيق هندي: تجمّع سيادي لإطلاق معركة "الاستقلال الثالث"

نوفل ضو: لا زلنا في مرحلة التداول وليس هناك أي صيغة تنفيذية بعد

المركزية/20 أيار/2019/تتحضّر شخصيات وكيانات سياسية مستقلة لإطلاق تجمع سيادي، سيبصر النور قريباً، يحمل على الأرجح اسم "لقاء البيت اللبناني"، وسيُعلن رسمياً عن بيانه التأسيسي وآلية عمله، والاسماء المنضوية تحت لوائه قريباً.

العضو المؤسس في لقاء قرنة شهوان سابقاً توفيق هندي أكد لـ"المركزية" "أن التجمع سيكون شبيه بلقاء قرنة شهوان، مشكل من كيانات وشخصيات سياسية، تجتمع حول البيان التأسيسي ذات البنود الواضحة، غير أنه عابر للطوائف، هدفه الوصول إلى استقلال لبنان الثالث، وقد يدفع  في مراحل لاحقة مسار الامور الى انضمام اطراف اخرى في مسيرة استعادة السيادة والاستقلال، كما حدث سابقا في لقاء "البريستول". وأوضح "أننا نعيش اليوم بشكل او بآخر تحت الوصاية الايرانية، لكن بوجه لبناني، في حين كانت الوصاية السورية مباشرة من طرف سوري على لبنان. اليوم القضية مختلفة، والدولة مخطوفة، و"حزب الله" هو الطرف الرئيسي فيها، يملك الاغلبية في المجلس النيابي وممثل في في الحكومة ورئيس الجمهورية حليف له. والاطراف التي ليست معه، هي حليفة وشريكة  وراضية عن الوضع القائم". ولفت إلى "أن "حزب الله" يستفيد من شركائه وتموضعاتهم الداخلية والخارجية، المختلفة عن تموضعاته، ويسيطر بشكل غير مباشر على إدارات الدولة، المدنية وغير المدنية". ورأى هندي "أن هذا الوضع ينعكس على الوضع الاقتصادي ايضا ويجعله في مأزق، وما درس الموازنة في مجلس الوزراء الا الدليل على ذلك، والتي قد تصبح مشروع قانون، وقد لا تصل الى المجلس النيابي، وفي حال وصلت، قد تواجه المزايدات وتنفضح مواقف الاطراف. بمعنى آخر، كل الاطراف يريد تحميل الشعب عبء هذا الوضع، في حين انه يمكن الخروج بكل سهولة من هذه الورطة". وشدد على "أننا نعاني اليوم من ثقلين: ثقل حزب الله وسياسته على الاقتصاد اللبناني، ومن ناحية ثانية الطبقة السياسية المستمرة في الفساد" مؤكداً "أن هذين الثقلين سيحملهما الشعب". وشبّه الهندي لبنان اقتصاديا "كالانسان الواقع في الكوما، لا يستطيع ان يعيش كما انه لن يموت، لأن الارادات الدولية حتى اللحظة تفضل الا يموت"، معتبراً "ان الاخطر من كل ذلك، هو ان المنطقة ذاهبة الى تغييرات كبيرة، بحرب او بدون حرب، وبالتالي ستنعكس هذه التغييرات على لبنان، وقد يدفع ثمنها لبنان، حربا او غير حرب". ورأى الهندي "أن الوضع بات يتطلب من القوى التي لا تزال متمسكة بكيان لبنان والدولة والدستور واتفاق الطائف وبانتماء لبنان الى جامعة الدول العربية وليس الى اي دول اخرى خارج هذا الاطار، والمتمسكة بحماية لبنان من اسرائيل، وبالقرارات ذات الصلة التي تعطي الدولة وجودها التي هي بشكل رئيسي القراران 1701 و1559" تضافر القوى وتأسيس تجمع سيادي".وأكد هندي "أن كل طرف فيه يحافظ على خصوصيته ولن يذوب في اللقاء، على ألا يتناقض عمله السياسي لا مع البيان التأسيسي للقاء ولا مع البيانات التي تلي ولا مع المواقف التي يتخذها اللقاء"، لافتاً الى أن التسمية التي ستطلق عليه هي مبدئياً "لقاء البيت اللبناني" للتأكيد على عودة لبنان الى ذاته".

أما منسق "التجمع من اجل السيادة" نوفل ضو فقال لـ"المركزية": "لا زلنا في مرحلة التداول وليس هناك أي صيغة تنفيذية بعد، ولا يمكن لمثل هذا التجمع أن يولد إلا بالتنسيق مع جميع المعارضين، خصوصاً أولئك الذين أخذوا موقفاً قديماً من موضوع التسوية، وتحديداً أحزاب الكتائب والكتلة الوطنية وحزب الوطنيين الاحرار، تجمعات المجتمع المدني، لقاء سيدة الجبل، لقاء المبادرة الوطنية، التجمع من أجل السيادة، والشخصيات المستقلة كلها، الموضوع ليس حكراً على فئة واحدة، بل لكل مجموعة الحق أن تجتمع وأن تجد الإطار لنفسها. أما الحديث عن جبهة معارضة، او جبهة إنقاذ سياسي او جبهة اسقاط هذه التسوية، فلا أعتقد ان لا يمكن لأي فريق منا أن يتفرّد بالقرار وأن يدعو الآخرين الى اللحاق به. العملية بحاجة الى مزيد من الاتصالات التي هي قائمة بالفعل وعمليا نأمل خيرا خلال الأيام القليلة المقبلة، ولكن الموضوع غير مطروح من زاوية ان هناك جبهة قد تأسست وندعو الآخرين الى الالتحاق بها. الموضوع قيد التباحث مع جميع الفرقاء وجميع الجهات والشخصيات السياسية والتجمعات السيادية.

 

أزمة المتقاعدين: كباش بين باسيل وروكز.. من يكسر الآخر؟

 الكلمة اونلاين/20 أيار/2019/تتصاعد وتيرة أزمة رواتب العسكريين المتقاعدين على خلفية التجاذب القائم بين رئيس تكتّل "لبنان القوي" الوزير جبران باسيل، وبين عديله النائب في هذا التكتّل شامل روكز حول هذا الملف، إذ يريد روكز أن يظهر، على ما تقول أوساط نيابية مطلعة، بأنه عرّاب الضباط العسكريين المتقاعدين، في حين أن باسيل يريد أن يفقده هذه الورقة تحت شعار المساواة في تطبيق التقشّف واقتطاع حيّز من الرواتب من كافة موظفي الدولة المدنيين والعسكريين منهم. وبعيدا عن مدى صحة تحرّك هؤلاء العسكريين للحفاظ على حقوقهم، يدور الكباش وتتفاقم الأزمة بين باسيل وروكز، إذ يريد رئيس "لبنان القوي" أن يكسر عديله وينتزع منه هذه الرعاية، بحيث يفقد معها روكز نوع من الأرضية التأييدية له بعد أن يظهر بأنه غير فاعل وغير قادر من موقعه أن يؤمن حقوق رفاق السلاح.

 

لبنانيون غاضبون يحاولون اقتحام مقر الحكومة رفضا للموازنة المتقشفة

عون يتلقى دعوة خادم الحرمين للقمة الإسلامية ويكلف الحريري تمثيل لبنان

بيروت ـ”السياسة” /20 أيار/2019/أشعل متظاهرون الإطارات، أمس، أمام السراي الحكومي في ساحة رياض الصلح في بيروت، احتجاجا على مشروع الموازنة التقشفية لعام 2019. وحاول متظاهرون بينهم عسكريون متقاعدون اقتحام مقر الحكومة اللبنانية، كما حاول أحد المتظاهرين، من العسكريين المتقاعدين إحراق نفسه، عبر سكب مادة البنزين على جسده وإشعالها، إلا أن المعتصمين تدخلوا ومنعوه. الى ذلك، توجه ممثلون عن المتظاهرين إلى السراي الحكومي للقاء رئيس الحكومة سعد الحريري. من جانبها، فرضت قوى الأمن طوقا أمنيا، واستدعت تعزيزات إلى محيط مقر الحكومة تحسبا لأي تطورات. وفي وقت سابق، حاولت مجموعة من العسكريين المتقاعدين اقتحام السياج الشائك الأمني المحيط بالسراي، وتدافعت مع عناصر القوى الأمنية أمام المدخل الرئيس للسراي الحكومي. وجاء الاعتصام أمام مبنى السراي الحكومي، تلبية لدعوة هيئة التنسيق النقابية، رابطة موظفي الإدارة العامة، المحاربين القدامى والأساتذة، “دفاعا عن الحقوق والمكتسبات”، تزامنا مع اجتماع الحكومة، لمناقشة أرقام وتصورات نهائية للموازنة العامة. إلى ذلك، تلقى رئيس الجمهورية ميشال عون، دعوة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، لحضور الدورة الـ14 للقمة الاسلامية في مكة المكرمة. وتشاور الرئيس عون في شأن دعوة الملك سلمان مع رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري الذي سيرأس الوفد اللبناني الى القمة في مكة المكرمة. وفي السياق، قالت مصادر بارزة في حزب “القوات اللبنانية” لـ”السياسة”: إنه “إذا لم تلتزم إيران بالشروط الأميركية فالحرب في أي لحظة”، مشددة على “أهمية القمتين العربية والخليجية المزمع عقدهما في مدينة مكة في الثلاثين من الجاري”، مؤكدة أن “توقيت القمتين بالغ الأهمية، بما يحمله من رسائل لإيران بأن تلتزم حدودها وتتجنب استفزاز جيرانها”، مشددة على أن “مصلحة لبنان لا يمكن إلا أن تكون من خلال المشاركة في القمة العربية، ولا يمكن إلا أن يكون إلى جانب الدول العربية، انطلاقاً من دورها في الدفاع عن سيادة واستقلال الدولة اللبنانية، من أجل التعبير عن التضامن التام مع أشقائه العرب”. ومن دار الفتوى، قال الوزير السابق أشرف الريفي، بعد لقائه مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان: “نرى مدى قوة عواصف المنطقة، والمخاطر التي تُحدق بها، لذا نقول: نحن نشكّل أكبر طائفة في لبنان، ونحن الأوسع انتشارًا، ونحن الأكثر عصبًا، من أجل ذلك نقول لكل العالم: نحن لن نقبل أن تكون مراكزنا مستباحة لأحد بعينه، أو أنّ كرامتنا مستباحة لأحد بعينه، أو أنَّ حقوقنا مستباحة لأحد بعينه”. ووجه نداء الى “كل السياديين في هذا الوطن، لكل النزهاء في هذا الوطن، نحن أمام معركة أساسية، فإما أن نعيد الدولة لتكون سيدة حرة مستقلة على أراضينا، وننهي حالة الفساد، وإما العوض بسلامتكم، صار بإمكان أسياد السلاح غير الشرعي أن يأكلوا البلد”. الى ذلك، دعا “لقاء سيدة الجبل”، “الحكومة إلى التشدد في إلتزام سياسة النأي بالنفس حفاظا على السلم الأهلي وتماشيا مع إلتزام لبنان التاريخي نظام المصلحة العربية المشتركة، وذلك عبر إمتناع حزب الله عن تنفيذ أجندات إيران في ظل التطورات المتفجرة في المنطقة نتيجة التوتر الإيراني – الأميركي”.

من جهته، لفت رئيس “التجمع من اجل السيادة” نوفل ضو، عبر “تويتر”، الى انّ “على لبنان أن يلعب دوراً دبلوماسياً فيجاهر بانتمائه العربي ويعلن تحالفاً ستراتيجياً مع الدول العربية المواجهة لإيران ويستعيد موقعه في قلب الشرعيتين العربية والدولية”، مشيرا الى ان “المضي بمسايرة إيران وحزب الله انتحار سياسي واقتصادي!”.

 

احتفال الجاهلية السبت... هل هو نواة تحالف المعارضة الدرزية؟

كمال ذبيان/20 أيار/2019/المصالحة التي تمت بين رئيس الحزب الديموقراطي اللبناني النائب طلال ارسلان، ورئيس «حزب التوحيد العربي» وئام وهام، اثر حادثة الجاهلية التي اودت بحياة محمد ابو دياب، مع قيام عناصر من شعبة المعلومات في قوى الامن الداخلي بتبليغ مذكرة قضائية لوهاب، وباتت القضية في عهدة القضاء الذي اصدر قراره الظني، حيث تضامن ارسلان مع وهاب، الى ان يطوي صفحة الخلاف مع من عمل مستشاره الاعلامي والسياسي، لعدة اعوام، ثم نشأ تباين بينهما، لم تنفع كل المحاولات لرأب الصدع بين الجانبين، قام بها حلفاء للطرفين في سوريا و«حزب الله» واخرون.

دامت القطيعة نحو 15 عاماً، لتعود العلاقة بينهما، فزار وهاب خلده، وشكر ارسلان على وقوفه معه، في حادثة الجاهلية، ودعاه الى المشاركة في ذكرى اسبوع ابو دياب، لتفتح صفحة جديدة بينهما، رفع رئيس «حزب التوحيد العربي» سقفها الى حدود قيام «جبهة معارضة من القوى الدرزية» التي يجمعها خط المقاومة والتحالف مع سوريا، والتي تضم اليه وارسلان كل من الامين العام «لحركة النضال اللبناني العربي» فيصل الداوود، الحزب السوري القومي الاجتماعي والنائب السابق فادي الاعور، وفعاليات اخرى.

هذا الطرح لم يترجم فعلياً، اذ رفض الحزب القومي الانضمام الى «جبهة طائفية»، كما ان الداوود لم يتحمس لها، وطالب بان يكون اطارها وطنياً، وان ارسلان لم يعلن موقفاً نهائياً منها، وسبق له ولم يؤيد قيامها سابقاً، لانه لا يرغب في ان يدخل احد على «حقله السياسي»، وفق مصادر سياسية مطلعة على واقع الساحة الدرزية، التي فيها تعدد قوى واحزاب وتيارات في ضفة «محور المقاومة»، وآحادية لجنبلاط على ضفته التي يقيم عليها ينتظر منذ سنوات «جثة عدوه».

فقيام «تحالف درزي» بمواجهة جنبلاط، لم تتوفر ظروفه بعد، اذ يخشى «زعيم المختارة» من ولادته، ويتخوف منه في محاولة لاضعاف «الزعامة الجنبلاطية» و«محاصرة المختارة»، كما يعلن دائماً لاستنفار «العصبية الجنبلاطية»، وفق المصادر التي تشير الى ان ما يقلق جنبلاط ليس صحيحاً، لانه ما زال الاقوى ويحصل على كل ما يطلبه، من قانون انتخاب، الى تحالف انتخابي، ووزراء في الحكومة مع حقائب يطلبها، اضافة الى التعيينات وآخرها في رئاسة الاركان بالجيش، وله سند اساسي هو الرئيس نبيه بري الذي يقف دائماً الى جانبه، وكان آخر ما فعله هو الحوار الذي رعاه بين «حزب الله» والحزب التقدمي الاشتراكي في عين التينة، حول معمل «اسمنت الارز» لآل فتوش في عين داره، وموقف جنبلاط من «لبنانية مزارع شبعا».

والافطار الذي اقامه السفير السوري في لبنان علي عبد الكريم علي، تكريماً لشيخ عقل طائفة الموحدين الدروز، وحضره ارسلان والداوود الشيخ ناصر الدين الغريب ووهاب، واستبعدت عنه فعاليات درزية، لم يجر خلاله الحديث عن «قيام جبهة او تحالف سياسي درزي»، بل تم التطرق الى المواضيع السياسية العامة في لبنان، ومن الموازنة الى الاصلاحات، وعمل الحكومة، ومواقف جنبلاط الاخيرة من «حزب الله»، وسوريا، وتموضعه في المشروع الاميركي «لصفقة القرن»، كما الى الامكانات المتاحة عند كل القوى المناهضة لرئيس الاشتراكي، اذ كشفت المعلومات عن ان افطار السفير السوري، هدف الى تعزيز العلاقة داخل الصف الدرزي الحليف لسوريا، وقد غابت اللقاءات بين ارسلان والداوود منذ فترة، كما ان وهاب لم يعد يقصد السفارة السورية منذ سنوات، بعد خلاف مع السفير علي، الذي اتهمه وهاب بانه عمل ضده في الانتخابات النيابية، ودعا القيادة السورية الى اقصائه من لبنان.

وسيجمع احتفال يقام في الجاهلية بدعوة من اهاليها لازاحة الستارة عن نصب لمحمد ابو ذياب في البلدة يوم السبت المقبل، وستلقى فيه كلمات لكل من ارسلان والداوود ووهاب، اذ يغيب عن المنصة الحزب القومي و«حزب الله»، وحلفاء آخرون، مما يطرح السؤال حول هذا «الحضور الدرزي الثلاثي»، فقط دون غيره وهل هو تتويج لافطار السفارة السورية، واعلان عن تحالف، ام ان الظروف لم تنضج بعد.

 

جعجع يبحث مع "اللبنانية للانتشار" فـــي خطة عملها: تطبيق قانون استعادة الجنسية وتسجيل الولادات والزيجات

المركزية/20 أيار/2019/التقى رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع، في معراب، وفداً من مجلس إدارة المؤسسة اللبنانية للانتشار ضم رئيس المؤسسة شارل الحاج، نائب الرئيس روز شويري، والأعضاء: ميشال ابي نادر، برنار تنوري، جاك كلاسي، هيام بستاني ويوسف الدويهي.

عقب اللقاء، اشار الحاج الى "ان الزيارة تأتي في إطار التعارف بين جعجع والأعضاء الجدد، كما عرضنا على رئيس "القوات" خطة العمل التي ستتبعها المؤسسة في السنوات الثلاث المقبلة والتي ترتكز في الأساس على تطبيق قانون استعادة الجنسية وتسجيل الولادات والزيجات في الانتشار. كما تطرّقنا إلى الصعوبات التي نواجهها في هذا الإطار، وطلبنا من حزب "القوات" المساعدة في رفع الصوت بين مناصريه في بلدان الانتشار من اجل تحفيزهم على تسجيل الولادات والزيجات". اضاف "تطرّقنا ايضاً إلى المصاعب التي يمرّ فيها لبنان، خصوصاً لناحية الأوضاع الاقتصادية والبطالة التي تزيد من الهجرة واتفقنا على العمل سوياً على محاولة الحد من هذه الظاهرة". واعلن الحاج "ان المؤسسة ستستحدث 17 مكتباً في السنوات الثلاث المقبلة وسيكون لديها عشرات المندوبين في دول الانتشار اللبناني، ونأمل ان نتمكّن في المرحلة المقبلة من زيادة عدد اللبنانيين الراغبين في استعادة جنسية آبائهم، وتسجيل زيجاتهم وولاداتهم لأن ظروف لبنان الصعبة جداً اقتصاديًا تستوجب تفعيل العلاقة إلى أقصى حد مع الانتشار اللبناني". وختم "نتمنى من الحكومة ان يتم تسهيل وتسريع الروتين الإداري لطلبات استعادة الجنسيّة".

 

"سيدة الجبل": للتشدد فــي تطبيق النأي بالنــفس/الحكومة غير جدية في إصلاحات الموازنة ونقاشاتها

المركزية/20 أيار/2019/طالب لقاء سيدة الجبل الحكومة بالتشدد في تنفيذ سياسة النأي بالنفس حفاظا على السلم الأهلي وتماشيا مع التزام لبنان المصلحة العربية المشتركة، معتبرا أن النقاشات الحكومية في ما يتعلق بالموازنة لا تشير إلى جدية الاصلاحات المقترحة، علما أنها تطال الطبقتين المتوسطة والفقيرة، بدلا من التصدي لمكامن الهدر والفساد. عقد "اللقاء اجتماعه الأسبوعي في مكاتبه في الأشرفية في حضور: ايلي الحاج، ايلي قصيفي، ايلي كيرللس، بهجت سلامه، توفيق كسبار، ربى كبارة، طوني الخواجه، سامي شمعون، سناء الجاك، غسان مغبغب، كمال الذوقي ومياد حيدر. ودعا اللقاء، في بيان عقب الاجتماع، "الحكومة إلى التشدد في التزام سياسة النأي بالنفس حفاظا على السلم الأهلي وتماشيا مع إلتزام لبنان التاريخي نظام المصلحة العربية المشتركة، وذلك عبر إمتناع حزب الله عن تنفيذ أجندات إيران في ظل التطورات المتفجرة في المنطقة نتيجة التوتر الإيراني - الأميركي". ولفت إلى أن "ما يتسرب من مناقشات مجلس الوزراء حول موازنة ما تبقى من العام 2019، لا يدل إلى جدية الإجراءات الإصلاحية. فهي من جهة غير كافية لتخفيض العجز المتنامي بشكل ملموس، وتطال أساسا الطبقتين الفقيرة والمتوسطة بدلا من التصدي لمكامن الهدر والفساد الغنية بالإيرادات والمحمية بمحاصصات الطبقة السياسية".

 

أبو حمزة الخارجي والفرقة التاسعة اللبنانية

 د. أحمد خواجة /لبنان الجديد/20 أيّار 2019

 الفرقة الحاكمة التي استولت على أموال الفقراء والمساكين والعاملين عليها، ويتعامون عن الأموال المنهوبة والمرافق المُستباحة والتبذير في كافة القطاعات الحكومية والوظائف الرسمية.  دخل أبو حمزة الخارجي مكة (وهو أحد نُسّاك الاباضيّة واسمه يحيى بن المختار)، فصعد منبرها وحمد الله تعالى ثم قال: إنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم كان لا يتأخر ولا يتقدّم إلاّ بإذن الله وأمره ووحيه، أنزل الله له كتاباً بيّن له ما يأتي ويتّقي فلم يكن في شكٍّ من دينه ولا شُبهةٍ في أمره. ثم قبضهُ الله إليه وقد علّم المسلمين معالم دينهم. ومضى أبو حمزة بعد ذلك في استعراض سيرة الخلفاء الراشدين الاربعة، فأثنى على الخليفتين أبي بكر الصديق وعمر بن الخطاب وترضّى عنهما، ثمّ أورد بعض الاعتراض على الخليفتين عثمان بن عفان وعليّ بن أبي طالب، ثمّ ترضّى عنهما، ثمّ بدأ باستعراض الخلفاء الامويّين، فانتقص من الخليفة معاوية بن أبى سفيان وابنه يزيد، ثمّ اقتصّهم خليفةً خليفة، فلما انتهى إلى عمر بن عبدالعزيز أعرض عنه ولم يذكرهُ، ثمّ نظر في أمر بني أُميّة قاطبةً فقال عنهم بأنّهم فرقة ضلالة: بطشهم بطش جبرية، يأخذون بالظنّة ويقضون بالهوى، ويأخذون الفريضة من غير موضعها، ويضعونها في غير أهلها. في حكم القرآن كما بيّن أبو حمزة الخارجي في خُطبته هذه، أنّ الفرائض تذهب إلى أهلها المبيّتين والمُصنّفين ثمانية أصناف بقوله تعالى (إنّما الصدقات للفقراء والمساكين والعاملين عليها والمُؤلّفة قلوبهم، وفي الرِّقاب والغارمين وفي سبيل الله وابن السبيل)، فأقبل صنفٌ تاسع ليس منها فأخذها كُلّها. حسب ما ورد على لسان أبي حمزة الخارجي عن الفرقة الحاكمة التي استولت على أموال الفقراء والمساكين والعاملين عليها، إنّما يصدُق في حكومتنا العاكفة على الإجتهاد والتّقصّي في سلب كل ما جنتهُ أيدي اللبنانيين طوال سنوات الحرب التي تمتد لعقودٍ مضت، يتعامون عن الأموال المنهوبة والمرافق المُستباحة والتبذير في كافة القطاعات الحكومية والوظائف الرسمية، ولم يجدوا رزقاً هنيئاً مريئاً سوى في مُرتّبات الذين لا حول و لا طول لهم، امّا الذين نهبوا ويتحفّزوا هذه الأيام لابتلاع ما يُشاع عن أموالٍ قادمة عبر قروض "سيدر"، فهم في حرزٍ حريز، خاصّةً أنّه لا يوجد بين ظهرانينا خارجيٌ أو داخلي يمكن أن يقف في وجههم ويُريح منهم عباد الله المظلومين الصابرين.

 

السّكر على وجه الطّبق لا يخفي السُمَّ في متنه

د-حارث سليمان/جنوبية/20 مايو، 2019

يطالعنا كاتب صحيفة "الاخبار" الناطقة بلسان ايراني عربي الوجه بسؤال يصطنع البراءة: "هل تستحق نكتة بشارة الأسمر، الذكورية السمجة بلا شك، كل هذا الصخب؟! “هل تستحق أن يستفيق القضاء من قيلولته الاعتكافية، في عطلة نهاية الاسبوع، ليعتقل رئيس الاتحاد العمالي العام، بسبب موقف أو رأي…أو حتى إساءة يرى فيها بعضهم قدحاً وذماً؟” يتابع مدافعاً عن حرية التعبير ومذكراً بسيادة القانون!؟ ونسأل الكاتب “أبي صعب” هل كان سيكتب المقال نفسه لو كانت النكته السمجة تطال نصرالله أو السيد موسى الصدر؟ ونتذكر مع كل لبناني ان السيد موسى الصدر منعت “الشيعية السياسية” اي شخص على مدى اكثر من 35 عاماً من ذكره والترحّم عليه كمتوفي، وابقته مغيّبا برهبة جعل الكلام عن وفاته إثماً بليغا، فهل اهتز مقياس حرية التعبير قيد انملة خلال 35 سنة! عند كاتبنا وأصحابه؟ بالامس وقف وئام وهاب شاتما عائلة الرئيس الحريري فقام القضاء باستدعائه، فهل مثل أمام القانون واستجاب طوعا لسيادته؟! وهل ادلى كاتبنا بدلوه دفاعا عن سيادة القانون!؟

التمييز بين السُم والدسم سهلٌ ومتاح!؟

ان تحويل الاعتداء والشتيمة الى سلوك عادي يمارسه مواطنون مظلومون، ليس انحيازا لفضاءات الحرية وسيادة القانون، إنه نفاق وعار، يتبنى تقديس أشخاص في جهة وتحليل اهانات آخرين في الجهة الثانية! إنه وعي يريد ان يحوّل الشتيمة الى سلاح يُشهر لاخضاع الخصوم!؟ هم لا يستطيعون تبني الشتيمة العارية أو الدفاع عنها، لكنهم يبرروها ليجعلوها وسيلة من وسائل التعبير والرأي. أن يحمل كاتب قلمه متلبسا دوراً مبدئياً يساجل ويدافع عن سيادة القانون وحرية التعبير والرأي، ولصالح مرتكب من صفّهِ، وبهدف التخفيف من فداحة اساءة طالت خصما له، لايضيف لحصانة حرية التعبير وسيادة القانون إلا ما يضير بها ويسيء إليها. الامر لا يلتبس على أحد، يكفي ان نتذكر سلوك هؤلاء وتاريخهم في خدمة شاهري كواتم الصوت، ومفجري العبوات الناسفة، وسفاحي الاستبداد وجرائم الحرب.. طبق السمّ االمنثور على وجهه حبات سكر وعسل، يبقى سمّا حتى ولو تمثل عسلاً.

رحل البطريرك صفير بوداع ساده الاحترام والحزن والوفاء، ثمة من اضره المشهد واراد عبثا ان يعبث به.

 

إيران والحرب

توفيق شومان/20 أيار 2019 

منذ بداية التوتر في الخليج قلت : إيران لن تذهب إلى الحرب

فإيران دولة مدافعة وليست دولة محاربة.

والفلسفة السياسية - العسكرية في إيران تقوم على التالي :

- اسلاميا : تحريم الحرب ابتداء .

- فلسفيا : أن تربح الجزء في السياسة افضل من أن تربح الكل في الحرب , فربح الكل في الحرب هو تأسيس لحرب جديدة.

- سياسيا : كل أزمة هي فرصة وليست مأزقا , وهذه من نتاج التفاعل الإيراني مع الفلسفات الآسيوية القديمة ، وخصوصا الصينية ، والنموذج الصيني الحديث سياسيا وفكريا واقتصاديا يتفاعل معه الإيرانيون عنوانا وتفصيلا ، وعلى مبدأ " كل فرصة أزمة " تعاطى الإيرانيون مع كل المنظومات العقابية والحروب الاقتصادية المفروضة عليهم منذ إسقاط الشاه , فتطور اقتصادهم الداخلي ونهضوا علميا وتقنيا .

- عسكريا : العقيدة القتالية الإيرانية هي عقيدة دفاعية وليست هجومية.

- فكريا : لا يتبنى الإيرانيون نظرية حرق المراحل , ويتعاطون مع كل مرحلة بذاتها وخصوصيتها , والحرب اذا كانت ستقع غدا لا يستقدمونها إلى اليوم.

- براغماتيا : لا يعمل الإيرانيون وفقا لقاعدة " كل شيء أو لا شيء " , فالممارسة السياسية الإيرانية تقوم على الاحتفاظ ب "الشيء"مهما كان ضئيلا , وقاعدة مراكمة الشيء على الشيء هي أساس الممارسة السياسية الإيرانية وحقق الإيرانيون من خلالها نجاحات كبرى , والنظر إلى عقود مضت وكيفية تحول إيران إلى قوة إقليمية عظمى تؤكد ثبوت هذه القاعدة .

ـ عمليا : لا يستعيب الإيرانيون التراجع خطوتين ونصف الخطوة بعدما يتقدمون خطوتين ، فالحصيلة الصافية بحسب هذه المعادلة ربحهم نصف خطوة صافية ، وهذا المعادلة لا تقاس باللحظة ، بل تقاس بالزمن وبمعادلة تراكم " أنصاف الخطوات " عبر الزمن .

يقول المثل الايراني الشهير : لا تقتل الأفعى بيدك دع عدوك يتقاتل مع الأفعى.

 

أيوب وافق على استقالة انطونيوس “إثر تهديده” وكلف جنان الخوري بمهام مديرة “الحقوق”

جنوبية 21 مايو، 2019 /كلف رئيس الجامعة اللبنانية البروفسور فؤاد أيوب اليوم، البروفسورة جنان فايز الخوري بمهام مديرة كلية الحقوق والعلوم السياسية والإدارية – الفرع الرابع. والجدير ذكره أن مدير الكلية السابق انطونيوس ابو كسم قدم استقالته لرئيس الجامعة لأسباب تتعلق بتدخلات حزبية في إدارة الكلية كما ورد في كتاب استقالته. وكان أبو كسم قد كُلّف بمهام مدير الكلية في 15 شباط الفائت، بعد الإشكاليات التي رافقت الانتخابات لمركز المدير. وتم تعيينه بالتكليف إلى حين تعيين مدير أصيل. وقال إنه يعتبر أن الجامعة اللبنانية هي مؤسسة عامة رسمية، وصرح وطني أكاديمي غير ديني وحزبي. لكن ثمّة غرفتين في الكلية وضعت بتصرف أشخاص من خارج الجامعة، وخصصت لأنشطة حزبية وممارسة شعائر دينية.. ولغايات تجارية. لذا أصدر قراراً “بمنع ممارسة الشعائر الدينية على اختلافها داخل حرم الكلية، أو تخصيص قاعات أو غرف لهذا الغرض”. لكن وعند طلبه استرداد مفاتيح الغرفتين، تعرّض عبر هاتفه لتهديد من قبل مسؤول حزبي، بحجة أنه أقفل المصلى، فقدم استقالته. وأنهى أبو كسم رسالة الاستقالة، التي تقدم بها إلى رئيس الجامعة البروفسور فؤاد أيوب: “أتقدم باستقالتي هذه من مهامي كمدير لكلية الحقوق والعلوم السياسية والإدارية – الفرع الرابع، استقالة لا رجوع عنها، رسالة استنكار بوجه التدخلات الحزبية في إدارة الجامعة اللبنانية، ورفضاً للممارسات الميليشياوية، وصوناً لاستقلالية الجامعة اللبنانية وكرامة أهلها”.

 

بعد عقدين باسيل يطمح إلى تحرير الاتحاد العمالي العام من سطوة بري

 جنوبية 20 مايو، 2019 /أعلن نائب رئيس الاتحاد العمالي العام القيادي في حركة امل حسن فقيه، بعد اجتماع طارئ لهيئة مكتب المجلس التنفيذي في الاتحاد، قبول استقالة رئيس الاتحاد بشارة الأسمر على ان يكون نائب الرئيس (فقيه) رئيسا بالنيابة. وقال: ان الاتحاد يستنكر الإهانة لصفير”، مؤكدا “ان قيادة الاتحاد العمالي العام ترفض تصوير هذه المؤسسة العريقة التي بنيت من تعب آلاف العمال اللبنانيين ما يخالف صورتها، ويهمنا أن نؤكد ان الاتحاد العمالي العام يخضع للقانون والدستور”. وبحسب القانون فإن على الاتحاد أن ينجز انتخاب رئيس جديد له خلال ثلاثة أشهر. ومن المعروف أن موقع رئيس الاتحاد هو موقع يتولاه مسيحي، علما ان بشارة الأسمر محسوب على الحصة الشيعية لجهة تسميته من قبل الرئيس بري الذي يسيطر على الاتحاد العمالي العام منذ أكثر من عشرين عاماً. ومن الواضح أن الوزير جبران باسيل لن يقبل بأن يفلت هذا الموقع المسيحي من يديه، ويكتسب موقف باسيل قوة لجهة التفاهم الاستراتيجي بين الرئيس ميشال عون والسيد حسن نصرالله، على ضرورة أن يستعيد المسيحيون حقوقهم التي صودرت من قبل زعامات إسلامية طيلة ما بعد الطائف، وكان قانون الانتخاب مدماك الاتفاق بين عون ونصرالله، والآن تأتي فرصة تحرير الاتحاد العمالي العام من قبضة بري والسطوة الشيعية.

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

سيناتور جمهوري: إيران وراء الهجمات والتهديدات الأخيرة

لندن - صالح حميد/20 أيار/2019/قال السيناتور الأميركي الجمهوري ليندسي غراهام إن تقارير مستشار الأمن القومي جون بولتون تُظهر أن إيران تقف وراء الهجمات التي طالت السفن في مياه الإمارات الإقليمية والهجمات ضد المنشآت النفطية السعودية والصواريخ التي استهدفت السفارة الأميركية في بغداد.

وكتب غراهام في تغريدات على حسابه على موقع "تويتر": "تلقيت للتو إحاطة من مستشار الأمن القومي بولتون حول تصاعد التوترات مع إيران. من الواضح أنه خلال الأسابيع القليلة الماضية، هاجمت إيران خطوط الأنابيب وسفن الدول الأخرى وأطلقت موجة تهديد ضد المصالح الأميركية في العراق".

وأضاف: "الخطأ يقع على عاتق الإيرانيين، وليس الولايات المتحدة أو أي دولة أخرى". وشدد غراهام على أنه "إذا تم تفعيل التهديدات الإيرانية ضد الأفراد والمصالح الأميركية، يجب علينا أن نقوم برد عسكري ساحق". وختم مطالباً بـ"موقف حازم" من الرئيس الأميركي دونالد ترمب.

بينما ينفي الإيرانيون تورطهم المباشر في الهجمات الأخيرة التي استهدفت ناقلات نفط في مياه الإمارات الإقليمية ومهاجمة منشآت... وكانت تقارير قد أشارت إلى أن الصاروخ الذي سقط بمحيط السفارة الأميركية بالمنطقة الخضراء في بغداد مساء الأحد من نفس الطراز الذي تروجه إيران، وتستخدمه الجماعات الإرهابية بالشرق الأوسط. يأتي هذا بينما هدد الحرس الثوري الاثنين، ضمنيا، بتصعيد الهجمات ضد دول المنطقة ومصالح الولايات المتحدة، بينما ينفي المسؤولون الإيرانيون تورطهم المباشر في الهجمات الأخيرة التي استهدفت ناقلات نفط في مياه الإمارات الإقليمية ومهاجمة منشآت نفط سعودية من قبل ميليشيات الحوثي واستهداف السفارة الأميركية في بغداد.وقال نائب قائد الحرس الثوري الإيراني، علي فدوي، إن "الحرس بإمكانه تصعيد عملياته أكثر مما يقوم به حالياً"، دون أن يشير مباشرةً إلى تورط إيران في العمليات الأخيرة.

 

 ترمب: لم نسع إلى التفاوض مع إيران

واشنطن«الشرق الأوسط»/20 أيار/2019/أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترمب اليوم (الاثنين) أن بلاده لم تسع إلى إجراء حوار مع إيران، مشدداً على أنه إذا أرادت طهران التفاوض فيتعيّن عليها القيام بالخطوة الأولى. وقال ترمب عبر {تويتر}: {وسائل إعلام الأخبار الكاذبة نشرت كعادتها خبراً كاذباً من دون أن يكون لها أي علم، مفاده أن الولايات المتحدة تحاول إجراء مفاوضات مع إيران. هذا تقرير كاذب... إيران ستتّصل بنا عندما تكون جاهزة لذلك. وفي الانتظار، يستمر اقتصادها في الانهيار. أنا حزين جداً للشعب الإيراني!}. وتعهد ترمب أمس بمنع طهران من امتلاك أسلحة نووية، وذلك بعد ساعات من تهديده بأن الحرب ستكون «النهاية الرسمية لإيران»، رداً على تصريحات قائد الحرس الثوري الإيراني بأن بلاده لا تخشى الحرب. وقال ترمب في مقابلة مع قناة «فوكس نيوز» الإخبارية الأميركية مساء الأحد: «لن أسمح لإيران بامتلاك أسلحة نووية»، وأضاف: «لا أريد القتال. لكن لديك مواقف مثل إيران، لا يمكنك السماح لها بحيازة أسلحة نووية - لا يمكنك السماح بحدوث ذلك». وتابع: «إيران مثّلت مشكلة منذ سنوات طويلة، انظر فقط في الصراعات التي تسببوا بها». وتشهد المنطقة توتراً ملحوظاً بين طهران وواشنطن منذ أن أعلن الرئيس الأميركي الانسحاب من الاتفاق النووي الذي وقعته طهران مع القوى الكبرى في عام 2015. ونص هذا الاتفاق على خفض العقوبات الاقتصادية المفروضة على طهران، مقابل وقف جميع أنشطتها النووية. ووصف ترمب الاتفاق النووي الذي أبرمته إدارة الرئيس السابق باراك أوباما مع إيران بـالاتفاق «المرعب»، في أثناء حواره مع قناة «فوكس نيوز» الإخبارية. وتصاعدت حدة التوتر بين الولايات المتحدة وإيران في الأيام الأخيرة، وزاد من هذا التوتر الهجوم التخريبي على 4 ناقلات نفط في المياه الإقليمية للإمارات، واتهمت واشنطن طهران أو وكلاءها بالمسؤولية عنه. وتوعد ترمب بتدمير إيران في حال «أرادت الحرب»، محذراً إياها من «تهديد الولايات المتحدة مرة أخرى».

 

الجامعة العربية: عممنا دعوات قمة مكة لكل الدول العربية

دبي ـ العربية.نت/20 أيار/2019/أعلن مصدر مسؤول بجامعة الدول العربية الاثنين أن الأمانة العامة للجامعة عممت أمس الدعوة الموجهة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود لقادة الدول العربية لعقد قمة عربية طارئة في مكة المكرمة يوم 30 مايو الجاري. ودعا الملك سلمان للقمة لبحث الاعتداءات على سفن تجارية في المياه الإقليمية لدولة الإمارات العربية المتحدة، وما قامت به ميليشيات الحوثي الإرهابية المدعومة من إيران من الهجوم على محطتي ضخ نفطية بالمملكة العربية السعودية، ولما لذلك من تداعيات خطيرة على السلم والأمن الإقليمي والدولي وعلى إمدادات واستقرار أسواق النفط العالمية. وأوضح المصدر أن هذا الإجراء يأتي في إطار إعمال نص المادة (3) من الملحق الخاص بالانعقاد الدوري لمجلس الجامعة على مستوى القمة والذي ينص على أن ينعقد المجلس بصفة منتظمة، في دورة عادية مرة في السنة في شهر مارس، وله عند الضرورة أو بروز مستجدات تتصل بسلامة الأمن القومي العربي عقد دورات غير عادية إذا تقدمت إحدى الدول الأعضاء بطلب لذلك ووافق على عقدها ثلثا الدول الأعضاء.

 

تدمير صاروخين باتجاه مكة وجدة ودوريات “التعاون” تؤمّن الخليج

القمتان الطارئتان رسالة سلام وحزم لإيران... والجامعة العربية وزعت الدعوات... وقطر أكدت عدم دعوتها

الرياض، عواصم – وكالات/20 أيار/2019/اعترضت قوات الدفاع الجوي السعودية أمس، صاروخين بالستيين، أطلقتهما الميليشيات الحوثية، الأول فوق مدينة الطائف وكان متجهاً إلى مكة المكرمة، والآخر فوق مدينة جدة . وأفادت أنباء صحافية بأن الدفاعات الجوية السعودية تمكنت بحسب فيديوهات متداولة على مواقع التواصل الاجتماعي من تدمير الصاروخين البالستيين. ووصفت صحيفة “عكاظ” الاعتداء السافر بانه “يكشف حقيقة التخطيط الإيراني لزعزعة أمن وأمان المعتمرين في ليالي رمضان، ما يؤكد بما لا يدع مجالا للشك ما تمارسه إيران وعملاؤها من إرهاب حقيقي، إذ لم تتورع عن استهداف المسلمين في شهر رمضان”.ووفقا للصحيفة “تداول مغردون مقاطع فيديو لحظة اعتراض الصاروخ جهة الجزء الشرقي الشمالي من محافظة الطائف وقت السحور ليل أول من أمس”. وكان مصدر عسكري حوثي أعلن ليل أول من أمس، أن استهداف منشات تابعة لشركة “أرامكو” السعودية أخيراً، كان بداية لعمليات عسكرية ضد 300 هدف حيوي وعسكري، تشمل مقرات ومنشات عسكرية في الإمارات والسعودية، إضافة إلى قواعد تابعة لهما في اليمن. وفي عدن، دانت الحكومة اليمنية بشدة محاولة استهداف الحوثيين لمكة المكرمة، معتبرة “الهجوم على قبلة المسلمين جريمة إرهابية مكتملة الأركان”، مضيفة أن “محاولة الهجوم بإيعاز من إيران”.

في غضون ذلك، أكد الخبير العسكري والستراتيجي السعودي أحمد الشهري، إن دعوة الملك سلمان لعقد قمتين خليجية وعربية في مكة تهدف إلى ترتيب البيت العربي والخليجي، مشددا على أن السعودية تريد من وراء الدعوة إرسال رسالة إلى إيران مفادها “أن القمة هي دائرة سلام وليست حرب”، وفي نفس الوقت هي قمة سلام الشجعان الذين يملكون أيضا قرار الحرب.

واستطرد أن “رسالة مكة لإيران، إذا كانت تريد السلام وتحكم بحكم الدولة وتنبذ حكم المليشيا الذي تحكم به منذ العام 1979، من التدخل في الشؤون الداخلية لدول الجوار واستهداف المياه الإقليمية والملاحة وزرع الخلايا في الدول ودعمها، إذا نزعت طهران عنها هذا الثوب ولبثت ثوب الدولة التي تحترم المجتمع الدولي وحسن الجوار، حينها ستكون قمة مكة قمة سلام، ويمكن أن تعود العلاقات العربية الخليجية خلال 72 ساعة”، موضحا أنه إذا بقيت إيران بالعنجهية والتدخل السافر في الشؤون الداخلية للدول الخليجية ودول المنطقة والاستمرار في زعزعة الأمن، فإن الصفحة الأخرى من القمة ستكون قمة الحزم.

من جانبهم، يعقد وزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامي في السابع والعشرين من الشهر الجاري اجتماعا في جدة، للإعداد لجدول مناقشات القمة الإسلامية الرابعة عشرة التي ستعقد بمكة المكرمة. بدوره، صرح مصدر مسؤول بالأمانة العامة لجامعة الدول العربية، بأن الأمانة العامة عممت الدعوة الموجهة من خادم الحرمين الشريفين لقادة الدول العربية، لعقد قمة عربية طارئة في مكة المكرمة يوم الخميس الموافق 30 مايو الجاري، بينما قال وزير الدولة القطري للشؤون الخارجية سلطان المريخي: إن الدوحة لم تتلق أي دعوة لحضور المؤتمرين، واستغربت المتحدث الرسمي لوزارة الخارجية القطرية لولوة الخاطر، اتهامات وزير الدولة السعودي للشؤون الخارجية عادل الجبير لبلادها، واعتبرتها “للاستهلاك الإعلامي ولا تستحق الرد”.إلى ذلك، أعلن الأسطول الخامس الأميركي أنه بدأ في إجراء دوريات أمنية بحرية معززة في منطقة المياه الدولية بالخليج مع حلفائه الخليجيين. وجاءت الخطوة في أعقاب اجتماع الأسبوع الماضي لقادة البحرية وغيرهم من كبار القادة من دول مجلس التعاون الخليجي، في مقر قيادة الأسطول الخامس الأميركي في العاصمة البحرينية المنامة، مع قيادة القوات البحرية الأميركية المشتركة.

 

بريطانيا: ننصح إيران بأن لا تقلل من شأن تحذيرات واشنطن

 لندن - وكالات/20 أيار/2019/قال وزير الخارجية البريطاني، جيريمي هانت، الاثنين، إذا تعرضت المصالح الأميركية لهجوم فإن أميركا سترد "وهذا أمر يجب أن يفكر فيه الإيرانيون بتمعن شديد". وأضاف أن الرسالة لإيران هي "ألا تقلل من شأن نية الجانب الأميركي، وفي هذا الوضع أميركا لا تسعى لصراع". وقال هانت للصحافيين في جنيف إن قادة الولايات المتحدة "لا يسعون للصراع، ولا يريدون الحرب مع إيران". واعترف وزير الخارجية بالخطر الذي تشكله التوترات على الشرق الأوسط الكبير. كما شدد على أن الحل طويل الأمد لهذه المشكلة هو أن تكف إيران عن أنشطة زعزعة الاستقرار التي تقوم بها في المنطقة. وقال هانت: "نريد للموقف أن يهدأ لأن هذا جزء من العالم يمكن أن تدور فيه الأمور بطريقة خاطئة". وكان الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، قال، الأحد، إذا أرادت إيران الحرب فهذه ستكون نهايتها رسمياً. وحذر الرئيس الأميركي في تغريده على حسابه في "تويتر" النظام الإيراني من عواقب تهديدهم للولايات المتحدة، قائلاً "لا تهددوا الولايات المتحدة مرة أخرى أبداً".من جانبه، انتقد وزير خارجية إيران، محمد جواد ظريف، الرئيس ترمب على التغريدة التي كتبها، وغرد قائلاً إن ترمب "يحض" على "الإبادة الجماعية"، معتبراً أنها لن تنهي إيران. وأضاف ظريف أن ترمب "يأمل في تحقيق ما فشل الإسكندر الأكبر وجنكيز خان والمعتدين الآخرين في القيام به". وقال: "بقي الإيرانيون طيلة آلاف السنين بينما رحل المعتدون." واختتم تغريدته بوسم "لا تهدد الإيراني أبداً وجرب الاحترام - فهو أمر ناجح". يأتي ذلك عقب وقوع انفجار مساء الأحد قرب السفارة الأميركية في المنطقة الخضراء في العاصمة العراقية بغداد، إثر سقوط صاروخ كاتيوشا. ويأتي الانفجار في وقت يتصاعد فيه التوتر في المنطقة بين إيران والولايات المتحدة، التي أجلت مؤخرا موظفين غير أساسيين من سفارتها في العراق، والتي تقع في المنطقة الخضراء. كما يأتي الهجوم وسط تصاعد التوترات في الخليج العربي، بعدما أمر البيت الأبيض بإرسال سفن حربية ومدمرات إلى المنطقة في وقت سابق من الشهر لمواجهة تهديد غير محدد من إيران. وأشار مسؤولون أميركيون إلى أن الخطوة الأميركية جاءت على خلفية "تهديدات" مصدرها إيران و"ميليشيات عراقية تحت سلطة الحرس الثوري الإيراني".

 

أبراهام لينكولن تبدأ تدريبات ببحر العرب رداً على إيران

لندن - صالح حميد/20 أيار/2019/بدأت حاملة الطائرات الأميركية " أبراهام لينكولن" تدريبات الاثنين في بحر العرب بالتزامن مع تصاعد التهديدات الإيرانية وهجمات ميليشياتها ضد دول المنطقة. وذكرت وكالة " أسوشيتد برس" أن أبراهام لينكولن وسفنها المصاحبة لم تدخل بعد إلى الخليج العربي عبر مضيق هرمز، لكنها بدأت تدريباتها في بحر العرب. وذكرت الوكالة أن صور البحرية الأميركية أظهرت أنه منذ يوم الجمعة بدأت تدريبات حاملة طائرات "يو اس اس أبراهام لينكولن" وتجهيزاتها ضمن مناورات مع سفن حربية أميركية أخرى في بحر العرب، والتي تبعد أكثر من 1000 كيلومتر (620 ميلا).

ويأتي هذا بينما هدد الحرس الثوري الإيراني، الاثنين، ضمنيا، بتصعيد الهجمات ضد دول المنطقة ومصالح الولايات المتحدة، بينما ينفي المسؤولون الإيرانيون تورطهم المباشر في الهجمات الأخيرة التي استهدفت ناقلات نفط في مياه الإمارات الإقليمية ومهاجمة منشآت نفط سعودية من قبل ميليشيات الحوثي واستهداف السفارة الأميركية في بغداد. وقال نائب قائد الحرس الثوري الإيراني، علي فدوي، إن "الحرس بإمكانه تصعيد عملياته أكثر مما يقوم به حالياً"، دون أن يشير مباشرةً إلى تورط إيران في العمليات الأخيرة. من جهته، كشف السيناتور الجمهوري ليندسي غراهام، أن تقارير مستشار الأمن القومي تُظهر أن إيران تقف وراء الهجمات التي طالت السفن في مياه الإمارات الإقليمية والهجمات ضد المنشآت السعودية والصواريخ التي أطلقت ضد السفارة الأميركية في بغداد. وطالب غراهام الرئيس الأميركي دونالد ترمب برد عسكري ساحق ضد إيران إذا واصلت هجماتها وتهديداتها.

 

الحرس الثوري: بإمكاننا تصعيد عملياتنا أكثر مما هي حاليا

لندن - صالح حميد/20 أيار/2019/بينما ينفي الإيرانيون تورطهم المباشر في الهجمات الأخيرة التي استهدفت ناقلات نفط في مياه الإمارات الإقليمية ومهاجمة منشآت نفط سعودية من قبل ميليشيات الحوثي واستهداف السفارة الأميركية في بغداد، أطلق قادة في الحرس الثوري والجيش الإيرانيين تهديدات جديدة بمواصلة هجمات مشابهة. وفي جديد هذه التهديدات، قال نائب قائد الحرس الثوري الإيراني، علي فدوي، إن "الحرس بإمكانه تصعيد عملياته أكثر مما يقوم به حالياً"، دون أن يشير مباشرةً إلى تورط إيران في العمليات الأخيرة. ونقلت وكالة "نادي المراسلين الشباب" التابعة لهيئة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية الاثنين عن فدوي قوله: "نحن أقوياء لدرجة أننا نستطيع أن نقوم بعمليات أكبر مما نقوم بها حالياً". انتقد وزير خارجية إيران، محمد جواد ظريف، الرئيس الأميركي دونالد ترمب على التغريدة التي كتبها ليلاً على موقع تويتر يهدد... بدوره، هدد قائد سلاح الجو في الجيش الإيراني، عزيز نصير زادة، بقصف عواصم دول المنطقة واستهداف منشآت النفط في الخليج العربي رداً على التهديدات الأميركية. ونقلت وكالة "ايسنا" عن نصري زاده قوله، خلال تفقده القواعد الجوية في كل من بوشهر وبندر عباس وأصفهان، إن على الطيارين الإيرانيين أن "يقتدوا بالقادة الذين قضوا في الحرب مع العراق والذين ضربوا خلال حرب الثمانينات، العاصمة بغداد قبيل قمة عدم الانحياز". من جهته، أعلن قائد المقر الشمالي الغربي في القوات البرية للجيش الإيراني، علي حاجيلو إن القوات التابعة له غيّرت مهمتها لتصبح "قوة هجومية متنقلة". ونقلت وكالة "تسنيم" التابعة للحرس الثوري عن حاجيلو قوله الاثنين إن "الولايات المتحدة ليست قادرة على مواجهة عسكرية مع إيران"، مضيفاً أن "نفوذ إيران يتجاوز منطقة البحر الأبيض المتوسط". لكنه أشار إلى أن "إيران لا تريد أن تبدأ أي حرب". وتأتي هذه التهديدات التصعيدية من قبل القادة العسكريين الإيرانيين في حين جددت ميليشيات الحوثي المدعومة إيرانيا هجماتها ضد المملكة العربية السعودية بإطلاق صاروخين باليستيين أحدهما تم اعتراضه فوق مدينة الطائف وكان متجهاً إلى مكة المكرمة، والآخر فوق مدينة جدة، حيث اعترضتهما قوات الدفاع الجوي السعودية، فجر الاثنين.

 

إيران ترفع كمية إنتاج اليورانيوم المخصب لأربعة أضعاف

 لندن - صالح حميد/20 أيار/2019/أعلن المتحدث باسم منظمة الطاقة الذرية الإيرانية بهروز كمالوندي أن إيران قامت اعتباراً من الاثنين برفع معدل كمية إنتاجها من اليورانيوم المخصب ذات النسبة 3.67% لأربعة أضعاف. ونقل كمالوندي، خلال مؤتمر صحفي الاثنين، عن مدير موقع "نطنز" لتخصيب اليورانيوم قوله إن هذا القرار يأتي بناءً على قرار من المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، الذي كان قد هدد بالعودة إلى أنشطة التخصيب خارج إطار الاتفاق النووي. وبحسب وكالة "تسنيم" التابعة للحرس الثوري، أوضح كمالوندي أن "هذا لا يعني رفع نسبة التخصيب أو رفع عدد أجهزة الطرد المركزي أو تغيير نوعية أجهزة الطرد المركزي، بل إن الطاقة الإنتاجية (أي سرعة الإنتاج) لليورانيوم المخصب ذات نسبة 3.67% سترتفع إلى 4 أضعاف. وقد تم إطلاع الوكالة الدولية للطاقة الذرية بهذا الأمر". بينما ينفي الإيرانيون تورطهم المباشر في الهجمات الأخيرة التي استهدفت ناقلات نفط في مياه الإمارات الإقليمية ومهاجمة منشآت...الحرس الثوري: بإمكاننا تصعيد عملياتنا أكثر مما هي حاليا إيران وهدد المسؤول الإيراني بقيام إيران بزيادة تخصيب اليورانيوم إلى 190 ألف سو، قائلاً إن "هذا الأمر يعد سهلا للغاية ومتاحاً". وكانت إيران قد أعلنت عن تقليص بعض التزاماتها بالاتفاق النووي لفترة 60 يوما، كـ"فرصة" للدول الأوروبية لتقوم بتفعيل التبادلات التجارية والالتفاف على العقوبات الأميركية المفروضة على طهران. كما هددت طهران الاتحاد الأوروبي بالخروج من الاتفاق النووي إذا ما تمت إحالة الملف إلى مجلس الأمن الدولي. من جهتها، تقول دول أوروبية إنها تريد الحفاظ على الصفقة النووية مع إيران، لكنها رفضت "الإنذارات النهائية" من طهران. وكان المرشد الإيراني علي خامنئي قال إن "عملية التخصيب بنسبة 20% أسهل من التخصيب أقل من ذلك".

 

سفير الإمارات: الجالية اللبنانية في أحسن حال

بيروت: «الشرق الأوسط»/20 أيار/2019/أكد سفير دولة الإمارات العربية المتحدة لدى لبنان، حمد سعيد الشامسي، أن الإمارات دولة القانون والسيادة، وأن الجالية اللبنانية في أحسن حال. وفي كلمة له خلال افتتاح مسجد الشيخ سيف بن محمد آل نهيان في بلدة كفر حمام في العرقوب (الجنوب)، بمكرمة من مؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان وبرعاية مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان، ضمن مبادرات عام التسامح 2019، قال الشامسي «الإمارات دولة فيها قانون وقضاء، ونصف الجالية اللبنانية في الإمارات من أهل الجنوب، فالإمارات دولة القانون والسيادة، وهي تحتضن نحو 201 جنسية، وما نسمعه من أناس مغرضين، هذا كلام غير صحيح، وسفارة لبنان في أبوظبي عندها الحيثية الكاملة عن موضوع الموقوفين اللبنانيين الثمانية». وتمنى الشامسي «من أصحاب القلم والحكماء والعقلاء أن يدركوا أن دولة الإمارات هي دولة قانون، والجالية اللبنانية بأحسن حال». وأشار إلى أن «لدى الإمارات تاريخاً مشرفاً في العمل الإنساني والخيري في لبنان بشكل عام، والجنوب خصوصاً». ولفت الشامسي إلى أن «زيارة بابا الفاتيكان وشيخ الأزهر إلى الإمارات، وتوقيع وثيقة الأخوة هي الترجمة الحقيقية لسياسة دولة الإمارات، سواء كانت الداخلية أو الخارجية تجاه الإنسان، فلا يمكن لدولة تلعب دوراً أساسياً في استقرار لبنان أن تكون لديها أجندة خاصة، ودولة الإمارات أجندتها واضحة، وهي مع أشقائها العرب، وتدعم كل دولة عربية، وتنشد السلام والاستقرار في العالم».

 

السعودية {جاهزة لكل الاحتمالات} للتصدي لعدوانية إيران/الوقاع: طهران لن تستطيع المواجهة العسكرية وستنحني للعاصفة

جدة: أسماء الغابري«الشرق الأوسط»/20 أيار/2019/في وقت تتصاعد فيه التوترات الإيرانية الأميركية في الخليج العربي، تؤكد السعودية جاهزيتها لكل الاحتمالات، بما في ذلك الحرب، وتواصل دورها القيادي في المنطقة عبر استضافة قمتين؛ عربية وخليجية، خلال أيام، إضافة إلى أنها تستضيف الدورة 14 للقمة الإسلامية العادية لمنظمة التعاون الإسلامي، في مدينة مكة المكرمة، 31 مايو (أيار) من العام الحالي، التي يترأسها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز.

وتشهد منطقة الخليج حرباً نفسية بين إيران والولايات المتحدة، منذ تشديد واشنطن العقوبات النفطية على طهران، بداية مايو الحالي، ثم إعلان واشنطن إرسال حاملة طائرات لمواجهة أي تهديدات أو أعمال انتقامية إيرانية. وكانت أربع سفن، بينها ثلاث ناقلات نفط، ترفع اثنتان منها علم السعودية، تعرّضت لأعمال تخريبية قبالة الإمارات هذا الشهر، قبل أن يهاجم الحوثيون المدعومون من إيران محطتي ضخ لخط أنابيب نفط في السعودية بطائرات من دون طيّار. وبينما لم تعلن أي جهة وقوفها خلف الاعتداء على السفن قرب إمارة الفجيرة، اتّهمت السعودية، إيران، بإعطاء الأوامر للمتمردين اليمنيين بمهاجمة محطتي الضخ. ويشير هنا الدكتور زهير الحارثي عضو مجلس الشورى السعودي، إلى تحذير عادل الجبير وزير الدولة للشؤون الخارجية بالسعودية، بأن بلاده لا تريد حرباً، وأنه في حال اختيار الطرف الآخر الحرب، فإنّها ستردّ على ذلك بكل قوّة وحزم، وستدافع عن نفسها ومصالحها، مضيفاً أن «السعودية في حال التعدي عليها ستدافع عن نفسها، وتكشر عن أنيابها، ولن تسمح بأي تعد على أمنها الوطني، ولن تقف مكتوفة الأيدي أمام التجاوزات والتصرفات العدوانية التي تمارسها إيران، وسترد بقوة دفاعاً عن شعبها وأرضها». وأضاف الحارثي أن «السعودية لا تريد الحرب، وهي مع السلام والاستقرار، وضد التأزيم والتصعيد، ولكنها على أهبة الاستعداد، وتتابع بحذر كل ما يحدث حولها، وتضع كل الاحتمالات والسيناريوهات، وستتعامل مع إيران بحزم وصرامة، أياً كانت درجة خطورتها».

وشدد الحارثي على أن السعوديين يؤكدون أن سياسة الهدوء والحكمة، وعدم التصعيد، لا تعني بأي حال من الأحوال ضعفاً، أو استهانة بالحقوق، أو خشية من المواجهة، أو تفريطاً في السيادة، فالسعودية، وإن كانت تبتسم دائماً، إلا أن هذا لا يعني أن ليس لديها أنياب تُكشّرها وقت ما يقتضي الموقف ذلك.

فيما أكد الأكاديمي الدكتور نايف الوقاع، أن السياسة السعودية واضحة، فهي ترفض أن يتدخل أحد في شؤونها، أو أن تتدخل في شؤون الآخرين، ودائماً ما تقف مع الأصدقاء والحلفاء، وقبلهم الأشقاء، وهي تريد أن ترسل لإيران رسالة واضحة ومحددة بأن باب السلام والتعاون وتنمية المنطقة مفتوح، ولكن لن يكون على حساب سيادة وأمن واستقرار دول المنطقة، والسعودية بشكل خاص. وأضاف الوقاع أن دول المنطقة، خصوصاً السعودية، أرسلت خلال الأعوام الماضية رسائل سلام كثيرة لإيران، فيما ترد إيران بأعمال عنف، مشيراً إلى أن تصريحات الجبير تؤكد أن السعودية، وهي تمد يدها للسلام مع إيران، تبقي يدها الأخرى على زناد السلاح، لتردع أي تصرف أهوج من إيران، مشدداً على أن الرياض تملك الإرادة والقوة والرسائل للدفاع عن أمنها ومواطنيها ومقدراتها ومكتسباتها. وأوضح الوقاع أن إيران أصبحت مخيرة في الأيام المقبلة ما بين تغيير سلوكياتها العدوانية، أو حدوث كارثة اقتصادية مقبلة لا محالة، مضيفاً أن العقوبات الأميركية الجديدة ضد إيران ستستمر إلى حين خضوعها وقبولها باتفاق جديد يناسب واشنطن وحلفاءها، ويقطع طريق طهران نهائياً نحو صنع أسلحة نووية. وقال الوقاع إن إيران مضطرة للانحناء للعاصفة، بسبب أنها لن تستطيع المواجهة العسكرية أمام خصوم يفوقنها بمراحل، وكذلك لن تستطيع مواجهة الانهيار الاقتصادي الداخلي بفعل العقوبات الاقتصادية غير المسبوقة تاريخياً.وذكر الوقاع أن خضوع النظام الإيراني للضغوط الأميركية ليس أكثر من مسألة وقت، والتصعيد السياسي والإعلامي للاستهلاك الشعبوي في الداخل، فإيران تدرك أنها ستكون الخاسر الأكبر في أي حرب تندلع، مشيراً إلى أن المعطيات الحالية تضع أمام إيران خيارات محدودة وضئيلة للنفاد بجلدها، وهي الخضوع للمطالب الأميركية والدولية العادلة، فيما يخص برنامجها النووي أولاً، ووقف تدخلاتها في شؤون الدول الأخرى وتمويل الإرهاب.

 

قانونياً.. هذه خيارات ترمب لحظر جماعة الإخوان

دبي ـ العربية.نت/20 أيار/2019/يسعى أعضاء بالإدارة الأميركية، بمن فيهم الرئيس ترمب نفسه، مجدداً لإدراج جماعة الإخوان المسلمين كمنظمة إرهابية، فيما يعد إحياء لفكرة تم طرحها والترويج لها منذ عدة سنوات من جانب بعض المستشارين السياسيين للرئيس ترمب، بحسب مقال لسكوت أندرسون الباحث القانوني في معهد بروكينغز ونشره بمدونة "Law Fare" المعنية بالقانون والتشريعات الدولية. واكب الخطوة حالة جدل ما بين مؤيد ومعارض، ولكن ركزت معظم التقارير حتى الآن على احتمال أن تحاول إدارة ترمب إدراج جماعة الإخوان المسلمين كمنظمة إرهابية أجنبية. ولا يبدو من الواضح ما إذا كان الإجراء الوحيد الذي ينبغي أن تستكشفه إدارة ترمب هو هذا فقط. فكما أوضح الكاتبان الأميركيان ويليام ماكانتس وبنجامين ويتس في تصريحات لمجلة Law fare عام 2017، فإن وضع "المنظمة الإرهابية الأجنبية" ، المعروف اختصاراً بـFTO لا يتناسب قانونياً مع تنظيم الإخوان المسلمين. ولهذا السبب أيضاً، قام مناهضو جماعة الإخوان المسلمين بتوجيه النصح للمسؤولين، في عدة مناسبات، لاستخدام أدوات أخرى لمكافحة الإرهاب، بما في ذلك أنظمة تصنيف الإرهاب الأخرى، التي يمكن استخدامها لتحقيق تأثير أكبر، لاسيما إذا تم اللجوء إليها بقوة. وإذا كان الرئيس ترمب مصمماً حقاً على وصم الإخوان وعزلهم، فمن المحتمل أن يحاول استخدام هذه الأدوات الأخرى، بدلاً من إدراج التنظيم بموجب "الإرهاب الأجنبي"، وألا يكتفى بهذا الإجراء فحسب. وترتكز تلك الآراء على أساس أن فكر وطبيعة تنظيم الإخوان نفسه يحتم اللجوء لمزيد من الإجراءات.

العقبة.. شبكة فضفاضة

يصف المناهضون جماعة الإخوان بأنهم "جزء من حملة عالمية متطرفة تهدف إلى تشكيل حكومات تعمل وفقاً للشريعة الإسلامية". ولكن يؤكد معظم الخبراء أن الواقع مختلف تماماً، فعلى الرغم من وجود منظمة الإخوان المسلمين الدولية، التي تتخذ من مصر مقراً لها، إلا أنها غير مهمة نسبياً. وبدلاً من ذلك، توجد أهم مكونات جماعة الإخوان المسلمين ضمن شبكتها الفضفاضة من الفروع العالمية. يشرح كل من ناثان براون وميشيل دنّ، باحثان في برنامج كارنيغي للشرق الأوسط، أنه لا يوجد كيان واحد يسمى "جماعة الإخوان المسلمين"، ولكن بدلاً من ذلك هناك عدد من المنظمات والحركات والأحزاب والجمعيات والجماعات غير الرسمية التي تستمد بعض الإلهام، في بعض الأحيان مباشرة وأحياناً بطريق غير مباشر، من الحركة الأصلية التي تأسست في مصر في عام 1928، والنصوص الأساسية التي أنتجها مؤسسها. لم تكتفِ أنقرة والدوحة بتمويل أشخاص من الفرع السوري لجماعة "الإخوان المسلمين" كما هي الحال بالنسبة للمعارض السوري البارز... ويضيف ناثان ودنّ، في دراستهما المشتركة، أن الحركات المستوحاة من جماعة الإخوان خلصت منذ زمن بعيد إلى أن ظروفها كانت متمايزة إلى حد كبير بحيث تتبع كل منها المسار، الذي رأت أنه مناسب في مجتمعها. كما أن هناك العديد من المنظمات التي تم تشكيلها بدرجات متفاوتة بمشاركة أعضاء الإخوان، ولكن علاقاتهم مع أي منظمة تابعة لجماعة الإخوان غالباً ما تكون غير رسمية، وتتنوع في نطاقها. خدعة "نبذ العنف" ومن المؤكد أن هناك جماعات مرتبطة بالإخوان تورطت في الإرهاب، ولكن هناك أيضا العديد من الجماعات الأخرى التابعة للإخوان التي نبذت العنف، بما في ذلك عدد غير محدد من المؤسسات الأكاديمية والمنظمات الخيرية في جميع أنحاء العالم الإسلامي وكذلك الأحزاب السياسية الرئيسية في العراق وتونس وتركيا وأماكن أخرى. ولهذا السبب، يجادل الخبراء بأن أي جهد لاستهداف أمر جماعة الإخوان المسلمين سيكون كبيراً للغاية، لأنه سيشتمل حتماً على الشركات التابعة الحميدة نسبيًا، والتي تعمل بعض أنشطتها على تقدم أهداف السياسة الخارجية الأخرى للولايات المتحدة. وتجعل، على الأقل، هذه الخصائص جماعة الإخوان مرشحاً ضعيفاً للإدراج بموجب "الإرهاب الأجنبي". فوفقاً للنظام الأساسي، يمكن اعتبار المنظمات الأجنبية، التي تمارس أو تحتفظ بالقدرة أو النية على الانخراط في أي نشاط إرهابي يهدد الرعايا الأميركيين أو الأمن القومي للولايات المتحدة، وإدراجها في قائمة المنظمات الأجنبية الإرهابية. وبالتالي يمكن أن تستبعد هذه الشروط المسبقة، في ظاهرها، الشركات التابعة للإخوان المسلمين، التي لم تنخرط في ممارسات عنف أو إرهاب وكذلك تلك الموجودة في الولايات المتحدة.

بعد فترة وجيزة من هجمات 11 سبتمبر، أصدر الرئيس جورج دبليو بوش الأمر التنفيذي رقم 13224، والذي استخدم السلطات المفوضة إليه بموجب قانون القوى الاقتصادية الدولية الطارئة IEEPA لإقرار إجراء منفصل يتم بموجبه إدراج ما يتم تسميتهم بـ"الإرهابيين العالميين المدرجين خصيصاً" SDGT. تم إعداد هذا النظام للمساعدة في مكافحة تمويل الإرهاب، ويترتب على إدراج الكيانات الإرهابية تحت SDGT عواقب مماثلة كتسمية FTO بداية من تجميد أصول ما يسمى بالإرهابيين العالميين المعينين وحظر تزويدهم بمختلف أشكال الدعم. ويمكن، بموجب SDGT، معاقبة أي شخص أميركي أو أي أشخاص داخل الولايات المتحدة يشاركون في معاملات تفيد ما يسمى بالإرهابيين العالميين المدرجين، بما في ذلك الدعم المادي، بالسجن لمدة تصل إلى 20 عاماً، وهي نفس العقوبة الأساسية لأولئك الذين يقدمون الدعم المادي إلى الكيانات المدرجة بموجب FTO، ولكن يتميز SDGT بإمكانية تطبيقه أيضاً خارج الحدود الإقليمية للولايات المتحدة. ومن المرجح أن يساعد إجراء SDGT في القضاء على المنظمات الإرهابية ككيانات وكأفراد بالإضافة إلى شبكاتها من المؤيدين والمقربين. وهكذا يمكن أن تطال تلك الإجراءات الكثير من الشركات التابعة للإخوان المسلمين، التي تنبذ العنف، لكن يمكن أن تخضع للملاحقة القانونية بموجب SDGT إذا كان لديها روابط مؤهلة مع بعض الفروع العنيفة. وحسب ما نشر في المدونة المعنية بالقانون والتشريعات الدولية، فإن "النطاق المفتوح للإدراج بموجب إجراء SDGT يجعله أداة فعالة بشكل لا يصدق لمكافحة تمويل الإرهاب. لكن يجب أن يتوخى صناع السياسة ضبط النفس المعتاد إذا ما شرعوا في تطبيقه على الكيانات التي ترتبط بعلاقات أو صلات ضعيفة بالإرهاب. ويعد نظام SDGT أداة أكثر ترجيحاً لطموحات إدارة ترمب ضد تنظيم الإخوان المسلمين أكثر من نظام FTO. ويترك عدداً أقل من الحواجز القانونية الواضحة أمام الإجراءات الناتجة، التي ربما تتعارض مع مصالح الولايات المتحدة وقيمها الأوسع نطاقاً، سواء في الخارج أو في الداخل".

 

الشرعية: القرارات الأممية بالنسبة لغريفثس "حبر على ورق"

العربية.نت/20 أيار/2019/قال المهندس محمد العمراني، رئيس المكتب الفني للمشاورات، إن المبعوث الأممي الخاص إلى اليمن مارتن غريفثس يتعامل مع القرارات الدولية على أنها حبر على ورق.

وأضاف خلال مشاركته في برنامج "استديو اليمن"، على قناة اليمن الفضائية، أن الجنرال الدنماركي، مايكل لوليسغارد، كبير المراقبين الأمميين، اعترف أكثر من مرة أنه لا يوجد لدى الأمم المتحدة آلية لمراقبة وقف إطلاق النار في الحديدة.

وأوضح العمراني أن الفريق الحكومي طالب المبعوث الأممي بإلزام الحوثيين بحضور التفاوض في مناطق سيطرة القوات الحكومية بالحديدة، كما كان يحضر وفد الحكومة إلى مناطق سيطرة الحوثيين، إلا أنهم رفضوا، ليتدخل المبعوث لاحقاً، ويقوم باستئجار سفينة بملايين الدولارات لعقد لقاء في البحر، ثم لاحقاً رفض الحوثيون اللقاء إلا بعد رسوها في مناطق سيطرتهم. وأشار العمراني إلى أنه في الإحاطة التي قدمها غريفثس لمجلس الأمن في فبراير الماضي، أشار إلى أن صرفيات البعثة في الحديدة بلغت 16.8 مليون دولار، في حين الموازنة المطلوبة لعام واحد بلغت ما يقارب 58 مليون دولار. وقال: "كل هذه المصاريف كان منتجها الوحيد في الحديدة هو مفهوم العمليات الذي أعلن المبعوث موافقة الطرفين عليه، وبعد انقلاب الحوثيين عليه عطل هذا الاتفاق وقبل بانتشار أحادي بدون أي رقابة مشتركة ولا آليات واضحة".

هاجمت الحكومة اليمنية الشرعية، المعترف بها دولياً، الجمعة، المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، مارتن غريفثس، وقالت... ولفت إلى أن الحوثيين رفضوا نزع الألغام من كيلو 8 ومدينة الصالح، وفي المقابل قام المبعوث الأمم الأممي بالتواطؤ معهم في هذا الإجراء، حتى الألغام المنزوعة لن يتم تفجيرها . وأضاف المهندس العمراني: "سألنا الأمم المتحدة ما هو المطلوب منا لرفع الحصار عن تعز، ولم نجد جواباً لأنهم يعرفون أن المطلوب الوحيد هو موافقة الحوثي المتحكم بمداخل المدينة، ولذلك توقفت تفاهمات تعز". كما أوضح أن الحوثيين قطعوا الطريق أمام الجنرال لويسغارد في الحديدة، وإذا أراد أن يحضر إلى مقر الجهات الحكومية بالمدينة التي تبعد عنه 15 كيلومترا يجب عليه أولاً أن يذهب إلى عدن ثم يأتي إلى الحديدة. وأيد رئيس المكتب الفني للمشاورات عن الجانب الحكومي، محمد العمراني، مطالب إنهاء دور المبعوث الأممي، مارتن غريفثس، لأنه – حسب قوله – ينطلق من مبادئ خاطئة ويساوي بين حكومة شرعية وميليشيات. وحول اجتماعات الأردن الأخيرة قال العمراني: "كنا نتفق مع مكتب المبعوث على خطوات محددة وفي اليوم التالي بناء على توصيات المبعوث يقدمون أطروحات تخدم الحوثي وتنسف كل ما تم الاتفاق عليه". ولفت إلى أن فتح طريق صنعاء الحديدة منصوص عليه في اتفاق السويد، إلا أن المبعوث الأممي التف على هذا الاتفاق واستبدله بخط الخمسين تلبية لرغبة الحوثيين، بينما قبل الجانب الحكومي لدواعٍ إنسانية. وقال المهندس العمراني: "المبعوث الأممي غير نزيه وغير محايد والالتفاف على اتفاق فتح خط صنعاء الحديدة دليل ذلك"، مبيناً أن الحوثيين أغلقوا كل الملفات في وجه المبعوث ثم أعطوه فتات الانسحاب الأحادي ليطير بها فرحا إلى مجلس الأمن ويقدمها في إحاطته الأخيرة" . وأضاف: "المبعوث استقوى بالأمم المتحدة لاستصدار القرار ‏2452 ‏ليتمكن من طرد الجنرال الهولندي باتريك كاميرت لموقفه الصلب في تنفيذ الاتفاق"، لافتا إلى أن الحكومة قدمت التنازلات لأن قرارها هو الذهاب إلى أبعد مدى ممكن في تنفيذ الاتفاق أو فضح الحوثيين أمام العالم، مبينا أن ما حدث مؤخراً في الحديدة هي بمثابة مسرحية غريفثس الأخيرة.

 

قائد الجيش الجزائري يتمسك بإجراء الانتخابات كمخرج للأزمة

العربية.نت/20 أيار/2019/تمسك الفريق أحمد قايد صالح، نائب وزير الدفاع الجزائري، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، بإجراء الانتخابات كمخرج من الأزمة في البلاد، مشيراً إلى أن ذلك يضع حدا لمن يحاول إطالة أمد الأزمة. قال أحمد قايد صالح في كلمة توجيهية خلال زيارة عمل وتفتيش للناحية العسكرية الرابعة، إن الحل يكمن في إجراء الانتخابات. وأضاف "الخطوة الأساسية تتمثل في تنصيب وتشكيل الهيئة المستقلة للإشراف على الانتخابات وتنظيمها"، مردفاً أن إجراء الانتخابات يجنب الوقوع في فخ الفراغ الدستوري وما يترتب عنه من مخاطر وانزلاقات غير محمودة العواقب. ودعا رئيس أركان الجيش كافة الخيرين من أبناء الجزائر الغيورين على سمعة وطنهم ومصالح بلادهم ومكانتها بين الأمم، الالتفاف حول هذا المسعى المصيري على مستقبل البلاد، على حد تعبيره. وينزل مئات الآلاف من الجزائريين، كل الجمعة، إلى الشوارع والساحات الكبرى بالعاصمة الجزائرية وأغلبية المدن الأخرى، منذ أسابيع وذلك للمطالبة برحيل رموز نظام عبد العزيز بوتفليقة، ورفض إجراء انتخابات الرئاسة في الرابع من يوليو القادم.

 

البيت الأبيض يدعو إلى {ورشة عمل} في البحرين لإعلان الشق الاقتصادي من خطته للسلام لن تتطرق إلى القضايا السياسية... و8 دول {تستفيد من الفرص} مع الفلسطينيين

واشنطن: هبة القدسي«الشرق الأوسط»/20 أيار/2019/أعلن البيت الأبيض، مساء أمس، أنه سيعقد {ورشة عمل} اقتصادية في العاصمة البحرينية المنامة أواخر الشهر المقبل، يعلن خلالها الشق الاقتصادي من خطة إدارة الرئيس دونالد ترمب للسلام في الشرق الأوسط.

وتأمل إدارة ترمب في الترويج للفرص الاقتصادية المتضمنة في الخطة التي صاغها المستشار السياسي للرئيس صهره جاريد كوشنر والمبعوث الرئاسي لعملية السلام جيسون غرينبلات وفريق عمل وزارة الخزانة الأميركية، قبل الكشف عن الاقتراحات السياسية.

وأشار البيت الأبيض إلى أنه وجه دعوات لحضور الورشة التي ستعقد في 25 و26 يونيو (حزيران) المقبل، إلى عدد من قادة الدول ووزراء المالية من أوروبا وآسيا والدول العربية، إضافة إلى قادة الأعمال والمجتمع المدني. وقال في بيان مشترك مع البحرين إن الورشة التي تحمل شعار {السلام من أجل الازدهار} هدفها {تبادل الأفكار ومناقشة الاستراتيجيات وحشد الدعم للاستثمارات والمبادرات الاقتصادية المحتملة التي يمكن تحقيقها من خلال اتفاقية السلام}.

وأشار مسؤولون في الإدارة إلى أن الخطة {ستركز بشكل خاص على بناء مستقبل مزدهر للشعب الفلسطيني}. وقال مسؤول كبير في الإدارة مطلع على تفاصيل الخطة، خلال اتصال مع عدد من الصحافيين شاركت فيه {الشرق الأوسط}، مساء أمس، إن {عدداً كبيراً من قادة الأعمال ووزراء المالية ورؤساء حكومات عدد كبير من الدول، أكدوا مشاركتهم في هذا الحدث الذي يهدف إلى تشجيع الاستثمار في الضفة الغربية وقطاع غزة والمنطقة، ويركز على البنية التحتية والصناعة وتمكين الشعب الفلسطيني وإصلاح الحكومة بما يجعل المنطقة أكثر جذباً للاستثمار}.

وأوضح المسؤول أن {الورشة ستحاول تجنب القضايا السياسية التي جعلت تحقيق السلام أمراً بعيد المنال لفترة طويلة مثل التطرق إلى إقامة دولة فلسطينية ونقاشات وضع القدس والإجراءات التي تتخذها إسرائيل ضد الفلسطينيين بمبرر الأمن ومصير قضية عودة اللاجئين}.

وأوضح أنها {ستركز على الجانب الاقتصادي وليس الشق السياسي في خطة السلام الذي به تفاصيل كثيرة جداً}. ولفت إلى أن رؤية الإدارة تتمثل بـ{التركيز على الخطة الاقتصادية وأنه يمكن تحقيق سلام اقتصادي والمضي قدما بهذه الخطة وتقديمها لشعوب المنطقة وأخذ ردود الفعل عليها، وإمكانية المضي بالشق السياسي بعدها}.

ورفض التعليق على الشق السياسي، مشيراً إلى أن {العمل عليه لا يزال جارياً}. وقال إن {الإدارة تتحدث مع العديد من دول المنطقة والاستجابة إيجابية للغاية، وبعد ورشة العمل الاقتصادية سنناقش الشق السياسي في الخطة}.

وشدد على أن المسؤولين الأميركيين قضوا في العمل على هذه الخطة الاقتصادية {ما بين ثمانية أشهر إلى عام بأكمله في دراسة التجارب الاقتصادية لدول مثل اليابان وكوريا الجنوبية وسنغافورة خلال نصف القرن الماضي، وفي ما نجحت وفي ما أخفقت... وأعتقد أننا خرجنا بخطة اقتصادية شاملة لكيفية القيام بعمل يمكّن الشعب الفلسطيني والدول المجاورة من تحقيق اكتفاء ذاتي وتقديم فرص اقتصادية لهم ومشروعات بنية تحتية وصناعية تنافسية ورفع مستويات المعيشة، واستغلال تلك الفرص الاستراتيجية بما يسمح بإصلاح هياكل الحكومة لخلق مناخ أكثر جذباً للاستثمارات وتمكين الشعب من خلال التعليم ومنح قروض منخفضة الفائدة}.

وحين سُئل عن أسماء المسؤولين وقادة الدول المدعوين إلى الورشة، أجاب المسؤول الأميركي: {لدينا ممثلون من عدد من الدول الأوروبية ومن منطقة الشرق الأوسط وقادة الأعمال ووزراء المالية وعدد من المسؤولين الفلسطينيين الذي نتناقش معهم وعدد من الدول العربية والخليجية}. لكنه رفض الكشف عن أسماء، مشيراً إلى أن {النقاشات مازالت جارية، لكن ردود الفعل إيجابية للغاية}.

وعن حجم الالتزامات المالية التي ستقدمها الدول المشاركة في الورشة لدفع الخطة الاقتصادية، قال المسؤول الأميركي إن {الإدارة تناقش تفاصيل الخطة مع عدد كبير من الدول، وستعلن التفاصيل حينما ترى أن الوقت مناسب لإعلانها. هناك الكثير من التفاصيل وأعتقد أن الجميع سيكون منبهراً بالخطة التي تم وضعها، وسيدركون أنه إذا تم تنفيذها بالشكل الملائم فستكون هناك فرص حقيقية للدول الثماني التي ستتلقى تلك الفرص الاقتصادية مع الفلسطينيين، لكن في هذا الوقت لا نريد الإفصاح عن تلك التفاصيل}.

ورفض الإفصاح عن مستوى تمثيل إسرائيل في الورشة وطبيعته، قائلاً: {تم توجيه الدعوة لمختلف الدول وقادة الاعمال... وهناك الكثير من الفرص لخلق المناخ المناسب والعمل معاً في هذا الاتجاه، وهناك الكثير من الحماس ولا بد من العمل في هذا الاتجاه وحل العقبات السياسية. وأعتقد أن الخطة الاقتصادية ستسهم في خلق فرص عظيمة وتحسين مستوى معيشة الشعوب}.

وفي إجابته على سؤال عن مخاطر إقدام الجانب الإسرائيلي على تدمير مشروعات بنية تحتية في المناطق الفلسطينية كما حدث ويحدث حتى الآن، قال المسؤول الأميركي: {لا توجد شهية لدى قادة الأعمال والدول المانحة لهدر الأموال، ورأينا نتائج التدمير والتصعيد بين الجانبين، ولذا الآن ما نريد عمله هو أن يرى أهالي غزة أن الكثير من الدول المانحة تريد المجيء والاستثمار في غزة، وستكون هناك فرص عظيمة لتحسين مستوى المعيشة في القطاع}.

لكنه شدد على أن {أي استثمارات ستعتمد على اتفاق وقف إطلاق نار مؤكد وقوي. والتوافق السياسي والاقتصادي سيسيران يداً بيد. وستكون هناك مناطق يتم فيها تأكيد القوة الأمنية، وأعتقد أن لدينا خطة جيدة. إذا نصح القادة السياسيون الناس بأهمية الخطة الاقتصادية وأهمية وقف الحرب الايديولوجية التي تكلف الكثير، فإننا سنرى الكثير من الفرص التي ستوفر التقدم والمستقبل المزدهر. وأعتقد أن هناك أشياء يجب حلها أولاً وعليهم أن يستمعوا}.

 

الأمن المصري يقتل 12 إرهابياً رداً على استهداف حافلة سياحية

القاهرة – وكالات/21/05//2019/أعلنت وزارة الداخلية المصرية، عن مقتل 12 إرهابيا، خلال عمليتي مداهمة في وقت مبكر من صباح أمس، لشقق سكنية في محافظتي الجيزة والقاهرة. وبعد ساعات من استهداف حافلة سياحية بعبوة متفجرة أول من أمس، بجوار المتحف الكبير بالقرب من الأهرامات، ذكرت الداخلية في بيان أن «قطاع الأمن وردت إليه معلومات تفيد بصدور تكليفات من قيادات الجناح المسلح لتنظيم الإخوان الإرهابي بالخارج، لعناصر حركة حسم المسلحة التابعة له، لتنفيذ سلسلة من العمليات العدائية خلال الفترة المقبلة، لإحداث حالة من الفوضى بالبلاد». وتابع: «رصدت عمليات المتابعة اتخاذ مجموعة من عناصر حركة حسم الإرهابية إحدى الشقق السكنية بمدينة 6 أكتوبر في الجيزة، وكرا لتصنيع العبوات المتفجرة التي يقومون باستخدامها في تنفيذ تلك الأعمال، وبمداهمته بادرت العناصر بإطلاق النيران تجاه القوات التي تعاملت معها، مما أسفر عن مصرع سبعة إرهابيين، وعثر بحوزتهم على 4 أسلحة آلية وخرطوش». وذكر البيان أن معلومات أمنية أخرى أفادت بتواجد عدد من عناصر مجموعة التنفيذ التابعة للجماعة الإرهابية بإحدى الشقق السكنية بدائرة قسم الشروق بمحافظة القاهرة، استعدادا لتنفيذ عمليات عدائية، مضيفا «داهمت القوات الوكر وتبادلت إطلاق النار مع العناصر مما أسفر عن مصرع خمسة إرهابيين، وعثر بحوزتهم على عدد بندقيات آلية وعبوات معدة للتفجير وعبوات متفجرة».

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

التصعيد في مياه الخليج والصفقة "حدود إسرائيل"

علي الأمين/العرب/21 أيار/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/75066/%D8%B9%D9%84%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%85%D9%8A%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%B5%D8%B9%D9%8A%D8%AF-%D9%81%D9%8A-%D9%85%D9%8A%D8%A7%D9%87-%D8%A7%D9%84%D8%AE%D9%84%D9%8A%D8%AC-%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%B5/

الخناق الذي يضيق على إيران، سيفرض بالضرورة الدخول في تسويات طالما أن الحرب ليست مضمونة النتائج بالنسبة لإيران بالدرجة الأولى، وهذه التسويات في نظام المصالح الإيراني ستتركز بالضرورة على أولوية حفظ النظام الإيراني.

شعارات تنتهي عند التسويات

هل تبدأ الحرب بين واشنطن وطهران؟ هذا السؤال يشغل العالم اليوم من دون أن تتضح الصورة بعد، فالحشود العسكرية الأميركية في الخليج العربي والبوارج الأميركية التي وفدت إلى الخليج والبحر المتوسط، إلى جانب الاحتياطات العسكرية والدبلوماسية الأميركية كلها تنذر بأن خيار الحرب على الطاولة، على رغم المواقف الأميركية التي لا تزال تؤكد أنها لا تريد الحرب مع إيران، إنما تغيير السلوك الإيراني. والحال نفسه في الجهة المقابلة فالمرشد الإيراني علي خامنئي، أعلن أنه لا يريد الحرب، كذا أعلن وزير الخارجية الإيرانية أن لا نيّة لطهران في خوض مواجهة عسكرية مع الولايات المتحدة. فيما أكد قائد الحرس الثوري اللواء حسين سلامي أن “إيران تخوض حربا شعواء مع أميركا تشمل الاستخبارات والهجمات الإلكترونية والردع العسكري”.

وجاء كلام سلامي خلال مراسم تسلم وتسليم في مواقع مسؤولي استخبارات الحرس الثوري كما نقلت وكالة مهر الإيرانية، وهذا الموقف كما المناسبة، يرجحان المعلومات التي تحدثت عن اختراقات أمنية أميركية في داخل المؤسسات الاستخبارية الإيرانية وعلى مستوى الشبكة العنكبوتية.

ما تقدم هو نذر يسير من التحركات العسكرية والمواقف السياسية التي تتأرجح بين التصعيد نحو الحرب، وبين تسوية لم تتضح بعد معالمها وإمكانية تحققها. خصوصا أن الشروط الأميركية لهذه التسوية ليست أقل من إعلان هزيمة للنظام الأيديولوجي الذي يحكم إيران، وبالتالي فإن رضوخ النظام في إيران لهذه الشروط يبدو مستبعدا وغير وارد في حسابات القيادة الإيرانية، التي استثمرت كل قوتها في تعزيز نفوذها الخارجي، وهي تدرك أن ما تمتلكه من قيمة في الميزان العسكري والسياسي، هو هذا النفوذ سواء في العراق أو اليمن وسوريا ولبنان، فيما تفتقد أي ميزة اقتصادية أو عسكرية أو مالية في ظل تدهور الأوضاع الاقتصادية والمالية داخل إيران، وهي أزمة تفاقمت جراء العقوبات الأميركية حسب التقارير الاقتصادية والمواقف التي صدرت عن المسؤولين الإيرانيين.

تمسّك إيران بأوراق قوتها ليس مفاجئا، بل متوقع من أي مراقب لمسار السياسة الإيرانية على امتداد العقود الماضية، وبالتالي فإن استخدامها لهذه الأوراق هو الخيار المناسب لها، طالما أنها قادرة على استخدامها من دون أن يورطها ذلك في مواجهة مباشرة مع القوات الأميركية، وبالتالي فإن الرسائل الأمنية تجاه دولة الإمارات العربية المتحدة من خلال “عمليات تخريب” لسفن في المنطقة الاقتصادية، ومحاولة “تخريب” أحد أنابيب النفط داخل السعودية، هي عمليات نفت طهران مسؤوليتها عنها، رغم التقارير التي صدرت ورجّحت قيامها بها عبر جماعات تابعة لها.

هذا ما دفع المملكة العربية السعودية ودولا خليجية إلى “الموافقة على طلب من الولايات المتحدة لإعادة انتشار قواتها العسكرية في مياه الخليج العربي وعلى أراضي دول خليجية”. وفي موازاة عملية استثمار وتنشيط للأذرع الإيرانية كانت الرسائل التي انطلقت من بغداد، والتي طالت المنطقة الخضراء في بغداد مساء الأحد، من خلال إطلاق صاروخ لم يؤد إلى أضرار مادية أو بشرية، والذي كان مسبوقا باجتماع قبل أسابيع جرى تسريب خبر حصوله من خلال وسائل إعلام بريطانية، ترأسه قائد فيلق القدس قاسم سليماني، وجمع قيادات لميليشيات من الحشد الشعبي العراقي، وجوهر الاجتماع هو الاستعداد للحرب.

إزاء هذا المشهد الأمني والعسكري وما يحيط به، بات واضحا أن التحديات الأمنية سوف تتجه نحو مزيد من توجيه الرسائل الإيرانية غير المباشرة تجاه دول الخليج والعراق، وهذا ما دعا الرياض إلى الدعوة إلى مؤتمر قمة عربية وخليجية عاجلة على هامش المؤتمر الإسلامي في مكة آخر الشهر الجاري، مترافقا مع مواقف رسمية صدرت عن وزير الدولة للشؤون الخارجية السعودي عادل الجبير أكد فيها من جهة على عدم رغبة المملكة في خوض أي حرب مع إيران، ومن جهة ثانية استعدادها للدفاع عن أراضيها ومصالحها.

في خضم هذه المواجهة، وإزاء هذا التصعيد الذي تشير إليه التطورات الميدانية، تبقى مخاطر وقوع حرب واردة، فاليد على الزناد وأي خطوة غير محسوبة قد تدفع نحو حرب بسبب عدم رغبة أي طرف في التنازل، فواشنطن لن تقف مكتوفة حيال أي رسالة تراها خاطئة، والرئيس دونالد ترامب لن يستطيع تعريض ما يسميه “هيبة أميركا” للخطر، كما أن النظام الإيراني بات يدرك أن أي سكوت على ضربة أميركية مباشرة ستكون له تداعيات داخلية لن يتحمل عواقبها. وفي تغريدته الأحد الماضي إثر ما جرى في المنطقة الخضراء في بغداد قال ترامب “إذا كانت إيران تريد الحرب، فستكون هذه هي النهاية الرسمية لإيران”، وأضاف “لا تهددوا الولايات المتحدة مرة أخرى”، وهي إشارة إلى أن الولايات المتحدة لن تقف مكتوفة الأيدي حيال الرسائل الإيرانية الأمنية غير المباشرة.

هل ستقع الحرب؟ السؤال قد يبدو وكأن الحرب غير قائمة، فحرب العقوبات الأميركية هي الأشد والأقسى على إيران، ومن الواضح أن الإدارة الأميركية تبني استراتيجية المواجهة على هذا الوجه بالدرجة الأولى لتغيير سلوك النظام في إيران.

وتتركز الجهود الأميركية على هذا الخيار الذي يستبطن مواجهات تتخذ أبعادا سياسية وإعلامية وسيبرانية وأمنية، وقد حققت واشنطن في هذا المضمار خطوات عديدة، لعل أبرزها منع إيران من تصدير نفطها، وأحدثت إرباكا في العلاقات الإيرانية الخارجية مع أوروبا التي خيبت ظن القيادة الإيرانية من تقاعس القارة العجوز عن الإيفاء بالتزاماتها حيال الاتفاق النووي.

وفي نفس الوقت بدت طهران عاجزة عن التخلي عن هذا الاتفاق بعدما كانت حددت مهلة ستين يوما من أجل إيفاء شركائها فيه بالتزاماتهم وإلا فإنها ستعمد إلى إعادة تخصيب اليورانيوم بما يتنافى مع شروط الاتفاق. ولعل ما يدفع واشنطن إلى عدم الانتقال إلى المواجهة العسكرية ومحاولة تفاديها، هو التزام أصدقاء إيران، لاسيما روسيا والصين وتركيا والهند، بوقف استيراد النفط الإيراني.

قدرة إيران على الصمود تتركز اليوم في أمرين حسب خبراء في السياسة الإيرانية. الأول في تحمل العقوبات التي تجعلها في موقع شبه منعزل عن السوق التجاري العالمي، وتفرض عليها التعامل بظروف غير مسبوقة مع متطلبات الشعب الإيراني. أما الثاني فهو محاولة إحداث خرق في الشروط الأميركية للتفاوض معها، وهذا من خلال سياسة رفع كلفة وقوع الحرب على الجميع، وفي نفس الوقت تقديم تنازلات إقليمية لواشنطن قد تتصل بـ”صفقة القرن” من دون أن يتم ذلك بشكل علني ولكن فعلي، كما جرت العادة في ملفات عدة بينها وبين واشنطن في أكثر من ملف إقليمي.

يبقى أن الخناق الذي يضيق على إيران، سيفرض بالضرورة الدخول في تسويات طالما أن الحرب ليست مضمونة النتائج بالنسبة لإيران بالدرجة الأولى، وهذه التسويات في نظام المصالح الإيراني ستتركز بالضرورة على أولوية حفظ النظام الإيراني، لذا فإن التقديرات الدبلوماسية تشير إلى أن طهران ستبدأ بالتلويح لواشنطن وتل أبيب بما يضمن أمن إسرائيل بالدرجة الأولى، سواء في سوريا أو لبنان، حيث يمكن ملاحظة الصمت الإسرائيلي حيال ما يجري على ضفتي الخليج، وكيف أن حزب الله بدا فجأة ليّنا في الأسابيع الأخيرة تجاه فكرة التفاوض بين لبنان وإسرائيل على ترسيم الحدود البرية والبحرية بين البلدين، وبدا غير منزعج من الاتصالات السرية التي ترعاها روسيا بين دمشق وتل أبيب، والتي برز منها رأس جبل الجليد، وهي هدية رفات الجندي الإسرائيلي التي قدمتها سوريا لبنيامين نتنياهو عشية الانتخابات وغداة الاعتراف الأميركي بضم الجولان المحتل لإسرائيل.

 

حزب الله»... وزراعة «الحشيشة»؟  

راكيل عتيِّق/جريدة الجمهورية/الاثنين 20 أيار 2019«

بعد «فورة» تأييد تشريع زراعة نبتة القنب الهندي للإستخدام الطبي والصناعي من قوى سياسية عدة، وبعد صدور «تقرير ماكنزي» في تموز 2018 الذي أوصى بتشريع هذه الزراعة التي ستدرّ مليار دولار أميركي سنويًا على الخزينة، وفي زمن تبحث الدولة عن «القرش» في جيب المواطن لسد العجز، يُطرح السؤال: ما مصير قانون تشريع زراعة القنب الهندي، ولماذا لم يُقرّ الى الآن؟ الحكومة «لم تُلحِّق» قانون تشريع زراعة أنواع محددة من القنب الهندي، تماماً مثلما لم تشمل في «موازنتها التقشفية» الكثير من مكامن الهدر والفساد والمصادر التي تدرّ الأموال على الخزينة، فالتأخّر في تأليف الحكومة أدّى إلى الاستعجال بعملها و»تحصيل ما يُمكن تحصيله». أمّا في المجلس النيابي فـ»الشغل ماشي» في اللجنة النيابية الفرعية المُكلّفة درس اقتراح قانون تشريع القنب الهندي، وما زالت الكتل النيابية تقدّم اقتراحات قوانين في هذا الخصوص.

المسار التشريعي

إعداد وإقرار قانون كهذا يتطلّب تهيئة الرأي العام، موافقة غالبية الجهات السياسية والطائفية، درس دقيق وضوابط محددة، إذ انّ هناك محاذير كثيرة يُمكن الوقوع فيها، خصوصاً أنّ هناك أنواعاً من هذه النبتة تُحَوّل إلى مواد مخدرة أي «الحشيشة» وتتم زراعتها منذ سنوات. لذلك تسود مخاوف من تشريعها أو استغلال تشريع النبتة لدواعٍ طبية، لإمرار زراعة الحشيشة والإتجار بها، خصوصاً أن لبنان ملتزم معاهدات دولية تحظّر أي نوع من المخدرات. وعن المسار التشريعي لهذا القانون، يؤكّد رئيس اللجنة الفرعية المكلفة درسه، النائب ياسين جابر لـ«الجمهورية»، أنّ «المسار ليس بطيئاً»، لافتاً إلى «أننا اخذنا بعض الوقت لتهيئة الرأي العام. فالصورة كانت مغايرة لدى الغالبية، وكأننا نشرّع «الحشيشة» أو زراعة المخدرات، الأمر غير الصحيح، بل نحن نسعى من خلال هذا القانون إلى الحد من زراعة المخدرات والإتجار بها، كذلك نستدعي كثيراً من الخبراء والإختصاصيين للإستماع إلى آرائهم في اللجنة».

في المرحلة الراهنة، تستكمل اللجنة الفرعية، التي تضمّ أعضاء من كل الكتل النيابية، درس إقتراح القانون الذي تقدّمت به كتلة «التنمية والتحرير»، والذي حُوّل إلى اللجنة وفق النظام الداخلي لمجلس النواب. إلّا أن هناك إنفتاحاً من جميع النواب الأعضاء في اللجنة على النقاش وعلى كل إقتراحات القوانين، بغية دمجها والوصول إلى أفضل قانون ممكن، خصوصاً أنّ عضو كتلة «الجمهورية القوية» النائب أنطوان حبشي وعضو تكتل «لبنان القوي» ماريو عون، اللذين تقدّما باقتراحي قانون بهذا الخصوص هما من أعضاء اللجنة.

ميزتان.. تفاضلية وتنافسية

بعد النقاش داخل اللجنة والإستماع إلى آراء خبراء، جرى الإتفاق لغاية الآن على أن يُصار إلى تشريع زراعة القنب للإستخدامات الطبية والصناعية. فهناك نوع من القنب ينتج منه ألياف قوية تُستخدم في صناعة السيارات والطائرات وحبالاً للبواخر، كذلك يُستخرج من جذع النبتة زيت يُستخدم في مستحضرات التجميل. وهناك صنف ثانٍ من النبتة يُستخدم للعلاجات الطبية وهو المعروف عالمياً. واللافت، انّ وجهات نظر جميع الأطراف متقاربة، ولا خلاف حول الأمور الأساسية. وإلى الآن، جرى الإتفاق على عدم تولّي الدولة هذا القطاع ولن تُنشأ مؤسسة على غرار «الريجي» بل ستُشكّل هيئة ناظمة لتنظّم الأمور وتكون مسؤولة عن إعطاء الرخص والمراقبة، أي التأكّد من أنّ الزراعات غير مخدّرة، لكنها لن تدخل في مسألة التجارة والبيع والشراء. كذلك، هناك قناعة أنّ المطلوب زراعة بجودة عالية من أجل تصدير أكثرية المواد المصنّعة من القنب إلى الخارج بسبب ضيق السوق اللبناني. ومن المُرجّح عدم تحديد هذه الزراعة بمساحة جغرافية أو حصرها في البقاع فقط. وعلى رغم من أنّ الدولة اللبنانية تدخل متأخّرة على خط تشريع هذه الزراعة، التي تستفيد منها دول كثيرة، مثل إسرائيل وكندا والدنمارك والولايات المتحدة الأميركية، إلّا أنّ لبنان يتميّز عن غيره من البلدان بميزتين تفاضلية وتنافسية. فلبنان جرّب هذه الزراعة واختبرها سابقاً، وهي ناجحة في أراضيه. كذلك، إنّ كلفة هذه الزراعة في لبنان أقل من كلفتها في البلدان الأخرى، فعلى سبيل، المثال تبلغ تكلفة زراعة ميليغرام من القنب في كندا دولاراً أميركياً واحداً، فيما تكلّف في لبنان 20 سنتاً.

بين «أمل» و«التيار»

وفيما سبق أن تقدّم كلٌ من كتلة «التنمية والتحرير» و«الجمهورية القوية» باقتراح قانون لتشريع زراعة القنب، وعلى رغم من أنّ تكتل «لبنان القوي» يتمثّل بالنائبين شامل روكز وماريو عون في اللجنة الفرعية، المكلّفة درس القانون، ويمكنهما إبداء ملاحظاتهما، إلّا أنّ التكتل فضّل أخيراً إقتراح قانون بدوره.

ويوضح عون لـ«الجمهورية»، أنّ «سبب التقدّم بهذا الإقتراح هو «معالجة الثغرات الموجودة في اقتراح كتلة «التنمية والتحرير» الذي تدرسه اللجنة الفرعية، ولتعديل مواد قد تشكّل خطراً على المجتمع، فنحاول إدخال إصلاحات عبر إقتراح القانون الذي تقدّمنا به رسمياً إلى مجلس النواب». ويشير إلى أنّ «إقتراحنا قريب من الإقتراح الذي سبق أن قدّمه النائب أنطوان حبشي».

من الإختلافات بين اقتراحي «التنمية والتحرير» و«لبنان القوي»، مهام الهيئة الناظمة وتحديد الشركات المخوّلة مهمة التصنيع المواد الناتجة من نبتة القنب الهندي. كذلك، هناك إختلاف بين الإقتراحين على المادة التي تحدّد سلطة الوصاية على هذا القطاع. فـ«التنمية والتحرير» ترى أنّ وزارة الزراعة يجب أن تكون الوصي، فيما يعتبر «لبنان القوي» أنّها يجب أن تكون وزارة الصحة. ومن المرجح أنّه سيُصار إلى اعتماد حل ثالث وهو أن يكون القطاع تحت وصاية رئاسة الحكومة، لأنّ الهيئة الناظمة تُعيّن من مجلس الوزراء.

«حزب الله» يتحفّظ

تعمل اللجنة على إقرار ضوابط قوية منعاً لاستغلال ثغرات في القانون لزراعة الحشيشة. هذا القانون إحدى وسائل مكافحة زراعة «الحشيشة» التي لا يُمكن مكافحتها بمنعها فقط. وتعوّل اللجنة على إقتناع المزارع بإستبدال زراعة «الممنوعات» بأنواع نبتة القنب الهندي المسموحة والمشرعة. إذ إنه لا يستفيد من زراعة المخدرات، بل المستفيدون هم مجموعة من التجار والمُهرّبين. كما أنّ المزارع سيجني أكثر من زراعة قانونية بدلاً من أن تكون مزروعاته معرّضة للتلف، او أن يُسجن أو تصدر مذكرات ملاحقة بحقه فيبقى هارباً من العدالة، خصوصاً أنّه خبير بزراعة هذه النبتة، وكل أنواعها تُعتبر «عائلة واحدة» وتُزرع بالطريقة نفسها ويلائمها المناخ نفسه. «حزب الله» هو الوحيد الذي خرج عن هذا الإجماع، فأعلن تحفُّظه على تشريع هذه النبتة لأي دواعٍ وعلى «المشروع من أساسه» بنحوٍ مطلق وليس على اقتراح قانون محدّد. وعبّر ممثل «الحزب» في اللجنة النائب حسين الحاج حسن عن تحفّظ «الحزب»، وذلك لأنّه «يحرص على مصلحة المزارعين خصوصاً في منطقة البقاع». ويتخوّف «حزب الله» من «أن يوهم هذا التشريع المزارعين في البقاع بأنّه المنقذ»، ولا يقبل إلّا «بما يريده المزارعون». وتشير مصادر «حزب الله» الى «الجمهورية»، إنّ «وجهة نظرنا تختلف عن وجهات نظر الآخرين حول هذا الموضوع، وإنّ «التنمية والتحرير» و«لبنان القوي» وغيرهما مخطئون. فبالنسبة لنا لا جدوى إقتصادية من هذا التشريع». في المقابل، يرى البعض أنّ رفض تشريع زراعة نبتة القنب للإستخدام الطبي والصناعي وإقناع المزارع باستبدال «الحشيشة» الممنوعة بهذه الزراعة القانونية، يعني «أننا نذهب نحو انتشار زراعة الحشيشة وتعميمها في المجتمع، خصوصاً أنّ الدولة مُحجمة عن تلفها منذ سنوات عدة».

 

من أمر العسكريين المتقاعدين باحتلال اعتصام الأساتذة واقتحام السراي؟

وليد حسين/المدن/الثلاثاء 21/05/2019

منذ اللحظات الأولى لاعتصام الأساتذة وموظفي القطاع العام، الذي دعت إليه هيئة التنسيق النقابية، ونقابات الإدارة العامة، بدا العسكريون المتقاعدون جسماً منفصلاً عن بقية المعتصمين. كانوا أشبه بـ"قطاع خاص" تسلّل إلى اعتصام موظفي القطاع العام. فقبل التجمهر لاقتحام السراي الحكومي، جرت محاولات عديدة من قبل بعض الضباط والعسكريين لاحتلال المنبر الذي اعتلاه النقابيون لإلقاء الكلمات، غير مكتفين بالكلمة التي خُصّصت للعميد المتقاعد سامي رمّاح، وبكلمة الوزير السابق أشرف ريفي، غير المقررة في برنامج الخطباء، والذي دعا فيها إلى تصحيح عجز الميزانية من خلال "تسكير ملفات الهدر والفساد وإقفال المعابر غير الشرعية، وليس من جيوب الموظفين والعسكريين، مثنياً على تكاتف الموظفين والعسكريين لتحقيق المطالب". وما كاد ريفي يُنهي كلمته حتى أدّى الهرج والمرج إلى اعتلاء بعض العسكريين المنبر، وانسحاب منظمي الاعتصام والوسائل الإعلامية. فبات الفناء المحيط بالمنبر خالياً إلا من بعض المتطفّلين الذين همّوا لسماع صراخ "الخطباء الجدد". حتى أنّ أمين سر رابطة معلمي التعليم الأساسي الرسمي حسين جواد، الذي كان بصدد إلقاء كلمته واقفاً بين الحضور، لم يستطع إلى ذلك سبيلاً. ولعل أبلغ توصيف لهذا المشهد ما قاله جواد نفسه مستهلاً كلمته باستنكار ما يحدث، متّهماً العسكريين بـ"احتلال المنبر"، وتمّ إسكاته ولم يتمكّن من إكمال كلمته، ما حذا ببعض النقابيين إلى استلام مكبّر الصوت، داعين الموظفين والأساتذة إلى الانسحاب من ساحة الاعتصام، معلنين انتهاء يومهم المطلبي، مندّدين بتلك التصرفات التي لا تؤدي إلّا إلى إحداث التفرقة بينهم وضياع الحقوق. 

اعتصام حاشد

كان الاعتصام الذي نفّذه موظفو القطاع العام في ساحة رياض الصلح يوم الإثنين 20 أيار، والذي تزامن مع إضراب عام في جميع المدارس الرسمية والخاصة وإدارات الدولة، حاشداً على غير جري العادة. فقد شارك فيه آلاف الأساتذة الموظفين، حتى أنّ الانتقال بينهم كان في غاية الصعوبة لشدة الازدحام. لكن الحشود الغفيرة، والكلمات الكثيرة المندّدة بسياسات الحكومة، والمحذّرة من مغبّة المسّ برواتب وتقديمات القطاع العام، والداعية إلى عدم فصل التشريع بين قطاعَي التعليم الرسمي والخاص، والشعارات التي رفعها المعتصمون مثل "كلكن حرامية بدكن بيع لشي شركة فرز وإعادة تدوير"، كانت ستجعل الاعتصام يمرّ من دون أي جلبة تذكر مثل العادة. حتى أنّ التصعيد الذي لوّح به رئيس رابطة التعليم الثانوي نزيه جباوي، محذّراً من أن "المسّ بالرواتب يعني تخطي الخطوط الحمراء، وقد أعذر من أنذر"، كان عادياً، ومسموعاً من قبل. لكنّ العسكريّين المتقاعدين تلقوا "أمر اليوم" ونفّذوا ما وعدوا به سابقاً، وصعّدوا في محاولة لاحتلال السراي.

ما كادت الساحة تخلو من الموظفين المدنيين حتى توالت الصرخات الداعية للعسكريين بالتقدّم إلى السياج، حيث كانت تتجمّع قوات مكافحة الشغب، تمهيداً لاختراقها والوصول إلى طاولة مجلس الوزراء لقلبها على رؤوس الجالسين حولها.

خلافات بين العسكريين

قبل شنّ العسكريين المتقاعدين "الغزوة"، بهدف احتلال السراي الحكومي، وبينما كان النقابيون يلقون كلماتهم، علا صراخ العسكريين المتواجدين بالقرب من السياج الفاصل مع قوات مكافحة الشغب. فبعض الضباط نادوا العسكريين لتشكيل لجنة بغية الصعود إلى السراي الحكومي لعرض مطالبهم، طالبين من أحد معوّقي الحرب ووالد شهيد الانضمام إليها. لكن ضباطاً ورتباء احتجّوا على تشكيل اللجنة كون "من هم في السراي حراميي". ودعا أحدهم العسكريين إلى عدم الامتثال لمقابلة الوزراء: "الشخص الوحيد المخوّل بالاستماع لعرض المطالب هو قائد الجيش".. وعرض المطالب لهؤلاء "الحراميي" مضيعة للوقت، مضيفاً بإنّ لا خيار بديل عن احتلال السراي. بلبلة أدّت إلى عدم تشكيل اللجنة، والملفت فيها أنّ المتحمسين لخيار احتلال السراي أكثرهم من الجيل الشاب، ما بدا مستغرباً كيف أحيلوا إلى التقاعد في هذا السنّ المبكّر.

أمر اليوم

أتى "أمر اليوم"، من مكان ما، إلى العسكريين كي يوصّلوا رسالة ما إلى الوزراء المجتمعين لبحث الموازنة. وبدأ العسكريون بدعوة أقرانهم إلى التقدم نحو السياج الحديد. وعلى وقع كلمات "ولّع، ولّع" و"كلّن، كلّن حراميي"، والدعوات إلى احتلال السراي، أتت كلمة السر بإشعال إطارين مطاطيّين في ساحة رياض الصلح، وهبّ العسكريون لتلبية "النداء". ولم تتمكّن قوات مكافحة الشغب بعناصرها القليلة، وهو أيضاً أمر مستغرب، من "صدّ هجوم" العسكر المتقاعد. هجوم عنيف تسلّح فيه بعض المتقاعدين بـ"السلاسل المعدنية" (الجنازير)، أدّى إلى سقوط بعض الجرحى من قوات مكافحة الشغب، وإصابات في صفوف المهاجمين. ولم تلجأ القوى الأمنية إلى استخدام القنابل المسيلة للدموع أو الرصاص المطّاطي، كما هو معتاد في مثل هذه "المناسبات". ولم يتمكّن خرطوم المياه الوحيد الذي استخدم من صدّ الهجوم، فوصل العسكريّون إلى المدخل الرئيسي للسراي الحكومي وحاول بعضهم تسلّق السياج وسور المبنى لناحية كنيسة الكبوشية من دون أن يفلحوا، في ظل وقوف العديد من العسكريين الفعليين على الحياد!

بالقرب من مدخل السراي

توالت دعوات المتقاعدين لزملائهم الذين مكثوا بالقرب من خيمتهم في ساحة رياض الصلح، إلى الانضمام إلى صفوف "المهاجمين"، للتقدّم إلى داخل السراي، في مشهد لاقى استحسان عوائل العسكريين الذين حضروا لنصرة العسكر في "غزوته". فراح الأهالي وبعض المواطنين المتفرجين إلى بث الحماسة في صفوف "المهاجمين". حتى أنّ التعزيزات الإضافية من الحرس الحكومي ومن قوات الشغب، بدت عاجزة عن صدّ الهجوم، لولا تدخّل كلمة "السر" مرّة جديدة. فتسلّم أحد الضباط مكبّر الصوت ودعا العسكريين إلى الجلوس أرضاً قائلاً: "المفروض تكون الرسالة وصلت للحراميي لي قاعدين جوا.. وإذا ما وصلت منرجع منوصّلها مرة تانية". ثم تولى الكلام ضابط آخر مندّداً "بسرقة أموال المتقاعدين لإنفاقها على مستشاري الوزراء"، وحاول تهدئة الحشود لعدم المضي قدماً، قائلاً: "اليوم دقينا الباب وبكرا رح نفوت عَ المجلس". رسالة أنهت "الغزوة" عند باب السراي، لكن فحواها وصل إلى داخل مجلس الوزراء.

وصلت الرسالة

بعد هذه "الغزوة"/ الرسالة، والمشهد "المريب" للعسكريين المتقاعدين وهم يحتلّون السراي الكبير، بلحاهم الكثّة ونظّاراتهم السوداء، وحملهم السلاسل المعدنية، وهندامهم العسكري الذي ارتداه بعضهم، تمّ تشكيل لجنة التقت بوزير الدفاع الياس بو صعب. ما يعني أنّ "البعض" أراد إيصال رسالة فحواها أبعد من الاعتراض على الاقتطاع من رواتبهم. خصوصاً أنّ أبو صعب أكّد للجنة أن ما بدر إلى مسامعهم من تخفيضات ستطال رواتبهم أو التقديمات لزوجات المتوفين من المتقاعدين، أو لزوجات وأولاد الشهداء في الجيش اللبناني، هي مجرّد شائعات. وأعلن أنّ التخفيضات في الموازنة لن تطال هذه البنود، بل على عكس ما يشاع، تمّت إضافة 35 مليار ليرة للمساعدات الاجتماعية والطبابة والولادة وغيرها من الأمور التي تصب في منفعة العسكريين وعائلاتهم. وكلام أبو صعب ليس بجديد وقد أكّده أكثر من مسؤول من أن لا مسّ بالرواتب، وجل ما في الأمر فرض ضريبة 3 بالمئة على الدخل كبدل طبابة، كي يصبح العسكريون متساوين مع بقية موظفي القطاع العام. فهل كان المطلوب وضع خطوط حمراء حول نقاش مجلس الوزراء لإمكانية إلغاء التدبير رقم 3 الذي يتعلق بالعسكريّين الفعليّين في الخدمة وليس المتقاعدين "المهاجمين"؟ ‏لعلّ تغريدة النائب السابق وليد جنبلاط توضح بعض الالتباس عندما قال تعليقاً على "غزوة" السراي: "هل يعقل أن تقف بعض من الدولة تتفرج على البعض الآخر يقتحم السراي الحكومي؟ وهل يعقل أن نصل إلى هذه الدرجة من الفوضى، فقط لأنه مطلوب إعادة النظر في التدبير رقم 3 في الحد الأدنى لترشيد الإنفاق؟ ما هو المطلوب، الفوضى والإفلاس ورفض الإصلاح؟"

 

بين برّي وباسيل.. هل ينهار الاتحاد العمالي العام؟

خضر حسان/المدن/الثلاثاء 21/05/2019

حال الاتحاد العمالي العام، بعد كلام رئيسه بشارة الأسمر عن البطريرك الراحل نصر الله صفير، لم يستدعِ العمل على إجراء تغيير نوعي لسياسة الاتحاد وهيكليته الإدارية. تغيير يُعيد للاتحاد دوره الفعلي. فقوى السلطة لا تريد له أكثر مما يقوم به اليوم، أي أن يكون أداتها لتهدئة الشارع حين يفكّر أحدٌ باللجوء إليه للإعتراض على قرارات السلطة. بل استغلّت تلك القوى "زلة" الأسمر لتعيد خلط أوراقها في ما يخص رئاسة الاتحاد. والصراع على رئاسة الاتحاد، لا دخل له باستعادة الدور النقابي الحقيقي، وإنما بالسيطرة على ماكينة تهدئة الشارع والعمال أو تحريكهما وفق الغاية السياسة وحاجتها.

الكلمة لنبيه برّي

يبسط رئيس مجلس النواب، نبيه برّي، سيطرته على رأس هرم الاتحاد العمالي العام. فأي تركيبة إدارية داخل الاتحاد، يجب أن يصدّق عليها برّي، الذي يُمسك بأوراق أكثرية الاتحادات النقابية المكوّنة للاتحاد العمالي. وقوّة برّي، بالإضافة الى الغطاء المسيحي القواتي، فَرَضت في العام 2017 انتخاب بشارة الأسمر رئيساً، بالإضافة إلى الإبقاء على حسن فقيه نائباً للرئيس. وقد بارَكَ حزب الله هذه الصيغة. وفي المحصّلة، بقي التيار الوطني الحر خارج موقعي الرئاسة ونيابتها، لكن الحلم بالرئاسة لم يفارق مخيّلة رئيس التيار جبران باسيل، الطامح للسيطرة على كل المواقع التي يشغلها المسيحيون عموماً، والموارنة خصوصاً. ومع إطلاق الأسمر النار على نفسه (مجازياً) بعد هذره بحق صفير، ظنّ باسيل أن أسهم سيطرته على رئاسة الاتحاد قد ارتفعت. فجميع القوى السياسية أدانت ما قاله الأسمر وتركته ليواجه مصيره بنفسه. والقوات اللبنانية التي دعمت انتخاب الأسمر تماشياً مع رغبة برّي، ولضمان إبعاد التيار عن المنصب، تتفق مع التيار اليوم على ضرورة إحداث تغيير يمحي الوصمة التي تركها الأسمر. لكن موقف القوات لا يعني بالضرورة الخروج عن توافقها مع برّي وانحيازها لباسيل. فرئيس حركة أمل أدان الأسمر ونعى قبل ذلك البطريرك صفير. ما يعني ان قواعد لعبة رئاسة الاتحاد لم تتغيّر. وما يؤكد ذلك، هو قدرة برّي على استيعاب الصدمة، ودعم فقيه بقيادة الاتحاد مؤقتاً ريثما تهدأ الأمور. وتلك القدرة، جنّبت إسقاط الاتحاد وإعادة خلط الأوراق، تحت مظلّة الإنتقام ممّن تطاوَل على رمز مسيحي وماروني كبير.

باسيل والموقع المسيحي

طموح باسيل بالوصول إلى رئاسة الجمهورية، خلفاً لعمّه ميشال عون، لم يحدّ من تهافته على "أكل" أي منصب مسيحي. ومع غياب أي نص يحصر رئاسة الاتحاد بشخص مسيحي أو ماروني، قضى العُرف بانتخاب رئيس مسيحي، منذ الرئيس الأول (بعد الإستقلال) غابريال خوري الذي كان مارونياً، والذي خَلَفه جورج صقر وكان أرثوذكسياً، ثم الماروني أنطون بشارة، والأرثوذكسي إلياس أبو رزق، فالماروني غنيم الزغبي، ومن بعده الأرثوذكسي غسان غصن، وصولاً إلى الماروني بشارة الأسمر. أما الأمناء العامون فتنقّلوا بين الموارنة والسنة والشيعة. ورغم هذا العُرف، إلا أن حظوظ باسيل بكسر شوكة برّي معدومة. فهو لا يملك الأكثرية العددية المطلوبة لإيصال مرشّح إلى الرئاسة. وكل ما يمكنه فعله هو دعم أحد المرشّحين. وهنا يبرز إسم أنطون أنطون التابع لتيار المردة، كأكثر المرشحين حظوظاً للوصول إلى الرئاسة بعد أفول نجم الكتائبي موسى فغالي، الذي كان مدعوماً من وزير العمل الأسبق سجعان قزّي، حين كادت المفاوضات مع حركة أمل أن توصله إلى الرئاسة، لولا انتهاء ولاية قزّي وإخراج إسم فغالي من التداول. ودعم باسيل لمرشح من تيار آخر لا يفيده بشيء. فليس هناك خلاف مع أمل حول تغيير العرف وانتخاب رئيس مسلم. وبالتالي لا داعي لتحالفات طائفية تضع تيار المردة خارج إطار التحالف مع أمل وحزب الله. كما أن القوات اللبنانية لن تُسلّم أوراقها لباسيل، طالما يمكنها التفاوض مباشرة مع برّي في حال حكمت الظروف بذلك.

التلويح بهدم الهيكل

يُصرّ باسيل على محاكمة الاتحاد العمالي العام كمؤسسة، على خطأ ارتكبه فرد واحد. فباسيل أعلن مقاطعته لرئاسة الاتحاد "حتى يقوم المعنيون بحسن التمثيل، وغير ذلك لا يكون هناك تصحيح للتمثيل". وفي هذا الكلام إشارة غير مباشرة لكنها واضحة إلى برّي، علماً أن الأخير قال موقفه بشكل غير مباشر عبر رئيس اتحادات ونقابات النقل البري في لبنان بسام طليس، الذي أكّد أن "ما صدر من إساءة لا يمثل الاتحاد العمالي العام ونقاباته وقطاعاته المنضوية في إطاره بل يمثل ويشبه قائله وحده". ودعا طليس إلى "استمرار العمل في مؤسسات الاتحاد العمالي العام الذي لا يُختصر بشخص بعينه، وإنما بمؤسساته الفاعلة".

لكن المستغرب هو خروج القوات اللبنانية عن التوافق مع برّي مرحلياً، عبر استحضار وزير العمل كميل أبو سليمان، للمادة 105 من قانون العمل، التي تتيح برأيه "إقالة رئيس الاتحاد العمالي العام بشارة الأسمر". والمادة تنص على أنه "إذا أخل مجلس النقابة بالواجبات المفروضة عليه أو أتى عملاً لا يدخل في اختصاصه، حق للحكومة أن تحل هذا المجلس.. وإذا قام بهذه الأمور أحد أفراد المجلس فللحكومة أن تطلب استبداله، وأن تلاحقه أمام القضاء عند الإقتضاء". وهذه الدعوة تستكمل قرار رئيس التكتل النقابي المستقل جورج العلم، بتعليق بعض الاتحادات عضويتها في الاتحاد العمالي العام "رفضاً للتطاول على مقام الكاردينال نصر الله صفير وإلى حين استقالة المفترين وتصحيح الخلل المزمن". وللمفارقة، فإن الاتحادات التي علقت عضويتها، هي الاتحادات المسيحية التي "تمون" عليها القوات اللبنانية، ما يوحي بأن الاتحادات المسيحية تقف ضد الاتحادات المسلمة التي "تمون" عليها حركة أمل وحزب الله، أو أن من بقي في الاتحاد العمالي العام ولم يعلّق عضويته، هو المسؤول عمّا قاله الأسمر. وعليه بالتالي، تصحيح الخطأ من تلقاء نفسه. وهذا الموقف يتناقض مع حقيقة توزيع الأدوار والتحالفات داخل الاتحاد، ويدفع باتجاه انقسام الاتحاد وهدم بنيانه، وهو ما لن يقبل برّي به.

إقرار التعديلات

واقع الخروج عن الحجم الحقيقي للمشكلة، والإنتقال إلى التصويب على مؤسسة الاتحاد العمالي العام، التي تحتمي بها كل نقابات السلطة السياسية، يعيد إلى الأذهان ضرورة البتّ بالتعديلات التي أقرّتها اللجنة التي تألفت في العام 2001، والتي ضمّت ممثلين عن وزارة العمل والاتحاد العمالي العام وأصحاب العمل وقضاة. فاللجنة أجرت تعديلات على قانون العمل، تُخرِج النقابات والاتحادات النقابية من سيطرة السلطة السياسية، التي تملك بموجب القانون المعمول به حالياً، والصادر عام 1946، إمكانية عدم الترخيص للنقابات. فلا تحصل النقابة بموجب القانون على ترخيص إلا بموافقة وزارة العمل، بعد أخذ رأي وزارة الداخلية.

والتعديلات أخذت بالاعتبار تطوّر قوانين العمل الدولية والاتفاقيات الدولية التي ترعى شؤون العمل النقابي. كما اعتمدت على طروحات الحكومة ومنظمة العمل الدولية وما طرحه الاتحاد العمالي وأصحاب العمل، لكن التعديل نام في دهاليز مجلس النواب.

 

أبعد من الموازنة: باسيل يخسر الجيش بمعركة الرئاسة

منير الربيع/المدن/الثلاثاء 21/05/2019

في لبنان، هناك من يريد كلّ شيء. قالها في أكثر من محطّة ومناسبة: "نريد استعادة الحقوق والصلاحيات". كلّ ما يجري في هذه الآونة يندرج بخانة هذه العبارة، من المعركة التي فتحت على رئاسة الاتحاد العمالي العام، خلفاً لبشارة الأسمر، إلى حراك المتقاعدين العسكريين المحاولين اقتحام السراي الحكومي، في لحظة تعني الكثير للرئيس سعد الحريري. هي لحظة استقباله لنائب مساعد وزير الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأوسط، ديفيد ساترفيلد. فبالتأكيد، عندما تلقّى خبر محاولة اقتحام السراي، تذكّر إسقاط حكومته في لحظة لقائه الرئيس الأميركي، باراك أوباما. يومها تباهى وزير الخارجية جبران باسيل بأن الحريري دخل إلى لقاء البيت الأبيض رئيساً للحكومة وخرج رئيساً سابقاً.

حلف باهظ الثمن

اليوم انتقل موقع باسيل من الخصم للحريري، إلى الحليف. لكنه الحليف الذي تتفوق كلفة محالفته على خسائر خصومته. إنه الحليف الذي يريد كلّ شيء. تتملكه رغبة عارمة في الاستحواذ على كل شيء. لديه طموح جامح لأوسع قدر من السلطة، لا يبدو الحريري قادراً على لجمه، ولا أي طرف آخر. الجهة الوحيدة القادرة على كبح جماح باسيل هو حزب الله. لكن الحزب يناسبه أن يقف متفرجاّ على "حليفه الاستراتيجي" يستنزف الجميع، ويستثمر أي حدث، مهما صغر شأنه، لتكبير موقعه ونفوذه، بما يعزز وضعية الحزب أكثر لبنانياً. لربّما يكتشف الرئيس سعد الحريري هذه الأيام (قبل فوات الأوان؟)، أن باسيل من الحلفاء الذين لا يؤمن لهم. طوال الوقت، لم يتوانَ رئيس تيار المستقبل عن تقديم التنازل تلو الآخر لصالح باسيل ورئيس الجمهورية. وطوال الوقت، يسارعان إلى المطالبة بالمزيد. وإن تردد بتلبية ما يريدان، فالضغط جاهز والقوة بيدهم.. وخوف الحريري واحد، هو إسقاط حكومته. تلك الحكومة التي "أنتجها" باسيل مثلما يشتهي ويريد، وتمكّن فيها من إمساك ورقة إقالتها، بالحصول على الثلث زائد واحد. في هذه اللحظة، تأتي تحركات العسكريين وفق توقيت غريب، وفي رسالة تصيب عدة أهداف. الانتقال من مجرد الاعتصام المطلبي إلى محاولة اقتحام السراي عند انعقاد مجلس الوزراء، ليس عفوياً. والهتافات والشعارات التي رددها العسكريون المتقاعدون، تحمل مضموناً سياسياً ليس عفوياً.

بين اليرزة وقصر بسترس

تستهدف هذه الحركة العنيفة نوعاً ما، عند مدخل السراي، الحريري. كما تستهدف باسيل. إذ من الخطأ اعتبار أن حراك العسكريين المتقاعدين يحدث برضى رئيس التيار الوطني الحرّ. بل كان هو أول من بادر إلى الإعلان عن تخفيض مخصصاتهم، بالإضافة إلى تخفيض رواتب الموظفين. لكن ميزة باسيل أنه قادر على الاستثمار في هذه التحركات، حتى ولو كانت في جزء أساسي منها موجهة ضده، أو غير راضية عن أدائه، فيناور ليضعها في حسابه بشكل أو بآخر، ومستفيداً منها في "علاقته" مع الرئيس سعد الحريري. المشهد الأساسي الذي تظهّره تحركات العسكريين خصوصاً، هو أن المرجعية الوحيدة القادرة على حلّ المشكلة هي رئاسة الجمهورية. الرئيس وحده القادر على التوفيق بين المقربين منه وباسيل. والرئيس وحده القادر بسلطة ترؤسه المجلس الأعلى للدفاع، أن يحسم الجدل بشأن التدبير رقم 3، وإيجاد الحلّ الملائم له. لكن بعض المعلومات تشير إلى أن ثمة خلافات بين باسيل وقيادة الجيش على عدة ملفات وقضايا تتخطى بكثير أزمة العسكريين المتقاعدين. وإذا كان رئيس الجمهورية عادة هو الكفيل بإيجاد الحلّ لها، وإرساء الوئام بين اليزرة والخارجية. إلا أن اليرزة هذه المرة تبدو وكأنها تحيّد الرئيس عون وتواجه باسيل في أمور جدية ومستقبلية. لـ"العماد" عون وتاريخه في المؤسسة العسكرية مكانة محفوظة.. وهذا غير قابل لتوريثه لـ"المدني" جبران باسيل. قائد الجيش جوزيف عون، كما كل قادة الجيش اللبناني سابقاً، لهم الحق "الطبيعي" بعد الخروج من السلك، الإنخراط في الشأن العام وفي السياسة على أعلى مستوى. هذا ما يستشعره باسيل أولاً ويحسب حسابه. وإذا صحت المعلومات أن الأميركيين أسمعوا جوزيف عون ما مفاده "كما هناك مرشح لرئاسة الجمهورية اسمه جبران باسيل، يمكن ان يكون هناك مرشح آخر اسمه جوزيف عون"، فإن صراع قائد الجيش ووزير الخارجية سيتوسع مداه بالمستقبل القريب، خصوصاً، وأن الأميركيين الذين يرعون المؤسسة العسكرية ويهتمون بها اهتماماً خاصاً منخرطون في "معركة" التضييق على حزب الله وحلفائه "التيار الوطني الحر".

خسائر الحريري

بالعودة إلى مجلس الوزراء.. باسيل، الذي أطلق باكراً موقفه بشأن رواتب العسكريين المتقاعدين والموظفين، عاد ونجح في إبعاد نفسه عن الموضوع، وترك الحريري في الواجهة. فبقيت السراي الحكومي مقصد التظاهرات، التي وصلت في نهايتها إلى محاولات اقتحامه. وهذا تزامن مع تقديم باسيل لورقته الخاصة بالموازنة، ومحاولته إلزام جميع القوى بها. يقودنا هذا إلى خلاصتين. الأولى، أن مسألة العسكريين تحلّ من قبل مجلس الدفاع الأعلى فلما هذا الحراك؟ والثانية، هي انتهاز باسيل للصخب والفوضى لتوظيفهما ضغوطاً على الحريري، كي تخرج الموازنة كما يريدها وزير الخارجية. ما يصب أيضاً في جموحه لا لـ"استعادة" الصلاحيات، بل بالأحرى لـ"الاستحواذ" على مطلق الصلاحيات. والمفارق أن هذه الضغوط التي يتعرض لها الحريري، ستعيده إلى حضن باسيل، باعتباره الوحيد القادر على إنقاذه من هذا المأزق. أولاً، بحكم علاقته القوية برئيس الجمهورية على حساب كل الآخرين. وثانياً، لأنه الوحيد القادر على المبادرة وترتيب التسويات. وبلا شك، أن تحرك باسيل لمساندة الحريري، ومساعدته على الخروج من هذا المأزق، سيكون لها أثمان، تبدأ في تكريس باسيل كقادر على اجتراح الحلول للأزمات، وكصاحب قرار في الدولة يراكم المكتسبات. يتجلى كل هذا في أنه آخر من عرض ورقة لإقرار الموازنة، على نحو يبدو وكأنه هو الذي صنعها. كما يتجلى نفوذه عبر الحصول من الحريري على المزيد من الضمانات في التعيينات وغيرها، من المطار وهيئة الطيران المدني التي سيفتح باسيل ملفها بعد الانتهاء من الموازنة، إلى التعيينات في بعض الإدارات وفي المرفأ، بالإضافة إلى ملفات أخرى كملف انترا وغيره.

قال الرئيس الحريري في إفطار "تيار المستقبل" المركزي، إنه يسير محافظاً على نهج الرئيس رفيق الحريري! لكن ميزة الحريري الأب، كانت بنجاح مشاريعه الاقتصادية والسياسية بشكل متكامل. كان الأب يكتنز قدرة هائلة، تقوم على المبادرة وصنع الحدث السياسي وتحديد وجهته. لم يكن يهدأ. وبالتأكيد، لم يتوانَ عن الدفاع عن موقعه وصلاحياته ودوره الوطني الكبير.. بينما الحريري الإبن، غالباً ما يظهر في موقع المضطر للدفاع عن نفسه، والمتلقي للمبادرات، والواقع في حيرة القرار، والمتعثر في اختيار ردّ الفعل المناسب عند كل استحقاق، المنقاد من تنازل إلى آخر بلا حيلة ولا حتى قدرة على الشكوى.. هنا الفارق بينه وبين باسيل، الذي "لا تفرغ قبّعته من الأرانب"، والذي يصطنع المبادرات لإحراج الجميع وإخراجهم الواحد بعد الآخر. أمام هذا الاختلال السياسي العميق، ربما يجدر بنا انتظار "معركة" الرئاسة، التي بدأت مناوشاتها باكراً.

 

مفاوضات ساترفيلد: فصل النفط عن سلاح حزب الله

منير الربيع/المدن/الثلاثاء 21/05/2019

أن تتحول جولات نائب مساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأوسط، ديفيد ساترفيلد، إلى رحلات مكوكية بين لبنان وإسرائيل، فهذا يعني أن المفاوضات المتعلّقة بترسيم الحدود تسير بجدّية، وقابلة لتحقيق تقدّم، كان مفتقداً في السابق. رحلة الوساطة الأميركية طويلة، تراخى فيها الأميركيون حيناً وتشددوا أحياناً. وفي فترات أهملوها، مفضّلين انتظار لبنان أن يعود إليهم، طالباً تدخلهم وإعادة إحياء مساعيهم. وهذا ما حدث قبل حوالى عشرة أيام، حين التقى ساترفيلد رئيس الجمهورية ميشال عون، الذي أبلغه موافقة لبنان على الوساطة الأميركية لترسيم الحدود البرية والبحرية، بشكل متواز ومتكامل. كما الموافقة على إحياء اللجنة الرباعية.

بيد واشنطن لا موسكو

في العام 2012، جاء المبعوث الأميركي فريديريك هوف إلى لبنان، وتقدّم بمقترح تسوية لترسيم الحدود البحرية. وكان هناك خلاف على مساحة 860 كلم مربّع. اقترح هوف يومها، أن يحصل لبنان على 60 في المئة من هذه المساحة المتنازع عليها، مقابل حصول إسرائيل على 40 بالمئة. بقي لبنان على موقفه الرافض لهذا المقترح، إلى الأيام القليلة الماضية. بدا لبنان مراراً كأنه يرفض تلك المفاوضات بوساطة أميركية، وراهن كثيرون فيه على إمكانية تولي موسكو ترتيب التسوية، طالما أن هناك شركات روسية مشاركة في عملية التنقيب. وبرز اهتمام روسي استثنائي في هذا المجال، حتى أن موسكو اقترحت شراء النفط اللبناني وكذلك النفط الإسرائيلي المستخرج من تلك المساحات المتنازع عليها أو المتجاورة، على نحو يصبح مجموع المنتج ملكاً للشركة الروسية، التي تكون هي المسؤولة عن تسويقه وبيعه أو نقله بعد تكرير النفط وتسييل الغاز. وبذلك لا يكون هناك أي علاقة أو مشاركة لبنانية - إسرائيلية.

الطرح الأميركي الجديد، يعيد المبادرة إلى يد واشنطن، التي لم تشارك في عملية التنقيب، ولكنها قد تلجأ إلى إنشاء شركة قابضة مثلاً، تعمل على شراء المنتوجات النفطية من لبنان وكذلك من إسرائيل، لتصبح هذه المنتوجات ملكها، وهي القادرة على التحكم بتسويقها، من دون أي علاقة مباشرة بين لبنان وإسرائيل.

الموافقة الإسرائيلية

أسئلة كثيرة لا بد من طرحها، حول هذا التطور في الموقف اللبناني، الذي بقي متمسكاً بالتكامل في الترسيم براً وبحراً، لكنه وافق على أن تُترك مساحة الأربعين في المئة البحرية معلّقة، ورهن تقدّم المفاوضات وتطورها ورهن قيمة اكتشافات النفط فيها. حقق حزب الله والرئيس نبيه برّي ما كانا يطالبان به، أي التكامل في الترسيم، وعدم الموافقة على فصلهما عن بعضهما البعض. لكن أيضاً حقق الجانب الأميركي جزءاً أساسياً مما كان يريده، أي أن تكون واشنطن هي راعية عملية الترسيم، على الرغم من انها لم تدخل في دورة التراخيص النفطية، ولم تحصل أي شركة أميركية على التزام التنقيب في لبنان.

جاء ساترفيلد الأسبوع الفائت إلى لبنان، وتبلّغ بالرسالة التي تلخص الموقف الموحد للبنانيين، توجه بعدها إلى إسرائيل، حيث التقى المسؤولين هناك، وعاد الإثنين في زيارة سريعة إلى بيروت، التقى فيها الرئيسين نبيه بري وسعد الحريري، ثم توجه مجدداً إلى تل أبيب، لاستكمال البحث. وحسب ما تكشف مصادر متابعة، فإن ساترفيلد عكس في مباحثاته اللبنانية، جواً إيجابياً وموافقة إسرائيلية على التكامل في الترسيم براً وبحراً، برعاية أميركية، على أن يتم تحضير الأرضية اللازمة لإحياء اللجنة الرباعية التي تضم لبنان، إسرائيل، الامم المتحدة، والولايات المتحدة، للشروع في مفاوضات الترسيم، واختيار اللجان اللازمة لتحديد الخرائط ودراستها. وحسب ما تنقل المصادر، فإن ساترفيلد نقل أجواء إيجابية في هذا المنحى، تحتاج إلى توسعة البحث فيها.

الواقعية اللبنانية

الدخول الأميركي بقوة إلى لبنان من هذه البوابة، لا يمكن فصله عن التطورات السياسية في المنطقة ككل، خصوصاً، وقبل التوافق اللبناني على موقف موحد من عملية الترسيم، كانت تهديدات أميركية قد وصلت إلى لبنان، بالإضافة إلى التحذيرات الجدية والضغوط المستمرة. وربما هي التي دفعت المسؤولين اللبنانيين إلى الاتفاق فيما بينهم على قبول الوساطة الأميركية، طالما أنها ستحقق لهم ما يريدون، وتبعد شبح التوتر عن المنطقة، بالإضافة إلى الحاجة اللبنانية الماسة لاستخراج النفط والاستفادة من مردوده. حاجة لبنان بقبول الوساطة الأميركية تتعلق بالجانب الاقتصادي حصراً، ولن يسمح لها البعض، خصوصاً حزب الله، أن يتحول إنجاز الترسيم - إذا ما تحقق - إلى مادة أميركية للتصويب على سلاحه، بذريعة انتفاء مهمة السلاح بعد تسوية النزاع الحدودي. فالحزب يعتبر سلاحه ضرورة ضامنة في مواجهة استراتيجية لا علاقة لها بالخلافات التقنية أو الحدودية. وبحال أريد لهذه المفاوضات أن تتوسع لتشمل موضوع السلاح، فعندها ستبرز عوائق عديدة تعترض إنجاز عملية الترسيم، كما هو واقع الحال في مزارع شبعا.

 

أقبح الانهيارات… يحدث!

نبيل بومنصف/النهار/20 أيار/2019

نادرا ما يحصل هذا في لبنان. “حدث” هامشي سطحي ينبري فجأة ليتقدم واجهة المشهد الصاخب بل الاشد صخبا من كل استحقاقات الداخل غداة جنازة استثنائية لأكثر البطاركة الموارنة استقطاباً للعواطف والمهابة فاذا باسم بشارة الأسمر يغدو الحدث الموصوف.

اساء الينا كمواطنين هذا المسؤول النقابي الواقف عند مشارف اقالة عقابية كأنها تنفيذ لحكم جماعي قبل اي حكم قضائي او نقابي بعمق غير متوقع على سلم متدرج ومتعدد الاتجاهات. كانت صدمته الاولى في التعبير البذيء عن سقطته عبر تحقير البطريرك الايقوني مار نصرالله بطرس صفير جهارا نهارا كما ضبطته كاميرا أنهت حياته النقابية والعامة في اقل التوقعات. ثم كانت الصدمة الثانية في الاستفاقة على اتحاد عمالي عام متروك منذ غاب عنه كبار مثل أنطوان بشارة للمقاصصات الحزبية وبين إقطاعات حولته الى هيكل منسي فاذا برئيسه الحالي يطلع على اللبنانيين بما يشنف الآذان من آيات الاقذاع ليسلط الاضواء على نوعيات من المسؤولين في مواقع عامة يثيرون الخوف من انهيارات عميمة في سائر قطاعات البلاد وليس فقط في أماكن يرددها الاعلام في يومياته. اما الصدمة الثالثة فجاءت مما جنته سقطته في تفجير تداعيات واسعة كانت لتشكل سابقة ايجابية للغاية لو اقتصرت على الاقتصاص والعقاب العادل الذي يستحقه ولكنها تجاوزت ذلك الى الأسوأ. نعني بذلك ان عشرات بل مئات الاصوات الصاخبة الساخطة على التحقير الطالع في كلام مسؤول نقابي راحت تزاحمه وتتفوق مرات كثيرة على منسوب الإقذاع الذي طبع سقطته.

لا يمكن تجاوز البشاعة التي برزت في الهبوط التعبيري عن بعض الاتجاهات الشعبية والسياسية بعد سقطة بشارة الأسمر بما يتشابه تماما مع هبوطه في تلك المزحة الهابطة التي تفوه بها ودمرته تماما.

اذا كانت الرؤية المعمقة لمستويات الناشطين والمعلقين على مواقع التواصل الاجتماعي تعكس نسبا كبيرة من مستويات ثقافية لحجم معين من اللبنانيين فان ذلك يشكل مدعاة لخوف كبير جدا ليس حيال انهيار محقق وجدي للإشراق اللبناني وانما ايضا حيال المفاهيم الأخلاقية التي تفضحها الأحداث المباغتة. لقد ذهب ناشطون في تعاملهم مع سقطة بشارة الأسمر وتوقيفه بمفردات عنفية وتعبير ينم عن كراهية جاهزة بازاء كل شيء. كما تجاوزت المبالغات في مطالب الاقتصاص منه حدود التعبير المجروح للمس بالبطريرك صفير الى ظهور كتلة كراهية مخيفة لا تقف عند حدود الانتصار للبطريرك الراحل قبل 24 ساعة فقط من تلك السقطة بل تتجاوزها الى دق جرس الانذار في شأن فئات اجتماعية تتقن هذا النوع الهابط من التعبير وتذر تداعياته في اتجاهات شتى بما يفتح باب التساؤلات على غاربها حول هوية لبنان الثقافية والحضارية واين صارت؟

ليست المسألة مسألة حسابات للربح والخسارة خصوصا ان لبنان مني ويمنى من خارجه وداخله بخسائر وجودية وجوهرية. لذا لم يعد بشارة الأسمر وحيدا في قصاصه الذي يستحق. فبعد لحظات قليلة من بثه تلك العبارة الهابطة لم تكن نماذج من الادانات له، ولو محقة، الا نسخا طبق الأصل عن انهيار اخلاقي عميم يغرق لبنان بكثير من القتامة.

 

يا ليتَ الحِيادَ يعودُ يومًا

سجعان قزي/الجمهورية/20 أيار/2019

دورُ الوسيط الذي تقوم به سويسرا بين أميركا وإيران كان يُمكِنُ أن يَقومَ لبنانُ به لو أَحسنَ المحافظةَ على رسالتِه وهويّتِه. وسيطُ الأمم. هذا هو دورُ لبنانَ بين الشرقِ والغرب، والإسلامِ والمسيحيّةِ، والعربِ والعرب، والفُرسِ والعرب. وفي هذا السياقِ كان يُمكنُ للبنانَ أن يُوفِّقَ بين السعوديّةِ وقطر، وبين مِصر وتركيا، وبين السلطةِ الفِلسطينيّةِ وحماس.

طبيعةُ الصيغةِ اللبنانيّةِ (الشراكةُ بين الأديان) وطبيعةُ الميثاقيّةِ اللبنانيّةِ (لا شرقَ ولا غرب) كانتا تُعطيان لبنانَ قدرةَ التعاطي مع الجميعِ والتوفيقِ بين المتنازعين، ونَقلِ الصراعاتِ من المنحى العسكريِّ إلى المنطقِ السياسيّ. لكنَّ اللبنانيّين أَفسَدوا الشراكةَ وعَطبوا الميثاقيّةَ، ففَقَد لبنانُ دورَه المميَّز وعَرَّض طبيعةَ وجودِه للخَطر. بعد أن كان رؤساءُ جُمهوريّةِ لبنان ورؤساءُ حكوماتِه وشخصيّاتُه يَلعَبون في العالمِ العربيِّ دورَ الوسيطِ بين أربَعيناتِ وسَبعيناتِ القرنِ الماضي، صار الآخَرون يَتدخَّلون للمصالحةِ بين طوائفِه وأحزابِه ومذاهبِه. وبعد أن كنّا دولةً ميسورةَ الاحترامِ، صِرنا دولةً تحتَ سقفِ الاحترام.

انتقل لبنانُ من دورِ الطبيب إلى دورِ المريض. ومن دورِ الوسيطِ إلى دورِ الفريق في كلِّ صراعاتِ المِنطقةِ والعالم. لم تَنعكِس علينا صراعاتُ المنطقةِ لأنّنا مَعنيّون بها، بل لأنّنا تَدخّلنا فيها من دون مَشورةٍ أو تكليف أو تفكيرٍ بمصلحةِ دولةِ لبنان، ولأنَّ حدودَنا سائبةٌ، ووِحدتَنا الوطنيّةَ مجازيّةٌ، وولاءَنا للخارج يعلو على ولائِنا للوطن. ألم يَكن مؤسِفًا أنْ يُناصِرَ بعضُنا الثوراتِ العربيّةَ (وأيُّ ثوراتٍ!!) وبعضُنا الآخَر الأنظمةَ (وأيُّ أنظمةٍ!!)؟ وألم يَكن مُضْحِكًا، أخيرًا، أنْ تَتّخذَ أطرافٌ لبنانيّةٌ موقِفًا مؤيِّدًا لـ«مادورو» ضد «غويدو» في فنزويلا؟

خَلا القضيّةِ الفِلسطينيّةِ، ليس للبنانَ أن يكونَ شريكًا في أيِّ قضيّةٍ أُخرى في المِنطقةِ إلّا من خلالِ المساعدةِ على حَلِّها. وليس له أن يكونَ معنيًّا بأيِّ حدثٍ خارجَ حدودِه ما لم يَتحوّل هذا عُدوانًا ضِدَّ سيادتِه واستقلالِه. حتّى في الموضوعِ الفلسطيني، كفي لبنانُ أن يكونَ مَلكيًّا أكثرَ من الملِك. وإذا كان الفِلسطينيّون تَصالحوا مع إسرائيل وعَقدوا تسويةً معها، وإذا كانت الدولُ العربيّةُ كافةً ـــ مع التشديدِ على كلمةِ «كافةً» ـــ تَفاهَمت علنًا أو سِرًّا مع إسرائيل، فلا أرى سببًا يَدفع لبنانُ، بعدُ، إلى المقاومةِ من أجلِ تحريرِ فِلسطين. الأَجدرُ بلبنانَ أن أن يُركِّزَ على مشروعٍ يتناول اللاجئينَ الفلسطينيّين القاطِنينَ في أراضيه ويُعيد انتشارَهم على دولٍ عربيّةٍ وأجنبيّةٍ قادرةٍ على استيعابِهم ويؤَمِّنُ لهم حياةً لائقةً بهم لأنّهم يَستحقّون الحياةَ والسكنَ والتعليمَ والعملَ والفرَح.

استعادةُ لبنانَ دورهَ المميَّزَ يَستلزِم وجودَ دولةٍ قويّةٍ وذاتِ صُدقيّةٍ، ووجودَ نُخبٍ فيها تَتمتّعُ بعَلاقاتٍ ـــ لا بارتباطاتٍ ــــ عربيّةٍ ودوليّة مؤهّلةٍ لِأن تَتولّى دورَ الوَساطةِ، ويَستوجبُ أساسًا أنْ يَعتمِدَ لبنانُ نظامَ الحِيادِ أو أَقلَّه سياسةً محايِدةً، لا أن يكونَ ـــ كما حالُه اليوم ـــ فريقًا في عالمٍ لا يُشبِهُه ومنحازًا إلى أنظمةٍ ومحاورَ تَتعارضُ مع مصالِحه وديمقراطيّتِه. لبنانُ الحاليُّ ليس لبنانَ المسيحيّين ولا لبنانَ المسلمين ولا لبنانَ الشَراكةِ المسيحيّةِ/الإسلاميّة. لبنانُ الحاليُّ ليس لبنانَ «لا شرقَ ولا غربَ» ولا لبنانَ الشرقِ والغربِ. هو فريقٌ في الشرقِ ضِدَّ شرقٍ آخَرَ وفريقٌ في الغربِ ضِدَّ غربٍ آخَر. لبنانُ الحاليُّ ليس لبنانَ الكبير، ولا لبنانَ المتصرفيّة، ولا لبنانَ إمارةِ الجبل، ولا لبنانَ القائمقاميَّتين. هو لبنانُ القائمُ بأعمالِ الدولِ الغريبة، عربيّةً كانت أو دوليّة. هو الــ«لالبنان».

وما الضياعُ الذي نعيشُه اليومَ سوى نتيجةِ اِنحَرافِ لبنان عن ذاتيّتِه ودورِه وعن مُبرِّرِ وجودِه. كلُّ الأدوارِ المستعارةِ التي فُرضت على لبنانَ أَضعفَتْه وأجازَت الانقِضاضَ على خصوصيّتِه. تَكفي المقارنةُ بين ما حَقَّقه لبنانُ زمنَ احترامِ دورِهِ وما خَسِرَه بعدَ الخروجِ عنه. البعضُ أراد تحجيمَ الدورِ المسيحيِّ في دولةِ لبنان، فتحَجَّمَ دورُ لبنانَ كلِّه. ويَتّضِحُ يومًا بعد يومٍ أنَّ تغييرَ دورِ لبنانَ هو جُزءٌ من مشروعِ تغييرِ لبنان. بفَضلِ صمودِ لبنانَ السابقِ فَشِلت كلُّ محاولاتِ ضَمِّهِ إلى وِحدةٍ عربيّةٍ ثنائيّةٍ أو ثلاثيّةٍ أو أوسعَ، أمّا وقد أَفقَدوه عَصبَه الوطنيَّ ومناعتَه التاريخيّةَ، برضى قادةٍ مسيحيّين أيضًا، فصار لبنانُ جُزءًا من حالاتٍ إسلاميّةٍ مُنتشرةٍ من إيران إلى الخليجِ فالمشرِق.

إن استرجاعَ لبنان يَبدأ باتفاقٍ مسيحيٍّ إسلاميٍّ على إعلانِ حيادِ لبنان. هذا المشروعُ يَستحِقُّ، على صعوبتِه، أن يكونَ في أولويّةِ المطالبِ اللبنانيّةِ لدى المجتمعِ الدولي. ومؤشِّرُ إرادةِ الأطرافِ اللبنانيّةِ على تحييدِ لبنان هو نوعيّةُ الاستراتيجيّةِ الدفاعيّةِ الجديدةِ التي يُفترَضُ أن تَنطلِقَ من «إعلانِ بعبدا»، وقد وافقت عليه الأطرافُ اللبنانيّةُ كافةً بكامل وعيها، وصَدّقَت عليه المرجعيّاتُ العربيّةُ والدوليّة.

صحيحٌ أنَّ الاختلافَ في الرأيِ حقٌّ وطنيٌّ وديمقراطيّ، لكن، حين يَحمِلُ الرأيُ الآخَر في طيّاتِه مشاريعَ مختلِفةً عن الرأيِّ العام، يُصبح خِلافًا على الوطن لا على الرأيِ، ويُحلِّلُ للآخَر أنْ يَتصرَّف. إن إنقاذَ وِحدةِ لبنان باتت مرتبطِةً بإرساءِ حِيادِ لبنان. وكلُّ يومِ تأخيرٍ في تحييدِ لبنان يُعرِّضُ المشروعَ اللبنانيَّ التاريخيَّ للتدهور، فيما هو حاجةٌ لبنيه ومحيطِه والعالم. أنَّ لبنانَ كيانٌ ديبلوماسيٌّ بامتيازٍ في هذا الشرقِ الـمُفسَّخ. فعدا حقِّ الدفاعِ عن نفسِه وسيادتِه بقوّةٍ، هو مؤهَّلٌ أساسًا للاضِطلاعِ بالمهمّاتِ السلميّة. هو الـمَصَحُّ السياسيُّ لأمراضِ الدولِ وأنظمتِها وشعوبِها. وأيُّهما يُفيد لبنانَ أكثر: تحويلُه جَبهةً عسكريّةً مفتوحةً على كلِّ الصراعاتِ أم تعزيزُ رسالتِه الحياديّةِ ليُبعِدَ عنه الصراعاتِ والأخطارَ المداهمة؟

 

البطريرك صفير في تاريخ لبنان تجربة إستثنائية زاوجت الديني بالسياسي

نقولا ناصيف/بيروت انسايت/20 أيار/2019

يقتضي ان يمر وقت طويل قبل ان يصبح البطريرك الماروني الراحل مار نصرالله بطرس صفير في ذاكرة اللبنانيين، والمسيحيين خصوصاً، جزءاً من تاريخهم لا يُمحى. لم يكن، على مرّ حبريته الاطول بين اسلافه، جزءاً من تاريخ الكنيسة المارونية فحسب، وسيرة لا تنسى من بين الذين تعاقبوا عليها لقرن خلا على الاقل، هو تاريخ لبنان الكبير ـ وقد ولد البطريرك قبل ولادة هذا الكيان باكثر من ثلاثة اشهر ـ بل طوى فصولاً مهمة في تاريخ لبنان وحاضره اقترنت باسمه.

مذ أُعلنت دولة لبنان الكبير في الأول من أيلول 1920، عدّت بكركي نفسها مسؤولة باستمرار عن هذا الكيان وديمومته. كذلك الحال مع إعلان الجمهورية اللبنانية في 23 أيار 1926 نظاماً دستورياً لدولة الكيان الجديد وأمة الموارنة. ثم مع الإستقلال في 22 تشرين الثاني 1943 وثيقة تعايش بين طوائفه المتعدّدة حدّدت علاقته بجواره القريب والبعيد. لم يفت سيّد هذا الصرح على تعاقب بطاركته مذذاك، منذ أولهم الياس الحويك، تأكيده دائماً أنه معني بحماية الكيان وجبه التهديد الخارجي الذي يتعرّض إليه. عندما تقول بكركي كلمتها في أحداث لبنان، تكون في سبيل مصلحة كيانه ومن أجله.

عامَلَ البطاركة الموارنة لبنان الكبير على أنه جزء لا يتجزأ من كنيستهم، لا الأرض التي إنتشرت فيها بحيوية ودينامية إستثنائية لقرون قبل ولادة الدولة والنظام. لأنها إستمرت في هذا المكان بجروده ووديانه، وهو يواجه غزوات جيوش وشعوب تحتله وتقطن فيه وتخرج منه، وتعرّض سكانه إلى الإضطهاد والنزوح والهجرة وتحاول حرمانهم من حرياتهم وتحملهم على مقاتلة أعدائهم، حسبته الكنيسة المارونية أرضها. كلاهما يُنعت بالآخر. البطريرك قائد جماعة الموارنة المنتشرين في جبال لبنان، ومرجعيتهم الدينية والزمنية في مكان اختاروه موطىء سلامهم واستقرارهم.

أدركت بكركي التهديد المستمر منذ ارتسمت حدود دولة لبنان الكبير، تجاوره سوريا إذ اعتبرت أجزاء منه سُلخت عنها، ومذ توسّع مجتمعه بضم ولايات الساحل والأطراف إلى جبل لبنان. فاختلطت فيه مجتمعات لم تكن دائماً متجانسة، واقترنت طرائق حياتها وطباعها وتنوّعها الديني والعقائدي ومصالحها الاقتصادية بالولايات والولاة الذين دانت بالتعاقب بالولاء لهم. غالباً ما نفر بعض هذه المجتمعات من بعض في الكيان الجديد، فلم تحظَ بما كان قد عرفه الجبل من حكم ذاتي في يد أمرائه. ضاهى يقين البطاركة الموارنة بمسؤوليتهم عن كيان لبنان، يقينهم بمسؤوليتهم أيضاً عن استمرار الدولة والنظام من أجل استقرار الأمة المارونية والمجتمعات الأخرى التي تشاركها الحياة فيه. إلى المرجعية الدينية التي مثلتها، اهتمت بكركي بدور وطني وسياسي واسع النطاق كان يقودها إلى الدفاع عن الحدود والكيان والدستور والنظام السياسي وتعايش طوائفه، وإلى حماية امتيازات الطائفة في الحكم وضمان طبقتها السياسية وبقاء الكنيسة مرجعية رئيسية.

هكذا عنيت بمصدرين فعليين لنشوء السلطة في لبنان، ملازمين لبقاء الكيان والدولة، وممارسة الموارنة دوراً سياسياً مرجّحاً على سواهم من الطوائف والمجتمعات الأخرى، هما رئيس الجمهورية الماروني قائد الأمة اللبنانية، والانتخابات النيابية التي تحافظ على حضور الموارنة في مواقع الحكم، ومشاركتهم الحيوية فيها. منهما ينشأ أيضاً وجودهم في الاقتصاد والإدارة والجيش والمصالح الرئيسية. ليسوا وحدهم في لبنان، لكنه وطنهم أولاً قبل أي خيارات عقائدية لاحقة.

في ظلّ الياس الحويك (1899 ـ 1931) لم يخبر لبنان الانتخابات النيابية التي لم تتخذ آليتها القانونية إلا بعد ثلاث سنوات على غيابه عام 1932. كان عليه في سنوات قليلة أن يشهد بناء دولة لبنان الكبير، كي تتحوّل من حدود دولية أعلنتها فرنسا بتفويض من عصبة الأمم، إلى دولة ذات سيادة ونظام دستوري هي الجمهورية اللبنانية وانتخاب أول رئيس لها. امتعض البطريرك من تعيين أرثوذكسي رئيساً للجمهورية الجديدة غداة إقرار دستورها عام 1926، عازياً السبب إلى أن الموارنة هم الطائفة الأكثر عدداً، وقادوا لبنان إلى استقلال كيانه عن سوريا بضم أطرافه التاريخية إليه. أبلغ قلقه إلى المفوّض السامي الفرنسي هنري دو جوفنيل الذي طمأنه إلى أن مارونياً سيخلف شارل دبّاس بعد نهاية ولايته. قبل انتخابه، زار شارل دبّاس البطريرك لكسب تأييده. عبّر الياس الحويك عن رضاه، من غير أن يكتم تحفظاً مبدئياً فقط احتياطاً للمستقبل. في 28 كانون الثاني 1934، كان الماروني حبيب باشا السعد ثاني رئيس للجمهورية اللبنانية.

حضر الياس الحويك دولة لبنان الكبير بعدما حمل على رأس وفد أساقفة موارنة إلى مؤتمر الصلح في باريس عام 1919، باسم مجلس إدارة جبل لبنان، مطلب الإعتراف باستقلاله وإعادته إلى حدوده الطبيعية والجغرافية، قبل أن يُنتخب أنطون عريضة بطريركاً (1932 ـ 1955)، ويشهد بعد سنتين، في كانون الثاني 1934، أول انتخابات نيابية في الجمهورية اللبنانية، أجريت وفق قانون انتخاب اعتمد المحافظات الخمس دوائر انتخابية خمساً.

أتيح للبطريرك الجديد ما حيل دون الياس الحويك الخوض فيه، وهو انخراط الكنسية المارونية في الشؤون السياسية والوطنية اللبنانية على أوسع نطاق، إلى حدّ التأثير في قرارات السلطات. عاش السلف في ظلّ الجمهورية الجديدة أربع سنوات لم تكن قد استكملت بُناها، بينما واجه الخَلَف أزمات داخلية بمواقف سياسية طبعت بعضها الحدّة. لم ينقضِ شهران على تبؤوه كرسي بكركي، حتى عبّر كـ”عميد لبنان” ـ الصفة التي نُعت بها الدور الوطني للبطريرك الماروني حينذاك ـ عن امتعاضه من الواقع القائم .

ما انبثق من الانتخابات النيابية التالية عام 1937، أول عهد الكنيسة المارونية الخوض فيها. غضبت من قرار حكومة خيرالدين الأحدب حلّ منظمات شبابية اتخذت طابعاً سياسياً، كالكتائب والنجّادة والوحدة اللبنانية، بخطاب للبطريرك أبرَزَ فيه دوافع عدم تدخّله في الانتخابات بقوله: “تركنا الأمر في ذلك لأربابه لأن الكل أبناؤنا وأعزاؤنا. فلا يمكننا أن نتحيّز إلى فريق دون آخر، ونحن بكليتنا للكل (…) اعترض علينا البعض أننا ـ ونحن الرئيس الروحي ـ نتدخّل في الشؤون الزمنية (…) إن الشعب على اختلاف نزعاته يكلفنا وينتظر منا أن نهتم، ليس بأموره الروحية فقط، بل بأموره الزمنية أيضاً”.

أسهب أنطون عريضة في إبداء الرأي في شؤون وطنية مهمة، على غرار موقفه في مؤتمر وطني دعا إليه في بكركي في 25 كانون الأول 1941، ووضع على عاتق البطريركية مسؤوليات تحقيق “الأهداف الإستقلالية والسهر على سلامة الأسس التي تراضى اللبنانيون عليها لبناء صرح الاستقلال”. لكنه، على أبواب انتخابات 25 أيار 1947، انخرط جدّياً في الموقف منها إلى حدّ الحزم والنبرة العالية. من غير أن يكتفي بمخاطبة السلطات، حمّل الناخبين وزر إمرار هذا الإستحقاق. نبّه الحكومة في 17 نيسان 1947 إلى ملاحظاته حول قانون الانتخاب و”أهمها إذا لم تُعطَ الحرية التامة في الانتخاب ولم يمنع التلاعب والتزوير في صناديق الانتخاب، يُخشى من وقوع مذابح تقع المسؤولية بها على الحكومة، لأن من أهم واجباتها الحرص على الأمن وحياة الأفراد”. عشية انتخابات 25 أيار 1947، لاحظ أن ثمة إخلالاً بنتائجها يُعدّ له، فدعا في 21 أيار إلى “إعادة انتخاب كل مَن يثبت أن انتخابه لم يكن قانونياً ليكون المجلس المقبل مثالاً عالياً للبنانيي الصميم في عهد الإستقلال”.

ما لبث أن اتخذ، قبل أكثر من سنة على خوض عهد بشارة الخوري في قانون الانتخابات التالية المقررة عام 1951، موقفاً صارخاً. وجّه في 7 أيار 1949 مذكرة بيّن فيها معارضته زيادة عدد النواب كانت الحكومة تعدّ لها، متمسّكاً بالإبقاء على عددهم الحالي وهو 55 مقعداً. لاحظ البطريرك أن “الشعب اللبناني يرزح من ثقل الضرائب، وزيادة عدد النواب تستدعي زيادة الضرائب”.

على نحو مماثل اتخذ بولس المعوشي (1955 ـ 1975)، خلف أنطون عريضة، دوراً تجاوز بعده الوطني إلى الإنخراط الحاد في السياسة. بل كاد يكون ـ ونصرالله صفير في ما بعد ـ البطريركين الأكثر تسييساً على رأس الكنسية المارونية.

واجه بولس المعوشي أكثر من سبب للضلوع في تفاصيل الحياة السياسية، بدءاً بمعارضته السياسة الخارجية لرئيس الجمهورية كميل شمعون، مروراً بإدارته الانتخابات النيابية عام 1957 وسعيه إلى تعديل الدستور وتجديد ولايته، وانتهاء بثورة 1958 التي جعلت البطريرك يقف على طرف نقيض منه، ويدعم المعارضة. نظر إليه أفرقاء لبنانيون على أنه مؤيد للسياسة الناصرية وتدخّل جمال عبدالناصر في لبنان، فيما استمد مواقفه المتصلبة من تفاقم الإنقسام الداخلي على أثر جنوح كميل شمعون إلى الإنضواء عام 1955 في “حلف بغداد”، ثم انضمامه عام 1957 إلى “مذهب أيزنهاور”. انقسم السياسيون من حول الرئيس وحكومته، وأوشك الإضطراب السياسي يمسي نزاعاً طائفياً بين مؤيدين لجمال عبدالناصر ومعارضين له، إلى أن أضحى كذلك عام 1958. كان على بولس المعوشي ـ وقد أوحى عداؤه الحاد لكميل شمعون بتحوّله طرفاً في النزاع الداخلي ـ تدارك فتنة بين المسلمين والمسيحيين.

بعد أكثر من سنة على بدء عهد جديد عام 1959، تردّت مجدّداً علاقة البطريرك الصعب المراس والكثير الإصرار على التدخّل في الشؤون السياسية حتى أدق تفاصيلها، بالرئيس الجديد فؤاد شهاب وبلغت القطيعة. الرئيس يريد أن يكون رئيساً، والبطريرك يريد أن يكون البطريرك والرئيس الظل أيضاً. عارض جهود الغالبية النيابية تجديد انتخاب فؤاد شهاب بعدما انتقد بقسوة نتائج الانتخابات النيابية عام 1964 والتجاوزات التي رافقتها، ثم أيّد في عهد شارل حلو حلفاً سياسياً وانتخابياً جمع ثلاثة زعماء موارنة هم كميل شمعون وبيار الجميّل وريمون إده، ودَعَمَ إسقاط مرشح الشهابية للرئاسة الياس سركيس عام 1970. ناوأ بولس المعوشي الوجود الفلسطيني المسلح واتفاق القاهرة عام 1969، وانطفأ في 11 كانون الثاني 1975 قبل أشهر من اندلاع الحرب اللبنانية.

طبعت مرجعية البطريرك للكنيسة المارونية حياة سياسية صاخبة عركتها العدوات والصداقات والنزاعات والتحالفات، مقدار تبنّيها مواقف متشددة وصارمة لم تكن تقبل التساهل والمرونة والتراجع. كان تأثيره بالغاً في مسار الصراع السياسي الداخلي، لم يجعله يتردّد في الجهر بموقف يتخطى التنافس بين الزعماء المسيحيين إلى انتقاد زعماء مسلمين، هو المحسوب سلفاً على الزعيم المصري، لكنه المناوىء العنيد للعقائد المماثلة للناصرية. عبّر بولس المعوشي عن غضبته من الواقع السياسي في الإحتفال السنوي لمعهد القديس يوسف في عينطورة في 19 آذار 1967، قائلاً: “لسنا عبيداً ولن نطأطىء الرأس لأحد. نحن شعب يؤمن بالله. لا اشتراكية ولا شيوعية. نؤمن بلبنان وبالحرية والكرامة. مَن لا يعجبه أن يشاطرنا الإيمان بالله وبهذا الوطن المحبوب، فطريق البحر أمامه مفتوح”. بنبرة حادة لم تخلُ من التحدي والإستفزاز غالباً ما وَسَمَا طباع البطريرك الماروني، خاطب وزيراً حاضراً ممثلاً رئيس الجمهورية: “أرجوك أن تؤكد للرئيس أن البطريرك لا يحارب إلا عند اللزوم. أملي في أن يسهر الرئيس والحكومة ـ وبين أعضائها أشخاص نحترمهم ـ على استقرار لبنان وأن يكنّسوه. إن كانت تنقصهم المكانس، نحن مستعدون لتقديمها من مال البطريركية”.

بعدما أغاظته نتائج الانتخابات النيابية عام 1964 وسقوط كميل شمعون وريمون إده في الشوف وجبيل، والإتهامات التي سيقت إلى الإستخبارات العسكرية بتدخّلها، وجّه انتقاداً قاسياً إلى السلطة في بيان أصدرته أمانة سرّ البطريركية في 7 أيار، أعلن معارضته تجديد انتخاب فؤاد شهاب وخروجه على الحياد بينه ومعارضيه. أبدى بداية ألمه ممّا “سمع من أخبار المخالفات المتنوعة التي ارتكبت ضد الحرية والكرامة، وضد المقومات الأخلاقية والدستورية”، وأكد أنه “لا يسعه في الوقت الحاضر سوى مشاطرة الرأي العام قلقه على مصير الحياة الدستورية والشرعية في البلاد”. في 5 نيسان 1966 أبرَزَت بكركي دوافع تدخّلها كلما “وجدت نفسها أمام حالات خطيرة تتعلّق إما بسلامة البلاد أو بمصير الحكم، وهي في مواقفها هذه لم تستلهم سوى مصلحة الوطن، ولم تسترشد الا بخطوط الميثاق الوطني وما يفرضه من التزامات لتعزيز وحدة سليمة بين المواطنين”. ليس ذلك سوى تعبير صريح عن تزاوج الدورين الديني والسياسي في قامة البطريرك. كأنهما مبرّر وجوده ومهمته وكنيسته.

لكن الظروف التي رافقت بطريركية أنطون خريش (1975 ـ 1986) حالت دون اضطلاعه بدور سياسي خبره سلفاه. بعد 72 يوماً على وفاة بولس المعوشي، انفجرت حرب لبنانية ـ فلسطينية أضحت في الأشهر التالية حرباً لبنانية ـ لبنانية، غشاها نزاع طائفي حاد فَصَلَ المناطق بعضها عن بعض. طوال تسع سنوات، حتى قرّر البطريرك عام 1985 التنحي، لم يسعه إلا الدعوة إلى الحوار والوحدة الوطنية والعيش المشترك، ونبذ العنف والحقد والطائفية والإحتكام إلى السلاح، عاجزاً عن اتخاذ مبادرة ومتألماً من عدم إصغاء أفرقاء الحرب، لبنانيين ضد لبنانيين ومسيحيين ضد مسيحيين، إلى نصائحه وإرشاداته ومغالاتهم في الإقتتال. انهارت مؤسسات الدولة وتفكك الجيش، فلم تشهد البلاد انتخابات نيابية. فقدت بكركي في ظل سيطرة الميليشيات مقدرتها على أداء دورها. لم تمكّنه وداعته من استعادة دور بولس المعوشي في المواجهة، ولا الإنخراط في صراع المحاور المحلية والإقليمية، بينما جبه انقساماً موجعاً بين موارنة الجبل وموارنة الشمال عام 1978 تحوّل صراعاً دموياً ضاعف من إخفاق الكنيسة المارونية في مصالحتهم. بقي أنطون خريش قطب جذب في الحضّ على التهدئة وتحقيق السلام والإلفة، من غير أن يُحدِث كسلفه ـ ثم كخلفه ـ تأثيراً بارزاً يقلب توازن القوى الداخلي عبر بكركي.

طبعت الحقبة الساخنة انتخاب نصرالله صفير بطريركاً للموارنة منذ عام 1986. توقع البعض في الكنيسة انتخاب ابرهيم الحلو تكراراً لسابقة بولس المعوشي الذي قاده انتدابه الرسولي لإدارة البطريركية إلى ترؤسها. لكن مجمع الأساقفة فاضَلَ بين أسقف اتسم بالمرونة والصبر وسعة الخبرة في بكركي كان قد مكث فيها منذ عام 1960 متقلباً في الأدوار من كاتب أسرار البطريرك إلى نائبه، واسقف مشهود له تصلبه وعناده وباعه الطويل في السياسة هو يوسف الخوري. فإذا بنصرالله صفير صاحب الولاية الأطول بين بطاركة القرن العشرين بعد الياس الحويك (32 عاماً)، حتى استقالته عام 2011 في الحادية والتسعين من عمره.

تكاد بطريركية نصرالله صفير تختزن معظم التجارب التي خَبرها أسلافه بدمج الديني فيها بالسياسي، والإنخراط الدينامي في تفاصيل الإحتدام السياسي بشقيه الداخلي ومع سوريا، في حقبة استثنائية حمّلته مهمة استثنائية أيضاً تحت وطأة أحداث رافقته منذ السنوات الأولى لولايته: جرح نازف بين الزعماء والأحزاب المارونية يصعب التئامه، وحرب أهلية مستمرة بتقطع منذ عام 1975، وصولاً إلى مواجهة مع الوجودين السياسي والعسكري لسوريا في لبنان أمسى هيمنة أطبقت على الحياة الوطنية فيه. عارض معاهدات واتفاقات أبرمتها دمشق مع جارها الصغير الوهن المثقل بجروح الحرب الأهلية، وانقسام مجتمعه السياسي والطائفي لفرض علاقات مميّزة تعزّز بقاء جيشها على أراضيه، وتمكّنها من توجيه خياراته وسياساته وقراراته والتلاعب بتوازن القوى فيه. رفض تسوية أميركية ـ سورية في 18 أيلول 1988 على انتخاب رئيس للبنان سمّته دمشق لا بديل منه، ولا آخر منافساً له. جارى البطريرك الحكومة العسكرية برئاسة قائد الجيش ميشال عون الذي خاض في 14 آذار 1989 حرب تحرير ضد سوريا، قبل أن يختلفا على أبواب تسوية الطائف التي دعمها البطريرك في تشرين الأول 1989. أيّد الشرعية الدستورية المنبثقة منها بانتخاب رينه معوّض في 5 تشرين الثاني 1989 رئيساً للجمهورية، وبعد اغتياله الياس الهراوي في 24 تشرين الثاني. لم يتردّد كذلك بإزاء اقتتال مدمر بين ميشال عون وسمير جعجع في تهديدهما بحرم كنسي. لم يصغيا إليه، ومضيا في الحرب العبثية. بعدما انتقد بعنف عام 1994 تجنيس مئات ألوف من المقيمين على الأراضي اللبنانية غالبيتهم من المسلمين، ومن السوريين خصوصاً، على نحو أخلّ بالتوازن السكاني الدقيق، عارض تعديل الدستور لدوافع اعتبرها غير مبّررة كانت قد فرضتها سوريا بتمديد ولاية الياس الهراوي في 15 تشرين الأول 1995، ثم التمديد مجدّداً لولاية خلفه إميل لحود في 3 أيلول 2004. لم يتأخر عام 2006 ـ في خطوة غير مسبوقة لبكركي ـ في حضّ رئيس الجمهورية على الإعتزال حرصاً على مقام المنصب وهيبته، بعدما كان رفض بتشدّد إسقاطه بقوة الشارع.

عزّز دوره منذ عام 2000 غياب الزعماء التاريخيين للموارنة بوفاة بيار الجميل (1984) وكميل شمعون (1987) وسليمان فرنجيه (1992) وريمون إده (2000)، أضف نفي أمين الجميّل (1988) وميشال عون (1990) إلى باريس، وسجن سمير جعجع (1994). وجد نفسه يملأ فراغ غياب هؤلاء في الشارع المسيحي، والماروني خصوصاً، من خلال دور سياسي صارم نادى باستقلال لبنان وسيادته والمحافظة على كيانه، لم تخبر الكنيسة المارونية نظيره وهي تواجه في آن معاً وجود سوريا في لبنان وطبقتها السياسية الموالية. أضحى نصرالله صفير يجسّد روح المقاومة ورفض أمر واقع يحتاج إلى زعماء تاريخيين لجبهه في الشارع، أكثر منه إلى رئيس طائفة يربكه أحياناً دمج موقعه الديني ودوره الوطني بالموقف السياسي. قبله تفاوت تأثير أنطون عريضة وبولس المعوشي وأنطون خريش في ظل زعماء تاريخيين، بينهم مَن حاول تهميش دور البطريرك وإهماله، وبينهم مَن دخل في نزاع مباشر معه.

اضطلع أيضاً بدور لم يسبقه إليه أحد من أسلافه، كاد يجعله مقرّراً في انتخابات رئاسة الجمهورية مرتين. عدّه البعض انزلاقاً ملتبساً في تفاصيل النزاع السياسي الداخلي: عام 1988 عندما طلبت منه وساطة أميركية وضع لائحة بأسماء خمسة مرشحين للمنصب، وعام 2007 عندما طلبت منه باريس في مهمة مماثلة وضع لائحة بثلاثة مرشحين يصار إلى اختيار أحدهم رئيساً للجمهورية، بعد شغور المنصب الماروني من جراء انقسام وطني حاد. لم يسع البرلمان انتخاب خلف لأمين الجميّل حتى منتصف ليل 22 أيلول 1988، ولا خلف لإميل لحود حتى منتصف ليل 24 تشرين الثاني 2007. لم يُؤخذ بلائحتي البطريرك في المرتين، واستمر الشغور في الرئاسة في المرة الأولى سنة و14 يوماً، وفي المرة الثانية ستة أشهر ويوماً واحداً.

انخرط نصرالله صفير في أول صدام مباشر بينه وسوريا التي أرغمت السلطة اللبنانية على إجراء أول انتخابات نيابية منذ عام 1972، قبل أن تنتهي الولاية الثامنة الممدّدة للبرلمان حتى 31 كانون الأول 1994. أخذ من أنطون عريضة صوته المرتفع احتجاجاً على سياسة داخلية قرّرها الرؤساء المتعاقبون في قوانين الانتخاب وإجراء الانتخابات، هَادَنَ وقاوَم. وأخذ من بولس المعوشي إدراكه وطأة التدخّل الخارجي في الخلافات السياسية اللبنانية، وفي تعريض الكيان للخطر واهتزاز تعايش طوائفه وتوازنه الدقيق. لم يُجارِ سوريا شأن تفهّم سلفه الأسبق علاقة جمال عبدالناصر بلبنان ومسلميه.

كانت دمشق قد توخّت بتوقيتها المفاجىء عام 1992 إجراء الانتخابات النيابية، بناء طبقة سياسية جديدة في السلطتين الإجرائية والإشتراعية، بعدما كانت قد أحكمت قبضتها العسكرية على لبنان، وأمسكت حتى ذلك الوقت بالمؤسستين الأكثر تمكيناً لهذه القبضة هما رئاسة الجمهورية وقيادة الجيش. انطوى هذا الهدف أيضاً على تعطيل أي مطالبة لها بانسحاب جيشها من لبنان. سارع مجلس النواب إلى إقرار قانون الانتخاب في 16 تموز 1992، بعدما رفع عدد أعضائه من 108 نواب إلى 128 نائباً، وجعل دوائره مزيجاً غير مألوف من قوانين عدّة في قانون واحد. تفادياً لالتزام تعهّدت به في اتفاق الطائف بانسحاب جيشها في نهاية سنتين من إقرار الإصلاحات الدستورية، كانتا قد انقضتا في 21 أيلول 1992، قلبت دمشق الأولويات ودفعت إلى انتخابات نيابية.

كان ردّ فعل بكركي بلسان البطريرك مبكّراً، عندما أبرَزَ مخاوفه من إجراء انتخابات في ظل وجود جيوش غير لبنانية على الأراضي اللبنانية، متسائلاً عن مغزى ان تكون حرة معبّرة عن رأي المواطن. في 29 آذار 1992 قاد حملة معارضتها، وتساءل عن الغاية من إجرائها. ثم كرّت سبحة مواقف متطابقة أعربت عن الخشية من القضاء على هوّية لبنان ونظامه وميزاته، قبل أن يقرع إنذار مقاطعة هذا الإستحقاق، إذ وجد في إصرار أهل الحكم على إجراء الانتخابات وإصرار المعارضة على رفضها قد يذهب بهم إلى مقاطعتها ما يؤدي إلى إحداث شرخ وطني.

مذمذاك صارت بكركي على خط مواجهة مع دمشق. سرعان ما انضمت الأحزاب المسيحية المناوئة لسوريا، وأخصّ رموزها أمين الجميل وميشال عون وريمون إده في المنفى في باريس، وأحزاب الكتائب والوطنيين الأحرار والكتلة الوطنية والقوات اللبنانية في الداخل، إلى حملة البطريرك مقاطعة الانتخابات ترشيحاً واقتراعاً.

لم تكن الانتخابات النيابية التالية عام 1996 أحسن حالاً. قبل أشهر رفعت بكركي الصوت حيال القانون الجديد للانتخاب ، فنادى البطريرك بقانون يفسح في المجال أمام جميع المقترعين أن يختاروا بحريتهم مَن يريدون أن يمثلهم من النواب ويتحدّث باسمهم ويقرّر عنهم. باستمرار وجّه انتقاده إلى سوريا وحلفائها الممسكين بزمام السلطة، إذ عدّهم أدوات طيّعة في يدها.

من غير أن يطبع موقفه من انتخابات 1996 بالحدة التي رافقت انتخابات 1992، بالحضّ الضمني على المقاطعة، كرّر نصرالله صفير امتعاضه من إدارة الإستحقاق الجديد بدعوته الناخبين إلى تحمّل مسؤولياتهم بحرّيتهم مقاطعة أو مشاركة.

في الانتخابات التالية عام 2000، كانت قد طرأت تحوّلات سياسية مهمة. في 25 أيار انسحب الجيش الإسرائيلي من كل الأراضي اللبنانية ما خلا مزارع شبعا، وبعد أسابيع في 10 حزيران توفي الرئيس السوري حافظ الأسد، فخلفه في 11 تموز نجله بشّار، وقد أوحى بمغازي جديدة لانتخابه على أنه يمثّل صفحة جديدة في العلاقات السورية ـ اللبنانية من جهة، وداخل بلاده كداعية إصلاحي للنظام من جهة أخرى. لم يحل ذلك دون إجراء انتخابات نيابية وفق قانون جديد قسّم الدوائر إلى وسطى، لكنه أحدث دمجاً غير مألوف بين المناطق، تنكّر في بعض الدوائر للإمتداد الجغرافي بسلخ أقضية عن جوارها لإلحاقها بأخرى أبعد، ما لبث أن صدر في 6 كانون الثاني 2000.

خلافاً لانتخابات 1992 و1996، أوحى القانون الجديد بأنه يستوحي إرادة بكركي في تصغير الدوائر، فإذا هو يتوخى أهدافاً أخرى صوّبت على معارضي سوريا كالأحزاب المسيحية، ومعارضي إميل لحود كرفيق الحريري ووليد جنبلاط. دَمَجَ ناخبي بشرّي الموارنة بدائرة يُرجّح كفتها الناخبون السنّة في عكار والضنية، والبترون بدوائر يُرجّح كفتها ناخبون سنّة في طرابلس والمنية وناخبون مسيحيون مؤيدون لسوريا في الكورة وزغرتا. إلا أن البطريرك لم يدعُ إلى مقاطعة انتخابات 2000، مرجّحاً الموقف بين مقاطعة كاملة أو مشاركة كاملة. أدرج وجهة نظره هذه في سياق مواجهة مع سوريا أكثر منها مع حلفائها، إذ لم يرَ فيهم مرة سوى أنماط مذعنة لإرادتها. وضع نفسه في دائرة النزاع لأسباب لم يعد يُقرنها بتوقيت الانتخابات وتقسيم الدوائر والتلاعب بالتحالفات ونتائج الإقتراع، بل ببعد أوسع وأشمل هو أن سوريا تستولي على لبنان وتهدّد استقلاله وسيادته وإرادته الحرّة وخصائص طوائفه، وتعرّض كيانه والوجود المسيحي فيه للزوال.

بدورها نتائج انتخابات 2000 أفضت إلى ما كانت تتوقعه منها سوريا، باستمرار غالبية نيابية موالية لها تمسك بمجلس النواب لضمان إبقاء سيطرتها عليه. بعد أسابيع صنعت الكنيسة المارونية الحدث التاريخي الذي سيرخي ظلاله على السنوات التالية، ويمثّل محطة بالغة الأهمية في رفع سقف المواجهة بينها ودمشق، هو النداء الأول لمجلس الأساقفة الموارنة برئاسة البطريرك في 20 أيلول. هاجم النداء سوريا بعنف غير مسبوق، واعتبر وجود جيشها في لبنان غير مبرّر بعد انسحاب الجيش الإسرائيلي من الجنوب، داعياً إلى انسحابه هو الآخر تنفيذاً لاتفاق الطائف. انتقد بقسوة تدخّل دمشق في الشؤون اللبنانية وانتقاصها من السيادة الوطنية، ودعا في الوقت نفسه إلى توثيق أحسن علاقات الأخوة بين البلدين. لكن السهم صُوّب كذلك إلى سلاح حزب الله للحجة نفسها. بانسحاب إسرائيل إنتفت المقاومة بدورها، فلا موجب بعد لبقاء ميليشيا خارج قواعد القانون والدولة. إذذاك عزم السوريون على محاصرته داخل طائفته. لا ينسى اللبنانيون نواباً موارنة من الأطراف يقصدون بكركي، كي يصرّحوا عند بوابتها متمسكين بوجود الجيش السوري على الأراضي اللبنانية. مع ذلك لم يتزحزح سيد الصرح.

لم تكن الانتخابات النيابية عام 2005 صورة مطابقة للدورات الثلاث التي سبقتها. طرأت أحداث زلزلت لبنان ووضعته أمام مسار أفقده مرجعية استقراره الأمني والسياسي وإدارة نظامه: صدور قرار مجلس الأمن رقم 1559 (2 أيلول 2004)، تمديد ولاية إميل لحود بضغوط سورية (3 أيلول). إلى أن حصل ما لم يكن في الحسبان. اغتيل رفيق الحريري (14 شباط 2005)، وكرّت سبحة تحوّلات غامضة دفعت لبنان إلى شفير الهاوية: انسحب الجيش السوري (26 نيسان) بعد أسابيع على ولادة تجمّعين سياسيين شعبيين أمسكا بمصير لبنان من غير أن يمتلك أحدهما قوة حسم النزاع مع الآخر. قاداه إلى تخبّط مجهول: قوى 8 آذار ورأس حربتها حزب الله، وقوى 14 آذار التي ضمّت ائتلافاً واسعاً ضم وليد جنبلاط وتيار المستقبل برئاسة سعد الحريري والأحزاب والشخصيات المسيحية المعارضة لسوريا. عاد ميشال عون من منفاه في باريس (5 أيار)، بينما تنامت جهود إطلاق رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع من السجن .، فخرج في تموز عامذاك بقانون عفو عام من مجلس النواب، نجم عن انقلاب موازين القوى في البلاد رأساً على عقب.

هكذا أقبَلَ لبنان على انتخابات 2005 وفق قانون انتخابات 2000 بلا إبطاء أو تأجيل، انتهت مع خروج سوريا من هذا البلد إلى انتقال الغالبية النيابية من حلفاء دمشق إلى معارضيها. فازت قوى 14 آذاربـ 72 مقعداً في أول انتخابات منذ عام 1992 لا تأثير مباشر فيها لسوريا، ولا يجري الإقتراع في ظلّ جيشها.

كان بطريرك الموارنة في صلب قوى 14 آذار التي تبنّى أفرقاؤها شعارات الكنيسة المارونية منذ نداء 20 أيلول 2000، وتحوّله أباً روحياً مرجعياً راعياً انقلاباً جذرياً في موقفي الطائفتين السنّية والدرزية، من سوريا للمرة الأولى منذ عقود طويلة، أشهَرَتا العداء والضغينة لنظامها، واتهامه بالوصاية على لبنان وتقويض استقلاله واغتياله زعماء هذا البلد ورجالاته. كانتا أكثر المستفيدين من المرحلة السورية في السلطة والإدارة والاقتصاد، وجني المواقع والثروات الطائلة. إذذاك تيقن الكثيرون أن القوى تلك إنضمت إلى مسيرة البطريرك صانع مسار شاق، كان مكلفاً على مرّ السنوات المنصرمة داخل طائفته، المنقسمة على نفسها والحائرة بين موالين لسوريا ومعارضين.

وصل لبنان إلى انتخابات 2009 تحت وطأة توازن قوى سنّي ـ شيعي مثّلته قوتا 8 آذار و14 آذار، حشدت كل منهما مئات الألوف من الأنصار في الشارع. لكن الزعماء المسيحيين انقسموا من حولهما بين منخرط في هذا الفريق أو ذاك. كانت ذروة المواجهة بعد صدامات سنّية ـ شيعية في عدد من أحياء بيروت، انفجار حرب مذهبية في 7 أيار 2008 هدّدت بإعادة لبنان إلى حرب أهلية بين السنّة والشيعة، قادتهما ـ بعدما نجح مسلحو حزب الله في السيطرة على بيروت وتفكيك ميليشيا كان تيّار المستقبل يحاول بناءها ـ وزعماء مسيحيين إلى الدوحة، فأبرموا تسوية موقتة أدرجت في أحد بنودها وضع قانون انتخاب يستمد تقسيم دوائره من قانون 26 نيسان 1960.

بعد أربعة أشهر و12 يوماً على إقرار مجلس النواب قانون الإنتخاب في 29 أيلول 2008، أطلق بطريرك الموارنة أولى صرخات التحذير. استمد القانون تقسيم الدوائر من اتفاق الدوحة الذي أقرّه الزعماء اللبنانيون الـ14 بعد ستة أيام من مناقشات مستفيضة وصعبة، انتهت في 21 أيار 2008. تبنّى القانون القضاء دائرة انتخابية، واعتمد الدوائر الـ 26 التي نصّ عليها قانون 1960 مع تعديلات طفيفة. كانت الدائرة القضاء مطلباً مزمناً لنصرالله صفير منذ انتخابات 1992، وعدّه الأكثر تعبيراً عن تمثيل المسيحيين وإرادتهم في الإختيار لإيصال مرشحيهم إلى البرلمان بأصواتهم، من دون تدخّل ناخبي الطوائف الإسلامية. وجد في أقضية جبل لبنان الشمالي والجنوبي، وفي زغرتا والبترون وبشري والكورة وجزين وزحلة والشطر المسيحي من بيروت الدوائر الأكثر تجسيداً لتمثيل حقيقي للمسيحيين.

على مرّ انتخابات 1992 و1996 و2000 و2005 لم يسعه الحصول إلا على محافظة جبل لبنان وحدها باعتماد الدائرة القضاء فيها. في الظاهر أوحى استثناء الجبل من الدائرة المحافظة إرضاء للبطريرك والمسيحيين المتحلقين من حوله، لحملهم على المشاركة في الانتخابات، رغم تيقّن سوريا من أن الفائزين سيكونون حلفاءها ما خلا خروقاً محدودة. واقع الأمر أن الإستثناء استرضى أساساً وليد جنبلاط لتبديد خشيته من سقوط لائحته في الشوف بأصوات الناخبين المسيحيين، وأخصّهم الموارنة

أول غيث انتخابات 7 حزيران 2009، حديث صحافي لنصرالله صفير في 9 شباط 2009. سأله محاوراه كيف يرى لبنان في حال انتقلت الغالبية النيابية إلى قوى 8 آذار، فأجاب: “يعني في كل الأحوال أن على الجميع تحمّل مسؤولياته. طبعاً السياسة هي يوم علينا ويوم لنا. هناك بعض الأخطاء ربما تكون لها عواقبها الوخيمة. فإذا انتقل الوزن إلى 8 آذار، و14 آذار لم يعد لها وزن، فإن هناك أخطاء سيكون لها وزنها التاريخي على المصير الوطني”.

لم يحمل البطريرك في هذا الحديث بقسوة على قوى 8 آذار، لكنه بدا مهتماً بتنبيه منافستها قوى 14 آذار إلى خطورة ارتكاب خطأ يجعلها تخسر الانتخابات، ومن ثم تتلقف وزر انتزاع الفريق الآخر الغالبية النيابية منها. حرص أيضاً على الظهور بمظهر عدم الإنحياز بينهما مخاطباً الإثنين معاً، بقول راح يكرّره عشرات المرات في ما بعد، تارة بين هذين الطرفين، وطوراً بعد اجتماعهما في حكومة وحدة وطنية، هو أن هناك حصاناً يشدّ العربة إلى الأمام، وحصاناً آخر يدفعها إلى الوراء. تالياً باتت العربة عاجزة عن الحراك. لم يكن من الصعوبة بمكان عنده الإيحاء بذاك الذي يشدّ العربة إلى الوراء. إنتصرت قوى 14 آذار مجدّداً وحازت الغالبية النيابية، ثم أسرعت في إهدارها، وانتهى بها المطاف ـ كما بنظيرتها قوى 8 آذار ـ إلى التسابق على السلطة وتقاسمها.

انتخابات الرئاسة عام 1988 أول عهد نصرالله صفير في وضع تاريخ لبنان على طريق مسار غير مسبوق. الا ان الانتخابات النيابية عام 2009 كانت آخر معاركه السياسية الكبيرة في الدفاع عن خيارات وقيم ظلت، طوال ربع قرن في ولاية البطريركية، مرآته وحده. في ما بعد راح الآخرون يسعون إلى إبصار أنفسهم فيها عبثاً.

 

البذيء الملعون

سناء الجاك/النهار/20 أيار 2019 

http://eliasbejjaninews.com/archives/75049/%D8%B3%D9%86%D8%A7%D8%A1-%D8%A7%D9%84%D8%AC%D8%A7%D9%83-%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%B0%D9%8A%D8%A1-%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%84%D8%B9%D9%88%D9%86-%D8%B9%D9%82%D9%84-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D9%88%D9%8A%D8%B7-%D9%87/

جريمة بشارة الاسمر انه بذيء. بذاءته صنِّفت خطراً على السلم الأهلي ومساً بـ"المقدسات"، مع ان ما قاله يشكل نقطة في بحر بذاءة الكثيرين ممن لا همّ لهم الا السيطرة على مرافق الدولة وتسخيرها لغاياتهم وأغراضهم الدنيئة.

قبل واقعة البذاءة، لم يكن الأسمر يشكل أيّ خطرٍ على هذا "السلم الأهلي"، ولم يكن مهماً سكوته وتواطؤه لجهة انتهاك حقوق عمال لبنان التي بدأت مع دخول الوصاية السورية على خط الاتحاد العمالي العام لتغتاله، عبر وزراء عمل محسوبين عليها، بالانقسامات الطائفية وتفريخ اتحادات مذهبية وإلحاق النقابات بالزعامات الطائفية، وتهديد العمال بحرمانهم من لقمة عيشهم إن هم طالبوا بحقوقهم. كذلك لم يكن مهماً تحركه وفق أجندات غايتها الضغط السياسي لمرجعيته على خصومه.

فجريمة الأسمر البذيء استوجبت إحياء محاكم التفتيش على مستوى المسؤولين الباحثين عن المزايدة، فقط المزايدة، في قضية جاءتهم على طبق من ذهب. فها هو وزير الاقتصاد منصور بطيش يلبّي طلب رئيس تيّاره السياسي ويغرد على حسابه التويتري، قائلا: "بعد سقطته الأخلاقية المستهجنة وتوقيف القضاء له، ستفسخ وزارة الإقتصاد والتجارة عقد العمل مع بشارة الأسمر في إهراءات بيروت".

بالطبع، نحن لا نعرف سبب حصول الرجل على ‏‏18 مليون ليرة شهريا من دون أن يحضر إلى عمله في الاهراءات. ولا نعرف لماذا تم تجديد عقده ولم يفتح ملفّه قبل تسريب بذاءته. لكننا نعرف ان الاتحاد العمالي العام مفخّخ بنقابات صوَرية ولا قدرة له على العمل. ونعرف انه في عهد سلفه غسان غصن وضع الاتحاد دعوته الى الاضراب في 7 أيار 2008 مطالباً برفع الحد الأدنى للأجور ليشكل في حينه الغطاء لاحتلال "حزب الله" بيروت ونسف السلم الأهلي من أساسه.

وها هو وزير العمل كميل ابو سليمان يعتبر أن ما قاله الأسمر غير مقبول بتاتا، فتطاوُلُه على البطريرك مار نصرالله بطرس صفير يستوجب اجراءات لدفعه إلى تقديم استقالته من الاتحاد، مع انه، وقبل أسبوعين من زلة البذاءة الموصوفة والمألوفة في كثير من تسريبات المجالس الخاصة للسياسيين، كان أبو سليمان قد صرح بأنه لا يحبذ التعليق على التجاذب السياسي لتحرك النقابات والعمال في الشارع اللبناني على إيقاع دراسة الموازنة. ويشيد بالتجاوب والموقف الجيد لرئيس الاتحاد، "الذي ساهم بحل أزمات عدة تعرض لها عمّال في بعض القطاعات".

لم يكن مساً بـ"المقدسات" قبل موجة "يا غيرة الدين والوطنية"، ان الاتحاد العمالي العام الذي كان يضم 22 اتحاداً و225 نقابة، وأصبح يضم 62 اتحاداً و625 نقابة، لم تتغير أحواله بعد خروج الوصاية السورية، ومصادرة أحزاب السلطة للحركة النقابية وتحريكها لغايات سياسية. فلقمة عيش المواطن ليست على جدول "المقدسات" في دفتر حسابات السياسيين الذين يرمون كل خلافاتهم وانقساماتهم عندما يتوحدون عند كل استحقاق انتخابي للنقابات ليسيطروا عليها.

وبالطبع، ليس مهماً ما قاله الأسمر في غفلة منه عن الكاميرات والميكروفونات، الا بقدر ما يمكن استثماره. وهل أفضل من عبارة "المقدسات" لتوظيف الاستثمار حيث يجب في حملة استوجبت إحياء "محاكم تفتيش" على القياس اللبناني لرمي البذيء باللعنة والعقاب.

قائد الحملة هو ذاته مَن لم يتورع عندما استوجبت مصالحه ان يبرر افلات الغرائز والبذاءة في بكركي في 5 تشرين الثاني 1989، ويطالب بعدم تضخيم ما حصل من اعتداء جسدي موصوف وواضح.

ان توجيه التهمة الى الأسمر بالاعتداء على اللبنانيين قمة السخرية. فالبذاءة المقرفة التي يتم استثمارها، لا تقارَن بسرقة المال العام واستغلال السلطة النفوذ والتنكيل بشرعية الدولة وشرعنة السلاح خارجها وتعطيل البلاد سنوات، لفرض الاجندة المطلوبة، ومكبات النفايات والمقالع والكسارات والعبث بأمان المواطن وصحته مستقبله.

الإسفاف الكلامي في حق الكاردينال البطريرك مار نصرالله بطرس صفير، ليس مبرراً لإنشاء محاكم تفتيش للاقتصاص من أي موقف او تصرف يزعج الديكتاتورية الفالتة لإرساء معادلة "الأمر لي" او لا شيء يمشي في موازنة وتعينات ومشاريع، وهلم جراً.

أبعد من هذه المعادلة هو غباء اطراف يتم تحجيمهم واستهدافهم. مع هذا، يسارعون الى المزايدة في المواقف، خوفاً من غيابهم عن الصورة التي يقطف ثمارها الغريم الجشع.

فالمحاولات التي ترافقت مع الديكتاتورية الفالتة، تشير الى ان عقوبة الأسمر على بذاءته مرشّحة لتشمل كل من يقف في دربها، وتفلت على كل من لا يعجبها لون عينيه او مقاس حذائه.

تلك هي سياسة محاكم التفتيش التي يراد منها وبإسم "المقدسات" الحلول محل السلطة القضائية الطبيعية التي يجب عليها ان تستدعي وتحاسب كل من يشكل خطراً فعلياً على المال العام والشأن العام.

 

هستيريا "القضايا" التافهة

عقل العويط/النهار/20 أيار 2019 

http://eliasbejjaninews.com/archives/75049/%D8%B3%D9%86%D8%A7%D8%A1-%D8%A7%D9%84%D8%AC%D8%A7%D9%83-%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%B0%D9%8A%D8%A1-%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%84%D8%B9%D9%88%D9%86-%D8%B9%D9%82%D9%84-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D9%88%D9%8A%D8%B7-%D9%87/

 إذا كان لكلام تافهٍ، ساقطٍ، سافلٍ، وعديم التهذيب، في حقّ نصرالله بطرس، وهو بطريركٌ أنطاكيٌّ راحلٌ للتوّ، وشخصيّةٌ تاريخيةٌ محترمة، إنسانيًّا ووطنيًّا ودينيًّا، أن يُحدِث كلّ هذا الانفعال لدى "الرأي العام"، وأن يحرّك المراجع الدينيّة والمدنيّة، المجتمعيّة والسياسيّة والقضائية، وأن يفضي بقائله إلى العزل والحرم والتكفير، وربما إلى التوقيف والاعتقال والسجن، معًا وفي آنٍ واحد، فلا بدّ أن نكون قد انزلقنا إلى هاويةٍ معياريّةٍ لا خروج منها، وأنّنا بتنا في حالٍ عميمةٍ من الانحطاط والانهيار، ومن انعدام العقل والتعقّل والرؤية والرويّة والحكمة والقياس والتبصّر، على كلّ المستويات.

خلال الأيّام الثلاثة الفائتة، أظهرنا أنّنا نعيش في خللٍ اضطرابيّ مثيرٍ للهلع. لستُ عالِم نفس، لكنّ ظواهر الهستيريا الظلمويّة تتملّكنا، وتستولي على مداركنا وقدراتنا الاستبصاريّة، وتجعلنا نفقد كلّ معيارٍ نقديٍّ أو عقليّ، من شأنه أن ينيرنا لنضع الأمور في نصابها النسبيّ، الموضوعيّ والواقعيّ. فهل يُعقَل أن يكون المطاف قد آل بنا إلى هنا، أيّها الناس، ويا أيّها المسؤولون، في كلّ مجالٍ وموقعٍ ومكان؟ ترى، هل يُعقل أن تكون "القضيّة الأولى" التي شغلت "الرأي العام" والمسؤولين، كلّ المسؤولين تقريبًا، هي "قضيّة" القول الزقاقيّ الذي تفوّه به شخصٌ، وإن يكن هذا الشخص هو رئيس الاتحاد العماليّ العامّ؟

ترى، أيعقل أن لا تكون لدى أحد، خلال الأيّام الثلاثة الفائتة، "قضيّة" تشغل عقله واهتمامه أكثر من "قضيّة" المدعوّ بشارة الأسمر، أو أن لا يكون لدى أحدٍ معيارٌ "يشغّل" به عقله لقياس الفعل وردّ الفعل؟

قبول استقالة بشارة الأسمر وفقيه رئيساً بالنيابة

خلال الأيّام الثلاثة الفائتة، ظننتٌ لوهلةٍ أنّه لم يعد ثمّة جوعٌ في البلاد، ولا تلوّثٌ، ولا مرضٌ، ولا انتهاكٌ لسيادة الدولة، ولا قتلى على الطرق، ولا سرقات، ولا عمليّات نهب، ولا حروب موازنة، ولا اعتداء على حقوق المتقاعدين ومكتسباتهم، ولا مشاكل للأساتذة، ولا خطر انهيارٍ اقتصاديّ وماليّ، ولا مخاوف من حروبٍ مدمِّرة تتهدّد منطقتنا. هذا عينُ ما تريده السلطة لنا، أن نراه، وأن نتفاعل معه، متغافلين عن قضايانا وحقائقنا الموجعة. فليستقل الرجل من منصبه لأنه ليس أهلًا له على المستوى الأخلاقيّ، ولأنّه – واقعيًّا وعملانيًّا - ليس عاملًا ولا نقابيًّا، ولأنّه، على ما يُقال، قد يكون باع نفسه للطبقة السياسيّة. أمّا أن تتحرّك "الأجهزة" هذا التحرّك، وأن يُحتمَل الزجّ بالرجل في السجن، فهذا عملٌ ينتهك الحقّ الذي يُدافَع عنه. خلال الأيّام الثلاثة الفائتة، رحتُ أسأل نفسي مندهشًا ومذهولًا، كيف "تشتغل" وسائل التواصل الاجتماعي، وكيف يُستَسلم لمعاييرها التحريضيّة، وكيف ينجرف الناس في الإثارة، وكيف ينفعلون، فتُثار العصبيّات، وتتحرّك السلطات، كلّ السلطات، والأجهزة الأمنيّة والقضائيّة، بسرعةٍ تكاد تفوق سرعة الصوت؟ وكيف يهبّ زعيمٌ ومسؤولٌ كبيرٌ وحبرٌ شبه أعظم ورأيٌ عام، دفعةً واحدةً، وفي رمشة عين، للتصدّي لهذه "القضيّة" الخطيرة التي تستحقّ عندي نظرة ازدراء فحسب. ربّما نظرة احتقار. والأرجح نظرة لامبالاة؟!

لا تنسوا أنّ نصرالله بطرس كان أُهين وشُتِم واعتُدي عليه جسديًّا ومعنويًّا في حياته، على أيدي مسؤولين وقادة وزعماء ووزراء ونوّاب وحزبيين وأوباش معروفين، وبالكاد تحرّك أحد. هذا يجب ألّا يعفينا من المقارنة بين التصرّفين. لا تنسوا خصوصًا أنّنا نتلهّى بهستيريا التفاهات، تحت إشراف السلطة التي تنتهك كل شيء، المقدّسات وسواها، في حين تُوارى قضايانا الأساسيّة مع غياب البطريرك الكبير!

 

التهريب على الحدود مع سوريا يفتك بالاقتصاد اللبناني/آلاف الدولارات يتقاضاها السماسرة يومياً… وأرباح الطماطم تفوق المخدرات

البقاع (لبنان): سناء الجاك/الشرق الأوسط/20 أيار/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/75052/%D8%B3%D9%86%D8%A7%D8%A1-%D8%A7%D9%84%D8%AC%D8%A7%D9%83-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D9%87%D8%B1%D9%8A%D8%A8-%D8%B9%D9%84%D9%89-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%AF%D9%88%D8%AF-%D9%85%D8%B9-%D8%B3%D9%88%D8%B1%D9%8A%D8%A7/

يحتل التهريب مكانة بارزة في قائمة أسباب العجز الطاغي على الاقتصاد اللبناني. فخطوطه غير الشرعية تحرم خزينة الدولة من 600 مليون دولار أميركي، كما يرد في بعض البيانات والتصريحات عندما تُبحث سبل إنقاذ الاقتصاد اللبناني المنهار، وذلك بالتزامن مع جلسات الحكومة اللبنانية الحاملة لواء التقشف لدراسة الموازنة على إيقاع الاعتراضات في الشارع. وفي حين تتم الإشارة إلى تفاوتٍ فاضحٍ في أسعار السلع بين المناطق اللبنانية بسبب التهريب، تعكس المناطق الحدودية الشرقية بين لبنان وسوريا الصورة الأوضح لهذا الواقع. فهذه الحدود التي تمتد بطول نحو 375 كيلومتراً (233 ميل) وتُشكل معظم الأراضي الحدودية من لبنان (باستثناء الحدود مع إسرائيل في الجنوب)، يصعب ضبطها. «الشرق الأوسط» رصدت حكايات المهربين من نقطة المصنع الحدودية في البقاع اللبناني، شمالاً باتجاه بعلبك والهرمل وجنوباً باتجاه البقاع الغربي. وتبينت أن التصريحات الرسمية بهذا الشأن بعيدة كل البعد عن مجريات الأمور على الأرض.

بغال وتهريب «ديليفري»

وفي حين تبدو الحركة عادية في نقطة المصنع، يسخر أهل المناطق القريبة من المرتفعات الجبلية التي تفصل لبنان عن سوريا، من تصريحات السياسيين، ويؤكدون أن التهريب بين الدولتين لم يتوقف يوماً، مهما كانت الإجراءات الأمنية. ويتحدث أحدهم عن «البغال التي تعرف طريقها ومهمتها، وهي لا تحتاج أوراقاً ثبوتية لتعبر الحدود. يتم تحميلها، إن في السفح السوري أو السفح اللبناني بالبضائع المهربة، وتُترك لتشرد على طريقتها، بينما تتم مراقبتها، فإن لاحظتها القوى الأمنية المناط بها مراقبة الحدود، يتوارى المهرب ويتركها لمصيرها، فتصادر حمولتها وينتهي الأمر. أما إذا مرت بسلام، فيتولى المهرب أمر الحمولة ويسلمها إلى الزبون».

والبغال وسيلة تهريب قديمة قدم إنشاء الحدود بين لبنان وسوريا. ولا مجازفة في استخدامها، إذ لا تحتاج لرشوة جمارك أو حماية مسلحة لكن أرباحها محدودة. فهي تصنف في خانة التهريب على الأقدام، تماماً كما يصنف «تجار الشنطة» الذين يتسللون مسافة قصيرة في دروب «القادومية» خلف نقطة المصنع، ويؤمنون «الديليفري» بأكياس كبيرة يحملونها على أكتافهم، وتحوي بضائع يكون الأهالي في القرى قد أوصوا التاجر الجوال عليها، وتحديداً الأقمشة القطنية والسلع الغذائية من حبوب وبقول ومكسرات.

إلا أن أطماع المهربين المحترفين أكبر بكثير، تلبيها حركة قوافل الشاحنات يقودها «الباش» بسيارة ذات الزجاج الداكن، وهو «المهرب الميداني» كما يصفه الأهالي، ويتواصل مع من يسهل له عبور هذه القوافل التي تحمل ما يغرق الأسواق اللبنانية بالبضائع. وهي حركة متجذرة على امتداد الحدود اللبنانية – السورية عبر المعابر الشرعية، أو المعابر غير الشرعية، في البقاع وشمالاً، التي تم تجهيزها وتعبيدها مع غياب الدولة عن مساحات كبيرة من هذه الحدود وسيطرة قوى الأمر الواقع عليها. وهي تشهد هذه الأيام رواجاً مكثفاً.

ويقول أحد منظمي التهريب من الهرمل، إن «الأحوال مزدهرة، ويوميته تبلغ آلاف الدولارات فقط من السمسرة لتسهيل التهريب عبر اتصالات يجريها وفق شبكة علاقات تشمل مسؤولين أمنيين وجهات حزبية تتحكم بالمناطق الحدودية».

ويشير مسؤول عسكري متقاعد لـ«الشرق الأوسط» إلى أن «هيكلية التهريب قائمة منذ الحرب اللبنانية في سبعينات وثمانينات القرن الماضي وخلال فترة الوصاية السورية. ويمر عبر المصنع بترتيب قوامه غض نظر ورشوة لبعض ضباط المخابرات المحسوبين على النظام السوري الذي لم يكن يرغب في التوجه إلى النظام الحر. ويكون دفع الرشاوى بالليرة السورية، مع الإشارة إلى أن خروج البضائع من لبنان شرعي وفق القانون الذي لم يكن يلزم حتى من ينقل الأموال بالتصريح عنها، وقد تم تعديل هذا القانون الذي يلزم بالتصريح عن الأموال المنقولة، لكن آلية مراقبة التنفيذ غير موجودة». ويضيف: «بالتالي مرور البضائع من لبنان إلى سوريا ليس مخالفاً للقانون، إلا بمقدار ما يضر بالاقتصاد، إن لجهة رواج تهريب المواد النفطية بشكل يؤدي إلى نقص في الأسواق اللبنانية، أو لجهة بعض السلع الأساسية التي تفتقر إليها سوريا في المرحلة الحالية بسبب الحرب، مما يؤدي إلى ارتفاع أسعارها لتزايد الطلب عليها. لكن الخطر يكمن فيما يتم تهريبه من سوريا إلى لبنان من مواد غذائية تغرق الأسواق اللبنانية وتتسبب بكساد الإنتاج المحلي. ومع تدنّي سعر صرف الليرة السورية مقابل العملات الصعبة، لا سيما الدولار الأميركي، تتعزز ظاهرة التهريب من سوريا إلى لبنان، من أجل الحصول على العملات الصعبة».

ويشير إلى أن «معادلة التهريب والدولار في البقاع أدت إلى رواج الخطف المنظم لتجار سوريين يهربون سلعهم، ويحضرون إلى لبنان عن طريق المصنع، ليتقاضوا ثمن ما يبيعونه بالعملة الصعبة. وغالباً ما تتم عملية الخطف والسرقة في منطقة جديتا القريبة من المصنع، وذلك برصد التجار بعد قبض دولاراتهم، مما يعني أن شبكتي الخطف والتهريب تتعاونان عبر الحدود».

أرباح البندورة المهربة تفوق تجارة المخدرات

السلع السورية المنافسة للإنتاج اللبناني هي الدجاج والبيض واللحوم والسكاكر والفواكه والخضراوات والدخان والملبوسات. ويقول تاجر خضراوات في بلدة الفرزل في البقاع الأوسط لـ«الشرق الأوسط» إن «الزراعة اللبنانية والصناعات الغذائية مهددة جدياً، والمحصول يكسد في أرضه. والكلام عن ضبط شاحنات تحمل منتوجات زراعية مهربة من حين إلى آخر لا يلغي هذا الواقع. فكيلو البندورة السورية يصل إلى الأسواق بـ250 ليرة، أي أقل من ربع دولار، في حين يباع بألفي ليرة (دولار ونصف)، بالتالي تهريب البندورة (الطماطم) وبيعها في الأسواق اللبنانية بات يدر ربحاً أكثر مما يدر تهريب الكوكايين».

وعلى رفوف المتاجر في البقاع تتكدس بضائع سورية تنافس الإنتاج اللبناني. ويبرر التجار وجودها برخص أسعارها قياساً إلى الإنتاج اللبناني أو المستورد. ويقول أحد الباعة إن «الأحوال متردية، والدولة غائبة عن همومنا، وإذا حضرت فذلك لتحميلنا المزيد من الضرائب. ولولا هذه البضائع لما استطعنا الصمود ومواصلة العمل. لا خيارات لدينا، وإلا نقفل متاجرنا».

وعن اجتماع مجلس الدفاع الأعلى الشهر الماضي، وقراره تشديد إجراءات المكافحة، سواء لجهة إغلاق المعابر غير الشرعية، أو لضبط عمليات التهريب التي تتم عبر المراكز الجمركية، يشير المسؤول السابق إلى أن «الجهود الأمنية لإقفال المعابر غير الشرعية يقتصر على الصورة الإعلامية أحياناً. إذ لا يمكن التحكم بهذه المعابر في منطقة القصر في الهرمل، التي تحد منطقة القصير السورية، فالمعابر غير الشرعية قريبة من وجود القوى الأمنية، وعندما تبادر القوى الأمنية إلى وضع ساتر ترابي تسد به المعبر وتصوره الكاميرات، تأتي جرافة لتزيل التراب وتعيد فتح المعبر، عندما تغيب الكاميرات. ويتحدث الأهالي عن مقتل عناصر من (حزب الله) في تلك المنطقة لدى حصول إشكالات مع المهربين».

 

 من يقدر على جبران؟

 حسن صبرا/مجلة الشراع/17 أيار 2019 العدد 1901

نحن لا نتبنى ما ورد في موقع يحمل اسم American Middel eastern net عن امكانية تخلي الرئيس ميشال عون عن الحكم لأسباب صحية قبل انتهاء فترته الرئاسية دستورياً (مرّ منها حتى الآن سنتان وسبعة أشهر، وبقي منها ثلاث سنوات وخمسة أشهر)، خصوصاً وان صحة الرئيس عون كانت عرضة لاشاعات متكررة.. حتى قبل ان يرشحه حزب الله للرئاسة الأولى خلال السنوات الأخيرة من عهد الرئيس ميشال سليمان.. لكن كثيرين ممن يتابعون حركة صهر الرئيس الصغير جبران باسيل يفسرونها بأنها تمهيد.. والبعض يفسرها بأنها استعجال لوراثته (بشكل دستوري)، حتى ان عون نفسه الذي نفى هذا الأمر في أحاديثه مع زوار، لم يقطع الطريق على وريثه في رئاسة التيار الوطني الحر، بأن من حقه العمل ليصل الى الرئاسة الأولى.

وباسيل نفسه يبدو شعلة نشاط متأججة متحركة في كل الاتجاهات، شرقاً وغرباً، عرباً وعجماً، يثير حزب الله وكل مقاوم عربي حين يتحدث عن حق اسرائيل في الوجود، ثم يطفىء هذه الثورة حين يتحدث عن القدس في مؤتمر عربي، يقرأ البعض في مرافقة عمه وابنته للقاء فلاديمير بوتين في موسكو تقديماً لنفسه مرشحاً للرئاسة، وتتحدث أوساطه عن إعجاب اميركي بحركته ونشاطه.

لكن هذا لا يلغي بل يكمل حركته الداخلية في تشعباتها التي يوظفها عند المتناقضات والمتناقضين للوصول الى ما يريد.. فهو يهاجم رئيس مجلس النواب نبيه بري ويصفه بالبلطجي، وهو يلجأ اليه ليبرر أمامه استدعاء أمن الدولة الى وزارة الخارجية للتحقيق مع موظفين يتهمهم بتسريب معلومات وتقارير دبلوماسية خارج وزارتهم، ومنهم من هو محسوب على بري، بعد ان اعتقد ان هذا الأمر يظهره قوياً أمام جمهور عمه المسيحي، الذي لا يكن وداً لرئيس السلطة التشريعية.

وزير من جماعته يهاجم حاكم مصرف لبنان رياض سلامة كمرشح جدي للرئاسة الأولى، ومطالبة بعضو عوني للمجلس المركزي في مصرف لبنان، وهندسة مالية لمصرف جديد يملكه محسوبون على تياره الحزبي.

الله يعلم ما بين جبران ورئيس الحكومة سعد الحريري، وما كان بين باسيل وابن عمته نادر، من اتفاقات في مختلف المواضيع وسنة الحريري لا يكنون وداً لمواقف جبران التي يعتبرونها تجاوزاً لصلاحيات رئيس الحكومة.

هل هذا التشعب في التحرك، ومسايرة الجميع في وقت يبدو فيه ان الجميع غاضب منه هو بهدف الرئاسة؟ وهل سيكون جبران متفرداً في قمة المرشحين لها؟

لربما هي لائحة مفترضة من اسماء منافسي جبران على الرئاسة، تضم سليمان فرنجية، وسمير جعجع وجان عبيد ورياض سلامة وقائد الجيش العماد جوزاف عون و..

يظل قائد الجيش هو الصامت الأكبر، المتعفف عن الحديث عن الرئاسة، والجميع يدرك عصاميته ومناقبيته والتزامه المسؤولية العسكرية من دون اقحام أي شأن آخر فيها.. لكن هذا لا يخرجه من كونه مرشحاً جدياً دائماً للرئاسة، خصوصاً مع ثقة وطنية بدوره.. اضافة الى كونه خياراً اميركياً جدياً دائماً قد تتقدم اعتبارات اعتماده للرئاسة وفق تطورات الوضع السياسي الاقليمي، وخصوصاً امكانية المواجهة بين اميركا وايران مباشرة او عبر اسرائيل - حزب الله.. والحاجة الى الإمساك بالبلاد وسط السخونة او الفوضى المفترضة..

جبران باسيل يعلم ان جان عبيد هو مرشح الرئيس نبيه بري الدائم كما هو مرشح وليد جنبلاط ومرشح البعض عند سعد الحريري، والأقرب الى قلب وعقل البطريرك بشارة الراعي.. والمفارقة ان الود شبه مفقود بين باسيل وكل داعمي عبيد للرئاسة.

وباسيل يعلم ان حظوظ رياض سلامة قوية في أوساط عدة بين اميركا وفرنسا، بين الهيئات الاقتصادية والمصارف، وان هذه الأوساط لا تعرف باسيل ولا تراه مقنعاً في اهتماماتها، لأن الوضع الاقتصادي في أي مسار يتجه اليه هو حرفة سلامة.. وهذا الوضع يشكو من قرارات وسلوكيات السياسيين ومن ضمنهم باسيل نفسه. والمعادلة باتت ثابتة عند أصحاب القرار ومن حولهم وتقوم على تساؤل: أيهما أقوى للبنان؟ ان يظل سلامة حاكماً لمصرف لبنان او أن يكون في موقعه الرئاسي خبيراً وضابطاً للوضع المالي – المصرفي – الاقتصادي، ومديراً للأمرين معاً: رئاسة الجمهورية كأكثر رجالات لبنان صلة ومعرفة بالعالم اقتصادياً ومالياً بما يساعد لبنان على تجاوز أزماته والانطلاق نحو الاستقرار ثم التقدم.. او حاكماً لمصرف لبنان ضابطاً أميناً ومنقذاً للوضع الاقتصادي – المالي؟

أما سمير جعجع فإن باسيل يعلم ان أقصى ما قد يستطيعه قائد القوات اللبنانية هو منع وصول جبران الى الرئاسة، لأنه فوق كل الاعتبارات التنافسية وانعدام الكيمياء بين الرجلين، فإن جعجع يحمّل باسيل مسؤولية انهيار تفاهم معراب الذي يراه الحكيم تنازلاً قواتياً ما كان لعون ان يصل الى قصر بعبدا من دونه.. والذي كان جعجع يتصور بعده بأن عون سيرد له الجميل ويسهل طريقه شبه المستحيل الى الرئاسة (ومن قال ان سعد الحريري كان سيؤيد عون ليكون رئيساً؟ ألم يكن هذا أيضاً شبه مستحيل؟).

يبقى سليمان فرنجية، وهو المرشح الذي كان في ايران من يؤيد وصوله الى الرئاسة بديلاً عن عون الذي يدين بوجوده في مكانه الآن الى وفاء أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله لمن يقف معه.

باسيل يعمل حساباً كبيراً جداً لجدية ترشيح سليمان فرنجية للرئاسة وحظوظه الكبيرة فيها.

أبرز سمات فرنجية هي صدقه ووفاؤه وصراحته وشهامته، وهذه الصفات معه تكاد تغطي حتى عند خصومه على علاقته الجدلية – الاستراتيجية الشخصية – العائلية مع أعدى أعداء لبنان بعد اسرائيل نظام آل الاسد في سورية.. والبعض يرى ان هذا التناقض هو احدى العقبات الأساسية لوصول فرنجية الى الرئاسة؟

وكم يود باسيل ان يستفيد من هاتين الحالتين في شخصية سليمان فرنجية، وهي صراحته وشهامته، من جهة وعلاقته مع آل الاسد كي يوظفهما ضد فرنجية ليبعده عن سباق الرئاسة.

على ان المشكلة بين جبران وفرنجية أعمق من هذا وأبعد.

عندما كان بشار قادراً على التحرك بحرية داخل سورية من دون الالتزام بتعليمات إيران وروسيا، كانت حظوظ فرنجية قوية في الوصول الى الرئاسة اللبنانية، أما بعد ان أصبح بشار تابعاً لأوامر ايرانية – روسية فقد تفسخت طريق وصول فرنجية الى الرئاسة، وشُق لها مسار آخر أشد تعقيداً، وأصعب سلوكاً.

مع تطابق المواقف عبر المصالح المشتركة لطهران وموسكو في سورية لا مشكلة لبشار في لبنان، ولا مشكلة لفرنجية في الافادة من هذا التطابق، اما ان يختلف بوتين مع قاسم سليماني في سورية، وان تتوسع المعارك بين البلدين وبالواسطة في العديد من مناطق سورية، خصوصاً في حماه وريف حلب وادلب.. فإن هذا يعني ان الذي لديه مشكلة في من يمسك بقرار بشار في دمشق.. سيكون لديه مشكلة أيضاً في لبنان.. وهذه ليست في صالح فرنجية.

صحيح ان وصول سليمان فرنجية الى الرئاسة في لبنان بعد سقوط الاسد في سورية (أي نزع صلاحياته الحالية السياسية والأمنية والقضائية والدستورية وفق أبرز التصورات المفترضة للحل السياسي للأزمة السورية) سيعتبر تعويضاً لبشار قد يرضي ايران.. الا ان هذا الأمر يستدعي وفاقاً روسياً – ايرانياً داخل سورية أولاً.. ثم ينعكس هذا التوافق على لبنان .. وحظوظ فرنجية ثانياً وماذا يبقى لفرنجية من حظوظ اذا سقط بشار او فقد صلاحيات حكمه، وصار هو بحاجة الى نجدة كي يظل أولاً بين العلويين الطامحين؟ طبعاً هو أمين عام حزب الله ووفاؤه، وبهذا نعود الى معادلة التوافق بين ايران وروسيا.. او الرهان على تأخير طبيعي او مقصود للحل في سورية، انتظاراً لتداعيات ما يسمى ((صفقة القرن)) حول فلسطين.. هذا ان أتت، او اذا ظل ترامب في السلطة، او ظل على حماسه لها، والحاجة الى ساحة مساومة فيها.. ومن غير الساحة السورية، بعد ان بات من المستحيل فتح ساحة لبنان من جديد، إلا اذا كان القرار إشعال وطننا من جديد.. وهذا ممكن في حالة واحدة، وهي إعادة الحياة الى حافظ الأسد  او تقمص بشار مواهب والده؟؟ وأين لبشار ذلك وهو بات والياً او محافظاً معيناً من قبل بوتين لحكم ما تبقى من سورية التي كانت.

لذا يحاول باسيل تثبيت حضوره في موسكو وهو يعرف انها تمسك جيداً بنصيب كبير من القرار في سورية..

ولا يتوانى جبران عن تقديم أوراق اعتماده في كل مناسبة لإيران من خلال حزب الله الذي جاء مدح أحد مشايخه لجبران بما يذكر بمدح المشايخ الصوفيين لحاكم او رجل أعمال يقدم لهم مساعدة ما.

حتى هذه اللحظة.. يمكن لجبران الافادة من توافق ما بين طهران وموسكو في سورية فهناك على الأقل تقاطع مصالح بينهما مجبول بالدم على وقع العدوان الصهيوني المستمر على قواعد ايرانية تحت سمع وبصر ورضا وإحداثيات تقدمها موسكو مجاناً لإسرائيل.. فماذا اذا اختلف بوتين مع سليماني؟ لماذا نصادر الغد؟ لماذا نستبق الأمور.. ومثلنا اللبناني يقول: ((حي لا ينطر حي)).

 

"صفقة القرن" إيرانية أميركية لا عربية اسرائيلية وتشمل لبنان

منير الربيع/المدن/الإثنين 20/05/2019

قبل حوالى أسبوعين، كان وزير سابق محسوب على "التيار الوطني الحرّ"، يهمّ بالسفر إلى الولايات المتحدة الأميركية. لكنه لم يستطع إكمال رحلته. أُنزل من الطائرة بعد إبلاغه بإلغاء تأشيرة دخوله إلى أميركا. استغرب الرجل ما حدث معه، ليتبيّن فيما بعد أن الإجراء كان متعمّداً من قبل الإدارة الأميركية، لإيصال رسالة مباشرة إلى رئيس الجمهورية ميشال عون، ووزير الخارجية جبران باسيل. فحوى الرسالة هو الاستمرار بالضغوط الأميركية على لبنان، وعلى مسؤولين بارزين موالين لحزب الله أو متحالفين معه.

التمهيد لـ"صفقة القرن"

الغاية من هذه الضغوط، لا تتعلق بما هو سائد ومتداول يومياً عن سعي أميركي لخنق كل من له علاقة بالحزب. فالغاية أبعد من ذلك، ولا يمكن فصلها عن مسار الضغوط الواقعة في المنطقة ككل، والتي تصل إلى استعراض القوى العسكرية الأميركية في منطقة الشرق الأوسط. استقدام حاملة الطائرات، وقاذفات الصواريخ من قبل واشنطن إلى الخليج والبحر الأبيض المتوسط، توضع في سلّة الضغوط نفسها التي تمارس على مسؤولين لبنانيين. وكل هذه الضغوط لها هدف واحد، هو الاستعداد لإعلان "صفقة القرن". هذه الصفقة التي تحدّث عنها مستشار الرئيس الأميركي وصهره جاريد كوشنير، وأشار إلى أنها ستعلن في شهر حزيران، بعد شهر رمضان، لن تكون مقتصرة على الإجهاز على القضية الفلسطينية، إنما سيكون لسوريا ولبنان ارتباط وثيق بها، بالإضافة إلى الارتباط العضوي للأردن ومصر. وحسب الموقف الأميركي، فإن تلك الصفقة لا يمكن أن تُعلن من دون جرّ إيران إلى الموافقة عليها. فطهران وحلفاؤها في المنطقة، وعلى رأسهم حزب الله، هم أبرز القادرين على عرقلة الصفقة، بافتعال معارك عسكرية واسعة، أو ضيقة، في الداخل الفلسطيني، عبر بعض الجماعات الموالية لهم. لا يفصل الأميركيون بين الضغوط على إيران، والضغوط على لبنان لتنفيذ صفقة القرن. وكل المؤشرات تفيد بأن ثمة تحالفاً ثلاثياً أصبح واقعاً بين واشنطن وموسكو وتل أبيب، يعمل من أجل فرض تلك الصفقة. هو حلف بدأ بالإلتقاء على تقديم الهدايا الكثيرة لرئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، من القدس إلى الجولان وصولاً إلى صفقة الرفات. بعض الدول الأوروبية أيضاً، شريكة في التحضير لإنجاز هذه الصفقة، سواء مع إيران أو مع لبنان. وليس تفصيلاً هذا الاهتمام الأوروبي لإنجاز توافق مع إيران، والاهتمام أيضاً بالوضع الاقتصادي اللبناني، والوعود الكثيرة بإنقاذ لبنان من الانهيار المالي.

اللاجئون الفلسطينيون والمساعدة الاقتصادية

وحسب ما تؤكد المعلومات، فإن الإلتقاء أصبح واضحاً بين بعض الدول الأوروبية، وخصوصاً فرنسا وبريطانيا، سعياً لترتيب تفاهم مع إيران، يرادفه اهتمام فرنسي كبير بمؤتمر سيدر ومندرجاته، وبريطاني بمتابعة الأوضاع اللبنانية عن كثب، والتي تجلّى آخرها بزيارة العديد من المسؤولين البريطانيين إلى لبنان، وأبرزهم وزير الدولة لشؤون الخارجية البريطاني آليستر بيرت، الذي التقى مختلف القيادات اللبنانية، وبحث معهم في موضوعات عديدة، منها ذات الطابع التنموي وعلى علاقة بالمساعدات المالية والاقتصادية، وبقضية اللاجئين الفلسطينيين في لبنان. وحسب ما تكشف المعلومات، فإن الوزير البريطاني عرض على لبنان توطين حوالى مئة ألف فلسطيني في لبنان، مقابل الحصول على مساعدات مالية تمنع أي تدهور اقتصادي.

إغراء إيران

ووفق النظرة الأوروبية وتحديداً البريطانية والفرنسية، فلا يمكن تحقيق أي تقدّم بما يخص صفقة القرن، من دون تدبير اتفاق مع إيران، لأنها وحدها القادرة على عرقلة ذلك. ولذا، يتم استخدام أسلوبين في إطار توزيع الأدوار مع طهران، أسلوب العصا الغليظة عبر الأميركيين، وأسلوب جزرة التفاوض عبر الأوروبيين. وتدرج المصادر كل الضغوط المفروضة على إيران، وتنعكس توتراً في الخليج، ضمن عملية جرّها إلى مفاوضات تتصل بتسهيل إنجاز صفقة القرن، والضغط على بعض الفلسطينيين للموافقة على ذلك. أما الإغراء المقدم لإيران فهو أن قبولها أو "سكوتها" سيُقابَل بسحب بند "نفوذ إيران في المنطقة" من طاولة المفاوضات، ولا بأس في التنازل لها عن كل مناطق نفوذها من لبنان إلى سوريا والعراق واليمن، مقابل تفاهم أو تحالف مع الغرب، وعدم عرقلة صفقة القرن.

من ترسيم الحدود إلى حلف الأقليات

زيارة الوزير البريطاني، لا تنفصل عن زيارة مساعد نائب وزير الخارجية الاميركي ديفيد ساترفيلد، والتي ستتحول إلى مكوكية. إذ زار إسرائيل بعد لبنان. وسيعود إلى لبنان قريباً، لاستكمال البحث في ترسيم الحدود. وعليه، فإن العمل مع لبنان يجري على ثلاث نقاط، إنجاز ترسيم الحدود، وضمان أمن إسرائيل، وعدم عرقلة صفقة القرن، مقابل توطين مئة ألف لاجئ فلسطيني، وحصول لبنان على دعم تنموي ومالي واقتصادي، بانتظار لحظة استخراج النفط. ولتحقيق ذلك، ثمة ضغوط عديدة موجودة، من نظام العقوبات على حزب الله، إلى الرسائل الأميركية التي تحتوي عقوبات جديدة على شخصيات موالية لحزب الله، قد تصدر قريباً، إلى الشروط التي يضعها الأوروبيون لتقديم المساعدات للبنان، والتي تتعلق بإنجاز الإصلاح المالي والإداري. وحسب ما يعتبر الأميركيون، فإن الإتفاق مع إيران، هو وحده القادر على إنجاز صفقة القرن، ولذلك كل الضغوط التي تتعرض لها طهران، لا تنفصل عن مسار الصفقة، خصوصاً أن معظم العرب أصبح موافقاً عليها. ولبنان لن يكون قادراً على مواجهتها، وفق تقديرات العديد من المسؤولين اللبنانيين، الذين يسعون، كل حسب معسكره، إلى تحسين شروطهم وفق ما تقتضيه مصلحتهم، سواء كانت مالية أو عسكرية أو سياسية. وعليه يستبعد هؤلاء المسؤولون اللبنانيون أي إمكانية لانفجار الأوضاع في الخليج، وتطور الأمور إلى حرب، حتى ولو وقعت بعض المناوشات، فالمسار الذي يريده الجميع هو التفاوض الحتمي الإيراني-الأميركي، الذي سيكون على حساب العرب وليس القضية الفلسطينية، لأن إيران ستحتفظ بنفوذها في المنطقة، وهي ترتكز على أكثر من موقع قوة، سواء بحلفائها أو بثقلها المذهبي والأيديولوجي، أو حتى بدورها في صوغ الوجه الجديد للمنطقة، الذي يقوم على مبدأ تحالف الأقليات.. والذي -على ما يبدو- يلقى قبولاً روسياً أميركياً تجلّى في سوريا، والأوروبيون غير بعيدين عنه.

 

أميركا والسعودية وإيران و«الانقلاب الكبير»

غسان شربل/الشرق الأوسط/20 أيار/2019

التاريخ ليس سيفاً مسلطاً على الأعناق إلى الأبد. تغلبت فرنسا وألمانيا على بحر من الدم. الأمر نفسه بالنسبة إلى الذاكرة اليابانية - الكورية، والذاكرة الروسية - التركية التي تنام على أكثر من عشر حروب. التاريخ مرض قابل للعلاج، بإعادة قراءته واستيعاب دروسه. يمكن تضميد جروحه وضبط انبعاثاته السامة. يمكن أحياناً التلاعب برواياته والتشاطر عليها. في المقابل، الجغرافيا حكم مبرم. قدر لا يتزحزح. تختار لك جارك من دون استئذانك. هذا قدر الشرق الأوسط. عرب وفرس وأتراك وأكراد. أديان وطوائف ومذاهب وجروح قديمة وجديدة. ذاكرة قديمة ومناجم من الأحلام والخيبات. مجموعات ضاقت بها مواقعها، فارتكبت أحلاماً إمبراطورية. اندفعت وهاجمت وحاربت وانتصرت وسادت، ثم انحسرت وتقهقرت مع خيباتها إلى خرائط تعتبرها أحياناً أغلالاً وسجوناً ضيقة. وبين فترة وأخرى، تظهر فكرة أو ثورة أو حاكم، فنشهد ما يشبه محاولة الثأر من التاريخ الذي قلّم أظافر الإمبراطوريات ومشاريع شطب الآخرين أو تغيير ألوانهم ومصادرة قراراتهم. وشاء القدر أيضاً أن تكون منطقة الشرق الأوسط مفترق طرق بين قارات، وأن تضم أرضها ثروات تثير الشهيات، وسلعاً يعتبر استقرارها ضرورياً للاقتصاد العالمي.

الأزمة الحالية في الخليج ليست حدثاً عابراً، ولا يمكن اختصارها بمبارزة بين واشنطن وطهران. إنها أيضاً أزمة عميقة بين إيران وجيرانها. وهكذا، يتداخل المحلي والإقليمي مع الدولي. ولا يكفي القول إنه لا أحد يرغب في الانزلاق إلى حرب. ثمة مشكلة صعبة وعميقة ولّادة للأزمات، ويمكن تسميتها صعوبة التفاهم مع إيران الحالية. تعلن إيران من وقت إلى آخر أنها تريد العيش بسلام مع جيرانها، وأنها مستعدة للتفاهم معهم وضمان مصالح كل الأطراف. لكن هذه الدبلوماسية الممتدة من ابتسامات محمد خاتمي إلى ابتسامات محمد جواد ظريف لم تستطع إقناع دول المنطقة بأنها ليست مجرد غطاء للسياسة الفعلية التي ينفذها «الحرس الثوري»، وهي سياسة الانقلاب الدائم والمتواصل على موازين القوى التقليدية بين مكونات الشرق الأوسط.

منذ انتصارها، أطلقت ثورة الخميني مشروع الانقلاب الكبير الذي يرمي إلى تحويل إيران دولة كبرى في الإقليم تتحكم في مصير استقراره وثرواته. وفي هذا السياق، اعتبرت إيران أنها تواجه ثلاثة عوائق أمام مشروعها: العائق الأول هو الحضور الأميركي في المنطقة؛ اعتبرت طهران أن إحداث ثقوب واسعة في المظلة الأميركية المنصوبة فوق المنطقة لن يبقي لدولها غير تجرع السم وقبول الدور الإيراني المهيمن. العائق الثاني وجود نظام صدام حسين الذي أرغم النظام الإيراني على الانشغال بالدفاع عن أرضه بدلاً من الاندفاع في الإقليم. والعائق الثالث هو الثقل السعودي، خليجياً وعربياً وإسلامياً ودولياً. وبعد سقوط نظام صدام حسين، صعّدت إيران خطوات الانقلاب الكبير لقضم مواقع النفوذ الأميركي في المنطقة، وتطويق السعودية من أكثر من اتجاه. اعتمد الانقلاب الكبير على مطبخ يزاوج بين الآيديولوجيا والسلاح والمال. وهكذا، تم اختراق خرائط وتهديد أخرى، عبر محاولة إخراج الأقليات الشيعية من نسيجها الوطني، وإدماجها في برنامج الولي الفقيه، وكذلك عبر الميليشيات والجيوش الصغيرة المتحركة والصواريخ والطائرات المسيّرة. رمت هذه الصواريخ إلى تقليل الأهمية الاستراتيجية للدول التي يمكن أن تستهدف بها، وإقناعها أنها تغامر باستقرارها إذا اختارت معارضة الانقلاب الكبير أو عرقلته.

لو كُتب مثل هذا الكلام قبل سنوات لعثرت على من يعتبره ضرباً من المبالغة. لكن لنتعامل مع الوقائع. توقيت العدوان الحوثي الأخير على منشآت سعودية يؤكد ما هو معروف، وهو أن دور الحوثيين مرسوم بدقة في مطبخ «الحرس الثوري». لا تحتاج حلقات الانقلاب إلى أدلة. جنرالات «الحرس» أنفسهم يفاخرون بالعواصم الأربع التي يعتبرون أنها تدور في الفلك الإيراني. والمتابع للأحداث يكتشف بسهولة أنه لا يمكن تشكيل حكومة في العراق من دون موافقة طهران. والأمر نفسه في بيروت. أما في سوريا، فقد فرضت التطورات الميدانية على إيران القبول بالشريك الروسي، أو المنافس الروسي.

ينظر العربي إلى هذا المشهد ويرى نفسه أمام انقلاب واسع. تقضي شروط الاستقرار الحقيقي في المنطقة أن يكون اليمن لليمنيين، وأن يكونوا أصحاب الكلمة الأولى والأخيرة في رسم مستقبلهم؛ اليمن لليمنيين. العراق للعراقيين. سوريا للسوريين. لبنان للبنانيين. ليس طبيعياً على الإطلاق أن يكون السفير الإيراني في هذه الدول أقوى من رئيس الحكومة فيها، وأن يكون الجنرال قاسم سليماني أقوى وبكثير من جنرالاتها.

بخروجه من الاتفاق النووي مع إيران، أعاد دونالد ترمب فتح ملف السلوك الإيراني برمته. مشكلة دول المنطقة مع إيران تتعلق بالانقلاب الكبير قبل أن تتعلق بطموحاتها النووية. أوروبا أيضاً قلقة من البرنامج الإيراني الصاروخي. واشنطن تتحدث عن خيوط تربط طهران بمجموعات إرهابية، بينها «القاعدة». إدراج «الحرس الثوري» على لائحة الإرهاب الأميركية أعاد تسليط الأضواء على سياسة زعزعة الاستقرار التي تنتهجها طهران. الأزمة الحالية في الخليج هي من ثمار الاعتراض على الانقلاب الكبير، ومحاولة وقفه ومنعه من الانتقال إلى حلقات جديدة. في هذا السياق، يمكن فهم قرار السعودية ودول خليجية بالموافقة على إعادة انتشار القوات الأميركية في مياه الخليج العربي وبعض دوله. وفي ضوء الاعتداءات الحوثية الأخيرة في إطار الانقلاب الكبير، يمكن فهم دعوة السعودية إلى سلسلة قمم خليجية وعربية وإسلامية في مكة المكرمة لبلورة موقف واضح يبعث برسالة صريحة إلى إيران، مفادها أن عليها وقف برنامجها المقلق لدول المنطقة. لا ترمي هذه الخطوات إلى التمهيد لحرب يعرف الجميع أنها ستكون مكلفة؛ ترمي إلى إقناع إيران أن متابعة الهجوم الذي يشكله الانقلاب الكبير ستضعها أمام ضغوط غير مسبوقة تحرم اقتصادها من القدرة على تمويل برنامج واسع لزعزعة الاستقرار.

لا تستطيع المنطقة العيش على حافة الحرب في صورة دائمة. نزع فتيل التوتر يبدأ بعودة إيران عن الانقلاب الكبير الذي أطلقته في المنطقة. لا تستطيع دول المنطقة قبول اختراق خرائطها بالصواريخ أو الميليشيات أو الطائرات المسيّرة. ولا تستطيع أميركا قبول تحول المضائق والممرات رهائن لدى «الحرس الثوري». تعديل التوازنات العسكرية على الأرض في المنطقة يجعل طهران أمام خيار واضح: إما الذهاب بعيداً في المجازفة، وإما فتح قنوات تمهيداً للعودة إلى طاولة التفاوض بأوهام أقل. الإجراءات الحازمة في الخليج هي محاولة انقلاب على الانقلاب الكبير الذي صادر قرار عواصم، واخترق خرائط واستنزف ثروات.

 

إعادة الانتشار والخيار الوحيد لإيران

سلمان الدوسري/الشرق الأوسط/20 أيار/2019

بينما العالم يترقب اندلاع شرارة الحرب في الخليج، خصوصاً بعد حادثتي تخريب السفن الأربع قبالة ميناء الفجيرة، والاعتداء على محطتي ضخ نفطيتين بالسعودية، فاجأ التحالف الأميركي - الخليجي الجميع بتكتيك مختلف للغاية عن مجرى التصعيد الحاصل من إيران، عبر إعادة انتشار القوات الأميركية في المنطقة، كما كشفت صحيفة «الشرق الأوسط» أمس. حقيقة، كان سيناريو بارعاً، فمقابلة الاندفاع الإيراني بخطوة أكبر تذهب باتجاه ردع إيران، وليس السماح لها بالدفع لحرب جديدة، لم يتخيله أحد، ولم يتوقعه أحد. فالهدف نزع فتيل الحرب، ومنع إيران من استمرار الاستفزازات والسلوكيات الطائشة، خصوصاً أن المنطقة كانت على فوهة بركان، وقريبة من الانفجار في أي ثانية. أما بعد خطوة إعادة الانتشار، فإيران لن تجرؤ على القيام بأي تصرف أحمق أو استفزاز وهي ترى في صرامة الرد المنتظر كارثة عليها، ناهيك عن استمرار الضغط أكثر حتى تؤدي العقوبات الاقتصادية نتيجتها على بنية النظام الإيراني، وهي على كل حال بدأ مفعولها بشكل أسرع مما كان منتظراً.

يوجد في دول الخليج تسع قواعد عسكرية: خمس منها أميركية (بما فيها مقر القيادة المركزية في قطر)، وقاعدتان بريطانيتان، وقاعدة فرنسية، وقاعدة تركية، بالإضافة إلى انتشار 54 ألف جندي أميركي في 12 قاعدة عسكرية بالشرق الأوسط، أي أن الوجود الأميركي ليس جديداً بالمنطقة؛ الجديد هو وجود القوات الأميركية مع القوات العسكرية الخليجية في مراكز وموانئ الدول الخليجية، بموافقة وتدبير وتنسيق مسبق منهم، مما يعني أن الانتشار في صيغته الجديدة سيكون سيفاً مسلطاً على إيران، يمنعها من الاستفزاز الذي كانت تمارسه، كما سيمنعها من أي محاولة لتصعيد الموقف عسكرياً، ومهاجمة دول الخليج أو مصالح الولايات المتحدة في المنطقة، باستغلال المنطقة الرمادية التي كانت تتحرك فيها وميليشياتها، حيث استدعت التطورات الأخيرة إعادة تعريف مقومات الأمن وترتيب الأولويات في المنطقة، فالمهم هنا أن إعادة الانتشار ليس المقصود به بدء الحرب، وإنما تأمين وردع، وهو نوع من أنواع الضغط بالغ القسوة الذي يمارس لأول مرة على إيران حتى تستجيب لمطالب إعادة التفاوض بشأن الاتفاق النووي، وتتحول لدولة طبيعية، مثلها مثل جيرانها لا أكثر ولا أقل.

بعد تحرير الكويت من الغزو العراقي مطلع التسعينات، عندما تم إرساء أول تحالف استراتيجي عسكري أميركي - خليجي، لضمان أمن الخليج ضد أي تهديدات مباشرة لدوله، ونظراً لسقوط نظام صدام حسين جزئياً أولاً، ثم رحيل النظام بالكامل عام 2003، أصبح هذا التحالف الاستراتيجي موجهاً مباشرة ضد النظام الإيراني الذي وحده يهدد استقرار المنطقة. صحيح أن الوجود الأميركي يعود إلى قبل ذلك بكثير، إلا أن التحالف الاستراتيجي أصبح أكثر عمقاً وأقوى ارتباطاً خلال العقدين الماضيين، نظراً للتوترات التي تعيشها المنطقة باستمرار بفعل السلوكيات العدوانية الإيرانية التي تعاظمت حتى بلغت حداً لا يمكن مجاراته، كما كانت تفعل السياسة الأميركية، خصوصاً في فترتي الرئيس السابق باراك أوباما، وهو ما أفرز رؤية مشتركة بين الولايات المتحدة وحلفائها الخليجيين، بضرورة رفع الكارت الأحمر في وجه عدوانية إيران التي لم يصبر عليها أحد كما صبر جيرانها.

إيران تقف اليوم أمام معضلتين: الأولى تكمن في أوضاعها الداخلية القريبة من الانفجار بسبب العقوبات الاقتصادية غير المسبوقة تاريخياً، والثانية بسبب سلبية مواقف الحلفاء (روسيا والصين)، والموقف الباهت من الأوروبيين من الاتفاق النووي، وهو ما أفضى إلى محدودية الخيارات الإيرانية، فالحرب أمامهم والكارثة الاقتصادية خلفهم. ومع خطوة إعادة انتشار القوات الأميركية، وإحكام الخناق على منعهم من القيام بأي خطوة عسكرية متهورة، فليس هناك من حل يلوح أمامها إلا الاستعجال بالتفاوض على اتفاق جديد يحل محل الاتفاق الميت السابق، اتفاق يشابه ما قامت به كوريا الشمالية عندما أُغلقت الحلول أمامها. ربما يطول الأمر قليلاً، إلا أنه الخيار الوحيد المتبقي، بعد أن استنفدت طهران خياراتها كافة على مدى أكثر من أربعين عاماً.

 

إيران... أين المفرّ؟

مشاري الذايدي/الشرق الأوسط/20 أيار/2019

هل قادة النظام الإيراني على هذا القدر من القوة الأسطورية التي يوحون بها؟ وهل النظام نفسه يملك إمكانات؛ ليس الصمود فحسب، بل إلحاق الهزيمة بالولايات المتحدة... هذه الأميركا الهشّة التي ستنهار مثل برجي مركز التجارة بنيويورك جراء ضربة إيرانية واحدة، كما راق لرئيس «الحرس الثوري» حسين سلامي أن يشبّه الأمر؟! الحال أنه من العبث والتهريج مقارنة القدرات الإيرانية بالقدرات الأميركية؛ عسكرياً وتكنولوجياً واستخباراتياً و... كل شيء، ناهيك بأن المواجهة ليست مع واشنطن فقط؛ بل مع «مجموعة» عربية، في مقدمها السعودية وبقية دول الخليج، حتى قطر نفسها معرضة للخطر.

هناك إشارات واضحة إلى استشعار النظام الخميني الخرافي الثوري للخطر، بعيداً عن جعجعات سلامي وسليماني واستظرافات ظريف؛ مثلاً أثارت تغريدة رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية بالبرلمان الإيراني، حشمت الله فلاحت بيشه، ردوداً غاضبة من جهات متنفذة في إيران، بعد نشر فلاحت بيشه بحسابه الجديد على «تويتر» تغريدة قال فيها: «يجب أن تتشكل طاولة ساخنة من مسؤولي الجانبين في العراق أو قطر، مهمتها الخاصة إدارة التوتر».

حتى الرهان على اختراق للموقف الخليجي، شاملاً قطر وعمان والكويت، يبدو رهاناً إيرانياً ضعيفاً، وغاية ما يمكن أن تفعله قطر؛ الموقف المؤيد «البارد» لأميركا والسعودية والإمارات والبحرين ومصر... الموقف أخطر من «مراهقة» سياسية أو استذكاء هنا أو هناك.

بل على الميدان شرعت الدول الخليجية في التنسيق العسكري، حيث أعلنت قيادة الأسطول الأميركي الخامس بالبحرين عن اتفاق القوات الخليجية البحرية على تنسيق العمل لصون المصالح الخليجية. الرهان على انقسام داخل بيت الرئيس الأميركي ترمب، الجمهوري، رهان ضالّ أيضاً، فهذا السيناتور الجمهوري ليندسي غراهام، الذي اتخذ مواقف سيئة ضد السعودية مؤخراً، يعلن أنه يؤيد بحماسة موقف الرئيس ترمب ضد إيران ويتوعد قادة طهران بالهزيمة. الوقت ليس في صالح سدنة النظام الخميني، وربما كان الموت الاقتصادي التدريجي هو السبب المباشر لانهيار النظام، وليس مخالب حاملة الطائرات «أبراهام لينكولن» أو طيران الحرب السعودي والإماراتي المتفوق. تم تداول الريال الإيراني بسعر 32 ألفاً مقابل الدولار الواحد حين الاتفاق النووي «الأوبامي» عام 2015، واليوم تخطى 140 ألفاً مقابل الدولار، وفقدَ كُثْرٌ مدخراتهم! المزاج الأوروبي الذي كان ظريف وبقية الظرفاء الخمينيين يراهنون عليه لكسر الموقف، لم يعد مجدياً، ونجد مثلاً لمحة من هذا المزاج الأوروبي بتحقيق نشرته مجلة «دير شبيغل» الألمانية خرج بخلاصة؛ هي أن إيران «دائماً» هي الطرف الفاعل في كل أزمات الشرق الأوسط. بعد قمة مكة المكرمة الإسلامية والعربية والخليجية، التي دعا إليها الملك سلمان بن عبد العزيز سيتضح الصبح لكل ذي عينين. «قضي الأمر الذي فيه تستفتيان»... حانت لحظة الحقيقة.

 

طبول المفاوضات بين «أميركا أولاً» و«إيران أولاً»

سام منسى/الشرق الأوسط/20 أيار/2019

استكمالاً لما كتبه الزميل عبد الرحمن الراشد الأسبوع الماضي في «الشرق الأوسط» تحت عنوان «ماذا لو خذلَنا ترمب؟»، يبدو أن الأجواء تشي بميل دفة العلاقات الأميركية الإيرانية نحو طاولة المفاوضات. المؤشرات متعددة أبرزها دخول سويسرا على خط الوساطة وزيارة رئيسها المفاجئة لواشنطن واجتماعه بنظيره الأميركي، بعد إعلان هذا الأخير أن إدارته سلّمت السويسريين رقماً هاتفياً ليسلموه بدورهم إلى الإيرانيين في حال أرادوا التواصل مباشرة معه. إلى هذا، أجرى وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، اتصالاً هاتفياً مع السلطان قابوس ناقشا فيه ما وُصف بالتهديدات الإيرانية للمنطقة الخليجية بشكل عام.

وتأتي هذه التحركات الدبلوماسية بعد تصريحات عدة لترمب أكد فيها أنه لا يرغب في حرب مع إيران وسط مناهضة الرأي العام الأميركي للانخراط في حرب جديدة، واعتبار العديد من الخبراء الاستراتيجيين الأميركيين أن إيران ليست في أولويات واشنطن الاستراتيجية، وأن تهديدها لا يستحق الدخول في صراع كبير، إضافةً إلى استعداد البلاد بعد أشهر قليلة لدخول أجواء انتخابات الرئاسة لعام 2020، وتخوف من أن يجره الصقور بين كبار مستشاريه إلى مواجهة عسكرية مع طهران تجعله ينكث بوعد عدم خوض حرب جديدة.

وعلى الرغم من حاملات الطائرات والمدمرات التي أرسلتها الولايات المتحدة إلى الخليج من جهة، وما يُحكى عن أوامر أصدرتها إيران لأذرعتها في الخارج لا سيما في العراق بضرورة الاستعداد للحرب، تبقى هذه التوترات مجرد خطوات مدروسة من الطرفين سيحُولان دون وصولها إلى مرحلة الانفجار، ما يُبقي الوضع على تخوم الحرب وليس قيام حرب فعلية. في المقلب الآخر، لا يحبّذ القيمون على المنطقة بعامة ودول الخليج بخاصة اندلاع حرب جديدة يدركون مسبقاً أنها قد تكون مدمرة على الصعد كافة، ويتفادون الانزلاق باتجاه خطوات غير محسوبة تكون عود ثقاب يشعل المواجهة الكبرى. فعلى الرغم من حادثتي تخريب السفن قبالة سواحل إمارة الفجيرة الإماراتية وضرب طائرات مسيرة لمحطتي ضخ نفط في السعودية، اتسمت ردود فعل الدولتين بالحكمة وضبط النفس.

أما إيران وعلى الرغم من امتدادها الجيوسياسي والعسكري في المنطقة ومن أنها قد تدفع بأذرعتها إلى أعمال عدائية تستهدف حلفاء واشنطن، إلا أنها لن تبادر إلى اتخاذ خطوات متهورة كإغلاق مضيق هرمز، أو استهداف مصالح أميركية لأنها تدرك أن قرارات كهذه ستجرّ عليها حرباً مع الولايات المتحدة لن تكون في صالحها في ظل اختلال موازين القوة العسكرية والسياسية لصالح واشنطن وشبه الانهيار الاقتصادي والمالي الذي تعاني منه جراء العقوبات. إذاً، قد تكون طبول الحرب تُقرع، لكنها فارغة تجعل خيار المواجهة الشاملة مستبعداً وترجح خيار جلوس الطرفين إلى طاولة المفاوضات.

إن الدخول في المفاوضات لا يعني بالضرورة التوصل إلى تسوية لا سيما إذا كان موضوعها شائكاً ومتعدد الأوجه كالنزاع الأميركي الإيراني. فهو يحتاج إلى فترة طويلة وآليات معقدة قد لا تصل في النهاية إلى خواتيم سعيدة، لكن مجرد حصولها يمنح الطرفين فسحة لالتقاط الأنفاس ويخفف الضغوط عنهما، وهذا ما تحتاج إليه إيران خصوصاً وما قد تكون تبتغيه بالدرجة الأولى.

إن النظام الإيراني قائم على المخابرات، وهو نظام عقائدي وديني يهوى المناخات الرمادية أكثر من الحلول النهائية، لا سيما إذا استدعت منه تقديم تنازلات من المستحيل أن يقبل بها، لأنه يكون بذلك كمن يطلق الرصاص على نفسه. في المقابل، يحتاج ترمب أيضاً إلى هذه الفسحة قبيل الانتخابات الرئاسية، كما يحتاج إلى جلب إيران إلى طاولة المفاوضات لتأكيد أولاً نجاح سياسة العصا الغليظة التي ينتهجها، وثانياً وفائه بوعد عدم جر بلاده إلى حرب جديدة. قد يكون السؤال البدهي الذي يُطرح هو: ماذا ستكسب إيران من المفاوضات؟ السؤال الذي نطرحه هو: ماذا ستخسر لا سيما في المطلب الذي تميز به ترمب عن أوباما، أي تغيير سياساتها في المنطقة؟

على مدى أكثر من 30 عاماً، نسجت إيران تمددها في المنطقة بصبر، معتمدةً على البيئات المحلية، ونجحت عبر شبكة محكمة من الخدمات والعمل الدعوي في تنشئة أجيال موالين لها في العقيدة على حساب ولائهم للوطن. وتمكنت بواسطة هؤلاء من خوض حروب بالوكالة وفرض ما تقتضيه مصالحها ولكن بأيدٍ محلية. هذا التغلغل العقائدي والديني والاجتماعي في البيئات المحلية زرع إيران في المنطقة، ولن تتمكن أي مفاوضات من اقتلاعها منها، لأن ذلك يتطلب اقتلاع شرائح من المجتمعات المحلية. المثال الأبرز للانصهار الإيراني - المحلي يبقى «حزب الله» في لبنان. فعلى الرغم من ولائه الكامل لإيران، يظل الحزب حالة لبنانية خالصة، وأقصى ما قد تتوصل إليه المفاوضات هو لجم حراكه على الحدود اللبنانية الإسرائيلية، لكنها ستصطدم بحائط من إسمنت في مسألة إمساكه بالطائفة الشيعية اللبنانية، وستتنصل إيران من كل مسؤولية، متحججةً بأنها «شأن لبناني بحت»، والمشكلة أنها ستكون محقة! قد تصل المفاوضات إلى تحجيم ترسانة الحزب العسكرية بما يؤمّن حدود إسرائيل وداخلها كما يحدّ من مغامراته الخارجية، لكنها لن تصل إلى نزع سلاحه بالكامل بما يخفف من نفوذه في الداخل اللبناني.

وتتضمن الأمثلة الأخرى «الحشد الشعبي» في العراق، والحوثيون في اليمن، وكيانات أخرى قد تظهر مستقبلاً في دول أخرى من المنطقة كسوريا مثلاً، وقد سمعنا مؤخراً عن نشوء ما يسمى «حزب الله السوري» في ريف حمص. إن هذه الكيانات نشأت نتيجة لتغلغل إيراني في المنطقة على مدى عقود لم يجد مَن يضع حداً له، ولن يسهل اقتلاعه. في الشأن السوري، لن تخسر إيران شيئاً لأنها حصلت على ما كانت تريده، وهو المحافظة على النظام كدرع حماية لوجودها في لبنان. أما وجودها العسكري في الداخل السوري، فسوف يعالَج ضمن إطار التفاهمات الأميركية والروسية والإسرائيلية التي بدأت ملامحها تظهر. فروسيا لن تقدم مظلة واقية لإيران إلا في حدود تعزيز علاقاتها مع الأوروبيين والأميركيين، ومن غير المرجح أن تخرج طهران في سوريا عن الرؤية الروسية. في العراق، يبدو أن الولايات المتحدة لن تسمح بسقوط العراق كلياً في الحضن الإيراني، ومن المرشح أن يتعزز عمقه العربي. إلا أن ذلك لا يعني إطلاقاً أننا سنشهد انسحاباً إيرانياً منه لا سيما مع تصاعد نفوذ ذراعها المحلية (الحشد الشعبي)، وهو كيان عراقي بات لاعباً أساسياً في صناعة القرار السياسي، وسيصعب على أي تسويات أن تتناول دوره.

التنازل الإيراني الممكن في المنطقة هو في اليمن، وبدأت تظهر بوادر تخلي طهران عن دعم ميليشيات الحوثي بسبب ضائقتها الاقتصادية أولاً، وبسبب خسائر هذه الميليشيات المتتالية والانشقاقات في صفوفها. إلى هذا فإن طهران ليست مهتمة باليمن كاهتمامها بلبنان وسوريا والعراق، واستغلت أزمته للضغط على دول الخليج وإبقائه ورقة تستخدمها في إطار الصراع الأكبر على السلطة في المنطقة. قد نشهد أيضاً تنازلات إيرانية في ملفات أخرى كعلاقتها مع الصين، بحيث لن تسمح أميركا بتحالف بينهما يتضارب مع مصالحها الكبرى مع الصين. قد تكون المفاوضات الأميركية الإيرانية بدلاً عن حرب ضائعة أو غير مستوفاة الشروط لدى الطرفين حتى الآن. الخلاصة، ثمة تلاقٍ بين شعار «أميركا أولاً» وشعار «النظام الإيراني أولاً» بما يحقق مصلحة الدولتين، إنما الاستقطاب بين طهران وخصومها من حلفاء واشنطن في المنطقة باقٍ وقد يكون ذلك رداً على سؤال «ماذا لو خذلَنا ترمب؟».

 

إيران بين خيارين... إما الخضوع أو الكارثة

فهد سليمان الشقيران/الشرق الأوسط/20 أيار/2019

«هل هي الحرب»؟! السؤال الأكثر طرحاً خلال الأيام الماضية. عدة الحرب كلها جاهزة، وجميع شروط الحرب مكتملة، والقطع العسكرية الضاربة على أهبة الاستعداد. أما التصريحات الإيرانية فتتراوح بين لغة التحدي العنجهية، والتظاهر بالبرود السياسي... حتى «الحرس الثوري» يطالب بتجنب الحرب!

والسعودية ومعها دول الاعتدال في الخليج تريد من إيران الالتزام بالقوانين الدولية، وأميركا تنتظر منهم الجلوس إلى الطاولة لمعرفة شروط تجنب الحرب وويلاتها. لا يمكن لأحدٍ أن يعدّ الحرب نزهة، أو أن عواقبها ليست وخيمة، ولكنها آخر الدواء في كل الأحوال. وعلى حد تعبير الدبلوماسي ريتشارد هولبروك؛ فحين تغلق الأبواب وتسد الطرق، وحين تنعدم فرص الحوار والتفاوض، فإن الحرب هي أقصر وأفضل الطرق من أجل السلام، كما فعل في اتفاقية «دايتون».

هل أميركا تريد فعلاً ضرب إيران؟!

أقف على إجابتين لمحللَين سياسيين: الأستاذ عبد الرحمن الراشد يعدّ أن «الذي يجعلنا نصدق باحتمالية وقوع الحرب هو عدد القطع البحرية العسكرية الأميركية القتالية التي وصلت إلى مياه الخليج، والأخرى في المنطقة المحيطة بها. هذه ليست ألعاباً، ولا تتحرك إلا وهي بالفعل مستعدة للقتال وفي انتظار الأوامر العليا، وهي أقصى رسالة جادة يمكن أن تبعث بها واشنطن. علينا أن نتذكر أن الولايات المتحدة قوة هائلة، مثل الفيل، تدوس على العشب ولا تنظر تحتها. ففي مناطق الصراع أصيبت بخدوش قابلة للمداواة، في حين أن النظام الإيراني قد يصيبه ما أصاب صدام في الحربين؛ تدمير وربما انهيار، وما أصاب حركة طالبان عندما تم تدميرها وإخراجها من كابل بعد هجمات سبتمبر (أيلول)، وحتى عندما هزمت غادرت فيتنام، بجروح نفسية، وهي تسعى لتقليل خسائرها البشرية». بينما الأستاذ ممدوح المهيني في قراءته حول احتمالية الحرب يعدّ أن «الجواب بـ:لا، ولكنه (ترمب) يريد أكثر من ذلك، أن يخنق النظام الشرير حتى يلفظ الأنفاس الأخيرة من دون أن تتسخ يداه، وهذا إرث سياسي هائل يمكن أن يصبر عليه عامين أو ثلاثة ويكسب المجديْن؛ مجد الانتصار على خصومه داخلياً، ومجد القضاء على واحد من أكثر الأنظمة شراً وظلامية في العالم... لو كان ترمب في مدته الرئاسية الثانية، فإن احتمال توجيهه ضربات عنيفة لطهران سيكون أعلى بكثير. لن يكون لديه ما يخسره، إضافة إلى أن الرؤساء في العادة يفكرون في عهدهم الثاني أكثر في العالم الخارجي، ويسعون لتشكيل إرثهم الدولي وصورتهم في التاريخ قبل أن يغادروا».

من المرجح أن تخضع إيران للمجتمع الدولي، فهي لا تستطيع مناهضة الاستراتيجية الأميركية بالمنطقة، خصوصاً مع تضعضع أذرعها الإرهابية، وعدم قدرتها على الصرف المالي السخي كما في السابق حين وصل برميل النفط لسعرٍ خيالي، وقبل سطوة العقوبات الدامغة. ومن الناحية الاقتصادية الداخلية؛ هي مقبلة على كارثة ما لم تتدارك أمرها، فالأسباب الاقتصادية التي جعلت المجتمع الإيراني يثور على نظام الشاه موجودة في النظام الأصولي القائم. يشخّص الأكاديمي الأميركي الإيراني الأصل والي نصر في كتابه: «صعود قوى الثروة» بقوله: «إذا أرادت إيران أن تصبح دولة كبرى، فينبغي عليها تنمية اقتصادها بحيث يصبح محركاً للنمو في المنطقة، ويفترض هذا أن تتواءم مع التحول الاقتصادي النشيط الجاري في جميع أنحاء المنطقة، وهو بروز طبقة وسطى جديدة ستكون المدخل إلى اندماج الشرق الأوسط في الاقتصاد العالمي، وبناء علاقاتٍ أفضل مع الغرب... بدلاً من ترك الساحة خالية أمام قوة الأصولية الوهمية».

ستستمر العقوبات الأميركية طويلاً، والتصعيد الإيراني سيرتد على النظام، فالقوة الأميركية لا تقهر، ولن تكون إيران صعبة الكسر. هدف أميركا سحق النظام الإيراني سلماً أو حرباً؛ بمعنى إخضاعه بشكلٍ تام، ويمكن للإيرانيين القبول بالشروط للنجاة من الحل العسكري الكاسح، فهم سيخضعون إنْ بالسلم أو بالحرب، وتقليل تكلفة الخضوع أفضل للمجتمع الإيراني المغلوب على أمره. أما الحكايا الإيرانية حول إغلاق الممرات؛ فهذا أمر مستحيل لن يتجاوز الدعاية الإعلامية، والوقت ليس في صالح إيران، فأمامها ربما أيام قليلة للاختيار بين الضربة العسكرية، أو الخضوع للشروط الدولية، والدخول تدريجياً ضمن المجتمع الدولي والتخلي عن الرعاية الدموية للإرهاب. تستطيع إيران أن تثبت أنها ليست مكوّناً أساسياً لمحور الشر في العالم، ولا دولة مارقة في المنطقة، بشرط تحولها من ثورة إلى دولة.

 

صدمة أستراليا السياسية وأصداء من أوهايو إلى لندن

دانيال موس- ديفيد فيكلينغ/الشرق الأوسط/20 أيار/2019

دائماً ما يروق لأستراليا التفكير في أن نظامها الانتخابي محصن ضد نمط النتائج الصادمة الذي تكرر في بلدان أخرى خلال السنوات الأخيرة.

في أستراليا، يعتبر التصويت إجبارياً، وبالتالي لن تكون هناك مفاجآت على صعيد أعداد الناخبين المشاركين في التصويت. كما يتطلب النظام الانتخابي الأسترالي من الناخبين اختيار عدة مرشحين، ما يعني أن حملات التمرد الانتخابية التي يقودها عادة الحزب الثالث بالبلاد لن تلقى رواجاً يذكر في أستراليا، وذلك لأن الأفراد بمقدورهم التعبير عن اعتراضهم عن طريق التصويت، وفي الوقت ذاته يختارون مرشحاً من التيار الرئيسي. وبينما وقع اختيار قرابة ربع الناخبين على مرشح من حزب أقلية كاختيار أول لهم خلال الانتخابات التي عقدت السبت، فإن نحو 90 في المائة من الناخبين إما اختاروا الائتلاف الحاكم بقيادة رئيس الوزراء سكوت موريسون، أو حزب العمال المعارض في الخانتين الأولى أو الثانية. وعليه، سيشكل الائتلاف وحزب العمال جميع مقاعد مجلس النواب البالغ إجمالي عددها151 مقعداً فيما عدا ستة أو سبعة مقاعد. ويبدو في حكم المؤكد أن الحكومة ستفتقر إلى أغلبية مسيطرة داخل مجلس النواب، لكن الصفقات السياسية التي سيتعين عليها إبرامها ستكون مع حفنة من السياسيين المستقلين المنتمين لتيار الوسط وأحزاب الأقلية صاحبة المقعد الواحد بالمجلس، بدلاً من التيارات الشعبوية القوية الموجودة على هامش المشهد السياسي. ومع هذا، تظل نتائج الانتخابات الأسترالية بمثابة صدمة سياسية لم يتوقعها الكثيرون، تشبه انتخاب دونالد ترمب في الانتخابات الرئاسية الأميركية عام 2016. أو فوز معسكر الانفصال عن الاتحاد الأوروبي في   استفتاء «بريكست» داخل المملكة المتحدة في وقت سابق من العام. جدير بالذكر أنه مرت قرابة 18 شهراً منذ إظهار أي استطلاع رأي إمكانية فوز الائتلاف الليبرالي - الوطني الذي يقوده موريسون. وأظهر استطلاع أجرته مؤسسة «نيوزبول» - وهي المؤسسة التي تحظى استطلاعاتها بالاهتمام الأكبر، والتي كانت نتائج استطلاعاتها السلبية مبرراً في عدد من الانقلابات الداخلية التي شهدها الحزب وأطاحت بخليفتي موريسون؛ توي أبوت ومالكولم تيربول في السنوات الأخيرة - تراجع الائتلاف في 56 استطلاعاً للرأي على التوالي منذ عام 2016. ووضعت نتيجة استطلاع أجرته مؤسسة «ناين إنترتينمنت كو» الإخبارية، مساء السبت الماضي، حزب العمال في المقدمة بنسبة أصوات تتراوح بين 52 في المائة و48 في المائة. وحتى الاستطلاعات التي أجراها الحزب نفسه (والتي ينبغي التعامل معها بوجه عام كرسالة تحذير) لا يبدو أنها كانت بمعزل عن الأخطاء. وكشفت نتائج استطلاعات رأي ليبرالية مسربة وقوع خسائر كبيرة تصل إلى 11 مقعداً في ولاية فيكتوريا بجنوب شرقي البلاد.

ومع هذا، ومع أن النتيجة جاءت مفاجئة، فإنه لا يمكن اعتبارها ثورة. لقد فاز الائتلاف بمقاعد وفاق أداؤه معظم التوقعات، لكن بسبب الانتخابات الجانبية وإعادة ترسيم الدوائر الانتخابية انتهى به الحال بالفوز في عدد دوائر أقل عما حدث بعد الانتخابات الأخيرة عام 2016. وبالتأكيد ستحمل مهمة حكم البلاد من جانب أقلية تحديات كبيرة. وتلك هي الحال بخصوص السياسات المعنية بالمناخ، التي وضعت نهاية مسيرة ثلاثة رؤساء وزراء أستراليين خلال العقد الماضي. ويبدو في حكم المؤكد أن الائتلاف سيعتمد على ثلاثة من أحزاب الأقلية الستة ومرشحين مستقلين من أجل بناء أغلبية. وقد نظم خمسة من هذه المجموعة حملات قوية من أجل تعزيز الجهود الرامية لمكافحة التغييرات المناخية من المعتقد أنها ستثير سخط كثير من الناخبين الأساسيين الموالين للحكومة. بالتأكيد سد الفجوة لن يكون بالأمر الهين.

وليس هناك سبب يدعو حزب العمال للشعور بالارتياح. من بين أكبر المناطق التي شهدت تحول الناخبين بعيداً عنه تلك التي يجري بها التعدين عن الفحم في شمال كوينزلاند وشمال سيدني، والتي ستخسر وظائف مع إغلاق المولدات المحلية وتراجع الصادرات خلال الفترات المقبلة للبرلمان. ويحمل ذلك مخاطرة خلق حزام من الناخبين الساخطين المنتمين للطبقة العاملة الذين اضطلعوا بدور مشابه في الغرب الأوسط الأميركي في انتخابات عام 2016.

اللافت أن نتائج الانتخابات تعكس أن ما كان يجري في الولايات المتحدة هو صدع متنامٍ بين المدن الكبرى، التي تميل بصورة متزايدة تجاه الليبرالية، والمناطق الإقليمية الأكثر تحفظاً.

ورغم بعض الادعاءات التي تقول إن الائتلاف فاز بالاعتماد على الناخبين الأثرياء المتقدمين في العمر، الذين نفروا من تعهد حزب العمال بزيادة الضرائب على الأسهم والممتلكات الاستثمارية، فإن بعض أكبر التحولات في صفوف الناخبين باتجاه الائتلاف حدثت في صفوف الضواحي المنتمية للشريحة الدنيا من الطبقة المتوسطة التي تضم بعض أصغر الشرائح الديموغرافية سناً على مستوى البلاد. وبذلك يتضح أن الخرائط التقليدية التي تقسم بين المناطق الحضرية والريفية والتي بنت عليها الأحزاب الأسترالية الكبرى أغلبيتها تنقلب اليوم رأساً على عقب. ومثلما حدث تماماً في تكساس وغرب لندن، فإن شرائح من يمين وسط المدن أصبح أكثر ليبرالية. ومثلما حدث في أوهايو وشمال شرقي إنجلترا، فإن المناطق الإقليمية المنتمية ليسار الوسط تتحرك نحو توجهات أكثر محافظة. والحزب الأقدر على استغلال هذه التوجهات سيكون صاحب الكلمة الأولى في تحديد التوجه العام للمشهد السياسي خلال العقد المقبل، ليس في أستراليا وحسب، وإنما عبر العالم.

*بالاتفاق مع «بلومبرغ»

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

رئيس الجمهورية تلقى دعوة من العاهل السعودي الى القمة الاسلامية وعرض الأوضاع العامة مع زواره

الإثنين 20 أيار 2019 /وطنية - تلقى رئيس الجمهورية العماد ميشال عون دعوة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود لحضور الدورة الرابعة عشرة ل"مؤتمر القمة الاسلامية" التي ستعقد في مكة المكرمة في 31 ايار الجاري والاول من حزيران المقبل للبحث في اوضاع الامة الاسلامية.

وجاء في رسالة العاهل السعودي: "انني على ثقة تامة بان مشاركة فخامتكم سيكون لها بالغ الاثر في انجاح هذه القمة، وما تسفر عنه من نتائج، متطلعا الى الترحيب بفخامتكم في بلدكم الثاني المملكة العربية السعودية، وداعيا المولى العلي القدير ان تحقق هذه القمة آمال امتنا الاسلامية وشعوبها وتسهم في رفعتها وعلو شأنها".

وتشاور الرئيس عون في شأن دعوة الملك سلمان مع رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري الذي سيرأس الوفد اللبناني الى القمة في مكة المكرمة.

الهاشم

على صعيد آخر، استقبل الرئيس عون الوزير السابق جوزف الهاشم واجرى معه جولة افق تناولت مواضيع سياسية ووطنية.

واوضح الهاشم انه قدم لرئيس الجمهورية ورقة حوارية "لتحقيق الدولة المدنية، انطلاقا من احكام الدستور، لا سيما الفقرة "ح" من المقدمة التي تعتبر الغاء الطائفية السياسية هدفا وطنيا اساسيا، يقتضي العمل على تحقيقه وفق خطة مرحلية، والمادة 20 من الدستور (استحداث مجلس الشيوخ) والمادة 95 من الدستور التي تتحدث عن تشكيل هيئة وطنية برئاسة رئيس الجمهورية، مهمتها درس واقتراح الطرق الكفيلة بالغاء الطائفية وتقديمها الى مجلسي النواب والوزراء ومتابعة تنفيذ الخطة المرحلية".

خير الدين

واستقبل الرئيس عون الوزير السابق مروان خير الدين وعرض معه شؤونا اقتصادية ومالية، حيث تم التركيز على المداولات الجارية في مشروع موازنة العام 2019 التي اعتبر خير الدين انها "سوف تتضمن اصلاحات بنيوية تضع لبنان على سكة النمو"، وقال: "ان الاشاعات التي تستهدف الوضع الاقتصادي في البلاد تصدر عن متضررين من الاصلاح الذي يعتزم رئيس الجمهورية تحقيقه، وجزء من هؤلاء المتضررين ممن استفادوا من الفساد الذي استشرى طوال الاعوام الماضية".

البون

وفي قصر بعبدا، النائب السابق منصور غانم البون، الذي بحث مع رئيس الجمهورية في الوضع العام في البلاد، اضافة الى شؤون تتعلق بمنطقة كسروان.

مراد

والتقى الرئيس عون وفدا من "حزب الاتحاد السرياني العالمي" برئاسة ابراهيم مراد، وبحث معه شؤونا سياسية ووطنية عامة.

وقال مراد: "نقلنا الى فخامة الرئيس تقديرنا للجهود التي يبذلها، لا سيما الخطوات الاصلاحية التي يعمل على تحقيقها، ووضعنا انفسنا بتصرفه، خصوصا اننا نعتبر ان فخامته اعتمد سياسة وطنية حققت توازنا بين مختلف الاطراف السياسيين في سبيل المحافظة على الاستقرار في البلاد حتى يتمكن لبنان من تجاوز هذه المرحلة الصعبة في ضوء التطورات الاقليمية التي نشهدها يوميا".

اضاف: "ان وقوفنا الى جانب موقع رئاسة الجمهورية هدفه ابقاء هذا الموقع محصنا من قبل جميع اللبنانيين، لا سيما مع وجود رئيس مثل العماد عون يمثل شريحة كبرى منهم".

لجنة مهرجانات بيبلوس

وفي قصر بعبدا، لجنة مهرجانات بيبلوس الدولية ضمت نائب رئيسة اللجنة فيليب ابي عقل، روز الشويري، الدكتورة الهام كلاب، سامية صفير، المحامي رافاييل صفير والدكتور عادل عقل، الذين اطلعوا رئيس الجمهورية على برنامج المهرجانات في جبيل للعام 2019، والذي يتضمن برامج فنية لبنانية وعربية ودولية، تبدأ في 21 تموز المقبل وتنتهي في 24 آب المقبل.

 

الجراح بعد انتهاء مجلس الوزراء: سنعقد غدا الجلسة الاخيرة ولم يتم المس بالرواتب ونسبة العجز بحدود ال 7,6%

الإثنين 20 أيار 2019 /وطنية - انتهت بعيد السادسة عصرا جلسة مجلس الوزراء التي ترأسها رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري في السرايا لحكومي، أدلى بعدها وزير الإعلام جمال الجراح بالمقررات الرسمية الآتية: "سنعقد غدا الجلسة الأخيرة لمناقشة الموازنة عند الثانية عشر ظهرا في السراي الحكومي. أما اليوم فقد انتهينا من كل المواد. الأرقام باتت واضحة بشكل نهائي، ونسب العجز أصبحت واضحة وكذلك الواردات والنفقات. بقيت تفاصيل بسيطة ستتم صياغتها مساء اليوم، على أن تدخل غدا في صلب الموازنة. أعتقد أننا غدا سنعقد آخر جلسة، فالأرقام انتهت وكذلك المواد القانونية".

سئل: ما هي نسبة العجز؟

أجاب: "بحدود ال 7,6 %".

سئل: هذا يعني أنكم التزمتم بمقررات "سيدر" بهذه النسبة؟

أجاب: "أجرينا ضغطا كبيرا لحجم الإنفاق، حتى أننا ضغطنا جدا الوزارات في الأنفاق وألغينا العديد من الأمور. فعلى سبيل المثال، وزارة الأشغال ضغطت كثيرا من نفقاتها، بشكل أن تقوم فقط بالأمور الأساسية والرئيسية التي لا يمكن تأجيلها".

سئل: هل تم المس بالرواتب؟

أجاب: "كلا، لم يتم المس بالرواتب، بحثنا اليوم فقط بمسألة رواتب النواب والوزراء وسنتخذ قرارا بشأنها غدا".

 

بري إستكمل بحث ترسيم الحدود مع ساترفيلد واستقبل لاسن ووفدا من حماس

الإثنين 20 أيار 2019

وطنية - إستقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري، في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة، مساعد وزير الخارجية الأميركية ديفيد ساترفيلد ، وجرى استكمال البحث في موضوع ترسيم الحدود البحرية والبرية، علما أن هناك تقدما في المساعي التي يقوم بها ساترفيلد، ولكنها لم تنته.

لاسن

ثم استقبل سفيرة الإتحاد الأوروبي في لبنان كريستينا لاسن، وعرض معها التطورات في لبنان والمنطقة.

وفد حماس

وكان بري التقى قبل ظهر اليوم وفدا من حركة "حماس" الفلسيطينية برئاسة رئيس مكتب العلاقات العربية والاسلامية عزت الرشق وعضوية اسامة حمدان وعلي بركة عضوي المكتب وممثل الحركة في لبنان احمد عبد الهادي.

وبعد اللقاء قال الرشق: "نقلت لدولة الرئيس تهاني الاخ اسماعيل هنية وقيادة الحركة بشهر رمضان المبارك. ونحن حرصاء على التواصل دائما مع دولته للتشاور والحوار حول الاوضاع وتطورات القضية الفلسطينية. وتكلمنا عن جولة التصعيد الاخيرة والعدوان الصهيوني على شعبنا واهلنا في قطاع غزة. وطمأننا دولته الى أن المقاومة الفلسطينية موحدة بكل مكوناتها ونعمل بعقل واحد وبغرفة عمليات موحدة، وقد استطاعت هذه المقاومة أن تردع العدوان الصهيوني وتمنع الاحتلال من فرض أي معادلة جديدة على أهلنا في غزة. واضطر هذا العدو الى ان يتوقف من خلال جهود مصرية وقطرية وأممية".

أضاف: "توقفنا مع دولة الرئيس عند موضوع صفقة القرن، هذه الصفقة التي يراد منها إلغاء القضية الفلسطينية وتضييع الحقوق الفلسطينية. وقلنا ان هذه الصفقة هي افكار اسرائيلية تتبناها الادارة الاميركية لتحاول أن تحل الصراع بيننا وبين العدو الصهيوني على الطريقة الاسرائيلية. وقلنا إن هذه الصفقة رغم كل قوة الدفع التي تضعها الادارة الاميركية لفرضها على المنطقة لن يكتب لها النجاح. شعبنا الفلسطيني واحد وموحد في رفض هذه الصفقة. كل الفصائل، حركة حماس، فتح، الجهاد، الشعبية، الديموقراطية، كل الفصائل موحدة على رفض هذه الصفقة وليس هناك شبل فلسطيني يمكن ان يقبل بها، ولذلك هذا صمام أمان مهم بالنسبة الينا. إن هذه الصفقة من دون الشرعية الفلسطينية والموافقة الفلسطينية لن يكتب لها النجاح".

وتابع: "شكرنا دولته على مواقفه المختلفة ورفضه للتطبيع مع العدو الصهيوني، ونحن نعتز بمواقفه ونريد استمرارها لنكون جميعا في مواجهة الهرولة نحو التطبيع مع العدو الصهيوني. وثمنا دور دولة الرئيس في اطلاق هيئة العمل الفلسطيني المشترك وقلنا نريد ان يستمر هذا الدور في رعاية هذه الهيئة لما فيه مصلحة العمل الفلسطيني في لبنان والعلاقة الفلسطينية-اللبنانية. وتكلمنا ايضا عن الحوار الفلسطيني - اللبناني الذي سينطلق قريبا. وقلنا إننا متجاوبون مع هذا الحوار ونريد من كل الافرقاء التعاون حتى يصل الحوار الى نتائج ملموسة ويقدم توصيات لمجلس النواب وللحكومة بمشاريع قرارات وقوانين خصوصا اعطاء الفلسطينيين الحقوق الانسانية لاسيما حق العمل وحق التملك. وتطرقنا ايضا الى ما تم في مخيم المية ومية، وقلنا ان هذا تم بجهود فلسطينية من كل الفصائل وحركة حماس كانت ايجابية في التعامل مع هذا الموضوع ومعالجة ما يسمى بفوضى السلاح. نحن حرصاء جدا على ألا يصل الى جوارنا اللبناني من المخيمات الا كل خير، ولذلك جرى هذا الموضوع بسهولة بعيدا عن الكلام حول السلاح وغير السلاح في المخيمات لان هذا الموضوع متعلق بالوجود الفلسطيني ووجود اللاجئين وحقهم في العودة وقلنا ان الفلسطينيين متمسكون بالعودة الى وطنهم ونرفض التوطين والوطن البديل. ونحن نحرص على لبنان وامنه واستقراره وان يبقى دائما يلعب دوره المهم في اسناد القضية الفلسطينية وقضايا الامة".

 

الحريري إستقبل ساترفيلد وبحثا في المستجدات محليا واقليميا

الإثنين 20 أيار 2019 /وطنية - استقبل رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري عند الساعة الثالثة من بعد ظهر اليوم في السراي الحكومي، مساعد وزير الخارجية لشؤون الشرق الاوسط ديفيد ساترفيلد في حضور الوزير السابق غطاس الخوري. وتناول البحث اخر المستجدات المحلية والاقليمية والمواضيع التي نوقشت الاسبوع الماضي.

 

ساترفيلد التقى باسيل وغادر من دون الادلاء باي تصريح

الإثنين 20 أيار 2019/وطنية - غادر مساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأدنى دايفيد ساترفيلد وزارة الخارجية بعد لقائه الوزير جبران باسيل، من دون الادلاء بتصريح.

 

قاسم عرض مع كوبيش التطورات محليا واقليميا وحمل أميركا واسرائيل مسؤولية التصعيد والتوتر في المنطقة

الإثنين 20 أيار 2019 /وطنية - استقبل نائب الامين العام ل"حزب الله" الشيخ نعيم قاسم الممثل الشخصي للأمين العام للامم المتحدة في لبنان يان كوبيش، بحضور مسؤول العلاقات الدولية في الحزب السيد عمار الموسوي. وتم خلال اللقاء استعراض الأوضاع والتطورات على الصعيدين المحلي والاقليمي.

وحمل قاسم "كلا من الولايات المتحدة واسرائيل المسؤولية عن حال التصعيد والتوتر في المنطقة"، وقال: "إن اللغة المستخدمة من قبل هذه الجبهة هي لغة التهديد والحرب، ومن شأن ذلك أن يدفع بالأمور إلى حافة المواجهة".ودان قاسم "الخطة الاميركية ـ الصهيونية لتصفية القضية الفلسطينية عبر ما يسمى بصفقة القرن", مؤكدا أن "الشعب الفلسطيني ومعه كل المؤمنين بقضيته المقدسة لن يسكتوا وسيقفون بمواجهة هذه المؤامرة بكل ما اوتوا من قوة". من جهة أخرى، أكد قاسم أن "حزب الله يعمل مع كل الأفرقاء اللبنانيين من أجل تحقيق الاستقرار السياسي والتوازن المالي والتعافي الاقتصادي", وقال: "إن قوة حزب الله وجاهزيته ليستا سوى من أجل حماية لبنان وأراضيه وثرواته, وإن الجميع يشهد على الدور الذي لعبه حزب الله في تحرير الأراضي اللبنانية من الاحتلال الاسرائيلي من جهة، ومن الارهاب التكفيري من جهة اخرى، وذلك في إطار وحدة الجيش والشعب والمقاومة".

 

/New A/E LCCC Postings for todayجديد موقعي الألكتروني ل 18 و19 آيار/2019/

رابط الموقع

http://eliasbejjaninews.com

بنديرة "المقاومة الاقتصادية" شعار نفاقي للتعمية على احتلال حزب الله

الياس بجاني/19 أيار/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/75029/%D8%A7%D9%84%D9%8A%D8%A7%D8%B3-%D8%A8%D8%AC%D8%A7%D9%86%D9%8A-%D8%A8%D9%86%D8%AF%D9%8A%D8%B1%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%82%D8%A7%D9%88%D9%85%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%A7%D9%82%D8%AA%D8%B5%D8%A7%D8%AF/

 

 

الياس بجاني/رابط مقالتي المنشورة اليوم في جريدة السياسة

الياس بجاني/المقاومة الاقتصادية شعارٌ نفاقي للتعمية على احتلال حزب الله/20 أيار/2019/اضغط هنا أو على الرابط في أسفل

http://al-seyassah.com/%d8%a7%d9%84%d9%85%d9%82%d8%a7%d9%88%d9%85%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%a7%d9%82%d8%aa%d8%b5%d8%a7%d8%af%d9%8a%d8%a9-%d8%b4%d8%b9%d8%a7%d8%b1%d9%8c-%d9%86%d9%81%d8%a7%d9%82%d9%8a-%d9%84%d9%84%d8%aa%d8%b9/

 

 

هستيريا “القضايا” التافهة/عقل العويط/النهار/20 أيار 2019

البذيء الملعون/سناء الجاك/النهار/20 أيار 2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/75049/%D8%B3%D9%86%D8%A7%D8%A1-%D8%A7%D9%84%D8%AC%D8%A7%D9%83-%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%B0%D9%8A%D8%A1-%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%84%D8%B9%D9%88%D9%86-%D8%B9%D9%82%D9%84-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D9%88%D9%8A%D8%B7-%D9%87/

 

هستيريا "القضايا" التافهة

عقل العويط/النهار/20 أيار 2019 

http://eliasbejjaninews.com/archives/75049/%D8%B3%D9%86%D8%A7%D8%A1-%D8%A7%D9%84%D8%AC%D8%A7%D9%83-%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%B0%D9%8A%D8%A1-%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%84%D8%B9%D9%88%D9%86-%D8%B9%D9%82%D9%84-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D9%88%D9%8A%D8%B7-%D9%87/

 

البذيء الملعون

سناء الجاك/النهار/20 أيار 2019 

http://eliasbejjaninews.com/archives/75049/%D8%B3%D9%86%D8%A7%D8%A1-%D8%A7%D9%84%D8%AC%D8%A7%D9%83-%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%B0%D9%8A%D8%A1-%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%84%D8%B9%D9%88%D9%86-%D8%B9%D9%82%D9%84-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D9%88%D9%8A%D8%B7-%D9%87/

 

Lebanon’s Ailing Economy Shredded Further by Smuggling from Syria
 
Sanaa el-Jack/Asharq Al-Awsat/May 20/2019
 http://eliasbejjaninews.com/archives/75052/%D8%B3%D9%86%D8%A7%D8%A1-%D8%A7%D9%84%D8%AC%D8%A7%D9%83-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D9%87%D8%B1%D9%8A%D8%A8-%D8%B9%D9%84%D9%89-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%AF%D9%88%D8%AF-%D9%85%D8%B9-%D8%B3%D9%88%D8%B1%D9%8A%D8%A7/

 

Lebanon’s Ailing Economy Shredded Further by Smuggling from Syria

التهريب على الحدود مع سوريا يفتك بالاقتصاد اللبناني/آلاف الدولارات يتقاضاها السماسرة يومياً… وأرباح الطماطم تفوق المخدرات
http://eliasbejjaninews.com/archives/75052/%D8%B3%D9%86%D8%A7%D8%A1-%D8%A7%D9%84%D8%AC%D8%A7%D9%83-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D9%87%D8%B1%D9%8A%D8%A8-%D8%B9%D9%84%D9%89-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%AF%D9%88%D8%AF-%D9%85%D8%B9-%D8%B3%D9%88%D8%B1%D9%8A%D8%A7/

 

التهريب على الحدود مع سوريا يفتك بالاقتصاد اللبناني/آلاف الدولارات يتقاضاها السماسرة يومياً… وأرباح الطماطم تفوق المخدرات

البقاع (لبنان): سناء الجاك/الشرق الأوسط/20 أيار/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/75052/%D8%B3%D9%86%D8%A7%D8%A1-%D8%A7%D9%84%D8%AC%D8%A7%D9%83-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D9%87%D8%B1%D9%8A%D8%A8-%D8%B9%D9%84%D9%89-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%AF%D9%88%D8%AF-%D9%85%D8%B9-%D8%B3%D9%88%D8%B1%D9%8A%D8%A7/

 

التصعيد في مياه الخليج والصفقة "حدود إسرائيل"

علي الأمين/العرب/21 أيار/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/75066/%D8%B9%D9%84%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%85%D9%8A%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%B5%D8%B9%D9%8A%D8%AF-%D9%81%D9%8A-%D9%85%D9%8A%D8%A7%D9%87-%D8%A7%D9%84%D8%AE%D9%84%D9%8A%D8%AC-%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%B5/

 

Iranian regime sets course for mutually assured destruction
 
بارعة علم الدين: النظام الإيراني يمهد لمسار مؤكد من التدمير المتبادل
 Baria Alamuddin/Arab News/May 19/ 2019
 
http://eliasbejjaninews.com/archives/75062/%D8%A8%D8%A7%D8%B1%D8%B9%D8%A9-%D8%B9%D9%84%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%8A%D9%86-%D8%A7%D9%84%D9%86%D8%B8%D8%A7%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D9%8A%D8%B1%D8%A7%D9%86%D9%8A-%D9%8A%D9%85%D9%87%D8%AF-%D9%84/

 

Tehran to increase pressure on Gulf states and their oil
 
د.ماجد رافيزادا: تعمل طهران لزيادة الضغط على دول الخليج ونفطها
 Dr. Majid Rafizadeh/Arab News/May 19/ 2019
 
http://eliasbejjaninews.com/archives/75059/%D8%AF-%D9%85%D8%A7%D8%AC%D8%AF-%D8%B1%D8%A7%D9%81%D9%8A%D8%B2%D8%A7%D8%AF%D8%A7-%D8%AA%D8%B9%D9%85%D9%84-%D8%B7%D9%87%D8%B1%D8%A7%D9%86-%D9%84%D8%B2%D9%8A%D8%A7%D8%AF%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B6%D8%BA/

 


 Washington Post: Trump’s sanctions on Iran are hitting Hezbollah, and it hurts
 /
تقرير من الواشنطن بوست: العقوبات على إيران تضرب حزب الله وتوجعه
 By Liz Sly and Suzan Haidamous/The Washinton Post/May 19/2019
 http://eliasbejjaninews.com/archives/75047/washington-post-trumps-sanctions-on-iran-are-hitting-hezbollah-and-it-hurts-%d8%aa%d9%82%d8%b1%d9%8a%d8%b1-%d9%85%d9%86-%d8%a7%d9%84%d9%88%d8%a7%d8%b4%d9%86%d8%b7%d9%86-%d8%a8%d9%88%d8%b3/