LCCC/ المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة الأخبار العربية ليوم 19 آيار/2019

اعداد الياس بجاني

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/eliasnews19/arabic.may19.19.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

الْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ مَنْ يَسْمَعُ كلاَمِي وَيُؤْمِنُ بِالَّذِي أَرْسَلَنِي فَلَهُ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ وَلاَ يَأْتِي إِلَى دَيْنُونَةٍ بَلْ قَدِ انْتَقَلَ مِنَ الْمَوْتِ إِلَى الْحَيَاةِ

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياته

الياس بجاني/ضرورة اجبار بشارة الأسمر والقادة النقابيين الذين شاركوه فعلته المشينة على الإستقالة

الياس بجاني/التبعية تعية ولا فرق بين تبعية وتبعية

 

عناوين الأخبار اللبنانية

السفير الفرنسي: رسائل فرنسية تحذر حزب الله من الإنزلاق خلف إيران

فيديو مداخلة من قناة الحدث للقمان سليم يتناول فيه دور حزب الله الإيراني في لبنان وما قد يقوم به من أعمال تخريبية في خضم التصعيد الأميركي-الإيراني، وتعليقاً على تحذير السفير الفرنسي لحزب الله من الإنزلاق خلف إيران قال، الحزب هو عبد مطيع للسياسة الإيرانية وسوف ينفذ أي أمر إيراني على حساب لبنان ويغامر بكل ما هو لبناني

"رسائل فرنسية" إلى حزب الله!

بكركي تستنكر كلام بشارة الأسمر بحق سيدنا صفير

قبلان اصدر مذكرة توقيف وجاهية بحق بشارة الاسمر

يوهبُ لبشارة الأسمر جُرمه ويُضرب على عُذره أربعمائة

د. أحمد خواجة/لبنان الجديد

بالأسماء.. اتحادات تعلّق عضويتها في "العمالي العام" رداً على الأسمر

بعد كلامه "المهين".. مؤسسة البطريرك صفير تتحرك ضد الأسمر

منصور بطيش أعاد "الاسمر" الى وظيفته..!

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم السبت في 18/5/2019

أسرار الصحف الصادرة في بيروت صباح اليوم السبت 18 ايار 2019

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

حزب الله والمصادر الخفية للقوة الإيرانية: الولاء الثقافي/سامي خليفة/المدن

ربما ظُلم سعد الحريري/منير الربيع/المدن

باسيل يقود معركة المدارس الخاصة ضد الأساتذة والقانون/خضر حسان/المدن

تزوير الشهادات الجامعية: الجمال خارج الخدمة.. وتحقيقات إضافية/حسين مهدي/المدن

بمن ستطيح انتفاضة "القطاع العام"؟

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

واشنطن تحذر شركات الطيران من الرحلات فوق الخليج

موافقة خليجية على إعادة انتشار القوات الأميركية

مصادر لـ«الشرق الأوسط»: الخطوة لردع إيران وليست للحرب... واتصالات لقمة عربية تسبق «الإسلامية» في مكة

واشنطن تدعو لتوخي الحذر في المجال الجوي فوق الخليج في ظل تصاعد التوتر مع طهران

ترمب: أمر جيد للغاية أن إيران لا تعرف بما تفكر فيه واشنطن

إكسون موبيل» تجلي موظفيها من حقل نفطي عراقي

 زعيم «الشيوعي» السوداني: نريد تصفية ما صنعه الإسلاميون وأكد لـ«الشرق الأوسط» أن حزبه ممتد شعبياً

 تشديد القبضة الأمنية ضد حراك الجزائر والمتظاهرون أجبروا الشرطة على الانسحاب من وسط العاصمة

غضب فلسطيني من إدانة برلمان ألمانيا لحركة المقاطعة ضد إسرائيل

هواوي» وتوابعها في القائمة السوداء الأميركية/الشركة الصينية أكدت استعدادها لـ«ضمان أمن المنتجات»

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

لبنان لم يدفن مع دفن بطريرك لبنان/خيرالله خيرالله/العرب

لبنان والمجاعة السياسية/أحمد الغز/اللواء

الجميّل - صفير: أحاديث ما قبل شغور 1988/نقولا ناصيف/الأخبار

البيت اللبناني: نواة لولادة معارضة قريباً/اسعد بشارة/الجمهورية

لبنان في عين العاصفة/د.مصطفى علوش/الجمهورية

صمته المدوّي حمى مجد الكنيسة ولبنان/المطران منير خيرالله/الجمهورية

ما أرخص هذا الكذب المستمرّ وما أبشعه وما أخطره/عقل العويط/النهار

هكذا تعامل "حزب الله" مع رحيل صفير/عماد مرمل/الجمهورية

الآراء العلميّة تخالف «دراسات الطاقة»: ضرر التوتر العالي ثابت/إيلده الغصين/الأخبار

مسرح الحرب" إن وقعت: 13 دولة ومضائق وبحاراً/جورج شاهين/الجمهورية

حتمية الصدام مع إيران/عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط

منع إيران من الحرب/سلمان الدوسري/الشرق الأوسط

حرب... لا حرب... حرب/محمد الرميحي/الشرق الأوسط

إيران... كيف الحال مع السلاح النووي/إميل أمين/الشرق الأوسط

جرس للسيادة... مئذنة للتعايش/راجح الخوري/الشرق الأوسط

اهتموا بالمستقبل/حسين شبكشي/الشرق الأوسط

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

رابطة آل الاسمر: لاعتذار الأسمر واستقالته من أية مناصب أو مهام عامة

نقابة اطباء بيروت: لا يجوز المس بالمقامات الروحية

نقابة المعلمين: كيف يمكن ان يؤتمن الأسمر بعد اليوم على حقوق العمال والموظفين؟

نقيب مزارعي التبغ أسف لما صدر عن الأسمر: لم أشارك بالأحاديث الجانبية سوى بالتنبيه بأننا على الهواء

أنطون أنطون يعلق عضويته في هيئة مكتب العمالي العام

نقابات العمال استنكرت كلام الأسمر وطالبت بعزله ومحاكمته

رئيس أوكسيليا لبشارة الأسمر: عذرك أقبح من ذنب

التقدمي يستنكر كلام الأسمر ويدعوه للاستقالة

ممثل التقدمي والتحرر العمالي يعلق عضويته في هيئة مكتب الإتحاد العمالي

الديموقراطي مستنكرا التعرض لصفير: لاحترام الرموز الدينية في وطن التعددية والتنوع

مصلحة الشؤون العمالية في الكتائب دانت كلام الاسمر

الطبش لإذاعة لبنان: نستنكر كل كلام جارح يمس صفير والإصلاح يجب أن يطال الجميع

خيرالله في قداس لراحة نفس صفير: أتم مسيرة نضاله للكنيسة والوطن على خطى أسلافه العظام

 

في أسفل تفاصيل النشرة الكاملة

الزوادة الإيمانية لليوم

اَلْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ مَنْ يَسْمَعُ كلاَمِي وَيُؤْمِنُ بِالَّذِي أَرْسَلَنِي فَلَهُ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ وَلاَ يَأْتِي إِلَى دَيْنُونَةٍ بَلْ قَدِ انْتَقَلَ مِنَ الْمَوْتِ إِلَى الْحَيَاةِ

يوحنا05/من24حتى30/:" «اَلْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ مَنْ يَسْمَعُ كلاَمِي وَيُؤْمِنُ بِالَّذِي أَرْسَلَنِي فَلَهُ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ وَلاَ يَأْتِي إِلَى دَيْنُونَةٍ بَلْ قَدِ انْتَقَلَ مِنَ الْمَوْتِ إِلَى الْحَيَاةِ. اَلْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّهُ تَأْتِي سَاعَةٌ وَهِيَ الآنَ حِينَ يَسْمَعُ الأَمْوَاتُ صَوْتَ ابْنِ اللَّهِ وَالسَّامِعُونَ يَحْيَوْنَ.  لأَنَّهُ كَمَا أَنَّ الآبَ لَهُ حَيَاةٌ فِي ذَاتِهِ كَذَلِكَ أَعْطَى الاِبْنَ أَيْضاً أَنْ تَكُونَ لَهُ حَيَاةٌ فِي ذَاتِهِ  وَأَعْطَاهُ سُلْطَاناً أَنْ يَدِينَ أَيْضاً لأَنَّهُ ابْنُ الإِنْسَانِ.  لاَ تَتَعَجَّبُوا مِنْ هَذَا فَإِنَّهُ تَأْتِي سَاعَةٌ فِيهَا يَسْمَعُ جَمِيعُ الَّذِينَ فِي الْقُبُورِ صَوْتَهُ  فَيَخْرُجُ الَّذِينَ فَعَلُوا الصَّالِحَاتِ إِلَى قِيَامَةِ الْحَيَاةِ وَالَّذِينَ عَمِلُوا السَّيِّئَاتِ إِلَى قِيَامَةِ الدَّيْنُونَةِ.   أَنَا لاَ أَقْدِرُ أَنْ أَفْعَلَ مِنْ نَفْسِي شَيْئاً. كَمَا أَسْمَعُ أَدِينُ وَدَيْنُونَتِي عَادِلَةٌ لأَنِّي لاَ أَطْلُبُ مَشِيئَتِي بَلْ مَشِيئَةَ الآبِ الَّذِي أَرْسَلَنِي.

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياته وتغريدات متفرقة

ضرورة اجبار بشارة الأسمر والقادة النقابيين الذين شاركوه فعلته المشينة على الإستقالة

الياس بجاني/18 أيار/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/75003/%D8%A7%D9%84%D9%8A%D8%A7%D8%B3-%D8%A8%D8%AC%D8%A7%D9%86%D9%8A-%D8%B6%D8%B1%D9%88%D8%B1%D8%A9-%D8%A7%D8%AC%D8%A8%D8%A7%D8%B1-%D8%A8%D8%B4%D8%A7%D8%B1%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%B3%D9%85%D8%B1-%D9%88/

لو كان سيدنا البطريرك مار نصرالله بطرس صفير على قيد الحياة لكان بالتأكيد قد سامح بشارة الأسمر والقادة النقابيين الذين شاركوه فعلته المشينة والشوارعية، وذلك كما كان فعل سيدنا قبل عدة سنوات مع المخرج شربل خليل يوم تطاول عليه في حلقة من حلقات برنامج “بس مات وطن” من على شاشة ال بي سي.

وبالتالي لا ضرورة  بالمرة لأخذ الأسمر إلى القضاء ومحاكمته، بل من الضرورة بمكان اجباره هو وكل القادة النقابيين الذين شاركوه فعلته المعيبة على الإستقالة وفوراً.

فإن امثال هؤلاء الذين لا حرمة عندهم للموت ولا احترام لمقام ورمزية رجل كبير كالبطريرك صفير هم غير مؤهلين ولا هم يليقون بمهمة تمثيل عمال لبنان والدفاع عن حقوقهم ..

إن اجبارهم على الإستقالة ضرورة، وهذا واجب أخلاقي على كل المرجعيات الحزبية والسياسية والكنسية والشعبية والعمالية التي لا ترضى بهكذا تصرف أقل ما يقال فيه أنه لا اخلاقي و”زقاقي”.

 في الخلاصة، فإن بشارة الأسمر فعلاً لا يستحق غير الشفقة .. وهذا الرجل كما غالبية الذين يُسمون أنفسهم زوراً قيادات نقابية هم صناعة سورية ومن بقايا رموز احتلال نظام الأسد للبنان، وكان يجب أن يغيبوا عن الساحة السياسية والنقابية ويستقيلوا مع خروج جيش الأسد من وطننا….

ولكن، ولأن الإحتلال الإيراني حل مكان الإحتلال السوري فهم استمروا في مواقعهم ولربما لهذا السبب قد يتفلت هذا الرجل وربعه من المحاسبة.

 

التبعية تعية ولا فرق بين تبعية وتبعية

الياس بجاني/17 أيار/2019

لا فرق بين من كان تابعاً للمحتل السوري وبين المتلحف حالياً عباءة حزب الله أو من استسلم بذل لهذا الحزب وقبل التعايش مع احتلاله

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

السفير الفرنسي: رسائل فرنسية تحذر حزب الله من الإنزلاق خلف إيران

فيديو مداخلة من قناة الحدث للقمان سليم يتناول فيه دور حزب الله الإيراني في لبنان وما قد يقوم به من أعمال تخريبية في خضم التصعيد الأميركي-الإيراني، وتعليقاً على تحذير السفير الفرنسي لحزب الله من الإنزلاق خلف إيران قال، الحزب هو عبد مطيع للسياسة الإيرانية وسوف ينفذ أي أمر إيراني على حساب لبنان ويغامر بكل ما هو لبناني

اضغط هنا أو على الرابط في أسفل لمشاهدة المداخلة/18 أيار/2019

https://www.youtube.com/watch?v=BO0vLNc3XjI

 

"رسائل فرنسية" إلى حزب الله!

الحياة/السبت 18 أيار 2019 /قال السفير الفرنسي في لبنان برونو فوشي إنه "حتى لو أقلع "سيدر" متأخرا لا خطر من أن يختفي المال" الذي خصصه المانحون لمساعدة لبنان. ورأى فوشي في حديث لصحيفة "الحياة" أن الموازنة التي تناقشها الحكومة اللبنانية "يجب أن تكون صادقة، فيها توازن يتناسب مع الالتزامات التي فرضتها الحكومة على نفسها"، وأن "موازنة تتسم بالوضوح ستكون مقبولة من أولئك المستعدين للاستثمار في لبنان"، وأسف "لعدم تحقيق جملة خطوات عددها، التزمت الحكومة اللبنانية بها منها عدم تعيين الهيئة الناظمة لقطاع الكهرباء". واعتبر فوشي أن "التعقيدات الإقليمية يجب ألا تحول دون تطبيق مبدأ الاستراتيجية الدفاعية"، وقال إن فرنسا تتحدث إلى إيران حول المواجهة بينها وبين الولايات المتحدة الأميركية". وأعرب عن خشيته من أن "الأحداث الأخيرة (في إشارة إلى التفجيرات ضد ناقلات نفط على شاطىء دولة الإمارات وضد أنابيب النفط في السعودية) "متصلة ببعضها البعض، ودخلنا في ألاعيب صغيرة خطرة جدا". ولفت فوشي إلى رسائل فرنسية إلى "حزب الله تحذره من أن "قد تنجرون إلى حيث يمكن أن تجروا لبنان معكم".

 

بكركي تستنكر كلام بشارة الأسمر بحق سيدنا صفير

18 أيار/2019

صدر عن المكتب الاعلامي في الصرح البطريركي في بكركي البيان التالي:

أسف صاحب الغبطة والنيافة البطريرك الكردينال مار بشارة بطرس الراعي ومعه كل ابناء الكنيسة المارونية اكليروسًا وعلمانيين واللبنانيين وسواهم لما صدر من كلام مهين بحق المثلث الرحمة البطريرك الكردينال مار نصرالله بطرس صفير عن السيد بشارة الاسمر، وهو شخص في موقع مسؤولية، واضاف غبطته: "اننا ندين بشدة هذا الكلام الذي تسبب بجرح بليغ في نفوس كل اللبنانيين مقيمين ومنتشرين وسواهم. ونؤيد ردات الفعل الرسمية والشعبية ومن بينها الصادرة عن مؤسساتنا البطريركية والرابطة المارونية التي قابلت هذا التصرف اللامسؤول بالبيانات المطالبة باستقالته ومقاضاته، كما ننوّه بتحرك النيابة العامة الفوري. وفي كل حال فان هذا الكلام يُفقد صاحبه حكمًا الاهلية للإضطلاع بمسؤولية تتعلق بالشأن العام. ويُلزمه بالاعتذار من روح المثلث الرحمة ومن جميع اللبنانيين الذين اساء اليهم بكلامه. ولو ان ابواب المغفرة تبقى مفتوحة دائما امام كل تائب، فان ابواب الصرح البطريركي ستبقى مقفلة امامه الى حين تكفيره وتعويضه عن خطيئته بما يحفظ قدسية وفاة البطريرك الكبير وكرامة اللبنانيين.

 

قبلان اصدر مذكرة توقيف وجاهية بحق بشارة الاسمر

وكالات/18 أيار/2019أصدر النائب العام التمييزي بالإنابة القاضي عماد قبلان مذكرة توقيف وجاهية في حق رئيس الاتحاد العمالي العام بشارة الأسمر بعد الاستماع الى إفادته على خلفية الكلام المسيء الذي أدلى به قبيل انعقاد مؤتمر صحافي في مقر الاتحاد بعد ظهر امس الجمعة. وكانت المباحث الجنائية المركزية استدعت، بناء على إشارة المدعي العام، خمسة من أعضاء هيئة مكتب الاتحاد كانوا الى جانب الأسمر على المنصة وهم: أنطون أنطون، بطرس سعادة، علي الموسوي، حسن فقيه وأكرم العربي، وقد استمعت المباحث الى افادات ثلاثة منهم من دون إقفال الملف وإحالته الى القضاء المختص بانتظار الاستماع الى العضويين الباقيين. وأشار المحامي وسام المذبوح بوكالته عن علي الموسوي نقيب مزارعي التبغ في البقاع وفي الوقت عينه موظف في مجلس النواب بأن موكله سيمثل الإثنين المقبل أمام المباحث الجنائية بعد ابلاغ مرؤسيه في مجلس النواب.

 

يوهبُ لبشارة الأسمر جُرمه ويُضرب على عُذره أربعمائة

د. أحمد خواجة/لبنان الجديد/18 أيّار 2019

 سقطة غير مُبرّرة ومُشينة، يرتكبها رئيس الاتحاد العمالي العام وهو مُحاطٌ بشلّة هذا الاتحاد العاطل عن العمل، وهم يُقهقهون ويمرحون كأنّهم حقّقوا للتّو مطالب الطبقة العاملة بالأجر الوفير.

 بغضّ النظر عن كون رئيس الاتحاد العمالي العام السيد بشارة الأسمر أحد الفاسدين المعتبرين في لبنان، حيث يتقاضى أجراً عالياً في مرفأ بيروت (أحد أهم مكامن الفساد في البلاد) بمهمّة إدارية لا يقوم بها، حتى أنّه لا يُجشّم نفسه عناء الحضور إلى مكتبه حسب شهادة وزير الاقتصاد السابق، ومُساءلته له عن ذلك. نقول بغضّ النظر عن هذه "الشائنة"باعتبارها تدخل ضمن دائرة فسادٍ واسعة، وما السيد "الاسمر" إلاّ نقطة في بحرها المُتلاطم، على أنّه كان على رئيس الاتحاد العمالي العام أن يتوخّى الحذر في أقواله وأفعاله، حتى جاءت سقطتهُ المريعة بالأمس والتي تطاول فيها بالسخرية والكلام النابي بحقّ الراحل الكبير غبطة البطريرك مار نصرالله صفير، البطريرك الذي ودّعهُ اللبنانيون منذ يومين فقط بكلّ آيات الاحترام والتقدير والوفاء. "سقطة" غير مُبرّرة ومُشينة، يرتكبها رئيس الاتحاد العمالي العام وهو مُحاطٌ ب"شلّة" هذا الاتحاد العاطل عن العمل، وهم يُقهقهون ويمرحون كأنّهم حقّقوا للتّو مطالب الطبقة العاملة بالأجر الوفير والتقديمات الاجتماعية الكافية. إلاّ أنّ الأمور ظلّت حتى عند هذا المنحدر شبه طبيعية، ذلك أنّه جلّ من لا يُخطئ، وأنّ عثرات اللسان وزلاّت الأقدام كانت منذ بدء الخليقة وستبقى إلى ما لا نهاية، أو حتى يوم القيامة عند من يؤمنون بحتمية قيامها. نقول كانت الأمور شبه طبيعية حتى تقدّم السيد الأسمر باعتذارٍ جاء أقبح من ذنب، فهو معذور لأنّ كلامه كان في سياق المزاح، كما يقول، ولم يكن على علم بأنّه كان على الهواء مباشرة، وبدل أن يُسارع في تقديم استقالته من موقعه القيادي، ويحاول بعدها تقديم الإعتذارات إن كان ثمّة مجالٌ لذلك، أقدم على تكرار الإساءة بحقّ اللبنانيين جميعاً، وبحقّ مقام الاتحاد العمالي العام، والذي هو في هذه الايام في الدرك الأسفل. اعتذر رجلٌ إلى أبي عبيد الله الكاتب، فقال له: ما رأيتُ عذراً أشبه باستئناف ذنبٍ من عُذرك، نعم يا أسمر يا عالي الهمة، اعتذارك بالأمس كان استئنافاً لذنبك. اعتذر رجلٌ إلى أحمد بن أبي خالد، فقال لأبي عيّاد: ما تقول في هذا؟ قال: يوهبُ له جُرمُه، ويُضرب على عُذره أربعمائة "سوط".

 

بالأسماء.. اتحادات تعلّق عضويتها في "العمالي العام" رداً على الأسمر

وكالات/18 أيار/2019/أعلن رئيس التكتل النقابي المستقل جورج العلم تعليق اتحادات عضويتها في الاتحاد العمالي العام، "رفضاً للتطاول على مقام الكاردينال نصر الله صفير والى حين استقالة المفترين وتصحيح الخلل المزمن"، وهي :

الاتحاد اللبناني للنقابات العمالية.

الاتحاد اللبناني للنقابات الحرة.

اتحاد النقابات المستقلة.

اتحاد النقابات المتضامنة.

اتحاد النقابات المتحدة.

اتحاد التقنيات الحديثة.

اتحاد قطاع النقل.

اتحاد القطاع التجاري.

اتحاد نقابات جبل لبنان الشمالي.

اتحاد نقابات قطاع التأمين.

وأكد أن هذه الاتحادات تضع نفسها بتصرّف "سيد بكركي".

كذلك، علق رئيس اتحاد النقابات العمالية للخدمات العامة، عضو هيئة مكتب الاتحاد العمالي العام انطون انطون عضويته في الاتحاد العمالي، كما جاء في بيان له اليوم: "التزاما لقيمي المسيحية، ورفضا للكلام المسيء من رئيس الاتحاد العمالي العام بحق أيقونة لبنان المثلث الرحمات غبطة البطريرك مار نصرالله بطرس صفير، أعلن تعليق عضويتي في هيئة مكتب الاتحاد العمالي العام واتحاد النقابات العمالية للخدمات العامة في لبنان".

من جهته، استنكر رئيس الاتحاد العام لنقابات عمال لبنان مارون الخولي، بعد اجتماع استثنائي لقيادات اتحاد نقابات عمال ومستخدمي جبل لبنان واتحاد نقابات العاملين في قطاع الغاز والتنقيب والاتحاد اللبناني لنقابات العمال والمستخدمين والاتحاد العام لنقابات عمال لبنان، "الكلام المسيء والمهين الموثق بالصوت والصورة للرئيس السابق للاتحاد العمالي العام بشارة الأسمر ويتعرض فيه للبطريرك الراحل الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير".

واعتبر أن "الأسمر أساء من موقعه لتاريخ الحركة النقابية ومناقيبة هذه المدرسة التي تقوم على أسمى وأنبل القيم الانسانية واحترام حقوق العمال والدفاع عنها، هذه الحقوق التي تبناها البطريرك صفير ودافع عنها وراجع من اجل احقاقها المسؤولين على مختلف المستويات"، داعيا إلى "محاكمته وتحويله قبل القضاء الى مجلس تأديبي نقابي لإقالته فورا، ليكون عبرة لمن تسول له نفسه التطاول على مقامات بحجم البطريرك صفير وتشويه روحية العمل النقابي وإنجازاته وتاريخه".

ودعا "كل الاتحادات العمالية المنضوية في الاتحاد العمالي العام الى الاستنكار العلني والتداعي إلى جلسة طارئة لتحويله الى لجنة تأديبية لعزله وتقديمه الى القضاء المختص لمحاكمته".

 

بعد كلامه "المهين".. مؤسسة البطريرك صفير تتحرك ضد الأسمر

وكالات/18 أيار/2019/بعدما أقدم رئيس الاتحاد العمالي العام بشارة الأسمر على التطاول بإسفاف وابتذال وبشكل مهين على أيقونة الكنيسة المارونية والرمز الوطني والتاريخي المثلث الرحمة غبطة ونيافة البطريرك الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير غداة وداعه في مأتم وطني جامع، شجبت مؤسسة البطريرك مار نصرالله بطرس صفير، ودانت "بشدة ما صدر عن الأسمر، لاسيما وانه ينتمي الى الطائفة المارونية ويحتل منصبا عاما، وتعتبر ان ما تفوّه به يتخطى الحد الادنى من اللياقة والاحترام ويشكل سابقة مخزية لصاحبه اولا، ويستدعي اتخاذ مواقف واضحة وحازمة على اكثر من صعيد". وأعلنت "المؤسسة" في بيان لها، "إن مؤسسة البطريرك صفير، بما لها من صفة تمثيلية، ستعمد الى اتخاذ حق الادعاء الشخصي على بشارة الأسمر لدى المراجع القضائية المختصة وستطلب إنزال العقوبة الأشد به، نظرا لما يشكل كلامه من مسّ بشخص البطريرك الكبير الراحل وبالوطن والكنيسة والعائلة ومن تحريض وتعرّض رخيص للمقدسات وانتهاك لحرمة الموت". بعدما أقدم رئيس الاتحاد العمالي العام بشارة الأسمر على التطاول بإسفاف وابتذال وبشكل مهين على أيقونة الكنيسة المارونية والرمز الوطني والتاريخي المثلث الرحمة غبطة ونيافة البطريرك الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير غداة وداعه في مأتم وطني جامع، شجبت مؤسسة البطريرك مار نصرالله بطرس صفير، ودانت "بشدة ما صدر عن الأسمر، لاسيما وانه ينتمي الى الطائفة المارونية ويحتل منصبا عاما، وتعتبر ان ما تفوّه به يتخطى الحد الادنى من اللياقة والاحترام ويشكل سابقة مخزية لصاحبه اولا، ويستدعي اتخاذ مواقف واضحة وحازمة على اكثر من صعيد". وأعلنت "المؤسسة" في بيان لها، "إن مؤسسة البطريرك صفير، بما لها من صفة تمثيلية، ستعمد الى اتخاذ حق الادعاء الشخصي على بشارة الأسمر لدى المراجع القضائية المختصة وستطلب إنزال العقوبة الأشد به، نظرا لما يشكل كلامه من مسّ بشخص البطريرك الكبير الراحل وبالوطن والكنيسة والعائلة ومن تحريض وتعرّض رخيص للمقدسات وانتهاك لحرمة الموت".

 

منصور بطيش أعاد "الاسمر" الى وظيفته..!

الكلمة أولاين/18 أيار/2019/تساءلت أوساط متابعة لملف رئيس الاتحاد العمالي العام بشارة الأسمر الذي توجه بالاهانات الى البطريرك الراحل مار نصرالله بطرس صفير، لماذا عمد وزير الاقتصاد والتجارة منصور بطيش الى اعادة الاسمر الى موقعه في المرفأ بعدما كان سلفه في التكتل الوزير رائد خوري قد اوقفه عن العمل لانه لا يداوم في وظيفته في الاهراءات. واستغربت الأوساط نفسها، انه على اي خلفية عمد بطيش الى القيام بهذه الخطوة، ولمصلحة من؟ أهي مسايرة؟ او نكاية بمن؟

 

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم السبت في 18/5/2019

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

الحدث المحلي يتفاعل، والقضاء أصدر مذكرة توقيف وجاهية بحق رئيس الإتحاد العمالي العام بشارة الأسمر، لتطاوله على فقيد لبنان الكبير البطريرك مار نصرالله بطرس صفير.

وفي المحليات أيضا، تحضيرات لجلسة مجلس الوزراء ليل غد، على أن تقر الموازنة في جلسة مقبلة بعد أيام في القصر الجمهوري.

وتعتمد الموازنة في مشروعها على تقشف كبير، يعيد التوازن المالي ويمهد لتنفيذ مقررات مؤتمر "سيدر"، بعدما سرت شائعات على انسحاب بعض الدول من التزاماتها إذا لم يقم لبنان بالإصلاحات المطلوبة.

ويبقى الحدث الكبير في المواجهات الكلامية بين واشنطن وطهران، حول احتمالات الحرب، ليس فقط بين أميركا وإيران في محور واحد، وإنما في محاور عدة في المنطقة، انطلاقا من قراءات أميركية تتماشى مع تهديدات طهران، بأن الأذرع التابعة لإيران لن تسكت بحال اندلاع الحرب، وهذا يعني التوتر في عدد من الدول.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أن بي أن"

الموازنة لم تصل بعد إلى بر الأمان الحكومي، وإلى الأحد در في جلسة مسائية تحمل الرقم خمسة عشر، وربما تتوالى بعدها أرقام أخرى.

على أن جلسات هذا الأسبوع أقفل آخرها على استياء من المماطلة في إقرار الموازنة، في ظل تصرف البعض على نحو يوحي وكأنه هو أم الصبي من خلال طروحاته التي تستنزف الجلسات الحكومية، ولا سيما أن الكثير من هذه الطروحات قد تمت مقاربته في جلسات سابقة ولا داعي لإعادة فتح دفاتره مرة أخرى.

من رحم هذا الواقع، كان اليوم كلام حاسم لوزير المال: لن نقبل أن نضيع المزيد من الوقت في مناقشة الموازنة، فكل الكلام قيل، وعلينا أن ننتهي غدا، ولا مبرر لإطالة الوقت، إلا إذا كان هناك من يريد الذهاب إلى خفض الرواتب، وهذا ما لن نقبل به ولن نسير به.

ويضيف الوزير علي حسن خليل الذي اتفق مع رئيس الحكومة على ضرورة إنهاء النقاشات غدا: أنا مرتاح لموازنة سجلنا فيها خفضا مقبولا لنسبة العجز، ولا أحد يتحكم بتوقيت إصدارها سوى مصلحة البلد.

بعيدا من الموازنة، ينشغل اللبنانيون بتداعيات زلة اللسان التي تضمنت إساءة للبطريرك الراحل نصرالله صفير، والتي حركت القضاء، فتم توقيف رئيس الاتحاد العمالي العام بشارة الأسمر.

وبموازاة المسار القضائي، أعلن عدد من الاتحادات والأعضاء تعليق عضويتهم في الاتحاد العمالي، احتجاجا على ما صدر عن رئيسه.

وعلى مسار ملف ترسيم الحدود البحرية والبرية، يتوقع أن يعود إلى بيروت مساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأدنى ديفيد ساترفيلد، الذي كان قد انتقل إلى القدس المحتلة، إثر محادثات أجراها مع المسؤولين اللبنانيين.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المستقبل"

الكلام السفيه الذي تفوه به الدكتور بشارة الأسمر، رئيس الاتحاد العمالي العام وعضو مكتب المجلس الاقتصادي والاجتماعي، لاقى استنكارا شاملا من مختلف اللبنانيين. كما لاقى إجراءات قضائية تمثلت بتوقيف الأسمر بقرار من النائب العام التمييزي بالإنابة القاضي عماد قبلان، بعد الاستماع إلى إفادته؛ على أن تستكمل الإجراءات بعد غد الاثنين بالاستماع إلى الأشخاص الذين كانوا موجودين.

أما الموازنة، وبعد كلام رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري في افطار السراي أمس، فيتوقع أن يكون الأسبوع الطالع أسبوع إقرارها في الحكومة، وفي هذا الإطار رفض وزير المال علي حسن خليل تضييع المزيد من الوقت في مناقشة الموازنة، مشددا على ضرورة الانتهاء من دراستها غدا وإلا سيكون الأمر مكلفا على البلد والاستقرار.

أما إقليميا، وفي تطور بارز، فقد وافقت المملكة العربية السعودية ودول خليجية أخرى على طلب أميركي بإعادة نشر قواتها بمياه الخليج، فيما حذرت البحرين مواطنيها من السفر إلى العراق وإيران، وطالبت مواطنيها في البلدين بمغادرتهما فورا.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المنار"

تبتهل أن يحفظ لها الله أولادها الأربعة، الأم "جمالة" اليمنية لم تعلم أن ""حمالة" الحطب في هذا العصر بنار حقدها قد خطفت فلذات أكبادها. ما أغنى عنها مالها، ما أغنى عنها نفطها وملياراتها، وما حبكت من مكائد وارتكبت من جرائم بحق أهل اليمن. وما تقرعه من طبول حرب جديدة في الخليج. ستصلى نار الخيبة، فأسيادها الأميركيون يتهيبون النزال نيابة عنها، وترامب ما زال ينتظر على أحر من الجمر أمام الهاتف اتصالا من الايرانيين، فالرئيس الأميركي، بحسب وسائل اعلام أميركية، يشعر بخيبة الأمل ازاء نهج الصقور في ادارته، بالدرجة الأولى جون بولتون ومايك بومبيو، ويبدي قلقا من أن تصرفاتهم قد تجر أميركا إلى حرب مع إيران، فيما الصهاينة الذين صبوا الزيت على النار بالتحريض على الجمهورية الاسلامية يلوذون بالصمت هذه الأيام، يتخوفون من أن يكونوا أول من يدفع الثمن الباهظ لأي مواجهة محتملة.

في لبنان، هل ينجو البلد من مواجهة بين الدولة والقطاعات المختلفة، على خلفية الموازنة. وزير المال يؤكد أن الجلسة الأخيرة ستعقد غدا لتحال بعدها إلى لجنة المال والموازنة. ونفى خليل في دردشة مع الاعلاميين كل ما يتم تداوله عن اقتطاع من رواتب ومكتسبات الموظفين في القطاع العام من موظفين وعسكريين وجامعيين وقضاة وغيرهم.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أو تي في"

بشارة الأسمر. اسم واحد صار بين ليلة وضحاها يختصر كل مصائب البلد. هكذا، وبأقل من ثلاثين ثانية، وضع رئيس الاتحاد العمالي العام نفسه في مواجهة مفتوحة مع الكنيسة، والقوى السياسية، وجميع اللبنانيين، وصولا إلى آخر ناشط على "فايسبوك" أو مغرد عبر "تويتر"، حيث احتدم السباق على اصدار بيانات الاستنكار، والادلاء بتصريحات الادانة، ليبلغ الأمر بالبعض حد نظم أشعار الهجاء بحق من استسهل الاستهزاء برأس الكنيسة المارونية الراحل، وبمفهوم القداسة، بكلمات يندى لها الجبين، ولا ينفع معها اعتذار.

الثابت حتى الآن أمر واحد: التحرك السريع للقضاء بمواكبة من وزير العدل البرت سرحان، الذي تابع الموضوع منذ البداية. أما الانطباع العام غير المثبت حتى اللحظة، فما يتداوله البعض عن أن مساعي استيعاب الصدمة قد بدأت، ومحاولات اللفلفة قد انطلقت، جريا على العادات السيئة السابقة، التي يسجل للعهد الحالي أنه وحده من أقدم على مواجهتها، وتجرأ على خرقها في أكثر من ملف.

وفي انتظار ما ستؤول إليه هذه القضية، كثيرون عادت بهم الذاكرة إلى موقف الأسمر وممارساته في ملف المولدات وغيره. لكن، الجميع- ومن دون أي استثناء- تذكروا في الساعات القليلة الماضية، سؤالا واحدا طرحه ذات يوم وزير الاقتصاد والتجارة السابق رائد خوري على رئيس الاتحاد العام، وبأكثر من صيغة: "عم تنزل عالشغل يا بشارة؟ عم تلتزم بالدوام يا بشارة؟ ليش ما عم توجه عالاهراء يا بشارة"؟.

وبما أن الأجوبة المطلوبة كثيرة، وقد تأخر صاحب العلاقة في تقديمها، فلا ضير ربما من اضافة سؤال أخير إليها، باسم جميع الناس، عسى الجواب يأتي هذه المرة، في غمرة التطورات المتسارعة: ليش بعد ما استقلت... يا بشارة؟. ألم تقرأ حتى بيان المكتب الاعلامي في الصرح البطريركي الذي صدر هذا المساء؟، فالبيان أيد بكل وضوح ردات الفعل الرسمية والشعبية، ومن بينها الصادرة عن المؤسسات البطريركية والرابطة المارونية التي قابلت هذا التصرف اللامسؤول بالبيانات المطالبة بالاستقالة والمقاضاة، ونوه بتحرك النيابة العامة الفوري.

وفي كل حال، خلص بيان بكركي إلى القول إن الكلام الذي صدر يفقد صاحبه حكما الأهلية للإضطلاع بمسؤولية تتعلق بالشأن العام، ويلزمه بالاعتذار من روح المثلث الرحمة البطريرك صفير ومن جميع اللبنانيين الذين أساء إليهم بكلامه، ولو أن أبواب المغفرة تبقى مفتوحة دائما أمام كل تائب، فإن أبواب الصرح البطريركي ستبقى مقفلة أمامه إلى حين تكفيره وتعويضه عن خطيئته بما يحفظ قدسية وفاة البطريرك الكبير وكرامة اللبنانيين.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أم تي في"

بشارة الأسمر: استقل، الإعتذار لا يكفي، كذلك التوقيف. فاعتذارك لا يقنع أحدا لأنك ما كنت لتعتذر عن اهانتك البطريرك صفير، لولا الضجة التي أثيرت، ولولا خوفك على منصبك وربما على سلامتك. أما التوقيف فتدبير قضائي لا بد منه إنطلاقا من أحكام القانون.

استقالتك أكثر من ضرورية يا بشارة الأسمر، فأنت في ما فعلت ارتكبت جريمة موصوفة ومكشوفة بحق ثلاثة، فالعمال الذين انتخبوك وهم شرفاء لا يقحمون التعابير اللاأخلاقية التي استعملتها في شؤون الدين. كذلك أخطأت بحق المسيحيين عبر اهانتك مفهوم القداسة وتحويله إلى وسيلة لتمرير نكتك الثقيلة والسمجة. وأخيرا أخطأت بحق لبنان لأن البطريرك صفير ليس بطريرك الموارنة فحسب، بل بطريرك الوطن والاستقلال. لهذا كله نقول لك مرة جديدة: بشارة الأسمر استقل واجعل الناس ينسون أنك كنت في يوم من الأيام مسؤولا عن قيادة العمال، فيما أنت عاجز حتى عن حل أزمتك ومشاكلك الخاصة.

بشارة الأسمر "ما حدا رح يوقف معك"، فالعجز الجسدي الذي أعلنته نم أيضا عن عجزك الأخلاقي. إن لسانك الملطخ بالبشاعة لم يسمح لك بالترحم على رأس كنيسة أنت منها، فانزلقت إلى رذيلة فكرية بشعة تشبهك قلبا وقالب، من شعر رأسك المفقود الذي تحاول استعادته إلى أخمص القدمين اللتين لم تعد تحملهما الأرض من شدة انتفاخك.

بشارة الأسمر أنت لم تكتف بأنك موظف غائب عن المرفأ، وفي رصيدك عدة انذارات من الوزراء المتعاقبين. وأنت لم تكتف بأنك صاحب ثروة لا نعرف مصدرها ما دمت عاجزا عن العمل وعن أمور أخرى أيضا، لذا قررت أن تتوج مسيرتك بكلام ينم عن حقيقة نفسيتك وعن قلة مسؤوليتك وعدم جدارتك.

وفي السياق لن ننسى زملاءك الضاحكين على نكتتك البذيئة، فهم بصفراويتهم شركاء في الجرم أيضا. وإذا كان بطريركنا العظيم أدار لهم الأيسر من عليائه، فنحن نصر على أن ندير لهم أصابع الاتهام، لأنهم شركاء لك في فعلتك السفيهة والمبتذلة.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أل بي سي آي"

عشر كلمات أو أكثر بقليل، تفوه بها رئيس الإتحاد العمالي العام بشارة الأسمر، بأسلوب استهزاء وسخرية، في حق البطريرك الماروني الراحل الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير، كانت كافية لإشعال قضية رأي عام، لم يكن في الإمكان إطفاؤها لأنها مست، بأسلوب مقزز، شخصية وطنية روحية، أجمع اللبنانيون، ونادرا ما يجمعون على شيئ، أجمعوا على كونها لعبت دورا وطنيا، وساهمت مساهمة فعالة في أكثر من إنجاز على مستوى الوطن.

البطريرك صفير كسرت الأعراف من أجله، ورفعه اللبنانيون إلى مستوى الأيقونة، على ما وصفه البطريرك الراعي، وجاء وداعه تاريخيا ليعطى الرجل حقه، وليدخل التاريخ من الباب العريض.

في هذه اللحظة، وعند هذا الشعور، جاء كلام بشارة الأسمر، الرجل الذي يفترض أن يكون ممثلا لشريحة واسعة من اللبنانيين، هي شريحة العمال، فكيف يمثلهم، وبأي منطق يتحدث باسمهم، وهو الذي يتحدث بأقذع العبارات وأكثرها سوقية؟.

بكل المقاييس لا يمكن تبرير ما قاله بشارة الأسمر، لا بالمقياس الأخلاقي ولا بالمقياس القانوني، فهل هكذا يتفوه من يفترض فيه أن يكون قدوة العمال؟.

ولأنه وصل إلى هذا الدرك، فقد كان من السهولة إدانة ما قاله، ومن الصعوبة، إلى درجة الإستحالة، إعطاؤه أسبابا تخفيفية، فكان الإستعجال في الخطوات القضائية التي أدت إلى توقيفه، وكان تلاحق المواقف التي دانت ما قاله، وأبرزها الموقف الذي صدر هذا المساء عن الصرح البطريركي الذي رأى أن كلام الأسمر يفقده حكما الأهلية للإضطلاع بمسؤولية تتعلق بالشأن العام.

الترقب غدا سيكون للجلسة الخامسة عشرة لمجلس الوزراء، لمتابعة البحث في موازنة عام 2019 التي شارفت منتصفها. موقفان بارزان عشية الجلسة: الأول لوزير المال علي حسن خليل الذي انتقد إطالة الوقت بالقول: "لن نقبل أن نضيع وقتا أكثر في مناقشة الموازنة، فكل الكلام قيل وعلينا أن ننتهي غدا وإلا سيكون الامر مكلفا على البلد والإستقرار". وعن خفض الرواتب قال: "هذا ما لن نقبل ولن نسير به".

الموقف الثاني للوزير جبران باسيل أدلى به قبل دردشة الوزير خليل، وقال فيه: "لم يعد في إمكاننا ان نعيش بموازنة من دون اقتصاد"، ليضيف: "حين نناقش نتهم بأننا نؤخر الموازنة".

بين هذين الموقفين، هل يتصاعد الدخان الأبيض للموازنة من السرايا غدا؟.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "الجديد"

على بعد يومين من وداع تاريخي، ورحيل متألق بحب الرعية، حقق البطريرك مار نصرالله بطرس صفير أولى المعجزات: فعلق إضراب العدليات، فتحت النيابات في عطلتها، وسجن بشارة الاسمر عقب رجم طاول اعتداءه على المقامات.

يوم "السبت الأسمر" بدأ منذ ليل الجمعة، عندما تحركت الدولة والأحزاب المعنية والكنيسة، وجرى إيقاظ القضاة من اعتكاف على الموازنة. ومن لم يتسن له استصدار بيان الإدانة ليلا، استلحق نفسه في وضح النهار.

لا جملة في كلام رئيس الاتحاد العمالي العام يمكن أن يتحد عليها، ومواقفه جاءت مخزية، محرجة، مدانة إلى كل صنوف وصف الأفعال الفاضحة، لكن الدولة بحاضرها وماضيها، هدمت الهيكل على رأس الصرح وسيده ذات حرب، وضمنا أولئك الذين تقدموا صفوف مراسم الجناز. وبشهادة من البطريرك الراعي في يوم الرحيل، فإن الكاردينال صفير لاقى إساءة معنوية وجسدية، وانطبقت عليه الآية الانجيلية "سينظرون إلى الذين طعنوه".

هو تذكير بالماضي، سجله سيد الكنيسة على الحضور، ولو اتبع الصوت والصورة لأعاد إلى أذهان الناس شريطا مصورا تبدو فيه "الرعية" تفتك بالبطريركية.

لا عزاء للأسمر. وأقواله ستدخل التاريخ من أسوأ سمعته، غير أن الطوباويين من أهل السياسة اليوم، قد دخلوا في مباراة تسجيل الموقف والمزايدات، وشعروا بالنصر لأنهم "قبضوا على فاعل" تسبب بأذية من نوع الخطيئة. ولو عاد صفير حيا، لما ترك أبواب المزايدات مفتوحة على مصارعة سياسية، ولاتبع خطى المسيح وهو الذي مشاها يوما على طريق مصالحة الجبل، وغفران آثام حرب قتلت ما قتلت. فعنوانه بعد الوفاة "مثلث رحمة"، وهو المتدرج في أيادي القديس البابا يوحنا بولس الثاني الذي زار من حاول اغتياله في السجن وعفا في لحظة إيمان.

لكن السياسيين وجدوا ضالتهم اليوم في شريط فيديو مسيئ يخدم المعركة في من يدافع أكثر، ومن يحق له أن يمثل المسيحيين أكثر في قارة لبنان العظيمة.

ومرة جديدة، ليس لبشارة الأسمر أي عذر، وإذا كانت هناك من محاكمات يستحقها فستكون على تطويعه الاتحاد العمالي العام خدمة للسياسيين، وعلى عدم تحويل هذا المحفل العمالي الكبير إلى أداة ضغط على السلطة لتحقيق مطالب الناس. أما كلامه عن الكارينال الراحل فتصنيفه في القضاء، وليس لأهل السياسة ممن يرتكب بعضهم رذائل يومية أن يحاضر اليوم في العفة.

 

أسرار الصحف الصادرة في بيروت صباح اليوم السبت 18 ايار 2019

النهار

مديرية التعليم العالي؟ .

علمت "النهار" أن مجلس الخدمة المدنية، لم يوافق على تجديد انتداب ثلاثة معلمين للعمل في المديرية العامة للتعليم العالي فيما يستمر تعليق عمل المدير العام بعد اطلاقه بكفالة واتهامه بالمشاركة في تزوير شهادات جامعيّة، ما يطرح السؤال عن آليّة العمل في تلك المديرية المحدودة الكادر الوظيفي.

صراع من يحسمه ...

يستمر الصراع ما بين المصلحة الوطنيّة لنهر الليطاني ومعامل "ماستر شيبس" للنائب ميشال ضاهر من دون وجود جهة تحسم الموقف وتظهر الحقيقة.

إنتخابات فرعية ...

تجري الاثنين انتخابات مجلس التعليم العالي لملء الفراغ الذي حصل بسجن أحد رؤساء الجامعات الخاصة وسقوط عضويته.

البناء

توقعت مصادر اقتصادية ظهور تفاهمات نفطية توافقية قبل نهاية مهلة الستين يوماً التي حدّدتها إيران تضمن بموجبها الصين شراء مليون برميل من النفط الإيراني يومياً وشراء روسيا بواسطة شركات إعادة بيع للسوق الأوروبية نصف مليون برميل يومياً، ما يضمن لإيران الحدّ الأدنى الذي يبقيها تحت مظلة التفاهم النووي وينهي التوتر في الخليج، وقالت المصادر إنه بالتوازي مع هذه التوقعات ستنشئ موسكو وبكين منصة تفاوض غير مباشرة بين طهران وواشنطن وأوروبا بصيغة مستوحاة من صيغة الخمسة زائد واحد لبحث المشاكل بين أطراف التفاهم بما في ذلك الإنسحاب الأميركي منه…

الجمهورية

يُردد مرجع بارز في مجالسه الخاصة أنه ليس مع تخفيض الرواتب إنما آخر الدواء هو الكيّ وذلك لعدم الإنهيار الكامل.

لاحظت أوساط سياسية أن نائبة تقوم بنشاطات إضافية رداً على ما أشيع عن عدم كفايتها وما يُحضّر لها مُجدداً للطعن بها.

اللواء

غمز

يلاحظ انضباط نيابي ووزاري من قبل الاعضاء المنضوين في الكتل الحاكمة، منعاً لتشويش او الخطأ..

همس

نصحت دولة كبرى نظيرتها الكبرى، أن حرباً إقليمياً أيّاً كانت حدودها من شأنها أن تطيح بفرصة الولاية الثانية لسيد البيت الأبيض.

لغز

تخوف جهات معنية من احداث توترات طائفية، اذا ما تفاقم الوضع الاقتصادي الاجتماعي في البلاد.

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

حزب الله والمصادر الخفية للقوة الإيرانية: الولاء الثقافي

سامي خليفة/المدن/19 أيار/2019 

رغم التصعيد الكبير الذي نشهده بين الولايات المتحدة وإيران، فإن المواجهة حالياً يمكن وصفها بمرحلة عض الأصابع، التي لن تتدحرج لحربٍ شاملة. فالرئيس الأميركي دونالد ترامب يريد حصراً تغيير سلوك النظام الإيراني، بينما تشعر إيران بأنها محمية من قبل شبكاتها الواسعة في لبنان والعراق واليمن، للرد على مصاعب الوضع الداخلي.

قصة قديمة جديدة

تبدو الإدارة الأميركية واثقة، أقله حالياً، أن الأمور لن تخرج عن السيطرة عبر ردٍ إيراني مباشر. إلا أن أكثر ما يؤرقها هو استخدام طهران لحلفائها، وهو ما بدأ بالفعل مع استهداف الحوثيين  لمحطتي ضخ تابعتين لشركة أرامكو في منطقة العاصمة الرياض، والتخوف من انتقام مشابه للحشد الشعبي العراقي، ما دفع وزارة الخارجية الأميركية الطلب من "موظفي الحكومة غير الضروريين" في العراق الرحيل على الفور، والتحذير من حزب الله، الحليف الأقوى لطهران في المنطقة، عبر نشر وزارة الخارجية الأميركية مقطعاً مصوراً عن قواعد تدريب يقيمها الحرس الثوري الإيراني في البقاع، وزيارة مساعد وزير الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأوسط دايفيد ساترفيلد لبيروت، للتعبير عن عزم واشنطن تطويق النفوذ الايراني. عبر التاريخ المأزوم للعلاقة الأميركية- الإيرانية، لجأت إيران دائماً لوكلائها الإقليميين، للضغط على واشنطن. في عام 1982، احتجز حزب الله العشرات من الأميركيين كرهائن في بيروت. وفي عام 1983، كان الحزب مسؤولاً عن إرسال الانتحاريين إلى ثكنات المارينز الأميركية في بيروت، وقتل 241 من مشاة البحرية. وبعد أكثر من عقد من الزمن، في عام 1996، قام الحزب، حسب الاتهامات الأميركية، بتفجير شاحنة مفخخة وقتل تسعة عشر جندياً أميركياً في مجمع أبراج الخبر، في المملكة العربية السعودية.

تكاليفٌ باهظة

من الناحية التقليدية، فإن الجيش الإيراني النظامي، والحرس الثوري الإيراني الأكثر حداثة، لا يضاهيان القوات المسلحة الأميركية. والقلق يكمن هنا، حسب ما تشير مجلة "واشنطن إكزامينر" الأميركية، في التكاليف المرتبطة بالعمل العسكري، التي تفوق إلى حدٍ كبير كل الفوائد التي ستحصل عليها واشنطن.

عسكرياً، تمتلك  طهران، حسب المجلة، خيارات عديدة. إذ يمكن أن تنتقم من خلال أذرعها الإقليمية في لبنان وسوريا واليمن والعراق. وستكون طهران قادرة على استخدام كل أوراقها كشكل من أشكال الضغط. وفي مثل هذا السيناريو، فإن عشرات الآلاف من القوات الأميركية المتمركزة في الشرق الأوسط ستتعرض للمخاطر؛ وكلما زاد عدد القوات التي تنشرها الولايات المتحدة في المنطقة، كلما زادت أهداف إيران.

دعم مالي

من جهتها، أشارت مجلة  ''فوربس'' الأميركية أن إيران لم تطور قدراتها وقوتها الإقليمية لتدخل في صراع عسكري تقليدي. وبدلاً من ذلك، فإنها تضخ الأموال والأسلحة لوكلائها الإقليميين، بهدف توفير الرخاء العسكري والسياسي لهم. وكذلك تمكينهم من إبراز قوتهم إقليمياً ودولياً.

وعن مقدار الأموال، التي تضخها إيران في الدول المجاورة، تنقل المجلة الأميركية عن "مركز صوفان" الاستشاري للشؤون الأمنية، تدفقات التمويل إلى ست دول الشرق الأوسط، بحيث تتلقى سوريا الجزء الأكبر من تمويل طهران بقيمة 6 مليارات دولار من المساعدات الاقتصادية والنفط المدعوم ونقل السلع والمساعدات العسكرية، التي يتم إرسالها سنوياً. فيما يتم توفير ما يصل إلى مليار دولار سنوياً في العراق المجاور، يصل بعضها لأيدي الميليشيات. أما في لبنان، فُيقدر الدعم المالي للحزب بنحو 700 مليون دولار.

الولاء لا المال!

وتحت عنوان ''المصادر الخفية للقوة الإيرانية'' نشرت الباحثة نرجس باجوغلي تحقيقاً في مجلة ''فورين بوليسي'' الأميركية، عن قدرة إيران الكبيرة في السيطرة على أذرعها الإقليمية، وقد نقلت باجوغلي ما قاله لها عضو رفيع المستوى في الحرس الثوري الإيراني يُدعى علي، عندما سألته مؤخراً عن أحد الأهداف المعلنة لعقوبات إدارة ترامب ضد إيران، وأجابها "إن ما لا يفهمه الأميركيون هو أن الجماعات التي ندعمها في المنطقة ليست مرتزقة لدينا، يعتقد الأميركيون أن كل شيء يتعلق بالمال. إنهم يعتقدون أننا نشتري الولاء في المنطقة، لأن هذه هي الطريقة التي يشترون بها الولاء".

تشير باجوغلي أنه خلال العقد الذي أجرت فيه بحثاً مع منتجين ثقافيين في الحرس الثوري الإيراني، رأت تدفقاً مضطرداً من المخرجين الموالين لحزب الله والجماعات الشيعية والكردية العراقية عبر المراكز الثقافية للنظام في طهران. كان مهدي، وهو مخرج أفلام إيراني مؤيداً للنظام، يعيش في لبنان لإنتاج أفلام مع منتجي حزب الله الإعلاميين. وعندما زاروه في طهران، تحدثوا بطلاقة اللغة الفارسية وتجولوا في المدينة بسهولة مألوفة. وعلى الرغم من أن بحثها ركز على المنتجين الثقافيين، فقد رأت باجوغلي تدفقاً مماثلاً للبنانيين والعراقيين في الأذرع الاقتصادية والعسكرية للحرس الثوري الإيراني. ومن المؤكد، حسب باجوغلي، أن يستمر تدفق السلع والأفكار والأشخاص بين إيران وأذرعها وسط عقوبات الرئيس دونالد ترامب، والتي يسهلها طيف من المؤسسات التي لا تعتمد على استثمارات مالية ضخمة، بل على إقامة صداقات دائمة مع جميع الجهات، وعلى دوافع سياسية وأيديولوجية وثقافية متينة، ترتبط بمنظور البحث السياسي عن السيادة، وتجعل من وكلاء إيران في المنطقة سلاحاً لا يمكن الاستهانة به.

 

ربما ظُلم سعد الحريري

منير الربيع/المدن/السبت 18/05/2019

يوم أعلن الرئيس سعد الحريري، أن السياسة لا تطعم خبزاً، وأنه يجب التركيز على الاقتصاد، كان يعبّر عن حقيقة أصبحت كامنة في داخله، كرّستها تجربته السياسية في العام 2005. تلك القناعة التي وصل إليها رئيس تيار المستقبل، كلّفته الكثير، وعلى أكثر من صعيد. كلّفته مواجهات وخسارات متتالية، واستنزافاً مالياً، وإبعاداً عن السلطة لسنوات. وبما أن مبدأ تأسيس الحزب السياسي يفترض الوصول إلى السلطة، فإن ذاك "الابعاد" يوضع أيضاً في خانة الخسارات. وفي مرحلة ما بعد تبلور قناعته بـ"التسوية" وتطبيقها من خلال التنازلات التي قدّمها بانتخاب الرئيس ميشال عون، تكبد الحريري أيضاً المزيد من الخسائر الشعبية، والانتخابية، والسياسية على صعيد الحلفاء، ومن كانوا في صفوف 14 آذار. إضافة إلى خسارة بعض من الصلاحيات، كان على علم أن الدفاع عنها قد يكلفه المزيد من الخسائر، ففضّل التساهل.

خسائر مديدة

عشر سنوات من الخسائر اكتشف فيها الحريري خيانة السياسة له. ووجد نفسه بين خيارين: إما الاستمرار في التصعيد السياسي مقابل خسارة المكتسبات السلطوية والابتعاد عن المشهد، أو الذهاب إلى خيارات تسووية جديدة وكثيرة، تمحورت حول تقديم تنازلات تحافظ على الوجود والدور وتعزز المكتسبات، على قاعدة السير بواقعية، بمعزل عن الشعارات الكبيرة. يتعرّض الحريري للجلد، منذ سلوكه مسار التنازل بتسوية العام 2016. ورغم كون الانتقادات التي يتعرّض لها الرجل محقّة، إلا أن النظر بمنظور أوسع لواقع رئيس الحكومة، ومشاكله السياسية وغير السياسية، يوفر المبررات الملائمة لخياراته. فهو يتحمّل جزءاً من المسؤولية بالتأكيد، لكن لا يمكن تحميله أكثر مما لا طاقة له على تحمّله. شاءت السياسة أن يكون ابن محور ابتلى بالهزائم السياسية، أو بعدم وجود رؤى سياسية بعيدة المدى، تحفظ الدور والموقع والحلفاء. فكان في دفاعه عن نفسه وعن وجوده ودوره السياسي، ملزماً بتقديم المزيد من التنازلات، وإبرام التسويات، ولو كانت على حساب بعض الثوابت، أو الحلفاء القدامى كوليد جنبلاط وسمير جعجع، ومختلف مكونات قوى 14 آذار. لأنه يعتبر أن هؤلاء غير قادرين على تحقيق ما يريدونه ويريده الحريري سياسياً، ولهم جميعاً في تجربة انتخابات العام 2009 مثالاً، عندما حققوا انتصاراً ساحقاً في الانتخابات النيابية، لكنهم لم يتمكنوا من ترجمته في الحكم.

مراحل الانقلابات

هذه هي النسخة الجديدة من الحريري، التي أعلن عنها بلسانه:" الحريري 2018، غير الحريري 2008." هذه النسخة تقوم على أساس الحد من الخسائر، والحفاظ على الوجود، لا سيما أن تجربة المعاندة، قادته إلى منفى قسري بعد اسقاط حكومته في العام 2010، بالتالي لا يريد تكرار ذلك. ويعلم أن انتظار تغيّر موازين القوى لن يجدي نفعاً، لأن المسار بالنسبة إليه كان واضحاً، منذ النظرة السعودية المنقلبة على نفسها في العام 2009. "انقلاب" أدخله في لعبة السين سين، وسط افتقار كامل لأي رؤية سياسية قابلة لحمايته وحماية حلفائه. فسلّم الجميع لبشار الأسد مستندين على نظرية السعي لاستقطابه واخراجه من الحضن الإيراني، من دون الاستناد إلى حفظ خط الرجعة، أو احتساب عدم تحقيق المبتغى. وجد الحريري نفسه حينها متروكاً على قارعة الطريق، ما سهّل الانقلاب عليه، واسقاط حكومته. طوال فترة غيابه عن الحكم، كان الحريري مجرّداً من مقومات الصمود والبقاء السياسي. قُطع عنه الدعم المالي بشكل خانق، وعانى لسنوات في شركة سعودي أوجيه، التي كانت الرافد المالي الأساسي لجميع مؤسساته في لبنان بما فيها تيار المستقبل. وبعد أن استفحلت الأزمة المالية طوال السنوات التي سبقت العام 2016، اتخذ قراره الانقلابي بالسير بترشيح سليمان فرنجية ثم ميشال عون لرئاسة الجمهورية. وقد كان ملزماً بالسير في هذا الخيار للحفاظ على دوره السياسي، فكانت التسوية واضحة: عون للرئاسة والحريري لرئاسة الحكومة، مقابل التسليم لحزب الله بإدارة البلد سياسياً وأمنياً وعسكرياً. فحقق حزب الله ومن خلفه ايران الانتصار السياسي في لبنان، والذي سمح لهم بالادعاء أن بيروت أصبحت من بين العواصم العربية التي تخضع لسيطرة طهران.

الرهان على الأميركيين

لا يمكن تحميل هذه المسؤولية حصراً للحريري، بل إلى المحور الذي ينتمي إليه بكليته، والذي تلقى صفعة أكبر من صفعات الحريري، يوم توقيع الاتفاق النووي بين إيران والغرب. واليوم هناك خشية من تكرار تلك "التسوية"، التي هي عبارة عن مسار من غياب الخطة السياسية وتكريس الفراغ الذي تعمل إيران دوماً على تعبئته والتسلل من ثغراته. فقبل سقوط لبنان كاملاً في القبضة الإيرانية، كان قد سقط العراق، حيث تكاملت فيه الجهود الأميركية والايرانية بشكل غريب. وبعد العراق كان سقوط سوريا، وبعدها اليمن. وعليه، من الظلم تحميل سعد الحريري مسؤولية ما حصل في لبنان، رغم أنه يتحمّل بعضاً من المسؤولية بسبب الافتقاد لأي خطة سياسية، أدت إلى مراكمة الخسارات، تماماً كما هو حال افتقاد العرب لأي خطة سياسية لمواجهة النفوذ الإيراني، والاكتفاء بالرهان على الأميركيين الذين لا يتوانون عن توجيه الصفعات مرّة تلو الأخرى، وليس آخرها الضربات العسكرية التي طالت بعض دول الخليج، مقابل احجام الأميركيين عن أي ردة فعل. الرئيس الأميركي دونالد ترامب كان واضحاً في أيار العام 2016، حين قال إن بلاده لن تدافع عن حلفائها بل عليهم أن يدافعوا عن أنفسهم. قبل أيام من حصول عمليات التخريب بناقلات النفط وخطوط أرامكو، نُشر مقطع فيديو لترامب يتحدث فيه عن أنه يتلقى الأموال من المملكة العربية السعودية، ودول الخليج لقاء توفير الحماية لهم. فأين تلك الحماية بعد العمليات التي حصلت؟ المشكلة في مراكمة هذه الهزائم، تبقى في افتقاد أي مشروع سياسي، مقابل الرهان الكامل على الأميركيين، وهذه كانت أيضاً مصيبة قوى 14 آذار في لبنان.. بينما تتميز إيران في التأسيس لمشروعها، والعمل على تجميع أوراق القوة إلى أن تحين لحظة التفاوض والمساومة،والاستثمار السياسي.

الحريري بنسخته الجديدة

يوم اتخذت الإجراءات الخليجية العقابية المتشددة بحق لبنان في العام 2015، أيام حكومة الرئيس تمام سلام، تحت عنوان أن لبنان لم يستطع مواجهة حزب الله، والدولة لم تتمكن من منعه عن المشاركة في حروب المنطقة، ثمّة من استغرب في لبنان متسائلاً عن سبب تحميلهم المسؤولية، خصوصاً أن هذا البلد الصغير لن يكون قادراً على مواجهة إيران، وسط فشل العرب مجتمعين بذلك. وسقوط بيروت لم يكن إلا نتاج لمسار بدأ مع سقوط بغداد ودمشق وصنعاء. قد تكون اللحظة السياسية للعام 2015، التي أفضت إلى توقيع الاتفاق النووي بين إيران والغرب، أكثر ما ألهم الحريري على وجوب التعاطي بواقعية مع الواقع الجديد. وعرف الحريري أن الأمور ستذهب الى تعاون إيراني غربي، مهما مرّت العلاقة بالتصعيد أو الخلاف. عندها فقط ذهب الحريري إلى تلك التسوية، لعلمه أن مشروع مواجهة إيران قد انتهى، ولذلك تم تحييد الملفات الخلافية حول سلاح حزب الله، وغيرها من الأمور الخاضعة للتجاذب السياسي.

قرأ الحريري هذه التحولات باكراً. وغالباً ما دارت أسئلة في لبنان حول ذهابه بعيداً في التحالف مع عون وحزب الله، على حساب جنبلاط وجعجع. وغالباً ما كانت تتركز الأسئلة عن الموقف السعودي من تصرفات الحريري. لكن، لعله وحده يمتلك الجواب بأنه لن يكون لخياراته أي ردة فعل سعودية، فمضى في طريقه. وليس تشديد الرئيس الأميركي على الذهاب إلى حوار مع ايران بعد كل التصعيد، إلا خير دليل على ما يفكّر فيه الحريري، ويسعى إليه لحماية وجوده ودوره بواقعية، بعيداً من الشعارات السياسية. وهنا ربما يكون الحريري قد ظُلم.

 

باسيل يقود معركة المدارس الخاصة ضد الأساتذة والقانون

خضر حسان/المدن/السبت 18/05/2019

رفضت المدارس الخاصة، الإسلامية والمسيحية، تنفيذ القانون رقم 46 الذي أقر في العام 2017، والمتعلق بسلسلة الرتب والرواتب، والذي كان من المفترض أن يستفيد منه أساتذة التعليم الخاص، أسوة بزملائهم في التعليم الرسمي، انطلاقا من مبدأ وحدة التشريع في القطاعين العام والخاص. وحاولت المدارس الاستفادة من غطاء المؤسسات الدينية، كَونَ بعضها يتبع مباشرة لمؤسسات دينية، إلا أن الضغوط لم تفلح في تغيير القانون، لكنها نجحت في حماية المدارس التي لم تدفع السلسلة لأساتذتها، برغم رفعها للأقساط بحجة السلسلة، على مدى 5 سنوات متواصلة.

باسيل في الواجهة

التناغم الذي شهدته مواقف وزارة التربية وبكركي حول ضرورة إيجاد "حل" للنزاع بين الأساتذة والمدارس، أكّد أن المدارس والسلطة الدينية قادرة على تحدّي القانون، وأن الدولة بوزاراتها وأجهزتها الرقابية، غير قادرة على فرض تطبيق القانون. نام الملف قليلاً، وخَفَتَت حدّة النقاشات حوله، من دون إطفاء وهج المطالب، أو إسدال الستار عن القانون. لكن وزير الخارجية جبران باسيل، أصرّ على تحريك الرماد وإظهار الجمر الكامن تحته، عبر إعلان نيّته طرح مشروع على مجلس الوزراء، يتعلّق بفصل التشريع لمعلمي القطاع الخاص عن القطاع الرسمي. ما يعني بوضوح أن باسيل سيحمل لواء المدارس الخاصة والمؤسسات الدينية ليواجه قانوناً أقرّه مجلس النواب بعد سنوات من التشويه المتعمّد. الدعم الباسيلي يصبّ في خانة التأكيد على تحميل الدولة مسؤولية تشريع سلسلة الرتب والرواتب، وهو موقف المدارس الخاصة الذي عبّر عنه الأمين العام للمدارس الكاثوليكية الأب بطرس عازار، حين طالب المعلمين وأهالي الطلاب "بالوقوف مع المدرسة لمطالبة الدولة بأن تتحمل مسؤولياتها جراء تشريعها المتسرع والغامض، وبأن تؤمن تمويل فرق الزيادات المرتقبة على الأقساط تماشياً مع عدالة التشريع". وأيضاً، يعطي باسيل فرصة لمخالفي القانون، للاستمرار بمخالفتهم ريثما تتبنّى الحكومة موضوع فصل التشريع، ولاحقاً إقرار المسوّغ القانوني الذي يشرّع عدم إعطاء السلسلة لأساتذة التعليم الخاص.

الشعبوية مرفوضة

تسعى الحكومة إلى تجميل الواقع الاقتصادي والاجتماعي والسياسي قدر الإمكان، عن طريق إقرار موازنة للعام 2019، تحمل أكبر قدر من القرارات الإصلاحية. لكن هذا المسعى لا يتناسب مع الخطوط الحمراء التي رسمتها السلطة السياسية حول مصالحها، فكان الحل بالتوجّه نحو جيوب المواطنين. ومع ذلك، تجهَد السلطة في تورية القرارات غير المقبولة التي تتجه لإقرارها. وتتخذ التورية شكل المواقف الشعبوية التي تحاول استعطاف الناس وإيهامهم بأن هذا الحزب أو ذاك، يأبى فرض المزيد من القيود عليهم. وتارة أخرى، تحاول تلك الأحزاب استمالة المؤسسات الدينية وكبار التجّار. ولا يخرج قرار دعم المدارس الخاصة عن هذا التوجه، لأن تلك المدارس هي نتاج استثمارات تجّار ومؤسسات دينية، ما خلا بعض المدارس الصغيرة التي تعتبر استثمارا فردياً بسيطاً غير حزبي أو ديني. وفي السياق، رفَضَ النقيب السابق للمعلّمين في المدارس الخاصة نعمة محفوض، طرح باسيل، معتبراً أن الهدف منه "ليس تعزيز واردات الدولة، بل إرضاء بعض أصحاب المدارس الخاصة، وخاصة بعض رجال الكهنوت"، ومؤكداً أن أساتذة التعليم الخاص "ليسوا للمتاجرة بالسياسة، انهم منتجون ويكدحون من الفجر للنجر". ورأى أيضاً أن طرح باسيل يعني مكافأة المنتِج بالعقاب والحرمان من السلسلة، "وهذا هو الفساد بعينه أن تتاجر بلقمة أكل الناس للكسب الشعبوي".

إضراب الأساتذة

تأكيداً على وحدة المسار بين التعليم في القطاعين العام والخاص، دعا محفوض إلى المشاركة في الإضراب الذي سينفّذه الأساتذة يوم الإثنين في 20 أيار. وتوجّه إلى باسيل بالقول "لا يا معالي الوزير لن نسمح لك ولا لغيرك بالمس بحقوق ومكتسبات عمرها أكثر من 50 سنة. لن تبقى مدرسة فاتحة أبوابها إذا أقر هذا المشروع".  علماً أن رابطة أساتذة التعليم المهني والتقني الرسمي ورابطة أساتذة التعليم الثانوي وهيئة التنسيق النقابية، دعت إلى الإضراب رفضاً للمس بحقوق الأساتذة. وأكدت هيئة التنسيق في بيان لها يوم السبت 18 أيار، أنها لن تسمح بسقوط حقوق الأساتذة على أيدي "أهل الحكم والسياسة، الذين توسمنا فيكم أن تكونوا سنداً لنا حين انتخبناكم، فإذا بكم تنقلبون علينا وتتنكرون لحقوقنا".

 

تزوير الشهادات الجامعية: الجمال خارج الخدمة.. وتحقيقات إضافية

حسين مهدي/المدن/السبت 18/05/2019

لم يسمح وزير التربية والتعليم العالي أكرم شهيب لمدير عام التعليم العالي أحمد الجمّال أن يستأنف عمله في الوزارة، بعد خروجه بكفالة مالية قدرها مليون ونصف المليون ليرة لبنانية في 14 أيار، بعد توقيف استمر حوالى الشهرين، على خلفية تقاضي رشاوى في قضية بيع الشهادات الجامعية المزورة، وأوقف رهن التحقيق من قبل مدعي العام الاستئنافي في الجنوب رهيف رمضان. واللافت أنّ شهيّب، وفي يوم اخلاء سبيل الجمال، أصدر قراراً منحه فيه جميع الإجازات الإدارية المتراكمة، كي يستفيد منها بدءا من تاريخ 15 أيار، على أن لا يستأنف عمله في الوزارة عند انتهائها، إلّا في حال البتّ نهائيا بملاحقته القضائية بقرار يُعلن فيه براءته من التهم التي نُسبت إليه غداة توقيفه.

الحفاظ على سيرورة العمل

في موازاة الإجراءات بحق الجمال، وحفاظا على سيرورة العمل في المديرية العامة للتعليم العالي  كلّف شهيب إحدى الموظفات في الوزارة التوقيع على مصادقة الإفادات والشهادات التي كان الجمّال مكلف بها. وأرسل كتابا إلى وزارة الخارجية والمغتربين وأبلغها بهذا التكليف، طالبا منها تبليغ مضمون الإجراء إلى السفارات والبعثات الديبلوماسية المعنية لأخذ العلم، بغية اعتماد السفارات المصادقة في شكلها الجديد، للتدقيق في الوثائق التي تُقدّم إليها. ولفت إلى أن إعادة العمل بهذه المصادقات سيبدأ اعتباراً من صباح يوم الخميس المقبل. علماً أن الإفادات الجامعية التي كان يحصل عليها مقدّمها في اليوم نفسه لتقديم الطلب، باتت تستغرق يومين على الأقل.

التوسّع في التحقيق

لم يكن الجمال المتهم الوحيد في الملف، وكان القاضي رمضان قد حصل على إذن من الوزير شهيّب للتحقيق مع عدد من موظفي وزارة التربية، من بينهم أمين سر لجنة المعادلات عبد المولى شهاب الدين، وأمينة سر لجنة المصادقات هند رزق. وقد أخلي سبيلهم بسندات إقامة. كما تم توقيف بعض الأساتذة والإداريين في جامعة صيدون الذين تورّطوا في الملف نفسه. علماً أن مجلس التعليم العالي قد اتخذ العام الماضي اجراءات بحق معهد صيدون، ومنعه من تسجيل طلاب جدد ورفع توصية بإلغاء ترخيصه، وذلك بسبب عدد من التجاوزات المرتكبة من قبل المعهد الجامعي.

وسيمثل الجمال أمام قاضي التحقيق في 27 من الشهر الجاري للتحقيق معه مجددا، وعلمت "المدن" من مصادر قضائية أنه سيتم التوسع في التحقيق ليشمل ملف الشهادات المزوّرة التي حصل عليها عسكريون ورتباء  بهدف نيلهم ترقيات داخل المؤسسة العسكرية، وهي القضية التي أوقف بسببها شقيق الجماّل وآخرون في وقت سابق. ولفتت المصادر إلى أنه تم التحقيق مع عدد من المسؤولين عن فروع في الجامعة اللبنانية الفرنسية، والجامعة الأميركية للثقافة والتعليم في الملف عينه.

 

بمن ستطيح انتفاضة "القطاع العام"؟

المركزية/18 أيار/2019/على رغم الهزة التي اصابت الاتحاد العمالي العام جراء الكلام غير الموزون الذي يعبّر عن خفّة ما بعدها خفة لرئيسه بشارة الاسمر، وفي انتظار ما سيحمله مطلع الأسبوع المقبل من تحركات على مستوى موظفي القطاع العام والمتقاعدين العسكريين والمدنيين وقطاعات أخرى كثيرة إذا ما انضم موظفو المؤسسات العامة المستقلة الى الإضراب، فإن صفحة جديدة مليئة بالمفاجآت قد تفتح في وجه الحكومة التي عجزت على مر جلساتها الاربع عشرة التي خصصت للبحث في مشروع قانون الموازنة العامة للعام 2019 عن اقرارها بالصيغة النهائية. مرد هذه التوقعات، توغّل الحكومة في مناقشة ابواب كانت قذفتها الى آخر الجلسات، بعدما شكلت اولى خطواتها في هذا الاتجاه والتي استهدفت مصرف لبنان والضمان الإجتماعي وبعض المؤسسات الاخرى ، بعد المتقاعدين العسكريين الذين واجهوا بردات فعل سلبية في الشارع، تهديدا مباشرا وجدياً لمسار العمل في المؤسسات المالية الكبرى والصحية والإجتماعية عدا عن اعتبار الحراك الذي قاده المتقاعدون وكأنه بالإنابة عن العسكريين الذين ما زالوا في الخدمة الفعلية. في هذا الإطار، تكشف مصادر وزارية مطلعة لـ "المركزية" ان على رغم مباشرة البحث في سلسلة المقترحات التي قدمها وزير الخارجية جبران باسيل في الإجتماعات الأخيرة للحكومة، فانهم لم يفهموا بعد ما الذي أراده منها. فالحديث عن بعض الأبواب التي طرقها طرح باسيل الجديد كان قد اقفل اكثر من مرة. وقد تعهد رئيس الجمهورية امام المتقاعدين العسكريين بعدم المس بأبسط حقوقهم، ومعه رئيسا المجلس النيابي والحكومة اللذان طمأنا مصرف لبنان بأن الدخول الى حرمه ونظامه الداخلي وخصوصياته لن يحصل وان السعي الى استعادة حقوق الضمان الإجتماعي لن يتوقف، وكل ما يجري في الجلسات الأخيرة للحكومة ينسف كل هذه التعهدات. لذلك سأل احد الوزراء الذي سجل امتعاضا من اعادة البحث بسلسلة رواتب الموظفين: من يدير الحكومة، نود ان نعرف ؟!.

وتعتبر المصادر ان الرئيس الحريري سبق الوزراء في شكواه من المماطلة في مناقشات الموازنة، لكنه لم يعبر عن ذلك الا في إشارتيه في الخطابين الأخيرين في حفلي افطار العائلات البيروتية ورئاسة الحكومة بما قد تؤدي الى بق البحصة في وقت قريب. فهو والى رفضه المماطلة، عبر عن الغضب بأنه لن يسمح بان تضيع الفرصة هذه المرة، وان البت بالإصلاحات المطلوبة التي تقود لبنان الى بلوغ مليارات "سيدر" الأحد عشر، بات امرا واقعا وفق البرامج الموضوعة لها. وعليه تقول المصادر الوزارية ان وفي حال لم يتغير اسلوب العمل في الجلسات الوزارية فقد تمتد المناقشات الى ما لا نهاية، وان الأمور لن تقف عند البت بها في الحكومة بقدر ما ستلقي الطروحات الجديدة من مسؤولية اكبر على مجلس النواب الذي سيدرس مشروع الحكومة على وقع التحركات الإحتجاجية للموظفين الذين وان بلغت "الموسى" رقاب رواتبهم لن يبقوا بمنأى عن كل مظاهر الإحتجاج. فهم يراهنون بأن المجلس النيابي، على رغم احتضانه الكتل النيابية المتحكمة بالحكومة سيكون ارحم وسيعيد النظر بالكثير مما هو مطروح من مكتسبات، طالت السنوات لتحصيلها. امام هذه الصورة الحافلة بالتناقضات ثمة من لا يزال يعطي الأهمية الى عملية توزيع أدوار نسجت بدقة بين المسؤولين، اطراف ما يسمى بالتسوية السياسية، وتقول المصادر في السياق، ان الأخطر هو ان الحكومة التي لم تضمن الى اليوم الحد الأدنى من التضامن بين مكوناتها في القرارات الكبرى، ما زالت منقسمة بين رؤيتين للموازنة، وان في قدرة كل طرف الدفاع عن وجهة نظره بقوة وهو ما يقود الى انقسام عمودي بين اهل السلطة تزيد منه الإستحقاقات الإقليمية والدولية الضاغطة على لبنان حدة وخطورة. فكل ما يجري في المنطقة يترك انعكاساته على لبنان، وما على اللبنانيين سوى اقفال ابواب الداخل امام رياح الخارج وهو أمر غير متاح الى اليوم على ما يبدو.

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

واشنطن تحذر شركات الطيران من الرحلات فوق الخليج

روسيا اليوم/السبت 18 أيار 2019/حذرت الولايات المتحدة شركات الطيران المدني التي تنفذ رحلات في منطقة الخليج من زيادة المخاطر التي تواجهها طائراتها نتيجة لتصعيد التوتر في المنطقة. وأفادت وكالة "أسوشيتد برس" بأن إدارة الطيران الفدرالية الأميركية سلمت اليوم السبت إلى الدبلوماسيين الأميركيين في الكويت والإمارات بيانا تنبيهيا مؤرخا يوم الخميس الماضي، حذرت فيه شركات الطيران من زيادة المخاطر خلال رحلاتها فوق الخليج العربي وخليج عمان، وأكدت ضرورة أن تكون جميع الطائرات المتواجدة في أجواء المنطقة على دراية بشأن "تكثيف الأنشطة العسكرية وتصعيد التوتر السياسي". وينص البيان على أن هذه الظروف تشكل خطر "سوء التقدير والتعرف الخاطئ" على الطائرات المدنية خلال تحليقها في أجواء المنطقة، محذرا أيضا من إمكانية أن تواجه تلك الطائرات مشاكل في عمل أجهزة الملاحة والاتصالات "دون إبلاغ مسبق تقريبا أو دونه إطلاقا". ورجحت "أسوشيتد برس" أن واشنطن أصدرت هذا التحذير آخذة بعين الاعتبار الحادثة المأساوية التي وقعت قبل 30 عاما في الخليج، حينما أسقطت سفينة حربية أميركية بالخطأ طائرة ركاب مدنية تابعة لشركة "إيران آير" بسبب اعتقادها الخاطئ بأنها مقاتلة "إف-14"، ما أودى بأرواح جميع الأشخاص الـ290 الذين كانوا على متن الطائرة. وتحولت منطقة الخليج إلى مركز ضخم للرحلات من وإلى الشرق والغرب، وفيها مقرات شركات الطيران الكبيرة مثل "طيران الإمارات" و"الاتحاد للطيران" و"الخطوط الجوية القطرية".

 

ترمب ينفي وجود خلاف مع مساعديه بشأن إيران

واشنطن: «الشرق الأوسط أونلاين/السبت 18 أيار 2019/نفى الرئيس الأميركي دونالد ترمب وجود خلاف مع مستشاريه للسياسة الخارجية بشأن إيران، وأدلى ببيانات تأييد خاصة لمستشار الأمن القومي جون بولتون ووزير الخارجية مايك بومبيو. ووصف ترمب تقارير إخبارية ذكرت أنه شعر بغضب من مستشاريه وأنه عبر في اجتماعات غير رسمية عن مخاوفه بأنهم يحاولون توجيهه لخوض حرب مع إيران بأنها «هراء». وكان مسؤولون أميركيون قد قالوا، أول من أمس (الخميس) إن ترمب أبلغ مستشاريه، ومنهم القائم بأعمال وزير الدفاع باتريك شاناهان بأنه لا يريد الدخول في حرب مع إيران. ورد ترمب: «التقارير الإخبارية توجه رسائل بأنني غاضب من فريقي. إنني لا أشعر بغضب من أعضاء فريقي. وأتخذ قراراتي. مايك بومبيو يؤدي مهمة جليلة، وبولتون يؤدي مهمة جليلة». وساهم إلى حد ما تعهد ترمب بالابتعاد عن الصراعات الخارجية في فوزه بالانتخابات الرئاسية في عام 2016، لكنه أوضح أيضاً بأنه سيقوم بما يلزم لحماية المصالح الأميركية في الخارج. ويشتهر بولتون منذ فترة طويلة بأنه من الصقور في الإدارة الأميركية، وأنه يؤمن بضرورة تشدد بلاده مع إيران، ويتخذ موقفاً متشدداً داخل الإدارة منذ انضمامه لها قبل أكثر من عام.

 

موافقة خليجية على إعادة انتشار القوات الأميركية

مصادر لـ«الشرق الأوسط»: الخطوة لردع إيران وليست للحرب... واتصالات لقمة عربية تسبق «الإسلامية» في مكة

لندن - القاهرة/السبت 18 أيار 2019/وافقت السعودية وعدد من دول مجلس التعاون الخليجي على طلب من الولايات المتحدة لإعادة انتشار قواتها العسكرية في مياه الخليج العربي، وعلى أراضي دول خليجية، حسبما كشفت مصادر خليجية مطلعة لـ«الشرق الأوسط». وقالت المصادر إن الموافقة جاءت بناء على اتفاقات ثنائية بين الولايات المتحدة من جهة، ودول خليجية من جهة أخرى؛ حيث يهدف الاتفاق الخليجي - الأميركي إلى ردع إيران عن أي اعتداءات محتملة قد تصدر منها، بفعل سلوكياتها المزعزعة لأمن المنطقة واستقرارها. وأكدت المصادر ذاتها أن الدافع الأول لإعادة انتشار القوات الأميركية في دول الخليج هو القيام بعمل مشترك بين واشنطن والعواصم الخليجية، لردع إيران عن أي محاولة لتصعيد الموقف عسكرياً ومهاجمة دول الخليج أو مصالح الولايات المتحدة في المنطقة، وليس الدخول في حرب معها. إلى ذلك، كشفت مصادر دبلوماسية عربية عن «اتصالات مكثفة تجري حالياً بين عدد من العواصم العربية من أجل التجهيز لعقد قمة عربية محدودة على هامش القمة الإسلامية التي تشهدها مكة المكرمة في العشر الأواخر من شهر رمضان». وقالت المصادر التي تحدثت إلى «الشرق الأوسط» بشرط عدم الإفصاح عنها، إن «هذه القمة في حال عقدها ستضم عدداً من الدول العربية التي سيحضر قادتها القمة الإسلامية، والتي تجمعها مبادئ ورؤى منسجمة حيال التطورات الإقليمية والدولية».

 

 واشنطن تدعو لتوخي الحذر في المجال الجوي فوق الخليج في ظل تصاعد التوتر مع طهران

واشنطن: «الشرق الأوسط أونلاين»/السبت 18 أيار 2019/أصدرت إدارة الطيران الاتحادية الأميركية تحذيراً للخطوط الجوية التجارية في الولايات المتحدة تنصح فيه بتوخي الحذر أثناء تحليق الطائرات فوق مياه الخليج العربي وخليج عمان، مع استمرار تصاعد التوتر بين واشنطن وطهران. وقالت الإدارة في التحذير الذي أصدرته يوم الخميس الماضي، ونشرته مساء أمس (الجمعة) إن الخطوة تأتي وسط «تزايد في الأنشطة العسكرية والتوترات السياسية في المنطقة، مما يشكّل خطراً متزايداً على عمليات الطيران المدني الأميركية بسبب احتمالات مثل إساءة التقدير أو اللبس في تمييز هوية الطائرات». وتزايد التوتر في الأيام القليلة الماضية بسبب مخاوف من اندلاع صراع أميركي - إيراني. وسحبت الولايات المتحدة الأسبوع الماضي عدداً من دبلوماسييها من سفارتها في بغداد بعد هجمات تخريبية تعرضت لها 4 ناقلات للنفط في المياه الإقليمية للإمارات، مطلع الأسبوع الماضي، اتهمت فيها واشنطن إيران أو وكلاءها في المنطقة.

 

ترمب: أمر جيد للغاية أن إيران لا تعرف بما تفكر فيه واشنطن

واشنطن: هبة القدسي/الشرق الأوسط/السبت 18 أيار 2019/ انتقد الرئيس دونالد ترمب وسائل الإعلام الأميركية في تغطيتها التي وصفها بـ«الاحتيالية» و«غير الدقيقة» للأزمة مع إيران، في ظل تصاعد كبير للتوتر في منطقة الخليج. وقال ترمب صباح الجمعة عبر حسابه على «تويتر» إن «الأخبار المزيفة تضر بلادنا من خلال تغطيتها الاحتيالية وغير الدقيقة لإيران»، مشيراً إلى أن التقارير المنشورة عن الخطوات الأميركية ضد إيران لم تستند إلى مصادر واعتبرها ملفقة وخطيرة. لكنه رأى أن الجانب الإيجابي في ذلك هو أن إيران لا تعرف بما تفكر فيه الولايات المتحدة. وقال: «في هذه النقطة ربما يعدّ ذلك شيئاً جيداً للغاية». وسبق أن غرّد ترمب يوم الأربعاء مشيراً إلى رغبة إيران في التحدث إليه في وقت قريب. وجاء كلام ترمب في وقت نقلت فيه «رويترز» عن مسؤول كبير في الإدارة الأميركية أن الولايات المتحدة في انتظار تواصل إيران، لكنها لم يصل إليها أي رسائل منها بعد تشير إلى استعدادها قبول مقترحات الرئيس الأميركي بعقد محادثات مباشرة. وأضاف المسؤول لمجموعة صغيرة من الصحافيين: «نعتقد أن علينا تخفيض التصعيد والدخول في مفاوضات». وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، أمس، إن الولايات المتحدة تأخذ على محمل الجد الانتهاكات المزعومة للعقوبات الإيرانية وستتخذ إجراء إذا لزم الأمر. وجاء ذلك رداً على سؤال بشأن ناقلة تقوم بتفريغ زيت وقود إيراني في ميناء صيني. وكانت «رويترز» ذكرت الخميس، أن ناقلة تحمل نحو 130 ألف طن من زيت الوقود الإيراني أفرغت شحنتها في صهاريج للتخزين بالقرب من مدينة تشوشان الصينية. وقال المتحدث في رد عبر البريد الإلكتروني: «الولايات المتحدة تأخذ كل الأنشطة التي تستوجب العقوبات بجدية وستتخذ إجراءات مناسبة. نحن ملتزمون بفرض عقوباتنا خصوصاً تلك المرتبطة بقطاعي النفط والبتروكيماويات الإيراني». وقال إن الوزارة على علم بتقرير محدد عن ناقلة لكنه رفض التعليق عليه. في غضون ذلك، أعلن مسؤولون عسكريون في وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، أمس، أن المدمرتين «يو أي أي ماكفول» و«كونزاليز» وصلتا إلى مضيق هرمز. وأوضحوا أن نشر المدمرتين مع سفن شحن وذخيرة في منطقة عمليات الأسطول الخامس الأميركي، مساء الخميس، تم دون أي «مضايقات»، في إشارة إلى زوارق «فيلق القدس» و«الحرس الثوري» الإيراني في مياه الخليج. وتنضم هذه السفن إلى قطع عسكرية أخرى أبرزها حاملة الطائرات «أبراهام لينكولن». وأشار مسؤولو «البنتاغون» إلى نقل سفينة الشحن البرمائية «يو أي أي ارلينغتون» وبطارية صواريخ أرض - جو من طراز «باتريوت» إلى منطقة الشرق الأوسط أيضاً.

وقال مسؤول بوزارة الدفاع للصحافيين صباح أمس (الجمعة)، إن عبور المدمرتين مضيق هرمز يُعد أهدأ عبور شهدته المعدات العسكرية الأميركية منذ وقت طويل، في إشارة إلى خطوات مستمرة للجانب الأميركي لتعزيز الوجود العسكري في المنطقة رغم التصريحات العلنية من واشنطن وطهران برغبتهما في تجنب شن صدام عسكري. وتتزايد مستويات التوتر في الخليج بسبب التحركات العسكرية الأميركية والتصريحات الإيرانية التي هددت بضرب السفن الأميركية في الخليج العربي بصواريخ قصيرة المدى.

وأفاد مسؤولون بوزارة الدفاع بأن «البنتاغون» سيفرج عن صور استخباراتية تؤكد أن الإيرانيين نشروا زوارق تحمل الصواريخ في مياه الخليج العربي. وقال مسؤول عسكري إن التهديدات الإيرانية تشمل نقل الصواريخ البرية إلى مواقع لإطلاق النار على القوات الأميركية في العراق مع وجود طائرات من دون طيار قد تستهدف أو تهاجم مواقع لقوات أميركية أو أصول أميركية في المنطقة. وأشار محللون إلى تقارير متضاربة حول الموقف الأميركي من إيران ومؤشرات إلى وجود خلافات داخل إدارة ترمب. وأشارت تلك التقارير إلى أن مستشار الأمن القومي جون بولتون يضغط بقوة لضرب إيران لكن آخرين في الإدارة يقاومون هذا التوجه. كما تسربت أنباء عن توجه إدارة ترمب إلى فرض مزيد من الضغوط الاقتصادية لإجبار طهران على قبول قيود أكثر صرامة على برامجها النووية والصاروخية وتقييد دعمها للوكلاء والميليشيات العسكرية في كل من العراق ولبنان واليمن. وقال مارك دوبويتز الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات» في واشنطن، «إن الرئيس ترمب يتبع سياسة ذكية في السماح للمستشارين بلعب الأدوار التي يلعبونها بما يساعده في وضع جدول للمفاوضات، ولكن في النهاية يعود الأمر إلى قدرته في الإشراف على التفاوض والقيام بذلك بحكمة». وتشكل إيران تحدياً لإدارة ترمب لأن المواجهة العسكرية مع إيران تعني تراجعه عن تعهداته السابقة بإبعاد الولايات المتحدة عن الصراعات العسكرية الأجنبية وتعهداته بإعادة الجنود الأميركيين إلى الوطن.

وفي الكونغرس، عُقد اجتماع مغلق مساء الخميس بين قادة الحزبين الجمهوري والديمقراطي ورؤساء اللجان بالكونغرس مع مسؤولي إدارة الرئيس ترمب حول الوضع الملتهب في الشرق الأوسط والتهديدات الإيرانية والتحركات العسكرية الأميركية. وأوضح كل من دانيال كوتس مدير الاستخبارات الوطنية، والجنرال بول ناكاسوني الذي يرأس وكالة الأمن القومي والقيادة الإلكترونية الأميركية، تفاصيل استخباراتية خاصة لمجموعة الثمانية - أو ما يطلق عليه «عصابة الثمانية» التي تضم كبار الجمهوريين والديمقراطيين في مجلسي الشيوخ والنواب ورؤساء لجنة الاستخبارات في المجلسين. وبعد الإفادة المغلقة أبدى كثير من المشرّعين من أعضاء الحزبين قلقاً متزايداً بشأن التطورات في الخليج، متخوفين من أن الرئيس ترمب قد يندفع إلى حرب مع إيران. وشدد مشرعون على رغبتهم في الحصول على مزيد من المعلومات.

واتفق المسؤولون بإدارة ترمب على عقد جلسات إحاطة مغلقة متعددة تشارك فيها جينا هاسبل رئيسة وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي إيه)، والجنرال جوزيف دانفورد رئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة، إضافة إلى عقد جلسة أمام كامل أعضاء مجلس الشيوخ يوم الثلاثاء المقبل، يفترض أن يقدم فيها كل من وزير الخارجية مايك بومبيو والقائم بأعمال وزير الدفاع بالوكالة باتريك شاناهان وأيضاً رئيس هيئة الأركان جوزيف دانفورد إفادات حول التوجهات الأميركية تجاه التهديدات الإيرانية. وفي أعقاب الإحاطة في الجلسة المغلقة السرية مساء الخميس، شدد السيناتور الديمقراطي مارك وارنر على ضرورة حصول المشرعين الأميركيين على مزيد من المعلومات، فيما قال النائب الجمهوري ماك ثونبيري بلجنة القوات المسلحة بمجلس النواب إنه مقتنع أن المعلومات الاستخباراتية والتحذيرات التي أطلقتها أجهزة الاستخبارات الأميركية المختلفة تثير قلقاً أكبر من أن ما يحدث من نشاط يتجاوز المضايقات الإيرانية المعتادة في منطقة الخليج العربي والمنطقة المحيطة به. وأضاف: «لا أعتقد أن ما تقوم به إيران يعد أنشطة معتادة. إن ما يحدث يسبب قلقاً أكبر ويطرح سؤالاً: لماذا تفعل إيران ذلك؟». وقال النائب الجمهوري آدم شيف إنه رغم أهمية الإحاطات التي تقدمها الإدارة فإنها في بعض الأحيان تكون أقل إفادة، حيث يتم عقد الإحاطات لـ«عصابة الثمانية» فقط في جلسات سرية، وبالتالي يُمنع على أعضائها تبادل هذه المعلومات السرية التي يتلقونها من المسؤولين مع المشرعين الآخرين. ورفضت نانسي بيلوسي رئيسة مجلس النواب الرد على أسئلة الصحافيين عما إذا كانت راضية عما قُدّم في تلك الإحاطة السرية. واكتفت بيلوسي بالقول إن إحاطة قادة الكونغرس ليست بديلة لتقديم إحاطة لكل أعضاء الكونغرس. وتابعت أن فشل إدارة ترمب في إبلاغ المشرعين هو جزء من النمط الذي تتبعه إدارة ترمب وهو ليس صحيحاً لأن سلطة إعلان الحرب في يد الكونغرس. وكانت بيلوسي قد قالت في تصريحات سابقة إن الكونغرس هو الجهة الوحيدة التي بإمكانها إعطاء التصريح بالحرب. وتابعت: «آمل أن يدرك مستشارو الرئيس أنهم لا يملكون إذناً للمضي قدماً بأي طريقة» يختارونها في التعامل مع إيران. وكانت صحيفة «وول ستريت جورنال» قد أشارت إلى أن المعلومات الاستخباراتية التي جمعتها الحكومة الأميركية تظهر أن قادة إيران يعتقدون أن الولايات المتحدة تخطط لمهاجمتهم، ما دفع طهران إلى الاستعداد للقيام بضربات مضادة محتملة. وصرّح الرئيس دونالد ترمب خلال لقائه مع الرئيس السويسري ظهر الخميس بالبيت الأبيض بأنه لا يتمنى نشوب حرب مع إيران، رداً على سؤال عما إذا كانت الولايات المتحدة ستخوض حرباً مع طهران، أم لا.

 

إكسون موبيل» تجلي موظفيها من حقل نفطي عراقي

البصرة/الشرق الأوسط/السبت 18 أيار 2019/أجلت شركة «إكسون موبيل» جميع موظفيها الأجانب من حقل «غرب القرنة 1» النفطي في مدينة البصرة العراقية، ونقلتهم إلى دبي، حسبما أفادت ثلاثة مصادر لوكالة «رويترز»، اليوم (السبت). وقال مسؤولون عراقيون إن الإنتاج في الحقل لم يتأثر بالإخلاء، وأضافوا أن العمل يسير بوتيرة طبيعية ويتولى مسؤوليته مهندسون عراقيون. وتم الإخلاء على عدة مراحل في وقت متأخر مساء أمس (الجمعة) وفي وقت مبكر، اليوم (السبت)، إلى دبي مباشرة أو إلى المخيم الرئيسي لموظفي الشركة الأجانب في محافظة البصرة. وقالت المصادر الثلاثة، وهم موظف في شركة أمن متعاقدة مع «إكسون»، ومسؤول نفط عراقي، وموظف في شركة نفط أجنبية، إن الذين كانوا في المخيم في طريقهم إلى المطار الآن. يأتي ذلك بعد أيام على طلب وزارة الخارجية الأميركية في بغداد من موظفيها غير الأساسيين في سفارتها وقنصليتها في أربيل بمغادرة العراق، إثر تصاعد التوتر بين الولايات المتحدة وإيران. ويقول مسؤولون أميركيون إن هناك مخططات إيرانية لإلحاق أضرار بالمصالح الأميركية في المنطقة. وكان الجيش الأميركي قد حذر الأسبوع الماضي من تهديدات وشيكة محتملة ضد القوات الأميركية في العراق، التي صارت الآن في حالة تأهب قصوى، مؤكداً المخاوف من قوات تدعمها إيران في المنطقة. وقال الكابتن بيل أوروبان، المتحدث باسم القيادة المركزية للجيش، إن البعثة الأميركية «في حالة تأهب قصوى الآن ونواصل المراقبة عن كثب لأي تهديدات حقيقية أو محتملة وشيكة للقوات الأميركية في العراق». ووجه الرئيس الأميركي دونالد ترمب تحذيراً لإيران، مؤكداً أنه سيكون من «الخطأ الفادح» أن تقدم على أي تحرك ضد الولايات المتحدة.

 

 زعيم «الشيوعي» السوداني: نريد تصفية ما صنعه الإسلاميون وأكد لـ«الشرق الأوسط» أن حزبه ممتد شعبياً

الخرطوم: عيدروس عبد العزيز ومحمد أمين ياسين/الشرق الأوسط/السبت 18 أيار 2019/قال السكرتير العام للحزب الشيوعي السوداني، محمد مختار الخطيب، إن الإسلاميين لن يمنعوا من ممارسة نشاطهم السياسي لكن ستتم تصفية ما صنعوه. وأضاف الخطيب في حديث لـ«الشرق الأوسط» ردا على سؤال حول مشاركة الإسلاميين في المرحلة الانتقالية: «نحن نريد أن نصفي ما صنعه الإسلاميون خلال 30 عاماً لن يمنعوا من ممارسة نشاطهم السياسي، ولن يكونوا في الترتيبات الانتقالية التي نريد أن نحقق فيها تطلعات الثوار وليس من هزمناهم». وتابع: «بعد تجربة 30 عاماً من حكم الإسلاميين ظهر من هو الذي قلبه على بلاده وشعبه ومن قلبه على نفسه». وبسؤاله عما إذا كان الحزب الشيوعي يقود الحراك، أجاب الخطيب: «هذا تقليل من شأن هذه الثورة... هذه ثورة شعب كامل جاءت نتيجة لتراكم نضالي منذ عام 1989, أسهم فيه الشيوعيون مع غيرهم، قدم الجميع تضحيات كبيرة؛ قتل وتعذيب وتشريد، لا يمكن لأي جهة أن تقول إن هذه ثورتها، هي ثورة جماهير الشعب ضد المظالم». كما أكد أن حزبه ممتد شعبيا «وكل يوم يزداد نفوذاً، والشعب يعرفنا تماما». في المقابل قال الخطيب إنه «لن يترشح لأي منصب في الفترة الانتقالية»، لأن الحكومة المقبلة هي حكومة كفاءات وليست للمحاصصات الحزبية. وأضاف: «نريد أن نتفرغ خلال الفترة المقبلة لتأهيل حزبنا وتنظيمه استعداداً لمرحلة ما بعد الحكومة الانتقالية».

 

 تشديد القبضة الأمنية ضد حراك الجزائر والمتظاهرون أجبروا الشرطة على الانسحاب من وسط العاصمة

الجزائر: بوعلام غمراسة/الشرق الأوسط/السبت 18 أيار 2019/واجهت قوات الأمن الجزائرية أمس مئات الآلاف من المتظاهرين في ساحة البريد المركزي وسط العاصمة بالقنابل المسيلة للدموع قبل أن يجبرها المحتجون على الانسحاب من الساحة. وأثار رد فعل الشرطة غضب المتظاهرين، الذين التحق بهم رؤساء بلديات جاءوا من منطقة القبائل للتعبير عن رفضهم الانخراط في مسار التحضير الإداري للانتخابات الرئاسية المقرر إجراؤها في 4 يوليو (تموز) المقبل. في غضون ذلك عاشت الضواحي الشرقية والجنوبية للعاصمة حالة من الاختناق والفوضى بسبب طوابير السيارات، التي امتدت إلى كيلومترات عديدة، بسبب نقاط المراقبة التي وضعتها قوات الدرك الوطني، بأمر من قيادة الجيش، للحؤول دون الدخول إلى العاصمة. ومنعت الإجراءات الأمنية المشددة عشرات الآلاف من الالتحاق بـ«معاقل الحراك» في العاصمة، وخاصة في ساحتي «أول ماي» و«موريس أودان»، وفضاء البريد المركزي، الذي يعد نقطة لقاء المتظاهرين ضد النظام يوميا.

 

غضب فلسطيني من إدانة برلمان ألمانيا لحركة المقاطعة ضد إسرائيل

رام الله/الشرق الأوسط/السبت 18 أيار 2019/أثار إقرار البرلمان الألماني «بوندستاغ» قانوناً يدين حركة المقاطعة ضد إسرائيل «بي دي إس» ويعرفها بـ«اللاسامية»، انتقادات فلسطينية اعتبرته «انحيازاً لصالح إسرائيل». وقال أمين عام المبادرة الوطنية الفلسطينية النائب الفلسطيني مصطفى البرغوثي، لوكالة الأنباء الألمانية، اليوم (السبت): «نشعر بأسف إزاء صدور هذا القرار غير المتوازن والمنحاز لإسرائيل، والذي لم يذكر بكلمة واحدة حق الشعب الفلسطيني في التحرر من الاحتلال، وممارسة حق تقرير المصير». وأضاف: «القرار رغم أنه غير ملزم، لكنه مؤذٍ ويمثل مخالفة لأهم وأبسط القيم الديمقراطية في أوروبا وألمانيا بشأن حرية الرأي والتعبير». واعتبر البرغوثي أنه «جاء استجابة لضغوط اللوبي الإسرائيلي ضد حق الشعب الفلسطيني في النضال من أجل حريته والخلاص من الاحتلال». واعتبر القيادي في حركة «حماس»، باسم نعيم، أن قرار البرلمان الألماني «مؤسف ومخزٍ وسابقة في تاريخ حقوق الإنسان وحرية التعبير، وقال: «للأسف الشديد فإن ألمانيا غير قادرة على التخلي عن الشعور التاريخي بالذنب تجاه اليهود، وما ارتكبوه بحقهم من جرائم لكن لا يجوز تصحيح ذلك على حساب الشعب الفلسطيني». واعتبرت الجبهة الديمقراطية اليسارية لتحرير فلسطين القرار «تعبيراً فاقعاً عن ازدواجية المعايير والمواقف لدى أصحاب القانون، وانحيازاً كاملاً للاحتلال الإسرائيلي». وفي سياق متصل، قال أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، صائب عريقات، إن محاولات تغيير مرجعيات عملية السلام لحل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي «مصيرها الفشل». وأوضح عريقات، في بيان عقب اجتماعه مع المبعوث الأوروبي لعملية السلام، سوزان ترسل، في مدينة أريحا في الضفة الغربية، على التمسك بمرجعيات عملية السلام المتمثلة بالقانون الدولي والشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية والاتفاقات الموقعة. وأضاف أن «الخروج عن المرجعيات المتفق عليها دولياً يعني انهيار قواعد وركائز القانون الدولي، ليس فقط فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، وإنما لمجمل أسس وركائز العلاقات الدولية المستندة إلى القانون الدولي».

 

هواوي» وتوابعها في القائمة السوداء الأميركية/الشركة الصينية أكدت استعدادها لـ«ضمان أمن المنتجات»

واشنطن/الشرق الأوسط/السبت 18 أيار 2019/دخلت القيود التي فرضتها إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب على شركة «هواوي تكنولوجيز» الصينية للصناعات الإلكترونية والعشرات من الشركات التابعة لها حيز التنفيذ أمس بعد إدراجها على قائمة سوداء تعطل وصولها إلى شركات التوريد الأميركية الرئيسية.

وأفادت وكالة بلومبرغ بأن وزارة التجارة الأميركية أصدرت مذكرة اتحادية أول من أمس (بتوقيت الولايات المتحدة) تفرض قيودا على «هواوي» و67 شركة فرعية تابعة لها منتشرة في 26 دولة من ألمانيا إلى مدغشقر. وأوضحت أن هذه الشركات هي بالأساس فروع خاصة تابعة لـ«هواوي» تستخدمها لإدارة أعمالها التجارية في مدن ودول مختلفة، وهو ما يجعلها هدفاً رئيسياً للبيت الأبيض عند فرض قيود تصديرية على «هواوي». وكانت شركة «هواوي» قد انتقدت ما وصفته بـ«قيود غير معقولة» لمنتجاتها في السوق الأميركية، حسب وكالة الأنباء الألمانية. وذكرت الشركة في بيان أنها مستعدة للتعامل مع الحكومة الأميركية والتوصل إلى «إجراءات فعالة لضمان أمن المنتجات». وأضافت: «تقييد عمل هواوي في الولايات المتحدة لن يجعل الولايات المتحدة أكثر أمنا أو أكثر قوة».

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

لبنان لم يدفن مع دفن بطريرك لبنان

خيرالله خيرالله/العرب/19 أيار/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/75019/%D8%AE%D9%8A%D8%B1%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87-%D8%AE%D9%8A%D8%B1%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87-%D9%84%D8%A8%D9%86%D8%A7%D9%86-%D9%84%D9%85-%D9%8A%D8%AF%D9%81%D9%86-%D9%85%D8%B9-%D8%AF%D9%81%D9%86-%D8%A8%D8%B7/

نصرالله صفير لم يكن بطريرك الموارنة. كان بطريرك لبنان، كلّ لبنان. لهذا السبب وقبل أي سبب آخر يفتقده اللبنانيون ويفتقدون خصوصا تلك القدرة التي امتلكها على مقاومة الوصاية الخارجية.

لبنان ودّع آخر رموز الصلابة المسيحية في وجه الوصاية

ودّع لبنان البطريرك نصرالله بطرس صفير في مأتم مهيب شارك فيه انتهازيون لم يكنّوا للبطريرك أي تقدير في يوم من الأيّام. معه، ودّع لبنان آخر رموز الصلابة المسيحية في وجه الوصاية، أيّا تكن هذه الوصاية على البلد.

بين من ودّع البطريرك، الذي كان بطريرك لبنان، كثيرون لم يستوعبوا رسالته التي تختزلها تلك القدرة التي امتلكها على التفريق بين الحقّ والباطل، بين الصدق والكذب، بين التواضع والبحث عن الجاه والثروة والكلام الخالي من أي مضمون بعيدا عن كلّ ما له علاقة بالتعاليم المسيحية.

كان الرجل، القليل الكلام، من طينة مختلفة لا علاقة لها بممارسات معظم السياسيين اللبنانيين، خصوصا بعض الزعماء الموارنة المستعدين لكلّ شيء من أجل الوصول إلى موقع رئيس الجمهورية، بما في ذلك التحالف مع “حزب الله” من دون معرفة ما يمثّله “حزب الله” وما هو الدور الذي يلعبه، في لبنان وخارجه، بصفة كونه مجرّد لواء في “الحرس الثوري” الإيراني.

تكمن أهمية البطريرك صفير في أنّه فهم باكرا معنى الطموحات السورية في ما يخصّ لبنان. هناك أجيال سورية نشأت على فكرة أنّ لبنان “خطأ تاريخي” وأنّ الهدف من قيام لبنان المستقل هو حرمان سوريا من جزء من أراض تشكّل سوريا الطبيعية التي تشمل فلسطين أيضا. ألم يكن حافظ الأسد يقول في تبريره لوضع اليد على لبنان إن سوريا ولبنان “شعب واحد في بلدين”، مع ما يعنيه ذلك من اضطراره، لأسباب خارجة عن إرادته، إلى الاعتراف بوجود بلدين يقسمان شعبا واحدا.

ألم يكن الأسد الأب يحلم بتصحيح هذا الخطأ التاريخي عبر تسليح الفلسطينيين وإرسال آلاف من هؤلاء إلى لبنان من أجل تبرير وضع يده على البلد من زاوية أن ثمّة حاجة أميركية إلى من يضبط السلاح الفلسطيني في لبنان بغية تفادي حرب ذات طابع إقليمي؟

قبل وصول البعث إلى السلطة في سوريا، تمهيدا لقيام نظام أقلّوي بدأت تتبلور ملامحه مع تسليم الجولان في 1967 ثم احتكار حافظ الأسد للسلطة في 1970، كان لدى نصرالله بطرس صفير، ولم يكن بعد بطريركا، هواجسه. كان يعرف منذ زيارته لدمشق في العام 1962 أن هناك لدى الحاكم السوري فهما خاطئا لما هو لبنان كدولة عربية مستقلّة تمتلك نظاما مختلفا عن بقية الدول العربية في منطقة المشرق.

لم يؤد هذا الفهم العميق للأطماع السورية بلبنان إلى تجاهل الوضع الداخلي اللبناني والحاجة الدائمة إلى توازن بين المسلمين والمسيحيين من أجل حماية لبنان. المرجّح أن هذه الحاجة إلى التوازن التي لم تفارق يوما نصرالله صفير، قبل أن يصبح بطريركا في العام 1986، وليدة العلاقة بينه وبين البطريرك بطرس بولس المعوشي الذي جعل منه مدير مكتبه. ففي عهد المعوشي، كان المطران صفير أمين السرّ للبطريركية المارونية التي عرفت كيف يكون البقاء على مسافة واحدة من جميع اللبنانيين طوال أحداث 1958 في عهد الرئيس كميل شمعون.

شكّل نصرالله صفير حاجزا في وجه التهوّر الذي يمكن أن يأخذ لبنان إلى مغامرات جديدة هو في غنى عنها في هذه الأيّام التي تبدو فيها إيران مصرّة أكثر من أي وقت على تأكيد أن وصايتها على لبنان وجدت لتبقى، وأن من حقّها وراثة الوصاية السورية بعدما استطاعت ملء الفراغ الذي نجم عن خروج القوّات السورية من لبنان في نيسان – أبريل من العام 2005، مباشرة بعد اغتيال رفيق الحريري ورفاقه في الرابع عشر من شباط – فبراير من تلك السنة.

ترك نصرالله صفير فراغا ليس بعده فراغ. منذ خرج من موقع البطريرك الماروني في العام 2011، لم يعد هناك صوت مسيحي قادر على أن يلعب دورا، لا على صعيد الطائفة ولا على الصعيد الوطني. يأتي غياب هذا الدور في ظلّ الحاجة اللبنانية إليه أكثر من أيّ وقت. لم يكن نصرالله صفير بطريرك الموارنة. كان بطريرك لبنان، كلّ لبنان. لهذا السبب وقبل أي سبب آخر يفتقده اللبنانيون ويفتقدون خصوصا تلك القدرة التي امتلكها على مقاومة الوصاية الخارجية، أي وصاية، بكلام بسيط من نوع “لقد قلنا ما قلناه”.

كان الرجل فريدا من نوعه على صعيد شبكة العلاقات التي أقامها مع اللبنانيين الشرفاء الذين آمنوا بلبنان. لهذا السبب كان قريبا من الشيخ محمّد مهدي شمس الدين رجل الدين الشيعي الذي فهم لبنان في العمق. كذلك، ارتبط بعلاقة خاصة بالرئيس حسين الحسيني الذي لعب دورا أساسيا في ولادة اتفاق الطائف الذي ساهم في وضع حدّ للحرب اللبنانية التي كانت حروبا بين اللبنانيين أنفسهم وحروب الآخرين على أرض لبنان.

فكرة لبنان التي دافع عنها كلّ من ارتبط بعلاقة قويّة بالبطريرك الراحل، رفيق الحريري… إلى ريمون إدّه، مرورا بوليد جنبلاط ونسيب لحّود وسمير فرنجية وآخرين، ما زالت قائمة. فكرة لبنان الذي لا يكون فيه المسيحي مجرّد غطاء لـ"حزب الله" ولإيران ما زالت قائمة

يتساءل كثيرون ما سرّ العلاقة الخاصة التي ربطت رفيق الحريري بالبطريرك صفير، وهي علاقة جعلت رفيق الحريري يقول إن البطريرك صفير يقول ما لم يكن يستطيع هو قوله. سرّ تلك العلاقة الرغبة في إعادة الحياة إلى لبنان. هذا كلّ ما في الأمر. وهذا ما يفسّر رد فعل البطريرك على اغتيال رفيق الحريري وتهيئة لبنان، قبل سنوات من وقوع تلك الجريمة، كي يكون مستعدا لساعة خروج هذه القوات وتوابعها من لبنان.

من الواضح، أن هذا الاستعداد لم يكن كافيا نظرا إلى تمكّن إيران، عبر أداتها اللبنانية، من أخذ المبادرة والتمهيد بوسائل مختلفة، من بينها حرب صيف العام 2006 إلى تحويل هذه الحرب إلى انتصار على لبنان واللبنانيين بدل أن تكون انتصارا على إسرائيل.

سنوات مرّت على خروج القوات السورية من لبنان. سنوات مرّت على مرحلة ارتفعت فيها الآمال بعودة لبنان إلى لعب دوره على الصعيد الإقليمي كبلد حرّ ومستقلّ بعيدا عن أي وصاية. سنوات مرّت على غياب الشخصية القادرة على لعب دور في مجال الجمع بين اللبنانيين حول فكرة لبنان الواحد القادر على استعادة قراره العربي أوّلا.

بعد كلّ هذه السنوات، شيّع اللبنانيون نصرالله صفير إلى مثواه الأخير، لكنّهم لم يشيعوا معه الأمل بعودة لبنان دولة مستقلّة حرّة ذات سيادة. فما آمن به نصرالله بطرس صفير يظلّ أقوى من أي وصاية ومن أي احتلال.

رحل البطريرك، لكن إيمانه بلبنان لم يرحل معه وذلك على الرغم من الصعوبات الكبيرة والتعقيدات الداخلية والإقليمية التي تحولُ في الوقت الراهن دون تعليق أي آمال على مستقبل أفضل للبنان.

لكنّ ما لا بدّ من العودة إليه في نهاية المطاف أنّ فكرة لبنان التي دافع عنها كلّ من ارتبط بعلاقة قويّة بالبطريرك الراحل، رفيق الحريري… إلى ريمون إدّه، مرورا بوليد جنبلاط ونسيب لحّود وسمير فرنجية وآخرين، ما زالت قائمة. فكرة لبنان الذي لا يكون فيه المسيحي مجرّد غطاء لـ”حزب الله” ولإيران ما زالت قائمة. إذا كانت مثل هذه الفكرة ما زالت قائمة، فذلك يعود في جانب كبير منه إلى نصرالله صفير ولا أحد غيره. لبنان لم يدفن مع دفن بطريرك لبنان.

 

لبنان والمجاعة السياسية

أحمد الغز/اللواء/18 أيار/2019

نشهد هذه الايام حالاً من التشتت والضياع وعدم القدرة على المتابعة الدقيقة للحشود العسكرية والتهديدات والخصومات والعقوبات وذلك نتيجة طبيعية لتطور مجتمعات النزاع،التي ألِفَتالقتل والدمار وترويع الناس وتشريد النساء والأطفال، وحيث يصار الى تكوين السلطة على اساس ادارة النزاع، حتى بتنا نعاني من الخواء السياسي ولا نعرف كيف نتابع الأحداث او كيف نتحاشى الاسوأ من الاحتمالات مع عدم معرفة تحديد الاولويات، ومنذ ما يقارب المئة عام والمنطقة تعيش حالات من النزاعات المتراكمة حتى أمست ثقافة سائدة بأدواتها وأدبياتها، والقضايا الاقتصادية والاجتماعية والدينية تتحول الى موضوعات نزاع ينقسم حولها الناس الى حد الاقتتال، ويسود الاعتقاد بأن شعوبنا باتوا يفتقدون إلى صنّاع السياسة الذين ينشغلون بالبحث عما يريده الناس من تقدم واستقرار وبالاعتراف بحقهم بالحياة كبشر أسوياء يفكرون ويشعرون ويرغبون ويرفضون.

إن صنّاع السياسة هم أولئك الرواد الذين يتقنون صياغة المشاعر والرغبات والافكار العامة المتناثرة في قالب انساني متماسك عابر للعقول والمعارف والمدارك والتخصصات والحرف والمهن والأجيال، وإن صناعة السياسة هي حسن الاصغاء والالتقاط والتقبل والبحث الدائم عن الخلاص والامان ومنع الكوارث والحروب والمجازر والدمار والعيش بسلام، والسياسة هي ذلك النهم البشري في التعلم والتنور والمغامرة والاكتشاف والتنبه والدهشة واحترام الحواس، والسياسة هي تلك المسافة بين البصر والتبصر والسمع والإصغاء والذوق والتذوق واللمس والملامسة وتحويل الحواس البشرية الى جسور معرفة وحوار، والسياسة هي ذلك الأثر الإيجابي الفردي والعام على الانسان والمكان والزمان.

ان صناعة السياسة هي القدرة على تجديد قيم التسامح والتوافق والتكافل والتراحم والإنصاف والمصالحة، والسياسة هي الرضى والقبول والتكييف وشجاعة الإقناع والاكتفاء وتحويل الأحلام الى وقائع وانجازات وتحرير العقل من الغرائز وصناعة الاوهام، السياسة هي إنسان زائد إنسان زائد إنسان يساوي شعوباً ومجتمعات وتوجهات وخيارات واستشرافات واحتمالات وتوقعات وتفاعلاً وتجدداً وانسياباً وانتظاماً وتراكم اجيال وتجارباً وانجازات، والسياسة ليست غنائم وولاءات واستتباعات وعصبيات قبلية وطائفية ومذهبية، السياسة هي القدرة على قبول الاخر والانصهار المجتمعي في الدولة الوطنية والانتظام في قواعدها ومؤسساتها العامة والعمل على تحديث وتطوير قدرتها الاستيعابية وتكيفها مع المستجدات الانسانية والمعرفية.

لا بد من الاعتراف بمدى صعوبة تحديد اتجاهات المواجهات الكبرى في المنطقة وطبيعتها ونتائجها وهل هي حرب أم ملهاة ، وهذه المرة الاولى في تاريخ النزاعات التي تكون فيها كلفة المفاوضات ليست اقل من كلفة الحرب، بالاضافة الى عدم القدرة على معرفة مداها الزمني أياماً أم أشهراً أم سنوات وهذه المواجهة المستجدة تقوم على قواعد جديدة مغايرة لكل أشكال وأسباب النزاعات التي شهدتها المنطقة منذ مئة عام من حيث التحالفات والخصومات والموضوعات والاهداف والتوقيت ايضا، ولا بد من الاعتراف بحالة الضياع العامة لدى الاعلام والزعامات والقيادات وأشباه الشخصيات العامة في المنطقة ولبنان الذي يشهد ما يشبه المجاعة السياسية ويحتاج الى الكثيرين من صنّاع السياسة والانتظام العام .

 

الجميّل - صفير: أحاديث ما قبل شغور 1988

نقولا ناصيف/الأخبار/السبت 18 أيار 2019

شكلت انتخابات 1988 أول مختبر حقيقي للدور السياسي الذي سيضطلع به البطريرك مار نصر الله بطرس صفير، لا كملاذ لشكاوى الموارنة وتذمرهم، بل استعداداً للتحوّل مرجعية سياسية. ذاك ما ترويه فصول سيرة عهد الرئيس أمين الجميّل

كان قد انقضى نصف ولاية الرئيس أمين الجميّل عندما أضحى المطران نصر الله صفير بطريركاً رأساً للكنيسة المارونية. شأن سلفيه بولس المعوشي وأنطون خريش، يقتضي أن يحمل بين كفيه انقسام الأفرقاء المسيحيين بعضهم على بعض، ويصبح من دون أن يقصد في صلب مشكلة لم يكن من السهل دائماً إيجاد حل لها، بلا انكسار فريق على آخر. كان على المعوشي دعم نصف المسيحيين اللبنانيين مناوئي كميل شمعون في «ثورة 1958» والوقوف مع «الحلف الثلاثي» ضد فؤاد شهاب - وإن هو خارج الحكم - في الانتخابات النيابية عام 1968 ثم في الانتخابات الرئاسية عام 1970. من بعده فقد خريش حيّزاً كبيراً من دوره بوقوع الطلاق بين شمعون وبيار الجميّل من جهة وريمون إده من جهة أخرى عام 1976، تارة بسبب ما عدّه إده التورّط المسيحي في الحرب اللبنانية، ثم عندما حَالَ ندّاه دون وصوله إلى الرئاسة والمضي في خيار سوريا حينذاك. ثم وقع الطلاق الثاني، بلغة الدم هذه المرة، بين موارنة الجبل وموارنة الشمال بعد مجزرة إهدن 1978. عجز بعد ذاك عن إجراء أي مصالحة بينهما.

عندما أضحى صفير بطريركاً، كان قد أُهرق دم ماروني بين الجميّل وإيلي حبيقة في المتن، ثم بين الجميّل وسمير جعجع وإيلي حبيقة مطلع عام 1986 على أثر توقيع الاتفاق الثلاثي. حصل ذلك في ظل تدبير بابوي حينذاك إثر استقالة خريش بإحلال مدبّر رسولي محله هو المطران إبراهيم الحلو. لم تكن قد انقضت أيام قليلة على أدائهما قسماً أمامه على الإنجيل بعدم الاقتتال بسبب الاتفاق الثلاثي، سارعا إلى الإخلال به وإهراق الدم.

بوصوله إلى بكركي عام 1986، شأن سلفيه، كان صفير قبالة بيت مسيحي، ماروني خصوصاً، منقسم بعضه على بعض: رئيس للجمهورية محاصر بخلاف حاد مع سوريا حمل القيادات الإسلامية على مقاطعته، صعود متنامٍ لقائد الجيش العماد ميشال عون على طريق انتخابات رئاسة الجمهورية بعد سنتين، سعي قائد القوات اللبنانية سمير جعجع وجهاً لوجه مع الجميّل وعون إلى أن يكون صاحب الكلمة الفصل في المناطق الشرقية بلا طموحات رئاسية وقتذاك. رافق البطريرك الجديد استمرار الانهيار الماروني بين أفرقاء الجبل، مقدار تواصل الانفصال عن موارنة الشمال.

أول امتحان سياسي لصفير حينذاك، إقبال البلاد على الاستحقاق الرئاسي عام 1988. للمرة الأولى، منذ انتخابه بطريركاً أضحى في قلب الحدث: في ظل سلفيه كنائب بطريركي لسنوات طويلة طبع التحفظ شخصيته، قاصراً مهمته على شؤون إدارية قبالة بطريركين اضطلعا مباشرة بالدور السياسي.

يضع الرئيس الجميّل اللمسات الأخيرة على سيرة السنوات الست من عهده، ويفرد فسحة مهمة لوقائع الأشهر الأخيرة، وخصوصاً آب وأيلول، وقائع وأسراراً ووثائق. في فصولها يروي حلقات التشاور التي راح يجريها مع البطريرك على أبواب الاقتراب من المأزق.

في 17 آب، عشية جلسة البرلمان لانتخاب رئيس، مرشحها الوحيد سليمان فرنجيه جهرت دمشق وحلفاؤها بدعمهم له، عاد موفد رئيس الجمهورية مدير المخابرات سيمون قسيس من مقابلة البطريرك، غير المتحمس لانتخاب الرئيس السابق مجدداً، بموقف تقويمي سمعه منه:

«أطلعه على أحداث الليلة الماضية (تواصل قسيس مع العميد غازي كنعان)، مع سرد وقائع ما بعد قمّتي والرئيس السوري في الجزائر، وطلبت منه التدخّل علّه ينجح في تأجيل التئام الجلسة. شرح له اتصالاتنا بالأميركيين الذين طلبوا منا التقدّم بلائحة مرشّحين توافقيين - وهو ما فعلنا - والردود السلبية السورية التي نقلها غازي كنعان.

سأل البطريرك هل أرسلنا أسماء، فسمّى له الثلاثة الذين أوردتهم في رسالتي إلى الأسد، ليس من باب حصر الترشيح بهم، بل القبول بمواصفات كالتي يتمتعون بها، على أن يُعدّوا توافقيين. أبلغ إليه وجهة نظري بضرورة التوصل إلى مرشح غير الأسماء الثلاثة التي تواجه فيتو مسيحياً (سليمان فرنجية وريمون إده وميشال عون).

عاد إليّ قسيس بأجوبة البطريرك كالآتي:

- عدم امتنانه من فرنجية لما فعل رغم الصداقة الشخصية التي تربطه به. مصلحة الموارنة والوطن تقضي بعدم ترشحه. قال له في الديمان: أنت مسنّ ومريض، فأجابه: أنا بألف خير. قال: ماذا ستفعل أميركا وإسرائيل؟ ردّ: السفارة هنا ضدي. الإدارة في واشنطن معي.

- حمل على الموارنة لأنهم شرشحوا كرسي الرئاسة لكثرة المرشحين.

- شدّد على ضرورة منع الجلسة غداً.

- رسم صورة قاتمة جداً للوضع المسيحي إذا وصل فرنجية إلى الرئاسة.

- تنبأ بهجرة كثيفة للشباب المسيحي في حال وصوله».

ثم عقّب: «طيّب. إذا وصل فرنجية إلى الرئاسة كيف سيحكم ومن أين؟».

شأن رفض الجميّل الصفقة التي عاد بها من دمشق الموفد الأميركي ريتشارد مورفي بعد مقابلته الرئيس السوري، في 18 أيلول، وتحميله اسماً وحيداً للرئاسة هو مخايل ضاهر، رفض البطريرك الصفقة برمتها. أخطر مورفي أنه تعيين «لم نشهد مثيلاً له منذ الأتراك». مذذاك كرّت سبحة اجتماعات دورية للنواب المسيحيين في بكركي تحت مظلة صفير، أوان صعود مرجعيته السياسية.

قبل ذهابه إلى دمشق في 21 أيلول، في «رحلة الفرصة الأخيرة» كما يروي الجميّل في سيرته، بغية إيجاد مخرج يحول دون الشغور الرئاسي المتوقع، هاتف البطريرك وأطلعه عليها والأفكار التي يحملها إلى هناك:

«- مخايل ضاهر أحد الخيارات المحتملة للرئاسة، من غير أن يكون الخيار الملزم. لا فيتو عليه. لكنه ليس الوحيد.

- برنامج مخايل ضاهر خشية أن يكون قدّم وعوداً إلى السوريين.

- احتمال تأليف حكومة وحدة وطنية حقيقية يتمثّل الأفرقاء فيها جميعاً.

- إجراء الانتخابات في قصر منصور وليس في ساحة النجمة تبعاً للإصرار السوري على التئام البرلمان في مقره الأصلي، الواقع تحت حصار قوات دمشق».

عندما عاد خالي الوفاض جراء انقلاب نجم عن لقاء جمع عون وجعجع رفضاً لما كان يجري مع الأسد، قصد الجميّل بكركي حيث البطريرك والنواب المسيحيون ينتظرون. ليل اليوم التالي، 22 أيلول 1988، اتصل بصفير وطلب إيقاظه كي يخطره بالخيارات الأخيرة. كان أول مَن يبلغ إليه المآل: «أجرينا اليوم جلسة ماراتونية طويلة مع كل الإخوان. النواب والقوات اللبنانية والجيش. عرضنا كل الحلول الممكنة حيال الفراغ الدستوري، وكنا بين ثلاثة احتمالات: أول، حكومة الرئيس الحص بالأكثرية الموجودة فيها لمصلحة فريقه، غير متوازنة، ولا نستطيع إيقافها. ثانٍ، حكومة موسعة تضم كل الأطراف، لكنها في النهاية تصبح مسيحية فقط، لأن المسلمين بمن فيها المعتدلون لن يمشوا فيها...

عقّب صفير: سمعت الأخبار. يبدو أن المفتي وشمس الدين حذّرا منها.

أضفت: لذلك حصل فيها تراخٍ كبير من المسلمين المعتدلين، ما أثّر على بعض المسيحيين الذين أصبحوا مترددين جداً حيال المشاركة. أما الاحتمال الثالث، فهو المجلس العسكري برئاسة الجنرال عون، وتتمثّل فيه كل الطوائف والأفرقاء. لذا اعتمدنا الحل الثالث الذي هو المؤسسة العسكرية والمجلس العسكري بأعضائه الستة. الجنرال عون قربي، ونبحث في هذا الأمر. المشكلة خطيرة للغاية، لكننا على الأقل لن نكون نسلّم المقدرات من دون أن نعرف إلى أين تتجه؟

صفير: تلقيت مكالمة من بوسطن من كاردينال يقول إن السلطات هناك تسعى إلى تغيير مكان الجلسة. يطلبون منا حلحلة الموضوع قليلاً. قلنا لهم: شو الحلحلة؟ قالوا انتخبوا يللي قلناه لكم. نحن نطالب بالحرية، فهل ننتخب لهم مرشحاً وحيداً؟ أنا أحب انتخاب رئيس، لكن برضى الناس.

قلت: اضطررت إلى أن أتخذ هذا الموقف.

صفير: قد يكون هو الأسلم. إن شاء الله خيراً. المهم أن لا تتأزم أكثر وترجع البلاد إلى الوراء.

قلت: على أي حال، يقتضي أن نظل في هذه الفترة مستنفرين. على الكتف حمّال. مقبلون على تطورات سياسية لا نعرف إلى أين تقودنا؟

صفير: ما هيي هيك... يبدو أن الأميركيين لا يزالون على الموقف نفسه.

قلت: نعم.

صفير: لسوء الحظ».

 

البيت اللبناني: نواة لولادة معارضة قريباً؟  

اسعد بشارة/الجمهورية/السبت 18 أيار/2019

في مناخ من الخواء السياسي، تحاول شخصيات سياسية وكيانات انشئت حديثاً، ملء فراغ المعارضة، بتشكيل نواة اعتراض على أداء سلطة التسوية. هذه المحاولات كانت طوال الاشهر والاسابيع الماضية حثيثة، وهي اقتربت من تحضير جنين لم يمر بعد على سكانر القوى السياسية، ولم يتم تحديد طبيعته.

منذ اكثر من سنة كان الدكتور فارس سعيد، قد وجد توأماً وطنياً، بقامة سمير فرنجية هو الدكتور رضوان السيد، الذي أعطى عمله بالشأن العام جرعة سياسية كبيرة، طغت على موقعه الأكاديمي، كأستاذ محاضر وباحث في اكثر من جامعة لبنانية وعربية،على مساحة تمتد من بيروت الى الرياض والقاهرة، وصولاً الى القرار السياسي في هذه العواصم.

نظم السيد وسعيد المبادرة الوطنية، التي طمحت الى قيادة معارضة وطنية، لكن طبيعة الأحداث التي جرت قبل وبعد استقالة الرئيس سعد الحريري، جمّدت المبادرة، وأبعدت الى حين احتمال ان تنال غطاءً عربياً، لكنها مع ذلك تبقى قائمة.

على خط آخر، كان عضو قرنة شهوان سابقاً الدكتور توفيق هندي، يقوم بمسعى متعدّد الاتجاهات، ايضاً بالتنسيق والتحضير مع توأم آخر هو الوزير السابق محمد عبدالحميد بيضون، ومعاً استضافا لقاءات متكرّرة لشخصيات وقوى سياسية، مستعدة للانخراط في معارضة جادة، وتقاطع التوائم الاربعة، وتكرّرت الاجتماعات في منزل بيضون وفي مكتب سعيد، لكن أبوة المعارضة المُتفق على إطلاقها، تنتظر الولادة ونوع الجنين.

يقول هندي لـ»الجمهورية»: «نحضّر لمعارضة سوف تعمل تحت اسم «لقاء البيت اللبناني». تناضل من أجل تحقيق الاستقلال الثالث. فلبنان مخطوف وهدفنا عودة لبنان الى نفسه، وهذا لن يكون الّا من خلال تنفيذ الدستور واتفاق الطائف، اي عودة الدولة الى نفسها، ومن خلال عودة لبنان الى حاضنته العربية، عبر تنفيذ كامل القرارات الدولية ذات الصلة ولاسيما القرار 1559 و1701 تنفيذاً كاملاً». وأضاف: «نسعى الى تشكيل قرنة شهوان عابرة للطوائف، تكون موحّدة حول بيان تأسيسي واضح تلتزم به المكونات كافة من كيانات وشخصيات سياسية بغض النظر عن مفهوم الأحجام، وتعبّر من خلال آلية عملها، عن تشاور ديمقراطي يعكس تجربة ديمقراطية رائدة، ويعطي الثقة للشعب، مع الحفاظ على خصوصية كل طرف. وقد اقتربنا من ولادة هذه المعارضة».

يهدف مشروع الوثيقة للبيت اللبناني، الى إسقاط كل أشكال الوصاية الخارجية ونظام المحاصصة، التي تعمل في خدمة الوصاية، كما تتحدث الوثيقة عن إعادة الهوية الوطنية الجامعة للدستور، وتؤكّد على انتظام الحياة السياسية والدستورية، وإشهار مبدأ المحاسبة، وتعميمه على المؤسسات التي تُعنى بالشأن العام كافة، إضافة الى التطبيق الكامل لاتفاق الطائف، واحترام الاطر السيادية، بحيث تكون العلاقة بين لبنان وبين أي دولة اخرى علاقة من دولة الى دولة، وليس علاقة تربط فئة بلبنان مع اي دولة.

وتطرح الوثيقة تصوراً حول كيفية التعاطي مع القضية الفلسطينية يقوم على دعم القرار الوطني الفلسطيني، على ان تتوقف المتاجرة بالقضية الفلسطينية، وعدم استثمارها لأهداف اقليمية.

كما تتحدث الوثيقة عن حماية لبنان من اسرائيل، وهي لا تكون الّا عبر دولة قوية تستند الى شرعية شعبية حقيقية، وعبر إعادة قرار الحرب والسلم الى المؤسسات الدستورية حصراً، وإعادة حق امتلاك السلاح الى الجيش والأجهزة الأمنية دون سواهما، كما إعادة رسم السياسة الدفاعية لمجلس الوزراء، وترجمتها باستراتيجية دفاعية في المجلس الاعلى للدفاع. تستمر الاتصالات بين هذه القوى والشخصيات، التي تعارض التسوية، على إيقاع تطورات إقليمية متسارعة، ترى فيها هذه الشخصيات بداية لنهاية التسوية التي انتجت انتخاب الرئيس ميشال عون وتشكيل حكومة الرئيس سعد الحريري. لسان حال هذه القوى يقول: «لا بدّ من جهوزية وطنية لمواكبة هذه التطورات، والّا كان الفراغ القاتل».

 

لبنان في عين العاصفة  

د.مصطفى علوش/الجمهورية/السبت 18 أيار/2019

وَما الحَربُ إِلّا ما عَلِمتُم وَذُقتُمُ   

«وَما هُوَ عَنها بِالحَديثِ المُرَجَّمِ

مَتى تَبعَثوها تَبعَثوها ذَميمَةً   

وَتَضرَ إِذا ضَرَّيتُموها فَتَضرَمِ

فَتَعرُكُّمُ عَركَ الرَحى بِثِفالِها»

وَتَلقَح كِشافاً ثُمَّ تَحمِل فَتُتئِمِ

(زهير بن أبي سلمى)

لبنان في عين العاصفة؟ ومتى لم يكن؟ فلم يكن أصلاً خيار لبنان أن يكون في موقعه الجغرافي، فالتاريخ أوجده هنا، في موقع لم يتوقف، منذ فجر التاريخ، عن كونه نقطة تلاقٍ وجبهة مواجهة في آن. ولو راجعنا التاريخ الموثق منذ أكثر من خمسة آلاف سنة، لكان هذا الأمر جلياً، والشعوب لا خيار لها إن لم يعجبها واقع جغرافيتها، فما عليها إلّا الرحيل أو القهر إن عجزت عن تغيير ظروف واقعها.

مقدّمة وجودية لبحث لا يمكن حصره، لذلك سأحصر الكلام بإيران ولاية الفقيه وتأثير صراعاتها المتعددة على لبنان، من دون الذهاب إلى وقائع تاريخية أهمها الحقبة الصفوية في إيران، وهي حقبة أساسية للواقع القائم اليوم، وذلك لما كان من تأثير عميق لفقهاء جبل عامل الشيعة على الفكر الصفوي. والكلام اليوم عنوانه الصراع الأمريكي - الإيراني وتأثيره على لبنان.

منذ اليوم الأول لانقلاب الوضع من الشاه إلى الولي الفقيه في إيران، سنة 1979، تحوّلت إيران من شرطي الخليج إلى فزّاعة الخليج. وهذا ليس افتراءً على إيران، بل هو أمرٌ فرضه منطق تعميم الثورة الذي طرحه الإمام الخميني بعد الثورة. وفي الوضعين، خدمت إيران الولايات المتحدة الأمريكية بطريقة أو بأخرى، لذلك فمن الخطأ وصف القضية بالمواجهة الأمريكية - الإيرانية بشكل دائم. فإيران الولي الفقيه، من باب العداء، أعطت للولايات المتحدة الأمريكية منافع أوسع أحياناً مما قدّمه الشاه في حال التبعية شبه التامة. ولا أريد أن أقول هذا الكلام بدافع العدائية، فأنا أرى أنّ صدام حسين مثلاً قام بالشيء نفسه وأكثر بالنسبة لأمريكا وحتى لإسرائيل، عندما أطلق جماح شهوته للسلطة والعظمة وقاد قادسيته متشجعاً بعداء أمريكا مع إيران، فتسبب بإنهاك إيران والعراق والخليج، وأدخلها جميعها في سباق تسلّح غير مسبوق كانت حصيلته حتى اليوم عدة تريليونات من الدولارات، ذهبت بمعظمها إلى أمريكا، ومثلها من الدمار وحيوات لا تقدّر بثمن من أبناء هذه المنطقة المنكوبة.

تاريخياً، بدأ الدخول الإيراني العسكري والأمني إلى لبنان منذ الأسابيع الأولى للثورة في إيران على خطين، الأول من خلال منظمة التحرير الفلسطينية، التي كانت واقعة بين مطرقة إسرائيل وسندان حافظ الأسد، فراح ياسر عرفات يبحث عن سند له عند الخميني. الخط الثاني كان في التجمعات السياسية والمذهبية والعسكرية، الشيعية بشكل أساسي ودون حصر. لكن الدخول الواسع لم يحدث إلّا بعد الفراغ الكبير الذي أحدثته حرب 1982 في الوجودين الفلسطيني والسوري العسكريين. ومن هناك بدأ التأثير الخطير للتغلغل الإيراني، المستورد منه والمحلي، من خلال سلسلة طويلة من الأعمال العسكرية، المختلف على تسميتها بين الإرهاب والمقاومة، وبالأخص ما كان خارج نطاق المواجهة المباشرة مع إسرائيل، كتفجير المارينز والقوة الفرنسية والسفارات والخطف والإغتيالات العديدة التي أعلنت مسؤولياتها عنها مجموعات علمنا لاحقاً أنّها تابعة لإيران الجديدة.

منذ ذلك التاريخ، أصبح واقع إيران أساسياً في المعادلة اللبنانية بمختلف أشكالها. وهنا، وبغض النظر عن الغرضية والإنتماء السياسي، فإنّ هذا الوجود، المتمثل بواقع مذهبي معقّد وله أصول تاريخية، معظم تداعياته كانت تتراوح بين سلبية ومدمّرة بالنسبة للبنان. ويستهجن البعض هذا الكلام بالإشارة إلى دور إيران في دعم «حزب الله»، وبالتالي تحرير الجنوب. لكن، ذلك الطرح يستدرج جملة من الفرضيات التي تبدأ ولا تنتهي عند الإحتمالات الأخرى، في حال لم تكن إيران جزءاً من المعادلة! فهناك من كان سيقول إنّ لبنان كان وجد سبلاً أخرى لتحرير أرضه غير واقع تسليم قراره للحرس الثوري الذي أصبح يحتل عملياً القرار السياسي والأمني للبنان.

ولكن ماذا الآن؟ وماذا عن تأثير ما يمكن تسميته اليوم بالمواجهة الأمريكية- الإيرانية؟ فالواقع أصبح واضحاً في هذه اللحظات، ورغم أنّ طبول الحرب تقرع بشدة وبشكل متسارع بعد أحداث الأسبوع الماضي، وإن كان المستقبل ما زال غائماً.

المواجهة في لبنان محصورة في كون «حزب الله» أداة تفخر بكونها جزءاً من الحرس الثوري، الذراع العسكرية والمخابراتية للولي الفقيه، وبغض النظر عن الحق ومن يملكه، وبغض النظر عن أهداف الولايات المتحدة الحالية من هذه المواجهة غير المتكافئة، فإنّ التأثير سلبي حتى الآن على المستويات السياسية والأمنية والإقتصادية بالنسبة للبنان. ووضعنا اليوم ما هو إلّا تراكم عمره عدة عقود من غياب قرار الدولة، وصل اليوم إلى مرحلة لم يعد من الممكن فيها اللعب على الحبال، أحياناً بالألفاظ والشعارات، وأحياناً أخرى باتخاذ موقف الحياد المشابه لحياد نعامة تدفن رأسها في الرمال.

الوضع خطير سواء حدثت المواجهة عسكرياً أم لم تحدث. فحتى لو انتهت المواجهة باتفاق ما، يؤدي إلى تقليم أظافر إيران، فإنّ فترة الإنتظار شديدة الخطورة بتداعياتها على مختلف الأصعدة. ويكفي أن نذكر مثلاً بسيطاً، هو بالتأكيد في حسبان «حزب الله»، وهو تحول حوالى 50 ألف موظف في مؤسساته المتعددة، من عسكرية ومدنية، إلى عاطلين عن العمل، مع زوال ما يقدّر بمليار دولار دعم، قسمه الأكبر من إيران. أما في حال ذهاب المواجهة إلى أكثر من ذلك، فإنّ الأمور عندها ستكون مرهونة بحجم ومدة ما قد يحدث من عمليات عسكرية.

لبنان يبدو اليوم كمَن يسير على حافة ضّيقة وزلقة فوق حقل الغام، يحاول بشكل مثير للشفقة العبور إلى نوع من الإستقرار متكئاً على توازن وطني ودولي غير واضح المعالم، وفوقها وأهمها اليوم هي التحدّيات المالية الإقتصادية والأمنية العسكرية، حيث انّ أي مفاجأة سلبية على إحدى الجبهتين يمكن أن تشكّل سبباً للوقوع في المحظور. قد يكون ما في يدنا هو الأمل بأن تكون الكارثة علينا أقل من المتوقع، أو أن يفهم من ربط مصيره بإيران، أنّ وقت خيار المصلحة المحلية أصبح ملحاً وعليه أن يختار لجمهوره، على الأقل، خيار السلامة.

 

صمته المدوّي حمى مجد الكنيسة ولبنان  

المطران منير خيرالله/الجمهورية/السبت 18 أيار/2019

إختار السيّد المسيح رسلًا إثني عشر، واختار من بينهم سمعان بطرس بعد اعترافه بإيمانه بيسوع ابن الله الحيّ، ليقول له: «أنت الصخرة، وعلى هذه الصخرة سأبني بيعتي، وأبواب الجحيم لن تقوى عليها». وانطلق بطرس واخوته الرسل يعلنون إيمانهم بالرّبّ يسوع المسيح القائم من الموت ويحملون بشرى الخلاص الى العالم كلّه. وأسّس بطرس كنيسة أنطاكية قبل أن يذهب إلى روما ويستشهد فيها ويُثَبِّت فيها كرسيّه وأوليّته في خدمة المحبّة والوحدة.

أمّا آباؤنا البطاركة فاختاروا لهم اسم بطرس لأنّ كنيستنا المارونيّة وُلدت ونَمَت في حضن الكنيسة الأنطاكيّة واستمرّت وفيّةً لخليفة بطرس. فكان بطاركتنا يردّدون: إيمان بطرس إيماني! وكانوا يصغون إلى الرّبّ يسوع يقول لكلّ واحد منهم: «أنت الصخرة، وعلى هذه الصخرة سأبني بيعتي، وأبواب الجحيم لن تقوى عليها. إرعَ خرافي، إرعَ نعاجي. وكلّ ما تربطه على الأرض يكون مربوطًا في السماوات، وكلّ ما تحلّه على الأرض يكون محلولًا في السماوات».

ثبَتوا في إيمانهم بالرّبّ يسوع، وجاهروا به من دون خوف، وواجهوا بجرأة تحدّيات الزمن على أنواعها: الحروب والإضطهادات والنزوحات والإهانات حتّى الإستشهاد أحيانًا، ليحافظوا على القطيع الصغير الذي ٱئتمنهم عليه يسوع الراعي الصالح على اسم مارون.

قادوا شعبهم ببسالة وصلابة، متنقلين بين الجبال والوديان مع مريم العذراء رفيقة دربهم، حاملين كنيستهم وقضايا شعبهم في قلوبهم وعقولهم وصلواتهم ونضالاتهم ومعاناتهم اليومية، راسخين في إيمانهم بالله، متمسكين بقناعاتهم وثوابتهم، وأوّلها الحريّة، متجذّرين في أرضهم المقدّسة يعيشون عليها بروحانيّة وسلوكية الأب المؤسّس مار مارون وببسالة وعزيمة البطريرك المؤسّس مار يوحنا مارون. وفي مرحلة من مراحل التحوّل التاريخي، أسّسوا لبنان الكيان والدولة، ولم يريدوه لهم وحدهم بل أرادوه وطنًا لجميع أبنائه، مسلمين ومسيحيين، نموذجًا في الحريّة واحترام التعدّديّة والعيش الواحد.

من هؤلاء الآباء الأبرار مار نصرالله بطرس صفير البطريرك السادس والسبعون.

دعاه الله الى الحياة في 15 أيّار 1920، أشهرًا قليلة قبل إعلان دولة لبنان الكبير الذي انتزعه البطريرك الياس الحويّك من الفرنسيين والحلفاء في مؤتمر السلام في فرساي بعد نهاية الحرب العالميّة الأولى.

ودعاه الله من هذه الحياة الفانية إلى الحياة الأبديّة في 12 أيّار 2019، أشهرًا قليلة قبل الإحتفال بالمئويّة الأولى، ليحتفل بها في الملكوت مع البطريرك الحويّك.

وبين هذين الموعدين، عاش البطريرك نصرالله صفير تسعة وتسعين سنة، منها أربع وستون سنة أمضاها بالعمل الدؤوب في خدمة الكنيسة المارونية ومن أجل إعلاء القيم الإنجيلية بهدوء وحكمة وجرأة في الموقف والكلام وفي رأسها الحريّة، التي هي من مقدّسات الموارنة. فأتمّ مسيرة نضاله من أجل الكنيسة والوطن على خُطى أسلافه العظام، من يوحنا مارون الى جبرائيل حجولا الى اسطفان الدويهي الى الياس الحويّك وأنطون عريضه وبولس المعوشيّ وأنطونيوس خريش.

فكان مثلهم أبًا ومرشداً وقائدًا ومرجعًا في الشؤون الروحيّة والكنسيّة والمدنيّة لجميع أبنائه، الموارنة واللبنانيين على حدّ سواء.

تسلّم منهم ومن السيّد المسيح وديعة الرعاية، فحافظ عليها بأمانة وثقة بحسن التدبير الإلهي ومحبّة شعبه وإيمانه برسالة وطنه، مستوفياً كلّ المواهب والنِعَم التي خصّه الله بها: التجرّد والتواضع، الذكاء والحكمة والحنكة في مواجهة التحدّيات والصعوبات من أين أتت؛ فذلّلها أحياناً بصمته المدوّي وصلاته، وأحياناً بصوته العابر لكلّ الحدود المحلية والإقليمية والدولية والمتعالي عن السياسات الفئوية والحزبيّة.

وأجرؤ أن ألَخِّص حياته بحمله صليبين: صليب الرب يسوع، فكرّس له الوقت الكافي في التقوى والصلاة والخشوع والرجاء؛ وصليب الإنسان المقهور والوطن المعذّب في هذه المنطقة من العالم، فكرّس له مسيرة نضال شاق، أرهقته ولم تزعزع إيمانه بحتمية الخلاص من كوابيس الظلم والظلام.

كان يُتقن العضّ على الجرح بنعمة إلهية خاصّة، وينتظر بصمت ليقطف الثمار عندما يحين قطافها، لأنّه كان يؤمن أنّ الوقت هو لصالح الكنيسة لا لصالح من يطلبون الشيء قبل أوانه. فهي كنيسة المسيح وأبواب الأبديّة مفتوحة أمامها.

هذا على الأقلّ ما تعلَّمتُه منه. وهذا ما بدا واضحًا في تعاطيه مع الأحداث التي واجهها وطنيًّا، فاستحق اعتراف جميع اللبنانيين به مرجعاً لا ينكسر، وقائداً إستقلالياً لا يهادن ولا يساوم على سيادة أو حرّية أو كرامة شعب؛ وبدا واضحاً كذلك في تعاطيه مع المشروع الكنسيّ الكبير، أيّ المجمع البطريركيّ المارونيّ، الذي جعل منه البطريركَ المُجدِّد بعد البطريرك يوسف ضرغام الخازن الذي ترأس المجمع اللبنانيّ الأوّل سنة 1736 وجعل من كنيسته رائدة في الشرق والغرب ومنطلقةً في الحداثة والنهضة.

يوم انتُخِبَ بطريركًا، في 19 نيسان 1986، كانت الكنيسة المارونيّة بدأت بمسيرة مجمعيّة أطلقها العلّامة الخوري يواكيم مبارك مع الرابطة الكهنوتيّة وباركها البطريرك أنطونيوس خريش ثم المدبِّر الرسولي المطران إبراهيم الحلو، بهدف عقد مجمع لبناني ثانٍ يُجدِّد الكنيسة المارونيّة في حياتها ورسالتها بعد مائتين وخمسين سنة على المجمع اللبناني الأوّل.

بارك البطريرك صفير فكرة عقد المجمع وعيَّن في سينودس حزيران 1987 لجنة مجمعيّة برئاسة المطران يوسف الخوري والمطارنة جون شديد ويوسف بشاره وبشاره الراعي، وكلّفها «درس الظروف المؤاتية وتهيئة الأجواء لعقد مجمع ماروني عام»، دُعي في ما بعد المجمع البطريركيّ المارونيّ، يُطلق الكنيسة المارونيّة في رسالة أمميّة متجدّدة ومتلائمة مع بداية القرن الحادي والعشرين.

وفي عيد مار مارون 2003، أدرك غبطتُه أنّ التوقيت أصبح ملائمًا «بعد التطورات التي حصلت في لبنان، وبعد فترة الحروب والتهجير والهجرة، وبعد انعقاد السينودس من أجل لبنان وإعلان الإرشاد الرسولي رجاء جديد للبنان على يد القديس البابا يوحنا بولس الثاني». فدعا في رسالته العامة الثامنة عشرة الى عقد المجمع البطريركي الماروني في دار سيدة الجبل - فتقا. وترأس جلسات المجمع كلّها في دوراته الثلاث على مدى ثلاث سنوات. وتوضيحًا لأهداف المجمع، كان يرَدِّد: «نحن لا نسعى في سبيل طائفة أو في سبيل جماعة أو في سبيل حزب، إنّما نسعى في سبيل جمع الصفوف. ونأمل في أن يبقى لبنان ما أشار إليه قداسة البابا يوحنا بولس الثاني الوطن الرسالة ووطن التعايش السلمي بين جميع أبنائه، مسيحيين ومسلمين. انّه بلد صغير ولكنّه كبير بتاريخه وبمعانيه» (راجع كلمته في ختام الدورة الأولى، حزيران 2003، رسالة الأحد، العدد 446).

أمّا في ختام المجمع، في 11 حزيران 2006، فقال: «نحمد الله على عقد المجمع وإنجاز ما آلينا على نفوسنا إنجازه...أمّا وقد أصبحت وثائق المجمع البطريركيّ المارونيّ بين أيديكم، فنرجو أن تشكّل لكم مراجع تعودون إليها للإستنارة بما فيها من توجيهات سليمة تتعلّق بحياة الكنيسة وتعاليمها ورسالتها.

ولعلّكم تعرفون أنّ المجمع لا يكتسب ما له من أهميّة من الوثائق التي يتضمّنها بل من الإطّلاع على هذه الوثائق، والتأمّل في ما جاء فيها، وتطبيقها على الحياة اليوميّة. ونعتقد أنّ خير طريقة لتطبيقه هي أن تؤخذ وثائقه وثيقة وثيقة لتكون موضوع شرح وتأمّل في الرعايا والمدارس والأخويات، ليُصار إلى تفهمها على وجهها الصحيح، ومن ثم وضعها موضع العمل في الحياة اليوميّة» (راجع رسالة الأحد، العدد 606).

وفي آذار 2011، قدّم البطريرك مار نصرالله بطرس صفير استقالته لتقدُّمه في السن، تاركًا لخَلفِه مار بشاره بطرس الراعي مهمّة تطبيق المجمع وقيادة الكنيسة المارونيّة ولبنان في وجه التحدّيات المطروحة.

أما أبرشية البترون، أبرشية القداسة والقديسين، التي خدمها البطريرك صفير نائبًا بطريركيًا عامًا لسنوات، وأحبّها وفتح له أهلُها بيوتهم، والتي وضعها في أولوياته بعد انتخابه بطريركًا، فاختار لها مطرانًا نائبًا بطريركيًا عامًا في شخص سيادة المطران بولس اميل سعاده، ليقيم فيها ويرعاها ويسهر عليها وعلى أهلها في ظروف حالكة. وإذا كنا عقدنا مجمعًا أبرشيًا يهدف إلى تطبيق المجمع البطريركي الماروني في سبيل التجدّد في العودة إلى الجذور ورسم خطة مستقبلية تجعلنا نسير على درب القداسة، فذلك لأننا أردنا أن نستنير بتوجيهات أبينا البطريرك صفير وأبينا البطريرك مار بشاره بطرس الراعي في مسيرة التطبيق.

نستودعك رحمة الله، الآب والإبن والروح القدس، ومحبّته اللامتناهية، أيّها البطريرك الصخرة، ونطلب صلاتك وشفاعتك من أجل كنيستك ووطنك لبنان الذي كرّست حياتك في سبيل أن يبقى وطنًا حرًّا سيّدًا مستقلًّا بهمّة جميع أبنائه، ووطنًا رسالة في الحريّة والديمقراطيّة والعيش الواحد في احترام التعدّديّة لكلّ بلدان العالم.

 

ما أرخص هذا الكذب المستمرّ وما أبشعه وما أخطره!

عقل العويط/النهار/18 أيار/2019

التصافح والتعانق وتبويس اللحى وإبداء الأسى والتضامن وذرف الدموع، بلغ الذروة خلال الأيّام الأخيرة، لكنّ الجميع يعرف أنّ الجميع يكذب على الجميع، في حين أنّ الواقع، واقع الأمور، واقع السلطة، الواقع على الأرض، واقع العيش، الذي يختصر أحوال الناس والبلاد والدولة، ويعكس أوجاعها وأمراضها، يلامس حدود الفجيعة. هذا ما أمكنني استخلاصه من الوقائع التي تزامنت مع غياب نصرالله بطرس.

كلّ هذا الفيض من التواصل الاجتماعيّ، كلّ هذا الإعلام، كلّ هذا الخضمّ من التقريظ والمديح والرثاء والتكافل والتضامن، هباءٌ منثورٌ، لا يعالج مشكلةً، ولا يُصرَف في بنك، وسرعان ما يغيب في طيّ النسيان. لو قُيِّض لهذا الفيض (المَرَضي!) من كلّ حدبٍ وصوب، ومن كلّ حزبٍ وتيّارٍ، وطائفةٍ ومذهب (بعض هذا الفيض، هنا وهناك، ممّن هدّده، وووجّه المَدافع عليه، وقوّصه، ورجمه بالشتائم، وخوّنه، وباعه، واشتراه، وأهانه، وأذلّه، واعتدى عليه) أن يكون صادقًا، صادقًا فحسب، وحقيقيًّا، وشفّافًا، لكان ينبغي له أن يكون فاعلًا، وأن يزحزح الجبال التي تربض على الصدور، وأن ينقلها، وأن يُحدِث أعجوبةً في الحياة اللبنانيّة. لا أن يُحدِث أعجوبةً دينيّةً، بل أعجوبة محض سياسيّة ووطنيّة. بل أعجوبة معياريّة، قيميّة، أخلاقيّة. دستوريّة، وقانونيّة.

سأقول بدون تردّد: إنّه زبد. محض زبدٍ فحسب. ولن يغيّر شيئًا في صورة هذا الواقع اللبنانيّ المهين.

يجب أن لا أستخدم التعميم طبعًا. كلّ تعميمٍ، أيًّا يكن، من شأنه أن يوقع صاحبه في الشطط. ومن شأنه أن يطمس جانب الحقيقة فيه، أو يشوّهه. أمّا التعميم، هنا، في شأن ما رافق غياب نصرالله بطرس، فلا يجوز. إنّه تعميمٌ خاطئٌ، ومخطئٌ، ومسيءٌ، بل شرّير.

على هامش وداع نصرالله بطرس، كُثُرٌ كانوا صادقين وحزانى وأوفياء، وهم أرادوا حقًّا التعبير عن مشاعرهم ومواقفهم. أنحني أيّما انحناء. لكن، يجب أن يعرف الجميع أنّ التعبير عن المشاعر والمواقف جيّد، لكنّه لا يكفي، و"لا يحبّل" بالطبع، وأن الاكتفاء به يوازي الاكتفاء باستنكار الوضع الانحطاطيّ العامّ للدولة ومؤسساتها، وعدم القيام بأيّ عملٍ من شأنه أن يساهم في الخروج من عنق الزجاجة القاتل.

وعليه، فإن الاسترسال في التركيز على الشعارات الجوفاء وتعابير العيش المشترك والوحدة الوطنيّة والوفاء للرجل، ولمآثره، والاستغراق في التوضيح والشرح، والتنافس في كشف النقاب عن مكانة كلّ واحدٍ، ومدى قربه منه؛ هذا كلّه "بشريّ"، لكنّه لا يقدّم عمليًّا في واقع العيش اللبنانيّ، ولا يؤخّر، بل يوقع الناس في الوهم، و... المقال في الثرثرة، وأنا لا أريد أن أُوهِم أحداً، ولا أن أثرثر.

لا يهمّني أنّ أذرّ رمادًا كهذا الرماد المتكاذب في عيون القرّاء. أعوذ بالله.

يهمّني أن أستخلص، لأضع القرّاء أمام الواقع الحقيقيّ للعيش، بعد سدل الستار على الوداع. ذلك أنّ كل ما يجري – تقريبًا - على مستوى السلطة، وأداء أطرافها، المتخالفين ظاهرًاً، لكن المتوافقين موضوعيًّا وباطنًا، ينحر هذا الفيض الإعلاميّ الإنشائيّ، والشعبيّ العفويّ، والعاطفيّ الجيّاش، ليلقي الضوء على حقيقةٍ واحدةٍ، فحواها مواراةُ نصرالله بطرس ومرحلته وقيمه ومعاييره من جهة، والإمعان الحثيث المتواصل في تقَاسُم الخير العام، وتَناتُش الدولة، وتَناهُبها، وتَسارُقها، من جهة ثانية.

هذا فعلٌ شنيعٌ يغدر بالرجل، والأهمّ أنّه يعادي لبنان الدولة، ويناقضها، وينقضها. وإذا كان يُظَنّ أنّ "حكومة العمل معًا" أو "حكومة الشراكة الوطنيّة"، تصون لبنان الدولة، وتحقّق الوحدة الوطنيّة، وتحفظ العيش المشترك، فإني أشهد أنّها تغتاله. هذه سلطةٌ خبيثةٌ، ماكرةٌ، تسرق الناس، وتيئِّس الشباب، وتعمّم الجوع والفقر والمرض والتلوّث، وتزيد الدين العام، وتغذّي الأحقاد، وتؤجّج الغرائز، وتُبقيها ساخنةً متأهّبة في انتظار إشعال الحرائق من تحت هذا الرماد الفاتر والمخادع.

صدِّقوني، ليس عند جلّ أطراف الطبقة الحاكمة، والسلطات، السياسيّة، أو الاقتصاديّة، أو الدينيّة، سوى التكاذب, أما الواقع الحقيقي فيلامس الفجيعة.

فيض العواطف جيّاش، لبنان الإنسان والدولة تحت الأنقاض. ما أرخص هذا الكذب المستمرّ وما أبشعه وما أخطره!

 

هكذا تعامل "حزب الله" مع رحيل صفير  

عماد مرمل/الجمهورية/السبت 18 أيار

وسط الزحمة الكثيفة في المعزّين بالبطريرك الماروني الراحل مار نصرالله بطرس صفير، وفي ظل الانشغال بمراسم التشييع، كان هناك من هو مهتمّ برصد سلوك «حزب الله» تحديداً، والتدقيق في طريقة تعاطيه مع هذه المناسبة.

لم تكن العلاقة بين «حزب الله» وصفير على أفضل ما يرام خلال فترة تولّيه سدة البطريركية المارونية، بل انّ خلافهما حول سلاح المقاومة والعلاقة مع سوريا كان استراتيجياً وعميقاً، الأمر الذي وضع كلّاً منهما على ضفة مقابلة للأخرى، بحيث تولّى صفير رعاية «لقاء قرنة شهوان» واحتضان فريق 14 آذار، فيما شكّل «الحزب» قاعدة ارتكاز لقوى 8 آذار.

مع ذلك، وعلى رغم من حدة الاصطفاف، استمر التواصل قائماً ولو بوتيرة متقطعة وأوقات متباعدة، على قاعدة احترام كلّ من الطرفين لخصوصية الآخر وموقعه.

كان «الحزب» يعرف أنه لا يصحّ قطع كل الجسور مع رمز الكنيسة المارونية في لبنان، والذي فرضت الظروف أن يصبح ايضاً الممثّل السياسي لشريحة واسعة من المسيحيين خلال الفترة الممتدة بين 1991 و2005، كما انّ صفير كان يعلم أنه لا تجوز القطيعة مع مكوّن شيعي هو أساسي في المعادلة الداخلية ووازن في المعادلة الاقليمية ربطاً بدوره في مواجهة الاحتلال الاسرائيلي. حَكمت هذه الواقعية مسار العلاقة بين «الحزب» وبكركي على امتداد سنوات طويلة، هي واقعية سمحت بالتعايش مع الخلاف لكنها لم تكن كافية بالتأكيد لتحقيق التقارب.

ومع وفاة صفير، لم يتأخر «الحزب» في المبادرة الى تقديم العزاء الى البطريرك الماروني بشارة الراعي في اليوم التالي، على أساس انّ التعزية هي واجب اجتماعي - أخلاقي منفصل عن أي اعتبار آخر. لم يخلط «الحزب» بتاتاً بين خلافاته السياسية مع خيارات صفير وبين احترام حرمة الموت وضرورة مواساة بكركي في مصابها. و«حزب الله» الذي يدرس بدقة كل تصرّف يمكن ان يبدر عنه، تَعمّد اختيار وفد «وازن» لتقديم واجب العزاء، ترأسه رئيس المجلس السياسي وعضو الشورى السيد ابراهيم أمين السيد، وضَمّ الوزير محمود قماطي والنائبين علي عمار وأنور جمعة وعضوي المجلس السياسي ابو سعيد الخنسا ومصطفى الحاج علي. أراد «الحزب» ان يوجّه من خلال تركيبة الوفد رسالة لا تخلو من الدلالات الى الراعي، أهمها تقدير مقام بكركي والتعاطف مع حزنها.

وعُلم انّ الراعي بدوره استقبل ممثلي «الحزب» بكل لياقة واهتمام، وكان ودياً و»دافئاً» خلال اللقاء الذي لم يسمح وقته القصير في الصالون المزدحم بالاستفاضة كثيراً في الكلام، ما دفعَ البطريرك الى مخاطبة رئيس الوفد بالقول: «خَلّينا نشوفكم قريباً ونحكي في الوضع العام».

والى جانب ذلك، حرصت قناة «المنار» ايضاً على نقل مراسم التشييع وكلمة الراعي مباشرة على الهواء، إنسجاماً مع مقتضيات المناسبة وتأكيداً لكون «الحزب» وبيئته يشكّلان جزءاً لا يتجزأ من النسيج الاجتماعي اللبناني، علماً انّ قرار النقل المباشر لحدث من هذا النوع ليس «إعلامياً» فقط، بل هو «سياسي» بالدرجة الاولى. ويؤكد العارفون انّ العلاقة الحالية بين «حزب الله» والبطريركية المارونية ليست سيئة، على رغم من التباينات والتمايزات حيال أكثر من ملف، لافتين الى انّ «الحزب» يحرص تقليدياً على المشاركة، بالطريقة الملائمة، في المحطات التي تخصّ البطريركية المارونية، وتحمل طابعاً اجتماعياً او دينياً.

ويوضح هؤلاء انّ لجنة الحوار التي تضمّ ممثلين عن الجانبين لا تزال تجتمع من حين الى آخر بعيداً من الاضواء والضوضاء، في سياق تبادل الآراء حول المسائل التي تكون موضع اهتمام مشترك. وتَتكوّن اللجنة من أحد المطارنة وحارث شهاب والوزير محمود قماطي وابو سعيد الخنسا ومصطفى الحاج علي.

ويشير العارفون الى انّ هناك علاقات قائمة بين «الحزب» ومعظم القوى المسيحية، وإن تكن تتدرّج في «علاماتها» من ممتازة الى جيدة فعادية تبعاً لهوية الطرف الآخر، وبالتالي فإنّ الانفتاح على بكركي يندرج في هذا الاطار.

 

الآراء العلميّة تخالف «دراسات الطاقة»: ضرر التوتر العالي ثابت

إيلده الغصين/الأخبار/18 ايار 2019

التعرّض للعمود رقم 9، كرّ وفرّ بين القوى الأمنية والأهالي المعترضين، اجتماع غير مثمر بين المتضرّرين ووزيرة الطاقة... هذه عيّنة مما يحصل في منطقة المنصوريّة جراء استكمال تمديد شبكة التوتر العالي في خط بصاليم - عرمون - تفرّع المكلس. الأهالي متمسّكون بالدراسات نفسها التي استخدمها الفريق السياسي للوزيرة ندى البستاني لاقناعهم بالضرر منذ عام 2008. عقب آخر اجتماع، في 10 الجاري، بين وزيرة الطاقة ندى البستاني والأهالي المعترضين على «وصلة المنصورية»، يرافقهم الاختصاصي في طب المجتمع والوبائيات البروفيسور سليم أديب، أصدرت لجان «أهالي وطلاب منطقة تلال عين سعاده، عين نجم، عين سعاده، بيت مري، عيلوت والديشونية وائتلاف جمعيّات المجتمع المدني» بياناً أشار الى «استياء الوزيرة حين حاول البروفيسور أديب شرح المخاطر الصحية المحتملة لخطوط التوتر العالي». الوزيرة شدّدت، في الاجتماع وبعده، على «أن الخطوط ستمر هوائياً وهي غير خطيرة ولا تؤثّر على الصحة، وأن الدولة ستعمد إلى شراء منزل من يحسب نفسه متضرراً». فيما اعتبرت لجان الأهالي حلّ شراء الشقق بمثابة «تهجير قسري مرفوض بالقانون والدستور وشريعة حقوق الإنسان»، وأن الدراسات والتقارير التي تستند إليها الوزارة «قديمة ومرّ عليها الزمن»، لافتةً الى أن أديب هو من «أخذ الرئيس ميشال عون بدراسته ليبني موقفه عام 2008 تأكيداً لوجود ضرر». البروفيسور أديب، أستاذ طب المجتمع والوبائيات في الجامعة الأميركية في بيروت، شرح لـ«الأخبار» أنه «لا يمكن علمياً اختبار التوتر العالي على البشر، وانتظار ظهور تأثيره عليهم. فجمع المعلومات العلميّة يتمّ بشكل تراكمي، وهذا ما حدث منذ الثمانينات حتى توصلت الوكالة الدوليّة لبحوث السرطان إلى وضعه في قائمة المسبّبات الممكنة للسرطان. المنظمة استندت في تصنيفها إلى حالات في النرويج والجزائر واليابان وإيران، حيث ارتفعت في المجمعات السكنية القريبة من خطوط التوتر حالات اللوكيميا بين الأطفال بمعدّل ضعفين عن المناطق الأخرى». أديب أكد أن «لا شيء يوقف الحقل الكهرومغناطيسي، الناتج عن خطوط التوتّر، سوى المسافة»، موضحاً أن «الحل هو بطمر الخطوط في الطرقات العامة مما يبعد الحقول عن غرف نوم الأطفال التي ينامون فيها لأكثر من 8 ساعات متواصلة، فيما خلاياهم تنمو بوتيرة سريعة».

يذكّر أديب بـ«أن نواب المتن طلبوا مني، في الماضي، الاطلاع على تقرير مؤسسة كهرباء فرنسا (EDF)» حول وصلة المنصورية، وتبيّن حينها «أن الكابلات تبعد عن المباني السكنية نحو 30 متراً، وهي منطقة خطر. إذ أنها يفترض أن تفوق المئة متر». المعضلة الأخرى تكمن في تقرير آخر، بالانكليزية، رفعه أديب وباحثون آخرون إلى وزارة الصحة في عهد الوزير محمد جواد خليفة، «وهو استند إلى إثباتات عن وجود ضرر وخلص إلى ضرورة اتخاذ إجراءات احترازية». وفق أديب، لاحقاً، «فوجئنا بأن التقرير الموزّع من قبل الصحّة بالعربيّة، قدّم شرحاً لا علاقة له بنتائج تقريرنا! ومنذ ذلك الحين الجميع يستشهد بتقرير الوزارة المغلوط من دون العودة إلينا كباحثين». المشكلة الأخرى تكمن، بحسب أديب، في «الاعتماد على رأي منظّمة الصحّة العالميّة، خصوصاً مكاتبها الفرعيّة في بيروت أو سواها. إذ لا يمكن للمنظّمة أن تضيف شيئاً على ما خلصت إليه الوكالة الدولية لبحوث السرطان التابعة لها، بأن الحقل الكهرومغناطيسي مسبب محتمل للسرطان». ويخلص الى أنه، «بعد عقدين من التسليم بأن التلوث الكهرومغناطيسي خطير، وفي حين يتّجه البحث العلمي إلى إثبات ضرر الهاتف المحمول، كيف نعود أدراجنا إلى البحث في مخاطر التوتر العالي؟ مجبرين الناس على القبول به باستخدام الهراوات!».

يذكّر الرافضون لاستكمال تمديد شبكة التوتر العالي، ووصولها إلى عتبة الـ220 ألف فولت الخطيرة، بقانون البيئة (444/2002) الذي يفرض تطبيق مبدأ الاحتراز لدى وقوع الشكّ بوجود ضرر محتمل. الوقاية والاحتراز يسبقان، بالنسبة للبيئيّين، مبدأ «الملوث يدفع»، خصوصاً لدى حدوث تباين في الآراء العلمية حيال ضرر ما على البيئة أو الناس. الأستاذ في كلية الهندسة بالجامعة اللبنانية الدكتور طنوس شلهوب، صاحب عدد من الدراسات في السلامة المهنيّة، يوضح «أن الخطر ينشأ على الإنسان في حال عدم التجانس بين منظومة جسده والعالم المحيط. والمقاومة قد تختلف من جسم لآخر نظراً لطبيعة جهازنا العصبي الشديد التعقيد، وللطبيعة الفيزيائية المعقدة للحقل الكهرومغناطيسي وكميّة التعرض له، خصوصاً إذا زادت على ثماني ساعات ولفترات متواصلة وطويلة. ففي النتيجة لا توجد علاقة رياضيّة مكتملة بين تأثير هذه الحقول وجسم الإنسان». ويلفت الى أن إحدى الدراسات «أخضعت نساء عاملات في مشغل يعتمد الحقل الكهرومغناطيسي لمراقبة طبية لمدة 10 سنوات بالمقارنة مع مجموعة عاملات (بمواصفات قريبة من حيث العمر ونمط الحياة...) في مشغل لا يتعرضن فيه للحقول الكهرومغناطيسية. والدراسة بيّنت نتائج مقلقة عن تأثير الحقول الكهرومغناطيسية على الجهاز التناسلي لدى النساء ونسب الإصابة بسرطان الرحم وعوارض وآلام أخرى». وباختلاف الزمن ونوع الصناعات وطبيعة خطوط التوتر، يؤكّد شلهوب «أن التعرّض للحقول الكهرومغناطيسية يثير تغيرات حادة في دماغ الإنسان تنجم عنها تغيّرات في ضغط الدم وعمل القلب. وعبور الموجات الكهرومغناطيسية جسم الإنسان، يحوّل طاقتها الى حرارة تسخّن الأنسجة خصوصاً في المناطق غير الدهنية (الدماغ، العيون، القلب، الكلى) التي تتغذّى بشرايين شديدة الصغر لا يكفي تدفّق الدم فيها لإخراج الحرارة منها، مما قد يسبّب تلف هذه الأنسجة». الخلل في وظائف الخلايا واستجابتها العصبيّة ظهر أيضاً، وفق شلهوب «في اختبار آخر على الفئران التي لم تعد إلى طبيعتها بعد رفع الحقل الكهرومغناطيسي عنها».

يميّز شلهوب بين التوتر العالي المنخفض (220 فولت)، الذي «يولد حقولاً كهرومغناطيسية ذات قيمة بسيطة يستطيع جسم الإنسان امتصاص طاقتها، ولذا لا تحتاج أعمدة الكهرباء أن تكون مرتفعة كثيراً عن الأرض»، والتوتر العالي (220 ألف فولت أو أكثر) الذي يجري تمريره «بارتفاعات كبيرة عن الأرض وفي مناطق غير مأهولة بسبب قوة الحقول التي يولدها». لا سيّما أن التوتر العالي قد يؤدي، بتبسيط علمي، إلى «تشكّل دائرة إقفال تزداد في فترات الشتاء مع ارتفاع معدلات الرطوبة وهبوط مقاومة سطح الارض بسبب تساقط الأمطار، وتكون لها نتائج كارثية في حال وجود أسلاك معدنية متعامدة مع اتجاه التيار».

تلحيم الأعمدة خطر

أقدم مجهولون أول من أمس، على نَشْر جزء من العمود رقم 9 من وصلة المنصورية، فعمدت الفرق التقنية التابعة لمؤسسة كهرباء لبنان إلى «تلحيمه» ليلاً، بما يخالف شروط السلامة العامة. أخصائي الجودة الناشط رجا نجيم أوضح أن الفرق التقنية «قامت بتلحيم العمود بالمعدات المتوفرة، من دون اللجوء إلى المستورِد (شركة سعودي كايبل) للكشف على العمود وإبداء الرأي بشأن المخاطر التي قد يسبّبها التلحيم»، محذّراً من أن «الترقيع قد يضرب توازن العمود ويؤدي إلى وقوعه أو التوائه بعد تمديد الكابلات في منطقة تشهد سرعة رياح كبيرة». وطالب بـ«ضرورة كشف المستورد على العمود، قبل استكمال الأعمال عليه لما يسبّبه من خطر، وفي حال عدم وجود وكيل للشركة المستوردة يمكن اللجوء لشركات الجودة المعتمدة».

المسافات الآمنة

يعترض «الائتلاف المدني الداعم لأهالي المنصورية»، على استناد مهندسي مؤسسة كهرباء لبنان على المسافات الآمنة المنصوص عنها في المرسوم رقم 6218 (صادر عام 2001، بشأن تحديد الأحكام المتعلقة بتجهيزات توزيع الطاقة الكهربائية). «الائتلاف» يطالب بتجميد المرسوم 6218، كونه ليس سوى تعديل للفقرة الثالثة من المادة 54 (النواقل الكهربائيّة) من المرسوم رقم 12581 (صادر عام 1969)، والأخير يعنى بالتجهيزات والأعمدة والتركيب والصيانة، ولا يعنى بالمسافات الآمنة الاحترازية للحماية من الحقول الكهرومغناطيسية لخطوط التوتر المرتفع والعالي قرب المنشآت المأهولة. ويطالب الائتلاف بـ«ضرورة استبدال أحكامه بأسس جديدة وفق مبدأ الوقاية، وأن تحتسب المسافات الآمنة الاحترازية وفق أقصى معايير الأمان العالميّة الحديثة... وهي للحقول الكهربائية 0.6 متر للكيلوفولت الواحد، وللحقول المغناطيسية أقلّ من 0.2 ميكروتيسلا»، الأمر الذي جرى تأكيده في المؤتمر العلمي حول التلوث الكهرومغناطيسي في آذار الماضي، في طرابلس.

 

مسرح الحرب" إن وقعت: 13 دولة ومضائق وبحاراً  

جورج شاهين/الجمهورية/السبت 18 أيار 2019"

بكثير من الترقّب الممزوج بالقلق، تتابع المراجع الدبلوماسية مسلسل الأحداث في الخليج من عملية تفجير بواخر الفجيرة الى مضخّات النفط السعودية وما سبقها وما سيليها تزامناً مع الإجراءات الاميركية والخليجية. وكل ذلك يجري وسط معلومات عن سيناريو حرب بالواسطة يمتد على مساحة 13 دولة وعدد من المضائق والبحار. فما هي المعلومات؟ وماذا تحوي التقارير الإستخبارية؟

قبل الحديث عن سلسلة التقارير الواردة من واشنطن وأكثر من عاصمة غربية وعربية التي تتحدث عن الحشود العسكرية والأسلحة، فإنّ هناك إجماعاً على استبعاد الحروب التقليدية في المنطقة بعدما أوحَت السيناريوهات الجديدة بالجديد منها. فرغم حجم التحضيرات العسكرية لا يتحدث اي تقرير عن عمليات كبيرة في خلال شهر رمضان. فالحشد البحري والجوي النوعي والكمي الأميركي في المنطقة لا يؤشر الى موعد لعملية محددة. ولذلك لم تستغرب التقارير الحديث عن الحشد الأميركي المكثّف بعد أقل من 5 أشهر على صدور قرار عن الرئيس الأميركي بالانسحاب من سوريا (19 كانون الأول 2018)، وترك المنطقة لوحدات رمزية في العراق وبعض القواعد الأخرى. وعليه، لم تعط الإدارة الأميركية أي تفسير واضح للتحركات الأميركية التي تناولت انتقال حاملة طائرات وأخرى للصواريخ وقواعد الباتريوت والـ»B52» مُضافة الى أسراب الـ»F15» والـ»F16» الى المنطقة سوى إشارة الى دورها الدفاعي في حال أخطأت ايران وقامت بأي اعتداء مباشر او غير مباشر. تزامناً، تلاحقت المعلومات التي نَفت الحديث عن نقل مجموعات كبيرة من قوات المارينز - بعدما جرى الحديث عن 120 ألف عسكري إضافي - والتي لم تؤكدها أيّ من التقارير الأمنية والدبلوماسية الأميركية ولا أي مرجع اميركي موثوق وخصوصاً من وزارة الدفاع (البنتاغون) او القيادة الأميركية الوسطى. وعليه، قرأت التقارير الدبلوماسية والأميركية منها بنوع خاص الحراك الأميركي بجغرافيته قبل الحديث عن نوعيته والقدرات التي حشدت في المنطقة. فقد سبق لواشنطن أن نَشرت قوى مماثلة في محطات عدة إبّان الحرب السورية، وتحديداً في تموز وآب من العام 2013، تزامناً مع أول تقرير أشار الى استخدام النظام السوري الأسلحة الكيماوية المحظورة في الريف الغربي لدمشق قبل أن تعطّلها الدبلوماسية الروسية بالمبادرة الى دعوة النظام للتخلّص من أسلحته الكيماوية. وعليه، طويت الخطط الأميركية التي وضعت لـ»تأديب» دمشق، ولم يتجدّد الحديث عنها رغم استخدام هذه الأسلحة في حلب وخان شيخون وأكثر من منطقة سورية أخرى في السنوات التي تَلتها وحتى الأمس القريب.

ولذلك، قرأت التقارير خريطة انتشار الأسلحة الاميركية بطريقة مغايرة عن السابق، فاعتبرت انها استخدمت لتطويق المنطقة المحتملة للمواجهة والتي توسعت في الفترة الأخيرة لتمتد الى اكثر من دولة. فانتشار القوى الإضافية في القواعد الأميركية في قطر والعراق والمضائق والبحار المحيطة بها من زواياها المختلفة من باب المندب الى مضيق هرمز وما يحويه المتوسط منها، رسمَ أولى الخرائط بلائحة الدول المحتملة لتشهد كل انواع المواجهة المحتملة. ولذلك فقد ضمّت اللائحة الأولى مجموعة دول مجلس التعاون الخليجي كاملة، من اليمن الى الكويت مروراً بالسعودية والبحرين والامارات العربية المتحدة وقطر، مُضافة الى كل من لبنان وسوريا والعراق وتركيا. وإن أضيفت اليها القواعد الأخرى في البلقان، سيُضاف اليها كل من جورجيا وافغانستان والبحر الأسود بعد ايران. لم تُبن هذه الخريطة من عدم، فقد صدرت قبل اسابيع قليلة مذكّرة من البيت الأبيض - ترجمتها جهات دبلوماسية لـ «الجمهورية» - سحب بموجبها الرئيس دونالد ترامب ملف المواجهة المحتملة مع ايران من وزارة الخارجية ووضعها في عهدة وزارة الدفاع الأميركية والمخابرات المركزية (CAI) ليقرران معاً الخطوات المقبلة، من دون تجاهل الأدوار التي يمكن ان تقوم بها وزارة الخارجية لدعم الخطط العسكرية وتسويقها.

وما عَزّز هذه القراءة ونتائجها المتوقعة، عملية التفجير التي استهدفت بواخر ميناء الفجيرة بداية الشهر الجاري ومن بعدها عملية استهداف مضخّتين على خط نقل النفط من غرب السعودية الى شرقها، فجاءت لتثير القلق وتعزّز هذا السيناريو لأنها أحداث وقعت ضمن البقعة المتوقعة للمواجهة المحتملة. والى احداث العراق والتدابير الأميركية الإحترازية بوجود الصواريخ الإيرانية في حوزة «الحشد الشعبي»، فإن أثبتت التقارير تورّط ايران مباشرة او ايّ من أذرعها في عملية البواخر والمصافي، فإنّ الأمور ستسلك اتجاهاً آخر اكثر سرعة مما هو متوقع.

ويعود التريّث في الحكم على نتائج التحقيقات الجارية الى التشكيك في بعض الدوائر الاميركية التي تستبعد تورّط ايران مباشرة بعملية الفجيرة، كما بالنسبة الى تورّطها في عملية مضخّتي النفط السعوديتين رغم الإتهامات التي أعقبت تبنّي الحوثيين للعملية. ففي تقرير أعدّته احدى لجان التحقيق المشتركة السعودية - الأميركية استبعدت إمكان عبور 7 طائرات من سلاح «الطيران المسير» اليمني الى عمق المملكة في ظل فشل كل العمليات السابقة، بعدما عطّلت اجهزة الدفاع السعودي عمليات مماثلة من قبل. ولم تنجح اي طائرة من هذا النوع بعبور الأراضي السعودية، وهو ما يقود الى استنتاجات أخرى إحداها يقول إنها عملية نفّذت من الداخل السعودي وبأيادٍ مخابراتية قد تكون غير عدوّة. والى كل هذه المعطيات، تكشف التقارير السرية عن وجود 3800 هدف في قاعدة بيانات القوات الأميركية التي انتشرت في المنطقة، وهي تتوزّع بين مجموعة البلدان السالفة الذكر. وهو ما يُفسح المجال واسعاً امام كل السيناريوهات المتوقعة التي على أيّ مراقب ان يتابعها ويترقّب الجديد منها يوماً بعد يوم.

 

حتمية الصدام مع إيران

عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط/18 أيار/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/75010/%D8%B9%D8%A8%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D8%B1%D8%AD%D9%85%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%B1%D8%A7%D8%B4%D8%AF-%D8%AD%D8%AA%D9%85%D9%8A%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B5%D8%AF%D8%A7%D9%85-%D9%85%D8%B9-%D8%A5%D9%8A%D8%B1%D8%A7/

كل الاحتمالات مفتوحة في المواجهة مع إيران عسكرياً، قد تقع المواجهة بشكل واسع أو محدود، رداً على الهجمات الأخيرة، وقد لا تقع. لكن مآل النظام سينتهي مثل مآل صدام حسين ومعمر القذافي؛ هذه حتمية تاريخية للأنظمة العدوانية. فقدرتها على البقاء والاستمرار مرهونة بالاستمرار في المزيد من النشاطات العدوانية، وهذا يفسر إشكالية نظام صدام حسين الذي دخل في معارك مباشرة مع إيران والخليج، وقبلها كان يوشك على الحرب مع سوريا، وفي الأخير اصطدم بالقوة الأكبر، الأميركية، وتم القضاء عليه. وللأنظمة العدوانية سلوك قلما تستطيع أن تتخلص منه، يدفعها في الأخير إلى الدمار والانتحار، كما حدث لألمانيا النازية. وهذا ما يجعلنا نستبعد أن يتعاملوا في طهران مع الأزمة بغير التشدد والتحدي، ودفع الأزمة إلى المزيد من التدهور. هذه طبيعة النظام التي جبل عليها منذ بداية قيام الجمهورية، معلناً أن تصدير الثورة هدفه، وإلى هذا اليوم وهو يسعى لتصدير الثورات، وفق رؤيته الثيوقراطية السياسية، وبسببها المنطقة في حالة اضطراب مستمرة. منذ سنين طويلة، دول المنطقة، ومنها السعودية، متضررة من سياسات إيران وممارساتها ضدها، وكانت تتحاشى دائماً دفع الأمور نحو المواجهة. إنما الرغبة في ردع إيران كانت تقريباً دائماً حاضرة في الأذهان وحلقات النقاش، وسبق أن طرحت بشكل جاد في العقد الماضي، عندما اتضح أن طهران تسرع في إنجاز مشروعها النووي لأغراض عسكرية بشكل خطير. تلكأت السعودية، ومعها بقية دول الخليج، في المشاركة في أي عملية عسكرية. لا أحد يريد الحروب. ومع تأجيل مواجهة إيران، زادت الأوضاع سوءاً وخطراً. بعد حلب وصنعاء، أصبحت الرياض وجدة والفجيرة في مرمى صواريخ إيران التي أطلقتها مباشرة أو عبر وكيلها الحوثي. ونحن نعرف من سلوك طهران أنها ستتقدم، ولن تتراجع في عملياتها حتى يأتي اليوم الذي تضطر فيه هذه الدول المستهدفة إلى المواجهة، لكن للأسف ستكون في وضع أصعب، كما حدث في اليمن. فمواجهة الحوثي الإيراني في اليمن تأخرت وأُجلت حتى استولى على كل اليمن تقريباً، واضطرت الدول المتحالفة من أجل طرد الحوثي وإعادة الحكومة الشرعية إلى تحرير البلاد من آخر شبر بقي فيه، في حرب صعبة. وحتى مع وضوح مسار الأحداث نحو الصدام، يصور البعض الوضع الخطير في التعامل مع إيران بكثير من الاستخفاف، كمنولوج فكاهي، إنه ترمب، إنه بولتون. الحقيقة المشكلة هي في طهران، خامنئي، وقاسم سليماني. لقد مرت على المنطقة حروب كثيرة واعتداءات إرهابية كثيرة من إخراج إيران، وحاولت حكومات المنطقة السيطرة على الوضع بطرق مختلفة وفشلت. ومنذ أيام الرئيس الأميركي جيمي كارتر، عندما استولى رجال الدين على الحكم في إيران، تعاقب سبعة رؤساء على البيت الأبيض حاولوا بطرق مختلفة احتواء إيران ومقاطعتها ومكافأتها، على أمل إقناعها بالتخلي عن سياساتها العدوانية، لكن بلا فائدة. لنكن واقعيين ونتعامل مع المشكلة على حقيقتها، لا من خلال نظريات المؤامرة، واعتبار أن ما يحدث مشروع أميركي إسرائيلي، أو أنه مشروع عسكري تجاري. بغض النظر عن كل العوامل الإضافية، بما فيها المصالح الأجنبية المستفيدة من الأزمة، فإن الخطر الإيراني المستهدف لدول الخليج، ودول المنطقة، لم يعد محل شك. واليوم، أكثر من أي زمن مضى، لم يعد هناك شك في حقيقة نوايا نظام طهران الشريرة. ما يحدث في لبنان وسوريا والعراق واليمن جرد كل المدافعين المدعين بحسن نوايا طهران، والمهاجمين لسوء نوايا خصومهم، من كل حججهم. نحن أمام واقع ماثل أمامنا، لا بد من مواجهة النظام في طهران، وإلا سنؤكل كما أكل الثور الأبيض.

 

منع إيران من الحرب

سلمان الدوسري/الشرق الأوسط/18 أيار/2019

الأجواء نفس الأجواء، والتوترات ذاتها، فقبل 39 عاماً اندلعت حرب الخليج الأولى بين العراق وإيران (1980 - 1988)، والثانية حدثت لتحرير الكويت من الاحتلال العراقي عام 1991. والثالثة جرت لإسقاط نظام صدام حسين في العراق عام 2003. أما هذه الأيام فتعيش المنطقة توتراً سياسياً وعسكرياً ليس بخافٍ على أحد، كأن نذر غيوم حرب رابعة تحوم، وتعزز ذلك بعد إرسال الولايات المتحدة لحاملة الطائرات «أبراهام لينكولن»، ثم تعرض أربع سفن تجارية مختلفة المنشأ، اثنتان منها سعوديتان، لهجوم تخريبي خطير في مياه الخليج العربي أمام إمارة الفجيرة، توصل فريق تحقيق أميركي فحص السفن، إلى تقييم مبدئي يفيد بأن «إيران أو وكلاء تدعمهم» وراء الهجوم الذي استخدمت فيه «أجهزة متفجرة»، قبل أن تنفذ إيران، عبر وكيلها الحوثي، هجوماً إرهابياً بـ«درون» مفخخة، استهدف محطتي ضخ لخط الأنابيب الذي ينقل النفط من حقول المنطقة الشرقية إلى ميناء ينبع غرب المملكة. كل أسباب التوتر وعدم الاستقرار مرتبطة بدولة واحدة هي إيران، التي كثيراً ما حذرت الرياض من خطورة أدواتها على أمن المنطقة واستقرارها، فعندما تتعرض أنابيب النفط السعودي لهجمات إرهابية فليست المملكة المعنية وحدها بهذه الهجمات وإنما كل دول العالم، ولولا قدرة المملكة على السيطرة على هذه الاعتداءات لوجدت أوروبا والولايات المتحدة وآسيا تحت وطأة أسعار نفط تصل إلى 200 دولار. فهل يتحملون هذه الكارثة من دون المساعدة السعودية؟!

من الطبيعي أن نتساءل هنا: هل احتاج العالم أربع سنوات ليعرف خطأ التساهل مع إيران وميليشياتها المنتشرة في المنطقة؟ هل استوعب العالم الآن فقط أن قرار السعودية بعدم السماح لانقلاب حوثي إيراني في اليمن كان قراراً حكيماً وأنقذ العالم من تبعات كارثية؟ من السهل انتقاد القرارات الكبرى في وقتها، ومن الصعب كثيراً الجزم بصحتها عند اتخاذها، الأيام وحدها كفيلة بمن يتخذ القرارات الصعبة ومن يكتفي بأن يتفرج. ولولا اتخاذ المملكة قراراً استراتيجياً بالحرب ضد الوجود الإيراني في اليمن لوجدنا النظام الإيراني يطل على أهم مضيقين في العالم، هما مضيق هرمز ومضيق باب المندب، وها هي إيران تقع في الفخ بقدميها. صحيح أنها تنكرت للهجوم على السفن الأربع، رغم أن التحقيقات أشارت بأصابع الاتهام إليها، إلا أن حليفها الحوثي أعلن مسؤوليته عن الهجوم على أنبوب النفط، ولا أظن أن هناك من يشك في أنه لا الحوثي ولا «حزب الله» ولا غيرهما من الميليشيات يتجرأون على مثل هذا العمل الإرهابي من دون موافقة إيرانية مسبقة. الغريب أن العنجهية الإيرانية لم تستوعب الرسالة الأميركية شديدة اللهجة بإرسال حاملة الطائرات الحربية إلى الخليج العربي، سواء بهدف قصير المدى عبر مراقبة عن كثب لسلوكيات إيران ووكلائها والرد عليهم، أو هدف بعيد المدى بعدم السماح بمشروع نووي إيراني. نسي النظام الإيراني أن الرقص مع أوباما يختلف عن مواجهة ترمب. لكن ماذا تفعل القوات الأميركية في الخليج العربي؟ ولماذا ترسل «يو إس إس أبراهام لينكولن» وقاذفات B - 52 إلى المنطقة؟ ليس صحيحاً ما يحاول تصويره أصدقاء إيران بأنها لحماية دول الخليج فحسب، وإن كان ذلك هدفاً يسعد الجميع عندما يكون حليفك أميركا وليس إيران، الثابت أن واشنطن تتكبد كل هذا العناء من أجل إرسال رسالة شديدة اللهجة لإيران بأنها لن تتوانى عن الدفاع عن جنودها ومصالحها من التهديدات الإيرانية، بالإضافة إلى رغبة الجميع في منع إيران من الوصول إلى حافة الحرب التي تتمناها. أما أولئك الذين يقلبون الحقائق، وما أكثرهم في منطقتنا، فإليهم الحقيقة الوحيدة، بالأدلة والبراهين: لا أحد يدفع بحرب من دول المنطقة، وحدها إيران تريد إشعالها، وبقية الدول تريد منعها.

 

حرب... لا حرب... حرب...

محمد الرميحي/الشرق الأوسط/18 أيار/2019

مع ضجيج «قرقعة» السلاح في منطقتنا، ينشط المتابعون لتحليل الحدث، ويتساءلون؛ هل هي حرب قادمة بين إيران والولايات المتحدة، أم أن الضجيج أقرب إليه عضّ على أصابع من يصرخ أولاً؟ هناك عدد من الافتراضات، والافتراضات المضادة بين الجانبين الإيراني والأميركي، بعضها صحيح، وبعضها الآخر متخيل. الافتراضات الإيرانية متعددة، وهي أن أميركا لن تقوم بشن حرب شاملة، ما هو متاح تكثيف الضغط من خلال تصعيد متدرج لخطوات «المقاطعة»، تزداد وتيرتها، مقرونة بحشد لآلة عسكرية متوسطة المدى، من ضمنها دبلوماسية الطائرات العملاقة «بي 52» والبوارج الضخمة. يمكن استخدام «تكتيكات مضادة» للتغلب على تلك المقاطعة من وجهة النظر الإيرانية. من ضمنها على المستوى الأدنى؛ التهريب والمقايضة مع دول قابلة لمقايضة البضائع الإيرانية علناً أو سراً، أو تخفيض ضخم في أسعار المنتجات النفطية. وعلى المستوى الأعلى؛ الضغط على الاتحاد الأوروبي، والتهديد بالعودة إلى التخصيب الفعال لليورانيوم، لدفعه إلى اتخاذ خطوات عملية تكسر المقاطعة الأميركية، كما يمكن استخدام أذرع إيران للهجوم المتوسط المضاد، في غزة، وإن لزم الأمر في لبنان للضغط على إسرائيل، وكذلك تهديد مصالح أميركية من خلال أذرع أخرى في العراق واليمن، ومن الخلايا النائمة المؤتمرة بأوامر طهران في أماكن أخرى، لن تكلفها شيئاً، فقط كمية من الدم الفلسطيني والعراقي، وكثير من الجوع للشعب اليمني، وكلها تساوى بضع رزم من الدولارات، مغموسة بكثير من الشعارات، والأخيرة مجانية! الصورة السابقة هي القراءة الإيرانية المعتمدة على فكرة أن التهديد لن يقود إلى اشتباك ساخن، لأن المعدة الأميركية غير قابلة لهضم حرب جديدة في الشرق الأوسط، كما أن تلك القراءة معزّزة بتحليلات غربية في دارسات تتحدث عن «أفول القوة الأميركية». كما أن الاستقطاب الحاد الداخلي، على خلفية انتهاك الرئيس ترمب قوانين سارية، والشجار مع الحلفاء أو الشركاء الاقتصاديين، كل ذلك ربما يؤذن بانسحاب أميركي من الساحة الدولية.

الزمن أيضاً من وجهة النظر الإيرانية مهم، فهي تراهن على أن الإدارة الحالية لن يتسنى لها التجديد في الانتخابات القادمة، فالصبر على «غلاسة» الإدارة الحالية، التي تراهن إيران على سقوطها بعد عام أو أكثر، هو أفضل المتاح، وربما الصراع مع إيران سوف يفقدها الأصوات الداخلية في الانتخابات المقبلة، ويكرر سيناريو جيمي كارتر معكوساً، عندما تتعنّت إيران في إطلاق سراح محتجزي السفارة الأميركية في طهران عام 1979، وساعدت بذلك السيد رونالد ريغان الجمهوري على الوصول إلى البيت الأبيض وإطاحة الديمقراطي جيمي كارتر. تلك مجمل الافتراضات الإيرانية المبنية على تحليلات، وأيضاً تمنيات. هذه الافتراضات أو بعضها ليس غائباً عن القراءة الأميركية، فزيارة بومبيو، وزير الخارجية الأميركية، السريعة والخاطفة إلى بغداد قبل أسابيع أتت لتقليل المخاطر على المصالح الأميركية، وربما لتحذير الجانب العراقي من مغبة الإبحار عميقاً مع النظام الإيراني اقتصادياً وسياسياً، إلا أن بعض تلك الافتراضات هي من قبيل التمنيات، فشعبية الرئيس الأميركي ما زالت صامدة، واحتمال عودته لـ4 سنوات أخرى ممكن، كما أن افتراض قدرة الأوروبيين على تغيير سياسة واشنطن هو افتراض غير قابل للتطبيق، فالأوروبيون ليست لهم القدرة على التأثير في سياسة ترمب، ولا يرغبون في دفع ثمن اقتصادي أكثر من اللازم في مساندتهم طهران، تهديد الأخيرة للأوروبيين بأن يفعلوا شيئاً في غضون شهر، هو قفز في الظلام! إلا أنه من جهة أخرى، بعض الافتراضات الإيرانية قريبة إلى الواقع، منها أن لا حرب وشيكة بينها وبين أميركا، في ضوء مساندة دبلوماسية صينية روسية، خاصة في مجلس الأمن.

السيناريو من وجهة نظر إيران لا يتعدى «إدارة الصراع» والمراهنة على الزمن والاختراقات، وكذلك الإدارة الأميركية من جهة أخرى تعمل على إدارة الأزمة، وليس الحسم فيها. والافتراضات الأميركية قائمة في الغالب على أن الضغط وتطوير المقاطعة سوف يؤديان في النهاية إلى احتمالين؛ الأول أن تتشكل كتلة حرجة في الداخل الإيراني، تؤسس لحراك مجتمعي واسع، يقلل من قدرة النظام على الاستمرار، وهذا افتراض إلى حد كبير غير محتمل التحقق، لأن الشعوب الفقيرة لا تنتفض، ومع عدم وجود طبقة وسطى وشيء من الحريات، فإن تشكل تلك الكتلة الحرجة غير متاح في المنظور القريب، والثاني أن يرضخ النظام الإيراني، مع قليل من حفظ ماء الوجه، إلى التوجه إلى طاولة المفاوضات وإرسال وزير الخارجية «الظريف» إلى تلك الطاولة، ربما بمساعدة أوروبية.

إدارة السيد باراك أوباما راهنت على التغيير من الداخل الإيراني، وكانت مراهنة لتشجيع وإغراء معسكر الاعتدال، من خلال توقيع اتفاقية عام 2015 التي تعترف بالنظام كما هو قائم، على أمل أن يقود ذلك إلى اعتدال في السلوك السياسي الإيراني واستبدال سلوك الثورة بسلوك الدولة، إلا أن تلك المراهنة فشلت بسبب بنية النظام الإيراني الآيديولوجية الشبيهة بالنازية، والتي لم تفهمها الإدارة الأوبامية حق الفهم، سياسة إدارة أوباما الاسترضائية أرسلت الرسائل الخطأ؛ حيث قرأت طهران تلك الاتفاقية على أنها ليست اعترافاً بنظامها فقط، ولكن أيضاً إطلاق ليدها في الجوار! كلا الطرفين الإيراني والأميركي يبني موقفه على افتراضات، بعضها متخيل، وقليلها صحيح، كما أسلفنا. المخرج الأقرب في إدارة الصراع الماثل أمامنا أن يتحول إلى ساحات أخرى، خاصة الساحة العربية، فتتصاعد التضحية بالدم الفلسطيني والعراقي واليمني وفي أماكن أخرى من أرض العرب، وما دام دماً عربياً وليس إيرانياً ولا أميركياً، فكلا الطرفين قابل لتقديم ذلك الدم كوقود للصراع، دون الصدام المكلف المباشر بينهما. وفي وضع عربي تختلف المراهنات السياسية فيه وتشتعل الحروب الأهلية، فإن الأرجح أن يكون الاشتباك الإيراني والأميركي على أرض عربية، وبثمن عربي، أسهل الحلول. كل التهويل بحرب إيرانية أميركية شاملة هي تمنيات إعلامية، لأن الجميع يعرف في طهران وفي واشنطن أنه إن نشبت الحرب، فلا أحد سيعرف كيف ستسير أو على أي شكل سوف تنتهي، وتكاليفها البشرية والمادية والسياسية سوف تكون باهظة. ما نشهده أمامنا هو استخدم أدوات «رجل الأعمال الأميركي Business man» بالاشتباك مع أدوات البازار، جلها «مساومة». مواجهة هذا السيناريو عربياً لا تكون بالانتظار و«الفرجة» واستقبال الكارثة، المواجهة تكون بأن تحسم بعض الملفات الخلافية العربية بسرعة وبجدية، وهي ملفات متعددة يحسن التدرج في غلقها، ومن الأسهل إلى الأصعب، وتكوين الكتلة الحرجة العربية التي تدافع عن مصالح العرب وتحقن دماءهم، ويكون لهذه الكتلة رأي فيما يحدث من صراع، وتتوخى الحيطة، وتعمل على خلق مشروع مقنع، بديل للمشروع السياسي الإيراني المطروح. آخر الكلام... قدرة إيران على التخريب كبيرة، وقدرتها على المواجهة الشاملة ضئيلة، هي تختار الأولى، وتتجنب الثانية.

 

إيران... كيف الحال مع السلاح النووي؟

إميل أمين/الشرق الأوسط/18 أيار/2019

وسط قعقعة السلاح الهادر في البحر الأبيض المتوسط والخليج العربي، ومع عودة إيران إلى سيرتها الأولى الخاصة بحروب ناقلات النفط، عطفاً على خططها واستراتيجياتها الدموية المعدة مسبقاً لنشر الفوضى والنار والدمار، إقليماً ودولياً، يضحى أفضل تعبير استمع إليه المرء في الساعات القليلة المنصرمة، هو ذاك الذي جاء على لسان المبعوث الأميركي للشؤون الإيرانية براين هوك، خلال حديثه مع صحيفة «صنداي تايمز» البريطانية، وفيه تساءل، وله الحق في السؤال ألف مرة، وعلى العالم التفكير: «إذا كان الإيرانيون يتصرفون على هذا النحو وتلك الطريقة، من دون أن يمتلكوا السلاح النووي، فكيف سيتصرفون في حال امتلكوه»؟ علامة استفهام السيد هوك مثيرة للتأمل من جهة، وعاكسة لمستقبل الأزمة الإيرانية في تقاطعاتها وتشارعاتها مع إدارة الرئيس دونالد ترمب، التي تدرس الآن جميع خطط المواجهة العسكرية مع الملالي وحرسهم الثوري، مواجهة جامعة مانعة، بعد أن طال الصبر الاستراتيجي الأميركي على الإيرانيين لمدة 4 عقود، وبات الشعار «الآن وهنا... كفى جداً». التحليل الدقيق لجميع التصريحات الأميركية الأخيرة توضح لنا أن الأميركيين غير راغبين في الدخول في الحرب، لكنهم قادرون عليها ومستعدون لها، وفارق كبير بين الرغبة وبين القدرة، فالأولى اختيار عاطفي، والثانية فعل حتمي جبري قدري، قد يدفعك إليها من لا تريد له أن يفعل، لكنه يقدم على خياراته غير عابئ بالعواقب، وبخاصة إذا أدرك أنه طوق نجاته الوحيد، وإن احترق أو غرق.

هوك يؤكد أن إدارة ترمب غير قلقة من احتمال حرب مع إيران، وأنها تريد صفقة جديدة معها، لكن في الغالب الأعم ذلك لن يحدث، فالملالي يعرفون الشروط الاثني عشر التي لا بد لهم من الإقرار بها حال أرادوا الجلوس على الطاولة مع ترمب، والقبول بها يعني انهيار الهيكل الاستراتيجي لبنية النظام ورؤاه الاستبدادية في الداخل من جهة، وانهيار أطماعه التوسعية في الخارج، ولهذا تكاد أصوات الحرب تسمع في الآفاق. ما جرى الأيام القليلة الفائتة من اعتداء وتخريب على 4 سفن بحرية تجارية، أمر لا تخطئ العين دلالاته أو خلفية القائمين عليه، ولا سيما أن إيران تدرك جيداً أن طبيعتها الجغرافية تزخمها بمدد لوجيستي كبير من خلال إطلالتها البحرية، ولهذا فإن غالب الظن - والعهدة هنا على الراوي الأستاذ الأميركي في علوم الاستراتيجية البحرية بكلية الحرب البحرية جيمس هولمز - ستقوم إيران بشن هجمات غير منتظمة داخل مضيق هرمز وحوله؛ حيث يعتبر هذا المكان مألوفاً للبحارة الإيرانيين، كما أنهم سيتمتعون بالتفوق البري قبالة الشواطئ المحيطة. في هذا الإطار سيكون الخطر قائماً وقادماً بالفعل بالنسبة للسفن التي تعبر من مضيق هرمز، والتي ستضحى على الدوام في مرمى الأسلحة الإيرانية المنصوبة على الشاطئ، مثل صواريخ الكروز، والطائرات التكتيكية، بالإضافة إلى أسراب القوارب الصغيرة التابعة لـ «الحرس الثوري» الإيراني المعلن حرساً إرهابياً منذ أسابيع، من قبل إدارة الرئيس ترمب.

لم يعد «بوق القرن» المؤذن بانطلاق المعركة احتكاكاً أو اعتداء إيرانياً على أي قوات أميركية في المنطقة، بل بات الحديث عن أن أي تسريع إيراني من أجل الحصول على أسلحة نووية ربما يستوجب بدء دوران عجلة المواجهات، وهذا ما أشارت إليه «نيويورك تايمز» الأميركية بشأن الخطط التي قدمت لترمب، ومن بينها تصورات لإرسال ما يصل إلى 120 ألف جندي إلى الشرق الأوسط. يكاد المرء يوقن أن جولة جديدة من جولات صقور المحافظين الجدد، عطفاً على أنصار اليمين الأميركي، باتت مرجحة للعمل العسكري، لا بوصف الحرب نزهة، بل إيقاناً واعتقاداً بأن الخيارات كافة لم تعد مجدية، في ظل التلاعب والتسويف الإيرانيين التقليديين، وفي المقدمة من هؤلاء جون بولتون مستشار الأمن القومي، وجينا هاسبل مديرة وكالة الاستخبارات المركزية، ودان كوتس المسؤول الأعلى عن مجمع الاستخبارات الوطنية، إضافة إلى رئيس هيئة الأركان المشتركة الجنرال جوزيف دانفورد القادم من قوات مشاة البحرية، والمرشح لتكون له الكلمة النهائية حال اندلاع المواجهات. القوة النارية الأميركية المتجهة بالقرب من إيران، تكاد تكون الأعتى من نوعها منذ عقود في المنطقة، وتؤكد أن هناك تحضيرات عسكرية نستطيع أن نقرأها في هذه المرحلة؛ حيث بداية التصعيد لدعم الدبلوماسية الخشنة تجاه طهران صاحبة الخيار في أن تقتنع بجدوى الرسالة، وهو ما يشكك فيه كثيرون، ما يعني أن هاتف الرئيس ترمب الذي مرر رقمه إلى الإيرانيين من خلال السويسريين لن يدق أبداً! حين ترسل واشنطن مشفاها البحري Mercy – class إلى مياه الخليج، يوقن المرء أن المشهد مغاير هذه المرة، وأن سيناريوهات التنفيذ على مرمى البصر، ومن دون منظار، كما أن الأسوأ يطرق أبواب إيران بقوة، وتبقى الكرة في كل الأحوال في ملعب الشعب الإيراني، الذي عليه التقرير، فالأمر أكبر وأهم من أن يُترك لحراس الإرهاب الثوري.

 

جرس للسيادة... مئذنة للتعايش

راجح الخوري/الشرق الأوسط/18 أيار/2019

عندما وقف البابا الراحل يوحنا بولس الثاني على منصة بكركي المطلة على بيروت في 11 مايو (أيار) من عام 1997، وخاطب عشرات آلاف الشباب الذين وقفوا لتحيته قائلاً كلمته التي صارت شعاراً «لبنان أكثر من وطن، إنه رسالة»، كان البطريرك الماروني مار نصر الله بطرس صفير واقفاً إلى جانبه، وكان اللبنانيون الذين لطالما واكبوا صفير في مواقفه الوطنية التي تعكسها تصريحاته وعظاته، يعرفون أن صفير دأب منذ بداياته الكهنوتية على العمل من منطلق اقتناع فعلي بأن لبنان رسالة، وأن قيمة هذه الرسالة أنها جعلته مساحة إنسانية مميزة للتعايش بين الأديان ولرفع لواء الحرية والسيادة والاستقلال، وهذه من الفضائل المثلى التي لم يُتح له فعلاً أن يعيشها. فجر يوم الأحد الماضي مات صفير عن عمر يناهز 99 عاماً بعدما كان البطريرك الماروني السادس والسبعين الذي تولى مسؤولياته في 19 أبريل (نيسان) من عام 1986، يوم كان لبنان تحت الاحتلال السوري، وهو ما سيجعل منه البطريرك المقاوم بشراسة من أجل حرية لبنان واستقلاله وعيشه المشترك المميز، الذي لطالما حاولت التدخلات الخارجية طمسه وتخريبه، ما ينعكس سلباً على جناحي الوطن الصغير المسيحي والمسلم!

يومها قال الذين عرفوه راهباً هادئ الطباع: صار لكم بطريرك مثقف ومتواضع محب للكلمة والعلم، مفكر حداثي، سرعان ما سيغني ذاكرة بكركي، لكنّ ظروف لبنان القاسية والصعبة والنيران المشتعلة في جنباته، ستجعل منه بطريركاً يعاني، مقاتلاً للحق ومقاوماً للطغيان أتى من داخل أو من خارج، وكان قد دأب دائماً على القول: «إن الإيمان ليس مجرد صلاة، إنه حمل كلمة الله في الأوطان والإنسان».

كانت بنادق الوصاية السورية تُحكم قبضتها على لبنان، وهذا ما دفعه ليجعل من تصريحاته وعظاته جذوة معارضة ومقاومة وطنية، تطالب بلا توقف باستقلال لبنان وحريته وسيادته، مبشّراً بأن لبنان سيبقى قلعة التعايش الحضاري بين الأديان والتي لن يقوى عليها جحيم الأشرار، وبعدما جمع الأفرقاء المسيحيين المتقاتلين في بكركي في أبريل من عام 1989، تعرض مقره في بكركي للاقتحام على أيدي شبان من أنصار الجنرال ميشال عون يومها، وخرج يومها حزيناً وجريحاً لأنه اعتبر أن الاعتداء على بكركي وبطريرك الموارنة كرمز، مؤلم وطنياً عندما يأتي على أيدي الأبناء.

لكنّ الأمر عنده كان عابراً، فها هو يدعم «اتفاق الطائف» عام 1989، الذي صار وثيقة الوطن ودستور البلاد، وعلى خطٍّ موازٍ كان يجهد في ترميم الجسور والمشاعر التي ستبدأ مقاومة متصاعدة لخطط السيطرة على لبنان وإخضاعه، وفي هذا السياق شارك بحماسة معروفة في العمل لتأسيس اللجنة الوطنية للحوار الإسلامي المسيحي، يوم كان المتربصون بحرّية البلد وبقائه يحفرون في جروح الطائفية، ليبقى هناك بيروت شرقية وبيروت غربية!

بعد انسحاب إسرائيل من لبنان عام 2000 سيفتح صفحة المقاومة الساخنة، فيصدر نداء المطارنة الموارنة في سبتمبر (أيلول) من ذلك العام، الذي دعا صراحةً إلى إنهاء الوجود السوري في لبنان، ويرعى «لقاء قرنة شهوان» الذي يدعو إلى خروج الجيش السوري، كما أنه سيعرب عن مباركته لـ«لقاء البريستول» الذي ضمّ شخصيات سياسية وحزبية من طوائف مختلفة، ولم يتردد لحظة في رعاية مصالحة الجبل التاريخية مع الزعيم وليد جنبلاط في 21 أغسطس (آب) من عام 2001.

كان صوتاً صارخاً بقوة لحرية لبنان وسيادته، وفي مارس (آذار) من عام 2001 أعلنها صراحة من واشنطن عندما قال: «إن من مصلحة لبنان وسوريا المشتركة أن يكون بين البلدين وهما جاران علاقات طيبة ودية... وما دامت إسرائيل تحتل جنوب لبنان كنا نسكت عن وجود الجيش السوري في لبنان، ولكن بعد خروجها لا داعي للسكوت، خصوصاً أنه بعد توقيع اتفاق الطائف بات على هذا الجيش أن يعيد تمركزه في انتظار خروجه من لبنان. إن التدخلات السورية تعود بالضرر على لبنان».

كان مفعماً حتى الصميم بشعار أن «لبنان أكثر من وطن، إنه رسالة»، ولهذا لم يكن غريباً أن يختار في عظة الميلاد يوم الأحد في عام 2002 أن يغوص إلى الأعماق وهو يقول: «من العبث ادّعاء عبادة الله إذا لم تكن هناك مصالحة أخوية في لبنان، بمعنى أن اللبنانيين بكل أطيافهم ومذاهبهم هم إخوة في الإنسانية والوطن، وإن هذا ما زال يفتقر إليه وطننا الذي ورث من العداء والحروب التي دفعنا إليها الخراب والدمار، ليس في المباني والمرافق وطرق العيش، بل في النفوس والضمائر والإرادات، وهذا هو البلاء الأعظم»!

عندما كان يُسأل البطريرك صفير عن سوريا كان يختار كلاماً يذهب شعارات إلى التاريخ والذاكرة، فقد قال يوماً: «أذهب إلى الشام بعد أن تذهب الشام من لبنان... ليس لسوريا في لبنان حلفاء بل لسوريا في لبنان عملاء... إن التغيير في أرض لبنان يتطلب تغييراً في قلوب اللبنانيين... تسألونني: لماذا لا أزور قصر المهاجرين؟ أين يقع قصر المهاجرين؟ (مقر الرئاسة السورية)».

مات البطريرك صانع الاستقلال الثاني، والذي ترك شعاراً للبنانيين وغيرهم وهو أن «الوطن لا يحمَل في الجيوب، الوطن يُحمَل في القلوب». ويوم الاثنين تلقى الرئيس ميشال عون رسالة تعزية من خادم الحرمين الشريفين حملها السفير السعودي لدى لبنان وليد البخاري، وأعلنت الخارجية السعودية أن الملك سلمان وولي العهد الأمير محمد بن سلمان بعثا ببرقيتي عزاء ومواساة إلى الرئيس اللبناني، وكان البخاري من أول الذين صعدوا إلى بكركي للعزاء، كما فعل نظيره سفير دولة الإمارات حمد سعيد الشامسي. الشيخ عبد الله بن حمد آل ثاني نائب أمير قطر الشيخ تميم، ورئيس الوزراء الشيخ عبد الله بن ناصر بن خليفة، أرسلا برقيتي تعزية، في وقت انهالت برقيات مماثلة من الشيخ محمد العيسى الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي، الذي ثمّن مبادرات الراحل في التعايش والوئام، وصعد وفد من السفراء العرب في بيروت، معزياً، حيث تحدث باسمهم عميد السلك الدبلوماسي العربي السفير الكويتي عبد العال القناعي، معتبراً أنها «خسارة ليست للبنان وحده، بل لمشرقنا العربي حيث كان الراحل رجل سلام ومحبة ووئام حرص دائماً على أن يجمع لا يفرق». مات البطريرك صفير في وقت يبدو لبنان في حاجة أكثر من أي وقت مضى إلى أن يستمع اللبنانيون خصوصاً المسؤولين منهم إلى كلماته التي تدعو إلى الوئام والتفاهم والتعايش والحرية والسيادة والاستقلال، وإلى أن الوطن لا نحمله في جيوبنا بل في قلوبنا، لكن العزاء الحقيقي أن نكون قد فهمنا قوله الذي كرره دائماً «لقد قلنا ما قلناه» لشدة ما دعا تكراراً إلى الحرية والسيادة، فكان فعلاً صانع الاستقلال الثاني.

 

اهتموا بالمستقبل

حسين شبكشي/الشرق الأوسط/18 أيار/2019

وسط زخم الأخبار المتلاحقة التي تبثّ القلق في النفوس وتنشر الخوف في القلوب... وسط الحديث المليء بالهموم عن منطقتنا، وكأن هذا الجزء من العالم كُتب عليه العنف وعدم الاستقرار، وكأن ذلك قدر محتوم، وقع بين يديّ كتاب لافت وجميل، وعنوانه غريب، «من مكة إلى الميتاداتا»، من تأليف مايكل هاميلتون مورغان، والمؤلف له إلمام عظيم جداً ودراية واسعة للغاية بالتاريخ الإسلامي، والإنجازات المميزة لأهم رجالاته الذين يسلط هذا الكتاب الضوء عليهم. وعلى الرغم من أن ثقافة المسلمين بصورة عامة هي ثقافة تغوص في أعماق الماضي العميق، وتعتمد بشكل رئيسي على «الماضوية» في كل ما يتمّ طرحه من أفكار، فإن في هذا التاريخ العظيم أسماء مهمة لرجال عظماء كانوا يعتمدون في رؤاهم على أفكار مستقبلية بحتة. وهؤلاء أناس لم يتمتعوا بفوائد الحاسب الآلي ولا بالذكاء الصناعي، ولم يتنقلوا بالطائرة ولم يستفيدوا من الكهرباء أو المضادات الحيوية مثلاً... لم يعرفوا التليفون ولا الإنترنت. آمنوا تماماً بأنه من الممكن تحويل مسار التاريخ، وبالتالي نقل المجتمع باتجاه طريق مستقبلي «مختلف جداً»، وهو تماماً ما تصوره يوماً ما عمالقة كبار، من أمثال جابر بن حيان والطوسي وابن سيناء والخوارزمي والكندي وابن عربي وآخرون غيرهم كثيرون لا تتمّ الإشارة إليهم والإشادة بهم بالقدر الكافي.

البحث مطلوب في معرفة «أسرار» و«أساليب» التفكير الإبداعي والابتكاري التي كانت لدى هؤلاء، وميزتهم عن غيرهم بتكوين أفكار مؤثرة وجريئة. هل يستطيع المسلمون اليوم إيقاظ همم «الارتجال» القديمة التي مكّنتهم وأعانتهم، وكانت لهم أحد أهم دوافع النجاح والتميز. المطلوب ببساطة واختصار إحياء الشغف بالمستقبل، كما كان الأمر موجوداً ذات يوم، وتحديداً عبر بث القيم نفسها التي حققت العظمة والنجاح والتميز منذ ألف عام. قيم بُنيت على الانفتاح على الآخر وقبول الثقافات والتعايش واحترام العلم بجميع مجالاته. هناك عباقرة مسلمون آمنوا بضرورة الاهتمام بالمستقبل بالقدر ذاته الممنوح للماضي، عملاً بمقولة النبي صلى الله عليه وسلم: «الخير في أمتي حتى قيام الساعة». نظرية الانتخاب الطبيعي للأنواع عرفها الجاحظ في القرن التاسع الميلادي، وأعلنها داروين عام 1858، نظرية النسبية عرفها الكندي في القرن التاسع الميلادي وأثبتها آينشتاين عام 1905. أيضاً الطوسي شرح الرياضيات والفلك بصورة مستقبلية عقب سقوط بغداد عام 1258 ومهّد الطريق لاكتشاف كوبرنيكوس، ثم اكتشف ابن سينا مبادئ الوعي والعلاج النفسي قبل فرويد وبنروز بنحو 800 عام. جابر بن حيان حاول ابتكار حياة اصطناعية وذكاء صناعياً قبل 1200 عام، والحديث لا يتوقف عن الوعي البيئي وفيزياء الكمّ الحديثة وغيرهما، قبل أن يُصدموا جميعاً بالصد الماضوي واتهامهم بالبدعة. الدعوة للاهتمام بالمستقبل مثل الاهتمام بالماضي قد تشعّ خلاصاً بحد ذاته آن أوانه للمنطقة كلها.

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

رابطة آل الاسمر: لاعتذار الأسمر واستقالته من أية مناصب أو مهام عامة

السبت 18 أيار 2019

وطنية - أعلنت "رابطة آل الأسمر"، في بيان موقع من رئيسها سمير عبدو الأسمر، أنها عقدت اجتماعا طارئا في مركزها في الحدت "للتداول بشأن الإهانة التي وجهها المدعو بشارة الأسمر بحق مثلث الرحمة البطريرك مار نصراله بطرس صفير".

أضافت: "وبنتيجة التداول تقرر الاتي:

أولا: تستنكر الرابطة وتأسف أشد الأسف للاساءة المهينة والتعرض المشين لشخص البطريرك صفير وما يجسده في وجدان وضمير لبنان واللبنانيين.

ثانيا: تؤكد الرابطة أن ما صدر عن المدعو بشارة الأسمر لا يمت ولا بأي شكل كان لا لعائلة الأسمر ولا لأي من أبنائها وهذا الأسلوب الرخيص في اطلاق التعابير يخرج تماما عن أدبيات ومنطق العائلة وأفرادها.

ثالثا: تترك الرابطة للمرجعيات القضائية والأمنية كامل الصلاحيات لاتخاذ المقتضى القانوني المناسب على ضوء الفعل وجسامته طالبين من بشارة الأسمر الاعتذار والاستقالة من أية مناصب أو مهام عامة".

 

نقابة اطباء بيروت: لا يجوز المس بالمقامات الروحية

السبت 18 أيار 2019 /وطنية - استنكرت نقابة الاطباء في بيروت في بيان "الكلام الصادر بحق المقامات الدينية والروحية، التي لا يجوز المس بها تحت اي مسمى او التعرض لها بعبارات لا تمت الى القيم بأي صلة".

 

نقابة المعلمين: كيف يمكن ان يؤتمن الأسمر بعد اليوم على حقوق العمال والموظفين؟

السبت 18 أيار 2019 /وطنية - استنكرت نقابة المعلمين في لبنان، في بيان، ما صدر عن رئيس الاتحاد العمالي العام بشارة الأسمر من "كلام سخيف ومبتذل طال الراحل الكبير البطريرك صفير وما يمثله على الصعيد المسيحي والوطني"، وأسفت ل"الدرك الذي وصل اليه بخطابه الذي لا يعبر سوى عن قلة مسؤولية وإدراك. فكيف يمكن ان يؤتمن بعد اليوم على حقوق العمال والموظفين؟".

 

نقيب مزارعي التبغ أسف لما صدر عن الأسمر: لم أشارك بالأحاديث الجانبية سوى بالتنبيه بأننا على الهواء

السبت 18 أيار 2019 /وطنية - أسف نقيب مزارعي التبغ والتنباك في البقاع علي الموسوي، في بيان، لما "صدر عن رئيس الإتحاد العمالي العام من خطيئة بحق مقام البطريرك مار نصرالله بطرس صفير"، مؤكدا "بصفتي الشخصية وبما أمثل نقابيا، إستنكاري المطلق والإدانة لما صدر"، وموضحا أن "وجودي كان للقيام بمهامي الموكلة إلي نقابيا والكلام الصادر لا يعنيني لا من قريب ولا من بعيد لجهة تمثيلي المهني وإنتمائي الحركي الذي تربيت عليه والمنادي بالعيش المشترك واحترام الآخر، والمشهدية المصورة التي يتم تداولها خير دليل على أنني لم أكن مشاركا بما تم تداوله من أحاديث جانبية، سوى التنبيه بأننا على الهواء مباشرة أمام وسائل الإعلام".

وختم مؤكدا "رفضنا لما بدر من تعرض غير لائق بحق غبطته"، آملين "وضع الأمور في نصابها وتحميل المخطئ تبعات أفعاله".

 

أنطون أنطون يعلق عضويته في هيئة مكتب العمالي العام

السبت 18 أيار 2019 /وطنية - علق رئيس اتحاد النقابات العمالية للخدمات العامة عضو هيئة مكتب الاتحاد العمالي العام انطون انطون عضويته في الاتحاد العمالي، وقال في بيان اليوم: "التزاما لقيمي المسيحية، ورفضا للكلام المسيء من رئيس الاتحاد العمالي العام بحق أيقونة لبنان المثلث الرحمات غبطة البطريرك مار نصرالله بطرس صفير، أعلن تعليق عضويتي في هيئة مكتب الاتحاد العمالي العام واتحاد النقابات العمالية للخدمات العامة في لبنان".

 

نقابات العمال استنكرت كلام الأسمر وطالبت بعزله ومحاكمته

السبت 18 أيار 2019 /وطنية - استنكر رئيس الاتحاد العام لنقابات عمال لبنان مارون الخولي، بعد اجتماع استثنائي لقيادات اتحاد نقابات عمال ومستخدمي جبل لبنان واتحاد نقابات العاملين في قطاع الغاز والتنقيب والاتحاد اللبناني لنقابات العمال والمستخدمين والاتحاد العام لنقابات عمال لبنان، "الكلام المسيء والمهين الموثق بالصوت والصورة للرئيس السابق للاتحاد العمالي العام بشارة الأسمر ويتعرض فيه للبطريرك الراحل الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير". واعتبر أن "الأسمر أساء من موقعه لتاريخ الحركة النقابية ومناقيبة هذه المدرسة التي تقوم على أسمى وأنبل القيم الانسانية واحترام حقوق العمال والدفاع عنها، هذه الحقوق التي تبناها البطريرك صفير ودافع عنها وراجع من اجل احقاقها المسؤولين على مختلف المستويات، ولعمال لبنان وقفة وفاء لرجل لم ينسهم ابدا، واستقبل منهم مئات الوفود العمالية ووقف بجانب قضاياهم وذكرهم في عشرات العظات وكانوا جزءا لا يتجزأ من وجدانه ونشاطه واهتمامه".

وشدد على أن "ما قاله الاسمر مهين بحق كل عمال لبنان، وهذه جريمة أخلاقية لا تغتفر ولا يسامح عليها القانون ولا الناس والعمال". ودعا إلى "محاكمته وتحويله قبل القضاء الى مجلس تأديبي نقابي لإقالته فورا، ليكون عبرة لمن تسول له نفسه التطاول على مقامات بحجم البطريرك صفير وتشويه روحية العمل النقابي وإنجازاته وتاريخه القائم على احترام المبادىء والقيم والمشاعر الانسانية التي غرز بها الاسمر خنجرا لن يندمل ابدا لانه أساء في الصميم الى مشاعر كل اللبنانيين الذين ما زالوا يتقبلون العزاء بفقيدهم الغالي".ودعا "كل الاتحادات العمالية المنضوية في الاتحاد العمالي العام الى الاستنكار العلني والتداعي إلى جلسة طارئة لتحويله الى لجنة تأديبية لعزله وتقديمه الى القضاء المختص لمحاكمته".

 

رئيس أوكسيليا لبشارة الأسمر: عذرك أقبح من ذنب

السبت 18 أيار 2019 /وطنية - توجه رئيس "جمعية أوكسيليا" غسان سعد، في بيان، إلى رئيس الاتحاد العمالي العام بشارة الأسمر، قائلا: "بشارة الأسمر، أين ستتجرأ أن تنظر: إلى الأرض حيث دموع العالم ما زالت تزرف حزنا على غبطة البطريرك؟، أم إلى السماء، حيث إن كان لك ذرة كرامة لخجلت أن تنظر إلى فوق؟. أتتكلم عن جرأة في الاعتذار؟ فاسمح لنا، لم يكن التذرع يوما بجرأة! أتتكلم عن مزاح؟ فاسمح لنا فعذرك أقبح من ذنب! الاناء ينضح بما ليس فيه.

ولكن إن كانت لغتك الشتم، فلغتنا لغة البطريرك، لغة الإنجيل". وختم: "سامحهم يا رب، لأنهم لا يدرون ماذا يفعلون. ولنترك القضاء يأخذ مجراه".

 

التقدمي يستنكر كلام الأسمر ويدعوه للاستقالة

السبت 18 أيار 2019 /وطنية - صدر عن مفوضية العمل في الحزب التقدمي الإشتراكي البيان الاتي: "تستنكر مفوضية العمل في الحزب الكلام غير المسؤول الذي صدر عن رئيس الإتحاد العمالي العام بشارة الأسمر والذي تعرض فيه للبطريرك الراحل مار نصر الله صفير وتضمن كلاما بذيئا ونعوتا من غير اللائق أن تصدر عمن يقود الحركة العمالية في لبنان. إن هذا الكلام المسيء لا يمحى بالاعتذار فهو أكبر من أن يطوى بسطرين لا يقلل من فداحة التجريح والإستخفاف والإهانة الموثق بالصوت والصورة. إن المطالبة بإستقالة الأسمر وإعتزاله العمل النقابي والشأن العام هو الحد الأدنى المقبول لإعادة الإعتبار للحركة العمالية والنقابية ونصاعة نضالاتها في سبيل حقوق العمال. كما تدعو المفوضية كل مكونات المجتمع النقابي للوقوف صفا واحدا رفضا لهذه الإساءة الخارجة عن الأصول العمالية وأخلاقياتها وأدبياتها".

 

ممثل التقدمي والتحرر العمالي يعلق عضويته في هيئة مكتب الإتحاد العمالي

السبت 18 أيار 2019 /وطنية - صدر عن عضو هيئة مكتب الإتحاد العمالي العام أكرم العربي ما يلي: "إلتزاما بتوجيهات الحزب التقدمي الإشتراكي وجبهة التحرر العمالي وإتحاد نقابات موظفي المصارف التي أمثلها، وتطبيقا لقناعتي الشخصية، أعلن تعليق عضويتي في هيئة مكتب الإتحاد العمالي العام إستنكارا لما صدر من رئيس الإتحاد العمالي العام بشارة الأسمر في حق المغفور له رمز الكنيسة المارونية البطريرك الراحل نصرالله بطرس صفير بانتظار الموقف النهائي نهار الإثنين والتشاور مع أعضاء هيئة المكتب والمجلس التنفيذي لاتحاد نقابات موظفي المصارف".

 

الديموقراطي مستنكرا التعرض لصفير: لاحترام الرموز الدينية في وطن التعددية والتنوع

السبت 18 أيار 2019 /وطنية - استنكر مكتب النقابات والمهن الحرة في الحزب "الديموقراطي اللبناني" التعرض للبطريرك الراحل مار نصرالله بطرس صفير من قبل رئيس الإتحاد العمالي العام بشارة الأسمر، وسأل في بيان: "هل يعقل أن يقدم من يفترض أن يحمي ويصون مصالح العمال والنقابات على إهانة رمز من رموز لبنان الدينية؟ وهل وصلت وقاحة البعض لاستسهال التعرض لمقامات دينية أمام عدسات الكاميرات الموجودة، أو حتى في الصالونات الخاصة؟. واعتبر "ان ما حصل أمر مرفوض جملة وتفصيلا، كما أي إدانة أو تعرض لأي رمز من رموز وطننا الدينية مرفوض أيضا، خاصة لما يمثل لبنان من تعددية وتنوع في نسيجه الإجتماعي، والتي يجب احترامها على اختلافها".

 

مصلحة الشؤون العمالية في الكتائب دانت كلام الاسمر

السبت 18 أيار 2019 /وطنية - تدين مصلحة الشؤون العمالية في حزب الكتائب اي تعرض بالسوء للرموز الوطنية والروحية، وكيف إذا كان من طالته الاهانة  غبطة البطريرك الراحل الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير، وهو من عليائه مسامح كما كان على هذه الأرض .

إن مصلحة الشؤون العمالية في حزب الكتائب ، تعتبر ان ما تم تداوله يرتب على قائله مسؤولية أخلاقية ونقابية ، وتدعو رئيس الاتحاد العمالي العام بشارة الاسمر الى اخذ العبر وتحمل مسؤولياته  مما حصل ،  وما اثاره من ردود فعل مستهجنة ومستنكرة وشاجبة ورافضة ، والتصرف على هذا الاساس ، حفاظا على النضال العمالي ووحدة الاتحاد والثقة التي اولاها عمال لبنان الشرفاء لهذا الاتحاد .

 

الطبش لإذاعة لبنان: نستنكر كل كلام جارح يمس صفير والإصلاح يجب أن يطال الجميع

السبت 18 أيار 2019 /وطنية - اعتبرت عضو كتلة "المستقبل" النائبة رولا الطبش جارودي، في حديث إلى برنامج "لبنان في أسبوع" من إعداد وتقديم الزميلة ناتالي عيسى عبر "إذاعة لبنان"، أن "بوفاة البطريرك الكاردينال مارنصرالله بطرس صفير خسرنا رمزا من رموز لبنان وهو الذي حمل رسالة سلام ومحبة، وكان رمزا للوطنية في أصعب الظروف الذي مر بها الوطن، وتعلمنا من مواقفه سبل بلورة الأمور وتهدئة العواصف من مختلف الأنواع". واستنكرت "كل كلام او تصريح جارح يمس البطريرك صفير او اي رمز من رموز لبنان".

وقالت: "هذه الفترة التي نمر بها قد تكون موجعة لأننا في خضم عملية إصلاحية، وكل إصلاح لا بد من أن يكون موجعا وخصوصا على الحلقة الأضعف. يجب أن يطال الإصلاح الجميع وأن يتكاتف كل الشركاء في الدولة من أجل النهوض بالبلد، فهناك ازمة ثقة بين المواطن والدولة إذ على مر السنوات ادت السياسات السابقة، التي كان الجميع شريكا بها، الى ما وصلنا اليه اليوم، لذا الثقة ضرورية لاننا نريد السير الى الامام، وأتفهم هواجس المواطن وخصوصا ذوي الدخل المحدود والطبقتين الفقيرة والمتوسطة".

وشددت على ان "لبنان اليوم امام فرصة نهائية تتمثل بمؤتمر "سيدر" مع الشروط التي وضعها المجتمع الدولي لتقديم هذه الاموال بعد ان لمس في الماضي ان الاموال والمشاريع السابقة لم تنفذ، لذلك هذا المجتمع يريد ان يرى جدية في العمل الإصلاحي"، معتبرة ان "تخفيض العجز سيكون اما عبر ضرائب جديدة او سياسة مالية واقتصادية جديدة، والجلسة الاخيرة لمجلس الوزراء كانت ايجابية ومثمرة وفقا لتصريحات معظم الوزراء، وان الاتجاه لتخفيض العجز عبر فرض ضرائب معينة سواء برفع فوائد المصارف من دون المس بالضرائب المباشرة التي تطال المواطن".

ورأت ان "هناك الكثير من الخطابات الشعبوية التي تدعو المصارف الى تحمل حلول الازمة"، داعية الى "عدم خنق المصارف بشكل سيكون له مردود سلبي لأنها هي من تحرك العجلة الاقتصادية وتؤمن الثبات المالي في البلد". ولفتت الى ان "هناك الكثير من الاجراءات الاخرى في الموازنة من شأنها تخفيف العجز منها تحصيل الجباية وتخفيف الهدر في عدد كبير من الوزارات سواء لناحية الايجارات او المنافع الاضافية".

وفي موضوع "الإسكوا" قالت: "على الرغم من إيجار المبنى، الا ان وجوده يعود على لبنان في المقابل بأشياء كثيرة مربحة. من الضروري درس كل الأمور بطرق علمية والابتعاد عن الشعبوية في موضوع الموازنة، وحتى لو تم تخفيض الرواتب نسبة معينة فذلك يبقى افضل بكثير من عدم قبضها، ألا أني أستبعد الوصول الى تخفيض الرواتب لان المواطن من دون تخفيضات يكاد راتبه لا يكفيه".

ورأت ان "المواطن ليست لديه مشكلة في زيادة تعرفة الكهرباء شرط ان تكون التغذية 24/24 فلا يدفع الفاتورة مرتين"، معتبرة ان "ضبط التهرب الضريبي والجمركي من شأنه تمويل الخزينة بشكل كبير وهذا الامر سيناقش بشكل جدي في مجلس النواب".

وأسفت الطبش لأن "تكون المدرسة الرسمية لا تغلب المدارس الخاصة بخلاف معظم دول العالم"، داعية إلى "العمل على خطة سريعة لدعم المدارس الرسمية وتطوير مناهج التعليم فيها لتتوازن مع مناهج التعليم في المدارس الخاصة من أجل تأمين كل المقومات الاساسية لكل طالب لكي ينال التعليم بالطريقة الصحيحة"، مبدية استياءها من "وضع البنية التحتية للمدارس الرسمية وخصوصا في بيروت على الرغم من وجود كادر بشري ممتاز، وفي نتائج الامتحانات الرسمية هناك متفوقون ومتفوقات من المدارس الرسمية، وفي الجلسة الاخيرة لمجلس الوزراء كان اجتماع مع مستشارين في موضوع المدرسة الرسمية وتم الاتفاق على وضع دراسة شاملة لكل المدارس وأوضاعها الحالية والخطط الموضوعة الى جانب الاكلاف ومصير المساعدات التي تأتي الى وزارة التربية"، مؤكدة انها تعمل على الموضوع بشكل شخصي و"الرئيس الحريري كلف مستشاريه في مجلس الوزراء متابعة الموضوع بشكل جدي والخطة ستعرض على الحريري الاسبوع المقبل من اجل انطلاق الخطة الاصلاحية لكل مدارس بيروت وانطلاقا الى كل المدارس اللبنانية"، داعية المواطن إلى أن "يثق بالمدرسة الرسمية التي تخرج الكثير من المتفوقين في الامتحانات الرسمية، وبرغم وضعها الحالي تظل افضل بكثير من العديد من المدارس الخاصة التجارية".

وفي موضوع اضراب اساتذة الجامعة اللبنانية، اكدت ان "لا شيء في الموازنة يطال القطاع التعليمي بل يتم العمل على كيفية تطوير ودعم هذا القطاع مع وجود إصلاح لأمور حصلت، تجاوزت القانون في موضوع التوظيف والتعاقد وغيرها"، ورأت أن "لا يحق للاساتذة ايقاف حياة الطلاب الذين وضعوا ثقتهم بهذه الجامعة".

وقالت: "في حال جرى المس برواتب الموظفين، فذلك يجب ان يبدأ من رواتب السياسيين، فإما ان يمس بالجميع او لا أحد، إذ من الأجدى البدء من الاعلى الى الادنى وحصول مساواة بين الجميع".

ورأت ان "ملف الحدود البحرية وحد لبنان بمسؤوليه ومواطنيه لأننا اذا أخلينا بحدودنا سقط بلدنا، فسيادة لبنان فوق كل اعتبار"، مبدية احترامها للرؤساء الثلاثة وللقوى السياسية مجتمعة "على موقفهم الموحد الذي قلب فرض التدخل الخارجي الى احترام لسيادة لبنان وفتح الحوار والأخذ بما نريده لناحية رسم الحدود بالطريقة التي نرى فيها حق لبنان"، مؤكدة "اهمية ان نبقى موحدين لمصلحة هذا البلد وكذلك تخفيف الصراعات الداخلية للحفاظ على ثروتنا النفطية والاستفادة منها".

وفي ملف النازحين رأت أن "تحقيق هذا الحل مرتبط بالأمن في سوريا"، وقالت: "نحن مع عودة النازحين الى بلدهم بطريقة آمنة، وهناك اجراءات داخلية لتنظيم موضوع النازحين لما لوجودهم من آثار سلبية كبيرة على المواطنين اللبنانيين، وبعض هذه الإجراءات تتضمن إقفال بعض المؤسسات التجارية التي افتتحها سوريون بطريقة غير صحيحة وفرض الضرائب واجازات العمل".

وعن إنجازاتها الشخصية بعد سنة من توليها النيابة، شددت على ان "عمل النائب هو العمل التشريعي ورقابة عمل الحكومة". ولفتت الى أن العمل التي تقوم به على صعيد العمل التشريعي من اجل تحديد البنية التحتية التي ستعمل على اساسها الحكومة "عمل جبار وجدي ستظهر مفاعيله عندما تنطلق الحكومة بعملها ويتحسن الوضع الاقتصادي. ومن خلال العمل التشريعي تم اقرار عدد كبير من مشاريع القوانين التي تنقذ البلد اقتصاديا كقوانين التجارة والوساطة القضائية ومعاهدات القروض والتعليم والاسكان وغيرها من الامور التي تحرك العجلة الاقتصادية، الى جانب عملي على موضوع المرأة وتحديدا الجنسية، وتقدمت بمشروع منح المرأة اللبنانية الجنسية من دون اي قيد او شرط وضرورة ان تعامل اي ام لبنانية كأي رجل لبناني، وفي حال وجود استثناءات يجب ان تكون موضوعة ايضا على الرجل".

ودعت الطبش إلى "تطبيق الدستور والمساواة بين حقوق المرأة والرجل، فأولاد الام اللبنانية المتزوجة من غير لبناني يعانون الكثير في مختلف المجالات"، كاشفة عن "ورشة عمل قريبة لتداول موضوع الجنسية".

 

خيرالله في قداس لراحة نفس صفير: أتم مسيرة نضاله للكنيسة والوطن على خطى أسلافه العظام

السبت 18 أيار 2019 /وطنية - أقام راعي أبرشية البترون المارونية المطران منير خيرالله وراعيها سابقا المطران بولس اميل سعاده، قداسا لراحة نفس المثلث الرحمة البطريرك مار نصرالله بطرس صفير، في الكرسي الاسقفي والمقر الأول للبطاركة الموارنة في كفرحي، في حضور مديرة "الوكالة الوطنية للاعلام" السيدة لور سليمان صعب، رئيس رابطة مخاتير المنطقة جاك يعقوب، القاضي رزق الله فريفر، الدكتور نبيل الحكيم ورؤساء بلديات وأخويات وطلائع وجمعيات بالإضافة الى لجان المجمع الأبرشي وحشد من ابناء الأبرشية.

ترأس خيرالله القداس عاونه فيه نائبه العام المونسنيور بطرس خليل والخوري جورج عبدالله بمشاركة سعاده والخورأسقف سمير الحايك ولفيف من الكهنة، وخدمت القداس جوقة سيدة الانتقال - تنورين الفوقا.

وبعد تلاوة الإنجيل المقدس ألقى خيرالله عظة قال فيها: "عاش البطريرك نصرالله صفير تسعة وتسعين سنة، منها 64 سنة أمضاها بالعمل الدؤوب في خدمة الكنيسة المارونية ومن أجل إعلاء القيم الإنجيلية بهدوء وحكمة وجرأة في الموقف والكلام وفي رأسها الحرية، التي هي من مقدسات الموارنة. فأتم مسيرة نضاله من أجل الكنيسة والوطن على خطى أسلافه العظام، من يوحنا مارون الى جبرائيل حجولا الى اسطفان الدويهي الى الياس الحويك وأنطون عريضه وبولس المعوشي وأنطونيوس خريش".

ولخص حياة صفير "بحمله صليبين: صليب الرب يسوع، فكرس له الوقت الكافي في التقوى والصلاة والخشوع والرجاء، وصليب الإنسان المقهور والوطن المعذب في هذه المنطقة من العالم، فكرس له مسيرة نضال شاق، أرهقته ولم تزعزع إيمانه بحتمية الخلاص من كوابيس الظلم والظلام. أما أبرشية البترون، أبرشية القداسة والقديسين، التي خدمها البطريرك صفير نائبا بطريركيا عاما لسنوات وأحبها وفتح له أهلها بيوتهم، والتي وضعها في أولوياته بعد انتخابه بطريركا فاختار لها مطرانا نائبا بطريركيا عاما في شخص سيادة المطران بولس إميل سعاده ليقيم فيها ويرعاها ويسهر عليها وعلى أهلها في ظروف حالكة. فهي تجتمع اليوم هنا في الدير البطريركي الأول والمقر الأسقفي في قداس وفاء لمن كان الوفي لها لتصلي من أجله وتواكبه في عبوره إلى مجد الملكوت".

وختم: "نستودعك رحمة الله، الآب والإبن والروح القدس، ومحبته اللامتناهية، أيها البطريرك الصخرة، ونطلب صلاتك وشفاعتك من أجل كنيستك ووطنك لبنان الذي كرست حياتك في سبيل أن يبقى وطنا حرا سيدا مستقلا بهمة جميع أبنائه، ووطنا رسالة في الحرية والديموقراطية والعيش الواحد في احترام التعددية لكل بلدان العالم".

بعد القداس، تقبل خيرالله وسعاده والكهنة التعازي بصفير.

 

 

/New A/E LCCC Postings for todayجديد موقعي الألكتروني ل 18 و19 آيار/2019/

رابط الموقع

http://eliasbejjaninews.com

 

ضرورة اجبار بشارة الأسمر والقادة النقابيين الذين شاركوه فعلته المشينة على الإستقالة

الياس بجاني/18 أيار/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/75003/%D8%A7%D9%84%D9%8A%D8%A7%D8%B3-%D8%A8%D8%AC%D8%A7%D9%86%D9%8A-%D8%B6%D8%B1%D9%88%D8%B1%D8%A9-%D8%A7%D8%AC%D8%A8%D8%A7%D8%B1-%D8%A8%D8%B4%D8%A7%D8%B1%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%B3%D9%85%D8%B1-%D9%88/

 

Inevitable Clash With Iran/Abdulrahman Al-Rashed/Asharq Al-Awsat/May 18/2019/

حتمية الصدام مع إيران/عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط/18 أيار/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/75010/%D8%B9%D8%A8%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D8%B1%D8%AD%D9%85%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%B1%D8%A7%D8%B4%D8%AF-%D8%AD%D8%AA%D9%85%D9%8A%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B5%D8%AF%D8%A7%D9%85-%D9%85%D8%B9-%D8%A5%D9%8A%D8%B1%D8%A7/

 

The Inevitable Clash With Iran
 Abdulrahman Al-Rashed/Asharq Al-Awsat/May 18/2019/
 
http://eliasbejjaninews.com/archives/75010/%D8%B9%D8%A8%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D8%B1%D8%AD%D9%85%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%B1%D8%A7%D8%B4%D8%AF-%D8%AD%D8%AA%D9%85%D9%8A%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B5%D8%AF%D8%A7%D9%85-%D9%85%D8%B9-%D8%A5%D9%8A%D8%B1%D8%A7/

 

حتمية الصدام مع إيران

عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط/18 أيار/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/75010/%D8%B9%D8%A8%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D8%B1%D8%AD%D9%85%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%B1%D8%A7%D8%B4%D8%AF-%D8%AD%D8%AA%D9%85%D9%8A%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B5%D8%AF%D8%A7%D9%85-%D9%85%D8%B9-%D8%A5%D9%8A%D8%B1%D8%A7/

 

Analysis/As Tensions Rise Between U.S. and Iran, Each Side Is Waiting for the Other to Blink
 
زفي بارئيل/هآرتس: مع تصاعد التوتر بين إيران وأميركا كل منهما ينتظر من الآخر التراجع
 Zvi Bar’el/Haaretz/May 18/2019
 
http://eliasbejjaninews.com/archives/75007/%D8%B2%D9%81%D9%8A-%D8%A8%D8%A7%D8%B1%D8%A6%D9%8A%D9%84-%D9%87%D8%A2%D8%B1%D8%AA%D8%B3-%D9%85%D8%B9-%D8%AA%D8%B5%D8%A7%D8%B9%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D9%88%D8%AA%D8%B1-%D8%A8%D9%8A%D9%86-%D8%A5%D9%8A/