المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكنديةLCCC/

نشرة الأخبار العربية ليوم 17 أيار/2020

اعداد الياس بجاني

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/eliasnews19/arabic.may17.20.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

فيمَا الرُسُلُ يَتَكَلَّمُونَ بِهذَا، وَقَفَ يَسُوعُ في وَسَطِهِم، وقَالَ لَهُم: «أَلسَّلامُ لَكُم!». ٱرْتَاعُوا، وٱسْتَوْلى عَلَيْهِمِ الخَوْف

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياته

الياس بجاني/اتفاق 17 أيار فرصة للسلام خسرها لبنان/مع نص الاتفاق باللغتين العربية والإنكليزية

الياس بجاني/المفتي حسن خالد: شهيد لبنان الحريات والتعايش

الياس بجاني/حدا ياخد من هالشاب لعبة :لازمة الإنتخابات النيابية المبكرة"

الياس بجاني/خلاف شامل روكز مع عديله ما بيعمل منو سيادي واستقلالي

الياس بجاني/تفاهم نيسان لسنة 1996 بين حزب الله وإسرائيل وموقف العماد عون الساخر منه بعد سنة على توقيعه باللغتين العربية والإنكليزية/مع نص التفاهم الرسمي

 

عناوين فيديوات تقارير وتعليقات من مصادر متفرقة

فيديو تقرير من قناة العربية عنوانه/صحيفة إسرائيلية تقول بأن قاسم سليماني متورط في اغتيال القيادي بحزب الله مصطفى بدر الدين

 

عناوين الأخبار اللبنانية

القسطنطينية تسقط/ادمون الشدياق

الذاكرة الوطنية والصراع في لبنان/ادمون الشدياق

الأولوية المطلقة هي تنفيذ القرار الدولي 1559/د. وليد فاؤس

11 إصابة جديدة بـ «كورونا» في لبنان والإقفال العام مستمر

إسرائيل تعيد إلى لبنان 5 سودانيين تسللوا بحثاً عن عمل

توقع حزمة جديدة من العقوبات الأميركية على لبنان بسبب “الحزب”!

الخارجية الفرنسية: لاصحة لما نقل عن دوكان حول "التخلص" من سلامة

بسبب الأزمة الاقتصادية... لبنان يعلن عن رحلات لإعادة العمال الأجانب لبلدانهم

دعم أوروبي للخطة الاقتصادية اللبنانية وفرنسا مستعدة لتوفير مساعدات غذائية

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم السبت في 16/5/2020

أسرار الصحف الصادرة في بيروت صباح اليوم السبت 16 أيار 2020

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

معارضون لبنانيون: “حزب الله” يسعى إلى التطبيع مع الأسد وأكدوا لـ "السياسة" أن دعوة نصرالله مدعومة من العهد ولا تهدف إلى وقف التهريب

مفاوضات لبنان وصندوق النقد تصطدم بالخلافات مع «المركزي»

الرئيس اللبناني يدعو إلى التنسيق بين الأجهزة الأمنية لوضع حد لعمليات التهريب ونائب يطالب «حزب الله» بالمشاركة لأن المعابر {تحت سيطرته}

مصرف لبنان والقضاء يحاولان محاصرة المضاربات بسعر الدولار

الجيش اللبناني جاهز لمكافحة التهريب شرط ضبط مسالك العبور

لبنان يطالب بنقطة حدودية تحتلها إسرائيل

هجومٌ "مريب" على سفير دولةٍ كبرى!

دياب يستدعي وهّاب بـ"أمر مهمة": فتح ملف للسنيورة و"سوكلين"!

ليلةُ القبضِ على رياض ... الرواية الكاملة!

النهار: انكشاف حكومي امام استحقاقات المفاوضات المالية

نداء الوطن: القاضي ابراهيم لـنداء الوطن: حمدان خالف تعليمات المصرف المركزي

خطة الكهرباء… من باسيل وإلى باسيل تعود!

الشرق: مصرف لبنان يكذبهم: لا تلاعب بسعر الدولار

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

الخروج الإيراني من كلّ سوريا رسالة إسرائيلية عبر قصف حلب

مليارات إيران للسيطرة على الإنترنت.. وخامنئي مستعجل

إسرائيل تقصف مواقع الميليشيات الإيرانية في جنوب حلب

زيارة غامضة لوزير الدفاع الروسي فجرت خلاف بوتين - الأسد

اتفاق بين إسرائيل وروسيا والتحالف ينسف أحلام إيران في سورية يهدف إلى إغلاق طريق طهران- بيروت الدولي ومجابهة نفوذ ميليشيات الملالي في البادية

بهلوي: واهمٌ من يعتقد أنه قادر على تغيير سلوك الملالي

واشنطن: حظر أسلحة وضغط اقتصادي أقصى على طهران

استنفار أميركي في الكاريبي بسبب شحنة نفط إيرانية لفنزويلا

واشنطن حذرت من التحايل على عقوبات طهران ودمشق... وأسراب الجراد تغزو المحافظات

روحاني: لم نتجاوز الخطر وندرس فتح العتبات جزئياً بعد رمضان

خامنئي يعيد ترتيب ميليشياته لمواصلة السيطرة على العراق والسيستاني نفى الطلب من العامري ترؤس "الحشد"

قرقاش: استمرار الصراعات يجهض محاولات وقف القتال في المنطقة

الملك عبدالله يحذر من صدام مع إسرائيل

تقليص التواجد الإيراني بسوريا.. انسحاب أم إعادة انتشار؟

مهندس مشروع التدخل في ليبيا رئيسا لأركان جيش تركيا

تعيين توكل كرمان يثير قلقا فرنسيا.."مقربة من الإخوان"

تدهور سعر صرف الليرة السورية وارتفاع أسعار المواد الغذائية بعد ظهور رامي مخلوف

نتنياهو يتعهد تنفيذ «الضم»

تحذير فلسطيني من تعيين مسؤولة إسرائيلية في «فيسبوك»

البنتاغون: «داعش» ما زال يحتفظ بقدرات خطيرة على شن عمليات إرهابية تندرج في إطار «حركة تمرد صغيرة» في سوريا والعراق

مصر تدعم قطاع الطيران بـ127 مليون دولار لمواجهة تداعيات «كورونا

تقرير: إدارة ترمب تستأنف جزئياً تمويل منظمة الصحة العالمية

واشنطن تتهم بكين بمحاولة «صرف الأنظار عن التستر» في أزمة «كورونا»

ترمب: أميركا ستطور صاروخاً أسرع 17 مرة مما لدى روسيا والصين

تونس: الجماعات الإرهابية المتحصنة بالجبال معزولة ومشتتة

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

"حزب الله" والمعابر إلى الشرعية/نجم الهاشم/نداء الوطن

الأزمة السورية تمتص الدولار من لبنان/شكوك حول تورط "حزب الله" بالتلاعب بسعر الدولار وتهريب المازوت والحزب ينفي/سوسن مهنا /انديبندت عربية

عند جهينة الخبر اليقين/د.مصطفى علوش/الجمهورية

"ثغرات"/د. كريستيان اوسي/المرصد

باريس عن سلامة: متى سيتخلّصون من هذا الرجل؟/نقولا ناصيف/الأخبار

عقدة المواصلات" بين بيروت ودمشق/عبدالله قمح/ليبانون ديبايت

المفتي دريان ملقياً خطبة المفتي الشهيد في العيد/زياد عيتاني/وقع أساس ميديا

سليمان فرنجية زعيم ماروني يمثل كابوسا لعون وباسيل وآخرين كثر/صلاح تقي الدين/العرب

أفرَغَ أَثاثَ الكنيسة والمصلوب وَتَباهى/روني ألفا/ليبانون ديبايت"

عمّا ينتظر لبنان مع صندوق النقد/رامي الريّس/الأنباء

لبنان: الجوع يسابق صندوق النقد/راجح الخوري/الشرق الأوسط

قراصنة وقعقعة سلاح بين واشنطن وبكين/إميل أمين/الشرق الأوسط

النظام العربي بين المواطنة والدولة الفاشلة/زهير الحارثي/الشرق الأوسط

خبر من بلاده/سمير عطا الله/الشرق الأوسط

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

الخروج الإيراني من كلّ سوريا رسالة إسرائيلية عبر قصف حلب

مصادر عسكرية توضح: هذه حقيقة الإشكال بين الجيش وعناصر من حزب الله في العيشية

 

في أسفل تفاصيل النشرة الكاملة

الزوادة الإيمانية لليوم

فيمَا الرُسُلُ يَتَكَلَّمُونَ بِهذَا، وَقَفَ يَسُوعُ في وَسَطِهِم، وقَالَ لَهُم: «أَلسَّلامُ لَكُم!». ٱرْتَاعُوا، وٱسْتَوْلى عَلَيْهِمِ الخَوْف

إنجيل القدّيس لوقا24/من36حتى45/:” فِيمَا الرُسُلُ يَتَكَلَّمُونَ بِهذَا، وَقَفَ يَسُوعُ في وَسَطِهِم، وقَالَ لَهُم: «أَلسَّلامُ لَكُم!». ٱرْتَاعُوا، وٱسْتَوْلى عَلَيْهِمِ الخَوْف، وكَانُوا يَظُنُّونَ أَنَّهُم يُشَاهِدُونَ رُوحًا. فقَالَ لَهُم يَسُوع: «مَا بَالُكُم مُضْطَرِبِين؟ وَلِمَاذَا تُخَالِجُ هذِهِ الأَفْكَارُ قُلُوبَكُم؟ أُنْظُرُوا إِلى يَدَيَّ وَرِجْلَيَّ، فَإِنِّي أَنَا هُوَ. جُسُّونِي، وٱنْظُرُوا، فإِنَّ الرُّوحَ لا لَحْمَ لَهُ وَلا عِظَامَ كَمَا تَرَوْنَ لِي!». قالَ هذَا وَأَرَاهُم يَدَيْهِ وَرِجْلَيْه. وَإِذْ كَانُوا بَعْدُ غَيْرَ مُصَدِّقِينَ مِنَ الفَرَح، وَمُتَعَجِّبِين، قَالَ لَهُم: «هَلْ عِنْدَكُم هُنَا طَعَام؟». فَقَدَّمُوا لَهُ قِطْعَةً مِنْ سَمَكٍ مَشْوِيّ، وَمِنْ شَهْدِ عَسَل. َأَخَذَهَا وَأَكَلَهَا بِمَرْأًى مِنْهُم، وقَالَ لَهُم: «هذَا هُوَ كَلامِي الَّذي كَلَّمْتُكُم بِهِ، وَأَنا بَعْدُ مَعَكُم. كانَ يَنْبَغِي أَنْ يَتِمَّ كُلُّ مَا كُتِبَ عَنِّي في تَوْرَاةِ مُوسَى، وَالأَنْبِيَاءِ وَالمَزَامِير». حِينَئِذٍ فَتَحَ أَذْهَانَهُم لِيَفْهَمُوا الكُتُب.”

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياته وتغريدات متفرقة

اتفاق 17 أيار فرصة للسلام خسرها لبنان/مع نص الاتفاق باللغتين العربية والإنكليزية

الياس بجاني/17 أيار/2020 (من أرشيف عام 2015)

يتذكر لبنان اليوم اتفاق 17 أيار الذي وقعته الدولتان اللبنانية والإسرائيلية في 17 أيار سنة 1983 في عهد فخامة الرئيس أمين الجميل ورئيس الوزراء شفيق الوزان بعد مفاوضات مضنية وشاقة تمكن من خلالها المفاوض اللبناني البارع من النجاح بامتياز في تثبيت وصون كل مقومات السيادة والحقوق، وتأمين الانسحاب الكامل والسلمي غير المشروط للجيش الإسرائيلي من كل الأراضي اللبنانية.

الاتفاق أيدته علنية وبقوة وبحماس وفرح غالبية الشعب اللبناني، ورئاسة الجمهورية، ومجلس الوزراء ومجلس النواب، كما باركته معظم الدول العربية وكل دول العالم الحر، وكان بالفعل فرصة كبيرة لا تعوض لإحلال السلام الحقيقي في منطقة الشرق الأوسط عموماً، وبين لبنان وإسرائيل خصوصاً.

إلا أن الحكم السوري البعثي ومن خلال تأثيره السرطاني على مجموعات لبنانية مسلحة من المرتزقة وتجار المقاومة الكاذبة والأصوليين  والعروبيين والمأدلجين  وجماعات اليسار الحاقدة والمتلونين بألف لون ولون، الذين لا ولاء عندهم للبنان الإنسان والكيان والهوية والتاريخ والقومية والرسالة والحضارة، ومن خلال الإرهاب وأعمال العنف أفشل الحكم السوري هذا الاتفاق ومنع بالقوة تنفيذه، ومن يعود إلى أحداث ووثائق تلك الحقبة من التاريخ يدرك تماماً الأهداف السورية الحقيقة المدمرة التي لا تزال على حالها دون أي تغيير.

واليوم يكمل حزب الله الإيراني والإرهابي الذي يحتل لبنان منذ العام 2005 المخطط نفسه وإن كان بأمرة إيرانية ملالوية.

الحكم السوري الدكتاتوري والنظام الملالوي الإيراني المذهبي ومعهما كل أذرعتهما الإرهابية وفي مقدمها حزب الله لا يريدون السلام مع إسرائيل ولا حتى مع الدول العربية ويسعون باستمرار لعرقلته لأن تحقيقه ينهي تجارتهم وكذبهم ودجلهم ويسقطهم وينهي وجودهم السياسي ويسقط مشروعهم التوسعي والدكتاتوري.

فهم يحكمون في بلدانهم بالحديد والنار وبوحشية منقطعة النظير ويمارسون دون رحمة أو خوف من الله كل وسائل الاستبداد والاستعباد والإرهاب والاغتيالات وقمع الحريات والتنكيل بالأحرار بظل قوانين طوارئ عسكرية يجددون لها كل سنة وبغياب كلي لما هو قانون وقضاء وعدل وحقوق وحريات.

الحكم السوري البعثي وأيضاً نظام الملالي يسعيان باستمرار لإبقاء لبنان ساحة مفتوحة ومشرعة لحروبهما العبثية، وصندوق بريد لرسائلهما النارية والإرهابية، وورقة تفاوض ومساومة في جيبهما يستعملونها متى يشاؤون مع دول المنطقة والعالم لضمان مصالحهما وتأمين استمرارية حكمها القمعي.

الحكم السوري (ومن وراءه النظام الإيراني) يدعي باطلاً وزوراً المقاومة والممانعة فيما يُحرمهما كلياً في بلده وعلى حدوده مع إسرائيل، وفي نفس الوقت يفرضهما بالقوة والإرهاب والبلطجة على لبنان.

محور ما يسمى زوراً محور المقاومة (سوريا وإيران واذرعنهما الإرهابية الميليشياوية) يمنع لبنان من التفاوض مع إسرائيل حتى من خلال الأمم المتحدة وينعت باستعلاء وفوقية كل لبناني يسعى لهذا الأمر بالخيانة والعمالة، فيما هو يفاوض الدولة العبرية باستمرار علنية وبالسر، مباشرة ومواربة ويخطب ودها ورضاها.

إن اتفاق 17 أيار كان فرصة ذهبية للبنان من أجل أن يستعيد استقلاله وسيادته ويصون حدوده وأمنه وينهي هرطقة “لبنان الساحة” ويضع نهاية لكل أطماع ومؤامرات وكفر تجار المقاومة المنافقين والأصوليين ودجلهم.

أراد لبنان من خلال اتفاق 17 أيار السلام والاستقرار والرخاء لأبناء شعبه، تماماً كما فعل قبله المصري والأردني وغالبية الدول العربية والإسلامية. إلا أن سوريا البعث ومعها تجار المقاومة وربع الأصوليين افشلوا مسعاه بالقوة وهم لا يزالون ومن خلفهم نظام الملالي مستمرين في فرض نفس المؤامرة القذرة على لبنان واللبنانيين ولكن بوجوه مختلفة وتحت عناوين خبيثة مستحدثة.

بالتأكيد الجازم سوريا لن تحصل من إسرائيل في أي وقت وتحت أي ظرف على اتفاق سلام أفضل شروطاً وبنوداً من اتفاق 17 أيار، في حين أن الاتفاقات الأردنية والمصرية مع إسرائيل ليست بأي شكل من الأشكال أفضل من اتفاق 17 أيار.

من هنا على كل الذين يهاجمون اتفاق 17 أيار أن يصمتوا ويبلعوا ألسنتهم السليطة التي لا تجيد إلا اللغة الخشبية وكل فنون الكذب والنفاق والكفر والفبركة والتعدي على الغير.

من حق لبنان شرعاً وقانوناً ووطنياً أن يسعى من أجل الحفاظ على مصالحه وأمنه وسيادته واستقلاله، وهذا بالضبط كان الهدف الأساس من اتفاق 17 أيار الذي للأسف أفشله النظام السوري.

حبذا لو تُطالع بنود اتفاق 17 أيار بتمعن وتفحص كل الأبواق والصنوج السورية والإيرانية والمرتزقة وتجار المقاومة والأصوليين المنافقين الذين عن جهل وحقد وغرائزية وتعصب يهاجمونه وينعتون الذين أنجزوه بالخيانة والعمالة، في حين أنهم يرمون الغير بما هم غارقين في أوحاله حتى الاختناق.

كفى نفاقاً، وكفى متاجرةً بدم ولقمة عيش اللبناني، وكفى لبنان هرطقة الساحة وأكياس الرمل. من حق اللبناني أن ينعم بالسلام والطمأنينة في ظل دولة تشبهه ولا تشبه دولتي محور الشر سوريا وإيران.

في أسفل نص اتفاق 17 أيار باللغتين العربية والإنكليزية

*ملاحظة: المقال الذي في أعلى كان نشر في العام 2015 ونعيد نشره اليوم مع بعض الإضافات والتعديلات.

 

المفتي حسن خالد: شهيد لبنان الحريات والتعايش

الياس بجاني/16 أيار/2020

*أقدم الحكم السوري المخابراتي على اغتيال المفتي خالد وهو الشخصية الدينية السنية والوطنية والقيمية والعلمية المرموقة لإسكات صوته الحر والصارخ الذي كان يطالب علنية وبقوة بضرورة إنهاء الاحتلال البعثي السوري لوطن الأرز واستعادة السيادة والحرية والاستقلال وحماية أسس التعايش والمحافظة على الرسالة الحضارية التي هي جوهر كينونة وكيان لبنان.

http://eliasbejjaninews.com/archives/86249/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d9%85%d9%81%d8%aa%d9%8a-%d8%ad%d8%b3%d9%86-%d8%ae%d8%a7%d9%84%d8%af-%d8%b4%d9%87%d9%8a%d8%af-%d9%84%d8%a8%d9%86%d8%a7%d9%86/

“ولا تحسبن الذين قُتلوا في سبيل الله أمواتاً بل أحياء عند ربهم يُرزقون فرحين بما آتاهم الله من فضله ويستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم من خلفهم ألا خوف عليهم ولا هم يحزنون”(سورة آل عمران 169 – 170)

يتذكر لبنان اليوم الشهيد المفتي الشيخ حسن خالد الذي اغتالته بوحشية المخابرات السورية المجرمة يوم الثلاثاء في 16 أيار سنة 1989 بالقرب من دار الإفتاء في بيروت عندما انفجرت بقرب سيارته التي كانت تمر في تلك المنطقة سيارة ملغومة بمواد ناسفة وراح ضحيتها 16 شخصاً، واثنان من حراسه.

وكما كان حال ومصير كل جرائم المحتل السوري خلال حقبة استعباده للبنان واللبنانيين سُجلت القضية وقيدت ضد مجهول وقد تمّ دفن الشهيد بمقبرة الأوزاعي في اليوم التالي لاغتياله.

أقدم الحكم السوري المخابراتي على اغتيال المفتي خالد وهو الشخصية الدينية السنية والوطنية والقيمية والعلمية المرموقة لإسكات صوته الحر والصارخ الذي كان يطالب علنية وبقوة بضرورة إنهاء الاحتلال البعثي السوري لوطن الأرز واستعادة السيادة والحرية والاستقلال وحماية أسس التعايش والمحافظة على الرسالة الحضارية التي هي جوهر كينونة وكيان لبنان.

ولأن الشهداء لا يموتون بل تبقى ذكراهم خالدة فإن المفتي خالد هو حيّ يرزق في ضمير ووجدان وقلب وأحاسيس كل لبناني حر وسيادي وأبي يرفض بعناد الأبطال كل أساليب الإجرام والاغتيالات والقهر والكبت والاضطهاد وكم الأفواه ومتعلق بثقة وإيمان بالحريات والحقوق والقيم والسلم والديموقراطية.

خسر لبنان بخسارة المفتي خالد أحد رجالاته الكبار إلا أن حلمه تحقق وأجبر الشعب الأبي المحتل السوري على الرحيل صاغراً يجرجر خيبته، وبمشيئة الله وبفضل قرابين الشهداء الأبرار من أهلنا سوف يبقى لبنان وطناً مميزاً وحراً وسيداً ومستقلاً، ومنارة للديموقراطية، ومثالاً ونموذجاً في التعايش، وفي أصول احترام وقبول الغير معتقداً وحضارة وقومية وتاريخاً وعرقاً.

جاهر المفتي الشهيد بالحق في حين تجابن وصمُت العديد من القياديين والسياسيين خوفاً أو حفاظاً على مصالح ومنافع شخصية ولم تكن لديهم الجرأة والوطنية والإيمان ليشهدوا للحق ويرفعوا راياته عالياً.

امتدَّت يد الغدر السورية الشيطانية إليه واغتالته بأمر مباشر وشخصي من قِبّل الرئيس السوري الرحل المجرو والإرهابي حافظ الأسد.

لماذا أراد الرئيس السوري اغتيال المفتي خالد؟ لأنه ببساطة متناهية ووضوح تام رفض الاستسلام والرضوخ لمشيئة الاحتلال وأبى إلا أن يكون لبنانياً حراً ونقياً، ولأنه استمر دون خوف أو مساومة ومن على كافة المنابر العربية والدولية يطالب بحرّيّة وسيادة واستقلال وطنه، ولأنه ظلّ متَمَسِّكاً بمبادئه ووفيّاً لمواقفه ومعتقداته في حب إخوته في لبنان، كل لبنان، وكل اللبنانيين.

بتغييب المفتي خالد خسرت جبهة التعايش في لبنان مدافعاً قوياً عنها، وخسر المسيحي اللبناني بشكل خاص رجل دين مسلم تميزت مواقفه بالاعتدال والانفتاح والمحبة والتسامح، وخسر الإسلام اللبناني مفكرا وعالماً ورجل دين مميز.

تحية إكبار واعتزاز وإباء لكل شهداء لبنان الذين سقوا تربته المقدسة بتضحياتهم وقدموا أنفسهم قرابين على مذبحه ليبق شامخ الجبين وعال الرأس، ولتبق رايته خفاقة، ولتبق الكرامات والأعراض مصانة، ولتبق رسالة لبنان الحضارية فاعلة وحية.

إن وطنا كالوطن اللبناني يفتديه أهله بأرواحهم لن يُستعبد ولن يركع ولن يقبل الهوان ولن يموت أبداً، وهو كطائر الفينيق يخرج من الرماد إلى الحياة بعد كل شدة.

يقول الله تبارك وتعالى: “يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية فادخلي في عبادي وادخلي جنتي”. (سوره الفجر27 )

ملاحظة: المقالة التي في أعلى هي من أرشيف الكاتب لسنة 2015

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

رابط موقع الكاتب الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

*عنوان الكاتب الألكتروني

phoenicia@hotmail.com

 

حدا ياخد من هالشاب لعبة :لازمة الإنتخابات النيابية المبكرة"

الياس بجاني/14 أيار/2020

حدا ياخد من هالشاب لعبة :لازمة الإنتخابات النيابية المبكرة" ويفهوا انو بظل احتلال حزب الله أي انتخابات راح تجبلو ع الأقل مية نائب ويمكن أكثر. في الخلاصة السكوت احيانا هو من ذهب.

https://www.youtube.com/watch?v=21jvibQskn8

 

خلاف شامل روكز مع عديله ما بيعمل منو سيادي واستقلالي

الياس بجاني/14 أيار/2020

خلاف شامل روكز مع عديله ما بيعمل منو سيادي واستقلالي. هو اجا نايب ع وهج وصورة عمه وبظل ارهاب سلاح حزب الله..فيعيرنا سكوته

https://www.youtube.com/watch?v=rYGvqjFX1-g

 

تفاهم نيسان لسنة 1996 بين حزب الله وإسرائيل وموقف العماد عون الساخر منه بعد سنة على توقيعه باللغتين العربية والإنكليزية/مع نص التفاهم الرسمي

الياس بجاني/14 أيار/2020

في خطابة المعلقة ليوم أمس تباهى السيد حسن نصرالله وكعادته بمسلسل انتصاراته الذي يطول ويطول ولا ينتهي تماماً كخرافات وحكايات أساطير ألف ليلة وليلة، وهي انتصارات بمفهومة وبثقافته إلهية كما جاء في كلامه.

فهو كما يدعي انتصر في لبنان على إسرائيل وأميركا في كل المواجهات معهما وتحديداً عام 1996 وعام 2000 وعام 2006.. في حين كان في كل هذه الحروب لبنان واللبنانيين هم الخاسرون 100%.

وكذلك قال بأنه هو المنتصر الأوحد في سوريا، واعتبر بأن نظام الأسد باق ومظفر ومحور ما يسميه ة زوراً ونفاقاً واحتيالاً “مقاومة” هو المنتصر في مواجهة كل القوى العالمية والعربية التي شاركت وتشارك في الحرب السورية العبثية.

وكعادته استنتج بأن إسرائيل مرتبكة وتنافق اعلامياً وبأن وزير دفاعها غبي وكلامه عن إخراج إيران من سوريا قبل نهاية السنة الحالية هو مجرد أوهام لن تتحقق.

أما عن التهريب والمعابر فرأي أنه موضوع مزمن ولا يمكن مقاربته بغير التفاهم الكامل والشامل مع نظام الأسد.

وهنا ودون أن يرمش له جفن تعامى مأساة مليون ونصف مليون سوري هو والأسد هجروهم إلى لبنان ولا يريدان عودتهما، وأغفل عن سابق تصور وتصميم  حقيقة مهمة وهي أنه (حزب الله) والمحسوبين عليه من المهربين والمافيات والعصابات المسلحة هم من يقومون بعمليات التهريب عبر عشرات المعابر التي يسيطر عليها حزبه ويمنع الجيش اللبناني من الاقتراب منها.

باختصار فإن خطاب السيد يوم أمس كان وكما كل خطاباته رزمة من الأكاذيب والعنتريات الفارغة والانتصارات الواهمو والخيالية.

أما في ما يتعلق “بتفاهم نيسان لعام 1996 الذي أدرجه بنفخة صدر وافتخار على قائمة الانتصارات (وهو يُسمى أيضاً تفاهم عناقيد الغضب) فنترك أمره لتقييم ورأي العماد ميشال الساخر بمقالة له نشرها بتاريخ 15 آب سنة 1997 في النشرة اللبنانية وفي أسفل نصها الحرفي وترجمة لها بالإنكليزية كنا قمنا به في ذلك الوقت.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

رابط موقع الكاتب الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

*عنوان الكاتب الألكتروني

phoenicia@hotmail.com

 

فيديوات من مصادر مختلفة

فيديو تقرير من قناة العربية عنوانه/صحيفة إسرائيلية تقول بأن قاسم سليماني متورط في اغتيال القيادي بحزب الله مصطفى بدر الدين

الهآرتس الإسرائيلية كانت نشرت تقريراً عن هذه الجريمة التي اقترفها قاسم سليماني شخصياً وبدم بارد حيث أمر حرسه الخاص بقتل بدرالين في مكتبه عقب الإجتماع معه في دمشق السورية لأنه كان يرفض توريط مقاتلي حزب الله في حماية الجيش الإيراني. حزب الله للتمويه اتهم الجماعات الإسلامية ولم يتهم في سابقة له إسرائيل كما هو يفعل دائما. https://www.youtube.com/watch?v=PIUvPU8g_fw

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

القسطنطينية تسقط...

ادمون الشدياق/16 أيار/2020

القسطنطينية تسقط...وأهلها يتجادلون ويختلفون على جنس الملائكة.

القسطنطينية تدك اسوارها...والاخوة يتنازعون ويتناتشون الرداء والفتات والمصلوب يئن على الصليب.

القسطنطينية تفقد هويتها وتهوي ... وكبارها يتصاغرون ويتكالبون على مجد سقط مع سقوط الهوية والسيادة والقضية والمباديء.

القسطنطينية تضيع وتغتصب حضارتها ... وحكماءها يتبالهون على هويات فارغة ،عربنة من هنا وفرسنة واسلمة وسورنة وفونقة ...الخ من هناك.

القسطنطينية تسقط كما سقط ١٥٠٠٠ شهيد ولكن الفرق انها تسقط بلا امل، بلا رفاق ، بلا قضية، بلا صليب ترفعه وتضحي من اجله...بل على الصليب والكل يقترع على رداءها وعلى مغانمها الزائلة.

تموت القسطنطينية بلا امل بقيامة اليوم الثالث لأن الايمان والالتزام والتضحية كانت رجاء القيامة الأولى، ولا ايمان ولا التزام ولا ارادة بالتضحية بين أسوار القسطنطينية وهي تسقط .

فلنصلي من اجل ولو حبة خردل من الايمان والالتزام وروح التضحية والشجاعة لعلى وعسى أرواح الشهداء تفعل فعلها فينا لننقذ القسطنطينية واهلها قبل فوات الاوان وسقوط اسوارها بالكامل...

 

الذاكرة الوطنية والصراع في لبنان

ادمون الشدياق/16 أيار/2020

يشهد التاريخ مرة بعد مرة ان الاستيلاء على لبنان كان يبدو دائماً للغازي قريب المنال كالسراب ولكن في الواقع صعب التحقيق. وهذا كان واقع الحال مع الإمبراطوريات التي جاءت قبل الاحتلال العربي او مع باقي الدول التي انبثقت عن هذا الاحتلال او حكمت باسمه حتى قيام الجمهورية اللبنانية.

كان لكل حقبة من حقبات تاريخ لبنان مقوماتها وسماتها التي تميزت بها . والتاريخ الحديث للبنان الذي ابتداء مع وصول الأمير فخر الدين الثاني الى سدة الامارة لم يشذ عن هذه القاعدة . وبرأي ان السمة الرئيسية التي ميزت هذه الحقبة هي الصراع المرير المستميت بين حاملي لواء الاستقلال والنعددية والقومية اللبنانية وحركات التذويب المعادية لهذه القومية. إذ أن الحروب والهجمات التي تعرض لها لبنان في هذه الحقبة من تاريخه وحتى يومنا هذا، كانت كلها حروب وهجمات عسكرية ذات أبعاد أيديولوجية تبغي القضاء على الاستقلال اللبناني، وعلى القومية اللبنانية والهوية اللبنانية المميزة. فهي لم تكن حروباً بالمعنى التقليدي ، لكسب جغرافي او عسكري، بل حروباً تذويبية الغائية للكيان اللبناني المميز .

وهذا الصراع للحفاظ على الاستقلالية والاستقلال الذي ذهب ضحيته عمالقة في تاريخ لبنان من أمثال الأمير فخر الدين ويوسف بك كرم والقائد الشيخ بشير الجميل كلما تقادم عليه الزمن اشتد مرارة وخطورة .

وأخطر حلقات خطة تفتيت استقلال الكيان اللبناني برأي هي محاولة رافعي شعار التعريب والتذويب القضاء على الذاكرة الوطنية وغسل دماغ الأجيال الطالعة بقولبة التاريخ اللبناني وتزويره والعمل على استئصال الجذور الحضارية للمجتمع اللبناني واستخدام كل وسائل الإعلام المرئي والمسموع والإلكتروني التابعة للدولة لبث هذه السموم نظراً لما هذه الوسائل الإعلامية من تأثير على الأجيال الصاعدة . ونقول بأنها أخطر حلقات مؤامرة تفتيت استقلال الكيان اللبناني ، لأن باقي الحلقات تستهدف ضرب المقومات المادية والمؤسساتية والاجتماعية للكيان اللبناني واحتلال الأرض ولكن هذه الحلقة تستهدف ضرب المقومات المعنوية واحتلال العقل والقلب اللبناني وهذا هو الخطر ، الخطر. وهو ما حذرنا منه قائدنا الشهيد الشيخ بشير الجميل عندما قال : " التاريخ مليء بأمثلة لدول احتلت دولاً أخرى وحاولت تركيع شعوبها ، لكن التاريخ مليء أيضاً بأمثلة شعوب رفضت الاحتلال وقاومته ومنعت أن يكون أكثر من احتلال أرض ومساحات من دون أن يتعدى ذلك الى العقل والقلب والنفس ". نعم أن العقل والقلب والنفس هي تلك المساحات من ال 10452كلم2 التي لا يمكن لجيش غريب أن يطأها إلا إذا كنا ضعيفي الأيمان . وهي المساحات التي أن حافظنا عليها استعدنا استقلالنا كاملاً وانتصر شهدائنا ووطننا لا محالة في النهاية. وبالتالي ضعفت كل حلقات المؤامرة وتلاشت مهما كانت مدمرة. وهي ذخيرة عود الصليب التي أن وضعناها على قبر لبناننا كفيلة في أن تقيمه في اليوم الثالث وأن تستعيد استقلاله. ولكن مفاتيح هذه الذخيرة هي الأيمان أولاً والعمل الدؤوب ثانياً و معرفة وحفظ وفهم تاريخنا العظيم عن ظهر قلب كما الابانا والسلام ثالثاً ًورابعاً وخامساً لكي يكون بأمكاننا ان ننقذ الحاضر ونستحق ان نتطلع الى المسنقبل .

 

الأولوية المطلقة هي تنفيذ القرار الدولي 1559

د. وليد فاؤس/16 أيار/2020

إن كل اجندة، و كل اعلان، و كل تحرك، يدّعى تمثيل ثورة اكتوبر او اية ثورة شعبية جديدة في لبنان، و لا تدعو الى تطبيق ال١٥٥٩ و الى تجريد حزب الله من سلاحه و سحب ميليشياته من المنلطق المدنية، هي خدمة لحزب الله، لا اكثر و لا اقّل.

 

11 إصابة جديدة بـ «كورونا» في لبنان والإقفال العام مستمر

بيروت: «الشرق الأوسط أونلاين»/16 أيار/2020

أعلنت وزارة الصحة اللبنانية، اليوم (السبت)، تسجيل 11 إصابة مؤكدة بفيروس كورونا، ليرتفع المجموع الى 902 منذ تسجيل الحالة الأولى في 21 فبراير (شباط) الماضي. وأضافت أن الحالات الجديدة هي لخمسة مقيمين وستة وافدين من الخارج، وأن عدد حالات الشفاء التام بلغ 274، مقابل استقرار مجموع الوفيات عند 26 حالة. ويتواصل الإقفال العام في لبنان الذي بدأ مساء الأربعاء حتى فجر الإثنين، على أن يصار إلى تقويم الوضع بعدها.في غضون ئلك، تتواصل عملية إعادة لبنانيين من الخارج وفق الخطة التي وضعتها الحكومة. ومن المقرر وصول تسع رحلات جوية اليوم إلى بيروت، من القاهرة والرياض وجدة والدمام وباريس ولندن وبروكسل وأبو ظبي ودبي على التوالي.

 

إسرائيل تعيد إلى لبنان 5 سودانيين تسللوا بحثاً عن عمل

تل أبيب: «الشرق الأوسط»/16 أيار/2020

أعاد الجيش الإسرائيلي إلى لبنان، صباح اليوم الأحد، خمسة عمال سودانيين كانوا قد اعتقلوا خلال محاولتهم التسلل. وحسب الناطق بلسان الجيش، أفيخاي أدرعي، فإن قرار إعادتهم جاء بعدما تبين من التحقيق معهم أن غرضهم هو البحث عن عمل. وقال الناطق، إن الجيش ضبط العمال السودانيين وهم يتسلقون على الجدار الحدودي، في المنطقة الغربية على مقربة من رأس الناقورة. وقد قرر قائد الفرقة التي تحمي الحدود ألا يطلق الرصاص عليهم لتخويفهم، واضطرارهم إلى الفرار، حتى يفهم ما هي قصتهم، وإن كانوا مبعوثين من «حزب الله». وقد أُجري تحقيقٌ معهم، تبين فيه أنهم يعيشون في لبنان، منذ فترة، وأن تدهور الأوضاع الاقتصادية هناك دفعهم إلى محاولة الهرب جنوباً باتجاه إسرائيل. وقالت مصادر سياسية، إن الجيش الإسرائيلي رفع من احتياطاته على الحدود، ليس فقط لأسباب أمنية، علماً بأن عناصر من «حزب الله»، قصوا الشريط الحدودي بين لبنان وإسرائيل في ثلاثة مواقع مختلفة، قبل أسبوعين، ووثقوا عمليتهم بشريط فيديو، وعادوا إلى داخل الأراضي اللبنانية من دون أن يكتشفهم الجيش الإسرائيلي، الذي يتابع الأوضاع الاقتصادية في لبنان، حيث يعيش ربع مليون عامل أجنبي من دول أفريقيا وآسيا، بلا تصاريح، ويوجد بينهم سودانيون وإريتريون وإثيوبيون، ممن لهم أقارب ومعارف من العمال الأفارقة الذين يعيشون في إسرائيل. ويخشى من أنهم ينسقون معهم مسألة التسلل. كما يخشى الجيش الإسرائيلي أن يكون «حزب الله» يحاول تجنيد عمال أجانب لإرسالهم إلى إسرائيل، وتنفيذ عمليات مسلحة فيها. وقال مصدر عسكري: «حتى لو لم يكن هؤلاء مرسلين من (حزب الله)، فإنه بلا شك يتابع كيفية عبور الحدود إلى إسرائيل ويستفيد منها».

 

توقع حزمة جديدة من العقوبات الأميركية على لبنان بسبب “الحزب”!

إيلي يوسف/الشرق الأوسط/16 أيار/2020

يتوقع أن تصدر وزارة الخزانة الأميركية حزمة جديدة من العقوبات ضد لبنان وسوريا وإيران، فيما اكتفت الخارجية الأميركية بتكرار الموقف المبدئي الداعي «للحفاظ على السلم الأهلي وحق اللبنانيين بالتظاهر وإجراء الإصلاحات الضرورية، لتسهيل الحصول على المساعدات الخارجية». وهو ما لا يبدو متاحاً الآن مع حكومة محسوبة على «حزب الله»، رغم أنها ليست الحكومة التي كان يأمل بتشكيلها، بعدما ترك وحيداً من بقية أطراف السلطة الطائفية «لتقليع شوكه بيده». وتشير التطورات الأخيرة في سوريا إلى تغييرات سياسية، مع انكشاف الخلاف الروسي الإيراني. كما أن مبادرة «حزب الله» لإشعال الوضع في لبنان، لا تستهدف فقط مساواة الوضع الاقتصادي والمالي فيه بما هو قائم في سوريا وإيران، بل تمعن في تحويله رهينة سياسية، في مواجهة التطورات السلبية التي قد تتأتى عن التغييرات المتوقعة في المشهد السوري. وبعد البيان الأخير لحاكم مصرف لبنان رياض سلامة، يبدو أن الجولة الأخيرة من المواجهات التي قادها «حزب الله» وحليفه التيار العوني لم تؤدّ إلى النجاح في إسقاط النظام المصرفي اللبناني، تمهيداً لإخراج لبنان من المنظومة المالية الدولية. فقرار الحزب بممارسة الضغط عبر انهيار سعر صرف الليرة من خلال شبكة صرافيه، الذين يخضع العديد منهم لعقوبات أميركية قد تتوسع لائحتها قريباً، جاء رداً على قيام مصرف لبنان بحصر عمليات تبادل الدولار به، لتوفير ما قيمته 500 مليون دولار تلبي شهرياً حاجات لبنان الأساسية، من الدواء والغذاء والوقود. وهو ما حرم «حزب الله» وشركاءه في سوريا وإيران من كتلة نقدية، تسمح له بمواصلة تهريب الأموال وتبييض العملة والمواد الأساسية والوقود والالتفاف على العقوبات الأميركية. وعليه، فقرار مد يد العون لإنقاذ لبنان قد يستغرق وقتاً أطول طالما لم يتعمم «وجع اللبنانيين»، في ظل احتفاظ «حزب الله» بقدرته على توفير حاجات بيئته وإغراقه للبنان بالبضائع السورية والإيرانية.

 

الخارجية الفرنسية: لاصحة لما نقل عن دوكان حول "التخلص" من سلامة

المركزية/الشرق الأوسط/16 أيار/2020

نفى مصدر رفيع في وزارة الخارجية الفرنسية لـ"المركزية"، ما نشر اليوم عن حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، متمنيا عدم استخدام اسم باريس والمسؤول عن ملف سيدر السفير  بيار دوكان في اطار تصفية حسابات خاصة تؤدي حتما الى مزيد من تدهور الوضع المالي والاقتصادي في لبنان. واضاف المصدر  ان باريس تحرص على استقرار ومساعدة لبنان في هذه الظروف الصعبة التي يمر بها. واستغرب الحديث عن تقرير لا اساس ولا وجود له لدى الخارجية الفرنسية. وكانت صحيفة "الأخبار"  نشرت اليوم مقالا  نقلاً عن تقرير ورد الى وزارة الخارجية اللبنانية ، يشير الى ان السفير بيار دوكان دعا في اجتماع في وزارة الخارجية الفرنسية الى "التخلّص" من حاكم مصرف لبنان.

 

بسبب الأزمة الاقتصادية... لبنان يعلن عن رحلات لإعادة العمال الأجانب لبلدانهم

بيروت/ الشرق الأوسط»"/السبت 16 أيار 2020

أعلن الأمن العام اللبناني أمس (الجمعة) أنّ عدداً من العمّال الأجانب في لبنان الراغبين في العودة إلى أوطانهم، سيتمكّنون من القيام بذلك اعتباراً من الأسبوع المقبل، وذلك بعدما تأثّرت رواتبهم سلباً في الأشهر الأخيرة جرّاء الأزمة الاقتصاديّة، وفقاً لوكالة الصحافة الفرنسية. ويشهد لبنان أسوأ أزمة اقتصاديّة منذ الحرب الأهليّة (1975 - 1990)، وقد فاقمتها إجراءات الإغلاق التي اتُخذت لمنع انتشار فيروس كورونا المستجدّ. وينال معظم العمّال، لا سيّما في مجال الخدمة المنزليّة، رواتب ضئيلة تبدأ بـ150 دولاراً ولا تتجاوز 400 دولار شهرياً، تبعاً للجنسيّة. وتأثّرت رواتبهم جميعاً مع ندرة الدولار على وقع الأزمة الاقتصاديّة. وبات عدد كبير منهم غير قادر على نيل راتبه بالدولار، بينما يُعتبر تحويله لدى الصرّافين عمليّة خاسرة مع تراجع قيمة الليرة اللبنانيّة، ولجوء غالبيّة المشغّلين إلى الدفع بالعملة المحلّية. وأعلنت المديريّة العامّة للأمن العام اللبناني عن «المالمباشرة بتنظيم رحلات عودة طوعيّة لإجلاء العمّال الأجانب الراغبين بالعودة طوعاً إلى بلادهم، وذلك بالتنسيق مع الإدارات والسفارات المعنيّة». وأوضحت أنّه فيما يتعلّق بالعمّال الأجانب الذين سبق وتقدّموا بطلبات عودة طوعيّة لدى سفارات بلادهم، فستبدأ اعتباراً من 20 مايو (أيار) «عمليّات الإجلاء للرعايا المصريين والإثيوبيين عبر مطار رفيق الحريري الدولي، كما يجري التنسيق مع المعنيين لتأمين رحلات جوّية إضافيّة للجنسيّات الأخرى». وأضافت المديريّة أنّه «يُطلب إلى أرباب العمل أو العمّال الأجانب الراغبين بالمغادرة ولم يُسجّلوا أسماءهم، وجوب مراجعة سفارات بلادهم للتسجيل على لوائح العودة، تمهيداً لإيداعها المديريّة العامّة للأمن العام وإجراء المقتضى في مواعيد تحدّد لاحقاً».وفرضت السلطات اللبنانية في وقت سابق تعبئة عامة في مواجهة فيروس كورونا المستجد، فضلاً عن إقفال للمؤسسات على أنواعها منذ منتصف مارس (آذار)، بالإضافة إلى إغلاق المطار والحدود.

 

دعم أوروبي للخطة الاقتصادية اللبنانية وفرنسا مستعدة لتوفير مساعدات غذائية

بيروت: خليل فليحان/الشرق الأوسط»"/السبت 16 أيار 2020

تشير التقارير الدبلوماسية الواردة إلى مقر وزارة الخارجية اللبنانية إلى دعم أوروبي، وفرنسي خصوصاً، للخطة الاقتصادية التي أقرتها الحكومة اللبنانية. وقال مسؤول في الخارجية لـ«الشرق الأوسط»، إن الدافع لهذا الدعم يعود إلى أمرين: الشفافية التي تتميز بها الخطة وشرحها الواقعي للأوضاع اللبنانية. والعدد الكبير لجلسات مجلس الوزراء ولاجتماعات العمل التي يديرها رئيس الحكومة حسان دياب، لمعالجة القضايا المستجدة، تمهيداً لطرحها في مجلس الوزراء إذا كانت تتطلب ذلك. وذكر مسؤول لبناني أن الدول المشاركة في مقررات مؤتمر «سيدر» تنتظر كتاب النيات بين لبنان وصندوق النقد الدولي، بعد أن بدأت المفاوضات بين وفدين من الطرفين الأربعاء الماضي. كما تنتظر أن يوافق الصندوق على تمويل عدة مشروعات جاهزة ولو بمبالغ يسيرة، عندئذ تتجه فرنسا بالتعاون مع دول أخرى إلى السعي لدى الصندوق لتسهيل المساعدات النقدية للبنان، من أجل استعادة الثقة به. وأضاف المسؤول أن فرنسا هي الوحيدة بين الدول الصديقة التي تكثف اتصالاتها الدولية والعربية لتوفير كل يلزم لدعم للبنان. كما تستعد لإرسال كميات من السلع الغذائية لتوزيعها عل العائلات المحتاجة. وفي السياق نفسه، سارعت «المجموعة الدولية لدعم لبنان» إلى تشجيع مفاوضاته مع صندوق النقد الدولي، للحصول على مساعدة مالية بقيمة عشرة مليارات دولار للبدء بمعالجة المعاناة الكبيرة والخلل في السياسة النقدية والاقتصادية. وحضت المنظمات والمؤسسات المالية على دعم مساعي لبنان لمعالجة الأزمة الحالية الاقتصادية والنقدية. ولم تُخفِ المجموعة قلقها إزاء ازدياد الفقر الذي تعاني منه أكثرية اللبنانيين. كما حثت الحكومة على الإسراع بالتدابير المطلوبة للحصول على الأموال.

وتضم هذه المجموعة ممثلين عن الدول الخمس الكبرى وألمانيا وإيطاليا، وممثلاً عن الأمين العام للأمم المتحدة، وآخر عن جامعة الدول العربية.

 

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم السبت في 16/5/2020

وطنية/السبت 16 أيار 2020

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

الإقفال العام متواصل، ولجنة الكوارث تواصل ملاحقة الإصابات بكورونا، خصوصا في إقليم الخروب، فيما قلل وزير الزراعة من مخاطر الحشرات التي وفدت إلى لبنان مع موجة الحر الآتية من مصر.

وفي شأن آخر، أعمال دهم من الجيش لمقرات صيارفة يعملون في السوق السوداء، وسط خمسة أسعار للدولار الواحد، الأول رسمي أساسي، والثاني لمصرف لبنان، والثالث للتحاويل من الخارج، والرابع للصيارفة، والخامس للسوق السوداء.

ويوم الاثنين، تجرى محادثات في القصر الجمهوري مع ممثلين لصندوق النقد الدولي، حول الخطة المالية الاقتصادية في لبنان.

وغدا تنعقد في السرايا الحكومية جلسة للبحث في موضوع كورونا. يرفع خلالها وزير الصحة تقريره عن الإجراءات التي واكبت الإقفال التام، وبناء عليه يتم تحديد المراحل اللاحقة. وقد برزت اليوم دعوة رئيس الهيئات الاقتصادية محمد شقير، السلطات المختصة، إلى السماح للمؤسسات التجارية بفتح أبوابها عشية عيد الفطر.

كورونا لا تزال تجتاح العالم، وإن كانت بعض البلدان قد خففت من اجراءاتها. وفيما أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أن إدارته تبحث عددا من المقترحات بشأن منظمة الصحة العالمية، من بينها دفع واشنطن لنحو 10 بالمئة من مبالغ التمويل السابقة، تجاوزت حالات الإصابة بفيروس كورونا في السعودية 50 ألفا، وعدد مصابي كورونا في قطر 30 ألفا، وفيما عاد الفرنسيون واليونانيون للشواطئ، وسط موجة حارة، مع مسافات بين المظلات.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أن بي أن"

في اليوم الثالث لفترة الإقفال التام لمواجهة كورونا، لم تتبدل المعطيات الوبائية كثيرا، بحيث يتحرك عدد الإصابات ليسجل اليوم إحدى عشرة حالة بعد خمس إصابات أمس. هذا التراجع النسبي يؤمل تثبيته، بما يمهد الطريق أمام استرداد زمام المبادرة والعودة إلى مرحلة احتواء الفيروس القاتل.

وإذا كانت الإجراءات المتخذة قد أعادت اللبنانيين إلى الحجر المنزلي لمدة أربعة أيام، فإن الخطوة التالية تتقرر في اجتماع تعقده اللجنة الوزارية لمكافحة كورونا غدا، حيث سيتم تشخيص الواقع الوبائي ليبنى على الشيء مقتضاه.

قلق اللبنانيين لا يقف عند باب كورونا، بل ينسحب على معضلاتهم الاقتصادية والمالية والمعيشية وغدهم المجهول.

وعلى خط مواز، ثمة ترقب لمسار المفاوضات بين لبنان وصندوق النقد الدولي، الذي يقال فيه الكثير الكثير. في هذا الشأن تقرر أن تجرى الجولة الثانية من المفاوضات بعد غد الاثنين، حيث سيشارك فيها حاكم مصرف لبنان رياض سلامة بعدما غاب عن الجولة الأولى.

على ضفاف مصرف لبنان، ظلت قضية توقيف مدير العمليات النقدية مازن حمدان تتفاعل. وأعلن النائب العام المالي القاضي علي إبراهيم، أن هذا الملف شارف على نهايته، مشيرا إلى أنه سيستمع بعد غد الاثنين إلى أحد المفتشين في مصرف لبنان، في موضوع الصيارفة والتلاعب بأسعار الدولار.

وفي ذكرى محاولة التلاعب بمصير الوطن وموقعه العربي، عبر توقيع اتفاق الذل في السابع عشر من أيار 1983 الذي أسقط في انتفاضة السادس من شباط، دعت حركة "أمل" اللبنانيين إلى تجميع عناصر الوحدة الوطنية لمواجهة التحديات التي تعصف بهم، والتي تحتاج إلى نبذ الخلافات الداخلية، واستعادة لغة الحوار الوطني بين القوى السياسية الفاعلة.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المنار"

على قارعة الانتظار، يقف كل شيء في لبنان: نتائج الإقفال العام، التحقيقات القضائية في التلاعب بسعر صرف الدولار، مصير العام الدراسي، دعم الصناعيين بالملايين الموعودة، تحويلات الطلاب في الخارج، إطلاق سراح الودائع، وعودة العلاقة مع سوريا لتحقيق المصلحة الاقتصادية في زمن الضيق والعوز.

اللائحة تطول، ولكن ما ورد فيها لا يزال يصنف في خانة النتائج المريرة لسياسات حكومية غابرة، أحكمت القبضة على الوارد والصادر في البلد، فأخفت الأرقام حيث تريد، ودونت ما يستر فضائحها، وألقت أثقالها على المواطن، وفرضت على الحكومة الحالية مواجهة التحديات لاجتراح الحلول بالإمكانات المتبقية.

على خط التحقيقات المالية والارتكابات المصرفية، إفادات الموقوفين لدى القضاء قد تفتح أبوابا جديدة، ولكن آخر النفق لا يزال قاتما، حيث البحث عن النتائج المرجوة لضبط كل ما يتعلق بحركة الدولار، وضمان تدخل نقدي مركزي للجم فوضى السوق، وليس الاكتفاء بالمشاهدة، أو بالأحرى التسبب بالانهيار.

وبين تحرير سعر الصرف من عدمه، تتأرجح كل المعطيات المرتبطة بالتفاوض الذي انطلق مع صندوق النقد الدولي، ويستكمل مطلع الأسبوع عشية جلسة حكومية متخمة بالملفات، بموازاة دخول اللبنانيين في أقسى مراحل الصبر جراء تعدد الابتلاءات وكثرة الامتحانات.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أو تي في"

"ما بقا فينا ننطر". هذا هو لسان حال اللبنانيين اليوم، الصابرين على ضيم كورنا، إنما الذين عيل صبرهم بفعل الأزمة الاقتصادية والمالية من جهة، وبسبب مواقف بعض السياسيين والوجوه التي تعتبر نفسها بارزة، من جهة أخرى.

فصحيح أن الأزمة الاقتصادية والمالية بمفهومها الواسع وضعت على سكة العلاج، بمجرد انطلاق قطار التفاوض مع صندوق النقد الدولي، غير أن مأساة ارتفاع الأسعار، ولاسيما أسعار السلع الحياتية الأساسية، لا تزال الشغل الشاغل لجميع الناس، الذين يصدقون وعود الحكومة، منتظرين بفارع الصبر، أن تقرن قولها بالفعل، بإدخال مقرراتها الأخيرة في شأن الأسعار حيز التنفيذ، لاجمة جشع بعض التجار، وفق وصف رئيس الحكومة.

وما ينطبق على الأسعار، يسري حكما على المعابر غير الشرعية والتهريب، وقبلها ومعها وبعدها، وجوب تحقيق العدالة في ملفات الفساد المفتوحة، أو التي يجب أن تفتح، من دون اعتبار لأي ضغط.

أما بالنسبة إلى مواقف بعض السياسيين، فحدث ولا حرج: بعضهم الأول لا يتقبل نجاح الحكومة على مستوى احتواء كورونا، ولا المواكبة الدولية لخطة التعافي المالي التي أعدتها، ولا الثقة الشعبية التي تراكمها، بمجرد صمودها وإصرارها على التصدي للأزمات، على عكس الآخرين الهاربين.

بعضهم الثاني، لا أحد يفهم ما يريد في السياسة: "ساعة معك، وساعة ضدك. ساعة هدنة، وساعة هجوم". أما في النفعيات على أشكالها، فالمعنيون يعرفون جيدا ما هو المطلوب، بعيدا من الشعارات الطنانة، والتغريدات الرنانة.

أما البعض الثالث، فمزايدات دائمة في الإعلام، وانقلابات يومية في المواقف، كل ذلك تحت شعار المبدئية والعفة، وسائر الكلمات والعبارات المفصولة عن الواقع بالنسبة إليه.

وعلى هامش هؤلاء، بعض رابع، يحمي مطلوبين للعدالة، ويشتغل بالنكايات، ويقدم في كل الحالات النموذج الأسوأ عن مستقبل يسعى إليه.

وإلى جانب جميع هؤلاء، وجوه تعمل في الإعلام، أو "لا شغلة ولا عملة لها" إلا التسلية على مواقع التواصل.

شعار هؤلاء خالف تعرف. وهدفهم الوحيد، شهرة افتراضية، بلا مبدأ ولا حقيقة.

"ما بقا فينا ننطر" كل هؤلاء. هكذا يقول الناس: نريد تحقيقا يصل إلى نتيجة، ومتهما يحاكم، وينفذ الحكم الصادر في حقه، وقوانين تطبق بعد أن تقر، وبرامج وخطط تتحول إلى أعمال وأفعال. فليس بالوعود وحدها تحيا الدول، بل بكل وعد يطلق وينفذ، بغض النظر عن الأفخاخ التي تنصب، والعصي التي توضع في الدواليب.

وبعيدا من كل ذلك، ماذا سيكشف جبران باسيل غدا، ولاسيما بموضوع النفط والفيول المغشوش؟، كيف سيرد على فرنجية، وعلى مبادرتي جنبلاط وجعجع باتجاه الرئيس عون و"التيار الوطني الحر"؟، على ماذا اتفق مع الرئيس بري في خلوة الساعة؟، وكيف سيرد على الحريري واتهاماته؟. الجواب الثانية عشرة من ظهر الغد، فلنترقب.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أم تي في"

حرارة الطقس انعكست على الواقع اللبناني برمته. لهيب أيار لم يرحم اللبنانيين، حاملا معه هجوم الحشرات وارتفاع عداد كورونا.

معظم المناطق عاشت بين أمس واليوم، تحت رحمة حشرات غزت الأحياء والشوارع والبيوت. في المقابل الرقم الذي سجل لكورونا لا يبعث على الارتياح. فالاحدى عشرة إصابة ليست رقما متدنيا، وهي مؤشر مقلق. وإذا كان العداد سيواصل ارتفاعه غدا، فإن اللجنة الوزارية المختصة التي ستجتمع مساء الأحد، قد تقرر استمرار فترة الإقفال التام، وبالتالي استمرار التشدد في تطبيق التعبئة العامة.

لهيب الطقس يتمدد أيضا إلى أسعارالسلع والحاجيات، حيث الارتفاع الجنوني بلا حسيب ولا رقيب. فباستثناء الدوريات الاستعراضية و"الكبسات" الاعلامية لفرق وزارة الاقتصاد، فإن الناس تحت رحمة التجار الذين "يلغمون" الأسعار، لأنهم لا يخافون الكبسات الاعلامية، ولأن لا "وهرة" لدولة تبقى معظم قراراتها حبرا على ورق.

إقتصاديا وسياسيا، الحرارة مرتفعة أيضا. شروط الصندوق الدولي تتبلور وتتوضح بعد كل اجتماع، والاثنين استحقاق جديد يتمثل في اجتماع الكتروني آخر بين الوفد الرسمي اللبناني وممثلي الصندوق، يشارك فيه للمرة الأولى حاكم مصرف لبنان.

بموازاة الهم الاقتصادي، باشر الكونغرس الأميركي ضغطا سياسيا- ديبلوماسيا، عبر دراسة مشروع قانون يمنع واشنطن من تقديم أي مساعدة لكل حكومة في لبنان يؤثر عليها "حزب الله" أو يسيطر عليها. فهل يتزايد الضغط السياسي مع تطور المفاوضات الاقتصادية؟.

سياسيا أيضا، كلمة مرتقبة لرئيس "التيار الوطني الحر" جبران باسيل غدا. وقد علمت ال "ام تي في" أن باسيل سيرد فيها على الوزير السابق سليمان فرنجية، وسيتطرق إلى ملف الفيول المغشوش، وإلى مبادرتي النائب وليد جنبلاط والدكتور سمير جعجع تجاه رئيس الجمهورية.

في هذا الوقت، رئيس الحكومة يركز كل همه على تعيين مستشارته بترا خوري على رأس محافظة بيروت. وقد استغربت أوساط أرثوذكسية مطلعة إصرار دياب على اتخاذ موقف تصعيدي استفزازي غير مبرر، حتى بعد زيارة المطران عودة لقصر بعبدا ولقائه رئيس الجمهورية. فهل تحولت حكومة دياب من حكومة مواجهة التحديات إلى حكومة: بترا خوري أو لا أحد؟.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أل بي سي آي"

غدا الأحد، في اليوم الأخير من اجراءات التعبئة العامة، يجري تقييم ما تحقق. فإذا كان التقييم إيجابيا، يجري تخفيف الاجراءات، أما إذا لم يكن إيجابيا، فللحكومة عندها أن تقرر الخطوة التالية.

إجراءات الأيام الأربعة كان من شأنها تثبيت الإحتواء، بدليل تراجع عدد الاصابات التي كانت تسجل يوميا. الإجابة مرجحة أن تكون إيجابية، وهذا ما أكده وزير الصحة في حديثه للـLBCI. هذا يعني عمليا أن الحركة ستعاود اعتبارا من بعد غد الإثنين.

واليوم كانت الإصابات إحدى عشرة إصابة، خمس لمقيمين وست لوافدين. هذا الرقم من شأنه أن يسمح بالقول إن إجراءات الحجر لأربعة أيام فعلت فعلها، ولكن المهم أن لا تتم العودة إلى التراخي والفلتان اللذين تسببا بالانتكاسة.

الأسبوع المقبل لن يكون فقط موعدا لاعادة فتح البلد، بل سيكون لمعاودة المفاوضات بين لبنان وصندوق النقد الدولي، والاجتماع الآتي سيكون نجمه حاكم مصرف لبنان، الذي غاب عن الاجتماع الأول، وتمثل بستة موظفين من المصرف كان موقفهم متباينا عن سائر أعضاء الوفد اللبناني.

هذا التباين في النظرة إلى الخطة المالية التي أعدتها الحكومة، ينطبق أيضا على موقف جمعية المصارف منها، وهي في هذا الصدد تعد ورقة تضمنها نظرتها إلى كيفية التعافي الاقتصادي، خصوصا أنها تجد في ورقة الحكومة إجحافا لاحقا بالقطاع المصرفي وتحميلا ما يجب على الجميع أن يتحمله.

ومع عودة الحركة إلى البلد مطلع الأسبوع، هناك أكثر من ملف يستدعي المتابعة والمعالجة: في المقدمة ملف التهريب الذي ارتفعت الأصوات في شأنه بشكل لم يعد ممكنا العودة به إلى الوراء، لا على مستوى الغطاء الذي كان متوفرا للمهربين، ولا على مستوى القدرة على الاستمرار، وكأن لا إجراءات اتخذت.

ولكن يبقى أن الإجراءات يجب أن تشمل الكبار والصغار، لا أن تحمل المسؤوليات إلى صغار ميدانيين، فهؤلاء الصغار لا يستطيعون توفير غطاء لمرور عشرات الشاحنات وآلاف الأطنان من المواد، وإلصاق المسؤولية بهم يعني أن التفلت من المسؤولية مازال ساري المفعول.

وغدا مؤتمر صحافي لرئيس "التيار الوطني الحر" جبران باسيل. المؤتمر، ووفق معلومات خاصة، سيركز على الرد على رئيس تيار "المردة" سليمان فرنجيه الذي وجه إليه سلسلة اتهامات في مؤتمره الصحافي الأخير، وعلى الرد على الاتهامات التي وجهها إليه الرئيس سعد الحريري، كما سيتضمن كيفية مقابلته موقفي جنبلاط وجعجع من مبادرة رئيس الجمهورية وموقف كل منهما من "التيار"، ومضمون لقائه الرئيس بري في عين التينة.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "الجديد"

"هلا" بالخنافس وحشرات البق والنمنوم، وأسماء رديفة فرضت نفسها على جمهورية كل الاحتمالات. و"هلا" بغزوة طائرة حلت ضيفة على لبنان، وسكنت تحت ظلال الكورونا وبرعاية أسوأ أزمة مالية يشهدها هذا البلد، الذي أفشل المنجمين والفلكيين وذهب بمفرده نحو الهاوية.

ليلة الحشرات على ألوانها وأنواعها، نفذت اجتياحا لكل المناطق. واحتلت الشرفات، متوغلة في المنازل. لكن الخبراء الزراعيين خففوا من حجم أخطارها، وأكدوا أننا أمام ظاهرة طبيعية، لا تعقبها ولا تليها زلازل وبراكين.

وتحت سقف التعايش مع عالم الحشرات، غير تلك السياسية الزاحفة المقيمة، يتابع اللبنانيون يومياتهم، فيكتشفون أنهم أصبحوا أبطالا، ومؤهلين لكل شيء ولأي أزمة. وعلى هذا المسار يفتتح اللبنانيون أسبوعا آخر، يستعدون فيه لمرحلة أخرى من التعبئة العامة. فيما تفتتح السوق المصرفية تداولا مستجدا، لناحية الضغط باتجاه تحرير مسؤول الوحدة النقدية مازن حمدان من جهة، وتنسيق التفاوض مع صندوق النقد الدولي من جهة أخرى.

وحيال هذه المفاوضات، جرى اتصال بين وزير المال غازي وزني وحاكم المصرف المركزي رياض سلامة اليوم، لتوحيد العملة الخطابية مع الصندوق، والسير في كلام موحد ومواقف متجانسة موحدة. وعلم أن سلامة سيوفد الإثنين البعثة المكلفة عملية التفاوض إلى وزارة المال، للاجتماع بالخبراء الماليين، والخروج بتصور موحد ومواقف منسقة، قبيل عقد الاجتماع الإلكتروني بصندوق النقد، لاسيما أن خبراء الصندوق استندوا إلى معلومات مغلوط فيها، وردت في الورقة الإصلاحية وتحدثت عن ديون في البنك المركزي، وهي لا تتطابق وأرقام المصرف الذي لا يمكنه أن يكون مديونا وهو الجهة التي تطبع العملة.

أما الديون الفعلية، فهي المبالغ التي سلفها "المركزي" للدولة لتسديد عجز الموازنات. وهذا العجز بدوره يعود إلى أرقام غير مطابقة كان يقدمها وزير المال السابق علي حسن خليل، معطوفة على هدر يسببه الفساد وسرقة المال العام.

اجتهادات خنافس المال، لا تقتصر على السابقين منهم، وهي سياسة مالية متمددة إلى الوزير غازي وزني الذي يجتهد، من التوقعات بالدولار إلى ال"هيركات" وال"كابيتال كونترول"، وصولا نحو اقتراح إجراء "هيركات" على المصارف نفسها من خلال خفض عددها إلى النصف. وكل هذه الصلاحيات عائدة إلى المصرف المركزي وغير منوطة بالحكومة. وقد لحظ المصرفيون أن الحكومة في خطتها الاقتصادية، أشارت إلى تأسيس خمسة مصارف جديدة، وفي الوقت نفسه تطرح خفض عدد المصارف العاملة، ما يحدث تناقضا تحت سقف مصرفي حكومي واحد.

أما لناحية الدمج أو التملك، فإن من يقرر ذلك هم مجالس إدارات المصارف والمساهمون، لا أي طرف ثالث. وقال الخبير المصرفي نسيب غبريل ل"الجديد" إن خطوة الخفض ستعود بنا إلى خمسينيات القرن الماضي، وستهدد هوية الاقتصاد اللبناني، وهذا ما قد ينعكس على قطاعات أخرى مثل المستشفيات وقطاع المقاولات وغيرها.

وربطا بالقطاع المصرفي، فإن الإفراج عن مازن حمدان مرجح في مستهل الأسبوع المقبل، وذلك بالتزامن مع التحرك في الجمعية العمومية المفتوحة لموظفي المصرف المركزي، وذلك بعدما التأمت بالأمس هيئة التحقيق الخاصة، بحضور سلامة والقاضي علي ابراهيم، وقدمت المستندات التي أثبتت أن حمدان لم يكن يتلاعب بالدولار، أو ينفذ عملية مضاربة أدت إلى رفع السعر أو إلى تهريب الأموال إلى سوريا. ووعد المدعي العام المالي علي ابراهيم، بإحالة حمدان الاثنين إلى قاضي التحقيق، ليخلى سبيله يوم الثلاثاء على أبعد تقدير.

 

أسرار الصحف الصادرة في بيروت صباح اليوم السبت 16 أيار 2020

وطنية/السبت 16 أيار 2020

النهار

لوحظ وجود إعلانات على الطريق التي تمتد من الحازمية إلى البقاع، لشركات تُعلن عن قبول شيكات مصرفية مهما كان المبلغ، ما يثير التساؤلات حيال هذه المسألة.

عُلم أنّ عودة وزير ونائب سابق للتنسيق بين حزبه وفريق الممانعة وتقديم أفكاره لزعيمه، لا تحظى بقبول المحازبين والقواعد الشعبية لأنّ التجارب كانت مريرة من خلال هذا الأداء، فكيف في هذه المرحلة حيث التحولات في الداخل والخارج.

يقول وزير سابق ان التعيينات قد تصبح كلها مؤجلة اذا استمر التعاطي مع الملف بالطريقة المعتمدة حاليا

الجمهورية

بعث مرجع روحي بتوضيح لمرجع سياسي أعلن فيه تراجعه عم موقف أيد فيه موظفاً كبيراً.

قال نائب في تيار بارز إن بعض حلفاء التيار الذي ينتمي إليه متورط في ملف غير قانوني فتحه التيار ويتابعه حتى النهاية.

لاحظت أوساط سياسية أن مرجعاً سياسياً استطاع استمالة وزيرة محسوبة على تيار بارز فتراجعت عن دعمه في ملف حساس.

اللواء

استبعد خبير مالي أي إمكانية لقروض من صندوق النقد، إذا لم يكن المصرف المركزي طرفاً فيها.

فُسّرت تغريدات زعيم تيّار مسيحي مناوئ للحكم بأنها رسالة مباشرة لحزب حليف، مهما حاول المعنيون التستر على هذه الشبهة..

اتضح من سير الملاحقات المالية الجارية، على غير مستوى، وفي أكثر من قطاع، أن "الحماية السياسية" لم تعد قائمة!

نداء الوطن

يشكو عدد من النقابات من غياب وزير يشغل وزارة انتاجية مهمة في وقت يقتصر حراكه على التصاريح من دون تقديم دعم فعلي للقطاع أو وضع خطة انقاذية له.

يتردد أنّ بعض رحلات الإجلاء لا تزال غير ملتزمة بشروط التباعد الاجتماعي وبعضها لم يتضمن وجود فريق طبي أو أمني على متن الرحلة.

ينقل مسؤولون في الحكومة أنّ جهات أميركية ألمحت إلى وجود رغبة لدى شركة أميركية في دخول مجال انتاج الطاقة.

الانباء

تخشى جهات نيابية من أن تسحب مختلف الشركات العالمية عروضها التي كانت قدمتها في قطاع الكهرباء.

تترقب جهات اقتصادية أن ينعكس قرار إقليمي على السوق المحلية اللبنانية.

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

معارضون لبنانيون: “حزب الله” يسعى إلى التطبيع مع الأسد وأكدوا لـ "السياسة" أن دعوة نصرالله مدعومة من العهد ولا تهدف إلى وقف التهريب

بيروت ـ “السياسة” /السبت 16 أيار 2020  

لم تقنع تبريرات الأمين العام لـ “حزب الله” اللبناني حسن نصرالله، الذي ربط وقف التهريب بتطبيع العلاقات مع النظام السوري، أحداً، باعتبارها كانت دعوة صريحة لإعادة التواصل والتنسيق مع دمشق، ما قوبل برفض واسع من جانب قوى المعارضة التي اعتبرت أن دعوة نصرالله جاءت منسقة مع قوى أساسية محسوبة على العهد، تريد الانفتاح على نظام بشارالأسد وليس وقف التهريب عبر المعابر غير الشرعية، والتي تحرم خزينة الدولة من مئات ملايين الدولارات، مشددة لـ “السياسة” على أن “نصرالله وحزبه يدفعان نحو تطبيع كامل مع الأسد ونظامه، في وقت يلقى هذا معارضة واسعة من السواد الأعظم من اللبنانيين”، ومشيرةً إلى أن “حزب الله سيواصل ضغوطه من أجل تحقيق هذه الخطوة، بدعم من قوى حكومية وسياسية حليفة للعهد وتدور في الفلك السوري”. وأكدت أوساط معارضة بارزة لـ “السياسة”، أن “التهريب عبر المعابر غير الشرعية، وبرغم إجراءات الجيش والقوى الأمنية لن يتوقف، بل سيزيد في المرحلة المقبلة، في محاولة من جانب حزب الله، للتأكيد أن كل إجراءات الحكومة اللبنانية لن توقفه، إذا لم يتم إعادة العلاقات إلى طبيعتها بين لبنان وسورية، باعتبار أن هدف الحزب الأساسي هو التطبيع مع الأسد وليس وقف التهريب، سيما وأن هناك أطرافاً سياسية وسورية تستفيد من هذا التهريب ولا يمكن أن تقبل بوقفه”. وشدد عضو كتلة “الجمهورية القوية” النائب بيار بو عاصي، على أن “المطلوب اليوم ضبط الحدود بشكل كامل للحد من تهريب البضائع من لبنان الى سورية والعكس”، مبدياً ثقته “بقدرة الجيش على ضبط الأمر”، ولافتاً إلى “ضعف سياسي وعدم جرأة في اتخاذ قرار سيادي من هذا النوع”، مؤكداً أن “القوات اللبنانية لن تتراجع عن متابعة الملف، لوقف عمليات التهريب تماماً”، ورافضاً “التموضع الذي فرضه حزب الله على الحكومة ما يؤثر على علاقات لبنان مع الخارج”. في غضون ذلك، أعلنت قيادة الجيش في بيانٍ، أن “وحدات الجيش أوقفت في منطقة البقاع ثلاثة أشخاص وضبطت ثلاثة صهاريج محملة بنحو 60647 ليتراً من مادة المازوت الأخضر”. وأضافت أنه “تم توقيف شخص واحد وضبط بيك آب محمل بمواد تنظيف ومواد غذائية على الحدود اللبنانية – السورية الشمالية، وتمت إزالة ثلاثة جسور حديدية على المعابر غير الشرعية، حيث أحيل الموقوفون مع المضبوطات إلى الجهات القضائية المختصة”. وأكدت القيادة أن “المؤسسة العسكرية تتابع اتخاذ الإجراءات اللازمة لضبط الحدود ومنع التهريب عبر المعابر غير الشرعية”. وفي السياق نفسه، أحبطت دورية من شعبة المعلومات في قوى الأمن الداخلي، محاولة شاحنة محملة بالمازوت المهرب في منطقة الشقدوف – عكار العتيقة في محلة كوع عاصي، حيث تم تحويل السائق مع المضبوطات إلى مخفر بينو في قوى الأمن للتحقيق معه.

 

مفاوضات لبنان وصندوق النقد تصطدم بالخلافات مع «المركزي»

بيروت: علي زين الدينمواقع الأكترونية/السبت 16 أيار 2020

تشير استطلاعات رجال أعمال ومراقبين للجولة الأولى من مفاوضات خبراء صندوق النقد الدولي مع المسؤولين اللبنانيين إلى أن الخلاف المعلن بين رئيس الحكومة حسان دياب وحاكم المصرف المركزي رياض سلامة، يترك انطباعاً سلبياً لدى المؤسسة الدولية، التي لم تواجه هذا النوع من التباين بين السلطتين التنفيذية والنقدية خلال تعاونها مع كثير من الدول. ويهدف لبنان إلى الحصول على برنامج دعم مالي يأمل أن يصل إلى نحو 10 مليارات دولار، إضافة إلى مساعدة فورية بقيمة 900 مليون دولار، كما سبق أن ذكر وزير المال غازي وزني في حديث لـ«الشرق الأوسط».وعلمت «الشرق الأوسط» أن المسؤولين في الصندوق وسعوا اتصالاتهم بالعديد من المسؤولين الحاليين والسابقين في قطاعات حيوية كالسلطة النقدية والقطاع المصرفي وبعض الخبراء المستقلين، وهم يستطلعون المواقف القطاعية والخلفيات وتقصي تحليلات الخبراء المحليين بشأن النقاط الرئيسية، خصوصاً ما يتصل بتحرير سعر صرف الليرة وتوقيته الأنسب وبالآليات المطروحة لإعادة هيكلة البنك المركزي والجهاز المصرفي.

 

الرئيس اللبناني يدعو إلى التنسيق بين الأجهزة الأمنية لوضع حد لعمليات التهريب ونائب يطالب «حزب الله» بالمشاركة لأن المعابر {تحت سيطرته}

بيروت/الشرق الأوسط»"/السبت 16 أيار 2020

يتحرك الفرقاء اللبنانيون لحل قضية التهريب عبر الحدود إلى سوريا، وفق مقاربة أمنية تتخذها الحكومة، ومقاربة قضائية لتعزيز الضغط على الدولة لإقفال الحدود ومنع استنزاف الموارد اللبنانية نتيجة عمليات التهريب إلى سوريا، وهو ما تقوم به «القوات اللبنانية» التي دعا نائب عنها «حزب الله» ليكون شريكاً في وقف التهريب. وتابع الرئيس اللبناني ميشال عون، أمس، مسار الإجراءات التي تقرر اتخاذها لضبط عمليات التهريب عبر الحدود البرية ولا سيما تهريب المواد المدعومة مثل المحروقات على أنواعها والطحين وغيرها. وتلقى عون سلسلة تقارير حول التدابير التي نُفذت لوضع حد للتهريب عبر المعابر البرية غير الشرعية والعمليات التي ضُبطت خلال الساعات الماضية. وشدد على أهمية التنسيق بين مختلف الأجهزة الأمنية والعسكرية لتأمين نجاح الإجراءات المتخَذة التي أُقرت في مجلس الوزراء والمجلس الأعلى للدفاع. وعزز الجيش اللبناني إجراءاته لضبط الحدود ومنع التهريب عبر المعابر غير الشرعية، وأوقفت وحدات الجيش في منطقة البقاع 3 أشخاص وضبطت 3 صهاريج محمّلة بنحو 60647 لتراً من مادة المازوت الأخضر. كما تم توقيف شخص واحد وضبط «بيك آب» محملة بمواد تنظيف ومواد غذائية على الحدود اللبنانية - السورية الشمالية، وتمت إزالة 3 جسور حديدية على المعابر غير الشرعية. وأُحيل الموقوفون مع المضبوطات إلى الجهات القضائية المختصة. كان مجلس الوزراء قد اتخذ أول من أمس قراراً بمصادرة كل المواد التي يتم إدخالها أو إخراجها من لبنان بصورة غير شرعية وبأي وسيلة كانت، بالإضافة إلى مصادرة السيارات والآليات المستعملة لهذه الغاية، لصالح الجيش وقوى الأمن الداخلي. وفي خطوة لتعزيز الضغط على السلطات لإقفال الحدود، عدّ عضو تكتل «الجمهورية القوية» النائب زياد حواط، أن هناك فريقاً سياسياً معيّناً يسيطر على الدولة، موضحاً أنّ مناطق التهريب في السلسلة الشرقية تقع تحت سيطرة «حزب الله» الذي يجب أن يكون شريكاً اليوم في توقيف التهريب. وأعرب حواط عن اعتقاده أن «حزب الله»، «يخبرنا في كل المناسبات بأن الجيش اللبناني لا يملك الكفاءة ولا يستطيع ضبط المعابر. ليس دور الجيش توزيع المساعدات بل ضبط الحدود»، مؤكداً أن لدى الجيش اللبناني القدرة الكاملة لضبط الحدود وخوض المعارك، لكن الأمر بحاجة إلى قرار سياسي. وفي حين رأى حواط أنّ التهريب لا يمكن أن يكون من جهة واحدة، وأنه يتم تحت إشراف الدولة السورية، رأى أن المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم، يستطيع أن يتحاور مع الدولة السورية في هذا الموضوع، خصوصاً أنه عسكري نزيه وكفء. وأكّد حواط توجهه إلى القضاء يوم الأربعاء المقبل كحد أقصى لمتابعة الموضوع حتى النهاية «لأنّ التهريب جريمة موصوفة». وكانت السلطات اللبنانية إثر اجتماع المجلس الأعلى للدفاع قد اتخذت قراراً باستحداث نقاط أمنية وعسكرية وجمركية على الحدود مع سوريا وتشديد الإجراءات لتتبع سير الشاحنات التي تنقل المحروقات والطحين.

 

مصرف لبنان والقضاء يحاولان محاصرة المضاربات بسعر الدولار

بيروت: نذير رضا/الشرق الأوسط»"/السبت 16 أيار 2020

ساهمت الإجراءات الأمنية والملاحقات القضائية التي طالت العاملين في سوق الصرافة خلال الأسبوعين الأخيرين، بتهدئة الارتفاع الجنوني لسعر الدولار، ومحاصرة المضاربات في السوق، تمهيداً لفرض سعر مقبول في السوق الموازية، يتراوح بين 3200 و3500 ليرة لبنانية للدولار، في وقت نفى المركزي أن يكون التلاعب في سوق الصرافين ناتجاً عن عملياته. وتعتمد السلطات اللبنانية مقاربة أمنية وقضائية لتطويق الانفلات في سوق الصرافة الذي رفع قيمة الدولار في السوق السوداء إلى نحو 4300 ليرة، قبل أسبوعين، واستقر التداول أمس عند سعر 4100 ليرة في السوق السوداء بعد سلسلة توقيفات بدأتها السلطات قبل أسبوعين، لمنع تدهور السعر. وحاصرت الملاحقات القضائية متجاوزي التعليمات والتعاميم التي أصدرها مصرف لبنان لناحية الالتزام بسعر صرف 3200 ليرة للدولار في سوق الصرافة، فيما تحرر المصارف ودائع الناس التي تقل عن 3 آلاف دولار بسعر صرف 3200 ليرة، علما بأن السعر الرسمي لا يزال عند عتبة 1515 ليرة. وأوقفت السلطات اللبنانية عشرات الصرافين غير الملتزمين بسعر الصرف المحدد عند العتبة التي حددها مصرف لبنان. وتحدثت معلومات صحافية أمس عن مداهمة نفذها الجيش اللبناني ليل الخميس - الجمعة لمنزل أحد الصرافين في منطقة الحدث في ضاحية بيروت الجنوبية، وصادر ملايين الدولارات من منزله إضافة إلى كميات كبيرة من العملات الصعبة. وقالت مصادر مصرفية لـ«الشرق الأوسط» بأن هذه العملية الأمنية تؤكد أن مصرف لبنان يعمل على محاصرة المضاربات في السوق والحد منها بالتعاون مع القضاء، مشيرة إلى أن المصرف المركزي «لا قدرة له الآن على منع المضاربة كلياً، فإمكانياته لا تسمح بتدخلات واسعة في السوق، لكنه يحاول ضبط السوق من خلال الإجراءات القضائية». وشرحت المصادر أن المقصود بإمكانيات المصرف المركزي هي احتياطاته من العملة الصعبة التي عادة ما تهدئ الأسواق عندما يضخ المركزي منها في السوق.

وقالت بأن «الاحتياط حاليا بحدود 20 مليار دولار، يخصصها المركزي لشراء السلع الأساسية مثل الطحين والمحروقات والغاز والأدوية»، مشيرة إلى أن المركزي «يستطيع باحتياطاته الموجودة الآن، تغطية شراء الحاجات الأساسية لمدة عامين في حال لم تكن هناك أي ضغوط على الاحتياط لديه، وهو يعزز هذا الاحتياط عبر الاستحواذ على التحويلات المالية عبر المؤسسات غير المصرفية، وصرفها للناس بالعملة المحلية وفق سعر السوق».

ولم تقتصر الملاحقات القضائية على الصرافين، بل طالت سائر المتعاملين معهم والذين ساهموا بتمكينهم في إجراء المضاربات في السوق. وأفادت «الوكالة الوطنية للإعلام» الرسمية اللبنانية أن النائب العام المالي القاضي علي إبراهيم «أمر بتوقيف مدير العمليات النقدية في مصرف لبنان مازن حمدان في ملف التلاعب بسعر صرف الدولار». واتخذت الهيئة الخاصة لمكافحة تبييض الأموال أمس قراراً برفع السرية عن العمليات التي جرت مع الصيارفة بغية تزويدها إلى المدّعي العام المالي. وقالت بأنه «بعد مراجعة الوحدة الخاصة في مديرية العمليات النقدية التي تتولى عمليات التداول بالعملات الأجنبية لا سيما الدولار وفقاً لسعر الصرف»، تبين أنه «لم يكن هناك أي تلاعب في سوق الصرافين ناتج عن عمليات مصرف لبنان»، لافتة إلى أن المبالغ المذكورة (12.7 مليون دولار باعها مصرف لبنان واشترى 11.3 مليون دولار) هي لفترة شهر وليست بأحجام التقلبات التي شهدتها أسعار القطع خلال هذه الفترة. وتعهد «المركزي» اللبناني بمتابعة ضخ الدولارات التي يستحوذ عليها، عبر المصارف لتمويل الاستيراد بسعر 3.200 ليرة للدولار، بهدف تخفيض أسعار المواد الغذائية. وذلك بالإضافة إلى الجهود التي يبذلها للمحافظة على استقرار الأسعار لا سيّما المحروقات والأدوية والطحين، مساهمة منه في المحافظة على الاستقرار الاجتماعي في هذه الظروف الصعبة. وذلك فضلاً عن الأموال والآليات التي خصصت لتمويل المواد الأولية للصناعة».

 

الجيش اللبناني جاهز لمكافحة التهريب شرط ضبط مسالك العبور

بيروت/الشرق الأوسط»"/السبت 16 أيار 2020

كشف وزير شارك في اجتماع المجلس الأعلى للدفاع الذي خصّص لمكافحة التهريب إلى سوريا وإقفال المعابر غير الشرعية بأن المدعوين لم يتطرّقوا مباشرة إلى التنسيق بين البلدين لضبط الحدود لوقف التهريب، لكن بعضهم أشار إلى التنسيق بطريقة غير مباشرة لأن ضبطه لن يتحقق من جانب الحكومة اللبنانية من دون الجانب السوري، خصوصاً في حال تقرر استحداث معابر حدودية جديدة في منطقة التهريب الممتدة من حوش السيد علي إلى وادي بيسان والواقعة بين الهرمل ووادي خالد في منطقة عكار. وقال هذا الوزير الذي فضل عدم ذكر اسمه لـ«الشرق الأوسط» بأن وقف التهريب بحاجة إلى قرار سياسي اتخذته الحكومة بناء لتوصية مجلس الدفاع، لكن يجب أن يقترن برفع الغطاء السياسي عن المهربين، وقال إن المشكلة ليست أمنية وإنما سياسية ويعود للجيش اللبناني مهمة ضبط الحدود وهذا ما يقوم به بامتياز، ويبقى تشديد الرقابة على المعابر الشرعية وإغلاق تلك غير الشرعية. ولفت الوزير إلى أن طول المنطقة الحدودية المتداخلة مع الأراضي السورية يبلغ حوالى 33 كيلومتراً فيها أكبر معبرين للتهريب، وقال بأن السيطرة عليها أمنياً واقتصاديا لن تحصل ما لم يتم استحداث أكثر من معبر شرعي يتواجد فيه الأمن العام والجمارك في مقابل موافقة السلطات السورية للقيام بخطوة مماثلة لضبط هذه الحدود من الجانبين اللبناني والسوري. وعزا السبب إلى أن هذه المنطقة تتداخل والأراضي السورية، وبالذات على نطاق واسع مع منطقة القصير حيث إن الدخول إلى معظم المنازل فيها يقع ضمن الأراضي اللبنانية، فيما الحدائق التابعة لها تقع في الأراضي السورية. ورأى أن الجانب السوري يضغط على لبنان سياسيا واقتصاديا لإجباره على رفع منسوب التطبيع مع السلطات السورية على غرار ما حصل في خصوص ملف إعادة النازحين السوريين.

ويقول الوزير بأن الجيش اللبناني من خلال قيادته - نجح في أكثر من اختبار إلى جانب القوى الأمنية من دون إغفال دوره الريادي في هذا المجال وأتاح للبلد أن يتجاوز قطوع حادثة قبرشمون في منطقة عاليه ونجح في استيعاب تداعيات «الحراك الشعبي» الذي انطلق في 17 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

وأكد بأن قيادة الجيش أثبتت في أبرز المحطات الأمنية التي مر بها البلد أن حماية السلم الأهلي من أولوياتها ونأت عن التجاذبات السياسية، ورأت بأن المشكلات في حاجة إلى حلول سياسية وليست أمنية مع إقرارها بحق التعبير والتظاهر تحت سقف عدم المساس بالاستقرار.

ولفت إلى أن قيادة الجيش من خلال الوحدات العسكرية المنتشرة حرصت على أن تبقى على مسافة واحدة من الجميع وتقوم بتنفيذ ما تقرره السلطة التنفيذية وهذا باعتراف القوى السياسية المتصارعة التي لم تترك مناسبة إلا وأشادت بدور القوى الأمنية وعلى رأسها المؤسسة العسكرية الأم أي الجيش.

وقال إن تدهور الوضعين المالي والاقتصادي انعكس على القوى الأمنية والعسكرية أسوة بما أصاب السواد الأعظم من اللبنانيين، لكن قيادة الجيش ما زالت تعض على الجرح وهذا ما تجلى في الدور الذي تقوم به الوحدات العسكرية. وعلمت «الشرق الأوسط» من مصادر وزارية ونيابية بأن وحدات الجيش تتواجد حالياً في أكثر من 200 موقع على امتداد الأراضي اللبنانية عدا عن تسيير الدوريات وإقامة الحواجز المتنقلة. فالجيش - بحسب المصادر نفسها - ينتشر على طول الحدود اللبنانية ويتواجد إلى جانب القوات الدولية في منطقة العمليات في جنوب الليطاني لتطبيق القرار الدولي 1701 ويتصدّى للخروق الإسرائيلية ويتولى الإشراف على توزيع المساعدات والقيام بواجبه في ملاحقة المجموعات الإرهابية، إضافة إلى دوره في ضبط الأمن بالتعاون مع القوى الأمنية لمنع الإخلال به من قبل بعض الذين يشاركون في «الحراك الشعبي»، وأخيراً في تنظيف القلاع في صور وتبنين وصيدا وصخرة الروشة في بيروت بطلب من وزارتي البيئة والسياحة. لذلك يرى الوزير أن ضبط الحدود لوقف التهريب وإن كان يقع بالدرجة الأولى على عاتق الجيش فإن للقوى الأمنية الأخرى وبعض الإدارات الرسمية مسؤولية في تجفيف المنابع التي يتغذى منها العدد الأكبر من المهربين، ويقول إن ضبط المسالك التي تتبعها الشاحنات المهربة هو من مسؤولية الجمارك والقوى السيارة في قوى الأمن والأمن العام ووزارتي الاقتصاد والطاقة للتدقيق في طلبات الحصول على مادتي المازوت والطحين للتأكد ما إذا كان طلب التجار من هاتين المادتين يفوق الاستهلاك المحلي.

 

لبنان يطالب بنقطة حدودية تحتلها إسرائيل

بيروت: «الشرق الأوسط»"/السبت 16 أيار 2020     

طالب لبنان بإدراج النقطة الحدودية B1 المحتلة من قبل إسرائيل على الحدود الجنوبية، في التقارير والقرارات الأممية القادمة أسوة بباقي المناطق المحتلة. والبقعة B1 هي نقطة حدودية متنازع عليها، وتعد أول نقطة حدودية برية ويجري على أساسها ترسيم الحدود البحرية في وقت لاحق، ويقول لبنان إن إسرائيل تحتل هذه النقطة الحدودية، حيث تتقدم قواتها شمالاً باتجاه الأراضي اللبنانية عدة أمتار. وأشارت قيادة الجيش اللبناني في بيان صادر عن مديرية التوجيه، إلى اجتماع ثلاثي استثنائي عقد في رأس الناقورة عند الحدود، برئاسة قائد قوات الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان ورئيس البعثة اللواء ستيفانو ديل كول، وحضور وفد من ضباط الجيش اللبناني برئاسة منسق الحكومة اللبنانية لدى قوات الأمم المتحدة العميد الركن حسيب عبدو.وتناول الاجتماع الحوادث الأخيرة التي حصلت على طول الخط الأزرق، وأعاد الجانب اللبناني التأكيد على التزامه القرار 1701 ومندرجاته كافة. كما «شدد على ضرورة انسحاب الجيش الإسرائيلي من الأراضي المحتلة المتاخمة لشمال الخط الأزرق، ومزارع شبعا وتلال كفرشوبا والقسم الشمالي من بلدة الغجر، والبقعة B1 المحتلة، كما أعاد التأكيد على ضرورة إدراج البقعة B1 المحتلة في التقارير والقرارات الأممية القادمة أسوة بباقي المناطق المحتلة المذكورة».

 

هجومٌ "مريب" على سفير دولةٍ كبرى!

"ليبانون ديبايت"/السبت 16 أيار 2020

سُجِّل استياءٌ واضحٌ من تعمّد صحيفةٍ يومية التهجّم على السفير الفرنسي في بيروت برونو فوشيه قبل فترة قصيرة من إنتهاء صلاحية إعتماده، سيّما وأنّ تصرفاً من هذا النوع يؤدي للإضرار في المصالح اللبنانية بخاصة في هذا الوقت. وقد أدرَجت مستويات عدة هذا التصرّف على أنه ناجم عن "سوء تقدير أطرافٍ سياسية لا يسرّها الاسلوب الدبلوماسي المعتمد لدى السفير".

 

دياب يستدعي وهّاب بـ"أمر مهمة": فتح ملف للسنيورة و"سوكلين"!

 ليبانون ديبايت/السبت 16 أيار 2020

في الساعات القليلة الماضية، برز إجتماعُ رئيس الحكومة حسّان دياب مع الوزير السابق وئام وهاب، الذي أعلن عقب اللقاء أنَّ "الحل الإقتصادي للبنان هو سوقٌ مشرقيةٌ مشتركةٌ وإنفتاحٌ كاملٌ على الأسواق السوريّة العراقيّة الأردنيّة". لكنَّ حقيقةَ ما دار في اللقاء كشفتهُ مصادر مطّلعة في السراي الكبير لـ"ليبانون ديبايت"، لافتةً الى أنَّ الزيارة الحقيقيّة لوهّاب تمَّت بناءً على طلب دياب الذي كلَّف وهّاب بتقديمِ إخبارٍ الى النيابة الماليّة العامّة بحقِّ الرئيس فؤاد السنيورة وشركة "سوكلين". وكشفت المصادر أيضًا، أنَّ دياب سلّم وهّاب ملفًّا بهذا الخصوص وهو ما كشفهُ أيضًا في تغريدةٍ له على حسابه عبر "تويتر"، إذ تحدَّث عن إخبارٍ سيتقدَّم به الإثنين إلى القضاء.

 

ليلةُ القبضِ على رياض ... الرواية الكاملة!

ليبانون ديبايت/السبت 16 أيار 2020 

هل يصمدُ القاضي علي ابراهيم بوجه الضغوطات السياسية بعد أن تبيّن خلوَّ ملف مازن حمدان من مخالفات جزائية تهدّد العملة الوطنية؟ التحقيقات انتهت ومازن حمدان بريء من تهمة التلاعب بالعملة الوطنية، فالمبالغُ التي تدخّل بها مصرف لبنان لا تتجاوز 10 ملايين دولار وهي تحت سقف التعاميم الصادرة عن الحاكم بإستثناء مبلغ 350 ألف دولار فقط، وزِّعت على صرّافين من فئة "غير مجاز" بحسب التعاميم نفسها. اذاً، القضية إدارية ومسلكية بأحسن الأحوال ولا تمتّ بصلّة للتهم التي ساقتها بعض وسائل الاعلام التي تلاحق رياض سلامة منذ سنوات بتحريض من جو سياسي معيّن، تولى مهمة تنفيذ أهدافه رئيس الحكومة الحالي وجعل من موضوع سلامة قضية شخصية. القاضي ابراهيم تابع تحقيقاته واستدعى لهذا الغرض بعض الاداريين من جهازَي الرقابة والتفتيش في مصرف لبنان، ما يؤشِّر الى طبيعة القضية الادارية... ولكن ماذا يحصل في المقلب الآخر وفي السياسة تحديداً؟

عَلِمَ "ليبانون ديبايت" في هذا الإطار، أنّ محاولات عديدة أمنية - سياسية جرت لتوسيع الملف وصلت الى حدّ التهديد العلني، تولّاها سياسياً النائب جميل السيد من خلال سلسلة تغريدات تناولت إفادات الموظفين، وخلصت الى توجيه تهديد مباشر لمن اعتبرهم يدافعون عن سلامة قائلاً لهم : "انضبوا"!.

أما إعلامياً، فقد تولّت جريدة الأخبار وبعض المواقع التابعة للتيار الوطني الحرّ الترويج لتهمة التلاعب بسعر الصرف ونظرية المؤامرة على العملة الوطنية، كما الضغط على القضاء المالي وعلى المُدعي العام المالي شخصياً علي ابراهيم. الواضح أن محاولة "القبض" قضائياً على رياض سلامة بتهمة التلاعب بالدولار سقطت، كما سقطت قبلها تهمة إفلاس البلد حيث تبيّن بعد ردّه على رئيس الحكومة حسان دياب أن القروض والاعتمادات أنفقت بموجب قرارات حكومية لسدِّ عجز الدولة ولم يأتِ أيّ ردٍّ على الردّ من بعدها من رئاسة الحكومة. كما تفيد المعلومات لموقعنا أنّ الشكّ بدأ يتسرب الى أوساط صندوق النقد الدولي من خلال متابعته لما يجري في مصرف لبنان ربطاً بالخطة الحكومية وما تضمّنته من أرقامٍ وخسائر غير محققة واستهداف واضح له وللقطاع المصرفي وصولاً الى المودعين. وبعد...هل تستمر الملاحقة بالضغط السياسي والاعلامي؟!

 

النهار: انكشاف حكومي امام استحقاقات المفاوضات المالية

النهار/السبت 16 أيار 2020

 يمكن القول ان انهماك بعض الحكومة في ملاحقة الإجراءات والتدابير المتخذة في اطار الفترة الطارئة من حال التعبئة العامة التي اعادت اللبنانيين الى الحجز المنزلي لفترة أربعة أيام تتقرر على أساس نتائجها الخطوة التالية، لم تحجب حلول ساعة الحقيقة الجدية والصعبة للحكومة كلا التي تتمثل ببدء توغل المفاوضات بين لبنان وصندوق النقد الدولي الى الاستحقاقات العميقة والجوهرية. اذ ان تحريك الملفات الأكثر تأثيرا على مزاريب الهدر وتسريب بقايا القدرات المالية المتناقصة بقوة مخيفة للخزينة في الأيام الأخيرة والذي ارتبط بشكل واضح بسعي الحكومة الى إيصال رسائل عاجلة الى صندوق النقد الدولي حيال ما تعتبره جدية وحزما في سياساتها المرتبطة بتقديم خطة التعافي المالي، لم تكن اكثر من خطوات دعائية حتى الساعة، بل ان ملف الكهرباء الذي يشكل ابرز هذه الملفات واخطرها اطلاقا والذي يستقطب الاهتمام الاقصى والأول للدول المانحة للبنان، كما للمؤسسات المالية الدولية وأبرزها صندوق النقد الدولي والبنك الدولي، عاد ليرفع عنوانا سلبيا فوق المقاربات الحكومية لمعالجته في ظل ما جرى في الجلسة الأخيرة لمجلس الوزراء. وثمة معطيات جادة للغاية تفيد بان ظلالا من الصدمة المتجددة ارتسمت لدى الجهات المواكبة لمفاوضات لبنان مع صندوق النقد الدولي حيال إعادة ترك مجلس الوزراء ورقة التفاوض مع شركات انشاء المعامل الكهربائية في يد وزير الطاقة بدلا من التشبث بأصول طرح التلزيمات على دائرة المناقصات، علما ان اسقاط تمسك وزراء "التيار الوطني الحر" بإنشاء معمل في سلعاتا بالتصويت لا يغطي على هذه الصدمة المتجددة. كما ان الجهات نفسها تلفت الى ان الضجيج حول فتح ملف التهريب الى سوريا عبر الحدود اللبنانية الشرقية مع سوريا لا يزال تحت وطأة الشكوك الواسعة في ظل الحمايات المعروفة للمهربين والمعابر غير الشرعية والتي تستلزم قرارا سياسيا مختلفا اختلافا جذريا عن الإجراءات المتخذة حتى الآن. واذا كان هذان الملفان الاساسيان يشكلان طليعة المقاربات الحكومية العملية التي تحاط بكثير من الشكوك وانعدام الثقة بصدقية المعالجات، فان العنوان المالي والاقتصادي للمفاوضات بين لبنان وصندوق النقد الدولي ستتسم بالكثير من حبس الانفاس نظرا للتعقيدات والمطبات الكثيفة التي ستواجه الوفد اللبناني في مهتمه الشاقة عبر المفاوضات مع الصندوق أولا على الوقائع المالية الصرفة وتاليا على المسار الإصلاحي الذي سيكون أساس استشراف النتائج وما اذا كان لبنان سيتمكن من تحقيق ما يطمح اليه ام تصح التوقعات المتشائمة بصعوبة بلوغ نتائج إيجابية.

الجولة الثانية

وتبعا للمعطيات المتوافرة من أوساط وزارة المال امس، فان ثمة جولة جديدة من المفاوضات بين الفريق اللبناني المفاوض برئاسة وزير المال غازي وزني وفريق صندوق النقد الدولي ستجري بعد ظهر الاثنين المقبل، وتبدو على قدر عال من الأهمية، اذ يرجح ان ينضم الى الفريق اللبناني حاكم مصرف لبنان رياض سلامة الذي لم يشارك شخصيا في الجولة الأولى من المفاوضات. وقد رسم تصريح لوزير المال الى وكالة الصحافة الفرنسية امس عناوين الملفات الخطيرة والمعقدة التي يرجح ان تبدأ رحلة التفاوض تشق طريقها نحو النقاش الصعب حولها. واعلن وزني في هذا السياق ان لبنان مستعد لتلبية طلب صندوق النقد الدولي بتعويم سعر صرف الليرة اللبنانية لكن بعد تلقيه الدعم الخارجي على ان يعتمد في المرحلة المقبلة سعر صرف مرن. وكشف ان صندوق النقد يطالب دائما بتحرير سعر صرف الليرة ويريد توحيد أسعار الصرف والتعويم لكن الحكومة اللبنانية طلبت مرحلة انتقالية تمر بسعر الصرف المرن قبل ان نصل الى التعويم. وأبدى وزني خشيته من تبعات عدة للتعويم الفوري بينها التدهور الكبير في سعر صرف الليرة. ولعل اللافت في كلام وزير المال أيضا انه اكد ان هيكلة المصارف ستتم خطوة بخطوة كاشفا ان في لبنان 49 مصرفا تجاريا "ومن الطبيعي ان ينخفض الرقم الى نحو النصف في المرحلة المقبلة ".

وتزامنت هذه الصورة المشدودة ماليا مع تطور لافت في ملف التلاعب بسعر الدولار المفتوح قضائيا اذ انه غداة توقيف مدير العمليات النقدية في مصرف لبنان انعقدت الهيئة الخاصة بمكافحة تبييض الأموال واتخذت قرارا برفع السرية عن العمليات التي جرت مع الصيارفة بغية تزويد المدعي العام المالي إياها. وكشف مصرف لبنان بعدما اعلن مجمل الأرقام للعمليات في شهر انه "عكس ما اشيع لم يكن هناك أي تلاعب في سوق الصرافين ناتج عن عمليات مصرف لبنان".

بين جنبلاط وجعجع

وسط هذه الأجواء برز تصاعد الانتقادات المعارضة للحكومة في ملفي الحدود والكهرباء وتزامنت في هذا السياق مواقف لرئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط ورئيس حزب "القوات اللبنانية " سمير جعجع . وإذ استغرب جنبلاط تفويض وزير الطاقة بالتفاوض مع الشركات بعدما استثنى مجلس الوزراء بالتصويت معمل سلعاتا سأل" لماذا لا يلغى عقد دير عمار" كما انه اثار "خطورة بعض الأفراد" في الوفد اللبناني المفاوض مع صندوق النقد قائلا "انهم يضمرون أحقادا شخصية تكاد تصل بهم الى اعتماد الفكر البعثي لتدمير الصيغة اللبنانية". اما جعجع فتحدث عن "سقطتين" سجلتها الحكومة في جلستها الأخيرة : "السقطة الاولى والكبيرة هي عود على بدء في ملف الكهرباء، حيث مقاربة هذا الملف تشير الى ان المرحلة المقبلة قد تكون اسوأ من السابق، حيث اعاد مجلس الوزراء تكليف وزير الطاقة والمياه ريمون غجر التفاوض مع الشركات لبناء المعامل بدلا من الاتجاه الى طرح مناقصة وتشكيل لجنة وزارية مصغرة ثم الاتجاه نحو دائرة المناقصات بما يؤمّن الشفافية والصدقية. اما السقطة الثانية فكانت في ملف التهريب عبر الحدود البرية غير الشرعية حيث تبنت الحكومة التدابير التي اعلنها المجلس الاعلى للدفاع بعد جلسته في القصر الجمهوري منذ يومين، قائلا: "هذه الاجراءات تشبه وضع المماسح الى جانب القسطل المثقوب في منزل في حين تسرب الماء سيبقى مستمرا، ولا قدرة لتلك المماسح على امتصاصه".

الاستياء الأرثوذكسي من التعيينات

وفي موضوع متعلق بالتعيينات جرت اتصالات واسعة امس بين القيادات الارثوذكسية ومع المطران الياس عودة رفضا لتأخير رئيس الحكومة حسان دياب تعيين محافظ بيروت بدل القاضي زياد شبيب الذي تنتهي ولايته الثلثاء المقبل وإصرار دياب على تعيين مستشارته بترا خوري او الفراغ وتكليف محافظ جبل لبنان الإشراف على بلدية بيروت، في حين انه مدد لرئيسة مجلس الخدمة المدنية شهرا إضافيا. وقال مصدر متابع لـ"النهار" ان المطران عودة ومنعا للتفاعلات السلبية على مستويات عدة اتفق مع رئيس الجمهورية ميشال عون على استمزاج رأي الطائفة في الأسماء المقترحة، ورفع الى عون لائحة بعدد من الأسماء وترك الامر في عهدته، وانه لم يتجاوب امس مع الرغبة في عقد لقاء ثان موسع وتصعيدي في المطرانية احتراما للاتفاق مع الرئاسة الأولى. وقال المصدر المتابع لـ"النهار" ان تصرف رئيس الوزراء لم يحترم وزراء الطائفة ونوابها إضافة الى سلطتها الدينية وحاول بيانه اللعب على الكلام بين البطريرك يوحنا العاشر والمطران عودة ما اضطر البطريركية الى توضيح مضمون الاتصال وتمسك البطريرك بحقوق الطائفة الوظيفية لخدمة البلد والشأن العام وضمان مشاركة الجميع في الشأن الوطني .واكد المصدر لـ"النهار" ان المطران عودة بدا مستاء جدا من طريقة التعامل غير المسبوقة. وأوضح ان خطوات إضافية ستتخذ بعد الثلثاء وسيبنى على الشيء مقتضاه .

الحجز

في غضون ذلك لم تتبدل صورة المعطيات الوبائية كثيرا في اليوم الثاني من فترة الحجز المتجددة الا ان عدد الإصابات تراجع قليلا وسجلت وزارة الصحة خمس إصابات جديدة رفعت العدد التراكمي الى 891 إصابة . وفي انتظار الاجتماع التقويمي لنتائج فترة الحجز الذي تعقده اللجنة الوزارية المعنية باجراءات التعبئة في السرايا بعد ظهر الاحد لتقرير الخطوات التالية اعلن وزير الصحة حمد حسن اننا لا نزال في المرحلة الثالثة (من الانتشار) ولم ننزلق الى المرحلة الرابعة " مشددا على التعاون المجتمعي "واذا اردنا تخفيف بعض إجراءات التعبئة العامة فارتداء الكمامة اصبح الزاميا لانه يقي بنسبة 95 في المئة من انتقال العدوى " .

 

نداء الوطن: القاضي ابراهيم لـنداء الوطن: حمدان خالف تعليمات المصرف المركزي

خطة الكهرباء… من باسيل وإلى باسيل تعود!

نداء الوطن/16 أيار/2020

 مَن من اللبنانيين لا يتذكر دعاية  سنوات واعداً بإعادة الكهرباء 24/24 بحلول العام 2015… منذ ذلك الحين لم يرّ اللبنانيون النور في منازلهم ولا يزال قطاع الكهرباء يدور في فلك حالك من الظلمة والسمسرات والهدر مستنزفاً الخزينة العامة ومراكماً ما يقارب نصف مجموع الدين العام. فضيحة الكهرباء في لبنان أصبحت "مضرب مثل" للفساد في كل أنحاء المعمورة، ولا تزال وزارة الطاقة في قبضة الفريق السياسي نفسه ولا يزال باسيل "الآمر الناهي" في ملف الكهرباء، إن لم يكن بالأصالة فبالوكالة عبر مستشاريه الذين وزّرهم على رأس هذه الحقيبة، وآخرهم الوزير الحالي ريمون غجر الذي أعاد إحياء الخطة الإصلاحية نفسها، التي أشبعت عرضاً على طاولة الحكومة السابقة من دون أن تصل إلى نتائج عملية تضعها على سكة التنفيذ، ربطاً بإصرار "التيار الوطني" على أن تكون وزارة الطاقة هي الجهة المستأثرة بالخطة لا شريك لها في تنفيذها. وهذا أيضاً ما خلص إليه أمس الأول قرار مجلس الوزراء، الذي وإن أسقط أولوية معمل سلعاتا من حسابات المرحلة الأولى لبناء المعامل لكنه أعاد ترك مفتاح الحل والربط في عملية التفاوض في يد وزير الطاقة، ما يعني، بحسب مصادر مواكبة للملف، أنّ "خطة الكهرباء ستعود تالياً إلى قبضة باسيل ليعود له القرار النهائي في "تدبيج" أطر المفاوضات مع الشركات الراغبة بإنشاء معامل الطاقة من دون مناقصات عالمية ولا استدراج عروض".

وتوضح هذه المصادر لـ"نداء الوطن" أنّ ما أطلق عليه مجلس الوزراء "مذكرة تفاهم" ما هو سوى "ضحك على الذقون" والتفاف على القرارات الحكومية السابقة، باعتماد التفاوض المباشر "من دولة إلى دولة" في سبيل تقديم حلول لإنتاج الطاقة، بينما ما هو مطروح حالياً هو تفاوض "من دولة إلى شركات" عبر وزارة الطاقة، مع ما قد يختزنه ذلك من مدخل للتعاقد بالتراضي ونسف لمبدأ استدراج العروض والمناقصات بشكل قد يشي بوجود "صفقات من تحت الطاولة" لتنفيذ الخطة. وإذ لفتت إلى أنّ "مهلة الـ6 أشهر المعطاة للوزير لإجراء المفاوضات هي مدة أكثر من كافية لاستدراج العروض بحسب الأصول"، سألت المصادر: "لماذا التصويت على قانون الـPPP إذا كانت الدولة اللبنانية لا تنوي استخدامه، ولماذا تصر الحكومة على اختراع بدع وطرق للتفاوض والتعاقد خارج الأصول والقوانين المرعية، وما هي الدوافع وراء حصر المفاوضات فقط بوزير الطاقة من دون إشراك لجنة وزارية تضم وزراء معنيين كوزيري المال والعدل في المفاوضات الجارية مع الشركات الدولية، لا سيما وأنّ التفاوض في مذكرة التفاهم سيتمحور حول عقود تراوح بين مليار و5 مليارات دولار، فهل يعقل أن يتحكم وزير لوحده بمفاوضات من هذا القبيل؟". في الغضون، وعلى وقع التحضيرات الجارية في مصرف لبنان لإعداد خطة المصرف المالية وتضمينها أرقاماً دقيقة مغايرة لتلك الواردة في خطة الحكومة، تمهيداً لمشاركة حاكم المصرف رياض سلامة على أساس هذه الأرقام في اجتماع الاثنين المقبل مع ممثلي صندوق النقد الدولي، ومناقشة أطر برامج العمل المنوي التفاوض بشأنها لمساعدة لبنان على تجاوز أزمته الاقتصادية والمالية والنقدية، إستقطبت الاهتمام قضية توقيف مدير العمليات النقدية في المصرف المركزي مازن حمدان بناء على إشارة النيابة العامة المالية، بتهمة التلاعب بسعر صرف الدولار من خلال عمليات بيع دولارات للصرافين وشرائها منهم. وفي حين تداعى موظفو مصرف لبنان إلى التلويح بالتصعيد ما لم يتم إخلاء سبيل حمدان باعتباره كان يقوم بمهامه الإدارية، بينما جاء توقيفه في سياق الهجمة الممنهجة التي يتعرض لها المصرف المركزي، أوضح النائب العام المالي القاضي علي ابراهيم لـ"نداء الوطن" أنّ التحقيقات بيّنت أنّ حمدان "خالف تعليمات مصرف لبنان"، وقال: "التحقيق مستمر في الملف القضائي المتعلق بهذه القضية وأنا أعمل عليه بهدوء بما يمليه عليّ ضميري، وسأقوم بواجبي من دون أن أظلم احداً"، مضيفاً: "على كل حال ملف مازن حمدان شارف على نهايته وسيُختم قريباً، أما موضوع الصيارفة، فالصرافون كثر وعملنا متواصل بهذا الشأن وسأستمع إلى أحد المفتشين في مصرف لبنان (بعد غد) الاثنين". وعن إمكانية الاستماع إلى افادة حاكم المصرف المركزي، أجاب القاضي ابراهيم: "لن أجيب على كلام وأقاويل"، وأردف: "على كل حال التحقيق ماشي… وهل أكثر من أن يتم التحقيق مع مدير العمليات في مصرف لبنان وتوقيفه للتأكيد على جدية التحقيقات في هذا الملف".

 

الشرق: مصرف لبنان يكذبهم: لا تلاعب بسعر الدولار

الشرق/السبت 16 أيار 2020

على امل ان "تؤلف ولا تؤلفان"، يعيش اللبنانيون هاجس كورونا، فيما يكاد عدد المصابين يناهز الالف مع بلوغه اليوم عتبة التسعمئة. الى 891 ارتفع عدّاد الاصابات اليومية رافعا معه منسوب القلق من بلوغ مرحلة التفشي بفعل الاستخفاف الشعبي الذي تسبب بانتشار الوباء بين العسكريين.

ولا يقف القلق اللبناني عند باب كورونا بل يتعداه الى الخوف من ابعاد تجدد محاولات استهداف القطاع المصرفي وضربه بغية تغيير وجه لبنان الليبرالي الحر وضمه الى منظومة القمع السائدة في دول الجوار، وذلك في اعقاب توقيف مدير العمليات النقدية في مصرف لبنان مازن حمدان.، وقد اكدت هيئة التحقيق الخاصة في "المركزي" ، ان نتيجة مراجعة قيود عمليات النقد لم يكن هناك أي تلاعب في سوق الصرافين ناتج عن عمليات مصرف لبنان. وكما في كورونا واستهداف النظام المالي، كذلك في ملف الكهرباء الذي تغيب عنه الاصلاحات والخطوات الجدية من تعيين هيئة ناظمة الى مجلس ادارة، وتحضر المحاصصة والتنفيعات السياسية، من دون ادنى اعتبار لانطلاق مفاوضات لبنان مع صندوق النقد الدولي ومدى الانعكاسات السلبية لصورة لبنان المنقسم على نفسه على هذا المسار.

لليوم الثاني على التوالي، بقيت مفاعيل قرار التعبئة العامة المستمرة بطلب من مجلس الوزراء حتى فجر الاثنين، سارية على الارض. في الموازاة، وفي حين استمرت حملات فحوص الـ بي سي آر، التي تجريها وزارة الصحة، في المناطق لتحديد حجم تفشي الفيروس، اعلنت الوزارة امس تسجيل 5 اصابات كورونا جديدة رفعت العدد التراكمي للحالات المثبتة الى 891. ومع وصول الى بيروت امس 7 طائرات تقل لبنانيين مغتربين عائدين الى لبنان هربا من كورونا، أكّد وزير الصحة حمد حسن أنّه يجب أخذ الاحتياطات المطلوبة مع القادمين من الخارج، مشيرًا إلى أنّنا نحتاج الى تعاون مجتمعي لنمرّ الى مسار العودة الى الحياة الطبيعية بحذر ودقة. وقال بعد اجتماع المجلس الصحي الأعلى: "إذا أردنا تخفيف بعض إجراءات التعبئة العامة فإرتداء الكمامة أصبح إلزاميًا لأنه يقي بنسبة 95% من انتقال العدوى".

على صعيد آخر، بقي ملف محاربة التهريب وضبط الحدود في الواجهة. فتابع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، مسار الاجراءات التي تقرر اتخاذها لضبط عمليات التهريب عبر الحدود البرية لاسيما تهريب المواد المدعومة مثل المحروقات على انواعها والطحين وغيرها. وتلقى سلسلة تقارير حول التدابير التي نفذت لوضع حد للتهريب عبر المعابر البرية غير الشرعية والعمليات التي ضبطت خلال الساعات الماضية. ميدانيا، أوقفت وحدات الجيش في منطقة البقاع 3 أشخاص وضبطت 3 صهاريج محملة بحوالى 60647 ليتراً من مادة المازوت الأخضر. كما تم توقيف شخص واحد وضبط بيك آب محمل بمواد تنظيف ومواد غذائية على الحدود اللبنانية - السورية الشمالية، وتمت إزالة 3 جسور حديدية على المعابر غير الشرعية. وأحيل الموقوفون مع المضبوطات إلى الجهات القضائية المختصة.

وليس بعيدا، أكد عضو تكتل "الجمهورية القوية" النائب زياد حواط "ان هذه المرة سيكون ملف التهريب في عهدة القضاء اللبناني، خصوصا أن هذا الملف قومي وطني ويطاول البلد بكامله على مختلف الصعد ويجب على القضاء أن يثبت أنه نزيه وعادل". وقال في تصريح "نحن نضغط في اتّجاه اتّخاذ قرار سياسي استراتيجي، لكن هل الدولة جاهزة لتحمّل مفاعيل قرار وقف التهريب؟ وهذا الموضوع يجب ان يكون أولى الأولويات ولا يمكننا طلب المساعدة الدولية وفي بلدنا ملف فساد من هذا النوع". وشدد على ضرورة "إثبات الإصلاح الحقيقي، فبلدنا كان ساحة مستباحة طيلة 30 عاماً ولا يوجد بلد قضاؤه مسيّس بقدر لبنان". واعلن حواط "سنتوجه الى القضاء يوم الأربعاء كحد أقصى وسنتابع الموضوع حتى النهاية وهذه جريمة موصوفة ولن نسكت عنها ونحن قادرون على التحرك والمتابعة ورفع الصوت".

على خط مالي - قضائي، وعلى وقع قرار المدعي العام المالي توقيف مدير العمليات النقدية في مصرف لبنان، في ملف التلاعب بسعر صرف الليرة في السوق وشراء دولارات من الصيارفة، انعقدت الهيئة الخاصة لمكافحة تبييض الأموال امس، واتخذت قراراً برفع السرية عن العمليات التي جرت مع الصيارفة بغية تزويدها الى حضرة المدعي العام. وبعد مراجعة الوحدة الخاصة في مديرية العمليات النقدية التي تتولى عمليات التداول بالعملات الاجنبية سيما الدولار وفقا لسعر الصرف، وبعدما تمت مراجعة قيود عمليات النقد/القطع التي نفذت خلال الفترة الممتدة من 8-4-2020 الى 5-5-2020 ، تبين أنه وعكس ما أشيع، لم يكن هناك أي تلاعب في سوق الصرافين ناتج عن عمليات مصرف لبنان. من جهة ثانية، وغداة مقررات مجلس الوزراء "الكهربائية"، غرّد رئيس الحزب "التقدمي الاشتراكي" وليد جنبلاط عبر "تويتر": ان حسم مجلس الوزراء بالامس في عملية التصويت لصالح معملين واستثناء سلعاتا أمر يوفّر مبالغ طائلة على الخزينة لكن تفويض الوزير بالتفاوض قد ينسف الأمر. والغريب لماذا لا يلغى عقد دير عمار مع الشركة الخماسية والعجيب تنوّع الاختصاص لوزيرتين، عدل وكهرباء ودفاع وكهرباء. لذا كان جيش المرافقة". وكان جنبلاط غرد قائلا "الخطر في بعض الافراد من الوفد اللبناني المفاوض والبعض في شركة لازار انهم يضمرون احقاداً شخصية تكاد ان تصل بهم الى اعتماد الفكر البعثي لتدمير الصيغة اللبنانية في التعددية الفكرية والتراثية والسياسية التي تعود الى فخر الدين ولاحقا الارساليات وسط فضائح اهل الحكم ومنع مهمة القضاء".

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

الخروج الإيراني من كلّ سوريا رسالة إسرائيلية عبر قصف حلب

العرب/17 أيار/2020

بيروت - كشفت مصادر عربية تتابع الوضع السوري أنّ إسرائيل تابعت السبت قصفها لأهداف عسكرية في حلب ومحيطها. وأوضحت أن الهدف من القصف الإسرائيلي شبه اليومي توجيه رسالة إلى إيران فحواها أن المطلوب منها الخروج من كلّ سوريا وليس من الجنوب السوري فقط، أي من المناطق القريبة من خط وقف إطلاق النار السوري – الإسرائيلي. ووصفت المصادر ذاتها القصف الإسرائيلي لأهداف معظمها إيرانية أو تابعة لميليشيات تعمل لمصلحة طهران بأنّه صار “أمرا روتينيا”، خصوصا بعدما بدأت إيران في تحويل مناطق قرب حلب إلى مخازن أسلحة لها بعدما كانت طائراتها تحط في مطار دمشق أو قواعد قريبة منه. وأشارت إلى أنّ القصف الإسرائيلي الأخير استهدف مواقع عسكرية في منطقة الراموسة، وهي منطقة تابعة لمؤسسات معامل الدفاع في الجيش السوري وكليّة المدفعية. وتوجد في هذه المنطقة ذات المساحة الشاسعة مخازن عسكرية كبيرة. وقبل العديد من الأشهر تحولت تلك المنطقة إلى منطقة تخزين للحرس الثوري الإيراني. واختيرت تلك المنطقة بسبب بُعدها عن إسرائيل التي وجدت طريقة تسمح لطائراتها بقصف أهداف في محيط حلب. وركزت هذه المصادر على أن الحكومة الجديدة في إسرائيل، حيث الجنرال بني غانتس في موقع وزير الدفاع والجنرال غابي أشكنازي في موقع وزير الخارجية، ستعمل على متابعة سياسية تقوم على إنهاء الوجود الإيراني في سوريا. وأشارت في هذا المجال إلى أن أشكنازي، الذي كان رئيسا للأركان بين عامي 2007 و2011، قبل أن يخلفه غانتس، يفتخر أن من بين أهمّ الأعمال التي قام بها كان قصف مصنع “الكبر” في منطقة دير الزور، وهو المصنع الذي كان النظام في سوريا يستخدمه، بالتعاون مع إيران، لبناء مفاعل نووي. وكان نفتالي بينيت، وزير الدفاع الإسرائيلي، في الحكومة المتخلية، أعلن أنّ بلاده ستواصل عملياتها في سوريا حتى “رحيل” إيران منها. وقال بينيت في مقابلة مع قناة “كان11” التلفزيونية الإسرائيلية إنّ “إيران لا شأن لها في سوريا.. ولن نتوقّف قبل أن يغادروا (الإيرانيون) سوريا”.

صفقة بين النظام والنصرة

وكثّفت إسرائيل في الأعوام الأخيرة وتيرة قصفها في سوريا، مستهدفة بشكل أساسي مواقع للجيش السوري وأهدافا إيرانية وأخرى لحزب الله اللبناني. وتشارك إيران وميليشيات شيعية من جنسيات مختلفة موالية لها في القتال في سوريا منذ العام 2013، دعما لحليفها نظام الأسد، مستغلة في الآن ذاته الأزمة لتعزيز نفوذها في المنطقة وضمان منفذ يصلها بالبحر المتوسط. من جهة أخرى أعلنت مصادر سورية أن عملية تبادل للأسرى جرت بين جبهة النصرة والنظام. وشملت هذه العملية إطلاق ضابطين سوريين برتبة عقيد كانا محتجزين لدى النصرة التي تعتبر فصيلا إسلاميا متطرفا على علاقة بقطر وتركيا. كذلك، بات معروفا أن النصرة تمتلك خطوطا مع الإيرانيين، وهو أمر سهّل على النظام إجراء عملية تبادل الأسرى التي كانت تهمّه كثيرا نظرا إلى أن الضابطين المعنيين بالعملية وهما عبدالكريم يوسف سليمان وعبدالهادي سليمان الديب ينتميان إلى الطائفة العلوية. ونفذت النصرة وفصائل المعارضة العديد من عمليات التبادل مع القوات الحكومية السورية في ريف حلب الشرقي والشمالي، كان آخرها الشهر الماضي حيث تمت مبادلة عناصر من حزب الله اللبناني مقابل معتقلين من فصائل المعارضة في سجون النظام السوري وتمت مبادلة العشرات من المعتقلين بين الجانبين خلال العام الماضي بينهم نساء.

 

مليارات إيران للسيطرة على الإنترنت.. وخامنئي مستعجل

العربية.نت/صالح حميد/السبت 16 أيار 2020

أعلن مركز البحوث التابع للبرلمان الإيراني، أنه تم إنفاق حوالي 190 تريليون ريال أي ما يعادل 4.5 مليار دولار، على إنشاء "شبكة المعلومات الوطنية" خلال العام الماضي، وذلك بهدف السيطرة على الإنترنت.

ويهدف النظام الايراني إلى أن تقلص الشبكة الداخلية اتصال الإيرانيين بالفضاء الإلكتروني الدولي ومواقع التواصل الخارجية والشبكة العنكبوتية العالمية.

وأفادت وكالة "مهر" شبه الرسمية، أمس الجمعة، أن تقرير مركز أبحاث البرلمان أعلن أن هذا المشروع قيد الإنجاز بعد انتقادات المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي مرارًا بسبب عدم إحراز تقدم في إطلاق الشبكة.

اقتراح أحمدي نجاد

وتقيد إيران الوصول إلى شبكة الويب العالمية منذ عقدين، لكن فكرة شبكة إنترنت داخلية اقترحتها حكومة الرئيس المتشدد محمود أحمدي نجاد لأول مرة في عام 2005، ولجأت السلطات بدل ذلك إلى حجب مئات الآلاف من المواقع.

وكان من المقرر البدء بإنشاء الشبكة عام 2010 ضمن خطة التنمية الخامسة، وتقرر حينذاك أن تكتمل "شبكة المعلومات الوطنية" بحلول نهاية عام 2016.

وخلال حكومة روحاني تم تأجيل تنفيذ المشروع عدة مرات، حتى اندلعت الاحتجاجات الشعبية أواخر عام 2017 وبداية عام 2018 ومن ثم بشكل أشد في نوفمبر 2019 حيث قُمعت بعنف دموي، ما أدى إلى تعالي أصوات المتشددين بضرورة قطع الإنترنت وإغلاق مواقع التواصل التي لعبت دورا بارزا في اندلاع المظاهرات.

قطع الإنترنت أكثر من مرة

وفي نوفمبر الماضي، قطعت السلطات الإنترنت بالكامل بأمر من أجهزة المخابرات والأمن خلال قمع الاحتجاجات التي عمت كافة المحافظات الإيرانية وتمت السيطرة عليها بعد قتل 1500 متظاهر واعتقال أكثر من 10 آلاف وجرح الآلاف. وعلى الرغم من تباطؤ حكومة روحاني في تنفيذ مشروع الشبكة الداخلية لكن بعض مقربيه حاول الدفاع عنها حيث أكد علي رضا معزي، مساعد شؤون الاتصالات في مكتب الرئاسة، أن "الحديث عن توسيع شبكة المعلومات الوطنية والاستقلال في الفضاء الإلكتروني لا يعني إغلاق الإنترنت والعيش في العصر الحجري". وقال معزي في تغريدة عبر " تويتر" إن " القول بضرورة قطع العلاقات مع العالم الخارجي هو علامة على عدم القدرة على فهم الحياة في عالم الشبكات العنكبوتية". وفي مايو/أيار الماضي، أعلن "المجلس الأعلى للثورة الثقافية" في إيران، أن شبكة المعلومات الوطنية الإيرانية قد اكتملت بنسبة 80 في المئة وسيتم إطلاقها قريبا. وتقول منظمات حقوقية ومجموعات المعارضة الإيرانية إن الهدف الحقيقي من شبكة الإنترنت الداخلية هو تشديد الرقابة وسيطرة السلطات على استخدام الناس للإنترنت والسيطرة على تغطية الاحتجاجات الشعبية والإضرابات العمالية المستمرة والاضطرابات المحتملة.

زندقة وتدمر الشباب"

وواجه الرئيس الإيراني حسن روحاني انتقادات من الجناحين المتصارعين في النظام، حيث انتقده الإصلاحيون الذين دعموه خلال ولايته بسبب موافقته على "شبكة المعلومات الوطنية"، في حين انتقده المتشددون بمن فيهم المدعي العام الإيراني، محمد جعفر منتظري، الذي اعتبر الإنترنت العالمية بأنها "تنشر الزندقة وتعاليم مناهضة للأمن القومي، وتدمر هوية الشباب". وكانت حكومة روحاني قد أعلنت في أغسطس 2016 أنها تهدف إلى إنشاء إنترنت محلية معزولة يطلق عليها "الإنترنت الحلال" يمكن استخدامها للترويج لـ "المحتوى الإسلامي" ورفع الوعي الرقمي بين الجمهور.

 

إسرائيل تقصف مواقع الميليشيات الإيرانية في جنوب حلب

زيارة غامضة لوزير الدفاع الروسي فجرت خلاف بوتين - الأسد

دمشق – وكالات/السبت 16 أيار 2020       

 أفادت أنباء صحافية، بسماع دوي انفجارات في مدينة حلب السورية في وقت مبكر من يوم أمس، وسط أنباء عن غارات إسرائيلية استهدفت محيط كلية المدفعية بالراموسة جنوب المحافظة. وأكد ناشطون وقوع الانفجارات في مدينة حلب فجراً، مشيرين إلى أن أصوات الانفجارات نجمت عن استهداف إسرائيلي لمواقع إيرانية في المدينة، طال ميليشيات إيرانية في منطقة الراموسة على أطراف المدينة، مضيفين أن الانفجارات ناجمة عن استهداف كلية المدفعية بحلب، من قبل الطيران الإسرائيلي من الجهة الجنوبية الغربية.ولم تعلن أي جهة تفاصيل عن حجم الأضرار الناجمة عن الانفجار أو مصدره. من جانبها، أفادت قناة “الإخبارية”، التابعة للنظام السوري، بسماع دوي انفجار في حلب، من دون أن تذكر أي تفاصيل بشأن الحادث، فيما أفادت أنباء أخرى بوقوع انفجارين هزا المدينة. في غضون ذلك، وجه أنصار النظام السوري اتهاماً إلى موسكو، أطلقه أستاذ الاقتصاد في جامع تشرين أحمد أديب أحمد، قال فيه، إن روسيا عبر “وسائلها الإعلامية الخاصة” تضغط على الأسد، متهماً إياها “بإشعال الشارع الموالي” للنظام، وأن موسكو تفعل ذلك “بتوجيه مخابراتي”. واتهم إيران بـ “صب الزيت على النار”، مؤكداً أن طهران “استخدمت بعض الأقلام” من أجل “التهييج على روسيا، عسى ولعل النظام السوري يخرج روسيا من سورية، فيخلو الجو لإيران”، واصفاً نظام إيران “بالمراوغ والمستغل.” من جانبها، كشفت تقارير إعلامية روسية أسرار جديدة عن زيارة وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو المفاجئة لدمشق، ولقائه الأسد في 23 مارس الماضي، مشيرة إلى أن الزيارة بحثت “التسوية ما بعد الحرب!”، ووصفت الزيارة بالغامضة للغاية. وبعد أيام قليلة، من لقاء الأسد – شويغو الذي تطرق إلى التسوية ما بعد الحرب، بدأت تسريبات الإعلام الروسي تهاجم الأسد، وتصفه بالعاجز والفاسد، فدخلت إيران على خط محادثات الأسد مع الروس، في العشرين من أبريل الماضي، بزيارة وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، لطمأنة الأسد بأن إيران لن تتخلى عنه. على صعيد آخر، تواصلت انتهاكات الفصائل الموالية لتركيا في سورية في سرقة محاصيل زراعية إلى اعتقال مدنيين وابتزاز عائلاتهم، ولعل آخرها افتعالها حرائق في المحاصيل الزراعية في ريف تل تمر. إلى ذلك، تصدت قوات النظام السوري لهجوم مباغت شنته فصائل معارضة على محور قرية البارة في ريف إدلب الجنوبي.

 

اتفاق بين إسرائيل وروسيا والتحالف ينسف أحلام إيران في سورية يهدف إلى إغلاق طريق طهران- بيروت الدولي ومجابهة نفوذ ميليشيات الملالي في البادية

دمشق، عواصم – وكالات/السبت 16 أيار 2020      

 فيما تستمر المساعي الدولية من أجل الحد من التمدد الإيراني في سورية، لا سيما على الحدود العراقية، كشف المرصد السوري لحقوق الإنسان عن أن تحالفا ثلاثيا بين إسرائيل وقوات التحالف الدولي وروسيا نشأ بشكل غير مباشر، من أجل العمل على إغلاق طريق طهران – بيروت من الجانب السوري، ومجابهة نفوذ إيران في البادية السورية. وذكر المرصد أن اجتماعاً جرى قبل أيام قليلة، بين وفد من قوات سورية اليمقراطية “قسد”، وقيادات من “قوات مغاوير الثورة”، و”قوات النخبة” العاملة ضمن منطقة التنف في البادية، تمحور حول تقدم مشترك لتلك القوات في منطقة البادية، وشن عمليات عسكرية ضد القوات الإيرانية والميليشيات الموالية لها، بدعم من التحالف الدولي بغية إغلاق طريق طهران – بيروت الدولي بشقه السوري. إلى ذلك، أوضحت المعلومات أن تقدم قوات “مغاوير الثورة والنخبة”، سيكون في بداية الأمر تحت عنوان محاربة نشاط تنظيم “داعش” في البادية. ويرتبط مصير تلك العملية العسكرية بمدى فشل أو نجاح روسيا بإقناع إيران بسحب قواتها من البادية، على أن يتم وضع قوات موالية لروسيا تحل محل القوات الإيرانية، حيث إن هذه القوات ستكون عشائرية ومن مقاتلي “المصالحة والتسوية”، بحسب ما أوضح المرصد. أما في حال فشل روسيا بإقناع إيران سيتم الاتجاه إلى الحل العسكري وشن عملية برية، حيث توجد شبكة مهمتها جمع بنك أهداف عن التواجد الإيراني في منطقة الشامية. وبالتزامن تقوم القوات الأميركية بجولات استطلاعية وزيارات يومية بشكل مكثف، إلى مواقع قوات سورية الديمقراطية الواقعة عند ضفاف نهر الفرات. في المقابل، أشار المرصد إلى أن القوات الإيرانية المتضررة والرافضة بشكل قاطع لإغلاق الطريق لم تقف مكتوفة الأيدي، بل عمدت إلى تشكيل خط دفاع قوي على طول البادية الممتدة من البوكمال قرب الحدود العراقية– السورية حتى جنوب مدينة ديرالزور، وذلك عبر تعزيزات عسكرية كبيرة وصلت للمليشيات الإيرانية عن طريق معبر البوكمال، بعضها كان عبر حافلات مدنية كنوع من التمويه. ووفقاً لمصادر مطلعة، فإن المواقع التي جرى تعزيزها من قبل الإيرانيين، هي المحطة الثانية “تي 2” ومعيزيلة وحقل الورد والمزارع ببادية الميادين، وعين علي ببادية محكان والمجابل ببادية القورية وقاعدة الإمام علي، والمحطة الثالثة “تي 3” ومواقع أخرى في بادية الوعر وحميمية وفيضة ابن موينع، بالإضافة لمواقع ثانية ضمن ريف دير الزور الغربي. يذكر أن صورا جوية كانت أظهرت الأربعاء الماضي، أن إيران تستميت لإقامة قاعدة عسكرية قرب القاعدة الأميركية في شمال شرق سورية، محاولة بناء موقع في ريف دير الزور قرب حدود العراق، كان قد تعرض نحو مرتين لقصف يعتقد أنه إسرائيلي. ونشرت شبكة “فوكس نيوز” الأميركية صوراً لأقمار، أظهرت وجود نفق جديد في القاعدة الإيرانية، يستخدم لتخزين الأسلحة والمركبات المتطورة. وأوضحت أن الصور التي تم التقاطها تظهر أن الجرافات موجودة عند مدخل نفق يُقدر عرضه بنحو 15 قدماً.

 

بهلوي: واهمٌ من يعتقد أنه قادر على تغيير سلوك الملالي

طهران، عواصم – وكالات/السبت 16 أيار 2020     

شن ولي عهد إيران السابق رضا بهلوي، هجوما حادا على المسؤولين في إيران، واصفاً إياهم بالكاذبين الجبناء والمجرمين. وفي تغريدة على حسابه على “تويتر”، شارك فيها فيديو للرئيس الإيراني حسن روحاني يتكلم فيه عن الذين يسقطون في البحر من الجنود، معتبراً أن أجرهم أعظم بعشر مرات من غيرهم، وذلك في إشارة إلى مقتل 19 جنديا من القوات البحرية الإيرانية، بصاروخ استهدف البارجة “كنارك”، يوم الاثنين الماضي، قال بهلوي: “يقتلون الشباب في البر والجو والبحر، ثم يهينون أسرهم عبر الكذب عليهم، وتخديرهم بتحويرات وتأويلات دينية”. واعتبر أن “أولئك الذين يعتقدون أنهم قادرون على تغيير سلوك النظام الإيراني الرجعي والإجرامي، واهمون، وحالهم كحال من يحرث في البحر”. من جانبها، أكدت الناشطة الإيرانية فاطمة سبهري إحدى الموقعات الـ 14 على بيان استقالة خامنئي، عقب إطلاقها من سجن وكيل آباد في مدينة مشهد، في مقطع فيديو أنها “لن تستسلم، ولن تصمت، وستواصل الطريق”.

 

واشنطن: حظر أسلحة وضغط اقتصادي أقصى على طهران

واشنطن – وكالات/السبت 16 أيار 2020     

جدد رئيس مجموعة العمل الخاصة بإیران في الخارجية الأميركیة براين هوك أمس، التأكيد على سعي بلاده لتمديد حظر الأسلحة المفروض على إيران. وقال هوك “جادون للغاية في تمديد حظر الأسلحة، وحظر سفر 22 إرهابياً إيرانياً، وإضافة مزيد من الأشخاص إلى هذه القائمة، حتى تتمكن الولايات المتحدة من التركيز على ستراتيجیة حملة الضغط الاقتصادي الأقصى، والحفاظ على القدرة الردعية ضد تصرفات إيران العدوانية”. في المقابل، اعترضت روسيا والصين على الموقف الأميركي، حيث قال سفير روسيا لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا، إن موسكو ستعارض أي محاولات من الولايات المتحدة، لتمديد حظر الأسلحة وإعادة فرض عقوبات أممية على طهران.

 

استنفار أميركي في الكاريبي بسبب شحنة نفط إيرانية لفنزويلا

واشنطن حذرت من التحايل على عقوبات طهران ودمشق... وأسراب الجراد تغزو المحافظات

طهران، عواصم – وكالات/السبت 16 أيار 2020     

 حذرت وكالة “نور” للأنباء الإيرانية المقربة من “الحرس الثوري” الإيراني أمس، من أن أي تحرك من الولايات المتحدة “مثل القراصنة”، ضد شحنة وقود إيرانية متجهة إلى فنزويلا، ستكون له تداعيات. وردا على تقارير عن إبحار سفن حربية أميركية باتجاه منطقة الكاريبي، قالت الصحيفة إنه “إذا كانت تنوي الولايات المتحدة خلق حالة من انعدام الأمن في الممرات المائية الدولية، فستقوم بمجازفة خطيرة ولن تمر بالتأكيد دون تداعيات”. وذكرت أن “الأنباء الواردة من مصادر مطلعة، تفيد بأن البحرية الأميركية أرسلت أربع سفن حربية وطائرة بوينغ بي-8 بوسيدون إلى منطقة الكاريبي”. وكان مسؤول كبير في الإدارة الأميركية قال يوم الخميس الماضي، إن الولايات المتحدة تدرس الإجراءات التي يمكن اتخاذها ضد قيام إيران بإرسال شحنة وقود إلى فنزويلا التي تعاني من أزمة. من جانبها، أظهرت بيانات متابعة ناقلات النفط التي تجمعها وكالة “بلومبرغ” الأميركية للأنباء، وصول خمس ناقلات وقود قادمة إلى البحر المتوسط من إيران، ومتجهة إلى وجهة غير معلومة. وذكرت “بلومبرغ” أن الناقلات الخمس تحركت نحو الغرب في البحر المتوسط بعد عبورها قناة السويس قادمة من إيران، دون أن تظهر وجهتها النهائية، مشيرة إلى أن وجود هذه الناقلات في البحر المتوسط أمر غير معتاد، لأن العقوبات الأميركية المفروضة على إيران تحظر على أغلب دول حوض البحر المتوسط التعامل مع المنتجات النفطية الإيرانية. وفي حين أن أربع ناقلات مملوكة لمؤسسات إيرانية، فإن مالك الناقلة الخامسة غير مسجل في السجلات المتاحة. وبحسب بيانات التتبع عبرت ناقلتان من الناقلات الخمس مضيق جبل طارق، ويبدو أنهما تواصلان إبحارهما نحو الغرب.

بدورهم، أصدرت كل من وزارة الخارجية الأميركية ومكتب مراقبة الأصول الأجنبية بوزارة الخزانة وخفر السواحل الأميركي، استشارة عالمية لتنبيه الصناعة البحرية والعاملين في قطاعي الطاقة والمعادن، من ممارسات الشحن الخادعة للتحايل على العقوبات، مع التركيز على إيران وكوريا الشمالية وسورية، وتتضمن الاستشارات مجموعة تفصيلية من الإرشادات والممارسات لاعتمادها بهدف تجنب مخاطر انتهاك العقوبات.

ووفقاً للتقرير الذي نشر على موقع الخزانة الأميركية، قد تؤدي ممارسات الشحن الخادعة إلى مخاطر عقوبات كبيرة للأفراد والكيانات المشاركة في الصناعات المتعلقة بالطاقة والمعادن. كما يزود التقرير الجهات الفاعلة التي تستخدم الصناعة البحرية للتجارة، بالمعلومات والأدوات لمواجهة الجهات التي تعمل على التهرب من العقوبات. من جهته، قال مسؤول كبير في إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، إن الولايات المتحدة تدرس إجراءات يمكن أن تتخذها رداً على شحنة وقود أرسلتها إيران إلى فنزويلا، مضيفا أن واشنطن على “درجة كبيرة من اليقين” بأن حكومة الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو تدفع لإيران بأطنان من الذهب.

في المقابل، علق وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، على تصريحات المبعوث الأميركي الخاص بإيران بريان هوك، الذي هدد بعودة جميع عقوبات الأمم المتحدة على إيران، إذا لم يمدد مجلس الأمن حظر الأسلحة على طهران. وقال ظريف: إن “ما قاله هوك عن أي شيء متبقٍ من الاتفاق النووي ليس من شأنه. المهم هو القرارات التي تتخذها إيران والأطراف المتبقية في الاتفاق”، داعيا الأطراف المتبقية في الاتفاق إلى “تغيير سلوكهم”، حتى تتمكن طهران من العودة إلى التنفيذ الكامل له. على صعيد آخر، أكد المسؤول بوزارة الزراعة الإيرانية محمد رضا مير، إن إيران قد تستخدم الجيش للمساعدة في مكافحة أسراب الجراد التي تغزو جنوب البلاد، والتي تهدد بإتلاف محاصيل تقدر بنحو سبعة مليارات دولار. وقال مير: إن “الجراد الصحراوي هاجم نحو 200 ألف هكتار من الحقول والأراضي الزراعية في سبعة من 31 إقليما”، مضيفا أن “المناطق المتضررة، والتي تمتد من شرق إيران على الحدود مع باكستان وحتى الحدود مع العراق في جنوب غرب البلاد، ستزيد قريبا على الأرجح وتصل إلى مليون هكتار”. من ناحية أخرى، كشف رئيس لجنة شئون الرياضة بالبرلمان محمد عزيزي، عن مشروع قانون يحظر على الرياضيين الإيرانيين، خوض أي منافسة رياضية أمام لاعبين من إسرائيل.

 

روحاني: لم نتجاوز الخطر وندرس فتح العتبات جزئياً بعد رمضان

طهران، عواصم – وكالات/السبت 16 أيار 2020     

 أكد الرئيس الإيراني حسن روحاني أن بلاده لم تتجاوز مرحلة الخطر بخصوص فايروس كورونا، لكنه قال إن ظروف إيران تحسنت، فيما أشار إلى أن بلاده ستدرس بعد شهر رمضان، فتح العتبات بشكل جزئي. وقال روحاني خلال اجتماع للحكومة الإيرانية، إنه “ينبغي تهيئة الشعب للتعايش مع الجائحة حتى القضاء عليها”، مضيفا: “سندرس بعد شهر رمضان، فتح العتبات بشكل جزئي”. من جانبها، أعلنت وزارة الصحة الايرانية عن تسجيل 2102 إصابات جديدة بفيروس كورونا، ليرتفع عدد الاصابات بالفيروس في البلاد الى 116635 إصابة، كم تم تسجيل 48 حالة وفاة جديدة ليرتفع إجمالي عدد الوفيات الى 6902 حالة.

 

خامنئي يعيد ترتيب ميليشياته لمواصلة السيطرة على العراق والسيستاني نفى الطلب من العامري ترؤس "الحشد"

طهران، بغداد، عواصم – وكالات/السبت 16 أيار 2020       

 كشف عضو المجلس الوطني للمقاومة الايرانية حسين داعي الاسلام، عن ما أسماه لعبة المرشد الإيراني علي خامنئي المزدوجة لمواصلة السيطرة على العراق. وقال داعي الإسلام إن خامنئي و”فيلق القدس” الإرهابي التابع له، خطط لعبة مزدوجة للتعويض عن الهزائم التي تلقاها، بعد اغتيال قائد “فيلق القدس” قاسم سليماني وسقوط حكومة عادل عبد المهدي في العراق. ووفقا للخطة، يدعم النظام الإيراني حكومة رئيس وزراء العراق الحالي مصطفى الكاظمي، بغية استخدام العراق كأهم مسند خارجي وعمق ستراتيجي للنظام للتحايل على العقوبات، والاستمرار في دعم نظام بشار الأسد في سورية و”حزب الله” في لبنان والحوثيين في اليمن، واستحصال عشرات المليارات من الدولارات من العراق، ومن جهة أخرى يحاول إعادة ترتيب الأحزاب والميليشيات العميلة له، حتى يتمكن من الاستمرار في السيطرة على العراق. وقال إن سقوط حكومة عادل عبد المهدي ضربة نوعية لنظام الملالي. لأنه خلال هذه الفترة، كان لميليشيات النظام الكثير من القوة العسكرية، وكان لها حضور قوي في الحكومة والبرلمان، وعائدات بمليارات الدولارات، وكان الاقتصاد العراقي في قبضة النظام الإيراني، مضيفا أنه مع وصول الكاظمي إلى السلطة، وعلى الرغم من أن نفس الأحزاب الفاسدة مازالت في البرلمان وفرضت الكثير من الوزراء والشروط على الكاظمي، لكنه لم يكن مرشحًا مطلوبًا لدى النظام الإيراني. وأكد أن خامنئي يحاول اغتنام فرصة تشكيل حكومة الكاظمي لإعادة بناء الفصائل الموالية له، محذرا من أنه إذا لم يتم إجراء تغييرات جذرية يريدها الثوار العراقيون والشعب العراقي، وبقيت نفس الأحزاب والميليشيات مسيطرة على الحكومة العراقية، فإن الوضع في العراق لن يتغير مع الكاظمي أو غيره. في غضون ذلك، وفيما لا يزال خطر تنظيم “داعش” قائماً في العراق، إذ يسعى التنظيم جاهداً لاستعادة قوته وترتيب صفوفه والانتقام من كل من يختلف معه من المدنيين. وقالت مصادر ومسؤولين استخباراتيين عراقيين، إن “داعش” ينتقم من الفلاحين بحرق محاصيلهم الزراعية في موسم الحصاد، ومن أصحاب الشاحنات بحرق سياراتهم، خصوصاً الذين يعملون مع قوات التحالف، كما يسعى لقتل المنتسبين إلى القوات الأمنية أو خطف عائلاتهم. وأضافت إن التنظيم يسعى أيضاً لطلب “الإتاوات الزراعية” في موسم الحصاد، ومن لا يدفع يحرقون زرعه ويفجرون منزله. وأشارت إلى أن “داعش” يستغل عوامل عدة للحركة والتخفي والعودة نحو الملاذات الآمنة، منها طبيعة التضاريس في العراق ووجود مناطق صحراوية ووديان عدة في مناطق وسط وغرب البلاد، ناهيك عن مناطق لا وجود للقوات العراقية فيها، خصوصاً الجبلية الوعرة والأودية المنتشرة والمساحات الشاسعة غير المأهولة بالسكان. من جانبه، أكد مصدر في الاستخبارات العراقية، أن “داعش” لا يزال يتمتع بحرية كبيرة من الحركة عبر “مجموعات متنقلة” تواصل شن هجمات هنا وهناك في المناطق الهشة أمنياً، عازياً السبب إلى أن التنظيم عاد لترتيب صفوفه خيطياً وبات أكثر حذراً وخوفاً من أن يُكشف عناصره.

بدوره، قال الخبير الأمني الباحث في شؤون الجماعات المسلحة فاضل أبورغيف، إن “داعش خرج حالياً من حرب المدن إلى حرب العصابات وحرب الضربات العشوائية هنا وهناك”. وشدد على أن “لدى التنظيم ثلاثة مجسات هي المجس السياسي والاقتصادي وتمت إضافة المجس الصحي، مشيراً إلى أن “داعش” يعتبر فيروس “كورونا” مناسبة جيدة لزج أفراده في عمليات جديدة لترويع الناس في المناطق القروية”. وأضاف إن “زعيم داعش الجديد عبدالله قرداش يمتاز بالقسوة وقدرة التأثير، هناك ستة آلاف مقاتل جاهزون في مناطق غازي عنتاب والرحباني في الحدود السورية – التركية، تحت إمرة قرداش وينتظرون أوامره للتحرك. فهم على شكل خلايا نائمة معدة للتحرك في أي لحظة يراها التنظيم مناسبة”. من جهة أخرى، سلط الضوء مجدداً، على العلاقة بين بعض وجوه “الحشد الشعبي” أو فصائله الموالية لإيران والنجف، فيما طفت على السطح تصريحات بشأن ترشيح زعيم كتلة “الفتح” هادي العامري لتولي رئاسة “الحشد”.وشهدت الساحة العراقية، بلبلة بشأن رئاسة “الحشد”، بعد نشر وسائل إعلام محلية تصريحات لأحد نواب كتلة “الفتح”، قال فيها إن المرجع الشيعي الأعلى علي السيستاني طلب من العامري ترؤس “الحشد”، ما استدعى نفيا من قبل مكتب ممثل السيستاني في كربلاء.

 

قرقاش: استمرار الصراعات يجهض محاولات وقف القتال في المنطقة

أبوظبي – وكالات/السبت 16 أيار 2020     

 أكد وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية أنور قرقاش أمس، أن المحاولة المخلصة لوقف إطلاق النار في اليمن وليبيا وأفغانستان، يجهضها استمرار الصراع والعنف. وقال قرقاش، في تغريدة على حسابه بموقع “تويتر”، “أيدت الإمارات رسميا دعوة الأمين العام للأمم المتحدة لوقف إطلاق نار عالمي في مناطق النزاع”، معتبرا أن “الأولوية يجب أن تكون التصدي لفيروس كورونا والذي لا يفرق بين دولة وأخرى”. واستدرك قائلاً، إنه “للأسف نرى أن المحاولات المخلصة لتطبيق وقف إطلاق النار في اليمن وليبيا وأفغانستان، يجهضها استمرار الصراع والعنف”. وكانت الأمم المتحدة دعت أخيراً، إلى وقف إطلاق النار في ليبيا، مشيرة إلى أنه إذا كان أمام ليبيا أي فرصة لمواجهة “كورونا” فهي أن يتوقف الصراع فوراً. وقال المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة ستافان دوغاريك، “يتواصل القتال في العاصمة الليبية طرابلس وضواحيها، رغم الدعوات المتكررة لوقف الأعمال القتالية للسماح للسلطات بالتركيز على مقاومة جائحة كورونا”. وأضاف “يقول شركاؤنا في المجال الإنساني إنه إذا كان أمام ليبيا أي فرصة لمواجهة جائحة كورونا، فهي أن يتوقف الصراع على الفور”.

 

الملك عبدالله يحذر من صدام مع إسرائيل

رام الله، عواصم – وكالات/السبت 16 أيار 2020      

 حذّر العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، إسرائيل، من ضم أجزاء من الضفة الغربية المحتلة وغور الأردن، قائلًا إن “هذا الأمر سيؤدي إلى صِدام كبير مع الأردن. وتوقع الملك الأردني خلال مقابلة مع مجلة “دير شبيغل” الألمانية، أن انهيار السلطة الفلسطينية سيؤدي إلى مزيدِ من الفوضى والتطرف في المنطقة”.

وقال: “فيما يتعلق بإن كان الأردن سيعلق العمل بمعاهدة وادي عربة أم لا؟ لا أريد أن أطلق التهديدات أو أن أهيئ جوًا للخلاف والمشاحنات، ولكننا ندرس جميع الخيارات”، موضحا أن بلاده تتفق مع دول كثيرة في أوروبا والمجتمع الدولي، على أن قانون القوة لا يجب أن يطبّق في الشرق الأوسط.

وراى أن حلّ الدولتين هو السبيل الوحيد الذي سيمكننا من المضي قدما، كاشفا أن الجامعة العربية ناقشت “حلّ الدولة الواحدة”، وأن قادةً عربا، من بينهم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز رفضوها. من جانبها، علقت الخارجية الأميركية، على حديث الملك عبدالله، حيث قالت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية مورغان أورتاغوس، إن “لدى الولايات المتحدة علاقات وثيقة مع الأردن، ونحن نعلم أن الأردن يلعب دورا خاصا في الشرق الأوسط، وخاصة علاقته بإسرائيل”، مضيفة: “ما نتمناه لإسرائيل والأردن هو أن تكون بينهما علاقة قوية ليس فقط على المستوى الأمني، بل وعلى المستويين الديبلوماسي والاقتصادي”. وأضافت: “بالطبع نفهم أن الملك أعرب عن قلقه، ولهذا السبب نعتقد أنه من المهم العودة إلى رؤية الرئيس ترامب للسلام، وجمع الأطراف وراء طاولة المفاوضات للعمل على تحقيق هذه الخطة”. وبشأن الخطط الإسرائيلية لضم جزء من الضفة الغربية، قالت أورتاغوس: إن المناقشات حول هذا الموضوع يجب أن تدور بين إسرائيل والفلسطينيين ضمن عملية السلام، ممتنعة عن الرد المباشر على السؤال ما إذا أعطت واشنطن “الضوء الأخضر” لإسرائيل. بدوره، أعلن وزير خارجية الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، بذل جهود ديبلوماسية لمنع إسرائيل من مواصلة تنفيذ خطتها لضمّ أجزاء من الضفة الغربية المحتلة. وأكد بوريل أن الاتحاد سيستخدم “جميع قدراته الديبلوماسية”، في محاولته ثني الحكومة الإسرائيلية الجديدة عن المضي قدما في تنفيذ المشروع، الذي ورد في “صفقة القرن”. وقال: إن “المواقف داخل الاتحاد الأوروبي مختلفة”، في حين يحتاج فرض أي عقوبات إجماعا، لكنه أضاف: “لسنا في مرحلة الحديث عن عقوبات”. إلى ذلك، هاجم وزير الخارجية الأميركي، مايك بومبيو، المدعية العامة للمحكمة الجنائية الدولية، فاتو بنسودا، بسبب إقرارها حق فلسطين بالتوجه للجنائية الدولية لمقاضاة إسرائيل في “جرائم حرب”، قائلا إن المحكمة الجنائية الدولية هيئة سياسية وليست مؤسسة قضائية.

 

تقليص التواجد الإيراني بسوريا.. انسحاب أم إعادة انتشار؟

العربية.نت/صالح حميد/السبت 16 أيار 2020

أكد محللون متخصصون في الشأن الإيراني أن التقارير الأخيرة حول انسحاب إيران من سوريا لا تبدو دقيقة، بل إن طهران تقوم بإعادة انتشار قواتها وميليشياتها هناك رغم تلقيها ضربات متتالية، وفق ما نقلت عنهم إذاعة "أوروبا الحرة". كان مسؤولون إسرائيليون وأميركيون قالوا إن طهران تقلل من وجودها في سوريا، لكن محللين قالوا لـ"أوروبا الحرة " إنه لا توجد مؤشرات على أن إيران تغير استراتيجيتها الإقليمية التي تحركها المصالح السياسية والأيديولوجية والأمنية.

إخلاء قواعد عسكرية

وقال مسؤولون عسكريون إسرائيليون مؤخرا إن طهران سحبت بعض قواتها من سوريا وأخلت قواعد عسكرية بالقرب من الحدود مع إسرائيل بسبب زيادة الضربات الجوية الإسرائيلية على أهداف إيرانية. ولا تناقش إسرائيل عملياتها العسكرية لكن مسؤوليها قد تعهدوا بمواصلة الضغط على إيران، حيث قال وزير الدفاع نفتالي بينيت في 5 مايو / أيار إن "إيران ليس لديها ما تفعله في سوريا ولن نتوقف قبل أن يغادروا سوريا". وكان المبعوث الأميركي الخاص إلى سوريا، جيمس جيفري، قد قال في حديث في وقت سابق من هذا الأسبوع في ندوة افتراضية، إن طهران قلصت وجودها في سوريا، وربط ذلك بالعقوبات الأميركية الصارمة التي شلت

الاقتصاد الإيراني. وكان جيفري قال في ندوة في 12 مايو استضافها معهد "هادسون" ومقره واشنطن، إن "هناك انسحابا جزئيا للقوات الإيرانية من سوريا وبعضه تكتيكي لأنهم لا يقاتلون في الوقت الحالي، ولكنه أيضًا يعاني من نقص في الأموال".

لا مؤشرات على المغادرة

لكن محللين يقولون إنه لا توجد مؤشرات على أن إيران ستغادر سوريا التي توطدت علاقتها الاستراتيجية بنظام الأسد منذ أن وقف معها خلال حرب الثمانينات (1980-1988) ضد العراق. كما لطهران دور رئيسي في تزويد سوريا بالمساعدة المالية والعسكرية خلال تسع سنوات ضد المعارضة، وتستمر باستخدام الأراضي السورية لدفع أهدافها الإقليمية إلى الأمام. وقال راز زيمت، محلل إيران في معهد دراسات الأمن القومي في تل أبيب لراديو RFE / RL، إن تعليقات المسؤولين الإسرائيليين حول الانسحاب الإيراني من سوريا "مبالغ فيها إلى حد كبير، ويرجع ذلك جزئياً إلى اعتبارات سياسية".

انسحاب تكتيكي

وأضاف "في الواقع، يبدو أن عدد رحلات الشحن بين إيران وسوريا قد ازداد خلال عام 2020. إنه إذن انسحاب تكتيكي أو إعادة انتشار على الأكثر، وليس انسحابًا إيرانيًا من سوريا". وتابع زيمت "منذ بداية تدخله في سوريا، قام الحرس الثوري الإيراني بتكييف طريقة عمله مع الظروف القائمة. على سبيل المثال، رأينا في الماضي أنه عندما زادت إسرائيل عملياتها الجوية ضد أهداف إيرانية في سوريا، حولت إيران بعض أنشطتها إلى الأجزاء الشمالية من سوريا والحدود السورية العراقية لحماية أهدافها من الهجمات الإسرائيلية". وأشار إلى أنه "لا شك في أن إيران قامت خلال العامين الماضيين بتقليص وجود الحرس الثوري الإيراني في سوريا، وهو أمر أقل بكثير من ذي قبل".

مواصلة التجنيد

وقال زيمت "في حين انخفض عدد قوات الحرس الثوري الإيراني من بضعة آلاف إلى بضع مئات، واصلت طهران تجنيد السوريين والمقاتلين الشيعة لتحل مكان القوات الإيرانية". من جهته، قال علي ألفونه، الباحث في معهد دول الخليج العربي في واشنطن، والذي كان يراقب عن كثب نشاط الحرس الثوري الإيراني في سوريا، إن "ما أراه هو تحركات للقوات الإيرانية داخل سوريا، من دير الزور إلى مقر أكبر في تدمر، إلى جانب بعض التحركات التكتيكية الأخرى في أعقاب الجولة الأخيرة من الضربات الجوية الإسرائيلية". يذكر أنه في 8 مايو الجاري، أشار مساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأدنى ديفيد شينكر، إلى أن الهجمات الإسرائيلية على الأصول الإيرانية تجعل الوجود الإيراني في سوريا "مكلفًا بشكل متزايد".

 

مهندس مشروع التدخل في ليبيا رئيسا لأركان جيش تركيا

العربية.نت – منية غانمي/السبت 16 أيار 2020     

قرر الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، تعيين رئيس أركان القوات البحرية ومهندس اتفاق ترسيم الحدود البحرية بين ليبيا وتركيا الأميرال جهاد يايجي، رئيسا جديدا للأركان في وزارة الدفاع. جاء ذلك في قرار نشرته الجريدة التركية الرسمية، أمس الجمعة، جاء فيه أنه تم نقل رئيس أركان قيادة القوات البحرية في الجيش التركي جهاد يايجي إلى رئاسة هيئة الأركان في البلاد. ويعتبر يايجي أحد أهم مهندسي وداعمي التدخل التركي في ليبيا، حيث يقف وراء اتفاقية ترسيم الحدود البحرية بين تركيا وليبيا المثيرة للجدل، التي وقعها رئيس حكومة الوفاق فايز السراج والرئيس التركي رجب طيب أردغان، شهر نوفمبر من العام الماضي.

"ليبيا جارة تركيا من البحر"

ورئيس الأركان الجديد هو مؤلف كتاب "ليبيا جارة تركيا من البحر"، والذي كشف فيه عن أطماع أنقرة في الثروات الطبيعية الموجودة شرق البحر الأبيض المتوسط، حيث أكدّ أن قيمة الاحتياطي من الغاز الطبيعي في شرق المتوسط، تبلغ 3 تريليونات دولار أميركي، وتكفي احتياجات تركيا لمدة 572 عاما وأوروبا لمدة 30 عاما. وتناول يايجي في كتابه الذي نشره مركز أوراسيا للدراسات الاستراتيجية، الدور الليبي في تحديد مناطق النفوذ البحري في منطقة شرق البحر المتوسط، وأوضح المبررات القانونية لاتفاق تركيا مع ليبيا حول تحديد المناطق الاقتصادية الخالصة، مؤكدا أنّ "هذا الاتفاق سيفسد السيناريو الذي وضعته اليونان وقبرص اليونانية لتقاسم منطقة شرق المتوسط بعد اغتصاب حقوق تركيا".

"درع ضد اليونان وقبرص ومصر"

واعتبر يايجي أن الاتفاق مع ليبيا في هذا الشأن سيكون بمثابة درع ضد اليونان وقبرص اليونانية ومصر، مشيرا إلى أن ما سماها بمنطقة النفوذ البحري التي سيتم تحديدها بين بلاده وليبيا ستحول "دون توقيع اليونان اتفاق منطقة اقتصادية خالصة مع قبرص اليونانية ومصر وتوقيع قبرص اليونانية اتفاقا مماثلا مع ليبيا". وأبرز يايجي أنّ المناطق الاقتصادية الخالصة بين تركيا وليبيا اللتين لديهما شواطئ بحرية متقابلة "ستحّول منطقة النفوذ البحري التي ستحدّد بين تركيا وليبيا إلى درع تركي بين اليونان وقبرص اليونانية ومصر، إذ إنّ توقيع اتفاق مناطق النفوذ البحري بين تركيا وليبيا سيحول دون توقيع اليونان اتفاق منطقة اقتصادية خالصة مع قبرص اليونانية ومصر وتوقيع قبرص اليونانية اتفاقا مماثلا مع ليبيا كما أنّ هذا الاتفاق سيرسم الحدود الغربية للمنطقة الاقتصادية الخالصة التركية في شرق المتوسط". ويعتبر الأميرال جهاد يايجي أيضا أحد أهم الشخصيات العسكرية المقربّة من الرئيس رجب طيب أردوغان، بعدما لعب دورا كبيرا في إفشال عملية الانقلاب بتركيا منتصف يوليو 2016، حيث تم تعيينه في 29 يوليو 2016 نائبا لرئيس هيئة أركان القيادة البحرية، ثم ترقيته إلى منصب رئاسة أركان القوات البحرية في أغسطس 2017.

قرار تعيين جهاد يايجي

ويتزامن تعيين يايجي رئيسا للأركان، مع تقدمّ أنقرة بطلب إلى حكومة الوفاق الليبية للحصول على إذن بالتنقيب على النفط شرق المتوسط، وتصاعد العمليات العسكرية في الغرب الليبي بين قوات حكومة الوفاق والجيش الليبي. وفي هذا السياق، يقول المحلل السياسي الليبي محمد الرعيش لـ"العربية.نت"، إن تعيين صاحب مشروع الاتفاق البحري مع ليبيا رئيسا للأركان، يدل على أن ليبيا أصبحت اليوم منطقة ذات أولوية في السياسة التركية الخارجية، لأنها "المفتاح بالنسبة لأنقرة للاستفادة من عمليات التنقيب على الغاز شرق المتوسط".

أنقرة تريد بقاء الوفاق

وأوضح مرعيش، أن الدعم العسكري الكبير وغير المسبوق الذي تقدمّه تركيا في هذه الفترة لقوات الوفاق سواء بالاسلحة أو المقاتلين الأجانب، يهدف بالأساس إلى تغيير مسار الحرب لصالح حكومة الوفاق، مشيرا إلى أن أنقرة تحتاج لبقاء هذه الحكومة لتنفيذ خططها التوسعية في المتوسط، باعتبار أنّ الاتفاق الذي وقعته معها، يتيح لها الاستفادة من مساحات واسعة في شرق المتوسط غنية بالموارد الطبيعية، وهو ورقة هامة تمتلكها تركيا اليوم لمواجهة الدول الأخرى في المتوسط مثل اليونان وقبرص ومصر، فضلا عن المصالح التركية داخل ليبيا خاصة الاقتصادية في علاقة باستثمارات الشركات التركية التي توقفت بعد سقوط نظام معمر القذافي والأطماع التركية للحصول على حصة كبيرة من مشاريع إعادة إعمار ليبيا. كانت حكومة الوفاق الوطني، قد وقعت اتفاقا مع تركيا في نوفمبر 2019 لإقامة منطقة اقتصادية خالصة من الساحل التركي الجنوبي على المتوسط إلى سواحل شمال شرقي ليبيا. وتعارض اليونان وقبرص وآخرون بينهم الاتحاد الأوروبي الاتفاق الذي يصفونه بالمخالف للقانون، وهو ما ترفضه تركيا التي أصرت على المضي في عمليات التنقيب عن الغاز في شرق المتوسط، متجاهلة كل التحذيرات من عواقب انتهاكها لقانون البحار الدولي.

 

تعيين توكل كرمان يثير قلقا فرنسيا.."مقربة من الإخوان"

دبي - العربية.نت/السبت 16 أيار 2020     

بعيد تعيين الناشطة اليمنية، توكل كرمان، ضمن لجنة الرقابة التي أعلن عنها فيسبوك من أجل مراقبة المحتوى عالمياً قبل أيام، سجلت عضو مجلس الشيوخ الفرنسي ناتالي غوليه سلسلة انتقادات على تلك الخطوة، نظراً لقرب كرمان من الإخوان المسلمين. وكان تعين الناشطة اليمنية قد أثار موجة انتقادات عربيا وعالميا، حتى إن البعض ذهب إلى المطالبة بمقاطعة فيسبوك. ففي مقال مطول في صحيفة لو فيغاور الفرنسية شرحت غوليه موقفها واعتراضها على هذا الاختيار الذي يخول كرمان المقربة من جماعة الاخوان التي تعتبرها المسؤولة الفرنسية متطرفة اتخاذ قرارات مهمة بشأن المحتوى الذي يسمح به أو يلزم بإزالته من على فيسبوك وتطبيق إنستغرام. وتساءلت عضو مجلس الشيوخ الفرنسي عن حزب الوسط اتحاد الديمقراطيين والمستقلين، التي ترأست لجنة التحقيق بشأن سبل مكافحة الشبكات المتطرفة في فرنسا وأوروبا بشكل غير مباشر، كيف يمكن لفرنسا التي تحارب خطاب الكراهية والتطرف قبول مثل تلك الخطوة.

كما اعتبرت أن خطورة تلك اللجنة التي ترافقت مع إقرار الجمعية الوطنية في فرنسا لما يسمى بقانون "آفيا"، المعني بمكافحة نشر محتوى يحض على الكراهية ويحث على العنف عبر الإنترنت، يكمن في أن سرعة حذف أي محتوى مُبلغ عنه، على الفور سيكون أكثر انتشارا من دراسة تبين ما إذا المحتوى له طبيعة بغيضة أو خطيرة حقًا، ما قد يحول بالتالي مجموعة الشركات العملاقة إلى لجنة رقابة شبه تلقائية على شبكة المعلومات، دون تدخل من أي جهة قضائية، تضمن حسن تقدير مفهوم حرية التعبير من جانب مجموعة الشركات العملاقة GAFAM

كما رأت أن هذا القانون الفرنسي خطير في حد ذاته، لأنه يجعل من شركات التكنولوجيا العملاقة الخمس بشكل أو بآخر شرطيا على شبكة المعلومات الدولية

توكل كرمان

وبالعودة إلى مسألة اللجنة التي شكلها فيسبوك، فقد أشارت غوليه إلى أنها تتألف من 20 شخصية "مستقلة"، ستكون مسؤولة عن ضمان التوازن بين حرية التعبير والأمن، من بينهم رئيسة الوزراء الدنماركية السابقة هيلي تورنينغ-شميت، ورئيس التحرير السابق لصحيفة الغارديان آلان راسبريدجر والقاضي السابق في المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان، أندراس ساجو.

انحياز للإخوان

وأضافت عضو مجلس الشيوخ الفرنس أن "الإعلان عن تلك الأسماء الآنفة مر بسلام دون أن يلاحظها أحد تقريبًا، إلا أن اسم توكل كرمان أثار ضجة في جزء من العالم العربي وفي وسائل الإعلام الأنغلو-ساكسونية، فتلك الشخصية هي أكثر من مثيرة للجدل، لا سيما بسبب مواقفها المنحازة لصالح الإخوان المسلمين.

القرضاوي محظور في فرنسا

وفي هذا السياق، شددت على أنه يجب على الفرنسيين أن يتذكروا أن تنظيم الإخوان المسلمين محظور في العديد من الدول، وأن زعيمه الروحي يوسف القرضاوي، لاجئ في قطر ومطلوب تسليمه في الولايات المتحدة، وهو محظور من الدخول إلى كل من فرنسا وبريطانيا، وفي الوقت نفسه هو شخص غير مرغوب فيه داخل عدد من الدول الأعضاء في جامعة الدول العربية مثل مصر والإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية. إلى ذلك، نبهت إلى أن عدد الحسابات التابعة للإخوان المسلمين، على شبكات التواصل الاجتماعية ومنها فيسبوك في مصر يقدر بأكثر من 2 مليون، مضيفة أن الإنترنت هو الوسيلة والقناة المفضلة لنشر أيديولوجية الجماعة المثيرة للجدل. كما اعتبرت أن حيازة كرمان على جائزة نوبل لا تحصنها مدى الحياة، مذكرة بقضية" أونغ سان سو كي" الذي حولته مواقفه من الإبادة الجماعية للروهينغا بجدارة من ضحية إلى جلاد. وختمت متسائلة كيف يمكننا أن نفهم ونقبل أن يضم مجلس الإشراف على فيسبوك، وهو موقع يحتضن ما يقرب من 2.6 مليار مستخدم شهريًا، إلى جانب مليار مستخدم على إنستغرام، مثل تلك الشخصية المثيرة للجدل والمتهمة بأنها مؤيدة مؤكدة لتنظيم الإخوان المسلمين، أحد الأفرع المعترف بنشرها لخطابات التطرف بشكل علني؟

وتابعت: "كيف لنا أن نأمل في أن يكون لمجلس الإشراف هذا أي فائدة في قمع رسائل الكراهية في حين أن أعضاءه متهمون بتبنيها؟". إلى ذلك، عادت وكررت أن الإشارة التي قدمها فيسبوك الأسبوع الماضي في تلك التعيينات تثير تساؤلات جدية حول إرادة فيسبوك الحقيقية في مكافحة أيديولوجيات تعتبر خطيرة في العديد من البلدان. كما أكدت أن اختيار منصة فيسبوك لشخصية تؤيد وتعتنق معايير أيديولوجية مثيرة للجدل يجب على أقل تقدير انتقاده، قائلة "إن اقتراف هذا الخطأ الكبير يجب أن يؤدي إلى توخي مزيد من الحذر، وقبل كل شيء، المزيد من عدم الثقة بهؤلاء العمالقة الذين يغزون حياتنا". في إشارة إلى شركات التواصل الاجتماعي.

 

تدهور سعر صرف الليرة السورية وارتفاع أسعار المواد الغذائية بعد ظهور رامي مخلوف

دمشق/الشرق الأوسط/السبت 16 أيار 2020

كشف ظهور رامي مخلوف، ابن خال الرئيس بشار الأسد، حاجة الحكومة السورية الماسّة إلى المال، وأظهر عمق الانهيار الاقتصادي وعجز هذه الحكومة عن إيجاد الحلول، حسب محللين في دمشق. وأشاروا إلى التدهور السريع في سعر صرف الليرة السورية أمام الدولار الأميركي وإلى موجة ارتفاع قاسية في الأسعار وصلت إلى 200%.

- تفاقم عُقدة الدولار

ومع تفجر التوتر، بداية مايو (أيار) الجاري بين مخلوف (51 عاماً)، الذي كان لعقود يعد أبرز الأعمدة الاقتصادية من جهة والحكومة من جهة ثانية، وظهور الخلاف إلى العلن، بعدما طلبت الأخيرة تسديد نحو 180 مليون دولار كجزء من مستحقات للخزينة، ورفضه الامتثال لطلب الحكومة عبر فيديوهات متتالية لأن «الظلم فاق طاقته» على حد قوله، خسرت الليرة نحو 35% من قيمتها، حيث تراجع سعر صرفها أمام الدولار الأميركي من 1200 إلى 1600 بعدما كان قبل اندلاع الأحداث في سوريا التي دخلت عامها العاشر منتصف مارس (آذار) 2011 ما بين 45 و50 ليرة.

وقال خبراء اقتصاديون لـ«الشرق الأوسط»، إن الأزمة بين الحكومة ومخلوف قائمة بشكل صامت منذ أكثر من عام، لكن الجديد حالياً هو ظهورها إلى العلن بهذا الشكل، و«انفضاح حاجة الحكومة الماسة للدولار وسقوط ورقة التوت عن صمودها»، الأمر الذي يبدو أنه من أبرز أسباب تفجرها بهذه الشكل، ذلك بعد تراجع احتياطي «مصرف سوريا المركزي» من العملات الأجنبية من نحو 20 مليار دولار إلى الصفر خلال سنوات الحرب بسبب العقوبات الاقتصادية، ودمار الجزء الأكبر من القطاعات الاقتصادية الذي أدى إلى تراجع إيرادات الحكومة بنسبة كبيرة، و«توقف حلفاء دمشق (إيران) عن دعمها مالياً مع الضائقة الاقتصادية التي فرضتها عليهم العقوبات الغربية وفاقمتها أزمة (كورونا)». ويرجّح أحد الخبراء أن يكون مخلوف عمل منذ أوائل عام 2019، عندما كانت الأزمة بينه وبين دمشق لا تزال في إطار الكتمان، على إخراج كميات كبيرة من الدولارات الأميركية إلى خارج سوريا، ويقول: «يشتبه كثيرون بأنه قام بشيء مماثل مؤخراً، ما زاد الطلب على الدولار في الداخل ورفع سعره». ويوضح خبير آخر لـ«الشرق الأوسط»، أن «اقتصاديين ورجال أعمال توقعوا منذ أواخر عام 2019 الماضي، انخفاض سعر صرف الليرة أمام الدولار من 850 ليرة في حينه، إلى 1500 مطلع شهر فبراير (شباط) الفائت، فإن تشديد الحكومة لعقوبة التعامل بالدولار واتباعها الحل الأمني في عملية ضبط سعر الصرف أدى إلى تأجيل القدر المحتوم». ويشير إلى أن ما فاقم أكثر من تدهور سعر الصرف وبشكل متسارع مؤخراً، إضافةً إلى تفجر الأزمة بين مخلوف والحكومة، استعار الأزمة الاقتصادية والمالية في لبنان المجاور، ذلك أنه ورغم إغلاق الحدود بين البلدين في إطار إجراءات كل منهما لمواجهة انتشار وباء «كوفيد - 19»، فإن السحب اللبناني للدولار من الأسواق السورية استمر، عبر عناصر «حزب الله» الذين لم تتأثر حركتهم بين البلدين، بعدما شكّل السحب اللبناني للدولار من أسواق دمشق العامل الرئيسي في الضغط على الليرة السورية في فترة ما بعد 17 أكتوبر (تشرين الأول) في لبنان.

- هلوسة شعبية

وبينما كان السوريون في مناطق سيطرة الحكومة والذين يقدِّر «البنك الدولي»، أن 87% منهم يعيشون تحت خط الفقر، يعانون من موجة الغلاء التي تسببت بها الإجراءات الحكومية لمواجهة انتشار وباء «كوفيد - 19»، جاء تفجر الخلاف بين الحكومة ومخلوف وظهوره إلى العلن ليتسبب لهم بموجة غلاء جديدة أشد وأعتى من السابقة نتيجة تدهور سعر صرف الليرة بشكل غير مسبوق. وقدّر برنامج الأغذية العالمي ارتفاع أسعار المواد الغذائية بمعدل 107% خلال عام واحد، على حين يؤكد واقع الأسعار الحالية والمتعاملون مع السوق من مواطنين وباعة مفرق تسبُّب أزمة انتشار وباء «كوفيد - 19» في ارتفاع الأسعار بنسبة أكثر من 100% عما كانت عليه قبل الإجراءات الوقائية لمواجهته، وتضاعفها بالنسبة ذاتها مع تفجر الخلاف بين الحكومة ومخلوف، ما يعني أن الأسعار ارتفعت بنسبة 200% خلال أزمتي مخلوف والحكومة و«كوفيد - 19». وفي هذه الأيام أكثر ما يلفت الانتباه في الأسواق، تأفف معظم المواطنين لدى اطّلاعهم على أسعار المواد الغذائية والخضار، وتحدثهم مع أنفسهم بعد مشاهدتهم المعلن منها، أو سماعهم من الباعة بأسعار المواد التي لا يتم عرضها. كان سعر لتر الزيت النباتي قبل أزمة «كوفيد - 19» نحو 650 ليرة وارتفع خلالها إلى نحو 1200، ووصل حالياً مع تفجر الأزمة بين الحكومة ومخلوف إلى نحو 2000 ليرة، بينما كان سعر كيلوغرام المسبحة (حمص مطحون) نحو 600 ليرة وارتفع خلالها إلى 1200، وخلال الأزمة الثانية وصل إلى ما بين 1400 و1800 وفق مزاجية أصحاب المحلات. وأبدى أحد المتسوقين في سوق شعبية وسط دمشق استغرابه لدى إطلاق أحد الباعة صيحات مرتفعة ومتتالية لعبارة «الفريز (فاكهة) بـ800» لجذب الزبائن، ويقول المتسوق بصوت مرتفع: «لماذا يصرخ بهذا الشكل؟ هل هذا يعني أنه رخيص؟»، معرباً عن اعتقاده بأنه لو تم بيع الكيلو بـ200 ليرة، لن يكون مناسباً للمواطن. ويعرب الرجل خلال تبادل الحديث مع بعض من هم حوله عن انزعاجه وأسفه الكبيرين، لما وصلت إليه أحوال الناس من تردٍّ ويقول: «العائلة كانت تعيش مكرّمة بـ30 ألفاً شهرياً، وحالياً نصف مليون لا يكفيها والراتب 50 ألفاً!».

- الفيول

في خضمّ كل هذا، توقفت وزارة النفط، الأحد، عن تزويد السيارات التي تستهلك كميات أكبر من الوقود، بالبنزين المدعوم، في إجراء تقشفي جديد يعكس تراكم الأزمات وحاجة دمشق لتوفير النفقات والمشتقات النفطية والحلول. وأعلن وزير النفط والثروة المعدنية علي غانم، إيقاف تزويد السيارات الخاصة ذات سعة المحرك من «2000 سي سي» وما فوق، وكل من يملك أكثر من سيارة، سواء أكان فرداً أو شركة، بالبنزين المدعوم على أن توظّف الإيرادات التي سيتمّ توفيرها في «مشاريع خدمية وتنموية» لم يحدد ماهيتها. وبات يتوجب على المشمولين بالقرار تأمين الوقود لسياراتهم بالسعر غير المدعوم والمحدد بتسعة آلاف ليرة سورية لصفيحة البنزين (20 لتراً) فيما كانوا يحصلون عليها بخمسة آلاف ليرة فقط وهو سعر الصفيحة المدعوم. وأثار القرار انتقادات على مواقع التواصل الاجتماعي وفي الشارع، بينما يلقي مسؤولون حكوميون بشكل مستمر المسؤولية في أزمة الوقود على العقوبات الاقتصادية التي تفرضها دول عدة عربية وغربية، ما يَحول دون وصول ناقلات النفط. وفاقمت العقوبات الأميركية على طهران، أبرز داعمي دمشق، أزمة المحروقات في سوريا التي تعتمد على خط ائتماني يربطها بإيران لتأمينها. وقال غانم قبل أيام إن بلاده تحتاج 146 ألف برميل نفط خام يومياً، بينما المنتج حالياً هو 24 ألف برميل، أي أن الفجوة اليومية هي 122 ألف برميل. وبلغ إنتاج سوريا من النفط قبل اندلاع الحرب عام 2011 نحو 380 ألف برميل يومياً. لكن القطاع مُني بخسائر كبرى، ولا تزال غالبية حقول النفط والغاز تحت سيطرة «قوات سوريا الديمقراطية»، المدعومة أميركياً، في شمال وشرق البلاد. وقوبل قرار الحكومة بانتقادات واسعة من موالين للنظام ومعارضين.

- متفرج

في مشهد يؤكد بما لا يدع مجالاً للشك عجز الحكومة عن إيجاد حلول للأزمة الاقتصادية وضبط سعر صرف الليرة، اتخذت الحكومة و«مصرف سوريا المركزي» موقف المتفرج خلال أحدث وأكبر وأسرع موجة تدهور في قيمة الليرة من دون أن يقْدما على أي إجراء. ويقول خبير اقتصادي: «هكذا أزمات تواجَه بإغراق السوق بالدولار، لكن حكومتنا ليس لديها وهي بالكاد تتدبر أمرها لجلب القمح والسكر والأرز، فكيف ستغرق السوق بالدولار الذي تتقصد أميركا تجفيفه في المنطقة في إطار العقوبات التي تفرضها على سوريا ودول وكيانات أخرى؟»، ويضيف: «ما لم تقْدم الحكومة على إبداء مرونة كبيرة في الصراع الدولي الحاصل حول الملف السوري فإن الأوضاع الاقتصادية في البلاد تتجه إلى مزيد من التدهور خصوصاً أن العمل بـ(قانون قيصر) الأميركي سيبدأ الشهر المقبل». وإن كان الموقف الحكومي حيال مسألة ارتفاع أسعار المواد الغذائية، مختلفاً نوعاً ما عن الموقف من تدهور سعر صرف الليرة، فإنه لم ينعكس إيجاباً على المواطن بسبب غياب هيبة السلطة في مناطق سيطرة الحكومة، حيث عمدت الأخيرة إلى تنظيم أعداد كبيرة من المخالفات بحق باعة بسبب بيعهم بسعر زائد أو بيعهم مواد منتهية الصلاحية، وأغلقت الكثير من المحال، من دون أن يؤدي ذلك إلى أي انخفاض في الأسعار التي واصل معظمهما الارتفاع. وحسب الخبراء، فإن الحكومة مطالَبة بإنعاش الاقتصاد الذي تلقى صدمة جديدة جراء إجراءات الإغلاق التي تم فرضها للتعامل مع وباء «كوفيد - 19»، تضاف إلى ما يعانيه هذا القطاع من تراجع هائل سبّبته سنوات من الحرب والإدارة الاقتصادية الارتجالية، وتحويل مزيد من العمليات الاقتصادية إلى «اقتصاد حرب» و«اقتصاد ظل». وقال أحدهم إنه لا بد من مغازلة التجار ورجال الأعمال وتخفيف القبضة الأمنية على الأعمال التجارية، وإلا سيؤدي المزيج المتشكل من تداعيات الحرب الكارثية إلى وضع اقتصادي لا يطاق، وسيترافق مع تراجع الداعمَين الروسي والإيراني لدمشق، وازدياد معاناة اقتصاديات دول المنطقة وخصوصاً العراق ولبنان اللذين شكّلا سابقاً رئتا سوريا الاقتصاديتين ومصادر تمويلها بالدولار والالتفاف على العقوبات الغربية.

 

نتنياهو يتعهد تنفيذ «الضم»

تل أبيب/الشرق الأوسط»"/السبت 16 أيار 2020      

أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي زعيم تكتل اليمين المتصدع، بنيامين نتنياهو، وشريكه الجديد رئيس الكنيست وزعيم حزب الجنرالات «كحول لفان»، بيني غانتس، أمس (الجمعة)، أنهما سيطرحان حكومتهما الجديدة ظهيرة غد (الأحد). ونفى نتنياهو أن إخراج اتحاد أحزاب اليمين «يمينا» بقيادة نفتالي بنيت، جاء لأنه قرر التراجع عن مخطط ضم غور الأردن وشمال البحر الميت وفرض السيادة الإسرائيلية عليها وعلى المستوطنات. وأصدر نتنياهو بياناً رسمياً أكد فيه أنه «ملتزم بتنفيذ خطوات مهمة لصالح التيار القومي الصهيوني المتدين، وفي مقدمتها اتخاذ خطوة تاريخية تتعلق بفرض السيادة الإسرائيلية على يهودا والسامرة (الضفة الغربية) وضمها إلى تخوم حدودها». وجاء بيان نتنياهو لمناسبة إقناعه رئيس حزب «البيت اليهودي»، رافي بيرتس، بالانسحاب من «يمينا» والانضمام إلى الائتلاف الحكومي، وحصوله على منصب «وزير شؤون أورشليم القدس والتراث وعضو في اللجنة الوزارية لشؤون التشريع ومراقب في المجلس الوزاري للشؤون السياسية والأمنية (الكابينيت)». وكان نتنياهو قد دخل في أزمة مع وزراء حزبه الليكود تسببت في إلغاء مصادقة الكنيست (البرلمان) على الحكومة، ليلة الخميس/ الجمعة. فعلى الرغم من تكبير الحكومة إلى 36 وزيراً و16 نائب وزير، بقي عدد من وزرائه المخلصين له بشكل شخصي بلا مناصب وزارية، مثل تساحي هنغبي وزير التعاون الإقليمي، وآفي ديختر نائب وزير الدفاع الذي قال إن نتنياهو وعده بمنصب وزاري كبير، ونير بركات الذي وعده نتنياهو بمنصب وزير المالية، ووزير الطاقة يوفال شتاينتس، ودافيد امسالم الذي وعده بمنصب وزير شؤون القدس وغيرهم. وقد هدد هؤلاء بالاعتكاف في البيت وعدم حضور جلسات المصادقة على الحكومة. وشعر نتنياهو بأنهم يتمردون عليه. فقرر تأجيل الجلسة. وقد خشي غانتس من أن تكون هذه مؤامرة مخططة من نتنياهو تختفي وراءها خطة لتشكيل حكومة يمين ضيقة. فسحب استقالته من رئاسة الكنيست، حتى تبقى بين يديه أدوات لمقاومة خطة كهذه. فاجتمع به نتنياهو لطمأنته. وفقط في يوم أمس، اقتنع غانتس بكلام نتنياهو وقدم استقالته مرة أخرى من منصبه كرئيس للكنيست، حيث إنه لن يستطيع أن يصبح وزيراً إلا بعد 48 ساعة. وحسب هذا الجدول، ستتم المصادقة على الحكومة غداً (الأحد)، بعد مرور 48 ساعة على استقالة غانتس الثانية.

وفي هذه الأثناء، واصل نتنياهو جلساته مع وزرائه «الزعلانين». واخترع لهم وزارات لم تكن موجودة في التاريخ الإسرائيلي، مثل وزير السايبر ووزير التنسيق بين الحكومة والبرلمان ووزير العليم العالي وتقسيم وزارة إلى وزارتين ووضع وزير إضافي في مكتب وزير آخر وإرسال وزير ليكون سفيراً لدى دولة مهمة في الخارج أو سفيرين، مثل وزير الأمن الداخلي الحالي جلعاد أردان، الذي عين سفيراً لدى الأمم المتحدة وفي والولايات المتحدة. ولم يُنهِ نتنياهو هذه الجهود حتى مساء أمس، وسيحاول ترضية وزرائه حتى اللحظة الأخيرة قبل إعلان الحكومة. وقد هاجم العديد من السياسيين والخبراء والصحفيين هذه الطريقة من التداول في المناصب الوزارية وهذه الفوضى في إدارة شؤون البلاد. وشبهوها بالبازار التركي. ووجهوا انتقادات لاذعة لوزراء الليكود «الذين سكتوا طيلة سنوات على ديكتاتورية نتنياهو وعلى بقائه رئيس حكومة رغم توجيه لائحة اتهام ضده بالفساد ولم يجرؤوا على معارضته في العديد من القرارات التي اتخذها بشكل انفرادي في عشرات المواضيع، وفجأة دبت فيهم الشجاعة ليعترضوا ويتمردوا عندما طال الأمر كراسيهم الوزارية ومصالحهم الشخصية».

 

تحذير فلسطيني من تعيين مسؤولة إسرائيلية في «فيسبوك»

تل أبيب/الشرق الأوسط»"/السبت 16 أيار 2020

توجه مركز «عدالة» القانوني للأقلية العربية في إسرائيل وعدد من المنظمات الحقوقية الفلسطينية برسائل إلى شبكة «فيسبوك» تحتج فيها على تعيين المديرة العامة السابقة لوزارة القضاء الإسرائيلية ولوحدة السايبر في الحكومة، إيمي بالمور، لمنصب عضو مجلس الإشراف على المضامين في «فيسبوك».

وبالمور (53 عاما) هي محاضرة في «بلورة السياسة» في المعهد المتعدد المجالات في هرتسليا. وكانت من مؤسسي وحدة السايبر في الحكومة الإسرائيلية المتهمة بالتدخل في خصوصيات المواطنين. وقد اختارتها إييلت شكيد، وزيرة القضاء اليمينية المتطرفة مديرة عامة لوزارتها، لكنها حظيت بتعاطف جماهيري عندما أقالها وزير القضاء الحالي، أمير أوحانا، بدعوى أن لديها ميولاً يسارية. وعندما عينت في منصبها الجديد في «فيسبوك» قالت إنها ستعمل مع 20 خبيرا دوليا من مختلف دول العالم وشعوبه على إحداث تغيير في سياسة الشبكة لصالح الإنسان الفرد وحرية الرأي.

لكن المنظمات الفلسطينية تخشى من أن تؤدي بالمور دورا سياسيا يخدم السياسة الإسرائيلية المعادية للفلسطينيين، وتستمر في ممارساتها السابقة فتعمل على تقليص مساحة حرية التعبير عن الرأي عبر الإنترنت، وكذلك على الدفاع عن حقوق الإنسان. وقالت: «نتفهم أن هناك أهميّة لتنوع أعضاء مجلس الإشراف، ولكن هناك أهمية بالمقدار ذاته لأن يكون الأعضاء أشخاصاً داعمين لسيادة القانون وحماية حقوق الإنسان في جميع أنحاء العالم». والسيدة بالمور صاحبة تاريخ طويل في النشاط الذي يناقض معايير القانون الدولي لحقوق الإنسان. وجاء في رسالة «عدالة» أن «وحدة السايبر الإسرائيلية التي أقامتها بالمور بنفسها تقوم بإصدار أوامر لمزودي الإعلام الاجتماعي بطريقة غير قانونية لتراقب فعليا المحتوى في مواقعها. ورغم أن طلبات وحدة السايبر الإسرائيلية لمزودي الإعلام الاجتماعي ليست علنية، فقد شهدت منظمات المجتمع المدني على مدى سنوات طويلة كيف أن أوامر الحكومة الإسرائيلية واستخدام خوارزميات التعلم التلقائي للكشف عما تسميه (محتوى متطرفا)، قد خلقت مئات آلاف المحتويات المزورة الإيجابية تجاه الحكومة الإسرائيلية، مما أضر بمحتوى حقوق الإنسان». وأضاف «عدالة»: «في عام 2017 وبعد مرور عامين على إقامة وحدة السايبر، طرأ ارتفاع بنسبة 500 في المائة على إزالة المحتوى. في عام 2018، أي عام واحد قبل انتهاء مدة عمل بالمور مديرة عامة، تم توثيق 14.285 حالة إزالة محتوى. وفي الوقت نفسه، أظهر بحث حول التحريض على الكراهية العرقية ضد الفلسطينيين عبر الإنترنت أنه خلال عام 2018 تم نشر منشور تحريضي باللغة العبرية موجه ضد الفلسطينيين كل 66 ثانية، بينما لم يتم التعبير عن أي رغبة لمكافحة ظاهرة المحتوى التحريضي ضد الفلسطينيين العرب». بالإضافة إلى ذلك، وكما هو موثق في تقرير الشفافيّة في «فيسبوك»، طرأ منذ عام 2016 ارتفاع بعدد طلبات الحكومة الإسرائيلية للحصول على بيانات، والتي وصل عددها حتى الآن إلى 700 طلب، وتمّ تقديم 50 في المائة منها ضمن فئة «طلبات طارئة»، وأنها لم تكن ذات صلة بإجراءات قانونية. وأوضح مركز عدالة أن «هذه ليست محاولات معزولة لتقييد الحقوق الرقمية الفلسطينية وحرية التعبير عبر الإنترنت، إنما تأتي في سياق المحاولات واسعة النطاق التي نفذتها الحكومة الإسرائيلية، وخصوصاً من خلال وحدة السايبر التي ترأستها إيمي بالمور سابقاً، من أجل إسكات الفلسطينيين وإزالة محتوى الإعلام الاجتماعي الناقد للسياسات والممارسات الإسرائيلية، ولنزع شرعية المدافعين عن حقوق الإنسان، والناشطين والمنظمات التي تسعى إلى تصدي للانتهاكات الإسرائيلية.

 

البنتاغون: «داعش» ما زال يحتفظ بقدرات خطيرة على شن عمليات إرهابية تندرج في إطار «حركة تمرد صغيرة» في سوريا والعراق

واشنطن: إيلي يوسف/الشرق الأوسط»"/السبت 16 أيار 2020

رفع المفتش العام الحكومي في وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) شون أودونال، تقريراً إلى قادة لجان القوات المسلحة في مجلسي النواب والشيوخ في الكونغرس، كشف فيه أن تنظيم «داعش» ما زال يحتفظ بقدرات خطيرة على شن عمليات إرهابية واعتداءات مسلحة، تندرج في إطار «حركة تمرد صغيرة»، وذلك في كل من سوريا والعراق. وأوضح أودونال أن المناطق الأكثر تهديداً من قبل التنظيم تتوزع في المحافظات الجبلية المهجورة في شمال بغداد وغربها، وفي مناطق الرقة والحسكة ودير الزُور في سوريا. التقرير الذي جاء في 130 صفحة أكد أن هناك ما بين 14 ألفاً و18 ألف مقاتل من «داعش»، يحتفظون بنفوذ وقدرات تشكل تهديداً وخطراً حقيقياً، ويمكن أن يتحولوا إلى حركة تمرد سنية شبيهة بتلك التي شهدها العراق خلال الفترة التي نشط فيها الإرهابي من أصل أردني «أبو مصعب الزرقاوي» الذي قتل عام 2006. وكشف تقرير المفتش العام في البنتاغون أنه للمرة الأولى منذ «انتهاء المعارك» ضد التنظيم وتصفية زعيمه «أبو بكر البغدادي» في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، يتبين أن ما تبقى من مقاتليه يحتفظون بمئات ملايين الدولارات، بعضها مخبأ، بينما أموال أخرى تأتي من خلايا دعم ومجموعات دولية متعددة؛ لكن التقرير يؤكد على الرغم من ذلك أن إبقاء التنظيم على قدرات بشرية ومالية لن يخوّله العودة إلى بسط نفوذه كما فعل من قبل عام 2014؛ حين سيطر على أجزاء واسعة من العراق وسوريا. وأوضح التقرير الأميركي أن معلومات وكالة الاستخبارات العسكرية (دي آي آيه)، وقيادة المنطقة الوسطى الأميركية (سانتكوم)، تؤكد أن التهديد الذي يشكله التنظيم في العراق لا يمنحه الإمكانات لشن أعمال إرهابية كبيرة، وهذا ما ظهر فعلاً منذ بداية السنة الجارية؛ حيث إن عدد هجماته انخفض بنحو 37 في المائة. وحول الوضع في سوريا، يقول التقرير إن الوضع مختلف كلياً؛ حيث اعتبر أن مهمة القوات الأميركية وقوات التحالف الدولي لمحاربة «داعش» في شرق البلاد تواجه أخطاراً جدية، بسبب وجود عشرات آلاف السجناء والمعتقلين في السجون التي تشرف عليها «قوات سوريا الديمقراطية». وأضاف أن الاحتفاظ بهؤلاء السجناء في تلك السجون من دون خطة دولية واضحة لنقلهم ومحاكمتهم قد يحولهم إلى قنبلة موقوتة. ويشيد التقرير بالدور الذي لعبته القوات الأميركية في سوريا والعراق، وخصوصاً بالخطوات التي اتخذها وزارة الدفاع (البنتاغون) في الأشهر الثلاثة الماضية، من خلال تنفيذ خطة واسعة لإعادة الانتشار. وأضاف أن خطة إعادة الانتشار أدت إلى سحب بعض من تلك القوات من عدد من القواعد العسكرية في العراق؛ لكنها أدخلت في المقابل قدرات دفاعية جديدة من شأنها مواجهة تهديدات التنظيم، كما الميليشيات الشيعية المتطرفة المدعومة من إيران، من دون أن يوضح ماهية تلك القدرات؛ لكن من المعروف أن القوات الأميركية أعلنت أنها نشرت منظومات دفاع صاروخية، بينها منظومة «باتريوت» للرد على أي هجمات باليستية كالتي نفذتها طهران في بداية العام، رداً على مقتل الجنرال قاسم سليماني قائد «فيلق القدس» في «الحرس الثوري» في ضربة جوية أميركية.

 

مصر تدعم قطاع الطيران بـ127 مليون دولار لمواجهة تداعيات «كورونا»

الشرق الأوسط/السبت 16 أيار 2020

أعلنت وزارة المالية المصرية في بيان اليوم السبت أنها ستقدم ملياري جنيه (127.47 مليون دولار) للشركة القابضة لمصر للطيران في شكل «قرض مساند» لمواجهة أزمة فيروس كورونا المستجد. وتواجه مصر تداعيات اقتصادية وخيمة جراء انتشار فيروس كورونا الذي تسبب في توقف قطاع السياحة الحيوي للتوظيف وأثر على تدفقات النقد الأجنبي، حيث دفع السلطات لإغلاق المطارات وتقييد عمل المطاعم والمتاجر وفرض حظر تجول ليلي. وقال وزير المالية محمد معيط، في البيان، إن القرض ستتحمله «الخزانة العامة للدولة لحين تحقيق الشركة معدلات تشغيل تعادل 80 في المائة من حجم التشغيل عام 2019».

واعتمدت مصر خطة قيمتها 100 مليار جنيه لاحتواء التداعيات الاقتصادية. وأضاف معيط أن توقف حركة الطيران عالمياً نتيجة جائحة كورونا «أثّر بشكل كبير على الشركة القابضة لمصر للطيران والشركات التابعة لها، حيث توقفت الإيرادات تماماً مع استمرار تحملها للمصروفات الثابتة من أجور العاملين وغيره». وعلّقت مصر حركة الطيران في 19 مارس (آذار) حتى إشعار آخر ضمن مجموعة من الإجراءات لإبطاء انتشار الفيروس. وناشدت شركات الطيران الخاصة الحكومة الشهر الماضي التدخل لوقف خسائرها.

 

تقرير: إدارة ترمب تستأنف جزئياً تمويل منظمة الصحة العالمية

واشنطن/الشرق الأوسط/السبت 16 أيار 2020

ذكر تقرير لقناة «فوكس نيوز» الأميركية، أمس الجمعة، نقلاً عن مسودة رسالة أن إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب تعتزم استئناف تمويل منظمة الصحة العالمية جزئياً. وجاء في الرسالة بحسب «فوكس نيوز» أن إدارة ترمب «ستوافق على دفع ما يصل إلى ما تدفعه الصين من الإسهامات المقررة» لمنظمة الصحة العالمية. وعلق ترمب مساهمات الولايات المتحدة لمنظمة الصحة العالمية في 14 أبريل (نيسان)، متهماً إياها بتشجيع «التضليل» الصيني بشأن تفشي فيروس «كورونا»، وقال إن إدارته ستبدأ مراجعة للمنظمة، حسب ما ذكرته وكالة «رويترز» للأنباء. ونفى مسؤولو المنظمة هذه المزاعم. وكان التمويل الأميركي السابق لمنظمة الصحة العالمية يبلغ نحو 400 مليون دولار سنوياً.

 

واشنطن تتهم بكين بمحاولة «صرف الأنظار عن التستر» في أزمة «كورونا»

واشنطن/الشرق الأوسط/السبت 16 أيار 2020

رفضت البعثة الأميركية لدى الأمم المتحدة الدعوة التي أطلقتها الصين إلى الدول الأعضاء في الأمم المتحدة الإيفاء بالتزاماتها المالية للمنظمة الدولة، معتبرة أنها محاولة من بكين لـ«صرف الانتباه» عن «سوء الإدارة» خلال أزمة وباء «كوفيد - 19». وكانت الصين طالبت في بيان، أمس الجمعة، الدول الأعضاء في الأمم المتحدة «الإيفاء بالتزاماتها المالية بشكل كامل للمنظمة»، حسب ما نقلته وكالة الصحافة الفرنسية. وقال البيان الذي صدر عن البعثة الصينية في الأمم المتحدة إن «مجموع المساهمات المتوجب تسديدها لميزانية التشغيل وميزانية عمليات السلام بلغ في 14 مايو (أيار) 1.63 مليار دولار و2.14 مليار على التوالي». وأشار البيان الذي يستند إلى تقرير حديث للأمانة العامة للأمم المتحدة واجتماع عُقد (الخميس)، إلى أن «الولايات المتحدة هي أكبر مَدين ويتوجب عليها دفع 1.332 مليار دولار لعمليات السلام». وقالت البعثة الأميركية في الأمم المتحدة إن الصين «حريصة على صرف الانتباه عن التستر وسوء الإدارة لأزمة كوفيد - 19 وهذا مثال آخر». وأضافت أن «الولايات المتحدة قامت مؤخراً بدفع 726 مليون دولار في إطار التزامها بعمليات حفظ السلام وستدفع الجزء الأكبر من نصيبها في نهاية السنة». والولايات المتحدة هي أول مساهم مالي في المنظمة، إذ تدفع 22 في المائة من ميزانيتها التشغيلية السنوية التي تبلغ نحو ثلاثة مليارات دولار، و25 في المائة من ميزانيتها السنوية لعمليات السلام (نحو ستة مليارات دولار). رسمياً، ينبغي على الولايات المتحدة دفع 27.89 في المائة من ميزانية عمليات السلام، لكن بموجب قرار صادر عن الكونغرس يُطبقه الرئيس الأميركي دونالد ترمب منذ 2017. لا تدفع الولايات المتحدة سوى 25 في المائة، مما يؤدي إلى تراكم ديون سنوية تصل قيمتها إلى قرابة مائتي مليون دولار. وقالت البعثة الأميركية إن إجمالي متأخرات عمليات حفظ السلام بلغ 888 مليون دولار، لكنها أوضحت أن «نحو ثلثي هذا المبلغ هو نتيجة الدفع بنسبة 25 في المائة من 2017 حتى الوقت الحاضر».

 

ترمب: أميركا ستطور صاروخاً أسرع 17 مرة مما لدى روسيا والصين

واشنطن/الشرق الأوسط/السبت 16 أيار 2020

قال الرئيس الأميركي دونالد ترمب إنه أعطى موافقته لتطوير صاروخ جديد تفوق سرعته سرعة الصوت، بحيث سيكون أسرع من أي صاروخ تمتلكه روسيا والصين، في مؤشر آخر على سباق تسلح جديد. وقال ترمب في المكتب البيضاوي، حيث كشف عن شعار قوة الفضاء الجديدة، وهي أحدث فرع بالجيش الأميركي: «إنني أصفه بأنه صاروخ خارق الخداع... وسمعت أنه أسرع 17 مرة مما لديهم حالياً، وأسرع صاروخ مما لدينا الآن»، حسب ما نقلته وكالة الأنباء الألمانية. كانت روسيا قد أعلنت مؤخراً أنها طورت صاروخاً قادراً على حمل رأس نووية، وتبلغ سرعته أكثر من 20 مرة سرعة الصوت. وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن الصاروخ «أفانجارد» دخل الخدمة في ديسمبر (كانون الأول) الماضي. وتعمل الصين كذلك على تطوير صواريخ تفوق سرعتها سرعة الصوت، على الرغم من أنها ليست سريعة مثل المشروع الروسي الذي تم الإعلان عنه، لكنه لا يزال أسرع من أي شيء في الترسانة العسكرية الأميركية. وعبر محللون عسكريون أميركيون عن مخاوفهم من أن الصاروخ الروسي يمكن أن يتفادى عملية رصده. وروج مسؤولون أميركيون إلى وضع مزيد من أجهزة الاستشعار في الفضاء من أجل رصد سريع بصورة أكبر لأي هجوم آتٍ. وبدوره، أكد البنتاغون خبر تطوير صواريخ تفوق سرعتها سرعة الصوت. وقال جوناثان هوفمان، المتحدث باسم وزارة الدفاع، الجمعة: «تعمل وزارة الدفاع على تطوير مجموعة من الصواريخ التي تفوق سرعتها سرعة الصوت لمواجهة خصومنا».

 

تونس: الجماعات الإرهابية المتحصنة بالجبال معزولة ومشتتة

تونس: المنجي السعيداني/الشرق الأوسط/16 أيار/2020

قال هشام المشيشي وزير الداخلية التونسي، إن الجماعات الإرهابية الحدودية مع الجزائر هي اليوم معزولة ومشتتة وغير قادرة على تنفيذ هجمات إرهابية تستهدف أمن واستقرار تونس، وأكد خلال زيارة ميدانية أجراها، أمس، لمدينة القصرين (وسط غربي تونس)، أن الانتصار على الإرهاب سيكون من محافظة القصرين الصامدة ضد هذه الجماعات الدموية الخارجة على القانون، على حد تعبيره. مشيراً إلى أن استراتيجية الأمن التونسي تطورت على مدى سنوات مكافحة الإرهاب، من استراتيجية دفاعية إلى هجومية تضرب الإرهابيين في أوكارهم وتطاردهم أينما كانوا. وكشف المشيشي في زيارة للوحدات الأمنية على الحدود التونسية الجزائرية عن الجاهزية العالية جداً لكل القوى الأمنية في تونس، وأنها قادرة على صدّ أي محاولة تحرك إرهابية وستقضي على المجموعات المتطرفة بالعمل الدؤوب واليقظة الدائمة، على حد قوله.

كانت الوحدات العسكرية العاملة بمرتفعات القصرين (وسط غربي تونس) قد أعلنت عن إحباط مجموعة من العمليات الإرهابية التي كانت ستستهدف عسكريين وأمنيين تونسيين، في مخطط كان سيعيد إلى الأذهان الهجمات الإرهابية الدموية التي شهدتها نفس المنطقة وأودت بحياة العشرات من العسكريين. وأكدت وزارة الدفاع التونسية التي عرضت صور عدد من الأدوات المستخدمة في صنع المتفجرات والقنابل التقليدية، أن وحدات الجيش الوطني رصدت تحركات مشبوهة، وبتفتيش المنطقة التي ظهرت فيها الحركة وتمشيطها تم العثور على مخبأ يحتوي على قارورة غاز وحاشدات وأسلاك كهربائية وقطع حديدية وكمية من مادة الأمونيتر وتوابع مخصصة لصناعة الألغام والعبوات الناسفة. وأكدت أن تشكيلة من الهندسة العسكرية وبإذن من النيابة العسكرية انتقلت إلى موقع الحادث، وأمكن لها الكشف عن المخطط الإرهابي الذي يستهدف عناصر الجيش والأمن التونسيين. وإثر تمشيط المنطقة، تم حجز قارورة غاز وحاشدات وأسلاك كهربائية وقطع حديدية وكمية من مادة «الأمونيتر» وتوابع مخصصة لصناعة الألغام والعبوات الناسفة، وقالت إنها كانت جاهزة للاستعمال الفوري. وإثر التحريات الأولية التي أجرتها الوحدات العسكرية بالتنسيق مع الوحدة الخاصة لمكافحة الإرهاب للحرس الوطني بالقصرين، تبين أن مجموعة إرهابية تابعة لكتيبة «عقبة بن نافع» التابعة لتنظيم «القاعدة في بلاد المغرب»، كانت تعد لكمين يستهدف دوريات أمنية وعسكرية عن طريق زرع قنبلة ناسفة في طريقها، كما تم التخطيط لوضع ألغام يتم تفجيرها إثر عمليات رصد للدوريات الأمنية والعسكرية وتوقيت تحركها، حيث كانوا يخططون لتنفيذ مجموعة من العمليات الإرهابية المتزامنة قبل إحباطها والكشف عن تفاصيل المخطط. يُذكر أن الوحدات العسكرية التونسية قد تعرضت خلال عامي 2014 و2015 لهجمات مماثلة في منطقة القصرين (وسط غربي تونس) خلال شهر رمضان، وقد أودت بحياة العشرات من العسكريين فيما بات يُعرف بهجوم «هنشير التلة».

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

"حزب الله" والمعابر إلى الشرعية

نجم الهاشم/نداء الوطن/16 أيار/2020

لا يكفي أن يكون لدى"حزب الله" وزراء في الحكومة ونواب في المجلس النيابي وقاعدة شعبية وتحالفات سياسية حتى يقال انه ينضوي تحت لواء الشرعية وانه تحت القانون، لأنّ كل ذلك لا يمكن أن يغطّي على كل ما هو غير شرعي وغير قانوني ويتخطى التحالفات والعلاقات. ذلك أنّ الحزب بكلّ ما له من قوّة يبقى على مسافة مما هو شرعي ولا يستطيع أن ينزل تحت هذا السقف الذي لا يمكن أن يتّسع له.

اختار السيد حسن نصرالله الأمين العام لـ"حزب الله" مناسبة مرور عام على اغتيال قائده الأمني والعسكري مصطفى بدر الدين في سوريا ليتحدّث عن النصر الذي حقّقه محور "المقاومة" والنظام في سوريا وعن المعابر غير الشرعية وعن ضرورة التنسيق مع هذا النظام لمنع التهريب وعن رفض أي تفكير باستقدام قوات تابعة للأمم المتحدة لنشرها على الحدود السورية اللبنانية لأنّ هذا المطلب يكمل القرار 1701 الذي أصدره مجلس الأمن الدولي بعد حرب تموز 2006 التي كانت آخر حروب "حزب الله" على الحدود اللبنانية الإسرائيلية قبل أن ينتقل إلى المشاركة بقوّة في الحرب داخل سوريا، وهي الحرب التي قتل فيها مصطفى بدر الدين.

"حزب الله" تحت علم لبنان والحزب

ما حدا يحكي عن المعابر؟

اغتيال بدر الدين، وقبله الحاج عماد مغنية في العام 2008 في قلب حي كفرسوسة في دمشق، واغتيال ابنه جهاد لاحقاً في القنيطرة السورية وعدد من قياديي الحرس الثوري الإيراني، لا يمكن أن يدخل ضمن خانة الإنتصار. وبقاء النظام السوري حتى اليوم على جزء من الأرض والقرار لا يمكن اعتبار أنه انتصار.

عندما تمّ إخراج عامر الفاخوري المتّهم بالتعامل سابقاً مع العدو الإسرائيلي وبخدمته في جيش لبنان الجنوبي ومسؤوليته عن سجن الخيام لمدة من الوقت خرج السيد حسن نصرالله ليعلن أنه بعدما تم إخراج الفاخوري من السفارة الأميركية في عوكر بواسطة طوّافة عسكرية من دون موافقة السلطات اللبنانية "ما حدا بقا يحكينا" عن المعابر غير الشرعية بين لبنان وسوريا. ولكن هذا الملف عاد وانفجر بطريقة لا يمكن من بعدها التستّر عليه أو تجاهله وكأنّه باب هبّت منه عاصفة هواء على الحزب وهو لا يزال يجهد لإقفاله.

قبل أن تنفجر فضيحة المعابر بهذا الشكل كان يخرج وزير الدفاع السابق السيد الياس بو صعب ليتحدّث عن تكبير الموضوع وعن شيء لا أساس له من الصحة وأنّ ما يحكى عن مثل هذه المعابر لا يتعدّى كونه يتناول بعض الممرات بين لبنان وسوريا حيث تتداخل أحياء بعض القرى والمشاعات المتاخمة للحدود بين البلدين وأن لا إمكانية لضبطها وأنّ الجيش اللبناني يقوم بالواجب مع أن قيادة الجيش كانت قد حدّدت سابقاً المناطق التي تسيطر عليها بواسطة عدد من الأفواج الحدودية التي تنتشر على الحدود.

عندما اندلعت حرب تموز 2006 لم تكن مسألة المعابر غير الشرعية قد طرحت بعد بهذا الشكل. لم يكن قد مضى بعد أكثر من عام على انسحاب الجيش السوري من لبنان ولم تكن بعد مسألة تزويد "حزب الله" بالسلاح والصواريخ عن طريق سوريا قد أخذت هذا البعد الكبير. وعندما صدر القرار 1701 في 12 آب بعد شهر من بدء تلك الحرب كان يجب أن يشهد لبنان أكثر من تحول استراتيجي على الأرض.

بموجب هذا القرار تمّت زيادة عديد القوات الدولية إلى نحو 15 ألف جندي وتم نشر نحو عشرة آلاف عسكري من الجيش اللبناني في الجنوب ولكن كل ذلك لم يضع القرار الدولي موضع التنفيذ باستثناء ما يتعلق منه بوقف إطلاق النار. فقد احتفظ الحزب بسلاحه جنوب الليطاني وتم تقييد تحركات جنود القوات الدولية. وطالما أنّ القرار ينصّ بوضوح على استعادة الحكومة اللبنانية بقواتها الذاتية السيطرة على كامل أراضيها وعلى ضبط الحدود أمام حركة نقل السلاح والمسلحين وعلى حقّها بطلب المساعدة من أجل تحقيق سيادتها هذه، فإن هذا المضمون بقي فارغاً من المضمون. وللتذكير فقد حكي وقتها عن ضبط المعابر الشرعية وغير الشرعية على الحدود مع سوريا وعلى ضبط المطار ومرفأ بيروت والحدود البحرية وعلى هذا الأساس أصبح للقوات الدولية قوة بحرية تلعب دور مراقبة السفن الآتية إلى لبنان ولها الحقّ بتفتيشها.

وعلى هذا الأساس أيضاً جرت محاولة وضع مراقبين دوليين على الحدود وفي مطار بيروت ولكن تهديدات "حزب الله" والنظام السوري للحكومة اللبنانية جعلا مجلس الأمن والدول الداعمة لقراره يتراجعون عن التنفيذ الذي كان يتطلب استخدام القوة طالما أن الحكومة اللبنانية لم تكن بوارد تبنّي ما يمكن اعتباره فتح معركة مع الحزب نظراً لكلفتها الكبيرة.

وعلى رغم ذلك عاد الحزب وفتح المعركة في 7 أيار 2008. وعلى هذا الأساس تم الإكتفاء ببعض المعدات التقنية التي لم تعمل لا في مطار بيروت ولا في مرفأ بيروت بينما تركت الحدود مستباحة لأن الحزب بعد حرب تموز كان اتخذ قراره الإستراتيجي بالتعويض عما لحقه من خسائر وبالتالي فتح الطرق كافة بين بيروت ودمشق وطهران.

"حزب الله" في سوريا

ثمن العبور إلى سوريا

ولكن الحزب الذي كان يريد أن تبقى هذه الطريق آمنة ومؤمّنة لم يخطر في باله يوماً أنه سيكون مضطراً لدفع ثمن كبير في الحرب السورية ولخسارة نحو أكثر من ألفين من مقاتليه وآلاف الجرحى الذين لم يؤمنوا بقاء النظام السوري وأمان الطريق. من هذه الناحية يبدو السيد حسن نصرالله بعيداً عن مقاربة الواقع علناً، مع أنّه في التقييم الداخلي للوضع لا يمكن الا أن يكون منطلقاً من معطيات مختلفة لا يمكنه أن يعلنها. فهو لا يمكن أن يطل على الناس إلا وهو يحكي عن النصر ولكنّ الحقيقة مختلفة تماماً. فهو سبق وأعلن أنه لن يخرج من سوريا حتى لو كلّفه ذلك عشرات آلاف القتلى وحتى لو اضطر شخصياً للذهاب والقتال هناك. هذا يعني أنّه كان يعلم أنّ كلفة الحرب كبيرة ولكنّه كان يعلم أيضاً أنّ عدم دخول تلك الحرب كانت كلفته أكبر عليه. لقد تمّ وضعه أمام خيارين كلاهما خاسر. انهيار النظام في سوريا لا يمكن إلّا أن يؤّدي إلى انهيار "حزب الله" في لبنان والنظام في إيران. ولذلك لا يعود مقتل مصطفى بدر الدين وغيره من مقاتلي الحزب في سوريا إلا من قبيل دفع الحساب المعروف سلفاً. قبل الحرب في سوريا كان الحزب لا يزال يحظى ببعض التقدير في العالم العربي على رغم أنه كان فقد معظمه بعد اتهامه بعملية اغتيال الرئيس رفيق الحريري التي أشرف عليها مصطفى بدر الدين. واليوم بعد عشرة أعوام على تلك الحرب لا يستطيع الحزب أن يحدد موعداً للخروج منها فكيف يمكنه الحديث عن انتصار؟

قبل هذه الحرب كان النظام السوري يسيطر على كل الأرض والقرار، اليوم بعد عشرة أعوام لا يمكنه السيطرة على عائلة الأسد وما يتفرع منها ووجوده في المناطق التي يسيطر عليها ليس إلا بقوّة الروس أولًا والإيرانيين و"حزب الله" والتنظيمات التابعة لهما ثانياً. واليوم بعد عشرة أعوام لا يمكن ضمان بقاء الأسد في رئاسة الجمهورية ولا ضمان دستور جديد يحفظ وحدة الأرض والقرار. وبعد هذه الأعوام تعاني إيران والنظام السوري و"حزب الله" من الحصار والعقوبات الأميركية بحيث أنهم غير قادرين على تأمين مقوّمات الإستمرار فكيف في المقابل يتحدّثون عن الإنتصار؟ وهل النصر الذي ينشده "حزب الله" يقوم على استمرار فتح المعابر غير الشرعية لتأمين استمرار الحالة غير الشرعية التي مثلها بسلاحه وقوته وتدخلاته العابرة للحدود وللأعراف الدولية وللسلم الأهلي؟

ليس قليلاً أن يعود مجلس الأمن لتذكير الحكومة اللبنانية بضرورة نزع سلاح "حزب الله" وتطبيق القرار 1559 الذي لم يكن القرار 1701 إلا خريطة طريق لتطبيقه والذي اعتبره الحزب بعد صدوره أنّه لا يساوي قيمة الحبر الذي كتب فيه. وليس قليلاً أن تستمّر الحكومة اللبنانية بتجاهل استكمال تطبيق القرارين وإقفال المعابر غير الشرعية. ذلك أنّ على الحكومة، هذه الحكومة أو غيرها، أن تفتح معبراً واحداً أمام الحزب هو معبر العودة إلى تحت غطاء الشرعية والخروج من الحالة غير الشرعية التي يمثّلها. لأن هذه الحكومة أو غيرها لم تعد قادرة على تغطية ما لم يعد بالإمكان تغطيته.

 

الأزمة السورية تمتص الدولار من لبنان/شكوك حول تورط "حزب الله" بالتلاعب بسعر الدولار وتهريب المازوت والحزب ينفي

سوسن مهنا /انديبندت عربية/16 أيار/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/86259/%d8%b3%d9%88%d8%b3%d9%86-%d9%85%d9%87%d9%86%d8%a7-%d8%a7%d9%84%d8%a3%d8%b2%d9%85%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%b3%d9%88%d8%b1%d9%8a%d8%a9-%d8%aa%d9%85%d8%aa%d8%b5-%d8%a7%d9%84%d8%af%d9%88%d9%84%d8%a7%d8%b1/

تتكشّف تباعاً خيوط عمليات التهريب والتجارة بالسوق السوداء والتلاعب بسعر صرف الدولار في لبنان، مع تصاعد وتيرة التوقيفات بحق عدد من الصرافين. فبعد أن أُوقف أكثر من 50 صرافاً، احتُجز نقيب الصرافين محمود مراد في 8 مايو (أيار) بناءً على إشارة من النائب العام المالي علي إبراهيم، وعثر المحققون في هاتفه على محادثات على تطبيق واتساب مع الصرافين الذين كلّفهم بشراء الدولار، إذ كانوا يشترونه بـ 4200 ليرة، ليتولّى مراد بيعه بـ 4500 ليرة لمستوردي المواد الغذائية، الذين هم بحاجة إلى الدولار نقداً، لاستيراد السلع التي يبيعونها في السوق، ما يخالف تعميم مصرف لبنان، القاضي بتحديد الحدّ الأقصى لسعر مبيع الدولار عند 3200 ليرة. وفيما يستمر إضراب الصرافين الذي بدأ منذ أسبوعين، تستمر التداولات في السوق السوداء، لأن التعاملات بالدولار متوقفة في محال الصيرفة المرخصة.

دور "حزب الله"

في سياق التحقيقات، اشتُبه في تورط مدير أحد فروع "فرنسبنك" مع صرافين من خلال تأمين الدولارات لهم لبيعها وتقاسم الأرباح. وجرى توقيفه من قبل مفرزة الشوف القضائية. ووفق المعلومات، فإن أكثر من موظف ومدير في "فرنسبنك" قد يكون متورطاً، خصوصاً مع مراد. لكن المصرف أصدر لاحقاً بياناً يؤكد فيه أنه "ليس معنياً بهذا الملف لا من قريب ولا من بعيد، وأن أي تصرف فردي من قبل الموظف الموقوف أو أي شخص آخر إنما هو تصرف شخصي يتحمل مسؤوليته هو شخصياً كما وتبعاته القانونية، ولا علاقة لمصرف فرنسبنك به، كما يؤكد أنه كلف وكلاءه القانونيين باتخاذ جميع الاجراءات القانونية التي تحمي سمعته في هذا الملف بالذات".

وكانت معلومات قد أفادت بأن يحيى مراد، شقيق نقيب الصرافين يدير معه شركة، مركزها منطقة الغبيري في الضاحية الجنوبية لبيروت، معقل "حزب الله". وهذه الشركة تشتري الدولار بأسعار تفوق سعر السوق، مِمَّا أسهم في رفع سعر الصرف.

يقول أحد الصرافين، إنه التزم تعاميم مصرف لبنان، لكنه أقفل محله بعدما خُتمت مؤسسات ومحال أخرى بالشمع الأحمر. ويشرح "ليس كل الصرافين من حيتان المال، بل نحن نتبع العرض والطلب ككل السلع". وعمّا إذا كان نقيب الصرافين مغطّى من "حزب الله"، يقول، "من الممكن أن يكون مراد مقرّباً من الحزب وبيئته، لهذا لم يقبل أن يذهب إلى التحقيق بدايةً، لكن عندما اطّلع الحزب على عمله وتلاعبه بالسوق السوداء، رفع الغطاء عنه".

وعن عملية سحب الدولار من السوق، يوضح أن "بعض التجار كان يأتي إلى شتورا (البقاع الأوسط) ويشتري كميات هائلة من الدولارات وبأسعار تصل أحياناً إلى 4350 ليرة للدولار الواحد. ومن ثم عُلم أن مراد ومعه مدراء بنوك كانوا يراهنون على ارتفاع سعر الدولار إلى 5 آلاف ليرة، كي يعيدوا طرحه في السوق مجدداً، محقّقين أرباحاً خيالية عندها، لكن لعبتهم انكشفت للسلطات".

وكان عناصر مفرزة سير الضاحية الجنوبية في وحدة الدرك الإقليمي، وفي إطار ملاحقة الأشخاص الذين يقومون بأعمال الصيرفة بصورة غير شرعية، قد أوقفوا ستة أشخاص، من بينهم إيرانيان. وطُرحت أسئلة كثيرة حول توقيف الإيرانيين في الضاحية تحديداً، وكيف يعملون على إتمام عمليات بيع وشراء الدولار في السوق السوداء، وتحت أي غطاء سياسي.

في هذا الإطار، تتحدث دراسة "مشروع حزب الله للسيطرة على الاقتصاد والقطاع المصرفي اللبناني"، التي أعدّها فريق من سياسيين واقتصاديين ومصرفيين لبنانيين في مركز الدراسات الاقتصادية لمركز الشرق الأوسط الجيوسياسي، عن محاولة الحزب السيطرة على قطاعي الصيرفة والمصارف وتحويل وجهة النظام الاقتصادي اللبناني واستبدال دور النظام المصرفي (بشقيه، مصرف لبنان والمصارف التجارية) من اقتصاد حر إلى اقتصاد نقدي cash economy، بحيث يتمكّن الحزب من الإمساك بمفاصل الدورة الاقتصادية اللبنانية.

"حزبالله": لا علاقة لنا

وللإستيضاح عن صحة المعلومات التي طالت "حزب الله" تحدثت "اندبندنت عربية" إلى مسؤول العلاقات الاعلامية في "حزب الله" الحاج محمد عفيف، فعلّق على الاتهامات بشأن تغطية "الحزب" للصرافين ونقيبهم محمود مراد، قالاً إن "لا علاقة للحزب بعمل الصيرفة لا من قريب ولا من بعيد، ولا نتدخل بأسواق القطع والعمل التجاري ككل".

أما عن المعابر غير الشرعية، شرح عفيف أن "الحزب" لن يدافع أو يبرر ما يحصل من عمليات تهريب على الحدود، لكنه لفت إلى أن "حجم كميات مادة المازوت المهرّبة التي يُحكى عنها، 100 أو 200 صهريج، في حال احتسابها على الدولار، لن تكون هي المسبب بالأزمة، فليبحثوا عن الفساد ومكامن الهدر في مكان أخر". مع ذلك، أكد عفيف أن لا دخل لـ "حزب الله" بأي معبر غير شرعي، بل لديه معبر وحيد في منطقة القصير، معروف من قبل الاستخبارات الأميركية والإسرائيلية، ويمرر "الحزب" عبره سلاحه وعتاده وعناصره، من وإلى سوريا. وأضاف أنه هناك 161 معبراً، منها الشرعي وغير الشرعي، وهناك عائلات تعمل في التهريب لكنها لا تعتبر أن ذلك جرماً، حيث تقع بعض القرى ما بين الأراضي اللبنانية والسورية، وبسبب تلك التركيبة الجغرافية، فإن "عمر التهريب من عمر البلد ومنذ كانت الحدود بين البلدين". وزاد أن "حزب الله" كان أول مَن طالب الجيش اللبناني بالإنتشار على الحدود بعد معركة "فجر الجرود" ضد "داعش"، لكن الجيش لم يجد حينها التغطية السياسية لعملية الانتشار.

التهريب من وإلى سوريا

في 27 نوفمبر (تشرين الثاني)، قال جهاد يازجي، ناشر النشرة الإخبارية الاقتصادية "سوريا ريبورت" لصحيفة "ذا ناشيونال" الإماراتية، إن الانهيار المتسارع لليرة السورية "في الأسابيع الأخيرة" يعود إلى "الإغلاق الفعلي للقطاع المالي في لبنان". وأضاف "لبنان مصدر رئيس للعملة الأجنبية في سوريا، وعندما لا يكون هناك دولار في لبنان، يصبح الدولار في سوريا أكثر ندرة".

لبنان يسعى إلى تبديد فكرة "هيمنة حزب الله" تمريرا لخطته الإصلاحية

وهنا يربط مصدر عسكري أمني، ما بين خروج الدولار من لبنان وعمليات التهريب التي تحصل على الحدود اللبنانية السورية، قائلاً إن "الجيش اللبناني ينفّذ خطة انتشار لم تكن متّبعة من قبل، وأنشأ لذلك أفواج الحدود البرية، ونشر في البقاع ثلاثة أفواج. فوج الحدود البرية الثاني الذي انتشر من الهرمل حتى جرود عرسال، والثالث من المصنع حتى الصويري وبلدة راشيا الوادي، والرابع فوق بعلبك مروراً بالطفيل وحام ومعربون".

وبحسب المصدر، فإن المشكلة هي الأزمة السورية، إذ تمتصّ الأسواق هناك "الدولار اللبناني" بفضل عمليات التهريب. وجهّز "حزب الله" عشرات المعابر للانتقال إلى الداخل السوري، والتبديل العسكري الذي يحصل يومياً أو أسبوعياً، إذ تدخل وتخرج المواكب العسكرية والقوافل والعتاد وفي بعض الأحيان العتاد الثقيل. واستغلّ هذا الواقع العسكري بعض العشائر والعائلات القريبة من الحزب التي فتحت لنفسها عشرات المعابر وسُمّيت بأسمائها، معابر ناصر الدين وجعفر وزعيتر وغيرها، بخاصة في مقلب حوش السيد علي والقصر اللبنانية ومزارع مشاريع القاع.

ويشير المصدر إلى أن "الجيش اللبناني يعمل بجهد من خلال عشرات نقاط المراقبة، لكنه يشكو من قلة العديد والعتاد والبنى التحتية، خصوصاً في النقاط الجغرافية ذات التضاريس الصعبة، التي تستوجب إنشاء بنى تحتية كاملة لإقامة مراكز عسكرية فيها". ويرى المصدر أن "التقصير يأتي من قبل الجهاز المتخصّص في مكافحة التهريب وهو الجمارك، فتُهرّب البضاعة والمازوت بين الجهتين".

وتأتي البضاعة من جميع أنحاء العالم إلى مرفأ طرطوس، ومن طرطوس تدخل إلى سوريا ومن ثم إلى لبنان، "وبطبيعة الحال تحتوي على كل ما يتخيّله العقل، من ماركات عالمية إلى الخضار والفواكه، وصولاً إلى الممنوعات، وآخرها بضاعة آتية من البرازيل. والجدير بالذكر أن هذه البضاعة لا تخضع للتفتيش".

تتطابق هذه المعلومات مع ما نُشر في وسائل إعلامية بأن "حزب الله" يشتري المازوت بـ5 دولارات على سعر 1500 ليرة للصفيحة، أي بـ7500 ليرة لبنانية، ويبيعها إلى السوريين أيضاً بالسعر ذاته، ويعود بهذا الدولار إلى لبنان ولكن ليتصرف به على سعر 4000، محقّقاً أرباحاً تصل إلى مليار و200 مليون ليرة يومياً. وكانت انتشرت فيديوهات على وسائل إعلام عدّة عن العمليات الواسعة لتهريب المازوت على الحدود اللبنانية السورية. وهذا ما سبق أن أكده نقيب أصحاب محطات المحروقات جورج البراكس، في حديثه عن تهريب ملايين الليترات من المازوت يومياً إلى سوريا.

وصرح مصدر عسكري أن جميع صهاريج المازوت التي تصل إلى منطقة اللبوة (البقاع الشمالي) تُحجز مؤقتاً حتى الاطّلاع على وجهة سيرها، مع الشاحنات التي تحمل أطناناً من الطحين، لافتاً إلى أن مجموع ما فُرّغ من المازوت في 11 مايو، في مناطق من البقاع، يزيد على 280 ألف ليتر، وهذا رقم كبير جداً.

وهذا ما حذّرت منه دراسة مركز الشرق الأوسط الجيوسياسي، في حديثها عن خطة "حزب الله" المستقبلية للتعامل مع القطاع المصرفي، بعدما تعذّر عليه إخضاع حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، وبعدما فشلت ضغوطه على المصارف بغية إجبارها على عدم الالتزام بالعقوبات الأميركية، لا سيما عقب ما تعرّض له "جمال تراست بنك" في سبتمبر (أيلول) 2019 من عقوبات أرغمته على التصفية الذاتية والإقفال النهائي. ويتطلّع "حزب الله" إلى الاستفادة من الكتلة النقدية الموجودة بين أيدي اللبنانيين، بعدما سُحبت من المصارف. وتقدّر المعلومات المصرفية حجم هذه الكتلة بأكثر من ستة مليارات دولار أميركي، يضاف إليها نحو سبعة آلاف مليار ليرة لبنانية (تتراوح قيمتها بالدولار بين حوالى 4.5 مليار دولار بحسب السعر الرسمي و2.5 مليار دولار بحسب أسعار السوق الموازية)، يمكن أن يستفيد منها لاحقاً بتوظيفها في منظومته الاقتصادية والتجارية، للتحكّم بقسم من التجارة الخارجية عن طريق التهريب، وبالأسواق الداخلية عن طريق المضاربة بالبضائع السورية والعراقية والإيرانية والتركية المهرّبة، بما يسمح له بالالتفاف على العقوبات الأميركية ومحاولات تجفيف مصادر تمويل النظامين السوري والإيراني وأذرعهما.

 

عند جهينة الخبر اليقين

د.مصطفى علوش/الجمهورية/16 أيار/2020

"تُسائِلُ عن أخيهاِ كلَّ رَكْبٍ وعند جُهَيْنةَ الخبَرُ اليَقِينُ فمَنْ يَكُ سائلاً عنه فعـندي لسائِلِهِ الحديثُ المستَبِينُ"

أبيات مجهولة المصدر

تضاربت الروايات عن أصل الحكاية التي نُسجت عليها أبيات الشعر، وأصبحت مثلاً يُضرب للإشارة إلى أنّ الجواب موجود على سؤال حيّر الكثيرين. وفي كل الروايات المتداولة كان هناك قتيل غاب ولم يُعرف عن قاتله شيء، مع أنّه لدى جهينة الخبر اليقين. وفي روايتي هنا، سأعتبر أنّ جهينة مشاركة في الجريمة لكونها تعرف تفاصيلها، وتعرف أنّ الجريمة واقعة حتى قبل حصولها، وسكتت وتواطأت.

الخبر اليقين، هو أنّ هناك قتيلاً، والقتيل هنا هو اقتصاد بلد يترنح اليوم على حافة الجوع والعوز، بعد أن قطعت به السبل، ولم يعد هناك في العالم من يمدّ له اليد حتى بفتات الخبز. أما القاتل فقد بقي مجهّلاً بفاعل الخوف أو التجاهل أو الغباء أو المشاركة في دم الصديق. لكن جهينة نطقت أخيراً وأفصحت عن القاتل، ورغم ذلك فلا حساب ولا عقاب، والبلد يترنح ليلحق باقتصاده.

سنوات طويلة ونحن نسمع بالحدود السائبة بين لبنان وسوريا، وكان في كل يوم يأتينا كاذب أو منافق أو مستفيد جديد على سدّة المسؤولية، ليستعرض، وهو يجول على المعابر الحدودية مع ثلة من الجند الكاملي الجهوزية، مؤكّداً أنّ كل شيء على ما يرام، رغم بعض الثغرات. وهذه الثغرات المعروفة يبدو أنّها ليست مجرد ثغرات، بل هي هاوية الجحيم التي تتوسع لتُغرق البلد وأهله.

لا عجب على هذا الأساس تمّسك جهينة بالوضع القائم، أي استمرار الفساد في كل مكان لتتمكن هي من التخفّي وراءه لتستمر بما تقوم به. وهنا علينا العودة، ولو في إختصار، الى ما فعلته جهينة وأهلها بالقتيل من تعذيب وتنكيل قبل القضاء عليه. وسأختصر القضية في الخمس عشرة سنة الماضية، حتى لا أطيل الكلام الذي يحتاج إلى مجلّدات لو تمّ شرح تفاصيله. الضربة الأولى في هاوية الجحيم كانت تلك الحفرة المشتعلة في الرابع عشر من شباط سنة 2005، يوم قرّر أهل جهينة من القديسين، أن يغتالوا رفيق الحريري، ومن بعده أن يذهبوا الى المشاركة في تقبّل التعازي، وأهل الضحية غافلون عن كون جهينة عندها الخبر اليقين. أُقفل البلد واقتصاده لأشهر، ولولا حكمة أهل الضحية لتجاوز الحزن والعودة إلى الحياة، لكانت الأمور ذهبت إلى المجهول.

وما ان مضت بضعة أشهر حتى أتت الضربة الثانية بحرب تموز، التي وسعّت هوّة الجحيم وضربت فرصة كانت واعدة لصيف سنة 2006 ، أبت جهينة وأهلها أن يمرّ على خير. ولكن، عاد أهل الضحية مجدداً الى اختراع خطة إنقاذ كان اسمها "باريس 3"، وهي أيضاً كانت واعدة لإعادة إنعاش الاقتصاد المترنح على حافة الهوّة الملتهبة. فما كان من جهينة إلّا معاجلة "باريس 3" باحتلال الوسط التجاري وخنق الاقتصاد مجدداً، بعدما أخذ بضعة أنفاس. بالطبع، فقد ترافق كل ذلك مع شلّ كل المؤسسات في السلطة التنفيذية والتشريعية، وتأخير انتخاب رئيس للبلاد لسنتين، ومن ثم كانت غزوة السابع من أيار. ورغم كل ذلك، عن ضعف كان أم حكمة، عاد أهل الضحية ودخلوا في مشروعي إنقاذ هجينين ووهميين، هما "اتفاق الدوحة" ومن بعده "السين-سين"، وقد تمكنا من ضخ بعض الأنفاس الجديدة لسنتين، إلى أن عاد النزق لأهل جهينة وقرّروا الانقلاب على كل شيء وقّعوه. أسقطوا الحكومة، ومن بعدها دخلوا في الحرب الكونية الإقليمية، وأدخلوا البلد كله من بعدها في أتونها وتداعياتها، والبقية اليوم معروفة بخصوص نقض جهينة وأهلها كل الوعود والعهود، ويكفي ذكر "إعلان بعبدا" الذي لم يبصر النور، نتيجة المكر والتقية أثناء توقيعه. كل ذاك التنكيل كان يحصل وجهينة وأهلها لا وصمة فساد عليهما، وبقي الآخرون متهمين بمجملهم بالصفقات والألاعيب. كان هذا كله قائماً، وكل من توالى على الحكم يدفن رأسه في التراب، او يخاف أن تنهال عليه الحجارة لو أنّه رمى الحجر الأول، فمن كان منهم بلا خطيئة يا ترى؟

قصة المعابر ليست الوحيدة لتفضح جهينة، فتبييض الأموال كان قائماً منذ عقود، والمعابر المالية كانت مفتوحة للفساد المالي الضروري لتمويل "المقاومة"، في سبيل توفير مال الولي الفقيه النظيف، يعني مال الإجرام الدولي هو بديل النظيف. لكن القضية الأهم كانت أبعد وأخطر حتى من الإجرام الدولي، فقد تحوّلت كل المعابر الحدودية، من مرافئ ومطار وحدود سائبة، إلى أدوات نكّلت بمداخيل الدولة ووسعّت هاوية الجحيم المالية. ومن بعدها تكشفت قضية تهريب العملة الصعبة والمازوت والطحين المدعومين بأموال اللبنانيين من كل الطوائف، وبقي الفاعل مجهولاً إلى أن أتى خبر جهينة اليقين بإعلان المسؤولية الجهادية عن التهريب، وتهديد أي من تسوّل له نفسه بقطع رزق المقاومة بقطع اليد! ولو كان الحديث عن الحاجة للتفاهم مع سوريا هو السبيل لتنظيم الحدود، فهل يعني أنّ القائل يبتز الحكومة بالتهريب لإجبارها على التطبيع؟ وإن كانت الحكومة السابقة قد وقفت حجر عثرة أمام التطبيع، فماذا عن الحكومة الحالية الطيّعة؟ ولماذا لم يطرح الوزراء المقاومون، ومن ضمنهم وزراء "أمل" و"التيار العوني" و"المردة" التطبيع؟ ولم يُطرح الموضوع في مجلس النواب "المقاوم" بأكثريته؟ نسأل جهينة عن كل هذا الخبر اليقين، لكن المؤكّد هو أنّ الجزء الأعظم من الهوة المتسعة وسع الوطن اليوم، حفرته جهينة وأهلها المقاومون، لخدمة أسطورة يهون فيها ولأجلها الشر والإجرام، حتى في حق جمهور المقاومة.

 

"ثغرات"

د. كريستيان اوسي/المرصد/16 أيار/2020

اما وقد بدأ لبنان تفاوضه الرسمي، عن بعد، مع صندوق النقد الدولي في شأن خطة الانقاذ الاصلاحية التي اقترحها، فان الانظار تتجه الى موقف هذه المؤسسة المالية الدولية من البرنامج الذي عرضه المسؤولون عندنا، إن في توصيف المشكلة او في سبل معالجتها.

من هنا اهمية ما افصحت عنه هيئات لبنانية تخصصية تنشط في الخارج وعلى علاقة وثيقة مع مراكز القرار المالي و التخطيطي وعلى دراية، حكماً، بالتوجهات التي تقود مسار مؤسسات مثل صندوق النقد الدولي مثلاً.

بعض هذه الهيئات عكف على درس الخطة الحكومية وفنّد بنودها تحليلاً واجرى مقاربته لمضمونها و خلص الى النتائج.

وحرصت هذه الهيئات على ارسال ملاحظاتها الى المسؤولين في البلاد، ما شكّل نوعاً من أفقٍ لما قد يطالب به الصندوق الاممي في سياق تفنيده مضمون الخطة اياها.

من ابرز هذه الملاحظات ما وصلت اليه هيئة لبنانية اقتصادية متخصصة فاعلة ومحترمة جداً في الخارج، بحكم ما تضمّه من كفاءات بشرية متنوعة تشرف اما على ادارة مؤسسات عالمية او تشارك في تخطيط برامجها.

فما ابرز ما حملته ورقة ملاحظات هذه الهيئة بالنسبة الى خطة الحكومة، علماً ان مضمونها قد يؤشّر الى الملاحظات المرتقبة لصندوق النقد:

-أولاً: تُعتبَر الكهرباء ثقباً كبيراً يتسبب او يشارك في العجز.. والخطة لا تزال تعتبر البرنامج المقترح من الحكومة السابقة مرجعيةً يُعتدّ بها لاقفال الملف، في حين ان المطلوب خطة اصلاحية جذرية تقفل باب الهدر نهائياً.

-ثانياً: تقدّر الخطة حاجة لبنان الى اكثر من

١٠ مليارات دولار تقريباً للسنوات الخمس المقبلة ( من صندوق النقد) بالاضافة الى الافادة من اموال "سيدر"، علماً ان اموال سيدر مخصصة للبنى التحتية في مجملها ، في حين ان الحاجة ملحة الى اصلاحات طموحة والى نظام ضرائبي وتكريس استقلالية القضاء بما يكرس سيادة القانون .. وهذا ما يشجع الاستثمارات الخارجية.

-ثالثاً: يفترض ان تتضمن الخطة استراتيجيات شراكة او خصخصة جزئية لبعض مؤسسات الدولة على المدى المتوسط لخلق الاقتصاد التنافسي وجذب الاستثمار، مع عدم بيع اصول الدولة بالمجمل، وخلق ادارات للمرافق تكون مستقلة ومتخصصة ترفع من قيمة الاجزاء المطروحة للتملك الخاص.

-رابعاً: تفتقر الخطة الى آلية إجتثاث الفساد. كما ان التحقيق المالي المطروح لمصرف لبنان يجب ان تتسّع دائرته لتشمل كل الوزارات والوكالات الحكومية والمؤسسات العامة كما كل الاشخاص المعنيين بهذه الادارات فلا تقتصر فقط على المصرف المركزي.

-خامساً: اعتبار تراجع سعر العملة بقدار ٥٪؜ سنوياً. في مقابل الدولار غير واقعي لان العجز يتضخم بشكل اكبر بكثير.

-سادساً: افتقار الخطة الى الهيكلية المالية الواضحة على ان يتأثر المودعون بطريقة منظمة، وفي اطار قانوني شفّاف، ليكونوا هم خط الدفاع الاخير.

-سابعاً: لا تتضمن الخطة رؤيا لمستقبل لبنان الاقتصادي.

تخلص الدراسة الى ان هذا المستقبل يحتاج الى استقرار وقيادة واعية و تناغم سياسي، وهو يتطلب إجماعاً وطنياً و تنسيقاً مع المصرف المركزي...

من هنا الحاجة الى حوار شامل يُشرك الجميع لتأمين قاعدة الدعم لعملية التنفيذ.

 

باريس عن سلامة: متى سيتخلّصون من هذا الرجل؟

نقولا ناصيف/الأخبار/2020  السبت 16 أيار 2020

يكاد القول يصحّ بأنّ حاكم مصرف لبنان رياض سلامة آخر التلاميذ الأذكياء في السلطة الذين خلّفتهم الحريرية السياسية. مدرسة الرئيس رفيق الحريري، فيها حتماً تلاميذ أذكياء، وتلاميذ أوفياء، وتلاميذ كسالى، وتلاميذ انتهازيون هم المستمرّون والأوفر عدداً.

بين التلاميذ الأذكياء مَن هم الآن خارج السلطة، وخارج تيار المستقبل، وخارج الحريرية السياسية نفسها التي لم تعد تشبه الأب الأول. أحدهم وأهمهم الرئيس فؤاد السنيورة، إلى آخرين أذكياء أيضاً حجبوا أنفسهم. بين هؤلاء أيضاً مَن خرج باحترام ووقار، وبينهم مَن أُقصي بعدما أفرط في ثرائه، وبينهم مَن لم يعد يتحمّل انتفاخه في مرآة ذاته. يصحّ ذلك تماماً على الذين رافقوا الرئيس الراحل في حكوماته ودورتَي الانتخابات اللتين شارك فيها (1996 و2000) والذين عدّهم مستشاريه.

وحدهما السنيورة وحاكم مصرف لبنان الدكتور رياض سلامة من تلاميذ المدرسة صمدا بعد غياب مؤسّسها ولا يزالان. الأول بترؤسه الحكومة مرتين وانتخابه نائباً مرة واحدة، وسلامة الذي لا يزال يلزم منصبه منذ 27 عاماً. كلاهما رافقا حقبتَي الحريري الأب ثم الحريري الابن، ووصلا إلى نهاية الطريق أو أوشكا. بالتأكيد لا يصلح القول بأن الحريري الابن هو ابن مدرسة لم يعرفها إلا بعد اغتيال والده، ولم يخلف أباه إلا بعدما أذنت بذلك الرياض في نيسان 2005، ثم انتزعت منه هذا التفويض في تشرين الثاني 2017.

أكثر من مفارقة، لصيقة بالانهيار الحالي في البلاد، توجب الربط بين معلم المدرسة وتلميذها آخر المتبقّين فيها:

أولاها، إسقاط الليرة للمجيء بالحريري الأب إلى السرايا عام 1992، هو نفسه أسقط الليرة للإبقاء على سلامة في حاكمية مصرف لبنان.

ثانيتها، أن قاعدة الاستدانة التي لم يسبق أن اختبرها لبنان مرة في تاريخه، ولا وقع حتماً تحت عبئها في انتظار ربيع السلام الذي بشّر به الحريري الأب عامي 1992 و1993 مع مؤتمر مدريد ما سيتيح للبنان تسديد ديونه، هي نفسها القاعدة التي أفصح عنها سلامة في مؤتمره الصحافي الأخير (29 نيسان) عندما تحدّث عن توخيه شراء الوقت ريثما تجري الحكومات اللبنانية الإصلاحات البنيوية، فأقرضها بلا حساب.

كلاهما الرئيس الراحل والحاكم الحالي صنعا سابقة الفوائد المرتفعة على أنها رهان يدخل العملات الصعبة إلى البلاد. إبان الحكومة الأولى للحريري سجّلت الفوائد في المصارف أرقاماً قياسية، وعوّلت على غير اللبنانيين أكثر منهم اللبنانيين للحصول عليها، بدءاً بمسؤولين سوريين كبار أبدلوا دولاراتهم بليرات لبنانية من خلال الحريري الأب، ثم استرجعوها منه مع الفوائد الثمينة. صحّ ذلك أيضاً على متموّلين سوريين كبار هم رجال النظام، وعلى شركاء المعادلة الداخلية حينذاك. على نحو مماثل، أعاد سلامة تكرار لعبة الفوائد الكبيرة على أنها جزء لا يتجزّأ من الرهان على الوقت الذي راهن عليه عبثاً رئيس الحكومة الراحل.

ثالثتها، تعميم مفهوم غير مألوف في لعبة الأنظمة والسياسات، بالقول بأن مصير العملة الوطنية مرتبط بالشخص، كأنه كافلها والضامن الفعلي لها. ذلك ما اقترن بوجود الحريري الأب في الحكومتين الأولييْن (1992 و1995) قبل أن يُرغم على ترك السرايا عام 1998، فلم تسقط الليرة بخروجه من الحكم. النموذج نفسه أحاط سلامة نفسه به، لكن بأسلوب مقلوب تماماً لما فعله الحريري الأب: عوض أن يهدد بالليرة لمنع أي محاولة لإخراجه من منصبه، أسقطها بالفعل كي يقدم نفسه على أنه الوحيد القادر على إعادة الاستقرار إليها. في عام 2020 استخدم سلامة سلاح 1992.

قبل أسابيع قليلة، تلقّت وزارة الخارجية والمغتربين من سفارة لبنان في باريس تقريراً عن محتوى اجتماع عُقد في وزارة الخارجية الفرنسية تناول الوضع النقدي في لبنان وأزمة انهيار اقتصاده، إلى الخطة الإصلاحية لحكومة الرئيس حسان دياب ومدى انطباقها على إصلاحات مؤتمر سيدر. في هذا الاجتماع بدا لافتاً ما قاله الموفد الفرنسي الخاص إلى بيروت، المكلّف متابعة نتائج مؤتمر سيدر، السفير بيار دوكان - وكان زار العاصمة اللبنانية عامي 2018 و2019 - عن حاكم مصرف لبنان تبعاً لما ورد في التقرير، واتّسم بسلبية عالية: «متى سيتخلّصون من هذا الرجل؟».

تبلّغ المسؤولون اللبنانيون فحوى التقرير الذي أرسل إشارة مهمة إلى انتقاد فرنسي حادّ للسياسة النقدية للحاكم، راكم نقمتهم عليه من غير أن يكون متاحاً، لأسباب سياسية محض، إقالته من منصبه. تلا هذا الموقف ما وصل إلى المسؤولين اللبنانيين أيضاً عن إشارات أميركية ليست بمثل التشدّد الفرنسي، إلا أنها لم تضع الرجل تحت مظلة واشنطن. مفاد الإشارات الرسمية والجدية تلك أن ما يهم الأميركيين علاقتهم بالمؤسسات النقدية والمالية والمصرفية اللبنانية وسياساتها وليس الأشخاص. إشارة كهذه، كان من المستحيل توقّعها قبل سنوات تصدر حيال سلامة الذي غالى في جمع جوائز كان يحصل عليها، على أنه مرة أفضل حاكم مصرف مركزي في المنطقة، ومرة أحد أهم حكّام المصارف المركزية في العالم. فإذا الرجل اليوم في وضع محرج، بالكاد يتيح له الدفاع عن سمعته.

وقد تكون المكالمة التي أجراها به رئيس مجلس النواب نبيه برّي، بعد تصاعد الحملة على سلامة في الأسابيع الأخيرة والمطالبة بإقالته، خير معبّر عما آلت إليه حاله. عارض رئيس البرلمان إقالته بحجة جاراه فيها أكثر من طرف، منهم حزب الله الذي تحمّس بداية ثم برَّد همته. حجة برّي أن من المتعذّر إضافة شغور إلى شغور. في غياب نواب حاكم مصرف لبنان رغم فقدانهم أي صلاحية جدية، وفي غياب مفوّض الحكومة لدى مصرف لبنان المعني بالمراقبة، وكذلك لجنة الرقابة على المصارف، فإن إقالة الحاكم تجعل المشكلة أكثر تعقيداً.

أما ما قاله برّي لسلامة في المكالمة الهاتفية: موقفي منك ليس دفاعاً عنك، بل لتفادي مشكلة أكبر.

برّي للحاكم: لا أدافع عنك لكنّني لا أريد مشكلة فوق مشكلة

بين أيدي المسؤولين اللبنانيين دراسة من 15 صفحة وضعها مستشار قانوني بارز تناول فيها المقتضيات التي تضع بين يدي مجلس الوزراء أسباباً كافية لإقالة سلامة. لا يتوهّم المسؤولون عدم توافر الحجج القانونية الموجبة لاتخاذ موقف كهذا، إلا أن دونه - إلى الآن على الأقل - القرار السياسي المرتبط بمَن سيخلفه لا به هو بالذات، وباسترضاء السلطات النقدية الدولية الكبرى وطمأنتها. بل تكاد تكون ثمة سابقة في وجود حاكم لمصرف لبنان في موقع مناوئ لرئيسَي الجمهورية والحكومة. كلاهما لا يريدانه، بيد أن موازين القوى الداخلية تؤجل إقصاءه ولا تلغيه.

الرئيس ميشال عون ممتعض من تصرفه غير اللائق حياله: طالبه ببيان عن الأرقام الفعلية لمصرف لبنان، فأرسل إليه سلامة بياناً من 50 صفحة يتعذّر فيها تفسير الأرقام. خابره وطلب منه مجدّداً بياناً مقتضباً. حضر الحاكم إلى الرئيس وسلّمه ثلاث أوراق بخط اليد راكم فيها أرقاماً فوق أخرى في بضعة أسطر كي يستعصي فهمها، قال إنه وضعها على عجل. ليس امتعاض الرئيس حسان دياب أقل وطأة منذ سمع المؤتمر الصحافي لسلامة في 29 نيسان، قائلاً بأن لا موجب للتنسيق بينه والحكومة، كما لم يستجب لطلب تدخّله في سوق القطع.

ما شكا منه دياب عبّر عنه أخيراً وفد صندوق النقد الدولي في تفاوضه مع الوفد اللبناني (مصرف لبنان في عداده)، عبر الاتصال بالفيديو: يصرّ صندوق النقد على الحصول على الأرقام الحقيقية في حسابات مصرف لبنان، ملقياً شكوكه حيال الأرقام التي وصلت إليه. ما أخطر صندوق النقد محاوريه اللبنانيين أن أرقام مصرف لبنان الصادرة عنه غير مؤيّدة من أي جهة دولية تمنحها صدقيتها.

 

عقدة المواصلات" بين بيروت ودمشق...

عبدالله قمح/ليبانون ديبايت/السبت 16 أيار 2020     

على الطريقةِ اللبنانية، يُحاولُ عُتاة السياسة المرور على مسألة إعادة ترتيب العلاقة مع سوريا. بالطبع هُناك مجموعة فِرقٍ لاشيء يجمعها إلّا "النقار" ليس أكثر، وفي كل مرة يُطرح موضوع يحمل جدوىً اقتصادية الى لبنان تخرج أصوات الاعتراض عليه.

القصةُ تكمن دائماً في "عقدة المواصلات" على خطِّ البعض الذي ما برحَ خانة الماضي، الرافضُ كلياً لتوسيع مندرجات العلاقة مع سوريا لاعتبارات سياسية متنوعة رغم علمه يقيناً في أنّ في توسيع العلاقة فوائد عدة تنسحب على لبنان. وفي زمن الكساد الحالي، المُستهجن أنّ البعض يروّج لاستدراج المساعدة من الخارج البعيد بينما في إمكانهم جَنيها من دولة لا تبعد سوى مرمى حجر.

عندما طرحَ أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله موضوع ترتيب العلاقة مع سوريا لجدوى اقتصادية، خرج البعض عن طوره ليبدأ برسم سيناريوهات خلف الدعوة وربطها بأجواءٍ أو دوافع سياسية تمرُّ عبر الإقليم من دون الأخذ في الإعتبار أنّ هناك أناساً قد سبقوا نصرالله في طرحه ولم ينالوا كل هذه الضجة!

في الحقيقة، مسألة ترتيب العلاقة مع سوريا ليست "براءة إختراع" تُسجل بإسم أمين عام حزب الله وإن كان يُعدّ أكبر راعٍ لها على المستوى الداخلي، بل هي نتيجة حراك سياسي داخلي في الصالونات وخارجها، تَفاعلَ تحت وطأة الأزمة الاقتصادية.

يُسجَّل للبطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي أنه من بين الأشخاص الذين تجاوزوا الأسباب السياسية وتقدموا باتجاه الدعوة إلى "تمتين علاقات لبنان مع محيطه". صحيح أنه لم يشر إلى سوريا بالاسم، لكنّ العبارة "الفضفاضة" واضحة. الكلام الذي قاله خلال عظة الأحد ما زال يتردّد صداه وقد أخذه البعض كسند لبناء تحركهم عليه.طبعاً، لا بدّ من دخول تقاطع مصالحٍ على المسألة، فالسيد نصرالله ينطلق من توجّهٍ لترتيب شاملٍ للعلاقة مع سوريا على نحو يعيد الانتظام إلى مجموعة كبيرة من الاتفاقات الزراعية والتجارية الموقعة، يُشاطره الرأي حشدٌ من أبناء خطِّه السياسي وممّن لا يدورون في فلكه حتى.

نظريةُ نصرالله تقوم على تعاونٍ تجاري شامل، يتعدّى ذلك استيراد المواد الغذائية الأساسية من سوريا كمساهمة في التخفيف من حدّة الازمة الاقتصادية وفتح باب التصدير. فريق آخر ليس من صلب التحالف مع نصرالله لديه نظرية أوسع وأشمل، يدعو إلى "تحرير الحدود" بين البلدين، ما يسمح في البداية بتبادل الاستيراد والتصدير بعد إحالة القوانين الجمركية بين البلدين إلى التقاعد، ولاحقاً يأتي الدور على الإعداد لرسم خطط حول إنشاء سوق تجارية مشتركة بين البلدين.

يُدرك حزب الله جيداً، كما الفريق "الملوّن" الذي يَجد مصلحةً في ترتيب العلاقة اللبنانية السورية، أنّ الموانع التي حالت دون التوجه الى سوريا في زمن حكومتيَ سعد الحريري السابقتَيْن ما زالت هي نفسها، بل زادت عليها مخاطر دولية مترتبة عن مشاريع قوانين العقوبات الأميركية، "قيصر" وغيره.

ثمَّ إنّ الشروط المطلوبة لترتيب العلاقة الآن بين البلدين اختلفت عن الزمن الذي كانت فيه حكومة الحريري مسيطرة. يكفي وجود النية وليس هناك من داعٍ مثلاً لزيارة رئيس الحكومة حسان دياب دمشق وإبرام اتفاقية.

أصلاً، دياب ليس في هذا الوارد الآن لشدَّة اهتمامه بالمسائل المترتبة عن الأزمتَيْن الكورونية والاقتصادية التي تسلبه كل وقته، وطالما أنه يتمتع بفريق وزاري متجانس ليس ثمّة إعتقاد في أنه يُعارض توكيل أحد الوزراء الاضطلاع بملف ترتيب العلاقة ما دامت زيارات أحدهم مؤخراً لم تُثر زوبعة ردود فعلٍ على طاولة مجلس الوزراء. في الواقع، أنّ البعضَ في دوائر القرار السياسي، بدأ يفكر ملياً في مدى الجدوى من ترتيب العلاقة، وثمّة براغماتية واضحة في قراءة الصورة تتجاوز حدود الخلافات السياسية.

والنقاشُ دخل فعلاً، مساراً رسمياً حين فُتح للمرة الاولى على طاولة المجلس الأعلى للدفاع في الجلسة ما قبل الأخيرة، ثم أعيد التلميح اليه والخوض به بمستوى أقل خلال الجلسة الماضية تحت عنوان إعادة استنهاض ورشة ترتيب العلاقة مع سوريا. هذا الكلام كان مصدره واحد من كبار المراجع القضائيين في البلاد، الذي تولّى تقديم ما يشبه "الاطروحة" أذاعها على مسمع الحاضرين مفنِّداً كل نقطة فيها، مبيَّناً مدى الإيجابيات التي ستنعكس على لبنان فيما لو اتّخذ القرار بالتنفس من الرئة السورية.

بنى المرجع نظريته على لغة التاريخ والجغرافيا والضرورات الحالية وشدّة الارتباط بين البلدين، ومع الوفر الحاصل في سوريا على صعيد المواد الأساسية، سيّما الغذائية منها ومدى جودتها مقارنة مع أصناف أخرى، وملاءمة سعرها للسوق اللبناني الذي يأنّ تحت هول ارتفاع الدولار، وقد أفرغ ما في جعبته داعياً للتفكير في مدى جدوى فتح الحدود بين البلدين وإحالة القوانين الجمركية إلى التقاعد.

إرتفاع مستوى التهريب بات دافعاً لأكثر من طرفٍ لإعادة التفكير في فتح الحدود مع سوريا. المصادر الأمنية تضيء على ظاهرة استيراد المواد الغذائية من سوريا عبر التهريب وارتفاعها خلال الفترة الاخيرة مقارنة بالأعوام السابقة. يصبح الأمر مفهوماً حين يجري استطلاع الأسعار والفوارق بينها وبين المواد الموجودة في السوق اللبناني. من هنا، ينطلق أكثر من طرفٍ في مشروع ترتيب العلاقة، لماذا يترك سوق التهريب مشرّعاً في وقتٍ بمقدور الدولة اللبنانية قوننته من بوابة عمليات استيراد المواد التي يحتاجها السوق اللبناني من سوريا وبالليرة اللبنانية؟ يقول أكثر من مصدر أن هذا الشرط توفِّره سوريا، وما على الحكومة اللبنانية سوى اتخاذ قرار شجاع في القبول. وبما أن كافة الاجهزة الأمنية تُجمع على استحالة تأمين تغطية شاملة على الحدود في الشمال والبقاع يبقى الحلّ الأمثل لوقف التهريب عبر رفع مستوى التنسيق الأمني مع دمشق.

 

المفتي دريان ملقياً خطبة المفتي الشهيد في العيد

زياد عيتاني/وقع أساس ميديا/السبت 16 أيار 2020

في مثل هذا اليوم من العام 1989، اغتيل "المفدي" حسب التعبير البيروتي . وبقي المسلمون لسنوات طوال يقصدون الشيخ حسن خالد حين يلفظون كلمة المفتي متجاهلين من هو في سدّة المسؤولية الوطنيّة بعده. إلى أن انتُخب مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان الذي أعاد أسس استقرار المؤسسة الدينية إلى دار الإفتاء وأنهى الاشتباكات السياسية الموروثة محقّقاً الهدوء السياسي لدار المسلمين. هذا في عقول المسلمين أما في قلوبهم فبعد 31 سنة من اغتيال المفتي الشهيد حسن خالد، ما زال المسلمون يتذكرون تلك القامة بعمامتها البيضاء وجُبّتها البيضاء وقلبها الشجاع الأبيض، تقف في قلب بيروت الأبيّة، بيروت المحروسة، تقف في "الملعب البلدي" تخطب في الناس وتؤمُّها في صلاة العيد، مطلقة فيها الصمود والوحدة والسلام والأمان، والإيمان أنّ هذا الوطن هو لكلّ أبنائه والكلّ فيه سواسية.

بعد 31 سنة ما زال ذاك الخطاب صالحاً، فالمفتي الشيخ عبد اللطيف دريان ليس مضطراً أن ينشغل بتحضير خطبة عيد الفطر، ونحن على بعد أيام من نهاية شهر رمضان. كلّ ما عليه هو أن يطلب من أحد العاملين في مكتبه أن يخرج من الأرشيف خطبة الشهيد المفتي حسن خالد في الملعب البلدي عام 1983 طالباً إعادة طباعتها لإلقائها كاملة دون تعديل، زيادة أو حذفاً في صلاة العيد.

في الذكرى الـ31 لاغتيال المفتي حسن خالد، وبعد كلّ هذه السنوات، ما زالت خطبة المفتي الشهيد في ملعب بيروت البلدي صالحةً بكامل تفاصيلها اليوم، حيث لم يتغيّر شيء في الواقع والوقائع، سوى بعض الأسماء والشهود.

"إذا كانت محبة وطننا لبنان تفرض علينا واجبات نؤدّيها له عن رضى وسخاء، فإن لنا عليه وفيه حقوقاً نحرص عليها حرص القوي الواثق الذي لا يرضى أن يعيش فيه مع غيره إلا على قدم سواء". هذا مقطع من خطبة العيد التي ألقاها المفتي الشهيد، وهو يختصر كلّ القضية وكلّ الأزمة التي يتخبّط بها لبنان نتيجة لقهر يعيشه مكوّن أساس في الوطن ألا وهم السُنّة، في ظلّ سعي باقي الشركاء لإلغاء دورهم وشراكتهم ووجودهم. يليق بالمفتي دريان أن يمسك خطبة سلفه المفتي الشهيد ويلقيها كوثيقة يتمسّك بها المسلمون للعيش والتعايش في هذا الوطن الذي لا يمكنه العيش على قاعدة قهر طرف فيه مهما كان هذا الطرف صغيراً أو كبيراً، حاملاً للسلاح أو واقعاً تحت هيمنة السلاح. فلبنان لا يحيا دون السُنّة. لقد كانت خطبة المفتي الشهيد حسن خالد في الملعب البلدي قبل ما يزيد عن الثلاثين سنة، خطبة مفصلية تاريخية وضعت النقاط على حروف سلطة تائهة باغية، فأعادت الأمور إلى نصابها. وهذا ما يجب أن تكون عليه خطبة عيد الفطر عام 2020، إذ ما زالت السلطة تائهة وباغية ليس على السُنّة وحالة القهر التي يعيشونها بفعل الاقصاء، بل على كلّ المواطنين بكلّ مذاهبهم وطوائفهم وهم يتسوّلون ودائعهم، قلقين على لقمة عيشهم وأمنهم واستقرارهم. لقد قال المفتي الشهيد في خطبته: "يخطئ كثيراً من يظنّ إن قضية تحرير الوطن، وهي قضية المصير، يمكن أن تتحقّق بعيداً عن قضية تحرير المواطن الذي يمثّل ركيزته الأساسية .لا سبيل إلى تحرير وطن لا يحتضن مواطناً حراً، ولا كرامة لوطن يفتقد فيه المواطن عزته وكرامته".

أليس هذا الكلام الذي يجب أن يوجّه إلى حزب الله في تناوله معضلة قهر الآخر تحت شعار تحرير الأرض ومقاومة الاحتلال.

قال المفتي الشهيد: "إنّ حقّنا في وطننا ليس ملكاً يتصرّف به البعض، كما يهوى ويشتهي. وإنّ شريعة لبنان الحضاري هي شريعة الدين والعقل لا شريعة الهوى والقتل. وهي شريعة اللقاء والحوار لا شريعة الخصام والدمار. وإن في الوطن - على صغر مساحته - متّسعاً لجميع أبنائه على أساس من العدالة وصون الحريات، وإن أية فئة من الفئات لا يمكنها أن تبني لبنان على صورتها، سواء كانت حزبية أم طائفية أم عنصرية. لأن لبنان لا يمكن أن يكون إلا على صورة من التجانس البديع بين جميع طوائفه، تظلّله الكرامة وتحفظه قواعد العدالة والمساواة". أليس هذا الكلام هو التشخيص الدقيق لقهر طائفة كبرى واستبعادها من المعادلة الوطنية مع ما تحمله هذه الممارسات من أذى على الوطن ومصيره. أليس ما قاله المفتي الشهيد هو جوهر اتفاق الطائف الذي أنهى الحرب وأوقف العد ويحاول البعض اليوم النيل منه والعودة بالبلاد والعباد الى الوراء؟

فقد قال المفتي الشهيد: "لا نريد أن تكبر بيروت ليصغر لبنان، ولبنان الكبير الذي نتمسك به سيبقى كبيراً بمواطنه  الكبير في ذاته، والكبير  بكرامته. إنّ رؤية اللبنانيين حول مسألتهم الوطنية ما تزال مهزوزة لم يتكامل فيها الصفاء. إذ ما زال فيهم المشرق والمغرب حتى أصبح المواطن بين تشريق هذا وتغريب ذاك، كالعربة المصدّعة الجوانب .إن تحرير الوطن ينبغي بالضرورة أن توازيه حركة تحرير المواطن، وذلك يعني وجوب العمل على تحرير بعض المواطنين أولاً من عقدة الخوف التي تحوّلت إلى عقدة للسيطرة، وتحرير البعض الآخر من عقدة الغبن التي تحولت فيهم إلى عقدة للاستسلام".

ألم يحدّد المفتي الشهيد في هذه الكلمات الثوابت التي يمكن أن يجتمع عليها اللبنانيون في سعيهم لبناء وطنهم ووقف الانهيار؟

قال المفتي الشهيد: "إنّ تحرير المجتمع اللبناني لا يقوم إلا على توازن جديد يقوم ويتكامل بين الطاقات الإسلامية والمسيحية لأنّ الطاقات المسيحية المتآلفة والقيادات المسيحية الموحّدة، والمؤسسات المسيحية المتكاملة، تبقى ناقصة التحرّر، ضعيفة العطاء، إذا بقيت الطاقات الإسلامية اللبنانية متنافرة، والقيادات الإسلامية متفرّقة، والمؤسسات الإسلامية مستضعفة، وعكس الأمر صحيح في هذا السياق. ولذلك، فإنّ وحدة المسيحيين اللبنانيين أصبحت مسؤولية سياسية إسلامية، ووحدة المسلمين اللبنانيين مسؤولية سياسية مسيحية، ووحدة المسلمين والمسيحيين في وطن واحد أصبحت مسؤولية لبنانية مشتركة".

أليس ما قاله المفتي الشهيد هو جوهر اتفاق الطائف الذي أنهى الحرب وأوقف العدّ ويحاول البعض اليوم النيل منه والعودة بالبلاد والعباد الى الوراء؟ لقد ختم المفتي الشهيد خطبنه التاريخية بالقول: "إنّ دعوتنا لوحدة المسلمين ليست إلا دعوة لوحدة اللبنانيين، فنحن الذين رفضنا ونرفض أيّ شكل من أشكال التقسيم في لبنان. لا يسعنا إلا أن نعمل لوحدتنا التي نرى فيها وحدة للبنان وقوة له وعزاً لكيانه". أليست هذه الكلمات وصفة سحرية للفتنة السُنيّة الشيعية النائمة التي يحاول الملعونون إيقاظها؟ ماذا لو حمل المفتي دريان هذه الخطبة وألقاها في عيد الفطر. حينها فقط سنحتفل بالعيد ونكبّر ونهلل مع المكبرين: "نصر عبده وأعزّ جُنده وهزم الأحزاب وحده". وهو أي "المفتي دريان" قدّها وقدود .

 

سليمان فرنجية زعيم ماروني يمثل كابوسا لعون وباسيل وآخرين كثر

صلاح تقي الدين/العرب/17 أيار/2020

إنهم يكذبون عليكم

من يتابع مسيرة الوزير والنائب السابق رئيس “تيار المردة” سليمان فرنجية لا بد وأن يحتفظ لهذا الرجل بالتقدير على جرأته وصراحته المتناهية في توصيف الحالة السياسية، كما في رجولته إن خاصم أو حالف، فهو لم يسجّل في تاريخه إلى غاية اليوم أي غدر بحليف وهو “شفاف” على “رأس السطح”، ومن الطبيعي لمن يمتلك مثل هذه الصفات أن يشكل أرقا وهاجسا ويكون بمثابة “الكابوس” لمعظم السياسيين الذين يقفون في وجهه وفي مقدمهم رئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل. باسيل الذي يحلم بالوصول إلى كرسي الرئاسة الأولى في بعبدا بعد انتهاء ولاية “عمه” الرئيس ميشال عون، أطلق معركة الرئاسة الأولى قبل أوانها المفترض بعد سنتين ونصف وقد استغل توليه وزارة الخارجية والمغتربين في حكومتين متتاليتين لكي يفرش طريقه وتسويق نفسه عبر السفراء والسفارات اللبنانية في عواصم العالم، لكن محاولاته كلها باءت بالفشل الظاهر لكون القناعة الثابتة حوله في دول القرار أنه لم يعد يحظى سوى بدعم إيراني مبدئي لخوض المعركة الرئاسية بعد أن دخل في عداء مع الدول العربية المؤثرة وفي مقدمها المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة ناهيك عن مصر.

الروس حلفاء جدد

الخط الاستراتيجي الذي ينتهجه فرنجية بالوقوف إلى جانب النظام السوري وارتباطه بتحالف مع “حزب الله”، لم يمنعاه، وبخلاف باسيل، من نسج خيوط تواصل في الداخل مع كل من الحريري وجنبلاط وجعجع

من الواضح أن الدول الغربية التي تنظر إلى باسيل على أنه ينتمي إلى المحور الاستراتيجي المرتبط بإيران، لن ترضى بوصول من هو “حليف” لحزب الله ومشروعه الفارسي إلى سدة الرئاسة اللبنانية. ورغم الخط الاستراتيجي الذي انتهجه سليمان فرنجية بالوقوف إلى جانب النظام السوري وارتباطه بتحالف مع “حزب الله”، إلا أنه وبخلاف باسيل، نجح خلال السنوات الأخيرة في نسج خيوط تواصل في الداخل مع كل من سعد الحريري ووليد جنبلاط وعقد مصالحة مع رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع المتهم بالضلوع في اغتيال والد فرنجية خلال مجزرة أهدن الشهيرة في العام 1978، فضلا عن كونه قريبا جدا من رئيس مجلس النواب نبيه بري، كما أنه خارجيا لم يدخل في أي عداء مع الدول العربية ولا الغربية.  و”زاد الطين بلة” ما كشفته معلومات دبلوماسية عن أن زيارة فرنجية الأخيرة إلى روسيا حسمت الاتجاه الروسي بدعم ترشيحه إلى سدة الرئاسة الأولى خلفا لعون، رغم محاولات باسيل التودّد إلى المسؤولين الروس حيث تقصّد خلال زيارته الأخيرة إلى إيطاليا بعد اندلاع انتفاضة 17 أكتوبر في لبنان أن يمكث في الفندق نفسه الذي يقيم فيه وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف وطلب موعدا لمقابلته لكنّ لافروف تجنب عقد اللقاء معه الأمر الذي أثار حفيظة باسيل تجاه حقيقة الموقف الروسي ولاسيما في ظل الاهتمام الملحوظ بفرنجية الذي حل ضيفا على لافروف ونائبه ميخائيل بوغدانوف في موسكو، وهذا ما رفع منسوب القلق لدى رئيس “التيار الوطني الحر” الذي يعلم يقينا أنّ الروس سيشكلون ثقلا أساسيا في المعركة الرئاسية المقبلة عبر بوابة دمشق. هذا في الشكل الخارجي أما في الداخل اللبناني “فحدّث ولا حرج”.

لم يستطع باسيل أن يرى في الأفق شخصية مارونية محتملة لكي تنافسه على منصب الرئاسة الأولى، فراح يستهدف كل من يملك “مواصفات” تؤهله للوصول إلى قصر بعبدا، تارة بالمباشر وطورا بطريقة “شعبوية” استهلاكية لا تسمن ولا تغني عن جوع، فواجه جعجع بعدما “احتال” عليه بصفقة “اتفاق معراب”، فوافق الأخير على ترشيح عون للرئاسة “نكاية” بفرنجية، ثم راح باسيل من تحت الطاولة حينا وجهارا أحيانا أخرى يعرقل كل ما تم الاتفاق عليه وخصوصا في مسألة التعيينات الإدارية وتشكيل الحكومة الأولى للعهد برئاسة الحريري ثم إبقائه خارج حكومة الرئيس دياب. وأثناء مراحل تشكيل حكومة دياب كان باسيل يضع الفيتوات على الأسماء المارونية المقترحة لتولي منصب وزارة الخارجية فعارض اسم فلان واستبعد الفلان الآخر إلى أن رضي باسمِ ناصيف حتي لعدم وجود أي “طموحات” رئاسية لدى الأخير.

في مواجهة الجشع

فرنجية يعيد إلى ذاكرة اللبنانيين بعضا مما سماه بـ"الكذب" الذي تميّز به خطاب رئيس "التيار الوطني الحر" والبطولات الوهمية التي يزعم أنه حققها

مواجهة باسيل مع فرنجية لم تمر بالسلاسة التي يريدها الأول. وقد كان فرنجية صريحا للغاية عندما وصف طريقة باسيل في تسيير الأمور بالبلد “إذا لم نستطع تبييض صورتنا نهشم صورة الخصم”. في الواقع هذا ما تدل عليه مجمل خطابات باسيل الشعبوية. وقال “طمع الوزير جبران باسيل وجشعه هو ما يعرقل تأليف الحكومة”، في إشارة إلى سعي باسيل للحصول على العدد الأكبر من الوزراء في الحكومة التي كان يشكّلها الرئيس حسان دياب ما يمنحه حق “الثلث المعطّل”. استعاد فرنجية بعضا من “الكذب” الذي تميّز به خطاب رئيس “التيار الوطني الحر” والبطولات الوهمية التي يزعم أنه حققها والتي شارك الرئيس عون في وصفها بـ”التاريخية”، فتحدى باسيل أن يعلن صراحة أن نتيجة حفر البئر الاستكشافية الأولى في البحر قبالة مسقط رأسه البترون جاءت سلبية وأن “لبنان أصبح بلدا نفطيا” كما يزعم عون وباسيل ليس صحيحا “إنهم يكذبون على اللبنانيين” قال فرنجية. واوضح أن “أجمل ما حصل أنّهم وصلوا إلى السلطة (التيار الوطني الحر) والناس كشفتهم وإن لم يحاكمهم القضاء فإنّ التاريخ سيحاكمهم وهم كذبوا على اللبنانيين منذ 1989 وأنا أتحمّل مسؤولية كلامي”. نادرة هي المرات التي يقرر فيها فرنجية بق البحصة. وحين يقرر يفعلها، لا يترك سترا مغطى. يسمّي الأمور بأسمائها من دون قفازات ومفردات منمّقة، لا يساير ولا يجامل. وليس سهلا على من يعتبر في “الخط الاستراتيجي نفسه” أن يلقي بهذا الاتهام على “حليفه” المفترض، فأن يعمد فرنجية إلى قلب الطاولة و”فضح المستور” في مؤتمر صحافي وفي منتصف ولاية الرئيس عون يشير إلى أن أسوأ أيام العهد هي التي يشهدها اليوم. وتابع فرنجية “كلما استلم التيار الوطني الحر دفّة قيادة البلد ذهبنا إلى الحروب والكوارث السلبيّة واختراع المشاكل طريقة عمل التيار الوطني الحر وإنتو هجّرتوا المسيحيين، طيّروا الاقتصاد اللبناني من ورا موضوع سلعاتا وفقّروا الناس”.

إرث فرنجية الجدّ

فرنجية يتحلى بأخلاقيات نادرة في الخصومة والتحالف، فلم يسجّل في تاريخه إلى غاية اليوم أي غدر بحليف، ومن الطبيعي لمن يمتلك مثل تلك الصفات أن يشكل هاجسا لمعظم السياسيين الذين يقفون في وجهه

لا يستحي فرنجية في الإعلان صراحة عن خياراته السياسية وهو يشدّد دائما “نحن البارحة واليوم وغدا ودائما مع المقاومة فهذا خيارنا الاستراتيجي وليس خيار مصالح آنية، ولأن في هذا الخيار مصلحة للبنان وللمسيحيين ونحن نعتز بهذا الخيار وهذا المحور”. ويضيف “التواصل مع الرئيس السوري بشار الأسد دائم وأسبوعي والمعنويات مرتفعة دائما عنده وهو دائما يعطينا المعنويات بدل أن نعطيه إياها. ما يربطنا بالأسد هو ما يربطنا بالمقاومة، ولكن المقاومة لبنانية لذا نحن أقرب إليها والرئيس الأسد هو أخ ورئيس دولة شقيقة”. ولد في مدينة طرابلس أواسط الستينات وتعود بداية عمله السياسي إلى فترة الحرب الأهلية عندما كان في الثانية والعشرين من العمر. وبعد تسلّمه لقيادة “المردة” من عمه روبير، سارع إلى وضع تصور سياسي من رؤية واضحة متكئا على إرث جدّه الرئيس الراحل سليمان فرنجية وصلته بالرئيس السوري الراحل حافظ الأسد، وهو يجاهر بالعلاقة الشخصية القوية التي تربطه مع بشار الأسد.

قبِل باتفاق الطائف كدستور جديد، وقام بتسليم سلاح ”المردة“ للدولة، كما قام بدعم ترشيح الرئيس رينيه معوض. بعد الطائف، وعيّن عضوا في المجلس النيابي، وكان حينها أصغر نائب فيه، لكنه خسر مقعده في انتخابات عام 2005 نتيجة الجو العام الذي ساد البلاد عقب اغتيال الرئيس الراحل رفيق الحريري قبل أن يعود ويسترده. وشارك وزيرا في حكومات متعددة وحمل أكثر من حقيبة لعل أبرزها حقيبة الصحة التي تولاها ثلاث مرات وحقيبة الداخلية التي كان يتبوّؤها حين وقع الزلزال المدمر باغتيال الحريري. بعد ذلك أطلق فرنجية “تيار المردة” كحزب سياسي وأطلق “أكاديمية المـــرَدة للقيادة” التي اعتبرت سابقة في الحياة الحزبية اللبنانية. يقول سليمان فرنجية إنه لا يخطّط لأي مشاريع رئاسية وهو باق في موقعه وإذا كانت الظروف ملائمة للوصول إلى بعبدا فهو جاهز لهذا الاستحقاق. هذا الكلام يصيب جبران باسيل في الصميم وهو بالتأكيد في السباق أمام خصم “شهم” كفرنجية “حصان خاسر سلفا”.

 

أفرَغَ أَثاثَ الكنيسة والمصلوب وَتَباهى

 روني ألفا/ليبانون ديبايت" /السبت 16 أيار 2020     

أستشهِدُ بالبابا فرنسيس إذ يستشهدُ بدوره بالكاردينال الراحل كارلو ماريا مارتيني. يقول مارتيني أن الكنيسة متأخرة مئتَي سنة عن مواكبة مشاكل العصر بسبب خوفها الفطري من التغيير. كلام بابوي.

يتابع بابا روما مشيراً إلى أن الكنيسة لم تعد تحتكر الثقافة . لم تعد أوّل مَن يَسمَع ولا أوّل مَن يُسمِع. الإيمان بتعاليم الكنيسة في أوروبا لم يعد تحصيلاً حاصلاً. غالباً ما يُلفَظ ويُهمَّش ويُتَهكّم عليه. لن أُطيل. عظة الحَبر الأعظم أُلقِيَت في الڤاتيكان منذ خمسة أشهر تقريباً إحتفاءً بعيد الميلاد. للمتبحِّر في التّوثيق أن يعود إليها كاملة. مَتنُها أكثر جرأةً مما أوردناه في مقدّمتنا.

من نافل القول الإستنتاج أن كنيستنا في لبنان معنيّة بالخوف الفطري الذي أشار إليه صاحب العصمة. كورونا والبؤس الإجتماعي المُواكب كانا فرصةً ذهبية للكنيسة في بلدنا أُتيحَت لها حتى تصنع التغيير. بدَل أن تختار التغيير اختارت الخوف.

تَعلّمنا في إيماننا المسيحي أنَّ الكنيسة مُقاتِلة ومُقاوِمة ومناضِلَة ومُستَشهِدة. تربّينا على سِنكسار شهدائها وحفِظنا عن ظهر قلب سِيَرَهم الذاتية. حلَّ ڤيروس كورونا علينا فَحُجِرنا. شَخَصَت عيونُنا نحو كنيسةٍ آمَنّا أنها لا تُحجَر فإذا بها مَحجورة.

التباعد الإجتماعي يكاد يكون سمةً مؤسِّسةً لتعاطي الكنيسة مع المأساة. في بلدنا المؤمنون قلقون ومتعبون وجائعون ومُعوَزون وضائعون فماذا فعلت لهم كنيستهم؟

بالطبع هناك جمعيات مرتبطة بالكنيسة تزورُ المرضى وتُطعمُ الفقراء وتوزّعُ الكمّامات. لكن الكنيسة ليست جمعية. لو كانت كذلك لكانت مثلها مثل أي منظمة غير حكومية. الكنيسة هي تأوهاتُ روحِ كلِّ مؤمنٍ عندما تتمخّضُ في روحٍ جماعية. الكنيسةُ هي تَوقُ ملايينِ التراتيل إلى أسماعِ اللهِ الآب. لا يمكنُ إدارةُ كنيسة كما تدارُ شركة أو مؤسسة أو هولدينغ.

يؤلمنا أن نرى التجاعيدَ على مُحيّا الكنيسة. أن نراها في سكونٍ وركودٍ وضُمور. تتلعثمُ الكنيسةُ حين نطلبُ إليها أن تذكرَ دليلاً واحِداً يربطُ بين أقوالِها وأفعالِها. ربّما يسعفها الفايسبوك. الكنيسةُ تواصلت مع أبنائها بفضلِ مارك زوكربرغ فصارت القداديسُ تُبثُّ فايسبوك لايڤ.

لا شيءَ يُنبئُ أن الكنيسةَ ستخلَعُ خوفَها. أديارُها. أملاكها. أرصدتها. جبالها. وديانها. سهولها. تُحَفُها. أثاثُها. كلُّ مقتنياتِها تتفرّجُ على دموعِ الناس. أجملُ وأرقى خوفٍ يمكنُ أن يعتري الكنيسةَ هو الخوفُ " مِن " أملاكها. بدلاً من هذا الخوفِ المبارك نرى الكنيسةَ تخافُ " على " أملاكها. يصعبُ علينا أن نقبلَ هذا الخوفَ كلما عادت بِنَا الذاكرةُ إلى حقيقةِ أن المسيحَ غلبَ العالمَ وكانَ أفقرَ مَن في الأرض.

الأرصدةُ تضحكُ والنَّاسُ تبكي. رأسُ الكنيسة الكاثوليكية خصّصَ ٧٥٠،٠٠٠ دولار منذ أيام للبلدان الأكثر فقراً لمساعدتها على مواجهة جائحة كورونا. الكنائس المحلية ستحصل على بعض الفتات. كنيستنا المحلية تعيشُ على فُتات الڤاتيكان وهي أغنى منه.

البطريرك عمانوئيل العراقي حوّلَ الانجيلَ إلى شهادةِ حياة. غلبَ ألاوقاتَ الصعبة. شاركَ شعبه الهمومَ والأفراحَ والآمال. كان مثابراً على الزيارات الراعوية للأبرشيات والرعايا، داخلَ العراق وخارجَه، للإطلاعِ على أحوالِ الكلدانِ وتشجيعهم. خلال الحربين العالميتين الاولى والثانية سمعَ أنينَ وطنه العراق وشعبه المجروح. أعانَ آلافَ المنكوبين . قدَّمَ لهم المأوى في كنائسِ الموصل والأديرةِ وفي بلدات سهلِ نينوى وأطعمهم. فتحَ المدارسَ لأولادهم. أسّسَ داراً للأيتام. جادَ بسخاءٍ لمعالجةِ الجرحى والمرضى. دَفَنَ الموتى. من أجل ذلك باعَ الآثاثَ والأواني الكنسيَّة واستقرضَ المال.

البطريرك الحويك باعَ ممتلكات الكنيسةِ لإطعامِ الفقراء. البطريرك أنطون عريضة رهنَ صليبه وخاتمه عندما كان مطراناً لإطعامِ جياعِ الحرب العالميةِ الأولى.

البطريرك غريغوريوس حداد الملقّب بمحمد غريغوريوس فتحَ أبوابَ المقرِّ البطريركي في دمشق أمام المحتاجين من كلِّ الطوائف خلالَ الحرب الأولى.

مار أغناطيوس بهنام. سعى إلى تضميدِ مصائبِ الناس في الموصل عام 1880 حينما وقعوا في ضيقٍ شديدٍ لم يسبق له مثيل. وزَّعَ عليهم الصدقات المالية والطعامَ والملابسَ سداً لحاجاتهم الضرورية. عندما نفدتْ منه العَطايا استلفَ مبلغاً من الدراهم بالفائدة وباعَ أثمنَ أمتعته الحَبرية لينفقَ قيمتها على الفقراءِ عموماً من مسلمينَ ومسيحيين. هؤلاء وغيرهم كُثُر باعوا الحَجَرَ واشتروا بثمنه كرامةَ البشر. في عزِّ التفتيش عن بطاركةٍ لكنيستنا بمختلف انتماءاتها نفتِّشُ عن بطريركٍ واحد. بطريرك المعيّة.

 

عمّا ينتظر لبنان مع صندوق النقد!

رامي الريّس/الأنباء/ 16 أيار 2020

يتوالى نشر المقالات والدراسات حول إنطلاق مفاوضات لبنان مع صندوق النقد الدولي لا سيما أن هذه الخطوة محورية على مستوى رسم ملامح المستقبل الإقتصادي للبلاد للسنوات المقبلة وحسم خياراته الأساسية ووجهته المستقبلية وغالباً ما يعتري الأدبيات السياسية والإعلامية الكثير من التعميم وأحياناً التشويه حول هذه القضية. الأكيد أن اللجوء إلى صندوق النقد الدولي ما كان يحصل لولا التدهور غير المسبوق على المستويات المالية والنقدية وأزمة العملات الصعبة فضلاً عن إرتفاع الدين العام بشكل جنوني وتفاقم الهدر في الموازنة العامة وارتفاع العجز في الخزينة فضلاً عن تراجع سعر العملة الوطنية وفقدانها لقيمتها الشرائية في غضون أشهر قليلة. لذلك، صار اللجوء إلى الصندوق وهيئات التمويل الدولية الأخرى ممراً إلزامياً للخروج من الأزمة وهو ليس "نزهة" بطبيعة الحال. وبين "شيطنة" الصندوق أو اعتباره يحمل عصا سحرية تتراوح المواقف والأفكار والاتهامات. لكن الأكيد أن المؤسسات الدولية لا تراعي "الحساسيات" الداخلية وتعمل وفق معطيات رقمية دقيقة تبني عليها سياساتها وتوقعاتها.

من الدراسات البارزة ما نشرته مؤسسة "كارينغي" للأبحاث إذ توقعت ألا يزيد دعم الصندوق للبنان عن 3 إلى 5 مليارات دولار وهي توازي أربعة أو خمسة أضعاف مساهمة لبنان في الصندوق البالغة نحو 861 مليون دولار، في حين أن الحكومة طلبت نحو 10 مليارات دولار وهو مبلغ كبير لن يكون من السهل إقناع الصندوق بتوفيره. وفي جميع الحالات، يوزع الصندوق الأموال المقرّة على سنوات متتالية ولا يدفعها مباشرة بل بعد التدقيق والتحقيق في وجهات إنفاقها. لذلك، من المتوقع أن يلجأ لبنان إلى البنك الدولي ومجموعة دول مؤتمر "سيدر" بالتوازي مع الخط المفتوح مع الصندوق. وهناك أيضاً دول مجلس التعاون الخليجي التي دأبت تاريخياً على تقديم الدعم للبنان لا سيما في مرحلة إعادة إعماره في التسعينات. لكن تدهور علاقات لبنان معها في هذه المرحلة فضلاً عن تراجع أسعار النفط وانتشار وباء "كورونا" سيجعل من إمكانية مساهمة هذه الدول مسألة في غاية الصعوبة. كما تطرح علامات استفهام عديدة حيال إستمرار توفر أموال "سيدر".

أما أبرز الخطوات التي من المتوقع أن يقترحها صندوق النقد الدولي فتتمثل بخفض قيمة العملة اللبنانية وترك هوامش السوق فيما يتعلق بسعر صرفها، خفض نسبة العجز وإعادة بناء الاحتياطي من العملات الصعبة، إعادة هيكلية القطاع المصرفي ورسملة المؤسسات المصرفية لتستعيد دورها في التسليف بالإضافة إلى إعادة هيكلية مصرف لبنان. وتشير الدراسة إياها إلى من المتوقع أن يطلب الصندوق توسيع الوعاء الضريبي ورفع مستويات الجباية وتقليص الدعم الحكومي لبعض القطاعات والسلع. ومن غير المستبعد بطبيعة الحال أن يلجأ الصندوق إلى الطلب من الدولة اللبنانية بيع بعض أملاكها أو أصولها فضلاً عن تعزيز عمليات الخصخصة وترشيق القطاع العام. لا شك أن هذه التدابير قاسية وبعضها غير مقبول وسيترك تداعيات هائلة على النواحي الإجتماعية لشرائح واسعة من المواطنين وليس فقط موظفي القطاع العام. لذلك، المطلوب من الوفد المفاوض الأخذ بالإعتبار كل هذه المعطيات والسعي الحثيث لمحاولة المواءمة بين إقناع الصندوق بدعم لبنان وبين مراعاة تلك العناصر كي لا نصل إلى انهيار إجتماعي يوازي الانهيار المالي وقد بدأت طلائعه بالظهور! على أمل ألا نصل إلى ما وصلت إليه فنزويلا! 

 

لبنان: الجوع يسابق صندوق النقد؟

راجح الخوري/الشرق الأوسط/16 أيار/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/86255/%d8%b1%d8%a7%d8%ac%d8%ad-%d8%a7%d9%84%d8%ae%d9%88%d8%b1%d9%8a-%d9%84%d8%a8%d9%86%d8%a7%d9%86-%d8%a7%d9%84%d8%ac%d9%88%d8%b9-%d9%8a%d8%b3%d8%a7%d8%a8%d9%82-%d8%b5%d9%86%d8%af%d9%88%d9%82-%d8%a7%d9%84/

بدأت الحكومة اللبنانية سلسلة من المفاوضات الشاقة والدقيقة مع وفد من صندوق النقد الدولي، الذي صار «ممراً إلزامياً» لدعم خطة «الإنقاذ الاقتصادي» كما قال الرئيس ميشال عون، بعد معارضة تراجعت إلى حدود التحفظ من «حزب الله»، لكن من الواضح أنها ستكون رحلة شاقة، وليس من المضمون إطلاقاً أنها يمكن أن تصل إلى نتائج تساعد لبنان مالياً على النهوض من هوة الإفلاس التي ينحدر إليها، في حين تتزايد المخاوف من انفجار شعبي عارم، مع ازدياد نسبة البطالة التي تجاوزت الـ52 في المائة، ونسبة من هم تحت خط الفقر وقد وصلت إلى 35 في المائة، في وقت يستمر النزف، وتعتمد الدولة المفلسة على ودائع الناس المتبقية في المصرف المركزي، لتمويل شراء الحاجيات الضرورية كالمحروقات والطحين والأدوية.

لكنها سلة مثقوبة، بل إنها مجموعة من الثقوب السوداء التي تبتلع كل شيء تقريباً؛ ولهذا كان الاهتمام منصباً مثلاً في الأيام الماضية على الحدود الفالتة بين لبنان وسوريا، حيث يتم تهريب المازوت والبنزين والطحين المدعوم من الدولة اللبنانية، وهو ما يكبدها خسائر تصل إلى 400 مليون دولار في السنة، وتبيّن أن هذا الأمر يعود إلى أكثر من عشرة أعوام!

قبل التوسع في هذا الموضوع الذي يحظى برعاية من «حزب الله»، قد يكون من المستغرب أن تعلن الحكومة يوم الأربعاء عن تفاؤلها ببدء المفاوضات مع صندوق النقد، في حين ليس هناك في الواقع ما يبعث على التفاؤل؛ فعشية انطلاق المفاوضات، وجّه المجتمع الدولي رسالة قوية إلى بيروت، عندما قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، إن على الحكومة والجيش العمل على نزع سلاح «حزب الله»، محذراً من «تدخل هذه المنظمة العسكرية في سوريا»، وذلك في خلال مناقشة مغلقة في مجلس الأمن حول الموضوع، وأكد غوتيريش، «ما زلنا نحث الحكومة اللبنانية على اتخاذ كل التدابير اللازمة لمنع (حزب الله) والجماعات المسلحة الأخرى من الحصول إلى الأسلحة وبناء القدرات العسكرية خارج سلطة الدولة اللبنانية»!

طبعاً هذا الموقف الدولي ليس جديداً، فهو واضح ومعروف منذ زمن قبل أن يقوم الحزب بتشكيل حكومة اللون الواحد التي تفاوض صندوق النقد للحصول على دعم بالمليارات، في حين تبدي الدول المانحة الكبرى تخوفاً واضحاً من أن تذهب مساعداتها إلى الحزب، ومن المعروف أن عواصم الدول الكبرى في مجلس الأمن هي التي تموّل صندوق النقد الدولي، ولهذا كان واضحاً منذ البداية، أن «الممر الإلزامي» الذي تحدث عنه عون، ليس اقتصادياً ومالياً فحسب، بل هو أولاً سياسي وسيادي يفرض على الدولة اللبنانية أن تكون سيدة قرارها، وأن تعود على الأقل إلى الالتزام الفعلي بما نص عليه مثلاً البيان الختامي الذي صدر عن «مؤتمر سيدر» في عام 2017.

ومن الواضح هنا، أن الدول المانحة تشترط منذ ذلك الحين، وحتى قبل انفجار الثورة الشعبية في لبنان، التي يفرملها «كورونا» وقتياً طبعاً، أولاً أن تكون أحادية السلاح في يد الدولة اللبنانية، وأن تلتزم عملياً سياسة النأي بالنفس، ولا تكون منطلقاً للافتراء والتهجم على دول الخليج تحديداً، وأن تبتعد عن أن تكون رهينة محور الممانعة، كما يسحبها «حزب الله»، وخصوصاً منذ تشكيلة حكومة اللون الواحد، وقد وصل الأمر أخيراً بعد انفجار أزمة الدولار، إلى اكتشاف وجود صرّافين إيرانيين في ضاحية بيروت الجنوبية، التي شكلت معقلاً موازياً للتلاعب بسعر الدولار، في حين كانت تتعالى الاتهامات ضد المصرف المركزي والمصارف اللبنانية، فيما بدا أنه خطة ممنهجة لتغيير طبيعة النظام الاقتصادي الحر في لبنان، وقد وصل الأمر إلى حد إعلان مسؤولين في «حزب الله» وآخرهم حسن نصر الله يوم الأربعاء الماضي، أن هناك بدائل عن الغرب وصندوق النقد الدولي يمكن الاعتماد عليها، في إشارة صريحة إلى الصين وإيران، رغم أن الصين تعاني من العقوبات الأميركية، وإيران تطلب صراحة أربعة مليارات دولار دعماً من صندوق النقد الدولي الذي يتهمه الحزب، أنه من أدوات «الاستكبار العالمي» في إشارة إلى الولايات المتحدة، التي تلقّت أخيراً إشارات ضمنية من المرشد علي خامنئي عن استعداده لمفاوضتها.

بالتوازي مع بدء المفاوضات مع وفد صندوق النقد، كانت قد انفجرت في بيروت فضيحتان؛ فضيحة الفيول المغشوش الذي كانت قوى سياسية تستفيد منه بمليارات الدولارات منذ عام 2010، وفضيحة تهريب ملايين لترات المازوت والبنزين وكميات كبيرة من القمح يومياً، وكلها مواد مدعومة من المصرف المركزي، إلى سوريا حيث وصلت أرباح المهربين ذوي السطوة والذين يمسكون بالمعابر الحدودية إلى مئات الملايين!

مصادر مصرفية في بيروت استغربت استمرار الصمت الذي تلتزمه حكومة حسان دياب بإزاء كل هذا، وهي تقدّر أن المبالغ التي استنزفتها عمليات التهريب أو حتى الاستيراد لصالح الأسواق السورية بالثمن اللبناني المدعوم، تزيد على عشرين مليار دولار في السنوات الخمس الأخيرة، وهذ المبلغ يشكّل عملياً الفارق بين احتياطات مصرف لبنان التي كانت أربعين ملياراً وصارت الآن عشرين ملياراً!

وكانت صحيفة «الفايننشال تايمز» نشرت تقريراً عن حركة ازدحام الشاحنات بين بيروت ودمشق، وأن هناك سيارات تحمّل حزماً من الدولارات من محال الصرافة اللبنانية إلى سوريا، وربما إلى إيران أيضاً.

أمام هذا الدوي دعا عون مجلس الدفاع الأعلى إلى اجتماع، وهو ليس الأول من نوعه؛ لبحث عملية ضبط المعابر على الحدود، وأعلن أن عون طالب بعدم التهاون في هذه المسألة، وشدد على ضرورة اتخاذ أقصى التدابير ضد المخالفين، وإلى ضبط تهريب المواد والبضائع، لكن دياب الذي عرض الانعكاسات المالية على الخزينة اللبنانية، لم ينسَ أن يتطرق إلى «المعوقات اللوجيستية» التي تحول دون ضبط الحدود البرية!

قبل أن يقرأ اللبنانيون بيان مجلس الدفاع الأعلى ليفهموا على الأقل ما هي هذه المعوقات اللوجيستية التي تحدث عنها دياب، كان حسن نصر الله يضع نقاطه على بيان الدولة، أولاً بالقول إن لبنان في حاجة إلى إعادة ترتيب العلاقات مع سوريا، مع أن الموضوع موضوع تهريب لا موضوع علاقات، وأنه يرى أن هذا التهريب لا يمكن أن يعالج إلا بالتعاون مع سوريا، وحتى لو انتشر الجيش اللبناني على كل الحدود، لن يتمكن من أن يمنع التهريب، وأن الحديث عن انتشار قوات دولية هو «رهان لتحقيق أهداف العدوان الإسرائيلي».

غريب، هذه ليست المرة الأولى التي تبحث الدولة مسألة الحدود الفالتة والتهريب الذي يستنزف لبنان، وهذا ليس خافياً لا على صندوق النقد الدولي، ولا على الدول الكبرى الممولة، التي أعلنت شرطها على لسان الأمين العام غوتيريش مع بدء المفاوضات، وكان واضحاً تماماً أن دعم الصندوق، الذي يقول عون إنه بات ممراً إلزامياً لإنجاح خطة الإنقاذ الاقتصادي، ليس مسألة مالية واقتصادية بل هو مسألة سياسية وسيادية، تتعلق تحديداً وفي شكل واضح بأن يكون لبنان دولة تسيطر على كل شبر من أراضيها، وأن تملك حصرية السلاح وتطبق سياسة سيادية حقيقية، وتنأى بنفسها عن الصراعات الإقليمية، في ظل تفاهم سبق أن وعد به عون بوضع استراتيجية دفاعية ملزمة، ولا يحتاج الذين يفاوضون عن حكومة حسان دياب إلى الكثير من الشرح ليعرفوا أن صندوق النقد الدولي، ليس متحمساً لدفع مليارات من الدولارات قد تفيد حكومة يديرها «حزب الله» أكثر مما تفيد الشعب اللبناني!

لهذا؛ ليس خافياً على أحد أنه في ظل البطالة المستفحلة والأزمة المعيشية المتفاقمة، تبدو المفاوضات الصعبة مع الدول الممولة بمثابة سباق فعلي بين ثورة الجياع والمليارات المشروطة بمطالب سياسية سيادية هدفها تقليم أظافر «حزب الله».

 

قراصنة وقعقعة سلاح بين واشنطن وبكين

إميل أمين/الشرق الأوسط/16 أيار/2020

يوماً تلو الآخر، تتسارع الأحداث بين واشنطن وبكين، وما من أحد قادرٌ على التصدي لعلامة الاستفهام المثيرة للجدل: أهي الحرب الكلاسيكية بين القوتين، أم التعايش على مضض، مع تفعيل نوع آخر من أنواع الحروب؟ وربما، وهذا هو الأهم: هل من مصلحة لواشنطن تحديداً في إذكاء نيران خلاف تقود إلى إشعال معركة وقودها الناس والحجارة؟ في لقاء له على قناة «فوكس» الإخبارية، نهار الخميس، بدا واضحاً لكل ذي عقل أن هناك منحدراً خطيراً تمضي فيه العلاقات بين الجانبين الأميركي والصيني، لا سيما بعد أن صرح الرئيس ترمب بأنه «لا يرغب في التحدث في الوقت الحالي إلى نظيره الصيني شي جينبينغ»، بعد أن «خيب موقف بكين من فيروس (كورونا) أمله»، مؤكداً أن «هناك كثيراً من الأمور التي يمكن أن نقوم بها... يمكننا قطع كل علاقة». العارفون ببواطن العلاقات الأميركية - الصينية يدركون أن القول بقطع العلاقات تعبير كبير خطير، لا سيما أنه يحمل في طياته تلميحاً لوقف الاتفاق التجاري الأخير بين البلدين الذي لم يدخل دائرة التنفيذ بعد، وهو أمر يؤثر ولا شك على أحوال الاقتصاد العالمي برمته، ويفتح المسارات الذهنية للتفكير في الأصوات التي تتوقع صداماً غير تقليدي بين العم سام والتنين الصيني في أكتوبر (تشرين الأول) المقبل. يدرك الناظر لتصريحات ترمب أن هناك حنقاً كبيراً تجاه الصين يختبئ بين ضلوعه، إذ عد أن مائة صفقة تجارية لا تعوض خسارة كل تلك الأرواح البريئة، في إشارة لا تخطئها العين إلى أكثر من ثمانين ألف أميركي قد قضوا، مع احتمالات لأن يصل الرقم - مع الأسف الشديد - إلى 150 ألفاً بحلول أغسطس (آب) المقبل.

لدى الرئيس ترمب يقين بأن الصين هي سبب البلاء الأعظم. وفي أوائل مايو (أيار)، قطع بأنه اطلع على الدليل الذي يثبت أن مصدر فيروس كورونا هو معهد ووهان للفيروسات في الصين، الأمر الذي يعمق الثأر - إن جاز التعبير - من الذين سحبوا من بين يديه الورقة الاقتصادية الكفيلة بأن تبقيه في البيت الأبيض لأربعة أعوام أخرى؛ بل أبعد من ذلك: التأثير على نجاحات أميركا الاقتصادية خلال عقود أربعة خلت على الأقل. سياق المواجهة بين واشنطن وبكين استدعى إعادة قراءة صفحات «فخ ثوسيديديس»، ومقابلة الأوضاع بين أثينا وإسبرطة قبل نحو ألفي عام مع واقع حال بكين وواشنطن اليوم، وهل يمكن أن يتدهور المشهد الساخن إلى حرب كبرى لا تنفك أن تضحى عالمية؟ بعضٌ يقبل بالمقاربة، وبعضٌ آخر يرى أن العالم تغير، والمقارنات غير جائزة، لكن في كل الأحوال تعطينا تطورات المشهد علامات إنذار بحدث جلل يكاد يحدث بين عشية وضحاها.

قبل بضعة أيام، كان مكتب المباحث الاتحادية الأميركي يحذر من أن الصين تسعى إلى سرقة أبحاث أميركية حول ابتكار لقاح أو علاج لفيروس كورونا، وأن المكتب يجري تحقيقاً في عمليات قرصنة رقمية نفذها أفراد تربطهم صلة بالصين، استهدفت مؤسسات بحثية أميركية وشركات أدوية تشارك في مكافحة فيروس كورونا. لم تكن واشنطن وحدها من رصد حرب القراصنة الصينيين في زمن الكورونا، فقد رصد المركز الوطني للأمن السيبراني في بريطانيا كذلك تصاعداً متزايداً في تكتيك ما يسمى «رش كلمة المرور» بصورة واسعة النطاق للمتسللين الذين يحاولون الوصول إلى الحسابات من خلال كلمات المرور الشائعة التي تستهدف الرعاية الصحية ومنظمات البحوث الطبية. ماذا يعني ذلك؟ وهل القرصنة الصينية في زمن كورونا هي الأولى من نوعها؟

الشاهد أن للصين تاريخاً طويلاً من عمليات التنصت والتجسس والاختراق السيبراني الموجه للولايات المتحدة. ومع الاتهامات الأميركية الجديدة، تتأكد المخاوف من السير الوئيد نحو المواجهة الحتمية، ذلك أن جائحة كورونا، وما سببته من أزمة قاتلة على الجانبين، لم تضع حداً للمنافسة بين بكين وواشنطن، بل زادت من مشاعر الاحتقان الأميركي، لا سيما عند الجانب اليميني القومي المتشدد، المناصر والمؤيد للرئيس ترمب؛ الرجل الذي حذر من قبل أن يدلف إلى البيت الأبيض من نوايا الصين تجاه أميركا.

يبدو العالم أمام معسكرين، وكأن الأمر صراع بين ملائكة وشياطين يتناوبون الأدوار. فالمنافسون لترمب الذين يكيدون له كيداً، وفي مقدمهم الديمقراطيون في الداخل، يرون أنه كعادته يسعى للبحث عن شخص أو جهة ما يحملها مسؤولية تفشي الوباء، ويسعى لأن تدفع تكاليف الكارثة.

أما مناصرو الرئيس فيرون أن الصين غير قادرة على أن تصبح رقماً حقيقياً في المعادلة الدولية، رغم كل الفرص التي منحت لها، إذ لا تزال تمارس سياسات تجارية عدوانية، تشمل أسعاراً جائرة، وسرقة ملكيات فكرية، وابتكارات صناعية مدنية وعسكرية، وقد جاءت الجائحة لتبين للأميركيين أن رهانهم على الصين بصفتها شريكاً تجارياً كان خاسراً. على سبيل المثال، كيف لهم أن يجعلوا أكثر من 90 في المائة من مصانع المضادات الحيوية قائمة على الأراضي الصينية، ولهذا آن أوان فصم الاقتصاد الأميركي عن نظيره الصيني، خاصة بعد أن وسع الوباء نطاق الاحتياجات الاستراتيجية إلى حد كبير، وأضعف رؤى مؤيدة للتجارة الحرة. ما يجري وراء الأطلسي لم يكن ليغيب عن أعين الصينيين، القائمة والنائمة، داخل وخارج أميركا، ولهذا يخشى الصينيون من تصاعد التوجهات العدائية الاستراتيجية الأميركية جهتهم. ومن هنا، يبدأ حكماً فصل جديد من فصول التسلح الصيني، التقليدي والنووي، والاستعداد للقراءات المستقبلية كافة، ضمن أطر المواجهة الكوكبية مع الأميركيين. من واشنطن إلى بكين حروبُ قراصنة وقعقعةُ سلاح تسمح بالسيناريوهات كافة.

 

النظام العربي بين المواطنة والدولة الفاشلة!

زهير الحارثي/الشرق الأوسط/16 أيار/2020

بعد رحيل الاستعمار عن عدد من الدول العربية، نشأت فيها أنظمة سُميت آنذاك الوطنية وأطلقت شعارات مؤثرة لارتباطها بالأرض والكرامة والحرية والاستقلال، لكنها ما لبثت أن مارست القمع والترهيب كونها فشلت في ملء الفراغ السـياسي بعد الاستقلال ومارست الفساد المالي والإداري، وبما أن ثقافتها عسكرية فإنها كرست الاستبداد والديكتاتورية. صحيح حدثت ثمة تحولات ثقافية واجتماعية، لكنها كانت ليبرالية مشوّهة، وجاءت إفرازاتها أقرب إلى فضاء ملوث بالعنصرية والفساد والتمييز المذهبي والطائفي.

قيمة المواطنة لم يكن لها حيزٌ، بل أصبح العنوان صراعات وحروباً أهلية وسلوكاً ينتمي للتعصب والانغلاق والتخلف والجهل. بالتأكيد هم تخلصوا من الاستعمار آنذاك، إلا أنهم ارتهنوا له مرة أخرى بصيغ وأشكال مختلفة وأشد وطأة.

كان من الطبيعي أن تنتقل مفاهيم عصر «الأنوار» من فرنسا إلى مصر والعالم العربي، لكنها لم تنعكس على الساحة السياسية، بدليل أن كثيراً من الأنظمة السياسية آنذاك لم تُعرْ اهتماماً لتلك القيم التي أفرزتها تلك المرحلة، لتُستعمر بلاد العرب بتواطؤ من بعض العرب تحت كذبة كبيرة في أنها ترغب في نشر تلك القيم، إلا أنها استبدّت فأكلت خيراتها ونهبت أموالها وأهانت كرامة شعوبها. المعضلة أن تلك القوى السياسية والرموز والأصوات استغلت ورقة المواطنة لمواجهة الاستعمار، وبعدما تحقق الاستقلال ضربت بالمواطنة عرض الحائط، ولم تكترث كثيراً لتأسيس دولة قانون ومؤسسات. هذا الغياب عزز سلطوية الأنظمة على حساب كرامة الشعوب وحقوقها. شعوب كثيرة عانت كثيراً ووصل بها الضعف والوهن ما جعلها تنزع إلى العزلة والصمت، بدليل أن تلك الأنظمة العسكرية قد نجحت فعلاً في تعطيل عقل الإنسان العربي فأعاقت تنويره وجمّدت نموه، فما لبث أن بات أسيراً للشعارات الحزبية والفئوية والمذهبية وخادماً لها دون وعي.

تاريخياً استمر حال التراجع إلى أن بدأ تصدع النظام العربي الذي كان قائماً ما بعد عام 1967، وخلال معظم النصف الثاني من القرن العشرين لينهار على مراحل، وأصبح النظام الإقليمي متهلهلاً وتهاوى بعض الدول. عشرون في المائة من الدول العربية عاشت تجارب مريرة وصُنف بعضها بالدولة الفاشلة لعدم وجود مشروع المواطنة، كالسودان وسوريا وليبيا والعراق واليمن، بينما صعدت قوى غير نظامية مثل «داعش» و«حزب الله» وجماعة الحوثي، ما يكشف وبامتياز هشاشة تلك الدول من الداخل، وافتقارها لإطار ينظم علاقاتها ويحتوي صراعاتها وأزماتها.

وفي ظل الاحتراب والنزاعات الحزبية والفكرية من الطبيعي أن يحدث الافتراق، لأنه لم تؤسس فكرة المواطنة. ظل سؤال كبير يتردد حول قدرة المجتمعات العربية على الانعتاق من أزماتها لتصبح مجتمعات عصرية. لا يمكن لها ذلك ما دامت تعاني من ضعف النخب السياسية وقلة الوعي السياسي والثقافي، وسيطرة العصبيات الآيديولوجية والعشائرية في الهوية الاجتماعية، وعدم وجود قاعدة مجتمعية منظمة. استيعاب هذا التحول كما يرى المفكر هشام جعيط، يقتضي بالضرورة أن تسبقه تهيئة الظروف الملائمة، للنهوض من إصلاح ديني وتحديث صناعي وتقني وتنوير فكري واجتماعي.

حدثت ثورات وانقلابات وتحولات وانتخابات سلمية وصناديق اقتراع، وظلت الإشكالية العربية كما هي أزمات وصراعات وخلافات. هذا يفتح الباب لتساؤلات حول أنظمة الحكم وما الأجدى منها لتحقيق تطلعات الإنسان؟ لقد أثبتت الأنظمة الملكية أنها أكثر فاعلية ونجاعة وقرباً لشعوبها بدليل قدرتها على التعاطي مع الأحداث والخروج من الأزمات وتجاوزت المصاعب، في حين أن كثيراً من الأنظمة الجمهورية الأخرى أخفقت. كان دقيقاً وربما محقاً حليم بركات أستاذ علم الاجتماع، وهو يصف طبيعة المجتمعات العربية بأن نصفها «متخلف يعاني التبعية»، بأسباب النظام العالمي الرأسمالي وتعاني الفقر، وتزايد التفاوت بين الطبقات وشدة التنوع من حيث الانتماءات والعصبيات القبلية، والطائفية، والعرقية، والجهوية، أو المحلية وطغيان الدولة التسلطية. مشيراً إلى أن طبيعة المجتمع العربي «تقليدي بالأبوية وينزع للاستبدادية على مختلف المستويات».

المجتمع العربي يراه أنه «مرحلي، انتقالي. تتجاذبه الحداثة والتراث». لكن في جانبه الثقافي فهو «تعبيري، وعفوي، وإن تكن له مكبوتاته ومحرماته». العلاقات الاجتماعية في المجتمع العربي تتصف بالشخصانية، وبتغليب مفهوم الجماعة على الفرد.

العرب هم من يتحملون سبب إخفاقاتهم، ولم يعد إلقاء اللوم على الآخرين والأسطوانة المشروخة بقصة المؤامرات تلقى رواجاً عند المتلقي. البدء في عملية الإصلاح السياسي والاقتصادي في العالم العربي هي المخرج وليست ترفاً، بل ضرورة لأن كثيراً من الأنماط السياسية الحالية لم تعد تتسق والمرحلة الراهنة، خصوصاً والعالم يمر بمرحلة انتقالية قبل أن تحل كارثة «كورونا» التي جعلت الأمر أكثر صعوبة وتعقيداً. فارق كبير بين نقد موضوعي وبين جَلْد الذات. لا يمكن الخروج من كل صيغ الاستعمار وملامح الدولة الفاشلة لأجل الاستقلال والمنافسة في الساحة الدولية، إلا بقيام العرب بمراجعة نقدية لأوضاعهم مرتهنين للواقعية السياسية وبفكر حر تنويري وبتوفر إرادة سياسية تتصدى لعملية الإصلاح.

 

خبر من بلاده

سمير عطا الله/الشرق الأوسط/16 أيار/2020

لم أنتظر الإنترنت، أو «كورونا»، لكي أشعر وأتصرف وأكتب عن أني مواطن من هذا العالم. شعرت مع الفيتنامي ضد أميركا، ومع الروسي ضد ستالين، ومع الضحية أو المظلوم مهما كانت بشرته أو كان عرقه أو كان موطنه على هذا الكوكب شديد الازدحام، والملوّث بالقسوة والغطرسة وشبق التوحش.

وبسبب عملي وطبيعة المهنة، كان عليّ أن أتابع أخبار أكبر تجمع للمخلعين في الأرض بسبب تركة بول بوت في كمبوديا، أو حياة الحديد في رومانيا أيام تشاوشيسكو. ولكن ليس كأخبار، بل كمآسٍ وعذاب وقهر. وكنت أخشى دائماً أن تصل هذه النماذج إلى أمّتنا فنخسر كل أمل وندفن كل حلم، ونتجاوز زمن قيامات الأمم. بهذه المخاوف تابعت أخبار كوريا الشمالية منذ نصف قرن. وكانت عبارة عن إعلانات مدفوعة لخطب الزعيم المبجّل لأربعين مليون كوري كيم إيل سونغ. لا شيء آخر. لا اختراع دواء جديد، لا إقامة ميتم أو مصح، لا مطحنة أو فرن. الزعيم المبجل.

وعندما خلفه نجله كيم جون إيل، تنوَّعت الأخبار قليلاً: قطار الزعيم، وطباخ الزعيم الياباني، ووفاة مليون بشري في مجاعة سببها الصقيع. ثم توفي كيم إيل وجاء كيم جونغ أون ضاحكاً ممتلئاً عزة وكرامة. وبدأ يخرج من بيونغ يانغ نوع واحد من الأخبار المصورة: الزعيم أون حليق الفودين يحمل منظاراً مكبراً، يضحك ويطلق الصواريخ ويضرب كفاً بكف. الخبر التالي؟ لا شيء. المزيد من الصواريخ، عاماً بعد عام. ثم صور العرض العسكري: عشرات الآلاف من العسكريين يرفعون بنادقهم بالتحية. إلى أين يا شباب؟ لا إلى مكان. لإحياء ذكرى الزعيم المبجل. وماذا عن جامعة جديدة أو شاعر جديد أو المشاركة في أي جهد عالمي؟ ليس بعد. ليس قبل أن يفجر الزعيم حزامه من الصواريخ. ذات يوم اختفى الزعيم. وقلق العالم. وشعر علماء الصواريخ بمتلازمة البطالة والخمول. لا يجيدون شيئاً آخر. كمواطن قديم من هذا العالم، لم يراودني أي شعور بالقلق أو بالفضول. الزعيم في انتظار دفعة جديدة من الصواريخ، وفي هذه الأثناء، يثير العالم برشّة من الغموض. يتسلّى. يعرف أن العالم يتزحلق على قشرة بطيخ فيرميها تحت رجليه. وتبدأ التكهنات. والتحليلات، والخبراء، ويضحك الزعيم في عبّه العريض المربّع. أنا، كإنسان من هذا العالم المتزايد الكآبة والخوف، في انتظار نبأ عن زيادة الموازنة في بلاد كيم الأول، والثاني، والثالث. عن اتفاق مع الصين حول خطة إنتاج صناعي. عن موسم بلا جليد ومجاعات. عن دخول كوريا الشمالية في سباق الأمم الذي تتصدره كوريا الجنوبية. الباقي هدر في حياة ملايين البشر، وضياع لوقتك ووقتي. فليفعل الزعيم ما يشاء. ويحضر حين يشاء، ويغيب حين يشاء. إن وضع العالم أكثر أهمية من متابعة هذه الترهات. إلا إذا عثر الزعيم على أساليب أكثر إثارة وتشويقاً. مثل ماذا؟ لا أدري. الخبر الوحيد الذي أنتظره شخصياً أن يقف أون في شعبه غداً، معلناً أنه عثر على هواية جديدة: الحرية والعمل.

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

الخروج الإيراني من كلّ سوريا رسالة إسرائيلية عبر قصف حلب

العرب/17 أيار/2020

بيروت - كشفت مصادر عربية تتابع الوضع السوري أنّ إسرائيل تابعت السبت قصفها لأهداف عسكرية في حلب ومحيطها. وأوضحت أن الهدف من القصف الإسرائيلي شبه اليومي توجيه رسالة إلى إيران فحواها أن المطلوب منها الخروج من كلّ سوريا وليس من الجنوب السوري فقط، أي من المناطق القريبة من خط وقف إطلاق النار السوري – الإسرائيلي. ووصفت المصادر ذاتها القصف الإسرائيلي لأهداف معظمها إيرانية أو تابعة لميليشيات تعمل لمصلحة طهران بأنّه صار “أمرا روتينيا”، خصوصا بعدما بدأت إيران في تحويل مناطق قرب حلب إلى مخازن أسلحة لها بعدما كانت طائراتها تحط في مطار دمشق أو قواعد قريبة منه. وأشارت إلى أنّ القصف الإسرائيلي الأخير استهدف مواقع عسكرية في منطقة الراموسة، وهي منطقة تابعة لمؤسسات معامل الدفاع في الجيش السوري وكليّة المدفعية. وتوجد في هذه المنطقة ذات المساحة الشاسعة مخازن عسكرية كبيرة. وقبل العديد من الأشهر تحولت تلك المنطقة إلى منطقة تخزين للحرس الثوري الإيراني. واختيرت تلك المنطقة بسبب بُعدها عن إسرائيل التي وجدت طريقة تسمح لطائراتها بقصف أهداف في محيط حلب. وركزت هذه المصادر على أن الحكومة الجديدة في إسرائيل، حيث الجنرال بني غانتس في موقع وزير الدفاع والجنرال غابي أشكنازي في موقع وزير الخارجية، ستعمل على متابعة سياسية تقوم على إنهاء الوجود الإيراني في سوريا. وأشارت في هذا المجال إلى أن أشكنازي، الذي كان رئيسا للأركان بين عامي 2007 و2011، قبل أن يخلفه غانتس، يفتخر أن من بين أهمّ الأعمال التي قام بها كان قصف مصنع “الكبر” في منطقة دير الزور، وهو المصنع الذي كان النظام في سوريا يستخدمه، بالتعاون مع إيران، لبناء مفاعل نووي. وكان نفتالي بينيت، وزير الدفاع الإسرائيلي، في الحكومة المتخلية، أعلن أنّ بلاده ستواصل عملياتها في سوريا حتى “رحيل” إيران منها. وقال بينيت في مقابلة مع قناة “كان11” التلفزيونية الإسرائيلية إنّ “إيران لا شأن لها في سوريا.. ولن نتوقّف قبل أن يغادروا (الإيرانيون) سوريا”.

صفقة بين النظام والنصرة

وكثّفت إسرائيل في الأعوام الأخيرة وتيرة قصفها في سوريا، مستهدفة بشكل أساسي مواقع للجيش السوري وأهدافا إيرانية وأخرى لحزب الله اللبناني. وتشارك إيران وميليشيات شيعية من جنسيات مختلفة موالية لها في القتال في سوريا منذ العام 2013، دعما لحليفها نظام الأسد، مستغلة في الآن ذاته الأزمة لتعزيز نفوذها في المنطقة وضمان منفذ يصلها بالبحر المتوسط. من جهة أخرى أعلنت مصادر سورية أن عملية تبادل للأسرى جرت بين جبهة النصرة والنظام. وشملت هذه العملية إطلاق ضابطين سوريين برتبة عقيد كانا محتجزين لدى النصرة التي تعتبر فصيلا إسلاميا متطرفا على علاقة بقطر وتركيا. كذلك، بات معروفا أن النصرة تمتلك خطوطا مع الإيرانيين، وهو أمر سهّل على النظام إجراء عملية تبادل الأسرى التي كانت تهمّه كثيرا نظرا إلى أن الضابطين المعنيين بالعملية وهما عبدالكريم يوسف سليمان وعبدالهادي سليمان الديب ينتميان إلى الطائفة العلوية. ونفذت النصرة وفصائل المعارضة العديد من عمليات التبادل مع القوات الحكومية السورية في ريف حلب الشرقي والشمالي، كان آخرها الشهر الماضي حيث تمت مبادلة عناصر من حزب الله اللبناني مقابل معتقلين من فصائل المعارضة في سجون النظام السوري وتمت مبادلة العشرات من المعتقلين بين الجانبين خلال العام الماضي بينهم نساء.

 

مصادر عسكرية توضح: هذه حقيقة الإشكال بين الجيش وعناصر من حزب الله في العيشية

المركزية/17 أيار/2020

بعد تردد معلومات مفادها أن "على خلفية اشكال وقع في بلدة العيشية (بلدة قائد الجيش العماد جوزيف عون) بين مختار البلدة طوني عون المنتمي الى "التيار الوطني الحر" وعدد من رعاة الماشية، اشتكى الاول عليهم في المخفر تلاسن بينهم. بعد الإشكال قدم إلى البلدة نحو 20 شاباً من "حزب الله" بينهم الرعاة، وأطلقوا النار من أسلحة حربية بشكل كثيف ما أثار الرعب في صفوف الاهالي. وتدخل الجيش وألقى القبض على اثنين من المعتدين، عندها عاود عناصر "حزب الله" إطلاق النار ومجدداً وتمكنوا من اطلاق الشابين من يد الجيش وانسحبوا الى خارج البلدة. وتدخل مسؤولون أمنيون من "حزب الله" لمعرفة الضابط المسؤول من الجيش الذي أعطى الأمر بإلقاء القبض على الشابين من "الحزب"، ما أثار حفيظة أهل البلدة والمختار بالرغم من أنهم ينتمون الى التيار العوني حيث وضعوا ما حصل في سياق إستفزاز قائد الجيش واطلاق النار داخل بلدته رسالة له". نفت مصادر عسكرية الخبر وأكدت لـ"المركزية" "ان اشكالا حصل بالفعل، الا ان ما حكي عن الخلفيات غير صحيح، والقصة لا علاقة لها لا بقائد الجيش ولا بحزب الله، إنما مجرد إشكال خاص وقع بين المختار وشخص من آل شرف، وأحضر الأخير اولاده على خلفية الإشكال وأطلق النار في الهواء، وتدخل الجيش ما أدى إلى فرارهم".

 

/New A/E LCCC Postings for todayجديد موقعي الألكتروني ل ليوم 16-17 أيار/2020

رابط الموقع
http://eliasbejjaninews.com

 

الذاكرة الوطنية والصراع في لبنان/ادمون الشدياق/16 أيار/2020

القسطنطينية تسقط/ادمون الشدياق/16 أيار/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/86265/%d8%a7%d8%af%d9%85%d9%88%d9%86-%d8%a7%d9%84%d8%b4%d8%af%d9%8a%d8%a7%d9%82-%d8%a7%d9%84%d9%82%d8%b3%d8%b7%d9%86%d8%b7%d9%8a%d9%86%d9%8a%d8%a9-%d8%aa%d8%b3%d9%82%d8%b7-%d8%a7%d9%84%d8%b0%d8%a7%d9%83/

 

حزب الله” والمعابر إلى الشرعية/نصرالله: “ما حدا بقا يحكينا” عن المعابر غير الشرعية بين لبنان وسوريا.

نجم الهاشم/نداء الوطن/16 أيار/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/86269/%d9%86%d8%ac%d9%85-%d8%a7%d9%84%d9%87%d8%a7%d8%b4%d9%85-%d8%ad%d8%b2%d8%a8-%d8%a7%d9%84%d9%84%d9%87-%d9%88%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%b9%d8%a7%d8%a8%d8%b1-%d8%a5%d9%84%d9%89-%d8%a7%d9%84%d8%b4%d8%b1%d8%b9/

 

لبنان: الجوع يسابق صندوق النقد؟

راجح الخوري/الشرق الأوسط/16 أيار/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/86255/%d8%b1%d8%a7%d8%ac%d8%ad-%d8%a7%d9%84%d8%ae%d9%88%d8%b1%d9%8a-%d9%84%d8%a8%d9%86%d8%a7%d9%86-%d8%a7%d9%84%d8%ac%d9%88%d8%b9-%d9%8a%d8%b3%d8%a7%d8%a8%d9%82-%d8%b5%d9%86%d8%af%d9%88%d9%82-%d8%a7%d9%84/

 

الأزمة السورية تمتص الدولار من لبنان/شكوك حول تورط "حزب الله" بالتلاعب بسعر الدولار وتهريب المازوت والحزب ينفي

سوسن مهنا /انديبندت عربية/16 أيار/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/86259/%d8%b3%d9%88%d8%b3%d9%86-%d9%85%d9%87%d9%86%d8%a7-%d8%a7%d9%84%d8%a3%d8%b2%d9%85%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%b3%d9%88%d8%b1%d9%8a%d8%a9-%d8%aa%d9%85%d8%aa%d8%b5-%d8%a7%d9%84%d8%af%d9%88%d9%84%d8%a7%d8%b1/

 

 

Despite mounting isolation, Nasrallah still on the warpath/The Arab Weekly/May 16/2020

الإسبوع العربي: على الرغم من العزلة المتزايدة، لا يزال نصرالله على مسار الحرب

http://eliasbejjaninews.com/archives/86262/the-arab-weekly-despite-mounting-isolation-nasrallah-still-on-the-warpath-%d8%a7%d9%84%d8%a5%d8%b3%d8%a8%d9%88%d8%b9-%d8%a7%d9%84%d8%b9%d8%b1%d8%a8%d9%8a-%d8%b9%d9%84%d9%89-%d8%a7%d9%84%d8%b1%d8%ba/