المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكنديةLCCC/

نشرة الأخبار العربية ليوم 16 أيار/2020

اعداد الياس بجاني

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/eliasnews19/arabic.may16.20.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

وأَوَّلُ سَمَكةٍ تَطْلُعُ أَمْسِكْهَا، وٱفْتَحْ فَاهَا تَجِدْ أَرْبَعَةَ درَاهِم، فَخُذْهَا، وأَدِّهَا عَنِّي وعَنْكَ

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياته

الياس بجاني/حدا ياخد من هالشاب لعبة :لازمة الإنتخابات النيابية المبكرة"

الياس بجاني/خلاف شامل روكز مع عديله ما بيعمل منو سيادي واستقلالي

الياس بجاني/تفاهم نيسان لسنة 1996 بين حزب الله وإسرائيل وموقف العماد عون الساخر منه بعد سنة على توقيعه باللغتين العربية والإنكليزية/مع نص التفاهم الرسمي

الياس بجاني/فليخرس من يلوك عن جهل وغباء تكرار لازمة الإنتخابات المبكرة

الياس بجاني/خط جبران وسليمان واحد ومرجعيتهما واحدة عند سيد الدويلة وكل حروبهما شكلية وحلها وربطها عندو ومش عندون..تعتير

 

عناوين فيديوات تقارير وتعليقات من مصادر متفرقة

فيديو حلقة نديم قطش DNA لليوم وهي تحت عنوان: مصطفى بدر الدين

فيديو تقرير من تلفزيون سوريا اليوم المعارض عنوانه: الوسيط "حسن نصر الله.. "هل يربط لبنان مصيره بـ"الأسد"؟ ومداخلات لكل من د.مهند الحاج علي والسيد مرشد نايف

فيديو تقرير من تلفزيون اورينت عنوانه: هل هناك اتفاق دولي لإنهاء الدور الإيراني في سوريا؟ مع مداخلات لعسكريين متخصصين

 

عناوين الأخبار اللبنانية

في لبنان المحتل: انتخابات نيابية مبكرة او نزع السلاح؟/د. وليد فارس

ستُّنا مريم العذراء/الأب سيمون عساف

الكونغرس يدرس مشروعا لمنع المساعدة عن "حكومات حزب الله"!

الجولة الثانية من المفاوضات مع صندوق النقد ستجري الإثنين... بمشاركة سلامة

صلاح سلام يفجر مفاجأة: بهاء الحريري زار دمشق منذ أسابيع والتقى بشار الأسد!

ريفي في ذكرى الشيخ حسن خالد: رفض الخضوع لوصاية النظام السوري فاغتالوه

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الجمعة 15/05/2020

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الجمعة في 15 أيار 2020

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

الكونغرس يدرس مشروعًا لمنع المساعدة عن حكومات “الحزب”

وزني: لبنان مستعد لتعويم الليرة بعد تلقي الدعم الخارجي

فاجعة إغترابية جديدة.. هكذا قضى عباس في برلين

تجدد استهداف “المركزي” لتحويل الأنظار عن التهريب الى سوريا!

بيان من مصرف لبنان بشأن عمليات بيع الدولار

جعجع عن التطبيع مع سوريا: “اغرب نظرية سمعتها في حياتي”

كباش "الحاكم والحكومة" تابع... "صندوق النقد" أمام خطّتين/"فيتو رباعي" أسقط سلعاتا... وباسيل "عليّ وعلى حلفائي"!

نصر الله لحكومة دياب: تفاوضوا مع "صندوق النقد السوري"!

جتماع بعبدا يحاذر معابر "حزب الله"... ويعتمد آلية "تجفيف منابع المازوت"

جديد كارلوس غصن.. صندوق موسيقى ومحاكمة مقبولة!

النهار: ملفات "غب الطلب" والتحقيقات تبلغ مصرف لبنان

الشرق: الجيش ضبط كميات من الطحين والمازوت .. وأوقف 25 مهربا

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

أبواب كاتدرائية القديس بطرس في الفاتيكان ستُفتح من جديد

الصحة العالمية تحذر: متلازمة غريبة تصيب الأطفال

ترمب: متفائلون بالحصول على لقاح كورونا نهاية العام

وزير روسي جديد يدخل "قائمة الوباء".. وارتفاع الإصابات

كورونا يطيح بوزير الصحة البرازيلي بعد شهر من تعيينه

هل تقطف أميركا في سوريا ثمار «الضغط الأقصى»؟

جهود ثلاثية لمواجهة نفوذ إيران في البادية السورية

روسيا والصين تعترضان على دعوات غربية لمحاسبة نظام الأسد

أميركا تحذر من التحايل على عقوبات إيران وسوريا

إغلاق طريق طهران بيروت من سوريا.. حراك في البادية

بلبلة جديدة حول "الحشد" في العراق.. والسيستاني يوضح

ناشطة إيرانية طالبت باستقالة خامنئي: لن أصمت أو أستسلم

"زيارة غامضة" لوزير روسي تفجر خلاف بوتين - الأسد

الجيش المصري: مقتل 7 إرهابيين في سيناء

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

لا امكانية للتعايش مع دولة حزب الله/شارل الياس شرتوني

خياران للأسد في سوريا/مهند الحاج علي/المدن

هجوم استباقي لنصر الله يطيح بخطة التفاوض مع صندوق النقد ويرسم «خارطة الطريق» البديلة للحكومة/رلى موفّق/اللواء

نهبوا البلد… صحتين/راجح الخوري/النهار

مؤشرات الخوف على مصير لبنان/حنا صالح/الشرق الأوسط

كفى تمويهاً/د. مروان اسكندر/صحيفة "النهار

"صلاة المعابر" لضمائر المستكبِرين/بشارة شربل/نداء الوطن

الإستيراد إلى سوريا وتصدير أزمتها إلينا/وليد شقير/نداء الوطن

قراءة إسترتيجية لكلمة السيد نصر الله/د.توفيق هندي

من يجرؤ على دخول المغاور اللبنانية؟/رولا حداد

الخارجون عن القانون يحكمون... لبنان/فارس خشّان/الحرة

فارس سعَيد لـ "أساس": ودائع اللبنانيين مقابل سلاح "حزب الله"/إيلي الحاج/اساس ميديا

اقتصادنا الجديد: استهلاك أقلّ = إنتاج أقلّ/وسام سعادة/أساس ميديا

 زوجة دياب لم تخطىء... نحن العنصريون والمتشاوفون/محمد بركات/أساس ميديا

حركة التهريب بين لبنان وسوريا منافذها كثيرة و"معروفة"/قيمة البضائع المهربة إلى دمشق تجاوزت 20 مليار دولار خلال خمس سنوات/طوني بولس/انديبندت عربية

صواريخ الملالي تقتل الإيرانيين وتفشل في حماية إيران/أمير طاهري/الشرق الأوسط

النتاج الثقافي العربي الحاضر: الأجناس والدلالات/رضوان السيد/الشرق الأوسط

«النهضة» التونسية وغيوم التورط في ليبيا/د. جبريل العبيدي/الشرق الأوسط

حركة النّهضة التونسيّة والمطبخ الداخليّ/د. آمال موسى/الشرق الأوسط

عن جديد المشهد السوري/أكرم البني/الشرق الأوسط

«ما تهربش عليّ»/سمير عطا الله/الشرق الأوسط

الشعب الإيراني يسأل خامنئي: أين أموالنا من مكاسبك التوسعية؟/بديع يونس/العربية

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

عون تابع مسار الاجراءات لضبط التهريب واستقبل صحناوي ومحفوظ وأبرق معزيا بالقليبي

نديم الجميّل: لا جدوى من طرح الخطة الإقتصادية إذا لم تتواكب بجرأة مع تغيير سياسي

تصاعد ضغوط حزب الله على حاكم مصرف لبنان بسبب هبوط الليرة السورية

حارث سليمان لـ«جنوبية»: مصرف لبنان جفف مصادر الدولار لـ«حزب الله».. فإستعاض بتهريب الطحين والنفط!

دريان في ذكرى استشهاد حسن خالد: كان رجل المهمات الوطنية والعربية والإسلامية الكبرى

المكتب الاعلامي لرئاسة الحكومة: كلام عقيلة الرئيس دياب عن لبننة العمالة هدفه اعتماد اللبنانيين على أنفسهم

 

في أسفل تفاصيل النشرة الكاملة

الزوادة الإيمانية لليوم

وأَوَّلُ سَمَكةٍ تَطْلُعُ أَمْسِكْهَا، وٱفْتَحْ فَاهَا تَجِدْ أَرْبَعَةَ درَاهِم، فَخُذْهَا، وأَدِّهَا عَنِّي وعَنْكَ

إنجيل القدّيس متّى17/من24حتى27/:”لما وَصلُوا إِلى كَفَرْنَاحُومَ دَنَا جُبَاةُ الدِّرْهَمَيْنِ مِنْ بُطْرُس، وقَالُوا لَهُ: «أَلا يُؤَدِّي مُعَلِّمُكُم ضَرِيْبَةَ الدِّرْهَمَين؟». قَالَ بُطرُس: «بَلى!». ومَا إِنْ دَخَلَ البَيْتَ حَتَّى بَادَرَهُ يَسُوعُ بِقَولِهِ: «مَا رَأْيُكَ، يَا سِمْعَان؟ مِمَّنْ يَأْخُذُ مُلُوكُ الأَرْضِ الجِزْيَةَ أَوِ الضَّريبَة؟ أَمِنْ بَنِيهِم أَمْ مِنَ الغُرَبَاء؟». قَالَ بُطْرُس: «مِنَ الغُرَبَاء». فقَالَ لَهُ يَسُوع: «فَالبَنُونَ إِذًا أَحْرَار! ولكِنْ لِئَلاَّ نُشَكِّكَهُم، إِذْهَبْ إِلى البُحَيْرَة، وأَلْقِ الصِّنَّارَة، وأَوَّلُ سَمَكةٍ تَطْلُعُ أَمْسِكْهَا، وٱفْتَحْ فَاهَا تَجِدْ أَرْبَعَةَ درَاهِم، فَخُذْهَا، وأَدِّهَا عَنِّي وعَنْكَ».

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياته وتغريدات متفرقة

حدا ياخد من هالشاب لعبة :لازمة الإنتخابات النيابية المبكرة"

الياس بجاني/14 أيار/2020

حدا ياخد من هالشاب لعبة :لازمة الإنتخابات النيابية المبكرة" ويفهوا انو بظل احتلال حزب الله أي انتخابات راح تجبلو ع الأقل مية نائب ويمكن أكثر. في الخلاصة السكوت احيانا هو من ذهب.

https://www.youtube.com/watch?v=21jvibQskn8

 

خلاف شامل روكز مع عديله ما بيعمل منو سيادي واستقلالي

الياس بجاني/14 أيار/2020

خلاف شامل روكز مع عديله ما بيعمل منو سيادي واستقلالي. هو اجا نايب ع وهج وصورة عمه وبظل ارهاب سلاح حزب الله..فيعيرنا سكوته

https://www.youtube.com/watch?v=rYGvqjFX1-g

 

تفاهم نيسان لسنة 1996 بين حزب الله وإسرائيل وموقف العماد عون الساخر منه بعد سنة على توقيعه باللغتين العربية والإنكليزية/مع نص التفاهم الرسمي

الياس بجاني/14 أيار/2020

في خطابة المعلقة ليوم أمس تباهى السيد حسن نصرالله وكعادته بمسلسل انتصاراته الذي يطول ويطول ولا ينتهي تماماً كخرافات وحكايات أساطير ألف ليلة وليلة، وهي انتصارات بمفهومة وبثقافته إلهية كما جاء في كلامه.

فهو كما يدعي انتصر في لبنان على إسرائيل وأميركا في كل المواجهات معهما وتحديداً عام 1996 وعام 2000 وعام 2006.. في حين كان في كل هذه الحروب لبنان واللبنانيين هم الخاسرون 100%.

وكذلك قال بأنه هو المنتصر الأوحد في سوريا، واعتبر بأن نظام الأسد باق ومظفر ومحور ما يسميه ة زوراً ونفاقاً واحتيالاً “مقاومة” هو المنتصر في مواجهة كل القوى العالمية والعربية التي شاركت وتشارك في الحرب السورية العبثية.

وكعادته استنتج بأن إسرائيل مرتبكة وتنافق اعلامياً وبأن وزير دفاعها غبي وكلامه عن إخراج إيران من سوريا قبل نهاية السنة الحالية هو مجرد أوهام لن تتحقق.

أما عن التهريب والمعابر فرأي أنه موضوع مزمن ولا يمكن مقاربته بغير التفاهم الكامل والشامل مع نظام الأسد.

وهنا ودون أن يرمش له جفن تعامى مأساة مليون ونصف مليون سوري هو والأسد هجروهم إلى لبنان ولا يريدان عودتهما، وأغفل عن سابق تصور وتصميم  حقيقة مهمة وهي أنه (حزب الله) والمحسوبين عليه من المهربين والمافيات والعصابات المسلحة هم من يقومون بعمليات التهريب عبر عشرات المعابر التي يسيطر عليها حزبه ويمنع الجيش اللبناني من الاقتراب منها.

باختصار فإن خطاب السيد يوم أمس كان وكما كل خطاباته رزمة من الأكاذيب والعنتريات الفارغة والانتصارات الواهمو والخيالية.

أما في ما يتعلق “بتفاهم نيسان لعام 1996 الذي أدرجه بنفخة صدر وافتخار على قائمة الانتصارات (وهو يُسمى أيضاً تفاهم عناقيد الغضب) فنترك أمره لتقييم ورأي العماد ميشال الساخر بمقالة له نشرها بتاريخ 15 آب سنة 1997 في النشرة اللبنانية وفي أسفل نصها الحرفي وترجمة لها بالإنكليزية كنا قمنا به في ذلك الوقت.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

رابط موقع الكاتب الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

*عنوان الكاتب الألكتروني

phoenicia@hotmail.com

 

فليخرس من يلوك عن جهل وغباء تكرار لازمة الإنتخابات المبكرة

الياس بجاني/12 أيار/2020

يغيب عن جهلة السياسة بان أي انتخابات في ظل احتلال حزب الله ستصبح كتلته مئة نائب أو أكثر. يضبضب ويعيرنا سكوته من يلوك كالأطفال لازمة الإنتخابات المبكرة

 

خط جبران وسليمان واحد ومرجعيتهما واحدة عند سيد الدويلة وكل حروبهما شكلية وحلها وربطها عندو ومش عندون..تعتير

الياس بجاني/12 أيار/2020

يفاخر فرنجية بانتمائه "لخط" محور المقاومة ويكرر هذه اللازمة ببغائية. يا بيك الخط هذا يحتل لبنان وانت وجبران من أدواته فروق علينا

 

فيديوات من مصادر مختلفة

فيديو حلقة نديم قطش DNA لليوم وهي تحت عنوان: مصطفى بدر الدين

*بظل الثقافة الملالوية الخيالية والواهمة وهيمنة محور المقاومة على لبنان وحكمه كل شيء في حياة المواطن اللبناني يدور حول مسلسل الإنتصارات على إسرائيل

*سؤال: من قتل مصطفى بدر الدين؟ الصحف الإسرائيلية تتهم قاسم سليماني في حين حزب الله لم يتهم إسرائيل في سابقة لمسلسل اتهامها بكل شىء صغير وكبير!!

https://www.youtube.com/watch?v=qkfZVGAPbf4

 

فيديو تقرير من تلفزيون سوريا اليوم المعارض عنوانه: الوسيط "حسن نصر الله.. "هل يربط لبنان مصيره بـ"الأسد"؟ ومداخلات لكل من د.مهند الحاج علي والسيد مرشد نايف

الخلاصة: البلاد التي تحكمها ميليشيات إرهابية ومذهبية وإجرامية ومجرمون من شاكلة نصرالله والأسد كما هو حال لبنان وسوريا لا يمكن أن تبني اقتصداقاً ناجحاً، بل على العكس هي تغرق الشعوب والدول بالفوضى والفقر والجريمة  والحروب العبثية والظلم وذلك على خلفية شريعة الغاب وعمى البصر والبصائر وجنون العظمة..نصرالله هو جندي إيراني وطروادي بإمتياز وينفذ الأجندة الإيرانية وليس عنده أي اهتمام بلبنان أو باللبنانيين لا من قريب ولا من بعيد.

https://www.youtube.com/watch?v=qt2I-3MAvjA

 

فيديو تقرير من تلفزيون اورينت عنوانه: هل هناك اتفاق دولي لإنهاء الدور الإيراني في سوريا؟ مع مداخلات لعسكريين متخصصين

https://www.youtube.com/watch?v=DXGSFVyxfoA

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

في لبنان المحتل: انتخابات نيابية مبكرة او نزع السلاح؟

د. وليد فارس/15 أيار/2020

انتخابات مبكرة او غير مبكرة في لبنان من دون نزع سلاح الميليشيات اولا، ولو تدريجيا، لن تغّير شيئاً.

اذ انه كانت هنالك انتخابات متتالية منذ ٢٠٠٥، واتت مراراً باكثرية غير مؤيدة للميليشيات.

ولم تتمكن هذه الاكثريات من حلّها، بل نجحت الميليشيات بحل هذه الاكثريات النيابية بطريقة او بأخرى.

يجب التركيز، كل التركيز، على نزع السلاح، في اي مكان ممكن، كمرحلة اولى لاي حل، لاي طريق للحل.

كيف؟ هنا يبدأ التركيز، على “كيف” وليس على “ما منقدر”

 

ستُّنا مريم العذراء

الأب سيمون عساف/15 أيار/2020

يواكيم وحنه كبار بالعمر القاسي الجلاد

هيي بارَّه وهوي بار صلو يرزق الله ولاد

حنه عاقر عار العقم والأبشع تعيير الناس

صلت تشفى بعد السُقم كانت حرقتها قداس

طلبت ولد وبتنذرو للهيكل الرب استجاب

الشُمَّات منها استعذرو ورميو على العقم الحجاب

تحنن الله والمشروع شُغل وتصميم القدره

حتى يتجسَّد يسوع اعطاهم اجمل عذرا

ماتو حنه ويواكيم ومريم من صف الأيتام

للخالق امر التحكيم بالوضع الناقص والتام

طفله بنت تلات سنين نعمة الله حاكتها

بالهيكل زهد وتقنين وقصه القدره حاكتها

كانو الملايك بالسما يجيبولها قوت وغذا

متعبده الهيكل حمى من طهرها فاح الشذا

بالسن البالغ صارت جبرائيل المرسَل طل

خاطبها وهيي احتارت طمّنها وبشَّرها وفل

خافت والريب استشرى والطاعه بترفض تقصير

بلغها اشرف بشرى بدها ام الفادي تصير

عليها الروح الأقدس حل يسوع تأنس فيها

عذرا وحامل كيف الحل اعجوبه ما منخفيها

والكاهن حسب العاده بْنات الهيكل بلغو السن

للخطبه صار ينادي حتى شرع الخطبه يسن

وكل شب وجاب عْصاتو وعليها اسمو داهن

اجرى الملقى فحوصاتو وبلش بالرتبه الكاهن

طيَّر حمامه وقلها عا اسم مريم رفرفي

اختارت عصا يوسف لها الا وعليها مشرفي

اياك تخاف وتحتار العذرا خطِّيبه احفظها

من ربك انت المختار صمتك وعظه بتوعظها

بالحلم حاكاك الملاك طيَّب يا يوسف خاطرك

بتتكمل العيله بعُلاك الطفل السماوي ناطرك

مار يوسف جنب العذرا صارت اسمى خطِّيبه

عاش بتوجيه القدره بنعمه واخلاص وطيبه

بركة ابُوِّه نلتها يا بار يا أطهر رسول

رضيت السما وما سألتها ترعى الصبي تصون البتول

عيله تقيه مقدسه بيسوع وبمريم وفيك

أفضال الله مكدسه نيال قلبك مصطفيك

ومع مريم العذرا البتول بتعطر زهور الحقول

بتلوح من قلب السما وتقلنا شو لازم نقول

نطلب نصلي وروحها بتسمعلنا وبتستجيب

هِيِّي دوا لِجروحنا فينا شفاعتها نجيب

 

الكونغرس يدرس مشروعا لمنع المساعدة عن "حكومات حزب الله"!

المركزية/15 أيار/2020

فيما بدأ لبنان منذ يومين جولة المفاوضات الاولى مع صندوق النقد الدولي من اجل الموافقة على مساعدته في النهوض من كبوته الاقتصادية في ضوء الخطة التي اعدتها الحكومة ، يبحث الكونغرس الاميركي بحسب ما ورد على موقع الكونغرس الالكتروني مشروع قرار يقضي بمنع تقديم مساعدة لأي حكومة في لبنان خاضعة لهيمنة ونفوذ حزب الله.

 

الجولة الثانية من المفاوضات مع صندوق النقد ستجري الإثنين... بمشاركة سلامة

المركزية/15 أيار/2020

علمت " المركزية" ان الجولة الثانية من المفاوضات مع بعثة صندوق النقد الدولي ستجري يوم الاثنين المقبل، ويشارك فيها الى وزير المال غازي وزني حاكم مصرف لبنان رياض سلامة الذي غاب عن الجولة الاولى. وسيشرح الحاكم بالتفاصيل- الارقام الدقيقة وجهة نظره من الاوضاع الاقتصادية والمالية.

 

صلاح سلام يفجر مفاجأة: بهاء الحريري زار دمشق منذ أسابيع والتقى بشار الأسد!

مواقع الأكترونية/15 أيار/2020

كشف رئيس تحرير صحيفة “اللواء” صلاح سلام خلال برنامج “الحدث” مع الزميلة كاترين حنا ان بهاء الحريري زار دمشق منذ بضعة اسابيع والتقى الرئيس بشار الأسد.

واضاف سلام في رده على سؤال حول احتمال عودة بهاد الحريري الى لبنان: “بهاء الحريري ليس لديه تجربة سياسية فهو رجل اعمال وهو غير موجود على الارض ولا يأتي الى لبنان الا نادراً، اليوم لا يستطيع بهاء الحريري ان ينزل بـ”الباراشوت” وان يقول انني اصبحت سياسياً واريد ان اصبح زعيماً، هذا الامر لم يعد يمشي..”.

 

ريفي في ذكرى الشيخ حسن خالد: رفض الخضوع لوصاية النظام السوري فاغتالوه

المركزية/15 أيار/2020

غرد اللواء أشرف ريفي عبر “تويتر” بالقول: إغتيل المفتي الشهيد الشيخ حسن خالد لأنه رفض الخضوع لوصاية النظام السوري، فكانت حياته ككل شهداء لبنان الكبار فداءً عن وطنه.” وأضاف: الذكرى الـ ٣١ لاستشهاده، مناسبة للتمسك بالثوابت والقناعات، حتى نحرر لبنان من وصاية المحور المسؤول عن كل هذا الخراب،” قائلا: “رحمَ الله مفتي لبنان السيد الحر المستقل.”

 

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الجمعة 15/05/2020

وطنية/الجمعة 15 أيار 2020

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون لبنان"

الدخول الحاسم للجيش في التعرجات الجغرافية كما الأمنية لمعابر التهريب الحدودية وضبطه عددا من المهربين وكميات من السلع الحيوية المنوي تهريبها أعاد تصويب الأمور بالاتجاه الصحيح، أملا بسد أحد ثقوب استنزاف الاقتصاد الوطني في أصعب مراحله في ظل متابعة دقيقة لرئيس البلاد والحكومة لما يجري عند الحدود.

وعلى أهمية هذا الملف وبرغم الإقفال الكوروني العام ظل سعر صرف الليرة الشغل الأبرز في خواطر اللبنانيين غداة التعقبات القضائية بحق مشتبه بتورطهم في التلاعب بأسعار الصرف.

وفي هذا الاطار لفت اليوم كلام وزير المالية لوكالة الصحافة الفرنسية عن استعداد الحكومة لتلبية طلب صندوق النقد الدولي بتعويم سعر صرف الليرة لكن بعد تلقيها الدعم الخارجي. وأضاف لكن الحكومة اللبنانية طلبت مرحلة انتقالية تمر بسعر الصرف المرن قبل أن نصل إلى التعويم.

ومع انتصاف فترة الإقفال التام للجم تفشي فيروس كورونا وتسجيل خمس إصابات جديدة في صفوف المواطنين ليقارب العدد الإجمالي الـ 900 حبس أنفاس على خط التعبئة بانتظار الاجتماع الحكومي بعد ظهر الأحد برئاسة رئيس الحكومة لتقييم نتيجة الاقفال واتخاذ القرار المناسب في ضوئها.

وفي غمرة الأخبار المثقلة بالهموم خبر متفائل من داخل الجناح المخصص لمرضى كورونا في مستشفى رفيق الحريري الحكومي نجاح عملية ولادة قيصرية لامرأة مصابة بالكورونا أعادت البسمة الى الوجوه في ظل فترة الترقب الصعبة.

عالميا حذرت منظمة الصحة العالمية من متلازمة قد تصيب الأطفال جراء فيروس كورونا ولم تحدد المنظمة طبيعة هذه المتلازمة.

نبدأ من لبنان قضية ضبط التهريب عند المعابر الشرعية وغير الشرعية شغلت المراجع الرسمية ورئيس الجمهورية تابع هذا الملف.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون ان بي ان"

صعود وهبوط... كاسهم البورصة هي المعطيات المتعلقة بعملية التلاعب بسعر صرف الدولار إلا أن الأكيد في هذا المجال ان المواطن هو من ذهب "فرق عملة" من خلال تراجع القدرة الشرائية واسعار السلع الملتهبة والراتب الذي بات بلا قيمة أمام العملة الخضراء".

التحقيقات في ملف التلاعب بسعر صرف الدولار توسعت وفي مستجداتها توقيف مدير العمليات النقدية في مصرف لبنان بعد أن اظهرت التحقيقات بيعه دولارات لصرافين من الفئتين (أ) و(ب) أي لمن يحق لهم شحن دولار من الخارج ولمن لا حق لهم.

في المقابل هيئة مكافحة تبييض الأموال في البنك المركزي أكدت أنه لم يكن هناك أي تلاعب في سوق الصرافين ناتج عن عمليات مصرف لبنان وعرضت الأرقام المتداولة بين المصرف والصرافين خلال الفترة الممتدة من 8-4-2020 إلى 5-5-2020.

وزير المال غازي وزني أكد الاستعداد لتلبية طلب صندوق النقد الدولي بتعويم سعر صرف الليرة لكنه ربط ذلك بشرط تلقي الدعم الخارجي على أن يعتمد في المرحلة المقبلة انتقاليا سعر صرف مرن.

على خط كورنا سجل العداد المحلي خمس إصابات جديدة فيما العداد العالمي لا تزال مؤشراته تتصاعد في حين أن الخسائر الاقتصادية المتوقعة قد تتجاوز الثمانية تريليون دولار.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون أم تي في"

حوالى اربعة مليارات دولار طارت من الخزينة اللبنانية منذ بداية عام 2019 نتيجة تهريب المحروقات من لبنان الى سوريا. إنه الرقم الصادم في جمهورية صارت شبه مفلسة، وفي مجتمع اضحى أكثر من نصف ابنائه تحت خط الفقر. مع ذلك فان الدولة لم تتحرك الا البارحة لضبط الحدود . الصحوة المتأخرة ليس سببها طبعا ضمير المسؤولين أو حسهم الوطني. فالضمير عند مسؤولي لبنان مستتر، والحس الوطني غير موجود. لذلك فان السبب الوحيد لما حصل، ان صندوق النقد الدولي ابلغ لبنان انه لا يمكنه تقديم اي مساعدة قبل وقف المزاريب التي تسنزف احتياطي مصرف لبنان من العملة الصعبة، وعلى رأسها التهريب على الحدود اللبنانية - السورية. فهل من يحكموننا مسؤولون أم مجرمون؟ وهل سكوتهم ناتج من جهل، أم من خوف، ام من مصلحة يحققونها مع مافيا التهريب اللبنانية - السورية؟ مهما كان السبب فان النتيجة واحدة، بل الجريمة واحدة، ومعروف ما يجب ان يكون مصير السارقين والمجرمين!

ملف آخر يتحرك غب الطلب هو ملف الكهرباء. فما حصل في مجلس الوزراء امس شكل نكسة للتيار الوطني الحر، اذ سقط مشروعه المرتكز على بناء معمل في سلعاتا، بالتزامن مع بدء العمل في معملي الزهراني ودير عمار.اللافت ان إسقاط المشروع جاء في اجتماع للحكومة انعقد في السراي ، أي بغياب رئيس الجمهورية. وقد شارك في اسقاط طرح التيار حزب الله وحركة امل وتيار المردة وحزب الطاشناق. فما الاسباب التي دفعت حزب الله الى المشاركة في اسقاط مشروع حيوي ومهم للوزير جبران باسيل؟ وكيف سيرد التيار ورئيسه على ما تعرضا له في مجلس الوزراء ، خصوصا ان وزراء التيار الخمسة فقط وقفوا مع المشروع في حين ووجه بمعارضة من كل الوزراء الاخرين؟ وهل يمكن فصل ما حصل في مجلس الوزراء عن المؤتمر الصحافي للوزير سليمان فرنجية وحتى للنائب شامل روكز؟ انها اسئلة برسم المستقبل، علما ان كل ما يحصل على صعيد الكهرباء لم يرق حتى الان الى مستوى الاصلاح البنيوي . فالهيئة الناظمة ممنوعة من التشكل، والتعيينات في مؤسسة كهرباء لبنان مجمدة. فهل تنتظر الحكومة امر عمليات ايضا من صندوق النقد لتتحرك؟

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون او تي في"

في التاريخ، الخامس عشر من أيار يوم أسود.

ففي مثل هذا اليوم من عام 1948، أنشئ الكيان الإسرائيلي على أرض فلسطين، وبدأ مسلسل تشريد اللاجئين، الذي دفع لبنان ولا يزال ثمن قضيتهم، متمسكا بحقهم المقدس في العودة، ورفض التوطين، بناء على عبارة مقدسة أيضا، وردت في مقدمة الدستور، وجاء فيها ألا تجزئة ولا تقسيم ولا توطين.

وفي مثل هذا اليوم من عام 2013، سقطت شعارات كبيرة رفعها البعض محليا، فتغيبوا عن جلسة نيابية كان يفترض أن تقر مشروع قانون الانتخاب المعروف بالأرثوذكسي، الذي يحقق التمثيل الصحيح، مئة بالمئة لجميع المكونات اللبنانية، في انتظار قيام الدولة العلمانية... مسددين بذلك ضربة من الداخل إلى الميثاق والتوازن والشراكة الوطنية التي كانت في طريقها إلى التحقق، لتتأخر عودتها أربع سنوات بعد ذلك، أي حتى إقرار قانون الانتخاب الحالي، القائم على النسبية مع الصوت التفضيلي، مع منح المغتربين حق الاقتراع من بلدان الانتشار...

هذا في التاريخ.

أما في الحاضر، فالتاريخ بكل بساطة، يعيد نفسه...

ربما ليس بالأحداث والوقائع، ولكن طبعا بالذهنيات والممارسات.

ففي الشأن الميثاقي، كانت جهة تسعى إلى التوازن، وجهات تصر على الخلل.

وفي الشأن الإنمائي، كانت جهة تسعى إلى الإنجاز، وجهات لا هم لها إلا العرقلة.

وهكذا هي الحال اليوم، على رغم ما وصلنا إليه: جهة تسعى إلى الإنقاذ، وجهات تطعن في الظهر.

اليوم، الحكومة تفاوض صندوق النقد الدولي، في مسعى لانتشال لبنان من المستنقع الاقتصادي والمالي.

وتزامنا مع انطلاق المفاوضات، تقوم الجهات عينها التي تسببت بالضرر الكبير، بإلقاء اللوم على من يعمل للإنقاذ، فتضع العصي يوميا في الدواليب.

وفي هذا السياق، خرج مثلا موقع تابع لطرف سياسي، بمقال وصفه بالخاص، عنوانه يقول: "جبران يحضر جلسات بعبدا أونلاين ودياب يخطط لوضع اليد على إدارات".

وفي الوقت عينه، انبرى رئيس حزب يزعم العفة ويدعي المبدئية، إلى إطلاق النار على مقررات المجلس الأعلى للدفاع في ما يتعلق بالتهريب، وقرارات الحكومة حول الكهرباء، مع علمه الأكيد بأهمية الملفين في نظر المجتمع الدولي الذي تؤمل منه مساعدة سريعة.

وفي الموازاة، أخذ سياسي على عاتقه مهمة القنص على الوفد المفاوض مع صندوق النقد الدولي، مطلقا في حق بعض أعضائه، أغرب النعوت... تزامنا مع إعلان وئام وهاب انه سيتقدم أول الأسبوع بإخبار عند القاضي علي إبراهيم بخصوص ملف يمكن أن نستعيد بفتحه عشرات ملايين الدولارات، كما قال، حتى لا يبقى ملف استرداد الأموال كلاما بكلام، مؤكدا أن كل أوراقه جاهزة حتى لا يكون إخبارا في الهواء أو للاعلام.

وتزامنا مع اعلان وئام وهاب، رد النائب اللواء جميل السيد على حديث النائب السابق وليد جنبلاط أمس للـ OTV، حيث غرد بالتالي: البيك قال على الOTV أنا ما حكيت الرئيس بالتعيينات... عم يحكي فيها فريق سياسي مدعوم من ضابط لبناني سابق من إيام أحبابي خدام والشهابي! أكيد مش نحنا يا بيك عم نطرق كل الأبواب حتى نعين فليحان بمصرف لبنان، وشقير بأسواق المال، وكيوان بالشرطة، ومطرح وليد عمار بالصحة... مشكلتك مع المير"، ختم السيد.

في كل الأحوال، السجالات ليست الأساس، والمزايدات بعيدة عن الجوهر.

فالمهم اليوم هو الانقاذ، واذا كان اللبنانيون، بعد كل الذي جرى، مستعدين بعد لسماع مزيد من الكلام الفارغ، فهم طبعا ليسوا في وارد التسالي التي يمضي بعض السياسيين فيها وقتهم، لأن هؤلاء ليسوا في حاجة إلى وقت للتفكير في لقمة العيش والمدرسة والجامعة والاستشفاء وسائر هموم الحياة التي ينهمك فيها اللبنانيون.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون المنار"

جرح يعمق جرحا، ونكبة فوق نكبة، والفلسطينيون على طريق الصبر والعمل بكثير من الامل بفرج يرونه قريبا، وإن يعمل الصهاينة وبعض المتآمرين لكي يكون بعيدا..

اثنان وسبعون عاما على نكبة فلسطين، واهلها عند ثابتة النضال والكفاح، يحيون الذكرى الاليمة بما اوتوا من عزيمة، وان منعت كورونا مسيرات العودة هذا العام، فقد احياها الفدائيون بسكين محكم او عملية دهس متنقة، وحتى حجرا من منبت صخر جنين، مؤكدين للاحتلال ورعاته وادواته، ان فلسطين وقدسها على طريق التحرير مهما كثرت صكوك البيع المزورة من دونالد ترامب وادواته العربية، وعلت صيحات التطبيع الغادرة، التي ستخفت صاغرة امام الارادة الفلسطينية..

في لبنان المنكوب بجائحة وبائية واخرى اقتصادية، لم تخفت الاصوات المشوشة ولم تصغر الهوامش السياسية المتشعبة في كل شيء، فيما الحكومة تسعى ما امكنها لا سيما وزارة الصحة لتطويق كورونا وسد اي منفذ قد تخترقه لمعاودة الانتشار، ولهذا كانت اجراءات الاقفال العام كما قال الوزير حمد حسن الذي طمأن الى اننا ما زلنا في المرحلة الثالثة ولم ننزلق الى الرابعة بفعل التعاون المجتمعي، على ان تقييم الحال سيكون الأحد المقبل ليبنى على الشيء مقتضاه..

قضائيا ما زال خيط الدولار الذي اوصل المدعي العام المالي القاضي علي ابراهيم الى مصرف لبنان يتمدد، وبعد توقيف مدير النقد والتسليف في المصرف مازن حمدان واحالته الى قاضي التحقيق في بيروت، كشف ان ما كان يقوم به تم بعلم حاكم مصرف لبنان رياض سلامة. فالى اين ستصل التحقيقات؟

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون ال بي سي"

الحاج محمد عيسى... حرفوش العلي... الرنس عبدالله... " تعيش الأسامي"، ربما تتساءلون: من هم اصحاب هؤلاء الأسماء؟ هل هم متفوقون؟ هل تسجل براءات اختراع باسمائهم؟

ببساطة، ومن دون طول انتظار، إنهم " أبطال" معابر التهريب في الشمال، وهي المعابر التي تسمى باسمائهم! اما كيف هم معروفون؟ ولماذا لا يتم توقيفهم، فلأن هناك من يغطيهم، سواء من السياسيين أو من الأجهزة الأمنية، تماما كما هي الحال على الحدود الشرقية مع سوريا... رجاء، توقفوا عن استغباء الناس! أخبروهم أين تذهب أموال خزينتهم من العملات الصعبة... إكشفوا أسماء المتورطين من سياسيين وأمنيين... فقط تستقوون "على كم ضعيف في الداخل " لتعلنوا انتصاركم. "تحيا العدالة" على طريقة مسرحيات الرحابنة... ما رأيكم لو تعقدون اجتماعات الوفد اللبناني مع صندوق النقد الدولي على واحد من هذه المعابر؟ ربما يشاهد وفد صندوق النقد الدولي، بالعين المجردة، من أين يبدأ الفساد؟ أو إلى اين يصل الفساد؟ وحتى لو ضخ صندوق النقد الدولي مليارات الدولارات، فإن جزءا من مصيرها سينتهي عند الحاج محمد عيسى، وحرفوش العلي، والرنس عبدالله... إذا كنتم باشرتم الإجتماعات مع صندوق النقد الدولي، فأين مبادرة حسن النية من جانبكم؟ هل اقفلتم معبر تهريب؟ هل أوقفتم أحد أبطال معابر التهريب؟ هل أجريتم تشكيلات لإبعاد المتورطين والمغطين والشركاء... حتى إشعار آخر، وعلى رغم كل التطبيل والتزمير أن ملف التهريب فتح، فإنه يخشى ان يكون همروجة وتمضي، تماما كما كان يحصل في السابق... طالما المعابر على اسماء المهربين، وطالما الحماة في مراكزهم الأمنية، "فالج ما تعالج"، وحين نقرأ أسما من هؤلاء الأسماء أمام التحقيق، يمكننا ان نصدق الإجراءات. ما دون ذلك، عذرا، لن نصدقكم...

في ملف آخر، وفيما ينهمك لبنان بالمفاوضات مع صندوق النقد الدولي، فإنه كان لافتا ما أدلى به وزير المال غازي وزني لوكالة الصحافة الفرنسية، ومما جاء فيه: "يطالب صندوق النقد دائما بتحرير سعر صرف الليرة. هم يريدون توحيد أسعار الصرف والتعويم، لكن الحكومة اللبنانية طلبت مرحلة انتقالية تمر بسعر الصرف المرن، قبل أن نصل إلى التعويم". وأضاف "علينا تعديل سياسة التثبيت إلى سياسة سعر الصرف المرن، في مرحلة أولى وعلى المدى المنظور، وحين يصلنا الدعم المالي من الخارج ننتقل إلى التعويم".

في ملف الصيارفة والتلاعب بالدولار ، فالبارز اليوم اجتماع لجنة التحقق الخاصة، وإصدارها بيانا عن حجم العمليات التي قام بها مصرف لبنان، والتي جاءت أرقامها بأقل مما كان متداولا ... هذا الملف سيتوسع الأسبوع المقبل بعد الإدعاء على مدير العمليات النقدية في مصرف لبنان ومثوله امام قاضي التحقيق، الاسبوع المقبل.

في ملف كورونا، الإصابات في لبنان تراجعت اليوم إلى خمس، بينها ثلاث اصابات لمقيمين واثنتان لوافدين، فيما التحدي الأكبر يتمثل باحتواء العائدين الذين بدأت طائراتهم تصل إلى مطار بيروت.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون الجديد"

بشهادة من منظمة الصحة العالمية فإن فيروس كورونا تعلم العيش بيننا لكن الأسوأ لم نشهده بعد وفي لبنان صار من أهل البيت. لم ننزلق إلى المرحلة الرابعة بحسب وزير الصحة لكن الوباء في مرحلته الثالثة سار بثبات نحو الإقليم فعزل شحيم وأصاب برجا وكترمايا وأحيا المجلس الصحي الأعلى وهو رميم لأن البلد لم يعد يحتمل الاستهتار والإغلاق التام مرجح لأن يتمدد بتوصية من الوزير الوصي إذا ما بقي عداد المصابين يتصاعد وهو أضاف اليوم خمس إصابات بينها سيدة خضعت لولادة قيصرية فيما العودة إلى الحياة الطبيعية تتطلب وعيا ومسؤولية كي لا نقع في المحظور. وإذا كان لبنان مصنفا على لوائح الدول العاجزة عن المواجهة منفردا.. فإن الأبواب مفتوحة أمامه للعبور الشرعي نحو سوريا ليس من معابر النأي بالنفس بل رسميا وبالتواصل بين دولة ودولة اعبروا نحو الشام لكن للشاحنات والبضائع وليس للشحن السياسي والبضاعة المستثمرة في سوق المزايدات. وبحسب ما قال السفير السوري في بيروت علي عبد الكريم للجديد فإن سوريا جاهزة لمد يد العون للبنان وهي جادة وحريصة ومنفتحة وراغبة وهذا ما عبر عنه الرئيس بشار الأسد والحكومة السورية ولكن على أصحاب بعض الكلام غير المسؤول مراجعة أنفسهم فلبنان لا يستطيع مواجهة الاستحقاقات وحده هناك سوق للتصدير ولا يمكن العبور إليه إلا من سوريا وعبر سوريا. لكن لبنان اعتاد الاستيراد حتى في حل مشكلاته وعقد مفاوضات بمواصفات مطابقة للتباعد الاجتماعي مع وفد صندوق النقد الدولي وفي الاجتماع الثاني طلب الى لبنان تعزيز أواصر التقارب خصوصا بعد لمس الصندوق تحفظات عبر عنها فريق مصرف لبنان لجهة ما جاء في خطة الحكومة الاقتصادية والارقام المتعلقة بالمركزي. والمصرف كان اليوم على موعد مع التدقيق في دولارات السوق التي أدت إلى توقيف مسؤول الوحدة النقدية مازن حمدان وسواء في بيان المصرف أو في تحقيقات القضاء فإن حركة الملاحة المصرفية لحمدان لم تكن السبب في الارتفاع الجنوني للدولار لكون القيمة المالية التي استنفر القضاء من أجلها لم تتجاوز ثلاثمئة وسبعين الف دولار للفئة باء ولشخص سوري لا يعمل في قطاع الصيرفة أما في خلال شهر كامل فلم تتعد حركة الشراء والبيع عشرة ملايين دولار بما لا يشكل حجما للمضاربة لكن خطأ حمدان انه لم يقدم إيصالات عن هذه العمليات لافتا إلى أن المصرف يسجل هذه الوصولات رقميا وليس من خلال دفاتر ورقية أصبحت من التاريخ ولدى سؤال القاضي علي ابراهيم عن البقاء على حمدان قيد التوقيف من قبل المصرف أجاب: "تركوني اشتغل شغلي" وفيما لا يزال حمدان موقوفا اعلن موظفو المصرف جمعية مفتوحة يوم الاثنين المقبل قد تصل الى تحركات تصعيدية وإضراب. في الاقتصاد قد لا تتقاطع الحسابات لكن في السياسة فإن حكومة حسان دياب أثبتت بالمواقف الجريئة أنها حكومة مواجهة التحديات ورد الهجمات المرتدة من الداخل والخارج. وبمفعول رجعي عن مكافحة الفساد واستعادة المال المنهوب وإعادة أملاك الدولة العامة من سطوة مافيا السياسة استطاع دياب أن يصمد أمام التهديدات بالاستقالة وأن يتخطى عراقيل الوزراء الذين زرعهم الزعماء في الحكومة وأن يضع خطا أحمر تحت التدخل الطائفي للمحافظة على المكسب الوظيفي وعندما اقترب الأمر من باب إمرار المعامل السلعاتية حسم الأمر بالتصويت. تسلم دياب حكومة بمهمات مستحيلة لكنه حتى اللحظة كان ذئبا ولم تأكله الذئاب.

 

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الجمعة في 15 أيار 2020

وطنية/الجمعة 15 أيار 2020

النهار

علم ان وزراء يبدون انزعاجهم من تصرفات مستشارة رئيس الحكومة للشؤون الصحية وخصوصا وزير الصحة الذي عبر عن استيائه لانها حاولت التعدي على صلاحياته.

ما زالت الحملات على مواقع التواصل الاجتماعي وفي اللقاءات والاجتماعات الخاصة لمحازبين ومناصرين لحزب عقائدي، تعلّق على مشاركة نوابهم في لقاء مذهبي من دون أن يتقبلوا أي تبريرات بهذا الشأن.

لوحظ أنّ معظم السفراء الأوروبيين الذين يلتقون مرجعيات سياسية يسألون عن الوضعين المعيشي والاجتماعي وكيفية معالجة وباء كورونا في مناطقهم، ومنهم من يدوّن ملاحظات من أجل المساعدة عبر صداقات وجمعيات دولية تُعنى بهذه المسائل.

الجمهورية

نُقل عن رئيس حزب معارض تريّثه ليقول كلمته في ورقة هامة بعدما سبقه إلى المعارضة الموالون.

تساءل مرجع كبير إذا كان هناك قرار بفتح الملفات على الطريقة الكيديّة فإن ذلك سيعقد الامور أكثر فأكثر.

تعرّض رئيس كتلة نيابية لمساءلة من قيادة حزبه على خلفية موقف أدلى به أخيراً.

اللواء

لم تصلح "ذات البين" بعد بين مسؤول كبير ومسؤول نقدي رفيع، على الرغم من المحاولات، التي بُذلت!

تُركز إطلالات حزبية في الأسبوعين الجاريين، على التصدّي السياسي والإعلامي، لما تعتبره الأوساط الحزبية، خططاً مناوئة على هامش مساعدات الصندوق.

تساءل مرجع قانوني عن الخلفية التي تجعل وزيرة ناشطة تستند إلى قانون 1958، في ما خصّ مرسومين للتشكيلات القضائية، مع العلم أن هذا القانون عدّل؟!

نداء الوطن

يتردد أنّ لقاءً غير ودي جمع وزيراً خدماتياً برئيس تكتل نيابي بارز بشأن قرار اتخذه الأول حديثاً ولم يرضَ به رئيس التكتل.

يعمد حزب معارض إلى تقسيم ملفات الفساد بين نوابه لمتابعتها قضائياً ويُعد حالياً ملفاً عن وزارة الاتصالات ليضعه أمام الرأي العام والقضاء.

تؤكد مصادر مصرفية أنّ الخلاف الحاصل بين الحكومة وحاكم مصرف لبنان سيرتد بطريقة سلبية على المفاوضات مع صندوق النقد الدولي.

الأنباء

تسبّب مرجع رسمي لنفسه بأزمة سوء علاقة مع جهة روحية، وتمكّن مرجع رسمي آخر من الإستفادة من ذلك وإظهار نفسه بموقع مَن احتوى الخلاف.

تبيّن أن أسماءً رشّحتها قوى مُوالية لبعض مواقع التعيينات لم تمر نظرًا لعدم حيازتها الحد الأدنى من المؤهلات.

البناء

يدور تجاذب خفيّ حول دور القضاء في ملف سعر الصرف، خصوصاً مع بلوغه مرحلة الكشف عن قيام مصرف لبنان بتكليف بعض الصرافين بشكل رسمي بشراء الدولار لحسابه وهو ما يتسبّب برفع سعر الصرف، فيما حجة مصرف لبنان أن هذه مسؤولية ضمن صلاحيته التقديرية والنيابة العامة المالية تعتبر ذلك جرماً جزائياً يعرّض الأمن الاقتصادي والاجتماعي للخطر.

قال مسؤول أممي إن لبنان إذا استطاع تحقيق تهدئة داخلية وتنظيم قواعد الاشتباك السياسي بعزل التفاوض مع صندوق النقد الدولي عن التجاذب السياسي فسيكون لديه فرصة الحصول على أفضل الشروط وبما لا يختلف عن خطة الحكومة إلا ببعض الأمور التقنية التي لا تمسّ ذوي الدخل المحدود ولا سيادة الدولة على أصولها وموجوداتها.

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

الكونغرس يدرس مشروعًا لمنع المساعدة عن حكومات “الحزب”

وكالة الانباء المركزية/15 أيار/2020

فيما بدأ لبنان منذ يومين جولة المفاوضات الأولى مع صندوق النقد الدولي من أجل الموافقة على مساعدته في النهوض من كبوته الاقتصادية في ضوء الخطة التي أعدتها الحكومة، يبحث الكونغرس الأميركي مشروع قرار يقضي بمنع تقديم أي مساعدة لأي حكومة في لبنان خاضعة لهيمنة “حزب الله” ونفوذه.

 

وزني: لبنان مستعد لتعويم الليرة بعد تلقي الدعم الخارجي

 المؤسسة اللبنانية للإرسال/15 أيار/2020

أعلن وزير المال غازي وزني بأن “لبنان مستعد لتلبية طلب صندوق النقد الدولي بتعويم سعر صرف الليرة لكن بعد تلقيها الدعم الخارجي، على أن يُعتمد في المرحلة المقبلة سعر صرف مرن”. وقال وزني في مقابلة مع وكالة “فرانس برس”: “يطالب صندوق النقد دائماً بتحرير سعر صرف الليرة. هم يريدون توحيد أسعار الصرف والتعويم، لكن الحكومة اللبنانية طلبت مرحلة انتقالية تمر بسعر الصرف المرن قبل أن نصل إلى التعويم”. وأضاف: “علينا تعديل سياسة التثبيت إلى سياسة سعر الصرف المرن في مرحلة أولى وعلى المدى المنظور، وحين يصلنا الدعم المالي من الخارج ننتقل إلى التعويم”.

 

فاجعة إغترابية جديدة.. هكذا قضى عباس في برلين

 الوكالة الوطنية للإعلام/15 أيار/2020

فُجعت بلدة “قناريت” الجنوبية بوفاة ابنها الشاب الحاج عباس فروخ (45 عاماً) في حادث سير تعرض له في مدينة برلين الالمانية حيث يقيم منذ فترة طويلة. وفي التفاصيل، فان الفقيد الذي يعمل على شاحنة لنقل السيارات والاليات تعرض لحادث السير المروع صباح اليوم مع شاحنة على احد اوتوسترادات مدينة برلين حيث فارق الحياة متأثرا بجروحه.

 

تجدد استهداف “المركزي” لتحويل الأنظار عن التهريب الى سوريا!

 وكالة الانباء المركزية/15 أيار/2020

أبدى خبير اقتصادي بارز يواكب عمل صندوق النقد الدولي والجهات الدولية المانحة والداعمة للبنان قلقه من انعكاسات سلبية للسياسات الحكومية “المتخبطة والعشوائية” على صدقية لبنان، وبالتالي على الظروف التي يفترض أن تجري في خلالها المفاوضات الهادفة الى الحصول على المساعدات المطلوبة لإنقاذ الوضع الاقتصادي. ورأى عبر “المركزية” أن إصرار الحكومة ورئيسها على استهداف صدقية مصرف لبنان وحاكمه في هذه المرحلة بالذات من خلال بعض التصريحات والحملات الإعلامية يعكس “عدم فهم وقلّة معرفة” بأبسط القواعد والشروط الواجب تأمينها عشية مثل هذه المفاوضات، عدا عن أن هذه الحملات التي تفتقد الى المصداقية تظهر تناقضات في الإداء الحكومي لا تدعو الى الارتياح والثقة لا على الصعيد الداخلي ولا على الصعيد الخارجي. ويتساءل الخبير الاقتصادي كيف يريد رئيس الحكومة حسان دياب من حاكم المصرف المركزي رياض سلامة التدخل في الأسواق بائعاً الدولار للحد من ارتفاعه، وحبر الورقة الحكومية لم يجف بعد في إقرار سياسة تحرير سعر صرف الليرة اللبنانية؟ وكيف تقرر الحكومة في آذار الماضي وقف دفع ديونها المستحقة بحجة أن احتياطات مصرف لبنان من العملات الأجنبية لم تعد تسمح للبنان بالتفريط بالدولارات الموجودة لديها لأنها بالكاد تكفي لتأمين حاجات لبنان من المواد الحيوية كالمحروقات والطحين والدواء، وتعود اليوم لتتهم مصرف لبنان بأنه لا يقوم بواجبه في التدخل في الأسواق لبيع الدولار وكبح جماح ارتفاعه؟ وهل يمكن لعاقل أن يطلب من مصرف لبنان ضخ المزيد من الدولارات في الأسواق اللبنانية في ظل فضائح الصرافين اللبنانيين والإيرانيين الذين أوقف بعضهم، وفي ظل ما كشفته الأيام الماضية من عمليات تهريب واسعة للعملات الأجنبية والمواد المستوردة بدعم من مصرف لبنان الى خارج الحدود اللبنانية؟ وكيف يمكن للسلطة السياسية في لبنان أن تبرّر التناقض بين طلبها من مصرف لبنان بيع الدولار في الأسواق، وبين اتهام مدير العمليات النقدية في مصرف لبنان مازن حمدان (بمعزل عن صحة الاتهام) ببيع الدولار الى الصرافين؟ وأعرب الخبير الاقتصادي عن خشيته من أن تكون الحملة الجديدة على مصرف لبنان محاولة من السلطة السياسية للفلفة ملف تهريب الأموال والبضائع الى خارج لبنان، وتحويل الأنظار عن عجز الحكومة وعدم مبادرتها الى تحمل مسؤولياتها في منع أي كان من امتصاص العملات الأجنبية من الأسواق اللبنانية وتحويلها الى الخارج، وفي فرض التدابير اللازمة لضبط الحدود وإقفال كل المعابر غير الشرعية وفرض رقابة دقيقة على المعابر الشرعية. ولفت الى أن رئيس الحكومة الذي تحدث قبل أيام عن “فجوة” في مصرف لبنان، يفترض فيه أن يرى الفجوات الحقيقية بعد فضيحة الصرافين والتهريب، وأن يعمد الى سدّ هذه الفجوات فوراً، بدل تجديد محاولات استهداف مصرف لبنان وحاكمه ودوره.

 

بيان من مصرف لبنان بشأن عمليات بيع الدولار…

المؤسسة اللبنانية للإرسال/15 أيار/2020

أعلن مصرف لبنان في بيان أنه “انعقدت الهيئة الخاصة لمكافحة تبييض الأموال بتاريخ 15/5/2020 واتخذت قرارا برفع السرية عن العمليات التي جرت مع الصيارفة بغية  تزويدها الى حضرة المدعي العام . ”

وتابع البيان: “بعد مراجعة الوحدة الخاصة في مديرية العمليات النقدية التي تتولى عمليات التداول بالعملات الاجنبية سيما الدولار وفقا لسعر الصرف، وبعد أن تمت مراجعة قيود عمليات النقد/القطع التي نفذت خلال الفترة الممتدة من 8/4/2020 الى 5/5/2020 ، حيث تبين التالي:

مجموع عمليات بيع دولار اميركي من قبل مصرف لبنان مقابل ليرة لبنانية  12,705,000  (اثنا عشر مليونا وسبعماية وخمسة آلاف د.أ.) من أصلها // 470،000// (اربع ماية وسبعون ألف د.أ.) الى صرافين من فئة “ب”.

مجموع شراء دولار أميركي من قبل مصرف لبنان مقابل ليرة لبنانية //11،300،000//  (احد عشر مليونا وثلاث ماية ألف د.أ.). ولم تتم عمليات أخرى مع الصيارفة بعد هذا التاريخ. وانه من البديهي، وبعد النظر الى المبالغ المذكورة، أنه وعكس ما أشيع، لم يكن هناك أي تلاعب في سوق الصرافين ناتج عن عمليات مصرف لبنان، علما ان المبالغ المذكورة هي لفترة شهر وليست بأحجام التقلبات التي شهدتها أسعار القطع خلال هذه الفترة. وسيتابع مصرف لبنان ضخ الدولارات النقدية التي يستحوذ عليها، عبر المصارف،  بغية تمويل الاستيراد بسعر 3,200 ل.ل. للدولارالأميركي، بهدف تخفيض أسعار المواد الغذائية.”

واختتم: “وذلك بالاضافة الى الجهود التي يبذلها المصرف للمحافظة على الإستقرار في الأسعار لا سيّما المحروقات والأدوية والطحين، مساهمة منه في المحافظة على الاستقرار الأجتماعي في هذه الظروف الصعبة.  وذلك فضلا” عن الأموال والآليات التي خصصت لتمويل المواد الأولية للصناعة.”

 

جعجع عن التطبيع مع سوريا: “اغرب نظرية سمعتها في حياتي”

أخبار اليوم/15 أيار/2020

رأى رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع أن “السقطة الاولى والكبيرة هي عود على بدء في ملف الكهرباء، حيث مقاربة هذا الملف تشير الى ان المرحلة المقبلة قد تكون اسوأ من السابق”، معتبرا ان “التصويت او عدم تأييد انشاء معمل سلعاتا، هو تفصيل امام الجوهر، حيث اعاد مجلس الوزراء تكليف وزير الطاقة والمياه ريمون غجر التفاوض مع الشركات لبناء المعامل بدلا من الاتجاه الى طرح مناقصة وتشكيل لجنة وزارية مصغرة، على غرار ما حصل في الحكومة السابقة، ثم الاتجاه نحو دائرة المناقصات بما يؤمّن الشفافية والمصداقية”.

وقال جعجع في حديث لوكالة “أخبار اليوم”: “هذا ما كان يحصل على مدى السنوات العشرة الاخيرة والذي اوصلنا الى ما نحن فيه، مضيفاً: “اليد التي استلمت الملف منذ 10 سنوات لغاية اليوم ما زالت هي نفسها، في حين ان المطلوب تغيير النهج في التعاطي والالتزام بالحد الادنى من اسلوب العمل العلمي والمؤسساتي”. وتطرق رئيس حزب القوات الى ملف المعابر غير الشرعية حيث تبنت الحكومة التدابير التي اعلنها المجلس الاعلى للدفاع بعد جلسته في القصر الجمهوري منذ يومين، وقال: “هذه الاجراءات تشبه وضع المماسح الى جانب القسطل المثقوب في منزل في حين تسرب الماء سيبقى مستمرا، ولا قدرة لتلك المماسح على امتصاصه”. وأكد أن “المعابر غير الشرعية معروفة، ويوم أول من امس عقد النائب زياد حواط مؤتمرا صحافيا واشار الى هذه المعابر على الخريطة، حيث يحصل التهريب بالشاحنات المتوسطة والكبيرة الحجم”. لافتاً الى أنه “بدل اقفال هذه المعابر غير الشرعية لتصبح محاربة التهريب في الداخل عملية عادية روتينية، تركت الحكومة هذه المعابر قائمة للاسباب السياسية المعروفة وذهبت الى بعض التدابير الجزئية في الداخل التي لا يمكن ان تؤدي الى النتيجة المطلوبة”. وتابع: “الكلام عن ان الجيش غير قادر هو من اجل ذر الرماد في العيون والغش، اذ حين يكون القرار السياسي حاسما يستطيع الجيش ان ينفّذ التدابير المشار اليها بالوسائل الجوية والالكترونية المتاحة. على صعيد آخر، توقف جعجع عند الدعوة الى “التطبيع مع سوريا” من اجل ان يستقر الوضع الاقتصادي في لبنان، قائلا إنها “اغرب نظرية سمعتها في حياتي”، سائلا: هل سيطرح هذا البعض ان نظرية استقرار الاقتصاد العالمي لا تتم الا اذا حصل هذا التطبيع مع سوريا؟”. وبالانتقال الى ملف الفيول المغشوش، اشار جعجع الى انه “اذا كان الامر مسيسا فالامر سيتضح خلال الايام القليلة المقبلة”.

 

كباش "الحاكم والحكومة" تابع... "صندوق النقد" أمام خطّتين/"فيتو رباعي" أسقط سلعاتا... وباسيل "عليّ وعلى حلفائي"!

نداء الوطن/15 أيار/2020

الأكيد أنّ ما حصل في مجلس الوزراء أمس ما كان ليحصل لو أنه كان منعقداً في قصر بعبدا، فلا رئيس الجمهورية ميشال عون كان ليسمح بإسقاط خطة رئيس "التيار الوطني الحر" جبران باسيل ولا رئيس الحكومة حسان دياب كان ليجرؤ على طلب التصويت على إسقاطها في حضرة عون. أما وقد حصل ما حصل و"زمط" دياب بجلسة يترأسها ليفرض فيها آلية التصويت بشكل مباغت للتيار العوني، فإنّ ما آزر رئيس الحكومة وشدّ من أزره في توجهه هذا كان انضمام "حزب الله" إلى تحالف رباعي ضمه إلى كل من "حركة أمل" وتيار "المردة" وحزب "الطاشناق" لإسقاط أولوية معمل سلعاتا من خطة "الكهرباء" التي حملها الوزير ريمون غجر، فكانت النتيجة أن حاصر "الفيتو الرباعي" النزعة "السلعاتية" لدى "التيار الوطني" لصالح فرض نقطة الانطلاق في بناء معامل الكهرباء من موقعي الزهراني ودير عمار، الأمر الذي أثار حفيظة باسيل جراء انقلاب مجلس الوزراء على خطته، حسبما نقلت مصادر مواكبة للأجواء التي تلت انعقاد جلسة السراي لـ"نداء الوطن"، متوقعةً في ضوء ذلك ألا يتراجع رئيس "التيار الوطني" عن مطلبه فيعيد ربط تنفيذ الخطة بالمضي قدماً في سياق متزامن من الأعمال في المواقع الثلاثة، سلعاتا والزهراني ودير عمار، تحت طائل "فرملة" الخطة برمتها على قاعدة "عليّ وعلى حلفائي".

وفي التفاصيل، لفتت المصادر إلى أنّ "السيناريو نفسه" الذي حصل حين طرحت إشكالية ضرورة إنشاء معمل في سلعاتا من عدمها على طاولة الحكومة السابقة، تكرر بالأمس على طاولة مجلس الوزراء، موضحةً أنّ "محور الاعتراض كان ولا يزال حول التكلفة العالية لبناء معمل سلعاتا وما يفرضه من استملاكات من خزينة الدولة بملايين الدولارات"، فاستحوذت هذه الجدلية على معظم النقاش الذي دار بين الوزراء، بحيث أشار وزير الطاقة إلى أنّ أربع شركات مهتمة ببناء معامل الكهرباء (سيمنز، جنرال الكتريك، ميتسوبيشي، انسالدو) طارحاً ضمّ موقع سلعاتا إلى أعمال المرحلة الأولى، فسارع حينها وزراء "حركة امل" و"حزب الله" و"المردة" و"الطاشناق" إلى الرفض لأنه خيار مكلف سيّما وأنّ الاستملاكات لبناء معمل سلعاتا مرتفعة الثمن وقد تصل إلى نصف مليار دولار في حين أنّ موقعي الزهراني ودير عمار جاهزان ولا يحتاج بناء معملين فيهما إلى الكثير من الوقت والتمويل، وعليه طالبوا ببدء العمل من الزهراني ودير عمار. لكن وأمام إصرار وزير الطاقة ووزراء "التيار الوطني الحر" على تزامن بناء المعامل في المواقع الثلاثة، طرح رئيس الحكومة البند على التصويت فسقط طرح "التيار الوطني" الذي حظي فقط بخمسة أصوات (غجر وراوول نعمة وناصيف حتي وماري كلود نجم وغادة شريم) مقابل أكثرية وزارية معارضة انضمت إليها وزيرة الإعلام منال عبد الصمد، فكان القرار ببدء العمل من موقع الزهراني في المرحلة الأولى على أن يتولى وزير الطاقة التفاوض مع الشركات الراغبة على هذا الأساس.

توازياً، تفاعلت قضية غياب حاكم المصرف المركزي رياض سلامة عن الاجتماع الرسمي الأول في وزارة المالية عبر تقنية "الفيديو كونفيرنس" مع المسؤولين في صندوق النقد الدولي، بحيث عكس غيابه استمراراً لصورة الكباش المحتدم بينه وبين رئيس الحكومة الذي أعاد تلميحاً اتهامه لسلامة بعدم الامتثال إلى طلب ضخ السيولة بالعملة الخضراء في السوق، مجدداً إثارة الموضوع على طاولة مجلس الوزراء من زاوية التأكيد على وجوب قيام حاكم المركزي بهذه الخطوة.

وأوضحت مصادر مواكبة للمفاوضات الجارية مع الصندوق لـ"نداء الوطن" أنّ سلامة الذي أوفد 6 ممثلين عن المصرف المركزي للمشاركة في اجتماع أمس الأول كان قد سجل تحفظه على الأرقام الواردة في خطة الحكومة التي رفعتها إلى صندوق النقد، معتبراً أنها تضمنت أرقاماً غير دقيقة ولا تعبّر عن الواقع المالي للدولة، وعليه فإنه استمهل المعنيين لوضع خطة المصرف المركزي وتصوره للأرقام المالية والنقدية الحقيقية خلال عشرة أيام، بحيث تكون مشاركته في الاجتماعات اللاحقة مع ممثلي الصندوق الدولي مبنية على أساس خطة "المركزي" وليس على أساس الأرقام الواردة في خطة الحكومة تمهيداً للشروع في التباحث مع صندوق النقد في سبل الاتفاق على برنامج عمل عملي قابل للتطبيق للخروج من الأزمة.

 

نصر الله لحكومة دياب: تفاوضوا مع "صندوق النقد السوري"!

جتماع بعبدا يحاذر معابر "حزب الله"... ويعتمد آلية "تجفيف منابع المازوت"

نداء الوطن/15 أيار/2020

إذا كان صحيحاً أن إطلالات الأمين العام لـ"حزب الله" باتت على كثرتها حدثاً عادياً على شريط الأحداث السياسية في البلد، لكن أن يطل نصرالله في اليوم نفسه لانعقاد المجلس الأعلى للدفاع لبحث ملف التهريب عبر الحدود مع سوريا وفي اليوم نفسه لانطلاق المفاوضات الرسمية بين الحكومة وصندوق النقد الدولي، فلا شك أنّ إطلالته هذه سيكون لها "طعم" مختلف لا سيما وأن مضامينها رسمت "الخطوط الحمر" لما هو مقبول وما هو مرفوض في مواضيع البحث المطروحة على طاولة المجتمعين سواءً في قصر بعبدا أو في وزارة المالية. وإذ من الواضح والمعلوم أن ملف المعابر يضرب بطبيعته الاستراتيجية على الوتر الحساس لـ"حزب الله" سياسياً وعسكرياً، فإنّ خلاصة كلمة أمين عام الحزب سدّت عملياً كل معابر الحلول المطروحة لهذا الملف ولسواه من الملفات الاقتصادية والمالية ما لم تكن تمرّ حكماً بشروع حكومة حسان دياب في مفاوضات مع "صندوق النقد السوري" مقابل تقزيم نصرالله كل توقعات الحكومة وآمالها المعقودة على نيل مساعدات دولية وعربية للخروج من الأزمة.

وإذ من المرتقب أن يكون لرسالة نصرالله وقعها التنفيذي على حكومة دياب خلال الفترة المقبلة، باعتبار أنّها حكومة سياسية من لون واحد لا تصح فيها الأعذار التي كانت تساق إبان الحكومة الإئتلافية السابقة حيال قضية عودة النازحين والتحجج بأنّ أطرافاً حكومية هي التي تعرقل عملية التواصل مع الحكومة السورية لتأمين عودتهم إلى بلادهم، فإنّ مقاربة الأمين العام لـ"حزب الله" لمسألة تفلت الحدود بين البلدين وما يُحكى عن شروط أممية ودولية لضبطها أتت في سياق الرفض القاطع لهذه الشروط من جانب الحزب ووضعه كل من يسعى إلى التماهي مع مطالب ضبط الحدود اللبنانية - السورية في خانة "الخيانة" والتآمر على المقاومة لتحقيق أجندة حرب تموز الإسرائيلية، سيما وأنّ إثارة نصرالله لهذا الموضوع أتت بالتزامن مع المراجعة التي أجراها مجلس الأمن أمس للتقرير الدوري حيال تطبيقات القرار 1701 وما تضمنته في البيان الصحافي الصادر عن مجلس الأمن من دعوة إلى "تنفيذ القرار 1559 القاضي بنزع سلاح جميع الجماعات المسلحة في لبنان" بالتوازي مع تشديد الأمين العام للأمم المتحدة في تقريره على أنّ "الوقت أصبح أكثر إلحاحاً لكي يضع قادة لبنان الخطط الإصلاحية اللازمة وينفذوها".

وبانتظار اتضاح انعكاسات التطورات المتسارعة على العمل الحكومي بين شروط المجتمع الدولي وشروط "حزب الله" المضادة، حاذر المجلس الأعلى للدفاع في اجتماعه الذي عقده في قصر بعبدا برئاسة رئيس الجمهورية ميشال عون أن يقارب ملف المعابر من أي زاوية تثير حساسية "حزب الله"، وذهب باتجاه التأكيد الفولكلوري على "تكثيف المراقبة والملاحقة وتشديد العقوبات وتطبيقها بحق المخالفين من مهربين وشركاء"، ليقرر "وضع خطة شاملة لاستحداث مراكز مراقبة عسكرية وأمنية وجمركية" في سبيل تحقيق هذه الغاية.

وأوضحت مصادر مطلعة على مداولات اجتماع بعبدا لـ"نداء الوطن" أنّ "جميع الأجهزة العسكرية والأمنية أبدت رغبة صادقة وإرادة جدية في وقف عمليات التهريب الحاصلة بين لبنان وسوريا، لكن هذه الإرادة سرعان ما تصطدم كالعادة بمدى قابلية تحقيقها لوجستياً على الأرض في ظل تشعّب المعابر غير الشرعية وتداخل الأراضي الحدودية بين البلدين"، وإزاء هذه الإشكالية التي طرحها قائد الجيش العماد جوزيف عون خلال الاجتماع، توافق المجتمعون على اعتماد آلية عمل في الداخل اللبناني يتولى فيها كل جهاز أمني القيام بدوره لتنفيذها ضمن نطاق عمله وضمن حدود صلاحياته "لتجفيف منابع ومصادر المازوت" المدعوم وقطع الطريق تالياً أمام تهريبه إلى سوريا.

وأوضحت المصادر أنه سيصار بحسب هذه الآلية إلى "مراقبة عمل الموزعين وأصحاب الصهاريج والشركات التي تتولى شراء وبيع المازوت والتدقيق بالكميات المتداولة في ما بينهم"، وأردفت: "على سبيل المثال إذا كانت كميات المازوت المباعة إلى جهة معينة تاريخياً تراوح بين 5 صهاريج و10 صهاريج ولوحظ أنّ العدد ارتفع إلى 20 أو 50 صهريجاً فهذا سيعني حكماً أنّ هذه الجهة تستهلك أكثر من حاجتها في السوق اللبناني وتعمل بالتالي على خط التهريب إلى سوريا وعندها سيصار إلى ضبط الكميات الإضافية"، كاشفةً في هذا المجال عن معلومات توافرت للأجهزة تفيد بأنّ "كبريات الشركات تمنعت في الآونة الأخيرة عن بيع المازوت إلى تجار لبنانيين بذريعة أنها تنتظر تفريغ حمولة الباخرة، بينما هي في واقع الأمر تهدف إلى حفظ المخزون لديها من المازوت لبيعه بسعر أعلى إلى المهربين إلى سوريا بغية جني أرباح أعلى من تلك المتأتية عن عملية بيعه في السوق اللبناني". وفي الغضون، سيحتل الملف النفطي حيزاً مهماً من الكلمة المرتقبة لرئيس "التيار الوطني الحر" جبران باسيل ظهر الأحد المقبل، وبينما توقعت مصادر مواكبة للتحضيرات الجارية لإطلالة باسيل أن تتخللها "مواقف نارية" على خلفية ما أثير مؤخراً حول قضية استيراد الفيول المغشوش وعلاقته بهذا الملف، أكدت المصادر لـ"نداء الوطن" أنّ باسيل سيتطرق في كلمته إلى "الفساد في قطاع الفيول والمستفيدين منه بالإضافة إلى مجمل ملفات الساعة المتعلقة بالأزمة الاقتصادية والمالية والحلول المطلوبة لها بالإضافة إلى مسألة التعيينات المالية العالقة أمام مجلس الوزراء".

 

جديد كارلوس غصن.. صندوق موسيقى ومحاكمة مقبولة!

دبي - العربية.نت/15 أيار/2020

 قبلت محكمة في اسطنبول، الجمعة، لائحة اتهام بحق 4 طيارين ومسؤول في شركة طيران ومضيفين اثنين متهمين بمساعدة رئيس شركة نيسان السابق كارلوس غصن على الهروب من اليابان إلى لبنان عبر تركيا، وحددت موعد المحاكمة في 3 يوليو/تموز المقبل، وذلك في سعي من الإدعاء إلى السجن مدة تصل إلى 8 سنوات لكل من الطيارين الأربعة ومسؤول شركة الطيران، بتهمة تهريب مهاجر بشكل غير قانوني، وفقا للائحة الاتهام. كما يواجه المضيفان السجن مدة عام واحد لكل منهما إذا أدينا بعدم الإبلاغ عن جريمة.

"صندوق موسيقى مبطن بالإسفنج"

يشار إلى أن غصن كان اعتقل بسبب مزاعم بارتكاب مخالفات مالية في طوكيو عام 2018، من الكفالة بينما كان على ذمة القضية في اليابان أواخر العام الماضي. وتوجه إلى إسطنبول ثم نقل إلى طائرة أخرى متجهة إلى بيروت، حيث وصل في 30 ديسمبر/كانون أول. بدورها، أفادت شركة الخطوط الجوية التركية "إم إن جي جيت" في يناير / كانون ثان، بأن طائرتين من طائراتها استخدمتا بشكل غير قانوني في تهريب غصن، حيث نقلتاه أولا من أوساكا باليابان إلى إسطنبول ثم إلى بيروت. وقالت الشركة إن موظفها اعترف بتزوير سجلات الطيران حتى لا يظهر اسم غصن عليها. كما ورد في لائحة الاتهام أنه يعتقد تهريب غصن داخل "صندوق موسيقى مبطن بالإسفنج" من الحجم الكبير بما يكفي لحمل شخص يبلغ طوله 1.70 متر، حسبما ذكرت وكالة الأنباء "دوغان".

زيادات في حسابات البنوك

وأشارت كذلك إلى زيادة قدرها 216 ألف يورو و66 ألف دولار في حسابات مصرفية لمسؤول شركة الطيران بين 16 أكتوبر / تشرين أول و26 ديسمبر / كانون أول 2019. بالمقابل، نفى الطيارون الأربعة والمضيفان المشاركة في خطط تهريب غصن. كما نفوا أن يكونوا على علم بأن رئيس نيسان السابق كان على متن الرحلات الجوية. وما زال موظف الشركة والطيارون الأربعة رهن الاحتجاز بينما تم إطلاق سراح المضيفين بعد الاستجواب.

 

النهار: ملفات "غب الطلب" والتحقيقات تبلغ مصرف لبنان

النهار/الجمعة 15 أيار 2020

بعد شهرين تماما من إعلان حال التعبئة العامة لمواجهة انتشار فيروس كورونا في لبنان، عاد اللبنانيون امس الى زمن الحجر المنزلي القسري لأربعة أيام يتوقف على نتائجها من حيث رصد الواقع الوبائي القرار الحكومي في شأن المرحلة اللاحقة، الامر الذي أعاد الازمة الوبائية الى مقدم الأولويات الضاغطة والملحة في الأسابيع المقبلة. ولكن هذا التطور على دقته وخطورته لم يحجب التخبط الواسع الذي انكشفت معالمه في سياق القرارات والخطوات التي تدفع بها الحكومة تباعا على نحو شديد التخبط والعشوائية منذ اضيئت الإشارة الخضراء لبدء المفاوضات بين لبنان وصندوق النقد الدولي، وهي عشوائية ارتسمت معالمها تباعا في الأيام الأخيرة من خلال الاستفاقة المفاجئة للحكومة على ملفات طالما شكل الإحجام عن مواجهاتها المسبب الأكبر في النزف المالي التصاعدي على غرار ما يشكله ملف تهريب المواد الأساسية المدعومة من الدولة الى سوريا، كما في ملف الكهرباء الذي شكل السبب الأكبر للتنامي الخيالي للعجز المالي والمديونية في ظل كلفة مخيفة توازي الخمسين مليار دولار. هذان الملفان ظلا في التحجير والتجاهل والحمايات الى ان بدأت المفاوضات بين لبنان وصندوق النقد الدولي، فاذا بهما يطرحان فجأة على طاولتي المجلس الأعلى للدفاع ومجلس الوزراء، ولكن ليس بما يطمئن اطلاقا عمق المعالجات المطروحة وجديتها مقدار ما ترتسم معالم لعبة دعائية لدغدغة المفاوض المالي الدولي فيما تحوط الشكوك العميقة الآليات المطروحة لمعالجة هذين الملفين. فبعدما أثيرت انتقادات وشكوك واسعة حول القرارات المتخذة بالنسبة الى انهاء ازمة التهريب عبر المعابر غير الشرعية على الحدود الشرقية مع سوريا والتي زاد الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله من صحتها عبر موقفه المشكك بقدرة الجيش على ضبط هذه الحدود، جاء امس دور ملف انشاء معامل انتاج الكهرباء الذي طرح بنمط مماثل. فقد وافق مجلس الوزراء على مذكرة التفاهم مع الشركات الراغبة في انشاء معامل الكهرباء وسط ظروف لا تزال تطغى عليها الشكوك الواسعة داخليا وخارجيا في إدارة ملف الكهرباء من دون ان تبدأ عملية تصحيح السياسات الكهربائية بتعيين الهيئة الناظمة للكهرباء ولا مجلس الإدارة الجديد لمؤسسة الكهرباء. ولا تغيب عن هذا الخطوات الأجواء التي تعكس التجاذبات المتصاعدة بين اجنحة السلطة حيث بدت مرة أخرى امس مداخلة رئيس الحكومة حسان دياب في جلسة مجلس الوزراء اشبه بمضبطة اتهامية في "حق مجهول" قضائي او رسمي او سياسي لم يسمه دياب هذه المرة اسوة بمضبطته الهجومية السابقة التي استهدفت حاكم مصرف لبنان رياض سلامة. ذلك ان دياب تناول ملف التحقيقات في ملفي الصيارفة والفيول المغشوش من زاوية ان "الحكومة لن تتدخل في هذه التحقيقات ولكن من حق اللبنانيين ان يعرفوا" سبب ارتفاع سعر الدولار ومن يتلاعب بالعملة الوطنية ونتائج التحقيقات في الفيول المغشوش وقال من دون ان يوضح الجهة المعنية "اللبنانيون لن يسكتوا عن أي محاولة لتمييع التحقيقات وعلى كل شخص متورط ان يتم توقيفه فليس هناك متهم بسمنة ومتهم بزيت ولا احد على رأسه ريشة".

ولم يعرف ما اذا كان موقف دياب مرتبطا بتطور قضائي حصل ليلا اذ أفادت معلومات ان النائب العام المالي علي ابرهيم طلب توقيف مدير العمليات النقدية في مصرف لبنان مازن حمدان في ملف التلاعب بسعر الدولار.

وعند مناقشة مجلس الوزراء بناء المعامل في ثلاثة مواقع هي الزهراني ودير عمار وسلعاتا، والتي تبدي أربع شركات اهتمامها ببنائها هي سيمنز وجنرال الكتريك وانسالدو وميتسوبيشي، وقع خلاف بين وزير الطاقة ريمون غجر ووزراء "امل" "وحزب الله" حول اولوية المواقع في بدء عملية البناء.

وزير الطاقة اراد ان يترك للشركات حرية اختيار الموقع دون تقييدها بمرحلة أولى بموقعي الزهراني ودير عمار، وترك سلعاتا لمرحلة ثانية. ووزراء "امل" "وحزب الله" اعترضوا بحجة ان موقع سلعاتا مكلف ويحتاج الى استملاكات فيما الدولة تملك في الزهراني ودير عمار. هذا الخلاف حسمه الرئيس دياب بطرحه الموضوع على التصويت، فايد خمسة وزراء محسوبون على "التيار الوطني الحر" غجر، مقابل اكثرية اعترضت انضم فيها وزراء المردة والطاشناق الى وزراء "امل" و"حزب الله".

وبنتيجة ذلك اعطي وزير الطاقة موافقة بالتفاوض مع الشركات شرط البدء من الزهراني، على ان يعود الى مجلس الوزراء لتوقيع الاتفاق.

وفيما أعلنت وزيرة الاعلام إن أولوية التفاوض على التفاهمات مع الشركات ستبدأ في مرحلة أولى من معمل الزهراني يليها دير عمار ولاحقًا إذا اضطر الامر سيتم البحث في مراحل أخرى، تحدث وزير الطاقة بعد الجلسة عن مسار واحد للمعامل الثلاثة، وانه يترك للشركات ان تحدد اي موقع يتقدم على الاخر انطلاقاً من دراساتها. واذا جاءه عرض بدير عمار او سلعاتا قبل الزهراني وكان عرضاً مهماً وواضحاً، يعود الى مجلس الوزراء وهو الذي يقرر.

اما في ما يتعلق باليوم الأول من العودة الى الحجر المنزلي الشامل في لبنان فبدا المشهد كأنه عودة الى بداية اعلان حال التعبئة قبل شهرين علما ان فترة الحجز الحالية محددة بأربعة أيام تنتهي فجر الاثنين المقبل. ومع الاقفال الشامل في كل المناطق سجلت وزارة الصحة امس ارتفاع مجمل الإصابات الى 886 حالة بعد تسجيل 8 إصابات جديدة. فيما سجل مستشفى رفيق الحريري الحكومي إصابتين من 408 فحوصات وتماثل عشر حالات جديدة للشفاء. وفي هذا السياق يرأس وزير الصحة حمد حسن اليوم اجتماعا للمجلس الصحي الأعلى وهو اكد خلال جلسة مجلس الوزراء امس ان فرق الطواقم الطبية التابعة للوزارة انتشرت في مختلف المناطق في اطار حملة واسعة لفحص المخالطين والمشتبه في اصابتهم وقال انه سيرفع الاحد المقبل تقريرا الى اللجنة الوزارية سيبنى على أساس وقائع الأيام الأربعة من الاقفال. واكد الرئيس دياب انه اذا تبين خلال فترة الاقفال الجديدة ان بؤر الوباء تشكل خطرا بالانتشار فسيتم تمديد الاقفال فترة إضافية وستجري وزارة الصحة فحوصات لمكامن البؤر وتحديد حجم الخطر. يشار في هذا السياق الى بدء الرحلات الجوية امس في اطار المرحلة الثالثة لإجلاء لبنانيين من الخارج ويقدر عدد الذين سيعادون الى لبنان بنحو 12 الفا.

 

الشرق: الجيش ضبط كميات من الطحين والمازوت .. وأوقف 25 مهربا

الشرق/الجمعة 15 أيار 2020

هل خطّت الحكومة اولى احرف انهاء ازمة الكهرباء التي استنزفت مالية الدولة على مدى عقود متسببة بنصف الدين العام، من خلال الموافقة على مذكرة التفاهم مع الشركات الراغبة في بناء المعامل، ام ان المفاوضات ستطول وتدخل في دوامة التمييع المعهود؟

مقررات مجلس الوزراء امس اشاعت شيئا من الايجابية بعد قرارات المجلس الاعلى للدفاع "المخيبة" كما وصفها رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع. اذ، الى الكهرباء المأمول ان تشق الطريق الى النور سريعا فتضيء ظلمة ليالي اللبنانيين وايامهم السوداء، شملت قراراً بمصادرة الشاحنات والصهاريج التي تهرب مع حمولتها، وهو ما تزامن مع اعلان الجيش عن ضبط صهاريج وشاحنات محملة بالمازوت والطحين على الحدود اللبنانية - السورية الشمالية والشرقية وتوقيف 25 شخصا. وفي انتظار ترجمة مفاعيل القرارات الحكومية، وفي حين بدت بوضوح مفاعيل التعبئة العامة في نسختها الثانية الممتدة الى فجر الاثنين المقبل، على الساحة المحلية، حيث تراجعت الحركة في شكل لافت، سجل نشاط سياسي… فغداة انطلاق المفاوضات بين الوفد اللبناني وممثلي صندوق النقد الدولي حول خطة لبنان الانقاذية المتوقع ان تستانف الجمعة المقبل او الاثنين، عقد مجلس الوزراء جلسة في السراي برئاسة الرئيس حسان دياب، حضر في صلبها ملف قطاع الكهرباء، حيث وافق المجلس على مذكرة التفاهم مع الشركات الراغبة في انشاء معامل الكهرباء في لبنان. وقال وزير الطاقة ريمون غجر "وافقنا على مذكرة التفاهم مع الشركات مع بعض التعديلات بكل تفاصيل الاتفاق والشروط المتبادلة". واضاف "هناك استعداد من الشركات للتعاون وتم توحيد مذكرات التفاهم بمذكرة واحدة تمت الموافقة عليها والصين ابدت رغبة بالتمويل". وافادت الـ"ام تي في" ان "مذكرة التفاهم للتفاوض مع الشركات لبناء المعامل تنص على مدة أقصاها 6 أشهر ثم تُقدم العروض ويُرفع تقرير إلى مجلس الوزراء".

كما اتخذ المجلس قراراً بمصادرة الشاحنات والصهاريج التي تهرب مع حمولتها على ان يصدر القرار بموجب مرسوم من دون الحاجة الى تعديل قانون.

من جهة ثانية، أكّدت مصادر السراي أنّ رئيس الحكومة اتخذ القرار بعدم التجديد او التمديد لأحد في موقعه في الإدارات والمؤسسات العامة. وتعليقا، غرّد عضو كتلة "المستقبل النيابية" النائب محمد الحجار عبر حسابه على تويتر كاتباً: "برسم رئيس الحكومة المقيم في السراي: واجباتك تمشي بالتشكيلات القضائية قبل ما تتحفنا بقرار عدم التجديد لأحد في الادارات العامة… حاطط عينك على كم مديرية عامة من باب الكيدية او بالأحرى تجيير المديريات؟!!!".

وسط هذه الاجواء، برز استقبال رئيس مجلس النواب نبيه بري في عين التينة سفير المملكة العربية السعودية في لبنان وليد بخاري. وافادت مصادر عين التينة ان الزيارة ليست مفاجئة اذ ان بخاري كان طلب موعدا للقاء الرئيس بري منذ عشرة ايام ، وهي تأتي في اطار الدعم السعودي للبنان مشددة على انه لم يحمل اي رسالة من المملكة الى بري. غير ان اوساطا سياسية مراقبة اعتبرت ان الزيارة تحمل رسالة ان لم يكن في المضمون فعلى الاقل في الشكل، اذ تأتي في وقت يمتنع السفير السعودي كما سائر سفراء دول الخليج عن زيارة السراي، وفيما مواقف الرئيس بري تنحو نحو ضفة المعارضة لحكومة دياب، كما مع انطلاق المفاوضات اللبنانية مع صندوق النقد الدولي في جولتها الاولى امس.

من جهة ثانية، وغداة اجتماع المجلس الاعلى للدفاع في شأن ضبط الحدود والتهريب الحاصل عبرها، طالبت وزيرة العدل ماري كلود نجم النائب العام التمييزي القاضي غسان عويدات بإجراء التعقبات في حق من يلزم في جرم تبييض اموال وذلك في كتاب وجهته اليه، بناء على المعلومات المتداولة عن عمليات تهريب مادة المازوت بكميات كبيرة عبر الحدود اللبنانية، لكون هذه العمليات تشكل جرم التهريب وفق قانون الجمارك وجرم التهرب الضريبي، وبالتالي يكون المال الناتج عنها مالا غير مشروع وفق القانون الرقم 44/2015.

وفي السياق، ضبطت وحدات الجيش على الحدود اللبنانية - السورية الشمالية والشرقية وبتواريخ مختلفة ما بين 7-5-2020 و14-5-2020، 10 صهاريج و2 بيك آب و فان محملة بحوالي 215000 ليتراً من مادة المازوت، كما ضبطت شاحنتين و4 بيك آب محملة بحوالي 71 طناً من الطحين، كما أوقفت 25 شخصاً. وتتخذ وحدات الجيش الإجراءات الضرورية لضبط الحدود ومنع التهريب عبر المعابر غير الشرعية. وأحيل الموقوفون مع المضبوطات إلى الجهات القضائية المختصة.

من جانبه، غرّد رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع عبر "تويتر" "إن ما صدر البارحة عن اجتماع المجلس الأعلى للدفاع مخيّب جداً للآمال فهذا كلام سمعناه مراراً وتكراراً في السابق ولم يفضِ إلى أي نتيجة عمليّة على الأرض".

في الغضون، صوّب اكثر من طرف سياسي معارض على كلام الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله امس، ورأى فيه وصاية منه على الحكومة ومحاولة لجر بيروت الى التطبيع مع دمشق.

على خط ادارة الدولة لقطاع الخلوي استنادا الى قرار مجلس الوزراء، أفادت مصادر متابعة أن رئيس مجلس إدارة "تاتش" إمري غوركان، ورئيس مجلس إدارة "ألفا" المهندس مروان حايك أبلغا الوزير استعداد الشركتين لتسليم القطاع للدولة فوراً ، في حين، "طلب الوزير من الشركتين متابعة تسيير القطاع إلى حين إنجاز دفتر الشروط لإطلاق المناقصة العالمية، على أن تسترجع الدولة القطاع فور إطلاقها". هذا الطرح استدعى بحسب المصدر، رداً من مسؤولَي الشركتين اللذين أبلغا الوزير أن "الاستمرار في تسيير القطاع إلى حين إعداد دفتر الشروط، يتطلب مزيداً من التعاون بين الوزارة والشركتين بما يؤمّن حسن سير العمل، خصوصاً في ما يتعلق بالتواقيع المطلوبة في العديد من الملفات التي تعنى بقطاع الخلوي، الأمر الذي يستلزم تعاون وزارة الاتصالات في هذا الشأن لتأمين الآلية الرسمية.واتفق الجانبان على مواصلة الاجتماعات وإبقائها مفتوحة حتى إنجاز دفتر شروط المناقصة.

إحباط محاولات تهريب وتوقيف

25 شخصاً على الحدود شمالاً

أعلنت قيادة الجيش - مديرية التوجيه في بيان "ان وحدات الجيش على الحدود اللبنانية - السورية الشمالية والشرقية، ضبطت وبتواريخ مختلفة ما بين 7-5-2020 و14-5-2020، 10 صهاريج و2 بيك آب وفان محملة بحوالى 215000 ليتر من مادة المازوت، كما ضبطت شاحنتان و4 بيك محملة بحوالى 71 طنا من الطحين، كما أوقفت 25 شخصا. وتتخذ وحدات الجيش الاجراءات الضرورية لضبط الحدود ومنع التهريب عبر المعابر غير الشرعية. وأحيل الموقوفون مع المضبوطات الى الجهات القضائية المختصة".

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

أبواب كاتدرائية القديس بطرس في الفاتيكان ستُفتح من جديد

وكالة فرانس برس/15 أيار/2020

أعلن المكتب الإعلامي للفاتيكان عن إعادة فتح كاتدرائية القديس بطرس للزوار اعتبارا من يوم الإثنين، وذلك عقب إغلاقها قبل شهرين بسبب الحجر المفروض لاحتواء فيروس كورونا المستجد. على غرار إيطاليا، سمح الفاتيكان أيضا باستئناف الاحتفالات الدينية بحضور المؤمنين في الكاتدرائية الشهيرة، حتى وإن لم يبرمج حدث مماثل حتى الآن.

 

الصحة العالمية تحذر: متلازمة غريبة تصيب الأطفال

دبي - العربية.نت/15 أيار/2020

أعلن المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، اليوم الجمعة، أن العلماء والباحثين يعملون بسرعة "مذهلة" لإيجاد حلول لمرض كوفيد-19، لكن لا يمكن التغلب على الوباء إلا بالتوزيع العادل للأدوية واللقاحات، مؤكداً أنّها تدرس إمكانية وجود رابط بين الوباء ومتلازمة كاواساكي التي تؤدي إلى أمراض التهابية لدى الاطفال. وقال تيدروس أدهانوم جيبريسوس في مؤتمر صحافي في جنيف "نماذج الأسواق التقليدية لن تقدم (الأدوية) بالقدر اللازم لتغطية احتياجات العالم بأكمله". جاء ذلك، بعدما أعلن وزير الصحة الأميركي، الجمعة، عن أمله في الوصول إلى لقاح ضد فيروس كورونا نهاية العام الجاري 2020، وكان الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، رجح أن يتم الحصول على لقاح ضد فيروس كورونا في موعد أقصاه نهاية العام الحالي. كما أضاف أدهانوم غيبرييسوس "تشير فرضيات أولية إلى أنّ هذه المتلازمة قد تكون مرتبطة بكوفيد-19 (...) ندعو كل أخصائيي التحليل السريري في العالم إلى العمل مع السلطات الوطنية ومنظمة الصحة العالمية لنكون في حالة استعداد ونفهم أكثر هذه المتلازمة لدى الأطفال". هذا ويعتبر داء كاواساكي، أو متلازمة العقدة اللمفية المخاطية الجلدية، هو التهاب شامل يصيب الأوعية الدموية صغيرة ومتوسطة الحجم، ويؤثر على جدرانها مما قد يسبب التوسعات الشريانية خاصة الشرايين التاجية، التي تغذي القلب، ويؤثر كذلك على العديد من الأعضاء، مثل الجلد والعقد الليمفاوية والأغشية المخاطية. ما يقول الأطباء المعالجون إن اختبارات الأجسام المضادة هي الطريقة الوحيدة لتحديد وجود عدوى فيروس كورونا بدقة عند الأطفال، الذين يعانون من حالة الالتهاب المفرط، والتي يمكن أن تكون قاتلة. ولا يزال من غير المعروف سبب تطور المتلازمة بعد أسابيع من الإصابة، لكن يرجح العلماء أنها ربما تكون ناتجة عن رد فعل مبالغ فيه من الجهاز المناعي للجسم، والذي يمكن أن يتسبب في تلف خلايا الجسم نفسها. تم رصد ظاهرة مماثلة لدى بعض البالغين الذين بلغوا مراحل حرجة من مضاعفات الإصابة بفيروس كورونا، ويعتقد الأطباء أنها ربما تكون مميتة.

 

ترمب: متفائلون بالحصول على لقاح كورونا نهاية العام

دبي - العربية.نت/15 أيار/2020

أعلن الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، الجمعة، أن بلاده تقوم بأسرع عملية لإيجاد لقاح لفيروس كورونا، وتركز الآن على تجارب لـ 14 لقاحاً ضد كوفيد 19.

وقال خلال مؤتمر خلية الأزمة الأميركية حول تطورات الجائحة، "متفائلون بأننا سنحصل على اللقاح في نهاية العام أو قبل ذلك، ونعمل مع آخرين في الخارج لإيجاد اللقاح، كما وحصلنا على موافقة لعدة أدوية لعلاج كوفيد 19". كما قال إنه "بمجرد التوصل إلى لقاح نحن مستعدون لعملية إنتاج سريعة له"، موضحاً أن التجارب أظهرت مؤشرات جيدة. هذا وتحدث ترمب عن انضمام عالمين متميزين في مجال اللقاحات لجهود مواجهة كورونا، وقال "سنقوم بإنتاج ملايين الجرعات من اللقاح بشراكة مع البنتاغون". وقال "الكل يبحث عن حل لكورونا وليس الأرباح". وأكد ترمب أن أميركا ستجتاز محنة الجائحة قائلاً "أزمة كورونا ستتلاشى في مرحلة ما وسنفتح مدارسنا وسيعود الاقتصاد لقوته"، مشيراً إلى أن الولايات لن تغلق بسبب الوباء. جاء ذلك بعد أن أعلن وزير الصحة الأميركي، الجمعة، عن أمله في الوصول إلى لقاح ضد فيروس كورونا نهاية العام الجاري 2020. وقال "نأمل أن يكون لدينا لقاح فعال ضد كورونا في نهاية العام".

وكان الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، رجح أن يتم الحصول على لقاح ضد فيروس كورونا في موعد أقصاه نهاية العام الحالي، مشيداً بالإجراءات التي اتخذتها بعض الولايات في ما يتعلق بعودة الحياة الاقتصادية. وقال أثناء استعداده لمغادرة البيت الأبيض لزيارة مركز توزيع المعدات الطبية في بنسلفانيا أمس الخميس، "أعتقد أننا سنحصل على لقاح بحلول نهاية العام"، مضيفاً أن توزيع اللقاح "سيتم في نفس الوقت تقريباً". إلى ذلك، أودى فيروس كورونا المستجدّ على الأقل بـ299 ألفاً و638 شخصاً حول العالم منذ ظهر في الصين في كانون الأوّل/ديسمبر، حسب حصيلة أعدّتها وكالة فرانس برس الساعة 19,00 ت.غ الخميس استناداً إلى مصادر رسميّة. فيما سُجّلت أكثر من أربعة ملايين و395 ألفاً و790 إصابة في 196 بلداً ومنطقة. وسجّلت الولايات المتحدة التي ظهر فيها الوباء بداية شباط/فبارير، أعلى حصيلة إجماليّة للوفيّات بلغت 84985 من بين مليون و401 ألف و948 إصابة. وأعلِن تعافي 243 ألفاً و430 شخصاً على الأقلّ.

 

وزير روسي جديد يدخل "قائمة الوباء".. وارتفاع الإصابات

دبي - العربية.نت/15 أيار/2020

لا يزال الفيروس المستجد يتمدد أكثر وأكثر بصفوف المواطنين والمسؤولين في روسيا، حيث دخل رابع عضو بالحكومة في "قائمة كورونا". وأعلن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، أن وزير التعليم، فاليري فالكوف، أصيب وتعافى من الوباء. وقال بوتين، خلال اجتماع حكومي، الخميس، حول تطور التكنولوجيا الوراثية في روسيا، إنه "ليس سراً أن فالكوف شفي بعد إصابته بفيروس كورونا"، مشيراً إلى أنه تجاوز المرض. كما أضاف: "كنت أتابع عن كثب تطور الأوضاع، إلى جانب باقي أعضاء مجلس الوزراء (المصابين)، وأحوالهم على ما يبدو أيضاً تتحسن، وهم عملياً يعودون إلى تولي مهامهم".

وسأل الرئيس الروسي وزير التعليم، الذي شارك كذلك في الاجتماع، حول حالته الصحية، ليرد الأخير بتأكيد تعافيه، قائلا إنه انضم إلى العمل بشكل نشط. يذكر أن فالكوف يعد رابع عضو مصاب بفيروس كورونا في الحكومة الروسية بعد كل من رئيس الوزراء، ميخائيل ميشوستين، الذي يتعافى تدريجياً وشارك في اجتماع الخميس، ووزير البناء، فلاديمير ياكوشيف، الذي خرج من المستشفى ويواصل العلاج في البيت، ووزيرة الثقافة، أولغا لوبيموفا، التي عادت إلى العمل. إلى ذلك أعلن المتحدث باسم الرئاسة الروسية، دميتري بيسكوف، في 12 مايو، إصابته بالفيروس، فيما تبين لاحقاً أن زوجته، تاتيانا نافكا، أصيبت أيضاً.

الثاثلة عالمياً

وتعتبر روسيا الدولة الثالثة عالمياً من حيث عدد الإصابات المسجلة بكورونا، إلا أن نسبة الوفيات منخفضة مقارنة مع الدول المتضررة الأخرى. وسجلت روسيا، الجمعة، 10598 حالة إصابة جديدة مؤكدة بالفيروس ليصل العدد الإجمالي للحالات على مستوى البلاد إلى 262843. كما قالت قوة العمل المعنية بمكافحة كورونا، إن 113 شخصاً توفوا خلال الساعات الأربع والعشرين الأخيرة، ليصل العدد الرسمي للوفيات إلى 2418.

 

كورونا يطيح بوزير الصحة البرازيلي بعد شهر من تعيينه

دبي - العربية.نت/15 أيار/2020

قدم وزير الصحة البرازيلي، نلسون تيش، استقالته بسبب "خلافات في وجهات النظر" مع حكومة الرئيس جاير بولسونارو حول تدابير مكافحة فيروس كورونا المستجد، على ما أفادت مصادر في الوزارة وكالة فرانس برس، الجمعة. ولم يبقَ تيش سوى أقل من شهر على رأس وزارة الصحة، وهو منصب في غاية الأهمية حاليا في البرازيل في ظل تفشي وباء كوفيد-19، الذي أودى حتى الآن بحوالي 14 ألف شخص في هذا البلد. وتجاوزت البرازيل ألمانيا وفرنسا في عدد الإصابات بالفيروس، حيث سجلت أكثر من 200 ألف حالة إصابة مؤكدة حتى يوم الخميس. وقالت الوزارة إن "وزير الصحة نلسون تيش قدم استقالته هذا الصباح"، موضحة أن مؤتمرا صحافيا مقرر خلال النهار. من جهتها، أفادت مصادر اتصلت بها وكالة فرانس برس أن الوزير، وهو طبيب أورام، استقال بسبب خلافات مع الرئيس بولسونارو، خاصة في ما يتعلق باستعمال عقار الكلوروكين الذي يدعمه هذا الأخير في حين لم تثبت نجاعته علميا. وعوّض تيش يوم 17 نيسان/أبريل وزير الصحة صاحب الشعبية الواسعة لويز هنريكي مانديتا الذي أقاله بولسونارو عقب مجموعة خلافات ظهرت إلى العلن مع بدء مكافحة فيروس كورونا المستجد. ويعارض الرئيس البرازيلي بشدّة تدابير الحجر في البلد الذي تقطنه 210 ملايين نسمة، على خلفية ما يعتبره حفاظاً على الوظائف والاقتصاد البرازيلي.

 

هل تقطف أميركا في سوريا ثمار «الضغط الأقصى»؟

لندن: إبراهيم حميدي/الشرق الأوسط/15 أيار/2020

يتبادل الأميركيون والروس على المسرح السوري، التفاهمات وتسجيل النقاط، من دون تغيير جوهري، كأن كلا منهما يراهن على تراجع الآخر، هناك اعتقاد في واشنطن، بظهور ثلاث إشارات - توترات تدل على بدء نجاح المقاربة الأميركية وسياسة «الضغط الأقصى» و«صندوق العزلة» على دمشق.

«الصبر الاستراتيجي»، كان مفتاحا أساسيا لرهان الجانبين على الوقت. واشنطن، تعتقد أن كلفة استمرار الحرب بغياب الإعمار وتناقض أجندات اللاعبين ستدفع موسكو إلى قبول تسوية و«تغيير سلوك النظام». وموسكو تعتقد أن فيض آثار الحرب إلى الجوار وأوروبا وحلفاء أميركا، سيدفع واشنطن إلى قبول الأمر الواقع و«شرعية النظام». بين هذا وذاك، لا يفوت الطرفان فرصة جمع الأوراق وتسجيل النقاط في كل مناسبة. آخر الاختبارات، كان «كورونا». إذ لم يشغل انتشار الوباء وقفزات إصاباته في أميركا وروسيا واقترابه من البيت الأبيض والكرملين، الطرفين عن «تسييس» هذا الملف مع رفض علني لـ«تسييسه».

بادرت موسكو، مدعومة بمواقف بكين ودمشق وغيرهما، إلى اعتبار العقوبات الأميركية والأوروبية الداء وراء الوباء: العقوبات، تمنع تدفق المساعدات الإنسانية والأدوات الطبية وهي التي تزيد من معاناة السوريين. والحل روسيا، برفع «العقوبات الظالمة» وتشجيع الدول على المساهمة في إعمار سوريا وإعادتها إلى الجامعة العربية. فهذا العلاج الروسي، هو الوصفة أيضاً لوقف تدفق اللاجئين إلى أوروبا والتعاون لمحاربة الإرهاب.

يذهب المفاوضون الروس في جلساتهم مع الأميركيين والأوروبيين، إلى القول، بأن «فك العزلة عن النظام، يساهم في استقرار أوروبا وخدمة مصالحها». بالتالي، يجب أن يصطف الغرب في الضفة الروسية في علاقته مع دمشق في ملفات أخرى، تخص موضوع السلاح الكيماوي والعملية السياسية والمحاسبة والإعمار. كما يعني ذلك روسيا، الانسحاب الأميركي من شرق الفرات وتفكيك قاعدة التنف ودفع الأكراد إلى حضن دمشق. في المقابل، تقف واشنطن في الضفة الأخرى من المعادلة. لا تزال هي متمسكة بفرض «الضغط الأقصى» على دمشق. لكن الجديد، قيام أميركا والاتحاد الأوروبي بحملة علاقات عامة منسقة لشرح أهداف العقوبات الاقتصادية. بروكسل أصدرت قبل أيام وثيقة معايير وإرشادات تقديم المساعدات والأدوات الطبية، للقول بأنها مستثناة من العقوبات الاقتصادية بما يعني أنها لا تساهم في عرقلة معالجة تفشي «كورونا».

لا ترمي هذه الوثيقة، للقول بتجميد العقوبات، بل بالعكس. إن صدور هذه الإرشادات، يمهد لقيام الاتحاد الأوروبي بداية الشهر المقبل بتمديد العقوبات الاقتصادية التي تضم ٢٧٧ شخصا و٧١ كيانا، إضافة إلى صدور موقف سياسي يربط المساهمة بإعمار سوريا بالحل السياسي خلال انعقاد مؤتمر المانحين في ٣٠ يونيو (حزيران). تماما، كما أن الوثيقة الأميركية المشابهة التي صدرت من وزارة الخزانة، كانت بمثابة تمهيد لبدء تنفيذ «قانون قيصر» منتصف الشهر المقبل الذي يفرض عقوبات غير مسبوقة ضد أي جهة تساهم في إعمار سوريا. ويحاجج الأوروبيون والأميركيون أنهم قدموا خلال تسع سنوات من الحرب، حوالى ٣٠ مليار دولار أميركي، قيمة مساعدات إنسانية إلى سوريا. وباعتبار أن بعض الدول الأوروبية، مثل قبرص وهنغاريا واليونان إلى حد ما، خرجت عن الإجماع الأوروبي وأرسلت إشارات تطبيع دبلوماسي نحو دمشق، بعثت واشنطن رسائل بضرورة «عدم التذبذب» للحفاظ على وحدة الصف وإحكام عزل دمشق للضغط على موسكو، باستعمال أدوات الضغط المتوفرة، وتشمل: العقوبات الاقتصادية، العزلة السياسية، منع إعمار سوريا، الوجود العسكري شرق البلاد، دعم الغارات الإسرائيلية ضد مواقع إيرانية، دعم الوجود العسكري التركي في إدلب، إثارة ملف السلاح الكيماوي في لاهاي وفي مجلس الأمن الدولي بعد اتهام دمشق رسميا باستعماله في ريف حماة، والاستمرار في رفع لواء المساءلة عن جرائم الحرب. عليه، يرى مسؤولون أميركيون ثلاث إشارات لنجاح مقاربة «الضغط الأقصى»، هي: الأول، بدء إيران بسحب تكتيكي لميلشيات غير سورية، كانت مقيمة في البلاد. الثاني، ظهور رامي مخلوف ابن خال الرئيس بشار الأسد وحديث عن توتر في دمشق جراء الأزمة الاقتصادية. الثالث، تبادل الحملات والانتقادات الإعلامية بين وسائل إعلام مقربة من مراكز القرار في دمشق وموسكو. لا شك، أن اختبار هذه المؤشرات، رهن التفاوض المحتمل بين الأميركيين والروس لمعرفة ما إذا كانت جدية تعكس تغييرا في الاتجاه لعقد صفقة مع قرب انتهاء ولاية الرئيس دونالد ترمب... أو أنها جولة أخرى من شراء الوقت عبر بيع «وهم تغيير المواقف».

 

جهود ثلاثية لمواجهة نفوذ إيران في البادية السورية

واشنطن: معاذ العمري - لندن/الشرق الأوسط/15 أيار/2020

أكد المبعوث الأميركي للملف السوري جيمس جيفري أن إيران التي تعاني من ضائقة مالية تعمل على «تقليص حجم بعض قواتها في سوريا نتيجة العقوبات الأميركية»، في وقت أُفيد فيه بتكثيف 3 أطراف جهودها؛ بين أطراف مختلفة، لقطع طريق طهران - بغداد - دمشق - بيروت عبر السيطرة على نقاط على الحدود السورية - العراقية. وقال جيفري في ندوة بواشنطن: «رأينا الإيرانيين يقلصون بعض أنشطتهم الخارجية في سوريا بسبب المشكلات المالية فيما يعكس النجاح الهائل لسياسات العقوبات التي فرضتها إدارة (الرئيس دونالد) ترمب على إيران»، مؤكداً تقارير تفيد بأن القوات المدعومة من إيران قد قلصت وجودها في سوريا، وهو ما أدى إلى تراجع وتيرة القتال المستمر هناك. ولا يزال وقف إطلاق النار في إدلب بموجب اتفاق روسي - تركي سارياً بدرجة كبيرة منذ أوائل مارس (آذار) الماضي، الأمر الذي ساهم أيضاً في قرار طهران سحب بعض ميليشياتها. لكن جيفري أشار أيضاً إلى سياسية «الضغط الأقصى» التي تتبعها واشنطن ضد إيران. وقال: «نرى بعض الانسحابات من القوات التي تقودها إيران. قد يكون بعضها تكتيكياً لأنهم لا يقاتلون في الوقت الحالي، ولكنهم أيضاً يفتقرون إلى المال». وهو كان قال الأسبوع الماضي إن تحركات القوات الأخيرة لا تمثل تغييراً استراتيجياً كبيراً لإيران وقواتها المتحالفة في سوريا. وقال في 7 مايو (أيار) الحالي: «ما لم نره - وأريد أن أؤكد ذلك - هو التزام إيراني استراتيجي بعدم محاولة استخدام سوريا منصةَ إطلاق ثانية للأسلحة بعيدة المدى ضد إسرائيل، وكقناة - الهلال الشيعي الشهير - لتزويد (حزب الله) بصواريخ أكثر فتكاً وأكثر دقة مرة أخرى لتهديد إسرائيل».

إلى ذلك، قال جيفري إن العلاقة الروسية - السورية ليست في أفضل حالاتها بسبب الرئيس بشار الأسد، كما أن الروس أكدوا للأميركيين أنهم ليسوا سعداء بوجود الأسد لكن لا يوجد لديهم بديل عنه، مشيراً إلى أن الإدارة الأميركية الحالية تأخذ ذلك في الحسبان، وتساعدهم بالشراكة مع المجتمع الدولي لتهيئة الانتقال السياسي. في غضون ذلك، قال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» إن «تحالفاً ثلاثياً؛ بين إسرائيل وقوات التحالف الدولي والروس، يعمل بشكل غير مباشر لإغلاق طريق طهران - بيروت من الجانب السوري ومجابهة النفوذ الإيراني بالبادية السورية». وأوضح أن «اجتماعاً جرى قبل أيام قليلة، بين وفد من (قوات سوريا الديمقراطية)، وقيادات من (قوات مغاوير الثورة)، و(قوات النخبة) العاملة ضمن منطقة التنف في البادية السورية، تمحور حول تقدم مشترك لتلك القوات في منطقة البادية وشن عمليات عسكرية ضد القوات الإيرانية والميليشيات الموالية، بدعم من التحالف الدولي بغية إغلاق طريق طهران - بيروت الدولي بشقه السوري». وتابع: «عملية تقدم قوات (مغاوير الثورة) و(النخبة) ستكون في بداية الأمر تحت عنوان محاربة نشاط تنظيم (داعش) بالبادية السورية، بينما ترتبط العملية العسكرية ضد الميليشيات الإيرانية بفشل روسيا في إقناع إيران بسحب قواتها من البادية، على أن يتم وضع قوات موالية لروسيا تحل محل القوات الإيرانية، حيث إن هذه القوات ستكون عشائرية ومن مقاتلي (المصالحة والتسوية)، وفي حال فشل روسيا في إقناع إيران فسيتم الاتجاه إلى الحل العسكري وشن عملية برية، حيث توجد شبكة مهمتها جمع بنك أهداف عن الوجود الإيراني في منطقة (الشامية)، وتتبع تلك الشبكة بشكل مباشر لكل من إسرائيل والتحالف، وبشكل غير مباشر لروسيا». وتقوم القوات الأميركية بجولات استطلاعية وزيارات يومية بشكل مكثف إلى مواقع «قوات سوريا الديمقراطية» على ضفاف نهر الفرات.

في المقابل، أشار «المرصد» إلى تشكيل الإيرانيين خط دفاع قوياً على طول البادية الممتدة من البوكمال قرب الحدود العراقية - السورية حتى جنوب مدينة دير الزور، وذلك عبر تعزيزات عسكرية كبيرة وصلت للميليشيات الإيرانية عن طريق معبر البوكمال، بعضها كان عبر حافلات مدنية. وقال: «المواقع التي جرى تعزيزها من قبل الإيرانيين هي: المحطة الثانية (T2)، ومعيزيلة وحقل الورد والمزارع ببادية الميادين، وعين علي ببادية محكان، والمجابل ببادية القورية، وقاعدة الإمام علي، والمحطة الثالثة (T3) ومواقع أخرى في بادية الوعر وحميمية وفيضة بن موينع، بالإضافة لمواقع ثانية ضمن ريف دير الزور الغربي».

  

روسيا والصين تعترضان على دعوات غربية لمحاسبة نظام الأسد

نيويورك: علي بردى/الشرق الأوسط/15 أيار/2020

رفضت روسيا والصين المشاركة في اجتماع غير رسمي مغلق عبر الفيديو لمجلس الأمن بهدف تبادل الآراء مع المدير العام لمنظمة الأسلحة الكيماوية فيرناندو آرياس ومنسق فريق التحقيق وتحديد الجهات والأفراد المتورطين في استخدام الغازات السامة سانتياغو أونيت، في شأن الهجمات التي شهدتها سوريا بالغازات المحرمة دولياً.وأفاد دبلوماسي طلب عدم نشر اسمه لعدد من الصحافيين بأن نافذتي روسيا والصين على الشاشة خلال الاجتماع الافتراضي كانتا فارغتين. واعتبر المندوب الروسي الدائم لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا أن الاجتماع الذي طلبه نظراؤه الغربيون «غير مقبول» لأنه ليس علنياً. وقال إنه «رغم انتقاداتنا الصريحة للطبيعة غير المشروعة» لفريق التحقيق، وتحديد الجهات المسؤولة عن الهجمات، لم نعارض إحاطة المدير العام في شأن التقرير الأخير لمنظمة الأسلحة الكيماوية. بل طلبنا الوحيد هو عقد هذا الاجتماع في إطار مفتوح، معبراً عن «الأسف لأن شركاءنا الغربيين وحلفاءهم أصروا على عقد هذا الاجتماع خلف أبواب مغلقة وفي مكان غير رسمي». وأضاف «نحن لا نخجل من مناقشة صعبة ولكنها صريحة».

وعاد إلى التحقيق في استخدام الأسلحة الكيماوية في حلب، والذي «ظل متوقفاً لأكثر من 12 شهراً»، بالإضافة إلى «عدم إجابة الأمانة العامة للمنظمة على أسئلة حول تقرير بعثة تقصي الحقائق المزيف في شأن حادث دوما الكيماوي». واعتبر أن سوريا «تواصل تعاونها الكامل مع عمل بعثات منظمة حظر الأسلحة الكيماوية، بما في ذلك نشاطات التفتيش التي تتم وفقا لاتفاقية الأسلحة الكيماوية».

واعتبر نيبينزيا أن كل هذه الأحداث وقعت في غضون شهر من الأحداث التي وقعت في اللطامنة وخان شيخون، عندما كان من الممكن أن يوفر تفتيش قاعدة الشعيرات الجوية إجابة قاطعة على الاتهامات. ورأى أن «هناك محاولة لتبييض الأعمال العدوانية غير القانونية ضد سوريا في 2017 و2018». وكذلك قال إن التحقيقات تُجرى في انتهاك صارخ لأحكام اتفاقية الأسلحة الكيماوية، ومن دون احترام المبدأ الأساسي المتمثل في استيفاء الإجراءات لضمان الحفاظ على الأدلة المادية، أي ما يسمى «سلسلة الحضانة»، التي تتطلب جمع الأدلة على وجه الحصر من قبل المتخصصين. وإذ اتهم تقرير فريق التحقيق بأنه «متحيز» بسبب «الطبيعة غير المشروعة للفريق نفسه، والممارسات الخاطئة الأخيرة التي لم يتم معالجتها بعد من قبل الأمانة الفنية لمنظمة حظر الأسلحة الكيماوية واستمرار النية من قبل بعض البلدان لإخفاء المعلومات حول ما يسمى مرافق ومخزونات إنتاج الأسلحة الكيماوية غير معلنة في سوريا».

أما نظيرته الأميركية كيلي كرافت، فقالت إن الولايات المتحدة تحض المجلس وخبراءه على «دراسة تقرير المنظمة بعناية»، مضيفة «لا يمكن أن تكون نتائج التقرير أكثر وضوحاً» لأن «الدليل لا يدحض». وكررت أنه «في ثلاث حوادث منفصلة في مارس (آذار) 2017، أسقط نظام الأسد قنابل تحتوي على السارين والكلور على شعبه (...) وتجاهل النظام التام للحياة البشرية». وأشادت بـ«العمل الشجاع لمنظمة حظر الأسلحة الكيماوية وتؤيد بقوة استنتاجاتها». ورأت أنه «يجب على المجلس بكامله أن يأخذ نتائج التقرير - وما سمعناه هنا اليوم - على محمل الجد»، مؤكدة أنه «لا يمكن لأي قدر من التضليل من الأسد أو عوامل التمكين الروسية إخفاء أو إرباك الحقائق التالية التي تم تأكيدها: وهي أن نظام الأسد يواصل استخدام الأسلحة الكيماوية.

وثانياً أن النظام مسؤول عن هذه الهجمات والعديد من الأسلحة الكيماوية الأخرى منذ انضمامه إلى اتفاقية الأسلحة الكيماوية عام 2013». وطالبت كل الدول بـ«الانضمام إلينا في محاسبة نظام الأسد».

وقالت البعثة الدبلوماسية البريطانية لدى الأمم المتحدة في بيان إن الاجتماع «كان مقرراً بشكل مغلق للسماح لأعضاء المجلس وسوريا بتبادل وجهات النظر بشكل ودي وطرح الأسئلة».

وأضاف أن «رفض حضور الاجتماع والتعاطي مع منظمة حظر الأسلحة الكيماوية بشأن مضمون النتائج التي توصلت إليها أمر مخيب للآمال، ومؤشر على تفضيل بعض أعضاء المجلس تقويض عمل المنظمة عن طريق مهاجمة الأشخاص والمؤسسات المكلفة بحمايتها». وعبرت عن «خيبة أملها» من قرار موسكو وبيجينغ. وعقب الاجتماع طالبت ست دول أوروبية أعضاء بمجلس الأمن الدولي، بمحاسبة أركان النظام السوري المتورطين في استخدام الأسلحة الكيماوية ضد المدنيين في سوريا عام 2017. والدول الست هي: بلجيكا، وإستونيا، وفرنسا، وألمانيا، وبولندا، وبريطانيا. ورحبت الدول الست بصدور التقرير الأول لفريق منظمة حظر الأسلحة الكيماوية، في 8 أبريل (نيسان) الماضي. وأضاف «نحن نؤيد بالكامل نتائج التقرير، وندين بشدة استخدام الأسلحة الكيماوية من قبل النظام على النحو الذي خلص إليه التقرير». وتابعوا «يجب تحديد المسؤولين عن استخدام الأسلحة الكيماوية ومساءلتهم عن هذه الأعمال المشينة».

وأكدوا أن «استخدام الأسلحة الكيماوية من قبل أي شخص في أي مكان وفي أي وقت وتحت أي ظرف هو انتهاك للقانون الدولي ويمكن أن يرقى لأخطر الجرائم الدولية - جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية». وقالوا إنه «تماشياً مع التزامنا بالشراكة ضد الإفلات من العقاب، فإننا مصممون على ضمان أن يتلقى هذا الانتهاك الواضح للمبادئ الأساسية للاتفاقية أقوى استجابة ممكنة من الدول الأطراف في اتفاقية الأسلحة الكيماوية». وجدد السفراء الستة التزام بلدانهم بدعم منظمة حظر الأسلحة الكيماوية في جهودها الرامية لتنفيذ قرار الدول الأطراف، الصادر في يوليو (تموز) 2018، بشأن وضع ترتيبات لتحديد مرتكبي استخدام الأسلحة الكيماوية في سوريا.

 

أميركا تحذر من التحايل على عقوبات إيران وسوريا

العربية.نت - صالح حميد/15 أيار/2020

في حين تواصل إيران تزويد فنزويلا بالنفط مقابل الذهب، أصدرت كل من وزارة الخارجية الأميركية ومكتب مراقبة الأصول الأجنبية بوزارة الخزانة وخفر السواحل الأميركي، استشارة عالمية لتنبيه الصناعة البحرية والعاملين في قطاعي الطاقة والمعادن، من ممارسات الشحن الخادعة للتحايل على العقوبات، مع التركيز على إيران وكوريا الشمالية وسوريا، وتتضمن الاستشارات مجموعة تفصيلية من الإرشادات والممارسات لاعتمادها بهدف تجنب مخاطر انتهاك العقوبات. ووفقاً للتقرير الذي نشر الخميس، على موقع الخزانة الأميركية، قد تؤدي ممارسات الشحن الخادعة إلى مخاطر عقوبات كبيرة للأفراد والكيانات المشاركة في الصناعات المتعلقة بالطاقة والمعادن.كما يزود التقرير الجهات الفاعلة التي تستخدم الصناعة البحرية للتجارة بالمعلومات والأدوات لمواجهة الجهات التي تعمل على التهرب من العقوبات. ويتزامن نشر الدليل الجديد مع تقارير تفيد بأن العديد من ناقلات النفط الإيرانية في طريقها إلى فنزويلا، حيث يخضع قطاعا النفط في البلدين لعقوبات صارمة. في المقابل، سلمت فنزويلا شحنات ذهب تم نقلها إلى طهران عن طريق الجو، حسبما أكد المسؤولون. من جانبه، قال مسؤول كبير في إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب، الخميس، إن الولايات المتحدة تدرس إجراءات يمكن أن تتخذها رداً على شحنة وقود أرسلتها إيران إلى فنزويلا التي تعاني من أزمة.

أطنان من الذهب

وقال المسؤول الذي طلب عدم نشر اسمه لرويترز إن واشنطن على "درجة كبيرة من اليقين" بأن حكومة الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو تدفع لإيران بأطنان من الذهب. ووفقاً لبيانات تتبع السفن من ريفينتيف أيكون أمس الأربعاء، فقد أبحرت ناقلة واحدة على الأقل جرى تحميلها بالوقود من ميناء إيراني صوب فنزويلا.

يذكر أن إيران قد قلصت التزاماتها على أربع مراحل منذ أن انسحب الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، من الاتفاق النووي في مايو 2018 الذي وصفه بأنه "أسوأ صفقة على الإطلاق". وتقول الولايات المتحدة إن انتهاكات إيران لا تؤدي فقط إلى تمديد حظر الأسلحة بل عودة كل عقوبات الأمم المتحدة.

 

إغلاق طريق طهران بيروت من سوريا.. حراك في البادية

دبي- العربية.نت/15 أيار/2020

تستمر المساعي الدولية لا سيما التحالف من أجل الحد من التمدد الإيراني في سوريا، لا سيما على الحدود العراقية. وفي حين تواصل الميليشيات الإيرانية تحصين مواقعها ضمن البادية السورية وسط وصول تعزيزات عسكرية ولوجستية بشكل دوري إلى المنطقة بحسب ما أكد المرصد السوري لحقوق الانسان الجمعة، يبدو أن حراكا مضاداً بدأ ينشط. وتركز إيران عمليات تحصين مواقعها بشكل رئيسي على طول البادية الممتدة من البوكمال قرب الحدود العراقية – السورية حتى جنوب مدينة دير الزور، بعد توارد معلومات حول إمكانية شن عملية عسكرية تستهدف النفوذ الإيراني في حال فشلت حلول روسيا السياسية. في هذا السياق، لفت المرصد إلى أن تحالفا ثلاثي بين إسرائيل وقوات التحالف الدولي والروس نشأ بشكل غير مباشر، من أجل العمل على إغلاق طريق طهران – بيروت من الجانب السوري ومجابهة نفوذ إيران في البادية السورية.

شن عمليات عسكرية

كما أفاد بأن اجتماعاً جرى قبل أيام قليلة، بين وفد من قوات سوريا اليمقراطية وقيادات من "قوات مغاوير الثورة" و"قوات النخبة" العاملة ضمن منطقة التنف في البادية ، تمحور حول تقدم مشترك لتلك القوات في منطقة البادية وشن عمليات عسكرية ضد القوات الإيرانية والمليشيات الموالية لها، بدعم من التحالف الدولي بغية إغلاق طريق طهران – بيروت الدولي بشقه السوري. إلى ذلك، أوضحت المعلومات أن تقدم قوات "مغاوير الثورة والنخبة" سيكون في بداية الأمر تحت عنوان محاربة نشاط تنظيم داعش في البادية ويرتبط مصير تلك العملية العسكرية بمدى فشل أو نجاح روسيا بإقناع إيران بسحب قواتها من البادية، على أن يتم وضع قوات موالية لروسيا تحل محل القوات الإيرانية، حيث أن هذه القوات ستكون عشائرية ومن مقاتلي "المصالحة والتسوية"ن بحسب ما أوضح المرصد.

شبكة جمع معلومات

أما في حال فشل روسيا بإقناع إيران سيتم الاتجاه إلى الحل العسكري وشن عملية برية، حيث توجد شبكة مهمتها جمع بنك أهداف عن التواجد الإيراني في منطقة الشامية. بالتزامن تقوم القوات الأميركية بجولات استطلاعية وزيارات يومية بشكل مكثف إلى مواقع قوات سوريا الديمقراطية الواقعة عند ضفاف نهر الفرات.

في المقابل، أشار المرصد إلى أن القوات الإيرانية المتضررة والرافضة بشكل قاطع لإغلاق الطريق لم تقف مكتوفة الأيدي، بل عمدت إلى تشكيل خط دفاع قوي على طول البادية الممتدة من البوكمال قرب الحدود العراقية – السورية حتى جنوب مدينة ديرالزور، وذلك عبر تعزيزات عسكرية كبيرة وصلت للمليشيات الإيرانية عن طريق معبر البوكمال، بعضها كان عبر حافلات مدنية كنوع من “التمويه”. ووفقاً لمصادر مطلعة د فإن المواقع التي جرى تعزيزها من قبل الإيرانيين هي: المحطة الثانية “T2، ومعيزيلة وحقل الورد والمزارع ببادية الميادين وعين علي ببادية محكان والمجابل ببادية القورية وقاعدة الإمام علي والمحطة الثالثة “T3” ومواقع أخرى في بادية الوعر وحميمية وفيضة ابن موينع، بالإضافة لمواقع ثانية ضمن ريف دير الزور الغربي

نفق دير الزور

يذكر أن صورا جوية كانت أظهرت الأربعاء أن إيران تستميت لإقامة قاعدة عسكرية قرب القاعدة الأميركية في شمال شرقي سوريا، محاولاة بناء موقع في ريف دير الزور قرب حدود العراق، كان قد تعرض مرتين على الأقل لقصف يعتقد أنه إسرائيلي. ونشرت شبكة "فوكس نيوز" الأميركية صوراً لأقمار أظهرت وجود نفق جديد في القاعدة الإيرانية، يستخدم لتخزين الأسلحة والمركبات المتطورة. وأوضحت أن الصور التي تم التقاطها تظهر أن الجرافات موجودة عند مدخل نفق يُقدر عرضه بنحو 15 قدماً.

 

بلبلة جديدة حول "الحشد" في العراق.. والسيستاني يوضح

دبي - العربية.نت/15 أيار/2020

سلط الضوء مجددا، الجمعة، على العلاقة بين بعض وجوه الحشد أو فصائله الموالية لإيران والنجف، هذه المرة بعد أن طفت إلى الساحة تصريحات حول ترشيح رجل الدين الذي يحظى بمكانة عالية لدى الشيعة في العراق زعيم كتلة الفتح هادي العامري لتولي رئاسة الحشد. فقد شهدت الساحة العراقية اليوم، بلبلة حول رئاسة الحشد، بعد نشر وسائل إعلام محلية تصريحات لأحد نواب كتلة الفتح، قال فيها إن المرجع الشيعي الأعلى في البلاد، علي السيستاني طلب من العامري ترؤس الحشد، ما استدعى نفيا من قبل مكتب ممثل السيستاني في كربلاء. وأوضح في بيان أن التصريحات المنسوبة لعضو كتلة الفتح حامد الموسوي بخصوص اللقاء الذي جرى مؤخراً بين عبد المهدي الكربلائي والنائب هادي العامري غير صحيحة. كما أكد أن "ممثل السيستاني لم يطلب من العامري ترؤس هيئة الحشد، وأن كل ما تم طرحه في اللقاء هو بيان رؤية السيستاني حول ضرورة تطبيق قانون هيئة الحشد وتفعيل هيكليته بحذافيرها، مع توضيح المرتكزات التي من أجلها أسس الحشد، وفق رؤى وفتاوى صدرت في حينه، فضلاً عن توضيح المبادئ والسياسات التي يجب أن تسير عليها هيئة الحشد، مع ضرورة إجراء تقويم وتصحيح بعض المسارات غير الصحيحة التي تجري عليها هيئة الحشد، وأن تكون قرارات الهيئة بالتشاور مع ألوية العتبات".

إلى ذلك، لفت إلى أن "النائب حامد الموسوي لم يكن حاضراً في هذا اللقاء".

فصائل النجف وفصائل الحشد الموالية لإيران

أتت تلك البلبلة بعد أن نشرت عدة وسائل إعلام تصريحاً للموسوي، عن تفاصيل زيارة رئيس تحالفه هادي العامري إلى ممثل السيستاني بشأن الحشد الشعبي. يذكر أن العلاقة بين الحشد وبعض الفصائل العراقية التابعة شهدت توترا في الآونة الأخيرة على خلفية ولاء بعض فصائل الحشد لإيران، ومسألة اختيار نائب جديد لرئيس هيئة الحشد، مكان أبو مهدي المهندس الذي قتل بضربة جوية أميركية في يناير الماضي. وكانت 4 فصائل تابعة للنجف (فرقة الإمام علي والعباس ولواء علي الأكبر وأنصار المرجعية) انسحبت الشهر الماضي من الحشد، معلنة انضمامها للقوات العراقية، بعد أن رفضت في فبراير ترشيح القيادي في كتائب حزب الله أبو فدك المحمداوي لنيابة الحشد.

 

ناشطة إيرانية طالبت باستقالة خامنئي: لن أصمت أو أستسلم

دبي- العربية.نت/15 أيار/2020

"لن أصمت أو أستسلم، بل سأواصل الطريق" بتلك الكلمات افتتحت ناشطة إيرانية الساعات الأولى من معانقتها الحرية بعد أن أفرجت عنها السلطات في إيران إثر تمضيتها 9 أشهر في السجن، لمجرد توقيعها عريضة سياسية. فبعد أن أطلق سراح فاطمة سبهري، إحدى الموقعات لـ14 على بيان استقالة خامنئي من سجن وكيل آباد في مدينة مشهد، أمس الخميس، قالت متحدية في مقطع فيديو مسجل: "لن أستسلم، ولن أصمت، وسأواصل هذا الطريق". وأوضحت الناشطة السياسية أنه على الرغم من تعليق عقوبتها بالجلد، والسجن 5 سنوات، والإفراج عنها بموجب أوامر قضائية، لا تزال تعارض السياسات القائمة، ولن تتراجع ولن تصمت. وكانت سبهري، أعلنت أن التهم التي وجهت إليها من قبل السلطات القضائية بحسب ما أفادت "شبكة إيران انترناشيونال" هي "إهانة المقدسات، ونشر الأكاذيب، والإخلال بالنظام العام أمام المحكمة".

بيان استقال خامنئي

كما أفادت بأن المسؤولين القضائيين أبلغوها أمس بأنهم ينوون "العفو" عنها لأنها "زوجة شهيد"، وبعد ساعات قليلة أطلقوا سراحها. يذكر أن سبهري وقّعت يوم 4 أغسطس/آب 2019، مع 13 ناشطة أخرى، بيانًا ينتقد فترة حكم المرشد الإيراني، ويدعو إلى "استقالة خامنئي، وتغيير نظام الجمهورية الإسلامية".

وبعد أسبوع من توقيع البيان، ألقي القبض عليها أثناء مشاركتها مسيرة احتجاجية أمام محكمة مشهد. وفي فبراير، أصدرت محكمة مشهد الثورية حكمًا بسجن سبهري 5 سنوات، ليعلق أمس الخميس.

 

"زيارة غامضة" لوزير روسي تفجر خلاف بوتين - الأسد

العربية.نت – عهد فاضل/15 أيار/2020

يواصل بعض أنصار النظام السوري، توجيه الانتقادات إلى الحليف الروسي، منذ بدأت تسريبات موسكو الموحية بتغير موقفها من مصير الأسد، وقابليتها للدخول في حل شامل، مع تنحي النظام وتشكيل حكومة جامعة تضمن أطرافا من النظام والمعارضة. وآخر اتهام وجه إلى موسكو، أطلقه الدكتور أحمد أديب أحمد، أستاذ الاقتصاد في جامعة "تشرين" الحكومية، قال فيه إن روسيا عبر "وسائلها الإعلامية الخاصة" تضغط على الأسد، متهماً إياها "بإشعال الشارع الموالي" للنظام، وأن موسكو تفعل ذلك "بتوجيه مخابراتي". ولفت في انتقادات أحمد وهو صاحب ما يعرف "المجمع العَلَوي على الإنترنت" اتهامه إيران بـ"صب الزيت على النار"، مؤكداً أن طهران "استخدمت بعض الأقلام" من أجل "التهييج على روسيا، عسى ولعل السوري يخرج الروسي من سوريا، فيخلو الجو لإيران". بحسب منشوره على حسابه الفيسبوكي الموثق بعلامة زرقاء، الخميس، واصفاً الإيراني بالمراوغ والمستغل. وخرج الانتقاد الروسي غير المباشر، لنظام الأسد والتلويح بتنحيه، كحل جذري للأزمة السورية، مع شهر نيسان/ أبريل الماضي، سبقه 5 إشارات، كان أولها بدءاً من الخامس من شهر آذار/ مارس الماضي، تاريخ اتفاق بوتين-أردوغان حول منطقة إدلب التي كانت مسرح عمليات قوات الأسد والميليشيات الإيرانية الموالية له، وفصائل سورية مدعومة من الجيش التركي، أدت لخسائر وصفت بالهائلة في جيش النظام الذي حقق في تلك العمليات، سيطرة على مناطق كانت تحت سلطة فصائل معارضة له.

اتصالان لبوتين بالأسد

وقضى الاتفاق المذكور، بوقف جميع الأعمال القتالية، وإنشاء ممر آمن شمال وجنوب طريق M4 ثم تسيير دوريات روسية-تركية مشتركة في مناطق قريبة من نقاط للمعارضة السورية. ويشار إلى أنه وبعد اتفاق بوتين-أردوغان الأخير، أجرى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، اتصالا هاتفيا برئيس النظام السوري، في 6 آذار/ مارس، أطلع فيه الأسد على تفاصيل اتفاقه مع الرئيس التركي، بحسب النظام السوري الذي أقر بأن اتفاق الروس والأتراك الأخير، يمكن له "أن يساعد في تهيئة الأجواء لإعادة إطلاق العملية السياسية". وأجرى بوتين اتصالا هاتفيا ثانيا بالأسد، في العشرين من مارس/ آذار، ذكر إعلام النظام السوري إنه تناول مسألة سير الاتفاقات الروسية التركية الموقعة في 5 مارس، بالإضافة إلى "العملية السياسية" بحسب نص خبر النظام السوري.

زيارة غامضة لوزير الدفاع الروسي

وبعد الاتصال الهاتفي الثاني بين بوتين والأسد، حل سيرغي شويغو، وزير الدفاع الروسي، فجأة في دمشق، والتقى الأسد، في 23 مارس، في زيارة وصفت بأنها زيارة عمل بتوجيه من الرئيس الروسي، تم التباحث فيها، حول منطقة إدلب وإرساء الاستقرار في سوريا، وكذلك مناقشة ما وصف بـ"إنعاش" اقتصاد النظام، بمساعدة من "الخبراء الروس"، بحسب الإعلام الروسي، في مقابل حديث الإعلام الأسد عن أن لقاءه بشويغو، تطرق إلى موضوع النفط في شمال شرقي سوريا. يشار إلى أن ما تجاهلته وسائل إعلام الأسد، عن أسرار زيارة وزير الدفاع الروسي، له، كشفه الإعلام الروسي، عندما أكد أن هناك جانباً "غير متوقع" في زيارة شويغو إلى دمشق، ألا وهو "التسوية ما بعد الحرب!" بحسب ما ذكرته روسيا اليوم نقلا من صحيفة "فزغلياد" التي وصفت الزيارة بالغامضة للغاية. "التسوية ما بعد الحرب" التي بحثها شويغو مع الأسد، ليست من مهمات الجيوش، بحسب المصدر السابق، إلا أنه أوضح أن "الجيش" في سوريا، هو الآلية الوحيدة الفاعلة في الدولة السورية. كمبرر من السابق، لكيفية قيام شخصية عسكرية روسية، ببحث شؤون سياسية حسّاسة في سوريا كالعملية السياسية، بل تقض مضجع النظام، بحسب محللين. وبعد أيام قليلة، من لقاء الأسد-شويغو الذي تطرق إلى التسوية ما بعد الحرب، بدأت تسريبات الإعلام الروسي تهاجم الأسد، وتصفه بالعاجز والفاسد، فدخلت إيران على خط مباحثات الأسد مع الروس، في العشرين من نيسان/ أبريل، بزيارة جواد ظرف، وزير الخارجية الإيراني، أكد إعلام الأسد أن الزيارة ناقشت "مستجدات المسار السياسي، ومن بينها اللجنة الدستورية وعملية أستانا" من بين ما ناقشته من ملفات سورية، ذكرت مصادر دبلوماسية أن الزيارة هدفت لطمأنة الأسد بأن إيران لن تتخلى عنه.

تصويب على روسيا بضوء أخضر من النظام

واستمرت الانتقادات الروسية غير المباشرة للأسد، بالظهور، وصولاً إلى تسريب إمكانية توافق مع الأتراك والإيرانيين، على رحيله، فأطلق خالد العبود، وهو نائب في برلمان الأسد، يحمل صفة أمين السر، في السابع من الشهر الجاري، تهديدات طالت الجيش الروسي في سوريا، بإشعال "جبال اللاذقية" ضد "المحتل" الروسي، ردا منه كما قال على "فرضيات" روسية تناولت مستقبل الأسد. تهديدات اعتبرها مراقبون قريبون من روسيا، بأنها لم تكن لتخرج إلى العلن، لو لم تحظ بضوء أخضر من جهات عليا في نظام الأسد. وسبق أن رأى محللون أن الضغط الروسي على رئيس النظام السوري، هو لدفعه للسير في العملية السياسية و"تقديم تنازلات" حقيقية والاتفاق على الدستور الجديد، فيما "يماطل" النظام بكل السبل، لعدم الوصول إلى تلك اللحظة التي يفقد فيها سلطته، أو يتنازل عن جزء كبير منها، لصالح المعارضة، بحسب محللين وتقارير إعلامية.

الجيش المصري: مقتل 7 إرهابيين في سيناء

دبي - العربية.نت/15 أيار/2020

أعلن المتحدث العسكري المصري العقيد أركان حرب تامر الرفاعي، اليوم الجمعة، مقتل 7 إرهابيين في مزرعة بشمال سيناء.وقال المتحدث العسكري المصري في بيان إنه "استمراراً لجهود القوات المسلحة فى مكافحة الإرهاب وبناءً على معلومات استخباراتية تفيد بتواجد بؤرة إرهابية بإحدى المزارع بشمال سيناء قام أبطال القوات المسلحة بتنفيذ عملية نوعية، أسفرت عن مقتل 7 إرهابيين، موضحاً أنه تم القضاء على أحدهم أثناء تنفيذ المداهمة وعثر بحوزته على بندقية آلية". وأضاف الرفاعي أن الجيش تمكن أيضاً من القضاء على 6 أفراد آخرين أثناء محاولاتهم الهروب، وذلك من خلال تتبعهم بكاميرات المراقبة الأمنية، واستهدافهم داخل أحد الأوكار ومقتلهم جميعاً. كما ضبطت القوات عربة دفع رباعى و3 دراجات دراجة نارية بدون لوحات معدنية تستخدمها العناصر الإرهابية. وأشار المتحدث العسكري إلى اكتشاف وتفجير عدد 10 عبوات ناسفة، وضبط وتفجير 4 أحزمة ناسفة. وتضمن بيان متحدث الجيش المصري ضبط 3 بندقيات آلية وبندقية قنص و3 مسدسات 9مم و21 خزنة وكمية من الذخائر مختلفة الأعيرة وعدد 12 هاتفا محمولا و4 أجهزة لاسلكى و(5) شدة ميدانية.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

لا امكانية للتعايش مع دولة حزب الله

شارل الياس شرتوني/15 أيار/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/86214/%d8%b4%d8%a7%d8%b1%d9%84-%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%b4%d8%b1%d8%aa%d9%88%d9%86%d9%8a-%d9%84%d8%a7-%d8%a7%d9%85%d9%83%d8%a7%d9%86%d9%8a%d8%a9-%d9%84%d9%84%d8%aa%d8%b9%d8%a7%d9%8a%d8%b4-%d9%85/

يبدو ان الامين العام لحزب الله حسن نصرالله قد استطاب فكرة التوجه الدوري للبنانيين كمرشد للجمهورية الاسلامية في لبنان، وان غروره يتنامى بقدر ما تتراجع فكرة دولة القانون وتتردى الاوضاع المعيشية في البلاد. ان التكيف المديد مع واقع الاستثناء السيادي ( Extraterritoriality ) الذي املاه حزب الله على بقية اللبنانيين تحت طائلة تجدد النزاعات الاهلية، والاستعمال الاستنسابي للعنف الفردي والجماعي عبر ارهاب الرعاع والاغتيالات، والتورطات النزاعية الاقليمية آت الى نهايته، اما مع السقوط النهائي للدولة والكيان الوطني في لبنان، ام مع تجدد العقود الميثاقية والاجتماعية كمنطلق لاعادة بناء البلاد على قواعد جديدة تؤسس لمئوية جديدة. ان اداء حزب الله في هذا المجال لم يأت بجديد بل هو تكملة لثقافة سياسية مضادة لفكرة وواقع الدولة-الوطنية ( Nation-State ) لحساب متخيل الامة العربية والاسلامية كمبدأ ناظم للولاءات السياسية، ومنطلق لسياسات النفوذ التي تنازع فكرة السيادة الدولاتية لحساب سياسات المحاور الاقليمية، والدولة الاسلامية الممثلة بالولي الفقيه ام الخليفة، ام الاوتوقراطيات الدينية والسياسية التي تستلهمها والتي توصفها مقولتي الدولة السلطانية ودولة القائد ( Fόhrerstaat ).

لقد ضرب مفهوم الدولة في لبنان في العقود الستة الاخيرة من قبل الايديولوجيات العروبية واليسار العالم ثالثي والاسلاموي ( بمتغيريه السني والشيعي ) وما نشأ عنهم من سياسات نفوذ، الامر الذي حول البلاد الى امتداد جيوبوليتيكي لنزاعات اقليمية ودولية مفتوحة، وحول الدولة الى متغير تابع يستعمل على نحو كيفي. لقد اتت هذه المرحلة الى نهايتها ولم يعد بالامكان التداول السياسي على قاعدة تطبيع هذه المفارقات السيادية، وحل الازمات الناشئة عنها وعن تمددها الزمني المضطرد. ان الحكومة الحاضرة هي التعبير الامثل عن التعايش بين المفارقات وشروط عملها الملتئمة على قاعدة القواسم المشتركة بحدها الادنى، وابقاء البلاد على خط النزاعات الاقليمية والدولية المفتوحة. ان الازمات المالية والاقتصادية والاجتماعية المتداخلة ما هي الا تعبيرات عن واقع سياسات النفوذ المتصادمة، والمصالح الاوليغارشية التي تحكم اداءاتها وتحيلنا الى حالة من التسكع البنيوي الذي تعبر عنه التصريفات الزبائنية للعمل العام في بلادنا. سوف تصطدم المفاوضات مع صندوق النقد الدولي والدول المانحة بواقع الدولة اللبنانية المفكك الاوصال، وبالاوهام السيادية الملازمة لوضعيتها الفعلية، وبالاقفالات الاوليغارشية المنتظمة على خط الانقسامات والولاءات المجتمعية الاولية ( Primordial loyalties )، وبالتالي بعدم قدرة الدولة على تخريج سياسات متماسكة تضع حدًا للتسيب المالي والاخلاقي، وللديناميكيات النزاعية المفتوحة التي تحتجز السيادة الدولاتية وتحول دون التآلف في صياغة السياسات الحكومية.

ان سعي حزب الله لفرض مفكرته السياسية على البلاد، وتحصين استثناءاته السيادية في المجالات الاستراتيجية، وعلى مستوى ادارة اقتصاد مواز ومنحرف، وفرض اقفالات على التموضع السياسي والدبلوماسي، واحتباس البلاد ضمن دائرة العزل الدولي الذي يوصف الانخراط الدولي لايران، والمقامرة بالسلم الاهلي على قاعدة التموقف عند خطوط تقاطع الصراعات الاقليمية والدولية كما ترسمها خريطة النزاعات الايرانية والسياسة الانقلابية الشيعية الناظمة، لن تفسح مجالا امام خطة اصلاحية داخلية تراكمية ومستدامة. ان الطابع البنيوي للازمات اللبنانية المتضافرة لم يعد قادرا على التعايش مع مفكرات سياسية نافية للسيادة الدولاتية بحدودها الناظمة، ولا باملاءات خارجة عن وضع سياسات توافقية في المجالات الاصلاحية وانفاذها بشكل منهجي و ملزم لكل الفرقاء. لا حل لازماتنا المالية والاقتصادية والاجتماعية والبيئية خارجا عن الاعتبارات السيادية النافذة التي تحيلنا الى دولة القانون: فاما دولة القانون واما دولة حزب الله، ولا تسوية بين الاثنين.

 

خياران للأسد في سوريا

مهند الحاج علي/المدن/15 أيار/2020

ما إن توقفت الحملة الإعلامية الروسية ضد النظام السوري ورموزه، حتى نشر موقع "بلومبرغ" المالي تصريحات "أكثر وضوحاً" لخبراء ومسؤولين سابقين في موسكو عن الواقع السياسي الحالي. الدبلوماسي الروسي السابق والخبير الحالي في شؤون المنطقة في مركز أبحاث روسي (تموله الحكومة) ألكساندر شوميلين صرح للموقع بأن "على الكرملين التخلص من الصداع السوري. ويتركز لُب المشكلة على شخص واحد: (الرئيس السوري بشار) الأسد والمحيطين به". سياق هذا الكلام يأتي في ظل الحديث عن معالجة المتاعب الاقتصادية لموسكو بعد انهيار سعر النفط، وفي ظل الآثار المتراكمة للعقوبات الأميركية والأوروبية على موسكو، ومعها الاغلاق الكامل نتيجة انتشار فيروس "كوفيد 19". في نهاية المطاف، على روسيا التكيف مع هذه الأزمة المالية واجتراح حلول من خارج السياق التقليدي للسياسة الروسية، سيما أن الرئيس فلاديمير بوتين يُعرف بواقعيته وقدرته على المناورة سياسياً للحفاظ على نظامه ومصالحه. بكلام آخر، لم يعد صدر روسيا يتسع لترهات وألاعيب النظام السوري ومحاولاته التوفيق بين الارادتين الروسية والإيرانية في سوريا. على الأسد تقديم تنازلات إقليمية وداخلية من أجل تيسير عملية السلام. وفي حال رفض الأسد القبول بدستور جديد، "سيكون نظامه في خطر عظيم"، كما جاء في كلام الدبلوماسي الروسي السابق ألكساندر أكسينونوك. أكسينونوك ليس معلقاً من الدرجة الثانية أو صاحب رأي مغاير، فهو إضافة الى منصبه السابق، يشغل منصب نائب رئيس المجلس الروسي للشؤون الدولية.

على الأسد التنازل دستورياً عن بعض سلطاته والاستعداد لانتخابات بعد سنتين قد يخسرها لمصلحة مرشح آخر، في ظل توافر منافسين جديين واشراف دولي. اعتاد الأسد ووالده على غياب المنافسة وحصاد رقم الـ99 في المئة (نسبة غير ممكنة علمياً في أي عملية تصويت)، لكن أي انتخابات مقبلة ستجري بناء لأسس جديدة. وبعد هذه الأزمة الاقتصادية والحرب المدمرة في سوريا وعمليات القتل والتعذيب في السجون، من الصعب تخيل فوزٍ محققٍ للأسد في أول انتخابات بإشراف خارجي. بحد ذاتها، هذه سابقة لعائلة استوطنت قصر المهاجرين بالقوة والوراثة وبجرائم حرب تمتد على مدار خمسين عاماً، ودون أي تفويض شعبي يُذكر سوى بالخوف والدم.

لكن مثل هذا التنازل يرتبط بشكل كبير مع الدورين الروسي والإيراني في سوريا، ومع خيارين لا ثالث لهما. روسيا اليوم باتت عرابة لبعض الجيش السوري وأجهزة الاستخبارات في البلاد، علاوة على امتلاكها شبكة ثقافية-سياسية ليست بالهينة. يُضاف الى ذلك دور اقتصادي روسي بات عصباً أساسياً بالنسبة لسوريا. على سبيل المثال، يعتمد النظام السوري بشكل متزايد على القمح الروسي في ظل تراجع الزراعة واليد العاملة في هذا القطاع، وأيضاً سيطرة "قسد" على مناطق زراعية شاسعة في الشرق السوري، خزان القمح السوري حتى عام 2010. كانت سوريا تُصدر القمح قبل الحرب، وهي اليوم تعتمد على روسيا لتأمين بعض حاجاتها الاساسية. من الصعب أن تُجدي المحاولات الإيرانية للحفاظ على النفوذ في ظل تصاعد التوتر مع إسرائيل من جهة، والضيق الروسي من جهة ثانية. ذاك أن من شأن التعجيل في اتفاق او تعديل دستوري، أن يضع سوريا على سكة التفلت من النفوذ الإيراني. والأهم أن هذه العملية ستُعيد الأسد الى حجمه. لن يتمكن من اعلان الانتصار، بل سيدفعه من يُؤمن شرايين الحياة لنظامه الى مواضع مُذلة تُحاكي في السياسة ما رأيناه في البروتوكول في قاعدة حميميم في اللاذقية وفي السفارة الروسية بدمشق.

ولا يُتوقع أن يكون هذا الطريق بطيئاً. بيد أن فيروس الكورونا أو "كوفيد 19" لم يخلق مسارات جديدة في السياسة والاقتصاد، بل عجّل في عمليات ومسارات قائمة بالفعل. المنافسة الروسية-الإيرانية في سوريا واقع عمره سنوات، واليوم حان وقت الحسم في اتجاه أو آخر.

 

هجوم استباقي لنصر الله يطيح بخطة التفاوض مع صندوق النقد ويرسم «خارطة الطريق» البديلة للحكومة

قوات أممية على الحدود مع سوريا استدعاء لحرب مع إسرائيل

رلى موفّق/اللواء/15 أيار 2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/86218/%d8%b1%d9%84%d9%89-%d9%85%d9%88%d9%81%d9%91%d9%82-%d9%87%d8%ac%d9%88%d9%85-%d8%a7%d8%b3%d8%aa%d8%a8%d8%a7%d9%82%d9%8a-%d9%84%d9%86%d8%b5%d8%b1-%d8%a7%d9%84%d9%84%d9%87-%d9%8a%d8%b7%d9%8a%d8%ad-%d8%a8/

سبق لنائب الأمين العام لـ «حزب الله» الشيخ نعيم قاسم أن أعلن، في سياق رفضه لطلب لبنان مساعدة صندوق النقد الدولي، أن لدى «الحزب» خطة اقتصادية متكاملة، لكنه لم يطرحها في نقاشات الحكومة كي لا يُقال إن الحزب يريد أن يفرض رؤيته.

ثم أطل الأمين العام السيد حسن نصر الله ليقول إنه ليس ضد مبدأ طلب لبنان مساعدة من أي جهة في العالم، باستثناء مَن عليهم خطوط حمراء، ولكن الاستسلام لصندوق النقد أمر مرفوض بالمطلق. ويضيف: «إن أحداً لم يفوّض أحداً للذهاب والتفاوض، وما وقّع عليه رئيس الحكومة ووزير المال - حسب فهمه - هو الذهاب إلى صندوق النقد للنقاش والتعاون والمساعدة، وبعد النقاش، يعودون إلى الحكومة لمراجعة الشروط والبرنامج، والخطوات المطلوبة، وهل يحمل البلد هكذا شروط أم لا؟ وهل من مصلحة له؟».

أرسل نصر الله رسالة إلى شركاء الداخل وإلى الخارج بأن المسائل مرهونة بنهاياتها، لكنه لم ينتظر النهاية.

فمع بدء الحكومة، المحسوبة عليه، مفاوضاتها الرسمية مع صندوق النقد، رفع سقف كلامه، مشككاً بحصولها على مساعدات خارجية، ذلك أن لا قدرة للمانحين المفترضين فيما هم يعانون لمنع اقتصاديات دولهم من الانهيار.

جاءهم بالخطة البديلة: تتوجهون نحو الغرب، فيما المطلوب اتجاه آخر. العودة إلى المشروع الأساس. ربط لبنان بالمحور، والبوابة هي سوريا، هي الطريق إلى العراق، ومنه بالطبع إلى إيران.

هنا مكمن حل الأزمة الاقتصادية، حيث إن جوع اللبنانيين لا ينتظر مراعاة مناخات سياسية داخلية أو إقليمية يمكن أن تشكل إحراجات.

قفز نصر الله فوق حكومته ليرسم لها «خارطة الطريق»، معلناً باكراً إطاحته بخطة تفاوضها مع الصندوق. فرغم اتقانه للعبة الانتظار، إلا أنه اختار حرق المراحل. هو يدرك أن شروط «الصندوق» أداة لمحاصرته، لكنه شن هجوماً وقائياً، مع توجسه من الاستحقاقات الآتية، التي يشكل ضبط المعابر مع سوريا عنوانها الرئيسي، ليس من باب وقف التهريب الاقتصادي، بل تهريب السلاح الذي يندرج في القرارات الدولية، ولا سيما القرارات 1559 و1680 و1701.

كوبيتش يتحرّك لتأتي جلسة التمديد لليونيفيل في آب بإخضاع المعابر مع سوريا لولاية القرار 1701

فمع المناقشة الدورية لمجلس الأمن لمسار تطبيق كل من القرارين 1559 و1701، حض الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش «الحكومة والقوات المسلحة اللبنانية على اتخاذ جميع التدابير اللازمة لمنع «حزب الله» والجماعات المسلحة الأخرى من الحصول على الأسلحة وبناء القدرات شبه العسكرية خارج سلطة الدولة»، وكانت تساؤلات من المندوبة الأميركية كيلي كرافت عن دور «اليونيفيل» واتهامات للحكومة ولـ«حزب الله» حول منع القوات الدولية من تنفيذ تفويضها.

هذه الأجواء التصعيدية عادة ما ترتفع عند اقتراب التجديد للقوات الدولية في جنوب لبنان، بحيث إن واشنطن تدفع على الدوام في اتجاه تعزيز صلاحيات قوات الطوارئ، غير أن منسوب القلق يرتفع لدى «حزب الله» هذه المرة في ظل اتخاذ الضغوطات عليه حدها الأقصى كجزء من احتدام المواجهة مع إيران.

فوفق ما وصل «حزب الله» من معطيات، فإن ثمّة محاولات حثيثة ليس من قبل الأميركيين فقط، بل كذلك من قبل ممثل الأمين العام للأمم المتحدة يان كوبيتش من أجل الدفع في جلسة التجديد لـ«اليونيفيل»، في شهر آب المقبل، إلى إيلاء الحدود مع سوريا أهمية خاصة ضمن مهمات القوة الدولية المعنية بتقديم مساعدة للحكومة اللبنانية لضمان أمن حدودها ونقاط الدخول الأخرى. بالطبع تأتي القرارات الدولية في سياق منع تسرب الأسلحة والمعدات إلى جهات خارج القوات الشرعية، ولكن ضبط الحدود له وظيفة أخرى هي تجفيف مصادر تمويل «الحزب» من جهة، والالتفاف على العقوبات المفروضة على النظام السوري وعلى إيران من جهة ثانية، حيث إن واشنطن ماضية في تضييق الخناق على كل جماعة المحور.

ضبط المعابر الشرعية وإقفال غير الشرعية حاجة ضرورية للبنان من أجل منع تهريب المواد، ولا سيما المازوت والطحين التي يوفر مصرف لبنان لها «دولاراً مدعوماً» منه لاستيرادها تلبية لحاجات السوق اللبنانية، لكنه أيضاً شرط أساسي لا بد من أن تلبيه السلطات اللبنانية للحد من خسائر الدولة الجمركية وحماية مبدأ التنافس في البيئة الاقتصادية، فيما الحكومة ذاهبة إلى طلب مساعدات مالية من الخارج.

في هذا الإطار، يجد «حزب الله» أنه أمام استهداف مباشر.

فما يجري هو في حقيقة الأمر استكمال لمعركة المعابر العراقية - السورية التي يعتبر الحزب وايران انهما نجحا في تأمينها، ذلك ان تأمين الطريق من طهران إلى بيروت مسألة استراتيجية بالدرجة الأولى، تطلبت الانخراط بقوة في الحرب السورية، بوصفها شريان الحياة وموطئ القدم للحليف الإيراني على المتوسط. ولم تكن مطالبة نصرالله الاقتصادية بالتوجه نحو الصين قبل أزمة كورونا، وبالحديث عن «جنة العراق» وشعبها المحب للبنان، الذي يستدعي عودة العلاقات بين لبنان وسوريا، لفتح طريق الترانزيت، إلا دعوة للبنانيين وسلطته بانتهاج خيار اقتصادي يسهم في تعزيز الخيار السياسي لـ«الهلال الشيعي» المرتبطة ساحاتها بعضها ببعض والمؤمنة طريقه العسكرية البرية.

هذه معركة وجودية بالنسبة لـ«حزب الله»، فنشر قوات أممية على الحدود بين لبنان وسوريا يعني أن طريق طهران - بيروت قد قطعت، وأن عملية محاصرة «حزب الله» قد بدأت تفعل فعلها، تماماً كما عملية محاصرة إيران في سوريا والعراق ولبنان.

وهذا بمثابة استدعاء للحرب ستكون وجهتها إسرائيل، وربما ستكون الحرب الأخيرة التي سترسم معها معالم النفوذ في المنطقة لقرن من الزمن!.

 

نهبوا البلد… صحتين

راجح الخوري/النهار/15 أيار 2020

لا مجال لأي عملية إصلاح في هذا البلد الذي ينخره الفساد والذي دفعه الى أعماق الإفلاس، ليس لأن “خطة الإنقاذ الاقتصادي” التي تفاوض الحكومة صندوق النقد الدولي على اساسها، مجرد ضربٍ على “الحوافر السياسية” فحسب، بل لأنها عملياً تشجع السياسيين وأزلامهم الذين افلسوا البلاد، على المضيّ في النهب والسرقة، وتعمّق سيطرة هذه الطبقة من النهّابين على ما تبقى من قبضة الدولارات التي هي ملك الناس لا ملك دولتهم المفلسة تماماً.

ليس في هذا الكلام أي مبالغة او تجنٍ على المسؤولين والسياسيين، الذين بدأوا مفاوضات مضحكة مبكية مع صندوق النقد الدولي، الذي لن يلقي ملياراته في هذه الهوة السياسية السوداء، لسبب واحد على الأقل هو ان الذين نفاوضهم توقفوا ملياً أمام ذلك التعديل الملغوم، الذي تمّ إدخاله خلسة او قصداً وتهرباً أو نتيجة ضغوط سياسية متوحشة، على النسخة النهائية مما سُمّي “الخطة الإصلاحية” التي أُعلِنت في قصر بعبدا تحت عنوان “اليوم التاريخي” كما سمّاه الرئيس ميشال عون.

ما هو هذا التعديل الذي ينسف الإصلاح من أساسه؟

إنه تحديداً القيام بعملية مشبوهة ووقحة بدت واضحة في النسخة النهائية من الخطة عندما تبيّن انه تمّ شطب أهم بند فيها، وهو الذي كان ينصّ على تكليف شركة عالمية التدقيق في حسابات العاملين في الشأن العام من سياسيين وعائلاتهم وذويهم، والذين يملكون ما يزيد عن مليون دولار، وهو ما يؤكد ان الضغط السياسي الذي مورس لإلغاء عمليات التدقيق وهي الأهم في الخطة، يعني تماماً ان لا معنى لأي إصلاح، لأن الذين نهبوا يبقون في معزل عن أي عملية مساءلة او محاسبة، باعتبار ان الشعب اللبناني هو الذي سرق وأوقع نفسه في الإفلاس والجوع!

الغريب ان ما يوحي تقريباً بهذا بدا في تصريحات الرئيسين ميشال عون وحسان دياب في ذلك “اليوم التاريخي”، يوم قال عون ان صندوق النقد الدولي هو الممر الإلزامي للتعافي، مشدداً على التزام الجميع المسار الإصلاحي، ولكن البلد أحوج ما يكون في هذه الأيام الى تجاوز تصفية الحسابات والرهانات السياسية، طالباً الإتحاد للتغلب على الأزمة المستفحلة وتغطية الخسائر، ثم تبعه دياب ليدعو كل الاحزاب والفاعليات والهيئات الاقتصادية والمصارف الى التوقف عن السجالات والتخلص من الأوهام المصلحية.

ولم يكن كثيراً ولا تجنّياً يومها، عندما كتبت في هذه الزاوية ما معناه انه يمكننا ضمناً ان نفهم من كلام الرئيسين ما يشبه القول “عفا الله عما مضى”، وجاءت الترجمة واضحة وجلية في إلغاء الفقرة الداعية الى تكليف الشركة العالمية التدقيق في حسابات العاملين في الشأن العام وعائلاتهم، والمعروفين بكلمة

“peps”، وبهذا يسقط كل معنى الشعار الذي كان قد رفعه دياب حينما قال أمام حشد من سفراء الدول المانحة “ان الفساد هو الدولة”، فإذا كان الآن لم يعد مطلوباً التدقيق في حسابات الفاسدين الذين هم الدولة، ففي حسابات الجائعين والعاطلين عن العمل يتم التدقيق؟

لعلها قمة المسخرة، وخصوصاً اذا تذكرنا الإنذار الفرنسي – الأميركي والأوروبي الذي صدر في 19 كانون الأول الماضي ضد الطبقة السياسية في لبنان وقال “إنها مجموعة من الفاسدين والسارقين”، وهو ما لا يتنافى مع كل ما قاله عون عن المال المنهوب الذي أوقع لبنان في الإفلاس، وعن ضرورة محاكمة الذين نهبوا واسترداد كل المليارات التي نهبوها. فماذا جرى ليتم اسقاط أهم بند في خطة الإصلاح، أي عدم مساءلة السياسيين، وهل يمكن بعد هذا ان يقتنع صندوق النقد “الالزامي” بأننا فعلاً نملك خطة إصلاحية؟

 

مؤشرات الخوف على مصير لبنان

حنا صالح/الشرق الأوسط/15 أيار 2020

يتلاحق تفجر ملفات الفساد، وتتساقط الأرقام على الرؤوس. 350 مليون دولار معدل وسطي للرشا السنوية عن مشتريات الفيول والتي توزع يميناً ويساراً، أي نحو 3 مليارات و500 مليون دولار في السنوات العشر الأخيرة. يكشف حاكم مصرف لبنان النقاب عن تضخم كبير في فاتورة الاستيراد، ويعلن أنه من عام 2015 يصل حجم التهريب إلى 4 مليارات دولار في السنة، أي نحو 20 مليار دولار في آخر 5 سنوات كانت لدعم النظام السوري! يشاهد العالم الفيديوهات المتلفزة عن قوافل التهريب التي تعبر من نحو 126 معبراً غير شرعي، تقع كلها تحت إشراف «حزب الله». يشمل التهريب الفيول المدعوم بنسبة 85 في المائة من مصرف لبنان، كما يشمل القمح المدعوم بالنسبة نفسها، وتتبرع جريدة «الأخبار» الممانعة بتوضيح أن القمح الذي يهرب هو فقط «القمح الطري لزوم صناعة الخبز السياحي»!! ويتردد أن جهات سورية تخزن مستوردات استراتيجية قبل أن تضع الولايات المتحدة العقوبات الجديدة في التطبيق وفقاً لقانون «سيزر»! والنتيجة تستنزف الدولارات المتبقية في مصرف لبنان، وتنتفخ جيوب مافيا الحكم والكارتل التابع، وتؤمن الدويلة جانباً من تمويلها!

وتتلاحق المؤتمرات الصحافية، ومحورها التبرؤ وإلقاء المسؤولية على الغير وادعاء الطهارة، والسلطة هي الغائب الكبير عن المشهد، لا قدرة لها على ممارسة المسؤولية ولا تملك الأهلية لإدارة الأزمة، فتبدو غير معنية بأحداث تعمق الانهيار والإفلاس لأنها مجرد واجهة مخروقة!

تطلق الحكومة موجة مخادعة عن نجاح «الاستراتيجية الرسمية» في مواجهة «كورونا»، ويردد رئيس الحكومة ووزراء أحاديث من نوع إعجاب العالم «بالتجربة» اللبنانية في «الانتصار» على «كورونا»، وفجأة يصدر التوجه ببدء تخفيف القيود، وتصدر الجداول ببدء الفتح التدريجي للمؤسسات والأشغال. صدقت الناس المحجّرة في البيوت والمصادرة أموالها في البنوك وبدأت تعود الحركة. لكن البشع أن بعض مؤسسات الدولة انطلت عليها الكذبة، فبدت المرحلة الثانية من عودة المغتربين أكثر شبهاً بالبدايات عندما تم ترك المطار مفتوحاً فانتشرت الإصابات، فعادت الطائرات مكتظة، كتفاً على كتف، وتردد أن مصابين كانوا بين العائدين، فانتشرت الإصابات بسبب تلك العودة التي لم ترفق بحجْر إلزامي، وانتشرت أيضاً، ارتباطاً بقلة الفحوصات اليومية، ليتم تحميل المواطنين المسؤولية، وتعود الحكومة إلى نغمة التشدد في الإقفال (...) ويتخذ القرار بالإغلاق الكامل من مساء الأربعاء في 13 الحالي إلى صباح 18 ولا يرفق بتكثيف الفحوصات!

الطريف في هذا السياق أنه لم يتوقف أحد عند الجهة المعنية بتخفيف القيود، ومن له الرأي الراجح وتالياً القرار، وما الاعتبارات التي يجب أن تؤخذ بعين الاعتبار، هل هو رأي الجهات السياسية والاقتصادية أم الأطباء الاختصاصيين وعلماء الأوبئة؟ في فرنسا مثلاً أقرت الجمعية الوطنية تخفيف الحجْر استناداً إلى 32 مؤشراً وضعها علماء وخبراء حددوا ضمن أي شروط يعود التشدد. لو أردنا مقارنة جدية حيال كيفية تعاطي العالم مع تفاقم الجائحة، لتبين بوضوح أن هناك انعدام رؤية مرتبطاً بتدنٍ في المستوى معطوف على أداء هواة، المؤسف أنهم في موقع القرار؛ ما يزيد من اليأس والخوف على مصير المواطنين والبلد!

في 30 أبريل الماضي أقرت الحكومة - الواجهة، ما سمي خطة «التعافي المالي». حرص واضعو الخطة على تلبية مسبقة لكل الشروط التي يطرحها عادة صندوق النقد الدولي، من تحرير سعر الصرف في الضرائب، إلى تجميد الرواتب التي تآكلت بنسبة كبيرة وكذلك الاقتطاع الإضافي من رواتب المتقاعدين، إلى قرار وقف التوظيف والبطالة يشمل أكثر من نسبة 50 في المائة ممن هم في سن العمل وكل أشكال التقشف للحد بنسبة كبيرة من فاتورة الاستهلاك ما يحسن ميزان المدفوعات (...)، وقالت الخطة إن تكلفة الأجور والتقاعد ستنخفض تباعاً إلى نحو 10 في المائة من نحو 31 في المائة الآن، أي أنها وعدت بسحق حياة أكثرية اللبنانيين. دعونا نتوقف أمام بعض الجوانب. الانهيار والإفلاس ومن ثم الجائحة وما تطلبته من حجْر صحي، تبين أن التصدي الحكومي لها شكلي وظهرت بدائية التدابير التي اتخذت لدعم الفئات التي اعتبرتهم السلطة الأكثر فقراً، فتجاهلت أن الجزء الأكبر من المجتمع اللبناني بحاجة إلى الحماية، لأنه منذ ما قبل الجائحة كان البنك الدولي يتوقع أن ترتفع نسبة الفقر إلى 50 في المائة من المواطنين، وإذا بالنهج الرسمي يريد تحميل الأكلاف إلى عامة الناس من دون أن يكون هناك أي أفق عما سيكون عليه وضع لبنان بعد خمس سنوات. وصحيح أن الخطة التي بدأ التفاوض على أساسها مع صندوق النقد الدولي احتوت على تدقيق دفتري للخسائر المالية الحاصلة منذ عقود، وهذا جديد ومهم، لكن غاب المسح الحقيقي لما تملكه الدولة ولا تستوفيه وارداتها، وغاب عنها أيضاً حجم اللصوصية والنهب طوال عقود والمستمر الآن عبر الصفقات والتهريب على عينك يا شاطر! ولا يبدو أن هناك جدية في استعادة ما هو للدولة واستطراداً للشعب اللبناني. لكن يبقى بين أبرز النواقص أن خطة «التعافي المالي» تجاهلت كلياً ما هو أكثر أهمية، وهو خضوع العديد من مفاصل الدولة لسلطة الدويلة، وأية دويلة هي؟ إنها دويلة «حزب الله» المصنف منظمة إرهابية من جانب البلدان الأكثر تأثيراً على قرارات صندوق النقد. فالولايات المتحدة تمتلك وحدها 17 صوتاً، ومع حلفائها ومن ضمنهم بريطانيا وألمانيا ترتفع النسبة إلى أكثر من 50 صوتاً، فكيف ستكون عليه الأمور مع طلب لبنان اقتراض 10 مليارات دولار من الصندوق، وكل هذه الأطراف شاهدت قوافل التهريب إلى سوريا، فيول وقمحاً ودولارات، وتبين أن بين المضاربين على الليرة والموقوفين بعض الصرافين الإيرانيين المكلفين تجفيف الدولارات من السوق اللبنانية لمصلحة ملالي إيران! مع التطورات الجديدة في الإقليم، خصوصاً مع انتكاسة مشروع الهلال الشيعي ومنحى التغيير الجاري في العراق، والانسحابات التكتيكية من سوريا للفصائل التي تقودها إيران، يستحيل وضع لبنان على سكة التعافي مع بقاء الحدود السائبة والانتهاك المتكرر للسيادة، بل لأن عنوان استعادة السيادة هو اليوم الوجه الآخر لعنوان مكافحة الفساد واستعادة الأموال المسروقة. لم يعد ممكناً تجاهل حقيقة أن هذا السقوط الكبير والانهيار الذي يهدد لبنان بالتلاشي سببهما الرئيسي الخيارات السياسية التي فُرضت على البلد، وعندما تتحدث ثورة تشرين عن خيار مرحلة انتقالية تقودها حكومة مستقلة عن أحزاب الطائفية والفساد، إنما يكون التركيز على أن أساس المشكلة سياسي، والمعالجة السياسية تفتح طريق الحلول الاقتصادية والإنقاذ والتعافي الفعلي!

 

كفى تمويهاً

د. مروان اسكندر/صحيفة "النهار/15 أيار 2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/86222/%d8%af-%d9%85%d8%b1%d9%88%d8%a7%d9%86-%d8%a7%d8%b3%d9%83%d9%86%d8%af%d8%b1-%d9%83%d9%81%d9%89-%d8%aa%d9%85%d9%88%d9%8a%d9%87%d8%a7%d9%8b/

يظن فريق السلطة ان المواطنين لا يملكون معارف علمية وفهماً اقتصادياً ويزيد الإيهام بان الخطة – الوحيدة في تاريخ لبنان - كما قال رئيس الوزراء حسان دياب، وهي في الواقع الرابعة او الخامسة، ولم تحظَ اي خطة بالتنفيذ سوى خطة شركة "بكتل" التي نفَّذ بعض توصياتها رفيق الحريري رغم كل العراقيل ومحاولات فريق السيطرة السورية حصر المنافع به سواء كان اعضاؤه سوريين أم لبنانيين.

القول بان الخطة تحمل معالم مُرضية لصندوق النقد الدولي والمجموعة التي اجتمعت في باريس لاقرار برنامج مساعدات لانجاز مشاريع التجهيز البنيوي في لبنان، غير صحيح اطلاقا.

موافقة صندوق النقد الدولي ومجموعة "سيدر" التي انعقدت في باريس عام 2018 معلّقة على اصلاح الكهرباء وليس على خطط خفض العجز – الذي سينخفض هذه السنة بسبب انهيار اسعار النفط موقتاً – بل المطلوب اصلاح جذري يطيح صلاحيات وزراء الطاقة ويحل محلها دراسات وتقويمات وتوصيات هيئة الاشراف التي اوصى بها البنك الدولي منذ عام 1996، كما اوصى بانشاء مجلس ادارة لمؤسسة الكهرباء، وتجهيز غرفة تحكّم بتوزيع الطاقة، وشركات اختصاصية في المحاسبة. ماذا نرى من كل ذلك؟

نرى هرطقة مستمرة وأعذارا واهية حول الوقت المطلوب لانجاز الهيئة وانتقاد اعضاء مجلس الادارة، وكل ذلك يجري ووزيرة الطاقة السابقة تدّعي انها ليست مسؤولة عن وصول شحنة من الغاز اويل مستوردة لمعملَي الطاقة في الزوق والجنوب. وهي تعلن انها لم تكن تدري بتوافر اموال لتحسين مواصفات المعملين منذ سنوات، وان الحاجات المادية لمعمل الزوق، الذي يشكو سكان المنطقة من انبعاثاته المسمومة، متوافرة على مستوى 221 مليون دولار من الصندوق الكويتي منذ عام 2016 لهذا الغرض.

الوزيرة نفسها التي تعلن جهلها بتوافر الاموال لتحسين مواصفات معمل الزوق هي التي عقدت اتفاقا مع شركة غير معروفة الاصل والفصل لادارة معملي الزوق والجية، وقد سمعنا من مدير شاب لهذه الشركة كلاما لا يصدَّق بسبب سطحيته.

حضرة السادة المتحمسين للحكم، عليكم ان تدركوا ان معونة صندوق النقد الدولي لن تتوافر وكذلك التزامات مؤتمر "سيدر" في باريس ما لم تخرج السيطرة على انتاج الكهرباء وتوزيعها من وزارة الطاقة التي ساهمت منذ إسنادها الى ممثلي "التيار الوطني الحر" في ارتفاع الدين العام عبر المعونات لتغطية عجوزات كهرباء لبنان اكثر من 42 مليار دولار تشكل مع الفوائد ما نسبته 65 في المئة من الدين العام. واذا اضفنا فوائد بنسبة 7.5 في المئة، يرتفع الدعم الكامل للكهرباء الى مستوى 65 مليار دولار.

المسؤولون عن شؤون الكهرباء، وزراء ومديرين، منذ 2008 وحتى تاريخه، يتحملون مسؤولية ازمة عدم توافر النقد الاجنبي لتعويض المودعين عن اموالهم من جهة، وتأمين استمرارية قدرة لبنان على استيراد ما يحتاج اليه من مستلزمات الحياة الحضرية، اي مشتقات النفط، والادوية، والقمح. بضعة وزراء ومديرين افقدوا قدرة لبنان على الايفاء بديونه.

يجب ان يعلم اللبنانيون ان مستوردات المشتقات النفطية تضاعف حجمها من 4.8 ملايين طن عام 2012 الى 8.8 ملايين طن عام 2013، وهكذا دواليك، وفارق الـ4 ملايين طن ندفع ثمنه لتأمين اعتمادات الاستيراد من الاحتياط النقدي، ونصفه يسوّق لمنفعة شركات تغطية، منها شركة "اوف شور" اسسها قريب للرئيس السوري بشار الاسد الذي هو على خلاف واضح معه.

هل يعلم اللبنانيون اننا مدى 7 سنوات تمتد من 2013 حتى اليوم، دفعنا ثمن استيراد 8 ملايين طن من المشتقات النفطية سنويا، في حين كان استهلاكنا 4 ملايين طن، وعجز المازوت وحده يساوي 500 مليون دولار سنويا، بينما عجز البنزين وكاز الطيران وحده يتجاوز الـ3 مليارات دولار سنويا، فنكون قد تكبدنا لمصلحة شركتين لبنانيتين او ثلاث مع شركة قريب الاسد اكثر من 27 مليار دولار على مر السنوات المذكورة، وارباح هذه الصادرات المخفية الهوية تجاوزت الـ 5-6 مليارات دولار يمكن اخضاعها لضريبة الارباح لو كان لدينا نواب ووزراء يحملون مصلحة لبنان في قلوبهم، والمأساة ان القضية لا تنحصر باستيراد ومن ثم تصدير المشتقات. وحاكم مصرف لبنان اوضح هذه القضية وأبعادها لكنه لا يتحكم بالتوجه السياسي الخدماتي لفئات ودول، وهذه التوجهات اجهضت قدرات لبنان.

افلاس لبنان على صعيد توافر النقد الاجنبي لكفاية حاجات الاستيراد وسداد القروض، يعود اولاً واخيرا الى وزراء "التيار الوطني الحر" منذ عام 2008، ومحاولة الصاق تزوير محتويات شحنة الفيول الاخيرة التي تعاقدت عليها الوزيرة ندى البستاني، ولا تزال تحاول اخفاء مسؤوليتها، لا يعود باي شكل من الاشكال الى شركة "سوناتراك" الجزائرية، ولا الى وزير النفط قبل عام 2008 اي محمد فنيش الذي كان ولا يزال مثال الالتزام بالاخلاق ومصلحة البلد، والمسؤولية عن تزوير الحمولة تعود الى المستوردين الذين يفرغون بعض الحمولة في البحر في سفن تُحمَّل الى سوريا ويعوضون عن نقل الحمولة الصافية بشحنات موبوءة كأخلاقهم.

ليس النفط ومشتقاته السبب الوحيد لعجز لبنان عن الدفع لاستيراد القمح الذي يحظى بدعم على مستوى 150 دولارا للطن من اجل تأمين الرغيف للبنانيين باسعار معقولة. فقبل الازمة السورية وانحسار انتاج القمح في سوريا 400 الف طن سنويا، ارتفعت واردات لبنان الى 1.5 مليون طن، سنفترض ان منها تزايد الطلب المحلي بمقدار 600 الف طن للمواطنين اللبنانيين، فيبقى 900 الف طن تصدَّر الى سوريا على حساب مخزون النقد الاجنبي في لبنان، والمصرف المركزي يتحمل كلفة الاستيراد ودعمه بـ150 دولارا للطن، فنكون نحن قد ساهمنا في خفض كلفة استهلاك السوريين او التجار السوريين بـ135 مليون دولار سنويا، وبالتالي على مستوى المشتقات النفطية والقمح، يتحمل لبنان عن سوريا نحو 4 مليارات دولار سنويا، وحساب هذه الخسائر مدى 7-8 سنوات يبين مع حسابات خسائر الكهرباء ان عجز لبنان من استمرار خسائر الكهرباء والتهريب الذي ندفع ثمنه، ادى الى خسائر تفوق الـ80 مليار دولار خلال السنوات المنقضية، وعند اضافة الفوائد بمعدل 6.5 في المئة تكون الخسارة مع الفوائد قد تجاوزت قيمة الدين العام البالغة 92 مليار دولار، ولولا هذه الخسائر التي تعود من جهة الى تعامي المسؤولين عن التهريب نحو سوريا وهدر المستوردات لتوليد الكهرباء، لكان لبنان بالف خير ولا يحتاج الى معونات خارجية كالتي تسعى للحصول عليها من دون حجة اقناع لاسبابها.

وبعد كل هذا يحاول الحكم ان يوهمنا بان لبنان سيصبح بعد انتهاء العهد افضل مما كان. ايها اللبنانيون، صدقوا هذه الاقوال ولا تناقشوا، فالحكم مكتفٍ بخبرات رجالاته ولا يقبل النصيحة ولو كانت امام اعين قادته منذ عشر سنين. فنتيجة السياسات الخاطئة التي استنفدت الاحتياط من النقد الاجنبي، لن تستطيع المصارف اللبنانية تأمين الاعتمادات للاستيراد، وبالتالي، وقريبا لن نستطيع استيراد المواد الاساسية. وداعا الاقتصاد اللبناني.

 

"صلاة المعابر" لضمائر المستكبِرين

بشارة شربل/نداء الوطن/15 أيار/2020

لم يفوّت فخامة الرئيس فرصة الصلاة البابوية - الأزهرية لإزاحة كابوس "كورونا"، فدعا الى المشاركة مستعيداً بزَّة الجنرال: "فلتصمت الأصوات العابثة بوحدتنا".

كلنا مع الرئيس في الوحدة وروعة أن "تتعانق أصوات المآذن مع قرع الأجراس". ورغم اننا "تفوَّقنا على أنفسنا" متجاوزين الطائفية المكروهة الى المذهبية المقيتة، فإننا نرفض ان نردّد مع الفيلسوف المَعَري وصْفَه للفُرقة قبل ألف عام: "هذا بناقوس يدق... وذا بمئذنة يصيح". ولا يزال معظمنا متلهفاً لشعار صائب بك، طيَّب الله ثراه، "لبنان واحد لا لبنانان" مع انه صار لبنانات بفعل "مآثر" حاكميه. اللهجة الآمرة. حبذا لو سمعناها في "المجلس الأعلى للدفاع" كي تُقفل معابر التهريب ويوضع الكلام موضع التنفيذ، بدل ميوعة القرارات والتعبير الفاضح عن عجز الدولة امام دولة المهربين، وبدل إنقاذ ماء الوجه بمرسوم السراي المحتمي بنصوص التعبئة العامة، ويكاد رأسماله لا يساوي الحبر الذي كتب فيه. قضية التهريب فضيحة الفضائح. وليت رئيس الجمهورية سمع اعتراف حسان دياب باستنزافها الخزينة لتتكاتف السلطة وتأمر الجيش صراحةً بإقفال المعابر بطريقة جدية. والطريق معروف. يكفي التفاهم مع الحليف الاستراتيجي، اي "حزب الله"، ليتوقف هدرٌ يساهم يومياً في إفقار اللبنانيين. قطع السيد حسن نصرالله الشك باليقين. لا إقفال للمعابر الا اذا تم التطبيع مع النظام السوري، معلناً ان طريق دمشق مدخل لخروجنا من الانهيار الاقتصادي. هو كلام سجالي سياسي كون امين عام "حزب الله" أذكى من ان يقتنع بجدوى ربط بلدنا بمحور المفلسين، لكن حساباته الاقليمية تتجاوز دوماً موجبات المصلحة اللبنانية بالتأكيد. رئيس الجمهورية أقسم على الدستور، وواجبه حماية الأرض والشعب. وليست قضية المعابر أقل من هكذا التزام، ففيها حياة او موت اللبنانيين. وليس من لبناني يقبل أن يتخلى الرئيس عن هذا الواجب. فمقتضيات التحالف السياسي والاقليمي يجب ان تتوقف عند المصلحة الوطنية العليا. وإلا ما معنى ان ينفرد رئيس الجمهورية ويتميز عن سائر المواطنين والمسؤولين بذاك القسم؟ وما معنى ان يكون رئيس الجمهورية زعيماً لأكبر كتلة نيابية والأقوى في طائفته؟ فخامة الرئيس استخدم لهجة آمرة. فليكن. اللبنانيون مهما عارضوه في السياسة لن يقبلوا بأن تصير صلاحيات الرئاسة وفعاليتها رمزية في الأمور المصيرية. وغير مناسب ان يذكِّر عدم اتخاذ هذا القرار السيادي بقول الامام علي "لا رأي لمن لا يطاع". لن يستطيع "المجلس الأعلى للدفاع" ولا أي طرف آخر وضع نقطة على السطر في موضوع المعابر، لا بالكلام الملتبس ولا بالتهديد والوعيد. والكرة في ملعب رئيس الجمهورية ليستعيد ما أحبه كثيرون يوماً في شخصيته، وهو التمرّد على الأمر الواقع. وخلاف ذلك، كان أجدى لو دعا فخامته الى "صلاة المعابر" بالتزامن مع "صلاة الكورونا"، عسى الله أن يحيي ضمائر المُستكبرين.

 

الإستيراد إلى سوريا وتصدير أزمتها إلينا

وليد شقير/نداء الوطن/15 أيار/2020

كان الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله بحاجة إلى "جولة الأفق" الإقليمية والدولية في كلمته أول من أمس، كي يحط بنا على الساحة اللبنانية المأزومة جراء إفلاس الدولة وانهيار اقتصادها، قبل الانتقال إلى الحدود مع سوريا، لتكرار الدعوة إلى التطبيع الحكومي معها، بذريعة إنقاذ الاقتصاد من البوابة السورية، سواء بالتصدير عبرها أو بمعالجة خسائر التهريب بالتنسيق مع جيشها وقواها الأمنية. التنسيق بين الجيشين في الشؤون الحدودية والأمنية متواصل ويسلم به القادة السياسيون من خصوم النظام السوري. وهو كفيل بمعالجة مشاكل التهريب ذهاباً وإياباً لكن الأمر له طابع سياسي قبل الأمني.

أراد نصرالله للمرة المئة إبلاغ اللبنانيين أن نظام بشار الأسد وجيشه انتصرا و"ما زال لديهم بعض المعارك العسكرية أو السياسية التي تحتاج إلى صمود وإلى مواصلة العمل، عندما نتحدث عن إدلب، عندما نتحدث عن شرق الفرات وعن بعض الأماكن في شمال سوريا، هذا يعني شيئاً جزئياً محدداً، معيناً"، كما قال. أراد تبديد الانطباعات عن ضعف النظام الذي بلغ حد نشر غسيل الصراعات داخل العائلة الحاكمة، باسترجاع ما يردده منذ العام 2011 عن انتصاره وسيطرته لطمأنة جمهوره وإيهام من يخالفونه الرأي، ومن لم تقنعهم عودة المعارك أكثر شراسة في كل مرة، وتحول سوريا إلى خريطة لتقاسم القوى الدولية والإقليمية مناطق النفوذ. قيل سابقاً أن اقتصاد لبنان اختنق من الرئة السورية، بدلاً من أن يتنفس منها، فهي تعيش على التنفس الاصطناعي، والنفوذ الإيراني في العراق ولبنان، يؤمن لها جزءاً من الأوكسيجين.

كان للتركيز من قبل انتفاضة 17 تشرين، على أن الفساد الفاضح للطبقة السياسية سبب الأزمة المالية الاقتصادية بعد عقود من نهب المال العام، على بديهيته وصحته، بعد سياسي يتجاوز مكافحته. وقوى 8 آذار وحليفها الرئيسي في السلطة الرئيس ميشال عون ورئيس "التيار الوطني الحر" النائب جبران باسيل رفعوا شعار مكافحة هذه الآفة. وبقدر ما كان رفع الشعار يرمي إلى استمالة الجمهور الغاضب، كان يهدف إلى تبرؤ بعض هذا الفريق من التهمة، لكنه كان أيضاً ذريعة ضمنية للبعض الآخر للتهرب من كلفة النزف الذي تكبدته الخزينة والاقتصاد جراء خياراته السياسية الإقليمية. إنكار الانعكاسات الكارثية لاستخدام الاقتصاد اللبناني من أجل الالتفاف على العقوبات الأميركية والدولية على سوريا وعلى "حزب الله" وإيران، عبر التهريب واستنزاف احتياطي العملات الأجنبية واستيراد المواد الممنوعة عن طريق بيروت، بات غير مجدٍ في التغطية على دور هذا العامل في تدهور أوضاع البلد.

ولولا أن القضية وجودية بالنسبة إلى النظام السوري الذي اعتمد على الدور الإيراني العسكري والمالي من أجل البقاء، لما اضطر نصرالله إلى النفخ في انتصاراته، وهو غير قادر على تأمين الأساسيات حتى لجمهور الموالين له من السوريين، ويعيش عزلة خانقة، لتبرير الدعوة إلى التفاوض معه. من المؤكد أن "الحزب" غير مقتنع بأن التفاوض على تصدير إنتاج لبنان الزراعي والصناعي المفترض عبر بلاد الشام سيحل أزمته. والمعادلة التي يدعو نصرالله البلد إليها هي استيراد حاجات النظام عبر الآليات اللبنانية، حتى لو أدت إلى تصدير أزمة الاقتصاد السوري إلى لبنان.

 

قراءة إسترتيجية لكلمة السيد نصر الله.

د.توفيق هندي/15 أيار/2020

المناسبة: "إستشهاد" مصطفى بدر الدين، وهو صهر عماد مغنيه. الإثنان كانا في فرقة 17 في منظمة فتح وإلتحقا سويا" بحزب الله بعد 1982. وكانا بالتوالي قائدي الشق العسكري لحزب الله وبالتالي كانا على علاقة وثيقة مع قاسم سليماني قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني، المسؤول عن تصدير الثورة الإسلامية (بمفهوم ولاية الفقيه) ليس فقط إلى بلدان المنطقة إنما إلى أصقاع العالم. تنبع أهمية هذا الموقع من كون حزب الله هو المكون الرئيسي الأفعل والأقدم في فيلق القدس. واليوم أكثر من أي يوم مضى بعد إغتيال سليماني الذي كان يتولى قيادته الإستراتيجية والعملانية، العسكرية والأمنية، يبدو وكأن السيد نصر الله هو الوريث الفعلي لسليماني.

إن إيران الإسلامية تخوض عموما"حروبها بطريقة غير مباشرة من خلال فيلق القدس وقد أجبرت مرة واحدة على خوض حرب مباشرة عندما هاجمها صدام حسين في بتاريخ 22 أيلول 1980 .

لذا، أظن أن نصر الله صادق عندما يقول أن لا وجود عسكري لإيران في سوريا بالمعنى الحرفي للكلمة، ذلك لأن مكونات فيلق القدس ومن يدور بفلكه (جيش الأسد وبعض الميليشيات الحليفة) بقيادة إيرانية تحقق هذا الوجود.

كما أنني أشاطره الرأي عندما يقول أن سوريا، وهو يعني سوريا-الأسد ربحت الحرب وأن لا لزوم لهذا الحشد من قوى ما يسميها مقاومة لأنها ربحت الحرب ولم يبق إلا ربح بعض المعارك. فسوريا-الأسد هي جزء أساسي مما يسمونه محور المقاومة وهي حليف إستراتيجي للجمهورية الإسلامية في إيران منذ نشأتها عام 1979 ودورها أساسي في تأمين التواصل بين طهران ولبنان وفلسطين، إذ من دونها لا تماس لإيران مع العدو الصهيوني. فعداء إيران-الإسلامية لإسرائيل حقيقي أيديولوجي إستراتيجي بالإضافة أنه يسمح لها بالمزايدة على البلدان العربية بهدف إستكمال مشروعها الإسلامي-الفارسي بإدخال هذه البلدان في جمهوريتها الإسلامية، ولو على مراحل.

أشاطره الرأي أيضا" عندما ينفي ضيق صدر الأسد من الوجود الإيراني في سوريا لأن الأسد يدرك تماما" أن حامي نظامه الأول والتاريخي والإستراتيجي هي إيران-الإسلامية. أما روسيا، فلا تعارض بين نفوذها في سوريا و"محور المقاومة" نظرا" لموقف الأسد من جهة، ومن كون وجود فيلق القدس إلى جانب الجيش الأسدي متكامل مع دور قواها العسكرية ولا يتناقض معه إلا ببعض الجزئيات من جهة أخرى، فضلا"عن المصالح الجيو-إستراتيجية بين إيران وروسيا وعن أن سياسة روسيا التي تتميز بالحنكة والإستقلالية الدولية، لا تقطع شعرة معاوية لا مع تركيا ولا مع إسرائيل ولا مع أميركا ولا مع العرب، ولا سيما السعودية.

أما بما يخص نظرية الإعتماد على الصناعة والزراعة وضرورة تسويق إنتاجها إلى العراق الصديق عبر البوابة السورية، فهي ليست جديدة، وقد طرحها نصر الله في طلات تلفيزيونية سابقة وإستكملها في حينه بالإعتماد غير الواقعي على إمكانية إقامة شراكة إقتصادية لبنانية-صينية ولبنانية-روسية (فلا الصين ولا روسيا لها الإستعداد للدخول في صراع مع أميركا-ترامب من أجل إقتصاد لبناني صغير ومتهاوي) بدلا" من الإعتماد على علاقات إقتصادية شبه حصرية مع أميركا والغرب عموما".

وهنا لا بد من التوقف عند حقيقة أن الصناعة اللبنانية تعتمد على إستيراد مواد أولية أو مواد شبه مصنعة. فمن أين تأتي الدولارات لإستيرادها؟ ومن يمول حركة الإنتاج؟ البنوك المفلسة؟ والحال ذاتها بالنسبة للزراعة: البذور والمبيدات والإسمدة غالبيتها مستوردة واليد العاملة غالبيتها أجنبية.

وإذا سلمنا بإقتراح نصر الله، لا يبدو أن سرعة خطة تحفيز الصناعة والزراعة (وهي ضرورية) كما حجم هذين القطاعين الإقتصاديين يكفي لإنقاذ الوضع الإقتصادي والمالي والنقدي والإجتماعي. فهذا كمن يعالج السرطان بحبة أسبرين!

والسؤال لنصر الله: لماذا لم يتطرق إلى وضع التجارة والخدمات وخاصة السياحة التي هي قطاع إقتصادي مهم ومصدر أساسي للدولارات؟!

أما قضية صندوق النقد الدولي، فهي "مزحة": حزب الله لا يريد مساعدة الصندوق للبنان إلا بشروطه لأنه يعتبره أداة سيطرة أميركية سوف تضع يدها على لبنان من زاوية الإقتصاد والمال وسوف تراقب الحدود والإدارة وبالتالي سوف تحد من حريته في التواصل مع إيران وسوريا-الأسد. ومن جهة مقابلة، لا قابلية لأميركا-ترامب لمساعدة الدولة اللبنانية التي يسيطر عليها حزب الله.

الحقيقة أن حزب الله ليس جادا" في خلاص لبنان الكيان والدولة. إنه يستخدم حكومة دياب للتمويه وكوكيل تفليسة، "يساندها" عن بعد ولا يتورط معها، وكأنها ليست حكومته. لا يريد وقف الفساد وليس بمصلحته وقفه لأنه يرعى منظومة الفساد، وهو جزء منها، من سياسين (أصدقاء، موالين، أو أخصام مضاربين) ودولة عميقة وحاكمية مصرف لبنان وغالبية أصحاب المصارف، منظومة بكاملها تشكل له حاجة، من الخطأ من زاوية مصلحته زعزعتها كون الوضع قائم على "سوس ونقطة".

غير أن حزب الله بحاجة إلى كسب الوقت لكي يتمكن وإيران-الإسلامية من الخروج من المأزق إزاء ما يعتبره إستهدافا" أميركيا": إن عينه على الإنتخابات الرئاسية في أميركا. وهو يأمل بأن تطيح كورونا بدونالد ترامب وتأتي بمنافسه الديمقراطي جو بيدن إلى سدة الرئاسة. فترتاح إيران بعودة أميركا إلى سياسة أوباما التي تناسبها، أو هكذا تظن. فهل مراهنة حزب الله في محلها؟ في مطلق الأحوال، على قوى الإنتفاضة أن تتحضر لكافة الإحتمالات وأن تحدد بوضوح معسكر أعدئها كما أهدافها بدقة وأن تضع إستراتيجية وخطة عملية تترجمها على أرض الواقع

 

من يجرؤ على دخول المغاور اللبنانية؟

بقلم رولا حداد/IMLebanon Team/15 أيار/2020

لا أحد يعرف حتى الساعة ما إذا كان افتضاح أمر مافيات استيراد المشتقات النفطية لمصلحة مؤسسة كهرباء لبنان تم عن سابق تصوّر وتصميم أم حصل عن طريق الخطأ. ولا أحد يمكنه الجزم ما إذا كانت هذه الفضيحة ستصل إلى الخاتمة القضائية المطلوبة ورؤية جميع الفاسدين خلف القضبان على كل المستويات ومهما علا شأنهم، أم أنه ستتم لفلفة القضية سريعاً بإشراف مباشر من “حزب الله” الحريص على عدم انفراط عقد معسكره وحلفائه بشكل كامل، وخصوصاً أن فضيحة استيراد المشتقات النفطية تطال بشكل مباشر وزراء الطاقة المتعاقبين وفريق رئيس تيار المردة سليمان فرنجية بشكل مباشر، سواء عبر المدير العام لمنشآت النفط سركيس حليس اللصيق بفرنجية والمتواري عن الأنظار حالياً، وسواء عبر الأخوين تيدي وريمون رحمة شركاء آل فرنجية من أعوام طويلة في عدد كبير من الشركات والمشاريع في النفط وغيرها. الثابت والأكيد أن مغارة النفط واستيراده إذا ما تمّ فتحها على مصراعيها ستغرق معظم أركان الطبقة السياسية في لبنان الذين توزعوا المغانم بمئات ملايين الدولارات سنوياً طوال المراحل الماضية، فهل من يجرؤ على المضي قدماً في التعمّق في دهاليز هذه المغارة كإحدى مغاور الفساد الأساسية في لبنان، إضافة إلى مغاور الاتصالات والتهرّب الجمركي والضريبي عبر  المرافئ الشرعية كالمرفأ والمطار والمعابر الشرعية وغير الشرعية، إضافة إلى مغارة إدارات الدولة والتوظيفات العشوائية فيها؟!

إن الحكومة اللبنانية التي تستجدي اليوم قروضاً وبرامج من صندوق النقد الدولي و”سيدر” وغيرها، تلقى جواباً دولياً موحداً: الإصلاح أولاً. الإصلاح بالتنفيذ وليس بخطط ووعود. الإصلاح فوراً بوقف مسارب الهدر والفساد والصفقات، وقطاع استيراد النفط وبواخر الكهرباء من أبرز قطاعات الفساد والهدر في لبنان. فهل تتمكن الحكومة من التصدي والشروع في تنفيذ الإصلاحات المطلوبة بشكل كامل أم تحاول لملمة صفوف فريقها برعاية مباشرة من الحزب منعاً لانفراط عقد حلفاء الممانعة؟

أما السؤال الكبير فهو أي قضاء سيتصدّى للفساد والفاسدين في ظل العرقلة المتمادية للتشكيلات القضائية التي أقرها مجلس القضاء الأعلى، وفي ظل عدم انتظار تسهيل إقرار القوانين اللازمة في الهيئة العامة لمجلس النواب بعد المجهود الذي تابعناه في اللجان في دراسة كل مشاريع واقتراحات القوانين المتعلقة باستقلالية القضاء ومحاسبة الوزراء أمام القضاء العادي؟! إن ملف الفساد في قطاع استيراد المشتقات النفطية لا يمكن أن يمرّ مرور الكرام في بلد منهار، لأن هذا الملف يميل إلى تأكيد نظرية “كلن يعني كلن” بمعنى شراكة الطبقة السياسية في ملفات الفساد، فهل يُطلب من هذه الطبقة السياسية أن تُحاسب نفسها؟ أغلب الظن أننا لن ننتظر طويلاً قبل أن يتم تمييع القضية لمصلحة ملفات أخرى في حين يبقى الفاسدون الكبار خارج القضبان يتنعمون بالحمايات السياسية، وبالشراكة المستمرة في الفساد حيث لا مصلحة تعلو على مبدأ تقاسم الجبن والحصص في بلد ينزف وينهار!

 

الخارجون عن القانون يحكمون... لبنان

فارس خشّان/الحرة/15 أيار/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/86238/%d9%81%d8%a7%d8%b1%d8%b3-%d8%ae%d8%b4%d9%91%d8%a7%d9%86-%d8%a7%d9%84%d8%ae%d8%a7%d8%b1%d8%ac%d9%88%d9%86-%d8%b9%d9%86-%d8%a7%d9%84%d9%82%d8%a7%d9%86%d9%88%d9%86-%d9%8a%d8%ad%d9%83%d9%85%d9%88%d9%86/

في 21 يونيو 2019 نشرت، في هذه الزاوية، مقالا بعنوان "لصوص... لبنان!". موضوعه معابر التهريب بين لبنان وسوريا.

واليوم، عاد هذا الملف إلى الواجهة اللبنانية مجددا، من النقطة نفسها التي كانت قد أثيرت، قبل أحد عشر شهرا، وكان آخرون قد أثاروها، تباعا، منذ خمسة عشر عاما.

ومن متابعة هذا الملف المرهق ماليا واقتصاديا للبنان، يظهر، بشكل لا لبس فيه، أن المسؤولين اللبنانيين، على تنوع انتماءاتهم، يعرفون أدق تفاصيله، ولديهم خرائط واضحة عن المعابر غير الشرعية، كما عن الثغرات التي يحكم بها غير الشرعيين ضمن المعابر الشرعية نفسها.

وحاكم مصرف لبنان رياض سلامة، في كلمة متلفزة خصصها للدفاع عن نفسه صدا لهجوم يتعرّض له، كشف، قبل أسابيع قليلة، كلفة التهريب من لبنان إلى سوريا، فحدد أنه على مدى خمس سنوات استورد لبنان لـ"حاجة غيره" مواد تصل قيمتها إلى عشرين مليار دولار أميركي، موزعة بمعدل أربعة مليارات دولار سنويا.

وهذا الرقم الذي حدده سلامة أوّلي، لأن لبنان كان، على مدى الخمس سنوات الأخيرة، يوفّر الدولارات من الخارج، بفوائد مرتفعة ومتراكمة تتراوح بين 8 و14 بالمئة سنويا.

وتصبح لهذا الرقم ميزة خاصة، عندما نعرف أن الحكومة اللبنانية الحالية تطمح إلى استقطاب ما مجموعه عشرين مليار دولار أميركي، من "صندوق النقد الدولي" ومن الأموال الموعودة لـ"لبنان الصالح" في مؤتمر "سيدر" الباريسي.

وهذا يفيد بأن لبنان، خلال الخمس سنوات الماضية، خسر بتهريب مواد أساسية، مثل الفيول والطحين، من احتياطاته بالعملات الصعبة، ما يفوق حجم طموحاته الاستقطابية الحالية للأموال.

مشكلة وجهة النظر هذه التي يحميها سلاح ومال إيرانيان وعقيدة من الطبيعة نفسهـا، أنها يستحيل أن تفرض نفسها إلا على ركام الدولة

هذه الكارثة المالية ـ الاقتصادية كان يمكن تجاوزها، لو أنها أصبحت فعلا ماضيا، لكن الأمور ليست كذلك، إذ يتضح أنها ليست فعلا حاضرا فحسب بل هي "فعل مضارع"، أيضا.

ومن يراهن على مصداقية الحكومة اللبنانية لوضع حد لهذا التهريب، بموجب مقررات اجتماعها الأخير، يجهل طبيعة التركيبة السلطوية اللبنانية، فالمهربون ليسوا عصابة خفية تخرق القانون بحرفية، بل يشكلون مجموعة من صلب السلطة نفسها، لها "فلسفتها"، وتملك ما يكفي من قدرات لفرض إرادتها.

ويكفي في هذا الإطار، الالتفات إلى ما قاله الأمين العام لـ"حزب الله" حسن نصرالله، في آخر إطلالاته التلفزيونية، إذ اعتبر أن مكافحة التهريب بين لبنان وسوريا مهمة مستحيلة من دون تنسيق بين الحكومتين اللبنانية والسورية.

و"حزب الله" في موضوع التهريب هذا، ليس مجرد صاحب رأي، بل هو "متهم"، بأدلة مادية ومنطقية.

وهذا "المتهم" هو في آن "سيّد الحكومة" التي يراهن عليها البعض، بسذاجة، لوضع حد لواحدة من أسباب إيصال لبنان إلى كارثته الراهنة.

والحل الذي طرحه نصرالله لمكافحة التهريب مثير للسخرية، ليس لأنّ "المتهم" ينصّب نفسه مشترعا وقاضيا، فحسب بل لأنه "يستغبي" اللبنانيين وجميع المهتمين بهذه المسألة الشائكة.

ومرد هذا الاستغباء أن نصرالله يوحي وكأنّ التهريب المشكو منه يجري على بغال وحمير تعبر منافذ وعرة، مما يقتضي انتشارا واسعا على طول الحدود التي تفصل لبنان عن سوريا. في الواقع، إن هذا التهريب يتم، بواسطة صهاريج وشاحنات، و"على عينك يا تاجر".

أكثر من ذلك، إن الجهة السورية التي يشترط نصرالله التفاوض معها لمكافحة التهريب، متهمة هي الأخرى، بالتكافل والتضامن مع "حزب الله"، ذلك أن المخابرات السورية هي التي تستقبل الصهاريج والشاحنات المحملّة بالمواد المهرّبة من لبنان، وتستفيد منها، استعمالا واتجارا وكسبا.

أكثر من ذلك، فإنّ "حزب الله" الذي ألحق أضرارا كبيرة بلبنان، عندما ذهب ليحارب إلى جانب النظام السوري، رغما عن أنف لبنان، كان يمكنه، لو لم يكن متورطا، ورغما عن أنف لبنان أيضا، تقديم خدمة لبلاد الأرز المأزومة ولشعبها المنهوب، بتوسيع تنسيقه مع النظام السوري، لضرب التهريب والمهربين.

على أي حال، فإن تورط "حزب الله" والمخابرات السورية بملف التهريب، شكّل الخلفية التي ظهرت في قرارات الحكومة التي هدفت، في الواقع، إلى احتواء "الفضيحة" وليس إلى وضع حد لها.

هذه الحكومة التي تنبش ملفات خصومها وترفع شعار استرداد المال المنهوب، ضربت، في ملف التهريب الذي يعتبر ثاني أضخم أسباب الكارثة المالية في لبنان بعد ملف الكهرباء، صفحا عن الماضي، وتجاهلت العصابة المنظمة، وكرست اهتمامها على ما تعثر عليه مهرّبا على الطريق، من الآن فصاعدا.

ويشكل ملف التهريب وطريقة التعامل معه على الرغم مما كبده للبنان من خسائر، مجرد نموذج عن المقاربات الرسمية المخادعة للمشكلات اللبنانية المتراكمة.

وهذه المقاربات لا تبشر بمستقبل واعد، حتى لو تغاضى المجتمع الدولي عن المواصفات السياسية والإصلاحية المفترض توافرها في أي دولة، ومنح لبنان بعض الأموال الملحة، درءً للجوع الذي يطرق أبواب اللبنانيين.

إنّ الأزمات الحادة المالية والاقتصادية والاجتماعية التي تعجز الحكومات المتعاقبة عن حلها، ولو حسنت نيات القائمين عليها، تكمن في "استثنائية" دولة لبنان، المسكوت عنها، رضاء أم قسرا.

إن لبنان يحتاج إلى جهد كبير وتضحيات جسام، حتى يصبح دولة طبيعية.

ليس المهم من يؤيّد "حزب الله" أو يعارضه، ومن يعتبره "حركة مقاومة" أو "تنظيما إرهابيا"، بل المهم أن يتم احتساب كلفته على لبنان وعلى شعبه.

لبنان، خلال الخمس سنوات الماضية، خسر بتهريب مواد أساسية، مثل الفيول والطحين، من احتياطاته بالعملات الصعبة، ما يفوق حجم طموحاته الاستقطابية الحالية للأموال

أدبيات الجهات التي تعتقد بأنها تنطق باسم الدولة اللبنانية معقولة، ولكنها من دون جدوى، طالما أن "حزب الله" يمسك بالقرار، ليس بفضل حنكته وشعبيته وجهده، بل بفضل سلاحه الذي أذاق اللبنانيين، مرارا وتكرارا، طعمته الدموية المرعبة.

و"حزب الله"، في كل ما يتصل بالدولة اللبنانية، له وجهة نظر أخرى: في الحرب، في العلاقات الإقليمية، في التعاطي مع المجتمع الدولي وقراراته، في موقع إيران، في دور آل الأسد في سوريا، في وظيفة لبنان، في نظامه المصرفي، في دوره السياحي، وخلافه.

ومشكلة وجهة النظر هذه التي يحميها سلاح ومال إيرانيان وعقيدة من الطبيعة نفسهـا، أنها يستحيل أن تفرض نفسها إلا على ركام الدولة.

وفي المقابل، وحتى تاريخه، لا وجود لمن يملك القدرة على التصدّي. حتى الجهات التي كان يرجى منها الصمود تتعرّض للتفتيت. نظرة سريعة على حال القوى التي خرجت من الحكومة، كما على حال ثورة 17 أكتوبر، تكفي.

لسوء حظ الشعب اللبناني أنّ الطبقة السياسية تقدّم له كل يوم عرضا مسرحيا يسلّيه، مثل "صراع الأخوين" و"أطماع العديلين" و"قضاء المظلومين"، فيلتهي عن حقيقة مرة وموجعة ومكلفة، وهي أن الخارجين عن القانون... يحكمونه.

 

فارس سعَيد لـ "أساس": ودائع اللبنانيين مقابل سلاح "حزب الله"

إيلي الحاج/اساس ميديا/السبت 16 أيار 2020

لا يناور الدكتور فارس سعَيد، لا يمين ولا شمال، بإزاء سيطرة إيران على لبنان من خلال "حزب الله".  وبعد الموقفين الصادرين عن "مجلس الأمن الدولي" و"المجموعة الدولية لدعم لبنان"، ناقشته "أساس" رأيه في الانعكاسات على الداخل.

"هناك آلية موضوعة لمراقبة تطبيق القرارين 1559 و1680 من داخلهما، وهي منفصلة عن آلية مراقبة تطبيق القرار 1701، والمسؤول عنها الديبلوماسي الدولي تييري – رود لارسن الذي يضع تقريراً نصف سنوي عن مراحل التطبيق. هذا يؤكد أن المجتمع الدولي نقيض ما يُقال عنه، لا ينام على قراراته بل يتابعها، لا سيما عندما تتعلق بلبنان"، يقول سعَيد.    ويكشف أن الرئيس نبيه بري سعى بدافع من "حزب الله" بين العامين 2010 و2011، إلى إلغاء آلية المراقبة الدولية هذه بذريعة أن لا موجب لها بعد صدور القرار 1701، لكنّ المحاولة لم تنجح، رغم أنّ الأمم المتحدة تحرص على مراعاة الرئيس بري وبيئة "حزب الله" في بعض النواحي لتسهيل عمل "القوة الدولية" في الجنوب. يتوقف نائب جبيل السابق عند الظروف السياسية  الشديدة الأهمية  دولياً وإقليمياً التي رافقت تسريب مناقشات مجلس الأمن في الشأن اللبناني، ملاحظاً أنّها "تقاطعت مع ارتفاع الشكوى من استحالة تطبيق القرارات الدولية، ما دامت الحدود فالتة على غاربها بين لبنان وسوريا، وتحوّلها في الواقع حدوداً بين لبنان وإيران. وهناك أيضاً معطى تكثيف الغارات الجوية الإسرائيلية على مواقع لإيران في سوريا، يتردّد أنّها مخازن أسلحة وصواريخ تخشى إسرائيل نقلها إلى لبنان لتعزيز ترسانة حزب الله".

أهمية التحذير هذا الذي تلقّاه لبنان وهو في أسوأ أوضاعه يكمن أنه تحذير أممي، ليس صادراً عن دولة، الولايات المتحدة أو ألمانيا أو فرنسا، وخطورته في أنه تلاقى مع موقف مفاجئ لمجموعة الدول الداعمة للبنان، يوم بدأ لبنان مناقشاته مع صندوق النقد الدولي. فحواه أن تلبية مطالب الحكومة اللبنانية مستحيلة، إلا من خلال تطبيق قرارات الشرعية الدولية. يتساءل هنا منسق قوى 14 آذار سابقاً: هل ستلبي الحكومة رغبة المجتمع الدولي والدول الداعمة؟ أو رغبة "حزب الله"؟ الذي ذكّر أمينه العام السيد حسن نصرالله بأن حرب 2006 اندلعت دفاعاً عن طريق بيروت – دمشق – طهران، وبـ"أنّنا لن نسلّم رقابنا".

المعادلة حاسمة عند سعَيد: إما تقوم الدولة اللبنانية بإعادة تموضع لتلبية شروط الأمم المتحدة والدول الداعمة للبنان، أو تستمر في العمل تحت النفوذ الإيراني وفي خدمته على حساب إفلاس لبنان دولةً وشعباً.

ماذا سيكون وقع الموقفين الخارجيين الكبيرين في الداخل اللبناني؟

"حزب الله" حدد سقف المعارضة"، يجيب سعَيد: "يمكنكم معارضة جبران باسيل، أو رئيس الجمهورية، أو أداء حاكم مصرف لبنان مع المصارف، ولكن ليس سلاح "حزب الله". وللأسف فإنّ القوى السياسية في الحكومة والبرلمان، وحتى جزء كبير من الشارع، يتحرك تحت هذا السقف مع عدا قلّة من سياسيين مستقلّين . ولا نتوقع موقفاً واضحاً في الداخل يلاقي الجهوزية الدولية والإقليمية ويواكبها، خلافاً لما كان عليه الوضع عام 2005. في تلك الحقبة كان "لقاء قرنة شهوان" و"مؤتمر البريستول" وبعدهما "قوى 14 آذار" قد وفّرت جهوزية داخلية اجتذبت الاستعداد الخارجي لإنهاء مرحلة الوصاية السورية على لبنان".

"حزب الله" حدد سقف المعارضة، يجيب سعَيد، "يمكنكم معارضة جبران باسيل، أو رئيس الجمهورية، أو أداء حاكم مصرف لبنان مع المصارف، ولكن ليس سلاح "حزب الله"

"فلنعترف بالواقع"، يقول سعَيد: "عندنا اليوم جهوزية دولية وعربية لمساعدة لبنان، أما في الداخل فليست ثمة كتلة سياسية تاريخية  لبنانية تلتقط اللحظة المناسبة وتحمل أمانة الدفاع عن الوطن ومصلحة أهله في وجه الهيمنة الإيرانية. المبادرة الداخلية غائبة باستثناء بعض الأصوات غير الممثّلة في المؤسسات وبالتالي غير الوازنة سياسياً، في حين أنّ القوى الممثلة في مجلس النواب تقوم بحسابات دقيقة قبل اتخاذ أي موقف، وهناك قوى تحاول القيام بما يجب للعودة إلى السلطة أو الدخول إليها. لهذه الأسباب لا أتوقع أن تلتقط هذه الكتل السياسية الوازنة الإشارات الدولية للتكامل معها وإطلاق دينامية تنقذ لبنان من سيطرة إيران عليه".

هل هذا كله يعني أن "المساعدات للبنان مقابل الصواريخ"؟

كلا، يجيب فارس سعَيد. المعادلة هي: "ودائع اللبنانيين مقابل سلاح حزب الله".

ويوضح أنّ "النظام المصرفي اللبناني سيكون معرضاً للانهيار إذا لم يُضخّ فيه مال، وإذا انهار فسوف يخرج من النظام المالي العالمي، وهذا يعني الإطاحة بما تبقى من ودائع، ولا يفيد حينها لا "هيركات" ولا "كابيتال كونترول" ولا غيره. لذلك علينا التكامل مع صندوق النقد الدولي الذي وضعت شروطه الأمم المتحدة ومجموعة الدول الداعمة للبنان. حتى لو اقتصر الأمر بداية على أقلية سياسية، فالمهم أن تكون قادرة على التحرك وأن تكبر مع الوقت. في نهاية الأمر لا حلول إلا بالسياسة. القرارات البرلمانية والقوانين لا تكفي. الحلّ الوحيد هو الذي يوصل إلى تلقّي أموال من الخارج بإشراف ورعاية دوليين. ولن يحصل لبنان على قرش واحد إلا بشروط مجلس الأمن ومجموعة دول الدعم". وماذا سيكون موقف "حزب الله" عندما تشتد الأزمة أكثر على هذا المنوال؟ "سينتظر هو وإيران الانتخابات الرئاسية الأميركية في تشرين الثاني المقبل، على أمل أن يخسرها دونالد ترامب. لكنّ اللبنانيين هم الذين سيدفعون أثماناً فوق قدرتهم على التحمل، يا للأسف". يختم طبيب القلب المتخلّي عن مزاولة مهنته بسؤال مرير إلى من يريد رئاسة جمهورية: "ماذا ستستفيد إذا راحت الجمهورية؟"، أو رئاسة حكومة: "إذا راحت الحكومة" . 

 

اقتصادنا الجديد: استهلاك أقلّ = إنتاج أقلّ

وسام سعادة/أساس ميديا/السبت 16 أيار 2020

الطرفة في هذه الأيام العجاف حين يخرج عليك أساطينُ النيوليبرالية المحليّة بحكمة "رواقية" زائفة من قبيل، أنكم تنعّمتم بالاقتصاد الفقاعي الذي بنيناه لكم، غير المسند الى أسس مادية مستدامة في السنوات الماضية، والمتعايش مع دائرة مخاطر داخلية وإقليمية كان محتوماً أن تطيح به، والآن جاء الوقت كي تعيشوا كما يفرض الواقع أن تعيشوا، وأن تصرفوا أقلّ، وأن تنافسوا بعضكم بعضاً في الزهد. أن تُصادَر ودائعكم في المصارف، وأن تنخسف معظم قيمة أجوركم، وأن يفقد قسم متعاظم منكم أجوره ومصادر رزقه من الأساس. كلّ ما عليكم فعله هو التزهّد والتصبّر، وتعلّم العيش بالإعاشة وبالقليل، ولما لا، برامج متلفزة ستلقّنكم "إتيكيت البساطة" في الحياة. وطبعاً، يمكنكم عجن هذا الزهد مع الانتظار بحرقة وبشوق لعودة كلٍّ من الأموال "المنهوبة" و"المهاجرة" و"المهرّبة"، ترقّبوها كما تترقّبون عودة مياه الأمطار من جوف البحار.

ليس قليلاً أن تنقلب الأدوار على هذا النحو. فمن كانت شغلته أن يسوّق لتوسعة المجتمع الاستهلاكي على أوسع نطاق، صار يحاضر في كيفية حلّ المشكلة "نفسياً"، بتعلّم الناس كيف يستهلكون بشكل أقل، تماشياً مع مصادرة ودائعهم وتضاؤل أَجورهم وخسارتهم لها والضعف المتمادي لقوتهم الشرائية. كلّ هذا مجتمعاً يمكن حلّه نفسياً، بالنسبة الى أهل التقليعة الجديدة، عندما يتعلّم الناس كيف يستهلكون بشكل أقل. ومن بنى كلّ منظاره على امتداد السنوات، على أن البلد ليس بحاجة إلا إلى ما قلّ ودلّ من صناعة وزراعة، صار اليوم يفاخر بالحكمة "الأوتارسية" (أي الممجّدة للاكتفاء الذاتي المنعزل تماماً. و"أوتارسية": نسبة إلى الأوتارسية أو الأوتاركية، أي الاقتصاد المغلق المبني على اكتفاء ذاتي شامل في كل القطاعات بحيث لا حاجة له إلى الأسواق الخارجية)، بأن علينا أن نستهلك قدر ما ننتج. من لم يفهم سابقاً أن عليه ان ينتج أكثر كي يستهلك أكثر، لن يفهم اليوم أن الاستهلاك بشكل منخفض بالشكل الذي يدعو إليه سيزيد الطين بلة أضعافاً مضاعفة. استهلاك أقل اليوم يعني المزيد من إقفال المشاريع التجارية، المزيد من الانكماش والكساد.

استهلاك أقل يعني إنتاجاً أقل، وليس العكس. لا يلغي ذلك أنّ العمل بشكل دؤوب وسريع على رفع نسبة الصادرات إلى الواردات هو منظار أساسي لمواجهة الكوارث الاقتصادية المتراكمة. لكنّ المدخل إلى هذا الرفع ليس أبداً "حيلة نفسية" يراد تعويد الناس عليها بالصلف وبالمكابرة وبمصادرة أموالهم وحقوقهم. رفع نسبة الصادرات إلى الواردات شرطه الأساسي إدراك أنّ الاستهلاك في السوق الداخلي ضرورة لحياة الاقتصاد الداخلي قبل أيّ شيء آخر، إلا إذا كان هناك من تأخذه تقليعة "الانتقال من اقتصاد ريعي إلى اقتصاد منتج" نحو تخيّل وضع جديد يستهلك فيه اللبنانيون بشكل أقل، وتغرق فيه الأسواق الخارجية بصادراتنا الزراعية والصناعية.

هل الدعوات إلى تنشيط الصناعة والزراعة موجّهة لتأمين حاجات السوق الداخلي أولاً (تخفيض حجم الواردات)، أو السوق الخارجي (رفع حجم الصادرات) أولاً؟ ليس هذا وذاك بالأمر نفسه.. أبداً.

التسليم بأن مجتمع الاستهلاك الكبير في لبنان انتهى، هو في الواقع تسليم بانتهاء البلد. استهلاك أقل = انتاج أقل. القاعدة نفسها تنطبق على السوق

لعلّ هذا الجحود لعتاة النيوليبرالية المحلية تجاه المجتمع الاستهلاكي ما يدعو في المقابل المتضرّرين من هذا النموذج الاقتصادي المنهار إلى إعادة اكتشاف محاسن الاستهلاك، بعد أن أطنبوا على امتداد السنوات في اعتبار الاستهلاك شيئاً مرذولاً، كما لو كان هناك إنتاج بلا استهلاك، أو استهلاك بلا إنتاج، في الحالتين.

الدفاع عن المجتمع الاستهلاكي يمثّل اليوم مقولة اجتماعية بامتياز في أحوال لبنان. المطالبة باقتصاد له سمات اجتماعية أساسية يمرّ بالضرورة بتبنّي انقلاب الأدوار حتى النهاية: أوليغارشية تدعو الناس إلى تقبّل العيش في مجتمع غير استهلاكي من الآن فصاعداً، ومقاومة شعبية لها تنهض في المقابل ليس فقط دفاعاً عن منظار اقتصاد اجتماعي ومتوازن ومنتج، بل قبل كلّ شيء، دفاعاً عن المجتمع الاستهلاكي، دفاعاً عن ثنائية العمل والتجارة معاً. لأنه، وتحت لافتة الانتقال من اقتصاد ريعي إلى اقتصاد منتج، تكدّست أوهام غير مجدية، أو غير منتجة، من قبيل تحويل لبنان لمعمل غندور كبير.

الاقتصاد المنتج الاجتماعي هو الاقتصاد الذي يجد لنفسه مكاناً ضمن المنظومة العالمية للإنتاج وتوزيع الإنتاج، ويتحدّد ما الذي يمكنه إنتاجه أو تدوير إنتاجه في هذا الإطار، وليس خارجه. وعليه، يمكن أن يجد مركز تجاري كبير حاجة عضوية له ضمن المنظومة العالمية للإنتاج والتوزيع أكثر بكثير من منظومة صناعية "أوتارسية" مبنية على أوهام الانعزال الذاتي المكتفي بنفسه... وأكثر بكثير من مصنع غير قادر أن يصرّف إنتاجه بربح مقبول. فما هو دور التجارة في لبنان اليوم، فيما النيوليبراليون يسابقون أخصامهم الأيديولوجيين النمطيين، في الدعوة للاستغناء عن الاستهلاك، في وقت يسوّغون هذا الاستغناء بالحاجة لإنقاذ نظام السوق نفسه، في حين يدعو أخصامهم لهذا الاستغناء بشعارات مناهضة لنظام السوق؟  ورطة فعلية إذا سلّمنا بأن التجارة ما عاد لها من الآن فصاعداً من أفق في لبنان. واحدة من مشكلات آخر ثلاثين عاماً هو تخلّف التجارة في لبنان، وليس العكس، وتخلّف السياحة فيه، وليس العكس، وتردّي الخدمات، وليس العكس. تطوير الصناعات والحرف والزراعات مسائل جوهرية وأساسية، لكن ذلك يرتبط أيضاً بالقدرة على فهم أنّ التجارة والسياحة والخدمات والمجتمع الاستهلاكي الكبير ليست شروراً ينبغي العمل على اجتنابها أو استئصالها. وهناك من الزراعات ما نحتاجه لتأمين كفاية ذاتية به (القمح أولاً)، وهناك من الصناعات والزراعات ما نحتاجه لتصديره للخارج لتحسين حجم الصادرات، وهناك ما نحتاجه بالداخل لتخفيف حجم الواردات، وهناك دائماً استيراد بداعي إعادة التصدير لا يمكن إخراجه كلياً من الحساب.  التسليم بأن مجتمع الاستهلاك الكبير في لبنان انتهى، هو في الواقع تسليم بانتهاء البلد. استهلاك أقل = انتاج أقل. القاعدة نفسها تنطبق على السوق. سوق أكثر = تخطيط أكثر، ومرونة أكثر في التخطيط، في الوقت نفسه. وهنا، للبنان ما يتعلّمه من الاقتصاديات الآسيوية، الصين وغير الصين. فقد حان الوقت فعلياً، لـ"أسيوة لبنان".

 

 زوجة دياب لم تخطىء... نحن العنصريون والمتشاوفون

محمد بركات/أساس ميديا/السبت 16 أيار 2020

لم تخطىء زوجة الرئيس حسان دياب، نور المولوي، حين اقترحت، بعد رحيل العاملات الأجنبيات، المساعدات المنزليات في بيوت اللبنانيين، أن تُفتح فرص عمل أمام لبنانيات للعمل في البيوت بدلاً منهنّ، وكذلك بعد رحيل العمّال الأجانب، الذي يعملون في مهنة "الناطور" بالمباني، أن تُفتح الفرص أمام لبنانيين بدلاً منهم. هذه مهن محترمة. فعامل النظافة ليس وسخاً. من يرمي النفايات في الشارع هو الوسخ. عامل النظافة عمله أن ينظّف حيث مرّ "الموسّخون". والعاملة المنزلية ليست "إهانة". هي امرأة مكتملة الحقوق، ومكتملة المشاعر، ومظلومة، وأحياناً مُهانة إذا كان ربّ عملها أو ربّة عملها، شخصاً ناقصَ الإحساس وقليلَ الاحترام، وعاجزاً عن احترام من لا سند لها، ومن لا قدرة لها على مواجهته. هذه مهن محترمة، ومن اعتبر كلام زوجة دياب إهانة، وجّه إهانة كبيرة إلى هؤلاء النساء اللواتي يعملنَ في بيوتنا، ويقمن بمساعدتنا، وخدمتنا، أحياناً مثل عبيد وعبدات، بلا إجازات، وبساعات عمل ضعف عدد الساعات القانونية، وبلا راحة أحياناً. هي امرأة تترك أهلها وبيتها، وأولادها أحياناً، وبلدها، وتأتي لتكنس بيوتنا، وتمسح أرضنا حين نوسّخها، وتشطّف أولادنا، وتحملهم، وتشارك في إعداد طعامنا، وتكوي ملابسنا. هذه المرأة، التي يسمّيها بعضنا "خادمة"، ويسمّها آخرون "مساعدة منزلية" أو "عاملة منزلية"، على سبيل الترفيع والاحترام اللفظي، هي موظفة، وإن بشروط ظالمة، وبأجر كان منخفضاً جدّاً حتى شهرين إلى الوراء.

اليوم في لبنان أجرُ العاملة المنزلي، بالليرة اللبنانية، بات يعادل الحدّ الأدنى للأجور، وفق سعر صرف الدولار، إذا كان راتبها معدّله 200 دولار أميركي. ربّما للمرّة الأولى نعرف "كلفة" المساعدة المنزلية لو أردنا أن ندفع لها وفق المنطق القانوني، أي الحدّ الأدنى للأجور.

بات راتبها يقارب 900 ألف ليرة، وإذا أضفنا إليه المصاريف الإدارية السنوية في الأمن العام ووزارة العمل، سيتجاوز المليون ليرة شهرياً، هذا غير مصاريف إقامتها ومشاركتها في العيش تحت سقفنا.

كلّ هذا يجعل من دعوة زوجة رئيس الحكومة إلى أن يعمل اللبنانيون واللبنانيات في مهنة "المساعدة" و"الناطور" اقتراحاً منطقياً، خصوصاً أنّ نسبة العاطلين والعاطلات عن العمل وصلت إلى أرقام قياسية في الأشهر الأخيرة، وستزيد في الأشهر المقبلة، مع استمرار الإفلاسات في القطاع الخاصّ، وانهيار سعر صرف الليرة، واستطراداً تراجع القدرة الشرائية وانهيار القدرة على الاستهلاك، وأثر هذا على "الإنتاج" (راجع مقال الزميل وسام سعادة: "اقتصادنا الجديد: إستهلاك أقلّ = إنتاج أقلّ").

لكن ما جرى هو خروج لفيض العنصرية الكامنة في نفوس عدد كبير من اللبنانيين. تقيّح لفظي على فيسبوك وتويتر، ممن يفترض أنّهم "مثقفين". فالمفاجىء هو خروج هذه التقيّحات من صفحات ناشطين يعتبرون أنفسهم "روّاداً" في حقوق الإنسان، وبعضهم من المتنطّحين لقيادة الثورة اللبنانيين ضدّ السياسيين والمصارف، وآخرون من بينهم يعتبروه أنفسهم مثقّفين ومتنوّرين و"سابقين" عصرهم وعصرنا.

"التحامل" على زوجة دياب، وعلى كلامها، قد يكون مفهوماً في سياق الاعتراض على الحكومة ككلّ، وعلى سياساتها. لكنّه شديد الإهانة للإنسانية، اعتبارها إهانة دعوة لبنانيين ولبنانيات فقراء إلى العمل في هاتين المهنتين. كأنّ اللبناني أعلى قدراً وشأناً من الأثيوبي أو البنغلادشي أو الفيليبيني. 

كثيرون في لبنان يعتبرون اللبنانيين "أذكى" شعوب الأرض. هي أسطورة، "بين المزح والجدّ"، تجد لنفسها دائماً مخرجاً ومسارب، وتكمن أحياناً لتعود وتظهر، وتتمحور حول أنّ "اللبناني" متفوّق، جينياً ربما، أو تاريخياً.

في دول عربية كثيرة المساعدة المنزلية ليست أجنبية. هذا سيكون حالنا على الأرجح. بالطبع هو نتيجة فشل سياسي في حماية عملتنا، التي كانت قادرة على تأمين فارق في سعر صرف الدولار بين لبنان والدول التي يأتي منها العاملات والعمّال الأجانب

ربما يكون لهذه الأسطورة جذور في حكاية أصولنا "الفينيقية" (وهي أسطورة أخرى)، مروراً بـ"الحكم الذاتي" في جبل لبنان خلال الخلافة العثمانية في المنطقة. ذلك الحكم الذي ميّز أجداد بعضنا في لبنان. وصولاً إلى تصديق بعض اللبنانيين أنّنا لا نزال نتفوّق، علماً وحياةً وثروةً وعيشاً رغيداً ومتحضّراً، عن محيطنا العربي. هذا في حين بات لبنان في ذيل قائمة الدول العربية، من حيث دخل الفرد والطبابة، وربما لا يزال التعليم في لبنان يحافظ على بعض إرث مجده الغابر، وربما ليس لوقت طويل. في بيوت الكثيرين من أبناء الطبقة الوسطى عاملة أجنبية. يقدّر عددهنّ بـ200 ألف، أكثر أو أقلّ. وكما هو واضح فإنّ وجود "مساعدة" في المنزل سيقتصر في الآتي من السنوات على أبناء الطبقات الميسورة، من الأثرياء، ولن يكون متاحاً لمتوسّطي الدخل، كما كان الحال في الماضي من السنوات. في دول عربية كثيرة المساعدة المنزلية ليست أجنبية. هذا سيكون حالنا على الأرجح. بالطبع هو نتيجة فشل سياسي في حماية عملتنا، التي كانت قادرة على تأمين فارق في سعر صرف الدولار بين لبنان والدول التي يأتي منها العاملات والعمّال الأجانب. لكنّها ليست إهانة ما قالته زوجة دياب. على الأرجح تسرّعت في إعلان ما بدأ كثيرون منهم يتحسّسونه. كثيرون ينتظرون فتح المطار لتسفير العاملات، وبعض العائلات لا تجد دولارات لتخلّص الحسابات العالقة مع المساعدة في بيتها. زوجة دياب لم تخطىء... نحن العنصريون والمتشاوفون.

 

حركة التهريب بين لبنان وسوريا منافذها كثيرة و"معروفة"/قيمة البضائع المهربة إلى دمشق تجاوزت 20 مليار دولار خلال خمس سنوات

طوني بولس/انديبندت عربية/15 أيار/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/86228/86228/

تتراكم ملفات الفساد في لبنان لتصبح أكثر من أن يصدّقها عقل، وعلى رأسها قضية التهريب على الحدود اللبنانية السورية.

وتشير التقديرات إلى أن قيمة البضائع المهربة إلى سوريا تتجاوز 20 مليار دولار خلال خمس سنوات، حيث يدعم مصرف لبنان المركزي استيراد الطحين والمازوت والأدوية بنسبة 85 في المئة على السعر الرسمي لصرف الدولار 1507، ما يعني أن أي تهريب لهذه المواد خارج الحدود سيؤدي إلى استنزاف القدرة المالية للمصرف المتعثّر أصلاً ويستنزف قدرة الدولة على توفير السلع الأساسية للسوق المحلية.

وخلال السنوات الماضية، أعلنت السلطات اللبنانية أكثر من مرة عن نيتها إقفال 136 معبراً غير شرعي مقابل 5 معابر شرعية على الحدود اللبنانية السورية، ولكن من دون جدوى، إذ بقيت هذه المعابر "المعروفة" والتي تعبرها قوافل الشاحنات يومياً من دون حسيب أو رقيب.

 وتشير معلومات إلى أن معظم تلك المعابر يقع في مناطق نفوذ "حزب الله"، سواء من الناحية اللبنانية أو السورية، بخاصة منطقة القصير التي باتت بفعل سيطرة الحزب امتداداً جغرافياً لـ"بعلبك- الهرمل"، لدرجة أن مئات المواطنين اللبنانيين باتوا ينتقلون يومياً لشراء احتياجاتهم والاستفادة من فارق الأسعار.

ضبط التهريب مقابل التعاون مع النظام!

وعن فضائح التهريب إلى سوريا، علّق أمين عام حزب الله، حسن نصر الله، بالقول إن "لبنان لا يستطيع وحده معالجة هذا الملف، وفي كل دول العالم يتم هذا الأمر بالتعاون بين الدولتين والجيشين على طرفي الحدود".

في المقابل، يشدّد الصحافي اللبناني فيصل عبد الساتر، المقرّب من الحزب في حديث لـ"اندبندنت عربية" على أن محاولة إلصاق تهمة حماية المهربين به، تستهدف تشويه صورة "المقاومة" المدافعة عن لبنان.

ويوضح أن الحزب بحكم وجوده على الحدود أجهض الكثير من عمليات التهريب ويسعى إلى التعاون مع الجيش اللبناني لضبط الحدود، إلا أن التضاريس الوعرة تشكّل صعوبة في ضبطها، لذلك طالب نصر الله بالتعاون مع الحكومة السورية".

ويرى عبد الساتر أن بعض الجهات اللبنانية يحاول تحريك هذا الملف من أجل "تدويل" الحدود الشرقية للبنان وتوسيع القرار 1701 الذي تنتشر بموجبه قوات حفظ السلام الدولية، مؤكداً أنها "محاولة خبيثة من بعض الأحزاب لنشر قوات حفظ السلام الدولية على الحدود السورية، وكأننا بين دولتين عدوتين".

وتعليقاً على كلام نصر الله باشتراط ضبط المعابر غير الشرعية بالتعاون مع النظام السوري، علّق النائب بلال عبد الله بأن "الرسالة وصلت وتتضمن عدم ضبط المعابر غير الشرعية والمتفلتة، والتي تستنزف اقتصادنا وعملتنا وإنتاجنا الصناعي والزراعي من دون التطبيع مع النظام في سوريا".

حزب القوات يتقدم بإخبار للقضاء

وفي السياق ذاته، أكد رئيس جهاز التنشئة السياسية في حزب القوات اللبنانية، المحامي شربل عيد، أنه حتى الساعة لا يوجد أي قرار سياسي حقيقي بإقفال المعابر غير الشرعية، معلناً أنه سيتقدم بإخبار أمام النيابة العامة المالية يتضمّن أسماء المهربين وخريطة لمواقع التهريب، موضحاً أن حزبه سيخوض معركة شرسة في مجلس النواب لمواكبة هذا الملف قضائياً وتشريعياً.

ويرى عيد، أن إعلان وزير الدفاع السابق إلياس بو صعب، الحليف لحزب الله، أنه تم إقفال المعابر غير الشرعية على طول الحدود اللبنانية السورية وأنه "لم يتبقَ منها سوى ما بين 8 و10 معابر"، لم يكن موفقاً، بخاصة أن القوات البريطانية قدّمت عدداً من الأبراج لمراقبة الحدود وعرضت المساعدة.

وأشار إلى معلومات تؤكد سيطرة حزب الله على هذه المعابر، عبارة عن طرقات واسعة، أغرقت السوق اللبنانية بالبضائع والمزروعات المهربة، التي تباع بأسعار أرخص، ما يؤثر على الاقتصاد الوطني.

وكشف عيد أن التقديرات تشير إلى خسارة الخزينة اللبنانية نحو مليار و77 مليون دولار منذ عام 2017 نتيجة تهريب المازوت وحده، ناهيك ببضائع كثيرة أخرى لا سيما تلك التي يتحمّل مصرف لبنان دعم فارق سعر صرف الدولار.

الفضيحة "ترهب" النقيب

وحول فضيحة تهريب المازوت، ثمة معلومات أن أكثر من مليوني ليتر يهرّب يومياً إلى سوريا، ما يؤدي إلى شحّ هذه المواد على الأراضي اللبنانية وحرمان المواطنين من هذا المورد الأساسي، وبعملية حسابية بسيطة تبيّن سبب قيام التجار بهذه العملية، حيث إن سعر صفيحة المازوت في لبنان يبلغ نحو 3.3 دولار (5 آلاف ليرة) في وقت يبلغ سعر الصفيحة في سوريا نحو 18 دولاراً (12600 ليرة)، وهنا تحديداً تكمن عملية مراكمة ملايين الدولارات.

ولدى تواصلنا مع نقيب أصحاب محطات المحروقات، سامي البراكس، تجنّب الغوص بتفاصيل هذا الملف الذي وصفه بـ"الخطير" والحسّاس وأنه لا يريد التسبّب بأزمة من خلال إثارته، مكتفياً بالقول إن السوق اللبنانية تعاني نقصاً حاداً بمادة المازوت بسبب التهريب مع سوريا، مشيراً إلى وجود عصابات تدير هذا الملف، مستغرباً كيف خُفضت كمية المازوت المُسلَّمة للمحطات من 3000 ألف ليتر إلى 2500.

تهريب الطحين وتزوير علامات تجارية

في المقابل، كشفت معلومات أن أطناناً من الطحين تُنقل إلى الداخل السوري، بسبب الأزمة في الطحين هناك، حيث يبلغ سعر الطن المدعوم من الدولة اللبنانية 150 دولاراً (225000 ليرة)، أما في سوريا فيبلغ نحو 320 دولاراً (224000 ليرة)، ما يُسبّب المزيد من استنزاف العملات الصعبة الشحيحة أصلاً في لبنان.

وعلّق تجمع المطاحن في لبنان، في بيان، بأن "المطاحن تسعى بكل ما لديها من قدرة إلى ضبط التجار الذين تعتمدهم في هذه العملية لعدم تهريب أي كمية إلى الخارج، حرصاً منها على المال العام، وبالتالي على تأمين الطحين إلى جميع الأفران لصناعة الخبز والاستعمال المنزلي في البلدات اللبنانية كافة".

وبرزت أيضاً فضيحة أخرى، حيث تعمل مطابع تزوير العلامات التجارية الشهيرة في تركيا، على تلبية طلبيات واردة من لبنان، حيث تنشط تجارة تزوير جديدة في البقاع، تقوم على تعبئة مواد مغشوشة في أكياس وعبوات المواد التنظيفية، ذات العلامات التجارية المعروفة، خصوصاً مساحيق غسيل الثياب وعبوات صابون الجلي، من تركيا عبر الحدود البرية السورية- اللبنانية غير الشرعية، لملئها بمساحيق مغشوشة أو بمياه مخلوطة بالصابون.

المعابر معروفة

وأشارت مصادر أمنية مرتبطة بحركة العبور بين البلدين إلى أنه بالرغم من قرار السلطات اللبنانية بإقفال التامّ للحدود البرية ضمن إجراءات مكافحة فيروس كورونا، فإن حركة نشطة للمعابر غير الشرعية رُصدت، مؤكداً أن الأجهزة الأمنية اللبنانية تعرف بوجود جميع هذه المعابر إلا أن هناك مظلات سياسية تقيّد عمل الجهات الأمنية. وعدّد المصدر أبرز المعابر، وهي: العويشات، وحنيدر، وهيت، والحج عيسى، والبويت، والكنسية، والمراني، وحوش السيد علي، والقصر، وحرف السماقة، ومراح الشعب، والمشرفة، والطفيل.

شرطان للصندوق الدولي؟

وفي سياق فضيحة التهريب المثبتة بالوقائع والصور والأفلام وشهود العيان، تشير مصادر دبلوماسية أوروبية إلى أن لبنان أبلغ رسمياً خلال مفاوضاته مع صندوق النقد الدولي أنه لا يمكن للصندوق تقديم أي مساعدة للبلد قبل اتخاذ إجراءات صارمة تجاه المزاريب التي تستنزف المالية العامة للدولة اللبنانية، وعلى رأسها قضية التهريب على الحدود اللبنانية السورية، وملف الكهرباء الذي يشكل نحو 40 في المئة من الدين العام للبلاد.

وأكدت المصادر أن خلفية الصندوق تجاه هذين الشرطين هي تقنية بحتة، وليس لها أي بعد أو هدف سياسي، معتبرة "أنه لا يتدخل بالصراعات السياسية الداخلية، إنما لا يقدّم دعماً من دون إجراءات تمنع استخدام هذه الأموال في غير سياقها الإصلاحي والهادف لاستعادة الاقتصاد توازنه وتعافيه التدريجي".

ومما يزيد المشهد صعوبة البيان الصادر عن "مجموعة الدعم الدولية من أجل لبنان"، التي تضمّ الأمم المتحدة وحكومات الصين وفرنسا وألمانيا وإيطاليا وروسيا الاتحادية والمملكة المتحدة والولايات المتحدة، والإتحاد الأوروبي وجامعة الدول العربية، إذ طرحت شرطاً هو بمثابة رسالة سياسية موجهة الى السلطات الحاكمة في لبنان، داعية الحكومة إلى "إشراك جميع المعنيين في المشاورات حول مضمون الخطّة"، وكذلك "تنفيذ القرارات 1701 و1680 و1559". وتنفيذ هذه القرارات يعني ترسيم الحدود مع سوريا وهو ما يمتنع عنه النظام السوري حتى اليوم، وكذلك ينص القرار 1559 على تجريد "حزب الله" من سلاحه، وهي مسألة شائكة في الوقت الحاضر، ومجرد طرح هذا القرار سيكون له ارتدادات سيئة في لبنان.

 

صواريخ الملالي تقتل الإيرانيين وتفشل في حماية إيران

أمير طاهري/الشرق الأوسط/15 أيار/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/86209/%d8%a3%d9%85%d9%8a%d8%b1-%d8%b7%d8%a7%d9%87%d8%b1%d9%8a-%d8%b5%d9%88%d8%a7%d8%b1%d9%8a%d8%ae-%d8%a7%d9%84%d9%85%d9%84%d8%a7%d9%84%d9%8a-%d8%aa%d9%82%d8%aa%d9%84-%d8%a7%d9%84%d8%a5%d9%8a%d8%b1%d8%a7/

جذبت الحادثة المأساوية التي وقعت الاثنين الماضي في خليج عُمان وأسفرت عن مقتل 19 ضابطاً بالبحرية الإيرانية وإصابة 15 آخرين جراء التعرض لـ«نيران صديقة»، الأنظار إلى إخفاق الجمهورية الإسلامية في تطوير عقيدة دفاعية واقعية تعكس المصالح الإيرانية كأمة وليس كأداة لتطبيق آيديولوجيا.

وكانت التدريبات التي شهدت وقوع الحادثة أحد تدريبات أخرى كثيرة مصممة لاختبار قدرة الجمهورية الإسلامية على الاشتباك في معارك بحرية مع «عدو» لم تحدد هويته، والخروج من الاشتباك منتصرة بفضل أجيال عدة من الصواريخ المتاحة لديها.

كان الولع الإيراني بالصواريخ قد بدأ في ثمانينات القرن الماضي أثناء الحرب مع العراق والتي احتكر خلالها جيش صدام حسين القوة الصاروخية. في ظل حكم الشاه، لم تبدِ إيران اهتماماً بالصواريخ لأنها امتلكت القدرة على الحصول على أكثر الطائرات الحربية تطوراً. وعندما استولى الملالي على حكم البلاد عام 1979، فقدت إيران هذه الميزة، ومعها تفوق القوة الجوية. على الطرف المقابل، استغل العراقيون صواريخ «سكود» السوفياتية الصنع (الحسين)، بجانب صواريخ «إكزوست» الفرنسية، من دون تأثير يذكر من الناحية العسكرية. ومع هذا، جاء التأثير النفسي لتلك الصواريخ على حكام إيران الجدد هائلاً.

من وجهة نظر الملالي، مثلما كان مع الزعيم المصري عبد الناصر من قبلهم، كانت الصواريخ سلاح الفقراء في مواجهة عدو ثري باستطاعته تدبير تكلفة الطائرات الحربية الباهظة. ومع أن عبد الناصر لم يتمكن من تحقيق أي مكاسب عسكرية بفضل صواريخه، «الظافر» و«القاهر»، جاءت المزايا الدعائية التي جلبتها هذه الصواريخ لتبرر الاستثمار فيها.

وتبعاً لمذكرات هاشمي رفسنجاني، إحدى الشخصيات البارزة خلال الأعوام الـ30 الأولى من عمر الجمهورية الإسلامية، ظهرت فكرة بناء قاعدة من القوة الصاروخية في طهران للمرة الأولى في منتصف الثمانينات تحت تأثير الكوريين الشماليين الذين عرضوا على الملالي إمدادهم بصواريخ «رودونغ» الباليستية المعتمدة على نموذج صيني أصلي.

وفي منتصف الثمانينات، طور حكام إيران الجدد عقيدة دفاعية ظهرت فيها الصواريخ عنصراً محورياً في الترتيبات العسكرية للنظام الجديد. وكانت العقيدة الجديدة مزيجاً من الثقافة العسكرية الكورية الشمالية و«سوء» فهم آية الله الخميني للحروب الإسلامية الأولى.

من جانبه، رغب الخميني في صياغة عقيدة تقوم على ما وصفه بـ«جيش الـ20 مليوناً». وتخيل الخميني حرباً طويلة الأجل، ربما في مواجهة الولايات المتحدة، يمكن لإيران خلالها الدفع بملايين «المتطوعين من أجل الشهادة» وتحمّل سقوط أعداد ضخمة من الضحايا بينما سيفشل الأميركيون، الذين اعتقد أنهم «يخشون الموت»، في الإقدام على الأمر ذاته.

وتبعاً لشهادات متنوعة، عمل كل من رفسنجاني وقائد «الحرس الثوري» آنذاك محسن رضائي على الترويج لفكرة تحويل الجمهورية الإسلامية إلى «قوة إقليمية كبرى» فيما يتعلق بالصواريخ.

وفي وقت لاحق أضيف عنصر ثالث عندما رفع الخميني حظراً كان قد فرضه على البرنامج النووي الإيراني الذي بدأ في عهد الشاه عام 1956 مشروعاً علمياً وصناعياً.

وبعد ثلاثة عقود، ربما أصبحت هذه العقيدة في حاجة إلى تنقيح راديكالي. اليوم، أصبح «جيش الـ20 مليوناً» الذي روًج له الخميني مجرد وهم بالنظر إلى تسطح المنحنى الديموغرافي في إيران والمشكلات الاقتصادية الهائلة بالبلاد.

وربما يكون الأهم من ذلك أنه ليس هناك دليل على أن مثل هذا العدد من الإيرانيين اليوم سيكونون «متطوعين من أجل الشهادة» مثلما كان الحال وقت صياغة الخميني لمثل هذا الحلم المريض.

وربما يكون عنصر القوة النووية أصبح زائداً على الحاجة هو الآخر بالنظر إلى الضغوط الاقتصادية المتفاقمة في الفترة الأخيرة والخلافات الداخلية وتراجع عوائد صادرات النفط؛ الأمر الذي جعل من السعي وراء امتلاك ولو مجرد أسلحة نووية تكتيكية رفاهية ليس بمقدور الجمهورية الإسلامية توفيرها في الوقت الحاضر.

ويتركنا ذلك أمام العنصر الأخير: الصواريخ التي تبدو بمثابة سلاح الفقراء، خاصة عندما يجري نسخها من نماذج أجنبية بفضل عروض ودودة من جانب كوريا الشمالية والصين، وبدرجة أقل روسيا.

على مدار الأعوام الـ30 الماضية، طورت طهران ثلاثة أجيال من الصواريخ، غالباً من دون أن يكون لها صلة تذكر بالاحتياجات الدفاعية الإيرانية الفعلية. وفي أي لحظة راودت الكوريين الشماليين أو الصين الرغبة في التخلص من مخزوناتهم من الصواريخ التي عفّى عليها الدهر، كانوا يجدون في إيران مشترياً متحمساً يملك كثيراً من أموال النفط التي يسعى لتبديدها. ولم يأبه المشترون الإيرانيون لحقيقة أن تلك الصواريخ جرى تطويرها من أجل تلبية احتياجات كوريا الشمالية أو الصين على وجه التحديد، وبالتالي ربما لا تلبي احتياجات إيران.

اليوم، تملك إيران مجموعة واسعة من الصواريخ عديمة القيمة التي ربما تقتصر قيمتها على دراستها كأثر لطلاب تاريخ الحروب. على سبيل المثال، نجد أن صواريخ «نور»، القائمة على نموذج صاروخ «سي - 802» الصيني، والتي يبلغ مداها 120 كيلومتراً وتطلق من على منصات ثابتة، ربما تكون في لطف وود الجدة الحنونة، لكنها من دون أدنى قيمة في ظل الحروب الحديثة. وهناك صواريخ أخرى، مثل «الكوثر 1» و«القادر» و«الناصر»، من الممكن أن تكون مفيدة حال خوض حرب في مواجهة عدو على الدرجة ذاتها من التخلف.

وهناك صواريخ أخرى، مثل «الرعد» المنسوخ من صاروخ «سيلكورم» الصيني، قد تبدو منطقية حال استخدامها من جانب قوات بحرية متطورة، مثل القوات الصينية التي تطور تلك الصواريخ في إطار خطة طموح لجعل الجمهورية الشعبية جزءاً من نادي «بحرية المياه الزرقاء»، وهي مجموعة دول قادرة على نشر قوة بحرية عبر المحيطات.

وهناك سلسلة من صواريخ كروز، أبرزها «حفيظة» الذي يبلغ مداه 1350 كيلومتراً، ونسخته الأكثر إثارة للجدل «يا علي»، تتطلب قدرة محمولة جواً للبحث عن الأهداف وآليات رادار دقيقة لم تطورها إيران بعد.

ويبدو أن البعض داخل المؤسسة العسكرية الإيرانية مدرك تلك العيوب الجوهرية في عقيدة دفاعية تتجاهل الواقع الجيوسياسي للبلاد ويحاول أن يعكس مصالح آيديولوجية تبقى في النهاية كياناً غير ملموس.

وتتمثل مشكلة أخرى في استمرار اعتماد إيران على كوريا الشمالية والصين في الحصول على قطع الغيار والتكنولوجيا والصيانة والتدريب على الاستخدام فيما يخص جميع الصواريخ التي تملكها. وليس هناك ما يضمن أن أياً من بكين أو بيونغ يانغ سترغبان في أن تجدا نفسيهما متورطتين في حرب قد تثيرها الجمهورية الإسلامية بسبب رغبتها في إطالة أمد وجودها كمصدر للثورة.

المؤكد أنه من المتعذر بناء عقيدة دفاعية جديرة بالاعتماد عليها من دون تحديد بوضوح العدو المفترض. ومع هذا، فإنه لدى تنحية الجلبة الدعائية جانباً، فإن عقيدة طهران الدفاعية ربما تكون على صلة بصورة عرضية فقط بالعداء مع إسرائيل والولايات المتحدة. جدير بالذكر أن كلا البلدين قدما العون إلى إيران خلال حرب السنوات الثماني في مواجهة العراق تحت قيادة صدام حسين. ورغم أن إسرائيل والولايات المتحدة قد تعتبران الفكر الخميني مقيتاً، لكن أياً منهما ليس لها مصلحة في تحويل إيران كدولة إلى عدو.

إن ما تحتاج إليه إيران عقيدة دفاع وطنية مصممة لضمان أمنها كدولة وليس صورتها الحالية كأداة مصممة لتعزيز آيديولوجيا مفلسة.

والنتيجة أن صواريخ الملالي تقتل الإيرانيين، وطائرات المدنيين الأجانب، لكنها عاجزة عن ضمان الأمن الوطني الإيراني.

 

النتاج الثقافي العربي الحاضر: الأجناس والدلالات

رضوان السيد/الشرق الأوسط/15 أيار/2020

أعجبتني رواية ريم بسيوني (التاريخية): «أولاد الناس، ثلاثية المماليك»، ولذلك ابتهجتُ عندما نشرت جريدة «الشرق الأوسط» (13 - 5 - 2020) مقابلةً معها، بمناسبة حصولها على جائزة مسابقة نجيب محفوظ (2019 - 2020) عن الرواية. والطريف أن السيدة ريم وهي تذكر إعجابها بأدب نجيب محفوظ وعبقريته الروائية التي تكشف لها قراءاتها في أعماله دائماً عن جديد، ما ذكرت أنّ محفوظ بدأ عمله الروائي في الثلاثينات بالرواية التاريخية مثل «عبث الأقدار»، و«كفاح طيبة». ونمتلك نحن كبار السن ومن العاملين في المجال التاريخي ضعفاً تجاه الروايات التاريخية وشبه التاريخية ومن أيام جرجي زيدان وأندريه موروا وشتفان تسفايغ وإميل لودفيغ وإلى أمين معلوف الحاضر دائماً. وما أردتُ قوله أنّ الغالب على النتاج الثقافي العربي في هذه الحقبة هي الروايات، والتاريخي منها موجود ولو كان قليلاً نسبياً. وقد ظهرت أسماء جديدة كثيرة في عالم الرواية في العقد الأخير. وبغضّ النظر عن الزملاء الهواة أصحاب الملاحم في السيرة الذاتية؛ فإنّ الراسخين في عالم الرواية العربية انصرفوا إلى كتابة روايات القطيعة إذا صحَّ التعبير، أو هي روايات غربة. وفي العادة، وسواء أكان الكاتب رجلاً أو امرأة تكون له أو لها تجربة حب أو علاقة في عالم الغربة، وهي تخيب دائماً ويعود الخائب إلى وطنه الذي لا يطيق العيش فيه كما لا يطيق فراقه أيضاً! في روايات الخمسينات والستينات كانت تجارب الروائيين العرب العاطفية تفشل في العادة بسبب إصرار البطل على مبادئه القومية وعاداته الشرقية... الخ. أما روايات الزمن الحاضر فتسود فيها صورة البطل المكسور أو الخائب والغريب، الذي لا أمل له لا في الغربة ولا في الوطن. وربما كان هذا هو السبب في اللجوء للروايات التاريخية أو روايات الواقعية السحرية على نمط ماركيز، إنما حتى في التاريخ فإنّ الخيبة غالبة!

أما المجال الثاني الذي كثُر الإنتاج فيه في العقد الأخير، فهو مجال الترجمة. ومعظم الترجمات المتكاثرة هي من النوع الجادّ في الفلسفة والعلوم السياسية والاقتصاد والتاريخ والأوضاع العالمية، وتحليل مصائر الحركات الإسلامية، وصعود تيارات اليمين والشعبويات في الغرب والعالم. لكنْ في هذا المجال المتنوع أيضاً تغلب على المترجمات السوداوية، وتوقع الأسوأ سواء في المجال العربي أو المجال الدولي. وقد يقال هنا إنّ التأليف في هذه الموضوعات المحبطة يتم لدى الكتّاب والاستراتيجيين الأجانب، فلا ذنب لدور النشر العربية في ذلك. أما الحقيقة فهي أنّ الاختيار يقع على عاتق أصحاب دور النشر، فهل يختارون ترجمة الكتب الملانكولية التي تلقى رواجاً أكبر بين القراء؟ أتساءل عن ذلك، لأنّ الترجمات شديدة التشاؤم بالفعل. ولستُ أعني بهذا الاستنتاج أنّ الأوضاع العالمية جيدة وواعدة ولا تستدعي التأملات المقبضة. بل مأ أقصده أنّ قسماً كبيراً من الترجمات ذات الأبعاد الفكرية أو التاريخية، تنحو منحىً أصالياً حضارياً، مثل شرور الحضارة الغربية، وشرور العلمانية، ومساءلة العلمانية، والعلمانية وصناعة الدين، والدولة المستحيلة، وأسطورة العنف الديني، والحداثة السائلة، وأوروبا العتيقة، وانقضاء القرن الأميركي، والإسلاموفوبيا داء الغرب الأكبر. كل الذين كتبوا هذه الكتب هم دارسون واستراتيجيون غربيون، وبعضهم أساتذة في الجامعات. وهم منقسمون (موضوعياً وعلمياً!) إلى ثلاثة أقسام: قسم يقول إنّ الحضارة الغربية شريرةٌ في الأصل وقد دمّرت العالم وهي مقبلةٌ على تدمير نفسها. والقسم الثاني لا يزال مؤمناً بمبادئ التنوير الأوروبي، لكنه يخشى صيرورة أوروبا وأميركا فاشيتين. أما القسم الثالث فيتجاوز الغرب كله إلى الموازنة بين البدائل وهل تكون الصين أو الهند أو اليابان أو الآسيويون جميعاً؟! وهناك مؤلف اسمه باومان تُرجمت له عشرة كتب عن مساوئ الحداثة، ويبدو أنها تلقى رواجاً لا بأس به لدى القراء العرب. وقد خطر لي أنّ باومان هذا يشبه كولن ويلسون الذي شاعت تآليفه الشعبوية في الستينات! ولا شك أنّ بين المترجم دراسات شديدة الجدية، إنما أين المراجعات النقدية لهذا الصادر كلّه أو معظمه. دراسة إدوارد سعيد عن الاستشراق (1977) شديدة الجدية، لكن كيف قرأها الإسلاميون، وكيف يقرأ الشبان دراسات الشتيمة ضد العلمانية. ويكتب الآن دارسون محترمون في إدانة استشراق سعيد باعتباره خواطرجياً ومعتدلاً، لأنه كان يريد من الغرب العودة إلى مبادئ التنوير وقيمه وآفاقه، بينما المصيبة في التنوير والدولة الحديثة بالذات.

لستُ مغرماً بالدفاع عن الولايات المتحدة أو عن ترمب. وهناك أعمالٌ علميةٌ محترمةٌ في مستقبل الغرب ومستقبل أميركا والبديل الصيني. لكنّ معظم ما ترميه دور النشر على الأرصفة وعلى وسائل التواصُل مقاربات شعبوية يمينية أو يسارية أو من نتاجات الخُضر أو الزُرق أو الحُمْر. ثم ما هو العزاءُ في نعي الغرب أو إثبات فشله، وقد صار جزءاً منا باختياراته وإكراهاته. وما رأيتُ فترةً هي الأشدّ اضطراباً وفشلاً في الغربين الأوروبي والأميركي - من شهور «كورونا» الحالية. إنما هل كان سلوك الصين أفضل أو أكثر نجاحاً؟ ثم ألم يثبتْ لكل ذي لبٍ وعينين أنّ كلّ المشكلات مهما بدت صغيرة صارت مشكلاتٍ عالمية؟! كثيراً ما تُثير إيمانيات هاشم صالح بالحضارة الغربية والتنوير ابتساماتي؛ لكني والحق يقال أظلّ أعتبرها وعداً لطيفاً ومتفائلاً مقارنةً بكابوسيات وائل حلاق وتياره المتنامي بشدة في أَوساط كهول المرارة العرب يساريين ومتأسلمين.

وأصل إلى المجال الثالث الذي يكثر فيه الإنتاج الثقافي في المجال العربي، وهو مجال النعي والإدانة للأوضاع العربية دولاً ومجتمعاتٍ ومجالاتٍ في التعليم والصحة والاقتصاد والثقافة والفكر والإنتاج الزراعي والصناعي والعلاقات بالعالم. لا شكّ أنّ الأوضاع العربية شديدة السوء. ولدينا ثلاث حروب داخلية في ثلاث دول، وعشرات النزاعات التي يمكن أن تنفجر. فإذا قام الدراسون والباحثون بقراءة الحوادث والأحداث، واقترحوا مخارج وحلولاً وحتّى لو قسوا؛ فإنّ ذلك يظلُّ مسوَّغاً ومطلوباً. أما ما نقرأه للدارسين والباحثين وأكثرها أطروحات جامعية؛ فإنها لا تُشعر بالمرارة والأسى على الأوضاع المتردية، بقدر ما تُشعر باليأس أو الحقد أو الشماتة. وكما سبق القول فإنّ الأوضاع العربية ليست زاهرة. والاستعراض النقدي ضروري؛ إنما باعتبار الباحث عربياً يبحث عن بدائل للخروج من المأزق، وليس لاعقاً للجراح أو موسِّعاً للخرق الذي اتّسع على الراقع!

جمع أُستاذنا سمير عطا الله قبل سنواتٍ بعضاً من مقالاته في كتابٍ سمّاه: انقضاء الشرق! وقلتُ له: يا أستاذ العنوان مخيف! فأجاب من دون تلبث: لكنّ الواقع أكثر إخافة. ومع هذا التمزق، وهذه المرارات والسوداويات والتحزبات، يصبح استشراف آفاقٍ أكثر إشراقاً من جانب المثقفين مسعىً صعباً للغاية!

 

«النهضة» التونسية وغيوم التورط في ليبيا

د. جبريل العبيدي/الشرق الأوسط/15 أيار/2020

تعالت أصوات الأحزاب التونسية المطالبة، بعدم التدخل في الشأن الليبي، وعدم تحويل التراب التونسي لقاعدة لوجيستية لحرب إردوغان في ليبيا، وطالبت الأحزاب بتوقف تدخل زعيم حركة النهضة الإخوانية راشد الغنوشي، ورئيس البرلمان التونسي في الشأن الليبي، بل إن هناك من طالب بمساءلته برلمانياً، بعد موجة غضب واتهامه بالتبعية للخارج، وانتهاك السيادة الوطنية.

بل إن رئيسة الحزب الدستوري الحر عبير موسي قالت إن «راشد الغنوشي حوّل البرلمان إلى وسيلة لتنفيذ أجندة إخوانية في المغرب العربي». وقالت أيضاً إن «مجلس النواب أصبح مزرعة خاصة وشخصية لشيخ الإخوان».

كتلة الحزب الدستوري الحر في بيانها اتهمت الغنوشي بالقيام بتحركات غامضة مخالفة للقوانين وللأعراف الدبلوماسية من خلال عقد اجتماعات مغلقة وغير معلنة مع الرئيس التركي إردوغان الذي يخوض تدخلاً عسكرياً في ليبيا. والمعروف أن راشد الغنوشي رئيس البرلمان التونسي هو رئيس حزب النهضة الذراع السياسية لجماعة الإخوان، والتي هي على وفاق مع حزب العدالة والتنمية المسلح في ليبيا، رغم نفي حزب النهضة لهذه الاتهامات.

كتلة الحزب الدستوري الحر في البرلمان التونسي، قدمت مشروع لائحة تهدف لإعلان رفض البرلمان للتدخل الخارجي في ليبيا، ومناهضته لتشكيل قاعدة لوجيستية داخل التراب التونسي للحلف التركي القطري، وذلك في ظل وجود تقارير عن هبوط طائرات تركية في الجنوب التونسي محملة بمواد في طريقها إلى ليبيا، في حين أن المطارات الليبية، وخاصة مطاري مصراته وطرابلس، مفتوحة يمكن الهبوط فيها، في تزامن مع عودة القيادي أبو حازم (خالد الشريف) العنصر في الجماعة المقاتلة فرع «القاعدة» الليبي من تركيا مع وجود تقارير استخباراتية بتكليفه نقل أسلحة للداخل الليبي، وفق تصريح الناطق العسكري في الجيش الليبي.

لقد أعلنت الأحزاب التونسية الستة رفضها لسياسات الغنوشي واتهمته بارتهان الإرادة والسيادة الوطنية، بل وحتى تأجير مساحات من التراب التونسي من خلال محاولات تمرير اتفاقيات اقتصادية مع تركيا وقطر اعتبرتها هذه الأحزاب التونسية اعتداء على السيادة الوطنية.

وقد سبق أن واجه الغنوشي موجة حادة من الانتقادات، بسبب ما وصف بالدبلوماسية الموازية التي حاول من خلالها سلب اختصاصات رئيس الجمهورية في الشأن الخارجي، والتي نهجها الغنوشي أثناء اتصالاته وزيارته الخارجية، وخاصة مع تركيا وليبيا وقطر من دون علم البرلمان بالأسباب وما جرى في الزيارة الأخيرة لتركيا، التي حاول الغنوشي التخفيف من أزمتها بالقول إنها كانت زيارة شخصية، في حين الحقيقة أن الزيارة كانت في القصر الرئاسي وليس منزل إردوغان الخاص، وهي الزيارة التي قال عنها الأمين العام لحزب التيار الديمقراطي غازي الشواشي إن «زيارة الغنوشي إلى تركيا بصفته الرسمية رئيس مجلس نواب من دون المرور عبر القنوات الرسمية، ضرب للسيادة الوطنية». فعلاقة الغنوشي وإردوغان والتغني بالحقبة العثمانية، وخاصة تمجيده للحقبة العثمانية، وسنان باشا الذي وصفه بمحرر تونس، وتجاهله لدور الزعيم الحبيب بورقيبة، كل ذلك وضع الغنوشي في أزمة.

فهل سيواجه الغنوشي في تونس مصير مرسي العياط، خاصة أن الأخير تمت ملاحقته بتهم التخابر مع الخارج، وتأجير أرض سيناء، والغنوشي الآن يواجه اتهام الأحزاب له بعقد الاجتماعات المغلقة، والتدخل في السياسة الخارجية التي هي من اختصاص رئاسة الجمهورية، وليس رئيس البرلمان الذي يجب أن يخبر البرلمان بزياراته واجتماعاته، بل ويجب أن يرافقه فريق من النواب يمثل جميع الكتل في البرلمان في أي زيارة خارجية، بينما الغنوشي يلتقي مع إردوغان سراً وعلى انفراد، الأمر الذي أثار حالة من الاستياء والغضب بين البرلمانيين والأحزاب التونسية.

ولكن أحرار تونس والقوى الوطنية التونسية ممن تتلمذوا على المدرسة البورقيبية سيحافظون على الحياد التونسي، وسياسة النأي بالنفس عن التدخل في الشأن الخارجي لدول الجوار، ولن يسمحوا بجعل تونس منصة انطلاق الغزو التركي نحو ليبيا، فليبيا تعرف كيف تدافع عن نفسها بجميع الطرق المشروعة، والجيش الليبي قادر على دحر العدوان والدفاع عن ليبيا.

 

حركة النّهضة التونسيّة والمطبخ الداخليّ

د. آمال موسى/الشرق الأوسط/15 أيار/2020

يمكن القول إنّه منذ تاريخ وفاة الرئيس التونسي السابق، الباجي قائد السبسي، والحياة السياسيّة في تونس تتحرك بشكل سريع جداً وتتغير بالسرعة نفسها، وعلى نحو مختلف كثيراً عن اللحظة السياسية السابقة.

أيضاً تعد نتائج الانتخابات الرئاسيّة والتشريعية السبب الرئيسي في حالة الغليان والتركيب الهجين لتقاسم السلطة، فهي نتائج لم تنتج فائزاً قادراً على تحمل مسؤولية الحكم وحده، وضمان الأصوات اللازمة، لتشكيل الحكومة أولاً، وللمصادقة على مشروعات القوانين ثانياً.

فالنتائج لم تفرز فائزاً بالأغلبية الكافية، التي تغني الحزب الفائز عن التوافق، والحاجة إلى أصوات كتل نيابية أخرى، ولكنّها أنتجت مجموعة من الفائزين الصّغار من حيث عدد المقاعد البرلمانية. وطبعاً تركيزنا على الوزن البرلماني والأصوات وتحدي المصادقة له... ما يبرره في نظام سياسي برلماني بالأساس.

في الظاهر، تترأس حركة النّهضة مجلس نواب الشّعب من خلال رئيسها، راشد الغنوشي، وهي محدّدة في تشكيل الحكومة، حتى لو كان رئيس هذه الحكومة من اختيار رئيس الدولة، ولكنّها ليست ضده، وليس لها عليه أي خط أحمر.

فهل هذا يعني أن حركة النّهضة رابحة سياسياً، وأن التغييرات الحاصلة جاءت لتدعم مكانتها في الحقل السياسي التونسي؟

في الحقيقة من الصعب جداً الحديث عن أن حركة النهضة رابحة سياسياً. بل نرى أنّها منذ فترة التحضير للانتخابات الرئاسية التي عقدت في سبتمبر (أيلول) الماضي، وهي بصدد تسجيل خسائر سياسية ورمزية مهمة على مستوى الصورة على الأقل.

ولو انطلقنا من آخر أخبار الحركة التي خلّفت سيلاً من التعليقات وردود الفعل، نشير إلى قرار الغنوشي رئيس الحركة حلّ المكتب التنفيذي لحزب النّهضة. وعلى امتداد الأشهر الأخيرة عرفت الحركة أحداثاً عدّة مثيرة لعلامات الاستفهام، خصوصاً أنّها أطاحت بصورة حركة النهضة، المعروفة بانضباط المنتمين إليها، وبسماكة جدرانها، حيث كثرت الشقوق والانشقاقات ذات الدلالة الرمزية. لذلك لم يعد اليوم بالإمكان الحديث عن انضباط حركي داخل حركة النهضة، وهي كما نعلم خاصية تطبع الإسلام السياسي بشكل عام.

ومن الواضح أن التباين في المواقف قد عوّض ظاهرة الانضباط التي أصبحت في عداد الماضي. والتباين شمل قراءة نتائج الانتخابات الأخيرة، وأصبح هذا التباين أقوى وأكثر عنفاً مع اختيار السيّد الحبيب الجملي الذي لم تتحصل حكومته على المصادقة، حتى إننا نجد من الأصوات التي صوّتت ضد الحكومة المقترحة من حركة «النهضة»، زياد العذاري، وهو قيادي استقال من حركة النهضة. ولقد شكل ذلك حدثاً مزدوجاً؛ سقوط الحكومة وعدم التصويت عليها، وظهور التوتر إلى العلن السياسي، بعدم مصادقة أحد قياديي الحركة وأحد المنتمين لكتلة النهضة في البرلمان عليها.

في البداية، تم تأويل استقالة زياد العذاري بكونها مظهر صراع بين الأجيال داخل الحركة، ولكن مع تقديم عبد الحميد الجلاصي أحد أعمدة الحركة وعقولها استقالته، أصبح الانشقاق حقيقة وواقعاً يصعب التحايل عليه بالتأويلات العامّة.

وبالرجوع إلى الخبر الذي حدث هذا الأسبوع، المتمثل في حلّ المكتب التنفيذي، والذي تمت قراءته على أنه محاولة فضّ للاختلافات والخلافات، باعتبار تباين المواقف بين أعضاء المكتب التنفيذي وشغوره من أعضاء تقلدوا مسؤوليات في الحكومة الراهنة، فإنه لا يخرج عن خانة تأكيد ظاهرة التوترات والانشقاقات التي يبدو أنّها في تنامٍ استوجب الحلّ، رغم أن المؤتمر العاشر للحركة الذي تم تأجيله لم يحدد له تاريخ إلى الآن، ما يزيد من علامات الاستفهام.

وجاء في بيان حركة النهضة أن المكتب التنفيذي تحول إلى مكتب تصريف الأعمال حالياً، لأنها تعتزم إدخال تعديلات في تركيبة المكتب استجابة لمتطلبات المرحلة واستحقاقاتها.

وكي نفهم معنى حلّ المكتب التنفيذي، من المهم أن نعلم أنه يأتي في المرتبة الثانية من حيث الأهمية بعد مجلس الشورى. كما أن رئيس الحزب هو من يقترح على مجلس الشورى أعضاء المكتب التنفيذي، بما في ذلك الأمين العام ونائبه أو نوابه، من بين الأعضاء الذين تتوفر فيهم الشروط المنصوص عليها في القانون الأساسي للحركة. ويعتبر عضواً في المكتب التنفيذي كل مرشح تمت تزكيته بأغلبية أعضاء مجلس الشورى الحاضرين، على ألا تقل هذه الأغلبية عن ثلث أعضاء المجلس. ويمكن لرئيس الحزب إعفاء أو قبول استقالة أي عضو من أعضاء المكتب التنفيذي من مهامه.

وهنا نسجل ملاحظة، وهي أن الغنوشي رئيس حركة النهضة قد مارس صلاحياته التي يمنحها له النظام الداخلي للحركة. ونذكر من المهام التي يقوم بها المكتب التنفيذي تنفيذ قرارات المؤتمر العام ومجلس الشورى ووضع برامج عمل سنوية، إضافة إلى اتخاذ المواقف في مختلف المسائل المطروحة على المستويين الوطني والدولي. إذن خسرت حركة النهضة سرية مطبخها السياسي، وخسرت الانضباط الداخلي لقياداتها، وهو ما يعني باختصار شديد فقدانها أهم رأسمال لها، ونقطة قوتها الرئيسية.

لماذا كل هذه الخسارة؟ إنها فاتورة الانتقال من النّضالية الحزبية إلى الحكم والمشاركة وحلاوة السلطة.

 

عن جديد المشهد السوري

أكرم البني/الشرق الأوسط/15 أيار/2020

الجديد ليس فقط انشغال السوريين بفيروس «كورونا» وتداعياته، ولا بوضع اقتصادي ومعيشي يزداد تدهوراً ويشدد الخناق على شروط استمرارهم في الحياة، وإنما بما تواتر في الآونة الأخيرة من ظواهر وأحداث فرضت نفسها على المشهد وبدت كأنها حلقات مترابطة.

أولاً، خروج الخلاف والتنازع داخل الجماعة الحاكمة إلى العلن، مع تكرار ظهور رامي مخلوف عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وهو يتوسل ويرجو ويحذر ويهدد، خارقاً تقاليد سلطة دأبت على طمر خلافاتها والتظاهر بتماسك بنيتها وتراص صفوفها.

وإذا كان من الصعب معرفة حقيقة أي خبر أو التأكد من صحة أي معلومة في عالم السلطة المغلق والمغلف بالديماغوجية والغموض والقمع، فعادة ما يتم اللجوء لإثارة أسئلة حول الحدث كمحاولة لمقاربة أسبابه وفهم ما يجري.

فما دوافع رامي مخلوف للتوجه، اليوم، إلى الإعلام وعرض مشكلته أمام الناس، وهو خير من يدرك، مخاطر ذلك على اللحمة الطائفية وهيبة السلطة وسمعتها؟! لماذا حصلت قطيعة بينه وبين رأس النظام، ومن أغلق قنوات التواصل المباشر بينهما؟ هل يعود السبب فعلاً لخلاف على تسديد مبلغ مالي، ربما لا يساوي قلامة ظفر من الثروة التي يمتلكها الطرفان، أم ربما لتسويق دوره كبديل، أو محاولة استباقية للقفز مبكراً من قارب نظام بات مهدداً بالغرق وغدا رئيسه موضع أخذ ورد حول صلاحية استمراره في الحكم وقدرته على إعادة إنتاج دعائم سلطته؟

من له مصلحة في دفع الأمور إلى حد نشر غسيل الفساد السلطوي الوسخ، وشن حملة اعتقالات طالت أهم المسؤولين في شركات مخلوف ومصادرة ممتلكاتهم وأموالهم؟ هل ثمة أطراف خارجية شجعت على ذلك لغايات في نفس يعقوب، ربما إحداها الضغط على رأس النظام لتطويعه وإجباره على تقديم تنازلات كان يمتنع عن تقديمها، أم يصح الذهاب إلى اعتبار ما يحصل أحد وجوه الصراع على النفوذ بين روسيا وإيران للسيطرة على مؤسسات الدولة وعلى مقدرات البلد وثرواته؟!

لكن، ورغم تنوع هذه الأسئلة وتعدد خيارات الإجابة عنها، ثمة أمور غدت مؤكدة، منها، عمق الأزمة التي تعتمل داخل النظام السوري وضيق هامش مناورته، ومدى انحسار الثقة بين مكوناته وعجزها عن وأد خلافاتها البسيطة أو منع انفجارها بهذا الشكل والحجم، ومنها أيضاً شدة الاستهانة السلطوية بالبشر واحتقار عقولهم ومشاعرهم حين يتجرأ سارقو ثرواتهم ومن أوغلوا في الفساد والقتل والتدمير، على متاجرة رخيصة بجوعهم وفقرهم وتضحياتهم.

ثانياً، الضوء الأخضر، الذي منح سلطوياً، لفتح باب الرد على ما يعتبر رسائل تشهير وإهانات من قبل موسكو لنظام دمشق، أوضحها الطبيعة المتدنية في تعاطي قيادة الكرملين مع الرئيس السوري، إنْ خلال دعوته لموسكو أو عبر زيارات الرئيس الروسي أو أحد مبعوثيه لدمشق، وآخرها ما أثارته وسائل إعلام روسية عن فضائح بذخ وفساد لرأس النظام السوري، ثم عجزه عن توسيع قاعدته الشعبية لضمان نجاحه في الانتخابات القادمة، بما في ذلك تسريب متعمد لمواقفه الضعيفة في بعض المحادثات السياسية الخاصة، تحدوها إشارات متعددة إلى تراجع ثقة موسكو به، وصمتها عما يثار عن قرب استبداله وإعادة هيكلة النظام ومؤسسات الدولة.

والحال، لا يمكن في ظل التركيبة السياسية والأمنية السورية أن يبادر شخص، أياً كان، للتدخل وانتقاد طرف خارجي حليف، إن لم يكن مدفوعاً من النظام أو بعض أركانه، فكيف الحال إن كان المنتقد من قدامى زعماء أجهزة الأمن كبهجت سليمان، أو عضواً في مجلس الشعب كخالد العبود! وكيف الحال حين تصل الانتقادات إلى حد تفضيل الدور الإيراني والإشادة به مقابل مسخ دور موسكو وما قدمته لإنقاذ السلطة، أو حين يتم رهن حاضر الزعيم الروسي ومستقبله السياسي بقرار رأس النظام السوري وإرادته!

لكن، وبعيداً عن سذاجة هذه الانتقادات، يرجح أن يُفتح الباب على موجة من التداعيات قد يكون أرجحها إنضاج موقف روسي حاسم لإزاحة الرئيس السوري، كخيار لا بد منه لكسب ود الأطراف الإقليمية والدولية الراغبة والمؤهلة للتعاون في ترتيب البيت السوري وللمشاركة في إعادة الإعمار، وربما لا يضعف هذا الخيار، تأجيل تنفيذه، لبعض الوقت، بسبب انشغال مختلف الأطراف بهمومها الخاصة تجاه جائحة «كورونا» وتكلفة مواجهتها.

ثالثاً، تصعيد الموقف الإسرائيلي من وجود طهران وميليشياتها في سوريا، حيث صرح وزير دفاعها بأن هدف تل أبيب بات، اليوم، ليس لجم نشاطات التموضع الإيراني في سوريا، بل الانتقال بشكل حاد إلى طردها نهائياً، الأمر الذي تجلى بتواتر عمليات قصف مواقع محسوبة على طهران حتى في أقصى البلاد.

وإذا كان أحد أسباب التصعيد الإسرائيلي هو تنامي المخاوف من استهداف حكام طهران وميليشياتها لأهداف وأماكن استراتيجية وحيوية في قلب تل أبيب، فثمة سبب آخر يتعلق بدعمها الصريح للدور الروسي في سوريا وبميلها لتمكين موسكو من التفرد في إدارة دفة الصراع هناك واختيار قيادة جديدة أقل ارتباطاً بإيران، ما دام الجميع يدرك أن نفوذ طهران في سوريا يرتبط ببقاء النظام ورأسه في السلطة، بينما ثمة من يرجع السبب إلى تعاون وتنسيق مع السياسة الأميركية في عمل مشترك غايته إضعاف إيران وتطويعها ليس فقط، من خلال حصارها وتأزيم أوضاعها الداخلية، وإنما أساساً عبر تقليم أظافرها الإقليمية، وفي هذا السياق تدرج عملية مقتل قاسم سليماني، ثم الرهان على تداعيات إخراجها من سوريا لإضعاف نفوذها في العراق ولبنان، ربطاً بما أظهرته ثورتا البلدين من حالة عداء لافتة لوصاية طهران وأدواتها.

ربما تكشف الأيام والأسابيع القادمة مزيداً من تفاصيل المشهد السوري وخلفياته ومآلاته، لكن جديده عزز، بلا شك، من توجس الناس ومخاوفهم من المصير الذي ينتظره وطن أوغل سادته في تدميره وقتل أبنائه وتشريدهم، وبات مستقبله رهينة إرادات خارجية، والأهم هو تبعات استمرار هذه الجماعة الحاكمة، مع عجزها عن تخفيف الأزمات المتفاقمة، وكسب التعاطف للبدء بإعادة الإعمار، وتالياً مع إصرارها على استنزاف ما تبقى من قوى المجتمع واستجرار أسوأ أنواع الحصار والعزلة، وإكمال دورة الخراب التي بدأتها منذ استيلائها على السلطة!

 

«ما تهربش عليّ»

سمير عطا الله/الشرق الأوسط/15 أيار/2020

كل شيء كان عصابياً شعبوياً وطفولياً ساذجاً في قمة بغداد التي أعطيت الاسم الفصيح «الصمود والتصدي»، خصوصاً الإصرار على طرد مصر من الجامعة. وكان المعترض الوحيد على قرار الفتوة هذه الأمير سعود الفيصل، لكنه عاد عن موقفه لكيلا يُتّهم «بتمزيق وحدة الصف العربي»!، فقد أدرك أن العراق قرر أن يستغل الموقف من «كامب ديفيد» لكي يتزعم عالماً عربياً ليست فيه كبرى الدول العربية ولا هالتها.

كل شيء كان اعتباطياً في تلك المرحلة، إلا اختيار الشاذلي القليبي أميناً عاماً للجامعة. كان الشاذلي مجموعة الكفاءات الدبلوماسية والسياسية والصدق القومي، كما كان من فريق الحبيب بورقيبة، الذي ساهم في بناء الدولة بعد الاستقلال، وتمتين انتماء تونس العروبي بعد سنوات من الغياب الاستعماري.

خرجت مصر من الجامعة «على يد» القليبي، وعادت إليها «على يده»، أيضاً. وقد أدركت من لقاءات معه، أنه كان يتمنى لو بقي فترة قصيرة وهو أمين عام في القاهرة لكي لا يؤخذ على تاريخه القومي أنه كان الأمين الوحيد خارج مصر.

لكن مزاج مصر العائدة إلى الدور الأم، لم يكن يسمح بذلك. وكان شعور القاهرة مزدوجاً حيال سياسي نجح في إقامة جامعة بديلة بعيداً عن ميدان التحرير: من ناحية هو الرجل الذي أخذ «جامعتها»، ومن ناحية أخرى كان ماهراً في مراعاتها وبارعاً في التصرف كأن تونس محطة مؤقتة للبديل في انتظار عودة الأصيل. كانت ولاية القليبي في الجامعة مثمرة وهادئة ودبلوماسية، خصوصاً أنه جاء بعد محمود رياض، الذي كان يعوزه الهدوء والدبلوماسية وشيء من التواضع الذي اتسم به جميع من سبقوه ومن خلفوه. وكان محمود رياض يثير من المشكلات أكثر مما يحل. وقد طغت على ولايته صورة الفريق بدل الوسيط.

عندما خرج القليبي من الجامعة، عاد إلى بحره الأثير؛ الثقافة. وطوى تجربته في حوار جميل مع صحافية فرنسية، يؤسفني الآن أنني نسيت عنوان مؤلفها، مع أنني كتبت يومها عنه في هذه الزاوية. مثل معظم رفاق بورقيبة، طغى الجانب الثقافي على حياة القليبي. ومثلهم أيضاً كان غني الثقافتين؛ الفرنسية والعربية. ويوم سُئل إن كان بورقيبة هو الذي رشحه لمنصب الأمين، قال إن الذي حدث هو العكس. فقد كان مُصرّاً على أن يبقى إلى جانبه في الإدارة. غير أن رئيس الوزراء، الهادي نويرة، ألحَّ عليه في القبول.

وبعد انتهاء مراسم التعيين، جاء يشكر بورقيبة ويودعه. فقال له الرئيس وهو خارج: قليبي، ما تهربش عليّ! أي لا تبتعد عني.

 

الشعب الإيراني يسأل خامنئي: أين أموالنا من مكاسبك التوسعية؟

بديع يونس/العربية/15 أيار/2020

سارت المشاريع التوسعية على مر التاريخ يداً بيد مع المكاسب الاقتصادية. لم يكن الهدف يوماً السيطرة على أراضٍ لا مصلحة فيها للدولة المحتلّة إن لم يكن من ورائها ثروات عينية أو موقع جغرافي استراتيجي يُستخدم ممراً تجارياً أو عسكرياً أو الاثنين معاً. منذ آلاف السنين.. والسياسة والاقتصاد يسيران يداً بيد.

العربية/15 أيار/2020برز جهراً في السنوات الأخيرة مشروع إيران التوسعي الذي بنت عليه خطابها الديني والطائفي والعسكري، فيما يبدو أنّ هذا المشروع استغلّ الدين حيناً و"أمجاد" التاريخ أحياناً لتشتيت الانتباه عن المكاسب الاقتصادية التي تعود بالمنافع للنظام الإيراني حصراً. كان مشروع إيران التوسعي اقتصادياً "دنيويا" ليزيد ثورة المرشد الإيراني (المقدرة بـ200 مليار دولار وفق تقرير لسفارة الأميركية ببغداد) على حساب شعبٍ يعيش قرابة الـ40% منه تحت خط الفقر والنسبة نفسها لا تملك مقوات العيش الكريم. هذا فيما يروّج النظام إلى أنّ هذا الوضع الاقتصادي المنهار مرتبط بـ "مؤامرة كونية" عليه تترجمها العقوبات. أما على أرض الواقع، فالأموال التي حققها المشروع التوسعي مكدّسة في خزائن خامنئي والحرس الثوري الإيراني.

من أين أتت هذه الأموال وكيف تكدّست هذه الثروة؟ وللإجابة على هذه الأسئلة لا بدّ من إلقاء نظرة على واقع الحال في البلدان والعواصم التي جاهرت إيران عام 2015 عبر مستشار خامنئي علي أكبر ولايتي ـ عندما وقف على باب الشرعية اللبنانية بعد لقاء مع رئيس الوزراء اللبناني ـ وقال: نسيطر اليوم على 4 عواصم عربية في إشارة إلى صنعاء وبغداد ودمشق والعاصمة اللبنانية. عملت إيران على استغلال الخطاب الطائفي في مشروعها للتأثير في نفوس مقاتليها في صفوف ميليشياتها، والخطاب السياسي المعادي للغرب متى اقتضت الحاجة للعب "دور الضحية" أمام شعبها ومناصريها، فيما كل ذلك كي تبيح المحظورات في احتلالاتها المنضوية تحت بُعد سياسي عبر الأيديولوجيا والدين لأسباب اقتصادية أولاً تعود بالمنفعة على النظام ورؤوسه.. لا على "دولة إيران" وشعبها.

وفيما يبقى الموقع الجغرافي في مجال الاقتصاد أساسياً، شخصت أعين النظام الإيراني على لبنان وسوريا للوصول إلى البحر المتوسط وللحدود الشرعية والمعابر غير الشرعية بين البلدين. في دول سيطرتها استنفدت طهران أموال الشعوب لمصلحتها، ويكفي مراجعة الوضع الاقتصادي في كل من هذه الدول لتجد بيانات واضحة على انهيارات وأزمات، حتى إنها أعادت رسم الخارطة الاقتصادية بما يتناسب مع مصالحها. فتراها حيناً توقّع اتفاقيات "رسمية" أحادية المنفعة لها كما في العراق وسوريا، أو تراها أحيانا تخلط أوراق الاقتصاد الوطني كما في لبنان واليمن لتعيد توزيعها وفق منفعتها عبر اقتصاد مواز وأسود (نفصلّهما لاحقاً).

استغلت إيران كل قدراتها المالية والعسكرية لحماية رئيس النظام السوري بشار الأسد، ولتنفيذ الاتفاقيات التي تضمن مصالحها في سوريا لعقود قادمة. قدّرت دراسة أميركية إجمالي إنفاق إيران على النظام السوري وأنشطة ميليشياتها في سوريا والعراق واليمن بحوالي 16 مليار دولار سنويا، بينما ينفق النظام الإيراني حوالي 700 مليون دولار سنويًا على ميليشيات حزب الله في لبنان.

وإذا كان الاستثمار بهذا الحجم فلا بدّ ـ منطقياً ـ أن يكون المردود أكبر. فما هي مكاسب هذا الاستثمار الهائل؟ بعد تدمير جزء كبير من قطاعات البنية التحتية والإنتاج في سوريا، دخلت إيران في العديد من الاتفاقيات والعقود الاقتصادية مع النظام السوري من أجل إعادة بناء هذه القطاعات، والتي تشمل البنية التحتية والكهرباء والصحة، والمطاحن وإنتاج وتوريد الأغذية، والتمويل. وتم التوصل إلى اتفاقيات في عام 2013 لتمويل الواردات بسوريا، بشرط أن تأتي نسبة كبيرة من إيران وعبر الشركات الإيرانية، كما قامت دمشق بإعفاء شركة تصدير المواد الغذائية الإيرانية من جميع الرسوم والضرائب عند نقل البضائع إلى سوريا. وبعد سيطرة روسيا على الموانئ واستكشافها للنفط والفوسفات والغاز والمعادن، دفع ذلك إيران للتركيز على قطاع الطاقة الكهربائية، بعد أن تضررت شبكة الكهرباء السورية بشدة وتحتاج إلى 7 مليارات دولار على الأقل لاستعادتها. بالتالي لم يكن الدعم العسكري والمالي الإيراني للنظام السوري مجانيا، مما يتطلب ضمانات سيادية تضمن حقوقه، لذلك، منح بشار الأسد إيران مؤخرا وفق معلومات متداولة "بلوكات نفطية" كما حصلت على ميناء في الساحل السوري إضافة لسيطرة على القطاع الصحي من خلال رجل أعمالها السوري المعروف، سامر الفوز، بالإضافة إلى أدوار في مشاريع البنية التحتية.

ووفقًا لموقع "سوريا ديلي نيوز"، فإن الميزان التجاري الإيراني قد تأثر بشكل إيجابي بالعلاقات التجارية مع سوريا خلال فترة الحرب، وتحديداً في ما يتعلق بالصادرات، حيث ارتفعت قيمة التجارة الإيرانية من 361 مليون دولار في عام 2011 إلى حوالي أكثر من مليار دولار في 2020. وأدت هذه الزيادة في الصادرات الإيرانية إلى سوريا إلى تحول مستمر في سوريا إلى سوق للمنتجات الإيرانية، وأصبحت إيران الشريك التجاري الأول لسوريا. وفيما لا تملك سوريا المال اللازم لسداد ديونها، سيطرت إيران على قطاع إعادة الإعمار تقريبًا، حيث اشترت العقارات من خلال ممثلها في سوريا، عبد الله نظام، بينما كانت أيضًا تسيطر على مناطق القدام والقصير والزبداني، ناهيك عن سيطرتها على قطاعي المعادن والسيارات.

وهنا يأتي دور الاقتصاد الموازي (أو الاقتصاد الأسود) الرابط بين سوريا ولبنان عبر المعابر الشرعية وغير الشرعية. وفيما يعيش لبنان وضعاً اقتصادياً مأزوماً ليحتلّ مركز ثالث أكبر الدول مديونية في العالم، يعزو خبراء اقتصاديون أسباب هذا الانهيار الاقتصادي لضعف الحكومات وسيطرة ميليشيا حزب الله على القرار في لبنان والتي أسهمت في انتشار الفساد والمحسوبيات وهروب رؤوس الأموال. وتترجم الانهيار الأخير بانهيار العملة حتى فقدت ثلثي قيمتها وتراجعت أمام الدولار من 1500 ليرة إلى أكثر من 4 آلاف ليرة، فيما سوق العملة وحده يدرّ أرباحاً طائلة على حزب الله ومن ورائه إيران. أكثر من يملك عملة الدولار نقداً اليوم في لبنان هو حزب الله الذي تأتيه تلك الأموال من شبكاته في إفريقيا وأميركا اللاتينية وتدخل لبنان عبر المرافئ الرسمية ومطاره "الدولي" الذي يسيطر عليه. أما نقيب الصرافين في لبنان والذي تتخذ شركته مقراً لها في معقل حزب الله تفيد مصادر بأنّ تحديد سعر الصرف يأتي منها، فيما صاحب الشركة تلك هو نقيب الصرافين اللبنانيين وشقيقه. (النقيب يشغل منصباً في اللجنة الأمنية لحزب الله فيما شقيقه عضو في اللجنة المالية للحزب). هذا إضافة إلى سيطرة حزب الله على القطاع التجاري حيث يستورد بضائع أقل كلفة من تلك الموجودة في الأسواق لعدم دفعه ضرائب جمركية وبالتالي ضرائب على القيمة المضافة تمر عبر مرفأ بيروت ومطاره الذي يسيطر عليهما أو عبر المعابر غير الشرعية لتصدير مواد مدعومة من البنك المركزي ما يجعل تكلفتها أقل وأرباحها أكبر لدى تهريبها وبيعها في سوريا كالطحين والنفط. يُضاف إلى كل ذلك، تجارات أخرى كالمخدرات في البقاع اللبناني وتجارة السيارات (المسروقة أو تلك التي تدخل لبنان بدون ضريبة جمركية عبر مرفأ بيروت) وصفقات داخل الدولة تعود بأرباح طائلة على الحزب مقابل تأمين الغطاء لها. وعندما قال في 2016 أمين عام حزب الله حسن نصرالله: "طالما هناك فلوس في إيران فسيكون لدينا فلوس" لم يكمل نصرالله حديثه ليقول إنه لطالما لدى حزب الله مكاسب مالية بسيطرته على الاقتصاد فإنّ رد الجميل لخزينة خامنئي واجبٌ على ميليشياته التي تقدم الطاعة لنظام إيران والتي استثمرت بها إيران المليارات. هذه النسخة اللبنانية استنسختها إيران في اليمن عبر ميليشيات الحوثي. وفي أحاديث مطوّلة أجريتها مع عدد من الاقتصاديين اليمنيين حول سياسة الحوثيين الاقتصادية في محاولة لفهم التقارب بينها وبين حزب الله، تبيّن أنّ التاريخ يعيد نفسه. فبعد عام 2014 وانقلاب صنعاء، عمل الحوثيون على طرد رؤوس الأموال اليمنية وضرب الاقتصاد الوطني وإعادة تركيب اقتصاد يفصّلونه وفق مصالحهم بأوامر إيرانية. سيطروا على قطاع العقارات، وضاربوا بالعملة بعد أن فقدت معظم قيمتها إضافة لتهريب السلاح والمخدرات وتجارة السيارات وفرض إتاوات وجبايات على التجار والمواطنين في مناطق سيطرتهم. نسخة طبق الأصل بين صنعاء والضاحية الجنوبية لبيروت.

أما في العراق، ومنذ عام 2003 بدأت ايران تتعامل مع هذا الوضع كفرصة ذهبية للسيطرة على البلاد. تغلغلت اقتصادياً عبر استخدام جارتها كسوق تجارية مفتوحة وهشّة فأغرقت الأسواق بمنتجاتها إيرانية زهيدة الثمن ما أثر على المنتج المحلي وإخراجه من المنافسة. كما استغلت إيران الحدود مع العراق لتكريس سيطرتها على التجارة عبر مرتشين من المسؤولين المتحكمين في المنافذ الحدودية ولاحقاً عبر ميليشيات تأتمر من طهران. ارتفع حجم التبادل التجاري الايراني مع بغداد خاصة بعد توقيع الحكومة اتفاقيات تصب في خدمة النشاط الاقتصادي الإيراني أحادياً. وعلى سبيل المثال لا الحصر، عُقد اتفاق ـ في سبتمبر 2014 ـ خفضت بغداد بموجبه تعرفتها الجمركية أمام السلع الإيرانية لتتراوح بين 0% و5%. وفي فبراير 2015, اتفقت طهران مع بغداد على إلغاء عمليات الرقابة على الصادرات الإيرانية من السلع عند المنافذ الحدودية لـ"تيسير حركة التجارة" وبهذا تصبح استيرادات العراق 72% من مجموع السلع الإيرانية المحلية غير النفطية، ليكون العراق في المرتبة الأولى في استيراده لتلك السلع. هذا التبادل الأحادي الفائدة تسبب بخروج صافي العملة الأجنبية من العراق التي تقدر بـ 16 مليار دولار مقابل سلع تدخله من إيران. وفي قطاع الطاقة، سعت طهران كذلك إلى حضور أكبر، اذ صرح وزير الطاقة الإيراني “حميد شت شيان” في يوليو 2014 بأن إيران تشارك في 27 مشروعا لتوليد الكهرباء بقيمة مليار و245 مليون دولار، متوقعا استحواذ إيران على نسبة 5 إلى 10% من المشروعات التنموية في العراق التي ستصل تكلفتها إلى 275 مليار دولار . تحكم إيران في قطاع الطاقة العراقية جعلها تستغل البلاد اقتصاديا دون ان تلقى مقاومة تذكر. وفي مجال الشركات والمصارف، تسيطر إيران أيضا على 60%من الأسهم فيها، ليتكرس التوغّل الايراني على سبيل المثال لا الحصر، وتأتي فوائد المشروع التوسعي في كل من العراق وسوريا واليمن ولبنان بأرباح طائلة على نظام إيران.. فتتكدّس الأموال في خزائن رؤوسه على حساب شعبٍ لم يحصل منها حتى على فتات.

كلّ ذلك، تؤكّده التظاهرات المعيشية الأخيرة التي خرج فيها الإيرانيون في الشوارع ضد نظام وصفوه بالـ"السارق"، لكنه واجههم بالرصاص حيث قُتل منهم أكثر من 1500 متظاهر، وفق رويترز. وقبل يومين من تاريخ كتابة المقال، أعلنت الشرطة الإيرانية أنها مستعدّة عتاداً وعديداً في حال خروج تظاهرات جديدة. كلّ ذلك إنما يؤكّد أنّ النظام الإيراني صرف أموال شعبه على استثمارات مشبوهة في مشروعه التوسعي الذي حمل عنواناً مذهبيا حينا وسياسياً أحياناً فيما "حقيقة" لا يتعدّى كونه مشروع فساد عابرا للحدود على حساب شعوب المنطقة والشعب الإيراني على وجه الخصوص حيث إنّه عاد بمكاسب اقتصادية هائلة على قادة النظام ودخلت الأرباح في خزينة المرشد والحرس الثوري ولم يستفد منها الشعب الإيراني أبداً.

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

عون تابع مسار الاجراءات لضبط التهريب واستقبل صحناوي ومحفوظ وأبرق معزيا بالقليبي

وطنية - الجمعة 15 أيار 2020

تابع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون قبل ظهر اليوم، مسار الاجراءات التي تقرر اتخاذها لضبط عمليات التهريب عبر الحدود البرية ولا سيما تهريب المواد المدعومة مثل المحروقات على انواعها والطحين وغيرها. وفي هذا الاطار تلقى سلسلة تقارير حول التدابير التي نفذت لوضع حد للتهريب عبر المعابر البرية غير الشرعية والعمليات التي ضبطت خلال الساعات الماضية. وشدد الرئيس عون على "اهمية التنسيق بين مختلف الاجهزة الامنية والعسكرية لتأمين نجاح الاجراءات المتخذة في مجلس الوزراء امس والمجلس الاعلى للدفاع اول من امس".

صحناوي

واستقبل الرئيس عون النائب نقولا صحناوي وعرض معه التطورات السياسية الراهنة والمواضيع المطروحة.

محفوظ

وتسلم من رئيس المجلس الوطني للإعلام المرئي والمسموع عبد الهادي محفوظ، تقارير اعدها المجلس. وتناول البحث متابعة الاداء الاعلامي المرئي والمسموع والالكتروني والمشاكل المتصلة بوسائل الاعلام التي يرعى المجلس الوطني عملها. وأشار محفوظ الى ان "مسألة مواقع التواصل كانت محور بحث لا سيما لجهة اخضاعها للقضاء في مخالفات القدح والذم والخبر الكاذب وتطبيق القوانين المرعية الاجراء على اساس ان هذه المواقع تستند الى الحرية الاعلامية".

تعزية بالشاذلي القليبي

وأبرق الرئيس عون الى رئيس الجمهورية التونسية قيس بن المنصف بن محمد سعيد، والامين العام لجامعة الدول العربية احمد ابو الغيط، معزيا بالأمين العام السابق للجامعة المرحوم الشاذلي القليبي، منوها بالدور الذي لعبه خلال توليه مسؤولياته في جامعة الدول العربية.

 

نديم الجميّل: لا جدوى من طرح الخطة الإقتصادية إذا لم تتواكب بجرأة مع تغيير سياسي

وكالات/15 أيار/2020

 وجّه النائب نديم الجميّل رسالة مباشرة الى أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله حول الوضع القائم، خلال مداخلة مباشرة عبر موقع القوات اللبنانية مع عدد من اللبنانيين في لبنان والخارج، من خلال رده على أسئلة المشاركين قال فيها:

 "بالأمس رفضتَ مشاركة الأمم المتحدة في عملية ضبط الحدود مع سوريا. مع إحترامي لك، نفهم تماماً هواجسك وهواجس الطائفة الشيعية، كما أن كل طائفة لها مخاوفها وهواجسها ومرّت بظروف صعبة. نحن مستعدون جميعاً لوضع هواجسنا على الطاولة، وليضع السنة والشيعة والدروز والمسيحيين هواجسهم، ولندَعْ الدولة اللبنانية تحمي هواجس الجميع. لم يعد مسموحاً أن تحمي أنت هواجس الشيعة فقط، ولا يمكن أن نحمي نحن هواجس المسيحيين فقط، وإلا سنبقى على خلاف.

وقال:" أنت تعتبر اليوم أن مصلحة الشيعة تقضي بأن تبقى الحدود مشرّعة، خاصة أن هناك كم أزعر عندك مستفيد من عمليات تهريب البضائع عبر الحدود، ليس فقط من سوريا بل أيضاً من إيران، وانت المستفيد من هذا الوضع وطائفتك هي المستفيدة، لكن أكثرية الشعب اللبناني يتضرر من هذا التهريب. لا نتحدث عن مصلحة إسرائيل إذا ضُبطت الحدود، نتحدث عن مصلحة اللبنانيين وعن مصلحة إقتصادية في ضبط الحدود ومنع التهريب. و في اليوم الذي سيأتي وتقع فيه الكارثة، لن تكون لا أنت و لا الطائفة و لا جمهورك بمنأى من هذه الكارثة.لذا باشِر اليوم بلبننة خياراتكَ التي لا نعرف إذا كانت سورية أو إيرانية وإذا كانت مصالح سوريا و إيران قبل مصلحة لبنان". أضاف: " إذا كنا اليوم نطالب من جديد بتطبيق القرارين الدوليين 1559 و1701 فلإنك قلت في مقابلتك منذ يومين، - أن الحدود اللبنانية كبيرة، و لا يمكن للجيش اللبناني ولحزب الله أن يضبطها-. لذا فلنطلب مساعدة الأمم المتحدة التي لديها طرقها  في المساعدة لضبط تلك الحدود. فلمصلحة لبنان، ومنعاً لتسهيل الرشاوى لقبضايات الحواجز، فلتُدفع هذه الأموال للجمارك اللبنانية ليستفيد منها الشعب اللبناني برمّته."

واستطرد قائلاً:" أما  إذا كنتَ تريد الحدود فلتانة لتهريب السلاح، فسيأتي يوم و ليس ببعيد سيسقط نظام بشار الأسد، ولن يعود بإمكانك أن تفرض شروطاً تفرضها اليوم كالإعتراف بنظام بشار الأسد.هذه الدولة أنت جزء منها، وهذه الحكومة أنت كانت لك الكلمة الفصل في اختيار أعضائها، فتفضّل إذا كان لك كلمة، واعمل مع النظام السوري لضبط الحدود حفاظاً على ما تبّقى من هيبة الدولة وهيبة الحكم". رداً على سؤال حول الخطة الإقتصادية قال الجميّل:" من أجل أن يقبل المجتمع الدولي بمساعدتنا، هناك شروط.هناك معابر غير شرعية يجب إقفالها، موضوع النزف في قطاع الكهرباء يجب حله، وموضوع الوظيفة العامة والتوظيف العشوائي في القطاع العام.  أضاف:"ومن أجل إعادة إستقطاب الاستثمارات، إلا يلزم ذلك استقرار سياسي، أم علينا أن نستمر في التصويب على السعوديين والخليجيين ونستمر بالتهديدات عبر خطف بعض السياح؟ هل هذه الأمور تجلب السّياحة الى لبنان؟ أم أننا نريد تحويل لبنان الى إقتصاد ممانع ونتباهى بنشر مصانع الصواريخ الدقيقة ؟. هذا الإقتصاد الممانع أوصلنا الى الأزمة كما أوصل إيران و سوريا الى الهاوية. لذا علينا أن نختار بين السياحة و الضيافة اللبنانية ودعم دولي واستتباب الأمن بدءاً من المطار أم علينا اختيار إقتصاد الممانعة والسلاح المتفلّت".

وأنهى قائلاً:" الخطة المطروحة منيحة، ولكن يجب أن تواكبها الحكومة بجرأة بخطوات سياسية وكبح جماح السلاح غير الشرعي، وإلا ، لا يمكن تطبيق هذه الخطة وستبقى حبراً على ورق".

 

تصاعد ضغوط حزب الله على حاكم مصرف لبنان بسبب هبوط الليرة السورية

العرب/16 أيار/2020

المصرف المركزي يقرر رفع السرية المصرفية عن حسابات كبار الصرّافين اللبنانيين.

ضغوطات إضافية

بيروت - ربطت أوساط سياسية لبنانية بين قرار المدعي العام المالي علي إبراهيم القاضي بتوقيف مازن حمدان مدير العمليات المالية في مصرف لبنان (البنك المركزي) من جهة، وبين الضغوط التي يمارسها حزب الله على حاكم المصرف رياض سلامة من جهة أخرى.وكشفت هذه الأوساط أن حمدان، الذي يعتبر أحد المساعدين الأساسيين لرياض سلامة، ينفذ تعليمات للحاكم بجعل كلّ الدولارات التي تحوّل من خارج لبنان تنتهي في البنك المركزي بدل بقائها في السوق. وذكرت في هذا المجال أنّ ذلك أغضب حزب الله الذي كان يجمع الدولارات الأميركية من السوق ويرسلها إلى سوريا حيث يعاني النظام فيها من أزمة مالية حقيقية وعميقة جعلت الدولار يرتفع إلى نحو 1580 ليرة سورية في مقابل هبوط الليرة يوم الخميس الماضي عشية بدء العطلة الأسبوعية.

ومعروف أن الدولار كان يساوي ألف ليرة سورية مطلع هذه السنة.

ولاحظت الأوساط أن رفض سلامة أي وساطات تستهدف رفع الحظر عن إجبار بيوت الصيرفة الكبيرة على تسليم كل دولار تحصل عليه إلى مصرف لبنان ودفع قيمة الحوالات بالعملة اللبنانية بسعر السوق، أثار غضبا شديدا لدى حزب الله. واعتبر الحزب أن سحب الدولارات من السوق اللبنانية لا يستهدفه فحسب، بل هو جزء من الضغوط الأميركية على النظام السوري في وقت لم تعد فيه إيران قادرة على أن توفّر له أي عملات صعبة. وكان لافتا الجمعة قرار لمصرف لبنان ردّ فيه على توقيف مازن حمدان برفع السرّية المصرفية عن حسابات كبار الصرّافين اللبنانيين وذلك في إطار ضغوط مضادة قرّر ممارستها على حزب الله الذي سعى قبل شهر إلى التخلّص من حاكم مصرف لبنان، لكنّه فشل في ذلك. وترافق ذلك مع اجتماع عقده موظفو مصرف لبنان الذين هددوا بالإضراب العام في حال استمرّ توقيف مازن حمدان.

ويذكر أن من بين الأسباب التي جعلت الحزب يتراجع عن موقفه من رياض سلامة، تلويح السفيرة الأميركية في بيروت دوروثي شاي لرئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل بإمكان فرض عقوبات أميركية على شخصيات معيّنة محسوبة على رئيس الجمهورية ميشال عون (والد زوجة جبران باسيل) في حال المسّ برياض سلامة وإزاحته من موقعه.

تحركات حزب الله على حساب اللبنانيين

وقال سياسي لبناني وقتذاك إن باسيل تدخّل لدى حليفه حزب الله كي يوقف حملته على حاكم مصرف لبنان. كذلك، أدّت ضغوط أميركية وأوروبية إلى منع تعيين أربعة نواب لحاكم مصرف لبنان بدل الأربعة الذين انتهت مدة وجودهم في مواقعهم. وذكر هذا السياسي اللبناني أن التدخليْن الأميركي والأوروبي أدّيا إلى إرجاء التعيينات التي كان حزب الله يستهدف من خلالها الانتهاء من رياض سلامة وتعيين مؤيد للتيار الوطني الحر مكانه وإحاطته بنواب للحاكم من الذين يعتبرون من مؤيدي الحزب. وانشغل اللبنانيون الجمعة بزيارة زوجة رئيس مجلس الوزراء حسان دياب، السيدة نوار المولوي دياب، إلى وزارة الإعلام في سابقة تاريخية لم تقم بها في يوم من الأيّام أي زوجة أخرى لرئيس من رؤساء الحكومة اللبنانية. وقامت نوار دياب، في ما اعتبره سياسيون لبنانيون بمثابة “فضيحة”، بزيارة إلى إدارة رسمية هي وزارة الإعلام وبحثت مع العاملين فيها في كيفية تطويرها، كما أدلت بآراء سياسية واقتصادية على الرغم من أنّها لا تتبوّأ موقعًا رسميّا، ولا تتولى مهمة رسمية. وكانت زيارتها للوزارة محل تساؤل واستغراب نظرا إلى أنّها قالت صراحة إنّها تريد تفقد “سير العمل” في الوزارة. وعادة، لا تقوم  زوجات الرؤساء الثلاثة في لبنان بأيّ تحرك ذي طابع رسمي.وكان من بين أبرز ما قالته زوجة رئيس الحكومة اللبنانية دعوة النساء اللبنانيات إلى العمل في المنازل بدل الخادمات الأجنبيات كي تبقى العملات الصعبة في البلد. كذلك، دعت الشبان اللبنانيين إلى العمل كنواطير بنايات وفي محطات تعبئة الوقود للغرض نفسه!

 

حارث سليمان لـ«جنوبية»: مصرف لبنان جفف مصادر الدولار لـ«حزب الله».. فإستعاض بتهريب الطحين والنفط!

جنوبية/15 أيار/2020

لم يكن غريباً على سلطة إنتهجت الفساد وهدر المال العام والخضوع لسلاح خارج عن الشرعية، أن تستغل حتّى وجع اللبنانيين ومعاناتهم لتلعب على وتر السياسة وتسجيل النقاط والأهداف لمصالح وحسابات خارجية.

كيف لا وحزب الله القابض على القرار اللبناني، هو نفسه الذي أشعل فتيل الأزمة المالية بتهريبه الدولار كما المازوت والطحين الى سوريا، وإنكبابه لاحقاً على شنّ الحملات “التأديبية” على حاكم “المركزي ، الى أن بات “الأوفر” حظاً لأن يكون “كبش محرقة” للطبقة السياسية الحاكمة، وغطاء لحزب الله ليتخفّى خلفه ويستمر بعمليات التهريب الى سوريا وإيران.

حزب الله القابض على القرار اللبناني، هو نفسه الذي أشعل فتيل الأزمة المالية بتهريبه الدولار كما المازوت والطحين الى سوريا!

فمنذ بداية الأزمة المالية، تصوّبت السهام باتجاه “حزب الله” الذي سحب العملة الدولارية الصعبة التي يشتمها علناً، ويُطاردها سرّاً، من الأسواق المالية اللبنانية، وقام بتهريبها الى سوريا، ليعود لاحقاً ويحوّر الرأي العام، ويستغل الأزمة المالية المعيشية ويصوّب سهامه باتجاه مصرف لبنان وحاكمه رياض سلامة مُتهماً إيّاه بالتلاعب بسعر صرف الدولار، مع العلم أن “قوى الأمن الداخلي” ألقت القبض منذ قرابة الشهر على 4 إيرانيين يمارسون أعمال “الصيرفة” في الضاحية الجنوبية وتم توقيفهم، بالإضافة الى المعلومات التي كانت قد أفادت بأن يحيى مراد، شقيق نقيب الصرافين يدير معه شركة، مركزها منطقة الغبيري في الضاحية الجنوبية لبيروت، معقل “حزب الله”. وهذه الشركة تشتري الدولار بأسعار تفوق سعر السوق، مِمَّا أسهم في رفع سعر الصرف.

وتعليقاً على الحملة الممنهجة التي أطلقها “حزب الله” باتجاه “المركزي” قال المحلل السياسي حارث سليمان في حديث لموقع “جنوبية” ” أن “مطلب الحزب من مصرف لبنان هو أن يبيع الدولارات من أجل أن يأخذوهم إلى الشام، لأن تمويل الإستهلاك في سوريا يتم عبر شراء الدولار من السوق اللبنانية. وفي لبنان يوجد دولارات لدى وكالات التحويل وكان يوجد الصرافين وعلى رأسهم نقيب الصرافين محمود مراد وكان يرفع سعر الصرف لكي يجمع “كل الغلّة” ، وعندما ألقوا القبض عليه، ووضع مصرف لبنان يده على تحويلات الخارج أي عندما أجبرت وكالات التحويل أن تضع الدولارات التي لديها لدى مصرف لبنان وتدفع للزبائن بالليرة اللبنانية، جفّ الدولار من السوق، وبالتالي علت الصرخة لأنه توقف إنسياب الدولار في الأسواق السورية ولذلك قاموا بشراء النفط والطحين لتهريبهم إلى سوريا عوضاً عن الدولار

مطلب الحزب من مصرف لبنان هو أن يبيع الدولارات من أجل أن يأخذوهم إلى الشام!

أضاف: “إنزعجوا من قصة شركات التحويل لأنهم كانوا يجمعون الدولارات منها، عبر المواطن الذي يأتيه الدولار ويصرفه في السوق، وبالتالي يقوم الحزب بأخذه إلى سوريا وإيران، لكن عندما وضع مصرف لبنان يده على هذه الشركات لم يعد باستطاعتهم أن يفعلوا ذلك …وكل هذه الحملات ضد مصرف لبنان هي للسماح مجددا لشركات التحويل أن تأخذ الدولارات واليوم قام سالم زهران (إعلامي الممانعة)بوضع اقتراحين الأول وهو أن يقوم مصرف لبنان بإعطاء ٥ مليار دولار للمودعين (تحت حجّة إراحة المودع) وبالتالي ليقوموا بسحبهم منهم ، والإقتراح الثاني أن نقوم ببيع الذهب، وبالطبع من أجل إعطاء إيران وسوريا”! وعمّا إن كان هناك علاقة بين الإيرانيين الذين تم إلقاء القبض عليهم بتهمة ممارسة عمل الصيرفة بدون إذن، وحزب الله قال سليمان: “إيران في شهر نيسان باعت فقط ٧٠٠٠٠ برميل نفط بسعر نفط حوالى الـ٢٥$ أي لا يصل المدخول الإيراني في نيسان إلا إلى٦٠/٥٥ مليون دولار وهذه المدخول هو ميزانية حزب الله فقط لا غير، فإيران لا يمكنها أن تعيش بميزانية حزب، وبالتالي هناك أزمة حقيقة في إيران وفي سوريا وفي لبنان”. أضاف: “إمّا أن نفتح الوعاء اللبناني على الوعاء السوري على الوعاء الإيران، مع العلم أن الوعاء السوري “منشّف” والوعاء الإيراني “منشف” والخزان اللبناني لا يزال يوجد لديه بعض الدولارات وبالتالي تنساب هذه الدولارات إلى سوريا وإيران وهذا ما يريده حزب الله …أو أن نغلق “الحنفية اللبنانية” وأن نترك الدولارات لنا و”يصطفلو الإيرانين والسوريين” وبالتالي يستمر لبنان لفترة معينة سنة أو سنتين في توفير الحاجات الأساسية لكن حزب الله لا يريد هذا ، يريد أن يأخذنا رهينة أي ” يا منموت كلنا سوا أو منعيش كلنا سوا”.

حزب الله يريد أن يأخذنا رهينة: ” يا منموت كلنا سوا أو منعيش كلنا سوا”!/

وعن توقيف مدير العمليات النقدية في مصرف لبنان مازن حمدان، علّق سليمان قائلاً: “ليس لدي معلومات عن هذا الموضوع ، علينا التأكد من أن مازن حمدان كان يبيع الدولارات بأمر من حاكم مصرف لبنان ، وهل يوجد في الأصل دولار لدى الحاكم ؟ فالدولارات الموجودة في مصرف لبنان ليست “بانكنوت” بل هي دولارات قيدية وبالتالي الصرافين لا يتعاملون مع الدولارات القيدية بل بالبانكنوت”.

 

دريان في ذكرى استشهاد حسن خالد: كان رجل المهمات الوطنية والعربية والإسلامية الكبرى

وطنية - الجمعة 15 أيار 2020

قال مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان، في تصريح، لمناسبة ذكرى استشهاد مفتي الجمهورية السابق الشيخ حسن خالد: "فجع اللبنانيون والعرب يوم 16 أيار عام 1989 باغتيال المفتي الشهيد الشيخ حسن خالد، وقد كان رحمه الله منشغلا بوقف الفتنة والحرب الداخلية، باستصراخ العرب والعالم لإنهاء النزاع الداخلي الذي مضى عليه وقتها عقد ونصف العقد، وكلف عشرات الآلاف من القتلى، وخرابا كبيرا، وهجرة لشباب لبنان في أصقاع الأرض". وتابع: المفتي الشهيد كان رجل المهمات الوطنية والعربية والإسلامية الكبرى. وقد سد بحضوره الوطني والعربي فراغا كبيرا حين عز وجود الصامدين، وأهل التواصل والإدارة الطيبة، والمؤمنين بوحدة الوطن وسلامه، وحياة شيوخه وشبابه ومستقبلهم في ربوعه. وعلى ذلك عاش، كما على ذلك استشهد، غير متردد ولا مساوم على الوطن وسيادته ووحدة أرضه وشعبه". أضاف: "عندما أتذكر تلك الأيام الصعبة، أذكر أن كثرا نصحوا المفتي خالد بالحذر، وتجنب إظهار الحماس لاستعادة السلام الوطني، وكان جوابه دائما: نحن لا نتعمد المجازفة ولا المخاطرة، لكن من ينتصر للبنان المتروك وحيدا؟ إن لم يتقدم لنصرته مواطنوه ومسؤولوه وأهل الغيرة على حاضره ومستقبله. ومنذ إعلانه للثوابت العشر من دار الفتوى عام 1983 وخطبته بالملعب البلدي في عيد الفطر، كان تصميم المفتي خالد على العمل الدؤوب مع سائر المخلصين لاستعادة العافية الوطنية، وبسط الدولة لسلطتها على أراضيها". وتابع: "يقول الشاعر العربي: وفي الليلة الظلماء يفتقد البدر. نعم، نحن نتذكر المفتي خالد كثيرا في هذه الظروف الصعبة بالذات. فقد كانت وداعته رحمه الله سلاما شاملا، وكان عليه بصيرة ملؤها الاحتضان لجميع اللبنانيين، والثقة بأنهم سيكونون لوطنهم مهما كلف الأمر. وإنما كان ديدنه شجاعة الرأي والعزيمة على إنقاذ الوطن والمواطنين". وتابع: نذكر لك يا شهيد الإيمان، وشهيد الرجاء، بشرى الأمن بعد الخوف، والرجاء بعد الشدة، والثقة بالله سبحانه في المنشط والمكره، والصبر مع البسطاء والمتعبين: "هذا بيان للناس وهدى وموعظة للمتقين. ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين. إن يمسسكم قرح فقد مس القوم قرح مثله، وتلك الأيام نداولها بين الناس، وليعلم الله الذين آمنوا ويتخذ منكم شهداء، والله لا يحب الظالمين". وختم: "ستبقى دار الفتوى كما تركتها أمينة على رسالة الخير والسلم والتضامن الوطني والإسلامي، والعيش المشترك. رحمك الله رحمة واسعة جزاء ما قدمت وبذلت وأخلصت وعملت: "من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه، فمنهم من قضى نحبه، ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا".

 

المكتب الاعلامي لرئاسة الحكومة: كلام عقيلة الرئيس دياب عن لبننة العمالة هدفه اعتماد اللبنانيين على أنفسهم

وطنية - الجمعة 15 أيار 2020

صدر عن المكتب الإعلامي في رئاسة الحكومة البيان الآتي: "يحاول البعض عبر وسائل التواصل الاجتماعي تحوير تفسير روحية ومضمون كلام عقيلة رئيس مجلس الوزراء الدكتورة نوار مولوي بشأن لبننة العمالة في لبنان عبر الاعتماد على اللبنانيين واللبنانيات في الأعمال والمهن المختلفة بدلا من العاملين والعاملات الأجانب. إن ما قصدته الدكتورة نوار مولوي واضح في سياق الكلام، وهو ينطلق من الحرص على أن يعتمد اللبنانيون على أنفسهم في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي يمر بها لبنان.

 

/New A/E LCCC Postings for todayجديد موقعي الألكتروني ل ليوم 14-15 أيار/2020

رابط الموقع
http://eliasbejjaninews.com

في لبنان المحتل: انتخابات نيابية مبكرة او نزع السلاح؟/د. وليد فارس/15 أيار/2020

In Occupied Lebanon: Early Parliamentary Elections Or Disarmament?/Dr. Walid Phares/May 15/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/86234/%d8%af-%d9%88%d9%84%d9%8a%d8%af-%d9%81%d8%a7%d8%b1%d8%b3-%d9%81%d9%8a-%d9%84%d8%a8%d9%86%d8%a7%d9%86-%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%ad%d8%aa%d9%84-%d8%a7%d9%86%d8%aa%d8%ae%d8%a7%d8%a8%d8%a7%d8%aa-%d9%86/

 

 

 

القضاء الإيراني يحكم على شابة مسيحية ب 10 جلدات والسجن ل 3 أشهر بتهمة التظاهر ضد اسقاط الطائرة الأوكرانية

Iran sentences young Christian woman to 10 lashes, three months in prison

Emily Judd, Al Arabiya English/Thursday 14 May 2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/86203/86203/

 

لا امكانية للتعايش مع دولة حزب الله

شارل الياس شرتوني/15 أيار/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/86214/%d8%b4%d8%a7%d8%b1%d9%84-%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%b4%d8%b1%d8%aa%d9%88%d9%86%d9%8a-%d9%84%d8%a7-%d8%a7%d9%85%d9%83%d8%a7%d9%86%d9%8a%d8%a9-%d9%84%d9%84%d8%aa%d8%b9%d8%a7%d9%8a%d8%b4-%d9%85/

 

Mullahs’ Missiles Kill Iranians but Can’t Defend Iran/Amir Taheri/Asharq Al Awsat/May 15/2020

صواريخ الملالي تقتل الإيرانيين وتفشل في حماية إيران/أمير طاهري/الشرق الأوسط/15 أيار/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/86209/%d8%a3%d9%85%d9%8a%d8%b1-%d8%b7%d8%a7%d9%87%d8%b1%d9%8a-%d8%b5%d9%88%d8%a7%d8%b1%d9%8a%d8%ae-%d8%a7%d9%84%d9%85%d9%84%d8%a7%d9%84%d9%8a-%d8%aa%d9%82%d8%aa%d9%84-%d8%a7%d9%84%d8%a5%d9%8a%d8%b1%d8%a7/

 

هجوم استباقي لنصر الله يطيح بخطة التفاوض مع صندوق النقد ويرسم «خارطة الطريق» البديلة للحكومة/قوات أممية على الحدود مع سوريا استدعاء لحرب مع إسرائيل

رلى موفّق/اللواء/15 أيار 2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/86218/%d8%b1%d9%84%d9%89-%d9%85%d9%88%d9%81%d9%91%d9%82-%d9%87%d8%ac%d9%88%d9%85-%d8%a7%d8%b3%d8%aa%d8%a8%d8%a7%d9%82%d9%8a-%d9%84%d9%86%d8%b5%d8%b1-%d8%a7%d9%84%d9%84%d9%87-%d9%8a%d8%b7%d9%8a%d8%ad-%d8%a8/

 

كفى تمويهاً

د. مروان اسكندر/صحيفة "النهار/15 أيار 2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/86222/%d8%af-%d9%85%d8%b1%d9%88%d8%a7%d9%86-%d8%a7%d8%b3%d9%83%d9%86%d8%af%d8%b1-%d9%83%d9%81%d9%89-%d8%aa%d9%85%d9%88%d9%8a%d9%87%d8%a7%d9%8b/

يظن فريق السلطة ان المواطنين لا يملكون معارف علمية وفهماً اقتصادياً ويزيد الإيهام بان الخطة – الوحيدة في تاريخ لبنان - كما قال رئيس الوزراء حسان دياب، وهي في الواقع الرابعة او الخامسة، ولم تحظَ اي خطة بالتنفيذ سوى خطة شركة "بكتل" التي نفَّذ بعض توصياتها رفيق الحريري رغم كل العراقيل ومحاولات فريق السيطرة السورية حصر المنافع به سواء كان اعضاؤه سوريين أم لبنانيين.

 

الخارجون عن القانون يحكمون... لبنان

فارس خشّان/الحرة.15/15 أيار/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/86238/%d9%81%d8%a7%d8%b1%d8%b3-%d8%ae%d8%b4%d9%91%d8%a7%d9%86-%d8%a7%d9%84%d8%ae%d8%a7%d8%b1%d8%ac%d9%88%d9%86-%d8%b9%d9%86-%d8%a7%d9%84%d9%82%d8%a7%d9%86%d9%88%d9%86-%d9%8a%d8%ad%d9%83%d9%85%d9%88%d9%86/

 

فيديو حلقة نديم قطش DNA لليوم وهي تحت عنوان: مصطفى بدر الدين

*بظل الثقافة الملالوية الخيالية والواهمة وهيمنة محور المقاومة على لبنان وحكمه كل شيء في حياة المواطن اللبناني يدور حول مسلسل الإنتصارات على إسرائيل

*سؤال: من قتل مصطفى بدر الدين؟ الصحف الإسرائيلية تتهم قاسم سليماني في حين حزب الله لم يتهم إسرائيل في سابقة لمسلسل اتهامها بكل شىء صغير وكبير!!

https://www.youtube.com/watch?v=qkfZVGAPbf4

 

فيديو تقرير من تلفزيون سوريا اليوم المعارض عنوانه: الوسيط "حسن نصر الله.. "هل يربط لبنان مصيره بـ"الأسد

ومداخلات لكل من د.مهند الحاج علي والسيد مرشد نايف

الخلاصة: البلاد التي تحكمها ميليشيات إرهابية ومذهبية وإجرامية ومجرمون من شاكلة نصرالله والأسد كما هو حال لبنان وسوريا لا يمكن أن تبني اقتصداقاً ناجحاً، بل على العكس هي تغرق الشعوب والدول بالفوضى والفقر والجريمة  والحروب العبثية والظلم وذلك على خلفية شريعة الغاب وعمى البصر والبصائر وجنون العظمة..نصرالله هو جندي إيراني وطروادي بإمتياز وينفذ الأجندة الإيرانية وليس عنده أي اهتمام بلبنان أو باللبنانيين لا من قريب ولا من بعيد.

https://www.youtube.com/watch?v=qt2I-3MAvjA

 

فيديو تقرير من تلفزيون اورينت عنوانه: هل هناك اتفاق دولي لإنهاء الدور الإيراني في سوريا؟ مع مداخلات لعسكريين متخصصين

https://www.youtube.com/watch?v=DXGSFVyxfoA