LCCC/ المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة الأخبار العربية ليوم 14 آيار/2019

اعداد الياس بجاني

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/eliasnews19/arabic.may14.19.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

لا دَيْنَ عَلَيْنَا لِلجَسَد، فنَعِيشَ كأُنَاسٍ جَسَدِيِّين؛ لأَنَّكُم إِنْ عِشْتُم كأُنَاسٍ جَسَدِيِّينَ تَمُوتُون أمَّا إِنْ أَمَتُّم بِالرُّوحِ أَعْمَالَ الْجَسَدِ فَتَحْيَون

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياته

أهم عناوين مقابلة الدكتور نبيل خليفة من تلفزيون المر/تلخيص وتفريغ الياس بجاني بتصرف وحرية كاملين

الياس بجاني/رابط مقالتي المنشورة اليوم في جريدة السياسة وهي تحت عنوان: البطريرك صفير… صخرة لبنانية

الياس بجاني/عيد الأم في كندا وأميركا: تهانينا القلبية لكل الأمهات

الياس بجاني/غبطة أبينا وسيدنا البطريرك مار نصرالله بطرس صفير في ذمة الله

الياس بجاني/رابط مقالتي المنشورة اليوم في جريدة السياسة/ استكبار أصحاب شركات أحزاب لبنان

الياس بجاني/سيدنا صفير هو بطريرك المحبة والصبر والتواضع والإيمان

 

عناوين الأخبار اللبنانية

فيديو مقابلة من تلفزيون المر مع د. نبيل خليفة تحكي مسيرة تاريخ ونضال وبساطة وقوة وصلابة إيمان وتواضع وبساطة غبطة البطريرك صفير الذي هو بنظر خليفة "بطريرك القضية اللبنانية والحياة مع الآخر والرؤيوية السيادية والكيانية"/

مقالات وكلمات في رثاء غبطة البطريرك صفير للكتاب: الياس بجاني/د. توفيق هندي/عقل العويط/د.مصطفى علوش/هيام القصيفي/محمد عبد الحميد بيضون/المحامي عبد الحميد الأحدب/سجعان قزي/جورج حايك/جوزف طوق/مرلين وهبة/طوني عيسى/سناء الجاك/خيرالله خيرالله/

جليل الهاشم/منير الربيع/يوسف بزي/الجاك

بعض عناوين مقابلة الدكتور نبيل خليفة من تلفزيون المر/تلخيص وتفريغ الياس بجاني بتصرف وحرية كاملين

التعليمات اللوجستية لاستقبال جثمان البطريرك صفير ووداعه الأربعاء والخميس

القلم وبارودة المقاومة وسراج الزيت/ادمون شدياق

برقيات تعزية من القيادة السعودية الى رئيس الجمهورية بالبطريرك صفير

وفد من السفراء العرب عزى بصفير القناعي: الخسارة ليست للبنان فقط وإنما لمشرقنا العربي

الحاقد يموت بسمّه/الياس الزغبي

نزار زكا: عملت على رفع الوعي حول قضية المختطفين من منطلق وطني ولا يجوز الخلط بين قضايانا او إخضاعها للمساومة

ريفي: نعيش في دولة بوليسية يتم فيها تجاوز القانون والأصول

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الاثنين 13/05/2019

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

مار نصرالله بطرس صفير.. وسيرة البطاركة الموارنة/جليل الهاشم/المدن

البطريرك صفير: من حزب الله إلى روايات الاستقالة "الملتبسة/منير الربيع/المدن

بيان صادر عن الرابطة الأشورية في لبنان: نقول شكرا لبطريرك حامل مجد لبنان. شكرا مار نصرالله بطرس صفير بطريرك المشرق

بيان لقاء سيدة الجبل

بيان صادر عن مكتب الدكتور فارس سعيد

التجمع من أجل السيادة: الاعتداء على السفن الاماراتية عمل قرصنة

الاحتجاجات والإضرابات تسابق الموازنة وجلسة أخيرة في “بعبدا”/عون يحدد موقفه من التطورات في إفطار جامع اليوم

الحريري يؤكد التضامن مع الإمارات والدول الخليجية

بري: صفير مثّل فكرة القيادة الشعبية والدينية/الوفود أمَّت بكركي للتعزية

توقيف رشيد جنبلاط بتهمة "التطاول على المقامات"

مع تأييدي الأكيد:يا قضاة لبنان اعتكفوا/المحامي رمزي هيكل

قبلان يقطع الطريق على جرمانوس في قضية "الضيقة"/عبدالله قمح/ليبانون ديبايت

المُصلّى" يُجبر مدير كلية الحقوق في زحلة على الإستقالة؟!/ماهر الخطيب/النشرة

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

لأول مرة.. إيران الخمينية تقبل اللعب مع إسرائيل في محفل رياضي..

استهداف أربع سفن تجارية قرب المياه الإقليمية للإمارات يشعل المنطقة

السعودية أعلنت تعرض ناقلتين لها للهجوم التخريبي... وموجة ردود فعل غاضبة ومنددة

طهران تدعو للتحقيق: كاد المريب يقول خذوني

واشنطن: إدارة ترامب غير قلقة من الحرب ضد إيران وبريطانيا تخشى صراعاً "غير مقصود" وروحاني يطلب "التضحية"

الولايات المتحدة تحذر مواطنيها من السفر إلى العراق بسبب التوترات

نظام الأسد يقصف قوات تركية في ريف حماة والمدنيين بالشمال

فرنسا تدرس محاكمة المتطرفين الأجانب بسورية

الحرية والتغيير” و”العسكري” يبحثان نسب التمثيل في مجلس السيادة/تفريق احتجاجات في الخرطوم... وحركة تطهير واسعة في الشرطة

الوفاق” تقصف الجيش الوطني بطائرات تركية مسيرة

سلطنة عمان تقرر إعادة فتح سفارتها في العراق

إسرائيل تخطط لضم الضفة وأشتية يدعو لاعتراف دولي بالدولة الفلسطينية ومسؤول أممي يدعو قطاع غزة إلى التزام الهدوء حتى لا تنهار التهدئة

عدد الفلسطينيين تضاعف 9 مرات منذ “النكبة”

السيسي والعاهل البحريني يبحثان في تعزيز العمل العربي المشترك

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

البطريرك مار نصر الله بطرس صفير صخرة لبنان لن تموت/د. توفيق هندي/النهار

الحقير" نصرالله بطرس صفير لم يكن حقيرًا، وصيّة السادس والسبعين لا أحد يملي علينا موقفًا/عقل العويط/النهار

مار نصر الله بطرس صفير.. كرَّم الله وجهَك/د.مصطفى علوش/الجمهورية

غابت أيقونة الطائفة المارونية/هيام القصيفي/الأخبار

مار نصرالله بطرس صفير هبة لبنان/محمد عبد الحميد بيضون

البطريرك صفير كان الفارس الوحيد في زمنٍ ذَهَبَ فيه الفرسان في إجازة/المحامي عبد الحميد الأحدب

البطريرك صفير عاد من حيث أتى/سجعان قزي/جريدة الجمهورية

صخرة البطاركة/جورج حايك/جريدة الجمهورية

البابا صفير/جوزف طوق/جريدة الجمهورية

تحضيرات الوداع الأخير «لضمير لبنان»/مرلين وهبة/جريدة الجمهورية

البطريرك مات... فماذا عن «لبنان الكبير/طوني عيسى/جريدة الجمهورية

هذا البطريرك/سناء الجاك/النهار

غرفة عمليات طهران - الضاحية: طبول الحرب لا نيرانها/منير الربيع/المدن

الإخوان» والتقية السياسية/د. جبريل العبيدي/الشرق الأوسط

إيران ومصيدة التصعيد/سام منسى/الشرق الأوسط

إيران وصعوبة الرقص مع ترمب/غسان شربل/الشرق الأوسط

«الفاتيكان»... والعالم الإسلامي في رمضان/إميل أمين/الشرق الأوسط

طبول الحرب تقرع/الكولونيل شربل بركات

المناورة الإيرانية على حافة الهاوية/علي الأمين/العرب

إيران تشعل النار في ثوبها/أحمد عبد العزيز الجارالله

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

رئيس الجمهورية اللبنانية تسلم نعيا من الراعي بوفاة البطريرك صفير

رئيس الجمهورية يقيم افطارا جامعا غدا وتابع مع ادكار طرابلسي قضايا محلية وملف المية ومية وشرق صيدا

مجلس الوزراء استكمل البحث في التقديمات للمؤسسات والجمعيات ويعقد جلسته المقبلة ظهر الغد

الحريري استقبل سفيري اسبانيا وباكستان ووفدا من جمعية اليازا والقاضي عماد قبلان

جنبلاط: تعريض سفن تجارية وناقلات نفط لأعمال تخريبية بالقرب من الفجيرة تطور سلبي مرفوض

لكتلة الوطنية: البطريرك صفير كان قدوة في تواضعه وتسامحه وقربه من الضعفاء

 ديبلوماسيا أدوا اليمين بعد صدور مراسيم تعيينهم باسيل: لدي أسبابي الكافية للقول إن مصدر التسريب في الوزارة أكثر من شخص

رئيس الجمهورية اللبنانية اطلق طوابع الطيور المهاجرة: مصرون على تحويل لبنان لممر آمن للطيور وللمؤسسات التربوية دورها في ادراج البيئة في برنامجها التعليمي

 

في أسفل تفاصيل النشرة الكاملة

الزوادة الإيمانية لليوم

فاللهُ مَا دعَانَا إِلى النَّجاسَة، بَلْ إِلى القَدَاسَة

“رسالة القدّيس بولس الأولى إلى أهل تسالونيقي04/من01حتى09/:” يا إخوَتِي، لَقَدْ تَعَلَّمْتُم مِنَّا كَيفَ يَجِبُ أَنْ تَسْلُكُوا وتُرْضُوا اللهَ، وهكَذا أَنْتُم سَالِكُون، لِذلِكَ نَسْأَلُكُم ونُنَاشِدُكُم في الرَّبِّ يَسُوعَ أَنْ تَسْتَزِيدُوا أَكْثَرَ فأَكْثَر. فإِنَّكُم تَعْلَمُونَ أَيَّ وَصَايَا ٱسْتَودَعْنَكُم بِالرَّبِّ يَسُوع. إِنَّ مشيئَةَ اللهِ هِيَ تَقْدِيسُكُم، أَيْ أَنْ تَمْتَنِعُوا عَنِ الفُجُور؛ وأَنْ يَعْرِفَ كُلُّ واحِدٍ مِنْكُم كَيْفَ يَصُونُ جَسَدَهُ في القَدَاسَةِ والكَرَامَة، لا في أَهْوَاءِ الشَّهْوَة، كَمَا يَفْعَلُ الأُمَمُ الَّذِينَ لا يَعْرِفُونَ الله؛ وأَلاَّ يتَعَدَّى أَحَدٌ عَلى أَخِيهِ ويَسْتَغِلَّهُ في هذَا الأَمْر، لأَنَّ الرَّبَّ يُعَاقِبُ عَلى كُلِّ هذِهِ الأُمُور، كَمَا سَبَقَ فَقُلْنَا لَكُم وَأَنْذَرْنَاكُم. فاللهُ مَا دعَانَا إِلى النَّجاسَة، بَلْ إِلى القَدَاسَة. إِذًا فَمَنْ يَحْتَقِرُ أَخَاهُ لا يَحْتَقِرُ إِنْسَانًا، بَلْ يَحْتَقِرُ اللهَ الَّذي يَمْنَحُكُم رُوحَهُ القُدُّوس. أَمَّا المَحَبَّةُ الأَخَوِيَّةُ فلا حَاجَةَ بِكُم إِلى أَنْ نَكْتُبَ إِلَيْكُم في شَأْنِهَا، فأَنْتُم أَنْفُسُكُم تَعَلَّمْتُم مِنَ اللهِ أَنْ تُحِبُّوا بِعْضُكُم بَعْضًا.”

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياته وتغريدات متفرقة

الياس بجاني/رابط مقالتي المنشورة اليوم في جريدة السياسة وهي تحت عنوان: البطريرك صفير… صخرة لبنانية/13 أيار/2019/اضغط هنا  أو على الرابط في أسفل لقراءة المقالة

http://al-seyassah.com/%d8%a7%d9%84%d8%a8%d8%b7%d8%b1%d9%8a%d8%b1%d9%83-%d8%b5%d9%81%d9%8a%d8%b1-%d8%b5%d8%ae%d8%b1%d8%a9-%d9%84%d8%a8%d9%86%d8%a7%d9%86%d9%8a%d8%a9/

 

Elias Bejjani/Happy & Blessed Mathers Day To All Mothers/May 12/2019

عيد الأم في كندا وأميركا: تهانينا القلبية لكل الأمهات

الياس بجاني/12 أيار/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/74778/%D8%A7%D9%84%D9%8A%D8%A7%D8%B3-%D8%A8%D8%AC%D8%A7%D9%86%D9%8A-%D8%B9%D9%8A%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%85-%D9%81%D9%8A-%D9%83%D9%86%D8%AF%D8%A7-%D9%88%D8%A3%D9%85%D9%8A%D8%B1%D9%83%D8%A7-%D8%AA%D9%87/

مما لا شك فيه فإن كل أم انتقلت إلى جوار الرب هي اليوم من السماء تبارك عائلتها وتتضرع وتصلي من أجلها.

إلى روح أمي وإلى أرواح كل الأمهات الذين رحلوا نصلي مع تقديم كل واجبات الامتنان والعرفان بالجميل على تضحياتهم وعطاءاتهم الجليلة.

من القلب والوجدان والضمير والإحساس بالمسؤولية، وبفرح وامتنان نقول بصوت عال لكل أم في عيدها اليوم: باركك الله، أطال بعمرك، وأبقاك لنا زخراً وكنزاً ونبعاً وشعلة وبركة ونعمة ومثالاً نقتدي به في الاستفادة من عطايا المحبة والحنان والتفاني والتجرد.

نقول لها صادقين وبامتنان بأننا نصلي لله باستمرار حتى يُديِّم عليها نِعّم العقل والبصيرة والضمير والإيمان.

نُقبل وجنة وأيادي كل أم وننحني إجلالاً أمام هامتها وهي صاحبة الدور المقدس الذي تمارسه بإيمان وتجرد.

نقول لكل أم أننا نقدر ونجل أهمية دورك الرائد والمحوري في حياتنا، ونصلي من أجل أن يُعطيك الرب القوة حتى تتابعي القيام بواجباتك المقدسة بتواضع ووداعة.

أنت يا أمنا عماد العائلة، وأنت حجر زاويتها، وأنت بركتها وكل نعمها.

أنت وكما أراد الرب رباط العائلة المقدس وسياجها الواقي والحامي والمنيع والمبارك.

نقول للأم المصرة على أن تبقى أماً برسالتها المقدسة رغم مختلف التحديات والعوائق والصعاب، نقول: معك العائلة الصالحة تستمر وتتكاتف، وبمحبتك وتضحياتك وتفانيك تقوى، وبرعايتك تنمو وتتضاعف، فيزيدها الرب من عطاياه ويباركها ويباركك.

إن وزنة الأمومة وزنة كبيرة وثمينة جداً، والله حباها بها وقدسها وباركها.

الأم هي تجسيد حي لتفانِ وعطاءات ومحبة أمنا البتول مريم العذراء التي قدمت وحيدها من اجلنا ومن أجل عائلاتنا وأوجدت لنا نموذجاً مقدساً للأم المثالية.

إن الرب الذي يُنعم على الأم بنعمة الأمومة ويأتمنها عليها يريدها أن تسير على دروب العذراء وتقتدي بها دون تردد وقد خصها مع الأب في وصية من وصاياه العشرة وطالب البنين بإكرامها: “أكرم أباك وأمك”.

إن الأم لا تقول أبداُ “أنا”، ولكن دائما “نحن”، لأن دور الأم مهم جداً في بناء المجتمعات التي منها تتكون الأوطان.

نبارك للأم بعيدها ونشكر الله على ما أعطاها من وزنات.

الأم تجمع العائلة تحت جناحيها لأن وزناتها هي وزنات المحبة والعطاء، وكمريم العذراء تتحلى بعطايا التضحية والجلد والصبر والفرح، فليبارك الرب كل أم اليوم في عيدها، وصلاتنا الحارة والإيمانية الصادقة لكل أم انتقلت إلى جوار الرب.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

رابط موقع الكاتب الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

عنوان الكاتب الألكتروني

phoenicia@hotmail.com

 

غبطة أبينا وسيدنا البطريرك مار نصرالله بطرس صفير في ذمة الله

الرب أعطا والرب أخذ فليكن اسم الرب مباركاً

الياس بجاني/12 أيار/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/74740/%D8%A7%D9%84%D9%8A%D8%A7%D8%B3-%D8%A8%D8%AC%D8%A7%D9%86%D9%8A-%D8%BA%D8%A8%D8%B7%D8%A9-%D8%A3%D8%A8%D9%8A%D9%86%D8%A7-%D9%88%D8%B3%D9%8A%D8%AF%D9%86%D8%A7-%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%B7%D8%B1%D9%8A%D8%B1/

جاء في خبر عاجل لوكالة الأنباء الوطنية قبل قليل بأن الموت قد غيب غبطة أبينا وسيدنا غبطة البطريرك مار نصرالله بطرس صفير الذي كان يعالج في مستشفي أوتيل ديو منذ عدة أيام.

سيدنا صفير في المفهوم الإنجيلي المسيحي لم يمت، بل هو انتقل من الموت إلى الحياة.. الحياة الأبدية حيث لا خوف ولا وجع، بل فرح وسعادة أبديين.

جسد سيدنا صفير الترابي هو الذي توقفت فية الحياة بعد أن استرد الخالق جل جلاله وديعة الحياة منه.

فمن التراب جبل جسد الإنسان الترابي وإلى التراب يعود.

ولكن روح سيدنا صفير هي الآن في السماء تنظر إلى لبنان وأهله من فوق تباركهم وتصلي لهم وتتضرع من أجل عودة السلام والحريات والإستقلال والسيادة إلى وطن الأرز الذي أحبه سيدنا وقدم حياته على مذبحه.

روح سيدنا صفير الطاهرة هي في السماء محاطة بالملائكة وبين أيدي الخالق جل جلاله.

سيدنا صفير تمم واجباته الإيمانية والكهنوتية والكنسية والوطنية والإنسانية، وكان طوال حياته تقياً ومؤمناً وشفافاً ومتواضعاً وحاملاً بعناد رسالة المسيح ومبشراً بها دون تعب أو كلل.

دائماً كان يشهد للحق ببساطة دون مواربة، وبكلمات قليلة، ولكن معبرة ونافذة إلى القلوب والعقول والوجدان.

لم ييأس يوماً،

ولم يُحبط،

ولا قل إيمانه،

ولا خاب رجاؤه في مواجهة التجارب والصعاب الجسام والشدائد.

بل كان دائماً مؤمناً وبثقة صلبة وأكيدة برحمة ومحبة الله.

سيدنا صفير كان حارساً أميناً على الكنيسة المارونية، وراعياً أميناً لرعيته، وهو عمل دون كلل وبحماس وصبر وبعناد وصلابة وإيمان على تأمين وحماية حقوق ووجود كل المسيحيين في لبنان وبلاد الإنتشار عموماً والموارنة منهم تحديداً.

وقف بعناد وكالجبل الشامخ في مواجهة الاحتلال السوري ورموزه المحليين وكان رأس حربه في إنهاء هذا الاحتلال الغاشم من خلال لقاء قرنة شهوان السلمي والحضاري والعابر للطوائف.

سيدنا صفير رعى مصالحة الجبل ولم يقطع الاتصالات مع أي شريحة من شرائح وطن الأرز المذهبية والمجتمعية ولم يقفل باب الصرح البطريركي بوجه أحد.

سيدنا صفير وبشهادة كثر من اللبنانيين، مواطنين ورجال دين وقادة، كان أباً ومرشداً ومسانداً ومتفهماً للجميع، وقد لاقاه الكل بمحبة واعترفوا له بفضائله الحميدة وبرعايته المخلصة واعتبروه عن قناعة وعن تجربة وأفعال أباً وصديقاً لهم.

في المسيحية لا موت، بل انتقال من الموت إلى الحياة.. وسيدنا صفير انتقل اليوم إلى جوار ربه ليكون بمعية وإلى جانب البررة والقديسين.

ذكراه العطرة باقية طالما بقيت ذاكرة حية وعرفان بالجميل وتقدير للكبار والعظماء والبررة عند الموارنة بشكل خاص، وعند اللبنانيين السياديين والشرفاء والاستقلاليين والوطنيين عموماً.

الرب أعطى والرب أخذ فليكن اسم الرب مباركاً.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

رابط موقع الكاتب الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

عنوان الكاتب الألكتروني

phoenicia@hotmail.com

 

الياس بجاني/رابط مقالتي المنشورة اليوم في جريدة السياسة

الياس بجاني/12 أيار/2019/استكبار أصحاب شركات أحزاب لبنان/اضغط هنا

http://al-seyassah.com/%D8%A7%D8%B3%D8%AA%D9%83%D8%A8%D8%A7%D8%B1-%D8%A3%D8%B5%D8%AD%D8%A7%D8%A8-%D8%B4%D8%B1%D9%83%D8%A7%D8%AA-%D8%A3%D8%AD%D8%B2%D8%A7%D8%A8-%D9%84%D8%A8%D9%86%D8%A7%D9%86/

 

سيدنا صفير هو بطريرك المحبة والصبر والتواضع والإيمان

Patriarch Mar Nasrallah Sfier: A Clergy of Faith love, humility and Perseverance

Elias Bejjani/May 11/2019

الياس بجاني/11 أيار/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/74722/elias-bejjani-patriarch-mar-nasrallah-sfier-a-clergy-of-faith-love-humility-and-perseverance-%D8%A7%D9%84%D9%8A%D8%A7%D8%B3-%D8%A8%D8%AC%D8%A7%D9%86%D9%8A-%D8%B3%D9%8A%D8%AF%D9%86%D8%A7-%D8%B5/

صلاتنا للبطريك الكبير مار نصرالله بطرس صفير، رمز التواضع والإيمان والثبات، وربنا، وأمنا مريم العذراء، وكل البررة والقديسين اللبنانيين يكونون معه وإلى جانبه في محنته الصحية حيث هو في المستشفي في حالة صحية صعبه على خلفية عمره البالغ 100سنة.

البطريرك الكبير ومهما كانت وضعيته الصحية أو الحايتية هو باق معنا بالأمثولة الحسنة والإيمانية والوطنية حتى بعد رحيله عن هذه الأرض الفانية.

إن مصير البطريرك صفير الصحي هو اليوم بين أيدي الله سبحانه وتعالي الذي له المجد والتكريم والطاعة.

نعم، نعم، الموت الجسدي الترابي هو حق ومصير حتمي لكل مخلوق بشري ولا مهرب منه.

ولكن الموت الجسدي-الترابي في مفهومنا المسيحي هو ليس موتاً بالمعايير الأنسانية، بل هو انتقالاً من الموت إلى الحياة بالمفهوم الإنجيلي…فالإنسان قد جبل من التراب وإلى التراب سيعود.

صلاتنا هي مع سيدنا صفير ومصيره الجسدي هو اليوم بين يديه.

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

فيديو مقابلة من تلفزيون المر مع د. نبيل خليفة تحكي مسيرة تاريخ ونضال وبساطة وقوة وصلابة إيمان وتواضع وبساطة غبطة البطريرك صفير الذي هو بنظر خليفة "بطريرك القضية اللبنانية والحياة مع الآخر والرؤيوية السيادية والكيانية"/

مع 13 كلمة رثاء لكتاب وصحافيين

مقالات وكلمات في رثاء غبطة البطريرك صفير للكتاب: الياس بجاني/د. توفيق هندي/عقل العويط/د.مصطفى علوش/هيام القصيفي/محمد عبد الحميد بيضون/المحامي عبد الحميد الأحدب/سجعان قزي/جورج حايك/جوزف طوق/مرلين وهبة/طوني عيسى/سناء الجاك/خيرالله خيرالله/

جليل الهاشم/منير الربيع/يوسف بزي/الجاك

13 أيار/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/74832/%D9%81%D9%8A%D8%AF%D9%8A%D9%88-%D9%85%D9%82%D8%A7%D8%A8%D9%84%D8%A9-%D9%85%D9%86-%D8%AA%D9%84%D9%81%D8%B2%D9%8A%D9%88%D9%86-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B1-%D9%85%D8%B9-%D8%AF-%D9%86%D8%A8%D9%8A%D9%84-%D8%AE/

 

اضغط هنا أو على الرابط في أسفل لمشاهدة المقابلة/13 أيار/2019

https://www.youtube.com/watch?v=qkzY-kHxArk

مقالات وكلمات في رثاء غبطة البطريرك صفير.. للكتاب: الياس بجاني/د. توفيق هندي/عقل العويط/د.مصطفى علوش/هيام القصيفي/محمد عبد الحميد بيضون/المحامي عبد الحميد الأحدب/سجعان قزي/جورج حايك/جوزف طوق/مرلين وهبة/طوني عيسى/سناء الجاك

 

بعض عناوين مقابلة الدكتور نبيل خليفة من تلفزيون المر

تلخيص وتفريغ الياس بجاني بتصرف وحرية كاملين

13 أيار/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/74832/%D9%81%D9%8A%D8%AF%D9%8A%D9%88-%D9%85%D9%82%D8%A7%D8%A8%D9%84%D8%A9-%D9%85%D9%86-%D8%AA%D9%84%D9%81%D8%B2%D9%8A%D9%88%D9%86-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B1-%D9%85%D8%B9-%D8%AF-%D9%86%D8%A8%D9%8A%D9%84-%D8%AE/

*البطريرك صفير تابع مسيرة الموارنة الأوائل السياديين والرؤيويين والإستقلاليين وهي مسيرة نضالية مستمرة منذ 1600 سنة

*آمن البطريرك صفير بالحريات واعتبر بأن لا لبنان دون حريات ونجاح الحياة مع المسلمين.

*الموارنة سعوا بجهد وتضحيات ونضال إلى تحقيق لبنان الكيان ومعه الاستقلال والحريات “والحياة مع الآخر” منذ سنة 410 ، وهذا ما أكمله البطريرك صفير طول حقبة مسيرة الحبرية.

*آمن البطريرك صفير بلبنان القضية والكيان وبدور الموارنة بحراسته وصونه والدفاع عنه وبجعله نموذجاً عالمياً للحياة بين الطوائف والمذاهب.

*ما يميز البطريرك صفير هي قدرته بأن يرى صحيحاً وبأن يرى بعيداً.

*عمل النظام السوري ما لا يُعمل لإخضاع البطريرك صفير، لكنه فشل بوجه عناده وصلابته وصبره وإيمانه وجرأته المجبولة بالتواضع والبساطة.

*تعرض البطريرك صفير لخمسة محاولات اغتيال لكن الله حماه.

*من المحزن أن 19 مطراناً مارونياً وقعوا على عريضة رفعت إلى الفاتيكان تقول بعدم صلاحية البطريرك صفير وذلك على خلفية تقدمه في السن للاستمرار في موقعه البطريركي.

*مؤامرة هي التي أزاحت البطريرك صفير من موقعه البطريركي.

*في كل مجتمع أقلوي تيارات ثلاثة: تيار انعزالي، وتيار اندماجي وتيار وسطي يجمع الأقلوية والأكثرية على أسس العدل والحريات والمساواة.. وفي قلب هذا التيار الوسطي كان موقع البطريرك صفير.

*البطريرك صفير هو راعي أمين للميثاقية اللبنانية.

*البطريرك صفير هو راعي أمين للحياة المشتركة بين المسيحيين والمسلمين.

*البطريرك صفير برؤيوته الإيمانية والوطنية والإنسانية والتاريخية فهم أن المصالحات هي أولية قصوى بين الشرائح اللبنانية ولذلك عمل له ومن أجلها وحققها.

*البطريرك صفير فهم كما كانت حال الرؤيويين الموارنة تاريخياً بأن الجبل اللبناني هو السلسلة الفقرية للبنان الوطن والكيان والحريات ولهذا سعى بجهد وحقق المصالحة في الجبل بين الدروز والموارنة وبين المسيحيين وكل المسلمين رغم كل التهديدات والعوائق.

*البطريرك صفير آمن عملاً وقولاً بأن العلاقات المسيحية الإسلامية لم تكن تسوية بل مصير حياة.

*آمن البطريرك صفير بأن “لبنان القضية” أي لبنان الحريات والحياة المشتركة، هو مؤول الأحرار، وبأن لا نجاح  لهذا ال لبنان المميز والفريد، ولا إمكانية لإستمراريته دون النجاح في التعايش مع الآخر والعمل معه. أي الحياة بين مسلميه ومسيحييه.

*استقال غبطته بنتيجة ضغوطات كبيرة جداً من قوى الاحتلال ومن اللبنانيين الذين لا يؤمنون بالقضية اللبنانية وذلك بعد أن فشل هؤلاء جميعاً ورغم كل إمكانياتهم ومواقعهم السلطوية في تدجينه وتغيير مواقفه اللبنانية الكيانية الصرف.

*آمن البطريرك صفير بمفهوم عامودية مار مارون الإيمانية، أي الرؤيا إلى فوق حيث الله، وحيث لا أحد يحدد للمسيحي علاقته بالله التي هي علاقة عامودية.

*في الخلاصة، فإن لبنان ليستمر بكيانه ونموذجه الحضاري هو بحاجة إلى رجال من خامة وصلابة وإيمان وتواضع ولبنانية البطريرك صفير .. رجال وقادة ورعاة رؤيويون وقادرين على الحياة مع الآخر ومؤمنين بقضية لبنان وبدوره الحضاري وبكيانه الأزلي وبسيادته والحريات.

*الحروب حالياً هي حروب ديموغرافية وصراع حضارات، وهنا تكمن قيمة لبنان “الحياة مع الآخر” والذي هو وطن أكبر بكثير من مساحته في هذا المضمار، ولهذا فالعالم كله بحاجة له ولنموذجه.

*البطريرك صفير جذرنا في الجغرافيا، وأبرزنا في التاريخ.

*الأقضية التي أعيدت للبنان الكبير هي أصلاً اقتطعت منه وقد عادت إليه.

*لبنان هو جبل الحرية، وليس جبل الموارنة، والبطريرك من هذا المفهوم.

*كيسنجر قال للرئيس السوري الرحال حافظ الأسد، “إن أردت السيطرة على لبنان سيطر أولاً على الموارنة فيه”.

إسرائيل وسوريا لا يؤمنان “بكيانية لبنان”، ولهذا يعملان كل على طريقته لإسقاطه وضربه.

 

التعليمات اللوجستية لاستقبال جثمان البطريرك صفير ووداعه الأربعاء والخميس

الإثنين 13 أيار 2019 /وطنية - تلا مسؤول الإعلام والبروتوكول في بكركي المحامي وليد غياض التعليمات اللوجستية ليومي الأربعاء والخميس المتعلقة باستقبال ووداع البطريرك الماروني الكاردينال الراحل مار نصر الله بطرس صفير، وقال: "أتوجه بالشكر الى كافة الوسائل الإعلامية والإعلاميين المواكبين للحظات الحزن التي يعيشها الصرح البطريركي بفقدان غبطة ابينا المثلث الرحمة البطريرك مار نصر الله بطرس صفير. وتسهيلا لمشاركة المؤمنين واللبنانيين جميعا من كافة المناطق باستقبال جثمان أبينا البطريرك صفير عند العاشرة من قبل ظهر يوم الأربعاء 15 أيار، ثم المشاركة في رتبة الجنازة عند الخامسة من بعد ظهر يوم الخميس 16 أيار، يطلب من المواطنين التقيد بالتوجيهات الآتية:

في ما يتعلق بيوم الأربعاء 15 أيار 2019:

8,00: الانطلاق من مستشفى اوتيل ديو باتجاه العدلية، ثم باتجاه الأوتوستراد الرئيسي نحو بكركي، من دون التوقف علما بأن الموكب سيسير ببطء عند نقاط تجمع المؤمنين.

10,00 استقبال شعبي لجثمان البطريرك صفير على مدخل الصرح البطريركي.

ثم حمل الجثمان عند الباب الرئيسي للصرح، بمرافقة غبطة البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي مع السادة المطارنة والكهنة والرهبان والراهبات والمؤمنين الى داخل الكنيسة، حيث ستقام القداديس وترفع الصلوات بشكل متواصل حتى منتصف الليل.

- وتسهيلا لوصول المشاركين يوم الأربعاء، يطلب من الجميع تجنب استعمال السيارات الخاصة للوصول الى الصرح البطريركي والاستعاضة عنها بباصات خاصة.

- كما يطلب واحتراما لمقام ابينا البطريرك صفير عدم تصوير الجثمان المسجى داخل الكنيسة.

اما في ما يتعلق بترتيبات يوم الخميس 16 أيار 2019 حيث سيكون هناك تدابير أمنية خاصة واستثنائية:

- يطلب من جميع المشاركين عدم استخدام سياراتهم الخاصة والاستعاضة عنها بباصات ستوضع في خدمتهم ذهابا وإيابا من نقاط التجمع التالية، بدءا من الساعة 12 ظهرا:

- كازينو لبنان

- مجمع فؤاد شهاب

- مرفأ جونيه الجديد قرب Portemilio

- جامعة الروح القدس الكسليك USEK

- موقف المحكمة - السراي - جونيه

- دير بزمار للأرمن الكاثوليك

- معهد الرسل والمدرسة المركزية - جونيه فقط للكهنة والرهبان والراهبات.

- البولسية - حريصا فقط للاكليروس.

- يرجى تأكيد الحضور من قبل الشخصيات الرسمية السياسية والدينية والعسكرية، تسهيلا لعمل البروتوكول.

- كما يطلب عدم رفع الشعارات والأعلام الحزبية داخل الصرح البطريركي والاكتفاء برفع الأعلام اللبنانية والبطريركية".

 

القلم وبارودة المقاومة وسراج الزيت

ادمون شدياق/13 أيار/2019

ونحن في المقاومة اللبنانية وقد سطرنا أروع ملاحم البطولة والشهادة في سجلات القضية عندما كانت البارودة هي قلم المقاومة . ونحن من أمن بالفكر منذ نشأتنا وحمل علم التعددية والهوية اللبنانية المميزة واستشهد من اجل ان يبقى لبنان مستقلاً وغير منعوت الا بذاته. من واجبنا اليوم وقد أصبح القلم بارودة المقاومة مضاعفة جهودنا وإنتاج فـكر مقاومـاتي على مستوى المجتمع ككل، وبمشاركة المجتمع ككل. لأننا وكما كنا الدرع الواقي لمجتمعنا في الحرب العسكرية يجب ان نكون أيضاً في الحرب الفكرية الدرع والمنارة التي تضيء طريق الخلاص وتعطي شعبنا الثقة لإكمال الطريق مهما كانت صعبة.

وأخيراً ولأنني أؤمن إيمان قاطع بأنه مثلما ولد من الماء زيت في سراج القديس شربل ومن ذاك الزيت خرج نور أضاء العالم، كذلك سيولد، بفعل إيماننا وعملنا، من تحت أشلاء بلدنا المدمر ومن دم شهدائنا لبنان جديد لن تقوى على حريته وسيادته واستقـلالـه كل أعـاصير العـالم.

 

برقيات تعزية من القيادة السعودية الى رئيس الجمهورية بالبطريرك صفير

الإثنين 13 أيار 2019 /وطنية - اعلنت وزارة الخارجية السعودية "ان خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود بعث برقية عزاء ومواساة الى الرئيس العماد ميشال عون رئيس الجمهورية اللبنانية ، في وفاة البطريرك مار نصر الله بطرس صفير .

وقال الملك سلمان : " تلقينا نبأ وفاة البطريرك مار نصر الله بطرس صفير ونعرب لكم ولأسرة الفقيد عن أحر التعازي، وأصدق المواساة ، راجين الكم دوام الصحة والتوفيق " . كما بعث الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع برقية عزاء ومواساة للرئيس العماد ميشال عون رئيس الجمهورية اللبنانية ، في وفاة البطريرك مار نصر الله بطرس صفير، وقال ولي العهد : " تلقيت نبأ وفاة البطريرك مار نصر الله بطرس صفير ، وأنني إذ أعرب لكم ولأسرة الفقيد عن بالغ التعازي ، وصادق المواساة الأرجو لكم دوام الصحة والسلامة " .

 

وفد من السفراء العرب عزى بصفير القناعي: الخسارة ليست للبنان فقط وإنما لمشرقنا العربي

الإثنين 13 أيار 2019 /وطنية - واصل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي بعد ظهر اليوم استقبال المعزين بوفاة الكاردينال مار نصر الله بطرس صفير، فإستقبل وفدا من السفراء العرب ضم سفراء كل من السعودية وليد بخاري، قطر محمد حسن جابر الجابر، سلطنة عمان بدر بن محمد بن بدر المنذري، الكويت عبد العال القناعي، العراقي علي العامري، التونسي محمد كريم بودالي، السفير الجزائري احمد بوزيان، والمصري نزيه النجاري. وتكلم بإسمهم عميد السلك الدبلوماسي العربي سفير الكويت عبد العال القناعي وقال "جئنا اليوم لنقدم التعازي في فقيد لبنان الكبير غبطة البطريرك صفير وأعربنا أن هذه الخسارة ليست للبنان فقط وانما خسارة لمشرقنا العربي حيث كان الراحل الكبير رجل سلام ومحبة ووئام وقد حرص دائما على ان يجمع ولا يفرق، وكان شديد الحرص على رخاء وإزدهار هذا البلد الشقيق وكل البلدان العربية، وما لمسنا منه الا كل صدق ووطنية واخلاص لما فيه التعايش والتعاون والسلام بين ابناء هذا الوطن الحبيب. وامل ان "تنعم روح غبطته بالسلام والطمانينة وهو ينظر من الاعلى الى هذا البلد لينعم بالسلام. ومن المعزين ايضا الوزير السابق يوسف سلامة ورئيس جمعية المصارف الدكتور جوزف طربيه.

 

الحاقد يموت بسمّه

الياس الزغبي/13 أيار/2019

إن نبش فلول أدوات الاحتلال السوري من موتها السريري، وتحريكها ضد مآثر البطريرك صفير الوطنية، خصوصاً مصالحة الجبل وانتفاضة الاستقلال، يكشفان مدى حقد هذه الأدوات ومحرّكها، بوضاعة ألقابها أو "فخامتها"، على منقذ لبنان الحديث. ولكن، سيصدمهم تفعيل أفكاره وأفعاله بعد رحيله. أكثر ممّا صدمتهم في حياته. والحاقد يقتله سمّ حقده، لا محال!

 

نزار زكا: عملت على رفع الوعي حول قضية المختطفين من منطلق وطني ولا يجوز الخلط بين قضايانا او إخضاعها للمساومة

الإثنين 13 أيار 2019 /وطنية - وزعت عائلة الموقوف في ايران نزار زكا تصريحا له قال فيه: "منذ اليوم الأول لمحنتي، حيث أنا في أحد أبشع المعتقلات في العالم، لم أقارب قضيتي من وجهة نظر خاصة او غاية شخصية، بل آليت على نفسي من منطلق وطني، أن أرفع الوعي حول قضية المختطفين والمعتقلين اللبنانيين تعسفيا حول العالم في أي سجن كانوا. كما لم أتعامل يوما أو أتحرك أو أصرح من منطلق طائفي او مذهبي أو حزبي، وتشهد على ذلك مسيرتي المهنية والشخصية قبل الإختطاف وبعده".

اضاف: "ومنذ اليوم الأول لمحنتي، كانت مقاربتي عامة من منطلق وطني - إنساني وحقوقي حصرا. عملت في أعوام الإختطاف الأربعة، في لبنان وفي مختلف المنابر الدولية، لا سيما في الأمم المتحدة، على الدفع في إتجاه رفع الوعي حول قضية المختطفين وإعادة الإعتبار الى جواز السفر اللبناني، في موازاة حض السلطات اللبنانية التشريعية والتنفيذية وتشكيل حالة ضغط عام عليها، لكي تتحمل مسؤولياتها الوطنية والأخلاقية تجاه كل لبناني، بغية حمايته وتأمين سلامته وتحريره في حالات الخطف والاعتقال التعسفي. لكن هذا الواقع التوعوي العام والشامل يجب أن يتلازم كذلك مع الاخذ في الإعتبار، أن لكل قضية خصوصيتها سواء بالنسبة الى الموقوفين في دولة الامارات العربية المتحدة أو قضية كارلوس غصن أو قضيتي أو غيرها من القضايا، وتاليا من غير الجائز الخلط بينها أو طرح قضية ما للمساومة في قضية أخرى، لأن لذلك عواقب وخيمة ليس أقلها إضعاف قضية كل منا وتشتيت الجهود المبذولة في هذا السياق". واعتبر انه "من واجب الحكومة اللبنانية ان تلاحق الدول التي خرقت الاتفاقات الدولية المرعية لحقوق الانسان ومكافحة الاعتقال التعسفي، لا سيما اتفاقية جنيف للعلاقات القنصلية والشرعة الدولية لحقوق الانسان، وأن تسمي بالإسم من موقعها المسؤولة دستوريا عن حماية اللبنانيين جميعا، أيا من هذه الدول تعتقل لبنانيين تعسفيا وخلافا للاتفاقات الدولية، بدلا من أن تدع اللبنانيين يتقاتلون في ما بينهم في موضوع وطني انساني بحت".

 

ريفي: نعيش في دولة بوليسية يتم فيها تجاوز القانون والأصول

الإثنين 13 أيار 2019 /وطنية - صدر عن اللواء أشرف ريفي، الآتي: "بعد داوود مخيبر، عناصر من أمن الدولة إقتادوا رشيد جنبلاط الى التحقيق بعد ادعاء الوزير جبران باسيل عليه، وعائلته لا تعرف عنه شيئا بعد خمس ساعات من التوقيف. نعيش في دولة بوليسية يتم فيها تجاوز القانون والأصول ويمارس فيها الترهيب. هذه علامة من علامات الانهيار، وطابخ السم آكله. السجون التي تعدونها للأحرار ستسجنون فيها قريبا بإذن الله. ومن يعش ير".

 

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الاثنين 13/05/2019

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون لبنان"

بطريرك السلام نفسه في السماء وبكركي اتشحت بالسواد وتستعد لإستقبال جثمان بطريرك الإستقلال الثاني يوم الأربعاء على أن يسجى حتى يوم الخميس موعد الجنازة المهيبة التي يشارك فيها كل لبنان.

وفي اليوميات معزون في بكركي أبرزهم وفد من حزب الله، وجلسات متواصلة لبحث الموازنة في مجلس الوزراء، الذي يستكمل غدا جلساته وشائعات في الشارع عن الرواتب والضرائب.

وفي المنطقة استهداف أربع سفن قبالة ساحل الإمارات، ونفي إيراني للمسؤولية وسؤال كبير عن المستفيد من الدفع بإتجاه حرب في الخليج وامتدادته.

وقد أعرب وزير الخارجية البريطاني جيريمي هانت عن تخوفه من اندلاع حرب أميركية إيرانية لسبب غير مقصود، فيما التهبت المعارك في طرابلس الغرب وفي اليمن وسط تظاهرات حاشدة في السودان.

محليا وكما أشرنا مجلس الوزراء انعقد مجددا وتابع مناقشاته لأرقام الموازنة المطلوبة في التقشف، وجلسته الليل الفائت امتدت الى الفجر وإضراب أساتذة الجامعة اللبنانية متواصل والعسكريون علقوا إعتصامهم وأبو صعب أكد أن لا كلام عن مس بالمعاشات بأشكالها المختلفة سواء العسكريين في الخدمة الفعلية أو المتقاعدين.

البداية من بكركي التي فتحت أبوابها للمعزين وتتحضر للجنازة المهيبة يوم الخميس المقبل.

للاطلاع على التفاصيل ننتقل مباشرة الى الصرح مع الزميل عيسى أبو عيسى التحضيرات جارية على قدم وساق لتنظيم جنازة تليق بالراحل الكبير ماذا في التفاصيل؟

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون ان بي ان"

رغم أن مجلس الوزراء تسحر فجرا على طاولة مشروع الموازنة إلا أنه لن يفطر على إقرارها قبل الإربعاء المقبل، في آخر موعد تم تحديده لهذه الغاية على أن الأهم هو حجم التخفيض قبل أن تسلك الموازنة درب ساحة النجمة، وفق ما كان إشترط الرئيس نبيه بري الذي حدد قاعدة ثوابت بلاءات ثلاث: لا مس بالطبقات الفقيرة ولا بذوي الدخل المحدود والمتوسط ولا مس بحق الناس في رواتبها وأجورها ولا ضرائب جديدة تثقل الأعباء على كاهل المواطن.

على هامش جلسة اليوم أكد وزير المال ان مجلس الوزراء استكمل كل مواد الموازنة والاقتراحات الإضافية موضحا أن هناك بعض الاقتراحات التي يمكن أن يقدمها الوزراء.

أما وزير الاعلام فأكد حرص مجلس الوزراء على عدم المس بالتقديمات للجمعيات والمؤسسات والهيئات الأساسية التي تحصل على مساهمات من الدولة وشدد من جهة أخرى على أن التدبير الرقم ثلاثة قد أقر بمواجهة العدو الإسرائيلي.

وفي الشق العسكري نفى وزير الدفاع وجود أي حديث عن المس بالمعاشات وحتى التعويضات للعسكريين قائلا ان البند الوحيد الذي أقر هو المتعلق بحسومات ثلاثة بالمئة على الطبابة.

وكان العسكريون المتقاعدون قد نزلوا إلى الشارع مجددا واعتصموا أمام المصرف المركزي وفروعه المناطقية قبل أن يعلقوا تحركهم تجاوبا مع وزير الدفاع مع الإبقاء على جهوزية العودة وفق جلسة الحكومة علما بأن مجلس الوزراء عائد للاجتماع غدا في جلسة جديدة.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون او تي في"

قنبلة من العيار السياسي الثقيل فجرها وزير الصحة في جلسة مجلس الوزراء اليوم: "ورثت دينا قدره أربعون مليون دولار"، قال الوزير جميل جبق، في موقف يتطلب متابعة لكشف الحقائق ومعرفة موقف وزير الصحة السابق ونائب رئيس الحكومة الحالي وما يمثل من الموضوع ومن موضوع آخر أيضا طرح في جلسة مجلس الوزراء اليوم، عنوانه وزارة الشؤون الاجتماعية، حيث لم يفهم سبب التناقض بين التصريحات التي تطالب بالتقشف خارج مجلس الوزراء، والمطالبة بالإسراف في الموازنات الوزارية داخل الجلسات من جهة أخرى...

لكن في مقابل علامات الاستفهام المثارة حول هذين الموضوعين، بدا الوضوح سيد الموقف في ما يتعلق بالعسكريين المتقاعدين الذين علقوا تحركهم بعد اجتماع مع وزير الدفاع الياس بو صعب، الذي سيتابع معهم تفاصيل ما يطرح في شأن قضيتهم داخل جلسة مجلس الوزراء، علما أن الموضوع لم يطرح اليوم، ووزير الدفاع تعهد للجنة التي شكلها العسكريون بناء على اقتراحه يوم التقاهم خلال اعتصامهم قبل ايام، بأن ينقل الحقيقة إليهم كما هي...

وفي الموازاة، قضيتان لفتتا الأنظار على هامش جلسة اليوم:

الأولى، ما أشاعه البعض عن اختلاف في وجهات النظر بين وزير الدفاع الياس بو صعب ورئيس التيار الوطني الحر الوزير جبران باسيل، وهو ما نفاه بو صعب جملة وتفصيلا. والثانية، معاودة وزير الإعلام جمال الجراح الكلام على اتفاق على حصر التدبير رقم 3 بالحدود الجنوبية، وهو أمر لم يطرحه أصلا بو صعب، الذي اقترح قبل أيام حصر التدبير المذكور بالحدود كاملة، بما فيها الشمالية الشرقية، علما أن هذا الأمر لم يلق قبولا يومها من وزيرة الداخلية ريا الحسن، وطلب رئيس الحكومة التريث والمزيد من البحث في شأنه.

هذا مع الاشارة الى ان باسيل، وبحسب معلومات الـ otv، ابلغ مجلس الوزراء اليوم انه لن يسير في الموازنة ما لم تتخذ الحكومة خطوات اصلاحية جدية وخصوصا في مساهمات الدولة لتمويل الجمعيات، وهو اعلن انه سيقدم في اجتماع الغد سلة من المقترحات الإصلاحية التي تساهم في خفض النفقات منها ما يتعلق بالتهرب الضريبي والجمركي وخدمة الدين العام.

وإلى جانب جلسة مجلس الوزراء، التي تعاود الانعقاد غدا، برز اليوم اجتماع لجنة المال والموازنة في ملف التوظيف، ثم زيارة رئيسها النائب ابراهيم كنعان لديوان المحاسبة، وذلك في إطار تنسيق العمل والاطلاع على اعمال لجنة المال، لا سيما في مجال ملف التوظيف من جهة والحسابات المالية من جهة اخرى واللذين اصبحا في عهدة الديوان.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون المنار"

قبل ان تطفأ نيران الفجيرة او ترسو قضيتها على مرفأ آمن، اشتعلت التأويلات، وابحرت التقديرات بشتى الاتجاهات، وجميعها تخشى التداعيات..

اول التداعيات، ارتفاع اسعار النفط عالميا بفعل مخاوف انقطاع الامدادات من منطقة الشرق الاوسط كما نقلت وكالة رويترز، وانخفاض الاسهم في اسواق الخليج، وامتلاء بحر عمان مواقف واستنكارات ومطالبات بتحقيق واضح وشفاف، مع الخوف على الملاحة الدولية وارتباك شركات التأمين العالمية..

وعلى شفا ازمة رديفة، وضع الفجور السياسي لدونالد ترامب العالم امام اشتباك اقتصادي خطير، ففرضت واشنطن ضرائب على الواردات الصينية ردت عليها بكين اليوم برفع الرسوم على الواردات الاميركية، ليكون اول النتائج انخفاضا سريعا باسهم بورصة وول ستريت اثنين في المئة..

وفيما سهام المنطقة واسهمها متداخلة، لم تجنب الحكومة اللبنانية بعد نفسها سهام الانتقادات من شتى الفئات المضربة على نية الموازنة المزمومة الايرادات، والكثيرة الاشاعات..

واصلت الحكومة بحث بنود الموازنة فتناولت اليوم التقديمات للجمعيات، على ان يستكمل غدا البحث ببنود اخرى، ما يعني ان آخر مطاف النقاش الحكومي للموازنة غير معلوم بعد..

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزسون المستقبل"

اليوم الثاني على غياب البطريرك مار نصرالله بطرس صفير، لم يغيب سيرة الراحل التي بقيت تتردد على ألسنة اللبنانيين؛ فيما غص الصرح البطريركي في بكركي بالمعزين بالراحل، الذي نذر نفسه لخدمة وطنه.

أما البطريرك مار بشارة بطرس الراعي؛ فإطلع على سير الاعمال في الباحة الخارجية للصرح؛ تحضيرا للمأتم الخميس المقبل؛ على ان يصل جثمان البطريرك صفير، الموجود في مستشفى اوتيل ديو، الى الصرح الاربعاء حيث يسجى على مدى 24 ساعة.

في أعمال مجلس الوزراء؛ وبعد عقده جلستين متتاليتين؛ في أقل من اربع وعشرين ساعة، يعود المجلس الى الانعقاد غدا؛ في سياق مناقشاته الهادفة لخفض العجز في الموازنة.

وفي الجلسة الحادية عشرة؛ التي انعقدت ظهرا برئاسة رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري؛ إستكمل المجلس البحث في التقديمات للمؤسسات والجمعيات والهيئات التي تحصل على مساهمات من الدولة؛ على أن يقدم وزير المالية غدا؛ ملخصا لكل ما أنجز ونتائج التخفيضات .

قضائيا؛ باشرت النيابة العامة التمييزية؛ إتخاذ كافة الاجراءات التي من شأنها أن تحدد أسباب وفاة الموقوف حسان الضيقة؛ وذلك بعد إدعاءات عن تعرضه للتعذيب اثناء التحقيق معه؛ في شعبة المعلومات.

وفيما ردت قوى الامن الداخلي في بيان على هذه الادعاءات؛ أوضحت معلومات

لتلفزيون المستقبل؛ أنه لم يتم استخدام العنف مع الضيقة، وهو بقي لمدة 48 ساعة فقط في التحقيق، واعترف بكل ما ووجه به؛ لأن المعطيات كانت واضحة وموثقة.

اقليميا أثار تعرض أربع سفن للتخريب داخل المياه الاقتصادية لدولة الإمارات العربية المتحدة؛ موجة استنكار خليجي وعربي في وقت ألمحت ايران الى طرف ثالث؛ قد يكون وراء العملية وقد أشاد صحافيون في وكالات تابعة للحرس الثوري بالعملية مؤكدين أن ما أسموهم أبناء المقاومة هم من نفذوا الهجوم.

والتوتر المتصاعد في الخليج العربي؛ دفع بوزير الخارجية الاميركية مايك بومبيو؛ الى إلغاء زيارته الى روسيا؛ وتوجه الى بروكسل؛ حاملا الملف الايراني.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون ال بي سي"

حادث تعرض أربع سفن تجارية قبالة ميناء الفجيرة في دولة الإمارات، بينها سفينتان سعوديتان، حبست الأنفاس، لأنها جاءت في سياق التصعيد بين واشنطن وطهران، وإن لم توجه الإمارات أصابع الإتهام لأحد، لكنها لفتت إلى أن سلامة الملاحة البحرية مسؤولية دولية، ما يعني أنها تضع هذه القضية في عهدة جميع الدول لا في عهدة الإمارات فقط. هذا التطور الذي شغل العالم أدى إلى نتيجة مباشرة هي تحرك أسعار النفط صعودا.

لبنانيا، الإنشغال على مستويين: مستوى الموازنة، إذ إن مجلس الوزراء في اجتماعات يومية ماراتونية: فبعد جلسة ليل أمس، جلسة اليوم، وإعطاء موعد لجلسة ظهر غد، وتبدو الحكومة في سباق مع الوقت تمهيدا للإنتهاء من درس الموازنة وإحالة مشروع القانون إلى مجلس النواب لمناقشتها وإصدارها بقانون، علما ان الوقت بات ضاغطا، خصوصا أن مهلة الصرف على القاعدة الإثنتي عشرية تنتهي آخر هذا الشهر، فماذا لو انتهى الشهر من دون أن تكون الموازنة قد أنجزت؟ هل يجري التمديد للصرف على القاعدة الإثني عشرية؟

في ما خص البطريرك الماروني الراحل الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير، فإن الحدث كان اليوم في بكركي، حيث تقاطر المعزون، فيما الاستعدادات قائمة للعودة الأخيرة للراحل الكبير إلى الصرح البطريركي بعد غد الاربعاء، ثم التشييع الخميس، في يوم حزين حيث يواكب التشييع حداد وطني وإقفال للمدارس والجامعات، وإقفال عام في جبل لبنان.

من خارج هذا السياق، المتقاعدون صعدوا اليوم لكن مصرف لبنان بقي يعمل.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون الجديد"

ما خلا الطيور المهاجرة ورفوف السنونو التي هجرت قرميدنا وإصدار طوابع بريدية للحجل والهدهد والدوري، فإن أي إصلاح آخر في البلاد لم يصدر لتاريخه وتقول كشوف وتسريبات مجلس الوزراء إن طلائع محاربة الفساد من داخل الموازنة قد انهزمت أمام الجمعيات المحشوة بالمساهمات المالية، وبدا من خلال نقاشات جلسة اليوم في بند الجمعيات والأندية أن أحدا من الوزراء ليس على استعداد للتقدم خطوة.

على صعيد وقف أبواب الهدر هذه ما استدعى موقفا من وزير الخارجية جبران باسيل أعلن فيه أن التيار غير موافق على كل هذه المساهمات المالية في الجمعيات، واذا كنا جادين في الإصلاح فعلينا أن نوقف هذا الهدر، حيث إن هناك جميعات يجب ألا تكون موجودة من الأساس، أما "إذا ماشية الموازنة هيك فنحنا مش موافقين عليها".

وسيتقدم باسيل في جلسة الغد بسلة اقتراحات إصلاحية بينها كيفية تمويل خدمة الدين والتهرب الضريبي والجمركي، واقتراح مواد أخرى لمكافحة الفساد من جهة وزيادة مداخيل الدولة من جهة أخرى، وما شكاه رئيس التيار القوي، عاينه وزير شؤون المهجرين صالح الغريب داخل الجلسة فقدم مقاربة لواقع الجمعيات وقرأ فيها بعدا طائفيا ومحاصصة ومناطقية معترضا على معالجة مجلس الوزراء لواقع الجمعيات، وقال إن هناك عشرات التقارير التي كشفت عن فساد ومحسوبيات ووجود جمعيات وهمية تتقاضى الأموال.

وخلال البحث والتحري اكتشف أن إحدى الوزرات قد رفعت مساهمتها للجمعيات من واحد وأربعين إلى واحد وستين مليار ليرة، والشكوى جاءت أيضا بمفعول رجعي من وزراء أقروا بوجود بضعة ملايين من الدولارات في خزينتهم خارج القيد القانوني وليس لها أي غطاء، وعند صف العسكر فقد أعلن المعتصمون مبايعة وزير الدفاع الياس بو صعب الذي شكر لهم مبادرتهم الإيجابية بتجميد تحركهم فيما أعلن وزير الإعلام جمال الجراح أن الجلسة أقرت التدبير رقم ثلاثة في مواجهة العدوان ويبقى على وزيري الداخلية والدفاع تحديد التدبيرين رقم واحد واثنينن تبعا لكل منطقة، وعلى وعد بو صعب بأن لا اقتطاع من رواتبهم وإرساء هذه التسوية الموقتة "رشوا الفل العسكر فل" وخرج من تطويق شارع امتد بقاعا ومناطق وعاصمة وفي عسكرة أمن الخليج وسفن المضيق كانت البيانات من لبنان الى سائر المشرق والمغرب، تدين استهداف سفن إماراتية قرب المياه الإقليمية لكن صمت العالم وأميركا والخليج عن تسمية الصواريخ بأسمائها وبقاء الاتهام ضد مجهول بقي من دون تفسير، ورب تحليل لهز الامن البحري يقول إن استهداف سفن الفجيرة قد يكون من تدبير جهاز استخبارات محترف وذلك بهدف قياس ردود الأفعال المتوقعة أو لصب الزيت على النار وإشعال الموقف ولعل تجنب الأطراف الخليجيين والغربيين تحديد اسم المتهم أو المتآمر، يحمل ضمنا اشارة إلى إسرائيل "المحرضة" والمستفيدة الاولى من أي تصعيد في الخليج.

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

مار نصرالله بطرس صفير.. وسيرة البطاركة الموارنة

جليل الهاشم/المدن/الثلاثاء 14/05/2019

قلائل هم البطاركة الذين لم يتركوا بصماتهم في تاريخ لبنان الموغل في القدم والحديث، منذ أكثر من سبعمئة سنة من عمر البطريركية المارونية في لبنان، التصقت به والصق بها الموارنة، فكانا لا يفترقان لا في الشدائد ولا في الملمات ولا في أوقات الرخاء. يحفظ التاريخ الحديث للموارنة أدوار بطاركتهم، منذ تأسيس لبنان، المعروف بحدوده الحالية، على يد بطريرك الاستقلال الأول، الياس الحويك، حين اختار من دون تردد، لبنان الكبير بدل لبنان المسيحي الصغير، المفصّل على قياس الموارنة، والمسيحيين معهم. وفي يقين البطريرك الحويك يومها، أن لبنان غير قابل للحياة إلا بضم الأقضية الأربعة إلى جبل لبنان. وهو الشاهد على ما حل بأبناء رعيته، نتيجة الحصار العثماني للجبل، فمات ثلثهم جوعاً وهاجر ثلث آخر هربا من الجوع، وبقي الثلث.

"حراسة" الاستقلال والسلم

واستمرت مسيرة البطاركة في حماية حدود لبنان ومؤسساته، مع البطريرك عريضه، مع إعلان الاستقلال، حين كانت البطريركية المارونية حارسة للاستقلال وصوناً له. البطريرك المعوشي، رفض كل منطلقات الحروب الأهليه، ورفض خرق الدستور، بالتمديد لـ"الرئيس القوي" كميل شمعون، مخالفاً رأي الجماعة المارونية، وصولاً إلى المقولة الشهيرة للرئيس شمعون، أنه سيجعل العشب يملأ طريق بكركي، فبقيت بكركي وعاد الرئيس شمعون إلى كنفها. مع البطريرك خريش ساد أيضاً منطق رفض الحروب، والحفاظ على المؤسسات، فوقع الصدام بينه وبين القائد المسيحي "القوي" حينها، الرئيس لاحقاً بشير الجميل، بعد أن جنحت الجماعة المسيحية إلى الحرب، وانخرط جماعة من الرهبان في الحرب. وفي كل مرة، يجد رئيس ماروني نفسه في فائض قوة، يستدرج بكركي لتسبغ عليه شرعيتها، فيكون الموقف دائماً، بكركي مع منطق الدولة وضد الحروب الأهلية.

التمرد على الفاتيكان

استقال خريش من منصبه بعد أن شعر بالإحباط والقرف من الوضع السائد، واحتدم الصراع على خلافته بين المطران يوسف الخوري، مطران صور حينها، المدعوم من القوات اللبنانية، والمطران إغناطيوس زياده مطران بيروت، التي تعتبر الأقوى والأكثر ثقلاً بين الأبرشيات المارونية. عام 1986، كان الأساقفة الموارنة يشاركون في إعلان طوباوية رفقا الحملاوية، وعادوا إلى لبنان، ليلحق بهم، مرسوم فاتيكاني بتعيين المطران إبراهيم الحلو مطران دير القمر مدبراً بطريركياً، بعد استقالة البطريرك خريش، فانتفض مجلس المطارنة الموارنة على قرار الفاتيكان، خصوصا أنهم كانوا في روما وكان بالإمكان إبلاغهم أو مناقشتهم في أمر شغور منصب البطريرك بالاستقالة، فأرسلوا إلى روما رسالة شديدة اللهجة، ترفض بشدة تعيين وصي عليهم من قبل الفاتيكان، مشترطين الحفاظ على استقلاليتهم في تدبير شؤونهم، من دون الوصول إلى التهديد بالخروج من الكنيسة الجامعة.

"مشيئة روح القدس" وصفير

يروي أحد المطارنة المقيمين في الفاتيكان، في تلك الحقبة، أن دوائر الحاضرة الفاتيكانية فوجئت برسالة الأساقفة الموارنة، وطلبوا لقاء أي مطران ماروني ليستوضحوه حقيقة الأمر. وصودف حينها وجود المطران نصرالله صفير في الفاتيكان للمشاركة في اجتماعات لجنة "إعادة الحق القانوني الشرعي"، فطلب أمين سر الفاتيكان حينها سيلفستريني لقاء صفير، لاستيضاح الموقف، والتقاه لأربع ساعات، أسهب فيها صفير في شرح موقف الكنيسة المارونية، فأقنع سيلفستريني بصوابية موقف الكنيسة، ليحدد له اجتماعا مع قداسة البابا، حيث كرر صفير موقف مجلس الأساقفة، فأقنع البابا بدوره، وسحب المرسوم الفاتيكاني، وبدأ العمل على تحضير انتخاب بطريرك جديد. انتخاب صفير بطريركاً، كان صدفة، وغير محسوب. إذ أنه كان خارج المنافسة، إلا أنها مشيئة "الروح القدس" الذي يحل على المطارنة، فينتخبون من بينهم بطريركاً. وهكذا اعتلى صفير سدة البطريركية، من دون أن يكون قد استعد لها. إلا أنه تسلح بالإيمان بلبنان الذي عايشه مطراناً، وشهد على حروب أبنائه من الموارنة، في ما بينهم ومع مواطنيهم. وشهد أيضاً على تخريب مؤسسات الدولة والكيان الموشك على الانهيار. وضع البطريرك الراحل نصب عينيه أربعة أهداف عمل على تحقيقها خلال ولايته البطريركية، أولها وقف الحرب الأهلية، إعادة إحياء الدولة ومؤسساتها، بوصفها ضمانة عيش اللبنانيين مجتمعين، مسلمين ومسيحيين، إعادة وصل ما انقطع بين اللبنانين خلال الحرب، عبر المصالحات واللقاءات، وإعادة الحياة إلى المؤسسات الكنيسة وإبعادها عن الشؤون السياسية. وما أن استتب الأمر للبطريرك صفير حتى سحب جماعة الرهبان من المتاريس والجبهات وأعادهم الى الأديار. وليست صدفة أن أول خروج له من الصرح البطريركي كان للقاء سماحة مفتي الجمهورية اللبنانية الشهيد حسن خالد، وسعيه إلى إنجاز تفاهم معه ومع الإمام محمد مهدي شمس الدين، من أجل صياغة تفاهمات بين المكونات الروحية الأساسية في لبنان، لوضع حد للحروب العبثية، إلا أن سقوط المفتي حسن خالد شهيداً، حال دون استكمال المشروع.

مع رفيق الحريري

توسم البطريرك في الرئيس الشهيد رفيق الحريري شريكاً مسلماً، للعمل على استنهاض الدولة. فكانت شراكة بينهما توجت في اتفاق الطائف، الذي رغم ملاحظات البطريرك على بعض بنوده، إلا أنه دعم الاتفاق وموقعيه من النواب الموارنة والمسلمين. وكانت خيبة أمله أكبر حين أوكل أمر تنفيذ الاتفاق إلى سلطات الوصاية السورية. فكان التنفيذ المشوه للاتفاق. وكان البطريرك أول ضحاياه من خلال تظاهرة عونية إلى الصرح البطريركي، أمعنت فيه تخريباً وإهانة للبطريرك، الذي رفض تولي الجنرال عون رئاسة الجمهورية حينها. ولأن المصالحات كانت في صلب اهتماماته لم يتوان لحظة عن الإقدام على ملاقاة مساعي النائب الراحل سمير فرنجيه والنائب السابق فارس سعيد، والمحامي الراحل جان حرب، في إنهاء ذيول نزاعات المسيحيين والدروز الممتدة منذ العام 1860، فصعد إلى الجبل للقاء الزعيم وليد جنبلاط، واضعاً حداً للنزاعات وفاتحاً صفحة جديدة بين أبناء الجبل، وفاتحاً الطريق أمام عودة المهجرين إلى قراهم، خلافاً لرغبة سلطات الوصاية السورية حينها.

بطريرك السيادة

وبعد الانسحاب الاسرائيلي، بأربعة اشهر، أدرك حجم التخاذل المحلي في المطالبة بالسيادة، فأطلق من خلال مجلس المطارنة الموارنة النداء الشهير، الذي أسس للاستقلال الثاني، ورعى لقاء قرنة شهوان، بعد أن أوكل إلى المطران يوسف بشارة، رعاية اللقاء. فكان اللقاء الذراع السياسي للبطريرك ولنداءات مجلس المطارنة الموارنة وعظات الأحد للبطريرك صفير، وجسر العبور إلى المكونات اللبنانية باسم البطريرك الرافض لاستمرار الوصاية السورية على لبنان. ولأنه أولى الشؤون الكنسية اهتماماً خاصاً، ساهم البطريرك صفير في تأسيس مجلس بطاركة الكاثوليك في الشرق، وأنجز السينودس من أجل لبنان، بشراكة بين العلمانيين من كل الطوائف ورجال الدين المسيحيين، ووضع شرعة الكنيسة للعمل السياسي، والمجمع البطريركي الثاني، الذي وضع دراسة رؤيوية للعقود العشرة المقبلة. ومن أبرز الخلاصات التي توصل إليها المجمع، إضافة إلى الإصلاحات داخل الكنيسة، الموقف الجازم والصارم من الحروب، إذ جاء في متن بنود المقررات "أن أبناءنا قتلوا وقُـتلوا وتقاتلوا".

 

البطريرك صفير: من حزب الله إلى روايات الاستقالة "الملتبسة"

منير الربيع/المدن/الثلاثاء 14/05/2019

مع الأحداث الكثيرة والكلام الكثير اللذين رافقا وأحاطتا سيرة البطريرك نصر الله صفير، بقي جانب منها ملتبساً وغير معروف، هو في علاقته مع حزب الله. ما من إضاءات على تلك العلاقة ولا من وقائع معلومة توضحها. وما زاد التباسها أن الطرفين لم يكن يقرباها، وبقيت طيّ الكتمان. وحتّى بعد وفاته، قيل الكثير حول غياب الخبر عن وسائل الإعلام التابعة للحزب. ولم يُصدر الحزب بياناً ينعي فيه الراحل، بل اكتفى بإرسال وفد للتعزية إلى بكركي. وإرسال الوفد يؤكد وحسب مدى عمق العلاقة بين الحزب والبطريرك بشارة الراعي، كما يؤكد استمرار "العلاقة" بين حزب الله والكنيسة المارونية.

بكركي والضاحية

إن عدم وجود وئام ظاهر بين البطريرك صفير وحزب الله، لا تعود خلفياته إلى الموقف السياسي للرجل ولا لأسباب دينية أو أيديولوجية. صحيح أنه عارض الحزب واستراتيجيته ومشروعه، وعمل على لبنان السيد المستقبل ذي البعد العربي، لكن، وبالنظر إلى رحابة البطريرك الراحل، ذلك ليس كافياً لتفسير أسباب البعد بين بكركي والضاحية. بعد يماثل حال ابتعاده عن دمشق إلى حد سؤاله الشهير (الساخر): "وأين يقع قصر المهاجرين؟". الخلفية الأساسية لهذا الابتعاد أو الإفتراق، تعود إلى التزام جوهري وعميق في عقل البطريرك صفير وروحه، التزام بالفكرة الأصلية نفسها للبنان الكبير منذ ولادته ونشأته، مهما تغيّرت ظروفه. تلك القناعة في فكره لم تتغير حتّى في أعقاب إنهاء الحرب والموافقة على اتفاق الطائف.. ولو على مضض.يوم وافق صفير على اتفاق الطائف، كان حسب وجهة نظره الاستشرافية والمستقبلية، بأن المناصفة هي خلاص المسيحيين وبها حمايتهم، أي في ثبات الدولة وبنيتها. وهو الذي قال صراحة، إنه يوافق على الطائف على الرغم من إجحافه للمسيحيين، لكنه يوافق على ما يجب أن يتحمّل مسؤوليته الزعماء الموارنة، الذين لم يستطيعوا المحافظة على مكتسباتهم داخل النظام بسبب سياساتهم.

الحريري وتجديد الميثاق

تلك الموافقة على اتفاق الطائف، دلّت على إدراك غائر فيه لمعنى الكيان اللبناني وشروطه واستخلاص جريء للتجارب. بقي إلى لحظة استقالته، على إيمانه بفكرة لبنان الكبير الذي يقوم بجناحيه المسلم والمسيحي. المسلم السنّي والمسيحي الماروني. كان أرفع من نية تهميش أي جماعة أخرى، لكنه كان مخلصاً لفكرة لبنان المنشأ، ومؤمناً به أكثر من عوارض التغيرات والتحولات. فكانت فرصة الطائف ودخول الرئيس رفيق الحريري إلى المشهد، بقوة دعم إقليمية ودولية، سانحة بنظر البطريرك، لإعادة إحياء روحية الميثاق، ولو على ضعف مسيحي. فقد راهن عبر تثبيت نهائية الكيان أن يستعيد المسيحيون حضورهم، وبما يحفظ وجودهم داخل المؤسسات، وليس الاستقواء بالأحلاف من خارجها. وعلى الرغم من موقفه هذا، شكّل منبراً وصدراً رحباً لكل المسحوقين والمهمشين يومها، مسلمين ومسيحيين. فهو الذي بادر إلى فتح الصرح البطريركي لتقبّل التعازي باستشهاد المفتي حسن خالد، وهو الذي كان عرّاب انتفاضة الاستقلال بعض اغتيال الرئيس رفيق الحريري. وكانت علاقته ممتازة إلى حدّ بعيد مع الرئيس نبيه برّي، ما يؤكد عمق قناعته بثبات لبنان الكبير على صورته الأولى، لحظة ولادته، لا لبنان المتحول، والخاضع لسيطرات قوى إقليمية وعربية، كانت قادرة على صنع الاضطراب والتمزيق بالقوة العسكرية. ومن هذه القناعة، كان الحافز لإعلان موقفه الصلب والعنيد بعد الانسحاب الإسرائيلي من الجنوب، ومطالبته بانسحاب الجيش السوري، مستعجلاً عن حق تحقيق حلم "جلاء جميع الجيوش". وعلى هذا اجتمع سريعاً مع وليد جنبلاط ورفيق الحريري، بالتزامن مع انطلاقة لقاء قرنة شهوان ومصالحة الجبل.

لبنان المتحول

وللإستدلال على عمق علاقة برّي بالبطريرك صفير، لا بد من العودة بالذاكرة إلى زيارة أجراها برّي إلى الصرح البطريركي، في العام 2000. فبعد حصار من قبل النظام السوري على عظات البطريرك ومنع إذاعتها، تقدّم برّي بمبادرة باتجاه الصرح، تنص على إعادة انتشار الجيش السوري، وتحسين ظروف اعتقال سمير جعجع، وتوفير الحماية لوليد جنبلاط بعد مصالحة الجبل. أجهضت مساعي برّي بضغوط من قبل النظام السوري، ما دفع برئيس المجلس يومها إلى الإعتكاف. إذاّ الخلاف بين صفير وحزب الله ليس طائفياً، بل سياسي، أساسه نظرة الرجل للبنان بعيداً من سيطرة طرف على الأطراف الأخرى. وربما تمثّل هذه النظرة العقيدة التقليدية للموارنة، ما قبل كل التحولات التي أصابت لبنان. وعلى الأرجح، يختلف صفير عن خلفه البطريرك بشارة الراعي في هذه الرؤية تحديداً. وهذا ما يدلّ على تغيير دراماتيكي في التفكير السياسي الماروني، الذي لم يعد يرى لبنان بصورته قبل الحرب. هذا التغيّر في "العقل الماروني" السياسي، هو أحد أسباب استقالة صفير وابتعاده عن المشهد، فقد ظل غير راض عن هذا التحول الذي يرضخ لصياغة مغايرة عن ذاك الـ"لبنان" الذي آمن به. اعتبر صفير بعد انتكاسة "انتفاضة الاستقلال" أن الأمور تذهب باتجاهات سيئة أكثر، ولن يكون قادراً على ضبطها.

الدسائس و"حلف الأقليات" والاستقالة

هنا حدث تدخلّ، حسب المعلومات، من قبل الفاتيكان، لحث البطريرك الصفير على الاستقالة. فوفق بعض المعلومات، اضطر صفير لتقديم استقالته، بعد الكثير من الدسائس التي تعرّض لها، منذ أيام الوصاية إلى ما بعدها، والتي اشتدت بعد أحداث الربيع العربي. ومن بين هذه الدسائس مثلاً، توقيع أكثر من 15 مطراناً تابعاً لبطريركية أنطاكيا وسائر المشرق على عريضة تطالب بإزاحته، بذريعة تقدّمه بالعمر وعدم قدرته على ممارسة مهامه. فلقيت تلك العريضة تجاوباً لدى بعض مراكز القوى في الفاتيكان. كان الكاردينال ليوناردو ساندري رئيس مجمع الكنائس الشرقية، يميل إلى فكرة "تحالف الأقليات". ويقال إنه كان لديه دور في دفع البطريرك نصر الله صفير إلى تقديم استقالته. والمعروف عن ساندري أنه احد أصحاب مواقع القوة داخل الفاتيكان، فقد كان هناك محاولات عديدة لإقالته لكنها لم تصل إلى أي نتيجة بسبب قوته وتشعب علاقاته. ترافق ذلك مع إعادة تظهير مشروع "حلف الأقليات"، الذي لم توافق بكركي أيام صفير عليه، لا بل عارضته، في مقابل وجود مناخ كنسي ومسيحي في منطقة الشرق الأوسط ككل، وحتى فاتيكاني، يميل باتجاه هكذا تحالف "يحمي المسيحيين"، على قاعدة التحالف مع إيران مثلاً، بينما صفير كان على الطرف النقيض من هذه الصيغ كلها. وله مواقف عديدة اعتراضية ضد حزب الله وإيران والنظام السوري. لقد كان صفير مؤمناً أن الدولة العادلة والديموقراطية هي التي "تحمي جميع مواطنيها". فلم يكن متلائماً طرحه مع ذاك المناخ الذي طغى يومها وما زال. وكل ما حدث من وقائع وسياسات دفعه إلى الإنفكاء، بسبب عدم الانسجام ما بين رؤيته وما تمارسه بعض الدوائر الكنسية. بالطبع، كان أي قرار على سوية "إزاحة" بطريرك، هو أكبر من لبنان. وليس تفصيلاً في هذا السياق ولا تنعزل عنه تلك الزيارة التي قام بها البطريرك الراعي بعد انتخابه إلى سوريا، وفي عزّ أزمتها. إلى جانب هذه الرواية، ثمة روايات أخرى حول خلفيات استقالة صفير. بعضهم يحيلها إلى قناعته الشخصية. وكما روى السيد الراحل هاني فحص ذات يوم قائلاً: سألته، هل هناك أسباب خاصة للاستقالة، فضلاً عن الأسباب العامة؟ يقول صفير ممهداً بضحكة مجلجلة ويعقّب بمثلها: "قلنا نذهب وعقلنا معنا أفضل من أن نذهب وهو ناقص". ولعلّ تلك الإجابة تشير إلى استشرافه للجنون الآتي من بعده، على الرغم من أن الإجابة تعبّر عن تقدّمه بالسن، فوجد الأنسب في الاستقالة والراحة. أما رواية ثالثة، فتفيد بأن صفير قرر الاستقالة إنسجاماً مع قناعة ذاتية، وأخرى مرتبطة بالبابا بنيديكتوس السادس عشر، الذي قدّم استقالته أيضاً، لقناعته بوجوبها عند الوصول إلى سنّ متقدمة، لإفساح المجال أمام الآخرين، وفي إطار "ضرورة التجديد". من يعلم؟

 

بيان صادر عن الرابطة الأشورية في لبنان: نقول شكرا لبطريرك حامل مجد لبنان. شكرا مار نصرالله بطرس صفير بطريرك المشرق

13 أيار/2019/بكثير من الأسى والحزن الشديد نتقدم بأحر التعازي القلبية من جميع اللبنانيين ومن الطائفة المارونية برحيل الكاردينال البطريرك ما نصر الله بطرس صفير ونطلب من الله ان يكون مثواه الجنة مع الأبرار والقديسين.

وتعتبر الرابطة الأشورية خسارة لبنان والكنيسة المارونية كبيرة لأن البطريرك الراحل كان قائد مسيرة الاستقلال الثاني ومقاوم الاحتلال الأول وهو راعي مصالحة الجبل وكان ضمير الوطن في زمن كثر فيه النفاق.

نقول شكرا لبطريرك حامل مجد لبنان. شكرا مار نصرالله بطرس صفير بطريرك المشرق .. ستبقى في ضميرنا ونطلب من الله لروحك السلام.

 

بيان لقاء سيدة الجبل

13 أيار 2019/عقد "لقاء سيدة الجبل" اجتماعه الأسبوعي في مكاتبه في الأشرفية بحضور السيدات والسادة ايلي الحاج، ايلي قصيفي، ايلي كيرللس، بهجت سلامه، توفيق كسبار، حسن عبود، ربى كبارة، سامي شمعون، سعد كيوان، سناء الجاك، سوزي زيادة، سيرج بو غاريوس، طوني الخواجه، طوني حبيب، غسان مغبغب، فارس سعيد، كمال الذوقي، محمد سلام، مياد حيدر، نقولا ناصيف، وأصدر البيان التالي: ينعى "لقاء سيدة الجبل" نيافة الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير، بطريرك لبنان وسائر المشرق، ويدعو جميع اللبنانيين، مسلمين ومسيحيين، للمشاركة الكثيفة في وداع الفقيد الوطني الكبير وذلك من خلال المشاركة في بكركي وفي كل الكنائس والساحات والقرى والمدن، نهار الخميس في 16 أيار 2019 الساعة الخامسة بعد الظهر. إن لـ"البطرك" أيديَ بيضاء على استقلال لبنان وحريته وصون عيشه المشترك، وهذا ما يستحقّ منّا التقدير والمواكبة، لأنه فقيد كل عائلة لبنانية عملت وضحّت وتعبت من أجل وحدة لبنان. لم تتعارض مارونية "البطرك" يوماً مع لبنانيته، ولبنانيته مع عروبته، وعروبته مع كونه جزءاً من الكنيسة الرسولية الجامعة. لذلك عمِل طوال حياته على إقناع الجميع أن التكامل والتوازن بين كل هذه الانتماءات هي مفتاح نجاح التجربة اللبنانية التي هي رسالة إنسانية حضارية للعالم.

 

بيان صادر عن مكتب الدكتور فارس سعيد

13 أيار/2019/تنادى أعضاء لقاء قرنة شهوان (الرئيس أمين الجميل، ميشال معوض، شوقي الدكاش، بطرس حرب، دوري شمعون، سليم سلهب، ميشال الخوري، كابي المر، منصور البون، فارس سعيد، سيمون كرم، توفيق هندي، شكيب قرطباوي، صلاح حنين، سمير عبد الملك)، والتقوا مع سيادة المطران يوسف بشارة لتبادل التعازي بوفاة المثلث الرحمة غبطة البطريرك مار نصرالله بطرس صفير. ويتقدمون بالتعازي من جميع اللبنانيين، ومن غبطة البطريرك الكاردينال بشارة الراعي، وسينودس الأساقفة، وعائلة الفقيد. ويدعون جميع اللبنانيين للمشاركة الكثيفة في صلاة الجناز نهار الخميس في 16 أيار 2019 عربون وفاء وتقدير.

 

التجمع من أجل السيادة: الاعتداء على السفن الاماراتية عمل قرصنة

الإثنين 13 أيار 2019 /وطنية - رأى "التجمع من أجل السيادة"، في بيان، أن "الاعتداءات الايرانية على السفن التجارية الاربع في المياه الاقتصادية لدولة الامارات العربية المتحدة عمل قرصنة ارهابي لا يمت الى تصرفات الدول التي تحترم نفسها بأي صلة".

وعبر عن تضامنه "وتضامن اللبنانيين السياديين الاستقلاليين الأحرار مع دولة الامارات العربية المتحدة"، معتبرا أن "انتهاك المياه الاقتصادية لدولة الامارات كانتهاك المياه اللبنانية، واستهداف السفن المتوجهة الى مرفأ الفجيرة أو المنطلقة منه كاستهداف مرافئ بيروت وجونية وطرابلس وصيدا وصور، وأي أذى يصيب اقتصاد الامارات وشعبها بمثابة أذى للشعب اللبناني واقتصاده". وأكد أن "الشعب اللبناني الوفي لصداقاته وأشقائه العرب لا يمكن أن ينسى لدولة الامارات العربية المتحدة قيادة وشعبا وقوفها الدائم الى جانبه في محنه وأزماته، وهو في هذه المناسبة يعرب عن تضامنه الكامل وتأييده المطلق لأي تدبير ترتئيه قيادة دولة الامارات". ودعا "التجمع" الحكومة اللبنانية الى "إعلان موقف متضامن صريح وواضح يشجب الاعتداءات الايرانية ويقف الى جانب دولة الامارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية والدول الخليجية الشقيقة والصديقة، حفاظا على الهوية العربية للخليج والتصدي في المحافل الدولية لمحاولات ايران تزوير هوية الخليج العربي".

 

الاحتجاجات والإضرابات تسابق الموازنة وجلسة أخيرة في “بعبدا”/عون يحدد موقفه من التطورات في إفطار جامع اليوم

بيروت ـ “السياسة”/الإثنين 13 أيار 2019/مع توقع إقرار مجلس الوزراء لمشروع الموازنة في جلسة أخيرة يعقدها في قصر بعبدا في الساعات المقبلة، بعد جلسة تفصيلية عقدها، أمس، بحثت في العناوين الساخنة التي يدور بشأنها نقاش مستفيض، كرواتب القطاع العام والعسكريين، استمرت الاحتجاجات في الشارع، حيث نفذ العسكريون المتقاعدون اعتصاماً أمام مصرف لبنان المركزي ببيروت، وفي فروعه كافة في المناطق اللبنانية، مطالبين بسحب المواد التي تضر بحقوقهم من مشروع موازنة العام 2019، وايداعها لجنة متخصصة ضمن وزارة الدفاع. وأقفل الناشطون مداخل مصرف لبنان المركزي تزامناً مع جلسات مجلس الوزراء، مهددين ومتوعدين بخطوات تصعيدية ستفاجئ المسؤولين . كما قطعوا طريق ظهر البيدر لمدة ثلاثين دقيقة بالإطارات المشتعلة، ثم أعادوا فتحها أمام حركتي السير بهدف عدم الأضرار بمصالح المواطنين والعابرين بين البقاع والعاصمة بالاتجاهين. وفي السياق، دعا المجلس التنفيذي لنقابة مستخدمي الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي في بيان، “الحكومة الكف عن التعرض لاستقلالية الضمان الإدارية والمالية، وأن القصد من النوايا التي تدعو إلى خفض رواتب مستخدمي الضمان لا تساهم في تخفيض العجز في الموازنة العامة، وأي كلام بخلاف ذلك فهو باطل وتظليلي، ونؤكد للحكومة مجتمعة وللمرة الألف أن سلسلة الرتب والرواتب لم يستفد منها موظفو الضمان، وذلك نظراً لما يحاك في الغرف السوداء ضد الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي ومستخدميه”. ودعت الى التوقف عن العمل غداً الأربعاء، في المراكز كافة والحضور إلى مكاتبهم، ومن ثم الانطلاق للتجمع بكثافة للاعتصام أمام القصر الحكومي الساعة الحادية عشرة، للانطلاق بصرخة مدوية علها تصل آذان أعضاء الحكومة جميعاً. إلى ذلك، يقيم رئيس الجمهورية ميشال عون غروب اليوم، إفطاراً في قصر بعبدا لمناسبة شهر رمضان، في حضور رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس مجلس الوزراء سعد الحريري ورؤساء الطوائف المسيحية والإسلامية ورؤساء المجلس النيابي والحكومة السابقين والوزراء والنواب وسفراء الدول العربية والاسلامية المعتمدين في لبنان وكبار الموظفين.

 

الحريري يؤكد التضامن مع الإمارات والدول الخليجية

بيروت ـ”السياسة” /13 أيار/2019/دان رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري “أعمال التخريب الإرهابية التي تعرضت لها بواخر ناقلة للنفط قبالة المياه الإقليمية للامارات العربية المتحدة”، معتبرا انها “تهديد خطير لسلامة الملاحة في احد اهم المعابر المائية في العالم”. وقال: “إن هذه الاعمال تهدد استقرار الاقتصاد العالمي بواسطة أسواق النفط الدولية، اضافة الى كونها اعتداء مباشرا على دول عربية شقيقة وعلى الأمن العربي المشترك”. وختم بالقول: “اننا نؤكد تضامننا الكامل مع دولة الإمارات العربية المتحدة ومع كل الدول الشقيقة في الخليج العربي”. بدوره، استنكر رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع،” أشد الاستنكار تعرُّض 4 سفن شحن تجارية مدنية لعمليات تخريبية في المياه الاقتصادية لدولة الإمارات”، واعتبر في بيان، ان “هذا التطور بالغ الخطورة ويستدعي إجراء كل التحقيقات اللازمة لمعرفة من يقف خلفه ومنع تكراره”، وشدد على “ضرورة توفير الحماية الضرورية لخطوط الملاحة الدولية”، وأعلن تضامنه مع دولة الإمارات وتمسكه بالسلم والاستقرار في المنطقة.

 

بري: صفير مثّل فكرة القيادة الشعبية والدينية/الوفود أمَّت بكركي للتعزية

بيروت ـ “السياسة” /13 أيار/2019/فيما استمرت وفود المعزين إلى بكركي، أمس، للتعزية بالبطريرك نصرالله صفير، الذي سيشيع بعد غد الخميس، نعى رئيس مجلس النواب نبيه بري البطريرك صفير وقال “عاش من أجل لبنان ومات ليحيا لبنان”. وأضاف “شد غبطة البطريرك الكاردينال قوس روحه وأطلقها عن عمر مديد في حراسة لبنان وخدمة الكنيسة والرعية، وكما كانت الولادة في أيار كان الرحيل كذلك. ربيعي الولادة، ربيعي الرحيل، كثير اللبنان كثير الكنيسة فالأمل والرجاء”. وأشار إلى أن “مثله كمثل الإمام موسى الصدر، مثل فكرة القيادة الشعبية والوطنية السياسية والدينية، عمل من أجل الوطن الفكرة والرسالة، الانسان. جسد مشروع التعايش الوطني بين الطوائف والمذاهب والفئات والجهات والشركة الوطنية”. وذكر أنه “خير خلف لخير سلف البطريرك انطونيوس خريش الذي سعى لأجل لبنان من عين ابل وان تذكرت بقوة فهو (البطريرك الكاردينال صفير) أحد الأقطاب الروحيين الثلاثة الدوليين والعرب واللبنانيين الذي حرص دائماً على سلام لبنان واستقراره فغطى اتفاق الطائف ومصالحة الجبل”. واعتبر أن “لبنان يخسر إحدى بركاته ونعمه وعيونه الحارسة بل أرزاته السامقة التي بقيت تتحدى الريح والأنواء طوال سنوات طويلة”. كما زار بكركي معزياً وفد من “حزب الله” برئاسة القيادي إبراهيم أمين السيد . وأشار حاكم مصرف لبنان رياض سلامة من بكركي، بعد تقديمه واجب العزاء بالبطريرك صفير، إلى أنه “مع هكذا رجال نتأمل ان لبنان سيبقى مستمراً ومكملاً بمسيرته”. وقال إن “البطريرك صفير استطاع مواجهة التحديات بصلابة وهدوء وكان لي علاقة دامت سنين معه من موقعي وكنت على تواصل معه وكان لديه حكمة وفهم وقداسة ومعه نتأمل ان يستمر لبنان بمسيرته”. من ناحيته، قال منسق “التجمع من اجل السيادة” نوفل ضو على حسابه بموقع “تويتر”، “أيها السياديون، لا تسمحوا لرموز التسوية بدفن السيادة من خلال دفن البطريرك صفير!”.

 

توقيف رشيد جنبلاط بتهمة "التطاول على المقامات"

المدن - ميديا | الإثنين 13/05/2019/أوقف جهاز أمن الدولة، الناشط والقيادي السابق في "حزب التوحيد العربي"، رشيد جنبلاط، بتهمة "التحريض وإثارة الفتنة الطائفية والتطاول على بعض المقامات"، و"القدح والذم بالوزير جبران باسيل"، وذلك في مقطع فيديو نشره مؤخراً وانتشر في مواقع التواصل. وجاء ذلك بعدما تقدّم عدد من أهالي بلدة دير القمر بإخبار ضدّ جنبلاط، على خلفية "تعرضه للبلدة" في مواقع التواصل لا سيما "فايسبوك". وأفادت معلومات عن إدعاء الوزير جبران باسيل عليه بسبب ما ورد في الفيديو المذكور. وصدر عن "المديرية العامة لأمن الدولة" بيان قالت فيه إنه "بعد قيام اللبناني ر.ج. بنشر فيديو له في موقع فايسبوك، يهدف من خلاله إلى التحريض وإثارة الفتنة الطائفية والتطاول على بعض المقامات، وورود شكاوى كثيرة بحقه من المواطنين، وحفاظاً على هيبة الدولة ومنعاً للفتنة الطائفية وتطبيقا للقانون، قامت المديرية العامة لأمن الدولة، بناء لإشارة النيابة العامة الإستئنافية في جبل لبنان، بتوقيف صاحب العلاقة، وتجري التحقيق معه وفقا للأصول". وأثار توقيف جنبلاط غضباً في مواقع التواصل، حيث عبّر كثيرون، ضمن هاشتاغ الحرية_لرشيد_جنبلاط و"كلنا_رشيد_جنبلاط، عن تضامنهم معه ورفضهم للأساليب البوليسية التي تتبعها الدولة مع الناشطين والمغردين والمواطنين، متعهدين بـ"عدم السكوت" أمام "سياسة القمع وكم الأفواه". وغرّد الوزير السابق اللواء أشرف ريفي، قائلاً: "بعد داوود مخيبر، عناصر من أمن الدولة إقتادوا رشيد جنبلاط الى التحقيق بعد إدعاء الوزير جبران باسيل عليه، وعائلته لا تعرف عنه شيئاً بعد خمس ساعات من التوقيف". وأضاف"نعيش في دولةٍ بوليسية يتم فيها تجاوز القانون والأصول ويُمارَس فيها الترهيب. هذه علامة من علامات الإنهيار وطابخ السم آكله. السجون التي تُعدّونها للأحرار ستُسجَنون فيها قريباً بإذن الله ومن يعِش يرى".يُذكر أن القضاء اللبناني كان قد أصدر حكماً، العام الماضي، قضى بحبس جنبلاط 6 أشهر وإلزامه دفع مبلغ عشرة ملايين ليرة كعطل وضرر على خلفية تعرضه للوزير جبران باسيل بالقدح والذم والتحقير في وسائل التواصل الاجتماعي، قبل أن يعود ويُصدر قراراً بإخلاء سبيله

 

مع تأييدي الأكيد:يا قضاة لبنان اعتكفوا !

​​​​​​​​​​المحامي رمزي هيكل/13 أيار/2019

لو كنتُ قاضياً لاعتكفتُ مع القضاةِ المعتكفين ،

ولو سئلتُ لماذا تعتكِف لأجبتُ بوضوحٍ انّ الاعتكافَ يهدفُ الى بناءِ دولة القانون لا أكثر ولا أقل.

ولو سُئلتُ كيفَ يمكن بناء دولةَ القانون بمخالفة القانون أي بالاعتكاف لأجبتُ ان الاعتكافَ يجعل السلطةَ السياسية ترفعُ يدَها غير المشروعة عن القضاةِ الذين اولاهم الدستور السلطة الثالثة لكي يمارسوها بصورة مستقلة .

ولو سئلتُ أنّ ما تطالب به منصوص عليه في الدستور لاجبت ان ممارسة هذه السلطة يجب ان تتبعها قوانين تعزز سلطة القضاة واستقلاليتهم والسلطة السياسية تتهرب من اصدار م هذه القوانين خوفا من استقلالية القضاة.

ان القاضي المستقل المحمي قانونا، من انياب السلطة السياسية، يستطيع ان يعمل من احكام القانون امرا ملزما للجميع فلا تهرب ضرائبي ولا سرقة أموال عامة ولا تعدي على الأملاك العامة بحرية كانت ام مشاعات ولا تلزيمات تجري لمنافع السياسيين ولا توظيفات لموظفين لايعملون ولا مثلها قبل الانتخابات ولا سمسرات في الكهرباء وفي الفيول اويل ولا احتكار في توزيع المغانم بين المتسلطين على السلطة ولا ارهاق لخزينة الدولة باية وسيلة ولا تلزيمات عشوائية مرهقة ولا كسارات او مرامل من دون ترخيص فالقاضي المستقل هو ضمير المجتمع وحاميه وهو الدولة بكل ما لهذه الكلمة من معنى.

والقضاة المعتكفون يطالبون ، كما قرأت في بيان اعتكاف ناديهم "باطلاق يدهم للشروع في استرداد الأموال المنهوبة ومكافحة الفساد " فالسلطة السياسية تتطلع الى ترويض القضاة وجعلهم تابعين لها خوفا من اطلاق يدهم في مكافحة الفساد واسترداد الأموال المنهوبة .

ان معركة القضاة ليست كما يحاول البعض تصويرها بان غايتها المحافظة على بعض التقديمات المادية وانما الى إعادة سلطة دولة القانون . فمن حق القاضي العيش بكرامة وهذا امر لا يرهق الدولة ولا حتى المواطنين بل على العكس فهو يعمل لاحقاق العدل وعليه ان يستمر طوال حياته المهنية في تطوير قدراته العلمية ومواكبة التطور التكنولوجي والاجتماعي والثقافي وهو جهد ذاتي لا يلقى أي مقابل عنه .

كما لا خوف على القضاة المستقلين من ان ينظفوا صفوفهم من ضعفاء النفوس اذ انهم سيكونون اكثر تشددا مع زملائهم ممن اساء منهم الى قسمه .

لو رفعت السلطة السياسية يدها عن القضاء لما كان رزح وطننا تحت وطأة الدين ولما خضع أيضا لاملاءات خارجية مقابل تسليفه ولم يكن بحاجة أيضا الى تخفيض رواتب قضاة وعسكريين و موظفين الذين بالكاد يكفي راتبهم من اجل العيش بكرامة.

أيها القضاة الشرفاء، اعتكفوا واستمروا في اعتكافكم فوحدكم تصنعون للبنانيين املا في بناء دولة تخضع لاحكام القانون وتكافح الفساد وتعيد الأموال المسلوبة منها على مرّ السنوات.

 

قبلان يقطع الطريق على جرمانوس في قضية "الضيقة"!

عبدالله قمح/ليبانون ديبايت/الاثنين 13 أيار 2019/قضية وفاة الموقوف حسان الضيقة في السجن تتدحرج وصولاً لاحتمال تحولها من مسألة موت حصلت داخل زنزانة إلى قضية رأي عام بعدما ظهر أنها حمالة أوجه، في ظلِ بروز اتهامات مزدوجة سيقت ضُد كُلّ من بعض القضاة وشعبة المعلومات في قوى الأمن الداخلي أقله في التورط بالحادثة، ما حولها بالنسبة إلى شريحة واسعة "عملية قتل" لا وفاة طبيعية. الاتهامات التي تقف خلفها عائلة الفقيد، تتحدث عن تعرض "الضيقة" للتعذيب على يدِ محققي شعبة المعلومات، مستندة إلى تقريرِ الطبيب الشرعي ن. م. الذي أشار إلى ظهور كدمات واضحة على جسدِ الضيقة وأنه تعرضَ لـ "طرف شلل في قدمه اليسرى نتيجة التعذيب". اشارة ان الضيقة أوقف بتاريخ سابق بناء على ادلة تشير الى تورطه بملف مخدرات. لكن قوى الأمن الداخلي التي استبقت التحقيقات وردت على الاتهامات عبر بيان، لها رواية أخرى دحضت خلالها اتهامات آل الضيقة، متحدثة عن "عملية تزوير طبعت التقرير الطبي مما أدى إلى إيقاف الطبيب الشرعي المذكور".وقد ألمحَ بيان قوى الأمن الذي إلى تورط مقصود من قِبَل والد الضحية، المحامي توفيق الضيقة، الذي اتهمه البيان صراحة بـ "استخدام التعاطف" من أجلِ الحصول على تقرير كما يشتهي، وأنه رفض عرض تشريح جثة نجله من أجل معرفة حقيقة ما جرى.

آل الضيقة الذين كانوا قد استبقوا بيان قوى الأمن بتوجيه رسالة صارمة بالتوجه إلى القضاء والادعاء على "كل من يثبتُ تورطه بمقتل حسان الضيقة"، تلقوا رسالة واضحة أن "حزب الله باتَ بصورة الحادث وهو يعتبرُ حسان الضيقة شهيداً"!

وحتى وقت توضيح هذا الكلام، فإن قبلة المتخاصمين هي القضاء الذي يبدو أن ذات الغموض تقريبا يكتنفُ إجراءات متابعة القضية التي تتشعب مع مرور الوقت، فضلاً عن أنه سيكون أمامَ اختبار واحدة من القضايا شديدة الحساسيّة.

وكان يفترضُ أن يشرع مفوض الحُكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي بيتر جرمانوس بصفته القضائية في النظرِ بالملف لدقة الاتهامات التي تساقُ إلى جهاز أمني، ونظراً إلى وجود ضحية "مجهولة سبب الوفاة"، ولكن يبدو أن الجواب يكمنُ في التأزم الذي يطبع علاقة قوى الأمن الدّاخلي وشعبة المعلومات تحديداً مع جرمانوس ما يرشح انسحابه على "قضية الضيقة" التي يبدو إنها ستتحول في الأيام القادمة إلى مادة كباش جديدة بين الجانبين. الإشارات الأولى للكباش المحتوم ظهرت قضائياً، مع تولي النيابة العامة التميزية النظر في القضية، وفي معلومات "ليبانون ديبايت" أن النائب العام التمييزي بالوكالة القاضي عماد قبلان، سيقوم بالتحقيق في قضية "مقتل الضيقة"، ليكون بذلك قد قطع الطريق مبدئياً بصفته رئيس كل النيابات، على النيابة العامّة العسكرية ممثلة بجرمانوس في تولي أعمال التحقيق بالملف. وما يثيرُ الانتباه، أن سحب الملف من جرمانوس جاءَ وسط نمو شعور حول وجود توجه لـ الدائرة اللّصيقة بقوى الأمن لعدم ترك الملف يذهبُ إلى جرمانوس انطلاقاً من طبيعةِ علاقته المتوترة مع قوى الأمن الداخلي.

 

المُصلّى" يُجبر مدير كلية الحقوق في زحلة على الإستقالة؟!

ماهر الخطيب/النشرة/13 أيار/2019/مرة جديدة تعود كلية الحقوق والعلوم السياسية في الجامعة اللبنانية في زحلة إلى الواجهة، بعد تقديم المدير الموقت للكلية الدكتور أنطونيو بو كسم إستقالته، على خلفيّة ما يُقال بأنها تهديدات تعرّض لها في الأيام السابقة. تعيين بو كسم من قبل إدارة رئاسة الجامعة، جاء كتدبير موقت الى حين تعيين مدير جديد، بعد البلبلة التي حصلت والمعلومات عن إجبار أستاذة جامعية على المشاركة في اختيار ثلاثة أسماء، لتختار منها الرئاسة مديراً للفرع. منذ اليوم الأول لتعيين بو كسم، حصلت موجة من الإعتراضات أخذت طابعاً طائفياً، نظراً إلى تعيين شخصية مسيحيّة في إدارة الفرع خلفاً للدكتور أكرم ياغي المقرب من "حزب الله"، مع العلم أن هذه الكلية الوحيدة في الجامعة التي يُحسب مديرها على الحزب، لكن بعد ذلك حصل نوع من "التفاهم" و"الهدنة" لتسيير الأمور في الكليّة، إلا أنه في نهاية الاسبوع المنصرم عادت الأمور إلى نقطة الصفر.

في التفاصيل التي حصلت عليها "النشرة" هناك روايتان، الأولى تشير إلى أن المدير اكتشف، خلال جولة كان يقوم بها، وجود غرفتين مخصصتين لتصوير المقرّرات، على مدخل احداها مكتوب عبارة "مُصلّى"، لكن في داخلها ماكينات تصوير، فقرر إغلاقهما نظراً إلى أن هذا الأمر غير شرعي، على أن يقوم بمناقصة قانونيّة لإدارة المطبوعات، وهو أعطى مهلة لذلك حتى تاريخ 30 حزيران 2019. أما الثانية، فتشير إلى أنّ إعتراض المدير هو في الأساس على وجود "المُصلى" داخل حرم الكلية، الأمر الذي اعتبره غير قانوني وقد يؤدّي إلى المطالبة بتخصيص أماكن أخرى للعبادة، ما دفعه إلى المطالبة باغلاقه فوراً، ما أثار موجة من الإعتراضات بوجهه. بعد ذلك، تكشف مصادر مقربة من المدير، عبر "النشرة"، أنه تلقى إتصالاً هاتفياً من قبل أحد الأشخاص، يدّعي أنه من التعبئة التربوية في "حزب الله" يطلب منه عدم المس بـ"المُصلى"، وتؤكد أنه تلقى تهديداً خلال هذا الإتصال بحال عدم التراجع عن قراره، في حين تنفي مصادر أخرى حصول أيّ تهديد، وتشير إلى أنّ المدير تلقّى طلباً بعدم إقفال "المُصلى"، خصوصاً أننا في أيام شهر رمضان، وتوضح أن "المُصلى" موجود منذ زمن لكن المدير يريد اليوم إغلاقه، وتلفت إلى أنه رغم كل المحاولات القائمة لمعالجة الموضوع فإن بو كسم يغلق الأبواب، وتشير إلى أنه رفض أيضاً إستقبال وفد يضم بعض الدكاترة لبحث كيفية حل هذه المسألة. بناء على هذه التطورات، علمت "النشرة" أن بو كسم حضر اليوم إلى الكليّة، حيث عمد إلى جمع أغراضه وتسليم "ادارة الكلية" إلى أمانة السر، ومن المقرّر أن يقدّم إستقالته من منصبه إلى رئاسة الجامعة بعد الّذي حصل معه، وقد بدت عليه علامات الغضب الشديد من جرّاء ما تعرّض له. وبعد مغادرته الكليّة عمد إلى إغلاق هاتفه الخليوي، ما حال دون التواصل معه. في هذا السياق، تؤكّد مصادر مقربة من رئاسة الجامعة اللبنانيّة، عبر "النشرة"، أن رئيسها فؤاد أيوب سيعمل على متابعة القضيّة لتبيان الحقيقة، مشدّدة على أن الإدارة ترفض أيّ نوع من انواع التهديد بحال حصل. واذ تؤكد المصادر متابعة رئاسة الجامعة للقضية، تشدّد على ضرورة عدم تشويه صورة الجامعة اللبنانية "الجامعة" لكل أطياف المجتمع اللبناني، والرافضة لزجّ اسمها في أيّ قضيّة طائفيّة مهما كانت.

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

لأول مرة.. إيران الخمينية تقبل اللعب مع إسرائيل في محفل رياضي..

اورينت - الأناضول.. وكالات/الاثنين13 أيار 2019/تعهدت إيران أمام الاتحاد الدولي للجودو بالالتزام بالقواعد الأولمبية والتنافس مع كل دولة بما فيها إسرائيل، في خطوة وصفتها الأخيرة بالتاريخية. وقالت صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية إن اللجنة الأوليمية الإيرانية تعهدت أمام الاتحاد الدولي للجودو باتباع القواعد الأولمبية والتنافس مع الرياضيين من جميع البلدان. وتابعت الصحيفة “هذا يعني أن اللجنة الإيرانية تعهدت بالتنافس مع الرياضيين الإسرائيليين، وهو أمر لم يحدث قط في هذه اللعبة“.

ترحيب بالخطوة الإيرانية

وأضافت أن اللجنة الأولمبية الإيرانية قالت في رسالة بعثت بها السبت إلى رئيس الاتحاد الدولي للجودو ماريوس فايزر إنهم ملتزمون بالوفاء بالقواعد الأولمبية والمنافسة مع أي دولة. من جهته، أعرب رئيس الاتحاد الدولي للعبة في بيان عن ترحيبه بالخطوة الإيرانية، بحسب المصدر ذاته. فيما علق رئيس اتحاد الجودو الإسرائيلي “موشيه بونتي” على القرار الإيراني بقوله “إننا نشهد يوما تاريخيا”. وتابع “نحن سعداء جدا بتلك الخطوة، وممتنون لفايزر، لمساعدتنا في الوصول إلى هذا اليوم، مثلما ساعدنا في العديد من الحالات الأخرى“. وعادة ما يتجنب اللاعبون الإيرانيون مواجهة نظرائهم الإسرائيليين.

 

استهداف أربع سفن تجارية قرب المياه الإقليمية للإمارات يشعل المنطقة

السعودية أعلنت تعرض ناقلتين لها للهجوم التخريبي... وموجة ردود فعل غاضبة ومنددة

جدة، أبوظبي، عواصم – وكالات/الاثنين13 أيار 2019/أعلنت السعودية أمس، أن ناقلتي نفط سعوديتين كانتا ضمن سفن تعرضت لهجوم تخريبي قبالة ساحل الامارات، ونددت بالهجوم ووصفته بأنه محاولة لتهديد أمن امدادات النفط العالمية. وقال وزير الطاقة والصناعة السعودي خالد الفالح، إن الناقلتين السعوديتين تعرضتا لهجوم تخريبي في المياه الاقتصادية للإمارات قرب إمارة الفجيرة، وهما في طريقهما لعبور الخليج العربي، مؤكدا أن الحادث يستهدف تهديد حرية الملاحة البحرية وأمن الإمدادات النفطية للمستهلكين في أنحاء العالم كافة. وأوضح أن إحدى الناقلتين كانت في طريقها للتحميل بالنفط السعودي من ميناء رأس تنورة، ومن ثم الاتجاه إلى الولايات المتحدة لتزويد عملاء “أرامكو” السعودية، موضحا أنه لم ينجم عن الهجوم أي خسائر في الأرواح أو تسرب للوقود، في حين نجم عنه أضرار بالغة في هيكلي السفينتين. وشدد على المسؤولية المشتركة للمجتمع الدولي في الحفاظ على سلامة الملاحة البحرية وأمن الناقلات النفطية، تحسبا للآثار التي تترتب على أسواق الطاقة وخطورة ذلك على الاقتصاد العالمي. في غضون ذلك، دانت السعودية الحادث، وشدد مصدر مسؤول بالخارجية السعودية على أن “العمل الإجرامي يشكل تهديدا خطيرا لأمن وسلامة حركة الملاحة البحرية، وبما ينعكس سلبا على السلم والأمن الإقليمي والدولي”، مؤكدا تضامن المملكة ووقوفها إلى جانب الإمارات في جميع ما تتخذه من إجراءات لحفظ أمنها ومصالحها. وفيما ذكرت مصادر تجارية وملاحية أن الناقلتين السعوديتين، هما ناقلة النفط العملاقة “أمجاد” المملوكة للشركة الوطنية السعودية للنقل البحري “البحري”، والناقلة “المرزوقة”، قالت الرابطة الدولية للملاك المستقلين لناقلات البترول “انترتانكو”، إنها اطلعت على صور تظهر أن “نحو سفينتين بهما فتحات في جانبيهما نتيجة إطلاق نار”.

من جانبها، ذكرت شركة “توم” لإدارة السفن أن هيكل ناقلة منتجات مسجلة في النرويج لحقت به أضرار، جراء جسم غير معروف، مضيفة أن “ربان الناقلة أندريا فيكتوري أبلغ بأن الطاقم لم تلحق به أضرار، ولكن هناك فتحة في منطقة من بدن السفينة ناحية الخزان الخلفي، والناقلة ليست معرضة لخطر الغرق”. وكانت الامارات أعلنت أول من أمس، أن أربع سفن تجارية تعرضت لعمليات تخريب قرب إمارة الفجيرة، ولم تحدد الجهة المسؤولة عن الهجوم. وقالت وزارة الخارجية والتعاون الدولي الإماراتية، إن العمليات التخريبية وقعت بالقرب من خليج عمان باتجاه الساحل الشرقي من إمارة الفجيرة وفي المياه الاقتصادية للامارات، مضيفة ان الجهات المعنية قامت باتخاذ الإجراءات اللازمة كافة، “وجار التحقيق حول ظروف الحادث بالتعاون مع الجهات المحلية والدولية، وستقوم الجهات المعنية بالتحقيق برفع النتائج حين الانتهاء من إجراءاتها”. وأشارت إلى أن العمليات التخريبية لم تنتج عنها أي أضرار بشرية أو إصابات، كما لا يوجد أي تسرب لأي مواد ضارة أو وقود من هذه السفن، مؤكدة أن العمل يسير في ميناء الفجيرة بشكل طبيعي وبدون أي توقف، “وأن الشائعات التي تحدثت عن وقوع الحادث داخل الميناء عارية عن الصحة ولا أساس لها، وأن الميناء مستمر في عملياته الكاملة بشكل روتيني”. وشددت على أن تعريض السفن التجارية لأعمال تخريبية وتهديد حياة طواقمها يعتبران “تطورا خطيرا”، مؤكدة ضرورة قيام المجتمع الدولي بمسؤولياته لمنع أي أطراف تحاول المساس بأمن وسلامة حركة الملاحة البحرية، وهذا يعتبر تهديدا للأمن والسلامة الدولية. من جانبها، قالت الادارة البحرية الاميركية في إشعار، إن الحوادث لم يتم تأكيدها، ودعت إلى توخي الحذر. وتوالت ردود الفعل المنددة، حيث دان الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط “بأشد العبارات”، مؤكدا أن “هذه الأعمال الاجرامية تمثل مساسا خطيرا بحرية وسلامة طرق التجارة والنقل البحري، ومن شأنها أن ترفع مستوى التصعيد في المنطقة، كما أنها تشكل مساسا غير مقبول بالأمن القومي العربي”. كما استنكر الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية عبداللطيف الزياني، واصفا ما حدث بأنه “تطور وتصعيد خطير يعبر عن نوايا شريرة”. ودان البرلمان العربي الحادث الذي اعتبره رئيسه مشعل السلمي عملاً إرهابياً، وتهديداً خطيراً للأمن والسلم الدوليين، يستوجب التحرك الفوري والحاسم من المجتمع الدولي. ووصفت البحرين الحادث بأنه “عمل إجرامي خطير”، مؤكدة وقوفها التام مع الإمارات في كل ما تتخذه من إجراءات لحماية أمنها والحفاظ على مصالحها. وأعربت مصر عن إدانتها، رافضة كل ما من شأنه المساس بالأمن القومي للامارات وسلامة حدودها البرية والبحرية. ودان الأردن الحادث، وجدد المتحدث باسم الخارجية الأردنية سفيان القضاة موقف بلاده “الثابت والرافض” لأي عمل إجرامي يهدد أمن وسلامة حركة الملاحة البحرية في الخليج العربي أيا كان مصدره.

 

طهران تدعو للتحقيق: كاد المريب يقول خذوني

طهران – وكالات/الاثنين13 أيار 2019/اتهمت إيران مخربين أجانب بالوقوف وراء الاعتداء على ناقلات النفط والسفن التجارية قبالة شواطئ الإمارات، ووصفت الحادث بـ”الخطير”، وطالبت بتحقيق لكشف ملابساته. ووصف المتحدث باسم الخارجية الإيرانية عباس موسوي الحادث بالـ”مقلق”، وطالب دول المنطقة بالحذر من مغامرات العملاء، كما دعا إلى الكشف عن “الأبعاد الدقيقة للحادث”، محذرا من “أي مكيدة يحيكها المتآمرون لتقويض الاستقرار والأمن في المنطقة”، داعياً دول المنطقة إلى “الحذر من أي مغامرة ينفذها عملاء أجانب”. من جانبه، اتهم رئيس لجنة الامن القومي بالبرلمان الإيراني حشمت الله فلاحت بيشه “مخربين من دولة ثالثة” بأنهم قد يكونون وراء الهجمات، قائلا إن “هجمات ميناء الفجيرة ربما نفذها مخربون من دولة ثالثة يسعون لزعزعة استقرار المنطقة”، وقال إن الحادث يظهر “هشاشة أمن دول الخليج”. من جانبه، اعتبر عضو لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني مصطفى كواكبيان، أنه حادث مفتعل ومرفوض، مضيفا في جلسة البرلمان أمس أن “ما حدث قضية مفتعلة ونشك فيها ونرفضها”.

 

واشنطن: إدارة ترامب غير قلقة من الحرب ضد إيران وبريطانيا تخشى صراعاً "غير مقصود" وروحاني يطلب "التضحية"

واشنطن، طهران، عواصم – وكالات/الاثنين13 أيار 2019/أكد المبعوث الأميركي لشؤون إيران براين هوك، أن إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، غير قلقة من احتمال حرب مع إيران، وتريد صفقة جديدة معها، مضيفا أن الإجراءات الأميركية هي مجرد رد على “العدوان الإيراني”، ومشددا على أن إيران “لا تزال الراعي الرئيسي للإرهاب في العالم، وإذا كانوا يتصرفون بهذه الطريقة دون سلاح نووي، تخيل كيف سيتصرفون في حال امتلكوا سلاحا نوويا”. من جانبه، أكد وزير الخارجية مايك بومبيو في مقابلة مع شبكة “سي.ان.بي.سي” أمس، ان نشر القوات الاميركية جاء استجابة لمعلومات مخابراتية، تشير الى هجمات ايرانية محتملة وبهدف ردعها والرد اذا لزم الامر. وقال “في حال قررت ايران أن تستهدف مصالح أميركية، سواء كان ذلك في العراق أو أفغانستان أو اليمن أو أي مكان في الشرق الاوسط، فنحن مستعدون للرد بطريقة مناسبة”، مضيفا “هدفنا ليس الحرب”. في غضون ذلك، طالب وزير الخارجية البريطاني جيريمي هانت بالتزام الهدوء، محذرا من أن التوترات المتزايدة قد تؤدي إلى تصعيد خطير و”غير مقصود”. وقال في بروكسل، قبل اجتماع مع نظرائه من دول الاتحاد الأوروبي، “نشعر بقلق بالغ إزاء احتمال اندلاع صراع عن طريق الخطأ نتيجة تصعيد غير مقصود فعليا من أي من الجانبين”، مضيفا “سنقوم بنقل مخاوفنا هذه إلى نظرائي الأوروبيين وإلى بومبيو، وأعتقد أننا بحاجة لفترة من الهدوء للتأكد من أن الجميع يتفهمون ما يفكر فيه الطرف الآخر”.

في المقابل، أقر الرئيس الإيراني حسن روحاني بتأثير العقوبات الأميركية، قائلا إن بلاده تعيش أصعب الأعوام منذ سيطرة نظام الملالي على السلطة قبل 40 سنة، ومحذرا المسؤولين في حكومته من اتخاذ قرارات غير صائبة، قائلا إنها قد تؤدي إلى الإضرار بالبلاد، فيما طلب من الإيرانيين المزيد من التضحية. من جانبه، رد وزير الخارجية محمد جواد ظريف في تغريدة، مخاطبا الرئيس الأميركي دونالد ترامب، حول مخطط جون بولتون وشركائه بشأن إيران، قائلا إن “الفارق الوحيد في ذلك المخطط هو عدم وجود رقم هاتف فيه”. بدوره، قال قائد البحرية الإيرانية حسين خانزادي إن “أيادي الإيرانيين على الزناد وصبرهم ستراتيجي ومستعدون للاحتمالات كافة”، مؤكدا ردا على التحشيد الأميركي الحالي، أن الحضور الأميركي في المنطقة استعراضي وبلا فائدة ووصل إلى نهايته في المياه الخليجية، وعليهم مغادرة المنطقة، مشيرا إلى أن إرسال حاملة الطائرات الأميركية إلى المنطقة هدفه تضخيم شبح الحرب. وأضاف مخاطبا دول الخليج أن إيران تمد يدها لجيرانها بهدف ترسيخ تعاون إقليمي يحفظ المنطقة من الدمار. من جانبه قال قائد القوات الجوية بالحرس الثوري أمير علي حاجي زاده، إن القوات الأميركية في المنطقة تقع بالكامل في مرمى الصواريخ الإيرانية، وإن أي تحرك حقيقي لها ضد إيران سيقابل بضربات مباشرة. على صعيد آخر، جدد الاتحاد الأوروبي دعمه للاتفاق النووي، وقالت الممثلة العليا للسياسة الخارجية والامنية بالاتحاد فيدريكا موغيريني إنها ستعقد اجتماعا مع وزراء خارجية كل من فرنسا وألمانيا وبريطانيا لمناقشة آلية الاستمرار في دعم الاتفاق. بدوره، أكد وزير الخارجية الألماني هايكو ماس دعم بلاده للاتفاق النووي مع ايران، لكنه انتقد دور طهران في المنطقة، موضحا ضرورة “مراقبة دور إيران في المنطقة فنحن لا نتفق مع دورها في سورية ولا مع برنامج صواريخها الباليستي”. قال المتحدث باسم الحكومة الالمانية ستيفن سايبرت، إن ألمانيا تعمل من أجل الابقاء على قناة قانونية للتجارة مع ايران”، مضيفا “نبذل مع شركائنا جهودا للمحافظة على التجارة الشرعية مع ايران ولاسيما عن طريق توفير قناة دفع”. من جهة أخرى، أعلنت إيران أنها حكمت بالسجن عشر سنوات على بريطانية بتهمة التجسس لصالح بريطانيا، وقال المتحدث باسم السلطة القضائية غلام حسين اسماعيلي “صدر الحكم بعد اعترافات واضحة”.

 

الولايات المتحدة تحذر مواطنيها من السفر إلى العراق بسبب التوترات

عواصم – وكالات/الاثنين13 أيار 2019/حذرت الولايات المتحدة أمس، مواطنيها، من السفر للعراق، وذلك بعد أيام من زيارة قام بها وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو للبلاد، وأكد فيها على الحاجة لضمان سلامة الديبلوماسيين والعسكريين الأميركيين الموجودين بالعراق. ونشرت السفارة الأميركية في بغداد، تحذيراً أمنياً على موقعها الإلكتروني، طالبت فيه بعدم السفر للعراق، كما حذرت الأميركيين الموجودين هناك بالفعل من “التوترات المتصاعدة في العراق”، وطالبتهم بالحذر. ودعت إلى تجنب الأماكن المعروفة بتجمع أميركيين فيها، وكذلك بعدم الإفصاح عن الهوية قدر الإمكان. وكانت صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية ذكرت أول من أمس، أن معركة كبرى على وشك الاندلاع في الخليج، مشيرة إلى أن شرارتها الأولى يمكن أن تندلع في العراق، وأنها ستكون أكثر كلفة وعنفاً من حربي الخليج الأولى والثانية. على صعيد آخر، أفادت أنباء صحافية أمس، بأن شركة الخطوط الجوية العراقية تعتزم افتتاح خط طيران بين بغداد ودمشق خلال أيام. ونقلت صحيفة “الصباح” الحكومية العراقية عن مصدر في الشركة قوله، إن “الخطوط الجوية العراقية تجري تحضيرات على قدم وساق من أجل إعادة تشغيل وافتتاح خط طيران مباشر بين بغداد ودمشق، وهذا يعد خطاً مهماً وحيوياً، لكنه توقف بسبب الحرب في سورية”، مشيراً إلى أنه “يحظى باهتمام حكومي لأهميته وفعاليته في تسهيل حركة المسافرين المتزايدة عليه”. في غضون ذلك، أعلن مدير عام الشركة كفاح حسن جبار أنه سيتم في 18 مايو الجاري، إطلاق أولى رحلات الشركة المباشرة من مطار السليمانية إلى مدينة فرانكفورت الألمانية، وبواقع رحلة واحدة أسبوعياً. من جهة أخرى، اعتبر نائب رئيس الوزراء العراقي الأسبق بهاء الأعرجي أول من أمس، أن فصائل من “الحشد الشعبي” ولاؤها لإيران أكثر مما هو للعراق. وبشأن احتمال نشوب صراع أو حرب بين إيران والولايات المتحدة، قال إن “العراق سيكون أول وأكبر المتضررين”، مضيفاً إنه في حال نشوب صراع بين البلدين، من الممكن أن تورط فصائل في “الحشد” الدولة العراقية، وأن تعصي أوامر السلطة المسؤولة عنها من أجل الدفاع عن مصالح إيران.

 

نظام الأسد يقصف قوات تركية في ريف حماة والمدنيين بالشمال

عواصم – وكالات/الاثنين13 أيار 2019/كثفت قوات النظام السوري، قصفها المدفعي والصاروخي على محيط نقطة المراقبة التركية ببلدة شير مغار في ريف حماة الغربي، وواصلت قصفها كذلك لمناطق مدنية في الشمال. وقالت مصادر بالمعارضة إن فصائلها تصدت لمحاولات تقدم قوات النظام بجبل الأكراد في اللاذقية، بالتزامن مع غارات وقصف مدفعي عنيف، مضيفة إنه تم قتل نحو 25 عنصراً غالبيتهم من عناصر “حزب الله” و”الحرس الثوري” الإيراني. وذكرت وكالة “الاناضول” التركية للأنباء ليل أول من أمس، أن القصف على محيط نقطة المراقبة لم يتوقف، مضيفة إن القصف أجبر المدنيين على النزوح وإخلاء البلدة. ويأتي ذلك في ظل تصعيد عسكري من النظام السوري وروسيا تجاه ريفي حماة الغربي والشمالي والذي أفضى إلى سيطرة النظام على بلدات غرب حماة على حساب فصائل المعارضة. وقالت مصادر تركية إن وفداً عسكرياً تركياً مصحوبا بمدرعات عسكرية زار نقاط المراقبة في ريفي حماة وإدلب أول من أمس، بالتزامن مع الحملة العسكرية على المنطقة. واتهم وزير الدفاع التركي خلوصي آكار النظام السوري بمحاولة توسيع سيطرته في جنوب إدلب بما يتعارض مع مضمون اتفاق “أستانا” مطالبا النظام بوقف الهجوم والعودة الى الحدود المتفق عليها في أستانا. وفي السياق، أرسل الجيش التركي أمس، تعزيزات عسكرية ممثلة بوحدات مقاتلة جديدة إلى قواته العاملة قرب الحدود السورية. على صعيد آخر، وعلى وقع التصعيد العسكري في إدلب وحماة، ظهر قائد عام “هيئة تحرير الشام” (جبهة النصرة) أبومحمد الجولاني، في فيديو جديد لاستنهاض المقاتلين دفاعاً عن معقله في شمال غرب سورية. ودعا الجولاني في مقابلة صورت في ريف حماة الشمالي، إلى “حمل السلاح” دفاعاً عن معقل قواته في شمال غرب سورية، معتبراً أن تصعيد القصف السوري والروسي أسقط الاتفاقيات كافة بشأن إدلب. وقال “نتوجه لأي قادر على حمل السلاح .. ولأي قادر بأن يقوم بواجبه .. إلى أن يتوجه إلى ساحة المعركة”، في إشارة تدل على الخسائر والضغط الذي تتعرض له “هيئة تحرير الشام”. واعتبر أن التصعيد الأخير “نتاج لفشل المؤتمرات السياسية ومحاولة الخداع السياسي التي كان يُحضر لها للالتفاف على الثورة السورية من أستانا إلى سوتشي”. إلى ذلك، تزداد الصعوبات التي يواجهها سكان مدينة عفرين السورية (شمال غرب) أكثر فأكثر مع الانتهاكات المستمرة ضدهم من قبل الفصائل المسلحة التي تسيطر على المدينة بدعم عسكري ولوجستي مباشر من أنقرة منذ 18 مارس العام 2018.

 

فرنسا تدرس محاكمة المتطرفين الأجانب بسورية

باريس – وكالات/الاثنين13 أيار 2019/أعلن وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان، أنه يجري درس “آلية قانونية” دولية لمحاكمة الإرهابيين الأجانب في تنظيم “داعش” المعتقلين في المناطق الكردية في سورية. وقال لودريان في حديث لصحيفة “لو باريزيان” الفرنسية، أول من أمس: “ندرس إمكانية إنشاء آلية قانونية محددة”، مضيفاً “قد تستوحى هذه الآلية من أمثلة أخرى في النظام القضائي الدولي كما حصل بالنسبة لكوسوفو أو القارة الإفريقية” من دون مزيد من التفاصيل. ورفض أي مقارنة مع محكمة نورمبيرغ التي حاكمت المسؤولين النازيين بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية العام 1945، مشيراً إلى أنها “مقارنة ثقيلة المعاني تاريخياً”. وأكد أن الحكومة الفرنسية “مستعدة” لإعادة يتامى إرهابيين فرنسيين بعد إعادة خمسة إلى فرنسا في مارس الماضي. يشار إلى أن فرنسا تعارض عودة الرجال والنساء الذين سيحاكمون “حيثما ارتكبوا جرائمهم”، فيما أشار لودريان إلى أنه “مستعد فقط لدرس ملفات الأطفال المسجونين مع أمهاتهم في المخيمات وفق كل حالة على حدة”.

 

الحرية والتغيير” و”العسكري” يبحثان نسب التمثيل في مجلس السيادة/تفريق احتجاجات في الخرطوم... وحركة تطهير واسعة في الشرطة

الخرطوم، عواصم- وكالات: /الاثنين13 أيار 2019/ بدأت أمس في العاصمة السودانية الخرطوم، مناقشات قوى اعلان الحرية والتغيير، والمجلس العسكري الانتقالي، حول صلاحيات مجلس السيادة والحكومة والمجلس التشريعي، والاتفاق عليها، في حين يتم اليوم، مناقشة مدة الفترة الانتقالية، بينما سيتم غدا، مناقشة نسب تمثيل المدنيين والعسكريين في مجلس السيادة، وحسم رئاسة مجلس السيادة. وقال مصدر إن قوى الحرية ستدخل التفاوض عبر لجنة مكونة من 13 شخصا وبتفويض كامل للوصول الي إتفاق مع المجلس العسكري خلال 72 ساعة ابتداء من لحظة التفاوض. على صعيد آخر، نفى المجلس العسكري، في وقت سابق أول من أمس، ما تردد في عدد من وسائط التواصل ووسائل الإعلام أن هناك محاولات لفض الاعتصام بالقوة من جانب القوات المسلحة والقوات النظامية الأخرى. وأكد المجلس العسكري في بيان أن هذا الحديث عار من الصحة تماما، مبينا أن “ما يحدث خارج منطقة الاعتصام شأن آخر يستوجب الحسم”، مشيرا الى قيام البعض بإغلاق شارع النيل. وقال إن هذه الأمر الذي يستدعي من الجهات المختصة الحسم اللازم تطبيعا لحياة المواطنين وحفاظا على أمنهم و سلامتهم. وفي السياق، استخدمت قوات الدعم السريع والشرطة السودانية الغاز المسيل للدموع لتفريق عشرات المتظاهرين في منطقة الخرطوم بحري، وأزالت الحواجز التي أقاموها في شارع رئيس بالعاصمة. ولوحت قوى اعلان الحرية والتغيير، باللجوء إلى خيارات أخرى للتصعيد السلمي، داعية المواطنين للخروج في مواكب والتوجه إلى ساحة الاعتصام للدفاع عنه وإمدادهم بالاحتياجات الغذائية، فيما خصص اليوم للتصعيد النقابي ومواكب المهنيين والدعاية لإضراب عام.

وكان تجمع المهنيين السودانيين أعلن في بيان على حسابه الرسمي على تويتر، أول من أمس أن “قوات تابعة للاستخبارات العسكرية وبعض بقايا وفلول النظام، قامت بالاعتداء على بعض أفراد اللجان الميدانية المسؤولة عن تأمين مياه الشرب والثلج والطعام للمعتصمين بالميدان، ومنع وصول هذه الاحتياجات الأساسية لساحة الاعتصام السلمي الباسل أمام القيادة العامة لقوات شعبنا المسلحة” من جانب آخر، أجرى المجلس العسكري تغييرات واسعة في جهاز الشرطة، وذلك بتعيين الفريق الأول عادل بشاير الذي كان يشغل منصب المدير العام للاحتياطي المركزي، مديرا عاما للشرطة، وتعيين الفريق الطريفي إدريس نائبا له. كما شملت التغييرات إحالة 72 ضابطا برتبة لواء و123 ضابطا برتبة ملازم و255 ضابطا برتبة ملازم أول إلى التقاعد. وأُدمجت الشرطة الأمنية وقوات الاحتياطي المركزي تحت اسم الأمن الداخلي، وأدمجت الشرطة الشعبية ودائرة القوة الخاصة في الشرطة الأمنية بقيادة قوات الاحتياطي المركزي، فضلا عن دمج دائرة الإرهاب والتجسس في الشرطة الأمنية بالمباحث المركزية. في سياق آخر، زعمت صحيفة “الراكوبة” السودانية، أن مدير جهاز الأمن والمخابرات في عهد الرئيس المعزول عمر البشير، صلاح قوش، غادر الى القاهرة، على الرغم من وضعه قيد الإقامة الجبرية. وأفادت الصحيفة، بأن قوش شوهد في أحد مقاهي القاهرة ، وحين حاولت مجموعة من السودانيين تصويره خرج من المكان برفقة حراس شخصيين وركب سيارة مرسيدس يقودها مصري وتبعته سيارة أخرى”.

 

الوفاق” تقصف الجيش الوطني بطائرات تركية مسيرة

طرابلس – وكالات/الاثنين13 أيار 2019/أعلن المتحدث باسم الجيش الوطني الليبي اللواء أحمد المسماري، عن رصد تحرك لتنظيم “داعش” في مناطق الجنوب الغربي الليبي. وكشف المسماري في مؤتمر صحافي، أن ميليشيات حكومة الوفاق بدأت تستخدم طائرات تركية من دون طيار في قصف قوات الجيش الوطني الليبي، وذلك بعد إسقاط العديد من المقاتلات التابعة لميليشيات “الوفاق”، مؤكدا أن الجيش الليبي يواصل استهداف الميليشيات في طرابلس، موضحاً أن العديد من تلك الميليشيات اختفت بعد قصف مواقعها. وقال إن “داعش” شن هجمات عدة، بينها مركز تدريب في سبها، مشيراً إلى أن كل هجمات التنظيم منيت بالفشل وانتهت بمطاردة العناصر الإرهابية وملاحقتها في الصحراء. على صعيد آخر، دعت الممثلة العليا للأمن والسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني خلال محادثات لها مع رئيس حكومة الوفاق فايز السراج، أمس، جميع الأطراف في ليبيا إلى وقف الأعمال العسكرية “فوراً”.

 

سلطنة عمان تقرر إعادة فتح سفارتها في العراق

مسقط – وكالات/الاثنين13 أيار 2019/قررت سلطنة عمان إعادة فتح سفارتها في بغداد، وذلك انطلاقًا من الروابط الأخوية والعلاقات التاريخية التي تربط بين السلطنة والعراق. وقالت وزارة الخارجية في بيان: إن إعادة افتتاح السفارة العمانية في العاصمة بغداد، ستسهم في تطوير العلاقات بين البلدين والشعبين الشقيقين في شتى المجالات، بحسب وكالة الأنباء العمانية. وكانت وزارة الخارجية العراقية أعربت منذ يومين عن ترحيبها، بطلب سلطة عمان إعادة افتتاح سفارتها في بغداد وذلك بعدما تسلم وزير الخارجية العراقي محمد الحكيم رسالة في هذا الصدد من نظيره العماني يوسف بن علوي. في غضون ذلك، كشفت شركة “السلام” للطيران العمانية، ملابسات منع هبوط إحدى طائرات الشركة في السعودية يوم السبت الماضي، في مطار الملك عبدالعزيز الدولي بمدينة جدة. وقالت في بيان إن رحلة طيران السلام المتجهة من مسقط إلى جدة، عادت إلى مسقط بسبب عدم السماح لها بدخول المجال الجوي للسعودية؛ بسبب بعض المعلومات المفقودة في بعض سجلات الركاب من الرحلات السابقة، والتي يتم تبادلها بشكل تلقائي بين نظام المعلومات لشركة الطيران والسلطات المختصة. وقال الرئيس التنفيذي لطيران السلام العماني، محمد أحمد، إنه تم تسوية الأمر مع السلطات السعودية، وإن الرحلة اتجهت من مسقط إلى جدة في اليوم التالي، وذلك حسب موعدها المعتاد.

 

إسرائيل تخطط لضم الضفة وأشتية يدعو لاعتراف دولي بالدولة الفلسطينية ومسؤول أممي يدعو قطاع غزة إلى التزام الهدوء حتى لا تنهار التهدئة

رام الله، عواصم- وكالات/الاثنين13 أيار 2019/دعا رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية، إلى اعتراف دولي بالدولة الفلسطينية ردا على خطة إسرائيل ضم الضفة الغربية. وقال اشتية، في مستهل الاجتماع الأسبوعي للحكومة في مدينة رام الله، أمس: “ندعو دول العالم التي تؤمن بحل الدولتين إلى الرد على التهديدات الإسرائيلية بضم مناطق من الضفة الغربية، بأخذ إجراء احترازي والاعتراف بدولة فلسطين على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس وحق العودة للاجئين”. وفي السياق، لقي تقرير تلفزيوني إسرائيلي مفاده أن “صفقة القرن” التي أعدتها واشنطن لن تعارض خطط إسرائيل لضم المستوطنات في الضفة الغربية المحتلة، ترحيبا حارا لدى المستوطنين. ورأى قادة المستوطنين في تقرير القناة الـ12 الإسرائيلية التي لم تكشف عن مصدر معلوماتها “فرصة تاريخية لا يمكن إفلاتها. ودعا رئيس المجلس الإقليمي لجنوب جبل الخليل، يوخاي داماري، رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو إلى الإعلان عن “فرض القانون الإسرائيلي” على مستوطنات الضفة فور تشكيل الحكومة الجديدة، مشددا على ضرورة أن تستفيد إسرائيل من هذه الفرصة قبل أن يغادر الرئيس الأميركي دونالد ترامب البيت الأبيض، وقال: “حان الوقت لفرض سيادتنا على الضفة الغربية”. الى ذلك، دعا منسق الأمم المتحدة الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط نيكولاي ملادينوف، أمس، الجميع في قطاع غزة الى القيام بدوره “حتى لا تنهار التهدئة والحفاظ على الهدوء” من أجل استمرار تنفيذ المشاريع الانسانية والتشغيلية هناك. وحذر ملادينوف في مؤتمر صحافي عقده في مدينة خانيونس جنوب القطاع من أي مواجهة قادمة يمكنها أن تكون وشيكة او قاسية، مضيفا أن “المسيرات على طول الحدود الشرقية يمكن أن تتواصل لكن يجب ان تكون بشكل سلمي حتى لا تندلع مواجهات”. وقالت وكالة غوث وتشغل اللاجئين الفلسطينيين “الاونروا”، التابعة للامم المتحدة، أمس، أن عدم توفير 60 مليون دولار بحلول الشهر القادم سيجعل مقدرتها على تقديم الغذاء لنحو مليون لاجئ في قطاع غزة عرضة لتحديات كبيرة. واتهمت منظمة التحرير الفلسطينية، أمس، إسرائيل بالتورط في تشريع عمليات قتل الفلسطينيين والاعتداء عليهم، وذلك ردا على إصدار حكم أقصاه السجن خمس سنوات ونصف على إسرائيلي لمشاركته بإلقاء مواد حارقة على منزل عائلة “دوابشة” في الضفة الغربية في يوليو 2015 ما أدى إلى مقتل رضيع على الفور ووفاة والداه لاحقا متأثرين بحروقهما. وفي سياق أخر، أعلن موقع رسمي إسرائيلي أن رائدة الفضاء جيسيكا مائير المولودة لأب إسرائيلي ستنطلق في سبتمبر المقبل حاملة العلم الإسرائيلي في مركبة سيكون على متنها لأول مرة رائد الفضاء الإماراتي هزاع المنصوري.

 

عدد الفلسطينيين تضاعف 9 مرات منذ “النكبة”

السياسة الكويتية/الاثنين13 أيار 2019/أعلن الجهاز المركزي الفلسطيني للإحصاء أن عدد الفلسطينيين تضاعف 9 مرات منذ النكبة ليبلغ بنهاية 2018 نحو 13.1 مليون نسمة، منهم 6.02 ملايين لاجئ. وقال الجهاز المركزي الفلسطيني للإحصاء، في بيان أمس، بمناسبة الذكرى 71 للنكبة، أن نحو 28.4 في المئة من اللاجئين يعيشون في 58 مخيماً رسمياً يتبعون وكالة الغوث وتشغيل اللاجئين “أونروا”، بواقع 10 مخيمات في الأردن، و9 مخيمات في سورية، و12 مخيماً في لبنان، و19 مخيماً في الضفة الغربية بما في ذلك القدس، و8 مخيمات في قطاع غزة. ويُطلق مصطلح النكبة على عملية تهجير الفلسطينيين من أراضيهم على يد عصابات صهيونية مسلحة، عام 1948، ويتم احيائها في 15 مايو من كل عام. وسيطر الاحتلال الإسرائيلي خلال مرحلة النكبة على 774 قرية ومدينة فلسطينية، ودمر 531 منها بالكامل، وما تبقى تم إخضاعه إلى كيان الاحتلال وقوانينه. وبعد أن كان عدد الفلسطينيين يقدر بنحو 1.4 مليون نسمة إبان النكبة، ناهز عددهم حول العالم، نهاية عام 2018 نحو 13.1 مليون نسمة؛ ما يعني تضاعف عدد الفلسطنيين 9 مرات منذ النكبة.

 

السيسي والعاهل البحريني يبحثان في تعزيز العمل العربي المشترك

القاهرة – وكالات/الاثنين13 أيار 2019/بحث الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، مع عاهل البحرين الملك حمد بن عيسى، في سبل تعزيز العمل العربي المشترك. وقال المتحدث الرئاسي المصري بسام راضي في بيان: إن ذلك جاء خلال استقبال الرئيس المصري للعاهل البحريني، مضيفا أن زيارة العاهل البحريني إلى مصر تأتي في إطار اللقاءات التي تجمعه مع الرئيس السيسي، بهدف التشاور والتنسيق فيما يتعلق بتعزيز علاقات التعاون الثنائي في جميع المجالات، خاصة في ظل ما يجمع القيادتين والشعبين المصري والبحريني من روابط أخوة ومودة. وأوضح ان الرئيس المصري والعاهل البحريني، بحثا “سبل تعزيز العمل العربي المشترك في ضوء التحديات التي تواجهها الأمة في الوقت الحالي، والتصدي لمحاولات التدخل في الشؤون الداخلية للدول العربية، فضلا عن استعراض آخر مستجدات عدد من الملفات الاقليمية التي تحظى باهتمام البلدين”.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

البطريرك مار نصر الله بطرس صفير صخرة لبنان لن تموت

د. توفيق هندي/النهار/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/74821/%D8%AF-%D8%AA%D9%88%D9%81%D9%8A%D9%82-%D9%87%D9%86%D8%AF%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%B7%D8%B1%D9%8A%D8%B1%D9%83-%D9%85%D8%A7%D8%B1-%D9%86%D8%B5%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87-%D8%A8%D8%B7%D8%B1%D8%B3/

صحيح أن المجد أعطي له. فالبطريرك مار نصر الله بطرس صفير إستحق هذا المجد بإمياز. فالظروف لا تكفي لخلق الرجل التاريخي.

إنتخب صفير بطريركا" في 19 نيسان 1986، 94 يوما" بعد إنتفاضة 15 كانون الثاني 1986 التي أطاحت بالإتفاق الثلاثي. كان الظرف صعبا" وسوف تظل الظروف صعبة طوال حبريته التي إمتدت زهاء 25 سنة.

غير أن ما جعل منه بطريركا" تاريخيا" هو طينته، معدنه، أي الصفات التي تميز بها. فهو يشع بالقوة الهادئة، وهي أفعل أنواع القوة.

كان لصفير إدراك عميق لدور البطريركية المارونية في الحفاظ على الكيان اللبناني، لبنان الرسالة، المميز في محيطه العربي ولكن ليس عنه، لبنان المساحة الحضارية وليس فقط المساحة الجغرافية، حيث تتفاعل إيجابيا" الثقافات والأديان والطوائف، أو هكذا يجب أن يكون.

كان يدرك تماما" أن لبنان والحرية صنوان وأن لبنان دون الحرية يفقد علة وجوده. والحرية تعني حرية الإنسان وحقوقه في حرية المعقد والتفكير والتعبير والكتابة وتعني الحريات الجماعية من حرية الصحافة وحق التجمع والعمل والحرية الإقتصادية والحرية السياسية، حرية مسؤلة منتظمة في إطار نظام ديمقراطي.

كان متمسكا" أيضا" بحرية الوطن والشعب، وكان هذا الأمر يتجسد بالمتسك بالدولة وتنفيذ الدستور والقوانين والحفاظ على إنتظام الحياة السياسية في مؤسسات الدولة وسيادة الجيش اللبناني والأجهزة الأمنية على كافة الأراضي اللبنانية وحصرية إمتلاك السلاح وتحريكه في يد السلطات الشرعية اللبنانية، وإستقلال لبنان الناجز ورفض الوصايات الخارجية والإحتلالات أكانت إسرائيلية أو سورية أو إيرانية وعدم الدخول في لعبة المحاور الإقليمة القاتلة ورفض علاقات أي دولة بأي طرف لبناني، على أن تكون علاقات لبنان بأي بلد من دولة إلى دولة.

كان يتمسك بالعيش المشترك ولكن في الوقت عينه بالحضور المسيحي الفاعل من منطلق الحفاظ على الكيان اللبناني الذي أراده وسعى إليه البطريرك الحويك وكان يعتبر أن البطريركية المارونية أوكلت إليها حراسة هذا الكيان المميز وأن دور لبنان في العالم العربي هو رفده بهذه التجربة الفريدة في التفاعل بين الأديان والثقافات.

أسمح لنفسي أن أتحدث عن رؤيته هذه لأني كنت لصيقا" به طوال حبريته وفاعلا" إلى جانبه.

وقد قاد الحركة السيادية بحكمة وصلابة ولكن بدون تهور. وقد كان الغطاء المسيحي والوطني لإتفاق الطائف وإلى جانبه شكلت القوات اللبنانية الغطاء السياسي المسيحي لهذا الإتفاق. ولكن الظروف الدولية والإقليمية وضعت أمر تنفيذه في يد سوريا-الأسد. فلم ينفذ الوصي منه إلا ما هو بمصلحة تسلطه على لبنان.

وفي أيلول 2000 كان نداء بكركي الشهير لخروج الجيش السوري من لبنان وقبل هذا التاريخ لقاء قونة شهوان الغير معلن وتحوله في 30 نيسان 2001 إلى صيغته العلنية الموسعة.

وعند عودته من أميركا بشباط 2001 توافدت الحشود (أكثر من 250000) إلى بكركي لإستقباله ومبايعته قائدا" للحركة السيادية، فكان لهذه الحركة في لبنان قائد وشعب وساعد سياسيي، أعني لقاء قرنة شهوان.

أختم بالقول أننا سوف نكون أوفياء لتعاليمه لنخرج لبنان من تحت الوصاية البديلة والطبقة السياسية الملحقة بها والتي تعبث بالكيان والدولة والحرية والسيادة والإستقلال.

 

"الحقير" نصرالله بطرس صفير لم يكن حقيرًا، وصيّة السادس والسبعين لا أحد يملي علينا موقفًا

عقل العويط/النهار/13 أيار/2019

مات السادس والسبعون في ليل لبنان البهيم. حسنًا. فليهنأ بموته الصغارُ الذين يهلّلون الآن في الداخل وفي الخارج، والذين كان نصرالله بطرس صفير حصرمًا في عيونهم، وشوكةً في الخواصر والحلوق والزلاعيم. لم يكن جسد الرجل أعجوبة، ولا أسطورة، ولا أرزةً، ولا صخرةً في جبل لبنان. كان محض جسدٍ فانٍ، وكان ينبغي لهذا الجسد الفاني أن يفنى، وإنْ على أنفةٍ ومعاندةٍ وصلابةٍ وكَبَر. كان لا بدّ لهذا الجسد من أن يستريح. والآن، في عزّ هذا الليل اللبنانيّ البهيم، بات في إمكان المرء أن يكتب: فليذهب جسد نصرالله بطرس صفير إلى حيث يجب أن يذهب. وعلى ما جاء في الإنجيل، فليتولّ الموتى، أحبارًا أكانوا أم علمانيين أم أهل أرضٍ وسلطة، دفن هذا الجسد. فقط، في وسع الخالدين فحسب وفقط، أن يشمّروا عن زنودهم وأفكارهم، وأن ينصرفوا إلى مواصلة أشغال الخلود التي دعاهم ابن ريفون إلى امتشاقها، أخذًا عن وصيّةٍ، وصيّة الحريّة، هي بنت الآن والأمس والغدً وبعد غدٍ وإلى الأبد.

لا أمدح الرجل، ولا أرثيه. فقد كان يشوبه، ما يشوب بني البشر. فهو، مثلًا، لم يكن معصومًا من الخطأ البشريّ الدنيويّ. كما لم يكن طليعيًّا في مسائل التجديد والإصلاح الدينيّ، ولا في العمل المؤسّسيّ، على مستوى كرسيّه. أعرف هذا معرفةً شبه يقينيّة، أنا المتملّص من كلّ ربقةٍ أو قيدٍ أو ارتباطٍ، لا باعتباري ذا شأنٍ، بل بصفتي المواطنيّة المدنيّة العلمانيّة، القريب جدًّا والمقرّب جدًّا من ثلاثةٍ أكنّ لهم حبًّا حرًّا، الملفانَين العلاّمتَين يواكيم مبارك وميشال الحايك، وعمّي، شقيق أبي، الذي كان موضع سرّه والصابر معه على المحن ومتطلّبات الكرامة.

فضيلته القصوى التي تستهويني، أنّه كان يحمل على منكبَيه، بلا وجلٍ، وبدون ادّعاءٍ أو بهورة، مسؤوليّة أن يشهد، وأن يحفظ إرثًا من الحريّة عمرُهُ ينوف على ألفٍ وخمسمئة عام. فقد كان نصرالله بطرس صفير هذا، صنديدًا، جبّيرًا، عنيدًا، مقدامًا، صلبًا، شجاعًا، بطريركًا حرًّا في الزمن المهول الصعب. ففي بلادٍ كهذه، بات كثرٌ من أسيادها وأهلها موظفّين، أجراء، عبيدًا، أزلامًا، خانعين، مرتزقة، مرتبطين، وبات قلائل منهم يعشقون الحريّة، كان ينبغي لكلّ حرٍّ أن يرتضي حريّة نصراللله بطرس صفير تلك إنجيلًا – حريّته فحسب -، وأن يدعو إلى ارتضائها إنجيلًا بهذه الصفة، وبهذا المعنى، ولهذه الغاية؛ إنجيلًا يُنادى به في المكمل، في صنّين، في الباروك، في حرمون، على رؤوس الجبال، في الوعر، في المغاور، في قنّوبين، في الأودية السحيقة، في السهول والمنبسطات، وعلى فقش الموج، والهدير الصاخب. أن تُرتضى حريّة نصرالله صفير إنجيلًا، بعدما شهدنا تمريغ الأناجيل، وسوى الأناجيل، في المستنقعات.

أن يكون المرء نصرالله بطرس صفير، بطريركًا حرًّا، وأن يقول لا للذهاب إلى دمشق، وإنْ لملاقاة سيّده الجالس على أسقفيّة روما، ثمّ يقول لا للإملاء والانحناء، وإن تحت التهديد بالقتل، والتركيع، والتمريغ، والاستهانة، والإهانة، فهذا ممًا لا يُنسى له، بل يُضاف في السجلّ، ويُكتَب، ويتراكم على مدى الأزمنة، ليتدرّب الأحرار، والأحبار، وليُزاد في ميزان الحريّة، في هذا الشرق العبد الكئيب.

لا أمدح الرجل، ولا أرثيه، إلاّ من حيث اعتباره ضوءًا حرًّا، سيّدًا، مستقلًّا، ذا كرامةٍ وسؤدد، حين في الليلة اللبنانيّة الظلماء المتواصلة فصولًا وعهودًا وحقبات، كان البدر يُفتقد، وهو البدر الذي لا يزال يُفتقَد، في ما بين الأحبار والقادة والرؤساء والمسؤولين وأهل السلطات والأساطين والسادة والشعب العظيم.

في سوى ذلك، في سوى الحريّة، لا أمدح نصرالله بطرس صفير، ولا أرثيه.

لطالما كنتُ أقصده في السرّ، في الخلوات، في الدغشة، في النعاس، في ما بعيد الفجر بقليل، بعد ارفضاض الأوقات العلنيّة الظاهرة، لأقوم بما ينبغي لي أن أتولّاه، وأن أقوم به، ولأشرب صلابة عينيه، والعزم، والشرر، والصمت المُحجِم عن كلّ شطط، والتحفّظ الذكيّ الماكر، وشبه الابتسامة، أو الابتسامة كلّها، بل الضحكة الملأى، والمشية الواثقة. ولطالما كنتُ أذهب إليه من تلقائي، أو مُرسًلًا، بتواضع التلقاء، وبتواضع المُرسَلين، وامحائهم، فقط من أجل الحريّة، وفقط من أجل لبنان. فقط وحسب من أجل الحريّة والدولة في لبنان.

أختم مقالي المتواضع هذا، بالتوقّف عند كلمة "الحقير"، وهي صفةٌ ملازمةٌ لاسم البطريرك المارونيّ، ولشخصه، ولمقامه، كان يمهر بها توقيعه في كلٍّ بيانٍ جلل يصدر "عن كرسيّنا في بكركي"، أو "عن كرسيّنا في الديمان"، أو كما كان أسلافه يمهرون تواقيعهم "عن كرسيّنا في كفرحي"، أو "عن كرسيّنا في يانوح"، أو "عن كرسيّنا في قنّوبين". وإذا كانت الكلمة تنطوي في معناها القاموسي على الازدراء والتحقير والتصغير، فإنّما دلالتها الروحيّة البطريركيّة، تندرج في سياق الإعراب عن الخدمة والتواضع والامحاء أمام الله والناس، كلّ الناس.

"خادم خدّام المسيح" صفة ملازمة للبابا أسقف روما، كما "الحقير" صفةٌ كانت ملازمة للبطاركة الموارنة، وأيضًا لمار نصرالله بطرس صفير، البطريرك السادس والسبعين على كرسيّ أنطاكيا وسائر المشرق للموارنة.

لكنّ "الحقير" مار نصرالله بطرس صفير هذا، لم يكن حقيرًا. هكذا، حسبي أن أقول إنّ في وسع المنشغلين بالحريّة، وبمقارعة الحقارة، أن يظلّوا يمتشقون حريّة نصرالله بطرس صفير من أجل الحفاظ على الإرث، ومن أجل المستقبل والحرية. هذه وصيّته.

 

مار نصر الله بطرس صفير.. كرَّم الله وجهَك

د.مصطفى علوش/الجمهورية/13 أيار/2019

«دخلت على تاريخنا ذات ليلة      فرائحة التاريخ مسك وعنبر

وكنت فكانت في الحقول سنابل     وكانت عصافير وكان صنوبر

لمست أمانينا فصارت جداولا      وأمطرتنا حبا وما زلت تمطر»   (نزار قباني)

«في البدء كان الكلمة»، وفي النص اليوناني لإنجيل يوحنا يقول «في البدء كان اللوغوس» وهي لفظة يونانية قديمة عنى بها من أطلقها وهو الفيلسوف الكبير «هرقليطس» بأنه النار الأزلية التي تنير الضمائر وتدفع البشر النيام على جهلهم ليستفيقوا ويحكموا عقوله في شؤونهم. ليس هناك أكثر أهمية من الكلمة العاقلة المسنيرة باللوغوس في أحداث التغيير، فبالكلمة تبدأ الحكاية وبالكلمة تصنع الأفكار وبالأفكار تنسج الحرية والحرية تصنع العجائب.

كان والدي يحلم بيوم الحرية، وكان يقول إن مناه هو اليوم الذي يشهد فيه خروج آخر جندي سوري من لبنان. ووالدي لم يمكن يوماً إلا عروبياً يحلم بوحدة العرب، ولكنه كان يكره الاستبداد، وعانى كما عانى كل اللبنانيين ظلم أجهزة القمع ومواقع المخابرات المعروفة التي نصبتها سلطة الوصاية لمراقبة وخنق كل نفس حر كان يحلم به اللبنانيون.

والدي كان يواظب على الاستماع لموعظة غبطة البطريرك نصرالله بطرس صفير كل، أحد وكان يقول لي: «اسمع يا ابني، إذا أردنا أن نتحرر يوماً فما علينا إلا سماع كلمات «البطرك» فهو يرسم لنا طريق الحرية». لم يعش والدي ليرى وعد الحرية يتحقق على يد مئات الآلاف من اللبنانيين الذين مشوا على صدى كلمات البطريرك، فكان لهم ما أرادوا وتمنوا على مدى ثلاثين سنة يوم اجتمعوا مسلمين ومسيحيين يرددون مقاطع من عظات غبطته ملخصها: سيادة حرية استقلال حقيقة وعدالة.

خلال الانتداب الفرنسي على لبنان، وبمسعى من المثلث الرحمات البطريرك الياس الحويك، أعلنت دولة لبنان الكبير بعد ضم أقاليم الى ما كان يعرف بإمارة جبل لبنان. لا نعلم اليوم ما كان يجول بخاطر البطريرك وقتها فدفعه الى وضع مسيحيي الجبل، ومعظمهم من الموارنة، تحت رحمة التبدلات الديموغرافية غير المحسوبة، بدل البقاء في دويلة صافية مذهبياً، فضم أقاليم ذات أكثرية ساحقة من المسلمين (مع وجود فيها لمجموعات متفرقة من الموارنة).

قد يكون في سجلات الكنيسة المارونية مدونات عن مسوغات هذا القرار وقد لا يكون، ولكن، وبالنتيجة، فقد أصبح لبنان مشروعاً لمغامرة حضارية ونموذجاً لا مثيل له في العالم.

 وقد يكون البطريرك هدف من وراء كل ذلك الى الإثبات بأن المحبة قادرة على تخطي الاختلاف، لأن الطبيعة البشرية قادرة على التسامح وتفهم الآخر متى أعطيناها الفرصة لمعرفة الآخر المختلف، هذا لأن التعصب والعدائية ضد الغير المختلف أساسها الجهل والإحجام عن معرفة الآخر.

وهذا هو بالذات جوهر الإرشاد الرسولي بخصوص لبنان الذي ساهم بوضع أسسه غبطة البطريرك صفير. لقد فهم غبطته منطق الوصاية المبني على فلسفة الاستعمار القديم الذي يقول «فرق تسد»، لذلك فقد استمرت التفرقة والفتنة سلاحاً في يد المحتلين لاستمرار وصايتهم على لبنان لدرجة أن بعض دعاتهم كانوا يروّجون بأن منطق تحالف الأقليات في الشرق هو السبيل للحماية من الأكثرية، وبأن حماية المسيحيين في لبنان بالذات مرهونة لاستمرار الوصاية السورية في ظل المنطق الأقلوي. لقد رفض البطريرك هذا المنطق جملة وتفصيلاً، مؤكداً على أن الحرية هي التي دفعت الموارنة للهجرة الى لبنان.

لذلك فإن الحرية وحدها هي السبيل للمحافظة على وجودهم في لبنان وفي المشرق بأجمعه. وعلم بأن السبيل الوحيد الى الحرية هو في قطع دابر الفتن المخطط لها بشكل دقيق لاستمرار الوصاية.

لذلك، فقد دعا مبكراً الى الالتزام بمبادئ المواطنية والتفاهم مع المسلمين، ولم ترهبه مظاهرات حاملي السواطير من أتباع أجهزة المخابرات الذين حاولوا إشهار سلاح الفتنة، لأنه كان يعلم أن أغلبية مسلمي لبنان الساحقة لها الآمال نفسها لأغلبية المسيحيين، وهي الحياة الحرة والكريمة في ظل وطن يجمع الكل تحت رايته.لقد نجح اللبنانيون في تخطي هواجسهم الطائفية، ولو لفترة وجيزة في تاريخهم، يوم اجتمعوا لأول مرة تحت شعارات وطنية واحدة في 14 آذار، ولم يكن ذلك ممكناً لولا الكلمة الحكيمة التي كان يطلقها غبطة البطريرك نصرالله بطرس صفير. اليوم فارقنا مثلث الرحمات البطريرك مار نصر الله بطرس صفير وقد كرم الله وجهه بأن عفاه من ذل تولية وجهه نحو الأوثان والأصنام، هؤلاء الذين نكلوا بكل ما حلم به غبطته في حياتهم هؤلاء الذين زرعوا الموت والدمار والبراميل المتفجرة، ومن سمموا الهواء بالغاز القاتل، ومن استدرجوا رعاع الأرض وحثالتها من حشد وداعش ليفسدوا في البلاد والعباد.

كرم الله وجهه لأنه لم يدخل في تجربة الخضوع والذهاب إلى دمشق تحت نير الإحتلال، ورفض كل الإغراءات التافهة بأمجاد السلطة الفانية، ولم يرهبه بالمقابل غوغاء من هاجموه في صرحه يوم آثر الذهاب إلى السلم الأهلي بدل الأوهام الإنتحارية والحرب العبثية ورايات النصر الفارغة، يطلقها قائد موهوم بآفة العظمة الذاتية. سيدنا أنا قد يكون من المثير للشفقة بنا إن دعونا لك بالرحمة، فأنت موكل بطلب الرحمة لنا من حيث ستكون حتما إلى جوار القديسين، لكننا سنفتقد وجودك بيننا، وستبقى ذكراك في كل يوم نستذكر أبطال استقلالنا.

 

غابت أيقونة الطائفة المارونية...

هيام القصيفي/الأخبار/13 أيار 2019

حين تناول قربانته المقدسة ومسحة المرضى الأخيرة، عاد الأبونا والبطريرك مار نصر الله بطرس صفير إلى حضن ابيه، مودّعاً حياة عمرها من عمر لبنان الكبير الذي أحب وخدم حتى الرمق الأخير، كما أحب كنيسته و«خاصته»، عملاً بما نص عليه كتابه الإنجيلي، زاده اليومي والأحب إلى قلبه. عاد إلى كنف والديه ومن سبقه من عائلته، مغادراً أحبة وجماعة انتمت إلى خطه الكنسي والوطني، وانطبعت في ذاكرتها صورته الأبوية. ترك كنيسة خدمها أكثر من سبعين عاماً، ووطناً دافع عنه بحب وعناد قلّما شهدنا مثلهم لدى قادة روحيين وسياسيين. لم يرتضِ تسلط طرف على آخر، ولا طائفة على أخرى، آمن بلبنان بلد الطوائف والمجموعات تعيش فيه بسلام حقيقي وعيش مشترك فعلي، ولم يساوم في الحفاظ على حقوق المواطنين أياً كان انتماؤهم الطائفي والسياسي. ولد في الشهر المريمي ورحل في شهر من تعبّد لها. عاش بسلام داخلي ورحل بصفاء، رغم أن بعضاً من بني قومه آثر ألّا يتركه يذهب إلى سيده بسلام.

صاحب الضحكة الدافئة والذكاء الحاد والإخلاص لسرّ كهنوته واحترامه الاستثنائي لموقعه، كان مثالاً على اقتدار فرد في التأثير بمجريات التاريخ. فأهميته أنه كان الشخص المناسب الذي قام بمهمات هائلة في الوقت المناسب تماماً. أُعطي ألقاباً كثيرة ونعوتاً سامية وسيئة، وبقي «أبانا البطريرك».

إنه سيد أنطاكيا وسائر المشرق لخمس وعشرين سنة. مهما اختلفت الآراء في مواقفه، يشهد له حتى أعداؤه، أنه ظلّ ثابتاً عليها. لم تغرّه مظاهر، ولا خدعته إغراءات سياسية، محلية أو خارجية. وقف في وجه ضغوط كثيرة، أُهين كما سيده، هوجم بالكلام لسنوات طويلة و«عومل بقسوة فتواضع ولم يفتح فاه، كحمل سيق إلى الذبح» (أشعيا 53)، واعتُدي عليه جسدياً، وظل صامتاً، غافراً لمن اعتدوا عليه وهجّروه من كرسيه البطريركي، ولاحقوه بالأذية بطريركاً وناسكاً ومريضاً. صمد في وجه عواصف محلية وإقليمية ودولية، لكنها لم تكسره، ولم ينبت العشب على أدراج بكركي. هو البطريرك الذي لم ينحنِ لأحد ولم يتزلف لأحد، ولم يتورع عن قول كلمة الحق والوقوف حتى في وجه أصدقاء له إن أخطأوا، أو يعترف بعمل حق حتى لو عاداه كثيرون من أصدقائه.

الخجول بطبعه والجريء بطبيعته، الرصين والساخر، كان يقول لمحبيه إن هدوءه وسلامه الداخلي نابعان من «خوفه المسيحي العميق» وانتمائه إلى الإنجيل، لأنه فهم الكتاب المقدس بفطرية، وهو الذي تربى عليه طفلاً في عائلة تقية، وتعمق بسرّه كاهناً.

من الجيل الكهنوتي الذي لم يُعرف عنه إثم أو خطيئة، أو سُجِّلت عليه سوابق، أخلاقياً وكنسياً. الطوباوي الذي شهد تقديس رموز الطائفة المارونية من مار شربل، إلى رفقا والحرديني ويعقوب الكبوشي والأب أسطفان نعمة وأشرف على فتح دعاوى قديسين أبرزهم البطريرك أسطفان الدويهي. خمسة عشرون عاماً قضاها في خدمة الكنيسة بطريركا، وقبلها 36 سنة كاهناً ومطراناً، من دون أن تعرف عنه بهرجة في ملبس أو مأكل. في بكركي أو الديمان، صيفاً وشتاءً، هو نفسه بلباسه البسيط وببسمته الوديعة وحركات يديه الطريتين، ووجهه السموح والحاد في آن معاً. عباراته على مدى 25 عاماً صارت مرجعاً، تحفظ له في الدين والسياسة وأجوبته اللاذعة باتت مضرب مثل، كحنكته في إدارة الحوارات واطلاعه الدقيق على أي ملف سياسي أو اقتصادي طُرح على طاولته، وذاكرته التي لا تنضب. أصدقاؤه المقربون معروفون، وثق بقلة وفتح قلبه لكل من دقّ بابه. في ظروف مختلفة، أحبّ من كان مخلصاً ودافع عنه وقرّبه إلى قلبه، وشهد على انقلاب محيطين به أكليروساً وعلمانيين. لا يطلب شيئاً لنفسه، منصرفاً إلى الصلاة والقراءة والترجمة والمشي، في بكركي والديمان، معتمراً قبعته البسيطة، متكئاً على عصاه يمشي في دروب قنوبين العتيقة ممتلئاً من قداستها وسحر كنيستها. المثقف والقارئ النهم، كتباً وصحفاً ودراسات، المحلل السياسي والعالم الكهنوتي، أحد أبرز رجال الدين بإتقانه للغة العربية، كتب عظاته بلغة فصيحة، فصارت مرجعاً أسبوعياً في اللاهوت وفي المواقف السياسية. مواكب لعصره، وهو المولود قبل مئة عام، كتب بقلمه يومياته وأسراره الكثيرة، واحتفظ بالكثير أيضاً، وترجم ودرّس وطوّر ثقافته في مجال الكومبيوتر، فلم يرتهب أمام تكنولوجيا عصرية وهو يتقدم في السن. لغاته الغربية كانت له جسر عبور تلميذاً وكاهناً ومطراناً وبطريركاً إلى عالم غربي بثقافته الواسعة. عمل لكنيسته وأنشأ مؤسسات رغم الظروف السيئة التي عرفها لبنان، ويشهد له قيامه بالمجمع الماروني عام 2003 الأول بعد المجمع الماروني عام 1736.

حين عاد البابا بنديكتوس السادس عشر من لبنان إلى روما، كانت صورة صفير في ذهنه حين اختار الاستقالة والعزلة للصلاة والتأمل. هما الأسقفان الأعلى رتبة اللذان يقدمان استقالتيهما الطوعية من رأس كنيستيهما، يعتزلان ويعودان كما باشرا حياتهما كاهنين «أنت كاهن إلى الأبد على رتبة ملكي صادق» (مار بولس). خلال حبريته، زار البابا يوحنا بولس الثاني لبنان الذي خصّه بمجمع وبإرشاد رسولي، بسعي من صفير. فتحولت الزيارة مناسبة كي يفجّر فيها المسيحيون معارضتهم للنظام السوري وللسلطة القائمة حينها، حين احتفلوا مع البابا والبطريرك إلى جانبه على طرق بكركي وحريصا وبيروت.

قال لا لروما والبابا يوحنا بولس الثاني الذي احترمه وأحبه واعتبره أنه مثل كاردينال بولونيا الذي وقف في وجه الاحتلال الروسي، حين طلب منه مرافقته إلى دمشق فيما كان يخوض حينها أشرس معركة في وجهها. وقال لا لواشنطن حين وقفت ضد سيادة لبنان، فعارضته ورفضت استقباله، إلى أن تبدل موقفها ولم يبدل حرفاً في قناعاته. قال نعم للطائف كمخرج من الحرب الأهلية، وظل حريصاً على الدفاع عنه. وقال لا للوجود السوري طوال سنوات، وجهر بلا آلاف المرات للسلطة التي أنتجتها سوريا بعد الطائف، وللرئيس رفيق الحريري ومشروعه الاقتصادي في مذكرة شهيرة ضمت هواجس بكركي ومآخذها على استبعاد المسيحيين عن الإدارة وسوء تطبيق الطائف وعدم احترام الدستور. قال لا مرات عدة للرئيسين الياس الهراوي وإميل لحود، لكنه احترم موقع الرئاسة، وعارض التمديد لكليهما بحدة لم يصل إليها خصومهما، إلا أنه أيضاً رفض فكرة إجبار لحود على الاستقالة كيلا تسجل سابقة رئاسية.

من الظلم أن تختصر حياة صفير بمرحلة عام 2005، رغم أنه المحرك الأساسي لها. ومن الظلم له أيضاً أن يستغل بعض الطفيليين سياسياً وإعلامياً حياته، كما وفاته، لتصفية حسابات سياسية. هو الذي انتخب بطريركاً في آب عام 1986، في مرحلة شرسة من عمر لبنان. خلف البطريرك الكاردينال مار أنطونيوس بطرس خريش. ورغم أنه أتى في ظروف تسوية حملته إلى السدة البطريركية، عاكس كل التكهنات التي كانت لا ترى فيه إلا كاهناً ومطراناً يكتب الرثاء والرقيم البطريركي. لكنه تغلب على أسلافه بحكمة وبصلابة، وتحوّل زعيماً كنسياً ووطنياً بلا منازع، وحوّل الصرح البطريركي في بكركي قِبلة، حتى فاق عزه عز أسلافه البطاركة. ولم يأتِ موفد إلى لبنان إلا وزاره واستمع إليه، فكان سفيراً فوق العادة لبلد يتخبط بالحروب.

المعمودية السياسية الأولى لصفير، كانت في مواجهته لحظة استحقاق أساسية مع اقتراب انتهاء ولاية الرئيس أمين الجميّل عام 1988. لم يجد السياسيون سوى بكركي لجسّ النبض والاتفاق على تأمين انتخاب رئيس جديد للجمهورية. كانت البلاد قد بدأت تشهد الانقسام المسيحي بعد سقوط الاتفاق الثلاثي.

حاول صفير تهدئة الساحة المسيحية وتأمين انتقال هادئ للسلطة. قد يكون، كما النواب الموارنة الذين كانوا يجتمعون لديه، صدّقوا أن الجميّل أعدّ لمرحلة ما بعده ولحكومة جديدة بعدما تعذر انتخاب رئيس جديد، إثر تهديدات الموفد الأميركي ريتشارد مورفي. لم يقبل الموارنة بأن يكون أمامهم خيار الفوضى مقابل انتخاب مخايل ضاهر، وكانوا على ثقة بأن الجميّل لن ينقلب عليهم، لكن الأخير زار دمشق وعاد منها وسلّم قائد الجيش العماد ميشال عون رئاسة الحكومة الانتقالية. تلك المرحلة الصعبة أدخلت لبنان وبكركي في مخاض جديد. وبدأ البطريرك يكتشف ألاعيب السياسة ودهاليزها وخداع السياسيين ومكرهم.

بدأت حرب التحرير ثم حرب الإلغاء وما رافقهما من التحضير لاتفاق الطائف. مواقف صفير لم تنل إجماع القوى السياسية، وفي مقدمها عون الذي غضب عليه لموافقته على «الطائف». البطريرك الذي أجبره مناصرو «الجنرال» الذين اقتحموا بكركي في تشرين الثاني عام 1989 على تقبيل صورة عون، متهمين إياه بمناصرة القوات اللبنانية والدكتور سمير جعجع والدفاع عن «الطائف»، ودفعوه إلى مغادرة بكركي إلى الديمان، هو نفسه الذي دافع عن حقوق العونيين حين نُفي قائدهم إلى باريس، كما دافع عنهم بشراسة في آب 2011، ودعاهم إلى قرنة شهوان فانسحبوا منها، لكنه ظلّ أميناً على استقبالهم ومراعاته لهم، قبل أن يعترف بزعامة عون بعد الانتخابات النيابية عام 2005. ومع ذلك، بقوا -مع آخرين غيرهم - على عداء له، حتى في استقالته ومرضه.

عاش الموارنة أسوأ كوابيسهم في ظل حرب الإلغاء والشرخ الذي أحدثته في المجتمع المسيحي، فيما كان الأب الروحي يرى أبناءه يقتتلون، ولا قدرة لديه على ردعهم رغم محاولاته الحثيثة، ليشهد بعد ذلك دخول الجيش السوري إلى بعبدا، وخروج عون إلى السفارة الفرنسية وإبعاده من ثم إلى باريس. إذا كان صفير قد أيد الطائف وانتخاب رئيس جديد للجمهورية، إلا أنه لم يكن مؤيداً للمسار الذي أدى إلى مرحلة أقسى من حروب الاقتتال الداخلية، بعدما شهد فصول انهيار الطائف على أيدي منفذيه. بعد إبعاد عون، جاء تفجير كنيسة سيدة النجاة وما نجم عنها من محاكمة جعجع وسجنه. لم يصمت صفير عمّا تعرض له المسيحيون، والموارنة تحديداً، بعد سجن زعمائهم ونفيهم، وإبعادهم عن الحياة السياسية، في مقابل إطلاق يد حلفاء سوريا. ظلّ يردد في عظاته كلاماً قاسياً، وارتفعت لهجته تدريجاً إلى أن طالب بمقاطعة الانتخابات النيابية عام 1992. كل خطبه اتسمت بقساوة في المضمون، لكنه حافظ على أخلاقيات رفيعة في الممارسة السياسية كما في حواراته مع القيادات على تنوعها. أبقى أبواب بكركي والديمان مفتوحة، فلم يقفلها أمام أي شخصية موالية أو معارضة له، مهما كانت شراستها التي تعبّر عنها عند أدراج الصرح نفسه. في زمن حبريته، لم تبق شخصية إلا وزارته، يكاد الذين لم يقابلوه مِن السياسيين يعدون على الأصابع. عرف رؤساء جمهورية ورؤساء حكومات ورؤساء مجالس نيابية، وصاغ علاقات جيدة على مستوى راقٍ من التعامل المسؤول. خبرته علّمته أن يكون صريحاً ومتشبثا بمواقفه التي دافع عنها بصلابة بين 1990 و2005. تلك المرحلة التي عاشها بكل تلاوينها، من الانتخابات التي قاطعها المسيحيون نزولاً عند رغبته، إلى الانتخابات اللاحقة التي انتقدها لأنها لم تكن عادلة بسبب قوانينها المركبة والمفصّلة على قياس أصدقاء سوريا.

بين المرحلتين وقف صفير في وجه مرسوم التجنيس والتلاعب بمصير لبنان الديموغرافي، وسلطة الترويكا، ورفض الفراغ الرئاسي، واضطر مكرهاً تحت إلحاح فرنسا ودول حليفة على تسمية مرشحين رئاسييين لم يؤخذ بهم. ولم يكن ليتردد في الجهر بها، مطالباً بخروج الجيش السوري. ولم يكفّ عن ذلك إلى أن توج مسيرته تلك بنداء المطارنة الأول.

هي المعمودية الثانية لبطريرك تحول زعيماً سياسياً لطائفته في غياب زعمائها. بين النداء الأول وعام 2005، عرف صفير كيف يحوّل كلمات قليلة انقلاباً تاماً على مرحلة الاستكانة القائمة. مع قرنة شهوان، والمطران يوسف بشارة، وشخصياتها التي شهدت على مرحلة استثنائية، تحولت بكركي مقصداً لكل من عارض الوجود السوري، وأيضاً لكل من جاءها منتقداً لمواقف صفير المطالب عودة المنفيين وخروج المسجونين.

فعل النداء الأول فعله. لامس وليد جنبلاط، فعقد معه مصالحة الجبل التاريخية عام 2001، وأعاد لحمة الجبل بعدما تهجّر مسيحيوه بفعل حرب 1983. كان صفير بذلك يؤسس لعودة المسيحيين، ويعيد وصل ما انقطع بينهم والدروز، وهو ما أثار امتعاضات لبنانية وسورية. لكن النداء لم يتوقف هنا، بل تسلل إلى طبقات سياسية بدأت تعي معنى إعادة الاعتبار للسيادة اللبنانية. في هذه المرحلة لم ينقطع حوار بكركي مع كل القوى من دون استثناء: الرئيس نبيه بري وحزب الله والحريري. لكن الاندفاعة قوبلت بحملة 7 آب 2001، والتوقيفات التي نفذتها الأجهزة العسكرية في حق مناصري القوات والتيار الوطني الحر. تحركت السلطة لمواجهة زلزال التظاهرات، وانطلق مسلسل جديد من القمع، لم يسكت عنه صفير، بل صعّد لهجته في النداء الثاني وفي العظات.

انطلق البطريرك بحملات داخلية وخارجية للمطالبة برحيل الجيش السوري وتطبيق الطائف، وبقانون انتخابي يؤمن صحة التمثيل، فأيد العودة إلى قانون 1960، إلى أن جاء اغتيال الرئيس رفيق الحريري عام 2005 ومرحلة الاغتيالات اللاحقة، وما شهده لبنان من تظاهرات وانقسام اللبنانيين بين 8 و14 آذار. رغم أن تظاهرات 14 آذار اعتُبرت امتداداً لنداءات بكركي، إلا أن صفير ظل حذراً من المرحلة المقبلة. زار قريطم معزياً، في لحظة تخوّف على مستقبل لبنان، ووقف إلى جانب المطالبين بالحرية والسيادة، لكن لم يرقه أن تستعد القوى السياسية للانتخابات وفق قانون قديم أثبت عقمه، ولم يرضَ عن ترشح شخصيات مقربة منه للانتخابات.

بعد الانسحابين الإسرائيلي والسوري، لم يدم فرح صفير طويلاً. فالأحداث التي تلت عام 2005 زادته ألماً، بقي على تفاؤله وخشيته معاً، في أن يفقد لبنان هويته ويصادر قراره مجدداً. كان لبنان يعيش على وقع تطورات خطرة، وكان البطريرك يعيش على وقع تقدمه في السن ورؤيته لكنيسة تحتاج إلى تغيير وتستثمر ما حققه فيها، وما عجز عن استكماله بفعل الأحداث وانغماسه في الشأن الوطني. استقال صفير من البطريركية المارونية عام 2011، وهو في الحادية والتسعين من عمره. لكنه بقي هو نفسه، صلباً محباً تقياً، لا يتعب ولا يملّ، وفي كل سنة في مثل هذا الموعد يتجدد عمره سنة جديدة يحتفل بها مع حلقة ضيقة، وكثر كثر يتمنون له عمراً مديداً، وهو الآتي من عائلة معمّرة. شهد على رحيل كثيرين وأحب كثيرين وأبغضه كثر، عرف أسراراً كثيرة وخبر نفوس شخصيات كثيرة وانقلابها أو ثباتها. كان وفياً لإيمانه ومبادئه، كما بقي كثيرون أوفياء له. رحل ومعه زوادة كبيرة من المحبة، آخذاً معه الكثير من هيبة الكنيسة وقداستها. صوته لا يزال هادراً، وضحكته لا تزال على طفوليتها، وصورته واعظاً أو خاطباً بنبرة واضحة وحقيقية، هي الأسمى، هي الباقية، لا صورته المسربة من المستشفى في أكثر اللحظات الإنسانية مرارة، بما تحمل من انتهاك صارخ وسخيف من روحيين ومقربين منه لخصوصيته وسنّه ومرضه، الذين حاولوا في أيامه الثلاثة الأخيرة تطعيم وفاته بما يشبه الإذلال. لكن أيامه الثلاثة كأيام سيده الأخيرة، هي أيضاً قيامته. هو الماروني ابن الكنيسة الأنطاكية عن حق، المتواضع والبسيط، الذي لم يعرف في حياته إلا حباً صافياً لمسيحه ووطنه، وهو الذي شهد قيام لبنان والكنيسة معاً، فلم يفصل بينهما ولم ينفصل عنهما. إنه البطريرك صفير الذي غاب عنا، فغاب معه المجد الذي أُعطي له.

 

مار نصرالله بطرس صفير هبة لبنان.

محمد عبد الحميد بيضون/13 أيار/2019

مجد لبنان لم يعط له إنما انتزعه واسترده بقوة الوطنية وعمق المحبة للشعب اللبناني والألفة معه.

ندر ان عرف لبنان قامة وطنية إنسانية بهذا المستوى، تمتع بعلم غزير وثقافة عالية وعميقة والأهم تمتع بتألق وابداع في استعمال اللغة في كل المجالات: في السياسة والاجتماع وداخل المؤسسة الكنسية. صنع من اللغة اداة تحرير للوطن والإنسان.

ارتقت به سدة البطركية لمدة خمسة وعشرون عاما كان فيها الصانع الاول لتاريخ لبنان الحديث دون خوف او مهابة رغم الضغوطات والتهديدات والحثالات. لم يفقد ولو ذرة من إيمانه بلبنان وشعبه حين تحول البلد كله الى دمى بيد الوصاية وميليشيات تعبث بالدولة وانقلابيين يطيحون بالمؤسسات.

عنوانه الأساسي كان حماية السلم الأهلي وإعادة الروح الى الدولة والدستور والمؤسسات، من هنا وقف في احلك الظروف مع اتفاق الطائف كمدخل للسلم الأهلي ووقف الحرب ولم يتراجع امام المزايدات والتهديدات والتعنيف والاعتداءات، واستكمل موقفه هذا بمصالحة الجبل هذه المصالحة التي كانت أساسية باحياء العيش المشترك اي احياء رسالة لبنان والاهم ان هذه المصالحة أوقفت تلاعب الوصاية بالسلم الداخلي.

النداء الذي اطلقه في أيلول عام ٢٠٠١ لم يكن مجرد درس في الشجاعة والوطنية فحسب إنما كان اطلاقا لمسار استعادة الاستقلال وانهاء الوصاية بكل اشكالها على قواعد تأمين وحدة البلد ووحدة الشعب انطلاقا من ثوابت تاريخية تميز لبنان تم تعزيزها بإرشاد رسولي متميز جدا جعل روما من خلاله تتحول الى حاضنة لقيم لبنان ودفع البابوية الى إطلاق كلمتها الشهيرة لبنان اكثر من وطن انه رسالة.

من الصعب ان نستذكر شريط إنجازات البطريرك صفير لأن ذلك يحتاج الى العمق التاريخي والرؤيا التاريخية.

اليوم نقول ان صفير ولبنان صنوان لن يذكر لاحقا لبنان الوطن دون ذكر البطريرك صفير وسجله الحافل بالإنجازات الكبرى، اليوم يدعونا البطريرك صفير المثلث الرحمة الى التمسك بثلاثيته الذهبية "الوطن الشعب الرسالة".

الوفاء لصفير هو الوفاء لمحبة لبنان ودوره في المنطقة حاملا لمشعل الحريات والفكر والعيش المشترك والحوار بين الثقافات والأديان.

في وداعه نعرف انه سيسكن جنات الخلد ونطلب من روحه ان تعطي للبنان المزيد من المجد والمحبة والرحمة.

 

البطريرك صفير كان الفارس الوحيد في زمنٍ ذَهَبَ فيه الفرسان في إجازة

المحامي عبد الحميد الأحدب/13 أيار/2019

لا البطريرك صفير مات، ولا الإمام الأوزاعي مات، ولا ابن عربي مات، كل هذه القامات الروحية الخلقية تبقى حية في قلوب الناس وتبقى قدوة ضد جحيم الشر الذي يجتاح لبنان هذه الأيام.

البطريرك صفير كان سفيراً وقائداً لجيش الفضيلة، حين خرج المسيحيون عن دينهم خلال الحرب الأهلية الإسلامية المسيحية الفلسطينية، هي الحرب التي قضت عل آخر امل في فلسطين حين مرت بجونية وعيون السيمان ولكنها خلّفت كفراً بالمسيحية والإسلام، ما زال مستمراً وهو يزيد والشياطين يزداد عددها كل يوم والكفر بلبنان وبالأديان وبالأخلاق يتزايد ويكثر تحت شعارات التغيير والإصلاح!

لن يتركنا البطريرك صفير، لأنه يوم يتركنا، يومها يموت معنى لبنان، ولكن البطريرك لديه جيش كامل من الملائكة الذين يزرعون الحب والاستقامة وإن كانوا مهمشين هذه الأيام! فقبل الحرب الأهلية اللبنانية الفلسطينية كان يحكم لبنان ليس الملائكة ولكنهم رجال أفاضل مستقيمين مثل: حميد فرنجية، ريمون اده، عادل عسيران، ورياض الصلح وكميل شمعون وفؤاد شهاب وصائب سلام، (وهيئة من كبار الإداريين مثل الياس سركيس، شفيق محرم وجنادري الخ...). اما اليوم فالحكم بيد طبقة أخرى من نوعية أخرى فكرياً وأخلاقياً وثقافياً... وكل يوم يأتون بدليل على شيطنتهم وعلى تعسفهم وفي كل كلمة يلفظونها سم عزاف!

المسلمون كان لديهم إمام حمل الرايات التي حملها البطريرك صفير، هو ابن عربي الذي ملأ الدنيا وشغل الناس في شرح الحب في الإسلام وان الله في الإسلام، هو المحبة! وبقيت اشعاره خالدة وغنّاها العالم العربي في كل زمان ومكان، غنّتها ام كلثوم فكانت طرباً وخشوعاً، ولكن السياسة ومدرسة معاوية التي غلبت السياسة على الإسلام قتلت ابن عربي!

والمسلمون كان لديهم الإمام الأوزاعي الذي وقف في وجه العباسيين يحمي المسيحيين وينشر المحبة والحرية والتقوى، ولكن الإسلام حين تحول الى سياسة، تجاوز الأوزاعي وابن عربي وابن رشد وكل الأئمة الذين لو غلب تيارهم على السياسة لما أصبح العالم الإسلامي داعشياً كما صار اليوم بل كان دين الحب والحرية، ولكان قد عاد الى أصله.

البطريرك صفير كما ابن عربي كما الأوزاعي الخ... كما كل الذين رفعوا راية الاستقامة والحرية والفضيلة والتقوى والمحبة، كل هؤلاء كانوا تراث الحضارات التي لا تعيش بدونهم او بدون ذكراهم! البطريرك صفير عاش وحمل راية المحبة والوئام والتسامح في أصعب الظروف في الحرب الأهلية اللبنانية التي كان سببها الفلسطينيون. وكلما اشتعلت نار الفتنة والحقد والكراهية كنا نجد البطريرك صفير هو الذي يطفئها بنور الإيمان والمحبة والتسامح!

وتصدى البطريرك صفير لخناجر الكره والمذابح بصليب المحبة والغفران والتسامح، وكان ينجح، وكان اقوى من الميليشيات والعصابات، لأن نور الإيمان والتسامح والمحبة اقوى من لهب الحقد والكراهية. ونجح البطريرك صفير وكان صموده ضد التعصب والمتعصبين والمتاجرين بالأوطان والأديان، كان صموده هو الذي يصفعهم ويسقط أي شرعية عنهم.

في الحرب اللبنانية اعتمدت الإدارة الأميركية البطريرك صفير كمحاور مسيحي رئيسي بعد فراغ الرئاسة اللبنانية، فأصبحت المبادرات الأميركية تمر حكماً بالصرح البطريركي الماروني قبل عرضها على سائر القوى المسيحية السياسية والعسكرية، تلخصت بسياسة وفكرة واتجاه البطريرك صفير فيما قاله للنواب المسيحيين الذين اجتمعوا في بكركي، اذ روى لهم قصة السنديانة والقصبة Le chêne et le Roseau للكاتب الفرنسي لافونتين، ومغزاها ان انحناء السنديانة ينقذها من شر الاقتلاع عند هبوب العواصف، فهي تنحني وتنجو اما القصبة فتثبت وتُقتلع.

وجابه الأعاصير والرياح بدعوته الى المرونة، وصمد وصدّ كل الانتقادات التي انصبّت عليه.

كتب رئيس تحرير مجلة "النهار العربي والدولي" جبران تويني تحت عنوان "سؤال الى صاحب الغبطة" في العدد الصادر بتاريخ العاشر من تشرين الأول 1988. ومما كتبه تويني: "حتى لا نبكي على اطلال الوطن (...) من غير المسموح ان لا تتوحد كلمتنا حول العماد عون وحيال شرعية الحكومة العونية وليسمح لنا غبطة البطريرك صفير ان نسأله عن حقيقة تردده حيال حكومة الجنرال عون (...) ونسأل المترددين عندنا عن رأيهم في موقف مفتي الجمهورية المنحاز الى الحص وجماعته معتبراً أنهم الشرعية"، ويستفيض تويني كذلك في شرح موقف نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ محمد مهدي شمس الدين قبل ان يستخلص ان على البطريرك الماروني ان يحذو حذو رجال الدين المسلمين في تأييد الحكومة التي يرأسها ابن الطائفة المارونية. ولم ينحَ اطلاقاً في هذا المنحى بل صمد كل حياته ضدّه!

وكان يستعين بالفاتيكان كلما هبت عليه رياح الميليشيات الحارقة، وهذا ما قال لكل الميليشيات المسيحية حين ابلغته انه معرض للاغتيال وقتها قال: "موقف بكركي هو موقف الفاتيكان، اننا ضد التقسيم ومع انتخاب رئيس للجمهورية وإعادة مؤسسات الدولة". ثم التفت الى سمير جعجع ليقول له: "انت تتحمل مسؤولية كل ما يمكن ان يحدث في التظاهرة المتوجهة غداً الى بكركي".

كان شجاعاً في قناعاته وافكاره ولم يخف الموت يوماً.

بل حتى تعرض البطريرك صفير للاعتداء وهو في الصرح البطريركي! فقد تجمع مجموعة من الشبان المتحمسين ضد الطائف يطالبونه بموقف ضد الطائف، ووصلت مظاهرتهم الى بكركي والتقى البطريرك صفير بممثلي المتظاهرين المجتمعين في ساحة بكركي. وتعرض لاعتداء عليه من "الزعران" وهو في الصرح البطريركي، وهي سابقة لم يُعرف لها في التاريخ الماروني مثيلاً، ولم ينحنِ، وظلّ على قناعاته ضد التقسيم ومع الدولة وضد الميليشيات ومع العيش المشترك.

لم يعرف تاريخ الموارنة ورجال الدين فيهم من كان في جرأته وتواضعه.

لم يكن متعباً "بلبنانيته" ولكنه كان يرفض ان تكون "اللبننة" لعنة وعقاباً، كان يمشي على ورق خريطة لبنان ويجد اننا على الخريطة كلنا اغراب.

وكان من الأصوات القليلة التي تهز العالم من موقعها، كان لا يخفي نظرته واستنكاره ورفضه الى خريطة لبنان أيام الحرب، فكلها حواجز ومخافر وكلاب. والشعب الطيب البسيط اما نعجة مذبوحة واما حاكم قصاب.

كان الفارس الوحيد في زمن ذهب فيه الفرسان كلهم في إجازة! كان جبران خليل جبران في كل كلماته ومواقفه ولم يَخَف يوماً من الذئاب!

رفض دائماً ان يكون لبنان أداة حربية او جَيْباً للأثرياء، كان قريباً من قلوب الناس وكان يرى لبنان مسرحاً بشرياً كبيراً يضحك فيه الناس ويبكون ويضجرون ويتشاجرون ويعشقون ويكرهون ويصلون، ولكنه لم يقبل منهم يوماً التعصب والحقد والكراهية في لبنانه.

البطريرك صفير كان حدثاً عصرياً خارج سلطة الموت، ولم يكن حدثاً عادياً كسائر البطاركة على كل عظمة هؤلاء، كل هؤلاء البطاركة الذين يموتون كسائر البشر! لهذا سيبقى حياً في ذكراه من اجل ان يبقى لبنان، وطالما كانت مدرسته ومفاهيمه حية وتغلي في القلوب والعقول!

وقد بلغت عدائية عبد الحليم خدّام حداً كبيراً وصلت إلى درجة التهديد "بتكليف أحد أبناء الطائفة المارونية بالرد عليه"، كما نقل النائب السابق بطرس حرب في الثاني من كانون الأول 1993 إثر عودته من دمشق حيث أبدى نائب الرئيس السوري استياء كبيراً من مواقف البطريرك صفير واعتبر أن "عليه أن يلزم ديره ولا يتكلم في السياسة، ما شأنه في السياسة أصلاً؟" (السادس والسبعون مار نصرالله بطرس صفير الجزء الثاني).

أين أنت يا عبد الحليم خدام الذي فتحت بوجهك أبواب الجحيم؟

 وأين البطريرك القديس صفير الذي فتحت بوجهه أبواب الجنّة؟

 

البطريرك صفير عاد من حيث أتى  

سجعان قزي/جريدة الجمهورية/الاثنين 13 أيار 2019

عادَ من حيثُ أتى. اليومَ أُنزِل عن الصليب. رجَع عشيّةَ مئويّتِه وقُبيلَ مئويّةِ لبنانَ الكبير. رحَل وهو يُعاين بألمٍ تَرنُّحَ هذه التجربةِ العظيمةِ التي لم يُقدِّر اللبنانيّون قيمتَها التاريخيّةَ، فتعامَلوا مع لبنانَ كأنّه عَقارٌ يَتوزّعونَه ويُوزِّعونه لا كيانٌ يَجتمعون فيه ويُعمِّمون رسالتَه على الشرقِ الأوسط.

بُعيدَ استقالةِ البطريرك صفير كَتبتُ في مجلة «المسيرة» (05 آذار 2011): «قليلون هم الذين يَلِجون الأزليّةَ أَحْياء. إنها أعجوبتُه الأولى. البطريركُ مار نصرالله بطرس صفير خَرجَ من البطريركيّةِ ليدخُلَ الطوباويَّـة. لم يَستقِل، ترقَّى. صَعِد إلى السماءِ وهو لم يَزل في بكركي. وبكركي، رغمَ التصاقِها بالأرضِ، ليست بعيدةً عن السماء. ومَن يَستكثِرُ على البطريركيّةِ المارونيّةِ مجدَ لبنان، فمجدُ السماءِ يَكفيها. والباقي تحصيلُ حاصِل».

كان لا بدَّ للبطريركِ صفير من أن يرتاحَ بعدَ عناءِ النضالِ والمقاومةِ، لا من ثِقلِ السنواتِ التسعِ والتسعين فقط. كانت سنواتُ عهدِه عصيبةً وعصبيّةً، مُضطَرِبةً ودمويّةً، قاهرةً ومُنهِكة. شَهِدَت عودةَ المماليك والـمَغُول. كان البطريركُ صفير بطريركاً وقائدَ مقاومةٍ وزعيماً وطنياً.

لم يَشأ، بدايةً، أن يَحجُبَ دورَ السياسيّين الموارنةِ، مع أنَّ البطريركيّةَ المارونيّةَ أُنشِئَت في أواخرِ القرنِ التاسعِ لتقودَ شعبَها وتَحميَه. لكن غيابَ القادةِ الموارنةِ الكبار والتغييبَ القسريَّ للقادةِ الجُدد وانقساماتِهم أَناطَت، منذ أوائلِ تسعيناتِ القرنِ الماضي، بسيّدِ بكركي مسؤوليّةَ القيادةِ الوطنيّةِ فتحمَّـلَها بحِرصٍ وشجاعة.

بآياتِ الإنجيل واجَه البطريركُ صفير ألويةَ الاحتلالِ والنظامَ الأمنيّ. بفِـقْرةٍ في قَـفْـلةِ عِظاتِه جَيَّش الشعبَ وأنَّـب الرؤساءَ والحكّامَ وسائرَ أدواتِ الوصاية.

بعِطرِ البَخورِ أَبعدَ دخانَ الفساد. بيدِه «المنزوعةِ السلاح» غَفَر للمتطاولين على شخصِه والصَّرحِ والمقام، وبمذكّراتِه الباكرةِ كَشفَ المستور.

بعد اعتلائِه سُدَّةَ البطريركيّةِ بسنواتٍ قليلة، سلَّمَت الدولُ الغربيّةُ، وعلى رأسِها الولاياتُ المتّحدةُ الأميركيّةُ، لبنانَ إلى أعدائِه وغَسَلت أياديها من مسيحيّي لبنان ومن لبنانَ كدولةٍ حرّةٍ ومستقِلّة. فاختارَ البطريركُ صفير المقاومةَ السلميّةَ، الصابرةَ، الثابِتةَ والعنيدة، وتَحـفَّـظ عن المقاومةِ العسكرية ورفضَ التسوياتِ السياسيّة.

اضطُرَّ البطريركُ إلى التكيّفِ مع وقائعَ مؤلمةٍ أحيانًا من دونِ التخلّي عن مشروع التحرير والأهدافِ السامية. لم يُرضِ أسلوبُه كلَّ الناس، لاسيّما حين تَـقـبَّـل «اتفاقَ الطائف»، وقد ماتَ قبلَ أن يَرى حُسنَ تطبيقِه.

أَحْببنا البطريركَ صفير وارتَحنا إليه، ووثِقنا به. لم يُجازِف بنا، لم يَضحك علينا، لم يَستغِل طيبَتنا، لم يُساوم على شهدائِنا، لم يقايِض على استقلالِنا، ولم يُعدِّل بالأولويّات. لم يَخضَع لقريبٍ أو بعيد، لقويٍّ أو مُتجَبِّر، لم تُلوِّثه السياسةُ ماديًّا ولم تُبعِدْه عن المسبَحَة. لم يَسْكَر بمجدِ الأرضِ وبهاءِ الانتصار، ولم يستوحِ مواقفَه سوى من مصلحةِ المسيحيّين وكل اللبنانيّين.

مَن يراجِع سِـيَـرَ البطاركةِ الموارِنةِ الستَّةِ والسبعين، يكتشفُ بسهولةٍ أنَّ البطريركَ صفير هو أحدُ أهمِّ مَن بَلغوا هذا المنصِبَ المميَّـزَ في بلادِ الشرقِ وأنطاكية. عدا الفضيلةِ والعِفّةِ والتقوى، تَرك هذا البطريركُ الكبير مواقِفَ وبصماتٍ وإنجازاتٍ أبرزُها:

• كَشَف السياسيّين وفَضَحَهم وحَدَّ من سيطرتِهم على الشعب.

• تَعرّض للاعتداءِ، فهَجر بكركي موَقّتًا لا هربًا من الأمويّين والعباسيّين والمماليك العُثمانيّين، بل احتجاجًا على هَوَسِ مجموعاتٍ مارونيّة.

• دعا إلى مقاطعةِ الانتخاباتِ النيابيّةِ سنةَ 1992 لمنعِ تهميشِ الدورِ المسيحيِّ وقد تضاعفَ مع «دستورِ الطائف» الاعتباطيِّ التطبيق.

قال: «لا» لسوريا، ورَحل من دونِ أن يزورَها.

• استقبلَ البابا القديس يوحنا بولس الثاني سنةَ 1997، وأطلقا معًا «السينودوس من أجل لبنان».

• أصدرَ البلاغَ رقم واحد لتحرير لبنان في أيلول 2000 وقادَ المقاومةَ السلميّة.

• رعى مصالحةَ الجبل بين المسيحيّين والدروز سنةَ 2001.

• أعاد جمعَ القِوى المسيحيّةِ في «لقاءِ قرنة شهوان» وصانَ ثوابتَ «ثورةِ الأرز».

عقدَ المجمعَ الكنسيَّ المارونيَّ في حزيران 2003 بعد مجمعِ سنةِ 1736.

أَشركَ العَلمانيّين في تطويرِ الكنيسةِ المارونيّةِ في لبنان وبلادِ الانتشارِ وحَوّل البطريركيّةَ «صَرحَ الشعب».

• نظّم الأبرشياتِ وشَجّع المؤسساتِ الكنسيّةَ على الاهتمامِ بالشأنِ الاجتماعيّ والتربويّ.

لم يَفُت البطريركَ صفير أنْ يَحسِمَ خِيارَه ـــ وخيارنَا ـــ قبلَ الرحيل، فقال: «إذا كان علينا أن نَختارَ ما بين التعايشِ والحريّةِ نَختار الحريّة».

قبلَ لبنانَ الكبير كانت تضحياتُ المسيحيّين من أجلِ الحرية، بعدَه صارت تضحياتُهم من أجلِ التعايشِ أيضًا. حين كنا نناضِلُ في سبيلِ الحريّةِ كوفِئْنا، وها هو لبنان.

ولـمّـا قاومْنا في سبيلِ التعايشِ عوقِبْنا، وها هي اللُبْنانات. مع البطريرك صفير حَملنا صيغةَ التعايشِ ومَشينا نُبشِّرُ بها دينَ الشرقِ الجديد. وكلما أُصيبَت كنّا نُضمِّدُ جِراحاتِها ونَعُضُّ على جروحاتِنا حتّى صارت المسيرةُ جُلجلةً.

ورغمَ أنَّ التحولاتِ اللبنانيّةَ والمشرقيّةَ نالت من الصيغةِ مَقتلًا، جَدَّدنا الإيمانَ بها على رجاءِ قيامتِها. فأهلُ صيغةِ التعايش، وإن انحَسروا، ما زالوا يدافعون عنها كما كان قلبُ البطريركِ صفير يُدافع وهو في غرفةِ العنايةِ الفائقة. ولـمّـا أسلمَ الروحَ، صَرَخَتْ: «خُذني معَك»...

 

صخرة البطاركة..  

جورج حايك/جريدة الجمهورية/الاثنين 13 أيار 2019

شارك البطريرك الماروني الكاردينال الراحل مار نصرالله بطرس صفير في صنع التاريخ المعاصر في أكثر من مرحلة من مراحل التحوّلات المصيريّة والمفارق الأساسيّة. وكان له الدور الأبرز في رسم الحدود السياسيّة والجغرافيّة للكيان اللبناني الحالي بين عامي 1986 و2011.

مع البطريرك صفير، لم تفقد البطريركيّة المارونيّة دورها الرائد، وإن حاول البعضُ التطاول عليها مجرِّحاً ومنتقصاً من إيمانها بالمواقف التي تعلنها. ولا يختلف اثنان على أنّ صفير شكّل بشخصه وثباته قيمةً كبيرة للوجود المسيحي في الشرق. فكان يتكلّم بحرّية ضمير وصراحة بعيداً من أيّ مصلحة، مطالباً على نحو دائم، وفي أحلك الظروف، بسيادة لبنان وحريّته واستقلاله.

وكانت العظة التي يلقيها في قداس الأحد في كنيسة المقر البطريركي في بكركي، محطّ ترقّب وانتظار. ماذا قال البطريرك اليوم؟ ماذا فعل؟ من استقبل؟ هل سمعت تصريحه؟ لم يسبق أن توجّهت الأنظار إلى بكركي بهذا الشكل، على الأقل، منذ الاستقلال.

والسبب أنّ الصرح كان يقيم فيه بطريركٌ تاريخي، يقتحم، بيده وعصاه وإيمانه، الحياة اليوميّة. ينتقد، يعرض، يحاور. ثابت، مبدئي، جريء، هادئ. مواقفه لا لبس فيها ولا مناورة. لاؤه لا، نعمه نعم، همّه حماية التعايش، صون الميثاق الوطني، والدفاع عن الوجود المسيحي الحرّ في لبنان.

من انتخابه بطريركاً عام 1986، وحتى قبول الفاتيكان استقالته عام 2011، وعى حجم المسؤوليات الملقاة عليه، وصليب مسيحيي الشرق الذي كان يحمله.

كان يقول كل شيء بإحترام لأنه يحترم ذاته ومقام البطريركيّة، وكان دائماً يطالب بالحقّ من دون أن يتهجّم على أحد أو أن يجرح أو يخدش كرامة أحد.

البعض كان يضع البطريرك في حساباته وكأنه الخصم، وهذا غير صحيح. فهو كان أباً للجميع، الّا انّ الساحة السياسيّة كانت تضمّ أطرافاً مسيحيين عدة غير متّفقين على استراتيجيّة الوجود المسيحي في لبنان، وكل طرف أو حزب مسيحي كانت له نظرته في هذه الاستراتيجيّة، ما كان ينعكس نزاعاً بين الأحزاب والتيارات المسيحيّة. أما البطريرك صفير فبقي متمسّكاً بمواقفه الوطنيّة الثابتة التي لا تتبدّل ولا تتقلّب كما المواقف السياسيّة.

لم يغيّر في خطابه من العام 1986 حتى العام 2011، ولم يحاول استمالة أحد أو استبعاد أحد. وليس مجاملة أو دفاعاً عن البطريرك، إنما انطلاقاً من مواقف موثّقة في أرشيف البطريرك صفير الذي كان ربما في وقت من الأوقات المرجعيّة المسيحيّة الوطنيّة الوحيدة في البلد.

حين كان العماد ميشال عون في المنفى والدكتور سمير جعجع في السجن والرئيس أمين الجميل والعميد ريمون إده في الخارج، خلت الساحة المسيحيّة من زعمائها، فبقي البطريرك صفير ثابتاً في موقفه من الحفاظ على الوجود المسيحي وكرامة المسيحيين وحقوقهم، فاستقطب الوهج السياسي واستقطبت معه بكركي المسؤولين الدوليين الكبار، وفي ذلك دلالة الى قيمة هذا الرجل، ليس فقط الوطنيّة، وإنما الدوليّة أيضاً، لأنّ مقام البطريركيّة كان دائماً السند الأول لجميع اللبنانيين.

«مجد لبنان أعطي له». كان يبرهن هذا الشعار في عمل يومي متواصل، حاملاً على منكبيه بصلابة الأب العادل والراعي الصالح، شؤون أبنائه وشجون طائفته وهموم وطنه الذي أُعطي مجده.

إذا كان البطريرك الياس حويك قد أخرج لبنان من مطامع الامير فيصل في مؤتمر فرساي عام 1919، والبطريرك بولس المعوشي الرئيس اللواء فؤاد شهاب من معركة التجديد في حديقة البيت الابيض عام 1961، فإنّ البطريرك مار نصرالله بطرس صفير أخرج الجيش السوري بعد إخراج الجيش الاسرائيلي عام 2000، وظل يطرق بعصاه حتى افتُدي هذا الخروج باغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري ورفاقه عام 2005!

هذا البطريرك الذي لا يملك سلاحاً، الّا سلاح الموقف بالحق والمجاهرة بالكلمة أنجز مشروع الاستقلال الثاني المصطبغ بدماء قافلة من شهداء الرأي والقلم سواء في سدّة المسؤولية او خارجها!

هذا البطريرك الذي حمل صليب النزاع الماروني على السلطة عام 1988 لم يقوَ على وضع حدّ لإراقة الدماء، الّا بعدما وضع لبنان في عهدة «اتفاق الطائف» عام 1989 مكرّساً بداية السلم الاهلي الذي ظلت سوريا مسؤولة عنه حتى خروجها الإكراهي عام 2005 تحت ارادة شعبية عارمة ضاغطة.

هذا البطريرك الذي استطاع بفضل ثباته وعناده أن يثبّت ركائز العيش المشترك بين اللبنانيين جميعاً، مهما تباينت مواقفهم. ونجح في سينودوس 1994 وسينودوس عام 2010 أن يجوهر معنى هذا العيش في وثيقة الارشاد الرسولي الذي أطلقه البابا يوحنا بولس الثاني في حريصا عام 1997 بدعوة من رأس الكنيسة المارونية.

هذا البطريرك الاستثنائي الذي عبر طريقه المحفوف بالاشواك المدمية، حقق ما لم يحققه أيُّ مدفع او سلاح لإيمانه بأنّ هناك رباً يرعى لبنان بعنايته وقديسيه، اذ يكفي في عهده أن يشهد لبنان تطويب أكبر عدد من رعيل القداسة في الكنيسة المارونية.

لا ينتظر البطريرك من عليائه أن نكيل له المديح، فقد اعتاده، ولم يتأثر سواء بالمقرّبين وكلامهم الممجوج أحياناً، او بالبعيدين الذين يوجّهون له التهم بالإنحياز وصولاً الى الحقد.

لكن كلمة حقّ تُقال: كان البطريرك مار نصرالله بطرس صفير «صخرة البطاركة»، وعلى هذه الصخرة تفتت المؤامرات، لذلك يقولها الجميع وبلا حرج: إنه رجل عظيم مضى إلى رحاب التاريخ، حيث مكانته ومكانه الحقيقي.

 

البابا صفير  

جوزف طوق/جريدة الجمهورية/الاثنين 13 أيار 2019

أتذكّر جيداً، كما لو أنّها البارحة، كنّا مجموعة من الشباب والشابات في عمر الطعش، نحمل أعلاماً حزبية متنوّعة وصور زعماء ويافطات، ونركض تحت الشمس من مفرق إلى مفرق، ومن طريق فرعية إلى أخرى، لمشاهدة موكب البابا يوحنا بولس الثاني يجول بسيارته البيضاء شوارع بيروت عام 1997، وأتذكّر جيداً لهفة الحماس التي كنّا نشعر بها لدى هتافنا شعاراتنا التي كنّا محرومين من غنائها.

وتوّجهنا بعد الظهر، بعتادنا وعرقنا وتعبنا وحماسنا إلى كاتدرائية سيدة لبنان في حريصا، ووقفنا هناك في الساحة الكبيرة ننتظر إطلالة البابا من على الشرفة ليبلّل آمالنا بوعد أو قرار أو أي شكل من التغيير. لكن وقتها، كما لو أنّ كلام البابا يوحنا بولس الثاني لم يعنينا، أو الأرجح لم نفهمه، بل الذي دخل قلوبنا وسكن أفكارنا كان كلام البطريرك صفير حينها.

هل هي أعجوبة كانت، أو لحظة تجلٍّ، أو مرحلة وعي، لا نعلم... ولكن بعد كلام البطريرك، إنتبهنا إلى أنّ الساحة كانت مقسّمة إلى مجموعات، وكل واحدة تنادي باسم مصالحها وزعمائها... تنبّهنا إلى أنّ لكلّ مجموعة قضية وشعاراً وعلماً... أمّا ذلك الملتحي الوقور، فكان ينادي بقضية واحدة جامعة رسولية وطنية سياسية، كان يتحدّث باسمنا مجتمعين نحن المنقسمين، كان يكدّس كل همومنا ومطالبنا في كفّ، وفي الكفّ الآخر كان يلوّح لنا بالحرّية والانعتاق.

أدركنا في لحظتها، أنّ جنب البابا القادم من الفاتيكان، كان يقف هناك بابا آخر، بابا لنا نحن الشباب اللبناني الذين كنّا أيتام الأمل، بابا يخاف علينا بلا تفرقة ولا تفضيل، بابا يريد مصلحتنا الوطنية وليس الشخصية، بابا يلبس جبّة سوداء حتى لا تبان عليها دموع أولاده وهمومهم ومخاوفهم التي كان يمسحها بها، ويقول كلمته ويمشي.

أتذكّر أن ليلتها، تركنا نحن المجموعة أعلامنا في الساحة فوق، وتركنا معها إنقساماتنا، وعدنا الى الطريق حاملين قضية أخرى زرعها فينا البابا صفير، قضية ليس لها لون او علم أو يافطة أو صورة، قضية لها بلد إسمه لبنان.

لا نخفي أنّ حينها خفنا أن يخذلنا كما خذلنا كثير من زعمائنا، أن ينكث بوعوده ويبدّل مواقفه ويرضخ. لكن قبل أقل من 4 سنوات وفي عام 2001 كنّا شهوداً على وطنيته الراسخة والمتجدّدة بالمواقف الجريئة، وتابعنا دعوته إلى لقاء قرنة شهوان التي فاقت برمزيتها لدى البعض ما أنجزه رجالات وقامات وطنية في قلعة راشيا عام 1943. كما تمكّن وحيداً، وقبلها بعام فقط، من إنجاز ما عجزت عنه كل البواريد والمتاريس والتحالفات والزعامات، ورسّخ مصالحة الجبل عام 2000 وضَمَن عودة آلاف العائلات المهجّرة إلى قراها. خفنا أن يخذلنا، ووجدنا أنفسنا نستكمل الطريق مع مواقفه وتصريحاته إلى ثورة الأرز ورحيل الجيش السوري وانبثاق الاستقلال الثاني.

منذ 22 عاماً، كنّا مجموعة، ثم أصبحنا مجموعات، ومواطنين من كلّ الأديان والطوائف، ثم أصبحنا بلداً بأكمله يؤمن أنّ صيف الديمان وشتي بكركي كانا دائماً مع البطريرك صفير تحت سقف الحريّة.

بابا صفير، نحن لن ننتظر تقديسك ولا حتى تطويبك، ولن نحتاج في حياتنا إلى شهادة من أحد لنعرف كم أحببناك، واحترمناك، وصدّقناك، وتركنا كثيراً من المعتقدات والاصطفافات وتبعناك... لن نحتاج شهادة من أحد لنعرف كم آمنا بك وبأقوالك ومواقفك وأفعالك، لن نحتاج شهادة لنقدّس ذكراك ونحلف باسمك ونتمثّل بك عند كلّ استحقاق وطني.

بابا صفير، أنت قلت ما قلته، وفعلت ما فعلته، وحقّقت ما حقّقته، ورحلت... ويبقى لنا من بعدك بلد مؤتمنين على حمايته من غرورنا وجهلنا وطمعنا.

 

تحضيرات الوداع الأخير «لضمير لبنان»  

مرلين وهبة/جريدة الجمهورية/الاثنين 13 أيار 2019

تتحضّر بكركي برهبةٍ وحزنٍ لاستقبال جثمان بطريرك الاستقلال مار نصرالله بطرس صفير صباح غد الأربعاء، فيما الترتيباتُ لمواكبة الجثمان تتواصل في الصرح البطريركي بتفاصيلها الصغيرة والكبيرة وسط أحاديث كثيرة تناقلها زائرو الصرح الذي توافدوا بعفوية من الصباح الباكر بعدما هالهم الخبر الأليم، واسترجعوا مع الحاضرين وأهل البيت في بكركي ذكرياتٍ مجيدة للبطرك العظيم تُخلّد صفحات تاريخ لبنان ...

أعلنت بكركي الحداد، فيما أعلنت اللجنة المتابعة لترتيبات التعازي برنامج الأسبوع الأليم، داعيةً اللبنانيين الراغبين بالتعزية بالبطريرك الراحل التوافد طوال الأسبوع منذ صباح الإثنين حتى مساء الجمعة، وقد أُرجئت مراسم الجنازة الى يوم الخميس في انتظار الوفود القادمة من الخارج لاسيما الوفد الرسمي الآتي من الفاتيكان للتعزية، بعدما تمّ إبلاغ الكرسي الرسولي بواسطة السفارة البابوية في لبنان وكذلك بسبب إصرار بكركي على ضرورة أن يُسجّى الجثمان أقلّه خلال ٢٤ ساعة إكراماً لهالته الجليلة.

بكركي أعلنت أنها ستضع باصات عدة بتصرف المؤمنين الراغبين بالمشاركة في مراسم الجنازة في مواقف محدَّدة للسيارات ستعلن عن نقاطها لاحقاً ومنها ساحة الملعب البلدي في جونية، وذلك تسهيلاً لنقلهم الى بكركي للمشاركة في مراسم الجنازة المهيبة يومَ الوداع والذي أرادته يوماً تاريخياً لا يُنسى يشهد عليه الللبنانيون الوطنيّون.

وبدأت التحضيرات لتصنيع ٧ آلاف قبعة تتوسطها صورة البطريرك الكبير سيخلعها المؤمنون إجلالاً واحتراماً للجثمان فور وصوله الى الصرح الأحب الى قلبه...

خلية نحل روحية وإعلامية في بكركي للاطّلاع على تفاصيل ترتيبات الأيام الحزينة المقبلة وآلية التعازي، والجميع طالب بأسبوع حداد قبل القرار الرسمي للحكومة اللبنانية التي قرّر رئيسُها سعد الحريري بطلب من رئيس الجمهورية إعلان الاربعاء والخميس يومَي حداد رسمي على أن تقفل المؤسسات والإدارت الرسمية والتربوية إقفالاً تاماً يوم التشييع أي نهار الخميس المقبل.

فيما أعلن أمين عام المدارس الكاثوليكية الأب بطرس عازار عن اقفال المدارس والجامعات نهار الخميس على أن يخصص هذا الأسبوع للصلاة في المدارس عن راحة نفس البطريرك صفير مع إعلان الخميس يوم حداد وطني في كافة المؤسسات التربوية التابعة للمدارس الكاثوليكية.

سبعة آلاف كرسي تجهّز بكركي لوضعها في الباحة الخارجية للصرح على أن يُثبَّت المذبح أمام المدخل الخارجي مباشرة مثلما كانت الترتيبات للإحتفال بالذبيحة إبان الزيارة التاريخية للبابا بينيديكتوس السادس عشر الى لبنان ... على أن يُسجى الجثمان في الكنيسة الداخلية للصرح... ومن المتوقع أن تكتظ الساحات ومنافذ الطرقات الساحلية المؤدية الى بكركي.

وكذلك توقع زوار بكركي أمس أن يشهد لبنان يوم الأربعاء المواكب لجثمان الراحل الكبير تحرّكاً تاريخياً حاشداً توقعه أيضاً المعزّون والإعلاميون لنهار الخميس بعد مواكبتهم امس للترتيبات والتحضيرات التي سترافق يوم الجنازة التاريخية في بكركي، ولا سيّما بعد مبادرة زعيم المختارة رئيس حزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط بدعوته أهالي الجبل أيضاً للزحف الشعبي على بكركي إكراماً لرجل الاستقلال الإستثنائي.

 

البطريرك مات... فماذا عن «لبنان الكبير»؟  

طوني عيسى/جريدة الجمهورية/الاثنين 13 أيار 2019

أي رمزية شاء القدَر أن يحملها بغياب البطريرك مار نصرالله بطرس صفير؟ لقد رحل البطريرك الذي وُلِد مع لبنان الكبير، في العام 1920. وجاء الرحيل في لحظات تختلط فيها الآلام بالآمال حول مصير ذاك «اللبنان»، وحول ما إذا كان سيبقى كبيراً بالفعل...

لبنان الكبير، ذاك، هو نفسه ثمرة جهدٍ بذله البطريرك السلف، الياس الحويك. كان هاجسه آنذاك أن يخرج الموارنة والمسيحيون من عزلتهم في جبل لبنان إلى لبنانٍ كبيرٍ يضمن لهم عدم تكرار تجربة المجاعة التي كانت بمثابة إبادةٍ (مقصودة أو غير مقصودة) لثلث أهل الجبل!

لبنان، ذاك، أرادَتْه البطريركية ضماناً للموارنة والمسيحيين، ولكن أيضاً مساحةَ لقاء فريد من نوعه بينهم وبين المسلمين. وليس سرّاً أنّها قايضت الغالبية العددية بهذا الضمان. فالمسيحيون كانوا غالبية ساحقة في الجبل، وصاروا دون الـ60% في لبنان الكبير 1920، وانقلبوا إلى 40% اليوم.

مخاض الشرق الأوسط عنيف ومستمر. ومعه يطرح الجميع أسئلة جديدة عن ضماناتهم: هل إن لبنان الكبير، ذاك، ما زال يشكّل للموارنة، والمسيحيين عموماً، ولكل المجموعات الأخرى، طائفية ومذهبية وسياسية وثقافية، ضماناً لهم كما كان آنذاك…

في الطريق الصعبة التي مشى فيها اللبنانيون منذ أكثر من نصف قرن، الأشبه بالمرور في وادي الدموع، كثيرٌ منهم طرَحَ أسئلة حول المصير. ولا بدّ أنهم مرّوا بساعات كثيرة من «التخلّي» تلتها ساعات من «التجلّي»: نريد لبنان، ذاك، أو لا نريده!

الأمر طبيعي. فحتى رجال الدين الخُلَّص لأديانهم يمرّون أحياناً في لحظات إلحادٍ أو تشكيكٍ أو ظُنون… ثم يعودون… وربما كثيرٌ منهم لا يعود إطلاقاً كما كان.

هكذا… يبدو رحيل بطريرك لبنان الكبير مناسَبةً مؤاتيةً جداً لطرح السؤال عمّا إذا كان ذاك اللبنان هو أيضاً في طريق الرحيل… وهذا السؤال يجدر طرحُه أيضاً مع رحيل كل الكبار من علماء ومفكرين وشعراء وفنانين يمثّلون ذاك اللبنان، من شارل مالك والأخوين رحباني وصباح ووديع الصافي إلى أنسي الحاج وموريس عواد… وعذراً لعدم وجود متّسع لذكر الجميع.

البطريرك صفير هو واحدٌ من حبّات «المسبحة» العظيمة المعلَّقة على عنق لبنان الكبير. «فقَعَت» «المسبحة» و»هَرَّت» حَبّاتها طبيعياً وبفعل الزمن. «كلُّ نفسٍ ذائقةٌ الموت».

التحدّي ليس في رحيل الكبار، بل في أن يَستولدوا آخرين. أن تكون هناك «مسبحةُ» إيمانٍ بلبنان، حبّاتُها جديدةٌ وقابلةٌ للحياة مئة عام أخرى.

وفي عبارة أخرى، هل سيحظى لبنان الكبير بمن يدافع عنه؟

أي، هل سيعيش لبنان الكبير، ذاك، مئةَ عام أخرى…

هذا هو المكان الذي يمكن أن يبكي فيه اللبنانيون فعلاً، لا سواه… ولو كان البطريرك صفير على قيد الحياة وعاش التجربة، لكان بكي هنا، لا في مكان آخر...

رحمة الله على البطريرك. كتب الله عمراً جديداً للبنانه الكبير.

 

هذا البطريرك

سناء الجاك/النهار/13 أيار/2019

ليس رثاءً للبطريرك ما نصر الله صفير، لكن نعيٌّ لما نحن فيه. نحن الذين لا نملك الا الرثاء، ولا نجيد الا الرثاء، وننتظر موت كبير لنسجل رثاءنا وكأننا سجلنا انجازاً بإسمنا. نحن الذين نشعر بفداحة ما ينتظرنا حين نرثي آخر القادة الذين لطالما أشبعوا أرواحنا بوجدان نظيف صالح وتواق الى وطن له سيادته واستقلاله. فرحيل هذا الكبير يكشف افلاس لبنان من قامات يمكن ان يستند اليها من يسعى الى دولة يشعر فيها باحترام ذاته، فلا يقرضه القهر والخوف، تماماً كما تقرض الجرذان، اذا ما تسللت الى بيته، كل ما فيه. ويكشف ان الإفلاس لا يعالَج بكل هذه الإجراءات الترقيعية، وتجاهل واجب التسديد مباشرة على العلة الفعلية الكامنة في إنكار التواطؤ مع من يصادر السيادة ويغتال الاقتصاد ويُطبِق على القرار الحر فلا ينفع أي ادعاء بالإصلاح والإنقاذ والتغيير ومعزوفة شطف الدرج من فوق او تحت.

نحن حين نرثي هذا البطريرك الذي تجاوز المنصب والرتبة الى سدرة المنتهى للمواقف الوطنية. نشعر بفداحة ما ابتلينا فيه لأن البلاد فرغت ليحتلها مسؤولون لا يستحون ولا يخافون المساءلة. يستغلون السلطة ومرافق الدولة ومؤسساتها ليفحشوا. ينقلبون على مواقفهم وينكرون ما ارتكبوه ويرمونه في وجوهنا ويسكتون عن اغتصاب الوطن.

حين نرثيه نجلد أنفسنا لأننا نحن الذين بلينا أنفسنا بهؤلاء، ولم نملك الجرأة والرؤية لنرميهم خارج صناديق الاقتراع عقاباً لهم على ما ارتكبوه، على الرغم من معرفتنا المسبقة بما سيرتكبون.

مع رحيل صفير، نشعر بما هو أكثر من صفعة تبرم لنا رؤوسنا، تخلع رقابنا، تذكّرنا بأن من بقوا لا يجدون غضاضة في تعبيد طريق قصر المهاجرين. فهم يعرفون أين يقع ويستعجلون سراً وعلانية التبرك بغباره، ما دام سلوكه يقود الى حيث الطموح المريض للسلطة والنفوذ.

منذ اعتكافه عن قيادة البطريريكية المارونية وشؤونها، وهم يهللون ويعيثون في الدولة فساداً ويسقطون قناعاً تلو الآخر من الأقنعة التي كانوا يستخدمونها غب الطلب بغية اللعب على الاوتار الغرائزية للمذهبية المتطرفة التي تعزل كل جماعة عن غيرها على مساحة هذا اللبنان.

كم كان يحرجهم ويربكهم وجود هذا البطريرك الصافي من الغايات الشخصية والغرض المقيت. فما قاله على امتداد مسيرته في أصعب ظروف الوطن وحروبه القذرة، لم يكن مطلقاً الا وليد اقتناع وإيمان بأن الوطن ليس جورباً، والحرية لا يمكن ان تكون رهينة اجتزاء ومساومة تجارة للمناصب في السوق السوداء للكيان اللبناني. كلماته كانت مطلقة ومجردة وطاهرة من التأويل، تماماً كما يجب ان تكون. وهذا ما يوجع فيها.

الحرية والسيادة والاستقلال من دون مناورة او استغلال. هذا ما أراده وهذا ما دعمه، أصاب أم أخطأ. فهو كان يسير على هدى ضوء داخلي يكفيه ليرى ويقول ويتمسك بأقواله، ويكشف عوراتهم بما قال.

"الأوطان لا تُحمَل في الجيوب، ومن حمل وطنه في جيبه لا وطن له. اما من حمل وطنه في قلبه وإرادته، فوطنه مهما توالت عليه الويلات فإنه حيّ". وكأنه كان يلعن من لا يفكر الا بجيوبه التي يجب ان يملأها الوطن من خيراته، ثم يدّعي التضحية في سبيل مصدر رزق هذه الجيوب.

"جيشنا يكفينا"، قال صفير. وغيره يقول ان الجيش عاجز عن حماية حدودنا، لذا لا بد من جيش غير شرعي، ومع هذا يرثيه بعبارات مستقاة من قاموس الاستهلاك اليومي.

لو يصمت أصحاب الجيوب المسارعون الى رثاء هذا الرجل الذي دفع ثمن مواقفه بفرح وقوة تفتقر اليها القامات الهزيلة التي تدّعي القوة وتستعير قوة قمصان سود ومحور إقليمي لا همّ له الا تخريب المنطقة لتنفيذ مخطط شيطاني توسعي، ما دام بيع الذات وبيع الوطن الى هذا المحور يقود الى قصر، حتى لو استدعى الأمر تعويم قصر المهاجرين ومن فيه في معادلة لا تمت الى الحرية والسيادة والاستقلال بأي علاقة عضوية.

لو يصمت من ليس على مستوى قول بطريرك الوطن: "لسنا بقوم ينوحون ويبكون على الأطلال. نحن قوم أحببنا الحرية، ومن دون الحرية لا يمكننا أن نعيش، نقولها بصراحة. لكن هذا لا يعني أننا لا نحب الاعتدال. نحن نكره التهور. وفي القضايا الوطنية يجب أن يكون هناك تعقل، يجب أن يكون هناك تبصر، ويجب أن نعرف أين نحن ذاهبون". فلنصمت ونترحم على أنفسنا. فنحن ندفع ثمن الصمت عندما كان وحده الناطق بالحق.

 

غرفة عمليات طهران - الضاحية: طبول الحرب لا نيرانها

منير الربيع/المدن/الإثنين 13/05/2019

يوم أعلن وزير الخارجية الأميركي، مايك بومبيو، قرار إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب بتصفير الصادرات النفطية الإيرانية، بموجب العقوبات.. كان لا بد من توقّع اشتداد الضغوط، واكتمال ظروف التصعيد وأسبابه في منطقة الشرق الأوسط، بين إيران والولايات المتحدة الأميركية. وكان ذلك قبل إرسال واشنطن لحاملات طائراتها وقاذفاتها إلى المنطقة. ومن الواضح، وفق تأكيدات المسؤولين في البلدين، أن لا أحد يريد الذهاب إلى حرب، إنما الهدف هو إجبار إيران على العودة إلى طاولة المفاوضات حول الملف النووي والصواريخ البالستية، ودور إيران في المنطقة.

عملية الفجيرة

في الردّ على قرار تصفير الصادرات الإيرانية، كتبت "المدن" في الثالث والعشرين من شهر نيسان الفائت، عن خيارات الردّ الإيرانية على هذه الإجراءات، تحت عنوان: "إيران وحزب الله وأميركا: سباق التفاوض والصدام العنيف". ويشير الموضوع في صلبه، أن غاية التصعيد تهدف إلى الجلوس على طاولة المفاوضات. وهنا لا بد من اقتباس إحدى جمل الموضوع والتي تقول: "إيران تتحضر للرد على هذه الضغوط، من خلال عملية عسكرية، وقد تكون بحرية هذه المرّة، وربما تستهدف إحدى ناقلات النفط. وبينما لا يريد الأميركيون والإسرائيليون الدخول في أي مواجهة عسكرية، والتركيز على مبدأ الخنق الاقتصادي، الذي لا يكلّفهما أي خسائر، فإن أي تطور عسكري لا بد له أن يقابله رد مماثل". قبل يومين حدثت عملية لا تزال "ملتبسة"، بالقرب من ميناء الفجيرة. عملية تخريبية استهدفت ناقلات للنفط، وتبين أن إثنين منها تعودان للمملكة العربية السعودية. ما يعني أن إيران لا تريد الدخول في مواجهة مباشرة مع واشنطن، بل تستهدف حلفاءها، وخصوصاً المتشددين ضد النظام الإيراني. ولعلّ تلك العملية، والتي لم يتبناها أحد، ولا تزال تفاصيلها غامضة، لها غاية أساسية هي تهديد الأمن الخليجي، في محاولة للضغط على دول الخليج للتوسط لدى الأميركيين، لتخفيف الضغوط والذهاب إلى مفاوضات، وبما معناه أن أي انعكاسات لحالة التصعيد المستمرة ضد طهران، قد تؤدي إلى إشتعال منطقة الخليج.

الداخل الإيراني وحزب الله

في مواجهة الضغوط المستمرّة، تتحدث بعض المعلومات من داخل إيران عن أن الوضع الداخلي جيد، وتلفت المعلومات إلى أن هذه الضغوط أدت إلى تخفيف الحساسيات والتباينات الداخلية. وهناك مؤشرات على التماسك الداخلي. وأي رهان على زعزعة الوضع الداخلي أو تغييره ليس في محلّه، ولا يمكن الرهان على ضرب إيران من الداخل، لأن هناك توافقاً بين مختلف المكونات الإيرانية على الصمود. وكذلك بالنسبة إلى الوضع الاقتصادي. فلا يمكن الحديث عن أزمة مواد غذائية، والاحتياجات الأساسية يتم تأمينها. أما على صعيد التصعيد العسكري، فيشير الإيرانيون إلى جهوزيتهم لأي معركة قد تندلع، مع تأكيد رفض الذهاب إلى المفاوضات تحت الضغط. وتؤكد المصادر الإيرانية أن طهران لن تذهب إلى المفاوضات في ظل بقاء العقوبات، بل بعد إلغائها. ولذا هي تطالب واشنطن بإجراء إيجابي لتبدأ المفاوضات. وتؤكد المعلومات أن هناك تنسيقاً كاملاً بين إيران وحلفائها في الإقليم، من أجل إشعال المنطقة بأكملها إن اقتضى الأمر. وغرفة العمليات التي أنشئت أول أيام الحرب السورية، تعقد اجتماعاتها الدائمة والمفتوحة، لترقب حصول أي تصعيد محتمل. لكن هذا لا يعني أن الحرب على الأبواب، ولكن يبقى التحسب سيد الموقف. والأمر نفسه ينطبق على حزب الله، الذي يشير إلى جهوزيته الكاملة لوجستياً وعسكرياً، والاستعدادت قائمة لأي مواجهة قد تحصل.

قواعد الاشتباك

منذ فترة يعمل حزب الله على تحضير الجبهة العسكرية تحسباً لحصول عدوان إسرائيلي، أو تصاعد للعمليات العسكرية. الردّ سيكون جاهزاً وفوراً. وتؤكد المعلومات أن حزب الله لن يذهب إلى افتعال حرب أو شن عمليات لانه لا يريد الحرب. وما ينطبق على الحدود الجنوبية للبنان ينطبق على الوضع في سوريا. إذ يتحضر الحزب لأي احتمالات. وتم إعلان حالة الضوء الأصفر مع احتمال حصول أي تفجير واسع. هناك تحضير خطط الإخلاء، وتجهيز المراكز والمواقع. لكن يحرص حزب الله على عدم إثارة مناخ وكأن الحرب واقعة غداً، كي لا يتم تخويف الناس وإثارة التوتر. يمكن وصف الوضع على أنه حال من الترقب والجهوزية الكاملة. في النهاية، لا بد من الذهاب إلى مفاوضات. لكن لا يبدو أن أياً من الطرفين قابل للتراجع عن شروطه. وبالتالي، فإن هذه المفاوضات يجب أن تنطلق بعد فعل عمل عسكري محدد لا يؤدي إلى اشتعال الجبهات كلها، بل يفضي إلى مباشرة المفاوضات وحسب.

هناك من يعتبر أن أي شرارة قد تطلق، ستؤدي إلى إندلاع معركة مفتوحة تختلف عن كل الحروب السابقة، لأنها ستكون "الحرب الحاسمة"، والتي سيسعى كل طرف فيها إلى تغيير المعادلات بأكملها. إلا أن هكذا خيار مستبعد لشدة مخاطره، مقابل إمكانية وقوع مواجهة متقطعة، على قاعدة ضربة موضعية مقابل ضربة موضعية. وهذا الخيار للطرفين المنضبط بقواعد اشتباك هو الذي يمهد أرضية المفاوضات. وتتوقع إيران أن تبقى الأوضاع على حالها من الاستنفار إلى سنة ونصف السنة، أي إلى حين تبيّن وجهة الانتخابات الأميركية ونتائجها.

يراهن الإيرانيون على تحريك العديد من حلفائهم في المنطقة، لا سيما منهم الحوثيين لتوجيه ضربات للسعودية والإمارات، لعلّها تدفع الدولتين إلى الطلب من الأميركيين، وإقناعهم بكبح مسار التصعيد، وتسهيل شروط التفاوض. فأي حرب ستكون تداعياتها على دول الخليج عسكرياً وسياسياً وأمنياً واقتصادياً هائلة الكلفة. لا أحد اتهم إيران بالوقوف خلف عملية الفجيرة، وهي بدورها لا تتبناها، لأنها تلقّت تهديدات أميركية سابقة، بتعرضها لردود قاسية إذا ما قامت بأي عملية من هذا النوع. وهذا أسلوب اعتمدته إيران سابقاً في العراق، وربما هو قابل لاعتماده في المرحلة المقبلة على أكثر من جبهة، إذا ما اقتضى الأمر.

 

الإخوان» والتقية السياسية

د. جبريل العبيدي/الشرق الأوسط/13 أيار/2019 

التقية أصبحت سلاح تنظيم «الإخوان» أمام أي عاصفة تعصف به، فيهرع عناصره وأفراده إليها للخروج من أي مأزق. فالتقية في اللغة يراد بها الحذر، والتقية في مفهوم «الإخوان» معناها: أن يظهر الشخص خلاف ما يبطن، لينطبق عليهم قول الله تعالى «وَإِذَا لَقُواْ الَّذِينَ آمَنُواْ قَالُواْ آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا إِلَى شَيَاطِينِهِمْ قَالُواْ إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِؤُونَ».  ولعل ما ذكره القيادي المنشق عن جماعة «الإخوان» ثروت الخرباوي في كتابه «سر المعبد» من أن التنظيم، استخدام التقية في التزلّف والكذب والتزوير، يؤكد تلوث أفكار هذا التنظيم بأفكار ماكرة للمراوغة والمخادعة.

لكن يبقى اعتذار الشيخ عائض القرني، عن أخطاء جماعته طيلة العقود الماضية، مختلفاً وقد لا يكون له علاقة بالتقية الإخوانية، وإن كان أثار الكثير من الجدل حول صدق الاعتذار من عدمه، وكونه قد يكون مجرد مناورة كعادة جماعة «الإخوان» في مواجهة الظروف والمتغيرات المحيطة، لكن يبقى الاعتذار عن الخطأ حسنة، وشجاعة يجب أن ينظر إليها، وإن كانت وحدها غير كافية؛ لكون العقود الماضية وخطابها الذي دأبت عليه هذه الجماعة، قد تسبب في الكثير من الجراح والدماء والضحايا سواء الجسدية أو الفكرية، والتي لا يمكن معالجتها بالاعتذار وحده وإن كان صادقاً، فلا بد من جبر الضرر بطرق شتى.

ولكن تبقى حالة عائض القرني، التي نتمنى أن تكون حالة صادقة؛ لأنها قد تعود بالنفع في حالة صدقها لكون الرجل له شعبية لا يمكن إنكارها، وهناك شباب تأثر به، وعودته عن الخطأ وفضحه للتآمر وللمتآمرين، سيعود بالنفع لإظهار الحقيقة وحجم الضلالة والتغييب الذي كان يمارسه التنظيم مع الشباب. وبالتالي لا بد من خطوات جادة، لتصحيح المفاهيم والبدء في مراجعات فكرية، لتصحيح المفاهيم المغلوطة والملتبسة عن الولاء والبراء والحسبة ومفهوم الطاغوت و«الحاكمية» التي لا ذكر لها في القرآن، ومحاولة خلطها بمفهوم الحكم.

فالاعتذار خطوة حسنة على ألا تكون مجرد تقية سياسية، كما حدث في الحالة الليبية، حيث أقدمت جماعة «الإخوان»، والجماعة الليبية المقاتلة على مراجعات في عام 2007، تزعمها كبيرهم القرضاوي وشارك فيها عرّاب التنظيم في ليبيا علي الصلابي والمطلوب على قائمة الرباعية العربية في قضايا إرهاب، وكان القرني والعودة والعريفي من بين المشاركين في حوارات السلطات الليبية مع سجناء الجماعتين، حيث كالوا للقذافي من الثناء والتكبير وهم جلوس في خيمته ما لم يكله الشعراء والغاوون منهم من المديح والثناء والتعظيم ضمن زيارة القرني إلى ليبيا التي كانت في أغسطس (آب) 2010، بدعوة من جمعية «واعتصموا» للأعمال الخيرية التي ترأسها عائشة معمر القذافي، ضمن الحوار بين السلطة والجماعة الإسلامية المقاتلة.

وكان الثناء والمديح الذي أغدقه القرني على زعيم بلد المليون حافظ لكتاب الله، سرعان ما انقلب إلى تشفي في مقتل القذافي، حيث قال في حديث متلفز على جزيرة قطر: «ضحى الليبيون بالطاغية القذافي قبل عيد الأضحى فنقول لهم (ضحوا تقبل الله أضحيتكم)»، واستطرد قائلاً: «لما رأيت القذافي مبطوحاً مذبوحاً تذكرت قول الله تعالى (كَأَنَهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ مُنقَعِرٍ)»، الأمر الذي جعل البعض يصف القرني بأستاذ التقلبات والتلونات.

لكن حتى نكون منصفين، فنحن لم نشقق عن قلب القرني لنعرف الصدق أو غيره، في اعتذاره، ويبقى الله وحده هو العالم بسرائر النفوس، وما لنا نحن سوى الظاهر من القول؛ ولهذا نرحب وبحذر بالاعتذار، ونعتبره خطوة إيجابية يمكن الاستفادة منها في جبر الضرر.

فالخطوات القادمة للشيخ القرني هي من ستحكم على الاعتذار، والتي تبدأ بإصلاح ما أفسده وجماعته من أفكار في عقول الشباب، عبر سلسلة من المراجعات والمحاضرات والدروس لتصحيح المفاهيم.

 

إيران ومصيدة التصعيد

سام منسى/الشرق الأوسط/13 أيار/2019

يبدو أن وتيرة قرع طبول التصعيد في المنطقة ارتفعت الأسبوع المنصرم، مع الكلام الأميركي حول تشديد إضافي للعقوبات ضد إيران، قابله تهديد طهران بالخروج من بعض بنود الاتفاق النووي. وتحدثت واشنطن أيضاً عن معلومات حول عمليات تخريبية ستنفذها إيران، أو من يدور في فلكها من ميليشيات وكيانات مسلحة خارجة عن الدولة ضد مصالح أميركية في أكثر من مكان. وهددت واشنطن بالرد على هكذا عمليات، حال حصولها، محركة البوارج والقاذفات وصواريخ «الباتريوت»، وموفدة وزير خارجيتها مايك بومبيو في زيارة مفاجئة إلى بغداد، على قاعدة «أعذر من أنذر».

وعلى الرغم من هذه الأجواء المشحونة، تبقى اللاءات الثلاث التي كانت موضوع المقالة السابقة السيناريو الأكثر رجحاناً؛ أقله في المديين القريب والمتوسط. فالهدف الرئيس لإدارة ترمب يبقى التوصل إلى صفقة شاملة ومستدامة مع إيران، تضمن عدم تمكنها من تطوير سلاح نووي، وتحد من برنامجها للصواريخ الباليستية، وتوقف تدخلها عبر وكلائها في شؤون دول منطقة الشرق الأوسط. ومع ذلك، يبدو أن أقصى درجات الضغوط السياسية والاقتصادية لم تفلح حتى الآن في جلب إيران إلى طاولة المفاوضات، ما يدعو إلى التفكير، أو أقله التساؤل، حول فعالية هذه السياسة، وإذا ما كانت قادرة حقاً على قطف النتائج المرجوة منها. نقطة الانطلاق هي في معرفة نوايا الولايات المتحدة تجاه إيران: هل تريد تغيير النظام، أو تسعى إلى تغيير ممارساته. في هذا السياق، وعلى الرغم من أن الجميع في واشنطن يتوجس من إيران، ولا يمانع في تشديد الخناق عليها، لا بد من الاعتراف بأن الإدارة الأميركية تواصل إرسال إشارات متناقضة إلى الإيرانيين. ففي حين يؤكد الرئيس الأميركي أن هدف بلاده هو دفع النظام الإيراني إلى تغيير تصرفاته، والكف عن التدخل في شؤون دول المنطقة ودعم الجماعات الخارجة عن الدولة، تحمل تصريحات رئيس مجلس الأمن القومي جورج بولتون، ووزير الخارجية بومبيو، مضامين آيديولوجية تؤشر إلى رغبة في زعزعة استقرار إيران بهدف تغيير النظام القائم. هل هذا التناقض هو من قبيل المناورة، أم أنه انعكاس لضبابية في الرؤية وضياع القرار؟

ما يبقى في صيغة المؤكد، هو أن واشنطن ترمي إلى إعادة ترسيم مناطق نفوذها على نحو يضعّف النفوذ الإيراني، وقد تكون تناور بين حدين: الأول هو دفع إيران إلى الكف عن تهديد المصالح الأميركية ومناوئتها، ومحاولة تغيير نهجها العدائي تجاهها، والثاني هو الدفع باتجاه التأزيم الداخلي في إيران، سياسياً واقتصادياً واجتماعياً، لإسقاط النظام، أو تدجينه. وهذا ما يفسر تعدد النبرات بين التهديد ودعوة إيران إلى طاولة المفاوضات، كما مسعى إدارة ترمب لتأليب الدول الأوروبية ضد إيران في حال نفذت تهديدها بإعادة التخصيب النووي.

حتى الآن يمكن القول إن استعراض القوة الأميركية هذا هو من قبيل الردع الاستباقي، وقد لا يخرج عن الخط المرسوم منذ فترة في البيت الأبيض؛ أي الامتناع عن التورط في مغامرات عسكرية، والاكتفاء بالتهويل باستعمال القوة ليس إلا.

من جانبهم، يقرأ صناع القرار في إيران هذه المواقف ويبنون عليها. فهم يدركون جيداً خشية واشنطن والأوروبيين، كما دول الإقليم الرئيسية، من الفوضى التي قد تنتج عن تفكك دولتهم، والنتائج الكارثية لذلك على دول الجوار ودول المنطقة، لعل أهمها انفلات حبل أذرع إيران في الخارج على غاربها. من جهة أخرى، يرى الكثير من المتابعين للشأن الإيراني أن نظام الملالي لن يستجيب للضغوطات، ولن يعود إلى طاولة المفاوضات دون خطوات تحفظ له ماء الوجه. لكن إيران اليوم ليست كما كانت عشية فرض العقوبات الأميركية بداية عليها عام 2006، فاستطاعت الصمود حتى نهاية 2013، لتجلس إلى طاولة المفاوضات حول ملفها النووي. فحال الارتباك الإيرانية الراهنة لا تخفى مع التدهور الاقتصادي الذي تشهده، والمرجح أن يتفاقم مع تشديد العقوبات، والتلويح حتى بفرضها على موارد أساسية كتجارة الفستق والسجاد، إضافة إلى قطاع المعادن والصلب. هذا الوضع السياسي والاقتصادي المأزوم يلقي بثقله على الرئيس روحاني، وهو لا يملك مفاتيح الحل، ولا يمسك بقرار الحرب، كما هو شائع ومعلوم.

تبقى مسارب كثيرة متاحة لتسوية صفقة، لأن إيران ستجد نفسها في النهاية بعزلة لأكثر من سبب. فبالنسبة إلى حلفائها الدوليين، تعي إيران تماماً أن روسيا ليست الصديق الذي يعول عليه، نظراً لمصالحها الصاعدة في العالم العربي، ولحاجتها إلى مقايضة مع إدارة ترمب في أكثر من موقع وملف. أما الصين، فهي محكومة بمصالح كبرى مع واشنطن غاية في التعقيد، بينما تواجه تركيا خيبة تلو أخرى في رمال سوريا المتحركة، لا سيما بعد عجزها عن الوفاء بتعهداتها لحماية حلفائها. كل ذلك وسط الانتفاضة التي يواجهها الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، داخل حزبه الحاكم، ووسط احتمال اندلاع مقاومة شعبية تبدد أحلامه، واضطراره إلى تقديم تنازلات للأكرد بسبب ضغوطه لإعادة الانتخابات في إسطنبول. من جهة أخرى، يبقى مصير أذرع إيران في الخارج في مهب الريح، لجهة قدراتها وقدرة إيران على تحريكها، أولاً بسبب عجزها عن الاستمرار في تمويلها وفقاً للوتيرة السابقة، وثانياً لأن أميركا شملتها بمجموعة من العقوبات ستشل في نهاية المطاف حركتها. ولا ننسى في هذا الإطار موقف المجتمع الدولي المناوئ لإيران وممارساتها.

بالمختصر، وبعيداً عن التذاكي والتهديدات الفارغة، الموقف الإيراني منهك اقتصادياً، ومتراجع سياسياً، وصموده هش، والرياح لا تجري في صالحه.

لعل هذه المواجهة لا تزال محكومة حتى اللحظة بأن تبقى في خانة اللاحرب واللاسلم، على غرار النزاعات الأخرى في الإقليم، ويمكن حصرها في خانة المناكفة وعض الأصابع، علماً بأن الإدارة الأميركية قادرة، إذا رغبت، على اعتماد مقاربة دبلوماسية مختلفة لكسر هذه المراوحة، ولمواجهة وتطويق السلوك الإيراني، والتوصل إلى مقايضة كبرى. فوحدها واشنطن قادرة من جهة على إعطاء إيران التطمينات التي تريدها، لا سيما لجهة عدم التعرض لنظامها، مقابل عودتها دولة عادية تتخلى عن تهديد استقرار جيرانها، ومن جهة ثانية على تبديد قلق إسرائيل ودول الخليج من الأدوار الإيرانية المتمادية في المنطقة.

إذا صح أن واشنطن تسعى إلى تغيير سلوك إيران دون اللجوء إلى الوسائل الحربية، فالطريق الأقصر أن تعيد تقييم الاستراتيجية التي تعتمدها أولاً، واستعمال سياسة العصا والجزرة ثانياً، وإعادة الروح إلى علاقات واشنطن مع حلفائها الأوروبيين، وتطمين وتبديد مخاوف الحلفاء والأصدقاء في المنطقة ثالثاً. وحتى يتحقق ذلك، سنبقى ننام ونصحو على وقع قرع طبول الحرب.

 

إيران وصعوبة الرقص مع ترمب

غسان شربل/الشرق الأوسط/13 أيار/2019 

على مدى أربعة عقود رقصت الثورة الإيرانية مع سبعة رؤساء تعاقبوا على مركز القرار في بلاد «الشيطان الأكبر». كانت الرحلة طويلة وشائكة وحافلة. شهدت تبادل ضربات وتخللتها هدنات ومفاوضات. مشهد الأميركيين رهائن في سفارة بلادهم في طهران. وتفجير السفارة الأميركية في بيروت. وركام مقر قيادة المارينز في العاصمة اللبنانية. وفضيحة إيران - الكونترا.

خلال هذه الفترة، تمكنت طهران من توظيف أحداث كبرى لصالحها. شكّل الغزو الإسرائيلي للبنان في 1982 فرصة لولادة «حزب الله». ووفّر إسقاط صدام حسين فرصة لتمكين الميليشيات التي ترعرعت في الحضن الإيراني وتوظيفها في خدمة إفشال الغزو الأميركي. وشكّل انسحاب القوات السورية من لبنان في أعقاب اغتيال الرئيس رفيق الحريري فرصة لتتحول إيران اللاعب الأول على المسرح اللبناني وحاجة للنظام السوري المنسحب منه. وقدم «الربيع» اليمني فرصة لإيران نفذت منها إلى رعاية انقلاب الحوثيين واستيلائهم على عاصمة اليمن وترسانة جيشه الصاروخية.

ويمكن القول إن إيران عثرت في عهد باراك أوباما على فرصة غير مسبوقة. أبرمت اتفاقاً «نووياً» مع الدول الست، وبينها أميركا، بعدما نجحت في إبقاء هجومها الإقليمي الواسع خارج دائرة النقاش والتفاوض. وبدا واضحاً أن سريان الاتفاق يتيح لها توظيف العائدات المالية الوافدة بموجبه في خدمة هجومها الذي أعلنت أنه سهّل إلحاق أربع عواصم عربية بالفلك الإيراني.

من الخطأ الاعتقاد أن إيران تستطيع أن تستكمل مع الرئيس دونالد ترمب الرقصة نفسها التي نفذتها مع أسلافه الستة. لقد غيّر ترمب لغة التخاطب داخل أميركا وخارجها. في الداخل لغة التخاطب مع الحزب الآخر ووسائل الإعلام. وفي الخارج لغة التخاطب مع دول معادية أو منافسة أو حليفة. لهذا يبدو تكرار المشاهد السابقة صعباً وقليل الاحتمال حتى لا نقول مستحيلاً. هل يمكن مثلاً تكرار أزمة الرهائن ولو على أرض أخرى؟ وهل يمكن قيام وكيل إيراني بتفجير سفارة أميركية في العالم والمخاطرة بترك بصماته هناك؟ هل يمكن مثلاً تكليف فصيل عراقي باستهداف قاعدة التنف الأميركية بصاروخ إيراني أو تكرار تفجير السفارة الأميركية في بيروت؟ من المستبعد أن نرى مجدداً هذا النوع من المشاهد، والسبب هو أسلوب ترمب وصعوبة التكهن بردود فعله والمدى الذي يمكن أن يذهب إليه.

منذ تولي ترمب الحكم فقدت إيران قدرتها على المبادرة في العلاقات الشائكة. انتقلت الإدارة الأميركية إلى الهجوم وكأنها تسعى إلى تصحيح ما ارتكب من أخطاء في العهد السابق. كان خروج ترمب من الاتفاق الذي وقعه أوباما حدثاً كبيراً خصوصاً بعدما تبيَّن أن إيران لا تستطيع النوم على وسادة الوعود الأوروبية. أرفق الرئيس الأميركي خروجه بعقوبات تصاعدية بلغت حد التطلع إلى تصفير صادرات النفط الإيرانية. وفي موازاة ذلك شنت واشنطن حملة دبلوماسية غير مسبوقة رمت إلى إقناع العالم أن المشكلة مع طهران لا تنحصر في طموحاتها النووية، بل تشمل أيضاً وبالقدر نفسه سلوكها المزعزع للاستقرار في المنطقة عبر برنامجها الصاروخي وتحركات الميليشيات الموالية لها. وصل الأمر حد اعتبار إيران «الدولة الأولى الراعية للإرهاب في العالم».

ولم يكن الهجوم الأميركي مجرد حملة إعلامية لتشويه الصورة. ألقت واشنطن ثقلها الاقتصادي في المعركة وصار على الدول أن تختار بين التعامل مع إيران والتعامل مع الولايات المتحدة. وأظهرت التجربة أن دولاً كثيرة وشركات كبرى اختارت الاحتفاظ بعلاقاتها مع الدولة صاحبة الاقتصاد الأول في العالم. وهكذا فرضت الإجراءات الأميركية على إيران قدراً من العزلة الدولية والإقليمية.

وسط توالي التقارير التي تفيد بأن الإجراءات الأميركية كانت موجعة هذه المرة جاء الحشد العسكري الأميركي ليدخل الأزمة في مرحلة أكثر حساسية. أعلنت واشنطن أنها حركت قوتها العسكرية استناداً إلى معلومات استخبارية أفادت بأن إيران كانت تستعد لاستهداف مصالح أميركية. اتسم التحرك الأميركي بقدر كبير من الحزم لمسه المسؤولون العراقيون لدى استقبالهم وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو. وجّه بومبيو رسائل صارمة بينها أن واشنطن سترد بحزم على أي استهداف لمصالحها على يد إيران أو وكلائها. قال أيضاً إن بلاده ستراقب عن قرب محاولات إيران الالتفاف على العقوبات، بما في ذلك بيع كميات من نفطها زاعمة أنه نفط عراقي.

في عرض القوة الذي نفذته حيال إيران أكدت إدارة ترمب أنها لا تسعى إلى الحرب. قالت أيضاً إنها لا ترمي إلى إسقاط النظام، بل إلى دفع طهران إلى تغيير سلوكها. أوضح ترمب أنه جاهز للجلوس إلى طاولة المفاوضات إن كانت إيران مستعدة وترك رقم هاتف البيت الأبيض في عهدة الجانب السويسري. وترعى السفارة السويسرية في طهران المصالح الأميركية في إيران منذ قطع العلاقات الدبلوماسية بين البلدين في 1979.

التوتر بين أميركا وإيران ليس جديداً. الجديد هو اعتراف المسؤولين الإيرانيين أنفسهم بأن العقوبات الأميركية موجعة فعلاً. لنترك جانباً التهديدات التي يطلقها مسؤولون إيرانيون والتي تعتبر أن القطع البحرية الأميركية ستكون لقمة سائغة للصواريخ الإيرانية في حال اندلاع نزاع. الجديد أيضاً هو أن ترمب لا يستطيع التراجع إذا ما أقدمت إيران على أي تحرش عسكري بقواته. خطوة من هذا النوع ستنال من صورته وحظوظه في ولاية ثانية ما لم يعقبها رد تأديبي صارم.

فقدت إيران مفاتيح المبادرة في الأزمة. العقوبات موجعة. وافتعال نزاع لخلط الأوراق يبدو خطراً. وانتظار انتهاء ولاية ترمب مكلف خصوصاً إذا واصلت أرقام الاقتصاد الأميركي تعزيز تطلعه إلى ولاية ثانية. لكن هل يمكن دائماً ضبط الأزمات الساخنة؟ وماذا لو حدث خطأ تسبب في التصعيد؟ وماذا لو تسلل طرف ثالث لإشعال الحريق؟ وماذا يحدث مثلاً لو استيقظنا ذات يوم لنجد أن المقاتلات الإسرائيلية قصفت المفاعلات النووية الإيرانية؟

يعيش الشرق الأوسط على وقع «أم الأزمات». لا غرابة أن تشعر إيران بصعوبة الرقص مع ترمب. الصين تشعر بصعوبة الرقص معه بعدما نجحت في الرقص مع أسلافه. الرئيس الصيني منزعج من مخاطبة بلاده بإملاءات عبر «تويتر». ومع ذلك تدرس بكين إبداء مزيد من المرونة لتفادي حرب تجارية قد تزرع الأشواك على طريق الحرير.

 

«الفاتيكان»... والعالم الإسلامي في رمضان

إميل أمين/الشرق الأوسط/13 أيار/2019  

كعادته في شهر رمضان من كل عام، يوجِّه المجلس الحبري للحوار بين اتباع الأديان، في حاضرة الفاتيكان، رسالةً سنويةً إلى العالم الإسلامي، جلّ الهدف منها تعزيز بناء جسور الأخوة الإنسانية بين أبناء إبراهيم عليه السلام من مسلمين ومسيحيين في ست قارات الأرض.

رسالة العام الحالي، التي وجهها، نهار الجمعة الماضي، أمين سر المجلس، المطران ميغيل أنجلو أبوزو، جاءت تحت عنوان «المسيحيون والمسلمون: تعزيز الأخوة الإنسانية».

للعنوان دلالاته الواضحة التي لا تخطئها العين، إذ يجيء في زمن يحاول فيه دعاة الافتراق أن يعلو صوتهم على المنادين بالاتفاق، وفي أوقات مأزومة على المستوى العالمي، ما بين قوميات متصارعة، وشوفينيات متناحرة، وراديكاليات تسعى لمد نفوذها سيئ الإرث حول العالم، وما بين هذه وتلك يسقط الأبرياء من المدنيين، وتكاد الحضارات الإنسانية تغرق في بحور الكراهيات، ولجج الموت والدماء.

ينادي رئيس المجلس الحبري المسلمين حول العالم بوصفهم «إخوة وأخوات أعزاء»، وفي هذا تأكيد حقيقي على تغير دفة العلاقات بين الشرق والغرب، تلك التي عرفت في القرون الوسطى حروباً وصراعات، والآن بات هذا كله تاريخاً ماضياً، بل إن المجمع المسكوني الفاتيكاني الثاني (1962 - 1965)، الذي أصدر وثيقة «في حاضرات أيامنا»، كان ولا يزال يسأل الجميع الصفح الجميل عن الماضي، والسير معاً نحو المدينة الفاضلة، ومجد الإنسانية الواحدة.

يشير المطران أبوزو إلى أن شهر رمضان مكرَّس للصوم والصلاة والصدقة، وهذه أوليات وأولويات في العقيدة الإسلامية، غير أنه يرى أن الشهر الفضيل كذلك هو فرصة ذهبية لتقوية الروابط الروحية التي يتقاسمها المسلمون والمسيحيون حول العالم في إطار صداقتهم، ومن هنا يتمنى للجميع شهراً ملؤه السكينة، وغنياً بالثمار. يجد قادة الأديان شرقاً وغرباً في الأزمنة المعاصرة عقبات كأداء في طريق العيش الواحد، وما الانفجارات الأخيرة، والاعتداءات الجسيمة على المصلين الأبرياء في مدينة كرايستشيرش في نيوزيلندا، أو سيريلانكا، إلا إشارة إلى سر الإثم الذي يتجذر في العالم يوماً تلو الآخر.

في هذا السياق، يدعو صاحب الرسالة لإعادة التفكر والتبصر في الأديان التي تحثّ أتباعها على التمسك بقيم السلام، وإعلاء قيم التعارف المتبادل والأخوة الإنسانية والعيش المشترك، بل إلى أبعد من ذلك أنه يسعى في طريق تكريس الحكمة، وتعزيز العدل، وصيانة الإحسان، إن أردنا أن يكون للأجيال القادمة حظ أو نصيب من هناءة العيش أو راحة البال، أو السعي الواحد لجهة مدينة الله معاً.

هل من دعوة قائمة بحد ذاتها تسعى رسالة المجلس البابوي لتكريسها هذا العام بنوع خاص؟

هو كذلك، لا سيما أن النصّ يشير إلى أننا (مسلمين ومسيحيين) «مدعوون إلى الانفتاح على الآخر، وإلى معرفتهم والاعتراف بهم كإخوة وأخوات، وهكذا يمكننا هدم الجدران التي بُنيَت بسبب الخوف والجهل، كما أن السعي معاً لتشييد جسور صداقة لهو أمر أساسي لخير البشرية جمعاء».

الرسالة الحبرية للعالم الإسلامي اليوم ترى حتمية أن ننمي في أسرنا وفي مؤسساتنا السياسية والمدنية والدينية طريقة عيش جديدة، يُرفض فيها العنف والإرهاب، ويعلو فيها صوت خدمة الإنسان، بغض النظر عن جنسه أو لونه، دينه أو عرقه.

جزء بالغ من رسالة رمضان هذا العام من جهة الفاتيكان تشجع على مواصلة دفع ثقافة الحوار قدماً، كوسيلة وكطريقة للنمو في معرفة بعضنا بعضاً، وعلى الذين لا يؤمنون بجدوى الحوار مع الآخر أن يتساءلوا مخلصي التساؤل والبحث عن الجواب: «ما البديل حال غياب الحوار؟». التناحر دون شك، ومن هنا تظهر دعوات التطرف، فالناس أعداء ما يجهلون، لكن أي مشروطيات أو توجهات تحكمنا ونحن في رحلتنا للحوار مع الآخر؟

الجواب نجده في السطور التي فاه بها البابا فرنسيس بابا الفاتيكان في كلمته للمشاركين بالمؤتمر العالمي للسلام، الذي عقد في مركز مؤتمرات جامعة الأزهر، في 28 أبريل (نيسان) 2017، ويومها تحدث الرجل ذو الرداء الأبيض عن أركان ثلاثة أساسية لا بد منها، لمواصلة الحوار والمعرفة المتبادلة بين الناس من مختلف الديانات وهي كالتالي:

ضرورة الهوية، ما يعني أن الحوار لا يسحق أو يمحق الهوية للمتحاورين، والثانية هي شجاعة الاختلاف، إذ ليس شرطاً أن يكون الحوار توافقاً أو تطابقاً بالمطلق، بل إنه من الضروري أن تكون هناك اختلافات لا خلافات حول ما هو غير مشترك، فيما الجزئية الثالثة فأمرها موصول بصدق النيات، وصلاح الطوايا من أجل جعل كوكبنا الأزرق هذا مكاناً للحياة، وليس للموت فقط.

الحوار الذي تتوقف عنده رسالة الفاتيكان للعالم الإسلامي، يجب أن يسعى من أجل احترام التنوع، وإلى تعزيز حق كل شخص في الحياة والسلامة البدينة والحريات الأساسية، مثل حرية الضمير والتفكير والتعبير والمعتقد الديني والإيماني.

أمنية المطران أبوزو على الجميع، مسلمين ومسيحيين، أن تجد مبادرة الأخوة الإنسانية طريقها وصداها إلى قلوب الجميع، أفراداً مواطنين أو مسؤولين، من أجل بناء عيش مشترك حقيقي وسليم... رمضان كريم.

 

طبول الحرب تقرع

الكولونيل شربل بركات/14 أيار/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/74839/%d8%a7%d9%84%d9%83%d9%88%d9%84%d9%88%d9%86%d9%8a%d9%84-%d8%b4%d8%b1%d8%a8%d9%84-%d8%a8%d8%b1%d9%83%d8%a7%d8%aa-%d8%b7%d8%a8%d9%88%d9%84-%d8%a7%d9%84%d8%ad%d8%b1%d8%a8-%d8%aa%d9%82%d8%b1%d8%b9/

التصعيد الذي يجري هذه الأيام في الخليج بتسارع قل سابقه ينبئ بأزمة قد تشتعل فيها نيران الحرب في اية لحظة إذا لم يتدارك الايرانيون مدى ما قد يجره التعنت.

الرئيس ترامب صرح مرارا وتكرارا بأنه مستعد للتفاوض من جديد حول البرنامج النووي والمطلوب أن تتحلى القيادة الإيرانية بالشجاعة اللازمة لملاقاته في وسط الطريق وبدون شروط مسبقة لأن الاعتماد على القوة الذاتية للتصدي وفرض الحلول قد لا تكون الحل المناسب لمصلحة الحكم في إيران.

الأميركيون جديون هذه المرة وقد يكون هذا التصعيد فرصة أخيرة للرجوع عن الخطأ والالتزام بقواعد اللعبة العالمية من ناحية تقاسم الثروات وادارة شؤون البلاد في هذه المنطقة الجغرافية من العالم والتي تعتبر في شبكة الاتصالات الدولية عقدة مهمة يجب أن تكون آمنة وسالكة لمرور التجارة العالمية بين الشرق والغرب بدون عوائق أو تهديد في القرية العالمية التي نعيش أجواءها وآخر التحضيرات لها هذه الأيام.

الإيرانيون يحاولون الرجوع بالعالم إلى ما قبل زمن المحاور ويعتقدون بأنهم سيشكلون محورا مهما بمواجهتهم الولايات المتحدة فقد تخفوا خلف شعارات دينية ومذهبية للتسلل إلى مجتمعات حولهم متجاوزين حدود الدول ومتعدين على أصول التعامل بينها فإذا بكل جيرانهم يعانون من تصرفاتهم الغير مقبولة من تصدير الثورة إلى التدخل في شؤون الدول المحيطة واثارت النعرات إلى مصادرة شعارات فلسطين و”تحريرها” إلى محاولة السيطرة على الممرات المائية العالمية وفرض حالة من عدم الاستقرار في كل المنطقة كمقدمة لسيطرتهم على كامل الشرق الأوسط وتحقيق أحلام الامبراطورية الفارسية.

في المقابل تنبهت دول الخليج لتطلعات إيران التي تستند على أمرين مهمين من نفس الجنس الأول وجود طوائف مختلفة في الدول المحيطة من بينها الشيعة والثاني محاولة استعمال التطرف الديني المستند على أفكار الاخوان المسلمين لاستعداء الأنظمة وخلق حالات من عدم الاستقرار في دول الجوار بينما يحصي الحرس الثوري ومشتقاته أنفاس الإيرانيين ويستمر بعمليات الاعدام في الساحات لمنع أي كان من التجرؤ على الاعتراض. ما جعل هذه الدول تتوجه من خلال مجلس التعاون الخليجي لانشاء قوة عسكرية لمواجهة التطورات التي قد تسعى إيران لخلقها واستفراد دولها الواحدة بعد الأخرى ومن ثم حاولت استباق الأمور في البحرين مثلا لدعم الاستقرار ومن ثم في اليمن التي لا تزال تعاني من التدخل الإيراني. وفي نفس الوقت حاولت أن ترتبط بنوع من التحالف مع قوى عالمية خاصة الولايات المتحدة لتأمن خطر الاجتياح العسكري من قبل إيران.

من الناحية العملية وتجنبا لأي أزمة من خلال اغلاق مضيق هرمز كانت الامارات العربية المتحدة وفي خطوة ذكية قد سارعت بمد خط أنابيب لنقل النفط من الشمال أي أبو ظبي وما حولها إلى الجنوب عند الفجيرة ما يسمح بنقل انتاجها من النفط بدون المرور عبر مضيق هرمز الذي قد تسيطر عليه ايران بسهولة.

اليوم، وقبل البدء بلي الأصابع الفعلي، وقد يكون نوع من الرد على عملية التظاهر التي قامت بها الولايات المتحدة بنشر حاملات طائرات وقطع بحرية وقاذفات قنابل في المنطقة، يحاول الايرانيون افهام الامارات ومن يقف في صفهم بأن استعمال خط أبو ظبي – الفجيرة إذا ما قرروا هم اغلاق مضيق هرمز هو

موضوع بمتناول اليد وليس بالعسير، فما قام به الحرس الثوري (بدون الاعلان عن مسؤوليته)، ولو كان عملية صغيرة ضد ناقلتي نفط سعوديتين وأربع سفن تجارية عالمية، بالمياه الاقتصادية لدولة الامارات مقابل ميناء الفجيرة وإن لم تحدث أضرارا أساسية إلا أنها تعتبر اشارة لما يمكن القيام به وفي نفس الوقت جس نبض لردات الفعل. والملاحظ بأن اعلام ما يسمى “بالممانعة” قد أشار إلى حدوث هذه العمليات داخل ميناء الفجيرة ما يدل بشكل صريح على الجهة التي تقف ورأه.

فماذا ستحمل الايام القادمة وهل إن الإيرانيون وصلوا إلى مفهوم “يا قاتل يا مقتول” وهم سيندفعون إلى المواجهة مهما بلغ الثمن؟ أم أنها لا تزال عمليات جس نبض لمعرفة جدية الولايات المتحدة وحلفائها في عملية الرد والمواجهة؟

في كلا الحالتين يجب أن يقف العالم اليوم مشدودا بانتظار القرارات الحاسمة من كلا الجانبين لأن أي تصرف غير مدروس سيؤدي إلى نتائج لا تحمد عقباها ولن تقف عند لي الأصابع ولكنها ومن دون شك سوف تكون مصيرية على مستوى المنطقة ومستقبلها.

 

المناورة الإيرانية على حافة الهاوية

علي الأمين/العرب/14 أيار/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/74843/%d8%b9%d9%84%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d8%a3%d9%85%d9%8a%d9%86-%d8%a7%d9%84%d9%85%d9%86%d8%a7%d9%88%d8%b1%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%a5%d9%8a%d8%b1%d8%a7%d9%86%d9%8a%d8%a9-%d8%b9%d9%84%d9%89-%d8%ad%d8%a7%d9%81/

حادثة الفجيرة تؤكد أن سياسة حافة الهاوية الإيرانية تستنفد أوراقها، ومهما بلغت المفاجآت الإيرانية مداها فهي باتت مكشوفة إلى حدّ بعيد، وخيارات التخريب سيف ذو حدين.

سياسة حافة الهاوية الإيرانية تستنفد أوراقها

أظهرت عمليات التخريب في ميناء الفجيرة النموذج الذي يمكن أن تقوم به إيران للرد على العقوبات الأميركية التي تضيّق الخناق على الاقتصاد الإيراني. لم تعلن إيران مسؤوليتها عن العملية التي طالت أربع سفن تجارية في المرفأ، الذي يعتبر من أكبر المرافئ المعدة للتزود بالوقود في العالم.

“برس تي.في” كانت المحطة الأولى التي أعلنت عبر شاشتها الإيرانية الناطقة باللغة الإنكليزية عن انفجارات طالت سبع سفن وليس أربع كما جاء في بيان وزارة الخارجية الإماراتية، ورئيس لجنة الأمن القومي الإيراني كان أول المعلقين على العملية التخريبية، واستنتج من خلالها “أن أمن الخليج هشّ”.

هذه العملية التي لم تكن أضرارها المادية كبيرة ولم تؤد إلى سقوط أي ضحايا، تشير إلى الأدوات التي ستعتمدها طهران في المواجهة التي لا تريدها مواجهة عسكرية مباشرة مع واشنطن، وبالتالي فهي ستعمد إلى القيام بأعمال عسكرية وأمنية تحول دون اتهامها مباشرة من قبل خصومها وأعدائها بالوقوف وراءها، فهي سياسة تهدف من خلالها إيران إلى رفع كلفة المواجهة معها، عبر إظهار أن الخليج العربي الذي تطل عليه وحتى مناطق نفوذها الإقليمي، هي مناطق غير آمنة لواشنطن وحلفها الإقليمي في المنطقة.

جاءت العملية بعد ساعات من ظهور قائد فيلق القدس قاسم سليماني في العراق، من خلال صورة جرى تناقلها عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وهي الزيارة الأولى المعلنة بعد أكثر من شهرين على زيارة الرئيس حسن روحاني إلى العراق، وبعد أقل من أسبوع على الزيارة التحذيرية للعراق التي قام بها وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو إلى بغداد، والتي أكد خلالها للمسؤولين العراقيين استعداد واشنطن لدعم العراق، طالما لم يتورط في السماح لإيران بخرق الحصار، وباستخدام أراضيه والميليشيات العراقية المؤيدة لإيران من أجل توجيه رسائل أمنية وعسكرية ضد المصالح الأميركية في بلاد الرافدين، وترافقت الزيارة مع معلومات تم تداولها لدى أوساط عراقية في السلطة وتناقلتها بعض وسائل الإعلام، مفادها أن رسالة أميركية واضحة تلقتها السلطة العراقية لنقلها إلى إيران، تقول إن “أي اعتداء تقوم به جهات محسوبة على إيران ضد مصالح واشنطن سيكون الرد الأميركي في إيران مباشرة”. ولكن هذه الرسالة تلاها موقف منسوب للرئيس الأميركي دونالد ترامب ونقلته محطة “سي.أن.أن” بأن واشنطن أودعت رقم هاتف البيت الأبيض لدى سويسرا وهي تنتظر اتصالا من الرئيس الإيراني حسن روحاني.

المواقف الإيرانية كما هو متوقع تلقفت هذه الرسالة لتزيد من استعراض القوة، عبر مواقف صدرت عن قيادات في الحرس الثوري ترفض الحوار، وروجت لهذه الرسالة الأميركية، كمؤشر على أن موقف إيران قوي، وهي التي يتقدم ترامب ليخطب ودها فيما هي تتمنع، ولو كانت راغبة في تتويج هذا الودّ بتفاهم يضمن لها المكاسب على الصعيد الإقليمي.

وقامت إيران حسب ما ورد في تقارير أميركية إعلامية، بتزويد زوارق بحرية وفرقاطات إيرانية بصواريخ باليستية، مع دخول البوارج الأميركية الخليج العربي والبحر المتوسط، كل ذلك كان مترافقا مع مواقف أميركية معلنة تقول إنها لا تريد المواجهة العسكرية مع إيران، ومواقف إيرانية مقابلة تتفادى أي تهديد بالحرب ضد واشنطن، وتنفي وجود أية نية لدى طهران بإغلاق مضيق هرمز.

يعرف قادة إيران أنه لا يمكن الركون إلى تطمينات ترامب بشأن الحوار ورفضه للقتال، فالبوارج الأميركية والقواعد البرية المنتشرة كالفطر حول إيران من دول الخليج والعراق وأفغانستان وباكستان وأذربيجان وغيرها، تقول كلاما آخر لا يدفع طهران إلى الاطمئنان، كما أن الشروط الأميركية المطروحة على طهران لوقف الحصار، هي شروط استسلام في الحسابات الأيديولوجية التي تحكم السلطة في هذا البلد.

وفي المقابل فإن النظام الإيراني وهو يراقب الاستعدادات الأميركية العسكرية، يجد نفسه مكشوفا بسبب ندرة الأصدقاء والحلفاء، بل يدرك أن روسيا والصين تتربصان في محاولة لنيل بعض المكاسب من واشنطن وهي المكاسب التي تلوّح بها واشنطن لهما، علما أنها مما تحوزه إيران على مستوى المنطقة، فسوريا هي هدية لروسيا مشروطة بإبعاد إيران، والصين مرشحة لتلعب دورا استثماريا على امتداد المنطقة مع تراجع الدور الإيراني.

القيادة الإيرانية التي لا تتقن إلا أسلوب المواجهة مع الدول العربية، والعاجزة عن تقديم مشاريع تتجاوز مشاريع الاقتتال وتقسيم المجتمعات المحيطة بها، لن تستطيع التفاعل مع التحديات التي تفرضها واشنطن على دورها الإقليمي واقتصادها الوطني إلا بالمزيد من محاولة التخفي والهروب من المواجهة، علما أن هامش المناورة يضيق فيما واشنطن تحيك عملية الحصار والعقوبات التجارية على إيران، بجعل كل الدول المحيطة بإيران وعلى المستوى الدولي معنية بهذه المواجهة أو بنتائجها ودائما العين على الكعكة الإيرانية.

وتراهن واشنطن في معركة تطويع إيران، على ما اعتمدته سابقا تجاه العراق وأفغانستان، فعندما خاضت واشنطن حربها ضد هذين البلدين، كانت وفرت إلى حدّ بعيد البيئة الحاضنة العربية والدولية لإسقاط نظام البعث في العراق ونظام طالبان في أفغانستان، ومهما قيل عن المواقف المؤيدة لإسقاط النظامين عامي 2002 و2003، فإن الثابت أن إيران اليوم في ظل السياسات التي نفذتها في محيطها ولاسيما على المستوى العربي، وصلت إلى أن أكثر من 80 في المئة من المواطنين العرب يحمّلون طهران مسؤولية أساسية تجاه ما طال الدول العربية في المشرق العربي واليمن والخليج، وهذا واقع لم يصل إليه لا النظام العراقي ولا الأفغاني، وهي نقطة ضعف إيران اليوم ونقطة قوة واشنطن.

حادثة الفجيرة تؤكد أن سياسة حافة الهاوية الإيرانية تستنفد أوراقها، ومهما بلغت المفاجآت الإيرانية مداها فهي باتت مكشوفة إلى حدّ بعيد، وخيارات التخريب سيف ذو حدين، خصوصا أن الدول التي يمكن لإيران أن تتحرك من خلالها بسهولة من خلال أذرعها، هي دول باتت عاجزة عن احتمال تبعات السياسة الإيرانية، إلا إذا كان الانتحار الإيراني هو الخيار المتاح، وهذا خيار كشفت الوقائع أنه ليس إلا وسيلة تهويل طالما نجحت إيران في استخدامه على الهامش في لبنان، حين كانت بمأمن من تداعياته بل في موقع المستثمر لكوارث الآخرين، هذا لم يعد متاحا اليوم طالما أن العالم سيغطي أيّ رد عسكري أميركي أو إسرائيلي في قلب طهران.

ورغم كل ما يقال عن انسحاب الحوثيين من موانئ الحديدة، إلا أنه يكشف أن القيادة الإيرانية مستعدة لأن تقدم الهدايا لترامب في محاولة لاسترضائه وسط ضجيج الاستعراض الصوتي الإيراني على امتداد المنطقة العربية.

 

إيران تشعل النار في ثوبها

أحمد عبد العزيز الجارالله/السياسة/14 أيار/2019

كاد المريب أن يقول خذوني، على هذه القاعدة يمكن البناء في ما حصل، أول من أمس، في بحر عمان، حيث تعرضت أربع سفن تجارية لعمليات تخريب، فوسائل الإعلام الإيرانية كانت أول من بث الخبر، سارع بعدها رئيس لجنة الأمن القومي في البرلمان الإيراني حشمت الله فلاحت بيشه إلى القول: “تفجيرات الفجيرة أثبتت أن أمن الخليج هش”، ليتبعه مباشرة المتحدث باسم الخارجية الإيرانية عباس موسوي مطالبا بـ”ضرورة التحقيق وكشف المتورطين والتحذير من المؤامرات التي تحاك للمنطقة”.

وفقا للتهديدات التي يطلقها يوميا قادة نظام الملالي والحرس الثوري، عن أن قواتهم قادرة على هزيمة الولايات المتحدة وجعل الخليج مقبرة لجنودها، وأن صاروخا إيرانيا واحدا يمكنه إغراق حاملة الطائرات الأميركية، وتلك الزوارق الصغيرة المحملة بصواريخ قصيرة المدى التي استعرض بها الحرس الثوري في الخليج، توضح الصورة أمام الجميع.

كل هذه القرائن تجعل إيران وحدها المتهمة، لاسيما بعد أن دفعت بعدد من المسؤولين والمحللين إلى الحديث عن “منظومة أمن إقليمية بين الدول المطلة على الخليج تشارك بها إيران”.

يسجل التاريخ لنظام الملالي ارتكابه الكثير من الجرائم التي كانت مقدمات لحروب في المنطقة، بدأها بتفجيرات دور السينما والمساجد والاغتيالات في العراق قبيل الحرب بين البلدين، ما دفع بالعراق إلى إعلان حرب استمرت ثماني سنوات، وخسرتها إيران التي رفضت أي مبادرة سلام طوال الحرب.

يومذاك كان الموقف من رفض التفاوض يستند إلى قناعات المتشددين في النظام الكهنوتي حول الحرب الواجبة التي تمهد لظهور الإمام المهدي المنتظر، وهو ما أعاد التذكير به رئيس الجمهورية السابق محمود أحمدي نجاد أثناء فترته الرئاسية.

هذه الشواهد تؤكد أن النظام الخبير بالحروب بالوكالة والعمليات الإرهابية يحاول استدراج الولايات المتحدة الأميركية إلى حرب جديدة في الخليج، فأقدم على ارتكاب هذه الجريمة، ولذا من المهم جدا أن تسرع دولة الإمارات العربية المتحدة في التحقيق لكشف المتورطين فيها، عندها نرى ماذا سيكون موقف طهران، وهل ستقبل النتائج؟

في الحرب معروف دائما من يطلق الرصاصة الأولى لكن لا أحد يعرف من يطلق رصاصة النصر، إلا في هذه المواجهة التي تسعى إليها إيران حاليا، فالمهزوم معروف سلفا وهو الطرف الأكثر إثارة لغبار تهديدات أكبر بكثير من قدراته، علماً أنه يعرف أن لا حليف له في هذا العالم، وسط سلسلة من العقوبات الأميركية والأممية أثبتت عزلة النظام، وبالتالي فإن هذا المريب بممارساته الرعناء يشعل النار في ثيابه، فهل يرعوي الملالي، ويحولون دون دفع شعبهم إلى تجرع كأس سم حرب لا تبقي ولا تذر؟

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

رئيس الجمهورية اللبنانية تسلم نعيا من الراعي بوفاة البطريرك صفير

الإثنين 13 أيار 2019 /وطنية - استقبل رئيس الجمهورية العماد ميشال عون عند الساعة الثالثة بعد ظهر اليوم في قصر بعبدا، النائب البطريرك العام للموارنة المطران بولس الصياح ورئيس المركز الكاثوليكي للاعلام الاب عبدو بو كسم، وتسلم منهما نعيا رسميا موجها اليه من البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي بوفاة البطريرك مار نصر الله بطرس صفير.

 

رئيس الجمهورية يقيم افطارا جامعا غدا وتابع مع ادكار طرابلسي قضايا محلية وملف المية ومية وشرق صيدا

الإثنين 13 أيار 2019/طنية - يقيم رئيس الجمهورية العماد ميشال عون غروب غد الثلاثاء، افطارا في قصر بعبدا لمناسبة شهر رمضان المبارك، في حضور الرئيسين مجلس النواب نبيه بري ومجلس الوزراء سعد الحريري ورؤساء الطوائف المسيحية والاسلامية ورؤساء المجلس النيابي والحكومة السابقين والوزراء والنواب وسفراء الدول العربية والاسلامية المعتمدين في لبنان وكبار الموظفين المدنيين والعسكريين والاداريين.

ويلقي الرئيس عون كلمة في الافطار يتناول فيها التطورات الراهنة على الساحتين المحلية والاقليمية.

طرابلسي

وكان الرئيس عون استقبل قبل ظهر اليوم في قصر بعبدا النائب ادكار طرابلسي الذي شكره على اهتمامه الشخصي بموضوع ملف المية ومية وشرق صيدا والخطة الامنية الجديدة في المخيم وجواره.

وقدم النائب طرابلسي لرئيس الجمهورية نسخا عن اقتراح قانون الاعفاءات من رسوم نقل الملكية للاملاك الواقعة ضمن المخيمات وعن كتابه المرفوع الى رئيس الحكومة سعد الحريري عبر رئاسة مجلس النواب، الذي يطلب فيه "الاجازة لوزارة المهجرين او لصندوق الجنوب متابعة موضوع الاخلاءات في محيط المخيم في المية ومية ودرب السيم وحي الدكرمان في صيدا".

كما قدم نسخة عن كتابه الى وزير المهجرين غسان عطاالله الذي يطالبه فيه بمتابعة الموضوع في مجلس الوزراء.

وتابع طرابلسي مع رئيس الجمهورية ايضا سلسلة مواضيع، تناولت شلل المؤسسة الوطنية للاستخدام والاوضاع الاقتصادية والاجتماعية في البلد"، مثنيا على "ما يبذله رئيس البلاد من جهود جبارة سعيا لانجاز مشروع الموازنة والاستمرار في معركة محاربة الفساد، وتحقيق ما وعد به الرئيس عون من إصلاحات تطال مختلف القطاعات".

على صعيد آخر، قدم طرابلسي التعازي لرئيس الجمهورية بوفاة البطريرك الماروني الكاردينال مار نصر الله بطرس صفير.

 

مجلس الوزراء استكمل البحث في التقديمات للمؤسسات والجمعيات ويعقد جلسته المقبلة ظهر الغد

الإثنين 13 أيار 2019 /وطنية - انتهت عند الخامسة والنصف عصرا جلسة مجلس الوزراء، التي ترأسها رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري في السراي الحكومي.

وعلى الأثر، أدلى وزير الإعلام جمال الجراح بالمقررات الرسمية الآتية: "استكمل اليوم مجلس الوزراء البحث في التقديمات للمؤسسات والجمعيات والهيئات التي تحصل على مساهمات من الدولة. وكان المجلس حريصا جدا على عدم المساس بالتقديمات للجمعيات والهيئات الجدية والأساسية في حياة المواطنين، أهمها مركز سرطان الأطفال، مركز نقي العظم، كاريتاس، الصليب الأحمر وغيرها من المؤسسات التي تقدم خدمات طبية وتربوية وصحية إلى المواطنين. هذه المؤسسات لم يمس بالتقديمات التي تحصل عليها، ولو كانت هناك إمكانية لكنا زدنا هذه التقديمات، رغم الوضع الصعب، لكننا حافظنا على ما كانت الدولة تقدمه إليها لأنها تقدم خدمات إلى المواطنين خصوصا في هذه الظروف الصعبة، وهي في حاجة إلى هذه التقديمات لكي تستمر في عملها وكفاءتها، وهي أثبتت وجودها وعلاقتها بالناس. وبالمقابل، حصل تخفيض لتقديمات بعض الجمعيات والهيئات والمؤسسات، لكنه كان بسيطا أيضا، بحدود ال10% أو 15% بالحد الأقصى، لكي تستمر هذه المؤسسات في خدمة المواطنين. تقريبا، انتهينا من هذا البند. وغدا، نتجه نحو اقتراحات اقتصادية وإصلاحات، ووزير المالية سيقدم ملخصا لكل ما قمنا به في الفترة الماضية، بمعنى نتائجه المالية والتخفيضات، وإلى أين وصلنا وعلى أي أرض مالية نقف، والجلسة المقبلة ستكون غدا عند الثانية عشرة ظهرا".

سئل: هل استغرقتم كل هذا الوقت لدراسة موضوع الجمعيات فقط؟

أجاب: "بالأمس، بدأنا بهذا الموضوع. واليوم، استكملناه، وهذا موضوع طويل وشائك.

سئل: هناك العديد من جمعيات المهرجانات في لبنان، فهل تطرقتم لها؟

أجاب: "تم البحث بها، وكانت هناك آراء بالتخفيض أو المحافظة على التقديمات، وما أهميتها في السياحة، لكن بقي البند على ما هو عليه".

سئل: هل يمكن أن نصل إلى بند الاقتطاع من الرواتب إن لم تكن التخفيضات التي أقرت حتى الآن كافية؟

أجاب: "لا أستطيع أن أجيب قبل أن يقدم وزير المالية تقريره".

سئل: كنتم قد توقعتم الانتهاء من الموازنة الأسبوع الماضي، ولكن حتى الآن لم تنتهوا فما السبب؟

أجاب: "مع الأسف، الأمور تأخذ نقاشا ووقتا، لكن النقاش مفيد ومسؤول، فنحن أمام موازنة إصلاحية، وبالتالي هناك الكثير من النقاش حول معظم البنود لكي نصل إلى الاتفاق وتقديم الصحيح إلى المواطن.

سئل: حصل لغط حول موضوع العسكريين والتدبير رقم 3، وأنت قلت إن الموضوع أقر في مجلس الوزراء، فيما وزير الدفاع الوطني الياس بو صعب ينفي، فهل من توضيح؟

أجاب: "أقر التدبير رقم 3 بمواجهة العدو الإسرائيلي، ويبقى لوزيري الدفاع والداخلية أن يحددا التدابير اللازمة بالنسبة إلى المناطق الأخرى. قد تكون هناك مناطق أخرى يستنسبان فيها تطبيق التدبير رقم 3، ربما بيروت مثلا، وربما مناطق أخرى التدبير رقم 2 أو رقم 1. هذا عائد لتقييمهما للوضع الأمني وخطورته، فيتخذان الإجراء المناسب ويضعان التدبير اللازم".

 

الحريري استقبل سفيري اسبانيا وباكستان ووفدا من جمعية اليازا والقاضي عماد قبلان

الإثنين 13 أيار 2019 /وطنية - استقبل رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري عصر امس في السراي الحكومي سفير اسبانيا في لبنان جوزيه ماريا دي لافيريه وعرض معه العلاقات الثنائية.

سفير باكستان

والتقى الرئيس الحريري سفير باكستان نجيب دوراني وتناول البحث التطورات الراهنة من مختلف جوانبها.

جمعية "يازا"

كما استقبل وفدا من جمعية "يازا" برئاسة زياد عقل في حضور وزير الاشغال العامة والنقل يوسف فينيانوس.

وبعد اللقاء قال عقل: "قدمنا للرئيس الحريري مشروع خطوات اصلاحية مؤلف من اربعة بنود تتضمن: اولا، اعطاء وزارة الاشغال العامة والنقل دورا اكبر في موضوع الوصاية على هيئة ادارة السير،ثانيا، تفعيل اللجنة الوطنية للسلامة المرورية،ثالثا، موضوع تحصيل غرامات السير، اضافة الى اهمية تطبيق قانون السير بشكل متكامل وخاصة موضوع اجازات السوق.

القاضي قبلان

كذلك استقبل الرئيس الحريري مدعي عام التمييز بالانابة القاضي عماد قبلان.

 

جنبلاط: تعريض سفن تجارية وناقلات نفط لأعمال تخريبية بالقرب من الفجيرة تطور سلبي مرفوض

الإثنين 13 أيار 2019 /وطنية - دان رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط في تصريح، "تعرض 4 سفن شحن تجارية مدنية من جنسيات عدة لعمليات تخريبية بالقرب من إمارة الفجيرة والمياه الإقتصادية لدولة الإمارات العربية المتحدة".

ورأى في "تعريض السفن التجارية وناقلات النفط لأعمال تخريبية وتهديد حياة طواقمها تطورا سلبيا مرفوضا يهدد سلامة الملاحة البحرية، ما يستوجب فتح تحقيق شفاف وواضح لتحديد المسؤوليات وملاحقة المتورطين بهذا الحادث".

وختم: "إننا، إذ نستنكر هذه الأعمال، نؤكد وقوفنا إلى جانب دولة الإمارات العربية المتحدة وحقها في ممارسة السيادة على مياهها الإقليمية إنفاذا للقوانين الدولية المرعية الإجراء".

 نواب من تكتل لبنان القوي قدموا اقتراح قانون عن زراعة القنب واستخدامه لأغراض طبية وطالبوا بهيئة خاصة ناظمة للاشراف على زرعه واستثماره

الإثنين 13 أيار 2019 الساعة 17:29 سياسة

وطنية- قدم النواب ماريو عون، سليم عون وميشال معوض، اقتراح قانون باسم تكتل "لبنان القوي" الى مجلس النواب، اليوم، يتعلق بزراعة القنب الهندي للاستعمال الطبي والصيدلاني.

واشار النائب ماريو عون، خلال مؤتمر صحافي في المجلس، الى ان "الاتجار بالحشيشة اساء الى المجتمع، الى سمعة لبنان وصورته وأن زراعة القنب للاستعمال الطبي والصيدلاني مختلفة وواعدة".

وقال: "تم صوغ هذا القانون بالاستناد الى التزام المعاهدات الدولية التي وقعها لبنان ولا سيما الاتفاق الوحيد للمخدرات عام 1961 واتفاق المؤثرات العقلية عام 1971، واتفاق الامم المتحدة لمكافحة الاتجار غير المشروع بالمخدرات والمؤثرات العقلية لسنة 1988 وتعديلاتها وبالامتثال لقانون المخدرات رقم 673 والالية التي تعتمدها دائرة المخدرات، وتم صوغه استنادا الى قوانين وتجارب دول متقدمة في هذا المجال".

وأضاف: "اما في المضمون، فينص الاقتراح على:

- انشاء هيئة خاصة ناظمة للاشراف والرقابة على زراعة القنب واستثماره، وتكون هذه الهيئة تحت وصاية وزارة الصحة العامة المعني الاول بصحة المواطن وتضم، الى جانب وزارة الصحة العامة، اختصاصيين من وزارات الشؤون الاجتماعية والزراعة والصناعة والداخلية والعدل، ومن نقابات الصيادلة والاطباء والمهندسين الزراعيين.

- تكون للهيئة صلاحيات الرقابة والترخيص للمنشآت والعملية المنصوص عليها في القانون وتتولى مهمات عدة ابرزها:

1- تحديد المناطق المسموح فيها بزراعة القنب وفقا للمعايير محددة تقنية وامنية.

2 - وضع الشروط لكل العمليات والتراخيص سواء أكانت متصلة بالزراعة او الصناعة

او التوزيع محليا او التصدير.

3 - منح التراخيص والاجازات وفق الشروط المحددة.

4 - المراقبة والمتابعة الدورية لكل العمليات المرخص لها.

5 - تحديد المواصفات الفنية للمزروعات والمحاصيل وللمستحضرات الطبية والصيدلانية المنتجة من القنب ولا سيما نسبة المواد الفاعلة واهمها الـ (THC) والـ(CBD) المسموحة فنطور ما يزرع اليوم ليطابق المواصفات العالمية.

وتتصل بهذه الصلاحيات منظومة عقوبات صارمة يحددها القانون ويطبقها القضاء لدى مخالفة مضمون هذا القانون".

وتابع: "ينص القانون على حصر العمليات المتصلة بالقنب بقطاع صناعة الدواء لأنه صاحب الاختصاص والصفة ولديه المؤهلات اللازمة، وهو قطاع منظم قائم وفق المعايير الدولية ويخضع بصورة مركزة لرقابة صارمة من السلطات المعنية".

وقال: "اود ان اشدد هنا، وانسجاما مع فكرة الاختصاص والصفة والرقابة، على ان القانون يحصر منح التراخيص فقط بالشركات التي اجازت لها وزارة الصحة العامة صناعة الادوية منذ اكثر من 10 سنوات وحائزة شهادة أصول التصنيع الجيد للادوية من الوزارة، وبالتالي هي اكثر جهوزا للتعاون مع المزارع بهدف ملاقاة المعايير الدولية في الزراعة والانتاج والتصدير".

وقال: "لم تغب عن ذهنية المشرع ضرورة استقطاب الاستثمارات العالمية المتخصصة في هذا المجال، فأجاز القانون ايضا منح التراخيص لشركات تمتلك فيها الشركات اللبنانية لصناعة الادوية المستوفاة الشروط الانفة الذكر اقله 51 في المئة من مجموع الاسهم، وأجاز لهذه الشركات المرخصة التصنيع باجازة LICENCE UNDER لشركات عالمية متخصصة ضمن هذا المجال.

ونص القانون على الزام الشركات المرخص لها اعتماد مبادئ الشفافية والتعقب في كل العمليات والاهم انه اعطى الهيئة الصلاحية الشاملة والمطلقة بالولوج الى كل المعلومات المتصلة بهذه العمليات.

ووفقا للقانون، ينشأ مختبر مركزي للرقابة يعمل تحت اشراف الهيئة وتناط به صلاحية اجراء التحاليل اللازمة وبصورة دورية على البذور والشتول ومحاصيل المواد الاولية والمستحضرات الطبية والصيدلانية للتأكد من مطابقتها للمواصفات المنصوص عليها من الهيئة. ولا بد من الاشارة الى ان القانون الزم الشركات المرخص لها دعم الجمعيات الاهلية لمعالجة الادمان ودعم الزراعات البديلة عبر تخصيص نصب من مداخليها لهذا الغرض".

وختم: "أملنا من هذا القانون اي يعطي الدولة دورها كناظم ومراقب، والقطاع الخاص الفرصة للاستثمار، وبالتالي المساهمة في استنهاض الاقتصاد عبر توفير فرص العمل واسواق التصريف الخارجية ما يوفر الايرادات ويساهم في خفض العجز في الميزان التجاري".

معوض

بدوره، قال النائب معوض: "زراعة الحشيشة موجودة في مناطق وغالبا ما تكون خارج سلطة الدولة، وهذا ما يدفع ثمنه المزارع والمجتمع. ونحن نعرف ما هي نتائجه على المجتمع والاقتصاد الوطني، فهذا اقتصاد اسود خارج واقع الاقتصاد الوطني. هدفنا من هذا الاقتراح، بالشراكة مع القطاع الخاص، هو الافادة من المناخ وتطور الاسواق الدولية والمناخ القانوني الدولي لنستطيع ان نحول هذا الواقع الى نعمة للاقتصاد الوطني، نعمة للمزارع وان يكون شريكا فعليا في اقتصاد شفاف داخل الاقتصاد الوطني ونعمة للمجتمع لأنه يوفر فرصا للعمل ويساهم في اعادة التوازن الى الميزان التجاري وميزان المدفوعات".

 

الكتلة الوطنية: البطريرك صفير كان قدوة في تواضعه وتسامحه وقربه من الضعفاء

الإثنين 13 أيار 2019 /وطنية - لفت "حزب الكتلة الوطنية اللبنانية" إلى أن "البطريرك الماروني الراحل الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير كان في تواضعه وتسامحه وقربه من المواطنين والضعفاء قدوة بين رجال الدين القلائل الملتزمين تعاليم الديانة المسيحية الحقيقية التي ينادي بها البابا فرنسيس اليوم".

وذكر الحزب، في بيان، بأن "لقاءات العميد الراحل ريمون إده بالبطريرك صفير كانت تتضمن القليل من السياسة والكثير من التطرق إلى الأخلاق التي ترعى عمل الطبقة السياسية".

وأشار إلى أن الشكوى كانت دائمة بين الرجلين من سمات هذه الطبقة القائمة على الاستغلال والفساد والغربة عن مشاكل الناس وتجاهل قضاياهم فضلا عن تسخير الدين لمآرب سياسية ضيقة".

وشدد الحزب على أن "قدوة البطريرك صفير تظهر في عمله الدؤوب لتصحيح تجاوزات رجال السياسة المضرة بالمواطنين والوطن". لافتا إلى أنه "كان في تعاطيه الشأن العام ينبه دائما الطبقة السياسية إلى جوهر الرسالات السماوية التي تقوم على أن الإنسان هو أسمى خلق الله وأن الضعيف قبل القوي والفقير قبل الغني.

وحذر من أن اضمحلال الأخلاق الدينية في المجتمع ولدى قادته يعود بجزء كبير منه إلى أن رجال الدين يبتعدون عن تأدية دورهم التوجيهي متلهين بقشور السياسة."

ختم البيان بالأمل بأن "يتعظ أهل السياسة والدين من عصامية الراحل الكبير وأسلوب حياته".

 

24 ديبلوماسيا أدوا اليمين بعد صدور مراسيم تعيينهم باسيل: لدي أسبابي الكافية للقول إن مصدر التسريب في الوزارة أكثر من شخص

الإثنين 13 أيار 2019 /وطنية - أدى أربعة وعشرون ديبلوماسيا جديدا قسم اليمين بعد صدور مراسيم تعيينهم، ومن بينهم سبع عشرة ديبلوماسية، في احتفال في وزارة الخارجية والمغتربين حضره الوزير جبران باسيل وكبار الموظفين في الوزارة.

بعد النشيد الوطني، تلا الديبلوماسيون الجدد قسم اليمين، وفيه: "أقسم بالله ان اؤدي واجب الوظيفة بأمانة وإخلاص، وأحافظ على اسرارها، وألا أذكر في ما أضع من مذكرات او مقالات او مؤلفات او تصاريح أثناء وجودي فيها او بعد اعتزالها، امورا أكون قد اطلعت عليها أثناء قيامي بها، إلا بإذن كتابي من وزارة الخارجية والمغتربين". بعد ذلك ألقى باسيل كلمة قال فيها: "تدخلون اليوم الى سلك مميز في الدولة اللبنانية، لأنكم صورة لبنان في الخارج. انا فخور بأن تكون هذه الدورة حصلت اثناء تولي مسؤولياتي الوزارية على رأس هذه الوزارة. كلنا نذهب وتبقى الوزارة باسمها، وعملها وسيسجل أنه في هذه المرحلة دخل السلك دورتان من الديبلوماسيين حسب الأصول ومعيار الكفاية". وأضاف: "انها المرة الاولى أراكم فيها، وانا سعيد بذلك، وفخور بكل واحد منكم لانكم نجحتم بكفايتكم وقدرتكم الذاتية دون منة من أحد".

وتوجه الى خريجات الدورة: "في الدورة الاولى للديبلوماسيين، وخلال تولي الوزارة نجح 43 من بينهم 15 امرأة، واليوم نجح 24 منهم 17 امرأة، ما يعني ان سبعين في المئة من الناجحين في هذه الدورة من النساء، وهذا يضاف الى حيازة المرأة دورها الطبيعي في المجتمع. مسؤوليتكن مضاعفة لتأكيد نجاحها دون ان نعفي الشباب من هذا النجاح". وتابع: "اليوم تنطلقون في عملكم الديبلوماسي من خلال مهمة صعبة وسهلة في الوقت نفسه، ومتعددة الأوجه لأنها تتضمن شقا اقتصاديا ثقافيا أطلعنا عليه الديبلوماسية الاقتصادية من خلال عشرين ملحقا اقتصاديا دخلوا السلك بمعيار الكفاية، وهذه واجهة جديدة للبنان ومهمتكم معا في هذا المجال كبيرة جدا، لأن السفير يهتم بشؤون بلده الاقتصادية. وكلنا نعرف اننا نعاني اليوم عجزا تجاريا كبير جدا وهو السبب الاساسي لأزمتنا الاقتصادية. وأنتم مع كل سفير في الخارج يجب ان يشعر بأن لديه مسؤولية في زيادة صادرات لبنان الى الخارج، وهذه مهمة وطنية أطلق عليها رئيس الجمهورية العماد ميشال عون اسم المقاومة الاقتصادية لنتمكن من إنقاذ بلدنا من السقوط الاقتصادي".

وأشار الى أن "مهمتكم الثانية نبيلة ايضا، وهي المنتشرون في الخارج، لأن عددهم أكثر بثلاث أو أربع مرات من عدد المقيمين فيه، ومهمتكم التواصل معهم مهما كانوا بعيدين جغرافيا او لغويا وفكريا. تجربتنا دلت كيف ان التواصل معهم يعيدهم الى وطنهم، وهذا هو المهم بالنسبة الينا في وزارة الخارجية، بما يحفظ وطننا وكيانه.

أما الجانب الآخر من مهمتكم فهو سياسي، إذ تحملون من خلاله رسالة لبنان السياسية ومطالبه ودفاعه عن نفسه او اتهامه للآخرين بالاعتداء عليه. وهذه مهمة طبيعية تقومون بها من خلال توجيهات وزارة الخارجية التي تمثل سياسة الحكومة، وليست سياسة خاصة للوزير او لاي فريق في البلد. بل هي تمثل كل البلد لذلك نسعى دائما لان تكون جامعة لكل اللبنانيين، ومن هنا ولاؤكم هو للبنان وليس لشخص او لفريق او لطائفة".

وقال: "يتزامن قسمكم لليمين مع حادثة حصلت في وزارة الخارجية، وانا سعيد ان تطلعوا عليها مني مباشرة لتعرفوا ما الذي يمكن ان تتعرضوا له، وما هي الامثولة التي يجب ان نأخذها كلنا مما حصل.

عندما تسلمت الوزارة في العام 2014 اكتشفت ان هناك تسريبات لمحاضر، فنحن كل يوم نتلقى عشرات التقارير، بعضها سري وبعضها يمكن الاطلاع عليه، ويخص الوزارة فقط بغض النظر عن اهميته، ولا يجوز تسريبه الى الخارج، خصوصا اذا تم بشكل مقصود وممنهج ومبرمج ومخطط، سواء كان الى وسائل الاعلام او الى جهات خارج الوزارة من اطراف سياسية، سواء كان لها الحق في ذلك او لا، لانهم يعرفون ان هذه التقارير احيانا قد ترسل الى الرئيس المعني او الى الرؤساء الثلاثة او الى وزارة او جهة معنية، او الى سفارة لنا في الخارج، وهناك نوع من الآلية المعتمدة في هذا المجال.

لما تسلمنا كانت الفوضى كاملة، فنظمناها بالحد الادنى، وما زالت بحاجة الى تنظيم أكثر من خلال المكننة التي نقوم بها. ولكن اي عمل مبرمج من هذا النوع لا يجوز الا ضمن الآلية الموضوعة".

وأضاف: "حديثا، ازدادت التسريبات بشكل واضح، وانا نبهت الشخص المعني مباشرة، ونبهته مرة أخرى بطريقة غير مباشرة امام زملائه، وبتنا نقرأ كل ما يحصل داخل الوزارة في الصحف. لكن أخيرا حصلت تسريبات لمحاضر واشنطن، ووضع ذلك في اطار ازمة سياسية في الفترة الاخيرة، والكل طالب بالتحقيق وحتى باستقالة السفير المعني، وهذا واجب. وأنا التزمت الصمت لأني كنت قد بدأت بالعمل الجدي، وطلبت من مدير التفتيش ومن الأمين العام للوزارة والهيئة الادارية فيها القيام بتحقيق داخلي أفضى الى ظن ليس مقرونا بالإثبات اللازم، في غياب الإمكانات. ترافق ذلك بالتشكيك بكل السلك الديبلوماسي لجهة مهنيته وموضوعيته، وحتى بتخوينه في هذا المجال. ونتيجة لذلك، اتبعنا الأصول اللازمة ولجأنا الى القضاء، حيث وجهت كتابا يشكل سابقة لمدعي عام بيروت، رافعا عنهم الحصانة. وسمحت له بواسطة الضابطة العدلية بدخول الوزارة. ولأكون عادلا وموضوعيا، اعتبرت ان كل من يمكن ان يتسلم التقرير هو موضع سؤال، بدءا من مدير مكتبي، والامين العام للوزارة ومدير الشؤون السياسية الذين ساهمت باختيارهم وتعيينهم في مناصبهم، كذلك مديرة الرموز ورئيس دائرة الرموز والديبلوماسيين المعنيين على رأس المديريات. وقبل بدء التحقيق اجتمعت بهم واعتذرت منهم مسبقا وأبلغتهم اني مرغم على اتخاذ هذا الإجراء احتراما لهم وللسلك الديبلوماسي، وطلبت من رئيس الجهاز المكلف الحضور شخصيا، متمنيا عليه التعامل مع السفراء باحترام كامل، مع اصراري على معرفة الحقيقة".

وتابع باسيل: "كل الاتهامات بالعسكريتاريا وإهانة السلك الديبلوماسي وقمع الحريات وغيرها التي أعقبت ذلك، فقط لان وزيرا لجأ الى القضاء ليحمي وزارته وهيبة الدولة وليحافظ على حرمة السلك الديبلوماسي ويوقف المس به بهذا الشكل، في ظل تبلغنا من دول معنية بطلب عدم تضمين المحاضر للكلام الجدي في الإجتماعات. ما اود ان اؤكده اننا اتبعنا الاصول اللازمة للتحقيق، وبنتيجته حصل ادعاء من القضاء على احد العاملين في الوزارة، وحصلت ردة الفعل التي رأيناها، وأنا أتفهمها، وأؤكد ان مشكلتنا ليست مع صحيفة او مع وسيلة اعلامية وصلها تقرير رسمي موقع من سفير، مشكلتنا ليست مع الناشر، انما هي داخل الوزارة، ولن ننقلها للخارج لا بالسياسة ولا بالاعلام، ونحن معنيون بوقف التسريب".

وإذ أشار الى ان "ردة الفعل بحجمها قد تكون تحاول اخفاء شيء آخر"، قال: "قد يعرفون شيئا لا يعرفه غيرهم. أتفهم ردة الفعل هذه، وامنيتي الا يكون اي شخص من السلك الديبلوماسي مرتكبا لهذه التسريبات، وهذا يكون انتصارا لنا في الوزارة، وأي إثبات للتهمة يكون انكسارا لنا".

وأشار الى "أنني سمعت من الوسيلة الاعلامية ومن وكيلها المحامي ان هناك ما يثبت ان التسريب حاصل من مكان آخر، وهذا شيء جيد نتمنى ان يذكروه في التحقيق، بذلك نعرف الجهة الحقيقية المسربة اذا لم يكن الشخص المدعى عليه، ونكون قد حققنا غايتين: تبرأة وزارة الخارجية او اي عامل فيها، ووصلنا الى الحقيقة وكشفنا المسرب. وفي جميع الاحوال حرية الصحافة بالنسبة لنا مصانة ومحمية والبرهان هي ردة الفعل التي تحصل بمعزل عن الجانب الاخلاقي، وهو موضوع يطال الجميع. الاخلاق هي التي تضع كل شيء في اطار احترام الآخر".

وقال باسيل متوجها الى الديبلوماسيين الجدد: "اود ان اقول ان هذه امثولة لكم في بداية عملكم، وبقدر ما انتم صورة جميلة للبنان وستحملون رسالته، الا انكم معرضون للمساءلة لان غياب المساءلة والمحاسبة وكشف الحقائق هو ما اوصل دولتنا الى ما هي عليه وعدم ثقة المواطن بها، واستشرى فيها الفساد .وكما قلت لكم هذا فساد إداري، انتم تخضعون اولا للقسم الذي اقسمتموه في بداية الحفل".

وتلا الوزير باسيل على مسمع من الديبلوماسيين الجدد لبعض القوانين في حال نكثوا بقسمهم، قائلا: "يجب ان تعرفوا ان المرسوم الاشتراعي في المادة الخامسة عشرة الفقرة الثامنة في الاعمال المحظرة على الموظفين تقول: "...ان يبوح بالمعلومات الرسمية التي اطلع عليها اثناء قيامه بوظيفته حتى بعد انتهاء مدة خدمته، الا اذا رخصت له ادارته خطيا بذلك وهذا سند قانوني يجب ان تستندوا عليه الى جانب قانون العقوبات المادة373 التي تقول اذا ارتكب الموظف في الادارات او المؤسسات دون سبب مشروع، اهمالا في القيام بوظيفته، او لم ينفذ الاوامر القانونية الصادرة اليه عن رئيسه عوقب بالحبس حتى سنتين وبالغرامة من مئتي الف الى مليون ليرة او بإحدى هاتين العقوبتين والمادة 376 من قانون العقوبات تقول كل موظف اقدم بقصد جلب المنفعة لنفسه او لغيره او بقصد الاضرار بالغير على فعل لم يخص بنص في القانون ينافي واجبات مهنته يُعاقب بالحبس من شهر الى ثلاث سنوات وبالغرامة من عشرين الف الى مئتي الف ليرة والمادة 283 تقول من كان في حيازته بعض الوثائق او المعلومات كالتي ذكرت في المادة 281 فابلغه او افشاه دون سبب مشروع عوقب بالحبس من شهرين الى سنتين واذا كان المجرم يحتفظ بما ذكر من المعلومات والاشياء بصفة كونه موظفا او عاملا او مستخدما في الدولة فعقوبته الاعتقال الموقت".

وقال باسيل: "أوردت كل ذلك لاقول لكم ان الاساس في العمل الديبلوماسي هو المهنية والاحتراف والكتمان، وكم هي الثقة مهمة لاننا نمس بهيبة وامن الدولة وتحديدا جهاز الضابطة العدلية التي كلفت من القضاء التحقيق، مهمتها في القانون اللبناني القيام بالعمل داخل المؤسسات في هذا الشأن فكيف اذا كانت بتكليف من الوزير وبالسماح بالملاحقة ورفع الحصانة والسماح بالدخول الى مقر الوزارة". وختم: "هكذا نحافظ على السلك وعلى الدولة، ونحترم انفسنا والدولة. ولا لزوم لاحد ان يعلمنا او يعلمكم كيف تحترمون الدولة والسلك، انتم بادائكم تحترمون انفسكم وتحترمون السلك الذي تنتمون اليه، والا فأنتم تسيئون الى انفسكم، وليس فقط الى السلك الذي تنتمون اليه. على هذا الاساس نحن نتصرف، وانا لدي اسبابي الكافية التي تقول ان مصدر التسريب في الوزارة اكثر من شخص واحد، ولذلك عندما ما وجهت كتابي الى القاضي، قلت فيه شخصا او اكثر. واطلب ان يتوسع التحقيق وعدم التركيز على شخص واحد لنتمكن من توقيف الفساد الإداري المستحكم، بذلك نكون نبني دولة الحق لتتمكنوا من العمل، وهذا يجب ان يكون مصدر تشجيع لكم في عملكم لتكونوا الصورة الجميلة للبنان، فالسفير في الخارج هو من يمثل لبنان".

 

رئيس الجمهورية اللبنانية اطلق طوابع الطيور المهاجرة: مصرون على تحويل لبنان لممر آمن للطيور وللمؤسسات التربوية دورها في ادراج البيئة في برنامجها التعليمي

الإثنين 13 أيار 2019 /وطنية - اكد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون "العمل على معالجة أزمات كثيرة دون ان يعني الامر أن نتجاهل شؤونا أخرى لها أيضا أهميتها ودورها الحيوي في حياتنا"، معتبرا في هذا السياق ان "احترام قوانين الطبيعة ليس ترفا والسعي الى بيئة سليمة ليس من الكماليات"، مشددا على "الدور الكبير الذي يمكن للمؤسسات التربوية ان تقوم به من خلال ادراج البيئة في برنامجها التعليمي وتعليم الطلاب احترامها وطرق المحافظة عليها". واذ اوضح أن "البيئة السليمة هي حق لكل إنسان، كذلك هي ركن من أركان التنمية البشرية والاقتصادية"، كشف ان "احتفال اليوم بإطلاق "طوابع الطيور المهاجرة" هو تأكيد منا على إصرارنا على تحويل لبنان الى ممر آمن لهذه الطيور"، معتبرا ان "الجميع مدعوون للتعاون والتنسيق في ما بينهم للتوصل الى تطبيق القانون الخاص بالصيد البري". كلام الرئيس عون جاء في خلال حفل اطلاق طوابع "الطيور المهاجرة" في قصر بعبدا قبل ظهر اليوم، لمناسبة "اليوم العالمي للطيور المهاجرة"، وعددها ثلاثة تحمل صورا لطيور تعبر الاجواء اللبنانية. وحضر الاحتفال اللبنانية الاولى ناديا الشامي عون، الى وزيري الاتصالات الدكتور محمد شقير والعدل البيرت سرحان وعدد من النواب ووزراء ونواب سابقين، اعضاء من السلك الديبلوماسي والقنصلي وعدد من المديرين العامين، المساعدة الخاصة لرئيس الجمهورية كلودين عون روكز، مدير "جمعية حماية الطبيعة في لبنان" اسعد سرحال، المدير الاقليمي لجمعية "Bird life International" ابراهيم خضر وفاعليات وناشطين بيئيين.

الاحتفال

همدر

بدأ الاحتفال بالنشيد الوطني، ثم عرض فيديو قصير لاطلاق الطوابع، قبل ان يلقي المستفيدون كلماتهم، حيث اشارت التلميذة ياسمينا همدر باسم "التجمع اللبناني للبيئة" الى "بعض المخاطر التي تهدد الطيور المهاجرة، ومنها النفايات البلاستيكية قبالة السواحل البحرية"، ولفتت الى أن "دراسة فرنسية أكدت وجود ما يقرب 500 طن من النفايات البلاستيكية تلوث البحر الابيض المتوسط، واصبحت جزءا من الطحالب البحرية التي تجذب الطيور المهاجرة وتؤدي إلى نفوقها"، واشارت الى ان "التجمع اللبناني للبيئة" يعمل بالتعاون مع "جمعية حماية الطبيعة" لحماية الطيور وتنظيم الصيد واطلاق الحمى".

حسن

من جهتها، القت التلميذة رشا حسن باسم "جمعية المتن الاعلى للبيئة والتنمية المستدامة" كلمة، لفتت فيها الى ان "حمى رأس المتن كانت من اولويات مشاريع الجمعية وبدعم من جمعية حماية الطبيعة في لبنان". وقالت: "شرعنا بالتخطيط لاعادة تأهيل الحمى المقام على 6 مليون متر مربع من المشاع العام في بلدة رأس المتن بقرار من البلدية بهدف حماية التنوع البيولوجي واعادة زراعة النباتات التي انقرضت بفعل الحرائق". ولفتت الى ان "رأس المتن هي احدى المحطات الرئيسية للطيور العابرة فوق لبنان، وقد قام بزيارتها لمراقبة الطيور اكثر من وفد من الدول الاوروبية، كما نتواصل مع الجمعيات العالمية المانحة لانشاء منصات لمراقبة الطيور على كتف وادي لامرتين، وسنبني بمكرمة كريمة من السفارة اليابانية مركز الحمى للتواصل الاجتماعي بعدما انشأنا النادي البيئي بدعم من جمعية المتن الاعلى ونحن في الوقت ذاته حماة الحمى"، مقدرة الدعوة الى احتفال اليوم، آملة "ان يبقى الرئيس عون داعما لبيئة نظيفة في لبنان.

ميني

ثم تحدث المدير العام ل"West Bekaa Country Club" جان ميني، فنوه ب"جهود المدير العام لجمعية حماية الطبيعة ودعم رجل الاعمال هنري شديد"، معتبرا أنهما "قدما مثالا رائعا عن العمل الجماعي الذي اسفر عن اقامة "مركز حماة الحمى الدولي" الذي يعنى بالسياحة البيئية والريفية وتطويرها، وهي تجربة ناجحة بين منظمة غير حكومية وشركة تابعة للقطاع الخاص تهدف الى الحفاظ على الطبيعة"، ونوه ايضا بجهود رئيس "مركز الشرق الاوسط للصيد المستدام" ادونيس الخطيب، في هذا المجال. ورأى ان اختيار "الويست بقاع كونتري كلوب" كنقطة انطلاق لكل هذه الاعمال "جعل تجربة القطاع الخاص مع الجمعيات تجربة يعول عليها"، لافتا الى "اننا اليوم شهود على أن موضوع البيئة في عهد فخامة الرئيس عون لم يعد موضوع هوامش، بل موضوع اساسيات لبناء مستقبل سليم. فالدعوة الى معاهدة سلام يبن الانسان والطير والشجر ليست شعارا سياسيا إنما هدف وطني حقيقي"، وقال: "اليوم كلنا شهود على ان المساعدة الخاصة لفخامة الرئيس السيدة كلودين روكز عون هي عرابة هذه الدعوة ونتمنى ان نصل مع كل الشركاء والوزارات المعنية الى شط امان يحمينا".

فرحات

واختتم رئيس بلدية حمانا بشير فؤاد فرحات كلمات المستفيدين، فلفت إلى أن "حمانا هي ممر للطيور المهاجرة، وقد قامت البلدية باجراءات للحفاظ عليها وعلى الثروة الطبيعية، اهمها صدور قرارين بلديين باقامة "حمى حمانا" وتعيين "حماة للحمى"، هم كناية عن متطوعين من ابناء البلدة مهمتهم الحفاظ على هذه الحمى وتفعيل السياحة البيئية". واشار الى ان "البلدية ايضا وبالتعاون مع جمعية حماية الطبيعة في لبنان، بدأت بإنشاء مرصد لمشاهدة الطيور المهاجرة يكون بتصرف المواطنين والسياح وطلاب المدارس"، كاشفا عن أنها "وضعت من ضمن أولوياتها التركيز على العمل البيئي واطلاق مشاريع تفعيل السياحة البيئية وتنظيم دورات تدريبية وتثقيفية للمواطنين لحضهم على تحمل مسؤولياتهم الاخلاقية تجاه مجتمعهم".

فيديو خاص عن حياة الطيور

ثم عرص فيدو خاص ل-"Bird life International"، تناول "حياة الطيور وترحالها وما تقوم به الجمعية في سبيل حمايتها".

سرحال

ثم تحدث رئيس "جمعية حماية الطبيعة في لبنان"، مقدما شروحات حول "ماهية نظام الحمى العالمي الذي يهدف الى حماية الطيور"، مشيرا بعدها الى "الاهداف التي تسعى الجمعية الى تحقيقها، ومنها اقامة سلسلة من المناطق المحمية في لبنان"، لافتا الى "بلوغ عدد المحميات في لبنان الخمس عشرة محمية اضافة الى بلوغ عدد الحمى اثنين وعشرين، ما يشكل 15 % من مساحة لبنان".

وأوضح أن "المحميات والحمى يكملون بعضهم بعضا ويشكلون معا شبكة أمان للطيور المهاجرة"، معددا "ما انجزه لبنان في السنوات الخمس عشرة الماضية في مجال حماية الطيور، وآخر هذه الانجازات اقرار قانون جديد للمحميات"، مشددا على "أهمية العمل مع المدارس لتقديم التدريب والتوعية اللازمين للطلاب في مجال حماية الطيور"، شاكرا "سفيرة الطيور في لبنان السيدة كلودين عون روكز على جهودها لحماية الطيور".

شقير

وبعد عرض فيديو عن الطيور المهاجرة، القى الوزير شقير كلمة، فقال: "أعبر امامكم عن سعادتي الكبيرة لمشاركتي في هذا الاحتفال المهم جدا، هنا في قصر بعبدا برعاية وعناية فخامة الرئيس العماد ميشال عون، تعبيرا عن الاهتمام الشديد في هذا الموضوع الذي يمس بالعمق صورة لبنان وطبيعته ودوره الحضاري في المنطقة والعالم". اضاف: "لقد انعم الله علينا بموقع مميز لبلدنا، كصلة وصل بين الشرق والغرب جغرافيا وثقافيا وحضاريا، واكرمنا بنعمة اضافية رائعة تتمثل بكونه ايضا من اهم الممرات في العالم للطيور المهاجرة التي تزين سماءنا ومناطقنا وغاباتنا وتساهم في تحقيق التوازن لطبيعتنا وبيئتنا".

ورأى ان "من غير المسموح استمرار هذا الاعتداء الصارخ على الطيور المهاجرة، انها جريمة ترتكب ليس بحق هذه الطيور انما ايضا بحق بلدنا على مختلف المستويات"، وقال: "ان نجاحنا في ادارة شؤون البلاد لا يكمن فقط في توفير الاستقرار السياسي والامني والازدهار الاقتصادي والعمراني، انما ايضا وبشكل اساسي، في الحفاظ على طبيعته وبيئته، لا سيما الطيور المهاجرة التي تشكل جزءا اساسيا من صورته الجمالية. فعلا انها قضية وطنية، يجب ان ننخرط جميعا كل حسب مسؤولياته لوقف هذه المجزرة التي ترتكب بحق الطيور المهاجرة". وتابع: "اليوم نحن في وزارة الاتصالات نساهم في هذا الجهد من خلال وضع طوابع "الطيور المهاجرة" التي تحمل رسالة مهمة للمجتمع اللبناني، تضيء على اهمية هذه الطيور وتنشر الوعي حول ضرورة الحفاظ عليها. شكرا فخامة الرئيس، خيرا فعلتم باحتضان هذا الحفل الذي يجمع مختلف المعنيين بهذا الموضوع في القصر الجمهوري، لان ذلك يشكل اقوى رسالة للداخل والخارج لاهتمام لبنان بهذه القضية الوطنية والعالمية".

رئيس الجمهورية

وختاما، القى الرئيس عون كلمة، فقال: "أيها الحضور الكرام، رب قائل إننا نهتم بأمور كثيرة وسط الأزمات التي تحيط بنا، بينما المطلوب واحد وهو الالتفات فقط الى معالجتها. رب متسائل عن معنى اهتمامنا اليوم بالمحافظة على الطير وبالأمس بحملات التحريج، بينما لبنان يتخبط بما يتخبط به. نعم، مطلوب منا معالجة أزمات كثيرة ونحن نعمل عليها، لكن هذا لا يعني أن نتجاهل شؤونا أخرى لها أيضا أهميتها ودورها الحيوي في حياتنا؛ فاحترام قوانين الطبيعة ليس ترفا، والسعي الى بيئة سليمة ليس من الكماليات، وكلنا نعرف انعكاسات التلوث وانتشار النفايات والتصحر واثارها السلبية على الصحة العامة".

اضاف: "نظام الطبيعة يقول إن هناك ثلاثة عوالم متكاملة مترابطة ليستقيم التوازن وتستمر الحياة، وهي عالم الإنسان وعالم الحيوان وعالم النبات، وأي خلل في أحدها ينعكس سلبا على الآخرين. وها هي الصحراء خير مثال، لا حياة لنبات فيها. إذا لا حياة لإنسان ولا لحيوان. وكلما تجاهلنا هذا التوازن وأهملناه نكون أول المتضررين وتترتب علينا أثمان غالية لا بد وأن تدفع يوما. وأشير هنا الى الدور الكبير الذي يمكن لمؤسساتنا التربوية أن تقوم به من خلال إدراج البيئة في برنامجها التعليمي وتعليم الطلاب احترامها وطرق المحافظة عليها". واكد أن "البيئة السليمة حق لكل إنسان، كذلك هي ركن من أركان التنمية البشرية والاقتصادية؛ فللادارة الصحيحة للموارد الطبيعية وللمكونات البيئية أهمية حيوية في رفع مستوى الصحة العامة عبر الحد من الأمراض الناتجة عن التلوث بكل أشكاله، وهي أيضا تساهم في نمو بعض القطاعات الاقتصادية وأولها السياحة والزراعة خصوصا على الأمد الطويل، مفسحة المجال لفرص عمل في مجالات جديدة ومستحدثة. لذلك يمكن اعتبارها وبحق، من دعائم الاقتصاد للدولة". وتابع: "أيها الحضور الكرام، نحتفل اليوم بإطلاق طوابع الطيور المهاجرة، تأكيدا منا على إصرارنا على تحويل لبنان الى ممر آمن لهذه الطيور. فلم يعد مقبولا ولا مسموحا أن يصنف لبنان، وهو الذي وقع في العام 1992على "الاتفاقية الدولية الخاصة بالمحافظة على الطيور المعرضة للانقراض في العالم"، أن يصنف من المناطق الخطرة التي تفقد فيها هذه الطيور حياتها، فقط لأن بعض اللبنانيين يخلطون بين مفهوم الصيد وبين القتل المجاني، فيتسابقون لإطلاق النار عليها خلال عبورها في سمائنا".

واشار الى ان "اللقلق والهدهد والورور والحجل والدوري والسفري وسن المنجل، طيور محرم صيدها دوليا، فلنتركها تعبر بسلام لتؤدي الدور الذي رسمته لها الطبيعة"، معتبرا ان "الخلط بين الصيد والقتل المجاني ينسحب أيضا على موسم الصيد البري ويجب أن يتوقف؛ في العام 1952 صدر قانون ينظم الصيد ويحدد الطرائد المسموح صيدها، ولكن الفوضى وعدم الالتزام بالقانون أدتا الى قرار منع الصيد في العام 1996. وطبعا استمرت فوضى قتل الطيور، خصوصا في بعض المناطق البعيدة عن المراقبة، الى أن اتخذت وزارة البيئة في العام 2017 قرارا مشكورا بتحديد موسم للصيد البري، يمتد قرابة خمسة أشهر في كل عام تبدأ في أيلول وذلك لحماية فترة التكاثر والنمو لدى الطيور، ويحدد أيضا الطرائد المسموح صيدها وكذلك الكميات".

وشدد على ان "هذا الإجراء اتخذ لتنظيم عملية الصيد، ولتحويلها من فوضى وقتل عشوائي للطيور الى رياضة صيد لها إطارها وقوانينها وضوابطها كما في معظم دول العالم. وتبقى العبرة في التنفيذ، ولأن الإنسان بطبيعته يميل الى الفوضى ويتحاشى الانضباط، فلا بد من مساعدته على الالتزام بالقانون، وهذه مسؤولية مشتركة لا يمكن أن تكون على عاتق وزارة محددة، بل تفرض تعاون وزارات عدة وبشكل خاص وزارات البيئة والزراعة والداخلية والعدل، وأيضا الأجهزة الأمنية، بالإضافة الى المجتمع الأهلي. الجميع مدعوون الى إيلاء هذا الموضوع الأهمية التي يستحقها، والى التعاون والتنسيق في ما بينهم للتوصل الى تطبيق القانون الخاص بالصيد البري". واردف: "أيها الحضور الكرام، ومن خلالكم أتوجه الى جميع اللبنانيين، نحن نخسر الاخضرار ونخسر البحر ونخسر الطير، نخسر نقاوة الهواء وصفاء المياه وجمال المنظر... وهذه ليست بالخسائر السهلة أو التي يمكن تعويضها بسهولة، خصوصا أن أجيالنا القادمة ستحمل وزرها. لذلك، صارت المصالحة بين الانسان والطبيعة أكثر من ملحة في لبنان، فلنتعاون كلنا معا من أجل إرسائها. عشتم، عاشت الطبيعة، بطيرها ونباتها وإنسانها، عاش لبنان".

وفي ختام الاحتفال، قدم الوزير شقير والمدير العام للبريد محمد يوسف والمدير العام لشركة "ليبان بوست" خليل داود الطوابع للرئيس عون.

ثم قدم المدير الاقليمي لجمعية "Bird life International" ورئيس "جمعية حماية الطيور في لبنان" درعا لرئيس الجمهورية عربون شكر وتقدير، قبل ان يقدم اليه الرسام الذي رسم الطوابع جمال قضماني لوحات طوابع الطيور المهاجرة.

 

/New A/E LCCC Postings for todayجديد موقعي الألكتروني ل 11 و12 آيار/2019/

رابط الموقع

http://eliasbejjaninews.com

 

الياس بجاني/رابط مقالتي المنشورة اليوم في جريدة السياسة وهي تحت عنوان: البطريرك صفير… صخرة لبنانية/13 أيار/2019/اضغط هنا  أو على الرابط في أسفل لقراءة المقالة

http://al-seyassah.com/%d8%a7%d9%84%d8%a8%d8%b7%d8%b1%d9%8a%d8%b1%d9%83-%d8%b5%d9%81%d9%8a%d8%b1-%d8%b5%d8%ae%d8%b1%d8%a9-%d9%84%d8%a8%d9%86%d8%a7%d9%86%d9%8a%d8%a9/

 

فيديو مقابلة من تلفزيون المر مع د. نبيل خليفة تحكي مسيرة تاريخ ونضال وبساطة وقوة وصلابة إيمان وتواضع وبساطة غبطة البطريرك صفير الذي هو بنظر خليفة "بطريرك القضية اللبنانية والحياة مع الآخر والرؤيوية السيادية والكيانية"/

مع 13 كلمة رثاء لكتاب وصحافيين

مقالات وكلمات في رثاء غبطة البطريرك صفير.. للكتاب: الياس بجاني/د. توفيق هندي/عقل العويط/د.مصطفى علوش/هيام القصيفي/محمد عبد الحميد بيضون/المحامي عبد الحميد الأحدب/سجعان قزي/جورج حايك/جوزف طوق/مرلين وهبة/طوني عيسى/سناء الجاك

13 أيار/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/74832/%D9%81%D9%8A%D8%AF%D9%8A%D9%88-%D9%85%D9%82%D8%A7%D8%A8%D9%84%D8%A9-%D9%85%D9%86-%D8%AA%D9%84%D9%81%D8%B2%D9%8A%D9%88%D9%86-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B1-%D9%85%D8%B9-%D8%AF-%D9%86%D8%A8%D9%8A%D9%84-%D8%AE/

 

بعض عناوين مقابلة الدكتور نبيل خليفة من تلفزيون المر

تلخيص وتفريغ الياس بجاني بتصرف وحرية كاملين

13 أيار/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/74832/%D9%81%D9%8A%D8%AF%D9%8A%D9%88-%D9%85%D9%82%D8%A7%D8%A8%D9%84%D8%A9-%D9%85%D9%86-%D8%AA%D9%84%D9%81%D8%B2%D9%8A%D9%88%D9%86-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B1-%D9%85%D8%B9-%D8%AF-%D9%86%D8%A8%D9%8A%D9%84-%D8%AE/

 

طبول الحرب تقرع

الكولونيل شربل بركات/14 أيار/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/74839/%d8%a7%d9%84%d9%83%d9%88%d9%84%d9%88%d9%86%d9%8a%d9%84-%d8%b4%d8%b1%d8%a8%d9%84-%d8%a8%d8%b1%d9%83%d8%a7%d8%aa-%d8%b7%d8%a8%d9%88%d9%84-%d8%a7%d9%84%d8%ad%d8%b1%d8%a8-%d8%aa%d9%82%d8%b1%d8%b9/

 

المناورة الإيرانية على حافة الهاوية

علي الأمين/العرب/14 أيار/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/74843/%d8%b9%d9%84%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d8%a3%d9%85%d9%8a%d9%86-%d8%a7%d9%84%d9%85%d9%86%d8%a7%d9%88%d8%b1%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%a5%d9%8a%d8%b1%d8%a7%d9%86%d9%8a%d8%a9-%d8%b9%d9%84%d9%89-%d8%ad%d8%a7%d9%81/

حادثة الفجيرة تؤكد أن سياسة حافة الهاوية الإيرانية تستنفد أوراقها، ومهما بلغت المفاجآت الإيرانية مداها فهي باتت مكشوفة إلى حدّ بعيد، وخيارات التخريب سيف ذو حدين.

سياسة حافة الهاوية الإيرانية تستنفد أوراقها

 

 

غسان شربل/إيران وصعوبة الرقص مع ترمب/الشرق الأوسط/13 أيار/2019

سام منسى/إيران ومصيدة التصعيد/الشرق الأوسط/13 أيار/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/74846/%d8%b3%d8%a7%d9%85-%d9%85%d9%86%d8%b3%d9%89-%d8%a5%d9%8a%d8%b1%d8%a7%d9%86-%d9%88%d9%85%d8%b5%d9%8a%d8%af%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%aa%d8%b5%d8%b9%d9%8a%d8%af-%d8%ba%d8%b3%d8%a7%d9%86-%d8%b4%d8%b1%d8%a8/

 

 

إيران ومصيدة التصعيد

سام منسى/الشرق الأوسط/13 أيار/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/74846/%d8%b3%d8%a7%d9%85-%d9%85%d9%86%d8%b3%d9%89-%d8%a5%d9%8a%d8%b1%d8%a7%d9%86-%d9%88%d9%85%d8%b5%d9%8a%d8%af%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%aa%d8%b5%d8%b9%d9%8a%d8%af-%d8%ba%d8%b3%d8%a7%d9%86-%d8%b4%d8%b1%d8%a8/

 

إيران وصعوبة الرقص مع ترمب

غسان شربل/الشرق الأوسط/13 أيار/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/74846/%d8%b3%d8%a7%d9%85-%d9%85%d9%86%d8%b3%d9%89-%d8%a5%d9%8a%d8%b1%d8%a7%d9%86-%d9%88%d9%85%d8%b5%d9%8a%d8%af%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%aa%d8%b5%d8%b9%d9%8a%d8%af-%d8%ba%d8%b3%d8%a7%d9%86-%d8%b4%d8%b1%d8%a8/