المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكنديةLCCC/

نشرة الأخبار العربية ليوم 13 أيار/2020

اعداد الياس بجاني

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/eliasnews19/arabic.may13.20.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

أَنْتَ هُوَ سِمْعَانُ بْنُ يُونا، أَنتَ سَتُدعى كيفا، أَي بُطرُسَ الصَّخْرَة

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياته

الياس بجاني/خط جبران وسليمان واحد ومرجعيتهما واحدة عند سيد الدويلة وكل حروبهما شكلية وحلها وربطها عندو ومش عندون..تعتير

الياس بجاني/عيد الأم في كندا: كل الناس لها قلوب ولكن هنالك قلب يجمع كل القلوب هو قلب الأم

الياس بجاني/حزب الله من يومه الأول هو أداة تخريب تخدم مصالح إسرائيل

 

عناوين الأخبار اللبنانية

فيديو حلقة نديم قطيش DNA لليوم وهي تحت عنوان:  إيران وسيادة الكاظمي

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الثلاثاء 12/05/2020

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الثلثاء في 12 أيار 2020

فارس سعيد: نحذّر من اعتبار مشاعات جبل لبنان"املاك الجمهورية"

إغلاق كامل في لبنان لمدة 4 أيام

وزارة الطاقة اللبنانية تعلن عدم العثور على بترول في البئر الأولى

فشل لبنان بطلبه من الدول الكبرى اقناع اسرائيل وقف خروقها الجوية لسمائه وعدم استعمالها لمهاجمة اهداف في سوريا

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

الحكومة اللبنانية تشكل خلية لمعالجة التهريب

حملة فرنجية على عون وباسيل فتحت باكراً معركة الرئاسة اللبنانية

مغارة منشآت النفط... ابن شقيق نائب يسرق الدولة

نيويورك تايمز": لبنان على شفير الجوع والفقر

هدف سياسي جديد لـ"حزب الله"

سبب إضافي لجنون فرنجيه: رواتب غيابية بالملايين لابني شقيق نائب في المنشآت النفطية

منير يونس ينفي صلته بـ"حزب الله":إبعادي من الكويت إداري

الجمهورية : بدأ التفاوض مصحوباً بتوترات لا إنجازات.. ‏فرنجية يهاجم.. وبعبدا تتهمه بالإنفعالي

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

مصر والإمارات وفرنسا واليونان وقبرص تدين تدخل تركيا بليبيا والجيش الوطني يتعهد القضاء على أحلام أردوغان التوسعية في المنطقة

ترامب يتعهد دعم اقتصاد العراق والبصرة تنتفض ضد “ثأر الله”

الكاظمي لشقيقه: "دير بالك ليس من حقك أن تتصل بأحد في الدولة"

إيران تسحب «تكتيكياً» ميليشياتها من سوريا... من دون تغيير إستراتيجي وسلمت مواقعها لتنظيمات محلية بإشراف روسي

العفو الدولية» تتهم دمشق وموسكو بارتكاب «جرائم حرب» في إدلب

48 قتيلاً من النظام وفصيل متشدد في ريف حماة

«الدفاع» التركية: إصابة 11 مدنياً بانفجار في الباب

الاتحاد الأوروبي يحدد «معايير» المساعدات الإنسانية لسوريا ومنسّق السياسة الخارجية يقول إن العقوبات لا يجب أن تعرقل المعركة العالمية ضد الفيروس

مؤشرات في موسكو إلى تفاقم التباين مع دمشق وروسيا تراقب السجالات الدائرة في سوريا

السودان يرفض مقترحاً إثيوبياً بتوقيع ثنائي بشأن السد وتمسك بمشاركة مصر ودعا إلى استئناف مفاوضات واشنطن

عودة محاكم مصر للعمل وشكوك بشأن كفاءة التدابير الاحترازية

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

تحت رحمة صندوق النقد: مقاولات السياسيين ومعابر حزب الله/منير الربيع/المدن

شركات النفط تُمعن بالفجور وتطالب الدولة بالرسوم!/عزة الحاج حسن/المدن

"العفو الخاص" على طاولة بعبدا: مزاج الرئيس يسمح!/نادر فوز/المدن

لماذا تأخرت الدولة الألمانية كل هذا الوقت لتضع حزب الله على قوائم الإرهاب وتحظره/مشاري الذايدي/لشرق الأوسط

إستدعاء شرّوف يفتح معركة الحريات مجدداً... وعويدات ينصح بإحياء تعميم جريصاتي/مريم سيف الدين/نداء الوطن

يا سياسييو لبنان، اليكم جميعا/حسن خليل/رئيس تجمع استعادة الدولة

فاسدون بحماية دولة المقاومة و”مروة” و”غنوي” في سجنها/حازم الأمين/موقع درج

باقِ شعلةً في ضمير لبنان/بشارة شربل/نداء الوطن

السيد لطف الله وبهاء الحريري/طوني فرنسيس/نداء الوطن

كالشعرة من العجين/سناء الجاك/نداء الوطن

البطريرك الذي دربُه كما درب الحق شائكة/حبيب شلوق/المرصد

حزب الله... بين سعد وبهاء!/عبدالله قمح/ليبانون ديبايت

"المرض الشافي"/ساندي القطامي وخلود فهيم/مركز كارنيغي للشرق الأوسط

المســـــألة الشــــيعيَّة فـــي العـــراق ولبنـــــان/ نظير جاهل ويوســــف كلوت/الحوارنيوز

النص الحرفي للوثيقة التي وجدت في قبر شهداء مجزرة سنة 1920 في بلدة عين إبل/الكولونيل شربل بركات

الشراكة الأميركية وأمن الخليج العربي/إميل أمين/الشرق الأوسط

واشنطن وصُلح المرشد/مصطفى فحص/الشرق الأوسط

سقوط الرهان الإيراني على سقوط ترامب/خيرالله خيرالله/العرب

قبضة إيران تتراخى في العراق/إيلي ليك/الشرق الأوسط

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

اجتماع للمجلس الأعلى للدفاع غدا للبحث في إجراءات ضبط التهريب عبر المعابر

مجلس الوزراء قرر الاقفال التام 4 أيام للحد من ارتفاع الاصابات بالكورونا وقبل هبة من الريجي بقيمة مليون دولار جزء منها لمساعدة الطلاب في الخارج

بري عرض الاوضاع العامة مع السفير الفرنسي والتقى بقرادوني

امانة مجلس النواب : مضمون المذكرة المتداولة مناف للحقيقة والهدف الاساءة للعلاقة بين ادارة المجلس والموظفين

تكتل لبنان القوي كرر تمسكه بالإقتصاد الحر بدل الريعي وجدد موقفه منذ استلامه وزارة الطاقة بضرورة اجراء مناقصات جديدة ومعاقبة المرتكبين

قائد الجيش استقبل سفير مصر وعرض الاوضاع مع جنبلاط

التيار المستقل: الحكومة فشلت في معالجة معظم الازمات والشعب يصارع الغلاء الفاحش

الكتائب أكد ضرورة المحاسبة القضائية من دون غطاء سياسي أو عقبات طائفية والمحاسبة السياسية عبر انتخابات مبكرة

جنبلاط عرض الأوضاع مع سفراء النروج وسويسرا وكندا

 

في أسفل تفاصيل النشرة الكاملة

الزوادة الإيمانية لليوم

مَنْ أَرَادَ أَنْ يَتْبَعَنِي، فَلْيَكْفُرْ بِنَفْسِهِ ويَحْمِلْ صَلِيْبَهُ ويَتْبَعْنِي

إنجيل القدّيس متّى16/من21حتى28/”بَدَأَ يَسُوعُ يُبَيِّنُ لِتَلامِيْذِهِ أَنَّهُ لا بُدَّ أَنْ يَذْهَبَ إِلى أُورَشَلِيْم، ويَتَأَلَّمَ كَثِيْرًا عَلى أَيْدِي الشُّيُوخِ والأَحْبَارِ والكَتَبَة، ويُقْتَل، وفي اليَوْمِ الثَّالِثِ يَقُوم.فَأَخَذَهُ بُطْرُسُ عَلى حِدَة، وبَدَأَ يَنْتَهِرُهُ قَائِلاً: «حَاشَا لَكَ، يَا ربّ! لَنْ يَحْدُثَ لَكَ هذَا!». فَأَشَاحَ يَسُوعُ بِوَجْهِهِ وقَالَ لِبُطْرُس: «إِذْهَبْ وَرَائِي، يَا شَيْطَان! فَأَنْتَ لِي حَجَرُ عَثْرَة، لأَنَّكَ لا تُفَكِّرُ تَفْكِيْرَ اللهِ بَلْ تَفْكِيْرَ البَشَر». حينَئِذٍ قَالَ يَسُوعُ لِتَلامِيْذِهِ: «مَنْ أَرَادَ أَنْ يَتْبَعَنِي، فَلْيَكْفُرْ بِنَفْسِهِ ويَحْمِلْ صَلِيْبَهُ ويَتْبَعْنِي، لأَنَّ مَنْ أَرَادَ أَنْ يُخَلِّصَ نَفْسَهُ يَفْقِدُهَا، ومَنْ فَقَدَ نَفْسَهُ مِنْ أَجْلِي يَجِدُهَا. فَمَاذَا يَنْفَعُ الإِنْسَانَ لَوْ رَبِحَ العَالَمَ كُلَّهُ وخَسِرَ نَفْسَهُ؟ أَو مَاذَا يُعْطِي الإِنْسَانُ بَدَلاً عَنْ نَفْسِهِ؟ فَإِنَّ ٱبْنَ الإِنْسَانِ سَوْفَ يَأْتِي في مَجْدِ أَبِيْه، مَعَ مَلائِكَتِهِ، وحينَئِذٍ يُجَازِي كُلَّ وَاحِدٍ بِحَسَبِ أَعْمَالِهِ. أَلحَقَّ أَقُولُ لَكُم: إِنَّ بَعْضًا مِنَ القَائِمِينَ هُنَا لَنْ يَذُوقُوا المَوت، حَتَّى يَرَوا ٱبْنَ الإِنْسَانِ آتِيًا في مَلَكُوتِهِ».

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياته وتغريدات متفرقة

خط جبران وسليمان واحد ومرجعيتهما واحدة عند سيد الدويلة وكل حروبهما شكلية وحلها وربطها عندو ومش عندون..تعتير

الياس بجاني/12 أيار/2020

يفاخر فرنجية بانتمائه "لخط" محور المقاومة ويكرر هذه اللازمة ببغائية. يا بيك الخط هذا يحتل لبنان وانت وجبران من أدواته فروق علينا.

 

عيد الأم في كندا: كل الناس لها قلوب ولكن هنالك قلب يجمع كل القلوب هو قلب الأم

الياس بجاني/10 أيار/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/86027/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%b9%d9%8a%d8%af-%d8%a7%d9%84%d8%a3%d9%85-%d9%81%d9%8a-%d9%83%d9%86%d8%af%d8%a7-%d9%83%d9%84-%d8%a7%d9%84%d9%86%d8%a7%d8%b3-%d9%84/

تحتفل كندا اليوم العاشر من شهر أيار 2020 بعيد الأم وتكرمها عرفاناً بجميل وعرفان عطاياها وتضحياتها وسهرها.

هذا التكريم هو بالتأكيد واجب إيماني وانساني وأخلاقي وقيمي وملزم كنسياً ودينياً لكل مؤمن يخاف الله ويوم حسابه الأخير ويتقيد في نمط واسلوب حياته وممارساته بالوصايا العشرة والتي من ضمنها الوصية الخامسة التي تقول: "أكرم أباك وأمّك ليكون كل شيء حسناً لديك وتعيش سنين كثيرة على الأرض".

نتقدم من كل الأمهات بأحر التهاني والتمنيات، وبنفس الوقت نطلب الرحمة للأمهات الواتي انتقلن إلى العالم الآخر ونصلي من أجل أن يكون سكناهن في المساكن السماوية المقدسة إلى جانب البررة والقديسين، ومنهن نطلب الصلاة من أجلنا ومن أجل السلام في كل أرجاء العالم وخصوصاً في هذا الوقت العصيب حيث البشرية في حالة من الضياع واليأس والحيرة والخوف وهي تواجه مرض فيروس الكورونا.

في مثل من أمثالنا الشعبية نقول: "الأم بتلم"، أي انها بمحبتها وبقلبها الدافيئ والكبير وبتفانيها وبعواطفها الجياشة تجمع افراد عائلتها وتحتضنهم وترعاهم وتعمل دائماً على زرع نعم وخصال وعطايا المحبة والإلفة والتواضع والتسامح والعطاء والإيمان بينهم.

الأم والأب ومن خلال رباط الزواج المقدس يؤمنان الإستمرار للبشرية.

وهذه المؤسسة، مؤسسة العائلة، هي حجر الأساس لكل مجتمع ومن دونها تتفكك المجتمعات وتنتفي وتضيع القيم والأخلاق وتعم الفوضى وكل اشكال الضياع الإيمانية والأخلاقية.

نبارك للأمهات بعيدهم واليوم وفي كل يوم نصلي من أجل راحة أنفس الأمهات اللواتي غيبهن الموت.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

رابط موقع الكاتب الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

*عنوان الكاتب الألكتروني

phoenicia@hotmail.com

 

حزب الله من يومه الأول هو أداة تخريب تخدم مصالح إسرائيل

الياس بجاني/09 أيار/2020

كل يوم يتأكد أكثر وأكثر بأن حزب الله هو مجرد أداة إسرائيلية تخدم المصالح الإيرانية 100% على حساب لبنان وشعبه.. ومن يعود للتاريخ ومنذ تأسيس حزب الله سنة 1982 يرى بأنه ما كان يوماً غير عدوا للبنان وللعرب وأداة إسرائيلية بإمتياز. الخبر في اسفل الذي نشره محمد الجوهري هو غيض من فيض مسلسل تبارل المصالح بين إيران وأدواتها من جهة وإسرائيل من جهة أخرى..

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

فيديو حلقة نديم قطيش DNA لليوم وهي تحت عنوان:  إيران وسيادة الكاظمي

حتى الان رئيس وزراء العراق الجديد، الكاظمي يعمل على الحد من نفوذ إيران وميليشياتها وكل القرارات التي اتخذها تأتي في هذا السياق السيادي والإستقلالي

https://www.youtube.com/watch?v=f7wwJX8LIEk

 

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الثلاثاء 12/05/2020

وطنية/الثلاثاء 12 أيار 2020

 * مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون لبنان"

إذا كان ارتفاع درجات الحرارة مفيد من أجل حشد ارتفاع عناصر مواجهة الكورونا والمساهمة في القضاء عليه وإذا كان أيضا" ارتفاع الحرارة الجوية تذيب الثلج فيظهر المرج فإن مرج السياسة والاقتصاد يبان يوما بعد يوم لا بل ساعة بعد ساعة مع ارتفاع حرارة سعر صرف الدولار والاندفاع الجنوني لأسعار السلع من جهة وارتفاع عدد الإصابات ب كوفيد 19.

من جهة ثانية فيما غالبية الناس الذين يعيشون في لبنان الوطن والبلد والدولة ترتفع حرارتهم بمجرد التفكير بكرامة العيش وترتفع هواجسهم بالنسبة الى الآتي من الأيام لكن الرجاء لا يزال حتى الآن يحدوهم طالما هم في أرض أول العجائب التي حصلت على مسار السيد المسيح عندما امتلأت الجرار نبيذا" في عرس قانا بعدما كادت تنضب ...وطالما أننا في شهر رمضان المبارك مع ما يحمل من قيم ومعاني.

ولعل الرجاء في هذه الأيام يستلهم - من حيث فلسفة المحبة والعطاء - معاني الانسانية والتواضع والتضحية في سبيل الناس هذا من جهة ومن جهة ثانية يجري التعويل على انطلاق المفاوضات بين لبنان وصندوق النقد الدولي الذي يصل وفد منه الليلة الى بيروت لإجراء مفاوضات على مدى الأيام الثلاثة المقبلة.

في وقت تكون الحركة اليومية الاقتصادية في البلاد في مستوياتها الدنيا عملا بقرار مجلس الوزراء إقفال البلد من بعد السابعة مساء الأربعاء الى حلول صباح الاثنين المقبل وذلك لتزخيم جهود ومساعي وتدابير مواجهة كوفيد 19 خصوصا بعد التفلتات الأخيرة التي أسفرت بشكل أو بآخر عن ارتفاع قياسي في عدد الإصابات بكورونا متخطيا ال 870...

وفي السياق برزت توصية لجنة التربية النيابية بتعليق السنة الدراسية.

وهذا المساء رئيس الجمهورية العماد ميشال عون دعا المجلس الأعلى للدفاع الى اجتماع بعد الثالثة والنصف بعد الظهر للبحث في الإجراءات لضبط التهريب عبر المعابر.

في العالم تصاعد في عدد الإصابات بينما بصيص أمل باكتشاف علاجات ظهر اليوم في روسيا (التفاصيل في سياق النشرة) بعدما كانت قد ظهرت أيضا"إرهاصات علاجات في الصين وفرنسا وألمانيا والولايات المتحدة وسواها.

تفاصيل النشرة نبدأها من مقررات جلسة مجلس الوزراء في القصر الجمهوري في بعبدا.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون ان بي ان"

المتابعات المحلية تتمحور حاليا حول لائحة طويلة تمتد عناوينها من فيروس كورونا والملف الاقتصادي والمالي والمعيشي المأزوم مرورا بمفاوضات لبنان مع صندوق النقد الدولي، وصولا إلى موضوع الفيول المغشوش والحملة القضائية - الأمنية على المتلاعبين بالدولار على حساب العملة الوطنية.

هذه المواضيع حط الكثير منها على طاولة مجلس الوزراء المنعقد في بعبدا حيث اتخذ قرارا بالإقفال التام من الخميس إلى الأحد لتكثيف الفحوصات الخاصة بكورونا وتحديد نسبة العدوى المجتمعية.

هذا القرارْ أملاه ارتفاع عدد الإصابات في الأيام القليلة الماضية نتيجة التفلت من إجراءات الوقاية ومتطلبات التعبئة العامة.

على أن هذه الصورة غير المطمئنة لم يغيرها الانخفاض الطفيف للإصابات التي أعلن عنها اليوم والتي بلغ عددها إحدى عشرة هي واحدةْ لوافد من الخارج وعشر لمقيمين.

على خط مواز للمتابعة القضائية على خطي الفيول المغشوش والتلاعب بسعر الدولار استعداد لدخول لبنان عمليا يوم غد مرحلة التفاوض التفصيلي مع صندوق النقد الدولي الذي يصل وفده مساء اليوم إلى بيروت.

ووسط كل ذلك يعيش المواطن مغلوبا على أمره يواجه المصائب المعيشية بلحمه الحي ويكتوي بنار الأسعار الملتهبة بعدما تهاوتْ ليرته أمام الدولار والمتلاعبين به.

وإلى كل ما تقدم قد تضاف العتمة لمعاناة اللبناني بعدما أعلنتْ وزارة الطاقة أنها لم تعط إذنا بإفراغ إحدى الناقلات البحرية المحملة بمادة الفيول أويل إثر تفاوت في نتيجة الفحوصات المخبرية ما قد ينعكس انخفاضا في إنتاج الطاقة الكهربائية في معملي الذوق والجية.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون او تي في"

مصطلح "الاموال المنهوبة" الرائج اخيرا، ولا سيما منذ تقديم اقتراح قانون باستعادتها من جانب تكتل لبنان القوي، ثم خلال انتفاضة 17 تشرين، يشكل بمجرد استعماله، اقرارا شعبيا واضحا، واعترافا رسميا صريحا، بوجودها، كما بوجود من هو "ناهب" يفترض أن يحاسب، وما هو "منهوب" يفترض أن يستعاد.

لكن، بغض النظر عن النتيجة، فعلى الأقل، ثمة آلية معروفة، قائمة، أو يمكن أن تقر، لاستعادة تلك الاموال، هذا ما لم تفعل التسويات المعتادة فعلها من جديد، لتطوى صفحة سوداء جديدة من تاريخنا المالي.

هذا بالنسبة الى الاموال المنهوبة.

أما الاخلاق المنهوبة، او المحولة او المهربة او الموهوبة، اي تلك التي تخلى عنها اصحابها لأسباب معروفة، فمن يستعيدها وكيف تستعاد؟

هذا هو السؤال الكبير، الذي من الجواب عليه، ينطلق كل بحث في اصلاح، ولا حاجة بعدها لاستراتيجيات مكافحة فساد، كتلك التي اقرها مجلس الوزراء اليوم، بناء على اقتراح وزير مختص لم يسمع اللبنانيون رأيه بعد في موضوع النفايات التي تغمر الشوارع بقرفها وروائحها الكريهة وما تحمل من امراض.

وجديد الاخلاق المفقودة اليوم، ولا سيما سياسيا، ما كشفته التحقيقات التي تجريها القاضية غادة عون في ملف الفيول المغشوش، لناحية ان ابن شقيق نائب من الشمال يعمل موظفا لقاء راتب شهري يناهز ال 12 مليون ليرة، لكنه لا يحضر الى مركز عمله بداعي السفر، في ظل تغاضي رئيسه المباشر، الذي وللصدفة، هو ابن بلدته. وقد طلبت القاضية عون، وفق معلومات ال OTV، حركة دخول وخروج الموظف المذكور، في اطار متابعتها للملف، غير ان الامور لم تتوقف عند هذا الحد، اذ تبين أن شقيق هذا الموظف بالذات يعمل أيضا في المكان عينه، ويكتفي بزيارة مكتبه أياما قليلة في الشهر، ويتقاضى لقاء ذلك أيضا 12 مليون ليرة.

حقا، من يستعيد الاخلاقيات السياسية المنهوبة؟

لعل استعادة الاموال المنهوبة اسهل، فيما الاصعب من الأمرين اليوم، كان قرار الحكومة الذي قضى باستعادة الاقفال الكامل لأربعة ايام قابلة للتجديد، بعدما بات كل ما تحقق في موضوع كورونا مهددا بالانهيار، بسبب تسارع الاصابات، كترجمة فعلية لحال الاستهتار العامة التي سادت البلاد في الايام الاخيرة.

اما قمة قلة الاخلاق، فيجسدها اليوم تصرف أقل ما يقال عنه أنه مقيت، لا بل إجرامي، صدر عن مجموعة من اللبنانيين العائدين من الخارج، تبين أنهم زودوا السلطات المعنية بمتابعة أوضاعهم خلال مدة الحجر الإلزامي بأرقام هاتف مغلوطة للتفلت من الحجر.

محافظ جبل لبنان الذي يشرح التفاصيل لل OTV في سياق نشرة الاخبار احال هؤلاء على القضاء المختص، ولكن، ماذا يمكن ان نقول عن تصرف منحط من هذا النوع؟

وبعيدا من كورونا، "شو عدا ما بدا" اقتصاديا وماليا ومعيشيا، حتى اختفت التحركات من الشارع بسحر ساحر، بعدما عادت لأيام خلت، بسحر الساحر نفسه ايضا؟

سؤال مشروع، خصوصا عشية بدء مفاوضات لبنان مع صندوق النقد الدولي، علما ان المطلوب تعاون من الجميع، وخصوصا القوى الممثلة في المجلس النيابي، لتأمين التغطية التشريعية اللازمة للعمل الحكومي مع الصندوق، الذي يبقى الممر الوحيد المتاح لمحاولة اخراج البلاد من مستنقع الافلاس السياسي قبل المالي، الذي اوصلته اليه ثلاثون سنة من الفساد السياسي، والحماية السياسية من ذوي الاخلاق المنهوبة لمنظومة الفاسدين.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون المنار"

الى الاقفال التام بعدما أقفلت كل الخيارات امام الحكومة لمواجهة جائحة متجددة وممارسات متفلتة، والايام الاربعة القادمة ستكون كفيلة بتحديد ما ستؤول اليه الامور الاثنين المقبل..

ملفان اثنان تصدرا مناقشات مجلس الوزراء واهتمامات اللبنانيين: كورونا والغلاء.. وبناء لتوصيات وزير الصحة كان اعلان الاقفال العام من مساء الغد حتى صباح الاثنين، مع تشدد بالتطبيق كما طلب رئيس الجمهورية من الاجهزة المعنية حماية لسلامة المواطنين.. وحماية لامنهم الغذائي كان تصويب رئيس الحكومة حسان دياب على جشع بعض التجار الذين يجب الا يبقوا دون محاسبة كما قال.. اما المحاسبة فعلى عهدة الحكومة واجهزتها المعنية، ما دام أن المتورطين مشخصون، وآلام اللبنانيين مع الغلاء الى اتساع..

والى الملف الاكثر ايلاما، تفلت سعر الدولار، فان التحقيقات القضائية ما زالت متواصلة والى اتساع، فاعترافات الصرافين الموقوفين امام المدعي العام المالي القاضي علي ابراهيم قادت التحقيقات الى مدير الخزينة في مصرف لبنان – الوحدة المعنية بشراء وبيع الدولار- وقد ترك رهن التحقيق على أن يزود القضاء بمستندات من مصرف لبنان.

وبالسند والدليل نطقت اليوم حجارة فلسطين، فأذلت المحتل الذي اصيب اليوم بمقتل احد جنوده بحجر رماه فلسطيني بعزم الوجع والغضب، الذي تختزنه جنين في الضفة الغربية..

وبين ضفتي الشهادة والنصر يطل غدا الامين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله، في ذكرى القائد الجهادي السيد مصطفى بدر الدين “ذو الفقار”، عند الخامسة عصرا في خطاب مع زحمة الملفات..

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون ال بي سي"

يقول الخبر : " أحال محافظ جبل لبنان القاضي محمد مكاوي بعض الأشخاص الوافدين من الخارج الى النيابة العامة الاستئنافية في جبل لبنان، بعدما تبين انهم زودوا السلطات المعنية بمتابعة أوضاعهم خلال مدة الحجر الالزامي بأرقام هاتف مغلوطة للتفلت من الحجر.... وطلب المحافظ التحقيق معهم واتخاذ التدابير المناسبة بحقهم....".

ويقول رئيس الحكومة في مجلس الوزراء : "بسبب التراخي في بعض المناطق، والإهمال وعدم المسؤولية عند بعض المواطنين، فإن إنجاز احتواء الكورونا مهدد اليوم بالانهيار".

حين يهرب مواطنون من الحجر الإلزامي ، فإن "القليل فيهم" أن تطبق العقوبات بحقهم ... وحين يتحدث رئيس الحكومة عن التراخي والإهمال وعدم المسؤولية عند بعض المواطنين، فهذا يستدعي معاقبة من أهملوا ومن لم يتحملوا المسؤولية ... ولأن شيئا من هذا لم يتحقق فإن ممارسات بعض العائدين وبعض المقيمين تسببت بقرار من مجلس الوزراء بالإغلاق الكامل لأربعة أيام اعتبارا من السابعة من مساء غد الأربعاء لغاية الخامسة من صباح الإثنين ...

هكذا أخذ اربعة ملايين لبناني بجريرة "كم مستهتر، وكم عديم مسؤولية من المقيمين " ... لكن يجدر تذكير من يجب ان يتذكر ان القانون يعاقب على مثل هذه الأخطاء، فالمادة 604 من قانون العقوبات تقول ما حرفيته :"من تسبب عن قلة احتراز او اهمال او عدم مراعاة للقوانين او الانظمة في انتشار مرض وبائي من امراض الانسان عوقب بغرامة، واذا اقدم الفاعل على فعله وهو عالم بالامر عوقب بالحبس من سنة الى ثلاث سنوات فضلا عن الغرامة". فهل يقدم المعنيون على تطبيق القانون؟

ولمناسبة الحديث عن القانون ، جاء لافتا كلام رئيس الحكومة في موضع الغلاء ، إذ يقول: "الارتفاع الجنوني في أسعار المواد الغذائية والسلع يجب أن يكون في سلم أولوياتنا، هناك جشع لدى بعض التجار ولا يجوز أن يبقى هؤلاء من دون محاسبة، بعض التجار يستغل الوضع ليحقق أرباحا طائلة على حساب لقمة عيش اللبنانيين، ويجب أن تكون هناك إجراءات صارمة بحق هؤلاء"....

المواطن إذا في انتظار " تلك الإجراءات بحق هؤلاء" فهل تجرؤ السلطة بعدما تجرأ رئيس الحكومة على توصيف الواقع ؟

الجرأة لم تقتصر على كشف الجشع بل على الإقرار بالتهريب برا وبملايين الدولارات إلى سوريا، وهذا ينفي ما كان يعلن في السابق من ان المعابر غير الشرعية أقفلت ولم يتبق منها سوى " كم معبر للمشاة " فجاء تهريب المازوت والطحين ليفجر الفضيحة.

بعيدا من هذه الملفات ، يبدأ لبنان وصندوق النقد الدولي غدا الأربعاء رحلة الألف ميل للاتفاق على أن يقرض الصندوق لبنان المبلغ الذي يريد وفق الخطة التي سيقدمها، لكن هل يحمل الوفد اللبناني ارقاما موحدة للتفاوض على أساسها مع الصندوق؟

الإجتماعات تتلاحق لتوحيد الأرقام لكن مع كورونا الأرقام ليست وجهة نظر، وارتفاعها أدى إلى العودة غلى الإجراءات الصارمة.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون أم تي في"

تحية إكبار وإجلال الى ممرضات لبنان وممرضيه الأبطال، في مواجهتكم الطويلة والشجاعة لمرض كورونا والتي يبدو أنها ستطول، وقبل الكورونا معركتكم ضد الأجور البخسة والظلم المادي والاجتماعي . وطالما نحن في المجال، لا بد من الإشارة بأسى واسف الى أن ما حذرنا منه قد حصل، نعم إن الاستهتار الشعبي بتدابير التعبئة العامة ومسارعة الحكومة الى إعلان نصرها المبكر على الكورونا وتخفيفها تدابير التعبئة وعدم متابعتها الصارمة لآلاف اللبنانيين العائدين من الاغتراب في حجرهم الالزامي. كل هذا التراخي أدى الى ارتفاع مقلق في عدد المصابين ما حتم على الحكومة إعلان إغلاق البلاد شبه التام، من مساء الأربعاء الى فجر الإثنين . التدبير سيزيد الخسائر الاقتصادية حتما، لكنه غير مضمون النتائج صحيا، ما لم يفك بعض اللبنانيين المستهترين تحالفهم مع الفيروس، وقد بدأت الجائحة تنتقل الآن من الشعب الكادح الى منازل الرسميين . في الإطار ، كشفت الإم تي في عن إصابة اثنين من حراس النائب جميل السيد.

على جبهة الكارثة الاقتصادية، جاء بيان مجلس الورزاء أشبه بنداء من حكومة نظرية وجهته الى حكومة افتراضية، إذ تموضع مجلس الوزراء في صف الشعب وطالب في بيانه مجهولا، بوقف تهريب الطحين والمازوت الى خارج لبنان وضبط الأسعار والدولار، وقد استدرك الرئيس عون الأمر بدعوته مجلس الدفاع الأعلى الى الاجتماع غدا لبحث ضبط المعابر ، علما بأن الأمر يتطلب ضوءا أخضر من الضاحية على غرار الضوء الذي فتح الباب امام التفاوض مع صندوق النقد. في السياق، تستعد الحكومة للتفاوض مع الصندوق بدءا من الأربعاء، على خطة مالية غير واضحة المعالم والتوجهات، فيما لم تتعب نفسها بإقفال الثقوب السوداء الكبيرة التي تنخر جسم الدولة، أقله لإبهار مفاوضي صندوق النقد وإيهامهم بأنها أنجزت فروضها البديهية. عنينا في الفروض، تعيين مجلس إدارة الكهرباء ونواب حاكم المركزي والإفراج عن التعيينات القضائية وتخفيف الفائض الهائل بالموظفين القانونيين وغير القانونيين ووقف التهريب. وهذه القرارات لا تتطلب من المسؤولين سوى حس وطني عال، واستفاقة ضمير على هول الكارثة التي تبتلع لبنان.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون الجديد"

أصيبت البلاد بجائحة التراخي وظهرت على الشعب عوارض ضمور في الوعي فانقلبت موازين القوى مجددا لصالح كورونا وأعادنا عداد الوباء المتصاعد إلى المربع الأول ومن نقطة الصفر شدت الحكومة الأحزمة وقرر مجلس الوزراء مجتمعا الإقفال التام أربعة أيام. لبنان مغلق حجر على نفسه حتى إشعار عودة الالتزام كل في موقعه لكن الأجواء بقيت مفتوحة لأسراب العائدين وعلى موجة الاختلاط الجديدة بين مقيم ووافد وبين مفاعيل الاستهتار وعدم المسؤولية فإن مؤشر كورونا قد تسارع في الأيام القليلة الماضية وسجل مئة وتسع حالات في أيام ثلاثة وهو رقم أدخل البلاد في منطقة الخطر الوبائي ومنها إلى الانزلاق بسرعة قياسية نحو الانتشار في مرحلة ثالثة عنوانها نعم هناك داع للهلع وعليه فإن الحظر التام جمع المفرد "بالمجوز" وشمل كل القطاعات باستثناء المستشفيات والقطاعات الغذائية والزراعية على أن يعاد النظر في مراحل إعادة فتح القطاعات.

حوصر الوباء في مرحلته الأولى وضبط في مرحلته الثانية أما في المرحلة الثالثة فيهدد إنجاز الحكومة في محاصرة كورونا بالانهيار لكن ليس الفيروس وحده ما يقف بالمرصاد للحكومة وهي تقف اليوم أمام تحدي ضبط الأمن الغذائي المفتشي غلاء في الأسعار وفي جلستها اليوم شددت على وجوب اتخاذ إجراءات صارمة بحق التجار الذين يتلاعبون بالأسعار متكئة على تجربتها في سوق المتلاعبين بسعر صرف الدولار إلى القضاء. وإذ ترك مجلس الوزراء مهمة وضع إطار لتحركات المواطنين في عهدة وزير الداخلية فإنه لزم التهريب غير الشرعي لخلية وزارة المال أما طريق المفاوضات فستسلك غدا مع صندوق النقد على قاعدة رضي العالم بخطتنا الاقتصادية ونحنا ما رضينا.

وفي زمن التباعد الاجتماعي سجل تقارب سياسي حد التفاهم غير المعلن وما فرقته السياسة جمعه سلاح مكافحة الفساد فولد حلف ثنائي قوامه القوات حزب الله.النائب حسن فضل الله قدم ملفات الفساد بمستنداتها وإخباراتها ومراجعاتها بأدق تفاصيلها إلى لجنة الإدارة والعدل النيابية فتلقفها زميله جورج عدوان ليراسل وزيرة العدل ويخصص جلسة للاستماع إلى الإجابات عن كل الإخبارات المتعلقة بالفيول والصرف الصحي والاتصالات، على أن يطلب منها اصطحاب القضاة المعنيين إلى جلسة المساءلة للاستماع منهم أين أصبحت مسارات هذه الملفات. وقبل سلوك القضاء درب ساحة النجمة يجمع رئيس الجمهورية غدا مجلس القضاء الأعلى على ملف التهريب عبر المعابر غير الشرعية وبالموازاة اقتراح بتأليف لجنة تحقيق برلمانية في قضية الفيول المغشوش أعدته النائبة بولا يعقوبيان وقد وضعت يعقوبيان الاقتراح بعهدة الرئيس نبيه بري وما على بري إلا البلاغ.

 

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الثلثاء في 12 أيار 2020

وطنية/الثلاثاء 12 أيار 2020

 النهار

لوحظ أنّ الحملات على مرجعية مالية خف منسوبها بشكل واضح بعد رسائل دولية وُجّهت إلى مرجعيات لبنانية وحذّرتهم من مغبة ما يقومون به، دون إغفال جولات السفيرة الأميركية في بيروت على رؤساء وقيادات لبنانية.

يقول أحد رجال الاقتصاد إنّ تمديد العام الدراسي في الصيف المقبل سيعمّق من جراح القطاع السياحي الذي دخل اصلا في موت سريري.

علق نائب على اخبار القبض على كميات من المخدرات المهربة ومصادرتها قائلا: امران مقلقان في الموضوع اولهما انه لا يصار الى الكشف عن هوية صاحب البضاعة، والثاني ان عملية اتلافها مشكوك فيها ايضا خصوصا ان عمليات الحرق امام العدسات تقتصر على "كم كيلو".

افاد رجال دين من وباء الكورونا اذ تم ارجاء تقاعدهم بسبب تأجيل الاجتماعات السينودسية التي تنتخب البدائل كما غياب الموفدين البابويين الذين يتابعون ملفات هؤلاء.

الجمهورية

لاحظ مراقبون مزاولة أحد الموظفين عمله ودوامه في مكتبه رغم تقديمه استقالته من منصبه.

تستغرب جهات قريبة من مسؤول كبير التعارض التام بين مواقف رئيس حزب وتصريحات كوادره.

سخر أحد الدبلوماسيّين من مجموعة اقتراحات وتدابير إتّخذت تحت شعار الإصلاح وتمنى إعطاء رئيس الحكومة مهلة خمس سنوات على الأقل لتطبيقها.

اللواء

تتركز، حسب مصدر دبلوماسي، مهمة وزير خارجية دولة كبرى في المنطقة بترتيب توازنات في الخليج وشمال أفريقيا!

يُبدي نائب بارز استغرابه لعدم شمول التوقيفات، في لعبة تصاعد سعر صرف الدولار، مصرفيين ومدراء مصارف معروفين؟

سادت أجواء بلبلة ليلاً، لدى موظفي القطاع العام عن اتجاه لتحويل نصف راتب للموظفين عن شهر أيار الحالي قبل عيد الفطر السعيد..

نداء الوطن

أفيد أنّ مصرف لبنان يستعد لإطلاق "المنصة الالكترونية" قريباً في سبيل إصدار سعر يومي موحّد لصرف الدولار.

استغربت أوساط نيابية تأخر رئاسة الجمهورية في توقيع قانون "تعليق المهل القانونية" رغم أهميته وحاجة الناس إليه في هذه الظروف الصعبة.

لوحظ أنّ دوائر وزارة الخارجية تعاطت بكثير من التكتّم إزاء المراجعات الإعلامية التي وردتها للاستفسار عن مجريات "الخلوة المطوّلة" بين الوزير ناصيف حتي والسفيرة الأميركية.

الأنباء

تزداد الشكاوى من مغتربين عادوا الى لبنان في مرحلة التعبئة من اختلال معايير الالتزام بالاجراءات المفترضة.

بلغ التشظّي ضمن أفرقاء الخط السياسي الواحد مرحلة تفوق الحدّة التي تظهر في التصاريح العلنية.

البناء

قالت مصادر أمنية إن الجماعات التي تتحرك تحت عنوان دعم رجل الأعمال بهاء الحريري تتركز في شمال لبنان وأبرزها كان ضمن مجموعات شاركت في الحراك، خصوصاً في مواجهة قوى الأمن والجيش في بيروت وطرابلس وتاريخها يشير لعلاقات مع جماعات متطرفة ومع مؤسسات تركية وقطرية. وتساءلت عما إذا كان بمستطاع بهاء الحريري تحمل تبعات ذلك في علاقته بالخليج.

قالت مصادر خليجية إن النيات الأميركية بإعادة التموضع وتخفيف الحضور العسكري في المنطقة تبدو جدية وإن إيجاد تفاهمات خليجية إيرانية موضع تشجيع غربي، خصوصاً إذا نجحت مساعي التوصل لمسار تهدئة في اليمن يفتح الباب لتسوية سياسية تشكل فرصة فك اشتباك خليجي إيراني تمهيداً لفتح قنوات التواصل الفعليّة.

 

فارس سعيد: نحذّر من اعتبار مشاعات جبل لبنان"املاك الجمهورية"

الكلمة أونلابن/13 أيار/2020

غرد النائب السابق فارس سعيد عبر تويتر قائلا: "ورد في خطة الحكومة "إستخدام اصول الدولة من عقارات و املاك".واضاف: "نحذّر من اعتبار مشاعات جبل لبنان"املاك الجمهورية"، هذه ملكيتنا واي التباس من قبل النواب سيحمّلهم مسؤوليّة كبيرة". وختم سعيد تغريدته بالقول: "سنواجه اي كتلة نيابيّة لا تعمل فوراً على استثناء مشاعات جبل لبنان والغاء مذكرة الوزير علي حسن خليل".

 

إغلاق كامل في لبنان لمدة 4 أيام

بيروت/الشرق الأوسط/13 أيار/2020

اتخذت الحكومة اللبنانية قرارا بالعودة إلى الإغلاق الكامل لمدة 4 أيام اعتباراً من مساء يوم غد الأربعاء إلى صباح يوم الاثنين المقبل، بناء على توصية من وزير الصحة حمد حسن مع تسجيل ارتفاع في إصابات فيروس «كورونا» في الأيام الأخيرة. وجاءت هذه المقررات في الجلسة التي عقدتها الحكومة يوم أمس، حيث بحثت في جدول أعمال من 13 بندا إضافة إلى أمور طارئة، أهمها عرض وزير الصحة العامة للتطورات المتصلة بجائحة «كورونا» لاتخاذ القرارات المناسبة بشأنها. وقال حسن إن «قرار الإغلاق اتُخذ لاستكمال المسح الميداني المتعلق بالحالات المشخّصة وتدارك الانزلاق إلى مرحلة التفشي المجتمعي». من جانبه، قال وزير الداخلية: «الإقفال العام تقرر بسبب تزايد الإصابات بـ(كورونا) والإجراءات فيها استثناءات، كما في المرحلة الأولى على أن نجري إعادة التقييم يوم الأحد عشية انتهاء المهلة، وتستكمل عودة اللبنانيين من الخارج وفق ما هو محدد». وبعد الجلسة قالت وزيرة الإعلام منال عبد الصمد، إن رئيس الجمهورية ميشال عون وجه تحية إلى الممرضات والممرضين في يومهم العالمي، قائلا: «لقد عشنا معهم ولا يزال كفاحهم مستمرا من أجل الاهتمام بمرضى (كورونا)، على رغم المخاطر التي تتهددهم». وأكد عون على «ضرورة إعادة النظر بالترتيبات المتخذة، وتشديد إجراءات الوقاية لمواكبة وباء (كورونا) لا سيما وأن عدد الإصابات ارتفع بشكل مؤسف خلال الأيام القليلة الماضية»، متمنيا على «المواطنين الذين يتابعون الحجر المنزلي الالتزام بما هو مطلوب منهم؛ تفاديا لاتخاذ إجراءات قانونية». ونقلت عبد الصمد عن رئيس الحكومة حسان دياب قوله إن «الحكومة حققت إنجازا في مواجهة (كورونا)، وللأسف بسبب التراخي في بعض المناطق هذا الإنجاز مهدد اليوم بالانهيار». وفيما لفت إلى العودة إلى الإغلاق التام لأربعة أيام باستثناء المستشفيات والقطاعات الغذائية والزراعية، قال إنه «سيعاد النظر في مراحل إعادة فتح القطاعات»، مشددا على وجوب اتخاذ إجراءات صارمة بحق التجار الذين يتلاعبون بالأسعار.

 

وزارة الطاقة اللبنانية تعلن عدم العثور على بترول في البئر الأولى

بيروت/الشرق الأوسط/13 أيار/2020

ذكرت وزارة الطاقة اللبنانية، أمس، أنه لم يتم اكتشاف البترول خلال حفر البئر الاستكشافية الأولى بانتظار نتائج تحليل العينات التي تعمل الشركات عليها، وأعلنت البدء بتقديم طلبات الاشتراك في دورة التراخيص الثانية. وأوضحت الوزارة في بيان أنه «في الصناعة البترولية يعود للعلم وللدراسات ولأنشطة الحفر تأكيد وجود البترول في المياه البحرية اللبنانية من عدمه، مع العلم أنّ مسار الاستكشاف هو مسار طويل يتخلله عقبات؛ أهمها أنّ إمكانيات النجاح تكون متدنية في بداية مسار الاستكشاف، إذ إنّ تحقيق الاكتشاف يتطلّب حفر العديد من الآبار، وقد أثبتت التجارب العالمية أنّ معدّل النجاح هو بئر واحدة من ثلاث أو أربع آبار يتم حفرها في مرحلة الاستكشاف». وأشارت: «أمّا فيما يتعلّق بأنشطة الاستكشاف في الرقعة رقم (4) فإنّ حفر البئر الاستكشافية استهدف هدفاً جيولوجياً واحداً على عمق معيّن وفقاً للدراسة التي قامت بها الشركة المشغلة، مع العلم أنّ العشر رقع في المياه البحرية تحتوي على حوالي 60 هدفاً جيولوجياً والتي يمكن استهدافها في أنشطة الاستكشاف في المستقبل». وأعلنت: «إنّ النتائج المستخلصة حتى الآن من حفر البئر الاستكشافية الأولى هو كما أعلنّا سابقاً أنّها أكدت وجود نظام بترولي جيولوجي في قاع البحر اللبناني مع وجود للغاز الطبيعي، ولكن دون تحقيق اكتشاف من جراء حفر البئر الاستكشافية الأولى. ونحن بانتظار نتائج تحليل العينات التي تمّ أخذها من هذه البئر، والتي تعمل شركات الائتلاف على تحليلها، والتي تعتبر على قدر عالٍ من الأهمية فيما يتعلّق بمسار الحفر في الرقعة رقم (9) وغيرها من الرقع لاحقاً». من جهة أخرى، أعلنت الوزارة «أن الحكومة أقرّت مرسوماً يسمح للشركات الراغبة في الاشتراك في دورة التراخيص الثانية بتقديم طلبات الاشتراك في هذه الدورة باليد، أي الحزمة المختومة التي تحتوي على جميع المستندات والبيانات المطلوبة، أو عبر الإنترنت بطريقة آمنة».

 

فشل لبنان بطلبه من الدول الكبرى اقناع اسرائيل وقف خروقها الجوية لسمائه وعدم استعمالها لمهاجمة اهداف في سوريا

خليل فليحان/الشرق الأوسط/12 أيار/2020

طلب لبنان من عدد من الدول الغربية ذات العضوية الدائمة لدى مجلس الامن ان يسعى لدى اسرائيل لاقناعها بامرين الاول التوقف عن خرق الاجواء اللبنانية شبه اليومي وذلك تنفيذا لقرار مجلس الامن 1701 حفاظا على الامن والسلم الدوليين،اضافة الى ان وقف هذا الخرق شبه اليومي يشكلُ ازعاجا للسكان الذين يسمعونه بشكل واضح في الليل كما في النهار ايا كان ارتفاعه ومنهم مايخشى من ان تقدم مقاتلات العدو على زرع الرعب في نفوسهم من اعتداء لاسيماعندما يكون على علو منخفض ومنهم ما تعود على هذا الخرق واستيعابه .

اما الطلب الثاني فيكمن في وقف تل ابيب استخدام المقاتلات الاسرائيلية الاجواء اللبنانية لشن هجمات بمعدل اثنتين او اكثر في الاسبوع الواحد على المواقع العسكرية الايرانية في سوريا او مواقع حزب الله المنتشرة ايضا في مناطق عديدة من الدولة الجارة للبلاد .

و افاد ديبلوماسيون لبنانيون ان اسرائيل ر فضت بقوة وقف الخرق الجوي الحربي للاجواء اللبنانية لسببين الاول : رصد اية شحنات سلاح وذخيرة بالتقاط الصور وقصفها قبل الوصول الى مستودعات الذخيرة في لبنان . اما السبب الثاني ان تل ابيب مضطرة الى استعمال الاجواء اللبنانية في شن هجماتها على اهداف عسكرية ايرانية او لحزب الله لان تلك الاجواء لا يكشفها الرادار السوري او انها الاقصر في الوصول الى الهدف . ووفقا لجواب اكثر من دولة التي تبلغها لبنان بانها غير قادرة على منع اسرائيل من شن الغارات لانها اولا ترفض بشدة هذا التجاوب وثانيا لانها تلتقي مع مصالحها لانها ضد الوجودين المسلحين الايراني وللحزب في سوريا . اما جوابا عن مضيها في خرق الاجواء اللبنانية بشكل شبه يومي فهي مصرة على ذلك لتدمير اي تحرك يؤدي الى عملية عسكرية ضد اراضيهاالمحتلة وهي تعتبر ان السلطات اللبنانية عاجزة عن منعها من القيام بذلك و هي لا تستأذنها لشن الهجوم . وفي الجواب الدولي الذي نقلته عن تل ابيب ايضا ان اسرائيًل لا تتجاوب مع مجلس الامن الذي يدعوها في كل مرة الى التهدئة . كما ان اسرائيل تعلم ايضا ان المهاجمين لا يستأذنون السلطات اللبنانية . علما ان المجلس يصدر في نهاية شهر آب من كل عام قرارا للتمديد ل اليونيفيل يتضمن فقرة تدعو لبنان واسرائيل الى ضبط النفس ويكتفي بتعدادالخروق الجوية والخروق البرية التي تزعم انها اتت من لبنان ومعظمها يأتي من الجيش الاسرائيلي الذي يزعم في كل مرة انه يفعل ذلك تفتيشا عن مها جمين او عمليات شنّت من الاراضي اللبنانية .

قال لبنان لتلك الدول التي تبذل مساع مع اسرائيل لوقفها عن الخروق الجوية لان اية عمليات عسكرية لم تشن ضدها الا ان ان تل ابيب لم تقتنع بذلك . وقالت المصادر عينها ان اسرائيل ماضية في اعتداءاتها على لبنان تتذرع لان اي هجوم لم يشن من الاراضي اللبنانية ضدها الا ان تل ابيب لا تعتبر لك ضمانة لحدودها. ولفتوا الى ان الحدود بين لبنان واسرائيل ستبقى على هذه الحالة بانتظار عملية التسوية مع الاشارة الى ان اية مفاوضات متوقفة منذ سنوات

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

الحكومة اللبنانية تشكل خلية لمعالجة التهريب

بيروت/الشرق الأوسط/12 أيار/2020

أعلنت الحكومة اللبنانية في اجتماعها أمس عن تشكيل خلية في وزارة المال لمعالجة موضوع التهريب في ضوء تفاقم هذه الظاهرة في الأيام الأخيرة وتحديدا تهريب مادتي المازوت والطحين إلى سوريا. وبعد الجلسة قالت وزيرة الإعلام منال عبد الصمد، إن رئيس الجمهورية ميشال عون وجه تحية إلى الممرضات والممرضين في يومهم العالمي، قائلا «لقد عشنا معهم، ولا نزال، كفاحهم من أجل الاهتمام بمرضى الكورونا على رغم المخاطر التي تتهددهم». وشدد رئيس الحكومة حسان دياب على وجوب اتخاذ إجراءات صارمة بحق التجار الذين يتلاعبون بالأسعار. وقال: «طلبت سابقا من القوى الأمنية ضبط المتلاعبين بسعر صرف الدولار، وهذا ما جرى والملف اليوم بيد القضاء». وعن شحّ الدولار وفوضى ارتفاع سعر صرفه في السوق السوداء، قالت عبد الصمد «قرار ضخ الدولار في السوق يعود لمصرف لبنان، وكانت توصية من الرئيس دياب في هذا القبيل لكبح ارتفاع سعر الصرف على أمل الاستجابة». وعن خطة الحكومة الاقتصادية، ذكّر دياب «وحدات القطاع العام ومنها مصرف لبنان بضرورة العمل لإنجاحها في وقت لم نسمع حتى الآن عن بدائل جدية لها، لذا رضي العالم بخطتنا وهذه الخطة مسار للدولة والتصويب عليها يصعب الحصول على مساعدات للدولة». وفي موضوع التهريب أعلنت عبد الصمد أنه «يتم تشكيل خلية في وزارة المال لمعالجة موضوع التهريب وسيستكمل البحث في هذا الملف الأسبوع المقبل». وبعد الخلافات السياسية التي حالت دون حسم التعيينات ومنها إدارية ومالية وقضائية، لفتت إلى أنها «قيد التحضير ويفترض أن تعرض على مجلس الوزراء في الأسابيع المقبلة، وليس هنالك عقبات في هذا الشأن». ولفتت إلى أن «مجلس الوزراء وافق على قبول هبة نقدية من الريجي بقيمة مليون دولار، على أن يصار إلى استعمال جزء منها لنقل الطلاب اللبنانيين من الخارج».

 

حملة فرنجية على عون وباسيل فتحت باكراً معركة الرئاسة اللبنانية

بيروت: محمد شقير/الشرق الأوسط/12 أيار/2020

سرّعت الانتقادات الحادة غير المسبوقة التي ساقها زعيم تيار «المردة» الوزير السابق سليمان فرنجية، ضد رئيس الجمهورية ميشال عون، ورئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل، في فتح معركة رئاسة الجمهورية قبل عامين ونصف العام، من انتهاء ولاية عون، وأدت إلى إقحام البلد في مرحلة انتقالية، فيما الجهود ناشطة للتفاوض مع صندوق النقد الدولي للحصول على قرض مالي لوقف الانهيار الاقتصادي.

وبصرف النظر عن ردود الفعل على فرنجية، فإن لبنان يسير باتجاه إدارة الأزمة لوجود صعوبة في إمكانية تطويق تداعياتها، لأنها فتحت الباب أمام الصراع على رئاسة الجمهورية، فيما القوى من غير الموارنة تفضّل حتى إشعار آخر أن تتموضع في دائرة المراقبة.

وتحمّل القوى السياسية، النائب باسيل، مسؤولية ما أصاب «عهد» عون من تصدّعات حالت دون تحقيق الإنجازات التي وعد بها، خصوصاً بعد فشل التسوية التي عقدها مع الرئيس سعد الحريري، ومع رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع.

وتقول مصادر سياسية محسوبة على المعارضة، إن عون أتاح الفرصة لباسيل، منذ أن بادر إلى التصرُّف على أنه «الرئيس الظل»، بأن لا شيء يمشي في البلد، من دون موافقته، وتؤكد بأن رئيس الجمهورية لم يكن مضطراً لإحالة من يلتقيهم على باسيل الذي كان وراء إسقاط التسوية الرئاسية وقطع الطريق على تفاهم عون وجعجع. وتلفت إلى أن سبب إسقاط التسوية يكمن في أن عون كان يحيل الحريري أثناء تولّيه رئاسة الحكومة على باسيل، ومَنْ يشكك بذلك عليه أن يسأل في هذا الخصوص زعيم «المستقبل» الذي نَفَد صبره حيال إصرار باسيل على تعطيل العمل الحكومي.

وتَعد المصادر نفسها أن العودة بالبلد إلى مرحلة ما قبل الهجوم الذي قاده فرنجية باتت مستحيلة، حتى لو انبرى «حزب الله» إلى التحرك باتجاه حليفيه لرأب الصدع بينهما. فـ«حزب الله»، كما تقول المصادر، يقف الآن في منتصف الطريق بين حليفيه عون وفرنجية، ولا يبدو أنه في وارد القيام بوساطة، خصوصاً في ضوء ما تردّد بأنه لم يتدخّل لدى فرنجية وهو يتحضّر لما سيقوله في مؤتمره الصحافي. كما أن «حزب الله» كان يشارك من يشكو من باسيل في شكواه، وأنه يضطر للتواصل مع عون، متمنياً عليه التدخّل، لأن لا مصلحة في تمادي الخلافات بين «أهل البيت الواحد»، خصوصاً خلال تشكيل الحكومات، أو في إدراج دفعة من التعيينات على جدول أعمال مجلس الوزراء. ومع أن ما يهم «حزب الله» هو توفير الدعم لحكومة حسان دياب، نظراً لوجود صعوبة أمام إيجاد البديل لها، فإنه اضطر لأن يعيد النظر في موقفه من التفاوض مع «صندوق النقد»، بعد أن اكتشف أن الأبواب موصدة أمام البحث عن جهة دولية لإقراض لبنان، لكن الجميع فوجئ بأن الإعداد للقاء الوطني الذي رعاه عون لدعم خطة التعافي المالي كان دون المستوى المطلوب، وهذا ما أتاح إلقاء اللوم على الفريق الاستشاري لرئيس الجمهورية بذريعة أنه لم يؤمّن شروط إنجاحه.

وعلمت «الشرق الأوسط» أن هذا الفريق لم يكن مضطراً لإقناع عون بجدوى انعقاد المؤتمر، خصوصاً في ضوء إصرار رئيس المجلس النيابي نبيه بري، على عدم الإدلاء بمداخلة يحدد فيها موقفه من الخطة، الذي تلازم مع اجتماعات لجنة المال والموازنة النيابية التي خصصت لتشريح الخطة، وتميزت بمعارضة الكتل النيابية الممثلة في الحكومة لها، التي اقتربت من الإطاحة بها لما فيها من ثغرات. وتردد أن دياب اتصل برئيس لجنة المال إبراهيم كنعان (تكتل لبنان القوي برئاسة باسيل) معاتباً له حيال الأجواء السلبية التي تسيطر على مناقشة النواب للخطة، رغم أن معظمهم يتعامل معها على أنها مجموعة من الأفكار لا تفي بالغرض، وهي في حاجة إلى تعديلات جوهرية، كما تردّد أن العتاب الذي وجّه إلى كنعان انسحب على رئيس الجمهورية.

 

مغارة منشآت النفط... ابن شقيق نائب يسرق الدولة

ليبانون ديبايت/الثلاثاء 12 أيار 2020

تَتوالى الفضائح في منشآتِ النفط في لبنان وجديدها إبن شقيق نائب يسرق الدولة. وفي التفاصيل، أظهرت التحقيقات التي تجريها القاضية غادة عون أن "ر. د" وهو ابن شقيق نائب شمالي يعمل كمدير في منشآت النفط براتب شهري يناهز الـ 12 مليون ليرة، ولكنه مسافر منذ فترة الى الخارج ولا يحضر الى مركز عمله وقد طلبت عون أن يتم تزويدها بحركة الدخول والخروج من الأمن العام تمهيداً للادعاء عليه. والبارزُ في الموضوع، تغاضي رئيس منشآت النفط سركيس حليس عن الموضوع بالرغم من أنّ الموظف المذكور من بلدته ويعمل تحت إمرته بشكلٍ مباشر. والأدهى من ذلك، أنّ شقيق الموظف المذكور "س. د" يعمل أيضاً في منشآت النفط ويزور مكتب عمله أيام قليلة في الشهر ويتقاضى 12 مليون ليرة شهرياً.

 

"نيويورك تايمز": لبنان على شفير الجوع والفقر

سبوتنك/12 أيار/2020

كتبت صحيفة "نيويورك تايمز" مقالاً عن الأزمة المالية والاقتصادية التي تضرب لبنان، مشيرة إلى أن "اللبنانيين لطالما حاولوا الاستمتاع بالحياة على الرغم من الحروب وجولات العنف وعدم وجود كهرباء ولا مياه صالحة للشرب، فقد بقيت الفنادق مفتوحة، وكان بإمكان الطبقة الوسطى شراء ملابس جيّدة، والاستعانة بعاملات في المنازل، ويسافرون أحيانًا". وأضافت الصحيفة، أنّ "هذا النظام انهار خلال الأشهر الأخيرة، ما أدّى إلى انهيار اقتصادي تفاقم مع التدابير المتخذة من قبل الحكومة لمكافحة فيروس كورونا، فيما يحذّر محللون من أن الانكماش يمكن أن يعيق قدرة الطبقة الوسطى، ما يجعل من الصعب أن يتعافى لبنان من أزمته، وهو البلد الثالث الأكثر مديونية في العالم". وتطرقت إلى سياسة مصرف لبنان للحفاظ على ديمومة الاستثمارات في الوقت الذي لا يصدّر فيه لبنان ما يكفي ويحتاج لجذب الودائع، أما الآن فهناك نقص في الدولار وفقدت الليرة اللبنانية ثلثي قيمتها، فيما تتخذ المصارف إجراءات.

وتوقعت الصحيفة الأميركية، أن يكون وقع الأزمة شديدًا على الفقراء، وذكرت بتحذير البنك الدولي من ارتفاع نسبة الفقراء في لبنان إلى 50%، وذلك في تشرين الثاني أي قبل انهيار الليرة وتفشي فيروس كورونا ما يجعل الأمور أسوأ الآن.

 

هدف سياسي جديد لـ"حزب الله"

Lebanon24/12 أيار/2020

أفادت مصادر مطلعة أن "حزب الله" يعمل بشكل حثيث على زيادة تماسك القوى الحليفة له والموجودة داخل الحكومة.واشارت المصادر الى أن الحزب يسعى بشكل كبير الى انهاء التوترات بين مختلف اطراف الحكومة واعضائها عبر لقاءات واتصالات يومية، اذ أنه يرى أن تماسك القوى المؤلفة للحكومة سيعطيها زخماً وقدرة اكبر على الحركة والانجاز والتفاوض في الملفات المختلفة.

 

سبب إضافي لجنون فرنجيه: رواتب غيابية بالملايين لابني شقيق نائب في المنشآت النفطية

موقع التيار/12 أيار/2020

بعد صك البراءة الذي منحه رئيس تيار المردة لمدير المنشآت النفطية سركيس حليس ورئيس مجلس ادارة zr energy تيدي رحمه، ها هو خيط جديد من خيوط الفساد في الملف يتكشف محوره زغرتا. فقد أظهرت التحقيقات التي أجرتها القاضية غادة عون أن "ر. د" وهو ابن شقيق نائب شمالي يعمل كمدير في منشآت النفط براتب شهري يناهز الـ 12 مليون ليرة. لكن المفارقة ان الاخير مسافر منذ فترة الى الخارج ولا يحضر الى مركز عمله،في ظل تغاضي رئيس منشآت النفط سركيس حليس عن الموضوع على الرغم من أن الموظف المذكور من بلدته ويعمل تحت امرته مباشرة. لا يتوقف الفساد عند هذا الحد بل أن شقيق الموظف المذكور "س. د" يعمل أيضاً في منشآت النفط ويزور مكتب عمله أيام قليلة في الشهر ويتقاضى 12 مليون ليرة شهرياً. في الموازاة وعلى خط ملف باخرة بالتيك، باشرت الجمارك بتسطير مخالفة جمركية بوجه شركة سوناتراك وقد وصل الى المديرية العامة الملف بدري ضاهر بالتسلسل الاداري مع اقتراح بتجريم الشركة مبلغ ٣٦ مليار ليرة .كما ويتوقع ان يبت ضاهر بالمخالفة خلال هذا الاسبوع.

 

منير يونس ينفي صلته بـ"حزب الله":إبعادي من الكويت إداري

المدن/13 أيار/2020

نفى الزميل الصحافي منير يونس أن يكون خروجه من الكويت لأسباب أمنية، مؤكداً أن لا علاقة له بأي شكل من الاشكال بـ"حزب الله" اللبناني، مشيراً الى أن إبعاده من الكويت "إداري".

وتحدثت معلومات قبل يومين عن إبعاد يونس، مسؤول القسم الاقتصادي في جريدة "القبس" الكويتية، لأسباب أمنية. وقال مغردون عرب إن الأسباب تعود الى قربه من "حزب الله". وأصدر يونس، مدير التحرير السابق في جريدة "القبس" الكويتية، اليوم الثلاثاء، بياناً يوضح فيه ملابسات ما ينشر حول خروجه من الكويت. وقال يونس في بيان: "أنفي نفياً قاطعاً انتمائي لحزب الله، ولا تربطني به صلة من أي نوع كان، وذلك خلافاً لكل الادعاءات التي ساقها البعض في سياق مغرض". وأضاف: "احترم القضاء الكويتي، ولطالما كنت ملتزماً بقوانين البلاد التي عملت فيها طيلة 18 عاماً مارست خلالها الصحافة الاستقصائية بحرية شبه تامة. وليس أدل على ذلك إلا العلاقة الجيدة المستمرة مع رئاسة تحرير القبس". أما بشأن خروجه من الكويت، فأوضح يونس أنه "إبعاد إداري" بعد إلغاء الإقامة، والأمر متصل بشؤون وظيفية وإدارية فقط، وليس هناك أي ملف أمني "خطير" كما يدعي البعض، "وإلا لما خرجت من الكويت بسلام، ولا أواجه الآن أي قضية وفقاً للأصول القانونية المرعية  في أي من المحاكم الكويتية"، كما قال. إلى ذلك، أشار بيان الزميل يونس، الى أنه سيلاحق كل مطلقي الشائعات في وسائل التواصل الاجتماعي والمنصات الإعلامية الالكترونية وغير الإلكترونية، وذلك أمام القضاء المختص في كل الدول التي صدرت منها كل تلك الشائعات. وختم بيانه بالقول: "احترم الكويت وكل دول الخليج التي عملت فيها سنوات طويلة، وليس لي أي عداء تجاهها، بل إن أسرتي عاشت وتعلمت وعملت فيها بكل حرية وأمان ورفاه".

 

صفحة استخراج الغاز ما زالت مفتوحة

المدن/13 أيار/2020

سجالات كثيرة دارت حول نتائج الحفر الاستكشافي في البلوك رقم 4. غير أن رحلة الاستكشاف والحفر في المياه اللبنانية، لم تنتهِ. فقد أوضح وزير الطاقة ريمون غجر خلال جلسة مجلس الوزراء يوم الثلاثاء 12 أيار، أن "حفر البئر الاستكشافية الأولى في بلوك 4 أظهر وجود غاز بنوعية ممتازة لكن ليس بالكميات التجارية المتوقعة. مشيراً إلى وجود امكانية لحفر بئرين اضافيين، وسيتم ذلك بالتنسيق مع شركة توتال التي استندت إلى تقارير دولية عن وجود كميات كبيرة من الغاز".وفي ملف الطاقة أيضاً، قرر مجلس الوزراء تخصيص جلسته ليوم الخميس 14 أيار، لبحث مذكرة التفاهم التي طلب وزير الطاقة وضعها مع شركات سيمنز وجنرال الكتريك وانسالدو التي تبدي اهتماماً ببناء معامل الكهرباء. وبالتوازي، تواصل دوريات أمن الدولة ملاحقة محطات الوقود التي تخالف السعر الرسمي للمحروقات. فقد قامت دورية من مديرية أمن الدولة في الشمال يرافقها مندوب من مصلحة الاقتصاد، بجولة على محطات المحروقات في قضاء البترون، وسطّرت محاضر ضبط لعدم الالتزام بسعر البيع الرسمي لمادة المازوت.

شبه عودة للضمان

على صعيد آخر، شكّل اقفال الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي أبوابه التزاماً بقرار التعبئة العامة، ضغطاً كبيراً بالنسبة للمواطنين المستفيدين من تقديمات الصندوق. لكن إعادة فتح الأبواب بشكل جزئي، مثَّلَ جرعة أمل للاستفادة من التقديمات. لكن تفاجأَ المواطنون بأن فتح الأبواب اقتصر على دفع فواتير الأمراض المستعصية، بالإضافة إلى اعطاء موافقات الاستشفاء، فضلاً عن استقبال اشتراكات المؤسسات في الصندوق. أما استقبال معاملات المضمونين ودفع قيمة الفواتير، فلم يُستأنّف بعد. وقد لاقى هذا الأمر استغراباً من المضمونين، خاصة وأن ادارة الضمان لم توضح ذلك مسبقاً، ما خلق زحمة أمام أبواب الصندوق. لكن المواطنين التزموا باجراءات السلامة، خاصة لجهة المسافة الآمنة وارتداء الكمامات الواقية.

 

"حرب الاخوة" وأصداء الصراع السياسي يبلغ دوائر القرار.. حماسة"الصندوق" لدعم لبنان في خطر؟!

المركزية/12 أيار/2020

بات حلالا ومشروعا بعد مستجدات الساعات الماضية، نعي التضامن الحكومي رسميا وقراءة الفاتحة عن روحه، بضمير مرتاح. فالمواقف التي سجلت، سياسيا وماليا، على لسان اهل البيت الوزاري الواحد، أكدت بما لا يرقى اليه شك، ان الحكومة حكومات، وانها لا تتفق على ملف واحد.

والاخطر في هذا الواقع، بحسب ما تقول مصادر سياسية مراقبة ، هو ان الطلاق بين الاخوة في الخندق نفسه يأتي بالتزامن مع بدء صندوق النقد الدولي، مفاوضاته مع السلطات اللبنانية حول خطتها الانقاذية.

رئيس تيار المردة سليمان فرنجية قالها بوضوح امس، مصوبا سهامه على التيار الوطني الحر "هم يضيعون وقت الناس بمسألة الذهاب الى الصندوق، فشروط الاخير معروفة، والتيار لا يوافق عليها". اما حزب الله، فانتقد على لسان رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد، كيف ان بعض "المنافقين" وافق على الخطة في مجلس الوزراء ثم عاد ليطلق النار عليها لاحقا، من دون ان ينسى التذكير بأن الحزب "حذر" في التعاطي مع الصندوق وانه لن يبصم على ما يطلبه لانه اداة "اميركية". في الموازاة، يرفع رئيس مجلس النواب نبيه بري عاليا، ومنذ اسابيع، لواء حماية المودعين واموالهم، في وقت يقوم جزء كبير من الخطة الموضوعة على مطالبة المصارف – اي المودعين في صورة غير مباشرة – بالمشاركة في تأمين مداخيل الى الخزينة من الارباح التي حققتها طوال العقود الماضية! من جانبه، يدافع رئيس مجلس الوزراء حسان دياب بشراسة عن الخطة ويرى فيها ورقة تاريخية ستضع لبنان على طريق التعافي.

فأي حكومة من هذه الحكومات سيفاوض الصندوق؟! وهل تضمن الحكومة ان تصمد خطتها بعد وضعها على مشرحة مجلس النواب الذي يستعد لنسف أسس مهمة من هيكلها، خاصة في ظل جو تصفية الحسابات السياسية، المفتوح على مصراعيه، حتى بين الحلفاء؟!

في هذه المرحلة الدقيقة من تاريخ لبنان، السلطة التي يفترض بها قيادة السفينة الى بر الامان، يتقاتل اهلُها داخل قمرة القيادة. وهذا الصراع السياسي – القضائي - الرئاسي، وفق المصادر، لن تبقى اصداؤه محصورة في الافق اللبناني، بل وصلت طبعا، الى دوائر القرار العالمي وعواصمه، التي باشرت التفاوض ماليا مع بيروت عبر "الصندوق". وبحسب المصادر، المشاورات التقنية اليوم ستتأثر بلا شك بالمستجدات السياسية. والحال انه كما حزب الله حذر في التعاطي مع الصندوق، المانحون بدورهم غير متحمسين للتعاون مع حكومة حزب الله. فكم بالحري، التعاون مع حكومة حزب الله المنقسمة على ذاتها والتي يتراشق سكانها التهم بالفساد والسرقة والكذب؟! حكومة مواجهة التحديات لم تعرف كيف تصون "الانجاز" الذي حققته في وجه كورونا، وعلى الارجح، ينوي عرابوها قبل خصومها، من حيث يدرون او لا، تحميلها مسؤولية انهيار لبنان اقتصاديا وماليا، والتضحية باللبنانيين الجائعين، على مذبح حساباتهم السياسية الفئوية والشخصية الضيقة.. الا اذا استفاقت ضمائرهم فجأة... لنصلّ على هذه النية، تختم المصادر!

 

الشرق: فرنجية: يكذّبون منذ 1989 ومعركة الرئاسة فتحها باسيل

الشرق: الثلاثاء 12 أيار 2020 ا

 شن رئيس تيار المرده سليمان فرنجية هجوما شرسا على التيار الوطني الحر ورئيسه جبران باسيل وعلى العهد ورئيس الجمهورية العماد ميشال عون، منطلقا من ملف الفيول المغشوش. واتهم التيار بتسييس القضاء وبالكذب على الناس وبتدمير المسيحيين، مؤكدا ان "وصولهم إلى السلطة كشفهم والتاريخ لن يرحم وسيحاكم. وقال: كذبتم على الناس عام 1989 ودمرتم لبنان والمناطق المسيحية وكذبتم على الناس عام 2005 والآن تكذبون على الناس.. قوتكم كانت ترتكز على الدعم الشعبي واليوم قوتكم نابعة من السلطة ولكن حين تذهب السلطة لن تساووا شيئاً. وإذا كان القضاء لن يحاكمكم فالتاريخ سيحاكمكم.

وفي مؤتمر صحافي عقده في مبنى مؤسسة المرده في بنشعي، اكد فرنجية ان ملف الفيول المغشوش سياسي والجهة التي فتحته معروفة وكذلك القضاة، موضحاً أنه بعدما تم طرح اسمنا في إطار اتهامنا بالتغطية نخرج في الإعلام لنؤكد أن سركيس حليس هو صديق ونؤمن ببراءته فهو شخص آدمي ومظلوم وسيمثل أمام العدالة والقضاء الحقيقي الذي سيثبت براءته. وشدد على أنه يحترم القضاء ولكن القضاء الذي يتابع هذا الملف حتى الساعة هو قضاء مسيّس وعندما تصل مرحلة الملف الى القضاء العادل عندها تتبيّن الحقيقة، معتبراً أن من لا يحترم القضاء هو الذي لم يوقع التعيينات القضائية.

وتساءل: ألا يتحمل الوزراء المتعاقبون اي مسؤولية في هذا الملف؟ فخلال فترة العقد مع الشركة 6 من أصل 7 وزراء للطاقة كانوا من التيار الوطني الحر. ولكن يبدو أنه عندما يتعلق الامر بأي ملف لوزارة الاشغال تصبح المسؤولية على الوزير وما فوق أما في ما يخص وزارة الطاقة تصبح المسؤولية من المدير العام وما دون. وأردف قائلاً: "ضميرنا مرتاح إلى أقصى الحدود وحساباتنا وحسابات أولادنا وأولاد أولادنا وأقربائنا مفتوحة وكل المحيطين بنا مفتوحة وليتابعها القضاء".

ورأى فرنجية أن وصولهم إلى السلطة كشفهم والتاريخ لن يرحم وسيحاكم. وقال: كذبتم على الناس عام 1989 ودمرتم لبنان والمناطق المسيحية وكذبتم على الناس عام 2005 والآن تكذبون على الناس.. قوتكم كانت ترتكز على الدعم الشعبي واليوم قوتكم نابعة من السلطة ولكن حين تذهب السلطة لن تساووا شيئاً وإذا كان القضاء لن يحاكمكم فالتاريخ سيحاكمكم. ولأنهم لم يتمكنوا من تبييض صفحتهم عمدوا إلى تشويه صورة غيرهم.

من جهة أخرى، أكد فرنجية أن البلوكات التي تم الحفر فيها خالية من النفط كما أن التقارير المقدمة لطبيعة الأرض التي يتوقع أن فيها غازاً هي أيضاً غير صحيحة، كاشفاً عن أن شركة توتال الفرنسية تدرس خيار دفع البند الجزائي ومغادرة لبنان.

وأكد فرنجية أنه غير معني بأن يكون في موقع الدفاع اليوم، مشدداً على أنه وبعد زج اسمه في عدد من الملفات أنه "يحق لنا أن نقف إلى جانب ناسنا على ما يقوم به البعض بالتنصل من الأشخاص"، مشيراً إلى أن "سركيس حليس هو صديق ونؤمن ببراءته فهو شخص آدمي ومظلوم وهو سيمثل أمام العدالة والقضاء الحقيقي هو الذي سيثبت براءته". وتابع: "كان بإمكاننا أن نتنصل من الموضوع مثل غيرنا ولكن ضميرنا أكثر من مرتاح وإلى اقصى الحدود".

وأضاف "سركيس حليس وسواه سيمثلون امام القضاء والنتيجة ستصدر، نحن لا نتهرب من القضاء ونحترمه، أما من لا يحترم القضاء فهو من لا يوقع على التشكيلات القضائية والتعيينات القضائية وهو من يرفض التشكيلات التي يوقع عليها مجلس القضاء الأعلى".

وتابع: "سركيس حليس ذهب إلى المحكمة ولكن ان يصل عند قاضي التحقيق ويفاجأ بأن غادة عون أرسلت عسكريين لتوقيفه فهذا غير مقبول"، مطالباً بإنجاز "تحقيق شفاف وعدالة بهدف التوصل إلى حكم عادل وللقضاء الحق في التحقيق بحسابات سركيس حليس وأملاكه ليبني على الشيء مقتضاه".

وتابع: "آل رحمة أصدقائي من 40 سنة وريمون رحمة صديقي وأخي ونسافر معاً ولا أخجل من ذلك وضميري مرتاح"، لافتاً إلى أن "جبران باسيل حاول استمالة آل رحمة ولكن سبحان الله لا يحبونه. وإذا كانوا يريدون محاسبتنا فلهم ان يروا ان كنا في وزارة الاشغال او اي وزارة اخرى استلمناها قد اعطيناهم شيئاً وغير ذلك لا علاقة لهم بصداقاتنا". وتابع: "اما في ملف النفط فهم غير موجودين. وقد صدرت مذكرة توقيف بحق تيدي رحمة باعتبار ان البواخر مغشوشة، والواقع ان عدم مطابقة المواصفات لا يعني انها مغشوشة". "الدولة وقعت عقداً مع سوناطراك يقضي بأن نأخذ الفيول واذا كانت الباخرة مطابقة نستلم واذا كانت غير مطابقة لا نستلم ونعيدها ونحصل على غيرها على حساب سوناطراك". وتابع "3 مختبرات وافقت عليها الدولة واحد في مالطا وواحد في لبنان تابع لادارة سركيس حليس ولكن لديه مديره الخاص ومختبر شركة الكهرباء ومختبرين اعطت ان الباخرة غير مطابقة ومختبر قال انها مطابقة".

وقال: "القاضي علي ابراهيم حقق واقفل الملف اما غادة عون فحضرت تحقيقا من 400 صفحة، يتضمن 100 سؤال عن سركيس حليس ولا شيء فيه يدل على ان سركيس حليس له علاقة".

وأضاف: "7 وزراء تعاقبوا على وزارة الطاقة منذ توقيع العقد مع سوناطراك، 6 منهم للتيار الوطني الحر. فإذا كل هذه البطولات واستغرقوا 10 سنوات لاكتشاف ان هناك مشكلة بالفيول، الا يجب تحميل الوزراء اية مسؤولية؟ 20 شركة مذكورة في التحقيق واحدة منها في دبي وهي لابراهيم الذوق، وهم يبيعون المازوت للدولة بموجب عقد".

وأضاف: "اعرف اصحاب شركات نفط طلبوا تعديل مواصفات ودفعوا المال لقاء ذلك ولم يوقفهم احد". وحذر من أنهم "اذا ارادوا الحرب فليكن واذا ارادوا السلم نحن جاهزون، نحن بمشروع سياسي واحد ولكنهم لم يتمكنوا من تبييض صورتهم يحاولون تشويه صورة غيرهم"، مشيراً إلى أنه إذا كانت لديهم مشكلة معي فأنا موجود وإذا أردتم الحرب فنحن لها وإذا أردتم السلم فنحن جاهزون.. ولكنهم الضعفاء والجبناء يظلمون ويتمرجلون بالسلطة ولكن التاريخ لن يرحمهم". وقال: "عام 1989 كذبتم على الناس وكذلك في العام 1990 وعام 2005 وكذبتم واليوم تكذبون مجدداً".

وأردف قائلاً: "وصلتم إلى السلطة فانكشفتم أمام الناس"، معتبراً أن "الناس الذين آمنوا بكم وناضلوا في 7 آب تركوكم لأنكم بنيتم مجدكم على السلطة.. والسلطة لا تدوم"، ومشيراً إلى أن "الرأي العام سواء كان معنا او لا الا انه يصدقنا ولكنه لم يعد يصدقهم".

وكشف بأن كل ادعاءاتهم بأن لبنان بلد نفطي كاذبة "وانه لا ارض فيه تشبه اراضي استخراج الغاز وان شركة توتال ستوقف التنقيب وتغادر وقد تدفع البند الجزائي الذي يترتب عليها حتى لا تعود مجدداً".

وتابع "يكذبون عليكم منذ يوم التحرير لليوم، وانا اقول للرأي العام راجع ضميرك شو خبروكن وطلع صح وشو خبرناكم وطلع غلط".

وتساءل: " لماذا اليوم سوناطراك اضحت غير شرعية علما انها شركة للدولة الجزائرية؟ لماذ اكتشفوا اليوم ذلك. هناك 3 احتمالات او انهم هبل او حمير، او انهم متواطئون او انهم كانوا يغضون النظر".

وتابع "الروؤس الكبيرة ليست سركيس حليس ولا اورور فغالي التي يحاول التيار الوطني الحر التضحية فيها كما ضحى بكل الذين ناضلوا بالتيار الوطني الحر"، "التيار الوطني الحر لم يعد معكم الناس الذين امنوا بكم غادروا يوم وصلتم الى السلطة وكشفوا حقيقتكم".

وقال: "الاوضاع ستتغير، الكيدية والطريقة السلبية بالتعاطي لن تعيد لكم شيئاً. واذا فتحتم حربا معنا فستأخذون حربا. انتم ضعفاء . تظلمون وتتمرجلون لان السلطة معكم لكن التاريخ لن يرحمكم".

ورداً على أسئلة الصحافيين، أكد أن "ضميرنا مرتاح إلى أقصى الحدود والقضاء سيقرر إذا ما كان سركيس حليس مذنباً.. ولكن هناك معطيات واضحة أكان لناحية الجهة التي فتحته ومن يحقق فيه والقضاة الذين يتابعونه". وقال: "نؤمن بالدولة ونحن أول فريق سلم سلاحه للدولة بعد الحرب الأهلية.. ونحن أيضاً نؤمن بالعدالة ولكن عندما تكون العدالة مخطوفة لن نمون على احد بان يسلم نفسه للقضاء. فقناعتنا هي ان القضاء مسيس ومع الوقت سيظهر كل شيء. سركيس حليس سيمثل امام العدالة ولكن ليس امام عدالة وقضاء جبران باسيل".

ورداً على سؤال حول توقيت فتح الملف اكد فرنجية ان "حرب الرئاسة بدأت عند جبران باسيل".

من جهة أخرى، أشار فرنجية إلى أن "خسائر لبنان جراء ملف الكهرباء تقدر بالمليارات والمطلوب القيام بمناقصة شفافة ضمن اطر علمية ودقيقة وواضحة".

واضاف "اليوم انا اقدم اخبارا حول سمير ضومط. قبل ان يأخذ عقد الباخرة بسنتين، كان معروفا انه سيحصل عليه. وجبران باسيل وضع اسم سمير ضومط من اجل احراج الرئيس سعد الحريري الذي لم يوقع على العقد".

وحول عدم مشاركته في لقاء بعبدا المالي، قال "نحن مشاركون في الحكومة وملاحظاتنا قدمناها على طاولة مجلس الوزراء. في هكذا لقاء يجب احضار من ليس مشاركا في الحكومة لابداء رأيه. ونحن سنقدم ملاحظاتنا نفسها على الخطة الاقتصادية في مجلس النواب".

وتابع "عندما نكون مستهدفين من قبل بعبدا فنحن من يقرر اذا كنا سنحضر او لا". وفي الموضوع الاقتصادي، اكد فرنجية ان "العهد يكذب في ما يخص صندوق النقد الدولي. فهو غير قادر على الالتزام بالشروط المطروحة، كما ان صندوق النقد لن يساعد اذا لم يلتزم بشروطه".

وقال: "دمرتم المجتمع المسيحي وخربتموه وهجرتم المسيحيين. الفرق انهم كانوا يصدقونكم اما اليوم فلا". وختم قائلاً "سركيس حليس وتيدي رحمة ليسا في حمايتي. وانا لن اقول لسركيس حليس اذهب الى القضاء على مسؤوليتي اذا لم اكن قادرا على تأمين العدالة له. فالسيناريو المتوقع لسركيس حليس ان يكون مثل السيناريو الذي ركب لهدى سلوم وبالاخير كانت بريئة. فمن اعاد لها حقها؟ وأقول للقضاة الخائفين والموعودين بمراكز، خلال سنتين ستتغير كل المعادلات".

إعلام الرئاسة: كلام فرنجية إنفعالي

صدر عن مكتب الاعلام في رئاسة الجمهورية البيان الآتي: "تعليقا على ما أورده رئيس تيار "المردة" الوزير والنائب السابق سليمان فرنجية، لا سيما ما تناول به فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، يهم مكتب الاعلام في رئاسة الجمهورية التأكيد على أن من اصدق ما قاله السيد فرنجية هو "وقوفه إلى جانب ناسه" سواء كانوا مرتكبين أو متهمين بتقاضي رشاوى. وبدلا من أن "يفاخر" السيد فرنجية بحمايته لمطلوبين من العدالة، كان الأجدر به أن يرفع غطاءه عنهم ويتركهم يمثلون أمام القضاء الذي هو الجهة الصالحة لتبرئتهم أو إدانتهم. وبكل الأحوال يبقى هذا الموضوع في عهدة القضاء الذي له وحده أن يتخذ ما يراه مناسبا من اجراءات. وفي ما عدا ذلك من كلام السيد فرنجية الانفعالي، فهو لا يمت، في معظمه، إلى الحقيقة بصلة وفيه تزوير للوقائع وبالتالي لا يستحق الرد، وإن كان حفل بالإساءات التي تضر بسمعة لبنان ومصلحته واقتصاده ودوره وحضوره في محيطه والعالم، لا سيما ما ذكره عن موضوع التنقيب عن النفط والغاز".

 

الجمهورية : بدأ التفاوض مصحوباً بتوترات لا إنجازات.. ‏فرنجية يهاجم.. وبعبدا تتهمه بالإنفعالي

الجمهورية/الثلاثاء 12 أيار 2020 

 بمعزل عمّن هو المسؤول عن السقوط المريع أمام الفيروس الخبيث، واعادة تشغيل عداد ‏الاصابات صعوداً بشكل مخيف، فإنّ المسؤولية باتت توجب اكثر من إطلاق تحذير ‏للمواطنين لالتزام منازلهم وعدم الاختلاط واتّباع الاجراءات الوقائية، بل باتت توجب ‏توجيه دعوة مباشرة وصريحة الى الجهات المسؤولة في الدولة، لعدم التراخي بدورها، ‏او اتخاذ إجراءات متسرّعة او غير مدروسة من شأنها مفاقمة الازمة بدل ان تحلها، بل ‏لأن تبادر الى عدم التساهل مع المخالفين، وفرض إجراءات صارمة وقاسية ورادعة لكل ‏من يشارك في جريمة اعادة تفشي الوباء في الارجاء اللبنانية والقتل الجماعي للبنانيين؛ ‏فما يوجب الصرامة والقساوة هو انّ المسألة لا تتعلق بحياة فرد او اثنين او مئة او اكثر، ‏بل هي تتعلق بحياة شعب بالكامل.‏ دخل لبنان عملياً في التفاوض المباشر مع صندوق النقد الدولي، فيما الواقع الداخلي ‏مضبوط على التوترات السياسية، التي بدأت شظاياها تتطاير في أكثر من اتجاه سياسي، ‏فما استجدّ على الخط السني والحضور المفاجىء لبهاء الحريري في مواجهة الرئيس سعد ‏الحريري، لم يخرج من دائرة التفاعل، وقد يكون أمام فصول أخرى من "التوتر" في ‏وقت لاحق، على ما تؤكد لـ"الجمهورية" مصادر شمالية معنيّة بهذا الخلاف. إضافة الى ‏اشتعال العلاقة بشكل عنيف بين تيار المردة والتيار الوطني الحر وعبره مع رئاسة ‏الجمهورية.‏

‏ ‏المفاوضات

وعلمت "الجمهورية" انّ الجولة من المفاوضات عقدت بعد ظهر امس عبر الانترنت، ‏بين ممثلي صندوق النقد ووفد لبنان التي ترأسه وزير المال غازي وزنة ومعه مسؤولان ‏من وزارة المالية ورابع من مصرف لبنان، وقالت مصادر مطلعة على اجواء الاجتماع ‏انه كان طويلاً، وكانت أجواؤه مريحة، وسيستكمل بهذه الطريقة في جولات لاحقة قد ‏تستأنف في الساعات المقبلة. وفي الخلاصة كان النقاش جيداً، حيث جرى استعراض عام ‏للوضع اللبناني، اضافة الى ما هو مطلوب ربطاً بالخطة التي أعدّتها الحكومة.‏

وخلافاً لِما تردّد، اكدت المصادر انّ المفاوضات ستستمر على هذا المنوال عبر ‏الانترنت، ما يعني ان لا زيارة لوفد صندوق النقد الى لبنان.‏

‏ ‏السراي

وفيما أعربت مصادر السراي الحكومي لـ"الجمهورية" عن تفاؤلها حيال إمكان عبور ‏هذه المفاوضات على النحو الذي يحقّق مصلحة لبنان، قالت: نحن على ثقة بالخطة التي ‏وضعتها الحكومة لتعافي الوضع الاقتصادي والمالي، ولا نرى ما يجعلنا نعتقد بوجود ‏تحفظات عليها من قبل الصندوق، بحسب ما يروّج له البعض، بل على العكس نحن ‏واقعيون، ولا نريد ان نستبق نتائج المفاوضات، كما لا نريد حرق المراحل، الحكومة ‏أعدّت ملفها بالكامل، وفريق التفاوض على جهوزية تامة، فلننتظر بدء المفاوضات، التي ‏نأمل أن نحقق المَرجو منها للبنان.‏

‏ ‏ورداً على سؤال عن موعد بدء الاجراءات التنفيذية للخطة بمعزل عن المفاوضات، ‏خصوصاً انّ رئيس الحكومة اكد انّ بعض مندرجاتها تتطلب قوانين في مجلس النواب، ‏قالت الاوساط: انّ العمل جار في هذا الاتجاه، وهناك اجتماعات تعقد لتحديد ما يتوجّب ‏التشريع وما يتوجب إصداره بقرارات في مجلس النواب، نحن ما زلنا في بداية الطريق، ‏والايام القليلة يفترض ان تشهد تزخيماً للعمل الحكومي في هذا الاتجاه.‏

‏ ‏إثبات المصداقية

على انّ اللافت للانتباه في زمن بدء المفاوضات هو انّ الحكومة الموضوعة أصلاً على ‏منصّة تصويب المعارضة عليها، ما زالت تتعرض للجلد من قلب الفريق الحاضن لها، ‏وكذلك خطتها التي لم تستطع ان تحظى بالتغطية الكاملة من قبل هذا الفريق.‏

‏ ‏واذا كانت المعارضة قد انقسمت بين فريق يدعو الى رحيل الحكومة، وآخر الى ‏الاستمرار في منحها الفرصة للانجاز، علماً انّ السبب الضمني لذلك هو عدم توفّر بديل ‏لها حالياً، فإنّ انتقاد الحكومة من فريقها مردّه الى:‏

‏- إنها منذ نيلها الثقة قبل نحو 100 يوم، لم تُظهرْ انها غير الحكومات التي سبقتها.‏

‏- انّ ما يصدر عنها هو كلام كثير، امّا الفعل والتنفيذ فهما قليلان لا بل معدمان، فحتى ‏الآن لم تتخذ قراراً يُحدث فرقاً عن الحكومات السابقة، ولا اي خطوة تُحسب لها، ولا ‏يوجد تغيير حقيقي في الاداء، في وقت بات المطلوب منها وبإلحاح اتخاذ قرارات ‏وخطوات ملموسة يشعر بها المواطن.‏

‏- انّ الخطة التي وضعتها لتعافي الاقتصاد هي في الاساس ورقة نعوة كاملة للوضع ‏الاقتصادي والمالي، ومليئة بالألغام، والملفت فيها انّ كثيراً من الاصوات السياسية ومن ‏بينهم فرقاء ممثلون في الحكومة، تعالت على مدى السنوات الماضية رفضاً للضرائب ‏والرسوم وما الى ذلك، وكذلك رفضاً للتوجّه الى صندوق النقد لأنه قد يشترط فرض ‏ضرائب وزيادات وما شابَه ذلك، وجاءت الحكومة في خطتها لتلحظ هذه الضرائب ‏والزيادات بمعنى أنها استبقَت طلبَ الصندوق منها، ووضعتها مسبقاً.‏

‏- انّ الخطة وعدت بخطوات وإجراءات واصلاحات، وتعيينات مجالس ادارة، وهيئات ‏ناظمة، وتعيينات لملء الفراغ المخيف في الادارة، واعادة هيكلة مصرف لبنان واعادة ‏هيكلة القطاع المصرفي واعادة هيكلة القطاع المالي، هذا الأمر يبقى محلّ تشكيك طالما ‏انّ الحكومة لم تضع ولا تملك أصلاً الآلية التي على أساسها سيتم كل ذلك.‏

‏ ‏جابر

الى ذلك، قال النائب ياسين جابر لـ"الجمهورية": لا شك انّ المفاوضات مع صندوق النقد ‏الدولي أمر مهم، ولكن اعتقد انه من الضروري والملح أن نعكس صورة معاكسة تماماً ‏عن تلك الصوَر التي كانت سائدة في الماضي، صورة فيها إنجازات، وهنا واجب ‏الحكومة بالشروع في الخطوات الاصلاحية الملموسة وتعيين الهيئات الناظمة في ‏الكهرباء والطيران والاتصالات ومجلس ادارة كهرباء لبنان ونواب حاكم مصرف لبنان ‏ولجنة الرقابة على المصارف وكل التعيينات الضرورية.‏

‏ ‏واكد جابر انّ استعادة الثقة هو الشرط الاساس، ثقة اللبنانيين وكذلك ثقة المجتمع الدولي، ‏وقال: الحل الوحيد امام لبنان هو إثبات مصداقيته، فمصداقيته بالارض، ولا ثقة خارجية ‏به. الشرط الاول هو إثبات هذه المصداقية بالافعال والانجازات التي تخدم مصالح ‏اللبنانيين.‏

‏ ‏لجنة المال

الى ذلك، ينتظر أن تتابع لجنة المال والموازنة مناقشة الخطة الحكومية، في جلسة تعقدها ‏الاربعاء. وهي كانت قد عقدت في الايام الاخيرة جلستي نقاش حولها في المجلس النيابي.‏

‏ ‏اللافت للانتباه انّ النقاش الذي جرى خلال الجلستين السابقتين للجنة، خَلص الى انّ الدولة ‏هي المسؤول الاول عن الخسائر التي لحقت باللبنانيين، والمؤسف انها في خطتها، ‏تَتنصّل من المسؤولية، وقررت ان تعاقب من لا علاقة له بما جرى من قريب او بعيد، ‏وقررت ألّا تدفع للمودعين من كيسها، بل ان تعوّض الخسائر من حسابات الخاسرين ‏انفسهم. كما انها المسؤول الاول، لأنها هي التي مَوّلت نفسها وأخذت الاموال وصرفتها ‏وأهدَرتها، وهي مسؤولة من خلال اداراتها ولا سيما المصرف المركزي ولجنة الرقابة ‏على المصارف بأن تُشرف على المصارف وتوجِب عليها الحفاظ على اموال المودعين ‏وعدم القيام بأيّ خطوة من شأنها ان تهدّد هذه الودائع. وبالتالي، هي تخلّت عن هذه ‏المسؤولية.‏

‏ ‏هذا الامر، بحسب معلومات "الجمهورية"، كان محل إجماع لدى النواب على رفض ‏القبول به، لأنّ الدولة بهذه الطريقة تقضي عن قصد او عن غير قصد على المستقبل، ‏فعندما تعمد الدولة الى حرمان المودع، سواء كان مغترباً او في الداخل، من وديعته، ‏يصبح من حقه ان يخاف منها ويفقد الثقة بها، وبالتالي كيف يمكن لها ان تقنعه بجَلب ‏أمواله الى لبنان، وقبل ذلك ان يثق بها من جديد؟

‏ ‏وتضيف المعلومات انّ كلاماً نيابياً مباشراً تم توجيهه الى الحكومة، يتمحور حول ‏‏"الخطيئة التي ارتكبتها الحكومة" بحق أموال المودعين. وتضيف المعلومات: لن تجدوا ‏مستثمراً واحداً يأتي إليكم، فمن سيثق بكم بعد؟ وحيال هذه السياسة التي تتبعونها من ‏سيستثمر بقرش في البلد؟ وتقولون انّ 10% من المودعين هم المستهدفون فقط، فهؤلاء ‏المودعون هم الذين يملكون المال، وهم يستثمرون، ويبنون الشركات والمؤسسات ‏والمصانع ويشغّلون اليد العملة. هؤلاء الذين يأتون بالاموال، فإن ضربتموهم فما هو ‏بديلكم؟ ثم انكم دائماً تتغنّون بأنّ ثروة لبنان 8 مليارات دولار تحويلات من المغتربين، ‏والآن قرّرتم ان تضربوا المغتربين، بدل ان تشجّعوهم. ففي توجّهكم هذا ماذا تقولون ‏لهؤلاء؟ ومَن منهم، جرّاء سياستكم تجاههم، سيفكّر بتحويل قرش الى لبنان بعد؟

‏ ‏كنعان

وحول جلسة اللجنة، قال رئيس لجنة المال والموازنة النائب ابراهيم كنعان ‏لـ"الجمهورية": ترتدي هذه الجلسة طابعاً استثنائياً إذ انها تجمع للمرة الأولى منذ فترة، ‏ليس الكتل النيابية كافة والمستقلين فحسب، بل القطاع الخاص بهيئاته الاقتصادية وجمعية ‏المصارف ومصرف لبنان للتعويض عن نقص التواصل معهم الذي عبّرت عنه هذه ‏المؤسسات والهيئات.‏

‏ ‏أمّا بعد، فهي فرصة لاقتراح بدائل خاصة على الجزء المتعلق بتقييم الخسائر وتصفيتها ‏وبالودائع وحمايتها، وهذا ما يتم التحضير له من خلال الدينامية التي أحدثتها اللجنة ‏المالية والمواكبة الواسعة لنقاشاتها.‏

‏ ‏الدولة ليست مفلسة

الى ذلك، سألت "الجمهورية" خبيراً في الشأن الاقتصادي والمالي عمّا اذا كانت الدولة قد ‏أفلست نهائياً؟ فنفى ذلك بشكل قاطع، وقال: ما زالت الدولة قائمة ولم تفلس، صحيح أنه لا ‏توجد لديها سيولة، لكنّ الدولة مليئة وما زالت تستطيع أن تعوّض على المودعين، إذ انّ ‏لديها ثروة عقارية هائلة تزيد عن 100 مليار دولار، ولديها قطاعات حيوية وإنتاجية ‏وموجودات مهمة جداً. من هنا تستطيع الدولة ان تجري إعادة هيكلة لهذه الثروة، بدل ان ‏تقول للناس أنا اريد أن آخذ حقوقكم، وسأردّها إليكم من حسابكم".‏

‏ ‏ورداً على سؤال قال: بعد كورونا العالم كله أصبحت أولوياته الداخلية هي الغالبة على ‏اي أولويات خارجية، ولذلك يخطىء لبنان اذا اعتقد انّ اي دولة ستمدّ له يد المساعدة. ‏وبالتالي، ليس للبنان إلّا أن يقلّع شوكه بيده، وله رحلة طويلة مع صندوق النقد، ولكن من ‏الآن وحتى ذلك الحين لا بد من شيء ملموس، لا نقول هنا أن تبادر الدولة الى بيع ‏موجوداتها بل ان تستثمر عليها، المضحك انّ بعض القيّمين في الحكومة يعتبرون انّ ‏المَسّ بهذه القطاعات هو مَسّ بثروة الاجيال المقبلة، فهل بقيت أجيال حاضرة حتى ‏نتحدث عن أجيال المستقبل؟

‏ ‏فرنجية

من جهة ثانية، تمدّدت شرارة الفيول المغشوش أمس، أبعد من شقها القضائي، لتُشعل ‏العلاقة المشتعلة أصلاً بين "التيار الوطني الحر" و"تيار المردة"، حيث رفع الوزير ‏السابق سليمان فرنجية سقف الهجوم في اتجاه "التيار الوطني الحر" الى حدود غير ‏مسبوقة، الى حد بَدا وكأنه إعلان قطيعة نهائية مع عهد الرئيس ميشال عون. وذلك عبر ‏مؤتمر صحافي عقده أمس، رداً على اتهامه بالتغطية على رئيس المنشآت النفطية ‏سركيس حليس. وأشار فرنجية الى انّ حليس "صديق ونؤمن ببراءته، ويحقّ لنا أن نقف ‏إلى جانب ناسنا، والقضاء سيقرر إذا ما كان مذنباً، وهو سيمثل امام العدالة، إنما ليس ‏عدالة جبران باسيل. نحن نحترم القضاء ونمتثِل إليه، ومن لا يحترم القضاء هو من لا ‏يوقّع التعيينات القضائية ويصدر أوامر سياسية للقضاء اللبناني فيكون الحكم معلّباً قبل ‏التحقيق".‏

‏ ‏واذ اعلن انّ "حساباتنا وحسابات كل المحيطين بنا مفتوحة وليحقق فيها القضاء"، لفت ‏الى انه "في ملف الفيول، 6 وزراء من أصل 7 هم من التيار الوطني الحر. ألا يتحمّل ‏هؤلاء الوزراء أي مسؤولية في هذا الملف؟". وسأل: "لماذا عندما يتعلق أي ملف ‏بوزارة الأشغال تصبح المسؤولية من الوزير وما فوق، أمّا في ما يخصّ وزارة الطاقة ‏تصبح المسؤولية من المدير وما تحت؟".‏

‏ ‏وقال فرنجية :"كذبتم على الناس عام 1989 ودمّرتم لبنان والمناطق المسيحية، وكذبتم ‏على الناس عام 2005، والآن تكذبون على الناس. قوّتكم كانت ترتكز على الدعم ‏الشعبي، واليوم قوّتكم نابعة من السلطة، ولكن حين تذهب السلطة لن تُساووا شيئاً، وإذا ‏كان القضاء لن يحاكمكم فالتاريخ سيحاكمكم. إذا كان لديهم مشكلة معي فأنا موجود، وإذا ‏أردتم الحرب فنحن لها، وإذا أردتم السلم فنحن جاهزون، ولكن الضعفاء والجبناء يظلمون ‏ويَتمرجلون بالسلطة".‏‏ ‏

القصر

وردّ مكتب الإعلام في رئاسة الجمهورية على فرنجية، معتبراً "أنّ من أصدق ما قاله ‏فرنجية هو "وقوفه إلى جانب ناسِه"، سواء كانوا مرتكبين أو متّهمين بتقاضي رشاوى. ‏وبدلاً من أن يُفاخر فرنجية بحمايته لمطلوبين من العدالة، كان الأجدر به أن يرفع غطاءه ‏عنهم ويتركهم يمثلون أمام القضاء الذي هو الجهة الصالحة لتبرئتهم أو إدانتهم. وبكل ‏الأحوال يبقى هذا الموضوع في عهدة القضاء الذي له وحده أن يتّخذ ما يراه مناسباً من ‏إجراءات. وفي ما عدا ذلك من كلام فرنجية الانفعالي، فهو لا يمتّ في معظمه إلى الحقيقة ‏بصِلة، وفيه تزوير للوقائع. وبالتالي، لا يستحق الرد، وإن كان حَفل بالإساءات التي تضرّ ‏بسمعة لبنان ومصلحته واقتصاده ودوره وحضوره في محيطه والعالم، لا سيما ما ذكره ‏عن موضوع التنقيب عن النفط والغاز".‏

‏ ‏‏14 إصابة... وقلق

بقي الموضوع الصحي متقدماً على ما عداه في الداخل، في ظل كلام رسمي متجدّد عن ‏تغيير في النمط الذي كان متّبعاً في الاشهر الثلاثة الاخيرة، وعلى نحو اكثر تشدداً في ‏محاولة احتواء الوباء والحَد من انتشاره.‏

‏ ‏وفيما سجّلت وزارة الصحة، أمس، 14 اصابة اضافية بفيروس كورونا في لبنان، بينها ‏‏12 من المقيمين و2 من الوافدين بما يرفع عدد الحالات المصابة في لبنان الى 859، ‏أعربت مصادر طبية عن "القلق من عودة الامور الى نقطة الصفر، وهذا ما يضعنا من ‏جديد أمام مهمّة صعبة، خصوصاً أننا نخشى من أن تكون حالة التفلّت التي حصلت في ‏الفترة الاخيرة قد نَسفت كل ما تم إنجازه في الفترة السابقة، وكل ما تم البناء عليه من ‏إجراءات للحَد من قوة تفشّي الوباء".‏

‏ ‏إجراءات صارمة

وفي هذا الاطار قالت مصادر وزارة الصحة لـ"الجمهورية": "مع الأسف وقع ما كنّا ‏نحذّر منه وندعو المواطنين الى التنبّه إليه وعدم التفريط بأمنهم الصحي، التراخي ‏والاستهتار يخدمان الوباء الخبيث ويسرّعان في انتشاره الى حَد قد لا يعود في الامكان ‏احتواؤه او الحد منه. ما حصل أمر لا يطمئن، وأمامنا مرحلة شديدة الصعوبة أشار اليها ‏وزير الصحة حمد حسن حينما اعتبر انّ ارتفاع الاصابات كارثي. ومن هنا، فإنّ كل ‏الجهد منصَبّ على تخطّي هذه المرحلة، وإبقائها تحت السيطرة، وذلك عبر مجموعة من ‏الضوابط والإجراءات الصارمة التي لا بد من اتخاذها".‏‏ ‏

الاغلاق التام

الى ذلك، قالت مصادر مطلعة انّه بناء على الاتصالات التي تكثفت على اكثر من مستوى ‏لمواكبة التدابير الجديدة التي ستقرّ في أعقاب التفلّت الذي قاد الى إعادة انتشار كورنا، تمّ ‏استبعاد عقد جلسة طارئة للمجلس الاعلى للدفاع، حيث سيبتّ مجلس الوزراء ببعض ‏الخطوات الجديدة والمتشددة، ومنها إعلان الاغلاق التام أيام الجمعة والسبت والأحد في ‏نهاية الاسبوع الجاري في محاولة لمنع توسّع انتشار الوباء.‏

‏ ‏والى جانب ذلك، يناقش مجلس الوزراء جدول اعمال من 11 بنداً، أبرزها اقتراح وزير ‏الطاقة بتعديل دفتر الشروط الخاص بدورات الترخيص في المياه البحرية بحثاً عن النفط ‏والغاز ونموذج اتفاقية الاستكشاف والانتاج، وهو أمر قد يخضع لمناقشات مُستفضية ‏ربطاً بما هو موجود من ملاحظات تُثير الالتباس في التعديلات المقترحة، والتي تمّ ‏ربطها بإجراءات غير واضحة بالنسبة الى بعض الوزراء. كما سيبتّ المجلس باقتراحات ‏أخرى لوزير الطاقة بهدف "تأمين الكهرباء وإلغاء كامل عجز مؤسسة كهرباء لبنان".‏

‏ ‏وعلى جدول أعمال الجلسة، استكمال البحث بقضايا مؤجلة، ومنها: عرض وزارة ‏السياحة لاقتراحات ومشاريع تعاميم ومراسيم واعفاءات ضريبية مقترحة، ومشروع ‏وزير الدولة لشؤون التنمية الادارية المتعلق بـ"الاستراتيجية الوطنية لمكافحة الفساد"، ‏وعرض وزارة الاعلام لـ"الخطة الاستراتيجية لعمل الوزارة"، وكذلك اقتراح وزير ‏الاقتصاد والتجارة الموافقة على خطته الخاصة بتصدير القمح والدقيق وحَصر بيع القمح ‏والطحين للاستهلاك البشري.‏

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

مصر والإمارات وفرنسا واليونان وقبرص تدين تدخل تركيا بليبيا والجيش الوطني يتعهد القضاء على أحلام أردوغان التوسعية في المنطقة

طرابلس – وكالات/12 أيار/2020

طالبت مصر والإمارات وفرنسا واليونان وقبرص، تركيا، بالتوقف على استفزازاتها والاحترام الكامل لسيادة وحقوق الدول، مشددين على ضرورة وقف التدخلات التركية في الشأن الليبي ووقف تدفق المرتزقة من سورية إلى ليبيا. وعقد وزراء خارجية تلك الدول، اجتماعاً عن بُعد، انضم إليه نظيرهم من دولة الإمارات العربية المتحدة، لمناقشة آخر التطورات المُثيرة للقلق في شرق البحر المتوسط، بالإضافة إلى عددٍ من الأزمات الإقليمية التي تُهدد السلام والاستقرار في تلك المنطقة. وطالب الوزراء تركيا بالاحترام الكامل لسيادة كافة الدول وحقوقها السيادية في مناطقها البحرية في شرق البحر المتوسط.

وأعاد الوزراء التأكيد على أن كلاً من مذكرة التفاهم بشأن تعيين الحدود البحرية في البحر المتوسط، ومذكرة التفاهم بشأن التعاون الأمني والعسكري، الموقعتيّن في نوفمبر 2019 بين تركيا وفايز السراج، تتعارضان مع القانون الدولي وحظر السلاح الذي تفرضه الأمم المتحدة على ليبيا، كما تُقوضان الاستقرار الإقليمي.

وأشار الوزراء إلى أن مذكرة التفاهم بشأن تعيين الحدود البحرية في البحر المتوسط تنتهك الحقوق السيادية لدول ثالثة، ولا تتفق مع قانون البحار، ولا يمكن أن تترتب عليها أي آثار قانونية تخص دولاً ثالثة. كما نددوا بالتحركات التركية غير القانونية في المنطقة الاقتصادية الخالصة لجمهورية قبرص ومياهها الإقليمية، وهو ما يشكل انتهاكا صريحا للقانون الدولي وفقا لاتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار. وأكدوا ان هذه التحركات هي المحاولة السادسة من قبل تركيا، في أقل من عام، لإجراء عمليات تنقيب غير شرعية داخل المناطق البحرية لقبرص.

وأدان البيان تصاعد انتهاكات تركيا للمجال الجوي اليوناني، بما في ذلك التحليق فوق المناطق المأهولة والمياه الإقليمية في انتهاك للقانون الدولي. وعلاوة على ذلك، أدان الوزراء الاستغلال المُمنهج للمدنيين من قبل تركيا والسعي لدفعهم نحو عبور الحدود البرية والبحرية اليونانية بشكل غير شرعي.

وشدد وزراء خارجية مصر واليونان وقبرص إلى جانب فرنسا في إطار صيغة “3+1” على الأهمية الستراتيجية لتعزيز وتكثيف مشاوراتهم السياسية. وأشادوا بنتائج اجتماع القاهرة في الثامن من يناير الماضي، لتعزيز الأمن والاستقرار في شرقي المتوسط، وأعربوا عن بالغ قلقهم إزاء التصعيد الحالي والتحركات الاستفزازية المستمرة وطالب الوزراء الأطراف الليبية بالتزام هدنة خلال شهر رمضان المبارك، وأكدوا التزامهم بالعمل نحو حل سياسي شامل للأزمة الليبية تحت رعاية الأمم المتحدة، كما أعربوا عن حرصهم على استئناف اجتماعات المسارات الثلاثة لعملية برلين (السياسي، والعسكري، والاقتصادي والمالي).

إلى ذلك، اكد المتحدث باسم الجيش الوطني الليبي، أحمد المسماري، أن البيان الخماسي لمصر والإمارات وفرنسا واليونان وقبرص، رسالة قوية تعترف بدور الجيش الوطني الليبي في الحفاظ على الأمن والاستقرار في المنطقة ومحاربة الإرهاب. وقال اللواء أحمد المسماري، خلال مؤتمر صحافي، امس: إن أحلام الرئيس التركي رجب طيب أردوغان التوسعية ستنتهي في ليبيا، مشيرا إلى أن تركيا نقلت نحو 17 ألف إرهابي من سورية إلى ليبيا. وخلال تصريحاته شدد المسماري على أن مجلس النواب الليبي جاء عبر انتخابات نزيهة تمثل كل الشعب الليبي، مشيرا إلى أنه لا يمكن حل البرلمان إلا من خلال انتخابات نزيهة.

 

ترامب يتعهد دعم اقتصاد العراق والبصرة تنتفض ضد “ثأر الله”

الكاظمي لشقيقه: "دير بالك ليس من حقك أن تتصل بأحد في الدولة"

واشنطن، بغداد، عواصم- وكالات/12 أيار/2020

 أكد الرئيس الأميركي دونالد ترامب في اتصال هاتفي مع رئيس الوزراء العراقي الجديد مصطفى الكاظمي، أن العراق بلد مهم في تحقيق الاستقرار الإقليمي والدولي، معربا على استعداده تقديم دعم اقتصادي للعراق.

وذكر المكتب الإعلامي لرئيس مجلس الوزراء العراقي، أن الكاظمي تلقى اتصالا هاتفيا من الرئيس الأميركي دونالد ترامب، هنأه فيه بمناسبة توليه رئاسة الحكومة، مضبفا أن الكاظمي شكر الرئيس الأميركي على التهنئة، مؤكدا حرص العراق على إقامة أفضل العلاقات مع الولايات المتحدة. وأوضح أن ترامب أكد أن العراق بلد قوي ومهم، ويمتلك دوراً مركزياً في المنطقة وفي تحقيق الاستقرار الإقليمي والدولي، وشدد على حرص الولايات المتحدة الأميركية على تعزيز العلاقات بين البلدين، واستعداد بلاده لتقديم المساعدات الاقتصادية الضرورية لدعم الاقتصاد العراقي. واتفق الجانبان على توسيع التعاون في مجال مكافحة جائحة كورونا، إلى جانب تطوير جهود الاستثمار الاقتصادي بما يخدم مصالح البلدين. في غضون ذلك، ولأول مرة منذ أشهر طويلة، اعتقلت القوات الأمنية في العراق مطلقي النار باتجاه المتظاهرين، وذلك بعد أن شدد رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي على التزامه بحماية المحتجين في البلاد، مؤكداً أنه سيحاسب المتورطين بالاعتداء عليهم. وأعلنت قوات الأمن اعتقال نحو خمسة مسلحين تابعين لحركة “ثأر الله”، وهو حزب مسلح مشبوه منضوي تحت ما يسمى البيت الخماسي الذي يضم المجلس الأعلى ومنظمة بدر ومنظمة سيد الشهداء، بعدما قتلوا شخصاً بإطلاق النار على متظاهرين أمام مقرهم في مدينة البصرة بجنوب العراق. واحتشد متظاهرون أمام مقر لحركة “ثأر الله” في البصرة، لتجديد مطالبتهم بالإصلاحات السياسية، فأطلق مسلحون من داخل المقر الرصاص الحي ضد المتظاهرين، ما أدى إلى مقتل متظاهر يبالغ من العمر 20 عاماً إثر إصابته برصاصة برأسه، وفقا لمصادر طبية وشهود. وبعد ساعات، اقتحمت قوة أمنية مقر الحركة الذي يقع على بعد كيلومتر من ساحة الاحتجاجات الرئيسية في البصرة.

وقال المتحدث باسم شرطة البصرة باسم المالكي: “اعتقلنا خمسة أشخاص أطلقوا النار على المتظاهرين من المقر، كما صادرت قوات الأمن بنادق وذخيرة حية عثر عليها داخل المقر”.

على صعيد آخر، وبعد تداول فيديو للكاظمي، يحذر فيه شقيقه الأكبر من استغلال منصبه، عاد الكاظمي بتسجيل يعتذر من أخيه عماد. وقال الكاظمي في التسجيل الصوتي الجديد: “أعرف حجم الظلم الذي وقع عليك في سجون نظام صدام حسين وبعد سقوط النظام عندما تعرضت لمحاولة اغتيال، ومستاء من سوء الفهم الذي تعرضت له في بعض مواقع التواصل”. وأضاف: “كنت في زيارة إلى هيئة التقاعد العامة وفجأة سمعت باسمك من بين المعاملات وأنت غير موجود، فصار عندي ردة فعل أحسست أن وجود اسمك هو نوع من التميز والمحسوبية، لكن المدير العام أبلغني بعد المكالمة أن ما حصل هو سؤال عن معاملتك التقاعدية وليس للوساطة”. وتابع “أرجو أن تقبل اعتذاري، أنت تعرف حجم الضغوط التي نتعرض لها في العراق.. أنت تبقى أخي العزيز والكبير، ولكن المسؤولية تتطلب مني أن أنظر للأمور بعين واحدة، أكرر اعتذاري وتحياتي”. وكان قد تسرب مقطع فيديو للكاظمي، يحذر فيه أخاه الأكبر عماد من استغلال منصبه في أي عمل داخل المؤسسات الحكومية والتواصل مع أي موظف حكومي في دوائر الدولة أو التوسط لأحد. وقال الكاظمي: “ليس من حقك أن تتصل بأي أحد في الدولة العراقية، وتقول أنا أخو فلان، عندي فلان.. دير بالك. أنا اليوم ملك للناس وليس ملكك”.

 

إيران تسحب «تكتيكياً» ميليشياتها من سوريا... من دون تغيير إستراتيجي وسلمت مواقعها لتنظيمات محلية بإشراف روسي

لندن: إبراهيم حميدي/الشرق الأوسط/12 أيار/2020

كثفت إيران في الأيام الأخيرة عمليات إعادة تموضع ميليشياتها في مناطق مختلفة من الأراضي السورية من دمشق جنوباً إلى دير الزور شرقا، بما في ذلك عبور بعضها إلى غرب العراق، وسط اعتقاد مسؤولين غربيين أن هذه «التحركات تكتيكية ولا تدل على تغير الموقف الاستراتيجي لإيران في سوريا».

وقال مسؤول غربي لـ«الشرق الأوسط»، إن الانسحاب التكتيكي يعود إلى جملة أسباب، هي: «الأزمة الاقتصادية الإيرانية، والقواعد التي فرضها وباء (كورونا)، وتطورات وضع العراق لجهة التوتر مع أميركا أو ظهور (داعش) غربا، والغارات الإسرائيلية التي تكثفت في الفترة الأخيرة، وتراجع حدة القتال في بعض المناطق السورية، والضغوط الروسية»، لافتا إلى أنه في بعض الحالات تقوم ميليشيات إيران الأجنبية بتسليم مواقعها إلى ميليشيات سورية تابعة لطهران «بحيث إن الوضع يشبه ما حصل في جنوب سوريا بعد الاتفاق الأميركي - الروسي الذي قضى بخروج القوات غير السورية بعمق وصل إلى 80 كلم من حدود الأردن وخط فك الاشتباك في الجولان» السوري المحتل مع إسرائيل.

- إعادة انتشار

أفادت شبكة «دير الزور 24» المحلية أمس، بأن عناصر من تنظيمي «فاطميون» و«313» نقلوا السبت الماضي من جنوب دير الزور والميادين، حيث عاد «فاطميون» إلى المقر الرئيسي في مدينة تدمر، بينما نُقل الآخرون إلى مركزهم الرئيسي في «السيدة زينب» جنوب دمشق. وقالت الشبكة: «تم نقلهم في حافلات مدنية من دون أسلحة، وكان معظمهم من الجنسية الأفغانية وتم استبدالهم من خلال عناصر محليين». وشهدت الأيام الأخيرة منطقة «السيدة زينب» توترا بين القوات السورية وتنظيمات إيرانية جنوب العاصمة على خلفية قرار الحكومة عزل المنطقة، معقل الموالين لطهران، تحسبا لانتشار الوباء. وتنتشر قوات إيرانية وأخرى عراقية داعمة لدمشق في منطقة واسعة في ريف دير الزور الشرقي خصوصاً بين مدينتي البوكمال الحدودية والميادين، كما تسيطر على معبر البوكمال الحدودي مع العراق. من جهته، قال موقع «جسر» السوري، إن عمليات التسليم والتسلم في المواقع والحواجز الإيرانية في دير الزور تمت بإشراف الشرطة العسكرية الروسية، حيث «تسلمت الحواجز والمقرات الإيرانية كل من ميليشيات القاطرجي (التابعة لمجموعة القاطرجي السورية) في دير الزور، التي يديرها فواز البشير، أحد قادة قبيلة البكارة، ومفارز من لواء القدس، الذي تشرف عليه شركة فاغنر الأمنية الروسية».

وأضاف «جسر» أن عمليات الانسحاب «تمت على الشريط المأهول المحاذي لنهر الفرات، وبدأت من دير الزور، واتجهت شرقاً باتجاه الحدود العراقية، حيث تم استلام مقرات على مسافة 70 كلم من دير الزور باتجاه الشرق، ليتبقى نحو 70 كلم أخرى تحت سيطرة الميليشيات الإيرانية، خصوصاً في البوكمال، ولا تزال عمليات الاستبدال جارية». وكان قائد «فيلق القدس» قاسم سليماني، الذي اغتالته واشنطن بداية العام، أشرف على فتح معبر البوكمال ليكون المعبر البري البديل من إيران عبر العراق إلى سوريا والبحر المتوسط، بعدما قطع الجيش الأميركي الطريق القديم بعد سيطرته على قاعدة التنف في زاوية الحدود السورية - الأردنية - العراقية. في المقابل، جاءت من دمشق مجموعات وتوقف عناصرها في «معسكر طلائع البعث» غرب دير الزور، حيث يعتقد أن وجهتهم هي معبر البوكمال الحدودي ومنه إلى العراق، حسب مصادر محلية. وأشارت إلى أن العناصر السورية في تنظيمات أخرى تابعة لإيران في حلب، بدأت بالانتقال إلى فصائل عسكرية تابعة لروسيا ملحقة بـ«الفيلق الخامس»، حيث يتم تجنيد وإعادة تأهيل هؤلاء المقاتلين في مركز التدريب الروسي الخاص في بلدة جبرين قرب مطار النيرب في حلب شمال سوريا.

- الموقف الإسرائيلي

في 5 مايو (أيار)، أعلن مسؤولون إسرائيليون أن إيران بدأت بـ«سحب قواتها» من سوريا بسبب القصف الإسرائيلي. وقال وزير الدفاع الإسرائيلي نفتالي بينيت، الذي خسر منصبه في الحكومة الجديدة: «إيران لا شأن لها في سوريا، ولن نتوقّف قبل أن يغادروا (الإيرانيون) سوريا». وأضاف أن إيران «دخلت» سوريا في إطار الحرب الدائرة في هذا البلد منذ 2011 وتسعى إلى «ترسيخ» مكان لها على الحدود الإسرائيلية من أجل «تهديد» مدن مثل «تلّ أبيب والقدس وحيفا». وتابع: «لقد أصبحت إيران عبئاً. في السابق كان (الإيرانيون) مصدر قوة للسوريين، فقد ساعدوا (الرئيس بشار) الأسد ضدّ (داعش)، لكنّهم أصبحوا عبئاً».

جاء كلامه بعد مقتل 14 مقاتلاً من القوات الإيرانية والمجموعات العراقية الموالية في غارات استهدفت مواقع في محافظة دير الزور، بالتزامن مع قصف إسرائيلي استهدف مستودعات عسكرية في منطقة السفيرة في محافظة حلب شمالاً. وفي نهاية الشهر الماضي، قتل ثلاثة مدنيين جراء غارات إسرائيلية قرب دمشق، وفق ما أفاد الإعلام الرسمي السوري. وقبل أسبوع من تلك الغارات، قتل تسعة عناصر من مجموعات موالية لقوات النظام وإيران جراء قصف إسرائيلي أيضاً استهدف منطقة تدمر في وسط البلاد. وفي السنوات الأخيرة، وضعت إسرائيل «خطوطا حمراء» في سوريا، هي: منع نقل صواريخ إلى «حزب الله»، ومنع إقامة طهران قواعد عسكرية ثابتة في سوريا، وعدم إقامة مصانع لتطوير صواريخ طويلة المدى، ومنع تشكيل «خلايا» في الجولان. وشنت مئات الغارات من دون أن تعترضها منظومات الصواريخ الروسية، «إس 400» و«إس 300» و«إس 300 المعدل»، الموجودة في سوريا.

- الموقف الأميركي

قال المبعوث الأميركي إلى سوريا جيمس جيفري في حديث إلى «الشرق الأوسط» الأسبوع الماضي إن بلاده «تقدم كل الدعم الممكن» لإسرائيل في غاراتها في سوريا. وهناك اعتقاد واسع أن قاعدة التنف الأميركية تقدم دعما استخباراتيا ولوجيستيا لإسرائيل. كما قال جيفري إن على جميع القوات الأجنبية بما فيها الإيرانية الخروج من سوريا، لافتا إلى أن روسيا مستثناة من ذلك لأنها موجودة قبل 2011. وأكد مسؤولون غربيون لـ«الشرق الأوسط» أمس، وجود تغيير في التحركات الإيرانية في سوريا. وقال جيفري: «شهدنا نوعا من النزوح التكتيكي للقوات الإيرانية داخل سوريا، ويرجع جزء من ذلك إلى أنهم لا يحتاجون إلى أعداد كبيرة من القوات البرية على الأرض هناك، فضلا عن التكاليف المالية الباهظة لاستمرار انتشار القوات في ظل العقوبات الاقتصادية المستمرة من الولايات المتحدة، ناهيك عن الضغوط المالية الهائلة التي فرضها انتشار وباء (كورونا) على الحكومة الإيرانية. غير أن هذه قد تكون مجرد إجراءات ذات طبيعة تكتيكية فحسب».

ويجري مسؤولون أميركيون وإقليميون في دول مجاورة لسوريا، مشاورات لتقييم التحولات الجارية في الموقف الإيراني في سوريا، وإن كان الاعتقاد الأولي أنها «ذات طبيعة تكتيكية استجابة لضغوط داخلية وخارجية، لم تصل بعد إلى التغيير الاستراتيجي».

 

العفو الدولية» تتهم دمشق وموسكو بارتكاب «جرائم حرب» في إدلب

بيروت - لندن/الشرق الأوسط/12 أيار/2020

قالت «منظمة العفو الدولية»، الاثنين، إنها وثقت 18 هجوماً شنّتها قوات النظام السوري والقوات الروسية على مرافق طبية وتعليمية، خلال العام الأخير، في شمال غربي سوريا، محذّرة من أنها ترقى إلى «جرائم حرب». وشنّت قوات النظام، بدعم من روسيا، بدءاً من العام الماضي، حملات عسكرية عدّة ضد محافظة إدلب ومحيطها، حيث يقيم قرابة 3 ملايين شخص في مناطق سيطرة «هيئة تحرير الشام» (النصرة سابقاً) وفصائل أخرى أقلّ نفوذاً. ووثّقت المنظمة الحقوقية، في تقرير نشرته، 18 هجوماً على منشآت طبية ومدارس، شنتها دمشق أو حليفتها موسكو في الفترة الممتدة بين 5 مايو (أيار) 2019 و25 فبراير (شباط).

وأوضحت أن «الأدلة تظهر أن الهجمات الموثقة من قبل القوات الحكومية السورية والروسية تنطوي بأكملها على عدد لا يُحصى من الانتهاكات الجسيمة للقانون الإنساني الدولي»، مؤكدة أنها «ترقى إلى جرائم حرب». وتمّت 3 هجمات بقصف بري، واثنان ببراميل متفجرة ألقتها مروحيات قوات النظام، إضافة إلى غارات سورية وأخرى روسية. وحصلت غالبيتها خلال أول شهرين من العام الحالي خلال الهجوم الأخير، الذي بدأته دمشق بدعم روسي في ديسمبر (كانون الأول)، وأجبر نحو مليون شخص على النزوح من منازلهم. ويسري منذ السادس من مارس (آذار) وقف لإطلاق النار في إدلب ومحيطها، لكنّ مئات آلاف النازحين ما زالوا خارج منازلهم، ويعتمدون إلى حدّ كبير في معيشتهم على المساعدات، وسط مخاوف من تفشي فيروس كورونا المستجد، خصوصاً في المخيمات المكتظة. وقالت المديرة الإقليمية في المنظمة هبة مرايف: «تضمّن الهجوم الأخير نمطاً بغيضاً من الهجمات الواسعة والممنهجة التي هدفت إلى ترهيب المدنيين». وتابعت: «واصلت روسيا تقديم دعم عسكري لا يُقدّر بثمن، بما في ذلك تنفيذ ضربات جوية غير قانونية بشكل مباشر، على الرغم من الأدلة التي تؤكد أنها تسهل ارتكاب الجيش السوري لجرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية». ووثّقت المنظمة بين الهجمات غارات روسية قرب مستشفى في مدينة أريحا في 29 يناير (كانون الثاني) تسبّبت بتدمير مبنيين سكنيين على الأقل، ومقتل 11 مدنياً. وأفادت كذلك بتوثيقها هجوماً لقوات النظام بقنابل عنقودية محرّمة دولياً على مدرسة في مدينة إدلب في 25 فبراير، ما تسبّب بمقتل 3 أشخاص.وتسببت الحرب في سوريا بمقتل أكثر من 380 ألف شخص، وشردت الملايين، وهجرت أكثر من نصف السكان داخل البلاد وخارجها، كما دمرت البنى التحتية، واستنزفت الاقتصاد، وأنهكت القطاعات المختلفة.

 

48 قتيلاً من النظام وفصيل متشدد في ريف حماة

«الدفاع» التركية: إصابة 11 مدنياً بانفجار في الباب

أنقرة: سعيد عبد الرازق/الشرق الأوسط/12 أيار/2020

أسفرت اشتباكات بين قوات النظام السوري وفصائل، أبرزها «حراس الدين»، في ريف حماة الشمالي الغربي عن مقتل 48 عنصراً على الأقل من الجانبين في واحد من أكبر خروقات وقف إطلاق النار في إدلب الموقع بين تركيا وروسيا في موسكو في الخامس من مارس (آذار) الماضي الذي يسري في إدلب وأجزاء من محافظات مجاورة تقع ضمن منطقة خفض التصعيد في شمال غربي سوريا. وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بسقوط 35 عنصراً من قوات النظام ومسلحين موالين لها و13 من مقاتلي تنظيم «حراس الدين» ومجموعات متشددة أخرى، قتلى جراء اشتباكات عنيفة في منطقة سهل الغاب في ريف حماة الشمالي الغربي وقعت بعد منتصف ليل السبت واستمرت حتى غروب شمس، الأحد. وقال مدير «المرصد» رامي عبد الرحمن، لوكالة الصحافة الفرنسية، إن هذه الحصيلة من القتلى هي الأعلى منذ سريان وقف إطلاق النار في 6 مارس الماضي، مشيراً إلى أن الاشتباكات اندلعت إثر هجوم للفصائل على مواقع لقوات النظام.

وينشط فصيل «حراس الدين»، المرتبط بتنظيم «القاعدة» والذي يضم نحو 1800 مقاتل بينهم جنسيات غير سورية، في شمال غربي سوريا. ويقاتل مع مجموعات متشددة إلى جانب «هيئة تحرير الشام» (جبهة النصرة سابقاً) التي تعد التنظيم الأوسع نفوذاً في إدلب. وترافقت المعارك المستمرة بين الطرفين مع قصف صاروخي كثيف تنفذه قوات النظام في المنطقة ومحيطها وفي ريف إدلب الجنوبي المجاور، بحسب «المرصد». وتشهد المنطقة، منذ سريان الهدنة التي أعلنتها موسكو الداعمة لدمشق وأنقرة الداعمة للفصائل، اشتباكات متقطعة وقصفاً متبادلاً بين الطرفين، إلا أن تلك المعارك كانت الأعنف. وقال عبد الرحمن، إن الطائرات الحربية التابعة لدمشق وحليفتها موسكو غابت عن أجواء المنطقة منذ بدء تطبيق وقف إطلاق النار، في وقت أحصت الأمم المتحدة عودة نحو 120 ألف شخص إلى مناطقهم، بينما يتكدس عشرات الآلاف في مخيمات مكتظة، وسط مخاوف من «كارثة إنسانية» في حال تفشي فيروس كورونا. ويتضمن الاتفاق أيضاً تسيير روسيا وتركيا دوريات مشتركة على طول طريق حلب - اللاذقية الدولية (إم4)، وهي طريق استراتيجية تفصل بين مناطق سيطرة قوات النظام والفصائل المسلحة، وسيّر الجانبان 9 دوريات غير مكتملة منذ 15 مارس.

في الوقت ذاته، واصلت تركيا الدفع بمزيد من قواتها إلى منطقة خفض التصعيد في إدلب. وفي هذا الإطار، دخل رتل عسكري تركي يتضمن تعزيزات عسكرية ولوجيستية نحو نقاط المراقبة التركية في إدلب، أمس (الاثنين). تألف من 25 آلية وشاحنة تحمل معدات لوجستية ومحروقات، عبر معبر كفرلوسين الحدودي واتجه إلى المواقع التركية في المنطقة. ومع استمرار تدفق الأرتال التركية، بلغ عدد الآليات التي دخلت الأراضي السورية منذ بدء وقف إطلاق النار في 6 مارس 3160 آلية، بالإضافة لآلاف الجنود، وارتفع عدد الشاحنات والآليات العسكرية التي وصلت إلى منطقة خفض التصعيد منذ فبراير (شباط) الماضي إلى أكثر من 6565 شاحنة وآلية عسكرية تركية دخلت الأراضي السورية، تحمل دبابات وناقلات جند ومدرعات وكبائن حراسة متنقلة مضادة للرصاص ورادارات، إلى جانب نحو 10 آلاف و500 جندي. بالتوازي، أعلنت وزارة الدفاع التركية إصابة 11 مدنياً على الأقل، أحدهم بجروح خطيرة، إثر تفجير قالت إن عناصر من وحدات حماية الشعب الكردي، أكبر مكونات تحالف «قوات سوريا الديمقراطية» (قسد) وسط مدينة الباب شمالي سوريا. وقالت الوزارة، في بيان، إن عناصر الوحدات استهدفوا هذه المرة أجواء الأمن والاستقرار في منطقة عملية «درع الفرات» بسوريا. في سياق متصل، قالت وزارة الداخلية التركية إن أحد عناصر الوحدات الكردية سلم نفسه، عن طريق الإقناع، في ولاية ماردين جنوب شرقي تركيا، مشيرة، في بيان، إلى أن عملية التفكك داخل الوحدات الكردية مستمرة بفضل عملية الإقناع التي تجري بدعم من الأهالي. وأشارت إلى أن عدد العناصر الذين سلموا أنفسهم طواعية بلغ 76 عنصراً منذ مطلع يناير (كانون الثاني) الماضي.

 

الاتحاد الأوروبي يحدد «معايير» المساعدات الإنسانية لسوريا ومنسّق السياسة الخارجية يقول إن العقوبات لا يجب أن تعرقل المعركة العالمية ضد الفيروس

بروكسل: عبد الله مصطفى/الشرق الأوسط/12 أيار/2020

نشرت المفوضية الأوروبية في بروكسل إرشادات تفصيلية حول كيفية إرسال المساعدة الإنسانية المتعلقة بفيروس «كورونا» إلى الدول التي تخضع لعقوبات الاتحاد الأوروبي بينها سوريا. وقالت المفوضية وهي الجهاز التنفيذي للاتحاد، في بيان، إن المذكرة الإرشادية بشأن سوريا، هي الأولى في سلسلة حول هذا الصدد، وتهدف إلى تقديم إرشادات عملية، حول كيفية الامتثال لعقوبات الاتحاد الأوروبي عند تقديم المساعدة الإنسانية، ولا سيما المساعدة الطبية، لمكافحة فيروس «كوفيد 19» في سوريا. وأشار البيان، إلى أنه من خلال توضيح المسؤوليات والعمليات المتعلقة بتقديم هذه المساعدة، تساهم هذه المذكرة في تسهيل مهمة العاملين في المجال الإنساني في سوريا، في وقت يجب أن يتم تسريع إرسال المعدات والمساعدة لمكافحة الفيروس في سوريا. كما أن المذكرة موجهة إلى جميع الجهات الفاعلة المشاركة في توريد المساعدات الإنسانية، مثل السلطات المختصة في الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، التي تدير تنفيذ عقوبات الاتحاد، وأيضا العاملين في القطاعين العام والخاص، من جهات مانحة ومنظمات غير حكومية وبنوك وجهات أخرى، والتي يجب أن تمتثل لعقوبات الاتحاد الأوروبي، عند تقديم هذه المساعدة وقال فالديس دومبروفيسكيس نائب رئيس المفوضية، إن الجهاز التنفيذي للاتحاد الأوروبي ملتزم ببذل كل ما بوسعه للرد على أسئلة العاملين في المجال الإنساني، فيما يتعلق بأنشطتهم في المناطق والبلدان الخاضعة للعقوبات، لضمان إمكانية وصول المساعدات الإنسانية إلى المحتاجين، حتى في ظل وجود عقوبات «الأمران لا يتعارضان «، بحسب ما نقل عنه البيان الأوروبي.

من جهته، قال جوزيب بوريل منسق السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، إن العقوبات لا يجب أن تقف في طريق أو تعرقل، المعدات والإمدادات الإنسانية اللازمة في المعركة العالمية ضد الفيروس، وبالتالي فإن العقوبات تنص على استثناءات إنسانية، وتتوافق تماما مع جميع الالتزامات بموجب القانون الدولي. وترى المفوضية الأوروبية، أن عقوبات الاتحاد الأوروبي هي أداة للسياسة الخارجية، وتسعى للحفاظ على القيم العالمية، مثل الحفاظ على السلام، وتعزيز الأمن الدولي، وتوطيد ودعم الديمقراطية والقانون الدولي وحقوق الإنسان. وتستهدف العقوبات أولئك، الذين تعرض أعمالهم للخطر، هذه القيم، مع تجنب العواقب السلبية على المواطنين، ولدى الاتحاد الأوروبي الآن حوالي 40 نظاما مختلفا للعقوبات المعول به حاليا.

وفي أواخر فبراير (شباط) الماضي، أعلنت الجريدة الرسمية للاتحاد الأوروبي في بروكسل، عن إشعار إلى الأشخاص والكيانات الخاضعة للتدابير التقييدية المنصوص عليها في قرار ولائحة المجلس الأوروبي، بشأن التدابير التقييدية في ضوء الوضع في سوريا، والتي تتضمن رموز النظام السوري والمقربين منه.

وحسب ما جاء في إشعار المجلس الأوروبي، فإن قرار إدراج هؤلاء الأشخاص الجدد وهم ثمانية رجال أعمال وكيانين، جاء وفقا للقرار 212 لعام 2020. ويتضمن هذا القرار أسباب إدراج هؤلاء الأشخاص والكيانات، ووجه المجلس انتباه هؤلاء إلى إمكانية تقديم طلب، إلى السلطات المختصة في الدولة أو الدول ذات لصلة، على النحو الموضح، على المواقع الإلكترونية، وذلك من أجل الحصول على إذن لاستخدام الأموال المجمدة، لتلبية الاحتياجات الضرورية أو مدفوعات محددة، وذلك وفقا للمادة 16 من اللائحة. ويجوز لهؤلاء الأشخاص، تقديم طلب إلى المجلس الأوروبي، مرفوقا بكافة الوثائق الداعمة، لإعادة النظر في قرار إدراجهم في لائحة العقوبات، على أن يتم تقديم هذه الطلبات، قبل الأول من مارس (آذار) 2020، على عنوان المجلس الأوروبي في بروكسل. وأعلن الاتحاد الأوروبي قبلها، عن إضافة ثمانية من رجال الأعمال وكيانين إلى لائحة العقوبات ضد النظام السوري ومؤيديه. وقال بيان أوروبي في بروكسل أن أنشطتهم «استفادت بشكل مباشر من نظام الأسد، بما في ذلك من خلال المشاريع الواقعة على الأراضي المصادرة، من الأشخاص النازحين بسبب الصراع». وتضم اللائحة الآن 277 شخصا و71 كيانا، يستهدفهم الآن حظر للسفر وتجميد الأصول، كما تشمل العقوبات الأوروبية على سوريا الآن، حظر على النفط وفرض قيود على بعض الاستثمارات، وتجميد أصول البنك المركزي السوري المحتفظ بها في الاتحاد الأوروبي، وأيضا قيود التصدير على المعدات والتكنولوجيا التي يمكن استخدامها للقمع الداخلي، وكذلك على المعدات والتكنولوجيا لرصد أو اعتراض الإنترنت أو الاتصالات الهاتفية.

يذكر أن العقوبات الأوروبية بدأت في عام 2011 ويجري مراجعتها كل سنة وستكون المراجعة القادمة في يونيو (حزيران) المقبل.

 

مؤشرات في موسكو إلى تفاقم التباين مع دمشق وروسيا تراقب السجالات الدائرة في سوريا

موسكو: رائد جبر/الشرق الأوسط/12 أيار/2020

تابعت الأوساط الروسية تطورات السجالات في سوريا، لجهة تفاقم الخلافات الداخلية بين أطراف تشكل مراكز ثقل أساسية من ناحية، وحيال الحملة الإعلامية التي تطورت أخيراً، واتسع نطاقها بهجوم مباشر على الرئيس فلاديمير بوتين. ولفت خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، أمس، إلى أن اللهجة التي حملها بيان عضو مجلس الشعب خالد العبود الذي أعلن رفضه توجيه اعتذار لموسكو، مع التعليقات التي تلت ذلك من جانب شخصيات بارزة، وأعلنت عن «حقه في التعبير عن وجهة نظره»، تعكس تأكيداً بأن هذه الرسائل الإعلامية تم توجيهها ورعايتها مع أطراف في القيادة السورية، وأنها هدفت إلى توجيه رسالة داخلية بالدرجة الأولى، مفادها أن دمشق «قامت بالرد» على الحملات القوية من جانب موسكو على الرئيس السوري بشار الأسد. كان العبود قد كتب على صفحته على «فيسبوك» مقالة جديدة، أكد فيها على مواقفه السابقة، وأن سوريا لديها الحق في الرد على الحملات الموجهة ضدها، كما أعاد التلويح بصلابة التحالف مع «إيران - حزب الله»، مشيراً إلى أن هذا التحالف هو الذي نجح في مواجهة الوضع في سوريا، وليس روسيا التي «سعت لتحقيق مصالحها» عبر التدخل العسكري في وقت لاحق. اللافت أن هذه الرسالة وجدت نوعاً من التأييد من جانب مهدي دخل الله، وهو وزير سابق وشخصية مقربة من الأسد، الذي كتب معلقاً أن مقالة عبود السابقة التي حملت هجوماً نارياً وتهديدات لبوتين تعبر عن «ظاهرة إيجابية لأنها أثبتت اتساع حرية التعبير، وكل سوري له الحق في أن يقول ما يشاء». ومع تمسك موسكو بالتزام الصمت حيال التطورات الأخيرة والرسائل الإعلامية المتبادلة، فإن خبراء روس لفتوا إلى أن الحملة الإعلامية الروسية «بدأت بإظهار انزعاج قطاع معين من رجال الأعمال بسبب العقبات التي يضعها تفشي الفساد أمام توسيع حجم التعاون الاقتصادي، وعرقلة نشاط الشركات الروسية بشكل مباشر»، لكنها لفتت إلى أن هذه الحملة سرعان ما اتخذت أبعاداً سياسية، على خلفية «الانزعاج الروسي المتنامي من مماطلة النظام في تنفيذ كثير من الاستحقاقات، بينها استحقاق اللجنة الدستورية، فضلاً عن محاولته عرقلة تنفيذ الاتفاقات الروسية - التركية». ورجحت المصادر أن تبرز تطورات أكثر وضوحاً حيال الفترة المقبلة، بعد بدء انحسار وباء كورونا، لأن «روسيا تضع الأولوية حالياً لمواجهة الجائحة».

وتزامن ذلك مع بروز تعليقات تشير إلى أن كل ما جرى خلال الفترة الأخيرة من حملات إعلامية في روسيا ضد النظام «تعكس تبلور قناعة لدى النخب الروسية بأنه لم يعد هناك خيار عن المضي بتنفيذ القرار (2254)، بكل تفاصيله وبنوده الثلاثة المتعلقة بالانتقال السياسي والدستور والانتخابات».

ووفقاً لهذه التعليقات، فإن التجربة العملية أظهرت أن تبني مسار الدستور وحده الذي اعتمدت عليه موسكو لم ينجح بسبب العراقيل التي وضعها متشددون في طرفي الحكومة والمعارضة، وأن الخروج من هذه الدائرة المغلقة غير ممكن من دون العودة إلى ملف الانتقال السياسي الذي لا يعني بالضرورة إطاحة النظام أو إعلان انتصار المعارضة، بل يقوم كما نص القرار الدولي على إيجاد صيغة مشتركة بين النظام والمعارضة.

وكان لافتاً أن المقالات التي أثارت غضباً في دمشق ألمحت إلى ذلك بشكل مباشر، من خلال التأكيد على دراسة سيناريوات عدة، تتمحور كلها حول العودة إلى تنفيذ كامل للقرار «2254». بالتزامن مع ذلك، برزت تعليقات جديدة في الصحافة الروسية حول الضربات الإسرائيلية الأخيرة في سوريا التي اتخذت أبعاداً أوسع وأكثر نشاطاً من السابق. وكانت وسائل إعلام روسية قد علقت بأن بطاريات الدفاعات الجوية يتم تعطيلها في أثناء توجيه الضربات الإسرائيلية، في إشارة إلى «تفهم روسي لضرورات كبح جماح الانتشار الإيراني في سوريا». ورأى محللون في ذلك، وبالتزامن مع الحملات الإعلامية على الأسد، إشارة جديدة من جانب موسكو على «وجود تغيير في بعض قواعد التعاطي مع الوضع في سوريا»، وفقاً لمعلق روسي تحدثت إليه «الشرق الأوسط»، لكنه نبه بدوره إلى أن هذا «لا يعني أن الكرملين اتخذ القرار بالتحول عن الأسد، غير أنه يدخل في إطار مراجعة التجربة السابقة كلها، وتبني مسار لدفع التسوية السياسية التي باتت روسيا بحاجة إلى انطلاقتها في سوريا». ونبه المعلق مجدداً إلى أن موسكو منشغلة حالياً بانتشار وباء كورونا، مما يعني عدم توقع «انقلابات سريعة أو دراماتيكية» في مواقفها. ولفت الأنظار، أمس، في شأن الهجمات الإسرائيلية الأخيرة، أن أحد المعلقين في صحيفة روسية كتب أن «روسيا تغض الطرف عن إسرائيل، وسوريا تفعل الشيء نفسه. ويمكن قول المزيد: فإيران قادرة تقنياً على الرد على إسرائيل، لكنها لا تفعل ذلك أيضاً. الأسباب نفسها لدى الجميع: لا أحد من أطراف النزاع يريد أن ترمي إسرائيل بكل مواردها في حرب ضد إيران وسوريا وروسيا على الأراضي السورية».

 

السودان يرفض مقترحاً إثيوبياً بتوقيع ثنائي بشأن السد وتمسك بمشاركة مصر ودعا إلى استئناف مفاوضات واشنطن

الخرطوم: أحمد يونس لندن: مصطفى سري/الشرق الأوسط/12 أيار/2020

رفض السودان مقترحاً بتوقيع اتفاق جزئي بينه وبين إثيوبيا، بشأن الملء الأول لسد النهضة الذي تتمسك أديس أبابا بالشروع فيه في يوليو (تموز) المقبل، وشدد على أهمية توقيع اتفاق تكون مصر طرفاً فيه. وقالت وزارة الري السودانية، أمس، إن رئيس الوزراء عبد الله حمدوك رفض مقترحاً تقدم به رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد، في خطاب وجهه له، بتوقيع اتفاق جزئي على الملء الأول للسد، وأكد أن الطريق للوصول لاتفاق شامل يمر بالاستئناف الفوري للمفاوضات بين الأطراف التي جرت في واشنطن وأحرزت تقدماً في الأشهر الأربعة الأخيرة. وقال حمدوك، حسب بيان للوزارة، إن السودان «يرى أن الظروف الحالية قد لا تتيح المفاوضات عبر القنوات الدبلوماسية العادية، لكن يمكن استئنافها عن طريق المؤتمرات الرقمية (فيديو كونفرانس)، ووسائل التكنولوجيا الأخرى». من جهته، قال الدكتور صالح حمد، رئيس لجنة التفاوض، المسؤول عن المياه العابرة، إن الخرطوم تتحرك من أجل استئناف عملية التفاوض، بمرجعية مسار التفاوض الذي قادته وزارة الخزانة الأميركية في واشنطن، وأفلح في حل نحو 90 في المائة من النقاط الخلافية.

 

عودة محاكم مصر للعمل وشكوك بشأن كفاءة التدابير الاحترازية

اسطنبول - العربي الجديد/04 أيار/2020

اعتبر المتحدث باسم وزارة الخارجية التركية، حامي أقصوي، البيان المشترك الذي أصدرته كل من مصر واليونان وقبرص وفرنسا والإمارات بخصوص شرق البحر المتوسط وليبيا "نموذجا للنفاق". وقال أقصوي "إن البيان الصادر مثال نموذجي على نفاق مجموعة تسعى للفوضى وعدم الاستقرار الإقليمي من خلال السياسات التي تتبعها، ولا ترى بأساً في ترك آمال الشعوب بالديمقراطية ضحية لعدوان الديكتاتوريين الانقلابيين الوحشي، ولكنها تبدأ بالهذيان عندما تقوم تركيا بإفشال مخططاتهم"، بحسب ما نقلت "الأناضول". جاء ذلك في إجابة خطية لـ"أقصوي" عن سؤال وُجه لوزارة الخارجية التركية بشأن البيان المشترك، الذي تبناه وزراء خارجية مصر واليونان وقبرص وفرنسا والإمارات العربية المتحدة عقب اجتماعهم عبر تقنية الفيديو كونفرانس، الاثنين. وأضاف أقصوي أن "استنجاد اليونان وقبرص الرومية بجهات فاعلة غير إقليمية وليس لها صلة بالموضوع، عوضاً عن التحاور مع تركيا وجمهورية شمال قبرص التركية، لا يمكن أن ينتج إلا عن منطق استعماري وانتدابي". وأشار إلى أن "الخطوات التي أقدمت عليها تركيا لحماية مصالحها المشروعة على أساس القانون الدولي، لا يمكن القبول بحرفها لأسباب باطلة وغير قانونية". فضّلت القاهرة التخلي عن حقوق الشعب المصري بدلاً من حماية مصالحه "ولفت إلى أن الأمر نفسه ينطبق على مصر، حيث فضّلت القاهرة التخلي عن حقوق الشعب المصري بدلا من حماية مصالحه. وأضاف: "ما جمع الإمارات العربية المتحدة، التي ليست لها أي علاقة بشرق المتوسط، مع تلك المجموعة هو عداء تركيا فقط، فسجلها الإجرامي ضد تركيا وليبيا واضح للعيان". واستدرك بالقول "مع توجيه ضربة قوية لآمال فرنسا في إنشاء دويلة إرهابية في شمال سورية من خلال عملية نبع السلام التي قادتها تركيا، يبدو أنها (فرنسا) سلّمت نفسها في تلك الحالة المزاجية لتحالف الشر الذي أنشئ ضد أنقرة". ودعا أقصوي جميع أعضاء المجموعة المذكورة للتصرف بعقلانية وبما يتوافق مع القوانين الدولية، موضحاً أن السلام في المنطقة لا يتحقق عبر تحالفات الشر، وإنما عن طريق تعاون وحوار حقيقي وصادق. وكانت كل من مصر والإمارات العربية المتحدة واليونان وقبرص الرومية وفرنسا، قد دعت، في بيانها المشترك، الأطراف في ليبيا إلى "الالتزام بهدنة"، من دون التطرق إلى هجمات مليشيات اللواء الليبي المتقاعد خليفة حفتر تجاه المدنيين. وزعم البيان أن "أنشطة التنقيب عن النفط والغاز التي تقوم بها تركيا في البحر المتوسط، تجري في المنطقة الاقتصادية الخالصة لإدارة الشطر الجنوبي الرومي في قبرص، وأن تلك الأنشطة تمثل انتهاكا للقانون الدولي". وزعمت تلك المجموعة أن "مذكرتي التفاهم المبرمة بين تركيا وليبيا بشأن تعيين الحدود البحرية، والتعاون الأمني والعسكري، تتعارضان مع القانون الدولي".

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

تحت رحمة صندوق النقد: مقاولات السياسيين ومعابر حزب الله

منير الربيع/المدن/13 أيار/2020

إثارة قضية التهريب إلى سوريا، لم تكن مسألة عابرة أو منفصلة عن كل ما يعيشه لبنان. لقد أتت من الحاجة والضرورة والشروط التي تمنح الخطة الاقتصادية الإصلاحية معبرها الشرعي للتفاوض مع صندوق النقد الدولي. فمن بين الشروط الأساسية التي يضعها الصندوق، وهي تقع في صلب أعماله واهتماماته، ضبط الحركة عبر الحدود، ووقف التهريب، بالإضافة إلى مراقبة المرفأ والمطار.

المراقبة والمعاقبة

لن يكون ملف التهريب العابر للحدود هو الوحيد الذي سيُفتح. هناك ملفات كثيرة ستلحقه، من الكهرباء إلى شركات المقاولات والمقاولين. كلها ستكون عرضة للتشريح، والتقييم. وهي أيضاً لا تنفصل عن العقوبات المالية المفروضة على حزب الله، ومراقبة أصول الأموال وحركتها في المصارف.

جزء من هذه الرقابة وتسليطها على القطاعات المنتجة وتشريحها، يهدف إلى مراقبة حركة هذه الأموال أو ارتباط المقاولين بحزب الله ومدى الاستفادة منه. والهدف سياسي طبعاً، ولا يتعلق بمكافحة الفساد وحسب. فالفساد هو العنوان الذي يشكل مدخلاً للولوج إلى كل هذه الملفات وخباياها.

صحيح أن القوى السياسية على اختلافاتها تستخدم هذه الملفات، التي تفتح قضائياً من أجل تصفية حسابات سياسية في الداخل، وتقاذف الاتهامات مع الخصوم، وتلبيسهم بعض الجرائم. لكنها في مداها الأبعد تهدف إلى تقديم أوراق اعتماد إلى القوى الدولية والمجتمع الدولي وصندوق النقد الدولي.

الحدود وحزب الله

من التحقيقات في ملف الفيول المغشوش، إلى مكافحة التهريب العابر للحدود، وخصوصاً المواد الأساسية المدعومة من مصرف لبنان، كما هو الحال بالنسبة إلى الغاز والبنزين والمازوت والطحين إلى سوريا.. هذه الملفات، بالإضافة إلى غيرها، ستطفو على سطح الأحداث اللبنانية في المرحلة المقبلة، بالتزامن مع التفاوض مع صندوق النقد الدولي. وبالتأكيد، معركة تصفية الحسابات ستظل مفتوحة بين القوى السياسية من جهة، وبين بعض الدول وحزب الله من جهة أخرى، من خلال الضغط عليه أكثر، واتهامه بأنه هو الذي يعمل على تهريب المحروقات والمواد المدعومة إلى سوريا عبر المعابر التي يسيطر عليها.

ضبط الحدود والمعابر، والمرفأ والمطار، سيكون العنوان الدولي الأساسي كمدخل للإصلاح، ولوقف الهدر والفساد وضبط مالية الدولة. وهنا حتماً ستكمن المفاوضات السياسية التي ترتبط بترسيم الحدود، والتي ستكون مترابطة بين الحدود الشرقية والحدود الجنوبية. وهي إحدى الشروط الأميركية ليتمكن لبنان من الحصول على مساعدات. الضغط سيزداد وسيتكثف.. لإجبار حزب الله على تقديم تنازلات في هذه الملفات.

باسيل والخواجة وآل رحمة

وليس الحزب وحده الذي سيُجبر على تقديم التنازلات، إنما الدولة اللبنانية بكل أفرقائها، والتي يمكن العودة بقراءة هذه التنازلات إلى الإفراج عن عامر الفاخوري، وما سيليه من ملفات أخرى. خصوصاً، أن الإفراج عنه، ارتبط بتصريح مباشر للسفيرة الأميركية التي أعلنت أن إطلاق سراح الفاخوري قد جنّب شخصيات سياسية لبنانية فرض عقوبات عليها. وما سرى على الفاخوري سيسري على ملفات أخرى، كالفيول المغشوش، أو الكهرباء، أو غيرها من القطاعات. ولذلك فُضَّت بعض الشراكات منذ أسابيع أو أشهر، بين بعض أبرز المقاولين الذين استحوذوا على معظم المشاريع والمرافق في السنوات الاخيرة.

مثال على ذلك، رجل الأعمال علاء الخواجة الذي انسحب من مشروع معمل دير عمار، والذي كان فيه على شراكة مع آل رحمة. وكذلك الأمر بالنسبة إلى الوزير جبران باسيل الذي نفض يديه من آل رحمة. وهو يتهم خصومه السياسيين وتحديداً القوات اللبنانية وتيار المردة بأنهما من الداعمين لهم، والمستفيدين منهم. خطوة باسيل هذه تأتي بعد ورود معلومات عن استعداد أميركي لفرض عقوبات على آل رحمة، تتعلق بأعمالهم في العراق. لذلك، نفض باسيل يديه من العلاقة معهم خوفاً من أن تطاله العقوبات الاميركية.

 

شركات النفط تُمعن بالفجور وتطالب الدولة بالرسوم!

عزة الحاج حسن/المدن/13 أيار/2020

يحاول تجمع الشركات المستوردة للنفط في لبنان الدفاع عن نفسه بعد استدعاء المدعي العام المالي، القاضي علي ابراهيم، لممثلي الشركات للتحقيق في ملف تقاضيهم رسوماً على مدار سنوات من دون وجه حق، نظراً لانضمام لبنان للاتفاقية الأورومتوسطية، التي تنص على إعفاءات الجمركية لعدد كبير من المنتجات والسلع، ومنها مادة البنزين المستوردة من الدول الأوروبية. لم تنكر الشركات خلال سردها لواقع العلاقة بينها وبين الدولة، وتنظيم عملية استيراد المحروقات، استيفاء الرسوم (المُعفى منها بموجب الاتفاقية الأورومتوسطية). لكنها تعرض الصورة انطلاقاً من قناعتها بأحقية حلولها مكان الدولة، واستيفاء الرسوم من المستهلكين، وإن بـ"الإستقواء" والاستخفاف بقدرة الدولة على حماية مواطنيها من الاستغلال، حتى انها تطالب الدولة جهاراً بسداد الرسوم الجمركية التي استوفتها بدلاً منها.

واقع الأمر

في واقع الأمر تخالف الشركات المستوردة للنفط القوانين، وتختلس أموال المستهلكين على مدى سنوات، بعلم الدولة وموافقتها غير المُعلنة. ما حصل أن الشركات عمدت منذ العام 2002 على استيفاء رسم جمركي من المستهلكين كجزء من ثمن البضاعة التي تستوردها، علماً أن المشتقات النفطية تخضع لاتفاقية Euro1، أي اتفاقيّة الشراكة مع الاتحاد الأوروبي التي وقّع عليها لبنان عام 2002. وتم إعفاء الدولة اللبنانية تدريجياً من الرسوم الجمركية على البضائع المستوردة من الاتحاد الأوروبي، ومنها المشتقات النفطية، وإعفاءً كلياً منذ العام 2013.

استمرت الشركات باستيفاء الرسم الجمركي كجزء من ثمن صفيحة البنزين حتى العام 2017، حين بدأت الدولة باستيفاء الرسم بدل الشركات، بمعنى أن الدولة بدلاً من إعفاء المستهلكين من الرسم الذي كانت تستوفيه الشركات منهم دون وجه حق، عمدت إلى استيفائه من المستهلكين بدلاً من الشركات.

وقاحة الشركات

واليوم بعد فتح الملف أمام القضاء، تطالب الشركات- وبكل وقاحة- الدولة بإعادة ما استوفته من رسوم بدلاً منها، منصّبة نفسها جابياً للرسوم بديلاً عن الدولة. ويستغرب الوزير السابق لشؤون الفساد نقولا التويني مطالبة الشركات بتقاضي الرسم من جديد "فقد اعتادت الشركات على الحلول محل الدولة. وهذا الأمر لم يحصل في تاريخ الدول ولا بتاريخ تجربة الشعوب ولا بتاريخ الشركات الخاصة.. لم يحصل أن تطالب شركات مستقلة خاصة بحقوق الدولة. فالشركات تريد صراحة أن تحل محل الدولة" يقول التويني. وإذ يحاول التويني، وهو المتابع الأول للملف في العام 2017، في حديثه إلى "المدن"، لفت نظر القاضي ابراهيم لجهة تسلّط الشركات وتعديها على مستحقات الدولة، يؤكد أن الأموال التي تطالب الشركات باستعادتها من الدولة هي في حقيقة الأمر تُستحق للمستهلك، فالمستهلكين هم من يدفعون تلك الرسوم، فلا يحق لا للدولة ولا الشركات تكبيد المستهلك رسوماً هو معفى منها. وقد تقاضت الشركات المستوردة للنفط  وفق دراسة تفصيلية، زوراً، أكثر من 18 مليون دولار عن أربع سنوات فقط، من العام 2013 وحتى العام 2016 لقاء الرسم الجمركي. أما إجمالي ما حصلته الشركات فيقارب 38 مليون دولار. من هنا، يصف التويني مطالبة الشركات باسترداد تلك الرسوم بـ"الوقحة. فهم يظنون أن العملية سهلة وسيتم تسكير الملف بالضغوط كالعادة، ويتهربون من سداد الـ38 مليون دولار".

رواية الشركات

وتتلخّص رواية الشركات للقضية من العام 2002، تاريخ توقيع لبنان على الاتفاقية الأورومتوسطية، بأن المجلس الأعلى للجمارك حدّد حينها الأصول الواجب اتباعها لاستفادة الشركات من الإعفاءات الجمركية، بعد توقيع لبنان على الاتفاقية الأورومتوسطية. وبناء عليه، طبقت الدولة اللبنانية ممثلة بالجمارك اللبنانية الإعفاء الجمركي البسيط على الرسم الجمركي الموحد على مادة صفيحة البنزين (20 ليتر)، والذي يقدر بحوالى 70 ليرة لبنانية. وتأكيداً على التزام لبنان بالاتفاقيات الدولية، أعيد بتاريخ 23/2/2017 نشر القانون رقم 23 في الجريدة الرسمية، وموضوعه إبرام الاتفاقية الأورومتوسطية. إلا أن المجلس الأعلى للجمارك، وفق بيان الشركات، وخلافاً للاتفاقات الدولية النافذة وللقانون، قرر بتاريخ 28/3/2017 وقف العمل مؤقتاً بالاعفاءات الجمركية، بالرغم من أن اتفاقية الشراكة الاوروبية لا زالت نافذة. لذا، نفذت الشركات المستوردة للنفط القرار مكرهة، رغم اعتراضها على قرار المجلس الأعلى للجمارك، انطلاقاً من قناعتها بوجوب تطبيق الاتفاقية الدولية، ومن عدم أحقية إعادة فرض هذه الرسوم الجمركية البسيطة. وبناءعلى صوابية العمل بالإعفاءات الجمركية، وجواباً على طلب استشارة وزير مكافحة شؤون الفساد نقولا التويني بتاريخ 04/07/2017، أصدرت هيئة التشريع والاستشارات في وزارة العدل بتاريخ 17/7/2017 الرأي القانوني الذي جاء فيه: المعني بإلغاء الرسوم الجمركية هو التاجر الذي يملك رأس المال، الذي يستورد المنتجات من الدولة الطرف في المعاهدة التجارية، بعد أن يتم إعفاءه من دفع الرسم الجمركي على هذه المنتجات. ويحظر على الدولة اللبنانية استيفاء أي رسم جمركي من الشركات التي تستورد المحروقات السائلة من الاتحاد الأوروبي أو من الدول الأخرى، التي أبرمت معها اتفاقيات، وإلّا تُساءل دولياً عن نقض بنود الاتفاقية الملزمة التطبيق، وتتعرض ان يعتبرها معاقدها منسحبة منها. وتجاهر الشركات بالقول أنه "إذا كان هنالك من جهة ما يجب أن تعيد المال لأحد، فهي الدولة اللبنانية التي ينبغي عليها أن تعيد إلى الشركات المستوردة للنفط كل الرسوم الجمركية التي كلفت بها ودفعتها بغير وجه حق، وبمخالفة فادحة ومعيبة لاتفاقية دولية نافذة أقرها وصدق عليها لبنان"!!

 

"العفو الخاص" على طاولة بعبدا: مزاج الرئيس يسمح!

نادر فوز/المدن/13 أيار/2020

يبدو أنّ وزيرة العدل، ماري كلود نجم، مستعجلة في تسجيل إنجاز في مسيرتها الوزارية. فتضع الأخيرة اللمسات الأخيرة على لوائح محكومين وموقوفين، قبل إحالتها إلى رئيس الجمهورية، لإصدار المراسيم اللازمة وإطلاق سراح المساجين، بحجة مواجهة الاكتظاظ في السجون في ظلّ جائحة كورونا.

نقطة في بحر

وحسب ما أشارت مصادر نيابية وقانونية لـ"المدن"، فإنّ العفو الخاص سيشمل "ما بين 300 و400 سجين وموقوف بحسب المعايير التي وضعتها اللجنة المكلّفة". وفي حال تمّ إطلاق ما معدّله 350 سجيناً، يكون العفو الخاص قد خفّض نسبة 5.5 في المئة من إجمالي عدد النزلاء في السجون. إذ يبلغ عدد نزلاء السجون في لبنان 6386 نزيلاً، بحسب الرقم الصادر عن مديرية السجون في وزارة العادل بتاريخ 27 نيسان 2020. وبالطبع هذه النسبة لا تحصّل شيئاً في عملية تدارك الاكتظاظ الحاصل في الزنازين، ولا ترحم المئات من أصحاب الجرم "الخفيف"، إن جاز التعبير. فلا يغدو قرار العفو الخاص سوى نقطة في بحر آلاف القابعين في السجون بظروف غير إنسانية ولا صحية. العفو الخاص، متراس على قياس نجم، يحميها ويحمي فريقها السياسي الذي تمثلّه، إن وافقت أو لا، من حقيقة العفو العام الذي تتمّ مناقشته في لجنة فرعية في البرلمان، بعد إحالته إليه خلال الجلسة التشريعية الأخيرة. لا تريد نجم، ولا التيار الوطني الحرّ خلفها، السير في إقرار قانون عفو عام. فالأخير لا يعني لهما شيئاً، والمستفيدون منه لا يمّتان لهما بأي صيلة. هم مساجين محسوبين على بيئة حزب الله وحركة أمل، مساجين مخدّرات من جهلة، وعلى تيار المستقبل والبيئة السنية، مساجين إسلاميين ومحكومين لتشكيل عصابات أشرار واجهت الجيش من جهة أخرى. فيسير التيار الوطني الحرّ في وسيلة أخرى، العفو الخاص، يتحكّم بكامل تفاصيله من ألفه إلى يائه. والقانون يسمح بذلك.

قرار شخصي

العفو الخاص، كما تشير إليه الكلمة، عفو شخصي يصدر بالاسم وفقاً لمعايير شخصية ومقاربات شخصية. إلا أنّ الدستور يكفل لرئيس الجمهورية هذا الحق حصراً ومنفرداً، بحسب المادة 53. وإن كان لا بد من إنعاش الذاكرة بعفو خاص صدر مؤخراً، فكان ذلك عام 2019، عن رنا بروس معوّض. الأخيرة حكمت المحكمة عليها بالأشغال الشاقة المؤبدة عام 2018، ثم منحتها الأسباب التخفيفية، فأعادت حكمها بالأشغال الشاقة الموقتة لمدة 15 عاماً لترويجها المخدرات. إلا أنّ رئيس الجمهورية عاد ومنحها العفو الخاص من دون أي اعتبار لرأي لجنة العفو الخاص والنيابة العامة التمييزية، لعدم وجود ما يبّرره. فيمكن لأي مرتكب ومحكوم أن يصرخ في أذن الرئيس "أنا بريء يا بيه"! فيطلق سراحه ويعفى من عقوبته.

معايير نجم واللجنة الغامضة

استباقاً لكل هذا، تؤكد الوزيرة نجم أنها شكّلت لجنة استشارية لجمع لوائح المساجين الذي من المفترض أن يشملهم العفو الخاص، من دون أن يعرف أحد من هم الأعضاء ولا وظيفتهم ولا أهواءهم السياسية. مع العلم أنه يمكن لأعضاء هذه اللجنة أن يكونوا على درجة عالية من الاحترافية والمهنية، لكن يبقى العنوان الأساسي أنّ العفو الخاص أمر شخصي محض. ومن بين المعايير التي وضعتها نجم واللجنة الاستشارية أن يشمل العفو من هم فوق الـ75 عاماً. وفي هذا الإطار، تشير مصادر قانونية لـ"المدن" إلى أنّ "عدد هذه الشريحة العمرية ممن يشملهم العفو لا يتعدّى 6 نزلاء في السجون". وإضافة إلى هؤلاء الستة كل المحكومين الذين لا يزالون في السجن لعدم تسديدهم الغرامات المتوجّبة عليهم، وكل من تبقّى من فترة محكوميّتهم أقل من سنة. مع العلم أنّ الاقتراح الأولي لنجم كان يقضي بأن تكون يشمل العفو فقط من تبقى من محكوميتهم بين 4 و6 أشهر. لكن تبينّ أنّ هذا العدد قليل، فتم رفع الهامش إلى حدود السنة.

إشكالية المراسيم

لم يقرّر بعد إن كان العفو الخاص عن المساجين سيصدر في مرسوم واحد يشمل كل الحالات، أو مراسيم إسمية يحمل كل منها اسم نزيل تمّ إعفاءه من العقوبة. لكن ما يجدر التنبّه له في هذا الإطار إلى أنّ إلزامية نشر هذه المراسيم غير كاملة، على اعتبارها مراسيم اسمية تبلّغ للشخص المعني فقط. وهو ما يمكن أن يحول دون إطلاع اللبنانيين على مضمون المراسيم وأسماء أصحابها. وهذا سبق أن حصل في مراسيم التجنيس التي اضطرت السلطة إلى إعادة نشرها على موقع الأمن العام اللبناني بعد جملة من المطالبات السياسية والضجيج الإعلامي التي أثيرت حول الملف.

تطييف العفو

وتبعاً لذلك، يمكن تمرير عفو عن عملاء لإسرائيل ربما، أو تجّار مخدرات وبشر. لا يهمّ طالما أنّ العفو العام مؤجّل، ولا يخدم العهد بشيء. كأنّ العهد، أو رمزاً منه، يواجه رغبات حلفائه وخصومه على حد سواء. يريد السير وحده، والتصدّر وتحقيق المكاسب منفرداً. هذه لغة التحدّي. وإن أردنا قولبتها وفق المنطق اللبناني الطائفي الرذيل، فيمكن القول إنّ العفو العام للمسلمين، والعفو الخاص للمسيحيين، من دون زياد ولا نقصان. وإن قررنا الدخول في نفق الطائفية والتطييف -ولا مهرب أن تدخله بعض التيارات والأحزاب والقيادات- فسنراجع لاحقاً التوزيع الطائفي لمن شملهم العفو الخاص. هذه طبيعة الطائفية القذرة.

مزاج الرئيس ومن حوله يتحكّم بالعفو الخاص، ولو عارض مزاج 5 مليون نسمة. ويبدو أنّ مزاج الرئيس يسمح بذلك. "أنا بريء يا بيه"، جملة سحرية يمكن للرئيس أن يصدّقها ويصادق عليها من فم أي مرتكب، السرّ في الهمسة ومطلقها فقط.

 

لماذا تأخرت الدولة الألمانية كل هذا الوقت لتضع حزب الله على قوائم الإرهاب وتحظره

هل انقلبت ألمانيا على إيران؟

مشاري الذايدي/لشرق الأوسط/04 أيار/2020

ليس الخبر أنْ تصنّف ألمانيا «حزب الله» اللبناني حزباً إرهابياً وتحظر نشاطه على أرضها وتمنع الانتماء له.. بل الخبر أو قل السؤال المستحق: لماذا تأخرت الدولة الألمانية كل هذا الوقت؟!

ثم ما هي الدول الأوروبية التي ما زالت بعدُ غافيةً على وسادة الوهم، ولَم تَرَ بعدُ الوجهَ الإجرامي الكالح لهذه الشبكة الدولية المحترفة للإرهاب والاغتيالات والتفخيخ، وصناعة العبوات الناسفة، وغسل الأموال وتجارة المخدرات والتعاون مع الشبكات الإرهابية الأخرى مثل تنظيم القاعدة!؟ عجيبٌ جداً هذا الصمت الأوروبي عن النشاط الإرهابي الإيراني، عبر ذراعه اللبناني «حزب الله»، أو مباشرة من خلال «الحرس الثوري». رغم ثبوت الأدلة المادية على تورط هذه الشبكات الإيرانية بعمليات اغتيالات أو تفجيرات جماعية. كمان كان عملاء الحرس الثوري يزمعون القيام به ضد مجموعة إيرانية معارضة، على الأراضي البلجيكية والفرنسية. نعم. في عهد الذاهب غير مأسوف عليه باراك أوباما كان يمكن فهم هذا «التطنيش» لأن العبقري الكبير أوباما، كان لا تأخذه لتمرير الصفقة المسمومة مع النظام الخميني، لومة لائم. ومشى معه في هذا الإيمان الدرويشي بالانفتاح على النظام الخميني أصحابه الأوروبيون.

المعلومات، أو بعضها، التي اكتشفها الأمن الألماني عن نشاط «حزب الله» اللبناني على أراضيه مذهلة، ومن ذلك معلومات ما تتعلّق بعدد من رجال الأعمال الشيعة، الذين استغلوا العمل في التجارة لغرض غسل الأموال، ونقلوا مئات الملايين من اليورو إلى حسابات بنكية تابعة للتنظيم اللبناني، ونقلوا بعضاً منها لتمويل نشاطات خلايا «حزب الله» العاملة في شتى أنحاء ألمانيا. وتم تزويد برلين بمعلومات عن مخزن سري، في إحدى مدن الجنوب الألماني، أخفى الحزب داخلها مئات الكيلوغرامات من «نترات الأمونيوم» التي تستخدم في تصنيع المواد المتفجرة.

ألمانيا ليست فقط مركزاً مهماً لحزب الله اللبناني، بل لمجموعات إخوانية عربية وتركية منذ عقود وعقود، فهل حانت لحظة اليقظة من الغفوة، أم هي خطوة منبتّة فريدة لا تعني انقلاباً غربياً أوروبياً على إدمان النوم مع الشيطان؟

 

إستدعاء شرّوف يفتح معركة الحريات مجدداً... وعويدات ينصح بإحياء تعميم جريصاتي

مريم سيف الدين/نداء الوطن/12 ايار/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/86102/%d9%85%d8%b1%d9%8a%d9%85-%d8%b3%d9%8a%d9%81-%d8%a7%d9%84%d8%af%d9%8a%d9%86-%d8%a5%d8%b3%d8%aa%d8%af%d8%b9%d8%a7%d8%a1-%d8%b4%d8%b1%d9%91%d9%88%d9%81-%d9%8a%d9%81%d8%aa%d8%ad-%d9%85%d8%b9%d8%b1%d9%83/

مجدّداً وجد صحافيون أنفسهم مضطرّين لتنفيذ وقفة إحتجاجية أمام قصر العدل في بيروت دفاعاً عن الحريّات، وتصدياً للتضييق عليها. فتحرّكوا منعاً لتكريس نهج استدعاء الصحافيين من قبل الأجهزة الأمنية ومخابرات الجيش، بعد نحو ثلاثة أيّام من استدعاء مكتب مخابرات الجيش في راشيا الصحافي أيمن شرّوف للتحقيق معه، من دون أن يوضح السبب.

وتوجّه الزّملاء ديانا مقلّد، جاد شحرور وشرّوف، إلى مكتب مدّعي عام التمييز، القاضي غسّان عويدات، للطلب منه التدخّل لوقف الاستدعاءات من دون مسوّغ قانوني. وبلياقة رفض عويدات مطلب الصحافيين، وقدّم لهم ما يشبه استشارة قانونية، ناصحاً إيّاهم بالتوجّه إلى وزيرة العدل، ماري كلود نجم، مصطحبين معهم تعميم وزير العدل السابق، سليم جريصاتي، الذي أصدره في العام 2017، والقاضي بتطبيق القوانين المرعية والإحالة أمام قضاء التحقيق وقضاء الأساس المختصّ، لتمضي عليه نجم ويعاد إحياؤه.

وبعد كلام عويدات اتّضحت معالم المعركة التي اختار خوضها الصحافيون من تجمّع النقابة البديلة الداعية للاحتجاج، والتي تشكّلت خلال الانتفاضة رافعة شعار حماية الحريات وحقوق العاملين في الإعلام. "اليوم فتحت معركة الحريات، معركة لها علاقة بوقف تمادي الأجهزة الأمنية في التعاطي مع المواطنين"، يقول شرّوف لـ"نداء الوطن". واستكمالاً للمعركة تواصل شروف وزملاؤه مع نقابة المحامين، "كخطوة أولى سنجتمع بالنقيب ملحم خلف وسنرى معه كيف سنتوجه إلى وزيرة العدل لمطالبتها بوقف الاستدعاءات التعسفية التي تحصل".

إذاً، رمى عويدات الكرة في ملعب وزيرة العدل، وتعهّد بوضع التعميم موضع التنفيذ بعد توقيعها عليه، كي يحرص على عدم استدعاء أي صحافي من قبل أي ضابطة عدلية. ويلفت صحافيون إلى أن المخابرات ليست ضابطة عدلية، وعلى التعميم الذي سيوقّع أن يؤكد أيضاً رفض الاستدعاء من قبل هذا الجهاز. وينظر شرّوف إلى تعاطي عويدات باعتباره مقبولاً، إذ "استطاع الوفد الحصول منه على موقف واضح في ما يتعلّق بتعميم جريصاتي. ما يعتبره الصحافي خرقاً محدوداً يجب متابعته للمراكمة عليه. "لم يكن مثلما تأمّلنا لكنّ الأمر مفهوم، هناك حسابات بين الأجهزة القضائية يجب أن نفهمها ونحسن قراءتها".

إشارةً إلى أنّ شرّوف رفض المثول أمام مخابرات الجيش، إنما تقدّم لدى المحكمة العسكرية بطلب مفصّل يشرح فيه ما حصل ويطلب الحصول على ردّ واضح عن أسباب استدعائه للتحقيق وخلفيته، وعما إذا توافر بلاغ فعلي ضدّه أم أنها مجرّد دعوة لشرب فنجان قهوة. ولم يمنح عويدات شرّوف أي ضمانة لجهة حمايته من تداعيات عدم المثول أمام المخابرات، ونأى بنفسه عن المسألة. فيما لا يزال الصحافي ينتظر ردّ المحكمة العسكرية على استفساراته، ويعتبر أنّ مسألة مثوله للتحقيق من عدمه باتت أقل أهميّة من معركة الحريات التي يخوضها اليوم، "وقد ذهبنا بالشق القانوني ولن نقوم بغير ذلك".

ويطرح اقتراح عويدات على الصحافيين العمل على إعادة إحياء تعميم صدر منذ أكثر من ثلاث سنوات السؤال عن مصير التعاميم، والاستنسابية في تطبيقها. كذلك يطرح السؤال عن دور وزيرة العدل، والسبب في دفع الصحافيين للتوجّه إليها بدل تذكيرها بالتعميم، كذلك عن المانع في تطبيقه في حال لم تصدر الوزيرة تعميماً يتعارض معه! بدل دفع الصحافيين لبذل كل هذا الجهد لتطبيق القانون، وإقناع القضاء بإعادة بسط صلاحياته على الأجهزة الأمنية. فهل نحن أمام صراع صلاحيات بين القضاء والأجهزة الأمنية؟ وما موقف وزيرة العدل من قضية الحريات؟

 

يا سياسييو لبنان، اليكم جميعا.....

حسن خليل/رئيس تجمع استعادة الدولة/12 أيار/2020

انتم أسوأ انواع البشر. لم نعد نريد ان نكتب "البعض"، او "اغلب". لا نستطيع المراوغة اكثر. لقد سرقتم وطني وشعبي ودولتي، فتم نهبي من حلمي ان اقضي ما تبقى من عمري حيث جذوري. ايها المجرمون.

لمن يقول ملف الكهرباء هو الاساس. والكارثة رواتب وأجور، والمصيبة جمارك، والفضيحة التوظيفات، واخر بدعة انه لا دولة بدون بنك مركزي والليرة ستنهار.

اليكم نقول معكم حق وأحسنتم برافو. لقد زورتم الفيول والرز والهواء والادوية والبحر والنهر بالسرطانات

-انتم حشو الموظفين ٣٠سنة لتسخروهم في خدمتكم، بدءا من أعلى قاضي، نعم اعلاهم، الى ادنى حاجب.

_انتم المجالس التحاصصية والمتعهدين فيها.

_انتم الريجي والكازينو والضمان والكهرباء والمياه والفيول والمولدات واقامة الفنادق التي تطوف منها المجارير على الشاطئ العام ملك الناس.

_انتم بنيتم قصور بوقاحة على ملك عام في الواجهة البحرية من شماله الى جنوبه.

_انتم صادرتم اثار واراضي اثار. انتم المولدات

_وانتم شركات توزيع الكابلات التلفزيونية.

_انتم حتى مواقف السيارات.

_انتم استيراد الفيول وتوزيعه والاسمنت وسرطان الاسبستوس.

_انتم الكسارات والمرامل ورخصها،ورخص لوحات السيارات.

انتم وزارة الاشغال وتراخيصها وزفتها ومطارها.

_انتم ناهبو المالية ومغاراتها وعقاراتها ومشاعاتها وتهرب ضرائبها.

_انتم المرفأ وزواريبه وماليته.

_انتم سارقو اوجيرو والخليوي والكابلات الضوئية.

_انتم الهيئة العليا للاغاثة وتنفيعاتها.

_انتم موازنة رئاسة الحكومة والنواب الغامضة بمليار و٤٠٠مليون دولار.

انتم من جعلتم لكل نائب ووزير  مرافقين يحمل شنط المدام بتفاهته وتفاهتها. انتم مذلو المساكين.

_انتم من رايتكم بأم العين في مؤتمر الدوحة تتجولون تائهين في لوبي الشيراتون تبحثون عن احد يتحدث معكم ولا احد يعبركم، او عن دشداشة بيضاء تشتمون منها مالا كما كنتم في الطائف، ثم لتعودون الى بيروت في طائرة واحدة فورا تنفشون ريشكم من على درج الطائرة لتاتي سياراتكم الداكنة الزجاح، رباعية الدفع وينزل منها زلمكم المسلحون لفتح الباب وكانكم قادة حرب، بينما هو منظر المافيات في فيلم "العراب".

_انتم مهينو الوظيفة ومذلو الموظفين مهما علا شأنهم.

انتم كاسرو الخواطر وقاهرو النفوس.

_انتم زارعو المذهبية المزيفة لتستغلوا العصبيات الجاهلة. كفرتونا. كرهتونا الاديان. سخرتم البطاركة والمفتيين والائمة ورؤوساء الطوائف. ليس مثلكم في العالم في بلد واحد. والله إنكم أنتم مصيبة المصائب، وكارثة الكوارث، ولعنة كل اللعنات التي حلت علينا منذ عرفناكم.

_انتم من لم تخجلوا حتى ان تلوثوا الإرث الذي ورثتموه عائليا او بالتسلط حزبيا، من اباءكم او السابقون الصالحون. ينفذ حبر القلم قبل ان تنفذ كلمات وصفكم ونعتكم.

لماذا اغتصبتم لبناننا هكذا،وهو كل ما لدينا. مرة اخرى. استسمحوا. استغفروا. عل الناس ترحمكم وترحم أولادكم من بعدكم حتى لا يتعرضوا لما تعرضت له عائلة القيصر، الا اذا  انانيتكم تجعلكم لا تكترثون لهم. مرة أخرى أعيدوا الأموال.....وارحلوا.

 

فاسدون بحماية دولة المقاومة و”مروة” و”غنوي” في سجنها

حازم الأمين/موقع درج/12 أيار/2020

أقدم الرجلان على استهداف مصرف خالف القانون وأساء الأمانة، وها هما في السجن اليوم، بينما سركيس حليس متهم بفساد استهدف اللبنانيين بأجمعهم، والتهمة موجهة إليه من قبل القضاء إلا أنه حر طليق...

مدير عام المنشآت النفطية اللبنانية سركيس حليس حر طليق على رغم صدور مذكرة توقيف بحقه من القضاء اللبناني بتهمة فساد يبلغ ملايين الدولارات، ومحمود مروة ووضاح غنوي في السجن بتهمة إلقاء إصبع ديناميت على فرع “فرنسبنك” في صيدا، نجمت عنه خسائر لا تتعدى قيمتها الألفي دولار. الأول مقيم في مكان معروف بحماية النائب السابق سليمان فرنجية، بينما أصدرت الشرطة اللبنانية بياناً بأنها تمكنت عبر “عملية نوعية” من توقيف مروة وغنوي. علماً أنهما كانا عائدين من زيارة عادية، وغير متواريين، لكن بيان الشرطة لم يوضح لنا أسباب “نوعية” هذه العملية، كما أن الشرطة نفسها لم تطرح على نفسها القيام بـ”عملية نوعية” موازية توقف فيها حليس، على رغم أن التهمة التي وجهها القضاء إليه تفوق في أهميتها وقيمتها التهمة الموجهة لمروة وغنوي بملايين المرات. الشرطة لم تخجل من بيانها على رغم تزامنه مع عجزها عن تحدي قرار زعيم محلي قرر حماية متهمين بالفساد.

دولة المقاومة التي أفرجت عن عامر فاخوري هي نفسها الدولة التي يستعين بها سليمان فرنجية لحماية سركيس حليس، وهي نفسها الدولة التي تركتك أنت ووضاح غنوي في العراء

لا بأس يا محمود ويا وضاح، فأنتما لا تتمتعان بحماية سياسية، وهذا دليل آخر على أن ما فعلتماه لم يكن ارتكاباً، وأنه خاطب غضب كثيرين منا. لا بأس بالمجاهرة بالغضب، طالما أن الطبقة السياسية التي تحكمنا على هذا القدر من الوقاحة، وأن الشرطة التي تحتجزكما على هذا القدر من العجز.

لقد أقدم الرجلان على استهداف مصرف خالف القانون وأساء الأمانة، وها هما في السجن اليوم، بينما سركيس حليس متهم بفساد استهدف اللبنانيين بأجمعهم، والتهمة موجهة إليه من قبل القضاء اللبناني، إلا أنه حر طليق ومكان إقامته معروف للقاصي والداني! هل من ظلم أشد من هذا الظلم، وهل من فساد وفشل وعجز أكثر وضوحاً مما تختصره هذه المعادلة؟!

لا حماية سياسية لكما يا محمود ويا وضاح، فأنتما آتيان من مكان مختلف تماماً. يشرفكما أن لا ينبس زعيم بكلمة عن ظلامتكما التي تختصر ظلامة اللبنانيين كلهم باستثناء حليس وصحبه وقضاة الرئيس والصهر وصحبهم. وسليمان فرنجية حين يجاهر بحماية سركيس حليس يفعل ذلك متماهياً مع خصمه جبران باسيل حين جاهر بحماية آمر سجن الخيام عامر فاخوري، فأخرجه من السجن على رغم الدماء الكثيرة التي أسالها. والزعيمان، أي فرنجية وباسيل، صادران بدورهما عن دولة عميقة تحميهما، هي دولة المقاومة يا محمود! هل تذكر المقاومة، وهل ذكرها أمامك المحقق؟ هل سألته إذا كان هو نفسه من تولى التحقيق مع عامر فاخوري؟ هل شعر بالخجل عندما عاين الشظية التي اخترقت صدرك؟ لن نطيل كثيراً هنا، فأنت لطالما أشعرتني أن آلاماً رافقت هذه التجربة تفضل إبقاءها خارج التناول.

دولة المقاومة التي أفرجت عن عامر فاخوري هي نفسها الدولة التي يستعين بها سليمان فرنجية لحماية سركيس حليس، وهي نفسها الدولة التي تركتك أنت ووضاح غنوي في العراء يا صديقي. دولة المقاومة التي لم يحرك الإفراج عن فاخوري ساكناً فيها، والتي يزور قادتها وقادة “المقاومة” فرنجية في بنشعي، هناك على مقربة من منزل الضيافة الذي يقيم فيه حليس بحماية بيك المقاومة وحليفها وخصم صهرها.

لن تطول الإقامة يا محمود في السجن. ستخرج قريباً وسنمضي أوقاتاً تخبرنا فيها عن “العملية النوعية” التي أفضت إلى توقيفك مع صديقك وضاح. لكن ما حملته هذه المفارقة سيضاعف الغضب، وسيشحننا بمزيد من الإصرار على مواجهة سلطة لا تخفي وجهها القبيح ولا تخجل منه. وإذا كان تفجير المصرف خروجاً لن يتكرر عن لغة المواجهة، لكننا يا صديقي سنصوغ لغة مواجهة تناسب هذا المقدار من الصلافة. فمن خرجنا لمواجهة فسادهم وسرقاتهم هم اليوم أحرار طليقون على رغم أنف القضاء، وهذا درس يجب أن يبنى عليه.

وفي هذا الوقت سننتظر سقوطهم، فما اركتبوه لن تقتصر نتائجه علينا. دولة المقاومة هذه لن يسعفها الموظف الذي جاءت به ليرأس الحكومة، والمصارف، شريكة هذه السلطة، لن تقوى على تأخير الانهيار، وهو لن يكون انهيارنا لوحدنا، إنما انهيار بنشعي وميرنا الشالوحي ومصيلح، وقبل كل شيء انهيار “دولة المقاومة” التي تحمي الفاسدين وتفرج عن آمر سجن الخيام وتسجن محمود مروة ووضاح غنوي.    

 

باقِ شعلةً في ضمير لبنان

بشارة شربل/نداء الوطن/12 أيار 2020

"قلنا ما قلناه". ذاك التصريح الشهير، كأنه نطق به عشية أسلم الروح قبل عام ليختصر مسيرة حياة وشخصية لم تشهد إلا للحق، ولم تعاند إلا لإحقاقه من أجل لبنان.

وعلى هذا المنوال كان لكلّ مقامٍ مقال منذ أوفى بالنذور وعلّم وترجم وكتب وسِيم كاهناً ومطراناً وبطريركاً، إلى يوم تطلّبت تسوية الطائف رجالاً يتصدرون لقبولها حقناً للدماء. أما يوم ثَقُل عبء الوصاية على صدر البلاد فكان "النداء وصولاً الى  "ثورة الأرز" التي استلهمت من نبضه الشجاعة والاصرار.

كان مِثل أسلوبه. سهل ممتنع. ظلّل "قرنة شهوان" بعدما حفرت خطب الآحاد بإبرة الصمود، في الأيام السود زمن النفي والاعتقال، مكاناً لتلك النواة التي تفتّحت يوم 14 آذار. وبهذا الإنجاز فتح الباب لكلّ لبنان كي يخطفه من الموارنة ويطوّبه بطريركاً للسيادة والاستقلال.

قبل عام بالتمام، على فراش النزع الأخير، بدا وكأنه ذاهب في رحلةٍ إلى موعدٍ آخر في البعيد، لم يشعرنا بحزن الفراق بقدر شعورنا بفرح القيامة والرجاء، وكأنه قال للبنانيين: ليكن لديكم أمل بضوء في نهاية النفق، مثلما أنا أتّجه نحو النور الأبدي. هذه سفينتي تصل إلى شاطئها الأمين.أستودعكم أحلامكم في بناء لبنان جميل. قبل عام، اختصر الرجل المبتسم في آخر نفَس له قرناً من الزمن. وكأنّ الشخص الذي ولد مع إعلان  "لبنان الكبير" أدّى ما وسِعَه تاركاً لنا ذخيرة للذكرى المئوية لهذا الإعلان. ذخيرة تنضمّ إلى ذخائر بطاركة موارنة أعلام طبعوا تاريخ هذه البلاد ومهّدوا لقيام دولة الاستقلال، وأكّدوا دائماً أنّ الموارنة صنو الحرية وعصب الشراكة في الكيان. "لا نعلم متى يأتي السارق". وهو أتى قبل عام، ربما ليوفر على البطريرك المهجوس بحب شعب لبنان رؤية بلاد تنهار بفعل طغمة الفساد قبل الوباء. يومذاك لم يأخذه على حين غرة. كان حاضراً، ليس بفخامة جلاله، بل بمهابة تواضعه، وليس بالفخر المنجز في مسيرته الكهنوتية والوطنية بل بإمّحاء عطائه، وليس بتاجٍ استحقّه بل بمحبةٍ خالصة لم يبخل بمنحها بركة لشعبٍ بأسره. كان حاضراً لتلك اللحظة بإيمانه العميق بأنّ دعوته أتمّت مهمّتها وبأنّ رسالته وصلت إلى من انتُدب لأجلهم وإلى من اختاره شاهداً له في هذا المكان، ليشعّ بألق الحرية ويعطى له مجد لبنان.

في ذكراك هذا العام، وفي كل عام. باقِِ شعلةً في ضمير لبنان

 

السيد لطف الله وبهاء الحريري

طوني فرنسيس/نداء الوطن/12 أيار 2020

بعض الناس لا يحلم الا بالسلطة. قد ينعِم الله عليهم بالكثير، مالٌ وبنون، عقارات وأموال، شقق وبنايات، فيضعون لوحة على مدخلها منقوش عليها: "هذا من فضل ربي"، واذا كان العقار بناية سكنية رفعوا لافتة رخامية توضح ان "المُلك للّه" قبل ان يضيفوا ضمناً "والإيجار لصاحب البناية".

مع ذلك يريدون السلطة. فالسلطة خصوصاً في دولنا مدخلٌ لزيادة الثروة وفيها أيضاً تعويضٌ عن نقص، والراغبون فيها قد يلجأون الى أطباء النفس والعرافين ويستجدون الناس في زمن الانتخاب، أو يكتفون - في دولنا- بفوهة بندقية، فالسلطة حسب الرفيق ماو تنبع أيضاً من فوهة البندقية.

مرّت نماذج كثيرة على اللبنانيين من هواة الخدمة العامة التي لا يجيدونها الا عبر ركوب المقعد الأول. وخلال مواسم الانتخابات النيابية التي لم يمر عليها وقت طويل، تقدم متمولون جدد الى المقعد. في أيام "المبادرة السورية الكريمة" كان عليهم "إيداع" مبلغ من المال لدى ضابط المنطقة وآخر أكبر شأناً لدى الحاكم السوري العام في عنجر، ثم عليه أن يُرضي زعيم اللائحة "المحلي" بمساهمة حرزانة في تكاليف المعركة. ذلك الصنف من المرشحين، على كثرته، لم يكن فوزه بالمقعد مضموناً، لكن أمواله ستكون مكدسة في صناديق انتهازيي اللحظة.

وبهاء الحريري يأتي الى "الخدمة العامة" من باب طرقه كل هؤلاء. هو متمول رزقه سبحانه تعالى بالكثير، بعد ان ترك له الشهيد أكثر من الكثير. انه يستفيق بين الفينة والأخرى على وجوب خدمة "القوم" فيصدر بياناً، أو يُنصح بإصدار بيان، لتنشط التفسيرات عن استعداده لولوج منطقة الخدمة العامة في حالة الازدحام العام التي لا تبقي له -نظرياً - موقعاً او موطئ قدم. لا يجادل احد في حق الرجل أو غيره بممارسة السياسة، شرط أن يمارسها. وربما في سياق هذه الممارسة يقدم نموذجاً جديداً مختلفاً عن ممارسات الآخرين، فيكسب انصاراً ومحازبين يأتونه طوعاً وقناعةً ويفرض نفسه واحداً من المؤهلين لتلك "الخدمة العامة" المُغرية. لكن أن يستفيق بين سنة وأخرى على بيان أو تصريح من دون موقف سياسي أو رؤية محددة فذلك لا يجمع له سوى راغبين في محاسبين طامعين بمصدر رزق. كان السيد لطف الله أحد المتمولين اللبنانيين المقيمين في مصر مطلع عهد الانتداب الفرنسي عندما أقنعته شلة من المنتفعين بأنه الأصلح لقيادة لبنان الجديد... في النهاية صرفوا أمواله بين بيروت وباريس... ومات الرجل فقيراً في القاهرة.

 

كالشعرة من العجين

سناء الجاك/نداء الوطن/12 أيار 2020

حرصت منصة إعلامية تابعة لمافيا الممانعة على طرح اسم "دسم"، حسب مقاييسها، في قضية توقيف نقيب الصرافين في لبنان محمود المراد مع متورطين آخرين من صلب الممانعة يعملون على نطاق إقليمي. وبينهم إيرانيون، كما دلت التحقيقات.

وواضح من صيغة الطرح أن الغرض من الإتهام المجاني هو المقايضة أو التشهير، في ملف التلاعب بسعر صرف الليرة اللبنانية، ومع التمهيد الى احتمال عدم النيل من "متهمها" بسبب "تدخلات سياسية على مستوى عال".

وكأن هناك قدرة لغير مافيا المحور على التدخلات السياسية والأمنية.

فقد حصل الأمر ذاته في قضية الشيكات المزورة لإغاثة المتضررين من حرب تموز 2006، التي انكشف أمرها، وتولت المنصة الإعلامية ذاتها الترويج بأن التزوير مصدره حكومة الرئيس فؤاد السنيورة، على رغم سوق المتهمين المضبوطين والمحسوبين على الممانعة، بالجرم المشهود الى السجن والقضاء.

آنذاك، تمت لفلفة القضية وخرج المذنبون بعد ثمانية أشهر من دون حساب او عقاب، ونسي الناس حقيقة من سرق تعويضاتهم، ليدينوا السنيورة والهيئة العليا للإغاثة. وحصل الأمر ذاته في قضية المتهم بقتل النقيب الطيار سامر حنا، وأيضاً في ملف الأدوية المزورة، المتهم به في حينه شقيق الوزير محمد فنيش.

ولا يبتعد المتهم الأساسي في قضية معامل الكبتاغون عن هذا المسلسل.

وكجائزة ترضية، لن تغير التحقيقات في واقع قضية الفيول المغشوش وكل تداعيات السرقة في ملف الكهرباء شيئاً.

فالتجربة علمتنا ان مافيا الممانعة وحدها تملك القدرة على سحب جميع المرتكبين من كل هذه الملفات كالشعرة من العجين. وتواظب على عمليات التهريب للنفط والقمح، كما هربت الدولار في السابق، وتتابع حملاتها ضد "الثلاثين عاماً الماضية" وتتغول في كافة الميادين، ثم تندد بالتهريب عبر الحدود.

والأهم انها تملك الكثير من الأوراق. تخرجها تباعاً. وتتفوق في الإثارة على حبكة المسلسلات الرمضانية التي منيت بتعطيلات أفقدتها استقطابها المشاهدين بسبب انتشار فيروس كورونا هذا العام.

وهي تبرع بالعمل على جبهات متعددة في وقت واحد. فقد بدأت السيناريوات بتحوير غضب الثائرين على الطبقة السياسية الحالية، وجرهم الى قناة المصارف وحاكم المصرف المركزي، وتوالت مع تأجيج العصب المذهبي، وآخرها بدعة التنافس بين سعد وبهاء الحريري التي تروج لها وترعاها برموش العيون.

وبالتزامن، ترفع نشراتها الصحية أعداد المصابين بجائحة كورونا. وخافوا أيها اللبنانيون وعودوا الى حجوركم لا تغادروها.

هنا، لعبة الأرقام هذه تكشف الكثير. تتدنى عندما يفترض تسجيل إنجازات، وترتفع عندما يفترض كم الأفواه.

وفي الحالتين تنعدم الشفافية والثقة. تماماً كما في كل الملفات الأخرى، التي لا تهدف الا الى القضاء على الساحة الوطنية لحساب ساحات الطوائف.

وفي كل الأحوال، تواصل المافيا جهودها للتحكم بمسار البلد ومصيره.

وفي حين تركز على ساحات الآخرين لتفخيخها، تنسى ساحتها الخاصة او تستهين بها، معتبرة انها في الجيب ولا شيء يدعوها الى القلق.

لعل هذه الاستهانة هي الخاصرة الضعيفة التي ستطيح بكل السيناريوات المحتدمة جبهاتها. حينها لن ينفع الحديث عن "تدخلات سياسية على مستوى عالٍ"، لأن مفاعيل سرقة المال العام وتأثيرها على البطون الخاوية ستقلب الطاولة، وتطيح جهود البارعين في لعبة تركيب الطرابيش وبهلوانيات المنصات الإعلامية المأجورة، الكفيلة بسحب المتهمين ومن يقف خلفهم كالشعرة من العجين.

 

البطريرك الذي دربُه كما درب الحق شائكة

حبيب شلوق/المرصد/12 أيار/2020

كلما اقتربت الذكرى (12/05/2019 ) واستجمعنا بعض الذكريات ، ذكريات من 50 رحلة حظيت فيها بارتياح البطريرك مار نصرالله بطرس صفير وسعادته، لمرافقته، كلما أدركت عمق هذا الرجل وبعد نظره وثباته وعنفوانه.

فالراحل الكبير خطّ نموذجاً معيناً من العلاقة مع رعيته من لبنان إلى الخارج البعيد البعيد، إذ قبله اقتصرت أسفار أسلافه البطاركة على الأعتاب الرسولية وإيطاليا وفرنسا والولايات المتحدة، أما صاحب الذكرى فزار أبناءه في الأميركتين وأوروبا وآسيا وأفريقيا وأوستراليا، وتبادل معهم الخبز والملح، وضمّد جروح هجرتهم وسكب عليهم بلسم الرجاء. في كل دولة حاكى البطريرك أبناءه كلاً بلغته، من أبناء البقاع إلى الجنوب والجبل وبيروت وصولاً إلى الشمال. هنا هجرة بسبب الفلتان الأمني وفقدان الأمن، وهناك خوف من تجدد الإحتلالات وهنالك جفاف في فرص العمل ونشاف في الإقتصاد، وفي كل مكان فقدُ ثقةٍ وتعلقٌ بحبال الهواء.

كلُ جاليةٍ ..."جاليات"، وكلٌ يشكو إلى البطريرك. والبطريرك خاطب الجميع وأرضى الجميع أباً لكل بيئة.

الأكثرية الساحقة من المهاجرين تصرّ على لبنان السيد الحر المستقل الذي لا شريك له ـــ إذ لا احتلال هناك وسلطة وصاية ، وجزء آخر يرى اسرائيل الشر الأكبر وجزء ثالث عانى ممارسات سلطة الوصاية السورية وخبر هو أو أحد أنسبائه مُرّ الإعتقال والسجن والتعذيب على يديها أو يدي هذا النظام اللبناني الحليف أو ذاك. والبطريرك جاهز لكل جواب متمنطقاً بالثوابت البطريركية الوطنية التي لا تقر بأي مس بالسيادة ولا بأي انتقاص للحرية والقرار الحر، ولا بأي شراكة في السلاح ولا في قرار الحرب والسلم، ولا بأي تفريط بالعيش المشترك ووحدة الأرض والشعب، ولا بأي نوع من أنواع الإحتلال والوصاية.

وفي الأميركتين الشمالية والوسطى، ومثلهما أميركا الجنوبية وأوروبا بكل جالياتها تركيز على الوصاية السورية وسلب القرار الوطني، وفي أفريقيا إهتمام أكبر بانسحاب قوات الإحتلال الإسرائيلي حتى إذا ما وصل البطريرك صفير إلى أكرا عاصمة غانا في 28 أيار 2000 بعد ثلاثة أيام على الإنسحاب الإسرائيلي، رحبت الجالية الإسلامية بــ" الوطن المحرر قادماً تحت عباءة البطريرك".

وفي كلماته في الولايات المتحدة الدولة الأهم بين دول القرار، خاطب البطريرك المسؤولين والجالية:"لبنان حُرِم قرارُه الحر واستقلالـُه وسيادتـُه منذ ربع قرن، مما انعكس سلباً على الإقتصاد ودفع الكثير من اللبنانيين إلى الهجرة، ونأمل في مساعدة الولايات المتحدة للخروج من الأزمة التي نعانيها".

أما سوريا فـ"نريد معها أفضل العلاقات، ولكن يا جاري أنت في دارك وأنا في داري".

وما دامت اسرائيل عدو لبنان بمسيحييه ومسلميه لاحتلالها أجزاء من الوطن، عمل البطريرك صفير لدى دول القرار للضغط عليها لتنسحب، مخففاً من حدة مواجهته مع النظام السوري حتى إذا انسحبت اسرائيل استأنف انتقاده وبعنف أكبر لـ "الوصاية السورية"، مطالبا الإدارة الأميركية خلال لقائه الرئيس بوش الإبن بعد تعثر لقائهما عام 2001 ، بالضغط لانسحاب الجيش السوري واجهزته السياسية والأمنية من لبنان. وهذا المطلب أثاره مع رؤساء فرنسا المتعاقبين فرنسوا ميتران وجاك شيراك ونيكولا ساركوزي، ومع البابا القديس يوحنا بولس الثاني والبابا بينيديكتوس السادس عشر، وأكثر من رئيس جمهورية في إيطاليا، ثم مع ملك اسبانيا خوان كارلوس والمستشار الألماني غيرهارد شرودر والأمير فيليب زوج ملكة بريطانيا، ورئيس مجلس نواب أسوج ورئيس حكومة بلجيكا. وحديث صفير هنا وهناك وهنالك، وفي لقاءاته أيضاً مع الرؤساء الأميركيين رونالد ريغان (1988) وجورج بوش الأب (1999) وجورج بوش الإبن (2003 و2008)، هو أن لا شراكة عربية أو أجنبية في قرار لبنان. وهو نقلها إلى ملوك وأمـــراء ورؤساء، ورؤساء برلمانـــات وحكومـات في دول زارهـــا طوال 25 عاما من روسيا ( وكان البطريرك الماروني الأول الذي يزور روسيا في ذكرى الألفية الأولى لتنصيرها عام 1987 )، إلى البرازيل والأردن والكويت وقطر وأوستراليا وجنوب أفريقيا والمكسيك والأرجنتين والأوروغواي، وغيرها وغيرها، والأمناء العامين للأمم المتحدة من خافيير بيريز دوكويار إلى بطرس بطرس غالي وكوفي أنان وبان كي مون.

كذلك كانت له مواقف جريئة وواضحة رداً على اسئلة حسّاسة، وفيها أن "لـ"حزب الله" عقيدته وهي تحرير جنوب لبنان من الإحتلال الإسرائيلي، وكان منطلقه سابقاً جعل لبنان جمهورية اسلامية، إنما اليوم تغيّر هذا المنطق وبدأ التركيز على التحرير". وأضاف أن العلاقة جيدة مع أركانه وهم يزورونني وألتقيهم" (كتاب حبيب شلوق "طريق العودة").ثم إن اللبنانيين أبناء الجنوب الذين إضطروا إلى مغادرة لبنان ودُفعوا دفعاً إلى اللجوء إلى إسرائيل "باب النجاة الوحيد" لأنهم خافوا أن ينالهم أذىً، وليس لنا أن نصنّفهم إذا كانوا عملاء أو غير عملاء، انما القضاء هو وحده الذي له الكلام".

وأبدى البطريـــرك صفير أسفه "لأن المواطنين الذين حول لبنان ـــ بلد الستة آلاف سنة حضارة ــ يتهافتون على انتزاع الجنسية اللبنانية، فيما نأسف لأن اللبنانيين يبحثون عن جنسية سواها".

يبقى أن البطريرك كان يبدو في غصة عندما يتكلم عن هجرة الشباب، كذلك هي حاله عندما يتحدث عن أبناء الشريط الحدودي، ولم يتردد في إيفاد المطران مارون صادر ممثلاً عنه في مأتم المسؤولين في "جيش لبنان الجنوبي" اللواء أنطوان لحد وعقل الهاشم،على رغم كل الإنتقادات التي تعرض لها.

وفي قانون الإنتخاب البطريرك صفير كان مع الدائرة الصغرى، "وكلما صغرت تكون الأفضل"، إذ المطلوب أن يعرف النائب ناخبيه وهم يعرفونه. أما في إلغاء الطائفية السياسية "فينبغي أن تكون في النفوس قبل النصوص".

وصفير الذي لم يذهب إلى سوريا حتى مع صديقه الحبر الأعظم البابا يوحنا بولس الثاني كذلك لم يرافقه إلى القدس، لا يعرف "أين هو قصر المهاجرين هذا"، و"ما بقا تحرز نزور سوريا" إذ كان عمره بعد الإنسحاب السوري عام 2005 ، 85 عاماً، رافضاً الإشادة بموقفه إذ "أقوم بواجبي تجاه القطيع"، ويواجه التقريظ به بالقول:" خَصَصْتموني بفضائل لا أعهدها في نفسي، إنما كرم أخلاقكم أملاها عليكم".

ودرب البطريرك صفير كما درب الحق كانت شائكة.... لكنه كان "مفكك ألغام".

وهذه أبيات قالها صديق طفولته ورفيق عنفوانه المونسنيور فيكتور كيروز في شيكاغو عام 2001 :

يا خادمَ الربِ دربُ الحقِ شائكةٌ

فاصمدْ تحقق لنا الآمالَ والرُكـَـبا

إن حاربوك فلا تأبهْ بحربِهُمُ

فصاحبُ الحقِ لا يجزو وإن غُلبا

فقبلك ربُ الكونَ قد غُلبا.

أما الخطابة، والإرتجال المدعوم بأبيات شعر قديمة ولغة عربية راسخة وذاكرة مميزة، فكانا يلهبان أكفّ كل لقاء ويقابلهما شعراء بزجليات تراثية تنضحُ بالعاطفة.

إنه بعضٌ من بعضٍ ... من بطريرك لا يموت.

 

حزب الله... بين سعد وبهاء!

عبدالله قمح/ليبانون ديبايت/الثلاثاء 12 أيار 2020    

لدى حزب الله خط أحمر عريض محظور تخطّيه في العلاقة مع آل الحريري ودائماً ما يعود إليه الفضل في تنظيم العلاقة مع بيت الوسط. الفتنة السنيّة - الشيعية، وهو لغاية درء تلك "المنبوذة"، رفَعَ الاستثناء في كثيرٍ من المجالات على رئيس الحكومة السابق سعد الحريري.

كُثرٌ عندهم "حشرية" في الدخول من خرم إبرة العلاقة "المُلتبسة" التي تَجمعُ حزب الله بسعد الحريري في محاولةٍ منهم لكسبِ نقطةٍ في الوصول إلى فَهمِها وفكفكة أحجيتها المثيرة للجدل والفضول في آنٍ معاً ولمعرفة الأسرار التي تخفيها والاطّلاع على "بيت القصيد" الذي يتكفّل دائماً في تحييد كلّ منهما عن دائرة استهداف الآخر. أكثر سؤالٍ يسبحُ في مخيلةِ البعض هو سبب مُداراة حزب الله لسعد الحريري وتفهّمِه إلى هذه الدرجة رغم كل ارتكابات الأخير السابقة، إلى نحوٍ مكّن الحزب في أكثر من مرة أن يحيط الحريري بكثيرٍ من الاهتمام و"الغطاء"، سيّما خلال وجوده على رأس الحكومة السابقة متولياً الدفاع عنه في أكثر المواقف حرجاً، وثمّة غرابة سُجّلت ذات مرةٍ في رفع صورة "الشيخ سعد" من جانب بعض المناصرين المحسوبين على الثنائي الشيعي على درج جامع محمد الأمين زمن سريان مفعول "الثورة". واقعة زادت من جدلية المشهد.

لا نُبالغ إذا قلنا أنّ الحريري يتمتّع بقناة تواصلٍ فريدةٍ من نوعها مع حزب الله. الافطارات و"العشوات" والسهرات التي تلامس خيوط الفجر يطول شرحها. ليس سراً أنّها هُندِّست على قياسه، ويكاد أحدٌ أن يحوز على نسخةٍ مشابهة. هي القناة التي أدّت إلى وضع سعد تحت مجهر الرقابة السعودية مسبوغاً بدائرة شك من تصرفاته حوّلته أسيراً ذات تشرين وكادت أن تتطور إلى مسارات أخرى.

الدخولُ في العلاقة مع سعد الحريري يؤدي إلى فهم أنّ ثمّة جانباً "وجدانياً" وغير سياسي تفوّق على الاختلاف السياسي بين الجانبَيْن. ربطُ النزاع المبرم بينهما أسّس إلى علاقة حوارٍ وتفاهمٍ، ومن الواضح أنها خفّفت من اعتراضات سعد على الحزب والعكس صحيح، لو أنّه لم يُغادر الكثير من الاختلافات الجوهرية مع الضاحية، لكنّه في نهاية المطاف يحتكم إلى الواقع اللبناني. علاقةٌ جدليةٌ يُشبِّهها البعض بتلك التي نشأت بين السيد حسن نصرالله والرئيس الشهيد رفيق الحريري خلال المرحلة الاخيرة من حياته.

بإختصارٍ، يلقى حزب الله تفهّماً في العلاقة من جانب الحريري، أتت نتاج فصولٍ مديدة من الاختلاف وأدّت إلى بلورة حالة من التلاقي والتفهّم بين الجانبَيْن لا يُخفى عنها بريق دور الرئيس نبيه بري الذي تولى التمهيد لها ووضعها على مسار مستقيم يقوم على إحترام نظرة كل منهما للآخر، ولو أنَّ العلاقة مع الحزب أسّست إلى تفريغ الكثير من الالتباسات السابقة لكنّها في المقابل نمَّت عداوات على طرف الحريري.

بالنسبةِ إلى حزب الله خيار سعد الحريري كشخصٍ معتدل داخل الطائفة السنيّة أفضل بكثير من أي خيار آخر، وليس سراً أنَّ الحزب يُراعي مصالح الحريري ولا يضرّه أن يبقى ممسكاً بزمام الأمور بل يطمح في توسيع "بكار" العلاقة معه، وبالتالي الحزب ليس في وارد التضحية به على رأس طائفته مقابلَ بديلٍ "غير مضمون". هذا يدركُهُ الحلفاء جيداً، سيّما وأنَّ التجربة الأخيرة كان لها وقعها الخاص. والحزب يعلم كما الحريري، أنّ الطائفة السنيّة عرضةً للعواصفِ السياسية التي تسعى إلى تغيير معالمها، بخاصّة الدينية، وقَلبَها من مكانٍ الى آخر.. هنا مفتاح العلاقة بين الجانبَيْن.

بخلافِ ذلك، يتوجَّس حزب الله من "الدخول المريب" لبهاء الحريري على المشهد وسط هذا الضباب المسيطر، ولو أنَّه لم يصدر عنه موقفاً علنياً بعد، لكنه أخضعَ ما يجري إلى دراسة معمّقة بغية فَهمِ الخلفيات الحقيقية وهل أن الرجل يحظى بـ "رافعة إقليمية" أم أنّ المشهد لا يغدو أكثرَ من زوبعةٍ في فنجان.

مشكلةُ بهاء الحريري لا تعود إلى قراره الانغماس في المعترك السياسي، هذا حقّه بالتأكيد، بل في إختياره أن يأتي الدخول من بوابة الفوضى، تحديداً افتعال الفوضى وإثارة الغبار داخل البيئة السنيّة وهذا موضع شبهة لدى الحزب. يُصبح "ضرب الجنون" الذي يُقدِم عليه النجل الأكبر لرفيق الحريري مفهوماً طالما أنه يعتمد على ثلّة مستشارين من أصحاب العراضات والمكبوتين سياسياً.

والرَيبة تتعدّى ذلك، خاصّة أنّ دخول بهاء أتى مصحوباً بإرتفاع قيمة السعي للاستثمار في محيط يُكثِر من الجفاء مع "الجار الشيعي" يتولى إدارته بعض الحاقدين الذين غدوا أعضاءً بفريق "النجل الأكبر" ولا يخفون ولَعهم بالحركشة في "بئر" العلاقة السنيّة - الشيعية، أي الخطّ الاحمر المحظور التلاعب به، ويبدو أنَّ بهاء لا يُقيم وزناً لهذا الخط بل لا يجد حرماً في اللعب فوقه!

من حقِّ الضاحية أن تتوجَّس. يُقال هنا أنها ضحّت كثيراً من أجل إخراجِ لعبة الفتنة "السنيّة - الشيعية" من دائرة الاستغلال، وبالطبع ليست في وارد السماح بإعادة نَبشها سواء تحت ذريعة الجوع أو الثورة أو استغلال التباين مع سعد الحريري حتّى، المطلوب منه اليوم صونَ وحدتِهِ الداخلية ضمن طائفته وإعادة صيانة العلاقة مع محيطه. لا بدّ أنَّ الضاحية قد أخضَعت الدخول "البهائي" المستجد إلى رقابةٍ مشدّدة، والمقربون منها لا بدّ أن تولّوا إحاطة من يَعنيهم الأمر عِلماً إلى محاولة بهاء اجتذاب عناصر محدّدةٍ لا تُقيم وزناً لحدودِ الخطرِ المتأتي عن نَكء جراحِ العلاقةِ بين السُّنة والشيعة وهذا مرجحٌ.. وللحديثِ صلة.

 

"المرض الشافي"

ساندي القطامي وخلود فهيم/مركز كارنيغي للشرق الأوسط/12 أيار/2020

سعى نظام الرئيس السوري بشار الأسد بشكل حثيث للإفادة من أزمة كورونا المتواصلة. وقد أظهرت تطورات عدة توالت منذ اندلاع وباء كوفيد-19 أن تفاؤلية النظام في هذا المجال في محلها بالفعل.

ففي أوائل آذار/مارس الماضي، فرض النظام إجراءات للحد من تفشي الفيروس، شملت حظر التجوّل وتعليق السفر الخارحي والتنقّل ببن المدن السورية. وفي الوقت نفسه، كانت السلطات تنفي أن يكون الوباء وصل إلى سورية، على الرغم من من أوجه التفاعل الكثيرة بين سورية وبين إيران، التي كانت البؤرة الإقليمية الرئيسة للوباء، وأيضاً على الرغم من ادّعاء بعض البلدان بأن الأشخاص الآتين إليها من سورية مصابون بالداء.

صحيحٌ أن النظام قيّد حركة المواطنين من وإلى منطقة السيدة زينب، وهي ضاحية دمشقية ومعقل الآلاف من عناصر الميليشيات الموالية لإيران. بيد أن ثمة تقارير أشارت إلى أن المقاتلين الإيرانيين واصلوا التدفق إلى سورية التي تعتمد بشكل كثيف على طهران في مجال المساعدة العسكرية، ولذا، لم تستطع دمشق فرض إجراءات لعزل الإيرانيين. أما بالنسبة إلى عدد الإصابات، فلم يعلن النظام السوري حتى الآن سوى عن 45 إصابة، مع أن مصادر مستقلة تعتقد أن العدد الحقيقي أكبر بكثير.

في الداخل، يبدو أن النظام يستغل الإجراءات الوقائية لتعزيز قبضته. وقد كشف موقع أمني إلكتروني مقره في الولايات المتحدة أن السلطات السورية زرعت برنامج تجسس في الهواتف الخلوية لمواطنيها بواسطة تطبيق للوقاية من كورونا. هذا التطبيق، الذي يدعى كوفيد-19 هو ثرمومتر رقمي يعمل كخدعة، فيما تتجسس البرمجية الخبيثة المشفرة (AndoServer) على المستخدم. ويُعتقد أن هذا التطبيق هو من إنتاج الجيش الإلكتروني السوري الذي ترعاه الدولة، والذي يقوم بعمليات قرصنة إلكترونية بدعم منها.

علاوةً على ذلك، قامت أجهزة أمن النظام بفرض رقابة مُشدّدة على المستشفيات ومراكز الفحص الطبي، وانتشرت عناصر المخابرات في مؤسسات في كل أنحاء البلاد لمراقبة الموظفين والمرضى وأي ملمح عن وجود حالات كورونا جديدة، سواء جاءت من المستشفيات أو عبر تبليغات شخصية. وعلى الرغم من مخاوف منظمة الصحة العالمية من تفشي الوباء في مختلف أرجاء البلاد، إلا أن الحكومة ليس لديها سوى مختبر واحد لإجراء الفحوصات مقرّه في دمشق. ومع أن سبب ذلك يُعزى إلى النقص في موارد الأدوات الطبية، إلا أنه قد يكون في الوقت عينه خطوة متعمّدة من السلطات لمركزة نشاطات الفيروس والروايات عنه.

استخدمت روسيا بدورها تفشي الوباء لتدعيم مواقعها في سورية. فهي أرسلت مؤخراً معدات طبية إلى دمشق، وأصرّ الرئيس بوتين في الأمم المتحدة على أن تدير دمشق وحدها إجراءات مواجهة كورونا. وهكذا، وعبر ترقية مساعداتها على هذا النحو، كانت روسيا تُعزّز مواقعها الإقليمية. إضافةً إلى ذلك، لطالما ضغط بوتين كي يكون الوجود الإيراني في سورية أقل حجماً، وفي هذا الإطار عمل القادة العسكريون الروس على استخدام أزمة كورونا لفصل القوات السورية، خاصة منها تلك المدعومة روسياً، عن الميليشيات الإيرانية. مثل هذا الفصل يجعل اليد العليا لروسيا على الأرض، ما يعزّز هدف بوتين الخاص بفرض سيطرة عسكرية روسية أكبر في سورية على حساب إيران.

على المستوى الإقليمي، يبدو أن فيروس كورونا بدأ يسهم بتوطيد العلاقات بين سورية وعدد من الدول العربية. وعلى الرغم من قرار الجامعة العربية تعليق عضوية سورية فيها في تشرين الثاني/نوفمبر 2011، ليّنت دول عدة مواقفها منذ ذلك الحين، ومن ضمنها الأردن والإمارات العربية المتحدة والبحرين ومصر. فقد اتّخذت بعض الدول العربية خطوات تدريجية ترمي إلى إعادة بناء العلاقات مع سورية، على ضوء عوامل عدة، مثل صعود المجموعات المتطرفة، وازدياد النفوذ الإيراني بشكل مطّرد، وانخراط روسيا في الحرب السورية، ومؤشرات على "انتصار" نظام الأسد الوشيك على المعارضة السورية.

في 27 آذار/مارس، أجرى ولي عهد الإمارات محمد بن زايد اتصالاً هاتفياً بالأسد للنقاش حول وباء كورونا، مؤكّداً على دعم بلاده لسوريا، ومتحدّثاً عن الطبيعة الإنسانية للأزمة ونطاقها العالمي، ومشدّداً على أنها مناسبة لتخطي أي "خلافات سياسية" كانت قائمة بين الإمارات وسورية. وبالتالي، شكّل فيروس كورونا لبعض القادة العرب ذريعة لإعادة العلاقات مع سوريا إلى مجاريها. قد تكون هذه المبادرة التي اتّخذتها الإمارات، التي تتمتع بنفوذ كبير إقليمياً، أساسية لسورية وهي تحاول العودة إلى كنف الجامعة العربية.

قد تفيد أزمة كورونا أيضاً سورية على الصعيد الدولي. فقد دعت منظمة الأمم المتحدة إلى رفع العقوبات المفروضة على كلٍّ من سورية وفنزويلا وإيران وكوبا وزيمبابوي للسماح بإيصال المساعدات الإنسانية وتسهيل استجابة فعّالة لفيروس كورونا. لكن هذا الإجراء هو بمثابة رفع للإجراءات العقابية ضد نظام الأسد، ما سيسمح له بترسيخ حكمه أكثر، مع أن ثمة بعض العوائق التي تعترض عملية توطيد العلاقات بشكلٍ أوسع. فمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية التابعة للأمم المتحدة اتّهمت النظام السوري بتنفيذ هجمات بالأسلحة النووية بحق مدنيين، فيما عقدت محكمة ألمانية الجلسة الأولى لمحاكمة ضابط سوري متّهم بتعذيب السجناء.

قد لا يحدث بالضرورة التطبيع الكامل للعلاقات بين سورية والمجتمع الدولي في المستقبل القريب، ولا سيما أن بشار الأسد حالياً تحت مجهر التدقيق العام بشكل متزايد. لكن وباء كوفيد-19 فتح أبواباً عدة أمام كلٍّ من النظام وروسيا لتعزيز نفوذهما على الأرض في سورية، ما يشي على الأرجح بأن تحقيق قبول أوسع لاستمرار حكم نظام الأسد لم يعد بعيد المنال كما كان في السابق.

 

المســـــألة الشــــيعيَّة فـــي العـــراق ولبنـــــان

 نظير جاهل ويوســــف كلوت/الحوارنيوز/12 أيار/2020

أعد الباحثان الدكتور نظير جاهل والدكتور يوسف كلوت بحثا عن المسألة الشيعية في العراق  ولبنان رصدت التطورات التي تشهدها الساحتين، وقسمت الدراسة الى عدة عناوين هي:- الإنتفاضة الوطنية العراقية وفك "التوازن السلبي" الدولي الإقليمي - نموذج المرجعية الدينية العليا في النجف: "ولاية الشعب على نفسه" والنصية  - بين النموذج الوطني العراقي والمسألة الشيعية في لبنـان - ســـــقوط  سوريا واستحالة الإبقاء على "التوازن السلبي" في العراق ولبنــان.

تنشر "الحوارنيوز" الدراسة كاملة منعا لأي تجزئة قد تسقط المعنى والقصد.

الدراسة:

  "تُثبت الانتفاضـــة الشـــعبية في العـــراق التي تتجدد الآن رغم جائحة كورونا أن الشـــعب بمـــا فيـــــه المجتمــع الأهلي – السياسي خاصة قادر حين يسترشد بخط "التوحيد" الذي تمثِّله المرجعية الدينية العليا في النجف الأشرف، قادرٌ بطوائفه وعشائره وقواه أن يتخطَّى التمذهُب والاقتتال والتفكُّك، وأن يتوحَّد من خلال إنتفاضة شعبية، لا على الدين والتراث، بل في الدين والتراث، إنتفاضةٌ وطنيةٌ تصلُ إلى تبنٍ تأصيليٍّ فريدٍ ملائمٍ للحداثة السياسية القائمة على المواطنية والحقوق والتمثيل النيابي الحقيقي بمواجهة الاستبداد وما ماثله والنفوذ المُهيمن اللاهث وراء التقاسم في طي السيطرة الأميركية - الغربية الاقتصادية والسياسية والاستراتيجية.

وبالفعل يتبيَّن في ضوء خطب المرجع الديني الأعلى سماحة السيد علي السيستاني أن هذه الانتفاضة الشعبية الحالية في العراق تنطلق من "نموذج توحيدي" جامع، وهو ما شكَّل شرطاً أساسياً أسهم إسهاماً حاسماً في تحوُّلها إلى قوة صاعدة تتصدَّى في آن واحدٍ، للمسألة الوطنية في مواجهة "التوازن السلبي" المفروض على العراق إقليمياً ودولياً في سياق استتباعه وشلِّه وطمس هويته الوطنية والعربية، وللمسألة الإصلاحية السياسية والاقتصادية في مواجهة الاستبداد وما مائله وفي مواجهة النهب والاستتباع والارتهان للخارج على تنوّعه.

ونعنــي بـ "التوازن السلبي" هنا إبقاء العراق ولبنان كيانين متخلِّعين يتأرجحان بين الانهيار والتفكُّك من جهة، وبين التوحُّد بدولة شكلية تقوم على توازنات الإفساد والفساد والنهب من جهة ثانية، وهو ما ضرب فيهما إمكانية قيام دولة وطنية رعائية مستقلة.

الإنتفاضة الوطنية العراقية وفك "التوازن السلبي" الدولي الإقليمي

  يقـــوم "النموذج المرجعي التوحيدي" على اعتبار أن "الشعب معطى وطني واقعي". هذا الشعب الذي أُفقِدَ هويَّته حين دُفع به في سياق اقتتال مدمِّر متشابك داخلياً وإقليماً ودولياً إلى صراع أهلي مذهبي دموي أفضى إلى التشرذم والتفكُّك والتذرّر، فإنه اليوم يخرج عن هذا المسار لكن ليس بالتخلِّي عن "النموذج التاريخي المرجعي التوحيدي" وبتجريم المذاهب والطوائف الدينية وازدراء العلاقات الأهلية العشائرية بالاستناد إلى نموذج مثالي غربي حديث بالمعنى القانوني الذي يُعبِّر عنه مفهوما "المجتمع السياسي" و"المجتمع المدني"، بل بفعل طاقة ودفع العناصر التوحيدية للـ "نموذج التاريخي المرجعي"، وهي العناصر التي استبطنها بمعادلةٍ تجمع في آن واحد بين المثالية الشديدة والواقعية التغييرية الفعَّالة التي نعني بها لحظ الواقع أثناء عملية التغيير دون الانضباط بشروطه ومعادلاته الكابحة. وقد سمحت هذه الطاقة التوحيدية بالتفلُّت من النفوذ الذي حوَّل العراق إلى بلد قائــمٍ على "التوازن السلبي"، وهــــــو التفلُّت الذي يُترجـــم الآن مــواجهـــة بنائيـــة يخوضــها الشــــــعب العراقي بتضحيات كبيــرة مــــع المعادلات الإقليميــــة الدوليـــــة الاســـــتتباعيــة الكابحة وامتداداتها في الاســـــتبداد والإفســــاد الداخلي في آن واحد.

فقد كان "التوازن السلبي" - المشار إليه - صناعة استراتيجية للقوى الإقليمة والدولية بعد احتلال العراق في العام 2003، صناعةٌ سمحت لهم ببسط نفوذهم التشاركي على العراق، إذ ما حصل منذ العام 2003 إنما كان تقاطع دولي إقليمي أسقط الدولة القطرية ولم يبنِ دولة وطنية مستقلة رعائية عادلة جامعة لعناصر المجتمع الأهلي- السياسي العراقي، والوقائع اللاحقة أظهرت أن الحسابات الإقليمية لهذا التقاطع لم تكن لتوحيد المنطقة العربية الإسلامية، وهو ما تبيَّن مما نتج عنها من قذفٍ للمجتمع العراقي والمنطقة عموماً باتجاه العيش في ظل اللادولة و"التوازن السلبي"، وهو ما سهَّل الانحدار إلى التمذهب واستجلاب الصيغة الداعشية المذهبية الناتجة في بُعدٍ أساسي منها عن تدخل الأجهزة الاستخباراتية التي استثمرت الإحباط التاريخي المتولِّد من انهيار التاريخ الإسلامي بدءاً من الحرب العالمية الأولى وصولاً إلى الآن. وقد استُكمِل منطق هذا "التوازن السلبي" في كل من لبنان وسوريا، وهو توازن كسَّر حدود سايكس – بيكو، لكن ليس باتِّجاه التوحُّد على أرضية التحرُّر من التبعية، بل باتِّجاه مزيد من التفكيك والتجزيء والتذرير على أرضية هذه التبعية، ذلك لأن المس الذي تمَّ ويتمّ بالدول الوطنية العربية التي قامت ما بعد الحرب العالمية الثانية هو مسٌ دون أفق توحيدي تحرُّري حقيقي. إن الدول الوطنية التي يعمل هذا "التوازن السلبي" على تفكيكها بأفق مزيد من النفـــــوذ الموهـــــوم كانت قــــد مثَّلت بمعنى مــــــا توازناً تســــــوويًّا بين مـــا تبقَّــــى مـــــن طاقات وديناميات واقعيـــــة للمجتمـــــع الأهلي بطوائفـــــه وعشـــائره وعلاقاتـــــه العائليـــــة وبين الســــيطرة والهيمنـــــة الغربيــــة، توازناً ظهــــر - على سبيل المثال لا الحصر - بشكل اســــتقلالي تحرريٍّ رعائي بنَّـــاء في التجربة الناصريــة في مصر وأيضاً في التجربة الشـــهابية في لبنـــان.

إن الانتفاضـــة الشـــعبية في العراق هــــي محاولــــة لاســـتعادة الدولــــة الوطنيـــــة بعـــــد أن تبيَّن أن صيغــــة "التـــــوازن السلبي" المفروضة إقليمياً ودولياً قد أوصلت المجتمع العراقي إلى الشلل والانهيار، علماً أنها صيغته قد بدأت بالتعثُّر مع الانهيار السوري وباتت تتطلب المزيد من القهر والعنف كي تستطيع تحويل مواقع النفوذ إلى أرصدة تصرف في مساومات موهومة! وبغض النظر عن ما واجهته هذه الانتفاضة الوطنية العراقية من قهر وقمع وقنص وقتل ومحاولات اتّهام وتخوين وإجهاض أو استغلال واستثمار من قوى "التوازن السلبي" الإقليمية والدوليــة، فإنها ما تزال حيَّة، وهي تستعيد ديناميتها اليوم متحدِّية الظروف القاهرة التي فرضها انتشار جائحة "كورونا". وهي تقدِّم بلحاظ حدود الواقع أي في ظل ما وصلت إليه المنطقة من انهيار، نموذجاً وطنياً بنائياً استقلالياً فعالاً ذاتي القـــوة والدفـــع في محاولــةِ لمــواجهــة موازين القــوى المدمِّرة المفروضــة على العراق وأهله. ولا يبدو - والحالة هذه - أن اللجوء إلى الضربات الصاروخية المحدودة على المواقع المشتركة بين الاحتلال الأميركي والجيش العراقي التي تشكلت وفقاً لصيغة الاتفاقية العراقية - الأميركية التي أُقرَّت إبان رئاسة "نوري المالكي" لمجلس الوزراء، وكذلك رفع شعار طرد الوجود الأميركي من المنطقة، يُفيد في إبقاء الإدارة الأميركية مشدودة إلى الحقل القائم على "التوازن السلبي" في محاولة لإحباط الانتفاضة الشعبية وخط الراهن للمرجعية الدينية العليا في النجف الأشرف سماحة السيد علي السيستاني، وذلك بعد أن باتت الإدارة الأميركية تتَّجه إلى كسر هذا التوازن، وهو ما تأكَّد أكثــــــر بعد الضربات الأميركية المروِّعة لقوات من الحشد الشعبي قبل وبعد اغتيال الجنرال قاسم سليمان على أثر ضربات صاروخية على المواقع المشتركة بين الجيش العراقي والأميركان. وقــــد رفضت المرجعية الدينيـــــــة العليا في النجف الأشرف الاســـــــتمرار بتحويل العراق إلى ســـــــاحة في بيانها الصادر بتاريخ  30/12/2019 على أثر القصف الأميركي لقوات من الحشد الشعبي في منطقة القائم بين العراق وسوريا بعد قصف صاروخي لموقع مشترك بين الجيشي العراقي والأميركيين، مرسِّخة وجهتها الوطنية التي تدفـــــع نحــــو الخــــــــروج من الحقل الأميركي الإيراني القائــــــــم على "التــــــوازن السلبي"، حيث جاء في البيان ما حرفيَّته: "إن المرجعية الدينية العليا إذ تدين الاعتداء الآثم الذي استهدف جمعاً من المقاتلين المنضوين في القوات العراقية الرسمية وأدَّى إلى استشهاد وجرح عدد كبير منهم، فإنها تشدّد على ضرورة احتـــرام الســــيادة العراقيــــة وعدم خرقها بذريعة الردّ على ممارسات غير قانونية تقوم بها بعض الأطراف. إن السلطات الرسمية العراقية هي وحدها المعنية بالتعامل مع تلك الممارســــات واتّخاذ الإجراءات الكفيلة بمنعـــــها، وهي مدعوّة إلى ذلك وإلى العمل على عدم جعـــــــل العراق ساحة لتصفية الحسابات الإقليميــــة والدولية وتدخل الآخرين في شؤونه الداخلية" إنتهى بيان المرجعيــة.

فمهما كانت أسباب المواجهة مع الاحتلال الأميركي للعراق يبقى الاحتلال إحتلالاً ومواجهته تبقى مشروعة، غير أن المناكفة العسكرية الصاروخية المحدودة معه لا تبدو قابلة للاستخدام لإرجاع العراق إلى مجرد ساحة دولية إقليمية من خلال إعادة تنشيط صيغة "التوازن السلبي" وحقل النفوذ مع الطرف الأميركي الذي بات لا يتقيَّد بلعبة الساحة وحدودها. فالانتفاضــــة الشــــعبية الوطنيــــة في العراق وضعت عمليـــاً صيغــــة الســــاحة و"التوازن السلبي" على بساط البحث لا بل تجاوزتهما، وهذا ما يتَّضح من موقف المنتفضين والمرجعية الدينية العليا وقوى أهلية وسياسية ووطنية عديدة. فكما يبدو أنّه لم يعُد ممكناً للنفوذ الإيراني، بعنوان مواجهة الأميركان، حماية البنى السياسية والحكومية والاقتصادية المُستتبعة للنفوذ الأميركي وقمع من يرفضها ويحاول تغييرها وضرب فسادها وإفسادها، بغية الحفاظ على "التوازن السلبي" وفي طيِّه صيغة الساحة والأوراق والأذرع والنفوذ.

ليس صحيحاً أنً الإنتفاضة الشعبية قد أُجهضت في العراق، وليس صحيحاً أن تكليف رئيس المخابرات مصطفى الكاظمي برئاسة الحكومة العراقية يؤشّر على إجهاض هذه الإنتفاضة. إذ من غير الممكن تعيين دلالة هذا التكليف تأسيساً على ميول الرجل غير الواضحة التي تبدَّلت بتبدُّل الظروف وموازين القوى التي شهدتها الساحة العراقية في ظل "التوازن السلبي" الأميركي الإيراني، وذلك نظراً لموقعه ومهامه الأمنية الاستخباراتية. فلا يُمكن البت إستناداً إلى سيرته الشخصية بكون التكليف أو التأليف نجاحاً إيرانياً أو بالمقابل استكمالاً للهيمنة الأميركية أو كتعبير عن توازن جديد أميركي إيراني.

فالأصح هو الرجوع إلى السياق السياسي الذي أدَّى إلى بروز دور جهاز المخابرات، حيث يدل هذا البروز  على اهتلاك القوى السياسية واختلال دورها سواءً في مواجهتها للإنتفاضة الوطنية الشعبية المظلَّلة بخط المرجعية النجفية العليا الراهن، أو في عدم الإستجابة لها أو الإرتباك في التعامل معها الذي طبع مواقف وسلوك التيار الصدري. هذا ويُمكن الاستدلال على هذا الاهتلاك للقوى السياسية من الأزمة الوزارية المديدة، حيث اصطدمت هذه القوى بشروط المرجعية التي تتلخَّص بمعيار "الشخصية غير الجدلية" لرئاسة الحكومة الذي حملته الإنتفاضة الشعبية ودافع عنه شهاداؤها وجرحاها. وهو ما يؤشِّر أيضاً على أنَّ مرحلة ما بعد اغتيال الجنرال قاسم سليماني مختلفة تماماً عما قبلها. فقد أتى هذا الإغتيال ليختتم مرحلة "التوازن السلبي" الأميركي الإيراني الذي حوّل العراق إلى ساحة نفوذ على شفير الانهيار، بحيث لا يتفكَّك ولا يُستعاد كوطن كما أشرنا في تعريفنا لمفهوم "التوازن السلبي" في بداية المقال. أصبح من المستحيل على السلطة الإيرانية أن تحافظ على موقعها في طي هذا "التوازن السلبي" الذي تحكَّمت الهيمنة الأميركية بنشوئه وصيرورته، غير أن هذا لا يعني بالطبع أنّ النفوذ الإيراني قد انتهى في العراق، بل أصبح في سياق تراجعي سريع والمواقع السلطوية التي كانت تعبِّر عنه باتت أُطُر  ضبطٍ له تحكمها الوجهة الأميركية. فكما هي الحال في لبنان حيث أن إمساك حزب المقاومة الإسلامية بالحكومة ليس إلا  شكلاً برَّانياً ظاهرياً يُخفي عدم إمساكه بالعملية السياسية في ظل المأزق الكياني غير المسبوق الذي يُشارك فيه، فكذلك  فإنّ مشاركة فصائل الحشد الشعبي التي تُسمَّى "ولائية" في وزارة مصطفى الكاظمي تُخفي تدني وزن النفوذ الإيراني في ما تعتبره السلطة الإيرانية "ساحة عراقية" وفي الوقت نفسه تعبر عن تزايد الغلبة الأميركية، ولكنها أيضاً تُعبِّر عن تراجع معادلة الساحة بعد أن بلغت الإنتفاضة الشعبية المتناغمة مع وجهة المرجعية النجفية العليا الراهنة تأثيراً لا يمكن تجاوزه. كما أنه لا يمكن البت بايقاعات هذه الإنتفاضة في مواجهتها لرئيس الوزراء المكلف (مصطفى الكاظمي) ولمصير وزارته.

هذا ويأتي في سياق تراجع معادلة الساحة القرار الذي اتخذه رئيس الوزراء العراقي المستقيل عادل عبد المهدي استجابة لوجهة المرجعية الدينية العليا في النجف والقاضي برط الألوية التابعة للعتبات المقدسة إدارياً وعملياتياً بالقائد العام للقوات المسلحة أي رئيس الوزراء، وهو ما يعني وضع هذه الألوية في سياق يعزِّز الجيش الوطني العراقي وسحبها من إمرة قيادة الحشد التابعة للسلطة الإيرانية. وكذلك ياتي في السياق نفسه البيان الذي صدر عن قيادات حشد المرجعية التي أعلنت فيه مغادرة هيئة الحشد الشعبي بالإضافة إلى نقاط هامة عدة نذكر منها ما يلي:

- بيَّنت أنها تدرس انضمام بقية القوات والألوية الراغبة بذلك على وفق: المعايير الوطنية، والضوابط القانونية، والالتزامات الدستورية.

- أكّدت أنّها تسير وفق الرؤى الوطنية وما تقتضيه طبيعة الأوضاع في العراق، وأنها تسعى لتصحيح بعض المسارات، والمحافظة على المشروع المبارك الذي حمل حسام الدفاع عن العراقيين (أرضًا وشعبا ومقدسات)، مستجيبين لنداء الحق والحكمة والإنسانية الذي أطلقه المرجع الدينيّ الأعلى السيد على الحسينيّ السيستانيّ دام ظله الوارف.

- أكّدت أنّ كلّ إجراءاتها تمت برعاية ومتابعة من فخامة رئيس الجمهورية السيد برهم صالح، والسيد القائد العام للقوات المسلحة الدكتور عادل عبد المهدي، وبعض القيادات الأمنية والرسمية، فضلًا عن وكيلَيْ المرجعيّة الدينيّة العليا سماحة الشيخ عبد المهدي الكربلائي و سماحة السيد أحمد الصافي، متعهدةً لشعبنا الكريم وقواه الفاعلة على بناء مؤسسة امنية وخدمية تنهض بأعباء الأمانة التاريخية والمسؤولية الوطنية والعهدة الشرعية تجاه البلد لتقديم أنموذج صالح للخدمة والدفاع.

إن قرار رئيس الوزراء عادل عبد المهدي وكذلك بيان قيادات حشد المرجعية يعنيان الآن أن المرجعية الدينية العليا في النجف الأشرف تعمل للحؤول دون أن يصب تصدُّع الحشد الشعبي الذي استُخدِم بالدلس للتعبير عن التوازن الإيراني مع الطرف الأميركي في العراق، في مزيد من التحكُّم الأميركي بالعراق ومصيره كوطن. علماً أن الحشــد الشعبي كان قد تأسس برمَّته بفتوى المرجع الأعلى سماحة السيد علي السيستاني التي جعلته مُكملاً للجيش الوطني العراقي وبأفق الإنخراط فيه بعد القضاء على إرهاب داعش.

نموذج المرجعية الدينية العليا في النجف: "ولاية الشعب على نفسه" والنصيحة

  تلعب المرجعية الدينية العليا في النجف الأشرف سماحة السيد علي السيستاني بالتكامل مع الانتفاضة الوطنية العراقية الحالية بكل ما فيها من قوى وطنية وأهلية دوراً مركزياً في إيقاف تفكُّك المجتمع الأهلي العراقي وفي تحوُّله إلى قوة شعبية ضاغطة فعَّالة. ويتأسس هذا الدور على استعادة المرجعية لمرتكزين تقليدين جرى تعطيلهما بداية من قبل الدولة القطرية العراقية وأيضاً بعد سقوطها في العام 2003 من خلال تحويل العراق إلى ساحة خاضعة لآليات التجزيء والتذرير و"التوازن السلبي" الدولي الإقليمي. يتمثَّل المرتكز الأول بتعامل المرجعية مع الشعب بما هو سيد نفسه، وهو مبدأ يتفرَّع عن مبدأ "ولاية الأمة على نفسها" الذي ورد من قبل ضمناً في ممارسة فعلية ونظرية عند كل من الإمام السيد موسى الصدر والمرجع السيد محمد باقر الصدر، وكذلك ورد تنظيراً فقهياً علنياً متعمقاً وممارسة فعليَّة عند العلامة الشيخ محمد مهدي شمس الدين. ويتمثل المرتكز الثاني بوعي المرجعية لموقعها ودورها كوسيط غير محايد بين الدولة والسلطة من جهة والشعب من جهة ثانية. وسيطٌ منحاز للناس يدفع للحد من سيطرة السلطة واستبدادها وتألُّهها، ويحمي المجتمع الأهلي ويُحيط به لتمكينـــــه من التشكُّل كوحدة شـــــعبية واقعيـــــة تتكاتف وتتقدَّم بالالتفاف حـــــول قياداتها الشـــرعية التاريخية، وأيضاً يُعيــــــد صياغــــة التمثيل الشـــــــعبي من خلال تكييف النمـــــوذج الغربي الحديث على مقتضيات الإمســــــاك بالقرار الوطني الذاتي.

مــــــا يُميِّز نمـــــــــوذج المرجعيــــــة الدينيــــــة العليا في النجف الأشــــــرف، كمـــــــا تُقدِّم نفســــها بالخطب والممارسة، هو تأسيسها لمفهــــــوم الشعب كجماعة ودينامية يصــــــل إليها المجتمــــــع الأهلي من خلال إعادة تشـــــكُّل مكوناتــــــه الطائفية والمذهبيــــــة والعرقيــــــة بالتكامل وليــــــس بالتفكيك والتذرير وإعادة التركيب وفقـــــــاً للصيـــــغ الســــلطويـــة الاستبدادية التقليدية والاستبدادية الحديثــــة. ومـــــــــا يحوِّل المرجعية النجفية إلى قوة دافعة بهذا الاتجاه يكمن في استبدالها لمبــــــدأ "ولاية الأمر والطاعة" في الشــــــؤون العامــــــــة بمبـــدأ "ولاية الشعب على نفسه" ومفاهيــــــــم الحرية والنصيحة والإرشاد، وهــــو ما ورد حرفيـــاً على التوالي في خطبتي الجمعــة في 15/11/2019 والجمعــة في 29/11/2019:

- "إنّ الحكومة إنما تستمد شرعيتهاـ في غير النظم الاستبدادية وما ماثلهاـ من الشعب، وليس هناك من يمنحها الشرعية غيره، ...".  الجمعة 15/11/2019

- "إنّ المرجعيـــــة الدينية ســـــــــتبقى ســـــــنداً للشــــعب العراقي الكريــــــم، وليـــــس لهــــــا إلاّ النصــــح والارشــــــاد إلى مــــــا ترى أنه في مصلحـــــة الشــــعب، ويبقى للشعب أن يختار ما يرتئي أنه الأصلح لحاضره ومستقبله بلا وصاية لأحد عليه".  الجمعة 29/11/2019

ولهذا الاستبدال على بساطته الظاهرة أثر إنقلابي على مكونات الحقل السياسي. إنه يؤدي بصورة مباشرة إلى تفريغ وضرب مبدأ الطاعة السلطوي، الذي يتوسَّل شرعية فقهية قابضة، تُسهِّل عملية شل ديناميات المجتمع الأهلي وتقنين قوته بأشكال جهازية قابلة للاستخدام في حقل النفوذ الإقليمي المفتوح. كما أنه يؤدي أيضاً وبالموازاة إلى تعطيل مبدأ الولاء للزعامة الأهلية العشائرية أو الطائفية الذي يستنزف طاقة المجتمع الأهلي بالاستتباع المتعدِّد الاستخدامات الداخلية والخارجية.

إن وجهـــــة المرجعيـــــــة الدينيـــــــة العليا في النجف الأشرف هي وجهـــــــة مختلفــــة تماماً عن تلك الوجهـــــــة العمليـــــة المعاشة التي أرستها السلطة الإيرانية في التعامل مع دول المنطقة العربية على أنها ساحات فارغة تملؤها بـ "التوازن السلبي"، وكانت هذه السلطة قد دخلت بداية إلى الدول العربية من خلال دعم جماعات أهلية في صراع وطني محق ضد العدو الإسرائيلي في الأصل وضد الجماعات التكفيرية لاحقاً، لكنها بعد ذلك وفي خِضَمِّه عملـــــت على ملء الفراغ الذي افترضتـــــه، بتحــــــويل الجماعات الأهليــــــة التي دعمتها إلى أجهزة ذات أدوار إقليمية وظائفية مندرجـــــة في حقـــــــــــــل "التوازن السلبي" مع  النفـــــــــــوذ الأميركي الدولي، وهــــــــــو ما أدَّى إلى حرف الصراع الوطني داخل هذه الدول عن مهمــــــــة استرجاع الذات الوطنيــــــــــــة المســــــــــتقلة المنفتحة على العالم العربي والإسلامي بما فيه إيران بصـــــورة خاصة، إلى إدخال الجماعات الأهليــــــة - المُشار إليها - إلى  أجهزة مندرجــــــة في حقــــــــل "التوازن السلبي" مـــــــــــع  النفـــــــــــوذ الأميركي الدولي. هــــــــذا وقد دفــــــع "التوازن السلبي"  المذكور باتِّجاه تفكيك وإضعاف الحدود القديمة بين الأقطار والكيانات العربية، لا بوجهة وحدودية، بل بوجهة تُبقي الحقــــــــل العربي رجراجاً متأرجحاً بين وجــــــود الدولــــــــة الوطنيـــــــة وبين لا وجـــــودها، وفـــــي الوقت نفســـــــه يُمعن في دفــــــع التوازنات الداخليــــة الأهليـــــــة في الدول العربيـــــــة إلى مزيد من الاختلال في ســــــياق ديناميات التخلُّع الناتجة عن التبعية الاقتصاديـة والسياسية لمراكز السيطرة العالمية.

ولذلك يُعدُّ من التجنِّي القول إن مواجهة هذا "التوازن السلبي" بغية استعادة الدولة الوطنية في العراق تصب في مصلحة النفوذ الأميركي، بل إن الأمر على العكس تماماً. فصحيح أن استرجاع صيغة الدولة الوطنية القطرية في العراق وحتى الدولة الوطنية الكيانية في لبنان تُضعف النفوذ الإيراني في المنطقة العربية، وهــــــو نفوذ فقد أصلاً القدرة على الاســــــتمرار بعـــــــد الانهيار السوري، وصحيـــــــح أنها تُضعف النفوذ الروسي وهـــــــو ما يفيد الأميركان من هذه الحيثيـــــة، إلا أنها تؤمن هامشاً استقلالياً بنائياً رعائياً للداخل العراقي وحتى اللبناني، هامش يُضعف موضـــــوعياً وذاتيــــــاً الســـــيطرة الأميركية والعــــــدو الإسرائيلي من حيث اســـتعادة العراق ولبنان لكينونتهما الوطنيـة.

ممـــــا لا شـــــك فيــــــه أن إيران لعبت دوراً فـــــي القضاء على التمــــــدَّد الداعشـــــي المدمَّر، وهو مـــــــا كان يُفترض أن يؤدي إلى نشـــــــوء حقــــــــل تـــوازن إيجابي إيراني عراقي يُضعف النفــــــــوذ الأميركي وينقــــــل العراق من وضعيــــــة الســـــــاحة إلى صيغــــــة الوطـــــــن، إلا أن ما جعــــــل هذا الأفق مغلقاً كما يبـــــدو، هــــــو التشــــخيص الإيراني لمســــــــار الانتفاضــــــة العراقيــــــة الوطنيـــــــة كاختلال أمنـــــي والتعامل معـــــــــه بالتخوين والقمـــــع، وكأنمــــــا على المجتمــــــع العراقي المقهــــــور أن يبقــــــى - في آن واحــــد – مســــــلوب الهويــــــــة ورازحاً تحت وطأة النهــــب والفســـــاد والإفســـــاد والقهر الأميركي والاســـــتبداد الداخلـــي المســـــتجد ليظل آداةً للتفاوض في حقــــل النفوذ الإقليمي الدولي.

بين النموذج الوطني العراقي والمسألة الشيعية في لبنـــان

  يكشف حضور النموذج الوطني الذي تطرحه المرجعية الدينية العليا في النجف الأشرف الآثار التفكيكية للنموذج المحوري الذي تمارسه السلطة الايرانية على الصعيد الإقليمي بعنوان الصراع مع العدو الإسرائيلي والهيمنة الأميركية. وهو ما يقود إلى قراءة نمطية لوضعية الطائفة الإسلامية الشيعية راهناً  في لبنان إنطلاقا من المقارنة بين هذين النموذجين الوطني والمحوري، وخصوصاً في ظل التغييب المضطرد للمرجعية الوطنية اللبنانية التي أرساها الإمام السيد موسى الصدر. علماً بأن النموذج المرجعي الوطني الذي أنتج المجلس الإســــلامي الشـــــيعي وحركــــــة المحروميـــــن وأفواج المقاومة اللبنانية (أمل) يبــــــدو بالمقارنــــــــة مــــــع نمـــــــوذج الانتفاضــــة العراقيــــــة الوطنيـــــة التي تجمــــع بين الشــــعب والمجتمع الأهلي- الســــياسي والمرجعيــــــة الدينيــــــــة العليــــــا في النجف كتنــــــويعتين على أصــــــل واحد، أصـــــل لا يتأسَّس على مبدأ "ولاية الأمر والطاعة" - كما ذكرنا – بل على مبدأ "ولاية الشـــــعب على نفســــــه" ومفهومي الحرية والنصيحة وضمناً الإرشاد. ولذلك يقوم النموذجان الوطنيان العراقـــــي واللبنانــــــي - المشار إليهما - على أصالة السؤال الداخلي وتحدياته من دون إغفال التحديات الخارجية المتعلقــــة بقضايا المنطقــــــة والهيمنـــــة الغربيــــــة عليها، أصالةٌ تدفــــــع حكماً لمواجهــــــة السلطة المســـــتبدة مواجهـــــة تعبِّــــــــر عن التوحيـــــد وخط الأنبيـــــاء. وكذلك ينطلق النمـــــــوذجان الوطنيان من مفهوم الشـــــــعب بمعناه الأنترولوجــــــي القائـــــم على المجتمـــــــع الأهلــــي- السياســـــي ويؤصِّلان عليـــــــه مفهـــــــوم التمثيل الشعبي السياسي.

  لقد أسهمت الطائفة الإسلامية الشيعية في لبنان إسهاماً وطنياً حاسماً في مواجهة العدو الصهيوني واستكمال تحرير الأرض وتبديد أسطورة الجيش الإسرائيلي الذي كان يُقال عنه أنه "لا يُقهر". وقد تحقَّق ذلك بالإضافة إلى دور حركة أمل والحركة الوطنية بالعلاقة العضوية التي قامت بين حزب الله والحرس الثوري والدولة في الجمهورية الإسلامية الإيرانية. غير أنه ينكشف اليوم فعلياً أن هذه العلاقة رغم ما أنتجته من فاعلية في حقل الصراع مع العدو الإسرائيلي، فإنها لم تُؤدِّ إلى إرساء علاقات وطنية لبنانية سويَّة وعلاقات لبنانية سورية سويَّة، ولم تُؤدِّ أيضاً إلى استعادة وحدة الكيان بالخروج النسبي على موازين القوى العالمية، بل انزلقت إلى الاندراج في حقل النفوذ الدولي الاقليمي الذي افتُتِحَ في العراق حيث انخرطت الوجهة الإيرانية في طي الاندفاعة الأميركية التفكيكية للمنطقة. إن تشكُّل داعش كدينامية سلبية بغية تفجير الأقطار العربية لم يكن ممكناً إلا في ظل تحويل العراق إلى هوَّة لتبرير مِلئها بالنفوذ الإقليمي الدولي. ذلك أن احتلال العراق من قِبل القوة الأميركية لم يكن ليؤدي تلقائياً إلى هذه الدينامية الداعشية التفكيكيَّة المُعمَّمة في المنطقة لولا هذا الانخراط الإقليمي في طي الاندفاعة الأميركية.

إن التحولات التي طرأت على بنية الطائفة الإسلامية الشيعة وعلى دورها في الكيان اللبناني والمنطقة لم تتناسب مع دورها المذكور في التصدي للمسألة الوطنية بالصراع مع العدو الإسرائيلي، فقد تحوِّلت إلى شكل جهازي حزبي ذي وظائف إقليمية مفارق لإنتمائها للمجتمع الأهلي-السياسي المحلي الذي يقوم على التنوُّع والتوحُّد بالمطواعية حـــول المرجعية الدينية الوطنية التي غُيِّبت وضُربت في لبنان وتحضر الآن كنموذج توحيدي وطني وحدوي فعَّال في العراق.

ســـــقوط سوريا واستحالة الإبقاء على "التوازن السلبي" في العراق ولبنــان

  بعــــــد ســــقوط الدولــــــة القطريـــــة في سورية والقبضة الروسية المباشرة عليها والتحكُم الأميركي العام بالمنطقــة، يبدو أنّه بات من الصعب إبقاء حقل التنازع على النفوذ في العراق ولبنان متشكِّلاً على أساس مبدأ "التوازن السلبي" الذي أدَّى، في سياق تعميق التجزئة القديمة، إلى تحويل الأطر الوطنية إلى عناصـر مفكَّكة في محاور غيـــر قابلـــة للتوحُّـــد رغم انهيار الحدود فيمـــا بينهــا. ولذلك ينحـــو العراق على هدي خط المرجعيــــة الدينية العليا في النجف الأشرف إلى استعادة كينونته الوطنيــــــة آخذاً بالاعتبار واقع المجتمع الأهلي -السياسي العراقي وموازين القوى الدولية، ساعياً إلى التفلُّت من حقلها التجزيئي بالتفلُّت من المحورية الإقليمية التي تحاول إعادة إنتاج هذه الموازين على أمل تقاسمٍ للنفوذ بات موهوماً كما يبدو في المرحلة الراهنة التي أعقبت اغتيال الجنرال قاسم سليماني.

يبقى أنه من غير الممكن الانطلاق من النموذج الوطني المتمسِّك بخط المرجعية الذي تقدمه انتفاضة الشعب العراقي، لتحديد مسار المسألة الوطنية في سوريا ولبنان وضمناً المسألة الشيعية عامة التي اندرجت في هذا المسار وسط تدافع حاد بين اتجاهات التوحيد والتجزيء والاتجاهات المحورية والوطنية. غير أنَّه بالمقابل بات من الممكن التأكيد على أن تجاهل هذا النموذج الوطني العراقي غير ممكن، كما أن العمل على تدميره لن يؤدي إلى إضعاف النفوذ الأميركي في المنطقة بل إلى ترسيخه بما يمكّنه من استكمال إسقاط الدول الوطنية العربية بمزيد من التجزيء، وهو ما يؤدي تلقائياً وبصرف النظر عن النوايا والأهداف، إلى ترسيخ وجود الكيان الاسرائيلي.

وفي أي حال يبقى أن خيــــار الخروج من الحقــل الإقليمي الدولي والانتقال من المحـــورية إلى الدولــــة الوطنية التكاملية داخل الأوطان وبينها باتّجاه توحيدي وحدوي هو الذي يؤمِّن، في ظل غياب أي قــوة صاعدية توحيديـــــة وحدويــــة قـــولاً وفعـــلاً على المستوى العربي – الإســلامي ككل، القدرة في آن واحـــــد على تحقيق التنميـــــة المســـــتقلة وبناء مؤسسات الرعايـــــة والعدالـــــة الاجتماعية، وعلى المواجهــــة الوجوديــــــة الشاملة مع العدو الإســـــرائيلي والهيمنــــة الأميركيــــــة، وعلى مراكمة الانتصارات العسكرية وســــــواها لمصلحة المنطقـــــة العربية - الإسلامية برمَّتها، ويحــــــول دون تبديدها في سياقات تجزيئية تحكُّمية موهومة أفضت مع عوامل أخرى إلى حروب أهلية مدمِّرة.

* نظير جاهـــل: أستاذ متقاعد في معهد العلوم الاجتماعية – الجامعة اللبنانية.

* يوسف كلوت: دكتوراه في علم الاجتماع.

 

النص الحرفي للوثيقة التي وجدت في قبر شهداء مجزرة سنة 1920 في بلدة عين إبل

الكولونيل شربل بركات/12 أيار/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/86107/%d8%a7%d9%84%d9%83%d9%88%d9%84%d9%88%d9%86%d9%8a%d9%84-%d8%b4%d8%b1%d8%a8%d9%84-%d8%a8%d8%b1%d9%83%d8%a7%d8%aa-%d8%a7%d9%84%d9%86%d8%b5-%d8%a7%d9%84%d8%ad%d8%b1%d9%81%d9%8a-%d9%84%d9%84%d9%88%d8%ab/

نص الوثيقة الحرفي

تاريخ الأحداث التي جرت في عين إبل خصوصا في سنة 1920 الف وتسعماية وعشرون مسيحية وأخصها الحادث الذي جرى على عين إبل في خمسة من شهر ايار من السنة ذاتها

في أواخر الف وتسعماية وتسعة عشر ألّف مسلمو سوريا ومتاولتها عصابات غايتها طرد الدولة الفرنسية وملاشات العنصر المسيحي القليل العدد الموجود بينها فأخدوا يغزون بلاد المسيحيين ويقتلون ويحرقون ويهدمون دون ممانع ولا معارض لأن الحكومة المحتلة تراخت معهم لآخر درجة لاسباب نجهلها حتى أن حكام صور الفرنسيين عندما كانوا يعلمون بقدوم العصابات وبقربها من صور كانوا يهربون إلى السفن الشراعية وباتوا عدة ليالي في البحر.

زعماء هذه العصابات هم: صادق حمزة من دبين (الصحيح من دبعل) أحمد بوزكلي من حولا محمود محمد بزي من بنت جبيل أدهم خنجر (من المروانية منطقة الزهراني) بكاوات عرب الفضل غالب الطاهر أحمد المريود من جباتا الخشب أسعد عاصي من جباتا الزيت والمير محمود الفاعور أمير عرب الفضل وهو الذي كان يدير جميع العصابات وهذه بعض القرى التي غزوها: دردغيا دير سريان دير كيفا دير سمحات (معروفة بطير سمحات اليوم) الطويري علمان القصير دير ميماس سردة العمرا جديدة مرجعيون راشيا الفخار خربة قنافار برعشيت صفد البطيخ يارون قانا إقرت البقبوق كل هذه القرى نهبت تماما وهاجرها سكانها إلى صور وصيدا وبيروت واميركا وفلسطين أما قريتنا عين إبل حينما سمع أهلها باعمال هذه العصابات باعوا ما عز وهان واشتروا فيه أسلحة وأخذوا بالسهر والمحافطة والمدافعة عن قريتهم بكل طاقتهم وبقيوا على هذه الحالة ما ينوف على خمسة اشهر لم يتمكن الاعداء من مسهم باقل أذى حتى ولا بسرقة راس طرش فهذه البسالة أهاجت عموم الشيعيين خصوصا والمسلمين عموما فعقدوا اجتماعا في وادي الحجير برياسة زعمائهم الدينيين والمدنيين نخص منهم بالذكر السيد عبد الحسين شرف الدين الذي اعطى الفتوى بخراب عين إبل تماما وبقتل عموم سكانها ووافق على هذه الفتوى عموم سادة الشيعة مع الزعيم كامل بك الأسعد وعموم الشيوخ وأوجه البلاد وقرروا الهجوم عليها نهار الأربعاء الواقع بخمسة من شهر ايار. وفي النهار ذاته ارسلوا تحارير ممضاة بامضاوات زوات بنت جبيل يؤمنون بها أهالي عين إبل عن امر كامل بيك. وقبل الظهر بساعتين هجموا كالجراد المنتشر من ثلاثة جهات الشرق والغرب والشمال ويقدر عدد المهاجمين بخمسة آلاف نسمة. فقابلهم شبان عين إبل بكل شجاعة وصدوهم عن دخول القرية مدة تسعة ساعات. ولما نفذت منهم الذخيرة وتضاعف عدد المهاجمين اركنوا للهرب من الجهة الجنوبية التي فتحوها بشجاعتهم وبقيوا محافظين عليها حتى تخلصوا الشبان مع النساء والاطفال وحينئذٍ دخلت الأعداء القرية كالوحوش الضارية وأخذوا يسلبون وينهبون ويحرقون ويهدمون ويقتلون كل من وقع بأيديهم من شيوخ وعجزة ونساء وأطفال كانوا مختبئين وبقيوا ينهبون في القرية أفواجا مدة ثمانية عشر يوما حتى هدموا البيوت وحرقوا وأخذوا ابوابها وسقوفها نورد بعضا من جملة الفظائع التي فعلوها منهم انهم قتلوا خمسة نساء في بيت واحد بعد أن عروهم من الثياب وأحرقوا يوسف ابن حنا الديك الذي كان مقعدا بالكاز وهو حي وأحرقوا جريس ابراهيم الخورية وقرينته وهم أحياء وطلبوا أن يغيثوهم بشربة ماء فلم يفلحوا. ذبحوا روفائيل ابن يوسف الحاج على ركبة والده ثم قتلوا الوالد لأنه كان يبكي ولده فعلوا عدة فظائع يضيق المقام عنها ويخجل القلم من تسطيرها فهذه أسماء الذين قتلو :

من وثائق عين إبل في تاريخ أحداث الخامس من ايار 1920

 نقلاً عن صفحة الأستاذ يوسف ( جوزف ) توفيق خريش

اليكم في ما يلي مضمون الوثيقة التاريخية  التي تم العثورعليها عام 1981  في اساسات ضريح شهداء  عين ابل ، وهي تروي الوقائع والظروف التاريخية التي كانت تحيط ب”المجزرة ” التي ارتكبت بحق اهالي البلدة  من قبل عصابات وداعميها من الوجهاء والسياسيين المحليين والاقليميين في تلك الفترة الزمنية  التي اعلن فيها عن قرب تأسيس  لبنان الكبير في اعقاب سقوط الامبراطورية العثمانية وبداية تطبيق مشروع ما عرف باتفاقية” سايكس بيكو” .

مع الاشارة الى ان النسخة الاساسية للوثيقة التي نحن بصددها محفوظة اليوم لدى خوري الرعية . اما  صورة النسخة الواردة ادناه والمنقولة عن الاصلية فهي بخط المرحوم المنسنيور ايلي بركات . وهي محفوطة في ارشيفنا.

ان “حادثة عين ابل ” هي اكثر من حدث مأسوي عابر .لا  بل ان توصيفه بالنكبة اوالمجزرة ليس فيه من مبالغة ، ادا ما  وضعنا الحدث في اطاره التاريخي والاجتماعي في نهاية النظام العثماني الدموي.

في الاسطر التالية رواية محلية للمأساة كما تثبتها  الوثيقة التي تم العثور عليها  تحت اساسات ضريح الشهداء الحالي القائم في باحة كنيسة السيدة في عين ابل، اثناء عملية ترميمه في عامي 1981و1982 . ولما كانت  النسخة الاساسية قد بدأ يعتريها الاهتراء ، عرضتُ في حينه على حافظها سيادة المنسنيور ايلي بركات- رحمه الله – ان يعد لي منها نسخة بخط يده ، حفاظا على مضمونها للايام المقبلة . هكدا تكرم عليُ سيادته بالنسخة المثبتة هنا كما خرجت من بين يديه , في حين ان النسخة الاصلية استقرت بعد غيابه بين ايدي خليفته الخوري حنا سليمان . وقد اطلعت بفضله مؤخرا على وضعها فادا  بها الى مزيد من التلف – للاسف الشديد – ، بحيث ان اجزاء عديدة منها باتت غير قابلة للقراءة . فالصورة التي هي امامنا هي الاقرب الى الاصلية كما جهد المنسنيور ايلي ان يثبتها بخط يده بقدر ما استطاع ، لأن كلمات عديدة كانت قد استعصيت عليه قراءتها فترك مكانها فراغا للدلالة على دلك.

يلاحظ القارىء ان لغة الوثيقة بسيطة لا تخلو من الركاكة والاخطاء اللغوية ، الامر الدي يشير الى ان واضعها  لا يمكن ان يكون احد مثقفي البلدة ، مثل الخوري يوسف فرح أو غيره , الا ان قيمتها التاريخية تكمن في عفويتها ولهجتها الصادقة المعبرة عن واقع مأسوي لا تزال مشاهده المفجعة ماثلة في ملامح ووجوه اهل الضحايا ، وفي معالم البلدة المفجوعة بيوتا وساحات وحقولا .

كثيرة هي الاقلام التي حفظت لنا  وقائع الماسأة العين ابلية من خلال التقارير العسكرية والدبلوماسية والصحفية التي أرخت لتلك المرحلة من تاريخ ولادة لبنان الكبير . الا ان ما يهم القارىء العين ابلي اكثر ما يهمه في هدا الموضوع هو الشهادات الحية لأشخاص عاشوا الماساة عن قرب . وهم على التوالي : الخوري يوسف فرح , الراهبة كليمانتين خياط ، سيادة المتروبوليت مكسيم الصايغ مطران  الروم الكاثوليك في صور . فضلا عن تقارير صحفية وردت خصوصا في جريدة البشير ومجلة المشرق للاباء اليسوعيين . لنا عودة الى ما سطروه من تقارير حول هدا الموضوع .

حتى تخلصوا الشبان مع النساء والاطفال وحينئذٍ دخلت الأعداء القرية كالوحوش الضارية وأخذوا يسلبون وينهبون ويحرقون ويهدمون ويقتلون كل من وقع بأيديهم من شيوخ وعجزة ونساء وأطفال كانوا مختبئين وبقيوا ينهبون في القرية أفواجا مدة ثمانية عشر يوما حتى هدموا البيوت وحرقوا وأخذوا ابوابها وسقوفها نورد بعضا من جملة الفظائع التي فعلوها منهم انهم قتلوا خمسة نساء في بيت واحد بعد أن عروهم من الثياب وأحرقوا يوسف ابن حنا الديك الذي كان مقعدا بالكاز وهو حي وأحرقوا جريس ابراهيم الخورية وقرينته وهم أحياء وطلبوا أن يغيثوهم بشربة ماء فلم يفلحوا. ذبحوا روفائيل ابن يوسف الحاج على ركبة والده ثم قتلوا الوالد لأنه كان يبكي ولده فعلوا عدة فظائع يضيق المقام عنها ويخجل القلم من تسطيرها فهذه أسماء الذين قتلو:

يعقوب يوسف صادر، يوسف الحاج، روفايل يوسف الحاج، عطالله دياب، الياس عطالله دياب، مارون الخوري صادر، مجيدة الخوري صادر، مارون يوسف، حنا روزة، مارون مخايل شباط، كمال حنا موسى دياب، يوسف دياب، مريم ارملة حنا مارون، سارة ابنة حنا مارون، ارملة انطانس جريس دلة، حنا متى، ابراهيم جريس، اندراوس عطوي، عبدو العموري، فارس لبس غسطين، ديب الصيداوي، مريم حرمة انطانس يوسف شباط، جريس ابراهيم الخورية، حلوة قرينة جريس الخورية، يوسف مارون ناصيف، عبد الأحد متى عتمه، مريم ارملة حنا سلوم، ملكة ابنة قيصر خليل نيسه، وردة ارملة حبيب حنا مارون، يوسف حنا الديك، امطانس روكز، يوسف مطانيوس ابو غنام، انطانس ابراهيم خريش، ابراهيم يوسف خريش، ابراهيم يعقوب اسحاق، حرمة الخوري حنا، مريم ابنة الخوري حنا، قرينة اسعد سمعان، تقلا حرمة حنا بو الياس صقر، حلوة حرمة انطانس جليلة، جريس جليلة، وديعة ابنة شكري رزق، مجيدة الياس موسى، سعيد روكز، سعدى حرمة ابراهيم جلو.

فهربنا جميعا إلى كفربرعم من فلسطين فنثني على أهاليها الذين قابلونا بكل ترحاب فمنا جملة اناس ذهبوا لصفد ومنا من ذهب إلى حيفا ومنا إلى يركا وأبو سنان وبعض قرايا من بلاد فلسطين وحيثما كنا نذهب كنا نعامل بكل اكرام من المسيحيين واليهود والدروز فقط وما رأينا من الاسلام إلا كل خشونة ونشوفة. نخص من جملة الذين غمرونا بالفضل سيادة المطران غريغوريوس حجار مطران طايفة الروم الكاثوليك في حيفا الذي شكل الجمعيات وأنهض الهمم لمساعدتنا. فلما حضرت الحملة بقيادة الكولونيل نيجر لقمع ثورة الثائرين ارسلت الحكومة الفرنسية عدة شخاتير إلى حيفا فنقلتنا جميعا إلى صور واعتنت بنا بقدر الامكان إلى أن يسر الله لنا العودة إلى قريتنا التي وجدناها كالخرب القديمة فابتدأنا بترميمها وقد ساعدتنا الحكومة فجلبت أخشاب للأبواب والسقوف ولحد تاريخ هذه الكتابة باقي عندنا أكثر من خمسين بيت خربا وقد ارتأينا على عمل أثر فخيم لمن قتلوا منا دفاعا عن أوطانهم فخابرنا عموم المهاجرين منا بالاقطار الأمركية فتبرعوا بقيمة مايتين ليرة انكليزية ارسلوها لهذه الغاية وباشرنا ببناء هذا القبر الذي ابتدأنا فيه من أوائل نيسان 1921 وفي الخامس من أيار بالسنة المذكورة دعينا عموم القرى المجاورة وعددا من سكان المدن مع عموم الكهنة برياسة المونسينيور فرنسيس خوري الوكيل الأسقفي وحضر مستشار لواء صيدا وحاكم صور دولباستيار وأقمنا حفلة فخمة نقلنا بها عظام عموم المقتولين بالحادث المذكور بكل ابهة ووقار إلى هذا القبر وبعدما أقيم قداسا احتفاليا عن أنفسهم في صباح خميس الصعود الواقع في 5 ايار أودعت بهذا الرمس بين تزويد عبارات وقد القيت عدة خطب. ومن ذلك الوقت عينا الخامس من أيار عيدا فيه نصلي على أنفس الشهدا ونتذكر ما جرى لنا في هذه الحوادث.

حرر سنة الف وتسعماية واثنين وعشرون مسيحية

– وجدت هذه الوثيقة في قبر الشهدا سنة 1981 عندما نقل القبر من مكانه الأصلي في وسط ساحة الكنيسة إلى الجهة الشمالية من الساحة وقد أعيد بناءه بنفس الحجارة وبنفس الشكل.

– من الملاحظ بأن تاريخ الوثيقة هو سنة 1922 بينما وصف تدشين القبر والاحتفال كما تذكر في الخامس من أيار سنة 1921 ولذا راينا واجب توضيح هذا الفرق فمن موقع وجود الرسالة وقد كانت مدفونة في الجهة الجنوبية الشرقية من المكعب الأعلى للقبر الذي يحوي البلاطات الرخامية يبدو بأن الأهالي قد بنوا القبر في جزئه السفلي اي المكان الذي وضعت فيه بقايا رفات الشهداء أي الغرفة الكبيرة ولكن الجزء الأعلى من الادراج والمكعب الأخير الذي يحوي الرخام الكتوب عليه أسماء المدفونين فيه من الجهة الشرقية وأبيات الشعر من الجهة الغربية اي الأمامية فقد استمر العمل في بنائه بعد التدشين ولم ينتهي على ما يبدو قبل سنة 1922 حيث وضعت الوثيقة أعلاه.

– أسماء زعماء “العصابات” المذكورة أعلاه صادق حمزة من دبين (الصحيح من دبعل) أحمد بوزكلي من حولا محمود محمد بزي من بنت جبيل أدهم خنجر (من المروانية منطقة الزهراني) بكاوات عرب الفضل غالب الطاهر أحمد المريود من جباتا الخشب أسعد عاصي من جباتا الزيت والمير محمود الفاعور أمير عرب الفضل. هذه بعض الأسماء المعروفة التي تزعمت العصابات أو القوات التي كانت تأتمر بأمر دمشق وفي بحث سريع عنهم نعرف بأن عرب الفضل مثل عرب الهيب وعرب الحمدون قبائل كانت عيش بين شمال فلسطين وجنوب سوريا معروف بأنها تعتمد الغزو كطريقة عيش وقد عانت عين إبل من عرب الهيب والحمدون والتعديات التي كانوا يقومون بها لأنهم كانوا ينزلون في المناطق المتاخمة للحدود الجنوبية ولكن عرب الفضل كانت بلادهم بعيدة ومن هنا وعندما نتابع تاريخ جبل عامل ما قبل الهجمة العروبية نعرف بأن سكان هذه المنطقة من لبنان تميزوا عن هذه القبائل ومن هنا الفرق في التعاطي ونفهم موقف كامل بيك الأسعد الذي لم يكن موافقا للأنضواء تحت راية هؤلاء فقد دافع أجداده الوائليون عن هذه البلاد طويلا ولم يقبلوا أن يكونوا أتباعا لزعماء القبائل.

 

الشراكة الأميركية وأمن الخليج العربي

إميل أمين/الشرق الأوسط/12 أيار/2020   

من بين الموضوعات المثيرة للتساؤل في الفترة الأخيرة، تطفو على السطح إشكالية أمن الخليج العربي، ولا سيما في ظل التهديدات الإيرانية المستمرة. «هل واشنطن تتراجع عن وعودها التي تمليها عليها الشراكة الاستراتيجية مع دول الخليج، في تحمّل جزء من مسؤولية الدفاع عن تلك المنطقة الحيوية من العالم؟».

مؤكد أن السبب المباشر وراء طرح السؤال المتقدم هو عملية إعادة الانتشار الأميركية لبعض قواتها في المنطقة، وقد فهم البعض أن واشنطن ربما تكون على تواصل سري مع إيران، أو أن اتفاقاً مع الملالي في الطريق، ومرد هذا الفهم يعود في جزء منه إلى تغريدة مرشد الثورة الإيرانية علي خامنئي التي أورد فيهم مصطلح «الصلح»، لأجل الخير العام. لا أحد في واشنطن يثق بإيران الثورة، منذ أربعة عقود وحتى الساعة، والجميع يدرك أننا أمام نظام ثيولوجي يسخّر منطلقات «التقية» لتحقيق أهداف ما ورائية؛ ولذلك تبقى الثقة في أي وعود أو إرهاصات بوعود إيرانية، ضرباً من ضروب الجنون، كما أن تسويف الوقت سيفيد إيران وبرنامجها النووي. هل تسعى واشنطن لإرخاء الحبل واسعاً لإيران حتى تلفه على رقبتها؟

هناك من التصريحات الأميركية عالية المستوى ما قد يدفع المرء لليقين بأن ذلك يمكن أن يكون كذلك قولاً وفعلاً، فعلى سبيل المثال يعترض الممثل الأميركي الخاص لإيران، برايان هوك، على المفهوم الضمني الذي يذهب إلى أن الولايات المتحدة لم تعد تنظر إلى خصمها القديم إيران على أنه تهديد، ويؤكد أن ارتفاع أو انخفاض مستويات القوات الأميركية في المنطقة يعني أن إيران لم تعد تشكل تهديداً. يؤمن الرئيس ترمب إيماناً قاطعاً جازماً بأن آخر العلاج هو الكي، وليس سراً أن هناك خططاً موضوعة لإجراءات تأديبية تجاه إيران قبل أكتوبر (تشرين الأول) المقبل؛ فالخرق الإيراني يتسع على الراتق الأميركي، يوماً تلو الآخر؛ ما يجعل اضمحلال التهديد الإيراني رطانة كلامية من غير فائدة. عند خبراء الاستراتيجيات الكبرى حول العالم أن الهدف الأصلي لا يغيب عن أعين واضع المخططات، غير أن الطريق إلى بلوغها قد يتعدل أو يتبدل، من الذهاب في مسار رئيسي لا تلوي عنه شيئاً، وبهذا يكون واضحاً أمام الجميع ما الذي يجري من تصادم في الزحام أو احتكاك في الظلام، إلى الالتفات حول التضاريس الجغرافية تارة والديموغرافية تارة أخرى تبعاً لتحركات بيادق الخصم على رقعة الشطرنج الأممية، بقصد اقتلاع رأس الذئب المرصود.

بالضبط هذا ما أشار إليه برايان هوك؛ إذ أكد أن المهمة المحددة هي نفسها لم تتغير على الإطلاق، والرجل يكاد يقسم بأغلظ الإيمان بأن واشنطن لا تزال تقف مع شركائها وحلفائها في المنطقة، وتفعل كل ما في وسعها من أجل حماية المصالح الأميركية.

من الصعوبة بمكان أن تعدل أو تبدل إيران مواقفها مرة واحدة، وأن تنتقل من معسكر الصقور إلى الحمائم، وإلا فإن مشروعها الثوري برمته ومسيرة أربعة عقود سوف تنفض عن اللاشيء. ربما لهذا كان «الحرس الثوري» يظهر في المشهد، مؤكداً أن المرشد لم يذهب أبداً في طريق إبداء رغبة في عقد اتفاق سلام مع الولايات المتحدة، وما نشر من تغريدة لخامنئي هو أمر من فعل أحد مساعديه الذي اقتبس بضع عبارات من خطاب قديم له في ذكرى ميلاد الإمام الحسن بن علي. «الحرس الثوري» القابض على جمر إيران، يرى أن أي تفسير غير ذلك هو خيانة، ما يقطع الطريق ولو ظاهرياً على القول بصفقة أميركية - إيرانية قادمة. الوعد الأميركي على لسان هوك واضح: «الردع شيء تسهل خسارته، لكن الحفاظ عليه هو سياسة عليك تنفيذها، وسنواصل العمل مع السعوديين والإماراتيين وجميع شركائنا في المنطقة». ومع ذلك جيد للنفس أن تترك هامشاً من الشك في كل الأحوال... لا عدو دائم أو صديق مقيم، إنها مصالح تتصالح وتتصارع، والمخاض مستمر.

 

واشنطن وصُلح المرشد

مصطفى فحص/الشرق الأوسط/12 أيار/2020

في بداية الحرب على ثورة الشعب السوري، دعمت طهران موقف النظام البعثي الرافض والمُعطل لكل المبادرات العربية والدولية، من أجل التوصل إلى حل سلمي، يحفظ الدولة ومؤسساتها، ويجنب سوريا حرباً طائفية مدمرة. فإلى جانب دعاية النظام التي شككت بسلمية المظاهرات، واعتبرت أن أيادي خارجية تحركها، وبأنها أداة للإرهابيين لضرب الاستقرار، كانت نخب الجهاز الدعائي الإيراني تقدم لأتباعها مصوغات عقائدية، تبرر رفضها التسوية مع الثورة، تحت ذريعة أنها لن تقبل صلحاً جديداً على غرار صلح الحسن بن علي مع معاوية.

لحظة شعورها بخطر يهدد وجودها في سوريا، لجأت النخب الإيرانية العقائدية إلى مقارنة خيار مصالحة النظام مع ثورة الشعب السوري في أشهرها الأولى بنتائج صلح الحسن مع معاوية، الذي يشرحه أستاذ الفلسفة في الجامعة اللبنانية وجيه قانصو في كتابه «الشيعة الإمامية بين النص والتاريخ» بقوله: «كان وقع الصلح بمثابة صاعقة على كبار الخلص للبيت الشيعي، فالصلح عملياً لم يقتصر على بيعة معاوية والتنازل له عن كل ما يتعلق بالسلطة، بل كان بمثابة تفكيك كامل لمعسكر علي، وإنهاء الظاهرة الشيعية في مكونها العسكري والسياسي والبنيوي».

وفقاً لمصلحتها السياسية، لم تتردد هذه النخب في تبني قراءة رافضة لصلح الإمام الحسن من جديد، واختزاله بفكرة أنه تنازل عن السلطة لصالح الأمويين، بينما تؤكد أغلب الروايات الشيعية عن أهل البيت أن الحسن بن علي وصف الصُلح بقوله: «كانت جماجم العرب بيدي، ويسالمون لمن سالمت، ويحاربون من حاربت، فتركتها ابتغاء وجه الله وحقن دماء المسلمين».

فرض الصُلح موقعاً ثانوياً للإمام الحسن في الموروث الشيعي، بالرغم من تعدد وجهات النظر لدى المؤرخين في توصيفه وتقييمه، فمنهم من اعتبره صلحاً ومنهم من اعتبره هدنة، بصرف النظر إذا كان صلحاً أو هدنة، إلا أنه في كلتا الحالتين كان موقفاً شجاعاً من الإمام الحسن في رفض استمرار القتال والانسحاب من المواجهة، موقف الحسن ينسجم كلياً مع تراث أهل البيت، ولا ينفصل عن حركة الإمام علي بن أبي طالب الذي حسم موقفه من الخلافة بقوله: «لأسلمن ما سلمت أمور المسلمين»، وطَّبقه كل الأئمة بعد الإمام الحسين، من نجله زين العابدين إلى الإمام الحادي عشر الحسن العسكري، حيث كانوا ميالين إلى الصلح، وابتعدوا عن السلطة وتجنبوها باستثناء الإمام الرضا الذي سماه الخليفة العباسي المأمون ولياً لعهده، والجدير ذكره أن أغلب الثورات الهاشمية بعد حادثة كربلاء التي جرت ضد الأمويين والعباسيين، لم تأتِ مباشرة من أسرة الإمام علي والسيدة فاطمة الزهراء.

ولكن بناءً لمصلحة استراتيجية مستجدة أو مستعجلة، تخدم مصالح النظام الإيراني، أعاد مرشد الجمهورية الإيرانية علي خامنئي الاعتبار لصلح الإمام الحسن وغرّد قائلاً: «أعتقد أن الإمام حسن المجتبى هو أشجع شخص في تاريخ الإسلام، حيث استعد للتضحية بنفسه وباسمه بين أصحابه والمقربين منه، في سبيل المصلحة الحقيقية، فخضع للصلح، حتى يتمكن من صون الإسلام وحماية القرآن وتوجيه الأجيال القادمة في التاريخ في وقتها». موقف المرشد شكل مفاجأة واعتبر تمهيداً لخطوة إيرانية تراجعية أو تهيئة لتحولات في طبيعة أو نمط تفكير النظام، فعبارات المرشد في دلالتها لا تختلف عن قول مؤسس الجمهورية الإسلامية الإيراني آية الله الخميني استعداده لتجرع كأس السم، لكن الفرق بين الأول والثاني أن الخميني أوقف حرباً استمرت 8 سنوات، بينما خامنئي يعرض الصلح بهدف البقاء.

لأسباب عديدة يتجنب أصحاب التفسيرات الانتقائية للموروث الشيعي، التطرق إلى صلح الإمام الحسن مع معاوية، خصوصاً في مرحلة الصعود الشيعي الإقليمي الذي ارتبط بالثورة الإيرانية، ومشروع تصديرها وتحولاتها الجيوعقائدية التي فرضت عسكرة الهوية تحت ذريعة حماية العقيدة، انطلاقاً من مظلومية تاريخية تم استخدامها في صراعات حالية، تختلف في جوهرها عما نقلته أمهات الكتب الشيعية عن تراث أهل البيت وأخلاقياتهم، إلا أن الاختزال المتعمد لمشروع البيت الطالبي ومشروعيته بفاجعة كربلاء وتداعياتها على العلاقة بين الفرق والمذاهب الإسلامية من القرن الرابع الهجري، إلى تبلور مشاريع الإسلام السياسي (بداية القرن الماضي) بشقيها السني والشيعي التي أقامت مشروعيتها على شعار رفعه آية الله الخميني «إن كل ما لدينا من كربلاء».

أما العودة الآن إلى الصُلح من بوابة البراغماتية وحفظ الأمة وموازين القوة، فليست سوى مقدمة للانتقال إلى مرحلة جديدة فيها تنازلات مؤلمة أمام واشنطن، يصفها المرشد الإيراني بالشجاعة.

 

سقوط الرهان الإيراني على سقوط ترامب

خيرالله خيرالله/العرب/13 أيار/2020

تغير ترامب أم لا: مشكلة إيران تبقى في الشعارات

بقي دونالد ترامب رئيسا للولايات المتحدة أم لم يبق، لم تعد تلك هي المسألة، أقلّه بالنسبة إلى إيران ومستقبل النظام فيها. لم يعد الرهان على فشل ترامب في الحصول على ولاية ثانية في تشرين الثاني – نوفمبر المقبل “الجمهورية الإسلامية”، التي أسّسها آية الله الخميني في العام 1979، صالحا في شيء. لم يعد هذا الرهان رهانا إيرانيا يمكن خوضه من أجل الوصول إلى تغيير على الصعيد الأميركي يؤدي إلى عودة شهر العسل بين واشنطن وطهران، على غرار ما كانت عليه الحال في عهد باراك أوباما.

تغيّر ترامب أم لم يتغيّر أدّت العقوبات الأميركية مفعولها. ما قد يكون أهمّ من العقوبات هو هبوط سعر برميل النفط والغاز بالنسبة إلى بلد فشل فشلا ذريعا في تنويع اقتصاده. في عهد “الجمهورية الإسلامية”، صارت إيران تعتمد على الدخل من الغاز والنفط، أكثر مما كانت تعتمد على ذلك في عهد الشاه.

جاء الخطأ الذي تمثّل في إطلاق السفينة الحربية “جمران” صاروخا في اتجاه سفينة إيرانية أخرى في أثناء مناورات في بحر عُمان ليؤكّد الإفلاس الإيراني على كلّ صعيد. دمّر الصاروخ الإيراني البارجة الإيرانية. قُتل من قُتل من البحارة والعسكريين وجُرح من جُرح. الرقم الرسمي 19 قتيلا و15 جريحا. يصعب التأكد من مثل هذه المعلومات الصادرة عن جهات رسمية اشتهرت بالابتعاد قدر الإمكان عن الحقيقة.

سيظهر الإفلاس عاجلا أم آجلا، خصوصا أن إطلاق “جمران” التابعة لـ”الحرس الثوري”، بالخطأ، صاروخا من نوع “كروز” على بارجة تستخدم كسفينة إسناد لوجستي تابعة للجيش الإيراني ليس حدثا معزولا، بمقدار ما أنّه يمكن وضعه في سياق حوادث أخرى وتطورات سياسية وقعت في السنوات القليلة الماضية، أو لنقل في الأشهر الأخيرة. إنّها حوادث وتطورات لا يمكن الاستخفاف بخطورتها نظرا إلى أنّها تكشف أن إيران ليست سوى نمر من ورق على حد تعبير الزعيم الصيني الراحل ماو تسي تونغ في وصفه لـ”الإمبريالية الأميركية”. تبيّن مع الوقت أنّه خلافا لما كان يقوله ماو، لم تكن أميركا “نمرا من ورق”. كانت الصين نمرا من ورق ولم تصبح قوّة إمبريالية حقيقية إلا بعد الإصلاحات الجذرية التي قام بها النظام، وجعل منها ثاني أكبر اقتصاد في العالم.

ليس مطلوبا الذهاب إلى أبعد من بداية العام الجاري للتأكد من أن إيران لم تستطع الردّ على تصفية الإدارة الأميركية لقاسم سليماني قائد “فيلق القدس” في “الحرس الثوري” بعيد وصوله إلى مطار بغداد من دمشق. تبيّن أن إيران لا تستطيع الردّ وأنّ كل تهديداتها بقيت كلاما بكلام، بما في ذلك تهديدات الأمين العام لـ”حزب الله” حسن نصرالله عن الانتهاء من الوجود العسكري الأميركي في المنطقة.

إيران تقصف إيران

كشف اغتيال سليماني وأبومهدي المهندس نائب قائد “الحشد الشعبي” في العراق أنّ إيران ليست نمرا من ورق فحسب، بل إن عليها أيضا إعادة النظر بكلّ حساباتها، خصوصا أنّ “الحرس الثوري” أسقط طائرة ركاب أوكرانية كان عليها 176 راكبا، معظمهم من الإيرانيين أو من أصول إيرانية بُعيد إقلاعها من طهران. حسب “الحرس الثوري” طائرة الركّاب من طراز “بوينغ737- 800” طائرة معادية!

في النهاية، لولا أن العراقيين أدركوا أن إيران نمر من ورق، وأدركوا خصوصا مدى انكشافها، لما كانت هناك أحزاب عراقية تتجرّأ على تسمية مصطفى الكاظمي رئيسا للوزراء، ولما تمكن الكاظمي من تشكيل حكومة تضم وزيرين للداخلية والدفاع ينتميان إلى مؤسسة الجيش العراقي التي عمرها 99 عاما. بقي الجيش العراقي، على الرغم من كلّ ما تعرّض له من هزّات، وعلى الرغم من القرار الأميركي بحلّه، محافظا على حدّ أدنى من المهنيّة طوال قرن كامل. ليس سهلا قبول إيران بعودته إلى الواجهة، خصوصا أنّه خاض معها حربا استمرّت ثماني سنوات.

الأكيد أنّه لو كانت إيران قويّة في العراق، لما كان رئيس الوزراء الجديد تجرأ على إعادة الاعتبار إلى الفريق عبدالوهاب الساعدي، وترقيته إلى رئيس لجهاز مكافحة الإرهاب بعدما وصفه بـ”البطل والصديق”.

مرّة أخرى، لا يمكن اعتبار الكاظمي عدوّا لإيران، لكنّه ليس خيارها بمقدار ما أنّه خيار مقبول أميركيا وعربيا. يعطي وصوله إلى موقع رئيس الوزراء في العراق فكرة عن حال التراجع الإيرانية التي كان إطلاق مدمّرة إيرانية لصاروخ في اتجاه بارجة إيرانية أخرى بمثابة تأكيد لها.

هناك عبرة واحدة يمكن استخلاصها من كلّ ما حصل منذ اغتيال قاسم سليماني. اسم هذه العبرة كلمة واحدة أيضا هي الشجاعة. هل يملك النظام الإيراني ما يكفي من الشجاعة للاعتراف بأن “الجمهورية الإسلامية” التي قامت في العام 1979 ليست سوى دولة من دول العالم الثالث، وأن لا خيار آخر أمامها سوى القيام بعملية نقد للذات. لم تستطع الصين تحقيق أي تقدّم لو لم يأت دينغ هسياو بينغ وانقلب على كلّ ما نادى به ماو وكلّ ما قام به من أعمال غير إنسانية مثل “الثورة الحمراء” على سبيل المثال وليس الحصر.

تكمن مشكلة إيران، بكلّ بساطة، في أنّها تصدّق الشعارات التي تطلقها في حين لم يعد يوجد من يصدّق هذه الشعارات التي تستهدف التغطية على الفشل، ولا شيء غير ذلك. هل من فشل أكبر من الفشل الإيراني في مواجهة وباء كورونا الذي جعل منها بؤرة تصدير لهذا الوباء إلى دول الجوار.

لم يعد لدى “الجمهورية الإسلامية” ما يكفي من الدولارات لتسويق شعاراتها وميليشياتها. ليس الصاروخ الإيراني الذي أصاب هدفا إيرانيا سوى دليل آخر، وربّما أخير، على الفارق بين الوهم والحقيقة. أصبحت إيران كمن أطلق النار على رجله. أليس ذلك كافيا للتفكير في التصالح مع الواقع… انطلاقا من التجربة الصينية والانتقال من عهد ماو إلى عهد دينغ. هذا يعني، في طبيعة الحال، التفكير جدّيا في خطورة المشروع النووي الإيراني على إيران نفسها وعلى المنطقة كلّها. هل في إيران من يمتلك شجاعة الاعتراف بالخطأ والعودة عنه انطلاقا من أن المشروع التوسّعي الذي زرع الخراب في لبنان وسوريا والعراق واليمن، وكاد أن يخرب البحرين أقرب إلى الوهم… فالصاروخ الإيراني لم يصب سوى إيران!

 

قبضة إيران تتراخى في العراق

إيلي ليك/الشرق الأوسط/12 أيار/2020

عندما استهدفت صواريخ أميركية أهمّ لواء وقائد أهم جماعة مسلحة في إيران، وأردته قتيلاً في بداية يناير (كانون الثاني) الماضي خلال زيارته إلى بغداد، بدا الأمر كأنه سيتم طرد القوات الأميركية من العراق. وبعد ساعات قليلة من الهجوم الأميركي اجتمع البرلمان العراقي وأصدر قراراً رمزياً بطرد القوات الأميركية من البلاد.مع ذلك، وبعد مرور 4 أشهر، لا تزال القوات الأميركية موجودة في العراق، ومن الواضح أيضاً أن عمليات القتل قد منحت الحكومة العراقية الجديدة فرصة لتأكيد استقلالها عن دولة الجوار. أخذت مؤشرات ذلك النهج الجديد تظهر تباعاً خلال الأشهر القليلة الماضية، ولعل أحدثها وأكثرها عمقاً هو تعيين مصطفى الكاظمي رئيساً للحكومة خلال الأسبوع الماضي. واتهمت جماعةُ «حزب الله»، الجماعةُ المسلحة المسؤولة بشكل كبير عن تنفيذ الهجمات على المواقع الأميركية في العراق، رئيسَ الوزراء الجديد بالاشتراك في المؤامرة الأميركية التي استهدفت قتل القادة الإيرانيين، أثناء المفاوضات المتعلقة باختيار رئيس وزراء مؤقت للبلاد. وقد عارض «حزب الله» الكاظمي، وهدد بارتكاب أعمال عنف في حال توليه رئاسة الوزراء، لكن البرلمان العراقي تجاهله. بطبيعة الحال تمثل معارضة جماعة مسلحة مدعومة وموجّهة من إيران مؤشراً واضحاً وجليّاً على عدم قبول إيران للكاظمي؛ وتتصرف جماعة «حزب الله» كذراع لـ«فيلق القدس» الذي كان يقوده قاسم سليماني قبل مقتله في الهجوم الذي نفذته الولايات المتحدة الأميركية بالطائرات المسيّرة.

يبدو أن الإيرانيين هذه المرة سوف يتعايشون معه. لماذا؟ لقد نجح الكاظمي في استغلال الانشقاق الموجود داخل مراكز القوى الإيرانية؛ على حد قول نبراس الكاظمي، مؤسس موقع «تاليسمان جيت (باب الطلسم)» المتابع للشأن السياسي العراقي؛ حيث يقول إن وجود صراع بين فصائل إيرانية داخل العراق قد أتاح «المجال في بغداد لحدوث نتائج لم تكن متوقعة من قبل». وأضاف قائلاً عن الكاظمي: «لقد تسلل عبر الشجار بين العناصر الإيرانية، لكن لم يكن توليه للمنصب بفضل النفوذ الأميركي».

على الجانب الآخر؛ قد تفيد تلك الانشقاقات في إيران المصالح الأميركية، حيث يدعو برنامج الكاظمي إلى إصلاح وزارة الداخلية، التي تولت قواتها عملية التنسيق مع الجماعات المسلحة المدعومة من إيران من أجل فضّ المظاهرات السلمية التي شهدتها البلاد مؤخراً ضد النفوذ الإيراني، بطريقة عنيفة. سيكون وزير الداخلية الجديد هو الفريق الركن عثمان الغانمي، وهو ضابط مدرب تدريباً أميركياً، ويشغل حالياً منصب رئيس أركان الجيش العراقي. وقد اخترق هذا المنصب من قبل قادة جماعات مسلحة كان ولاؤهم لسليماني وإيران أكبر من ولائهم للعراق؛ وها قد سنحت الفرصة الآن لتنظيف البيت من الداخل، وهو ما تستهدفه الولايات المتحدة الأميركية منذ فترة طويلة.

كذلك تعهد الكاظمي بالتصدي للفساد، الذي يعدّ الدافع الرئيسي لاندلاع الاحتجاجات التي شهدتها البلاد، وكذا من الأسباب الرئيسية التي تساعد إيران على ترسيخ نفوذها في العراق. مع ذلك؛ لم يكن برنامج الكاظمي واضحاً في انتقاده الأفعال الأميركية كما كان يفعل سلفه، حيث ورد في برنامجه أن العراق لن يسمح «باستخدام أراضيه قاعدة لتنفيذ أي اعتداء أو هجوم ضد أي دولة من دول الجوار، ولا أن يصبح ساحة معركة للصراعات الإقليمية والدولية». في الوقت نفسه، يشير البرنامج بشكل غير مباشر إلى أنه لن يسمح لإيران بإدارة علاقتها بالعراق على النحو الذي كانت تتم به خلال سنوات وجود سليماني. وجاء في البرنامج: «فيما يتعلق بالعلاقات الخارجية، سوف تتواصل الدولة مع المؤسسات الرسمية فحسب، وطبقاً للأعراف الدبلوماسية الدولية، لا مع أفراد أو كيانات غير رسمية».

لا يوجد حدث واحد تسبب في فقدان إيران نفوذها في العراق، فقد ساعدت الاحتجاجات المناهضة للفساد والنفوذ الإيراني والتي شهدتها البلاد مؤخراً، إلى جانب الصراع الداخلي بين جماعات مسلحة مدعومة من إيران، في تولي الكاظمي المنصب؛ فضلاً عن موت سليماني الذي كان ضمن العوامل المؤثرة أيضاً. ويقول مايكل نايتس، زميل رفيع المستوى في «معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى»: «عندما تم قتل سليماني، كانت إيران ترتكب الأخطاء بسبب غرورها، وتعاني بالفعل من العواقب». ويضيف أن وضع إيران في العراق قد بات أضعف كثيراً منذ مقتل سليماني، وأنه «لا يزال لديها نفوذ، لكنها لا تسيطر». إذا كان ذلك صحيحاً بالفعل، فسيكون تطوراً إيجابياً ليس بالنسبة للعراق فحسب؛ بل لمنطقة الشرق الأوسط بأكملها.

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

اجتماع للمجلس الأعلى للدفاع غدا للبحث في إجراءات ضبط التهريب عبر المعابر

وطنية - الثلاثاء 12 أيار 2020

دعا رئيس الجمهورية العماد ميشال عون المجلس الأعلى للدفاع إلى اجتماع يعقد الثالثة والنصف من بعد ظهر الغد، للبحث في إجراءات ضبط التهريب عبر المعابر.

 

مجلس الوزراء قرر الاقفال التام 4 أيام للحد من ارتفاع الاصابات بالكورونا وقبل هبة من الريجي بقيمة مليون دولار جزء منها لمساعدة الطلاب في الخارج

وطنية - الثلاثاء 12 أيار 2020

اتخذ مجلس الوزراء قرارا بالإقفال العام في لبنان لمدة اربعة ايام يبدأ مساء غد الاربعاء وينتهي صباح يوم الاثنين المقبل، وذلك ضمن سلسلة الاجراءات لمكافحة وباء "كورونا" الذي ارتفعت نسبة الاصابات به بين المواطنين خلال الايام الفائتة بنسبة كبيرة.

كما قرر المجلس في جلسته التي عقدت قبل ظهر اليوم في قصر بعبدا برئاسة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون وحضور رئيس مجلس الوزراء الدكتور حسان دياب والوزراء، قبول هبة نقدية من ادارة حصر التبغ والتنباك اللبنانية بقيمة توازي مليون دولار اميركي قابل للتحويل الى الخارج، على ان يصار الى استعمال جزء من هذه الهبة لمساعدة ونقل الطلاب اللبنانيين المتعثرين ماديا والموجودين في الخارج، لا سيما في المناطق المعزولة والذين يعانون جراء وباء كورونا.

رئيس الجمهورية

وكان الرئيس عون قد هنأ خلال الجلسة الممرضين والممرضات بعيدهم، مشيدا بأدائهم "رغم خطورة الوضع واصابة عدد منهم بفيروس كورونا"، واكد "الوقوف الى جانبهم لانصافهم وتحقيق مطالبهم وحقوقهم".

ودعا الرئيس عون الى "ضرورة اعادة النظر بالترتيبات والاجراءات المتخذة لمواكبة وباء "كورونا"، لا سيما وان عدد الاصابات تطور بشكل مؤسف خلال الايام القليلة الماضية"، مطالبا ب"تشديد الرقابة على اماكن الحجر الصحي، وبتعاون جميع المعنيين لتأمين نجاح اجراءات الوقاية المتخذة في المناطق اللبنانية كافة"، متمنيا على المواطنين الذين يتابعون الحجر المنزلي "التزام كل ما هو مطلوب منهم في هذا الاطار، تفاديا لاتخاذ اجراءات قانونية بحقهم ان هم خالفوا قواعد الوقاية".

رئيس الحكومة

اما الرئيس دياب، فأوضح انه "بسبب التراخي في بعض المناطق والإهمال وعدم المسؤولية عند بعض المواطنين، فإن الإنجاز الذي تحقق لمكافحة "كورونا" مهدد اليوم بالانهيار"، لافتا الى "اعادة النظر بخطة إعادة فتح القطاعات".

واذ لفت الى قضية الارتفاع الجنوني في أسعار المواد الغذائية والسلع الاستهلاكية، اشار الى "وجود جشع لدى بعض التجار، ويجب أن تكون هناك إجراءات صارمة بحقهم"، وقال: "ان ارتفاع سعر صرف الدولار امام الليرة من الاولويات، وقد تم التشدد في ضبط مخالفات الصيارفة في هذا المجال، وبات الموضوع امام القضاء، فيما من مسؤولية حاكم مصرف لبنان ايجاد حد ادنى من التوازن".

واذ دعا الى "احترام استقلالية القضاء وعدم الاحتكام الى الاحكام المسبقة في ملفات الفساد ومنها "الفيول المغشوش"، اعتبر من جهة ثانية أن "‏الموقف الموحد ‏من الخطة المالية الاصلاحية أساسي جدا للتوصل إلى برنامج مقبول ‏مع صندوق النقد الدولي، وان التصويب على الخطة لا يستهدف الحكومة، وإنما يستهدف منع حصول لبنان على مساعدات خارجية تساهم في تخفيف حدة الأزمة المالية على اللبنانيين، وكل تصويب على الخطة لإسقاطها يؤدي إلى الإضرار بمصلحة لبنان واللبنانيين".

وكان الرئيس عون قد عرض قبيل انعقاد الجلسة مع الرئيس دياب تطورات الاوضاع الصحية والاقتصادية والمواضيع المدرجة على جدول الاعمال.

وزيرة الاعلام

وبعد انتهاء الجلسة، تلت وزيرة الاعلام الدكتورة منال عبد الصمد نجد البيان التالي:

"عقد مجلس الوزراء جلسة برئاسة فخامة رئيس الجمهورية وحضور دولة رئيس مجلس الوزراء والوزراء. في مستهل الجلسة، تحدث فخامة الرئيس، فوجه التحية الى الممرضين والممرضات في يومهم العالمي الذي يصادف اليوم 12 ايار، وقال: "تحية الى ملائكة الرحمة الذين نذكرهم كل يوم، ونحيي جهودهم ووفاءهم لرسالتهم الانسانية. لقد عشنا معهم، ولا نزال، كفاحهم من اجل الاهتمام بمرضى "كورونا" على رغم المخاطر التي تتهددهم في اثناء عملهم، وقد اصيب عدد منهم ولم يترددوا في المضي بعملهم. إننا اذ نهنئهم في يومهم العالمي، نتمنى لهم المزيد من العطاء، ونعدهم بالوقوف الى جانبهم لإنصافهم وتحقيق مطالبهم وحقوقهم. لجميع الممرضين والممرضات نقول نحن معكم".

ثم تحدث فخامته عن ضرورة اعادة النظر بالترتيبات والاجراءات المتخذة لمواكبة وباء "كورونا"، لا سيما وان عدد الاصابات تطور بشكل مؤسف خلال الايام القليلة الماضية. وطالب فخامته بتشديد الرقابة على اماكن الحجر الصحي، وبتعاون جميع المعنيين لتأمين نجاح اجراءات الوقاية المتخذة في المناطق اللبنانية كافة، متمنيا على المواطنين الذين يتابعون الحجر المنزلي بالتزام كل ما هو مطلوب منهم في هذا الاطار، تفاديا لاتخاذ اجراءات قانونية بحقهم ان هم خالفوا قواعد الوقاية.

ثم تحدث دولة رئيس مجلس الوزراء، فقال: حققت هذه الحكومة إنجازا مهما في مواجهة تحدي وباء كورونا، طيلة شهرين ونصف تقريبا، ونجحنا في حماية لبنان بأعلى نسبة من خلال إجراءات وتدابير اتخذناها منذ البداية، على الرغم من تفاوت نسبة الالتزام بها بين منطقة وأخرى. للأسف، وبسبب التراخي في بعض المناطق، والإهمال وعدم المسؤولية عند بعض المواطنين، فإن هذا الإنجاز مهدد اليوم بالانهيار. ويبدو أن مؤشر انتشار فيروس كورونا (Reproduction factor or "R" rate)، أي المعدل الذي يقيس نسبة انتشار الفيروس من شخص إلى آخر، قد تسارع في مجتمعنا في الأيام الثلاثة الماضية. هناك 109 حالات جديدة خلال 4 أيام، وهذا رقم يعيدنا إلى الخلف كثيرا. وعلينا ان نعيد رقم هذا المؤشر الى ما كان عليه سابقا اي الى اقل من 1.

واضاف دولة الرئيس: على الرغم من أنه يلزمنا مدة أطول من ثلاثة أيام لمعرفة المنحى الحقيقي للوباء، ولكننا سنأخذ الاجراءات الفورية التي تحفظ أمننا الصحي بدون مخاطرة. وبناء عليه، سنعود إلى الإغلاق الكامل في الداخل لمدة 4 أيام، اعتبارا من مساء الأربعاء 13 أيار، وحتى صباح الإثنين 18 أيار، حتى تتمكن فرق وزارة الصحة من إجراء الاختبارات وتتبع وعزل جميع الحالات بسرعة (test, trace and identify all cases) التي ظهرت خلال الأيام القليلة الماضية، باستثناء المؤسسات الاستشفائية والصحية والقطاعات الغذائية والزراعية والصناعية. ويجب أن يكون الإغلاق تاما وشاملا في جميع المناطق، ولا يجوز التراخي مطلقا. على الأجهزة الأمنية أن تتشدد في تطبيق خطة الإغلاق، وعلى المواطنين الالتزام بالتدابير لحماية أنفسهم وعائلاتهم ومجتمعنا من الانهيار الذي نشاهده في معظم دول العالم. أيضا سنعيد النظر بخطة إعادة فتح القطاعات، ونحن اليوم في المرحلة الثالثة.

قضية أخرى يجب أن تكون في سلم أولوياتنا في هذه المرحلة، هي قضية الارتفاع الجنوني في أسعار المواد الغذائية والسلع الاستهلاكية. هناك جشع لدى بعض التجار، ولا يجوز أن يبقى هؤلاء من دون محاسبة. بعض التجار يستغلون الوضع الحالي ليحققوا أرباحا باهظة على حساب لقمة عيش اللبنانيين. هذا أمر يدل على أن هؤلاء التجار ليس لديهم ضمير إنساني أو أخلاقي أو وطني. ولذلك يجب أن تكون هناك إجراءات صارمة بحقهم.

أيضا بالنسبة لسعر صرف الدولار أمام الليرة اللبنانية، فيجب أن يكون هذا الموضوع من أولى الأولويات، لأنه ينعكس على حياة اللبنانيين في مختلف النواحي. لقد طلبت سابقا من وزير الداخلية ومن القوى الأمنية التشدد في ضبط مخالفات الصيارفة، وهذا ما حصل فعلا، والآن ملف مخالفات الصيارفة في عهدة القضاء وهو يتابعه، ويجب أن يكون واضحا لكل من يريد التلاعب بالعملة الوطنية أنه سيحاسب. كما طلبت من حاكم مصرف لبنان، قبل فترة، ضخ دولارات في الأسواق للجم ارتفاع سعر صرف الدولار عبر تحقيق حد أدنى من التوازن وهذا الأمر ضروري وهو من مسؤولية حاكم المصرف المركزي.

بالنسبة لملفات الفساد، ومن بينها ملف الفيول المغشوش، الحكومة تبنت منذ البداية، في بيانها الوزاري، مبدأ استقلالية القضاء. وأنا أشدد على عدم التدخل في عمل القضاء الذي يتحمل مسؤولية كبيرة اليوم في فتح ملفات الفساد، وإجراء التحقيقات التي تحدد المسؤوليات، من دون أحكام مسبقة، تعزيزا للشفافية والمصداقية.

بالانتقال إلى خطة الحكومة للاصلاح المالي، وبعدما صوت عليها مجلس الوزراء بالاجماع ‏يفترض تذكير وحدات الدولة، ومن بينها مصرف لبنان، بأنها جزء من الحكومة، ‏وعليها أن تعمل على إنجاح الخطة لتخفيف الأعباء عن المواطنين.

كما من المفيد تذكير الكتل النيابية الداعمة للحكومة ‏بضرورة الدفاع في هذه المسألة الأساسية، ذلك أن ‏الموقف الموحد ‏أساسي جدا للتوصل إلى برنامج مقبول ‏مع صندوق النقد الدولي، وعدم تسبب الانقسامات في صفوفنا بزيادة الأعباء والشروط على كاهل اللبنانيين.

نحن لم نسمع حتى الآن ببدائل ‏جدية عن الخطة الحكومية، ‏ولا يمكن ترك ‏اللبنانيين دون خيارات في حال تسببت الانقسامات ‏‏في فشل المسار الحالي. ‏‏رضي العالم بخطتنا، ‏ويجب البناء على هذه المصداقية. ولا يجوز أن يصوت البعض على الخطة ثم يتكلم ضدها،حاجزا لنفسه مكانا مع الخطة أن نجحت، ومع أعدائها إن فشلت لا سمح الله.

خطة الإصلاح المالي ليست ملكا للدولة ولا للحكومة، وإنما هي مسار للدولة، يحفظ البلد، ويحمي اللبنانيين، وبالتالي فإن التصويب على الخطة لا يستهدف الحكومة، وإنما يستهدف منع حصول لبنان على مساعدات خارجية تساهم في تخفيف حدة الأزمة المالية على اللبنانيين، وكل تصويب على الخطة لإسقاطها يؤدي إلى الإضرار بمصلحة لبنان واللبنانيين".

بعدها، درس مجلس الوزراء جدول الاعمال، واتخذ القرارات المناسبة بشأنها.

في ما خص مسألة مكافحة وباء كورونا، عطفا على مرسوم اعلان التعبئة العامة رقم 6198/2020 وملحقاته، قرر المجلس:

- الاغلاق الكامل لمدة اربعة ايام اعتبارا من الساعة 19 من مساء يوم الاربعاء 13/5/2020 ولغاية الساعة الخامسة من فجر يوم الاثنين 18/5/2020، باستثناء المؤسسات الاستشفائية والصحية وقطاعات الغذاء والزراعة والصناعة، اضافة الى التأكيد على وجوب التزام المواطنين البقاء في منازلهم وعدم الخروج منها الا للضرورة القصوى، كما ومنع التجمعات في الاماكن العامة والخاصة، على ان يعود الى وزارة الداخلية والبلديات اصدار القرارات اللازمة لوضع هذا القرار موضع التنفيذ.

من جهة اخرى، قرر المجلس الموافقة على قبول هبة نقدية مقدمة من ادارة حصر التبغ والتنباك اللبنانية بقيمة توازي مليون دولار اميركي قابلة للتحويل الى الخارج، وفقا للمادة 52 من قانون المحاسبة العمومية، ولاحكام القانون 161/2020، لا سيما الفقرتين 3 و4 من المادة الاولى منه، على ان يصار الى استعمال جزء من هذه الهبة لمساعدة ونقل الطلاب اللبنانيين المتعثرين ماديا والموجودين في الخارج، لا سيما في المناطق المعزولة والذين يعانون جراء وباء كورونا.

وقرر المجلس الموافقة على مشروع وزير الدولة لشؤون التنمية الادارية المتعلق بالاستراتيجية الوطنية لمكافحة الفساد بعد ادخال بعض التعديلات عليه. واستمع المجلس الى عرض قدمته وزيرة الاعلام حول خطة الوزارة الاستراتيجية للمرحلة المقبلة، واخذ علما بها على ان يستكمل البحث فيها خلال الاسبوعين المقبلين.

حوار

ثم دار بين الوزيرة عبد الصمد نجد والصحافيين الحوار التالي:

سئلت عما اذا كان البحث تناول مسألة تهريب القمح والمازوت، وما اذا كان مجلس الدفاع الاعلى سيتخذ قرارات بهذا الشأن، فأوضحت ان "وزير المالية وضع المجلس في صورة هذا الملف في الجلسة السابقة، والعمل على تشكيل خلية في الوزارة لمعالجة قضايا التهريب، وتم في جلسة اليوم عرض الملف مجددا وسيتم استكماله في الجلسة المقبلة، على امل اتخاذ قرارات بشأنه".

سئلت: بعد الاقفال لمدة اربعة ايام، ما هي مرحلة التعبئة التي سندخل فيها؟ وكيف يمكن التأكد من التزام المغتربين العائدين بشروط الحجر؟

اجابت: "لا شك ان الاجراءات التي اتخذتها الحكومة كانت صارمة، والمجتمع كان متعاونا في الفترة السابقة، واليوم حصل بعض الخلل، لذلك سيصدر وزير الداخلية قرارا تعقيبا على قرار مجلس الوزراء، يضع فيه اطارا لكيفية الحركة، لأنه يفترض اننا اليوم في المرحلة الثالثة، وهناك احتمال ان نعود مراحل الى الوراء، او ان نتشدد في بعض النقاط. وستبقى مسألة منع التجول سارية مع تشدد اكبر. اما بالنسبة للبنانيين العائدين، هناك اجتماع اليوم عند الخامسة والنصف للجنة عودة المغتربين، ليتم اتخاذ القرار المناسب بالنسبة الى رحلات العودة، ولا يجب ان يظلم اشخاص على حساب اشخاص آخرين، ويفترض ان توضع اجراءات بخصوص الرحلات التي تنطوي على مخاطر اكبر الى حين ضبط الامور".

اضافت: "اما بالنسبة الى مراقبة الالتزام بالحجر فهذا هو عمل اخلاقي بالدرجة الاولى، ولكن القوى الامنية ستلعب ايضا دورا كبيرا في هذا الخصوص بالتعاون مع البلديات، والضوابط ستكون كبيرة في المستشفيات. والاهم هو وعي الناس والكف عن الاستهتار".

وعما اذا كان الاعلام مستثنى من اجراءات الاقفال، اكدت انه "يفترض ان يكون الاعلام مستثنيا، وذلك بالتنسيق مع وزير الداخلية".

وعن امكان اعادة النظر بفتح المدارس، لفتت الى ان "كل شيء اليوم هو موضوع اعادة نظر على ضوء التطورات الحاصلة".

سئلت: لماذا ما زالت التعيينات المالية عالقة، اجابت: "هذه التعيينات هي قيد التحضير، ويفترض ان تعرض في مجلس الوزراء في الاسابيع المقبلة، وليس هناك اي عرقلة بخصوصها. وبقية التعيينات، ومنها الكهرباء والوزارات التي فيها بعض الشواغر، ستأخذ ايضا في الاعتبار الاسماء التي ستطرح امام مجلس الوزراء، وليس هناك اي عقبة في هذا الموضوع، والوزراء المعنيون في صدد تحضير الملفات المتعلقة بها".

وعن قدرة المصرف المركزي على ضخ دولارات في السوق لإعادة الاستقرار الى سوق الصرف كما طلب رئيس الحكومة، اوضحت ان "هذا القرار يعود الى حاكم المصرف، واحتياطي المصرف بات معلوما، وكان هناك توصية من رئيس الحكومة على هذا الصعيد على امل الاستجابة لها".

وعما اذا كان سيصار الى العودة عن قرار تخفيف التعبئة العامة، اكدت ان "الحكومة تتعاطى مع هذه المسألة يوما بيوم، وفقا لتطور الامور، وكما لاحظتم هناك شواذات حصلت وكذلك بعض الامور غير المتوقعة، ونحن نتابعها ونراقب النتائج يوميا لاتخاذ القرار المناسب بشأنها. وستتخذ وزارة الداخلية قرارات بهذا الخصوص، وكذلك تتخذ وزارة الصحة قرارات بشأنها ايضا، لأن هناك تداخلا في اتخاذ القرارات بين مجموعة من الوزارات".

اضافت: "ليس هناك اي تصور نهائي لمرحلة ما بعد انتهاء الاغلاق التام يوم الاثنين المقبل. ويفترض ان يعد وزير الداخلية قرارا متعلقا بالمرحلة الراهنة، وبعدها نتابع مجريات الامور".

وعما اذا كان البحث تناول مصير العاملات الاجنبيات الراغبات بالمغادرة، اوضحت ان "هذا الموضوع لم يبحث اليوم، وان كان موضع متابعة وبحث من قبل وزارة العمل لاتخاذ القرار المناسب بشأنه، لأنه من الضروري ان تتأمن سبل اعادة هؤلاء الاشخاص الى بلادهم في حال رغبوا بذلك".

وعما اذا كانت خطة وزارة الاعلام ستلحظ هيكلية جديدة لها، اكدت ان "الخطة الاستراتيجية الجديدة لوزارة الاعلام التي طرحت، تتضمن تغييرا كبيرا لدور وزارة الاعلام ولهيكليتها، ولشكل الوسائل الاعلامية التابعة للقطاع العام، وستلحظ بعض التعديلات التي تواكب التطور والعصرنة والتحول الرقمي. سيكون هناك تغيير كبير في الهيكلية ليس فقط على صعيد وزارة الاعلام، بل على صعيد عدة اجهزة اخرى اضافة الى قانون الاعلام، مع التركيز الكبير على المحافظة على حرية الرأي والتعبير وحقوق العاملين في الاعلام".

وعن الاعفاءات التي يمكن ان يستفيد منها بعض القطاعات في لبنان، لفتت الى ان "هذا الموضوع ما زال قيد البحث، ويفترض ان يتم وضع خطة شاملة ليس فقط للمؤسسات السياحية بل ايضا للمؤسسات الاعلامية التي تعاني من عجز كبير، والمؤسسات الصناعية والزراعية. وطرحنا درس هذا الموضوع من كافة جوانبه ليشمل كافة القطاعات التي تعاني".

 

بري عرض الاوضاع العامة مع السفير الفرنسي والتقى بقرادوني

وطنية - الثلاثاء 12 أيار 2020

استقبل رئيس مجلس النواب الأستاذ نبيه بري في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة السفير الفرنسي في لبنان برونو فوشيه، حيث تم عرض للتطورات العامة في لبنان والمنطقة والعلاقات الثنائية بين البلدين.

وبعد الظهر، استقبل رئيس المجلس الوزير السابق كريم بقرادوني.

 

امانة مجلس النواب : مضمون المذكرة المتداولة مناف للحقيقة والهدف الاساءة للعلاقة بين ادارة المجلس والموظفين

وطنية - الثلاثاء 12 أيار 2020

صدر عن الامانة العامة لمجلس النواب البيان التالي:

"تداولت بعض وسائل الإعلام خبرا متعلقا بمذكرة إدارية تدعو الموظفين الذين تجاوزت فترة خدمتهم 25 سنة الى الاستقالة والاستفادة من محفزات مالية. يهم الامانة العامة لمجلس النواب التأكيد، أن السياق الذي يتم فيه تناول مضمون المذكرة مناف للحقيقة وهدفه الاساءة الى العلاقة بين ادارة المجلس والموظفين. فهذه المذكرة كسابقاتها من المذكرات الادارية، وهي إختيارية للموظف الذي بلغت خدماته 25 سنة وليست إجبارية ، كما يحاول البعض تصويره بأنه فعل إقالة أو إكراه على ترك الوظيفة. فاقتضى التوضيح.

 

تكتل لبنان القوي كرر تمسكه بالإقتصاد الحر بدل الريعي وجدد موقفه منذ استلامه وزارة الطاقة بضرورة اجراء مناقصات جديدة ومعاقبة المرتكبين

وطنية - الثلاثاء 12 أيار 2020

عقد تكتل لبنان القوي إجتماعه الدوري إلكترونيا برئاسة النائب جبران باسيل وعرض الاوضاع الراهنة.

وأكد المجتمعون في بيان، "انفتاحه على جميع اللبنانيين ورفضه الدخول في أي صراع جانبي مع أي طرف سياسي يضيع على لبنان امكانية انهاضه من أزمته الصحية والمالية والنقدية والاقتصادية، من دون أن يتنازل لا عن مبادئه ولا عن معركته ضد الفساد". وأبدى تأييده ل"الحوار ويوجه دعوة لكل من يريد ملاقاته في معركة مكافحة الفساد من خلال إقرار القوانين الخاصة بها والتي يقوم نواب التكتل بدور أساسي فيها من خلال رزمة القوانين التي قدمها التكتل.

كما اكد التكتل، "مع بداية المفاوضات بين لبنان وصندوق النقد الدولي، موقفه من تأييد نقاط القوة في الخطة الإصلاحية والمطالبة بتعديل نقاط الضعف التي تم تفصيلها في مداخلة رئيس التكتل في إجتماع رؤساء الكتل النيابية في قصر بعبدا". واعتبر أنه "لا داع لتكرار ثوابته لجهة التمسك بالإقتصاد الحر كونه ركيزة اساسية من نظامنا اللبناني وأحد أوجه الحرية في لبنان وتمسكه باستبدال الاقتصاد الريعي القائم بالاقتصاد المنتج"، داعيا الى "الحفاظ على القطاع الخاص وحمايته وعلى المحافظة على القطاع المصرفي مع رفض السياسات النقدية التي تم إتباعها سابقا".

ورأى أن "لا موجب لإقتطاع نسبة مئوية من أموال المودعين مهما كانت صغيرة أو كبيرة طالما هناك بديل وهو أن تشارك الدولة في إعادة تكوين الثروة المالية من خلال وضع أصولها في صندوق سيادي ائتماني إستثماري".

وتناول التكتل موضوع عقود الفيول العائدة لإنتاج الكهرباء، وجدد موقفه "القائم منذ استلامه لوزارة الطاقة على ضرورة إجراء مناقصات جديدة لشراء الفيول في مقابل وجود أطراف يرفضون ذلك لحماية مصالح خاصة بهم"، وطالب "الحكومة باتخاذ القرار اللازم بهذا الخصوص".

أما في موضوع الفيول المغشوش، اشار التكتل الى ان "التيار الوطني الحر هو الذي تولى الدفع بإتجاه فتح هذا الملف أمام القضاء بعد وقوع أعطال تم الابلاغ عنها، والتيار هو في موقع توجيه الإتهام في هذا الملف ولا يقبل بمنطق تعميم الإتهام حماية للمرتكبين الفعليين، ويطالب القضاء والأجهزة الأمنية القيام بمسؤولياتهم الكاملة بكشف حقيقة هذا الملف ومعاقبة المرتكبين مهما علا شأنهم، والذهاب للنهاية بهذا الملف ليكون عبرة في وقف ملفات الفساد وحرمان أصحابها من أي غطاء سياسي، وحماية مستهجنة ومرفوضة وليكون درسا لكل سياسي تسوله نفسه، بعد كل ما حصل، بالمجاهرة وقاحة في الاعلان والاستمرار بنهج فاسد كلف لبنان انهيارا ماليا وكلف المواطنين حرمانا من أموالهم وحقوقهم".

 

قائد الجيش استقبل سفير مصر وعرض الاوضاع مع جنبلاط

وطنية - الثلاثاء 12 أيار 2020

استقبل قائد الجيش العماد جوزاف عون في مكتبه في اليرزة، السفير المصري في لبنان الدكتور ياسر علوي يرافقه الملحق العسكري العميد محمد علي الشحات، وجرى البحث في علاقات التعاون بين جيشي البلدين.

كما استقبل عون رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب السابق وليد جنبلاط يرافقه الوزير السابق غازي العريضي، وتناول البحث الأوضاع العامة في البلاد.

 

التيار المستقل: الحكومة فشلت في معالجة معظم الازمات والشعب يصارع الغلاء الفاحش

وطنية - الثلاثاء 12 أيار 2020

رأى المكتب السياسي "للتيار المستقل" في بيان اثر اجتماعه الاسبوعي برئاسة النائب السابق لرئيس الحكومة اللواء عصام أبو جمرة، ان "الحكومة التي علق البعض عليها آمال الانقاذ الصحي من فيروس الكورونا والاصلاح المالي بخطة اقتصادية انقاذية تقنع صندوق النقد الدولي، وعلى استخراج النفط والغاز، قد فشلت مع الكورونا في معالجة معظم الازمات حتى الان، من استقدام المساعدات الخارجية الى استخراج النفط والغاز الى حلاقة رؤوس الاموال اللبنانية الكبيرة في المصارف، الى استرداد الاموال المنهوبة ومحاسبة المرتكبين بالضرب بيد من حديد لوقف الهدر في الوزارات والادارات الرسمية لاستعادة ثقة الشعب بالدولة والثقة الدولية بلبنان". وأشار الى أن "الشعب اللبناني مع مجابهته فيروس الكورونا، يصارع الغلاء الفاحش والتضخم المطرد والاذلال امام المصارف والامن المتفلت والتهريب عالمكشوف للمازوت والطحين والدولارات الى ما وراء الحدود خاصة البرية الى سوريا والجوار. ومع كل هذا بدأ التراشق بين مسؤولي الاحزاب يعود الى سابق عهده بمناظرات كلامية وتحرشات مسلكية تحضيرا للمعارك الرئاسية الاتية، ما لا يبشر بالخير". واعتبر أن "قضية القرن ظهرت بصفقة الفيول التاريخية التي تمت تغطيتها طوال خمسة عشر عاما من قبل وزراء ومسؤولين في وزارة الطاقة، لتمرر برسوبياتها التي كانت تصيب محركات منشآت الكهرباء بالاضرار الجسيمة بينما هم يثرون على حساب المال العام دون حسيب أو رقيب". وأكد أن "الحل الوحيد الباقي للانقاذ هو حكومة عسكرية تقضي على الجراثيم السياسية والفساد الوظيفي الذي ينخر الجسم اللبناني، حكومة عسكرية تبسط الامن في ارجاء الوطن بعد محاكمة وزج الفاسدين والمخربين في السجون لتسترد الاموال المنهوبة وتطهر الادارة من الشوائب والجشع والاحتكار، وتنهي الاقطاع الحزبي الذي قض مضاجع الشعب والحكم طوال نصف قرن".

 

الكتائب أكد ضرورة المحاسبة القضائية من دون غطاء سياسي أو عقبات طائفية والمحاسبة السياسية عبر انتخابات مبكرة

وطنية - الثلاثاء 12 أيار 2020

توقف المكتب السياسي الكتائبي بعد اجتماعه الأسبوعي الذي عقده إلكترونيا برئاسة النائب سامي الجميل ببيان، "أمام عودة عدد الإصابات بكورونا الى الارتفاع، آسفا ل"هذا التطور بالغ الخطورة والناتج من التسرع في رفع الإجراءات والتراخي في الإرشادات وإهمال التعليمات الوقائية المطلوبة والاستخفاق في التدابير الاحترازية الضرورية، ما ينذر بإهدار التضحيات خلال ما يقارب الشهرين من تعب وتكبد خسائر مادية ومعنوية وشل الحركة الاقتصادية، مما كلف ما كلفه من إقفال عدد كبير من المؤسسات وخسارة آلاف اللبنانيين أعمالهم ومصدر رزقهم، من دون أي تعويض من الدولة".

واعتبر أن "العودة إلى الحياة العادية لا بد أن تتم بناء على خطة أكثر وضوحا وحزما، تأخذ في الاعتبار صحة الناس اولا ومنع تفشي المرض من جديد، على أن تتحمل السلطة مسؤولياتها تجاه المواطنين في ما يتعلق بتأمين مستلزمات صمودهم لتخطي المرحلة".

وناشد "اللبنانيين أن يظهروا إلتزامهم التام بالإجراءات المتخذة، كما فعلوا في المرحلة الأولى من الحظر، حفاظا على صحتهم وسلامة أحبائهم، وهذه مسؤولية فردية وجماعية ووطنية لا بد من تحملها سويا للخروج من الأزمة في أسرع وقت وتفادي المزيد من الانهيار على الصعد كافة".

وراقب أيضا "ملفات الفساد التي تفتح الواحدة تلو الأخرى، فيما الاستجوابات والتوقيفات تتوالى، فيخيل للمراقب أن زمن العدالة حان، لكن للفساد في لبنان أصولا متجذرة في السياسة، والمحاسبة إلى اليوم لم تطل سوى الحلقات الأضعف، وليس تبادل الاتهامات ونشر غسيل الفضائح عبر الاعلام سوى اعتراف علني "بدفنه معا" خلال سنوات طويلة". وأكد "ضرورة المحاسبة القضائية الشاملة من دون غطاء سياسي أو عقبات طائفية، كما المحاسبة السياسية عبر انتخابات نيابية مبكرة، وأي مقاربة من غير هذين البابين يبقى استعراضية إعلامية ومضيعة لوقت ثمين لا يملك لبنان ترف إهداره، فيما أعين العالم على الاجراءات التي ستتخذ لإعادة لبنان الى سكة الدول التي تستحق المساعدة". وتوقف عند "الوضع المعيشي الذي بلغه اللبنانيون مع تآكل قدرتهم الشرائية إلى أقل من الربع بعد تحليق أسعار السلع الى مستويات خيالية ترتفع يوميا من دون رادع، فيما السلطة عاجزة على كل المستويات، فلا هي قادرة على ضبط سعر صرف الدولار ولا على ممارسة سيادتها على حدودها لمنع التهريب عبر المعابر الشرعية، ناهيك عن غير الشرعية. والمفارقة ان الناس باتوا يسمعون عن خطط الحكومة وتعاون الوزارات للحد من ارتفاع الأسعار، ولا يرون أي تنفيذ".

وسأل عن "الإجراءات التي تم إقرارها في مجلس الوزراء وظروف عدم تنفيذها، خصوصا أن الوضع لم يعد يحتمل لا المماطلة ولا استكشاف خطط جديدة ولا تشكيل لجان اضافية، بل يحتاج الى المباشرة الفورية بالعمل او الاعلان عن العجز التام ليبنى على الشيء مقتضاه". وأشار البيان إلى أنه "مع انطلاق مناقشات العفو العام في اللجنة النيابية المختصة، جدد حزب الكتائب التحذير من أي قانون يصدر عفوا بالجملة لغير مستحقيه وخصوصا لمرتكبي الجرائم التي تشكل خطرا على أمن المجتمع اللبناني. كما شدد على ضرورة أن يضم أي قانون قد يصدر المبعدين قسرا، وفقا لاقتراح القانون الذي تقدم به حزب الكتائب في عام 2011، ويضمن حقهم في العودة الآمنة الى وطنهم الأم". وتوقف "في الذكرى السنوية الأولى لغياب الكاردينال مار نصر الله بطرس صفير، عند هذه المحطة"، مستذكرا "الراحل الكبير الذي غاب رافعا راية السيادة وحاملا لبنان في ذاكرته. عسى ان تبقى القيم التي حملها الراحل الكبير عنوانا لوطن الحرية عشية المئوية الأولى لولادة لبنان".

 

جنبلاط عرض الأوضاع مع سفراء النروج وسويسرا وكندا

وطنية - الثلاثاء 12 أيار 2020

استقبل رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط في كليمنصو، سفراء: النروج ليني ستينسيث، سويسرا مونيكا شماتز، وكندا إيمانويل لامورو، بحضور مفوض الشؤون الخارجية في الحزب زاهر رعد ومسؤول ملف التنمية الاقتصادية وئام أبو حمدان. وتم خلال اللقاء عرض مختلف الأوضاع العامة.

 

/New A/E LCCC Postings for todayجديد موقعي الألكتروني ل ليوم 12-13 أيار/2020

رابط الموقع
http://eliasbejjaninews.com

اضغط على الرابط في أسفل لقراءة نشرة أخبار المنسقية العامة المفصلة، اللبنانية والعربية ليوم 13 أيار/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/86140/%d9%86%d8%b4%d8%b1%d8%a9-%d8%a3%d8%ae%d8%a8%d8%a7%d8%b1-%d8%a7%d9%84%d9%85%d9%86%d8%b3%d9%82%d9%8a%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%b9%d8%a7%d9%85%d8%a9-%d9%84%d9%84%d9%85%d8%a4%d8%b3%d8%b3%d8%a7%d8%aa-706/

 

Click On The Link Below to read the whole and detailed LCCC English News Bulletin for May 12/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/86138/lccc-english-newsbulletin-for-lebanese-global-news-may-13-2020/

 

مافيات قطاع النفط اللبناني  ومغارة علي بابا السرقات والصفقات والتهريب على مشرحة حارس سليمان

فيديو مقابلة لمدة 14 دقيقة من قناة الحدث مع الكاتب والمحلل السياسي الدكتور حارث سليمان يكشف من خلالها خفايا ممارسات مافيات تجار النفط  وكل مشتقاته وهم من كبار السياسيين في لبنان وبعض دول الجوار. قطاع فساد وافساد كمغارة على بابا والأربعين حرامي. اما السجالات والحروب الإعلامية الجارية حالياً بين المتورطين في هذه التجارة المافياوية فهي تعريهم أكثر وتفضحهم جميعاً. بسبب هكذا ممارسات لبنان في خطر افلاس  مخيف وانهيار اقتصادي.يبقى أن لاحل في لبنان بما يخص هذا الملف وغيره من الملفات قبل استبدال الطاقم السياسي والحاكم واستعادة السيادة والقرار الحر ووضع الشرفاء في مواقع المسؤوليةزالرابط https://www.youtube.com/watch?v=8vWnqSkkN40

 

فيديو حلقة نديم قطيش DNA لليوم وهي تحت عنوان:  إيران وسيادة الكاظمي

حتى الان رئيس وزراء العراق الجديد، الكاظمي يعمل على الحد من نفوذ إيران وميليشياتها وكل القرارات التي اتخذها تأتي في هذا السياق السيادي والإستقلالي/ الرابطhttps://www.youtube.com/watch?v=f7wwJX8LIEk

 

النص الحرفي للوثيقة التي وجدت في قبر شهداء مجزرة سنة 1920 في بلدة عين إبل

الكولونيل شربل بركات/12 أيار/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/86107/%d8%a7%d9%84%d9%83%d9%88%d9%84%d9%88%d9%86%d9%8a%d9%84-%d8%b4%d8%b1%d8%a8%d9%84-%d8%a8%d8%b1%d9%83%d8%a7%d8%aa-%d8%a7%d9%84%d9%86%d8%b5-%d8%a7%d9%84%d8%ad%d8%b1%d9%81%d9%8a-%d9%84%d9%84%d9%88%d8%ab/

 

 

إستدعاء شرّوف يفتح معركة الحريات مجدداً... وعويدات ينصح بإحياء تعميم جريصاتي

مريم سيف الدين/نداء الوطن/12 ايار/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/86102/%d9%85%d8%b1%d9%8a%d9%85-%d8%b3%d9%8a%d9%81-%d8%a7%d9%84%d8%af%d9%8a%d9%86-%d8%a5%d8%b3%d8%aa%d8%af%d8%b9%d8%a7%d8%a1-%d8%b4%d8%b1%d9%91%d9%88%d9%81-%d9%8a%d9%81%d8%aa%d8%ad-%d9%85%d8%b9%d8%b1%d9%83/

مجدّداً وجد صحافيون أنفسهم مضطرّين لتنفيذ وقفة إحتجاجية أمام قصر العدل في بيروت دفاعاً عن الحريّات، وتصدياً للتضييق عليها. فتحرّكوا منعاً لتكريس نهج استدعاء الصحافيين من قبل الأجهزة الأمنية ومخابرات الجيش، بعد نحو ثلاثة أيّام من استدعاء مكتب مخابرات الجيش في راشيا الصحافي أيمن شرّوف للتحقيق معه، من دون أن يوضح السبب.

 

مشاري الذايدي: لماذا تأخرت المانيا بحظر حزب الله وتصنيفه أرهابياً ومتى ستتخذ باقي الدول الأروبية قراراً مماثلاً؟

Saudi Columnist Mashari Al-Dhaidi: Germany’s Decision To Ban Hizbullah Was Late In Coming; When Will The Rest Of Europe Wake Up And Do The Same/MEMRI/May 12/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/86105/saudi-columnist-mashari-al-dhaidi-germanys-decision-to-ban-hizbullah-was-late-in-coming-when-will-the-rest-of-europe-wake-up-and-do-the-same-%d9%85%d8%b4%d8%a7%d8%b1%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d8%b0/