المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكنديةLCCC/

نشرة الأخبار العربية ليوم 12 أيار/2020

اعداد الياس بجاني

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/eliasnews19/arabic.may12.20.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

أَنْتَ هُوَ سِمْعَانُ بْنُ يُونا، أَنتَ سَتُدعى كيفا، أَي بُطرُسَ الصَّخْرَة

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياته

الياس بجاني/عيد الأم في كندا: كل الناس لها قلوب ولكن هنالك قلب يجمع كل القلوب هو قلب الأم

الياس بجاني/حزب الله من يومه الأول هو أداة تخريب تخدم مصالح إسرائيل

 

عناوين الأخبار اللبنانية

فيديو تقرير مفصل من العربية ومداخلات لمتخصصين عسكريين يتناول أخطاء إيران القاتلة ونيرانها الصديقة الأشد عداوة

فيديو حلقة نديم قطيش DNA  من العربية لليوم وعنواها هو:  إيران..ونيران صديقة

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الاثنين 11/05/2020

ارتفاع مفاجئ في إصابات «كورونا» بلبنان ومخاوف من العودة إلى المربع الأول

4 مذكرات غيابية في ملف الفيول المغشوش

إقالة سلامة... هذا ما يُبحث على محور بعبدا- الضاحية- السراي

هيمنة “حزب الله” على الحكومة تحجب المساعدات عن لبنان

مهمة صعبة لوفد صندوق النقد الدولي

صبحي الطفيلي: قيادة “الحزب” مسؤولة عن الفساد في البلد وكل المظالم

أوساط نيابية لـ”السياسة”: صندوق النقد سيُقدم شروطاً قاسية وصعبة للبنان تتضمن محاربة الفساد والفاسدين وإغلاق المعابر غير الشرعية

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

لقاء سيدة الجبل: حل الازمة في لبنان سياسي

آخر المستجدات في بيت الوسط... بين الحريري وجنبلاط

النهار: المفاوضات المالية الشاقة تحت وطأة الانزلاق الوبائي

السفير السعودي في بيت الوسط: زيارة دبلوماسية ذات رسائل متعددة

منعًا للالتباس"... بيانٌ توضيحيٌّ من فرنجية

فضيحة سليمان فرنجية ويخت هدية"!

"قمة الوقاحة ".. رياض قبيسي: ما قاله فرنجية.. يستدعي محاكمة فرنجية نفسه!

توقيف أحد أهم الصرافين الفارين في الضاحية الجنوبية

حزب الله: "هل يعمل نقيب الصرافين بمعزلٍ عن "الحاكم"؟

التهريب إلى سوريا: تنصّل عوني وعراضات سياسية وأمنية

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

إيران تُعلِن حصيلة قتلى "حادثة السفن"

فصائل تركيا تواصل انتهاكاتها في سورية وتنهب المحاصيل الزراعية

النائب خالد العبود امتدح إيران وهدد الروس ورفض الاعتذار لموسكو

خاتمي يحذر النظام من دوامة عنف ويدعو إلى «المصالحة الوطنية»

صندوق النقد يوافق على دعم طارئ لمصر بقيمة 2.77 مليار دولار لمساعدة البلاد على التعامل مع تأثير وباء «كوفيد 19»

مصر والإمارات وقبرص واليونان تدين التحركات التركية في شرق المتوسط

تركيا تبتز فصائل سورية بـ«ملفات سرية» للقتال في ليبيا وغموض يكتنف وفاة رئيس مخابرات «الوفاق»

العراق خسر 11 مليار دولار في 4 أشهر جراء انخفاض أسعار النفط

الكاظمي يفتتح معركته ضد الفساد بتحذير شقيقه

توقيف 4 طاجيكيين في بولندا لتجنيدهم أشخاصاً لغايات إرهابية

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

إلى أين تتجه العلاقات الأميركية الخليجية في مرحلة كورونا؟/د. وليد فارس/انديبندت عربية

الفيول المغشوش والأموال المنهوبة وجزر كايمن/توفيق شومان

المطالبة الأرثوذوكسية بالمناصب: كضربة سيف في الماء/محمد أبي سمر/المدن

قضية الصرّافين والتلاعب بالدولار.. تورّط ميشال أم رامز مكتّف؟/عزة الحاج حسن

القضاء تعهّد بالاستجابة لشكوى الصحافيين..فهل يتوافر الغطاء لعويدات؟/يوسف ضاهر/المدن

مقاربة نقدية لواقع التفكك السياسي ومفارقات البرنامج الاصلاحي/شارل الياس شرتوني

صفير ولبنان الكبير ولدا عام 1920... لكي لا ننسى ولكي نتعظ!/د.توفيق هندي

سنّة لبنان كأشقّائهم في المنطقة: لا قادة ولا سياسة/منير الربيع/المدن

مَن عرقل إبرام عقود جديدة لشراء المحروقات؟/"التيار العوني" بين مطرقة فنيش وسندان العلية/جورج العاقوري/نداء الوطن

التفاوض مع الصندوق بعيداً من العراضات/وليد شقير/نداء الوطن

فلتكُن انتخابات مبكرة... حمايةً للاستقرار/بشارة شربل/نداء الوطن

حزب الله .. الانكفاء إلى لبنان/محمد قواص/سكانيوز عربية

هل يتدخّل مصرف لبنان بمليار دولار؟/كلير شكر/نداء الوطن

تهريب المشتقات النفطية عبر المعابر غير الشرعية يستنزف آخر الدولارات/سوريا تمتص الرغيف والسيولة من لبنان/خالد أبو شقرا/نداء الوطن

مِن دولارات القذافي إلى "العشرين ألفاً" المزوّرة  ... سوق سوداء ودليفري ومافيات في كل البلد/جنى جبّور/نداء الوطن

الديمقراطية في الخطاب اليساري/محمد علي مقلد/موقع الحوار المتمدن

ضوضاء إسرائيلية في خطاب اقتلاع إيران من سوريا/سام منسى/الشرق الأوسط

كيفية التعامل مع القوارب الإيرانية السريعة/جيمس ستافريديس/الشرق الأوسط

«الحرس الثوري» يوظف «كورونا» لترميم صورته/د. عبد العزيز حمد العويشق/الشرق الأوسط

قاضية «فيسبوك»... توكل كرمان!/مشاري الذايدي/الشرق الأوسط

بلاد ما بين السفيرين/غسان شربل/الشرق الأوسط

مغيّرون في التاريخ: بطل الحرب الأولى/سمير عطا الله/الشرق الأوسط

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

رئيس الجمهورية التقى مخزومي وناجي البستاني واطلع من عودة على مداولات اجتماع المطرانية: حريص على حقوق الطوائف لا سيما الروم الارثوذكس

دياب بحث والسفيرة الاميركية في خطة الحكومة المالية

دياب ترأس اجتماعا ناقش التحويلات المصرفية إلى الطلاب في الخارج صفير: المصارف ستسمتر بتحويل ألاقساط وايجار السكن

بخاري اقام مائدة إفطار على شرف مفتي الجمهورية : دور دار الفتوى أساسي في تعزيزِ الوحدةالوطنية واجتراح الحلول ومعالجة الازمات

حتي استقبل السفيرة الاميركية وبحثا في التجديد لليونيفيل والخطة الاقتصادية

حتي عرض مع السفير البابوي للاوضاع

الحريري عرض الاوضاع مع سفراء النروج وسويسرا وكندا والكويت

رعد اكد دعم حزب الله للحكومة: لتوقيف الرؤوس الكبيرة المتورطة بالتلاعب بسعر صرف الليرة

ردٌ حاد من رئاسة الجمهورية على فرنجية... كان الأجدر به أن يرفع غطاءه عن مطلوبين للعدالة

سليمان فرنجية في مؤتمر صحفي: ضميرنا مرتاح وملف الفيول المغشوش سياسي ونؤمن ببراءة حليس

 

في أسفل تفاصيل النشرة الكاملة

الزوادة الإيمانية لليوم

أَنْتَ هُوَ سِمْعَانُ بْنُ يُونا، أَنتَ سَتُدعى كيفا، أَي بُطرُسَ الصَّخْرَة

إنجيل القدّيس يوحنّا01/من35حتى42/”في الغَدِ أَيْضًا كَانَ يُوحَنَّا وَاقِفًا هُوَ وٱثْنَانِ مِنْ تَلاميذِهِ. ورَأَى يَسُوعَ مَارًّا فَحَدَّقَ إِليهِ وقَال: «هَا هُوَ حَمَلُ الله». وسَمِعَ التِّلْمِيذَانِ كَلامَهُ، فَتَبِعَا يَسُوع. وٱلتَفَتَ يَسُوع، فرَآهُمَا يَتْبَعَانِهِ، فَقَالَ لَهُمَا: «مَاذَا تَطْلُبَان؟» قَالا لَهُ: «رَابِّي، أَي يَا مُعَلِّم، أَيْنَ تُقِيم؟». قالَ لَهُمَا: « تَعَالَيَا وٱنْظُرَا». فَذَهَبَا ونَظَرَا أَيْنَ يُقِيم. وأَقَامَا عِنْدَهُ ذلِكَ اليَوم، وكَانَتِ السَّاعَةُ نَحْوَ الرَّابِعَةِ بَعْدَ الظُّهر. وكَانَ أَنْدرَاوُسُ أَخُو سِمْعَانَ بُطْرُسَ أَحَدَ التِّلمِيذَيْن، اللَّذَيْنِ سَمِعَا كَلامَ يُوحَنَّا وتَبِعَا يَسُوع. ولَقِيَ أَوَّلاً أَخَاهُ سِمْعَان، فَقَالَ لَهُ: «وَجَدْنَا مَشيحَا، أَيِ المَسِيح». وجَاءَ بِهِ إِلى يَسُوع، فَحَدَّقَ يَسُوعُ إِليهِ وقَال: «أَنْتَ هُوَ سِمْعَانُ بْنُ يُونا، أَنتَ سَتُدعى كيفا، أَي بُطرُسَ الصَّخْرَة».”

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياته وتغريدات متفرقة

عيد الأم في كندا: كل الناس لها قلوب ولكن هنالك قلب يجمع كل القلوب هو قلب الأم

الياس بجاني/10 أيار/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/86027/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%b9%d9%8a%d8%af-%d8%a7%d9%84%d8%a3%d9%85-%d9%81%d9%8a-%d9%83%d9%86%d8%af%d8%a7-%d9%83%d9%84-%d8%a7%d9%84%d9%86%d8%a7%d8%b3-%d9%84/

تحتفل كندا اليوم العاشر من شهر أيار 2020 بعيد الأم وتكرمها عرفاناً بجميل وعرفان عطاياها وتضحياتها وسهرها.

هذا التكريم هو بالتأكيد واجب إيماني وانساني وأخلاقي وقيمي وملزم كنسياً ودينياً لكل مؤمن يخاف الله ويوم حسابه الأخير ويتقيد في نمط واسلوب حياته وممارساته بالوصايا العشرة والتي من ضمنها الوصية الخامسة التي تقول: "أكرم أباك وأمّك ليكون كل شيء حسناً لديك وتعيش سنين كثيرة على الأرض".

نتقدم من كل الأمهات بأحر التهاني والتمنيات، وبنفس الوقت نطلب الرحمة للأمهات الواتي انتقلن إلى العالم الآخر ونصلي من أجل أن يكون سكناهن في المساكن السماوية المقدسة إلى جانب البررة والقديسين، ومنهن نطلب الصلاة من أجلنا ومن أجل السلام في كل أرجاء العالم وخصوصاً في هذا الوقت العصيب حيث البشرية في حالة من الضياع واليأس والحيرة والخوف وهي تواجه مرض فيروس الكورونا.

في مثل من أمثالنا الشعبية نقول: "الأم بتلم"، أي انها بمحبتها وبقلبها الدافيئ والكبير وبتفانيها وبعواطفها الجياشة تجمع افراد عائلتها وتحتضنهم وترعاهم وتعمل دائماً على زرع نعم وخصال وعطايا المحبة والإلفة والتواضع والتسامح والعطاء والإيمان بينهم.

الأم والأب ومن خلال رباط الزواج المقدس يؤمنان الإستمرار للبشرية.

وهذه المؤسسة، مؤسسة العائلة، هي حجر الأساس لكل مجتمع ومن دونها تتفكك المجتمعات وتنتفي وتضيع القيم والأخلاق وتعم الفوضى وكل اشكال الضياع الإيمانية والأخلاقية.

نبارك للأمهات بعيدهم واليوم وفي كل يوم نصلي من أجل راحة أنفس الأمهات اللواتي غيبهن الموت.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

رابط موقع الكاتب الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

*عنوان الكاتب الألكتروني

phoenicia@hotmail.com

 

حزب الله من يومه الأول هو أداة تخريب تخدم مصالح إسرائيل

الياس بجاني/09 أيار/2020

كل يوم يتأكد أكثر وأكثر بأن حزب الله هو مجرد أداة إسرائيلية تخدم المصالح الإيرانية 100% على حساب لبنان وشعبه.. ومن يعود للتاريخ ومنذ تأسيس حزب الله سنة 1982 يرى بأنه ما كان يوماً غير عدوا للبنان وللعرب وأداة إسرائيلية بإمتياز. الخبر في اسفل الذي نشره محمد الجوهري هو غيض من فيض مسلسل تبارل المصالح بين إيران وأدواتها من جهة وإسرائيل من جهة أخرى..

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

تفاصيل تقارير الفيديو

فيديو تقرير مفصل من العربية ومداخلات لمتخصصين عسكريين يتناول أخطاء إيران القاتلة ونيرانها الصديقة الأشد عداوة وذلك جراء خطأ قتل 19 وجرح العشرات من جنود البحرية الإيرانية بواسطة صاروخ كروز أطلق بالخطأ كما ذكرت إيران نفسها.

الخلاصة: عسكرياً إيران هي دولة ضعيفة وذلك عكس عنترياتها الإعلامية والإستكبارية الكاذبة والضوضائية أما قوتها المدمرة فهي تكمن في الإرهاب الإجرامي والمافياوي الذي تقوم بها أذرعتها الميليشياوية وفي مقدمها حزب الله المجرم والإرهابي والدموي. يبقى أن سجل الأخطاء التي يتركبها العسكر في إيران هي كثيرة ومدمرة ومنها على سبيل المثال لا الحصر اسقاط الطائرة الأوكرانية المدنية وقتل كل ركابها. الرابط:https://www.youtube.com/watch?v=PjebCYZMWrc

 

فيديو حلقة نديم قطيش DNA  من العربية لليوم وعنواها هو:  إيران..ونيران صديقة

*حال إيران التعتير عسكرياً يقول اذا بحالنا عملنا هيك فتصوروا ما سنفعله بالغير وذلك بعد مقتل 19 جندي ايراني وجرح العشرات جراء اطلاق صاروخ كروز بلخطأ اصاب سفينة تخصهم. الخلاصة: ايران دولة بيانات وعنتريات فارغة والأخطر أن حكامها الملالي واهمون ومنسلخون عن الواقع..حمى الله لبنان والبشرية من جنونهم وإرهابهم. الرابط https://www.youtube.com/watch?v=qUNa-2sHgHo

 

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الاثنين 11/05/2020

وطنية/الإثنين 11 أيار 2020

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون لبنان"

وفد صندوق النقد الدولي يصل إلى بيروت مساء غد ، للانطلاق بجولة مفاوضات مع المسؤولين حول الخطة الإصلاحية للحكومة اللبنانية".

وسيستمع منهم إلى شرح واف حول خطة "التعافي المالي" التي وضعتها الحكومة، ورؤيتهم للبرنامج الإنقاذي بما يساعد الوفد في الحصول على كل المعطيات المتصلة بالوضع النقدي والمالي للبنان يمكنه من وضع تصور حل.

الوفد يغادر لبنان نهاية الاسبوع على أن يعود حاملا البرنامج والتصور الذي يراه مناسبا للمهمة المطلوبة منه..

عشية وصول الوفد جلسة مالية لمجلس الوزراء غدا في قصر بعبدا، ستبحث ايضا الشأن الصحي وتتناول اجراءات التعبئة العامة من جديد في ضوء عودة عداد اصابات كورونا الى الارتفاع، التي سجلت اليوم 14 إصابة جديدة بينها إصابة واحدة لاحد الوافدين، لترتفع بذلك الحصيلة إلى 859 مصابا..

وفي الملف القضائي وتحديدا ملف الفيول المغشوش أصدر القاضي نقولا منصور مذكرات توقيف غيابية بحق كل من ابراهيم الزوق وتيدي رحمة وسركيس حليس وجورج الصانع في وقت شن رئيس تيار المردة سليمان فرنجية هجوما يكاد يكون الاعنف له على العهد والتيار الوطني الحر على خلفية ملف الفيول معتبرا ان الملف سياسي والذي لا يحترم القضاء هو من لا يمضي التعيينات القضائية مؤكدا ان القضاء مسيس..

المؤتمر الصحافي العنيف لفرنجية قابله رد ناري لمكتب الاعلام في رئاسة الجمهورية الذي اعتبر انه كان الاجدر به أن يرفع غطاءه عن مطلوبين للعدالة ويتركهم يمثلون أمام القضاء لتبرئتهم أو إدانتهم..

يبقى ان نشير الى لقاء جمع الحريري وجنبلاط وصفته مصادر بيت الوسط برسالة دعم للحريري في هذه الاجواء وقد اكد جنبلاط لمضيفه على انهما في التوجه ذاته وان التنسيق مستمر بين الجانبين واضعا زيارته لبعبدا في إطار البحث بأمن الجبل..

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون "ان بي ان"

بداية أسبوع نارية في السياسة إفتتحها رئيس تيار المردة سليمان فرنجية الذي أطلق كل المواقف المحبوسة من قضية الفيول المغشوش وما رافقها من إجراءات قضائية.

فرنجية أعلن أن هناك فرقا بين ضمان تحقيق العدالة وضمان البراءة لافتا إلى انه يؤمن ببراءة سركيس حليس الذي سيمثل امام العدالة وليس امام قضاة ومخبري جبران باسيل على حد تعبيره.

واذ لفت فرنجية إلى ان فتح الملفات هدفه سياسي إعتبر أن التيار الوطني الحر كذب على الناس في كل المراحل.

وكان لافتا في كلام فرنجية أنه لم يحيد حتى رئيس الجمهورية كما كان يفعل سابقا إذ قال: (عندما رأيت الرئيس في باخرة التنقيب قلت راح النفط .. وطلع مزبوط .. ما في نفط.

وربطا بملف الفيول أصدر القاضي نقولا منصور مذكرات توقيف غيابية بحق حليس وتيدي رحمة وآخرين.

رئاسة الجمهورية ردت على فرنجية واصفة كلامه بأنه انفعالي ولا يمت في معظمه إلى الحقيقة بصلة وفيه تزوير للحقائق وقالت أنه بدل ان يفاخر بحمايته لمطلوبين من العدالة كان الأجدر به أن يرفع غطاءه عنهم ويزكيهم ويتركهم يمثلون أمام القضاء الذي يعتبر الجهة الصالحة لتبرئتهم أو إدانتهم.

في الإتصالات السياسية غير المرتبطة بهذه السجالات بين بعبدا وبنشعي يمم رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط وجهه شطر بيت الوسط فيما قصدت السفيرة الأميركية السرايا الحكومية.على وقع الإرتفاع المفاجئ لعداد الإصابات بكورونا عود على بدء.

تفعيل التشدد في الإجراءات والتدابير المتصلة بقرار التعبئة العامة وتوجه نحو الإقفال التام لبعض المؤسسات والمحال والشركات وتعديل مواعيد فتحها.

ما يعلن من أرقام يظهر ان الإجراءات لا يمكن ان تؤتي اكلها ان لم تواكبها رقابة ذاتية بالإلتزام حتى لا يقع المحظور ولاسيما ان القلق من تفلت حالة الإنتشار جدي.

على المستوى الإقتصادي والمالي تنطلق هذا الإسبوع المفاوضات بين الحكومة ووفد صندوق النقد الدولي حيث تتجه انظار المراقبين الى مسار هذه المفاوضات التي تكتسب أهمية على مستويين: الأول ما يتصل بتمويل الخطة الإصلاحية والثاني التعويل على إمكانية احداث تأثير على سعر صرف الدولار.

الحملة القضائية - الأمنية ضد المتلاعبين بالدولار مستمر ما سجلته التحقيقات حتى الساعة أعلن عنها المدعي العام المالي فالجزء الأكبر من أسباب إرتفاع سعر صرف الدولار يعود الى المضاربة غير المشروعة.

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون "ام تي في"

هل هي معركة الفيول المغشوش بتداعياتها القانونية القضائية، أم معركة الرئاسة باحتمالاتها الحاضرة والمستقبلية؟

من تابع المؤتمر الصحافي للوزير السابق سليمان فرنجية تأكد له ان الخلاف بين تيار المردة والتيار الوطني الحر بلغ مرحلة اللاعودة ، وان الاستحقاق الرئاسي فتح بقوة قبل سنتين وخمسة اشهر من انتهاء عهد العماد ميشال عون .

ورغم ان الطرفين ابنا خط سياسي واحد ، فان فرنجية أطلق النار في كل الاتجاهات ، وكانت نيرانه حارقة ومركزة، صوب التيار الوطني ، وهاجم الوزير جبران باسيل ، ولم يوفر حتى رئيس الجمهورية الذي انتقد أداءه في الماضي والحاضر ، وبلغة هازئة احيانا. فرنجية اجرى جردة حساب كاملة للأداء العوني من العام 1989 الى اليوم ، محملا هذا الاداء مسؤولية ما حل بالمسيحيين والوطن .

نحن اذا لسنا امام مؤتمر صحافي عادي بل امام اعلان لحرب لن تنتهي قبل تشرين 2022، ولو تخللتها أحيانا فترات من وقف اطلاق النار!

في المقابل رد مكتب الاعلام في رئاسة الجمهورية كما ردود نواب التيار الوطني جاءت باهتة وغير مناسبة للتعاطي مع القصف المركز الذي مارسه سليمان فرنجية .

فهل الرد القاسي متروك لوقت لاحق و لرئيس التيار جبران باسيل؟ ام ان التيار ورئيس الجمهورية يفضلان اطفاء نيران الفيول المغشوش وترك القضية في سياقها القضائي البحث ؟ الاجابة تبقى للايام المقبلة ، علما ان الرد القضائي على المؤتمر الصحافي لفرنجية لم يتأخر ، باصدار أربع مذكرات توقيف غيابية.

معركة الفيول الرئاسي لم تحجب معركة مستمرة يخوضها لبنان ضد الكورونا ، وهي معركة عادت الى دائرة الخطر مع تنامي ظاهرة عودة المغتربين . واليوم سجل العداد اربع عشرة اصابة جديدة ، علما ان عدد الفحوص تراجع الى 509 فحوص . فكيف ستتعاطى الحكومة مع الوضع المستجد ، وهل تتخذ تدابير زاجرة غدا حتى لا نخسر الجولة الثانية من معركتنا ضد الكورونا؟

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون "او تي في"

كان يمكن للوضع في المنطقة والعالم ان يكون اكثر تفجرا لولا كورونا، الفضل لكورونا في صرف الانظار عن جبهات متفجرة وفواتير سياسية متأخرة وتهدئة مسارات كانت الى وقت قريب متوترة واعادة الاعتبار الى علاقات حكم عليها بأنها منفرة، كورونا فرملت اندفاعة الصين لسنوات طويلة رغم المكابرة في قول العكس ، كورونا صدمت اميركا وجعلتها تنكفىء وتقاتل على ارضها وفي عقر دارها عدوا تسبب لها بضحايا وقتلى اكثر مما كلفتها حرب فييتنام في عشرين عاما .

روسيا التي كان الصقيع والطقس الجليدي والجنرال الابيض اي الثلج حليفها لقرون في وجه الغزاة والاحتلالات خذلها وسمح لكورونا بان ينفد من خلالها الى اسوارالكرملين.

اوروبا التي خالت نفسها توحدت بعد حروب ودماء مع القريب والغريب من شارل مارتل الى شارل ديغول ومن اوكتافيوس الى غاريبالدي ومن فريدريك الكبير الى بسمارك ومن قسطنطين الى بوتين تعود اليوم الى الستار الحديدي والجدار الحدودي بين دولها وتستفيق بين شعوبها عفاريت القوميات وشياطين العصبيات .

الدول الخليجية وباقي منظومة اوبيك التي تعوم على بحار النفط وابار الغار وانهار الدولار تخشى ان تنهار اقتصادياتها وتتبخر ايراداتها كما تختفي الساقية في رمال الصحراء .

بعد كورونا سيكون العالم اكثر بخلا وفقرا وتقتيرا واقل استنزافا واسرافا في الموارد والعوائد ، الميل للتسويات سيرتفع والجنوح نحو الحرب سينخفض ، الحرب الجرثومية ستحل محل الحرب الباردة والترسانة النووية والاسلحة التقليدية ، ستكون حروب المختبرات وليس الجبهات، حروب الكمامات وليس الدبابات ، حرب السيطرة على الجرثومة المجهرية وليس على الكرة الارضية.

لبنان الذي صارع الكورونا لشهرين وكاد ان يصرعها انتكس وصح في بعض ناسه ما قيل في البقرة التي ملأت السطل من خيرها وضرعها لكنها عادت ورفسته واندلق اللبن هباء وسدى على الارض .

لكن واثناء متابعة عروض كورونا بنجاح في الجزء الاول وتراجع في الجزء الثاني، وقت مستقطع للتفسيح والترويح مع توم اند جيري بنسخة جديدة سيئة وركيكة واستحضار لدون كيشوت وسانسو بانزا واستذكار لرواية نيكوس كازانتزاكيس الاخوة الاعداء التي صارت فيلما مصريا العام 1974 مثله حسين فهمي ونور الشريف .

في الساعات الثماني والاربعين الاخيرة نشهد عروض عضلات وهمية واستعراضات قوة كرتونية، ومواقف هزلية للابن الشاطر في عودة مسرحية شكسبيرية والابن الناطر في ادوار تفجعية بكائية بمفاعيل رجعية.

موفدون وزوار لتهدئة الخواطر وقراءة رسائل في بيروت من دون تصريحات في وقت تزور سفيرة واشنطن حسان دياب رئيس الحكومة وفي مكان اخر مؤتمر لحاضر غائب وطامح خائب يفيض بالسلبية ويعبق بالشتيمة والشماتة التي ما عرفها يوما هذا البيت العريق .

هذه المرة الامور ماشية ولو ببطء لكن بثبات خطى وصفاء رؤية ووضوح مقاصد . الامور ماشية , بامكان الحاشية ان تتفرج على استعادة البلد من ايدي الشبيحة الذين جعلوا من لبنان قجة وصندوق فرجة للخبل والهبل والفشل والدجل.

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون "المنار"

متى نقرأ خطورة الواقع المستجد مع فايروس كورونا؟ وهل المطلوب أن يحقق عداد الاصابات عشرات الحالات اليومية حتى نشعر بالمسؤولية؟

ما طرأ على الواقع الصحي من جديد ضرب جرس انذار للجميع، ومع المعرفة بخطورة الحال الاقتصادية التي يعيشها المواطنون، الا ان حلها لا يكون بالتفلت من كل الاجراءات الوقائية والصحية، وملء الشوارع والساحات بالمارة والسيارات، والالتفاف على القرارات المفترض انها لتأمين سلامة اللبنانيين.. والمسؤولية ايضا على المقيمين والمغتربين العائدين، والا سنعود الى ما لا تحمد عقباه، وما لا يقدر على حله كل انواع الاجراءات السابقة..

اربع عشرة اصابة جديدة سجلت اليوم، والكثيرون على سجل انتظار الفحوصات التي اجريت لبيئات خالطت مصابين، والامل بأن تكون نتائج الفحوصات سلبية، والا فان الامور ستكون كارثية..

ما نعيشه من كارثة صحية واقتصادية لم يشفع للبنانيين عند حيتان الدولار والمواد الغذائية، فكل اجراءات القضاء ومعه الاجهزة الامنية لم تستطع ان تضبط ارتفاع سعر الدولار الى الآن، وكل قرارات وخطط وزارة الاقتصاد لم تطفئ ولو القليل من لهيب الاسعار، ما يفرض على المعنيين الذهاب نحو الرؤوس الكبيرة المسببة لغلاء الاسعار والدولار، وهو ما اشار اليه رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد في حديث لاذاعة النور، سائلا المعنيين: هل يعمل نقيب الصرافين بمعزل عن مجالس ادارة المصارف وحاكم مصرف لبنان؟

النائب رعد الذي نظر الى خطة الحكومة الاقتصادية على انها الخيار المتاح حاليا، ابقى الحذر من صندوق النقد الدولي، وأكد أن المقاومة ستتصدى للتجاوزات التي قد تحاول ان تطال السيادة اللبنانية..

على خط ملف الفيول المغشوش الذي طال كل خطوط التوتر العالي سياسيا ، رفع رئيس تيار المردة النائب السابق سليمان فرنجية الصوت رافضا ما اسماه تسييس القضية، مؤكدا احترامه للقضاء، ومطالبا توسيع التحقيقات لتطال الوزراء المتعاقبين على الطاقة..

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون "ال بي سي"

الصراع بين بنشعي وبعبدا وميرنا شالوحي تجاوز ملف الفيول ... عاد به رئيس تيار المردة سليمان فرنجيه واحدا وثلاثين عاما إلى الوراء ، فاتحا دفاتر الماضي وتحديدا عملية 13 تشرين ودخول السوريين قصر بعبدا ... وقال حرفيا : "يوم اللي إجا الجيش السوري فات على بعبدا، كان ميشال عون ناطر غازي كنعان حتى يعمل تسوية رئاسية معو.

لم يكتف فرنجيه بدفاتر ال 89 بل وصل إلى ملف الرئاسة قائلا : " توقيت فتح ملف الفيول، لأن حرب الرئاسة بدأت عند جبران باسيل " .

في ملف الفيول كان حاسما في موضوع مثول حليس أمام القضاء : " لن نمون على احد ليسلم نفسه للقضاء، فقناعتنا هي ان القضاء مسيس ومع الوقت سيظهر كل شيء. سركيس حليس سيمثل امام العدالة، لا امام عدالة وقضاء جبران باسيل"، خاتما : "أقول للقضاة الخائفين والموعودين بمراكز، خلال سنتين ستتغير كل المعادلات " ...

‏مكتب الاعلام في رئاسة الجمهورية رد على فرنجيه في السياسة وفي القضاء، ومما جاء في الرد : " بدلا من أن "يفاخر" السيد فرنجية بحمايته مطلوبين من العدالة، كان الأجدر به أن يرفع غطاءه عنهم ويتركهم يمثلون أمام القضاء لتبرئتهم أو إدانتهم، وفي ما عدا ذلك من كلام السيد فرنجية الانفعالي، فهو لا يمت في معظمه إلى الحقيقة بصلة، وفيه تزوير للوقائع، وبالتالي لا يستحق الرد".

ماذا عن رد التيار؟

نائب رئيس التيار للشؤون السياسية مي خريش غردت قائلة: "مريب وثقيل صمت "الثوار" عن رفض "سياسي" تسليم مطلوب الى القضاء .

في الموازاة ، فإن القضاء واصل عمله، قاضي التحقيق الأول في جبل لبنان نقولا منصور أصدر أربع مذكرات توقيف غيابية في حق كل من المدير العام للمنشآت النفطية سركيس حليس، ومدير المناقصات في المنشآت جورج الصانع، ومالك شركة ZR Energy تيدي رحمة والمدير التنفيذي للشركة إبراهيم الزوق...

ملف الفيول تداخل فيه السياسي بالقضائي، وبعد المؤتمر الناري لفرنجيه، كيف سيكون وضع وزيريه في الحكومة بعد الهجوم الذي شنه على العهد وعلى التيار الوطني الحر؟

هذا في الفيول: سياسة وقضاء، فماذا عن كورونا ؟

آخر الدواء ... الإقفال ، ففي مواجهة الإستخفاف، وما سببه من ارتفاع في عدد المصابين، إلى درجة تستدعي التحرك بسرعة ، هناك اتجاه لدى الحكومة لاتخاذ قرار الإقفال التام أربعة ايام هذا الأسبوع : من الخميس إلى مساء الأحد.

جاء هذا القرار عله يشكل صدمة للذين ما زالوا يجتهدون في تطبيق القرارات بدل تطبيقها من دون اجتهادات ... ومن الخطوات التي ستتخذ، أن من تكن نتيجة فحص ال pcr عليه إيجابية، يخضع للحجر في المستشفى لا في منزله ، بعدما ثبت أن بعض المحجورين لم يلتزم التعليمات المطلوبة .

في السياسة، جرعة دعم تلقاها الرئيس سعد الحريري من وليد جنبلاط ... تأتي هذه الزيارة بعد أربع وعشرين ساعة على زيارة السفير السعودي بيت الوسط ... أما القلق الدائم المتعلق بالوضع المالي والإقتصادي ، فإنه يوضع على طاولة المفاوضات بدءا من بعد غد الأربعاء، مع انطلاق هذه المفاوضات بين لبنان وصندوق النقد الدولي.

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون "الجديد"

مواطن يتمرد على الوباء وزعيم مارد فوق القضاء وفي كلتا الحالتين انتشار للفوضى وتعميم للخروج عن الدولة وما تيسر من عدالتها وفلتان سياسي صحي يستدعي تعبئة محكمة والعصا لمن عصا.

فمشهد كورونا في جزئها الثاني لم يعد ينذر بكارثة بل أوقعها واستبد بما وقع عبارة الآتي أعظم في انتظارنا بدءا من يوم الخميس مع الدفعة الثالثة من عودة المغتربين اللبنانيين بعدما أثبتت تجارب المراحل السابقة أننا قبائل تهب للاستقبال والاختلاط ومشاركة فرحة العودة ورفع أقواس النصر على مجموعات يفترض بها التزام الحجر .

ولا يعرف من أين جاء المواطنون مقيمين ومغتربين بهذا الاطمئنان والسيولة في راحة البال في وقت مال فيه العدو أمامهم ووراءهم وأنهم يعيشون في قلب الخطر ومعه وليسوا على حدوده . وعلى الرغم من توغل الكورونا في الوطن فإن الشعب العنيد يتمرد ويكابر ويعايش ويستكمل مشاريعه كأن وباء لم يكن .

ولم تكن هذه الفوضى لتتمدد لو أن الناس وجدت رادعا من الدولة من سلطات تهمل ملاحقة المخالفين وتغض الطرف عن متابعة العائدين وتتساهل يمينا وشمالا "مفرد ومجوز" .

والسلطة السائبة تعلم الناس عدم الاحترام فغرامة مرتفعة واحدة في دول أوروبية مبتلية بالوباء تعطي درسا للمخالف بألا يكرر التجربة لكن الناس هنا تسير بتجاوز التدابير والإجراءات وتعلو فوق القانون ولا يعلى عليها .

والنتائج أربع عشرة إصابة جديدة في الكورونا وإصابة قاتلة للقضاء وجهها سليمان فرنجية ومن دون فحص ال "بي سي آر" أو إخضاع المشتبه فيه لأخذ العينات.

وتحت مستند : هيدا صاحبنا وصديق الطفولة ورجال آدمي ومظلوم وبريء " سوف ينقل فرنجية عدوى التمرد على القضاء الى كل مرجعية سياسية وبعضها سبقه الى ذلك ، ربما لم يخطىء فرنجية في السياسة وقد يكون أفرغ ما في قلوب مواطنيين كثر يتحدثون لغته في سرهم وكواليسهم، وهو على الأرجح كان صوتهم لكنه أراق محصوله في القفز على القضاء، وفي إعلان محكمة بنشعي للشؤون النفطية فهل انضم فرنجية الى حزب يؤمن بأن الضعيف يذهب الى القضاء ؟ وبماذا يستفيد الثنائي الفار من وجه العدالة رحمة وحليس اذا حصلا على براءة من زعيم المردة ولم يتمثلا للتحقيق

فكل يدرك أن قضاءنا مسيس وأن الغريب يتدخل فيه قبل القريب من طلب أميركا لعامر الفاخوري رجوعا بالزمن الى عدالة غازي كنعان وقد لا تتغير الوجوه الكنعانية لتصبح اكثر تدخلا ولكن هناك احتكام لقضاء لا بد أن يأخذ مجراه ولن يكون بديله الحمايات السياسية .

والحضور لا يعني سوى اعتراف الحاضر بمنطق الدولة والقانون وللجديد تجارب في هذا المسار فهي إن امتلث أمام المحكمة الدولية في لاهاي لم يكن ذلك إيمانا بعدالتها التي تستنزف مالنا ووقتنا .

وحبذا لو عقد سليمان فرنجية مؤتمره هذا لإعلان تسليم المشتبه فيهم الى القضاء لكان الحكم السياسي بعد الجلسة ولاستمع اللبنانيون الى مطالعته المدوية حيال التيار الوطني بكل سرور لأنه يعبر عن رأي كثير منهم.

فرنجية طلب العدالة لا البراءة وهذا صحيح من وجهة نظره لكن العدالة تتحقق بعد الخضوع لها وإن وصل الأمر إلى طلب تنحي قضاة اتهموا بالتسييس ، وفي الردود على فرنجية من على جبهة الدفاع فإن المكتب الاعلامي في رئاسة الجمهورية طالبه برفع الغطاء عن ناسه سواء أكانوا مرتكبين أم متهمين بتقاضي رشى أما في بقية الردود من القطاع العوني فقد جاءت على مقاس التهريج ورمي السخرية التي لا تحمل بصمات واضحة كالنائب سليم عون في تعليق صغير وضاحك الليل والنهار سيزار ابي خليل الذي اختصر الرد بنعوة القطاع النفطي.

وقد عالجته صحيفة نداء الوطن اليوم بمقال على مستوى المقام فوصفته كالنعامة التي تضع رأسها في الرمال متوقفة عند معزوفة العرقلة التي لم تعد تنطلي على احد واضحت قميص عثمان يتذرع بها التيار كلما سئل عن ملف تسلمه.

وفي هذا أبدع فرنجية عندما قال بصراحته المعهودة إن هناك سبعة وزراء نفط للتيار فهم

يا هبل او حمير يا متواطئن وقابضين وعذرا على التعبير .

 

ارتفاع مفاجئ في إصابات «كورونا» بلبنان ومخاوف من العودة إلى المربع الأول

بيروت: إيناس شري/الشرق الأوسط/11 أيار/2020

بعد عودة بعض القطاعات الاقتصادية إلى العمل، وبعد فتح عدد من المحال والمطاعم والمقاهي والفنادق مع تحديد نسبة الاستيعاب بـ30 في المائة ومنع النرجيلة، يدخل لبنان اليوم المرحلة الثالثة من خطة إعادة فتح القطاعات بخطى غير ثابتة وبمخاوف تتعلّق بارتفاع عدد مصابي «كورونا» قد تدفع الحكومة إلى اعتماد إجراءات جديدة منها إقفال البلد 48 ساعة لإجراء مسح ميداني في المناطق التي تبين وجود حالات فيها، كما قال وزير الصحة حمد حسن. فبعدما نجح لبنان في السيطرة على انتشار وباء «كورونا» مرحليا إذ كان يسجل إصابة واحدة يوميا أو إصابتين أو حتى صفر إصابات، سجل أمس الأحد 36 إصابة جديدة منها 23 لمقيمين و13 حالة في صفوف الوافدين، وقبلها 13 إصابة، فيما كان قد وصل عدد المصابين قبل ثلاثة أيام إلى 34 إصابة بينها 33 لوافدين، ما دفع وزارة الصحة إلى الحديث عن تخفيض عدد الرحلات في المرحلة الثالثة من إعادة المغتربين، لا سيما أنّ هذه المرحلة، والتي ستمتد بين 14 و 24 مايو (أيار) ضمناً، تضمّ 13 ألفاً و750 شخصاً، ما يعني نظريا زيادة عدد المصابين في «كورونا» في لبنان حسب ما يرى مصدر في وزارة الصحة، إذ كلما ارتفع عدد العائدين ارتفع احتمال وجود مصابين.

الحياة عادت إلى طبيعتها!

وفي حديث مع «الشرق الأوسط»، اعتبر مصدر أن هناك أكثر من عامل أدى إلى ارتفاع عدد الإصابات مجددا، ومن هذه العوامل ارتياح الناس والتصرف وكأنّ «كورونا» انتهى، وذلك في وقت بدأت الحياة تعود إلى طبيعتها جزئيا نظرا لعدم قدرة لبنان الاقتصادية على تحمل المزيد من الإقفال.

واعتبر المصدر أنه يمكن لأي شخص ملاحظة تراجع التزام الناس بالتدابير الوقائية، فبعدما كان معظم اللبنانيين يلتزمون التباعد الاجتماعي ويحترمون المسافة الآمنة وارتداء الكمامات وعدم الخروج إلا عند الضرورة، باتوا يتصرفون حاليا وكأن «كورونا» انتهى، فعودة الحياة جزئيا إلى طبيعتها وتراجع عدد الإصابات في عدد من الأيام أعطيا الناس إنذارا خاطئا بأننا تخلصنا من «كورونا».

عودة المغتربين تحت السيطرة!

وعن المخاوف من ارتفاع عدد الإصابات داخليا بسبب إعادة المغتربين، رأى المصدر أنه يجب التأكيد بداية على حق اللبنانيين جميعا بالعودة إلى بلدهم، وبالتالي النقاش يجب أن يكون بالتدابير المتخذة، وبوعي المواطنين الوافدين والمقيمين، مضيفا أنه صادف وأن ترافقت عودة هؤلاء حاليا وستترافق في المراحل المقبلة مع عودة الحياة ولو بشكل جزئي إلى طبيعتها، ما يستلزم المزيد من التدابير الوقائية. وفي هذا الإطار، يوضح المصدر أنّ التدابير المتبعة من قبل الوزارة لا تزال على صرامتها بدءا من تحديد العدد على متن كل طائرة مرورا بتدابير المطار وإجراء فحوصات «بي سي آر»، وصولا إلى متابعة العائدين في الحجر بالتنسيق مع القوى الأمنية والبلديات، لافتا إلى أن الوزارة وحتى اللحظة تابعت 20 ألف حالة. من جهته، قال مدير عام شركة طيران الشرق الأوسط، محمد الحوت أمس لقناة lbc أمس، إنه في المرحلة الثانية من إعادة المغتربين تم نقل 5500 راكب في 40 رحلة وكان من المفترض أن تتضمن المرحلة الثالثة 100 رحلة، ولكن تقرر إلغاء 17 منها. واعتبر أن عدد الإصابات بالمرحلة الثانية كانت أفضل من المرحلة الأولى كأرقام، مؤكداً أن المرحلة الثانية نجحت كما المرحلة الأولى. وأشار الى أن «عدد الوافدين خلال المرحلة الثالثة هو 11300 شخص أي ضعف عدد الأشخاص الذين قدموا خلال المرحلة الثانية». وكشف الحوت أنه في المرحلة الثالثة كل الطائرات التي أجريت فيها فحوص الـ pcr لن يكون فيها تباعد اجتماعي.

مخاوف من موجة أخرى

وعن المخاوف من موجة أخرى مع تزايد عدد المصابين، اعتبر المصدر أنّه لا شكّ أن لبنان نجح إلى حد كبير في التعامل مع الوباء حتى وصلنا إلى مرحلة لا بأس بها، إلّا أنّ هذا لا يعني أننا في هدنة أو فترة راحة، فالمعركة مع «كورونا» لا تزال مستمرة وهناك توقعات لموجة ثانية لا يمكن تحديد وقتها أو قوتها، لأنّ الأمر يرتبط بالتدابير المتخذة فكلما كان وعي الناس أكبر وكلما التزمنا بالتدابير الوقائية تأخر موعد الموجة الثانية وكانت أقل قوة. وفي هذا السياق، شدّد المصدر على ضرورة رفع التشدد والعودة إلى المربع الأول من الاحتياطات والتدابير الوقائية لا سيّما مع عودة الحياة تدريجيا إلى طبيعتها، إذ لا تحمل أوضاع الناس الاقتصادية المزيد من الإقفال، وعلم الأوبئة يعتبر ضمور هذا المرض أمرا طبيعيا وفي حال عدم أخذ التدابير اللازمة ستظهر حالة أو حالتان مجهولة المصدر تعيد الوضع إلى حالة خطرة خلال 6 أسابيع، ما يعني إجراءات وتدابير جديدة!

ما بُذل في المطار ضاع في الفندق!

ويؤكد الوافدون على طائرات الإجلاء أن الإجراءات التي رافقتهم في رحلتهم كانت جيّدة لناحية الحفاظ على التباعد الاجتماعي والتعقيم والالتزام بالكمامات والقفازات، إلّا أنّ بعضهم تحدث عن فوضى وغياب للتدابير الوقائية في الفندق الذي نقلوا إليه.

ويقول ربيع الذي رجع إلى لبنان على متن الطائرة العائدة من السعودية والتي وصلت قبل يومين، إنّ إجراءات المطار كانت جيدة لناحية العدد والتباعد الاجتماعي حتى التعقيم وأخذ المعلومات اللازمة منهم لمتابعتهم أثناء الحجر. ويأسف ربيع على ما حصل معهم بعد نقلهم بحافلات إلى الفندق حيث اضطروا للانتظار على بابه من الساعة الثالثة والنصف حتى السادسة بسبب مشاكل تتعلق بالطلب منهم دفع كلفة فحص الـ«بي سي آر» والغرفة، انتهت بدفع الوزارة تكلفة الفحص بينما دفع المواطنون أجرة غرفهم. وأكد ربيع أنه بعد دخولهم الفندق كان الاختلاط عاديا ولا احترام لمسافات الأمان والتدابير الوقائية وكأنّ وباء «كورونا» عير موجود، ولو كان أحد الموجودين مصابا لكانت العدوى انتشرت. ربيع موجود حاليا في منزله حيث يخضع للحجر الصحي، إذ غادر الفندق في اليوم التالي لوصوله بعدما جاءت نتائج فحص الـ«بي سي آر» الخاصة به سلبية. ويؤكد ربيع أنه وقّع على تعهد لوزارة الصحة بعدم مغادرة منزله إلا بعد انتهاء مدة الحجر أي بعد 14 يوما، وأنه حتى لو لم يوقع فهو ملتزم بالحجر انطلاقا من مسؤوليته تجاه نفسه ومجتمعه. وكانت مقاطع فيديو انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي لإشكال آخر كان حصل على متن الطائرة الآتية من لندن إلى بيروت بين الركاب والعاملين، بعدما اعترض العائدون على عدم اتخاذ الإجراءات الوقائية في ما يخص التباعد الاجتماعي بسبب وجود أعداد كبيرة على متن الطائرة لا تسمح بترك مقعد فارغ بين الراكب والآخر.

 

4 مذكرات غيابية في ملف الفيول المغشوش

وطنية - بعبدا - الإثنين 11 أيار 2020

أصدر قاضي التحقيق الاول في جبل لبنان نقولا منصور أربع مذكرات توقيف غيابية في ملف "الفيول المغشوش"، في حق مدير المنشات النفطية سركيس حليس وممثل شركة zr المفوض بالتوقيع عنها تيدي رحمة ومدير الشركة ابراهيم الذوق ومدير المناقصات جورج الصانع.

وكان القاضي منصور استكمل تحقيقاته في ملف الفيول المغشوش. وحدد اليوم موعدا للتحقيق مع رئيس المنشآت النفطية سركيس حليس الذي تغيب عن حضور الجلسة وحضر عنه فريق الدفاع الذين قدموا مذكرة دفوع شكلية استنادا الى نص المادة 73 من اصول المحاكمات الجزائية التي تجيز بحسب فريق الدفاع، تقديم الدفوع حتى ولو لم يحضر المدعى عليه، مؤكدا انه في ظل وجود النص لا يقبل الاجتهاد.

الهاشم

واكد وكيل المدعى عليه تيدي رحمة المحامي صخر الهاشم، بعد تقديمه دفوعا شكلية من امام قصر عدل بعبدا: " لا نعلم لماذا زج اسم ايدي رحمة في هذا الملف ولا على اي أساس، وان شركة ZR الملاحقة حاليا هي شركة باسم شخص اخر ومسجلة في دبي ولا علاقة لموكلي تيدي رحمة مباشرة فيها، فهو لا يمضي عليها ولا يوقع عنها وهو غير مفوض بالتوقيع عنها ولا يملك اي سهم في هذه الشركة". وتابع صخر: " لقد قبل الرئيس منصور المذكرة وحولها الى النيابة العامة، وهو في صدد اتخاذ القرار بشأنها. وهيئة القضايا استمهلت للاجابة على مذكرة الدفوع الشكلية، واكرر"ان تيدي رحمة لا علاقة له اطلاقا بهذا الملف ولا علاقة له بالشركة الملاحقة ZR ولاسيما انه ليس مديرها وليس صاحبها ولا اسم له فيها، كما ليس له علاقة باي من المؤسسات التي هي موضوع ملاحقة في ملف الفيول المغشوش".

 

إقالة سلامة... هذا ما يُبحث على محور بعبدا- الضاحية- السراي

أخبار اليوم/11 أيار/2020

سحب ملف اقالة حاكم مصرف لبنان رياض سلامة من التداول الاعلامي، لكن ليس من البحث في الكواليس السياسية، حيث عادت النغمة لكن شرط ان تتم بشكل هادئ وسلسل. حيث كشفت مصادر واسعة الاطلاع عبر وكالة "أخبار اليوم" ان هناك اصرارا من عدة افرقاء على متابعه هذه القضية، انطلاقا من ان الوضع المالي المستجد لا يمكن ان يستمر في ظل الواضع الاساسي للهندسة المالية على مدى اكثر من 30 سنة، وبالتالي هذا الامر يؤخر الاصلاح المبتغى. وقالت المصادر: البحث جار حول كيفية دفع سلامة الى تقديم استقالته، اذ يبدو للمعنيين انه لا يمكن اقالة سلامة بعدما تم تعيينه لمدة ست سنوات من قبل الحكومة السابقة. وفي المقابل، ينقل عن سلامة، انه غير متمسك بالحاكمية، كما يحق له ان يرتاح ولكن المشكلة الاساس ان الاوراق الموجودة بين يديه لا يمكن لاي كان تسلمها، ما لم يحصل انتقال هادئ وسلسل ومدروس، لان الاستقالة او الاقالة المفاجئة ستدفع الى سقف غير محدود لسعر الدولار وهذا اكثر ما يخيف محور بعبدا- الضاحية - السراي. من جهة اخرى، اشارت المصادر الى ان رئيس مجلس النواب نبيه بري، ليس من ضمن هذا المحور، فحساباته تختلف عن حسابات الاطراف الثلاثة، وقالت: بري منذ سنوات عدة "يقبض" على وزارة المال وبالتالي يمسك بتوقيع اساسي لمعظم المراسيم الصادرة عن الحكومة. فلديه خشية من تعيين حاكم موال لفريق رئيس الجمهورية العماد ميشال عون والتيار الوطني الحر، الامر الذي سيعطّل تلقائيا دينامية وزارة المال اذ ان اي حاكم لا يكون بنفس الاتجاه والخط مع وزارة المال سيضعها في مشكلة.

 

هيمنة “حزب الله” على الحكومة تحجب المساعدات عن لبنان

مهمة صعبة لوفد صندوق النقد الدولي

صبحي الطفيلي: قيادة “الحزب” مسؤولة عن الفساد في البلد وكل المظالم

بيروت – “السياسة” /11 أيار/2020

في الوقت الذي يبدأ وفد من صندوق النقد الدولي محادثات في العاصمة اللبنانية بيروت هذا الأسبوع، بشأن الخطة الاقتصادية لحكومة حسان دياب، كشفت المعلومات المتوافرة لـ”السياسة” عن أن المجتمع الدولي، ومن خلال قراءته الأولية لمضمون هذه الخطة، ليس واثقاً بقدرة لبنان على الالتزام بما تعهد به، باعتبار أن الدولة ليست صاحبة القرار السياسي في البلد، لان القرار الفعلي بيد”حزب الله” المصنف إرهابياً، والسؤال المطروح دوليا: كيف يمكن والحال هذه أن تطمئن الدول المانحة، الى أن المساعدات التي ستقدمها للحكومة، ستذهب إلى مكانها الصحيح وليس إلى قوى الأمر الواقع في البلد؟

وأاكدت المعلومات، أن عدم تعاطي الدول العربية، لا سيما الخليجية منها، بجدية مع خطة الحكومة، وهو ما ظهر في تغيب سفراء خليجيين عن الاجتماع الديبلوماسي الذي دعا إليه رئيس الوزراء حسان دياب حول الخطة الاقتصادية، لا يشجع الدول المانحة على تقديم المساعدات، ما سيجعل مهمة وفد”النقد الدولي” في بيروت على قدر كبير من التعقيد، فالطريق أمام لبنان للحصول على مساعدات مالية من الصندوق ليست مضمونة، في ظل تراكم مجموعة من الملاحظات الدولية على طريقة أداء الحكومة مع الملفات السياسية والاقتصادية، وتالياً عجزها الفاضح عن مواجهة الفساد الذي ينخر المؤسسات، وفي الوقت نفسه تقصيرها الفاضح في التصدي للفاسدين الذين يتغلغلون في مفاصل المؤسسات، في وقت تستمر عمليات التهريب عبر المعابر الشرعية وغير الشرعية، من دون أن تبادر الحكومة إلى اتخاذ الكفيلة بالتصدي لذلك، طالما أن”حزب الله” وجماعاته تحكم قبضتها على هذه المعابر، من دون أن تسمح للقوى العسكرية والأمنية اللبنانية بوضع حد لعمليات التهريب التي تجري .

وفي هذا الشأن شددت أوساط سياسية بارزة لـ”السياسة”، على أن “مادامت الدول الخليجية لم تغير سياستها المتحفظة كثيراً تجاه الحكومة، فإن الأمل بحصول لبنان على مساعدات دولية يبقى معدوماً، الأمر الذي يفرض على المسؤولين المبادرة إلى إحداث تبدل نوعي في طريقة الأداء والممارسة، بما يخفف كثيراً من قبضة “حزب الله” على المؤسسات اللبنانية، ويعيد القرار جدياً للدولة المركزية ومؤسساتها الرسمية”.

وفيما قال النائب في البرلمان عن “حزب الله” محمد رعد: “أننا لسنا حاضنين للخطة الاقتصادية، بل أعطينا إشارة المرور لها، وهذه الخطة يعتبرها مجلس الوزراء بمعظمه السبيل للحصول على المال الطازج لضبط الوضع المالي الراهن”، قال الأمين العام السابق لـ”حزب الله” الشيخ صبحي الطفيلي: “إن الشعب اللبناني ينحدر في ظل السلطة القائمة نحو مجاعة حقيقية، لكن ما يمنعه من الإنفجار في الوقت الحالي الحذر من وباء “كورونا” المستجدّ”، متوقّعاً مع “انحسار كورونا” قيام ثورة جارفة يكون الحضور الشيعي فيها مميزا”، آملاً في “أن تكون نهايتها بناء دولة واحدة لشعب واحد”.

وتطرق الطفيلي الى الخطة الاقتصادية التي أقرّتها الحكومة، فقال: “لم ألحظ خطة إنقاذية، وعلى فرض وجود خطة صالحة للإنقاذ فإن الفشل سيكون مصيرها في ظل سلطة اللصوص الذين أكلوا كل الخطط السابقة، ومعها المال الذي دخل الى لبنان”. واعتبر أن “لبنان ليس بحاجة للاستعانة بصندوق النقد الدولي ليخرج من أزمته، يكفيه في ظل حكومة تضمّ أوادم البلد لإسترجاع بعض ما نُهب منه ليقف على قدميه ويستعيد عافيته”.

وحمّل الطفيلي قيادة “حزب الله” مسؤولية الفساد في البلد” فهي تتحمّل كامل المسؤولية عن كل المظالم التي لحقت بالشعب، وعن التلاعب بسعر صرف الليرة مقابل الدولار، وعن نزيف الاقتصاد عبر الحدود السورية ذهاباً وإياباً”. إلى ذلك، تتحضر الحكومة لاتخاذ مزيد من الإجراءات المشددة لمواجهة وباء”كورونا” الذي ضرب وبقوة مجدداً في الأيام القليلة الماضية، مع الارتفاع المقلق في عدد المصابين، في ظل المعلومات التي كشفت لـ”السياسة” من مصادر وزارية، عن أن الحكومة ستتجه لفرض حظر شامل بدءاً من الخميس المقبل، في حال سجل ارتفاع غير طبيعي في أعداد المصابين بالجائحة في اليومين المقبلين.

 

أوساط نيابية لـ”السياسة”: صندوق النقد سيُقدم شروطاً قاسية وصعبة للبنان تتضمن محاربة الفساد والفاسدين وإغلاق المعابر غير الشرعية

بيروت ـ”السياسة”/ الإثنين 11 أيار 2020

في الوقت الذي تبدأ الحكومة اللبنانية هذا الأسبوع اتصالاتها مع صندوق النقد الدولي، لطلب مساعدته لإخراج لبنان من أزمته المالية المستعصية، توقعت أوساط نيابية معارضة كما أبلغت “السياسة”، أن يكون المشوار طويلاً وصعباً بين لبنان والصندوق الذي لن يتساهل في الشروط التي سيفرضها على لبنان، من أجل تقديم مساعدته، وهي في الغالب شروط قاسية وصعبة، قد لا يكون للبنان قدرة على الالتزام بها، إذا لم يقم بالإجراءات المطلوبة منه، وفي مقدمها إصلاح شامل وجذري، يتضمن محاربة الفساد وملاحقة الفاسدين، وإغلاق جميع المعابر غير الشرعية التي يحميها “حزب الله”، وكذلك الأمر مكافحة التهرب الضريبي عبر المعابر الشرعية.

وفي السياق، غرد الوزير السابق ريشار قيومجيان، على “تويتر” فقال: أوقفوا التهريب عبر كل المعابر الشرعية وغير الشرعية، على الحدود اللبنانية- السورية، وأوقفوا سرقة خبز اللبنانيين ومازوتهم وطحينهم المدعوم، وتحركي يا تماسيح السلطة وأيقظي النيام، فلقد “نامت نواطير لبنان عن ثعالبها”

ومن جهته أشار النائب السابق فارس سعيد، الى أن “في العراق رئيس حكومة جديد ينظّم مصلحة العراق أولاً بين النفوذ الايراني والنفوذ الاميركي وفي لبنان سلطة بدأً برئيس الجمهوريّة ورئيس الحكومة تنحاز لمصلحة ايران على حساب مصلحة لبنان وتنسف علاقات لبنان العربيّة والدوليّة”.

وشدد على أن “لن تستقيم الأمور باستمرار الرئيسين عون ودياب”.

وسأل منسق “التجمع من أجل السيادة” نوفل ضو: “لماذا لا ينتقل الثوار من الداخل الى الحدود لمنع التهريب واقفال المعابر غير الشرعية؟، لماذا لا ينتشر الثوار ويقيمون مخيمات على طول الحدود الشمالية والشرقية، لمنع التهريب وكشف من يستخدم المعابر غير الشرعية ولماذا؟”.

ووفق ضو، فإنّ “منع الثوار من الاعتصام على الحدود يكشف نوايا السلطة ويفضح حزب الله!”.

من جانب أخر، تصاعد الخلافات بين الرئيس سعد الحريري وشقيقه بهاء، أثار استياء في أوساط الطائفة السنية في ظل الظروف الصعبة التي يمر بها لبنان، وما تشكله من محاولة لإضعاف “تيار المستقبل” ورئيسه على الساحة الداخلية، على وقع انتقادات وجهت إلى بهاء الحريري في توقيته المريب والمثير للتساؤلات عن أسباب إعلانه دخول المعترك السياسي، في الوقت الذي يواجه شقيقه سعد ضغوطات سياسية من العهد وحلفائه لتحميله مسؤولية ما وصل إليه لبنان من تراجع على مختلف الأصعدة.

وفي الإطار، انتشرت بكثافةٍ في منطقة الطريق الجديدة في بيروت، صورٌ للرئيس سعد الحريري والنائب نهاد المشنوق يقبله على رأسه، كُتِبَ عليها عبارة “الحقيقة الثابتة”.

وترافق انتشار هذه الصور مع تصدّر هاشتاغ “#الحقيقة_الثابتة” عبر “تويتر”، حيث تداول مُقرَّبون من تيار المستقبل فيديو قديم للمشنوق من دار الفتوى خلال فترة تواجد الحريري في السعودية يقول فيه: “نحنا مش قطيع غنم ولا قطعة أرض بتنتقل ملكيتها من شخص لآخر… بلبنان الأمور بتصير بالانتخابات مش بالمبايعات”. وفي السياق، هاجم منسق عام الإعلام في “تيار المستقبل” عبد السلام موسى، عبر “تويتر”، رئيس مجلس إدارة قناة “الجديد” تحسين خياط. وكتب: “تلفزيون الخياط على جري عادته واسلوبه القبيح في مقاربة الاخبار، واصل حشر اسم الرئيس سعد الحريري في دائرة الضغينة التي يقتات منها” وأضاف، “تحسين مريض بداء العداء للحريري وعلاجه لن يكون في السياسة”.

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

لقاء سيدة الجبل: حل الازمة في لبنان سياسي

وطنية - الإثنين 11 أيار 2020

عقد "لقاء سيدة الجبل" اجتماعه الأسبوعي عبر وسائل التواصل، بمشاركة أحمد فتفت، فارس سعيد، اديب بصبوص، امين بشير، اسعد بشارة، انطوان قسيس، ايلي قصيفي، ايلي كيرللس، ايلي الحاج، ايمن جزيني، بهجت سلامه، توفيق كسبار، جوزف كرم، حسان قطب، ربى كبارة، زينة مجدلاني، حسن عبود، سامي شمعون، سعد كيوان، سناء الجاك، مياد حيدر، طوني الخواجه، طوني حبيب وسيرج بوغاريوس، وأصدر بيانا اعتبر فيه أن "حل الأزمة الوجودية التي يتعرض لها لبنان هو سياسي ويبدأ بتحريره من الهيمنة الإيرانية وتسليم حزب الله سلاحه إلى الدولة اللبنانية وفقا للدستور وقرارات الشرعية الدولية. وفي هذا السياق يطالب اللقاء بوضوح شديد بتدويل وضع الحدود اللبنانية - السورية وجعلها تحت قرارات الأمم المتحدة 1559-1680-1701، وهذا هو المدخل الموضوعي أمام حكومة حسان دياب لإخراج لبنان من هذا المأزق المصيري".

وحمل اللقاء، "المنظومة السياسية والمؤسسات العسكرية والأمنية ذات الصلة المسؤولية الاقتصادية والاجتماعية عن كل عمليات التهريب المنظمة للمواد النفطية والطحين التي تجري من لبنان إلى سوريا، خصوصا مع تعاظم وطأة الانهيار الاقتصادي، حيث شملت كل الشرائح اللبنانية"، داعيا كل "القوى الاقتصادية إلى وجوب التصدي لهذا الفلتان الحدودي، لأنه يحمل لبنان اقتصاديا ما لا طاقة له على احتماله. كما ان لبنان لا يستطيع الاستيراد لصالح بلدين ولا يستطيع الإنفاق على بلدين".

واعتبر أن "هيمنة حزب الله وقدرته على ضبط قوى الاعتراض البرلمانية والشعبية ومنعها من تناول خطر سلاح الحزب غير الشرعي ستسقط وستنتهي بفضل الوعي الوطني الذي بدأ يتشكل مستلهما تجربة لبنان التاريخية، ناهيك عن الظروف الاقليمية المتقلبة. كما ان غالبية اللبنانيين ترفض الإنخراط بالحرب العبثية التي يخوضها حزب الله في سوريا إنفاذا لأوامر إيرانية والتي هي بطبيعتها ضد الروح اللبنانية المشتركة، وكذلك ضد المصالح اللبنانية".

وختم: "في لبنان كليات طبية عريقة ونقابات عمرها عشرات السنين غابت عن القيام بدورها في مواجهة جائحة كورونا. وترك الأمر لوزارة الصحة التي قامت بواجباتها، لكن هذا لا يعفي القطاع الطبي والصحي الخاص من مواكبة الرأي العام اللبناني والتنسيق مع وزارة الصحة لتكريس معايير الشفافية".

 

آخر المستجدات في بيت الوسط... بين الحريري وجنبلاط

وكالات/11 أيار/2020

استقبل الرئيس سعد الحريري عصر اليوم في "بيت الوسط" رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط في حضور الوزير السابق غطاس خوري، ويتناول اللقاء آخر ‏المستجدات السياسية والأوضاع العامة.‏

 

النهار: المفاوضات المالية الشاقة تحت وطأة الانزلاق الوبائي

النهار/الإثنين 11 أيار 2020

هل يكفي ان تضج البلاد في الأيام الثلاثة الأخيرة بترداد التصريحات الحكومية والوزارية والرسمية التي تقرع المواطنين او بعضهم للتفلت الكبير الذي أعاد حالة التعبئة الصحية الى المربع الأول منذرا بالانفجار الوبائي غير المسيطر عليه؟. واذا كان لا يمكن التنكر واقعيا لمشاهد التفلت والفوضى وسقوط معايير الحماية الشخصية الإلزامية من وضع الكمامات والقفازات والتزام مسافة التباعد والحجر الإلزامي للعائدين من الخارج لمدة أسبوعين حتى لو كانت نتائج فحوصاتهم سلبية، فهل يحجب ذلك أيضا مسؤولية الحكومة وتحديدا بعض الوزارات والإدارات والأجهزة في الرصد والمراقبة والمتابعة منعا لهذا التفلت؟.

أسئلة كثيرة بل أيضا شكوك واسعة اثارتها الساعات الـ48 الأخيرة بعدما ثبت ان القفزات الصادمة في سقف الإصابات بفيروس كورونا تسببت بها أولا كثافة مفاجئة في اعداد اللبنانيين العائدين من الخارج، ومن ثم القفزات المفاجئة الأخرى في إصابات المقيمين بسبب التفلت والاختلاط العشوائي الامر الذي هدد بسقوط مخيف لكل ما اعتبر إنجازات في المرحلة الأولى من مواجهة لبنان للانتشار الوبائي بنجاح ملحوظ.

لكن المعطيات الجدية التي توافرت حيال ملابسات الارتفاع المقلق في إصابات الوافدين من الخارج، لم تعف الجهات المنظمة للرحلات من ملابسات ترافق هذه الرحلات لجهة عدم التزام المعايير الصارمة لحماية العائدين الى حين وصولهم الى بيروت، ومن ثم المتابعة الدقيقة والصارمة لهم بعد توزعهم في لبنان. كما تحدثت معطيات عن تباينات حصلت بين وزارات وإدارات حول مسؤوليات متابعة أوضاع العائدين ورصد التزامهم لموجبات الحجز المنزلي الامر الذي ساهم في الفوضى الحاصلة. والانكى من ذلك ان تضاف "لمسات" الفساد على هذا التطور المقلق والمنذر بإعادة لبنان الى نقطة الصفر في الحجز والحجر امام خطر تفلت الانتشار الوبائي، وهي اللمسات التي كشف عنها رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط ملمحا الى شهادات صحية مزورة تمنح في بلدان معينة للعائدين الى لبنان. في أي حال يمكن القول ان العد العكسي السريع والقصير انطلق امس لاختبار أخر فرصة قبل العودة الى إجراءات بالغة التشدد وربما اكثر من الإجراءات التي اتخذت في الموجة الأولى بعد اعلان حال التعبئة العامة في منتصف آذار الماضي. وقد اكد ذلك وزير الصحة حمد حسن مساء امس حين اعتبر ان الارتفاع المفاجئ في الإصابات شكل صدمة للجميع عازيا ما جرى في الساعات الثماني والأربعين الأخيرة الى التفلت والاستهزاء بكل معايير الحماية. وكشف انه في الـ48 او الـ72 ساعة المقبلة ستجري الوزارة عملية مسح ميداني من خلال فحوص في المناطق بمعدل 200 فحص في كل بلدة ومن ثم يجري تقويم الوضع الوبائي على أساس هذا الكشف ملمحا الى امكان اعلان اقفال عام ما بين 48 و72 ساعة. وجاء ذلك بعدما اتسمت تطورات الازمة الوبائية بطابع دراماتيكي في اليومين الأخيرين وسط ارتفاع مطرد في عدد الإصابات المقيمة والوافدة سواء بسواء كما في ظل حادث إصابة 13 عسكريا في المحكمة العسكرية واتساع الإصابات في بعض المناطق مثل عكار. وزادت وتيرة القلق مع مشاهد التفلت الشعبي في عدد من المناطق من الالتزامات التي حددتها وزارتا الصحة والداخلية والجهات الطبية حيث بدت مظاهر التجمعات مخيفة مثلا على كورنيش المنارة كما في زحلة ومدن وبلدات عدة أخرى. وارتفع العدد التراكمي للإصابات امس الى 845 بزيادة 36 إصابة بينها 23 لمقيمين و13 لوافدين من الخارج، فيما بلغت حالات الشفاء 234 حالة ولم تسجل أي حالة وفاة جديدة. وبإزاء هذا التطور، نبهت وزارة الصحة المواطنين الى ضرورة التزام التشدد بشروط الحجز المنزلي لمن يطلب منهم ذلك. وإذ حذرت من إعادة الواقع الوبائي الى مرحلة الانتشار الواسع، دعت جميع المواطنين الى الابتعاد عن التجمعات وضرورة وضع الكمامات لدى الخروج من المنزل ومخالطة الآخرين. كما أعلنت وزارة الداخلية تعديلا في قرار توقيت الخروج الى الشوراع اذ صار بين السابعة مساء والخامسة فجرا، وحذرت بدورها من ان استمرار بعض المواطنين في عدم التزام إجراءات الوقاية سيؤدي الى الاقفال التام للإدارات والمؤسسات والشركات والمحال التجارية.

المفاوضات الشاقة

ومع ان تطورات ازمة الانتشار الوبائي احتلت واجهة المشهد الداخلي في لبنان في الأيام الأخيرة، فان ذلك لم يحجب الانشداد الى الخطوة البارزة المتصلة بالازمة المالية والاقتصادية الآخذة في التفاقم وهي انطلاق المفاوضات المرتقبة بدءا من الساعات المقبلة بين لبنان وصندوق النقد الدولي حول برنامج الصندوق لمساعدة لبنان في ظل الخطة المالية التي قدمتها الحكومة له كمنطلق لهذه المفاوضات. وعلى رغم الطابع التهليلي الذي تحيط به الحكومة بمعظم مكوناتها هذه الخطوة كممر إلزامي لا بديل منه لتلمس مساعدات من الصندوق، فان اوساطا معنية بمتابعة المفاوضات المرتقبة بين لبنان وصندوق النقد الدولي حذرت من خطورة إيهام اللبنانيين بان مجرد انطلاق المفاوضات يعني ذلك ان الحكومة حققت تعويما سياسيا وديبلوماسيا دوليا من بوابة الصندوق. وقالت ان الأيام التي أعقبت تقديم الحكومة الطلب الرسمي الى صندوق النقد الدولي اتسمت بمؤشرات غير مريحة لجهة اغراق الرأي العام الداخلي بمعطيات غير واقعية تستعجل نتائج المفاوضات وتصور الامر من زواية تاييد بعض الجهات للخطة. ولكن ذلك لا يعني ابدا ان اتجاهات هذه الخطة قد تحظى برضى وموافقة صندوق النقد الذي توجه نظرته الى الأمور معايير معروفة بتشددها خصوصا لجهة التحقق من الأرقام والنسب والتوقعات والاهم التعهدات الإصلاحية. لذا تؤكد هذه الأوساط ان الحكومة ستبدأ شق طريق وعرة في مفاوضاتها مع الصندوق التي يرجح ان تستمر لفترة غير قصيرة لبلورة نتائجها الامر الذي يشكل للحكومة الامتحان الشاق والأكثر صعوبة في إدارة عملية التفاوض لكي يؤمن لبنان التوازن الممكن بين حاجته الشديدة الى دعم الصندوق وتحليه بقدرة صد أي مصادرة لقراره وحرية حركته في هذه المفاوضات.

 

السفير السعودي في بيت الوسط: زيارة دبلوماسية ذات رسائل متعددة

الشرق/الإثنين 11 أيار 2020

السكون الذي خيم نسبيا على الساحة السياسية في نهاية الاسبوع مخروقا ببعض السجالات لن يستمر طويلا. فالاسبوع ‏الطالع سيحمل من الاستحقاقات ما يكفي ليشعل الجبهات بين اهل السلطة والمعارضة مجددا.

من مؤتمر رئيس تيار المردة سيلمان فرنجية الى ما سيفرزه جديد التحقيقات في الملفات الفضائحية التي فتحت على ‏غاربها توازيا مع انطلاق المفاوضات المباشرة مع مسؤولي صندوق النقد الدولي الهادفة إلى عقد اتفاق برنامج تمويل ‏بقيمة 10 مليارات دولار،والشروع في تنفيذ خطة "التعافي المالي والاقتصادي "التي أقرتها الحكومة، وما سيدور في ‏فلك الاستعانة بالصندوق من مناكفات ومواجهات بين قوى السلطة انفسهم ومعارضيها الذين يعدون عدة المواجهة ‏بحسب ما تظهر المواقف والمعطيات.

اعتبارا من الاسبوع المقبل يدخل اقتصاد لبنان في مرحلة مفصلية لم يشهدها تاريخه الحديث. ومع ان ‏رئيسة الصندوق كريستالينا جورجيفا عبرت في خلال اتصالها الهاتفي مع رئيس الحكومة حسان دياب، عن تجاوب ‏نسبي وتفاؤل بامكان تسريع الوصول الى اتفاق بين الجانبين للحصول على الدعم الأولي المقدرة قيمته بنحو 3 ‏مليارات دولار قبل نهاية العام الجاري، ما يخفف جزئياً من نقص العملات الأجنبية والأعباء الثقيلة على الاحتياطات ‏القابلة للاستخدام لدى البنك المركزي، غير ان مجمل التقديرات الاقتصادية التي يطلقها الخبراء تؤكد الحاجة الى نحو ‏‏10 مليارات دولار بالحد الادنى، فيما التعويل على اموال "سيدر" لا يبدو في محله في ضوء عدم تنفيذ اي من ‏الاصلاحات التي يشترطها المانحون للافراج عن المساعدات.

ولا يقتصر القلق على الجانب الاقتصادي بل يتعداه الى الصحي ايضا. اذ وفي مؤشر غير مطمئن، عادت أرقام عداد ‏اصابات كورونا الى الارتفاع مجددا فوزارة الصحة أعلنت السبت تسجيل 13 اصابة والاحد 36 اصابة جديدة ليرتفع ‏العدد الاجمالي 845 اصابة، واستقر عداد الوفيات عند 26 وفاة.

سياسيا زار السفير السعودي في لبنان وليد البخاري امس الرئيس سعد الحريري في بيت الوسط وأجرى معه جولة أفق ‏تناولت آخر المستجدات السياسية والأوضاع العامة والعلاقات الثنائية بين البلدين.

وبانتظار الزيارة المتوقعة لوفد صندوق النقد الدولي الى لبنان الاسبوع المقبل للقاء المسؤولين اللبنانيين بخصوص ‏الخطة الاقتصادية وإمكانية تجاوب الصندوق لتوفير الدعم للبنان بمبلغ 10 مليارات دولار كمرحلة أولى، بحسب ما ‏ورد في خطة الحكومة، كان لافتاً موقف عضو تكتل "لبنان القوي" النائب ماريو عون الذي يعكس "تمايز" التيار ‏الوطني الحر عن حليفه حزب الله من مسألة الاستعانة بصندوق النقد. وقال عون في تصريح " ان لصندوق النقد ‏الدولي شروطه ونحن وضعنا ورقتنا ويجب أخذ قرار لبناني صرف حول شروط الصندوق، فنحن سنرفض إذا كان ‏هناك من شروط تنتهك سيادة الدولة وفي حال معارضة حزب الله فهو لا يمثّل الأكثرية وسنذهب الى صندوق النقد ‏حتى لو رفض الحزب فمن أين سنجلب الدعم؟

وليس بعيداً من التمايز بين افرقاء "أهل البيت" لاسيما بين كتلتي "التنمية والتحرير" و"لبنان القوي" وفي ظل ‏الكيمياء المفقودة بالكامل بين الرئيس نبيه بري والنائب جبران باسيل ، أشار النائب ياسين جابر إلى أن "الملف الأكثر ‏وقاحة وهدرا هو الكهرباء، وقصة الفيول قصة خيالية، والمشكلة أننا مستمرون بمخالفة القوانين لأن بيع البضاعة ‏المغشوشة يبين غياب ضمائر البعض، فلبنان لديه نزيف حاد بقطاع دمّره وهو الكهرباء". وشدد على "ضرورة تغيير ‏الناس الذين يتعاطون بملف الكهرباء، ويجب تعيين مجلس إدارة جديد لمؤسسة كهرباء لبنان يضم أشخاصا لديهم خبرة، ‏كذلك تعيين الهيئة الناظمة وتطبيق القانون. وزارة الطاقة يجب ألا تدير المؤسسة، ووزير الطاقة هو وزير وصاية ‏فقط".

في الغضون وفيما يطل الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله، الخامسة عصر الأربعاء المقبل، عبر شاشة ‏قناة "المنار"، لمناسبة الذكرى السنوية للقيادي في "حزب الله" الشهيد مصطفى بدرالدين- ذو الفقار ليحدد مواقف من ‏التطورات السياسية، قال المبعوث الأميركي الخاص إلى إيران، براين هوك "بفضل حملة الضغوط الاقتصادية ‏القصوى التي نقودها، بات "حزب الله" أضعف مالياً بالمقارنة مما كان عليه قبل 3 سنوات من تولينا زمام السلطة. ‏وهذا يرتبط مباشرة بحملة العقوبات، إذ أنّ النظام الإيراني أضعف مالياً وبالتالي "حزب الله"، ولفت الى "ان حزب ‏الله" يواجه أزمة مالية، مرجحاً أن يفاقم فيروس كورونا الأزمة. موضحاً "أننا نؤمن بالسيادة اللبنانية بشكل كبير، بما ‏يتيح للبنانيين أن يكونوا بأمان وسلام بعيداً من التدخل الإيراني". واعتبر "ان النظام الإيراني يرغب في السيطرة ‏على لبنان كما يطمح بالسيطرة على العراق بالطريقة نفسها". وفي حديثه مع شبكة CNBC، تابع هوك: إنّ النظام ‏الإيراني يرغب في السيطرة على لبنان كما يطمح بالسيطرة على العراق بالطريقة نفسها، مذكّراً بأنّ مسؤولاً إيرانياً ‏‏(في تلميح إلى قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني اللواء الراحل قاسم سليماني) تفاخر في العام 2014 بقوله ‏إنّ النظام الإيراني يسيطر على 4 عواصم (في إشارة إلى عواصم لبنان وسوريا واليمن والعراق) وهي تتضمن لبنان ‏‏(بيروت). وقال هوك: "لذا وضعنا استراتيجية، وأعتقد أنّها تراعي سيادة اللبنانيين، وقد حاولنا أن نظهر أنّ " حزب ‏الله" لا يخدم مصلحة اللبنانيين لأنّه لا يزيدهم أماناً، ومن المؤكد أنّه لا يزيدهم ازدهاراً أيضاً".

 

منعًا للالتباس"... بيانٌ توضيحيٌّ من فرنجية

وكالات/11 أيار/2020

أعلن مكتب رئيس "تيار المرده" سليمان فرنجية في بيانٍ، أنه "منعًا للالتباس فإن ما قاله رئيس تيار المرده سليمان فرنجيه في مؤتمره الصحافي بشأن إقرار ملف بواخر الكهرباء في حكومة الرئيس نجيب ميقاتي، كان في سياق عرض عام لمسار تولي وزراء التيار الوطني الحر ملف الكهرباء، ولم يقصد به الإساءة الى الرئيس ميقاتي او توجيه الإتهام اليه شخصيا في هذا، لأن خطة الرئيس ميقاتي لملف الكهرباء التي نوقشت يومها كانت واضحة في وضع الضوابط التي تحفظ المال العام والشفافية في مقاربة هذا الملف، والقرار الذي اتخذه مجلس الوزراء يومها في هذا الصدد واضح في هذا السياق. فاقتضى التوضيح".

 

فضيحة سليمان فرنجية ويخت هدية"!

موقع التيار/11 أيار/2020

نشر "الجيش الإلكتروني" للتيار عدداً من الصور على تويتر تحت عنوان "فضيحة سليمان فرنجية وشركة ZRenergy يخت هدية، ولكم الحكم، وصل الموس على الرقبة بمكافحة الفساد" ويظهر في الصور تقديم يخت من شركة ZRenergy التي يملكها آل رحمة منذ اقل من سنتين الى زوجة سليمان فرنجية.

 

"قمة الوقاحة ".. رياض قبيسي: ما قاله فرنجية.. يستدعي محاكمة فرنجية نفسه!

مواقع ألكترونية/11 أيار/2020

غرّد الصحافي رياض قبيسي عبر حسابه على تويتر وكتب: ما قاله سليمان فرنجية لجهة تغطية موظف وحمايته من المثول أمام القضاء في ملف فساد، يستدعي محاكمة فرنجية نفسه ! ما قاله هو قمة الوقاحة في المنطق المافيوزي، ولا يبرره كل ساقه ضد التيار الوطني الحر حتى لو كان محقا فيه

 

توقيف أحد أهم الصرافين الفارين في الضاحية الجنوبية

مواقع ألكترونية/11 أيار/2020

كشفت معلومات للـ"ال بي سي" عن توقيف أحد أهم الصرافين غير الشرعيين الفارين في منطقة الضاحية الجنوبية مشيرة الى أن القوى الأمنية تواصل ملاحقة آخرين في مناطق مختلفة. كما أفادت المعلومات بترك ميشال مكتف بسند إقامة في قضية لها علاقة بموضوع الصرافة بعد الاستماع إليه في تحري بيروت.

 

حزب الله: "هل يعمل نقيب الصرافين بمعزلٍ عن "الحاكم"؟

مواقع ألكترونية/11 أيار/2020

اعتبر رئيس "كتلة الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد، أن "الحكومة الحالية أثبتت أنها ليست حكومة ملء الفراغ واستطاعت أن تثبت حضورها"، لافتًا الى أنه "كلما تعاونت الأطراف المكونة لها كلما تعزز حضوره". وفي حديث "لإذاعة النور"، أوضح أن "حزب الله يدعم هذه الحكومة من أجل الحفاظ على بنية الوطن"، ورأى أن "بعض الإعتراضات التي ارتفعت بوجهها مؤخرا قد يكون سببها السخط لدى البعض من الفرص التي تتيح لهذه الحكومة أن تثبت حضورها اكثر".

واذ طالب رعد الحكومة بـ"التصدي لظاهرة غلاء الأسعار وجشع التجار"، دعاها إلى "توقيف الرؤوس الكبيرة المتورطة في التلاعب بسعر صرف الليرة"، وسأل: "هل يعمل نقيب الصرافين الموقوف حاليا بمعزل عن مجالس إدارة المصارف وحاكم مصرف لبنان؟".

وأكد أن "حزب الله ليس حاضنا للخطة الاقتصادية بل يعتبرها الخيار المتاح حاليا"، مشيرًا إلى أن "مجلس الوزراء بمعظمه يرى في هذه الخطة السبيل للحصول على المال لضبط الوضع الراهن". وفي موضوع صندوق النقد الدولي، رأى رعد أنه "من المفترض بصندوق النقد أن يكون مؤسسة دولية نقدية تستنهض الإنماء في الدول"، وقال: "وفق مهام الصندوق هذه نحن سائرون بالموضوع، غير أن الحذر منه واجب لأنه أصبح أداة من أدوات النفوذ الدولي، لا سيما النفوذ الأميركي"، موضحا أن "كتلة الوفاء للمقاومة لديها بديل عن الذهاب إلى صندوق النقد الدولي، إلا أن طرح البدائل مرهون بالاستعداد للمضي بها".

 

التهريب إلى سوريا: تنصّل عوني وعراضات سياسية وأمنية

المدن/11 أيار/2020

حجزت قوة من المديرية العامة للجمارك ضابطة طرابلس، مفرزة عندقت- عكار، شاحنتين تحملان في صندوقهما خزانات مموهة مملوءة بمادة المازوت (حوالي 22000 ليتر) ومتجهتين نحو منطقة حدودية مع سوريا. واثناء اقتياد الشاحنتين إلى المركز تعرضت القوة لاعتداء من قبل مجموعة كبيرة من الأشخاص ما سمح بفرار الآليتين. ثم أعيد توقيفهما من قبل احد حواجز الجيش اللبناني، بعد التنسيق مع قواته المنتشرة في المنطقة، وجرى استلامهما، تمهيدا لاتخاذ الاجراءات المناسبة بحقهما وبحق جميع المعتدين في ضوء إشارة القضاء المختص. هذه الحادثة وغيرها تدل على أن السلطات القضائية المختصة في لبنان، لم تفتح ملف تهريب المحروقات إلى سوريا كما يجب بعد. وما تقوم به الأجهزة الأمنية في هذا المجال، لا يبدو كافياً.

الصور - الإخبار

هذا، فيما تحاول بعض جماعات الأمر الواقع في المناطق، وتحديداً في الشمال والبقاع، تطويق الأجهزة الأمنية وعملها. على ما جرى من إعتداء على رجال الأمن الذين حاولوا منع الشاحنات والصهاريج من التوجه إلى سوريا. الصور الظاهرة لقوافل الصهاريج على وسائل التواصل الاجتماعي، كافية لتكون إخباراً إلى النيابات العامة. قبلها صدر تصريح مبهم لحاكم مصرف لبنان رياض سلامة، تحدث فيه عن هذا الأمر على نحو غامض وملتبس، وغير علني.

تصريح مبهم

لكن سلامة أشار، بطريقة أو بأخرى، إلى أن أحد الأسباب الرئيسية للخسارة المالية في مصرف لبنان، تعود إلى توفير الدعم المالي لسلع أساسية، منها المحروقات. ولكن ليست مسؤولية المصرف المركزي متابعة ما إذا كانت هذه المحروقات تستخدم في الأسواق اللبنانية أو خارج لبنان.

ويشير التصريح إشارةً مبطنة إلى عمليات تهريب المحروقات إلى سوريا. ويعود تجدد عمليات التهريب بكثرة في هذه الفترة، إلى أسباب انخفاض أسعار المحروقات، من البنزين والمازوت والغاز، إضافة إلى الطحين، في لبنان. وهذا في مقابل ارتفاع أسعارها في سوريا، الرازحة تحت سيف عقوبات تؤدي إلى فقدان المواد الأساسية من أسواقها.

التنصل العوني

تعيد الفضائح إلى أذهان اللبنانيين السجال الذي دار قبل أشهر، وأيام الحكومة السابقة، حول المعابر غير الشرعية والتي تستخدم للتهريب بين البلدين. يومها، وقف وزير الدفاع إلياس بو صعب رافضاً هذه التهم، وقام بعراضات متتالية على طول السلسلة الشرقية، ليعلن أن المعابر أُقفلت كلها. ثم دار السجال بين التيار العوني والقوات اللبنانية، لكنه سُيِّس. وزير الدفاع وفريقه السياسي حاولا التنصل من هذه المشكلة الكبرى، التي تمثل عنواناً رئيسياً لدى المجتمع الدولي حول ضرورة ضبط الحدود. يعود تاريخ تهريب المازوت إلى سوريا إلى العام 2013. واستمرت هذه العمليات مع استمرار العقوبات على النظام السوري. ولكن مع انخفاض أسعار النفط، تزايدت عمليات التهريب. وهي  تتسبب بخسائر للخزينة اللبنانية، بحوالى نصف مليار دولار سنوياً، هذا في المازوت فقط، ناهيك عن تهريب البنزين والغاز والطحين.

عراضات صغيرة

في لبنان، من عادات السلطات السياسية والأمنية والقضائية، ذر الرماد في العيون في القضايا والأحوال كلها. ومنها القبض على الصرّافين، واتهامهم بالتلاعب بسعر صرف الدولار، وبعمليات بيعه وشرائه. وهذا لتنفيس احتقان الناس، بينما الحلّ الناجع يُفترض أن يكون معروفاً وبديهياً: ضخ الدولار في الأسواق لتثبيت السعر، وليس إلقاء القبض على الصرّافين.اليوم، تقوم القوى الأمنية  بعمليات استعراض لتوقيف شاحنات التهريب إلى سوريا عبر المعابر الشرعية. وكأنما المقصود الإشارة إلى هذه الكمية الضئيلة المهربة على المعابر الشرعية، في مقابل غض النظر عن المعابر غير الشرعية. طبعاً، لا يمكن رفض إجراءات الأجهزة الأمنية على المعابر الشرعية في مكافحة عمليات التهريب. ولكن ذلك لا يمكن أن يكون من قبيل ذر الرماد في العيون، وغطاءً لاستمرار العمليات على المعابر غير الشرعية. ففي مقابل تهريب هذه المواد المدعومة من المصرف المركزي، تُهرّب المواد الغذائية والبضاعة من الأسواق السورية، لأنها أرخص سعراً من ما هي عليه  في السوق اللبنانية. وهذه البضائع أيضاً تدخل إلى لبنان بلا أي رسوم جمركية، لتدمر القطاع الزراعي خصوصاً.

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

إيران تُعلِن حصيلة قتلى "حادثة السفن"

سكاي نيوز عربية/الاثنين 11 أيار 2020      

قال التلفزيون الرسمي الإيراني اليوم الاثنين إن "19 من أفراد القوات البحرية الإيرانية لقوا حتفهم كما أصيب 15 أفراد آخرين بجروح في حادث وقع على ظهر سفينة حربية أثناء تدريب للقوات البحرية في مياه بحر عمان". ونقل التلفزيون عن البحرية الإيرانية قولها إن "الحادث وقع في محيط ميناء جاسك الجنوبي الإيراني على بحر عمان أثناء تدريبات للبحرية الإيرانية يوم الأحد". وأضاف التلفزيون الإيراني، أن "السفينة قصفت بعدما تحركت لنقل هدف نحو وجهته، دون ترك مسافة كافية بينها وبين الهدف". وكانت وكالة فارس للأنباء، قد قالت إن "الحادث وقع على ظهر سفينة الدعم كوناراك وهي سفينة حربية مصنعة محليًا وانضمت لأسطول البحرية في 2018". من جانبها قالت وكالة الطلبة الإيرانية للأنباء إن "ملابسات الحادث قيد الفحص الفني حاليا"

 

فصائل تركيا تواصل انتهاكاتها في سورية وتنهب المحاصيل الزراعية

النائب خالد العبود امتدح إيران وهدد الروس ورفض الاعتذار لموسكو

دمشق – وكالات/الاثنين 11 أيار 2020

: تتواصل انتهاكات الفصائل الموالية لتركيا في سورية، حيث استولت على القمح والمحاصيل الزراعية، التي تركها أصحابها.

وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان، في بيان، أول من أمس، أن الفصائل الموالية لتركيا استولت على حقول القمح والشعير في قرية ريحانية وداودية ملا في ريف تل تمر، وتل بيدر وقرية عطية ونداس وتل صخر وأسدية الإيزيديين بريف رأس العين.

وأضاف، إن تلك القرى يسكنها خليط من المسيحيين والكرد والعرب، هجرها معظم السكان باستثناء قلة من العرب، حيث حاولت العائلات العربية الاعتناء بالحقول والمزارع وحصادها لحساب أصحابها إلا أن الفصائل الموالية لتركيا سيطرت على جميع تلك الممتلكات، بما فيها أملاك العائلات العربية. وأشار إلى “استغاثة ونداء وجهه أهالي عفرين من أصحاب المحال التجارية، يشكون فيه فرض فصيل السلطان مراد ضرائب وإتاوات على أصحاب المحال التجارية الواقعة على طريق راجو، بعد مطالبتهم بإثبات ملكية أصحاب المحال لها”. من ناحية ثانية، رفض النائب في برلمان النظام السوري خالد العبود، وهو شديد القرب من نظام الأسد، الاعتذار للروس، عما بدر منه منذ أيام، بعدما توعد القوات الروسية في سورية، بشن حروب عسكرية ضدها، من الساحل السوري إلى جنوب سورية، رداً منه على التسريبات الروسية التي تحدثت عن إمكانية تخلي موسكو عن الأسد، بعدما صار عبئا عليها. ورداً على الانتقادات التي طالته، بأن تهديد القوات الروسية في سورية، هو نوع من “الغدر بصديق” ونكث بالعهد، لطالما يجمع الأسد والروس في سورية، اتفاقيات تفرض التزامات وضوابط على الطرف المضيف، فرد بسؤال: ماذا لو نكث الأصدقاء بنا؟! أما عن استعماله تعبير “غضب الأسد” من بوتين، فدافع عنه، مرة أخرى، متهماً الاستخبارات الروسية، بالتعاون “مع عناصر إرهابية مسلحة” من أجل “سرقة رفات جندي إسرائيلي” من مخيم اليرموك. ودافع عن الميليشيات الإيرانية وقوات “الحرس الثوري” الإيراني، في سورية، معتبراً أنها وميليشيات “حزب الله” لها الدور الأكبر بحماية الأسد. وكان عبود أشاد بعلاقات الأسد بإيران، في منشوره التهديدي الأول، معتبراً أن علاقات النظام بموسكو، تعتبر ثانوية، قياساً بتحالف طهران ورئيس النظام السوري. وقال للذين طالبوه باعتذار، إنهم هم الذين عليهم الاعتذار.

 

خاتمي يحذر النظام من دوامة عنف ويدعو إلى «المصالحة الوطنية»

لندن/الشرق الأوسط/الاثنين 11 أيار 2020

جدد الرئيس الإصلاحي الأسبق محمد خاتمي مطالبته بـ«المصالحة الوطنية» في الداخل الإيراني، معرباً عن خشيته من سقوط البلاد من دوامة عنف متبادل بين الشعب والنظام، نتيجة تزايد السخط الداخلي، وحضّ أجهزة الدولة على تحمل مسؤولية الأخطاء وتصحيحها، مشيراً إلى تفشي الفقر وتأثيره على الطبقة الوسطى. ووجّه خاتمي، في تسجيل فيديو نشره موقعه، أول من أمس، لوماً إلى الأطراف السياسية لـعدم ترحيبها بمبادرة المصالحة الوطنية التي طرحها قبل الانتخابات الرئاسية التي جرت في 2017، والتي تضمَّنت مقترحات مثل: إطلاق سراح الزعيمين الإصلاحيين ميرحسين موسوي ومهدي كروبي الموجودين تحت الإقامة الجبرية منذ عشر سنوات. وواجه خاتمي بدوره قيوداً، مثل إلقاء الخطابات في الأماكن العامة، وتداول اسمه وصورته في وسائل الإعلام، بعد أحداث «الحركة الخضراء» التي شهدتها البلاد، عقب الانتخابات الرئاسية 2009، التي تولى الرئيس السابق محمود أحمدي نجاد بموجب نتائجها فترة رئاسية ثانية انتهت في 2013. ودافع خاتمي عن نفسه في طرح تلك المبادرة، عندما نأى بنفسه عن «أي تطلع للقوة»، وقال: «لا تتوق نفسي قيد أنملة للسلطة، وإنما قلق على الشعب ومجموعة النـظام والدولة».

وقال خاتمي: «أعتقد أنه لو تمت الموافقة على المصالحة، ربما اليوم لم نكن نواجه بعض المشكلات، وكانت أوضاعنا أفضل». وجدد خاتمي مرة أخرى مبادرته قائلاً: «يجب أن نستفيد من أجواء (كورونا) لخلق وتوسيع التضامن الوطني في البلد». وقال: «يجب أن تكون الأجزاء المختلفة من المجتمع إلى جانب بعضها، وأن تكون أولوية الحكومة دعم الأعمال الصغيرة، لكي نكون إلى جانب بعضنا». ورفض خاتمي إلقاء اللوم على «الأعداء» فقط في المشكلات الداخلية التي تواجه البلاد. وقال: «لدينا أعداء، هذا صحيح، وهو مؤثر في خلق المشكلات، لكن أغلب المشكلات تعود إلينا، والأعداء يستغلونها». وأوضح: «يستغلون ابتعاد الشعب من الحكومة، يجب أن نمنع هذا الاستغلال، ويمكن ذلك عبر التضامن».

وأضاف خاتمي: «إذا لدينا ذخائر حان وقتها استخدامها، لأنها يمكن أن تحفظ المشاغل الموجود ونقنع الناس المتضررين». وأشار خاتمي إلى تدهور الوضع الاقتصادي، وزيادة الاختلاف الطبقي، وزيادة نفقات الحكومة وتراجع مواردها. ونوه بأن «إحدى مصائبنا أن الطبقة المتوسطة تتقلص، يوماً بعد يوم، وتُصبِح أكثر ضعفاً»، مشيراً إلى أن «الطبقة التي ينبغي أن تكون محرك المجتمع تتجه لطبقات أكثر فقراً وحرماناً». ورفض خاتمي «التنكُّر» للمشكلات، لافتاً إلى أنها «موجودة حتى إذا أردنا إنكارها»، مشدداً على أن الناس «مستاؤون من الأوضاع الحالية». وحذر في الوقت نفسه من أن يتسبب الاستياء في «تراجع الثقة والتشاؤم». وذهب خاتمي أبعد من ذلك، عندما دق جرس الإنذار من سقوط البلاد في دوامة العنف نتيجة يأس المستائين من الأوضاع، محذراً في الوقت نفسه من «احتمال أن تردّ الحكومة بعنف على تلك الخطوات، وهو ما يعمّق دوامة العنف في المجتمع».

واقترح خاتمي في السياق ذاته أن تتقبل كل أجهزة المؤسسة الحاكمة والحكومة أو الناس والمجتمع «مسؤولية الأخطاء»، وحضّ على العمل «في حل المشكلات»، داعياً الإيرانيين إلى التقارب قبل فوات الأوان. وخاطب خاتمي حلفاءه الإصلاحيين ونواب البرلمان الذين يبدأون مهمتهم بعد نحو أسبوعين، قائلاً: «أنتم نواب البرلمان الجديد؛ تعرفون أن نصف الناخبين لم يدلوا بأصواتهم»، ودعاهم ألا يعتبروا أنفسهم «ممثلين عمن صوَّتوا لكم»، ودعا النواب إلى إثارة مطالب من لم يشاركوا في الانتخابات. كما دعا نواب البرلمان إلى عدم تهميش الأطراف السياسية التي لم تدخل البرلمان، وذلك في إشارة ضمنية إلى رفض طلبات ترشُّح الإصلاحيين من قبل «مجلس صيانة الدستور» في الانتخابات التشريعية التي جرت في فبراير (شباط) الماضي. وطلب خاتمي من الإصلاحيين تقديم برامج ومشاريع تتناسب مع ظروف البرلمان الجديد والاستعانة من منافسيهم تحت قبة البرلمان. إلى ذلك، قال المتحدث باسم الحكومة على ربيعي، أمس، إن طهران «مستعدة» لإجراء تبادل كامل للسجناء مع واشنطن دون شروط مسبقة، مشيراً إلى أن الولايات المتحدة «لم ترد بعدُ على دعوة إيران لتبادل السجناء بين البلدين».وتوقع مسؤولون أميركيون وإيرانيون، الثلاثاء الماضي، أن تقوم الولايات المتحدة بترحيل الأستاذ الجامعي الإيراني سيروس أصغري بعد تبرئته من تهمة سرقة  أسرار تجارية، وذلك بمجرد تلقيه موافقة طبية على المغادرة. وقال ربيعي: «أبدينا استعدادنا لمناقشة إطلاق سراح جميع السجناء دون شروط مسبقة... لكن الأميركيين لم يردوا بعد. يبدو لنا أن الأميركيين أكثر استعداداً من ذي قبل لإنهاء هذا الوضع». ونقلت «رويترز» عن 3 مسؤولين إيرانيين الأسبوع الماضي أن تبادلاً للسجناء بين الدولتين قيد الإعداد. ويعدّ مايكل وايت، وهو جندي سابق في البحرية الأميركية معتقل في إيران منذ 2018، من المرشحين المحتملين للتبادل. وفي منتصف مارس (آذار) الماضي أفرجت السلطات عنه لأسباب صحية، لكنه لا يزال في إيران. وقال ربيعي: «واشنطن على علم باستعدادنا، ونعتقد أنه ليست هناك حاجة لتوسط دولة ثالثة بين طهران وواشنطن من أجل تبادل السجناء». وأضاف: «لكن إذا وافق الجانب الأميركي، فإن قسم المصالح الإيرانية في واشنطن سيبلغ الولايات المتحدة بوجهة نظرنا بشأن التفاصيل؛ بما في ذلك كيف ومتى سيجري التبادل».

ودعا البلدان لإطلاق سراح السجناء بسبب تفشي فيروس «كورونا». وصرح ربيعي: «نشعر بقلق على سلامة وصحة الإيرانيين المسجونين في أميركا... ونحمّل أميركا مسؤولية سلامة الإيرانيين وسط تفشي فيروس (كورونا)». وليس من الواضح بالضبط عدد الأميركيين المحتجزين في إيران، لكن من بينهم باقر نمازي وابنه سيامك. ويُحتجز عشرات الإيرانيين في السجون الأميركية؛ كثير منهم بتهمة انتهاك العقوبات، حسب «رويترز». وفي ديسمبر (كانون الأول) الماضي ذكر وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف أن طهران مستعدة لتبادل السجناء كافة مع الولايات المتحدة. وقال على «تويتر»: «الكرة في ملعب الولايات المتحدة». وفي منتصف مارس (آذار) الماضي حثّ وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو طهران على إطلاق سراح السجناء الأميركيين في بادرة إنسانية بسبب فيروس «كورونا». وفي ديسمبر (كانون الأول) المضي أفرجت إيران عن المواطن الأميركي شي يو وانغ الذي اعتقل لثلاث سنوات لاتهامه بالتجسس، مقابل باحث الخلايا الجذعية الإيراني مسعود سليماني الذي اتهم بانتهاك العقوبات المفروضة على طهران. وتنامى العداء بين طهران وواشنطن منذ انسحاب الرئيس الأميركي دونالد ترمب في 2018 من الاتفاق النووي الإيراني، وفرضه عقوبات على إيران أصابت اقتصادها بالشلل. وردت إيران بتقليص التزاماتها تدريجياً بموجب الاتفاق الموقّع في عام 2015. ووصل العداء إلى مستويات غير مسبوقة في أوائل يناير (كانون الثاني) لماضي عندما أمر ترمب بتوجيه ضربة قضت على قائد «فيلق القدس»؛ الذراع العسكرية والمخابراتية لـ«الحرس الثوري»، قاسم سليماني في غارة أميركية بطائرة مسيّرة في بغداد.

وردّت إيران في 3 يناير بإطلاق صواريخ على قاعدتين في العراق تتمركز بهما قوات أميركية.

 

صندوق النقد يوافق على دعم طارئ لمصر بقيمة 2.77 مليار دولار لمساعدة البلاد على التعامل مع تأثير وباء «كوفيد 19»

واشنطن/الشرق الأوسط/الاثنين 11 أيار 2020

وافق مجلس إدارة صندوق النقد الدولي، اليوم (الإثنين)، على منح مصر قرضاً طارئاً بقيمة 2.77 مليار دولار من المساعدات الطارئة لمساعدة البلاد على التعامل مع تأثير وباء «كوفيد19». وقال الصندوق في بيان إن مصر شهدت «تحولاً ملحوظاً» قبل صدمة «كوفيد19» في إطار برنامج إصلاح اقتصادي مدعوم من الصندوق، لكن هذا التقدم مهدد الآن، حسبما نقلته وكالة الصحافة الفرنسية. وقال النائب الأول للمدير التنفيذي جيفري أوكاموتو إن القرض سيساعد في تمويل «الإنفاق الموجّه والموقت بهدف احتواء الوباء وتخفيف أثره الاقتصادي». وأكد صندوق النقد أنه سيبقى على تواصل وثيق مع حكومة مصر وبنكها المركزي، وإنه مستعد لتقديم مزيد من الدعم عند الحاجة.

 

مصر والإمارات وقبرص واليونان تدين التحركات التركية في شرق المتوسط

القاهرة: سوسن أبو حسين/الشرق الأوسط/الاثنين 11 أيار 2020

أصدر وزراء خارجية مصر والإمارات وقبرص واليونان بياناً مشتركاً ضد التحركات التركية في شرق المتوسط، واعتبروها تهديداً للأمن والسلم الإقليمي. وذكر البيان، أنه بناءً على المشاورات المسبَقة والتنسيق الدوري بين مصر وقبرص واليونان إلى جانب فرنسا في إطار صيغة «3+1»؛ عقد وزراء خارجية تلك الدول، اجتماعاً عن بُعد في 11 مايو (أيار) 2020، انضم إليه نظيرهم من دولة الإمارات العربية المتحدة؛ لمناقشة آخر التطورات المُثيرة للقلق في شرق البحر المتوسط، بالإضافة إلى عدد من الأزمات الإقليمية التي تُهدد السلام والاستقرار في تلك المنطقة. وشدد الوزراء على الأهمية الاستراتيجية لتعزيز وتكثيف مشاوراتهم السياسية، وأشادوا بنتائج اجتماع القاهرة في 8 يناير (كانون الثاني) 2020؛ لتعزيز الأمن والاستقرار في شرق المتوسط، وأعربوا عن بالغ قلقهم إزاء التصعيد الحالي والتحركات الاستفزازية المستمرة في شرق المتوسط. وندد الوزراء بالتحركات التركية غير القانونية الجارية في المنطقة الاقتصادية الخالصة لجمهورية قبرص ومياهها الإقليمية، بما تمثله من انتهاك صريح للقانون الدولي وفقاً لاتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار. وهي المحاولة السادسة من جانب تركيا، في أقل من عام، لإجراء عمليات تنقيب غير شرعية داخل المناطق البحرية لقبرص.

كما أدان الوزراء تصاعد انتهاكات تركيا للمجال الجوي اليوناني، بما في ذلك التحليق فوق المناطق المأهولة والمياه الإقليمية في انتهاك للقانون الدولي. وعلاوة على ذلك، أدان الوزراء الاستغلال الممنهج للمدنيين من جانب تركيا والسعي لدفعهم نحو عبور الحدود البرية والبحرية اليونانية بشكل غير شرعي.

وطالب الوزراء تركيا بالاحترام الكامل لسيادة الدول وحقوقها السيادية في مناطقها البحرية في شرق البحر المتوسط. وأعادوا التأكيد أن كلاً من مذكرة التفاهم بشأن تعيين الحدود البحرية في البحر المتوسط، ومذكرة التفاهم بشأن التعاون الأمني والعسكري، الموقعتيّن في نوفمبر (تشرين الثاني) 2019 بين تركيا ورئيس حكومة الوفاق الليبية فائز السراج تتعارضان مع القانون الدولي وحظر السلاح الذي تفرضه الأمم المتحدة على ليبيا، كما تُقوضان الاستقرار الإقليمي. وأشار الوزراء إلى أن مذكرة التفاهم بشأن تعيين الحدود البحرية في البحر المتوسط تنتهك الحقوق السيادية لدول ثالثة، ولا تتفق مع قانون البحار، ولا يمكن أن تترتب عليها أي آثار قانونية تخص دولاً ثالثة. وأعربوا عن أسفهم إزاء تصاعد المواجهات العسكرية في ليبيا، مع تذكيرهم بالالتزام بالامتناع عن أي تدخل عسكري أجنبي في ليبيا على النحو المُتفق عليه في خلاصات مؤتمر برلين. وفي هذا الصدد، أدان الوزراء بشدة التدخل العسكري التركي في ليبيا، وحضوا تركيا على الاحترام الكامل لحظر السلاح الأممي ووقف تدفق المقاتلين الأجانب من سوريا إلى ليبيا؛ لما يشكله ذلك من تهديد لاستقرار دول جوار ليبيا في أفريقيا، وكذلك في أوروبا. وطالبوا الأطراف الليبية بالتزام هدنة خلال شهر رمضان المبارك، وأكدوا التزامهم بالعمل نحو حل سياسي شامل للأزمة الليبية تحت رعاية الأمم المتحدة، كما أعربوا عن حرصهم على استئناف اجتماعات المسارات الثلاثة لعملية برلين (السياسي، والعسكري، والاقتصادي والمالي). واتفق الوزراء على مواصلة مشاوراتهم بوتيرة منتظمة.

 

تركيا تبتز فصائل سورية بـ«ملفات سرية» للقتال في ليبيا وغموض يكتنف وفاة رئيس مخابرات «الوفاق»

أنقرة: سعيد عبد الرازق - القاهرة/الشرق الأوسط/الاثنين 11 أيار 2020

أكدت مصادر أن تركيا تمارس ابتزازاً لعدد من الفصائل المسلحة السورية لكي ترغمها على إرسال عناصرها للقتال في سوريا. وقال مدير «المرصد السوري»، رامي عبد الرحمن، لـ«الشرق الأوسط» إن بعض الذين ذهبوا إلى ليبيا اكتشفوا زيف تعهدات أنقرة حول دفع أجور مرتفعة ففكروا في العودة، لكنهم لم يتمكنوا. وأضاف أن تركيا في سبيل الإبقاء على المعدلات المرتفعة في إرسال «المرتزقة» إلى طرابلس «انتقلت من سياسة الترغيب إلى الترهيب من خلال تهديد أجهزة استخباراتها لبعض قيادات الفصائل بفتح ملفات فضائح سرية خاصة بهم»، موضحاً أن غالبية الفصائل السورية الموجودة في ليبيا تنتمي لمجموعات مثل أحرار الشرقية وجيش الشرقية وجيش الإسلام وفيلق الرحمن وفيلق الشام ولواء المعتصم وفرقة السلطان مراد ولواء صقور الشمال والحمزات وسليمان شاه. وكشف عبد الرحمن أن تركيا سبق أن وعدت المقاتلين الذين أرسلتهم إلى ليبيا بأجر شهري للفرد يبلغ ألفي دولار، لكنها عادت وخفضت أجورهم كثيراً بعد أن تجاوز عدد المجندين الـ6 آلاف، لافتاً إلى أن «أغلب المقاتلين من المهّجرين من وسط سوريا وريف دمشق إلى عفرين وإدلب، وريف حلب، وجميعهم يمرون بوضع معيشي صعب، مما دفع بعضهم إلى محاولة الهجرة سراً من ليبيا إلى أوروبا». إلى ذلك، حذرت تركيا أمس من أنها ستستهدف الجيش الوطني الليبي إذا واصل هجماته على مصالحها في ليبيا، فيما التزمت حكومة «الوفاق» الصمت حيال وفاة اللواء عبد القادر التهامي، رئيس جهاز مخابراتها، في ظروف مثيرة للجدل. وقبل ساعات من وفاته تحدث سكان محليون عن محاصرة منزله واعتقاله، كما ترددت معلومات عن أن ميليشيات تابعة للحكومة اغتالته بعدما نمى إلى علمها أنه كان يخطط للهرب خارج البلاد تحسباً لنجاح الجيش الوطني في اقتحام طرابلس.

 

العراق خسر 11 مليار دولار في 4 أشهر جراء انخفاض أسعار النفط

بغداد/الشرق الأوسط/الاثنين 11 أيار 2020

كشفت إحصاءات رسمية عن أن العراق خسر ما يقرب من 11 مليار دولار نتيجة انخفاض أسعار النفط خلال الأربعة الأشهر الأولى من العام الحالي، مقارنة بالعام الماضي. وأظهرت الإحصاءات، التي نشرتها شركة تسويق النفط (سومو)، حسبما أفادت وسائل إعلام عراقية اليوم الاثنين، أن العراق باع خلال الأربعة أشهر الأولى من العام الحالي ما يقرب من 409 ملايين و96 ألفا و 972 برميلاً من النفط الخام، وبمعدل سعر بلغ ما يقرب من 38 دولاراً، فيما بلغت الإيرادات الإجمالية 15 ملياراً و391 مليوناً و201 ألف دولار، حسبما ذكرت وكالة الصحافة الفرنسية.

وبينت الإحصاءات أن العراق باع خلال الأربعة أشهر الأولى من العام الماضي، كميات من النفط بلغت 423 مليوناً و284 ألفا و489 برميلاً وبمعدل سعر بلغ 62 دولاراً، وبإيرادات بلغت 26 مليار ا و275 مليونا و283 ألف دولار. وانخفضت أسعار النفط بشكل كبير بعد تفشي فيروس كورونا نتيجة توقف شبه تام للحياة الاقتصادية في دول العالم، مما قلل الطلب على النفط وانهارت الأسعار بشكل عام خاصة في شهر أبريل (نيسان) الماضي.

 

الكاظمي يفتتح معركته ضد الفساد بتحذير شقيقه

بغداد: فاضل النشمي/الشرق الأوسط/الاثنين 11 أيار 2020

افتتح رئيس الوزراء العراقي الجديد مصطفى الكاظمي معركته ضد الفساد بتحذير شقيقه من مغبة التوسط والتحرك باسمه. وظهر الكاظمي في فيديو بثته الدائرة الإعلامية لرئاسة الوزراء وهو يحذر في مكالمة بهاتفه الجوال خلال زيارته لدائرة التقاعد العامة شقيقه الأكبر من التوسط باسمه، عاداً ذلك لو حصل بمثابة «انتحال شخصية»، وهي جريمة يعاقب عليها القانون. هذه الخطوة سبقتها خطوات أخرى للكاظمي بدأت بمطالبة القضاء بإطلاق سراح السجناء من المتظاهرين، فضلاً عن إعادة الفريق الركن عبد الوهاب الساعدي، أحد أكثر قادة الجيش العراقي شعبية، لرئاسة «جهاز مكافحة الإرهاب»، أحد أبرز صنوف الجيش العراقي. إلى ذلك، ووسط انقسامات غير مسبوقة بين جماعات الحراك والجهات المؤيدة لمظاهرات أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، خرجت مظاهرات احتجاجية في بغداد ومدن أخرى وسط العراق وجنوبه صباح أمس بعد ساعات قليلة من إعلان الكاظمي تشكيل لجنة لتقصي الحقائق بشأن عمليات القمع التي مورست ضد المتظاهرين في الأشهر السابقة، وتقدمه إلى القضاء بطلب للإفراج عن الموقوفين بقضايا التظاهر. وألقت مظاهرات أمس بمزيد من الشكوك حول توقيت وتجدد المظاهرات، وحذرت أوساط من «أجندات» لأحزاب وجهات متضررة من حكومة الكاظمي تسعى لخلط الأوراق، وإفشال عهدها بذريعة المظاهرات. وتجد وجهة النظر هذه أساساً لها في قيام بعض أتباع الفصائل المسلحة بدعم المظاهرات الجديدة، بعد أن كانوا من أشد المناهضين لها.

 

توقيف 4 طاجيكيين في بولندا لتجنيدهم أشخاصاً لغايات إرهابية

وارسو: «الشرق الأوسط/11 أيار/2020

أوقفت القوات الخاصة وحرس الحدود البولنديون، أربعة طاجيكيين متهمين بتجنيد أشخاص اعتنقوا الإسلام، وذلك لغايات إرهابية ودعم تنظيم «داعش»، حسب ما أعلنت القوات في بيان، اليوم الاثنين. وذكر بيان القوات الخاصة: «تم تجنيد أشخاص اعتنقوا الإسلام من أجل القيام بأنشطة ذات طابع إرهابي»، و«المعدات التي جُمعت تثبت أن الموقوفين يتعاطفون ويدعمون أنشطة المنظمة الإرهابية المعروفة باسم (داعش)». وتم وضع الموقوفين الذين قُبض عليهم (الخميس) الماضي في وارسو، في مركز احتجاز تابع لحرس الحدود في برزيميسل قرب الحدود الأوكرانية تمهيداً لترحيلهم، وفق ما أعلنت المتحدثة باسم حرس الحدود داغمارا بيليك - ياناس لوكالة الصحافة الفرنسية. وأضافت أن محكمة في وارسو قررت بناءً على طلب وزير الداخلية، أنه يُفترض أن يبقوا محتجَزين هناك لمدة 90 يوماً. وأمر الوزير بترحيل الأجانب الأربعة إلى طاجيكستان، ومنعهم من دخول بولندا ودول منطقة شينغن لخمس سنوات. وأشارت المتحدثة، في بيان، إلى أنه يُفترض أيضاً «تسجيل أسمائهم في لائحة الأشخاص غير المرغوب بهم في بولندا، لأنه يُشتبه بأنهم قاموا بأنشطة ذات طابع إرهابي». وتشير تقديرات إلى أن بولندا، التي يبلغ عدد سكانها 38 مليون نسمة، يقطنها حوالي 20 ألف مسلم. وطاجيكستان (9 ملايين نسمة) هي جمهورية سوفياتية سابقة على حدود أفغانستان، ويعتبرها خبراء أحد أبرز مصدري المقاتلين المتطرفين إلى العراق وسوريا.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

Dr. Walid Phares: My Op Ed in Independent Arabiya

An assessment of US-Gulf relations: There are nuances on Oil policies between the US and Saudi Arabia, like the differences between America and its other allies such as Britain, France or Israel, on various issues. But there is a strategic bond between Washington, Riyadh and Abu Dhabi regarding regional security, fighting terrorism and containing Iran. There is a difference between demands by US interests to adjust oil prices with Saudi interests, and the Iran-Ikhwan propaganda efforts to undermine US-Gulf relations. US redeployments from the Gulf are to better redeploy against Iranian expansion.

 

إلى أين تتجه العلاقات الأميركية الخليجية في مرحلة كورونا؟

د. وليد فارس/انديبندت عربية/12 أيار/2020

هناك تمايز بين إدارة الرئيس دونالد ترمب والقيادة السعودية بشأن ملف النفط

كثرت أخيراً التقارير في الصحافة الأميركية والدولية عن تغيير طرأ في العلاقة بين إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب والدول الخليجية عموماً والسعودية بشكل خاص، وفق تفسير أوساط في واشنطن من بين منتقدي ومعارضي قيادتي الرياض وأبو ظبي.

وهذه التحليلات، التي نراها في الصحافة الأميركية التقليدية، مثل "نيويورك تايمز" و"واشنطن بوست" و"سي إن إن" وغيرها، تصدر عن الحلقات ذاتها التي انتقدت التحالف العربي في حملته في اليمن، ووجهت انتقادات إلى السعودية بسبب حادثة جمال خاشقجي، وهي ذاتها التي استمرت على مدار أشهر عدّة، منذ أكثر من عامين، بالدفع باتجاه تخفيف العلاقات بين واشنطن والرياض وأبو ظبي على أساس ما وصفته بأنّ هذا المحور يتّبع سياسات خطيرة متهوّرة تدخل أميركا في مآزق في المنطقة. والحلقات ذاتها وجّهت انتقادات لاذعة إلى ترمب، لأنه لم يضغط على التحالف العربي عندما أعلن مقاطعته لقطر في يونيو (حزيران) 2017.

ومن جذور هذه المعادلة، نفهم الموجة الجديدة من التحليلات والتقارير التي تنبئ العالم العربي بأن الرئيس الأميركي وإدارته في إطار تغيير سياسات البلاد تجاه حلفائه والضغط عليهم، والحديث عن انسحاب قطاعات عسكرية أميركية من السعودية وتصريحات مسؤولين أميركيين حيال ما يجري في اليمن. لكن، ما هي الحقيقة؟ وهل هناك فعلاً أزمة بين البيت الأبيض وحليفيه الرئيسين في المنطقة؟ أم أنها حملة أخرى تقف وراءها أوساط الإخوان المسلمين، وهدفها زعزعة العلاقة بين واشنطن والتحالف العربي، التي غيّرت المعادلات الإقليمية ولا تزال؟

الواقع الأول الذي لا خلاف عليه عند المراقبين والمحللين، هو أن هذه الروايات تخرج من رحم الشبكة الإعلامية ذاتها المتداخلة بين أميركا وأوروبا والشرق الأوسط، وهي نفسها التي تنتقد العاصمتين العربيتين بشدّة، وتدعم في الوقت عينه مبادرات تركيا وقطر في ليبيا والصومال واليمن وشمال سوريا. إذاً، في ما يتعلّق بطبيعة أصحاب الرسالة، فهم أنفسهم خصوم محور التحالف العربي، أكان في السعودية والإمارات أو في مصر وبنغازي أيضاً.

غير أن هنالك بعض الأصوات والتحليلات الصادرة في الولايات المتحدة عن حلقات إما محايدة أو ليست بالضرورة مؤيّدة للمحور الإخواني. وهي من بين المحافظين القوميين الذين يلاحظون أن إدارة ترمب انزعجت من المعالجة النفطية الأخيرة التي قامت بين السعودية وروسيا، حيث أُغرقت الأسواق بالنفط في خضمّ أزمة كورونا، ممّا أدّى إلى تراجع مصالح الشركات النفطية في تكساس وغيرها ووقوع خسائر مالية.

وتشير هذه الحلقات إلى أن الرئيس ترمب ذكر هذا الأمر مرات عدّة، قائلاً إنه يجب على أصدقائنا "الذين نحميهم" أن يساعدونا في محنتنا ولو كانت على حساب مصالحهم. ويعلّل هذا الفريق الاقتصادي أن منطق ترمب يقوم على حماية مواطنيه وشركاته، بالتالي عليه الطلب من حلفائه الشرق أوسطيين التخفيف من إنتاج النفط لمساعدة أميركا. وهذا ما يفسر تزايد التقارير والروايات في واشنطن عن وجود أزمة مع الرياض، لها جذور اقتصادية نفطية.

وما نفهمه أنه وإن كان هنالك تمايز بين إدارة ترمب والقيادة السعودية بشأن ملف النفط، فهو شبيه بالتمايز في العلاقات بين أميركا ودول حليفة أخرى كبريطانيا وفرنسا وحتى إسرائيل حول ملفات معينة، ويأتي في إطار التمايز بين الحلفاء والشركاء. هناك حاجة إلى التفاهم والتشاور وتبادل المعلومات، ورأينا أن الرئيس ترمب تواصل مع القيادة السعودية أكثر من مرة وتكلم حول الموضوع، ويبدو أن الطرفين اتفقا على معالجة هذه المسألة بجدية.

ومن المؤكد أن التمايز في وجهات النظر بشأن ملف اقتصادي صرف، يسبّب تباعداً استراتيجياً بين الطرفين. وبالعكس، فإنّ التشاور بين واشنطن وأبو ظبي والرياض هو في الأساس تشاور بين حلفاء وشركاء وليس بين متنافسين، وللطرفين في تقديرنا مصلحة استراتيجية قصوى لتسوية المسائل الاقتصادية، لأنّ أي اختلاف بين أميركا والخليج يؤدي إلى أزمات ومخاطر أكبر، ويفتح المجال أمام إيران لممارسة أنشطتها العدوانية بشكل أكبر بحيث لن ترحم الخليج أو الأميركيين في الشرق الأوسط، وهذا أمر واضح لا شك فيه.

التفاوت في معالجة موضوع النفط بسبب تفشّي وباء كورونا، وعدم قدرة الأطراف على تسوية الأمور الصحية والاقتصادية والأمنية في الداخل بسرعة، لن يؤثر كثيراً. فالمسائل تسوّى بشكل هادئ واستراتيجي، وسيتوصّل الطرفان إلى معادلة تخدم السوق الأميركية من ناحية، والاقتصاد السعودي من ناحية أخرى. أما في ما هو مشترك بشأن مصالح الأمن القومي، فليس هناك أي تغيير، وتحريك بعض القطع الأميركية في السعودية له علاقة بمواجهة الخطر الإيراني والعمليات القائمة، إذ إنّ وزارة الدفاع الأميركية تقوم بحسابات دقيقة حول كيفية نشر المشاة والكوماندوس وقواعد الصواريخ. وبمقدار تمكّن القوات الحليفة، السعودية والإماراتية، من القيام بواجباتها على جبهة من الجبهات ضد الخطر الإيراني، تنشر الولايات المتحدة قواتها في جبهات أخرى ويتم ذلك بالتنسيق بين هذه الأطراف، بالتالي لا تظن إيران أن هذه التحرّكات التكتيكية الأميركية تُعدُّ بدء انسحاب من القواعد العسكرية، إنما إعادة تموضع. وقد يفاجئ ترمب وإدارته طهران بحركة سريعة عسكرية، إذا أقدمت على حركة غير محسوبة ضد التحالف العربي أو قوات بلاده في العراق وسوريا.

 

كثرت أخيراً التقارير في الصحافة الأميركية والدولية عن تغيير طرأ في العلاقة بين إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب والدول الخليجية عموماً والسعودية بشكل خاص، وفق تف....

 

الفيول المغشوش والأموال المنهوبة وجزر كايمن

توفيق شومان/11 أيار/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/86092/%d8%aa%d9%88%d9%81%d9%8a%d9%82-%d8%b4%d9%88%d9%85%d8%a7%d9%86-%d8%a7%d9%84%d9%81%d9%8a%d9%88%d9%84-%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%ba%d8%b4%d9%88%d8%b4-%d9%88%d8%a7%d9%84%d8%a3%d9%85%d9%88%d8%a7%d9%84-%d8%a7/

يضج لبنان ب "أم الفضائح" وإسمها الفيول المغشوش، ومضمونها أن لبنان يستورد نفايات نفطية.

عقد الإستيراد كما بات معروفا مع شركة "سوناطراك" الجزائرية، ولكن كما تبين وظهر أن هذا العقد هو مع شركة "سوناطراك" أخرى، لا دخل للشركة الوطنية الجزائرية بها، فالعقد مع شركة وهمية يرأس مجلس إدارتها المفترض رجل الأعمال الجزائري فريد بجاوي الملاحق من الإنتربول الدولي بطلب من دولة الجزائر، وهذه الشركة الوهمية مسجلة في جزر كايمن الواقعة بين كوبا وجامايكا في بحر الكاريبي.

فريد بجاوي حصل على الجنسية اللبنانية منذ سنتين، كيف ولماذا ؟ لا نعرف ولا ندري.

كيف حصل فريد بجاوي على جنسيتنا لا ندري.

ولكننا ندري ما هي جزر كايمن.

جزر كايمان، تابعة لحكومة التاج البريطانية، وهي خامس عملاق مصرفي في العالم، مع ان مساحتها لا تتجاوز 270 كيلومترا مربعا، ولا يزيد عدد سكانها عن ستين ألف نسمة.

وحين يقال إن جزر كايمن هي خامس عملاق مصرفي دولي، فلأن مصارفها تقوم بتشغيل تريليون و700مليار دولار على مستوى العالم، وفي هذه الجزر زهاء 280 مصرفا، منها عشرون مصرفا فقط  تقوم بنشاطات محلية، وما تبقى من مصارف (260 مصرفا) قاعدة عملها دولية ـ خارجية، وتكاد أنشطتها الداخلية لا أهمية لها، مع الإشارة إلى أن سبعة وأربعين مصرفا من أصل خمسين مصرفا هي الأكبر في العالم، تمتلك فروعا في جزر كايمن.

هذه الجزر تعتبر ملاذ ضريبي وجنة ضريبية، فبالإمكان إنشاء مصارف وهمية فيها وإيداع الأموال في حساباتها من دون أي إفصاح عن مصادر هذه الأموال وتحركاتها، ومثل المصارف الوهمية، يمكن إنشاء شركات وهمية، تماما مثل شركة "سوناطراك" الوهمية التي كانت تزود لبنان بفيول مغشوش ومضروب ومنتهي الصلاحية.

وطالما أن قوانين هذه الجزر، تسمح بإيداع الأموال من دون معرفة مصادرها وأسمائها، وبإنشاء مصارف وهمية وشركات وهمية، وتوفر في الوقت عينه، الحماية القانونية للأموال المودعة في مصارفها وتمنع التدقيق المالي بأموال المودعين وعملائهم، فما المانع ان تكون الأموال المنهوبة من لبنان، قد وصلت إلى هناك، مثلما وصلت سابقا أموال العراق المنهوبة وأموال ليبيا المنهوبة؟.

هل عادت الأموال المنهوبة إلى العراق؟

هل عادت الأموال المنهوبة إلى ليبيا؟

عندما تعود الأموال المنهوبة إلى العراقيين والليبيين ستعود الأموال المنهوبة إلى اللبنانيين.

يحدثونك عن رفع السرية المصرفية في لبنان، ماذا عن السرية المصرفية في جزر كايمن؟

 

 

المطالبة الأرثوذوكسية بالمناصب: كضربة سيف في الماء

محمد أبي سمر/المدن/11 أيار/2020

قد يكون عاديأ ومن البديهيات أن يطالب المطران إلياس عودة، مطران بيروت لطائفة الروم الأرثوذوكس، برفع الغبن اللاحق بطائفته في المناصب الإدارية الحكومية اللبنانية.

الطائفة الموقوفة

وقد يكون المطران تصدى لهذه المطالبة اليوم - أي في خضم هذا الطور من التكالب الطائفي اللبناني على تحاصص المناصب وعوائدها، وسط اكتمال الاهتراء والإفلاس - لأسباب كثيرة:

لأن المقدمين والنافذين في الطائفة الأرثوذوكسية موزعين في ولاءاتهم على غرضيات وحزبيات كثيرة. أو لأن بعضهم ملتحق بعصبيات طائفية أخرى في لبنان. أو لأن الطائفة الأرثوذوكسية لم تنجز عصبيتها الطائفية في مسارها اللبناني والإقليمي. وهذا ما أبقاها  حتى اليوم طائفة موقوفة، قلقة في صوغ هوية طائفية - سياسية خاصة بها، وسط تناحر الهويات في المنطقة.

وحال الأرثوذوكس هذه، تخالف حال سواهم من الطوائف أو الطائفيات اللبنانية، التي صنعت كل منها لنفسها هوية أوعصبية تكاد ترقى إلى هوية أمة موهومة أو متخيلة.

طائفتان - أمتان

والمثالان الأنصع لهذه الصناعة في لبنان، هما: مثال الطائفة - الأمة المارونية الأقدم عهداً، والتي بلغت منتهى انحطاطها السياسي والثقافي مع الشّيعة المارونية العونية وعهدها الرئاسي الحالي. والمثال الثاني الجديد أو المستجد، هو الطائفة - الأمة الشيعية. وهي كانت "قلقة" أو حائرة في مطلع القرن العشرين. لكنها بدأت تتخلى عن قلقها وحيرتها مع إمامها الإيراني - اللبناني موسى الصدر، الذي أنشأ لها، في عشيات الحروب الأهلية في لبنان، ما سماه حركة أو "أمة" المحرومين الشيعية. وفي خضم تلك الحروب كتب الشيعة المحرومون بالدم بدايات ملحمتهم الطائفية. واستكمل حزب الله تلك الملحمة الدموية في "خدمة سيدين": إيران الخمينية وسوريا الأسد، التي حارب الحزب الخميني ولا يزال يحارب لتثبيت أسدها، ولإفراغها من أكثريتها السنّية. وها هي الملحمة الطائفية الشيعية تكتمل اليوم، لتلبس لبوس شطور أو جيوب من "أمة" شيعيّة إيرانية في لبنان وسوريا والعراق. وفي لبنان يتصدرها، ويتصدر السلطة اللبنانية، حزب الله القائد لـ"الدولة" اللبنانية في طور انحدارها إلى حضيض الاهتراء والإفلاس الكامل.

مطالبة بلا طائل

أما ما يدل على حال الأرثوذوكس اليوم في استمرارهم على قلقهم وحيرتهم الطائفية، وسط المعمعة اللبنانية الراهنة، فهو تداعي شخصياتهم ومقدميهم النافذين إلى الاجتماع، أو الاحتشاد العصبي المحموم، في دار مطرانية بيروت، قبل نحو أسبوع.

فإذا بكل واحد من أولئك المجتمعين المحتشدين، بصفته الأرثوذوكسية، يبيّت تحت أو خلف انتمائه هذا، انتماءً أو ولاءً آخر، أو أكثر: فهناك العوني - الماروني الولاء. وهناك القواتي - الماروني أيضاً. وهناك السوري القومي العتيق، المتخشب والمستمر على تخشبه الجهازي هذا. وهناك من كان شيوعياً، وتاب عن هذه العقيدة العتيقة المتخشبة كذلك. وهناك من كان يماشي أو يستظل الزعامة الحريرية. وهناك من يماشي السيد نبيه بري، ويتلون في عبادته سوريا الأسدية. ومثال هؤلاء المتلوّنين الأسديين ذاك الذي أوكل إليه المجتمعون إذاعة بيانهم الطائفي المتظلم: السيد إيلي الفرزلي، صاحب الصوت الخشن الأجش، والمفترض أنه خبير مفوّه في البيان عن التلون والمراءاة. وأرغى الفرزلي وأزبد وأنذر في مطالبته بحقوق الطائفة المظلومة. ومن هذه هي حال طائفته، لا بد له من أن يذهب إلى القصر الجمهوري العوني، ليطلب منه إنصاف طائفته. وليتناسى المطران الأرثوذوكسي أن من يطلب منه الإنصاف، هو جنرال الأمة المارونية الغاربة، المتقنّع بالعلمانية وبـ"الإصلاح والتغيير" في حماية مرشد الجمهورية وحزبه القائد.

 

قضية الصرّافين والتلاعب بالدولار.. تورّط ميشال أم رامز مكتّف؟

عزة الحاج حسن/المدن/11 أيار/2020

تتوسع دائرة التحقيقات في ملف الصرّافين والتلاعب بسعر صرف الدولار. وبعد أن تم استدعاء ميشال مكتف، صاحب كبرى شركات تحويل الأموال، والاستماع إلى إفادته بعد ثبوت تواصل جرى بينه وبين نقيب الصراتفين محمود مراد، الموقوف بتهمة التلاعب بسعر الصرف، قرّر النائب العام المالي القاضي علي ابراهيم ترك مكتّف بسند إقامة.

علاقة مع مراد

ورغم ثبوت قانونية العلاقة بين ميشال مكتّف والصرّافين، نتيجة التحقيقات في دائرة التحري في بيروت، وتركه بسند إقامة بالملف الأول، سيخضع مكتّف لاحقاً، وفق معلومات "المدن"، إلى التحقيق في ملف ثانٍ، في مفرزة الضاحية الجنوبية، يتعلّق بعلاقته بمحمود مراد. لكن ووفق مصدر مطلع، فإن التحقيقات كانت لتطال رامز مكتّف صاحب شركة شحن أموال، وهو قريب ميشال مكتّف، ما لم يحصل لغط حول الإسمين، ويجري الاستماع إلى رامز مكتّف في دائرة تحري بيروت (حتى تاريخ النشر). وإذ يؤكد المصدر أن لرامز مكتّف علاقة قوية مع مراد، ومع عدد آخر من الصرّافين، فهو يتعامل معهم بتجارة الشيكات غير القانونية، منذ بداية الأزمة، إضافة إلى المضاربة بالعملة في السوق.. يكشف المصدر عينه في حديثه إلى "المدن"، توقيف أكثر من صرّاف يتعامل مكتّف معهم، وضبط مبالغ كبيرة بحوزتهم تقارب 400 و500 ألف دولار، علماً أن رأسمال كل منهم لا يتجاوز 60 ألف دولار، ما يشير إلى أنهم يشترون الدولارات من السوق لصالح أحد كبار الصرّافين أو التجار.

شركتا مكتّف تحت الشبهات

وتعليقاً على ورود اسمي ميشال ورامز مكتّف في القضية، واحتمال وقوع لغط بين الإسمين، يوضح النائب العام المالي القاضي علي ابراهيم، في حديثه إلى "المدن"، بأن الاستدعاء جرى بحق الشخصين ميشال ورامز مكتّف معاً. و"مجرى التحقيقات استدعى ترك ميشال مكتّف بسند إقامة، مع الاستمرار بالتحقيق مع رامز مكتّف. ولا يمكن التكهّن أين يمكن أن تصل التحقيقات". ورداً على سبب ملاحقة الصرّافين القانونيين الذين يمارسون أعمال الصرافة، ضمن نطاق صلاحياتهم الممنوحة لهم وفق القانون، يوضح ابراهيم، أنه على الرغم من قانونية تعامل الصرّافين بالعملة وتجارتهم بها، غير أن القضية عندما تتعلق باستقرار النقد والاقتصاد في البلد، يشوب حينها عملهم شوائب تتعلّق بالإساءة إلى النقد الوطني والإستقرار. ويقول: نحن كقضاء نقوم بعملنا ونحاول ضبط قانونية وصحة عمل الصرافين. أما فيما يتعلق بباقي الأمور فترتبط بخطة وإجراءات الحكومة الاقتصادية. ويبقى الهدف الجامع الاستقرار الاقتصادي والنقدي.

لغط بين الإسمين؟

احتمال وقوع لغط بين إسمي ميشال مكتّف ورامز مكتّف، ليس مؤشراً على تبرئة أي منهما. فالتحقيقات ستُثبت ما إذا كان أحدهما متورطاّ بقضية التلاعب بسعر الصرف أم الاثنين معاً. من هنا، يصر ميشال مكتّف، في حديثه إلى "المدن"، على أن شركته التي يعود تاريخها إلى عشرات الأعوام في السوق، لم يترافق اسمها يوماً بأي أعمال غير قانونية. وهي لا تتعامل بالليرة اللبنانية مطلقاً منذ شهر شباط 2019. فلا تبيع الليرة ولا تشتريها. ويقتصر عملها على شحن الدولار من وإلى البلد. وتتعامل مع المصارف والمؤسسات المالية "ليأتي رامز مكتف اليوم ويشوه سمعة الشركة"، يقول ميشال، ويصر على أن اسم رامز هو المقصود في القضية، ويجب التحقيق معه لتوضيح الأمور. مذكّراً بأن لدى كل منهما شركة منفصلة ومستقلة تماماً عن الأخرى.

السلطة والمصرف

وإذ يدعو مكتّف إلى إعادة النظر بالأسباب الأساسية التي أوصلت البلد إلى ما هو عليه اليوم، وهي أسباب سياسية، يرى أنه من الممكن أن يكون توقيف بعض الصرّافين محقاً، لاسيما غير المرخصين منهم. لكن الأزمة الأساس تبقى في سوء الإدارة من قبل السلطات اللبنانية. وتبدأ المعالجة من اتخاذ الدولة قراراً نهائياً، فيما يتعلّق بتحديد آلية التعامل مع الاقتصاد اللبناني. كما أن على مصرف لبنان القيام من خلال المصارف بعمليات الصرافة، وعدم حصر الأمر في الصرّافين فقط. دعوة مكتّف لمصرف لبنان إلى دخول في سوق الصرف، عن طريق المصارف، هو فعلياً ما يتم البحث به. وستتّضح صورته في المرحلة المقبلة. فمصرف لبنان يقوم وفق معلومات "المدن" بوضع آلية لحصر عمليات بيع الدولارات للمستوردين بالمنصة الإلكترونية، المنتظر تأسيسها، أو عبر المصارف فقط. لكن بالتأكيد ليس من خلال الصرّافين. ومن المتوقع أن يتم تحديد السقوف المسموح للصرّافين التعامل بها. وهي سقوف متدنية جداً، قد لا تتجاوز الـ5000 دولار للعملية.

 

القضاء تعهّد بالاستجابة لشكوى الصحافيين..فهل يتوافر الغطاء لعويدات؟

يوسف ضاهر/المدن/11 أيار/2020

يحتاج مدعي عام التمييز، القاضي غسان عويدات، الى غطاء سياسي وإداري، للمضيّ في إحياء التعميم الصادر عن وزير العدل الأسبق، سليم جريصاتي، لجهة منع ملاحقة الصحافيين أمام القضاء العسكري. وهو غطاء إلزامي لأي قاضٍ أو مسؤول في الإدارة الرسمية.  وعند توافره، يمكن للبنان أن يطوي صفحة ملاحقة الصحافيين أمام القضاء العسكري أو استدعائهم من قبل الأجهزة الأمنية، خلافاً للقانون ومسوغاته. وهو ما يطالب فيه الصحافيون اللبنانيون، وحولوه الى قضية رأي عام بعد استدعاء الزميل أيمن شروف من قبل مخابرات الجيش في البقاع. وعادت الاستدعاءات الأمنية بقوّة لتطارد الصحافيين والناشطين ومدوّني الرأي في وسائل التواصل الاجتماعي، وبرز في الأيام الماضية استدعاء مكتب استخبارات الجيش في راشيا للصحافي الزميل أيمن شرّوف، من دون إبلاغه دوافع استدعائه، والجرم أو الشبهة المنسوبة اليه. وفتحت القضية الباب على مزيد من الضغوط التي تمارس على الإعلاميين المعارضين لنهج السلطة الحاكمة، التي لا تتورّع عن استخدام المؤسسات الأمنية والعسكرية في تطويع أو قمع معارضيها، وهو ما برز في التعامل القاسي مع المحتجين في الأيام الأخيرة، وتبرير ذلك بمسمّى "قمع المدنسين والمخرّبين".

وفي موازاة الضبابية التي تحيط بقرار استدعاء أيمن شرّوف، تقدّمت وكيلة الأخير، المحامية ديالا شحادة، بمذكرة لدى النيابة العامة العسكرية، استفسرت فيها عمّا إذا صدرت أي إشارة أو تكليف من القضاء العسكري لمخابرات الجيش أو الشرطة العسكرية للتحقيق مع موكلها، الّا أنها لم تتلق أي إجابة حتى الآن.

ومع عودة الاستدعاءات غير المبررة وغير المفهومة في الشكل والمضمون، نفّذ صحافيون وناشطون، وقفة احتجاج أمام قصر العدل في بيروت، حاملين شعارات "قهوتكم مش مشروبة" في إشارة ساخرة إلى "فنجان القهوة" الشهير الذي اعتاد العسكر أن يدعو المدنيين لاحتسائه في مكاتبهم، إضافة إلى "تسقط الدولة البوليسية". وقام وفد ضمّ الزملاء الصحافيين ديانا مقلّد، جاد شحرور، وأيمن شرّوف، بزيارة النائب العام التمييزي القاضي غسان عويدات، صباح اليوم الإثنين، وبحث معه موضوع الاستدعاء، حيث استوضح النائب العام التمييزي من الوفد حقيقة ما حصل، وما إذا كان شرّوف كتب أي مقالة أو تغريدة تنطوي على قدح وذمّ تسبب باللجوء إلى هذا التصرف.

هنا أوضح الزملاء الثلاثة عدم وجود أي بلاغ رسمي، وبالتالي لا داعي لحصول "دردشة" بين صحافي وعسكري، وأن النقد في السياسة لا يعدّ قدحاً وذماً ولو كان ضد مؤسسة أمنية. وأطلع الوفد، القاضي عويدات على التعميم الصادر عن وزير العدل السابق سليم جريصاتي، الذي منع بموجبه ملاحقة الصحافيين أمام القضاء العسكري، وطالب بتطبيق هذا التعميم، وهنا اقترح القاضي عويدات على الزملاء الصحافيين، مقابلة وزيرة العدل ماري كلود نجم، وإطلاعها على تعميم سلفها جريصاتي، والطلب إليها أن تعمل على إعادة إحيائه وتحويله إليه (القاضي عويدات)، متعهداً بأن يأخذ على عاتقه وضع هذا قيد التنفيذ ووضع آلية واضحة لعدم استدعاء أي صحافي من قبل أي ضابطة عدلية". وإذ طالب الوفد بضرورة إحياء تعميم جريصاتي، دعا إلى "إضافة بنود عليه تتوافق مع حرية الصحافة، على أن يصار إلى طلب موعد للقاء وزيرة العدل، ومطالبتها بالتوقيع على التعميم وإحالته على القاضي عويدات لتنفيذه".

مصدر قضائي قال لـ"المدن" أن القاضي عويدات، "كان متفهماً لقلق الصحافيين، وللموقف الرافض لاستدعائهم واستجوابهم أمام الضابطة العدلية".  وقال المصدر إنه "في غياب نص قانوني يحظر استدعاء الصحافيين إلى المراكز الأمنية، لا يمكن للنائب العام التمييزي تغيير الواقع، لكنّ في حال وجود تعميم لوزير العدل (السابق) يمكن حينها البناء عليه، وحصر استجواب الإعلاميين في المدعي العام أو في محكمة المطبوعات في حال وجود دعوى أو إخبار ضدّ أي منهم"، لافتاً إلى أنه "في استطاعة النائب العام التمييزي أن يطلب من المدعي العام المختص، سحب الإشارة التي أعطاها إلى الجهاز الأمني للاستماع الى الصحافي، لكن في قضية أيمن شرّوف، لا نعرف إذا كانت ثمة مذكرة أو تكليف من أي مرجع قضائي بحقه، وهذا الأمر موضع متابعة حتى تتضح الصورة". وتتزايد حركة الاعتراض على استدعاء شرّوف إلى مخابرات الجيش، باعتبار أن جهاز المخابرات ليست من ضمن الضابطة لعدلية، الّا أن المصدر القضائي اعتبر في حديثه إلى "المدن" أن "مخابرات الجيش هي ضابطة عدلية لدى القضاء العسكري، وتنفّذ الاستنابات التي تصدر عن النيابة العامة العسكرية، خصوصاً في الجرائم التي تستهدف مؤسسة الجيش". وأضاف المصدر بأن "فرع التحقيق في مديرية المخابرات سبق له وحقق في مضمون مقالات وآراء تناولت المؤسسة العسكرية، لكن بعد انتهاء التحقيقات وإحالة نتائجها على النيابة العامة العسكرية، كانت الأخيرة إما تحفظ الملفّ، أو تحيله على محكمة المطبوعات، في حال انطوت النتيجة تنطوي على جرم أو قدح وذم". ويتجه محامون إلى الطلب من نقيب المحامين في بيروت ملحم خلف، التدخل من أجل منع مثول الصحافيين أمام الأجهزة الأمنية. وكشفت المحامية ديالا شحادة لـ"المدن"، أن المحامين والناشطين "سيطلبون من النقيب خلف أن يكون جزءاً من التحرّك الهادف لحماية الصحافيين، ووقف ممارسة الضغط النفسي عليهم". ودعت شحادة إلى "تطبيق المادة 49 من قانون أصول المحاكمات الجزائية، التي تمنع على الضابطة العدلية استجواب المحامي، وأن يطبّق الأمر نفسه على الصحافيين". وقالت: "الأمر لا يتعلّق بأيمن شرّوف، بل بنظرة الأمن إلى الصحافة وكيفية التعامل معها".

 

مقاربة نقدية لواقع التفكك السياسي ومفارقات البرنامج الاصلاحي

شارل الياس شرتوني/11 أيار/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/86065/%d8%b4%d8%a7%d8%b1%d9%84-%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%b4%d8%b1%d8%aa%d9%88%d9%86%d9%8a-%d9%85%d9%82%d8%a7%d8%b1%d8%a8%d8%a9-%d9%86%d9%82%d8%af%d9%8a%d8%a9-%d9%84%d9%88%d8%a7%d9%82%d8%b9-%d8%a7/

تتزامن الاخبار المتواترة حول تهريب الطحين والمازوت والدولارات الى سوريا وفضائح استيراد الفيول، مع نشر البرنامج الاصلاحي للحكومة بعد انقضاء مئة يوم على بداية عملها، ومع تنامي الخيبات والاحباطات حول امكانية الخروج من النفق المظلم والطويل الذي دخلته البلاد على خط التواصل بين الازمات المالية والاقتصادية والاجتماعية والبيئية والتربوية والوبائية المتداخلة. ثمة فرق بين التطلعات الاصلاحية لجهة صدقية التشخيص المالي والاداء الحكومي الفعلي، وحماية هوامش الحركة لجهة حماية السلم الاهلي والاستقرار الامني. تنبىء بعض التصريحات التي ادلى بها رئيس الحكومة حسان دياب عن غياب مفهوم التوافق في وضع الخيارات الاصلاحية وانفاذها، وانصياع لاملاءات سياسات النفوذ الشيعية دون اي تمييز فطن في صدقيتها المهنية والسياسية، الامر الذي يستدعي شكوكا وتحفظات حول اولوية الهم الاصلاحي في دائرة نظرها. ان واقع التبعية لسياسات النفوذ الشيعية هو بحد ذاته عائق اساسي في مجال ارساء سياق اصلاحي مستدام لانه يخالف، بادىء ذي بدء، مبدأ الاجماع القيمي الذي ينتظم على اساسه اي عمل اصلاحي، هذا ان كنا بعد اليوم في مجال التفتيش عن محاور اصلاحية جامعة، ام بصدد الخوض في سياسات انقلابية وانقلابيه مضادة. من غير المسموح لهذه الحكومة التموضع عند تخوم مبهمة، او انحيازية، او غير مهنية اذا ما اردنا ان يكون للاصلاح في هذه البلاد سبيلا. لا بد من استعادة نقدية لمحاور الاصلاح كما تناولتها الورقة الحكومية على نحو يظهر مفارقاتها سواء لجهة الاعلانات المبدئية ام الآليات الاصلاحية المعتمدة:

أ- منهجية العمل: لقد انطلق العمل من منهجية خاطئة ونزاعية لجهة حيثيات تشكيل الحكومة وآلية عملها والمناخات التي هيمنت على ادائها، الامر الذي لم تبدده تصريحات حسان دياب النزاعية، ومحاولات بعض الوزراء أخذ المسافة النقدية عما سبقهم، والقصور المعنوي لمعظم الوزراء، وفقدان التوليفة الحكومية برمتها للقوام المعنوي والاستقلالية الادائية. ان هيمنة الثنائي الشيعي فاقعة الى حد يهدد تماسك الاداء الحكومي بشكل مستمر، ويعرض التوازنات البنيوية للبلاد على خط استوائي يتراوح بين الشأن المالي والشؤون الاستراتيجية بكل مندرجاتها الحياتية والامنية. ان تجربة المائة يوم كنت خاطئة في منشأها لانها اضاعت على البلاد وقتا ثمينا في مجال تخريج الحلول التقنية، والتفاوض مع الصندوق الدولي للنقد والدول المانحة، واستعادة مناخات الثقة التي تستوجبها اية خطة أصلاح فعلية. اما السبب في ذلك فهو ارتباط الحكومة بشكل آسر بمصالح ومفكرات سياسات النفوذ الشيعية ومواقيتها واهدافها، وتحالفاتها الانتهازية والمتحركة مع الاوليغارشيات السياسية-المالية التي تحرص على تحصين مقابضها، وحماية مكتسباتها، والحؤول دون اي تسرب يحد من قدرتها الاستنسابية في التحرك واحكام الاولويات، وانتقاء الشراكات في العمل وتخريج المصالح المشتركة. ان فقدان الحكومة للاستقلالية المعنوية والثقل المهني المرادف هو العامل الاساسي الذي حال دون صياغة متماسكة وفاعلة للسياسات الاصلاحية، الامر الذي يستوجب اساسا التعاون مع مهنيين يتمتعون بالصدقية المتعارف عليها دوليا ( سواء لجهة المعرفة التقنية بالملفات، والعلاقات الدولية على مستوى الحكومات، والاسواق المالية والمؤسسات الدولية، والقوام المعنوي والتمثيلي على مستوى صيانة التوازنات البنيوية في البلاد )، ام على مستوى اشراك القطاعات المدنية والمهنية في مجال تخريج السياسات الاصلاحية ( Stakeholders ). ان المقاربة الانطوائية التي اعتمدت في مجال اعداد الخطة الاصلاحية هي تعبير مباشر عن القيود المفروضة من قبل سياسات النفوذ الشيعية، والخوف من توسيع دائرة الاستشارة والصياغة وفقدان القدرة على الاملاء، كما تظهرت مع تجاهل مبادرة نقابة المحامين التي الفت لجنة دراسات قانونية لدرس مسألة حماية ودائع المواطنين، واستعادة الاموال المنهوبة والمهربة، ودفعت باجتماعين مهمين مع ممثلي نقابات المهن الحرة، ورؤساء الجامعات الخاصة من اجل توسيع دائرة التداول الاصلاحي. ان مجرد اخذ البعد والتجاهل المبرحين والتموقف عند تخوم سياسات النفوذ الشيعية، وتجاهل حيوية وتعددية الحراكات والمبادرات المدنية والمهنية، قد اصاب صدقية الادعاءات الاصلاحية وتماسك الاداء الحكومي بهذا الشأن.

ب- الشأن المالي: لقد تمحورت الورقة الاصلاحية المالية حول معالجة ازمة المديونية العامة بشقيها الداخلي والخارجي ( ٨٧ مليار دا، ٦٢٪؜ بالليرة اللبنانية، ٣٢،٥١٪؜ بالعملات الصعبة موزعة بين المصارف والمصرف المركزي٩٠٪؜ / و١٠٪؜ من الحاملين الاجانب )، وازمات السيولة والملاءة، واعادة رسملة المصارف وهيكلتها، واعادة هيكلة المصرف المركزي والقطاع العام، وتجفيف مصادر الفساد والاهدار والزبائنية، واعادة النظر بسياسات الجباية العامة، لجهة الاقتطاعات الضرائبية والموارد الجمركية والعقارية، وتثبيت سعر النقد وتخفيض نسبة الدين العام بالنسبة للناتج المحلي ( ١٧٩٪؜ الى ٩٠ ٪؜ ٢٠٢٠-٢٠٢٧ ) ومعالجة مشكلة الانكماش الاقتصادي …،. لقد اصابت الخطة الاصلاحية في مجال تشخيص المشاكل البنيوية للمديونية العامة كما بلورته دراسة " لازرد " لجهة السياسات الريعية التي امتازت بها السياسات المالية المتعاقبة في البلاد منذ بدايات جمهورية الطائف. اما المفارقات التي تطبع المشروع الاصلاحي المقترح فتنعقد حول المحاور التالية : أ- غياب قاعدة احصائية جامعة تنبع عن فقدان تشريح مالي لكل الاداءات والسياسات التي اسست للفساد المعمم، والزبائنيات النافذة على كل المستويات، والاهدار الذي يوصف سياسات رصد الاعتمادات والاولويات والتلزيمات ( وزارات، ادارات، مصالح مستقلة، مؤسسات مشتركة بين القطاعين العام والخاص، جباية الاموال العامة من موارد ضريبية وجمركية وعقارية وقطاعية… ). ب- ان اعتماد مبدأ توزيع الخسائر على المصارف ( المساهمين، المودعين ) والمصرف المركزي هو امر طبيعي لكنه يفترض تمييزا مبدئيا بين المودعين الذين وقعوا ضحية سياسة التوظيف المضللة، والمساهمين والاداريين المصرفيين والمصرف المركزي والاوليغارشيات السياسية-المالية الذين صاغوا ونفذوا هذه السياسة بشكل طوعي انطلاقا من احتساب دقيق لمصالحهم الفردية والزبائنية. لا بد من تصحيح المقاربة الاصلاحية في هذا المجال على قاعدة تنسيب المسؤوليات في عملية توزيع الخسائر واقتطاع الودائع التي ينبغي ان تقع على عاتق الذي صاغوا هذه السياسات الريعية ونفذوها وافادوا منها على مدى ٣٠ سنة، وتلافي سياسة " الارباح الخاصة والمخاطر المعممة ".تضاف الى ذلك سياسة اعادة رسملة المصارف على قاعدة الدمج المصرفي واكتتاب المودعين في اصدارات الاسهم العائدة لمصارفهم ( Bail in ) التي يجب ان تترافق مع اعادة هيكلة المصارف على قاعدة اتفاقيات بازل الثلاث لجهة متطلبات رأس المال، وادارة المخاطر وتوحيد المعايير الناظمة، وتأمين الشروط الموضوعية للاستقرار المالي على مستوى الامن السياسي والوطني، واصلاح اليات الحوكمة والعمل القضائي، وايجاد مناخات الثقة المحفزة للاستثمارات الخارجية على تنوع مصادرها. تتطلب هذه السياسة اعادة نظر ببنية العمل المصرفي لجهة حجمه ووظائفه، وتوزع نشاطاته، وشفافية مداولاته، والتزامه بقواعد العمل المصرفي العالمي. على عمليات الدمج ان تقترن بعمليات تقييم للاصول والموجودات العائدة للمصارف المعنية من قبل صندوق النقد الدولي، للتحقق من مصادرها واستئصال ومصادرة المنتجات المالية المبيضة والسامة.اما الامر الملفت في البرنامج المطروح فهو غياب اي مقاضاة لاعمال النهب والاهدار وتبييض الاموال والاثراء غير المشروع والتهرب الضريبي وتبادل المعلومات المالية عملا بالمواد القانونية ( ٣١٨، ٥٥،٤٤ ) وباولوية المواثيق الدولية النافذة في كل من هذه المجالات.

يجب ان تستند اعادة النظر ببنية المصرف المركزي الى عدم تكرار تحوله اداة في خدمة السياسات الريعية للاوليغارشيات السياسية-المالية وضابط ايقاع مصالحها، من خلال سياسة تواصل عضوية بين قطاع مصرفي يعاني من تضخم سرطاني دفعت بها سياسات تبييض الاموال والريوع السياسية التي بنيت على اساسها سياسات الهندسة المالية التي اعتمدها. ان حيازة المصرف المركزي لهذا الدور المضخم في التداول المالي عائد الى دوره داخل المنظومة الريعية القائمة على خط استوائي بين مصالح الاوليغارشيات الشيعية-السنية ومواليها في الاوساط المسيحية، وحلفائها المصلحيين في الاوساط الاوليغارشية المالية، والبنية المصرفية القائمة. لقد تم تثبيت سعر النقد المضلل الذي كلف ٤٠ مليار دولارا بناء على اولويات السياسات الريعية واملاءاتها، لا انطلاقا من تقدير أولويات البلاد الانمائية ( التجهيزية، الاقتصادية، الاجتماعية، التربوية، البحثية، البيئية … ).تفهم عملية تثبيت سعر النقد لمدة محدودة زمنيا حماية للسلم الاجتماعي وريثما تبني البلاد قدراتها الاقتصادية، وليس على مدى ثلاثين سنة يتحول فيها المصرف المركزي الى ممول للسياسات الريعية، وتستنكف فيها المصارف عن دورها في تمويل الاقتصاد والتحول التدرجي باتجاه الاقتصاد المعلوماتي والاخضر على مختلف تطبيقاتهما، لحساب تمويل الاقتصاد الريعي الذي ارسته الطبقة السياسية المالكة للمصارف الكبيرة ( الالفا بنك ، ١٨ / .٢ ) ولمعظم القطاعات الاقتصادية في البلاد. ان دور المصرف هو بخدمة الاقتصاد وتحفيز روافده لا الحلول مكانه، لان ثبات النقد لا يرتبط بالتدابير المصطنعة والمضللة بل بقوة الاقتصاد وتنوع رافعاته. الهيكلة تتمحور حول الحفاظ على التوازنات المالية والاقتصادية الكلية، وضبط المداولات المالية ومعدلات الفوائد، ومراقبة سياسة الاستدانة، وضبط نشاطات المصارف، وحماية الودائع، وصيانة وتنمية المحفظة المالية، واعطاء الاستشارة المالية للدولة واقراضها في الحالات القصوى، وسياسة الاصدار والسيادة النقدية. ان مجرد سرد هذه الوظائف كاف لاظهار ان المصرف قد خرق معظمها كمؤشر بين لتهاوي مفهوم وواقع السيادة الدولاتية في بلادنا.

ج- ان غياب اي مقاربة تفصيلية للعلاقة العضوية بين المفكرة الاصلاحية المالية العينية والامن الوطني والاستقرار السياسي، واعادة الاعتبار لمفهوم دولة القانون من خلال تفكيك اقفالات المنظومات الاوليغارشية، عبر مفاهيم الحوكمة الرشيدة والحكم الفدرالي، والقوانين الانتخابية التمثيلية، والقضاء المهني والمستقل، ومفهوم الدولة الانمائية وما تفترضه من تواصل مع الفاعلين المهنيين والمدنيين، امر مقلق يطرح اسئلة متشعبة حول اهداف هذه الطروحات وصدقيتها. ان غياب هذا الافق الاصلاحي يعكس حدود خبرة الفريق الوزاري، وضيق هامش التحرك الذي يتمتع به، ودرجة تسكع الواقع الدولاتي اللبناني الذي تحكمه سياسات نفوذ اقليمية محكمة، وواقع السيادة المحدودة والاستنسابية، والمداخلة في الصراعات الاقليمية على تنوع محاورها واقطابها، كما يظهره دور حزب الله بشكل نافر، مع كل المفارقات السيادية والاخطار التي تلازمها على المستوى الاقليمي. ان غياب المفهوم التداخلي في صياغة البرنامج الاصلاحي سوف يضعف صدقيتها ويحول دون الخوض في سياقات تفاوضية ناجحة دوليا.

 

صفير ولبنان الكبير ولدا عام 1920... لكي لا ننسى ولكي نتعظ!

د.توفيق هندي/11 أيار/2020

ولد البطريرك الكبير مار نصر الله بطرس صفير يوم 15 أيار 1920 ولبنان الكبير يوم 1 أيلول 1920 بفارق 108 أيام. توفي البطريرك الكبير يوم 12 أيار 2019 والحصرة في قلبه على ما آل إليه وضع لبنان، وذلك ثلاثة أيام فقط قبل عيد ميلاده ال 99، وهو يشهد على الطريق المؤدية إلى إحتضار توأمه، أعني لبنان الكبير. وكأن الذكرى الأولى لوفاة البطريك الكبير، أكاد أقول لإستشهاده لما لحياته من تلازم نضالي وحياة لبنان الكيان والدولة، تنذر بالإستشهاد الوشيك للبنان الكبير في يوم ميلاده.

وإن كان للصدف التاريخية حكمها (ولادة التوأمين وإستشهادهما معا")، فلن ندع هذا الصدف يتحقق وعلى من آمن بالتوأمين أن يحفذ همته للإستماتة في أن تكون هذه الذكرى بداية لإنبعاث متجدد للبنان الكبير، فنحتفل بمئويته بدلا" من التحسر على إستشهاده وإستشهادنا معه.

فاللعنة على هؤلاء القادة الذين خانوا الأمانة!

وبعد هذه الدعوة، أعيد نشر مقال كتبته يوم إستشهاده ونشرته في جريدة النهار تحت عنوان: صفير صخرة لبنان لن تموت. وها هو نصه :

صحيح أن المجد أعطي له. فالبطريرك مار نصر الله بطرس صفير إستحق هذا المجد بإمياز. فالظروف لا تكفي لخلق الرجل التاريخي.

إنتخب صفير بطريركا" في 19 نيسان 1986، 94 يوما" بعد إنتفاضة 15 كانون الثاني 1986 التي أطاحت بالإتفاق الثلاثي. كان الظرف صعبا" وسوف تظل الظروف صعبة طوال حبريته التي إمتدت زهاء 25 سنة.

غير أن ما جعل منه بطريركا" تاريخيا" هو طينته، معدنه، أي الصفات التي تميز بها. فهو يشع بالقوة الهادئة، وهي أفعل وأصدق من شتى أنواع القوة التي نشهدها اليوم.

كان لصفير إدراك عميق لدور البطريركية المارونية في الحفاظ على الكيان اللبناني، لبنان الرسالة، المميز في محيطه العربي ولكن ليس عنه، لبنان المساحة الحضارية وليس فقط المساحة الجغرافية، حيث تتفاعل إيجابيا" الثقافات والأديان والطوائف، أو هكذا يجب أن يكون.

كان يدرك تماما" أن لبنان والحرية صنوان وأن لبنان دون الحرية يفقد علة وجوده. والحرية تعني حرية الإنسان وحقوقه في حرية المعقد والتفكير والتعبير والكتابة في العمل وتعني الحريات الجماعية من حرية الصحافة وحق التجمع والعمل والحرية الإقتصادية والحرية السياسية والعدالة الإجتماعية، حرية مسؤلة منتظمة في إطار نظام ديمقراطي.

كان متمسكا" أيضا" بحرية الوطن والشعب، وكان هذا الأمر يتجسد بالمتسك بالدولة وتنفيذ الدستور والقوانين والحفاظ على إنتظام الحياة السياسية في مؤسسات الدولة وسيادة الجيش اللبناني والأجهزة الأمنية على كافة الأراضي اللبنانية وحصرية إمتلاك السلاح وتحريكه في يد السلطات الشرعية اللبنانية، وإستقلال لبنان الناجز ورفض الوصايات الخارجية والإحتلالات أكانت إسرائيلية أو سورية أو إيرانية وعدم الدخول في لعبة المحاور الإقليمة القاتلة ورفض علاقات أي دولة بأي طرف لبناني، على أن تكون علاقات لبنان بأي بلد من دولة إلى دولة.

كان يتمسك بالعيش المشترك ولكن في الوقت عينه بالحضور المسيحي الفاعل من منطلق الحفاظ على الكيان اللبناني الذي أراده وسعى إليه البطريرك الحويك وكان يعتبر أن البطريركية المارونية أوكلت إليها حراسة هذا الكيان المميز وأن دور لبنان في العالم العربي هو رفده بهذه التجربة الفريدة في التفاعل بين الأديان والثقافات.

أسمح لنفسي أن أتحدث عن رؤيته هذه لأني كنت لصيقا" به طوال حبريته وفاعلا" إلى جانبه.

وقد قاد الحركة السيادية بحكمة وصلابة ولكن بدون تهور. وقد كان الغطاء المسيحي والوطني لإتفاق الطائف وإلى جانبه شكلت القوات اللبنانية الغطاء السياسي المسيحي لهذا الإتفاق. ولكن الظروف الدولية والإقليمية وضعت أمر تنفيذه في يد سوريا-الأسد. فلم ينفذ الوصي منه إلا ما هو بمصلحة تسلطه على لبنان.

وفي أيلول 2000 كان نداء بكركي الشهير لخروج الجيش السوري من لبنان وقبل هذا التاريخ لقاء قونة شهوان الغير معلن وتحوله في 30 نيسان 2001 إلى صيغته العلنية الموسعة.

وعند عودته من أميركا بشباط 2001 توافدت الحشود (أكثر من 250000) إلى بكركي لإستقباله ومبايعته قائدا" للحركة السيادية، فكان لهذه الحركة في لبنان قائد وشعب وساعد سياسيي، أعني لقاء قرنة شهوان.

أختم بالقول أننا سوف نكون أوفياء لتعاليمه لنخرج لبنان من تحت الوصاية البديلة والطبقة السياسية الملحقة بها والتي تعبث بالكيان والدولة والحرية والسيادة والإستقلال.

 

سنّة لبنان كأشقّائهم في المنطقة: لا قادة ولا سياسة

منير الربيع/المدن/12 أيار/202

وصل حال السياسة في لبنان إلى نقطة متقدمة من اللامنطق. كل ما هو غير اعتيادي، يجتاح الساحة اللبنانية. الأزمة الاقتصادية والانهيار المالي، وما يترافق معهما من تدهور سياسي غير مسبوق.. كل هذا وضع لبنان على سكّة الدول التعيسة والمحيطة به، ولا سيما سوريا والعراق. الفارق الوحيد أن لبنان يعيش توتراً سياسياً لم يترجم إلى صراع عسكري. وهناك قرارات واضحة بمنع وقوع أي تفجير أو توتير أمني، شبيه بما حدث ويحدث في المحيط. لكن التداعيات السياسية والمالية والاقتصادية مشابهة تماماً لأحوال سوريا والعراق، على الصعيد الجيوستراتيجي.

أميركا -إيران

بكل بساطة، نموذج اتفاق الطائف قد سقط. سيكون لبنان أمام مرحلة انتقالية جديدة، بانتظار تبلور نموذج جديد أو صيغة اتفاق جديدة. الوصول إليها يرتبط بالوصول إلى تسوية إقليمية كبيرة. نصف الاتفاق الدولي الذي أدى إلى توقيع الاتفاق النووي بين الأميركيين والإيرانيين، انعكس على لبنان في رجاحة كفة موازين القوى لصالح حزب الله والتيار الوطني الحرّ. فأنتجت تسوية انتخاب ميشال عون رئيساً للجمهورية. وقع الاتفاق، وكان الطرفان الأميركي والإيراني، يعلنان أنه لا يرتبط بملفات المنطقة. والآن تعيش المنطقة على وقع تصعيد أميركي إيراني، تمهيداً لفتح الطريق أمام مفاوضات جديدة، لا تنحصر بالشق التقني للاتفاق النووي، إنما الشروط واضحة لجهة الاتفاق على كل الملفات العالقة في المنطقة. أي اتفاق أميركي إيراني لن يعود بالزمن إلى الوراء. الطموح بإنهاء الوجود الإيراني في المنطقة وتأثيره، يبدو حالياً في خانة الأحلام، بالنظر إلى الوقائع. فعلى الرغم من الضعف الإيراني والأزمات المتتالية العسكرية والاقتصادية والمالية، تبقى إيران وحلفاؤها أصحاب القوة الأكثر تنظيماً والأكثر حضوراً. صحيح أنها قدمت وستقدم تنازلات أساسية وجوهرية. لكن ستحصل على ثمن في المقابل. الوجهة التغييرية لرتابة الوضع بدأت مع اغتيال قاسم سليماني. وكان الهدف تحييده، لفتح الطريق امام المفاوضات الطويلة والصعبة والشاقة.

السنّية السياسية

حالة الضياع التي تعيشها المنطقة من العراق إلى سوريا ولبنان، وما يجري فيها من خلافات داخل كل بيئة طائفية أو اجتماعية، هو نتيجة طبيعية لمخاضات مماثلة. وإذا ما كان هذا الضياع ينعكس خلافات متعددة داخل بنية النظام السوري العسكرية والإقتصادية والأمنية، وتحديداً على الساحة العلوية.. فإن لبنان يشهد حرباً شرسة على الساحة السنّية فيه. تمر السنّية السياسية في أسوأ مراحلها. وهي تستحق إعداد دراسات كثيرة، لاستشراف ما يمكن أن تقبل عليه. الإحباط الذي يعيشه السنّة هذه الأيام، يشبه إلى حدّ بعيد إحباط المسيحيين ما بعد الحرب الأهلية واتفاق الطائف. ويشبه إحباط الشيعة أيام ميثاق الـ43 وما تلاه. وصل الشيعة اليوم إلى ذورة قوتهم. ينتظرون تفاهماً إيرانياً أميركياً لـ"تقريش" هذه القوة والنفوذ بشكل سياسي معترف به دولياً. المسيحيون بدأوا مساعي استعادة حضورهم على قاعدة شعبوية تلقى قبولاً في البيئة المسيحية. وهذه يلتقي عليها التيار الوطني الحرّ والقوات اللبنانية. يلتقيان بقدر ما يتنافسان على من تكون له الأكثرية المسيحية، ويتزعمها. أما السنّة فهم في أسوأ أحوالهم، في مسار إنحداري، يكررون تجربة الموارنة قبل الحرب الأهلية، تطاحنهم فيما بينهم قضى عليهم. هذا لا ينفصل عن مسار دولي واضح أسهم في إضعاف الحضور السنّي في كل المنطقة، من مصر إلى السعودية وصولاً إلى سوريا. السنّة في لبنان لن يكونوا في منأى عن هذا المسار.

ما بعد الطائف وسايكس بيكو

أي اتفاق إيراني أميركي، سيغير وجه المنطقة. كما انتهى الطائف في لبنان، هناك من يعتقد بأن اتفاق سايكس بيكو قد انتهى أيضاً. ولا بد من البحث عن بدائل. لا يمكن استشراف هذه البدائل بعد. لكن المنحى الذي تسلكه الأمور، يوحي بصراعات الشعبويات المتنافرة والعصبيات المتنازعة والنزعات الانفصالية التي تودي إلى تصغير الكيانات السياسية، ليس بالضرورة على قواعد تقسيمية، بل فيدرالية، كواقع مماثل لواقع الجغرافيا السورية، والتي ستبحث الحلول السياسية في كيفية ترجمتها سياسياً أو مؤسساتياً أو دستورياً، عبر صيغ مقترحة لجمع النظام أو ما تبقى منه، مع المعارضة أو المعارضات بتوجهاتها المختلفة، بالإضافة إلى الأكراد. على أن تكون كل جهة ممثلة لمنطقة نفوذها الجغرافية. وبالعودة إلى الساحة اللبنانية الملتهبة، المخاض سيكون طويلاً والمعركة قاسية. التجاذب سيتسيد الساحة. الثورة بمجموعاتها المختلفة وتنويعتها المتعددة، ستكون بمواجهة جمهور الأحزاب. وهذا، في مقابل تحركات شعبية عفوية احتجاجية على سوء الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية. لا يمكن فصل المسار السياسي المحلي والإقليمي عن هذه التحركات. حزب الله يحصّن بيئته. البيئة المسيحية مفتوحة على التنافس التقليدي. بينما السنّة يشهدون أعنف المعارك السياسية في بيئتهم. وهذا أمر لم يعتادوه من قبل، بهذا الشكل وهذه الحدّة، إلى حد أن يصل الصراع إلى داخل البيت الواحد. كل ذلك، نتيجة غياب الرؤية أو المشروع، في لبنان ومن قبل الدول التقليدية الحاضنة للسنّة.

ضربات قاصمة

الخسائر التي مني بها السنة في المنطقة، تنعكس عليهم في لبنان، وتتجلى في صراعات تتخذ الطابع الشخصي داخل البيئة السياسية الواحدة على مسرح الطائفة السنّية. لم يعد الخلاف على نهج أو توجه سياسي. تشبه المرحلة السنّية، حقبة شهدوها في الانقلاب على حكومة سعد الحريري في العام 2011، يومها غادر الرجل إلى الخارج، غاب عن الساحة، بدأت رؤوس كثيرة تبحث عن تعظيم دورها. فيما آخرون ذهبوا إلى عقد التسويات وإبرامها وتطبيع العلاقة مع ميقاتي. كان من بين هؤلاء الرئيس فؤاد السنيورة، وحينها انتهز فرصة الخلاف مع المفتي السابق محمد رشيد قباني، لعقد لقاءات واجتماعات مع ميقاتي. فحصلت حكومته على المشروعية. كان أول ضربة قاصمة للسنّية السياسية. بعدها، جاء اغتيال وسام الحسن، ولم يقم تيار المستقبل ولا جمهوره بأي رد فعل حقيقي أو ملموس. يومها كان هناك رأي لنهاد المشنوق، بأنه لا بد من الوقوف وقفة واحدة، وإسقاط حكومة ميقاتي، والتي بالإمكان إسقاطها من طرابلس وبيروت وإقليم الخروب وصيدا. ولم يستجب لرأيه. اليوم ما يشهده السنّة أخطر، يأتي بهاء الحريري إلى المنافسة السياسية، من المنزل نفسه. هذا مسعى تسرّب في أعقاب استقالة الحريري من الرياض. وهو بحد ذاته دليل على ضعف الرؤية الاستراتيجية للحلفاء الإقليميين للسنّة. يومها أيضاً وقف المشنوق على منبر دار الفتوى، وأعلن ان السنّة ليسوا غنماً، ولا تركة يمكن لأي شخص أن يتملكها. نجح الحريري في استعادة نفسه وتسوية وضعه. لكنه لم ينجح في سياسته. أخفق كما أخفق من هم من المفترض أن يكونوا حلفاءه. اليوم يخفق الطرفان مجدداً كما سيخفق بهاء في مسعاه. لتبقى الساحة السنّية فارغة وتائهة، تنتظر بروزاً جديداً يستنهضها ببناء مشروع قابل للاستمرار ولاستعادة الدور.

 

مَن عرقل إبرام عقود جديدة لشراء المحروقات؟/"التيار العوني" بين مطرقة فنيش وسندان العلية

جورج العاقوري/نداء الوطن/11 أيار/2020

لطالما ادّعى "التيار الوطني الحر" عرقلة مسيرته في "الاصلاح والتغيير" منذ عودة مؤسسه الجنرال ميشال عون من منفاه الباريسي في العام 2005، ولكن كيف له ان يقنع نفسه أولاً بذلك بعد مضي ثلاثة أعوام ونصف على وجود العماد عون في الموقع الأول، متسلحاً بأكبر كتلتين نيابية ووزارية؟!

أضحت هذه العرقلة "قميص عثمان" يتذرّع بها "التيار" كلما سُئل عن ملف استلمه او حقيبة تولاها، وآخرها قضية "النفط المغشوش" وما قيل إنه عقد من دولة الى دولة في استيراد النفط.

ثمة "تيار" يدّعي عرقلة لأعماله منذ أكثر من عشر سنوات في وزارة الطاقة والمياه التي استلمها رئيسه الوزير جبران باسيل في 9 تشرين الثاني 2009، وتوالى عليها ممثل "الطاشناق" ارتور نظاريان ومستشارو باسيل، مع التذكير بأن حقيبة الطاقة منذ ثورة الارز العام 2005 لم تخرج يوماً من يد قوى "8 آذار".

لكن "التيار" يخلط بين مفهوم العرقلة ومفهوم تطبيق القوانين. فعدم الرغبة بتطبيق قانون المحاسبة العمومية للمناقصات والصفقات العمومية هو عرقلة ذاتية، وخير دليل محاولات الالتفاف على العبور من باب ادارة المناقصات في خطة الكهرباء التي أعاقت ولادتها مراراً.

وفي إطار تفنيد ما أسماه "العرقلة" في مسألة الاصلاح في عقد شراء المحروقات لمؤسسة "كهرباء لبنان"، أوكل "التيار" الى وزير الطاقة السابق سيزار أبي خليل عقد مؤتمر صحافي الجمعة 8/5/2020 ليُبَرّئ تياره من اي مسؤولية – ولو حتى معنوية – عن تجديد العقود القائمة مع سوناتراك الجزائرية BVI ومؤسسة البترول الكويتية. فادّعى انه سعى شخصياً في العام 2017 الى اجراء مناقصة للنفط تفضي إلى إبرام عقود جديدة، ولكن ثمة من "عرقله" من الافرقاء السياسيين في مجلس الوزراء. وذكر ان الامر حدث مع باسيل ونظاريان قبله والوزيرة ندى البستاني من بعده، متحدثاً عما وصفه "الأسطوانة نفسها: الإستقرار والأمن "الطاقوي" والعلاقات مع الدول العربية وعن انه نقاش كان هدفه إضاعة الوقت للوصول إلى التجديد التلقائي للعقود"، ومما قاله: "في النهاية أبقوا على العقد إنما نجحنا في انتزاع الموافقة لإجراء مناقصة على الكميات الزائدة" بفعل حاجة معملي الزوق والجية المحدّثين إليها و"توجهنا لإجراء المناقصة في العام 2018 إلى إدارة المناقصات التي لم تجرها ايضاً..."، بحسب أبي خليل.

للحقيقة والتاريخ، وبالتواريخ نتوقف عند ما يدّعيه ابي خليل:

- بتاريخ 14/9/2017: تقدم ابي خليل بثلاثة اقترحات لا باقتراح واحد أوحد لإجراء مناقصة جديدة (مستند رقم1 – الصفحة 3)، وهي:

أولاً: الابقاء على العقود الموقعة بعد التفاوض للحصول على أحسن الاسعار والشروط التفاوضية الفضلى.

ثانياً: اجراء استدراج عروض، وعلى اساس الاسعار المقدمة إما يتم الغاء العقود القائمة او الإبقاء عليها.

ثالثاً: الابقاء الجزئي على العقود الموقعة واجراء استدراج عروض الكميات الزائدة بفعل ازدياد (الطلب على الفيول) في معملي الزوق الجديد والجية الجديد.

- بتاريخ 2/2017/ 11: قرر مجلس الوزراء التعاقد على كمية محدودة لاستمرار المرفق وإجراء مناقصة للكمية المتبقية (مستند رقم 2).

- بتاريخ 10/10/2018: تلقت ادارة المناقصات اول مسودة من دفتر الشروط وصدر ردها بتاريخ 29/10/2018 (مستند رقم 3).

- بتاريخ 31/10/2019: تلقت ادارة المناقصات ثاني مسودة من دفتر الشروط وصدر ردها بتاريخ 2019/ 11/ 18 (مستند رقم 4).

في قراءة بسيطة لهذه التواريخ، يمكن ان نستنتج ان الوزير ابي خليل رفع كتابه بشأن العقود الى مجلس الوزراء قبل 16 يوماً من انتهاء المهلة المنصوص عنها للتفاوض مع سوناتراك وشهرين مع الشركة الكويتية ( المستند 1- صفحة 2). ما يعني عملياً انه هو من أضاع الوقت للوصول إلى التجديد التلقائي للعقود وان خيار اجراء مناقصة شاملة الذي يدعيه ابي خليل اليوم متبرئاً من الخيارين الآخرين اللذين تقدم بهما، هو اشبه برفع العتب بسبب ضيق المهلة الزمنية. فجاء قرار مجلس الوزراء بالحل الهجين اي الاستمرار بالعقود القائمة واجراء عقود جديدة للكميات الاضافية المطلوبة.

كما انه مرت سنتان ولم تحصل مناقصة للكمية المتبقية. فقد استغرق اعداد مسودة دفتر الشروط وارساله للمرة الاولى الى ادارة المناقصات نحو سنة، ثم سنة ثانية لارسال مسودة جديدة لدفتر الشروط.

حاول ابي خليل التملص من مسؤوليات تياره - المعنوية في اضعف الايمان - في ملف النفط، محملاً المسؤولية "الى كل من لم يقف الى جانبهم ولم يوافق معهم على إجراء المناقصة وكان يصوت لمصلحة تجديد العقود"، ومصوباً سهامه مباشرة على وزراء "القوات اللبنانية" في محاولة منه لفرملة "النهر المتدفق" من علامات الاستفهام بحق نهج "التيار الوطني الحر" في وزارة الطاقة، الذي اطلقه نائبها انطوان حبشي عبر الإخبار الذي تقدم به امام القضاء قبل ايام، فيما ابي خليل هو نفسه لم يكن متمسكاً باجراء المناقصة إذ تقدم بثلاثة خيارات منها التمديد للعقد.

كما بدا ابي خليل كالنعامة التي تضع رأسها في الرمال، حين لم يتوقف عند تصريح احد أسلافه وزير "حزب الله" في الطاقة محمد فنيش، بعد الادلاء بشهادته امام قاضي التحقيق الاول في جبل لبنان نقولا منصور الاربعاء 6/5/2020 والذي قال حرفياً: "أخذنا قراراً في مجلس الوزراء ان نكمل بالكميات المتفق عليها والكميات الاضافية يمكن الذهاب فيها الى مناقصة، ولكن ليس مناقصة باخرة بل مناقصة جدول زمني كما ينص هذا العقد واذا حصلنا على شروط مناقصة افضل، لا يوجد ساعتها جدل لان نبحث ونقوم بهذه الخطوة والقرار اتخذ ولكن كان المطلوب تنفيذه".

أخطاء ونواقص

فهل لأبي خليل ان يخبرنا لماذا لم ينفذ قرار مجلس الوزراء بإجراء المناقصة؟!

وهل سيكرر التذرّع بأن إدارة المناقصات لم تجرها بعدما كشف رئيس دائرة المناقصات جان العليّة المستور في "فيديو" نشره بعد ساعات من مؤتمر ابي خليل؟! اذ اكد علية ان الوزارة لم تطلب إجراء أي مناقصة في إحالتها لدفتر الشروط الذي رده بتاريخ 29/10/2018 بل طلبت إبداء الرأي الا انها لم تأخذ به، وان دفتر الشروط المقدم شابته أخطاء ونواقص تخل بالتوازن المالي للعقد لمصلحة الشركة الأجنبية، وتخلق احتكارات من خلال وضع شروط تعجيزية. كما تم رده في المرة الثانية بتاريخ 18/11/2019 بسبب استمرار تجاهل التصحيحات المطلوبة بهدف إزالة الحصرية والخلل في التوازن المالي للعقد، بالاضافة الى تجاهل الكثير من الملاحظات الواردة في تقرير خبير الاتحاد الأوروبي الذي ارفق بتقرير إدارة المناقصات واعتبر جزءاً لا يتجزأ منه.

معزوفة "العرقلة" لم تعد تنطلي على احد، وفضيحة "النفط المغشوش" مرتبطة برقابة تطبيق العقد لا بنصوصها، لذا لا يمكنها تبرير إخفاق وزراء "التيار الوطني الحر" في مراقبة تطبيق العقد أكثر من عقد.

للاطلاع على الوثائق:

الوثيقة الأولى

الوثيقة الثانية

الوثيقة الثالثة

الوثيقة الرابعة

 

التفاوض مع الصندوق بعيداً من العراضات

وليد شقير/نداء الوطن/11 أيار/2020

يترأس وزير المال غازي وزني بعد ظهر اليوم فريقاً من وزارته وبعض المستشارين لجلسة تفاوض مع خمسة خبراء من صندوق النقد الدولي، على تطبيق "زوم" الإلكتروني حول "خطة التعافي" التي وضعتها الحكومة وطلبت على أساسها مساعدة مالية من الصندوق تبلغ زهاء 10مليارات دولار.

من المؤكد ان المفاوضات ستكون محفوفة بالصعوبات نظراً إلى أن العديد من النقاط في الخطة ستخضع لملاحظات خبراء الصندوق.

في انتظار الانطباع الذي سيتكوّن بعد الجولة الأولى أظهرت الأسابيع الماضية جملة وقائع متصلة بتلك المفاوضات:

1- على رغم الحملة الشعواء التي شنها رئيسا الجمهورية العماد ميشال عون والحكومة حسان دياب وفريق "التيار الوطني الحر" بدعم من "حزب الله"، على حاكم مصرف لبنان رياض سلامة من أجل تغييره، فإن الأخير سيكون حاضراً في هذه المفاوضات وفقاً للأصول وأنظمة الصندوق. حاكم المصرف المركزي هو ممثل لبنان فيه وبالتالي هو معني باي شأن يتصل بعلاقة لبنان مع الصندوق. ولذلك انتدب سلامة خمسة مدراء وخبراء، ليكونوا ضمن الفريق المفاوض الذي يقوده وزني، ليلعبوا دوراً مكملاً. كما أن أي اتفاق بين لبنان والصندوق يتطلب موافقة ممثل لبنان في الصندوق، أي الحاكم، ليكون نافذاً. وهذا يثبت كم أن الحملة على سلامة وطلب تغييره في هذه الظروف كان متسرعاً وفيه خفة. وهو ما تنبه إليه وزني ورئيس البرلمان نبيه بري حين رفضا تغييره بشدة، فاضطر عون ودياب والحزب الى التراجع عن الحملة (إضافة الى سبب إفشال قوى أخرى للحملة).

2- ما تردد أن لبنان سيطلب مساعدة الصندوق المالية بداية في إطار المبالغ التي خصصها الصندوق للدول التي تأثر اقتصادها بتدابير مواجهة جائحة كورونا، وفي إطار تحفيز الاقتصاد العالمي لانتشاله من الركود. وهو مطلب يأمل لبنان أن يلقى تلبية من الصندوق بسرعة (زهاء 800 مليون دولار)، لأنه لا علاقة له بسياق البرنامج الإصلاحي الذي سيطلب استناداً إليه المبالغ الأخرى (العشرة مليارات) التي تساعده على التصحيح المالي والتغلب على شح الدولار في السوق لتلبية حاجاته الاساسية. إلا أن خبراء الصندوق قد يتجهون إلى عدم الموافقة على قرض كورونا خارج إطار الخطة الإصلاحية المالية الاقتصادية لأن أي مساعدة يقدمها للبنان ستكون مرتبطة بمدى اقتناعه بأن التدابير التي تتضمنها هذه الخطة تؤشر إلى مسار انحداري للدين العام اللبناني وللقدرة على السداد.

3- إن بدء المفاوضات مع الصندوق يتزامن مع مراجعة جذرية ستجرى لخطة التعافي بعد اكتشاف ثغرات فيها، لأن كثرة الطباخين ودخول الأهواء السياسية عليها جعلها متناقضة في العديد من جوانبها، فضلاً عن أنها لم تحصل على التوافق الوطني حولها الذي يشترطه المجتمع الدولي، على رغم العراضة الإعلامية التي تخللته، ومع غياب 5 أقطاب معارضين عن الاجتماع واعتراض السادس الذي حضر (سمير جعجع)، في وقت أخذ نواب وقياديون من "التيار الوطني الحر" يدلون بملاحظات جوهرية عليها مثل النائب ألان عون الذي انتقد تضمينها هدف تصفير الدين فوراً في احتساب الخسائر... فضلاً عن انتقادات رئيس لجنة المال والموازنة النيابية ابراهيم كنعان لها، من دون إغفال ملاحظات بري وسائر المعارضة. ويتردد أن دياب مع انزعاجه الشديد من هذه الانتقادات للإنجاز "التاريخي" من أهل البيت، عاد وأقر بوجوب إدخال تعديلات عليها... وهذا سيؤثر في التفاوض مع الصندوق.

 

فلتكُن انتخابات مبكرة... حمايةً للاستقرار

بشارة شربل/نداء الوطن/11 أيار/2020

ستبقى حكومة حسان دياب تتخبط في خطتها الانقاذية الى ان يقضي الله أمراً كان مفعولاً. فلا الخطة تملك التصوّر ووضوح الأدوات، ولا هي مرتبطة بجدولٍ تنفيذي زمني. هي عصارة اجتهادات شركات ومستشارين مقرونة بحسابات سياسية تعطي الكيدية حصة الأسد في محاسبة الفاسدين.

في تجارب الدول التي مرّت بإفلاساتٍ واختناقاتٍ اقتصادية ما يجعلنا نستشعر بأنّ الخطة هي بداية المخاض لا خاتمته. فليست أموال صندوق النقد أو "سيدر" جاهزة لتمويل التباسات واحتيالات على الاصلاح، ولا المجتمع الدولي جمعية خيرية ليسهل أمور حكومة محكومة من "حزب الله". أما اللبنانيون فيرفضون التضحية بودائعهم ومستوى عيشهم فداء للمنظومة السياسية والمصرفية الفاسدة التي تحكمت برقابهم منذ مطلع التسعينات.

منظومة الفساد نفسها التي أنجبت وزارة حسّان دياب غير متوافقة على الخطة. فها هي أطراف الحكومة تُشنِّع بها في مجلس النواب. هذا يتحجج بوجوب تحصينها بالقوانين، وذاك يغسل يديه من دم الصِّدِّيق. أما الشارع الذي انتج ثورة 17 تشرين فكامنٌ وعاجزٌ عن إحداث تغيير حقيقي.

حكومة حسان دياب قدَرُنا حتى إشعارٍ آخر لأنّ أدوات الدفاع عنها الشرعية والميليشيوية أقوى من قدرة المنتفضين على قلب المعادلة لمصلحة كل الشعب اللبناني. صحيح أنّ التلويح بثورة الجوع التي تحرق الأخضر واليابس منطقي، لكنه نظري. فتلك الثورة بعيدة المنال في لبنان، لضعفها البنيوي والتنظيمي ولقدرة خصومها على جلخ سكين الطائفية والمذهبية والعنف المضاد. أما شعار "الجيش والشعب يد واحدة" و"اعرف عدوك... الفاسد عدوك" فحبذا لو يتحقق على النمط السوداني، لكنّ مؤشراته مخيبة رغم أن العسكر مواطنون متضررون مثل الآخرين. ثم، لمزيد من الواقعية ولندرك صعوبة هكذا تغيير، يكفي ان نشاهد جندياً فنزويلياً يقمع متظاهرين فيما راتبه لا يتجاوز سد رمقه.

انطلاقاً من ذلك يبدو الجميع، "منظومة" (سلطة ومعارضة)، وانتفاضة شعبية، في مأزق سياسي شديد. فأي خطة نهائية، مهما خلُصت في صوغها النيات، ستخسِّر اللبنانيين جهد العمر أو سنوات، وستتمّ على وقع فقر وصل إليه نحو 60 في المئة منهم، وبطالة معظم اليد العاملة، ناهيك عن وحش سعر الصرف والغلاء. فمَن سيتحمل مسؤولية الاضطراب الاجتماعي المتوقع؟ ومن سيتمكن من اقناع الناس بأن المتمسكين بالسلطة والقرار يفعلون الصواب، فيما الفاسدون والمفسدون أخذوا على عاتقهم مهمة انقاذ البلاد ولم يقفلوا معبراً واحداً غير شرعي حتى الآن؟

هو حلمٌ ان نفاجأ برؤوس السلطة كلّها تتنحى لتفسح في المجال لأهل النزاهة والاختصاص. ولأننا نعيش في عالم الواقع، ليس هناك بديل في المدى المنظور إلا الانتخابات النيابية المبكرة، وهي مصلحة للمطالبين بالتغيير وللسلطة نفسها لو فكرت قليلاً في عواقب مرحلة عاصفة من تاريخ لبنان. فالانتخابات يمكنها تأمين استقرار يواكب أي خطة اصلاح، وهي بلا شك ضمان للسلم الأهلي وللنظام الديموقراطي.

الدعوة الى الانتخابات - من غير الدخول في جدل عقيم حول قانون انتخابات جديد - من شأنها تنظيم التوترات، واعادة انتاج برلمان لا بدَّ ان يكون فيه انعكاس لانتفاضة الشعب في 17 تشرين. والعملية بحد ذاتها ستشكل اختباراً لحجم الذين رفعوا صوت الاعتراض وقدرتهم على ترجمته في صناديق الاقتراع.

انتخابات مبكرة هي البديل عن التصارع داخل المنظومة على الخطة وعلى استعادة المواقع وعلى حسابات انتخابات الرئاسة والتوريث. لحسَّان دياب مصلحة في تلك الانتخابات لأنه يكسب وقتاً لتحقيق خطته إذا كان جدياً في اجراء اصلاحات. وللثورة مصلحة لأنها فرصة لتحقيق مزيد من الاصلاح في التمثيل بعيداً عن الأوهام والمزايدات. وللجيش مصلحة ليبقى حامياً للنظام الديموقراطي وليس أداة قمع تكرر ارتكابات زمن الوصاية والاحتلال.

وحدها منظومة الفساد العميقة تخاف من الانتخابات، وتفضل المأزق والنفق المظلم على الأمل وبشائر الخلاص.

 

حزب الله .. الانكفاء إلى لبنان

محمد قواص/سكانيوز عربية/11 أيار/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/86087/%d9%85%d8%ad%d9%85%d8%af-%d9%82%d9%88%d8%a7%d8%b5-%d9%85%d9%86-%d8%b3%d9%83%d8%a7%d9%86%d9%8a%d9%88%d8%b2-%d8%b9%d8%b1%d8%a8%d9%8a%d8%a9-%d8%ad%d8%b2%d8%a8-%d8%a7%d9%84%d9%84%d9%87-%d8%a7%d9%84/

يختلف تعامل المجتمع الدولي مع ملف حزب الله عن الكيفية التي يقارب بها العالم الشأن الإيراني.

يعلم الحزب ذلك، ويدرك أنه حتى العقوبات التي تفرضها واشنطن على الحزب سابقة على ولاية دونالد ترامب، وتكثفت في عهد سلفه باراك أوباما وطالت خصوصا شبكاته المالية داخل لبنان.

وقد أدرك حزب الله أن الموقف الدولي يتبدل ويقترب رويدا رويدا من الموقف الأميركي المعادي له، وأن القرار الأخير لألمانيا بوضع الحزب، بجناحيه السياسي والعسكري، على قوائم الإرهاب مؤشر إلى أن عدد الدول التي ستسلك هذا المنحى سيزداد، وأن الاتحاد الأوروبي قد يذهب إلى اتخاذ قرار جماعي في هذا الصدد في ما لو زال تحفظ فرنسا حتى الآن.

ولئن لا نقاش بأن أنشطة حزب الله وخياراته هي جزء أصيل من استراتيجية إيران العسكرية والاقتصادية والسياسية في الشرق الأوسط، فإن كثيرا من أنشطته المتعلقة بمسائل الداخل اللبناني وحتى أمر تدخله العسكري في سوريا، لها حسابات دفاعية ذاتية تتعلق بأمن الحزب وديمومته واستقراره في لبنان.

وقد برع حزب الله برشاقة في المناورة بين طبيعة كونه "مقاومة" يجوز لها ممارسة ما يخترق قوانين الدولة وأصول العلاقات الدولية، وطبيعة كونه حزبا سياسيا شرعيا لبنانيا له كتلته النيابية داخل البرلمان اللبناني وحصته داخل الحكومة والمؤسسات الإدارية العامة والبلديات.

وكان واضحا من تلك الدينامية أن "فائض السلاح" الذي يمتلكه الحزب (والمفترض أن وجهته الأصلية ضد إسرائيل) يستخدم في الداخل لتخويف النظام السياسي والاقتصادي والعسكري والأمني في البلد، وفرض الحزب نفسه على الطائفة الشيعية قدرا وحيدا لا بديل عنه.

والحال أن حزب الله يقرأ التاريخ جيدا ويعلم أن مراحل الميليشيات والاستقواء بالسلاح ستنتهي يوما، وقد لا يكون هذا اليوم بعيدا، وهو لهذا السبب يسعى منذ سنوات إلى تحصين وجوده السياسي، ليس داخل المؤسسات السياسية فقط، بل داخل النظام السياسي اللبناني برمته.

وقد أعيد في الآونة الأخيرة، ومن خلال حلفاء الحزب ومنابر قريبة منه، المطالبة بعقد مؤتمر تأسيسي كان أمين عام الحزب، السيد حسن نصر الله، قد تحدث عن ضرورته قبل سنوات قبل أن يتوقف عن المطالبة به لاحقا.

وقد أمسك حزب الله من خلال "فائض السلاح" بالمفاصل السياسية في لبنان، خصوصا وأن تحالفه مع "التيار الوطني الحر" بزعامة الجنرال ميشال عون منح الحزب الشيعي تغطية مسيحية داخلية كما لدى المحافل والعواصم الدولية.

ووفق هذا الواقع بات مصير الحكومات في لبنان في تشكلها وبقائها وسقوطها رهن أجندة الحزب وحده. وكان واضحا أن الحزب الذي قاد انقلابا على حكومة سعد الحريري عام 2011 وأبعده عن الحكم والبلد لخمس سنوات، أقنع زعماء البلد (بما في ذلك الحريري) أن لبنان بات ملعب الحزب وأن أي دور داخل هذا الميدان لن يجري إلا بالاتفاق معه.

والواضح أن حزب الله يزداد انكفاء إلى الداخل اللبناني وتوقا لتقوية نفوذه داخل المؤسسات الدستورية اللبنانية، خصوصا أن رهاناته كما رهانات طهران في سوريا باتت ضعيفة، وأن مستقبل النظام تحدده روسيا بالتفاهم مع المجتمع الدولي، كما أن الحرية التي تتمتع بها إسرائيل من قبل العالم في ضرب البنى التحتية العسكرية لحزب الله في سوريا، توحي بأن مكانة طهران وحزب الله في مستقبل سوريا باتت محدودة.

وكان حزب الله -القلق على وضعه السياسي في لبنان- اعتبر أن الانتفاضة الشعبية التي انطلقت في لبنان في 17 اكتوبر الماضي تمثل خطرا حقيقيا على سطوته على البلد، فأكثرَ من تخوينها واتهامها بالعمالة وتنفيذها لأجندات خارجية. وقد كان حزب الله مستعدا لدعم حكومة جديدة يرأسها سعد الحريري شرط أن يبقي نفوذه السياسي كاملا داخلها.

وتمثل حكومة حسان دياب ملاذا آمنا لنفوذ حزب الله لحاجته إلى التحصّن تحت سقف حكومي شرعي يقيه الضغوط الدولية المضطردة.

ولن يمانع الحزب بإسقاط هذه الحكومة واستبدالها بأخرى يشارك فيها الخصوم إذا ما تغيرت الظروف الإقليمية والدولية طالما أن الأمر يضمن له النفوذ الذي يحرص على صيانته.

وبغض النظر عن الخطب الشعبوية التي يطلقها الحزب وزعيمه، وعلى الرغم من استمرار العقوبات الأميركية الموجعة ضده، إلا أن حزب الله يسعى إلى مخاطبة العالم، وواشنطن خصوصا، من خلال الحكومة الحالية، والإفصاح عن جانب "تسووي" لافت قد يمهد إلى تنازلات كبرى لطالما كانت من المحرمات في السابق.

ولا يمكن هنا التقليل من أهمية إخلاء سبيل اللبناني حامل الجنسية الأميركية، عامر فاخوري (المتهم بالعمالة لإسرائيل)، من قبل محكمة عسكرية وحكومة خاضعتين لنفوذ الحزب.

وليس مستبعدا، وفق هذا المعطى، الإذعان للضغوط الأميركية وإظهار مرونة ما في ملفات عديدة، لا سيما المتعلقة بالنزاع الحدودي بين لبنان وإسرائيل، كما أن قرار الحكومة اللبنانية الأخير التفاوض مع صندوق النقد الدولي يأتي متناقضا مع لاءات سابقة كان أطلقها الحزب ضد هذه المؤسسة المالية التي "تعمل لصالح قوى الاستكبار".

 

هل يتدخّل مصرف لبنان بمليار دولار؟

كلير شكر/نداء الوطن/11 أيار/2020

بانتظار أن تظهر أولى نتائج المفاوضات الثنائية بين وزارة المالية اللبنانية وصندوق النقد الدولي، والتي تنطلق اليوم الاثنين، وقد تحتاج إلى أشهر لترجمتها دعماً مالياً، تواجه الحكومة تحدياً أساسياً يتصل بسعر صرف الدولار، لكي لا تكون المرحلة الفاصلة، بركاناً قد يهدد كل الاستقرار الاجتماعي. ولهذا تسعى رئاسة الحكومة إلى ايجاد آليات قانونية وقضائية تساعد على لجم سعر الدولار الآخذ في الارتفاع بشكل صاروخي. هذه النقطة بالذات هي واحدة من المسائل العالقة بين رئيس الحكومة حسان دياب وحاكم مصرف لبنان رياض سلامة منذ لقائهما الأخير، حيث طلب رئيس الحكومة من حاكم المركزي التدخل في سوق الصرف أسوة بما كان يفعله طوال ثلاثة عقود من الزمن، لمحاصرة الصعود الجنوني لسعر الدولار ولجمه بالحدّ الأدنى منعاً لحالة التفلت الحاصلة والتي تسبب فوضى اجتماعية واقتصادية تهدد الأمن الغذائي وتنذر بانفجار اجتماعي.

ولعل تركيز الأجهزة الأمنية في هذه الأثناء، على عمل الصرافين، الشرعيين وغير الشرعيين، ما هو إلا واحد من الآليات المتبعة في قبل السلطات المركزية، في محاولة لكسر الطوق المتحكم بسعر التداول في السوق حيث تبدو الحكومة الحلقة الأضعف فيه، طالما أن مصرف لبنان يقف مكتوف اليدين ويرفض التدخل بشكل فعلي وعملي لتنظيم حالة الفوضى المالية والنقدية.

كثيرة هي الحجج التي يقدمها سلامة لكي لا يفرج عن "صندوق الدولارات"، أهمها أنه يرفض المس بالاحتياطي الإلزامي لأنه المخزون الأخير المحفوظ للمواد الأساسية. كما يتردد في أوساط غير رسمية، أنّ سلامة يرفض التدخل في سوق الصرف خشية من سحب "حزب الله" للدولارات وهذا ما دفع الأمين العام للحزب السيد حسن نصرالله إلى التطرق لهذه المسألة نفياً لها وللتأكيد أن "حزب الله" يأتي بالدولارات وليس العكس.

ولذا اكتفى حاكم المركزي في مساعيه لمواجهة ارتفاع سعر الدولار، بتسطير تعاميم لم تؤد إلا إلى مزيد من البلبلة والارباك في الأسواق، مع أنّ المطلعين على موقف رئيس الحكومة نقلوا عنه أنّه أصر على سلامة القيام بخطوات مالية ومنها تأمين مبلغ مليار دولار لضخه على مراحل في سوق الصرف حتى نهاية العام للجم سعر الدولار على قاعدة أنّ وقف سداد سندات اليوروبوند خفف من الأعباء من أمام مصرف لبنان، كما أنّ الأخير يتكبد كلفة عالية لتغطية فارق أسعار المواد الأساسية من نفط وقمح وأدوية. وبالتالي إنّ مجرد انخفاض سعر الدولار ولو بنسبة محدودة قد يخفف التكاليف على مصرف لبنان، وبالتالي إنّ ضخ السيولة سيكون عاملاً مساعداً لمصرف لبنان وليس العكس. ولكن حتى الآن، لا يزال "المركزي" في موقع المتفرج.

وقد اكتفى سلامة باصدار تعميم يحدد سعر الصرف بـ3200 على أن يتم توقيف الصرافين المخالفين، وبتعيمم آخر يقضي بجمع دولارات التحويلات التي تصل عبر الشركات الالكترونية (يبلغ حجم التحويلات الالكترونية الشهرية حوالى 65 مليون دولار). فيما كان يفترض أن يكون الاجراء الأخير بمثابة "احتياطي" جديد لمصرف لبنان للتدخل والتخفيف من وطأة السوق السوداء التي تلهب سعر الدولار، ذلك لأنّ حركة السوق الداخلية تبلغ في الوقت الراهن يومياً حوالى 5 ملايين دولار ما يعني أن مصرف لبنان قادر بما تيسر له من دولارات محولة عبر الشركات على ضبط سعر الصرف ولو بحدود اذا ما تدخل بنحو مليون دولار يومياً. أكثر من ذلك، فقد أفادت المعلومات أنّ مصرف لبنان سحب خلال الأيام الأخيرة السيولة الموجودة في المصارف الخاصة من عملات أجنبية، الأمر الذي تزامن مع ارتفاع سعر الدولار خلال ساعات قليلة بنحو 25% بدلاً من انخفاضه. وهذا ما أدى إلى توتر خطوط التواصل بين رئاسة الحكومة ومصرف لبنان.

بناء عليه، يبدو أنّ تدخل مصرف لبنان بشكل جديّ في سوق الصرف بات أمراً أكثر من ملح بالنسبة لرئاسة الحكومة، التي تعتبر أنّ الأسباب التي يقدمها الحاكم غير مقنعة ولا تعبر عن حقيقة الوضع. ولا بدّ من خطوات عملية لكي يستقيم الوضع بين السراي والمركزي.

في هذه الأثناء، يفترض أن تشارك جمعية المصارف في اجتماع سيعقد اليوم في السراي الحكومي لمعالجة مسألة التحويلات المالية للطلاب الذين يتابعون دراستهم في الخارج بعدما دفعت أوضاعهم المزرية ممثل الأمين العام للأمم المتحدة الى رفع الصوت عالياً للدفع باتجاه تسهيل التحويلات للطلاب. اذ غرّد ممثل الأمين العام للأمم المتحدة في لبنان يان كوبيتش عبر حسابه على "تويتر" قائلاً: "أناشد البنوك أن تقوم بالإفراج الفوري وتحويل الأموال اللازمة للطلاب اللبنانيين الذين تقطعت بهم السبل في الخارج في ظروف عصيبة". ويُنتظر أن يتم التفاهم على آليات معينة تساعد هؤلاء على تيسير أمورهم.

 

تهريب المشتقات النفطية عبر المعابر غير الشرعية يستنزف آخر الدولارات/سوريا تمتص الرغيف والسيولة من لبنان

خالد أبو شقرا/نداء الوطن/11 أيار/2020

انفجرت في منتصف العام الماضي فضيحة تهريب المشتقات النفطية إلى سوريا. وقتذاك بينت دراسة لـ "بلوم إنفست" ان فاتورة استيراد النفط في لبنان ارتفعت في الأشهر الستة الاولى من العام 2019 إلى 3.37 مليارات دولار بعدما كان معدلها نصف السنوي لا يتجاوز 1.6 مليارا. هذا الفرق الكبير بالاستيراد المقدرة كميته بأكثر من 3 مليون طن جرى تهريبها الى سوريا. ومن وقتها شرّعت المعابر أكثر وزادت عمليات التهريب، رغم كل الوعود الرسمية والمطالبات الشعبية باقفال المعابر غير الشرعية.

داخ منير سائق الحافلة الكبيرة التي تنقل الموظفين من الجبل الى بيروت، وهو يتنقّل من محطة إلى أخرى لتأمين 5 براميل من مادة المازوت على السعر المنخفض، لكنه عبثاً كان يحاول. فالسوق المحلية على حد قول أصحاب محطات المحروقات "منشّفة". أما المواطنون وأصحاب المصانع والمؤسسات الخدماتية فلن يستفيدوا من السعر المنخفض لصفيحة المازوت التي وصلت الى ما يعادل 6 دولارات، بسبب انخفاض اسعار النفط عالمياً، وتأمين مصرف لبنان 85 في المئة من الدولار المدعوم لاستيراد المشتقات النفطية.

"التهريب" من أمام الصنعة

بحسب المعطيات فان الكمية المهربة من مادة المازوت الى سوريا تصل إلى حدود 2 مليون ليتر يومياً أو ما يعادل 730 مليون ليتر سنوياً، بقيمة تصل إلى 220 مليون دولار، على سعر 60 دولاراً للبرميل. يضاف اليها مواد نفطية أخرى، ترفع فاتورة التهريب الى حدود 400 مليون دولار. وعليه فان مصرف لبنان الذي يدعم المشتقات النفطية بنسبة 85 في المئة يتكبد خسائر بقيمة 340 مليون دولار تذهب بطريقة غير شرعية الى سوريا. ضياع مئات ملايين الدولارات على انعاش اقتصاد سوريا يأتي في الوقت الذي "لا يتطلب فيه دعم المواد الاولية للصناعة الوطنية أكثر من 300 مليون دولار أميركي"، يقول عضو هيئة مكتب المجلس الإقتصادي والإجتماعي د. أنيس أبو دياب. "فالحصار الاقتصادي على سوريا وانهيار عملتها مقابل الدولار سيجعل من كل مادة تدعم في لبنان عرضة للتهريب إليها، على حساب فاتورة الدعم اللبنانية". وبرأي أبو دياب فان "استمرار ارتفاع الدولار في لبنان سيشجع أكثر على التهريب لانه يزيد من ربح المهربين". هذه العملية المحترفة التي تتم عبر صهاريج تنقل المازوت الى الحدود وتفرغه في خزانات كبيرة، لينقل من بعدها عبر انابيب خاصة إلى الداخل السوري، لا تستنزف الدولار المدعوم من أمام اقتصاد متهالك فحسب، بل من الممكن ان تعرّض لبنان إلى عقوبات اقتصادية نتيجة تهريبه مادة محظورة الى دولة معاقبة دولياً. هذا فضلاً عن انه من المحتمل ان يكون المهربون رجال اعمال سوريين يتقاضون الثمن بالليرة السورية أو بأي وسيلة دفع أخرى. مما يعني عدم دخول الدولار الناتج عن التهريب إلى البلد من جديد. وبحسب أبو دياب فان "الاقتصاد اللبناني يخسر مرتين: مرة باستنزاف الدولار المدعوم عبر التهريب، ومرة بزيادة الطلب على الدولار في السوق المحلية مما يؤدي الى ارتفاع سعره".

"شخصنة" التهريب

"منذ أكثر من عشر سنوات ونحن نطالب بايقاف التهريب عبر المعابر غير الشرعية وضبط تلك الشرعية، انما للأسف فان الأمور تشخصن وتصور الطلبات كأنها مس بالشخصيات والقيادات"، يعلق عضو تكتل الجمهورية القوية النائب فادي سعد على استمرار عمليات التهريب، وفشل كل محاولات اقفال المعابر غير الشرعية. "فليس المهم ان يجوع المواطن او يفلس البلد بل المهم ان لا تخدش شخصية المسؤول". وبحسب سعد فانه "عندما اثرنا قضية التهريب عبر المعابر في الماضي القريب، اعتبر

"حزب الله" نفسه المتهم الأول، واخذ وزير الدفاع الياس أبو صعب المطالبة كإهانة شخصية له". وعليه فان عمليات التهريب استفحلت أكثر من أي وقت مضى وأظهرت الوقائع ان كل "البروباغندا" الاعلامية التي أظهرت تشديد المراقبة وتسكير ممرات المهربين الصغار على "الدواب"، لم تكن إلا رأس جبل الجليد الذي يخفي تحته معابر الشاحنات. اليوم ومع انهيار لبنان ومحاولات دعم السلع الاساسية من اللحم الحي، لم يعد التهريب مشكلة قانونية أو حتى سيادية بل أصبح جريمة موصوفة بحق المواطن اللبناني واقتصاده. فـ "بأي منطق أو عقل تهرّب السلع المدعومة"، يسأل سعد ليقول انه "آن الاوان لوقف التهريب بشكل نهائي، وتغيير النهج الوقح عند فئة من المسؤولين الذين تمر عمليات التهريب وفساد صفقات الفيول المغشوش وتجديد المناقصات رضائياً والبواخر والسدود والمعامل من أمامهم، وهم يصمون آذانهم ويقفلون أنوفهم ويغمضون أعينهم ولا يحركون أي ساكن. فان كانوا على علم مصيبة وإن كانوا لا يعلمون فالمصيبة أكبر".

 

مِن دولارات القذافي إلى "العشرين ألفاً" المزوّرة  ... سوق سوداء ودليفري ومافيات في كل البلد

جنى جبّور/نداء الوطن/11 أيار/2020

بعدما أصبح الدولار الشغل الشاغل للبنانيين، تحوّل كل ساعٍ إلى الربح السريع إلى صرّاف مشبوه يحاول الإستفادة من ارتفاع سعر صرفه الجنوني، أو إيجاد مصدر رزق محفوف بالمخاطر، وبإزاء هذا الإنفلات ظهرت "مافيات" جديدة من "فئة" الشباب، وانتشرت العملات المزورة بشكل واسع بيننا.

لا تعرف كيف تهبط عليك العروضات من كل حدب وصوب بمجرد بوحك أنّ بجيبك 100 دولار أميركي تنوي صرفها "لبناني" وبسعر مغرٍ، على الرغم من أن التخلي عنها كما الحصول عليها صعب. الكل يريد الاستحواذ على العملة الخضراء وتخزينها، ما ساهم بتوسع رقعة السوق السوداء، التي لم تعد تقتصر على الصيارفة الذين اغلقوا أبواب محالهم مرة لرفضهم الالتزام بسعر الصرف المحدد، ومرة نصرةً لزملائهم الموقوفين، فراح الكثيرون منهم يعملون من منازلهم بالسعر الذي يناسبهم، مع علمهم أن منافسين لهم ينشطون في السوق السوداء، والبعض حوّل رصيف البربير الأسبوع الماضي الى "بسطة" لشراء الذهب بأدنى سعر وبالليرة اللبنانية، وبربع ثمنها بالعملة الأجنبية "الدولار".

نقل الأموال

حقيبة من المال... ومواكب مسلّحة

على طريقة الافلام البوليسية، تجري الأمور. مواكب سيارات فيها شباب مسلحون بحوزتهم حقيبة من المال، يتوجهون الى الطرق الجبلية أو الى أماكن فيها كاميرات مراقبة محسوبة عليهم، لتنفيذ عمليات التسليم والتسلّم. الشباب غير مدربين، يعتمدون على حدسهم وسرعة بديهتهم لانجاح عملياتهم، وقد يستعين البعض بأصدقاء لهم في القوى الأمنية يرافقونهم في خلال التنفيذ نظراً لخبرتهم، "وكلو بحقو" طبعاً، بحسب معلومات أكدها تجار الدولار في السوق السوداء لـ"نداء الوطن". على أي حال، قد ينفد البعض بريشه، والبعض الآخر "يأكل الضرب"، تماماً كما حصل الاسبوع الماضي في حالات. وفي التفاصيل، إتصل أحدهم بعدد من الاشخاص الذين يقومون بالتصريف في المنطقة وعرض عليهم بيع 100 الف دولار اميركي بـ250 مليون ليرة لبنانية، الا أنّ جميعهم رفضوا بعد سلسلة من المفاوضات لتحديد المكان والزمان، وشكوا بأمر هذه العملية، عكس احد الشبان الذي قبل العرض. وكانت النتيجة سلبه مبلغ 250 مليون ليرة لبنانية بقوة السلاح، والاعتداء عليه بالضرب بعد استدراجه وإيهامه بتصريف المبلغ المذكور وفرّ المعتدون الى جهةٍ مجهولة. بعدها تمكنت شعبة المعلومات في قوى الأمن الداخلي من العثور على السيارة المستخدمة في عملية السلب في محيط مرفأ بيروت، وضبط داخلها 25 رزمة من الأوراق البيض بمقاييس أوراق عملة الدولار الأميركي، إضافةً إلى مبلغ 600 دولار أميركي وضعت على سطح هذه الأوراق داخل الحقيبة.

نجلس مع طارق، شاب اتخذ من شراء الدولار وبيعه "مصلحة" له. هو ضاعف أمواله منذ 6 اشهر عدة مرات حتّى الآن. بين الجملة والأخرى، يرن هاتفه. كلمتان لا يقول سواهما "بيع"، "اشترِ". نسأله عن سعر الدولار اليوم فيقول 4200 "بس خف كتير الدولار بالسوق". يسألني: "اذا بدك تشتري، طولي بالك، أنا أعلمك بالوقت المناسب".

هو في الاساس يعمل بالخشب، الا انّ مصلحة الدولار جعلته ينسى عمله الأساسي، فتحول الى صراف يفهم بالاقتصاد والقانون، ويجزم أنّه لا يمكن ضبط السوق السوداء. لا يعتبر طارق نفسه خارجاً عن القانون، فحسبما يقول: "أقوم بعمليات الصرف لأحافظ على مالي وخصوصاً بعد تراجع قيمة الليرة اللبنانية، وعدم توافر الدولار في المصارف. وبالأصل قد تكون إحدى القوات الاجنبية العاملة في لبنان، أول من بدأ بعمليات التصريف، فكانت تبيع الـ100 ألف دولار بـ250 مليون ليرة لبنانية، في وقت كانت قيمة صرفه ما زالت 1500 ليرة لبنانية للدولار الواحد، من هنا بدأنا نشعر بأنّ الأزمة قريبة".

احذروا التزوير

إحذروا تزوير الـ20 ألف ليرة

شكّل طارق فريق عمل خاصاً به، يستعين بأفراده بحسب حجم كل عملية؛ فاذا كان المبلغ ضئيلاً، تتم عملية البيع والشراء في المنازل، ولا حاجة عندها لأي مواكبة. بينما اذا فاقت عملية الصرف الـ20 ألف دولار، فعندها يرسم طارق خطة التنفيذ ويوزع المهام على فريقه المسلح. وغالباً ما يتم التنفيذ على الطرقات الجبلية، حيث يلتقي فريق الشاري مع فريق البائع ويتبادلان حقائب المال. ويضيف: "الموضوع ليس بلعبة، ويجب التفكير بكل تفصيل وأن تكون الخطة محكمة جيداً. فمثلاً اذا رفض الفريق الآخر التبادل على الطرقات، نحاول قدر المستطاع استدراجه الى مكان تغطيه كاميرات مراقبة نعرف أصحابها. وفي حال كان المبلغ ضخماً، نفضل الاستعانة بشركة خاصة لنقل الأموال لضمان العملية، وغالباً ما يستفيد أكثر من 15 شخصاً من العمليات الضخمة، لذلك نبتعد عن المخاطرة". لا يخفي طارق تعرضه للغش في خلال عمله، ويقول "تنتشر بشكل هائل في مناطق شرق بيروت أوراق نقدية من فئة 20 ألف ليرة لبنانية مزورة، وشخصياً تعرضت للغش بمبلغ قدره 5 ملايين ليرة لبنانية على شكل 20 ألف ليرة لبنانية مزورة. لذلك، أنصح الجميع بالانتباه الى كل ورقة 20 ألف ليرة يملكها، ويمكن التأكد منها من خلال النقاط الموجودة في أسفلها. كذلك، إثر مقتل معمر القذافي، عرف أنّ ثروته موجودة في سوريا وشمال العراق، وتمّ ادخال كمية لا بأس بها في صيف العام 2019 الى جنوب لبنان وشتورا. ويتم بيع دولارات القذافي على قيمة صرف 2000 ليرة لبنانية لكل دولار. الا انّ المشكلة تكمن برفض المصارف استقبال هذه الأموال، لكننا لم نكن نعلم بذلك، ما سبب لنا المشاكل".

تسليم وتسلّم على طريقة المافيات

تزوير الشيكات

وإذا كان طارق تخلى عن عمله بالخشب، فالشاب جاد "معلم الكهرباء"، ترك أيضاً مهنته الاساسية، ووجه تركيزه على تجارة الدولار. لا يعمل جاد مع أي صرّاف، ولا يملك المال لا بالليرة اللبنانية ولا بالدولار الاميركي ليُصرفها على حسابه الخاص، بل يتعامل مع التجار بمختلف المجالات، تجار تبغ، تجار سيارات، وغيرهم... فالتاجر همه الحصول على الدولار لشراء البضاعة، وجاد همه الاستفادة من العمولة التي يفرضها على كل صرف. يقول جاد: "أؤمن للتاجر الزبائن الذين يملكون الدولار. هو يزودني بالليرة اللبنانية وأنا اصرّف للزبائن، وأتحكم بالصرف بحسب الزبون والكمية، أي اني قد اضيف من 50 الى 200 ليرة على سعر الصرف، ففي النهاية "الشاطر بشطارتو". صحيح أنّ جاد لا تتوافر له المبالغ الضخمة، الّا أنّه يتبع نهج عمل طارق، بحيث يصرّف المبالغ الصغيرة في المنازل، والمبالغ التي تفوق الـ5000$ في المكان الذي يحدده. ويؤكد أنّ "سلاحي غير مرخص لكنه لا يفارقني، حتّى لو اردت تصريف 10$، ففي الاصل انا غير قادر على تأمين اي مبلغ للتاجر الذي اعمل معه في حال تعرضت للسرقة". ويضيف: "لا أتعامل بالـ"شيكات"، فهذه عملية معقدة وغالباً ما يقوم بها "المرابون"، بالاتفاق مع بعض مدراء المصارف الذين يحصلون على حصتهم. كذلك، انتشر في السوق الكثير من الشيكات المزورة، نتيجة تصوير الشيكات وتناقلها عبر الواتساب، ما سمح للبعض باستعمال الارقام التسلسلية للشيك وتزويره ومن ثمّ بيعه".

الجميع يتاجر بالدولار... فمن يحاسب؟

$100 مزورة؟

وبالرغم من التدابير الأمنية التي اتخذها جاد لحماية نفسه، الا أنّ هذا لم يحمه من عملية التزوير التي تعرض لها منذ يومين، حيث أقدم شخص من التابعية السودانية على تصريف مبلغ بقيمة 1500$، ليتبين لاحقاً أنها مزورة. يقول جاد "لحسن الحظ اني كنت قد كتبت اسم الشخص على المبلغ الذي حصلت عليه منه، فاسترجعت أموالي". وعند سؤاله، كيف أعاد أمواله؟ أجاب: "مش مهم، المهم عالجنا الموضوع". وكما حذّر طارق من تزوير ورقة الـ20 ألف ليرة، فنصيحة جاد "بجَمل": "إحذروا ورقة الـ100$ التي يعود تاريخ إصدارها إلى العام 2006، فمعظمها مزور ومنتشر بكميات بيننا".

 

الديمقراطية في الخطاب اليساري

محمد علي مقلد/موقع الحوار المتمدن-العدد: 6561/11 أيار/2020

المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم

لا شيء أكثر التباساً في الخطاب اليساري من مصطلحي الدولة والديمقراطية، وهو التباس ناجم من الخلط المفاهيمي بين الدولة والسلطة وبين الديمقراطية والحرية، ومن «الفقر المعرفي»، إذ كان يتركز اهتمام فكر اليساريين على الثورة لا على الدولة، بل الثورة على الدولة، وعلى المركزية الديمقراطية لا على الديمقراطية، بل المركزية التي تلغي الديمقراطية، ولم تكن تعنيهم مصادر المعرفة المتعلقة بهذين المصطلحين، لأن التأويلات السوفياتية للماركسية اختصرت، بنظرهم، كل المعارف، وباتت كأنها آخر الديانات غير السماوية. لذلك لم يكتب اليساريون عن الديمقراطية إلا في وقت متأخر، بعد أن فرضت الديمقراطية نفسها مادة وحيدة على جدول عمل التغيير في العالم العربي، ما جعل تلك الكتابات المستلحقة تظهر كأنها دفاع عن الماضي مشحون بالتوتر والروح الكفاحية ضد البديل الوحيد المحتمل، أي الدولة الديمقراطية.

قبل مرحلة الانهيارات كانت مهمة الانتقال إلى الاشتراكية، باعتبارها سمة العصر، ومهمة محاربة الاستعمار تقتضيان الاقتداء بالتجربة الأم، أي الانطلاق من الاستيلاء على السلطة واحتكارها من أجل بناء دولة الطبقة العاملة، أو الدولة القومية، فاستلهمت الحركات اليسارية والقومية في العالم العربي أحد النموذجين اللينيني أو النابليوني اللذين بدا معهما مصطلح «الدولة الديمقراطية» غريباً عن سياق المهمات التي يتطلبها اغتصاب السلطة بقوة السلاح، ولذلك خلت النصوص اليسارية من أية مقاربة للديمقراطية، إلى أن ظهرت إرهاصات الأزمة في النموذج السوفياتي وفي تجارب الانقلابات العسكرية العربية، وبدأت الديمقراطية تحتل حيزاً من الاهتمام في الخطاب القومي واليساري، فنشرت في الثمانينات كتب ومقالات تتناول هذه المسألة، من بينها بحث مطوّل لكريم مروة في مجلة الطريق في بداية العام 1985، وكتاب بيان من أجل الديمقراطية لبرهان غليون عام 1986، وبعدهما مقابلة مع السيد محمد حسين فضل اللّه عن الحريات والديمقراطية في العدد 65 من مجلة المنطلق. سنكتفي باستعراض ما استقر عليه معنى الديمقراطية في بحث كريم مروة الذي شغل لفترة طويلة موقع نائب الأمين العام للحزب الشيوعي اللبناني، قبل أن يقوم بقراءة نقدية جذرية لتجربته الفكرية والحزبية بعد أكثر من عقد على نشره هذا البحث.

ماذا يقول كريم مروة عن الديمقراطية؟ يبدأ مروة من تعريف الديمقراطية بقوله إن «الديمقراطية هي الحرية للجميع ... وهي سيادة الأغلبية» (مجلة الطريق، العدد الأول،1985،ص19)، ثم يقول جازماً «ليس صحيحاً أن الديمقراطية هي دائماً حق الاختلاف، أو حق الاعتراض أو حق التمايز» (ص27) «ومن هنا الرفض المطلق لفكرة (التعدد) تعدد الأحزاب التي تمثل مصالح الطبقة العاملة. ثمة حزب واحد وفكر واحد وبرنامج واحد» (ص29). يظهر بوضوح أن الديمقراطية التي يعنيها اليسار هي تلك التي توفر له حرية الحركة والنضال لبلوغ مرحلة «الاستيلاء على السلطة» (ص31)، لأن اليسار الذي يتعامل مع مسألة الديمقراطية كهدف بذاتها يتحول، بحسب كريم مروه، إلى يسار إصلاحي، وإلا فإن عليه وعلى القوى الثورية طرح الاستيلاء على السلطة كمهمة استراتيجية(ص25). ولهذا فإن أي بحث يتعلق بالديمقراطية ينبغي أن يكون بحثاً عن «توفير الشروط الأفضل لمتابعة النضال الثوري، وصولاً به إلى غاياته، إلى انتصار الثورة... والثورة هنا، في بلداننا هي الثورة الوطنية الديمقراطية»(ص18). إذن هو يقول ما قاله السيد محمد حسين فضل اللّه في المقابلة المشار إليها أعلاه. إنهما مع الديمقراطية ما دامت توفر حرية الحركة لنضال كل منهما من أجل مشروعه، الثورة الوطنية الديمقراطية عند الشيوعيين والدولة الإسلامية عند الإسلاميين. من هنا تبدو الديمقراطية، في نظر مروة، «أداة من أدوات الصراع الطبقي»(ص18)، لأن «الأساس، إذن، في نظرتنا إلى الديمقراطية هو الصراع بين الطبقات... بين الطبقة العاملة المتحالفة مع سائر الطبقات والفئات الاجتماعية التي يستثمرها الرأسمال، وبين البرجوازية كطبقة مسيطرة» (ص19- 20)، وهذا «يفرض على القوى الثورية، وعلى التحالف الطبقي الثوري، موقفاً من مسألة الديمقراطية ينسجم مع البرنامج الذي تطرحه هذه القوى وتتصدى لتحقيقه بالنضال، بكافة أشكاله، بما في ذلك العنف الثوري، رداً على العنف الرجعي»(ص23). وقد حدد مروة ثمانية عناوين لهذا البرنامج: «1 - النضال من أجل انتزاع أكثر ما يمكن من الحقوق في ممارسة النشاط وفي التمتع بحرية العمل. 2 - النضال من أجل الإصلاح الديمقراطي بهدف إضعاف النظام البرجوازي. 3 - النضال السياسي والفكري عبر التنظيمات السياسية والديمقراطية. 4 - النضال لتعطيل دور أجهزة القمع السياسية والإيديولوجية والعسكرية. 5 - النضال دفاعاً عن الحقوق القومية للأقليات. 6 - النضال من أجل الوحدة القومية. 7- الارتقاء بأشكال النضال وصولاً إلى العنف الثوري في مواجهة العنف الرجعي. 8 - اعتماد أرقى أشكال الديمقراطية الثورية عندما تتمكن القوى الثورية من تحرير جزء من الأرض أو قيام شكل من ازدواجية السلطة»(ص25-27)

الديمقراطية، بهذه المعاني والدلالات، ليست إطاراً لتنظيم الاختلاف، بل هي سلاح يستخدمه اليسار للتعبئة والتجييش في مواجهة الدولة وأجهزتها، ولاسيما القمعية منها، لتعطيلها في المرحلة الأولى ثم للاستيلاء على السلطة في مرحلة ثانية، حيث يصبح إلغاء الاختلاف أو طمسه أمراً ممكناً. وبذلك يكون اليسار «الثوري» قد حقق هويته التوتاليتارية. بتعبير آخر، يمكن القول براحة ضمير إن هذه الصورة من الديمقراطية نقيض للديمقراطية التي استخلصنا تعريفاً عنها من كتاب آلان تورين الوارد أعلاه في المقدمة وعنوانه، ما هي الديمقراطية؟ في نص مروة هي ليست مشروعاً للسلام بل للحرب، ولا هي لتنظيم الاختلاف والاعتراف بالتنوع بل للقضاء بالقوة على كل اختلاف وتنوع، وهي ليست جزءاً من منظومة قيم سياسية متحدرة من ضرورة قيام الدولة بل هي وسيلة لتقويض الدولة بحجة أن الدولة سلاح تستخدمه البرجوازية لقمع الطبقة العاملة وحلفائها. فضلاً عن ذلك، الديمقراطية، في النظر اليساري، هي الحرية، مع أنهما ينتميان إلى حقلين معرفيين متمايزين، لا يكفي تقاطعهما في نقطة الحريات السياسية لتبرير هذا الخلط المفاهيمي المسيء لكلا المصطلحين.

بعد أن اعتزل كريم مروه العمل الحزبي أصدر بغزارة مجموعة من المؤلفات تناول فيها التجربة بعين نقدية وبجرأة دفعت حراس النصوص إلى رميه بالردة. قبل اعتزاله، أي في كلامه هذا عن الديمقراطية، لم يكن يعبر عن رأيه الشخصي فحسب، بل كان ينطق بلسان الحزبيين وبخاطر كل المنتمين إلى الأممية. فأحزاب اللّه التوتاليتارية تجعل الأفراد نسخاً متشابهة تتكرر عندهم الأفكار ذاتها في كل النصوص وكل الخطابات، ولاسيما فيما يتعلق بالطابع الطبقي للدولة، وبمصطلحات غائمة، غير محددة المعنى عن «القوى الديمقراطية» و»المؤسسات الديمقراطية» و»النضالات الديمقراطية»، مشحونة بمعنى وحيد هو الاعتراض، فهي قوى ومؤسسات ونضالات معارضة، في مواجهة سلطة يفترضون انها سلطة البرجوازية، أو البرجوازية الكولونيالية المرتبطة بالاستعمار والرأسمالية العالمية.

القراءة النقدية التي توصل إليها مروه وحزبيون سابقون ظلت تحمل بعض سمات من منهج التفكير القومي أو هي ظهرت على شكل توليفة أو مصالحة مع الفكر الديني. من أول نص نقدي وضعه حين كتب عن رسالة الخميني إلى غورباتشيف حتى آخر إصداراته، التجديد في الإسلام كالتجديد في الاشتراكية، الدار العربية للعلوم، 2018، يتكرر لديه ميل إلى المصالحة بين الدين والماركسية، نابع من اعتقاده بأن مصادر المعرفة على اختلافها، الغيبي منها والعلمي، يمكن أن توضع في خدمة الإنسان، وهذا صحيح، ويمكن توظيفها بالسوية ذاتها لتجديد عملية النهضة ومعالجة أعراض التخلف، وهذا غير صحيح، لأن من الثابت أن الماركسية، وإن تساوت مع الدين في جانبها الإيديولوجي، فهي ظهرت في ظل ظروف ثقافية لم تتوفر للديانات السماوية، تم فيها افتتاح قارات معرفية وثورات علمية فرضت مناهجها على طرق التفكير وطرق العيش وحتى على الإيمان وطقوس العبادة، بحيث باتت المصالحة بين مناهج البحث ضرباً من الوهم. غير أن الهاجس المشروع سعياً وراء إلغاء التوتر بين الدين والعلم لا يعالج بمصالحة مستحيلة بل بالديمقراطية، على قاعدة التنوع والاعتراف بالآخر وبحق الاختلاف، وانطلاقاً من أن المعارف الجديدة لا تلغي القديمة بل تتجاوزها تجاوزاً إيجابياً، فيكون لكل عصر معارفه الصحيحة التي لا تتبدد مع الزمن بل قد تفقد، كما كل قديم، بعضاً من صلاحيتها وفاعليتها وجدواها. نعم. حتى في الثقافة والمعرفة الحل بالديمقراطية.

جاد الكريم الجباعي أصدر عام 2010 عن دار رياض الريس في بيروت كتابه، طريق إلى الديمقراطية، الذي شكل إضافة مهمة على ما سبق نشره عن قضية الديمقراطية، لأنه رأى فيها حلاً لآفة الاستبداد الرابضة على صدر العالم العربي من محيطه إلى خليجه، وتكمن أهميته في كونه صدر عن كاتب من سوريا، وقبل اندلاع أحداث الربيع في بلده. ذلك أن النظام السوري، الذي يديره واحد من أحزاب اللّه القومية، شكل أبشع نموذج لأنظمة الاستبداد الجمهورية، مموهاً مواقفه برفعه راية المواجهة مع الأمبريالية والصهيونية والاستعمار، واضعاً شعبه، ككل نظام مماثل، بين خيارين، دوام الاستبداد أو الحرب الأهلية. وقد عرّف الجباعي الاستبداد قائلاً «إن المشاريع الإيديولوجية القومية والإسلامية والاشتراكية، على السواء، قائمة على مبدأ القضاء على المختلف... لنلاحظ أن الطائفة أو الحزب سلطة تشريعية وسلطة قضائية وسلطة تنفيذية في يد واحدة، ذلك هو الاستبداد» (ص128). من جملة الخسائر التي تسبب بها نظام الاستبداد في سوريا تعميم مفاهيم ملتبسة حول الثورة والوطن والدولة والأمة، وحول الديمقراطية على نحو خاص. وقد استبقنا، في المقدمة، توضيح مثل هذه الالتباسات وتبديدها.

من آثار هذه الالتباسات في المفاهيم والمصطلحات على نص الجباعي اعتبار «المسألة الوطنية والمسألة الديمقراطية وجهين لعملة واحدة أي لمسألة واحدة»(ص19)، ويعود ذلك إلى التباس في مصطلح الوطن بالذات، الذي بسببه نشبت نزاعات بين من لا يعترفون إلا بوطن عربي واحد وأمة عربية واحدة (البعث) ومن لا يعترفون إلا بالأمة الإسلامية، ويجعلون الوطن العربي جزءاً منها (الأحزاب الإسلامية). أما الشيوعيون الذين ينشدون الأممية فيعترفون بوجود أوطان عربية تشكلت مع الاستقلال، مع أنهم يدينون الاستعمار وسايكس بيكو والتجزئة. كما يعود ذلك إلى «خلط مفاهيمي» بين الدولة والوطن. يقول الجباعي: «الدولة، وفق تعريف الحقوقيين، أرض وشعب وسلطة سياسية عليا ذات سيادة. الشعب والأرض والسلطة السيدة ثلاثة وجوه لحقيقة واحدة هي الدولة الوطنية»(ص28). إننا نميل إلى الاعتقاد بأن مصطلح «الدولة الوطنية» متحدر من مشروع التحرر الوطني المعتمد في أدبيات الشيوعيين خاصة واليساريين عموماً الذي يندرج في إطار التحرر من الاستعمار على طريق الاشتراكية، ولهذا يحصل الخلط بين الدولة والوطن. والصحيح أن الوطن، وليس الدولة بحسب الجباعي، وفق تعريف الحقوقيين، هو أرض وشعب وسيادة، والسيادة تجسدها الدولة، وتمثلها السلطة التي هي سلطة القانون. إن هذا الخلط المفاهيمي هو من موروثات لغة الأحزاب القومية التي جعلت الأولوية للسطلة على الدولة وللدولة على الأمة وللأمة على الوطن، فاستحدثت مصطلحاً جديداً هو «الدولة الوطنية»، الذي تعني الوطنية فيه الانتماء إلى إطار يناهض الاستعمار، وبموجبه يكون الوطني مرادفاً للمناضل الحزبي ونقيضه هو العميل للاستعمار. المعنى المتداول والضمني لمصطلح الوطني في اللغة اليسارية أكثر تأثيراً في الوعي العام من المعنى القانوني والقاموسي الذي يعرفه الجباعي جيداً ويورده في قوله إن «الوطنية مرادفة لكلية المجتمع ولعمومية الدولة.... فيقال اقتصاد وطني إنتاج وطني ودخل وطني وثقافة وطنية ومؤسسات وطنية وجيش وطني وأمن وطني ... وبالمعنى نفسه نقول سلطة وطنية ونعني سلطة الدولة فقط لا سلطة العشيرة ولا سلطة الحزب ولا سلطة الطائفة ولا سلطة الطغمة ولا سلطة الفرد. وسلطة الدولة هي سلطة القانون لا غير»(ص48).

نموذج آخر في تناول موضوع الديمقراطية نجده في كتاب من منشورات دار الفارابي، 2010، عنوانه «ديمقراطية، عولمة... وحروب» مع عنوان فرعي: بين وهم الحداثة ومأساة ما بعدها، لمؤلفه الدكتور حسن خليل، القيادي في الحزب الشيوعي اللبناني. ونظن أن الكتاب هو نسخة منقحة ومعدلة، أي مترجمة بتصرف كبير، من أطروحة دكتوراه أعدها الكاتب نفسه في باريس ونشرتها دار الفارابي أيضاً بنصها الفرنسي، بعنوان Democratie. Le grand Degout . قد تكون الفوارق بين النسختين كبيرة، لكن الأساسي والمشترك بينهما يتمثل في أمرين، الأول هو «الخلط المفاهيمي» بين مصطلح الديمقراطية وما سمي في اللغة المعاصرة بالأنظمة الديمقراطية التي تتجه دلالتها نحو الرأسماليات الكبرى وخصوصاً الولايات المتحدة الأميركية ولاسيما في ظل العولمة والأحادية القطبية؛ والثاني هو أن الموقف السلبي من الديمقراطية يظهر منذ البداية على صفحة الغلاف. ففي العنوان الفرعي من النسخة العربية تظهر الديمقراطية كأنها «مأساة» الحداثة وما بعدها، وفي النسخة الفرنسية تبدو»مقززة ومقرفة»(بالحرف الفرنسي الكبير)، إلى أن تُسمّى في متن الكتاب العربي «الديمقراطيات القاتلة» و»ديمقراطيات الخوف»، وفي متن الكتاب الفرنسي ««الكذبة» الديمقراطية الكبرى».

لا نستطيع أن نتصور ديمقراطية من غير وطن(آلان تورين، م.س.ص41). وهو يعني أن الديمقراطية تفترض وجود مجتمع تنتظم الصراعات والعلاقات فيه بين أفراده وبين جماعاته وبينهم وبين الدولة على أساس استبعاد العنف. أما العلاقات بين الدول فتحكمها المصالح وموازين القوى، وقد توصلت الدول الرأسمالية الكبرى بعد الحربين العالميتين، وبضغط نتائجهما المدمرة، إلى تسوية، ضمت في دائرتها الأولى الدول التي شاركت في الحربين، تقضي باستبعاد العنف المسلح في تنظيم نزاعاتها، من غير أن تستبعد أشكالاً أخرى من العنف تفرضها آليات السيطرة على الأسواق العالمية وعلى مصادر الطاقة، وما لبثت الدائرة أن اتسعت لتضم دولاً كثيرة أخرى، من غير أن تنجح التسوية، وربما لن تنجح، في تحويل العلاقات بين الدول إلى علاقات ديمقراطية بالمعنى الذي استقرت عليه داخل كل دولة من دول الرأسماليات الكبرى.

نعتقد أن الموقف السلبي من الديمقراطية المعتمد لدى أحزاب اللّه العربية نابع من الاعتراض على قيام الأوطان، بالصيغة المعروفة بعد الحرب العالمية، والدعوة، بالتالي، إلى النضال لإلغائها ثم استبدالها إما بأمة عربية أو بأمة اسلامية أو بأمة أممية. لقد بينت التجربة أن اتفاق الأحزاب على مجافاة الأوطان لم يحل دون اختلافها على حدود «الأمم»، ما أدى إلى اتهام بعضها بعضاً بالخيانة والعمالة وإلى نزاعات دموية حتى بين التفرعات الحزبية. لقد تجسدت هذه الحالة، وهي عامة في كل العالم العربي، في التعامل مع اليسار اللبناني بصفته وكيلاً لقوى خارجية (يسار دولي أو فروع لأحزاب قومية بعثية أو ناصرية) ورمي اليمين اللبناني بتهمة العمالة للصهيونية والغرب الاستعماري. إن النظر إلى الآخر المختلف داخل الوطن شكل أفضل تمهيد سياسي وإيديولوجي وأسرع تحضير تعبوي للحروب الأهلية المتنقلة في أرجاء الأوطان العربية.

الديمقراطية في نظر اليسار الماركسي سلاح إمبريالي ضد شعوب العالم الثالث. يقول حسن خليل: «فمن «وعد الحداثة» الذي أطلقته الإمبريالية الأوروبية في بدايات القرن العشرين، والذي ترجمته بالانتداب والاستعمار المباشر، إلى «وهم الديمقراطية» الذي انفردت به الأمبريالية الأميركية وترجمته بالغزو والوجود العسكري المباشر وسياسة الفوضى البناءة في نهاية القرن العشرين، ضاع الشرق الأوسط في زواريب المصالح وكذب الشعارات»(ديمقراطية، عولمة...ص111-112). إذا تعاملنا مع الكتاب الذي اقتبسنا منه هذا النص القصير كعمل أكاديمي، يصح في منهجه وفي جامعة باريس الثامنة، التي حصل الكاتب على شهادته الأكاديمية منها، ما قلناه أعلاه عن كتاب أمل سعد غريب، «حزب الله، الدين والسياسة» وجامعة برمنغهام. ذلك أن الدراسات الأكاديمية الأوروبية خلال النصف الثاني من القرن العشرين اهتمت بتجميع المعلومات أكثر من اهتمامها بمناهج البحث العلمي، فغلب الجانب الإيديولوجي في إصداراتها على الجانب المعرفي.

من ناحية أخرى، نجح «الغرب الإمبريالي»، في تلك الفترة، في أن يعمم على الرأي العام العالمي صورة عن الصراع الدولي بدت فيها الولايات المتحدة الأميركية مع حلفائها مدافعين عن الديمقراطية وحقوق الإنسان في مواجهة الاتحاد السوفياتي وحلفائه من دعاة الثورة والعنف المسلح و»الإرهاب الدولي». من هذه الزاوية يمكن القول إن كتاب حسن خليل، مع مقدمته المكتوبة بقلم الأمين العام للحزب، لا يصنف في خانة البحوث الأكاديمية، بل هو تعبير سياسي عن موقف الأحزاب الشيوعية، ومن بينها الحزب الشيوعي اللبناني، من الصراع العالمي بين المعسكرين ومن القضايا المتعلقة بالديمقراطية والوطن والدولة.

يستند هذا الموقف إلى ما ورد في الكلاسيكيات الماركسية من أسس نظرية ركزت على الطابع الطبقي للدولة وأكدت على خضوعها لمالكي وسائل الإنتاج وتبعيتها للمسيطرين على الاقتصاد. استناداً إلى ذلك رأى الماركسيون أن الديمقراطية الرأسمالية ليست إلا شأناً ظاهرياً (خدعة أو وهم بحسب تعبير خليل)، وأن التفاوتُ الاقتصادي يطيح بالأساس المادي للحرية، وأن تغيير البنية الرأسمالية والانتقال إلى الاشتراكية ثم إلى الشيوعية هو السبيل الوحيد للوصول إلى الديمقراطية الحقيقية. لقد استند الماركسيون إلى صحة الفرضية القائلة بالطابع الطبقي للدولة، فقرروا القضاء على الدولة، في طريقهم لإنجاز مهمتهم التاريخية الرامية إلى إلغاء الصراع الطبقي، ولم يلحظوا أن كلام ماركس عن اضمحلال الدولة بموجب قانون النفي الجدلي لا يعني القضاء عليها بقرار سياسي (راجع كتابنا، هل الربيع العربي ثورة؟).

في الواقع، مضى اليساريون بعيدا في عمليات التأويل والاجتهاد، وأحاطوا النصوص الماركسية بهالة من القداسة وتعاملوا معها كما يتعامل بعض المؤمنين مع النصوص الدينية، غير أن التعميمات السوفياتية كانت أكثر تأثيراً على الوعي اليساري من «الكلاسيكيات» الماركسية ولا سيما في ما يتعلق بالرأسمالية، إذ استند اليساريون، في موقفهم من الرأسمالية، لا إلى نصوص ماركس بل إلى تأويلات لينينية وستالينية أطلقوا عليها إسم الماركسية اللينينية. لذلك يظهر بوضوح أن مصطلحات الإمبريالية والرأسمالية والعولمة والاستعمار والغرب والتحرر الوطني والتحرير والاحتلال والشرق الأوسط الكبير الجديد والسياسة الأميركية وأحداث 11 أيلول والعولمة تتكرر في كتاب حسن خليل أضعاف المرات أكثر من مصطلح الديمقراطية، بحيث يبدو الكتاب كأنه بحث في مسألة التحرر الوطني لا في موضوع الديمقرطية.

بلغت القراءة المزيفة حداً قياسياً في كتاب «الرأسمالية...الوغد الوسيم» للكاتب الكويتي وليد الرجيب، وقد صدرت طبعته الأولى عام 2015 بالرغم من أن انهيار التجربة الاشتراكية كان قد اكتمل فصولاً وبات الخروج من لغة الحرب الباردة ومصطلحاتها ضرورة من ضرورات التقدم. يقرأ الكتاب من عنوانه. الوغد، لغةً، تعني الأحمق الدنيء الرذل الضعيف الجسم الضعيف العقل. هذه هي الرأسمالية، بلغة الكاتب. هي وغد، لكنه وغد وسيم، أي أنها أنيقة المظهر جميلة القد والهندام. في متن الكتاب يمكن لنا أن نرى كيف تحولت أفكار ماركس، عبر التأويل والاجتهاد، إلى محاكمة لإنجازات الحضارة الرأسمالية، ولاسيما للاكتشافات والاختراعات التي ما كانت لتظهر لو لم يكن في ظهورها مصلحة للرأسمالية «هي تزيد من أرباح الرأسمالي»(ص24)، وبالمعيار ذاته تدان الإنجازات الكبرى في مجال المواصلات البرية والبحرية والجوية ووسائل الاتصال والتواصل من الباخرة إلى سكة الحديد إلى الهاتف والإذاعة والتلفزيون، وصولاً إلى «المخترعات الدوائية والعلاجية»(ص29) «لأن الرأسمالية لا يمكن أن تخترع وتطور شيئاً إلا إذا كان يأتي لها بالربح»(ص31)، ولأنها «لا تهمها حياة الإنسان أو سلامته أو صحته ولا حتى سعادته أو تطوره، كل ما يهمها هو الربح ولا شيء سواه»(ص44). القول ذاته ينطبق على السيارة والمصباح الكهربائي والتلغراف والفاكس وأخيراً الأنترنت (ص35)، وعلى الأجهزة الإلكترونية والهواتف الذكية والألواح الرقمية(ص38). حتى الكمبيوتر، استخدمته الدول الرأسمالية في البداية لأغراض استخباراتية(ص36). يحق لأي باحث أن يجزم بأن هذه الأفكار ليست متحدرة من الماركسية، أو أنها تجسيد حي لما أطلق عليه سمير أمين الماركسية المبتذلة. يمكن أن يكون الشيوعي ضد استثمار الإنسان للإنسان في الرأسمالية كما في سواها من الحضارات وأنماط الإنتاج، أما أن يعارضها جملة وتفصيلاً فهو من باب التعصب الأعمى للأفكار الذي لا يترك أي مجال لاحترام الرأي الآخر، الركن الأساس للديمقراطية.

رداً على هذا الرأي الأصولي سأقتبس، على سبيل المقارنة، نصاً عن الديمقراطية للناشط والمعارض السوري لؤي حسين وهو أحد خريجي المدرسة الشيوعية، نشره على صفحته (الفيسبوك) بتاريخ 23-5-2019، لأبيّن أن فئة من الشيوعيين أجرت قراءة نقدية للتجربة وطورت خطابها السياسي. يقول النص: «الديمقراطية شكل من أشكال إنتاج السلطات وطريقة محددة بوضوح ودقة لضبط صلاحية السلطات كل على حدة، ووضع تخوم واضحة المعالم بين السلطات، ونواظم محددة للعلاقة بين السلطات، كمؤسسات دولة، وبين الأفراد كمواطنين يتمتعون بحقوق اصطلح على تسميتها «حقوق الإنسان» على قاعدة المساءلة والمحاسبة للسلطات. يقوم بذلك الناس، البشر... من خلال إحدى مؤسسات الدولة الديمقراطية كالسلطة القضائية أو مجلس النواب...». من الواضح أن النص يخلو من أي عبارة أو مفردة أو مصطلح من تلك التي كانت تقتضيه ضرورات النضال الأممي ضد الإمبريالية والصهيونية والاستعمار، بقيادة الاتحاد السوفياتي، وليس ذلك تعبيراً عن موقف من تلك المواجهات، بل للقول إن المعايير التي تقاس بها الصراعات الدولية ليست هي ذاتها التي تحدد طبيعة المهام المتعلقة ببناء الدولة والوطن، ولاسيما منها مهمة بناء الديمقراطية.

ملاحظة: هذا فصل من كتاب أحزاب الله الصادر في بيروت عن دار غوايات 2020

 

ضوضاء إسرائيلية في خطاب اقتلاع إيران من سوريا

سام منسى/الشرق الأوسط/الاثنين 11 أيار 2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/86090/%d8%b3%d8%a7%d9%85-%d9%85%d9%86%d8%b3%d9%89-%d8%b6%d9%88%d8%b6%d8%a7%d8%a1-%d8%a5%d8%b3%d8%b1%d8%a7%d8%a6%d9%8a%d9%84%d9%8a%d8%a9-%d9%81%d9%8a-%d8%ae%d8%b7%d8%a7%d8%a8-%d8%a7%d9%82%d8%aa%d9%84%d8%a7/

في تصريح جديد ولافت، أكد وزير الدفاع الإسرائيلي نفتالي بينيت الأسبوع الفائت، أن الدولة العبرية ستواصل عملياتها في سوريا حتى «رحيل» إيران منها، وذلك عقب غارات استهدفت القوات الإيرانية والمجموعات الموالية لها، وأسفرت على ما ذكر عن مقتل 14 مقاتلاً. وقال الوزير في مؤتمر صحافي: «نحن لا نواصل لجم نشاطات التموضع الإيراني في سوريا فحسب، بل انتقلنا بشكل حاد من اللجم إلى الطرد، أقصد طرد إيران من سوريا». فهل من مستجدات وراء مضاعفة العمليات الإسرائيلية التي باتت شبه روتينية وتتوّزع على كل مساحة الأراضي السورية تقريباً؟

تصريح الوزير بينيت يستأهل التوقف عنده، لا سيّما في ظلّ ما يشاع من معلومات حول البحث عن بدائل للرئيس السوري بشار الأسد وفساد محيطه إلى ما انكشف من خلافات مستحكمة وغير مسبوقة داخل عائلته تتناقلها وسائل الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي. ويضاف إلى ذلك ما يجري في الإقليم، وتحديداً في العراق، وما تحمله روزنامة الأيام المقبلة.

يجدر بداية عدم المبالغة والتوسع في ترجمة العمليات العسكرية هذه، بل النظر فيها على ضوء أمرين؛ الأول هو الموقف الإسرائيلي الثابت بالنسبة إلى الوجود الإيراني في سوريا القاضي بعدم تكرار تجربة تغلغل إيران في لبنان، ومنع قيام جبهة أخرى على غرار جنوبه على هضبة الجولان وعلى حدودها مع سوريا التي تميزت طيلة حكم آل الأسد بهدوء مريب. والثاني هو التوافق بين رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو و«خصمه» رئيس حزب «أزرق أبيض»، بيني غانتس، على تشكيل حكومة ائتلافية يتناوبان رئاستها خلال السنوات الثلاث المقبلة، ما يعني تعليق التجاذب الانتخابي في مسألة الضربات وإعادتها إلى الدائرة الأمنية وصلب الاستراتيجية العسكرية الإسرائيلية الهادفة إلى احتواء الوجود الإيراني في سوريا أو الحدّ منه إلى أقصى الحدود المتاحة، وبات تنفيذ هذه السياسة قراراً أمنياً استراتيجياً متفقاً عليه داخل المؤسسة العسكرية وأصبح أكثر سهولة بعد زوال الاستغلال السياسي له.

فماذا يقصد، والحال هذه، وزير الدفاع الإسرائيلي في تصريحه الجديد؟ هل تريد إسرائيل فعلاً في هذه المرحلة اقتلاع إيران بشكل نهائي من سوريا أم مجرد قصقصة أجنحتها؟ الجواب الموضوعي والأكثر رجحاناً هو النفي والقول إن الكلام الإسرائيلي يهدف عملياً إلى الحدّ من الوجود العسكري الإيراني في سوريا، ويشمل ذلك الميليشيات الإيرانية المنتشرة أو تلك التابعة لحلفاء إيران من لبنانيين وعراقيين وغيرهم، إضافة إلى منع وصول أسلحة متطورة وحديثة وكميات كبيرة منها. والأهمّ هو إبعاد الوجود الإيراني عن الحدود الإسرائيلية، الأمر الذي فشلت الوساطة الروسية في تحقيقه بدليل استمرار العمليات، بل ارتفاع وتيرتها واتساعها.

وفي هذا الصدد، ينبغي ألا يغيب عنا أن إسرائيل تُدرك على الأرجح قوّة الوجود الإيراني في سوريا وتجذره على أكثر من صعيد، من تمدده إلى الجيش والاستخبارات السورية ومفاصل مؤسسات الدولة إلى تغلغله في الاجتماع السوري، سواء عبر بناء الحسينيات أو عمليات التشييع أو شراء الأراضي والعقارات في أكثر من مدينة سورية، وهذا الأمر تحديداً يفسر تصميم إيران العنيد على حماية وجودها ونفوذها في هذا البلد، ما يشكل عقبة أساسية ورئيسية أمام تنفيذ أي كلام على غرار كلام بينيت ويبقيه في باب التمنيات ليس إلا. هذا الأمر لا يعني التشكيك في قوة القدرات العسكرية الإسرائيلية إنما دونها مخاطر الدخول في متاهات معارك عسكرية كبيرة أو حرب إقليمية واسعة لا حاجة ملحة أو تهديد أمنياً وجودياً في الوقت الحاضر يحتم القيام بهكذا مغامرة، ما دامت إسرائيل قادرة على احتواء مصدر الخطر.

ما من شك في وعي إسرائيل وجديتها تجاه المخاطر التي تشكلها عليها إيران عامة ووجودها قرب حدودها خاصة، إنما المستغرب أن السياسة الإسرائيلية كانت على مدى سنوات طويلة، لا سيما إبان تولي نتنياهو رئاسة حكومة شبه غائبة عن تطورات الإقليم، واقتصرت على مقاربات مبسطة لمشاكل وقضايا معقدة وقاربت هذه المشاكل «بالقطعة»، بحيث اعتمدت المقاربات الأمنية العسكرية والتكتيك عوض رؤية وسياسة متكاملة لما يجري، خصوصاً تطورات ما بعد الربيع العربي والنزاعات والحروب الدائرة في أكثر من مكان.

فباستثناء التعاون الأمني والعسكري مع كل من الأردن ومصر، ليست هناك من رؤية إسرائيلية لمستقبل العلاقات مع العالم العربي، بل نراها تمعن في سياسة التمييز والعداء والقهر ضد الفلسطينيين وفي الاستيلاء على أراضيهم. وتتحدث دوماً عن الخطر الإيراني من دون أن تقوم بأي خطوة جدية لاستيعاب هذ الخطر، وحتى بدون أن تحصّن نفسها بطريقة أخرى غير أسلوب العمليات العسكرية.

ويبدو أن إسرائيل ستستمر في نهجها بعد الاتفاق بين غانتس ونتنياهو؛ اتفاق ليس سوى تمديد للسياسة الإسرائيلية القائمة في المنطقة. فغانتس الذي كان بالأمس «خصماً» لدوداً، قبل اليوم بالتحالف مع الفساد ولم يتوانَ حتى عن التضحية بالتحالف العربي في الحكومة ليكشف عن عنصريته.

وفي ظل هذه السياسة الإسرائيلية، يبدو من الصعب اقتلاع إيران من سوريا أو من غير سوريا. فلا يمكن لإسرائيل معالجة هذه المسألة وهي مصرّة على سياساتها من دون رؤية مغايرة جديدة على مستوى المنطقة، واعتماد مقاربة جديدة للأزمة السورية تختلف عن المقاربة الحالية القائمة على التناقضات. فهي تريد طرد الإيرانيين من سوريا وفي الوقت نفسه تتمسك ببشار الأسد رئيساً؟ وهو موقف مشابه للموقف الروسي الذي يتمسك بالنظام السوري وسياسته المتبعة على مدى أكثر من 50 عاماً، وكانت له اليد الطولى في وصول إيران إلى القوة والنفوذ اللذين وصلت إليهما في المنطقة.

إن اقتلاع إيران من المنطقة، إن حصل، يبقى مرتبطاً بالدينامية الأميركية - الإيرانية فقط وما سوف يجري بين البلدين. ففي هذه المرحلة التي تسبق الانتخابات الأميركية بأشهر قليلة، يبدو هذا الموضوع حساساً لسببين رئيسين:

أولاً لأنه لا يمكن التنبؤ بما يمكن أن تقوم به الجهات المتشددة في إيران قبل الانتخابات الأميركية بما قد يؤثر على نجاح الرئيس دونالد ترمب فيها.

ثانياً لأنه لا يمكن التنبؤ أيضاً بحجم الردّ الذي قد يقدم عليه ترمب في حال استُفزّ، وهو المعروف بردود فعله غير المتوقعة. وعليه، يبدو من الصعب التكهن بمثل هذه الأمور، لكنها تبقى قائمة وواردة في مثل هذه الفترة، خصوصاً أن الرئيس الأميركي لا يحتمل نكسة إضافية بعد نكسة جائحة «كورونا» في الولايات المتحدة.

في المحصلة، ستبقى حرب الاستنزاف قائمة بين إيران في سوريا وإسرائيل ووتيرة الضربات الإسرائيلية مرشحة للتزايد، وهي إن كانت توجع إيران فإنها لن تقتلعها وتبقى على غرار ما شهده لبنان خلال السنوات الماضية من اعتداءات إسرائيلية متكررة لم تستطع في الماضي «اقتلاع» الفلسطينيين قبل حرب عام 1982، ولا هي اليوم قادرة على نزع سلاح «حزب الله». وكما حرب الاستنزاف مستمرة، كذلك الستاتيكو القائم في أكثر من منطقة حالها حال جميع اللاعبين في الإقليم، أما الخاسر الأوحد فيظلّ الشعوب المقتولة والمهجّرة والمعذبة بدون أي واعز أخلاقي.

 

كيفية التعامل مع القوارب الإيرانية السريعة

جيمس ستافريديس/الشرق الأوسط/الاثنين 11 أيار 2020

أطلق الرئيس دونالد ترمب، رسالة تحذير موجه إلى إيران بنشره «تغريدة»، قال فيها إن أي «تحرش» آخر ببوارج حربية أميركية من جانب الأسطول الإيراني في الخليج، سيسفر عن تدمير الوحدات الإيرانية. الواضح أن التغريدة جاءت رداً على فيديوهات أظهرت سفناً إيرانية تتصرف على نحو مسيء. وترمي التغريدة إلى وقف مقاتلات السطح الصغيرة الإيرانية ـ المزود بعضها بصواريخ أو مدافع قصيرة المدى ـ من الحركة السريعة على مقربة من السفن الأميركية، الأمر الذي يضعها في نطاق خطير.

وعندما سُئلت وزارة الدفاع بخصوص ما اعتبره الكثيرون قواعد جديدة للاشتباك أقرها ترمب، أجابت ببساطة أن القيادات من الضباط يملكون بالفعل جميع الأدوات اللازمة للاستجابة على نحو ملائم لإيران. بمعنى آخر: شكراً، سيدي الرئيس، لكن هذه النقطة تولينا تغطيتها بالفعل. والتساؤل الآن، كيف ينبغي للولايات المتحدة وحلفائها التفكير في تلك الحلقة الأخيرة من الحملة التي تشنها طهران لزعزعة استقرار المنطقة؟ في الواقع، أحظى بقدر كبير من الخبرة في هذا الأمر. فيما مضى، خلال صيف عام 1987 الطويل الحار، كنت ضابطاً بالبحرية أحمل رتبة متوسطة، وأخدم كضابط عمليات على متن «فالي فورغ»؛ سفينة حربية جديدة تماماً مزودة بمنظومة صواريخ «إيجيس» الموجهة، التي جرى نشرها بمنطقة الخليج. في الوقت ذلك، كان ما يعرف بـ«حرب الناقلات» - حملة من الهجمات الإيرانية ضد السفن الناقلة للنفط الخام ـ على أشدها، وكانت مهمتنا الإبقاء على مضيق هرمز مفتوحاً. وتولينا مرافقة ناقلات نفط كويتية اضطرت إلى إعادة تغيير سجلاتها البحرية والأعلام التي تحملها، حتى الولايات المتحدة. في الوقت ذلك، كان التهديد الإيراني كبيراً بسبب امتلاك الإيرانيين صواريخ كروز «ستيكس»، ومقاتلات بحرية صغيرة مزودة بصواريخ سطح ـ سطح، وبعض الطائرات المقاتلة والمزودة بقدرات جو ـ سطح، وغواصات تعمل بالديزل. لم تكن حالة حرب تماماً، لكن الوضع كان متواتراً بما يكفي لأن نقضي وقتاً طويلاً داخل محطات المعارك المعروفة باسم «الأروقة العامة» داخل الأسطول.

باعتباري رئيساً للعمليات، كنت مسؤولاً عن تدريب الجنود على قواعد الاشتباك ـ أي التوجيهات شديدة التفصيل والسرية التي تحدد متى، وفي ظل أي ظروف، سيكون من المناسب استخدام القوة الفتاكة. جدير بالذكر أن السفن المزودة بـ«إيجيس» مسلحة بقوة بصواريخ «كروز» هجومية، ومدافع وصواريخ مضادة للطائرات، وبنادق «غاتلينغ» شديدة السرعة تحمل اسم «فلكان فالانكس» تطلق طلقات من «اليورانيوم» المستنفد ضد أهداف جوية وبرية، علاوة على رشاشات عيار 50، والعديد من القدرات الحربية الإلكترونية المتنوعة.

كانت المسألة الأهم أمام الجنود ليست كيفية إيجاد السلاح المناسب لاستخدامه حال التعرض لهجوم، وإنما معرفة متى (ومتى لا) يستخدمون كامل قوة النيران التي يمتلكونها. واعتاد قائدنا الذي كان ضابط بحرية وفنياً حكيماً ترقى لاحقاً حتى رتبة أدميرال، إخبارنا أنه: «تذكروا أنه في اللحظة التي تطلقون فيها ذخيرة واحدة، يتغير كل شيء». وكان يقصد بذلك أنه حتى حدث تكتيكي يبدو صغيراً داخل مسرح عمليات يقع على بعد آلاف الأميال من واشنطن، يمكن أن يترك تداعيات جيوسياسية كبرى.

في الواقع، يتسم الأساس الذي يقوم عليه قرار فتح النار ضد عدو بالبساطة، فهذا القرار يقوم على: إما ملاحظة «نية عدائية» (أي أن يطلق شخص النار عليك)، أو إشارة واضحة على «نية عدائية» (أي أن تقرر أن شخصاً ما على وشك فتح النار عليك). في مثل هذه الحالات، من غير المحتمل أن يكون الرد بفتح النار قراراً مثيراً للجدل، لكن إطلاق الطلقة الأولى باتجاه عدو ما، لأنك تعتقد أن الشخص الآخر على وشك فتح النار يمكن أن يتطلب إجراء تحليل معقد في غضون دقائق معدودة أو أقل.

ويمكن أن تتضمن الإشارات على وجود نية عدائية أن يتسلط على المرء ضوء رادار السيطرة على النيران الخاص بالخصم، أو ملاحظة وجود أسلحة موجهة نحوك، أو اعتراض اتصال عبر الراديو أو صور الاتصالات عن بعد الأخرى تشير إلى أن ثمة هجوماً وشيكاً، أو وجود نمط عام من السلوك العدواني، أو ملاحظة طائرات مقاتلة تحمل أسلحة تتحرك في شكل هجومي، أو الاستماع إلى أبواب «توربيدو» تفتح أسفل الماء عبر جهاز استماع «سونار».

خلال عملية الانتشار تلك أواخر ثمانينيات القرن الماضي، أصدرنا الأوامر بتنفيذ هجوم، مرة واحدة فقط، وذلك عندما لاحظنا ما بدا أنه نية عدائية واضحة: طائرة إيرانية مقاتلة بدت في وضع هجومي تتحرك نحو حاملة طائرات كنا نتولى حراستها. وجاءت الإجراءات التي اتخذناها فاعلة في القضاء على التهديد، وفي وقت لاحق جرى اعتبارها مناسبة.

إلا أنه في الكثير والكثير من المواقف، اقتربنا من الإقدام على عمل هجومي ـ من جديد بناءً على مؤشرات متنوعة لما ربما كان يشكل نية عدائية. كانت مهمة مكثفة وخطيرة، وكنا سعداء بإنجاز مهمتنا والعودة إلى الوطن.

وبعد بضعة شهور من مغادرتنا المنطقة، تعرضت سفينة «إيجيس» أخرى تحمل اسم «فنسين» لموقف كانت فيه أقل حظاً منا، فقد تحرك الطاقم بناءً على ما اعتبره نية عدائية ملحوظة ضد ما ظنوا أنه طائرة إيرانية طراز «إف ـ 14» مسلحة بصواريخ جو ـ سطح. إلا أنهم أسقطوا عن طريق الخطأ طائرة ركاب، ما أسفر عن مقتل 290 مدنياً كانوا في طريقهم من طهران إلى دبي. وكان ذلك واحداً من أكثر أخطاء الأسطول الأميركي مأساوية على الإطلاق.

اليوم، أتفهم تماماً قصد ترمب من تحذير الحكومة الإيرانية، لكن ينبغي لنا جميعاً تذكر أن جميع هؤلاء الضباط والبحارة الشباب نسبياً في هذا الربيع الحار من عام 2020، يقفون بالفعل على أهبة الاستعداد للاستجابة لأدنى حدث مفاجئ. وقد شاهدوا إيران تهاجم الناقلات وحقول النفط بصواريخ، وتحتجز ناقلات نفط وأطقم العمل بها كرهائن، وتطلق صواريخ باليستية ضد قواعد أميركية في العراق، ورد الولايات المتحدة من ناحيتها عبر سبل متنوعة، منها قتل القائد الإيراني قاسم سليماني باستخدام طائرة «درون».

الحقيقة أن البحارة الأميركيين مدربون على نحو جيد، ولن ـ ولا ينبغي لهم ـ الاستجابة لأي «تحرشات» (والتي يمكن أن تتنوع ما بين مناورات بحرية رديئة، إلى توجيه إساءات مهينة عبر إشارات الراديو)، إلا إذا شكلت تهديداً واضحاً ومبرراً ومؤكداً بوجود نية عدائية. وبالتأكيد نحن لا نرغب في وقوع مزيد من الأخطاء أو الحسابات الخاطئة في ظل بيئة مشحونة بالفعل. الفكرة الأساسية تدور حول: سيدي الرئيس، دع وزارة الدفاع والأسطول يضطلعان بعملهما على الخطوط الأمامية.

- بالاتفاق مع «بلومبرغ»

 

«الحرس الثوري» يوظف «كورونا» لترميم صورته

د. عبد العزيز حمد العويشق/الشرق الأوسط/الاثنين 11 أيار 2020

أثار انتشار وباء «كورونا الجديد» في إيران ارتباكاً وتخبطاً في صفوف المتشددين، على رأسهم «الحرس الثوري»، ولكنهم سرعان ما قاموا بتوظيفه لاستعادة هيبتهم التي اهتزت بمقتل قاسم سليماني وإسقاط الطائرة الأوكرانية. فقام «الحرس» بالتصعيد داخلياً وخارجياً. ومن أغرب ما خرج به هذه الأيام إعلانُه عن تشجيع استيطان الإيرانيين في الجزر غير المأهولة في الخليج، بما في ذلك الجزر الإماراتية المحتلة. ليس «الحرس الثوري» في وارد السلام، بل يسعى على العكس إلى تعزيز نفوذه باستخدام القوة والدعاية المضللة، ويتطلع إلى رفع الحظر على تصدير السلاح التقليدي إلى إيران في أكتوبر (تشرين الأول)، لتعزيز قدراته العسكرية، وإلى انتخابات 2021 لتمكين مرشحه من الفوز بالرئاسة، بعد أن نجح في إحكام سيطرة أنصاره في الانتخابات البرلمانية. أظهر مقتلُ قاسم سليماني في أوائل شهر يناير (كانون الثاني) عجزَ إيران عن الرد بقوة، وأحدث شرخاً في صورة «الحرس الثوري» كقوة لا يمكن قهرها. وبالمثل عندما قام «الحرس الثوري» بعد ذلك بأسبوع بإسقاط طائرة أوكرانية مدنية وقتل طاقمها وكافة ركابها، وغالبيتهم إيرانيون، أو من أصول إيرانية، ما فاقم من عزلة «الحرس»، خصوصاً بعد محاولته الفاشلة لتغطية الجريمة، فتجرأ آلاف الإيرانيين على تحديه في احتجاجات واسعة وصلت إلى العاصمة طهران.

ومع ذلك، تمكن «الحرس» من الصمود، ونجح في هندسة الانتخابات النيابية، التي نُظمت في شهر فبراير (شباط)، لصالحه، حيث حصل المتشددون على 221 مقعداً مقابل 20 فقط للإصلاحيين، وتم القضاء فعلياً على المعارضة المحدودة التي كانت موجودة في المجلس السابق. وأصبح الهدف الجديد، سياسياً، هندسة الانتخابات الرئاسية المقررة في 2021، للتأكد من فوز مرشح «الحرس». وتظل خلافة خامنئي، حينما يحين الوقت، الهدفَ الأكبر، ما يتطلب أن يظل «الحرس» قريباً من المرشد، ومراقباً لما يجري في الاستعداد لتلك الخلافة.

تم اكتشاف وباء «كورونا»، خلال حملة الانتخابات النيابية، وكان فشل السلطات الإيرانية في احتواء المرض ضربة أخرى للنظام، بما في ذلك «الحرس الثوري». ولكن «الحرس» سرعان ما بدأ في استغلال الوضع لصالحه، وحقق ذلك من خلال عدة مسارات تهدف إلى استعادة هيبة «الحرس» ونفوذه داخلياً وفي دول المنطقة.

قام «الحرس» أولاً بإلقاء اللائمة في انتشار «كورونا» على فشل حكومة روحاني والسلطات المدنية، مع أن «الحرس» يسيطر من خلال مؤسساته المختلفة على مفاصل الحياة في إيران. ثانياً، أبرزت وسائل الإعلام التابعة لـ«الحرس» جهوده ووكلائه في المنطقة، خصوصاً «حزب الله» في لبنان، في مساعدة المصابين، ومنافستهم للسلطات المدنية في تقديم العون للأسر المتأثرة بالوباء.

ثالثاً، رفع «الحرس» من حدة التوتر في المنطقة، ففي منتصف شهر أبريل (نيسان)، كشفت البحرية الأميركية عن تزايد وتيرة استفزازات «الحرس الثوري» لقواتها في الخليج، وحين وجّه الرئيس الأميركي ترمب تهديداً عنيفاً لإيران، تسابق «الحرس الثوري» مع الرئيس روحاني ووزير الخارجية ظريف للسخرية من تهديده، بل تحديه لتنفيذ وعيده. أما الناطق العسكري، العميد أبو الفضل شكرجي، فقد هدد الولايات المتحدة في 29 أبريل قائلاً: «لقد اكتشف الأميركان أن إيران سترد عليهم بأقسى رد، إن هم قاموا بأي حركة عدوانية، مهما صغرت، ضد مياهنا الإقليمية أو مصالح شعبنا». وهي تهديدات فارغة، ولكنها موجهة إلى الداخل الإيراني.

رابعاً، رفع «الحرس الثوري» من وتيرة التوتر مع دول الخليج، متجاهلاً تصريحات روحاني وظريف عن الحاجة إلى فتح صفحة جديدة معها، ففي 30 أبريل، أعاد قائد بحرية «الحرس الثوري» علي رضا تانغسيري، العزف على نغمة فارسية الخليج، وملكية إيران لمنطقة الخليج بأسرها، مُشيراً إلى البحرين والكويت، على وجه الخصوص. وقال تانغسيري إن المرشد الإيراني من منطلق حرصه على إبراز الطبيعة الفارسية للخليج قد أمر بتهيئة الجزر في الخليج لسكن المواطنين الإيرانيين فيها، بما في ذلك الجزر الإماراتية التي احتلتها إيران في عام 1971، مشيراً إلى أن إيران قد بنت مطارين في طنب الكبرى وطنب الصغرى، وموضحاً أنه سيتم استكمال البنية التحتية في تلك الجزر لتسهيل استيطانها من قبل المدنيين الإيرانيين.

ومن الواضح أن هذه اللهجة التصعيدية تحظى بشعبية في صفوف أتباع «الحرس الثوري»، وكذلك المزاعم عن فارسية الخليج وهيمنة العنصر الفارسي وتفوقه، بل يرددها كبار المسؤولين في النظام الإيراني. ولكن ما يثير التساؤل هو مدى دعم الشعب الإيراني، خارج صفوف أنصار النظام و«الحرس الثوري»، لهذه الأفكار الشوفينية التي عفّى عليها الزمن، خصوصاً أن إيران نفسها خليط من ثقافات ولغات وأعراق مختلفة.

ويعتمد «الحرس الثوري» على الإعلام التقليدي والجديد لتجنيد الأتباع ومحاربة الخصوم، وتبرير سياساته القمعية ضد المتظاهرين في إيران، وتدخلاته خارج حدودها. وتسلك دعايته مسارات متغيرة حسب المتلقي، فتوظف الفكر الشوفيني لكسب تأييد غير المتدينين داخل إيران، وفي الوقت نفسه تعتمد على الفكر الطائفي لتحريك المتدينين داخل إيران وفي دول الجوار، وعلى دعاوى مقاومة النفوذ الأميركي لتجنيد الأتباع من صفوف من لا يؤمن بالطائفية أو الشوفينية الفارسية.

ولا يُظهر سِجلُّ «الحرس الثوري» منذ تم التوصل إلى الاتفاق النووي في يوليو (تموز) 2015 رغبة حقيقية في السلام، بل على العكس من ذلك؛ إذ اعتبر الاتفاقَ رخصة للتوسّع في المنطقة، فضاعف تدخلاته في سوريا والعراق ولبنان واليمن خلال السنوات الخمس الماضية.

ولهذا، فإنه سيكون خطاً جسيماً أن يتم رفع حظر تصدير الأسلحة إلى إيران في شهر أكتوبر المقبل، وفقاً لقرار مجلس الأمن 2231، الذي أقر الاتفاق النووي. كانت الفكرة حينئذ عند واضعي القرار أن إيران ستغير من سياستها المزعزعة للاستقرار في المنطقة بعد توقيع الاتفاق، مما سيبرر في رأيهم رفع الحظر على تصدير الأسلحة التقليدية بعد خمس سنوات، أي في عام 2020. ولما كان ذلك لم يتحقق، فإنه من الضروري تمديد حظر تزويد إيران بالأسلحة إلى أن تغيّر من سياساتها التوسُّعية.

 

قاضية «فيسبوك»... توكل كرمان!

مشاري الذايدي/الشرق الأوسط/الاثنين 11 أيار 2020

الخطوة الأخيرة التي أقدمت عليها شركة فيسبوك بتشكيل «لجنة الرقابة العالمية على محتوى فيسبوك وإنستغرام» ونوعية الأعضاء الـ20 المختارين، تكشف أكثر عن عمق وخطورة التحالف الدولي الخبيث بين القوى الأصولية الإسلامية واليسار العالمي، بصيغته الرقمية الديجتال.

صُدم الناس في العالم العربي، خاصة الشعب اليمني، من اختيار الناشطة الإخوانية الحادة اللسان المدعومة من تركيا وقطر، توكل كرمان، عضواً في هذه اللجنة الرقابية القضائية التي قررت «فيسبوك» أن أوامرها ملزمة.

توكل صفحة مكشوفة، انحيازتها الحزبية مفضوحة، وهي تعارك كل يوم لمصلحة جماعة الإخوان ونظام إردوغان التركي وحمد القطري، بصلافة وجهرية وسوء كلام، يعني ليست موارية باطنية في هذا التوجه، ومع ذلك قرّرت إدارتا «فيسبوك» و«إنستغرام» تسليط توكل على ملايين المستخدمين، خاصة في اليمن ومصر، حيث ينتشر «فيسبوك» أكثر من «تويتر».

ماذا يكشف هذا التصرف؟

ضعْ مع ذلك بقية الأسماء المختارة وأغلبهم من اليسار الأوبامي الضارّ بنا نحن العرب، عرب الاستقرار والرفض للمشاريع الإيرانية والتركية والإخوانية، مثلاً من ضمن قضاة السوء في «فيسبوك» هؤلاء، قانونية أميركية يسارية هي باميلا كارلان، ونشرت عنها قناة «العربية» ما يفيد بانتمائها الأوبامي الحارّ وعدواتها العلنية لخصومه.الحق إننا أمام ظهور جديد لمعالم هذا التحالف الذي تحدثت عنه كثيراً هنا في هذه المساحة من الصحيفة، وفي أماكن أخرى، وهو التحالف الثلاثي القائم على أضلع ثلاثة هي:

الشبكات الخمينية الدولية، والشبكات الإخوانية الدولية، وقوى اليسار الجديد بشكله الأوبامي. هذا التحالف الثلاثي يملك قوة جبارة في الميديا التقليدية، مثلاً «سي إن إن» و«واشنطن بوست» و«بي بي سي» مثلاً، والسوشيال ميديا من خلال التحكم في إدارة المنصات الكبرى لهذه الخدمات، وفي مقدمتها «فيسبوك» و«تويتر» وغيرهما، كما يملك هذا التحالف أو يقدر على التأثير الأكبر على الساحة الفنية والإنتاج الدرامي، ليس فقط في هوليوود، بل في المحتوى الجديد الذي نراه في منصة مثل «نتفلكيس»، وبالمناسبة هذه الأخيرة تعاقدت مع الزوجين أوباما على إنتاج خاص لهم بعشرات الملايين من الدولارات!

مهمة هذا الحلف الثلاثي الخبيث نترويج رواية «الإخوان»، بقناعهم الديمقراطي الزائف، ورواية أو مظلومية القوى الخمينية في الغرب، وتطرفات وهراء اليسار الجديد حول قضايا مثيرة، ليس فقط حرب اليمن واستهداف السعودية والإمارات ومصر بشكل خاص، بل في قضايا مثل «مناصرة وتطبيع» الشذوذ الجنسي والتطرف البيئي الخ. والغريب كيف تجد إسلامية صومالية أميركية مثل إلهان عمر نائبة الكونغرس الأميركي تخدع اليسار الأميركي بنصرتها لقضايا الشذوذ!

هو تخادم مكشوف وتحالف مشبوه، لم تصنع «فيسبوك» جديداً فيه، سوى المزيد من الانفضاح.

 

بلاد ما بين السفيرين

غسان شربل/الشرق الأوسط/الاثنين 11 أيار 2020

يَعرف مصطفى الكاظمي أنَّ رئاسة الوزراء جاءته في توقيت حسَّاس. وأنَّ العالم يتَّجه نحو مرحلة كئيبة وبالغة الصعوبة. وهذا ليس من باب الإغراق في التشاؤم، بل من باب احترام ما يقوله أهل الأختام والأرقام. مرحلة كئيبة لأننا نسمع دعوات متزايدة إلى التعايش مع الوباء لا بدَّ خلالها من خسارات بشرية جديدة. انتظار مؤلم لخبر من قماشة العثور على دواء أو لقاح. وبانتظار ذلك الخبر ستشيَّعُ جنازات جديدة هنا وهناك وسيزداد شعور العالم بهشاشته. وهو أمر فظيع فعلاً أن ينجح وباء غامض في تذكير عالم الترسانات والمركبات الفضائية والروبوتات بهشاشته، وبقدرة وحش مجهول على تحويل العالم الرحب معتقلاً شاسعاً وفخاً مقلقاً. ومرحلة صعبة لأنَّ أهل الأرقام يتحدَّثون عن كساد غير مسبوق. وسلسلة من الكوارث. وولادة «شعوب» من العاطلين عن العمل. وموجة هائلة من الإفلاسات وأمواج من القلق مع ارتفاع معدلات الفقر والجوع. وكان يمكن التعويل على مساعدات الدول الغنية أو المقتدرة، لكن استهداف الوباء لهذه الدول أيضاً قلّص آمال الدول الفقيرة بسخاء الآخرين. ويضاف إلى ذلك أنَّ الوباء فتح جروحاً في بعض العلاقات الدولية، وتحديداً بين أميركا والصين، علاوة على الأوجاع الأوروبية المنجبة لمشاعر القلق وعدم اليقين. وإذا كانت المرحلة المقبلة تبدو صعبة حتى في البلدان التي تمتلك مؤسسات عصرية مستقرة قادرة على المبادرة والتكيّف والتطور والمحاسبة، فكيف يكون الحال في البلدان التي تفتقر إلى مثل هذه المؤسسات؟

لا يحتاج الكاظمي إلى من يذكره بويلات نظام صدام حسين. فهو لم يستطع احتمال العيش في ظله، ولهذا غادر وراح يحصي ارتكابات النظام. وحين عاد بعد سقوط نظام صدام انهمك الكاظمي في توثيق جرائم النظام السابق. وقام بمهمته هذه بصفته مواطناً يحلم بعراق آخر وبصفته إعلامياً من حقه تسجيل المرحلة. لكن الكلام عن ارتكابات عهد صدام صار قديماً وإن كان صحيحاً. يعرف الكاظمي ما هو أقرب وأخطر. يعرف ما جرى بعد اقتلاع نظام صدام وتضاعفت التقارير على مكتبه حين اختير قبل أربعة أعوام رئيساً للاستخبارات في البلاد.

والحقيقة أنَّ أخطر ملف على طاولة رئيس الوزراء الجديد هو ملف الفشل العراقي الواضح في مرحلة ما بعد صدام. فشل في بناء مؤسسات دستورية صلبة تحفظ حقوق المواطن وهيبة الدولة معاً، رغم التوجه المتكرر إلى صناديق الاقتراع. وقد أظهرت العمليات الانتخابية والمخاضات العسيرة لتشكيل الحكومات حجم التصدع الذي ضرب العلاقات الشيعية - السنية والذي ترجم احتكاكات دامية كانت بين الثغرات التي سهلت إطلالة «داعش» بعد «القاعدة». والحقيقة هي أن معظم القوى السياسية لم تنخرط في معركة بناء الدولة وفضلت الانخراط في معركة تقاسمها واستباحة مواردها. كانت فكرة الدولة اللاعب الأضعف في كل اختبارات القوة.

ويعرف الكاظمي أنَّ «الشرعية» التي حازتها الميليشيات بفعل مشاركتها في محاربة «داعش» تحولت عبئاً قاتلاً بسبب الإصرار على إحلال منطق الفصائل والتلويح بالقوة مكان منطق المؤسسات ودولة القانون. كما يعرف أنَّ العراق تعرض لعملية نهب غير مسبوقة جعلت دولة تنام على النفط تخشى من عدم قدرتها على تسديد رواتب المتقاعدين. والحقيقة أن حزب الفساد كان أكبر الأحزاب العراقية بعد سقوط صدام، وهو حزب عابر للطوائف والمذاهب والقوميات.

يعرف مصطفى الكاظمي أنَّ مرحلة ما بعد صدام هي مرحلة تبادل الضربات على الملعب العراقي بين أميركا وإيران، خصوصاً بعد انسحاب القوات الأميركية. ومن رافق ما عاشته بغداد في السنوات الماضية يدرك تماماً أن إيران انتزعت لنفسها ما يشبه حق إدارة الشأن العراقي مع أخذ الممانعة الأميركية في الاعتبار. ومن يعرف قصة ولادة الحكومات في بغداد يعرف أنها حملت دائماً لمسة قاسم سليماني بعد فصول من التجاذب الإيراني - الأميركي.

كان سليماني يلعب دوراً يكاد يقترب من دور مرشد مرحلة ما بعد صدام. وكان هذا الدور يصطدم أحياناً بضوابط يرسمها المرجع الشيعي علي السيستاني من دون الرغبة في صدام مباشر وعلني مع إيران. وكان يصطدم أيضاً بمحاولة واشنطن الاعتراض على انزلاق العراق بالكامل إلى الفضاء الإيراني.

جاءت الانتفاضة العراقية أشبه بصرخة احتجاج على فشل الحكومات المتعاقبة في مواجهة وحش الفساد، وكذلك على فشل هذه الحكومات في ترميم العلاقات بين المكونات في رحاب دولة يصنع قرارها الوطني داخل مؤسساتها الشرعية. وأظهرت الانتفاضة أيضاً أنَّ العراقيين تعبوا من تكريس بلادهم ملعباً لاختبارات القوة الأميركية - الإيرانية، ومن تبادل الرسائل الصاخبة على هذا الملعب، خصوصاً بعدما انسحبت أميركا ترمب من الاتفاق النووي وأعادت فرض أقصى العقوبات. وأظهرت عمليات القتل التي تعرضت لها الانتفاضة وبقيت بلا عقاب غلبة منطق الفصائل على منطق الدولة.

كانت استقالة رئيس الوزراء عادل عبد المهدي في بداية ديسمبر (كانون الأول) الماضي، دليلاً إضافياً على تردي الوضع الداخلي سياسياً واقتصادياً واجتماعياً ودليلاً جديداً على تصاعد التجاذب الأميركي - الإيراني. وبلغ هذا التجاذب ذروته حين اتخذ ترمب قراراً تفاداه أسلافه، أسفر عن مقتل قائد «فيلق القدس» الجنرال قاسم سليماني وهو الأقرب إلى قلب خامنئي وعقله. في عالم «كورونا» الصعب منح البرلمان العراقي ثقته لحكومة الكاظمي. مهمة الرجل صعبة وشائكة. لا بدَّ من الإنصات إلى رسائل المحتجين والتعامل، إذا أمكن، مع ملف من تفننوا في اغتيالهم. لا بدَّ من خطة لمواجهة التردي الاقتصادي ووقف عقلية النهب وترميم العلاقات مع إقليم كردستان. لا بدَّ أيضاً من السهر على عدم السماح لـ«داعش» بتسجيل إطلالة جديدة على الساحة العراقية. تبقى المهمة الأصعب وهي كيفية الخروج من الوضع الذي كرَّس العراق مختبراً للعلاقات الأميركية - الإيرانية وتبادل اللكمات والرسائل. ربما لهذا السبب افتتح الكاظمي نشاطاته باستقبال كل من السفيرين الأميركي والإيراني. قال إنَّ العراق «لا يقبل أن يكون ساحة لتصفية الحسابات، أو منطلقاً للاعتداء على أي دولة جارة أو صديقة». ليس سهلاً أنْ تكون رئيساً للوزراء في بلاد ما بين النهرين وهي أيضاً بلاد ما بين السفيرين.

 

مغيّرون في التاريخ: بطل الحرب الأولى

سمير عطا الله/الشرق الأوسط/الاثنين 11 أيار 2020

يقول الدكتور فيكتور إيزنمنغر، طبيب أرشيدوق النمسا فرانسيس فرديناند، الذي أشعل مقتله في سراييفو، الحرب العالمية الأولى، إن الأرشيدوق «كان من أكثر الرجال إثارة للبغضاء في النمسا. لكن لا حق للكره كما لا حق للمحبة بإصدار الأحكام على الناس».

ويروي الطبيب تفاصيل رحلة استشفاء قام بها الأرشيدوق إلى مصر، فيصور لنا رجلاً ضعيفاً، جباناً أحياناً، يرفض ركوب الباخرة السياحية في النيل، ورجلاً سوف تشعر النمسا بالارتياح، إنْ هو لم يشفَ ولم يعد إلى بلاده حياً. ويقول لنا الطبيب أيضاً إن الحرب الأولى التي فجّرها مقتل الأرشيدوق كان هو أحد أسبابها الرئيسية. الواقع أن كل شيء كان معداً للحرب آنذاك، وكل الدول كانت معبأة. والإمبراطورية النمساوية - الهنغارية كانت تستعد لنشر النفوذ الألماني حتى الشرق الأوسط عبر بلاد البلقان. ومن أجل ذلك، شرع الألمان والنمساويون في بناء الخط الحديدي بين برلين وبغداد. ولذا كان مقتل الأرشيدوق، ولي عهد النمسا، ذريعة مثالية جعلت الإمبراطور الألماني فيلهلم يدعو الجيوش إلى الزحف هاتفاً «إما اليوم وإما أبداً». لقد اتهم الصِرب باغتيال الأرشيدوق. وبعد شهر تقريباً وجهت فيينا الإنذار إلى بلغراد، ثم أعلنت الحرب، فأعلنت روسيا التعبئة العامة، فأعلن الألمان الحرب على الروس، ثم عبر الألمان الحدود إلى فرنسا بعد يوم واحد، واتجهوا نحو بلجيكا ولوكسمبورغ. وهكذا انفجر برميل البارود المحشو منذ زمن، الذي سمي الحرب الكبرى. وينسب هـ. ج. ويلز بداية الحرب إلى الألمان، الذين خططوا لشل فرنسا في عملية صاعقة قبل أن تستكمل روسيا إعداد قواتها، ويقول إن الألمان أعدوا تلك الخطة قبل سنوات، ولو أن الفرنسيين كانوا على علم بها، لفشلت منذ اليوم الأول. دخل اسم الأرشيدوق فرانسيس فرديناند على أنه الشرارة الأولى في حرب عالمية مريرة، وفي حرب البلقان، التي عادت فانطلقت من جديد قبل عامين في مدينة سراييفو، التي هي في السلم نموذج مدن التعايش المثالية، وفي الحرب تتحول إلى مسرح للجزارين من أبشع الأنواع المعروفة، في السلم أو في الحرب معاً. إلى اللقاء...

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

رئيس الجمهورية التقى مخزومي وناجي البستاني واطلع من عودة على مداولات اجتماع المطرانية: حريص على حقوق الطوائف لا سيما الروم الارثوذكس

الإثنين 11 أيار 2020

وطنية - اكد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون حرصه على "المحافظة على حقوق الطوائف كافة، لا سيما طائفة الروم الارثوذكس التي اعطت الادارة اللبنانية مسؤولين مشهود لهم بالكفاءة والاخلاص والسيرة الحسنة".

كلام الرئيس عون جاء في خلال استقباله قبل ظهر اليوم في قصر بعبدا في حضور النائب الياس بو صعب، متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الارثوذكس المطران الياس عودة، الذي عرض معه الاوضاع العامة في البلاد وعددا من الشؤون التي تهم طائفة الروم الارثوذكس، لا سيما لجهة دورها الوطني وحضورها في الادارات والمؤسسات العامة.

عودة

من جهته، اكد المطران عودة تقديره "لدور رئيس الجمهورية الوطني الجامع ولرؤساء المؤسسات الدستورية كافة"، مشددا على "اهمية مشاركة ابناء الطائفة الارثوذكسية في المواقع الادارية والوظيفية على اساس الخبرة والكفاءة ونظافة الكف".

واطلع المطران عودة الرئيس عون على مداولات الاجتماع الذي عقد في دار المطرانية في الاشرفية والذي صدر عنه بيان مكتوب باجماع الحاضرين، اكد "وقوف الارثوذكس الى جانب خيار الدولة المدنية القائمة على اساس المواطنة الحقيقية والمساواة في الحقوق والواجبات، لا سيما وانهم لم يكونوا يوما طائفيين، الا انه والى حين قيام الدولة المدنية من حقهم المشاركة الفاعلة في بناء دولتهم عبر مناصب ادارية وقضائية وعسكرية".

واعتبر المطران عودة ان "استبدال الموظفين الارثوذكس الكبار من دون سواهم من الموظفين، يجب ان يكون لاسباب وجيهة من دون ان يقع اي ظلم على احد منهم، خصوصا اذا كانوا من غير المرتكبين"، موضحا انه وضع "ملف التعيينات الارثوذكسية في عهدة الرئيس عون"، مطالبا ب"رفع الغبن عن ابناء الطائفة الارثوذكسية".

مخزومي

الى ذلك، استقبل رئيس الجمهورية رئيس "حزب الحوار الوطني" النائب فؤاد مخزومي الذي اوضح بعد اللقاء، أن "الحديث تطرق إلى الأوضاع العامة في البلد، لا سيما في ظل الظروف الصحية والاقتصادية المعيشية الصعبة التي يمر بها لبنان".

وإذ رحب مخزومي ب"الخطة الاقتصادية الانقاذية التي أقرتها الحكومة"، اعتبر انها "تتضمن إيجابيات"، ورأى أن "الأهم هو الالتزام بالاصلاحات المطلوبة، خصوصا أن البلد يمر بأزمات خانقة على مختلف الصعد، بدءا من تفلت سعر صرف الدولار، مرورا بارتفاع الاسعار الجنوني، وصولا إلى انهيار القطاع المصرفي".

وشدد على "ضرورة ضبط المعابر غير الشرعية ووضع حد لتهريب الطحين والفيول والالكترونيات وسواها إلى سوريا، لان هذا التسيب هو جزء لا يتجزأ من أزمة هدر المال العام"، لافتا إلى أن "الأهم اليوم إيجاد حلول للازمة المعيشية لاستعادة ثقة الشعب المأزوم من جهة، والحفاظ على استقرار البلد وتحسين صورة لبنان أمام المجتمع الدولي من جهة أخرى".

واستغرب "الأجواء السجالية والتوترات والصراعات المؤسفة بين بعض القوى السياسية وحتى داخل الفريق الواحد"، وقال: "إن الأوضاع في لبنان تحتم الارتقاء في السلوكيات وتحمل المسؤولية الوطنية". من جهة أخرى، أكد مخزومي "ضرورة التشدد في الاجراءات المتخذة في ما يتعلق بمكافحة فيروس كورونا، لا سيما بعد ما شهدناه من ارتفاع في أعداد المصابين في الأيام القليلة الماضية"، داعيا اللبنانيين إلى "التزام معايير الوقاية اللازمة والتحلي بالوعي والصبر لاجتياز هذه المحنة". ورافقت النائب مخزومي في زيارته مستشارته السياسية الدكتورة كارول زوين.

البستاني

واستقبل الرئيس عون الوزير السابق ناجي البستاني واجرى معه جولة افق تناولت الاوضاع الراهنة في ضوء التطورات الاخيرة.

واوضح البستاني ان الرئيس عون "حريص على المحافظة على الاستقرار في الجبل وعلى العيش الكريم لجميع ابنائه".

رئيس بلدية الدامور

واستقبل الرئيس عون رئيس بلدية الدامور شارل غفري الذي اطلعه على قرار المجلس البلدي في الدامور "تخصيص ارض مساحتها مئة الف متر مربع من مشاع البلدية لانشاء "اكاديمية الانسان للتلاقي والحوار" التي اطلقها الرئيس عون ووافقت عليها الجمعية العمومية للامم المتحدة في دورتها العادية في ايلول الماضي". وشكر الرئيس عون رئيس البلدية على "هذه الخطوة"، منوها ب"اهمية اقامة الاكاديمية في الدامور البلدة اللبنانية التي تتمتع بتراث وطني وثقافي فريد".

 

دياب بحث والسفيرة الاميركية في خطة الحكومة المالية

وطنية - الإثنين 11 أيار 2020

استقبل رئيس مجلس الوزراء الدكتور حسان دياب اليوم سفيرة الولايات المتحدة الأميركية في لبنان دوروثي شيا، وجرى البحث في خطة الحكومة المالية.

 

دياب ترأس اجتماعا ناقش التحويلات المصرفية إلى الطلاب في الخارج صفير: المصارف ستسمتر بتحويل ألاقساط وايجار السكن

وطنية - الإثنين 11 أيار 2020

انعقد بعد ظهر اليوم اجتماع في السراي الحكومي ناقش قضية التحويلات المصرفية إلى الطلاب في الخارج، برئاسة رئيس مجلس الوزراء الدكتور حسان دياب وحضور وزراء المالية غازي وزني، والعدل ماري كلود نجم، والتنمية الإدارية والبيئة دميانوس قطار، والصناعة عماد حب الله، ورئيس جمعية المصارف الدكتور سليم صفير، ومستشارا الرئيس خضر طالب وجورج شلهوب. وخلال الاجتماع، أبلغ رئيس الجمعية الدكتور سليم صفير المجتمعين أن "المصارف ستسمتر بتحويل أقساط الجامعة وإيجار السكن إلى الطلاب، وفقا لمستندات تقدم إلى المصرف من قبل ذوي الطالب".

 

بخاري اقام مائدة إفطار على شرف مفتي الجمهورية : دور دار الفتوى أساسي في تعزيزِ الوحدةالوطنية واجتراح الحلول ومعالجة الازمات

وطنية - الإثنين 11 أيار 2020

أقام سفير خادم الحرمين الشريفين لدى لبنان وليد بن عبد الله بخاري مساء اليوم مائدة إفطار على شرف مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ الدكتور عبداللطيف دريان. وقال المفتي دريان في تصريح :"عندما نلتقي نحن المفتين وأصحاب السعادة السفراء في ظلال هذا البيت العامر منزل سفير خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود حفظه الله نلتقي ونحن في غاية الطمأنينة والإرتياح لأن هذا اللقاء يعبر عن مدى شدة أواصر الأخوة مع الأشقاء العرب في شهر المودة والرحمة والمحبة". وقال :"ولا بد لي أن أتوجه بالتقدير والشكر الكبير والإمتنان العظيم لمقام خادم الحرمين الشريفين على الإجراءات الناجحة والجيدة والفعالة التي قامت به حكومة المملكة من أجل منع تفشي جائحة كورونا لقد حفظ بالإجراءات التي قام بها على صعيد المملكة بشكل عام وعلى صعيد الحرمين الشريفين حفظ أرواح المسلمين والمعتمرين ونحن مع هذا الإجراء لأن هذا الإجراء يحد من تفشي هذا الوباء وهو من حرص خادم الحرمين الشريفين على إخوانه المسلمين والمعتمرين والقاصدين لبيت الله الحرام والمسجد النبوي الشريف فكل الشكر والتقدير له الذي أكن له شخصيا المحبة والتقدير ويكن له العالمان العربي والاسلامي كل المحبة والتقدير لأنه يحمل هم القضايا العربية والإسلامية".

بخاري

من جهته أوضح السفير بخاري ان :"دار الفتوى في الجمهورية اللبنانية دورها أساسي في تعزيزِ الوحدةالوطنية واجتراح الحلول ومعالجة الازمات على مستوى الوطن، وهي المؤتمنة على توطيد ثقافة الاعتدالِ والوسطية وهذا النهج الذي يؤكد عليه دائما سماحته".

ولفت سعادته الى انه :"في كل عام دأبت سفارة المملكة العربية السعودية في شهر رمضان المبارك ان تقيم مأدبة على شرف سماحة مفتي الجمهورية اللبنانية، وفي هذا العام ايضا تشريف جميع مفتي المناطق في لبنان وأصحاب السعادة سفراء دول مجلس التعاون الخليجي وجمهورية مصر الشقيقة".

وحضر مائدة الإفطار التي أقيمت في مقر إقامة السفير في اليرزة عدد من مفتي المناطق الى جانب السفراء العرب سفير الكويت عميد السلك الدبلوماسي العربي عبدالعال سليمان القناعي وسفير الامارات حمد الشامسي وسفير مصر ياسر علوي وسفير سلطنة عمان بدر بن محمد المنذري.

وتخلل المناسبة، تبادل الأحاديث الودية والتقاط صور تذكارية.

 

حتي استقبل السفيرة الاميركية وبحثا في التجديد لليونيفيل والخطة الاقتصادية

وطنية - الإثنين 11 أيار 2020

استقبل وزير الخارجية والمغتربين ناصيف حتي سفيرة الولايات المتحدة الأميريكية في لبنان دوروثي شيا وعرض معها مسألتي التجديد لقوة الطوارئ الدولية "اليونيفيل" والخطة الإقتصادية وطلب منها مساعدة الولايات المتحدة في مكافحة وباء كورونا.

 

حتي عرض مع السفير البابوي للاوضاع

وطنية - الإثنين 11 أيار 2020

إستقبل وزير الخارجية والمغتربين ناصيف حتي السفير البابوي المونسنيور جوزيف سبيتاري، وبحث معه في الأوضاع الراهنة، في ضوء التحديات التي يواجهها لبنان، خصوصا في الملف الإقتصادي ومواجهة جائحة كورونا المستجدة.

 

الحريري عرض الاوضاع مع سفراء النروج وسويسرا وكندا والكويت

وطنية - الإثنين 11 أيار 2020

استقبل الرئيس سعد الحريري عصر اليوم في "بيت الوسط" سفراء النروج ليني ستينسيث، سويسرا مونيكا شماتز وكندا ايمانيويل لامورو، في حضور الوزير السابق غطاس خوري.

وبعد اللقاء اوضحت السفيرات الثلاث ان "البحث تطرق الى الوضع الاقتصادي والتحديات التي يواجهها لبنان جراء ذلك، والإصلاحات المطلوب تنفيذها في اطار الخطة الاقتصادية التي اقرتها الحكومة". واعتبرن الخطة "خطوة اولى جيدة تشخص بشكل دقيق التحديات ولكن يبقى المهم تطبيقها واجراء الإصلاحات المطلوبة".

سفير الكويت

بعدها التقى الحريري السفير الكويتي في لبنان عبد العال القناعي وعرض معه الأوضاع العامة والعلاقات الثنائية بين البلدين.

 

رعد اكد دعم حزب الله للحكومة: لتوقيف الرؤوس الكبيرة المتورطة بالتلاعب بسعر صرف الليرة

وطنية - الإثنين 11 أيار 2020

اعتبر رئيس "كتلة الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد، في حديث "لإذاعة النور" ضمن برنامج "السياسة اليوم"، أن "الحكومة الحالية أثبتت أنها ليست حكومة ملء الفراغ واستطاعت أن تثبت حضورها"، ولفت الى أنه "كلما تعاونت الأطراف المكونة لها كلما تعزز حضوره"، واوضح أن "حزب الله يدعم هذه الحكومة من اجل الحفاظ على بنية الوطن"، ورأى أن "بعض الإعتراضات التي ارتفعت بوجهها مؤخرا قد يكون سببها السخط لدى البعض من الفرص التي تتيح لهذه الحكومة أن تثبت حضورها اكثر". واذ طالب رعد الحكومة ب"التصدي لظاهرة غلاء الأسعار وجشع التجار"، دعاها إلى "توقيف الرؤوس الكبيرة المتورطة في التلاعب بسعر صرف الليرة"، وسأل: "هل يعمل نقيب الصرافين الموقوف حاليا بمعزل عن مجالس إدارة المصارف وحاكم مصرف لبنان؟". وأكد النائب رعد أن "حزب الله ليس حاضنا للخطة الاقتصادية بل يعتبرها الخيار المتاح حاليا"، مشيرا إلى أن "مجلس الوزراء بمعظمه يرى في هذه الخطة السبيل للحصول على المال لضبط الوضع الراهن". وفي موضوع صندوق النقد الدولي، رأى رعد أنه "من المفترض بصندوق النقد أن يكون مؤسسة دولية نقدية تستنهض الإنماء في الدول"، وقال: "وفق مهام الصندوق هذه نحن سائرون بالموضوع، غير أن الحذر منه واجب لأنه أصبح أداة من أدوات النفوذ الدولي، لا سيما النفوذ الأميركي"، موضحا أن "كتلة الوفاء للمقاومة لديها بديل عن الذهاب إلى صندوق النقد الدولي، إلا أن طرح البدائل مرهون بالاستعداد للمضي بها"، وقال: "لا نستطيع المبادرة بمعزل عن السلطة، وعليها الاقتناع بالبدائل التي نطرحها عليها، غير أنها حاليا غير مقتنعة ببدائلنا"، مشددا على أن "المقاومة ستتصدى للتجاوزات التي قد تحاول أن تطال السيادة اللبنانية". وردا على سؤال، أوضح رعد أن "التحدي اليوم أمام المقاومة يتمدد ويأخذ مداه الواسع من خلال استهداف بيئتها والضغط عليها ماليا ومحاولة تجفيف مصادر القوة بمواجهة العدو الإسرائيلي"، مشددا على أن "هذا العدو يبدو اليوم مرعوبا من تنامي قدرات حزب الله ويقظته"، وقال: "نحن وبيئتنا نعيش جوا واحدا، منذ بداية الطريق نستشرف معا الصعوبات ونخطط لمواجهتها، وبيئتنا المقاومة تصبر كما نصبر، وهي شريك أساسي في عمل المقاومة على الصعد كافة"، واشار الى ان "حزب الله يراهن على الصمود رغم اشتداد الحصار".

وفي ما يتعلق بمواجهة وباء "كورونا"، شدد رعد على أن "التهاون في التزام الإجراءات الوقائية وقرارات التعبئة العامة مرفوض تلافيا لعودة لبنان إلى نقطة الصفر، وقال: "رحلتنا مع الفيروس ليست قصيرة، وعلى هذا الأساس كان المطلوب ألا تكون سرعة الانتشار أقوى من قدرات الأجهزة الطبية"، مشيرا إلى أن "الحكومة ووزارة الصحة نجحا في تحقيق ذلك".

 

ردٌ حاد من رئاسة الجمهورية على فرنجية... كان الأجدر به أن يرفع غطاءه عن مطلوبين للعدالة

وكالات/11 أيار/2020

تعليقاً على ما أورده رئيس تيار "المردة" الوزير والنائب السابق سليمان فرنجية، لا سيما ما تناول به رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، أكد مكتب الاعلام في رئاسة الجمهورية في بيان أن :"من اصدق ما قاله السيد فرنجية هو "وقوفه إلى جانب ناسه" سواء كانوا مرتكبين أو متهمين بتقاضي رشاوى وبدلاً من أن "يفاخر" السيد فرنجية بحمايته لمطلوبين من العدالة، كان الأجدر به أن يرفع غطاءه عنهم ويتركهم يمثلون أمام القضاء الذي هو الجهة الصالحة لتبرئتهم أو إدانتهم. وبكل الأحوال يبقى هذا الموضوع في عهدة القضاء الذي له وحده أن يتخذ ما يراه مناسباً من اجراءات".

وأضاف، "في ما عدا ذلك من كلام السيد فرنجية الانفعالي، فهو لا يمت، في معظمه، إلى الحقيقة بصلة وفيه تزوير للوقائع وبالتالي لا يستحق الرد، وإن كان حفل بالإساءات التي تضر بسمعة لبنان ومصلحته واقتصاده ودوره وحضوره في محيطه والعالم، لا سيما ما ذكره عن موضوع التنقيب عن النفط والغاز". وعقد فرنجية مؤتمراً صحفياً اليوم الإثنين، تناول فيه ملف الفيول المغشوش، وأوضح أنه "بعد طرح اسمنا في إطار اتهامات بالتغطية على أحد نخرج في الإعلام لنؤكد أن سركيس حليس هو صديق ونؤمن ببراءته فهو شخص آدمي ومظلوم".

 

سليمان فرنجية في مؤتمر صحفي: ضميرنا مرتاح وملف الفيول المغشوش سياسي ونؤمن ببراءة حليس

وطنية - الإثنين 11 أيار 2020

اكد رئيس "تيار المردة" سليمان فرنجية في مؤتمر صحفي عقده في مبنى مؤسسة المردة في بنشعي، ان "ملف الفيول المغشوش سياسي والجهة التي فتحته معروفة وكذلك القضاة"، موضحا أن "مدير عام المنشآت النفطية سركيس حليس بعد طرح اسمنا في إطار اتهامات بالتغطية على أحد نخرج في الإعلام لنؤكد أن سركيس حليس هو صديق ونؤمن ببراءته فهو شخص آدمي ومظلوم وهو سيمثل أمام العدالة والقضاء الحقيقي هو الذي سيثبت براءته".

وشدد فرنجية على أنه "يحترم القضاء، ولكن القضاء الذي يتابع هذا الملف حتى الساعة هو قضاء مسيس وعندما تصل مرحلة الملف الى القضاء العادل عندها تتبين الحقيقة"، معتبرا أن "من لا يحترم القضاء هو الذي لم يوقع التعيينات القضائية".

وتساءل: "ألا يتحمل الوزراء المتعاقبون اي مسؤولية في هذا الملف؟ فخلال فترة العقد مع الشركة 6 من أصل 7 وزراء للطاقة كانوا تابعين للتيار الوطني الحر. ولكن يبدو أنه عندما يتعلق الامر بأي ملف لوزارة الاشغال تصبح المسؤولية على الوزير وما فوق أما في ما يخص وزارة الطاقة تصبح المسؤولية من المدير العام وما دون".

وقال: "ضميرنا مرتاح إلى أقصى الحدود وحساباتنا وحسابات أولادنا وأولاد أولادنا وأقربائنا مفتوحة وكل المحيطين بنا مفتوحة وليتابعها القضاء".

ورأى فرنجية أن "وصولهم إلى السلطة كشفهم والتاريخ لن يرحم وسيحاكم". وقال: كذبتم على الناس عام 1989 ودمرتم لبنان والمناطق المسيحية وكذبتم على الناس عام 2005 والآن تكذبون على الناس. قوتكم كانت ترتكز على الدعم الشعبي واليوم قوتكم نابعة من السلطة ولكن حين تذهب السلطة لن تساووا شيئا وإذا كان القضاء لن يحاكمكم فالتاريخ سيحاكمكم"، واضاف: "لأنهم لم يتمكنوا من تبييض صفحتهم عمدوا إلى تشويه صورة غيرهم".

من جهة أخرى، أكد فرنجية أن "البلوكات التي تم الحفر فيها خالية من النفط كما أن التقارير المقدمة لطبيعة الأرض التي يتوقع أن فيها غازا هي أيضا غير صحيحة"، كاشفا عن أن "شركة توتال الفرنسية تدرس خيار دفع البند الجزائي ومغادرة لبنان".

كما أكد أنه "غير معني بأن يكون في موقع الدفاع اليوم"، مشددا على أنه "وبعد زج اسمه في عدد من الملفات، يحق لنا أن نقف إلى جانب ناسنا على ما يقوم به البعض بالتنصل من الأشخاص"، مشيرا إلى أن "سركيس حليس هو صديق ونؤمن ببراءته فهو شخص آدمي ومظلوم وهو سيمثل أمام العدالة والقضاء الحقيقي هو الذي سيثبت براءته".

وقال: "كان بإمكاننا أن نتنصل من الموضوع مثل غيرنا ولكن ضميرنا أكثر من مرتاح وإلى اقصى الحدود". وأضاف: "سركيس حليس وسواه سيمثلون امام القضاء والنتيجة ستصدر، نحن لا نتهرب من القضاء ونحترمه، أما من لا يحترم القضاء فهو من لا يوقع على التشكيلات القضائية والتعيينات القضائية وهو من يرفض التشكيلات التي يوقع عليها مجلس القضاء الأعلى".

وتابع: "سركيس حليس ذهب إلى المحكمة ولكن ان يصل عند قاضي التحقيق ويفاجئ بأن غادة عون أرسلت عسكريين لتوقيفه فهذا غير مقبول"، مطالبا بإنجاز "تحقيق شفاف وعدالة بهدف التوصل إلى حكم عادل وللقضاء الحق في التحقيق بحسابات سركيس حليس وأملاكه ليبني على الشيء مقتضاه".

واردف: "آل رحمة أصدقائي من 40 سنة وريمون رحمة صديقي وأخي ونسافر معا ولا أخجل من ذلك وضميري مرتاح"، لافتا إلى أن "جبران باسيل حاول استمالة آل رحمة ولكن سبحان الله لا يحبونه. وإذا كانوا يريدون محاسبتنا فلهم ان يروا ان كنا في وزارة الاشغال او اي وزارة اخرى استلمناها قد اعطيناهم شيئا وغير ذلك لا علاقة لهم بصداقاتنا".

وقال: "اما في ملف النفط فهم غير موجودين. وقد صدرت مذكرة توقيف بحق تيدي رحمة باعتبار ان البواخر مغشوشة، والواقع ان عدم مطابقة المواصفات لا يعني انها مغشوشة". "الدولة وقعت عقدا مع "سوناطراك" يقضي بأن نأخذ الفيول واذا كانت الباخرة مطابقة نستلم واذا كانت غير مطابقة لا نستلم ونعيدها ونحصل على غيرها على حساب سوناطراك".

واضاف "3 مختبرات وافقت عليها الدولة واحد في مالطا وواحد في لبنان تابع لادارة سركيس حليس ولكن لديه مديره الخاص، ومختبر شركة الكهرباء، ومختبران اعطيا ان الباخرة غير مطابقة ومختبر قال انها مطابقة".

وتابع: "القاضي علي ابراهيم حقق واقفل الملف اما غادة عون فحضرت تحقيقا من 400 صفحة، يتضمن 100 سؤال عن سركيس حليس ولا شيء فيه يدل على ان سركيس حليس له علاقة".

وقال: "7 وزراء تعاقبوا على وزارة الطاقة منذ توقيع العقد مع "سوناطراك"، 6 منهم للتيار الوطني الحر. فإذا كل هذه البطولات واستغرقوا 10 سنوات لاكتشاف ان هناك مشكلة بالفيول. الا يجب تحميل الوزراء اية مسؤولية؟ 20 شركة مذكورة في التحقيق واحدة منها في دبي وهي لابراهيم الذوق، وهم يبيعون المازوت للدولة بموجب عقد".

وأضاف: "اعرف اصحاب شركات نفط طلبوا تعديل مواصفات ودفعوا المال لقاء ذلك ولم يوقفهم احد". وحذر من أنهم "اذا ارادوا الحرب فليكن، واذا ارادوا السلم نحن جاهزون، نحن بمشروع سياسي واحد ولكنهم لم يتمكنوا من تبييض صورتهم يحاولون تشويه صورة غيرهم"، مشيرا إلى أنه "إذا كان لديهم مشكلة معي فأنا موجود وإذا أردتم الحرب فنحن لها وإذا أردتم السلم فنحن جاهزون. ولكنهم الضعفاء والجبناء يظلمون ويتمرجلون بالسلطة ولكن التاريخ لن يرحمهم".

وتابع: "عام 1989 كذبتم على الناس وكذلك في العام 1990 وعام 2005، وكذبتم واليوم تكذبون مجددا".

وأردف قائلا: "وصلتم إلى السلطة فانكشفتم أمام الناس"، معتبرا أن "الناس الذين آمنوا بكم وناضلوا في 7 آب تركوكم لأنكم بنيتم مجدكم على السلطة، والسلطة لا تدوم"، مشيرا إلى أن "الرأي العام سواء كان معنا او لا الا انه يصدقنا ولكنه لم يعد يصدقهم".

وكشف بأن "كل ادعاءاتهم بأن لبنان بلد نفطي كاذبة، ولا ارض فيه تشبه اراضي استخراج الغاز وان شركة "توتال" ستوقف التنقيب وتغادر وقد تدفع البند الجزائي الذي يترتب عليها حتى لا تعود مجددا".

وتابع "يكذبون عليكم منذ يوم التحرير لليوم، وانا اقول للرأي العام راجع ضميرك شو خبروكن وطلع صح وشو خبرناكم وطلع غلط".

وتساءل: "لماذا اليوم سوناطراك اضحت غير شرعية علما انها شركة للدولة الجزائرية؟ لماذ اكتشفوا اليوم ذلك. هناك احتمالات اما انهم متواطئون او انهم كانوا يغضون النظر".

وقال: "الرؤوس الكبيرة ليست سركيس حليس ولا اورور فغالي التي يحاول التيار الوطني الحر التضحية فيهما كما ضحى بكل الذين ناضلوا بالتيار الوطني الحر"، "التيار الوطني الحر لم يعد الناس معكم، الذين امنوا بكم غادروا يوم وصلتم الى السلطة وكشفوا حقيقتكم".

واضاف: "الاوضاع ستتغير، الكيدية والطريقة السلبية بالتعاطي لن تعيد لكم شيئا. واذا فتحتم حربا معا فستأخذون حربا انتم ضعفاء. تظلمون وتتمرجلون لان السلطة معكم لكن التاريخ لن يرحمكم".

وردا على أسئلة الصحافيين، أكد أن "ضميرنا مرتاح إلى أقصى الحدود والقضاء سيقرر إذا ما كان سركيس حليس مذنبا. ولكن هناك معطيات واضحة أكان لناحية الجهة التي فتحته ومن يحقق فيه والقضاة الذين يتابعونه".

وقال: "نؤمن بالدولة ونحن أول فريق سلم سلاحه للدولة بعد الحرب الأهلية. ونحن أيضا نؤمن بالعدالة ولكن عندما تكون العدالة مخطوفة لن نمون على احد بأن يسلم نفسه للقضاء. فقناعتنا هي ان القضاء مسيس ومع الوقت سيظهر كل شيء. سركيس حليس سيمثل امام العدالة ولكن ليس امام عدالة وقضاء جبران باسيل".وردا على سؤال حول توقيت فتح الملف اكد فرنجية ان "حرب الرئاسة بدأت عند جبران باسيل".

من جهة أخرى، أشار فرنجيه إلى أن "خسائر لبنان جراء ملف الكهرباء تقدر بالمليارات والمطلوب القيام بمناقصة شفافة ضمن إطر علمية ودقيقة وواضحة".

وقال: "على صعيد متصل، اليوم انا اقدم اخبارا حول سمير ضومط. قبل ان يأخذ عقد الباخرة بسنتين، كان معروفا انه سيحصل عليه. وجبران باسيل وضع اسم سمير ضومط من اجل احراج الرئيس سعد الحريري الذي لم يوقع على العقد".

وحول عدم مشاركته في لقاء بعبدا المالي، قال: " نحن مشاركون في الحكومة وملاحظاتنا قدمناها على طاولة مجلس الوزراء. في هكذا لقاء يجب احضار من ليس مشاركا في الحكومة لابداء رأيه. ونحن سنقدم ملاحظاتنا نفسها على الخطة الاقتصادية في مجلس النواب".

واضاف: "عندما نكون مستهدفين من قبل بعبدا فنحن من يقرر اذا كنا سنحضر او لا".

وفي الموضوع الاقتصادي، اكد فرنجية ان "العهد يكذب في ما يخص بصندوق النقد الدولي فهو غير قادر على الالتزام بالشروط المطروحة، كما ان صندوق النقد لن يساعد اذا لم يلتزم بشروطه".

وتابع: "دمرتم المجتمع المسيحي وخربتموه وهجرتم المسيحيين. الفرق انهم كانوا يصدقونكم اما اليوم فلا".

وختم قائلا: "سركيس حليس وتيدي رحمة ليسا في حمايتي. وانا لن اقول لسركيس حليس اذهب الى القضاء على مسؤوليتي اذا لم اكن قادرا على تأمين العدالة له. فالسيناريو المتوقع لسركيس حليس ان يكون مثل السيناريو الذي ركب لهدى سلوم وبالاخير كانت بريئة. فمن اعاد لها حقها؟. وأقول للقضاة الخائفين والموعودين بمراكز، خلال سنتين ستتغير كل المعادلات".

 

/New A/E LCCC Postings for todayجديد موقعي الألكتروني ل ليوم 11-12 أيار/2020

رابط الموقع
http://eliasbejjaninews.com

 

مقاربة نقدية لواقع التفكك السياسي ومفارقات البرنامج الاصلاحي

شارل الياس شرتوني/11 أيار/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/86065/%d8%b4%d8%a7%d8%b1%d9%84-%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%b4%d8%b1%d8%aa%d9%88%d9%86%d9%8a-%d9%85%d9%82%d8%a7%d8%b1%d8%a8%d8%a9-%d9%86%d9%82%d8%af%d9%8a%d8%a9-%d9%84%d9%88%d8%a7%d9%82%d8%b9-%d8%a7/

 

صفير ولبنان الكبير ولدا عام 1920... لكي لا ننسى ولكي نتعظ!

د.توفيق هندي/11 أيار/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/86074/%d8%af-%d8%aa%d9%88%d9%81%d9%8a%d9%82-%d9%87%d9%86%d8%af%d9%8a-%d8%b5%d9%81%d9%8a%d8%b1-%d9%88%d9%84%d8%a8%d9%86%d8%a7%d9%86-%d8%a7%d9%84%d9%83%d8%a8%d9%8a%d8%b1-%d9%88%d9%84%d8%af%d8%a7-%d8%b9%d8%a7/

 

 

مِن دولارات القذافي إلى “العشرين ألفاً” المزوّرة  … سوق سوداء ودليفري ومافيات في كل البلد/جنى جبّور/نداء الوطن

تهريب المشتقات النفطية عبر المعابر غير الشرعية يستنزف آخر الدولارات/سوريا تمتص الرغيف والسيولة من لبنان/خالد أبو شقرا/نداء الوطن

http://eliasbejjaninews.com/archives/86076/%d8%ae%d8%a7%d9%84%d8%af-%d8%a3%d8%a8%d9%88-%d8%b4%d9%82%d8%b1%d8%a7-%d8%b3%d9%88%d8%b1%d9%8a%d8%a7-%d8%aa%d9%85%d8%aa%d8%b5-%d8%a7%d9%84%d8%b1%d8%ba%d9%8a%d9%81-%d9%88%d8%a7%d9%84%d8%b3%d9%8a%d9%88/

 

How Iran is losing its grip in Iraq/Eli Lake/Bloomberg

إيلي ليك من بلومبرك: إيران تفقد قبضتها على العراق

COVID-19, hostages, drowning: Iranian regime criminality may be increasing/Seth J. Frantzman/Jerusalem Post

جيرازالم بوست: ما بين الرهائن واغراق وقتل المعارضين والكورونا النظام الإيراني يزداد اجراماً

http://eliasbejjaninews.com/archives/86084/eli-lake-how-iran-is-losing-its-grip-in-iraq-%d8%a5%d9%8a%d9%84%d9%8a-%d9%84%d9%8a%d9%83-%d9%85%d9%86-%d8%a8%d9%84%d9%88%d9%85%d8%a8%d8%b1%d9%83-%d8%a5%d9%8a%d8%b1%d8%a7%d9%86-%d8%aa%d9%81%d9%82/

 

حزب الله .. الانكفاء إلى لبنان

محمد قواص/سكانيوز عربية/11 أيار/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/86087/%d9%85%d8%ad%d9%85%d8%af-%d9%82%d9%88%d8%a7%d8%b5-%d9%85%d9%86-%d8%b3%d9%83%d8%a7%d9%86%d9%8a%d9%88%d8%b2-%d8%b9%d8%b1%d8%a8%d9%8a%d8%a9-%d8%ad%d8%b2%d8%a8-%d8%a7%d9%84%d9%84%d9%87-%d8%a7%d9%84/

 

ضوضاء إسرائيلية في خطاب اقتلاع إيران من سوريا

سام منسى/الشرق الأوسط/الاثنين 11 أيار 2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/86090/%d8%b3%d8%a7%d9%85-%d9%85%d9%86%d8%b3%d9%89-%d8%b6%d9%88%d8%b6%d8%a7%d8%a1-%d8%a5%d8%b3%d8%b1%d8%a7%d8%a6%d9%8a%d9%84%d9%8a%d8%a9-%d9%81%d9%8a-%d8%ae%d8%b7%d8%a7%d8%a8-%d8%a7%d9%82%d8%aa%d9%84%d8%a7/

 

 

الفيول المغشوش والأموال المنهوبة وجزر كايمن

توفيق شومان/11 أيار/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/86092/%d8%aa%d9%88%d9%81%d9%8a%d9%82-%d8%b4%d9%88%d9%85%d8%a7%d9%86-%d8%a7%d9%84%d9%81%d9%8a%d9%88%d9%84-%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%ba%d8%b4%d9%88%d8%b4-%d9%88%d8%a7%d9%84%d8%a3%d9%85%d9%88%d8%a7%d9%84-%d8%a7/