المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكنديةLCCC/

نشرة الأخبار العربية ليوم 11 أيار/2020

اعداد الياس بجاني

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/eliasnews19/arabic.may11.20.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

يا بطرس سوف تنكرني اليوم ثلاث مرات قبل صياح الديك

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياته

الياس بجاني/عيد الأم في كندا: كل الناس لها قلوب ولكن هنالك قلب يجمع كل القلوب هو قلب الأم

الياس بجاني/حزب الله من يومه الأول هو أداة تخريب تخدم مصالح إسرائيل

الياس بجاني/رسالة مواطن لبناني موجوع

الياس بجاني/لا لملاحقة أيمن شروف ولكل الإعلاميين وإرهابهم والتطاول على حقوقهم وحريتهم

 

عناوين الأخبار اللبنانية

فيدبو تقرير من تلفزيون سوريا  المعارض عنوانه: هل بدأت إيران بالانسحاب؟

الطفيلي: ثورة جارفة بعد كورونا فيها حضور مميّز للشيعة ..وحزب الله مسؤول عن الفساد والتلاعب بالليرة

سفيرة واشنطن في الأمم المتحدة: الشعب اللبناني بخطر بسبب حزب الله

ترحيل صحافي لبناني من الكويت.. والشبهة "حزب الله"

لا أمل في الخروج من النفق ما دام «الإخوة السبعة» يزينون الحياة السياسية

بالأسماء: هؤلاء ساهموا بتحضير لقاء عون – جنبلاط..و الحريري "يتفهّم ظروف"

العقوبات الأميركية تربك صورة حزب الله في مناطق نفوذه

حظر تجول ليلي في لبنان مع ارتفاع الإصابات بـ«كورونا» إلى 845

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الأحد في 10/5/2020

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

تحالف وطني: المنظومة الغاشمة والفيول المغشوش

لقاء "الحريري - بخاري"... الرسالة وصلت!

الحريري {يتفهّم ظروف} اللقاء بين عون وجنبلاط/«الشرق الأوسط» تنشر معلومات عن الجهات التي ساهمت في التحضير له

لقاء الحريري بمعاون نصرالله حصل... والإدعاء بالعفة في غير محله

عودة “بهاء” الحريري: تقدّم تركي-إخواني يعوّض الإنسحاب السعودي من لبنان!

مروان حمادة : الخطة الاقتصادية تكرس الإفلاس الجماعي للبنان

كورونا لبنان: نتائج إيجابية ومؤشرات سلبية والآتي أسوأ

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

نيران صديقة.. مدمرة إيرانية تستهدف بارجة وتقتل 40 عنصرا

تركيا تهدد الجيش الليبي.. "سنعتبركم أهدافاً مشروعة"

العربي الجديد: بومبيو في إسرائيل: أجندة عدوانية تتصدّرها مباركة ضم الضفة

في ظهور نادر...خاتمي: الشعب مستاء وقد ينتفض ويلجأ للعنف

الكاظمي يرفض استخدام العراق {ساحة لتصفية الحسابات}/طمأن المتقاعدين أن رواتبهم ستُدفع

«التعاون الخليجي» يرحب بتشكيل الحكومة العراقية

بيانات تشير لإغلاق مختبر ووهان بعد «حدث خطير» في أكتوبر الماضي والمخابرات الأميركية والبريطانية تفحصان التقرير

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

لبنان يخرج من الحجْر متسائلاً: لماذا لم تعد المدينة تشبهنا؟ والغموض يسيطر على المهن الثقافية/سوسن الأبطح/الشرق الأوسط

عام على وفاته: البطريرك صفير ان حكى/موقع الشفاف

مزحة اسمها بهاء الحريري/نديم قطيش/أساس ميدا

إطلاق الفاخوري تابع.. صفقة إيرانية أميركية «تُتوّج» الحكومة الكاظمية/علي الأمين /نداء الوطن

كيف صارت سوريا فقيرة ولبنان مفلساً وإيران مخنوقة/يوسف بزي/موقع تلفزيون سوريا "المعارض

الفساد بين الأصيل والوكلاء/سناء الجاك/نداء الوطن

توكل كرمان بين حكماء “فايسبوك”: “الإخوان المسلمون” سيحكمون الرياض وأبو ظبي في يومٍ لا بد قادم”/بيار عقل/شفّاف اليوم

مدير “التحالف الأمريكي شرق أوسطي” طوم حرب: سنشهد لوكربي جديدة على مقياس أكبر/رلى موفّق/القدس العربي

تمايز في الحسابات بين الحريري وجنبلاط وجعجع والعهد المستفيد الأكبر/سعد الياس/القدس العربي

استراتيجية أميركية جديدة في المنطقة: إسرائيل آمنة وإيران منضبطة/منير الربيع/المدن

بلبلة بالجنوب: مصاب بملعب حاشد ومغتربة مصابة تخالط قريتها/حسين سعد/المدن

هل خطة الحكومة اللبنانية الاقتصادية لعب في الوقت الضائع؟/د. منى فياض/الحرة

ثمة أشياء لا تخضع للتجربة!/د. إيلي أبو عون/الحرة

العميد الرئيس... لو تزحزح أوساوم/حبيب شلوق/المرصد

أين روسيا من خلاف الأسد ـ مخلوف؟/أنطون مارداسوف/الشرق الأوسط

سحب التجربة الناصرية على تجارب أخرى/علي العميم/الشرق الأوسط

لا دروس من الفيروس... الدول تتصارع ولا تتعاون/عبدالوهاب بدرخان

خطورة إعادة إنتاج جماعة «الإخوان»/جبريل العبيدي/الشرق الأوسط

فيس بوك إخوانى برعاية توكل كرمان/خالد منتصر/الوطن

الجامعة الأميركية في بيروت ...منارة تقاوم ظلمة السياسة والفساد والوباء/إياد أبو شقرا/الشرق الأوسط

«كورونا» وفاشية إردوغان/جمال الكشكي/الشرق الأوسط

الكاظمي وتراجع إيران… والانقلاب/خيرالله خيرالله/العرب

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

التعبئة الأميركية ضد ايران، والمغالاة في الحديث عن تباين بين بوتين والأسد/موقع 5 نجوم

الراعي: مطلوب من كل القوى مساندة الحكومة لتحقيق الإصلاحات وتحرير قرار الدولة من نفوذ قوى الأمر الواقع وتدخلاتهم

السنيورة: هناك أمل في الإنقاذ والمهم أن نرى ما يبشر بتغيير حقيقي في أداء رئيس الجمهورية والحكومة

 

في أسفل تفاصيل النشرة الكاملة

الزوادة الإيمانية لليوم

يا بطرس سوف تنكرني اليوم ثلاث مرات قبل صياح الديك

إنجيل القدّيس لوقا22/من28حتى34/”قالَ الرَبُّ يَسُوعُ لِتَلاميذِهِ: «أَنْتُمُ الَّذينَ ثَبَتُّم مَعِي في تَجَارِبي، فَإِنِّي أُعِدُّ لَكُمُ المَلَكُوتَ كَمَا أَعَدَّهُ لي أَبِي، لِتَأْكُلُوا وَتَشْرَبُوا عَلَى مَائِدَتي، في مَلَكُوتِي. وسَتَجْلِسُونَ عَلَى عُرُوش، لِتَدِينُوا أَسْبَاطَ إِسْرَائِيلَ الٱثْنَي عَشَر. سِمْعَان، سِمْعَان! هُوَذَا الشَّيْطَانُ قَدْ طَلَبَ بِإِلْحَاحٍ أَنْ يُغَرْبِلَكُم كَالْحِنْطَة. ولكِنِّي صَلَّيْتُ مِنْ أَجْلِكَ لِئَلاَّ تَفْقِدَ إِيْمَانَكَ. وَأَنْتَ، مَتَى رَجَعْتَ، ثَبِّتْ إِخْوَتَكَ». فقَالَ لَهُ سِمْعَان: «يَا رَبّ، إِنِّي مُسْتَعِدٌّ أَنْ أَمْضِيَ مَعَكَ إِلَى السِّجْنِ وَإِلى المَوْت». فَقَالَ يَسُوع: «أَقُولُ لَكَ، يَا بُطْرُس: لَنْ يَصِيحَ الدِّيكُ اليَوْمَ إِلاَّ وَقَدْ أَنْكَرْتَ ثَلاثَ مَرَّاتٍ أَنَّكَ تَعْرِفُنِي!».”.

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياته وتغريدات متفرقة

عيد الأم في كندا: كل الناس لها قلوب ولكن هنالك قلب يجمع كل القلوب هو قلب الأم

الياس بجاني/10 أيار/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/86027/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%b9%d9%8a%d8%af-%d8%a7%d9%84%d8%a3%d9%85-%d9%81%d9%8a-%d9%83%d9%86%d8%af%d8%a7-%d9%83%d9%84-%d8%a7%d9%84%d9%86%d8%a7%d8%b3-%d9%84/

تحتفل كندا اليوم العاشر من شهر أيار 2020 بعيد الأم وتكرمها عرفاناً بجميل وعرفان عطاياها وتضحياتها وسهرها.

هذا التكريم هو بالتأكيد واجب إيماني وانساني وأخلاقي وقيمي وملزم كنسياً ودينياً لكل مؤمن يخاف الله ويوم حسابه الأخير ويتقيد في نمط واسلوب حياته وممارساته بالوصايا العشرة والتي من ضمنها الوصية الخامسة التي تقول: "أكرم أباك وأمّك ليكون كل شيء حسناً لديك وتعيش سنين كثيرة على الأرض".

نتقدم من كل الأمهات بأحر التهاني والتمنيات، وبنفس الوقت نطلب الرحمة للأمهات الواتي انتقلن إلى العالم الآخر ونصلي من أجل أن يكون سكناهن في المساكن السماوية المقدسة إلى جانب البررة والقديسين، ومنهن نطلب الصلاة من أجلنا ومن أجل السلام في كل أرجاء العالم وخصوصاً في هذا الوقت العصيب حيث البشرية في حالة من الضياع واليأس والحيرة والخوف وهي تواجه مرض فيروس الكورونا.

في مثل من أمثالنا الشعبية نقول: "الأم بتلم"، أي انها بمحبتها وبقلبها الدافيئ والكبير وبتفانيها وبعواطفها الجياشة تجمع افراد عائلتها وتحتضنهم وترعاهم وتعمل دائماً على زرع نعم وخصال وعطايا المحبة والإلفة والتواضع والتسامح والعطاء والإيمان بينهم.

الأم والأب ومن خلال رباط الزواج المقدس يؤمنان الإستمرار للبشرية.

وهذه المؤسسة، مؤسسة العائلة، هي حجر الأساس لكل مجتمع ومن دونها تتفكك المجتمعات وتنتفي وتضيع القيم والأخلاق وتعم الفوضى وكل اشكال الضياع الإيمانية والأخلاقية.

نبارك للأمهات بعيدهم واليوم وفي كل يوم نصلي من أجل راحة أنفس الأمهات اللواتي غيبهن الموت.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

رابط موقع الكاتب الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

*عنوان الكاتب الألكتروني

phoenicia@hotmail.com

 

حزب الله من يومه الأول هو أداة تخريب تخدم مصالح إسرائيل

الياس بجاني/09 أيار/2020

كل يوم يتأكد أكثر وأكثر بأن حزب الله هو مجرد أداة إسرائيلية تخدم المصالح الإيرانية 100% على حساب لبنان وشعبه.. ومن يعود للتاريخ ومنذ تأسيس حزب الله سنة 1982 يرى بأنه ما كان يوماً غير عدوا للبنان وللعرب وأداة إسرائيلية بإمتياز. الخبر في اسفل الذي نشره محمد الجوهري هو غيض من فيض مسلسل تبارل المصالح بين إيران وأدواتها من جهة وإسرائيل من جهة أخرى..

 

تغريدة محمد الجوهري على الفايسبوك/09 أيار/2020

المفاوضات التي تجري بين الحزب وإيران من جهة وبين إسرائيل وأميركا من جهة أخرى بواسطة يهودي عربي مقيم في نيويورك تقوم على إعطاء البلوك رقم تسعة لإسرائيل على أن يصار إلى تخفيف الضغوط عن محور إيران _الحزب ومن ثم تعويم حكومة حسان دياب عبر الإيعاز للمانحين بتقديم الأموال عبر قروض يدفعها المواطن اللبناني من تعبه وكدّه وعرق جبينه ... وما التغريدة للخامنئي والتي تضمنت فحوى صلح الإمام الحسن سوى رسالة للغرب تضمنت إبلاغهم أن الموروث الشيعي مليء بما يطلبه المشاهدون وأن لا مشكلة لدى المحور بالصلح طالما أنهم سيرفعون الضغوطات عنهم ... ونحن نقول لخامنئي ووكيله في لبنان أن ثروات لبنان هي للشعب اللبناني وليست لكم تتلاعبون بها وبمصير لبنان واللبنانيين فالبلوك رقم تسعة ملك للوطن واشعب وليس لكم الحق بالتنازل عنه

 

رسالة مواطن لبناني موجوع

الياس بجاني/07 أيار/2020

رسالة أيمن المنقولة عن صفحة موقع الغازية هي رسالة مواطن موجوع وهي صرخة من القلب وكل كلمة فيها تعبر عن المأساة والظلم والحرمان الذي يعيشه المواطن اللبناني المحروم من كل مقومات الحياة الأساسية في حين أن الحكم وأهله ومن يقف ورائهم يفاخرون ويتبجحون باوهام وحزعبلات انتصارات وأيام مجيدة هي عملياً وواقعاً غزوات واجرام وتدمير للبنان ولكل ما هو لبناني.. رسالة فعلا بتفش الخلق

https://www.facebook.com/111096767137369/videos/538766826787145/

 

لا لملاحقة أيمن شروف ولكل الإعلاميين وإرهابهم والتطاول على حقوقهم وحريتهم

الياس بجاني/07 أيار/2020

على خلفية استدعاء الصحافي أيمن شروف من قبل المخابرات للتحقيق معه. نؤكد أننا وبقوة وعلناً مع حق أيمن شروف ومع حق غيره من الإعلاميين والمواطنين في حرية التعبير الحر عن الرأي ولا للنظام البوليسي القمعي. كل التضامن مع شروف ومع كل الإعلاميين والمواطنين الأحرار المستهدفين من حكم المحتل الإيراني وأدواته المحلية الطروادية

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

فيدبو تقرير من تلفزيون سوريا  المعارض عنوانه: هل بدأت إيران بالانسحاب؟

التقرير ومن خلال مداخلال لخبراء عسكريين سوريين يعرض تفاصيل الإنسحابات الإيرانية من بعض المناطق فيما يشكك بما يحصل ويتوقع أن يكون ما يجري هو خديعة إيرانية كما دائماً كون إيران متوغلة في قلب مؤسسات النظام ومتمكنة من تثبيت استمرارية وجودها وهي على توافق مع الروس في هذا المضمار..علماً أن الإنسحابات الإيرانية المحكى عنها تتم بإشراف روسي؟ الرابط https://www.youtube.com/watch?v=XNgvP9O5Hho

 

الطفيلي: ثورة جارفة بعد كورونا فيها حضور مميّز للشيعة ..وحزب الله مسؤول عن الفساد والتلاعب بالليرة

وكالة الأنباء المركزية/10 أيار/2020

اشار الامين العام السابق لـ"حزب الله" الشيخ صبحي الطفيلي الى "أن الشعب اللبناني ينحدر في ظل السلطة القائمة نحو مجاعة حقيقية، لكن ما يمنعه من الإنفجار في الوقت الحالي الحذر من وباء كورونا المستجدّ"، متوقّعاً مع إنحسار كورونا قيام ثورة جارفة يكون الحضور الشيعي فيها مميزا"، آملاً في "أن تكون نهايتها بناء دولة واحدة لشعب واحد".وتطرّق الى الخطة الاقتصادية التي أقرّتها الحكومة، فقال "لم ألحظ خطة إنقاذية، وعلى فرض وجود خطة صالحة للإنقاذ فإن الفشل سيكون مصيرها في ظل سلطة اللصوص الذين أكلوا كل الخطط السابقة ومعها المال الذي دخل الى لبنان".

واعتبر "ان لبنان ليس بحاجة للاستعانة بصندوق النقد الدولي ليخرج من أزمته، يكفيه في ظل حكومة تضمّ "أوادم البلد" لإسترجاع بعض ما نُهب منه ليقف على قدميه ويستعيد عافيته". وحمّل الطفيلي قيادة "حزب الله" مسؤولية الفساد في البلد، فهي تتحمّل كامل المسؤولية عن كل المظالم التي لحقت بالشعب، وعن التلاعب بسعر صرف الليرة مقابل الدولار، وعن نزيف الاقتصاد عبر الحدود السورية ذهاباً وإياباً". الى ذلك، علّق الامين العام السابق لـ"حزب الله" على التطورات السورية في ظل سلسلة الغارات الاسرائيلية المتواصلة ضد مواقع عسكرية تابعة لإيران وحزب الله، قائلا: "لا أظن أن الإيرانيين سيهربون من سوريا بهذه السرعة بسبب الغارات، وأفترض أنهم يخططون لخطوات ردّ إعتبار، وخلق ظروف توازن تدفع العدو لمزيد من الحذر".

 

سفيرة واشنطن في الأمم المتحدة: الشعب اللبناني بخطر بسبب حزب الله

وكالة الأنباء المركزية/10 أيار/2020

أكدت سفيرة واشنطن في الأمم المتحدة كيلي كرافت أن "لبنان يشهد أزمة غير مسبوقة، ويحتاج إلى إصلاح يوفر فرصاً اقتصادية وينهي الفساد. مع تجديد التفويض لقوات الأمم المتحدة الموقتة في لبنان هذا الصيف".ودعت كرافت  في جلسة نقاشية لمجلس الأمن عبر الإنترنت  المجلس الى ضمان قدرة "اليونيفل" على العمل كقوة ذات كفاءة وفاعلية، وقالت:" لا تزال الولايات المتحدة ملتزمة بشراكتها مع لبنان. لكن قوات "اليونيفل" لا تزال ممنوعة من أداء مهام تفويضها. لقد تمكن حزب الله من تسليح نفسه وتوسيع عملياته، مما يُعرض الشعب اللبناني للخطر." ودعت مجلس الأمن الى  أن يسعى لإجراء تغيير جدي لتمكين "اليونيفل" أو إعادة تنظيم صفوفه وموارده لتتناسب مع المهام التي يمكنه تحقيقها بالفعل

 

ترحيل صحافي لبناني من الكويت.. والشبهة "حزب الله"

المدن/11 أيار/2020

رحّلت دولة الكويت الصحافي اللبناني منير يونس من البلاد قبل ايام قليلة، "لأسباب أمنية"، ترافقت مع اجراءات أخرى مثل فسخ عقد يونس مع جريدة "القبس" وتجميد حسابه البنكي.  ويونس، مقيم في دولة الكويت منذ سنوات، ويشغل موقع رئيس قسم الاقتصاد في جريدة "القبس" منذ سنوات. وقالت مصادر كويتية ولبنانية لـ"المدن" ان يونس "أبلغ من الادارة بفسخ عقده" كما "أبلغ بقرار ترحيله وتجميد حسابه المصرفي. وقالت المصادر ان قرارات الترحيل لا يمكن أن تكون من غير وجود أسباب أمنية، من غير الكشف عن تفاصيلها.  وتلتقي تلك المعلومات مع ما ذكره حساب "تدري" ذائع الصيت في الكويت، عن ان "يقظة رجال الأمن كشفت أن وافداً يعمل مدير تحرير صحيفة يومية يشتبه في علاقته بتنظيم محظور دولياً فتم تجميد حساباته المالية الى حين التحقق من مصادرها وخلوها من الشبهات"، لافتاً الى انه "تم إبعاده إداريا عن الكويت"، كما "أنهت الصحيفة خدماته".

 

لا أمل في الخروج من النفق ما دام «الإخوة السبعة» يزينون الحياة السياسية

الأنباء الكويتية/10 أيار/2020

رأى الخبير المالي والاقتصادي د.ايلي يشوعي أن ما قدمته الحكومة كبرنامج اقتصادي للمرحلة المقبلة لا تصح تسميته بالخطة، وهو كناية عن ورقة اقتصادية صاغتها مجموعة تنتمي الى التيار الوطني الحر وعلى رأسها مدير عام المالية آلان بيفاني، معتبرا بالتالي ان ما سمته الحكومة بالخطة مجرد أوهام خصوصا لجهة تركيزها على الدعم الخارجي لنجاحها، مشيرا الى أن ما فات عباقرة الهندسات المالية والاقتصادية، أن أموال صندوق النقد الدولي ليست مستقلة، انما هي أموال المكلفين لدول تخضع لمحاسبات دقيقة وشفافة، وبالتالي فان الرهان على تلك الاموال في الخطة الاقتصادية هو «سمك بالبحر».

ولفت يشوعي في تصريح لـ «الأنباء» الى أن الصداقة والمصالح المشتركة التي كانت بين الرئيس الفرنسي السابق جاك شيراك والرئيس الشهيد رفيق الحريري، امنت للبنان دعما دوليا ترجم بمؤتمرات باريس 1 و2 و3 بغض النظر عن تبخر المليارات التي نتجت عنها، لكن بعد رحيلهما عن هذا العالم لم يعد في الساحة الدولية من لديه القدرة على تأمين مثل تلك الخدمات للبنان، بدليل أن مؤتمر «سيدر» لم يقدم حتى الساعة فلسا واحدا ولن يقدم قبل ان تنجز الحكومة اللبنانية الاصلاحات المالية المطلوبة جذريا، وهو ما لم ولن يحصل في ظل تقدم لعبة المحاصصات والمغانم على المصلحة الوطنية العليا، ما يعني أن ما جاء في الورقة الاقتصادية للتيار الوطني الحر بواسطة حكومة دياب أوهام بأوهام. هذا ووصف يشوعي لقاء بعبدا لدعم ما سمته الحكومة بالخطط الاقتصادية بالمسرحية الفلكلورية، وذلك لاعتباره أن كلا من «الاخوة السبعة»، غامزا من قناة الأحزاب الأساسية، الذين حضروا اللقاء لا يفقه علم المال والاقتصاد، وبالتالي فإن ما كان مطلوبا من هذا اللقاء السياسي غير الجامع، هو التوقيع بصما على اقتراحات اقتصادية افتراضية مبطنة بأرقام وإجراءات وبنود وهمية، والأخطر انها ستسقط لبنان في قبضة الامم لأن الدول التي تذهب الى صندوق النقد الدولي، تكون متوعكة ماليا وليست مفلسة كما هو حال الدولة اللبنانية التي لم تعد تملك لا رأسمال وطني ولا احتياطيات بالعملات الاجنبية ولا صادرات ولا حتى ثقة دولية خصوصا بعدما تمنعت عن دفع سندات اليوروبوند. وردا على سؤال، أكد يشوعي ان الخطط الاقتصادية الناجحة تبنى على 3 ركائز هي «الثقة والمصداقية والتشريك» فعن اي ثقة يحاولون تقديمها للخارج والحكومة ليست سيدة نفسها وآخر دليل على تبعيتها السياسية انها لم تستطع إنجاز حتى التعيينات القضائية بما يعطي القضاء استقلالية ذاتية تشجع رؤوس الاموال الخارجية على الاستثمار في لبنان، واي تشركة يعدون بها والحكومة لم ولن تتجرأ على تلزيم الكهرباء والمياه والاتصالات والنقل المشترك والنفايات.. الخ، بسبب تسييس وتطييف ومذهبة الملفات المذكورة إضافة الى المحاصصة وكسب المغانم، وأين هي مصداقية الدولة وقد اعلنت افلاسها وتخلت حتى عن شراء سنداتها بنصف السعر من قيمة إصدارها. وختم يشوعي قائلا: «مكانك راوح لا بل الى الأسوأ در ولا أمل بالخروج من النفق ما دام السبعة اخوة يزينون المنابر والساحات والحياة السياسية في لبنان، متوقعا انتقال الشارع من ثورة الغضب الى ثورة الجوع والويل كل الويل لكل من تسبب وساهم من قريب او بعيد بتجويع اللبنانيين».

 

بالأسماء: هؤلاء ساهموا بتحضير لقاء عون – جنبلاط..و الحريري "يتفهّم ظروف"

الشرق الاوسط/10 أيار/2020

أشارت صحيفة "الشرق الأوسط" إلى أنّه يعود للنائب في تكتل "لبنان القوي"، فريد البستاني، دور في تحضير الأجواء أمام زيارة رئيس "الحزي التقدمي الإشتراكي" النائب السابق وليد جنبلاط لرئيس الجمهورية العماد ميشال عون، وهو تشارك في مسعاه مع الوزير السابق ناجي البستاني والعميد المتقاعد ويلسون نجيم ابن بلدة معاصر الشوف. وبحسب "الشرق الأوسط"، فإنّ النائب البستاني عضو في الكتلة النيابية التي يرأسها الوزير السابق جبران باسيل، وهو أدرك بأن الأجواء في الجبل ليست مريحة، خصوصاً بعد البيان المشترك الذي صدر عن مطران صيدا ودير القمر للموارنة مارون العمار ومطران الروم الكاثوليك إيلي الحداد وبمباركة من الكنيستين المارونية والكاثوليكية وفيه تحذير من عودة الفتنة وتأكيد على حماية السلم الأهلي والذي رافقه بيان تحذيري لبلدية دير القمر. ووفقاً للصحيفة، لم يتردّد جنبلاط في مباركة التحرك الذي بدأه البستاني، وأيضاً استعداده للقاء عون الذي قابله باستعداد مماثل، فكان اللقاء من موقع الاختلاف السياسي. وجرى التحضير له بتدخُّل مباشر من عون الذي طلب شطب تغريدة للوزير السابق غسان عطا الله (من "التيار الوطني الحر") جاءت عشية زيارة جنبلاط لقصر بعبدا، وتردد أن التغريدة لا تخدم تحصين المصالحة، إضافة إلى طلب عون بوقف بث إذاعة مقرها في بيت الدين قيل أنها تشيع أجواء لا تخدم منع الفتنة في الجبل

قال مصدر سياسي إن من غير الجائز تقويم مشاركة رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع في اللقاء الوطني الذي رعاه رئيس الجمهورية ميشال عون واستقبال الأخير لرئيس الحزب "التقدمي الاشتراكي" وليد جنبلاط من زاوية أن جعجع وجنبلاط في جبهة واحدة مع رئيس تيار "المستقبل" الرئيس سعد الحريري.

ولفت المصدر إلى أنهم لم يحسنوا إدارة الملف السياسي عندما كانوا في جبهة واحدة، وأكد لـ"الشرق الأوسط" أن تقويم مشاركة جعجع وزيارة جنبلاط يجب أن ينطلق من أنهما ليسا في حزب أو جبهة واحدة مع الحريري، وهذا ما يتيح لهما التحرك تحت سقف عدم التفريط بوحدة الهدف.

وقال المصدر السياسي إن ما حصل في بعبدا يعزز الاعتقاد بإحياء جبهة "قوى 14 آذار"، وأكد أن العلاقة بين "التقدمي" و"المستقبل" وإن كانت تتأرجح من حين لآخر فإن جنبلاط والحريري يصران على التنسيق، فيما علاقة الأخير بجعجع ما زالت جامدة منذ أن امتنع الأخير عن ترشيح حليفه السابق لتولي رئاسة الحكومة. واعتبر أن خطوة جنبلاط وجعجع لن تبدّل من واقع الحال السياسي طالما أن حكومة دياب لن تذهب إلا مع انتهاء الولاية الرئاسية لعون، كما أن حضور جعجع أتاح له تسجيل نقطة في مرمى العهد لا يمكن إغفالها وتمثّلت في إلقاء الضوء على الرأي الآخر لجهة تشريحه - كما تقول مصادر "القوات" - لخطة التعافي المالي وصولاً إلى تهشيمها من خلال تركيزه على خلوّها من أي إشارة للبند السيادي في ظل ارتفاع منسوب التهريب بين سوريا ولبنان عبر المعابر الحدودية غير الشرعية. لذلك فإن جعجع شارك في اللقاء وهو على خلاف مع العهد ولم يحضر لمبايعته بمقدار ما أنه تمرير رسالة للمسيحيين بأنه لن يقاطع الرئاسة الأولى وأنه توصّل إلى إعلان النيات مع عون قبل انتخابه رئيساً للجمهورية، لكن الأخير هو من أطاح به وكاد يهدد المصالحة المسيحية - المسيحية التي هي الأساس لطي صفحة الصراع الدموي بين الطرفين

 

العقوبات الأميركية تربك صورة حزب الله في مناطق نفوذه

صحيفة العرب اللندنية/10 أيار/2020

تعتقد الولايات المتحدة أن العقوبات المالية المشددة على حزب الله بدأت تؤتي ثمارها في تقليص دور الحزب الاجتماعي بين أنصاره، وهذا ما كشفت محدودية دوره في أزمة الوباء وتراجع قدراته على خدمة المناطق التي يسيطر عليها، بالرغم من الحملة الاستعراضية التي قام بها.

وتوقع المبعوث الأميركي الخاص إلى إيران، براين هوك، أن يواجه حزب الله أزمة مالية وأن يتفاقم الأمر مع مخلفات فايروس كورونا التي أثّرت على لبنان ككل. ولاحظ هوك في حوار لشبكة “سي أن بي سي” أنه بفضل حملة الضغوط الاقتصادية القصوى التي نقودها، بات حزب الله أضعف مالياً بالمقارنة مما كان عليه قبل 3 سنوات، أي مع استلام الرئيس دونالد ترامب مقاليد الحكم، معتبرا أن هذه الضعف يرتبط مباشرة بحملة العقوبات التي أضعفت النظام الإيراني مالياً وبالتالي أضعفت حزب الله ذراعه في لبنان. ولدى سؤاله عما إذا كانت الولايات المتحدة ستتحرك بالتوازي مع الخطوات التي يتّخذها الحزب لدعم المحتاجين في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة، رأى هوك أنّ حزب الله يمثّل “بديلاً سيئاً جداً”، قائلاً إنّ “النظام الإيراني يرغب في السيطرة على لبنان كما يطمح بالسيطرة على العراق، بالطريقة نفسها”. وكان حزب الله وفّر سيارات إسعاف مزودة بأجهزة تنفس صناعي ومستشفى مخصّصا بالكامل لعلاج مرضى كورونا في انطلاق الحملة على الوباء، لكن هذا البريق تراجع. وقال متابعون للشأن اللبناني إن التراجع المالي لحزب الله بات واضحا من خلال محدودية المساعدات التي دأب على تقديمها لأنصاره في المناسبات، والتي تأخذ طابعا دعائيا واستعراضيا، وإن الأمر لا يتعلق فقط بمخلفات كورونا على الحزب وعلى الممول الإيراني، ولكن التراجع مرتبط بمخلفات التدخل في سوريا والخسائر المالية والعسكرية، فضلا عن العقوبات الأميركية والخليجية التي أعقت تمويل الحزب وضربت شبكاته المالية في مقتل.

وقاد هذا الوضع حزب الله إلى التراجع عن لاءاته المعهودة في التعامل مع الصناديق المالية الدولية، وخاصة صندوق النقد. وقبل الحزب أخيرا، وإن على مضض، أن تلجأ حكومة حسان دياب إلى صندوق النقد وتقبل بشروطه المشددة لإصلاح الاقتصاد، وهو ما يعني فتح أبواب لبنان أمام القروض المشروطة أميركيا بعد أن عمل الحزب لسنوات أن يكون لبنان ملعبا إيرانيا خالصا. وكشفت مصادر مطلعة عن أن حزب الله يقارب التعاطي مع صندوق النقد الدولي بحذر شديد وخشية كبرى من أن تُنصب الفخاخ أمام المفاوض اللبناني، وأن ذلك يأتي على الرغم من الليونة التي أبداها الحزب حيال التفاوض بين الحكومة اللبنانية وصندوق النقد الدولي. وتكمن مخاوف حزب الله من أن الصندوق سيسعى إلى فرض شروط على لبنان، ليس فقط شروطاً مالية واقتصادية، بل هي شروط سياسية من الصعب قبولها. لكن هامش المناورة محدود أمام الحزب خاصة في ظل ضغط الشارع على حكومة دياب لبدء إصلاحات عاجلة وتوفير حلول لأزمة البطالة، وهي موجة لا يقدر الحزب على الوقوف بوجهها خوفا من تراجع شعبيتها بين الأنصار بالدرجة الأولى.

وكان الرئيس اللبناني ميشال عون أكد الأربعاء أن “خطة التعافي المالي التي وضعتها الحكومة، هي خطة إنقاذيّة واكبها طلب المؤازرة من صندوق النقد الدولي، وهو الممرّ الإلزامي للتعافي إن أحسنّا التفاوض والتزمنا جميعنا بالمسار الإصلاحي الذي ينشده شعبنا أوّلاً بأوّل من دون أيّ إملاء أو وصاية أو ولاية”.

وأقرّت الحكومة اللبنانية الأسبوع الماضي خطة إصلاحية تقدمت على أساسها بطلب إلى صندوق النقد لمساعدة لبنان على الخروج من دوامة انهيار اقتصادي متسارع جعل قرابة نصف السكان تحت خط الفقر. وتعتمد الخطة، وفق وزير المالية، “سياسة سعر الصرف المرن في المرحلة المقبلة بشكل متدرج ومدروس”.

وتنتظر الحكومة اللبنانية ردّ صندوق النقد الدولي على طلبها لكي يبدأ التفاوض بين الجانبين حول ما يمكن للصندوق أن يقدّمه إلى لبنان من قروض ومساعدات مالية يستخدمها في معالجة العجز في الموازنة وفي ميزان المدفوعات وغيرهما من المجالات الحيوية.

 

حظر تجول ليلي في لبنان مع ارتفاع الإصابات بـ«كورونا» إلى 845

بيروت/الشرق الأوسط/ 10أيار/2020

أعلنت وزارة الصحة في لبنان اليوم الأحد تسجيل 36 إصابة بفيروس كورونا المستجد، ليرتفع إجمالي عدد الإصابات بالفيروس في البلاد إلى 845 حالة، فيما تم الإعلان عن فرض حظر تجول ليلي من الساعة السابعة مساءً حتى الخامسة صباحاً.

وقالت الوزارة في بيان صحافي اليوم، بحسب «الوكالة الوطنية للإعلام» إنه لم يتم تسجيل أي حالة وفاة جديدة بالفيروس «ليستقر عدد الوفيات حتى تاريخه عند 26 حالة وفاة». وأشارت إلى أن عدد حالات الشفاء بلغ 234. ومن جه أخرى، ذكر بيان لرئاسة الوزراء اللبنانية، بفرض حظر التجول من السابعة مساء حتى الخامسة صباحاً، وأشار البيان: «تقرر منع الخروج والولوج إلى الشوارع والطرق ما بين السابعة مساء ولغاية الخامسة فجراً من صباح اليوم التالي. علماً بأنه وفي حال استمرار بعض المواطنين بعدم التزام التعليمات المتعلقة بإجراءات الوقاية والسلامة العامة وتفادي الاكتظاظ واعتماد الكمامات لتغطية الفم والأنف والمحافظة على المسافات الآمنة بين الأشخاص، سيصار إلى إقفال تام للإدارات والمؤسسات العامة والخاصة والشركات والمحال التجارية كافة، باستثناء القطاع الطبي والصحي والأجهزة العسكرية فقط، ومنع المواطنين من الخروج والولوج نهائياً إلى الشوارع تحت طائلة تطبيق القوانين المرعية الإجراء، لا سيما المتعلقة بالأمراض الوبائية».ويقوم الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي والأمن العام بتسيير دوريات، وتنفيذ انتشار على الطرقات الداخلية في مختلف المناطق اللبنانية، بهدف تطبيق مقررات مجلس الوزراء بالتزام جميع المواطنين حالة التعبئة العامة، والبقاء في منازلهم وعدم الخروج إلا للضرورة القصوى.

 

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الأحد في 10/5/2020

الأحد 10 أيار 2020

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

حتم ارتفاع عدد الإصابات بفيروس كورونا، على السلطات المعنية، إطلاق التحذيرات تداركا للأسوأ، فيما حتم الوضع المالي والاقتصادي المتردي على لبنان اللجوء إلى صندوق النقد الدولي، حيث تبدأ المفاوضات في الساعات المقبلة بين الطرفين، لايجاد صيغة اتفاق سيحصل لبنان بموجبه على الأموال على دفعات خلال أربع سنوات.

ووسط مخاوف من تفلت الوضع الصحي بسبب كورونا، تنطلق غدا المرحلة الثالثة من اجراءت تخفيف التعبئة العامة، مع تعديل توقيت منع الخروج والولوج إلى الطرق بين السابعة مساء والخامسة فجرا، مع الإبقاء على تقييد حركة السير بالمفرد والمزدوج باستثناء يوم الأحد.

ارتفاع عدد الإصابات الذي بلغ ستا وثلاثين حالة اليوم، دفع وزارة الصحة إلى تنبيه المواطنين لضرورة التشدد بشروط الحجر المنزلي لمن يطلب منهم ذلك، خوفا من عودة الواقع الوبائي إلى مرحلة الإنتشار الواسع. كما دفع وزارة الداخلية إلى التحذير أنه في حال استمرار بعض المواطنين بعدم التزام التعليمات، سيصار إلى إلاقفال التام للإدارات والمؤسسات العامة والخاصة والشركات والمحال التجارية.

إذن وزارة الصحة أعلنت تسجيل ست وثلاثين إصابة جديدة بفيروس كورونا، ليرتفع العدد إلى 845 إصابة، موضحة أن الإصابات تتوزع على الشكل التالي: ثلاث وعشرون إصابة بين المقيمين جميعها لمخالطين، وثلاث عشرة حالة لوافدين من موسكو، مينسك، الكويت، ومن دوالا في الكاميرون. في الغضون، مطالبة بالعودة إلى الاجراءات الصارمة وعدم الاستهتار.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أن بي أن"

مجددا يدق كورونا اللبناني ناقوس الخطر، ويفتح الباب أمام الخروج من دائرة الإطمئنان التي سادت في الأسابيع الأخيرة، وذلك تحت وطأة إزدياد عدد الإصابات على مستوى المقيمين والوافدين، وجديدها ست وثلاثون أعلن عنها اليوم.

هذه الحصيلة المرتفعة، ترتبط بتخفيف إجراءات التعبئة العامة، وتراخي المواطنين وتفلتهم من مقتضيات الشروط الصحية والوقائية المطلوبة ولا سيما لناحية الاختلاط والحجر الصحي.

من هنا جاء تعميم وزارة الداخلية القاضي بمنع الدخول والولوج إلى الشوارع، ما بين الساعة السابعة مساء والخامسة من فجر اليوم التالي، ملوحا بإقفال تام للمؤسسات والشركات والمحلات، في حال استمرار المواطنين بعدم الالتزام بالتعليمات المتعلقة بإجراءات الوقاية.

من جانبه، سيطلب وزير الصحة من مجلس الوزراء الإقفال العام لمدة ثمان وأربعين ساعة، من أجل إعادة تصويب الأمور، في حال بقيت الإصابات مرتفعة.

وعلى خط مواز، ثمة اتجاه لخفض عدد الرحلات في المرحلة الثالثة من إعادة المغتربين، التي تبدأ الخميس المقبل.

في موازاة ارتفاع عداد مصابي كورونا، نفي أكدت فيه قيادة الجيش عدم صحة ما ورد في تسجيل صوتي، عن انتشار الفيروس في المؤسسة العسكرية، ووضع ألف ومئتي عسكري في الحجر الصحي والمنزلي، موضحة أن الأمر يقتصر على ثلاثة عشر عسكريا من عداد عناصر المحكمة العسكرية.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المنار"

الإنجازات المتراكمة على مدى شهرين أو أكثر في مواجهة فيروس كورونا، قد يطاح بها في لحظة فوضى. ست وثلاثون إصابة جديدة بين المقيمين والوافدين في يوم واحد، تدق ناقوس الخطر. فالفرق بين النظام والفوضى في زمن الكورونا، هو الفرق بين الموت والحياة.

تفلت في الشوارع دون مراعاة لإجراءات السلامة، واكتظاظ في الأماكن العامة، وندرة في مرتدي الكمامات، وتجاهل لتدبير المسافات الآمنة بين الأشخاص. وبين المغتربين، هناك من يستقبل المهنئين بعودته سالما، بدل الحجر، متسببا بعدوى أسرته ومحيطه. والحال هذه، وزير الداخلية يلوح بالعودة إلى زمن الإقفال التام، لتلافي السيناريو الأسوأ، ما يعني الفشل المجتمعي في اختبار رفع إجراءات العزل تدريجيا.

الاختبار بين خطر الموت بالفيروس، والعواقب المدمرة اقتصاديا واجتماعيا للوباء، تستعد دول أوروبية عدة لخوضه بدءا من الغد، مودعة اليوم الأخير من العزل، رغم الخشية من موجه ثانية. في وقت تعود دول ككوريا الجنوبية إلى اجراءات الحظر، إثر تسجيل بؤرة جديدة، وهو البلد الذي يعتبر نموذجا إيجابيا لطريقة إدارته للأزمة الصحية.

وعلى الطرف النقيض، الرئيس الأميركي السابق باراك اوباما يصف طريقة إدارة ترامب للأزمة بالكارثية. فرغم أن الفيروس دخل البيت الأبيض بإصابة ثلاثة من موظفيه، وبرغم أن كبار مستشاريه في مجال الصحة قرروا الدخول في الحجر الصحي، ترامب وحده يواصل لقاءاته دون اتخاذ اجراءات وقائية، متنبئا في الطب، فالفيروس سيختفي دون لقاح كغيره من الفيروسات، يقول الرئيس الأميركي.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أو تي في"

فجأة، عاد خطر كورونا الجاثم على صدر العالم، ليطل برأسه في لبنان، مع تسجيل أعداد متزايدة من الإصابات في أكثر من منطقة، وهو ما دفع إلى إعادة النظر برحلات اللبنانيين العائدين، مع اتجاه إلى تخفيف الرحلات والتشدد في فرض فحوص الـ PCR.

وفيما أعلن اليوم عن تسجيل 36 إصابة جديدة، منها 23 لمقيمين و13 لوافدين، لترتفع الحصيلة إلى 845، نبهت وزارة الصحة إلى ضرورة وإلزامية التشدد بشروط الحجر المنزلي، لمن يطلب منهم ذلك من قبل الفرق الطبية التابعة للوزارة، ولا سيما الوافدون من الخارج ومخالطوهم والذين خالطوا حالات مصابة، حتى ولو لم تكن تظهر عليهم عوارض مرضية، لأنهم قد يكونون حاملين محتملين للفيروس ويتسببون بالعدوى لآخرين، ما سيعيد الواقع الوبائي في لبنان إلى مرحلة الانتشار الواسع، علما أنه تم تسجيل حالات مصابة نقلت العدوى إلى آخرين في الأيام القليلة الفائتة، نتيجة عدم تطبيق الحجر المطلوب.

وأكدت الوزارة في هذا المجال، الدور المحوري للبلديات والسلطات المحلية في المراقبة، والتشدد مع الملزمين بالحجر المنزلي، لضمان عدم حصول أي تهاون، داعية المواطنين إلى التعاون مع البلديات والسلطات المحلية، بحيث يتم التبليغ سريعا عن الحالات المخالفة ليصار إلى إجراء المقتضى وحماية المجتمع وأهله.

كما ذكرت وزارة الصحة المواطنين كافة، ومن دون استثناء، بوجوب الابتعاد عن التجمعات، وضرورة وضع الكمامات لدى الخروج من المنزل ومخالطة آخرين.

وناشدت الوزارة مجددا مكونات المجتمع كافة، الاستمرار بالتحلي بالصبر لعدم خسارة ما تم تحقيقه حتى الآن، وتحقيق عبور آمن لهذه المرحلة الحافلة بالتحدي، والتي تسجل فيها إصابات متزايدة في صفوف المغتربين العائدين إلى الوطن.

إلى ذلك، وفيما واصل الجيش وقوى الأمن الداخلي تسيير الدوريات وإقامة الحواجز، ولاسيما في البلدات التي سجلت فيها إصابات، أعلن وزير الداخلية محمد فهمي منع الخروج والولوج إلى الشوارع والطرقات، ما بين السابعة مساء والخامسة فجرا، اعتبارا من الاثنين 11 أيار 2020.

هذا مع الإشارة إلى أن المستجدات الصحية، رفعت سقف المواقف المطالبة بإعادة النظر بالقرار الأخير المتعلق بالامتحانات الرسمية. وفي هذا السياق، غرد وزير التربية السابق النائب الياس بو صعب قائلا: "صحة أولادنا خط أحمر، فقد ذقنا اللوعة مرة ولن نكررها... نعم لإلغاء الامتحانات ولا للعودة حاليا إلى الصفوف".

هذا على الجبهة الصحية. أما على الجبهة السياسية، وفي انتظار المؤتمر الصحافي للنائب السابق سليمان فرنجية غدا، على خلفية ملف الفيول المغشوش، وعلاقة أحد المقربين منه بالموضوع، وفيما اللبنانيون يسألون عن مصير الأخلاقيات السياسية المنهوبة، لا فقط الأموال، لم يسجل أي تطور سياسي يذكر اليوم، باستثناء استقبال رئيس الحكومة السابق سعد الحريري، في "بيت الوسط"، السفير السعودي وليد بخاري. الخبر الرسمي أشار إلى أن الطرفين بحثا في آخر المستجدات السياسية والأوضاع العامة والعلاقات الثنائية بين البلدين، غير أن المتابعين لم يفصلوا بين اللقاء الطارئ من جهة، والبيان الذي طرأ أخيرا عن شقيق الرئيس الحريري، رجل الأعمال بهاء رفيق الحريري.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أم تي في"

من جديد: كورونا ينتشر، ومن جديد لبنان في دائرة الخطر. مصدر الخطر عاملان أساسيان: استهتار بعض من في الداخل، ولا مسؤولية بعض من يأتي من الخارج.

استهتار بعض الداخل واضح على الطرقات وفي الساحات والأماكن العامة. فالحياة تكاد تكون شبه طبيعية، كأنه لا كورونا ولا تعبئة عامة.

في المقابل بعض المغتربين العائدين يتصرفون بلا مسؤولية فاقعة، والدليل ما حصل مع المغترب العائد من نيجيريا، والذي نشر المرض في قريته العكارية وصولا إلى المحكمة العسكرية.

ولمواجهة الخطر المزدوج، مطلوب من الحكومة قرار جذري واحد: أن تضبط الأمور من جديد، وأن تتشدد في تنفيذ التعبئة العامة، وأن تزيد الإجراءات الصارمة سريعا لا أن تكتفي بالتهويل وبالتهديد باجراءات جديدة. فالكورونا فتاك لا يرحم، ولا يتأثر بالتهديدات. وحتى الآن ربحنا معارك كبيرة وكثيرة خضناها ضد الكورونا، فحرام بسبب تهاوننا ولامسؤوليتنا أن نخسر الحرب.

سياسيا، زيارة لافتة في توقيتها ودلالاتها للسفير السعودي إلى "بيت الوسط". أهمية الزيارة أنها تأتي بعد أقل من اربع وعشرين ساعة على الحركة السياسية- الإعلامية لبهاء الحريري، وما تبعها من توترات على الأرض. وقد ذهبت بعض التحليلات إلى حد القول أن حركة بهاء تحوز تغطية إقليمية ودولية كبيرة، تشمل السعودية. لكن زيارة اليوم أتت لتنفي التحليلات المذكورة، وخصوصا أن معلومات ال "ام تي في " تشير إلى أن السفير السعودي يعتبر أن كل ما يقال عن تخلي السعودية عن الرئيس الحريري غير صحيح، كما يعتبر أن كل ما جرى في الأيام الأخيرة لا قيمة ولا أهمية له.

وقد تقاطعت هذه المعلومات، مع معلومات أخرى أشارت إلى أن جهودا كبيرة تبذل لإعادة ترتيب البيت السني، من خلال جمع الرئيس الحريري من جديد ببعض القيادات السنية المبتعدة في الوقت الحاضر عن "بيت الوسط". فهل نحن أمام دخول لبهاء إلى الساحة السياسية، أم أمام عودة قوية للرئيس الحريري إليها؟.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أل بي سي آي"

سموها ما شئتم: استهتار، لامبالاة، لا شعور بالمسؤولية، لا وعي للمخاطر، لا تقدير للعواقب. والنتيجة ست وثلاثون إصابة اليوم، علما أن لبنان كان وصل إلى صفر إصابات بين المقيمين، وإصابة واحدة بين الوافدين.

تذاك، تشاطر، نق. تراجعت الإصابات فتعدلت إجراءات التعبئة العامة: عادت المطاعم ولكن بشروط. فتح بعض المحال ولكن بشروط. فتحت دور العبادة، ولكن بشروط. تنفس كثيرون الصعداء، لكن كورونا كان في المرصاد، فضرب ضربته وأوجع. ست وثلاثون إصابة في يوم واحد. الرقم ليس وجهة نظر ولا هو رقم عادي. فأي استهتار من جانب المواطنين ولاسيما المخالفين منهم، وأي خلل في اجراءات الحكومة، سيؤدي إلى ما لا تحمد عقباه، وسيعود بالوضع إلى نقطة الصفر أي إلى 21 شباط الفائت، ونكون أضعنا شهرين ونصف الشهر من الإجراءات الجدية والناجحة.

شكرا للذين استجابوا من المواطنين، لكن هناك مسؤولية كبرى على الذين يستهترون ولا يبالون، لأن استهتارهم لا ينقلب عليهم فحسب بل على عائلاتهم وأقاربهم وأصحابهم. كيف يقبلون أن يسببوا نقل العدوى إلى من لا يستطيعون تحمل الإصابة؟، هل يعرفون أنهم يسببون وفاة هؤلاء بسبب رعونتهم واستهتارهم؟، هل يعرفون ما هي تهمة من يسبب وفاة إنسان؟، هل يحملون على ضميرهم طوال العمر أنهم سببوا إصابة وربما وفاة أب أو أم أو قريب أو صديق؟.

المسألة لم تعد مسألة خيار طوعي. هناك مسؤولية، حتى أكثر الدول تقدما في العالم فرضت إجراءات وغرامات. لبنان ليس أحسن من تلك الدول، فهل ننتقل من مخاطبة الضمائر إلى خطاب الزجر. الموضوع لم يعد مزحة على الإطلاق. فالحجر إما أن يكون كاملا وإما لا يكون، فليس هناك نصف حجر، وأيام الحجر لا يقررها المحجور بل الطب، فحين يقول الطب أن الحجر أربعة عشر يوما، فلا يجوز للمحجور أن يقطع الحجر حتى قبل ساعة من انتهائه. وحين يطالب الطب بالتباعد الاجتماعي وعدم الاختلاط، فهذه ليست بنودا في قانون العقوبات، بل هي نصائح إلزامية لا اختيارية.

إذا لم يحزم المستهترون أمرهم، فعلى الدولة أن تحزم أمرها تجاههم، رحمة بالذين يطبقون التعليمات، الذين لا يجوز أن يدفعوا ثمن استهتار غيرهم.

كنا نتمنى أن تمر المقدمة من دون أن نضطر إلى استخدام مصطلح "#بلا_مخ"، بحق المستهترين، ولكن يبدو أن المغردين سبقونا إلى استخدامه فكان "الترند" على "تويتر" #بلا_مخ". ربما لأن الناس باتوا يستشعرون مكامن الخلل والاستخفاف، فيسبقوننا إلى ما يريدونه، وإلى توصيف ما هو قائم.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "الجديد"

من بين تظاهرات الدراجات النارية في بيروت تأييدا لسعد الحريري، شق السفير السعودي وليد البخاري موكبه الديبلوماسي نحو "بيت الوسط"، مثبتا بالوجه الشرعي أن المملكة لا تقف خلف الحركة التصحيحية لبهاء الدين الحريري، وأن ظهوره "البياني" لم يكن برعايتها.

وفي تغريدة رئيس الحكومة السابق، أن البحث مع السفير البخاري تناول المستجدات السياسية والأوضاع العامة والعلاقات الثنائية بين البلدين. أما مصادر السفارة فقالت إن هدف الزيارة هو قطع الطريق على أي محاولة لزرع الفتنة داخل الصف الواحد، معتبرة أن كل ما جرى في اليومين الماضيين لا قيمة له لا سياسيا ولا إعلاميا ولا عمليا. وربطت المصادر الزيارة بدعم استقرار لبنان وازدهاره، والتأكيد على أهمية دور السعودية تجاهه.

وللمملكة حقوق الملكية ضمن أبناء العائلة الواحدة، ولها أن تهرع إلى مبايعة سعد، وترفع عنها تهمة دعم الإبن البكر. لكن ما دخل "العلاقات الثنائية بين البلدين" في الأمر؟، ولماذا يبحثها سفير مع رئيس حكومة سابق؟. ففي ضربة بحث عن استقبالات رئيس الحكومة حسان دياب، منذ تأليفها قبل أربعة أشهر إلى اليوم، لم يعثر على زيارة واحدة قام بها السفير السعودي إلى رئيس حكومة لبنان لبحث العلاقات الثنائية بين البلدين. ولم يسجل أي اتصال هاتفي بين الطرفين، وإن على سبيل التهنئة ديبلوماسيا. فكيف ناقش البخاري والحريري ازدهار لبنان ودعمه واستقراره؟، وأين سيصب هذا الدعم ما لم يمر في أطره وقنواته المؤسساتية؟.

كان للسفير البخاري أن يصرح علنا أنه جاء إلى "بيت الوسط"، لدعم واستقرار وازدهار سعد على بهاء، وأنه ضد الاغتيال السياسي بين الأشقاء، وانتهت الزيارة هنا. أما بيعنا أوهام الازدهار، فهو ما لا ينقص اللبنانيين، لأنهم مازالوا ينعمون بوعود "ازدهارات" سابقة من الحريري نفسه، لم يتحقق منها شيء، وأقل واحدة منها تربو على تسعمئة ألف وظيفة.

وللبنانيين همومهم، فهم يستعدون لعودة الوباء وليس البهاء، حيث يكفيهم أنهم سوف يستأنفون الحجر والإغلاق والتعبئة والرجوع إلى تقنين ساعات التجوال، بعدما عاود الكورونا انتشاره بفعل الإهمال والاختلاط مع المغتربين العائدين.

وإذا كانت أجراس الكنائس قد قرعت اليوم من جديد، فإن أجراس الداخلية ووزارة الصحة كانتا أكثر تحذيرا من خطر انتشار الكورونا، بعد تسجيل ست وثلاثين حالة جديدة في الساعات الماضية.

أما الساعات السياسية المقبلة، فلن تكون أقل انتشارا لفايروس الخلافات على أنواعها: "عونية"- "قوات"، "عونية"- "مردة"، لاسيما على جبهة المشتقات النفطية. وعلى برميل فيول متفجر يعقد رئيس تيار "المردة" سليمان فرنجية، مؤتمرا صحافيا غدا في بنشعي. وفي حركة المناقلات القضائية التي سبقت هذا المؤتمر، كثير من الأحداث والوقائع، وبعضها بمستندات ووئائق، فيما بقيت "المردة" على كلمتها لناحية عدم تسليم المشتبه فيهم، لا بل وتقديم الحماية السياسية لهم، فالقاضية غادة عون وجهت كتابا لكشف الحركة المصرفية لحميد كريدي المتواري خارج لبنان، القاضي نقولا منصور أوقف ناشطة قريبة من "التيار الوطني" في ملف المشتقات النفطية. وسابقا لم يرحم قضاء "التيار" نواب "التيار" وظن بالنائب ميشال الضاهر.

أما على جبهة "القوات"، فإن النائب أنطوان حبشي قدم دفوعه النفطية بالمستندات، ورد عليه النائب سيزار أبي خليل باستهزاء من دون وقائع. ما دفع الوزير السابق غسان حاصباني إلى توصيف هذا السجال على أنه "لعب ولاد".

لكن وسط كل هذه الحرب على مسؤولية الفيول المغشوش، ظل فرنجية خارج القضاء، رافضا مثول سركسيس حليس أمام قضاة "عونيين"، لنبقى أمام دولة ترفع الحمايات الطائفية والسياسية فوق رؤوس موظفين، على القضاء وحده الفصل بارتكابتهم.

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

تحالف وطني: المنظومة الغاشمة والفيول المغشوش

صفحة تحالف وطني/10 أيار/2020

من أهم إنجازات ثورة ١٧ت١ أنها أحدثت شرخاً كبيراً في منظومة الفساد، بإسقاطها التسوية الرئاسية عبر إسقاط حكومة الحريري. وعلى طريقة المافيا عندما يصيب التصدع بنيانها، راح أفرقاء المنظومة يكشفون عن صفقات بعضهم البعض.

فإلى الهدر في الكهرباء والتوظيف الزبائني في قطاع الإتصالات وتهريب المازوت والطحين عبر المعابر غير الشرعية الخ ....، فاحت بقوة خلال الأيام الماضية جريمة الفيول المغشوش، الذي مولت عائداته من المال المسروق من المكلف اللبناني الطغمة الراعية لشركتي البساتني و ZR Energy بما يقدره البعض ب٦ مليار دولار على مدى ١٥ سنة من تاريخ توقيع وزير الطاقة الأسبق محمد فنيش على "العقد السري ؟؟؟؟" لشراء الفيول بين الدولة اللبنانية وشركة سوناطراك الحكومية الجزائرية.

وما يثير الريبة في هذا العقد هو ما كشفته فضيحة باخرة الفيول الأخيرة التي أثارها مدير الشركة المشغلة لمعامل الكهرباء المهندس يحيى مولود وليس وزير الطاقة المعني الأول بالموضوع، حيث تبين:

١-أن العقد الموقع ليس من دولة إلى دولة كما أشيع قبل ١٥ عشر عاماً، بل هو بين الدولة اللبنانية وشركة سوناطراك المسجلة في الجزر البريطانية العذراء "ج.ب.ع" وهي ملاذ الأموال السوداء والتهرب الضريبي، وهذه الشركة هي واجهة للشركة الجزائرية الحكومية.

٢-أن شركة سوناطراك قد أوكلت عملية الشراء إلى وسيطين لبنانيين وهما "شركة البساتنة و ZR Energy” في حين كان المسؤولون يوهمون الناس بأن الشراء يتم من دولة إلى دولة.

٣-أن أحد الوسطاء الجزائريين في هذا العقد وهو فريد عبد الرحمان بجاوي مطلوب للإنتربول وملاحق بجرائم مالية من دولتي الجزائر وإيطاليا، قد منحه رئيس الجمهورية ميشال عون الجنسية اللبنانية في مرسوم التجنيس الصادر عام ٢٠١٨.

٤-أن المبالغ السنوية التي جناها السماسرة من عمليات هذا العقد قُدرت ب٤٠٠ مليون دولار أميركي، ويصبح مجموعها ٦ مليار دولار في ١٥ سنة.

٥-أن أياً من الوزراء المتعاقبين لم يراجع هذا العقد الذي يتضمن بنداً يشترط سريته وهذا بذاته مثير للريبة ويكشف تواطؤ وشراكة معظم أفرقاء المنظومة الحاكمة في هذه الجريمة، لا بل جدد الوزراء المتعاقبون في وزارة الطاقة هذا العقد خمس مرات بالتراضي ودون أي مساءلة خلافاً للقانون.

إن تحالف "وطني" الذي لم يساوره يوماً الشك في ضلوع كل أفرقاء السلطة في الفساد منذ ٣٠ عاماً إلى اليوم، يؤكد إدانته الصارخة للسلطة السياسية بكل فرقائها، ويضع القضاء أمام مسؤولياته التاريخية في فتح ملفات الفساد لاسترداد المال المنهوب، ووضع المسؤولين عن سرقة وهدر المال العام في قفص المحاكمة لينالوا العقاب الذي يستحقونه.

ومع انكشاف فضيحة الفيول المغشوش وتوفر الأدلة الدامغة على الضالعين فيه، على القضاء أن يقدم، ودون تردد، مستنداً الى قدسية القضية المثارة ودعم الشارع له فيها، وأن يبدأ بالخطوات التالية دون انتظار صدور قوانيين اسقلالية القضاء:

١-الطلب إلى الحكومة إلغاء هذا العقد فوراً.

٢-مساءلة رئيس الجمهورية عن توقيعه مرسوم إعطاء جنسية للجزائري فريد عبد الرحمن بجاوي الملاحق قضائياً.

٣-مساءلة النائب السابق سليمان فرنجية على موقفه في إعاقة العدالة بحمايته سركيس حليس ومنعه من المثول أمام القضاء.

٤-القاء الحجز الاحتياطي على ثروات جميع الوزراء الذين تعاقبوا على وزارة الطاقة منذ العام ٢٠٠٥ إلى اليوم وعلى ثروات أصولهم وفروعهم، وكذلك جميع الموظفين المعنيين بملف الفيول في وزارة الطاقة وشركة كهرباء لبنان ومنعهم من السفر.

٥-رفع الحصانة عن الوزراء والموظفين المعنيين بهذا الملف واستدعائهم إلى التحقيق.

٦-إلقاء الحجز الاحتياطي على ثروات أصحاب شركتي البساتنة و ZR Energy وأصولهم وفروعهم ومنعهم من السفر، واستدعائهم الى التحقيق بهذا الملف.

وأخيراً ، يرى تحالف وطني أن القضاء أمام فرصة تاريخية لاستعادة المال المنهوب وتكريس دور القضاء المستقل وفصل السلطات من باب ملف الفيول المغشوش. وإلا فإن الرضوخ للضغوط السياسية ولفلفة الموضوع كالعادة، سوف يضع البلاد أمام خيارات سوداء يتحمل هو جزءاً أساسياً حيالها، فيحكم ساعة إذٍ الشعب على القضاء، بدل أن يحكم القضاء بإسم الشعب.

 

لقاء "الحريري - بخاري"... الرسالة وصلت!

ليبانون ديبايت/الاحد 10 أيار 2020

زار السفير السعودي في لبنان وليد بخاري عصر اليوم الأحد الرئيس سعد الحريري في بيت الوسط، حيث تم البحث في آخر المستجدات السياسية والأوضاع العامة والعلاقات الثنائية بين البلدين. وتأتي أهمية هذه الزيارة، بعد التطورات التي شهدتها الساحة السنية عقب اعلان رجل الاعمال اللبناني بهاء الدين الحريري دخوله المعترك السياسي في لبنان. وتعليقًا على زيارة السفير السعودي إلى بيت الوسط، قالت مصادر "المستقبل" لـ"ليبانون ديبايت": "الصورة رسالة متكاملة، وعدم التصريح لأن كل كلام آخر مزحة!". وأشار محمد نمر، الصحافي المقرب من المملكة العربية السعودية والسفير بخاري في تغريدة على حسابه عبر "تويتر"، إلى أن "زيارة سفير السعودية الى الرئيس الحريري تعني:

١_ ان الحريري هو الخيار الاستراتيجي الوحيد للمملكة

٢_ ان المملكة حريصة على الاستقرار داخل لبنان وداخل البيت السني

٣_ان المملكة لا علاقة لها بكل ما يحاول القيام به بهاء الحريري.

٤_ واخيرا رسالة واضحة لحكومة دياب...".

٥ _ ما لاحظته ان في اخر اجتماع بين الحكومة والسفراء كان تمثيل السعودية والامارات والكويت منخفضا ولم يحضر السفراء وهو دليل على عدم اقتناهم بالخطة الاقتصادية.

٦_ وفق بياناتها ان المملكة العربية السعودية تقف الى جانب الشعب ومطالب اللبنانيين وحريصة على الاستقرار في لبنان.

 

الحريري {يتفهّم ظروف} اللقاء بين عون وجنبلاط/«الشرق الأوسط» تنشر معلومات عن الجهات التي ساهمت في التحضير له

بيروت: محمد شقير/الشرق الأوسط/ 10أيار/2020

قال مصدر سياسي إن من غير الجائز تقويم مشاركة رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع في اللقاء الوطني الذي رعاه رئيس الجمهورية ميشال عون واستقبال الأخير لرئيس الحزب «التقدمي الاشتراكي» وليد جنبلاط من زاوية أن جعجع وجنبلاط في جبهة واحدة مع رئيس تيار «المستقبل» الرئيس سعد الحريري.

ولفت المصدر إلى أنهم لم يحسنوا إدارة الملف السياسي عندما كانوا في جبهة واحدة، وأكد لـ«الشرق الأوسط» أن تقويم مشاركة جعجع وزيارة جنبلاط يجب أن ينطلق من أنهما ليسا في حزب أو جبهة واحدة مع الحريري، وهذا ما يتيح لهما التحرك تحت سقف عدم التفريط بوحدة الهدف.

وقال المصدر السياسي إن ما حصل في بعبدا يعزز الاعتقاد بإحياء جبهة «قوى 14 آذار»، وأكد أن العلاقة بين «التقدمي» و«المستقبل» وإن كانت تتأرجح من حين لآخر فإن جنبلاط والحريري يصران على التنسيق، فيما علاقة الأخير بجعجع ما زالت جامدة منذ أن امتنع الأخير عن ترشيح حليفه السابق لتولي رئاسة الحكومة. واعتبر أن خطوة جنبلاط وجعجع لن تبدّل من واقع الحال السياسي طالما أن حكومة دياب لن تذهب إلا مع انتهاء الولاية الرئاسية لعون، كما أن حضور جعجع أتاح له تسجيل نقطة في مرمى العهد لا يمكن إغفالها وتمثّلت في إلقاء الضوء على الرأي الآخر لجهة تشريحه - كما تقول مصادر «القوات» - لخطة التعافي المالي وصولاً إلى تهشيمها من خلال تركيزه على خلوّها من أي إشارة للبند السيادي في ظل ارتفاع منسوب التهريب بين سوريا ولبنان عبر المعابر الحدودية غير الشرعية.

لذلك فإن جعجع شارك في اللقاء وهو على خلاف مع العهد ولم يحضر لمبايعته بمقدار ما أنه تمرير رسالة للمسيحيين بأنه لن يقاطع الرئاسة الأولى وأنه توصّل إلى إعلان النيات مع عون قبل انتخابه رئيساً للجمهورية، لكن الأخير هو من أطاح به وكاد يهدد المصالحة المسيحية - المسيحية التي هي الأساس لطي صفحة الصراع الدموي بين الطرفين. وبالنسبة إلى جنبلاط فإن اجتماعه بعون لم يولّد حساسية لدى الحريري الذي أبدى تفهّمه للدوافع التي أملت انعقاده لقطع الطريق على إقحام الجبل في فتنة بين الدروز والمسيحيين، وهذا ما أبلغه الحريري إلى النائب وائل أبو فاعور موفداً من رئيس «التقدمي» باعتبار أن هناك ضرورة للحفاظ على التعايش في الجبل. وعلمت «الشرق الأوسط» أن ما يهم جنبلاط هو تحصين المصالحة في الجبل وهو يلتقي مع «القوات» والقيادات الروحية ومعظم القوى السياسية، لذلك جاء اللقاء مع عون لمنع الانزلاق نحو الفتنة المذهبية التي كادت تشتعل مجدداً لو لم يصر إلى نزع فتيل الانفجار.

ويعود للنائب في تكتل «لبنان القوي» فريد البستاني دور في تحضير الأجواء أمام زيارة جنبلاط لعون، وهو تشارك في مسعاه مع الوزير السابق ناجي البستاني والعميد المتقاعد ويلسون نجيم ابن بلدة معاصر الشوف. فالنائب البستاني عضو في الكتلة النيابية التي يرأسها الوزير السابق جبران باسيل، وهو أدرك بأن الأجواء في الجبل ليست مريحة، خصوصاً بعد البيان المشترك الذي صدر عن مطران صيدا ودير القمر للموارنة مارون العمار ومطران الروم الكاثوليك إيلي الحداد وبمباركة من الكنيستين المارونية والكاثوليكية وفيه تحذير من عودة الفتنة وتأكيد على حماية السلم الأهلي والذي رافقه بيان تحذيري لبلدية دير القمر.

ولم يتردّد جنبلاط في مباركة التحرك الذي بدأه البستاني، وأيضاً استعداده للقاء عون الذي قابله باستعداد مماثل، فكان اللقاء من موقع الاختلاف السياسي. وجرى التحضير له بتدخُّل مباشر من عون الذي طلب شطب تغريدة للوزير السابق غسان عطا الله (من «التيار الوطني الحر») جاءت عشية زيارة جنبلاط لقصر بعبدا، وتردد أن التغريدة لا تخدم تحصين المصالحة، إضافة إلى طلب عون بوقف بث إذاعة مقرها في بيت الدين قيل أنها تشيع أجواء لا تخدم منع الفتنة في الجبل.

وهكذا تم اللقاء بدعوة من عون حملها إليه العميد نجيم، وساده جو من الحرص على التصدّي لكل أشكال التحريض، وتقرّر أن يتولى الوزير السابق غازي العريضي بالنيابة عن جنبلاط التواصل مع عون في إطار إشاعة أجواء من التهدئة والإبقاء على التنسيق للتدخّل حيال أي محاولة للالتفاف على لقاء بعبدا.

 

لقاء الحريري بمعاون نصرالله حصل... والإدعاء بالعفة في غير محله

النهار/10 أيار/2020

بعد ان كشفت صحيفة عكاظ السعودية لقاء الرئيس السابق سعد الحريري مع معاون الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله الحاج حسين الخليل في بيت الوسط، اكدت بالامس صحيفة "النهار" الأمر، كما ان رئيس حزب التوحيد وئام وهاب اسكت الجميع عندما قال ان اللقاء حصل وانه يعرف اسماء الوسطاء ايضا. في القراءة السياسة بحسب مصادر فإن الحريري كان يريد للقاء ان يبقى سريا، لانه بالفعل في كل مرة يرتمي في حضن حزب الله، وهذه المرة كان التوقيت يعتبر عند اهل بيروت مصيبة لانه اتى قبيل ذكرى 7 ايار حين اجتاح حزب الله بيروت وضرب تيار المستقبل. وبحسب المصادر فإن حزب الله لم ينف حصول اللقاء ولا يستطيع ان ينفي لانه فعلا حصل، حتى ان حديث الحريري في ذكرى 7 ايار لم يتجرأ على تسمية من فعل الفعل الشنيع في يوم 7 ايار، كما ان الحريري هو من طلب لقاء معاون نصرالله للتحدث في موضوع المحكمة الدولية الخاصة بلبنان مع اقتراب اعلان الحكم واتهام عناصر من حزب الله بارتكاب جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، وتسأل المصادر: "هل هناك صفقة عقدها سعد الحريري على دم والده؟ كما فعل في السابق في سوريا؟

 

عودة “بهاء” الحريري: تقدّم تركي-إخواني يعوّض الإنسحاب السعودي من لبنان!

شفّاف اليوم/ 10أيار/2020

فور استشهاد الرئيس  رفيق الحريري صرخ المشيعون في شوارع بيروت “ابو بهاء، أبو بهاء“، في ما يشبه المبايعة لنجله البكر “بهاء” لتولي شؤون البيت السياسية  بعد استشهاد والده. وهي عادة قبلية تقضي بإلباس “العباءة” للإبن الاكبر سنا، وفي حالة آل الحريري، كان بهاء (مواليد ١٩٦٦) بحكم العرف هو الوريث السياسي لوالده. وهو أطل على المشيعين حينها محمولا على الاكتاف، الى أن قضى الله أمرا كان مفعولا، وآل الإرث السياسي للرئيس الشهيد رفيق الحريري الى نجله سعد. قيل حينها ان المملكة العربية السعودية هي التي عملت على تسليم سعد الحريري مقاليد البيت السياسي، وإقصاء شقيقه الاكبر بهاء!  وقيل وقتها ايضا ان بهاء الحريري عصبي المزاج، ولا يقدر العواقب، وان “سعد” الذي كان والده اوكل اليه إدارة امبراطوريته المالية، أي شركة “سعودي اوجيه“، وانصرف هو لادارة الحكومة اللبنانية وورشة الاعمار، ما أعطى سعد الحريري ثقة حكام المملكة، لانه حاز ثقة والده.

وقبل تولي الرئيس سعد الحريري مقاليد البيت السياسية، كان مقعد الرئيس الشهيد محط انظار أرملته نازك التي جلست ذات يوم على كرسيه في مكتبه في قريطم بحضور عدد من الصحافيين، وتوجهت اليهم بالقول “الناس يطالبونني بتولي مقعد الرئيس الشهيد” في محاولة لتسويق نفسها كخلف لزوجها الشهيد.

في حين لم تغب عن بال النجل الاكير بهاء ان كرسي والده يجب ان تؤول اليه، وهو الاحق بها. ومع النكبات المالية التي مُني الرئيس سعد الحريري، وقرار افلاسه المتخذ من قادة المملكة العربية السعودية، وما حصل معه في 14 تشرين الاول، حيث ارغم على اعلان استقالته من رئاسة الحكومة من الرياض، وجد بهاء الفرصة سانحة لدخول المعترك السياسي على جثة شقيقه. وذلك، بعد ان سحب انجال الحريري مجتمعين يدهم من شقيقهم الرئيس سعد الحريري، ومن إرث والدهم السياسي، واكتفوا بحصّتهم من الارث المالي الضخم الذي تركه لهم، ليراكموا ثرواتهم في عالم المال والاعمال.

وبقيت رئاسة الحكومة والارث السياسي للرئيس الشهيد امانة في عنق الرئيس سعد الحريري، ومحط نظر بهاء. محاولات بهاء الحريري لدخول عالم السياسة كانت خجولة، واولها جاءت في اعقاب اعلان شقيقه استقالته من الرياض. إلا أن هذه المحاولة باءت بالفشل، بعد ان رفض جميع القادة السياسيين التعاون مع بهاء، قبل جلاء وضع شقيقه في المملكة، اما المحاولة الثانية فجاءت مع اندلاع ثورة السابع عشر من تشرين الأول/أكتوبر الماضي. فحاول بهاء ركوب موجة الثورة من بعيد، عبر تمويل عدد من المنتديات السياسية الناشطة في صفوف الثوار خصوصا في الشمال.

مؤخرا اصدر المكتب الاعلامي لبهاء الحريري بيانا اعلن فيه عن اول اسم يدعمه وهو نبيل الحلبي، اضافة الى الكشف عن دعم عدد من المنتديات الناشطة في صفوف الثوار، متبنيا مطالب الثورة بكاملها، ومعتمدا على بعض ادبيات الحريرية السياسية، وموجها انتقادات مباشرة وغير مباشرة لشقيقه الرئيس سعد الحريري، الذي اتهمه بالتخاذل والتخلي عن ارث والده والانحياز الى التسوية مع الجنرال عون وحزب الله.

المعلومات تشير الى ان الساحة السنية في لبنان، تعاني من حالة احباط وضياع، نظرا لتراجع الوضع المالي للرئيس سعد الحريري، فضلا عن فشل التسوية التي خاض غمارها، مع الرئيس ميشال عون والتيار العوني، والتي انتهت الى اخراجه من رئاسة الحكومة، الامر الذي انعكس تضعضعا في الشارع السني ولدى ما تبقى من جمهور 14 آذار. وتشير المعلومات الى ان لبنان لم يعد موجودا على قائمة اولويات دول مجلس التعاون الخليجي، عموما، والمملكة العربية السعودية خصوصا، ولان الطبيعة لا تعرف الفراغ، تسعى تركيا الاخوانية الى ملء الفراغ السعودي. وليس من قبيل الصدفة ان يطل بهاء الحريري، محاولا استنهاض الشارع السني، من خلال جماعات ومنتديات تعّرف عن نفسها بانتمائها الطائفي والمذهبي، قبل الوطني، ومعظمها من الذين تلبسهم تهمة الانتماء الى تنظيم “الاخوان المسلمين“، خصوصا منتديات الشمال.

المعلومات تشير الى ان تركيا التي تحاول بسط نفوذها، حيث تستطيع، على انقاض نفوذ دول مجلس التعاون، خصوصا، المملكة العربية السعودية، تستعد لمد نفوذها الى لبنان، عبر بهاء الحريري، ومنتدياته.

محاولة بهاء الحريري الثانية، قد تمنى بالفشل، على غرار المحاولة السابقة، وهذه المرة يجابه بهاء الحريري، برفض شعبي لمحاولته بعد ان رفض قادة 14 آذار محاولته السابقة.

هل ستنجح تركيا في ملء الفراغ السعودي في لبنان؟ وهذا يعني ان حظوظ بهاء الحريري قد تتقدم على ما عداها!

وفي حال استفاقت المملكة على دورها، فان حظوظ بهاء الحريري ستمنى بفشل جديد!

 

مروان حمادة : الخطة الاقتصادية تكرس الإفلاس الجماعي للبنان

الأنباء الكويتية/10 أيار/2020

اعتبر عضو اللقاء الديموقراطي النائب مروان حمادة أن اللقاء الوطني الذي دعا اليه الرئيس ميشال عون في قصر بعبدا جاء مبتورا لناحية المشاركة وبالتالي لم يأت بالثمار المرجوة من قبل منظومة الحكم، ورأى ان خطة التعافي المالي التي اقرتها الحكومة ليست خطة بالمعنى الصحيح ولا تبغى التعافي ايضا بما يلائم لبنان، لافتا الى ان الخطة وضعت من قبل بعض الأكاديميين من دون مشاورة الاقتصاديين والنقابيين والجامعات والأحزاب، معتبرا أن جل ما في الأمر أن رئيس الجمهورية حاول أن يلحق نفسه بإضفاء التغطية على هذه الخطة عندما رأى أنها لم تلق تجاوبا لا عند المجلس النيابي ورئاسته ولا عند زعماء معظم القوى السياسية ما عدا من يدور في فلك الثنائي العوني - حزب الله. وأبدى حمادة في تصريح لـ «الأنباء» أسفه لخطة اقتصادية تنسف دستور لبنان وتضرب وحدته وتقلب نظامه الاقتصادي الحر ولا تشفي علاقاته العربية وتجعل منه دولة على غرار سورية وإيران بالنسبة للنظام الاقتصادي واستطرادا السياسي، معتبرا ان الخطة تكرس الافلاس الجماعي للبنان وتقطع كل أمل باستنهاض الاقتصاد انطلاقا من الغائها كل الادخار المحلي بتصفير جزئي او كلي للودائع، مؤكدا انها لا تفسح في المجال لعلاقات دولية تسهل على صندوق النقد وعلى مجموعة أصدقاء لبنان في «سيدر» تلبية وعودهم للبنان.

وأكد حمادة ردا على سؤال ان هذه الخطة لن تمر في مجلس النواب وهي لا تحتاج الى معارضة بالقوة ذلك أننا لسنا في وارد المعارضة بالقوة لكن هذه الخطة لن تمر لا برلمانيا ولا شعبيا، مشيرا الى أننا ومنذ الاعلان عن هذه الخطة لم نر تظاهرة واحدة مؤيدة لها.

وشدد حمادة: على لبنان أن يقدم أولى الإشارات الى صندوق النقد والجهات الدولية التي تطالبه منذ عام بالإصلاح في قطاع الكهرباء وهناك رفض قاطع لإقامة هيئة ناظمة وتعيين مجلس ادارة، مؤكدا ان من يمسك بزمام الكهرباء في لبنان منذ أحد عشر عاما مايزال مصرا على ابقاء كل الصلاحيات عند الوزير ونحن نرى الفضيحة تلو الأخرى تنفجر أمام الرأي العام. وقال حمادة ان كل ما يحتاج اليه لبنان هو اعادة الثقة مع نفسه اولا ومع شعبه ومع محيطه العربي ومع المجتمع الدولي وليس مع المغامرين في المنطقة، بالإضافة لمكافحة الفساد وتطبيق القوانين الموجودة في هذا المضمار كي يصل الى شاطئ الأمان.

ودعا حمادة الى اجراء الاصلاحات الضرورية التي صمت آذاننا ونحن نسمعها من الحكومة السابقة والحكومات التي قبلها، لافتا في هذا الاطار الى ضرورة اجراء الاصلاحات في السياسة الخارجية للبنان عبر عودته الى النأي بالنفس وعدم دخوله طرفا في النزاعات الاقليمية، معتبرا ان لبنان لا يمكن له وبكل صراحة الحصول على أي دعم طالما هو قابع في المحور السوري - الإيراني ما لم يعد الى خط الوسط الذي يؤمن له عدم حصول انفجار داخلي ولا يغذي الخلافات العربية ويؤلب عليه الدول الشقيقة.

 

كورونا لبنان: نتائج إيجابية ومؤشرات سلبية والآتي أسوأ

النهار/الأحد 10 أيار 2020

بدا واضحاً أمس أنّ اللبنانيين ملّوا الحجر المنزلي وإجراءات العزل فهرع بعضهم إلى محال الثياب ينتظر دوره لشراء سلعة قد تكون غير ضرورية. لكن المؤشر السلبي لا يكمن في حركة الأسواق الإيجابية، وإنّما في النتائج الايجابية لفحوص #كورونا المستجد، بحيث ازدادت أرقام المصابين في الأيام الأخيرة بوتيرة متصاعدة سريعة، ولو أنّ أرقام وزارة الصحة العامة لا تعبّر عنها تماماً. ففي أرقام الأمس، أكثر من 25 إصابة أكثرها من المقيمين وبينهم 13 عسكرياً في المحكمة العسكرية.

وأظهر تصريح لوزير الصحة حمد_حسن حجم الخطورة اللاحقة من فقدان لبنان تصنيفه بين أفضل الدول التي تمكّنت من احتواء الفيروس، إذ إنّ ازدياد أعداد القادمين من دول الانتشار وتفاعلهم مع ذويهم، إضافة إلى عودة الاختلاط مع تخفيف الإجراءات في الداخل، يدفعان إلى وقوع مزيد من الإصابات.

وقد أعلن حسن أنّه "إذا بقيت نتائج إصابات فيروس كورونا مرتفعة سأطلب من مجلس الوزراء إقفال البلد 48 ساعة". وسرت أخبار عن إمكان اتخاذ قرار بما يشبه حظر التجول من الجمعة إلى الاحد المقبلين إذا تبيّن في الأيام الثلاثة المقبلة أنّ تخفيف الإجراءات ولّد فلتاناً غير مضبوط بالشروط الصحية الضرورية.

إلى ذلك، قرّر اجتماع اللجنة الوزارية لعودة اللبنانيين، الذي رئسه الرئيس #حسان_دياب عصراً في السرايا في حضور نائبة رئيس مجلس الوزراء وزيرة الدفاع زينة عكر، ووزراء الداخلية محمد فهمي، والصحة حمد حسن، والإعلام منال عبد الصمد، والشؤون الاجتماعية والسياحة رمزي المشرفية، والأمين العام لمجلس الوزراء القاضي محمود مكية، والأمين العام للمجلس الأعلى للدفاع اللواء محمود الأسمر، ومستشارة الرئيس دياب للشؤون الصحية الدكتورة بترا خوري، ومدير الشؤون السياية في وزارة الخارجية السفير غدي خوري، ورئيس مجلس إدارة طيران الشرق الأوسط محمد الحوت، ورئيس مطار رفيق الحريري الدولي فادي الحسن، وبعد تقييم المرحلة الثانية من عودة اللبنانيين، تخفيض عدد الرحلات في المرحلة الثالثة من إعادة المغتربين".

المسنون من الفئات الأكثر عرضة للخطر... لهذا السبب إجراء صارم في "بيت رفقا"

وقالت مستشارة رئيس الحكومة الدكتورة بترا خوري لـ"النهار" إنّ "ما نراه اليوم من تفلت وعدم التقيّد بالإجراءات الوقائية خطير وسيزيد من الإصابات".

من جهته، غرّد وزير التربية طارق_الجذوب عبر تويتر قائلاً: "كما ذكرنا سابقاً، نتابع من كثب المعطيات الصحية، ونقاربها بمسؤولية وتعقّل. صحة التلامذة والأساتذة والاداريين، أولوية الأوليات لدينا. الرأي قبل شجاعة الشجعان، فلا داعي للمزايدات!".

وجاءت تغريدة وزير التربية تعليقاً على الضجة المثارة حول عودة التلامذة إلى المدارس وإجراءات التعقيم والوقاية المتوافرة في المؤسسات التربوية، خصوصاً في المدارس التي تحوي صفوفها ما بين 35 و40 تلميذاً في الصف الواحد. وهذا ما يجعل المقارنة مع دول أوروبية تعاود التدريس قريباً، أمراً غير منطقي، إذ لا يسمح النظام التربوي بوضع أكثر من 20 تلميذاً حدّاً أقصى في الصف.

وفي الأرقام، أظهرت فحوص PCR أجريت في الساعات الأخيرة لعدد من عناصر في الشرطة العسكرية في مقرّ المحكمة العسكرية أنّ نتائج 13 منهم إيجابية.

وبنتيجة المتابعة، تبيّن أنّ أحد عناصر الشرطة العسكرية عاد من مأذونيته من القيطع- عكار إلى الخدمة من دون أن تظهر عليه أي عوارض فيروس كورونا باعتبار أنّ إجراءات متخذة للوقاية ومنها التعقيم وقياس الحرارة. وأثناء وجوده في مقرّ المحكمة العسكرية حيث مكان خدمته أبلغ أن والده أجرى فحص PCR وجاءت النتيجة إيجابية فابلغ المسؤول العسكري في المقرّ، وتولّى الجهاز الطبي العسكري إجراء فحوص للعديد الموجودين، فجاءت نتائج 13 منهم إيجابية فيما جميع الباقين سلبية. وسيعاود هذا الفحص عليهم بعد أربعة أيام، ووضع الجميع في الحجر، علماً أنّه لم تظهر عوارض الفيروس على الذين جاءت نتائج فحوصهم إيجابية.

في غضون، ذلك حضر فريق طبي من وزارة الصحة إلى مقرّ المحكمة العسكرية وأخضع الموقوفين في النظارة التابعة للمحكمة لفحص الـPCR على أن تظهر نتائجها في الساعات المقبلة.

واعلن مستشفى رفيق الحريري الجامعي، تسجيل 3 حالات إيجابية أمس، وعدم تسجيل أي حالة شفاء، وأن لا حالات حرجة في العناية المركزة.

وفي محافظة عكار، بيّنت فحوص الـPCR للـ50 عينة التي أخذها فريق وزارة الصحة الطبي والتمريضي قبل يومين من عدد من أبناء بلدة جديدة القيطع، ثبوت إصابة 6 أشخاص جدد بفيروس كورونا، أتت نتائج فحوصهم إيجابية، إلى 6 آخرين مشتبه باصابتهم بانتظار إعادة إجراء فحوصهم للمرة الثانية. وبذلك يرتفع عدد المصابين في البلدة إلى 15 شخص حتى الآن.

وفي الشويفات، أوضح المكتب الإعلامي للبلدية أنّه "في اطار الخطة التي وضعتها خلية الأزمة لمواجهة فيروس كورونا، وبعد التبليغ عن إصابة شخص بالفيروس، وهو من سكان عرمون، ونجله يشغل محلا تجاريا في دوحة الشويفات، قرب جامع الأزهر، وحرصا على عدم تفشي الفيروس، توجهت الفرق المختصة إلى المحلة، وتم اتخاذ إجراءات وقائية لأشخاص مخالطين للمصاب، وهم من الموظفين في المحل، عبر الطلب إليهم بالإلتزام بالحجر المنزلي، تمهيدا لإجراء فحوص الـPCR لهم. كما جرى إغلاق المحل بعد تعقيمه وتعقيم محيطه. كما طلب ممن تواصل واحتك بالمصاب حجر نفسه والإلتزام داخل بيته والتواصل مع البلدية لاجراء الفحوصات اللازمة".

وتوجهت بلدية البابلية، بنداء إلى أهالي البلدة، جاء فيه: "بعد التثبت من إصابة الشاب "م. ج" بفيروس كورونا المستجد، ندعوكم إلى إقفال المقهى وكل أماكن التجمعات والتزام المنازل، وأخذ الحيطة والحذر حرصا على سلامتكم وسلامة عائلاتكم. كما ندعو كل شخص خالطه أو خالط المقربين منه، إرسال اسمه على رقم البلدية أو رقم الدكتور حسين حطيط 03717535، لإجراء الفحص المخبري PCR الضروري، للاهتمام والمعالجة. ونطلب من كل من يعرف عن حالة مشكوك بأمرها إبلاغنا فورا لأجراء المناسب.

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

نيران صديقة.. مدمرة إيرانية تستهدف بارجة وتقتل 40 عنصرا

العربية.نت - صالح حميد/الأحد 10 أيار 2020

أطلقت مدمرة " جماران" التابعة للجيش الإيراني صاروخا عن طريق الخطأ، أدى إلى مقتل 40 عسكريا من الجيش الإيراني بينهم ضباط كبار، إضافة إلى جرح العشرات من الجنود خلال مناورات بدأت، مساء الأحد، في سواحل جاسك المطلة على الخليج العربي.

وذكرت حسابات مقربة من الحرس الثوري أن مدمرة "جماران" الإيرانية استهدفت بارجة " كنارَك" عن طريق الخطأ، بصاروخ كروز. فيما أفاد مراسل صحيفة "جوان" التابعة للحرس الثوري، وحيد حاجي بور، بمقتل 40 عنصرا من الجيش الإيراني على متن البارجة وقال إنه تم تأكيد انتشال 18 جثة منهم.

وانتشرت العديد من الفيديوهات تظهر لحظة إسعاف الجرحى الذين تم نقلهم إلى مستشفى مدينة تشابهار، وفقا لمصادر صحفية.

ليست أول مرة!/فيما لم يتم الإعلان حتى الآن عن حصيلة القتلى الرسمية.وسفن فرقاطة نوع جماران، هي سفن ‏صنعت في إيران عام ٢٠١٠، يبلغ طولها ٩٥ متراً، فيها رادارات سطحية وجوية ومستشعرات حرب إلكترونية، ومنصة هبوط طائرة عمودية. يذكر أن حادثة هذا الصاروخ الذي أطلق على البارجة "عن طريق الخطأ" يشبه حادثة إطلاق الصاروخين اللذين ضربا الطائرة الأوكرانية في يناير/كانون الأول الماضي والتي قتلت جميع ركابها وطاقمها، وهو ما يفتح الباب على عدة سيناريوهات واحتمالات بينها وجود خلل تقني أو اختراق بالمنظومة الصاروخية الإيرانية.

 

تركيا تهدد الجيش الليبي.. "سنعتبركم أهدافاً مشروعة"

العربية.نت - وكالات/الأحد 10 أيار 2020

على الرغم من توقيعها على اتفاق برلين في 19 يناير الماضي الذي دعا الدول الخارجية إلى وقف دعم أي أطراف داخلية في الصراع الليبي أو التدخل في شؤون البلاد، أعلنت وزارة الخارجية التركية الأحد، أنها ستعتبر الجيش الوطني الليبي بقيادة خليفة حفتر أهدافا مشروعة إذا واصل هجماته على مصالحها وبعثاتها الدبلوماسية في ليبيا. وقالت الوزارة في بيان إنه "إذا تعرضت بعثاتنا ومصالحنا في ليبيا للاستهداف فسنعتبر قوات حفتر أهدافا مشروعة". كما ذكرت أن الهجمات على مطار معيتيقة في طرابلس في وقت مبكر من صباح أمس السبت تشكل "جرائم حرب". وكان الهجوم ضمن وابل مكثف من قذائف المدفعية أطلقها الجيش الوطني الليبي على العاصمة. هذا وأعلنت ميليشيات الوفاق الليبية، أمس السبت، تعرض أحياء سكنية في محيط مطار معيتقية ومنطقة باب غشير في العاصمة طرابلس لقصف صاروخي، فيما أعلنت المؤسسة الوطنية الليبية للنفط إصابة خطيرة بخزانات وقود الطيران التابعة لشركة البريقة لتسويق النفط بمستودع مطار معيتيقة الدولي. يأتي ذلك، فيما تواصل تركيا دعم ميليشيات الوفاق بالمرتزقة، وكشف تقرير سابق لموقع "المونيتور" Al-Monitor عن أن تركيا تجند مراهقين سوريين وترسلهم إلى ليبيا، ضمن مجموعات المرتزقة التي تدعم من خلالها ميليشيات حكومة الوفاق.

ونقل التقرير، عن مصادر سورية وليبية، أن المراهقين جزء من مجموعات المرتزقة المدعومة من تركيا، موضحاً أنه يتم إصدار وثائق هوية مزورة لهؤلاء الأطفال بمعلومات كاذبة عن تاريخ ومكان ميلادهم. وبدأت تركيا منذ شهر أكتوبر من العام الماضي بإرسال مرتزقة سوريين إلى ليبيا للقتال إلى جانب قوات حكومة الوفاق في مواجهة الجيش الليبي، قال المرصد إن عددهم تجاوز 8000 مقاتل، فضلاً عن آلاف ممن يتلقون التدريب حالياً وينتظرون إلحاقهم بجبهات القتال المختلفة في ليبيا.

 

العربي الجديد: بومبيو في إسرائيل: أجندة عدوانية تتصدّرها مباركة ضم الضفة

العربي الجديد: الأحد 10 أيار 2020

يحط وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو يوم الأربعاء المقبل في الأراضي الفلسطينية المحتلة، ليستأنف بذلك رحلاته الخارجية التي كانت قد علقت بسبب وباء كورونا. وتحمل الزيارة أكثر من عنوان، بدءاً من دعم الحكومة الإسرائيلية الجديدة، مروراً ببحث جهود مكافحة فيروس كورونا وخطر إيران، ووصولاً إلى مسألة ضم أجزاء من الضفة الغربية المحتلة، وقد عبرت إدارة الرئيس دونالد ترامب بالفعل عن تأييدها لخطط رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في هذا الشأن، وليس مستبعداً أن يبارك بومبيو الداعم بقوة لإسرائيل هذا التوجه. وعلى الرغم من التحذيرات الداخلية والخارجية وعلى المستوى الفلسطيني والإسرائيلي وحتى الأميركي من إقدام سلطات الاحتلال على هذه الخطوة التي لا إجماع عليها حتى في واشنطن وتل أبيب، يبدو أنّ حكومة الاحتلال ستمضي في ما تخطط له، في الوقت الذي تتوقّع مصادر مختلفة، بما في ذلك داعمة لإسرائيل، أضراراً جمة ستنجم عن الخطوة، حال اتخاذها.

وأعلنت وزارة الخارجية الأميركية، أول من أمس الجمعة، أنّ بومبيو سيزور إسرائيل للتعبير عن دعمه للحكومة الإسرائيلية الجديدة. وسيلتقي بومبيو رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وشريكه في الائتلاف الحكومي بيني غانتس في القدس المحتلة في 13 مايو/ أيار، أي يوم أداء الحكومة الجديدة اليمين. وتأتي زيارة بومبيو بينما عبرت إدارة الرئيس دونالد ترامب عن تأييدها لخطط نتنياهو ضم أجزاء من الضفة الغربية المحتلة، على الرغم من تحذيرات الفلسطينيين من أن ذلك سيقتل آفاق اتفاق للسلام على الأمد الطويل. وقالت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية مورغان أورتيغاس، في بيان، إنّ بومبيو "سيبحث في الجهود الأميركية والإسرائيلية لمكافحة وباء كورونا ومسائل الأمن الإقليمي المرتبطة بتأثير إيران الخبيث". وأضافت أنّ "التزام الولايات المتحدة بإسرائيل لم يكن أقوى مما هو عليه في عهد قيادة الرئيس ترامب".

وصرّح ديفيد شينكير، كبير الدبلوماسيين الأميركيين للشرق الأوسط، بأنّ بومبيو سيتوجه إلى الدولة العبرية بدعوة من الحكومة الإسرائيلية. وأضاف أنّ "إسرائيل محظوظة بوجود قيادة قوية ومحنكة كهذه في زمن تحديات".

ونأى شينكر عن الخوض في دواعي الزيارة، إلا أنه حرص على التشديد على أن مباحثات الوزير مع الجانب الإسرائيلي سوف تشمل "النشاطات الإيرانية في عموم المنطقة وليس في الساحة السورية فقط"، كما قال في رده على سؤال لـ"العربي الجديد". كذلك رفض الغوص في ما تردد حول نية بومبيو مفاتحة الإسرائيليين شخصياً بضرورة تأجيل الإعلان عن أي خطوة لضم المستوطنات والأغوار إلى وقت لاحق في الصيف المقبل، قبيل انتخابات الرئاسة. ويشار إلى أن بومبيو كان قد أعلن في 22 إبريل/ نيسان الماضي أنّ "قرار الضم هو بالنهاية قرار إسرائيلي".

في المقابل، من المتوقع أن تباشر اللجنة التي شكلتها اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية للرد على قرارات الضم عملها خلال أيام، من دون أن تعطي القيادة أي تفاصيل عن رؤية وماهية هذا الرد، إذ يأتي تشكيل هذه اللجنة قبل أيام من تقديم حكومة الاحتلال برنامجها للكنيست للمصادقة عليه والذي من ضمنه الإعلان عن ضم أراضٍ من الضفة الغربية المحتلة في الأول من يوليو/ تموز المقبل. ويأتي تشكيل لجنة فلسطينية للرد على الضم في سياق عشرات اللجان التي شكلتها القيادة الفلسطينية في الأعوام القليلة الماضية للانفكاك عن الاحتلال، من دون أن تسفر عن أي نتائج ملموسة.

وكان ترامب قد كشف في يناير/ كانون الثاني الماضي عن خطته للسلام في الشرق الأوسط أو ما بات يعرف بصفقة القرن والتي تهدف إلى تصفية القضية الفلسطينية. وقد منح بموجبها إسرائيل الضوء الأخضر لضمّ غور الأردن، المنطقة الاستراتيجية التي تشكّل 30 في المائة من مساحة الضفة الغربية، والمستوطنات المبنية في الضفة الغربية والقدس الشرقية التي باتت في نظر الإدارة الأميركية جزءاً لا يتجزأ من العاصمة الموحدة لدولة الاحتلال.

وقد تقرّر الحكومة الإسرائيلية الجديدة المضي قدماً في ضمّ المناطق اعتباراً من يوليو/ تموز المقبل، لكن ينبغي أن تشاور الولايات المتحدة التي لا تعترض على ذلك، لا بل يذهب مسؤولو إدارة ترامب بعيداً بتصريحاتهم العنصرية اتجاه الفلسطينيين، كما يواظب عليه السفير الأميركي لدى إسرائيل دايفيد فريدمان. وقال الأخير، أول من أمس الجمعة، في حديث لصحيفة "إسرائيل هيوم"، إنّ الحديث عن انسحاب إسرائيل من مناطق بالضفة المحتلة "اقتراح سخيف يشبه مطالبة الولايات المتحدة بالتخلي عن تمثال الحرية".

وأضاف فريدمان أنه يتفهّم موقف اليمين الإسرائيلي الذي "ليس بإمكانه الموافقة على دولة فلسطينية"، تقام في الضفة الغربية وقطاع غزة. وعلى الرغم من أنّ خطة "صفقة القرن"، التي كان فريدمان أحد المبادرين إلى وضعها في إدارة دونالد ترامب، لا تطرح دولة فلسطينية قابلة للحياة، إلا أنه ادعى أنّ قيام دولة فلسطينية كهذه سيتم عندما "يتحول الفلسطينيون إلى كنديين".

وحول مخطط ضم مناطق في الضفة الغربية المحتلة إلى إسرائيل، الذي تنص عليه "صفقة القرن"، قال فريدمان إنه "توجد ثلاثة أنواع من المناطق في المنطقة C (التي تعادل مساحتها 60 في المائة من مساحة الضفة). الأول منطقة مأهولة بمستوطنات يهودية كثيرة، وستُعلن السيادة فيها بحيث سيتمكنون من توسيعها بشكل كبير. النوع الثاني هو نصف المنطقة C والتي لن يكون فيها بناء من أي نوع كان، لا إسرائيلي ولا فلسطيني. وهذه المنطقة مخصصة للدولة الفلسطينية. وهناك نوع ثالث وهو ما يسمّى بالجيوب أو المستوطنات البعيدة. وهذه تعادل 3 في المائة من مجمل المستوطنات اليهودية، وستعلن إسرائيل سيادتها عليها، لكنها ستتوسع إلى أعلى فقط". وتابع "المبدأ هو أن المنطقة الإسرائيلية لن تكون أكبر من 50 في المائة من المنطقة C، أي 30 في المائة من مجمل الضفة الغربية. وواضح للجميع، وللجانب الإسرائيلي على الأقل، أنه نريد أن نكون جاهزين بحلول 1 يوليو/ تموز".

ولكن بنظر كثير من المحللين، فإنّ الضوء الأخضر الأميركي الممنوح لسلطات الاحتلال لن يكون كافياً لتجنّب أضرار كثيرة ستنجم عن المضي بخطط الضم.

وفي هذا السياق، قدّم المعلق الأميركي دانيال بايبس، المختص بشؤون الشرق الأوسط والمؤيد تقليدياً لسياسات الجناح اليميني في إسرائيل، في مقال نشر في صحيفة "نيويورك تايمز" الخميس الماضي، ستة أسباب للاعتقاد بأن الاستيلاء على الأراضي الفلسطينية سيضر بالعلاقات الأميركية الإسرائيلية ووضع إسرائيل كدولة يهودية.

أولاً: يمكن أن تجلب الخطوة غضب الرئيس دونالد ترامب، إذ تسمح خطة الرئيس الأميركي للإسرائيليين بضم حوالي 30 في المائة من الضفة الغربية، "في سياق موافقة حكومة إسرائيل على التفاوض مع الفلسطينيين". فإذا دفع الإسرائيليون بالجزء الذي يعجبهم وتجاهلوا الباقي، فإنهم يجلبون استياء ترامب، وفق بايبس.

ثانياً: سيؤدي الضم إلى إضعاف وتناقص عدد أصدقاء إسرائيل في الحزب الديمقراطي وأوروبا، خصوصاً أنّ العديد من الديمقراطيين عبروا عن رفضهم للخطوة، فيما دانت الدول الأوروبية الكبرى مخططات الضم المحتملة وألمحت إلى إمكانية الرد عليها. وقد نقلت صحيفة "هآرتس" عن السفير الفرنسي لدى الأمم المتحدة نيكولا دو ريفيير قوله إن الضمّ "لن يمر من دون اعتراض، ولن يتم التغاضي عنه في علاقتنا مع إسرائيل"، وهذا قد يعني الاعتراف بدولة فلسطين، بحسب بايبس.

السبب الثالث، وفق المعلّق الأميركي، أنه قد تخسر إسرائيل ما كانت قد بنته مع عدد من الدول العربية، إذ قد تؤدي خطوة الضم من جانب واحد إلى عودة القضية الفلسطينية إلى الواجهة.

رابعاً، سيؤدي الضم على الأرجح إلى غضب فلسطيني يمكن أن يزعزع استقرار الأردن والضفة الغربية وقطاع غزة.

خامساً: من المؤكد أن الضم سيؤدي إلى تطرف اليسار الإسرائيلي، الأمر الذي سيؤدي على الأقل إلى معركة سياسية شرسة.

أما السبب السادس الذي يطرحه بايبس فهو أنه "من المرجح أن يؤدي الضم إلى جعل المزيد من الفلسطينيين مؤهلين ليصبحوا مواطنين في إسرائيل، وسيكون ذلك خطأ فادحاً، لأن المواطنين العرب هم العدو الأخير لدولة يهودية".

ووفق صحيفة "هآرتس الإسرائيلية، يثير الحديث المتزايد حول الضم جدلاً داخل الحزب الديمقراطي حول أفضل طريقة للرد على سياسات نتنياهو وترامب. إذ إنّ بعض السياسيين الديمقراطيين باتوا أكثر صرامة وأكثر انتقاداً في ضوء التغييرات السياسية التي دفع بها كل من نتنياهو وترامب، كالجناح الذي يمثله السناتور بيرني ساندرز الذي يدعو إلى رد صارم، بما في ذلك تعليق بعض المساعدات العسكرية الأميركية لإسرائيل، بينما يفضل آخرون الالتزام بنهج الحزب الديمقراطي التقليدي المتمثل في دعم حل الدولتين للصراع الإسرائيلي الفلسطيني رسمياً. أما المرشّح الرئاسي جو بايدن، فيقف في المنتصف بين الجناحين، رغم أنه معروف بمواقفه المؤيدة لإسرائيل، وهو صاحب نظرية أنه ليس على المرء أن يكون يهودياً لكي يكون صهيونياً، في وصفٍ لنفسه.

ويأتي ذلك فيما تقوم مجموعة من أعضاء مجلس الشيوخ الديمقراطيين حالياً بجمع التوقيعات على رسالة تعارض الضم وتحذر إسرائيل من الأضرار التي يمكن أن تسببها هذه الخطوة لمكانتها الدولية. لكن الباحث بشؤون الشرق الأوسط، ستيفن كوك، يقول في مقال بمجلة "فورين بوليسي"، إن فكرة أنّ السلام ممكن لا تزال قائمة في واشنطن، وبالتالي يجب تجنّب الضم. ويضيف "يستند هذا الأمل إلى اعتقاد بأنه مع ما يكفي من التشجيع والضمانات، وحتى التهديدات الضمنية، يمكن إحضار الإسرائيليين لإبرام صفقة، لكن الفكرة القائلة بأنّ أميركا يمكنها إنهاء الاحتلال/ الضم تتعارض مع التجارب"، مذكراً بأنه سبق أن طور مسؤولون أميركيون مقترحات واتفاقيات، لكن بلا جدوى.

ولا تجد الخطوة الإسرائيلية كذلك إجماعاً في إسرائيل، ففضلاً عن الخلافات الحزبية بشأن توقيت الخطوة، وجد استطلاع للرأي شمل 1000 شخص نشر الأربعاء الماضي وأجرته منظمة "قادة من أجل أمن إسرائيل"، أنّ ربع المستطلعين (26 في المائة) يؤيدون ضم الضفة الغربية، بينما يؤيد أكثر من 40 في المائة حل الدولتين للصراع الإسرائيلي الفلسطيني.

 

في ظهور نادر...خاتمي: الشعب مستاء وقد ينتفض ويلجأ للعنف

العربية/ 10أيار/2020

في ظهور نادر، حذر الرئيس الإيراني الأسبق محمد خاتمي من تأزم الوضع في البلاد، تحت وطأة ‏الاقتصاد والأوضاع المعيشية. ورأى الرئيس الإصلاحي المحظور في مقطع مصور نشر مساء السبت، أن "الشعب المستاء" من الوضع ‏المعيشي قد يلجأ إلى الانتفاضة والعنف فيما لو استمر الوضع في البلاد على ما هو عليه. وعزا خاتمي الوضع الاقتصادي السيئ في إيران إلى "اتساع الفجوة الاقتصادية وانخفاض ‏الإيرادات الحكومية وارتفاع التكاليف"، مضيفا في الوقت نفسه: "إن إحدى مآسينا في العقود ‏الأخيرة هي انكماش الطبقة الوسطى، حيث لا تزال تضعف يومًا بعد يوم".

كما حذر من انتشار حالة عدم الرضا في المجتمع الإيراني، ما قد يسبب انفجاراً، قائلاً: "لا ‏يمكننا إنكار المشاكل، حتى إذا أنكرناها، فهذه المشاكل موجودة وشعبنا غير راضٍ عن الوضع ‏الحالي، وسيؤدي عدم الرضا إلى عدم الثقة وبالتالي إلى اليأس، وعلى ضوء خيبة الأمل قد ‏نلاحظ لا سمح الله الحركات الحادة تدريجياً" وفي جزء آخر من خطابه المسجل، ذكر خاتمي بخطة "المصالحة الوطنية" التي أطلقها في ‏رسالة قبل بضع سنوات، قائلاً: "أثرت القضية في حينه بدافع الخير وليس لدي طمع في السلطة ‏ولا أهتم بها، بل أنا مهتم فقط بالشعب والمجتمع والنظام"، معتبراً أنه لو تم النظر في خطته في ‏ذلك الوقت، لما واجهت إيران العديد من المشاكل الحالية. كما دعا إلى تضامن المجتمع، قائلاً "أود أن أقول اليوم إننا بحاجة إلى استغلال الأجواء التي ‏أوجدها فيروس كورونا لنخلق ونوسع مساحة التضامن الوطني في البلاد". إلى ذلك، اعتبر أنه على الحكومة إعطاء الأولوية لدعم الوظائف الصغيرة. وأضاف الرئيس ‏الإصلاحي الأسبق: "الحل هو أن تعترف أي فئة بأخطائها وتتحمل مسؤولية الخطأ، و تسعى ‏لحل المشاكل قبل فوات الأوان". تأتي تحذيرات خاتمي في الوقت الذي فشل فيه التيار الإصلاحي بالسيطرة على البرلمان بعد أن ‏سيطر المتشددون على السلطة التشريعية بسبب رفض مجلس صيانة الدستور تأهل أعداد كبيرة ‏من المرشحين الإصلاحيين من جهة وعزوف واسع عن المشاركة في الانتخابات البرلمانية التي ‏جرت قبل أشهر في البلاد من جهة ثانية.

 

الكاظمي يرفض استخدام العراق {ساحة لتصفية الحسابات}/طمأن المتقاعدين أن رواتبهم ستُدفع

بغداد: حمزة مصطفى/الشرق الأوسط/ 10أيار/2020

استقبل رئيس الحكومة العراقية مصطفى الكاظمي، أمس، بمكتبه في القصر الحكومي ببغداد، سفير الولايات المتحدة ماثيو تولر. وأوضح المكتب الإعلامي لرئيس الوزراء العراقي أن الكاظمي {أكد ضرورة التعاون والتنسيق بين البلدين في المجالات الاقتصادية والأمنية ومواجهة الارهاب والتحضير للحوار الإستراتيجي بين البلدين والعمل على حفظ الأمن والاستقرار في المنطقة وإبعادها عن المخاطر}. كما أشار الكاظمي، بحسب مكتبه الإعلامي، {إلى أن العراق لن يكون ساحة لتصفيات الحسابات والاعتداء على أي دولة جارة أو صديقة}.

وكان الكاظمي وعد في مستهل نشاطه على رأس الحكومة بحل أزمة رواتب أكثر من ثلاثة ملايين متقاعد تأخر صرفها لليوم التاسع على التوالي، وهو ما لم يحصل سابقاً بسبب أموال الوفرة النفطية.

ففي يوم الجمعة الذي هو عطلة رسمية في العراق عقد مجلس الوزراء برئاسة الكاظمي جلسته الأولى، وعلى جدول أعمالها العديد من النقاط العاجلة والأخرى الآجلة الباحثة عن حل هي الأخرى. الكاظمي كان قد وعد المتقاعدين بصرف رواتبهم، عادّاً في تغريدة له على «تويتر» أن «المتقاعدين والفقراء هم أهلي وناسي»، مبيناً أنهم «النقطة الأولى في قائمة اهتماماتي، لن نسمح بأن ينام عراقي ليلة مُضاماً قبل أن توفّي الدولة التزاماتها»، مضيفاً أن «رواتب المتقاعدين سوف تُدفع، وأن العراق لا يهمل أصحاب الفضل فيه، ممن أفنوا أعمارهم في خدمة البلد، مختتماً تغريدته بالقول إن الحكومة في خدمتهم».

الحكومة، التي لا يزال تنقصها 7 وزارات سوف يتم إشغالها وكالةً من الوزراء الأصليين، تواجه تحدي إكمال هذا النقص خلال الأيام المقبلة وسط استمرار الخلافات بين الأحزاب والكتل السياسية بشأن مرشحيها لشغل هذه الحقائب بدءاً من الخارجية التي وإن حُسمت للكرد لكن الخلاف لا يزال يتركز حول الشخصية التي تشغلها. الحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة مسعود بارزاني يصر على أن يكون وزير المالية السابق فؤاد حسين هو المرشح الوحيد لها بعد تنازل الكرد عن وزارة المالية التي كان يشغلها حسين للشيعة حيث شغلها الأكاديمي والخبير الدولي علي عبد الأمير علاوي.

الوزارة الكردية الأخرى التي لا تزال شاغرة من بين الوزارات الثلاث هي وزارة العدل التي تشير المصادر الكردية الرسمية إلى إنها حُسمت للقيادي في الاتحاد الوطني الكردستاني خالد شواني.

 

«التعاون الخليجي» يرحب بتشكيل الحكومة العراقية

الرياض/الشرق الأوسط/ 10أيار/2020

رحب الدكتور نايف الحجرف، الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، بإعلان تشكيل الحكومة العراقية الجديدة برئاسة مصطفى الكاظمي. وعبّر الحجرف عن خالص تهانيه للثقة التي حصل عليها من مجلس النواب، متمنياً للحكومة العراقية الجديدة كل التوفيق بما يحقق تطلعات الشعب العراقي في سيادته وأمنه واستقراره. وتطلع أمين مجلس التعاون لدول الخليج، إلى تعزيز التعاون مع العراق في ضوء مذكرة التفاهم وخطة العمل المشترك للحوار الاستراتيجي الموقّعة بين مجلس التعاون وجمهورية العراق، وتطوير العلاقات بينهما في المجالات جميعها.

حل أزمة الوزارات الكردية في حكومة الكاظمي مرتبط بالضرورة بالملف الأهم وهو الخلاف النفطي بين أربيل وبغداد والذي ورثه الكاظمي من الحكومات السابقة ويتعين عليه البحث عن علاج ولو وقتياً له. التطور الجديد في أمر هذه العلاقة هو ما أنجزه الوفد الكردي الموجود في بغداد منذ أكثر من أسبوعين عبر التوصل إلى اتفاق متوازن مع بغداد لحل أزمة تصدير النفط من إقليم كردستان وما ترتب عليه من أزمة مع بغداد قامت على أثرها الأخيرة بقطع الرواتب عن موظفي الإقليم الأسبوع الماضي.الوفد الكردي برئاسة نائب رئيس الوزراء في حكومة الإقليم قوباد طالباني أعلن أنه اتفق مع الحكومة الاتحادية على تشكيل لجنتين لحسم الخلافات المالية والنفطية بين الجانبين.

وقال الوفد في بيان له إنه «أجرى خلال الأسبوعين الماضيين مباحثات مع الحكومة العراقية والأحزاب السياسية وعدد من البرلمانيين في بغداد بهدف التباحث ومعالجة مسألة المستحقات المالية لإقليم كردستان». وأضاف: «لهذا الغرض تم تشكيل لجنتين مالية ونفطية بين الجانبين تعملان كفريق مشترك على تحديد الخلافات ووضع آلية قانونية ملائمة لحل الخلافات المالية والنفطية». وأشار البيان إلى أن «الاجتماعات كانت إيجابية وتم فيها تحديد النقاط الخلافية، حيث قدمت اللجان المشتركة عدة مقترحات جرت مصادقتها من أجل أن تكون أساساً للحل»، مبيناً أن «حكومة إقليم كردستان أبدت التزامها بشأن الالتزامات النفطية المترتبة على الإقليم بهدف التوصل إلى اتفاق». إلى ذلك، عدّت لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان أن الترحيب الدولي والإقليمي بحكومة الكاظمي مؤشر على إعادة التوازن للحكومة بعلاقاتها الخارجية. وقال عضو اللجنة النائب رامي السكيني، في تصريح أمس، إن «الترحيب الدولي والإقليمي الواسع لحكومة الكاظمي مقبول ولعله يعيد التوازن للحكومة العراقية في علاقاتها الخارجية وعدم الميل لدولة دون أخرى أو محور على حساب آخر». وفي تطور لافت، دعت كتلة الفتح التي يتزعمها هادي العامري، والقريبة من المحور الإيراني، الولايات المتحدة إلى تقديم الدعم وإثبات جدارتها بذلك. وقال محمد الغبان، رئيس كتلة الفتح في البرلمان العراقي، في بيان له، إنه «بعد التصويت على مصطفى الكاظمي رسمياً في مجلس النواب فإن الموقف الأميركي من الحكومة بات على المحكّ». ودعت الكتلة «الولايات المتحدة ألا تعد تمرير الحكومة انتصاراً لها وخسارة لخصومها في العراق والمنطقة، بل إن القوى السياسية العراقية غلّبت مصلحة العراق على جميع الحسابات الأخرى». وأضافت الكتلة أن «على واشنطن أن تبرهن على اهتمامها بالعراق بإعطائه أولوية في المساندة والدعم في هذا الظرف الحرج وأن تؤكد للشعب العراقي جديتها في تقديم المساعدة له وليس انحيازها لطرف سياسي عراقي ضد طرف آخر».

وفي هذا السياق، يقول عضو البرلمان عن حركة «إرادة» حسين عرب، لـ«الشرق الأوسط» إن «الأزمة المالية تستطيع الحكومة مواجهتها لكون هناك استعداد من بعض الدول لمساعدة العراق حتى يثبت نجاح الكاظمي، وكذلك الأمر على صعيد الأزمة الصحية، حيث إن وضع العراق لا يزال أفضل من كثير من الدول وليس تحت خط الخطر». وأضاف أن «الوضع المالي هو الكارثة، حيث لا توجد معالم للخروج من الأزمة، لكن في حال اتخذ رئيس الوزراء الخطوات التي وًضعت له فسوف ينجح».

 

بيانات تشير لإغلاق مختبر ووهان بعد «حدث خطير» في أكتوبر الماضي والمخابرات الأميركية والبريطانية تفحصان التقرير

لندن/الشرق الأوسط/ 10أيار/2020»

ذكر تقرير صحافي، نُشر أمس (السبت)، أن المخابرات الأميركية والبريطانية تقوم بفحص بيانات الهاتف الجوال التي تشير إلى أنه ربما كان هناك إغلاق طارئ في أكتوبر (تشرين الأول) لمعهد ووهان للفيروسات. ووفقًا لتقرير حصلت عليه شبكة «إن بي سي» الأميركية، لم يكن هناك أي نشاط للهواتف الجوالة في مجمع المختبر الصيني من 7 أكتوبر (تشرين الأول) إلى 24 من الشهر نفسه، العام الماضي، على الرغم من أن هناك استخداماً ثابتاً للهواتف المحمولة هناك. وأشار التقرير الذي نفذه خبراء من القطاع الخاص إلى احتمال وقوع «حدث خطير»، على وجه التحديد في المختبر الوطني للسلامة البيولوجية بمعهد ووهان، بين 6 أكتوبر (تشرين الأول) و11 من الشهر نفسه، وفقاً لـ«إن بي سي». ولفتت «إن بي سي» إلى أن وكالات التجسس الأميركية تراجع تلك المعلومات التي قد تشير إلى «تسرّب» فيروس كورونا من المعهد الصيني، على الرغم من أن التقرير لم يقدم أي دليل مباشر على إيقاف تشغيل مختبر ووهان الصيني، أو أي دليل على نظرية أن الفيروس ظهر عن طريق الخطأ من المختبر. لكن على الرغم من أن ظهور الفيروس في مختبر ووهان هو أحد السيناريوهات العديدة التي تنظر فيها وكالات المخابرات الأميركية، يشكك كثير من العلماء في هذه الرواية، بحجة أن التفسير الأكثر ترجيحًا هو أن الفيروس قد تم نقله إلى البشر من خلال الحيوانات في سوق للكائنات الحية في ووهان. وقالت منظمة الصحة العالمية، يوم الجمعة، إنها تعتقد أن السوق «الرطب» لعب دوراً في انتشار المرض. كان وزير الخارجية الأميركي، مايك بومبيو، قد صرح، الأحد الماضي، بأن هناك «أدلة هائلة» على أن الفيروس المسبب لمرض «كوفيد-19» تسرّب من مختبر للفيروسات في مدينة ووهان (وسط الصين)، حيث ظهر للمرة الأولى في نهاية العام الماضي. وكان الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، قد أعلن، في أول مايو (أيار) الحالي، أنه يفكّر في فرض رسوم عقابية على الصين، وذلك بعد اطلاعه على أدلة تشير إلى أن فيروس كورونا الجديد مصدره مختبر صيني في ووهان اتُهم مؤخراً بالافتقار إلى الشفافية. وردّاً على مراسل في البيت الأبيض سأله عمّا إذا كان قد اطّلع على أدلّة تجعله يعتقد جدّياً أنّ معهد ووهان للفيروسات هو مصدر جائحة كورونا، قال ترمب: «نعم». ولم يحدد الرئيس الأميركي ماهية تلك الأدلّة.

ومن جهتها، ترفض بكين فتح تحقيق دولي بشأن مصدر «كوفيد-19». وأعلن سفير الصين لدى الأمم المتحدة، شن جو، الأربعاء الماضي، خلال مؤتمر صحافي عبر الفيديو: «الأولوية هي التركيز على مكافحة الوباء حتى الانتصار النهائي»، في وقت يواصل فيه الوباء التفشي، ومعه الاتهامات الأميركية بحقّ بكين.

وأصدرت وزارة الخارجية الصينية، اليوم (الأحد)، مقالاً مطولاً تفند فيه ما وصفتها بأنها 24 «ادعاء غير منطقي» أطلقها بعض الساسة الأميركيين البارزين بشأن تعاملها مع تفشي فيروس كورونا المستجد، أبرزها أن الصين حجبت معلومات، وأن الفيروس نشأ في معمل في مدينة ووهان الصينية.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

لبنان يخرج من الحجْر متسائلاً: لماذا لم تعد المدينة تشبهنا؟ والغموض يسيطر على المهن الثقافية

سوسن الأبطح/الشرق الأوسط/ 10أيار/2020»

مع رفع الحجر الصحي، يكتشف أصحاب المسارح، ودور السينما، ودور النشر، والغاليريات، وغيرهم من أصحاب المهن الفنية والثقافية، أنهم آخر من سيخرج من الأزمة، وهم من بين المتأثرين بشكل كبير بالجائحة التي عصفت بالعالم.

آلاف المؤسسات الثقافية أقفلت أبوابها، وإن تم رفع الحجر عن بعضها فهو يتم بشروط. فالنبض الحقيقي للثقافة هو الناس باجتماعهم، وتلاقيهم وتلاقح أفكارهم. وإن كانت المسارح ودور السينما لا تزال مغلقة في لبنان، وسيجد الناس صعوبة في شراء تذكرة للجلوس في مكان مغلق مع آخرين، فإن دور النشر تجد نفسها أكثر تحرراً؛ لكنها في الوقت نفسه مقيدة بسبب انشغال الذهن بشكل عام بقضايا حياتية بسيطة، وشلل حركة الشحن وتوقف الطيران.

تبدّل أولويات الناس سيصعب إعادة تشغيل آلة النشر، ويؤجلها لأشهر مقبلة. هذا لا يعني أن دور النشر متوقفة تماماً؛ بل على العكس ثمة كتب تنتظر، وهناك من بدأ يطلق إصدارات كانت شبه جاهزة قبل الحجر. «دار الآداب» أطلقت روايتها الأولى، وهي للروائية السورية ديمة ونوس، وتحمل عنوان «العائلة التي ابتلعت رجالها»، وخلال اليومين المقبلين ستكون في المكتبات اللبنانية، كما أنها شحنت إلى الكويت، وستوجد في «مكتبة التنمية» في مصر. استفادت الدار من وجود طائرات خاصة للشحن، ولو كانت أعلى كلفة، بينما تتريث دور أخرى.

ثمة رغبة في تشغيل المحركات. هذا ما تراه «دار نلسن» التي لها جرأة إطلاق كتاب عن الفنان زكي ناصيف في الأيام المقبلة، وإن كان صاحب الدار سليمان بختي يعتقد أن صعوبات كبيرة ستواجه الناشر في التوزيع والتوصيل، كما والتعريف بالكتاب في غياب القدرة على إقامة حلقة نقاش أو حفل توقيع. فالاهتمامات صارت فردية أكثر منها مجتمعية، بعد الانهيار الاقتصادي الذي ترافق مع جائحة «كورونا»، ومحنة لبنان مضروبة باثنين، ومضاعفة عما أصاب أي بلد آخر.

سوق الكتب تفتح بخجل، مع أن المكتبات في لبنان أعفيت جزئياً من الإغلاق أثناء الحجر الصحي. بعض الطلبات بدأت ترد من الخارج إلى دور النشر؛ لكن التوزيع انخفض إلى أكثر من ثمانين في المائة. لا تتوقع صاحبة «دار الآداب» رنا إدريس أن تعود الدور إلى نشاطها المعتاد قبل شهر سبتمبر (أيلول) المقبل. أي بعد انتهاء فصل الصيف وبداية العام الدراسي الجديد.

في جعبة الناشرين كمّ كبير من الكتب تجمّع لديهم. هناك الكتب التي لا تزال مخزّنة من قبل حلول الوباء، وكان يفترض أن تطلق في معرض الرياض للكتاب، ومعارض أخرى؛ لكنها بقيت في صناديقها، يضاف إليها ما تم تحضيره خلال أشهر الحجر، وما سيطبع خلال الصيف.

«دار الآداب» في جعبتها لشهر سبتمبر حوالي 7 أو 8 روايات ستكون جاهزة، وتفضل عدم المجازفة بإطلاق نصوص لأسماء جديدة، ليكتشفها القراء. هذا يعني أن الظروف الصعبة ستسهم في تغيير خيارات النشر، كما ستدعو للتريث في المغامرة، وتحديد الأهداف.

«دار الآداب» لا ترى مناسباً أن تتكلف على لجان دراسة نصوص جديدة، ووضعها جانباً، دون أن تعرف متى سيكون بإمكانها نشرها وتوزيعها.

الانتظار الكبير لشهر سبتمبر سيراكم عدداً كبيراً من الإصدارات؛ لكن حصيلة السنة بشكل عام لن تكون كما المعتاد؛ إذ إن دار نشر كبيرة كانت تصدر أربعين إلى خمسين عنواناً في السنة، لن يتجاوز إنتاجها الثلاثين كتاباً عام 2020. المجازفة غير مأمونة العواقب.

معرض الشارقة ذكّر الناشرين بتسجيل مشاركتهم في معرض الكتاب الذي يبدأ في الأول من نوفمبر (تشرين الثاني). ومن أيام قليلة فُتح باب التسجيل في معرض الكويت للكتاب، للدور التي تريد المشاركة، وهو يبدأ في 18 نوفمبر المقبل. وبدأ الناشرون بالتواصل مع المعنيين في البلدين بالفعل «وهو ما سيحفز الناشرين على المضي في العمل على إصدارتهم، وتهيئة أعمال جديدة بين شهر أغسطس (آب) وسبتمبر؛ حيث إن الشحن للمعارض يبدأ في هذه الفترة» بحسب إدريس.

إذن ثمة معارض للكتب تعمل وكأن كل شيء سيكون على ما يرام، رغم التحذيرات العالمية من أن موجة وباء جديدة قد تضرب العالم في الخريف المقبل. والناشرون في غالبيتهم لا يحبذون التشاؤم، وهذا يأتي في صالح الكتاب، ويمنح الجميع الأمل والعزيمة.

جائزة البوكر للرواية العربية، سهّلت بدورها مهمة الناشرين والروائيين معاً، وقبلت ترشيح روايات بصيغتها الإلكترونية، شرط أن تكون قد أصبحت ورقية قبل الإعلان عن الفوز باللائحة الطويلة، في شهر فبراير (شباط) من السنة المقبلة.

مع أن الحركة بدأت، وثمة ميل للقول إن كل شيء سيكون على ما يرام، فإن الانهيار الاقتصادي في لبنان لا يساعد كثيراً على رؤية بداية ميسّرة. ويعتقد سليمان بختي أن «الإنسان بات محشوراً في دائرته الفردية وهمومه الخاصة، باحثاً عن كفايته الذاتية، بينما الثقافة بشكل عام هي ذهاب إلى الدوائر الكبرى». وأكثر ما يخشاه في هذه الفترة هو «الإحباط»؛ لأن المحبط لا ينتج، وإن أنتج فبهزال. وإن كانت الفنون البصرية من تشكيل وسينما لا تزال بخير، فإن المسرح والصحافة يتراجعان بشكل ملحوظ، وثمة أماكن لها رمزيتها الكبيرة تغلق أبوابها، ومؤسسات تتخلى عن مهماتها. «ويخشى على بعض المهن أن تنقرض بالفعل، تحت وطأة التقهقر، بعد أن أعيد الإنسان في الحجر إلى مرحلة أهل الكهف؛ حيث عليه أن يكتفي بتأمين حاجياته الأولى من أكل وشرب ونوم لساعات كافية من أجل الوقاية الصحية». لا يخفي بختي خوفه من التحولات «بحيث نجد أنفسنا في مدينة لم تعد تشبهنا، وقد أصبحت شيئاً آخر، بعد أن تفقد العديد من ملامحها، ولا تتمكن من مخاطبة آفاق الإنسان».

كيف ستكون بيروت بعد الحجر والانهيار الاقتصادي؟ من الصعب تخيل الأشهر المقبلة، ولا بد من أن تمويلات الأنشطة الثقافية التي كان يعتمد عليها والآتية من الخارج ستشح، والمهرجانات الصيفية لا تزال مجهولة المصير، ما دامت التجمعات غير ممكنة.

الثقافة تحتاج مناخات مؤاتية، وهذا ما لا يلوح في الأفق؛ لكن الأمل الوحيد المتبقي هو في المخيلة والنبض الحي الذي لم يفارق اللبنانيين يوماً. بين الرجاء والخوف من المجهول يتأرجح اللبنانيون، ويتلمسون طريقهم وهم يخرجون من الحجر إلى نصف حرية، بقليل جداً من الإمكانات.

 

عام على وفاته: البطريرك صفير ان حكى

موقع الشفاف"/10 أيار/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/86053/%d9%85%d9%88%d9%82%d8%b9-%d8%a7%d9%84%d8%b4%d9%81%d8%a7%d9%81-%d8%b9%d8%a7%d9%85-%d8%b9%d9%84%d9%89-%d9%88%d9%81%d8%a7%d8%aa%d9%87-%d8%a7%d9%84%d8%a8%d8%b7%d8%b1%d9%8a%d8%b1%d9%83-%d8%b5%d9%81%d9%8a/

“من عليائه الى جوار الاله الآب”، ينظر البطريرك الراحل مار نصرالله  صفير الى لبنان، وما زال القلق يعتريه على احوال البلاد عامة، والرعية المارونية خصوصا، وهو الذي كان قرر الانسحاب من السدة البطريركية، مفضلا الاستعداد لملاقاة ربه بالصلاة والتأمل في ما انجزته يداه، وليقوم “الوزنات” التي سيحاسب عليها يوم الدين.

في حساب “الوزنات”، “قال ما قاله” مرارا، تاركا للسياسيين والعامة، السير في هدي كلماته.

 قال كلمته في اتفاق الطائف، وأنهى الحرب الاهليه الى جانب الرئيس الشهيد رفيق الحريري، على الرغم من عدم موافقته على كامل بنود الاتفاق.

إلا أنه بين التعنت المَرَضي، والخيار الواقعي لانهاء حروب الاشقاء سواء اللبنانيين في ما بينهم، او الموارنة الاخوة-الاعداء، إختار إنهاء الحروب على اختلافها، وقال كلمته.

وانتهت الحرب، ليبدأ بعدها الرئيس الشهيد ورشة الإعمار.

يقول صفير في سرّه، من ملجأه الابدي، ستُسَجل هذه “الوزنة” في حسابي!

خيار وقف الاقتتال، يعلو على ما عداه، ووقف ازهاق ارواح اللبنانيين لحسابات اقليمية وشخصية، اهم من اي مطالب اخرى.

ويتحسّر البطريرك على وضع اتفاق الطائف، الذي أعطاه بركته البطريركية. فهو يشهد من فوق على الانتهاك اليومي لـ”لدستور”، ولـ”اتفاق الطائف”، على يد رعاياه ممن يتولون المسؤولية اليوم، بالتكافل والتضامن مع حلفائهم، اصحاب السلاح! إذ حوّلوا الاتفاق والدستور معه الى وجهة نظر، يؤخذ منه ما يتناسب ومصالح هذا الفريق الشخصية من رعاياه، والمذهبية من الحلفاء، ويتم إغفال مصلحة المواطن اللبناني والبلاد.

ما هكذا اراد، ولا هكذا قال.

في حساب الوزنات، يتطلع البطريرك الراحل، الى مآل ابناء طائفته الموارنة، فهم ما زالوا يتناحرون، وان اتفقوا فلمصلحة آنية بينهم، وكأنهم لم يتعلموا شيئا من دروس التاريخ والحروب التي خاضوها، والخسائر التي منيوا بها جراء مغامرات قادتهم غير المحسوبة العواقب.

قال كلمته، فرفض ما يعرف بـ“حلف الاقليات“، رافضا جميع الاغراءات التي وعدوه بها لصالح طائفة الموارنة الاقلية المشرقية، على حساب باقي الشركاء في الوطن.

وأصر على (....) مشرقية الموارنة، وانهم متأصلون في الشرق، لا بل وجودهم سابق لكل الطوائف والمذاهب، فهم أصيلون هنا، ولا حاجة بهم الى أحلاف أقلوية.

استشعر بفطرته وذكائه، ان هذه “الاحلاف” تهمد لاخراجهم من الشرق، عاجلا وآجلا.

وهو يتأمل في احوال رعيته، ساءه انهم ينجرفون يوميا في متاهات الاحلاف الاقلوية، يذهبون ولا يعودون بل يقفون على الابواب يحسبون ارباحهم الشخصية من المضي قدما في هكذا احلاف، ويفوتهم انهم خاسرون مهما كانت ارباحهم.

سيحسب له انه رفض حتى مماته الدخول في احلاف الاقليات التي تستعدي اولا وآخرا أبناء جلدتنا في الوطن. فلطالما كان المواطنون بالنسبة له متساوين امام الله والقانون في معزل عن طائفتهم ومذهبهم، فلا احلاف تُعطي ميزة للبناني على آخر لانه ينتمي طائفيا او مذهبيا الى هذه الطائفة او المذهب.

لم يكن هذا ما قاله المثلث الرحمات الراحل.

في حساب الوزنات، ينظر البطريرك الراحل، الى “مصالحة الجبل”، وينتابه المزيد من القلق، كلما رأى حملات الاستفزاز والاستنكار والتنكر لهذه المصالحة من قبل فريق من طائفته المارونية.

قال كلمته يومها ومشى الى الجبل، مُنهيا أكثر من قرن من الصراع الدرزي المسيحي، وفي يقينه ان زعيم الدروز وليد جنبلاط سيلاقيه لانهاء هذا الخلاف التاريخي، وكان ما كان، من عرس وطني انهى قرن الاقتتال الدرزي الماروني.

ينظر من عليائه، الى وليد جنبلاط، الذي يبدي يوميا حرصه على المصالحة، ولم يخرج يوما على ادبياتها ومنطوقها وبنودها، ويتساءل صفير ماذا يفعل بعض الموارنة؟

هي فرصة لهم ليعيدوا وصل ما انقطع، وليعودوا الى جبل لبنان متصالحين مع مواطنيهم الدروز، بضمانة جنبلاط، فلماذا يرفضون؟

ماذا يريدون من وليد جنبلاط، ومن الدروز؟

لعله في هذه اللحظات من التأمل، يستنجد بصديقه سمير فرنجيه، محاولا فهم العقل المريض لدى رعاياه من الذين ينفخون في ابواق الفتنة يوميا في الجبل.

ولربما سأل فرنجيه والمحامي جان حرب: هل تستقيم المصالحة برغبة طرف واحد هو وليد جنبلاط في السير بها الى النهاية؟

هل الموارنة ما زالوا على قناعة بفكرة العيش معا؟

ماذا يريدون ولمصلحة من يفتنون؟

وهل استقوائهم بسلاح هو غير سلاحهم سيجعل منهم ابطالا ام عاملين صغارا يسترضون حاميهم؟

سيغرق في الكثير من الاسئلة، التي لن يجد لها اجوبة حتى في عقل صديقه سمير فرنجيه، ولا في مبادرات المحامي جان حرب ابن مزرعة الضهر، الذي سعى خلف الكواليس مع فرنجيه والدكتور فارس سعيد لانجاز المصالحة التاريخية في الجبل.

ويعود الى تأمله وهو راض عما ارتكبته يداه من مصالحة وطنية، ولا يجد تعابير اشد من الاسف لما يرتكبه ابناء رعيته.

لم يكن هذا ما قاله في المصالحة، ولكنها ستحسب في حساب وزناته الصالحة، شاء المفتنون ام ابوأ.

في احوال الكنيسة، ينظر البطريرك الراحل الى احوالها، فحجارتها مزدهرة، ومؤسساتها متنشرة، وصروحها مرتفعة، ولكن، ليست هذه هي الكنيسة!

فكنيسة صفير ” تُزار ولا تزور”، في حين انها اليوم “تزورُ ولا تُزار”! تطوف العالم، ولا تجد سبيلا الى مساعدة رعاياها في محنتهم وشدتهم، إلا في ما ندر، وفي مجال الطلب وليس المبادرة,

الموارنة مثلهم مثل سائر اللبنانيين في ضائقة، فيتساءل: هل احبارهم يشعرون بها في اديارهم ومؤسساتهم؟

لربما وجد مبادرات رعوية، متفرقة الا انها لا ترقى بنظره الى الدور الذي اعتادت عليه الكنيسة او انه ربما، يطلب اكثر، من الذي يُعمل به حاليا.

يعود سنوات الى الوراء، حين عمل على تعريب الطقس الكنسي، لما لهذا التعريب من تأكيد لهوية الموارنة وتصالحهم مع محيطهم وتاريخهم. عمل على إعلان “شرعة العمل السياسي“، وهي إعلان مباديء أخلاقية للعمل السياسي، ويتساءل: هل قرأها أي من الموارنة رجال دين ودنيا؟

عمل بكدّ لانجاح “سينودس الاساقفة لاجل لبنان“، واستقبل الحبر الاعظم في ربوع البلاد، وأبى ان يرافقه الى دمشق، ما لم يكن مصحوبا برعيته معنويا في طريق الذهاب، ومع المعتقلين والاسرى في طريق العودة، وقال ما قاله، واعتصم في مقره.

ينظر الى الارشاد الرسولي ويتمعن في سطوره، متسائلا أين هم الموارنة من الارشاد؟ وهل كانت الاستقبالات الحاشدة للقاء قداسة الحبر الاعظم فولكلورا مارونيا لبنانيا فقط؟ وهل الارشاد الرسولي كان زجلية مارونية غناها الموارنة في ليلة صيف واهملوها، وهل سيلقى الارشاد الرسولي مصير مقررات “مجمع اللويزة” الذي استلزم رجال الدين الموارنة مئة عام ليطبقوا بنوده؟

قي سره يفخر البطريرك الراحل بما انجزه للكنيسة، ويحسب له في وزناته الصالحة انه انجز لها الكثير على طريق مصالحتها مع ذاتها ومع محيطها ومع رعاياها.

ويأسف لما تتعرض له انجازاته من انتهاكات على يد بعض رجال الدين الذين يمعنون استفزازا للرعايا في مظهرهم الباذخ وسلوكهم المترف. وبعض السياسيين، من القادة الذين طالما ارادوه مطية لدعمهم في وجه خصومهم ويوم رفض اهانوه وضربوه واعتدوا عليه، فغفر لهم وسامحهم على قاعدة “إنهم لا يدرون ماذا يفعلون“.

ولعله يأسف على ما قاله يوما “أصبح لكل طائفة زعيم“، غداة فوز التيار العوني بغالبية موصوفة من اصوات المسيحيين في انتخابات العام 2005.

وجل من لا يخطئ!

 

مزحة اسمها بهاء الحريري

نديم قطيش/أساس ميدا/الإثنين 11 أيار 2020

لا أحد يعرف ماذا يمثّل بهاء الحريري. يظنّ الرجل أنه يمتلك اسماً ثلاثياً يغني عن هذا التعريف بمجرّد أنه نجل رئيس الحكومة التاريخي رفيق الحريري. ويُخيّل اليه أنه بوسعه، بعد 15 عاماً، إعادة إنتاج اللحظة التي منحت شقيقه سعد الحريري زعامة الحريرية، ولم تتطلّب معرفة بسعد، الشاب الثلاثيني، الذي يشبه شباب أغلفة المجلات أكثر مما يشبه السياسيين في لبنان. لا ينتبه بهاء أن ما صحّ على سعد عام 2005، فوق جثمان أبيه، لا يصحّ عليه اليوم. لم يسأل أحد سعد الحريري يومها عن خلفيته ولا عن كفاءته أو مشروعه وآفاقه. ولو وُجد من سأل، ما كان سعد الحريري ليملك إجابة تقلّ انتحالاً عن صرخة أخيه في الناس يوم الجنازة "يا قوم"!! . هول الفجوة التي خلّفها الانفجار في نفوس اللبنانيين كان أكبر بكثير من البحث عن إجابات لهذه الأسئلة. تقلّص الهمّ الى إيجاد ما ومن يكمل الناس به مسيرة رفيق الحريري، وأن يرتجلوا رأساً للمشروع الذي سقط صاحبه، وثمّة من قرّر داخلياً وخارجياً أن الرأس هو سعد وليس بهاء.

لم يُطلّ بهاء الحريري مرة، وهو أطلّ مرات قليلة، الا من زاوية هذا السؤال. لماذا سعد وليس أنا؟ ولم يعرف له اللبنانيون حكاية إلا حكاية خلافه مع شقيقه، تارة على الثروة وطوراً على الحق بوراثة عباءة أبيه! حتى حين قرر الاشتباك التلفزيوني يوم 14 شباط 2020 جعل من حافة الضريح ميداناً للمنازلة بلا أيّ عبارة إضافية. كأنه لا شيء سوى هذا الاسم الثلاثي المرصع باسم رفيق الحريري.

فإطلالة بهاء الحريري الأخيرة عبر بيان هنا ومقالة هناك، وتصاريح بالنيابة عنه تتوزّع على ثلاثة أو أربعة أشخاص، لا تحمل أكثر من جمل متعثّرة ووعود غامضة، بلا أيّ توقّف جادّ عند تعريف مشاكل اللبنانيين في لحظتهم الراهنة ومن دون حتى محاولة الادعاء أن بهاء يملك حلولاً لها أو لبعضها.

على الأرجح يبنى بهاء حساباته على وقائع أزمة الزعامة عند السنّة، بعد ما آلت اليه تجربة شقيقة سعد. ولعلّه يستشعر أن الساحة تتيح مجالاً للتجريب، بدأه حريريون من خارج كنف العائلة، ويرى نفسه "أولى بالحق". غير أنه ولو صحّ افتراضه بوجود أزمة، فهو يقارب ما يراه فرصته السياسية بعدّة شغل باهتة وبجملة سياسية يفوح منها مقدار مضحك من السذاجة، دعك عن أنه يترفّع، بادّعاء شديد، عن حقيقة أن سعد الحريري وحتى إشعار نيابي آخر، هو زعيم الطائفة والممثّل الحصري للحريرية.

الحريرية إرث وطني هائل في رصيد لبنان، واقتراح سياسي اجتماعي إنمائي، هو الأضخم منذ تأسّس الكيان اللبناني عام 1920. لم تكن الديغولية ملكاً لآل ديغول، ولا التاتشرية ملكاً لأسرة المرأة الحديدة، ولا البسماركية إرثاً عائلياً

من المفارقات أن تتزامن همروجة بهاء مع فيديوهات رامي مخلوف في سوريا، ليس لأيّ صلة بترتيب يجمع الاثنين في سوريا وفي لبنان. بل لأن الاثنين مشهدان صراعيان داخل منازل البيت الواحد. أما تزامنهما فيكشف أن ما يملكه مخلوف من رصيد في الأسدية السياسية، يقزّم إلى حدّ بعيد ما يملكه بهاء في رصيد الحريرية السياسية. أيّ قدر هذا أن يبدأ أبوك من على يمين تاج مهيب، وتبدأ أنت من تجربة كاريكاتورية عن رامي مخلوف!

من الظلم أن يظلّ اللبنانيون أسرى آل الحريري، ومن الظلم أن يظلّ آل الحريري أسرى لبنان بعد كلّ ما تكبّدوه بالمعنيين الشخصي والعام. وفي كلّ الاحوال، هذا أمر تقرّره الانتخابات النيابية المقبلة، وليس كيديات أُسرية، لن تؤدّي إلا إلى المزيد من استنزاف سعد الحريري من دون القدرة على إنتاج بديل حريريّ عنه.

الحريرية إرث وطني هائل في رصيد لبنان، واقتراح سياسي اجتماعي إنمائي، هو الأضخم منذ تأسّس الكيان اللبناني عام 1920. لم تكن الديغولية ملكاً لآل ديغول، ولا التاتشرية ملكاً لأسرة المرأة الحديدة، ولا البسماركية إرثاً عائلياً.

هي لحظات في حياة الشعوب والأمم يختصر فيها فرد مصير الناس، وتتقطّر أحلامهم كلها في لمعة أمل في عينيه أو عبارة صدق في صوته. بعضٌ من رجال ونساء صاروا أوطاناً. كثيرون في واحد. ينوبون عن أمم ولا ينوب عنهم أحد.

رفيق الحريري من طينة هؤلاء الناس. أكتاف بحجم سماء واسعة. اسم صار هوية لبلاد وصوت كأنه نشيد حياة..

بهاء الحريري مجرّد مزحة.

 

إطلاق الفاخوري تابع.. صفقة إيرانية أميركية «تُتوّج» الحكومة الكاظمية!

علي الأمين /نداء الوطن/11 أيار/2020

على الرغم من التطورات السياسية والإقتصادية و”الكورونية” التي أعقبت اطلاق سراح العميل عامر الفاخوري الشهير قبل قرابة الشهرين، إلا أن تردادات هذه العملية لا تزال ناشطة في لبنان كما داخل بيئة “حزب الله”، كونه مرت عليه “مرور الكرام” و خارج كل التوقعات.  غير أن النعومة الأمنية و الخطابية المفرطة للحزب حيال هذا التصرف، أو بالأحرى اللاتصرف، فتح واسعا باب التكهنات، إلى أن أتى “ترياق” الجواب الشافي من العراق، من خلال أداء إيران في العراق مع الحكومة الكاظمية الجديدة ذات النفس الأميركي، فضلا عن كلام المرشد الذي يصب مواربة في هذا الإتجاه الغربي.  اذا لم تكن عملية الإفراج عن العميل الفاخوري لتتم من دون ان يكون هناك ضوء اخضر ايراني لهذه العملية، فلمن يتابع السياسة الايرانية منذ صفقات الرهائن التي كانت بيروت مسرحها في عقد الثمانينات من القرن العشرين، يدرك ان الخبرة الايرانية والفهم الاميركي لها، يجعل من قنوات التواصل مفتوحة لتلقي رسائل ود او تصعيد عبر القناة اللبنانية التي تتحكم ايران بها. كما كان الحال في عشرات عمليات الخطف لرهائن غربيين في بيروت، جرى الافراج عنها لاحقا ضمن صفقات استثمرتها ايران ودفع لبنان اثمانا سياسية ودبلوماسية بسببها.

عملية الافراج عن الفاخوري تمت ادارتها ايرانياً، وقد يكون صحيحا ان امين عام “حزب الله” لم يكن على علم بالافراج الذي تم عن الفاخوري بحكم قضائي كما قال هو، لكن عدم المعرفة ناتج عن ان ايران دخلت على خط هذه العملية، وكانت حريصة ان تعطي اشارة للاميركيين انها ساهمت في الافراج عن الفاخوري. ولعل الرسالة المستجدة اخيرا ان ايران اعلنت انها مستعدة للافراج عن اميركيين معتقلين لديها دون قيد اوشرط بعدما كانت افرجت عن نزار زكا قبل اقل من عام، وهي العملية التي جرت ايضا عبر لبنان.  مرشد الجمهورية علي خامنئي في توسعه غير المسبوق في توصيف صلح الامام الحسن مع الخليفة معاوية والاشادة به، كان يطلق ايضا المزيد من رسائل الودّ لواشنطن،  وجاء في تغريدة خامنئي: “أعتقد أن الإمام الحسن المجتبى هو أشجع شخص في تاريخ الإسلام. حيث استعد للتضحية بنفسه وباسمه بين أصحابه والمقربين منه، في سبيل المصلحة الحقيقية، فخضع للصلح، حتى يتمكن من صون الإسلام وحماية القرآن وتوجيه الأجيال القادمة في التاريخ في وقتها”. وخامنئي في اشارته الى هذه الواقعة يمهد لمزيد من تبرير التقارب المرتقب مع واشنطن التي كانت اغتالت احد ابرز رموز ايران العسكري_السياسي، قاسم سليماني، في وقت كان يتوقع اتباع ايران ولا سيما في العراق ان تقوم مواجهة كبيرة بين الدولتين اثر هذا الاغتيال، لكن الوقائع اظهرت ان الرد الايراني اقتصر على بعض العمليات المحدودة والتي لا ترقى الى مستوى الرد على سليماني.

ما جرى اخيرا مع تولي مصطفى الكاظمي رئاسة الحكومة، ان ايران اقرت بعدم قدرتها على الامساك بمفاصل السلطة العراقية، وتولي الكاظمي وهو رجل المخابرات الاقرب الى واشنطن منه الى ايران، والمنحاز الى ترسيخ دور الجيش والاجهزة الامنية الرسمية وتهميش دور ميليشيات الحشد الشعبي، وصول الكاظمي هو تراجع ايراني في العراق، واستجابة ضمنية للضغوط الاميركية التي اظهرت في اغتيال سليماني ان ثمة شيء اختلف عما سبق. التراجع الايراني نحو سعي لتفاهم مع واشنطن، في ملفات ايرانية تتصل بالعقوبات الاميركية والدولية، يتم من خلال الاستجابة للضغوط الاميركية خارج ايران، طبعا لا تريد ايران ان تستخدم او تقدم راس مال نفوذها، هي تدفع من الفائدة وليس اصل النفوذ حتى الآن، لكن ذلك لا يبدو قابلا للاستمرار اذا ما بقي خارج تفاهمات واتفاقات جدية مع واشنطن، التراجع الايراني في الهلال الشيعي، بات واضحا، وما يطال العراق من تراجع واهتزاز للنفوذ الايراني، فسوريا  مرشحة لان تكون ساحة مواجهة وتصفية او تسويات على حساب النفوذ الايراني. الحاجة الايرانية الى متنفس اميركي باتت واضحة من خلال تراجع النبرة التصعيدية الايرانية، على رغم شراسة العقوبات الاميركية، والرسائل الايرانية الايجابية من العراق الى لبنان، لا ترتقي الى مستوى محرج لايران بعد، وهي كما بدا واضحاً يتم دفعها من حساب اللبنانيين او العراقيين، او السوريين. على ان ذلك كله لا يعني ان لبنان امام مرحلة من التفاهم الايراني الاميركي، بل على العكس من ذلك. فسياسة العقوبات وتصعيدها ضد “حزب الله” مستمرة ومرشحة لمزيد من التصعيد، وهو مستوى من المواجهة لا يخل بما يجري بين طهران وواشنطن، فالموقف الاميركي من “حزب الله” يتجاوز العلاقة مع طهران، فهو حزب ارهابي بنظر واشنطن ويجب ملاحقته ومعاقبته، بخلاف النظرة الى ايران التي تبقى دولة ونظام وشعب، اما “حزب الله” فهو ميليشيا يجب ان تنتهي كمنظمة امنية وعسكرية. قنوات الاتصال تبقى هي المؤشر على ان مسار العلاقة بين واشنطن وطهران يتقدم، عبر المزيد من محاولة ايران عدم التصادم مع واشنطن، وعبر تقديم الهدايا او التنازلات لها، بعدما اظهرت ايران انها استنفدت وسائل التصعيد العسكري في المنطقة وتبحث عن تسوية تحد من الخسائر والإختناق المالي والاقتصادي. “من يعش يرَ”!

 

كيف صارت سوريا فقيرة ولبنان مفلساً وإيران مخنوقة؟

يوسف بزي/موقع تلفزيون سوريا "المعارض"/10 أيار/2020

*إن مشهد دمشق البائس في أواخر الثمانينات والأبأس الآن، وبغداد منتصف التسعينات، وطهران منذ عقد، وبيونغ يانغ منذ دهر، وكاراكاس منذ 15 عاماً وبيروت اليوم.. هو مشهد اقتصاد الممانعة: مزيج من اللصوصية والإجرام والفساد والفقر المدقع واليأس والخراب... والحسابات السرية بمليارات الدولارات المنهوبة والمهرّبة.

http://eliasbejjaninews.com/archives/86014/%d9%8a%d9%88%d8%b3%d9%81-%d8%a8%d8%b2%d9%8a-%d9%83%d9%8a%d9%81-%d8%b5%d8%a7%d8%b1%d8%aa-%d8%b3%d9%88%d8%b1%d9%8a%d8%a7-%d9%81%d9%82%d9%8a%d8%b1%d8%a9-%d9%88%d9%84%d8%a8%d9%86%d8%a7%d9%86-%d9%85%d9%81/

في أواخر الثمانينات، كان السائر في شوارع دمشق لا بد وأن يصادف أولئك الشبان يتمتمون كلمات: وينستون، مارلبورو، كِنت.. بإيقاع رتيب، مرتدين الجاكيت العسكرية الخضراء، المنتفخة بعلب السجائر.

وهناك أيضاً عند مداخل العمارات، كان يقف رجال آخرون بيدهم رزمة من المال، دلالة على أنهم صرّافو عملات أجنبية.

وإذا راقبت المشهد بكليته، سترى حوالي المكان وعند المفارق الدوريات السرية لرجال المخابرات، الذين لا تخطئهم العين العارفة، والذين يديرون اللعبة كلها ويحمونها.

كان هذا كله يحدث، فيما "الدولة السورية" تحظر استيراد السجائر الأجنبية، وتضع الصرّافين الشرعيين في السجون.

وكان يحدث أن لا خبز لائقاً في الأسواق، لا موز ولا محارم ورقية ولا زبدة أو سمن أو سكر متوفراً، إلا في السوق السوداء وعبر التهريب. والكلمة الأخيرة هي المفتاح السحري.

والمعلوم في تلك الحقبة، أن العائلات كانت أحياناً تجمع مدخراتها أو حتى تبيع أرضاً لدفع رشوة تضمن عمل ابنها الضابط في الجيش أو المخابرات أو الجمارك، كي يتم تعيينه عند الحدود مع لبنان أو أن يخدم فيه.

فقد كان هذا تذكرة دخول إلى جنة التهريب أو انضماماً إلى صفوة "التشبيح" والنهب والسطو الذي كان تمارسه عصبة النظام في ذاك البلد امتداداً إلى داخل سوريا نفسها.

عبر تلك الحدود كان التهريب لكل شيء: السيارات الفخمة المسروقة على رأس اللائحة، كل ما يتصل بالالكترونيات والأدوات الكهربائية المستوردة، الخبز الطازج، الموز خصوصاً، الأجبان الأجنبية، الويسكي والفودكا والنبيذ الفرنسي، كل أنواع السجائر..

لائحة طويلة من كل المواد الاستهلاكية والكماليات.

على هذا، كان هناك اقتصادان في سوريا.

الأول، الشرعي "الاشتراكي" المتقشف الذي بالكاد يرفد الخزينة بالعملة الصعبة، بل ويستنزفها.

والثاني، السوق السوداء المزدهرة التي تمتص الثروات السرية وتكدسها خارج المنظومة المالية للدولة وخزينتها.

وتساوق اقتصاد التهريب هذا، مع منظومة كبيرة، تحت إشراف النظام ومخابراته، لزراعة حشيشة الكيف والأفيون في سهل البقاع اللبناني، وتصنيع المخدرات وتهريبها، كانت توفر دخلاً في ذاك الوقت يُقدّر بحوالي 7 مليارات دولار، للنظام حصة توازي أربعة مليارات من العملة الصعبة، كان شديد الحاجة إليها للصمود أمام الحصار السياسي والاقتصادي الذي فرضه الغرب على حافظ الأسد آنذاك.

على مثال تلك الحقبة، يعمل الاقتصاد الإيراني اليوم، تحت وطأة العقوبات والحصار.

ويعمد النظام الإيراني إلى إدارة موارده وتجاراته استيراداً وتصديراً وفق نظام التهريب، نفطاً ومنتوجات زراعية وصناعية، وتبييض أموال، وسيطرة جزئية على شبكة تهريب المخدرات الأفغانية.

فمقارعة "الشيطان الأكبر" وتمويل حروب المنطقة يحتاج إلى عملة ذاك "الشيطان".

كان الأمر نفسه يفعله نظام صدّام حسين ما بين 1991 و2003.

فيما نظام كوريا الشمالية هو الأكثر "عراقة" وتجذراً في هذا النمط من الاقتصاد الأسود، وقد بات معتمداً بتفاوت في دول مارقة كفنزويلا وسوريا حالياً.

وميزة هذا الاقتصاد الأولى، عدا عن خروجه من النظام الاقتصادي العالمي، أنه شديد الفساد والمافياوية، ويسرع عملية إفقار السكان وحرمانهم من أبسط شروط العيش اللائق، ويدمر ميزانية الدولة والعملة الوطنية، ويحيل الثروات المالية إلى أموال غير شرعية، ويركز فوائده ومكتسباته فقط بيد النظام وحاشيته.

ولذا، كان بديهياً أن نرى التلازم بين تفاقم الفقر وانهيار الطبقة الوسطى من جهة، والتضخم الخرافي لثروات بطانة النظام والأسرة الحاكمة، من جهة ثانية.

وفي الأصل، تعمد هذه الأنظمة إلى سياسة المروق وتحدي المجتمع الدولي والانخراط في الحروب.

وثمن هذا اقتصادياً العزلة والفقر والحصار والجوع.

فتبرر الأنظمة لشعوبها واقع إدقاعها وسوء حالها أن هذا مرجعه "المؤامرة" الخارجية و"الاستكبار" الامبريالي.. متنصلة من مسؤوليتها ومن تبعات سياساتها.

في هذه الأثناء، ينضم لبنان أكثر فأكثر إلى المنظومة الاقتصادية عينها التي نراها في إيران وفنزويلا وسوريا وكوريا الشمالية: منظومة الممانعة واقتصاد التهريب.

في 15 سنة الماضية، وبخطوات وقفزات متوالية، هيمن "حزب الله" على لبنان، وفرض توجهات سياسية معادية للعالم العربي والمجتمع الدولي.

وعمد شيئاً فشيئاً إلى محو الفواصل بينه وبين الدولة، إلى حد التداخل والتناغم، خصوصاً أنه بات شريكاً أساسياً في السلطة. بل هو الشريك الأقوى والسيّد.

ومع توالي العقوبات الأميركية عليه، والرقابة الفيديرالية اللصيقة للنظام المالي والمصرفي اللبناني، بدأ الاقتصاد اللبناني بالاختناق، الذي أصبح يعاني من قطيعة عربية ودولية، ومن تبعات العقوبات التي تستهدف ذاك الحزب وتتفشى تداعياتها في الجسم الاقتصادي والمصرفي على نحو بالغ الأذى.

وأفضت شراكة حزب الله في المقتلة السورية إلى جانب بشار الأسد، إلى تورط لبنان في ما قد نسميه "اقتصاد الحرب السورية".

فحزب الله الذي يسيطر على مجمل الحدود، يدير المعابر غير الشرعية، عدا عن هيمنته على المطار والمرافئ البحرية.

ومن هذه المعابر البرية والجوية والبحرية، وباستثمار قدرة لبنان على الاستيراد والتصدير وارتباط نظامه المالي بالنظام المصرفي العالمي وحرية تداول الدولار والتحويلات المالية.. ربط حزب الله كل هذا بمقتضيات الحرب السورية وحاجات النظام خصوصاً المحروقات والدولار الورقي (البنكنوت).

هكذا، دخل لبنان على نطاق واسع في اقتصاد التهريب، الذي يستنزف احتياطات العملة الصعبة، ويخرب ميزانية الدولة ويحرمها من السيطرة على العائدات ويضعف العملة الوطنية، ويوسع من نطاق السوق السوداء ويجذر الفساد أكثر.

إن مشهد دمشق البائس في أواخر الثمانينات والأبأس الآن، وبغداد منتصف التسعينات، وطهران منذ عقد، وبيونغ يانغ منذ دهر، وكاراكاس منذ 15 عاماً وبيروت اليوم.. هو مشهد اقتصاد الممانعة: مزيج من اللصوصية والإجرام والفساد والفقر المدقع واليأس والخراب... والحسابات السرية بمليارات الدولارات المنهوبة والمهرّبة.

 

الفساد بين الأصيل والوكلاء

سناء الجاك/نداء الوطن/ 10أيار/2020»

واضح أن مكافحة الفساد ستبقى دنساً بلا حَبَل يلد محاسبة واقتصاصاً من المرتكبين. سمعنا التعليمة التي تشي بذلك. تبرع بالإعلان عنها أحد عتاة طرابين الحبق من مرتزقة محور الممانعة. فقد اجتهد وحك دماغه. وأكد أن أحداً لم يضع بين يديه ملفات تدين من يتحكم بالملف ويحتكر حقيبته منذ عشر سنوات. واستخلص ان ما يثار بشأن فيول مغشوش هدفه إستبدال الإستيراد من الجزائر لمصلحة دولة أخرى. هذا هو حجم المسألة. والباقي رماد في العيون، او مسرحية جديدة لا تخرج عن نمط سابقاتها بغية لفلفة فضيحة مستجدة من مسلسل فضائح سرقة المال العام.

ودرءاً للتهم الثابتة، تتكثف المؤتمرات الصحافية لوزراء الطاقة المحتكرة حقيبتها من العهد القوي. وينكرون كل ما يتم تداوله عن المذكرات التي وصلت إليهم عن الغش والصفقات ولم يحركوا ساكناً. وربما لا يعرفون الا بحدود المطلوب منهم، لأنهم من رتبة مستشارين، أي وكلاء لا يحِلّون ولا يربطون ولا يتفاوضون، لأن الأصيل، على ما يروي أحد المفاوضين من شركة عالمية كبرى، هو المفاوض الأوحد، وهو الذي يعرقل مشروع شركته لحل أزمة الكهرباء المستعصية، والقاضية بتأمين التيار بعد سنة 24/24 ساعة، وبتأسيس معامل لها القدرة على تصدير الطاقة بعد أربع سنوات، وبكلفة لا تشكل عشر ما يهدر حالياً. وكان هذا الأصيل يضع العصي في دواليب أي مفاوضات مشترطاً إدراج بند للاستعانة بخدمات البواخر مرتين سنوياً، والا لا مشروع ولا عقود. باختصار، وبالإذن من الحكومة التكنوقراطية، لا أمل بأن يتمكن القضاء من مكافحة فساد يبتلع البلد، ما دامت الأوضاع السياسية على حالها. فلا مافيات النفط ستتوقف ما دامت تغدق خيراتها على من يغطيها ويستفيد من خدماتها، ولا تهريب المازوت والقمح المدعومين والدولارات الى الشقيقة ستصيبه انتكاسة مع الأرقام التي تدين كل من يدعي التعفف عن الفساد والقدرة على السير بملفاته الى النهاية، ولا الأدوية المفتقدة الى شهادات الجودة العالمية ستجف منابعها، ما دامت السيادة مصادرة لمصلحة رأس المحور. بالتالي هذه الوقائع، كما غيرها من الجرائم لن تؤدي الى المحاسبة الفعلية والفعَّالة للمجرمين الفعليين المنخرطين في الجريمة المنظمة التي تتحكم بإدارة البلاد، وتجعل أي هجوم على أي من المسؤولين والقطاعات كيدياً ومغرضاً وهدفه القضاء على أي منافس محتمل او زيادة نسبة المحاصصة للصالح الخاص. ربما يتم تقديم بعض كبوش الفداء ممن يمكن التضحية بهم. لكن ستبقى الأمور في هذه الحدود.

ومهما علت الضوضاء، لا بد ان تنحسر تجنباً لوصول الملفات والأدلة الى الخطوط الحمر، كالحدود الفالتة براً وبحراً ومطاراً..

والتلويح بالملفات لن يتطور الى أكثر من ذلك، ولعل تفادي التشكيلات القضائية غايته التمسك بمن يتمتع بمزيد من الحرص على عدم تطوره.

والنكتة أن الممانعة تتهم "القضاة الفاسدين" الذين لا تريد بدلاً عنهم، الا من هم أكثر طواعية.

 

توكل كرمان بين حكماء “فايسبوك”: “الإخوان المسلمون” سيحكمون الرياض وأبو ظبي في يومٍ لا بد قادم”!

بيار عقل/شفّاف اليوم/09 أيار/2020

أعلنت شركة فيسبوك، يوم الأربعاء، عن أول أعضاء “مجلس الحكماء” الذي سيبت في المستقبل في “المضمون الخلافي” على موقع التواصل الاجتماعي، وسيكون بمثابة “محكمة عليا”  تكون لها الكلمة الفصل في إبقاء مضمون مثير للجدل أو حذفه عن “فيسبوك” و”إنستغرام”. وأوضح موقع التواصل الاجتماعي أن أعضاء المجلس “ستكون لديهم خبرة مهمة في عدة مجالات أساسية” لا سيما في حرية التعبير والحقوق الرقمية والحرية الدينية واعتدال المضمون وحقوق المؤلف الرقمية أو حتى السلامة الإلكترونية والرقابة على الإنترنت والشفافية. وقد واجه موقع فيسبوك في السنوات الماضية عدة انتقادات لا سيما تهم بعدم التحرك بقوة لحذف رسائل تتضمن الحقد. من جانب النساء تضم اليمنية الحائزة على جائزة نوبل للسلام عام 2011 توكل عبد السلام كرمان، وهي عضو في حزب التجمع اليمني للإصلاح الذي يشكل ذراع جماعة الإخوان المسلمين في اليمن.

وبالمناسبة، قام الشفاف بجولة على موقع السيدة “توكّل كرمان”، وخرج بهذا “الأدبيّات” التي يُفتَرض أنها لا تشكل “رسائل تتضمن الحقد” حسب التعبير الفايسبوكي:

الشعار الرسمي لحركة “الإخوان المسلمين” التي تنتمي لها السيدة توكّل كرمان: السيوف لا توحي فعلاً بالإعتدال او حرية التعبير او الحرية الدينية!

توكل كرمان: الاخوان المسلمين ستبقى حركة مناهضة للاستبداد رغم أنف ترمب وهي من ستحكم  الرياض وابو ظبي

1 مايو 2019- قالت الناشطة الحائزة على جائزة نوبل للسلام توكل كرمان ان حركة الاخوان المسلمين ستبقى حركة مناهضة للاستبداد ومكافحة في سبيل الحرية رغم أنف ترمب وعملاء ترمب.واشارت كرمان في صفحتها الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك” ان الحركة احد ضحايا الاستبداد والارهاب الرسمي في المنطقة، الذي يقدم له ترمب كل دعم ومساندة. وقالت كرمان: ولأنها جزء اصيل من هذه المنطقة فإن حركة الاخوان هي من ستحكم  الرياض وابو ظبي ذات صبح ديمقراطي قادم لا ريب فيه.

أو: “توكل كرمان تبارك الجهود القطرية لاحلال السلام في أفغانستان”

* “توكل كرمان: خلاص ايران من حكم الملالي على يد شعبها والربيع سيكتمل بثورة تسقط آل سعود”

* توكل كرمان: في ذكرى الاستقلال واجبنا المقدس إسقاط الهيمنة والوصاية السعودية الاماراتية

* توكل كرمان تجدد تضامنها مع الداعية السعودي سلمان العودة

* توكل كرمان: هتافات الربيع العربي ستسمع في الرياض وأبوظبي

* توكل كرمان: السماح للمرأة في السعودية بالسفر من دون محرم بعد قرن من حظره دليل على كيفية انتعال السلاطين للدين

* أوضحت كرمان أنه يراد القول من خلال اعتقال البشير بأن المجلس العسكري ينفذ أهداف الثورة، وأنه جاء استجابة لها وتلبية لطموحاتها.وقالت كرمان: لا. هذا مجلس انقلابي كل من فيه جزء من نظام البشير وأسوأ من البشير ذاته.

*توكل كرمان تدعو الشعب السعودي إلى إسقاط الملك سلمان وولي عهده

* توكل كرمان:  قال لي محمد ظريف وزير خارجية إيران: نحن فخورون بك!! أنقل هذا لتدركوا كم هو الفرق شاسع في كيفية تفكير الإيرانيين وطريقة أدائهم بالقياس إلى الأعراب في السعودية والإمارات!

هذا كله يوحي بصعوبة بأن السيدة توكّل كرمان مؤهّلة لـ”مجلس حكماء” موقع أساسي للتواصل الإحتماعي مثل “فايسبوك”. بالأحرى، فصفحتها الرسمية تؤكّد “انحيازها التام” لحركة “الإخوان المسلمين” ورعاتها القطريين والأتراك.

بالأحرى، فإن هذا التعيين ينبغي أن يفتح ملفّ حصول السيدة “توكل كرمان” على جائزة نوبل للسلام في العام ٢٠١١- الأمر الذي أثار استغراب ودهشة واستنكار النُخبة اليمنية والعربية.

ولعلّها ليست “صدفة” أن السيدة توكّل كرمان حصلت على “جائزتها” في عهد “إدارة أوباما” التي راهنت على “الإخوان المسلمين” بالذات كـ”قوة صاعدة” في الشرق الأوسط!

السؤال إذاً، هو: ما هو دور تنظيم “الإخوان المسلمين”، الذي تمثّل السيدة توكل كرمان أحد أبرز الناطقين بإسمه، ودولة قطر، وتركيا الإردوغانية في ترشيح السيدة توكل كرمان لجائزة نوبل للسلام؟ وهل لعب “المال القطري” دوراً ما في “تزكية” السيدة الجليلة مثلما لعب دوراً حاسماً في “تزكية” ترشيح قطر للألعاب الأولمبية؟

مجرّد سؤال!

في عهد رئيس لجنة نوبل السابق، السيد ثوربيورن جاجلان، مُنِحت جائزة نوبل للسلام لسنة ٢٠٠٩ للرئيس باراك أوباما الذي تميّز عهده بالمراهنة على.. “الإخوان

بالمناسبة، عملية “ترشيح” شخصيات عالمية لجائزة نوبل للسلام “مفتوحة” لرؤساء الدول والحكومات والبرلمانيين وأساتذة الجامعات في كل أنحاء العالم. أي أن كل المسؤولين الحاليين والسابقين في قطر، وتركيا، وفي عدد من دول إفريقيا “المدينة للسخاء القطري”، وكل “دكاترة” الجامعات “الإخوانيين” في العالم يحق لهم ترشيح “نجمة اللوبي الإخواني” لجائزة نوبل. وبحسابٍ بسيط فهذا يعادل مئات “التواقيع”. حتى بدون احتساب “السخاء القطري” وإمكانية “تأثيره” في الشخصيات السويدية التي تختار “المؤهلين” للجائزة!

المشكلة أن ملفّ الترشيحات للجائزة لا يُفتَح قبل ٥٠ عاماً!

رئيس جائزة نوبل: اخترناها لأنها “إمرأة” و”إخوانية”!

مع ذلك، يمكن العودة إلى تصريحات أدلى بها، في عام ٢٠١١، السيد ثوربيورن جاجلاند رئيس لجنة “نوبل” التي منحت السيدة توكل كرمان جائزتها. في حينه قال رئيس لجنة نوبل لوكالة أسوشيتدبرس ما يلي أن “منح الجائزة لتوكل كرمان هو إشارة إلى أن الربيع العربي لا يمكن أن ينجح بدون مشاركة النساء”. وأضاف أن توكل كرمان تنتمي إلى حركة إسلامية لديها صلات مع الإخوان المسلمين “التي يُنظر إليها في الغرب كتهديد للديمقراطية”، مضيفاً: “أنا لا أصدق أنها تهديد للديمقراطية. هنالك مؤشرات عدة على أن مثل تلك الحركة يمكن أن تشكل جزءاً مهماً من الحل”!

والسؤال هنا هو: هل اختارتها “فايسبوك”، أيضاً، لأنها.. “إخوانية”؟

لم نعثر على صورة لتوكل كرمان مع الفتاة الباكستانية ملالا يوسفزاي التي أطلق أشاوس الطالبان النار عليها في ٢٠١٢ والتي حصلت على جائزة نوبل للسلام ف ٢٠١٤!

أخيراً، في سنة ٢٠١٨، كشفت جريدة “نيويورك تايمز” أن المهندس السعودي علي آل زبارة الذي كان يعمل في “تويتر” بات ملاحقاً من “الإف بي أي” بتهمة تسليم معلومات عن المغرّدين السعوديين لسلطات السعودية!

نخشى أن يكون دور  السيدة “الإخوانية” في “محتوى” فايسبوك وإنستغرام أخطر بكثير من عملية تجسّس محدودة!

بدايةً:  ماذا سيكون رأي السيدة “توكّل كرمان” في “مجزرة الصحافة” التي ارتكبها صديقها الرئيس رجب طيب إردوغان؟ هل ستطالب “فايس بوك” بحظر “إهانة الرئيس التركي” مثلاً، كما هو الجال في تركيا حالياً؟

بصراحة، أصدقاء السيدة توكل كرمان.. “لا يوحون بالثقة”!

وأسباب اختيارها.. “لا توحي بالثقة” أيضاً!

 

مدير “التحالف الأمريكي شرق أوسطي” طوم حرب: سنشهد لوكربي جديدة على مقياس أكبر، في إشارة إلى حادثة تفجير الطائرة الأمريكية فوق لوكربي الاسكتلندية عام 1988 والتي رسى الاتهام الأمريكي-البريطاني فيها على نظام معمر

الولايات المتحدة تتحضر لـ “لوكربي جديدة” وشعار “قاطعوا الصين” يتمدد!

رلى موفّق/القدس العربي/10 أيار/2020

سينشغل العالم لسنوات طويلة بتداعيات وباء كورونا على مختلف المستويات، ومنها المستوى القانوني الذي قد يكون الأكثر إثارة وتأثيراً. فإصرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على تسمية الفيروس بـ”الفيروس الصيني” سيفعل فعله حين يتم احتواء هذه الجائحة. بدأت لافتات “قاطعوا الصين” تُرفع في ولايات أمريكية دعماً لمشاريع قوانين عدة تُطرح في الكونغرس لمحاسبة بكين على ما جنته أيديها. هذا مسار طويل، لكنه أكيد. تتحضر الولايات المتحدة الأمريكية لمقاضاة الصين، ستكون هناك أقانيم متعددة رسمية وشعبية وتجارية وغيرها. ستُرْفع دعاوى قضائية جماعية للتعويض على الضحايا، وستستميت الشركات والمؤسسات التي أفلست وأصيبت بخسائر ضخمة بفعل الإغلاق التام نتيجة الوباء لمحاسبة المسؤول عن هذا “العدو” الذي قضى على الأخضر واليابس. ستُفح أبواب جهنم على “المارد الجبار” الذي كان يمضي قُدما لتحقيق حلم التمدد والسيطرة اقتصادياً عبر مشروع “الحزام والطريق” الذي أطلقه عام 2013 لربط الصين بالعالم، وهو المشروع الذي يعيد إحياء أمجاد طريق الحرير القديم، ويقوم على استثمارات ضخمة لبناء شبكة مرافئ وطرق وسكك حديد ومناطق صناعية، بما يعزز من الهيمنة الاقتصادية والتجارية الصينية على العالم، الأمر الذي يقلق أمريكا ويقود رئيسها إلى حربه التجارية مع بكين.

النزعة الوطنية والقومية

ترتفع النزعة الوطنية والقومية في أمريكا، وتتمدد. تذهب مسودات المشاريع في الكونغرس إلى المطالبة بإصدار تشريعات لمنع الطلبة الصينين من الدراسة في الولايات المتحدة بحجة انهم يُرسَلون لأدوار استخباراتية، وإلى وقف صفقات شراء طائرات “الدرون” من الصين لاستخدامات أمنية لأنها قد تكون زرعتها بالرقائق الإلكترونية للتجسس على الأمريكيين وجمع المعلومات. بدأت النقاشات عن ضرورة تخفيض الضرائب لعودة الصناعة إلى داخل البلاد، ولاسيما الصناعات التي تتعلق بالأمن الاجتماعي والصحي وتحديداً الدواء. ستُطرح الكثير من الإجراءات التي تأتي للإفادة من “الغضب الشعبي” في اتجاه تعزيز الشعور القومي في الحرب التجارية الدائرة بين واشنطن وبكين. سيتحول الاتجاه نحو مقاضاة الصين من أمريكي إلى دولي. كثيرون سيسلكون غداً مسار الولايات المتحدة. دوامة قانونية وعقوبات وقيود وحواجز تجارية وما شابه سيتم وضعها كلها في سياق الصراع على منْ يتزعم العالم. بعد كورونا وما يصاغ من خطط لإغراق بكين وإرهاقها قانونياً بما سينعكس عليها انكماشاً اقتصادياً وتراجعاً في علاقاتها الخارجية، فإن 2025 لم يعد تاريخاً ضاغطاً على الأمريكيين القلقين من أن تتربع الصين وحيدة خلال السنوات الخمس على عرش القوة العظمى والأكبر. باتت التوقعات تجنح نحو الحاجة إلى عقدين من الزمن كي تعاود بكين النهوض من كبوتها المفترضة. يقول مدير “التحالف الأمريكي شرق أوسطي” طوم حرب، إننا سنشهد “لوكربي جديدة” على مقياس أكبر، في إشارة إلى حادثة تفجير الطائرة الأمريكية فوق لوكربي الاسكتلندية عام 1988 والتي رسى الاتهام الأمريكي-البريطاني فيها على نظام معمر القذافي، ما أدى إلى دعاوى قضائية وعقوبات دولية وحظر جوي وحصار غربي سياسي واقتصادي خانق على ليبيا. ولم ينته هذا الكابوس عنها إلا بعد عشر سنوات مع تسليمها المُتَهَمَين، ولاحقاً بإعلان طرابلس الغرب مسؤوليتها عن الحادثة وقبولها التعويض للضحايا، وعقد صفقة التسوية بدفع حوالي عشرة ملايين دولار لكل من الضحايا. لكن الأهم الذي حصل من جراء “حادثة لوكربي” هو تطويع ليبيا بتخليها عن برنامجها النووي، ووقف تمويل التنظيمات الراديكالية. اشترى يومها القذافي ثمن رفع الحصار والعقوبات عن بلاده وبقاء نظامه وعدم استهداف رموزه.

قراءة حرب الذي ينتمي إلى “لوبي” الجمهوريين، تنطلق من أن الديمقراطيين، الذين شنوا حملة بخلفيات سياسية على قرار ترامب تعليق الرحلات مع الصين في بدايات أول ظهور كورونا، وساندهم فيها الإعلام، اهتزت صورتهم بعدما ظهر أن إجراءات الرئيس الأمريكي كانت صائبة، وأنه لو اعتمدت بكين الشفافية حول الفيروس وطبيعته لما كان انتشر الوباء. ولن يكون في مقدور الديمقراطيين مساندة دولة أضرت بالشعب الأمريكي ومصالحه ومعارضة الإجراءات التي تُتخذ ضدها. في رأيه أن وجهة أمريكا ستكون الهند كقوة صاعدة، وهناك فرص في باكستان وتايلند وتايوان.

ما يلفت إليه أن “أمام الدول العربية فرصة تاريخية قد لا تكرر ثانية، ولاسيما الدول ذات الكثافة السكانية العالية كمصر والجزائر لصوغ علاقة استراتيجية تجارية مع أمريكا وعقد اتفاقات مع الشركات الكبرى للتصنيع في دول الشرق الأوسط لعقود طويلة، ما يؤدي إلى نهضة هذه البلدان”. ويضيف إن “النخب الأمريكية من أصول شرق أوسطية ستدفع في هذا الاتجاه، ولا بد من ملاقاتنا في منتصف الطريق من قبل النخب في منطقتنا لتحويل الأزمة مع الصين إلى فرصة حقيقية لشعوبنا ودولنا”.

قد تكون الرهانات على محاصرة الصين تختزنها الكثير من التمنيات غير القابلة للتحقق. سيقف المحور السياسي الداعم لها الذي يشمل إيران وكوريا الشمالية وروسيا مبدئياً، لكن المراقبين يرون أنه ليس من مصلحة روسيا، على المدى البعيد، أن تقف في وجه الغرب إذا وقعت الحرب الاقتصادية.

لا شك أن جائحة “كورونا” تحوّلت لاعباً هو الأبرز سياسياً واقتصادياً في بقاع المعمورة. ستبنى في غماره تحالفات جديدة، واستراتيجيات لا ندرك بعد مدى التحولات التي ستحملها ومنْ ستطال، ومنْ سيكون الخاسر والرابح. ما هو أكيد أن “خطيئة الصين” ستكون في صلب الحملة الانتخابية لترامب ليقطع الطريق على الأصوات التي قد تحمله مسؤولية التقصير في التصدي للوباء، ولكن الأهم ليسدد ضربات مُحْكَمة لـ”مارد الشرق” قد لا يكون هناك من توقيت أفضل لها.

 

تمايز في الحسابات بين الحريري وجنبلاط وجعجع والعهد المستفيد الأكبر

سعد الياس/القدس العربي/10 أيار/2020

لا يزال اجتماع بعبدا الذي دعا إليه الرئيس اللبناني ميشال عون تحت عنوان "اللقاء المالي الوطني" لتأمين أوسع توافق حول الخطة الإصلاحية للحكومة اللبنانية، التي طلبت مساعدة صندوق النقد الدولي، محور الاهتمام في بيروت. وأكثر ما تمحورت حوله الأنظار هو مدى مشاركة المعارضة في هذا الاجتماع، حيث تباينت المقاربة بين كل طرف من هذه الأطراف ولاسيما رئيس "تيار المستقبل" الرئيس سعد الحريري ورئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط.

فالثلاثة يملكون كتلاً نيابية وحضوراً شعبياً واسعاً، والثلاثة قادرين على التأثير في الرأي العام وتغيير التوجهات العامة، لكن الثلاثة ومنذ إنفراط عقد فريق 14 آذار الذي جمعهم في وجه الوصاية السورية، ومنذ التسوية الرئاسية وتحديداً التسوية بين الحريري ورئيس التيار الوطني الحر الوزير جبران باسيل وما تخلّلها من تعيينات وتقاسم للحصص على حساب القوات تحديداً تفرّقوا على زعل، وأغضب تقاسم الحصص جعجع الذي بدأ وزراؤه الأربعة يتمايزون في جلسات مجلس الوزراء إلى حين تقديم استقالاتهم فور اندلاع ثورة 17 تشرين الأول، وصولاً إلى إمتناع نواب "تكتل الجمهورية القوية" الـ 15 عن تسمية الحريري لرئاسة الحكومة. فيما جنبلاط الذي كان من أوائل من تحدثوا عن "العهد الفاشل" حيّر حليفيه الحريري وجعجع بزياراته إلى رئيس الجمهورية في قصر بيت الدين، بعد حادثة بلدة البساتين في الجبل، ثم بإيفاد نجله تيمور إلى اللقلوق للقاء باسيل، قبل أن يفاجئ الجميع يوم الاثنين الفائت بزيارة جديدة إلى قصر بعبدا، التقى في خلالها الرئيس عون ليعلن بعدها أن "لا علاقة لي بأحلاف ثنائية أو ثلاثية، وأن للزيارة علاقة بحساباتي الخاصة".

وإذا كان الرئيس الحريري أول من أعلن مقاطعة اجتماع بعبدا من خلال بيان "لكتلة المستقبل" لفت الانتباه إلى "ممارسات وفتاوى سياسية وقانونية تتجاوز حدود الدستور لتكرّس مفهوم النظام الرئاسي على حساب النظام الديمقراطي البرلماني". وإذا كان الحريري توقّع على الأرجح من جنبلاط وجعجع أن يسلكا الطريق ذاته، إلا أن النتيجة كانت اعتذاراً لبِقاً من جنبلاط عن عدم المشاركة لظرف صحي، ومشاركة لجعجع في اللحظات الأخيرة احتراماً للموقع الدستوري الذي تمثّله رئاسة الجمهورية وليس تأييداً للعهد وسياساته أو موافقة على السير بخطة الحكومة.

ووصف بعضهم ذهاب جعجع إلى بعبدا والجلوس بين من حاولوا اغتياله جسدياً ومعنوياً ومن ثم الاطلالة من على منبر القصر، بأنها خطوة "لم يجرؤ عليها الآخرون"، على الرغم مما اعترى هذه الزيارة من أخطاء بروتوكولية على طريقة "إحراج جعجع لإخراجه" ربما، حيث لم يتم الأخذ بعين الاعتبار أقدمية جعجع في التمثيل الوزاري وترؤسه لحزب ولكتلة كبيرة ليكون مقعده ملاصقاً لرئيس مجلس النواب نبيه بري، بل إن كرسّيه كان حتى أبعد من كرسي الأمين العام لحزب الطاشناق أغوب بقرادونيان. وعلى هذا التصرّف ردّ مناصرو القوات مقتبسين عبارة قديمة لجعجع ونشروها على مواقع التواصل تؤكد أنه "حيث يجلس جعجع يكون رأس الطاولة".

وفي ضوء هذه المعطيات هل شعر سعد الحريري بالندم لعدم مشاركته في لقاء بعبدا أو بالامتعاض من سلوك حليفيه؟

الجواب القاطع على هذا التساؤل جاء من الحريري نفسه الذي أكد أنه "مرتاح لعدم مشاركته في اجتماع القصر، فالناس ملّوا الأقوال والكلام وهم ينتظرون الأفعال" على حد تعبيره. أما عن عدم وقوف حلفائه معه "فكل شخص حرّ بموقفه السياسي". ويقول "أنا لم أذهب إلى بعبدا، ليس لأن فلاناً ذهب أو فلاناً آخر لم يذهب، لكن لدي قناعة بأن الأمور لا تُحلّ بهذه الطريقة".

خلاصة القول، إن ما يفرّق الحريري وجعجع وجنبلاط على المستوى الداخلي والتكتيكي، يحول دون قيام جبهة مشتركة وطنية سياسية نظراً لتمايز كل طرف سياسي في رؤيته، وعدم توافقهم على أولوية إسقاط العهد أو مهادنته، وعدم توافقهم على فتح معركة مع حزب الله أو مهادنته، وإنطلاق كل فريق في مقاربته من حساباته السياسية، فالحريري ناقم على العهد والحكومة، وجنبلاط مهادن حالياً للعهد والحكومة من دون أن يعني ذلك أي استدارة، وجعجع لا ناقم ولا مهادن للعهد والحكومة، مع علم الأفرقاء الثلاثة أن إسقاط عهد عون ليس بالأمر السهل، وهذا لا علاقة له بمقولة "العهد القوي" الذي تعرّض لهزّات كبيرة وإلى تطويق سياسي، باستثناء الدعم المتأتي من حزب الله، فيما هو يستفيد من عدم تدعيم صفوف المعارضة وعدم توحّدهم في جبهة سياسية واحدة.

 

استراتيجية أميركية جديدة في المنطقة: إسرائيل آمنة وإيران منضبطة

منير الربيع/المدن/11 أيار/2020

تتحرك المياه الراكدة بين الولايات المتحدة الأميركية وإيران. واشنطن تستكمل ضغطها وعقوباتها التي أعلن براين هوك استمرارها. يعتبر هوك، المبعوث الأميركي إلى إيران، أن هذه العقوبات مثمرة، فيما يبرز موقف لافت لمرشد الجمهورية الإسلامية الإيرانية السيد علي الخامنئي، عن الصلح. وذلك بتغريدة تفتح الطريق لمفاوضات جدية وقاسية مع الولايات المتحدة الأميركية.

الأجيال والتاريخ

قال خامنئي: "أعتقد أن الإمام حسن المجتبى، أشجع شخص في تاريخ الإسلام. فهو استعد للتضحية بنفسه وباسمه بين أصحابه والمقربين، في سبيل المصلحة الحقيقية، فخضع للصلح، كي يتمكن من صون الإسلام وحماية القرآن وتوجيه الأجيال القادمة في التاريخ إلى وقتها". مثل هذا الموقف، أطلقه الخامنئي في أيلول العام 2013، عندما بدأت المفاوضات السرية بين أميركا وإيران. وتحديداً بعد أيام على عقد لقاء سري بين وزير الخارجية الأميركي جون كيري مع وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف. وتلك المفاوضات التي كانت برعاية سلطنة عمان وسويسرا، أدت إلى توقيع الإتفاق النووي في العام 2015. وأن يكرر خامنئي هذا الموقف في المرحلة الراهنة، يعني أن شيئاً ما تحرك على صعيد المفاوضات بين البلدين. قد تكون الحال بين البلدين هذه المرّة، أصعب على إيران، وتفرض عليها تنازلات، تكسب شيئاً ما في مقابلها.

القبول بالكاظمي

هناك مؤشرات تدل إلى أمكان تحرك مسار المفاوضات في الوقت الحالي: السماح بتشكيل حكومة مصطفى الكاظمي في العراق، وباستيرادها الكهرباء من إيران لمدة 6 أشهر، ورفع الحظر عن استيرادها الغاز. تشكيل حكومة الكاظمي، الذي كانت ترفضه إيران، واتُّهم في مرحلة من المراحل بأنه من الضالعين باغتيال قاسم سليماني، ليست أمراً تفصيلياً. بل هي تشير إلى حجم التنازل الإيراني، خصوصاً وأن الكاظمي اتخذ سريعاً قرارات أمنية وعسكرية مخالفة للتوجهات الإيرانية: إعادة اللواء عبد الوهاب الساعدي وترقيته، والإفراج عن كل معتقلي التظاهرات.

لبنان وسوريا

المسار الذي سلك في العراق، قابلته تهدئة مفاجئة في لبنان: قبول أمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله بالذهاب إلى مفاوضات مع صندوق النقد الدولي، وقد تبدأ هذا الأسبوع. تعويم عهد ميشال عون وحكومة حسان دياب، بعد انعقاد مصالحات سياسية.

ولا بد لهذا المسار أن ينعكس في سوريا أيضاً، وسط معلومات عن انسحابات إيرانية من بعض المواقع والمناطق. وهذا لا يعني انسحاباً إيرانياً كاملاً من سوريا طبعاً، بل إعادة تموضع. وهذا يتعلق مستقبلاً بمفاوضات وحسابات قوى مختلفة، أهمها إسرائيل التي كثّفت من عملياتها العسكرية ضد الأهداف الإيرانية، في إطار عملها على تحجيم النفوذ الإيراني في سوريا. بمجرد أن يفتح باب التفاوض، يعني عدم الاستمرار بسياسة كسر العظم ضد إيران. وهذا يسقط كل محاولات إخراج إيران بالقوة من سوريا أو من المنطقة أو تحجيم نفوذها. المفاوضات الحالية قد تختلف عن المفاوضات في عهد باراك أوباما، لأن الإتفاق سيشمل كل ملفات المنطقة ولن يكون محصوراً بالإتفاق النووي. وبعض بوادر تحرك المياه الراكدة، يتجلى في الموقف الأميركي بسحب القطع العسكرية من الخليج، ما يعطي إشارة تخفيف الضغط على إيران. ستكون سوريا ولبنان المسرح الأوسع لانعكاسات هذه المفاوضات. وقد تندفع الولايات المتحدة الأميركية إلى الضغط أكثر والتشدد في فرض شروطها. وقد تستمر في تشديد العقوبات لدفع إيران إلى تقديم تنازلات أكثر. فتغريدة الخامنئي تشبه موقف الخميني بتجرّع كأس السم بعد الحرب الإيرانية العراقية.

وأمس كان لبنان من مسارح تقديم التنازل للأميركيين: إطلاق سراح عامر الفاخوري. ولا بد أن ينعكس في المزيد من المؤشرات والملفات.

تنازلات إيرانية

عندما غضت الولايات المتحدة الأميركية النظر عن دخول إيران وإطلاق يدها في المنطقة، كان ذلك يلبي مصلحة استراتيجية أميركية تؤدي إلى الانسحاب من هموم المنطقة، وعدم الغرق في تفاصيلها. وقبل أيام أعلن المبعوث الأميركي إلى سوريا وجوب خروج كل القوات الأجنبية من سوريا، بما فيها الأميركية، باستثناء بقاء القوات الروسية الموجودة قبل العام 2011. وهذا مؤشر لما ستكون عليه الأوضاع في المرحلة المقبلة. لكن من المستحيل أن تسحب إيران قواتها كاملة من سوريا، إنما قد تعيد التموضع، وقد تسحب بعض القطع مع الاحتفاظ بالنفوذ الأمني والسياسي.

المصلحة الاستراتيجية الأميركية في العمل العسكري الإيراني في سوريا، تجلّت في التغيير الديمغرافي وتمزيق الجغرافيا السورية، وما كان لذلك من انعكاسات سياسية بعيدة المدى، طاولت لبنان بالتحديد، فغلب المحور الموالي لإيران على المحور المناهض لها. وهذا الخلل الاستراتيجي تستثمر به إيران في العديد من الأوراق، مقابل دفعها إلى المزيد من التنازلات، بشكل توازن به بين المنزلتين. فكما تنازلت في العراق، ستتنازل في لبنان وتحديداً لتمرير ملف ترسيم الحدود والتنقيب عن النفط، وصولاً إلى الصواريخ الدقيقة، مقابل تعزيز حضور حزب الله ودوره على الساحة المحلية، لتعود إلى معادلة إسرائيل آمنة وإيران منضبطة.

 

بلبلة بالجنوب: مصاب بملعب حاشد ومغتربة مصابة تخالط قريتها

حسين سعد/المدن/11 أيار/2020

عاشت قرى وبلدات عدة في الجنوب، ليل الأحد، حالة من البلبلة والخوف بعد تداول رسائل صوتية عبر "الواتساب"، تتحدث عن تسجيل إصابات عديدة بفيروس كورونا في صفوف أبنائها الوافدين والمقيمين. وانشغلت بلدات ديرقانون، رأس العين (صور) والبابلية والصرفند (الزهراني) بتشديد الإجراءات، معلنة حالة الطوارىء.

مصابة من سيراليون

وأفيد من بلدة دير قانون راس العين، أن مواطنة من البلدة من آل عباس قدمت من سيراليون في إحدى الرحلات الأخيرة. وقد "تطوع" والدها الذي يعمل ميكانيكياً بمرافقتها من المطار إلى بلدتها، رغم معرفته بإصابتها بالفيروس. وأكد الأهالي في رسائل صوتية تبادلوها، أن المصابة التي كان من المفترض أن تحجر نفسها منزلياً، خالطت عدداً من أفراد عائلتها وأحد اقاربها في بلدة الشعيتية، ويناهز عدد الذين تخالطوا 30 شخصاً. وقد توجهت السلطات المحلية إليهم لإخضاعهم للفحص اليوم الإثنين.

وأوضح رئيس طبابة قضاء صور، الدكتور وسام غزال لـ"المدن": إن المصابة انتقلت من المطار إلى بلدتها، وهي بالحجر الصحي المنزلي. وقد أجري فحص كورونا لوالدها وكانت نتيجته سالبة. ورغم ذلك، ستجرى اليوم فحوص لكل أفراد العائلة، للتأكد من النتائج. مشيراً إلى أن عدد المصابين الموجودين في قضاء صور أصبح 27 مصاباً بالفيروس. ستة وعشرون منهم من الوافدين، وواحد من المقيمين وقد تماثل للشفاء. موضحاً بأن كل المصابين خارج المستشفيات، وهم محجورون داخل منازلهم، وتتم متابعتهم بشكل دوري وتأمين متطلباتهم.

وسط جمهور كرة قدم

وفي بلدة البابلية التي توفي أحد أبنائها، ابراهيم حسون (55 عاماً)، بفيروس كورونا قبل أيام في الإمارات العربية المتحدة، وينتظر نقل جثمانه إلى لبنان، انهمكت البلدة ومحيطها بإصابة أحد عناصر الشرطة القضائية مصطفى. ح، والذي شارك بحضور دورة لكرة قدم رمضانية في البلدة، حيث خالط العشرات من الشبان من أبناء البلدة في الملعب. وأعلنت خلية الأزمة في بلدة البابلية، في بيان صادر عنها، أنه بعد التثبت من إصابة أحد أبناء البلدة بفيروس كورونا، ونتيجة الاستهتار وعدم التزام الجميع بالتدابير الوقائية، تقرر ما يلي: إلزام جميع المخالطين للحالة المصابة، أو أي حالة مستجدة أخرى، الحجر المنزلي لمدة لا تقل عن 14 يوماً، ولا يستثنى من هذا القرار الأشخاص الذين خضعوا لفحص PCR، وكذلك منع فتح المؤسسات داخل البلدة، باستثناء المؤسسات التي تعنى بالغذاء والدواء والاتصالات، والتزام الأهالي بخدمة التوصيل المنزلي لمدة أسبوعين قابلة للتمديد، وارتداء الكمامات عند التوجه إلى الصيدليات، وعدم الاكتظاظ، وأيضا منع دعوات الافطار والسحور وممارسة رياضة المشي. وفي هذا السياق، نفى رئيس البلدية، نضال حطيط، الأخبار المتداولة عبر وسائل التواصل وبعض وسائل الاعلام، حول حظر التجول في البلدة وعزلها عن محيطها. واتخذت بلدتا البيسارية والصرفند، القريبتان من البابلية، سلسلة من التدابير. وشددت بلدية البيسارية، في بيان صادر عنها، على إعلان حالة طوارىء صحية، ودعوة الأهالي التقيد بالتزام المنازل، وإقفال الملاعب والصالات الرياضية والاستراحات والمقاهي، لمواجهة أي مخاطر، خصوصاً بعد التطورات الصحية التي حصلت في القرى المجاورة وتسجيل إصابات بفيروس كورونا فيها.

 

هل خطة الحكومة اللبنانية الاقتصادية لعب في الوقت الضائع؟

د. منى فياض/الحرة/10 أيار/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/86034/%d8%af-%d9%85%d9%86%d9%89-%d9%81%d9%8a%d8%a7%d8%b6-%d9%87%d9%84-%d8%ae%d8%b7%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%ad%d9%83%d9%88%d9%85%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d9%84%d8%a8%d9%86%d8%a7%d9%86%d9%8a%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%a7/

تستمر التظاهرات ضد الحكومة وسياساتها في لبنان

قدمت الحكومة اللبنانية خطتها الاقتصادية المقترحة على صندوق النقد الدولي على أنها خطة تاريخية. هي ثاني "محطة تاريخية" يعيشها لبنان في الأسابيع الماضية. الأولى كانت عند بدء الحفر في البلوك رقم 4 (بلوك بحري مقابل شمال لبنان كان يعتقد أنه سيكون مليئا بالغاز) الذي كان سيجعل لبنان أغنى دولة في العالم! لكن ربما تاريخيتها تأتي من كونها تعترف أن السلطة الحاكمة جعلت لبنان، ولأول مرة في تاريخه، دولة مفلسة على شفير الانهيار. أعادت السلطة البلد إلى أيام المجاعة في الحرب العالمية الأولى.

يتفق الجميع في لبنان ـ تقريبا ـ أن جذور الأزمة سياسية، مع ذلك يريدنا المسؤولون السياسيون النظر إليها كخطة مالية اقتصادية صافية! وعلى ما يقال، المكتوب يُقرأ من عنوانه، هل يمكن أن تشكل خلفية مثل هذه للخطة سلم نجاة يتسلقه الاقتصاد اللبناني للخروج من الهاوية التي لا زلنا على درجاتها الأولى؟

مع ذلك للخطة جديدها: اعتراف بالمأزق، وتعهد بالإصلاح، دون التوبة. فبعد أن أُشبعنا زجليات مطمئنة، جاءت الخطة لتبرهن أن كل مقولات المسؤولين ويمينهم المعظم "بأن الامور بألف خير"، كانت كذبا صريحا. وأظهرت للعيان، الحفرة التي أوقعونا فيها، على الأقل منذ العام 2003.

تجاوز الدين العام 90 مليار دولار أميركي. نسبة 90 في المئة منه عبارة عن فوائد تراكمت. أي أن 90 في المئة من الدين، هو خدمة دين. 50 في المئة من ميزانية الدولة كانت تصرف لخدمة الدين، الذي تضاعف في السنوات العشر الأخيرة إذا لم يكن أكثر. ومع ذلك كانوا يستدينون سنويا ليسرفوا في الإنفاق للحفاظ على زبائنهم وصفقاتهم.

الاقتصاد اللبناني لن يعود إلى ما كان عليه عام 2018 سوى في العام 2043!

تقول الخطة إنها تريد خفض معدل الدين، من 170٪ إلى 102٪. وتقترح أن العجز، من الآن حتى 2025 سيتراوح بين 0,9٪ و2٪ بأقصى الحالات. وهذا رقم متفائل جدا، فالضرائب المقترحة، في ظل انخفاض الواردات وانعكاسات جائحة كورونا، ستخفض المداخيل من الضريبة على القيمة المضافة بشكل كبير. الاستيراد والإنفاق سينقصان ما ينقص مدخول الدولة من الجمارك.

الأمر غير المتداول، والذي أشار اليه الاقتصادي، ونائب حاكم مصرف لبنان الأسبق، ناصر السعيدي في وبينار مقفل، أن الاقتصاد اللبناني لن يعود إلى ما كان عليه عام 2018 سوى في العام 2043! هل يمكن أن يستمر لبنان اجتماعيا وسياسيا حتى ذلك الحين؟

وبما أن الخطة اقتصادية ـ مالية، وهذه بالطبع ذريعة كي تُترك شركة كهرباء لبنان دون ضوابط، وهي التي استهلكت نصف الدين العام. أبقي على خطة العام 2019 في قطاع الكهرباء، مع أنها تلحظ خفض الإنفاق على الكهرباء. ذلك يعني في غياب تقديم خطة بديلة، أن التخفيض سيتم بواسطة خفض كلفة الفيول، فتنخفض معه ساعات التغذية ما يزيد استهلاك المولدات الخاصة لتعود وترتفع فاتورة استيراد الفيول. مع العلم أن الدولة تدفع للبواخر بسعر مثبت ما قيمته 150$ لبرميل النفط (السعيدي) بينما سعره في السوق الآن 30 دولار! أين يذهب الفرق؟

إن أي خطة إصلاحية جادة ليس بوسعها تجاهل الهدر في بالوعة الكهرباء والاتصالات والنفط والغاز والماء والكازينو وشركة طيران الشرق الأوسط... والإصلاح في هذه المرافق لا يحتاج قوانين ولا انتظار الخطة من أصله.

لكن ذلك يعني إجراءات سياسية! بينما الخطة، تكتفي، على ما يبدو، بأرقام مالية ورقية دفترية!

الأسوأ أنها تلحظ تدني كلفة الخدمة الاجتماعية. هذا الخفض في بلد اللامساواة المتجذرة والموصوفة ـ عرضناها في مقالات سابقة ـ وفي ظل الظروف الاقتصادية المستجدة وكورونا، مع ازدياد البطالة والفقر حيث تطال الآن 50٪ من السكان، بينهم 25٪ لا يستطيعون تأمين الغذاء مع مدخول يقارب 5 دولارات يوميا.

أضف إلى ذلك إغلاق المؤسسات والفنادق والمستشفيات والمدارس أبوابها؛ يعني خفض الإنفاق المساهم بتدني مستوى الخدمات، المتدنية أصلا، وعدم الاكتراث بالبطالة وإهمال صحة اللبنانيين والقضاء على المستقبل التربوي لأجيال بكاملها.

يجمع المحللون على أن الخطة تلحظ ضبط الهدر دون أن تضع آليات تنفيذية وتشريعية لذلك. ناهيك عن أنها تغض النظر عن مصادر الهدر. أما التشريعات المطلوبة لكل ذلك فنعرف طريقها المليء بالشوك في الجمهورية اللبنانية التي توصف بجمهورية الموز.

السؤال لحكومة "الاختصاصيين": لم انتظار صندوق النقد ليفرض الإصلاحات؟ ولم لا تبدأ باتخاذ التدابير، المعروفة من الجميع، لضبط معابر التهريب البرية والبحرية والجوية وتعيين المجالس والهيئات الناظمة المطلوبة للرقابة على صرف الأموال وعقد الصفقات وغيرها.

الأمر الجديد الآخر الكشف عن الخسائر المصرفية وتحديدها: 241 تريليون ليرة، يعني حوالي 69 مليار دولار، احتسبت على أساس الدولار يساوي 3500 ليرة. وهي خسائر مصرف لبنان زائد المصارف التجارية. هنا لدى الخطة نوع من الانفصام: فحساباتها اعتمدت على تحرير سعر صرف الدولار ليصل إلى 3500 ليرة، بينما تراجعت بعد الاعتراضات، وأبقت الدولار على سعر 1500 ليرة. وهنا يجمع الاقتصاديون على أن تحرير سعر صرف الدولار ضرورة اقتصادية وإلا فإن التثبيت سيزيد التضخم ويدهور سعر صرف الليرة دون سقف.

تبلغ خسائر المصارف 18 مليار دولار تقريبا، في حين أن خسائر مصرف لبنان تصل إلى 50 مليار دولار. خسائر المصارف معروفة. لكن الاعتراف بخسائر مصرف لبنان يحصل لأول مرة، فما هي أسباب خسارة 50,5 مليار؟

يقول الخبراء إن الخسائر الفعلية بدأت بعد باريس 2 أي منذ العام 2003 تقريبا. وتزايدت نتيجة تسديد التزامات للدولة اللبنانية وتثبيت سعر القطع، وهو السبب الرئيس؛ إضافة لدعم المصارف بهندسات مالية وودائع ذات فوائد عالية ودعم القروض: بيئية وسكنية وتجارية وغيرها.

وهنا يحصر البعض الاتهام بحاكم مصرف لبنان بمفرده. فلقد استدان من المصارف لتثبيت سعر الصرف والهندسات المالية.

لكن سعر الصرف ثبّت، ولا يزال، بقرار من الحكومة. فكيف نحمّله لمصرف لبنان وحده؟

يذكر المحامي بول حرب أن المادة القانونية تقول: سيثبّت سعر صرف الليرة بقانون سيصدر، ولم يصدر هذا القانون. في هذه الحال تقع آلية تثبيت سعر الصرف المؤقت على وزير المال. ولكنه ترك لمصرف لبنان هذه المهمة نتيجة استقالة الدولة عن القيام بمهامها ومسؤولياتها.

تماما كما كان يجب أن يحصل بالكابيتال كونترول، فإذا كان حاجة وضرورة اقتصادية، فيجب أن يتساوى الجميع أمام القانون: بوضع آليات وسلم أوليات لمنع هجرة الأموال، إلا للحاجات الضرورية التي يحددها القانون. فعندما استقالت الدولة عن دورها، ألزم مصرف لبنان القيام بذلك، عبر التعاميم المثيرة للجدل.

لكن ليس مصرف لبنان من طلب أن يحل محل الدولة. مهام مصرف لبنان محددة في المادة 70 من قانون النقد والتسليف: "المحافظة على النقد لتأمين أساس نمو اقتصادي". وليس تأمين النمو الاقتصادي ولا كيفية صرف الأموال.

أما عن قيام الحاكم بدعم المصارف: فهناك قانون يمنع اقراض المصارف من مصرف لبنان، إلا في حالات استثنائية كالتعثر. ومن باب الحفاظ على الاستقرار النقدي والمالي، يقرض المصرف المتعثر لمدة سنة. كما أن هناك نص آخر في القانون يقول: الإيداع عند مصرف لبنان من قبل المصارف ليس عليه فوائد.

هذه مصادر الخسائر الهائلة في ميزانية مصرف لبنان، تثبيت سعر الصرف والهندسات المالية والاستدانة من المصارف والإيداعات بفوائد عالية لا يلحظها القانون. من يتحمل المسؤولية؟ إنها مشتركة بين مصرف لبنان والدولة.

ما يؤكد ذلك تجديد الحكومة لحاكم مصرف لبنان في العام 2017، ومن خارج جدول الأعمال. أوليس التجديد، بل تعيين الحاكم من جديد، هو تأييد لكل الأعمال التي قام بها. وعام 2017 عام مفصلي، لأن معظم الهندسات المالية بدأت في 2016. إذن الحكومة، وعن سابق تصور وتصميم، جددت للحاكم. بل وامتنعت عن تعيين مفوض الدولة لدى المصرف، الشاغر منذ 1999 ـ 2000. وهو مركز رئيسي لديه صلاحية رقابة شاملة ومحاسبية على كل ما يجري في مصرف لبنان وعلى قراراته؛ وتصل سلطته لحد إيقاف تنفيذ قرارات المجلس المركزي للمصرف إذا كانت مخالفة للقانون.

وكل هذا عنى إعطاء صلاحية مطلقة للحاكم من دون أي رقابة على أدائه لا السابق ولا المستقبلي. وبالتالي هي مسؤولية مشتركة. لكن السؤال الأهم، هل كان يجب أن يقبل الحاكم بإيصالنا إلى مرحلة الافلاس التام هذه؟ أم كان يمكنه تدارك الأمر باكرا؟

جميعنا نذكر قضية رئيس جمعية المصارف فرنسوا باسيل، عندما أعلن عدم قدرة المصارف تلبية طلبات الدولة من الاقتراض منذ العام 2014 ـ 2015، فهوجم وهدد بالسجن واستقال. لو دعمه الحاكم، لكانت انفجرت الأزمة حينها ولكنا وفرنا الكثير على الاقتصاد وعلى المودعين.

وهنا سأورد الحكاية المتداولة عن الحكام السابق لمصرف لبنان إدمون نعيم (نقلا عن نائب حاكم مصرف لبنان غسان عيّاش (1990 ـ 1993) في كتابه "وراء أسوار مصرف لبنان، نائب حاكم يتذكر"): رفض الحاكم إدمون نعيم تحويل أموال طباعة جوازات السفر لصالح وزارة الداخلية عام 1990. كانت الكلفة مضخمة. أجرى نعيم مناقصة أخرى، سرا، وبمواصفات أفضل فتبيّن أن الكلفة أقل بكثير مما هو مطلوب، فرفض تحويل المال. فتم الاعتداء عليه من السلطة. أنقذه حينها حارسه الشخصي حسين البروش.

الإيجابي في كل ما يجري، أن الرقابة المستجدة من قبل المجموعات الثورية لا تتوقف، وهذه المجموعات مستمرة في نضالها على الأرض

أما معالجة خسائر مصرف لبنان 69 مليار، فتقول الخطة: نلغي جميع الرساميل والملاءة equity للمصارف ولمصرف لبنان كذلك. نأخذ الرساميل والرساميل المساهمة، لتخفيض العجز إلى حوالي 44 مليار دولار.

وهذا يتطلب إعادة رسملة. السؤال هنا: عندما تصادر أموال جميع أصحاب الرساميل، أي مستثمر سيثق ليودع أمواله؟ إنه ضرب للثقة من أساسها، وهي الأمر البديهي للاستقرار النقدي.

عدا عن أنه سيفتح الباب لإعادة رسملة المصارف برساميل جديدة. فمن يملك المال اللازم للشراء؟ وما الغرض من إلغاء مساهمات أصحاب المصارف إلى الصفر؟ وهل نثق بمودعين جدد لا يملكون خبرات مصرفية؟ وهنا مصدر الخوف من استيلاء "حزب الله"، ومن خلفه إيران، على القطاع المصرفي، ومن القضاء على النظام الاقتصادي الحر بحسب الدستور.

وهنا يصبح مفهوما قبول مرشد الجمهورية (الأمين العام لـ "حزب الله") بالخطة، رغم شروطه عليها، وحرصه على "إجماع كل مكونات السلطة لتغطيتها" في اجتماع بعبدا. وهو الأمر الذي لم يتحقق. هذا عدا عن أن كل ذلك سيتطلب الأخذ والرد في مجلس النواب وشروط صندوق النقد وردود فعل المجتمع المدني المحتج ورقابة المجتمع الدولي... ما قد يمرّر الوقت حتى الخريف القادم موعد الانتخابات الأميركية وانتظار إيران وحزبها الفرج من كورونا ومن الله! فهل الخطة الاقتصادية، وقبول "حزب الله" فيها، مجرد محاولة لتمرير الوقت؟

الإيجابي في كل ما يجري، أن الرقابة المستجدة من قبل المجموعات الثورية لا تتوقف، وهذه المجموعات مستمرة في نضالها على الأرض.

 

ثمة أشياء لا تخضع للتجربة!

د. إيلي أبو عون/الحرة/10 أيار/2020

أفضل ما يعبر عن مخاوفي من الوضع في لبنان اليوم هي مقولة جبران خليل جبران عن أن "ثمة أشياء لا تخضع للتجربة، وحين تخضع يكون ثمن الدرس باهظا جدا".

وأقرب تجربة تأتي إلى الذهن هي تجربة سوريا حيث بدأ حراكا شعبيا عام 2011 بمبادرة من مجموعات مدنية (سميت لاحقا التنسيقيات) لإسقاط نظام ديكتاتوري معروف عنه أنه مارس، ولا يزال يمارس، أبشع أنواع القمع لعقود من الزمن وكنّ العداء لغالبية شعبه.

طبعا هناك فوارق كثيرة بين الوضعين اللبناني والسوري تبدأ بطبيعة النظام السياسي ولا تنتهي بتركيبة النظام الاقتصادي والاجتماعي وتبعات الحرب في لبنان على قيمه المجتمعية... لكن مشاهد المواجهات المتقطعة ـ من مشاهد اعتداءات الثنائي الشيعي وبعض حلفائه على المتظاهرين منذ أكتوبر 2019 إلى ما جرى في طرابلس وصيدا في الأسبوعين الأخيرين ـ تحمل مخاطر جمة أبرزها إمكانية دفع الحركة الاحتجاجية في لبنان باتجاه مسار مشابه لما حصل في سوريا بعد أقل من سنة على انطلاق المظاهرات في درعا عام 2011.

الحرب السورية ـ بكل مآسيها وإخفاقاتها ـ أتت نتيجة تحول أصاب حراكا ارتكز في بدايته على مطالب مشروعة نابعة من وجع الشعب السوري وكان أغلب قادته في حينها من النشطاء المدنيين. لم يكن التحول بسبب عدم أحقية المطالب أو قلة وطنية النشطاء الأساسيين بل كان بسبب تداخل عوامل عديدة دفعت الحراك إلى الهلاك، من عسكرة النظام للحراك وممارسات أقسى أنواع القمع واستهداف الناشطين المدنيين، إلى دخول الأجندات الإقليمية من الجارة الأقرب تركيا إلى "الإخوان" الأبعدين في مجلس التعاون وصولا إلى ضفة الخليج الشرقية وما بعد بعد المضيق.

أجازت السلطات اللبنانية لأحزاب سياسية وميليشيات بأن تمارس العنف تجاه المتظاهرين من دون أن ترف عين القوى الأمنية أو القضاء المولج حماية حقوق المواطنين المنتهكة

يضاف إلى العامل الإقليمي تلكؤ الغرب ـ المعروف بنفسه القصير ـ الذي لم يوفر للمعارضة السورية دعما ثابتا وهادفا ومنهجيا مما أمعن في إضعافها ودفع معظم مكوناتها إلى "اللجوء" لمن "يدفع أكثر" من القوى الإقليمية، لتتضاعف قدرة هذه الأخيرة على تحريف مسار الحراك.

ومما زاد الطين بلة عدم قدرة المكونات الأساسية في المعارضة على بلورة رؤية موحدة ليس فقط للتعامل مع النظام بل والأهم للتعاطي مع التحديات المستجدة.

لا يخفى على أحد طبعا أن ألاعيب النظام السوري وجرائمه ساهمت بشكل مباشر في عسكرة الحراك وإخفاقه، لكن هل يمكن أن تخوض حربا ضد نظام ديكتاتوري كنظام الأسد ولا تتوقع مناورات وجرائم؟

ولن أنسى هنا، الخلاصة الواقعية والمبكية التي شاركني بها أحد قيادات المعارضة عام 2015 حين قال لي: "لم نعرف ما هي تبعات قراراتنا ولو عرفنا لم نكن أصلا بوضع نستطيع فيه تغيير النتيجة". ومن شدة إحباطه اعتزل محدثي العمل السياسي وبدأ بالكتابة من منفاه.

أجد نقاط تشابه عديدة بين وضع الحراك السوري في عامه الأول 2011 ـ 2012 ووضع لبنان اليوم. فالنظام اللبناني ـ الذي هو أصلا نظام عنقودي تحكم مكوناته علاقات خلافية متلازمة مع شبكة مصالح متداخلة أثبت بالفعل إجرامه بأشكال مختلفة.

فمن جهة، لم يكتف جهابذة الحكم في لبنان بالتفرج سبعة شهور على المواطن وهو يرزح تحت رحمة القطاع المصرفي وبعض الصرافين وتجار الهيكل حتى تؤكل مدخراته ويجرد من مقدراته ويتقلص مدخوله إلى الربع في أقل من عام، بل يهرول أركان هذه الطبقة إلى إنقاذ أموالهم الخاصة من خلال تحويلها إلى خارج لبنان. تقع اليوم مسؤولية وأد عسكرة الحراك في لبنان على الجميع دون استثناء

ومن جهة أخرى، أجازت السلطات اللبنانية لأحزاب سياسية وميليشيات متنوعة (منها منظم ومعروف ومنها عفوي) بأن تمارس العنف الجسدي والمعنوي تجاه المتظاهرين والمعتصمين من دون أن ترف عين القوى الأمنية أو القضاء المولج حماية حقوق المواطنين المنتهكة.

وفي بعض الأحيان كانت مقاربة الأجهزة نفسها قمعية وعنيفة ـ مما أدى في أكثر من حالة إلى مقتل متظاهرين تبين أنهم غير مسلحين ـ ليسود منطق الإفلات من العقاب كما تعودنا دوما. وتراكم هذه المظالم لدى شريحة كبيرة من المجتمع تساهم مباشرة في خلق بيئة حاضنة للعنف.

كذلك، لا يوجد ما يؤشر على أن للدول الغربية اهتماما بلبنان أو بمساندة حراكه بما لا يختلف كثيرا عما فعلت في سوريا. يبدو الأمل معدوما بأن تبلور مكونات الحراك وقياداته المتعددة الألوان رؤية مشتركة وهادفة أو آلية عمل فعالة تسمح لها بالتصدي للتحديات.

من جهة أخرى، لم يستطع لبنان يوما دفع التدخلات الإقليمية والخارجية، فأغلب اللاعبين الإقليميين هم أنفسهم في سوريا ولبنان وان كان زخم تدخلهم ـ لغاية الآن ـ ضمن حدود وبنسب متفاوتة ومغايرة لما استثمروه في سوريا.

إذا ومع مراعاة مبدأ النسبة والتناسب وعدم الوقوع في فخ التعميم، ليس صعبا التماس أوجه الشبه بين الوضع السوري في بداية أزمته ووضع لبنان حاليا. فكل العوامل المذكورة آنفا هي عوامل متحركة وأي تعديل بسيط سيقربنا من حالة العنف المستشري في سوريا.

أما السؤال الذي يطرح نفسه في هذه الحالة هو "لماذا لا يمنع المجتمع نفسه من الانزلاق إلى دوامة العنف"؟ هنا تبرز أهمية منسوب "القوة الذاتية" أو درجة القناعة بالقدرة على التغيير (معادلة الأمل / اليأس) الذي غالبا ما يؤثر في سلوك الأفراد والجماعات.

في خضم معارك الجولة الأخيرة من حرب لبنان في خريف عام 1990 وأسابيع ما قبل الغزو السوري للمناطق المسيحية في لبنان أذكر جيدا مقولة بعض الأقارب والجيران في بيروت عن أن "الحالة متردية لدرجة أننا نقبل بأن يحكم لبنان من الشياطين إذا استطاعوا تأمين الضروريات". وهكذا سكتت غالبية سكان تلك المناطق عن النهاية المهينة للمعارك بين الجيشين اللبناني والسوري وعن بربرية هذا الأخير في لبنان، فقط لغياب البديل المقبول.

في بعض الأحيان كانت مقاربة الأجهزة نفسها قمعية وعنيفة  مما أدى في أكثر من حالة إلى مقتل متظاهرين تبين أنهم غير مسلحين ليسود منطق الإفلات من العقاب كما تعودنا دوما

وعام 2016 سمعت من أصدقاء سوريين هم أصلا غير مناصرين للأسد شعروا بعدم القدرة على التغيير وخسارة الأمل بتحقيق الحد الأدنى فرضخوا لهيمنة الميليشيات على قرار المعارضة بينما ذهب قسم آخر منهم إلى منزلق القبول بالأسد على أنه "أفضل الشرور".

يواجه الشعب اللبناني اليوم معضلة الاختيار بين السيئ والأسوأ إذ أنه خسر الغالي والرخيص ومضى أكثر من سبعة أشهر ليرى فقط رحيل حكومة لتأتي أخرى تضم بالأغلب مستشاري أو وكلاء مكونات الحكومة الراحلة. فالمواطن/ة في لبنان اليوم لا يشعر بأن لديه ما يخسره ومن الممكن أن يقبل بمنطق "فلنجرب العنف علّه يعطي نتيجة". وهذا ما تتمناه بعض القوى الداخلية والإقليمية كجزء من حساباتها لإعادة "توازن الرعب المذهبي" في لبنان.

تقع اليوم مسؤولية وأد عسكرة الحراك في لبنان على الجميع دون استثناء: القطاع الخاص والعام والنقابي/المدني والأكاديمي ومن في الحكم ومن خارجه (بخياره أو بالصدفة) وغيرهم.  يجب ـ بأي ثمن ـ منع تسلل أجندة ترى في العسكرة فرصة لتصفية حسابات معينة. لأن من في الحكم، وإن كان يعتقد أنه سيكسب مرحليا، لكنه سوف يصبح مجرد ظل لبعض القوى كما هو حال الأسد في سوريا أو حكومة الوفاق في ليبيا أي حاكم لا يحكم ومن في الضفة الأخرى سوف يصبح جسما هشا مشابها لبقايا المعارضة السورية. كل هذا بينما تتحكم بالقرار مجموعات مسلحة من جهة وقوى إقليمية من جهة أخرى والشعب يرزح بينهما.

أملي أن نتعلم من الحرب في سوريا وألا نجرب خيار التسليم بالعنف أو بعسكرة الحراك لأن "ثمة أشياء لا تخضع للتجربة، وحين تخضع يكون ثمن الدرس باهظا جدا".

 

العميد الرئيس... لو تزحزح أوساوم

حبيب شلوق/المرصد/10 أيار/2020

اللافت أن تكون الذكرى السنــوية العشرون لوفاة العميد ريمون إده هذه الســنة (10 أيار 2000 )، من الأكثر اهتماماً شعبياً ووطنياً بين العشرين، واللافت أيضاً أن المواقف الوطنية لهذا الرجل، باتت موضع تندّر ، والأكثر استفقاداً يوماً بعد يوم.

والمستغرب أن مَن ناصبوه العداء السياسي لسنين طويلة عادوا اليوم ينشدون "قصائده" الوطنية ويقرأون "مزاميره"،ويستعيدون مواقفه التي لا يشبهه فيها أحد.

أما لماذا؟

ربما بسبب ضياع الوطن وبلوغه حافة الهاوية،وهو المنادي بديمومته، ربما لتدهور الوضع المالي والإقتصادي والراحل مع شقيقه الراحل بيار اده من المجليّن في هذين المجالين، وهو واضع قانون السرية المصرفية والإثراء غير المشروع من خلال من أين لك هذا،

أو ربما لتراجع التشريع وهو كان علمأً من أعلامه الكبار، لمساهمته في وضع عشرات القوانين خلال عضويته في مجلس النواب، أو لعجز سلطاته التنفيذية عن التنفيذ، لأن القاتل والسارق والناهب والفاسد بقوة فجورهم أعلى من السلطة، أو ربما لأن ما من مسؤول يجرؤ على فتح ملف مرتكب ،خشية فتح كل الملفات، وهو المشرّع قانون إعدام القاتل والمشرف على تنفيذ الحكم لوأد ثورة 1958 ، والرافع يده عن كل متهم بالفساد والسرقة والرشوى، بل ربما للطحل السياسي ، وهو الرائد في الديموقراطية والسياسة الوطنية المستقلة والنظيفة، أو لــ"الإرتباطات"السياسية المتعددة الجهة والمتشعبة عبر كل الحدود، وهو المستقل الذي لا يقبل بأي احتلال ولا بأي سيادة فوق سيادة لبنان، والمجاهر بزوال الإحتلال الإسرائيلي ووضع قرار دولي (425) القاضي بانسحاب إسرائيل ونشر قوات دولية على الحدود، وانسحاب القوات السورية من لبنان وهما مجهودان سهر إده الليالي ونشط في المحافل الدولية لتحقيقهما، وقد كان له ما أراد ولو بعد وفاته،(2000 و2005)، أو لذبح الحرية في لبنانه ،وهو الحامل لواء الحريات والمدافع عنها، أو غيرها وغيرها مما لا مجال لذكرها مع "ازدهار"سوق المحرمات، ربما لكل هذه الــ"ربمات" أو لأكثر منها بكثير،استذكروه.

... لو ساوم أو تزحزح قيد أنملة

وقد تكون عظة رئيسه الروحي وصديقه الفكري البطريرك مار نصرالله صفير في جنازته تختصر أسباب كل هذا الإستذكارات، ويكفي في ذكراه السنوية العشرين أن نستذكر قليلاً مما جاء في عظته مودعاً العميد:

"لو كان للفقيد الكبير العميد ريمون اده الذي نودّع اليوم الوداع الأخير بأسف عميق، أن يتخذ شعاراً له، يستهدي به في حياته،لاتخذ في اعتقادنا شعاراً ، هذه الآية من سفر الأمثال وهي "لهاثي ترد بالحق وشفتاي تمقتان النفاق".

أجل قضى الفقيد الكبير حياته وهو يسعى إلى محاربة النفاق وإعلان الحق وجلاء الحقيقة، وهذا ما جعل منه زعيماً وطنياً وبرلمانياً مجلياً، ورجل دولة يستجلي المستقبل ببصيرة نافذة، مما جعل له وزن رئيس للجمهورية، ولكان جلس في دست الرئاسة الأولى لو تزحزح قيد أنملة عن ثوابته، أو ساوم للحظة على مبادئه أو بدّل للمحة من اقتناعاته".

هل يمكن أن ننسى ريمون إده وسط كل هذا الغياب؟ أم أن نشارك المحامي عبد الحميد الأحدب نصيحته لثوار 17 تشرين أن يرفعوا صوره ومبادئه فهي كافية لاختصار مطالبهم، أو نصيحته للمعنيين أن يجعلوا مبادئ ريمون اده مادة تربية مدنية ووطنية في الجامعات.

أصدقائي أصدقاء العميد وقادريه... تصبحون على وطن ... وطن.

 

أين روسيا من خلاف الأسد ـ مخلوف؟

أنطون مارداسوف/الشرق الأوسط/ 10أيار/2020»

انطلق في الآونة الأخيرة العداء الكامن داخل الأسرة الحاكمة في سوريا من الخفاء إلى العلن، حيث أعرب رجل الأعمال المعروف رامي مخلوف، ابن خال الرئيس بشار الأسد، عن مخاوفه الكبيرة من تهديدات النظام السوري الحاكم لأعماله في البلاد، وربما لحياته.

تأكيداً للقول، لا تخجل دمشق من استخدام أدوات العلاقات العامة المعروفة في الإعراب عن آليات مكافحة الفساد المعتمدة لديها، أو إيجاد مظهر التنافسات السياسية الخاوية من أي مغزى. لذا، ربما نميل إلى تفسير أحجية مخلوف على النحو التالي: جانب من التحركات التمثيلية لدى النظام السوري الحاكم تعتزم المحافظة - بأي وسيلة - على شعبية الرئيس السوري في الجزء الذي يحكمه من البلاد. غير أن الأمور هذه المرة تبدو حقيقية، ولا يبدو أن موقف مخلوف يشير إلى إمكانات التلاعب.

ولكن ما سر ظهور وحديث مخلوف الآن؟ فمنذ ظهوره في مؤتمر صحافي وحيد في دمشق عام 2011، نأى رجل الأعمال السوري الكبير بنفسه تماماً عن أضواء الصحافة والإعلام. واضطر إلى كسر قيود صمته المطبق، في فبراير (شباط) من العام الحالي، بعد مرور شهرين من تحرك السلطات السورية ضده، ومصادرة ممتلكات أسرته داخل البلاد، بتهمة ارتكاب المخالفات الجمركية المتعددة. وفي رسالة موجهة نشرها في إحدى الصحف، نفى مخلوف اتهامات الفساد الموجهة إليه، وإلى أسرته، مع الإشارة الواضحة إلى سجله الحافل بالأعمال الخيرية والإنسانية المعروفة. وصارت منصات التواصل الاجتماعي هي المنفذ الجديد الذي يطل منه مخلوف على الناس لمضاعفة وتأييد دفاعه عن نفسه، وعن أسرته.

وتلك، كما يُقال، هي ذروة ملحمة رامي مخلوف السورية التي كان يزيد غليانها طيلة الشهور الماضية. وبدأت التقارير الإخبارية بشأن الخلافات المتنامية بين النظام السوري وأثرى أثرياء البلاد في التداول بدءاً من أغسطس (آب) الماضي.

ومن الناحية الظاهرية، اضطلع الجانب الروسي بدور حاسم في تحرك النظام السوري ضد مخلوف. فمن وجهة نظر كثير من المحللين، جرى تشجيع الحملة الراهنة ضد مخلوف من قبل حفنة من رجال الأعمال الروس، والقيادات العسكرية السورية، الذين يرغبون في الاستفادة من أصول شركات رامي مخلوف في إنعاش احتياطي البنك المركزي السوري، وسداد الديون التي أثقلت كاهل البلاد بسبب الحرب المستمرة. وليس خافياً على أحد الحصة التي تملكها موسكو في الاقتصاد السوري. على سبيل المثال، كانت مطبعة سك العملة الروسية «غوزناك» تزود النظام السوري بأوراق البنكنوت المستخدمة في طباعة الليرة السورية.

وربما يكون للعنصر الروسي دوره الفعال في التأثير على توقيت مناشدات مخلوف المتعددة إلى الأسد. فمنذ أبريل (نيسان) الماضي، كانت وسائل الإعلام الغربية والعربية المختلفة تنشر التقارير الإخبارية المتنوعة التي تشير إلى قرب نفاد صبر موسكو من النظام السوري، ومن زعيمه الأسد. وللدلالة على ذلك، استشهدت مختلف المنافذ الإعلامية بمقالات تحتوي انتقادات عدة موجهة إلى شخص بشار الأسد، جرى نشرها في وسائل الإعلام المقربة من يفغيني بريغوزين، قطب الأعمال الروسي الكبير المقرب من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، المالك المزعوم لمجموعة «فاغنر» الدفاعية الخاصة ذات السمعة السيئة للغاية. وكانت مؤسسة «الدفاع عن القيم الوطنية» ذات الصلة بالسيد يفغيني بريغوزين قد أجرت استطلاعات رأي داخل سوريا، أشارت نتائجها المنشورة حديثاً إلى خيبة الأمل المتنامية لدى جماهير الشعب السوري من النظام الحاكم، ومن فساده الكبير. كما أعرب المسؤولون الروس أيضاً عن شكوكهم، إذ أعرب الدبلوماسي الروسي الأسبق ألكسندر أكسينينوك عن أسفه الشديد لسوء إدارة الاقتصاد في دمشق. ولقد جاءت كل تلك المجريات على رأس التصعيد الروسي الأخير الذي طالبت فيه موسكو دمشق بسداد القروض المستحقة بقيمة 3 مليارات دولار، في إشارة إلى نمط حياة رامي مخلوف الفاخر للغاية، كدليل على توافر الأموال لدى النظام السوري.

وفي واقع الأمر، ورغم كل شيء، لم يكن الدور الروسي في ملحمة رامي مخلوف محورياً، كما صورته وسائل الإعلام. ورغم أن التقارير الصادرة عن الآلة الإعلامية المملوكة للسيد يفغيني بريغوزين قد أشاعت كثيراً من الزخم والضجيج، فإنه نالها - في أوقات لاحقة - استنكار من كثير من المحررين الروس، فضلاً عن انتقاد الكرملين لها. ومع ذلك، كانت هذه الحملة موجهة بصفة قليلة نحو شخص رامي مخلوف، وبصفة أكبر صوب النظام السوري، في إشارة إلى أن موسكو ترغب من دمشق بذل المحاولات الجادة لإحياء اقتصاد البلاد، فضلاً عن توفير مزيد من الفرص لرجال الأعمال الروس، في صورة شكل من أشكال التعاقدات المربحة على سبيل المثال.

ومع ذلك، لا يزال الأسد اللاعب الوحيد القابل للتعامل معه من جانب موسكو. ويسهل الوقوف على أسباب ذلك، بمجرد التفكير في الأمر من زاوية الإخفاق الروسي في تشكيل أي قوى سياسية بديلة داخل سوريا، يمكن الاعتماد عليها في تنفيذ أجندة الإصلاح الداخلية.

وتحاول موسكو منذ سنوات كثيرة إضفاء صفة المركزية على القيادة العسكرية السورية، حتى يتسنى للكرملين ممارسة نفوذه السياسي من خلالها. لكن من الناحية العملية، ورغم كل شيء، لم تسفر تلك الجهود عن أي نتيجة ذات شأن. كما تفتقر المجموعات العسكرية التي تعمل روسيا معها داخل سوريا - «قوة النمر»، أو الميليشيات القبلية التابعة لزعامة تركي أبو حمد، وغازي إبراهيم الدير، وسليمان الشواخ - إلى السلطة المؤسساتية داخل البلاد.

وبعد عودتي من رحلتي إلى سوريا في عام 2018، صار من الواضح لديّ أن النظام السوري يواجه عقبات وتحديات كبيرة فائقة، وقد شرع في التهام نفسه بنفسه شيئاً فشيئاً، رغم صموده الظاهري من الخارج. وفي تلك الأثناء، كانت الاستنتاجات التي خلصت إليها ما تزال مثيرة للجدل، بالنسبة إلى زملاء المهنة على أقل تقدير. ولكنني أرى الآن أن الأيام قد برهنت على صحة موقفي المتخذ من تلك القضية. شرع الأسد في الانتقال بعيداً عن النموذج الأسبق «الرأسي» لممارسة السلطة في البلاد، وبدأ يعمل على ترسيخ كافة الأصول الممكنة حول شخصيته الرئاسية. وتعد ملحمة مخلوف الأخيرة مجرد مثال آخر على ذلك، إذ يسعى الأسد الذي يعاني من ضائقة مالية كبيرة من أجل تأمين مزيد من الموارد تحت ستار إجراء الإصلاحات، ومكافحة الفساد، ومواصلة التودد للحلفاء في الخارج.

ربما تكون روسيا قد استغلت تلك الخلافات داخل نخبة النظام السوري في زيادة نفوذها، وممارسة مزيد من الضغوط من أجل فرض الإصلاحات الحقيقية. ومع ذلك، فإن الكرملين لا يملك في واقع الأمر أدوات قوية للضغط على النظام السوري، ولم يبذل إلا المحاولات القليلة ذات المغزى في تأمين تلك الأدوات وترسيخها.

 

سحب التجربة الناصرية على تجارب أخرى

علي العميم/الشرق الأوسط/ 10أيار/2020»

ادعى أحمد عدنان، أن الجمهوريات العسكرية العربية قلّدت ضباط ثورة 23 يوليو (تموز) في حرصها «على استتباع المؤسسة الدينية الرسمية واستضعافها». وقد غفل في ادعائه هذا أنَّ أول حكم عسكري في العالم العربي كان في سوريا وليس في مصر. ففي عام 1949 عاشت سوريا ثلاثة انقلابات عسكرية متوالية، هي: انقلاب حسني الزعيم، وانقلاب سامي الحناوي، وانقلاب أديب الشيشكلي، التي امتدت في انقلابها الأخير من ذلك العام إلى عام 1954.

وفي هذا البلد من عام 1947 إلى انقلاب الثامن من مارس (آذار) عام 1963، كان «الإخوان المسلمون» هم وحدهم الذين يمثلون الحضور الديني الفاعل في دولته، حتى في ظل دولة الوحدة بينه وبين مصر. فهذا البلد لم يكن فيه ما يمكن تسميته مؤسسة دينية رسمية، على غرار ما هو موجود في بعض البلدان العربية في تلك الفترة ولا بعدها. وفي العراق، بعد نجاح الانقلاب العسكري الذي قاده عبد الكريم قاسم ونفذه عبد السلام عارف في إطاحة النظام الملكي، المعروف باسم ثورة 14 يوليو (تموز) 1958، لم يحدث ما ادعاه، ولا ما هو أدنى منه بكثير، بل على العكس عادت حوزة النجف عبد الكريم قاسم، وحاربته، بسبب قانون الأحوال الشخصية وقانون الإصلاح الزراعي. وأصدر المرجع الشيعي محسن الحكيم، فتوى شهيرة بتاريخ 14 فبراير (شباط) عام 1960، تقضي بتحريم الانضمام للحزب الشيوعي. هذا هو نصها:

«لا يجوز الانتماء للحزب الشيوعي، فإن ذلك كفر وإلحاد، أو ترويج للكفر والإلحاد، أعاذكم الله وجميع المسلمين من ذلك، وزادكم إيماناً وتسليماً. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته».

هذه الفتوى أضرَّت بالحزب الشيوعي العراقي، لأنَّ في صفوفه كثيراً من الشيعة، وأضرت بنظام حكم عبد الكريم قاسم، لأن نظام حكمه قائم على تحالف مع الشيوعيين. كما أصدر الشيخ محسن الحكيم فتوى بتحريم استقبال عبد الكريم قاسم في النجف!

أما الحكومات التالية لحكم عبد الكريم قاسم، سأكتفي بإحالة القارئ لكتابات وأقوال دينيين شيعة وعلمانيين شيعة ذوي ميل طائفي معلمن عنها، ليقف بنفسه على تهافت ادعاء أحمد عدنان، المتناقض أصلاً في أسلوب صياغته.

وفي الجزائر، الذي أتى بالعسكر إلى سدة السلطة فيها عام 1962، ثورة تحرير وطنية، لم يكن هناك مؤسسة دينية رسمية، لتستتبع من أجل اضعافها. وإن هو عدّ «جمعية العلماء المسلمين الجزائريين»، حديثة النشأة (1931) مؤسسة دينية رسمية، فسأخبره بأنها لم تكن متحمسة لحرب التحرير الجزائرية، التي استمرت من عام 1954 إلى عام 1962، ولم تشارك فيها.

وإذا ما ذهبنا إلى حكومات الانقلابات العسكرية في السودان وفي اليمن، وإلى الحكومة العسكرية في ليبيا، فإننا لن نجد شيئاً من ادعائه، لأنه أساساً في هذه البلدان، لا يوجد كيان ديني واحد مواز لكيان الدولة وسلطته تنافس سلطتها.

أرى أن الذي دفع أحمد عدنان للرجم بهذه الدعوى، هو تحميل ثورة 23 يوليو إثم خطيئة أصلية، تكون فيها هي أصل البلاء وجرثومة الداء في دعواه المتناقضة: «استتباع المؤسسة الدينية الرسمية واستضعافها».

قد يكون عداء أحمد عدنان المطلق لهذه الثورة في أصله عداءً ليبرالياً، ويقوي هذا الظن أنه ذو اتجاه ليبرالي. لكن مع أنه ذو اتجاه ليبرالي، فهو يعتقد بأن السلطة قبل أن يستولي تنظيم الضباط الأحرار عليها كانت سلطة واحدة على شاكلة سلطة جمال عبد الناصر!

فهو لم يحدد لنا أي سلطة «حرصت على تدجين الإسلام الرسمي واستخدامه»، والمقصود هنا الجامع الأزهر: هل هي سلطة الملك أو القصر أو السراي أم الوزارة البرلمانية؟

فإذا التزمنا اللفظ الذي استخدمه، وهو لفظ «النظام العربي»، فمع بدء نشأة النظام الإقليمي العربي في 22 مارس (آذار) كان مصطفى المراغي هو شيخ الأزهر. وقد توفي بعد نشأته بخمسة أشهر. ومشيخته هذه كانت المشيخة الثانية للأزهر، التي امتدت من عام 1935 إلى عام 1945.

يتبدّى لي أن أحمد عدنان في غمرة حماسه الديني والدعوي والعاطفي والفكري للصوفية، والتبشير بأنها هي الحل لمعضلة التطرف والإرهاب الديني في تنظير مضطرب، قد نسي أن النظام السياسي قبل ثورة 23 يوليو، كان نظاماً ملكياً برلمانياً أو دستورياً، بصرف النظر عن قضية أخرى، وهي أن القصر في هذا النظام كان دوماً يتحايل على تقييد سلطته، ولا يسير وفق مقتضى مثل هذا النظام، لتوسيع سلطته المقيدة دستورياً.

ويتبدّى لي أيضاً أنه يعتقد أن موقع الأزهر في نظام ثورة 23 يوليو، في عهد عبد الناصر وفي عهد السادات وفي عهد مبارك، وقضاياه، ومشكلاته، هي نفسها في العهد الملكي، مع أن الأمر كان في العهد الملكي فيما يخص موقع الأزهر فيه، وقضاياه ومشكلاته وعلاقته بالسياسة، مختلفاً جداً.

المشابهة هي في شيء واحد فقط، هو تعرض الأزهر لمحاولة استقطاب سياسي وفكري ودعوي من قبل جماعة «الإخوان المسلمين»، في العهد الملكي وفي عهد حسني مبارك.

وعلى هذا الصعيد، يسعنا أن نقول إن تأثير خطاب «الإخوان المسلمين» الديني والسياسي والفكري على الفكر الديني الأزهري التقليدي، بدأ ينفذ إليه بدءاً من عهد السادات، وقد ساعد على ذلك جزء من الآيديولوجية التي تبناها، والمتعلق بسياسته الدينية، وتحالفه مع «الإخوان المسلمين» ومع الجماعات الدينية، وصعود الصحوة الدينية في أواسط سبعينات القرن الماضي، وعوامل سياسية واقتصادية إقليمية.

هذا التأثير نتج عنه، أنه ما عادت هناك فواصل بيّنه ومتمايزة وقاطعة، بين خطاب «الإخوان المسلمين» وغيرهم من التيارات الدينية المحدثة، وبين الخطاب الأزهري حول الإسلام والسياسة والأدب والثقافة والفكر والتيارات المنهجية والآيديولوجية الغربية... إلخ.

هذا اللقاء والالتقاء ما بين هذين الطرفين، جاء من خلال مقرر تعليمي دراسي صاغ منهجه «الإخوان المسلمون» السوريون، اسمه «الثقافة الإسلامية»، ليدّرس في جامعة الأزهر مع إنشائها في عهد عبد الناصر في ستينات القرن الماضي!

ولتجلية الصورة الملتبسة عند الزميل أحمد عدنان، سأعطيه مثالاً على أن الوضع في العهد الملكي، مختلف عمَّا أصبح عليه في عهد عبد الناصر فيما يتعلق بموقع الأزهر.

عام 1948، في تاريخ جماعة «الإخوان المسلمين» هو عام أنشطتهم الإرهابية، الذي أملى على رئيس الوزراء محمود فهمي النقراشي حل الجماعة. وبسبب حله لها اغتالته الجماعة.

محمود فهمي النقراشي كان رئيس الحزب السعدي. والسعديون كانوا من أحزاب الأقلية المتحالفة مع القصر. والقصر بعد صراع طويل مع حزب الوفد كان قد استقر له قرار الانفراد بتعيين شيخ الأزهر، من دون أن تشاركه فيه الوزارة البرلمانية، ممثلة برئيس وزرائها، منذ المجيء الثاني للشيخ مصطفى المراغي لمشيخة الأزهر، الذي لم يكن يرغب الملك فؤاد بتعيينه شيخاً للأزهر في مجيئه الأول. وقد تعيّن في هذا المنصب أول مرة بغير إرادة الملك فؤاد من عام 1928 إلى عام 1930. لكنه مع مجيئه الثاني، أصبح موالياً للملك فاروق، ومعادياً لحزب الوفد. وهو الحزب الذي أتى به مع حزب الأحرار الدستوريين، لمشيخة الأزهر أول مرة! ومع هذا لم يستعن رئيس الوزراء السعدي إبراهيم عبد الهادي، الذي خلف النقراشي في منصبه، ولا القصر، بالأزهر لإدانة جريمة «الإخوان المسلمين» النكراء.

الشيخ الأزهري الوحيد الذي أدان هذه الجريمة النكراء، كان المحدّث السلفي أحمد محمد شاكر، وكان يعمل قاضياً في المحاكم الشرعية. ومع أن الشيخ محمد أحمد شاكر أدانها بصفته الشخصية في مقال كتبه في جريدة سعدية، هي جريدة «الأساس»، ولم يقل في مقاله إنه يصدر في رأيه عن رأي جهة عمله، المحاكم الشرعية، ولا عن رأي الأزهر الذي تخرّج فيه، إلا أن الشيخ محمد الغزالي بعد مضي سنة وعشرة أشهر على كتابة الشيخ أحمد محمد شاكر لمقاله، طالب في مقدمة كتابه «من هنا نعلم» الذي يرد به على كتاب صديقه خالد محمد خالد «من هنا نبدأ»، الأزهر، بأن يطرده من زمرة العلماء! ولو طرد من زمرة العلماء، لكان عزل فوراً من عمله في المحاكم الشرعية. وهذا ما كان الشيخ محمد الغزالي بأسلوب ملتوٍ يبتغيه من وراء مطالبته الحزبية الجائرة!

طالب بهذا قبل وقت قليل من فصله من جماعة «الإخوان المسلمين». ثم ما لبث بعد فصلها له أن قال فيها ما لم يقله مالك في الخمر!

وللحديث بقية.

 

لا دروس من الفيروس... الدول تتصارع ولا تتعاون

عبدالوهاب بدرخان/11أيار/2020»

ما لم يتعلّمه الحكام، ما لم يعترفوا به، في مواجهة الاجتياح الفيروسي، يضطرون للتعامل معه الآن في ما يُعتبر "ما بعد الوباء". وقبل أن يُصنع اللقاح المناسب ويعمّ المعمورة لن يكون هناك "ما بعد". سيبقى التهديد ماثلاً. تحاول حكومات الدول الأكثر تأثراً بالوباء تنظيم التعايش القسري مع الفيروس مجتهدةً الى أقصى حدّ في وضع القواعد والضوابط، فقبل كل شيء وبعده لا يمكن أن يبقى الناس، أن يبقى الاقتصاد، في الحجْر. لكن الاختصاصيين المخطّطين لهذا "التعايش" يرتعدون خوفاً في مكاتبهم، لأن ثمة مجازفة في إعادة الناس الى أعمالهم، بل أن المجازفة صارت مخاطرة كبرى يجب أن يتحمّل الأهل جزءاً منها في التحضير لإعادة التلاميذ الى مدارسهم. مهما بلغت الجهود لتعميم التعقيم، تبقى الأسئلة كيف سيجلسون في صفوفهم، كيف سيتباعدون في الملاعب والباصات، كيف سيتعلّمون، هل يبقى للمدرسة معنى؟ ثمة مهمات كثيرة تُرك للمعلمين والمعلمات حُسن تدبيرها. لكن إلامَ؟

الى حدٍّ كبير بدا الإقناع بلزوم البيوت صعباً. استلزم استخدام كل الوسائل لإبلاغ كل شخص بأن وجوده في الخارج خطرٌ عليه وعلى الآخرين. استلزم تعبئة عامة وحال طوارئ وحظر تجوّل وقيوداً صارمة ولجوءاً الى الشرطة وأحياناً الى الجيش... أكثر صعوبة تبدو الآن محاولة العودة الى حياة طبيعية لا شيء طبيعياً فيها. سيكون اختباراً مزعجاً ولن يخفّف من ازعاجه سوى الاعتياد على قيوده: كمّامات، قفّازات، معقّمات، تباعد، لا ثقة في الآخر، لا ثقة في نادل المقهى أو المطعم، ولا في "حمولة" الطاولات والأكواب والصحون وسائر الأدوات... فالفيروس قد يكون هنا، في كل مكان، وليس معروفاً كيف يتنقّل ويتغلغل. حياة شبه عادية، نعم، فهذا كلّ ما يمكن توفيره موقّتاً. سيصبح أمراً مألوفاً سماع أخبار "إصابات جديدة" ربما ارتكب أصحابها أخطاء في المحاذير، سيكون صدفة أو أعجوبة أن لا يكون واحدنا بين المصابين. الجميع مدعوون الى خوض المخاطرة التي لا بدّ منها.

هذا ما حلّ بالحياة، وتتعذّر الإحاطة بالتفاصيل المتغيّرة على نحوٍ إرادي/ لا إرادي، فالمقلق أن الواحد لا يستطيع أن يسمح لمرضٍ أن يلمّ به مهما كان بسيطاً، لأن وقتاً سيمضي قبل أن تستعيد الخدمات الطبّية مسارها. لكن الأكثر هولاً ما حلّ بالموت، الموت نفسه، في سياق هذا الوباء. كأنه فقد معناه. كأن الشخص يرحل، يمّحي، ولا يموت. نعرف كيف سلّمت عائلات مريضها للمعالجة، ولأيام وأسابيع لا يبلغها عن أحواله إلا النذر المقتضب الذي يقال لها بالهاتف، والأشد إيلاماً أن يأتي الخبر السيّء وأن يُدفن الراحل من دون وداع ولا تعزية. كان ممضّاً سماع شهادات أولئك، في اسبانيا وايطاليا ونيويورك، الذين علموا لاحقاً أن فقيدهم أمضى زمناً في كيس أسود في شاحنة مبرّدة قبل أن يوارى. في الحروب حتى القذرة منها يبقى ثمة معنى للموت، أما في هذه فلم يبقَ منه سوى قدريّته الطائشة، المُسَخَّفة.

في غضون الأسبوعين الأخيرين أصبحت الإصابات أربعة ملايين والوفيات أربعمئة ألف، بزيادة مليون للأولى ومئة ألف للثانية، ولا تزال منظمة الصحة العالمية تحذّر من الأسوأ. الباحثون في المختبرات يحرزون تقدّماً لكنهم يقولون إن التوصّل الى اللقاح يحتاج الى عنصر حيوي: مصدر الفيروس. المصدر؟ المنشأ؟ ذاك هو سؤال التريليون دولار. وحده دونالد ترامب وجد الجواب: إنها الصين. ولا علاقة لهذا الجواب بعلم ولا حتى بسياسة أو بمعلومات الاستخبارية وب، "أدلّة مهمّة" أشار إليها مايك بومبيو مصطنعاً الفوازير لدعم رئيسه: ترامب لا يكترث بالمتوفين والمصابين بل يبحث عن أي سبيل لانتزاع أموالٍ هنا أو هناك. يتطلّع الى تعويض خسائر منتجي النفط الاميركي من دول "أوبك" ولا سيما السعودية، لذا يحرّك بطاريات صواريخ "باتريوت" للتلاعب بمسألتي الدفاع والحماية وكأنه نشرها مجاناً. ينسى الاتفاق التجاري الذي وقّعه مع الصين أوائل السنة ثم يتذكره بحسب مزاجه المتقلّب، فهو يريد ابتزاز بكين لتساهم في تخفيف خسائر الاقتصاد الأميركي. ليس مستبعداً أن تعمل بكين على ارضائه لتستعين به في التشويش على المطالبات بتحقيق دولي في تفشّي وباء "كوفيد 19".

لا شك أن الصين هي منشأ الفيروس، وإذا لم تكن قد صدّرته عمداً أو أطلقته كسلاح بيولوجي فلماذا تتكتّم على نتائج التحقيق الوبائي الذي أجرته، وعلى ما لديها من معطيات علمية؟ سببان: الأول لأن ليس في قاموس نظامها الشيوعي شيء اسمه شفافية، والثاني لأنها كسواها طامعة ببزنس اللقاح. الأسوأ أن بكين أتلفت الأدلة عن أصول الفيروس (وفقاً لتقرير "العيون الخمس"، أو وكالات استخبارات أميركا، كندا، استراليا، نيوزيلندا وبريطانيا). لذلك أصبح فتح تحقيق دولي مطلباً عالمياً، ولا بدّ أنه سيطاول المسؤولية الواقعة حالياً على عاتق الصين. كل ما استطاعت أن تقوله إنها مستعدّة للحوار، لكنها رفضت حتى التعاون مع محققي منظمة الصحّة العالمية المتهمة بشخص مديرها الاثيوبي بالانحياز الى جانبها. اللافت أن الخلاف على التحقيق أحيا نقاشاً قديماً حول الفارق بين سلوكيات الأنظمة الديموقراطية وتلك الشمولية. في أي حال، يبقى التحقيق الدولي واجباً وضرورة لما بعد الوباء، فما حصل للعالم ليس حدثاً عابراً تُمحى آثاره بدءاً من اليوم التالي، وليس كارثة عادية يمكن التساهل باحتمال تكرارها.

في الثامن من أيار (مايو) الجاري تزامنت مناسبتان: ذكرى مرور 75 عاماً على انتهاء الحرب العالمية الثانية (1945 بحصيلة مقدّرة بخمسين مليون قتيل)، وذكرى إعلان الاستئصال النهائي لمرض الجدري (1980 بحصيلة ثقيلة لا إحصاء دقيقاً لها نظراً الى ظهوره مطلع الألفية الأولى واستمراره). انبثق من الحرب الثانية ما دعي "نظام السلم العالمي" الذي "لا نقبل بأن يتبدد اليوم أمام أعيننا، نريد تعاوناً أكثر في مواجهة فيروس كورونا" (الرئيس الألماني شتاينماير الذي دعا الى اعتبار يوم هزيمة المانيا يوم تحرير لها من النازية). أما العبرة التي بقيت من الجدري فهي أن استئصاله حصل بفضل تعاون دولي التقت فيه الولايات المتحدة والاتحاد السوفياتي في أوج الحرب الباردة. رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون شبّه "كوفيد 19" بالحرب العالمية الثانية، لكنه وبقية الزعماء المعنيين لم يقولوا لماذا يتعذّر التعاون الدولي اليوم طالما أن الوباء فتك بالاقتصادات جميعاً ولم ينحسر بعد بل يمكن أن يحرّك ما بات الباحثون يسمّونها "الفيروسات النائمة" (على غرار الخلايا النائمة للإرهابيين).

 

خطورة إعادة إنتاج جماعة «الإخوان»

جبريل العبيدي/الشرق الأوسط/ 10أيار/2020»

كلما سقطت جماعة «الإخوان» في مكان، سعت بعض الدول الغربية إلى إعادة إنتاج الجماعة وإعادة تدويرها وفرضها في أي مفاوضات، ولعل المشهد الليبي أكثر ترجمة لهذه المعادلة، حيث تم فرض الجماعة في حوار ومفاوضات الصخيرات، رغم سقوط الجماعة شعبياً وانتخابياً، وإن كانت المحاولات لإعادة إنتاجها في مصر قد فشلت. إعادة الإنتاج كانت في أوجها عندما تبنت الإدارة الأميركية في عهد الرئيس أوباما ووزيرة خارجيته هيلاري كلينتون مشروع كوندوليزا رايس الخاص بإعادة تقسيم الشرق الأوسط من خلال استخدام جماعة «الإخوان»، ومحاولة توطينها وتمكينها من السلطة في الشرق الأوسط عقب هيجان الربيع العربي. ورغم فشل الجماعة في قيادة المرحلة، فإن منهج الإقصاء الذي تنتهجه الجماعة وتعاطيها كجماعة وحزب في أي بلد تمكنت من حكمه بسياسة التمكين، مثل مصر وليبيا، أفقدها أي حضور شعبي أو مجتمعي سبق أن تمتعت به بالخداع ولبس عباءة المظلومية سنوات طوالاً، فالتجارب المحدودة لجماعة «الإخوان» في السلطة تؤكد أن الولاء لديهم للجماعة وأنهم لن يستطيعوا تمثيل أمة أو شعب، الأمر الذي أفقدهم الإحساس بالانتماء الجغرافي للوطن ضمن حدود جغرافية محددة، وذلك مردّه لكونهم ينتمون لتنظيم وجماعة عابرة للحدود وللقارات.

إلا أن إعادة إنتاج الجماعة في العالم لم تتوقف، إنما تغير الداعم والمستخدم بعد أن تراجعت الإدارة الأميركية الجديدة في عهد الرئيس ترمب خطوات إلى الوراء في علاقتها مع الجماعة، وصلت إلى درجة التلويح بالحظر واعتبار الجماعة منظمة إرهابية، دون التقدم في ملف حظر الجماعة رغم ثقل ملف إدانتها بالإرهاب في أدراج المخابرات الأميركية، الأمر الذي يطرح تساؤلات كثيرة منها: هل فعلاً هناك إرادة دولية حقيقية للتخلص من هذا الورم الخبيث، المتمثل في تنظيم أئمة الشر، أم أن هناك من لا يزال لديه رغبة في وجود التنظيم واستخدامه كبندقية مؤجّرة حتى ولو عبر ابتزازه بفزاعة الحظر لضمان استمرار الخدمة؟

المستغرَب أن بعض الدول الغربية، تحاول دائماً إعادة إنتاج جماعة «الإخوان» والدفاع عنها وتبني مشاريعها، وظهر هذا واضحاً في ليبيا، رغم تورط الجماعة في عمليات إرهابية ومشاريع وأعمال قذرة، ورغم تحذيرات من أن جماعة «الإخوان» تشكّل تهديداً للأمن العالمي.

الإدارة الأميركية التي لا تزال تتردد في إدراج الجماعة على قائمة الإرهاب، رغم ما قاله رئيس لجنة الأمن القومي رون ديسانتس، من أن «الإخوان المسلمين هي منظمة مسلحة لها جماعات تتبعها في 70 دولة»، و«إن سياسة واشنطن أخفقت في التصدي لنهج العنف لدى تنظيم (الإخوان) الإرهابي ودعمه لجماعات متشددة». الجماعة التي أسسها حسن البنا في مصر في مارس (آذار) عام 1928 بتمويل من السفير البريطاني قدره 500 جنيه في حينها، هي في الأصل صناعة بريطانية. فتنظيم «الإخوان» المبتدع دينياً والفاشل سياسياً، صناعة بريطانية باعتراف جون كولمان، وهو ضابط سابق ووكيل المخابرات البريطانية «MI6»، حيث كانت السياسة البريطانية في حاجة لاختراق المجتمع العربي بتنظيم يعادي القوميين العرب الذين ناصبوا السياسة الاستعمارية العداء، وكذلك تنامي الحاجة لوجود تنظيم تستطيع استخدامه وتطويع الشباب من خلاله ويكون تحت رعايتها. فالحكومات البريطانية المتعاقبة من أربعينات القرن الماضي حتى اليوم، كانت توفر الدعم والحماية واللجوء السياسي لعناصر وقيادات الجماعة من دون التأكد من خلو ملفاتهم من جرائم الإرهاب في بلدانهم الفارين منها، مما جعلها مأوى آمناً للجماعة. التأخر في تصنيف جماعة «الإخوان المسلمين» تنظيماً إرهابياً، يطرح سؤالاً عن مدى الجدية لدى العالم عامة والإدارة الأميركية خاصة بدوائرها المختلفة على المضي في هذا الأمر. ولكن في ظل البراغماتية الأميركية وتقاطع المصالح تبقى حالة التردد في إعلان التنظيم والجماعة تنظيماً إرهابياً، رغم انتفاخ ملفات الجماعة بالأدلة على تورطها في الإرهاب.

 

فيس بوك إخوانى برعاية توكل كرمان

خالد منتصر/الوطن/ 10أيار/2020»

عيّن «فيس بوك»، يوم الأربعاء، 20 شخصاً من جميع أنحاء العالم للعمل على ما سيكون فعلياً «المحكمة العليا» على شبكة التواصل الاجتماعى، وستختص المحكمة بإصدار أحكام بشأن نوع المشاركات التى سيتم السماح بها وما يجب إزالته، وتضم القائمة تسعة أساتذة قانون، وحاصلين على جائزة نوبل للسلام، وصحفيين، ودعاة حرية التعبير، وكاتباً من معهد كاتو الليبرالى... إلخ. وما يهمنا كعرب هو أن الشخصية العربية الوحيدة التى تم اختيارها فى تلك المحكمة هى اليمنية توكل كرمان! لم يجد الفيس بوك فى العالم العربى كله إلا هذه السيدة الإخوانية حتى النخاع، الكارهة لمصر حتى الثمالة، والتى قالت عن الرئيس السابق محمد مرسى فى إحدى تغريداتها «صلوا عليه وسلموا تسليماً» تماشياً مع إخوان مصر الذين قالوا إن مرسى قام بإمامة الأنبياء فى صلاة الجماعة فى رابعة! وقالت أيضاً عن مرسى: «قتلناك يا آخر الأنبياء» استعارة من نزار قبانى ومقارنة بعبدالناصر، وشتمت وسبّت كثيراً فى الجيش المصرى بنفس لهجة وسفالة قطعان الجماعة الذين ما زالوا يلعقون أحذية العثمانلى حتى الآن ويحرضون على بلدهم لقاء الليرات. قرار فى منتهى الخطورة سيجعل الفيس بوك ملتحياً يرفع علامة رابعة ويبايع المرشد والأمير على المنشط والمكره، يجب أن نحتشد جميعاً لإعلان رفضنا لسياسة واتجاه أهم وسيلة تعبير اجتماعى فى العالم، وسيلة هى الأهم والأخطر فى العالم الآن، والتى باتت تعلن باختيارها كرمان انحيازها لتلك الجماعة الإرهابية بينما العالم يكتوى بنارهم، توكل كرمان ستجعل فريق مراقبة الفيس بوك العربى يحذف ويحظر كل من يقترب من الإخوان أو ينتقدهم بدعوى حرية التعبير وتحت لافتة حقوق الإنسان، بينما هؤلاء الإخوان لم يحترموا حق إنسان مختلف عن جماعتهم على وجه الأرض ولو لمرة واحدة، ستصبح المعركة الفكرية غير متكافئة، فسيصبح منتقدو الإخوان فى حالة خرس أمام ماكينة الإخوان الثرثارة، سيتم تزييف الوعى وغسل الأدمغة لقبول إرهاب الإخوان على أنه حرب تحرير!!

إن قرار تعيين توكل كرمان رقيبة على عقولنا هو بمثابة احتلال فكرى وذهنى، وشلل فى كل مفاصل التغيير، إغلاق آخر نافذة تغيير سلمية أمام طلاب الاستنارة ومحررى العقل من الدوجما والفاشية، ورمى مفتاحها فى المحيط، دلالة اختيارها كارثية، فما زال مثقفو الغرب فى أوروبا وأمريكا جاهلين بخطر الإخوان حتى هذه اللحظة برغم التفجيرات والاغتيالات التى تحدث عندهم، ما زالوا لا يعرفون أن «داعش» وُلدت من رحم الإخوان، ما زالوا يعتقدون أنهم فصيل وطنى ولا يعرفون أنهم لا يعترفون بأوطان أو حدود، لا يعترفون إلا بالخلافة، يجهلون أن الإخوان حالة سيكوباتية معقدة لا علاج لها، وضبع شرس من الضوارى لا يمكن ترويضه ليكون أليفاً، توكل كرمان ليس مكانها منصة محكمة الفيس بوك ولكن مكانها قاع بئر الخيانة.

 

الجامعة الأميركية في بيروت ...منارة تقاوم ظلمة السياسة والفساد والوباء

إياد أبو شقرا/الشرق الأوسط/10 أيار/2020

مألوفة عندنا الحكمة القائلة «خير لك أن تضيء شمعة من أن تلعن الظلمة». ولكن ماذا عن منارة علم وفكر وثقافة تهدّدها اليوم ظلمة السياسة ولعنة الفساد وجائحة قاتلة حصدت وتحصد الملايين، وتتسبب في بطالة عشرات الملايين وتحجر مئات الملايين من البشر في بيوتهم - إذا كانت لهم بيوت - على امتداد الأرض؟ ماذا عن منارة عمرها 154 سنة أسهمت في قيادة نهضة تنويرية غير مسبوقة في المشرق العربي، وصمدت أمام الحروب والمجاعات وتغيير الخرائط... لكنها تجد نفسها الآن محاطة بشرق أوسط أضاع البوصلة، فتصحّرت فيه الثقافة، وتصخّرت العقول، وتجلمدت القلوب وجاعت البطون، وصار التنوع فيه نقمة بعدما كان نعمة، وصار القبول بالتقسيم إنجازاً باهراً درءا لتفتيت لا نهاية له؟ ماذا عن منارة يسجل التاريخ أنها كانت ولا تزال أقدم نافذة للشرق على الغرب، وللغرب على الشرق، تلاقحت في كتبها ومقاعد دراستها وقاعات محاضراتها ومختبراتها العلمية الحضارتان العالميتان، وتلاقى الدينان التوحيديان العظيمان الإسلام والمسيحية، واتسعت بتسامحها وانفتاحها لكل الأقليات الدينية والعرقية من كل حدب وصوب؟

ماذا عن منارة سبقت في تاريخ تأسيسها، على يد دانيال بلس، بعض كبريات جامعات العالم، وأعطت العالم وما زالت تعطيه كفاءات ومواهب تتبوأ أرفع المكانات حيث حلت في رياح الدنيا الأربع؟ الجامعة الأميركية في بيروت، التي تمرّ اليوم بمصاعب حقيقية، ساهمت في مصاعبها عدة عوامل - كلها خارج إرادتها - ليست كأي جامعة أخرى. إنها ليست مجرد جامعة... وأميركية. فلا كل الجامعات في العالم يليق بها هذا الاسم، ولا كل معاهد التعليم العالي الأميركية، أو التي تنتسب إلى الولايات المتحدة جغرافياً أو تمويلياً أو نمطاً تدريسياً، من مستوى واحد.

لا. نحن هنا نتكلم عن تراث كان أكبر من الهويّات التي عَبَرت عليها وبها. عن حالة استثنائية غير مسبوقة وغير متكرّرة لا في دنيا العرب ولا في الغرب.

فهي حتى عندما أسست تحت اسم الكلية السورية البروتستانتية عام 1866 كانت مشروعاً نهضوياً أكبر من اسمه. ومنذ البداية كان ثمة إدراك لدى المؤسسين لأهمية العلوم التطبيقية والبحثية؛ ولذا كانت كلية الطب من كلياتها الرائدة.

ومن ثم، بعد الحرب العالمية الأولى، وتحديداً، عام 1922، غُيّر الاسم إلى الجامعة الأميركية في بيروت. وبذا تخلّت عن الهوية الكنسية التي رافقت حقبة التأسيس، وتماشت مع المتغيّرات الجغرافية في حقبة الانتداب ما بعد سايكس - بيكو. وكذلك، بدلاً من أن تنزلق إلى الاجتهادات «القومية» التي نشطت في المشرق العربي خلال العقود التالية، فإنها اكتفت بالاسم الواقعي الجديد، أي «الجامعة الأميركية في بيروت».

وحقاً، خلال العقود التالية، كان حرم الجامعة الأخضر الجميل المطل على البحر، في منطقة رأس بيروت، ملتقى للأفكار وحلبة للجدال والتذاكُر.

في ممرّاته ارتفع صخب دعاة القومية السورية والقومية اللبنانية، وتحت أشجاره الوارفة بشّر العروبيون بالقومية العربية، وتحمّس الإسلاميون والعلمانيون والماركسيون والليبراليون والمحافظون الإكليريكيون... كل لوجهة نظره، وهذا يوم كان السلاح... المنطق لا الرشاش الأوتوماتيكي.

في هذه «الواحة» التي وصفها الصحافي البريطاني مايكل آدامز حاضرت عقول... ودرست مواهب. فيها كان قسطنطين زريق يقابله شارل مالك، وسعيد حمادة ومعه حنا بطاطو ويوسف أيبش. وفيها تخرّج عمر أبو ريشة وحافظ جميل وعلي الوردي، وكذلك حسن كامل الصبّاح وزها حديد.

هنا درس فارس الخوري وناظم القدسي وعمر السقّاف وفاضل الجمالي... وهنا أيضاً درس أحمد الخطيب ووصفي التل وحيدر عبد الشافي وسليم الحص وسعدون حمّادي...

هنا انطلقت الرائدات في عالمنا العربي... فريدة السليمان وليلى شرف وديانا تقي الدين وحنان عشراوي وثريا العريّض وسحر السلاب... وهنا تفاعل الرئيس الأفغاني أشرف غني والوزير الإيراني علي أكبر صالحي والدبلوماسي الأميركي - الأفغاني زالماي خليل زاد مع عالمنا وبيئتنا، فأحبونا بلا إغراء أو كرهونا من دون ضغوط.

هذه البيئة الفريدة في ثرائها المعنوي والفكري، تشكل النقيض الحي لكل ما نمرّ به اليوم، سواءً في موطن الجامعة الجغرافي لبنان، أو حاضنتها الإقليمية، منطقة الشرق الأوسط. وهذا الثراء المعنوي يهدده مسلسل الزلازل السياسية والهزات الاقتصادية، والآن جائحة «كوفيد - 19» التي وسّعت دائرة الهواجس، وشغلت مَن كان بإمكانهم أن يعوّضوا بسرعة تبعات الانهيار اللبنانية والفشل الإقليمي. فإبان التحديات السابقة، كانت البدائل الاحتياطية متوافرة، وتمكّنت «أسرة» خريجي الجامعة المنتشرين على امتداد العالم من دعمها بسخاء، حتى إبان الحرب اللبنانية (بين 1975 و1990). بيد أن الظرف الحالي، ما ترك مكاناً في العالم خالياً من هموم الوباء والبطالة وشد الأحزمة ومخاوف الإفلاس.

من هنا، اضطرت الجامعة إلى إصدار بيان صارحت فيه بحقيقة المصاعب الخريجين، ولبنان والمنطقة، بل كل من هو ضنين بالحفاظ على صرح نادر من صروح الثقافة والتعايش والتسامح. ومن ثم، دعت لتقديم الدعم بكل السبل، كي لا تضحّي الجامعة بموظفيها أو مستواها أو خدماتها التعليمية والطبية العلاجية، وذلك إلى حين يتجاوز العالم المحنة الحالية.

طبعاً، لبنان اليوم في وضع أسوأ بكثير من أن يسمح له بدعم مؤسسة لها عليه أكثر بكثير مما له عليها. والمنطقة العربية، أيضاً، فيها من المتاعب والهموم ما يكفيها، وأحياناً ما يزيد كحالتي سوريا والعراق.

بل حتى في الولايات المتحدة نفسها، حيث فقد نحو 15 في المائة من المواطنين الأميركيين وظائفهم بفعل الجائحة القاتلة وتداعياتها الاقتصادية، تأتي الأولويات المحلية على رأس قائمة اهتمامات المسؤولين. كيف لا والبلاد مقبلة خلال أشهر معدودات على انتخابات رئاسية وتشريعية محورية.

التحدي، جدّي إذن، ولكن، في اعتقادي، لا خيار إلا بالتفكير الإيجابي، واتخاذ القرار بإنجاح عملية الإنقاذ مهما كان الثمن.

ذلك أن بدائل الإنقاذ على لبنان ستكون مخيفة.

وعلى المناخ الفكري العام في المشرق العربي أمام أخطار «غول» الملالي وشبح «الدواعش» و«ظلامية» الليكودية التوسّعية، كارثية.

وعلى مستقبل الوعي والتسامح والتعدّدية، في ظل صراعات النفوذين الإقليمي والدولي على المنطقة، أكثر من مأساوية.

 

«كورونا» وفاشية إردوغان

جمال الكشكي/الشرق الأوسط/10 أيار/2020

في زمن ««كورونا»» تكسرت قواعد ومفاهيم عديدة... العالم ينتظر ملامحه الجديدة بعد الجائحة... احترم الموت... وتفرغ لمقاومة الوباء... زعماء وقادة ورؤساء فرضت عليهم الإنسانية تعاملاً خاصاً في هذه الظروف، لكن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان لم توقف أطماعه جائحة «كورونا»، ولم يردع تصرفاته الشهر الحرام.هو مثل جماعته «الإخوان»، اعتبر الكوارث فرصة لتحقيق أطماعه وتوسعاته في الداخل والخارج. في هذه الظروف الصعبة أعطى الضوء الأخضر لتنظيمات وميليشيات لتمارس عنفها في مختلف العواصم العربية. حساباته الوهمية قادت خياله المريض بأن «كورونا» تركت فراغاً يستطيع أن يملأه. راكم المرتزقة، ناور بخطابات وتصريحات هزلية، ففضحته البحرية اليونانية بكشفها عن إرساله كميات كبيرة من المساعدات العسكرية، والطائرات المسيّرة إلى حليفه فائز السراج رئيس الحكومة الليبية التي انتهت صلاحيتها منذ ديسمبر (كانون الأول) عام 2017. تزايدت خسائر الجيش التركي، خشي حزبه من رد فعل الشارع فأصدر تشريعاً يجرم أي حديث حول خسائر جيشه في ليبيا وسوريا. رجاله المخلصون يواصلون الزيف والكذب والتضليل. الرئيس التركي صاحب استراتيجية جدول أعمالها هو التخريب، واستدعاء الفوضى التي يشارك في صناعتها منذ عام 2011. لم يتحمل الانهيارات والضربات المتلاحقة للتنظيمات الإرهابية مثل «داعش»، و«أحرار الشام» فانشغل الأيام الماضية بكيفية إعادة بث الروح فيها من جديد. تعامل مع «الإخوان» بوصفه «المرشد الفعلي» للجماعة، ولم يتخلوا أمامه عن مبدأ السمع والطاعة، زرع إعلاماً مأجوراً، واعتقد أنه سيحقق به مزيداً من المكاسب، لكن الواقع يؤكد سقوطه في مصيدة الخسائر.

سياساته الهوجاء خصمت من رصيده، تآكلت شعبيته لصالح معارضيه، أحدث الاستطلاعات كشفت تراجع إردوغان لأقل من 23 في المائة من الأصوات، وأكدت أن أصوات الأغلبية من نصيب عمدة إسطنبول.

كلما طاردته هواجس الرحيل، بحث عن بضاعة فاسدة يبيعها للداخل التركي. استلهم الفكرة الفارسية، وأسس لنفسه الحرس الثوري الإردوغاني تحت لافتة «حراس المدن» أو «حراس القرى»، و«فرق السلطان مراد» و«شركة صادات». اعتبرها أسلحة جاهزة يمكن في أي لحظة إشهارها في وجه معارضيه.

اتبع سياسة التخلص من الشخصيات اللامعة المحتمل أن يكون لها شعبية يلتف الشارع حولها. واصل حملات الاعتقالات بلا هوادة، استطاع أن يجعل تركيا أكبر سجن في العالم. توهم أن عودة العثمانية الجديدة في ليبيا على بُعد أمتار، ولم يدرك أنه بالإمكان بتر أقدام ميليشياته من بُعد أميال.

ثمة تحالف يعاني من انفصام عن الواقع. التنظيم الدولي لـ«الإخوان» يرى أن الفرصة قائمة لاستعادة الخلافة التي هوت مع هزيمة تركيا في الحرب العالمية الأولى، وأنصار النظام التركي من القوميين يرون أن سياسة إردوغان سوف تسترد الأراضي التي خسرتها تركيا بموجب اتفاقية لوزان عام 1923.

جرأة مرفوضة، وتخريب لن يرحمه التاريخ، وتصرفات تحتاج من المجتمع الدولي إلى وقفة حاسمة. ليس له الحق في احتلال شمال العراق حتى معسكر بعشيقة، سوء النية يؤكده وضع اسم «الليرة الموصلية» في الميزانية التركية منذ 2011. ومن غير المقبول استمرار التجاوزات في حق سوريا. لن يصمد إردوغان أمام أمواج المتوسط إذا لم يستيقظ من هواجس التمدد في ليبيا وشمال أفريقيا.

ظن أن الأجواء السياسية دانت له في تونس، حاول إردوغان عقد اتفاقيات مع الحكومة التونسية للهيمنة والنفوذ، لكن صدمته ردود فعل بعض نواب البرلمان الذين قطعوا الطريق عليه دفاعاً عن السيادة الوطنية.

«العثمانلي» لن ينجو من سداد فواتير باهظة على مختلف الأصعدة. الشواهد بدأت بانشقاق أقرب الناس إليه أحمد داود أوغلو، وعلي باباجان، وعبد الله غُل. الضربات متلاحقة في عظم الاقتصاد التركي. البنك الدولي قال شهادته أمام العالم. زاد عجز الميزانية، اختلال الميزان التجاري، ارتفاع معدلات البطالة، زيادة الدَين الخارجي ليصل إلى 495 مليار دولار، كانت نتيجتها هجرة الاستثمارات الأجنبية. الضربة الموجعة جاءت من حلف الناتو الذي تخلى عن تركيا بسبب خروجها عن المسار المحدد لها. لعب إردوغان على الحبل بين البيت الأبيض والكرملين. لقنته واشنطن درساً مشروطاً بعدم شراء منظومة «إس 400» الروسية، ومنعت بيع طائرات «إف 35» الحديثة لتركيا. مغامراته العسكرية من دون وجه حق، أنهكت قدرات جيشه، حبس أنفاس هزيمته، وراح يعيد التاريخ بتوقيع «الانكشاريين الجدد» الذين ارتكبوا أبشع الجرائم. لم يكتفِ بمهمته «كعراب الإرهاب» في المنطقة العربية فقط، بل امتد لاختراق المجتمع الأوروبي.

الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون فضح العلاقة بين أجندة إردوغان، وأجندة الإرهاب في أوروبا. تقارير المخابرات الألمانية أكدت أن البؤر الإرهابية التركية تهدف لترسيخ أفكار إردوغان، وحذرت من دعم أنقرة المستمر لأئمة المساجد في أوروبا، وتمويلها بهدف تحقيق أهداف سياسية وتخريبية.

كل الشواهد ليست في صالح إردوغان. تزداد خسائره باستمرار تدخلاته في حق سيادة الدول، وشؤونها الداخلية. بات الرئيس التركي ونظامه كمن «كذب وصدق كذبته». اتخذ من الخيال وطناً يعيش فيه، واصل مستشاره الإساءة إلى المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة في محاولات استفزازية. جاء الرد عليها بحكمة الكبار. نحن أمام مسارات «فاشية» تخالف جميع القوانين والمواثيق والأعراف الدولية. الرئيس التركي يظن أنه سينجو بتصرفاته، لكن كل التقديرات تؤكد أن نظامه اقترب من النهاية. فجميع المؤشرات تقود إلى أن إردوغان على حافة السقوط في الهاوية.

 

الكاظمي وتراجع إيران… والانقلاب

خيرالله خيرالله/العرب/11 أيار/2020

أخيرا استطاع مصطفى الكاظمي تشكيل حكومة عراقية خلفا لحكومة عادل عبدالمهدي الذي استقال في أواخر تشرين الثاني – نوفمبر الماضي.

من المهم السعي إلى الإضاءة على بعض الأمور التي مرّت بين استقالة حكومة عادل عبدالمهدي وتشكيل الكاظمي حكومته. ما لا بدّ من الإشارة إليه أوّلا هو أن مدة نحو ستّة أشهر تقريبا مرّت بين استقالة عبدالمهدي، في ضوء الاحتجاجات الشعبية التي اجتاحت مدنا عدّة بينها بغداد والبصرة والنجف والناصرية، وتشكيل حكومة الكاظمي التي يمكن أن تمهّد لانقلاب كبير. يوحي بذلك إعادة الاعتبار إلى الفريق عبدالوهاب الساعدي وترقيته إلى رئيس جهاز مكافحة الإرهاب، بما يشير إلى رغبة واضحة في التخلّص من النفوذ الإيراني في العراق. هذا ليس حدثا عابرا، بمقدار ما أنّه يعكس توجها إلى تقديم مصلحة العراق على كلّ مصلحة أخرى… هذا حدث كبير في العراق في مرحلة ما بعد العام 2003. لن يكون سهلا على الكاظمي التخلّص من مشكلة عميقة اسمها نظام ما بعد العام 2003 الذي لا يزال يبحث عن هوية له بعيدا عن المحاصصة الطائفية وسيطرة الأحزاب التابعة لإيران على جزء من القرار العراقي. ما يمرّ فيه العراق يتجاوز مسألة تشكيل حكومة إلى مشكلة عميقة لنظام يتبيّن يوما بعد يوم أنّه غير قابل للحياة. فما هو معروف أنّ تشكيل حكومة عراقية كان يحتاج في الماضي إلى تدخّل قاسم سليماني قائد “فيلق القدس” في “الحرس الثوري” الإيراني كي يصبح هناك وفاق على حكومة جديدة. هذا ما حصل بعد انتخابات أيّار – مايو 2018 التي استقال بعدها رئيس الحكومة حيدر العبادي، وهو أمر طبيعي، ولم يجد أمامه بعد ذلك سوى الرضوخ لقرار قاسم سليماني الذي وقع خياره على عادل عبدالمهدي لخلافته.

قبل تشكيل حكومة مصطفى الكاظمي، لم يستطع كلّ من محمد توفيق علاوي وعدنان الزرفي تشكيل حكومة جديدة، ولم ينجح عادل عبدالمهدي في إعادة تعويم نفسه وحكومته. يشير ذلك إلى أنّ نفوذ إيران تراجع نسبيا في العراق.

هذا لا يعود إلى تصفية الأميركيين لقاسم سليماني وأبومهدي المهندس نائب قائد “الحشد الشعبي” العراقي فحسب، بل يعود أيضا إلى تطورات شهدها الوضع العراقي على الأرض. ظهر بوضوح أن الشيعة العرب في العراق ليسوا في الجيب الإيرانية. هذا التطوّر في صلب الانقلاب الذي يمكن أن يشهده العراق في المستقبل القريب. فوق ذلك كلّه، تبيّن بما لا يقبل الشكّ أن هناك انقسامات داخل “الحشد الشعبي” الذي يضمّ ميليشيات تابعة لأحزاب عراقية تابعة، بطريقة أو بأخرى، لإيران. لم تعد هذه الميليشيات متلاحمة في ما بينها لأسباب عدّة. من بين هذه الأسباب نقص المال لدى العراق ولدى إيران.

كان طموح إيران تحويل “الحشد الشعبي” إلى ما يشبه “الحرس الثوري” في “الجمهورية الإسلامية”. لم تنجح في ذلك. تراجع مشروعها في ظلّ أزمة داخلية عميقة تعاني منها. في أساس هذه الأزمة فشل النظام في التعاطي مع المطالب الشعبية نظرا إلى أنّه ليس لديه ما يقدّمه للمواطن العادي من جهة، وتردي الوضع الاقتصادي من جهة أخرى. تردّى هذا الوضع بسبب العقوبات الأميركية وهبوط سعر برميل النفط وسعر الغاز وانتشار وباء كورونا الذي لعبت إيران دورا في تصديره إلى المنطقة بعدما أتاها من الصين.

في هذا السياق، جاء تشكيل مصطفى الكاظمي لحكومته. هذه الحكومة ليست معادية لإيران التي استطاعت عبر الجنرال إسماعيل قآني، الذي حلّ مكان سليماني في موقع قائد “فيلق القدس”، وضع “فيتو” على عدنان الزرفي. هناك قنوات بين الكاظمي نفسه وطهران. لكنّ الأكيد أن “الجمهورية الإسلامية” كانت تطمح إلى أن يشكل شخص آخر غير مصطفى الكاظمي، الذي كان مديرا للمخابرات ويعرف الأميركيين ويعرفونه، حكومة عراقية ما زالت غير مكتملة، أقلّه إلى الآن.

وعد رئيس الحكومة العراقية الجديد بإجراء انتخابات نيابية مبكرة. أيّده في ذلك الأميركيون وسارع وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو إلى الاتصال به. فوق ذلك كلّه، تعهد بإقامة علاقات جيدة مع الجيران العرب ومع غير العرب، أي مع إيران وتركيا. كانت لافتة الاتصالات التي تلقاها من كبار المسؤولين العرب، في مقدّمهم العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز ووليّ العهد السعودي الأمير محمّد بن سلمان.

في مرحلة معيّنة، أي في غضون أسابيع قليلة، ستبدأ مفاوضات أميركية – عراقية ذات طابع استراتيجي لتحديد مستقبل العلاقة بين البلدين. ما الذي سيفعله مصطفى الكاظمي الذي يمكن أن تزداد عليه الضغوط الإيرانية من أجل فرض انسحاب عسكري أميركي من العراق؟ من الواضح أن لإعادة الاعتبار إلى عبدالوهاب الساعدي الذي وصفه رئيس الحكومة العراقية بـ”البطل” مدلولا مهما في اتجاه استعادة العراق قراره المستقلّ.

ستكون الأسابيع القليلة المقبلة امتحانا للعلاقة بين رئيس الحكومة العراقية الجديد وإيران التي ارتضت مهادنته ولم تستطع عرقلة تسميته لضابطين محترفين في موقعي وزير الداخلية ووزير الدفاع. من الواضح أنّ لدى الكاظمي طموحات لا تتفق مع الطموحات الإيرانية بالنسبة إلى مستقبل العراق الذي يعاني من الفساد ومن هبوط سعر برميل النفط إلى حدّ كبير. العراق بلد مفلس، على الرغم من كلّ ثرواته ولا خيار آخر لدى رئيس حكومته، في حال كان يريد المحافظة على السلم الاجتماعي، سوى محاولة الاستجابة لمطالب شعبية عراقية تختزلها فكرة إعادة بناء مؤسسات الدولة ورفض أي سلاح خارج سلاح الجيش العراقي.

يمكن القول إن مصطفى الكاظمي نقطة توازن والتقاء بين أميركا وإيران في العراق، لكنّه عراقي أوّلا وأقدم على خطوة استعادة مؤسسات الدولة العراقية. سيعتمد الكثير في الفترة القريبة المقبلة على مستقبل النظام الإيراني وقدرته على التصالح مع الواقع مع ما يعنيه ذلك من اعتراف بأنّ لا قدرة لديه على الاستمرار بمشروعه التوسّعي. لعلّ التغريدة الأخيرة لـ”المرشد” علي خامنئي قد تعني شيئا عن إمكان الصلح مع أميركا. أورد خامنئي في تغريدته عبارات تمجّد صلح الحسن بن علي شقيق الحسين مع معاوية. هل يعطي خامنئي الضوء الأخضر لمفاوضات سرّية مع أميركا؟

في حال حصل ذلك، تكون إيران سارت في طريق التعقّل آخذة في الاعتبار أنّ إدارة دونالد ترامب ليست إدارة باراك أوباما، وأنّ تراجعها الذي أكده قبولها بمصطفى الكاظمي ليس تراجعا موقتا في انتظار أيّام أفضل يصعب أن تأتي في ظل كورونا وآثاره وهبوط سعر النفط والغاز واستمرار العقوبات الأميركية…

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

التعبئة الأميركية ضد ايران، والمغالاة في الحديث عن تباين بين بوتين والأسد

 موقع 5 نجوم/10 أيار/2020

https://www.5njoum.com/news/altabeh-alamyrkyh-dhd-ayran-walmghalah-fy-alhdyth-an-tbayn-byn-bwtyn-walasd

  نتائج حلقة تفاعلية مع مسؤولين من الخليج وأميركا وروسيا

 التعبئة  الأميركية مستمرة ضد إيران وحزب الله

ومغالاة في الحديث عن تنافر بين بوتين والأسد

لافتٌ ما قاله وزير الدولة للشؤون السياسية الخارجية لدولة الإمارات العربية، الدكتور أنور قرقاش، في حلقة مستديرة افتراضية لقمّة بيروت انستيتيوت في أبو ظبي e-policy circle عندما تطرّق الحديث الى أرجحية لجوء إيران الى التصعيد العسكري خليجياً لتوجيه رسالة انتقامية واستفزازية للولايات المتحدة، وذلك لتحويل الأنظار بعيداً عن الاضطرابات المتوقّعة داخل إيران أواخر الشهر الجاري نتيجة تفاقم الغضب الشعبي والتدهور الاقتصادي المترتّب على العقوبات الأميركية والسياسات الإيرانية. ولافتٌ كذلك تكذيب نائب وزير الخارجية الروسي السابق اندريه فيدوروف كل ما يقال عن تنافر بين فلاديمير بوتين وبشّار الأسد.

قرقاش لخفض التصعيد

 قال الوزير قرقاش "علينا التركيز على خفض التصعيد de-escalation العسكري" والتركيز بدلاً من ذلك  على "كيفية إدارة سياساتنا الخارجية في المرحلة المقبلة بصورة عمليّة وبنّاءة إنما ليس من منطلق الطموح لبناء نظام اقليمي جديد  وإنما من منطلق لأولويات الداخلية التي لا يمكن لها الانتظار والتي قد لا تكون سياسية، إنما تداعياتها سياسية" بامتياز.

لم يلتقط قرقاش أيّة خيوط لتوجيه رسائل تهديد أو إنذار أو اتهام الى طهران بل أصرّ على رسالة التهدئة وتخفيف حدّة التوتر بين واشنطن وطهران وبين طهران والعواصم العربية. لهذا الموقف دلالات ثنائية وإقليمية ودولية. الحلقة السياسية المستديرة تحت عنوان "الاستقرار بمفهومه الجديد" ضمّت أيضاً كلا من الأمير تركي الفيصل السفير السعودي السابق في واشنطن ولندن ورئيس الاستخبارات السعودية الأسبق، والجنرال ديفيد بترايوس رئيس الاستخبارات المركزية الأميركية CIA الأسبق وقائد القوات الأميركية في العراق وأفغانستان سابقاً، وأندريه فيدوروف نائب وزير الخارجية الروسي الأسبق. وأدرتُ النقاش بصفتي المؤسس والرئيس التنفيذي لمؤسسة بيروت انستيتيوت والرئيس المشارك لقمّة بيروت انستيتيوت في أبو ظبي. 

في المعلومات أولا

 المصادر الأميركية الوثيقة الاطّلاع والرفيعة المستوى أكّدت ان الرئيس الأميركي دونالد ترامب تحدّث هاتفياً مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لحثِّه على خطوات مماثلة لتلك التي اتخذتها المانيا بتصنيفها حزب الله "إرهابياً" وللفت نظره الى مساوئ دفن الرؤوس في الرمال.

واشنطن التي ساهمت في مسيرة القرار في برلين لم تكتفِ بالترحيب بقرار المانيا، بل  تحرّكت بِسُرعة لتوسيع البيكار وحمل أوروبا برُمّتها على تبنّي مواقف مماثلة. الاتصال الهاتفي على مستوى الرئاسة بين واشنطن وباريس إنما يُبرز الأهمية التي تُوَلّيها إدارة ترامب الى هذه المسألة لأنها تنظر الى حزب الله على أنه بين أهم الأولويات والممتلكات الإيرانية إقليمياً وعالمياً.

إجراءات المانيا صدمت ليس فقط "حزب الله" وإنما الحكومة اللبنانية التي تتصرّف بأمرته والتي اعتقد الحزب انها واجهة مفيدة له، إذا أسماها تكنوقراطية. صدمة الحكومة اللبنانية تنطلق أيضا من قرارات جديدة في المانيا تشترط التزام الدول بالديمقراطية ومحاربة الفساد والحوكمة الرشيدة للاستمرار في تقديم مساعدات. وهذه شروط غير منطبقة على لبنان حاليا.

في التحركات الأميركية حيال ايران ثانيا  

استخدام الرئيس ترامب حق النقض (فيتو) على قرار الكونغرس الأميركي القاضي بكبح أي عمل عسكري ضد إيران إذ أعلن البيت الأبيض ان الرئيس يرفض الحد من صلاحيّاته لإطلاق العمل العسكري ضد إيران، إذا وجد ذلك ضرورياً، وانه يرى ان قرار الكونغرس كان "مهيناً جداً". اللافت هنا ان ترامب نوّه بأن استهداف قائد "فيلق القدس" التابع الى "الحرس الثوري" الإيراني، قاسم سليماني، لم يؤدِّ الى تصعيد للهجمات الإيرانية ضد الولايات المتحدة. لافتٌ، لأن المزاج في طهران يفيد بأن تأجيل الانتقام لا يعني إلغاءه، ولأن المعلومات الآتية من طهران تعِد بتصعيد آتٍ.

تعهّدت إدارة ترامب بلسان وزير الخارجية مايك بومبيو باستخدام كل "أداة لدينا" لمنع إيران من شراء المزيد من الأسلحة وذلك من خلال العمل على تمديد قرار حظر الأسلحة المفروض عليها في مجلس الأمن.

بغضّ النظر ان نجحت واشنطن في مجلس الأمن بهذا المسعى أو أفشلها الفيتو الروسي والصيني، فهناك العقوبات الأميركية الثانوية التي ستفكّر بها أية دولة تنظر في بيع الأسلحة الى إيران. لكن إدارة ترامب أعطت العراق فُرصةً مفيدة لإيران وذلك بتمديد إعفاء بغداد من العقوبات المفروضة على طهران والذي يُتيح لها الاستمرار في استيراد الغاز والكهرباء من إيران. أتى ذلك على لسان بومبيو لدى ترحيبه بتشكيل حكومة جديدة في العراق برئاسة مصطفى الكاظمي، الرئيس السابق لجهاز المخابرات.

بترايوس :ايران لن تستفزنا مباشرة

ديفيد بترايوس أكّد في خلال الحلقة المستديرة معنا ، قطعاً أن "إيران هي مصدر الاستفزاز" provocation وان وباء كورونا لم يؤثّر في "أهداف إيران التوسّعية لإقامة الهلال الشيعي وللبننة العراق وسوريا بل لبننة لبنان الآن، وأعني، عبر الميليشيات القوية على الأرض، وعبر قوة حزب الله في البرلمان، وفي ائتلاف حزب الله الذي هو فعلياً الأساس للحكومة". هو يرى  أنه مهما حاولت إيران فرض نموذجها على سوريا واليمن والعراق ولبنان، فإن ذلك "صعب جداً في ظل ظروفها الاقتصادية المنهارة بسبب العقوبات وانهيار العملة والبطالة... والفشل الذريع في إدارة ردود الفعل على تفشي وباء" كورونا.

وهنا يبدو  بترايوس جازما بقوله  "لا أعتقد انهم يريدون استفزاز الحرب مع الولايات المتحدة. اعتقد انهم يدركون ماذا سيحدث. ويدركون أن الولايات المتحدة وطّدت قوّاتها في عدد من القواعد في العراق وطوّقتها بدفاعات صاروخية" كما فعلت أيضا في قواعد أخرى في دول خليجية "ولذلك اعتقد انهم سيتصرّفون بحذر".

لكن ذلك لا يعني، بحسب بترايوس، ان إيران لن تستخدم ميليشياتها بالنيابة في محاولة لدفع القوات الأميركية خارج العراق وسوريا وغيرها، لكنها "لن تستفز الولايات المتحدة بصورة مباشرة".

واذا كان بيتراوس يعتبر ان فرص الديبلوماسية بين ايران وأميركا ضئيلة حاليا قبل الانتخابات الرئاسية في تشرين الثاني/ نوفمبر، فقد كان لافتا بقوله "لكني أقترح القيام بمحاولة متواضعة من أجل خفض التوتر بصورة ما ليساهم ذلك لاحقاً في شيء له قيمة ومعنى" في مرحلة ما بعد الانتخابات.

توقّف بترايوس كذلك عند ما اليه ايران من خلال لبنان، فقال : ان "صندوق النقد الدولي بحاجة الى برنامج إصلاحات جدّية من الحكومة اللبنانية وهو ليس في وارد إنقاذ حزب الله" وإنما إنقاذ لبنان وفق برنامج إصلاحات جدّي.

فيما يخص إيران أيضا ، قال فيدوروف "ان الشهر المقبل سيشهد اضطرابات جدّية في إيران وأفغانستان"، وان "الجهات التي أتواصل معها في طهران تفيد بأنهم يدخلون ربما المرحلة الأخيرة من الاستقرار الجزئي في البلاد. فالوضع الاقتصادي رديء، وأجواء المواطنين تزداد سلبية وهذا يؤدي بالقيادة الإيرانية الى الاستنتاج أنه لا مجال للخروج من ذلك الوضع الداخلي سوى من خلال اختلاق أزمة خارجية، الأرجح مع الولايات المتحدة"، وتوقّع حدوث ذلك أواخر مايو أو أوائل يونيو.

الأمير تركي: ايران مسؤولية العالم

الأمير تركي الفيصل حمّل "العالم أجمع، وليس فقط دول مجلس التعاون الخليجي مسؤولية التصدّي لتحديات إيران المتمثّلة في طموحاتها التوسّعية ورمي مشاكلها على الآخرين". قال ان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين "وقف في الجهة الخاطئة من التاريخ بدعمه السيد بشار الأسد"، وان "الفيتو الروسية والصينية" أوصلت سوريا الى حيث هي اليوم. تطرّق الى العلاقة بين الولايات المتحدة والصين ووصفها بأنها صبيانية قائمة على الاتهامات المتبادلة ولوم الآخر.

من جهته قال أندريه فيدوروف ان كافة الدول ستكون أضعف وغير مستقرة وسينعكس انهماكها بمشاكلها الداخلية المادية على سياساتها الخارجية. واما في ما يتعلق بالمبارزة بين الولايات المتحدة والصين فيقول "انني متأكد قطعاً ان الولايات المتحدة ستخرج من هذه الأزمة أقوى بكثير من الصين"، وستكون الولايات المتحدة "الفائز" في هذه المبارزة وستبني ائتلافات ضد الصين" ولن تكون هناك فرصة "للغة مشتركة" بينهما.

فيدروف روسيا تساعد الأسد

فيدوروف سكب الماء البارد على المقالات المتتالية التي أفادت أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قرر الاستغناء عن بشار الأسد، وقال "كل هذا الضجيج الإعلامي كان مجرد ضجيج لم يغيّر شيئاً". وهو اذ أشار الى انهيار العملية السياسية، قال "ان وجهة النظر الروسية ان الحل الوحيد في سوريا اليوم هو محاولة مساعدة بشار الأسد السيطرة على كامل البلاد بما يشمل مضاعفة مساعداتنا العسكرية"، سيما في هذا المنعطف وبالذات في عمليات هجومية حتمية جديدة في ادلب. أضاف ان "ايران تسيطر أكثر وأكثر على سوريا، وروسيا غير قادرة حالياً" على مواجهة ذلك سوى من "خلال تمكين الأسد"، من السيطرة على كامل البلاد.

 عودةً الى اللافت في مداخلة أنور قرقاش هو أنه أصر تكراراً على أننا "نحتاج حقاً الى التركيز على خفض التصعيد" في المنطقة من أجل السماح للدول بالتركيز على "الإعصار" الذي يسببه وباء كورونا ومن أجل التفكير الضروري في نماذج التنمية والإصلاحات. قال ان اختلالات سوق العمل ظهرت كقضية رئيسية رغم انه "من السابق لأوانه" القيام بأي عمل لإعادة هيكلتها. وأضاف ان منطقة الخليج "مثل كل المناطق في العالم ستكون أضعف مالياً وسياسياً" وانه "سيكون من الحكمة التفكير في نماذج التنمية الخاصة بنا، وفي خفض التصعيد ومحاولة حل بعض المشكلات" الإقليمية.    يمكنكم متابعة كامل النقاش باللغة الانكليزية على قناة يوتيوب التالية: https://m.youtube.com/watch?v=jpedw1yEu6s

 

الراعي: مطلوب من كل القوى مساندة الحكومة لتحقيق الإصلاحات وتحرير قرار الدولة من نفوذ قوى الأمر الواقع وتدخلاتهم

وطنية - الأحد 10 أيار 2020

ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، قداس الأحد في كنيسة السيدة في الصرح البطريركي، في بكركي، بمشاركة لفيف من المطارنة والكهنة.

بعد الإنجيل المقدس، ألقى عظة بعنوان "يا سمعان بن يونا أتحبني؟ إرع خرافي! إتبعني!". وقال: "ثلاث كلمات قالها الرب يسوع، وواحدة سمعان-بطرس. الكلمات الثلاث: أتحبني؟ إرع خرافي! إتبعني! حددت مفهوم السلطة ليس فقط في الكنيسة بل وفي المجتمع والدولة أيضا. فالسلطة ترتكز عند صاحبها على محبته لله: من يحب الله جدير بالسلطة وبممارستها. مما يعني أنه مدعو ليحمل محبة الله تجاه من هم في عهدته وإطار سلطته، ويجسدها في الأفعال، سائرا بذلك على خطى المسيح الرب الراعي الصالح (يو11:10). أما كلمة سمعان بطرس: نعم، أنت تعرف أني أحبك، فكانت تأكيدا من القلب لمحبته، والتزامه ممارسة قيادة الكنيسة ورعاية المؤمنين، باذلا نفسه من أجلهم على مثال الرب يسوع".

أضاف: "نحيي اليوم الذكرى السنوية الأولى لوفاة المثلث الرحمة البطريرك الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير، الذي عاد إلى بيت الآب في 12 أيار من العام الماضي. ونقدم هذه الذبيحة الإلهية لراحة نفسه في السماء بين الأحبار، رعاة الكنيسة القديسين المحيطين براعي الرعاة سيدنا يسوع المسيح (1بط 4:5). إن ذكراه، في ضوء إنجيل اليوم، تظهر لنا وجهه كراع صالح قاد كنيستنا المارونية مدة خمس وعشرين سنة بكل حكمة ومحبة وتفان، مخلصا للمسيح الرب وللكنيسة ولأبنائه وبناته الموارنة حيثما وجدوا. وفيما نصلي من أجله قائلين: الراحة الدائمة أعطه يا رب، ونورك الأزلي فليضىء له، نرجو أن يشفع لكنيستنا بصلاته لدى العرش الإلهي".

وتابع: "نصلي أيضا على نية كل مسؤول في الكنيسة والمجتمع والدولة، لكي يدرك قدسية سلطته، من حيث أن الله الخالق وضع في سر تدبيره نظاما للعالم ليعيش الناس والشعوب في سلام، ويتفاهموا ويرعوا شؤون مدينة الأرض، وينعموا بالخير والعدل. فكانت السلطة الدينية، وكانت السلطة السياسية المدعوة دائما إلى استلهام مشيئة الله، وتصميمه الخلاصي. فيكون على صاحب كل سلطة أن يقضي بالبر للشعب، وبالانصاف للضعفاء (مز 2:72)، مما جعل بولس الرسول يقول: لا سلطان إلا من الله (روم 1:13). كثيرون ممن تولوا السلطة السياسية كما الدينية، تقدسوا بممارستهم لها بالمحبة والتفاني والأخلاقية، ورفعوا على المذابح قديسين وطوباويين (راجع بعض الأسماء في شرعة العمل السياسي، الحاشية 27)، ونذكر هنا القديس الشهيد Thomas More، رجل الدولة البريطاني (1478-1534)، الذي أعلنه القديس البابا يوحنا بولس الثاني مثالا أعلى للمسؤولين عن الحكومات وأهل السياسة، بسبب حياته المسيحية المخلصة وممارسته السياسة المثالية، وبخاصة حماية حقوق الضمير الأدبي، والانسجام الكامل بين الإيمان والأعمال".

وقال: "يسعدني وإخواني السادة المطارنة والأسرة البطريركية في بكركي، أن نحتفل بهذه الليتورجيا الإلهية، وأن نحيي كل الذين يشاركوننا روحيا عبر وسائل الاتصال الاجتماعي مشكورة. نواصل معكم صلاتنا من أجل شفاء المصابين بوباء كورونا، ملتمسين من الله أن يحد من انتشار هذا الوباء ويبيده، فيقيم الكرة الأرضية من شللها الذي يتسبب بنتائج وخيمة وخسائر كبيرة لا تحصى يقع ضحيتها الجميع في مختلف أوضاعهم، ولا سيما المرضى والفقراء. ونصلي بنوع خاص من أجل ارتداد الخطأة إلى التوبة، منظفين قلوبهم من الأميال الشريرة، ومن الحقد والضغينة والكيدية والبغض والأفكار الهدامة. بهذه التوبة الشخصية والجماعية نستحق رحمة الله وتحننه علينا وعلى البشرية البائسة، من جراء فيروس كورونا على الأخص".

أضاف: "ترانا كلنا أمام واجب التمييز بين ما هو إيجابي، الذي يوجب على الجميع التعاون على تعزيزه، وما هو سلبي من أجل التعاون على تصحيحه. هذا ما كنا نتوقعه من اجتماع الأربعاء الماضي التشاوري في القصر الجمهوري، لتدارس مشروع الخطة الاقتصادية الإنقاذية الإصلاحية، تمهيدا لطرحه على المجلس النيابي بشكله الكامل. فلا بد من الترحيب بإقدام الحكومة على وضع هذه الخطة. أما وقد أعطي ما أعطي من ملاحظات حولها، فإن الحكومة ستعمل على تصحيح ما يلزم، وهي أمام واجبين: داخلي وخارجي. فداخليا، من واجبها النظر في شؤون المواطنين الملحة واتخاذ الإجراءات السريعة لحل مشاكلهم المالية والصحية والغذائية والبيئية والحياتية، ومشاكل البطالة والجوع والفقر. وخارجيا، ترى الحكومة نفسها أمام واجب الإسراع في إنهاء الخطة الإصلاحية، وإقرارها من المجلس النيابي مع ما يلزم من قوانين، لكي تتمكن من إجراء المفاوضات البناءة مع الخارج، ولا سيما مع صندوق النقد الدولي".

وتابع: "مطلوب منا جميعا، وبخاصة من القوى السياسية، العمل على تشجيع الحكومة ومساندتها في تحقيق الإصلاحات المطلوبة داخليا ودوليا، من مثل قطاع الطاقة والكهرباء، الأملاك البحرية، التحديد الصريح للمديونية وتوزعها، الحل لتخمة الموظفين القدامى والجدد في الوزارات والإدارات العامة، ضبط الحدود ومكافحة التهريب، توضيح النظرة عن الخصخصة بين القطاعين العام والخاص، تحرير قرار الدولة من نفوذ قوى الأمر الواقع وتدخلاتهم، تمتين علاقات لبنان مع محيطة والأسرة الدولية. كل هذه الامور تقدم تحفيزات إلى المنتشرين والمستثمرين اللبنانيين والعرب والأجانب. زمننا زمن التعاون لمعالجة أوضاعنا في لبنان، وخدمة شعبنا، وتلبية انتظارات شبابنا".

وسأل: "أتحبني؟ إرع خرافي! إتبعني! هذه الكلمات تتوجه من فم المسيح الرب إلى كل شخص يتولى سلطة في الكنيسة والمجتمع والدولة. أنت صاحب سلطة؟ يفترض منك أن تحب الله، حبا دائما، لكي تحمل محبته عبر شخصيتك بفرادتها، إلى كل الذين تشملهم سلطتك. هذا يعني أنك تكون على مثاله راعيا صالحا في رعاية خرافه بالبذل والعطاء والاعتناء، وتسير على خطاه في الحب حتى النهاية (يو 1:13). هذا يقتضي منك الولوج في عمق سر الله بالصلاة والممارسة الدينية والتأمل في الكلام الإلهي".

وختم الراعي: "نسأل الله أن يسكب الحب في قلب كل مسؤول، فيدرك أن جمال الحب واختباره يعطيان السلطة مفهومها وسعادتها، ودفعا متجددا إلى مزيد من العطاء بهدف إسعاد الجميع".

 

السنيورة: هناك أمل في الإنقاذ والمهم أن نرى ما يبشر بتغيير حقيقي في أداء رئيس الجمهورية والحكومة

وطنية - الأحد 10 أيار 2020

شدد الرئيس فؤاد السنيورة، على أن "هناك أملا في إنقاذ لبنان من الإفلاس، حتى بعدما وصلنا إلى هذه المرحلة من التدهور والتردي، ولكن لكي يتحقق التقدم على مسار هذا الأمل، يقتضيه الكثير الكثير من الإرادة والعزيمة والرؤية الصحيحة والقدرة على اتخاذ القرارات الإصلاحية والإصرار على تنفيذها".

وقال في حوار مع قناة "الحرة": "حسنا فعلت هذه الحكومة بأن وضعت خطة، على الرغم من أن هناك انتقادات أساسية وكثيرة على هذه الخطة... من حيث الشكل، هذه ليست الخطة الأولى التي وضعت في لبنان، إذ وضعت خطط اقتصادية ومالية عديدة في السابق، ولا سيما في 2002 و2007 في مؤتمري باريس-2 وباريس-3، ولكن المشكلة آنذاك أن تلك الخطط تعرضت لاستعصاء كبير من الأشخاص ذاتهم، ومن ممثلي الأحزاب السياسية ذاتهم الذين يسيطرون الآن على هذه الحكومة، مما حال دون تنفيذها آنذاك. وبالتالي لم تكن المشكلة في عدم وجود الخطط الاقتصادية والمالية، بل في عدم وجود النية والإرادة والقرار والالتزام. وما يقلقني اليوم، هو قد لا تكون هناك الرؤية الواضحة والنية الصحيحة والاستعداد الكافي لدى رئيس الجمهورية والحكومة لاتخاذ القرارات اللازمة لمباشرة العملية الإصلاحية بشكل صحيح، ولا سيما أن الأوضاع أصبحت أكثر صعوبة وأشد خطورة".

ورأى أن "إطباق حزب الله على السلطة والضغوط التي يمليها استنادا الى وهج سلاحه والتأثير الكبير الذي يمارسه على مجموعة الحلفاء الذين يؤازرونه والنفوذ وتأثير الذي يتمتع بهما في مجلس النواب ولاسيما بعد التسوية الرئاسية، ساهمت في عدم تسهيل الحوار مع صندوق النقد الدولي، مما حال دون التوافق على برنامج مع الصندوق، وذلك قبل أن يغير الحزب موقفه أخيرا".

ولفت إلى أن "الحكومة أضاعت وقتا طويلا وثمينا يتعدى الخمسة أشهر، كان بالإمكان توظيفها من أجل الحد من التردي المتعاظم في الأوضاع الاقتصادية والمالية والنقدية والحد من الانهيار الحاصل الآن". وشدد على أن "الإصلاح أمر تقوم به الأمم عندما تكون قادرة عليه، وليس عندما تصبح مجبرة عليه، إذ في هذه الحال، تكون كلفة العملية الإصلاحية أكبر بكثير وآلامها وأوجاعها أشد بكثير، وهذا بالضبط ما وصلت إليه حال لبنان".

وردا على سؤال قال: "بعد هذا الاستعصاء الطويل والتردي الكبير في نسبة النمو الاقتصادي والتراجع في الحركة الاقتصادية، والعجز الكبير في الموازنة والخزينة... بالإضافة إلى التداعيات المترتبة على المتغيرات السياسية الكبيرة والكثيرة التي حصلت في لبنان وانعكست على أوضاعه الاقتصادية والمالية والإدارية بسبب تفاقم الاختلال في التوازنات الداخلية والناتجة من الإمساك والإطباق على السلطة وعلى الدولة والتي يمارسها حزب الله وحلفاؤه، وأيضا بسبب الاختلالات الكبيرة الحاصلة على التوازنات في السياسة الخارجية للبنان، وتحديدا بما خص علاقة لبنان مع أشقائه من الدول العربية وكذلك مع المجتمعين العربي والدولي. هذه الأمور المتفاقمة دفعت بالأوضاع المالية والنقدية إلى أن أصبحت شديدة السوء، وانعكست ذلك الانهيار في سعر صرف الليرة، ونجم عنه في المحصلة انهيار كبير في مستويات الثقة بين المواطنين والدولة، والمواطنين والمجتمع السياسي ككل، وكذلك أيضا مع المجتمعين العربي والدولي والدولة. لذلك، لا وهم لدى أي أحد في لبنان أو في الخارج أنه يمكن الانتقال فورا من حال الظلام الدامس إلى حال الضياء الكامل، أو أن برامج الإصلاح التي يمكن ان يعتمدها لبنان قادرة على ان تحقق ذلك الانتقال الفوري إلى حال التعافي الكاملة ومن دون آلام كبيرة، وهي العملية التي أصبحت الآن تتطلب وقتا أطول".

أضاف: "المهم أن يرى اللبنانيون والمجتمعان العربي والدولي ما يبشر بتغيير حقيقي في أداء رئيس الجمهورية والحكومة في لبنان نحو تعديل البوصلة بما يمكنهما من البدء باستعادة الثقة المفقودة، وذلك يكون من خلال قرارات وتوجهات يتبين منها أنهما ملتزمان احترام الدستور ووثيقة الوفاق الوطني والتقيد بالقوانين وبمصلحة الدولة وبسط نفوذها على جميع أراضيها وحدودها ومرافقها وإيراداتها".

وسأل: "لماذا الإصرار والعناد في عدم تمرير التشكيلات القضائية، وعدم المبادرة فورا إلى معالجة المشكلة المزمنة المتمثلة بالكهرباء، وهذا التلكؤ وعدم المبادرة إلى استعادة الدولة لسلطتها الكاملة على إداراتها ومؤسساتها العامة ومرافقها ومعابرها الحدودية وجميع إيراداتها؟ لماذا هذا الامتناع عن استعادة الاحترام للكفاءة والجدارة في تسليم المناصب القيادية إلى أكفائها؟ ما الذي يمنع الحكومة من البدء في معالجة الخلل في التوازنات الداخلية التي تضمن الاستقرار الداخلي؟ ما الذي يحول دون قيام الحكومة بالشروع فورا في تطبيق الإصلاحات الاقتصادية والمالية والنقدية والقطاعية والإدارية التي تمكن لبنان من تصحيح بوصلته التي اختلت عبر هذه السنوات؟"

ورأى أن "هناك اختلالا كبيرا في التوازن الداخلي في لبنان، فمن جهة أولى هناك فريق برئاسة حزب الله والتيار الوطني الحر وحلفائهما ويتميز بأن هناك في داخله من يستطيع أن يأخذ القرار ضمن فريقه ويلتزمه الآخرون، وأن يؤكد ويحصل على ما يريد مستعينا لذلك بوهج سلاحه. وفي المقابل، الفريق الآخر الذي كان يضمه تجمع 14 آذار أصبح يشكو من تشرذم وضياع في التوجه وعدم القدرة على اتخاذ القرارات اللازمة والصحيحة خلال السنوات الماضية، وأدى ذلك إلى حدوث هذا الخلل الفادح".

وتابع: "ما حصل أخيرا أن هناك بدايات لحديث تعاوني بين الافرقاء الأساسيين الذين كانوا يشكلون مع غيرهم في السابق مجموعة 14 آذار، وذلك ينبغي أن يكون على قواعد جديدة وصحيحة تسهم في تصويب البوصلة. أعتقد أن هذه المجموعة مضطرة إلى ان تجد في ما بينها قواسم مشتركة من أجل تصويب المسيرة السياسية في لبنان، بما يسمح بالاتفاق ايضا على بنود خطة الإصلاح الواجب ان يصار إلى اعتمادها، فلبنان لم يعد يستطيع ان يكون لديه ترف الانتظار والتأخر ولا ترف الاختيار بين بدائل كثيرة، فالمخاطر أصبحت شديدة وكبيرة".

وردا على سؤال، قال: "أعتقد أن جنبلاط وسمير جعجع وتيار المستقبل ومعهم ممثلو حزب الكتائب، لديهم عمليا وجهة النظر عينها والاعتراضات على أداء رئيس الجمهورية والحكومة، وعبروا عن رأيهم أيضا في الخطة والبرنامج الذي تقول الحكومة إنها تريد تطبيقه، ولكنها للأسف لا تقوم بعد بأي تقدم نحو البدء بالإصلاح الحقيقي. صحيح أن كل فريق من هؤلاء الفرقاء الثلاثة عنده طريقته في العمل. هناك زيارة قام بها جنبلاط الى رئيس الجمهورية بناء على دعوة الرئيس من اجل عرض الوضع المتردي في جبل لبنان والذي يحتاج إلى معالجات سريعة، وبالتالي كانت هناك مناسبة للقاء بينهما، ولكن عمليا جنبلاط لم يحضر الاجتماع في بعبدا الذي دعا إليه رئيس الجمهورية وهو أرسل ملاحظاته إلى رئيس الجمهورية. بالنسبة لسمير جعجع، ذهب وحضر الاجتماع في القصر الجمهوري، ولكنه أعطى رأيه بصراحة في موضوع الخطة التي انتقدها. أما بالنسبة للرئيس سعد الحريري فكان موقفه واضحا بأن الدعوة لهذا الاجتماع لا تمثل الأسلوب الذي يجب أن يعتمده رئيس الجمهورية، الذي يجب ان يحرص في المبدأ على تحقيق الاجماع الوطني لدى اللبنانيين، بدلا من ان يكون تصرفه محفزا على الانقسام فيما بينهم".

وختم السنيورة: "هذه الدعوة لم تكتمل شروطها حتى تتحقق ويحصل لبنان على ما يدعم الجهود نحو الإصلاح، ولا سيما أنه لم تجر مناقشة هذه الخطة الاقتصادية والمالية الجديدة ولا التشاور بشأنها قبل إقرارها، وكأن من دعي إلى ذلك الاجتماع في بعبدا كان مطلوب منهم أن يبصموا على هذه الخطة، بينما كان واضحا أن لديهم انتقادات كثيرة بشأنها. لذلك لم ير الرئيس الحريري أن يذهب ليحضر هذا الاجتماع وانا اؤيده بهذا الموقف".

 

/New A/E LCCC Postings for todayجديد موقعي الألكتروني ل ليوم 09-10 أيار/2020

رابط الموقع
http://eliasbejjaninews.com

عيد الأم في كندا: كل الناس لها قلوب ولكن هنالك قلب يجمع كل القلوب هو قلب الأم/الياس بجاني/10 أيار/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/86027/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%b9%d9%8a%d8%af-%d8%a7%d9%84%d8%a3%d9%85-%d9%81%d9%8a-%d9%83%d9%86%d8%af%d8%a7-%d9%83%d9%84-%d8%a7%d9%84%d9%86%d8%a7%d8%b3-%d9%84/

 

Mother’s Day in Canada: All people have hearts, but Mothers’ Hearts brings all hearts together/Elias Bejjani/May 10/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/86018/86018/

 

 

هل خطة الحكومة اللبنانية الاقتصادية لعب في الوقت الضائع؟

د. منى فياض/الحرة/10 أيار/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/86034/%d8%af-%d9%85%d9%86%d9%89-%d9%81%d9%8a%d8%a7%d8%b6-%d9%87%d9%84-%d8%ae%d8%b7%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%ad%d9%83%d9%88%d9%85%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d9%84%d8%a8%d9%86%d8%a7%d9%86%d9%8a%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%a7/

 

 

خطورة إعادة إنتاج جماعة الإخوان المسلمين/جبريل العبيدي/الشرق الأوسط

فيس بوك إخوانى برعاية توكل كرمان/خالد منتصر/الوطن

توكل كرمان بين حكماء فايسبوك: الإخوان المسلمون سيحكمون الرياض وأبو ظبي في يومٍ لا بد قادم/بيار عقل/شفّاف اليوم

حرباء الإخوان.. ما السر وراء تسلل توكل كرمان لشركة فيسبوك؟/وكالة البوصلة الإخبارية

http://eliasbejjaninews.com/archives/86036/%d8%ac%d8%a8%d8%b1%d9%8a%d9%84-%d8%a7%d9%84%d8%b9%d8%a8%d9%8a%d8%af%d9%8a-%d8%ae%d8%b7%d9%88%d8%b1%d8%a9-%d8%a5%d8%b9%d8%a7%d8%af%d8%a9-%d8%a5%d9%86%d8%aa%d8%a7%d8%ac-%d8%ac%d9%85%d8%a7%d8%b9%d8%a9/

 

الجامعة الأميركية في بيروت منارة تقاوم ظلمة السياسة والفساد والوباء/إياد أبو شقرا/الشرق الأوسط/10 أيار/2020

Prominent Beirut university (AUB) hit by coronavirus cash crisis

AUB Says Staff to Endure Significant Pay Cuts

Could Lebanon’s prestigious American University of Beirut go bankrupt

http://eliasbejjaninews.com/archives/86044/%d8%a5%d9%8a%d8%a7%d8%af-%d8%a3%d8%a8%d9%88-%d8%b4%d9%82%d8%b1%d8%a7-%d8%a7%d9%84%d8%ac%d8%a7%d9%85%d8%b9%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%a3%d9%85%d9%8a%d8%b1%d9%83%d9%8a%d8%a9-%d9%81%d9%8a-%d8%a8%d9%8a%d8%b1/

 

Israel's Strategy in Syria Is Less Coherent than It Seems."
 Jonathan Spyer/The Jerusalem Post/May 10/2020
 
جوناثين سباير/جيرالزم بوست/الإستراتجية الإسرائيلية في سوريا هي أقل وضوحا وفهماً مما يظهر
 
http://eliasbejjaninews.com/archives/86048/86048/