المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكنديةLCCC/

نشرة الأخبار العربية ليوم 09 أيار/2020

اعداد الياس بجاني

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/eliasnews19/arabic.may08.20.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

رُوحُ الرَّبِّ علَيَّ، ولِهذَا مَسَحَني لأُبَشِّرَ المَسَاكِين، وأَرْسَلَنِي لأُنَادِيَ بِإِطْلاقِ الأَسْرَى وعَوْدَةِ البَصَرِ إِلى العُمْيَان

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياته

الياس بجاني/رسالة مواطن لبناني موجوع

الياس بجاني/لا لملاحقة أيمن شروف ولكل الإعلاميين وإرهابهم والتطاول على حقوقهم وحريتهم

الياس بجاني/ذكرى 07 أيار الغزوة والإجرام والبربرية

الياس بجاني/نصرالله جندي في جيش الملالي وهو ينفذ ولا يقرر وكل هالته مسرحية

الياس بجاني/خطاب السيد نصرالله التقوي والتمويهي وهو فعلاً كاد يرشح زيتاً

الياس بجاني/حكام إيران وجنون أوهام العظمة: هل فعلا حزب الله حمى أوروبا من الدواعش؟

 

عناوين الأخبار اللبنانية

غزوة ٧ ايار بعد ١٢ سنة/د. وليد فارس

الأسباب الكاملة وراء دعوة مستشار ترامب إلى تشكيل حكومة ظل في لبنان

السفيرة الأميركية تكشف عن "شروط" إنقاذ لبنان... ورأيها بالأداء الحكومي

حزب الله في ألمانيا... هيكل غامض وتداخل مع الجريمة المنظمة/نشاطه يمتد إلى تجارة المخدرات وتبييض الأموال... وقرار الحظر سيصعّب حركته رغم علاقاته الوثيقة بعصابات

راغدة بهنام/الشرق الأوسط

محام: تركيا تتهم 7 أشخاص في قضية هروب كارلوس غصن

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الجمعة في 8 أيار 2020

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

حالة وفاة و12 إصابة جديدة بـ"كورونا" في لبنان

اللجنة الدولية لحقوق الإنسان: لتوقيع لبنان على معاهدة مكافحة الفساد باعتبارها قوة ملزمة قانونا

"أمنستي" عن قضية شروف:لا اختصاص لمخابرات الجيش بقضايا الرأي

نهاية فناجين القهوة لدى الأجهزة الأمنية

نداء الوطن: "الحاكم والكهرباء والمعابر والحدود"... مقابل 10 مليارات دولار على 5 سنوات صندوق النقد وحكومة دياب... مفاوضات "العصا والجزرة"!

الشرق: الحريري: حذار تدمير القطاع المصرفي

النهار: خطة الحكومة "تتعقّد" بعد إخفاق "لقاء بعبدا"

بيانٌ من بهاء الحريري.. "سيُسَجِّل التاريخ"

مطاعم بيروت شبه فارغة بعد السماح بفتحها/حملة حكومية لضبط الأسعار وقلق على القطاع السياحي

تركيا تفتح ملف كارلوس غصن

 التحقيق مع نقيب الصرّافين ينتهي بـ"إدِّعاء"

في 10 ايار 2000 غاب ريمون إده الرجل وبقيت السيرة./نقولا ناصيف

الوافدون... تحدٍّ جديد للبنان يعيده إلى نقطة الصفر

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

ترمب يريد إشراك الصين في مفاوضات السلاح النووي وأكد لبوتين أهمية «تجنب سباق تسلح مكلف»

الكاظمي يفتتح عهده بالتشديد على سيادة العراق/دعم داخلي وخارجي واسع لحكومته... والقيادة السعودية ترحب... وإعفاء أميركي يحل مشكلة الكهرباء

تفاؤل حذر ومطالبات للكاظمي بتغيير جذري

11 قتيلاً من قوات النظام في هجوم لـ«داعش» وسط البادية السورية

حلفاء «تحرير الشام» يفككون محطة كهرباء شمال غربي سوريا

كوفيد ـ 19» يؤجل الانتخابات التشريعية السورية للمرة الثانية

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

الخيار اللبناني الوحيد وخيار المهرج/أمير طاهري/الشرق الأوسط

واشنطن تتعامل ببراغماتية مع البرنامج الإصلاحي ولا تغطي تقويض الحكومة/أنطوان الأسمر/اللواء

مصادر مصرفية لـ «اللواء»: صندوق النقد لا يقدم هدايا والـ10 مليارات لا تكفي للطعام والشراب/كارول سلوم/اللواء

السفيرة الأميركية في لبنان/أحمد الغز/اللواء

لبنان ومدّ اليد إلى صندوق النقد/الياس حرفوش/الشرق الأوسط

العهد وحكومته لخمس سنوات قاسية من الإفلاس والقمع معاً/منير الربيع/المدن

فضائح العونيين وأكاذيبهم نفطاً وكهرباء: التضحية بأصغر جنودهم/لؤي غندور/المدن

هل ينجح حزب الله بتشويه صورة الجيش وقائده؟/سيزار معوّض/المرصد أونلاين

عين «حزب الله» على فرنسا بعد ألمانيا... ورهان على تمايزها!/رلى موفّق/اللواء

التجمّع الأكاديمي لأساتذة اللبنانيّة:هذه نتائج طروحات صندوق النقد/ليبانون فايلز

من سيكون رئيسنا المقبل؟/إيلي الحاج/اساس ميديا

جولة للجائعين مع طغاتهم/فارس خشّان/الحرة

تركيا والمعضلة المستعصية التي تلوح في الأفق/مارك بييريني/مركز كارنيغي

دلالات الانسحاب الإيراني الجزئي من سوريا/د. خطار أبودياب/العرب

دمشق بين رئيس الجمهورية ورئيس شركة/عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط

مغيّرون في التاريخ: أول غاني/سمير عطا الله/الشرق الأوسط

أليس الوقت مناسباً لـ«عدم انحياز» جديد؟/عمرو موسى/الشرق الأوسط

الأحداث الحاسمة وتغيير العالم/رضوان السيد/الشرق الأوسط

الكاظمي... هل يفعل ما لم يفعله الأوائل؟/مشاري الذايدي/الشرق الأوسط

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

عون في ذكرى ميلاد مؤسس الصليب الأحمر: من واجبنا التضامن والدعم لتواصل هذه الجمعية نشاطها الانساني في خدمة المجتمع

دياب عرض مع ديل كول التمديد لليونيفيل والخروق الإسرائيلية عند السياج الحدودي

مكتب الاعلام في رئاسة مجلس الوزراء : الرئيس دياب يكن كل احترام للطائفة الأرثوذكسية وكل المكونات اللبنانية

بري استقبل العريضي وابرق لنظيره الايرلندي نجم: التعاون بين السلطتين التشريعية والتنفيذية هم مشترك

نادي القضاة: فرصة تاريخية لتشريع انتخاب أعضاء مجلس القضاء الأعلى كافة

النقاط التي أثارها النائب فضل في مؤتمره الصحافي

 

في أسفل تفاصيل النشرة الكاملة

الزوادة الإيمانية لليوم

رُوحُ الرَّبِّ علَيَّ، ولِهذَا مَسَحَني لأُبَشِّرَ المَسَاكِين، وأَرْسَلَنِي لأُنَادِيَ بِإِطْلاقِ الأَسْرَى وعَوْدَةِ البَصَرِ إِلى العُمْيَان

إنجيل القدّيس لوقا04/من14حتى21/”عَادَ يَسُوعُ بِقُوَّةِ الرُّوحِ إِلى الجَلِيل، وذَاعَ خَبَرُهُ في كُلِّ الجِوَار.وكانَ يُعَلِّمُ في مَجَامِعِهِم، والجَمِيعُ يُمَجِّدُونَهُ.وجَاءَ يَسُوعُ إِلى النَّاصِرَة، حَيْثُ نَشَأ، ودَخَلَ إِلى المَجْمَعِ كَعَادَتِهِ يَوْمَ السَّبْت، وقَامَ لِيَقْرَأ. وَدُفِعَ إِلَيهِ كِتَابُ النَّبِيِّ آشَعْيا. وفَتَحَ يَسُوعُ الكِتَاب، فَوَجَدَ المَوْضِعَ المَكْتُوبَ فِيه: «رُوحُ الرَّبِّ علَيَّ، ولِهذَا مَسَحَني لأُبَشِّرَ المَسَاكِين، وأَرْسَلَنِي لأُنَادِيَ بِإِطْلاقِ الأَسْرَى وعَوْدَةِ البَصَرِ إِلى العُمْيَان، وأُطْلِقَ المَقْهُورِينَ أَحرَارًا، وأُنَادِيَ بِسَنَةٍ مَقْبُولَةٍ لَدَى الرَّبّ.» ثُمَّ طَوَى الكِتَاب، وأَعَادَهُ إِلى الخَادِم، وَجَلَس. وكَانَتْ عُيُونُ جَمِيعِ الَّذِينَ في المَجْمَعِ شَاخِصَةً إِلَيْه. فبَدَأَ يَقُولُ لَهُم: «أَليَوْمَ تَمَّتْ هذِهِ الكِتَابَةُ الَّتي تُلِيَتْ على مَسَامِعِكُم»”.

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياته وتغريدات متفرقة

رسالة مواطن لبناني موجوع

الياس بجاني/07 أيار/2020

رسالة أيمن المنقولة عن صفحة موقع الغازية هي رسالة مواطن موجوع وهي صرخة من القلب وكل كلمة فيها تعبر عن المأساة والظلم والحرمان الذي يعيشه المواطن اللبناني المحروم من كل مقومات الحياة الأساسية في حين أن الحكم وأهله ومن يقف ورائهم يفاخرون ويتبجحون باوهام وحزعبلات انتصارات وأيام مجيدة هي عملياً وواقعاً غزوات واجرام وتدمير للبنان ولكل ما هو لبناني.. رسالة فعلا بتفش الخلق

https://www.facebook.com/111096767137369/videos/538766826787145/

 

لا لملاحقة أيمن شروف ولكل الإعلاميين وإرهابهم والتطاول على حقوقهم وحريتهم

الياس بجاني/07 أيار/2020

على خلفية استدعاء الصحافي أيمن شروف من قبل المخابرات للتحقيق معه. نؤكد أننا وبقوة وعلناً مع حق أيمن شروف ومع حق غيره من الإعلاميين والمواطنين في حرية التعبير الحر عن الرأي ولا للنظام البوليسي القمعي. كل التضامن مع شروف ومع كل الإعلاميين والمواطنين الأحرار المستهدفين من حكم المحتل الإيراني وأدواته المحلية الطروادية

 

ذكرى 07 أيار الغزوة والإجرام والبربرية

الياس بجاني/07 أيار/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/85893/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%b0%d9%83%d8%b1%d9%89-07-%d8%a3%d9%8a%d8%a7%d8%b1-%d8%a7%d9%84%d8%ba%d8%b2%d9%88%d8%a9-%d9%88%d8%a7%d9%84%d8%a5%d8%ac%d8%b1%d8%a7/

حتى لا تتكرر غزوة بيروت والجبل المطلوب وضع سلاح حزب الله وباقي الأسلحة الميليشياوية اللبنانية والفلسطينية بأمرة وإشراف الجيش اللبناني وإقفال دكاكين الدويلات والمربعات الأمنية كلها والعودة إلى الاحتكام للقانون وليس للسلاح. ولإنهاء احتلال حزب الله للبنان المطلوب من الأحرار اللبنانيين في الداخل وبلاد الانتشار على حد سواء الذهاب إلى مجلس الأمن والمطالبة بتنفيذ كل القرارات الدولية المتعلقة بلبنان والتي في مقدمها القرارين رقم 1559 و1701 ووضع القرار 1701 تحديداً تحت البند السابع وتكليف القوات الدولية الموجودة في الجنوب مسؤولية تأمين كل ما يلزم أمنياً وإدارياً لاستعادة الدولة لسلطتها وحصر السلاح بقواها الذاتية فقط.

يوم 7 أيار 2008 كان يوماً اسوداً لقتلة وغزاة قلوبهم سوداء استباحوا حرمة مدينة بيروت ودنسوا قدسيتها واعتدوا على أهلها المسالمين تحقيراً وتشريداً وتعذيباً وقتلاً وتخريباً.

يوماً اسوداً نفذته ميليشيات حزب الله وحركة أمل والحزب القومي السوري ومعهم كل جماعات المرتزقة والمأجورين التابعين لمحور الشر السوري-الإيراني.

يوم إجرام لن ينساه أحرار لبنان لأنه يوم سال فيه دم الأبرياء والعزل على أيدي ميليشيات أرهابية ومافياوية خدمة لمشروع ملالي إيران التوسعي والاستعماري والإرهابي.

يوم 7 أيار يوم طويل ويوم غزوة جاهلية وبربرية لم ينتهي بعد وكل تبعاته مستمرة بكل إجرامها وهمجيتها والوقاحة والفجور والاستكبار ولن ينتهي بسواده إلا بعد عودة الدولة لتبسط سلطتها بواسطة قواها الشرعية على كل الأراضي اللبنانية. ولن ينتهي إلا بعد جمع سلاح كل الميليشيات اللبنانية والإيرانية والسورية والفلسطينية والقضاء على كل المربعات الأمنية الخارجة عن سلطة الشرعية اللبنانية من دويلات إيرانية لحزب الله ومخيمات فلسطينية ومعسكرات سورية.

يوم 7 أيار هو في الخلاصة يوم الإجرام وقد حان الوقت لمحاكمة المجرمين وإحقاق الحق.

ولأن لكل ظالم نهاية وقصاص مهما طال الزمن نقول للمجرمين والقتلة وبصوت عال مع النبي اشعيا(33/01): ” ويل لك أيها المخرب وأنت لم تخرب، وأيها الناهب ولم ينهبوك. حين تنتهي من التخريب تخرب، وحين تفرغ من النهب ينهبونك”.

في الخلاصة، وحتى لا تتكرر غزوة بيروت والجبل المطلوب وضع سلاح حزب الله وباقي الأسلحة الميليشياوية اللبنانية والفلسطينية بأمرة وإشراف الجيش اللبناني وإقفال دكاكين الدويلات والمربعات الأمنية كلها والعودة إلى الاحتكام للقانون وليس للسلاح.

ولإنهاء احتلال حزب الله للبنان المطلوب من الأحرار اللبنانيين في الداخل وبلاد الانتشار على حد سواء الذهاب إلى مجلس الأمن والمطالبة بتنفيذ كل القرارات الدولية المتعلقة بلبنان والتي في مقدمها القرارين رقم 1559 و1701 ووضع القرار 1701 تحديداً تحت البند السابع وتكليف القوات الدولية الموجودة في الجنوب مسؤولية تأمين كل ما يلزم أمنياً وإدارياً لاستعادة الدولة لسلطتها وحصر السلاح بقواها الذاتية فقط.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

رابط موقع الكاتب الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

*عنوان الكاتب الألكتروني

phoenicia@hotmail.com

 

نصرالله جندي في جيش الملالي وهو ينفذ ولا يقرر وكل هالته مسرحية

الياس بجاني/06 أيار/2020

عملياً لا قيمة لكل الهالة التي يتمتع بها نصرالله كونه مجرد جندي في جمهورية الملالي. هو ينفذ ولا يقرر وقناع لبناني ملالوي

 

خطاب السيد نصرالله التقوي والتمويهي وهو فعلاً كاد يرشح زيتاً 

الياس بجاني/04 أيار/2020

نصرالله اليوم لبس خداعاً ثوب الحمل وكاد يرشح زيتا وفي باطنية لافتة لم يشتم السعودية وأميركا وإسرائيل. خطاب تقوي وتعموي بامتياز

**نص خطاب السيد نصرالله التقوي والتمويهي وهو فعلاً كاد يرشح زيتاً 

 http://nna-leb.gov.lb/ar/show-news/477186/

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

غزوة ٧ ايار بعد ١٢ سنة

د. وليد فارس/08 أيار/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/85933/85933/

بعض ما نعلمه عن “غزوة ٧ ايار” ٢٠٠٨ لحزب الله لبيروت الغربية وبعض مناطق الجبل.

خطط الحزب لهكذا عملية منذ حزيران ٢٠٠٥ الا انه وقْتها بعد اضعاف حكومة ثورة الارز عبر اغتيالات صيف وخريف ذاك العام.

وبعد حرب افتعلها مع اسرائيل في صيف ٢٠٠٦، و فوضى بيروت عام ٢٠٠٧.

وقْت عملية اسقاط الحكومة اللبنانية بعد تغيير الاكثرية في الكونغرس في خريف ٢٠٠٦ وتسّلم المعارضة ضد بوش في شتاء ٢٠٠٨.

وتأكده من عدم ردة فعل امريكية سريعة لعملية عسكرية لحزب الله.

فشل وتأخر تحالف ١٤ اذار في انتخاب رئيس جديد بالنصف زائد واحد، وهذا كان ما تنتظره ادارة بوش ليكون لها شريكا على الارض.

هجم حزب الله في ٧ ايار وهدفه ضربة خاطفة تجبر الحكومة على الاستسلام والذهاب الى الدوحة.

هاجس الحزب، حسب التقييم الاستخباراتي الدولي، ان تطول المواجهة، وتتوسع الى جبل لبنان، طرابلس، الشمال وجزء من البقاع، حتى ولو سيطر الحزب على جزء من العاصمة.

فلو استمرت المواجهة لثلاثة اسابيع اضافية، لوجد الحزب نفسه في مستنقع رهيب واحتمال ضربة غربية.

حزب الله كان قادرا ان يغزو بيروت ولكنه لم يكن قادرا ان يحتل ويهضم لبنان بلقمة واحدة.

ولم يكن بامكانه ان يضمن حياد عسكر الجيش اكثر من ثلاثة اسابيع وهو موزع في جبهات على كل المناطق.

المطلوب كان ثلاثة اسابيع.

لكن السياسيين “ركّت ارجلهم” باسبوع واحد تحت ضغط نفسي كبير وبروباغندا الحزب التي اقنعتهم انه اذا لم يتحرك الخارج باربعة ايام فهو لن يتحرك.

لعبها حزب الله “سولد” بعملية صاعقة ولكن فيها مخاطرة هائلة.

ونجحت عمليته النفسية-السياسية بانهيار عصب قيادة ١٤ آذار باربعة ايام، فربِح بانهيار اخصامه.

الوضع في الجبل كان خاسراَ، الوضع في بيروت كان ركيكا اذ ان الخطوط اللوجستية للحزب مع الضاحية والجنوب كانت مهددة، وكان يخشى اندلاع المقاومة الشعبية في سائر المناطق.

ما انقذ الميليشيا الايرانية في لبنان بتقدير من درس تلك المواجهة هو قّلة استراتيجية اخصامها، وهكذا اسّتمر الحزب لاثني عشر سنة اخرى من عمر لبنان.

 

الأسباب الكاملة وراء دعوة مستشار ترامب إلى تشكيل حكومة ظل في لبنان

موقع جبل لبنان/09 أيار/2020

كانت لافة دعوة المستشار السابق، لحملة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، د.وليد فارس لتشكيل حكومة ظل في لبنان بالتزامن مع تواصل الإحتجاجات الشعبية.

فارس، اللبناني الأصل كشف في تصريح لموقعنا عن الأسباب الكامنة وراء دعوته الى انشاء حكومة ظل، وقال، "بداية لا بد من الإشارة إلى ان حكومة الظل لا تحل مكان الحكومة القائمة، بل هي مؤسسة تمثل المعارضة وتؤهلها لكي تتولى السلطة عبر انتخابات مقبلة. عمليا هي تتدرّب لكي تتولى الحكومة اذا نجحت في الانتخابات". وأضاف، "الهدف الثاني لحكومة الظل يتمحور حول توفير نموذجا بديلا للسلطة، يراه المواطنون ويقررون على اساسه التصويت فيما بعد. بامكان حكومة الظل ان تتواصل مع المواطنين، ومع المؤسسات الحكومية والديبلوماسيين للاعلام و التشاور".

وتابع، " حكومة الظل ليس لديها سلطات مالية، امنية، ادارية او تنفيذية. بل سلطة معنوية، سياسية، وتفاوضية . في الحالة القائمة في لبنان، ولا سيما بعد اكتوبر الماضي ونزول مليوني مواطن الى الشارع بات هنالك حق معنوي وسياسي بتأليف حكومة الظل، ولكن السؤال الاكبر هو قدرة وقرار القادرين بان ينجزوا هكذا انجاز وهذا يعني من يمثل الحراك اذ ان لا احد يريد تمثيل الملايين من المحتجين. ولا يمكن ان تكون حكومة ظل مؤلفة من مليوني عضو. والمسألة في لبنان منذ ٣٠ عاما كانت ولا تزال قدرة القيادات ان تعمل بحجم التحديات.

وختم قائلا، " حكومة الظل" تحتاج الى طاولة، كراسي، موقع الكتروني، جّوالات، واهم شيء، ادمغة وشجاعة والباقي يأتي كنتيجة".

 

السفيرة الأميركية تكشف عن "شروط" إنقاذ لبنان... ورأيها بالأداء الحكومي

وكالات/09 أيار/2020

أشادت سفيرة الولايات المتحدة لدى لبنان دوروثي شيّا بالأداء الحكومي بمواجهة فيروس كورونا، خصوصًا الجهود التي تتعلق بإغلاق المطار وإعلان التعبئة العامة، كما أشادت بالطواقم الطبية اللبنانية. كلام شيا جاء في مقابلة أجراها معها موقع الهديل، تحدّثت فيها عن المساعدات الأميركية المُقدّمة للبنان لمحاربة جائحة كورونا، معتبرة في الوقت عينه أنّ المساعدات الإقتصادية للبنان ستستمر حتى في خضم مواجهة كورونا، مؤكّدة أنّ الولايات المتحدة هي المانح الأكبر إقتصاديًا وأمنيًا وعسكريًا للبنان، كاشفة عن أرقام ومساعدات أميركية للجيش والقوى الأمنية والمنظمات الدولية لمساعدة لبنان بوقف إنتشار كورونا. وفي الوقت عينه، أشارت شيّا إلى أنّ إنقاذ لبنان من أزمته المالية والإقتصادية يتطلب أفعالًا من الحكومة لمواجهة ما وصفته بـ"الفساد المنظّم"، معتبرةً أنّه عندما تقوم الحكومة بالخطوات الإصلاحية الجدية، سيقوم المجتمع الدّولي عندها بمساعدته للخروج من أزمته. وعن تأثير العقوبات ضد حزب الله على جهود محاربة فيروس كورونا، أكّدت السفيرة الأميركية أنّ الهدف من العقوبات الأميركية على حزب الله هو منعه ومن معه من السّيطرة على النظام المالي اللبناني، مشيرة إلى أنّ واشنطن ملتزمة بضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى الناس بما في ذلك الأجهزة الطبية والمعدات.

 

حزب الله في ألمانيا... هيكل غامض وتداخل مع الجريمة المنظمة/نشاطه يمتد إلى تجارة المخدرات وتبييض الأموال... وقرار الحظر سيصعّب حركته رغم علاقاته الوثيقة بعصابات

راغدة بهنام/الشرق الأوسط/08 أيار/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/85952/%d8%b1%d8%a7%d8%ba%d8%af%d8%a9-%d8%a8%d9%87%d9%86%d8%a7%d9%85-%d8%ad%d8%b2%d8%a8-%d8%a7%d9%84%d9%84%d9%87-%d9%81%d9%8a-%d8%a3%d9%84%d9%85%d8%a7%d9%86%d9%8a%d8%a7-%d9%87%d9%8a%d9%83%d9%84-%d8%ba%d8%a7/

في الساعة السادسة صباحا من 30 أبريل (نيسان) الماضي، دخل قرابة الـ50 عنصراً من شرطة التحقيقات الفيدرالية الألمانية والشرطة التابعة لحكومة برلين، إلى مقر جمعية الإرشاد في منطقة نويكولن في العاصمة الألمانية. وكانت بيدهم مذكرة بحث وتحر لتفتيش المكان، بحثا عن أدلة تثبت تورّط القائمين على الجمعية مع «حزب الله» اللبناني، تمويلاً أو نشراً للبروباغاندا الخاصة به. في اليوم الذي سبق، كان وزير الداخلية الألماني هورست زيهوفر قد أصدر قراراً بحظر نشاطات «الحزب» داخل ألمانيا بعدما صنفه «تنظيماً إرهابياً»، من دون التمييز بين جناح عسكري وسياسي. وفي السادسة والنصف مساء من اليوم نفسه، نشرت صفحة الجمعية على «فيسبوك» عظة مدتها قرابة الـ40 دقيقة للشيخ اللبناني شفيق الجرادي، خريج حوزة قُم، في إيران، وأحد مؤيدي «حزب الله» بحسب اعترافه. الشيخ شفيق الجرادي، مدير معهد المعارف الحكمية، كان اعترف بحسب عدد صحيفة «الأخبار» اللبنانية (القريبة من «حزب الله») الصادر يوم 13 فبراير (شباط) 2015. بعد محاضرة ألقاها أمام طلاب من جامعة القديس يوسف في بيروت، بأنه من مؤيدي «الحزب» ما تسبب بمفاجأة للطلاب بحسب الصحيفة. والجرادي نفسه لا يخفي تأييده هذا. فقبل أسابيع قليلة، في 25 مارس (آذار)، امتدح الميليشيا المدعومة من إيران في تغريدة كتبها على صفحته في «تويتر» يقول فيها «مستوى اللياقة لدى حزب الله في مواجهات الأزمات المدنية يرقى لمستوى دولة متطورة. هذه خلاصة ما تستفيده من كلام سماحة السيد هاشم صفي الدين». ولكن، رغم هذا، فإن الجمعية نفسها تنفي ارتباطها بـ«منظمة إرهابية». على أي حال، فإن تحديد الإرهاب قد يكون مختلفا لدى الحكومة الألمانية وجمعية الإرشاد. فالشيخ الجرادي نفسه كان قال في محاضرته أمام طلاب جامعة الروح القدس في الكسليك (شمال شرقي بيروت) إن «الإرهاب صفة تستخدم في غير موضعها أحياناً»، أيضا بحسب صحيفة «الأخبار». وفي اليوم التالي للمداهمة، نشرت الجمعية بياناً على موقعها على «فيسبوك» تتعهد فيه بمواجهة ما سمتها «الحملة الإعلامية السياسية الظالمة بحقها عبر المسار القضائي والقانوني» في ألمانيا، من دون أن تأتي على ذكر «حزب الله» أو حتى تنفي دعمها له.

جمعية الإرشاد

كانت جمعية الإرشاد هذه واحدة من 4 مراكز دينية داهمتها الشرطة في برلين، وفي الوقت نفسه شهدت 4 مدن أخرى مداهمات تستهدف كذلك مراكز يشتبه بأنها تابعة لـ«حزب الله»، ومع أن هذه المداهمات لم يتبعها بعد أي اعتقالات، فهذا لا يعني أن مذكرات التوقيف ليست قادمة، إذ قال وزير الخارجية هايكو ماس إن هذه ليست «إلا البداية». ولكن رغم تصنيف الميليشيا «تنظيماً إرهابياً» في ألمانيا، فإن هذا لا ينعكس على الحزب في لبنان ولا على سياسة برلين مع بيروت، كما يقول دبلوماسيون ألمان لـ«الشرق الأوسط». فألمانيا ما زالت تعتبر «حزب الله مكوّناً أساسيا في المجتمع اللبناني»، ومشاركا في البرلمان والحكومات المتعاقبة، ما يحتم عليها التعاطي معه، رغم تصنيفها إياه «إرهابيا» في ألمانيا، وهذا لم يتغير. شرح هذا المنطق ماريان فاندت، النائب في مجلس النواب الفيدرالي (البوندستاغ) عن حزب الاتحاد المسيحي الديمقراطي الحاكم، وهو يروج مند سنوات لحظر الحزب. وقال في لقاء مع «الشرق الأوسط» إن ألمانيا تقيّم المشهد السياسي «بواقعية». وأضاف: «نعلم أن حزب الله مهم في لبنان، وهو شريك في الحكم وعلينا التعاون معه هناك إذا أردنا دعم الشعب اللبناني، ولكن هذا لا يتناقض مع قولنا إنه حزب إرهابي». وأعطى مثالا على ذلك مقاربة ألمانيا لحركة طالبان الأفغانية «التي تعتبرها برلين منظمة إرهابية كذلك، لكنها تتعاون معها هناك لعجزها عن تخطيها في المساعدات التي تقدمها لأفغانستان». يذكر أن قرار وزير الداخلية حظر نشاطات «حزب الله» في ألمانيا استند إلى تفويض من البوندستاغ في نهاية العام الماضي، صوّت فيه على اعتبار الحزب إرهابياً، ودعا الحكومة للتحرك لحظر نشاطاته.

تمويل الإرهاب

فاندت قال إن حزبه يحاول منذ مدة الدفع باتجاه حظر «حزب الله» في ألمانيا بهدف تجفيف أحد منابعه المالية المهمة، مشيراً إلى أن نشاطات الحزب المتعددة في ألمانيا معروفة جيداً للسلطات، وأردف: «نعرف أن حزب الله يستخدم ألمانيا كخلفية لجمع التبرعات لتمويل الإرهاب في لبنان. ونعرف أيضاً نشاطاتهم في الجريمة المنظمة وتبييض الأموال». والهدف بالنسبة له ولحزبه كما يقول، هو «العمل على تخفيف نفوذ حزب الله وإيران في المنطقة». ومع أن ألمانيا تُعرف بقربها النسبي من إيران، ولقد لعبت في الماضي دور الوسيط بين «حزب الله» وإسرائيل في صفقات تبادل أسرى، فإن الخطوة التي اتخذتها بحظر الحزب داخلياً، قد يكون لها تبعات سلبية تعرقل دورها هذا. لكن النائب فاندت لا يرى ذلك. ومع أن لبنان استدعى السفير الألماني لسؤاله عن الحظر، فإن فاندت يصف لبنان بأنه «شريك مهم لألمانيا»، مستبعدا أن يكون لهذا القرار أي تأثير على هذه الشراكة بين البلدين. بل هو يرمي الكرة في ملعب اللبنانيين حاثاً إياهم على رفض أن يكون «حزب إرهابي» عضوا مؤثرا في الحكومة.

العلاقة مع إيران

وعن التأثير على العلاقة مع إيران، التي لم تقدم أي اعتراض رسمي لألمانيا حسب تأكيد الخارجية الألمانية لـ«الشرق الأوسط» رغم تهديدها بأن برلين «ستدفع الثمن»، فإن فاندت يجيب ضاحكا: «ما الذي ستفعله إيران؟ تفرض عقوبات على شركات ألمانية؟» ليكمل بأن إيران «ليست في وضع يسمح لها بالاعتراض أو القول لنا ما علينا أن نفعله أو لا نفعله، بل عليها العودة لطاولة المفاوضات والتوقف عن التضييق على السفن في مضيق هرمز وإشعال الصراعات» في المنطقة. وللعلم، قبل بضعة أسابيع، استخدمت الدول الأوروبية، في طليعتها ألمانيا، آلية «انستكس» التي وضعتها بعد انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي، لتحويل مساعدات طبية إلى طهران تحتاج إليها في جهود مكافحة وباء «كوفيد - 19»، وكانت المرة الأولى التي تستخدم فيها هذه الآلية. ومنذ توقيع الاتفاق النووي عام 2015، كانت أعداد كبيرة من الشركات الألمانية منها شركات ضخمة مثل سيمنز ومرسيدس بنز، قد بدأت مشاريع في طهران. لكنها انسحبت خوفا من عقوبات أميركية بعد انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي. والواقع أن برلين غير متخوفة راهناً من «إزعاج» إيران التي تتمسك بأي دعم غربي يمكنها أن تحظى به، في وجه إدارة أميركية مصممة على تركيعها.

«ازدواجية» السياسة الخارجية

على أي حال، تعتمد ألمانيا «الازدواجية» السياسية نفسها مع إيران، كالتي تعتمدها مع طالبان و«حزب الله». فهي من جهة، تحافظ على العلاقة السياسية الجيدة مع النظام في طهران، ومن جهة أخرى تعتقل جواسيسه في ألمانيا وتحاكمهم، وتكشف عن عمليات اغتيال يحضر لها الحرس الثوري في أوروبا. فهي ألقت القبض عام 2018 على دبلوماسي في سفارة إيران بالنمسا عندما كان في زيارة إلى ألمانيا، واتهمته بالإعداد لعمليات اغتيال معارضين إيرانيين في أوروبا. ورأى المحلل السياسي ناجح العبيدي في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن ألمانيا «تعتمد مقاربة مزدوجة من خلال منع النفوذ الإيراني داخل ألمانيا ومراقبته، ولكن في الوقت ذاته تبقي العلاقة مع إيران قائمة ومستمرة وليست سيئة».

حظر «المنار» وجمعية أيتام

والواقع أن ألمانيا تعي فعلا منذ سنوات نفوذ «حزب الله» لديها، ولقد اتخذت خطوات صغيرة في الماضي لمواجهة هذا النفوذ. ففي العام 2009. أعلنت حظر قناة «المنار» التلفزيونية التابعة لـ«الحزب». وعام 2014 أعلن وزير الداخلية آنذاك توماس دي ميزيير حظر وحل جمعية «مشروع أيتام لبنان» لالتصاقه بـ«مؤسسة الشهيد» التابعة لـ«حزب الله» وجمعها تبرعات مالية تذهب إليها. وقال يومذاك هانس يورغ ماسن، رئيس «هيئة حماية الدستور» (أي المخابرات الداخلية الألمانية) آنذاك: «لقد أثبتت تحقيقاتنا أن كل الأموال تقريبا التي جمعتها «مشروع أيتام لبنان» حوّلت لحسابات «مؤسسة الشهيد» التي هي جزء لا يتجزأ من منظومة «حزب الله»...»... ولكن قبل حلها، عملت هذه الجمعية 17 سنة في ألمانيا من دون مساءلة، جامعة تبرعات باسم الأيتام، لإرسالها إلى «الحزب» في لبنان ليشتري بها أسلحة وصواريخ يستخدمها لتهديد اللبنانيين وضد المدنيين في سوريا.

هذا البطء أو التلكؤ الألماني في مواجهة نشاطات «حزب الله» في الداخل، فسره المحلل السياسي العبيدي بأنه «حذر» خوفاً من أن تكون للحظر نتائج عكسية. وتابع «يعتقدون أن الحظر أحيانا قد يدفع المنظمات للتخفي تحت الأرض والعمل بسرّية، ما يؤثر على مراقبتها، وبالتالي، فهم يوازنون بين فوائد المنع ومساوئه».

تركيبة غامضة

أمر آخر يؤثر هو أنه ليس لـ«حزب الله» تركيبة واضحة في ألمانيا. فالاستخبارات الداخلية اعترفت بأنه «لا يوجد هيكل لحزب الله في ألمانيا»، وفق جاسم محمد، الخبير في الشؤون الإرهابية في المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات. وبحسب محمد، «حزب الله ليس لديه تنظيم بمعنى التنظيم الهرمي والحزبي، بل هناك واجهات ينشط خلفها كالتي استهدفتها المداهمات».

ثم إن نشاطات الميليشيا في ألمانيا لا تقتصر فقط على جمع التبرعات ونشر البروباغندا الحزبية، بل هي أوسع من ذلك بكثير، إذ تمتد إلى الاتجار بالمخدرات وتبييض الأموال عبر وسطاء كثيرين يعملون بشكل أساسي في تجارة السيارات.

نشاط عمره 15 سنة

وتعلم ألمانيا بهذه النشاطات على أراضيها منذ 15 سنة، على الأقل، فعام 2008 اعتقل في مطار فرانكفورت أربعة شبان لبنانيون بعدما عثر في سبع حقائب سفر كانت معهم على مبالغ مالية نقدية قاربت قيمتها 9 ملايين يورو، كانوا يحاولون نقلها إلى مطار بيروت ومنه كانت ستسلم - حسب الشبهات، حينها رغم أنها لم تثبت قضائياً - إلى وسيط مقرّب شخصيا من أمين عام «الحزب» حسن نصر الله.

العملية كانت نتيجة أكثر من سنتين من التحقيقات قادتها الشرطة في ولاية بلاتينية الراين (غرب ألمانيا)، وقادت بعد ذلك إلى شابين لبنانيين يعيشان في منطقة شبراير، اتهما وأدينا بتشكيل عصابة لتبييض أموال جُنيت من تجارة الكوكايين عبر القارات، ونقلها إلى بيروت. الشابان كانا يعملان في ألمانيا بتجارة السيارات. وكان يشتبه بأنهما خضعا لتدريبات عسكرية مع «حزب الله» رغم أن هذا لم يثبت في المحكمة.

«عصابة الأرز»

مع هذا، مهد اعتقالهما لإطلاق ما بات يعرف في ألمانيا بـ«عملية الأرز» التي كشفت عام 2016 أمر عصابة تهريب مخدرات وتبييض أموال موزعة بين ست دول أوروبية، عدد أفرادها 14 شخصا منهم أربعة في ألمانيا، كلهم من اللبنانيين أو أصولهم لبنانية.

كانت «عصابة الأرز» تنقل أموالا من تجارة المخدرات في أميركا اللاتينية، كشفت عنها وكالة مكافحة المخدرات الأميركية، إلى أوروبا وأفريقيا، حيث تشتري بها نقدا سيارات وساعات ومجوهرات باهظة الثمن، لترسلها إلى لبنان لاحقا حيث تباع في السوق السوداء وتستعاد قيمة الأموال. وكان المحققون حينها يحاولون جمع إثباتات بأن الأموال كانت تذهب إلى «حزب الله» في لبنان وأن العمليات كانت تتم بأوامر من الحزب، ما يعني كانوا يشتبهون بتبييض الأموال بهدف تمويل الإرهاب، ولكنهم لم يتمكنوا من إثبات ذلك.

ويعتقد أن أعضاء العصابة الأربعة الذين كانوا مقيمين في ألمانيا تمكنوا فعلاً من تبييض نحو 20 مليون يورو بين العامين 2011 و2015.

تبييض الأموال

مع اعتقال العصابة، تورط عدد من بائعي المجوهرات الألمان بالجرائم كونهم لم يبلغوا عن «نشاطات مشبوهة» بعدما باعوا كمية كبيرة من المجوهرات نقداً للأشخاص أنفسهم. هذا، وينص قانون مكافحة تبييض الأموال في ألمانيا على أن التجار أو وسطاء العقارات عليهم التبليغ عن عمليات مشبوهة من الزبائن، لكن قلة تفعل ذلك خوفاً من خسارة صفقات العمل. ويقول أندرياس فرانك، الخبير في تبييض الأموال الذي يقدم المشورة للبوندستاغ والبرلمان الأوروبي في هذا الشأن، أن ألمانيا تعتمد على المواطنين في مكافحة تبييض الأموال، والمواطنون «لن يعملوا عكس مصالحهم». ثم يصف لـ«الشرق الأوسط»، قوانين مكافحة تبييض الأموال في ألمانيا وأوروبا بأنها «ضعيفة وبحاجة إلى التطوير كي تصبح فاعلة». ويشير إلى أنه رغم تأسيس «مجموعة العمل المالي» (فاتف) عام 1989 ومقرها باريس، فإنها لم تحقق الكثير في جهود مكافحة الأموال، بل على العكس «ثمة عمليات تبييض أموال أكثر الآن».

التعاون الأوروبي ضعيف

ألمانيا تعرف هذا الأمر، وهي تحاول منذ مدة إدخال تعديلات على قوانين مكافحة تبييض الأموال. ولقد نجحت بالفعل مطلع هذا العام. ليزا بوس، النائبة عن حزب «الخضر» في البوندستاغ والمتحدثة في الشؤون المالية والسياسة الضريبية عن الحزب، تقول إن التوجيهات الأوروبية حول مكافحة تبييض الأموال كان يجب أن تنقل لتتلاءم مع القانون الألماني، وهذا ما تحقق مطلع هذا العام. وأضافت قائلة لـ«الشرق الأوسط» إن «ثمة تغييرات كبيرة في قوانين مكافحة تبييض الأموال في ألمانيا وتمويل الإرهاب». ولكنها تشير إلى أن تعديل القانون لا يكفي وحده لمكافحة تبييض الأموال بشك فعال، «بل هناك عراقيل أخرى يجب تخطيها». وتتحدث عن ضرورة أن يكون هناك تعاون دولي أفضل بين الدول، قائلة «كي نكافح عمليات تبييض الأموال المحترفة، نحن بحاجة إلى تعاون عبر الحدود وتبادل معلومات، وهذا أساسي. وفيما يتحول تبييض الأموال لعمليات دولية علينا أن نتأكد من أن القوانين وتطبيقها يتماشى مع هذا الأمر».

الدفع نقدا

وما يزيد من انكشاف ألمانيا أكثر من غيرها من الدول الأوروبية على جرائم تبييض الأموال، أن الدفع نقدا وبمبالغ ضخمة لشراء عقارات مثلا، ما زال مقبولاً. وهو ما تعترف به بوس معلقة «لدى ألمانيا مشكلة خاصة هي استخدام النقد أكثر من غيرها من دول الاتحاد الأوروبي. وأيضا لا يزال هناك شعور بالريبة تجاه الدولة في كل العمليات المالية». وتضيف «لعقود ظلت ألمانيا تستقطب الأموال القذرة دولياً بسبب اقتصادها القوي ودرجة السرّية الكبيرة. ولسنوات كثيرة أبقى السياسيون ورجال الأعمال أعينهم مغلقة للنتائج السلبية لذلك. هذا بدأ يتغير الآن ولكن ببطء».

مؤشر آخر قد يدل على جدية ألمانيا الآن في ملاحقة عصابات تبييض على أراضيها، من بينها التي تمول «حزب الله» والإرهاب، سعيها الحثيث منذ قرابة العامين للتضييق على ما يُعرف في ألمانيا بـ«العشائر العربية»، وهي عائلات كردية جاءت من لبنان، وقبلها من تركيا إلى لبنان. وتحولت لاحقاً إلى أكبر العصابات في ألمانيا، متاجرة بالمخدرات ومسؤولة عن أكبر السرقات في ألمانيا، ولديها عقارات ضخمة في عموم البلاد. ومنتصف عام 2018، صادرت السلطات قرابة الـ80 عقارا لإحدى هذه العائلات قيمتها عشرة ملايين يورو، للاشتباه بأنها اشتريت بأموال جريمة.

 

محام: تركيا تتهم 7 أشخاص في قضية هروب كارلوس غصن

أنقرة/الشرق الأوسط/08 أيار/2020

قال محام اليوم (الجمعة) إن الادعاء التركي أعد لائحة اتهام لسبعة أشخاص بينهم أربعة طيارين فيما يتعلق بهروب كارلوس غصن رئيس شركة «نيسان» السابق من اليابان إلى لبنان عبر إسطنبول، وفقاً لوكالة «رويترز». وقال المحامي المكلف بالدفاع عن أحد المشتبه بهم إن لائحة الاتهام التي قبلتها محكمة في إسطنبول في ساعة متأخرة أمس (الخميس) توجه رسميا للطيارين الأربعة ومسؤول في الشركة تهمة «تهريب مهاجر»، وهو اتهام تصل أقصى عقوبة عنه السجن ثماني سنوات. وأضاف المحامي محمد فاتح داناجي في تصريحات لـ«رويترز» أن مضيفين متهمان بعدم الإبلاغ عن جريمة، وهو أمر يمكن أن تصل عقوبته للسجن لمدة عام. ولم يصدر مكتب الادعاء تعليقا.وألقت الشرطة التركية القبض على المشتبه بهم في الثاني من يناير (كانون الثاني)، ونُقل عن مسؤول بوزارة الداخلية حينذاك قوله إن شرطة الحدود التركية لم تتلق إشعارا بوصول غصن ولم يتم تسجيل دخوله ولا خروجه. وفي اليوم التالي، قالت شركة «إم.إن.جي جيت» التركية الخاصة لتشغيل الطائرات إن غصن استخدم اثنتين من طائراتها بصورة غير مشروعة في هربه من اليابان مستعينا بموظف زوّر السجلات لإبعاد اسمه من الوثائق. وقالت الشركة آنذاك إنها تقدمت بشكوى جنائية. وكان غصن قد فر إلى لبنان هربا من نظام العدالة الياباني الذي وصفه بأنه «محل تلاعب» حيث كان يواجه اتهامات متعلقة بارتكاب جرائم مالية ينفي حدوثها.

 

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الجمعة 08/05/2020

وطنية/الجمعة 08 أيار 2020

* مقدمة نشرة اخبار" تلفزيون لبنان"

مع عودة الحياة تدريجيا الى عهد ما قبل كورونا يسيطر حذر بل خوف من أن يتكشف غبار الوباء عما لا قدرة للأفراد أو للمؤسسات على تحمله.. فبعدما شغلت أرقام الاصابات بكوفيد 19 لبنان والعالم ثمة أرقام وإحصاءات ستنهمك بها مراكز الدراسات تتعلق بالبطالة والخسائر الاقتصادية والارتدادات النفسية لها وغيرها.

في لبنان أولى ضحايا كورونا تربويا إمتحانات البروفيه التي جرى إلغاؤها فيما دفع الهم المعيشي الناس الى تخطي ما رسمته وزارة الداخلية من تخفيف الاجراءات تدريجيا فعادت زحمة السير الى الشوارع لا سيما في ساعات بعد الظهر علما أن عداد الاصابات لم يتوقف بعد مسجلا اثنتي عشرة إصابة ووفاة واحدة في ظل اعتذار وزير الصحة من الوطن المغبون. أما الجيش فنشر فيديو يقول: "الخطر بعدو موجود ومسؤوليتنا أنو نكون واعيين وإجراءات الوقاية ما زالت ضرورية".

على مسار خطة الاصلاح المالي يبدو أنها وضعت على مشرحة التعديل الذي لا بد منه وفق ما اكده كل من رئيس البلاد ووزيرة الاعلام وأحد مستشاري صندوق النقد الدولي الذي أكد أن التفاوض بين الحكومة اللبنانية والصندوق يبدأ رسميا الاسبوع المقبل.

وفيما أكدت وزيرة العدل أن التشكيلات القضائية سلكت طريقها دعا النائب حسن فضل القضاء الى انتفاضة على الفساد

ماذا أولا في مواقف وزيرة الإعلام الدكتورة منال عبد الصمد من تلفزيون لبنان

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون "ان بي ان"

حسمت وزارة التربية كل السيناريوهات التي كانت مطروحة والمتعلقة بالعام الدراسي المدرسي فأعلن وزير التربية عن إلغاء الشهادة المتوسطة وإجراء إمتحانات الشهادات الثانوية على دورتين في شهري آب وأيلول والترفيع التلقائي لصفوف الإبتدائي والروضات.

في الإمتحان المالي من المتوقع أن تبدأ الاسبوع المقبل المشاورات بين الحكومة وصندوق النقد الدولي حول طلب لبنان مساعدة مالية.

وفي هذا الإطار أكد رئيس الجمهورية ميشال عون أمام زواره أن التفاوض مع الصندوق ضروري مشيرا إلى أنه قد يكون على لبنان القبول ببعض الشروط القاسية التي قد يطرحها الصندوق.

وبشروط قاسية لا زال المواطنون يحاولون ترتيب أمورهم التي باتت تتصل حصرا بتأمين لقمة عيشهم في ظل الإرتفاع الجنوني للأسعار والذي يربطه تجار الأزمة بارتفاع سعر صرف الدولار وعلى هذا الخط تحرك النائب العام المالي القاضي علي إبراهيم وأوقف نقيب الصيارفة محمود مراد قبل الإدعاء عليه بتهمة التلاعب بسعر صرف الدولار وإحالته على قاضي التحقيق الأول في جبل لبنان.

ولأن التوقيف بالتوقيف يذكر فإن مذكرتي توقيف وجاهيتين أصدرهما القاضي نقولا منصور بحق مدير عام النفط أورور فغالي ورئيسة المختبرات المركزية في المنشآت النفطية خديجة نور الدين في ملف الفيول المغشوش.

وفي شأن ليس ببعيد عن هذا الملف كان لافتا ما تداوله ناشطون عن ورود إسم فريد نور الدين بجاوي وهو أحد المتورطين في فضيحة سوناطراك في مرسوم التجنيس الذي صدر مؤخرا أي أنه ليس فاسدا فحسب بل ويحمل الجنسية اللبنانية.

على أن ملف الكهرباء بهدره وعجزه وصفقاته يحط على طاولة مجلس الوزراء في القصر الجمهوري يوم الثلاثاء في بند مخصص لعرض تطور الأعمال في تأمين الكهرباء وإلغاء كامل عجز المؤسسة كما يبحث المجلس جدول أعمال من 13 بندا من بينها استكمال البحث في استراتيجية مكافحة الفساد.

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون "أم تي في"

رغم كل الأزمات الخطرة التي يتخبط فيها لبنان ، يواصل رئيس الحكومة حسان دياب كسر أرقامه القياسية في الخروج على الأصول الدبلوماسية من خلال تحريف مضامين التقارير ، كما يواصل هجمته العبثية على الطائفة الأرثوذكسية .

فبعد استهدافه محافظ بيروت وما استثارته الخطوة من غضب لدى ابناء الطائفة وقياداتها على اختلاف انتماءاتهم السياسية، ها هو دياب يصحح الخطأ بخطأ أفدح، فقد أوفد الى مطرانية بيروت واحدا من مستشاريه الكثر، خضر طالب، بدلا من أن يأتي دولته شخصيا كما فعل أسلافه دائما.

فجاء طالب دار المطرانية من دون موعد ، واستقبله سيدها تهذيبا، وإذ بطالب يطلق كلاما غير لائق استدعى توبيخه وإخراجه من الدار.

ولما عاد الى السراي أخذ يخبر كيف أسمع الموجودين كلاما قاسيا، ما اثار امتعاضا كبيرا لدى مرجعيات الطائفة ، الدينية والسياسية والشعبية، والأغرب أن دياب كان اصدر بيانا كذب فيه أخبارا نقلت عنه وفحواها انه ازدرى بالطائفة الأرثوذكسية ، وإذ بتصرفه ومستشاره اليوم يؤكد ما نفاه ، مسلسل دياب غير الناجح يبدو أنه مستمر وهو مصر على منافسة نفسه قبل ان ينافس الصنف غير الجيد من مسلسلات رمضان.

توازيا ، تسعى الحكومة الى تقريش خطتها المالية وتحويلها الى مشروع عملي قابل للتسويق لدى صندوق النقد والمرجعيات الدولية، لكنها تمتنع حتى الساعة عن إقفال خاصرتها الحدودية المفتوحة لتهريب المواد الأساسية والدولار الى سوريا، والمحطة الأولى هي القصير السورية التي يسيطر عليها حزب الله والتي صارت منصة استيراد وتصدير محورية ، تمتص قدرات لبنان ومنها تعود الشاحنات محملة بما يغرق الاقتصاد المتداعي بمختلف انواع السلع .

الخاصرة السياسية للعهد ليست أفضل حالا ، ورئيس المردة سليمان فرنجية سيفاقم نزفها في مؤتمره الصحافي غدا والذي سيصوب فيه مباشرة على العهد وصهره ، في الأثناء تواصل القوات تمايزها عن المعارضة ، بانتهاجها نمطا معارضا يؤكد فرادتها ، لا يقربها من العهد ولا يمنعها من معارضته وحكومته ، ولا يقطع شعرة معاوية مع حلفائها.

في الشأن الصحي ، سجلت قفزات مقلقة للكورونا في لبنان ، بما قد يفرض على الحكومة أن تعيد النظر في تخفيفها شروط التعبئة، علما بأن الميدل إيست أعلنت عن المرحلة الثالثة من رحلات إعادة اللبنانيين ، فيما أعيد فتح جزئي للمدارس بينما تستعيد الأسواق ودور العبادة نشاطها.

في هذه الأجواء احتفل العالم الحر بذكرى انتصاره على هتلر و النازية عام 1945 فيما هو عاجز مهزوم في مواجهة كورونا القاتل الصامت الخفي، وقد بلغ عدد ضحاياه 270 ألفا

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون "او تي في"

في الشأن المعيشي، أكثر من عنوان اليوم: ملاحقة المتلاعبين بسعر الصرف، والمتحكمين بأسعار السلع، وضبط سعر ربطة الخبز ووزنها، إلى جانب تحديد مصير الامتحانات الرسمية، وشرح تدابير العودة التدريجية عن التعبئة العامة، فضلا عن متابعة ملفات مكافحة الفساد، ونجماها اليوم الوزير السابق سيزار ابي خليل والنائب حسن فضل الله.

أما سياسيا، فعنوان واحد: مواقف واضحة في أكثر من اتجاه من رئيس الجمهورية العماد ميشال عون.

فالرئيس عون الذي جزم أنه سيسلم لبنان في نهاية عهده أفضل مما استلمه، قال: صحيح أن اللبنانيين يتألمون كثيرا جراء تداعيات الازمة الاقتصادية-المالية، الا انني متفائل بأننا سنخرج شيئا فشيئا من الهاوية التي انزلقنا إليها، وبأن العد العكسي في اتجاه التعافي المتدرج سينطلق بعد فترة، وبالتأكيد، فإن الوضع سيكون أحسن بكثير مع حلول نهاية الولاية الرئاسية، حيث سنكون قد دخلنا في طور النقاهة بعد العملية الجراحية التي سنجريها لإنقاذ اقتصادنا، الذي سيعتمد مستقبلا بشكل أساسي على القطاعات الإنتاجية مثل الصناعة والزراعة.

ربما سيكون علينا أن نتقبل بعض الشروط القاسية التي قد يطرحها الصندوق مقابل مساهمته المالية، قال رئيس الجمهورية، ليس لأن تلك الشروط مطروحة من الصندوق، بل لأنها تخدم مصلحة الدولة اللبنانية، وتدفعنا في اتجاه اتخاذ قرارات مؤجلة، مؤكدا أننا في الوقت نفسه، سنطرح مسألة الكلفة الباهظة المترتبة على لبنان جراء النزوح السوري.

الى ثلاثي المعارضة، ثلاث رسائل ردا على ثلاثة اسئلة:

عن سعد الحريري ومقاطعة لقاء بعبدا الاخير، اشارة الى ان الأمر انزعاج البعض من كون الأمور "ماشية" وتتقدم الى الامام، علما انني كنت أنظر إلى الحريري في اعتباره إبني، لكنه اختار ان يبتعد وهذا شأنه... واستشهد الرئيس عون في هذا الإطار بقصة الابن الضال الواردة في الإنجيل.

عن وليد جنبلاط واللقاء الاخير بينهما، المهم هو تحصين التعايش في الجبل وحمايته، وصولا الى الفصل بينه وبين الاختلاف المشروع في السياسة.

عن سمير جعجع، والمواقف التي اطلقها من بعبدا تحديدا، انا كرئيس للجمهورية احترم حرية الرأي والتعبير، ولكن نحن لدينا مقاربتنا للأمور وجعجع له مقاربته، وفي نهاية المطاف الرأي العام هو الذي يحكم.

أما الخلاصة، فتختصر بأن قوى داخلية تعمدت فرملة مشاريع التيار الوطني الحر وعرقلتها منذ أن كنت رئيسا لتكتل التغيير والإصلاح، قال رئيس الجمهورية، وذلك بهدف الحؤول دون تحقيق إنجازات تحسب للتيار وتسهل وصولي الى رئاسة الجمهورية، فكان ان دفع الشعب اللبناني بمجمله ثمن هذه الحسابات.

وختاما، عمل هذه الحكومة خلال اشهر قليلة يعادل، بل يفوق، كل ما أنجزته الحكومتان السابقتان خلال ثلاث سنوات، وانا مرتاح الى أداءئها الذي يتميز بخلوها من السجالات السياسية العبثية التي كانت تستهلك الكثير من اجتماعات مجلس الوزراء في الماضي... ومن كان يتوقع رحيلها خلال مدة قصيرة، أنصحه بأن يراجع حساباته، قال رئيس الجمهورية.

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون "المنار"

بلغة الارقام والتوثيق، بعيدا عن الحرتقات السياسية والتشهير، والتزاما بقرار حزب الله اطلاع اللبنانيين على مجريات حربه الصعبة والطويلة ضد الفساد، كانت جردة حساب عما قام به الحزب في حربه الى الآن، قدمها مسؤول ملف مكافحة الفساد، عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب حسن فضل الله امام محكمة الرأي العام، داعيا الى انتفاضة حقيقية في الجسم القضائي ضد التدخل السياسي، ونصرة للشعب المظلوم والمنهوب.

ومن نتائج الحرب على الفساد استعادة الدولة قطاع الاتصالات ، واستدعي وزراء الى القضاء. كما تم صدور قرار قضائي بجرم التخابر غير الشرعي والذي كان هدره السنوي ثلاثمئة مليون دولار.

من ملفات الصرف الصحي، الى المسح العقاري، والاملاك البحرية، والتحويلات المالية، الى تقديم مستندات تتضمن بالارقام مخالفات في الحسابات والهبات لدى وزارة المالية، عرضها النائب فضل الله، مؤكدا ان جميع مستنداتها الرسمية امام القضاء. وان كانت المشكلة تسييس محاربة الفساد، فان حزب الله لن يغطي احدا متى قدم القضاء اتهاما موثقا ضد خصم او حليف كما أشار النائب فضل الله.

اما التخريب الاميركي عبر مسؤول من هنا وبيان من هناك، فلن يغير في منهجية حزب الله شيئا، قال النائب فضل الله، وهم المسببون الاساسيون للخراب الذي يصيب لبنان.

في ابرز اصابات كورونا اليوم، العام الدراسي، حيث سقطت الامتحانات الرسمية للشهادة المتوسطة بفعل الفيروس، وعمل وزارة التربية جار لاستنقاذ ما امكن من منهاج العام والشهادات الثانوية الرسمية.. فيما عداد المصابين الحقيقيين بكورونا الى ارتفاع، والصوت الحكومي عاد ليعلو محذرا على خطين: كورونا وارتفاع الاسعار.

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون "ال بي سي"

أيها المواطن... تصل إلى مدخل بيروت الشمالي ، فتختنق بالروائح المنبعثة من مطمر برج حمود الجديدة، والروائح ستنبعث أكثر لان المطمر سيرتفع مترا ونصف المتر... تقترب مئات الأمتار، فتعرف أنك وصلت إلى وزارة الطاقة، بسبب الروائح المنبعثة من الفيول المغشوش، إذ إن رائحة العقد الموقع مع شركة صوناتراك، مازالت منبعثة، على الرغم من مرور خمسة عشر عاما على توقيع العقد، ومسؤولية وزارة الطاقة هنا ان المنشآت النفطية التابعة لها، مسؤولة مباشرة عن الفيول المغشوش...

تتقدم إلى الغبيري فتفوح رائحة التلاعب بأسعار الدولار، حيث نقيب الصيارفة يشغل شبكة من الصيارفة "للم" الدولار من السوق، وإعادة بيعه باسعار خيالية، ضاربا عرض الحائط بكل التعاميم... تعرج على إحدى السوبرماركت فتفوح منها روائح إرتفاع الأسعار بشكل جنوني، حتى ولو كانت السلعة من الأرض اللبنانية او من المصنع اللبناني...

ولهذا باشرت وزارة الإقتصاد إجراءات يؤمل ان تعطي مفعولها... تبتعد قليلا في اتجاه الحدود مع سوريا، شمالا وبقاعا، فتفوح روائح المازوت المهرب إلى الداخل السوري، وما تردد عن تهريب الطحين أيضا...

تتبرأ شركات المحروقات من تهمة التهريب وتلقيها على التجار وأصحاب المحطات... وكذلك تتبرأ المطاحن من تهريب الطحين، في بيان أصدرته، وتلقيها على التجار...

أيها المواطن، فعلا "شي بيتعب": نفايات، فيول مغشوش، تلاعب بالدولار، غلاء فاحش في الأسعار، تهريب مازوت وطحين... فهل من يضرب يده على الطاولة ليقول: كفى؟

"كلها بضع كيلومترات بين لبنان وسوريا" فهل هناك استحالة لوضع حد للتهريب؟ ام ان المهربين وحماتهم اقوى من الدولة؟ ماذا كنا لنفعل لو كانت حدودنا شاسعة كتلك بين اميركا والمكسيك؟ "كلن كم سوبرماركت وكم تاجر جملة،" فهل هناك استحالة لتنظيم الأرباح؟ "كلن كم صراف "فهل هناك استحالة لوضع حد لتلاعبهم بالأسعار.

كيف يجدون وقتا للغش والنصب والتلاعب وشفط جيوب المواطنين غير عابئين بالمصائب المتلاحقة التي تضرب؟ كل هذه الموبقات التي تحصل، لا يمكن لها ان تصمد لو لم يكن للمخالفين والفاسدين والمهربين شركاء في السلطة، وفي المؤسسات على انواعها، وفي الإدارات.. فهناك من يغطي، وله حصته، وهناك من يحمي وله حصته ايضا، وما لم يوضع حد لمن يغطون ويحمون... عبثا تصلحون...

على الرغم من كل هذه الملفات التي تشغل بال اللبنانيين، فإن ما سبب لهم انتكاسة اليوم، هو ردة الكورونا التي سجلت إثنتي عشرة إصابة جديدة... اما الحدث الأبرز، الذي انتظره الطلاب والأهل والأساتذة وإدارات المدارس، فهو خارطة الطريق التي حددها وزير التربية لإنجاز العام الدراسي والإمتحانات الرسمية.

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون "الجديد"

قرع ناظر التربية الجرس، معلنا انتهاء الفرصة، وفتح الوزير طارق المجذوب الصفوف حضوريا للمرحلة الثانوية ابتداء من الثامن والعشرين من الشهر الجاري، وبالإفادة من مفاعيل الحجر الصحي تخرج طلاب الشهادة المتوسطة بإفادات استثنائية ولمرة واحدة، ممنوحة عن عام دراسي انتهى من دون عوارض الضغط المجاني.

لعب وباء كورونا بعداد الفصول، وفتح دورة صيفية لطلاب الشهادة الثانوية، وفي آن معا رفع درجة حرارة المحاسبة عن أزمة اقتصادية جعلت رقاب اللبنانيين وأموالهم معلقة على بارومتر سعر الصرف، إذ دهمت النيابة العامة المالية إمبراطورية النقيب محمود مراد وشركاؤه من الصرافين المتواطئين، وأمرت بتوقيفهم وكشفت التحقيقات أن النقيب كلف صرافين شراء الدولارات على سعر مرتفع لحسابه، ليبيعها لتجار الجملة ويحقق أرباحا طائلة.

على خط مواز للنيابة المالية وضع النائب العام التمييزي القاضي غسان عويدات ملف الأملاك البحرية تحت مجهر استردادها للدولة، وأوعز إلى وزارة الأشغال العامة في تنفيذ أعمال الإخلاء، ووضع اليد على المخالفات التي لم يقدم أصحابها على تسوية أوضاعها في المهلة القانونية المحددة، ألف وثمان وسبعون مخالفة على أملاك بحرية عامة كلفت الدولة ألفا ومئتي مليار ليرة خسارة، وهو رقم يحد من ارتهان الوقوف على أعتاب الدول الدائنة واستجداء المساعدات من صناديق دولية ومؤتمرات صديقة.

وضع اليد على الملك العام المحتل بوصايات سياسية، خطوة على طريق استعادة المال المنهوب من ملفات مختومة بالفساد وهدر المال العام، أفرز لها النائب حسن فضل الله اليوم مؤتمرا صحافيا مطولا تطايرت منه ملايين الدولارات المهدورة في قطاع الاتصالات، الى مليارات الدولارات الضائعة في حسابات الدولة، من هبات وايرادات في وزارة المال، والمال برائحته النتنة غرف من محطات الصرف الصحي وصولا الى آلاف مليارات الليرات التي تمكن نواب الكتلة من توفيرها في ميزانيات الدولة،أو تقديم إخبارات فيها.

قدم فضل الله عرضا قانونيا وخاض حربا وفقا للأصول الدستورية، وطالب القضاء النظيف بتطبيق القسم وبت جميع ملفات الفساد المقدمة، بعيدا من أي استنسابية أو تسييس أو ضغوط ودعا القضاء إلى انتفاضة حقيقية على الفاسدين في الجسم القضائي، ووفق الإستراتيجية الحزبية اعلن فضل الله أن المقاومة لن تستخدم وسائلها المتاحة ضد الاحتلال، ولن تنشئ محاكم ثورية بصلاحيات استثنائية، وعليه فإن حزب الله أوكل أمره إلى القضاء، لكن هذه الوكالة تستدعى من الحزب الفاعل ان يضغط باتجاه متابعة ملفاته في قصور العدل.

وألا يستكين قبل قطف الرؤوس مهما كان لونها وقربها او بعدها من حلفاء وخصوم، والاحتكام الى الناس والانتفاضة كان ليتلاقى ومطلب فضل الله لو لم تترك يد ثورة السابع عشر من تشرين لتصفق وحدها. واحد وثلاثون مليار دولار مشتبه بهدرها في ملفات عرضها فضل الله، تضم إليها الملايين المهدورة في الفيول المغشوش، وعلى هذا الملف علق التيارالوطني الحر مسؤوليته ورمى وزير الطاقة الأسبق سيزار أبي خليل التهمة كأنه ما مر على الوزارة.

فقال اليوم كلاما لم نسمعه حين كان وزيرا، ولم نشهد ولو احتكاكا كهربائيا أدى إلى استقالة أي من وزراء التيار الذين تسلموا وزارة الطاقة اعتراضا، واليوم في مؤتمره الصحافي رأينا الفيول الطائر وعلى جناح طائر على ورق.

ظهر اليوم بهاء رفيق الحريري في بيان رقم واحد يحلق فيه فوق الأجواء اللبنانية، ومعه على متن الرحلة مجموعة رسائل سياسية لم تعرف أهداف حاملها بعد، ولأن هموم الناس أغلى واكثر أهمية من الرد على بيان صادر عن تيار المستقبل ضد قناة الجديد، فالمحطة وجدت أن السطور الزرق الواقعة تحت بند الهذيان الرسمي تحتمل التأجيل، فالبيان المصاب بالتهاب سياسي اقتصادي حاد لن يكون في مرتبة مصائب اللبنانيين أو على حسابهم في هذا اليوم متراكم التطورات.

فكل شيء اهم، مستقبل الطلاب، مستقبل الدولار، والمتلاعبين بالعملة.. مستقبل الفاسدين اما بيان تيار المستقبل.. فإلى الغد لعدم توافر أسباب العجلة، وغدا للرد قريب.

 

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الجمعة في 8 أيار 2020

وطنية/الجمعة 08 أيار 2020

النهار

لوحظ تكرارا الفارق في البيانات الصادرة عن مكتب رئيس الحكومة والجهة المتصلة بشأن مضامين الاتصالات الواردة اليه واخرها الاتصال من البطريرك الارثوذكسي وقبله اتصال وزير الخارجية الفرنسي.

تابع بعض السفراء في لبنان تفاصيل لقاء بعبدا وما واكبه في الداخل والخارج، ليبنوا على الشيء مقتضاه من خلال ما سيشهده لبنان في المرحلة المقبلة سياسياً واقتصادياً وكيفية تعاطيهم مع الملف اللبناني.

يدور صراع خرج إلى العلن حول الجهة التي ستكون مسؤولة عن قطاع الاعلام الالكتروني بعدما بدأ يحتل دورا بارزا ان في الاعلام الجيد او في الابتزاز الاعلامي ويتخذ منحى مذهبيا في بعض منه.

الجمهورية

أبدى أحد السفراء إستيائه من إستعانة إحدى الوزارات بمؤسسة معنيّة في قطاع مهم من دولة أخرى رغم حجم مساعداتها.

إستغرب مرجع رقابي الحملة التي تشنّها جهة سياسية في ملف حسّاس معظم المتورطين فيها من أصحابها وأصدقائها.

يعتبر قريبون من مرجع كبير أن السياسة تحرّك مواقف المسؤولين في تيار بارز بعيداً من الحسابات الوطنية.

اللواء

تشهد العلاقات بين دولة كبرى ودولة إقليمية تحسناً في تسيير الأمور على الأرض، مما قد ينعكس إيجاباً على تخفيف القيود عن لبنان!

تتمسك وزيرة شابة برؤيتها لملء المراكز الشاغرة، في المؤسسات الخاضعة لوصايتها، أياً كانت العقبات والصعوبات..

تحوم شبهات جدية حول تورط وزير أو أكثر سابقين، في ملف قيد التحقيق، والمتابعة الدبلوماسية والمحلية..

نداء الوطن

عُلم أنّ الحكومة لن تعمد الى تعيين بديل عن المحافظ زياد شبيب إلا بعد انتهاء فترة انتدابه في الادارة وذلك بعيد منتصف هذا الشهر.

يتردد أنّ وزير المال سيرفع سلة أسماء جديدة للتعيينات المالية ولكن ليس في القريب العاجل، فيما صار محسوماً أنه لن يتم حصول أي تجديد.

زار مرشحان لرئاسة اتحاد بلديات الجومة في عكار نائباً حزبياً من المنطقة في منزله في الحازمية للحصول على دعمه رغم أنه ليس من توجّههما السياسي نفسه.

الأنباء

يشكو مدير عام في وزارة معنية بقطاع حيوي من غياب التواصل مع الوزير وتفلت مستشاريه.

يشكو فريق سياسي مشارك في الحكومة من أداء وزيرة ترفض التعاون في ملف التعيينات في شركة وطنية تابعة لوصاية وزارتها.

البناء

قالت مصادر مالية إن فتح أبواب المصارف وعودة الصرافين إلى العمل متوقعان خلال الأسبوع المقبل في ضوء مشاورات تجري بين جمعية المصارف ونقابة الصرافين مع رئاسة الحكومة ومصرف لبنان يتوقع أن تبدأ نتائجها بالظهور مطلع الأسبوع المقبل تطال مسألتي سحب الودائع وسعر الصرف ويلعب مدير عام الأمن العام اللواء عباس إبراهيم دوراً محورياً في هذه الاتصالات.

توقعت مصادر عراقية أن تكون القضية المحورية في اهتمامات الحكومة الجديدة الوضعين المالي للدولة والمعيشي للمواطنين في ظل أرقام مرعبة حول احتمالات انهيار مالي ومعيشي. ووضعت الاستثناء الأميركي للحكومة العراقية من العقوبات في ما يخص استيراد الغاز والكهرباء من إيران في سياق القلق الأميركي من سيطرة داعش على وسط العراق إذا انهارت الدولة.

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

حالة وفاة و12 إصابة جديدة بـ"كورونا" في لبنان

مواقع ألكترونية/الجمعة 08 أيار 2020

أعلنت وزارة الصحة العامة في تقريرها اليومي عن فيروس كورونا، تسجيل 6 حالات جديدة بين المقيمين، وتسجيل 6 حالات أخرى بين الوافدين. ليصل مجموع عدد الحالات إلى 796 حالة. وتم تسجيل 223 حالة شفاء، فيما تم تسجيل حالة وفاة جديدة ليصبح العدد التراكمي للوفيات 26 حالة.

 

اللجنة الدولية لحقوق الإنسان: لتوقيع لبنان على معاهدة مكافحة الفساد باعتبارها قوة ملزمة قانونا

الجمعة 08 أيار 2020

وطنية - أكد مفوض الشرق الأوسط للجنة الدولية لحقوق الإنسان والمبعوث الخاص للمجلس الدولي لشؤون الأمم المتحدة في جنيف السفير الدكتور هيثم ابو سعيد في بيان، أنه تلقى تقريرا من عضو المجلس التنفيذي للجنة في الشرق الاوسط أديب أسعد يؤكد فيه أن "تفشي الفساد بشكل فاضح في لبنان والواقع الخطير الذي نتج عنه، لجهة عدم تطبيق القوانين واحترام الحقوق في بعض القطاعات ولا سيما القطاعين المالي والاداري اللذين أوصلا الدولة اللبنانية إلى شفير الهاوية، أدى إلى تخبط مالي كبير إنعكس سلبا على الدولة والمواطنين معا". ودعا أبو سعيد إلى "وجوب توقيع الدولة اللبنانية على اتفاقية الامم المتحدة لمكافحة الفساد UNCAC لما لهذه الاتفاقية من اهمية باعتبارها قوة ملزمة قانونا لمكافحة الفساد ومعروفة بصك دولي ملزم، ومنع الفساد وتجريم بعض التصرفات وتعزيز إنفاذ القانون والتعاون القضائي الدولي، بالاضافة إلى توفير آليات قانونية فعالة لاسترداد الموجودات والاموال والاصول المنهوبة التي يسعى رئيسا الجمهورية العماد ميشال عون والحكومة الدكتور حسان دياب إلى تحقيقها".

 

"أمنستي" عن قضية شروف:لا اختصاص لمخابرات الجيش بقضايا الرأي

المدن/08 أيار/2020

أعربت منظمة العفو الدولية "أمنستي" عن قلقها الشديد، من استدعاء مخابرات الجيش اللبناني الزميل أيمن شروف، للتحقيق معه في ثكنة راشيا، لأسباب غير معروفة. وقالت المنظمة في بيان: "لم يحترم الجهاز العسكري القوانين التي تنظم آلية الاستدعاء، إذ أكد شرّوف لنا أنه حاول ومحاميته مراراً الاستفهام عن سبب الاستدعاء وإشارة القضاء، بلا جدوى"، مشيرة إلى أن مخابرات الجيش اللبناني أجرت مؤخراً سلسلة استدعاءات وتوقيفات بحق ناشطين مشاركين في الاحتجاجات المستمرة في البلاد. وأكدت "أمنستي" أن هذه الممارسات انتهاك للحقّ بحرية التعبير: "فلا اختصاص لمخابرات الجيش في قضايا الرأي، ويجب ألا يمثل المدنيون بشكل عام أمام جهازٍ عسكري". والمعروف عن شروف كصحافي آراؤه السياسية الحاسمة، بعد انتفاضة 17 تشرين الأول/أكتوبر، وكتب مراراً عن الدولة البوليسية وقمع الناشطين، كما عن استهداف الإعلام بمختلف أشكال الحصار والضغط. إلى ذلك، انضم تجمع "نقابة الصحافة البديلة" إلى قائمة الجهات التي استنكرت استدعاء شروف للتحقيق. وقالت في بيان: "منذ ثورة ١٧تشرين، وبوتيرة متصاعدة، يتم تكريس جهاز مخابرات الجيش اللبناني كأداة لضبط حرية الرأي والتعبير في لبنان، أي قمعها. وقد اتسع دور هذا الجهاز العسكري ليشمل الصحافيين. فاستدعت مخابرات راشيا أمس الزميل الصحافي أيمن شرّوف للتحقيق، من دون الاعتناء حتى بكشف سبب الاستدعاء". وأكمل البيان بأن "جهاز مخابرات الجيش صار يستدعي المدنيين بلا تردد أمام حقوقهم وحدود دوره، ما يهدد الحريات المدنية كما يهدد المسار القضائي واستقلاليته وعدالته. الناس يخطفون من منازلهم من دون أدنى معلومات عن مكانهم أو التهم الموجّهة إليهم، ومن دون احترام حقوقهم التي ينص عليها القانون بالاتصال بالأهل أو المحامية".وأوضح التجمع رفضه لـ"دور المخابرات المتنامي في مجال حرية الرأي والتعبير، جملةً وتفصيلاً" و"إخضاع المدنيين بشكل عام والصحافيين والناشطين بشكل خاص للاستدعاءات والمحاكمات العسكرية في قضايا ذات صلة بحقوق التعبير والتظاهر". وأكمل: "نقف اليوم مع الزميل أيمن شرّوف، ومع زملائنا المعتدى عليهم وعلى حقّهم في التعبير، ضد الترهيب الممنهج للصحافيين الذي تحاول السلطة إرساءه عبر أجهزتها المختلفة".

 

نهاية فناجين القهوة لدى الأجهزة الأمنية

المدن/08 أيار/2020

يبدو أن استدعاء الزميل أيمن شروف، الى مكتب استخبارات الجيش اللبناني في البقاع، مرشّح ليكون خطّ نهاية لهذا السلوك الأمني الذي تتوارثه السلطات اللبنانية منذ حقبة "المكتب الثاني" في مطلع الستينيات من القرن الماضي، وما زال مستمراً حتى الآن. فالكشف عن الاستدعاء، من غير خوف أو انصياع، ورفضه بالمبدأ، أشعل حماسة في قلوب اللبنانيين، والأوساط الصحافية خصوصاً، لرفض استدعاء المدنيين الى الأجهزة الامنية العسكرية في وجود قضاء مدني، ورفض استدعاء الفروع الأمنية للصحافيين الذين عبّروا عن رأيهم. وتلقى شروف اتصالاً من مكتب مخابرات راشيا، طُلب منه خلاله الحضور ظهر الجمعة الى المركز من غير الكشف عن السبب. واتصلت المحامية ديالا شحادة بمكتب مخابرات الجيش في راشيا، وطلبت من أحد الضباط معرفة من هو القاضي الذي أصدر الإشارة القضائية بحقه، فكان الجواب: "تحدثي مع مديرية المخابرات".

وشروف، برفضه الانصياع، سجّل واحدة من الحالات النادرة في مواجهة المقاربة الأمنية للملفات في لبنان. حالة نادرة في رفض التسليم بسلطة المخابرات العسكرية خارج الأصول القانونية والإطار القضائي المتعارف عليه. وما كانت الأجهزة الأمنية لتتمكن من الاستمرار في سلوكها، لولاً الخوف والتسليم بسلطتها، وهو ما مكّنها من الحفاظ على تقليدها المتوارث من زمن "المكتب الثاني" لمعالجة جميع الملفات، وبالتأكيد من ضمنها الملفات الحقوقية. وبتحول القضيّة الى قضية رأي عام، خرج العشرات من خوفهم، وواكبوا مئات آخرين يتحدون هذا السلوك الأمني. في مواقع التواصل الاجتماعي، عشرات التغريدات الرافضة لتحويل لبنان الى دولة بوليسية. وفي الميدان، صحافيون وإعلاميون وثوار ينتظرون التطورات لتنفيذ تحركات على الأرض رفضاً للاستدعاءات الأمنية، في حين لا يوجد أي نص قانوني يخول الاستخبارات استدعاء أي صحافي. ويؤكد الصحافيون إن الصحافي لا يمثل أمام الضابطة العدلية، فقضايا الرأي في المحكمة فقط، وبحضور محامٍ. والحال ان هذا الرفض، الذي بات حملة واسعة النطاق، لن تحمي شروف من الاستدعاء فحسب، بل لعلها تنهي ظاهرة "فنجان القهوة" الذي تدعو إليه الاستخبارات والأجهزة الأمنية شخصاً ما إلى مراكزها. فعبارة "عازمينك على فنجان قهوة"، تموّه بها الأجهزة تخطيها للأصول القانونية، ومقصدها الأساس وهو الإحضار والمثول والامتثال. ومن شأن التعاضد في هذه الحملة الإعلامية والمدنية دعماً للزميل شروف، أن يصحح المسار القانوني لأصول التعاطي مع قضايا الرأي وحماية الحريات، وإنهاء ظاهرة الاستدعاء الأمني المخالف للقانون. فقد تحدثت زميلة صحافية عن تلقيها اتصالاً من جهاز أمني قبل أشهر، قال خلاله المتصل إنها دعوة "لنشرب فنجان قهوة". اعتذرت، وحين ألحّ، قالت ان القانون يضمن حرية التعبير. فاقترح لاحقاً لقاءً في مقهى، فاشترطت الحضور مع محامية، فتوقفت اتصالات الدعوة. وكان الزميل مهند الحاج علي، قبل سنوات، قد رفض المثول أمام الضابطة العدلية، وتم تنظيم مظاهرة من قبل الزملاء أمام قصر العدل رفضاً لهذا الاستدعاء.

 

نداء الوطن: "الحاكم والكهرباء والمعابر والحدود"... مقابل 10 مليارات دولار على 5 سنوات صندوق النقد وحكومة دياب... مفاوضات "العصا والجزرة"!

نداء الوطن/الجمعة 08 أيار 2020

تقول: في المشهد السياسي، تفتّحت جراح الذاكرة الوطنية بالأمس على "7 أيار" مع سلسلة من المواقف المستذكرة ليوم كشّر "حزب الله" عن أنيابه واضعاً الدولة بين ليلة وضحاها تحت قبضة سلاحه، بدءاً من اجتياح بيروت، مروراً بمعارك الجبل وتسوية الدوحة التي كرّست سطوة الحزب على "الثلث الحكومي المعطل" وصولاً إلى سقوط الحكم اليوم نهائياً في قبضته بمختلف أبعاده الرئاسية والحكومية والنيابية... هو مسار واحد بين أيار 2008 وأيار 2020 حفر من خلاله "حزب الله" جبل السلطة بإبرته على مدى 12 عاماً لتستقرّ المنظومة الحاكمة على صورتها الراهنة خالصةً مخلصةً له "شريكاً واحداً" في إدارة شؤون البلاد. أما في مشهد الكباش المحتدم بين العهد العوني وسعد الحريري فيبدو "شرحاً يطول" بعدما أعاد الحريري التأكيد أمس على مضيه قدماً في عملية "كسر الجرة" مع العهد وتياره دون مهادنة أو مساومة أو وساطة حتى "يُقرنوا أقوال الإصلاح بالأفعال"، خصوصاً وأن بصمة الفساد والهدر في الكهرباء تلاحق وزراء "التيار الوطني" ورئيسه جبران باسيل الذين كبدوا الخزينة خسائر بعشرات مليارات الدولارات وعطلوا مسيرة الإصلاح في هذا القطاع ودجنوا القضاء المعني بمكافحة الفساد وأوصلوا البلد إلى مرحلة لم تعد تنفع معها لا لقاءات تعقدها بعبدا ولا مخططات تضعها الحكومة خارج إطار الإسراع في عملية التفاوض مع صندوق النقد الدولي لاستنهاض الاقتصاد.

ولأنّ مصير اللبنانيين أضحى معلقاً على "الصندوق" باعتباره خشبة الخلاص الوحيدة القادرة على انتشالهم من الغرق في رمال الأزمات المتحركة اقتصادياً ومالياً واجتماعياً ومعيشياً، تتسارع الخطوات الحكومية باتجاه تعبيد الطريق الآيل إلى تفعيل قنوات الاتصال والتشاور مع المعنيين في صندوق النقد، بدءاً من أولى مراحل التواصل "عن بُعد" بين الجانبين الأسبوع المقبل لاستشراف آفاق البرامج الهادفة إلى مساعدة لبنان، وسط تأكيد مصادر مواكبة للمسار التفاوضي المرتقب على كونه "مساراً شاقاً تعتريه مطبات وعقبات وسيكون أشبه بمفاوضات "العصا والجزرة" بين الصندوق وحكومة حسان دياب"، موضحةً لـ"نداء الوطن" أن سلسلة من الإجراءات المطلوبة من الحكومة "ستكون مشروطة بمواكبة مراحل التنفيذ بمعنى أن يتم ضخّ الأموال على دفعات في الخزينة العامة بشكل تتناسق معه كل دفعة من هذه الدفعات مع الخطوات التنفيذية لكل شرط من الشروط المطلوبة في برنامج المساعدة".

وإذ لفتت إلى أنّ "تجاوب حكومة دياب مع دفتر شروط صندوق النقد سيفتح الباب أمام تعهد بمدّ لبنان بنحو 10 مليارات دولار على مدى السنوات الخمس المقبلة"، كشفت المصادر في هذا السياق أنّ "الصندوق قد يوافق على برنامج قرض سريع يفرمل الانهيار اللبناني وقد تصل قيمته إلى 3.5 مليارات دولار قبل نهاية العام الجاري في حال تم التفاهم على تفاصيل برنامج عمل مؤلف من عدة بنود إصلاحية تشمل سلة من الإجراءات المطلوب تنفيذها، بعضها مالي إصلاحي وبعضها الآخر سيتخذ طابعاً سياسياً سيادياً متصلاً بضبط المرافئ والمعابر البحرية والجوية والبرية"، وأوضحت في هذا الإطار أن "التعيينات المالية لن تكون بعيدة عن هذا المسار التفاوضي بشكل قد يشمل الاتفاق مسبقاً على خليفة رياض سلامة في حاكمية المصرف المركزي، ونواب الحاكم، ولجنة الرقابة على المصارف، خصوصاً وأن هناك مؤشرات تدل على أن التفاوض على الاسم الذي سيخلف سلامة قد بدأ بالفعل بعيداً من الأضواء".

ومن جملة الشروط الاصلاحية التي يطالب بها صندوق النقد الدولي، لفتت المصادر إلى أنّ "التركيز سيصبّ في المرحلة الأولى من التفاوض على عدة ملفات، أبرزها ملف الكهرباء بكافة تفاصيله من البواخر الى المعامل والفيول، بالإضافة إلى ملف الجمارك وسط الخشية الدولية من استمرار سطوة "حزب الله" على مرفأ بيروت ومطار رفيق الحريري الدولي، توصلاً إلى الاتفاق على ضرورة إغلاق المعابر غير الشرعية بين لبنان وسوريا وضمان حصر عملية تنقل الأفراد والبضائع بين البلدين بالمعابر الحدودية الشرعية تحت أعين الأجهزة العسكرية والأمنية الرسمية"، كما لم تستبعد المصادر أن "تعمد واشنطن في توقيت يناسبها إلى طرح موضوع ترسيم الحدود النهائي براً وبحراً بين لبنان وإسرائيل، سيّما وأنها بدأت حملتها في أروقة الأمم المتحدة للمطالبة بتعديل صلاحية قوات اليونيفيل في الجنوب قبيل التصويت على تمديد مهامها ضمن إطار القرار 1701، وذلك انطلاقاً من الحرص الأميركي على أن تتمكن القوات الدولية من تعبئة أي فراغ قد يخلفه إنسحاب اسرائيل من مزارع شبعا وتلال كفرشوبا التي لم يشملها قرار الاعتراف الأميركي بضم الجولان إلى إسرائيل".

وختمت المصادر بالإشارة إلى أنّ "للبنان موقعه الجغرافي الحساس وله أهميته في الاستراتيجية الأميركية إزاء منطقة الشرق الأوسط، وبالتالي فإنه لن يكون بعيداً من المتغيرات المرتقبة في المنطقة حيث تتزايد المعطيات عن تسويات إقليمية تشمل العراق وسوريا بدأت طلائعها تظهر مع التسوية الحكومية العراقية وقد تُستكمل بمباشرة مسار تسووي في سوريا بالتوافق بين واشنطن وموسكو، ولعل تكثيف الضربات على المواقع الإيرانية في العمق السوري من ناحية، وبروز الخلاف المالي داخل آل الأسد، والفيديوات التي بثها إبن خال الرئيس السوري رامي مخلوف مالك شركة "سيرياتل" في الآونة الأخيرة من ناحية أخرى، هي بمثابة "رأس جبل الجليد" في الصراع الدائر على مرحلة إعادة تشكيل السلطة هناك".

 

الشرق: الحريري: حذار تدمير القطاع المصرفي

الشرق/الجمعة 08 أيار 2020

أكد الرئيس سعد الحريري أنه "مرتاح للموقف الذي اتخذه بعدم المشاركة في لقاء بعبدا"، لافتا إلى أنه "بعد إقرار الخطة الاقتصادية في مجلس الوزراء كان يجب مناقشتها في مجلس النواب، إلا أن ما حصل هو التفاف على الطائف"، مذكرا بأن "سبب مشاركته في لقاءات الحوار السابقة كان بهدف إرساء الاستقرار السياسي والأمني في البلد"، وقال: "إن الناس ملوا الأقوال والكلام، وهم ينتظرون الأفعال". أضاف: "يجب دراسة الخطة الاقتصادية مع صندوق النقد الدولي، لأن لبنان بحاجة إلى سيولة من الخارج، وهذا سيستغرق 6 أشهر".

 

النهار: خطة الحكومة "تتعقّد" بعد إخفاق "لقاء بعبدا"

النهار/الجمعة 08 أيار 2020

لم يكن اخفاق لقاء بعبدا الذي دعا اليه رئيس الجمهورية، الا مرآة لاحوال البلد واخفاقاته المتزايدة في الحياة السياسية والاقتصادية والمالية، وقد جاءت مواقف الرئيس سعد الحريري النارية امس بعد اجتماعه برؤساء الحكومات السابقين، ليضاعف حالة الاحتقان السائدة، وكذلك منسوب اخفاق لقاء بعبدا الذي فشل في الشكل وفي المضمون. واعلان فشله قبل وقوعه عبر "النهار" لم يكن موقفاً سياسياً بقدر ما كان قراءة واقعية له. فالرئيس ميشال عون الذي اراد توفير مظلة وطنية للخطة الانقاذية لم يوفق في الشكل اذ غابت المعارضة كلها باستثناء رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع، الذي اضافة الى اعلانه مجموعة اعتراضات على الخطة، عومل بلامبالاة اوحت بأنه ضيف غير مرغوب به، وكأن "بيت الشعب" ضاق بزائريه رغم ان الدعوة استهدفتهم مباشرة. وبدا ان متلازمة 8 اذار صارت مرافقة للعهد والحكومة معاً، ما يجعل تعاملهما مع المجتمع الدولي ومؤسسات التمويل اكثر تعقيدا، وهو ما تكرر اكثر من مرة في الايام الماضية عبر تصريحات اميركية تحديدا، ركزت على ضرورة الفصل بين الحكومة و"حزب الله" المكون الاساسي فيها. اما في المضمون، فان الاعتراضات التي تلقاها الخطة، من اهل البيت قبل غيرهم، لا تضمن عبوراً آمناً لها في مجلس النواب حيث المحطة الالزامية لاقرار قوانين ضرورية لاجراء الاصلاحات. وقد توقف كثيرون عند صمت الرئيس نبيه بري وعدم تقديمه اي مداخلة على غير عادته.

الحريري

وفي موقف مرتبط، أكد الرئيس سعد الحريري أنه مرتاح للموقف الذي اتخذه بعدم المشاركة في لقاء بعبدا، لافتا إلى أنه بعد إقرار الخطة الاقتصادية في مجلس الوزراء كان يجب مناقشتها في مجلس النواب، إلا أن ما حصل هو التفاف على الطائف. وقال:"نحن نريد مكافحة الفساد ولكن ليس على مزاج فريق سياسي، وبالمقابل هناك من يعطل التشكيلات القضائية لأسباب كيدية لأنه لا يريد مكافحة الفساد. وفي موقف تصعيدي تجاوز النائب جبران باسيل، اطلق الحريري سهامه على الرئيس عون بقوله: لقد حملوا الرئيس الشهيد رفيق الحريري مسؤولية كل ما حصل خلال 30 سنة مضت. ومن سيقترب من رفيق الحريري انا سألاحقه. ماذا فعلوا هم خلال السنوات الثلاثين؟ هربوا طوال 15 عاما ثم عادوا وخربوا البلد في الـ 15 عاما الثانية.

الاوضاع المعيشية

معيشيا، اعلن رئيس الوزراء حسان دياب "اننا أمام مواجهة حقيقية مع موجة الغلاء، ولا يجوز أن نبقى مكتوفي الأيدي وكأننا غير معنيين. من غير المقبول ألّا نتصرف بسرعة، لأن الأمور ستخرج عن السيطرة أكثر، وأصبح التسعير مزاجيًا وغير مدروس ولا علاقة للأسعار بارتفاع سعر صرف الدولار. وأكد أن الحكومة معنية بحماية الناس من كل تاجر انتهازي، ومن كل محاولة لتجويع اللبنانيين. من غير المقبول أن يتصرف التجار بحرية، وأن يغيب الضمير الإنساني والوطني عند بعض التجار المتحكمين بالأسواق عبر فرض الأسعار الخيالية. من جهة ثانية، وبعدما اشار حاكم مصرف لبنان رياض سلامه اخيرا الى 4 مليارات دولار يتكبدها لبنان خسائر لاستيراد مواد لا يستخدمها، في اشارة غير مباشرة الى التهريب عبر الحدود الى الداخل السوري، أفادت قناة "ام تي في" في تقريرٍ أن مبيعات الطحين في لبنان زادت، وكشفت أن أطنانا من الطحين تُنقل إلى الداخل السوري، بسبب الازمة في الطحين في سوريا. وفي حين يبلغ سعر طن الطحين المدعوم من الدولة 150 دولارا، فان سعره في سوريا يصل الى 320 دولارا. وفي شأن متصل، اوضح عضو نقابة اصحاب المحطات جورج البراكس انّ النقابة تتوجه إلى الاضراب وإقفال الطرق، لانّ "الدولة غير قادرة على الوقوف بوجه شركات النفط التي حققت أرباحا بسبب تجارة الدولار وتهرب المازوت إلى سوريا". قضائيا، اصدر قاضي التحقيق الأوّل في جبل لبنان نقولا منصور، مذكرتي توقيف وجاهيتين بحقّ كل من أورور فغالي المديرة العامة النفط وخديجة نور الدين رئيسة المختبرات المركزية في المنشآت النفطية في قضية الفيول المغشوش.

نفايات المتن وكسروان

في المتن الشمالي وكسروان، استأنفت الشركة المتعهدة جمع النفايات عملها امس، بعدما تراكمت النفايات في الشوارع، و قال رئيس بلدية برج حمود مارديك بوغوصيان لـ"النهار"، "رفعت شركة رامكو النفايات اليوم بعد أسبوع من التوقف عن العمل حيث نقلت إلى معامل الفرز من ثم إلى مطمر الجديدة". والحلّ، كما قال بوغوصيان، "ليس جذرياً، وبعد أشهر سنواجه المشكلة نفسها إن لم تضع الحكومة حلاًّ دائماً، ويجب على الجميع التعاطي مع القضية من باب أن البيئة لا علاقة لها بالسياسة، وليست لتسجيل نقاط بين الأفرقاء السياسيين".

 

بيانٌ من بهاء الحريري.. "سيُسَجِّل التاريخ"

مواقع ألكترونية/الجمعة 08 أيار 2020

صدر عن المكتب الاعلامي لبهاء الحريري ما يلي:

اقترب العالم أجمع من العودة التدريجية الى حياة ما بعد وباء الكورونا.

التكيُّف الإجتماعي والإقتصادي بدأت تظهر ملامحه من خلال برامج وحوافز تخدُم كردات فعل إيجابية لإعادة النشاط للقطاعات كافة كما لفُرص العمل لمن فقدها. أما في وطننا الحبيب لبنان فالعودة ستكون لواقع الإنهيار الذي خلّفته جائحة من صُنع منظومة الفساد والجشع. تلك المنظومة التي استخدمت لُغة الطائفية الجوفاء لسلب وطننا قدراته التي بنى بناته وأبناؤه أسُسه وكيانه. مع الأسف ليس هناك دولة قوية ومسؤولة، نزيهة ومتينة اقتصادياً لتحمل عبء بث النشاط في ارجاء البلاد. من هنا لا نرى بدّاً إلا في إسناد مطالب الثورة المحقة في تغييرٍ جذريّ في بنية النظام اللبناني والمجتمع، وفي طريقة إدارة الشأن العام والحفاظ على معيشة المواطن، وإعادة كرامته التي فُقِدت على يد المنظومة السياسية. وعلينا أن نساند مطالب اللبنانيين في تأسيس نظام إجتماعي جديد ينصف جميع المواطنين ويؤسس لدولة عادلة ولحكم القانون. من هذا المنطلق أيضاً ندعم حركة المنتديات في لبنان والقائمين عليها وعلى رأسهم المحامي نبيل الحلبي الذي تربطنا به علاقة وطيدة. ان دعمنا للمنتديات يأتي لأنها تعتنق مطالب الثورة المحقة وتشارك بشكلٍ فعال في ثورة الشعب اللبناني على منظومة الفساد والسلاح غير الشرعي. بعد عام ٢٠٠٥ ذهب غالبية السياسيين والأحزاب في لبنان الى تكديس القوة والأموال على حساب الوطن ومصالح المواطنين، وعُقدت التحالفات الرباعية والخماسية على قاعدة: أصمُتُ عن سلاحك واستباحة حزبك للسيادة الوطنية وانتَ تسكت عن صفقاتنا وسرقتنا للمال العام فكان الضحية لبنان واهله والثقة الدولية. على مدى السنوات، و منذ نشأة وطننا لبنان، مرت على كافة أطياف الوطن وطوائفه أزمات وويلات كان لكل منها دوره بِتَجَرُّع الكأس المُر. أما اليوم فالكل سواسية في المعاناة، شكراً لتلك المنظومة النهمة والجشعة. سيُسَجِّل التاريخ أيضا قيامة بنات وابناء الوطن يداً واحدة للفظ تلك الجائحة البشرية وتركها لكتب التاريخ، بينما سَتُستعاد رحلة بناء الوطن بشراً و حجراً بِهِمَّةِ بناته وابنائه ليبدأ عصر الجمهورية الحديث.

 

مطاعم بيروت شبه فارغة بعد السماح بفتحها/حملة حكومية لضبط الأسعار وقلق على القطاع السياحي

بيروت: بولا أسطيح/الشرق الأوسط/08 أيار/2020

لم تلاق المطاعم اللبنانية التي كانت قد أعلنت الإقفال الشامل والمؤقت في شهر فبراير (شباط) الماضي حفاظا على الأمن الوقائي بعد تفشي فيروس «كورونا»، بحماسة قرار الحكومة إعادة فتحها في إطار المرحلة الثانية من إنهاء «التعبئة العامة» التي انطلقت مطلع الأسبوع الجاري. فالظروف التي رافقت إعادة الفتح، وبالتحديد احتدام أزمة سعر صرف الدولار وحلول شهر رمضان المبارك مع فرض الإقفال عند الساعة التاسعة مساء، فاقمت أزمتها ما يهدد مصيرها كما مصير القطاع السياحي ككل.

وبدت معظم المطاعم التي فتحت أبوابها وخاصة في العاصمة بيروت فارغة بعدما تردد قسم كبير من اللبنانيين في الخروج من منازلهم، خوفا من موجة ثانية من الوباء. وقالت نهى رزق (34 عاما) إنها تفضل أن يتمرّس العاملون في المطاعم على الإجراءات الوقائية الواجب اتباعها خلال أسبوعين أو 3 على أن تفكر بعدها بارتياد أحدها. وأضافت في تصريح لـ«الشرق الأوسط»: «لم نطلع بعد على لوائح الأسعار الجديدة خاصة بعدما تم التداول بفواتير بأسعار خيالية لا قدرة لنا على دفعها».

وتحركت وزارة السياحة مؤخرا لمنع رفع الأسعار في المطاعم بعدما انتشرت صورة فاتورة صادرة عن أحد المطاعم في بيروت، تبيّن أن فيها تعديلا للأسعار لا يتطابق مع الأسعار المرخّصة لها. وأعلن وزير السياحة رمزي المشرفية قيام الشرطة السياحية بالإجراءات القانونية اللازمة، وتسطير محضر ضبط بالمطعم، مؤكدا عدم السماح بـ«استغلال الناس بحجّة السوق السوداء للدولار». وتنفي أمينة سرّ نقابة أصحاب المطاعم والمقاهي في لبنان مايا بخعازي نون أن يكون رفع الأسعار قد طال كل المطاعم، لافتة إلى أن بعضها رفعها بحدود 10 و15 في المائة أما الغالبية فأبقت أسعارها كما هي علما بأن تكلفة المشتريات عليها نتيجة أزمة الدولار زادت 3 مرات. وأشارت في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إلى أن 20 في المائة فقط من مطاعم بيروت فتحت أبوابها، أما في باقي المناطق فلم تتعد النسبة الـ10 في المائة، لافتة إلى حركة شبه معدومة نتيجة مجموعة مشاكل أبرزها تراجع القدرة الشرائية لدى اللبنانيين، وحلول شهر رمضان بحيث لا يقصد أحد المطاعم في ساعات الصباح وبعد الظهر، كما أن فرض الإقفال في الساعة التاسعة مساء يؤدي لتراجع عدد الزبائن بشكل كبير.وتقدمت نقابة المطاعم، بحسب نون بمجموعة مقترحات لوزير السياحة لمعالجة الأزمة، منبهة من أن عدم الأخذ بها سيؤدي إلى انتهاء القطاع ككل. كذلك تقدم المشرفية باقتراحات مشاريع تعاميم ومراسيم وإعفاءات ضريبية لتأمين مقومات الصمود للمطاعم تلحظ بشكل أساسي إلزام المصارف إعطاء أصحاب المؤسسات التجارية والسياحية قروضا استثنائية، إضافة إلى إقرار القوانين اللازمة لتمديد مهل العقود ولا سيما مهل إيجارات العقارات، وغيرها من الاقتراحات.

ويتردد عدد كبير من أصحاب المطاعم بفتح أبوابها بانتظار استقرار سعر صرف الدولار عند عتبة معينة كي يتمكنوا من تعديل لائحة الأسعار تبعا لذلك. وكانت النقابة أعلنت في وقت سابق أن 25 ألف موظف طردوا من عملهم منذ سبتمبر (أيلول) الماضي، في وقت يعمل قسم كبير من باقي العمال بدوام جزئي وبنصف راتب، بسبب تدني أرقام المبيعات بنسبة 75 في المائة.

 

تركيا تفتح ملف كارلوس غصن

 العربية /الجمعة 08 أيار 2020

ذكرت وكالة الأنباء التركية الرسمية، الخميس، أن النيابة العامة التركية اتهمت أربعة طيارين ومسؤولا في شركة طيران ومضيفتين لدورهم المفترض في فرار رئيس شركة نيسان السابق كارلوس غصن من اليابان إلى تركيا ومن هناك إلى بيروت، وفقًا لما أوردته أسيوشيتد برس وصحيفة نيويورك تايمز. وذكر الإعلام المحلي أن النيابة العامة في اسطنبول أنهت لائحة اتهام ضد السبعة، واتهمت رسميا الطيارين الأربعة ومسؤول تهريب مهاجرا بشكل غير قانوني، واتهمت المضيفتين بعدم الإبلاغ عن الجريمة. وسيتم تحديد موعد للمحاكمة بعد أن تقبل محكمة في منطقة باكيركوي في اسطنبول لائحة الاتهام رسميًا، ولم ترد تفاصيل لائحة الاتهام على الفور. وقد تخلى غصن، الذي ألقي القبض عليه بسبب مزاعم سوء سلوك مالي في طوكيو في عام 2018، عن الإفراج عنه بكفالة في انتظار محاكمته في اليابان في أواخر العام الماضي، وتوجه إلى اسطنبول ثم نقل إلى طائرة أخرى متجهة إلى بيروت حيث وصل يوم 30 كانون الأول. وكانت شركة الخطوط الجوية التركية "أم جي جيت" أعلنت في كانون الثاني الماضي أن طائرتين من طائراتها استخدمتا بطريقة غير مشروعة في فرار غصن ونقله أولا من أوساكا (اليابان) إلى اسطنبول ثم إلى بيروت، وقالت الشركة إن موظفا اعترف بتزوير سجلات الطيران حتى لا يظهر إسم غصن عليها.

ولا يزال موظف الشركة وأربعة طيارين رهن الاحتجاز بينما أُطلق سراح المضيفات بعد استجوابهم، وأصدر المدعون العامون في اليابان بشكل منفصل أوامر اعتقال بحق غصن وثلاثة أميركيين، قالوا إنهم ساعدوا في هروبه وخططوا له. ولا توجد معاهدة لتسليم المجرمين بين اليابان ولبنان، ومن غير المحتمل أن يتم القبض على رئيس نيسان السابقه.

 

 التحقيق مع نقيب الصرّافين ينتهي بـ"إدِّعاء"

ليبانون ديبايت/الجمعة 08 أيار 2020

أفادت قناة الـ"OTV" أنَّ النائب العام المالي علي ابراهيم أنهى التحقيق مع نقيب الصرافين محمود مراد بعدما استجوبه وادعى عليه واحاله على قاضي التحقيق الاول في جبل لبنان. وأمس أعطى القاضي إبراهيم إشارةً الى دائرة التحرّي بتوقيف نقيب الصرافين محمود مراد بتهمة التلاعب بسعر صرف الدولار. وخلال الأسبوعين الماضيين، جرى توقيف نحو 50 صرافاً، وقع المرخصون منهم تعهدات بعدم التلاعب بالدولار وتم إطلاق سراحهم، فيما أحيل غير المرخصين إلى قضاة عدة للتحقيق. وطلب مصرف لبنان نهاية الشهر الماضي من الصرافين بألا يتخطى سعر بيع الدولار 3200 ليرة. إلا أنه منذ ذلك الحين سجّلت الليرة انخفاضاً غير مسبوقًا في قيمتها لتتخطى اليوم عتبة 4100 ليرة مقابل الدولار الأميركي الواحد في السوق السوداء. وخلال الأسبوعين الماضيين، شنت القوى الأمنية حملة ضد الصرافين الذين أغلقوا مكاتبهم، وبات كثر منهم يعملون بالخفاء، فيما واصلت الليرة انهيارها.

 

في 10 ايار 2000 غاب ريمون إده الرجل وبقيت السيرة.

نقولا ناصيف/08 أيار/2020

من كتاب "ريمون إده، جمهورية الضمير":

في كل من المرّات الثلاث التي عُيّن فيها وزيراً، يتصل بالشركات والمؤسّسات والمصارف تلك ويبلغ إليها امتناعه عن توقيع المعاملات الصادرة عن مكتبه بغية تأكيد فصله بين منصبه الوزاري وعمل مكتبه للمحاماة، وتفادياً لإمكان إعطاء انطباع بتأثير المنصب على هذا العمل من باب استغلال السلطة.

بعد اجتماع في مكتبه في شارع المصارف، سأله المحاسب المكلّف إعداد جداول البيانات الضريبية المترتّبة على المكتب هل يُصرّح بكل الأموال التي يجنيها مكتب المحاماة. أجابه ريمون إده باستهجان: "شو؟ أعد السؤال؟". سمعه مجدّداً، فعلّق: "أعرف أن هناك كثيرين لا يُصرّحون بكل أموالهم لتفادي دفع الضريبة لخزينة الدولة. لكنني أتعاطى عملاً وطنياً، وعندما تكون ثمة مآخذ عليّ فإن لساني سيُعقد ويفقد الكثير من تأثيره، كما لو أنني أضع حول بيتي زجاجاً يسهل رشقه. عندما لا أصرّح بمداخيلي الحقيقية وبنسبة مئة في المئة، ووجدت نفسي يوماً في موقف سياسي يرفض مهادنة الحكومة والسلطات، فإنها ستُخرِج لي فوراً هذه المخالفة، أنا الذي يطالب أولاً وأخيراً بتطبيق القانون. وهذا يعني أنني أنهيت حياتي السياسية".

 

الوافدون... تحدٍّ جديد للبنان يعيده إلى نقطة الصفر

بيروت/الشرق الأوسط/08 أيار/2020

بدأ لبنان مرحلة جديدة مع اللبنانيين الوافدين القادمين إلى البلاد، ليمثلوا تحدياً جديداً يهدد بإعادة التدابير من الصفر، بعدما سجلت وزارة الصحة العامة أمس 33 إصابة بفيروس «كورونا» في صفوف الوافدين من الخارج إلى لبنان، تُضاف إلى إصابة واحدة في صفوف المقيمين، ليرتفع بذلك إجمالي الإصابات بالفيروس إلى 784. وقال وزير الصحة حمد حسن، أمس: «إننا بدأنا مرحلة جديدة في عودة المغتربين»، ولفت إلى أن هذه الخطوة «تشكل تحدياً وتستوجب منا إعادة اتخاذ التدابير من الصفر»، مشدّداً على أنه لن يتم توقيف هذه الرحلات.

وأوضح أن الوزارة تعول على ضمير الوافدين لحماية المجتمع المحيط بهم، والالتزام بالإجراءات المتخذة من قبل الوزارة والسلطات المعنية. كما أشار وزير الصحة إلى أنه يمكن وصف حالات الإصابة بفيروس كورونا التي تسجّل في صفوف المقيمين بـ«اللا شيء».

ورفع الوافدون أرقام الإصابات بشكل كبير، إذ أفيد عن نقل 25 شخصاً من الذين أتت فحوصهم إيجابية بعد وصولهم من الرحلة القادمة من نيجيريا إلى مستشفى رفيق الحريري. ومن ضمن هذا الرقم، سجلت وحدة إدارة الكوارث في مدينة صور في جنوب لبنان 12 إصابة مثبتة لوافدين، ما رفع عدد الإصابات في المدينة إلى 15 إصابة، شفي 4 منها. بالتزامن، وصل عدد من اللبنانيين القادمين من سوريا، بعد أن اضطروا للبقاء هناك بسبب إجراءات التعبئة العامة وإقفال الحدود البرية. وأفادت «الوكالة الوطنية للإعلام» الرسمية اللبنانية، بانطلاق عملية إجراء فحوصات PCR الخاصة بفيروس «كورونا» المستجد عند معبر العبودية الحدودي الشرعي، شمالاً مع سوريا، للبنانيين الراغبين بالعودة إلى لبنان، في المرحلة الثانية المقررة في إطار الخطة التي أقرّها المجلس الأعلى للدفاع، بإشراف الأمن العام، وحضور فريق طبي وتمريضي من وزارة الصحة المكلف بأخذ العينات، ونقلها إلى مختبرات المستشفى الحكومي في طرابلس، بحضور رئيس مركز طبابة، بمحافظة عكار، الدكتور حسن شديد، وفريق من وحدة الترصد الوبائي في طبابة، قضاء عكار، وفريق من «الصليب الأحمر». وقد تم اتخاذ تدابير مشددة عند نقطة العبودية؛ حيث تم استقدام عدة حافلات من النقل المشترك لتأمين نقل اللبنانيين العائدين إلى الأماكن التي تم تخصيصها لهم للحجر الوقائي بانتظار صدور النتائج المخبرية لعيناتهم. وأعلنت وزارة الصحة العامة، في بيان، أن نتائج فحوصات PCR التي تم إجراؤها للوافدين عبر معبري المصنع، وعددها «91» فحصاً، والعبودية وعددها «102» أتت كلها سلبية. وسيتم تطبيق الحجر الصحي المنزلي المشدد لهذه الحالات السلبية، علماً أنه ستتم متابعتهم يومياً من قبل الوزارة، وسيحال من تظهر عليه أي عوارض إلى المستشفى لإعادة الفحص المخبري.

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

ترمب يريد إشراك الصين في مفاوضات السلاح النووي وأكد لبوتين أهمية «تجنب سباق تسلح مكلف»

واشنطن/الشرق الأوسط/08 أيار/2020

أعلن البيت الأبيض أن الرئيس الأميركي دونالد ترمب دعا أمس إلى إشراك الصين في المحادثات المقبلة للحد من التسلح مع روسيا، وقال لنظيره الروسي فلاديمير بوتين إنهما بحاجة إلى تجنب «سباق تسلح مكلف». وقال البيت الأبيض في بيان إن «الرئيس ترمب أكد من جديد أن الولايات المتحدة ملتزمة الرقابة الفعالة على الأسلحة التي لا تشمل روسيا فحسب، بل الصين أيضا، وتتطلع إلى إجراء محادثات مستقبلاً لتجنب سباق تسلح مكلف». وأضاف أن ترمب وبوتين تحدثا هاتفيا وناقشا أيضا جائحة «كورونا المستجد». وكان ترمب حاول مرارا، لكن من دون جدوى، إقناع الصين بالانضمام إلى الولايات المتحدة وروسيا في محادثات بشأن معاهدة للحد من التسلح بديلة لمعاهدة (نيو ستارت) الموقعة في 2010 بين واشنطن وموسكو. وقيدت (نيو ستارت) الولايات المتحدة وروسيا بعدم نشر أكثر من 1550 رأسا نوويا وهو أدنى مستوى منذ عقود، كما حدت من الصواريخ التي تطلق من البر أو الغواصات وكذلك القاذفات التي تنقلها. وطالما رفضت الصين، التي تشير التقديرات لامتلاكها نحو 300 سلاح نووي، مقترح ترمب وجادلت بأن قوتها النووية دفاعية ولا تشكل أي تهديد. من جهة أخرى، قال بيان البيت الأبيض إن «الرئيس ترمب كرر التأكيد أن الولايات المتحدة تعمل جاهدة لتوفير الرعاية للأميركيين وهي مستعدة أيضا لتقديم المساعدة لأي دولة تحتاج إليها، بما في ذلك روسيا».

 

الكاظمي يفتتح عهده بالتشديد على سيادة العراق/دعم داخلي وخارجي واسع لحكومته... والقيادة السعودية ترحب... وإعفاء أميركي يحل مشكلة الكهرباء

بغداد - الرياض - واشنطن - القاهرة - بروكسل/الشرق الأوسط/08 أيار/2020

بعد ساعات من منحها الثقة، فجر أمس، حظيت الحكومة العراقية الجديدة برئاسة مدير جهاز المخابرات السابق مصطفى الكاظمي، بدعم غير مسبوق داخلياً وخارجياً. وبالإضافة إلى الترحيب الداخلي واسع النطاق الذي حظيت به الحكومة الجديدة، فإنها قوبلت بترحيب إقليمي ودولي مماثل، بعد منح البرلمان ثقته لـ15 وزيراً وحجبها عن 5 مرشحين، فيما بقيت وزارتا الخارجية والنفط شاغرتين. وكان البرلمان العراقي عقد مساء أول من أمس جلسة للتصويت على تشكيلة حكومة الكاظمي ومنهاجه الوزاري استمرت حتى فجر أمس، لتنال بعدها الحكومة السادسة منذ 2003 الثقة بصعوبة بعد فقدان 5 وزراء فرصهم لأسباب مختلفة.

الجلسة التي حضرها أكثر من 260 نائباً من أصل 329، وهو عدد كبير جداً بالقياس إلى المعدل العادي لحضور الجلسات، لم تشهد توتراً خلال التصويت. وتعهد الكاظمي بعد نيل الثقة مواجهة التحديات التي تمر بها البلاد، بما في ذلك إجراء تحقيق في عملية قتل المتظاهرين خلال مظاهرات أكتوبر ومواجهة جائحة «كورونا» والأزمة الاقتصادية وإجراء انتخابات مبكرة. وشدد على أولوية «سيادة العراق وأمنه واستقراره وازدهاره». وعلى صعيد الانتخابات المبكرة، أعلنت المفوضية العليا المستقلة للانتخابات «استمرار جهودها في مجال تهيئة المستلزمات اللوجيستية لإجراء الانتخابات». ورغم إعلان كتل برلمانية رفضها التصويت للكاظمي وحكومته مثل «ائتلاف دولة القانون» بزعامة نوري المالكي و«الوطنية» بزعامة إياد علاوي، فإن كتلاً أخرى مثل «السند الوطني» أعلنت أنها لن تشارك بالحكومة، غير أنها ستصوت على الوزراء المهنيين. والأمر نفسه أعلنته الكتلة التي أطلقت على نفسها اسم «المدن المحررة» بزعامة خميس الخنجر.

وقال النائب عن «تحالف القوى العراقية» يحيى المحمدي لـ«الشرق الأوسط»: «نحن داعمون لحكومة الكاظمي، وكانت مباحثاتنا إيجابية معه ومنحناه حق ترشيح وزراء المكون السني». وأضاف أن «حكومة الكاظمي ستواجه تحديات كبيرة على كل المستويات الصحية والاقتصادية والأمنية واستحقاقات المظاهرات».

ورأى أن «أمام هذه الحكومة تحديات من أهمها مطالب المتظاهرين والتي ينبغي العمل عليها لأنها هي من خلقت معادلة التغيير وقناعتنا أنه سيتمكن من تحقيق الكثير من هذه المطالب لأنه يحظى بدعم داخلي ودولي». وبشأن المناطق المحررة، قال المحمدي: «تحدثنا معه كثيراً بهذا الشأن، لا سيما على صعيد النازحين والمغيبين والمهجرين وأبدى مرونة كافية في هذا المجال وسيمضي باتجاه غلق هذه الملفات».

وهنأت القيادة السعودية رئيس الوزراء العراقي الجديد، بمناسبة تشكيل الحكومة، وبعث خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، والأمير محمد بن سلمان ولي العهد السعودي ببرقيات تهنئة للكاظمي، تضمنت التمنيات له بدوام التوفيق.

وأعربت وزارة الخارجية السعودية عن ترحيب المملكة بإعلان تشكيل الحكومة العراقية الجديدة، وعبرت عن دعم بلادها ووقوفها مع العراق الشقيق واستعدادها للعمل مع الحكومة الجديدة على أساس من التعاون والاحترام المتبادل والروابط التاريخية والمصالح المشتركة، بما يصب في إطار تقوية العلاقات بين البلدين والشعبين الشقيقين في كافة المجالات، وبما يحقق أمن واستقرار المنطقة بعيداً عن التدخلات الخارجية. وأعلنت الولايات المتحدة، على لسان وزير خارجيتها مايك بومبيو دعم حكومة الكاظمي، مشيرة إلى تمديد إعفاء العراق من شراء الكهرباء من إيران لمدة 120 يوماً، وهي مهلة يحتاجها العراق بقوة خلال فصل الصيف، فيما تعد هذه المبادرة من جانب آخر أول أزمة تم حلها في أول يوم من حكومة الكاظمي. وقالت وزارة الخارجية الأميركية إن بومبيو «تحدث مع رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، ورحب بحكومة الكاظمي الجديدة التي صادق عليها مجلس النواب، كما ناقشا ضرورة العمل الجاد الذي ينتظر الحكومة العراقية من حيث تنفيذ الإصلاحات ومواجهة وباء (كوفيد - 19) ومكافحة الفساد». وأضاف البيان أنه «في ضوء دعم الحكومة الجديدة، فإن الولايات المتحدة ستمضي قدماً باستثناء العراق من (حظر) شراء الكهرباء والغاز الإيراني لمدة 120 يوماً ولن تفرض عقوبات على العراق». وأكد أن «الوزير الأميركي أوضح لرئيس الوزراء العراقي الجديد أن هذه البادرة هدفها إظهار رغبتنا في المساعدة في توفير الظروف الملائمة لنجاح حكومته».

وفي السياق نفسه، أعلنت السفارة الأميركية في بغداد دعم «رئيس الوزراء الجديد والشعب العراقي لمكافحة جائحة (كورونا) وتحقيق نصر شامل على (داعش) وتوفير المساعدة الإنسانية وتحقيق الاستقرار للنازحين والمناطق المحررة». وأضافت في بيان «ينبغي على الحكومة العراقية الجديدة أن تتحول الآن إلى العمل الصعب والمتمثل بتنفيذ الإصلاحات المحلة وتلبية احتياجات الشعب العراقي». وأشارت إلى أن «الحوار الاستراتيجي المقبل مع الحكومة العراقية يهدف إلى إعادة تأكيد قيمة الشراكة الأميركية - العراقية لكلا البلدين». وجدد التأكيد على وعد رئيس الوزراء بإجراء انتخابات مبكرة. وأعلنت طهران على لسان وزير خارجيتها محمد جواد ظريف دعمها لتشكيل الحكومة العراقية الجديدة برئاسة الكاظمي، و«استعدادها للتعاون»، وهو ما كرره سفيرها في بغداد إيرج مسجدي.

الأمم المتحدة هي الأخرى، وعلى لسان بعثتها في العراق، أعلنت دعمها للحكومة الجديدة. ورحبت الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة في العراق جينين هينيس بلاسخارت بمنح مجلس النواب الثقة للكاظمي وأغلبية تشكيلته الوزارية. وحثت بلاسخارت في بيان، أمس، على «استكمال تشكيل الكابينة الوزارية ليتسنى للحكومة الجديدة التحرك سريعاً لمعالجة التحديات الأمنية والاجتماعية والسياسية والاقتصادية والصحية المتزايدة». وقالت: «تواجه الحكومة العراقية معركة شاقة وليس هناك وقت يُدّخر. وتمثل مواجهة الأزمة الاقتصادية التي تفاقمت في ظل جائحة (كورونا) وتراجع أسعار النفط أولوية قصوى». لكنها شددت على ضرورة «التصدي من دون تأخير للتحديات الأخرى التي طال أمدها، وتشمل تقديم الخدمات العامة الكافية ومحاربة الفساد وتعزيز الحكم الرشيد فضلاً عن العدالة والمساءلة». وأكدت مواصلة دعم الأمم المتحدة للحكومة العراقية في التصدي لهذه التحديات. واعتبر الاتحاد الأوروبي أن حصول الحكومة العراقية على موافقة البرلمان «خطوة مهمة وأساسية لمساعدة العراق على مواجهة تحديات كثيرة». وقال المتحدث باسم السياسة الخارجية في التكتل الموحد بيتر ستانو إن الاتحاد «يتطلع للعمل مع الحكومة العراقية الجديدة، وتقوية الشراكة بين الجانبين بما يخدم مصالح الشعب العراقي».

عربياً، رحب رئيس البرلمان العربي الدكتور مشعل السلمي بتشكيل الحكومة «في ظل الظروف الدقيقة التي يمر بها العراق». وشدد في تصريح أمس، على أن «أمن العراق واستقراره جزء لا يتجزأ من الأمن القومي العربي». وأكد أهمية «تعزيز علاقات العراق الرسمية والشعبية مع حاضنته العربية وتطوير مجالات أوسع للتعاون مع الدول العربية». وأبدت مصر، في بيان صادر عن وزارة الخارجية، ترحيبها بالإعلان عن تشكيل حكومة الكاظمي، متمنية له «التوفيق في قيادة الحكومة لتحقيق تطلعات الشعب العراقي في الاستقرار والازدهار وتعزيز دور العراق على الساحتين العربية والدولية». ونوهت إلى استعدادها «لبذل الجهود المخلصة كافة من أجل دعم الحكومة العراقية في تحقيق أهدافها، مع تطلعها إلى التعاون الوثيق مع العراق عبر تفعيل وتنشيط العلاقات الثنائية في المجالات الاقتصادية وغيرها بما يحقق مصالح الشعبين، فضلاً عن تفعيل أطر التعاون العربية بمشاركة العراق لما له من تأثير مهم في محيطه وعلى الساحة الدولية بما يتناسب مع تاريخ هذا البلد العريق والإمكانات المتميزة لشعبه».

 

تفاؤل حذر ومطالبات للكاظمي بتغيير جذري

بغداد/الشرق الأوسط/08 أيار/2020

أعرب عراقيون عن أملهم في أن تكون الحكومة العراقية الجديدة برئاسة مصطفى الكاظمي مرحلة حاسمة لتصحيح المسار السياسي وتلبية مطالب المتظاهرين ومحاربة الفساد الذي استنزف موارد البلاد. وأبدى كثيرون تفاؤلاً حذراً بنيل الحكومة الثقة وبقدرتها على مواجهة التحديات الكبيرة التي تعصف بالعراق، بحسب تقرير لوكالة الأنباء الألمانية، في ظل تفشي فيروس «كورونا» وانهيار أسعار النفط، فضلا عن قائمة طويلة من المطالب الجماهيرية التي عكستها المظاهرات الاحتجاجية منذ أشهر. وقال مواطنون إنه ليس أمام الكاظمي إلا أن يعمل بروح الطبيب الجراح الماهر الذي عليه استئصال الأورام الخبيثة بنجاح من دون الركون إلى الأدوية المهدئة بعد 17 عاماً من الغزو الأميركي. وقال وسام صبري (37 عاماً)، وهو موظف حكومي: «أعتقد أن المشهد واضح أمام رئيس الحكومة في جميع المجالات، فضلاً عن خبرته الأمنية وبالتالي فهو على اطلاع تام بشواغل العراقيين ومطالبهم في العيش بأمن واستقرار، وحصر السلاح بيد الدولة ومعاقبة سراق المال العام، وإعادة ترتيب العملية السياسية بشكل حضاري ودستوري بعيداً عن أهواء وسيطرة الكتل والأحزاب الكبرى التي عاثت في البلاد فساداً». وأضاف: «نحن على قناعة تامة بأن الملفات أمام رئيس الحكومة كبيرة وشائكة ولكن عليه الاستعانة بفريقه الوزاري للعمل بروح الفريق الواحد والاستفادة بالخبرات العراقية لمعالجة الاختلالات والتمهيد لإجراء انتخابات برلمانية مبكرة». ورأى صبري سالم (32 عاماً)، وهو صاحب متجر، أن «أمام رئيس الوزراء الجديد فرصة تاريخية لتصحيح المسارات وكسب ود الشعب من خلال تلبية مطالب المتظاهرين الحقيقية النابعة من الواقع المرير وخاصة ما يتعلق بمحاربة الفساد وملاحقة الميليشيات المسلحة وحصر السلاح بيد الدولة». وطالب بالانفتاح الاقتصادي الحقيقي مع الشركات العالمية وفق خطط مدروسة للقضاء على البطالة وإعادة إعمار البلاد ومعالجة أزمة النازحين إلى ديارهم وإدارة المال العام بأمانة. وقالت المعلمة سناء الغراوي (52 عاماً): «إذا ما أراد رئيس الوزراء تحقيق تطلعات المواطنين فعليه الابتعاد عن البرامج المكتوبة لعمل الحكومة وترك سياسة إدارة البلاد من مكاتب فخمة ومغلقة»، داعية الكاظمي إلى «النزول إلى الشارع والاستماع إلى مطالب وهموم الناس من دون الاستعانة بوسطاء حكوميين وموظفين فاشلين وفاسدين». وأضافت أن «الحكومات السابقة فشلت في التقرب من المواطنين والاستماع إليهم لحل مشاكل البطالة والسكن والحد من اتساع رقعة الفقر، والابتعاد عن دخول البلاد في صراعات دولية وإقليمية لحساب هذا الطرف أو ذلك واستنزاف أموال البلد في قضايا لا تخدم المواطنين».

 

11 قتيلاً من قوات النظام في هجوم لـ«داعش» وسط البادية السورية

دمشق - لندن: «الشرق الأوسط»/08 أيار/2020

قتل 11 عنصراً من قوات النظام السوري والمسلحين الموالين لها الخميس في هجوم نفذه تنظيم «داعش» في البادية السورية، وفق ما أفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان». وأوضح «المرصد»، أن عناصر من التنظيم المتطرف «هاجموا آليات تابعة لقوات النظام والميليشيات الموالية لها في المنطقة الواصلة بين السخنة (ريف حمص الشرقي في وسط سوريا) والشولا» في ريف دير الزور الجنوبي (شرق). ورجّح «المرصد» ارتفاع حصيلة القتلى لوجود جرحى في حالات خطرة. ولم يتبن التنظيم على حساباته في تطبيق تلغرام الهجوم حتى الآن. ورغم تجريده من مناطق سيطرته في شرق سوريا قبل عام، لا يزال التنظيم ينتشر في البادية السورية المترامية المساحة والتي تمتد من ريف حمص الشرقي وصولاً إلى الحدود العراقية. وفي التاسع من أبريل (نيسان)، قتل 27 عنصراً من قوات النظام والمسلحين الموالين له خلال اشتباكات مع التنظيم الذي شنّ هجوماً مباغتاً على نقاط عسكرية في بادية مدينة السخنة. وتزامنت المواجهات مع ضربات جوية نفذتها طائرات روسية على محاور القتال. ويشن عناصر تنظيم «داعش» بين الحين والآخر هجمات على مواقع قوات النظام في المنطقة، تستهدف أحياناً منشآت للنفط والغاز. ويؤكد محللون وخبراء عسكريون، أن القضاء على مناطق التنظيم لا يعني أن خطر التنظيم زال في ظل قدرته على تحريك عناصر متوارية عن الأنظار في المناطق التي طُرد منها وانطلاقاً من البادية السورية بشكل أساسي. وغالباً ما ينفّذ هؤلاء عمليات خطف ووضع عبوات واغتيالات وهجمات انتحارية تطال أهدافاً مدنية وعسكرية في آن، وتستهدف بشكل شبه يومي عناصر «قوات سوريا الديمقراطية» في شرق دير الزور. وأفاد «المرصد السوري» الخميس بأن «مسلحين يرجح أنهم ينتمون إلى تنظيم (داعش)، هاجموا بالأسلحة الرشاشة، آلية عسكرية تابعة لـ(قوات سوريا الديمقراطية) في بلدة الباغوز»؛ ما أسفر عن مقتل عنصرين من هذه القوات.

 

حلفاء «تحرير الشام» يفككون محطة كهرباء شمال غربي سوريا

أنقرة: سعيد عبد الرازق/الشرق الأوسط/08 أيار/2020

فكك «الحزب الإسلامي التركستاني» حليف «هيئة تحرير الشام» (التي تضم جبهة النصرة) ما تبقى من أكبر محطة لتوليد الكهرباء في الشمال السوري لبيعه للحصول على تمويل، في وقت نجحت فيه القوات التركية والروسية في تسيير دورية مشتركة جديدة إلى عمق طريق حلب - اللاذقية الدولي لتكون الثانية في غضون 3 أيام بعد أن فشلت من قبل على مدى 8 درويات نفذتها على الطريق في الوصول إلى مدى أبعد من 3 كيلومترات. وقالت وزارة الدفاع التركية ، في بيان أمس (الخميس) إن قوات برية وجوية تركية - روسية سيرت الدورية المشتركة التاسعة على الطريق «إم 4» في محافظة إدلب بشمال غربي سوريا بموجب اتفاق موسكو لوقف إطلاق النار الموقع في 5 مارس (آذار) الماضي. وانطلقت الدورية من قرية ترنبة في سراقب بشرق إدلب وصولاً إلى أطراف مدينة أريحا، وهي المرة الثانية التي تصل دورية مشتركة لهذه المسافة منذُ بدء تطبيق الاتفاق الروسي التركي، فيما يتعلق بهذه الدوريات في 15 مارس الماضي.

وكانت القوات التركية والروسية سيرت الدورية المشتركة الثامنة على طريق «إم 4» يوم الثلاثاء الماضي وكان أول دورية تصل إلى هذا العمق بعد التغلب على العقبات التي وضعها الأهالي وبعض المجموعات المسلحة الرافضة للوجود الروسي والتفاهمات التركية مع موسكو بشأن سوريا.

من ناحية أخرى سيرت القوات التركية والروسية دورية مشتركة جديدة، أمس، في ريف مدينة عين العرب (كوباني)، جابت قرى واقعة بالريف الغربي للمدينة في إطار اتفاق سوتشي الموقع بين تركيا وروسيا في 22 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي بشأن شرق الفرات. على صعيد آخر، قام «الحزب الإسلامي التركستاني» بتفكيك وحدة التبريد في محطة كهرباء زيزون الحرارية لتوليد الكهرباء بريف حماة الشمالي الغربي وبيعه لتجار أتراك من أجل تدبير الأموال بعد تراجع مصادر تمويله في الفترة الأخيرة. وذكرت وسائل إعلام سورية، كما نقلت وكالة «سبوتنيك» الروسية عن مصدر محلي في ريف حماة، أن مسلحين من «الحزب الإسلامي التركستاني» قاموا باستقدام آليات ومعدات هندسية، صباح أول أمس، إلى منطقة زيزون، وبدأوا بتفكيك ما تبقى من المحطة الحرارية لتوليد الكهرباء. وأضافت المصادر أن عملية التفكيك تأتي بعد تراجع تمويل مسلحي الحزب في المنطقة الذين لجأوا إلى سرقة المحولات الكهربائية والمحاصيل الزراعية للمدنيين وبيعها إلى تجار أتراك لتغطية نفقاتهم. وأشارت المصادر إلى أن المحطة تعرضت للسرقة على مراحل كان آخرها أول من أمس، حيث جرى تفكيك المبرد الخاص بالمحطة.

وتقع شركة «محطة زيزون» ضمن مناطق «الحزب الإسلامي التركستاني» التي تم تخصيصها للمسلحين الصينيين الذين وفدوا إلى سوريا منذ العام 2012. وكانت المحطة قد خرجت من الخدمة في النصف الثاني من العام 2015، بعد القصف الذي تعرضت له المنطقة التي كانت تحت سيطرة فصيل «جيش الفتح» المعارض، والذي بسط سيطرته على المحطة الحرارية في يونيو (حزيران) من العام نفسه. ودشنت سوريا محطة زيزون في يونيو عام 1998، وكانت تعد إحدى أكبر محطات توليد الكهرباء في البلاد وتغذي مناطق واسعة من محافظات حماة وإدلب واللاذقية وطرطوس، وتتألف المحطة من 3 مجموعات توليد غازية مع كامل ملحقاتها. وقبل أشهر قام المسلحون الصينيون ببيع البرج التابع للمحطة لأحد المستثمرين لقاء مبلغ مالي كبير. ويعد التركستان الصينيون من أبرز المجموعات التي انخرطت في القتال في سوريا ولعبوا إلى جانب باقي المقاتلين، دورا كبيرا في السيطرة على المنشآت العسكرية في شمال وشمال غربي سوريا، واتخذوا من ريفي إدلب الغربي واللاذقية الشمالي مقرا لهم مع عائلاتهم التي قدمت معهم. من ناحية أخرى، أفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بأن القوات التركية عاودت قطع المياه عن مدينة الحسكة ومناطق بمحيطها وريفها، عبر إيقاف عمل «محطة علوك» التي تغذي المنطقة، في حادثة باتت تتكرر بشكل دوري.

وسبق أن أشار «المرصد» في الخامس من شهر أبريل (نيسان) الماضي إلى تشغيل القوات التركية المحطة علوك لضخ المياه إلى محافظة الحسكة، وذلك بعد انقطاع استمر نحو 8 أيام.

 

«كوفيد ـ 19» يؤجل الانتخابات التشريعية السورية للمرة الثانية

دمشق/الشرق الأوسط/08 أيار/2020

للمرة الثانية يتم تأجيل الانتخابات التشريعية في سوريا التي كان من المقرر إجراؤها في 20 مايو (أيار)، بسبب الإجراءات الوقائية لمواجهة تفشي وباء كورونا، فيما حدد مرسوم رئاسي، صدر أمس (الخميس)، موعد الانتخابات المقبلة في 19 يوليو (تموز) المقبل.

وقبل فرض دمشق الإجراءات الاحترازية وحظر التجول الليلي في مارس (آذار) الماضي، كان مقرراً أن تجري الانتخابات التشريعية في 13 أبريل (نيسان) الماضي قبل أن تؤجل، في أعقاب الإعلان عن تسجيل أول حالة إصابة بالفيروس المستجد في 22 مارس. وكان آخر انتخابات تشريعية قد أجريت في أبريل 2016 في جميع مناطق سيطرة النظام، باستثناء محافظتي الرقة وإدلب. وبرغم التحذير الأخير للرئيس السوري بشار الأسد من «كارثة حقيقية تلوح في الأفق» بمواجهة فيروس كورونا، خلال لقائه مع الفريق الحكومي المعني بالملف، فإن دمشق بدأت تخفيف القيود المفروضة، بأن سمحت بفتح الأسواق والعودة إلى النشاط اليومي المعتاد، كما سمحت برفع الحظر عن التنقل بين الريف والمدن، مع إبقاء حظر التنقل بين المحافظات حتى إشعار آخر، كما سمحت بعودة الدوام للمدارس والجامعات نهاية الشهر الحالي. وتشير معطيات منظمة الصحة العالمية إلى أن نحو 40 في المائة من مستشفيات سوريا ما تزال خارج الخدمة، كما فقد القطاع الصحي ما يقدر بنسبة 70 في المائة من كوادره البشرية خلال الحرب. في شأن آخر، وصلت يوم أمس (الخميس) إلى مطار دمشق الدولي طائرة تابعة لـ«السورية للطيران» تقل نحو 232 راكباً من السوريين العالقين في الخارج قادمة من مطار القاهرة. ونقلت وكالة الأنباء الرسمية «سانا» عن القائم بأعمال السفارة السورية في مصر، بسام درويش، قوله إن هذه الرحلة هي الدفعة الأولى من السوريين العالقين الموجودين بمصر من الراغبين بالعودة إلى سوريا. وتعد هذه الطائرة هي الثانية خلال أسبوع، فقد أقلت طائرة، الاثنين الماضي، 251 من السوريين العالقين في الخارج قادمة من مطار الشارقة، وتم الحجر على ركاب الطائرة في مركز مجمع صحارى بريف دمشق. وكان الفريق الحكومي قد كلف وزارات الخارجية والمغتربين والداخلية والصحة والنقل، دراسة واقع السوريين الذين تقطعت بهم ظروف العودة، ووضع مجموعة من الضوابط والمعايير لاستقدامهم وفرض الحجر الصحي الإجباري عليهم لمدة 14 يوماً.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

الخيار اللبناني الوحيد وخيار المهرج

أمير طاهري/الشرق الأوسط/08 أيار/2020

مع استمرار الاحتجاجات اللبنانية بدرجات متفاوتة، تعددت التكهنات حول سبب الأزمة الحالية بدرجات متفاوتة أيضاً.

قائمة المشاكل التي يعاني منها لبنان طويلة، فهناك أزمة مصرفية سببها خطة قدمها البنك المركزي قبل ثلاث سنوات لجذب الأموال الأجنبية. كذلك أدت الانخفاضات الأخيرة في أسعار النفط إلى انخفاض حاد في تحويلات اللبنانيين العاملين في الدول الغنية بالنفط، لكنهم في النهاية يبنون أعشاشهم في الوطن. الخدمة المدنية المنتفخة التي أنشأها ساسة يحاولون شراء الأصوات أو كسب المال مع طوائفهم من خلال اختراع وظائف غير ضرورية باتت مرهقة للغاية بالنسبة للاقتصاد المتعثر. كذلك تجاوز الفساد، شأن الحال في الكثير من الدول النامية، حدود الانحراف ليصبح أسلوب حياة تقريباً.

أضف إلى كل ذلك أزمة سياسية طويلة الأمد سببتها الطريقة التي يوزع بها النظام الطائفي السلطة؛ ولذلك ستهبّ عاصفة لا محالة. بشكل عام، من المؤكد أن غالبية اللبنانيين غير راضين عن وضعهم الحالي ويشعرون بقلق من المستقبل، والعنصران يعتبران مكوناً أساسياً لمجموعة من المظالم التي تحرض الأمة على الثورة.

ومع ذلك، ماذا لو كان السبب الحقيقي للخيار الوحيد الحالي في مكان آخر، في مكان ما وراء الإدارة الاقتصادية المتهالكة والفساد على غرار دول العالم الثالث؟

قد يكون ما يواجهه لبنان إعادة تعريف لوجوده كدولة قومية. فالدول القومية يجري بناؤها وفق نموذج يعكس محتوى جوهرها وشكل وجودها ورؤية مستقبلها.

لبنان هو إحدى تلك الدول المصممة لتعكس التنوع الداخلي، وبناء مكان على الساحة الدولية ملاذاً للسلام والإبداع والحوار والتبادل والحلول الوسط من قبل القوى الخارجية المتنافسة.

قد يكون من الكليشيهات الإشارة إلى أن لبنان من المفترض أن يكون سويسرا شرق أوسطية مثلما أن الأوروغواي هي ملاذ سلام في أميركا الجنوبية، وسنغافورة في آسيا، والنمسا في أوروبا الوسطى. فلبنان يزدهر كلما لعب ذلك الدور. وكلما ابتعد عن هذا الدور، أو طرد منه من قبل القوى الأجنبية زادت معاناته.

في عام 1958، بعد عقد من الاستقلال مباشرة، صنف صندوق النقد الدولي لبنان أغنى دولة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا من حيث الناتج المحلي الإجمالي لكل فرد من السكان. في تقرير صندوق النقد الدولي الأول عن المنطقة، صنفت ليبيا على أنها أفقر دولة، بينما جاءت تركيا في المرتبة الثانية بعد لبنان، وإيران في المركز الخامس بعد مصر. والأهم من ذلك أن لبنان لعب دوراً ثقافياً رائداً فيما كان سيتم تسويقه باسم «العالم العربي» منذ ستينات القرن العشرين فصاعداً.

على الرغم من وجود مطبات على الطريق، بما في ذلك الاشتباكات الطائفية التي غالباً ما يتم رسمها من قبل قوى أجنبية متنافسة، تمكن لبنان من بناء شعور بالوطنية اللبنانية، وهو ما يعلم الجميع صعوبة إدراكه.

لبنان دولة متوسطية ذات تقاليد بحرية عمرها 5000 سنة. وفي الوقت نفسه، هو إحدى أقدم قطع الإمبراطوريتين الرومانيتين، في الغرب والشرق، وهو أيضاً إحدى المناطق التي رحبت بالمسيحية. وأخيراً وليس آخراً، أضاف لبنان طبقة من الإسلام والعروبة إلى هويته الثرية كجزء من الإمبراطوريات الأموية والمملوكية والإمبراطورية العثمانية في نهاية المطاف، وجاءت الفترة الوجيزة خلال الانتداب الفرنسي لتضيف ظلاً آخر.

يمكنك أن تطلق عليها محاولة تغيير النموذج إن أردت، لكن ما نشهده هو محاولة تحطيم ذلك اللبناني ليحل محله آخر بهوية جديدة يكون فيها لبنان مخبأ أمامياً لثورة شيعية يقودها الملالي من طهران.

ففي هذا الإطار، قال آية الله محسن أراكي، رئيس مكتب التقارب بين الجماعات الإسلامية في طهران، «لبنان هو القاعدة الأكثر تقدماً لجبهة المقاومة». وبالنسبة لآية الله علي يونس، مستشار الرئيس حسن روحاني، فإن بيروت هي واحدة من أربع عواصم عربية «نسيطر عليها الآن».

في المقابلة الصحافية الوحيدة التي أجراها، يروي الجنرال قاسم سليماني كيف سافر إلى لبنان كلما أحب هو ورفاقه المسلحون من دون الحاجة إلى تأشيرة، ولم يشعروا قط بالحاجة إلى الاتصال أو إخبار أي شخص من الحكومة اللبنانية.

كان لبنان مجرد جزء من الإمبراطورية «الناشئة» التي كان يحاول بناءها من أجل المرشد علي خامنئي. اليوم، تعتقد طهران أنها نجحت في فرض نقلة نوعية على طريق إنشاء لبنان أحادي اللون ليحل محل قوس قزح في لبنان.

انعكس ذلك في مقابلة أجراها للصحافة الإيرانية آية الله حاجي الصادقي، الممثل الخاص لخامنئي في «الحرس الثوري »، روى فيها عن رحلة قام بها إلى بيروت، حيث أمضى «ليلة كاملة» مع حسن نصر الله قدم خلالها زعيم «حزب الله» اللبناني تقريراً مفصلاً عن خطته لمحو إسرائيل من على الخريطة، أو إنهاء المأدبة الإسرائيلية. وقد أكد نصر الله للصادقي أن تنصيب حكومة مدعومة بالكامل من قبل «حزب الله» يعني «استعداد لبنان الكامل» لتحمل مسؤولياته في «جبهة المقاومة».

من المحتمل أن يكون نصر الله قد كثّف من درجة خضوعه لطهران للتأكد من استمرار تدفق الأموال الإيرانية إلى جيوبه.

ومع ذلك، ليس هناك شك في أن طهران تشعر بأنها حققت هدفها في السيطرة الكاملة على لبنان من خلال تشكيل حكومة «إجماع» حسان دياب التي يكون لـ«حزب الله» فيها الكلمة الأخيرة في القضايا الرئيسية.

قد يكون اعتقاد علي خامنئي بأنه الآن المتحكم في مصير لبنان سابقاً لأوانه على أقل تقدير. فبناء الإمبراطورية ليس بهذه السهولة، خاصة عندما يظهر الإمبراطور المحتمل عارياً في أرضه.

قد تكرر الحكومة اللبنانية الجديدة تجربة الخادم المهرج في قصة «خادم لسيدين» لكارلو جولدوني، محاولاً إرضاء كليهما، لكنه يفشل مع كليهما.

على رئيس الوزراء دياب أن يحل مشاكل لبنان في الوقت الذي يخدم فيه مخططات آيات الله الغريبة لبناء الإمبراطورية. إن مصالح لبنان اليوم لا تتوافق مع مصالح الجمهورية الإسلامية في إيران، حيث يحتاج لبنان إلى الاستقرار والسلام لإنعاش اقتصاده من خلال جذب الاستثمار الأجنبي وإحياء السياحة وتطوير نفسه كمركز قائم على الخدمات للتجارة الدولية والصناعات ذات التقنية العالية. وعلى النقيض من ذلك، فإن الجمهورية الإسلامية، كقوة تعديلية تسعى إلى إعادة تشكيل الشرق الأوسط إن لم يكن العالم كله، تزدهر مع التوتر والصراع.

يريد أحد السيدين أن يرى لبنان شاطئاً، في حين يريده الآخر أن يكون مخبأ. في الحياة الواقعية، على عكس المسرح، على المهرج أن يختار.

 

واشنطن تتعامل ببراغماتية مع البرنامج الإصلاحي ولا تغطي تقويض الحكومة

أنطوان الأسمر/اللواء/09 أيار/2020

وقائع محلية وعوامل خارجية أبطلت ولادة الجبهة المعارضة

تكثّف الإدارة الأميركية إطلالتها على لبنان، سعياً الى مواكبة الخطة الإصلاحية التي تعمل عليها الحكومة. وهي تضع في الوقت نفسه تحت المجهر طلب المساعدة من صندوق النقد الدولي. وتعطي الخارجية الأميركية وقتا غير قليل لمتابعة التفاصيل اللبنانية عبر مساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأدنى ديفيد شينكر بما له من باع طويل في المسألة اللبنانية وتعقيداتها، وفي بيروت عبر لقاءات السفيرة دوروثي شيا ومقابلاتها الإعلامية، وهي مقابلات كانت نادرة في زمن السفيرة السابقة إليزابيث ريتشارد. كما تفرد شيا وقتا لمتابعة وتحفيز التحركات في الشارع، وهي سبق لها أن وصفتها في شهادتها أمام لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الأميركي في 17 كانون الأول 2019 وقبل تثبيتها في منصبها كسفيرة إلى لبنان في 11 شباط 2020، بأنها «لم يسبق لها مثيل في طبيعتها الوطنية الحقيقية مع مشاركة المواطنين اللبنانيين من كل أنحاء البلاد ومن مختلف الطوائف والطبقات الاجتماعية والاقتصادية فيها».

تتعامل واشنطن مع التطورات اللبنانية، على حد سواء، بعقل بارد وببراغماتية لافتة، وهو ما إنسحب على آليات تعاطيها مع الحكومة ورئيسها حسان دياب. وكان لافتا أن تقارب وزارة الخارجية وتحديدا مكتبها لشؤون الشرق الأدنى، الخطة المالية والاقتصادية بنوع من التشجيع على المضي قدما نحو تحقيق الإصلاح، وإن من خلال صندوق النقد الذي تعتبره واشنطن أكثر الأدوات فاعلية لوضع مجمل الاقتصاد اللبناني تحت مجهر المراقبة والمحاسبة، متى قررت الحكومة المضي قدما في برنامج مع الصندوق.

زهو أميركي بما يعتبرونه إرباكاً يعيشه حزب الله بسبب التضييق والحصار السياسي والمالي

لا تخفى في هذا السياق، لا الرغبة الأميركية في إستكمال تضييق الخناق على حزب الله من خلال ما تعتبره واشنطن «قدرة الصندوق على تجفيف الاقتصاد الموازي الذي يوظفه الحزب في سبيل توسعة نفوذها والإطباق على النظام اللبناني»، ولا توجّس الحزب من هذه الخطة الأميركية، وهو توجّس جعله يمسك العصا من وسطها. فلا هو قادر على الإستمرار في رفضه السابق الركون الى صندوق النقد بعدما بلغ الإنهيار اللبناني حدا غير مسبوق جعل الصندوق بالنسبة الى عموم اللبنانيين المرتجى وخشبة الخلاص، ولا هو مسلّمٌ بالمشيئة المطلقة للصندوق، بالنظر الى تيقنه من انه «أحد الأدوات الأميركية لإختراق النظام اللبناني إستكمالا لخطة واشنطن تحييد الحزب عن نفوذيه المحلي والإقليمي، وتاليا تجريده من وظيفته المقاومتية».

يعمل الحزب بين هذين الحدّين، في منطقة رمادية هي النسبة اليه بالغة التعقيد والخطورة ستنعكس حتما على آليات عمله المحلي والإقليمي. وهذا الواقع هو تحديدا ما يجعل المسؤولين الأميركيين المعنيين بالمنطقة مزهوين الى حد كبير بما يعتبرونه «إرباكا يعيشه الحزب نتيجة سياسة التضييق والحصار السياسي والمالي الذي جعله يعيد حسابته في أكثر من مساحة نفوذ»، وإن كان هؤلاء المسؤولون لا يزالون يعتبرون أن «سطوته على الحكومة اللبنانية هي عنصر الضعف الرئيس في أي مسعى إنقاذي داخلي». لكن هذا الواقع لم يمنعهم عن منح الحكومة فرصا محدودة «لتحقيق ما هو مطلوب دوليا منها من إصلاحات هيكلية تنقذ الاقتصاد وتقفل أبواب الفساد وسرقة المال العام والتهريب والتهرّب الضريبي، بما يؤدي حكما الى تجفيف كل عناصر الاقتصاد الموازي الذي يفيد منه حزب الله راهنا مع تراجع الدعم الإيراني نتيجة العقوبات على طهران». وتعني الفرص المحدودة الأميركية (والعربية الى حدّ ما) الممنوحة للحكومة أن واشنطن ليست راهناً في وارد تغطية أي مسعى لتقويضها بما يؤدي الى إستقالتها، وهو أمر بات مسؤولون لبنانيون على إطلاع كامل عليه، تماما كما لمسه قادة في المعارضة. وربما لهذا لسبب تحديدا لا تزال مرامي تشكيل جبهة معارضة سياسية متعثرة لا بل غير قابلة للحياة في الوقت الراهن، بالتقاطع مع تلمّس البرودة العالية عند كل من وليد جنبلاط وسمير جعجع حيال تشكيل تلك الجبهة التي يسعى اليها سعد الحريري الراغب في العودة الى رئاسة الحكومة، الأمر الذي دفعه الى التحصن بنادي رؤساء الحكومات السابقين في موازاة تزخيم خطوط الإتصال مع حزب الله (نفى الحريري الأمر، فيما اللافت في هذا السياق أن مسؤولين في واشنطن هم من تقصّدوا تسريب ذلك التواصل، وذهبوا أبعد في تحديد قنوات إتصال إقليمية مماثلة!)، في موازاة خطاب غير مسبوق في معاداة ميشال عون وجبران باسيل، يُنظر اليه على أنه أحد الأدوات الحريرية لتحفيز تلك القنوات!

 

مصادر مصرفية لـ «اللواء»: صندوق النقد لا يقدم هدايا والـ10 مليارات لا تكفي للطعام والشراب

كارول سلوم/اللواء/09 أيار/2020

«خطة الحكومة كوكتيل أفكار مبعثرة وتحتوي تناقضات ومخالفات قانونية ودستورية»

آخر الدواء صندوق النقد الدولي. فعلها لبنان وفي الأصل لم يكن بمقدوره إلا اللجوء الى الصندوق بفعل الواقع المالي والاقتصادي الذي وصلت اليه البلاد. كُتب لحكومة الرئيس حسان دياب أن تشهد طلب المساعدة، وربما لو جاء هذا الطلب نفسه في عهد أي حكومة أخرى لما سلك طريقه بهذه السهولة.

أسئلة تدور، بعضها افتراضي وبعضها واقعي، عما قد تحمله مرحلة دخول لبنان في فلك الصندوق سواء لجهة المطالب أو لجهة قدرة لبنان على الإيفاء بأي التزامات أو تعهدات، خصوصاً بعدما حددت فئة من اللبنانيين موقفها الرافض لأي وصاية.

جهزت العدة من خلال الخطة الاقتصادية التي سميت «خطة التعافي المالي» لتكون جسر العبور الى الصندوق، وها هي المفاوضات معه تشق طريقها وهنا تتظهر الشروط والإمكانات وطبعا وفق ما يطالب به فهو في الموقع الأول والقوي .

يدرك المسؤولون عن الصندوق حقيقة الوضع في لبنان اقتصادياً ومالياً، ويدركون أيضاً حجم الفساد لناحية الأموال التي هدرت وهربت ونهبت وضياع فرص الإصلاح على مدى سنوات. لكن ما سيقدمه الصندوق يبقى حتى الآن ملكه بإنتظار انتهاء المفاوضات التي ستتم على مراحل، إلا اذا كانت الرغبة بتسريع الأمر قائمة وهو ما سينجلي قريبا جدا. وتلفت مصادر سياسية الى ان «مرونة حزب الله في الموافقة على التوجه نحو الصندوق بعدما كان رافضا الأمر قد لا تعني انفتاحه على ما قد يفرض من شروط، وهذه مسألة تستدعي النظر»، معلنة في الوقت نفسه ان «الرسالة التي خرجت من اجتماع بعبدا هو طلب المشاركين ومن بينهم الحزب من الصناديق والمؤسسات الدولية مساعدة لبنان وهي كفيلة بأن تشكل غطاء للخطوات المقبلة».

غير ان ما يجدر التوقف عنده هو ما قاله وزير المال غازي وزني في اجتماع بعبدا أثناء شرحه للخطة من أن «التفاوض مع الصندوق لا يحصل بالضرورة كما يريد هو». وهنا تتحدث مصادر وزارية لصحيفة «اللواء» عن ان «لبنان سيدرس اقتراحات الصندوق لمساعدته، فإما يقبل أو يرفض مع العلم ان هامش الوقت بدأ يضيق وليس معروفا ما اذا كان المجال متاحا للأخذ والرد «، وتفيد ان «التشريعات مطلوبة من مجلس النواب تجاه الصندوق وهناك اكثر من جهد يبذل لهذه الغاية، مع ملاحظة ان ما هو مطلوب سيتم تجهيزه لملاقاة المطالب الدولية».

وتؤكد المصادر انه «تمّ سلوك الممر الإلزامي للاستدانة الخارجية ليس من صندوق النقد فحسب بل عموما ولسيدر أيضاً، ومن دون الخطة المالية لا يمكن للمستشار المالي «لازارد» الذي كلف من الحكومة اللبنانية مفاوضة الدائنين بأفضل شروط»، مشيرة الى ان «التفاوض مع الصندوق انطلاقا من إعادة هيكلة ديون مصرف لبنان وديون الدولة اللبنانية وديون المصارف اي المطلوب fresh money». وتوضح المصادر انه «في العادة قد تكون شروط الصندوق اقتصادية - ادارية عامة، أي إصلاحية وربما يطاول ذلك ترشيد القطاع العام وتحرير صرف سعر الليرة ووضع القيود على بعض الاستيراد واصلاح الجمارك وزيادة الضرائب على القيمة المضافة وكلها تشكل محور تفاوض.» اما بالنسبة الى الشروط السيادية السياسية، فترى المصادر ان «الأمر ليس من اختصاص حكومة التكنوقراط كما لا يمكن لصندوق النقد الدولي منح القروض مقابل توطين الفلسطينيين او القول «تكرم عيونكون « للنازحين السوريين بالبقاء في لبنان، مع العلم ان الصندوق هو من قدر كلفة الخسائر المترتبة او التداعيات المالية جراء وجود النازحين في لبنان والتي بلغت 25 مليار دولار.»

خطة الحكومة «أفكار مبعثرة»! من جهتها، تسأل مصارف مصرفية عبر «اللواء» هل طموح لبنان بالحصول على 10 مليارات دولار من الصندوق لخمس سنوات تكفي لحل الأزمة، فين حين أنها قد لا تكفي للشراب والطعام؟ وتقول: «اليس من الأفضل ان نتجه نحو تكبير الاقتصاد إذ انه باللجوء الى الصندوق تكون الدولة كمن تستدين من جديد، لأن الصندوق لن يقدم الهدايا.»

وتشير المصادر الى ان «مراكمة عجز الموازنة تتحمله الدولة، وان الفوائد المرتفعة التي فرضتها المصارف ما هي الا نتيجة الدين والعجز»، داعية الدولة الى التصرف بأملاكها او بطريقة اخرى لمعالجة الخسائر المالية والتعويض على المواطنين» .

وتصف المصادر خطة الحكومة بأنها «ليست سوى أفكار مبعثرة تحمل الكثير من التناقضات وتتضمن مخالفات للقوانين، كما انها غير دستورية ويصلح ووصفها بالكوكتيل»، مشيرة الى ان «الدولة هي من يجب ان تتحمل مسؤوليتها في الخسائر وليس القطاع المصرفي وذلك من خلال بيع عقارات او املاك لها» .

وعن شروط صندوق النقد، تقول المصادر بأنها «إصلاحية وصعبة جداً»، وتسأل «كيف يمكن للمستثمرين ان يوظفوا استثماراتهم في لبنان، وثمة جو عدائي مع المصارف التي تخسر رأسمالها»،

مشيرة الى ان «الدولة ساهمت في ما يعرف بالعامية بـ «قشطة» (سقوط) المصارف والاقتصاد في حين ان لجوء الخطة الى التسفير لن يساعد في الاتيان بمستثمرين .» وتسأل عن كيفية رد قروض الصندوق في ظل الخسائر الموجودة في ميزان المدفوعات، معتبرة أن «الحديث عن توزيع الخسائر يتطلب فتح حوار مع المصارف التي تريد أموالا من الدولة، وماذا عن الهيئات الاقتصادية التي رفعت الصوت داعية لإعادة النظر بالخطة وما تتضمنها من رفع للضرائب على الشركات التي تعاني أصلاً من أزمات، وما الهدف من كل ذلك؟». وتؤكد المصادر المصرفية ان «موضوع سعر الليرة الوارد في الخطة والأرقام الواردة في هذا المجال ليست دقيقة، اذ ماذا لو تم رفض تسعير الدولار بـ 3500 ليرة الذي يحكى عن تثبيته؟». وتلفت الى ان ما «يجري هو الانقضاض على أموال المودعين من المواطنين من دون تعويضات». مشيرة إلى أن «أول ما سيسأل عنه صندوق النقد هو ما اذا كان هناك اجماع على الخطة وهذا يشمل القطاع المصرفي اذ انه لن يقدم على اية مساعدة ما لم يتوفر جو ايجابي»، داعية الى اعادة النظر بها في اقرب وقت ممكن . ولا تخفي المصادر التأكيد ان «القصة ليست عنادا فالدولة على مر السنوات أهدرت الأموال ونالت ما نالته من القطاع الخاص واستدانت من المصارف»، وتخلص المصادر إلى القول «لعل كلام رئيس الجمهورية ورئيس مجلس الوزراء خلال اجتماع بعبدا ومن ثم البيان الصادر عن المشاركين فيه لجهة ان الخطة غير منزلة مؤشر الى تعديلات جوهرية قد تطرأ عليها من شأنها إزالة الالتباسات كي تكون بالمستوى المطلوب في المفاوضات مع الصندوق».

 

السفيرة الأميركية في لبنان

أحمد الغز/اللواء/09 أيار/2020

عين الرئيس الأميركي الدبلوماسية دورثي.ك.شيا سفيرة لبلاده في لبنان بتاريخ ١٤ شباط ٢٠٢٠ ، والذي صادف الذكرى الخامسة عشر لاغتيال كبير أحدث تحول عميق في الحياة الوطنية، وأعادنا إلى ثقافة العنف والاغتيالات والكراهية والانقسام وتقويض أسباب الاستقرار والازدهار والاستثمار وتفريغ المباني والأسواق والاستقواء وقهر الإرادات وتجاوز المواثيق والأعراف وتشريع التعطيل والشغور وتبسيط الانخراط في النزاعات الداخلية والخارجية، حتى جاء يوم ١٧ تشرين ٢٠١٩ ليستفيق عموم اللبنانيين على تداعى المؤسسات الرسمية وضياع المدخرات في المصارف بعد أن تحول لبنان من دولة رخوة إلى دولة فاشلة نتيجة تغافل الطبقة السياسية المتحكمة بالسلطة عن أسباب الدولة وشروطها وقواعد الانتظام العام.

قدّمت السفيرة دورثي شيا أوراق اعتمادها إلى رئيس الجمهورية في ١١ آذار عشية دخول لبنان مرحلة التعبئة العامة لمواجهة وباء كورونا وانشغال حكومة التكنوقراط بإثبات احترافها السياسي، بعيدا عن المعايير التقنية مع اعتقاد بعض مكوناتها أن لعنة كورونا هي نعمة مباركة للحكومة بسبب انكفاء الناس وانشغالهم في تداعيات الوباء على عكس ما قامت به السفيرة الأميركية بتكثيف اللقاءات مع الرؤساء والقيادات السياسية والعسكرية و بمواكبة إعلامية مع عملية ترويج قوية عن محاولة السفيرة تشكيل جبهة معارضة وانها تواجه صعوبات نتيجة تحفظ هذا الزعيم وتردد آخر وبعد أيام معدودة تبددت الادعاءات السياسية الإعلامية وتحويل الأمنيات والأوهام إلى معلومات وذلك بعد عملية الاستهداف والضغوطات الإدارية الداخلية والتي كانت الغاية منها إطلاق عملية تفاوضية سياسية وشخصية موازية لموضوعات المسار التفاوضي السيادي السابق مع الدبلوماسية الأميركية والمعلن منها الحدود البرية والبحرية والخط الأزرق وربما مزارع شبعا وبلوك ٩ وتقاطعات الجوار السوري وعلاقة الثروة النفطية بمنتدى غاز شرق المتوسط وتعزيز دور المؤسسة العسكرية والعقوبات المالية بالإضافة إلى الأزمة النقدية والعلاقة مع صندوق النقد الدولي.

هناك من يعتقد أن وجود شخصية دبلوماسية بمستوى السفيرة دورثي شيا ربما يعكس عودة شيء من الأرجحية الدولية إلى لبنان بعد الخيبات الدولية منذ ١٤ شباط ٢٠٠٥ ،حيث ترك لبنان للتخبط بالمغامرات والأوهام وتشريع الكراهية والقهر والغدر والأحقاد والهيمنة والفساد، ومتتبعو السفيرة دورثي شيا يعرفون متانة علاقتها بالإدارة الأميركية الحالية ويتساءلون عن معنى اختيارها في هذه الظروف الأميركية القاهرة والتي وصفها الرئيس الأميركي في نهاية عامه الانتخابي بانها اشد مرارة من استهداف بيرل هاربير ١٩٤٤ونيويورك في ١١ أيلول ٢٠٠١ ، مما يجعل من إنجازات السياسة الخارجية في صلب الانتخابات الأميركية ويجعلنا نعتقد بان المهمة المناطة بالسفيرة الأميركية استراتيجية وقصيرة الأمد ويتوقع أن تكون نتائجها قبل الانتخابات الرئاسية الأميركية.

أثار انتباهي تحمل السفيرة دورثي شيا عناء الصعود إلى أعالي الجبال لمقابلة احدى الشخصيات اللبنانية من اجل مصلحة لبنان، وتأملت طويلا في صور ذلك اللقاء من خلال لغة الجسد بين الضيف والمضيف مما دفعني إلى الاهتمام الجدي بالسفيرة الأميركية لجدية اهتمامها بلبنان الذي كان في السابق قويا بضعفه وأصبح الآن ضعيفًا بأقويائه ونجاحاتهم التاريخية الفولكلورية عبر لقاءاتهم السرية أو العلنية في المقرات الرئاسية، وترك عموم اللبنانيين ضحية ترف الهواة الصغار وفشل وادعاءات الكبار، واعتقد أن الكثيرين من المعنيين بالشأن العام سوف يحرصون على متابعة نشاط السفيرة دورثي شيا واجتماعاتها المكثفة والتأمل في صور تلك اللقاءات التي تعكس جدية وصلابة السفيرة الأميركية في لبنان وخفة واهتراء الشخصية اللبنانية.

 

لبنان ومدّ اليد إلى صندوق النقد

الياس حرفوش/الشرق الأوسط/08 أيار/2020

لا يلام اللبنانيون إذا شعروا بأن الضربات والمصائب تأتيهم من كل جانب. ما كانوا في حاجة إلى ضربات «كورونا» ليتأكدوا من ذلك. بل لعل الإصابات القليلة نسبياً التي حلت بهم بسبب الوباء تبقى أخف وطأة من الإصابات الأكبر، التي صارت تضرب عميقاً في بنية لبنان الاجتماعية ومتانته الاقتصادية والخلل الحاصل في عمله السياسي.

من التعليقات السهلة أن يقال إن هذا بلد سيئ الحظ. لكن المسؤولية هنا لا يمكن إلقاؤها على الحظ، مع أنه يفعل فعله في مصائب أخرى. المأساة التي بلغها الوضع اللبناني على كل صعيد، كان يمكن توقعها بأقل قدر من الحس السياسي أو العلم الاقتصادي. بلد يبذّر يميناً ويساراً، وكأن الأموال تهبط عليه من الغيوم. المثل الإنجليزي يقول: المال لا ينبت على الأشجار. لكنهم في لبنان لم يسمعوا بهذا المثل، بل لعلهم سمعوا عكسه وراحوا يطبقونه. وعندما نضبت الأموال عن الأشجار وجدوا أنفسهم في حالة انهيار كامل، على أبواب الفقر المدقع الذي أصبح يهدد أكثر من ثلثي السكان.

بلد لا يخطط لشيء، لا في السياسة ولا في الإنفاق ولا في إدارة المؤسسات العامة. وحيث يحل الموظف الحكومي، في أي موقع من مواقع المسؤولية، تحل الرشوة والفساد. سرقة المال العام حلال. والموظف الذي لا يخرج متمولاً من وظيفته، مهما كانت الوظيفة متواضعة، يصبح عرضة للسخرية من أهل الحي. أفاق اللبنانيون أخيراً على أسطوانة «استعادة الأموال المنهوبة»، مع أن الكل يعرف كيف نهبت وأين تبخرت. تراكم أخطاء وسوء معالجات كان لا بد أن يؤدي إذن إلى هذه الحال. وكان يمكن للحال أن تستمر لولا أن البلد اصطدم فجأة بقرع الدائنين على أبوابه. واكتشف أن الأموال التي استدانها لها أصحاب، وعليه أن يردّها لهم. ومثلما يحصل مع أي متعثر عن سداد ديونه، بدأ التوسل والبحث عن خطط إنقاذ للخروج من هذه الأزمة، أو على الأصح الفضيحة، التي لم يعرف لبنان مثلها في تاريخه.

ولأن العوز يولّد الخلافات، انفجرت الاتهامات بين الجميع، سياسيين ومصرفيين وخبراء ماليين. كل يلقي المسؤولية على الآخر في بلد يصعب فيه على المواطن المنكوب أن يطلع على أي حقيقة. وسائل الإعلام منصات حزبية. وأهواء السياسيين تصدح بما يطيب لأنصارهم أن يسمعوا. وبالتالي تضيع الحقيقة في خضم الجدل الذي لا يوصل إلى نتيجة. النتيجة الوحيدة أن الأزمة باقية وتحتاج إلى علاج.

لا علاج في الداخل. خزينة الدولة مفلسة. والمصارف ما عادت قادرة على تمويلها بعدما بلغ حجم الديون المترتبة على الدولة للمصارف 93 مليار دولار. وأموال المودعين صارت في مهب الريح، لا يعرفون إذا كان الحظ سيحالفهم لاستردادها، ومعظمها هو جني عمرهم.

كان لا بد إذن من البحث عن سبيل للإنقاذ من الخارج. بحثت الحكومة عن خيارات فلم تجد سوى أبغض الحلال، وهو طلب النجدة من صندوق النقد الدولي. لم يكن القرار سهلاً. لكنه كان الخيار الوحيد المتاح أمام حكومة الرئيس حسان دياب. حكومة «تتمتع» بغطاء «حزب الله» وتستطيع لهذا السبب أن تتجاوز التحفظات التي كان سيضعها الحزب لو جاء هذا الطلب من حكومة أخرى برئاسة سعد الحريري مثلاً. كان سيقال في هذه الحال إن الحكومة جعلت البلد «رهينة للإرادة الأميركية»، مثلما هي الحجة الرائجة في خطاب «حزب الله» وفي وسائل إعلامه.

مع ذلك، ورغم اعتبار الرئيس ميشال عون والحكومة أن البلد صار الآن على «السكة الصحيحة»، إلى حد أن عون وصف يوم إقرار الخطة الاقتصادية بأنه «يوم تاريخي»، رغم ذلك تواجه الخطة التي تقدمت الحكومة على أساسها بطلب المساعدة من صندوق النقد بعقبات كثيرة في الداخل كما من الخارج.

في الداخل أولاً، رفعت جمعية المصارف الصوت عالياً، معتبرة أن الحكومة تجاهلتها خلال النقاشات التي سبقت إقرار الخطة، في حين أنها أحد الأطراف الأساسية المعنية بحسن تطبيقها، خصوصاً أن الخطة تلحظ إعادة تنظيم العمل المصرفي. وقال المصرفيون إن خطة الحكومة غامضة وغير مدعمة بجدول تنفيذ دقيق لتنفيذ خطوات الإصلاح الواردة فيها.

قبل انتقاد جمعية المصارف كانت المواجهة الاستثنائية بين رئيس الحكومة حسان دياب وحاكم مصرف لبنان رياض سلامة. وبعد اتهام دياب لحاكم المصرف المركزي بـ«الغموض المريب» المتعلق بدوره في انفلات سعر صرف الليرة وانعكاسه على تدهور القدرة الشرائية، رد سلامة بأرقام ووقائع دافع فيها عن سياسته المالية، وطالب المسؤولين بتبيان مصير الأموال التي أدانها مصرف لبنان للدولة والتي بلغت عشرات المليارات من الدولارات.

يضاف إلى ذلك الجدل السياسي الذي أطلقه دياب بشأن المسؤولية عن الانهيار الاقتصادي وارتفاع معدل الديْن العام، والذي أدى إلى ردود فعل غاضبة من الرئيس سعد الحريري وفريقه. وكل ذلك في حين البلد يحتاج إلى أعلى درجات التضامن الوطني لتجاوز أزمته الحادة الاستثنائية.

في هذا المناخ يذهب لبنان إلى صندوق النقد الدولي.

* تفكك سياسي في الداخل، لم تنفع لعلاجه عملية الاحتشاد التي دعا إليها الرئيس ميشال عون وأطلق عليها «اللقاء الوطني»، الذي قاطعته أكثر القيادات السياسية المعارضة ولم يشارك سوى رئيس «القوات اللبنانية» سمير جعجع، الذي تميز حضوره بانتقاد خطة الحكومة.

* وخلاف بين الحكومة ومصرف لبنان وسائر المؤسسات المصرفية، والذي سينعكس على قرار صندوق النقد بالمساعدة؛ نظراً لأن تعاون المصارف أساسي في عملية الإصلاح المالي. كما أن الثقة المحلية والدولية بهذا القطاع أساسية للنهوض الاقتصادي.

* وشكوك دولية في قدرة هذه الحكومة على إجراء الإصلاحات الضرورية المتعلقة، خصوصاً بخفض التضخم في القطاع العام غير المنتج، وبفرض الخصخصة في كثير من المؤسسات العامة، وعلى رأسها شركة الكهرباء.

* وحذر عربي ودولي من توفير الدعم لحكومة معروفة بقربها من «حزب الله» في ظل المناخ الدولي المتشدد تجاه نشاطات الحزب الخارجية.

* والأهم أن صندوق النقد له شروطه لتوفير المساعدات. وكما هو الحال مع الدول التي يوفر لها الصندوق الدعم الذي تحتاج إليه، وفي مقدمتها حالياً المكسيك واليونان، فهو يتعامل مع الدولة المفلسة على أنها قاصرة وعاجزة عن إدارة شؤونها، وإلا لما بلغت هذا الوضع. بالتالي تصبح مراقبة الإنفاق الداخلي من صلب دور صندوق النقد لإعادة إنعاش الدورة الاقتصادية.

خيارات أحلاها مر. لكن ما بيد لبنان حيلة.

 

العهد وحكومته لخمس سنوات قاسية من الإفلاس والقمع معاً

منير الربيع/المدن/08 أيار/2020

يقبل لبنان على خمس سنوات عجاف قاسية. المفاوضات التي ستبدأها الحكومة مع صندوق النقد الدولي، تحتاج لأشهر كي تنضج. والحصول على مساعدات من الصندوق، على ارتباط وثيق بالتطورات السياسية، وبصراع القوى الدائر في الإقليم.

بغداد - بيروت

فبالتزامن مع إقرار الحكومة اللبنانية خطتها الاقتصادية، كانت حكومة مصطفى الكاظمي في العراق، تنال ثقة البرلمان. والتقارب اللبناني مع المجتمع الدولي، بدأ بلقاء حسان دياب بسفراء الدول والترحيب الديبلوماسي بالخطة الإقتصادية. والتقارب هذا، يوازيه تقارب إيراني - أميركي في العراق، أنتج حكومة بعد أشهر من التأخير. لم يأتِ تشكيل الحكومة العراقية حلاً سحرياً للأزمة في بلاد الرافدين. وهذا ما ينطبق على تشكيل حكومة حسان دياب في بيروت. وهي حكومة لا تمتلك حلاً سحرياً للانهيار الاقتصادي، الذي اندلعت معه احتجاجات شعبية غير مسبوقة. وإقرار خطة حكومة دياب الاقتصادية، لن يكون طريقاً إلى فتح جِنان نعيم المساعدات. المسار طويل، ويُفترض أن يبدأ بعد إقرار الخطة. والأنظارالدولية مسلطة على الأفعال، وليس على الأقوال.

القمع ولقمة العيش

ما يشغل اللبنانيين في الخطة الاقتصادية وفي اللقاءات الديبلوماسية - إلى لقمة عيشهم وخوفهم على ودائعهم المصرفية - ألا تستغلهما الحكومة في تشديد قبضتها الأمنية: من استخدام العنف ضد المتظاهرين، كما في مرحلة الاحتجاجات السابقة، والعودة إلى الأيام الأولى لتشكيل الحكومة، وممارسة القوة ضد الناشطين، من هدم خيمهم وفض التظاهرات والاعتصامات بقسوة وعنف. فالمسار هذا قابل للتطور على الأرجح. وذلك كلما تقدّمت الحكومة في مسار مفاوضاتها مع صندوق النقد الدولي، وكلما وجدت طاقة جديدة لتحسين علاقاتها الدولية. فما أن تُقْدِم السلطة السياسية اللبنانية على تنفيذ ما يُطلب منها سياسياً واقتصادياً، على نحو لا يتعارض مع مصالح القوى الإقليمية المتصارعة، يُرجح أن تشدد قبضتها الأمنية والسلطوية في الداخل اللبناني.

إعلام الحزب الواحد

لا يقتصر تشديد القبضة الداخلية على استخدام القوة ضد التظاهرات. هناك مسار واضح تتكامل عناصره في تطبيق سياسة تكميم الأفواه: استدعاء الناشطين وتوقيفهم. استدعاءات الصحافيين وترهيبهم. وحثّ الجميع على تجنّب المواقف النقدية. وصولاً إلى وصاية جديدة وكاملة على الرأي العام الاعتراضي.

وهذا ما بدأ يفعله ما يسمى المجلس الوطني للإعلام الذي لا معنى له ولا دور إلا في أنظمة الحزب الواحد: القيام  بدور "تأديبي" أو "إرشادي" أو "ناصح" (وتهديدي، ضمناً وأساساً) للصحافيين ولوسائل الإعلام. والدور الترهيبي هذا، يحاول نزع الغطاء المعنوي عن الصحافيين ومؤسساتهم، على قاعدة "فرق تسد". أي التفريق بين هذه المواقع والمؤسسات الإعلامية، وتقسيمها إلى مؤسسات مسؤولة، وأخرى غير مسؤولة. طبعاً المسؤولية في أعراف المجلس المتبطل والجهازي، هي القدرة على التزلف ومغازلة السلطات الحاكمة.

أحلام حزب الله وعهده

تحاول السلطة تجميع أوراق قوتها على المستويات المختلفة: الحكومة والعهد يريدان تمرير الخطة الاقتصادية، لتعويم نفسيهما وإطالة أمد بقائهما، بواسطة ادعائهما مساراً اقتصادياً تشاركياً مزعوماً مع المجتمع وصندوق النقد الدوليين.

وحزب الله - الذي أبدى موافقة على التفاوض مع الصندوق، "شرط عدم المساس بالسيادة"! ينتهج مساراً براغماتياً، محاولاً ابتزاز الجميع، بفرض شروطه بوصفه الأقوى على الأرض في لبنان. وهو يدرك أن الحكومة والعهد في خدمته. لذا يعتبر أن المفاوضات مع صندوق النقد الدولي ومع الأميركيين، ستكون متعلقة به حصراً.

معارضة عاجزة ومجتمع منهك

القوى السياسية الأخرى المعارضة للعهد والحكومة، لم تجد سبيلاً لاستمرار معارضتها. وليس لديها بديل عن الخطط والسياسات المقدمة. وهي ذهبت إلى براغماتيتها مجدداً: تطبيع العلاقة مع السلطة. العمل على استمرار الخلافات والمنازعات، التي تؤدي إلى انتاج انفجارات جديدة. وقد يكون المعارضون غير مدركين أن النتيجته أخطر عليهم: خروج أنصارهم ومواليهم عليهم، والالتحاق بركب المطالبين بالتغيير الجذري. فالمعارك التي يخوضها المعارضون قد تصب في خانة الاستقطاب وتوسِّعه، ما يمنح السلطة فرصة جديدة لتشديد قبضتها الأمنية والسياسية على البلاد.

ففي المجتمعات المنهارة معيشياً واقتصادياً وسياسياً، تتمكن السلطة من الإطباق الأمني وتشديد قبضتها. وهي تقدم إطباقها وتشددها في لبوس الحرص على الناس وسلامتهم، خوفاً من الفوضى. وهذا النموذج قد يسود في المرحلة المقبلة. فالسلطة ستدعي أو تتوهم أنها تحظى بغطاء دولي، تستمده من مفاوضاتها حول الخطة الاقتصادية. وقد يدفع هذا المجتمع اللبناني المنهك والمتذرر إلى الانفكاء عن الشأن العام، رازحاً تحت توفير قوته اليومي، وباحثاً عن أمان من جور السلطة واستدعاءاتها.

 

فضائح العونيين وأكاذيبهم نفطاً وكهرباء: التضحية بأصغر جنودهم

لؤي غندور/المدن/08 أيار/2020

"أكذب أكذب حتى يصدّقك الناس، ثم اكذب حتى تصدّق نفسك". يلخّص هذا المقول مسار التيار العوني في وزارة الطاقة، التي أدّى "الإصلاح والتغيير" فيها إلى عجز بأكثر من 30 ملياراً من الدولارات، منذ العام 2009. وهو عجز تسبّب به النَّهَم و"الجوع العتيق" للعمولات والسمسرات والعناد النرجسي، في تنفيذ خطة كهرباء ثبُت فشلها منذ عامها الأول. ويُضاف إلى هذه المليارات الثلاثين، بضعة مليارات متفرّقة تكبّدتها الخزينة العامة في بدعة البواخر التركية، وتوزعت بين كلفة الاستئجار المضخمة، التي فاقت أضعاف ثمن البواخر، وبين مكافآت بأكثر من مئة مليون دولار دُفِعَت تحت بند "مكافآت توفير الفيول"، وقد فنّدتها هيئة التفتيش المركزي في القرار 87\2013. هذا، من دون أن ننسى بواخر الـ 825 ميغاوات التي كان ينوي "مستشار الوزير" السيد سيزار أبي خليل استئجارها لخمس سنوات بمبلغ مليار و886 مليون دولار، مع العلم أن ثمن تملكّها بالكامل لا يتجاوز 650 مليون دولار.

لا كهرباء وسدود جافة

على خطٍ موازٍ للكهرباء، اهتمّ التيار العوني بملف النفط. فقام رجاله بتوقيع عقود استيراد الفيول والمشتقات النفطية كلها. ولعب التيار إياه دور الفاخوري الذي ركّب "أذن الجرّة" كما يريد منذ العام 2009. وكان آخر هذه العقود العقد الذي وقعته "مستشارة مستشار الوزير" السيدة ندى البستاني، صاحبة إنجازات السدود الجافّة.

وبعد الإفلاس والانهيار الاقتصادي الذي كانت الكهرباء سبباً أساسياً فيهما، وفجّرا ثورة 17 تشرين، شنّ التيار العوني هجوماً مرتداً على خصومه، محاولاً أن يرمي عليهم تهمة التسبب في إفلاس الدولة. ووصل الفصام بالعونيين إلى تبرؤهم التام من مسؤولية الفساد في قطاع الكهرباء، الذي احتكروه على مدى 11 عاماً. ورموا مسؤولية الفساد فيه على سواهم، متذرعين بعدم وجود أي دليل على فسادهم، علماً أن الدليل الكافي لإدانتهم هو إنفاقهم أكثر من نصف الدين العام على الكهرباء، ليظل لبنان بلا كهرباء.

احتكار القضاء

وفي بداية العهد العوني الرئاسي، أحكَم تيارهم قبضته على القضاء، فأمّن لنفسه "خطاً قضائياً كاملاً" في كل منطقة من مناطق نفوذه. وذلك بتعيين محاسيبه وأزلامه في النيابة العامة وقضاء التحقيق وقضاء الحكم، ليضمن سيطرته الكاملة على المسار القضائي لأي ملف يُفتَح في مناطق كثيرة.

واستخدم التيار خطوطه القضائية هذه، في تصفية حساباته مع خصومه ومع المنتفضين، وفي لفلفة الملفات التي تطاله بشكل أو بآخر. وبعد تسليط الضوء أخيراً على فضيحة الكهرباء، وتناولها في كل التقارير المالية الدولية، بوصفها مسبباً أساسياً لإفلاس الدولة، استغل التيار قضية باخرة فيول شركة سوناتراك الجزائرية - لا تتجاوز قيمتها بضعة ملايين من الدولارات، وهذا رقم تافه مقارنة بمليارات الكهرباء - فأوعز التيار إياه إلى محامٍ من كوادره للتقدم بإخبار أمام قاضٍ محدد محسوب عليه، ليقوم هذا القاضي بالادعاء أمام قاضٍ آخر محسوب عليه أيضاً.

فجور وعصافير عونية

وكعادتهم قام العونيون بحملة "فجور إعلامي"، أرفقوها بكمٍّ هائل من التطبيل والتهليل والتضليل بشعارات مكافحة الفساد. ظانين بهذا أنهم يستطيعون تبييض صفحتهم في ربع الساعة الأخير من عهد مرشدهم في القصر الجمهوري. ومسار ملف باخرة الفيول القضائي، يدل على أن التيار العوني يريد ضرب 4 عصافير بحجر واحد:

العصفور الاول: قطع الطريق على أن يسبقهم أي فريق آخر في تقديم دعوى متعلقة بوزارة الطاقة، أمام مراجع قضائية غير تابعة أو يمسكها العونيون، لئلا يؤدي ذلك إلى فقدانهم السيطرة على الملف.

العصفور الثاني: ضمان التيار سيطرته الكاملة على المسار القضائي، لئلا يستطيع إيقافه أو تمييعه، في حال وصول الموسى إلى ذقنون العونيين. وهذا نوع من ألـ "controlled experiment".

العصفور الثالث: تحويل الأنظار عن الفضيحة الكبرى، فضيحة الكهرباء التي تحظى باهتمام دولي كبير، وقد تكون السبب الأساسي لفرض عقوبات على بعض القيادات العونية.

العصفور الرابع: هو الأهم، ويتجلى باستخدام التيار العوني سيطرته على مفاتيح التحكم بدرجة حرارة الملاحقات القضائية، وبمنسوب وسرعة الاستدعاءات إلى التحقيق، لابتزاز خصومه السياسيين، ومنعهم من تشكيل جبهة موحّدة لمواجهته وإسقاط عهده.

بداية المحرقة العونية؟

يبقى اللافت في هذا السياق: حملة أبواق العهد على وسائل الإعلام. وهي حملة تكشف عن أن العونيين على إحاطة كاملة بكافة تفاصيل التحقيق، المفترض أن يكون سرياً.

واللافت أيضاً هو توقيف مدير عام النفط أورور الفغالي المحسوبة مباشرة على رئيس التيار. وهذا دليل على واحد من أمرين: إما أن يكون التيار على يقين تام بأن الملف سيبقى تحت سيطرته، وبأن الفغالي سوف تخرج من السجن بعد استثمار توقيفها سياسياً وإعلامياً. وإما أن يكون الملك قد قرر التضحية فعلاً بأصغر جنوده.. كشّ ملك.

 

هل ينجح حزب الله بتشويه صورة الجيش وقائده؟

سيزار معوّض/المرصد أونلاين/09 أيار/2020

في خضم الأزمات التي تعصف بلبنان، آن الأوان لبعض الكلام الهادئ والسليم الذي يراد منه الإضاءة على الرسالة كي تصل قدر المستطاع بلياقة ولباقة.

الحرب على قائد الجيش جوزاف عون باتت قريبة، حرب هوجاء، هادفة، من شأنها اعطاب وتذمير وتقبيح صورة القائد وبذته وتصويره على أنه أصل البلاء في لبنان.. الهدف من الحملة هو الانتقاص من هيبته وشحن الشارع بوجه الجيش واستدراجه الى حروب شوارع في المناطق اللبنانية وبخاصة في الشمال وعكار والبقاع.. الهدف ضرب مصداقية ما يمثله معنويا القائد جوزاف عون لتحميله ذنوب لم يرتكبها وآثام لم يقترفها سبيلا لإحراق أسهمه الرئاسية وقطع الطريق عليه بعد التبيان أنه منافس شرس للدويلة والميليشيات..

حزب الله، ليس من مصلحته أن يصل ولا بأي شكل من الأشكال، رجال الى سدة الرئاسة الأولى.. وحتى الأمر نفسه ينطلي على الرئاستان الثانية والثالثة.. وبالتالي، سيدفع الحزب كل ما له، وسيحارب بكل قواه العسكرية والسياسية والمعنوية ليمنع القائد عون من التربع على عرش الرئاسة الأولى..

لما يا ترى؟

حزب الله ومن وراءه ايران، يريد في المرحلة المقبلة فرض رئيس مرؤوس، خاضع خانع ومركوب.. لا قرار عنده وكلمته غير مسموعة، رئيس لا يلقى اعجاب واحترام المحيط العربي والمجتمع الدولي، ينفذ دون اعتراض.. حزب الله يريد خادما يعلن الطاعة في قم ويعتبر ولاية الفقيه المشروع الأسمى للرئاسة عوضا عن الجمهورية اللبنانية وبلاد الأرز.. حزب الله في الأيام القادمة بأمس الحاجة الى رئيس مأمور ومحكوم من ولي الفقيه ويعلن الولاء الأعمى للخامينئي.. حزب الله يريد المضي قدما بما بدأه تمهيدا لارتهان لبنان كل لبنان، في السنوات القادمة بالكامل لولاية الفقيه والهلال الشيعي.. حزب الله يريد رئيسا، صوريا، يلعق حذاء المرشد الأعلى ليل نهار ويحمي مشاريعه ويقدس وطروحاته وأفكاره.. الحزب يريد المضي قدما بسياسته التي اعتمدها منذ ثمانينات القرن الماضي وبنى دويلته على أساسها تحت عنوان عريض "لكم لبنانكم وفسادكم ولي لبناني ودولتي وسلاحي". الحزب يبحث عن حرباء جرباء يبدل جلده ويغير لونه لتحقيق مطامع الفرس في الشرق واخضاع لبنان وتركيعه من شماله الى جنوبه وادخاله العزلة الدولية بالقوة.. الحرب على القائد عون لم تبدأ بعد، خاصة أن التعنت من شيمه، سيما أنه لا يخضع ولا يركع ولا يخنع، لا يستسلم ويقاتل حتى الرمق الأخير..

 

عين «حزب الله» على فرنسا بعد ألمانيا... ورهان على تمايزها!

واشنطن لن تألو جهداً لإدراج «ذراع إيران الأقوى» على لائحة الأمم المتحدة للإرهاب

رلى موفّق/اللواء/09 أيار/2020

لن تألو الولايات المتحدة أي جهد من أجل إدراج «حزب الله» على قائمة الأمم المتحدة للإرهاب. هذا سعي لا تُخفيه واشنطن في إطار عملها الدؤوب لمحاصرة إيران، ولن تتردّد إذا كانت المناخات الأممية مؤاتية لها لتمرير هكذا قرار. سبق أن حضَّت الاتحاد الأوروبي على التعامل مع «حزب الله» بكليّته كمنظمة إرهابية ووقف التمييز بين جناحيه السياسي والعسكري. فـ»الحزب» أصلاً ليس لديه فصل بين جناحين سياسي وعسكري. كان هذا التمييز حاجة للاتحاد الأوروبي، حين ذهب عام 2013إلى وضع الجناح العسكري لـِ»حزب الله» على القائمة السوداء للإرهاب على خلفية تداعيات الهجوم الانتحاري عام 2012 على حافلة بورغاس البلغارية التي كانت تقل سياحاً إسرائيليين، والذي وُجهت أصابع الاتهام فيه إلى أفرادٍ منتمين لـ»الحزب».

اقتضت المصالح الأوروبية مع إيران هكذا فصل، وحاجة تلك الدول إلى تعاون استخباراتي لدرء مخاطر الإسلاميين المتطرفين من مواطنيها أو المهاجرين إليها، وكذلك الحاجة إلى حماية مصالحها في لبنان وتأمين مناخات مطمئنة لقوات الدول المشاركة في عداد «اليونيفل» في الجنوب. قيل يومها إن انخراط «حزب الله» في الحرب السورية ساهم في اتخاذ الأوروبيين قرار إدراج الجناح العسكري، ولكنه نُسب أيضاً إلى كاثرين آشتون مفوضة الشؤون السياسية في سعيها إلى تحييد الجناح السياسي كي لا ينعكس توتراً في لبنان، خصوصاً أن»حزب الله» كان جزءاً من الحكومة.

تماهي برلين مع واشنطن جزء من طموح قيادة أوروبا وفق رؤية سياسية مشتركة

مع احتدام المواجهة الأميركية- الإيرانية في زمن دونالد ترامب، كانت واشنطن تدعو شركاءها الأوروبيين إلى مساندتها في استخدام سلاح العقوبات على إيران والضغط على «حزب الله» بوضعه كاملاً على لائحة الإرهاب. فرضت بريطانيا فيشباط 2019 حظراً على كل فروع وأجنحة «الحزب» بسبب زعزعة استقرار الشرق الأوسط والعالم. وبات مرتقباً منذ ذلك الوقت أن تكرّ السبحة في كثير من الدول الـ28 المنتمية إلى الاتحاد، رغم أن الممثلة العليا للسياسة الخارجية في المنظمة الأوروبية فيديريكا موغيريني اعتبرت القرار البريطاني قراراً داخلياً يخص لندن ولن يؤثر على الاتحاد، كما أعلنت فرنسا يومها، على لسان رئيسها إيمانويل ماكرون، معارضته للخطوة البريطانية، بذريعة وجود فارق بين الجناحين العسكري والسياسي لـ»حزب الله»، وأنه لا يمكن لأي دولة أن تضع حزباً لبنانياً ممثلاً بالحكومة على قائمة الإرهاب.

أشَّـرَتصويت البرلمان الألماني في كانون الأول 2019،بأغلبية كبيرة، على قانون حظر «حزب الله» في ألمانيا، ومطالبته الحكومة بحظر الأنشطة الخاصة به في ألمانيا، وإعلان برلين بوجوب إدراجه على لائحة الاتحاد الأوروبيللمنظمات الإرهابية إلى أن الخناق بدأ يضيق على إيران. جاء إعلان الداخلية الألمانية قبل أيام بحظر الجناح السياسي لـ»الحزب» ترجمة عملية لقرار البرلمان، لكن وطأة القرار كانت كبيرة. إنها ألمانيا التي كانت على الدوام وسيطاً بين «حزب الله» وإسرائيل في ملف الأسرى، والوسيط النزيه في عقولوقلوب البيئة الحاضنة لـ»الحزب»، والتي كانت تمتاز بكثير من العلاقات الممتازة مع إيران.

يقول أحد منظري محور إيران إن ثمة مشتركاً تاريخياً بين إيران وألمانيا يتمثل بانتماء الشعبين إلى العرق الآري. يتوقف عند الدور الذي لعبته شركة «سيمنز» في بناء المفاعلات الإيرانية قبل أن تنسحب في منتصف التسعينيات، ويعرض للعلاقات الاقتصادية ولحجم تبادل برلين التجاري مع طهران، معرّجاً على القنوات الاستخباراتية العميقة التي كانت قائمة بين «حزب الله» والألمان والفرنسيين والإيطاليين والإسبان وغيرهم من الدول الأوروبية في سوريا تحديداً، وما أسهمت به المنظومة الأمنية المشتركة من كشف أفراد شبكات تنظيمات متطرفة في ألمانيا، ومن معلومات تتعلق بالمقاتلين الأجانب، ولا ينتهي عند تحوّل «حارة حريك» إلى شبكة اتصال بين إيران وأوروبا وناقل الرسائل الدقيقة حول قضايا وملفات عديدة من لبنان إلى سوريا والعراق وحتى اليمن.

هذا العرض لمدى متانة العلاقة كفيل بأن يُسلّط الضوء على حجم التحوّلات التي تُصيب طهران والضغوطات التي تتعرَّض لها، والتي تطال الذراع الأكثر فعالية وتأثيراً لديها ضمن الميليشيات التابعة لها. وهي ضغوطات توقّع الأمين العام لـ»الحزب» السيد حسن نصرالله أن تزداد لتشمل دولاً أوروبية أخرى أكثر انسياقاً للموقف الأميركي.

على أن العين هي على فرنسا. فباريس وبرلين تتشاركان الثقل في الاتحاد الأوروبي. الأولى تُشكّل الرافعة السياسية، والثانية الرافعة الاقتصادية. اصطف الألمان مع الأميركيين، وتقرأ إيران طموحاً لدى برلين في قيادة أوروبا بالتكافل والتضامن مع واشنطن في إطار رؤية سياسية موحّدة. هذا يقود إلى استنتاج أن هناك افتراقاً بين فرنسا وألمانيا. وهذا الافتراق سيُسلّط الضوء على باريس، وما إذا كان بمقدورها مواجهة الضغوط الأميركية من أجل دفعها إلى التماثل مع الموقف الألماني، وهل ستبقى متمايزة في الفصل الأخير من المواجهة الأميركية- الإيرانية التي من الطبيعي أن تذهب فيها واشنطن إلى المدى الأبعد من الضغط على إيران، وعلى «حزب الله» بوصفه قوتها الإقليمية وحضورها المؤثر في ساحات المنطقة؟ العين على الفرنسيين، فهم الحصن الأوروبي بالنسبة لإيران! والسفارة الفرنسية في لبنان تنسج أمتن الروابط مع «الحزب»، وقنوات التعاون المتعدد الجوانب بينهما مفتوحة. وهذا مؤشر مريح له إلى الآن!.

 

التجمّع الأكاديمي لأساتذة اللبنانيّة:هذه نتائج طروحات صندوق النقد

ليبانون فايلز/08 أيار/2020

اعد"التجمّع الأكاديمي لأساتذة الجامعة اللبنانيّة" ما وصفها المواجهة النقدية لطروحات "صندوق النقد الدولي" وتداعياتها الخطيرة على لبنان. وجاء فيها:

يعلن "التجمّع الأكاديمي لأساتذة الجامعة اللبنانيّة"، مواجهته النقديّة والعلميّة الصريحة لبعض أطروحات "صندوق النقد الدولي"، منبّهاً بإلحاح إلى التداعيات الخطيرة التي ستنتج عن تلك الخطوات فتصيب مستقبل لبنان واللبنانيين:

القسم الأوّل: في المواجهة لمقترحات صندوق النقد الدولي للبنان

أولاً: زيادة الضريبة على القيمة المضافة من 11% الى 20%:

أ‌- انعكاساتها: زيادة الأسعار 6% إلى 7% إضافةً على ما طرأ عليها من زيادات خياليّة لا ضوابط لها رسميّة أو أخلاقيّة.

ب‌- تراجع إيرادات الخزينة إلى 2.1 مليار دولار بدلاً ممّا هو متوقع أي 940 مليون دولار.

ثانياً: سيؤدي إلغاء الضريبة على معظم السلع المعفيّة الى زيادة حتميّة في معدلات الفقر المرتفعة حالياً والتي بلغت ال: 50%.

ثالثاً: بالنسبة لفرض ضريبة 5 آلاف ل.ل. على المحروقات أي ما سيزيد 20% على سعرها الحالي، وستكون النتيجة لذلك زيادة غلاء معيشة تتراوح بين 5 و 6%.

رابعاً: إلغاء الدعم عن الكهرباء:

لا يوجد خسارة حالياً سوى تلك الناتجة عن السرقات الموصوفة في المؤسسة والتي وصلت أصداؤها إلى العالم. واذا ضبطت هذه السرقات فسيتم التوصل الى استعادة التوازن، وعند الضرورة لربّما تقرّ الزيادة الطفيفة على تعرفة الكهرباء المعمول بها.

خامساً: إعادة النظر في هيكلية الرواتب في القطاع العام وفي نظام التقاعد:

اذا قامت الدولة بتحصيل حقوقها غير المحصلة حالياً من الضرائب والرسوم فستزداد وارداتها ما بين 5 – 10 مليار دولار بالتدرج. ولا تعود رواتب في القطاع العام تشكّل، وهذا حق مقدّس كما يدعي البعض جهلاً عكس ذلك، النسبة الكبرى من واردات الدولة، لكنها ستتدنى الى ما دون العشرين % إسوة بباقي الدول في العالم التي مرّت بأزمات مماثلة.

مع العلم، أنّ الموقف الإصلاحي الحقيقي لترشيق القطاع العام، يتطلّب إقالة الموظفين الذين لا يعملون في مختلف الوزارات، والتأكيد على أهميّة دور المؤسسات الرقابيّة في التوظيف على قاعدة الكفاءة والتجربة. أمّا بالنسبة لنظام التقاعد في الدولة والضمان الاجتماعي، فإنّ نسبة مساهمة الدولة لا تتجاوز ال 6% في القطاع العام وال 8.5% في القطاع الخاص. وهذه النسب لا تمثل اكثر من 25% بالمقارنة مع مختلف الدول الأوروبية المتطورة الديمقراطيّة، علماً ان عناصر الاستثمار لو طبقت على الموجودات التقاعدية، فإنّها تكفي لتأمين الرواتب التي يستفيد منها موظفو القطاع العام حالياً.

والملاحظة المهمّة أنّ نسبة الـ 6% الخاصّة بالقطاع العام المذكورة، فإنّها تقتطع من رواتب الموظفين شهرياً والدولة لا تساهم بشيء وهي بمثابة قجّة للموظّف يؤمّن بها مستلزمات تقاعده وآخرته .

سادساً: إنّ زيادة 0.6 % من الناتج المحلي على ضريبة الأملاك المبنية بنسبة 50% غير منطقي وهو يقع في غير محلّه. كان من الأولى ان يقترح خبراء صندوق النقد الدولي عامل استثمار فعلي يتراوح بين 4 و 6 % على قيمة الأملاك البحرية والنهرية المغتصبة من قبل معظم السياسيين واتباعهم. وهذا ما يزيد قطعاً إلى واردات الخزينة 3 مليار دولار بدلاً من 350 المليون دولار المقترحة من قبل صندوق النقد الدولي والتي ستنتج من الضريبة المقترحة على الأملاك المبنية. ويفترض التنبيه إلى أنّ قيمة الأملاك البحرية والنهرية المغتصبة تقدر ما بين 80 و 100 مليار دولار.

سابعاً: ارتفاع تحديد سعر الدولار الى 3000 ل.ل وما فوق.

سوف تؤدي هذه الخطوة الى زيادة فعلية في الأسعار تتراوح ما بين 60 الى 70%

ثامناً: يرى "التجمّع الأكاديمي في خلاصة القسم الأوّل:

- سوف تؤدي مختلف الطروحات ألمشار اليها أعلاه من صندوق النقد الدولي، الى زيادة الأسعار بنسبة 100% عن سعرها الحالي أي أنّ القدرة الشرائية للّبنانيين ستتراجع حتماً بنسبة 50% على ما هي عليه الآن.

- سوف يؤدي ذلك الى تفاقم معدلات الفقر والبطالة الى مستويات مرعبة قد تصل إلى أكثر من 60 % أي ما يوازي 600 ألف عاطل عن العمل إضافة الى ال300000 المسجّلين حالياً.

- أدت الإجراءات المطبّقة من المصارف والبنك المركزي وهي ستؤدي بما سنقع فيه لبنانيين، إلى عجز فاضح في ميزان المدفوعات، وهكذا سترتفع خسارة لبنان واللبنانيين ما يزيد عن 10 مليارات دولار كانت تأتي من المغتربين اللبنانيين ومن المؤسسات اللبنانية التي تصدّر الى الخارج بما قيمته 3 مليار دولار سنوياً.

- سيؤدي هذا الوضع أيضاً إلى تفاقم مخيف في التدهور النقدي والمالي في لبنان.

إنّ المعلومات التي بنيت عليها مقترحات "صندوق النقد الدول" وأطروحاته، ارتكزت على معلومات خاطئة خاصة تلك الأمور المتعلقة بالناتج الوطني الذي أبرزه بعض خبراء الاقتصاد بأنّه يزيد فعلياً بنسب تتراوح بين 30 الى 40% عمّا هو محتسب أساساً من قبل المؤسسات الحكومية والدولية.

ملاحظة: إنّ الرقم المحتسب حالياً للناتج الوطني اللبناني هو بحدود 57 مليار دولار بينما يصل الرقم الفعلي او الحقيقي إلى حدود 75 - 80 مليار دولار.

القسم الثاني: النتائج المحتملة في حال تطبيق اقتراحات صندوق النقد الدولي واستمرار الأزمة السياسية:

أولاً: تفكك مؤسّسات القطاع العام بما فيها الأجهزة الأمنية والعسكرية بسبب الجوع الذي سيطال الجميع.

ثانياً: تفكك لمؤسسات الحمايات الأمنية والخاصة.

ثالثاً: تعرّض العديد من منازل ومقرّات السياسيين والأحزاب وفصورهم وممتلكاتهم للهجوم من قبل الجائعين والذين سيداهمهم الجوع تباعاً.

رابعاً: خسارة موارد الدولة الحاليّة والمرتقبة خصوصاً في النفط والغاز، أو الإنصياع لتأجيل استثمارها الى أمد غير منظور لا يمكن تقديره لبنانيّاً.

خامساً: احتمال معاناة فئات واسعة من المهمشين والفقراء من المجاعة بشكل تدريجي.

سادساً: سيواجه لبنان تفكّكاً مريعً وواسعاً لمؤسسات التقديمات الاجتماعية والصحية والتربوية وغيرها.

سابعاً: سيواجه لبنان هجرة واسعة داخلية وإقليمية وخارجية مخيفة قد تقضي على مقومات وجود الوطن.

ثامناً: إنّ انهيار المؤسسات الأمنية والاجتماعية ستسمح للنازحين السوريين واللاجئين الفلسطينيين بالمساهمة في زيادة عامل الفوضى على مختلف المستويات والمناطق.

القسم الثالث:رداً على السيناريوهات المظلمة التي ابرزنا بعضاً من مظاهرها.

المطلوب وفقاً لما ورد:

1- التشبث الشامل والكامل والصادق بالوحدة الوطنية اللبنانيّة المتعالية عن العصبيات الفئوية التجزيئيّة.

2- إجراء الإصلاحات الداخلية واقفال مزاريب الهدر والفساد بكلّ ما أوتينا من قوّة، ويمكن التطلّع أيضاً نحو الشرق (روسيا والصين) حيث يمكن للدولة اللبنانية ان تؤمّن مكاسب واهتماماً أكثر من التوجه نحو صندوق النقد الدولي.

3- إستنفار الوعي الوطني لدى كل نخب الشعب اللبناني لتجديد ايمانه بترسيخ الدولة اللبنانية المستقلة وفقاً لشرعة حقوق حقوق الانسان وملحقاتها ومندرجاتها.

4- تحذير كل الفئات اللبنانية من استعمال العنف في ما بينها من جهة او في ما بينها وبين المؤسسات الأمنية والعسكرية الرسمية وخصوصاً مؤسّسة الجيش.

5- دعوة المغتربين اللبنانيين في العالمين العربي والدولي إلى التحرك والتعاضد فوراً والقيام بالمهمات المساعدة للدولة والمجتمع اللبناني وذلك على عدّة مستويات:

- إقتصادياً وماليّاً من خلال تأسيس صناديق إستثمارية تدعم الاقتصاد الوطني وتحول دون هجرة اللبنانيين إلى الخارج.

- دعوة المؤسّسات الدينيّة (الأوقاف المسيحية والإسلامية والدرزية) إلى وضع إمكانياتها المادية بتصرف الانماء الاجتماعي كما سبق لها وفعلت في أثناء الحرب العالمية الأولى.

- التحذير الدائم من أطماع "إسرائيل" ومن وراءها بالمياه والنفط والغاز والإصرار على حماية ثرواتنا البشرية والطبيعية.

- دعوة كافة وسائل الاعلام المرئي والمسموع والمقروء ووسائل التواصل الإجتماعي، الى الحؤول دون الترويج غير المبني على الوعي الوطني، وتفادي كل مظاهر العنف والتطرف اللفظي أوتأجيج التناقضات وإبراز الإيجابيات التي تجمع ولا تفرق بين اللبنانيين في أخطر مرحلة من تاريخهم.

- دعوة المثقفين اللبنانيين في الداخل كما شتى دول العام، إلى وعي وتفهم خطورة ما يعانيه لبنان بالضبط في هذه المرحلة الحرجة، والمبادرة للتحرك دفاعاً عن المصالح التاريخية لشعبنا ودولتنا.

- دعوة القضاء اللبناني، خاصة من خلال المواقف اللافتة والشجاعة، الى المباشرة بالاقتصاص من الفاسدين واستعادة الأموال المنهوبة، باعتبار أنّ ذلك يعطي آمالاً للشعب اللبناني بالخلاص وعدم الوقوع مجدّداَ في أتون العنف والفوضى. وينوّه "التجمّع الأكاديمي" في هذا المجال الفائق الأهميّة، مواقف رئيس مجلس القضاء الأعلى ونادي القضاة وبعض القضاة الشجعان ومبادراتهم التي تترك المؤشرات الإيجابية لدى جميع اللبنانيين.

 

من سيكون رئيسنا المقبل؟

إيلي الحاج/اساس ميديا/السبت 09 أيار 2020

لم ينجح "اللقاء الوطني" الفئوي في قصر بعبدا في ضخ الحياة بشرايين عهد يتشبث بالبقاء رغم كلّ مظاهر الانهيار في الجمهورية.

ولم يسبق أنْ فرغ كرسيّ رئاسة الجمهورية قبل انتهاء ولاية شاغله. دعنا من استثناء بشارة الخوري، مع حفظ الألقاب، الذي سأل قائد الجيش فؤاد شهاب في اليوم الثالث من الإضراب العام عام 1952 هل يستطيع فتح أسواق البلد واستقال فور سماعه جواباً سلبياً.

مضى زمن نبلاء السياسة اللبنانية، لكن السؤال عمن يخلف الرئيس في السنة الرابعة من ولايته هو تقليدٌ مشروعٌ بصرف النظر عمّن يكون ساكن قصر بعبدا، فكيف إذا كانت ثورة شعبية كثورة 17 تشرين وجّهت ضربة قاصمة إلى العهد على وقع الأناشيد.

لذلك فتحت السيرة: مَن هُم المرشحون المحتملون اليوم لخلافة ميشال عون؟

قبل أيام نشر وليد جنبلاط  صورة تجمعه مع جان عبيد في منزله في كليمنصو وتغريدة وصفت ضيفه بأنه "صديق كبير للمختارة ولكمال جنبلاط...". منذ الثمانينيات عندما تقول جان عبيد يحضر لقب "المرشح لرئاسة الجمهورية". آخر من كتب عنه الوزير والسفير السعودي عبد العزيز خوجة في كتابه "التجربة" أن "جان عبيد من مثقفي لبنان البارزين ورجل دولة محنّك. مرشح دائم للرئاسة، لبناني قبل أن يكون عربياً، وعربي قبل أن يكون مسيحياً. وأقول بلا تردّد لو أصبح جان عبيد رئيساً، لكان ذلك من حسن حظ لبنان. مشكلته هي غيرة زعماء الموارنة منه (...) لكن شعبيته للأسف لا تتجاوز النخب".

قوة جان عبيد في علاقاته الخارجية، ليس مع المملكة ودول الخليج وحدها، بل في علاقاته الداخلية أيضاً. لو عادت إلى نبيه بري وسعد الحريري وجنبلاط لما اختاروا غيره من زمان. قد تكون مشكلته أنّ أصدقاءه في المملكة رحلوا أو باتوا في طور التقاعد، وأنّ السعودية تغيّرت. تغيّرت كثيراً. ولكن من يدري؟ قد يصل "الإذن الإلهي" الذي يؤمن بأنه يرسم الأقدار على غير توقّع.

سليمان فرنجية يبقى في طليعة الأسماء. هو أيضاً مقبول وسبق أن أيّده بري والحريري وجنبلاط واصطفاه البطريرك الماروني بين "المرشحين الأربعة الأقطاب". نقطة ضعفه أن الدول الغربية والعربية ستتعامل معه من منطلق اصطفافه السياسي، تحديداً مع "حزب الله". المطلوب عند هذه الدول رئيس غير الذي يختاره هذا الحزب. إذا وصل فرنجية إلى قصر الرئاسة فسوف تستقبله العواصم، ليس مؤكداً إذا كانت ستتعامل معه كما تعاملت مع ميشال عون ولبنان في أمسّ الحاجة إلى مساعدات منها لينهض من الكبوة.

رياض سلامة كان المفترض بفعل الطبيعة المالية والاقتصادية للأزمة الداهمة أن يكون الخليفة التلقائي لميشال عون، ولا أحد غيره. سبقه الانهيار المالي والاقتصادي. لا شكّ يردّد الرجل بينه وبين نفسه ليتني قمت عن الطاولة في 2017. كان رهانه أن يصمد الوضع حتى انتهاء ولاية عون أو تحصل معجزة. ولم يصمد. لكن صدامه المدوي مع فريق رئيس الجمهورية الذي سعى جدّياً لإطاحته، مدعوماً من "حزب الله" بإعلامه وجمهوره ومَن يمون عليهم الحزب ويحرّكهم في الشارع، كشف حقيقة قلة كانت متنبّهة لها: يتمتّع رياض سلامة بقوة سياسية - إعلامية كبيرة من كلّ الطوائف والمناطق والبيئات والقطاعات والأحزاب، معطوفة على دعم معلن من مرجعيته الدينية، ومساندة وحماية لا تخفى من الولايات المتحدة الأميركية، مما أجبر "حزب الله" ومن يسير في ركبه على التراجع عن حملتهم على سلامة.

عندما اضطر سلامة إلى الدفاع عن نفسه "باللحم الحيّ" اضطر إلى إظهار مخالبه ومعها قوته. كان المؤشر إلى وقف الحرب ضده تصريح الشيخ نعيم قاسم أنّ الحاكم ليس وحده المسؤول عن مآل الأوضاع. دوائر القرار الخارجي في واشنطن التي كانت تفتش عن جهة قادرة في لبنان على الوقوف في وجه تمدّد مشروع "حزب الله" قد تكون توقفت ملياً عند أداء سلامة وصلابة الشبكة التي نسجها، مدى 27 عاماً، في الحاكمية.

جهاد أزعور متفوق علماً بالإدارة المالية والاقتصادية وأكاديمياً وموقعاً دولياً. وزير المال بين 2005 – 2008 أعطاه المجتمع الدولي حقّه أكثر من وطنه. ابن أخت جان عبيد هو حالياً مدير صندوق النقد الدولي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا وآسيا الوسطى والقوقاز. سيكون على العهد وحكومة حسان دياب التعامل معه في سعيهما إلى رضاء الصندوق وقروضه. والرجل يقيم وعائلته ويعمل في واشنطن وكثير الأسفار. جهاد أزعور ثقافة، وعلاقات جيدة، وطاقة في ذاته. لن يعجب اسمه "حزب الله"، على غرار ردّة فعله عند طرح اسم نوّاف سلام لرئاسة الحكومة.

يستطيع جبران أن ينتظر ظروفاً أخرى لولاية أخرى. معه وقت ولن يبلغ الخمسين قبل شهرين

يذهب آخرون إلى أن طبيعة الأزمة المقبلة، على ما توحي انعكاسات التردّي المالي، سوف تكون أمنيَّة ومتمادية. يُفترض عند ذلك الإتيان بعسكري: جوزف عون. أليست قيادة الجيش بمثابة ولاية عهد؟ بلى. عندما ينتقل في بلد ثلاثة جنرالات على التوالي من مقر قيادة الجيش إلى القصر الجمهوري تكون كذلك. الأميركيون يعرفونه جيداً ويتعاملون معه وأيضاً "حزب الله" (المفارقة أن العونيين سيبقون عونيين ولن يضطروا إلى تغيير أناشيدهم. هو أيضاً الجنرال عون).

جبران باسيل سوف يستاء. يُشاع إنه توجّه مرة خلال اجتماع في قصر بعبدا بعيد اندلاع "17 تشرين" إلى جوزف عون  قائلاً له: "انسَ ما قد يكون في بالك"، ملمّحاً إلى رئاسة الجمهورية. كان بعض المحيطين برئيس الجمهورية يتبرّمون، تلك المرحلة، من تجنّب قيادة الجيش قمع الاحتجاجات وأعمال قطع الطرق. يُشاع ويصعب التأكد في هذه الأوضاع، باستثناء أن طرح اسم قائد الجيش للرئاسة في لبنان طبيعي وجدّي، مُذ فتح فؤاد شهاب هذا الباب، وأيّاً يكن اسم هذا القائد.

يستطيع جبران أن ينتظر ظروفاً أخرى لولاية أخرى. معه وقت ولن يبلغ الخمسين قبل شهرين. إذا أصرّ "حزب الله" على ترئيسه كما فعل مع حميه فسيشعل حرباً كبرى. ما هذا الرئيس الذي يحتاج إلى تحريك لواء لحمايته من الناس كلما أراد زيارة مدينة أو منطقة؟

سمير جعجع من الأسماء المطروحة بطبيعة الحال. لا شك أنه إذا وصل إلى القصر الرئاسي بسحرساحر، فستكون الأحوال أفضل مما هي عليه في ظلّ ولاية عون أو جبران باسيل. مشكلته أنه صار حذراً جداً حيال من يُفترض أنهم كانوا حلفاءه. لم ينسَ ولن ينسى لسعد الحريري أنه رشح سليمان فرنجية من وراء ظهره. سيبقى في مكانه "بَين بَين"، يساير ميشال عون لفظياً وفي الشكليات ويخاصم جبران باسيل ويتحاشى "حزب الله" فاتحاً قنواته مع الجميع، إلاّ إذا حصل من الساعين إلى جبهة معارضة للعهد على "وكالة غير قابلة للعزل" بتأييد ترشيحه للرئاسة.

يتكل جعجع على أنه رئيس أكبر ثاني كتلة نيابية ليكون ثاني "مرشح قوي" بهذا المعيار بعد باسيل. الرجل الذي كان يردّد مقولة "السياسة أولاً" يفوته أنّ فاعلية نائب وازن واحد في البرلمان قد تكون أكبر من فاعلية 15 نائباً من حزبه.

ثم أن رئاسته تقتضي انقلاباً جذرياً في موازين القوى تزيل رفض "حزب الله" له وسائر الاعتراضات. صحيح أن تلبيته دعوة عون إلى القصر، وحده دون سائر الأقطاب المعارضين، وتحاشيه ذكر "حزب الله" وسلاحه وحروبه وعداواته في معرض سرده لأسباب انهيار الاقتصاد اللبناني قد حسّنا صورته في عيون الحزب، إلّا أنه يبقى سمير جعجع، بخلفيته وعلاقاته المرفوضة كلياً لدى أنصار "الممانعة".

وحتى في حال تحقّقت معجزة، وفق المعطيات الحالية، ولم تعد للحزب قدرة فرض "فيتو" على مرشح للرئاسة، يمكن أن يرى جعجع أمامه منافسين أوضح منه في الموقف وأقوى عند المؤثّرين في الداخل والخارج: فارس سعَيد أو سواه يمكن. مَن يستطيع التكهّن بما بعد لحظة انقلاب جذري وكبير؟

 

جولة للجائعين مع طغاتهم

فارس خشّان/الحرة/08 أيار/2020

نصرالله والأسد والرئيس الإيراني السابق أحمدي نجاد في لقاء لهم في دمشق عام 2010

مدلّلون هم الطغاة في عالمنا. ينتظرون وصولهم إلى مناصبهم، ليلعبوا، تحت طائلة القتل والتصفية والاعتقال، في كل ما كانوا قد حرموا منه في طفولتهم، مثل "الحزازير" و"الغميضة" و"التنقيز".

وهكذا مثلا، يختفي زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون، ما شاء من الأيام. لا يعرف عنه أحد شيئا. يترك التكهنات تأخذ مجراها، ثم يعود ويطل، وضحكة بلهاء على شفتيه.

ممنوع سؤاله عن سبب تغيّبه، وعمّا إذا كان قسريا أم ذاتيا، وعمّا إذا كان لدواع سياسية أم شخصية أم صحية. هو فقط، يضحك، يسخر، يقيّم، يهاجم، يلعن ويبارك.

الغموض هو "المكان" الوحيد الذي يرتاح الطغاة فيه. الشفافية تزعجهم. تضع سلوكياتهم على المحك. تخضعهم للمساءلة. تضعف قدراتهم على المناورة. تحرمهم من لذة التشويق. تمكّن الصحافة الحرة التي يعادونها من تصليب مصداقيتها.

الأسد ـ مخلوف

ها هي سوريا الفقيرة والجائعة والمنكوبة والمحتلة والمتقاتلة والمدمّرة والمنهوبة، تمتلئ صخبا بإطلالات رامي مخلوف الفيسبوكية، فتكثر التحليلات والتكهنات حول أسبابها الحقيقية كما حول تداعياتها بما فيها الطائفية.

ورامي، مثله مثل ابن عمته بشار الأسد، عندما يتحدث "يرشح زيتا" و"يموت حبّا بالفقراء"، ويبذل حياته من أجل دولة القانون، ويوصل الليل بالنهار، من أجل عزّة الاقتصاد.

وابن خال رامي لا يعلّق. باله مشغول بحربه الظافرة على فيروس كورونا، كجزء من هوسه على صحة شعبه ورفاهيته وسلامته واستقراره، مهددا بانتزاعه من جذوره، كما فعل بستة ملايين نازح سوري إلى الخارج، وبسحقه، كما سحق تحت الردم وفي المعتقلات، نصف مليون سوري.

"السابع من أيار" اللبناني ليس سوى مرآة عاكسة لما يعيشه الإيرانيون، في ظل حكم "سادة نصرالله"

ولكن في إطلالات رامي كما في كلمات بشّار، لا مفر من الركون إلى الغموض، فلا تجد من هو قادر على طرح الأسئلة للحصول على أجوبة: كيف يمكن لرامي مخلوف، الذي يطاله "نهج الإصلاح"، أن ينجح، منذ العام 2000، في احتكار ستين بالمئة من القطاعات المربحة في البلاد؟ من مكّنه من ذلك؟ من كان يتقاسم معه الأرباح؟ ومن سمح له أن يكون الصندوق الأسود لأجهزة المخابرات الغاشمة؟ ومن أتاح له إنشاء ميليشيا تقمع المعارضين وتسحقهم؟

في ركن الغموض يجلس بشار، مستخفا بإمكان مساءلته عن رامي وإمبراطورية رامي وأرباح رامي وثروة رامي وقدرات رامي.

في هذا الركن، يستطيع بشار، أن يقدّم نفسه، كما تشتهي نفسه، والويل والثبور وعظائم الأمور لمن يجرؤ ويتحدّى، ولو بمجرد سؤال، فهو من يهب وهو من يسترد، هو من يقبل وهو من يرفض، وهو من يبارك وهو من يلعن، فسوريا ملكه وشعبها عبيده. هو يُنعِم على من يشاء، وهو يقتل من يشاء.

أليس من أجل كل ذلك، وُجِد الطغاة؟

دولارات نصرالله

إن الاحتماء بركن الغموض، ليس حكرا على الطغاة من الرؤساء والملوك، بل يتعدّاه إلى كل من لم يتمكّن من أن يتوّج نفسه بعد، كما هي عليه حال "حزب الله" في لبنان.

صحيح أنه لا يحكم شرعا، ولكنه يتحكّم. صحيح أنه لا يملك امتيازات الدولة، ولكنّ ما لديه من امتيازات يكفي ويفيض. صحيح أنه لا يحمل صفات دستورية، ولكنه يمنحها لمن شاء وحينما يشاء. وهو الآخر، فوق المساءلة، من أي نوع كانت.

وها هو الأمين العام لـ"حزب الله" حسن نصرالله، في آخر إطلالاته التلفزيونية على اللبنانيين، يبلغهم أن حزبه "يجلب الدولارات إلى البلد"، ساخرا بذلك ممّن يؤكد، بناء على ما يمكن أن يتوافر من معطيات، بأنه يتحكم بسعر الدولار، في السوق السوداء.

هذا "الجلب" بديهي، ولا يحتاج إلى شهادة يطلبها نصرالله من حاكمية مصرف لبنان، ولكن هل هذه فضيلة في خدمة المالية العامة والاقتصاد والسوق المالية، أم أنها نقيصة ومن أسباب الكارثة التي يعيشها لبنان؟

المناقشة في ما ينطق به نصرالله مستحيلة. هو يتكلم، وعلى اللبنانيين أن يسمعوا، وعلى الحكام أن يطيعوا، وعلى المعارضة أن تنتبه، فإذا لم "تتعقل"، فتنتظرها، في أحسن الأحوال، اتهامات العمالة والخيانة والنبذ والحظر.

في ركن الغموض الذي يقيم فيه، يأخذ نصرالله كما علي خامنئي كما بشار الأسد كما كيم جونغ أون وكثير غيرهم في عالم الديكتاتورية، راحته

لا أحد يستطيع أن يسأل نصرالله عن الدولارات التي يأتي بها إلى لبنان. لا عن طريقة إدخالها من خارج النظام المصرفي، ولا عن المعابر التي تسلكها، ولا عن واجب التصريح عنها، ولا عن مصادرها، ولا عن القانون التي يرعاها، ولا عن طريقة توزيعها، ولا عن تصريح من يتقاضونها لمصلحة الضرائب، ولا عمّا إذا كانت أموالا "بيضاء" أم أنها بحاجة إلى "تبييض"، ولا عمّا إذا كان توفيرها يستدعي تبعية سياسية وأمنية وعسكرية للخارج، ولا عمّا إذا كانت هذه الدولارات تجلب معها على البلاد أضرارا، في نظرة الداخل والخارج، إلى الدولة وملاءمتها وكفاءتها وجاذبيتها واستقراراها وسيادتها.

الاستفسارات البديهية ممنوعة في بلد يزعم أنه يضع خططا لمكافحة الفساد والتسرب المالي والنفوذ غير الشرعي، من أجل الإنقاذ.

والأسئلة محظورة في بلد، من الواضح، أن فيه من "يمتص" العملات النادرة لإرسالها إلى الخارج، وأن هناك، منذ العام 2015، مستوردات سنوية بقيمة أربعة مليارات دولار، من أجل "دول أخرى". هذه الدولارات التي استقطبها النظام المصرفي اللبناني بعد أن أغرى أصحابها بفائدة باهظة ومكلفة، كانت من أسباب الانهيار.

والذهاب أبعد من ذلك محفوف بالمخاطر، فالتفاعل "مشبوه" مع الأدلة التي تؤكد أن البضائع المستوردة إلى لبنان، لها سعران في الأسواق اللبنانية. سعر متهاو لدى تجار محسوبين على "حزب الله"، يدخلونها بلا جمرك ولا ضريبة على القيمة المضافة، وسعر مرتفع لدى التجار الآخرين الذين يلتزمون بالقوانين المرعية الإجراء.

وحده نصرالله يحتكر المساءلة. لا وجود لأحد غيره يملك الحق، في تحديد السؤال واختيار الجواب. لا سلطة تعلو على مقامه غير الشرعي في البلاد، ولو كبّدها آلاف القتلى من شعبها، في معارك يختار "الحرس الثوري الإيراني" زمانها ومكانها، وانقطاع الاستثمارات والإيداعات والمساعدات والقروض، بعد تشويه سمعتها في المجتمع الدولي.

ما همّ هؤلاء إن صارع الشعب الجوع، فأمثال رامي مخلوف المتوافرة نسخه في كل دسكرة طاغية، وُجدوا ليُلهوا الآذان عن أنين البطون

نصرالله الذي يأتي بالدولارات إلى البلاد، هو من يرسم سياسات الدولة الخارجية، وهو من يضع حدودا للتفاوض مع صندوق النقد الدولي، وهو المرتاح إلى خطة الحكومة التي سهر على تشكيلها، لأنها كما قال رئيس تكتله النيابي محمد رعد، "لا تمس الثوابت الوطنية السيادية"، وهو من يحدّد ما يجب تنفيذه من القرارات الدولية وما يجب إهماله.

ومنذ السابع من أيار/مايو 2008، حين نظم "حزب الله" هجومه العسكري على أطراف الحكومة اللبنانية لإخضاعها بعد محاولة منها لتثبيت سيادتها على المطار وعلى قطاع الاتصالات، لم يعد ثمة من يجرؤ أن يرى، وإن رأى أن يصدّق عينيه، وإن صدّق عينيه أن ينطق بكلمة واحدة.

و"السابع من أيار" اللبناني ليس سوى مرآة عاكسة لما يعيشه الإيرانيون، في ظل حكم "سادة نصرالله". في إيران، يلقى القتل والسحل والاعتقال، كل جائع يجرؤ ويصرخ ضد مليارات الدولارات التي يصرفها "الحرس الثوري" في الخارج، وكثير منها يذهب إلى حسن نصرالله وبشار الأسد. في ركن الغموض الذي يقيم فيه، يأخذ نصرالله كما علي خامنئي كما بشار الأسد كما كيم جونغ أون وكثير غيرهم في عالم الديكتاتورية والأوتوقراطية والتيوقراطية والغباء-قراطية، راحته.

ما همّ هؤلاء إن صارع الشعب الجوع، فأمثال رامي مخلوف المتوافرة نسخه في كل دسكرة طاغية، وُجدوا ليُلهوا الآذان عن أنين البطون، ويشتتوا الانتباه عن تباشير يقظة دولية، ويسعوا إلى منع ترجمة الغضب إلى قفزة جديدة في ثورة لا تُبقي ولا تَذَر.

 

تركيا والمعضلة المستعصية التي تلوح في الأفق

مارك بييريني/مركز كارنيغي/08 أيار/2020

تدفع أنقرة باتجاه تطبيق سياسات إشكالية فيما يصطدم البقاء السياسي لرئيسها بالضرورات الاقتصادية.

تعمل تركيا على مكافحة جائحة كوفيد 19 وتساعد بلداناً أخرى في ذلك. ولكن الأزمة الصحية كشفت النقاب عن مكامن الهشاشة التي تعاني منها البلاد بسبب خياراتها في السياسة والاقتصاد والسياسات الخارجية. ولن يكون سهلاً الإبقاء على هذه الخيارات في خضم ركود عالمي.

من وجهة نظر صحية، وبعيداً من المشاحنات السياسية، يبدو أن المنظومة الصحية التركية تتعامل جيداً مع الجائحة. وتُقدّم أنقرة أيضاً المساعدة لعددٍ من البلدان، بدءاً من إيطاليا وإسبانيا والمملكة المتحدة والولايات المتحدة وصولاً إلى بلدان في غرب البلقان وفي أفريقيا. وقد عملت تركيا بحرص شديد على تسليم شحنة من ست منصات نقّالة محمّلة بالإمدادات الطبية إلى واشنطن في 28 نيسان/أبريل، وأرفقتها بـرسالة من الرئيس رجب طيب أردوغان يقول فيها للرئيس دونالد ترامب إنه "شريك موثوق وقوي للولايات المتحدة".

أما الرسالة غير المبطّنة فكانت أن تركيا تأمل بـتجنّب العقوبات الأميركية المتوقّعة على خلفية الاتفاق الذي أبرمته مع روسيا لتسلّم صواريخ إس-400، وتريد الإفادة من "خطة المبادلة" التي يطبّقها الاحتياطي الفدرالي الأميركي في حالة البلدان الأكثر تضرراً من وباء كوفيد 19.

ولكن دبلوماسية كوفيد 19 لن تحجب الوقائع الأكثر إشكالية التي تواجهها تركيا في شؤونها السياسية والاقتصادية والخارجية. بدايةً، تُظهر البلاد معظم المواصفات التي نراها في الأنظمة السلطوية الشاملة. تخضع حرية التعبير والإعلام لقيود شديدة، كما أن القضاء مسيَّس. فقادة المعارضة يتعرّضون لهجوم لفظي متواصل، لابل لمضايقات أو حتى للاستبعاد. ويتم الإبقاء على معتقلي الرأي في السجون، فيما أُفرِج عن مرتكبي جرائم منظّمة بموجب تشريع خاص صدر على خلفية تفشي وباء كوفيد 19.

وعلى الجبهة المالية، احتياطيات المصرف المركزي التركي متدنّية جدّاً وتُستخدَم لتأمين حماية مستمرة لليرة التركية على الرغم من كل العوامل المناوئة، انطلاقاً من السياسة النقدية المطبَّقة راهناً. وفي الوقت نفسه، ترفض أنقرة الإفادة من التسهيلات الخاصة التي يقدّمها صندوق النقد الدولي لمواجهة تداعيات كوفيد 19، خصوصاً لأسباب مبدئية، على الرغم من تدنّي كلفتها وعدم ربطها بشروط كثيرة. وهذا سيجعل التعديلات اللاحقة أكثر إيلاماً.

في غضون ذلك، أظهر التدخل العسكري في شمال سورية التباينات العميقة في الآراء مع روسيا حول سيادة سورية ووحدة أراضيها. وكذلك تسبب التدخل التركي لمصلحة حكومة الوفاق الوطني الليبية بتشنّجات مع العديد من البلدان العربية، والأهم من ذلك أنه كان مصدراً للتوتر مع روسيا. وقد أدّت القرارات الأحادية في شرق المتوسط، مثل إعادة تعريف الحدود البحرية وعمليات التنقيب عن الغاز في المياه المتنازع عليها حول قبرص، إلى تدهور العلاقات مع قبرص واليونان والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة. ومازاد الطين بلة أن الهجوم الذي شنّته الحكومة التركية على الحدود اليونانية في مطلع آذار/مارس – وهو أول هجوم تشنّه دولة عضو في حلف شمال الأطلسي (الناتو) على دولة عضو أخرى – من خلال استخدام اللاجئين بمثابة بيادق، مُني بالفشل وزاد من معاناة اللاجئين.

أخيراً، فإن قيام تركيا بـنشر المنظومة الدفاعية الروسية إس-400، برفقة خبراء روس، شكّل اصطفافاً إلى جانب موسكو وأحدثَ اضطراباً في الهندسة الدفاعية الصاروخية لحلف الناتو. ولن تساهم شحنة من الأقنعة الوقائية في تليين موقف الكونغرس الأميركي، فيما ينظر في سبل الرد على هذه الخطوة.

على الصعيد النظري، ومع جرعة من الغطرسة، قد يمكن المحاججة بأن تركيا بلغت درجة من التنمية الاقتصادية والقوة العسكرية لم تعد تحتاج معها إلى الانتماء حصراً إلى الحلف الغربي. وفي هذا السياق، قد يكون أمراً مشروعاً أن تبحث أنقرة عن مكانٍ لها على الساحة العالمية يكون على مسافة واحدة من جميع القوى الكبرى، من خلال اتّباع سياسة اقتصادية متحررة من القواعد والمؤسسات السائدة. ولكن السرديات المصطنعة والعدائية التي تروّج لها القيادة التركية، أو الخطوات الدبلوماسية المخطط لها جيداً لاتمثّل سياسة فعلية وذلك لسببَين اثنين.

أولاً، كي تتحوّل تركيا إلى "قوة في الوسط" وتكون في المصاف نفسه مع الصين والاتحاد الأوروبي وروسيا والولايات المتحدة، عليها أن تتحلى بضبط النفس وتمتلك سياسة خارجية متماسكة. فالهجوم على الحدود اليونانية بواسطة شرطة مكافحة الشغب بغية التعتيم على الضربة القوية التي سدّدتها القوات الروسية لكتيبة تركية في مدينة سراقب في محافظة إدلب السورية، لايفضي إلى كسب الاحترام أو زرع الخوف. بل جل مايفعله هو القضاء على مكانة تركيا الدبلوماسية. وينطبق الشيء نفسه على مايُعرَف بالاتفاق مع ليبيا بشأن الحدود البحرية.

ثانياً، وبعيداً من الغطرسة، لايمكن تجاهل المسائل الاقتصادية الأساسية. فتركيا لديها عجزٌ وتعتمد إلى حد كبير على الغرب، ولاسيما أوروبا، في تصدير السلع المصنّعة، واستيراد التكنولوجيا، وفي احتياجاتها المالية في المدى القصير وعلى صعيد الاستثمار المباشر على السواء. وليست الصين وروسيا وبلدان الخليج بدائل عن الركيزة الأوروبية بالنسبة إلى تركيا. حتى عندما تُبدي قطر أو الصين استعداداً لمساعدة تركيا اقتصادياً، لا تكون هذه المساعدة متكافئة مع الثغرة المالية التي تعانيها البلاد راهناً. إضافةً إلى ذلك، وأبعد من الآمال، كي تكون الركيزة الاقتصادية الأوروبية فعالة، يجب توافُر خاصيتَين لاتستطيع أنقرة تأمينهما راهناً، وهما سيادة القانون فضلاً عن الاحترام والحوار.

تواجه تركيا مأزقاً. إذ يبدو أن الاستمرارية السياسية لرئيسها الذي خسر حزبه هيمنته الانتخابية، تقتضي سردية قومية تصاعدية إضافةً إلى منظومة سلطوية شاملة. أقلّه هذا ماقررته القيادة التركية. وفي الوقت نفسه، يتطلب الإنقاذ الاقتصادي تعاوناً تركياً مع أوروبا والمؤسسات المالية الدولية. ولكن في هذا المجال أيضاً، دفعت الحسابات الخاطئة الناجمة عن منظومة السلطة القائمة على رجل واحد، البلاد في الاتجاه الآخر. ونظراً إلى الركود الذي تفرضه الجائحة في تركيا، لاشك في أن هذا المأزق سيتحول إلى معضلة مستعصية... إلا إذا كانت الفوضى الدائمة هي الخيار المفضّل لدى أردوغان.

 

دلالات الانسحاب الإيراني الجزئي من سوريا

د. خطار أبودياب/العرب/09 أيار/2020

الانسحاب الجزئي الإيراني مدخل لإبقاء نفوذ طهران بأشكال متعددة

أفادت مصادر متقاطعة عن إخلاء الحرس الثوري الإيراني بعض قواعده في سوريا  للمرة الأولى منذ العام 2011. أتى ذلك بعد تصعيد إسرائيلي، بداية هذا الأسبوع، تمثّل بقصف مستودعات ومقار للميليشيات في محافظتي حلب ودير الزور.

وخلافا لما جرى في العامين 2018 و2019 من ردود إيرانية مقننة، يبدو أن طهران فضّلت هذه المرة الانكفاء التدريجي ليس من أجل إعادة الانتشار أو تحضير لعمل عسكري، بل على الأرجح من أجل توجيه رسالة للأطراف المعنية واستكشاف مواقف موسكو وواشنطن من هذه الخطوة. ومما لا شكّ فيه أن هذا التطور يندرج في سياق “لعبة” ثلاثية الأبعاد بين روسيا وتركيا وإيران.

وبما أن التنسيق المتبادل بين روسيا وإيران لا يرقى إلى مصاف التحالف، ويشوبه خلافات حول مستقبل سوريا وحكمها، تنظر طهران بعين الريبة للترتيبات الروسية – التركية في الشمال السوري وتراقب إمكانيات التقاطع الأميركي معها. وهكذا يمكن للانسحاب الجزئي الإيراني أن يكون مدخلا لإبقاء نفوذ طهران بأشكال متعددة خاصة خلال حقبة الشهور القادمة التي سترسم صورة مبدئية وحاسمة للتركيبة السورية الجديدة. مقابل “اتفاق أستانة” والأدوار الغربية والعربية، لم يكن الدور الإسرائيلي خفيا على الساحة السورية، وبرز منذ الشهور الأولى للحراك السوري تحفّظ إسرائيلي اتجاه تغيير حاسم في دمشق من دون اتضاح صورة البديل الملائم. لكن إسرائيل انتقلت من الدور المراقب والمؤثر على صناع القرار من الغربيين والروس إلى الانخراط في “اللعبة الكبرى” حول سوريا عبر التفرغ لاستهداف الوجود الإيراني بدءا من العام 2013، والتركيز على منع نقل السلاح النوعي لصالح حزب الله.

بيد أن تمركز الحرس الثوري الإيراني وحزب الله والميليشيات العراقية والباكستانية والأفغانية، منع سقوط النظام وكان يتم التغاضي عنه إسرائيليا ما دام الاستنزاف مستمرا والدمار يشمل الحجر والبشر في بلد شكل شعبه رأس حربة في رفض إسرائيل في الإقليم. لكن اتضح مع الوقت فشل الرهان الإسرائيلي على التقاطع الكبير مع الرئيس فلاديمير بوتين (الذي أنقذ النظام في العام 2015 بعد عدم قدرة المحور الإيراني لوحده على الصمود) في تحجيم وإنهاء الوجود الإيراني العسكري، خاصة أن انتزاع إيران لقاعدة ثانية على الحدود مع إسرائيل بعد قاعدتها في الجنوب اللبناني، يمكن أن يشكل تهديدا نسبيا أو مكسبا إيرانيا في التنافس على النفوذ في الإقليم.

من هنا أتت الغارات الجوية والصاروخية الإسرائيلية المتتالية على الأراضي السوري تحت عنوان المصالح الأمنية مع دعم أميركي وتفهم روسي. وبالرغم من بعض المتاعب في التنسيق الروسي – الإسرائيلي صمد تفاهم الطرفين على عدم استهداف النظام والاكتفاء بضرب المحور الإيراني.

وفي هذا الإطار يمكن أن نضيف ما أدلى به أخيرا الموفد الأميركي والمسؤول عن الملف السوري جيمس جيفري الذي حدد  أن “سياسة بلاده تتمحور حول خروج كل القوات الأجنبية من سوريا بما فيها القوات الأميركية مستثنيا روسيا، عازيا ذلك إلى أن روسيا موجودة في سوريا قبل العام 2011 أي تاريخ انطلاق الانتفاضة السورية على عكس كل القوى الأخرى”، فهل يخفي ذلك إمكانية التفاهم الدولي من فوق لإنهاء وجود القوى الإقليمية في سوريا بدءا بإيران ووصولا إلى تركيا. بالطبع، يتطلب هكذا اتفاق لتصفية آثار الحروب السورية انتظار ما بعد الانتخابات الرئاسية الأميركية وتهدئة بين واشنطن وموسكو تتيح نسج ترتيب منحصر بسوريا أو على نطاق أوسع.

في السنة العاشرة من المحنة السورية، يبرز تعفن الوضع على أكثر من صعيد اقتصادي – اجتماعي وسياسي. وأتى الخلل والسجال في موضوع رامي مخلوف على خلفية انتقادات ساقتها وسائل إعلام روسية ودوائر مقربة من الكرملين لنهج الرئيس السوري وأسلوب حكمه، وكل ذلك يشي بخلط الأوراق تمهيدا للترتيب المنتظر حول الحكم السوري. وفي غمرة هذه المتغيرات، أكد مسؤولون عسكريون إسرائيليون، في 5 مايو الحالي، أن “القوات الإيرانية بدأت الانسحاب من سوريا وإغلاق قواعدها العسكرية وسط ارتفاع في وتيرة القصف الإسرائيلي على مواقعها”. وأكدت مصادر سورية مستقلة أن الحرس الثوري الإيراني قام بإخلاء عدد قليل من القواعد العسكرية التي كانت تحت سيطرته. ولوحظ كذلك انخفاض في عدد الميليشيات العاملة تحت الإمرة الإيرانية في سوريا رغم أن هذا الانخفاض ربما يعود لتطور الوضع الميداني وليس بسبب الضربات الإسرائيلية.

وبعد هذا “التباهي” بإنجازات، أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي أن “بلاده ستواصل عملياتها في سوريا حتى رحيل القوات الإيرانية منها”. لكن مصادر عسكرية تتابع الوضع السوري تقلل من المكاسب الإسرائيلية المفترضة، لأن الحرس الثوري والميليشيات التابعة له سرعان ما كانت تقوم بترميم كل بنية تحتية مدمرة واستبدالها. وفي لعبة المطاردة يبدو الحصاد الإسرائيلي متباينا خاصة مع تغلغل إيران واستحواذها على ميليشيات متنوعة تمولها وتساندها، وحسب آخر التقارير نسجت إيران في الأشهر الأخيرة شبكات من التجنيد والتشيع في جنوب سوريا وشرقها أتاحت تأطير أكثر من عشرة آلاف شخص، وفي مناطق من الشمال السوري في حلب وقربها تتم إعادة انتشار نحو الأرياف لضمان استمرار الوجود الإيراني والحليف على تخوم إدلب وعلى الحدود مع لبنان والعراق وصولا إلى دمشق. ويمكن القول إنه في مقابل قيام إسرائيل بضرب إيران في سوريا، وعدم استطاعة إيران الرد عليها مباشرة، بل غالبا ما يكون الرد بالوكالة أي أنها تحارب بـ”حزب الله” وبميليشيات شيعية عراقية وأخرى غير عربية. وهذا يعقّد المهمة الإسرائيلية لأن البعض يشبه ترابط المنظومة السورية الحاكمة مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية بمثابة “التوأم السيامي” مما يعني تشابك ملف الحل السياسي الداخلي والوجود العسكري الخارجي.

ومما لا شك فيه أن الانهيار الاقتصادي والمالي في سوريا تبعا للانهيار المالي في لبنان وتعثر الحكم السوري الذي تعمق مع شح الدعم الإيراني المالي، وهذا سيلقي تبعات إضافية على روسيا والتي تواجه بدورها تحديات اقتصادية زادت في زمن كورونا. وكل هذا يدفع للقول إن الانسحاب الجزئي الإيراني الذي اعتبرته واشنطن ناقصا ولم تسوّقه موسكو، لا يحدث تغييرا ملموسا بل ربما يمثل إرهاصات لإعادة تشكيل المشهد السوري المضطرب.

 

دمشق بين رئيس الجمهورية ورئيس شركة

عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط/08 أيار/2020

في حساب الأوزان، لا يجوز أن نقول إن هناك تنافساً بين رئيس الجمهورية، الذي يملك سلطة شبه كاملة، وبين رئيس شركة هاتف وإنْ كان ابن خاله. فمن بيده الجيش والأمن والمال له الكلمة الأخيرة.

هذا التقديم على هامش التحدي المفاجئ من رامي مخلوف لمؤسسة الحكم السورية، وبوضوح شديد احتجاجه موجه للرئيس بشار الأسد وتردد صداه في أنحاء العالم. عند السوريين، لو خيروا بين أبناء الخال والعم فالغالبية لن يهمها، خاصة أن فيديوهات دراما رامي تزامنت مع موسم شهر رمضان المزدحم بمسلسلات الدراما. وكما نعرف لسنوات، فإن الدراما السورية المثيرة للخيال تهيمن على سوق التلفزيونات العربية كل الليالي الثلاثين في رمضان. حتى ظهور وباء «كورونا» لم يمنعها من إكمال إنتاج نحو عشر مسلسلات قوية يصعب على أفلام رامي مخلوف مزاحمتها. هناك مسلسل «أولاد آدم» من تأليف الكاتب السوري رامي كوسا، ومسلسل «سوق الحرير» عن دمشق في منتصف القرن الماضي، من أبطاله بسام كوسا وكاريس بشار. ومسلسل «الساحر» من بطولة عابد فهد، قصة رجل يتمتع بكاريزما يدخل في عالم الكبار! المسلسل الواقعي «رامي مخلوف» سينتهي قبل نهاية شهر رمضان إلا إذا تأكدت حقيقة التأويلات حوله، مع أن معرفة الحقيقة في الشام دائماً صعبة. فإذا كان الخلاف مالياً وعلى مائتي مليون دولار فالموضوع سهل الحل عائلياً. لكن إن كان حول الحكم ومقاليده وهيبته فإن النتيجة معروفة سلفاً لصالح الرئيس. ماذا لو كان الهدف من الفيديوهين اللذين صورهما رامي بنفسه، عن معاناته، هدفهما استثارة عواطف الشعب، أو بعضه، أو حتى الرئيس نفسه؟ صعب أن نصدق أنهما سينجحان، فقد سبقتهما عشرات الآلاف من الفيديوهات من إنتاج الشعب السوري، منذ عام 2011 عن معاناتهم ومطالبهم وتوسلاتهم وتهديداتهم؟ وكلها لم تحرك عضلة واحدة في وجه الرئيس.

ليس مهماً للخارج، كثيراً، لو تبين أن الخلاف عائلي أو مالي، لكنه إن كان سياسيا، كما يرجح، فالشأن السوري مهم جداً للمنطقة. سوريا، ساهمت بشكل رئيسي في إخراج الأميركيين من العراق لصالح إيران. وسوريا، هي التي مكنت إيران من لبنان. ولعقود، سوريا، هي التي حجّمت اتفاقي «كامب ديفيد» و«أوسلو». وسوريا، هي أرض المواجهة الروسية الأميركية، ولا يفصل بينهما سوى نهر الفرات. سوريا اليوم هي مفتاح مستقبل العراق. قيل إن الخلاف بين رئيس الدولة ورئيس شركة سيريل يعكس صراع المحاور الدولية، ولو صح، فالقضية مهمة ليست للعائلة وحسب، بل لكل المنطقة وللدول الكبرى.

لتبسيط الخلاف وتحليله، وليس للتقليل من شأنه، إن كان التنازع هو على أي الحليفين الروسي أم الإيراني أن يغادر البلاد أو يبقى، فإن الجميع سينصت بانتباه. فقد انتهت الحرب الأهلية وخمدت الثورة، وهزمت المعارضة الوطنية، وطردت معظم التنظيمات الإرهابية ومعها تركيا، لكن، رغم ذلك، لم ينتصر النظام بعد. لهذا فإن المرحلة المقبلة للنظام، كما أشار مخلوف، ربما أكثر خطورة من حرب التسع سنوات الماضية. وفي رأيي كلها ستعتمد على قرار دمشق في حسم خيارات أحلافها الخارجية. فقد ركن الرئيس الأسد على إيران منذ توليه الحكم، وأصر على علاقة خاصة معها، وإيران بدورها هبت لإنقاذه في محنته خلال الحرب، لكن لولا نجدة الروس في الأخير، لخسر الأسد وحليفه الإيراني. بين روسيا وإيران، ستفضل دول المنطقة الروس كحليف لدمشق التي كانت تاريخياً في فلك موسكو منذ زمن الاتحاد السوفياتي. أما استمرار علاقة الأسد الخاصة مع نظام خامنئي و«الحرس الثوري» فسينظر إليه على أنه يمنحه الفضاء والشرعية التي يحتاجها لزرع الفوضى وتهديد أمن العراق ولبنان وفلسطين واليمن.

 

مغيّرون في التاريخ: أول غاني

سمير عطا الله/الشرق الأوسط/08 أيار/2020

كان كوامي نكروما أول أفريقي يصبح رئيساً للوزراء في مستعمرة أفريقية، وأحد أبرز الشخصيات الأفريقية في النصف الأول من القرن الماضي. تلقّى علومه لسنوات عدة في الولايات المتحدة، لكنه تبنى المبادئ الاشتراكية في عمله السياسي، وكان أحد قادة حركة عدم الانحياز ومؤسسيها وأحد رواد الحركة القومية في القارة السمراء. كانت غانا تسمّى قبل الاستقلال «الساحل الذهبي». أما «غانا» فهو الترجمة المحلية للاسم الذي أطلقه عليها الإنجليز. وكانت التجربة الغانية مع نكروما معدة لأن تصبح النموذج المثالي في أفريقيا المستقلة حديثاً، لكن الفساد الإداري والرشوة والمحسوبية ما لبثت أن دمرتها وحوّلت أول تجربة ديمقراطية في أفريقيا إلى درس في الديكتاتورية. كانت أكرا العاصمة أيضاً، إحدى أجمل العوالم في أفريقيا. وحين استقلت البلاد اتخذت الحكومة لنفسها مقراً في مبنى أقامه في عام 1661 تجار الرقيق الدنماركيون، وكانوا قد اشتروا الأرض التي أقيم عليها بسبعة ألواح من الذهب. ثم جاء البرتغاليون فاحتلوا هذه القلعة البيضاء الجميلة، وعاد الدنماركيون فاحتلوها من جديد. ولما أصبحت البلاد تحت سلطة البريطانيين، حوّلوا القلعة إلى مصحٍ للأمراض العقلية. لكنها منذ عام 1900 أصبحت مقر الإدارة، ثم الحكم الوطني.

بدأ كوامي نكروما حياته السياسية يسكن في ضاحية من ضواحي أكرا في منزل أعاره إياه صديق له، وهو مصور غاني ثري. وحين اقتنى أول سيارة كاديلاك سوداء، سرت الإشاعات في البلاد أن أحد الميسورين المشبوهين قدمها له لقاء بعض الخدمات. لكن نكروما نفى الأمر، وقال إنه استدان المبلغ لشراء السيارة. أما في أواخر عهده، فكان معروفاً عنه أن زوجته تنام في سرير مصنوع من الذهب. ولد نكروما في عام 1909 في قرية صغيرة تدعى نكروفل قرب حدود ساحل العاج الفرنسي آنذاك. وقد سمي «كوامي»، التي تعني السبت باللغة المحلية، لأنه ولد ذلك النهار. وتلقى علومه الأولى لدى المبشرين، ثم أصبح مدرساً وهو في الثامنة عشرة، وأرسله أحد أعمامه إلى جامعة لنكولن في بنسلفانيا، وهي إحدى أهم المؤسسات العلمية الزنجية في أميركا، وهناك أصبح يومها رئيس رابطة الطلاب الأفارقة في أميركا وكندا. وبعد أميركا، أمضى نكروما سنوات عدة في جامعات لندن، ولما عاد وعمل في السياسة، انتخب رئيساً للوزراء.

وفي عام 1960 أعلن قيام جمهورية غانا، وأعلن نفسه رئيساً مدى الحياة. لكن انقلاباً عسكرياً أطاح به وهو يقوم بزيارة إلى بكين في عام 1966. وكان رد فعل الجماهير التي كانت تهتف له بالآلاف أنها هتفت هذه المرة فرحاً. وقد توفي أول زعيم أفريقي يحمل الاستقلال إلى بلده، بعد مرض طويل ومنفى طويل في عام 1972. إلى اللقاء...

 

أليس الوقت مناسباً لـ«عدم انحياز» جديد؟

عمرو موسى/الشرق الأوسط/08 أيار/2020

تطوّر الحديث الذي لا يهدأ عن وباء «كورونا» ليشملَ في جزء حيوي منذر منه موضوع نشأة الوباء والمسؤول عن ذلك. يبدو أنَّ هذا الموضوع سوف يتصدر نقاش مرحلة ما بعد «كورونا»، ويتيح مساحةً ضخمةً من القيل والقال القانوني والعلمي والإعلامي والسياسي، وسوف تتطاير الاتهامات بشأن هذه المسؤولية وآثارها وتكاليفها. ظهرت حتى الآن اتجاهات ثلاثة في هذا الشأن، أولها قادته الإدارة الأميركية متهمة الصين بالعديد من الممارسات البحثية والعلمية غير المنضبطة، والتي أطلقت الفيروس من عقاله.

وثانيها: اتهام مرسل يتعلَّق بالأبحاث الجرثومية المتعلقة بالمجال الطبي أو العسكري، وهنا فالاتهام يطال معامل الدول الكبرى، ومراكز أبحاثها السرية. وثالثها: موجه إلى الإدارة الأميركية وإن بطريقة غير مباشرة، حيث تحدث العديد من الخبراء عن الصلة بين تغير المناخ (الذي تنكر الإدارة الحالية وجوده) وبين تصاعد وتزايد ظهور الأوبئة المهددة للبشرية في استقرارها ورخائها، وكذلك ربما في وجودها واستمراريته. مثل هذا التوقع أو التقدير السياسي يُمهّد الطريق لنقاش حاد وربما سياسات وممارسات تشكل أرضية خصبة لـ«حرب باردة جديدة»، يكون طرفاها الرئيسيان الولايات المتحدة والصين؛ حرب تختلف في مبناها ومنطلقها عن الحرب الباردة التي كانت بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفياتي السابق، وانتهت بنهاية الثمانينات من القرن الماضي.

الحرب القادمة سوق تنطلق من قواعد الاختلاف الحضاري القيمي مع الصين، إلى جانب التنافس العلمي والتكنولوجي معها؛ إذ تُصرُّ دوائرُ غربية عدة على اتهام الصين بسرقة الأفكار وانتهاك حقوق الملكية الفكرية، إلى جانب المنازعات التجارية والصناعية القائمة والتحولات المترتبة عليها وآثارها على العالم كله وبصفة خاصة على الدول النامية. وبصياغة أخرى فالحرب الباردة لن تستهدف توسيع الأراضي والمناطق التي تسيطر عليها هذه القوة أو تلك، وإنما هي الأسواق التي تتفوق بها اقتصادات هذه القوة أو تلك. إلا أنَّ هذا لن يمنع أو يقلل من أهمية التنافس الاستراتيجي بين الجانبين؛ فالوجود الاستراتيجي الأميركي القوي في آسيا، وخصوصاً في شرقها وغربها ومياهها سوف يشكل أيضاً هدفاً رئيسياً للشد والجذب بين واشنطن وبكين، وما يتصل بذلك من استعدادات عسكرية مثل انتشار القواعد والقوات المحمولة بحراً، وتجارة الأسلحة ومخترعاتها المتقدمة، والطرفان لهما باع طويل في تملك هذه الأدوات والإمكانيات والتنافس في ذلك.

قد أضيف إلى ذلك أهمية المشروع الصيني (الحزام والطريق) الذي أكد الانتشار الصيني في أفريقيا وآسيا والاختراق لأوروبا بما فيها بعض دول أوروبا الغربية، والإعداد للتوسع نحو أميركا اللاتينية، الأمر الذي يثير أعصاب السياسة الأميركية دون أن تطرح –حتى الآن- مشروعاً منافساً.

لا شك أن الحدّة الواضحة في العلاقات بين البلدين الكبيرين وتقلص مجالات التعاون بينهما، وما سوف يأتي من إعادة توزيع عدد كبير من الصناعات حول العالم وعدم تركيزها في الصين، كل ذلك وغيره يشي بتوترات عالية النبرة واسعة المساحة لتشمل إلى جانب ما سبق ذكره من موضوعات خلافية بدء تصاعد الاهتمام الصيني بالمشاكل القائمة في مناطق نفوذ الولايات المتحدة السياسي، وكذلك في أطر نفوذها الاقتصادي ومجالات النفوذ العلمي والتكنولوجي. نعم لقد ارتفعت هامة الصين إلى مستوى أصبح يشكّل مخاوفَ حقيقية لدى الغرب كله... فقد ظهر منافس قوي بمقدوره أن يشكل مرجعية أخرى منافسة في مختلف مجالات الحياة، وعلى رأسها ما هو جديد مثل مجالات الجراثيم، والأمصال، والأوبئة، والأدوية، وكذلك الشفاء.

والواقع أن تراجع نفوذ الغرب عالمياً بدأت إرهاصاته منذ فترة، ثم جاءت سياسة «أميركا أولاً» لتحدث اضطراباً كبيراً في صفوف الحلف الغربي نفسه، والذي وضحت الشروخ في حوائطه.

‏إنَّ الحرب الباردة القادمة سوف تأخذ هذا كله في الاعتبار، بالإضافة إلى حقيقة أنها سوف تكون منافسة أساسية بين دولتين عظيمتين وليس بين كتلتين، ‏وإن كان هذا لا ينفي أنه سيكون هناك أصدقاء أو تابعون لهذه الدولة العظيمة أو تلك، دون أن يصدق على ذلك تعبير ‏الكتلة... ‏ولكنها في كل الأحوال سوف تكون حرباً باردة بآثارها ‏السلبية على المبنى الرئيسي للصدام، وهو ‏هذه المرة الاقتصاد بمختلف عناصره، والتكنولوجيا بكافة تجلياتها، والأسواق وأسعار سلعها.

‏واضح طبعا‏ً أن ‏كل ذلك سوف يؤثر في مسار ‏التنمية والتقدم، ‏على مستوى العالم بما يضرب بقسوة في أسس ‏التنمية في الدول النامية.

هذا يجعلني أقترح أهمية بل وحيوية ‏أن تكون هذه المجموعة الكبيرة من الدول «النامية» على يقظة جماعية كاملة بما هو قادم، وأن تعي أن حرباً باردة جديدة، وبالشكل المتوقع من شأنها أن تهدد استقرارها وفرص نمائها وآمالها في الرخاء... وأن الأمر لن يُحل بالأدبيات والاجتماعات والاصطفافات، وإنما بعمل جماعي وضمير جمعي ووعي كامل بالمصالح التي سوف تهدر والفرص التي سوف تفقد، والاستقرار الدولي الذي سيتعرض لاهتزازات كبرى، والاتفاق على وسائل مقاومتها.

‏هذا الوعي الجمعي الذي أرى ضرورة بلورته وتنظيمه ‏في مواجهة التطورات الدولية القادمة، والتي سوف تترجم في عرف ‏الكثيرين في شكل حرب ‏كاملة الأوصاف، يستدعي إلى الذاكرة «حركة عدم الانحياز» ‏التي دعت بنجاح إلى موقف دولي عام يقوم على الحياد بين الكتلتين ‏الشرقية والغربية‏، ولكن دون محاولات جادة ‏لجسر الفجوة وإنما لاستغلالها... يستدعي تلك الحركة التاريخية ليس لإعادة إنتاجها إنما لاستلهام دورها مع تجنب أخطائها.

وفي ذلك أقترح التفكير في دور «مجموعة السبعة والسبعين» للدول النامية بعد أن واكبت «حركة عدم الانحياز» وعاشت بعدها، وإن دون إنجازات تذكر.

أقترح التفكير في دور جديد لهذه المجموعة بعد إعادة تنشيطها يأتي على رأس جدول أعماله تطوير النظام متعدد الأطراف، وإعادة تعريف تهديدات السلم والأمن الدوليين، ليشمل تغيير المناخ والأوبئة العابرة للقارات، وكذلك مراجعة أدوار الوكالات المتخصصة وعلى رأسها «منظمة الصحة العالمية»، كما يأتي على رأس أدوارها الدعوة إلى، والعمل النشط، على ألا يتطور الصدام بين الدولتين الكبيرتين، إلى صدام يهدد الاستقرار والسلم والأمن والرخاء الدولي... وكذلك مراجعة دور مجلس الأمن وبعض مواد ميثاق الأمم المتحدة؛ بما في ذلك مقدمته وأهدافه وما يتعلق بالأمن الدولي والتنمية. وأيضاً مراجعة أداء النظام الاقتصادي الدولي ومؤسساته.

وفي الختام فإنَّ لِي ملاحظتين:

أولاهما: تتعلق بالكتلة السياسية التي أقترح إقامتها بتنشيط مجموعة الـ77. الواقع أن هذه المجموعة سوف تجمع الدول النامية جميعاً في مهمتها التاريخية القادمة كقوة وسط بين الدولتين العظيمتين، إلا أن منطق التنافس القادم (بين دولتين وليس كتلتين) يجعلني أقترح أن تقوم مجموعة الـ 77 بتنسيق أعمالها وحركتها مع الدول الأوروبية وروسيا، لتعمل جميعاً على إعادة بناء النظام الدولي متعدد الأطراف وترشيده، وفي نفس الوقت منع تردي التنافس بين أميركا والصين إلى صدام لا تحمد عقباه.

وثانيتهما: أن يكونَ على رأس جدول أعمال هذا الجمع، الذي يضم دولاً كبرى متقدمة ونامية والعدد الأكبر من دول العالم، العمل على إعادة النظر في ميثاق الأمم المتحدة، ليشتمل على معالجة المستجدات من التحديات ودون تعويقها باستخدام «الفيتو»، وكذلك إعادة النظر في مقررات «بريتون وودز»، بهدف الترشيد والتحديث. كل ذلك على أساس التوافق وتحقيق المصالح العامة للجميع، وليس من منطلق الاستهداف أو الاصطفاف مع أو ضد أحد.

- رئيس لجنة الخمسين للدستور المصري ووزير الخارجية المصري الأسبق والأمين العام للجامعة العربية الأسبق

 

الأحداث الحاسمة وتغيير العالم

رضوان السيد/الشرق الأوسط/08 أيار/2020

ما أن مضى شهرٌ على اجتياح فيروس «كورونا» للعالم حتى شاعت العبارة التي صارت شهيرة؛ بعد «كورونا» لن يعود العالم كما كان! ويختلف القائلون في الفهم والتفسير للعبارة؛ لن يعود كما كان بسبب الفشل في مواجهة المشكلات، وذروتها فلا بد من إدارة جديدة، أو أنّ الوباء سيزيد من الشكوك والتوجسات بين الأطراف العالمية (أميركا والصين الآن مَثَلاً) فتنشب نزاعاتٌ أكبر، بدأت ولن تنتهي. وهكذا، هناك بعد التسليم بأنّ التغيير حاصل، أو أنه سيكون إلى الأفضل والأحسن، أو إلى الأسوأ. الحدث الهائل إذن هو الذي يغير العالم، وسواء أكان هذا الحدث سياسياً حربياً أو وبائياً. وينبغي لكي يكون التغيير كبيراً أو ملحوظاً أن يكون الحدث شاملاً، مثل الحربين الأولى والثانية. فبعد الحرب الأولى قامت عصبة الأمم، وبعد الحرب الثانية قامت الأمم المتحدة (1945) وتلاها الإعلان العالمي لحقوق الإنسان (1948). والطريف أنه لا يُذكَرُ في أسباب التغيير الحُمَّى الإسبانية التي اندلعت عام 1919 والتي يقال إنها قتلت 50 مليون إنسان، أي أنّ ضحاياها كانوا أكثر بكثير من ضحايا الحرب العالمية الأولى!

وبغضّ النظر عن مدى نجاح التغيير في صون نظام العالم الجديد، أمناً واقتصاداً وصحة وتغذية، فإنّ مغزى ما حصل بعد الحربين، أنّ الاتجاه كان في كل مرة إلى زيادة التعاون بين الدول الكبرى لمنع الحروب، ودعم السلام، والاهتمام بإدارة العالم باتجاه رعاية حقوق الإنسان، واستقلال الشعوب، والتنمية المستدامة. حتى مسائل الصحة والتغذية، وليس الاقتصاد فقط (البنك الدولي، وصندوق النقد الدولي) لقيت عناية كبرى (منظمة الصحة العالمية، ومنظمة الأغذية والزراعة)، وإن كان المقصود في الأصل رعاية مشكلات الفقراء الغذائية والصحية في دول آسيا وأفريقيا وأميركا الوسطى واللاتينية.

إنّ الواضح أنّ نظام العالم الحالي، حتى في جوانبه المبدئية والنظرية (الإعلان العالمي لحقوق الإنسان) هو من صناعة الغربين الأميركي والأوروبي. وفي حين كانت القرارات الأمنية والتنظيمية التي تقتضي إنفاقاً بيد الأميركيين يساعدهم تصويتاً وإسهاماً زملاؤهم في أوروبا والحلف الأطلسي؛ فإنّ المعسكر الروسي كان يملك حق النقض، الذي يمكن أن يشلَّ مجلس الأمن، فتترك النزاعاتُ لتنحلَّ على الأرض. لكنّ الأمور الأخرى، وهي كثيرة، كانت من صنع الغرب وإسهامه من دون حاجة إلى توافقٍ مع الروس. وقد مرَّ هذا النظام بـ4 مراحل؛ مرحلة الفيتو الروسي (في الحرب الباردة)، ومرحلة الدخول الصيني والمصير إلى نوعٍ من التوازن، ومرحلة الهيمنة الأميركية، وأخيراً المرحلة الحالية، التي يسميها كثيرون مرحلة عدم التأكد!

لقد واجه النظام العالمي دائماً اعتراضاتٍ من جانبين؛ جانب الاتحاد السوفياتي وحلفائه، (ومنهم الصين في السنوات الأخيرة) والدول المؤثرة حديثاً في نظام العالم واقتصاده (مثل الصين والهند والبرازيل وألمانيا واليابان والمملكة العربية السعودية وتركيا)؛ فقد أرادت هذه الجهات دونما اتفاقٍ تفصيلي فيما بينها الإفضاء إلى نظام متجدد الأقطاب، يكون أكثر توازُناً وعدالة، والجانب الآخر ما صار يُعرف بالمجتمع المدني العالمي المعنيّ بالقضايا النوعية العالمية، مثل الغذاء والأمراض وفساد البيئة والفقر المدقع والهجرة. وترى هذه الجهات، وبينها مفكرون اقتصاديون كبار، ودُعاة سلام، وأقطاب دينيون، وأقطاب شركاتٍ عالمية، أنّ استمرار هذه المشكلات وتفاقمها سيزيد من الحروب الصغيرة والوسطى، ويشكّل ضغوطاً على النظام العالمي، فضلاً على زيادة الأوبئة والزلازل وفساد البيئة واضطرابات البحار وزيادة التصحر.

بيد أنّ النظام العالمي الذي قام في الأساس على عواتق الدول الغربية المنتصرة في الحرب العالمية الثانية، يواجه اليوم صعوباتٍ جمة من الجانب الغربي أو الأميركي ذاته. فاستناداً إلى الشعبويات الجديدة في أميركا وأوروبا، والرئيس ترمب نتاج إحدى شعبويات الهوية هذه، يذهب قادة الشعبويات الجديدة، وعلى رأسهم ترمب، إلى أنّ العالم الغربي، وبخاصة الولايات المتحدة، ما عادوا يستطيعون تحمل الأعباء المادية التي يلقيها على عواتقهم النظام العالمي منذ 70 عاماً وأكثر. المعتدلون نسبياً في أوروبا يريدون من الصين والهند ودول أخرى كثيرة، وبخاصة الدول النفطية بالجزيرة، الإسهام أكثر وبحصة وازنة في وكالات الأمم المتحدة ومفوضياتها. أما الرئيس ترمب وقلة من القادة الأوروبيين الجدد فيريدون الانسحاب من نظام العالم كلّه إلى داخل بلدانهم. لقد أحدث الرئيس ترمب مشكلاتٍ قاسية مع الصين ومع البرازيل ومع كندا ومع المكسيك ومع أوروبا، وخرج من اتفاقية المناخ الباريسية، كما خرج من الاتفاقيات الدولية بشأن القضية الفلسطينية. وهو لا يتعاون اليوم مع أحدٍ للقيام بعملٍ جماعي، تسعى إليه المملكة العربية السعودية ودول أوروبية من أجل مكافحة وباء «كورونا»، ومساعدة الاقتصاد العالمي وتخفيف الأعباء الهائلة الواقعة على اقتصادات الدول الفقيرة.

إنّ الواقع أنّ الأميركيين كانوا يدفعون نحو 40 في المائة من موازنات كل جهات النظام العالمي. وهم يريدون تخفيضها إلى نحو 20 في المائة استناداً إلى قوة الاقتصاد، وعدد السكان. وبالطبع، وبالنظر لهذين المقياسين، يكون على الصينيين والهنود والأوروبيين أن يدفعوا أكثر بكثير. وقد تخف الوطأة قليلاً إن جاء رئيس ديمقراطي محلّ ترمب في الانتخابات المقبلة. لكنّ المشكلة أعمق وأكبر. فالنزعات التبشيرية والليبرالية والنزعات الإنسانوية تتراجع في الولايات المتحدة وفي أوروبا على حدٍ سواء. ولذلك سيفتقر النظام العالمي قريباً إلى أساسه النظري الإنساني.

منذ عقدين تصدر دراساتٌ كثيرة، عنوانها؛ ما بعد العصر الأميركي. بيد أنّ مستنداتها اقتصادية، بسبب التقدم الإنتاجي الكبير الذي حققته عشرات الاقتصادات العالمية، وأهمُّها الصين والهند واليابان. لكنّ هؤلاء يقولون إنهم يدفعون الكفاية لجهات النظام العالمي، ولن يدفعوا أكثر. والأوروبيون الذين يأتون في الدفع بعد أميركا مباشرة ليسوا مستعدين أيضاً، وخاصة أنهم يدفعون للأميركان في مقابل الحماية! في الأحداث الحاسمة، ووباء «كورونا» حاسم في الوعي، تكثر دعوات التغيير، التي ينبغي أن تكون عالمية، لأن المشكلات عالمية. إنما من الذي يدفع التكلفة؟ والأمر الآخر؛ من الذي يحمل بواعث الرسالة؟

حتى اليوم، كان العالم تتقارب جهاته المسؤولة أخلاقياً ومادياً في الأزمات الكبرى، كما يحصل في حالة «كورونا»؛ فهل المزيد من التعاون والتضامن هو منطق المسار العالمي الحالي؟

 

الكاظمي... هل يفعل ما لم يفعله الأوائل؟

مشاري الذايدي/الشرق الأوسط/08 أيار/2020

بعد مخاض عسير وافق البرلمان العراقي على التشكيلة الحكومية للسيد مصطفى الكاظمي، الآتي من منصبه الأمني الدولي الرفيع على قيادة المخابرات العراقية، بعدما أحدث ترشيحه انقساماً بين الكتل الشيعية المهيمنة منذ الغزو الأميركي للعراق على الحكم عام 2003 وكل ذلك معلوم.

قد يكون الكاظمي أول سياسي عراقي شيعي من خارج الأحزاب الشيعية الأصولية، بعدما تعاقب على الرئاسة الحكومية 3 من قيادات حزب الدعوة - وهو نسخة جماعة الإخوان الشيعية - ثم عادل عبد المهدي الذي يقولون إنه مستقل، وهو منهم، ثم الآن الكاظمي، الذي وإن كان صاحب تجربة سياسية معارضة لصدام بنكهة إسلامية، لكنه منذ زمن - وهو كما يوصف - رجل وطني عراقي مستقل وحريص على استقلال العراق وله علاقات جيدة مع الأميركان ولا بأس بها مع إيران.

كل من يحب الخير للعراق يتمنى نجاح العهد الكاظمي من أجل عراق مستقر مستقل مطمئن، وليس عراقاً تابعاً لإيران، يصنع المشكلات لنفسه ولجيرانه.

من أجل ذلك نجد القوى العربية الصادقة تبارك هذه الصفحة العراقية الجديدة، وفي مقدمة العرب السعودية، وقد بعث الملك سلمان بن عبد العزيز لرئيس الحكومة العراقية الجديد مصطفى الكاظمي بهذه الرسالة: «يسرنا أن نبعث لدولتكم باسم شعب وحكومة المملكة العربية السعودية وباسمنا أجمل التهاني، وأطيب التمنيات بالتوفيق والسداد، داعين المولى عز وجل أن يوفقكم لما فيه خير العراق وشعبه الشقيق»، نقلاً عن وكالة الأنباء السعودية. وفي السياق نفسه، أرسل ولي عهد السعودية الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز رسالة للكاظمي تضمنت: «أطيب التمنيات للعراق وشعبه الشقيق بالمزيد من النماء والاستقرار».

كل عاقل يتمنى للكاظمي النجاح، كما رغبناه من قبل للعبادي بل حتى لنوري المالكي، وهذه المساحة خاصة سجلت هذه الأمنيات، وعلى سبيل المثال في تاريخ 3 مايو (أيار) 2017 كتبت هنا مذكّراً السيد حيدر العبادي بنصائح علامة العراق، بل العرب، الأب أنستاس ماري الكرملي، أو بطرس عواد كما هو اسمه الأصلي، توفي 1947 عن 80 عاماً، له كتاب كان مقرراً على التلاميذ في العراق، اسمه «خلاصة تاريخ العراق»، مما جاء فيه، عن كارثة الغزو المغولي للعراق، قوله في نص مهيب: «وأنت تعلم أن البلاد التي لا يتسنى لها الراحة لا يتسنى لها المعاملة والمتاجرة، ولا المبايعة ولا المقايضة ولا الزراعة ولا الصناعة، فتغدو فقيرة بحكم الحال. وإذا افتقرت البلاد قام أهلها بغزو بعضهم بعضاً ليعيشوا، فيأخذ القوي ما يجده عند الضعيف، وعلى هذه الصورة تنحطّ البلاد ويذلّ سكانها ويقلون إن لم ينقرضوا، وما ذلك إلا آفة الجهل، وما آفة الجهل إلا الأقوام المنحطة التي لا تريد الرقي كما لا تريد أن تدين لسيّد عاقل حكيم، كما تظهر هذه الحقيقة لأدنى تأمل». (ص174 - 175). لعل هذه النصيحة من الحسن مطالعتها من جديد.

 

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

عون في ذكرى ميلاد مؤسس الصليب الأحمر: من واجبنا التضامن والدعم لتواصل هذه الجمعية نشاطها الانساني في خدمة المجتمع

وطنية - الجمعة 08 أيار 2020

هنأ رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الصليب الأحمر اللبناني، رئيسا وعناصر ومتطوعين، في ذكرى ميلاد مؤسس الصليب الأحمر الدولي هنري دونان، منوها بجهودهم في كل الفترات والحقبات التي مرت بلبنان، وخصوصا في الفترة الأخيرة التي بذلوا فيها جهودا مضاعفة في مواجهة فيروس كورونا، ولتقديم المعونة والدعم إلى المرضى، مع كل المخاطر والتضحيات التي تحملوها بشجاعة واندفاع". واعتبر الرئيس عون، بصفته الرئيس الفخري للصليب الأحمر اللبناني، أن "الروح التي تحرك الشبان والشابات الذين يخدمون تحت راية الصليب الأحمر، مفعمة بمفهوم الأخوة والمعونة والانحناء أمام ضعف الآخرين وأمراضهم، ما يجعلهم قدوة اجتماعية وانسانية يجدر بالنشء الجديد التمثل بها، إذا ما أردنا بناء وطن مرتكز على القيم والشفافية والتضامن ونبذ الفساد". وحيا شهداء الصليب الأحمر اللبناني، "الذين ساهمت دماؤهم في إطفاء نيران التشرذم والاقتتال والبغض، فباتوا رمزا للنضال من أجل السلام والتقارب بين اللبنانيين".

أضاف:" لهذا، يكن اللبنانيون جميعا، كل الاحترام والتقدير لعناصر الصليب الأحمر الذين جعلوا روح التطوع والخدمة مقياسا لقدرة الانسان على العطاء دون حساب". وشدد الرئيس عون على أن "الصليب الأحمر اللبناني لم يميز يوما في نشاطه وخدمته بين مواطن وآخر، ومنطقة وأخرى، بغض النظر عن الانتماء الطائفي أو المذهبي أو السياسي، ولبَّى عناصره ومتطوعوه نداء الواجب كلما دعت الحاجة اليهم، مندفعين بروح المحبة التي تميزهم". واعتبر أن "من واجبنا جميعا، مسؤولين ومؤسسات وافرادا، التضامن مع الصليب الأحمر اللبناني، ومد يد المساعدة والدعم له بكل الطرق المتاحة ودون تردد، لتواصل هذه الجمعية القيام بنشاطها الانساني والحيوي، إلى جانب هيئات أخرى، في خدمة المجتمع اللبناني، وخصوصا في الظروف الحرجة والصعبة". وتوجه إلى متطوعي الصليب الأحمر بكلمة أخيرة قال فيها: أنتم عنوان أصالة لبنان الزاخر بالحضارة والحس الانساني، وتكفي نظرة واحدة إليكم لضخ الأمل في النفوس، والثقة بنجاحنا جميعا في مواجهة الغيمة السوداء التي تثقل أنفاس اللبنانيين، وترهق حياتهم، والنهوض بوطننا من جديد الى مراتب الريادة والازدهار والأمان".

 

دياب عرض مع ديل كول التمديد لليونيفيل والخروق الإسرائيلية عند السياج الحدودي

وطنية - الجمعة 08 أيار 2020

استقبل رئيس مجلس الوزراء الدكتور حسان دياب رئيس بعثة اليونيفيل اللواء ستيفانو ديل كول، ونائبه ورئيس قسم الشؤون السياسية والمدنية جاك كريستوفيدس، والمساعد العسكري المقدم أندريا فراتيتشلي، والمساعد المقدم بيترو ميزابيزا، والمساعدة الخاصة نيتيشا باندي، وعباس عوالا، في حضور مستشاري الرئيس دياب العميد حسيب عبدو والسفير جبران صوفان. وتم البحث في موضوع التمديد لقوات "اليونيفيل" والخروق الإسرائيلية عند السياج الحدودي.

 

مكتب الاعلام في رئاسة مجلس الوزراء : الرئيس دياب يكن كل احترام للطائفة الأرثوذكسية وكل المكونات اللبنانية

وطنية - الجمعة 08 أيار 2020

صدر عن المكتب الإعلامي في رئاسة مجلس الوزراء البيان التالي: "تداولت بعض وسائل الإعلام ووسائل التواصل الإجتماعي، كلاما منسوبا إلى دولة رئيس مجلس الوزراء الدكتور حسان دياب، عن الوجود الأرثوذكسي في العاصمة بيروت وفي مسائل أخرى.

إن المكتب الإعلامي ينفي هذا الكلام بشكل قاطع، وإن دولة رئيس مجلس الوزراء يكن كل احترام للطائفة الأرثوذكسية وكل المكونات اللبنانية، وكل كلام منسوب خارج هذا الإطار هو في سياق محاولات التحريض التي يمارسها البعض لغايات وحسابات شخصية أو سياسية".

 

بري استقبل العريضي وابرق لنظيره الايرلندي نجم: التعاون بين السلطتين التشريعية والتنفيذية هم مشترك

وطنية - الجمعة 08 أيار 2020

استقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري، في عين التينة، اليوم، وزيرة العدل ماري كلود نجم التي قالت بعد اللقاء: "بحثنا مع دولة الرئيس سبل التعاون بين السلطتين التشريعية والتنفيذية وهذا هم مشترك، خاصة لجهة اقرار كافة القوانين الاصلاحية المتعلقة بمكافحة الفساد واستقلالية السلطة القضائية".

وختمت: "وضعت دولته بأجواء التدابير الادارية التي رفعناها في وزارة العدل واقرت في مجلس الوزراء فاللقاء مع دولة الرئيس كان جيدا".

العريضي

كما عرض بري "الاوضاع العامة والمستجدات السياسية خلال لقائه الوزير السابق غازي العريضي".

برقية

على صعيد آخر، ابرق بري لنظيره الايرلندي شون وفيرغيل مهنئا بمناسبة انتخابه رئيسا للمجلس النيابي.

 

نادي القضاة: فرصة تاريخية لتشريع انتخاب أعضاء مجلس القضاء الأعلى كافة

وطنية - الجمعة 08 أيار 2020

صدر عن نادي قضاة لبنان البيان الآتي:في ضوء إستئناف لجنة الإدارة والعدل مناقشة قانون استقلالية السلطة القضائية، يهم نادي قضاة لبنان التأكيد على الملاحظات الخطية التي سبق أن قدمها للجنة المذكورة بمعرض مشاركته في بعض جلساتها، والذي أكد فيها على ضرورة انتخاب القضاة لأعضاء مجلس القضاء الأعلى كافة، وحصر إصدار التشكيلات القضائية بهذا المجلس فقط، إضافة الى تكريس الضمانات القضائية كافة.

 

النقاط التي أثارها النائب فضل في مؤتمره الصحافي

أعاد فضل الله التذكير بأبرز هذه الضوابط، وهي:

1- تحديد مكامن الخلل الأساسية في مال الدولة والعمل على الملفات الكبيرة وعدم الاستغراق في الجزئيات، فهناك مئات الشكاوى عن رشاوى في هذه الدائرة أو تلك، وعن تلزيمات صغيرة تشوبها ثغرات، وعن متعهدين يغشون في المواصفات، وعن موظفين يقومون بممارسات خلافا للقانون، وهي جميعها حالات فساد تقع مسؤولية ملاحقتها على الهيئات رقابية وجميع ما وردنا من شكاوى في هذا المجال تابعناه مع الجهات المعنية.

2- إعتبار الحرب على الفساد قضية وطنية نتعاون فيها مع جميع المخلصين والجادين، بمعزل عن الاصطفافات والخصومات السياسية، وعدم المنافسة مع أحد في فتح ملفات الفساد، فكل ملف جرى تقديم إخبار عنه من آخرين وأصبح في عهدة القضاء، من الطبيعي أن يتصدى له من تقدم به، ونحن بدورنا نتابع ونواكب ونطالب القضاء البت به وفق الأصول.

3- لأن هدفنا هو مكافحة الفساد وليس تسجيل نقاط أو الانتقام أو تصفية الحساب، فإننا نلتزم عدم التشهير بأحد ممن عليه شبهات فساد، أو ممن وردت أسماؤهم في الملفات التي قدمناها للقضاء، فأسماء هؤلاء الأشخاص من وزراء وموظفين ومتعهدين كبار ومؤسسات صارت في عهدة القضاء وعليه وحده تقع مسؤولية تحديد من هو المتهم ومن هو البريء، والقضاء هو من يحكم على الفاسد ويسوقه إلى السجن، فلسنا نحن أو أي جهة أخرى من يحقق ويصدر الأحكام ويطالب بأن عليه أخذ الفاسد إلى السجن، وكذلك لسنا بوارد التشهير حتى بمن حكم القضاء عليهم أو إدعى، وكل الكلام عن ضرورة تسميتنا للفاسدين هو من باب المزايدة أو محاولة تسجيل النقاط أو لفشة الخلق، أو لإيجاد معارك سياسية لا طائل منها، ولن يدفعنا أحد في مواقفه في الإعلام او وسائل التواصل للخروج عن قيمنا وعن القوانين المرعية الإجراء في مثل هذه الحالات. مع العلم أن كل الاتهامات والتسميات التي وردت على لسان سياسيين أو وسائل إعلام لم تؤدي إلى إدخال فاسد إلى السجن وكان رد المتهمين هو اللجوء إلى القضاء".

وقال: "بناء على هذه الضوابط سلكنا مسارا واضحا على خطين، الأول: التشريعات والقوانين لسد الثغرات وإلغاء الحجج والذرائع وهذا مستمر من قبلنا في المجلس النيابي والثاني: تتبع ملفات الفساد الأساسية وفق توزع الكتل المالية للدولة وهي على الشكل الآتي:

* الأموال العامة

تتوزع الأموال العامة على الجهات الآتية:

- الموازنة العامة (النفقات والإيرادات)

- المصرف المركزي

- المؤسسات العامة: مثل الاتصالات والكهرباء والمرفأ...الخ

- البلديات

أي مال عام منهوب أو مهدور لا يخرج عن موضع من هذه المواضع، والجميع في لبنان يطالب اليوم باستعادة الأموال المتأتية من الفساد والمصطلح عليها الأموال المنهوبة.

إن جزءا أساسيا من المال المنهوب سيطلع عليه اللبنانيون من خلال ما سنعرضه أمامهم اليوم.

أولا: الموازنة العامة

تتضمن الكتلة المالية الأكبر للدولة والمال المنهوب منها هو من مدخلين، الاول: الحصول على أموال من الإنفاق بطريقة غير مشروعة وخصوصا عبر التلزيمات، والثاني: حرمان الخزينة من الإيرادات، وخصوصا من خلال التهرب الضريبي أو التهريب أو احتلال أملاك عامة. لذلك كان تركيزنا المحوري على الموازنة، حيث تبين وجود ثغرات جوهرية لا تستقيم مالية الدولة من دون معالجتها، ومنها إعادة تكوين الحسابات، إقرار قطع الحساب السنوي، الدفع باتجاه أن يكون هناك موازنة سنوية لوقف الانفاق على أساس القاعدة الإثني عشرية والعمل لإدخال إصلاحات جوهرية على الموازنة، مع العلم أن كتلتنا كانت على الدوام في موقع المعترض على الموازنات منذ العام 1992 لخلوها من الإصلاح ولم توافق إلا على موازنتي 2019 و2020 لتضمنهما بعض مطالبها الإصلاحية.

أود أن أشير إلى أن لدينا مطلبا أساسيا في بند الموازنة وهو دعوة الحكومة إلى التدقيق المالي في الإنفاق على الصناديق والمجالس سواء أكان التمويل محليا أم أجنبيا، وهو أمر سيكون محل متابعة من قبلنا.

ثانيا: المصرف المركزي

سبق وطرحنا في المجلس النيابي ملف هدر كبير في المصرف المركزي، واستفادت منه بالدرجة الأولى المصارف، وهو ملف الهندسات المالية،التي نفذها المصرف المركزي بقرار فردي ومن دون التشاور مع أحد من المعنيين، وكذلك إعطاء فوائد مرتفعة لمصلحة المصارف، والمبلغ المقدر هو أكثرمن 25 مليار دولار، وعلى سبيل المثال فإن إيرادات المصارف على مدى ثلاث سنوات (2016 ـ2017ـ 2018) بلغت 23 مليار دولار من الهندسات المالية وشهادات الإيداع وسندات الخزينة. أحد مداخل المكافحة الجدية للفساد تبدأ من معرفة الخسائر التي تكبدها المصرف المركزي والأسباب الحقيقية، ومن استفاد؟.

قدرت الحكومة الفجوة المالية للمصرف المركزي بـ 63 مليار دولار، وقررت التدقيق المحاسبي، لقد سلك هذا الملف مساره القانوني ونحن كما بقية اللبنانيين ننتظر هذا التدقيق المالي وسنتابعه بجدية عالية وبوتيرة سريعة لمعرفة من أخذ أموال اللبنانيين ومن تسبب لهم بهذا الوضع ومن سجن ودائعهم بدل سجن الفاسدين ومن تسبب بانهيار سعر عملتهم الوطنية والغلاء الفاحش والجوع. نحن نطالب الحكومة بتحديد سقف زمني لهذا التدقيق وأي تأخير غير مبرر.

ثالثا: المؤسسات العامة

الإنفاق الأكبر على المؤسسات العامة هو على مؤسسة كهرباء لبنان، وكما سبق وطرحنا في المجلس النيابي فإن المبالغ التي أنفقت من المال العام كانت تكفي لشراء محطات كهربائية على الطاقة النووية تغذي لبنان وتسمح له بتصدير الكهرباء. لأن ملف الكهرباء موجود لدى القضاء وهناك شكاوى وإخبارات قدمها آخرون، فإننا من موقع مسؤوليتنا الوطنية نطالب القضاء بالقيام بدوره الكامل في هذه القضية، ونريد للتحقيقات في هذا الملف أن تصل إلى نتيجة حاسمة كي تخرج القضية من السجالات والمزايدات السياسية، وتكشف الحقائق كاملة في هذا الملف الذي استنزف ويستنزف خزينة الدولة من دون ان تتوفر الكهرباء.

الملف الآخر الذي لا يقل أهمية وهو ملف الفساد في قطاع الاتصالات الذي يشكل أحد الموارد الأساسية للخزينة سنعرضه في سياق هذا المؤتمر".

اضاف: "هناك ملفات فساد في قطاعات أخرى لن نتعرض لها في هذا المؤتمر، لأن جهات عديدة تقدمت باخبارات حولها ومن بينها الهدر والفساد في الجمارك والتهريب على المعابر الشرعية وغير الشرعية والوظائف الوهمية والوظائف غير الشرعية والأملاك البحرية.. وغيرها، ونحن اليوم نطالب القضاء بالبت بهذه الملفات، بل نحمل المسؤولية القانونية لكل قاض جرى تقديم شكوى أمامه ولم ينهها وفق الأصول ونعتبر أي تسويف أو مماطلة هو تواطئ مع الفاسدين. وفي ملف الأملاك البحرية ندعو الحكومة إلى تطبيق القانون والمسارعة إلى استرجاع هذه الأملاك فورا ممن تخلف عن تطبيق القانون ومهله الملزمة".

وختم: "منهجية جردة الحساب هي وفق الآتي: عنوان الملف، الإجراءات القانونية، قيمة الهدر المالي، الجهات المسؤولة والنتائج القانونية. ما سيرد في الملفات التي نعرض مستنداتها جميعها في عهدة القضاء وهي مستندات رسمية".

 

/New A/E LCCC Postings for todayجديد موقعي الألكتروني ل ليوم 06-07 أيار/2020

رابط الموقع
http://eliasbejjaninews.com

 

ذكرى 07 أيار الغزوة والإجرام والبربرية

الياس بجاني/07 أيار/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/85893/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%b0%d9%83%d8%b1%d9%89-07-%d8%a3%d9%8a%d8%a7%d8%b1-%d8%a7%d9%84%d8%ba%d8%b2%d9%88%d8%a9-%d9%88%d8%a7%d9%84%d8%a5%d8%ac%d8%b1%d8%a7/

حتى لا تتكرر غزوة بيروت والجبل المطلوب وضع سلاح حزب الله وباقي الأسلحة الميليشياوية اللبنانية والفلسطينية بأمرة وإشراف الجيش اللبناني وإقفال دكاكين الدويلات والمربعات الأمنية كلها والعودة إلى الاحتكام للقانون وليس للسلاح. ولإنهاء احتلال حزب الله للبنان المطلوب من الأحرار اللبنانيين في الداخل وبلاد الانتشار على حد سواء الذهاب إلى مجلس الأمن والمطالبة بتنفيذ كل القرارات الدولية المتعلقة بلبنان والتي في مقدمها القرارين رقم 1559 و1701 ووضع القرار 1701 تحديداً تحت البند السابع وتكليف القوات الدولية الموجودة في الجنوب مسؤولية تأمين كل ما يلزم أمنياً وإدارياً لاستعادة الدولة لسلطتها وحصر السلاح بقواها الذاتية فقط.

 

May 07th/2008 Hezbollah’s Bloody Invasion Of Beirut & Mount Lebanon
 Elias Bejjani/May 07/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/74558/elias-bejjani-may-07th-2008-hezbollahs-bloody-invasion-of-beirut-mount-lebanon/

 

غزوة ٧ ايار بعد ١٢ سنة

د. وليد فارس/08 أيار/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/85933/85933/

بعض ما نعلمه عن “غزوة ٧ ايار” ٢٠٠٨ لحزب الله لبيروت الغربية وبعض مناطق الجبل.

 

جيروسالم بوست: حتى الآن حزب الله لا يريد الحرب مع أسرائيل

Hezbollah doesn’t want another war with Israel, yet/Anna Ahronheim/Jerusalem Post

جيروسالم بوست:: هل حقيقة إيران بدأت بمغادرة سوريا؟

Is Iran really leaving Syria?/Anna Ahronheim/Jerusalem Post

جيروسالم بوست: التسريبات والمعلومات المغلوطة: علاقة الحب والكراهية الروسية والإيرانية في سوريا

Misinformation and leaks: The love-hate Russia-Iran relationship in Syria/Seth J. Frantzman/Jerusalem Post

http://eliasbejjaninews.com/archives/85947/jerusalem-post-hezbollah-doesnt-want-another-war-with-israel-yet-is-iran-really-leaving-syria-anna-ahronheim-misinformation-and-leaks-the-love-hate-russia-iran-relationship-in-syria-%d8%ad/

 

 

حزب الله في ألمانيا... هيكل غامض وتداخل مع الجريمة المنظمة/نشاطه يمتد إلى تجارة المخدرات وتبييض الأموال... وقرار الحظر سيصعّب حركته رغم علاقاته الوثيقة بعصابات

راغدة بهنام/الشرق الأوسط/08 أيار/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/85952/%d8%b1%d8%a7%d8%ba%d8%af%d8%a9-%d8%a8%d9%87%d9%86%d8%a7%d9%85-%d8%ad%d8%b2%d8%a8-%d8%a7%d9%84%d9%84%d9%87-%d9%81%d9%8a-%d8%a3%d9%84%d9%85%d8%a7%d9%86%d9%8a%d8%a7-%d9%87%d9%8a%d9%83%d9%84-%d8%ba%d8%a7/

 

لبنان ومدّ اليد إلى صندوق النقد/الياس حرفوش/الشرق الأوسط/08 أيار/2020

Lebanon’s Reaching out to the IMF/Elias Harfoush/Asharq Al-Awsat/May 08/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/85959/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%ad%d8%b1%d9%81%d9%88%d8%b4-%d9%84%d8%a8%d9%86%d8%a7%d9%86-%d9%88%d9%85%d8%af%d9%91-%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%af-%d8%a5%d9%84%d9%89-%d8%b5%d9%86%d8%af%d9%88%d9%82-%d8%a7/

 

الخيار اللبناني الوحيد وخيار المهرج/أمير طاهري/الشرق الأوسط/08 أيار/2020

Lebanese Zugzwang and Harlequin’s Choice/Amir Taheri/Asharq Al-Awsat/May 08/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/85961/%d8%a3%d9%85%d9%8a%d8%b1-%d8%b7%d8%a7%d9%87%d8%b1%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d8%ae%d9%8a%d8%a7%d8%b1-%d8%a7%d9%84%d9%84%d8%a8%d9%86%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d9%88%d8%ad%d9%8a%d8%af-%d9%88%d8%ae%d9%8a/