LCCC/ المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة الأخبار العربية ليوم 07 آيار/2019

اعداد الياس بجاني

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/eliasnews19/arabic.may07.19.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

مَنْ يَزْرَعُ في الشِّحّ، في الشِّحِّ أَيْضًا يَحْصُد، ومَنْ يَزْرَعُ في البَرَكَات، في البَرَكَاتِ أَيضًا يَحْصُد

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياته

الياس بجاني/ رابط مقالتي المنشورة في جريدة السياسة

الياس بجاني/غزوة السابع من أيار لسنة 2008 مستمرة وبتصاعد ممنهج

الياس بجاني/الإنتصارات في ثقافة ملالي إيران والجهادين

الياس بجاني/الثنائي الشيعي ومسعاه الممنهج الهيمنة على البنك المركزي

الياس بجاني/حكيم الصفقة الخطيئة

الياس بجاني/في ظل الاحتلال الإيراني للبنان ليس مستغرباً استدعاء القضاء الإعلامية نوال ليشع عبود على خلفية تناولها ملف سيادي ودستوري

 

عناوين الأخبار اللبنانية

أبو أرز: إن حركة الإعتصامات التي نفذها العسكريون المتقاعدون في الأول من أيَّار الجاري، أمام عددٍ من مرافق الدولة والوزارات، كانت راقية وواعدة.

هذه هي موارد الفساد/أنطوان حداد/جنوبية

حزب اللّه" يلوّح بالفوضى/الياس الزغبي

الراعي الى أفريقيا

سيارة المطران أغلى من الشقة

الفرد رياشي: "حذرنا من تشكيل الحكومة لتجنيب الكارثة"/علي الحسيني/مستقبل ويب

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الاثنين 06/05/2019

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الاثنين في 6 ايار 2019

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

البيان الإسبوعي للقاء سيدة الجبل

دعوة للتغطية الاعلامية

إضراب مصرف لبنان يثير بلبلة... والحريري يحذّر الموظّفين الحكوميين

لقاء الحريري-سلامة: إرجاء أزمة مصرف لبنان إلى يوم الجمعة

لبنان على شفا انفجار داخلي بعد فقدان الثقة بمؤسسات الدولة

سقوط اربع جرحى من أل عربيد اثر اشكال في الشويفات وبيان استنكار واستهجان من العائلة

لماذا توقف السيد صادق الموسوي عن مهاجمة حزب الله؟/يوسف العجمي/جنوبية

 المردة» ممتعض من تكريم حزب الله لباسيل…«لا وعد بالرئاسة»/أحمد شنطف/جنوبية

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

واشنطن تُرسل حاملة طائرات إلى الشرق الأوسط في «رسالة» لطهران/بولتون حذر إيران من المساس بالمصالح الأميركية

الإجراءات الأميركية تعمق انكماش الاقتصاد الإيراني

«صفقة تحت النار» بين موسكو وأنقرة: شمال حلب مقابل جنوب إدلب؟ بالتزامن مع مفاوضات أميركية ـ تركيةحول «المنطقة الأمنية» شمال شرقي سوريا

تهدئة في غزة..والاتحاد الاوروبي يتعاطف مع إسرائيل

هدوء حذر في غزة بعد التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار

الحكومة الفلسطينية تطالب بحماية دولية لأهالي غزة

"الجهاد" تتفوق على "حماس"/مهند الحاج علي/المدن

ترمب يؤيد الرد الإسرائيلي ويدعو لإنهاء الهجمات

الإعدام والمؤبد لـ73 مداناً في تنظيمين إرهابيين بالبحرين وتجريد 62 من المدانين من الجنسية البحرينية

«داعش» يتبنى الهجوم في ماغوميري النيجيرية

الجنائية الدولية» تلغي قرار إحالة الأردن لمجلس الأمن بسبب البشير

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

ثلاث مهمات إيرانية عاجلة في العراق: النفط والجيش وحزب الدعوة/علي الأمين/العرب

مزارع شبعا ورقة في جيب نصرالله لتبرير سلاحه وهيمنته/صلاح تقي الدين/العرب

من بندقية رستم غزالي إلى قذيفة جبران باسيل/منير الربيع/المدن

 لبنانُ على شفيرِ صفقةِ القرن/سجعان قزي/الجمهورية

 لبنان الرسالة: عرين الشهداء /د. إيلي جرجي الياس/الكلمة أونلاين

المصارف ونصرالله: شَك... بلا رصيد/عماد مرمل/الجمهورية

لماذا «يكرهون» المصارف؟ ما التهمة/انطوان فرح/الجمهورية

هل يستعيد الكسل مجده في عصر الذكاء الاصطناعي/د. منى فياض/الحرة

أقوياء قلقون... فماذا نقول نحن/غسان شربل/الشرق الأوسط

اللاءات الثلاث وطبول الحرب المؤجلة/سام منسى/الشرق الأوسط

مفكرة القاهرة: نخل الصداقات/سمير عطا الله/الشرق الأوسط

مطامع تركية لا حدود لها/حنا صالح/الشرق الأوسط

والترك لاقتهم «موارث حنيفة»/مشاري الذايدي/الشرق الأوسط

رسالة البغدادي غيّرت حسابات العالم في ليبيا/خالد البري/الشرق الأوسط

حوار ظريف: من يتآمر على الآخر/عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط

«صراع الحضارات» لا مكان له في سياسية أميركا الخارجية/هال براندز/الشرق الأوسط

اتساع ظاهرة رفض التجنيد الإجباريّ في الجيش الإسرائيليّ لدى الشباب الدروز/أحمد ملحم/موقع المونيتر

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

الجراح بعد جلسة مجلس الوزراء: وضعنا خطة لخفض العجز ووقف الإهدار وتنشيط الاقتصاد وحذار الإشاعات والحكومة حريصة على استقلالية مصرف لبنان

رئيس الجمهورية التقى رئيسي المجلس والحكومة واتفاق على مزيد من التضامن في هذه الفترة الحريري: اطمئن اللبنانيين الى وجود حلول للازمة الراهنة

رئيس الجمهورية لوفد بريطاني: بامكان لبنان حل عودة النازحين مع سوريا لكنه يأمل بحلها عبر الامم المتحدة

رئيس الجمهورية عرض اوضاع العمال وهمومهم الاسمر: الرئيس وعد بعلاجات فورية وسيلتقي ممثلي العمال قريبا

الحريري اصدر مذكرة ذكر فيها الموظفين بالقانون المحظر للاضراب تحت طائلة الملاحقة

لبنان والكنيسة ودعا ابو جودة ورئيس الجمهورية منحه وسام الاستحقاق الوطني المذهب الراعي: اتقد كالنار بمحبته وعلمه وثقافته وأخلاقيته الرفيعة

رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الإمام الشيخ عبد الأمير قبلان في رسالة الصوم: الحكومة مطالبة بإعطاء الاولوية لتحسين مستوى المعيشة وعدم المس بحقوق الموظفين

قالاحتفال بذكرى شهداء 6 ايار عاد الى ساحتهم بو صعب وضع اكليلا بإسم الجمهورية: نستذكر شهداء لبنان وكل من سقط دفاعا عن حريته

 

في أسفل تفاصيل النشرة الكاملة

الزوادة الإيمانية لليوم

مَنْ يَزْرَعُ في الشِّحّ، في الشِّحِّ أَيْضًا يَحْصُد، ومَنْ يَزْرَعُ في البَرَكَات، في البَرَكَاتِ أَيضًا يَحْصُد

“رسالة القدّيس بولس الثانية إلى أهل قورنتس01/من09حتى15/:”يا إخوَتِي، أَمَّا في شَأْنِ خِدمَةِ الإِعَانَاتِ لِلقِدِّيسِين، فقَد رَأَيْتُ مِنَ الضَّرُورِيِّ أَنْ أَطْلُبَ مِنَ الإِخْوَةِ أَنْ يَسْبِقُونِي إِلَيْكُم، فَيُرَتِّبُوا تَقْدِمَاتِ بَرَكَتِكُمُ الَّتي وَعَدْتُم بِهَا، لِتَكُونَ مُهَيَّأَةً لا كَتَقْدِمَةِ بُخْلٍ بَلْ كَبَرَكَة! وٱعْلَمُوا هذَا أَنَّ مَنْ يَزْرَعُ في الشِّحّ، في الشِّحِّ أَيْضًا يَحْصُد، ومَنْ يَزْرَعُ في البَرَكَات، في البَرَكَاتِ أَيضًا يَحْصُد. فَلْيُعْطِ كُلُّ واحِد، كَما نَوَى في قَلْبِهِ، بِلا أَسَفٍ ولا إِكْرَاه، لأَنَّ ٱللهَ يُحِبُّ المُعْطِيَ الفَرْحَان. وٱللهُ قَادِرٌ أَنْ يَغْمُرَكُم بِكُلِّ نِعْمَة، حَتَّى يَكُونَ لَكُم في كُلِّ شَيءٍ وفي كُلِّ حِينٍ كُلُّ مَا يَكْفِيكُم، فَتَفِيضُوا بِكُلِّ عَمَلٍ صَالِح، كَمَا هوَ مَكْتُوب: «وزَّعَ وأَعْطَى المَسَاكِين، فَبِرُّهُ دَائِمٌ إِلى الأَبَد». والَّذي يَرزُقُ الزَّارِعَ زَرْعًا، وخُبْزًا يَقُوتُهُ، هُوَ يَرزُقُكُم ويُكَثِّرُ زَرْعَكُم، ويَزِيدُ ثِمَارَ بِرِّكُم! فَتَغْتَنُونَ في كُلِّ شَيء، لِيَكُونَ سَخَاؤُكُم كَامِلاً ويُثْمِرَ عَلى يَدِنَا فِعْلَ شُكْرٍلله؛ لأَنَّ قِيَامَكُم بِهذِهِ الخِدْمَةِ المُقَدَّسَةِ لا يَسُدُّ عَوَزَ القِدِّيسِينَ فَحَسْب، بَلْ أَيْضًا يُفيضُ فيهِم أَفْعَالَ شُّكْرٍ لله. فإِنَّهُم سَيُقَدِّرُونَ خِدْمَتَكُم هذِهِ، فَيُمَجِّدُونَ ٱللهَ عَلى طَاعَتِكُم و ٱعْتِرَافِكُم بإِنْجِيلِ المَسِيح، وعَلى سَخَائِكُم في مُشَارَكَتِكُم لَهُم وَلِلْجَميع. وهُم يَتَشَوَّقُونَ إِلَيْكُم رَافِعِينَ الدُّعَاءَ مِنْ أَجْلِكُم، بِسَبَبِ نِعْمَةِ ٱللهِ الفائِقَةِ الَّتي أَفَاضَهَا عَلَيْكُم. فَٱلشُّكْرُ للهِ عَلى عَطِيَّتِهِ الَّتِي لا وَصْفَ لَهَا!”.

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياته وتغريدات متفرقة

الياس بجاني/في أسفل رابط مقالتي المنشورة في جريدة السياسة

غزوة “7 ايار”… مستمرة وبتصاعد ممنهج/الياس بجاني/07 أيار/2019/اضغط هنا أو على الرابط في أسفل لقراءة المقالة

http://al-seyassah.com/%D8%BA%D8%B2%D9%88%D8%A9-7-%D8%A7%D9%8A%D8%A7%D8%B1-%D9%85%D8%B3%D8%AA%D9%85%D8%B1%D8%A9-%D9%88%D8%A8%D8%AA%D8%B5%D8%A7%D8%B9%D8%AF-%D9%85%D9%85%D9%86%D9%87%D8%AC/

 

غزوة السابع من أيار لسنة 2008 مستمرة وبتصاعد ممنهج

الياس بجاني/07 أيار/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/74555/%D8%A7%D9%84%D9%8A%D8%A7%D8%B3-%D8%A8%D8%AC%D8%A7%D9%86%D9%8A-%D8%BA%D8%B2%D9%88%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D8%A7%D8%A8%D8%B9-%D9%85%D9%86-%D8%A3%D9%8A%D8%A7%D8%B1-%D9%84%D8%B3%D9%86%D8%A9-2008-%D9%85/

لم تتوقف ولو ليوم واحد غزوة حزب الله الجاهلية والدموية لبيروت والجبل التي نفذها بفجور واستعلاء في شهر أيار عام 2008.

الغزوة مستمرة ولكن بأشكال وأنماط مختلفة، وهي توالت فصولاً من خلال فرض قانون انتخابي هجين فُصّل على مقاس مشروع الحزب الهادف إلى السيطرة على مؤسسات الدولة كافة.

وتبع هذا القانون صفقة مكشوفة مع قوى وأحزاب كانت تسمى سيادية إلا أنها استسلمت وارتضت مساكنة احتلال الحزب وغض النظر عن حروبه ودويلته وسلاحه ومشروعه السلطوي، وذلك مقابل منافع شخصية وذاتية وسلطوية على قاعدة مداكشة الكراسي بالسيادة.

الاستسلام هذا تجسد وتحقق عملياً في مجلس نواب وحكومة يهيمن على الغالبية فيهما حزب الله.

وها هي الغزوة الملالوية اليوم وبمنهجية خبيثة تستهدف البنك المركزي والقطاع المصرفي بعد مصادرة الحزب لوزارة المالية بالقوة وجعلها حصة دائمة "للثنائية الشيعية" التي عملياً بقرارها هي حزب الله.

الهدف الواضح وهو سيطرة الحزب على القطاع المصرفي ووضعه بالكامل تحت سيطرة وزارة المالية.

هذا ويشاع في بيروت خبر غير مؤكد حتى الآن، مفاده بأن الحزب يسعى جاهداً للحصول من المصارف اللبنانية على مبلغ  بليون دولار سنوياً وذلك تعوضاً على شح التمويل الإيراني له المقدر أميركياً ب 700 مليون دولار في السنة.

الشح كما هو معروف جاء بنتيجة العقوبات الأميركية الصارمة على نظام الملالي وحرسه الثوري. 

من هنا فإن الغزوة مستمرة وهي تزداد وتتوسع لتشمل كل مؤسسات الدولة إضافة إلى القطاع المصرفي.

وبالعودة إلى الغزوة تلك فطبقاً لمعايير وثقافة وأدبيات قادة ورعاة حزب الله المحليين والإقليميين، فإن يوم السابع من أيار سنة 2008 لمدينة بيروت وبعدها بأيام للجبل كان يوماً مجيداً، فيما الحقيقة الصارخة وطبقاً لكل القيم والأعراف والشُّرّع الحقوقية والدستورية الدولية هو جريمة جاهلية وعمل بلطجي بامتياز.

وفي نفس الوقت، ورغم كل الدعوات المتكررة للسيد نصرالله من رجال دين وسياسيين وأحزاب وأكاديميين لبنانيين وعرب للاعتذار عن ذلك اليوم الأسود، فإن الرجل باستعلاء وتكبر وفوقية مصر على أن يوم الغزوة كان مجيداً.

أليس هذا منطق شريعة الغاب الذي ساد في العصور الحجرية حيث كان القوي يستعبد الضعيف؟

نسأل، هل مفهوم المجد كما يسوّق له السيد نصرالله ويتباهى به يكمن في غزوة بيروت والجبل وبارتكاب فظائع القتل والتنكيل والإرهاب بحق المواطنين اللبنانيين العزل؟

ترى، هل المجد بثقافته السيد وأسياده الملالي هو التطاول والاعتداء على الكرامات واستباحة المحرمات وتدمير الممتلكات وأقفال وحرق وسائل الإعلام وقهر وإذلال الآخرين عن طريق السلاح؟

ترى، من أعطى جحافل حزب الله الشرعية للقيام بغزوتها، وهي طبقاً للدستور اللبناني والقرارات الدولية مجرد ميليشيا أصولية وإرهابية وخارجة على القانون؟

فعملاً بالدستور اللبناني لا شرعية لوجود حزب الله ولا لسلاحه، ولا صفة قانونية لقادته، وبالتالي كل ما قام به هذا الحزب ويقوم به من أعمال عسكرية في شهر أيار عام 2008 تصنف في خانة الإجرام والتفلت.

من هنا فإن مطلوب محاكمة من أمر بالغزوة، ومن نفذها، ومن تستر، عليها، أو كان شريكا فيها.

نذكر هنا بأن السيد نصرالله الذي يصر على أن غزوة بيروت والجبل كانت يوماً مجيداً، كان أذاق أهلنا في الجنوب طعم مجده هذا قبل وعقب انسحاب الجيش الإسرائيلي من المنطقة الحدودية في الجنوب اللبناني سنة الألفين حيث وعلى نفس خلفية معاييره وأدبياته وخطابه ومفهومه للمجد هدد يومها أهلنا هناك علناً وعبر كل وسائل الإعلام بدخول مخادعهم وقطع أعناقهم وبقر بطونهم، مما أجبرهم على ترك أرضهم واللجوء إلى إسرائيل التي لا يزالون فيها حتى يومنا هذا لأن حزب الله يحوّل دون عودتهم.

في الخلاصة، وحتى لا تتكرر غزوة بيروت والجبل المطلوب وضع سلاح حزب الله وباقي الأسلحة الميليشياوية اللبنانية والفلسطينية بأمرة وإشراف الجيش اللبناني وإقفال دكاكين الدويلات والمربعات الأمنية كلها والعودة إلى الاحتكام للقانون وليس للسلاح.

ولإنهاء احتلال حزب الله للبنان المطلوب من الأحرار  اللبنانيين في الداخل وبلاد الانتشار على حد سواء الذهاب إلى مجلس الأمن والمطالبة بتنفيذ كل القرارات الدولية المتعلقة بلبنان والتي في مقدمها القرارين رقم 1559 و1701 ووضع القرار 1701 تحديداً تحت البند السابع وتكليف القوات الدولية الموجودة في الجنوب مسؤولية تأمين كل ما يلزم أمنياً وإدارياً لاستعادة الدولة لسلطتها وحصر السلاح بقواها الذاتية فقط.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

رابط موقع الكاتب الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

عنوان الكاتب الألكتروني

phoenicia@hotmail.com

 

الإنتصارات في ثقافة ملالي إيران والجهادين

الياس بجاني/07 أيار/2019

في مفهوم حزب الله وملالي إيران وكل اذرعتهما ومن ضمنها الجهاد الإسلامي وحماس فإن لم يقتل القادة فقط وفقط القادة فهذا انتصار وإلاهي أيضاً..اما الناس فآخر هم على قلوبهم ولنا مثال صارخ في حرب 2006 حيث دُمر لبنان وقتل ما يزيد عن 1200 مواطن ومن ثم خرج نصرالله من جحره معلناً الإنتصار.  هذا بالحديد ما جرى أمس في غزة..إن هؤلاء القادة الجهاديون والملالويون لا يبيعون غير الموت والدماء والدمار والخراب وكل ما هو بربرية وغرام وهيام بعصور ما قبل الحجرية.

 

الثنائي الشيعي ومسعاه الممنهج الهيمنة على البنك المركزي

الياس بجاني/054 أيار/2019

تدرجياً وعملياً وبمنهجية متواصلة مدعومة بالسلاح والتهديد والسلبطة يسعى الثنائي الشيعيي لقضم كل مواقع السلطة الأساسية في لبنان، وبعد أن تسلبط بالقوة على وزارة المالية وجعلها من حصته الدائمة خلافاً للدستور واتفاق الطائف يشاع بأن هذا الثنائي يسعي بجهد جدي للهيمنة على البنك المركزي ووضعه تحت سلطة الوزارة وذلك للسيطرة الكاملة على كل القطاع المصرفي.

 

حكيم الصفقة الخطيئة

الياس بجاني/04 أيار/2019

كفى متاجرة بكل الثوابت وكفى تشويهاً لتضحيات الشهداء وكفى تشاطراً وأوهاماً وأحلام يقظة مرّضية. مرتا مرتا تهتمين بأمور كثيرة ولكن المطلوب واحد وهو سيادة لبنان.

إلى حكيم الصفقة السواح اليوم في زحلة: كفى تشاطراً وأوهاماً رئاسية ومداكشات. اعترف بتسليم لبنان لحزب الله واستغفر ربك وقدم الكفارات.

 

في ظل الاحتلال الإيراني للبنان ليس مستغرباً استدعاء القضاء الإعلامية نوال ليشع عبود على خلفية تناولها ملف سيادي ودستوري

الياس بجاني/03 أيار/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/74467/%D8%A7%D9%84%D9%8A%D8%A7%D8%B3-%D8%A8%D8%AC%D8%A7%D9%86%D9%8A-%D9%81%D9%8A-%D8%B8%D9%84-%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%AD%D8%AA%D9%84%D8%A7%D9%84-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D9%8A%D8%B1%D8%A7%D9%86%D9%8A-%D9%84%D9%84/

عادي جداً أن يقوم القضاء اللبناني على كافة تدرجاته والمستويات بتخويف وإرهاب والسعي لمحاكمة كل صوت لبناني إعلامي أو غير إعلامي حر يتطرق لممارسات قوى الاحتلال أو لأحد رموزها من أبواق وودائع ومكلفين عاملين في خدمة المحتل هذا والتسويق لمشروعه والتعتيم على ارتكاباته.

فالتعدي على أصحاب الكلمة الحرة والاستقلالية والسيادية يستهدف مباشرة الأحرار هؤلاء أكانوا في لبنان أو في بلاد انتشار، كون هذه وسيلة ضاغطة يسعى كل محتل وكل غازي وكل ظالم وكل مفتري وكل متجبر أن يجندها في خدمته والتعمية على ارتكاباته اللاقانونية واللاشرعية.

في هذا السياق تم استدعاء الإعلامية في إذاعة صوت لبنان الكتائب، نوال ليشع عبود، من قبل محكمة المعلومات بناء على شكوى مقدمة بحقها من قّبل رئيس الجمعة اللبنانية الدكتور فؤاد أيوب.

خلفية الدعوى هي ببساطة متناهية سؤال طرحته الإعلامية خلال حلقة إذاعية عبر “صوت لبنان” يلقي الضوء على دعوى مقدمة للقضاء رسمياً ومنذ مدة تشكك بصدقية شهادات د.أيوب الأكاديمية التي على أساسها تم تعينه في موقعه.

إن الاستنكار في هذه القضية “الحقوقية” الصرف لا يكفي ولا يفي بالغرض لأن القضايا المشابهة والتي خلفيتها واحدة هي كثيرة وطاولت وسوف تستمر تطاول العشرات من المواطنين والإعلاميين والسياسيين وحتى النواب طالما بقي الاحتلال على وضعيته الإحتلالية.

أما المشكلة الأساسية، أي المرض، فهي ليست في الإستدعاءات، ولا في من يقدمها، أو في ممارسات ومواقف المقدمة بحقهم، بل هي تكمن في واقع الاحتلال الإيراني للبنان الذي هو علة العلل والسرطان الذي يفتك بلبنان وبكل ما هو لبناني.

من هنا فإن هذه الممارسات القمعية والتخويفية والإرهابية بحق الإعلاميين والأحرار من المواطنين سوف تستمر دون هوادة وتتصاعد حدتها وتتوسع أطرها ما دام الاحتلال قابضاً على قرار الحكم في لبنان، وما دامت القوى السيادية مستسلمة ومنخرطة في صفقات تمت من خلالها مداكشة الكراسي بالسيادة والتلطي وراء شعارات تضليلية من مثل “الواقعية” “والحفاظ على الاستقرار” ” وإقليمية ودولية سلاح وحروب ودويلة حزب الله” وغيرها رزم كثيرة من هرطقات مشابهة هي عملياً وواقعاً حجج مكشوفة للاستسلام والخنوع والسعي الإسخريوتي صوب الأبواب الواسعة.

في الخلاصة، فإن مرض لبنان والسرطان الذي يفتك به هو الاحتلال الإيراني، وبالتالي فإن كل الانتهاكات والتعديات والهرطقات كافة ومن ضمنها استدعاء نوال يشوع هي مجرد أعراض للمرض الأساس والتي من ضمنها التطاول على الإعلاميين وتخويفهم وإرهابهم بواسطة القضاء.

يبقى أن العلاج الشافي والناجع لمرض إحتلال لبنان يكمن في مواجهة هذا الإحتلال ورموزه والخانعين له وأصحابه سلمياً وحضارياً من خلال القرارات الدولية والمواقف الشجاعة البعيدة عن الذمية وعدم التعايش معه والتخلي عن غرائزية عشق الكراسي والسلطة والمال والطموحات الرئاسية لدى البعض المتلون والإسخريوتي.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

رابط موقع الكاتب الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

عنوان الكاتب الألكتروني

phoenicia@hotmail.com

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

أبو أرز: إن حركة الإعتصامات التي نفذها العسكريون المتقاعدون في الأول من أيَّار الجاري، أمام عددٍ من مرافق الدولة والوزارات، كانت راقية وواعدة.

06 أيار/2019

صدر عن حزب حرَّاس الأرز ـ حركة القوميّة اللبنانية، البيان التالي:

http://eliasbejjaninews.com/archives/74550/%D8%A7%D8%AA%D9%8A%D8%A7%D9%86-%D8%B5%D9%82%D8%B1-%D9%80-%D8%A3%D8%A8%D9%88-%D8%A3%D8%B1%D8%B2-%D8%A5%D9%86-%D8%AD%D8%B1%D9%83%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%B9%D8%AA%D8%B5%D8%A7%D9%85%D8%A7%D8%AA/

إن حركة الإعتصامات التي نفذها العسكريون المتقاعدون في الأول من أيَّار الجاري، أمام عددٍ من مرافق الدولة والوزارات، كانت راقية وواعدة.

ـ راقية، من حيث تنظيمها وسلميتها ووضوح أهدافها.

ـ واعدة، لأنها مؤهلة لتكون نواة الثورة الشعبية المنتظرة، باعتبارها عابرة للمناطق والطوائف والأحزاب، هذه الثورة التي لا خلاص للبنان من دونها، بشرط أن لا تغادر الساحات والشوارع، كما في ثورة الأرز، قبل الإطاحة الكاملة بهذه المنظومة السياسية الحاكمة التي ملأت الدنيا فساداً وإفساداً، ونهبت أموال الشعب، وقضت على أحلامه ومستقبله، وأوصلت البلاد إلى شفير الإنهيار الإقتصادي والمالي والإجتماعي.

ندعو شعبنا إلى الإلتحاق بهذه الحركة الواعدة، والإلتفاف حولها بكثافة، وتحديد أهدافها بشكل واضح ومقتضب، كالتالي:

١ـ إسقاط المنظومة السياسية القائمة بكامل رموزها (كما حصل في الجزائر والسودان).

٢ـ إحالة كبار اللصوص والنهابين إلى القضاء المختصّ.

٣ـ إستعادة الأموال المنهوبة إلى خزينة الدولة.

ولا داعي لتذكير شعبنا بأن كل ما يقال عن محاربة الفساد وضبط الهدر واعتماد التقشف، هو نفاق بنفاق، لأن اللص لا يحارب أخاه، والذئاب لا تفترس بعضها، وأقصى ما نتوقعه من هذه المنظومة الفاشلة في موضوع الموازنة المرتقبة، هو مزيد من الترقيع في ثوب الدولة المهترىء.

ولا داعي لتذكير شعبنا أخيراً بأنه صاحب الكلمة الأولى والأخيرة في تقرير مصيربلاده، وجميع الحكّام والمسؤولين هم خدّام عنده وليس العكس، وبأن الثورة هي ملاذه الأخير والسبيل الوحيد لإنقاذ لبنان من الهلاك... فحذارِ التردّد.

لبَّـيك لبـنان

اتيان صقر ـ أبو أرز

 

هذه هي موارد الفساد…

أنطوان حداد/جنوبية/06 أيار/2019

‏30% من الناتج المحلي! تقدير أولي لحجم الاقتصاد الأسود في لبنان من دون احتساب الفساد الكلاسيكي (الرشوة، المحاصصة، الصفقات بالتراضي او شبه التراضي، المحسوبية، الزبائنية السياسية، الخ..)

المولدات: 2.5 مليار

المقالع والكسارات: 1.5 مليار

التهرب الضريبي: 2.5 مليار

التهرب الجمركي: 2.5 مليار

التنظيمات المسلحة: 2 مليار

العمالة غير النظامية: 1.5 مليار

المخدرات والاتجار بالبشر: 1.5 مليار

المجموع: حوالى 14 مليار

(من دون احتساب كلفة الفساد)

الناتج المحلي: 55 مليار

30% اقتصاد موازي اسود غير مشمول بالنظام الضريبي

 

"حزب اللّه" يلوّح بالفوضى

الياس الزغبي/06 أيار/2019

لم يعد خافياً أن "حزب اللّه"، بدعم من سائر أجنحة "الممانعة"، يخوض حرباً اقتصادية مالية، ليس أقلها الحملة المركزة على مصرف لبنان وحاكمه وعلى القطاع المصرفي، في سعي مكشوف لتعويض شح التمويل الإيراني، والتخفيف من وطأة العقوبات الموجعة.

ولم يتورع اليوم عن التلويح بالفوضى الأمنيّة الشعبية، والدعوة إلى "الثورة"، محرّكاً ألسنته وأقلامه الجاهزة!

 

الراعي الى أفريقيا

الكلمة أونلاين/06 أيار/2019/يغادر البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي يوم الخميس، الى عدد من الدول الأفريقية، حيث سيضع حجر الأساس لكنيسة في نيجيريا ويطلع على اخبار الرعايا.

 

سيارة المطران أغلى من الشقة

الكلمة أولاين/06 أيار/2019/يستغرب كهنة ان تكون قيمة سيارة فاخرة لاحد المطارنة اكثر من ثمن شقة سكنية متوسطة المواصفات، لا سيما في ظل هجرة المسيحيين نتيجة الأوضاع الاقتصادية المتردية.

 

الفرد رياشي: "حذرنا من تشكيل الحكومة لتجنيب الكارثة"

الكلمة أولاين/06 أيار/2019/اعلن الامين العام للمؤتمر الدائم للفدرالية الدكتور الفرد رياشي بأننا حذرنا من تشكيل الحكومة مراراً وتكراراً وذلك في ظل الظروف والمتغيرات من اجل ان يتم العمل على دوزنة الامور... كاشفاً بأن لقاءات واتصالات تمت في حينها مع المراجع المحلية وبالتنسيق مع مراجع مؤثرة من اجل وضع اطر كانت لتوفر وتحيد لبنان عن ما ينتظره... الا ان تجاهل المعنيين وتعنتهم اوصل لبنان الى النفق المجهول... لذلك فقد اصبح الوضع خطيراً واصبحنا بحاجة الى عملية قيصرية بدلاً من الاستمرار بسياسة حقن المورفين..

 

هذه هي "مهمة" أمن الدولة في "الخارجية".. إليكم التفاصيل

علي الحسيني/مستقبل ويب/06 أيار/2019

شكّل دخول قوّة مسلحة تابعة للمديرية العامة لأمن الدولة إلى مبنى وزارة الخارجية اليوم، مادة سجال واستغراب على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، في ظل غياب أي مؤشر للحدث يدلّ على المهمة التي كُلفت بها القوّة التابعة لأمن الدولة وأسبابها خصوصاً عقب معلومات تحدثت عن استجواب القوّة لعدد من الموظفين في الوزارة.  وإذ سارعت وزارة الخارجية إلى التوضيح بأنّ "النائب العام الاستئنافي في بيروت القاضي زياد أبو حيدر كلف ‏‏المديرية العامة لأمن الدولة إجراء التحقيق اللازم في موضوع تسريب ‏مراسلات ديبلوماسية خلافاً للقانون"، شددت مصادر وزارة الخارجية لـ"مستقبل ويب" على أنّ "ما حصل هو أمر قضائي بحت لا يخضع لتأويل جهات لا ترى في الحقائق إلا الجزء الذي يخدمها"، مشيرةً إلى أنّ "ما جرى هو دخول القوّة العسكرية إلى مقر الوزارة بعد طلب من الوزير باسيل بالتحقيق في مجموعة تسريبات كان جرى تزويد جريدة "الأخبار" اللبنانية بها تتعلق بمحادثات أجريت في واشنطن بين نائب رئيس مجلس الوزراء غسان حاصباني ووزير الاقتصاد منصور قطيش مع وفد رسمي أميركي". وكشفت مصادر وزارة الخارجية أن "سفير لبنان في واشنطن غابي عيسى كان قد أرسل لوزير الخارجية محضراً عن لقاء واشنطن، لكن المفاجأة كانت في تسريب المحضر بعد يومين لجريدة "الأخبار" من دون أن يُلحظ فداحة هذا العمل الذي بهزّ صورة لبنان ووزارة الخارجية والسفير عيسى" أمام الجهات الرسمية الدولية. وفي سياق متصل، أفادت معلومات أمنية "مستقبل ويب" أن القوة التابعة لجهاز أمن الدولة التي دخلت مبنى وزارة الخارجية اليوم، استمعت بالفعل إلى إفادات عدد من الموظفين حول واقعة تسريب مراسلات ديبلوماسية، على أن تستمر هذه التحقيقات تنفيذاً للاستنابة القضائية بهذا الخصوص.ورداً على التساؤلات التي تمحورت حول سبب تكليف أمن الدولة بهذه المهمة، يؤكد المعنيون بهذا الملف أنّ ذلك يعود إلى السلطة الاستنسابية للقضاء بتكليف من يراه صاحب الصلاحية في الضابطة العدلية، مع الإشارة إلى أنّ المديرية العامة لأمن الدولة هي جهاز معني بشكل أساس بتأمين أمن الإدارات والمؤسسات العامة.

 

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الاثنين 06/05/2019

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون لبنان"

بعد إضراب موظفي مصرف لبنان والضمان الاجتماعي، إضراب لأساتذة الجامعة اللبنانية ابتداء من اليوم، وكل ذلك نتيجة الكلام من هنا عن المساس بالرواتب والنفي من هناك.. الشائعات تملأ البلد والناس يسمعون ولا يصدقون إلا اذا ما ازداد الضجيج المفتعل.

وقد اكد الوزير الجراح بعد جلسة مجلس الوزراء ان ما يجري تسريبه من معطيات لااساس له من الصحة والاضرابات جرت بناء على معلومات خاطئة داعيا الى عدم الاخذ بالاشاعات.

على اي حال مجلس الوزراء ارجأ البنود الخلافية الى اخر جلساته فارجأ البنود المتعلقة بالمصارف كما ارجأ بند رواتب العسكريين بانتظار اجوبة يقدمها الوزير ابوصعب.

إذا ما هو مطلوب، الهدوء والسكينة والحكومة ضنينة بأبناء البلد والبحث يقود الى ما هو موجع ربما ليس للطبقات الفقيرة وإنما لمن يحمل وزر ما مر من فترات رغد..

كل ما في الأمر أن هناك بحثا في مجلس الوزراء لزيادة الضريبة على الفوائد من سبعة في المئة الى عشرة.. وقد أيد رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي سياسة التقشف التي أوردها وزير المالية..

وفي إضراب موظفي مصرف لبنان اتصالات بين رئيس مجلس الوزراء وحاكم المصرف لإنهاء الإضراب غدا وفق ما سمعه الحاكم من نقابة الموظفين عن جمعية عمومية صباح غد لتقرير فك الإضراب..

وكانت بورصة بيروت قد علقت تسعيرة التداول بسبب اضراب المصرف المركزي..

مجلس الوزراء يواصل جلساته والخميس ستكون جلسة في القصر الجمهوري.

رئيس الجمهورية العماد ميشال عون بحث شؤون العمال وهمومهم مع رئيس الاتحاد العمالي العام بشارة الاسمر واعدا بعلاجات فورية وبلقاء ممثلي العمال قريبا.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون ان بي ان"

ثبت بالوجه الشرعي وعبر بيان مكتوب لمجلس الوزراء أن ما يتم ضخه من شائعات حول بعض بنود الموازنة لا يعدو كونه كلاما بكلام... ولا أساس له من الصحة وبالتالي لا مبرر لتحرك الموظفين على ضوئه.

مجلس الوزراء أرجأ البحث بكل المواد التي تتعلق بموظفي القطاع العام والمؤسسات العامة والعسكريين إلى يوم الجمعة المقبل، وكلف وزيري المالية والدفاع إعداد تقارير حول هذه البنود وإعادة صياغتها على خطين: الوزير علي حسن خليل يعقد اجتماعا مع حاكمية مصرف لبنان والوزير الياس بو صعب يتابع مع قيادة الجيش وذلك وفق قاعدة توحيد الإجراءات والمساواة بين جميع القطاعات الوظيفية.

وفيما كان مجلس الوزراء يعقد جلسته الخامسة لمتابعة درس بنود مشروع الموازنة، قرعت بورصة بيروت جرس الإنذار معلنة تعليق التداول حتى إشعار آخر بسبب عدم إمكانية تنفيذ عملية المقاصة والتسوية في موعدها خلال إضراب موظفي المصرف المركزي الذين يتجهون لتعليق الإضراب، بعد اتصالات سبقتها مذكرة تحذيرية من رئيس الحكومة سعد الحريري إلى موظفي القطاع العام واستخدام القانون في حال الإستمرار في الإضراب طالبا من الهيئات الرقابية ترتيب النتائج القانونية على أنواعها بحق كل مخالف.

أما الكلام المشبوه حول نية وزارة المالية وضع يدها على البنك المركزي، فلا أساس له إلى حد وصفه من قبل الوزير علي حسن خليل بأنه كلام سخيف والهدف منه التغطية على أمور أخرى.

وأعلن خليل في شأن آخر الإصرار على زيادة الضريبة على الفوائد من سبعة إلى عشرة بالمئة كجزء أساسي من ترتيب الموازنة وتوازنها.

ورغم كل الوقائع يتمسك رئيس مجلس النواب نبيه بري بتسيير عجلة الدولة وعدم تعطيلها بما يرتد سلبا على المواطنين، وبحسب رئيس المجلس فإن الأولوية تبقى لإقرار الموازنة في وقت قريب داعيا إلى وقف المزايدات وقال: بمعزل عن كل ما يقال من هنا وهناك فإن ما أعرفه هو أن الموازنة يجب أن تقر لأنها إذا لم تقر في القريب العاجل فأنا أعرف إلى أين سيسير البلد إذا بقينا على هذا الوضع.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون او تي في"

هل الوضع الاقتصادي بخير؟ طبعا لا. هل يمكن أن يتحسن؟ بالطبع نعم، إذا اتخذت الإجراءات المطلوبة، التي باتت معروفة من الجميع. هل الوضع المالي في خطر؟ قطعا لا، والأمر غير خاضع أصلا للنقاش.

هل توقفت شركات استيراد النفط عن استيراد المشتقات النفطية وتوزيعها لمحطات المحروقات؟ أبدا. وهذا ما أكده تجمع الشركات المستوردة للنفط في لبنان، مؤكدا تلبية جميع الطلبات كالعادة.

ما سبق ليس تبسيطا للأمور، بل توضيحا للصورة في بعض مشاهدها، بعد تنظيف الغشاوة التي تسببها موجة الشائعات، غير المستندة إلى واقع، ولا إلى علم وأرقام.

فكل ما في الأمر أن الحكومة تدرس موازنة جديدة، في ضوء توجه تقشفي عام أسبابه الإصلاحية باتت معروفة، وأن القطاعات التي تشعر أن التقشف قد يطالها بشكل أو بآخر، تتحرك، وأن تحركها يصل أحيانا إلى حد الإضراب، ما يؤدي بشكل طبيعي إلى شلل في بعض المرافق، حذر منه رئيس الحكومة اليوم عبر مذكرته التي لفت فيها انتباه الموظفين إلى واجباتهم بمقتضى القانون.

هل سيتغلب لبنان على المحنة؟ لا جواب إلا نعم.

فقبل الانتخابات النبابية قبل عام بالتمام والكمال، في 6 أيار 2018، ثمة من لوح بانهيار سياسي، لكن قانون الانتخابات الذي صحح التمثيل أقر، والانتخابات النيابية جرت، وأول مجلس نيابي بتمثيل صحيح بعد الطائف ولد.

أما بعد 6 أيار 2019، فباب الإصلاح البنيوي سيطرق، والموازنة الجديدة ستقر، والاقتصاد اللبناني سيوضع على سكة الازدهار.

في عيد الشهداء، وعلى عهد ميشال عون، وفي أول أيام شهر رمضان، الإيمان راسخ، والثقة قائمة، والأمل بمستقبل أفضل لا يمكن ان يخيب.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون المستقبل"

رمضان كريم

وكل عام وانتم بخير.

ثمة أمر مريب يجري في طول البلاد وعرضها. كأن هناك من أعطى ضوءا أخضر لما يشبه العصيان المدني، بتحريض الموظفين في القطاع العام وفي الهيئات التابعة للدولة، لإشاعة الفوضى عبر ضخ شائعات تطال مختلف حياة اللبنانيين.

الموازنة على طاولة الحكومة في جلستها الخامسة وبعض موظفي ادارات الدولة على الارض في اضرابات مفتوحة طرحت اسئلة اكثر مما اعطت اجوبة. وقد اكد مجلس الوزراء ان ما يجري تسريبه من معطيات لا اساس لها من الصحة، وهي تسريبات مجتزئة ومضللة للراي العام.

مجلس الوزراء الذي يواصل دراسة الموزانة يوم غد اكد انه بصدد اقرار جملة اصلاحات بنيوية تتطلب اعطاء حوافز واعفاءات، واقرار استثمارات كبيرة وجدية، لتنشيط الاقتصاد ووضعه على سكة النمو. كما اكد حرصه الكامل على استقلالية مصرف لبنان التامة، بصفته سلطة ناظمة للقطاع المصرفي، والمسؤول عن السياسة النقدية في لبنان، وهو لا يرغب تحت اي ذريعة التدخل في قراراته وسياساته من ضمن القوانين المرعية الاجراء واهمها قانون النقد والتسليف.

الموازنة باتت قاب قوسين أو أدنى من اقرارها، ومحاولات دفع البلاد إلى المهوار لن تتفع، لكن اللعب على حافة الهاوية خطير وخطير جدا في ظل اوضاع اقتصادية ومالية صعبها يعيشها لبنان ولا بد من اجراءات وان كانت قاسية لانقاذ الوضع الحالي.

في الوقت نفسه، هناك من يصر على وضع اليد على مؤسسات ناجحة في الدولة، لضرب عملية مكافحة الفساد ومحاولة حماية الفاسدين. وأبرز الهجمات طالت شعبة المعلومات في مؤسسة قوى الأمن الداخلي وهاجمت مديرها العام اللواء عماد عثمان الى حد التلويح باقالته لكن فات هؤلاء ان زمن الهيمنة والتسلط قد ولى.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون ال بي سي"

إشتدي أزمة ... إما تنفرجي وإما تنفجري...

طوال النهار كانت الترجيحات إما انفجار وإما انفراج... يوم طويل من البلبلة والشائعات: بدأ بالليرة وبالدولار وبلغ وضع حاكم مصرف لبنان...

ومع ساعات بعد الظهر انحسرت البلبلة ليبدأ الهجوم المضاد للمعالجات: الترياق جاء من خبر اتصالات بين رئيس الحكومة وحاكم مصرف لبنان، أفضى إلى حلحلة على مستوى تعليق إضراب موظفي مصرف لبنان غدا.

في المقابل كانت النقاشات عميقة وجدية داخل مجلس الوزراء أدت إلى بحث المواضيع ضمن سلة واحدة وضمن معايير موحدة تتعلق بالرواتب. فعلى سبيل المثال لا الحصر: لا رفع للضرائب على الفوائد قبل البت بمسألة توحيد معايير الرواتب وعدد الشهور التي تدفع الرواتب على أساسها... ولا إقرار للإجراءات على مستوى القطاع المصرفي إلا في موازاة معالجة تعدد المعايير في القطاع العام...

وفي المحصلة فإن الإتفاق هو على تلازم الإجراءات في القطاع الخاص مع الإجراءات في القطاع العام، وإلا تكون الضرائب على القطاع الخاص بمثابة تمويل الفساد في القطاع العام...

قطوع آخر تجاوزه مجلس الوزراء من خلال الاستغناء عن المادة ستين من مشروع قانون الموازنة التي أثارت مخاوف بالنسبة إلى استقلالية مصرف لبنان، فنجا مصرف لبنان من ا لانعكاسات السلبية، ونجا القطاع المالي من مخاوف كبرت صباحا وانحسرت عصرا.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون الجديد"

تسعير البلد بلغ اليوم أعلى معدلاته في أخطر محاولة من نوعها لضرب الأمن المالي الذي ظل صامدا مستقرا منذ خمسة وعشرين عاما، فعلى توقيت السادس من أيار عام اثنين وتسعين، يوم انقلبت البلاد إلى غبار ودواليب حارقة ودبرت ثورة للجوع وتأججت مضاربات مفتعلة لإسقاط حكومة الرئيس عمر كرامي ووصول الرئيس رفيق الحريري منقذا.

جاء السادس من أيار ألفين وتسعة عشر ليستعيد "غبرة" الأيام وينشر شائعات طاولت أمنا ماليا اقتصاديا ومصارف جارية وبنكا مركزيا واستقرار الليرة، وبثت حالات رعب بين الناس، وصلت حد تخويفهم من ارتفاع قد يبلغه الدولار أمام الليرة ودواليب عام اثنين وتسعين بدلت إطاراتها بالصرافين اليوم، والذين تلاعبوا وضغطوا ونشروا الرعب وذلك بالتزامن مع إضراب موظفي المصرف المركزي، احتجاجا على مقترحات في الموازنة العامة بتقليص مزاياهم، لكنهم أبدوا استعدادهم لاتخاذ قرار يخفف الضغوط الناجمة عن الخطوة هذا الإضراب دفع بورصة بيروت إلى وقف التداول حتى إشعار آخر لعدم إمكان تنفيذ عمليات المقاصة والتسوية في موعدها.

وغدا يحسم موظفو المركزي إضرابهم باتجاه العودة عنه بعد الحصول على ضمانات، جاءت استجابة لمطالبهم من رئيسي الجمهورية والحكومةن وقد اتصل الرئيس سعد الحريري بحاكم مصرف لبنان رياض سلامة، واعدا بالمعالجة لكن اتصاله سبقه تحذير لافت اتخذ شكل مذكرة إدارية، تحظر على الموظف أن يضرب عن العمل أو أن يحرض غيره على الإضراب تحت طائلة الملاحقة، وتبنى مجلس الوزراء هذه المذكرة داعيا الموظفين إلى لتزامها والى عدم الاخذ بالشعائات، معلنا أن ما يجري تسريبه من معطيات لا أساس له من الصحة ولا يخدم المصلحة العامة لكن يدا فالتة من أي ضوابط كانت تواصل اللعب بالسوق على جبهتي الليرة والمحروقات التي دخلت البورصة وبدأ الحديث الكاذب عن نقص الكميات وعدم عدالة في التوزيع فمن يضرب بيد من نار؟ ومن يطلق شعائات أخطر على لبنان من الصواريخ .؟

وأيا كانت الاعتراضات فإن المصارف تعد رافعة لبنان المالية الاقتصادية والبنك المركزي، أضرب موظفوه أم فكوا إضرابهم فهو يشكل محفظة الأمان لوطن كثير الخضات وقياسا على تحجيم الشائعات، فلا انهيار اقتصاديا في لبنان بل انهيار سياسي ساهم فيه حاكمو هذا البلد وعجز السياسيين عن تطبيق مقررات سيدر لا يضاهيه سوى عجزها عن اقرار موازنة بقطع حساب سنة على سيدر واكثر من ثلاثة أشهر على تشكيل الحكومة وما زالت الادارة تخضع لاهواء السوق السياسية .

تارة يأتون بموظفي المحسوبيات وطورا بتجميد الاجور ساعة بمساهمة المصارف وأخرى بإزالة الالتباس مع هذه المصارف. كل حزب يجر وراءه كتلة من الموظفين، يتعامل مع مالية الدولة واموال الناس واقتصاد البلد كمن يتعامل مع رهينة قيد التصفية اذا لم يستحصل على فدية في المقابل.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون ام تي في"

رمضان مبارك كل القطاعات المستهدفة بالتدابير التقشفية دخلت في اضراب نوعي، نادر بشموليته اصاب البلاد بشلل كامل والسبب انه ومن كثرة ما سلكت الحكومة مسالك غير مهنية، وخلطت بين الواقعي والسجالي ومن كثرة ما استسهلت ردود فعل الناس واعتبرت انها قادرة على امرار ما تشاء زجت بنفسها في روضة في غنى عنها ولا ينفع بشيء ان تتهرب الحكومة من مسؤوليتها بوصفها ما يحصل من ردات فعل شعبية وقطاعية لانها مبنية على تسربيات وشائعات.

وسط الازمة يكبر القلق وتكثر الاسئلة اولها هل تسلك الحكومة طريق المواجهة او تنعطف بإتجاه الحلول العلمية فتغذي خزائنها من حيث يوجد المال اي من مربعات الفساد الرسمي والمافياوي وهل تعرف العنوان والسؤال الثاني لماذا استهداف المصارف الان واستطرادا لماذا استهداف حاكم مصرف لبنان من قبل مرجعيات مؤثرة دأبت في الاونة الاخيرة على استخدام خطاب سيساسي واعلامي نكهتهما انتقامية اكثر منها اصلاحية. وهذه المرجعيات تعلم ان تداعيات هجماتها اشد تدميرا من حرب تموز 2006.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون المنار"

لم تهدأ بورصة الشائعات المقصودة، ولم تستقر حدة التكهنات الممجوجة، حتى تخطت رسائلها الخطوط الحمر، فطالت الاستقرار النقدي في البلاد..

توقفت البورصة حماية لحقوق المستثمرين كما جاء في بيان المعنيين، وتركزت الانظار على موظفي البنك المركزي الذين اثبتوا انهم ومركزهم قادرون على شل البلد متى ارادوا ان يبثوا رسائل باكثر من اتجاه، وان كان اتجاههم الى فك الاضراب منعا لمزيد من الاضرار كما اوحى بيانهم الذي اخرجوه بعد لقاء الحاكم، وبعد ان اتموا المهمة.

اما مجلس الوزراء فلم يتم مهمته باخراج الموازنة بعد ان مدد النقاش بها الى مزيد من الجلسات، واستبعد عن جلسة اليوم البنود الخلافية لا سيما تلك المتعلقة بالمادة ستين التي تعني موظفي البنك المركزي..

لكن الحركة الاعتراضية لم تتركز على مصرف لبنان ومتفرعاته، فالجامعة اللبنانية في اضراب مفتوح بامر من اساتذتها وادارتها، والضمان ايضا رفع الصوت حفاظا على ما سماه موظفوه الحقوق المكتسبة.

اليس من حق المواطن ان يعرف من اوصل البلاد الى هذا المشهد المشظى؟ اليست السياسات الحكومية وعدم وحدة المعايير الوظيفية ؟ فضلا عن السياسات التي رهنت البلاد والعباد لمن ملأ فراغ الدولة المقصود، فبات يتحكم بمسارها.

الخلاصة الا يستهدف احد البنك المركزي ولا الموظفين قال وزير المال علي حسن خليل، اما زيادة الضريبة على الفوائد فنصر عليها وهي جزء أساسي من ترتيب الموازنة وتوازنها.

وعلى اساس انقاذ البلد ابدى حزب الله الجاهزية للتعاون الى ابعد حد لحل الازمة الاقتصادية كما قال رئيس المجلس التنفيذي السيد هاشم صفي الدين، بل مستعدون للتضحية من اجل ان يستقيم الوضع الاقتصادي، وليس لاعادة التجربة السيئة كما قال.

الى التجربة المشرقة التي رسمتها المقاومة الفلسطينية بعد جولة العدوان الصهيوني الجديدة، فقد اثبت الفلسطينيون انهم قادرون على صنع المعادلات وان غلت التضحيات، ففرضوا على المحتل تهدئة بشروطهم مرسومة بمدى صواريخهم وحكمتهم في ادارة المعركة التي انهوها بقاعدة " وان عدتم عدنا".

 

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الاثنين في 6 ايار 2019

النهار

هزّة قضائية جديدة في الأفق جنوبا قد تطال قاضٍ في مركز حساس.

لوحظ أن مشيخة عقل طائفة الموحدين الدروز أرسلت ممثلا عنها إلى احتفال الذكرى لأحد قادة "حزب الله" مستبقة ‏لقاء المصالحة بين الحزب والاشتراكي.

للمرة الأولى تغيب أندية مسيحية في الموسم المقبل عند أبرز لعبة رياضية شعبية ما يطرح الأسئلة حول الظروف ‏التي أوصلتها إلى هذه الحال بعد تاريخ عريق في البطولات.

البناء

ترصد الأوساط الإقليمية والدولية المواقف والتعليقات الصادرة من كلّ من موسكو وواشنطن بعد الاتصال الهاتفي ‏المطوّل بين الرئيسين الأميركي دونالد ترامب والروسي فلاديمير بوتين، خصوصاً بعد الإعلان الرسمي عنه وعن ‏مواضيعه ومدّته التي بلغت ساعة ونصف الساعة، وجاء التعليق الأول بتغريدة للرئيس ترامب قال فيها "مكالمة جيدة ‏جداً مع الرئيس الروسي بوتين، هناك إمكانيات ضخمة لعلاقات جيدة ممتازة مع روسيا، رغم ما تقرأونه وترونه في ‏إعلام الأخبار الكاذبة"…

الجمهورية

لوحظ أن مرجعا بارزا التقى إستثنائيا ومن غير جدول مواعيده شخصية إقتصادية للإطالع منها على بعض الأرقام ‏المتعلقة بالوضعين النقدي والإقتصادي.

أبدى مرجع سياسي غضبه من الإضرابات الحاصلة في بعض المرافق العامة وما تسببه من خسائر وأوصل رسالة ‏لمن يهمه الأمر.

توقفت أكثر من جهة سياسية عند تعبير استخدمه مرجع روحي للمرة الأولى، ويطال قطاعا حيويا في لبنان.

اللواء

تردد أن وزيراً نافذاً وراء تسعير الخلاف بين جهة قضائية ومسؤول أمني، بهدف إحراج الأخير وإخراجه من منصبه!

تضاربت مواعيد زيارة زحلة بين الوزير جبران باسيل ورئيس القوات اللبنانية سمير جعجع في نهاية الأسبوع، فكان ‏أن نقل باسيل جولته إلى بلاد جبيل في اللحظة الأخيرة!

يُعيق التوتر الصامت، الذي يحيط بعلاقات الرؤساء الثلاثة، جهود التوصل إلى الحلول الناجعة للأزمات التي يتخبّط ‏فيها لبنان وأوصلته إلى شفير الانهيار

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

البيان الإسبوعي للقاء سيدة الجبل

06 أيار 2019

عقد "لقاء سيدة الجبل" اجتماعه الأسبوعي في مكاتبه في الأشرفية بحضور السيدات والسادة اسعد بشارة، انطوان قسيس، ايلي الحاج، ايلي قصيفي، بهجت سلامه، بيار عقل، توفيق كسبار، حسين عطايا، ربى كبارة، سامي شمعون، سعد كيوان، سناء الجاك، طوني الخواجه، طوني حبيب، غسان مغبغب، فارس سعيد، كمال الذوقي، محمد سلام، مياد حيدر، وأصدر البيان التالي:

يستذكر "لقاء سيدة الجبل" أحداث 7 أيار 2008 من أجل استخلاص العبر والمعاني، والاضاءة على ما أنتجت من انعكاسات سياسية ودستورية ومعنوية على مستوى لبنان.

في 7 أيار 2008 استخدم حزب الله سلاحه في الداخل اللبناني واجتاح بيروت العاصمة وحاول اجتياح الجبل منفذاً انقلاباً موصوفاً على الحياة السياسية السلمية والسلم الأهلي.

لقد استخدم الحزب القوة من خارج القوى المسلّحة الشرعية ومن خارج الدستور والقانون. إنه انقلاب بدأ بـ 7أيار 2008 وانتهى من خلال "التسوية" التي أتت بالعماد عون رئيساً وأدّت إلى انتخاب مجلس موالٍ للحزب وحكومة تعمل ضمن الأطر التي يرسمها لها حزب الله.

شكّلت مداخلة السيد حسن نصرالله الأخيرة، حول ضرورة مساهمة القطاع المصرفي اللبناني في الحلّ الاقتصادي، المرحلة الأخيرة للإطباق ليس فقط على السياسة في لبنان إنما أيضاً على الاقتصاد، من خلال انطلاق حملة مبرمجة ومدبّرة على المصارف لاستخدام القطاع المصرفي في معركة ايران لمواجهة العقوبات الاميركية عليها. إن دعوة المصارف للمساهمة في الحلّ تأتي أولاً من مسؤوليتها عبر توجيهات مصرف لبنان وثانياً عبر تنفيذ سياسة الحكومة، وليس بناءً على توجيهات حزبٍ عاجزٍ حتى عن فتح حساب مصرفي باسمه.

يدعو "لقاء سيدة الجبل" حزب الكتائب اللبنانية، كونه خارج "التسوية"، وسائر القوى السياسية والمدنية التي هي أيضاً خارج هذه "التسوية" إلى بناء جبهة إنقاذ وطنية قبل فوات الأوان.

 

دعوة للتغطية الاعلامية

60 أيار 2019/يدعو "لقاء سيدة الجبل" و"لقاء المبادرة الوطنية" و"التجمّع اللبناني" إلى مؤتمر صحفي يعقد بمناسبة الذكرى الحادية عشر لاجتياح حزب الله لبيروت في 7 أيار 2008.

وذلك في مكاتب مركز Politica في الأشرفية يوم غد الثلاثاء في 7 أيار 2019 عند الساعة الثانية من بعد الظهر.

نشكر تعاونكم

نأمل حضوركم للتغطية

 

إضراب مصرف لبنان يثير بلبلة... والحريري يحذّر الموظّفين الحكوميين

بيروت/الشرق الأوسط/06 أيار/2019/فيما كانت الحكومة اللبنانية تعقد اليوم (الإثنين) جلسة أخرى لدرس بنود مشروع ميزانية العام 2019 الذي يكاد ينقضي نصفه، كان عدد من القطاعات ينفّذ إضراباً جعل الحركة الاقتصادية في البلاد تضطرب بقوّة، خصوصاً أن التوقف عن العمل استمر في مصرف لبنان (المركزي) منذ يوم السبت. وبعد تعطّل غرفة المقاصّة وإغلاق البورصة وبلبلة في عمل المصارف الخاصة، أعلنت نقابة موظفي البنك المركزي بعد اجتماع مع حاكمه رياض سلامة، ان النقابة ستعقد جمعية عمومية صباح غد (الثلاثاء)، على ان تتخذ قرارها بإنهاء الإضراب أو الاستمرار فيه استنادا إلى المعطيات التي ستتوافر لديها عما ستؤول إليه القرارات الحكومية حيال البنود المتعلقة بموظفي المصرف في مشروع الميزانية. في غضون ذلك، أضرب موظفو الضمان الاجتماعي بدورهم احتجاجاً على ما يقال عن نية المساس بأجورهم ومستحقّاتهم في موازنة يفترض أن تكون تقشفية وتخفض العجز في المالية العامة. وكذلك لم يعمل مرفأ بيوت إلا بنصف طاقته، علماً أن هذا المرفق حيوي جداً في الدورة الاقتصادية في لبنان. وكان لافتاً إصدار رئيس الوزراء سعد الحريري مذكرة حذّر فيها الموظفّين الحكوميين من الاستمرار في الإضرابات، لافتاً إلى أن قانون الوظيفة العامة يوجب "على الموظف أن يستوحي في عمله المصلحة العامة دون سواها وأن يسهر على تطبيق القوانين والأنظمة النافذة من دون أي تجاوز أو مخالفة أو إهمال"، و"يحظر الإضراب والتحريض عليه". وبناء عليه، طلب الحريري من كل الإدارات الرسمية والهيئات الرقابية "تنفيذ المبادئ والنصوص... وترتيب النتائج القانونية على أنواعها بحق المخالفين".

 

لقاء الحريري-سلامة: إرجاء أزمة مصرف لبنان إلى يوم الجمعة

المدن - اقتصاد | الثلاثاء 07/05/2019/أفضَت الاتصالات بين رئيس الحكومة سعد الحريري وحاكم مصرف لبنان رياض سلامة، يوم الإثنين 6 أيار، بعد اللقاء الذي جمع مجلس نقابة موظفي مصرف لبنان مع سلامة، إلى تليين موقف الموظفين، وإقناعهم بفك إضرابهم الهادف إلى "شطب بنود مشروع الموازنة المتعلقة بمصرف لبنان". وتشير مصادر متابعة للملف في حديث لـ"المدن"، إلى أن الحريري وسلامة بحثا في الأزمة المتعلقة بالبند رقم 49 من مشروع الموازنة، والذي يتحدث عن المؤسسات العامة، التي يجب أن تخضع لموازنة وزارة المال. إذ أن الوزير علي حسن خليل كان قد ألحَق مصرف لبنان وأوجيرو والريجي والضمان الإجتماعي ومرفأ بيروت... بمفاعيل البند 49. وعليه، فإن الاتفاق بين الحريري وسلامة، بالتوازي مع قبول خليل، أرجأ الأزمة إلى يوم الجمعة 10 أيار، حين من المتوقع إجراء نقاش مستفيض حول موضوع موظفي مصرف لبنان، والجهات المعنية بالبند 49، على أن يكون محور النقاش المساواة بين كل الموظفين، وعلى أساس إعطائهم رواتب عن 12 شهراً وليس 16 شهراً، ما يعني حكماً تخفيض عدد الأشهر التي يستفيد منها موظفو مصرف لبنان وغيره.

 

لبنان على شفا انفجار داخلي بعد فقدان الثقة بمؤسسات الدولة

العرب/07 أيار/2019

إضراب موظفي مصرف لبنان يؤثر بشكل مباشر على التعامل بالليرة اللبنانية والنشاط المصرفي للبلاد.

بيروت - بدا لبنان الاثنين على شفا انفجار داخلي كبير ذي طابع اجتماعي بعد تدهور الوضع الاقتصادي إلى حدّ حمل بورصة العاصمة اللبنانية على تعليق نشاطها “إلى إشعار آخر”. وحملت التطورات الداخلية المتسارعة رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري على إصدار قرار يقضي بمنع التظاهرات في ظلّ فقدان المواطنين الثقة بالدولة ومؤسساتها. وكان من بين أبرز التطورات التي عكست اتساع رقعة التدهور الاقتصادي وفقدان الثقة بالمؤسسات إضراب موظفي مصرف لبنان احتجاجا على إمكان خفض رواتبهم في ضوء إجراءات التقشف التي اعتمدت في مشروع الموازنة الجديدة. ويؤثر هذا الإضراب بشكل مباشر على التعامل بالليرة اللبنانية وعلى كل النشاط المصرفي في بلد يعتبر هذا القطاع العمود الفقري لاقتصاده. ورأت أوساط سياسية لبنانية أن الخطاب الأخير لحسن نصرالله الأمين العام لحزب الله، الذي وجه فيه انتقادات إلى المصارف اللبنانية، كما دعاها إلى المساهمة مباشرة في خفض العجز في الموازنة، لعب دوره في تدهور الوضع في البلد. ولاحظت هذه الأوساط أنّ هذا التدهور يأتي على خلفية تشديد العقوبات الأميركية على إيران وحزب الله ومخاوف من أن تلجأ إيران إلى استخدام الحزب في تفجير الوضع الداخلي في لبنان في سياق إظهارها القدرة على استخدام أوراقها في المنطقة.

وأوضحت أن إيران تريد، من خلال إمساكها بالورقة اللبنانية، القول للإدارة الأميركية إن لديها القدرة على خلق حال من عدم الاستقرار في غير بلد عربي في حال منعها من تصدير نفطها. وتناقش الحكومة اللبنانية المثقلة بأحد أكبر أعباء الديون العامة في العالم مسودة الموازنة للعام 2019 التي قال رئيس الوزراء إنها قد تكون الأشد تقشفا في تاريخ البلاد. وحذر رئيس الوزراء سعد الحريري في بيان من عواقب قانونية على المضربين الذين يعرضون العمل بمؤسسات الدولة للخطر. وأصدر الحريري مذكرة إدارية طلب فيها من الإدارات الرسمية والهيئات الرقابية تنفيذ القوانين والأنظمة التي تحظر على الموظفين الإضراب عن العمل. وأشار بيان صادر عن المكتب الإعلامي لرئيس الحكومة إلى إصدار مذكرة إدارية تطلب من “الإدارات الرسمية كافة وجميع الهيئات الرقابية تنفيذ القوانين والأنظمة النافذة التي تؤمّن استمرار عمل السلطات وسير المرافق العامة، والحؤول دون شلها أو تعطيلها، والتي تحظر على الموظف أن يضرب عن العمل أو يحرض على الإضراب”. ولفتت المذكرة إلى مادة قانونية “تحظر على الموظف أن يقوم بأي عمل تمنعه القوانين والأنظمة النافذة، وتحظر أيضا على الموظف أن يضرب عن العمل أو يحرض غيره على الإضراب”. وكان اتحاد النقابات العمالية للمؤسسات العامة والمصالح المستقلة، ونقابة مستخدمي الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي، قد أعلنا الاستمرار في الإضراب الذي بدآه منذ الثاني من مايو الحالي، كما أعلن مجلس نقابة موظفي مصرف لبنان المركزي الاستمرار في الإضراب الذي بدأ منذ الثالث من الشهر الجاري احتجاجا على المساس برواتبهم وحقوقهم في موازنة عام 2019.

 

سقوط اربع جرحى من أل عربيد اثر اشكال في الشويفات وبيان استنكار واستهجان من العائلة

06 أيار/2019/حصل اشكال فردي امس في الشويفات ادى الى سقوط اربع جرحى من ال عربيد  الذي حملوا المجلس البلدي ورئيسه المسؤولية

بيان رفض واستنكار واستهجان من عائلة آل عربيد!...

تمادت عقول الجريمة والإنحطاط الأخلاقيّ في مدينة الشّويفات، حتّى أضحى الواقع يرسم بؤر مناداة الإسفاف ورسم خارطة اللامسؤوليّة الهدّامة، الّتي يعتمدها البعض في التّعامل مع الآخر ضمن المدينة الّتي نعشق ونحب...

لذا، نحيط أبناء مدينتنا الشّويفات بصرخةٍ من أعماق الألم والمعاناة، وبنبضٍٍ يحاكي تحميل المسؤوليّة لِمَ يجري في المدينة من انتهاكٍ للكراماتِ والقيم والأعراض، من خلال المشاكل الّتي تحصل بشكلٍ متقطّعٍ وعنوانها الدّائم الرّصاص تلوَ الرصاص، وما ينتج عنه من سفكٍ للدماء البريئة على يد من لا يدركون الحياة ولا يستحقونها في آنٍ!.. لقد أضحى الإجرام عنوانهم، والشتيمة لغتهم، والتشبيح عملهم، والإهانة مهنتهم، والسرقة من ضمن مضمونهم، والمخدّرات من عاداتهم، وهذا ما حصل بالأمس مع بعض أفراد عائلتنا الكريمة. عندما تعرّض بعض الشّباب والشّابات إلى اعتداءٍ سافرٍ من قبل ثلاثةٍ من موظفي الحرس في بلديّة مدينة الشّويفات. ممّا أدّى إلى جروحٍ خطيرةٍ وعميقةٍ، استدعت نقلهم للمستشفى وإجراء العمليّات الطبيّة الّلازمة من استئصالٍ للرصاص وبعض العمليّات العلاجيّة المتنوّعة...

هنا نسأل روّاد القرار الأمنيّ والوزاريّ والبلديّ والوطنيّ وغيرهم: هل يعقل أن تحصل هذه الجريمة النكراء ولا يتم توقيف الجناة حتّى لحظة إعداد هذا البيان؟!!!.. وهل أضحت مدينة الشّويفات مدينة مستباحة من بعض الزمر الخارجة عن القانون؟!!!.. .هل المطلوب مواجهة الرصاص بالرصاص، والدماء بالدماء، داخل مدينةٍ أحبّها أهلها وسكّانها الشرفاء واستملكتها عقول الإجرام؟!!!.. وهل استسلم روّاد القرار لهذا الواقع الإنحداريّ الهدّام؟!!!...

لذا، تحمّل عائلة آل عربيد المسؤوليّة المباشرة والكاملة في هذا الإشكال الفرديّ الأخير، بلديّة مدينة الشويفات ومجلسها البلديّ ورئيسها، لطالما من تعرّض للشّباب والشّابات هم من حرس بلديّة مدينة الشّويفات، وواجبهم حماية ابناء المدينة وسكّانها وليس العكس!...

من هنا، نطالب الأجهزة الأمنية بالقبض على الجناة وتسليمهم للعدالة بأسرع وقتٍ ممكنٍ، كما نطالب بلديّة مدينة الشّويفات بشخص رئيسها ومجلسها البلديّ أخذ القرار الموجب والمناسب من خلال طرد هؤلاء المعتدين من وظائفهم العامة، حمايةً لأبناء الشّويفات ولكلّ جسمها المنتهك!...

ختاماً، ندعو كلّ أبناء المدينة إلى مواجهة هذا الواقع المُزري والمُدان، كي نستحقّ هذه المدينة المتنوّرة بالوطنيّة والإنسانيّة والقيم الحقيقيّة، ونمنع وجوه العهر من السيطرة على جمال هذه المدينة العاشقة للحياة...

 آل عربيد...

 

لماذا توقف السيد صادق الموسوي عن مهاجمة حزب الله؟

 يوسف العجمي/جنوبية/06 أيار/2019

المحقق السيد صادق الموسوي هو نجل المرجع الديني المرحوم السيد محمد باقر الموسوي الشيرازي والأخير هو من علماء مدينة مشهد المقدسة الإيرانية ونجل المرجع الراحل السيد عبد الله الموسوي الشيرازي، والأخير بدوره كان مقيماً في النجف الأشرف وانتقل بعدها إلى مدينة مشهد المقدسة وأسس العديد من الحوزات والحسينيات والمكتبات بين النجف الأشرف ومشهد المقدسة وأشهر مؤسساته : " حسينية آية الله العظمى الشيرازي " الواقعة جوار الحرم الرضوي في مدينة مشهد المقدسة. والسيد عبد الله هو من أساتذة المرجع الراحل السيد محمد حسين فضل الله في أثناء دراسة الأخير في النجف الأشرف.

وقد جاء ولده السيد محمد باقر إلى بيروت مرة قادماً من مشهد فدمشق فبيروت ليؤدي واجب العزاء بوفاة والدة الدكتور الشيخ إبراهيم العاملي خطيب المجالس الحسينية في العديد من دول العالم حيث رافقه إلى بيت الدكتور العاملي حفيده الذي هو ابن السيد صادق وهو من الطلاب المعممين في قم المقدسة حالياً.

والسيد صادق كان في مرحلة ما فاعلاً ومجاهداً في سلك الحرس  الثوري الإيراني حينما قدم إلى لبنان وانطلق في العمل السياسي والعسكري تحت لواء حرس الثورة في لبنان بعد أن تزوج بكريمة آل شمص وأنجب منها أولاده وبقي على وفاق مع أركان الحالة الإسلامية في لبنان وبالخصوص حزب الله إلى أن أطلق ما يسمى : ” الحركة الإسلامية في لبنان ” مقابل الثورة الإسلامية في لبنان التي أطلقها حزب الله وبدأ السيد صادق يتسابق هو وحزب الله على إعلان الجمهورية الإسلامية في لبنان يومها  بالشعارات والمساعي والمطبوعات المثيرة للجدل الداخلي والخارجي في كل الدوائر.

فقام السيد صادق بتوزيع منشور في كل لبنان يومها يقترح فيه نفسه مع ثلاثة شخصيات دينية أخرى لرئاسة الجمهورية الإسلامية في لبنان والأشخاص الثلاثة الآخرين كان منهم السيد محمد حسين فضل الله الذي رفض ذلك بقوة، وخلق رفضه إرباكاً لحزب الله الذي كان يعتبر السيد فضل الله مرشده الروحي ويتلطَّى بعمامته ومواقفه عند كل شدة في مواجهة أقوياء الساحة الشيعية الآخرين كالشيخ محمد مهدي شمس الدين ونظرائه.

وعلى أثر هذه المنافسة بين السيد صادق وحزب الله استطاع السيد صادق الاستئثار ببعض مصادر التمويل الإيرانية لقربه من القيادة الإيرانية بوصفه إيرانياً بالدرجة  الأولى وثورياً بالدرجة الثانية ولكون أسرته لها  تاريخها العلمي والحوزوي بالدرجة الثالثة وله خدماته العديدة لإيران في لبنان في إطار عمل الحرس الثوري خصوصاً في منطقة البقاع اللبناني بالدرجة الرابعة، وهذا الاستئثار بمصادر التمويل الإيرانية دفع حزب الله لتهمة السيد صادق أنه يُغرِّد خارج السرب فانطلقت حرب دعائية وميدانية ضده دفعت لمحاربة كل من يعمل تحت لواء الحركة الإسلامية في لبنان وفي كل المساجد والمناطق اللبنانية وقد اعتدي على بعض هؤلاء بالضرب في منطقة الأوزاعي وغيرها من المناطق، فكان رد السيد صادق برفع أمره للقيادة الإيرانية التي لزمت الصمت حياله للحيثيات التي ذكرناها. فما كان منه إلا أن بدأ سلسلة من الهجمات المنظمة ضد حزب الله عبر الإعلام وبالخصوص عبر عشرات المقالات في مجلة الشراع اللبنانية مستهدفاً قيادة الحزب ورموزها وسياسات الحزب جميعاً، وبدأ السيد صادق بتحريك المخالفين للحزب بالسياسة من علماء دين شيعة وغير علماء وذلك لنشر مقالات مشابهة في المجلة المذكورة وغيرها.

واستمر على هذا المنوال أكثر من خمس عشرة سنة إلى أن فجأة سكت عن ذلك والتزم إدارة حسينية جده في مدينة مشهد بعد أن غاب لسنوات عن الأنظار بحثاً عن مصادر علمية في مكتبات العالم لتوسعة موسوعته: ” تمام نهج البلاغة ” التي تعتبر من أهم مستدركات كتاب: ” نهج البلاغة ” للشريف الرضي، وقد تمكن السيد صادق من إيصال كتابه هذا إلى ” بان كي مون ” رئيس هيئة الأمم المتحدة حيث سلمه كتابه هذا ووضعت نسخة منه في مكتبة الأمم المتحدة، كما تمكن السيد صادق من إيصال كتابه هذا لقيادات كبرى في الأحزاب التركية وعقدت لتسليمه الكتاب هناك مهرجانات حاشدة بدعم إيراني وقد تمكن الإيرانيون من إشغاله عن حزب الله بمسؤولية إدارة حسينية جده وتعزيز ترويج مستدركه على كتاب : ” نهج البلاغة “. ونجح حزب الله بتأثيره على القيادة الإيرانية من تحييد السيد صادق عن الساحة اللبنانية وبتوقيف وإسكات انتقاداته النارية لأداء الحزب السياسي، هذه الانتقادات التي كانت في مرحلة ما هي الشغل الشاغل لكل القوى المعارضة لسياسات حزب الله في الوسط الشيعي. ولهذا سكت السيد صادق الموسوي عن مهاجمة حزب الله …

 

 المردة» ممتعض من تكريم حزب الله لباسيل…«لا وعد بالرئاسة»

 أحمد شنطف/جنوبية/06 أيار/2019 

لا تزال "هدية" حزب الله للوزير "المقاوم" جبران باسيل تلقى ردود أفعال وتعليقات شعبية ساخرة، إلا أن هذا الحدث يستوجب الوقوف عنده وعدم اعتباره زيارة عابرة انتهت بتحول "قذيفة" الحزب الى مزهرية للورود الباسيلية. وبعيداً عن التعليقات الساخرة من جهة، والمستهجنة لنوعية هدايا الحزب من جهة أخرى، لوحظ أن جمهور “المردة” هو الأكثر انزعاجاً من حفاوة استقبال حزب الله لوزير الخارجية جبران باسيل والتسميات والألقاب التي اسبغها عليه وبالهدية ـ القذيفة التي تلقاها من الحزب، وذلك لأن جمهور المردة كان يعوّل على وفاء الحزب لزعيمه سليمان فرنجية في الإنتخابات الرئاسية المقبلة، في ظل الصراع على حظوة المرتبة الأولى لدى حزب الله من قبل الطرفين. إلا أن هذه الزيارة أطلقت جرس الإنذار في الساحة الزغرتاوية، في ظل صمت وعدم تعليق من المردة كحزب وكمسؤولين، لكن الجمهور لم يستسغ الزيارة، لا سيما على مواقع التواصل الإجتماعي، حيث كتب الناشط بيار حشاش، أحد أبرز مناصري المردة، عبر تويتر سلسلة تغريدات تناولت موضوع الزيارة، وقال: “مع محبتي وتقديىي لحزب الله وجمهوره، المشكلة انو قسم من جمهور حزب الله ما عم يفهم انو تموقع التيار الوطني الحر ما إلو علاقة بالمقاومة وإسرائيل أو ب٨ و١٤ القصة متعلقة بالمصلحة وبالتضارب بالفايدة والضرر بالحق والباطل بالخير والشر، شو خص ١٤و٨ ما مبارح كان رأيو بإسرائيل معتدل”. وأضاف في تغريدة أخرى مهاجماً جمهور الحزب: “جمهور حزب الله أعمى أطرش أخرس أو شو ؟ مينو هيدا لي ما حدا سامع بالي خلفو لي مبهور بذكاء باسيل وفقعو صاروخ طولو … شو بيشتغل شو رتبتو بالحزب شو موقعوا كل واحد قاري باسيل بيكون من حجمو وأقل واذا عن جد هيدا رأي الحزب بباسيل انا طارق شندب”. وختم منتقداً المسؤول في حزب الله الذي أهدى باسيل القذيفة حيث قال: “هيدا لي قال منو شايف اذكى من جبران باسيل يطلع ٢٠ متر برات زاروب البيت قبل ما يخلعنا هيك تصاريح باسم نص البلد، ويهديه صواريخ ويحطلو ياهن بالخزانة بالدروسوار او مطرح ما بدو بس شو خص الذكا بالاحتيال عفواً جرب مرة أخرى”. أما الناشط في المردة سلمان بو نعمة فنشر صورة تهكمية حوّل بها القذيفة الى علبة حمص وكتب فوقها: “الصورة الحقيقية” الأكثر تعبيراً، وسأل في تغريدة أخرى: “شو مفهوم الوزير المقاوم ؟”.

الغيرة” وكرسي الرئاسة

يتعامل اقطاب وأحزاب الممانعة، لا سيما المسيحيين منهم، مع حزب الله باعتباره “كبير العائلة”، ويتنافسون فيما بينهم لكسب رضاه، ليحجز الفائز الأكبر بهذا الرضا الود كرسي الرئاسة في بعبدا. ويقابل حزب الله الغزل بالغزل لكل من يتقرب منه اكثر من حلفائه، ودائماً ما يردد أمين عامه حسن نصرالله أن “سليمان فرنجية عين وميشال عون عين”، وبالتالي تنشط لهجة الفخر كل ما زادت العين حاجباً لصالح أحد القطبين، وتبدأ تغريدات “الغيرة” من القطب الآخر. في هذا الشأن، بدأ الحديث عن فترة الرئاسة المقبلة يزداد، وفي معلومات لجنوبية من جلسة خاصة مع مسؤول رفيع المستوى، اعتبر أن التنافس الثنائي بين باسيل وفرنجية قد لا يوصل أحداً منهما الى بعبدا إذا لعبت التوازنات الخارجية دوراً مغايراً عن ما كان الوضع عليه في مرحلة التسوية الأخيرة. وأشار الى أنه بعد فترة الرئيس ميشال عون، ستنزل أسهم باسيل لأن كل ما نراه اليوم ونسمعه هو من صنع عون وليس باسيل كما يظن البعض، فباسيل هو الواجهة فقط. أما عن الحظوظ ربطاً بوعود الحزب، فاعتبر أن لا خوف على حزب الله اذ ان بإمكانه تغيير أقواله بطريقة معينة عندما يرى مصلحته في مكان آخر، فمثلاً عندما كانت مصلحته في عدم انتخاب رئيس تمسك بورقة عون، واليوم اذا كانت مصلحته بالقفز فوق وعده لفرنجية فمن الممكن أن يقول أن الغالبية المسيحية مع مرشح آخر وحرصاً على الميثاقية وما شابه ذلك. في السياسة لا شيء مضمون، ولا يتم العمل على أساس الوعود، وأيضاً لا يمكن الحسم بأن الموازين ستبقى على ما هي وسيبقى لطرف واحد قرار التعيين بدلاً عن الإنتخاب، ففي لحظة ما قد لا تنفع لا قذيفة فارغة كهدية ولا ورود، ولا عيون!

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

واشنطن تُرسل حاملة طائرات إلى الشرق الأوسط في «رسالة» لطهران/بولتون حذر إيران من المساس بالمصالح الأميركية

واشنطن: «الشرق الأوسط أونلاين»/06 أيار/2019/أعلن مستشار الأمن القومي الأميركي جون بولتون، اليوم، أن الولايات المتحدة سترسل حاملة طائرات وقوة من القاذفات إلى الشرق الأوسط، في رسالة "واضحة لا لبس فيها" إلى إيران، مفادها أن أي هجوم على مصالح الولايات المتحدة أو حلفائها سيقابل "بقوة شديدة".وأشار بولتون إلى أن هذا القرار اتخذ "رداً على عدد من المؤشرات والتحذيرات المثيرة للقلقة والمتصاعدة". وقال: "إن الولايات المتحدة لا تسعى إلى حرب مع النظام الإيراني ولكننا مستعدون تماماً للرد على أي هجوم سواء من وكلاء أو من الحرس الثوري أو القوات النظامية الإيرانية".

 

الإجراءات الأميركية تعمق انكماش الاقتصاد الإيراني

طهران/الشرق الأوسط/06 أيار/2019/تفاقمت معاناة الاقتصاد الإيراني بعد رفع الولايات المتحدة سقف الضغوط على طهران من أجل إرغامها على تبني سياسة تؤدي إلى استقرار المنطقة وعدم التدخل في شؤون دولها. ويلخص الباحث في الشركة الاستشارية الأميركية «أوراسيا غروب» هنري روم، الوضع الاقتصادي في إيران بأنّه «سيئ ويتجه نحو المزيد من السوء». ويشير صندوق النقد الدولي إلى أنّ الناتج المحلي الإجمالي لإيران سيهبط بنسبة 6 في المائة عام 2019، بعد تراجع بنسبة 3.9 في المائة في 2018. غير أنّ الهبوط قد يكون أكثر شدّة لأنّ هذا التوقع يعود إلى ما قبل إعلان واشنطن في 22 أبريل (نيسان) عن وضع حد للإعفاءات التي كانت لا تزال تسمح لثماني دول بشراء النفط الإيراني من دون مخالفة العقوبات الاقتصادية الأميركية ذات المفعول الخارجي. وتبدو هذه الأزمة ضمن مسار أسوأ من الانكماش الاقتصادي لعامي 2012 و2013. الذي لا يزال ماثلاً في أذهان الإيرانيين، حين أنتجت العقوبات الدولية ضدّ برنامج طهران النووي وبرامجها لتطوير الأسلحة الباليستية أقصى آثارها. وكان النص الذي جرى التوصل إليه في فيينا في يوليو (تموز) 2015 بين طهران ومجموعة 5+1 (الصين، والولايات المتحدة، وفرنسا، وبريطانيا، وروسيا وألمانيا) سمح بإعادة دمج إيران بمنظومة السياسة الدولية. وكسبت طهران من خلال الاتفاق الذي أقرّه مجلس الأمن الدولي، رفعاً جزئياً للعقوبات الدولية التي تستهدفها، وفي المقابل، وافقت على الحد من برنامجها النووي بشكل كبير وتعهدت بعدم السعي بتاتاً لحيازة قنبلة نووية. إلا أنّ حكم الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، بأنّ هذا الاتفاق لا يقدّم ضمانات، جعله يعلن في 8 مايو (أيار) 2018 نيته سحب بلاده بشكل أحادي وإعادة فرض العقوبات التي كانت معلّقة بموجب نص فيينا. وأعيد العمل بالعقوبات ابتداءً من أغسطس (آب) 2018، وتسعى واشنطن لقيادة حملة «ضغوط قصوى» ضدّ طهران بغية دفعها وفق ما تقوله نحو التفاوض على «اتفاق أفضل». وانخفضت قيمة الريال الإيراني مقارنة بالدولار منذ 8 مايو (أيار) 2018 بنسبة 57 في المائة في الأسواق الحرّة، مما أنتج ارتفاعاً حاداً في أرقام التضخم التي باتت تلامس نسبة 51 في المائة على أساس سنوي مقارنة بـ8 في المائة قبل عام.

 

«صفقة تحت النار» بين موسكو وأنقرة: شمال حلب مقابل جنوب إدلب؟ بالتزامن مع مفاوضات أميركية ـ تركيةحول «المنطقة الأمنية» شمال شرقي سوريا

لندن: إبراهيم حميدي/الشرق الأوسط/06 أيار/2019/ظهرت بوادر إنجاز صفقة مقايضة روسية - تركية تحت غطاء ناري من الطرفين تتضمن توغل أنقرة وحلفائها السوريين في «الجيب الكردي» شمال حلب مقابل تمدد موسكو وحلفائها السوريين والإيرانيين في جنوب إدلب ضمن «مثلث الشمال» شمال غربي سوريا.

ولا يمكن فصل مصير ريف حلب الشمالي عن إدلب والأرياف الثلاثة المجاورة بين «ضامني» عملية آستانة (روسيا، وإيران، وتركيا)، عن المفاوضات بين واشنطن وأنقرة حول إقامة «منطقة أمنية» بين نهري الفرات ودجلة شمال شرقي سوريا، التي تسيطر عليها «قوات سوريا الديمقراطية» بدعم من التحالف الدولي بقيادة أميركا.

تل رفعت وجوارها

تفصل تل رفعت مناطق سيطرة «درع الفرات» و«غصن الزيتون» التي تضم فصائل سورية مدعومة من الجيش التركي تنتشر بين جرابلس والباب في الشمال، عن مناطق «حزب الله» وفصائل تدعمها إيران في بلدتي نبل والزهراء في الغرب، ومناطق تنتشر فيها قوات الحكومة السورية والشرطة العسكرية الروسية في الجنوب. وسعت أنقرة أكثر من مرة للحصول على «ضوء أخضر» روسي للتوغل في هذه المنطقة لإخراج كامل لـ«وحدات حماية الشعب» الكردية المنضوية في «قوات سوريا الديمقراطية» من الريف الشمالي لحلب. كما واصلت المفاوضات مع واشنطن لتطبيق خريطة طريق تخص منبج تتضمن إخراج «الوحدات»، وتشكيل مجلس محلي جديد للمدينة. الهم الرسمي التركي هو اتخاذ خطوات ملموسة لتقطيع أوصال «روج افا» (غرب كردستان) ومنع حدوث إقليم كردي مترابط. الخطوة الأولى حدثت في نهاية 2016، عندما أبرمت صفقة مع روسيا أسفرت عملياً عن عودة قوات الحكومة السورية إلى شرق حلب ودخول فصائل معارضة والجيش التركي إلى مناطق «درع الفرات». أدى ذلك، إلى فصل مناطق كردية شرق الفرات عن غرب النهر. الخطوة الثانية، حصلت في بداية 2018، وتضمنت دخول الجيش التركي إلى عفرين وسماح روسيا له باستخدام الطائرات الحربية. وأدت هذه الخطوة إلى منع وصول الأكراد إلى البحر المتوسط.

المرحلة الثالثة، يبدو أنها تجري حالياً. وهي تقطيع أوصال الجيوب ومناطق السيطرة الكردية شمال حلب. هل يتضمن هذا تسهيل تركيا دخول قوات الحكومة وروسيا وإيران إلى مناطق في إدلب؟

«مثلث الشمال»

يخضع «مثلث الشمال» الذي يضم إدلب وأرياف: حلب الغربي، وحماة الشمالي، واللاذقية الشرقي، لاتفاق روسي - تركي منذ سبتمبر (أيلول) الماضي. وتضمن وقف العمليات الهجومية والقضاء على المجموعات الإرهابية وإعادة تشغيل طريقين دوليين بين اللاذقية وحلب وبين حماة وحلب.

حافظ الاتفاق على صموده رغم خروق كثيرة. وجرى تشكيل «منطقة عازلة»، إضافة إلى نشر 12 نقطة مراقبة تركية ونقاط مراقبة روسية وإيرانية تفصل مناطق فصائل معارضة وإسلامية ومتطرفة عن قوات الحكومة وتنظيمات تدعمها طهران. وفي مارس (آذار) الماضي، قالت وزارة الدفاع إن القوات التركية والروسية قامت بأول دوريات «مستقلة ومنسقة» في منطقة تل رفعت ودوريات أخرى على جانبي «خط الفصل» في ريف إدلب. وبعد مئات الغارات و«البراميل» في الأيام الماضية، وصلت تعزيزات قوات الحكومة إلى 3 محاور: اللطامنة وكفرزيتا وكفرنبودة شمال حماة، وجورين في سهل الغاب، وجسر الشغور غرب إدلب. وقال قيادي لوكالة الأنباء الألمانية إن «التعزيزات العسكرية التي أرسلتها القوات الحكومية إلى حماة وإدلب هي الأكبر، حيث تم نقل الآلاف من الجنود والآليات العسكرية من مناطق درعا وريف دمشق وحمص إلى خطوط الجبهات». وخلال القصف تعرضت نقطة مراقبة للجيش التركي غرب حماة لقصف سوري مساء أول من أمس. وعلى غير العادة، سحبت أنقرة عناصرها من هذه النقطة بعدما أرسلت مروحيات وطائرة مقاتلة لحمايتها تحت غطاء جوي روسي (علما ان تركيا لم تعلن ذلك رسميا بعد). بالتزامن مع ذلك، سيطر «الجيش الوطني» التابع للمعارضة والمدعوم من تركيا على بلدة المالكية وقريتي شوارغة والأرز شمال حلب، وطرد «الوحدات» الكردية منها، ضمن خطة لـ«إخراج (الوحدات) من القرى المحيطة بطريق (عزاز) عفرين في ريف حلب الشمالي وصولاً إلى مدينة تل رفعت والمناطق الخاضعة لسيطرة (الوحدات) الكردية». مقابل ذلك، هناك اعتقاد بأن العمل جار بين أنقرة وموسكو لعقد مقايضة تتضمن سيطرة القوات الحكومية على مناطق في منطقة «خفض التصعيد وتأمين طرق دمشق - حلب، وطريق حلب - اللاذقية، وطرق حلب - أعزاز». ويعتقد أيضاً أن المرحلة الأولى تتضمن سيطرة حلفاء روسيا على جيب قرب جسر الشغور، ينتشر فيه عناصر «حراس الدين» و«الجيش التركستاني الإسلامي»، مما يعني حماية قاعدة حميميم الروسية، مع احتمال ترك مصير «جبهة النصرة (هيئة تحرير الشام)» لمرحلة لاحقة تتضمن مزيداً من التفاهمات بين موسكو وأنقرة، إضافة إلى مناطق سيطرة شمال حلب وشرق سكة الحديد بين حلب ووسط البلاد.

شرق الفرات

لم يتفق ممثلو «المجموعة الصغيرة» في جنيف على بيان ضد هجوم موسكو ودمشق في إدلب. واكتفت واشنطن والاتحاد الأوروبي بدعوة روسيا إلى «عدم التصعيد» والتزام اتفاقها مع تركيا. لكن الحملة على «مثلث الشمال» تأتي في وقت تجري مفاوضات بين أنقرة وواشنطن تخص «المنطقة الأمنية» بين جرابلس وفش خابور، إضافة إلى ملفات استراتيجية بين روسيا وأميركا وتركيا تخص منظومتي «إس400» و«باترويت» و«إف35»، والعقوبات الأميركية على إيران و«تصفير صادرات النفط»، وعلاقة أنقرة مع «حلف شمال الأطلسي (ناتو)». بالنسبة إلى «المنطقة الأمنية»، هناك مفاوضات شاقة يقودها المبعوث الأميركي جيمس جيفري. أنقرة تريد إقامة شريط بعمق 30 كيلومترا وعرض يتجاوز 400 كيلومتر على الحدود السورية - التركية، يكون خالياً من «الوحدات» وتحت سيطرت أنقرة البرية والجوية مع نشر مقاتلين عرب موالين لها كما هي الحال في «درع الفرات». واشنطن، التي تبحث عن ترتيبات عسكرية بعد خفض عدد قواتها، مستعدة لإقامة المنطقة، لكنها لم تستطع الحصول على إخراج «الوحدات»، خصوصاً بسبب وجود مدن ذات غالبية كردية، وتقترح إخراج المقاتلين الأكراد غير السوريين ودعم مفاوضات بين أنقرة و«حزب العمال الكردستاني». وإذ دعمت واشنطن عقد مؤتمر للعشائر العربية برعاية «قوات سوريا الديمقراطية» شرق الفرات لتخفيف التوتر العربي - الكردي، وجهت دمشق وموسكو انتقادات حادة له بوصفه «اجتماع خيانة» ويدعم «حلاً انفصالياً»، فيما قامت تركيا بعقد مؤتمرها الخاص للعشائر العربية، بهدف توفير حامل عربي لـ«المنطقة الأمنية». يبدو جلياً ترابط مصائر الجيوب الثلاثة. ولا شك في أن صلابة تفاهمات موسكو وأنقرة في تل رفعت وإدلب، ستنعكس تعاوناً مستقبلياً شرق الفرات الخاضع لمذكرة تفاهم روسية - أميركية لـ«منع الاحتكاك» في الوقت الراهن، في وقت يبدو فيه مستقبل المنطقة مفتوحاً لترتيبات ما بعد الوجود الأميركي بشكله الجديد.

 

تهدئة في غزة..والاتحاد الاوروبي يتعاطف مع إسرائيل

المدن - عرب وعالم | الإثنين 06/05/2019 /أعلن مسؤولون فلسطينيون أن مصر توصلت إلى هدنة مع إسرائيل في ساعة مبكرة من صباح الإثنين، بعد يومين من تصعيد خلف عشرات من الشهداء والجرحى في قطاع غزة.

ونقلت وكالة "فرانس برس" عن مسؤول في حركة "الجهاد الإسلامي" قوله، إن اتفاق وقف اطلاق النار الجديد "تم بشرط أن يكون متبادلا ومتزامنا، وبشرط أن يقوم الاحتلال بتنفيذ تفاهمات كسر الحصار عن قطاع غزة". وبحسب المسؤول الفلسطيني فإنّ من بين الخطوات "سيتم إعادة مساحة الصيد من 6 إلى 15 ميلاً، واستكمال تحسين الكهرباء والوقود واستيراد البضائع وتحسين التصدير". وبدأ فتيل أخر مواجهات بين الفصائل الفلسطينية وجيش الاحتلال الإسرائيلي، قبل ثلاثة أيام عندما استشهد 19 فلسطينياً معظمهم مدنيين، وقتل أربعة إسرائيليين جراء هجمات صاروخية نفذتها الفصائل الفلسطينية على مدن إسرائيلية. ولم يعلق المسؤولون الإسرائيليون بشأن ما إذا كان قد تم التوصل لهدنة، ولكن الجيش قال إنه قد تم رفع القيود الوقائية التي فرضت على سكان جنوب إسرائيل منذ بدء القتال. وقال الجيش الإسرائيلي إن أكثر من 600 صاروخ ومقذوفات أخرى، اعترض نظام القبة الحديدية أكثر من 150 منها، أطلقت على مدن وقرى بجنوب إسرائيل منذ يوم الجمعة. وأضاف الجيش أنه هاجم نحو 260 هدفا تابعا لحركات مسلحة في غزة. وتعتبر جولة القتال هذه هي الأخطر منذ اندلاع موجة مواجهات قتالية في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي. وتبرر إسرائيل تصعيدها العسكري، الذي بدأ، ليلة الجمعة، إثر إصابة عدد من جنودها بإطلاق نار من قناصة حركة "الجهاد الإسلامي"، في حين اتهمت الأخيرة إسرائيل بتأخير تنفيذ تفاهمات سابقة توسطت فيها مصر تهدف إلى إنهاء العنف وتخفيف الحصار على غزة التي يواجه اقتصادها صعوبات. على صعيد أخر، أعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة، ارتفاع حصيلة ضحايا التصعيد العسكري الإسرائيلي على القطاع منذ السبت، إلى 25 شهيداً فلسطينياً و154 مصاباً. وقالت الوزارة، في أحدث بياناتها، إن الغارات الإسرائيلية على قطاع غزة منذ صباح السبت أسفرت عن استشهاد 25 فلسطينياً بينهم 3 أطفال و3 نساء، وإصابة 154 آخرين بجروح متفاوتة الخطورة.

وأيد الرئيس الأميركي دونالد ترامب ما وصفه بحق إسرائيل في الدفاع عن نفسها للتصدي لوابل من "الهجمات الصاروخية الدامية". وقال على تويتر "من جديد تواجه إسرائيل وابلا من الهجمات الصاروخية الدامية من قبل إرهابي جماعتي حماس والجهاد الإسلامي. نؤيد إسرائيل 100% في دفاعها عن مواطنيها.. إلى مواطني غزة.. تلك الأعمال الإرهابية ضد إسرائيل لن تحقق لكم أي شيء سوى مزيد من الشقاء. انهوا العنف واعملوا على تحقيق السلام.. فهو يمكن أن يحدث". وتجاهل بيان صادر عن الممثلة العليا للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية في الاتحاد الأوروبي، فديريكا موغيريني، الأحد، الشهداء الفلسطينيين وانحاز بشكل واضح لإسرائيل. وجاء في البيان: "يجب على المسلحين الفلسطينيين في غزة وقف الإطلاق العشوائي للصواريخ". وأضافت موغيريني: "الاتحاد الأوروبي يؤكد مجدداً دعمه بقوة لأمن إسرائيل". وعبّرت عن تعازيها للشعب الإسرائيلي الذين يعيش - حسب زعمها - "آلاماً لا توصف" بسبب إطلاق الصواريخ.

 

هدوء حذر في غزة بعد التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار

الشرق الأوسط/06 أيار/2019/تسود حالة من الهدوء الحذر اليوم (الاثنين) في قطاع غزة، وذلك بعد ساعات من دخول اتفاق لوقف إطلاق النار بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل حيز التنفيذ. وأكدت وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية (وفا) أن الجهود المصرية والأممية نجحت في التوصل إلى وقف لإطلاق النار بين القوات الإسرائيلية والفصائل في قطاع غزة، بعد أيام من التصعيد العسكري الذي أسفر عن مقتل 25 فلسطينياً بينهم أطفال ونساء، وإصابة أكثر من 160 آخرين وتدمير في الممتلكات والمواقع. ونقلت الوكالة عن مصدر مصري القول: «بجهود مصرية تم التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل ابتداءً من الساعة 4:30 صباح اليوم بتوقيت فلسطين». وأكد أن تفاصيل وقف إطلاق النار، الذي دخل حيز التنفيذ بين الفصائل والاحتلال الإسرائيلي برعاية مصرية وأممية، يشمل وقف العدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني، والتزام الاحتلال بتنفيذ إجراءات تخفيف الحصار بما فيها فتح المعابر. وأضاف أن الاتفاق يشمل وقف استهداف الصيادين والمزارعين والمتظاهرين في المسيرات السلمية شرق القطاع. واندلعت أحدث جولة من أعمال العنف في غزة قبل ثلاثة أيام، وبلغت ذروتها أمس (الأحد) بعدما قتلت صواريخ وقذائف أطلقت من غزة أربعة مدنيين في إسرائيل، ولقي 25 فلسطينياً، أكثر من نصفهم من المدنيين، حتفهم جراء الغارات الجوية الإسرائيلية.

 

الحكومة الفلسطينية تطالب بحماية دولية لأهالي غزة

رام الله: /الشرق الأوسط/06 أيار/2019/طالب رئيس الوزراء الفلسطيني محمد أشتية الأمم المتحدة بالتدخل الفوري لوقف «العدوان» الإسرائيلي على قطاع غزة، ومنع إمكانية تجدده، وتوفير الحماية الدولية لأهالي القطاع. وأضاف أشتية، في مستهل جلسة الحكومة الأسبوعية اليوم (الاثنين) المنعقدة في رام الله، أنه «لا يمكن للمجتمع الدولي أن يقف صامتاً أمام جرائم الاحتلال بحق المدنيين، ولا يمكن لأحد أن يكون حيادياً أمام صور جثث الأطفال، ولا نقبل البيانات التي توازن بين المجرم والضحية». ولفت إلى أن الحكومة ترحب بأي جهد لوقف إطلاق النار، وخاصة الجهود المصرية، آملة أن «يقود ذلك إلى صون أرواح أبنائنا ويوقف المأساة المتكررة على أهلنا في قطاع غزة». وشدد أشتية على أهمية تعزيز الوحدة الوطنية لمواجهة «العدوان الإسرائيلي بحق أبناء شعبنا»، قائلاً: «في هذا الظرف الصعب علينا كفلسطينيين أن نكون موحدين، والحكومة تريد القيام بواجبها في مساندة وإغاثة أهلنا في غزة وتضع كل إمكانياتها لخدمتهم». وتابع: «في هذا الظرف فإننا نود أن نضع خلافاتنا كاملة جانباً، ونعمل بشكل موحّد من أجل أهلنا الذين يعانون ويلات الحصار والعدوان الإسرائيلي». وأشار أشتية إلى أن الحكومة ستسيّر مساعدات إغاثية وطبية لقطاع غزة، موضحاً أن عدداً من وزراء الحكومة موجودون في قطاع غزة اليوم، «وأوعزنا لهم القيام بأي دور ممكن هناك من أجل المساندة والمساعدة في إغاثة شعبنا وأهلنا». وقال: «تدين الحكومة هذا العدوان الذي استهدف المدنيين، 25 شخصاً منهم 3 أطفال وجنينان توفيا في رحمي والدتيهما، و150 جريحاً منهم العشرات من الأطفال هم ضحايا التصعيد الإسرائيلي الذي ضرب البنية التحتية المتهالكة أصلاً في غزة، وشرّد عشرات العائلات من بيوتها». وكان اتفاق لوقف إطلاق النار دخل حيز التنفيذ فجر اليوم في قطاع غزة، وذلك بعد ثلاثة أيام من التصعيد بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل وتبادل الهجمات.

 

"الجهاد" تتفوق على "حماس"؟

مهند الحاج علي/المدن/الإثنين 06/05/2019

انطفأت شُعلة الحرب في قطاع "غزة" بعد يومين شهدا قصفاً اسرائيلياً أودى بحياة 25 فلسطينياً. حركتا "حماس" و"الجهاد الإسلامي" أطلقتا أيضاً حوالى 700 صاروخ باتجاه الجانب الإسرائيلي، وأوقعتا أربعة قتلى وعدداً من الجرحى. أسقطت القبة الحديد تقريباً نصف هذه الصواريخ، بكلفة عالية جداً تصل الى ثمانين ألف دولار للصاروخ الواحد. مقارنة بالسنوات الماضية، يُعد هذا الرد الفلسطيني نوعياً لناحية عدد الصواريخ، والهجمات المرافقة لها، لكنه يُلقي الضوء أيضاً على ثنائية حركتي "حماس" و"الجهاد الاسلامي"، وتوازن القوة بينهما. رغم أن "حماس" تبقى الأقوى عديداً وتُمسك بمفاصل القرار في قطاع غزة، إلا أن "الجهاد" نمت خلال السنوات الماضية، وباتت تملك وفقاً للتقديرات الاسرائيلية ترسانة أكبر من الصواريخ (ثمانية آلاف مقارنة بستة فقط تملكها حماس). والحقيقة أن حركة "الجهاد الإسلامي"، مع تنامي قدرتها العسكرية، تفرض نفسها كلاعب أساسي في قطاع غزة، وليس رديفاً أو شقيقة صغرى لـ"حماس" كما كان الحال خلال السنوات الماضية. ذاك أن هناك فرصة تطل برأسها في ظل الجمود الحالي في الواقع الفلسطيني، والشعور المتنامي بالعجز حيال الممارسات الاسرائيلية على الأرض، ومبادرة الولايات المتحدة لتدمير الآمال الفلسطينية بدولة مستقلة عاصمتها القدس الشرقية من خلال ما يُسمى "صفقة القرن". لا بد أن يلد كل هذا العجز، والإهانات العلنية، مخلوقاً سياسياً جديداً أكثر تشدداً في المواجهة العسكرية، وأقل قابلية للتفاوض والهدنة. يعيش الفلسطينيون اليوم تحت قيادة تنظيمين. الأول ينخره الفساد ويلعب دور شرطي الإحتلال، وبات اليوم مُهاناً من دولة كانت ترعى مشروعه للسلام مع الإسرائيليين. والثاني يحكم قطاع غزة حيث فشل في ارساء معادلة تحمي الفلسطينيين ليس من القصف والعدوان الاسرائيلي فحسب، بل أيضاً من الحصار الخانق والفقر والعوز. جُلّ إنجازاته في المجال الاجتماعي. والأنكى من ذلك أن التنظيم، وبعدما ابتعد عن النظام السوري وايران عام 2012، اهتزت تحالفاته الاقليمية، وبات متمسكاً بالهدنة مع إسرائيل. ماذا يبقى من "حماس" لو تخلت عن مقاومة الاحتلال؟ هل يحتاج الفلسطينيون إلى تنظيمين يُفاوضان ويُنسقان مع الإسرائيليين في ظل اتساع رقعة الاستيطان وتدمير أسس حل الدولتين؟ في هذه المساحة، تطل "الجهاد" برأسها. أمام كثيرين من الفلسطينيين، تُمثل الحركة اليوم التنظيم الأكثر إقداماً على مواجهة الإحتلال، والأقل استعداداً للتفاوض. تحالفاتها الإقليمية لم تهتز، وما زالت حليفاً استراتيجياً لإيران على الأراضي الفلسطينية. وأي هدنة اليوم رهن موافقة "الجهاد". الأمين العام للجهاد زياد النخالة يُسافر الى القاهرة للتفاوض مع الجانب المصري، مثله مثل رئيس وزراء الحركة اسماعيل هنية. والنخالة دوماً أكثر تشدداً في التفاوض من هنيّة.

والجانب الاسرائيلي اليوم يُركز على "الجهاد" في عمليات الاغتيال، إذ أن ثمانية من أصل 11 كادراً فلسطينياً قضوا في قصف غزة، ينتمون إلى كتائب القدس، الجناح العسكري لـ"الجهاد الاسلامي". كما أن قيادات اسرائيلية حالية وسابقة ركزت في تصريحاتها على اتهام "الجهاد" بالوقوف وراء التصعيد المتكرر. هذه دعاية مجانية ومُفيدة في استقطاب المزيد من المؤيدين. يبقى أن الحركة تفتقد الى أفق سياسي، بل تملك مشروعاً انتحارياً يُشبه ذاك الذي دخلت فيه حركة "حماس" الحلبة السياسية نهاية ثمانينات القرن الماضي، وبداية التسعينات. هل يحتاج الفلسطينيون إلى مغامرات جديدة بلا أفق سياسي؟

 

ترمب يؤيد الرد الإسرائيلي ويدعو لإنهاء الهجمات

واشنطن/الشرق الأوسط/06 أيار/2019/أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترمب، تأييد الولايات المتحدة "الكامل" للرد الإسرائيلي على "وابل الصواريخ الذي أطلق عليها من غزة"، داعياً في الوقت نفسه إلى إنهاء الهجمات. وحذر ترمب سكان غزة من أن "مثل هذه الأفعال لن تحقق لهم أي شيء سوى مزيد من الشقاء". وقال الرئيس الأميركي في رسالة على حسابه في "تويتر": "من جديد تواجه إسرائيل وابلاً من الهجمات الصاروخية الدامية من قبل إرهابي جماعتي حماس والجهاد الإسلامي. نؤيد إسرائيل 100 في المائة في دفاعها عن مواطنيها.. إلى مواطني غزة.. تلك الأعمال الإرهابية ضد إسرائيل لن تحقق لكم أي شيء سوى مزيد من الشقاء. أنهوا العنف واعملوا على تحقيق السلام.. فهو يمكن أن يحدث".

 

الإعدام والمؤبد لـ73 مداناً في تنظيمين إرهابيين بالبحرين وتجريد 62 من المدانين من الجنسية البحرينية

المنامة/الشرق الأوسط/06 أيار/2019/أيدت محكمة التمييز البحرينية أمس (الأحد)، أحكاما بحق 73 عضواً في تنظيمين إرهابيين، هما التنظيم الذي خطط لتهريب السجناء من سجن جو، وتنظيم «قروب البسط»، وشملت الأحكام الإعدام والمؤبد، والسجن لمدة تصل إلى 15 سنة، كما تضمنت الأحكام غرامة 100 ألف دينار وتجريد 62 من المدانين من الجنسية البحرينية وكانت محكمة التمييز البحرينية، أيدت حكم الإعدام بحق مواطنين بحرينيين، أدينا في أعمال إرهابية كما أيدت أحكام السجن بحق 56 مداناً في القضية التي تراوحت من المؤبد إلى خمس سنوات، كما أيدت تجريد 47 من المدانين من الجنسية البحرينية. وفي قضية ثانية أيدت محكمة التمييز أحكام السجن ضد 17 مداناً فيما عرف بقضية «قروب البسطة» تراوحت الأحكام بين المؤبد والـ10 سنوات كما أيدت محكمة التمييز تجريد 15 منهم من الجنسية البحرينية، وذلك في قضية التخابر مع دولة أجنبية ومنظمة إرهابية تعمل لمصلحتها وتلقي أموال منها للقيام بأعمال عدائية وبقصد الإضرار بالمصالح القومية للبحرين. وقال عيسى الرويعي القائم بأعمال رئيس نيابة الجرائم الإرهابية إن محكمة التمييز قد أصدرت حكمها بإقرار الحكم الصادر بإعدام مدانين وتأييد أحكام السجن بحق باقي الطاعنين في قضية تشكيل جماعة إرهابية على خلاف أحكام القانون والانضمام لها مع العلم بأغراضها الإرهابية، والتدرب على استعمال الأسلحة والمفرقعات تنفيذاً لأغراض إرهابية والقتل والشروع في قتل أفراد الشرطة عمداً تنفيذاً لأغراض إرهابية، واستيراد وحيازة واستعمال المتفجرات والأسلحة النارية والذخائر والسرقة بالإكراه تنفيذاً لأغراض إرهابية. وفي سياق متصل أعلن عيسى الرويعي القائم بأعمال رئيس نيابة الجرائم الإرهابية أن محكمة التمييز قد أصدرت حكمها فيما عرف بـ«قروب البسطة»، أمس بتأييد أحكام ثمانية مدانين بالسجن المؤبد وسجن تسعة. وكانت التحقيقات قد كشفت قيام عناصر من تيار الوفاء الإسلامي بتكوين خلية سرية تحت اسم «قروب البسطة» تعمل على تحريض الشارع البحريني ضد نظام الحكم وبث البيانات والدعايات المغرضة التي تدعو إلى تغيير نظام الحكم باستعمال العنف والقوة لإحياء تيار الوفاء الإسلامي، كما ثبت قيام المدانين في القضية بالالتقاء بقيادات من الحرس الثوري الإيراني وقيادات من منظمة حزب الله اللبناني الإرهابية لتلقي الدعم المالي والفني اللازمين لتنفيذ المخططات الإجرامية، داخل مملكة البحرين والإنفاق على أنشطته داخل المملكة، على أن يلتزم أعضاء القروب بموافاة قيادات الحرس الثوري الإيراني ومنظمة حزب الله اللبناني الإرهابية بتقارير سرية دورية تحتوي على معلومات عن الأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية بمملكة البحرين. وتمت إحالتهم جميعاً ومنهم عشرة تم القبض عليهم إلى المحكمة الكبرى الجنائية الدائرة الرابعة مع الأمر بالقبض على المتهمين الهاربين.

 

«داعش» يتبنى الهجوم في ماغوميري النيجيرية

بورنو/الشرق الأوسط/06 أيار/2019/أعلن تنظيم «داعش» عن قتله عشرة جنود في الجيش النيجيري بعد اقتحامه مدينة ماغوميري في ولاية بورنو شمال شرقي البلاد، ونشرت حسابات تابعة للتنظيم على مواقع التواصل الاجتماعي صوراً لجثث ومبانٍ محترقة، معلنة بذلك تبنيها هذا الهجوم الذي وقع أول من أمس (السبت). وأكدت عدة مصادر أحدها عسكري لوكالة «رويترز» للأنباء، صحة هذه الادعاءات، قائلة إن المسلحين اقتحموا المدينة في الساعة الـ17.45 تقريباً بالتوقيت المحلي، واحتجزوا عدداً من العسكريين ونهبوا بعض المحلات التجارية. واضطرت القوات المرابطة في المدينة إلى طلب إسناد جوي وتعزيزات عسكرية من المدينة المجاورة بغية التصدي للهجوم. ويذكر أنه قد انقسم تنظيم «داعش» وجماعة «بوكو حرام» المتطرفة، عن بعضهم بعضاً في عام 2016. وتنشط «بوكو حرام» أيضاً في ولاية بورنو وراح نحو 30 ألف شخص ضحية هجماتها في السنوات الأخيرة.

 

الجنائية الدولية» تلغي قرار إحالة الأردن لمجلس الأمن بسبب البشير

لاهاي: «الشرق الأوسط أونلاين»/06 أيار/2019/قالت المحكمة الجنائية الدولية اليوم (الاثنين) إنها لن تحيل الأردن إلى مجلس الأمن الدولي بسبب عدم إلقاء القبض في عام 2017 على الرئيس السوداني السابق عمر البشير المشتبه في ارتكابه جرائم حرب، لاغيةً بذلك قرارها السابق بهذا الشأن. وقالت لجنة مؤلفة من خمسة قضاة إنه كان يتعين على الأردن إلقاء القبض على البشير لكن عدم القيام بذلك لا يسوغ إحالة المملكة إلى مجلس الأمن. وعزل الجيش السوداني البشير في 11 نيسان (نيسان) بعد أشهر من المظاهرات ضد حكمه الذي استمر 30 عاما.  والبشير مطلوب لدى المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي في جرائم حرب تتعلق بالصراع في إقليم دارفور.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

ثلاث مهمات إيرانية عاجلة في العراق: النفط والجيش وحزب الدعوة

علي الأمين/العرب/07 أيار/2019

ثلاثة مجالات وثلاثة محاور عراقية تحاول إيران اختراقها والتحكم بها في مواجهتها مع واشنطن، النفط وحزب الدعوة والجيش، وليس كل ذلك بغاية الحرب مع واشنطن، بل بهدف خلق واقع عراقي محرج لواشنطن.

عمل دؤوب لإغراق العراق في وحول الأزمة الإيرانية

في خطوة لافتة أعلنت شركة النفط الإيرانية افتتاح مكتب لها في العراق بهدف تسهيل التعاون في مجال صناعة النفط ونقل الخدمات الهندسية والفنية إلى العراق، ويأتي هذا الإعلان غداة بدء المرحلة الثانية من العقوبات الأميركية على إيران والتي عنوانها تصفير صادراتها النفطية.

وفيما تؤكد أوساط عراقية قانونية، أن افتتاح المكتب لا يشكّل بذاته تحدّيا للعقوبات، طالما أن وظيفته استشارية ولا تتعداها إلى تصدير النفط الإيراني إلى العراق، إلا أن جهات عراقية نيابية، بدأت تُبدي قلقها من تداعيات العقوبات الأميركية على إيران، وما يسببه ذلك من نشاط إيراني تصفه هذه الجهات بالخطير، فإيران التي تتمتع بنفوذ لا يستهان به في العراق، بدأت باستثمار هذا النفوذ للحدّ من آثار الحصار الذي تعانيه، عبر تحميل العراق جملة أعباء سياسية واقتصادية، في سياق اعتبار العراق معبرا لتوجيه الرسائل المتنوعة إلى الحكومة الأميركية.

ثمة مجالات عديدة بدأت طهران تستعد لاعتمادها داخل العراق، الأول يتمثل في ملف النفط. كيف يمكن لإيران أن تستخدم هذا الملف لصالحها؟

حسب المعلومات فإن الخطة الإيرانية تتركز على خفض إنتاج النفط العراقي، فالعراق الذي ينتج نحو أربعة ملايين برميل يوميا، ويعمل منذ مدة على رفع مستوى إنتاجه إلى ستة ملايين برميل أي الحصة التي يقول المسؤولون العراقيون إنها حصة بلادهم المقررة من سوق النفط العالمي. ما يثير المخاوف لدى نخبة سياسية عراقية، هو أن إيران التي شككت عبر وزيرها للنفط، بقدرة الرياض وأبوظبي على تعويض النقص العالمي من النفط الإيراني، ستعمل على منع العراق من زيادة صادراته النفطية، بل ستتجه إلى خفض قدرة العراق على التصدير من أربعة ملايين إلى ثلاثة ملايين وربما أقل، حيث يمكن لإيران أن تقوم بهذه الخطوة عبر أذرعها العراقية، لتعطيل مصافي النفط أو عمليات النقل، وغير ذلك من وسائل قد تعتمدها إيران لتظهير كلفة منعها من تصدير نفطها.

‏مجال ثانٍ ليس جديدا، لكنه اتخذ بعدا يتسم بالأولوية والجدية في السياسة الإيرانية داخل العراق، فإيران التي نجحت في تقسيم عدد من الأحزاب الشيعية، وشجعت على تفريخ مجموعات ميليشياوية وحزبية، من التيار الصدري الذي انشقت منه عدة مجموعات بدعم إيراني مثل عصائب أهل الحق وغيرها، وصادرت المجلس الأعلى الذي قاده عمار الحكيم، الذي أسس تيار الحكمة بعدما خرج المجلس عن سلطته بسبب الدعم الإيراني، وعملت على شق المجموعات العربية السنية بحيث نجحت في شق صفوف أحزابها ودعمت مجموعات تابعة لها صارت في البرلمان والحكومة. اليوم تعيد إيران حياكة قيادة جديدة لتنظيم حزب الدعوة العراقي بما يتناسب مع مصالحها. وفي معلومة دقيقة ورد أن إيران تحاول مجددا السيطرة على حزب الدعوة من خلال أذرعها الاستخبارية. طهران ترى في حزب الدعوة حركة إسلامية تاريخية ومهمة يمكن الاستفادة منها وقت الحاجة. ولكن حزب الدعوة تاريخيا له قراره المستقل ولم يخضع للقرار الإيراني، وذلك بوجود قيادات تاريخية قديمة في الحزب لها رؤية في توجهات حزب الدعوة بعيدا عن التأثيرات الخارجية.

التوجّه الإيراني الجديد يتمثّل في إبعاد القيادات الحالية للحزب وجلب قيادات خلقتها الأذرع الاستخبارية لإيران للسيطرة عليه. وإحدى أهم هذه الشخصيات هو طارق نجم الشخصية الغامضة الذي كان بعيدا عن حزب الدعوة لسنوات، وبرز مؤخرا وبشكل مفاجئ كقيادي في “الدعوة”، وذلك من خلال ترؤسه لمكتب نوري المالكي عندما كان رئيسا لوزراء العراق. ومع أن أجهزة استخبارية إيرانية تصنّف طارق نجم على أنه صاحب علاقات وطيدة بجهات استخبارية غربية وبريطانية على وجه الخصوص، كما أن عمق علاقاته الشخصية بالأكراد خصوصا مسعود البارزاني يثير أكثر من علامة استفهام حول علاقات ذلك بالإسرائيليين تبعا للعلاقة الحميمة التي تجمع البارزاني بإسرائيل. ولكن مع ذلك فإن الإيرانيين وطّدوا علاقتهم بطارق نجم، إلى درجة أن أكثر رؤساء الأجهزة الاستخبارية الإيرانية يمكثون في منزل طارق نجم عند زيارتهم لبغداد، وقد أسسوا أجهزة اتصالات دقيقة في منزله للحؤول دون حصول أي عمليات تنصت من خارج الإيرانيين، فيما يتحرك نجم ضمن إطار حماية أمنية تديرها أجهزة إيرانية. وحسب المعلومات فإن طارق نجم الذي نجح بتوجيه وتخطيط إيرانيين في إبعاد نوري المالكي عن رئاسة الوزراء، رغم أنه كان مدير مكتبه وكذلك نجح في إبعاد حيدر العبادي عن رئاسة الوزراء رغم أنه اظهر نفسه قريبا منه، هو نفسه يسعى للسيطرة على الحزب بدعم وتخطيط إيرانيين لوضع الحزب وقراراته تحت الهيمنة الإيرانية بالكامل.

فهو في الوقت الذي لا يتحمس لعمل حزب الدعوة ونشاطاته، إلا أنه يتحرك بكل حرص وحماس للسيطرة على مرافق الحزب وتنظيماته ويصور نفسه بأنه قريب من كل قيادات الحزب وهو في الواقع يعمل على إبعادهم جميعا، ذلك أن السيطرة الإيرانية على الأحزاب العراقية تقوم على فكرة الإتيان بشخصيات تكتسب حضورها وفعاليتها من الدعم الإيراني وليس من أي شرعية تاريخية أو تأسيسية، بمعنى أن وجودها قائم على الدعم الإيراني فقط لا غير.

مجال ثالث وأساسي في محاولة إيران ترسيخ نفوذها في العراق، وهو مشروع المجلس العسكري، الذي تدفع إيران لتأسيسه عبر أدواتها في العراق، بغاية زعزعة موقع الجيش واختراقه. فالحشد الشعبي الذي تسيطر إيران عليه وتمسك بمفاصله، لم يستطع رغم تشريعه، هزّ موقع الجيش الذي يعود إليه الفضل الأول في تحرير العراق من تنظيم داعش، وهو المؤسسة العراقية التي لم تستطع إيران اختراقها، وقد كانت حصانة الجيش وديمومته أحد أسباب غضب قاسم سليماني وقيادة الحرس الثوري من رئيس الوزراء الأسبق حيدر العبادي، الذي عمل على منع تسلل الميليشيات إلى مراكز القيادة فيه، ورفض تأسيس مجلس عسكري الغاية منه إدخال المحاصصة الحزبية والطائفية إلى المؤسسة العسكرية.

من هنا فإن ضغط القيادة الإيرانية لإصدار قانون ينشئ المجلس العسكري على رأس قيادة الجيش يهدف إلى تحويله إلى مجلس جنرالات يجري تعيينهم من قبل أطراف السلطة وأحزابها والكتل النيابية، وهذا كفيل بأن تصبح إيران صاحبة قرار فيه، وهو ما ليس قائما اليوم.

ثلاثة مجالات عراقية تحاول إيران اختراقها في مواجهتها مع واشنطن، النفط وحزب الدعوة والجيش، وليس كل ذلك بغاية الحرب مع واشنطن، بل بهدف خلق واقع عراقي محرج لواشنطن، لاسيما أن إيران التي أعادت ترميم علاقتها مع الأكراد، واخترقت البيئة السنية، تحاول الإمساك بالورقة الشيعية من خلال السيطرة على حزب الدعوة، في محاولة لتهميش القيادات التي أظهرت مستوى من الاستقلالية عن النفوذ الإيراني، والغاية الإيرانية إعادة فرض حوار مع واشنطن ولو بواسطة أدواتها العراقية على حساب مصالح العراق.

في هذا الوقت يعاني مقتدى الصدر من إرباك وتشتت في الموقف، برز ذلك بشكل واضح في موقفه الأخير، من خلال هجومه على ملك البحرين ورئيس النظام السوري، في وقت يبدو فيه عاجزا عن اتخاذ موقف عراقي واضح بشأن التطورات الإيرانية الأخيرة.

في المقابل ثمة محاولة جادة تعكس وجود مقاومة عراقية لمشروع إضعاف العراق وإغراقه في وحول الأزمة الإيرانية، ويشكّل رئيس الحكومة السابق حيدر العبادي ورئيس تيار الحكمة عمار الحكيم نواتها التي تلقى دعما من النجف، ومن شخصيات عراقية باتت تدرك أن التماهي مع الموقف الإيراني يعني تدهور أحوال العراق السياسية والأمنية والاقتصادية.

 

مزارع شبعا ورقة في جيب نصرالله لتبرير سلاحه وهيمنته

صلاح تقي الدين/العرب/07 أيار/2019

القاعدة "العسكرية" التي ينتهجها "حزب الله" شبيهة بما أعلنه يوما الرئيس الأميركي السابق جورج بوش الابن "أنت معنا أو ضدنا"، تؤكّد مجدّدا أن السطوة التي يمارسها نتيجة احتفاظه بسلاحه لا يمكن أن تستمر في حال أراد الانتقال إلى العمل السياسي.

مسألة إثبات هوية مزارع شبعا مادة رئيسية على طاولة الحوار اللبناني

مرّت علاقة رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي اللبناني وليد جنبلاط و”حزب الله” خلال السنوات الطويلة الماضية بمحطات تميّزت بالبرود أحياناً والدفء أحياناً وبالفتور أحياناً أخرى لكنها لم تنقطع يوماً، بسبب خصوصية الفريقين داخلياً وبسبب اتفاقهما على “تنظيم الخلاف” بينهما، خصوصاً في موضوع العلاقة مع النظام السوري الذي اندفع “حزب الله” بكل ما أوتي للدفاع عن بقائه في مواجهة شعبه، والمواقف العلنية الدائمة لجنبلاط تأييداً لثورة هذا الشعب المغلوب على أمره. غير أن تصريحات أخيرة لجنبلاط حول مزارع شبعا المحتلة لم تخرج عن باب المنطق والواقعية السياسية تسببت في ما يبدو أنه تجميد لهذه العلاقة، بانتظار ما ستؤول إليه التطورات الإقليمية والداخلية في الأسابيع والأشهر المقبلة. ولكن ما هي حقيقة تلك المزارع التي تسببت في كل هذا الجدل؟

سفوح جبل الشيخ

مزارع شبعا منطقة تقع في الجنوب الشرقي للبنان على سفح جبل الشيخ وعلى المقلب الغربي لهضبة الجولان، وأثناء الانتداب الفرنسي على لبنان وسوريا عقب الحرب العالمية الأولى، تم رسم الحدود اللبنانية السورية في العام 1921 من قبل فرنسا. غير أن الخط الحدودي رسم بشكل غير دقيق. وبحسب الخارطة الفرنسية الأولى للحدود، تبدو منطقة مزارع شبعا جزءا من لبنان، ولكن حسب خارطة فرنسية أخرى تعود إلى العام 1946 تبدو المنطقة وكأنها جزء من سوريا. وبالفعل كانت هذه المنطقة تخضع للإدارة السورية منذ استقلال سوريا وحتى احتلال هضبة الجولان من قبل إسرائيل في حرب 1967.

أما بعد اجتياح إسرائيل للبنان في العام 1978، واحتلالها منطقة كبيرة من جنوبه في إطار ما سمته الدولة العبرية بـ”عملية الليطاني”، فقد صدر قرار من مجلس الأمن الدولي حمل الرقم 425 نص على خروج إسرائيل من المناطق اللبنانية المحتلة من دون أن يصار إلى الإشارة إلى مزارع شبعا. وعملت الأمم المتحدة بعد انسحاب إسرائيل في العام 2000 على ترسيم الحدود بين لبنان وإٍسرائيل ورسمت ما يعرف باسم “الخط الأزرق” والذي أبقى معظم منطقة مزارع شبعا، إلى جنوبه. ورغم مطالبة لبنان بممارسة السيادة على عموم هذه المنطقة، لم تفرض الأمم المتحدة على إسرائيل حتى الآن الانسحاب منه لاعتباره جزءا من سوريا الخاضع لسيطرة إسرائيلية بعد حرب 1967 وبحسب اتفاقية “فك الاشتباك” بين سوريا وإسرائيل الموقعة في العام 1973. لكن المطامع الإسرائيلية في لبنان تجدّدت في يوليو من العام 2006 حيث شنت ما عرف باسم “حرب الـ33 يوما” انتهت بعد صدور قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701 الذي نص على وقف جميع الأعمال القتالية بين “حزب الله” وإسرائيل، والذي طلب من الفريقين احترام الخط الأزرق الذي تم ترسيمه في مايو من العام 2000. حاول لبنان أن يقوم به بالوسائل الدبلوماسية والقانونية لإثبات ملكيته لهذه المنطقة التي تبلغ مساحتها حوالي 25 كيلومترا مربعة، وتقع على منحدرات وتلال وبعض السهول والهضبات، وتتدرج من علو 1500 متر عن سطح البحر وعلو 1200 كمزرعة برختا وصولا إلى مزرعة المعز التي تنخفض لتوازي مستوى سطح البحر، وتسيطر إسرائيل حاليا على 12 مزرعة مهجورة تقع بين جبل السماق وجبل الروس من الشمال ووادي العسل من الجنوب.

سيادة ضائعة

الحكومة السورية ومنذ أيام الرئيس الراحل حافظ الأسد وصولا إلى أيام نجله بشار، لم تلبّ الطلبات اللبنانية المتعلقة بمزارع شبعا، ما جعل الأمم المتحدة تقف حائرة بين إدراجها ضمن القرار 425 أو إبقائها ضمن القرار 242

طالب لبنان سوريا مرارا بأن تزوّده بالوثائق التي تثبت حقه في ممارسة سيادته على المزارع، غير أن الحكومة السورية منذ أيام الرئيس الراحل حافظ الأسد وصولا إلى أيام نجله بشار، لم تلبّ الطلبات اللبنانية، ما جعل الأمم المتحدة تقف حائرة بين إدراج المزارع ضمن القرار 425 وإعادة ترسيم الخط الأزرق، أو إبقاء المزارع ضمن القرار 242 وبالتالي بقاء الاحتلال الإسرائيلي جاثما على أراض سورية مصيرها خاضع لحل مستقبلي للنزاع الإسرائيلي السوري. وجاء في تقرير الأمين العام للأمم المتحدة بشأن الانسحاب الإسرائيلي من الجنوب اللبناني، صدر في 22 مايو 2000  ما نصه “في 15 مايو 2000، تلقت الأمم المتحدة خارطة مؤرخة في العام 1966، من حكومة لبنان تعكس موقف الحكومة بأن هذه المزارع كانت واقعة داخل لبنان. غير أن في حوزة الأمم المتحدة 10 خرائط أخرى أصدرتها، بعد عام 1996 مؤسسات حكومية لبنانية، منها وزارة الدفاع والجيش، وجميعها تضع المزارع داخل الجمهورية العربية السورية. وقد قامت الأمم المتحدة أيضا بدراسة ست خرائط أصدرتها حكومة الجمهورية العربية السورية، منها ثلاث خرائط تعود إلى عام 1966، تضع المزارع داخل الجمهورية العربية السورية”. وحين انسحبت إسرائيل من جنوب لبنان، بررت عدم انسحابها من المزارع بأنها سورية، فتحفظ لبنان على هذه النقطة وقدّم 50 وثيقة تثبت لبنانيتها.أما أصل الغموض بشأن المزارع فهو سابق للاحتلال الإسرائيلي. ففي الإحصاء السكاني الذي نشرته سوريا في 1960 ترد قائمة تضم 12 مزرعة منها مع عدد سكانها كأنها بلدات سورية. ويجزم أستاذ التاريخ والمؤلف الأكاديمي عصام خليفة أن “لبنانية المزارع محسومة. فهي منذ المرحلة العثمانية، جزء من شبعا ووحدتها العقارية. صكوك الدولة العثمانية تؤكد انتساب المزارع لقضاء حاصبيا. وفي العام 1920 ذكر قرار الجنرال غورو أن حدود لبنان هي حدود قضاءي حاصبيا ومرجعيون”، ويضيف خليفة “أعيدت عملية ترسيم الحدود الرسمية عام 1946. وتم تثبيتها بمحاضر، وأرسلت كوثيقة إلى الأمم المتحدة. وعند قيام دولة إسرائيل عام 1948. لم يتم قضم أي من الأراضي اللبنانية كما يبيّن خط بولت نيو كومب الذي رسم في 7-4-1923. ووقعت عليه عصبة الأمم. والوثيقة موجودة في جنيف. وحتى الآن لم تجهد نفسها السلطات اللبنانية لضمها إلى الوثائق التي تثبت لبنانية مزارع شبعا. وبعد تشكيل القيادة العربية المتحدة ومعاهدة الدفاع العربية عام 1950 تمركز الجيش السوري في المزارع وبدأت اعتداءاته على الأراضي هناك بحجة المعاهدة”. إذن، يبدو أن المطامع في السيادة على مزارع شبعا ليست إسرائيلية وحسب، بل هي سورية أيضا، وليس من المستغرب ألا تبادر الجهات الرسمية السورية إلى تسليم لبنان الوثائق التي تثبت الملكية اللبنانية لهذه الأرض المحتلة.

مظلومية مفيدة لنصرالله

رئيس الجمهورية العماد عون يسبق جنبلاط  مبكرا ويؤكد عدم لبنانية مزارع شبعا في حوار تلفزيوني مصور مع شبكة "أم.تي.في" بالقول "هذه كذبة"

بعد بروز نجم “حزب الله” المسلّح، ونجاحه في توجيه ضربات قاسية للعدو الإسرائيلي أثناء احتلاله للجنوب اللبناني، وبالتالي إجباره على الانسحاب، كان من المنطقي أن يتخلّى الحزب عن سلاحه والانخراط في الحياة السياسية اللبنانية كأي حزب آخر من الأحزاب التي تقاتلت أثناء الحرب الأهلية بين العامين 1975 و1990 ثم سلّمت سلاحها إلى الدولة اللبنانية الشرعية. لكن هذا لم يحدث. فالمطالبة بتحرير مزارع شبعا على ما يبدو، كانت الذريعة التي احتفظ بها “حزب الله” ومن خلفه داعميه إيران والنظام السوري لتبرير احتفاظ الحزب بسلاحه وممارسة هيمنته على الساحة السياسية اللبنانية.

غير أن الساحة اللبنانية نفسها كانت تخضع لنفوذ نظام الوصاية والاحتلال السوري منذ العام 1990 حتى العام 2005، والذي كان خلال طيلة هذه الفترة يمارس مصالحه ومن ضمنها رعاية “حزب الله” الذي كان يشكّل الاستفزاز الأكبر للعدو الإسرائيلي من الأراضي اللبنانية، في حين أن النظام السوري لم يطلق رصاصة واحدة منذ العام 1973 ضد إسرائيل لتحرير الجولان. كانت مسألة إثبات هوية مزارع شبعا مادة رئيسية على طاولة الحوار اللبناني التي انعقدت بمبادرة من رئيس مجلس النواب نبيه بري وقد خرج المجتمعون حينها باتفاق على أن تبذل الحكومة اللبنانية كل جهودها مع النظام السوري للحصول منه على وثائق الملكية التي تثبت أنها لبنانية، في إقرار شبه ضمني بأن على سوريا أن “تتنازل” عن سيادتها لهذه المنطقة كي يمارس لبنان سيادته عليها، ومن بين الذين شاركوا في صياغة هذا القرار كان “حزب الله” وجنبلاط نفسه. لكن فاروق الشرع، النائب السابق للرئيس السوري قال في مايو من العام 2000 للأمين العام للأمم المتحدة، كوفي أنان، إن “سوريا تدعم ادعاء لبنان بأن مزارع شبعا لبنانية”. وفي يناير عام 2006 أكد بشار الأسد أن مزارع شبعا لبنانية، لكنه شدد على أن “ترسيم الحدود يكون بعد انسحاب إسرائيل من هذه المنطقة”. منذ مايو العام 2008 وبعد ذلك “اليوم المجيد” الذي أطلقه أمين عام “حزب الله” حسن نصرالله على الغزوة التي نفّذتها عناصره المسلحة “بنجاح” على بيروت و”بفشل” على جزء من منطقة الجبل، اهتزت علاقة الحزب وجنبلاط بشكل كبير، غير أنها لم تنقطع رغم أن الأخير اتخذ موقفا واضحا على النقيض تماما من سياسات الحزب الإقليمية تحديدا وفي بعض الملفات الداخلية.جنبلاط المعروف بأنه يملك وحيدا بين الفرقاء السياسيين على الساحة اللبنانية مساحة تسمح له بالتحرك بحرّية، يملك من الثوابت التي لا تسمح لأحد بأن يشكّك في انتمائه الوطني والعربي، ودفعت الرئيس بري إلى التصريح علنا أن “جنبلاط لا يضيّع البوصلة” في إشارة إلى الانتقادات الكثيرة التي توجه إلى جنبلاط نتيجة مواقفه “المتقلبة” من هذه القضية أو تلك، وتحديدا في مسألة الصراع العربي الإسرائيلي.

وفي موقف شهير أعلنه من منبر البرلمان في العام 2000، طالب جنبلاط تنفيذ ما نص عليه اتفاق الطائف بانسحاب القوات السورية إلى حدود منطقة ضهر البيدر تمهيداً للانسحاب الكامل من

لبنان، فقامت الدنيا ولم تقعد واتهم بالخيانة على لسان النائب السابق عاصم قانصوه الأمين العام القطري لحزب البعث السوري في لبنان، وتتكرّر هذه الحالة مع كل من يتخذ موقفا لا ينسجم مع سياسة الإذعان لرغبات النظام السوري و”حزب الله”، فإما أنت “معنا” أو أنت “عميل خائن”. وفي مقابلة له من باريس عبر محطة “أم.تي.في” اللبنانية عام 2002 قبل عودته إلى لبنان، أعلن رئيس الجمهورية اللبنانية الحالي العماد عون حرفيا ما يلي عندما قال له المذيع “نحن لا يزال لدينا جزء محتل لذلك لا بد من المقاومة”. فرد عون “أين هو الجزء المحتل؟”. فأجابه المذيع “مزارع شبعا”. فقال عون “كذبة، وأنا مسؤول عما أقول، لا يمكننا تعديل الخارطة على مزاجنا، مزارع شبعا ليست لبنانية، وحتى ولو كانت الأرض لبنانية فهي مضمومة سوريا منذ زمن ولبنان سكت عنها، والحكومة اللبنانية لم تذكر مرة أن لديها أرضا محتلة خاضعة لتنفيذ القرار 242، على العكس قالت أنا لست معنيا بالقرار 242، وليس لدي أرض محتلة، فلا يمكن أن تتراجع وتتبناها بعد تنفيذ القرار 425 وتقول إن لديها أرضا محتلة”. وأضاف “وعلى افتراض أن سوريا تريد إرجاع الأرض لنا فلتتفضل وتعطينا وثيقة وفقا للشرائع الدولية على أن هذه الأرض لبنانية وتحدد على الخارطة رقعة الأرض التي هي لبنانية في مزارع شبعا، وعندها فلتترك لنا المقاومة شرف تحصيلها”.

معنا أو ضدنا

مسألة إثبات هوية مزارع شبعا تعتبر من المواد الرئيسية التي طرحت على طاولة الحوار اللبناني

غير أن مقابلة قناة “روسيا اليوم” الأخيرة مع جنبلاط الأسبوع الماضي، أعادت التركيز على هوية مزارع شبعا مشدّدا على أنها ليست لبنانية “قانونا”. فأكد جنبلاط أن حاكم دمشق بشار الأسد “أكبر كذّاب” لعدم الوفاء بالالتزامات التي سبق أن أعلنها وأعلنها وزير خارجيته وليد المعلم بتقديم وثائق ملكية المزارع إلى لبنان والأمم المتحدة، فقامت “القيامة” وعادت لغة التخوين تبرز من جديد بحق جنبلاط على لسان القوى المؤيدة لسوريا و”حزب الله” دون أن يتخذ الأخير موقفا واضحا سوى عبر “أوساطه” بأن العلاقة مع جنبلاط “تجمّدت”.

هذه القاعدة “العسكرية” التي ينتهجها “حزب الله” شبيهة بما أعلنه يوما الرئيس الأميركي السابق جورج بوش الابن “أنت معنا أو ضدنا”، تؤكّد مجدّدا أن السطوة التي يمارسها نتيجة احتفاظه بسلاحه لا يمكن أن تستمر في حال أراد الانتقال إلى العمل السياسي، ويحق لجنبلاط وغيره أن يطلق مواقف توجب الرد عليه بالسياسة وليس بالتخوين أو “هدر الدم” وهل إذا امتلك لبناني شقة في أحد شوارع “طهران” تصبح الأخيرة لبنانية؟

 

من بندقية رستم غزالي إلى قذيفة جبران باسيل

منير الربيع/المدن/الثلاثاء 07/05/2019

بزهو تسلّم وزير الخارجية جبران باسيل هدّيته. قذيفة موقّعة من حزب الله، كانت قد استخدمت في معارك جرود عرسال. زهو باسيل يلاقي كلام الرئيس ميشال عون في روسيا، حول حماية الأقليات. في الصورة رمزيات ومعان كثيرة: رمزية تحالف الأقليات، رمزية "الوزير المقاوم"، ومعنى الرسالة الموجهة إلى المجتمع الدولي، معنى دخول باسيل مع حزب الله إلى منطقة جبيل، بما لها من رمزية تاريخية ودينية وسياسية بالنسبة إلى المسيحيين.

تشابه الصورتين

تشبه هذه الصورة تلك الصورة في لحظة تسليم أمين عام حزب الله، السيد حسن نصر الله، بندقية المقاومة لرستم غزالي. وتذكرنا أيضاً بواقعة أخرى قبل سنتين، حين وقف رئيس اتحاد بلديات كسروان جوان حبيش مقدماً مفتاح كسروان لنصر الله. الواضح، أن ما يريده باسيل هو رئاسة الجمهورية في استحقاقها المقبل. وما يريده حزب الله هو استمرار توفير الشرعية ليس للسلاح فقط بل لمشروعه ككل. وهو نجح في وضع وزير خارجية لبنان في خانته بلا أي لبس، بما يكشف تماماً وجهة السياسة الخارجية للبنان. لا شك أن الصورة التي مثّلت نشوة لباسيل، تمثّل استفزازاً للسنّة على الأقل، عدا عن التساؤل حول المزاج المسيحي العام، وكيف ينظر إليها. قذيفة حزب الله المستخدمة في معارك جرود عرسال تحيلنا تلقائياً إلى مشهد تسليم البندقية لرستم غزالي، الحاكم بأمره في لبنان أيام "الوصاية". لكن الفارق أن غزالي "تسلّم بندقية المقاومة" لحظة خروج الجيش السوري من لبنان، بينما باسيل تسلّم "قذيفة المقاومة" في عزّ سطوة الحزب السياسية. وكأن حزب الله يسلّم باسيل "الوصاية" نفسها. وهذا أصبح بات ثابتاً بالنظر إلى نفوذ باسيل ودوره كحاكم فعلي في أمور البلد.

الدور والقناع

يركز باسيل، في مشروعه السياسي، على فكرة التحالف مع قوة الأمر الواقع. هذه القوة المبنية على تحالف ثنائي مسيحي شيعي، بأرجحية شيعية التي لها القرار الفصل. تحالف مشروط بواجب الالتزام باستراتيجية حزب الله. لكن هل يخطر في بال أركانه احتمال انقلاب المعادلة وموازين القوى ولو على المدى البعيد؟ هل ينتبه هكذا حلف لاعتبارات الطوائف والجماعات الأخرى في الداخل؟ بل هل يفطن لأثر المحيط الإقليمي والعربي؟ والأهم، هل يلحظ الإرادة الدولية وإملاءاتها؟ الدور الذي يدّعيه باسيل اليوم، هو دور حزب الله في الحقيقة، وهو يستند إلى فعالية الحزب بوجه باسيلي، لأنه يلّبي مطالب الحزب وإيران بمواجهة عالم عربي ومجتمع دولي. وأي خلل في هذه المعادلة قد يطرأ، وهذا وارد جداً مع تشكّل جبهة ضد إيران وحزب الله في المنطقة، سيدفع ثمنه باهظاً حلفاء الحزب أولاً. بهذا المعنى، النفوذ والسيطرة والتغلغل في السلطة الذي يمارسه باسيل تحت شعار "استعادة الصلاحيات"، ليس وهماً وحسب، إنما هو وهم قاتل. ولا يعدو كونه قناعاً لوجه سيطرة حزب الله على لبنان. وهذه لعبة يمارسها باسيل بمجازفة بالغة الخطورة، طالما أن هناك مساراً مبتدئاً في اشتداد حصار إيران، يوحي أن لا المجتمع الدولي ولا العربي ولا شطر كبير من اللبنانيين يقبلون باستمرار غلبة حزب الله وهيمنته.

المحنة الإيرانية

يسير باسيل بالمعادلة القائمة راهناً، ظاناً أنها ستكون راسخة وثابتة، بل ويضفي على علاقته مع حزب الله طابع القدسية، وكاسراً العلاقة مع المكونات اللبنانية الأخرى. وهذا السلوك الذي يبرره بموجبات الدفاع عن "حقوق المسيحيين"، قد يودي في أي لحظة تحول إقليمي، إلى التخوف لا على الحقوق المفترضة وحسب بل الخوف على "الوجود المسيحي" نفسه. أي تغير مفصلي، مقرون بالحنق والضغينة ومشاعر الثأر، قد يأتي بمنطق "العدّ". فهل يتحمل هؤلاء استعادة منطق التعداد والعد، الأغلبية والأقلية؟ لا يبدو باسيل ولا أقرانه وأتباعه واعين لمدى خطورة ما يحدث، بل تغريهم مكاسب المعادلة القائمة حالياً، وللأسف هي تغري قوى أخرى كالقوات اللبنانية مثلاً. وهذه الحال الراهنة تربحهم بعض الفتات، لكنها ستخسرهم المستقبل كله، وستطيح بدورهم الأساسي في بناء لبنان، في الذكرى المئوية لإعلان لبنان الكبير، خصوصاً أن المسار الممتد منذ 14 عاماً وحتى اليوم لا يوحي بمناعة كينونة لبنان ولا بحصانة بقاء الدولة. ببساطة، هذا الحلف يضع نفسه في خدمة مشروع النظام الإيراني، الذي يتعرّض لأصعب الامتحانات، إن لم نقل أنه دخل فعلياً في محنة مصيرية، وما سيصيبه لن يكون "حلفه" اللبناني بمنأى عن تبعاته القاسية على لبنان ككل.

دورة الانتقام

وإذا ما كان هؤلاء يعتبرون أن تحالفهم مع الرئيس سعد الحريري، يوفر الغطاء السنّي الملائم لاستمرارهم بهذه المعادلة، والتي تضرب "السنية السياسية"، فهم في المقابل، يمعنون في إضعاف الحريري داخل بيئته، ما سينعكس حتماًعلى قوته التمثيلية مستقبلاً. أي أن الاتفاق مع الحريري، وفق موازين القوى القائمة اليوم، ليس تحالفاً مع السنة، بل تطويع لهم وابتزازهم، واستغلال حاجة الحريري وتياره إلى رئاسة الحكومة. وبهذا المعنى، هم لا يتعاملون مع السنّة إنما مع شخص، الأمر الذي يحتاج إلى مراقبة حثيثة لجمهور الحريري ومزاجه السياسي، والذي قد يؤدي مستقبلاً إلى الانقلاب على الحريري نفسه، لأن سياسات التطويع والابتزاز والاستضعاف ستعزز نمو المعارضين لخيارات الحريري وخطابه داخل البيئة السنية، حتى ولو كان هؤلاء المعارضون يتعاطفون معه إذ يرون تسلّطاً عليه. فالوعي السنّي العميق يركّز على أن ما يفعله باسيل لا يفعله وحيداً، بل ينفّذ ما يريده حزب الله. في لحظة انتخابات 2005، افتتح التيار الوطني الحر لعبة استنفار الغرائز الطائفية، محطماً خطاب الوحدة الوطنية للحركة السيادية. لكن لعبة تحالف الطوائف سياسياً بهذا النمط قابلة للتغير باستمرار. وهذه لعبة مدمّرة، على ما شهدناه بكثرة في تاريخنا الحديث. فإذا ما اجتمع الشيعة والمسيحيون اليوم، فقد يجتمع السنة والشيعة لاحقاً، وسيكون المسيحيون هم ضحاياه. خصوصاً وأن منطق الانتقام هو الذي يقود الجميع كل مرة. إذ انتقم السنة رمزياً ما بعد الطائف من تهميش المسلمين. وانتقم الشيعة من حالة الحرمان التاريخي. بينما ينتقم المسيحيون الآن من مرحلة الطائف. منطق الانتقام هذا، سيقود السنّة مستقبلاً إلى انتقام مضاد، ما يعني أن الدوامة الطائفية ستبقى على حالها. 

 

 لبنانُ على شفيرِ صفقةِ القرن

إنَّ المنعطَفَ التاريخيَّ الذي نجتازُه يحتِّمُ تأليفَ جبهةٍ وطنيّةٍ تَطرح القضيّةَ اللبنانيّةَ في المحافلِ العربيّةِ والدوليّةِ لئلّا تَتمُّ تصفيةُ لبنانَ الكبير بموازاةِ تصفيةِ القضيّةِ الفِلسطينيّة.

سجعان قزي/الجمهورية/06 أيار/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/74544/%D8%B3%D8%AC%D8%B9%D8%A7%D9%86-%D9%82%D8%B2%D9%8A-%D9%84%D8%A8%D9%86%D8%A7%D9%86%D9%8F-%D8%B9%D9%84%D9%89-%D8%B4%D9%81%D9%8A%D8%B1%D9%90-%D8%B5%D9%81%D9%82%D8%A9%D9%90-%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%B1%D9%86/

في سبعيناتِ القرنِ الماضي أطلَقت أميركا مشروعَ الحلِّ السلميّ للقضيّةِ الفِلسطينيّة والنزاعِ العربيّ/الإسرائيليّ. في تسعيناتِه شَنَّت سلسلةَ حروبٍ من أفغانستان إلى العراق. في الألفين رَفعَت شعارَ نشرِ الديمقراطيّةِ في الشرقِ الأوسط. في بداياتِ القرنِ الحالي دَعمت ثوراتِ "الربيعِ العربيّ" على الأنظمةِ القائمة. وبموازاةِ ذلك، كانت تركّز على محاربةِ الإرهابِ ومنعِ إيران من امتلاكِ السلاحِ النوويّ.

اليوم، أَوقفَت أميركا مفاوضاتِ الحلِّ السلميِّ وتبادلِ الأرضِ مقابلَ السلام، انسحَبت من حروبِها قبلَ تحقيقِ أهدافِها المعلَنةِ على الأقل، أَخْفَت مشروعَ نشرِ الديمقراطيّةِ قبل انتشارهِا، تَخلّت عن شعوبِ الربيعِ العربيّ وتَكيّفت مع الأنظمةِ القائمة.

هذا التغييرُ الأميركيُّ حصلَ في الشرقِ الأوسط، حيثُ فَشِلت هذه المساراتُ، قبلَ أن تَعتمِدَه واشنطن:

لاحظت أميركا أنَّ حروبَها المكلِفةَ في الشرقِ لم تَرتدّ إيجابًا لا على شعوبِه ولا عليها، وأنَّ العربَ ما عادوا متحمِّسين للقضيّةِ الفِلسطينيّةِ (إيران أولًا)، وأنَّ المجتمعاتِ العربيّةَ غيرُ مهيّأةٍ بعدُ لممارسةِ الديمقراطيّة، وأنَّ الربيعَ العربيَّ تحوّلَ ربيعًا إسلاميًّا متطرّفًا وتَسلَّل الإرهابُ إليه بقوّة، وأنَّ الجيوشَ في العالمِ العربيِّ لا تزال القوّةَ الرئيسة.

وفيما بدا هذا التغييرُ نذيرَ انكفاءِ الدورِ الأميركيِّ في المِنطقة، سارع الرئيسُ الأميركيّ إلى طرحِ «صفقةِ القرن» بديلًا من السياساتِ الأميركيّةِ السابقةِ في الشرقِ الأوسط ونقيضًا لها. وبانتظارِ تفاصيلِ هذه الصفقة ــــ هذا إذا أُعلنَت تفاصيلُها ـــ رَشَح أنَّها تَرتكز على ثلاثِ آليّاتٍ هي:

التبادلُ العَقاريُّ والإغراءُ الماليُّ والترهيبُ الاقتصاديّ.

وتَهدُف إلى ما يلي:

تصفيةُ القضيّةِ الفلسطينيّةِ دولةً وشعبًا ولاجئين،

ضمانُ أمنِ إسرائيل وحدودِها النهائيّة،

صلحٌ عربيٌّ/إسرائيليٌّ شاملٌ ومطبَّع،

إطلاقُ مشروعِ تعاونٍ أمنٍّي واقتصاديٍّ أميركيٍّ ـــ عربيٍّ ـــ إسرائيليّ،

تعديلُ حدودِ بعضِ دولِ المِنطقةِ بين المشرِق ووادي النيل،

إقامةُ أنظمةٍ فدراليّةٍ لضمانِ الخصوصيّاتِ الإثنيّةِ والطائفيّة،

حصرُ دورِ إيران، وتأمينُ إنتاجِ النفطِ والغازِ وحمايةُ خطوطِ النقل...

لم يَخترع الرئيسُ ترامب «صفقةَ القرن». عناصرُها موجودةٌ في ملفّاتِ الإدارةِ الأميركيّةِ منذ سنواتٍ، لكنّه تبنّاها وأعادَ صياغتَها وحوَّلها مع صِهره، جاريد كوشنر، مشروعًا متكاملًا علّه يُحقِّقُ من دونِ حروبٍ ما عَجِز عنه أسلافُه بحروب.

غير أنَّ هذه الصفقةَ تَفتقر أولًا إلى معرفةِ الشرقِ المعقَّد، إلى حِرفيّةٍ وواقعيّةٍ وروح، وإلى إيمانِ الإدارةِ الأميركيّة بها، ما قد يُحوّلُها مشروعَ حربٍ عِوضَ مشروعِ سلام.

فباستثناءِ أقليّةٍ حولَ ترامب، مراكزُ صناعةِ القرارِ الأميركيِّ (الخارجيّةُ والدفاعُ والاستخبارات) غيرُ مقتنعةٍ بها، فوزيرُ الخارجيّةِ مايك بومبيو، حين سُئل في 27 أذار الماضي في الكونغرس عن تاريخِ إعلانِ صفقة القرن، أجاب ساخرًا: «لئلا أعطيَ جوابًا متهوِّرًا، أعتقدُ بخلالِ السنواتِ العشرين المقبلَة».

يبقى أنَّ البارزَ في هذه الصفقةِ هو غيابُ أيِّ اعتبارٍ للمفاهيمِ الوطنيّةِ، لاسيّما بالنسبةِ للشعبِ الفِلسطينيّ.

فعدا أن التبادلَ العقاريَّ ليس جُزءًا من منطقِ الأرضِ مقابلَ السلام، فإنه يَقومُ على مبادلةِ أرضٍ عربيّةٍ بأرضٍ عربيّةٍ أخرى لمصلحةِ إسرائيل، وليس على مبادلةِ أرضٍ عربيّةٍ بأرضٍ إسرائيليّةٍ لمصلحةِ العرب.

فالصفقةُ تهِبُ إسرائيلَ أرضَ فلسطين بما فيها أورشليم والضِفّةُ الغربيَة.

كان التصرّفُ بالكياناتِ والحدودِ يَجري في عهودِ الإمبراطوريّاتِ حين كانت الشعوبُ والأراضي تُقسَّمُ على ولاياتٍ ومقاطعاتٍ تابعةٍ لها.

أما اليوم، فأيُّ تبادلٍ عَقاريٍّ وحدوديٍّ بين الدولِ القائمةِ هو عملٌ غيرُ شرعيٍّ وغيرُ أخلاقيٍّ ما لم يُلبِّ مطالبَ شعوبٍ تَنشُد تقريرَ مصيرِها على أرضِها في إطارٍ كونفدراليٍّ أو حكمٍ ذاتيٍّ أو انفصاليّ.

لا يحِقُّ لأيِّ حاكمٍ أن يُهديَ أرضًا من دولتِه أو أن يَضُمَّ شعبًا إلى وطنِه، كما لا يَحِقُّ لأيِّ جماعةٍ أن تَمنعَ جماعةً أخرى في الوطن من اختيارِ مستقبلِها.

لذا، يَصعُب أن تنجحَ الولاياتُ المتّحدةُ الأميركيّة في تنفيذِ صَفقةِ القرنِ كاملةً بالوسائلِ السلميّة.

فالتغييراتُ الكبرى في التاريخِ القديمِ والحديثِ مَرّت بامتحانِ قوّةٍ وبخاصّةٍ في الشرقِ (لبنانُ ضمنًا).

إنَّ أيَّ تغييرٍ جُغرافيٍّ فوقيٍّ لا يلتقي مع حقِّ الشعوبِ يؤسِّسُ لثوراتٍ غيرِ مضبوطةٍ أو لجيلٍ إرهابيٍّ جديد. ويُفترض بواشنطن، قبل سِواها، أن تُدرِكَ ذلك بعد حروبِها في أفغانستان والعراق.

في ضوءِ المعطياتِ المقطَّرة، عينُ صفقةِ القرن على لبنان وعينُ لبنانَ عليها، إذ هو معنيٌّ بها وبارتداداتِها عليه.

فعدا أنَّ أميركا تأملُ من خلالِ هذه الصفقةِ أن يَنضمَّ لبنانُ إلى السلامِ العربيِّ/الإسرائيليِّ الشامِل وأنْ يَنزعَ سلاحَ حزبِ الله، يَهُمُّ لبنان تحديدَ مصيرِ نِصفِ مليونِ لاجئٍ فِلسطينيٍّ وأكثرَ من مليونٍ ونصفِ مليونِ نازحٍ سوريٍّ يعيشون على أرضِه.

كما يَهُمّه حَسمَ موضوعِ الحدودِ البريّةِ والبحريّةِ مع إسرائيل بما يَضمَن التنقيبَ عن النفطِ والغازِ واستخراجَهما وتسويقَهما.

طبيعيٌّ أن يؤدّيَ «ضمُّ» لبنان إلى صفقةِ القرن إلى تَشنّجِ الوضع ِالعام، فاللبنانيّون مختلِفون حولَ هذه القضايا المصيرية.

ولأنَّ الأمنَ اللبنانيَّ هو تلاقٍ بين قرارين داخليٍّ وخارجيِّ يتأثر أحدُهما بالآخَر بسببِ تعدّدِ الولاءاتِ وضعفِ الدولة اللبنانية، يُخشى أن يَحصُلَ افتراقٌ بين القرارين ويَدخُلَ لبنانُ في مرحلةٍ جديدة.

وما يُثيرُ الشكَّ هو أنَّنا نَشهَدُ مجموعةَ مواقفَ وتحرّكاتٍ تُبرِّرُ بنوعيّتِها وتَبعيّتِها أنْ نربُطَها بمحرّكِين «مِهنيّين» وبالتحوّلاتِ المنتظرَة.

إذا كانت هذه التحرّكاتُ طليعةَ تغييرٍ وطنيٍّ يُنقذ لبنانَ من الواقعِ الراهن ويَقلِبُ الطاولةَ على الجميع، فالبركةُ الشعبيّةُ تَشمُلُها.

أما إذا كانت تَهدُفُ فقط إلى ضربِ الاستقرارِ وإشغالِ اللبنانيّين بأحداثٍ جانبيّةٍ لتَمُرَّ عربةُ التاريخِ والمستقبل بمنأى عنهم، فرجاءً لا نَلعبَنَّ بالنارِ مرّةً أخرى.

إنَّ المنعطَفَ التاريخيَّ الذي نجتازُه يحتِّمُ تأليفَ جبهةٍ وطنيّةٍ تَطرح القضيّةَ اللبنانيّةَ في المحافلِ العربيّةِ والدوليّةِ لئلّا تَتمُّ تصفيةُ لبنانَ الكبير بموازاةِ تصفيةِ القضيّةِ الفِلسطينيّة.

 

 لبنان الرسالة: عرين الشهداء !!

د. إيلي جرجي الياس/الكلمة أونلاين/06 أيار/2019

في كتاب " الشرق الأدنى في الحرب العالمية الأولى وتداعياتها "، الصادر عن جامعة الروح القدس - الكسليك، حديثاً، والذي ينقل بشكل مفصّل المؤتمر السنوي بالعنوان نفسه، للجمعية التاريخية اللبنانية، والذي عقد في الجامعة اللبنانية كلية الآداب والعلوم الانسانية، الفنار، يوم الخميس 27 والجمعة 28 تشرين الثاني 2014، مقالة - محاضرة لي، ألقيتها أثناء المؤتمر بعنوان " الديمغرافيّة في ولايتي بيروت وسوريا ومتصرفيّة جبل لبنان "، تعبّر بصورة علمية وأكاديمية دقيقة حول معاناة لبنان والشعب اللبنانيّ الهائلة والمنطقة المجاورة له أيضاً، قبيل وأثناء الحرب العالمية الأولى، والانعكاسات الديمغرافية المخيفة لذلك ! إن نشوء واستقلال دولة لبنان الكبير، لبنان الرسالة، لم يكن الا بفضل تضحيات أجدادنا الغالية والثمينة !!

أورد خاتمة المقالة - المحاضرة تلك، وكأنّه ملخّص لحجم الموت الهائل في المنطقة التي تشمل ولايتي بيروت وسوريا ومتصرفيّة جبل لبنان، وهي منطقة واسعة جغرافياً حالياً، نتيجةً للممارسات العثمانية التعسفية أثناء الحرب الكبرى، ولحالة الحصار والتجويع والتدمير ... ولا بدّ مستقبلاً من تخليد شهادة واستشهاد هؤلاء الأبطال، فالموت لا قيمة له الا في سبيل توفير حياة كريمة وآمنة للأجيال القادمة، تحت ستار السيادة والحرية والاستقلال والعدالة !

وفي سياق المقارنة، فمعدل الوفاتية العام ، بعد الحرب العالمية الاولى مباشرةً، قد بلغ :

196 لكل الف من السكان، بالنسبة إلى متصرفية جبل لبنان،

268 لكل الف من السكان، بالنسبة إلى ولاية بيروت،

و222 لكل الف من السكان، بالنسبة إلى ولاية سورية،

كما أن عدد الوفيات في المناطق الثلاث قدّر ب 480000 نسمة على الأقلّ، بينما قدّر عدد السكان ب 2054055 وبالتالي يمكن حساب معدل الوفاتية العام في المناطق الثلاث ، بعد الحرب العالمية الاولى مباشرةً، كما يأتي :

480000 ÷ 2054055 = 234 لكل الف من السكان.

إذاً، يمكن القول أنّ الوفيات تعادل تقريباً ربع السكان على مستوى المنطقة المذكورة، ولو اختلفت النسبة قليلاً بين منطقة جغرافيّة وأخرى، وهذه نسبة ديمغرافيّة بارزة وهامة. ومع احترامي للرأي التاريخي القائل أنّ الاتراك لم يسعوا بالتأكيد الى إبادة الشعب اللبنانيّ أو العربيّ بأية طريقة من الطرق، وأنّ ما تعرض له الشعب اللبنانيّ (والعربيّ) خلال الحرب العالمية الاولى، كان نتيجة تضافر سلسلة من العوامل الطبيعية والسياسية والعسكرية والاجتماعية والاقتصادية والمالية، إضافة الى السياسات الدولية المعقّدة، فإنّه، في المقابل، لم يبخل العثمانيون بأيّ طريقة تساعد على أذيّة الشعبين اللبنانيّ والعربيّ وتجويعهما واضطهادهما، مما جعل طريق الموت ميسّراً، ونسبة الوفيات مرتفعة. وتأتي مذكرات جمال باشا وسواها من المذكرات عن تلك المرحلة، لتؤكد ذلك، وتزيد.

بفضل شهادة هؤلاء الأبطال الميامين في ساحات البطولة والحرية والشرف، ومن رحم عذاباتهم وتضحياتهم، انبثق لبنان الكبير، ومعهم انطلقت شعلة استقلال لبنان العظيم، والأوطان العربية، والتي عانت جميعاً من الظلم العثمانيّ الهائل !!

*د. إيلي جرجي الياس- أستاذ جامعيّ وباحث استراتيجيّ

 

المصارف ونصرالله: شَك... بلا رصيد

عماد مرمل/الجمهورية/06 أيار/2019

إستأثر موقف الأمين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصرالله من المصارف بالاهتمام، خصوصاً لجهة دعوته إياها عبر خطابه الأخير الى المساهمة في تحمّل أعباء الإنقاذ المالي والاقتصادي من خلال مبادرتها الى خفض الفائدة على الدين الممنوح للدولة، الأمر الذي فتح أبواب التأويل والاجتهاد على مصراعيها، في معرض محاولة تفسير ما ظهر وما خفي من رسالة «السيد». كان لافتاً في هذا الاطار أنّ هناك مَن ذهب في تفسير كلام نصرالله الى حدّ اتّهامه بأنه يهدد القطاع المصرفي أو يحاول أن يملي عليه السياسات والخيارات المالية مرتكزاً على «وهج» السلاح، فما هي حقيقة الدوافع الكامنة خلف موقف الامين العام لـ«الحزب»؟ وأيّ أبعاد ينطوي عليها؟ يبدو كلام نصرالله منسجما في الاساس مع «العقيدة» الاقتصادية لـ«حزب الله» الذي ينحاز في أدبياته وسلوكياته الى جانب الطبقتين الفقيرة والمتوسطة، ويدعو الى اعتماد أكبر مقدار ممكن من العدالة الاجتماعية في مقاربة الحلول المفترضة للأزمة الاقتصادية - المالية التي تواجه لبنان. وعليه، يعارض «الحزب» بشدة أيَّ محاولة لتحميل القاعدة الشعبية، ولا سيما منها ذوو الدخل المحدود، أعباء المعالجات المفترضة لأزمة هم ضحاياها ورهائنها بالدرجة الاولى، في حين يراد «تحييد» المتسبّبين بها والمسؤولين عن تفاقمها نتيجة تراكم السياسات الخاطئة عبر عقود، وبالتالي فهو يطالب بتوزيع منصف لهذه الأعباء والمسؤوليات، تبعا لتوزّع القدرات والثروات.

وخلافاً للانطباع الشائع لدى بعض خصوم «الحزب»، فإنّ القريبين منه يؤكدون انه لا يحاول ترهيب المصارف واخضاعها لإملاءاته، ولا يسعى الى ضربها وتحجيمها، وانّ نصرالله لم يكن يقصد من وراء رسالته الواضحة اليها تهديدها بالويل والثبور وعظائم الامور، وهو الذي يعرف جيداً طبيعة لبنان وخصوصيته وموقع القطاع المصرفي في النظام اللبناني وتأثيره الكبير، من دون أن ينفي ذلك أنّ لديه عدداً من الملاحظات أو الانتقادات حيال بعض جوانب سلوك «الامبرطورية المصرفية» في لبنان.

و«حزب الله» الواقعي والبراغماتي في تعامله مع الواقع الداخلي وتركيبته المعقدة والدقيقة، يعلم أنه يستطيع أن يفرض على اسرائيل معادلات عسكرية استراتيجية وأن يحقق بفضل قوته توازن الردع معها، لكنه لا يستطيع في المقابل أن يفرض على المصارف أو غيرها أيَّ تدبير أو قرار، ما لم يكن مقروناً ومحصَّناً بالتوافق الوطني أو بموافقة الاكثرية المتنوّعة العابرة للطوائف. لا يحتاج «الحزب» الى مَن يقنعه بأنّ قوته الهائلة ليست قابلة للصرف العشوائي في الداخل وأنه لا يمكن تسييلها نقداً سياسياً وفق «سعر الصرف» الميداني، وأنّ نفوذ المصارف يكاد يكون أوسع من نفوذه وأكثر تغلغلاً في جسم الدولة، وأنّ اقصى ما يمكنه فعله هو أن يوجّه النصح اليها او يضغط معنوياً عليها، انما من غير أن يملك القدرة على إلزامها بما يعتقد انه الصواب.

صحيح، انّ رسالة نصرالله الى المصارف تكتسب وزناً سياسياً نوعياً مستمداً من موقع «السيد» و«الحزب»، لكن الصحيح ايضاً أنّ أيّ قرار عملي يتعلق بمساهمة المصارف في كلفة الحل انما يحتاج إصداره وتنفيذه الى شراكة مع الآخرين والى إجماع أو اكثرية وازنة في مجلسي الوزراء والنواب، حيث يقاس حجم «الحزب» بعدد ممثليه وليس بعدد الصواريخ التي يملكها. واللافت انّ المطالبة بمشاركة القطاع المصرفي في تسديد حصته من فاتورة منع الانهيار الاقتصادي والمالي لم تقتصر على نصرالله، بل إنّ هناك قوى وشخصيات سياسية عدة تتقاطع معه في هذا الاتجاه، ومن بينها الحليف والخصم له على حدٍّ سواء، ما دفع بعض المتحمّسين لـ«الحزب» الى التساؤل عن سبب التصويب نحوه حصراً، وإدراج طرحه في سياق التهويل على المصارف والسعي الى «تطويعها» لأجندته الاقتصادية والمالية، في حين «نجا» الآخرون من هذه التهمة، على رغم من انهم لديهم الإقتناع نفساً ويجاهرون علناً بضرورة أن تتحمل البنوك جزءاً من ثمن تخفيف عجز الموازنة والدولة. بالنسبة الى المحيطين بـ«الحزب»، يُبيّن التدقيق الهادئ في ما طرحه نصرالله أنه يخدم المصارف ولا يؤذيها، لأنّ الانهيار لن يرأف بها او يستثنيها من «عقوباته»، وإذا كان العلاج للمأزق الاقتصادي سيرتّب عليها بعض العوارض الجانبية، فهذا لا يلغي جدوى الدواء والحاجة الى تجرّعه.

والاستنتاج الذي ينتهي اليه هؤلاء هو انّ شَك المصارف ورعاتها في نيات «الحزب» ودوافعه.. بلا رصيد.

 

لماذا «يكرهون» المصارف؟ ما التهمة؟

انطوان فرح/الجمهورية/06 ايار/2019

ترتفع الأصوات في هذه الحقبة لمطالبة المصارف بالمساهمة في خفض العجز في المالية العامة للدولة. ولا يختلف اثنان على انّ كل اللبنانيين سيضطرون، بطريقة أو بأخرى، الى المشاركة في الانقاذ. لكن ينبغي التنبّه الى اسلوب التعاطي مع هذا الملف، لئلا يتحوّل الى إعاقة تزيد في عمق وصعوبة الأزمة، وتسرّع في تحويلها الى كارثة.

تعاني المصارف إجمالاً، وفي أي مكانٍ في العالم، مثلها مثل وزارات المالية من «عدائية» الناس حيالها. إذ من سابع المستحيلات ان يكون النبض الشعبي متعاطفاً معها.

وزارة المالية بالنسبة الى الناس، هي الوزارة التي تفرض وتُجبي الضرائب، والبعض «يكرهها»، وكأنّها هي المسؤولة عن أخذ الاموال من الجيوب. ولا يستطيع المواطن عموماً، أن يتصرّف بعقلانية حيال أي قرار تتخذه وزارة المالية لتحصين الوضع المالي، ولا يستطيع ان يتفهّم انّ ما تفعله الوزارة هو في مصلحته، وفي مصلحة البلد.

الأمر نفسه ينطبق على المصارف، التي ينظر اليها الناس على أساس انّها تُقرضهم المال وتأخذ الفوائد وتحقّق الأرباح. وهي، وان كانت صمّام الأمان في اي اقتصاد، الا انّها تجذب اليها، خصوصاً في فترة الأزمات والشح، غضب الشارع الذي يتعاطى معها وكأنها المسؤولة عن تراجع قدراته الشرائية.

هذا الوضع الذي يتكوّن من انطباع عام لا علاقة له بالواقع، هو الذي يشجّع السياسيين في بعض الأحيان، على السماح لأنفسهم بمحاولة نقل مسؤولية الأزمات الى المصارف، لأنّ الناس يميلون الى التصديق، ما دامت المصارف هي الصناديق التي تحوي الاموال في مواسم الشح.

هذا المفهوم الخاطئ هو الذي يدفع بعض الطبقة السياسية في لبنان الى استسهال تحميل المصارف مسؤولية أمور لا علاقة للمصارف بها اولاً، وتؤدّي الى مزيد من التعقيدات في الأزمة، وتنعكس شحاً اضافياً في السيولة ثانياً.

وبصرف النظر عن الاستعداد الذي تبديه المصارف للمساهمة في اي عملية انقاذية للوضع المالي والاقتصادي للدولة، ينبغي دائماً الأخذ في الاعتبار الامور والشروط والحقائق التالية:

اولاً- لا يجوز تعريض سمعة المصارف وحصانتها، التي تؤمّنها لها القوانين المرعية الاجراء، لأي مساس أو علامة استفهام.

ثانياً- ينبغي التصرّف دائماً على أساس أنّ المصارف كيان ينتمي الى صميم المجتمع، وهو ليس كياناً غريباً، لكي يصبح المجتمع في حال صراعٍ معه.

ثالثاً - لا بدّ من التركيز دائماً على أنّ الاموال في المصارف هي اموال الناس، الفقراء والاغنياء على السواء، بصرف النظر عن فارق النسب.

رابعاً - انّ الثقة التي يتمتّع بها القطاع المصرفي اللبناني هي التي سمحت له باستقطاب كميات كبيرة من الاموال حتى وصل مجموع الودائع في المصارف الى ثلاثة أضعاف حجم الاقتصاد الوطني، وهي نسبة من أكبر النسب في العالم.

خامساً - انّ المصارف، في أي نظام اقتصادي حرّ هي الشريان الحيوي للاقتصاد الوطني الذي يحرّك معظم القطاعات، ويساعد على نمو الثروة الوطنية من خلال نمو الاقتصاد.

سادساً - انّ المصارف اللبنانية تحديداً هي من القطاعات القليلة وربما النادرة التي تدفع ضرائبها كاملة للخزينة، وهو ما يفسّر ان تكون حصّة المصارف وحدها من حجم مجموع الضرائب على الأرباح التي تجبيها الخزينة وصلت الى 68%، في حين انّ حجم القطاع قد لا يشكّل اكثر من 25% من مجموع المؤسسات والشركات التي تحقق الارباح. وهذا يعطي في الوقت نفسه فكرة عن حجم التهرّب الضريبي في لبنان.

سابعاً - انّ حجم الودائع المصرفية، وان كان كبيراً جداً قياساً بحجم الاقتصاد الوطني، إلا انّه ينبغي الأخذ في الاعتبار انّ هذه الاموال موظفة بنسبة كبيرة في الدين العام للدولة، وفي الايداعات في مصرف لبنان، والذي بدوره يستخدم قسماً من الاموال في الاكتتاب بسندات الخزينة، وفي إقراض القطاع الخاص.

صحيح انّ توظيف الاموال يتم بحِرَفية من حيث الحفاظ على نسب السيولة المتعارف عليها عالمياً لضمان عدم التعرّض لأي هزّة، لكن الصحيح أيضاً، انّ الظروف الاستثنائية الصعبة التي يمرّ بها البلد، خصوصاً في السنوات الثلاث الأخيرة، باتت تقلّص حجم الفوائض في السيولة، وبالتالي، باتت قدرة المصارف محدودة جداً بالنسبة الى الهامش المُتاح أمامها للتصرّف بأي فائض.

ثامناً - نسبة نمو الودائع في المصارف تتراجع باضطراد منذ 6 أو 7 سنوات، وقد وصلت الى مستويات غير مُريحة في العامين 2017 و2018. وهناك من يعتبر انّ نمو الودائع أصبح سلبياً في 2018 اذا ما تمّ احتساب النمو الالزامي العائد الى الفوائد على الودائع. هذا الوضع يعني انّ تدفّق الاموال تراجع بنسبة لا يستهان بها، وسحب الودائع ارتفع بنسبة لافتة ايضاً.

تاسعاً- انّ مخاطبة المصارف علناً من قِبَل الجهات السياسية، أياً كانت هذه الجهات، أمرٌ غير مفيد، بل مضرّ جداً. ويعطي الانطباع للداخل والخارج بأنّ الطبقة السياسية قادرة على الضغط على المصارف، وهي بالتالي قادرة على التحكّم بمصير اموال الناس المودعة في المصارف، وهو انطباع خطير أقل ما يُقال فيه انّه يؤدي الى مزيد من انحباس تدفّق الاموال، والى تشجيع سحب المزيد من الودائع، ويُضعف بالتالي قدرة المصارف على الاستمرار في تمويل الدولة والقطاع الخاص، بما يعني تعقيد الأزمة الاقتصادية والمالية أكثر، وتكبير الثمن الذي سيدفعه اللبنانيون في النتيجة للخروج من الأزمة. من هنا، ينبغي حصر الحوار بين السلطة السياسية والمصارف في الغرف المغلقة، للتفاهم على دور القطاع في الانقاذ.

عاشراً- انّ الشروط الاصلاحية التي قد تضعها المصارف للمساهمة في عملية الانقاذ يُفترض ان تكون مصدر طمأنينة للبنانيين وليس العكس. واذا كانت الدول المانحة وضعت شروطاً اصلاحية الزامية لإقراض الدولة اللبنانية لتنفيذ المشاريع المُتفاهم عليها في «سيدر»، فمن باب الأولى ان تضع المصارف شروطاً مشابهة.

وللمفارقة، اذا حصل لبنان على قروض «سيدر» من دون تنفيذ الشروط الاصلاحية، فانّه يخسر مصداقيته، لكن اذا أخذ الاموال من ودائع المصارف ولم يلتزم شروط الاصلاح فانّه يخسر مصداقيته وثروة ناسه، وتكون خسارته مُضاعفة ويصعب تعويضها. في النتيجة، الناس والبلد والمصارف في مركب واحد، وهذا امر يتفق عليه الجميع. لكن المطلوب الاعتراف بأنّ من يقود المركب يأخذه الى الغرق. وقد حان الوقت لقليل من التواضع والضمير والاستماع الى صوت العقل، لانقاذ الجميع بدلاً من اتهامهم بأنهم يرفضون الغرق مع الآخرين.

 

هل يستعيد الكسل مجده في عصر الذكاء الاصطناعي؟

د. منى فياض/الحرة/06 أيار/2019

يطرح عالم الأنتربولوجيا الإسرائيلي يوفال هراري في فصل "العمل" في كتابه الجديد: "21 درسا للقرن 21"، إمكانية الاستغناء عن خدمات ملايين أو حتى مليارات البشر في مستقبل غير بعيد، أي في حدود 2050، إذا لم تتخذ تدابير معينة للحد من فقدان البشر وظائفهم لصالح الذكاء الاصطناعي من نوع روبوتات أو لوغاريتم أو ما شابه. يبدو أن تحديات جذرية بانتظار البشرية تفوق ما عرفته عندما حلت الآلة، في القرن التاسع عشر، مكان الإنسان وقامت عنه بالجهد الجسدي. فمع الذكاء الاصطناعي سيتمكن الروبوت من القيام بالجهدين الجسدي والمعرفي أيضا. طبعا يظل من الصعب استبدال الانسان بالآلة في المهام غير الروتينية والتي تتطلب الاستخدام المتناظر لمروحة واسعة من المهارات لمواجهة سيناريوهات غير متوقعة.

الزمن الوحيد الذي يرتاح فيه الغربي من ثقل الوقت هو الوقت المخصص للترفيه

لكن تطور الذكاء الاصطناعي المتسارع والمستمر، يجعل المطلوب من الموظفين هو أن يتعلموا تقنيات جديدة وأن يتدربوا على وظائف جديدة باستمرار، كما يحصل الآن في قطاع المال والتأمين مثلا. ولو تدخلت الحكومات ووضعت شبكات أمان للفترات الانتقالية، كما تفعل البلدان الإسكندنافية؛ فلن يستطيع ملايين البشر إعادة اختراع أنفسهم في كل مرة دون أن يفقدوا توازنهم الذهني. الأمر الذي يتطلب وضع موديلات (نماذج) اقتصادية واجتماعية جديدة.

النتيجة هي تحد جديد أمام البشر: النضال ضد فقدان الوظيفة بدل النضال ضد الاستغلال. ما يعني أن أعدادا هائلة منهم سيصبحون غير ضروريين كمنتجين وبالتالي "لا لزوم لهم".. طبقة من دون نفع "a useless class" ويدار العالم من دونها. ليس فقط بسبب نقص تحصيلهم العلمي والتربوي الملائم، بل لعدم كفاية طاقتهم الذهنية أيضا. كذلك، لن يعرفوا عندئذ كيف يقضون أوقاتهم. حتى لو افترضنا تأمين مورد قاعدي للحاجات الأساسية لكثيرين كما تناقش الآن في فرنسا وغيرها، تبقى المشكلة أن انفتاح الأسواق على بعضها البعض يؤدي إلى أن المتضررين سيعيشون في البلدان غير النامية. فالأتمتة ستجعل ملايين من الفقراء عاطلين عن العمل عندما تصبح السلع منتجة بواسطة الطباعة ثلاثية الأبعاد D3. أعادتني هذه السيناريوهات إلى نص سابق لي عن الكسل أقارن فيه بين معناه في قاموس لاروس ومعناه في لسان العرب؛ وارتباطه بمفهوم العمل في الغرب. ففي السابق كان همّ السيسيولوجيين (علماء الاجتماع) متابعة تطور فكرة العمل والإنجاز التي استبدلها الغرب بالكسل الذي تتسم به المجتمعات التقليدية. فالذي يفرق بين العالم الصناعي عن العالم التقليدي أو النامي، النظرة الخاصة إلى الوقت وكيفية تمضيته.

يجد فان أوسيل أن البشر الذين لا ينتمون إلى المجتمع الصناعي يحكمون على العلاقة العصابية لهذا المجتمع بالوقت، وينظرون إلى الغربيين على أنهم أصبحوا عبيدا لمقياس الوقت الدقيق. مع ذلك، لم يقرر أحد في لحظة معينة أن الأمور يجب أن تكون كذلك. لقد دخل المقياس الدقيق للزمن لأن النسيج الاجتماعي المعقد صار أكثر تشابكا، وتوجب أن يكون نشاط البشر مترابطا تماما الواحد مع الآخر كي يسير المجتمع الصناعي بانسجام.

وبينما كان الفلاح يكتفي بمعرفة تقريبية للوقت بواسطة الشمس، استخدمت المدن الساعة الرملية، ثم ظهرت الساعة التي تقيس الوقت بدقة لامتناهية. الآن نجد "ساعة" بانتظارنا كيفما توجهنا: في معصمنا خوفا من عدم احترام الوقت أو من "ضياعه"، وفي الهاتف النقال وفي الكمبيوتر أو معلقة في مختلف الأمكنة. حتى ولو أردنا لما عاد باستطاعتنا العيش من دون ساعة كرونومترية تقيس لنا الوقت في كل حين. الزمن الوحيد الذي يرتاح فيه الغربي من ثقل الوقت هو الوقت المخصص للترفيه، وهو أحد مستلزمات المجتمعات الصناعية، للانعتاق من الضغط المتواصل (Stress)، والتي استوجبت تطوير صناعات هائلة (والتي قد لا يغيب عنها الوقت). يتحقق ذلك جزئيا خلال الويك إند والعطل، حيث يعتبر الناس أن الراحة أو الاسترخاء تعني العيش من دون ساعة التكاسل.

أما في الشرق، فلا يزال كثيرون يحملون الساعة للزينة وليس للانضباط بمواعيدها، وربما لقياس مدة التأخير وليس لاحترام الوقت. حدثني أحدهم مؤخرا بإشفاق عن حياة شخص لبناني متقاعد ويعيش في أميركا بمبلغ 800 دولار بعد أن كدح طوال حياته. علق قائلا أليس من الأفضل لو أنه عاش هنا وزرع الفجل فكان عاش بشكل أفضل، على راحته ومن دون تعب! هذا نمط التفكير العالمثالثي بامتياز، البحث عن الكسل والراحة وليس الإنجاز والعمل على تطور البلدان وإنمائها.

فالكسل والتكاسل لا يزال هنا "قيمة" بحد ذاته، بينما جعلته الثقافة الغربية مذموما. فاللاروس يعرفه: "إنه عيب يبعد عن العمل وعن بذل الجهد، الكسل يولد البؤس والفقر. وهو عدم اكتراث وبطء".

لذا عندما أطلق بول لافارغ، السياسي الفرنسي من أصل كوبي وصهر ماركس (عاش بين عامي 1842 و1911)، مقولته الشهيرة حول الحق بالكسل في المجتمع الصناعي، كانت مقولته حينها مدهشة وعكس التيار وتعبر عن نوع من الاعتراض على عُصَاب العمل في مجتمعات شديدة الحيوية والنشاط وفي عالم يقدّس العمل ويمجّده ويجعله هدفا للحياة ويغرق فيه محولا المجتمعات الغربية من حضارة الريف إلى حضارة المدن والتصنيع. ولم يعد الكسل مسموحا به إلا المستحق منه وللراحة بعد إنجاز العمل واسمه: وقت فراغ للترفيه.

جورج فريدمان كان أول سوسيولوجي فرنسي شدد على الدور الرئيسي للترفيه في أنسنة الحضارة التقنية التي كثيرا ما توصف بالتوحش. وليس علينا سوى التذكير بفيلم شابلن "أضواء المدينة" الذي يعطي فكرة عن نتائج مكننة العمل واستحواذه بشكل استلابي على الفرد.

للترفيه دور أساسي في أنسنة الحضارة التقنية التي كثيرا ما توصف بالتوحش

إن انفجار المهن الحرفية والتقليدية التي تنتج عملا خلاقا ومكتملا، وتفتيت المهام، يترك غالبا عند القائم بها شعورا بعدم الإنجاز وباللااكتفاء ومن هنا برز الإحساس بضرورة التعويض عبر تحقيق عمل ناجز وخلاق بشكل حرّ. لذا برزت سمة مقاومة التوقيت الكرونومتري عند العمال وأدت إلى المطالبة بـأوقات فراغ لاسترجاع مؤقت للزمن الميت والإيقاع الطبيعي حيث يطفو الوقت ذو النمط التقليدي ويسترجع حقه في الوجود ولو لفترة زمنية محددة يسترجع فيها الشخص كسله التاريخي؟

فهل سيستعيد الكسل، في حقبة الذكاء الاصطناعي التي ستوجد عالما مختلفا بطريقة غير متوقعة، معناه ووظيفته بحسب المعنى الذي ورد في لسان العرب: "الكسل هو التثاقل عما لا ينبغي أن يُتَثاقل عنه. وروى عن ابن بري: فمن روى يَكْسَل فمعناه يثقل، ومن روى يُكْسِل فمعناه تنقطع شهوته عند الجماع قبل أن يصل إلى حاجته". فلا يعود الكسل مرتبطا سوى بانقطاع الشهوة عند الجماع؟ فنحن من المناطق المحكوم عليها مسبقا بأنها لزوم ما لا يلزم ووظيفتها فبركة الحروب والعنف! وفي انقطاع الشهوة استراحة من فائض الإنتاج البشري!

 

أقوياء قلقون... فماذا نقول نحن؟

غسان شربل/الشرق الأوسط/06 أيار/2019

لا غرابة أن يتبرم الباريسيون. التذمر جزء ثابت من مزاجهم. إنه يوم السبت والاستمتاع بالعطلة. لكن الطقس يعاند. تطلُّ الشمس سريعاً كاللص ثم تخلي المكانَ للغيوم ودموعِها فيختبئ المواطنون والسياح تحت مظلاتهم. ومنذ شهور صار للسبت طعم آخر. «السترات الصفراء» تواصل احتجاجاتها رغم تراجع جاذبيتها. والحوار الذي أطلقه إيمانويل ماكرون أظهر أيضاً صعوبة إقناع الفرنسيين. وثمة من يعتقد أن فرنسا تعشق الجدالات لكنَّها لا تحب التغيير.

السيد الرئيس ليس في أفضل أحواله. سيف استطلاعات الرأي مسلطٌ على عنق ولايته وصورته. وفي قصر الإليزيه يستطيع أن يقرأ أن بعض الفرنسيين بدأوا بالترحم على آخر أسلافه، رغم أن مرورهم في حياة الجمهورية لم يكن لامعاً على الإطلاق.

تكشف النقاشات في وسائل الإعلام الفرنسية شعور قسم غير قليل من المواطنين أن بلادهم في مأزق.

ثمة من يرى أن العالم قد سبقها. وأن الآمال التي علقت على الرئيس الشاب تصطدم الآن بصخور الواقع. وهناك من يعتقد أن انقباض الفرنسيين يرجع إلى شعور قسم كبير منهم أن بلادهم تراوح مكانها أو تتراجع. وأن الدور الفرنسي في العالم ينحسر.

يصعبُ على فرنسا أن تكون شريكة فعلية لسيد البيت الأبيض الذي يحب الرقص منفرداً. أسلوبه لا يترك دوراً بارزاً للحليف الأوروبي. ثم إن المركب الأوروبي نفسه يترنح على نار الطلاق البريطاني وصعود الأصوات الشعبوية وتزايد العداء للمهاجرين، والاعتراف بأن سياسات الاندماج تزداد تعثراً. هناك من يعتقد أن قفز بريطانيا من السفينة الأوروبية سيوفر لفرنسا فرصة غير مسبوقة للقيادة، خصوصاً مع استعداد المستشارة الألمانية للمغادرة. لكن الخبراء يسارعون إلى التذكير أن فرنسا لا تملك اقتصاداً قادراً على حماية دور كبير. ويلفتون إلى حجم الاختراقات الصينية في أفريقيا وهي القارة التي كانت فرنسا اللاعب الأول في أجزاء واسعة منها.

أزمة الدور مطروحة بجدية في فرنسا. ستبقى الأولوية للخيار الأوروبي. لكن قدرة أوروبا على انتزاع موقع مميز في النادي الذي يفترض أن يضمها مع أميركا والصين وروسيا تبدو محدودة فعلاً بسبب الوهن الذي أصاب الروح الأوروبية.

يهرب المسافرون أحياناً من ثقل الوقت فيفتعلون حوارات عابرة مع زملائهم في الطائرات أو الفنادق. وأنا أحب هذا النوع من الحوارات بين الغرباء، خصوصاً أن هدفه الوحيد مقاومة الضجر ووطأة الانتظار. سألني السائح الياباني في النادي الرياضي عن سبب زيارتي إلى باريس فأجبت أنه موعد عمل. ابتسم وقال إن المدينة تستحق ما هو أكثر من ذلك. إنها تستحق زيارات متكررة لتَفقُّدِ هذه الثروة الثقافية الكبرى التي تراكمت في أرجائها. تواعدنا على استكمال الحديث لاحقاً.

في بهو الفندق غلبتني المهنة فرحت أسأله عن بلاده. أشاد بما حققته اليابان في العقود التي تلت كارثة الحرب وبإرادة هذا الشعب الذي خرج مثخناً من الهزيمة المرة. وخلتُ أنني عثرت على رجل متفائل ففرحت، إذ إن غالب من نحاورهم يبثون في كلامهم قدراً غير قليل من القلق. ولم يتأخر السيد المتحدث في الانضمام إلى نادي القلقين. سألته عن بواعث القلق لديه. قال: «كيف تستطيع أن تطمئن حين يكون لديك جار من قماشة كيم جونغ أون يجد متعة غير عادية في بناء ترسانة نووية، ويشرف شخصياً على إنتاج أجيال جديدة من الصواريخ؟».

لم يتأخر السائح في البوح أن قلقه الحقيقي ناجم عن ولادة جار عملاق يصعب التكهن بحقيقة نواياه؛ وهو الصين التي قال إنها تتقدم كل يوم وكل ساعة. قال إن الصعود الصيني غير مسبوق في عصرنا الحاضر، وستكون له تداعيات كبيرة على ميزان القوى العالمي في الاقتصاد والأمن وتالياً في السياسة. وذكر أن اليابانيين يتابعون بشيء من القلق كيف أزاحتهم الصين من موقع الاقتصاد الثاني في العالم، وكيف تحثُّ الخطى لاحتلال الموقع الأول وحرمان أميركا من مفتاح قوتها وهيبتها. رأى أن الصين تملك اليوم فائضاً مذهلاً من القوة لا بدَّ من أن تضيق به خريطتها، وهو ما سيترجم ميلاً إلى الهيمنة؛ ليس فقط في محيطها المباشر، بل على مستوى العالم أيضاً. ولاحظ أن الهجوم الاقتصادي الصيني في آسيا وأفريقيا وأوروبا يترافق أيضاً مع زيادة في الإنفاق العسكري تنذر بتبديل موازين القوى العسكرية أيضاً.

قال إن ما يقلقه هو شعوره بغياب آليات قادرة على احتواء صعود قوة من هذا النوع. لم تعد أميركا قادرة على لعب دور الشرطي في العالم، وإن كانت الخيار الوحيد المتاح أمامنا للحفاظ على قدر من التوازن في مواجهة الصعود الصيني.

غادر السائح لتفقد ثروات باريس الثقافية، ورحت أفكر في الشرق الأوسط الرهيب. في الجيوش المتبرمة بحدود الخرائط وفي الميليشيات الجوالة بين مسارح النزاعات. في حروب الماضي وكراهيات التاريخ. في البطالة والفقر وملايين المقيمين في المخيمات.

هل كان الشرق الأوسط يعاني ما يعانيه لو عثرت إيران على دينغ إيراني يحلم بتحويلها قوة اقتصادية ومن دون الرهان على الإقامة داخل خرائط الآخرين؟ وهل كان الشرق الأوسط يعاني ما يعانيه لو ضبطت تركيا أحلامها داخل حدودها ولم تنخرط في مشروع لتغيير ملامح المنطقة؟ ألم يكن من الأفضل للمنطقة برمتها لو انشغلت إيران وتركيا بمشروع تحول وإصلاح يرمي إلى الانخراط في معركة التقدم؟ لن يتغير الشرق الأوسط ما لم تتقدم سياسة الجسور على سياسة الجدران. إن الدرس الصيني يستحق وقفة طويلة.

 

اللاءات الثلاث وطبول الحرب المؤجلة

سام منسى/الشرق الأوسط/06 أيار/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/74546/%D8%B3%D8%A7%D9%85-%D9%85%D9%86%D8%B3%D9%89-%D8%A7%D9%84%D9%84%D8%A7%D8%A1%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%AB%D9%84%D8%A7%D8%AB-%D9%88%D8%B7%D8%A8%D9%88%D9%84-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%B1%D8%A8-%D8%A7%D9%84/

بالتزامن مع اقتراب الذكرى السنوية الأولى لانسحابها من الاتفاق النووي، وبعد إدراج الحرس الثوري الإيراني على لائحة الإرهاب، صعّدت الولايات المتحدة عقوباتها ضد طهران مع إعلان إنهاء الإعفاءات من حظر شراء النفط الإيراني الممنوحة سابقاً لبعض الدول.

جاءت هذه الخطوة لتفاقم أجواء التوتر بين الطرفين بما لا يبشر بالخير حول مستقبل المنطقة، إلا أن بعض الخبراء والمراقبين يعتقدون أن تصعيد الضغوط قد يمهد لتفاهمات بين طهران وواشنطن تُدرَس في الكواليس.

وبغض النظر عن صحة ذلك من عدمه، لا بدَّ لنا من التذكير بأن الضغوط الأميركية الجدية والمتصاعدة على إيران لا تهدف إلى تغيير النظام فيها بقدر ما تهدف إلى تغيير سلوكه، خصوصاً لجهة طموحاته التوسعية في المنطقة وتدخلاته في شؤون دولها وما جرّته من زعزعة للاستقرار.

وعلى الرغم من أن هذه النقطة بالذات هي موضوع رصد وحتى جدل داخل الإدارة الأميركية، فإن وقائع عدة تعززها أهمها مبدأ الرئيس الأميركي «أميركا أولاً» الذي يحدّ من الانخراط في حروب خارجية، إضافة إلى أسلوبه في التعامل مع الأزمات بحيث يستخدم أقصى الضغوط المتاحة للتوصل إلى أقصى تنازلات من الخصم العدو والصديق على حد سواء.

هكذا تعامل مع الصين وكوريا الشمالية و«طالبان» وحتى الاتحاد الأوروبي وكندا، ونجح حتى الآن في الحصول على مبتغاه أو أقله بعض من مبتغاه.

إزاء هذا الواقع، تلوح لاءات ثلاث هي الأكثر رجحاناً في تصور ما قد تشهده المنطقة على المديين القصير والمتوسط.

اللاء الأولى هي: لا حرب عسكرية أميركية إيرانية متوقعة. فالإدارة الأميركية استبدلت بها حرباً اقتصادية عنوانها العقوبات، وهي تأتي بثمارها بحيث يبدو أن الجميع خضع لها.

من جهة أخرى، تدرك إيران أن حرباً مباشرة ضدها تشكل راهناً خطراً وجودياً على نظامها، ولذلك نشهد في هذه المرحلة الحرجة أداءً حذراً ومدروساً من المرشد الأعلى علي خامنئي. في اجتماع مع قادة عسكريين في 18 أبريل (نيسان) الفائت، قال خامنئي: «كل ما يزعج العدو هو جيد، وكل ما يجعل العدو يقاتل هو جنون وأمر سيئ وغير مقبول». إن الهدف الأول للمرشد في هذه المرحلة هو انتقال سلس للسلطة، من بعده يؤمّن استمرارية نظام الملالي، وهو يدرك أن اندلاع حرب مباشرة مع أميركا لا سيما على الأرض الإيرانية يضرب هدفه هذا في الصميم.

اللاء الثانية هي: لا حرب إسرائيلية إيرانية تدور رحاها على الساحتين اللبنانية والسورية. فعلى الرغم من أن عملية تبادل الرفات والأسرى بين سوريا وإسرائيل لا تتخطى حملة علاقات عامة تقودها موسكو وتل أبيب معاً، فإنها تبقى مؤشراً لتفاهم روسي إسرائيلي حول عدد من الخطوط الحمر يتصدرها عدم شن إسرائيل حرباً ضد إيران وحلفائها في المنطقة. فبعد عودتها إلى الشرق الأوسط، لن تسمح روسيا لإسرائيل بتقويض أكبر نجاح سياسي وعسكري ودبلوماسي لها منذ سقوط الاتحاد السوفياتي.

من جهته، يسعى بنيامين نتنياهو لتأكيد صحة سياساته في مواجهة الخطر الإيراني عبر شن ضربات منفردة ومركزة ضد مواقع إيران وميليشياتها في سوريا. يضاف إلى ذلك توصله مع الروس إلى توافق حول إبعاد إيران ولو نظرياً عن الحدود الإسرائيلية. اللاء الأولى تعزز اللاء الثانية، دون تجاهل خطر الانزلاق إلى مواجهة أوسع تطال الأراضي اللبنانية نتيجة لتداعيات غير مقصودة للضربات الإسرائيلية.

أما اللاء الثالثة، فهي: عدم قدرة ورغبة النظام الإيراني في إجراء تغييرات تلبّي مطالب أميركا الـ12 التي أعلنها وزير خارجيتها، وذلك لأن خامنئي لا يميز بين النظام وسلوك النظام. فالمرشد يؤمن بأن سلوك إيران الحالي من سعيها إلى امتلاك قدرات نووية وتعزيز برنامج الصواريخ الباليستية إلى تقوية حلفائها في عدد من دول الإقليم ومنع التأثير الثقافي الغربي من التسلل إلى البلاد، يشكّل درع الحماية الأنجع للنظام.

وعلى الرغم من الحصار الاقتصادي الذي تتعرض له إيران وتداعياته الوخيمة على الداخل، من غير المرجح أن يشكّل ذلك محركاً لاندلاع ثورة خضراء جديدة تمارس ضغطاً داخلياً على النظام.

كل ذلك يطرح سؤالاً رئيساً: ما الضغوط القادرة على تغيير سلوك إيران أو تلك التي تدفع نظامها للعودة إلى طاولة المفاوضات ومناقشة قضايا على غرار برنامج الصواريخ والبرنامج النووي والتدخلات الخارجية؟

إن الإجابة عن هذا السؤال مستعصية، أقله في المديين القريب والمتوسط. فالنظام الإيراني يخوض حالياً معركة وجودية تتوقف على نتائجها حياة كل ما أفرزته الثورة الإسلامية الإيرانية عام 1979 من نظام حكم يقوم على عقيدة ولاية الفقيه، إلى نمط عيش وتفكير معادٍ للغرب، ونفوذ خارجي داعب الحنين إلى إحياء الإمبراطورية الفارسية، وصولاً إلى مصادرة القضية الفلسطينية وأسلمتها وتجريدها من بُعدها القومي العربي والتسلل إلى المجتمعات الداخلية في أكثر من دولة عربية، وإحداث انشقاقات طائفية ومذهبية ومجتمعية فيها أدت إلى خلق أزمة هوية وانتماء.

الناظر إلى ما أنجزه نظام الملالي بنفَس طويل منذ تسلمه مقاليد الحكم في إيران، يدرك صعوبة أن يتخلى عما حققه كما حجم المقاومة التي سيبديها لحماية نفسه والحؤول دون تحقيق ما يصفه المرشد الأعلى بـ«أجندة الولايات المتحدة المخفية»: تحويل إيران إلى دولة على غرار الديمقراطيات الغربية وخلع الثوب الديني عنها.

مَن يتوقع أن تغيّر إيران سلوكها مهما بلغ حجم الضغوط عليها سيصاب دون شك بخيبة أمل. فالنظام الإيراني قد يعدل بعضاً من ممارساته وينأى بنفسه عن خوض مغامرات انتحارية، لكن دون المساس بالأساسيات، لأن ذلك يعني القضاء الحتمي عليه.

في المقابل، إذا كانت إيران تراهن على أن رئيساً أميركياً جديداً جمهورياً أقل تشدداً أو ديمقراطياً قد يتراجع عن الانسحاب من الاتفاق النووي، أو يوقف العقوبات ضدها في حال لم تتراجع عن سلوكها، فهي أيضاً مخطئة.

لا عودة إلى زمن أوباما، إنما يبقى هدف أميركا تحويل إيران من ثورة إلى دولة، والأرجح عبر الضغوط السياسية والاقتصادية. إن توقُّع حسم قريب وتطورات دراماتيكية يبدو مستبعداً، إلا أن اللاءات الثلاث تبقى احتمالات ما يقتضي سياسة عربية جدية وجديدة تحصّن الموقف العربي سواء جراء تفاهمات مع إيران أو الانزلاق إلى مزيد من النزاعات أو حرب إقليمية واسعة.

 

مفكرة القاهرة: نخل الصداقات

سمير عطا الله/الشرق الأوسط/06 أيار/2019

في الطريق إلى مدينة نصر، لوحة كبيرة تحيي النادي الأهلي، فقلت إنها مناسبة لأعرف انتماءات سائق التاكسي: «طبعاً أهلاوي يا بيه. العائلة كلها أهلاوية، وما فيش فيها زملكاوي واحد». ومنذ فترة عثرت مصر على هوية ثالثة جامعة وموحدة. وكنت مدعواً إلى عشاء على النيل، عندما بدأ الضيوف يستأذنون، الواحد بعد الآخر، والبعض اعتذر واعداً بالعودة بعد المباراة. واعتقدت أن الذي يحمل كبار القوم على المغادرة مباراة بين الأهلي والزمالك. لكن قيل إنها مباراة بين برشلونة وليفربول. إسبان وإنجليز. محمد صلاح وميسي. وفرغت شوارع القاهرة. وخلت كباريها. ولم تعد بين شطين وميّه.

وفي مصر كرتان: الأرض والكورة. وكادت تشتعل حرب بين مصر والجزائر كتلك التي قامت بين هندوراس والسلفادور. لكن العرب أعقل. أحياناً. والآن هناك نجمان في عالم الكرة الدولية: زين الدين زيدان، الذي صار مدرباً، ومحمد صلاح الذي صار نجماً. الأول اشتهر عندما نطح لاعباً إيطالياً نطحة كادت تخطف أنفاسه، والثاني كتبت «التايمز» اللندنية أن سره في عذوبته. يسجل أهدافه مثل فراشة. وكلما سجل هدفاً لمصر فليحيا ليفربول، لا أهلي ولا زمالك ولا «ألتراس» ولا خناقات. إذا كانت كرة القدم الرياضة الأكثر شعبية في العالم، فإن صلاح قد وضع مصر على خريطتها.

أسهل وأوسع ابتعاد عن السياسة هو الرياضة. وإنني أشعر مع إخواننا البريطانيين حين يضطرون لأن يهتفوا في منازلهم بعد ظهر كل أحد للاعب مصري. لكن الكرة هي اللعبة الأكثر كونية. ولون القدم ليس مهماً. عندما جئت القاهرة آخر مرة، استقبلني الزميل أسامة سرايا في «الأهرام» التي كان رئيس تحريرها. وهذه المرة استقبلني في مزرعته حيث يربي الأغنام والماعز ويزرع النخيل، ويعطي لكل نخلة اسم صديق يرحل. وقد رويت له حكاية وزير الداخلية الفرنسي شارل باسكوا الذي ذهب يمثل بلاده في احتفال بلد أفريقي. فاقترب منه أحد المحاربين القدماء وقال له: «لي أمانة عندك. أرجو أن تنقل تحياتي للجنرال ديغول». فرد باسكوا: «أعدك أن أفعل ذلك، لكن ليس قريباً». ورجوت الزميل أسامة أن يؤجل نخلتي إلى أبعد موعد ممكن. بعد تنحي الرئيس مبارك، انتقل سرايا من رئاسة تحرير «الأهرام» إلى كاتب أسبوعي فيها. عرفت الصحافة أفضل عصورها مع حسني مبارك، وعاشت مرحلة مضحكة - درامية مع الرئيس السادات، الذي أدخل الصحافيين السجون وأرسل سعداء الحظ منهم مديري مصنع باشا للأحذية. وما زالت صحافة مصر هي الأكثر حيوية في المنطقة. ذهبت إلى «الأهرام» إلى ندوة مع رئيس تحرير «الأهرام العربي» الأستاذ جمال الكشكي، أحد وجوه الصحافة الشابة. وسألني ما هي أمنيتي في الدار، قلت أن أرى «الدور السادس»، الذي عُرف «بدور الخالدين»، حيث كانت مكاتب توفيق الحكيم ونجيب محفوظ ويوسف إدريس والدكتورة بنت الشاطئ والدكتور حسين فوزي. ويروي الأستاذ محمد سلماوي في مذكراته أن محفوظ أعطي مكتب الحكيم بعد وفاته. لكنه رفض الجلوس في مقعد صديقه، جالساً أبداً على كنبة الضيوف.

إلى اللقاء...

 

مطامع تركية لا حدود لها

حنا صالح/الشرق الأوسط/06 أيار/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/74548/%D8%AD%D9%86%D8%A7-%D8%B5%D8%A7%D9%84%D8%AD-%D9%85%D8%B7%D8%A7%D9%85%D8%B9-%D8%AA%D8%B1%D9%83%D9%8A%D8%A9-%D9%84%D8%A7-%D8%AD%D8%AF%D9%88%D8%AF-%D9%84%D9%87%D8%A7/

**باكراً بدأ الاستثمار التركي في الوضع السوري لتوظيفه داخلياً، فوفرت تركيا التي تستضيف كل طيف «الإخوان المسلمين» ممراً آمناً للإرهابيين إلى سوريا والعراق، وعملت لتأمين نفوذها في المناطق المتاخمة لحدودها، بوصف ذلك ضمانة الحفاظ على الأمن القومي التركي (...) اعتبرت تركيا الحرب السورية الفرصة لتحقيق أطماعها مباشرة أو من خلال أتباع أطلقت عليهم تسمية «جيش حر»، استخدمتهم في مسار «آستانة» وتعدُّ العدة للاستثمار فيهم عندما يحين أوان التسوية، كشريك في السلطة مع الفريق الحاكم في دمشق

الكثير من الضجيج الذي يثيره إردوغان في تركيا وفي المنطقة وصولاً إلى نيوزيلندا عندما وظّف الجريمة البربرية في أجندته الانتخابية، لم يعد يحجب ممارسات نقلت بلاده من حال إلى حال.

بلد محوري في المنطقة وفي حلف شمال الأطلسي، يُحكم بشعبوية وتحريض وفرمانات سلطانية، ويتم إلصاق صفة الإرهاب بنصف الأتراك على الأقل، ويُطرد عشرات الألوف من وظائفهم وتضيق السجون بالمتهمين. حاكم بصلاحيات مطلقة معه كل شيء مباح، من أجل أن تطول إقامته في القصر. أراد الانتخابات المحلية استفتاء على شخصه وممارساته السلطوية، فوجهّت له رسالة مدوية عندما هزمته صناديق الاقتراع في المدن الكبرى لا سيما إسطنبول التي كانت بداية مشوار صعوده السياسي وربما باتت بداية مشوار سقوطه. يعرف إردوغان أن هناك صفحة جديدة قد فُتحت، لكنه يصرُّ على إنكار الهزيمة لأنها المؤشر على احتمال تقصير أمد حكمه، فيمضي إلى ممارسة الضغوط الفجة بهدف سرقة انتصار المعارضة، لإبعاد الفائز أكرم إمام أوغلو النجم الجديد في السياسة التركية، ويَتعهد بعد أكثر من شهر بإعادة الانتخابات في إسطنبول!!

الهَوَج تسمية تنطبق على السياسات التركية التي انتقلت خلال أقل من عقدين من نوعٍ من الديمقراطية إلى مزيج من ديكتاتورية فردية ودراما التحريض. منذ حكاية الانقلاب في العام 2016 وتركيا تتغير، الذعر يحرك الحكم ويوجه سلوكه وتتالى معه القرارات الهستيرية، وتتكشف كل يوم الدلالات عن استبداد ضار. المئات من الصحافيين في السجون، والحريات معلقة، ويُفصل من الوظيفة أكثر من 150 ألفاً، بينهم كبار القضاة وعمداء الجامعات... ويُزجُّ أكثر من 77 ألفاً في السجون، والملاحقات والاعتقالات في صفوف العسكريين مستمرة، ويفصل نحو 15 ألف ضابط، بينهم ثلثا ضباط الطيران، وتَمنح «أحدث القوانين» الرئيس حق تعيين رؤساء الجامعات والقضاة واختيار القادة العسكريين. يستغني الحاكم المطلق عن «رفاق الدرب» مثل عبد الله غول، وأحمد داود أوغلو، وتطلق عليهم النعوت إن تجرؤوا وتحدثوا، فكيف إذا اعتزموا البدء بتحرك سياسي كما لمّح أوغلو، فيهددهم إردوغان بتحميلهم «تبعات أفعالهم»، ويقول: «هناك أشخاص يسيئون لنا في الداخل سنحاسبهم»!! وتنحدر مكانة تركيا إلى حدود التحالف مع قطر وإيران، دون أن ننسى تقديم أوراق الاعتماد للقيصر الروسي منذ العام 2016. وتُفتح المعارك الدونكيشوتية مع ألمانيا وفرنسا، فيما التهجمات على مصر والإمارات والسعودية لا تتوقف. ويتقدم مسار الأحداث في الإقليم، فيتفاجأ بالتطورات في ليبيا، حيث لأنقرة الدور اللافت في تجميع وتسليح الإرهابيين، ويشكل سقوط البشير والتغيير المستمر في السودان رسالة أخرى مدوية له.

باكراً بدأ الاستثمار التركي في الوضع السوري لتوظيفه داخلياً، فوفرت تركيا التي تستضيف كل طيف «الإخوان المسلمين» ممراً آمناً للإرهابيين إلى سوريا والعراق، وعملت لتأمين نفوذها في المناطق المتاخمة لحدودها، بوصف ذلك ضمانة الحفاظ على الأمن القومي التركي (...) اعتبرت تركيا الحرب السورية الفرصة لتحقيق أطماعها مباشرة أو من خلال أتباع أطلقت عليهم تسمية «جيش حر»، استخدمتهم في مسار «آستانة» وتعدُّ العدة للاستثمار فيهم عندما يحين أوان التسوية، كشريك في السلطة مع الفريق الحاكم في دمشق. اليوم باتت تركيا موجودة في أغلب الشمال السوري، وهذا ما كان ممكناً له أن يتحقق، لولا الثمن المدفوع من دماء السوريين وعلى حساب ثورتهم وحقوقهم، فكانت الهدايا الروسية التي بدأت فور سقوط حلب، بعدما سلّفت أنقرة إلى موسكو سحب المسلحين التركمان وكل أنصارها، مقابل الضوء الأخضر الروسي بالسيطرة على جرابلس والباب، وصولاً إلى أعزاز، ومقابل شمال حمص والغوطة وسواهما، أجازت موسكو لأنقرة اجتياح عفرين في العام 2018 وتعزيز وجودها في إدلب. وباتت تركيا تسيطر على منطقة تعادل 10 في المائة من مساحة سوريا، تضم نحو ربع سكان سوريا، أي نحو 6 ملايين بين مقيمين أو لاجئين إلى تركيا. إنه منحى الهيمنة الذي نبّه منه جون بولتون مستشار الأمن القومي الأميركي من أن «لا شيء يمنع تركيا من البقاء في إدلب على غرار بقائها منذ عام 1974 في شمال قبرص»!!

تتمسك أنقرة بوجودها المباشر في سوريا، وتعتبره تعويضاً عما عجزت عن تحقيقه في بداية الانتفاضة السورية، من خلال أتباعها «الإخوان المسلمين». والمعروف أنه في العام 2012 كان إردوغان يرى في شخصه الرمز، لمصر مرسي، وتونس الغنوشي، وسوريا رياض الشقفة، وليس أمراً بسيطاً لتركيا الصفعة التي وجهتها هبة 30 يونيو (حزيران) 2013 في مصر، وقبل ذلك نكسة أحلام الهيمنة على سوريا. فأرسلت الدعاة من «الإخوان المسلمين» إلى الشمال السوري للترويج للمثال التركي... لتتسع خطوات الـ«تتريك»، لكن لا شيء نهائي، لأنه مع الضغط الروسي لتفعيل «اتفاقية أضنة» وتزامناً مع الموقف الأميركي ومستجدات شرق الفرات فإن الحصة التركية ستتضاءل، والدليل ما يجري الآن في إدلب وكل منطقة الاحتلال التركي. يزعم إردوغان أن «تركيا هي الدولة الوحيدة القادرة على ريادة العالم الإسلامي»... وحاول من هذا الباب الهيمنة على الشارع العربي لخدمة تسلطه، وعاد الحديث عن «عثمانية جديدة»، غير أن نهج التسلط ونتائج الانتخابات وصعوبة تسليم إردوغان بالهزيمة فضحت زيف النموذج التركي!! لكن المطامع التركية لم ولن تتوقف، وبالغة الخطورة على المنطقة وعلى بقاء سوريا موحدة، وهذا الأداء يكاد في المخاطر التي يحملها يعادل مخاطر «الفرسنة» التي يقوم به النظام الإيراني المتغلغل في بنى النظام السوري، ويواصل حملة تغيير ديموغرافي وتوطين ميليشياته وإطلاق موجات من التشيع مرفقة بالترهيب وبإغراءات مالية.

 

والترك لاقتهم «موارث حنيفة»

مشاري الذايدي/الشرق الأوسط/06 أيار/2019

هلّ هلال رمضان، أعاده الله عليكم بيمن وعز وصحة وخير، رغم كل دخان الحرائق ولهيب الحروب، وغصص الفوضى، ووخز إبر الفتن.

خطر ببالي أن نتذكر هنا، بهذه الأيام المباركات، طرفاً من عبر التاريخ، ولتكن سلسلة رمضانية قدر الطاقة. اليوم يحضر الدور التركي العثماني المثير، مرة أخرى، مع السلطان رجب إردوغان، في مشارق العرب ومغاربها، كما حضر مع جيل الأجداد وأجداد الأجداد وهلمَّ جرّا.

مؤسس الدولة السعودية وناسج حلمها، عبد العزيز بن عبد الرحمن الفيصل آل سعود، له ملاحم كبرى، منها ملحمته في طرد الدور التركي الضارّ، ومن هذه الملحمة، أنشر سطوراً من صفحة واحدة فقط هنا.

معركة البكيرية، يوليو (تموز) 1904 أو ملحمة البكيرية، شمال وسط البلاد، وقعت بين جيش الملك عبد العزيز وخصومه، الذين استعانوا بالقوات العثمانية الجرّارة.

كانت معركة هائلة، تفوق فيه العثمانيون بالمدفعية والطوابير العسكرية المنظمة، ولذلك كانت خسائر الأرواح فادحة. يذكر المؤرخ السعودي فهد المارك في كتابه «شيم العرب» إنه كان بمكتب الملك خالد بن عبد العزيز وهو ولي للعهد حينها يونيو (حزيران) 1975، وتحدثا عن معركة البكيرية، وقال الملك خالد إن الذين قتلوا فقط من أهل الرياض 800، بينما يذكر أمين الريحاني الذي زار الملك عبد العزيز وكتب عنه إن عدد قتلى جيش الملك بلغ 900 منهم 650 من أهل «العارض»، أي الإقليم الذي تقع به الرياض. وفي الطرف الآخر، وفي الطوابير العثمانية فقط القتلى ألف رجل.

وهي من أكبر معارك الجزيرة العربية التي قادت لاحقاً لملحمة التوحيد السعودي، بعد وقت مديد، وكان الدور العثماني بالجزيرة العربية مدمراً ومعطلاً، أدرك ذلك المؤسس عبد العزيز فعمل على إنهاء هذا الدور، عسكرياً وسياسياً وثقافياً، في القصيم والأحساء وغيرهما من ربوع البلاد.

كان الأهالي يأنفون من أي تدخل تركي، ولو تحت عمامة الخلافة، ولذلك قيلت قصائد ودبّجت خطب، وصدرت فتاوى، مندّدة بهذا الحضور العثماني ومن يتعاون معه.

حول هذه المعركة وأجواء المواجهة السعودية مع الغزو التركي، قال شاعر حضر هذه المعركة، شاعر الحماسة الشهير محمد العوني، من قصيدة مطولة له:

والترك لاقتهم موارث حنيفة – ما خايروا يوم إن بعض العرب خار

عنوي هل العوجا تعداهم اللوم - أركو جموع الحضر والبدو والروم

يوم أكمل القصدير في تالي اليوم - استعصموا بحدود عطبات الأذكار

خلاصة معنى الأبيات السالفة أن الترك حين واجهوا أحفاد بني حنيفة وسكان واديهم، انهاروا، وكان أبطال «العارض» عازمين، لم يترددوا كغيرهم، ثم حدّد من يقصدهم بقوله، أنا أعني أهل «العوجا» وهي صيحة الفخر لدى «عصبة» عبد العزيز، وأنهم هزموا الجميع، وحين انصبَّ الرصاص عليهم، لاذوا بسيوفهم المرهفة. ولنا لقاء آخر.

 

رسالة البغدادي غيّرت حسابات العالم في ليبيا

خالد البري/الشرق الأوسط/06 أيار/2019

على رقعة الشرق الأوسط كانت حركة البغدادي من الكمون ذات دلالة. الخليفة الرسمي ظهر على الخط بعد طول غياب، ووجه إلى أتباعه رسالة طويلة يمكن تلخيصها في سطر واحد: «تجهزوا... لدينا مشوار». وجهة المشوار عُرفت مباشرة. «الإيكونوميست» أفردت ثلاثة مواضيع من عددها الأسبوعي لموقع المعركة الجديد، الصحراء الأفريقية، من مالي وجارتها الجنوبية بوركينا فاسو، وصولاً إلى الصومال في الشرق على مضيق باب المندب. البغدادي خصَّ قائد منطقة الصحراء الكبرى في التنظيم، أبو الوليد الصحراوي، بالثناء والمديح، لكي يوجه عيون المقاتلين وأعناقهم إليه.

العام الماضي فقط، قتل المسلحون الإسلاميون في هذه المنطقة عشرة آلاف شخص، وهو رقم مماثل تقريباً لما قُتل في سوريا والعراق، مع الفارق أن سوريا والعراق موضعا صراع مفتوح، يطّلع عليه العالم ويتابع أخباره يوماً بيوم، أما هذا الرقم في منطقة الصحراء الكبرى فهو المعدل الذي حققه المتطرفون في ظل صراع «على الضيق»، لا يلتفت إليه الإعلام العالمي. في منطقة الساحل الأفريقي فقط قُتل 5 آلاف شخص خلال الأشهر الخمسة الماضية، وفي المنطقة المحيطة ببحيرة تشاد هُجِّر ما يقرب من مليونين ونصف المليون من أراضيهم.

اهتمام المتطرفين بهذه المنطقة معروف مسبقاً، اللواء مارك هيغز، قائد القوات الأميركية في أفريقيا، يرى أن «داعش» ليست الجماعة الإرهابية الوحيدة التي تمد خيوطها إلى هناك، «(القاعدة) لديها خطة جادة طويلة الأمد بالتوسع إلى منطقة الساحل، وقد حققت فيها نجاحاً حقيقياً». استخباراته تفيد بأن مجمل عدد المسلحين الإسلاميين في المنطقة يصل إلى عشرة آلاف وخمسمائة فرد.

الحلفاء الغربيون أيضاً يتجهزون لهذا الميدان منذ بداية الألفية. استراتيجية «الحرب الطويلة» الأميركية لمكافحة الإرهاب، وقد نُشرت عام 2006، خصّت هذه المنطقة باهتمام مستقبلي لم تمنحه لغيرها. لدى الولايات المتحدة 7 آلاف جندي مقاتل في أفريقيا، ولدى فرنسا 4500 في الساحل، وهناك ألف من كلٍّ من ألمانيا وإيطاليا، بالإضافة إلى قوات أخرى من كندا وإسبانيا وإستونيا والدانمرك. الرقم مجمعاً يفوق عدد القوات الأميركية في أفغانستان. حجم قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في مالي يزيد على 16 ألف شخص، قُتل منهم 195، مما يجعلها أكثر بعثات الأمم المتحدة لحفظ السلام خطورة منذ بدأت عام 2013.

مما يزيد من «صعوبة الحرب» في تلك المنطقة تداخل الدين مع الإثنية في الصراع الميليشياوي، لكي يصنعا خليطاً صعباً في خوض الحرب، عسيراً في إنهائها بالحلول السياسية. المذابح الإثنية السابقة في أفريقيا تذكرة بهذه الحقيقة، لا سيما أن تعقب الميليشيات في هذه المنطقة صعب، لأسباب جغرافية، ولأسباب تنظيمية، حيث إن بعضاً من تلك الميليشيات ينضوي في عُصبة لا تزيد على العشرين شخصاً.

الغرض الأهم لدى أميركا من حرب أفريقيا هو الإرهاب، لكنه ليس الغرض الوحيد عند الأوروبيين. أفريقيا بالنسبة إلى أوروبا تعني مشكلة الهجرة المتدفقة إليها. وهذا يقودنا إلى مربط تلك الخيوط جميعاً... ليبيا.

تحركات البغدادي، بعد أيام من الدخول التركي العلني إلى الصراع في ليبيا، وتصريح حكومة الوفاق الليبية باحتمال «تفعيل اتفاقات دفاع مشترك» معها، تصبُّ كلها في نفس الخانة. على رقعة شطرنج الشرق الأوسط، ليبيا ركن أساس استراتيجي بالنسبة إلى الحلف العثماني. أهمية استراتيجية بحكم الموقع النافذ إلى الصحراء الأفريقية من جهة، وإلى أوروبا من الجهة الأخرى. إلى مصر والسودان من جهة، وإلى تونس والجزائر من الجهة الأخرى.

مع ما يحدث في الجزائر والسودان، ومع خروج البغدادي موجهاً أتباعه شطر صحراء أفريقيا بعد انهيار «خلافته» في سوريا والعراق، ومع رد الفعل المرتبك لدى الحلف العثماني منذ تحرك قوات الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر، يبدو أن القوى العالمية - بمبادرة أميركية - أعادت حساباتها بشأن ليبيا، واستوعبت وتفهمت أهمية ما يجري هناك. ليس لمصر والسعودية وحدهما بحكم الجغرافيا عبر صحراء أفريقيا ومضيق باب المندب، بل لمجمل الحرب العالمية على الإرهاب، ومكافحة الهجرة غير الشرعية، واستقرار دول جنوب الصحراء الأفريقية، وهذا غرض صعب التحقيق بالنظر إلى الوضع السياسي والاجتماعي في تلك الدول. بالنسبة إلى المواطنين العاديين من أمثالنا، لا يمكن المرور على هذه المعلومات دون استرجاع مشهد ردود الأفعال الإعلامية المواكبة لتحركات الجيش الوطني الليبي. وتفهم الدوافع السياسية للحلف العثماني ذي المصالح السياسية في ليبيا وآلته الإعلامية، وتابعيها الكامنين.

الأهمية الاستراتيجية للحفاظ على أمن ليبيا والحيلولة دون استخدام أراضيها ميداناً للمتطرفين في حربهم المفتوحة على العالم تصعد إلى المقدمة.

 

حوار ظريف: من يتآمر على الآخر؟

عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط/06 أيار/2019

هذا الجزء الثالث من نقاشي لحوار جواد ظريف، وزير الخارجية الإيراني، الذي ألقاه أمام جمهور «آسيا سوسيتي» في نيويورك، وخاض موضوعات وجدتها تستحق النقاش!

* ظريف: نحن في مقدمة من يحارب الإرهاب، أمس قام العراق باستضافة 300 عائلة إيرانية فقدت أبناءها في الحرب ضد «داعش». فهل تمت دعوة أميركا أو حلفائها مثل إسرائيل والسعودية والإمارات؟

- أقل الدول المتضررة من «داعش» و«القاعدة» هي إيران، التي لم تهاجمها داخل حدودها. هو يتحدث عن ثلاثمائة شخص إيراني متضرر من «داعش»، لكن نذكره بأن «فيلق القدس» فرقة الموت، والميليشيات التي جلبها تسببت في مقتل نصف مليون إنسان في سوريا، وتشريد 12 مليون سوري. مأساة وجريمة على يدي ظريف ونظامه، ولم تشهد المنطقة مثل بشاعتها على كثرة حروبها.

* ظريف: هناك من أطلقتُ عليها اسم فريق (ب) بيبي نتنياهو، بولتون، بن زايد وبن سلمان. هؤلاء لم يعجبهم اتفاقنا منذ البداية، ولكنه يظل أفضل اتفاق ممكن. وإذا كان ترمب يريد الضغط علينا لكي نقبل اتفاقاً جديداً لبيع كرامتنا فلن نفعل وسنرفض، وستأتي بعدها الخطة (ب) لفريق (ب) والتي أؤمن أنها ليست مطابقة لخطة ترمب.

* المذيع: ما المكيدة التي يدبرها فريق (ب)؟

- ظريف: المكيدة هي دفعنا (جر) إيران إلى الهجوم، وبعدها استخدام ذلك ضدها.

* هنا يزرع ظريف الشك والخوف عند الأميركيين من أن المقاطعة الاقتصادية رغم سلميتها تخفي مشروعاً عسكرياً. والحقيقة هي أنه إذا كان هناك فريق يتآمر لشن حرب فهو إيران، وليس فريق (ب) الذي يجد في محاصرة إيران وخنقها اقتصادياً، وسيلة أرخص له لتحقيق غاياته دون الدخول في معركة عسكرية مكلفة وخطرة. المكيدة، إن وجدت، الأرجح أن تكون من تدبير نظام إيران بافتعال حرب خلال الأشهر المقبلة، لإجبار واشنطن على التفاوض بشروطها، وتخويف الرأي العام الأميركي الكاره للحروب.

* ظريف: الناس (العرب) يسمون الخليج الفارسي بـ«الخليج»، ومن يسميه «الخليج العربي» يريدون سرقة التاريخ. لدي مذكرات ترجع إلى ملك سعودي قبل أن يصبح ملكاً، وقبل قيام الدولة السعودية، مكتوب فيها (الرياض: الخليج الفارسي، الكويت: الخليج الفارسي) هذه مسميات فلماذا هم طفوليون بشأنها؟!

- نرى ظريف هو من يثير خلافات طفولية في زمن النزاعات الخطيرة. لم يتحدث أحد في المنطقة، ولسنوات، عن نزاع التسميات. وكل جانب، سواء الإيراني أو العربي، راضٍ بأن يسمي الخليج بما يعتقد أنه الصحيح تاريخياً. ولا علاقة للتسمية بالخلافات اليوم مع إيران. نظام طهران هو الذي يسرق الأرض والمياه والناس، مستخدماً الميليشيات والسلاح، وليس مجرد «سرقة» اسم على خريطة أو جدل أدبي أو تاريخي. الخليج، سواءً سميناه «العربي» أو «الفارسي»، حق لكل من أراد أن يسميه كما يراه، ولم يفرض العرب تسميتهم على أحد سوى على أنفسهم، وهذا حقهم.

* ظريف: إيران سوف تستمر في بيع نفطها وإيجاد مشترين، وسنستمر باستخدام مضيق هرمز. إن حاولت أميركا منعنا فيجب عليها أن تكون جاهزة للعواقب.

- الأيام بيننا، وسنرى أن جبروت نظام إيران عادة على الدول الأضعف منها، وضد الدول المسالمة في محيطها فقط، ولا تحترم سوى القوى الأعظم.

* ظريف: إذا كان جيراننا جاهزين لوقف العنف فنحن أيضاً جاهزون، وهذا يشمل السعودية والإمارات. نحن راضون عن حجمنا الجغرافي ومواردنا الطبيعية.

- ما يقوله الوزير في المحافل الدولية خلاف ما يفعله النظام على الأرض. فالجميع يعلم، ويشاهد، محاولات إيران التمدد وزرعها الفوضى منذ عقود. أصبحت معظم نشاطاتها عسكرية، بخلاف السعودية والإمارات اللتين تنفقان معظم مداخيلها على تنميتها وداخل بلدانها.

* ظريف: لدينا علاقة جيدة مع تركيا وباكستان، وهو أمر لم يحدث في الأربعين سنة السابقة.

- علاقة جيدة مع بلدين فقط لا تنفي أن علاقة إيران سيئة مع نحو عشرين دولة في المنطقة من أذربيجان، وأفغانستان، والخليج، والأردن، والسودان، والجزائر، وغيرها.

 

«صراع الحضارات» لا مكان له في سياسية أميركا الخارجية

هال براندز/الشرق الأوسط/06 أيار/2019

لا نستطيع القول إن كبار المسؤولين الأميركيين غالبا ما يتذرعون بأفكار أكاديمية بحتة بالحكم على الأشياء من خلال أبراج عاجية عالية.

لكن بداية الأسبوع الحالي استخدمت كيرون سكينر، مديرة إدارة التخطيط السياسي بوزارة الخارجية الأميركية، مفهوماً مثيراً للجدل ابتدعه صامويل هنتنغتون، الأستاذ بجامعة هارفارد، في وصف التنافس الأميركي الذي اتضحت ملامحه مع الصين.

ففي الكلمة التي ألقتها بمركز بحثي بواشنطن، قالت سكينر إن نهوض الصين يشكل تحدياً للأجيال المقبلة وهو ما يتطلب استجابة واعية منهم. كما جادلت بأن التنافس يمثل «صدام حضارات» عظيماً، وهو مصطلح ابتكره هنتنغتون الذي توفي عام 2008، وقد ابتكره ليتنبأ بما سيحدث بعد نهاية الحرب الباردة.

إن إدارة ترمب بلا شك على حق في أن التنافس مع الصين سيستغرق عقدا كاملا، ومع ذلك فإن نموذج صدام الحضارات لن يساعد الولايات المتحدة في الفوز بهذه المنافسة لأنها تدعم بالفعل استراتيجية بكين أفضل مما تدعم الولايات المتحدة.

قدم هنتنغتون أطروحة الصدام في مقال شهير عن السياسة الخارجية الأميركية عام 1993، وجادل بأنه مع انهيار الشيوعية لم تعد المنافسات الآيديولوجية هي ما تقود شؤون العالم، وبدلا من ذلك سيحدث صراع بين الثقافات والدين والهوية، وأن الحضارة الغربية في أوروبا وأميركا الشمالية وحضارة «سينيك» التي تضم الصين والكثير من جيرانها الآسيويين ستكون من ضمن الحضارات المتصارعة.

اكتسبت أطروحة الصدام شعبية وسط صراعات دامية بين المجتمعات الإسلامية والمسيحية في يوغوسلافيا السابقة، خاصة بعد اندلاع الحرب على الإرهاب عقب أحداث 11 سبتمبر. ورغم ذلك فقد رفضت الحكومة الأميركية الإطار الذي رسمه هنتنغتون، فيما جادلت إدارة جورج دبليو بوش بأن الحرب على الإرهاب كانت نتاجاً لصراع داخل حضارة واحدة - الاتجاهات المتسامحة وغير المتسامحة من العالم الإسلامي - ولم تكن نتاجاً لصدام بين العالم الإسلامي والغرب.

اليوم هناك اختلافات ثقافية عميقة بين الولايات المتحدة والصين بالإضافة إلى عدد لا يحصى من الضغوط الاقتصادية والجيوسياسية، لكنّ منتقدي إدارة ترمب سيرون صراع الحضارات بوصفه صدى للفكرة التي روج لها مستشار ترمب السابق المثير للجدل ستيف بانون الذي قال إن العالم قد وصل إلى مواجهة بين الغرب المسيحي وبين بقية العالم. حتى وإن نحينا تلك الإشكالية العويصة جانباً، فإن المفهوم لا بد أن يأتي بنتيجة عكسية من الناحيتين الآيديولوجية والجيوسياسية.

إن خطاب «الصدام» يضحي بالعنصر الأخلاقي في المنافسة بين الولايات المتحدة والصين. فلطالما ادعت الولايات المتحدة أن القيم الديمقراطية وحقوق الإنسان ليستا من الأفكار الغربية المميزة، وبأنها أفكار عالمية يستحقها الناس في كل مكان للاستمتاع بها وليس لأي حكومة كانت الحق في حرمان شعبها منها.

رغم تطبيق هذه الجدلية في بعض الأحيان بشكل انتقائي، فإنها تمثل قوة أساسية في السياسة الخارجية للتعريف بتطلعات الناس في مختلف أنحاء العالم، حتى في البلدان التي تسيطر عليها أنظمة معادية. علاوة على ذلك، فقد استخدم المسؤولون الأميركيون فكرة حقوق الإنسان والقيم الديمقراطية على أساس أنها فكرة عالمية ووظفوها كهراوة عقائدية ضد الحكومات الاستبدادية، كما كان الحال عندما أثرت بدرجة كبيرة على الاتحاد السوفياتي خلال مرحلة الحرب الباردة.

على النقيض من ذلك، فقد تبنت الحكومة الصينية مفهوم الاختلافات الحضارية كوسيلة للحماية الذاتية. ولطالما رفضت بكين فكرة إجبارها على تحرير نظامها السياسي، أو ببساطة التوقف عن إلقاء المنشقين في السجون على اعتبار أن المفاهيم «الغربية» للديمقراطية والحقوق الفردية لا تتناسب مع تقاليد الحضارة الصينية الفريدة. لا ينبغي على الولايات المتحدة دعم هذه الفكرة ولو ضمنياً، ولا ينبغي عليها التأكيد على الجدار الحضاري الذي سعت الصين لبنائه لعزل مواطنيها عن العالم الديمقراطي.

تعتبر أطروحة الصدام خطيرة من الناحية الجيوسياسية نظرا لوقوعها بين يدي الصين. فالحكومة الصينية جادلت منذ زمن بعيد بحتمية خضوع العالم إلى تقسيمات وفق خطوط حضارية: فالآسيويون لديهم المزيد من القواسم المشتركة مع بعضهم البعض أكثر مما لديهم مع الولايات المتحدة، وبالتالي يتعين على واشنطن ترك آسيا للآسيويين، مما يعني أنه عليها السماح للصين بالسيطرة على هذا الجزء من العالم. إن هذا المنطق يمنح حجة فكرية لكل ما تفعله بكين لدفع الولايات المتحدة خارج منطقة غرب المحيط الهادي، مما يضعف من تحالفات الولايات المتحدة، ومن سعيها لبناء جيشها ومن قدرتها على تكوين شبكات تبعية اقتصادية مع جيرانها. إن فكرة رسم حدود دقيقة بين الشرق والغرب هي أمر مهم لاستراتيجية الصين ومميت بالنسبة للولايات المتحدة. فالمواجهة بين الصين والولايات المتحدة ستحتاج إلى بناء تحالف يضم الحضارات ويشمل، على سبيل المثال، ديمقراطيات نصف الكرة الغربي وأوروبا ومجموعة من الدول الآسيوية التي تضررت من صعود الصين. إن بناء تحالف متوازن في مواجهة الطموحات الصينية سيكون قوي بما يكفي، ولا ينبغي على الدبلوماسيين الصينيين النظر إلى هذه المهمة باعتبارها تحدياً صعباً.

* بالاتفاق مع «بلومبرغ»

 

اتساع ظاهرة رفض التجنيد الإجباريّ في الجيش الإسرائيليّ لدى الشباب الدروز

أحمد ملحم/موقع المونيتر/06 أيار/2019

بإختصار

تزداد أعداد الرافضين للتجنيد الإجباريّ في الجيش الإسرائيليّ، في أوساط الطائفة الدرزيّة، في ظلّ تنامي الوعي السياسيّ والوطنيّ لديهم وانتشار حملات شبابيّة لدعم الرافضين وتوفير الدعم القانونيّ والحقوقيّ لهم.

رام الله – الضفّة الغربيّة: تظاهر  عدد من الفلسطينيين في 3 ايار/مايو امام سجن عتليت الاسرائيلي، قرب مدينة حيفا، بدعوة من الحراك الشعبي (أرفض شعبك يحميك) تضامنا مع الشاب الدرزي كمال زيدان (18 عاما)، الذي يرفض التجنيد الاجباري في الجيش الاسرائيلي، ويمضي فترة اعتقاله الثانية في السجن منذ 28 نيسان/ابريل.حكمت المحكمة العسكرية داخل مكتب التجنيد التابع للجيش الاسرائيلي في مدينة تل ابيب في 28 نيسان/ابريل على الشاب من الطائفة الدرزيّة كمال زيدان (18 عاماً) من قرية بيت جنّ في الجليل الأعلى، 28 نيسان/إبريل المقبل، بالسجن لمدة سبعة ايام، بسبب رفضه التجنيد الإجباريّ في الجيش.

وقال والده المحامي يامن زيدان لـ"المونيتور"، ان المحكمة العسكرية داخل مكتب التجنيد حكمت على كمال بالسجن 7 ايام، ومن المقرر نقله الى سجن عتليت العسكري في 29 نيسان/ابريل، علما ان هذا الاعتقال الثاني له بعد اعتقال اول استمر لمدة 5 ايام في 15 نيسان/ابريل، لافتا الى انه بعد الافراج عنه من المتوقع تسليمه تبليغ للمراجعة مرة ثالثة واصدار حكم مشابه عليه.

وأضاف : إنّ موعد أمر التجنيد الخاص بنجله كان في 8 نيسان/إبريل، لكنّه رفض الامتثال له، وتوجّه إلى مكتب التجنيد في تلّ أبيب بـ15 نيسان/إبريل لإبلاغه عن رفضه الالتحاق بالتجنيد من منطلق وطنيّ كونه فلسطينيّاً عربيّاً، فتمّ نقله إلى سجن "عتليت" العسكريّ المعروف باسم "السجن رقم 6"، حيث اعتقل لمدّة 5 أيّام بأمر من المحكمة العسكريّة، وأُطلق سراحه في 19 نيسان/إبريل.

ويعد التجنيد في الجيش الاسرائيلي اجباري لابناء الطائفة الدرزية فقط، وأما بقية العرب في اسرائيل من المسلمين والمسيحيين فأن التطوع امامهم بالجيش يكون بشكل اختياري وليس اجباري، في حين يُعفى بعض ابناء الطائفة الدرزية من التجنيد لاسباب عدة ابرزها اذا اثبت تضرره النفسي من الالتحاق بالجيش، او اذا كان غير مؤهل طبي او المتدينين.

وتعرّض كمال زيدان خلال اعتقاله لعقوبة العزل في الزنازين، كما قال والده، بسبب رفضه إلقاء التحيّة العسكريّة لضابط السجن، وقال للجنود: "أرفض أداء التحيّة العسكريّة للضابط لأنّي لست جنديّاً، ولن أصبح جنديّاً، وأطلب ألاّ تتعاملوا معي كجنديّ، بل كأسير".

ويُعرض رافضو التجنيد الإجباريّ من الطائفة الدرزيّة في الجيش الإسرائيليّ لمحاكمات عسكريّة، التي تحكم على رافض الخدمة بالسجن من 5 إلى 30 يوماً، ثمّ يطلق سراحه ليتمّ استدعاؤه مرّة أخرى والحكم عليه بالسجن فترة مماثلة، وهي أحكام قد تتكرّر مرّات عدّة، في محاولة للضغط على الرافض للتجنيد للتأثير على قراره ودفعه العودة عنه، قبل ان يتم تحويل ملفه للنيابة العسكرية ، وفق زيدان.

وحاول "المونيتور" الحديث مع كمال زيدان، لكنّه اعتذر عن ذلك، بسبب عدم رغبته في الحديث مع وسائل الإعلام.

ويعدّ التجنيد في الجيش الإسرائيليّ إلزاميّاً على أبناء الطائفة الدرزيّة، الذين يبلغ عددهم 120 ألف نسمة في اسرائيل، بموجب قرار التجنيد الإجباريّ للفلسطينيّين الدروز الصادر عن السلطات الاسرائيلية عام 1956، بعد توقيع عدد من قيادات الطائفة في ذلك الوقت على عريضة تعتبر تجنيد الدروز إجباريّاً، مقابل اعتراف السلطات الإسرائيليّة آنذاك باستقلاليّة القيادة الدينيّة الدرزيّة عن القيادة الدينيّة الإسلاميّة ومنحهم بعض الامتيازات والوظائف.

ولفت زيدان إلى أنّ المحاكم العسكريّة الخاصّة برافضي التجنيد لديها صلاحيّة تمديد الاعتقال لفترات متلاحقة لمدّة لا تتجاوز كلّ مرّة الـ30 يوماً خلال عام كامل. وبعد ذلك، يتمّ نقل ملف المعتقل إلى النيابة العسكريّة، التي عليها النظر بالملف بشكل كامل وإصدار الحكم النهائيّ، مشيراً إلى أنّ النيابة لديها صلاحيّة حكمه بالسجن لمدّة 36 شهراً كحدّ أقصى، وهي فترة الخدمة الإجباريّة نفسها.

وتشهد أوساط الطائفة الدرزيّة ازدياداً في رفض التجنيد الإجباريّ بالجيش الإسرائيليّ، لكنّ بعض الرافضين لا يعلن ذلك عبر وسائل الإعلام، إذ قال زيدان إنّ نجله كمال التقى خلال اعتقاله في سجن عتليت بـ15 شاباً من الطائفة الدرزية الرافضين للخدمة في الجيش، لكنّهم يرفضون الإعلان عن أنفسهم إعلاميّاً.

وأوضح زيدان أنّ "رفض التجنيد في الجيش الإسرائيليّ ليس ظاهرة جديدة، بل بدأ منذ اليوم الأوّل لفرض القانون خلال عام 1956، وكمال ليس أوّل من يرفض التجنيد ولن يكون الأخير، فهناك آلاف الرافضين".

ولفت إلى أنّ ارتفاع رفض التجنيد في صفوف الشباب الدروز يعود إلى ارتفاع وعيهم الوطنيّ والقوميّ، وكشف الكذب الإسرائيليّ حول المساواة، الذي تجلّى بقانون القوميّة الذي أقرّه الكنيست في 19 تمّوز/يوليو من عام 2018، والذي أثبت لهؤلاء الشباب أنّ الخدمة في الجيش لا تخدم دولتهم، وإنّما دولة اليهود.

ويذكر أنّ يامن زيدان مرّ في تجربة مريرة، إذ فقد اثنين من أشقّائه الذين خدموا في الجيش أوّلهما فؤاد الذي قتل خلال عام 1987 في بيت لحم، وصالح الذي قتل في عمليّة لـ"حزب الله" خلال عام 1996 قرب لبنان ليحظى بسبب ذلك على إعفاء من التجنيد، لكنّه عمل لمدّة 3 سنوات بين عاميّ 2002 و2005، كسجّان لدى مصلحة السجون الإسرائيليّة. وخلال هذه الفترة، احتكّ بالأسرى الفلسطينيّين والأسير اللبنانيّ سمير القنطار الذي اضطرت اسرائيل للافراج عنه بموجب صفقة تبادل اسرى مع حزب الله اللبناني، واغتالته اسرائيل لاحقا في سوريا، فبدأ يتشكّل لديه الوعي على هويّته الوطنيّة والسياسيّة ودراسة القانون، ثمّ قدّم استقالته من عمله ليصبح محامياً لسمير القنطار، وكرّس عمله للدفاع عن الأسرى الفلسطينيّين، بالتعاون مع هيئة الأسرى الفلسطينيّة، ومناهضة التجنيد الإجباريّ في الجيش الإسرائيليّ.

ويشهد الوسط الدرزيّ حراكاً جماهيريّاً شبابيّاً لدعم الشباب في رفض التجنيد الإجباريّ ومساندتهم، من خلال حراك "ارفض، شعبك بيحميك" الذي انطلق في 21 آذار/مارس من عام 2014، وقالت منسّقة الحراك ميسان حمدان لـ"المونيتور": إنّ الحراك يرى في التجنيد الإجباريّ المفروض على الشباب الدروز قضيّة فلسطينيّة، والنضال فيها يجب أن يكون فلسطينيّاً شاملاً".

ولفتت ميسان حمدان إلى أنّ أحد الأسباب خلف ظاهرة التجنيد هو تغييب تاريخ فلسطين عن الدروز، من خلال تخصيص مناهج تدريسيّة خاصة تُدرّس في مدارس الدروز فقط، وتعمّد وضع الشباب الدروز أثناء خدمتهم في كلّ مناطق الاحتكاك مع الفلسطينيّين كالحواجز والحدود والسجون، الأمر الذي خلق صورة سلبيّة عن الدروز في أذهان أبناء شعبهم، إلى جانب تغييب تاريخ مشاركتهم في حركة النضال الفلسطينيّة خلال السنوات الماضية ما بعد 1948 ضدّ الاحتلال الإسرائيليّ".

وأكّدت حمدان أنّ "الحراك يقع على عاتقه دعم رافضي التجنيد الإجباريّ ونشر الوعي في صفوف الشباب، محاولاً كسر الصورة النمطيّة السائدة عن الدروز في صفوف الفلسطينيّين"، موضحة أنّ الحراك "يعمل على تنظيم حملات إعلاميّة عدّة، منها توثيق قصص الرافضين وتجاربهم من أجل دحض الرواية الإسرائيليّة التي تدّعي أنّ من يرفض التجنيد لا يستطيع المضي قدماً في حياته ، كما يعمل على تنظيم حملة "بالمناسبة" التي تسعى إلى نشر وثائق تاريخيّة طُمست عن دور الدروز الوطنيّ"، لافتة الى ان حراك ارفض شعبك يحميك بدأ بمجموعة من الشباب والشابات في 2014 الذين نظموا وقفة امام سجن عتليت لرفض التجنيد واستمرت بعد ذلك، وهو سينظم مظاهرة امام سجن عتليت تضامنا مع كمال زيدان في 3 ايار/مايو 2019.

وأشارت إلى أنّ حراك ارفض شعبك يحميك يعمل على تأسيس فريق دعم للشباب الرافضين للخدمة من مهنيّين في مجاليّ الحقوق والعمل الاجتماعيّ، لمرافقتهم بدءاً من توجّههم لرفض التجنيد حتّى حصولهم على الإعفاء، والمرافعة في المحاكم العسكريّة في حالات سجن الرافضين.

وجد في :الأقليات الإثنية

 *أحمد ملحم صحفيٌ ومصورٌ فلسطيني مقيم في رام الله، ويعمل لحساب صحيفة الوطن وعدد من وسائل الاعلام العربية.

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود وغيرها

الجراح بعد جلسة مجلس الوزراء: وضعنا خطة لخفض العجز ووقف الإهدار وتنشيط الاقتصاد وحذار الإشاعات والحكومة حريصة على استقلالية مصرف لبنان

الإثنين 06 أيار 2019 /وطنية - انتهت عند الخامسة والنصف جلسة مجلس الوزراء، وأدلى وزير الاعلام جمال الجراح بالمقررات الرسمية التالية : "في بداية الجلسة شدد رئيس الحكومة على ضرورة الاسراع في انجاز مشروع الموازنة، وستكون ثمة جلسات يومية حتى الانتهاء منها، ان شاء الله، خلال هذا الاسبوع. وادان الرئيس الحريري الاعتداءات الاسرائيلية على قطاع غزه، واسف لها ولسقوط عدد كبير من الشهداء والجرحى نتيجة الاعتداءات الاسرائيلية، وشجب هذا العمل الوحشي الاسرائيلي".

وقال: "ساتلو بيانا تمت صياغته لنكون دقيقين بما سنقوله، ونتنمى الالتزام الحرفي بما قرره مجلس الوزراء من خلال هذا البيان: تم التداول بما يجري في الشارع من اضرابات وتظاهرات جرت معظمها بناء على معلومات خاطئة، وتستند الى معطيات لم يتم التداول بها اساسا في جلسات مجلس الوزراء، وبعض هذه الاضرابات تمت تحت ذريعة الاضراب الاستباقي. ويهم مجلس الوزراء توضيح ما يلي: ان ما يجري تسريبه من معطيات لا اساس لها من الصحة، وهي تسريبات مجتزئة ومضللة للراي العام، لا تخدم المصلحة الوطنية ولا المواطنين على حد سواء، و لاتساعد على بناء الثقة بين الدولة والمواطن، في وقت تعمل الحكومة على استعادة الثقة بين المواطن والقائمين بالخدمة العامة ومؤسسات الدولة. ان ما يجري من تعطيل للمرافق العامة والمؤسسات في هذا الظرف الدقيق،ما هو الا عامل اضافي في زيادة تعقيد الازمة واستفحالها، في الوقت الذي يجب ان تتضافر الجهود الايجابية للمساهمة الانقاذية المشتركة انطلاقا من مسؤولياتنا الوطنية المشتركة.

تبنى مجلس الوزراء مضمون مذكرة دولة رئيس مجلس الوزراء رقم 14/2019، وشدد على الدعوة إلى الاحتكام إلى منطق القانون والعقل والمسؤولية الوطنية تجاه المواطنين، وتجاه منطق الدولة والمؤسسات. واكد حرص المجلس على تأمين مصالح جميع المواطنين التي تسمو كل اعتبار. ويطلب مجلس الوزراء من كل الذين توقفوا عن العمل الالتزام بمذكرة دولة رئيس مجلس الوزراء وان يقفوا على حقيقة الامور من مصدرها وعدم الاخذ بالشائعات التي تهدف الى اجهاض الخطط الاصلاحية المتكاملة، لانقاذ البلد كما وأن دولة الرئيس وجميع الوزراء، ابوابهم مفتوحة للحوار والنقاش المسؤول مع كل مكونات المجتمع اللبناني وايضاح ما هو ملتبس لديه.

كما ويهم مجلس الوزراء التاكيد على ما يأتي: ان مقاربة مجلس الوزراء تنطلق من خطته من خفض العجز في الموازنة، وضبط الانفاق غير المجدي، ومعالجة الإهدار في الكثير من مرافق الدولة، واتخاذ تدابير اكثر جدية في الحفاظ على المال العام. وإن تحفيز الاقتصاد عبر سلة من الاجراءات تساهم في النمو، وجذب الاستثمارات الخاصة وايجاد فرص العمل، وتعزيز قدرات الاقتصاد الوطني، والاستفادة من الفرص المتاحة عبر مؤتمر سيدر الذي سيساهم في دوره مساهمة فعالة في تحقيق الاستقرار الاقتصادي والنمو ورفع كفاءة البنى التحتية.

كما يهم مجلس الوزراء التأكيد على ما يأتي: ان مقاربة مجلس الوزراء الاقتصادية والمالية والاصلاحية المتكاملة تتطلب مساهمة ومشاركة الجميع في الحلول لانها بالنتيجة لمصلحته. إن مجلس الوزراء في صدد اقرار جملة اصلاحات بنيوية تتطلب اعطاء حوافز واعفاءات واقرار استثمارات كبيرة وجدية، لتنشيط الاقتصاد ووضعه على سكة النمو، اضافة الى اصلاحات اجرائية وادارية، تعزز انتاجية الادارة، وترفع مستوى خدماتها للمواطنين وتوقف الإهدار. إن الحكومة حريصة بالكامل على استقلالية مصرف لبنان التامة، بصفته سلطة ناظمة للقطاع المصرفي، والمسؤول عن السياسة النقدية في لبنان، وهي لا ترغب تحت اي ذريعة في التدخل في قراراته وسياساته من ضمن القوانين المرعية الاجراء، واهمها قانون النقد والتسليف.

هذا البيان اردنا ان يكون خطيا وواضحا للالتزام بما تم الاتفاق عليه، والتداول فيه بمجلس الوزراء، وبخاصة في موضوع مصرف لبنان ولاستقرار النقد وسلامة وضعنا المالي والنقدي".

حوار

ومن ثم دار حوار بين وزير الاعلام والصحافيين على الشكل التالي:

سئل: "هل هذا البيان موجه الى حاكم مصرف لبنان وموظفي المصرف الذين اعلنوا الاضراب؟"

اجاب: "كلا، هذا البيان يتضمن رؤية الحكومة، فاليوم ثمة من اعلن الاضراب بناء على اشاعات اوتسريبات غير منطقية، اذ ان احدا لم يقل ان موازنة مصرف لبنان ستصدق ويتم التوافق عليها من هنا، ومع ذلك تم تسريب هذا الامر بطريقة مجتزأة ادت الى ما ادت اليه.

القضايا والمواد الاخرى ما زالت موضع نقاش، اي المواد 60 و61 و54 وهي مواد ما زالت قيد النقاش والبحث، فلا احد يستبق الامور. وقد يكون لي انا مثلا راي مخالف لراي وزير زميل او غيره، فعندما يطرح الامر على النقاش داخل مجلس الوزراء، فذلك لا يعني ان ثمة قرارا في شأنها، عندما يصدر القرار عندها يتكلم هذا القرار عن نفسه، ويتم التطرق اليه سلبا او ايجابا من قبل المعنيين. وأما ما يحصل اليوم وبكل صراحة، فان بعض التسريبات الجزئية او المغلوطة او التي قد يكون من ورائها بعض الاهداف، تؤدي الى ما وصلنا اليه من اضرابات وما حصل في الشارع خلال الايام الاخيرة".

سئل: "هل ان عدم بت هذه المواد سيفسر وكأن ثمة صفقة ما حصلت؟".

أجاب: "كان من المفترض ان نرفع الجلسة الساعة الخامسة، الا اننا رفعناها الخامسة والنصف لاننا جديون في الانتهاء من معالجة هذه المواد المتعلقة ببعضها وإقرارها، وتتم مناقشتها ككل. لذلك يجب اعطاءنا الوقت الكافي لنتمكن من دراسة هذه المواد لاتخاذ القرار المناسب في شانها".

سئل: "هل اثر موضوع بورصة بيروت اليوم في اتخاذ هذه القرارت؟".

أجاب: "الموضوع ليس موضوع بورصة. أمام مجلس الوزراء مشروع موازنة عليه مناقشته واقراره، ولكننا اردنا اليوم ان نصدر هذا البيان المكتوب لنقول إن ما يحصل الآن من تسريبات واشاعات او تكهنات او اضرابات استباقية فهو لا يفيد".

سئل: "ثمة مشكلة بين الحكومة والمصارف وفي الموازنة ثمة ضريبة على المصارف، فهل توصلتم الى اتفاق بينكم وبينها، وهل ثمة رأي موحد في الحكومة حيال هذا الموضوع؟".

أجاب: "الموضوع ليس موضوع تفاوض، فالحكومة هي المسؤولة، ثمة بند في الموازنة مطروح امامها اليوم تقوم بمناقشته لاتخاذ القرار المناسب. فهي كسلطة تنفيذية صاحبة القرار بما هو معروض عليها من وزير المال في مشروع قانون الموازنة".

سئل: "هل ثمة اتفاق مع المصارف ام لا؟".

أجاب: "في الحكومة كل واحد منا يناقش انطلاقا من وجهة نظره، ولكن عندما يصدر القرار عن الحكومة يكون قرارا ملزما للجميع. ولكن هذا الامر لا يسلب احدا حقه في مناقشة اي مادة من المواد. وهذا الموضوع متعلق ببعضه وهو يخضع للنقاش. ولقد وضعنا نصب اعيننا في مجلس الوزراء خطة واضحة وهي خفض العجز ووقف الإهدار وتنشيط الاقتصاد، وتحت هذه الاهداف الثلاثة التي وضعها مجلس الوزراء كعنوان له في هذه الموازنة، كل شيء خاضع للنقاش ولكن عندما يتخذ القرار الذي نكون بالطبع قد راعينا فيه المصلحة الوطنية ومصلحة مصرف لبنان والموظفين والاقتصاد والخزينة والعجز. لا يمكننا ان نستمر في ترف الانفاق على ان نعالجه لاحقا، علينا ان نعالجه الان".

سئل: "لماذا كل البنود المتعلقة بالمصارف وبمصرف لبنان وضعت جانبا؟".

أجاب: "هذا الامر غير صحيح. لقد بدانا في نقاش المواد المتعلقة بمصرف لبنان وبغير مصرف لبنان الخامسة الا ربعا، ولم تكن ثمة مشكلة سوى مشكلة الوقت، وغدا مع بداية الجلسة سنستكمل نقاش هذه المواد، فلم يتم ارجاؤها، لا بسبب ضغوط ولا بسبب اضرابات، لقد تأخرنا في البدء في مناقشة هذه المواد ولا عامل ضغط علينا سوى الوقت".

سئل: "ماذا عن موضوع ضريبة الـ 7 الى 10 في المئة؟".

أجاب: "تجرى مناقشته. وكذلك وضع مصرف لبنان وبعض المؤسسات الاخرى وبنود واردة ضمن مواد يتم مناقشتها كسلة واحدة".

سئل: "هل حصل اتصال بين الحكومة وحاكم المصرف المركزي؟".

أجاب: "لقد قلنا الان في البيان ان ابوابنا مفتوحة وابواب رئيس الحكومة كذلك لنقاش اي مكون من مكونات المجتمع اللبناني في شأن اي التباس او رأي".

 

رئيس الجمهورية التقى رئيسي المجلس والحكومة واتفاق على مزيد من التضامن في هذه الفترة الحريري: اطمئن اللبنانيين الى وجود حلول للازمة الراهنة

الثلاثاء 07 أيار 2019/وطنية - عقد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون عند التاسعة والنصف مساء اليوم في قصر بعبدا، اجتماعاً مع رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس مجلس الوزراء سعد الحريري تركّز على الاوضاع العامة في البلاد، وضرورة الاسراع في اقرار الموازنة في مجلسي الوزراء والنواب، واتخاذ الاجراءات اللازمة للانطلاق بالخطة الاقتصادية الموضوعة والتي من شأنها ان تنعكس ايجاباً على الوضع اللبناني.

كما تم الاتفاق على مزيد من التضامن في مواجهة التحديات الاقتصادية.

الرئيس الحريري

وكان الرئيس بري قد وصل الى قصر بعبدا عند التاسعة والثلث مساء، ثم وصل الرئيس الحريري بعد دقائق قليلة ليبدأ الاجتماع الثلاثي الذي استمر قرابة النصف ساعة، تحدث بعده الرئيس الحريري الى الصحافيين فقال:

" اجتمعت مع دولة الرئيس بري الى فخامة الرئيس، وتداولنا في الاوضاع الاقتصادية وموضوع الموازنة. ارغب ان اقول للجميع ان موقفنا موحد ونرغب في اجراء الاصلاحات من اجل مصلحة اللبنانيين ومنهم اولئك الذين يتظاهرون. هناك ازمة اقتصادية يعلمها الجميع، يجب معالجتها من خلال التقشف واجراء الاصلاحات دون استهداف فريق من دون آخر، فيما تصدر شائعات واخبار كاذبة حول امور ومواضيع لم نناقشها في الموازنة. والسؤال: هل نحن بلد معافى اقتصادياً؟ علينا مواجهة اللبنانيين بالحقائق وهي ان هناك ازمة اقتصادية يجب مواجهتها من خلال اصلاحات تهدف الى تجنيب الجميع بمن فيهم المتظاهرين هذه الازمة."

واضاف: "هناك ايضاً موضوع موظفي الدولة الذين يتظاهرون، علماً ان القانون لا يسمح لهم بالتظاهر او الاضراب، وهو امر يجب احترامه، خصوصاً وان سبب اقامة هذه التظاهرات غير معروف حتى على صعيدي انا كرئيس لمجلس الوزراء، لاننا لم نتطرق في النقاشات الى الكثير من القطاعات التي يتظاهر موظفوها في الشارع، فلماذا هذا الاجراء؟ هل هناك فعلاً من لا يرغب في تنظيم المرفأ مثلاً؟ هذا ما نقوم به، ويجب اعتماد معيار واحد لكل موظفي الدولة، اذ ليس من المنطقي استفادة بعض المصالح من ميزة الاشهر الاضافية دون سواها في الوقت الذي يمكن لهذه المؤسسات، وفق الاستقلالية التي تتمتع بها، ان تقرّ سلسلة لاعتمادها. لا يمكن السماح بتعدد المعايير في الدولة حول عمل مشابه يقوم به الموظفون في قطاعات مختلفة."

وقال الرئيس الحريري: "اريد ان اطمئن اللبنانيين الى اننا نقوم بعملية اصلاح بالتوازي مع سياسة تقشف، ولكن هذا لا يعني عدم توافر فرص عمل، بل على العكس، فهناك حوالى 12 مليار دولار ان من خلال "سيدر" او قوانين اقرّت في مجلسي الوزراء والنواب تفوق الـ3مليارات ونصف المليار دولار لتجهيز البنى التحتية ومشاريع انمائية وغيرها، وهدفنا تعزيز النمو لانه من غير المقبول البقاء على نسبة نمو بمقدار 1 في المئة منذ سبع سنوات، علينا رفع هذه النسبة الى 5 و7 وحتى 10 في المئة، وهو امر ممكن بفضل الاصلاحات التي نعمل على اقرارها."

وتابع: "نحن لا نعمل في الخفاء، ففخامة الرئيس ودولة الرئيس وانا، موقفنا واحد وكل الافرقاء في مجلس الوزراء نعمل من اجل خفض العجز في الموازنة قدر الامكان لانه لا يمكننا الاستمرار بالطريقة التي كانت تسير بها الامور سابقاً. ولهذا علينا التعاطي مع المواضيع بروية، ولسنا في وارد تغيير حياة الموظف في الدولة، بل تنظيمها بعد ان اشتكى الجميع ومن ضمنهم وسائل الاعلام من هذه الحالة، لذلك اتمنى ايضاً على وسائل الاعلام المساعدة في هذا المجال، لانه في حال لم نستطع، لا سمح الله، الوصول الى اهدافنا، فالاعلام سيعاني كغيره."

وتطرق الرئيس الحريري الى ما يتم تداوله عبر وسائل التواصل الاجتماعي عن افلاس للبلد، فنفى هذا الامر واكد "اننا لا نزال بعيدين عن الافلاس، وقد اخذنا العبر من دول اخرى عانت من الافلاس، ولا يجب ان ننتظر كي نصل الى الحال التي وصلت اليها هذه الدول دون قيامنا بإصلاحات، لانه عندها نكون كمن يكذب على المواطنين. هل هناك من يعتقد فعلاً ان فخامة الرئيس، او دولة الرئيس، او انا، او اي فريق سياسي يرغب في اتخاذ اجراءات قاسية لمجرد القيام بذلك؟ طبعاً لا، ولكن لا يمكن للبنان ان يكمل بالمدخول الحالي، لذلك يجب اجراء اصلاحات جدية مرة واحدة تضع اسساً ومعايير واضحة في المستقبل لكل المؤسسات والعسكريين وغيرهم. قيل الكثير عن المتقاعدين والموظفين، لا احد يريد وضع اليد على حقوقهم، لذلك ندرس كل السبل والوسائل لتجنّب هذا الامر والوصول في الوقت نفسه الى نسبة تخفيض العجز الى 8 او 9 في المئة."

واستغرب رئيس مجلس الوزراء ما سمّي بتظاهرات استباقية، وقال: " هل ما نقوم به هو ارهاب كي يتم اللجوء الى تدابير استباقية؟ ان ما نقوم به نحن هو عمل استباقي لتجنيب البلد الانهيار الاقتصادي، وهذا هو الطريق الصحيح الذي كان يجب ان نعتمده سابقاً، ولكن لسوء الحظ لم يحصل ذلك بسبب الخلافات السياسية. اما اليوم، فلدينا فرصة ذهبية بالتفاهم مع فخامة الرئيس ودولة الرئيس والاحزاب الممثلة في مجلس الوزراء للوصول الى موازنة اصلاحية لمصلحة جميع اللبنانيين، كما لا يجب ان ننسى ان نكون صادقين مع المواطنين، فإذا تمكنا مثلاً من خفض العجز الى 8 في المئة عبر تدابير غير واقعية، فهذا الامر كمن يقوم بعملية انتحارية اقتصادياً. كل القطاعات ستساهم في هذه الاصلاحات، كالقطاع المصرفي والقطاع الخاص وغيرها... وعلينا ان نعمل مع بعض وليس ضد بعض لان العمل هو لمصلحة الوطن، ولا يجب ان نعارض الاجراءات الاصلاحية، لانه ليس صحيحاً ان هذه الاجراءات هي بسبب مؤتمر "سيدر"، بل لاجل اللبنانيين وان يكونوا سواسية في عملها داخل الادارات.

نحن جميعاً كمسؤولين، موظفون في الدولة لمصلحة المواطن. فإذا اشتكى المواطن، الا يجب علينا البدء بالاصلاح؟ هذا هو بالتحديد ما نقوم به. واذا كان هناك من مشكلة في اي ادارة، فإن ابوابنا مفتوحة للحوار، وليس هناك من هدف للنزول الى الشارع والاضراب. انا حقاً لا ازال غير قادر على فهم سبب العديد من الاضرابات التي شهدناها في الآونة الاخيرة وتحت ذريعة "الاضراب الاستباقي"، هذا امر معيب. فأي لبناني يكون خارج لبنان ويرى العمل الذي تقوم به الحكومة اصلاحياً في ظل الانهيارات التي تحصل في عدد من الدول، يستغرب سبب قيام هذه التحركات في الشارع. فإذا توقفنا عن الاصلاحات، يكون البديل انتفاء ايجابيات السلسلة من تلقاء نفسها، لسنا في وضع يسمح لنا بالاستمرار على المنهاج نفسه، وهذا لا يعني اننا على شفير الافلاس، بل نقوم بما يجب، وسترون انه بعد اقرار الموازنة، ستتغير نظرة المؤسسات المالية الدولية الى لبنان وسيرتفع تقييمها له. من غير الطبيعي الاستمرار في المصروف دون مدخول يوازيه، وهذا ما نعمل على تجنبه كي لا نستدين."

سئل: ما يحصل في مصرف لبنان ترك تأثيراً سلبياً، كما هددت نقابة موظفي المصارف بالاعتصام.

اجاب: لا ترغب المصارف في ان يعتصم موظفوها. اما في ما خص المصرف المركزي والحاكمية، فالمصرف يتمتع باستقلالية تامة، وهذا موضوع اثبت صوابيته، خلال الازمات التي مررنا بها ان في فترات الحروب او في فترات الازمات الاقتصادية، ولا احد في وارد المساس بهذا الامر لانه من مصلحتنا الحفاظ على هذا النمط، اضافة الى ان القانون الدولي يمنع سطوة الدولة على المصرف المركزي. لقد تحدثت الى الحاكم رياض سلامة، في ظل الكلام عن الاستفادة من اشهر اضافية خلال السنة، واقترحت عليه اقرار سلسلة خاصة بمصرف لبنان، وبالتالي يمكن القول ان المشكلة قد حلّت.

سئل: مقاربة الازمة الاقتصادية من خلال المواطن تقوم على ان الدولة كانت تعطي الاموال للمصارف واليوم بفعل الضائقة تريد ان تضع يدها على اموال المواطنين.

اجاب: هذا كلام غير صحيح. ان المشكلة الاساسية هي ان الديون قاربت الـ90 مليار دولار، وهناك نحو 40 مليار منها بسبب الكهرباء، كم تبلغ الفائدة عليها؟ وهذا مسؤوليتنا جميعاً وليست مسؤولية فريق سياسي. اليوم، نحن نعترف بوجود ازمة اقتصادية، وكل الدول المجاورة رفعت فائدتها على العملات على غرار الاردن والامارات وغيرها من الدول، فيما كنا في لبنان نقدم النسبة الاعلى من الفائدة. وعليه، فإن المستثمر يتجه لوضع امواله في السعودية مثلاً بدل لبنان، لذلك نضع موازنة خالية من الشوائب لكي يكون ما نطرحه في الاسواق دقيق ومحط فخر، فلماذا يجب على غيرنا فقط القيام بخطوات اصلاحية؟ لا يجب ان نخاف من التغيير والاجراءات الاصلاحية.

سئل: هناك تضارب في تصريح الوزراء حول مسالة رواتب الموظفين ذوي الدخل المحدود.

اجاب: اؤكد لك ان النقاش الذي يشهده مجلس الوزراء بعيد عن اي اعتبار لمكتسبات سياسية. هناك بيان واضح وصريح صدر عن مجلس الوزراء، وانا امثل الحكومة وانطق باسمها، واؤكد ان ذوي الدخل المحدود غير معنيين بمشروع الموازنة في السابق وحالياً ايضا. اما الطرح اليوم، فهو توحيد المعايير في الادارات والمصالح، لذلك اتمنى على الاعلام وضع الامور في نصابها الصحيح، ونحن نقوم باجراءات توفيرية على الدولة. وسترون ان كل ما يتم الحديث عنه بنسبة 50 الى 70 في المئة، لا وجود له في الموازنة.

سئل: متى سينتهي مجلس الوزراء من درس الموازنة؟

اجاب: نحن نقوم بجلسات يومية هذا الاسبوع، وآمل ان ننتهي بحلول نهاية الاسبوع لاحالة مشروع الموازنة الى مجلس النواب لاقراره.

سئل: بماذا تطمئنون المواطنين؟

اجاب: ليس هناك مس بأموال الفقراء لا من قريب ولا من بعيد. وهذا كلام قاله فخامة الرئيس ودولة الرئيس وانا والوزراء، ولكن هناك "اوركسترا" تنادي بإفلاس البلد لا استبعد ان تكون خارجية، فما الهدف من الحديث في احدى وسائل الاعلام عن اللجوء الى العنف؟

سئل: التسريبات مصدرها وزراء.

اجاب (ممازحاً): طلبت خلال الجلسة من الوزراء ان يتم التسريب بأمانة، وعدم تغيير النص المسرّب.

سئل: ماذا عن اعتكاف القضاة؟

اجاب: هل هناك بلد في العالم يشهد مثل هذا الامر؟ القانون يمنع القضاة من الاعتكاف، وهذا الامر لم اشهد له مثيلاً من قبل في اي دولة، وسيكون هناك اجراءات وقد اصدرت مذكرة في هذا الشأن. لقد قلنا بتوحيد صناديق التعاضد، فهل هذا معناه المس بهذا بصندوق القضاة؟ ما الهدف من اعتماد العديد من الصناديق بدل اعتماد معيار واحد رغم وجود استثناءات؟

نحن سنتخذ اجراءات في هذا الموضوع، واقول للقضاة ان الحوار لا يتم تحت ضغط الاضراب، واذا كان الهدف تشكيل ضغط علينا فلن ينجح الامر.

سئل: ماذا عن الصرافين الذين تلاعبوا باسعار العملات؟

اجاب: الحاكمية هي التي تتخذ اجراءات بهذا الشأن.

وختم: اريد ان اطمئن اللبنانيين الى انه رغم الوضع الاقتصادي المـتأزم، الا اننا نملك كل الحلول في يدنا، وستشهدون تضامناً اضافياً بعد هذا الاجتماع الذي عقد اليوم، حيث ان فخامته رأى وجوب تعزيز هذا التضامن، ولن يكون في الايام المقبلة تسريبات متناقضة.

 

رئيس الجمهورية لوفد بريطاني: بامكان لبنان حل عودة النازحين مع سوريا لكنه يأمل بحلها عبر الامم المتحدة

الإثنين 06 أيار 2019/وطنية - اعرب رئيس الجمهورية العماد ميشال عون عن امله في ان "يتبدل موقف المجتمع الدولي المعرقل لعودة النازحين السوريين الى المناطق الامنة في سوريا"، لافتا الى ان "لدى لبنان امكانية لحل هذه المسألة مع سوريا، لكنه لا يزال يأمل ان يكون هذا الحل من خلال الامم المتحدة".

واكد الرئيس عون أن "استمرار وجود النازحين السوريين بكثافة في لبنان، يشكل خطرا مباشرا، لا سيما على الوضع الاقتصادي الذي يواجه صعوبات قد تدفع بالنازحين الى مغادرة لبنان، ولن يكون امامهم الا البحر الابيض المتوسط اذا ما استمرت عرقلة عودتهم الى بلادهم".

كلام الرئيس عون جاء خلال استقباله قبل ظهر اليوم في قصر بعبدا، وفدا من "المدرسة الملكية البريطانية لدراسات الدفاع"، ضم عددا من الضباط الذين يتابعون الدراسة فيها وينتمون الى دول عدة، من بينها بريطانيا وتشيلي واثيوبيا واللوكسمبورغ والبرازيل واليابان والصين والهند واوغندا والبانيا وجورجيا. ورافق الوفد سفير بريطانيا كريس رامبلينغ.

غاري

في مستهل اللقاء الذي حضره وزير الدولة لشؤون رئاسة الجمهورية سليم جريصاتي وعدد من مستشاري الرئيس، تحدث رئيس الوفد المارشال في سلاح الجو تونييكليف غاري، فشكر الرئيس عون على استقباله للوفد، مشيرا الى ان اعضاءه يتابعون هذه الدورة منذ 18 شهرا، واتوا الى لبنان لتعميق اطلاعهم ومعرفتهم للتحديات التي يواجهها على صعيدي الامن والاستقرار"، لافتا الى "وجود ضابط لبناني برتبة عقيد يتابع هذه الدورة في بريطانيا".

رئيس الجمهورية

ورد الرئيس عون مرحبا بالوفد، مقدرا "ما توفره المدرسة الملكية البريطانية لدراسات الدفاع من خبرة وكفاءة ومناقبية للذين يتابعون فيها دورات تخصصية".

ثم رد رئيس الجمهورية على اسئلة الوفد، فاكد ان "لبنان تجاوز الاخطار الامنية التي كانت تحدق به بعد القضاء على ارهابيي تنظيمي "داعش" و"جبهة النصرة"، وبات يعيش حالة امنية تجعله من افضل الدول في العالم". واشار الى ان "الوضع الاقتصادي يشكل تحديا صعبا نتيجة الازمات العالمية المتلاحقة، اضافة الى الحروب في دول الجوار التي قطعت الطرق الاساسية لتصدير الانتاج اللبناني في اتجاه الدول العربية، ما الحق خسارة كبرى بالاقتصاد اللبناني. يضاف الى ذلك وجود مليون ونصف مليون نازح سوري و500 ألف لاجئ فلسطيني سببوا تداعيات على كل القطاعات في لبنان".

واشار الرئيس عون إلى أن "الاستقرار الأمني جعل الحركة السياحية تنمو ونتوقع موسما سياحيا واعدا خلال الفترة المقبلة. كما نحضر ميزانية تقشفية ذات وجه اقتصادي، على أن يتم بعدها إقرار الخطة الاقتصادية الوطنية التي أعدت بالتعاون مع "مؤسسة ماكينزي الدولية"، بحيث تتناغم مع توجهات مؤتمر "سيدر" الذي عبرت فيه دول شقيقة وصديقة عن دعمها للبنان ولنهضته الاقتصادية". ثم تناول الرئيس عون موضوع النازحين السوريين، فدعا إلى "تعاون دولي لإيجاد حل لها، إلا أننا بدل أن نلمس وجود هذا التعاون، نرى أن ثمة توجها يجعل العودة شبه مستحيلة من خلال ما يصدر من مواقف وممارسات وحملات إعلامية".

وردا على سؤال، أوضح الرئيس عون أن "الوضع في الجنوب هادئ ولبنان ملتزم قرار مجلس الأمن الرقم 1701 والتعاون قائم بين الجيش اللبناني والقوات الدولية للمحافظة على الاستقرار على الحدود".

وردا على سؤال شرح الرئيس عون الاسباب التي دفعته إلى تقديم مبادرة بإنشاء "أكاديمية الانسان للتلاقي والحوار" بهدف تعزيز السلام لأن الحوار يسهل التعارف بين الشعوب، لافتا إلى أن "التعايش المسيحي-الاسلامي في لبنان هو نموذج يجب أن يحتذى به، خصوصا أن الخلافات بين اللبنانيين سياسية وليست على الوطن".

دلول

وكان الرئيس عون استقبل صباحا الوزير السابق محسن دلول وأجرى معه جولة أفق تناولت التطورات السياسية الراهنة.

لجنة مهرجانات بعلبك

كذلك استقبل الرئيس عون رئيسة "لجنة مهرجانات بعلبك الدولية" نايلة دو فريج مع وفد من اللجنة التي اطلعت رئيس الجمهورية على برنامج مهرجانات بعلبك لهذه السنة، ووجهت له دعوة إلى حضور الحفلة الافتتاحية يوم الجمعة 5 تموز المقبل مع الفنان مارسيل خليفة بالاشتراك مع "الأوركسترا الوطنية اللبنانية" بقيادة المايسترو لبنان بعلبكي.

 

رئيس الجمهورية عرض اوضاع العمال وهمومهم الاسمر: الرئيس وعد بعلاجات فورية وسيلتقي ممثلي العمال قريبا

الإثنين 06 أيار 2019 /وطنية - استقبل رئيس الجمهورية العماد ميشال عون بعد ظهر اليوم في قصر بعبدا، رئيس الاتحاد العمالي العام الدكتور بشارة الاسمر، وعرض معه اوضاع العمال وهمومهم في ظل بحث الحكومة مشروع قانون الموازنة العامة.

الاسمر

بعد اللقاء، تحدث الاسمر فقال: "تشرفت بلقاء فخامة الرئيس ووضعته في اجواء الهواجس التي يعيشها العمال في القطاع العام والمصالح المستقلة والناجمة عن مواد مدرجة في مشروع قانون الموازنة، خصوصا في ما يتعلق بالصندوق الوطني للضمان الاجتماعي والقطاع العام والمصالح المستقلة. وقد شددت على ضرورة اقامة حوار اجتماعي في هذه المرحلة التي يمر بها لبنان يكون سريعا، وهدفه الانتهاء من الموازنة بطريقة سليمة دون المساس بحقوق ذوي الدخل المحدود والعمال والعسكريين. وقد كان فخامته متجاوبا، ووعد بعلاجات فورية وبأن يقابل المسؤولين في المصالح المستقلة والاتحاد العمالي العام في القريب العاجل".

اضاف: "نشكر فخامته على مبادرته القائمة على اعادة احياء الحوار مع الحكومة حول حقوق الطبقة العاملة في القطاع العام والمصالح المستقلة، كي لا يتحمل هؤلاء وزر الازمة الاقتصادية التي نمر بها. وفي الوقت نفسه، لا بد من الاشارة الى دعمنا حاجة المصالح المستقلة الى اعادة هيكلة ووجه قانوني جديد".

سئل: كيف ستؤثر اعادة هيكلة الادارات على مسار الموضوع الاقتصادي والاجتماعي؟

اجاب: "لقد دعينا كاتحاد عمالي الى ارجاء المواد الخلافية، خصوصا تلك التي تؤثر سلبا على القطاع العام في هذه المرحلة، ونحن منفتحون على الحوار بكل اشكاله لاعادة هيكلة القطاعات بطريقة قانونية، مع الحفاظ على حقوق الناس ورواتبها وتقديماتها والتي مضى عليها اكثر من 50 سنة، بعد ان كانت شركات فرنسية اولا ثم تحولت الى شركات امتياز بين الدولة والشركات الخاصة. وتغيير هذه الانظمة يحتاج الى قوانين وهي مهمة الدولة. اما مهمتنا فهي المحافظة على حقوق العمال في هذه المصالح والقطاع العام".

 

الحريري اصدر مذكرة ذكر فيها الموظفين بالقانون المحظر للاضراب تحت طائلة الملاحقة

الإثنين 06 أيار 2019 /وطنية - أصدر رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري مذكرة ادارية حملت الرقم 2019/14  صباح اليوم وجاء فيها: "عملا بنص المادة 14 من قانون الموظفين التي توجب في فقرتها الأولى على الموظف أن يستوحي في عمله المصلحة العامة من دون سواها وأن يسهر على تطبيق القوانين والأنظمة النافذة من دون أي تجاوز أو مخالفة أو إهمال الأمر الذي ينسحب على كل القائمين بخدمة عامة في مختلف السلطات والادارات والمؤسسات العامة سندا للنصوص المرعية الاجراء. وعملا بنص المادة 15 من القانون عينه التي تحظر على الموظف ان يقوم بأي عمل تمنعه القوانين والأنظمة النافذة والتي تحظر أيضا في فقرتها الثالثة على الموظف أن يُضرب عن العمل أو يحرض غيره على الإضراب وعملا بالمبادىء العامة وبالقوانين النافذة التي ترعى الوظيفة والخدمة العامة في السلطات والإدارات والمؤسسات العامة والبلديات، وحرصا على تأمين حقوق جميع القائمين بخدمة عامة وتطبيق القوانين والأنظمة النافذة بما يؤمن استمرار عمل السلطات وسير المرافق العامة والحؤول من دون شلها أو تعطيلها، وحرصا على تأمين مصالح جميع المواطنين التي تسمو كل اعتبار. يُطلب من الادارات الرسمية كافة وكل الهيئات الرقابية تنفيذ المبادىء والنصوص المشار اليها اعلاه وترتيب النتائج القانونية على انواعها بحق المخالفين".

 

لبنان والكنيسة ودعا ابو جودة ورئيس الجمهورية منحه وسام الاستحقاق الوطني المذهب الراعي: اتقد كالنار بمحبته وعلمه وثقافته وأخلاقيته الرفيعة

الإثنين 06 أيار 2019 /وطنية - ودع لبنان والكنيسة المثلث الرحمة النائب البطريركي العام السابق المطران رولان ابو جودة، وترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي صلاة الجنازة لراحة نفسه على مذبح كنيسة الصرح الخارجية "كابيلا القيامة"، عاونه فيها مطارنة الطائفة، بمشاركة بطريرك الارمن للروم الكاثوليك غريغوار العشرين، ممثل بطريرك الروم الكاثوليك يوسف العبسي المطران كيريلوس بسترس، السفير البابوي المونسينيور جوزف سبيتاري، مطارنة ورؤساء عامين ورئيسات عامات وكهنة وراهبات من مختلف الطوائف الكاثوليكية.

وحضر ممثل رئيس الجمهورية العماد ميشال عون النائب ابراهيم كنعان، ممثل رئيس مجلس النواب نبيه بري النائب ابراهيم عازار، ممثل رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري النائب هادي حبيش، الرئيس أمين الجميل، ممثل رئيس حزب "القوات اللبنانية" الدكتور سمير جعجع النائب إدي ابي اللمع، النواب: شوقي الدكاش، نعمة افرام وروجيه عازار، ممثل قائد الجيش العماد جوزاف عون العميد الياس ساسين، الوزراء السابقون: يوسف سلامة، فارس بويز، جو سركيس، طوني كرم، عصام خوري وادمون رزق، رئيس الرابطة المارونية النائب السابق نعمة الله ابي نصر، النائب السابق نبيل نقولا، نقيب المحررين جوزف القصيفي، مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي بيتر جرمانوس، رئيس مجلس ادارة مدير عام مؤسسة كهرباء لبنان كمال الحايك، مديرة "الوكالة الوطنية للاعلام" لور سليمان صعب، رئيس فرع مخابرات جبل لبنان العميد كليمان سعد، القنصل العام لجمهورية مالاوي الدكتور انطوان عقيقي، القنصل ايلي نصار، نقيب المقاولين مارون الحلو، وفد من المؤسسة المارونية للانتشار برئاسة روز الشويري، المنسق العام بين المؤسسات البطريركية المارونية جهاد ازعور، رئيس "تجمع موارنة من اجل لبنان" المحامي بول يوسف كنعان، السيدة رباب الصدر، رئيس جامعة آل ابو جودة في لبنان والانتشار القنصل وليم زرد ابو جودة، رئيس جامعة آل كرم في لبنان والانتشار مارون كرم، الدكتور انطوان صفير وفاعليات سياسية وعسكرية ودينية ونقابية وحزبية واعلامية وعائلة الفقيد وأهالي عائلة أبو جودة ووفود شعبية من مختلف المناطق اللبنانية.

العظة

بعد الانجيل المقدس، ألقى الراعي عظة جاء فيها:

"1- ربنا يسوع المسيح الراعي الصالح، وراعي الرعاة العظيم (1بط4:5) وعد على لسان إرميا النبي بأن يرسل لشعبه "رعاة على حسب قلبه" (إر15:3). فأرسل من بينهم المطران رولان أبو جوده الذي نودعه بكثير من الأسى وبصلاة الرجاء. أرسله الله مميزا بروحانيته وخدمته وتواضعه، كاهنا ومطرانا نائبا بطريركيا عاما وصاحب مسؤولية دقيقا ومتفانيا في كل شيء. فيستحق أن يطلق عليه إسم "الراعي الصالح" مثل معلمه الإلهي.

2- بدأ رحلته إلى بيت الآب بغيبوبة دامت ثمانية أشهر، إنطلقت من زمن الصليب وانتهت في زمن القيامة، لم يفارقه فيها يوما بنات شقيقه وأولاد خاله. ولم يدخروا أية تضحية وعطاء في سبيله. ألصليب والقيامة شكلا ركني حياته، إذ كان يعيشهما في حياته اليومية بمراحلها كافة. لقد عرف كيف يحمل صليبه الشخصي، حسيا وروحيا ومعنويا، وكيف يبلغ بنعمة القيامة إلى حياة متجددة بفرح داخلي وبسمة خارجية، متخطيا ذاته ووهنه الجسدي. وعرف كيف يحمل مع الآخرين صليبهم في المرض والموت، وفي الفقر والحاجة، وكيف يساعدهم من سخاء يده، وعاطفة قلبه، وجهوزية وساطته، كي يعيشوا فجر الطمأنينة والفرح والرجاء. فقال عنه المثلث الرحمة البطريرك الكردينال أنطونيوس بطرس خريش: "لو كان قلبه في يده، لكان أعطاه".

3- هذه التربية على الصليب والقيامة تلقاها في البيت الوالدي، بيت المرحومين وديع وشفيقة أبو جوده من جل الديب العزيزة. فمنذ طفولته ذاق مرارة اليتم مع شقيقه المرحوم رياض بوفاة والدهما المبكرة، والوالدة في العشرين من عمرها، وعاش فرح العزاء في بيت خاله المحامي المعروف المرحوم حفيظ أبو جوده، فكانت العائلتان بيتا واحدا. وكان قلبه ونظره يرتفعان يوميا نحو صليب أبونا يعقوب على تلة جل الديب، ويستمد منه النور الهادي والمعزي طيلة حياته.

وراح ينمو بالعلم والتربية في معهد الرسل في جونيه، منخرطا في الحركة الكشفية، وتابع دروس الحقوق في جامعة القديس يوسف متخرجا بإجازة في الحقوق اللبنانية والفرنسية.

4- وسمع نداء الرب إلى الكهنوت بعمر ثلاث وعشرين سنة، فلبى الدعوة للحال بفرح وحماس وغيرة. دخل جامعة القديس يوسف لدراسة الفلسفة واللاهوت. هناك عرفته لأول مرة سنة 1958 وكنت أرى فيه، كما سائر الإكليريكيين، مثالا أعلى باهتمامه بالجميع وعفويته ونشاطه وثقافته القانونية. وبعد أن نال الإجازة في اللاهوت، سيم كاهنا في 25 نيسان 1959. ثم نال من مدرسة الآداب العليا في بيروت إجازة تعليمية في الأدب الفرنسي والأدب العربي. وبعد دراسات معمقة في جامعة بوسطن للآباء اليسوعيين في الولايات المتحدة الأميركية، لمدة سنتين نال إجازة في التربية. وعاد إلى لبنان قبل إنجاز شهادة الدكتورا بروح الطاعة للمثلث الرحمة المطران الياس فرح الذي كلفه سنة 1963 بتأسيس مدرسة مار يوسف قرنة شهوان معتمدة الإنكليزية كلغة أساسية إلى جانب العربية والفرنسية. فتولى رئاستها حتى سنة 1975.

وشغل في الوقت عينه مهمة نائب عام في الأبرشية، المعروفة آنذاك بأبرشية قبرس، قبل أن تفصل عن الجزيرة وتصبح أبرشية أنطلياس. كما أدى خدمة رعائية في قرية دير شمرا المتنية، قبل أن يكون لها طريق سيارة، فكان يصل إليها عبر الأحراج والوديان. وخدم سواها من الرعايا الصغيرة والفقيرة. وعين قاضيا في المحكمة البطريركية الإستئنافية. وفوق ذلك أوفده المثلث الرحمة البطريرك الكردينال مار بولس بطرس المعوشي زائرا بطريركيا لكل من موارنة مصر في القاهرة والاسكندرية، وموارنة أوستراليا، استعدادا لتعيين مطران لأبرشية القاهرة بعد فترة من شغورها، ولإنشاء أبرشية جديدة في أوستراليا. فأدى المهمتين على أكمل وجه بدقته العلمية المعروفة. ونفذت الغايتان.

5- بعد هذه السنوات الست عشر من حياته الكهنوتية التي اتقد فيها كالنار بمحبته ونشاطه وعلمه وثقافته وأخلاقيته الرفيعة المشهود لها، إنتخبه سينودس أساقفة كنيستنا المارونية المقدس مطرانا نائبا بطريركيا عاما في أول عهد المثلث الرحمة البطريرك الكردينال مار أنطونيوس بطرس خريش، في دورة تموز سنة 1975، في بدايات اندلاع الحرب اللبنانية المشؤومة، وهو في الخامسة والأربعين من العمر. فوجد فيه آل أبو جوده الكرام علما كنسيا رفيعا على رأس أعلامهم.

6- بالإضافة إلى أعمال الدائرة البطريركية، أسندت إلى المطران رولان في آن رعاية نيابتي البترون ودير الأحمر، قبل إنشائهما أبرشيتين مستقلتين في عهد البطريرك الكردينال مار نصرالله بطرس صفير، والإشراف على إكليركية مار مارون غزير البطريركية التي بث فيها روح التجدد في البشر والحجر، ورئاسة اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام، فأنشأ من ضمنها كأداة تنفيذية المركز الكاثوليكي للإعلام، ورئاسة الهيئة المارونية للتخطيط والإنماء من أجل إغاثة المهجرين، قبل إنشاء رابطة كاريتاس-لبنان، فأوفده لهذه الغاية البطريرك الكردينال أنطونيوس بطرس خريش لزيارة الموارنة في كل من جنوبي أفريقيا وشاطئ العاج والسنيغال وغامبيا والولايات المتحدة الأميركية وكندا من أجل إطلاعهم على الأوضاع المأساوية في لبنان من جراء الحرب، وتنظيم مساعدات للإغاثة. فلقي تجاوبا واسعا بفضل دقته وشفافيته وتنظيمه كما يظهر من تقاريره المفصلة. فاستدعى هذا الأمر منه عملا مضنيا وغيابا طويلا عن الكرسي البطريركي. وقد إرتضاهما بغيرته وتجرده.

لم يهدأ يوما عمله في الليل والنهار بين مسؤولية وأخرى ومنها، بالإضافة إلى ما ذكرناه، رئاسة كل من الهيئة التنفيذية لمجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان، والمؤسسة الاجتماعية المارونية التي أنشأ فيها الصندوق التعاضدي الإجتماعي الصحي، ومجلس إدارة تيلي لوميار، وصندوق المطارنة المتقاعدين، والهيئة الاقتصادية العليا في الكنيسة المارونية، فضلا عن الإشراف على محاكمنا المارونية ومجمعها الراعوي، وعضويته كقاض في محكمة سينودس الأساقفة. وشارك الناس إكليروسا وعلمانيين في مختلف ظروفهم، المفرحة والمحزنة، متنقلا في جميع المناطق اللبنانية بالجهات الأربع، شاهدا لقربه منهم ومحبته وتضامنه.

7- من أجل كل هذه المسؤوليات وسواها التي كان يتحمل أعباءها بجهوزيته الدائمة من دون أي مقابل مادي من الكرسي البطريركي، أو رغبة في تكريم أو شكر، كان يمضي الساعات الطويلة ساهرا، وأحيانا حتى الفجر لينهي واجبات يومه بكل دقة، مقاوما الطبيعة والراحة والنوم. وعلى الرغم من كل انشغالاته بهموم الناس والمهمات الموكولة إليه، حافظ على صلوات الساعات صباحا وظهرا ومساء، ولو تراكمت، وعلى قداسه اليومي ولو متأخرا في الليل، وعلى ممارسة سر التوبة بانتظام، وعلى سلامه الداخلي وطيب معشره، متغلبا دائما على التعب والنعاس.

هذا كله أدى إلى تراجع كبير في صحته بلغ به إلى انحناءة الظهر ومرض البركنسون وثقل سمعه. ولكنه لم يتوان عن إتمام أي واجب تجاه الناس في أفراحهم وأحزانهم، متخطيا ذاته بقوة النعمة والإرادة والمحبة المتقدة في قلبه. في كل ذلك عاش شعاره الذي اتخذه في قداسه الأول في رعيته جل الديب غداة رسامته الأسقفية: "منحني الرب، من غير استحقاق مني، ذروة الكهنوت، لكي يطلب مني قمة البذل والعطاء. علي أن أكون الراعي الصالح الذي يبذل نفسه عن أحبائه"1. وأكمل شعاره بكلمة الرب يسوع في الإنجيل: "مهما فعلتم، قولوا نحن عبيد بطالون..." (لو10:17).

8- بعد ثلاث وعشرين سنة من التعاون الوثيق مع غبطة سلفنا البطريرك الكردينال مار نصرالله بطرس صفير، أطال الله بعمره، قال صاحب الغبطة عن المطران رولان: "وجدنا فيه الساعد الأيمن في كل الشؤون العائدة إلى البطريركية. وتعاونا إلى أقصى حد، ولم تتعكر بيننا يوما حياة الأخوة والصداقة والتعاون المخلص". هذه الشهادة عشتها شخصيا في مضمونها مع المطران.

9- حيث الصليب والقيامة هناك مريم أم يسوع وأمنا. لقد رافقته طوال مراحل حياته، وكان يعود إليها في مختلف الظروف، ويختبر حنان شفاعتها. ففي اليوم الأول من شهر أيار المخصص لتكريمها، أسلم الروح بين يديها مرددا كلمة ابنها: "لقد تم كل شيء" (لو30:19).

إلى بيت الآب في السماء تنتقل، أيها العزيز المطران رولان. إننا نرافقك بالصلاة في هذا العبور وننعم بالعزاء الإلهي مع صاحب الغبطة والنيافة أبينا البطريرك مار نصرالله بطرس، والسادة المطارنة أعضاء السينودس المقدس، وعائلة المرحوم رياض أخيك، وعائلة المرحوم خالك المحامي حفيظ أبو جوده، وسائر أنسبائك وذويك، وجامعة آل أبو جوده الكرام برئيسها وأعضائها، بل كل الحاضرين معنا وجميع محبيك.

إلى المسيح "الراعي الصالح" الذي عكست صورته، نكل نفسك الطاهرة لتنال من رحمة الله جزاء "الخادم الأمين الحكيم" (لو42:12) وتكون لنا لدى العرش الإلهي خير شفيع، لمجد الله الثالوث القدوس".

السفير البابوي

وتلا السفير البابوي رسالة تعزية وجهها عميد مجمع الكنائس الشرقية الكاردينال ليوناردو ساندري إلى الراعي بوفاة المطران أبو جودة جاء فيها: "لقد تبلغنا من السفارة البابوية في لبنان خبر وفاة المثلث الرحمة المونسنيور رولان ابو جودة في الثاني من شهر ايار الحالي. اشارك الكنيسة المارونية اساها لفقدانها احد اساقفتها الذي تسلم لسنين عديدة مهمة النائب البطريركي العام للبطريرك الكاردينال مار نصر الله بطرس صفير، وهو في سدته البطريركية.

لقد وضع في خدمة الكنيسة مزاياه الفكرية والكهنوتية المميزة، التي اغتنت بخبرته في عدة قطاعات راعوية ومهمات في الخارج، ومنها الزيارة الرسولية الى استراليا تمهيدا لإنشاء ابرشية في هذا البلد.

كما حظي بتقدير كبير جدا في المحيط الكنسي والعلماني، نظرا لمواقفه المتوازنة ورحمته العميقة وحماسته وتفانيه في تأدية رسالته. وبدوره، المونسنيور سيريل فاسيل امين عام المجمع والاب لورانزو لوريسو نائب الأمين العام واعضاء الدوائر الفاتيكانية ينضمون الي للتعبير عن بالغ اسانا وتعازينا الحارة. وسنرفعكم بصلواتنا الى السيد المسيح الذي احب وخدم. وكالخادم الامين للانجيل وللكنيسة المقدسة فليستقبله الله في بيته السماوي لحياة ابدية مباركة. وتفضلوا يا صاحب الغبطة مع التأكيد على كامل تقديري بالمسيح يسوع ربنا، بقبول أخلص مشاعرنا".

ثم تلا السفير البابوي رسالة تعزية وجهها أمين سر قداسة البابا فرنسيس الكاردينال بياترو بارولين باسم قداسة البابا الى الراعي جاء فيها: "اسمحوا لي أن أنقل إلى غبطتكم الرسالة التي وجهها اليكم الكاردينال بياترو بارولين امين سر حاضرة الفاتيكان باسم قداسة البابا فرنسيس بمناسبة وفاة سيادة المطران رولان ابو جودة النائب البطريركي العام السابق في البطريركية المارونية.

بعد تبلغنا خبر وفاة مثلث الرحمة النائب البطريركي العام السابق المطران رولان ابو جودة، يعبر لكم قداسة البابا فرنسيس ولسائر الاساقفة والكهنة الذين لمسهم هذا الحزن عن تعازيه الحارة، وهو يحمل في صلواته عائلة المرحوم بشكل خاص، كذلك الجماعات المسيحية التي عمل في خدمتها. واذ يرفع نفس المرحوم الى حضن المسيح المنتصر على الشر والموت، يلتمس قداسة البابا فرنسيس الراحة الالهية لكم ولأهل الفقيد وللرعاة وللمؤمنين في البطريركية. وبشركة الصلاة، يمنحكم وجميع الذين شاركوا في ليتورجيا الجنازة والدفن بركته الرسولية".

كذلك، وجه السفير البابوي تعازيه إلى الراعي، مؤكدا "صلاته المشتركة على نية الكنيسة المارونية الجامعة".

كنعان

في ختام الصلاة، منح رئيس الجمهورية الراحل المطران أبو جودة وسام الاستحقاق الوطني المذهب وضعه على نعش الراحل النائب كنعان، الذي قال: "اليوم هو يوم عودة المطران الراحل رولان ابو جودة الى احضان الآب، مجللا بمسيرة روحية، ووطنية وانسانية تضوع من بين أرجاء ذكراه الطيبة. رجل متعدد الامكانات والانشغالات والمسؤوليات والجامع الوحيد في كل ما عمل وعلم، هو الاهتمام بالانسان".

اضاف: "وصفه رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، بالمطران المتجذر في انسانيته، والمخلص في رسالته الروحية والغيور على ابناء الوطن. كيف لا، وهو الذي أسس الصندوق الماروني للاسكان، وصندوق التعاضد الصحي الاجتماعي الماروني. وهو الذي عمل كي تظل للاعلام مصداقية، وللحقيقة صوت، وللنور شاشة في كل بيت، حيث كان الداعم الأبرز لتلفزيون تيلي لوميار المولود على يديه".

وتابع: "لم يكن المطران أبو جودة رجل كنيسة فقط، وإن كانت الكنيسة المارونية اغتنت من رعايته، بل كان أيضا رجلا وطنيا، عمل طويلا من أجل السلام في لبنان والعيش المشترك ووحدة أبناء الايمان، وآمن بالسيادة والاستقلال الناجز وبالاتفاق حول المبادىء الوطنية العليا والحضارة اللبنانية ودور لبنان في محيطه والعالم".

واردف: "أيها المطران الراحل، في هذا الوقت المهيب الذي نودعك فيه، أقف مع صاحب الغبطة والمطارنة الاجلاء وعائلتك ومحبيك، ممثلا فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الذي منحك وسام الاستحقاق الوطني المذهب من الدرجة الاولى، تقديرا لدورك الوطني والانساني والروحي في نسيج لبنان، وكلفني فشرفني أن أضعه على نعشك، وأن أنقل تعازيه الحارة إلى عائلتك، وغبطة البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، وسينودوس الأساقفة الموارنة، سائلا لك الرحمة ولهم التعزية".

بعدها، ووري الراحل في مدافن البطاركة والأساقفة في بكركي، ثم تقبل الراعي وممثل الرئيس والعائلة التعازي.

تقبل التعازي

وكان الراعي وعائلة الفقيد تقبلا التعازي بالراحل في صالون الصرح، ومن أبرز المعزين: شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز الشيخ نعيم حسن ممثلا بوفد ترأسه الشيخ غندي مكارم، النائبة بهية الحريري، الوزيران السابقان: رئيس المجلس العام الماروني وديع الخازن مترئسا وفدا من اللجنة التنفيذية وسجعان قزي، النائبان السابقان ناظم الخوري وميشال الخوري، المدير العام - المستشار في مجلس النواب هادي عفيف، مستشار رئيس الحكومة الدكتور داوود الصايغ، الأمين العام لمجلس البطاركة والاساقفة الكاثوليك في لبنان المونسنيور وهيب الخواجا مترئسا وفدا من العاملين في الامانة،

وفد من المركز الكاثوليكي للاعلام برئاسة مدير المركز الخوري عبدو أبو كسم،

الأمين العام للجنة الوطنية الإسلامية المسيحية للحوار حارس شهاب، رئيس مجلس ادارة "تلي لوميار" جاك كلاسي، السفير خليل كرم، مسعود الأشقر، رئيس الصندوق التعاضدي الاجتماعي الصحي الاب جورج صقر مترئسا وفدا من الصندوق، محافظ الجنوب السابق نقولا ابو ضاهر، أمين سر نقابة شعراء لبنان الشاعر إميل نون، وفد من المحكمة الروحية المارونية ضم المطارنة المشرفين والقضاة والعاملين، إضافة إلى وفود من مختلف المناطق اللبنانية واهالي جل الديب - تقنايا والجوار.

ويستمر تقبل التعازي بالراحل يوم غد الثلاثاء في صالون الصرح البطريركي ببكركي من التاسعة صباحا حتى الثانية عشرة ظهرا، ومن الثانية بعد الظهر حتى السابعة مساء.

 

رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الإمام الشيخ عبد الأمير قبلان في رسالة الصوم: الحكومة مطالبة بإعطاء الاولوية لتحسين مستوى المعيشة وعدم المس بحقوق الموظفين

الإثنين 06 أيار 2019 /وطنية - وجه رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الإمام الشيخ عبد الأمير قبلان رسالة الصوم لهذا العام، وهنأ فيها اللبنانيين والمسلمين "بحلول شهر مبارك دعينا فيه الى ضيافة الله تعالى لنكون من اهل التقوى والصلاح، عاملين بما امرنا سبحانه تعالى ملتزمين نهج الاستقامة والفلاح، فشهر رمضان يدخلنا في رحاب الضيافة الربانية التي تحتم علينا أن نخلص لله في عبادتنا ونصلح وضعنا و نصحح مسيرتنا، فهذا الشهر هو أفضل الشهور كما قال رسول الله: هو شهر دعيتم فيه إلى ضيافة الله" وهذه الضيافة تحتاج إلى حسن الوفادة وحسن العمل والتحلي بمكارم الأخلاق والعمل بما يرضي الله ويبعدنا عن معاصيه". ورأى ان "الصوم فريضة عبادية على المؤمنين تخضع فيها انفسهم وجوارحهم لعبادة الله تعالى ليكون هذا الصوم وسيلة يتقرب من خلالها العباد الى ربهم ولتتحقق ابرز مقاصد الصوم في نفوسهم وهي التقوى التي تمثل الحصن الحصين لنجاة الانسان في الدنيا والفوز بالاخرة مصداقا لقوله تعالى يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون". وأكد أن "الصوم ليس من الطعام والشراب فحسب، بل بالكف عن كل ما يسيء بالصائم من كلام وعمل، فنصوم عن كل شهوات الدنيا، ونبتعد عن كل حرام، ونسأل ربنا بنية صادقة، وقلوب طاهرة، أن يوفقنا لصيام هذا الشهر، وتلاوة كتاب الله، ونتضرع اليه سبحانه ان يلطف بنا ويرحمنا ويكشف الغمة عن هذه الامة ويلهم المسلمين الصواب ليعودوا الى تعاليم دينهم، فالإسلام دين الوضوح والنور والعدالة والإنسانية جاء به النبي الكريم رحمة من رب العالمين، فإسلامنا كريم مبارك فلا يجوز لأحد أن يشوه الإسلام ولا يجوز للآخرين أن يتهموا الإسلام بالارهاب.من هنا فان الاسلام بريء من الارهاب والاجرام والعدوان الذي يسيء الى المسلمين قبل غيرهم ، فالارهابيون طائفة من القتلة والمجرمين غرسهم الاستعمار في بلادنا ليعيثوا فيها قتلا وتنكيلا وتشريدا باسم الدين والدين منهم براء".

وشدد على أن "الارهاب التكفيري يتماهى مع الارهاب الصهيوني في الاهداف والمنطلقات، وكلاهما صناعة استعمارية ونتاج الطغيان الذي تديره الغرف السوداء، وما نراه في فلسطين من ظلم وجبروت صهيوني يستهدف قهر ارادة الفلسطيني لهو اسوأ اشكال الشر والعدوان، فيما يتصدى ابناء فلسطين للعدوان بروح شجاعة صابرة وارادة صلبة نعول عليها في اسقاط مفاعيل صفقة القرن، فتضحيات الشعب الفلسطيني وبسالة مقاومته تؤكد من جديد ان لطريق النصر والتحرير ممرا الزاميا هو المقاومة والصمود، ونحن اذ نستنكر العدوان الصهيوني ضد غزة فاننا نطالب العرب والمسلمين ان يبادروا لدعم فلسطين وشعبها وقطع كل علاقة تعامل مع الكيان الصهيوني من منطلق انه كيان غاصب لايجوز التعامل معه". وتابع: "من روحية الصوم نطالب السياسيين في لبنان بتقوى الله عز وجل في رعاية شؤون اهلهم واخوانهم في الوطن فيلتزموا الصدق وينهجوا طريق الصلاح ويقلعوا عن السجالات العقيمة والمناكفات المستفزة و يتجنبوا الخطابات المتشنجة التي تباعد بين اللبنانيين وتثير الأحقاد والنعرات الطائفية والمذهبية. ونطالب وسائل الإعلام ولاسيما المرئية منها باحترام خصوصية هذا الشهر الفضيل وعدم الإساءة إلى مضامينه وأبعاده الروحية فلا يستغلوه لزيادة أعداد المشاهدين من خلال بث برامج تخالف الشرع الحنيف، فالصوم فرصة منحنا اياها الباري عز وجل لنكون من المتقين العابدين ولا يجوز انتهاك حرمة هذا الشهر الكريم بعرض مواد إعلامية وإعلانية وبرامج تلفزيونية تنافي مقاصد الصوم". وأكد أن "شهر رمضان الكريم مناسبة لتعميق الحس الإنساني وتأصيل الانتماء الوطني مما يحمل الأغنياء والميسورين مسؤولية رعاية شؤون الفقراء والمحتاجين والمرضى من أبناء هذا الوطن فيبادروا إلى مد يد العون والمساعدة لإخوانهم وشركائهم في الوطن والإنسانية من منطلق الواجب الديني والأخلاقي دون منة وإعلام، وعلى الدولة ان تزيد من تقديماتها الاجتماعية وخدماتها الرعائية التي تجنب مواطنيها العوز والحاجة. من هنا نطالب الحكومة باعطاء الاولوية في موازنتها الى تحسين مستوى المعيشة في لبنان وعدم المس بحقوق الموظفين من ذوي الدخل الادنى والمتوسط فتحفظ حقوقهم المكتسبة في التقديمات الاجتماعية ولتبحث الحكومة عن أموال الدولة المنهوبة في الصفقات المشبوهة والرشى والهدر ولتسترد حقوقها من أصحاب الثروات الذين استغلوا مواقعهم الوظيفية من الفاسدين والمرتشين والمتعدين على املاك الدولة والشعب". وتوجه بتحية "الاكبار والتقدير الى شهداء السادس من ايار ومن خلالهم نحيي كل شهداء لبنان الذين روت دماؤهم ارض الوطن فاينعت نصرا وعزة وكرامة، ومقتضى الوفاء لهذه الدماء المباركة يحتم على اللبنانيين ان ينبذوا خلافاتهم ويتضامنوا ويتلاحموا في الدفاع عن وحفظ سيادته وحريته واستقراره، فيتمسكوا بالمعادلة التي حمت وحررت ارض الوطن، وهي اليوم كفيلة برد كل عدوان يتهدد الوطن".

 

قالاحتفال بذكرى شهداء 6 ايار عاد الى ساحتهم بو صعب وضع اكليلا بإسم الجمهورية: نستذكر شهداء لبنان وكل من سقط دفاعا عن حريته

الإثنين 06 أيار 2019 /وطنية - احيت الدولة اللبنانية صباح اليوم، ذكرى الشهداء، مستعيدة الاحتفال التقليدي الذي كان يقام امام نصب الشهداء في الساحة التي تحمل اسمهم في الوسط التجاري لمدينة بيروت. واقيم احتفال وطني في ساحة الشهداء وضع خلاله وزير الدفاع الوطني الياس بو صعب اكليلا من الزهر باسم "الجمهورية اللبنانية" على نصب الشهداء. شارك في الاحتفال كل من: وزير الدفاع الوطني الياس بو صعب، قائد الجيش العماد جوزاف عون، المدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم، المدير العام لامن الدولة اللواء طوني صليبا، المدير العام لقوى الامن الداخلي اللواء عماد عثمان، المدير العام للجمارك بدري ضاهر، المدير العام للدفاع المدني العميد ريمون خطار، محافظ مدينة بيروت القاضي زياد شبيب، رئيس مجلس بلدية بيروت المهندس جمال عيتاني، رئيس الصليب الاحمر اللبناني الدكتور انطوان الزغبي، نقيب محرري الصحافة جوزف قصيفي، ونايب نقيب الصحافة اللبنانية جورج سولاج ممثلا نقيب الصحافة عوني الكعكي  وعائلات الشهداء.

وقائع الاحتفال

عند الساعة التاسعة وخمس وعشرين دقيقة اكتمل وصول الرسميين الى ساحة الشهداء حيث توجهوا الى المكان المخصص لهم، وعند الساعة التاسعة والنصف وصل وزير الدفاع الوطني حيث عرض ثلة من لواء الحرس الجمهوري ثم صافح قائد حرس الشرف. بعدها توجه وزير الدفاع الوطني الى امام نصب الشهداء حيث وضع اكليلا من الزهر على قاعدته يعاونه عنصران من لواء الحرس الجمهوري، عاد بعدها الى مكانه، وعزفت موسيقى الجيش: معزوفة الموتى، ولازمة نشيد الشهداء، ولازمة النشيد الوطني. ثم صافح الوزير بو صعب الرسميين، وتحدث بكلمة مقتضبة قال فيها: "يشرفني اليوم اننا وضعنا اكليل الجمهورية اللبنانية على نصب الشهداء، انها مبادرة قام بها فخامة رئيس الجمهورية بالتعاون مع الرئيسين نبيه بري وسعد الحريري، حتى نتذكر هذا النهار، وكي يكون شهداء لبنان شهداء كل الذين سقطوا دفاعا عن حرية واستقلال لبنان، وحفاظا على سلامة اراضيه وسيادة الدولة اللبنانية".

ثم التقطت الصورة التذكارية، واختتم الاحتفال.

 

/New A/E LCCC Postings for todayجديد موقعي الألكتروني ل 06 و07آيار/2019/

رابط الموقع

http://eliasbejjaninews.com

 

May 07th/2008 Hezbollah’s Bloody Invasion Of Beirut & Mount Lebanon
 Elias Bejjani/May 07/2019
 http://eliasbejjaninews.com/archives/74558/elias-bejjani-may-07th-2008-hezbollahs-bloody-invasion-of-beirut-mount-lebanon/

 

غزوة السابع من أيار لسنة 2008 مستمرة وبتصاعد ممنهج

الياس بجاني/07 أيار/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/74555/%D8%A7%D9%84%D9%8A%D8%A7%D8%B3-%D8%A8%D8%AC%D8%A7%D9%86%D9%8A-%D8%BA%D8%B2%D9%88%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D8%A7%D8%A8%D8%B9-%D9%85%D9%86-%D8%A3%D9%8A%D8%A7%D8%B1-%D9%84%D8%B3%D9%86%D8%A9-2008-%D9%85/

 

الياس بجاني/في أسفل رابط مقالتي المنشورة في جريدة السياسة

غزوة “7 ايار”… مستمرة وبتصاعد ممنهج/الياس بجاني/07 أيار/2019/اضغط هنا أو على الرابط في أسفل لقراءة المقالة

http://al-seyassah.com/%D8%BA%D8%B2%D9%88%D8%A9-7-%D8%A7%D9%8A%D8%A7%D8%B1-%D9%85%D8%B3%D8%AA%D9%85%D8%B1%D8%A9-%D9%88%D8%A8%D8%AA%D8%B5%D8%A7%D8%B9%D8%AF-%D9%85%D9%85%D9%86%D9%87%D8%AC/

 

Click  on the link below to read the whole and detailed LCCC English News Bulletin forMay 07/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/74565/detailed-lccc-english-news-bulletin-for-may-07-2019/

 

أبو أرز: إن حركة الإعتصامات التي نفذها العسكريون المتقاعدون في الأول من أيَّار الجاري، أمام عددٍ من مرافق الدولة والوزارات، كانت راقية وواعدة.

06 أيار/2019

صدر عن حزب حرَّاس الأرز ـ حركة القوميّة اللبنانية، البيان التالي:

http://eliasbejjaninews.com/archives/74550/%D8%A7%D8%AA%D9%8A%D8%A7%D9%86-%D8%B5%D9%82%D8%B1-%D9%80-%D8%A3%D8%A8%D9%88-%D8%A3%D8%B1%D8%B2-%D8%A5%D9%86-%D8%AD%D8%B1%D9%83%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%B9%D8%AA%D8%B5%D8%A7%D9%85%D8%A7%D8%AA/

 

 

اللاءات الثلاث وطبول الحرب المؤجلة

سام منسى/الشرق الأوسط/06 أيار/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/74546/%D8%B3%D8%A7%D9%85-%D9%85%D9%86%D8%B3%D9%89-%D8%A7%D9%84%D9%84%D8%A7%D8%A1%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%AB%D9%84%D8%A7%D8%AB-%D9%88%D8%B7%D8%A8%D9%88%D9%84-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%B1%D8%A8-%D8%A7%D9%84/

بالتزامن مع اقتراب الذكرى السنوية الأولى لانسحابها من الاتفاق النووي، وبعد إدراج الحرس الثوري الإيراني على لائحة الإرهاب، صعّدت الولايات المتحدة عقوباتها ضد طهران مع إعلان إنهاء الإعفاءات من حظر شراء النفط الإيراني الممنوحة سابقاً لبعض الدول.

جاءت هذه الخطوة لتفاقم أجواء التوتر بين الطرفين بما لا يبشر بالخير حول مستقبل المنطقة، إلا أن بعض الخبراء والمراقبين يعتقدون أن تصعيد الضغوط قد يمهد لتفاهمات بين طهران وواشنطن تُدرَس في الكواليس.

 

مطامع تركية لا حدود لها

حنا صالح/الشرق الأوسط/06 أيار/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/74548/%D8%AD%D9%86%D8%A7-%D8%B5%D8%A7%D9%84%D8%AD-%D9%85%D8%B7%D8%A7%D9%85%D8%B9-%D8%AA%D8%B1%D9%83%D9%8A%D8%A9-%D9%84%D8%A7-%D8%AD%D8%AF%D9%88%D8%AF-%D9%84%D9%87%D8%A7/

**باكراً بدأ الاستثمار التركي في الوضع السوري لتوظيفه داخلياً، فوفرت تركيا التي تستضيف كل طيف «الإخوان المسلمين» ممراً آمناً للإرهابيين إلى سوريا والعراق، وعملت لتأمين نفوذها في المناطق المتاخمة لحدودها، بوصف ذلك ضمانة الحفاظ على الأمن القومي التركي (...) اعتبرت تركيا الحرب السورية الفرصة لتحقيق أطماعها مباشرة أو من خلال أتباع أطلقت عليهم تسمية «جيش حر»، استخدمتهم في مسار «آستانة» وتعدُّ العدة للاستثمار فيهم عندما يحين أوان التسوية، كشريك في السلطة مع الفريق الحاكم في دمشق