LCCC/ المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة الأخبار العربية ليوم 05 آيار/2019

اعداد الياس بجاني

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/eliasnews19/arabic.may05.19.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

ظهور المسيح لإثنين من التلاميذ كانا ذاهبين إلى قرية عِمَّاوُس ويشرح لهما الكتاب المقدس

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياته

الياس بجاني/حكيم الصفقة الخطيئة

الياس بجاني/في ظل الاحتلال الإيراني للبنان ليس مستغرباً استدعاء القضاء الإعلامية نوال ليشع عبود على خلفية تناولها ملف سيادي ودستوري

الياس بجاني/رابط مقالتي المنشورة في جريدة السياسة

الياس بجاني/لبنان بحاجة ماسة إلى تجمع سياسي وطني عابر للطوائف

الياس بجاني/شو ناطرين ال 14 آذاريين الشاردين منها والباقين فيها تا علناً يساندوا موقف جنبلاط من لا لبنانية مزارع شبعا ولا شرعية نفاق مقاومة حزب الله

 

عناوين الأخبار اللبنانية

إنّه زمن لا وجَل ولا خجَل … ولأنّ اللاخجل بلغ هذا الحدّ، وصل لبنان إلى المفترق الوجودي: يبقى دولة ووطناً أو يزول/الياس الزغبي/من أرشيف 2016)/

خبايا علاقة رجل مادورو السوري الأصل بحزب الله

طربيه: تسليفات المصارف أبقت الدولة مستمرة برواتبها

جرمانوس يدعي على مارسيل غانم وجو معلوف

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم السبت في 4/5/2019

أسرار الصحف الصادرة في بيروت اليوم السبت 4 أيار 2019

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

جمعية المصارف ممتعضة من كلام نصرالله: نرفض الاملاءات السياسية

مدير الأمن العام اللبناني: إرهابيون وإسرائيل جندوا عشرات عبر الإنترنت

الموظفون «المدللون» في «مصرف لبنان» يحتجون على المس بمخصصاتهم/أكثر من ألف يتقاضى كل منهم راتب 16 شهراً في السنة

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

أنباء عن خفض إيران وجودها وسحب «درون» متطورة من سوريا

تراجع حاد في صادرات نفط إيران مع سريان إلغاء الإعفاءات

شركة النفط الوطنية الإيرانية تفتح مكتباً في العراق،روحاني دعا لتعزيز الصادرات غير النفطية لمواجهة العقوبات الأميركية

سوريا: 65 قتيلاً في مناطق «خفض التصعيد»

إردوغان يطالب بإعادة الانتخابات البلدية في اسطنبول

الفرقاء السودانيون يوافقون على مقترح مجلسين سياديين/الجيش السوداني يقبل مناصفة المدنيين السلطة... ويرفض مجلس سيادة بأغلبية مدنية

عسكريون حكموا السودان منذ الاستقلال

اشتباكات «عنيفة» في طرابلس... و«الجيش الوطني» يتقدم ببطء/فرنسا تنفي انحيازها لحفتر وتؤكد تشبثها بتنظيم انتخابات

«داعش» يستهدف معسكراً للجيش الليبي في سبها... ومقتل 9 جنود

مطالب المتظاهرين الجزائريين «تراوح مكانها» في الأسبوع الـ11 للحراك شعاراتهم حملت سخطاً وخيبة أمل من عدم تحقيق مطلب «رحيل كل رموز النظام» السابق

كوريا الشمالية تطلق صواريخ قصيرة المدى لأول مرة منذ 2017 باتجاه بحر اليابان

وثائق تكشف خديعة إسرائيل النووية لأميركا/كيندي هدد وبن غوريون استقال فجأة ووريثه تهرّب من التفتيش

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

الكتائب»: لا تغرينا المســـاكنة.. ولن نغطي «خطايا» الآخرين/كلير شكر/الجمهورية

عين دارة: جرائم تستحق السجن المؤبد لمرتكبها/وليد حسين/المدن

بين الجيش والمصرف: عون وباسيل يستنزفان الحريري/منير الربيع/المدن

مؤامرة على مصرف لبنان/خضر حسان/المدن

دفاعاً عن الحرية، اسألوا رئيس الجامعة/غسان حجار/النهار

«توقيت غير بريء» لانفجار الأزمات المالية والاقتصادية/هيام القصيفي/الأخبار

جنبلاط - حزب الله: معمل ترابة يساوي قطيعة/نقولا ناصيف/الأخبار

مفكرة القاهرة: الطريق إلى الفيشاوي/سمير عطا الله/الشرق الأوسط

حوار ظريف وتجاهل لبِّ القضية/عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط

أحمد الفقيه... رحيل «خرائط الروح»/عبد الرحمن شلقم/الشرق الأوسط

إيران ومأزق هرمز/راجح الخوري/الشرق الأوسط

ليس البشير وحده/محمد الرميحي/الشرق الأوسط

أسابيع مصيرية في ملفات البيت الأبيض الدولية/راغدة درغام

06 أيار 1916: صحافة سوريا ولبنان معاً ضد جمال باشا ونظام الأسد/يوسف بزي/موقع تلفزيون سوريا

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

رئيس الجمهورية التقى رئيس جمعية المصارف طربيه: متفائلون بموازنة توافقية تعبر عن مصلحة البلد العليا

جعجع من زحلة: الأوضاع في المنطقة غير هادئة ويجب أن يكون القرار الاستراتيجي بعهدة الدولة وألا تسمح لأي فريق داخلي باستجرار الخطر على لبنان

الأحرار: لتفادي المس بذوي الدخل المحدود والتركيز على مكافحة الهدر والفساد

قطار لاذاعة لبنان: لتغيير الثقافة الريعية ولمشاركة القطاع المصرفي في الحل لمدة 3 سنوات الى الامام

باسيل من رأس أسطا: البعض نكاية بشريكه في الوطن ولسبب صغير خاص به يهدد الوطن كله عبر بيع موقف للخارج كلفته غالية جدا

منصور أولم تكريما ليازجي في منيارة: عكار متألقة دائما بعيش أبنائها الواحد وبتضامنهم

 

في أسفل تفاصيل النشرة الكاملة

الزوادة الإيمانية لليوم

ظهور المسيح لإثنين من التلاميذ كانا ذاهبين إلى قرية عِمَّاوُس ويشرح لهما الكتاب المقدس

إنجيل القدّيس لوقا24/من13حتى35/في اليَوْمِ عَينِهِ، كانَ ٱثْنَانِ مِنَ التَلاميذِ ذَاهِبَيْنِ إِلَى قَرْيَةٍ تُدْعَى عِمَّاوُس، تَبْعُدُ نَحْوَ سَبْعَةِ أَمْيَالٍ عَنْ أُورَشَلِيم. وَكانَا يَتَحَادَثَانِ بِكُلِّ تِلْكَ الأُمُورِ الَّتِي حَدَثَتْ. وفيمَا هُمَا يَتَحَادَثَانِ وَيَتَسَاءَلان، إِذَا يَسُوعُ نَفْسُهُ قَدِ ٱقْتَرَبَ مِنْهُمَا، وَرَاحَ يَسِيرُ مَعَهُمَا. ولكِنَّ أَعْيُنَهُمَا أُمْسِكَتْ عَنْ مَعْرِفَتِهِ. أَمَّا هُوَ فَقَالَ لَهُمَا: «مَا هذَا الكَلامُ الَّذي تَتَحَادَثَانِ بِهِ، وَأَنْتُمَا تَسِيرَان؟». فَوَقَفَا عَابِسَين. وَأَجَابَ أَحَدُهُمَا، وٱسْمُهُ كِلْيُوبَاس، فَقَالَ لَهُ: «هَلْ أَنْتَ وَحْدَكَ غَرِيبٌ عَنْ أُورَشَلِيم، فَلا تَعْلَمَ مَا حَدَثَ فِيهَا هذِهِ الأَيَّام؟». فَقَالَ لَهُمَا: «ومَا هِيَ؟». فَقَالا لَهُ: «مَا يَتَعَلَّقُ بِيَسُوعَ النَّاصِرِيّ، الَّذي كَانَ رَجُلاً نَبِيًّا قَوِيًّا بِالقَوْلِ وَالفِعْل، قُدَّامَ اللهِ وَالشَّعْبِ كُلِّهِ. وكَيْفَ أَسْلَمَهُ أَحْبَارُنا وَرُؤَسَاؤُنَا لِيُحْكَمَ عَلَيْهِ بِالمَوْت، وَكَيْفَ صَلَبُوه! وكُنَّا نَحْنُ نَرْجُو أَنْ يَكُونَ هُوَ الَّذي سَيَفْدِي إِسْرَائِيل. وَلكِنْ مَعَ هذَا كُلِّهِ، فَهذَا هُوَ اليَوْمُ الثَّالِثُ بَعْدَ تِلْكَ الأَحْدَاث. لكِنَّ بَعْضَ النِّسَاءِ مِنْ جَمَاعَتِنَا أَدْهَشْنَنَا، لأَنَّهُنَّ ذَهَبْنَ إِلَى القَبْرِ عِنْدَ الفَجْر، وَلَمْ يَجِدْنَ جَسَدَ يَسُوع، فَرَجَعْنَ وَقُلْنَ إِنَّهُنَّ شَاهَدْنَ مَلائِكَةً تَرَاءَوْا لَهُنَّ وَقَالُوا إِنَّهُ حَيّ! ومَضَى قَوْمٌ مِنَ الَّذِينَ مَعَنَا إِلى القَبْر، فَوَجَدُوهُ هكذَا كَمَا قَالَتِ النِّسَاء، وَأَمَّا يَسُوعُ فَلَمْ يَرَوْه». فقَالَ لَهُمَا يَسُوع: «يَا عَدِيمَيِ الفَهْم، وَبَطِيئَيِ القَلْبِ في الإِيْمَانِ بِكُلِّ مَا تَكَلَّمَ بِهِ الأَنْبِيَاء! أَمَا كَانَ يَجِبُ عَلَى المَسِيحِ أَنْ يُعَانِيَ تِلْكَ الآلام، ثُمَّ يَدْخُلَ في مَجْدِهِ؟». وَفَسَّرَ لَهُمَا مَا يَتَعَلَّقُ بِهِ في كُلِّ الكُتُبِ المُقَدَّسَة، مُبْتَدِئًا بِمُوسَى وَجَمِيعِ الأَنْبِيَاء. وٱقْتَرَبَا مِنَ القَرْيَةِ الَّتي كَانَا ذَاهِبَيْنِ إِلَيْهَا، فتَظَاهَرَ يَسُوعُ بِأَنَّهُ ذَاهِبٌ إِلى مَكَانٍ أَبْعَد. فَتَمَسَّكَا بِهِ قَائِلَين: «أُمْكُثْ مَعَنَا، فَقَدْ حَانَ المَسَاء، وَمَالَ النَّهَار». فَدَخَلَ لِيَمْكُثَ مَعَهُمَا. وفِيمَا كَانَ مُتَّكِئًا مَعَهُمَا، أَخَذَ الخُبْزَ، وبَارَكَ، وَكَسَرَ، ونَاوَلَهُمَا. فٱنْفَتَحَتْ أَعْيُنُهُمَا، وَعَرَفَاهُ، فَإِذَا هُوَ قَدْ تَوَارَى عَنْهُمَا.

فَقَالَ أَحَدُهُمَا لِلآخَر: «أَمَا كَانَ قَلْبُنَا مُضْطَرِمًا فِينَا، حِينَ كَانَ يُكَلِّمُنَا في الطَّرِيق، وَيَشْرَحُ لَنَا الكُتُب؟». وقَامَا في تِلْكَ السَّاعَةِ عَيْنِهَا، وَرَجَعَا إِلَى أُورَشَلِيم، فَوَجَدَا ٱلأَحَدَ عَشَرَ وَالَّذِينَ مَعَهُم مُجْتَمِعِين، وَهُم يَقُولُون: «حَقًّا إِنَّ الرَّبَّ قَام، وتَرَاءَى لِسِمْعَان!». أَمَّا هُمَا فَكانَا يُخْبِرانِ بِمَا حَدَثَ في الطَّرِيق، وَكَيْفَ عَرَفَا يَسُوعَ عِنْدَ كَسْرِ الخُبْز.

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياته وتغريدات متفرقة

حكيم الصفقة الخطيئة

الياس بجاني/04 أيار/2019

كفى متاجرة بكل الثوابت وكفى تشويهاً لتضحيات الشهداء وكفى تشاطراً وأوهاماً وأحلام يقظة مرّضية. مرتا مرتا تهتمين بأمور كثيرة ولكن المطلوب واحد وهو سيادة لبنان.

إلى حكيم الصفقة السواح اليوم في زحلة: كفى تشاطراً وأوهاماً رئاسية ومداكشات. اعترف بتسليم لبنان لحزب الله واستغفر ربك وقدم الكفارات.

 

في ظل الاحتلال الإيراني للبنان ليس مستغرباً استدعاء القضاء الإعلامية نوال ليشع عبود على خلفية تناولها ملف سيادي ودستوري

الياس بجاني/03 أيار/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/74467/%D8%A7%D9%84%D9%8A%D8%A7%D8%B3-%D8%A8%D8%AC%D8%A7%D9%86%D9%8A-%D9%81%D9%8A-%D8%B8%D9%84-%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%AD%D8%AA%D9%84%D8%A7%D9%84-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D9%8A%D8%B1%D8%A7%D9%86%D9%8A-%D9%84%D9%84/

عادي جداً أن يقوم القضاء اللبناني على كافة تدرجاته والمستويات بتخويف وإرهاب والسعي لمحاكمة كل صوت لبناني إعلامي أو غير إعلامي حر يتطرق لممارسات قوى الاحتلال أو لأحد رموزها من أبواق وودائع ومكلفين عاملين في خدمة المحتل هذا والتسويق لمشروعه والتعتيم على ارتكاباته.

فالتعدي على أصحاب الكلمة الحرة والاستقلالية والسيادية يستهدف مباشرة الأحرار هؤلاء أكانوا في لبنان أو في بلاد انتشار، كون هذه وسيلة ضاغطة يسعى كل محتل وكل غازي وكل ظالم وكل مفتري وكل متجبر أن يجندها في خدمته والتعمية على ارتكاباته اللاقانونية واللاشرعية.

في هذا السياق تم استدعاء الإعلامية في إذاعة صوت لبنان الكتائب، نوال ليشع عبود، من قبل محكمة المعلومات بناء على شكوى مقدمة بحقها من قّبل رئيس الجمعة اللبنانية الدكتور فؤاد أيوب.

خلفية الدعوى هي ببساطة متناهية سؤال طرحته الإعلامية خلال حلقة إذاعية عبر “صوت لبنان” يلقي الضوء على دعوى مقدمة للقضاء رسمياً ومنذ مدة تشكك بصدقية شهادات د.أيوب الأكاديمية التي على أساسها تم تعينه في موقعه.

إن الاستنكار في هذه القضية “الحقوقية” الصرف لا يكفي ولا يفي بالغرض لأن القضايا المشابهة والتي خلفيتها واحدة هي كثيرة وطاولت وسوف تستمر تطاول العشرات من المواطنين والإعلاميين والسياسيين وحتى النواب طالما بقي الاحتلال على وضعيته الإحتلالية.

أما المشكلة الأساسية، أي المرض، فهي ليست في الإستدعاءات، ولا في من يقدمها، أو في ممارسات ومواقف المقدمة بحقهم، بل هي تكمن في واقع الاحتلال الإيراني للبنان الذي هو علة العلل والسرطان الذي يفتك بلبنان وبكل ما هو لبناني.

من هنا فإن هذه الممارسات القمعية والتخويفية والإرهابية بحق الإعلاميين والأحرار من المواطنين سوف تستمر دون هوادة وتتصاعد حدتها وتتوسع أطرها ما دام الاحتلال قابضاً على قرار الحكم في لبنان، وما دامت القوى السيادية مستسلمة ومنخرطة في صفقات تمت من خلالها مداكشة الكراسي بالسيادة والتلطي وراء شعارات تضليلية من مثل “الواقعية” “والحفاظ على الاستقرار” ” وإقليمية ودولية سلاح وحروب ودويلة حزب الله” وغيرها رزم كثيرة من هرطقات مشابهة هي عملياً وواقعاً حجج مكشوفة للاستسلام والخنوع والسعي الإسخريوتي صوب الأبواب الواسعة.

في الخلاصة، فإن مرض لبنان والسرطان الذي يفتك به هو الاحتلال الإيراني، وبالتالي فإن كل الانتهاكات والتعديات والهرطقات كافة ومن ضمنها استدعاء نوال يشوع هي مجرد أعراض للمرض الأساس والتي من ضمنها التطاول على الإعلاميين وتخويفهم وإرهابهم بواسطة القضاء.

يبقى أن العلاج الشافي والناجع لمرض إحتلال لبنان يكمن في مواجهة هذا الإحتلال ورموزه والخانعين له وأصحابه سلمياً وحضارياً من خلال القرارات الدولية والمواقف الشجاعة البعيدة عن الذمية وعدم التعايش معه والتخلي عن غرائزية عشق الكراسي والسلطة والمال والطموحات الرئاسية لدى البعض المتلون والإسخريوتي.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

رابط موقع الكاتب الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

عنوان الكاتب الألكتروني

phoenicia@hotmail.com

 

الياس بجاني/رابط مقالتي المنشورة في جريدة السياسة

لبنان بحاجة ماسة إلى تجمع سياسي وطني عابر للطوائف/الياس بجاني/02 أيار/2019/اضغط هنا أو على الرابط في أسفل لقراءة المقالة

http://al-seyassah.com/%d9%84%d8%a8%d9%86%d8%a7%d9%86-%d8%a8%d8%ad%d8%a7%d8%ac%d8%a9-%d8%a5%d9%84%d9%89-%d8%aa%d8%ac%d9%85%d8%b9-%d8%b3%d9%8a%d8%a7%d8%b3%d9%8a-%d9%88%d8%b7%d9%86%d9%8a-%d8%b9%d8%a7%d8%a8%d8%b1-%d9%84%d9%84/

 

لبنان بحاجة ماسة إلى تجمع سياسي وطني عابر للطوائف

الياس بجاني/02 أيار/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/74430/%D8%A7%D9%84%D9%8A%D8%A7%D8%B3-%D8%A8%D8%AC%D8%A7%D9%86%D9%8A-%D9%84%D8%A8%D9%86%D8%A7%D9%86-%D8%A8%D8%AD%D8%A7%D8%AC%D8%A9-%D9%85%D8%A7%D8%B3%D8%A9-%D8%A5%D9%84%D9%89-%D8%AA%D8%AC%D9%85%D8%B9-%D8%B3/

لأن لبناننا الحبيب، محتل ويواجه أخطار كيانية وسيادية واستقلالية وجودية خطيرة بنتيجة احتلال حزب الله المدمر، والذي هو الأداة والذراع الإيرانية الإرهابية العاملة على تدمير كل ما هو لبنان ولبناني…

ولأن غالبية الأحزاب وأصحابها، والسياسيين والحكام في وطن الأرز لا يقومون بواجباتهم الوطنية والسيادية والإستقلالية، بل على العكس هم يداهنون ويتملقون المحتل ويقدمون الخدمات له ولمشروع أسياده الملالي التوسعي والاستعماري والمذهبي على حساب الوطن وأهله.

من أجل كل هذه الأساب ولغيرها العشرات فقد أصبح من الضرورة بمكان وبسرعة خلق تجمع سيادي ووطني وعابر للطوائف مؤلف من لبنانيين أحرار وأصحاب ضمير وماضي نظيف ومن غير عبدة المال والكراسي والأهم من غير الحربائيين المخصيين وطنياً وسياسياً.

إن خلق هذا التجمع العاجل هو واجب مقدس وضرورة قصوى وذلك قبل فوات الأوان وحيث لا يعود يفيد الندم.

نسأل، هل من الضرورة تذكير الجميع بأن ارض لبنان مقدسة ومباركة بأرزه والقديسين، وبأن تراب أرضه يختزن عظام الشهداء والأبرار الذين سقوه محبة وولاء ودماً وتضحيات؟

وهو التراب المبارك الذي جُبّل منه قديسون وأبطال وعلماء وقادة كثر..

يبقى بأن هذا التراب، وكما هو نعمة قداسة وعطاء ونور، هو في نفس الوقت نار تحرق كل يد غريبة تمتد إليه بغرض الأذية والاحتلال.

وأيضاً هذا التراب هو لعنة تحل على كل مواطن لبناني كائن من كان يرتضى على خلفية الجبن وقلة الإيمان والخوف أن يكون متخاذلاً وشيطاناً أخرساً لا يصونه ولا يدافع عنه ويحميه.

وهل من الضرورة تذكير الجميع بأن لبنان وكما قال الرب لموسى، هو وقف له أي ملكه؟ “ونظر موسى الى الشمال، نحو جبال لبنان وقال: وهذا الجبل؟ اجاب الله وقال: اغمض عينيك. هذا الجبل هو وقف لي. لن تطأه قدماك لا انت ولا الذي سيأتي من بعدك”.

من هنا المطلوب من كل لبناني يؤمن بلبنان الوطن والكيان والرسالة والهوية والتاريخ والقداسة أن يقوم بواجبه وكل حسب وزناته.

في الخلاصة، فإن لبناننا الحبيب والمقدس إن قمنا بواجباتنا الوطنية والإيمانية لن تقوى عليه لا قوى الشر ولا الأشرار وبإذن الله هو باق وباق إلى ما بعد يوم القيامة.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

رابط موقع الكاتب الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

عنوان الكاتب الألكتروني

phoenicia@hotmail.com

 

شو ناطرين ال 14 آذاريين الشاردين منها والباقين فيها تا علناً يساندوا موقف جنبلاط من لا لبنانية مزارع شبعا ولا شرعية نفاق مقاومة حزب الله

الياس بجاني/30 نيسان/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/74381/%D8%B4%D9%88-%D9%86%D8%A7%D8%B7%D8%B1%D9%8A%D9%86-%D8%A7%D9%84-14-%D8%A2%D8%B0%D8%A7%D8%B1%D9%8A%D9%8A%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%A7%D8%B1%D8%AF%D9%8A%D9%86-%D9%85%D9%86%D9%87%D8%A7-%D9%88%D8%A7/

الظاهر ما حدا من السياسيين وأصحاب شركات الأحزاب بلبنان المحتل، وخصوصاً من منهم يدعي باطلاً تمثيل المسيحيين عم يتعلم من عّبر ودروس قصة “يوم أكل الثور الأسود”.

فهؤلاء  في غالبيتهم عملياً نيام ومخدرين وغايبين عن الوعي الأخلاقي والوطني والإيماني ويعيشون بعالم وهمي هو غير عالم شعبنا المعذب والمقهور الذي وصل نصفه إلى حافة الفقر المدقع.

شو المطلوب؟

المطلوب، لا بل المفروض من كل ال 14 آذاريين الباقين فيها والشاريدن عنها يوقفوا بقوة وعلناً وبشجاعة مع الإستاذ وليد جنبلاط ويقولوا يلي قاله عن لا لبنانية مزارع شبعا، وعن لا شرعية نفاق مقاومة حزب الله، حتى ما ياخدهم الحزب الملالوي والإرهابي فرادي متل كل مرة، ويكمل هيمنته على الدولة ومؤسساتها ويقتلع كل ما هو لبنان ولبناني.

لكن بيظهر انو كثير من يلي عم نناديهم تا يوقفوا ويرفعوا صوتهم ويشهدوا للحق ويدافعوا عنه هني راكعين ومستسلمين وغاطسين بجنبة الصفقة الخطيئة وباعوا الوطن والمواطن، وآخر هم ع قلوبون السيادة والإستقلال والحريات والكرامات ودماء وتضحيات الشهداء.

هودي داكشوا السيادة بالكراسي والظاهر أن لا أمل ولا رجاء من توبتهم وعودتهم عن ابليسية وملجمية مسلسل اخطائهم والخطايا الدركي والمذل.

نسأل هل نحن ننادي على أموات وأصنام مساكنهم القبور والجحور؟

ربما نعم هذا هو واقعنا والحال بحزن يقول فالج لا تعالج.

نسأل تحديداً، لماذا الرئيس الحريري والدكتور جعجع وغيرهما من الشاردين عن 14 آذار لماذا بخجل لافت بلعوا ألسنتهم ولم يساندوا موقف الإستاذ جنبلاط ب لا لبنانية مزارع شبعا، وب لا شرعية نفاق مقاومة حزب الله؟ وشو ناطرين؟

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

رابط موقع الكاتب الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

عنوان الكاتب الألكتروني

phoenicia@hotmail.com

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

إنّه زمن لا وجَل ولا خجَل … ولأنّ اللاخجل بلغ هذا الحدّ، وصل لبنان إلى المفترق الوجودي: يبقى دولة ووطناً أو يزول

الياس الزغبي/من أرشيف 2016)/09 نيسان/16

http://eliasbejjaninews.com/archives/74487/%D8%A7%D9%84%D9%8A%D8%A7%D8%B3-%D8%A7%D9%84%D8%B2%D8%BA%D8%A8%D9%8A-%D9%85%D9%86-%D8%A3%D8%B1%D8%B4%D9%8A%D9%81-%D8%B9%D8%A7%D9%85-2016-%D8%A5%D9%86%D9%91%D9%87-%D8%B2%D9%85%D9%86-%D9%84%D8%A7/

وماذا بعد الحضيض؟

في واقع الأُمم والدول، هناك عيوب وسقطات وحالات انحطاط وفساد، تُصيب قطاعاً ما، أو منحى معيّناً في السياسة أو الاقتصاد أو الأمن أو الثقافة أو الأخلاق، وفي فترة ما. لكن، أن يكون الانحطاط شاملاً والتخلّف عاماً والفساد معمَّماً في المكان والزمان، فهذا “امتياز” لبناني لا منافس فيه، حتّى في “جمهوريّات” المافيا والموز. كنّا نأسف ونبكي على انهيار المستوى السياسي وضياع السيادة والاستقلال، منذ عقود ثلاثة على الأقلّ، وها نحن اليوم نبكي على انهيار الأخلاق والحسّ الوطني، واستباحة المحرّمات في المجتمع والدولة، وفلتان الضوابط في كل المجالات والمرافق والإدارات والمرجعيّات.

فهل هذا كلّه مجرّد إنذارات من السقوط، أم هو السقوط نفسه؟ كمن يسيرون في نفق وأعينهم مفتوحة على العتمة. ومن لا يزال يرى بصيصاً من بينهم لا حول له ولا طَول. أصحاب العيون الرائية باتوا عجزة وأشبه بشهود زور، بمن فيهم ناشطون مدنيّون وقادة رأي ومثقّفون وكتّاب وحاملو مصباح ديوجين.

جميعنا نشهد بساديّة غريبة على سقوط لبنان، هذا الـ”بزرجمهر” المحكوم بالإعدام أمام شهود جبناء، وحسناء ما كانت لترفع سترها “لو أنّ في هذي الجموع رجالا”! ما يحصل في هذه الجمهوريّة المنكوبة بسادتها وزعاماتها يندى له الجبين: دولة بلا رأس ويطمر مسؤولوها رؤوسهم في القمامة، حكومة بلا بوصلة ويتخبّط ركّابها في الشؤون الصغيرة وحصص السلطة، مافيات على مدّ النظر ومرجعيّات المحاسبة متورّطة فيها على قاعدة “حاميها حراميها”، غرق في السمّ المذهبي حتّى النخاع، وتشاتم من فوق صنوبر بيروت وسطوح العفن الطائفي، ومزرعة سائبة لنهب الزرع والضرع.

ويذهبون إلى حصصهم البلديّة تحت راية الانتخابات، ويزايدون في التوافق، أو التسويات بحجّة الاعتبارات المحليّة والعائليّة وتشتّت الحزبيّات. فلماذا يسموّنها انتخابات إذاً، وهم يحوّلونها إلى محاصصات مفتوحة؟

وطالما أنّهم يصرّون على توصيفها بالانتخابات، فلماذا هم قادرون على الانتخاب من تحت وعاجزون عنه من فوق؟ ففي بعض البلدات والمدن حيث لا يحصل توافق الحصص لا بدّ من انتخابات ومعركة. أليست رئاسة الجمهوريّة كبرى المدن، بل مدينة مدائن لبنان؟ فليفعلوا في الرئاسة ما يفعلون في بعض مدنهم وبلداتهم. هنا انتخابات ديمقراطيّة لتعذّر التوافق، وهناك، في الرئاسة، يصحّ الأمر نفسه. لم يتوافقوا على مرشّحَي “8 آذار”، فليذهبوا إلى جلسة انتخاب ديمقراطيّة، تماماً كما في البلديّات. أم تُراهم يرضخون، طوعاً أو قسراً، لما يفرضه السلاح، وبعضهم يضحك في سرّه لبقاء الكرسي الأُولى شاغرة، كي تستكمل الذئاب نهش القطيع في غياب الراعي والحرّاس. ولكنّ هذه الصورة السوداء لا تشبه معنى لبنان وفرادته ورسالته وتاريخه، وقد أظهر قادة العالم حرصاً عليه أكثر من معظم قادته. إنّه حاجة لمحيطه والعالم، وبعض أهله لا يحتاجون إليه، لأنّ وطنهم الحقيقي في حقائبهم السياسيّة والماليّة، وفي ارتباطهم بمشاريع الآخرين.

ولأنّ اللاخجل بلغ هذا الحدّ، وصل لبنان إلى المفترق الوجودي: يبقى دولة ووطناً أو يزول. بعض زعمائه لا يرون أبعد من مصلحة ذاتيّة، تبدأ في عضو اختياري أو بلدي، وموظّف هنا أو هناك، وتصل إلى كرسي الرئاسة. وآخر همّهم مصير لبنان في الترسيمات والصياغات الجديدة للمنطقة. وبعد موت حمارهم لا حاجة للحشيش. ويترحّم اللبنانيّون على كبارهم في زمن العقل والحكمة والرؤية والرأي، ويؤسفهم أن يخلف هؤلاء الكبار من ليس أهلاً لفكّ رباط نعالهم.هكذا ابتُليت أُمم وشعوب في مرحلة انحطاطها.

إنّه زمن “لا وجَل ولا خجَل”.

 

خبايا علاقة رجل مادورو السوري الأصل بحزب الله

العربية/السبت 04 أيار 2019 

كشفت صحيفة "نيويورك تايمز" أنها حصلت على وثائق سرية من مصادر استخباراتية فنزويلية منشقة، أن طارق العيسمي، النائب السابق للرئيس الفنزويلي، نيكولاس مادورو، والذي يشغل حاليا منصب وزير الصناعة، شارك في حملة قمع الاحتجاجات الشعبية في فنزويلا.

كما أكدت الوثائق دور العيسمي، رجل مادورو القوي في عمليات التجسس وغسيل الأموال وتجارة المخدرات لصالح جماعة حزب الله وأجهزة النظام الإيراني. ونقلت "نيويورك تايمز" عن بيانات للحكومة الأميركية ووثائق الاستخبارات الفنزويلية التي حصلت عليها، إن مؤسسات الاستخبارات الفنزويلية حققت في أنشطة العيسمي بشأن علاقاته بعالم الجريمة. وفي أذار الماضي، أرسلت الحكومة الأميركية طلبا لتسليم العيسمي إلى محكمة في نيويورك ليرد على تهم التعاون مع منظمة إرهابية والتواصل مع عصابات المخدرات.

ووصفت حكومة مادورو التهم الموجهة إلى العيسمي بأنها "دعاية لإدارة ترمب للإطاحة بالحكومة اليسارية لفنزويلا". يذكر أن والد العيسمي، كارلوس زيدان العيسمي، عمل مع حزب الله، حيث كان مسؤولًا عن تدريب قوات حزب الله في فنزويلا على التجسس والتهريب"، وفقًا لصحيفة "نيويورك تايمز". وكتبت الصحيفة أيضًا أن فراس شقيق طارق كان هو الرابط بين عائلة عيسمي ووليد مقلد، أحد تجار المخدرات في فنزويلا، ووفقا للوثائق الفنزويلية، لدى فراس 45 مليون دولار في حساب مصرفي سويسري. وتشير الوثائق إلى أنه على الرغم من أن معظم المواطنين في فنزويلا أصبحوا فقراء للغاية لدرجة أنهم لا يستطيعون توفير الغذاء لعائلاتهم، فقد أصبحت عائلة العيسمي خلال هذه الفترة واحدة من أغنى الأسر في البلاد. وقبل مادورو، كانت العائلة تربطها علاقات وثيقة بالرئيس الفنزويلي الراحل، هوغو تشافيز. وفي السابق، حُكم على اثنين من أفراد عائلة زوجة مادورو في الولايات المتحدة بالسجن 18 عامًا لتهريب 800 كلغ من الكوكايين.

من جهة أخرى، كانت شبكة "صوت أميركا" أكدت في تقرير الشهر الماضي، أن إيران أسست ميليشيات في فنزويلا لدعم نيكولاس مادورو، الذي يحاول الاحتفاظ بالسلطة بالقوة أمام احتجاجات الشارع، وذلك من خلال ميليشيات حزب الله اللبناني وسلحتهم بأسلحة متطورة وتقوم بتدريبهم ودعمهم لوجستيا. ونقلت الشبكة عن مصادر في الاستخبارات الأميركية أن كبار المسؤولين في نظام مادورو لهم صلات وثيقة مع حزب الله ، التي صنفتها الولايات المتحدة ودول أخرى كمنظمة إرهابية.

وذكرت أن نائب طارق العيسمي، الذي يخضع لقرار اتهام أميركي بتمويل حزب الله بعائدات من عصابة تهريب مخدرات في فنزويلا، التقى في سوريا الشهر الماضي مع الأسد، حيث نقلت وسائل الإعلام الحكومية الفنزويلية عنه قوله إن هناك "أوجه تشابه" بين النزاعين في سوريا وفنزويلا.

ولعب العيسمي (السوري الأصل) دورًا رئيسيًا في تفكيك عملية انقلابية ضد مادورو العام الماضي عندما أمر بالقبض على حوالي 100 من ضباط الجيش. وقد قام أيضًا بتنظيم "مجموعات" شبه عسكرية لإسكات المعارضة، وقام بتسليحهم بنسخة متطورة من سلاح 5.56 ملم إيرانية الصنع من طراز AK-47 الروسي. وقام غازي نصر الدين، وهو قائد مجموعة فنزويلية من أصل لبناني، بإدارة مركز تدريب وتجنيد شبه عسكري خارج صالة الألعاب الرياضية في وسط مدينة كاراكاس. ونصر الدين مدرج في قائمة مراقبة الإرهاب التابعة لمكتب التحقيقات الفيدرالي الأميركي "إف بي آي" بسبب " تسهيله سفر أعضاء حزب الله من وإلى فنزويلا"، كما سافر كدبلوماسي إلى سوريا وإيران.

 

طربيه: تسليفات المصارف أبقت الدولة مستمرة برواتبها

المدن - اقتصاد | الأحد 05/05/2019 /في إطار الحديث عن رفع معدل الضريبة على الفوائد، رأى رئيس جمعية المصارف جوزيف طربيه، أنه "لا يمكن فرض ضرائب إضافية في وقت الأزمات الاقتصادية. من هنا، فإنه بالنسبة إلى الودائع الموجودة وتلك الآتية إلينا، لا يجب أن يتحول النظام الضريبي اللبناني إلى نظام طارد للاستثمارات. نحن نريده أن يكون نظاماً جاذباً للودائع. وبالنسبة إلى تخفيض الفوائد على الودائع، فإنه بمجرد أن تظهر في الأفق انجازات، سواء كانت على صعيد الموازنة أو لجهة ترقب تنفيذ خطة الكهرباء، أو ما وعدنا به من بدء التنقيب عن الغاز والنفط في نهاية العام، فإن كل هذه الاشارات الايجابية عندما ستبدو مؤكدة، ستنخفض الفوائد وسيستفيد من ذلك ليس القطاع العام وحسب، إنما أيضاً الاقتصاد بشكل عام". ورفض طربيه، خلال لقائه رئيس الجمهورية ميشال عون يوم السبت 4 أيار، "توجيه أصابع الاتهام الى المصارف"، ويقصد بذلك من يقترح تأمين واردات للدولة من خلال فرض ضرائب على المصارف وليس على المواطنين. واعتبر طربيه أن هذا الاقتراح هو "هجمة على المصارف وجمعية المصارف"، معتبراً أن هذا الاستهداف "له أسباب لا علاقة للمصارف بها، بل هو استهداف للبلد ولاقتصاده. وأنا أسأل: ماذا يمكن ان يقال عن المصارف التي تمول الاقتصاد اللبناني، وحجم تسليفاتها له تفوق الدخل القومي في لبنان، كما أن حجم تسليفاتها للخزينة أبقت الدولة اللبنانية مستمرة برواتبها ورواتب اجهزتها؟. إن كل ما تقوم به الدولة منذ 25 سنة إلى اليوم قائم في جزء كبير منه على التسليف المصرفي".

 

جرمانوس يدعي على مارسيل غانم وجو معلوف

المدن - ميديا | السبت 04/05/2019 /ادعى مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي بيتر جرمانوس على الاعلاميين مارسيل غانم وجو معلوف بجرم القدح والذم والتشهير. وطلب القاضي بيتر جرمانوس من محكمة المطبوعات بواسطة النيابة العامة الإستئنافية في بيروت، الإدعاء على الإعلاميين مارسيل غانم وجو معلوف، وذلك على خلفية "إطلاق حملة قدح وذم من ضمن منظومة أمنية بحق مفوض الحكومة، وذلك بهدف اغتياله معنوياً عن طريق تشويه صورته في المجتمع، تمهيداً الى شلّ قدرته على الحركة"، بحسب ما أفادت وكالة الأنباء "المركزية". وحمّل جرمانوس غانم ومعلوف مسؤولية أي أذى جسديّ يمكن أن يلحق به، مطالباً تضمينهما بالتكافل والتضامن فيما بينهما بمبلغ 500 مليون ليرة، كتعويض عن العطل والضرر اللاحق به. وفيما لم يصدر عن غانم أي تعليق، رد معلوف بتغريدة عبر حسابه على موقع "تويتر" قال فيها: "شكراً بيتر جرمانوس! احلى وسام مشرّف على صدري بالـ2019".

 

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم السبت في 4/5/2019

السبت 04 أيار 2019

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

الموازنة تنجز الأسبوع المقبل في مجلس الوزراء، وبعد ذلك بأيام في المجلس النيابي، ثم الإنصراف إلى مشاريع "سيدر". أما الإضرابات فهي إلى أفول، وإن كان مطلع الأسبوع سيشهد إضرابا لموظفي مصرف لبنان، وكذلك الضمان الإجتماعي. وقد حذر وزير المال علي حسن خليل من الذين يحاولون اللعب على أوتار "المالية" والمصرف، مؤكدا ان العلاقة ممتازة.

ومن مطار رفيق الحريري الدولي، أوضح وزير النقل أن التوسعة تتم في حزيران، وأن الصيف سيشهد إقبالا كثيفة من السياح.

وزير الإعلام جمال الجراح، وفي حديث ل"تلفزيون لبنان"، شدد على ضبط الإنفاق في الموازنة التي تقر في ظروف صعبة في لبنان والمنطقة، مؤكدا على سياسية التقشف. أما وفد جمعية المصارف، وفي زيارة للرئيس عون، فأكد أنه لا يمكن فرض ضرائب إضافية في وقت الأزمات.

وفي المنطقة، برز قول وزير الخارجية الإيراني أن النزاع إن حصل سيطال جميع المناطق.

وفي غزة، نتنياهو يقود العدوان، والمقاومة تطلق عشرات الصواريخ، ردا على اغتيال مسؤول لحركة الجهاد في القطاع.

وفي السعودية، تعذر رؤية هلال شهر رمضان هذا المساء، ما يعني أن الأحد هو المتمم لشهر شعبان، والاثنين أول أيام رمضان.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أن بي أن"

مرة جديدة اشتعلت جبهة غزة، بعد تنصل سلطات الإحتلال من التزامات التهدئة التي تم التوصل إليها أخيرا. العدو استهدف القطاع في الساعات الأخيرة بقصف جوي ومدفعي حصد شهداء وجرحى ودمارا. وعلى قاعدة "إن عدتم عدنا"، كانت المقاومة الفلسطينية بالمرصاد فأمطرت المستوطنات بعشرات القذائف الصاروخية، أحصى جيش الإحتلال نحو مئة وخمسين منها حتى الظهر.

الصواريخ الفلسطينية أنزلت المستوطنين إلى الملاجئ، واستنفرت العدو عسكريا وسياسيا في مواجهة معادلات المقاومة التي وعدت إسرائيل بمفاجآت إذا ما استمرت في عدوانها.

ولأن العدوان بالعدوان يذكر من فلسطين إلى لبنان، قال الرئيس نبيه بري اليوم خلال استقباله أبناء وعوائل شهداء مجزرة قانا، إن دم هؤلاء الشهداء هو الذي رفعنا وانتصر الدم على السيف، وهذه الدماء هي في الوقت نفسه موضع افتخارنا واعتزازنا.

على المستوى الداخلي اللبناني، إضرابات بالجملة وحراك للموظفين والعمال في قطاعات عديدة، من المصالح المستقلة والضمان إلى موظفي مصرف لبنان الذين أعلنوا الإضراب المفتوح رفضا لأي مساس بالتقديمات الممنوحة لهم.

الخطوة التصعيدية لموظفي البنك المركزي، دفعت الخبراء الإقتصاديين إلى التحذير من مفاعيلها، لأنها ستوقف وتشل كل الحركة المالية والإقتصادية في البلاد.

في المقابل، قصد رئيس جميعة المصارف جوزف طربيه قصر بعبدا، داعيا رئيس الجمهورية إلى وضع يده على موضوع إضراب موظفي البنك المركزي، لأن العمل المصرفي حساس. ورفض طربيه فرض ضرائب إضافية على المصارف، قائلا إن الهجمة على القطاع تستهدف لبنان واقتصاده.

على أي حال، يستكمل مجلس الوزراء مناقشة بنود مشروع الموازنة في جلسة خامسة تعقد الاثنين المقبل. وقد علق رئيس مجلس النواب نبيه بري على الأجواء، داعيا لمشاركة الجميع في بذل التضحيات وتحمل الأعباء من أجل الإنقاذ. وقال إن الوقت حان للتوقف عن "الغنج والدلع"، وإن مرحلة المسايرة أو المجاملة في التعاطي مع المظاهر النافرة في الدولة قد انتهت، ومضيفا أنه توجد الآن فرصة أخيرة لتحقيق الإصلاح الحقيقي ومكافحة مكامن الهدر والفساد.

أما ما يشاع عن مشروع التغيير في العلاقة القانونية بين وزارة المال ومصرف لبنان، فقد رد عليه الوزير علي حسن خليل بأنه محض إختلاق ولا أساس له، واعتبره جزءا من حملة ضخ المعلومات المغلوطة والمشبوهة للتشويش على إقرار الموازنة.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المستقبل"

اليوم تعذر التماس هلال شهر رمضان المبارك.

وبعد غد الاثنين تواصل الحكومة التماس ما تبقى من مواد مشروع موازنة العام الحالي، في جلسة تعقد في السراي الكبير، وهي الجلسة الخامسة التي تعقد على وقع اضرابات واعتصامات واحتجاجات. وقد دعت المصالح المستقلة وبعض ادارات الدولة إلى الاضراب والاعتصام مطلع الأسبوع المقبل.

واليوم التمس رئيس جمعية المصارف جوزف طربيه، تفاؤلا بأن تصدر عن مجلس الوزراء موازنة توافقية يجري فيها الاستماع إلى كل أصحاب الرأي والمصالح، لأنه يجب ان تعبر الموازنة بالفعل عن مصلحة البلد العليا. وكشف أنه اطلع رئيس الجمهورية، على زيارة وفد إلى الولايات المتحدة لمتابعة البحث بالعلاقات المصرفية ومشاكل العقوبات التي يجري تشديدها على "حزب الله".

أما هلال مكافحة الفساد، فيبدو أن هناك من يريد منعه من الظهور من خلال الحملة على قوى الأمن الداخلي وشعبة المعلومات واللواء عماد عثمان. وفي هذا الاطار، لفت سؤال وزيرة الداخلية ريا الحسن عن هدف وخلفيات الأشخاص الذين يشنون حملة على قوى الأمن في الوقت الذي معظم العالم العربي يحسدنا على وضعنا الأمني.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المنار"

لم تتوقف صفارات الانذار في المستوطنات القريبة من قطاع غزة، في وقت كانت المقاومة تذكر قوما عرف عنهم انهم لا يتعظون من العبر، تذكرهم بمعادلات أرستها وعمادها النار بالنار والبادي أظلم.

إلا أن صفارات الانذار الأقوى وقعا، كانت تلك التي لا شك وصلت إلى مسامع نتنياهو وجيشه، من أن دائرة النار ستتسع في أي مواجهة مقبلة، لتصل إلى مفاعل ديمونا ومصافي النفط في حيفا وغيرها من الأماكن الحساسة والاستراتيجية.

وحتى يدرك الصهيانة أن التهديدات جدية، أوصلت المقاومة زخة من صواريخها إلى محيط القدس المحتلة، مؤكدة أن هناك تنسيقا كاملا بين الفصائل في غرفة العمليات.

والحال هذه، فان دائرة الأمان حول الكيان تضيق حتى تكاد تتلاشى. وسيجد الصهاينة أنفسهم تائهين ليس في صحراء النقب فقط، بل بين معادلات الجنوب والشمال، وآخرها تهديد الأمين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصرالله بأن فرق جيش الاحتلال التي ستدخل الأراضي اللبنانية ستدمر وتحطم أمام الشاشات العالمية.

المعارضة الصهيونية اتهمت نتنياهو بأنه يتهيب المواجهة، ويفتقر إلى الحزم مع قطاع غزة، فهل يلجأ نتنياهو إلى الخارج في وقت يضيق عليه الخناق داخليا؟. فالسعودية تفتح الابواب لوفد صهيوني على لسان رئيس ما يسمى رابطة العالم الاسلامي. وما الذي يمكن أن يقدم ترامب أكثر مما قدمه لنتنياهو؟، أما ما يقدمه للعرب فلا يعدو غير وعود كاذبة تضاف إلى ما أحصته صحيفة ال"واشنطن بوست" الأميركية من أن عداد الكذب للرئيس الأميركي سجل أكثر من عشرة آلاف كذبة حتى الآن، بينها ثلاثة وثمانون كذبة في يوم واحد، والحبل على الجرار، كما يقال.

في حقيقة الواقع اللبناني لا جديد يقال، فنقاش الموازنة معلق حتى الاثنين، وما علق في أذهان اللبنانيين عبر تصريحات السياسيين يفيد بأن النقاش لا يزال طويلا.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أو تي في"

قلب اللبنانيين على لبنان، فيما قلوب غالبية السياسيين على الحجر. قلب اللبنانيين على الوطن، والعقول المدبرة لا تنفك عن خلق مبررات التشويش، وذر الرماد في العيون.

قلب اللبنانيين على الاقتصاد، والبعض يتحدث عن تطويق، ويشكك بلبنانية أرض، فيوتر الأجواء على مدى أيام، من دون أن يفهم الناس من، في الداخل أو ربما الخارج، مستفيد.

قلب اللبنانيين على الوضع المالي، والبعض ينبش كلام الفتنة، فيخون أركان التسوية الرئاسية، لا لسبب، سوى لتبرير تقلصه السياسي والانتخابي أمام انصاره، وهربا إلى الأمام من خلافاته العائلية والحزبية، مستغلا منبرا اعلاميا معروف الانتماء، لمحاولة ضرب صورة طرف داخلي منافس أمام طرف اقليمي معروف... والأمر مكشوف.

قلب اللبنانيين على الاصلاح، والبعض يتسلى: تارة بطولات كهربائية وهمية، وطورا مهاجمة سدود لم تنجز أعمال انشائها بعد.

إنه زمن الشائعات التي تغزو الاعلام والمجتمع، لتخلق انكماشا على أكثر من صعيد، بموازاة فلتان سياسي مجبول برائحة الكذب والتحريض الذي تحرص بعص الأحزاب على تغذيته. واليوم، استرعى انتباه المراقبين تعليق مقتضب لوزير الدفاع الياس بو صعب عبر الotv، تعليقا على بيان "القوات" حول اللجوء إلى القضاء في موضوع اتهامهم بمحاولة دفع رشاوى لقاء نشر أخبار. فبو صعب اكتفى بالقول: "اشكرهم على قبولهم طلبي اللجوء إلى القضاء، وأنا واثق من كشف الحقيقة كاملة أمام الرأي العام".

في غضون ذلك، وفي انتظار جلاء صورة الموازنة، تبقى الاستنتاجات شاغلة اللبنانيين ومالئة دنياهم، حتى أن أرقامها صارت في صلب يومياتهم، يقرأون عنها، ويسمعون تحليلات تدور في فلكها، ويتناقلونها ولو مغلوطة، تماما كأي معلومة على علاقة بالمصارف، التي حل رئيس جمعيتها اليوم ضيف سبت على بعبدا.

وفي انتظار الموازنة، قلق دائم على ما ستؤول إليه الأمور في ملف النازحين، الذي عاد إلى الواجهة على وقع أرقام مخيفة عن ارتفاع معدل البطالة، وذلك من باب الحرص على اليد العاملة اللبنانية الذي يؤكد عليه أكثر من طرف ويسعى إليه بالفعل، بعض قليل، سبق واستشرف آفاق الأزمة وانعكاساتها الكارثية على الاقتصاد الوطني.

وبعيدا عن كلام الأزمات والنكبات، ينظر اللبنانيون بأمل إلى الصيف المقبل الذي يبدو مبشرا وفق الأرقام، مع ارتفاع في عدد السياح يتحدث عنه المعنيون.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أم تي في"

إنها الفوضى شبه الشاملة، الجميع ناقم على الجميع، والجميع يحتج ضد الجميع. موظفو المصرف المركزي أعلنوا الإضراب المفتوح اعتبارا من الإثنين استنكارا لما يتعرضون له. أساتذة الجامعة يعتصمون. مستخدمو الضمان يتظاهرون الإثنين أمام المركز الرئيسي في المزرعة. عمال المرفأ مستمرون في الإضراب. موظفو المؤسسات العامة والمصالح يلوحون بالتصعيد. المتقاعدون العسكريون في حال غليان. القضاة منهم مع الإعتكاف حتى الأربعاء ومنهم ضد الإعتكاف، لكنهم في الحالين ضد ما تنويه السلطة السياسية من إجراءات تستهدف السلطة القضائية.

المؤلم أن كل هذا يحصل فيما الحكومة في إجازة ليومين عن الموازنة وهمومها، كأن البلد بألف خير، أو كأن الجولات والزيارات المناطقية للوزراء وإجازة نهاية الأسبوع أهم من معالجة وضع بلد على شفير الإنهيار.

هكذا يبدو الأسبوع الطالع دقيقا وخطرا بكل المقاييس. وأخطر ما فيه أنه سيضرب الحركة المصرفية بنويا، ما سينعكس على معظم القطاعات، فالتعاملات النقدية بالليرات اللبنانية وبالدولار، وحركة التجارة وعمليات التحويل المالي من لبنان وإليه ستتأثر حكما، فيما لو استمر اضراب موظفي المركزي. فكيف سيتصرف المسؤولون اللبنانيون تجاه الحالة؟، وهل يستطيع الوضع الإقتصادي الهش أساسا أن يتحمل المزيد من الخسائر والتداعيات السلبية؟.

إنها إذا، وللمرة الثانية: الفوضى شبه الشاملة، وسببها معروف، طبقة سياسية فاشلة وفاسدة بمعظمها أغرقت البلد بالديون، وهي الآن تمد يدها إلى جيوب المواطنين ولقمة عيشهم لتستطيع أن تواصل سرقاتها ونهبها، فهل تكون "لا" الشعب هذه المرة قاطعة وجذرية، فتنهي عقودا طويلة من التبعية والإستزلام والسكوت عن لحس المبرد؟.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أل بي سي آي"

ممنوع المس برواتب موظفي مصرف لبنان. ممنوع المس بسلسلة الرتب والرواتب. ممنوع المس برواتب المتقاعدين وتعويضاتهم. ممنوع المس بالتدبير الرقم 3. ممنوع المس بالمنح التعليمية. ممنوع المس بالفوائد. "وبدن موازنة تقشفية"!

على من يضحكون؟، وكيف سيخرجون من هذا المأزق؟. القطاعات التي يمكن أن تحقق الوفر، ممنوع المس بها. فالكهرباء التي تكبد الخزينة الخسائر الباهظة ستستمر في التسبب بنزف الخزينة، والقوى الفاعلة لم تتخذ القرار بمنع سرقة التيار، وفي المقابل "تحاضر" بوجوب ضبط الهدر والفساد.

فكيف يمكن تفسير هذا التناقض، والتهريب يحرم الخزينة المليارات؟، وكيف يمكن تفسير أن هناك مئة وأربعين معبرا للتهريب بين لبنان وسوريا؟، وهذا الرقم ليس خياليا بل طرح في أحد اجتماعات المجلس الأعلى للدفاع، فمن يغطي هذه المعابر؟، وكيف يمكن رفد الخزينة بالأموال إذا كانت الدولة بكل سلطاتها تعرف بهذه المعابر ولا تحرك ساكنا؟، وإذا كانت الدولة تعرف أن سلسلة الرتب والرواتب كسرت ظهر الخزينة لأن حسابات التكلفة لم تطابق حسابات الدفع، ولأن الأرقام التي أعطيت عن المستفيدين لم تكن دقيقة، فمن يجرؤ على القول إنه أخطأ في احتساب الكلفة وفي احتساب عدد المستفيدين؟.

إذا كان كل قطاع يرفض أن تقترب إجراءات التقشف منه، فهذا يعني أن لا تقشف في الموازنة الآتية، فلماذا تضييع الوقت؟، ولماذا عدم مكاشفة الرأي العام بالحقيقة؟.

المتقاعدون نزلوا إلى الشارع، العمال نزلوا إلى الشارع، والقطاع العام أضرب، وموظفو مصرف لبنان أضربوا يومين وأعلنوا الإضراب المفتوح اعتبارا من بعد غد الإثنين، فهل من فوضى أكبر من هذه الفوضى؟، وهل من عجز في مقاربة الأرقام والحقائق أكثر من هذا العجز؟.

دولة لا يتفق فيها مسؤولان على رقم واحد، فكيف سيكون في إمكانها أن تنجز موازنة فيها مليارات الأرقام؟. دولة لا تعرف عدد موظفيها وعدد المستفيدين من سلسلة الرتب والرواتب، وحجم الدين ونسبة العجز، كيف ستخرج بموازنة يطمئن إليها الناس؟.

"ما تواخذونا"، هذا المسار لا يؤدي إلى موازنة تقشفية بل إلى موازنة غير مطابقة لمقررات "سيدر"، وهي المقررات التي تشترط موازنة رشيقة وإصلاحات جدية، تحت طائلة: لا مليارات.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "الجديد"

قبل عصر النفقات، دخلنا عصور الإضرابات على أنواعها، اتحاد عمالي، مصارف، جامعة لبنانية، مع تسجيل حالات احتجاج في مرفأ بيروت، وعوارض اعتكاف لدى القضاة.

والموازنة وحدت كل هذا الحراك بالمفرق، لكنها لم تكن مستعدة لمظاهرات بالجملة. وكل يعترض على مساحته الخاصة، وفي مقدمهم اليوم موظفو مصرف لبنان الذين عقدوا جمعية عمومية حذروا فيها من أي مس يطاول رواتبهم في الموازنة، ووصفوا الحملة على البنك المركزي بأنها مبرمجة وتخريبية.

وتداركا لأي خطر طارد للاستثمارات، صعد رئيس جمعية المصارف جوزيف طربيه إلى قصر بعبدا، طالبا التحكيم الرئاسي. ورأى أن الهجمة على المصارف لها أسباب أخرى تستهدف البلد واقتصاده. وبلغة التذكير كان طربية يقول للدولة عن بكرة رواتبها، إنكم مستمرون لأن المصارف هي من أبقتكم على قيد التنفس المالي منذ خمسة وعشرين عاما بفضل حجم تسليفاتنا.

أودع طربيه كلامه البنك الرئاسي، في انتظار أن تعاود الحكومة بحث بنود الموازنة في بداية شهر رمضان. وفيما تعذرت روية هلال الشهر الفضيل اليوم كان الوزراء يلتمسون هلال الموازنة التي أظهرت أن ما أقر حتى الآن، جاء على طريقة مطرقة الرئيس نبيه بري بالتصديق السريع.

وعلى تقشف طاول الوزراء بغداء الفلافل، وصل أول أطباق موازنة الوفاق الوطني بطبخة من "الشيف سعد"، على اعتبار أنه "شيخ الطباخين". والمكونات التي جهزت لسلق الموازنة حتى الآن، تجنبت أي مواد حافظة للأموال العامة، فلم يتطرق الوزراء إلى الجمعيات الناهبة، والأملاك البحرية والتهرب الضريبي والإعفاءات، وتخفيضات الرسوم إلى حدود التسعين في المئة التي كانت عنوانا للتحاصص السياسي. ولم يقرب الوزراء إيجارات الدولة للدولة، وفوضى المرفأ السائب.

هي أبواب لضبط الهدر، ضبطها اليوم رئيس لجنة الإدارة والعدل النائب جورج عدوان، الذي أجرى هندسة مالية للوصول إلى الحاصل المالي وليس من جيوب الفقراء. فالرفيق المناضل أعلن أن "القوات" تؤيد الضريبة على مودعي المصارف من سبعة إلى عشرة في المئة، ومع تحميل مصرف لبنان عشرة في المئة على الأرباح، وقال إن ذلك سيدخل إلى خزينة الدولة ما يربو على أربع مئة وخمسين مليون دولار. وقال إن ضبط التهرب الجمركي غير الشرعي من شأنه أن يوفر للخزينة سبعمئة مليون دولار في السنة الأولى. ورأى أن "البور" هو مؤسسة لا نعرف اليوم لمن تتبع "وشو بتشتغل"، أما الأملاك البحرية فحدث ولا حرج. ومن هنا يبدأ عصر النفقات، وليس من بوابات المواطن "المعتر" وملاحقة فلس الأرملة.

والعدوان بالعدوان يذكر، من عصر الموازنة إلى عصر المقاومة التي لا تزال قادرة على التحكم الصاروخي في غزة، ردا على جرائم اسرائيل. وأهل القطاع كانت لديهم القدرة اليوم على تسيير مواكب جنازات الشهداء على وقع إطلاق عشرات الصواريخ التي سدت غلاف غزة، ودفعت المستوطنين إلى رعب جديد.

 

أسرار الصحف الصادرة في بيروت اليوم السبت 4 أيار 2019

النهار

نص الاتفاق مع شركات مُقدّمي الخدمات في قطاع الكهرباء على تركيب العدادات الذكيّة في مدّة أربع سنوات انقضى منها ثلاث حتّى اليوم من دون المباشرة إلّا في التجربة بمعدّل 1 في المئة.

أعدّت مجموعة سياسيّة حقوقيّة طعناً جديداً في حق أحد النوّاب بعد طعن سابق قدّم في حقّه أمام المجلس الدستوري.

يؤكّد سياسي لبناني أن الكلام عن حرب اسرائيلية وشيكة مجرّد تهويل والحرب المقبلة اقتصاديّة تجاريّة نفطيّة وليست عسكريّة جغرافيّة.

اللواء

صُرف النظر إلى أجل عن سلسلة مؤتمرات، كانت ستعقد في مقر رسمي، لأسباب العلم بها ينحصر فقط بالمعنيين بها. لا يزال بعض النواب الجدد والصغار في السّن، يشعرون بعدم ائتلاف مع الوضعية الجديدة لهم في ساحة النجمة.. بات بحكم المؤكد ان التخفيضات أو الإلغاء أو التجميد سيطال رواتب الموظفين القريبة من سقف مالي يتراوح بين الأربعة ملايين والخمسة.

الجمهورية

لاحظت أوساط إقتصادية أن نواباً ووزراء سارعوا إلى شراء سيارات جديدة من الخارج قبل دخول قرار إلغاء الإعفاءات الجمركية للوزراء والنواب حيّز التنفيذ.

يتردّد في أوساط حزب بارز أنه غير مُهتم بما يجري على صعيد إجراءات دولية تطاله وإن لديه من المقومات للإستمرار بلا أي تأثير على كوادره وقاعدته الشعبية.

لاحظت أوساط سياسية أن أحد المستشارين البارزين يكون دائماً "على موعدٍ مع المشاريع المُربحة" فيتصيّد الفرص والمشاريع مع أحد نواب التيار الذي ينتمي إليه.

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

جمعية المصارف ممتعضة من كلام نصرالله: نرفض الاملاءات السياسية

النهار/04 أيار/2019/أشارت معلومات صحيفة "النهار" إلى ان ما زاد حرارة المناخ الذي يغلف جلسات الموازنة داخل مجلس الوزراء وخارجه تمثل في تداعيات سلبية جداً للكلمة الاخيرة للامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله أول من أمس حين توجه مباشرة الى المصارف كأنه يحملها تبعة انقاذ الوضع المالي للدولة ودعاها الى خفض الفوائد على ديون الدولة. وأوضحت اوساط وزارية ونيابية ان هذا الموقف أثار استياء واسعاً ان على المستوى السياسي أو على المستوى المصرفي لانه أوحى برغبة "حزب الله" في املاء رغبته واهدافه على المصارف وهو الذي لا صفة له ولا مبرر اطلاقاً لاظهار نفسه مظهر من يملي السياسات المالية على المصارف أو سواها خارج اطار مشاركته كسواه من الافرقاء في الحكومة. وكشفت الاوساط ان جمعية المصارف وان لم ترد على نصرالله فانها لن تقبل في أي شكل أي املاء سياسي يأتيها من أي جهة خارج اطار القوانين والأنظمة التي ترعى علاقتها بالدولة ومصرف لبنان المركزي. ولم يفت الاوساط نفسها التحذير من التمادي في"التحرشات " المريبة وعدم تقدير خطورة أي تعرض للواقع المصرفي لان الامر سيرتب تداعيات بالغة السلبية وهو الامر الذي برز مثلاً في تقارير اعلامية تحدثت عن محاولة لاخضاع مصرف لبنان لوصاية وزارة المال. وفي حين لم تشأ الاوساط تأكيد هذه التقارير أو نفيها، نبهت الى عقم أي محاولة كهذه لان أي تبديل من هذا النوع والحجم في الهيكلية القانونية الصارمة لاستقلالية مصرف لبنان يكاد يكون مستحيلاً، فانها لم تحجب الخطورة المتنامية لاتجاهات ما انفكت تبرز "عدائية" مجانية غير مبررة لسياسات مصرف لبنان وحاكمه، علما ان كل هذه المحاولات باءت بالاخفاق في ظل الوقائع التي أثبتت تأييد معظم المسؤولين والقوى السياسية لهذه السياسات.

 

مدير الأمن العام اللبناني: إرهابيون وإسرائيل جندوا عشرات عبر الإنترنت

بيروت/الشرق الأوسط/04 أيار/2019/أعلن المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم، أن «العشرات ممن تم تجنيدهم لصالح التنظيمات الإرهابية والعدو الإسرائيلي جندوا عبر الفضاء السيبيراني»، داعياً إلى «وضع معايير لتحديث المناهج الدراسية من أجل الغوص في العالم السيبراني». ورعت وزيرة الداخلية ريا الحسن، أمس، إطلاق حملة التوعية من مخاطر الأمن السيبراني، حيث اعتبرت أن «الأهم في هذه الحملة أنها تقوم على مبادرة إنسانية لحماية الأطفال الذين يجب إحاطتهم بشبكة توعية أولاً من خلال بناء الأهل صداقة مع أبنائهم». وقالت: «الأطفال هم الفئة الأضعف والأكثر هشاشة أمام الشاشة فيما يخص الجرائم السيبيرانية لجهة إمكان التلاعب بعقولهم وابتزازهم واستغلال براءتهم». وإذ أشارت الحسن إلى أن «نشر ثقافة التوعية في المجتمع، وكيفية حماية المعلومات الشخصية والبيانات من العناصر الرئيسية، من أجل توفير الحماية من هذه الأخطار»، قالت: «حكومتنا تتعاطى باهتمام كبير وبجدية مطلقة مع موضوع الأمن السيبيراني، وأدرجته ضمن بيانها الوزاري الذي ينص على تعزيز التدابير اللازمة لحماية البنى التحتية المعلوماتية». بدوره، قال إبراهيم إن «كل شخص مهدد بالوقوع في دائرة الاستهداف الأمني السيبراني». وأشار إلى «مبادرات مرتقبة يتلاقى فيها قطاع التربية والمجتمع المدني مع مؤسسة الأمن العام لمتابعة حملة التوعية والإرشاد حول كيفية حماية الأنظمة الإلكترونية من الشبكات المنظمة، التي تستهدف الأفراد كما المؤسسات». وأكد أن «التهديدات السيبيرانية جاهزة لتجنيد عملاء وإرهابيين، وكلها أخطار تتطور بشكل سريع، لذلك من الضروري إطلاق حملة توعية تطال مختلف الفئات العمرية».

 

الموظفون «المدللون» في «مصرف لبنان» يحتجون على المس بمخصصاتهم/أكثر من ألف يتقاضى كل منهم راتب 16 شهراً في السنة

بيروت: نذير رضا/الشرق الأوسط/04 أيار/2019/لوّح موظفو «المصرف المركزي اللبناني»، أمس، بإضرابٍ، بعد غد (الاثنين)، في حال المساس برواتبهم الأساسية والإضافية، بالتزامن مع الإجراءات التقشفية التي تتخذها الحكومة اللبنانية وتناقشها في موازنة عام 2019، رغم أن هذا الإضراب لا تترتب عليه أي مخاطر على القطاع المصرفي أو التداول المالي. ولا يخضع مصرف لبنان لموازنة الدولة، بالنظر إلى أن له أنظمته الداخلية وموازنته الخاصة، وسرت معلومات عن إجراءات ستطال الرواتب الإضافية التي يتقاضاها موظفو المصرف، البالغة 4 رواتب إضافية سنوياً، وهو ما دفعهم أمس للتظاهر «منعاً للمس برواتبهم ورواتب عائلاتهم». وينطلق الاعتراض التحذيري من أن الموظفين لم يستفيدوا من سلسلة الرتب والرواتب التي استفاد منها القطاع العام، وذلك لأن ميزانية مصرف لبنان مستقلة عن ميزانية الدولة، وعليه تظاهروا رفضاً للمسّ بالأشهر الأساسية والإضافية التي يتقاضاها موظفو المصرف، المستحقة لهم بموجب القانون الذي ينظم عمل مصرف لبنان. وأعلن الموظفون أنه إذا «أُقرّت الموازنة كما هي وكانت فيها البنود المتعلقة برواتب مصرف لبنان أو بالتقديمات الملحقة برواتبهم سيبدأون الإضراب المفتوح من الاثنين، علماً بأن غداً يوم إضراب أيضاً لمصرف لبنان». ويستبعد خبراء أن تكون للإضراب تداعيات على الاقتصاد اللبناني أو التداول المالي. ويقول الخبير الاقتصادي البروفسور جاسم عجاقة إن مصرف لبنان «مؤسسة تدير المخاطر على مدار الساعة، ليس فقط مخاطر المصرف المركزي بل أيضاً مخاطر القطاع المصرفي ككل، وهي تقيّم بشكل مستمر مخاطر الاقتصاد اللبناني والمالية العامة»، مشدداً في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» على أنه «لا خسائر لمصرف لبنان من هذه الناحية، وأكثر ما قد ينتج عن أي إضراب هو بعض التأخير في بعض العمليات». وأوضح عجاقة أن مصرف لبنان «يمتلك فرق (كوماندوز) جاهزة للتدخل في حال حصل أي طارئ، انطلاقاً من أنه مسؤول عن مستقبل البلاد والنقد الوطني، ولن يسمح بأن يحصل أي تأخير بعمليات تخص النقد الوطني أو المقاصة»، مشيراً إلى أن هناك خطة دائمة تسمى business continuity plan»»، وهي خطة مفروضة على كل المصارف اللبنانية وليس المصرف المركزي وحده منعاً لأن يكون هناك أي تأثير لأي طارئ على العمليات المالية، وبالتالي فهذا القطاع محصن ضد أي إجراء طارئ»، لافتاً إلى أن أقصى ما يمكن أن يحصل في حال الإضراب هو «تأخير بالمعاملات الإدارية وليس المالية».

ويعترض موظفو المصرف المركزي على احتمال إيقاف الرواتب الإضافية، البالغة أربعة رواتب شهرية سنوياً، بحيث يتقاضون 16 شهراً في السنة، وهو تقليد معمول به في المصارف اللبنانية كافة، وينسحب على المصارف التجارية أيضاً، كما أن هناك تقليداً يقضي بزيادة رواتبهم 3 في المائة سنوياً لامتصاص التضخم. وقالت مصادر قريبة من القطاع المصرفي في لبنان إن موظفي مصرف لبنان «لهم سلسلة رواتب مستقلة، كون المصرف، رغم أنه مؤسسة عامة، إلا أن أمواله هي أموال الدولة والمصارف والمودعين، ويحقق أرباحه من العمليات المالية التي يقوم بها، مثل التحويلات والمقاصة وغيرها، يربحها المصرف ويدفع للموظفين منها». إضافة إلى ذلك «يمتلك المصرف المركزي محفظة مالية خاصة تمكنه من القيام باستثمارات مثل إقراض الدولة اللبنانية لقاء فوائد، فيما تأخذ الدولة اللبنانية ضريبة من أرباحه تبلغ 50 في المائة وترتفع إلى 80 في المائة».

ويُعدّ موظفو المصرف المركزي من الموظفين الذين يحظون بتسهيلات وتقديمات وحوافز مهمة، فضلاً عن أن رواتبهم مرتفعة نسبياً بالنظر إلى أن أنهم يتقاضون رواتب 16 شهراً في السنة». وتتراوح أعدادهم في حدود 850 موظفاً، بحسب ما تقول مصادر مصرفية، وأكثر من ألف موظف بحسب تقديرات مصادر سياسية في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، تتراوح رواتبهم الشهرية الثابتة بين مليون و800 ألف ليرة (1200 دولار) و25 مليون ليرة وهو راتب حاكم المصرف رياض سلامة. وتقول المصادر المصرفية إن «الدلال الذي يحظى به الموظفون ليس وليد الرواتب فقط، بل الحوافز»، مؤكدة أن الموظفين يحصلون على قروض بفوائد متدنية جداً، وتصل، حسب راتب الموظف، إلى 800 مليون ليرة (530 ألف دولار)، شرط أن تساوي الدفعة الشهرية ثلث الراتب الأساسي، كما يحصلون على تقديمات اجتماعية وحوافز أخرى، مثل بدل تعليم وطبابة وتنقلات وسفر. وتشير المصادر إلى أن نواب الحاكم الأربعة يتم تعيينهم، وتصل تعويضاتهم إلى أرقام مرتفعة تتخطى الـ300 ألف دولار، بالنظر إلى أن القانون يحظر عليه العمل بالقطاع المصرفي لمدة عامين بعد انتهاء ولايته، علماً بأن هذا القرار بالتعويض «يتخذه المجلس المركزي وليس قراراً يتخذه الحاكم بمفرده». وقالت المصادر إن نواب الحاكم يحصلون على تقديمات مرتفعة مختلفة عن المخصصات العائدة للموظفين «كي لا يكونوا عرضة للفساد كونهم يعملون في منصب حساس».

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

أنباء عن خفض إيران وجودها وسحب «درون» متطورة من سوريا

تل أبيب – لندن/الشرق الأوسط/04 أيار/2019/أفادت مصادر استخباراتية إسرائيلية بأن روسيا بدأت ممارسة ضغوط على إيران في سوريا، بينها إخراج «الحرس الثوري» من قواعد عسكرية، وسحب طائرات «درون» متطورة إلى إيران. وكانت الحكومة السورية أبلغت إدارة مرفأ اللاذقية القريب من قاعدة حميميم التابعة لروسيا، بتسليم المرفأ إلى الإيرانيين كي يتم استخدامه في نقل مشتقات النفط من إيران إلى سوريا. وأفاد موقع «ديبكا» الاستخباراتي الإسرائيلي بظهور «تحولات مفاجئة من الجانب الروسي خلال الأيام القليلة الماضية ضد الجانب الإيراني، إذ وقعت سلسلة من حالات الإخلاء السريعة المفاجئة من دون سابق إنذار، وبدأ الأمر بعرقلة الاتفاق الذي وافق عليه الرئيس الأسد وتحصل إيران بموجبه على حق إدارة ميناء بحري مطل على البحر المتوسط في مدينة اللاذقية قرب مقر قاعدة حميميم الجوية الروسية، ثم انتقل الجانب الروسي في أعقاب ذلك إلى طرد جنود الحرس الثوري الإيراني من مختلف القواعد الجوية السورية ذات الأهمية، التي كان الجانب الروسي قد وافق فيما قبل على مشاركة العمل فيها مع الجانب الإيراني». وأوضح أن «عملية الطرد» شملت إخراج «الحرس الثوري» من مطار المزة العسكري الواقع جنوب غربي دمشق و«قاعدة خلخلة الجوية السورية في مدينة السويداء بالزاوية الجنوبية الغربية قرب الحدود الأردنية وبيت سحم في الضواحي الجنوبية الشرقية من دمشق في مواجهة مرتفعات الجولان المحتلة، إضافة إلى قاعدة التياس الجوية العسكرية، وهي أكبر القواعد الجوية السورية، المعروفة أيضاً باسم (قاعدة تي - 4)، وهي تقع في محافظة حمص إلى الغرب من مدينة تدمر». وتمثل طائرات «درون» بين أغلب الأجهزة التي «اضطر الجانب الإيراني لإعادتها من سوريا»، بحسب الموقع. وأضاف: «كان من بينها طائرات (الصاعقة) من دون طيار الأكثر تقدماً، المزودة بالقنابل والصواريخ الدقيقة الموجهة، والمفترض أنها مشتقة بصفة جزئية من الطائرة المسيرة الأميركية طراز (US - RQ – 170) الخفية التي وقعت في أيدي الإيرانيين. وهناك أيضاً طائرة (الشهيد - 129) الحربية وحيدة المحرك، ذات قدرات الارتفاع المتوسط، وطويلة التحمل، وطائرة (المهاجر - 4)، وطائرة (المهاجر - 6)، التي جُلبت إلى سوريا خلال العام الماضي فقط، وهي مزودة بالقنبلة (قائم) الذكية إيرانية الصنع، والقنبلة (أبابيل - 3) ذات المقطع الراداري المنخفض والمستخدم في عمليات الرصد والاستطلاع والاتصالات والحرب الإلكترونية». وكان ألكسندر لافرينتييف، مبعوث الرئيس الروسي الخاص إلى سوريا قال في 26 أبريل (نيسان) الماضي إن القوات الإيرانية في سوريا «انسحبت إلى داخل 75 - 80 كيلومتراً من (خط الفصل) مع إسرائيل، تماماً كما تعهدت موسكو لواشنطن وإسرائيل، العام الماضي». وأكد الموقع «إخراج القوات الإيرانية من سوريا، واستعادة القيادة العسكرية الكاملة على القواعد الجوية الرئيسية سالفة الذكر». جاء ذلك في وقت برز فيه تنافس بين «الفيلق الخامس»، الذي تدعمه موسكو، و«الفرقة الرابعة» بقيادة اللواء ماهر الأسد (شقيق الرئيس السوري) الموالي لإيران لـ«حشد موالين في صفوف الضباط والجنود بالقوات المسلحة السورية لإعادة تشكيل وإعادة تأهيل القوات المسلحة السورية».

 

تراجع حاد في صادرات نفط إيران مع سريان إلغاء الإعفاءات

لندن/الشرق الأوسط/04 أيار/2019/سجلت صادرات إيران من النفط الخام تراجعاً حاداً، مع تضييق واشنطن الخناق على مصدر الدخل الرئيسي لطهران، بإنهاء الإعفاءات التي منحتها لعدد من الدول التي تستورد النفط الإيراني. ونقلت «رويترز» عن مسؤول إيراني مطلع على السياسة النفطية، قوله أمس، إن الصادرات قد تهبط إلى 700 ألف برميل يومياً؛ بل ربما إلى 500 ألف برميل يومياً من الشهر الحالي فصاعداً. وقال مصدر في «أوبك»، إن من المرجح أن تستمر الصادرات الإيرانية عند نحو 400 إلى 600 ألف برميل يومياً. وتفيد تقديرات «رفينيتيف أيكون وكبلر»، وهي شركة ترصد التدفقات النفطية، بأن عضو «أوبك» صدرت ما بين 1.02 مليون و1.30 مليون برميل يومياً من الخام والمكثفات في أبريل (نيسان). وتؤكد طهران على أنها ستواصل بيع النفط، وتقول إنها تستكشف سبلاً جديدة لذلك.

 

شركة النفط الوطنية الإيرانية تفتح مكتباً في العراق،روحاني دعا لتعزيز الصادرات غير النفطية لمواجهة العقوبات الأميركية

لندن/الشرق الأوسط/04 أيار/2019/ذكرت وكالة أنباء «فارس» اليوم أن شركة النفط الوطنية الإيرانية ستفتح مكتبا في العراق، في وقت دعا الرئيس حسن روحاني إلى تعزيز الصادرات غير النفطية، مع مواصلة تصدير النفط، في محاولة لمواجهة العقوبات الأميركية. وقالت الوكالة إن المكتب الجديد «سيسهل التعاون في قطاع النفط ونقل الخدمات الهندسية والفنية» إلى العراق. وجاءت تصريحات الرئيس الإيراني خلال خطاب متلفز بعد يوم من تحرك واشنطن لإجبار إيران على الكف عن إنتاج يورانيوم منخفض التخصيب، وتوسيع محطتها الوحيدة للطاقة النووية، في تكثيف لحملتها التي تستهدف وقف برنامج طهران للصواريخ الباليستية، والحدّ من نفوذها بالمنطقة. وقال روحاني: «أميركا تحاول خفض الاحتياطي الأجنبي... ومن ثم علينا زيادة دخلنا من العملة الصعبة، وخفض إنفاقنا من العملة. يجب أن نرفع الإنتاج ونزيد من صادراتنا (غير النفطية)، وأن نقاوم المخططات الأميركية ضد بيع نفطنا». وقالت الولايات المتحدة الأسبوع الماضي إنها لن تمدد إعفاءات كانت منحتها لدول تشتري النفط الإيراني، وذلك في محاولة لوقف صادرات النفط الإيرانية نهائياً. كما أدرجت واشنطن «الحرس الثوري» الإيراني على قائمتها السوداء. جدير بالذكر أن الولايات المتحدة انسحبت، العام الماضي، من الاتفاق النووي الذي أبرمته هي وقوى عالمية أخرى مع إيران في عام 2015.

 

سوريا: 65 قتيلاً في مناطق «خفض التصعيد»

بيروت/الشرق الأوسط/04 أيار/2019/أعلن المرصد السوري لحقوق الانسان اليوم (السبت) سقوط قتيلين في غارات جوية للطائرات الحربية الروسية والسورية على أرياف حماة وإدلب وحلب، وهي مناطق "خفض التصعيد" وفقا لاتفاق الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والتركي رجب طيب إردوغان في سوتشي في ٍبنمبر (أيلول) الماضي. وأورد بيان للمرصد أن عدد الضحايا ارتفع بذلك إلى 65 قتيلا من المدنيين والعسكريين بعد دخول التصعيد يومه الخامس. وأشار إلى أن قوات نظام بشار الأسد قصفت بأكثر من 50 قذيفة وصاروخاً مواقع في بلدة الهبيط في ريف إدلب الجنوبي ليل الجمعة -السبت، مما أسفر عن مقتل امرأة ورجل وسقوط عدد من الجرحى. ولفت المرصد إلى سقوط قذائف صاروخية بعد منتصف ليل أمس على أماكن في حي حلب الجديدة بالقسم الغربي من مدينة حلب الخاضعة لسيطرة قوات النظام.

 

إردوغان يطالب بإعادة الانتخابات البلدية في اسطنبول

أنقرة/الشرق الأوسط/04 أيار/2019/دعا الرئيس التركي رجب طيب إردوغان اللجنة المشرفة على الانتخابات البلدية إلى اتخاذ قرار بشأن ما اعتبره مخالفات في عملية الاقتراع في بلدية إسطنبول، متهما منافسه حزب الشعب الجمهوري بتهديد اللجنة. وقال إردوغان خلال افتتاح المركز العام لرابطة الصناعيين ورجال الأعمال المستقلين في اسطنبول اليوم (السبت): "هناك شكوك ومخالفات واضحة في انتخابات إسطنبول، وعلينا الذهاب إلى إرادة الشعب وسنقبل بما يقوله الشعب"، مضيفاً: "ننتظر اتخاذ اللجنة العليا للانتخابات قرارها بشأن الانتخابات المحلية في إسطنبول، ونتوقع أن تتخذ قرارا عادلا". وأضاف الرئيس التركي: "نحن لا نهدد اللجنة العليا للانتخابات كما يفعل حزب الشعب الجمهوري لأن هذه مسألة بقاء بالنسبة إلينا"، لكنّ "مواطنينا يطالبون بإعادة الانتخابات في إسطنبول". وكانت الهيئة الانتخابية العليا في تركيا قد أعلنت الشهر الماضي رسميا فوز مرشح المعارضة التركية أكرم إمام أوغلو برئاسة بلدية إسطنبول، وسلّمته وثيقة الفوز على الرغم من الطعن الذي تقدم به "حزب العدالة والتنمية" الذي يترأسه إردوغان مطالباً بإجراء اقتراع جديد. ومعلوم أن الحزب خسر أيضاً بلديتي العاصمة أنقرة وإزمير.

 

الفرقاء السودانيون يوافقون على مقترح مجلسين سياديين/الجيش السوداني يقبل مناصفة المدنيين السلطة... ويرفض مجلس سيادة بأغلبية مدنية

الخرطوم: عيدروس عبد العزيز وأحمد يونس/الشرق الأوسط/04 أيار/2019/لاحت بارقة أمل في توصل الفرقاء السودانيين لاتفاق، وذلك بعد يوم واحد من وصول الأطراف المتفاوضة إلى توافق، إثر قبول كتل تحالف «إعلان قوى الحرية والتغيير» لمقترحات تقدمت بها «لجنة خبراء» قصد تقريب وجهات النظر، ووصفها بأنها «مقبولة». وينتظر أن يعقد التحالف، الذي يتولى التفاوض مع المجلس العسكري الانتقالي، اجتماعاً يعلن فيه موافقته النهائية على «المقترحات». وكشفت القوى الممثلة للثورة عن مقترح يعمل بموجبه المرشحون في مناصب الحكومة الانتقالية كـ«متطوعين»، من دون رواتب ومخصصات، إسهاماً منهم في التقليل من آثار الأزمة الاقتصادية الخانقة في البلاد، والناتجة عن فساد وسياسات النظام المعزول. وقال عضو لجنة التفاوض ساطع أحمد الحاج، لـ«الشرق الأوسط»، أمس، إن «الكتل» المكونة لتحالف «إعلان قوى الحرية والتغيير» عقدت اجتماعات منفردة، ناقشت فيها مقترح لجنة تقريب وجهات النظر، وتوصلت إلى أن المقترحات المقدمة «مقبولة بشكل عام». وتقدمت لجنة مكونة من شخصيات وطنية بمقترحات للتقريب بين وجهات النظر بين المجلس العسكري الانتقالي، وقوى «إعلان الحرية والتغيير»، تضمنت تكوين مجلس سيادي من 7 مدنيين و3 عسكريين، ومجلس دفاع مشترك مكون من 7 عسكريين و3 مدنيين بحكم وظائفهم، وذكرت أن المجلس العسكري الانتقالي قبل بمقترحاتها، وأنها بانتظار موافقة الطرف الآخر.

وكشف الحاج عن اجتماع يضم كتل التحالف مجتمعة، يعقد لاحقاً، سينظر في بعض التحفظات على البنود الواردة في مقترح لجنة تقريب وجهات النظر، لا سيما تلك المتعلقة بالعلاقة بين المجلسين المقترحين، وصلاحية كل مجلس على انفراد، فضلاً عن الفترة الانتقالية نفسها. وأبلغ الحاج، «الشرق الأوسط»، بمقترح يجري تداوله بين فصائل وكتل «إعلان الحرية والتغيير»، ينص على أن يعمل المسؤولون المختارون خلال الفترة الانتقالية «بشكل طوعي»، ومن دون رواتب للتخفيف عن خزينة الدولة المنهكة أصلاً. جاء ذلك رداً على تعليق بأن المجلسين المقترحين يتكونان من 20 شخصاً، إضافة إلى نحو 20 وزيراً، و120 نائباً في المجلس التشريعي، وهو ما قد يشكل عبئاً مالياً كبيراً على ميزانية البلاد المنهكة، بفعل الفساد والتخريب الاقتصادي الذي مارسه النظام المعزول. من جهته، قال عضو لجنة التفاوض أمجد فريد، في إيجاز صحافي، أمس، إنهم يقبلون مقترح المجلسين، المقدم من قبل لجنة خبراء تابعة لـ«قوى الحرية والتغيير»، وأضاف: «لا نحتاج لوساطة، والحوار مع (العسكري) مباشر»، مشدداً على أن «الاعتصام سيتواصل، ولن يرفع قبل تحقيق الثورة لأهدافها، وتسليم السلطة لحكومة مدنية»، ومؤكداً استعدادهم للتنسيق مع المجلس العسكري بشأن فتح مسارات القطارات، لكنهم أكدوا على رفض إزالة المتاريس والحواجز، التي أقامها المعتصمون، قبل تحقيق الثورة أهدافها وتسليم السلطة لمدنيين.

من جهته، توقع الحاج أن يلتئم اجتماع التحالف الذي قاد الاحتجاجات، التي أسقطت نظام المعزول عمر البشير، وتواصل الضغط من أجل إكمال مهام الثورة، وذلك بتسليم السلطة من العسكر للمدنيين. كما توقع أن يعقد اجتماع صبيحة اليوم لاتخاذ قرار نهائي.

وأضاف الحاج أن المجلس العسكري الانتقالي لم يرد على الوثيقة الدستورية، التي سلمها تحالفه له أول من أمس بعد. بيد أنه أشار إلى أن مقترحات لجنة الوساطة قد تعطي الوثيقة أبعاداً جديدة. من جانبه، قال مسؤول بارز في المجلس العسكري الانتقالي إن مجلسه لن يقبل بمجلس سيادة، غالبيته من المدنيين، لكنه «قد يوافق على أن يكون المجلس مناصفة بينهم والمدنيين». ونقلت قناة «بي بي سي» الإنجليزية عن صلاح عبد الخالق، عضو المجلس العسكري الانتقالي، أول من أمس، أن مجلسه قد يوافق على تشكيله للمجلس مناصفة بين العسكريين والمدنيين لقيادة البلاد في المرحلة الانتقالية، لكنه رفض قبول مجلس سيادي، تكون الأغلبية فيه للمدنيين. ونفى عبد الخالق أن يكون رئيس المجلس العسكري عبد الفتاح البرهان، ونائبه محمد حمدان دقلو «حميدتي»، متهمين بارتكاب جرائم حرب في دارفور، وقال «إنهما غير متهمين، والحرب في دارفور كانت بين الجيش والميليشيات»، مشيراً إلى أن سكان دارفور «يتقبلون برهان»، الذي لم تتم إدانته بأي تهمة، وأغلب الناس يتفهمون ما يقوم به الجيش. إلى ذلك، تداولت تقارير صحافية أن المجلس العسكري الانتقالي بدأ أمس مناقشة الوثيقة الدستورية، التي سلمتها له «قوى إعلان الحرية والتغيير»، والتي تتعلق بهياكل ومستويات الحكم، ورؤيتها لإدارة الفترة الانتقالية، للرد عليها. وسلمت «قوى الحرية والتغيير»، أول من أمس، وثيقة دستورية إلى المجلس العسكري، تتضمن رؤيته لكيفية إدارة البلاد خلال الفترة الانتقالية، وذلك حسب اتفاق سابق بينها والمجلس العسكري الانتقالي، ويتوقع أن يتم الرد عليها خلال يومين أو ثلاثة. في غضون ذلك، يتواصل الاعتصام أمام القيادة العامة للجيش السوداني، المستمر منذ السادس من أبريل (نيسان) الماضي، حيث أدى أمس آلاف المعتصمين صلاة الجمعة في ساحة الاعتصام، استجابة لدعوة قوى «إعلان الحرية والتغيير» لتسيير مليونية، تزيد الضغط على المجلس العسكري للقبول بحكومة مدنية، ولذلك يصر المعتصمون على البقاء في مكانهم حتى تشكيل الحكومة المدنية.

وعادة ما يردد معتصمون بأنهم سيصومون «شهر رمضان» في ميدان الاعتصام، مستهينين بدرجات الحرارة القائظة في الخرطوم، (تتراوح بين 42 و47 درجة مئوية)، ويؤكدون البقاء فيه حتى ما بعد عيد الأضحى المبارك، ما لم تتحقق أهدافهم.

واندلعت الاحتجاجات التي أدت إلى عزل الرئيس عمر البشير، عفوياً، في 19 من ديسمبر (كانون الأول) 2018، احتجاجاً على مضاعفة أسعار الخبز، والارتفاع الجنوني في أسعار السلع الأساسية، وشح الوقود والنقود والدواء، في مدن عطبرة وبورتسودان. وقبلها شهدت الدمازين احتجاجات شبيهة في 13 ديسمبر (كانون الأول). لكن سرعان ما عمت الاحتجاجات معظم مدن البلاد، فتدخل «تجمع المهنيين السودانيين»، وقاد ونظم الاحتجاجات، وانتقل بها من احتجاجات مطلبية إلى احتجاجات تطالب بعزل الرئيس عمر البشير وحكومته على الفور. وفي يناير (كانون الثاني) انضمت أحزاب معارضة للتجمع المهني، وكونوا مجتمعين «تحالف قوى إعلان الحرية والتغيير»، الذي قاد الاحتجاجات، وينتظر أن يقود الفترة الانتقالية. وبلغت الاحتجاجات ذروتها بوصول مئات الآلاف من المواطنين إلى ساحة القيادة العامة للقوات المسلحة ووزارة الدفاع، لمطالبة قوات الجيش بالانحياز للشعب وعزل البشير. وتحول التجمع إلى اعتصام استمر حتى 11 من أبريل الماضي، حين أعلن نائب البشير عوض بن عوف عزله من السلطة، والاستيلاء على الحكم. بيد أن المحتجين اعتبروا ما فعله ابن عوف انقلاب قصر، ما اضطره للاستقالة، وتكليف المفتش العام عبد الفتاح البرهان رئيساً للمجلس العسكري الانتقالي. منذ ذلك الوقت يدور تفاوض «مارثوني» بين قوى «إعلان الحرية والتغيير»، بهدف تسليم السلطة لحكومة مدنية انتقالية مكونة من كفاءات، ومجلس تشريعي انتقالي، إضافة إلى «مجلس سيادة مدني»، بديلاً للمجلس العسكري الانتقالي، الذي تولى السلطة بعد عزل البشير.

 

عسكريون حكموا السودان منذ الاستقلال

الخرطوم/الشرق الأوسط/04 أيار/2019/تعاقب على حكم السودان منذ استقلاله في عام 1956، عدد من العسكريين، أولهم الفريق إبراهيم عبود، الذي قاد في 17 نوفمبر (تشرين الثاني) 1958، أول انقلاب عسكري ضد أول حكم مدني ديمقراطي. كان ذلك أول تدخل مباشر للجيش في السياسة. ويذهب البعض إلى أنه لم يكن انقلاباً عسكرياً صرفاً، وإنما تم تسليمه السلطة من رئيس الوزراء آنذاك عبد الله خليل من «حزب الأمة»، بعد الخلافات الحادة داخل أحزاب الحكومة. استمر حكم عبود 6 سنوات قبل أن تطيح به ثورة شعبية كاسحة في أكتوبر (تشرين الأول) 1964، وهي أول انتفاضة شعبية تطيح بحكم عسكري في المنطقة.

في عام 1969، قاد العقيد جعفر محمد نميري انقلاباً عسكرياً انقض به على الحكومة الديمقراطية الثانية التي أنهكتها الصراعات الحزبية. الانقلاب قام به «الضباط الأحرار» داخل الجيش بدعم من «الحزب الشيوعي». وبعد عامين من حكمه حاول بعض الضباط الشيوعيين الانقلاب على نميري في عام 1971، لكن فشلت المحاولة الانقلابية واستعاد نميري سلطته. استمر حكم نميري 16 عاماً، وشهد تحولات كبيرة بتحالفاته من أقصى اليسار إلى أقصى اليمين، لتطيحه ثورة شعبية انطلقت من نهاية مارس (آذار) إلى 6 أبريل (نيسان) 1985. وبعد سقوط نميري تسلم السلطة خلال الفترة الانتقالية المشير عبد الرحمن سوار الذهب لمدة عام أجريت بعده انتخابات ديمقراطية. وفي 30 يونيو (حزيران) 1989، نجح «تنظيم الإسلاميين» في تدبير انقلاب عسكري وتسلم الحكم بقيادة العميد عمر حسن أحمد البشير الذي شهد عهده محطات فارقة؛ أبرزها انفصال الجنوب، والحرب في دارفور، وانهيار كامل للاقتصاد في آخر أيامه. واستمر حكم البشير نحو 30 عاماً حتى سقوطه في 11 أبريل الماضي. إضافة إلى التحركات العسكرية التي سيطرت على الحكم، شهد السودان منذ الاستقلال عشرات المحاولات الانقلابية الفاشلة على الحكومات العسكرية؛ أبرزها انقلاب المقدم حسن حسين في عام 1975، وحركة محمد نور سعد «الجبهة الوطنية» في عام 1976، إضافة إلى المحاولة الانقلابية في رمضان من عام 1990.

 

اشتباكات «عنيفة» في طرابلس... و«الجيش الوطني» يتقدم ببطء/فرنسا تنفي انحيازها لحفتر وتؤكد تشبثها بتنظيم انتخابات

القاهرة: خالد محمود/الشرق الأوسط/04 أيار/2019/فيما تدخل اليوم معارك السيطرة على العاصمة الليبية طرابلس شهرها الثاني على التوالي، بين قوات «الجيش الوطني» بقيادة المشير خليفة حفتر، وقوات حكومة «الوفاق»، المدعومة من بعثة الأمم المتحدة برئاسة فائز السراج، نفت فرنسا انحيازها لحفتر، بينما اعتبرت إيطاليا أن إطلاق حفتر عملية «تحرير» طرابلس «أنعش الإرهاب في البلاد». وللجمعة الرابعة على التوالي، منذ أن بدأ القتال في الرابع من الشهر الماضي، دعا مؤيدون لحكومة السراج أهالي وسكان العاصمة والمدن الليبية إلى الخروج للتظاهر في ميدان الشهداء بطرابلس، وعدة مدن أخرى للتنديد بعملية الجيش «لتحرير» طرابلس. واندلعت أمس اشتباكات عنيفة بالأسلحة الثقيلة شرق العاصمة طرابلس، بعد غارة جوية شنتها طائرات تابعة لـ«الجيش الوطني»، كما قصفت مواقع للقوات التابعة للسراج في محور عين زارة، وصلاح الدين، ووادي الربيع جنوب المدينة. وجرت اشتباكات ضارية خلال ليلة أول من أمس. وقال سكان لوكالة «رويترز» إن قتالاً ضارياً استعر واستمر حتى الساعات المبكرة من صباح أمس، في منطقة المطار الدولي السابق. فيما أعلنت قوات الجيش سيطرتها على منطقة السبيعة، بعد معارك شرسة مع الميليشيات التابعة لحكومة السراج، إذ قالت شعبة الإعلام الحربي إنه «تم تحرير السبيعة والتقدم إلى مواقع أخرى»، مشيرة إلى «الاستعانة بالأطقم الطبية وأجهزة الإسعاف والطوارئ لانتشال جثث مقاتلي السراج، التي فاقت 50 جثة في مختلف محاور القتال ومواقع الاشتباكات». كما أوضحت أن قوات الجيش تتحفظ على 43 جثة من قوات السراج سقطوا خلال اشتباكات أول من أمس، وعلى 6 أفراد أسرى من هذه القوات.

وتحرك الجيش على جزء من خط المواجهة هذا الأسبوع. لكن صدته القوات الموالية لحكومة طرابلس، التي أقامت حواجز على الطرق الجنوبية، حيث تتمركز دبابات وقطع مدفعية.

واستعادت قوات طرابلس بعض المواقع، لكن محللين يقولون إن التهديد الذي يمثله الجيش الوطني، بقيادة المشير خليفة حفتر، سيستمر ما دام يحتفظ بقاعدته الأمامية في مدينة غريان، الواقعة على بعد 80 كيلومتراً جنوب طرابلس، نظراً لصعوبة انتزاع السيطرة على المدينة، التي تقع في منطقة الجبال المطلة على السهل الساحلي الذي يضمها. وأوضح بيان لمجموعة عمليات المنطقة الغربية، بإمرة اللواء عبد السلام الحاسي، أن قوات الجيش ألحقت هزيمة بالميليشيات، وقتلت العشرات منهم في السبيعة وسوق السبت، موضحاً أنها تطاردهم شمال العزيزية. وقال الحاسي في تسجيل صوتي إن العمليات العسكرية «تسير وفقاً للخطة الموضوعة لتحرير طرابلس... وما زلنا داخل الجدول الزمني لهذه الخطة، وأتحدى أي شخص يقول إن الجيش أصاب مدنياً واحداً. نحن ننتقي أهدافنا بحرفية، ولم نستهدف هدفاً مدنياً خاصاً أو عاماً». بدوره، واصل فائز السراج، رئيس حكومة «الوفاق»، تكرير تصريحاته بشأن عزم حكومته دحر العدوان، واعتبر في بيان أصدره عقب اجتماعه مساء أول من أمس مع غسان سلامة، رئيس بعثة الأمم المتحدة، ونائبته ستيفاني ويليامز، أنه «لا كلام عن وقف إطلاق النار قبل انسحاب القوات المعتدية وعودتها من حيث أتت». كما أكد «ضرورة محاسبة مرتكبي جرائم الحرب، وانتهاكات حقوق الإنسان التي طالت المدنيين». ونقل البيان عن سلامة رفضه التام «أي اعتداء على المدنيين والمنشآت المدنية، الذي يشكل انتهاكاً خطيراً للقانون الإنساني الدولي»، كما أكد أن المجتمع الدولي يدرك بأن لا حل عسكرياً للأزمة الليبية، مشدداً على أنه «يبذل كل الجهد لإيجاد موقف دولي موحد ينهي هذه الحرب». في غضون ذلك، قال مكتب منظمة الصحة العالمية في ليبيا، إن عدد ضحايا اشتباكات العاصمة بلغ 392 قتيلاً، و1936 جريحاً، لافتاً إلى نزوح ما يقدر بنحو 50 ألف شخص. إلى ذلك، أعلن وزير الخارجيّة الفرنسي جان إيف لودريان أنّ باريس تريد وقف إطلاق النّار في ليبيا، والعمل على تنظيم انتخابات، نافياً أن تكون بلاده منحازة إلى المشير حفتر. وقال في تصريحات لصحيفة «لو فيغارو» إن هدف فرنسا هو محاربة الإرهاب، ومنخرطة في الملفّ الليبي من أجل مكافحة الإرهاب، منتقداً اتهام فتحي باش أغا، وزير الداخلية في حكومة السراج، لباريس بدعم حفتر. وتابع: «لاحظتُ أنّ أغا الذي يُهاجم فرنسا بانتظام، ويندّد بتدخّلها المزعوم في الأزمة، لا يتردّد في قضاء بعض الوقت في تركيا. لذلك أنا لا أعرف أين يوجد تدخّل». ومن جانبه، تحدث وزير الخارجية الإيطالي إنزو ميلانيزي، بحسب وكالة «أكي»، عما وصفه بالمفارقة، وذلك في أعقاب الهجوم على طرابلس، حيث «تم تسجيل انتعاش للإرهاب»، حسب تعبيره.

 

«داعش» يستهدف معسكراً للجيش الليبي في سبها... ومقتل 9 جنود

بنغازي/الشرق الأوسط/04 أيار/2019/أعلن رئيس بلدية سبها اليوم (السبت) مقتل تسعة جنود في هجوم على معسكر تدريب تابع للجيش الوطني الليبي في المدينة الواقعة جنوب ليبيا. وأعلن تنظيم «داعش» الإرهابي في وقت لاحق مسؤوليته عن الهجوم. وقال عميد بلدية سبها حامد الخيالي لوكالة الصحافة الفرنسية: "تعرض مقر مركز تدريب سبها التابع للقوات المسلحة لهجوم إرهابي فجر اليوم، من عناصر تنظيم (داعش) تساندها عناصر من مجموعات إجرامية ومرتزقة". وأضاف "تسبب الهجوم في سقوط تسعة قتلى من العسكريين (...) ، بعضهم تعرض للذبح وبعضهم أعدم رميا بالرصاص". وأوضح المتحدث باسم مركز سبها الطبي أسامة الوافي للوكالة، أن "المركز استقبل في وقت مبكر من الصباح تسعة جثامين"، مؤكدا عدم استقبال جرحى. وقال التنظيم المتطرف على حساباته على تطبيق "تلغرام"، أن عناصره هاجموا مقر قيادة منطقة سبها العسكرية التابعة لحفتر. وشهدت قاعدة تمنهت العسكرية قرب سبها اشتباكات في 18 أبريل (نيسان) الماضي سقط على إثرها أربعة قتلى وستة جرحى من الجيش الوطني الليبي الذي يقوده المشير خليفة حفتر. وقبل إعلان الهجوم على العاصمة طرابلس في الرابع من أبريل، أطلق الجيش الوطني الليبي هجوماً في منتصف يناير (كانون الثاني) "لتطهير الجنوب من الجماعات الإرهابية والإجرامية"، ليسطر بعده على جزء كبير من الجنوب الليبي الصحراوي، وانتشر في منطقة سبها التي تبعد عن طرابلس نحو 650 كلم، وحصلت على تأييد قبائل في المنطقة. وكان مصدر بالجيش الوطني الليبي قد أعلن مسؤولية تنظيم «داعش» الإرهابي ومقاتلين من المعارضة التشادية عن الهجوم. وكان المركز الإعلامي للواء 73 مشاة التابعة للجيش الوطني الليبي، قد أعلن تصديه للهجوم المسلح الذي تعرضت له المنطقة العسكرية في مدينة سبها فجر اليوم. وقال المركز الإعلامي في بيان صحفي عبر صفحته الرسمية على "فيسبوك"، إن "وحدات الجيش الوطني الليبي في مدينة سبها قد تصدت لهجوم مسلح تعرضت له المنطقة العسكرية سبها"، مضيفاً، "ما أن تحركت المجموعة المسلحة بقيادة حسن موسى ومن يسانده برماية عشوائية واقتراب مجموعة أخرى من المطار، تم صد الهجوم".

 

مطالب المتظاهرين الجزائريين «تراوح مكانها» في الأسبوع الـ11 للحراك شعاراتهم حملت سخطاً وخيبة أمل من عدم تحقيق مطلب «رحيل كل رموز النظام» السابق

الجزائر: بوعلام غمراسة/الشرق الأوسط/04 أيار/2019/بعد أن دخل الحراك الجزائري أمس جمعته الحادية عشرة، أصبح يعتري ملايين الجزائريين المتظاهرين ضد النظام شعور عام بأنه لم يتحقق الشيء الكثير بخصوص مطالبهم، رغم مرور شهر على استقالة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة. وفي غضون ذلك يرى مراقبون أن قائد الجيش الفريق قايد صالح يراهن لا محالة على تلاشي الحراك الشعبي لتنفيذ خطته، المتمثلة في تنظيم رئاسية في الرابع من يوليو (تموز) المقبل، بالكادر الحكومي الذي خلفه بوتفليقة نفسه. وما يلفت الانتباه في الشعارات، التي رفعها المتظاهرون أمس في جل ساحات المدن الكبيرة، أنها حملت سخطاً وخيبة أمل في نفس الوقت من عدم تحقيق مطلب التغيير الرئيسي، الذي يقوم على «رحيل كل رموز النظام». وهم بالأساس الرئيس المؤقت عبد القادر بن صالح، ورئيس الوزراء نور الدين بدوي، ورئيس المجلس الدستوري الطيب بلعيز، ورئيس «المجلس الشعبي الوطني» (الغرفة البرلمانية الأولى) معاذ بوشارب، ويطلق على هؤلاء، الذين يعتبرهم الشعب من «بقايا نظام بوتفليقة»، «الباءات الأربعة»، وسقط من هؤلاء الأربعة «باء» واحد، هو بلعيز. يقول عبد الله هبول، وهو محامي شارك في كل المظاهرات الأسبوعية «من الواضح أن هناك مقاومة من بقايا نظام بوتفليقة للتغيير، الذي يطالب به غالبية الجزائريين. وأكثر من يبدي مقاومة هو الجنرال قايد صالح، الذي دعم الولاية الخامسة للرئيس السابق. لكن بعد أن انتفض الشعب ضد بوتفليقة وعائلته، ركب موجة الحراك لينقذ نفسه، ثم انقلب على الحراك، وهاجمه ورفض تحقيق مطالبه».

وأمس كان موقف الجيش وقيادته من قضية «رحيل رموز النظام» على ألسنة عدد كبير من المتظاهرين، الذين جددوا مطالبتهم لقايد صالح بـ«الوفاء بتعهداته»، بخصوص تطبيق المادتين 07 و08 من الدستور، اللتان تذكران بأن الشعب «هو مصدر السلطة»، و«مصدر السلطة التأسيسية».

وفي آخر خطاب له، دعا رئيس أركان الجيش إلى الحوار مع بن صالح، تحسبا للرئاسية، وذكر في نفس الوقت أنه «ينخرط بشكل كامل في مطالب الشعب». وهو ما جعل عددا من المتظاهرين يعتبرون «هذا التقلب في الموقف، مؤشرا على مراهنة على ضعف الحراك بمرور الوقت»، خاصة أن شهر رمضان سيكون بعد يومين فقط. ورفع أحد المتظاهرين لافتة تعبر عن هذا الرأي بوضوح؛ حيث كتب عليها «مستعدون أن نصوم ونفطر في الساحات العامة، ومستعدون أن نصلي التراويح فيها، ومستعدون أن نوزع حلويات العيد فيها. لكننا لن نتخلى عن مطالب الحراك».

وحول هذا التعارض بين مطالب المتظاهرين وموقف الجيش، كتب المحلل والصحافي نجيب بلحيمر أن «الجزائر لا تواجه أزمة سياسية عابرة، يمكن تجاوزها بحل فني يركب من مواد دستورية. فنحن أمام فرصة تاريخية لإطلاق عملية بناء الدولة، وهدر هذه الفرصة يعني ترحيل الأزمة إلى مرحلة، يزداد فيها الوضع الاقتصادي والاجتماعي صعوبة، وهذا يفتح علينا أبواب الجحيم».

وبحسب بلحيمر، فإن «كل حل لا يناسب حجم التطلعات التي رسمتها الثورة السلمية للشعب الجزائري، سيكون هروبا إلى الأمام، سندفع ثمنه غاليا من وحدة الجزائر، وأمنها وانسجام المجتمع. والانتخابات التي يراد فرضها تحت عنوان الخيار الدستوري، ستكون محاولة يائسة لوقف حركة التاريخ».

وأضاف بلحيمر أن «الحل الدستوري فشل حتى في توفير واجهة مدنية للحكم، بدليل أن رئيس الأركان يتوجه بصفة مباشرة إلى الشعب، وهذا يسقط الادعاء بأن هدف التشبث بالدستور هو عدم توريط الجيش في السياسة، لأن الجيش صار يحكم علنا. الحل السياسي يفرضه الواقع، وهو الطريق الوحيد المؤدي إلى تجسيد الإرادة الشعبية، المعبر عنها بوضوح منذ 22 فبراير (شباط)». من جهته، ذكر رئيس الوزراء السابق علي بن فليس في بيان أمس، بعد دعوة قائد الجيش إلى الحوار مع بن صالح «مما لا خلاف حوله هو أن الحوار یمثل جوهر العمل السیاسي المسؤول والبناء؛ كما یشكل أیضا الوسیلة المفضلة التي یتوجب توظیفها في حل الأزمات. إن حتمیة الحوار فكرة وقناعة یتقاسمها الجمیع، ولا أحد یشك في طابعها الاستعجالي المطلق في وجه الأزمة ذات الخطورة الاستثنائیة، التي یعیشها بلدنا؛ وعلیه فإن رهان الساعة المفصلي یكمن في تفعیل هذا الحوار بتهيئة كل الظروف الملائمة لحسن». ورأى بن فليس أن الجزائر «تواجه أزمة سیاسیة ودستوریة ومؤسساتیة؛ لكن ما هو أكثر خطورة هو الانسداد الكامل، الذي یعترض سبیل البحث عن حل الأزمة؛ ومن هذا المنظور فإن أولویة الأولویات في هذه الساعات الحرجة تكمن في تجاوز هذا الانسداد، وفسح المجال لتوافق حول مضمون هذا الحل.. هذا الانسداد هو نتاج تعارض عمیق وتباعد صریح بین مسار مبني على أساس تطبیق حرفي وحصري للمادة 102 من الدستور (تولي رئيس مجلس الأمة بن صالح قيادة البلاد بعد استقالة الرئيس)، والمطالب المشروعة المعبر عنها من طرف الثورة الدیمقراطیة السلمیة، التي یعیشها البلد». غير أن بن فليس لا يقول إن كان موافقا على دعوة قايد صالح أم لا.

 

كوريا الشمالية تطلق صواريخ قصيرة المدى لأول مرة منذ 2017 باتجاه بحر اليابان

سيول/الشرق الأوسط/04 أيار/2019/أطلقت كوريا الشمالية اليوم (السبت)، صواريخ قصيرة المدى في اتجاه بحر اليابان، بحسب ما أعلن الجيش الكوري الجنوبي، في خطوة تُعتبر الأولى من نوعها منذ أكثر من عام، وتأتي في وقت تسعى بيونغ يونغ إلى تصعيد الضغط على واشنطن بعد بلوغ المحادثات النووية طريقا مسدوداً. وقالت رئاسة أركان القوّات المسلّحة الكوريّة الجنوبيّة في بيان، إنّ كوريا الشماليّة "أطلقت عدداً من الصّواريخ قصيرة المدى من شبه جزيرة هودو قرب مدينة وونسان الساحليّة، في اتّجاه الشمال الشرقي، اليوم"، مشيرة إلى أن الصواريخ عبرت ما بين 70 إلى 200 كيلومتر فوق بحر اليابان.

وفترت العلاقات بين بيونغ يانغ وواشنطن منذ فشل قمة هانوي بين الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون والرئيس الأميركي دونالد ترمب في فبراير (شباط) الماضي، بسبب خلاف نتج عن مطالبة الرئيس الكوري الشمالي برفع العقوبات البالغة الأهمية في نظر الرئيس الأميركي، في مقابل البدء بنزع السلاح النووي". وزاد الرئيس الكوري الجنوبي مون جاي-إن الجهود الدبلوماسية لمحاولة إحياء الحوار، لكن بيونغ يانغ لم تستجب. وقالت نائبة وزير الخارجية الكوري الشمالي، تشوي سون هوي، الثلاثاء، "قرارنا على صعيد نزع السلاح النووي لا يزال سارياً وسنطبقه عندما يحين الوقت، لكن ذلك لن يكون ممكناً إلا إذا اعادت الولايات المتحدة النظر في حساباتها الحالية وأعادت صياغتها".

 

وثائق تكشف خديعة إسرائيل النووية لأميركا/كيندي هدد وبن غوريون استقال فجأة ووريثه تهرّب من التفتيش

تل أبيب/الشرق الأوسط/04 أيار/2019/في وقت كشف النقاب عن أن إسرائيل كادت تقصف بالسلاح النووي مواقع مصرية في حرب 1967، نشر باحثان؛ إسرائيلي وأميركي، أمس، وثائق تسلط الأضواء للمرة الأولى بهذه التفاصيل على حجم وقوة المواجهة السياسية الحادة بين الرئيس الأميركي الأسبق جون كنيدي وإدارته، وبين رئيسي الحكومة الإسرائيلية المتعاقبين في مطلع الستينات من القرن الماضي؛ ديفيد بن غوريون وليفي أشكول، على خلفية إطلاق البرنامج النووي الإسرائيلي. والباحثان هما البروفسور الإسرائيلي أفنير كوهين، المحاضر في دراسات منع الانتشار النووي، والمحلل الأميركي ويليام بار، مدير مشروع التوثيق النووي في أرشيف الأمن القومي بجامعة جورج واشنطن. ونشرا في الأيام الماضية قرابة 50 وثيقة سرية تتضمن الرسائل المتبادلة بين قادة البلدين وبروتوكولات توثق زيارات مفتشين أميركيين لمفاعل ديمونا النووي الإسرائيلي عام 1964، ومذكرات أعدها مسؤولون في الإدارة الأميركية حول التعامل مع رئيس الحكومة الإسرائيلية، وتقديرات وضعتها الاستخبارات الأميركية حول حقيقة ما يجري في المفاعل ومدى ملاءمته لصنع سلاح نووي، وتحديداً ما إذا كان يضم منشأة عزل البلوتونيوم. وتبين إحدى الوثائق أن المدير العلمي للمركز النووي الإسرائيلي «شوريك»، الوزير في إحدى حكومات اليمين، البروفسور يوفال نئمان الذي كان مطلعاً على المراسلات السرية المذكورة أعلاه، قد أبلغ الباحثين كوهين وبار، قبل 25 عاماً، أن الإسرائيليين نظروا إلى الوضع حينها على أنه «أزمة»، وأن أشكول والمحيطين به نظروا إلى كنيدي كمن «يضع إنذاراً عسكرياً حقيقياً أمام إسرائيل»، مشيراً إلى أنه «كان هناك مسؤولون إسرائيليون، بينهم اللواء دان طولكوفسكي، تخوفوا فعلاً من أن يأمر كنيدي بإنزال قوة مظليين في ديمونا».

المعروف أن إسرائيل أقامت المفاعل النووي في 1958 بمساعدة فرنسية. واكتشفته الولايات المتحدة وأعربت عن غضبها الشديد جراء ذلك، خصوصاً في إدارة كنيدي الذي يعتبره الباحثان «الرئيس الأميركي الأكثر التزاماً بمنع الانتشار النووي في الشرق الأوسط، وبذل كل ما بوسعه من أجل منع إسرائيل من صنع سلاح نووي». لكن بن غوريون، ولاحقاً أشكول، أصرا بالقدر نفسه على استكمال مشروع ديمونا النووي. واعتبرا أن القدرة النووية الإسرائيلية كانت «بوليصة تأمين ضد تهديدات وجودية تقف إسرائيل أمامها». وعكست الرسائل بين كنيدي وبين بن غوريون وأشكول عام 1963، إصرار الجانبين. وكشفت مدى الإصرار الإسرائيلي والخدع الدبلوماسية التي اتبعتها حتى حققت مرادها في نهاية الأمر.

وتشير الوثائق إلى أن الولايات المتحدة كشفت أمر المفاعل في ديمونا في عهد إدارة الرئيس دوايت آيزنهاور، في نهاية عام 1960 حين أصدرت وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية تقديرات مفادها أن «إنتاج بلوتونيوم لصنع سلاح هو على الأقل أحد الأهداف الرئيسية» لإنشاء مفاعل ديمونا، وأنه إذا صدّق العالم العربي أن إسرائيل تتسلح بقدرة نووية، فإن هذا الأمر سيقابل بـ«الذهول»، ولذلك سيتم توجيه أصبع الاتهام مباشرة نحو الولايات المتحدة وفرنسا بسبب ما يبدو أنه تأييد منهما لهذا المشروع. وعند انتخاب كنيدي، أبلغه آيزنهاور في يناير (كانون الثاني) 1961 أن إسرائيل والهند تتطلعان إلى تطوير سلاح نووي. وقال كريستيان هرتر، وزير خارجية آيزنهاور، إنه جرى مؤخراً اكتشاف مفاعل ديمونا الذي «سيتمكن في غضون سنتين من إنتاج 90 كيلوغراماً من البلوتونيوم بمستوى يكفي لصنع قنبلة نووية». وحث كنيدي على إرسال مفتشين إلى ديمونا. ومنذ بداية ولايته، طالب كنيدي بن غوريون بإدخال مفتشين أميركيين إلى ديمونا، شرطا لتحسين الأجواء بين الدولتين وللقاء قمة بينهما، لكن بن غوريون تهرب من الموضوع متذرعاً بقضية تعرف في تل أبيب باسم «فضيحة لافون» أو «العمل المشين»، وهي قضية اكتشاف شبكة تجسس يهودية في مصر. ثم تم حل الحكومة الإسرائيلية. وبعد تشكيل بن غوريون حكومته التالية، في أبريل (نيسان) 1961، أبلغت إسرائيل الإدارة الأميركية بأنها توافق على زيارة المفتشين لمفاعل ديمونا.

وادعى مدير مفاعل ديمونا عمانوئيل فرات أمام المفتشين الأميركيين أن هدف المشروع هو مراكمة الخبرة الفعلية في بناء وتشغيل مفاعلات نووية لإنتاج الكهرباء في فترات السلم. وتشير الوثائق الأميركية إلى أن المفتشين «كانوا راضين لأنه لم يتم إخفاء الأمر عنهم، وأن حجم وطبيعة المفاعل مثلما تم وصفه سابقاً»، وبعد ذلك جرى الإعداد للقاء بين كنيدي وبن غوريون في نيويورك، في نهاية مايو (أيار) 1961. وقال الباحثان في تقريرهما إن التفسير الذي قدمه بن غوريون إلى كنيدي، خلال اللقاء، كان مشابهاً لادعاءات إدارة ديمونا أمام المفتشين الأميركيين، أي أن بن غوريون أخفى حقيقة هذا المفاعل بالزعم أن أهدافه سلمية وتقتصر على إنتاج الطاقة. لكن بن غوريون قال لكنيدي أيضاً إنه «حتى الآن، الهدف الوحيد للمفاعل سلمي... لكن سنرى ماذا سيحدث في الشرق الأوسط. وهذا ليس متعلقاً بنا». ولم يزل اللقاء شكوك واشنطن حيال النيات النووية الإسرائيلية، وطالبت بزيارة أخرى للمفتشين الأميركيين إلى المفاعل في سبتمبر (أيلول) 1962 بعد «طلبات متكررة على مدار أشهر عدة». ودامت الزيارة الثانية 45 دقيقة فقط. لكن الوثائق التي تم كشفها مؤخراً أشارت إلى أن المفتشيْن تذمرا من الوقت القصير للزيارة، كما أظهرت الوثائق أنه بعد الزيارة جرت مرافقتهما إلى البحر الميت، ولدى عودتهما «أبلغهما مضيفهما أنهما يعبران بالقرب من مفاعل ديمونا وأن بإمكانه تنظيم زيارة ولقاء مع المدير». والتقى المفتشان مع المهندس الرئيسي في ديمونا لأن المدير لم يوجد هناك، ودامت هذه الزيارة 40 دقيقة. وفي مذكرة وُجهت إلى مساعد وزير الخارجية الأميركي في حينه فيليب تلبوت، كتبا أنهما لم يتأكدا ما إذا كانا وصلا إلى المفاعل بصفتهما ضيفين أم زميلين للعلماء المضيفين، أو أنهما موجودان هناك بصفتهما مفتشين. «ورغم أنه لم يتوافر الوقت الكافي لمشاهدة المنشأة كلها، ورغم أنه كانت هناك مبان عدة لم يدخلاها أبداً، فإنه كان بإمكانهما التيقن من الطبيعة البحثية للمنشأة».

وفي أعقاب هذه الزيارة، ثارت الشكوك في واشنطن. وقال مسؤول رفيع في الاستخبارات الأميركية إنه «كانت هناك عدم ملاءمة بين تقريري الفحص الأول والثاني». ورغم هذه الشكوك، فإن وزارة الخارجية الأميركية عممت استنتاجات إيجابية للمفتشين على عدد من الدول. ووصف موظفون أميركيون الزيارة الثانية لمفاعل ديمونا بأنها «مهينة»، وطالبوا بإعادة النظر في شكل مراقبة الولايات المتحدة للمفاعل، وزيارة مفتشين له كل ستة أشهر.

وتظهر إحدى الوثائق التي كتبها المسؤول في الاستخبارات المركزية الأميركية كنت شرمان، تحذيره من النتائج الخطيرة لاقتناء إسرائيل لسلاح نووي، قائلاً إن «سياسة إسرائيل تجاه جيرانها ستكون أشد، وستحاول استغلال الفوائد النفسية لقدرتها النووية من أجل إخافة العرب». وأشارت إحدى الوثائق إلى أن البيت الأبيض أوعز لوزارتي الخارجية والدفاع والاستخبارات بالتحقيق في «القدرات النووية في الشرق الأوسط»، ويظهر من وثيقة بهذا الخصوص أن كنيدي مقتنع بأن المعلومات الاستخبارية حول البرنامج النووي الإسرائيلي منقوصة. وطالب كنيدي بـ«القيام بأي خطوة ممكنة من أجل تحسين معلوماتنا الاستخبارية حول البرنامج النووي الإسرائيلي، وكذلك حول برامج تسلح متقدمة أخرى، إسرائيلية أو عربية».

وفي بداية أبريل، طلبت الولايات المتحدة من إسرائيل إجراء زيارات لمفتشين أميركيين في ديمونا كل ستة أشهر. وحاول بن غوريون التهرب من الرد على هذا الطلب، ثم استغل إعلان مصر وسوريا والعراق عن إنشاء تحالف عسكري من أجل تحرير فلسطين. ولمح بن غوريون في رده على الطلب الأميركي، إلى أن الإعلان العربي يبرر سعي إسرائيل لحيازة سلاح نووي. كما طلب لقاء سرياً مع كنيدي، ما اعتبره مسؤولون في الخارجية الإسرائيلية طلباً غير عقلاني. وكتب بن غوريون في رسالة إلى كنيدي، بعد الإعلان عن إنشاء التحالف العربي: «أذكر إعلان هتلر قبل 40 عاماً، أن أحد أهدافه هو القضاء على الشعب اليهودي كله. والعالم المتنور في أوروبا والولايات المتحدة تعاملا بعدم اكتراث واستخفاف مع هذا الإعلان. والنتيجة كانت محرقة غير مسبوقة في تاريخ الإنسانية».

لكن كنيدي رد على بن غوريون برسالة قصيرة، قال فيها «إننا نتابع من كثب التطورات في العالم العربي»، مشيراً بذلك إلى مبالغة بن غوريون بوجود تهديد وجودي على إسرائيل. ووفقاً للباحثين، فإن كنيدي كان قلقاً من تطوير إسرائيل لسلاح نووي، كما رفض زيارة سرية لبن غوريون، مشدداً على أنه «لا يوجد احتمال لأن نلتقي من دون نشر».

وإزاء إصرار بن غوريون على عدم إطلاع الأميركيين على تفاصيل البرنامج النووي الإسرائيلي، باتت تعتبر في واشنطن، وفقاً للباحثين، «شوكة في الحلق». وتصاعدت المواجهة بين الجانبين، وبعث كنيدي برسالة إلى بن غوريون في 5 يونيو (حزيران) قال الباحثان إنها «كانت بمثابة إنذار»، إذ جاء فيها أنه «إذا لم تنجح الإدارة الأميركية بالحصول على معلومات موثوقة حول وضع مشروع ديمونا، فإن التزام واشنطن بدعم إسرائيل قد يتضرر بشكل كبير».

لكن هذه الرسالة لم تصل إلى بن غوريون قط، إذ إنه استقال من رئاسة الحكومة غداة إرسالها. ولم يفسر بن غوريون قط سبب استقالته المفاجئة، باستثناء القول إنها جاءت «لأسباب شخصية». لكن بعد عشرة أيام وصلت رسالة كنيدي إلى خلف بن غوريون في رئاسة الحكومة الإسرائيلية ليفي أشكول الذي وصف العلاقات مع الإدارة الأميركية بأنها «دخلت في أزمة حقيقية». وإثر ذلك، التقى أشكول مع رؤساء تحرير الصحف الإسرائيلية وطالبهم بعدم النشر عن ديمونا. ويقول الباحثان إن أشكول بدا مذهولاً من الإنذار الذي وضعه كنيدي، ورد عليه بطلب مزيد من الوقت من أجل التشاور، وأبلغ السفير الأميركي في تل أبيب بمدى مفاجأته من رسالة كنيدي. وأضاف أشكول أنه كان يأمل بازدهار العلاقات بين الدولتين، وأن «إسرائيل ستفعل ما يتطلبه أمنها القومي وحماية حقوقها السيادية».

وأظهرت الوثائق التي جرى كشفها حديثاً أن أشكول طرح أمام السفير الأميركي سؤالاً: كيف سترد واشنطن على اقتراح إسرائيلي «لمشاورات سابقة» مع الولايات المتحدة «بحال أن في موعد ما في المستقبل البعيد» تضطرنا التطورات في الشرق الأوسط «إلى تطوير برنامج سلاح نووي؟». ورد السفير الأميركي بأن موقف الولايات المتحدة هو أن إدخال سلاح نووي إلى الشرق الأوسط سيكون «خطيراً للغاية».

وبعد ستة أسابيع من المداولات، سلّم أشكول السفير الأميركي رداً على رسالة كنيدي، فعاد لتكرار موقف بن غوريون بأن مفاعل ديمونا سلمي. وأضاف أنه على ضوء العلاقات الحسنة بين الجانبين فإنه قرر السماح بزيارات دائمة وثابتة لمندوبين أميركيين في المفاعل. واقترح نهاية عام 1963 موعدا لأول زيارة، وأنه حتى هذا التوقيت «ستنقل المجموعة الفرنسية المفاعل إلينا وسيخضع لفحوص شاملة وقياس معاييره الفيزيائية بصفر نشاط». لكن أشكول شدد على أن زيارة المندوبين الأميركيين الأولى ستجري قبل مرحلة بدء تشغيل المفاعل، وأبقى مسألة وتيرة الزيارات ضبابية. ورد كنيدي برسالة، شدد فيها على زيارات المفتشين الأميركيين بصورة «منتظمة». وجرت زيارة المفتشين الأميركيين في مفاعل ديمونا في بداية عام 1964، وأبلغ الإسرائيليون المفتشين بأن المفاعل بدأ بالعمل قبل أسابيع، لكن هذا كان ادعاء كاذباً. فقد تبين لاحقاً، وفقاً للباحثين، أن المفاعل بدأ بالعمل في منتصف عام 1963، مثلما كانت تقديرات إدارة كنيدي. وحافظ الجانبان على سرية زيارة المفتشين الأميركيين، وجرى منع التسريبات للصحف طوال أكثر من سنة. وأشار الباحثان إلى أن كنيدي نظر إلى البرنامج النووي الإسرائيلي بمعايير دولية وليست إقليمية. لكن رغم مراقبة الولايات المتحدة لمفاعل ديمونا، فإنها لم تمنع إسرائيل من صنع أسلحة نووية، وإدخال السلاح النووي إلى الشرق الأوسط.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

الكتائب»: لا تغرينا المســـاكنة.. ولن نغطي «خطايا» الآخرين

كلير شكر/الجمهورية/05 أيار/2019

لا يسلّم حزب الكتائب بالانتقاد وما يوجَّه إليه بعد النتائج المخيّبة للآمال التي حصدها في الانتخابات النيابية، والذي يحمّل أداءَه مسؤولية تخبّطه حتى لو انعكس توتراً حزبياً تسرّبت محاضرُه إلى خارج أسوار الصيفي في أكثر من محطة.

لا شك في أنّ أهل البيت المركزي الكتائبي سمعوا من صديق أو خصم، أو حتى رفيق، كلاماً قاسياً يطاول تعثّرَ الحزب في تموضعه السياسي، بعدما شرّع أبوابه التحالفية لمجموعات الحراك المدني، وإذ به يستعيد خطابه السيادي على رغم من كلفته المرتفعة في ظلّ خلط الأوراق الداخلي.

وفي كلا الحالتين، يبدو الحزب كمَن يعيد ترسيم حدود هويته عند خطّ المتغيّرات الإقليمية التي قلبت المشهد الداخلي رأساً على عقب، فأفقدت 14 آذار روحها بعدما تفرّقت مكوّناتُها وانتقلت، إما إلى حالة ربط نزاع مع «حزب الله»، كما هي حال تيار «المستقبل»، وإما إلى مساكنة مكتومة الصمت، كما هو حال «القوات».

وعلى رغم ممانعته أيَّ «تماس مشترك مع قوى سياسية ساهمت في وضع «حزب الله» يده على البلد، من خلال ترئيس مرشحه لرئاسة الجمهورية أي العماد ميشال عون وقلب الأكثرية النيابية لمصلحته من خلال قانون النسبية، واستطراداً الغالبية الوزارية»، يستطيع حزب الكتائب أن يفتح نافذة التقاء مع رئيس تيار «المردة» سليمان فرنجية بمعزل عن اصطفافه السياسي، سواء لناحية علاقته المميزة مع الرئيس السوري بشار الأسد أو لناحية تحالفه مع «حزب الله».

حسب قيادته الأمور واضحة أمام حزب الكتائب: العنوان السيادي خطّ أحمر لا حياد فيه أو عنه حتى لو كلّفه عزلةً وتطويقاً. هو منسجم مع تاريخه ونضاله وليس مستعداً للمساومة على مبادئه الوطنية في سبيل كسب سلطوي «لا يُغني ولا يسمّن»!

الأثمان التي يدفعها لبنان نتيجة سيطرة «حزب الله» على الدولة، كبيرة الى درجة لا تترك مساحة، ولو ضيّقة للواقعية السياسية، كما يرى حزب الكتائب: تعاظمت الأخطار وصار البلد معزولاً ومهدَّداً بالعقوبات فيما الانكماش الاقتصادي يزيد من تدهور الوضع المالي.

في موازاته، يتحرك العنوان الثاني المتصل بالحوكمة الداخلية: الهدر، الفساد، الصرف العشوائي، التخبط المالي... كلها تحديات تدفع حزب الكتائب إلى التصلّب في معارضته، «لأنّ غيرَ ذلك يُعتبر استسلاماً وتخلياً عن التاريخ النضالي والشهداء الذين تكبدهم الحزب في مسيرته الطويلة».

لا يوافق الحزب على اتهامه في أنّ معارضته غيرُ منتجة أو مؤثرة أو غير مقنعة للرأي العام بدليل نتائج الانتخابات النيابية. حسب تقديره، تأثيره يوازي تأثير أيَّ فريق معارض في أيِّ دولة طالما أنه لا يملك أدوات السلطة. لا بل نجح في إسقاط سلّة الضرائب التي كانت ستفرضها السلطة لتمويل سلسلة الرتب والرواتب كما كُشفت فضيحة البواخر التي كان من الممكن أن تمرّ في مجلس الوزراء لولا صرخة الكتائب.

حسب البيت المركزي، يلعب حزب الكتائب دوراً كبيراً كما لو أنه يملك 63 نائباً، أي النصف ناقصاً واحداً، وهو قادر على الاختراق وتأمين عشرة نواب لتقديم أيِّ طعن يرتأيه. فعالية معنوية لا سلطوية. أما بالنسبة الى الرأي العام، فيعود الكتائبيون إلى تجربتهم النضالية إبّان الوصاية السورية، مشيرين إلى أنّ حالة الاعتراض كانت عبارة عن عشرات الطلاب غير أنّ مؤيّدي تلك الحركة كانت يمثلون الأكثرية الصامتة من الناس. مشهد اليوم لا يختلف حيث تؤيّد الأكثرية الصامتة خطاب الكتائب لكن الوضع الاقتصادي- الاجتماعي العاطل يدفع الناس إلى ربط أصواتهم بالخدمات والإغراءات التي تقدمها قوى السلطة في لعبتها الابتزازية.

يقولون: «سبق وواجهنا حالات معارضة أقصى من تلك التي نواجهها، وكنا ممثلين في مجلس النواب بنائب واحد فقط. ولهذا نصرّ على التأكيد أنّ وضعنا الشعبي أو الانتخابي أفضل من السابق، وليس العكس أبداً».

ولهذا يختصر الكتائبيون المشهد الحالي بـ»حالة متاجرة بالناس، وكأنّ العمل السياسي صار حسب أكثرية القوى السياسية، في سبيل تحقيق المصالح الفئوية على حساب التاريخ والمبادئ. صار معيار النجاح تحقيق الإنجازات الشخصية على حساب السيادة والاقتصاد والمصير».

لكن هذا التطرّف في الاعتراض لا يمنع الكتائب من استضافة فرنجية ضيفاً مميّزاً على رغم من الاختلاف حول قضايا استراتيجية، إلّا أنّ مساحة الإلتقاء تبقى موجودة تغذّيها الصداقة بين الزعيم الزغرتاوي والعائلة المتنيّة، والحرص على الإمساك بـ»شعرة» الحوار.

الأهم من ذلك، هو انتقال العلاقة إلى مشروع تفاهم اذا ما دفعت متغيّرات المنطقة الداخل اللبناني إلى مقاربات مختلفة عندها يمكن لحزب لكتائب، حسب رأيه، البحث في تفاهم عميق مع رئيس تيار «المردة». ومع ذلك، ثمّة مِن الكتائبيين مَن يقول: لماذا نُسأل عن رأينا بترشيح فرنجية لرئاسة الجمهورية إذا كان ترشيح سامي الجميل ممكناً؟

في النتيجة، لا تنفي القيادة الكتائبية ارتكابها الأخطاء في الإدارة الداخلية ولكن على المستوى الوطني هي مقتنعة كل الاقتناع بما تقوم به، ولا تغريها «سياسة المساكنة غير المتوازنة التي يمارسها البعض، كما لن تشرّع خطيئة إيصال مرشح «حزب الله» الى رئاسة الجمهورية مهما تمّ تجميلها».

 

عين دارة: جرائم تستحق السجن المؤبد لمرتكبها

وليد حسين/المدن/05 أيار/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/74503/%D9%88%D9%84%D9%8A%D8%AF-%D8%AD%D8%B3%D9%8A%D9%86-%D8%B9%D9%8A%D9%86-%D8%AF%D8%A7%D8%B1%D8%A9-%D8%AC%D8%B1%D8%A7%D8%A6%D9%85-%D8%AA%D8%B3%D8%AA%D8%AD%D9%82-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D8%AC%D9%86-%D8%A7%D9%84/

بعد يأس أهالي عين دارة من مجلس شورى الدولة وقرارته، وتلاعب إدارات الدولة بمصير منطقتهم وبيئتهم ومستقبلهم، سيتوجّهون إلى القضاء العادي ونيابته العامة، كي يتحمّل كل المعنيّين، وزارات وبلديات وأفراد، مسؤولية أفعالهم. فالجرائم البيئيّة المرتكبة، وتزوير الوثائق، والاعتداء على المشاعات، والتلاعب بالقوانين، وإخفاء وثائق، ومنح براءات ذمّة مالية، والتخلّف عن دفع الرسوم والتهرّب المالي، يفترض أن تؤدّي بمرتكبها إلى السجن المؤبد، وفق ما قال منسق هيئة المبادرة المدنية في عين دارة، عبد الله حداد، في حديث إلى "المدن"، مضيفاً بأنّ جميع هذه المخالفات موثّقة وسيذهبون بها إلى القضاء، يوم الإثنين المقبل.

سياسات الإنكار

لا تقتصر معاناة أهالي عين دارة على معمل الإسمنت المزمع إنشائه، وما سينبعث منه من غازات سامة ستتحوّل بدورها إلى مادة كبريتيّة حمضيّة، تودي بمحمية أرز الشوف إلى التهلكة وإلى تلوّث المياه الجوفية، حين تمتزج بمياه الشتاء. بالإضافة إلى أنّ "المرامل والمقالع والكسارات، لا سيما تلك التي يمتلكها آل فتوش، استنفذت المنطقة بيئيّاً، وانتهكت ملايين الأمتار المربعة" من جبالهم. وكل ذلك حصل "عبر تزوير الوثائق، لتحويل أملاك عامة ومشاعات إلى أملاك خاصة، والتلاعب بالتراخيص التي لا تستوفي الشروط القانونية". أضف إلى ذلك أنّ "سياسات الدولة منذ العام 1994، قائمة على إنكار وجود مشاعات عين دارة ضمن محميّة أرز الشوف، وإنكار القانون القاضي بجعل أرز الشوف والمناطق المحاذية له ضمن نطاق الحماية، الذي أقرّه المجلس النيابي في العام 1996"، وفق كلام عبد الله.

الشورى ومحاباة آل فتوش

وعن مصنع إسمنت الأرز، الذي أبطل مجلس شورى الدولة قرار إيقافه المتّخذ من قبل وزير الصناعة، وائل أبو فاعور، في الآونة الأخيرة، اعتبر عبد الله، أنّ "المجلس يصدر قرارات فيها محاباة لآل فتوش منذ العام 2006. يومها أصدر قراراً يقضي التعويض عليهم بمبلغ قدره 250 مليون دولار جرّاء إقفال الدولة للمقالع آنذاك، رغم علمه أنّ رخصة آل فتوش هي لألفي متر مربع، فيما هم انتهكوا مئات آلاف الأمتار، في تعدٍّ على القوانين ومحميّة أرز الشوف أيضاً. هكذا، وعوضاً عن معاقبتهم على الجرائم المرتكبة، حكم شورى الدولة لهم بالتعويض المالي"!

أسوأ من ذلك، قبل "صدور الترخيص لمعمل الإسمنت في أيلول 2015، من وزارة الصناعة في عهد الوزير حسين الحاج حسن، كان من المفترض واجباً إنجاز تقرير خاص لتقييم الأثر البيئي، الذي يشمل دراسات إداريّة حول الوضع القانوني للأراضي وسياسات الدولة ووضع المحميّات المحيطة وتقرير تقني حول انبعاثات الغاز... لكن التقرير اختفى. كيف ولماذا ومن أخفى التقرير؟ لا أحد يجيب. بل، وحسب الأصول القانونية، كان يفترض عقد جلسة مناقشة عامة يشارك فيها أهل المنطقة، لكنها ذهبت أدراج الرياح، بتواطؤ مع رئيس البلدية السابق سامي حداد وبيار فتّوش. فقد أخفى رئيس البلدية، الذي تلقي رشاوى من بيار فتّوش، الدعوة إلى تلك الجلسة، وتحوّلت إلى جلسة خاصة في وزارة البيئة، التي كان يتولّاها حينها محمد المشنوق". ليس هذا وحسب، بل تمّ "إخفاء تقرير تقييم الأثر البيئي ومنع أصحاب المصلحة من الاطّلاع عليه، رغم أنّ قانون البيئة يقرّ بحق العامة في الاطّلاع عليه، ويودي بمن أخفاه إلى السجن بعقوبة أقلّها ستة أشهر".

ووفق عبد الله، عندما قدّموا الطعن بالترخيص، طلب شورى الدولة بقرار إعدادي من وزارة البيئة إيداع تقرير التقييم، ومن وزارة الصناعة إيداع الملف الإداري الكامل في قلم المحكمة، لكن الوزيرين الحاج حسن وطارق الخطيب، وبتحريض من هيئة القضايا، تمرّدا على قرار مجلس شورى الدولة، ورفضا إيداع الملفات. وصدر حكم الشورى من دون النظر في الملفات، بتخطٍّ واضح لحق الناس الدستوري في الاطّلاع عليها أيضاً.

أما وكيل بلدية عين دارة، المحامي نشأة الحسنية، فلفت إلى أنّ البلدية طالبت بمراجعة الملف وإبطاله، عندما كان رئيس الغرفة في مجلس شورى الدولة وزير العدل الحالي، ألبير سرحال. وطلب الأخير الملف الإداري من وزارة الصناعة، الذي يجب أن يحتوي على جميع المراسلات والمستندات في ملف الترخيص، وتقييم الأثر البيئي من وزارة البيئة، لكن الوزارتين استنسبتا ما يفيد مصلحتهما في الوثائق المقدّمة، لا ما يفيد العدالة والحقيقة. وتغاضى شورى الدولة عن الأمر، مستنداً إلى رأي الاستشاري القائل بأنّ الإدارة تستطيع أن تستنسب المستندات التي تراها ضرورية، رغم كونه من حق المتخاصمين والرأي العام الاطلاع على كامل الملف.

نشر الأكاذيب

وحول ملابسات هذه الملفات في الوزارتين، لفت عبد الله إلى أنّ لدى "المبادرة المدنية" "تساؤلات حول ممارسات الوزير المشنوق، الذي نفى وجود تقرير تقييم أثر البيئة والترخيص في تصريح لـ"صحيفة النهار" في العام 2016، رغم أنّه كان قد أرسل قبل ستة أشهر من هذا التصريح كتاباً بالموافقة المبدئية إلى وزارة الصناعة، ما يعني أنّ اللجنة التقنية في وزارة البيئة وضعت التقرير التقييمي". أما ملاحظاتهم على الحاج حسن فتكمن بكونه "شارك في نشر الأكاذيب، إذ صرّح على أكثر من وسيلة إعلامية أنّه منح بيار فتوش الترخيص لأنّ الأخير لديه رخصة لمعمل إسمنت منذ العام 1994 إسوة برخصة المقالع، التي يملكها. لكن الحقيقة أنّ فتوش لديه ترخيص بمعمل للخرسانات ولكسارة، على أرض تقدّر مساحتها بألفي متر فقط. وقّدمنا الوثائق اللازمة لمجلس شورى الدولة، لكنّ هناك كذبة كبيرة وعمليّة تزوير مفادها أنّ فتوش لديه الرخص، بكل المقالع وعلى مساحة مليون متر مربع ورخصة لمعمل الإسمنت. كذبة انتقلت من إدارة إلى إدارة وبوثائق رسمية مزوّرة، بنتيجتها صار فتّوش يملك التراخيص اللازمة وليس بحاجة إلا إلى دراسة الأثر البيئي، فيما السؤال الأساسي يكمن حول كيفية الانتقال من رخصة معمل خرسانات إلى شرعنة جرائم قائمة على مساحة مليون متر مربع، وقد تتمدّد لتدمير مساحة أربعة ملايين متر مربع، والأسوأ وجود بدعة جوهريّة تقرّ لهم بالعمل حتى انتهاء المخزون".

تزوير ووصاية سورية

بدوره لفت الحسنية، وهو قيادي في الحزب التقدمي الاشتراكي، إلى أنّ أبو فاعور عندما رأى هذه المخالفات والتغطية على عملية التلاعب في الترخيص، تحديداً في الملف البيئي، وبعد اطلاعه على رأي وزارة الطاقة حول المياه الجوفية، ألغى الترخيص. ورغم أنّ مجلس شورى الدولة أبطل قرار أبو فاعور، إلا أنّ الإدارة تستطيع أن تتراجع عن الترخيص كونه لا يمكن منح حق مكتسب مخالف للقانون. فالترخيص يستند إلى قرارات قضائية وإلى قرار استثنائي صدر عن مجلس الوزراء في العام 1994، اتّخذ في ظل الوصاية السورية. كما أنّ شورى الدولة يتناسى أنّ الأحكام التي أعطيت لآل فتوش حقوق مكتسبة كانت محدّدة بألفين وخمسمئة متر مربع فقط، لكن اليوم يوجد ملايين الأمتار تُنتهك من دون أيّ ترخيص قانوني. وحتى لو أصدر مجلس الوزراء ترخيصاً استثنائياً لإنشاء المقالع والكسّارات، واعتبر أنّ جبال عين دارة صالحة لها، لكن على الأخيرة الخضوع لقانون المقالع والكسارات في نهاية المطاف، أي لاستصلاح الأراضي وليس انتهاكها. زد على ذلك أنه في العام 1997، وفي العام 2004 صدرت مراسيم لترتيب وتصنيف الأراضي اللبنانية، وعين دارة غير واردة فيها. فالمناطق التي ينوون بناء المصنع فيها مصنّفة للزراعة والسكن والسياحة البيئية، وهناك أراضٍ أخرى قيد الدرس، لكن تمنع فيها المقالع والكسارات، إلا في حال صدور قرار من المجلس الأعلى، لكن مجلس الشورى اعتبر إنّها خاضعة لقرار مجلس الوزراء الذي اعتبرها مناطق صناعية فئة أولى. كما أنّ قرار مجلس الوزراء أتى ليحدّد العقارات وأرقامها لكنّ عملية تزوير حصلت وبالتواطؤ مع وزارة البيئة آنذاك، على حد قول الحسنية.

بهلوانيات 

وعن دور وزير البيئة الجديد فادي جريصاتي ومساهمته في إمكانيّة معالجة هذه المخاطر على أهالي المنطقة، أكّد عبد الله إنّهم شدّدوا على الوزير بأن قرار التمديد لمهلة تسعين يوماً للمقالع والكسّارات والمرامل الصادر في الآونة الأخيرة، عبارة عن مهل معطاة لجرائم بيئية، وقد أطلعوا الوزير عليها خلال زيارته للمنطقة الأسبوع الفائت. لكن للأسف "كنا نتوقع منه القدوم مع مفتّشي وزارة البيئة لقمع الجرائم البيئية، وليس لتحضيرنا لمساومة في كيفيّة تحصيل الرسوم من الكسارات ودراسة الطريقة الفضلى لمنح التراخيص". وأضاف "لم نتوقع منه تلك البهلوانيّات في طرح فكرة تراخيص ممكنة في محميّة، هي عبارة عن جرائم بيئية. فهو شاب واعد محب للبيئية ويمارس ركوب الدراجات، وتأمّلنا منه حلاً للموضوع، لكنه ختم زيارته بشرب فنجان قهوة عند بيار فتوش". وتابع "اعترضنا على رخصة جديدة معطاة لجهاد العرب في عقار محاذٍ لمشاعات عين دارة، أي محمية أرز الشوف، وطلبنا الاطّلاع على تقرير الأثر البيئي لمصنع إسمنت الأرز، لكن من دون جدوى". واستطرد منتقداً، "ممكن أن يكون الوزير كشخص ممتاز، ولدينا لقاءات وحوارات معه، لكنه ينفّذ سياسات الدولة القائمة على المحاصصة السياسية، التي رست بين الأطراف السياسية، وهو ليس خارجها".

جدّية الوزير

وتعليقاً على كلام عبد الله، أكد مستشار وزير البيئة شاكر نون، أنه اجتمع مع أعضاء "المبادرة المدنية" وحاول طمأنتهم، لكنّ البعض يطلب طلبات مستحيلة حول كيفية تنظيم المشاعات وضمّها إلى المحميّة، خصوصاً أنها متباعدة عن بعضها البعض مسافات كبيرة. وأضاف متسائلا: ماذا يريدون أكثر من جدية الوزارة، التي أصدرت قراراً في إقفال المرامل نهائياً، وفتح باب الاستيراد من دون رسوم جمركيّة للرمال، من مصر وسوريا، ونقل الكسارات غير المرخصة وغير المطابقة للشروط إلى السلسلة جبال لبنان الشرقية؟ فلدى المرامل مهلة ثلاثة أشهر لإقفالها نهائياً، وتعمل الوزارة على مخطّط توجيهي عام سيصدر عن مجلس الوزراء يمنع أي كسارة خارج المخطّط التوجيهي. وحول الرخصة الجديدة لجهاد العرب، اعتبر إنّ الأمر ليس صحيحاً. ثمة تراخيص للمتعهدين كلزوم مشاريع وهذه ستبقى موجودة، بمعنى أنّ المتعهّد الذي يقوم بشقّ طريق يسمح له تركيب كسّارة لتنظيم العمل والتخلّص من الصخور الناتجة لزوم الأشغال. لكنّ التراخيص خارج إطار المجلس الوطني للمقالع والكسّارات غير موجودة نهائياً.

تهرّب من الرسوم

وبعيداً من الملف البيئي، لفت عبد الله إلى أنّ للقضية أبعاداً مالية وتخلّفاً عن دفع رسوم. إذ "كان يفترض بفتوش دفع ما لا يقل عن مليار دولار في السنوات العشر السابقة، فقط كرسوم بلدية، لكن جل ما دفعه بعض الرسوم بقيمة لا تزيد عن عشرين ألف دولار سنويا". فعلى سبيل المثال عندما لجأت "المبادرة المدنيّة إلى النيابة العامة المالية، صدرت قرارت قضائية كلّفت البلدية تحصيل 170 مليون دولار سنوياً من آل فتوش، لكنّها لم تحصّلها، ما يعني أنّه إذا كانت الدولة جدية في معالجة العجز المالي في ميزانيتها، يمكنها تحصيل ما لا يقل عن خمسة مليارات دولار من المقالع والكسارات في عين دارة عن السنوات السابقة. لكن من هم في السلطة قبضوا الثمن من تلك العائلة".

 

بين الجيش والمصرف: عون وباسيل يستنزفان الحريري

منير الربيع/المدن/05 أيار/2019

يوم أعلن رئيس الحكومة، سعد الحريري، عن تبنّيه ترشيح ميشال عون لرئاسة الجمهورية، برّر خطوته بثلاث نقاط أساسية. النقطة الأولى، الحفاظ على اتفاق الطائف. والثانية، منع الانهيار الاقتصادي في البلاد. والثالثة، إطلاق عجلة مؤسسات الدولة. طيلة أشهر التسوية الرئاسية، أثبتت المجريات عدم تحقق أي من هذه النقاط. ولو كان طرح الحريري هذا جدياً، وملتزماً به، لكن اقتضى منه الإقدام على قرارات مغايرة. فاتفاق الطائف أصبح من الماضي، بفعل الممارسة التي كرست أعرافاً وسلوكاً وتفاهمات تتجاوزه وتناقضه. أما الوضع الاقتصادي، فيدنو من الانفجار والتشظي، مع تزايد التخوف من انهيار مالي أو تمرد اجتماعي، عبر تحركات احتجاجية ومطلبية. أما اطلاق عجلة المؤسسات، فحتى الآن، وبعد أشهر على تأخير ولادة الحكومة، لا نشهد سوى التأخير بإجراء أي إصلاح إداري، يتلاءم مع مقررات مؤتمر سيدر.

العسكري والمصرفي

لم تقف الأمور عند حدّ عدم تحقيق العناوين التي أعلنها الحريري. بل هي بلغت مستوى أسوأ وأخطر بكثير، لا سيما مع جلسات مناقشة الموازنة المالية العامة، وما يترافق معها من تحركات في الشارع. لقد باتت البلاد في مكان آخر. وأفضل ما يعبّر عن هذا التحول، هو الانقسام في الشارع الاحتجاجي، بين العسكريين المتقاعدين، الرافضين المس برواتبهم ومخصصاتهم، بمواجهة موظفي مصرف لبنان الرافضين أيضاً لأي مسّ في  مخصصاتهم. مشهد الانقسام هذا، ليس قطاعياً ولا مهنياً، بل هو سياسي بأبعاده وغاياته. فقد أصبحت الصورة منقسمة بين محورين، محور رئيس الجمهورية وإلى جانب القوى العسكرية، بمواجهة رئيس الحكومة وإلى جانبه المصارف وموظفي مصرف لبنان تحديداً. وإذا ما كانت تحركات العسكريين لا يمكن فصلها عن دعم أو غطاء معيّن من قبل قوى نافذة، خصوصاً من المؤسسة العسكرية، التي تدافع عن نفسها أيضاً، فكذلك الإضراب المفتوح الذي أعلنه موظفو مصرف لبنان، الذي ما كان ممكناً لولا تساهل أو غض طرف من قبل حاكم المصرف. وأسوأ ما في هذا النموذج، أن من يخوض هذه التحركات الاحتجاجية، هم أبناء طبقة اجتماعية مرفهة نسبياً، وتفوق رواتبها الحد الأدنى للأجور بأضعاف، ناهيك عن الامتيازات الكثيرة التي تتمتع بها. وربما من سيئات هذه التسوية الحريرية - العونية، أنها حصرت التحركات المطلبية بين هذه القوى، مستبعدة أي تحرّك أو فعالية للعمال الحقيقيين أو لذوي الدخل المحدود.

ثلاثة أركان

لا ينطوي الصراع المتجلي في هذا الانقسام، على مطالب اجتماعية ومعيشية فقط. بل هو في أبعاده، يمثّل صراعاً على السلطة. وخصوصاً، أنه قد يفضي إلى المزيد من التطويق لرئيس الحكومة، سعد الحريري، الذي لا يجد في نفسه أي قدرة على المبادرة. ويحشر نفسه دوماً في الزاوية، كمثل حاله اليوم في دفاعه عن المصارف، الذي سيكلفه شعبياً وسياسياً. بينما من يناصر العسكر ومطالبهم، ويرفض المس برواتبهم فسيعزز وضعه شعبياً. وفي نهاية هذه المبارزة، فإن الانتصار سيسجّل لرئيس الجمهورية على حساب رئيس الحكومة، خصوصاً وأن السيد حسن نصرالله، في خطابه الأخير، طالب المصارف بـ"تحمل المسؤولية". ما يعني أن حزب الله ينحاز إلى الرئيس عون في هذه المبارزة. يكتمل مسار تطويق الحريري سياسياً، وفق طموح عون لتثبيت عهده، عبر استعادة رمزية وعملية لصلاحيات الرئاسة الأولى ما قبل الطائف. طموح قائم على ثلاثة أركان: الإمساك بالأمن والعسكر، وبالقضاء، وبالقطاع المالي والاقتصادي. حتى الآن، نجح عون في السيطرة على المؤسسات الأمنية والعسكرية، بينما تستمر محاولات تطويع قوى الأمن الداخلي، أو اختراقها وتدجينها (وهنا، ليس تفصيلاً إدعاء مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي بيتر جرمانوس على اللواء عماد عثمان). أما القضاء، فقد أصبح بكامله بيد رئيس الجمهورية، سواء عبر وزير العدل أو عبر التعيينات القضائية التي حصلت سابقاً، والأخرى التي ستحصل لاحقاً. الآن تشكل الموازنة باباً جديداً لدخول رئيس الجمهورية على خطّ الإمساك بالاقتصاد والمال، وهو الذي أكد قبل فترة بأن لديه خطة اقتصادية جاهزة سيعرضها بعد إقرار الموازنة. وهذه الخطّة من شأنها أن تسحب من الحريري آخر عناصر سلطته في البنية اللبنانية. وكما سيجرّد الحريري من مرتكزه الأساسي، وهو الاقتصاد، سيتلقى رسالة من خلال تحرّك العسكريين المتقاعدين في الشارع، وفحواها احتمال تجريده أيضاً من مصدر قوة يراهن عليه، هو علاقاته الدولية التي لا ينافسه أحد عليها. لكن حراك العسكريين ومخاصمة مؤسسة الجيش له على خلفية مالية، قد يؤديان إلى أن يكتسب الرئيس عون ذراعاً قوية في العلاقات الدولية، وخصوصاً مع أبرز عواصم القرار، ألا وهو الجيش، المؤسسة التي تهمّ تلك الدول.

مثال عمر كرامي

والخشية الأبرز من ذلك، هي أن يتم الاستثمار بهذه الاحتجاجات الشعبية، إلى حد إسقاط الحريري في لحظة مفاجئة في الشارع، على نحو لا يتحمل أي طرف سياسي مسؤولية إسقاطه، في مشهد يكرر تجربة الرئيس عمر كرامي في 16 أيار عام 1992. حدوث هذا السيناريو ليس سهلاً، لكنه قد يكون أحد الخيارات، في أي وقت يحتاج فيها خصوم الحريري إلى الإنقلاب عليه، وتأكيد السيطرة الكاملة على البلد، في لحظة إقليمية مفصلية مثلاً تتطلب ذلك. وهذا لا يمكن فصله عن كلام وزير الخارجية جبران باسيل، الذي اعتبر قبل يومين أن المشكلة مع من يعرقل المشاريع الاقتصادية والإنمائية لـ"التيار الوطني الحر"، هم القوى التي ترتهن للخارج. وكان يقصد الحريري تحديداً. في العلاقة الجدلية بين الحريري وباسيل، والتي أفضت إلى تسويات متعددة، قدم بموجبها الحريري تنازلات كثيرة وقاسية، ثمة متغيرات عديدة، أبرزها أن باسيل يعزز أوراقه الشعبية والسلطوية، كما يعزز تحالفاته المحلية والخارجية، في حين أن الحريري يستنزف رصيده. وإذا ما كان باسيل يراهن في مرحلة معينة على دعم الحريري له، لتوفير غطاء إقليمي ودولي يؤمن له طريق رئاسة الجمهورية، فإن الحريري قابل لخسارة حتى هذه الورقة، في المستقبل، على نحو تنتفي الحاجة إليه.

 

مؤامرة على مصرف لبنان؟

خضر حسان/المدن/05 أيار/2019

حافَظَ مصرف لبنان على حياده في كل السجالات السياسية التي شهدتها البلاد منذ مطلع التسعينيات. وقد تلقى المصرف مساعدة مباشرة من السلطة السياسية، التي اتفقت ضمنياً على عدم المس بالمصرف المركزي، وعدم إدخاله في اللعبة السياسية، لأن مصير اللعبة برمّتها سيكون عرضة للانهيار في حال كان المركزي جزءاً من الأخذ والرد بين قوى السلطة. لكن المركزي عاد بعد نحو 25 عاماً، إلى الواجهة من زاوية سياسية ومالية، فما الذي حدث؟.

الموظفون يحمون مصالحهم

لم يستفد موظفو مصرف لبنان من سلسلة الرتب والرواتب التي أعطيت لموظفي القطاع العام، ذلك أن النظام القانوني للمصرف يُبعده عن المسار الإداري للقطاع العام. فلدى المصرف موازنة مستقلة، ولا يقبض موظفوه من مالية الدولة كباقي موظفي القطاع العام. ولم يُطالب موظفو المركزي بحصّة مماثلة للزيادات التي لحقت برواتب موظفي الدولة، فنظامهم الخاص يكفل إصابة رواتبهم وحوافزهم المرتفعة بالحَسَد من قِبَل موظفي الدولة الخاضعة رواتبهم لوصاية وزارة المال. لكن مع قرار السلطة السياسية بإعداد موازنة تقشفية للعام 2019، تتضمن المس برواتب وتعويضات وحوافز موظفي الدولة، تمدد القرار هذا ليطال أيضاً موظفي المصرف المركزي، الذين يخوضون إضرابات وإعتصامات ترفض المس برواتبهم "وبالأشهر الأساسية والإضافية التي يتقاضاها موظفو المصرف، والمستحقة لهم بموجب القانون الذي ينظّم عمل المصرف الذي ليس له علاقة بمالية الدولة"، حسب ما تؤكده الجمعية العمومية لموظفي مصرف لبنان، التي تشير إلى أنه "إذا أقرّت الموازنة كما هي وكانت فيها البنود المتعلّقة برواتب موظفي المصرف، أو بالتقديمات الملحقة برواتبهم، فإن الإضراب سيكون مفتوحاً بدءاً من الإثنين (6 أيار)، حتى تتراجع القوى السياسية عن القرارات الجائرة التي اتخذتها بحق الموظفين". ووضعت الجمعية قرار المسّ برواتب الموظفين، في إطار "الهجمة على مصرف لبنان"، واصفة إياها بأنها "مبرمجة لهدم وتخريب المصرف". وأبعَدَت الجمعية حاكم مصرف لبنان رياض سلامة عن مشهد الإضراب، لافتة النظر إلى أن "الحاكم تمنى علينا أن لا يكون الأمر (الإعتراض) أكثر من بيان لكن قرارنا نقابي مستقل".

محاولة لإخضاع "المركزي"؟

الحديث عن عملية استهداف رواتب وحوافز موظفي المركزي، باستخدام موازنة لا علاقة لهم بها، تترافق مع محاولة غير مؤكدة حتى الآن "لإخضاع موازنة مصرف لبنان إلى وزارة المال". إلا ان وزير المال علي حسن خليل قطع الطريق على تلك المحاولة بتغريدة عبر "تويتر"، أعلن فيها إن "كل الحديث حول مشروع لتغيير في العلاقة القانونية بين وزارة المال والمصرف المركزي هو محض إختلاق ولا أساس له، وجزء من حملة ضخ المعلومات المغلوطة والمشبوهة للتشويش على إقرار الموازنة". نفي محاولة الإخضاع لم تُخرِج المركزي كلياً من دائرة التأثّر بما يُرسَم له. فنافذة الموظفين ما زالت مفتوحة على كل الاحتمالات. التصعيد أو عدم إيجاد حل ملائم للأزمة الحالية، قد يستدعي إقفال المصرف وتوقف الموظفين عن العمل. ما يعني، حسب رئيس جمعية المصارف جوزف طربيه "تجميد العمل المصرفي، لأن المصارف تضع سيولتها النقدية في مصرف لبنان وتأخذها منه لتسيير عملها اليومي. من هنا لا يمكن أن يقفل مصرف لبنان أبوابه من دون أن تتأثر المصارف وجمهورها بذلك".

سوء إدارة وتقدير

لا ينفصل ملف موظفي مصرف لبنان عن ملف موظفي القطاع العام، وكذلك عن موظفي القطاع الخاص وباقي المواطنين، حتى العاطلين عن العمل. ففي الصورة العامّة، يدفع الجميع ثمن السياسات الخاطئة للحكومات المتعاقبة بعد الحرب الأهلية. لذلك، ترى مصادر اقتصادية في حديث لـ"المدن"، أن ليس هناك استهداف أو مؤامرة مباشرة ضد مصرف لبنان وموظفيه، وإنما هناك "سوء إدارة وسوء تقدير عام للأوضاع الاقتصادية والمالية والسياسية من قِبَل السياسيين الذين يتخبّطون في محاولة لإيجاد حلول للأزمات التي أوقعوا البلاد فيها، نتيجة عقود من السياسات الخاطئة، التي لم تكن ترى سوى المصالح الخاصة. واليوم، وصلت سياسات مخالفة القانون والتحايل عليه إلى حد لم يعد يمكن للحكومات المتعاقبة ترقيع الفجوات التي إختلقتها تأميناً لمصالح أفرقائها". وتضيف المصادر أن مصرف لبنان "لم يُبعد نفسه، مؤخراً، عن سوء الإدارة وعن اللعبة السياسية، من خلال إفادته للمصارف الخاصة التي يملكها أو يشارك فيها سياسيون واقتصاديون مقرّبون من السياسيين، وذلك من خلال الهندسة المالية التي أكسبت المصارف نحو 5 مليار دولار". ورغم كل ما يحدث، "لا خطر على مالية الدولة ولا على الليرة ولا حتى على مصرف لبنان، لكن هناك مزيد من الضغوطات الاقتصادية في حال استمرار النهج الذي تسير وفقه الحكومة الحالية، التي تحاول لملمة أزمتها من خلال موازنة تقشفية خاطئة. وكل الخوف من أن يكون هذا الخطأ مقصوداً لتدفيع الناس مسؤولية أخطاء السياسيين، وهنا تكون الكارثة الكبرى".

 

دفاعاً عن الحرية، اسألوا رئيس الجامعة

غسان حجار/النهار/04  أيار/2019

في اليوم العالمي لحرية الصحافة يتم استدعاء اعلامية زميلة الى التحقيق على خلفية سؤال وليس اصدار حكم. الزميلة في "صوت لبنان" نوال ليشع عبود طرحت السؤال عن شهادات رئيس الجامعة اللبنانية فؤاد ايوب، اي عن صحة الشهادة التي خوّلته رئاسة الجامعة. والشهادة تلك مشكوك فيها من اهل الجامعة انفسهم الذين طرحوا السؤال مرارا وتكرارا، ومضى معهم اهل الإعلام في طرح التساؤلات. وهذا حق وواجب. فالاعلامي يطرح السؤال ويفتش عن الجواب. وعلى الشخص المعني، سواء أكان رئيس الجامعة او غيره، ان يؤكد او ينفي خصوصا في زمن قانون الحق في الوصول الى المعلومات. الافضل لرئيس الجامعة بدل ان يلاحق الاعلاميين ويثير المزيد من الشكوك والتساؤلات، ويضع نفسه في موضع المتهم فعلا لا قولا، ان يعقد مؤتمرا صحافيا يعرض فيه شهاداته والمعادلات التي حصل عليها في لبنان، وان يُسكِت كل سائل او متهِم او حتى مشكك فيه وفي شهادته. والامر لا ينتقص من قيمته، ولا يخضعه لابتزاز سياسي او اعلامي، بل يزيده احتراما وصدقية لدى اهل الجامعة والاعلام والرأي العام، الا اذا كان رئيس الجامعة، وكل موظف او مسؤول، يزهو بالدعم السياسي المتوافر له ولا يبالي بالرأي العام.

واللجوء الى القضاء حق ايضا، وهو بات مطلبا عند اهل الجامعة، وفي حوزتي محضر لاجتماع مجلس الجامعة، يطلب فيه احد الاساتذة وهو يطل عبر الاعلام كخبير اقتصادي، الادعاء على "النهار" لانها تتطاول على الجامعة. وحسناً ان المجلس لم يأخذ بنصيحته. لان الحق باللجوء الى القضاء يجب ان يحصَّن بإزالة الشوائب اولا، وبشطف درج الجامعة من فوق ثانيا، وبتطبيق القوانين على اهلها ثالثا، وبتوفير التعليم الجيد لطلابها رابعا. وهي امور وقضايا حملتها "النهار" وتحملها دفاعا عن الجامعة، لان السكوت عنها يعني الغرق فيها وصولا الى القعر الذي يشبه بعض اهل الجامعة ممن فرضوا عليها ميليشيويا، واداروها ميليشيويا وعصاباتيا، فدمروا بنيتها وعطلوا هيئاتها وادخلوها في زواريب السياسة والطائفية. ما اقترفته الزميلة نوال ليشع عبود هو انها وجهت سؤالا الى ضيفها الدكتور عصام خليفة، عن الشهادة الجامعية التي يحملها أيوب، في حلقة اذاعية محورها الجامعة اللبنانية، وهي حلقة تعود الى خمسة اشهر خلت. واوردت عبود خلال البث انها اتصلت بمستشار رئيس الجامعة للوقوف على رأيه، وعرْض الرأي والرأي الآخر، وفق مهنية تشهد لها، لكن الاخير رفض المشاركة في الحلقة او التعليق على الموضوع.

اذاً وفق المقاييس المهنية، والاخلاقية، قامت نوال ليشع عبود بواجبها. يبقى ان يقوم الآخرون بواجباتهم، ومنهم رئيس الجامعة الذي عليه ان يعرض شهادته وشهادات الاساتذة ليطلع عليها من يشاء في امانة سر الجامعة، وايضا القضاء الذي غالبا ما ينحاز الى المسؤولين. واذكر انني حضرت الى محكمة المطبوعات خمس او ست مرات لسماع افادتي، لكن القاضي كان يؤجل القرار الى ان اصدر حكماً من دون الاستماع اليّ. دفاعا عن الحرية، وتضامنا مع الزميلة نوال، ادعو كل الزملاء الى سؤال رئيس الجامعة عن شهادته، ولتمتلئ ادراج المحكمة بدعاوى قضائية.

 

«توقيت غير بريء» لانفجار الأزمات المالية والاقتصادية

هيام القصيفي/الأخبار/04 أيار/2019

في مقابل الاستقرار الأمني، تشهد الساحة الداخلية انفجاراً للمشكلات الاقتصادية والمالية والاجتماعية. لا يمكن مرجعاً أمنياً أن يغضّ النظر عن توقيت هذا الانفجار، والغاية منه في الوقت الراهن، نظراً إلى تداعياته على التهدئة السياسية والأمنية. فحتى الآن حيّد لبنان نفسه عن العاصفة الإقليمية بالحد الأدنى من ارتدادها عليه، لناحية الأعمال الإرهابية والمجموعات المسلحة، وتمكّن من قمع الكثير من محاولات إقحامه في دهاليز التوتر الإقليمي. كان يفترض تبعاً لذلك، أن يدخل لبنان فترة هدوء تسمح للسلطة القائمة باستعادة أنفاسها، بعد الانتخابات النيابية وتشكيل الحكومة، وترتيب الأوضاع الداخلية الاقتصادية والاجتماعية. لكن ما حصل أن لبنان أدخل نفسه في أزمة، كان في غنى عنها، ليس لجهة نوعية الملفات المطروحة، بل لجهة طريقة مقاربتها وأسلوب الضغط الذي يمارس يومياً إعلاميا وسياسياً، ما يضاعف عوامل القلق الشعبي وتوتره. وهذا في حد ذاته لا يبشر بالخير.

في استعادة روزنامة الأحداث وتطوراتها، جاءت ملفات الموازنة والرواتب والكلام عن وضع الليرة، ومكافحة الفساد والهدر، لتضع لبنان أمام تحدٍّ صعب، داخلي وخارجي على السواء. داخلياً، أي تعثر في تقديم موازنة مدروسة وعملية وترضي الطبقات الفقيرة والمتوسطة، من خلال معالجة مكامن الهدر الحقيقية، وعدم المسّ عشوائياً برواتب ومخصصات الموظفين ورواتبهم من دون الأخذ باقتراحات اختصاصيين، يعني أن الحالة الشعبية ستكون على موعد مع تفاقم توترها وامتعاضها من أداء الطبقة الحاكمة. وأي موازنة غير متقشفة، ومعالجة للملفات الاقتصادية والمالية ستكون على مشرحة المجتمع الدولي، الذي يعاين لبنان انطلاقاً من مطالبة الأخير بمساعدته الدائمة اقتصادياً ومالياً عبر المؤتمرات الدولية، في حين أنه يعد موازنة لا تتلاءم مع متطلبات التقشف على مستويات الدولة كلها، وليس قطاعات محددة فيها.

بين هاتين النقطتين، تكمن أهمية لملمة الوضع الداخلي، خشية تفاقمه، لأن ثمة إشارات غير مطمئنة، توحي وكأن هناك رغبة في تجييش الشارع وزيادة الضغط فيه. ولبنان ليس فرنسا، وتظاهرات السترات الصفر لن تكون شبيهة بأي تصعيد في الشارع اللبناني، حيث تكثر العناصر المساهمة في تأجيج التحركات المطلبية، وتحويلها توتيراً أمنياً. وهذا يضاعف من ريبة الأمنيين، في أن يكون ثمة محاولات لسحب الشارع إلى حركة اعتراضية واسعة في توقيت مريب، ولا سيما أن التلويح بتخفيضات باتت تشمل كثيراً من القطاعات الحيوية، وشحن بعضها ضد البعض الآخر، من خلال كشف أرقام ورواتب ومخصصات وإظهار فروقات في أوضاعها، ما يضاعف عوامل الهزات الداخلية. وهذا كله يأتي في مرحلة هادئة أمنية، لكن مليئة بعوامل إقليمية مقلقة تزيد من الضغط على لبنان.

يقول أحد السياسيين إنه بقدر رغبة بعض المسؤولين في معالجة الفساد وقمع الهدر، وقد بدأ حزب الله في فتح هذا الملف مبكراً، إلا أنه يخشى أيضاً أن يكون إدخال الملفات المعيشية على خط المواجهة، جزءاً من استدراج لبنان إلى أزمة غير مسبوقة، لأن الدول التي تساعده عادة منصرفة عنه حالياً. وقد تكون هناك أيضاً محاولات لوضع لبنان، في خلال مرحلة العقوبات الأميركية على حزب الله، أمام تحدٍّ لا قدرة لديه على تجاوزه. فحزب الله أصبح شريكاً أساسياً في الحياة السياسية والمالية على حد سواء، وأي تضييق عليه، وانجرار لبنان إلى مواجهات محلية وخارجية في الملفات الأساسية الحيوية، يعني أن ثمة خطراً حقيقياً، يفترض التحسب له. فواشنطن على سبل المثال، التي تقول إنها لا تريد المسّ باستقرار لبنان، لن تركض بالضرورة إلى مساعدته إذا دخل في أزمة اقتصادية مالية.

وهنا يكمن التحدي الحقيقي أمام الطبقة الحاكمة، لأن أي انهيار اقتصادي لن يكون أي طرف بمنأى عنه. فخلال مرحلة تأليف الحكومة، كان هناك بعض المنظرين حول الرئيس سعد الحريري ممن يعتبرون أن وجوده في مرحلة تصريف الأعمال، يعفيه من مسؤولية التدهور الاقتصادي والنقدي. لكن الوضع اليوم مختلف، لأن العهد والحكومة وحزب الله والرئيس نبيه بري كلهم في خندق واحد، والحريري رئيس حكومة ستنتج موازنة، مهما كان من أعدها وإلى أي فريق انتمى، وستكون موازنة حكومته، كما موازنة العهد، ولن يقدر على التبرؤ منها والتصرف وكأنها لا تعنيه. وهذا يجعل إنقاذ الوضع الحالي من مسؤولية الجميع، بمن فيهم مصرف لبنان، لأن الملاحظات التي أدلى بها الوزير منصور بطيش، ليست منعزلة عن توجه سياسي يعدد سلسلة ملاحظات إضافية على أداء المصرف وتقييده حركة السوق. لكن حتى الآن لا يبدو التوجه إلى معالجة الثغر الحقيقية، على قدر التخوف من انعكاسات ما سيحصل عملياً، خصوصاً في ضوء التجاذب الحاصل بين القوى السياسية لتسجيل النقاط، وليس لتقديم مقترحات عملية واضحة، حتى إن التباينات داخل الفريق الواحد أُضيفت إلى المؤشرات السلبية التي تجعل من التوتر السياسي عاملاً إضافياً لغليان الشارع. علماً أن مقترحات جدية وُضعت على مشرحة الطبقة الحاكمة في الأيام الأخيرة، ومنها استعادة اقتراحات تقدم بها اختصاصيون ووزراء مال سابقون وخبراء محنكون، لكن المشكلة أن غبار الحسابات السياسية الخاصة يطغى على أي اعتبار. وهذا تماماً ما يرصده المجتمع الدولي، الاقتصادي تحديداً، والذي لديه عيون كثيرة تراقب ما يجري في لبنان.

 

جنبلاط - حزب الله: معمل ترابة يساوي قطيعة؟

نقولا ناصيف/الأخبار/السبت 04 أيار 2019

هذه المرة قد لا يُعثر بالسهولة المتوقعة على إطفائي يجنّد نفسه لإجراء مصالحة بين وليد جنبلاط وحزب الله. الاثنان في قطيعة تشبه التي مرّا فيها قبلاً ما خلا سبب افتتاحها: معمل ترابة لا أكثر ولا أقل

إبان الخوض في مفاوضات الخط الأزرق بين لبنان والأمم المتحدة عام 2000، تلقى القاضي جوزف شاوول، وزير العدل في حكومة الرئيس سليم الحص، مكالمة هاتفية من النائب السابق عثمان الدنا يخبره، أيام كان قاضياً في صيدا عام 1948 مكلفاً في الوقت نفسه في العطلة القضائية مهمة قاضي تحقيق، بواقعة من شأنها أن تضيف دليلاً جديداً إلى لبنانية مزارع شبعا التي اتسع الجدل من حولها آنذاك. فحوى الواقعة جريمة ارتكبها رعاة لبنانيون في شبعا، سبّبت مقتل كاهن أرثوذكسي يُدعى حبيب خشة في 16 تموز 1948. بعدما عرّف عن نفسه بصفته هذه هاجموه، إذ اتهموه بأنه يهودي، وضربوه بالحجارة حتى الموت. يومذاك، تولى الدنا التحقيق في الجريمة، قبل أن تصدر حكومة الرئيس رياض الصلح، في 20 تموز، مرسوماً قضى بإحالتها على المجلس العدلي، وقّعه وزير العدل أحمد الحسيني. عُزيت الإحالة على المحكمة الجزائية الأعلى إلى أن الحادثة كادت تؤدي إلى «اقتتال طائفي».

في حصيلة المحاكمة، اصدر المجلس العدلي في 28 آب أحكاماً طاولت عدداً من الأشخاص في المنطقة "بجرم سلب وقتل بداعي الطائفية وإخفاء الجريمة»، من بينها الإعدام. بحث شاوول في محفوظات وزارته عن خلاصة الحكم، إلى أن عثر عليه، فتولت حكومة الحص ضمّه إلى حججها في المفاوضات مع الأمم المتحدة كي تؤكد لبنانية مزارع شبعا: لو لم تكن كذلك، لما أمكن القضاء اللبناني التحقيق في جريمة ارتُكبت في المنطقة نفسها وأصدر حكمه. من دون سيادة الدولة على أراضيها، لا يسع السلطات القضائية التحقيق وممارسة صلاحياتها وإصدارها أحكامها على هذه الأراضي.

يثير الكلام المستجد عن مزارع شبعا تساؤلاً عن توقيت استرجاع جدل في ملف افترض أفرقاء كثيرون أنه نائم الآن في الأدراج. ذلك مغزى ما يقال عن الخلاف الجديد بين النائب السابق وليد جنبلاط وحزب الله. منذ اتفاق الدوحة على الأقل، لم يُؤتَ على ذكر المزارع، وحلّ محله لبعض الوقت سلاح حزب الله والحوار من حوله، ثم أتت مشاركة الحزب في الحرب السورية كي تتقدّم في السجال بين الحزب وحلفائه من جهة، وتيار المستقبل وحلفائه من جهة أخرى. منذ انتخاب الرئيس ميشال عون خفّ تماماً الخوض في الملفات الأربعة تلك دفعة واحدة، إلى أن أعاد جنبلاط إحياء البند الأول في الاشتباك، في وقت استمر فيه تيار المستقبل بتجاهله، بموازاة تجاهل حزب الله ما يدور في أروقة المحكمة الدولية واتهاماتها. تفَاهَمَ الفريقان على غضّ النظر عن بنود شتى لخلافاتهما العميقة بدعوى المحافظة على الاستقرار، وإدارتهما معاً ماكينة الحكم. بيد أن أياً منهما لم يتخلَّ عن حملاته العنيفة على المرجعية الإقليمية للآخر.

مذ تحدّث جنبلاط إلى محطة «روسيا اليوم» (25 نيسان) عن مزارع شبعا، نافياً لبنانيتها، نشأ جدل جديد من حولها لم يكن تيار المستقبل في صلبه، ولا بدا معنياً بما سمع. اقتصر السجال على جنبلاط وحزب الله، وكلاهما قارب انفجار الموقف على نحو مختلف، متناقض إلى حد بعيد.

عند الزعيم الدرزي يرتبط الخلاف المستجد بذريعة محدودة، في رأيه مفتعلة، هي معمل الترابة في عين دارة. ما سمعه بعض القريبين منه قبل سفره إلى باريس أنّ المعمل لا يستحق تقويض علاقته بحزب الله، من غير أن يبرئه من الحملات المتلاحقة عليه من حلفائه، كما لو أن المقصود محاصرته. لم يتردد في القول إن تطويقه «تمّ بأمر عمليات من علي المملوك بالذات». بعض ما قاله أن ليس لحزب الله الاعتقاد بأن «كرامته مُسّت» لمجرد رفضه معملاً للترابة في الجبل. سخطه على الرئيس سعد الحريري لا يُحد، ويغضبه استسلامه «على البطن حتى» للوزير جبران باسيل. في المقابل، يُراد دفعه دفعاً إلى التصالح مع النائب طلال أرسلان من دون أن يرغب، ويتحمّل عبء ضغوط رئيس الجمهورية عليه للوصول إلى هذا الهدف. المرحلة التالية لذلك كله أوصلته إلى انقطاع التواصل بينه وحزب الله بعد قرار وزيره وائل أبو فاعور منع إقامة معمل عين دارة، متجاوزاً قرار سلفه حسين الحاج حسن بالإذن بإنشاء المعمل. ذروة انقطاع التواصل، منع نواب حزب الله من الاتصال بنوابه بعدما أخطره النائب فيصل الصايغ أنه لم يتمكن من الاجتماع بالنائب أمين شري إلا في مكتب موصد الأبواب في البرلمان، لئلا يبصرهما أحد. ثلاث مرات طلب أبو فاعور من محاوريه في الحزب الاجتماع بهم للبحث في مصير المعمل، مستبقاً قراره. في المرات الثلاث استمهلوه أكثر من أسبوعين، من غير أن يلقى جواباً، إلى أن نُقل إلى جنبلاط أنّ الأمين العام للحزب السيد حسن نصر الله هو «الذي لا يأذن». بلغ مسامعه أيضاً أن قرار الحاج حسن بإقامة المعمل «أكبر من قرار وزير»، إلى حد الاعتقاد أن القرار المضاد «أساء» إلى نصر الله شخصياً.

استعادة السجال على مزارع شبعا توقيت سياسي أكثر منه حجة قانونية

يخلص سامعو جنبلاط إلى الاستنتاج، بحسب ما أوحى، أنه طرق الباب الأكثر إقلاقاً لحزب الله في هذه المرحلة، وهو العودة إلى التشكيك مجدداً في لبنانية مزارع شبعا كي ينزع عن الحزب أي حجة لتمسكه بسلاحه أولاً، ولتبديد نبرته العالية في وجه التهويل الإسرائيلي في الأسابيع الأخيرة بحرب وشيكة على لبنان. كان ينقص أن يضيف جنبلاط إلى «روسيا اليوم» عبارة أن الأسد «أكبر كاذب» كي يضع بنفسه أقفالاً على الأبواب الموصدة.

على طرف نقيض منه، ينظر حزب الله إلى توقيت الموقف الأخير - لا إلى مضمونه وهو ما أعاد تأكيد نصر الله مساء الخميس - على أنه جزء لا يتجزأ من حملة غربية تستهدف حزب الله اعتاد جنبلاط أن يكون جزءاً لا يتجزأ منها. البعض الوثيق الصلة بالحزب يتحدث عن فكرتين: أولى أن المواقف الأخيرة لجنبلاط تستعيد مناخات عشية عام 2008 حينما بدا حزب الله محاصراً في الداخل والخارج وهو فحوى العقوبات الأميركية، وثانية أن لا إطفائي جاهزاً في الوقت الحاضر لإعادة ربط ما انقطع بين فريقين اعتادا منذ أحداث 7 أيار 2008 أن يرسيا علاقة ملتبسة غامضة، بل غير مفهومة، لا يظهر منها إلى السطح سوى الرغبة في عدم الاشتباك، وكلاهما لم ينسَ الكلفة التي تبادلاها في الشوف وعاليه في عز النزاع المسلح في 7 أيار. بعد اندلاع الحرب السورية أضحى تناقضهما أكثر وضوحاً. ثم أتت تسوية انتخاب عون، برعاية مباشرة من حزب الله، كي يفقد جنبلاط حليفه الحريري من غير أن يجد حليفاً بديلاً منه كسمير جعجع. أضف انتقال النزاع بينه وبين رئيس الجمهورية، وتالياً بينه وبين صهر الرئيس وزير الخارجية إلى أرض الشوف بالذات منذ انتخابات 2018.

استكمالاً لعلاقة مضطربة برئيس الجمهورية وحزب الله، للمرة الأولى يجد جنبلاط نفسه أمام وقائع لم يختبرها منذ عباءة والده عام 1977: الأول في طائفته وليس الوحيد. بلا ظهير إقليمي قوي كسوريا سبق أن أهدته حرب الجبل عام 1983، ومكاسب الحكم والسلطة في عقد التسعينيات. لا حليف سنّياً له يشبه الرئيس رفيق الحريري إن لم يقل إنه يحسب نجله الرئيس الحالي للحكومة في المقلب الآخر منه.

 

مفكرة القاهرة: الطريق إلى الفيشاوي

سمير عطا الله/الشرق الأوسط/04 أيار/2019

لكي تصل إلى «قهوة الفيشاوي» التي تجاوزت القرنين من العمر، لا بد أن تمرّ ببقية القرون المصرية: مباني الأزهر ومسجد الإمام الحسين، ومئات من مئات المصريين الذاهبين، لا أدري ولا يدرون، إلى أين. لكن هذا طقس مصري قديم: الناس رايحة جاية، وأم كلثوم تغني من محال الباعة وكأنها تستكمل حفلة جديدة، والرجّالة بالجلابية البنية القديمة التي أقسم الفاجومي أحمد فؤاد نجم ألا يخلعها لكي لا يبدو متنكراً بثياب الخواجات وأحوال البهوات. كثير الخلق في القاهرة، خلافاً لأي عاصمة عربية. وقومها نموذج التنوع الذي منّ به الخالق على الكون. وأنا قادم إلى الفيشاوي، طبعاً لكي أزور الغرفة الخشبية السوداء التي كان يختلي فيها إلى نفسه وروائعه. ولولا أنه أعطى هذه القهوة اسمه، لكانت مجرد موقع عتيق في القاهرة التي يغطيها غبار السنين بفوضى وعشوائية، وأحياناً بأسى. لكن نجيب محفوظ منحها من اسمه ومن شهرته ومن عشقه لمصر، فأصبحت أثراً لا مثيل له في المقاهي. ولا يزال اسم القهوة القديم معلقاً داخل الممر الضيق، لكن أضيف إليه الآن، بالنيون الأزرق، اسم القهوة، خدمة للسياح والزوار العابرين، وهم كثيرون. ويجلسون على تكايات أو كراسي كما في الروايات. والجديد الآخر القهوة بالفناجين بدل الأقداح. لكن فقط لحديثي النعمة الذين لا يعرفون الأصول.

تقدم القاهرة للآخرين عرضاً رائعاً ومذهلاً «لقوتها الناعمة». تاريخها ورجالها، وهذه المشاهد للنيل في الليل التي تفتقد روعتها جميع الأنهر. وهي مأخوذة الآن بنجم عالمي تدللـه الصحف باسم «الفرعون»، وأحياناً تسميه مثلما يفعل الأجانب «مو». ومحمد صلاح يعدو في ملاعب العالم مسجلاً الأهداف بالبراعة التي كان عبد الوهاب يسجل أغانيه. مصر تحيا. في هذه الطريق إلى الفيشاوي كان يمرّ نجيب محفوظ بأشخاصه وأبطاله؛ بسطاء مصر وفلاحيها القادمين من الأرياف، ومصليها رافضي التطرف، وعباءات نسائها المطرزة، والمناديل والملايات وجلابيات الفاجومي الذي وجد لنفسه مكاناً في الشعر الشعبي، بينما كانت مصر تحنّ إلى زمن بيرم وبقية السرب المتواري خلف أشجار البردي على الضفتين، تردّد أشعاره، حاكية حكايات مصر، التي لا يشيخ فيها إلا العماير والجدران. تمنيت أن أدلي بشهادتي في غياب أحمد كمال أبو المجد. وخجلت من نفسي أمام كتابات الذين عرفوه حقاً، فاكتفيت بتقديم العزاء إلى زوج ابنته، الناشر الكبير، إبراهيم المعلم. وفي الطريق إلى الفيشاوي، لاحظت أن جميع الوجوه في هذا الازدحام الصاخب باسمة أو راضية. وتذكرت قول أبو المجد: الجنة لا تستقبل الوجوه المكفهرة. إلى اللقاء...

 

حوار ظريف وتجاهل لبِّ القضية

عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط/04 أيار/2019

جواد ظريف، وزير الخارجية الإيراني، كان في نيويورك، بحجة اجتماعات الأمم المتحدة، ليستغل تأشيرته ووجوده ويطوف على وسائل الإعلام الأميركية ومؤسساتها الفكرية والبحثية، يحاول استمالة النخب هناك إلى موقف بلاده. الحقيقة أن ظريف، في هذه الزيارة، كان يحتاجها لإصلاح صورته المكسورة في داخل إيران نفسها، بأنه «التاجر الشاطر» يستطيع أن يبيع الغربيين أي شيء، كما فعل مع الاتحاد الأوروبي وإدارة باراك أوباما الأميركية آنذاك. لكن، هذه المرة، بوجود شخصيات جمهورية قوية، لن يستطيع أن ينجح من دون تقديم تنازلات حقيقية. من حواراته المتعددة اخترت مناقشة لقائه في جمعية «آسيا سوسايتي» في نيويورك، والمقابلة موجودة على «يوتيوب». وفيه، ليس عسيراً أن نستكشف دوافع حملته الدعائية في أميركا، فالجمهورية الإسلامية المتطرفة تمر بمرحلة خطيرة في تاريخها، نتيجة العقوبات الاقتصادية الأميركية القاسية، مع تصاعد واستمرار الاحتجاجات الداخلية ضد الحروب والفقر.

حديثه طويل، وسأناقشه تباعاً على حلقات لأنه بالفعل جزء من الدعاية التي تسوقها طهران في منطقتنا والغرب. أمام الحضور، ادعى وزير الخارجية أن هناك مؤامرة على طهران من قادة يسميهم مجموعة «ب»؛ «محمد بن سلمان، ومحمد بن زايد، وبيبي نتنياهو، وبولتون» مستشار ترمب للأمن القومي، وأنهم يدبرون مكيدة ما ضد بلاده قبل انتخابات الرئاسة الأميركية (ربما حتى يفوز). ويظن ظريف أنه بإشاعة الشك والريبة قادر على شقِّ التكتل المؤيد لسياسة ترمب والتحريض عليه. لا شك في أن سياسة ترمب تصبُّ في مصلحة الدول الثلاث، وهي كذلك تصبُّ في صالح أميركا ودول المنطقة، لأن هدف سياسة واشنطن المعلن ملائم للجميع؛ إجبار إيران على التوقف عن شن الحروب والإرهاب، والتحول إلى دولة مسالمة. الوزير يريد تحويل الانتباه من مناقشة القضية الأساسية، ولهذا تجاهل تماماً الحديث عن مطالب إدارة ترمب من طهران؛ أن تنهي إيران بشكل دائم التخصيب للأغراض العسكرية، وليس مؤقتاً كما فعل أوباما. وثانيها، أن توقف نشاطاتها العدوانية والميليشياوية في المنطقة. ظريف، مثل بهلوان السيرك، يريد أن يشتت انتباه النظارة من الناس إلى أشياء أخرى. القضية الحقيقية مخطط إيران في أن تسيطر على المشرق العربي؛ لبنان وسوريا والعراق والخليج واليمن. قائد فيلق القدس الإيراني يدير المعارك في دمشق وبيروت، وعشرات الآلاف من المقاتلين جلبتهم إيران إلى هناك. دول المنطقة، وكذلك المجتمع الدولي المعني، قلقون من هذا الاجتياح الرهيب. والمفارقة أن الاتفاق النووي لعب دور الممكن، من خلال رفع الحظر التجاري والسكوت على التمدد العسكري في المنطقة، وتقديم أكثر من مائة مليار دولار للنظام. ظريف اشتكى للحضور من وجود مؤامرة، مستشهداً برد وزير الخارجية الأميركي بومبيو، عندما سئل إن كانت هناك مؤامرة في إيران فقال: «لو كنت أخطط لمؤامرة انقلاب فلن أخبرك». ظريف تمسك بها على أن هناك مؤامرة، مثلما قال قبلها بوجود مكيدة من فريق «ب»، ولم يناقش الأسباب التي أوصلت الوضع إلى هذه المرحلة الخطيرة، سواء كانت هناك مؤامرة أم مكيدة أم حصار فقط! ولو قبل نظامه فقط بشرطين، أي إلغاء مشروع التخصيب العسكري والسياسة العدوانية، لانتهت الأزمة. الوزير ظريف يعرف حجمه في طهران، فهو لا يستطيع ولا يملك أي تأثير على القرارات الاستراتيجية في داخل نظام طهران. هو موظف، وهُمِّش كثيراً إلى درجة أنه غيب عن اجتماعات القيادة العليا مثل استقبالها الرئيس السوري، فاستقال بعدها عبر حسابه على «تويتر»، مع ملاحظة أن «تويتر» ممنوع في البلاد إلا لقادة النظام، حتى تأخذ استقالته بعداً دولياً، واضطر النظام للتراجع!

للحديث بقية...

 

أحمد الفقيه... رحيل «خرائط الروح»

عبد الرحمن شلقم/الشرق الأوسط/04 أيار/2019

تعيش ليبيا موسماً طويلاً للفقدان. شباب يغيّبهم الموت قتلاً، وجرحى لا يندمل ما غاص في أجسادهم من قروح. الفقدان الذي لا يهدأ إلا ليتسع، تفقد البلاد قامات في الإبداع من فنانين وأدباء وكتاب وممثلين. طامّة كبيرة حلّت بليبيا يوم الأربعاء أول مايو (أيار) برحيل قامة نوعية أسهمت منذ عقود في تشييد بنية الإبداع الأدبي الليبي الأديب والممثل والدبلوماسي والأستاذ الدكتور أحمد إبراهيم الفقيه. شخصية ربطتني بها علاقة مبكرة وأنا شاب في المرحلة الإعدادية، في المركز الثقافي الأميركي في مدينة سبها، اطّلعت على مجلة «المعرفة» التي تصدرها قاعدة «هويلس» العسكرية الأميركية في طرابلس. شدّتني بها قصة قصيرة بعنوان «البحر لا ماء فيه» للكاتب أحمد إبراهيم الفقيه، كان العنوان بالنسبة إليّ غريباً؛ كيف يكون بحر بلا ماء؟! قرأت القصة أكثر من مرة وعلَقت جمل وكلمات منها في الذاكرة. المرة الأولى التي التقي فيها كاتب قصة «البحر لا ماء فيه» كانت سنة 1970، أي بعد أكثر من عشر سنوات من قصته القصيرة. كان اللقاء عن طريق صديق وزميل مشترك هو الأديب الناقد الليبي الدكتور زياد علي في كافيتريا كلية الآداب جامعة القاهرة. قدّمني له الدكتور زياد ضاحكاً وهو يقول: «ها هو البحر الذي لا ماء فيه أمامك، أحمد الفقيه الذي لا تتوقف عن الحديث عنه». منذ ذلك اليوم بدأتْ بيننا علاقة لم تتوقف إلا منذ أسبوعين في آخر مكالمة بيننا وهو على فراش المرض يغالب الأنفاس والكلمات. كانت ليبيا وما تعانيه من ويل دموي مرعب هي رفيقه على فراش المعاناة بأحد مستشفيات القاهرة. منذ أواخر خمسينات القرن الماضي كان اسمه لا يتوقف عن البريق في كل دنيا الفن والأدب والصحافة، لكن القصة القصيرة الليبية ارتبطت باسمه رغم وجود أقلام سبقته إلى هذا الفضاء الإبداعي. جمعتنا مهنة الصحافة بُعيد عودتي إلى ليبيا قادماً من جامعة القاهرة. كان رئيساً لتحرير صحيفة «الأسبوع الثقافي» التي ضمّت أقلاماً ليبية وعربية لها وزن ثقيل في عالم الكتابة، بينهم الراحل الدكتور خليفة التليسي الذي كتب في الصحيفة مقالات وترجمات عديدة عن القاصّ الإيطالي بيرانديللو ومقالات تاريخية وثقافية، وكذلك الراحل الدكتور علي فهمي خشيم أستاذ الفلسفة والشاعر والمؤرخ، والأستاذ السياسي والصحافي والمؤرخ علي مصطفى المصراتي، والروائي الأستاذ إبراهيم الكوني، والروائي والناقد الدكتور زياد علي، والفنان والكاتب الأستاذ رضوان أبو شويشة، والراحل القاصّ خليفة حسين مصطفى، وغيرهم. كانت منتدى للإبداع وملتقى للنخبة الليبية، أسهمت صحيفة «الأسبوع الثقافي» في بروز جيل من الكتاب الليبيين الشباب. كانت للفقيه مقالات مميزة في الصحيفة، طاف فيها بالعديد من القضايا الاجتماعية والتاريخية الليبية لكنه لم يغادر ميدانه الإبداعي الذي عاش في داخله جلّ سنوات عمره وهو القصة قصيرها وطويلها رغم تنقله بين الدبلوماسية وإدارة العديد من المؤسسات الفنية والإعلامية.

وُلد الدكتور أحمد الفقيه سنة 1942 ببلدة مزدة بالجبل الغربي الليبي، وهي في طريق يربط شمال البلاد بجنوبها، وينحدر من عائلة لها باع طويل في مجال التعليم الديني. درس بها المرحلة الابتدائية لينتقل بعد ذلك إلى مدينة طرابلس حيث التحق بالمعهد التجاري واندمج في مجتمع الإبداع والأدب والفن المسرحي. كتب في أغلب الصحف وارتبط بالمسرح كاتباً وممثلاً، ألّف أوبريت «هنده ومنصور» الذي لحّنه أحد أبرز الموسيقيين علي ماهر، وتولى إدارة معهد نصر الدين الميلادي للفنون. ربطته مبكراً علاقة وثيقة بالدكتور يوسف إدريس أحد رواد وأعلام القصة القصيرة العربية الذي كان الفقيه يعده أستاذه الأكبر، وبادله يوسف إدريس نفس المودة وقامت بين الاثنين ما يمكن أن نطلق عليها رابطة إبداعية عبر النقاش الذي لم ينقطع يوماً بينهما وإن كان الفقيه يصر دائماً على أن يبقى إدريس مثله الأعلى وأستاذه. انتقل الفقيه باندفاع كماً وكيفاً نحو الرواية، وتنقل في رحابها يبثّ فيها أفكاراً تطوف داخل الوجود الاجتماعي والنفسي للإنسان الذي يجوب فيافي الحياة. أبحر في التاريخ وجعل منه بشراً له أنفاس وحواس. وترحل في الدنيا بين مشارق الأرض ومغاربها، فلسف الرواية وغاص من خلاصها في دوامات الأسئلة التي لا تفارق الإنسان في رحلته الدنيوية. ألّف مئات القصص قصيرها وطويلها، ونشر كتباً فكرية. في أحيان كثيرة يقوم الروائي ببث فلسفته عبر الأعمال الإبداعية أكثر مما يعبر عنه في أعماله الفكرية المباشرة مثلما قال بعض الدارسين إن جان بول سارتر بثّ في ثلاثيته فلسفته الوجودية أكثر مما عبّر عنه مباشرةً في مؤلفه الضخم «الوجود والعدم». أحمد الفقيه في روايته «خرائط الروح» من 12 جزءاً، وهي أطول رواية في التاريخ، قام برحلة معقدة بتقنية إبداعية مبتكرة في رحاب الناس والحياة بكل تجلياتها، حباً وكرهاً خوفاً وطمعاً ومغامرة وحلماً. أرادها أن تكون نتاج العمر، وأعتقد أنها كانت كذلك. رحل صديق وزميل كبير شاءت الأقدار أن تجمعنا في مسيرة طويلة ومتنوعة المسارب. لقد أسس صحيفة «الأسبوع الثقافي» وترأس تحريرها، وتوليتُ بعده رئاسة الصحيفة، ثم جمعتنا الأيام في العمل الدبلوماسي حيث تولى الفقيه مناصب مختلفة في عدد من البعثات الدبلوماسية الليبية. في كل سنوات عمره وأينما كان موقعه الوظيفي في الداخل أو الخارج كانت الحروف والرواية والإبداع بالنسبة إليه الشهيق والزفير. كتب في أغلب الصحف العربية، حتى وهو على فراش المرض العضال لم يتوقف عن الكتابة. عجز فمه عن الكلام لكنّ الروح المبدعة بقيت في خرائط أنفاسه إلى أن رحلت مع جسده.

 

إيران ومأزق هرمز!

راجح الخوري/الشرق الأوسط/04 أيار/2019

مسلسل التهديدات الإيرانية بإغلاق مضيق هرمز يذكرنا دائماً بمسلسل الإنذارات التي كانت تُوجهها الصين إلى الولايات المتحدة في الستينات، والتي تجاوز عددها المئات، لكن ذلك لن يغيّر شيئاً من الواقع المتأزمّ الذي يضع النظامَ الإيرانيَ الآن أمام خيارين خانقين: إما الاندفاع في التصعيد ومحاولة تعطيل الملاحة في هرمز، الذي تعبره نسبة 40 في المائة من احتياجات الطاقة، بما قد يشلّ دورة الصناعية الدولية، وهو ما سيحشد العالم تالياً إلى جانب الرئيس دونالد ترمب، ويتسبب بحرب لا قدرة إيرانية عليها، وهي تعاني من أزمة اقتصادية اجتماعية خانقة، معطوفة على مصاعب إقليمية متصاعدة، آخرها المحاولات الروسية الإسرائيلية لاقتلاعها من سوريا. وإما التروي والهدوء وتفضيل «الكحل على العمى» عبر الاستجابة لدعوة ترمب، والعودة إلى التفاوض على اتفاق جديد، وبشروطه الـ12. منها الانسحاب من سوريا، ووقف دعم الميليشيات المسلحة، وفي مقدمها «حزب الله»، ووقف تدخلاتها المزعزعة للاستقرار في المنطقة، إضافة إلى البنود المتعلقة بالموضوع النووي! ليس خافياً على أحد، وخصوصاً المسؤولين في طهران، أن الذي أدى إلى الاتفاق النووي مع إدارة باراك أوباما عام 2015، ثم ألغاه ترمب معتبراً أنه أسوأ اتفاق في التاريخ - كان العقوبات الأميركية على طهران، التي لا تساوي نصف حجم العقوبات الجديدة التي فرضها ترمب، وبدأت في 4 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، ثم دخلت يوم أمس (الجمعة) مرحلة تصفير تصدير النفط الإيراني، عندما ألغيت فترة السماح الاستثنائية، التي كانت قد منحت إلى 8 دول. هي الصين والهند واليابان وتركيا وكوريا الجنوبية وإيطاليا وتايوان واليونان. وتعرف هذه الدول الآن جيداً أن التوازن في سوق النفط سيبقى مضموناً ومستقراً! على هامش هذه الأزمة المتصاعدة، يستمر عبور عشرات ناقلات النفط في مضيق هرمز بهدوء، بينما تتهادى في المتوسط حاملتا الطائرات الأميركيتان «أبراهام لينكولن» و«جون ستيفينس» والسفن المرافقة لهما. وتقول المتحدثة باسم الأسطول الأميركي السادس إميليا أومايام؛ نجري مناورات واسعة النطاق تهدف إلى تعزيز القوة الرادعة وتوفير الضمانات الأمنية لحلفائنا والدفاع عن مصالحنا.

وإذا كان السفير الأميركي في موسكو جون هانتسمان، يقول إن كل حاملة طائرات في المتوسط بالقرب من الخليج «تحمل 100 ألف طن من الدبلوماسية الدولية»، فإن هذا الكلام لا يزعج الروس بالضرورة، وإن ردّ عليه سيرغي لافروف شكلاً، بل يريح الروس ضمناً، وهم المنهمكون في ترتيب صفقات تبادل الأسرى والرفات بين إسرائيل وسوريا، على قاعدة هدفها العميق اقتلاع إيران من سوريا! وسط كل هذه التطورات والتهديدات بإغلاق هرمز، يستمر نوع من الجدال الداخلي المتوتر والمتناقض بين المسؤولين في طهران، التي تدرك جيداً مدى الخيارات الخانقة التي باتت تواجهها، ليس بسبب تفاقم الأزمة الاقتصادية التي تطبق عليها فحسب، بل بسبب عدم التوصل بين الإصلاحيين والمتشددين إلى تفاهم على طريقة مواجهة هذه الأزمة، وخصوصاً الآن بعدما أدرج ترمب «الحرس الثوري» على قائمة الإرهاب. إن متابعة دقيقة لتطور المواقف الإيرانية يؤكد وجود تناقض ضمني في الخيارات. صحيح أن الرئيس حسن روحاني كان قد لوّح بقبول العودة إلى طاولة المفاوضات، إذا أوقفت الولايات المتحدة العقوبات واعتذرت من إيران، وأن محمد جواد ظريف كان قد لمح إلى إمكان قيام مفاوضات بعيداً عن الشروط والإملاءات، وصحيح أن طهران وجّهت رسائل إلى جهات دولية وأميركية حول رغبتها في التفاوض، ولكن المتشددين يقفون بالمرصاد، عندما يعتبرون الآن «أن التفاوض في ظل الظروف الراهنة استسلاماً محضاً، ولن نرضخ لهذا الذلّ»، بما يوحي أن أي عملية تفاوض ستتم تحت الشروط الأميركية الـ12 التي تعيد إيران إلى حجمها الحقيقي!

في الثاني من يوليو (تموز) من العام الماضي، عاد روحاني إلى لغة التهديد بإغلاق مضيق هرمز، خلال زيارته إلى سويسرا، إذا مُنع تصدير النفط الإيراني، ويومها كانت الدول بدأت إلغاء عقودها مع طهران. وفي اليوم الثاني وجّه إليه قائد «فيلق القدس» قاسم سليماني خطاباً يقول بالحرف: «أقبّل يدك للإدلاء بمثل هذه التصريحات الحكيمة التي جاءت في وقتها»، لكن رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان حشمت الله فلاحت بيشه، قال إن إيران لا يمكنها إغلاق المضيق الذي يعد من أهم الممرات المائية في العالم، وإن طهران لا تنوي خرق المعاهدات الدولية، لكن إجراءات واشنطن لا تحترم هذه المعاهدات.

استمرت التهديدات الإيرانية بإغلاق هرمز، وخاطب روحاني ترمب نهاية يوليو الماضي بالقول: «لا تلعب بالنار، لأنك ستندم. السلام مع إيران أم كل سلام، والحرب معها أم المعارك»، فردّ عليه ترمب قائلاً: «إياك وتهديد الولايات المتحدة مجدداً، وإلا فستواجه تداعيات لم يختبرها سوى قلّة في التاريخ».

منذ يوليو، زادت العقوبات وتضاعفت الصعوبات الإيرانية، ليس على المستوى الاقتصادي فحسب، بل على مستوى الدور الإقليمي. وآخر الأنباء أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي ينظر إلى الإيرانيين كمنافسين على «الجبنة» السورية، أعطى مزيداً من الوقت للمقاتلات الإسرائيلية لتقوم بغارات مريحة على قواعد إيران وميليشياتها في سوريا. يوم الثلاثاء الماضي، غابت لغة التهديد بإغلاق هرمز، ليتحدث روحاني - فيما يبدو تراجعاً واضحاً وتنازلاً ضمنياً - عن «تركيع أميركا» عبر أمرين، لكنهما مستحيلان: أولاً؛ زيادة الإنتاج وتشغيل المصانع بكثافة، توصلاً إلى الاكتفاء الذاتي. هذا في حين تئن الطبقات العاملة من ارتفاع نسبة البطالة وتدني مستوى الرواتب وقيمة العملة التي فقدت أكثر من 50 في المائة من قيمتها.

ثانياً؛ تصدير النفط الإيراني «رغم أنف الولايات المتحدة»، متحدثاً عن 6 طرق تسهّل هذا، لا يعرفها الأميركيون: «إن صادراتنا لا تتم عن طريق واحد، لدينا 6 طرق أخرى لا يعرفها الأميركيون»، وهو ما دفع المراقبين إلى القول، إذا كانت طهران تملك كل هذه الطرق فعلاً، فلماذا لم تستعملها منذ الرابع من نوفمبر الماضي عندما بدأت تعاني؟! ولماذا تلوّح بإغلاق هرمز، وما يحمله الأمر من خطر حرب واسعة ضدهاً؟! ثم لماذا لم تستعمل هذه الطرق الست سابقاً، يوم حاصرها أوباما بالعقوبات لتوقيع الاتفاق الذي ألغاه ترمب؟!

ليست طهران في حاجة إلى صحيفة «نيويورك تايمز» لتذكرها اليوم بما حصل قبل 27 عاماً، وتحديداً في أبريل (نيسان) عام 1988، عندما قامت البحرية الأميركية بإغراق 3 سفن إيرانية، في عملية سميت يومها «praying mantis» نسبة إلى الحشرة الخضراء المعروفة، رداً على اصطدام حاملة الصواريخ «يو إس إس صامويل روبرتس» بلغم بحري من صنع إيراني، بينما كانت تواكب ناقلات النفط. ولهذا فالتهديد الكلامي بإغلاق هرمز شيء، ومحاولة إشعال حرب شيء مختلف تماماً! وسط كل هذا الجو المشحون، تحاول «الإطفائية العُمانية» من جديد، أن تجد مخرجاً يحُول دون انفجار الوضع، وتتحدث أوساط دبلوماسية غربية في بيروت عن مفاوضات بدأت سراً على مستوى أمني بين عسكريين من الأميركيين والإيرانيين في عمان، للحيلولة دون الانزلاق في خطوة «ناقصة» تشعل حرباً واسعة، تبدو كل الظروف مهيأة لها، ولن يكون في وسع النظام الإيراني أن يواجهها.

 

ليس البشير وحده

محمد الرميحي/الشرق الأوسط/04 أيار/2019

ما يجري في السودان لافت، حيث استطاعت جماهير الناس أن تدفع بالرئيس عمر البشير إلى خارج السلطة، رغم طول بقاء فيها، وما استعدّ به قبل ذلك من تأمين؛ في حشد شبه ميليشيات مؤيدة لحزبه وشخصه. آليات الدفع من خارج الجماهير غير معروفة، أو غير معلن عنها، أو غير واضحة؛ حتى الآن؛ هل هو «انقلاب القصر»، أم شيء آخر مناصر حقيقي لمطالب الجماهير؟ البديل ما زال تحت الاختبار، وسوف يظل كذلك إلى حين، إلا أن هناك عدداً من القضايا التي يتوجب التفكير فيها، ليس من أجل السودان فقط، ولكن أيضاً من أجل الإقليم المضطرب... قضايا أعمق من المشهد السوداني، لأنها تتجاوزه، أو لأنه جزء من المشهد وليس كل المشهد. القضية الأولى هي مستقبل «الإسلام السياسي» في المنطقة، فقد استعمل الإسلام السياسي مطية للحكم، ليس في السودان فحسب؛ ولكن في عدد آخر من الدول. الإسلام بصفته ديناً وعقيدة للجماهير باقٍ. التحدي في الفكر الضيق والإقصائي؛ حيث اختُطف من مجموعات صغيرة. ما تم في السودان أخيراً، وفي مصر قبله، أن تلك الجماهير اكتشفت استخدام الإسلام مطية للوصول إلى الحكم، حيث لم يقدم حاملوه حلولاً حقيقية لمشكلات الجماهير الحياتية... أقصى ما قدموه هو إحالة حل المشكلات إلى الدار الآخرة! لم يقدموا حلولاً صحيحة لمشكلات العمل والإنتاج والاقتصاد والتعليم والسكن وتنظيم المجتمع أو التعامل الصحي في العلاقات الدولية؛ بل توسّلوا القمع والتهميش وتعميم أفكار خارج العصر، وحتى إشعال الحروب.

السؤال: هل للنخب السودانية التي قامت بتحريك التغيير برنامج حديث قائم على بناء الدولة الوطنية العادلة، أم هي كغيرها ممن عرفنا من قوى التغيير، تعرف ما تريد، ولكن ليس لها برنامج لما تريد، فيدبّ بين أطرافها الشقاق؛ الذي هو من أمراض المعارضة العربية المستعصية، وتبدأ في تهميش الآخر حتى تصل إلى أو تسلم إلى سلطة قمعية لا تختلف عن السلطة التي قامت ضدها؟ تلك المعضلة واجهت من طالب بالتغيير ونجح جزئياً منذ عقد من الزمان، كما تواجه كل قوى تطالب بالتغيير في الجزائر وليبيا، وهي معضلة قد تقدم لنا التجربة السودانية حلاً لها بعد عناء، ولكن المراهنة هنا يجب أن تتم بتحفظ.

القضية الثانية: ماذا عن النشطاء والمنتسبين إلى «الإسلام السياسي»؟ من الخطأ التقليل من وجودهم، فقد أصبح لهم مرتكز اجتماعي؛ بعضه مؤمن بطريقتهم في التفكير السياسي، وبعضه لم يجد البديل الصحيح، خصوصاً أن سلّم موسيقاهم يعزف على مفاهيم تراثية قريبة إلى قلوب الناس، وإن غرر بهم، كما أن لهذه الحركة مناصرين من دول تمدها بالدعم المادي والمعنوي، والحركة من جهة أخرى تعتمد في تمددها على أخطاء الآخرين السياسية وعلى كمية من الجهل بالدين الصحيح وتفسير يعتوره الإقصاء... هل من الممكن لتلك الجماعات، على تعدد ألوانها، أن تفكر من جديد في منهجها وتتخلى عن مجمل أفكار ثبت عدم فاعليتها؛ لا تعترف بالدولة الوطنية، ولا تسمح بالديمقراطية داخلها، أم تظل متشبثة بأن طروحاتها هي الحل وأن سبيلها إلى السلطة هو الانقلاب على القائم «الجاهلي في نظرها»! فتتحول بعض أطرافها إلى العنف؟ أي إسلاموية أممية مقاتلة، تجلب إلى جميع المسلمين ظلال الشك والتحفز الدولي؛ ليس في أوروبا وحدها، بل وفي سريلانكا والفلبين... وغيرها من المجتمعات، كما شهدنا مؤخراً.

القضية الثالثة: تواجه دول عربية طالها التغيير، أو لم يطلها، معضلة موقع الدين في الأجندة الوطنية، وهي معضلة غير محسومة حتى الآن، رغم مطالبة البعض بما عرف بـ«الإصلاح الديني» الذي لم تبذل تجاهه موارد وتصمم له برامج أو توضع له فلسفات، ربما على العكس؛ يتكاثر السياسيون على أبواب مدارس التراث، وتروج مداهنة الإعلام لمن يعرفون في ثقافتنا الحالية بـ«الدعاة». لم يتوقف أحد ليسأل: كيف يكون هناك «دعاة» في مجتمع أغلبه مسلم وكله مؤمن؟ وجود الدعاة ظاهرة تناقضية؛ قد تكون محقة في مجتمع يفترض أن كثيراً منه غير مؤمن! وهو افتراض مضلل. هؤلاء يشترون بالدين أثماناً قليلة، ويستخدمونه لتكسب سياسي في كثير من الأوقات، وتوظف فيه مؤخراً بكثرة وسائل التواصل الاجتماعي، والمجتمع العربي، حتى الآن، بمؤسساته لم يناقش بوعي مستوى وكمية جرعة الانسياق وراء غير المعقول أو الملتبس من التراث، فالمجتمع العربي أغلبه مسلم وفيه من الديانات المؤمنة الأخرى، ولا يجوز الافتراض أن كل تلك الكتلة البشرية لا تعرف دينها وتحتاج إلى «دعاة» تلفزيونيين أو «تويتريين»؛ كثير منهم حتى غير مؤهل وغير قريب من فهم التاريخ الديني الصحيح. كما أن الإسلام نفسه لا يعترف بوسطاء بين الفرد وربه. هذا الأمر يحتاج إلى جهود حثيثة وجادة واستراتيجية للتعرف على الدين من خارج إطار التبسيط من جهة؛ والغلو من جهة أخرى، لتقديم ذلك المفهوم الصحيح والصحي للدين بعيداً عن التوظيف السياسي أو المصلحجي الضيق.

القضية الرابعة: تحت وطأة العولمة والتحديث، فإن سديم الإسلام السياسي لم يعد موحداً، إلا إنه يواجه بدرجاته معضلة التكيف مع الحداثة، فإن هو سار نحوها فقدَ القدرة على التحشيد، وإن بقي في التحشيد فقدَ القدرة على التحديث. ما هو ظاهر أمام أعيننا اليوم أن التمسح بحكم الإسلام السياسي يرزح تحت مطرقة التشدد والغلو والشخصنة، كما في إيران وفي تركيا إلى حد أقل على مستوى الدول، لأنه إقصائي بطبعه ومتناقض مع الديمقراطية في داخله وخارجه، بل يصل الأمر إلى حد تأليه القيادة وتنزيهها. فإعادة بناء المجتمعات التي ضربتها موجة التشدد والشعبوية، باتجاه الحريات العامة والعدل الاجتماعي ليست عملية هينة، وإحلال الانتخابات بديلاً للانقلابات يحتاج إلى تهيئة ثقافية مجتمعية عميقة، والطموح أن تتحول المجتمعات التي ضربتها الديكتاتورية إلى أنظمة متطورة وحديثة تكون منعتها من داخلها وتقف حجر عثرة ضد الوقوع في التشدد. تلك المراهنة التي لا تقف فقط عند إزاحة البشير من الحكم، بل تتعداها إلى استراتيجية واعية وعمل ثقافي عميق، وجب التفكير فيها لمواجه تلك الموجة من العنف الهمجي. آخر الكلام: أهم اكتشاف نضالي حققه الجزائريون والسودانيون أن النضال السلمي هو الطريق الفضلى للوصول إلى وطن عادل، لأن العنف سبيل الخاسرين، وعادة يتفوق فيه الطغاة.

 

أسابيع مصيرية في ملفات البيت الأبيض الدولية

راغدة درغام/04 أيار/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/74491/%D8%B1%D8%A7%D8%BA%D8%AF%D8%A9-%D8%AF%D8%B1%D8%BA%D8%A7%D9%85-%D8%A3%D8%B3%D8%A7%D8%A8%D9%8A%D8%B9-%D9%85%D8%B5%D9%8A%D8%B1%D9%8A%D8%A9-%D9%81%D9%8A-%D9%85%D9%84%D9%81%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%A8/

تتّضح معالم التشدّد لدى الرئيس الأميركي دونالد ترامب وادارته بالذات نحو فنزويلا والجمهورية الإسلامية الإيرانية حيث تتصاعد لغة استخدام القوة العسكرية إذا تطلّبت الضرورة. الأيام المقبلة قد تشهد نقلة نوعية في المواقف والإجراءات الأميركية ازاء البلدين ما لم يتم الانتقال السلمي في السلطة في كراكاس، وما لم تقرر طهران ان مصلحتها تقتضي المهادنة وليس رفع سقف التحديات رداً على تطويق واشنطن لها نفطياً بالذات بإجراءات إيرانية في مضيق هرمز. الموقف المتشدد الآخر ستتخذه واشنطن نحو "الاخوان المسلمين" حيث تنوي تصنيف هذه الجماعة "إرهابية". هذا سيثير سخط أنقرة وقد يؤدي بالرئيس التركي رجب طيب أردوغان الى المزايدة أكثر فأكثر في دعمه لصديقه في كراكاس نيكولاس مادورو الذي حوّل الشعب الفنزويلّي الى فقير وجائع فيما كانت فنزويلا بين أغنى الدول في أميركا الجنوبية. بين أصدقاء مادورو كل من بشار الأسد، وقيادات إيران المتشدّدة والمعتدلة، الى جانب أمثال قادة بوليفيا ونيكاراغوا وكوبا. رئيس كولومبيا، ايفان دوكي، دعا الجيش الفنزويلّي الى الانضمام الى زعيم المعارضة خوان غوايدو الذي تدعمه أغلبية دول أميركا الجنوبية والدول المجاورة وكذلك الولايات المتحدة وأغلبية الدول الغربية. مسألة دعوة الجيش الى دعم الحراك المدني الذي يقوده غوايدو لافتة لأنها، واقعياً، عمليّة. ذلك ان الانتقال من الاستبداد وحكم التطرّف الديني والعسكري الى حكمٍ مدني يبدو شبه مستحيل ما لم يتم عبر المؤسسة العسكرية. هكذا هو الحال في السودان وفي الجزائر وكذلك في ليبيا حيث الحسم العسكري يبدو ضرورياً، واقعياً، بينما في السودان فرصة قيّمة لتحقيق توافق بين المدنيين والعسكريين على سابقة حيث لا تبقى المعادلة حصراً الخيار بين حُكم "الاخوان المسلمين" وبين الحُكم العسكري. في طيّات كل هذه التطورات، بالذات في الساحة الفنزويليّة، تتعرّض العلاقات الثنائية بين واشنطن وموسكو الى اهتزاز وزعزعة وسط تبادل الاتهامات والتحذيرات من "عواقب". كل هذا يحدث في أجواء أميركية ملتهبة حيث بدأت حملات الرئاسة الأميركية وسط انقسامات شعبية عميقة ووسط ضعف بنيوي في صفوف الحزب الديموقراطي ومزايدات في ملف السياسات الخارجية بدءاً بملف فنزويلاّ، مروراً بدفاع البعض عن "الاخوان المسلمين"، وانتهاءً بموضوع اليمن الذي تبنّاه نائب الرئيس الأسبق باراك أوباما، جو بايدن، وسيلةً للتهجّم على دونالد ترامب. بايدن هو نفسه من دعم صعود "الاخوان المسلمين" الى السلطة باسم الديموقراطية ودعم اقتناصهم "الربيع العربي"، وهو نفسه الذي دعا الى تقسيم العراق كسياسة أميركية.

التصعيد الأميركي – الإيراني، حسب مصادر مطّلعة، سيدخل مرحلة التأهب هذا الأسبوع. الرئيس دونالد ترامب ينوي الاعلان عن التزام الولايات المتحدة بإجراءات متشدّدة نحو الدول التي تخرق التطويق النفطي لإيران وتستمر في استيراد النفط رغم انهاء فترة الإعفاءات من العقوبات. إجراءات تتضمن عقوبات نحو هذه الدول. ينوي، حسب المصادر، انذار طهران ألاّ تتخذ أية إجراءات انتقامية بالذات في مضيق هرمز أو نحو الصادرات النفطية للسعودية أو غيرها من الدول العربية الخليجية. تقول المصادر نفسها ان معلوماتها الآتية من طهران تفيد أن الأجواء الإيرانية مفعمة بالجهوزية للانتقام من تضييق الخناق الأميركي على الصادرات النفطية الإيرانية وان إجراءات ضرب جهاز خط الأنابيب الى مصافي النفط السعودية باتت في حال التأهب.

ما نقلته هذه المصادر عن أجواء البيت الأبيض وأجواء مرشد الجمهورية الإيرانية علي خامنئي و"الحرس الثوري" المتشدد تنذر بالأسوأ. ولكن، هناك رأيان: رأي يعتقد ان القيادة الإيرانية لن تصعّد مهما صعّدت إدارة ترامب لأنها تدرك أن ترامب لن يتردد بإجراءات عسكرية ضد إيران. ورأي آخر يقول ان إجراءات دونالد ترامب ستؤدي الى انهيار وجودي للنظام في طهران، وبالتالي، لن يتردد المتشدّدون في تدمير السقف على رؤوس الجميع، على نسق عليّ وعلى أعدائي.

ما يحذّر منه مسؤولون أميركيون هو عواقب عدم أخذ الرئيس الأميركي بجدية. فإذا تحدث بلغة الاستعداد لإجراءات عسكرية ضد الجمهورية الإسلامية الإيرانية رداً على إجراءات لها في مضيق هرمز أو نحو مصافي النفط - كما هو متوقع قريباً – فإنه يعني ما يقول. وهذا ينسحب على تحذيرات البيت الأبيض لكل من الدول التي قد تغامر باستيراد النفط الإيراني وكذلك للتنظيمات التي تتخذ أوامرها من طهران وعلى رأسها "حزب الله" في لبنان.

هناك مؤشرات واضحة على استعداد واشنطن لرفع الغطاء عن لبنان. في السابق، أعطت واشنطن لبنان غطاءً أمنياً باعتبار ان انهياره ممنوع. اليوم، ترى إدارة ترامب ان الأطراف اللبنانية داخل السلطة وخارجها استغلّت ذلك الالتزام الأميركي وبالغت كثيراً في تكييفه لمصالحها. وبحسب مسؤولين معنيين، نفذ الصبر الأميركي وبات هناك استعداد جدي لرفع الغطاء مهما كان الثمن الذي يدفعه لبنان طالما لا يتصدّى اللبنانيون لـ"حزب الله" لإيقافه عن وضع المصالح الإيرانية فوق المصلحة اللبنانية. إسرائيل تريد توظيف الفرصة المؤاتية للتخلّص من الصواريخ الإيرانية التي يسهّل "حزب الله" تصنيعها في لبنان بالذات لأن إدارة ترامب طفح كيلها وهي مستعدة لرفع الغطاء الأمني عن لبنان. فلا يعنيها تدمير البنية التحتية اللبنانية وهي في صدد تدمير مصانع الصواريخ التي تقول انها موزّعة بين بيوت المدنيين. ولن تثنيها واشنطن عن ذلك، بل ستدعمها إذا انطلقت الصواريخ الإيرانية من مواقع "حزب الله" ضد اسرائيل. فالصيف قد لا يكون هادئاً أبداً، لا على الساحة الإيرانية الخليجية ولا على الساحة الإيرانية اللبنانية ولا على الساحة الإيرانية السورية حيث يشجّع البعض أن تكون تلك الساحة موقع شلّ قدرات إيران و"حزب الله" بدلاً من تحويل لبنان الى دولة فاشلة وخطيرة.

السؤال الذي يتداوله بعض الأوساط في نيويورك وواشنطن هو آفاق فتح دونالد ترامب باب الخيار العسكري في كل من ايران وفنزويلاّ معاً وتداعيات مثل هذا القرار. الانقسام الأميركي العامودي ينطبق على هذا الأمر، كما غيره. الديموقراطيون يعارضون تلقائياً كل ما يقرره دونالد ترامب وهم سيراهنون على عدم توافر القابلية للتورّط عسكرياً، على الصعيد الشعبي.

هناك تماسك في سياسة ادارة ترامب نحو ملف فنزويلاّ حيث يتجنّب الرئيس نزعته الاعتباطية ولا يمارس هواية املاء السياسات عبر تغريداته في "تويتر" ليفاجئ الجميع. وزير الخارجية مايك بومبيو ومستشار الأمن القومي جون بولتون والمبعوث الخاص اليوت ابراهامز، سوية مع نائب الرئيس مايك سبنس، يتوافقون على الحزم الضروري في فنزويلاّ حتى ولو تطلّب التدخّل عسكرياً بقوات أميركية لفترة انتقالية محدودة يتم خلالها تأمين الحكم المدني بمساعدة الجيش الفنزويلّي الضرورية.

بومبيو وبولتون يتّهمان موسكو بالتدخل في فنزويلاّ لأن "الروس يودّون السيطرة بالفعل على بلد في هذا الجزء من العالم" كما قال بولتون. كلاهما يتهم الكرملين بالوقوف في وجه تغيير النظام في كراكس واقناع مادورو بعدم المغادرة الى كوبا. وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف يعتبر "تدخل واشنطن في الشؤون الفنزويلّية انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي" ويقول ان "استمرار هذه الخطوات العدوانية محفوف بالعواقب".

بومبيو أوضح ان الرئيس يفضّل الانتقال السلمي للسلطة لكنّه "واضح وثابت" في موقفه بأن "العمل العسكري ممكن. إذا كان ذلك ضرورياً، فستقوم به الولايات المتحدة".

حالياً، يبدو ان الانتقال السلمي مُستبعَد ما لم ينقلب الجيش الفنزويلّي كليّاً على مادورو وما لم يتخذ أصدقاء مادورو قرار التخلي عنه، أو اقناعه بالتنحّي. لا لرئيس بوليفيا ايفو موراليس، أو نيكاراغوا دانيال اورتيغا، اللذان يتبنيان مواقف متطرفة ضد الولايات المتحدة، تقليدياً، أي وزن فاعل. الوزن الحقيقي هو وزن الكرملين. فإذا قرر الرئيس فلاديمير بوتين أن فنزويلاّ جائزة ثمينة بموقعها الجغرافي، غنية بمواردها الطبيعية حيث تملك أكبر الاحتياطي النفطي في العالم، تستحق المغامرة بالعلاقات الثنائية مع واشنطن، ستزداد الأزمة اشتداداً واتساعاً. لا يهم ما يقوله أردوغان بإدانته محاولة الانقلاب "الفاشلة" التي تشبه المحاولة ضده، ولا ما يقوله وزير خارجية إيران بأن الشعب قام "بهزيمة الانقلاب". المهم ماذا سيقول الكرملين بالذات إذا قرر البيت الأبيض اعتماد الخيار العسكري.

الى حد ما، يبدو الحل في يد الجيش إذا اختار الوقوف مع الشعب للإطاحة باستبداد مادورو ودعم غوايدو رئيساً في مرحلة انتقالية الى الحكم المدني بشراكة الجيش في الاستقرار والأمن.

البعض يتهم إدارة ترامب بأنها تتبنى صعود الحكم العسكري الى السلطة في مختلف أنحاء العالم، بما في ذلك في الجزائر وليبيا والسودان. إدارة أوباما تبنّت صعود الإسلاميين الى السلطة فاعتمدت مقولة خاطئة بأن النموذج التركي هو الإسلام المعتدل، فدعمت "الاخوان المسلمين" ومشروعهم المدمِّر الذي يقوم على رفض مبدأ الفصل بين السلطات - وهو أساس الديموقراطية – ويقوم على فرض الشريعة الإسلامية على الدستور والدين على الدولة.

إذا كان الخيار حصراً بين حكم الإسلاميين والحكم العسكري، دون غير، الأفضل بالتأكيد هو الحكم العسكري المؤقت، على بشاعته، الى حين الغاء مشروع "الاخوان المسلمين" وتقزيم تطلعات الإسلاميين المتشددين.

إجراءات ادارة ترامب تضييق الخناق على كل من الحكم الديني الثيوقراطي في طهران – وهو من الشيعة – سوية مع تضييق الخناق على أمثال "الاخوان المسلمين" من السُنَّة إجراءات مفيدة. دعمها للحراك المدني في السودان لإسقاط حكم الإسلاميين والعسكر معاً الذي مثّله عمر البشير في محلّه، فكفى من استبداد ذلك الحكم المهين للسودان وشعبه.

انما من الضروري والمفيد للسودان، ليصبح نموذجاً يُقتدى به، ان تتجنب واشنطن دعم الحكم العسكري القاطع وان تحضّ على حياكة علاقة انتقالية مميّزة بين الحراك المدني الممثل "بقوى الحرية والتغيير" وبين القوى العسكرية تضمن عدم ابتلاع المؤسسة العسكرية للحكم واجهاض الثورة السودانية المدنية. تشكيلة "المجلس السيادي" هي المفتاح، وعسى أن يتوافق الطرفان على آليات الحكم، وإلا فإن الفراغ سيكون قاتلاً للسودان وطموحاته.

تهذيب العلاقة بين المدنيين والعسكريين هو التحدي الأهم والفرصة المتاحة في التحوّلات الجذرية في أماكن الانتفاضات عالمياً. كي لا يكون مصيرها كمصير "الربيع العربي".

 

06 أيار 1916: صحافة سوريا ولبنان معاً ضد جمال باشا ونظام الأسد

يوسف بزي/موقع تلفزيون سوريا/04 أيار/2019

في السادس من أيار عام 1916، قامت السلطات العسكرية العثمانية في وقت واحد بإعدام حوالي 22 مواطناً في كل من "ساحة البرج" ببيروت، و"ساحة المرجة" في دمشق. وقبل هذا التاريخ وبعده، أعدمت المحاكم العرفية العثمانية العشرات ممن أدانتهم بالتهمة نفسها: الخيانة.

والمعدومون هؤلاء، من السوريين واللبنانيين، هم من خيرة الصحفيين والمتعلمين والوجهاء السياسيين المحليين ونخبة المثقفين. ويجمع بينهم انحيازهم لأفكار النهضة والإصلاح ودعوتهم إلى الاستقلال والتحرر، على تفاوتهم وتباينهم في تأويلهم لهذه الأفكار.

والثابت في الذكرى أنها تؤرخ لحظة نهاية الإمبراطورية العثمانية وخسارتها لولاء "رعاياها" ونفاد شرعيتها. فما عاد لديها من مسوغات السيطرة والحكم سوى قوة العنف العاري والعسف والترهيب. وفي المقابل، تؤرخ هذه الذكرى لحظة التضحية التي بذلتها طبقة اجتماعية جديدة، ولدت ما بين منتصف القرن التاسع عشر ومطلع القرن العشرين، عمادها ما يعرف باسم "رجال النهضة". وهؤلاء أصل ولادة الصحافة في بلاد الشام وبلاد النيل.

وتنكب هؤلاء التبشير ببناء أوطان وإصلاح حال المجتمعات وتهذيب الأخلاق وبث قيم الحرية والتقدم والمساواة، وسوى ذلك من أفكار في السياسة وفي بناء الدول وأنماط الحكم، تجاوزاً لسبات تاريخي استمر قروناً من الانحطاط.

ورغم إعدامهم، فإن انهيار السلطنة العثمانية ونهايتها بعد سنتين من تعليق المشانق في بيروت ودمشق، أفضى إلى سيادة تفاؤل تاريخي، رغم الانتدابات الأجنبية والثورات والاضطرابات أو بالتضافر والتفاعل معها كمخاض ثوري وتغييري.

وترسّخ الصحفيون كقوة اجتماعية وثقافية وسياسية، تنسج الصلة ما بين السلطة (وإنتاجها) وعموم المواطنين، وتصنع هذا الكائن الجديد المسمى "الرأي العام".

وفي كل الأحوال، ترسّخت الصحافة كأداة هائلة التأثير في التعبير العام الحر وفي توطين ممارسة النقد والرأي والمراقبة والمحاسبة، كما في عرض الحال وتداول الأخبار والمعرفة والأفكار. وترسّخ الصحفيون كقوة اجتماعية وثقافية وسياسية، تنسج الصلة ما بين السلطة (وإنتاجها) وعموم المواطنين، وتصنع هذا الكائن الجديد المسمى "الرأي العام".

ومنذ العشرينات وحتى وصول "حزب البعث" إلى السلطة في سوريا، كانت الصحافة وكان الصحفيون شركاء في رسم السياسة ويومياتها، وفي تأسيس الأحزاب والنقابات والجمعيات، كما في مهام توطيد الكيان الاستقلالي الوليد. بل إن المعارك الكبرى، كجلاء الانتداب أو كتابة الدستور أو مواجهة الانقلابات العسكرية أو ما هو أقل خطورة كتشكيل الحكومات أو اقتراح القوانين العامة.. كان الصحفيون السوريون هم المساهمين الأساسيين فيها.

كان شرط استبداد حكم الحزب الواحد، ثم استبداد الفرد الواحد.. هو مصادرة الصحافة وإسكات الصحفيين واستقالتهم من دورهم. منذ العام 1963 وحتى العام 1970، ظلت الصحافة تنازع أمام القوة والجبروت إلى أن انهزمت تماماً مع مجيء حافظ الأسد. انتهت كل أنواع "المشاركة" السياسية. وانتهى معها التعبير، وتوقفت الإرادات والمصالح عن حركتها وحل الجمود والصمت. وعلى هذا المنوال، انتهى المسار المبتدئ من العام 1916 وحل "الأبد" المفارق لحركة الزمن.

وبدلاً من ساحة المرجة والمشانق والإعدامات العلنية الممسرحة، حل المعتقل والزنزانة والرصاصة في الرأس. لا صحافة إلا ما يقوله الديكتاتور ولا صحافي إلا الرئيس نفسه.

ما حدث في دمشق، كان يجب أن يستكمل في بيروت. فبعد ست سنوات على وصول حافظ الأسد إلى السلطة، سيرسل جيشه إلى لبنان. كان بند مراقبة الصحف والدخول إلى مكاتبها وإقفال بعضها، واحداً من أبرز بنود خطة "إحلال السلام" التي نفذها الجيش السوري ما بين أواخر العام 1976 والعام 1977. وكان الخطاب السياسي الذي روجته دعاية النظام السوري أن "الصحافة اللبنانية" هي سبب رئيسي في اندلاع الحرب وتأجيجها، كذريعة لتدجينها أو قمعها.

ما حدث في دمشق، كان يجب أن يستكمل في بيروت. فبعد ست سنوات على وصول حافظ الأسد إلى السلطة، سيرسل جيشه إلى لبنان. كان بند مراقبة الصحف والدخول إلى مكاتبها وإقفال بعضها، واحداً من أبرز بنود خطة "إحلال السلام" التي نفذها الجيش السوري

وعلى الفور بدأ جهاز القتل الأسدي في اغتيال الصحفيين، أولهم نقيبهم رياض طه، ثم أبرزهم سليم اللوزي. ومن لم يُقتل كان عليه الهروب إلى المنفى. بدأ أيضاً مسلسل الخطف أو مكالمات التهديد، إضافة إلى مسلسل الترغيب والرشوة والاستتباع والتجنيد.. وحتى بعد نهاية الحرب، فإن أول حكومة لبنانية بعد اتفاق الطائف، تحت الوصاية السورية، كانت مقرراتها الأولى خطة وضعها أقرب المقربين إلى النظام السوري، الوزير ميشال سماحة، للسيطرة على الفحوى الإعلامية ومراقبة مضمون الصحافة.

وطوال أكثر من ثلاثين عاماً، عاشت الصحافة اللبنانية هذه المناخات، التي أرست "أخلاقاً" هي بالأحرى انحطاط نخر الصحافة اللبنانية إلى حد فسادها العميم. لكن، ومع ذلك، كانت تقاليد المهنة وذاكرتها تقاوم، وتمارس سلوكها الاعتراضي.

وكما كان الحال في مطلع القرن العشرين، فقط شهد مطلع القرن الواحد والعشرين الظاهرة نفسها: صحفيون ومثقفون سوريون يشتركون مع صحفيين لبنانيين في تدبيج الصفحات والمقالات والبيانات المشتركة والوثائق السياسية، في واحدة من أفضل لحظات الدعوة إلى التغيير وطلب الديموقراطية. كانت الصحافة اللبنانية حينها منبراً لربيع دمشق الأول.

وهذا الاعتراض الصحفي وروحيته، كانا المدماك السياسي الأول لانتفاضة الاستقلال اللبنانية عام 2005، وكانت رموزها المتألقة من الصحفيين والمثقفين، ومنهم جبران تويني وسمير قصير اللذين سيكونان هدفين للاغتيال.

صحفيون ومثقفون سوريون يشتركون مع صحفيين لبنانيين في تدبيج الصفحات والمقالات والبيانات المشتركة والوثائق السياسية، في واحدة من أفضل لحظات الدعوة إلى التغيير وطلب الديموقراطية. كانت الصحافة اللبنانية حينها منبراً لربيع دمشق الأول

أول ما فعلته الثورة السورية أنها ولّدت كائنين: المتظاهر والصحفي. الكائن الأول، خرج إلى الشارع والساحة. والكائن الثاني رافقه خروجاً ليصنع الصورة ويسجل الصوت ويبثهما. أما أول ما فعله النظام فهو مطاردة واعتقال وقتل المتظاهرين، مع منح الأولوية القصوى للقضاء على الكائن المسمى "المواطن الصحفي".

الناشط والصحفي في الثورة السورية، كانا في أغلب الأوقات متوحدين في الشخص ذاته. الفعل الثوري والفعل الصحفي كانا متلازمين. تماماً كما كان شهداء 6 أيار 1916، رجال النهضة وحلم التغيير وحرية والاستقلال.

وبعد مئة وثلاث سنوات على انقضاء المحاكم العرفية العثمانية واستبداد الجنرال جمال باشا، ما زال المشهد ذاته يتكرر، على طول خريطة الاستبداد العربي: الجنرال يقيم حفل الاعدامات للصحفيين، ويسلط أحكامه العرفية على العباد، ويجر الرجال إلى "سفربرلك" الحروب الخاسرة، وينزل المجاعة والفقر في البلاد.. مقيماً سلطته على انعدام الشرعية، ولا مسوغات لسيطرته وبقائه وحكمه سوى قوة العنف العاري والعسف والترهيب.

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود وغيرها

رئيس الجمهورية التقى رئيس جمعية المصارف طربيه: متفائلون بموازنة توافقية تعبر عن مصلحة البلد العليا

السبت 04 أيار 2019 

وطنية - استقبل رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، بعد ظهر اليوم في قصر بعبدا، رئيس جمعية المصارف الدكتور جوزف طربيه، وعرض معه الوضع المالي والمصرفي على ضوء التطورات الأخيرة ودراسة الحكومة للموازنة العامة.

طربيه

وبعد اللقاء، أدلى طربيه بتصريح قال فيه: "زرت فخامة رئيس الجمهورية، ضمن اطار الزيارات التي نقوم بها إلى المسؤولين، قبل سفرنا كجمعية مصارف إلى الولايات المتحدة لنتابع ما قام به النواب والوزراء الذين زاروا مراكز القرار المالي هناك، ونبحث ما يتعلق أيضا بالعلاقات المصرفية وتلك التي تعود إلى مشاكل العقوبات التي يجري تشديدها على حزب الله. وكان اللقاء مناسبة استعرضنا فيها المسائل المتعلقة بالموازنة العامة. ونحن متفائلون بأن تصدر بالنتيجة عن مجلس الوزراء موازنة توافقية يجري فيها الاستماع إلى كل أصحاب الرأي والمصالح، لأنه يجب ان تعبر الموازنة بالفعل عن مصلحة البلد العليا التي لا يمكن أن تتحقق إلا بالتوافق ومراعاة كل الحاجات التي يجب مقاربتها من خلالها. وتوقفت بصورة خاصة عند موضوع الضريبة على الفوائد، فبرأينا ورأي الاقتصاديين الذين يدرسون الأوضاع معنا، فإنه لا يمكن فرض ضرائب اضافية في وقت الأزمات الاقتصادية. من هنا فإنه بالنسبة إلى الودائع الموجودة وتلك الآتية إلينا، لا يجب ان يتحول النظام الضريبي اللبناني إلى نظام طارد للاستثمارات. نحن نريده ان يكون نظاما جاذبا للودائع. وبالنسبة إلى تخفيض الفوائد على الودائع، فإنه بمجرد ان تظهر في الأفق انجازات سواء كانت على صعيد الموازنة أو لجهة ترقب تنفيذ خطة الكهرباء أو ما وعدنا به من بدء التنقيب عن الغاز والنفط في نهاية العام، فإن كل هذه الاشارات الايجابية عندما ستبدو مؤكدة، ستنخفض الفوائد وسيستفيد من ذلك ليس القطاع العام فحسب انما أيضا الاقتصاد بشكل عام".

أضاف: "نحن هدفنا الأول ومصلحة لبنان الأولى هي في عودة النمو إلى اقتصادنا، وعودة دوران عجلته. هذا الأمر سيكون بالفعل موضع عناية ومتابعة كي نصل به إلى نتيجة ايجابية. وقد تكلمنا أيضا في مسألة توقف موظفي مصرف لبنان عن العمل في الأسبوع المقبل. هذا أمر يجمد العمل المصرفي، لأن المصارف تضع سيولتها النقدية في مصرف لبنان وتأخذها منه لتسيير عملها اليومي. من هنا لا يمكن أن يقفل مصرف لبنان أبوابه من دون أن تتأثر المصارف وجمهورها بذلك. وقد تمنينا على فخامته بأن يضع أيضا اصبعه على هذا الملف كي تتم معالجته في أسرع وقت، لأن موضوع العمل المصرفي حساس بالنسبة إلى المواطنين وإلى البلد واقتصاده، لا سيما في هذه الظروف الدقيقة التي تتوجه فيها كافة الأنظار إلى الشأنين المالي والاقتصادي".

وردا على سؤال حول ما اذا كان بالامكان طمأنة المواطنين ازاء القلق الذي يساورهم من زيادة الضرائب وامكانية ان تطاول الفقراء أكثر من غيرهم، أجاب: "لا يمكننا أن نحسن توازن الموازنة من دون ان يحصل بعض التصحيح الضريبي، ولكننا نريد الا تكون هذه الضرائب معرقلة للاقتصاد او تعمل ضد النمو. ففي الأصل الضريبة هي أداة سياسة اقتصادية وليست فقط اداة جباية. من هنا يجب ان تتم مقاربة الموضوع وفق هدف أعلى للموازنة يقوم على اعادة انماء الاقتصاد وجذب السيولة والودائع إلى لبنان وعودة الاقتصاد اللبناني إلى تحقيق معدلات النمو السابقة، ولبنان يستحق ان يعود وينتج في هذا السياق". وردا على سؤال آخر حول رده على الجو السائد الذي يوجه اصابع الاتهام إلى المصارف التي تشكل ركنا أساسيا للاقتصاد اللبناني، وعما إذا كانت مستهدفة اليوم مع ما يعني ذلك من خطر على الليرة والودائع، أجاب: "لقد استمعتم إلى حاكم مصرف لبنان الذي يدير السياسة النقدية، وقد أعطى التطمينات في هذا الاطار. وهو لا يزال يعطيها منذ 25 سنة، وقد نجح بالفعل في أن تكون واقعية وحقيقية. أما بالنسبة إلى الهجمة على المصارف وجمعية المصارف، فإننا نعتبر ان هذا الاستهداف له أسباب لا علاقة للمصارف بها، بل هو استهداف للبلد ولاقتصاده. وأنا أسأل: ماذا يمكن ان يقال عن المصارف التي تمول الاقتصاد اللبناني وحجم تسليفاتها له تفوق الدخل القومي في لبنان، كما أن حجم تسليفاتها للخزينة أبقت الدولة اللبنانية مستمرة برواتبها ورواتب اجهزتها؟. إن كل ما تقوم به الدولة منذ 25 سنة إلى اليوم قائم في جزء كبير منه على التسليف المصرفي. والمصارف هي في هذا المستوى من النجاح والقدرة والاشعاع داخل مجتمعها، وذلك من خلال تمويلها مشاريع التنمية الاجتماعية والفرق الرياضية ودعم مؤسسات الاعانة والصحة، وغيرها، وهذا الدور نحن فخورون به. نحن لا نريد ان ندخل في جدل مع أحد حول هذا الأمر، فالمجتمع اللبناني واع للدور الذي تلعبه المصارف وهو يمحضها بالمقابل ثقته، بدليل ان فيها ودائع تفوق قدرة أي قطاع مصرفي آخر".

 

جعجع من زحلة: الأوضاع في المنطقة غير هادئة ويجب أن يكون القرار الاستراتيجي بعهدة الدولة وألا تسمح لأي فريق داخلي باستجرار الخطر على لبنان

السبت 04 أيار 2019/  وطنية - أكد رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع أنه يتوافق مع "رأي المواطنين، في أن قسما ممن يناقشون الموازنة اليوم، كانوا هم السبب في وصول البلاد، إلى الوضع الراهن، إلا أن هذا الكلام، لا يفيد الآن، ويجب علينا جميعا، أن ننكب لنجد مخرجا للأزمة"، وقال: "إنني دائما ما كنت، وسأظل مع مبدأ المحاسبة، إلا أن المحاسبة في السياسة، بخلاف ما يعتقد الناس، تكون في صناديق الاقتراع، لا قاعات المحاكم فقط". كلام جعجع، جاء في دردشة مع الصحافيين، الذين التقاهم خلال الزيارة التفقدية، التي يقوم بها إلى مدينة زحلة في البقاع الأوسط، والتي بدأها صباحا، بلقاء مع أعضاء مكتب منسقية زحلة في "القوات"، ومن ثم مع رؤساء المراكز واللجان في منطقة البقاع الأوسط، وذلك في حضور الأمين المساعد لشؤون المناطق جوزيف أبو جودة ومنسق المنطقة أنطوان القاصوف. ويكمل جعجع زيارته المدينة، حيث يستمر في استقبال وفود من مختلف الأجهزة الحزبية في المنطقة.

وردا على سؤال، أجاب: "زيارتي إلى زحلة، ليست بالمفاجئة أبدا، باعتبار أنني دائما في زيارة مستمرة لها، فإما أنا في زحلة، أو زحلة في معراب. ونحن على تبادل وانسجام وتناسق بشكل مستمر، فهي دائما في البال والقلب، وكلما سنحت لي الفرصة، لا أتأخر أبدا عن زيارتها. لذا تأتي زيارتي بشكل طبيعي، خصوصا في ظل الظروف الصعبة، التي نعيشها جميعا وتعيشها هذه المدينة"، لافتا إلى أن "لزحلة رمزية خاصة، تنبع من موقعها وتاريخها وأهلها، وطريقة تعاطيهم بالسياسة، لذا أعتبرها من المدن القليلة التي فيها رأي عام يحاسب". وتطرق إلى الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط، فقال: "الأوضاع ليست هادئة، لذا على الدولة اللبنانية المجسدة بالحكومة والجيش اللبناني، أن يكون كامل القرار الاستراتيجي في عهدتها، وألا تسمح لأي فريق في الداخل، استجرار أي خطر على لبنان، باعتبار أننا نمر في مرحلة لا تحتمل أي خطأ من أي نوع كان". وردا على سؤال، عن رأيه بموقف رئيس "الحزب التقدمي الاشتراكي الوزير وليد جنبلاط إزاء مسألة لبنانية مزارع شبعا"، طلب "ترك هذا الموضوع للنقاش لاحقا"، مؤكدا أن "التحالف مع الحزب الاشتراكي عميق، ونحن متفقون على الجوهر، والتفاصيل نتركها للنقاش لاحقا".

 

الأحرار: لتفادي المس بذوي الدخل المحدود والتركيز على مكافحة الهدر والفساد

السبت 04 أيار 2019 /وطنية - رأى المجلس السياسي ل"حزب الوطنيين الأحرار"، في بيان أصدره بعد اجتماعه الأسبوعي برئاسة نائب الرئيس روبير الخوري وحضور الأعضاء، ان "على الموازنة ان تحقق هدفين، الأول يتعلق بالإصلاحات التي تعهد لبنان بإنجازها في مؤتمر سادر وعنوانها التقشف، والثاني تفادي المس بذوي الدخل المحدود والتركيز على مكافحة الهدر والفساد". واعتبر المجتمعون "انها ساعة الحقيقة التي لا تحتمل المزايدات والشعبوية وتصفية الحسابات السياسية، من هنا التشدد على مسؤولية كل الأطراف في مقاربة بنود الموازنة، على ان يتم إقرارها في أسرع ما يمكن سواء في مجلس الوزراء او المجلس النيابي. ومن المؤسف ان انطلاقة درس الموازنة لم تكن موفقة، إذ راح المعنيون يتقاذفون التهم وكل واحد يسعى الى تبرير ساحته ملقيا باللائمة على الآخرين. هذا التصرف يحرض الشارع على التحرك دفاعا عن حقوقه غير عابئ بالتداعيات الاقتصادية والمالية مما ينذر بأسوأ العواقب". وسألوا "في غمرة مطالب مكافحة الفساد" عن "الفاسدين الحقيقيين، أولئك الذين جمعوا ثرواتهم بشكل غير مشروع، علما ان هذا المطلب حاضر اليوم في المواقف حتى لدى الذين يجب ان يستهدفهم نظرا لارتكاباتهم التي لا تخفى على السواد الأعظم من اللبنانيين. واننا مع تأييدنا محاربة الفساد ننبه الى انها مسار طويل ومعقد ولا يمكن تحقيقها في فترة زمنية قصيرة. فالمطلوب اليوم تفادي الإنهيار الاقتصادي والمالي باللجوء الى وسائل غير تقليدية وفي طليعتها إشراك القطاع الخاص مع القطاع العام في تنفيذ الخطة الإنقاذية، والمباشرة بتحقيق اللامركزية الإدارية الموسعة التي تسهم في إيجاد الحلول لعدة مشاكل يعانيها الوطن".

كما حذر المجتمعون من "استفحال الأخطار البيئية التي لا تقل عن المشكلات الاقتصادية والتي تلف الوطن على كامل مساحته، وإن أقل ما يقال فيها انها تسبب أمراضا قاتلة من جهة وتضرب الثروات الطبيعية من جهة أخرى. ونلفت الى ان التصدي لها سهل إذا وجدت الإرادة لدى المسؤولين إذ انها غير مرتبطة بظروف خارجية ومعالجتها وطنية صرف. مع الإشارة الى ان التصدي لها يعني في نفس الوقت مكافحة الفساد التي سبق الكلام عنها. ونؤكد انه يجب عدم حصر المعالجات بوزارة واحدة بل يقتضي اعتبارها خطرا عاما يستدعي تضافر الجهود لدى كل المؤسسات الوطنية إضافة الى منظمات المجتمع المدني وهيئاته".

 

قطار لاذاعة لبنان: لتغيير الثقافة الريعية ولمشاركة القطاع المصرفي في الحل لمدة 3 سنوات الى الامام

السبت 04 أيار 2019/وطنية - اعتبر الوزير السابق ديميانوس قطار في حديث الى برنامج "لبنان في اسبوع" الذي تعده وتقدمه الزميلة ناتالي عيسى عبر "اذاعة لبنان" ان "ما يعتبره البعض من ان الموازنة هي عبارة عن انجاز انما هو في الواقع واجب ليس اكثر، لكن الايجابي في الموضوع انه للمرة الاولى هناك نقاش له طابع من الجدية حول بعض البنود وفي اماكن اخرى هدوء مدعوم من رؤساء الاحزاب والكتل، لانه ليس هناك مستقلون في مجلس الوزراء ولا توجد معارضة ضخمة في مجلس النواب". ورأى "ان النهج الذي نسير به قد يوصل الى توحد اركان السلطة باتجاه انتاج موازنة من دون الاصغاء الى اي ديناميكية اعتراضية مستقبلية وهو امر واضح من الآن"، معتبرا "ان هناك جدية بالوصول الى موازنة لتخفيض العجز وجدية بأن تتحمل الاطراف بشكل شبه اجماع على تخفيض هذا العجز، واننا بانتظار قطع الحساب وهو امر مقلق للقيمين على اداء الدولة خلال المراحل السابقة". واسف "لاننا ضيعنا وقتا طويلا قبل الوصول الى هذه الاجراءات"، مشيرا الى "ان عدم اقرار الموازنة سابقا يعود الى نية اركان السلطة بالانفاق وعدم استعدادهم للجباية الجدية"، مؤكدا "ان دولة من دون موازنة لا يمكنها تطبيق السياسات". ولفت الى "ان مناقشة الموازنة على الرغم من جديتها، تتضمن نقاط خلل عدة، ومنها عدم مناقشة تحفيز الاقتصاد الذي يضعف رغم الايرادات المشكوك بها، بالاضافة الى عدم وضوح نسب التخفيض مقارنة بنسب الإشكال، اي انه عندما يكون لدينا موازنة متراكمة بكلفتها لا يمكننا فجأة اتخاذ قرار صارم وحاسم بعد زيادة الرواتب عشوائيا". ورأى "ان اللبنانيين حتى اليوم لم يثقوا بالذين يحكمون حتى لو كانت هذه الثقة موجودة حزبيا، وبالتالي فان الناس بحاجة لأن يلمسوا الاصلاحات حتى يثقوا بالطبقة الحاكمة"، مشيرا الى "ان هناك خوفا في بعض الاماكن من اعطاء الرقم الصحيح للعجز خوفا من نتيجة هذه المعرفة وفي اماكن اخرى هناك صعوبة في تكوين الارقام الصحيحة لان تكوين الدولة بعد الحرب في لبنان ذهبت باتجاه المنحى المذهبي في موضوع التوظيف اصبح يفضي الى مشكلة اجتماعية وطائفية".

وشدد على انه "لا يمكننا ادارة الموازنة ومستوى صعب من الاقتصاد اللبناني ومستوى الدين العام وتراجع الخدمات من خلال رفع الصوت فقط، بل من خلال العودة الى الارقام، فمثلا سلفة الكهرباء من خارج الموازنة تعد المخالفة الاولى من شمولية الموازنة ووحدتها"، متسائلا عن "الطرف الذي سوف يسدد هذه السلفة، فإما من خلال الجباية من الناس او من المكلفين من خلال ضرائب اضافية". ورأى قطار "ان الارقام الضخمة موجودة في عدة اماكن بينها التقاعد"، سائلا "لماذا لم تتم دراسة هذه الارقام مسبقا ولم يتم وضع الحسابات، بالاضافة الى اشكالات بالانفاق في كتلتي التربية والأمن الى جانب خدمة وتفاصيل الدين العام"، معتبرا انه "بعد الطائف زادت كتل الأمن وخدمة الدين العام والرواتب والتقاعد وان من سيمولها هي الكتلة الاقتصادية التي ضعفت مع الوقت". ولفت الى نمو القطاع المصرفي بشكل كبير في لبنان بعد الطائف، داعيا الى "ان يكون لدينا سرعة اولى تصل الى ثلاث سنوات تتولى ايقاف هذا الانهيار والسرعة الثانية بين الخمس والعشر سنوات، مهمتها اعادة تنظيم الامور وهو ما طالبنا به في العام 2007"، مشددا على "ضرورة تغيير الثقافة الريعية وضرورة مشاركة القطاع المصرفي في الحل لمدة ثلاث سنوات الى الامام".

ودعا الى "العودة الى المبادىء القانونية والدستورية وليس الى قوة الاحزاب التي تصنع القانون لان هذا الامر اوصلنا الى شبه الانهيار"، معتبرا "ان هناك خللا استراتيجيا في ثقافة ادارة الدولة وفي ثقافة الموظف الذي يعتبر ان الدولة ملجأ فقط". وشدد على "اننا مع الدولة ومع الاقتصاد الحر ومع التوازن بين القطاعين العام والخاص بشروط الدولة، لان التشابك بين السلطة والمصالح والنفوذ تقلق المواطن"، رافضا الحديث عن "ضبط الفساد من دون تسمية الفاسدين"، داعيا الى "تحديث الدولة اللبنانية وتحديث ادائها في سبيل تخفيف العجز". واعتبر "ان السلطة تحاول ان يكون لديها موازنة في الشق القانوني وموازنة اخرى في الشق المتعلق بالبنى التحتية كجسر عبور الى سيدر"، لافتا الى "ان المجتمع الدولي ينتظر من الدولة 3 امور بسيطة ومنها ضبط "مسخرة" الكهرباء وضبط العجز 1% خارج اطار ضبط الكهرباء".ورفض حماية اي موظف غير منتج في الدولة، معتبرا "ان الدولة الضعيفة تذهب باتجاه الرسوم بينما الدولة القوية تذهب الى الضرائب المباشرة، بينما نحن بتصرفنا منذ 25 سنة نظهر على اننا دولة ضعيفة، لانها لم تقل للاثرياء في لبنان عليكم البقاء في هذا البلد وعليكم دفع الضريبة وانا من سيقوم بحمايتكم وحماية ارزاقكم". وفي الختام امل قطار أنه "عندما تبدأ مناقشة الموازنة في مجلس النواب علينا ان نتأكد من ان هناك حوافز جدية للاقتصاد وتحويلا جديا لكتلة نقدية باتجاه تحفيز القطاعات، لانه في "سيدر" الكتلة الاكبر هي باتجاه البنية التحتية"، معتبرا انه "اذا لم يكن لدينا تحفيز اقتصادي لن يكون هناك استفادة كبيرة من سيدر".

 

باسيل من رأس أسطا: البعض نكاية بشريكه في الوطن ولسبب صغير خاص به يهدد الوطن كله عبر بيع موقف للخارج كلفته غالية جدا

السبت 04 أيار 2019/وطنية - واصل رئيس "تكتل لبنان القوي" وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل زيارته قضاء جبيل، فزار والوفد المرافق، بلدة رأس أسطا، حيث أقيم له احتفال شعبي امام حسينية البلدة، شارك فيه وزير الدفاع إلياس بو صعب، النائب سيمون أبي رميا، ممثل النائب مصطفى الحسيني نجله فراس، مسؤول المنطقة الخامسة في "حزب الله" الشيخ محمد عمرو، مسؤول حركة "أمل" في كسروان وجبيل المقدم علي خير الدين، منسق العلاقة بين المرجعيات الروحية و"التيار الوطني الحر" غابي جبرايل، مسؤول البلديات في "حزب الله" في جبل لبنان والشمال حسن المقداد، منسق قضاء جبيل في "التيار الوطني" أديب جبران، رئيس البلدية علي حيدر أحمد ومختار البلدة عدنان حيدر وعدد من رؤساء البلديات والمخاتير والأهالي.

علي أحمد

بداية، آيات من القرآن الكريم تلاها حسين حيدر أحمد، ثم النشيد الوطني، تبعه نشيد حزب الله، فكلمة عريف الاحتفال الإعلامي محمد الحاج حسين، ألقى بعدها رئيس البلدية كلمة، فقال: "رأس أسطا هي قرية شهداء المقاومة الإسلامية، شهداء كل الوطن، وقرية العيش المشترك. ونحن كبلدية وأهال نتشرف بحضوركم بيننا، بما تمثلون من قيم ومبادئ وطنية، والتي تجلت تفاهما عميقا، توجه سماحة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله وفخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، الرجل الوطني الشامخ، الذي نكن له كل المحبة والتقدير". وتوجه إلى باسيل بالقول: "هذه القرية ومحيطها، تحتاج إلى الكثير من التطلع والدعم للنهوض بها، وسد حاجاتها. وما نتمناه لفخامة رئيس الجمهورية ولسماحة السيد حسن نصرالله، هو طول العمر ودوام التحالف والتوافق والمزيد من العزة والانتصارات لمقاومتنا، والسلام والازدهار لوطننا الحبيب لبنان".

عمرو

وألقى عمرو كلمة رحب فيها بالحاضرين باسم "حزب الله"، وقال: "نجتمع، نلتقي، نتعاون، نتفق، وكلنا اتفاق، فهذا هو لبنان، الذي أحببناه ودرجنا على أرض ترابه وتحت سمائه. لبنان الذي سقطنا شهداء دفاعا عن أرضه وعزته وكرامته، لأننا لا نقبل له أن يكون محتلا أو مهيمنا عليه بأي قرار خارجي، فهذا هو واجبنا جميعا، ونحن دفعنا وكل اللبنانيين دما ثمن الأرض والعزة والكرامة، لكن هذه العزة لا تكتمل إلا بأن نكون مقاومة في وجه الهيمنة والسيطرة والاستقواء والغطرسة والاستكبار، وأي شيء من هذه العناوين، التي تريد أن تفرض علينا قرارا سياسيا أو اقتصاديا أو سياديا". أضاف: "لبنان الصغير رسالة للعالم، كما قال قداسة البابا الراحل يوحنا بولس الثاني، ولأننا رسالة، لا نقبل احتلالا ولا هيمنة ولا ظلا ولا استعطاء من أحد. لدينا قدرات وإمكانات كبيرة جدا جدا، نستطيع أن نغير وجه الشرق الأوسط بقدرات أبنائنا الكبيرة في كل المجالات، ولهذا نحن نثق بقيادة فخامة رئيس الجمهورية المقاوم العزيز، الذي يقف شامخا، ليترجم حركة ودم وجراحات وتعب وعرق وأفكار أبنائه، ونحن نعلم أن هناك في الداخل، من لا يريد ذلك، لكننا يدا بيد مع التيار الوطني الحر، برئاسة الجنرال العماد القائد الرئيس الشامخ الجبل، الذي لا يلين ولا يستكين نحن معه، ومع كل ما يمثله، لأننا في حزب الله، نرى أنه وجهنا الآخر المشرق، يدنا وأفكارنا، هي حزب الله الآخر الذي هو التيار الوطني الحر". وتابع: "من أرض الشهادة والشهداء، رأس أسطا، ومن أبناء كل المناطق الذين لهم أمل كبير بحركتكم التغيرية والإصلاحية التحية، لأنها حركة الأنبياء الذين دورهم في التاريخ، التغيير والإصلاح، ونحن ننظر إلى التيار الوطني الحر، أنه مصلح ومغير، ولأنه كذلك، فهو يوافق فكرنا وقاعدتنا الفكرية والدينية، ولهذا نحن معه في هذا الطريق، بشرطها وشروطها، أن يكمله إلى آخره، مهما كانت الصعاب، لأن الذي يذلل صعاب الاحتلال ويقهر إسرائيل وجبروتها، بكل أعوانها الإقلميين والدوليين، يستطيع أن يقهر الأعوان الداخليين، مهما لعبوا، وكان أخطبوطهم الواقعي على الاقتصاد، وعلى النظام الاقتصادي في لبنان". وأردف: "نحن بحاجة إلى تغيير لسياسة النظام الاقتصادي في لبنان. فالمشكلة الأساسية ليست في إصلاحات جزئية، بل بإصلاح النظام من جذوره، لأن هذا النظام وضع لأجل أن يخدم فئة خاصة، وليس لخدمة الناس والشعب، لا الفقراء، ولا حتى متوسطي الدخل، بل فئة قليلة تريد أن تستأثر بمال واقتصاد الناس، فأصبحنا نرى قهرا وظلما وفقرا شديدا، وقلة من الناس تزداد غنى، وهذا هو الخلل الكبير في المجتمع، الذي يحتاج إلى مصلح ومخلص ومغير، كيفما يكون الخلاص وبأي طريقة".

وتحدث عن "الحرمان الذي تعيشه بعض قرى بلاد جبيل، على الصعيد الإنمائي في كافة المستويات، حيث أبناؤنا يحتاجون إلى الاهتمام بشؤونهم وشجونهم"، مؤكدا أن "الأمل كبير بالوزير باسيل، لتحقيق هذه المطالب الإنمائية، لما يتمتع به من عمل دؤوب وذكاء خارق، لم نشهده في رجالات لبنان".

وختم "الحاجات والعناوين كثيرة، لكن يكفي أن نشعر نحن وإياكم، بأننا شركاء حقيقيون في هذا البلد، فأنتم استطعتم في فترة وجيزة، أن تفرضوا وتأخذوا حقوقكم، لكن يبقى لنا حق نحتاجه، وهذه الحقوق لا نريدها إلا أن نكون معكم، ويدا بيد، لنصل للبنان النموذج والرسالة والعزة والكرامة والاستقلال، وذلك لا يكون إلا بالمقاومة والجيش والشعب كله دون استثناء".

باسيل

وألقى باسيل كلمة، فقال: "تعمدت خلال زيارتي لقرى قضاء جبيل، زيارة هذه البلدة العزيزة، للحديث معا دائما من القلب والصراحة، التي تعودنا الكلام بها مع بعضنا كشركاء، لم نمر لا بالصدفة، ولا من دون قصد، بل عن قصد كامل، لنأتي ونقول لكم، إننا عندما نزور أهلنا في جبيل، من الطبيعي والواجب أن نزوركم لأنكم أهلنا". أضاف: "أنا أتحسس وأشعر مع أي إنسان يشعر أنه مظلوم وحقه مهدور، ونحن نرفض ولا نقبل الشعور بالاستثناء، في بعض الأمور، إذا ما كان لنا أي علاقة بها، فأخواننا الشيعة في جبيل، وفي كل لبنان، أعزاء كغيرهم، لا بل أحسن، وممنوع استثنائكم، كما هو ممنوع استثناء أحد في هذا البلد، فكل واحد في هذا البلد، يفكر أنه هو الأكثرية فيه، يجد نفسه في مكان آخر، أنه أقلية، فكما يتحدثون عن تحالف أقليات، نقول لهم إننا جميعنا أقلية في هذا البلد، ومهما اعتبر الإنسان أنه كبير يذهب إلى أي مساحة انتماء أوسع في قلب الوطن، أو خارجه، يرى الدور معكوسا، لذا نحن نستطيع أن نكون معا أكثرية بحقوقنا، التي تجمعنا، وهذه هي الشراكة، التي بنيناها مع بعضنا البعض، ويجب أن نكون كذلك في كل مرة". وتابع: "منذ العام 2006 حتى اليوم، هكذا كانت ويجب أن تبقى، وفي وقت الحقيقة والجد عندما كل واحد منا، يشعر أنه بحاجة للآخر، يجب أن يجده إلى جانبه، لأنه شعر بخطر أو استشعر بهاجس وجودي، أو ظلم في مرحلة معينة، يجب أن يشعر أن الآخر إلى جانبه وهذا يصح في المحطات الاساسية". وعن فترة الانتخابات النيايبة، قال: "تعلمون أننا في الانتخابات النيابية لم نكن مع بعضنا في قضاء جبيل، وكان هناك سبب لذلك، لأننا شعرنا في مكان أننا لا نتعامل كما يجب أن تتعاملوا أنتم أو العكس كذلك، وهذه هي الشراكة الحقيقية الصادقة، التي تبنى على الندية والمساواة والصراحة وإيمان الواحد بالآخر والثقة، التي لم يعد فيها حساب، لأنه يعرف أنه وقت الحقيقة، سيلاقي الآخر إلى جانبه، وهذه الشراكة تمر بتجارب، يتعلم منها الإنسان من أجل تمتينها، ولكن النتيجة يجب أن تكون ألا تشعروا أنه لا يوجد نائب في قضاء جبيل يمثلكم، بل عليكم أن تعتبروا أن نائب التيار سيمون أبي رميا هو نائبكم، سواء ربحتم أو خسرتم بالانتخابات، ستجدونه معكم، وكذلك التيار الوطني الحر، في كل مكان لا وجود لنواب لكم فيه، هو إلى جانبكم ويمثلكم وحقوقكم محفوظة، وإذا كانت هذه الحقوق مهدورة، في مكان ما، أمانة أن نعمل معا لنيلها، وأنا على يقين أنكم ستكونون إلى جانبنا، لأنه هذه هي الشراكة الحقيقية، التي تخلق شعبا مقاوما".

وأكد أن "المقاومة تحتاج إلى الكثير من الإيمان بالذات وبالآخر، فالإيمان بالذات أساسي لكي ينطلق منه الإنسان، لكنه ليس كافيا لكي يربح الشخص معركة الجماعة والوطن، وهذه المقاومة عشناها مع بعضنا بعضا في أصعب الظروف، ففي العام 2006، كانت محطة لكنها أسست لمحطات كثيرة من بعدها، جعلت هذا البلد قويا، لينتقل مفهوم المقاومة فيه من المفهوم العسكري لتحرير لبنان والحفاظ على سيادته، إلى أشكال كثيرة من المقاومة". ولفت إلى أن "رئيس الجمهورية تحدث عن المقاومة الاقتصادية، من أجل بقاء البلد، وأنا تحدثت عن المقاومة البيئية للحفاظ على لبنان الأخضر، وكذلك نتحدث عن مقاومة الفساد، حيث أننا وحزب الله متعاقدون للقيام بها سويا، لأنه لدينا الشرعية الحقيقية للقيام بها، فتاريخنا ليس ملطخا بالفساد، ولا مستقبلنا سيكون كذلك، وإذا كان الشعب اللبناني مؤمنا أن هناك من يريد أن ينتشله من الفساد، فهو هذا الذي يملك نفس المقاومة، وتاريخه يسمح له بأن يعد الناس بمستقبل واعد، خال من الفساد، وهذا هو التحدي الكبير، الذي نواجه في الأيام المقبلة، فبالقدر الذي نكون سويا، نكون على قدر آمال الناس، بأن نبني لهم دولة".

وإذ سأل "ما قيمة الحرية والاستقلال، إن لم يعطيا لدولة وشعب عيشهما في ظل قوانين واحدة ومساواة؟"، أكد أن "هذه هي الشراكة التي تبني دولة ناسها، مواطنين متشاركين في الفرح والحزن. فالشهيد هو شهيد الكل، والمنتصر هو منتصر للكل، فالأفضل لا سمح الله، أن ننهزم سويا، من أن يكون بيننا، منتصر على آخر في الداخل، لأن هذه هي الهزيمة الكبيرة للوطن، وتحمل لنا في المستقبل هزيمة من نوع آخر، لذا ننهزم كلنا مع بعضنا وننتصر كلنا مع بعضنا، وهكذا نكون شركاء ومواطنين حقيقين في بلد واحد. نعيش فيه ونتقاسم فيه، وخصوصا عندما نعرف ما يهددنا من أخطار وتهديدات، ستكون صعبة جدا علينا إن لم نعش هذه الشراكة، أما إذا جسدناها بعمل واحد مشترك، فتكون سهلة علينا من أجل مستقبل زاهر لأولادنا". وشدد على أن "هذا هو الخيار الذي لا يمكن للتيار الوطني أن يخطئ فيه، فلا يعود المهم لا الربح ولا الهزيمة، لأن الذي يختار الغريب على أهل بلده، مهما كان هذا الغريب قريبا منه، في الدين أو الثقافة، يبقى من غير أهل وطنه. هذا هو لبنان وقيمته ورسالته، التي نصدرها للخارج، وهذا هو المفهوم، الذي وللاسف، بعض اللبنانيين من أجل مصالح صغيرة، أو تفكير آني محدود، يخطئون ولا يفكرون بالمستقبل، فأخطاء الآخرين اتجاهنا بالمفرق أو الجملة كثيرة، وهي أخطاء في النهاية، باتجاه الوطن، فالبعض نكاية بشريكه في الوطن، لسبب صغير خاص به، يهدد الوطن كله، من خلال بيع موقف للخارج، تكون كلفته غالية جدا على الوطن. ولا يفكر بما سيأتي غدا، أو أن خسارة أرض من الوطن، هي خسارة لكل الوطن، ولا يفكر أن خسارة كرامة الوطن، هي خسارة لكل أهل الوطن".وختم "تأكدوا أن التيار الوطني الحر، سيكون دائما في الموقف الصحيح، لأنه سيختار وطنه وأهل وطنه، على كل الأوطان وعلى كل الشعوب". وفي ختام الاحتفال، قدم عمرو لباسيل هدية تذكارية، عبارة عن قذيفة استخدمتها المقاومة في معركة تحرير جرود عرسال في العام 2017. بعد ذلك، زار باسيل والوفد المرافق، بلدة بجة، حيث وضع إكليلا من الزهر على ضريح المناضل غالب أبي عقل، وبلدة غلبون، حيث وضع إكليلا آخر على ضريح شهيد 13 تشرين جان خوري. ومساء يلبي باسيل، دعوة عضو "التيار الوطني الحر" المهندس جان الخوري، إلى مائدة عشاء، يقيمها على شرفه في مطعم " CIECLE" في جبيل، حيث سيكون للوزير كلمة سياسية في المناسبة.

 

منصور أولم تكريما ليازجي في منيارة: عكار متألقة دائما بعيش أبنائها الواحد وبتضامنهم

السبت 04 أيار 2019/وطنية - أقام راعي أبرشية عكار وتوابعها للروم الأرثوذكس المتروبوليت باسيليوس منصور، مأدبة غداء تكريمية جامعة لبطريرك انطاكيا وسائر المشرق للروم الأرثوذكس يوحنا العاشر يازجي، في مطعم خان الصايغ في بلدة منيارة، حضرها ممثل رئيس الجمهورية العماد ميشال عون النائب اسعد درغام، النائب هادي حبيش ممثلا رئيسي مجلسي النواب نبيه بري والوزراء سعد الحريري، ممثل مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان، سفير روسيا الكسندر زاسبكين، النواب وهبي قاطيشا ووليد البعريني ومحمد سليمان، ممثل النائب الأسبق لرئيس مجلس الوزراء عصام فارس العميد وليم مجلي، الوزير السابق يعقوب صراف، النواب السابقون نضال طعمة، وجيه البعريني، رياض رحال، محمد يحيي وعبدالله حنا. كما حضر: محافظ عكار المحامي عماد اللبكي، اللواء ميلاد اسحق ممثلا قائد الجيش العماد جوزاف عون، العقيد مصطفى الأيوبي ممثلا المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء عماد عثمان، العقيد ريمون ابو معشر ممثلا المدير العام لأمن الدولة اللواء انطوان صليبا، الرائد وسيم صايغ ممثلا المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم، آمر مفرزة الاستقصاء في الشمال النقيب نبيل عوض، رئيس جامعة البلمند الدكتور الياس الوراق. وحضر أيضا: نقيب محامي الشمال محمد المراد، راعي أبرشية طرابلس والشمال للروم الملكيين الكاثوليك المطران انطوان ضاهر، ممثل راعي أبرشية طرابلس للموارنة المطران جورج بو جودة الخوراسقف الياس جرجس، رئيس دائرة الأوقاف الاسلامية قي عكار الشيخ مالك جديدة، عضو الهيئة الشرعية في المجلس الاسلامي العلوي الشيخ حسن حامد، وعدد من المطارنة الأرثوذكس في الكرسي الانطاكي، وقيادات حزبية ونقابية وفاعليات تربوية وكشفية ونسائية ومجالس الرعايا الأرثوذكس في عكار، ووفد كبير من أبناء الأبرشية في القسم السوري، رؤساء اتحادات بلدية ورؤساء بلديات ومخاتير. بعد صلاة قصيرة ألقى المطران منصور كلمة جدد فيها الترحيب بالبطريرك يازجي وبالحضور الرسمي والشعبي، ونوه ب"الصورة البهية لعكار المتألقة دائما بحضور أبنائها من مختلف الطوائف بعيشهم الواحد وبتضامنهم. والفرحة عظيمة بحضور صاحب الغبطة المبارك في منطقته". وتوجه منصور إلى "الأخوة المسلمين عامة" بالتهنئة بحلول شهر رمضان المبارك.

 

/New A/E LCCC Postings for todayجديد موقعي الألكتروني ل 04 و05آيار/2019/

رابط الموقع

http://eliasbejjaninews.com

 

عين دارة: جرائم تستحق السجن المؤبد لمرتكبها

وليد حسين/المدن/05 أيار/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/74503/%D9%88%D9%84%D9%8A%D8%AF-%D8%AD%D8%B3%D9%8A%D9%86-%D8%B9%D9%8A%D9%86-%D8%AF%D8%A7%D8%B1%D8%A9-%D8%AC%D8%B1%D8%A7%D8%A6%D9%85-%D8%AA%D8%B3%D8%AA%D8%AD%D9%82-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D8%AC%D9%86-%D8%A7%D9%84/

 

إنّه زمن لا وجَل ولا خجَل … ولأنّ اللاخجل بلغ هذا الحدّ، وصل لبنان إلى المفترق الوجودي: يبقى دولة ووطناً أو يزولط

الياس الزغبي/من أرشيف 2016)/09 نيسان/16

http://eliasbejjaninews.com/archives/74487/%D8%A7%D9%84%D9%8A%D8%A7%D8%B3-%D8%A7%D9%84%D8%B2%D8%BA%D8%A8%D9%8A-%D9%85%D9%86-%D8%A3%D8%B1%D8%B4%D9%8A%D9%81-%D8%B9%D8%A7%D9%85-2016-%D8%A5%D9%86%D9%91%D9%87-%D8%B2%D9%85%D9%86-%D9%84%D8%A7/

 

راغدة درغام/أسابيع مصيرية في ملفات البيت الأبيض الدولية

From Venezuela to Lebanon, the US faces a world of tough decisions Raghida Dergham
http://eliasbejjaninews.com/archives/74491/%D8%B1%D8%A7%D8%BA%D8%AF%D8%A9-%D8%AF%D8%B1%D8%BA%D8%A7%D9%85-%D8%A3%D8%B3%D8%A7%D8%A8%D9%8A%D8%B9-%D9%85%D8%B5%D9%8A%D8%B1%D9%8A%D8%A9-%D9%81%D9%8A-%D9%85%D9%84%D9%81%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%A8/

 

 

أسابيع مصيرية في ملفات البيت الأبيض الدولية

راغدة درغام/04 أيار/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/74491/%D8%B1%D8%A7%D8%BA%D8%AF%D8%A9-%D8%AF%D8%B1%D8%BA%D8%A7%D9%85-%D8%A3%D8%B3%D8%A7%D8%A8%D9%8A%D8%B9-%D9%85%D8%B5%D9%8A%D8%B1%D9%8A%D8%A9-%D9%81%D9%8A-%D9%85%D9%84%D9%81%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%A8/

 

 

From Venezuela to Lebanon, the US faces a world of tough decisions
 Raghida Dergham/The National/May 04/2019
 
http://eliasbejjaninews.com/archives/74491/%D8%B1%D8%A7%D8%BA%D8%AF%D8%A9-%D8%AF%D8%B1%D8%BA%D8%A7%D9%85-%D8%A3%D8%B3%D8%A7%D8%A8%D9%8A%D8%B9-%D9%85%D8%B5%D9%8A%D8%B1%D9%8A%D8%A9-%D9%81%D9%8A-%D9%85%D9%84%D9%81%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%A8/