المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكنديةLCCC/

نشرة الأخبار العربية ليوم 01 أيار/2020

اعداد الياس بجاني

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/eliasnews19/arabic.may01.20.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

أَنَا هُوَ الخُبْزُ الحَيُّ النَّازِلُ مِنَ السَّمَاء. مَنْ يَأْكُلْ مِنْ هذَا الخُبْزِ يَحْيَ إِلى الأَبَد

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياته

الياس بجاني/سرطان احتلال حزب الله هو وراء كل مصائب لبنان ولا حلول قبل حله

الياس بجاني/الثورة العنفية تخدم مخطط حزب الله الإرهابي

الياس بجاني/حزب الله وراء فوضى ارتفاع سعر الدولار وهدفه إسقاط الدولة واستلام الحكم

الياس بجاني/حزب الله لا يفهم لغة السلم ، بل لغة القوة والردع

الياس بجاني/حزب الله يحتل لبنان وباسيل وعمه وكل 08 آذار هم أدوات..البوصلة يجب أن تكون على المحتل وليس على ادواته

 

عناوين الأخبار اللبنانية

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الخميس 30/04/2020

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الخميس في 30 نيسان 2020

الحكومة تقرّ الخطة الاقتصادية.. طمعاً برضى صندوق النقد الدولي

وزارة الصحة تعلن تسجيل إصابات جديدة بكورونا... وهذا هو العدد؟

التمييز" تردّ طلب نقض حكم "العسكرية" في قضية الفاخوري

ألمانيا تصنّف حزب الله منظمة إرهابية وتحظر كافة أنشطته/الشرطة الألمانية تداهم مقرات جمعيات خيرية يستغلها الحزب كغطاء لأنشطته.

ألمانيا تحظر بشكل كامل حزب الله.. وتصنفه إرهابيا

سفير أميركا بألمانيا: يجب حرمان حزب الله من نشاطه بأوروبا

السعودية: نرحب بتصنيف ألمانيا حزب الله منظمة إرهابية

أيادي حزب الله تصل مساجد ومراكز ثقافية في ألمانيا

حزب الله" يُفشل تكوين جبهة 14 آذار

فارس سعيد : اعلان دياب طلب مساعدة صندوق النقد يأتي متأخرا ويعكس التخبط الحكومي

الحكومة اللبنانية أقرّت خطة إنقاذ وستطلب مساعدة من صندوق النقد

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

حزب الوطنيين الأحرار يحذر من المسّ بالنظام الإقتصادي الحرّ ، وبجرّ لبنان نحو الإقتصاد الموجّه وضمّه إلى منظومة إقتصاديات دول الممانعة

حركة المبادرة الوطنية: صار من الضروري ان تكون هناك معارضة سياسية جدية

الدولارات اللبنانية الى سوريا

حزب الله يسعى لتوريط الجيش اللبناني لتحميله مسؤولية الأزمة

بهية الحريري دانت التعرض للمؤسسة العسكرية والمصارف... والاحتجاجات تسفر عن 42 جريحاً

دخلنا مرحلة الإنهيار الكامل

الحكومة تسلّم بصندوق النقد والحاكم يرد بأرقامه

تجديد ولاية شبيب... نماذج "بالأرقام والوقائع" لهدر المال العام

خطة الحكومة... "الثقب الأسود" من جيوب الناس!

ثأراً لأمه.. لبناني يسدد دينه للبنك بطريق ولا أغرب

بعد ليلة مشتعلة في لبنان.. تلميح لسرايا حزب الله!

تحركات الشارع اللبناني بلا دعم سياسي... والفوضى «تملأ فراغ» الدولة

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

بأقل من يومين..إسرئيل تقصف مجددا مواقع عسكرية في القنيطرة السورية

إسرائيل تؤكد استمرار نشاطها السري لطرد ميليشيات إيران من سورية

إيران تهدَّد بضرب القواعد الأميركية في الخليج وروسيا تدعوها للتعقّل/شحنة الوقود النووي الجديدة تصل إلى "بوشهر"... ومقرب من النظام: 60 مليون إيراني يعانون الفقر

الاستخبارات الأميركية: فيروس «كورونا» ليس من صنع الإنسان

الصحة العالمية: أوروبا لا تزال في قبضة الوباء

اتهام ورد مجدداً بين الصين وترمب.. بكين مستاءة

مقرب من نظام إيران: نحو 60 مليون شخص يعانون الفقر

إيران تباشر مشروعاً استيطانياً في الجزر الإماراتية المحتلة بأوامر من خامنئي

المستشار القانوني لحكومة إسرائيل: لا مانع من تولي نتنياهو رئاسة الوزراء

اليونان غاضبة: تركيا تدفع المهاجرين إلى مياهنا

المستشار القانوني لحكومة إسرائيل: لا مانع من تولي نتنياهو رئاسة الوزراء

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

الحلقة الأولى/مجزرة بلدة عين إبل 05 أيار سنة 1920 والتي كان من نتائجها سقوط حكم فيصل واعلان دولة لبنان الكبير/الكولونيل شربل بركات

الحلقة الثانية/مجزرة بلدة عين إبل 05 أيار سنة 1920 والتي كان من نتائجها سقوط حكم فيصل واعلان دولة لبنان الكبير/الكولونيل شربل بركات

الحلقة الثالثة/الكولونيل شربل بركات/(03 من 04)مجزرة بلدة عين إبل 05 أيار سنة 1920 والتي كان من نتائجها سقوط حكم فيصل واعلان دولة لبنان الكبير/30 نيسان/2020

المقالة الرابعة والأخيرة/الكولونيل شربل بركات/(04 من 04)مجزرة بلدة عين إبل 05 أيار سنة 1920 والتي كان من نتائجها سقوط حكم فيصل واعلان دولة لبنان الكبير

حرب على الشارع السنّي.. بعد تحوله "طليعة الثورة"/نادر فوز/المدن

دياب "التكنوقراطي": البلد يضيع وهو يفتش عن المدسوسين/منير الربيع/المدن

عون و"اليوم التاريخي" في القصر الرئاسي/محمد أبي سمرا/المدن

حزب الله و7 أيار: تهديد منتهية صلاحيته/زياد عيتاني/موقع أساس

بانتظار الأفعال./بشارة شربل/نداء الوطن

رياض سلامة يعرّي حلفاء سوريا وإيران/طوني أبي نجم/نداء الوطن

حرب الميليشيات لاحتلال مصرف لبنان والاتصالات والطاقة/مارك ضو/المدن

"حزب الله سندروم"/حازم الأمين/الحرة

الفرار إلى الإنتحار/بسام أبو زيد/نداء الوطن

من الغموض المريب الى برِّ السلامة/طوني فرنسيس/نداء الوطن

البطريركُ الراعي والحاكِمُ الباقي/سجعان قزي/افتتاحية جريدة النهار

ماذا ستكون المُحصلة إذا ما ضربت البحرية الأميركية الزوارق الحربية الإيرانية في الخليج الفارسي/مايكل يونغ/مركز كارنيغي للشرق الأوسط

إذا غاب «الرجل الصاروخ» فمن يحكم كوريا الشمالية/هدى الحسيني/الشرق الأوسط

ليبيا وتفويض الجيش/د. جبريل العبيدي/الشرق الأوسط

مستقبل المشروع الإيراني في الشرق الأوسط بعد كورونا/اعداد/مركز الشرق الأوسط وشمال إفريقيا الجيو سياسي للدراسات الاستراتيجية والابحاث

"طوارئ" إسرائيلية… في منطقة تتغيّر/خيرالله خيرالله/العرب

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

رئيس الجمهورية دعا الى لقاء وطني لرؤساء الكتل النيابية بحضور دياب

الراعي من بعبدا: ندعم رئيس الجمهورية والحكومة ومجلس النواب والمؤسسات كي تخدم شعبنا وحيينا دائما الانتفاضة ولا نقبل التعدي على الاملاك والجيش والامن الداخلي

مجلس الوزراء اقر بالاجماع الخطة الاقتصادية المالية في قصر بعبدا عون: اي تطورات سلبية تصعب الوضع العام دياب: وضعنا القطار على السكة الصحيحة

دياب أعلن الخطة المالية للحكومة: ستضع لبنان على المسار الصحيح نحو الانقاذ المالي والاقتصادي

حتي في اجتماع وزراء الخارجية العرب: لتحرك واسع امام الهيئات الدولية لوقف التعديات الاسرائيلية

بري لعمال لبنان :عيدكم هذا العام مثقل بالقلق على لقمة العيش وجنى العمر المغمس بعرق الجبين

لقاء بين الحريري ورؤساء حكومات سابقين: الحكومة الحالية تحولت إلى أداة لتصفية الحسابات والممارسات الانتقامية

الامين العام للقاء الأرثوذكسي النائب السابق مروان ابو فاضل زار الراعي: موقف البطريرك الراعي أتى بلسما للجرح الارثوذكسي العميق

اللقاء الارثوذكسي يستنكر محاولة التعدي على منزل الفرزلي

الحريري: إذا كانت خطة الحكومة الاقتصادية إيجابية سنسير بها وحل المشكلة القائمة بالتفاوض مع صندوق النقد فلبنان بحاجة إلى ضخ أموال

 

في أسفل تفاصيل النشرة الكاملة

الزوادة الإيمانية لليوم

أَنَا هُوَ الخُبْزُ الحَيُّ النَّازِلُ مِنَ السَّمَاء. مَنْ يَأْكُلْ مِنْ هذَا الخُبْزِ يَحْيَ إِلى الأَبَد

إنجيل القدّيس يوحنّا06/من48حتى59/”قالَ الرَبُّ يَسُوع: «أَنَا هُوَ خُبْزُ الحَيَاة. آبَاؤُكُم أَكَلُوا المَنَّ في البَرِّيَّة، ومَاتُوا. هذَا هُوَ الخُبْزُ النَّازِلُ مِنَ السَّمَاء، لِيَأْكُلَ مِنْهُ الإِنْسَانُ فلا يَمُوت. أَنَا هُوَ الخُبْزُ الحَيُّ النَّازِلُ مِنَ السَّمَاء. مَنْ يَأْكُلْ مِنْ هذَا الخُبْزِ يَحْيَ إِلى الأَبَد. والخُبْزُ الَّذِي أَنَا أُعْطِيهِ هُوَ جَسَدِي، مِنْ أَجْلِ حَيَاةِ العَالَم». فَأَخَذَ اليَهُودُ يَتَجَادَلُونَ ويَقُولُون: «كَيْفَ يَقْدِرُ هذَا أَنْ يُعْطِيَنَا جَسَدَهُ لِنَأْكُلَهُ؟». فَقَالَ لَهُم يَسُوع: «أَلحَقَّ ٱلحَقَّ أَقُولُ لَكُم: إِنْ لَمْ تَأْكُلُوا جَسَدَ ٱبْنِ الإِنْسَان، وتَشْرَبُوا دَمَهُ، فلا تَكُونُ لَكُم حَيَاةٌ في أَنْفُسِكُم. مَنْ يَأْكُلُ جَسَدِي ويَشْرَبُ دَمِي يَنَالُ حَيَاةً أَبَدِيَّة، وأَنَا أُقِيمُهُ في اليَوْمِ الأَخِير، لأَنَّ جَسَدِي طَعَامٌ حَقِيقِيّ، ودَمِي شَرَابٌ حَقِيقِيّ. مَنْ يَأْكُلُ جَسَدِي ويَشْرَبُ دَمِي يَثْبُتُ فِيَّ وأَنَا فِيه. كَمَا أَرْسَلَنِي الآبُ الحَيّ، وأَنَا بِٱلآبِ أَحْيَا، كَذلِكَ مَنْ يَأْكُلُنِي يَحْيَا هُوَ أَيْضًا بِي. هذَا هُوَ الخُبْزُ الَّذي نَزَلَ مِنَ السَّمَاء، لا كَمَا أَكَلَ آبَاؤُكُم ومَاتُوا. مَنْ يَأْكُلُ هذَا الخُبْزَ يَحْيَا إِلى الأَبَد». هذَا قَالَهُ يَسُوعُ في المَجْمَعِ وهُوَ يُعَلِّمُ في كَفَرْنَاحُوم.”

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياته وتغريدات متفرقة

سرطان احتلال حزب الله هو وراء كل مصائب لبنان ولا حلول قبل حله

الياس بجاني/29 نيسان/2020

لا معني لأي ثورة أو جبهة معارضة ما لم يكن هدفها فقط مواجهة احتلال حزب الله وتنفيذ القرارات الدولية وانهاء الدويلة واستعادة الدولة

 

الثورة العنفية تخدم مخطط حزب الله الإرهابي

الياس بجاني/28 نيسان/2020

العنف وحرق السيارات والتعدي على الجيش واستعمله للقوة المفرطة ضد المتظاهرين يخدم مخطط حزب الله الإرهابي الهادف لتعميم الفوضى

 

حزب الله وراء فوضى ارتفاع سعر الدولار وهدفه إسقاط الدولة واستلام الحكم

الياس بجاني/27 نيسان/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/85496/85496/

عشرات التقارير الموثقة ومنها تقارير مصورة كلها تؤكد وبالوقائع والإثباتات أن الصيارفة التابعين مباشرة لحزب الله هم وراء ارتفاع سعر الدولار الجنوني والهدف إفقار الناس ودفهم للفوضى ووضعهم في مواجهة بعضهم البعض، وفي مواجهة القوى الأمنية كافة.

وفي هذا السياق الشيطاني الملالوي الخبيث يأتي الهجوم الساحق والماحق والمركز على حاكم البنك المركزي رياض سلامة وذلك بهدف التعمية وتقليب الناس ضد القطاع المصرفي وتخويفهم ودفعهم إلى الشوارع للإصطدام بالجيش.

وطبقاً لمخطط حزب الله فإنه ويوم يحدث هذا الأمر المراد الوصول إليه وتعم الفوضى الشاملة وتسقط كل المؤسسات ومنها المؤسسات الأمنية تحديداً يتحرك الحزب عسكرياً ليسقط الدولة ويعلن دولته الملالوية الإسلامية الصرف ويعلق المشانق.

يشار هنا إلى أن هذا هو المخطط بالكامل الجهنمي والممنهج الذي اتبعه الخميني للسيطرة على حكم إيران واسقاط الشاه والدولة.

يبقى أن المستفيد الوحيد من الفوضى الشعبية العارمة والفقر والمظاهرات واعمال العنف وخوف الناس ووضعهم في مواجهة القوى الأمنية وضياع بوصلتهم وابعادها عن الأحتلال وتصويبها على الجوع ..المستفيد هو حزب الله..

هنا مكن الخطورة القاتلة على كل ما هو لبنان ولبنانيين ودولة ونظام ومؤسسات، في حين أن اوباش السياسة وأصحاب شركات الأحزاب التعتير كافة ال 14 و08 آذاريين ومعهم اداوات الحكم المحكوم والتابع والطروادي في حالة غيبوبة وغباء ويتلهون بمسرحيات مهاجمة بعضهم البعض..

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

رابط موقع الكاتب الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

*عنوان الكاتب الألكتروني

phoenicia@hotmail.com

 

حزب الله لا يفهم لغة السلم ، بل لغة القوة والردع

الياس بجاني/27 نيسان/2020

سياسة اجر بالفلاحة واجر بالبور فشلت وها نحن نحصد مواسمها مزيداً من هيمنة حزب الله على مفاصل البلد وكل مؤسساته ومواقع القرار فيه وجره بالقوة إلى الأيرنة الكاملة والمطلقة..حزب الله لا يفهم غير لغة القوة وهو يهزئ ويستخف ولا يحترم من من يواجه بالكلمة وبالطرق السلمية تماماً كما هي ثقافة اسيادة ملالي إيران.

 

حزب الله يحتل لبنان وباسيل وعمه وكل 08 آذار هم أدوات..البوصلة يجب أن تكون على المحتل وليس على ادواته

الياس بجاني/26 نيسان/2020

عنتريات الحريري والمعرابي وجنبلاط وأبواقهم ع باسيل هي قمة في النفاق..وجهوا سهامكم إلى المحتل الإيراني أو اخرسوا وضبضبوا..قرفتونا

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الخميس 30/04/2020

وطنية/الخميس 30 نيسان 2020

 * مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون لبنان"

بارك رئيس الحكومة حسان دياب للبنانيين إقرار مجلس الوزراء بإجماع الأعضاء الخطة المالية الإقتصادية ووصف رئيس الجمهورية ميشال عون هذا اليوم بالتاريخي في وقت أعلن رؤساء الحكومات السابقون أنهم سيؤيدون الخطة إذا تبين أنها ناجحة ودعوا الحكومة الى التوجه الى صندوق النقد الدولي .

وبرز الالتقاء بين الحكومة ورؤساء الحكومات السابقين على رفض أعمال الشغب أثناء التعبير عن الرأي بالتوازي رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط قال :في هذه اللحظة المفصلية من تاريخ البلاد وفي أوج الأزمة الاقتصادية والمعيشية وبالرغم من التخبط الحكومي يبقى الجيش الملاذ الأول والاخير للاستقرار وأي تعرض له من أية جهة كانت ممنوع ومدان .

وفيما هدد الرئيس سعد الحريري بإسقاط الحكومة إذا لم تنجح في الخطة المعلنة أكد الرئيس دياب أننا سنجتاز الأزمة من خلال الخطة التي هي خارطة طريق للتصحيح المالي والإقتصادي وأوضح رئيس الحكومة أن الخطة تستند الى ستة مكونات مالية ومصرفية ونقدية وإقتصادية وإنمائية وإجتماعية مهيبا باللبنانيين المقيمين التكاتف والمغتربين الوقوف الى جانب وطنهم وشدد الرئيس دياب على إعادة الهيكلة للمؤسسات المالية والمصرفية.

مجلس الوزراء الذي انعقد في القصر الجمهوري واقر الخطة لم يستغرق الكثير من الوقت لإنجازها منذ السادس من نيسان وحتى اليوم وقد برز تعليق المنسق الخاص للأمم المتحدة في لبنان، يان كوبيتش قائلا لقد خطت الحكومة خطوة مهمة نحو الإصلاحات ومعالجة الأزمة المصيرية الراهنة عبر إقرار خطتها الإصلاحية والآن على القوى السياسية والمجتمع المدني إبداء رأيهم في الخط ما يمهد الطريق للمفاوضات مع صندوق النقد الدولي وسائر الشركاء الدوليين.

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون "ان بي ان"

اليوم هو يوم الخطة الاقتصادية بامتياز... أخيرا عبرت ممر مجلس الوزراء فوضع إقرارها القطار على السكة بحسب رئيس الحكومة حسان دياب الذي وجه كلمة إلى اللبنانيين أعلن خلالها إنتهاء مرحلة التخبط في سياسات مالية أوصلت البلد إلى حالة الإنهيار الحالية مشيرا إلى المضي في طلب برنامج مع صندوق النقد الدولي.

وبرأي رئيس الجمهورية ميشال عون فإن اليوم هو يوم تاريخي للبنان لأنه للمرة الأولى تقر خطة اقتصادية مالية بعدما كاد عدم التخطيط يودي بالبلد إلى الخراب.

أما الثابت لدى رئيس مجلس النواب نبيه بري فهو إن الخطة يجب أن تقترن بإجراءات سريعة تحقق الأمن الاجتماعي وتخفف من وطأة الجوع.

قبل أن يلتئم مجلس الوزراء في قصر بعبدا كانت ما تزال ثمة نقاط عالقة أهمها اثنتان: تحرير سعر الصرف واقتطاع نسبة من الودائع المصرفية على أن يعوض على أصحابها بتملك أسهم في المصارف.

المجلس أرجأ الموضوع الأول أما بالنسبة للثاني فقد ترك إجراء التملك اختياريا وليس إلزاميا.

في قاعة مجلس الوزراء ترددت إصداء ليلة أخرى من ليالي التصعيد في الشارع كرر خلالها المحتجون إستهداف عناصر الجيش اللبناني وفروع المصارف وخصوصا في طرابلس وصيدا وسط مخاوف من جنوح هذا التصعيد نحو مطبات أمنية.

هذه المخاوف عززها كلام رئيس الحكومة عن أن ما يجري في الشارع ليس بريئا وأن ثمة جهات معروفة تحاول التحريض واصفا محاولة وضع الناس ضد الجيش بأنها مؤشرات إلى خطة خبيثة.

في مقابل كل ما تقدم سجل موقف للرئيس سعد الحريري دعا خلاله الحكومة إلى التفاوض مع صندوق النقد بشفافية لافتا إلى إمكانية الإقدام على هذا الأمر إذا كان يريح البلد وهو ما كان سيقوم به لكن وفي حال فشلت الحكومة فإن الحريري مع إسقاطها وبشكل شنيع على حد قوله مع إشارته إلى أن من في الشارع ليسوا جمهور سعد أو رفيق الحريري.

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون "أم تي في"

رئيس الجمهورية اعتبر أن إقرار مجلس الوزراء الخطة المالية هو يوم تاريخي، وكذلك فعل رئيس الحكومة.

نحن نصدق الرجلين ونبصم، لكن استخدام هذا التوصيف يبقى حمال أوجه، إذ ان التاريخ يعني الماضي السحيق والموت ، كما يعني التأسيس لمستقبل واعد سيسجل للعهد والحكومة في التاريخ، لكن على ما يبدو فإن الحكومة والعهد اختارا الشق الأسود من التاريخ.

فما ظهر في سطور الخطة المالية لا يجيب عن الأسئلة الوجودية المطروحة محليا ودوليا فقط، بل يؤسس لتغيير هوية لبنان الاقتصادية والمالية ولفرض نظام عيش جديد لا يشبه اللبنانيين بل يستنسخ الأنماط الإقتصادية والمالية البوليسية.

باختصار إن لبنان وبعدما سلب سيادته على ارضه واختطفت سياسته الخارجية، ها هو يستعد للدخول مكبلا الى سجن التأميم، فيما يعرف القاصي والداني أن ازدهار لبنان قام بدءا من الخمسينيات على السرية المصرفية التي جلبت الملايين الى خزائن الدولة ومصارفها، كما قام على الأموال الوافدة من الدول العربية التي أممت اقتصاداتها واضطهدت شعوبها.

فبمجرد النظر الى بعض بنود الخطة نرى توجها واضحا الى معاقبة المستثمرين والمودعين الذين على اكتافهم تتحرك عجلة الاقتصاد .

والى جانب التوجه الانقلابي ، يسود التردد سطور الخطة، فتحرير سعر الصرف لم يحسم بعد ، و استبعاد الهيركات والإبقاء على "البايل إن" الإختياري بصيغته الحالية ، أراحا المصارف ولم يرحا المودعين ، وبالطبع لم يرحا الشعب الذي ليس له في المصارف وقد إلتهم الدين امكاناته .

والمقلق في روحية الخطة أن جل ما تسعى اليه ، هو التأسيس لبداية تفاوض مع حملة اليوروبوندز، كما وصفها يان كوبيتش ممثل الأمم المتحدة في لبنان.

والاختبار الأصعب أمام الخطة وواضعيها يكمن في ما إذا كانت ستعجب صندوق النقد والدول المانحة ، والأهم الأهم أن تعجب الناس الذين يقاتلون الجوع ويساجلونه ببطون وجيوب فارغة .

في المحصلة، الحق بالتشكيك في الخطة مشروع ، طالما العهد والحكومة لم يرقـعا قعر الدولة ولم يقطعا دابـر الفساد ويحررا القضاء ، ويطلقا عجلة الإنتاج و يعيدا ثقة العرب والعالم بلبنان ، والظاهر أن لا نية صريحة في ذلك حتى الساعة رغم كثرة الكلام والوعود و عجقة إقرار القوانين ذات الصلة في الحكومة والمجلس النيابي .

في السياق سجلت هجمة غير مسبوقة لرؤساء الوزراء السابقين على العهد وحكومته ، أتبعها الرئيس الحريري بدردشة نارية غير مسبوقة صوب فيها على الجهتين والنائب جبران باسيل ، ما سيؤسس لمرحلة متوترة لم تعرف خريطة طريقها وما إذا كانت ستستقطب حلفاء من غير السنة .

توازيا ، قلق كبير يكتنف الثورة الشعبية المتجددة بفعل ما تتعرض له من إختراقات غير بريئة ، معروف من يوجه الزعران ومن يحركهم ، والغايات مكشوفة : إغراق الثورة النظيفة والجيش في مواجهة لتشويه سمعة الأولى وكسر الثانية ، والحاجة ملحة للجانبين لكشف المرتكبين كائنا من كانوا ، حماية للجهتين حماهما الله.

* مقدمة نشرة اخبتار تلفزيون "او تي في "

إما أن تنجح حكومة الرئيس حسان دياب، أو أن يكون اللبنانيون على موعد جديد مع تجارب فاشلة، استيقظ أصحابها اليوم، بعد اقرار الخطة الإنقاذية في بعبدا، مطلقين على جري العادة، معارك استباقية، عناوينها كبيرة، لكن أهدافها صغيرة جدا، لا تتجاوز على الأرجح محاولة النفاذ من أي مسائلة محتملة عن تشنيع ارتكب في حق اللبنانيين على مدى ثلاثين عاما... ولكن، "فشر".

"فشر على رقبة" أي كان، أن يحرم اللبنانيين فرصة الخلاص، ويغرق بارتكاباته المتجددة، قارب النجاة الوحيد المتاح امام الناس للخروج من النفق.

تخيلوا مثلا ماذا يمكن أن يحصل إذا سقطت حكومة حسان دياب... إسألوا أنفسكم ما هو البديل؟ وماذا سيحل باللبنانيين عندها، اقتصاديا وماليا ومعيشيا، وحتى صحيا، في ظل مخاطر كورونا التي لم تنته فصولا بعد؟

المحرضون على الأرجح سيركبون أول طائرة من طائراتهم الخاصة الكثيرة، وينتقلون إلى قصورهم خارج لبنان، أو إذا استحوا، سيتحصنون في تلك التي بنوها من اموال اللبنانيين على ارض الوطن.

اما اللبنانيون الذين يصارعون المعاناة، والذين يكرر البعض محاولة استخدام صرختهم المحقة حطبا لحرق ما تبقى، فوحدهم سيبقون في الساحات والشوارع... ووحدهم سيحصدون المأساة.

في 30 نيسان 2020، الناس أمام خيار من اثنين: إما أن يحولوا هذا اليوم نقطة مضيئة، ومنطلقا للتحول نحو لبنان الجديد، كما تحدث رئيس الحكومة ، او ان يجعلوا منه نقطة مظلمة، يتسارع بعدها الانحدار نحو المجهول... عشية عيد عمال يتبارى البعض في التصريح تضامنا معهم، وتفهما لأوضاعهم الصعبة، متجاهلين انهم لم يقدموا لهم بعد عقود طويلة في السلطة، الا دولة مفلسة، ووطنا في خطر.

اليوم، نوه رئيس الجمهورية بأهمية اقرار مجلس الوزراء للخطة الاقتصادية - المالية التي أعدت لأول مرة، بعدما كاد عدم التخطيط والاحجام عن استشراف المستقبل ان يصلا بالوضع الى خراب لا عودة عنه.

أما الرئيس حسان دياب، فشرح أننا اليوم أمام مفترق مهم وتاريخي، وصدقوني، قال رئيس الحكومة، لا يمكننا أن ندير ظهرنا لوطننا، ولا يمكننا أن نتخلى عنه، فلبنان يحتاج اليوم إلى كل جهد، وكل دعم، وكل مساعدة.

في كل الاحوال، لا لزوم لكبير عناء: فلنتذكر جميع وجوههم، ولنسترجع كل تاريخهم، ولنستعد غالبية تصريحاتهم ووعودهم، ولننظر من حولنا لندرك هول جرائمهم، فمن ثمارهم نعرفهم... نعرف الذين ينبغي أن نسقطهم كشعب، بشناعة، والذين يمكن ان نمنحهم كمواطنين، فرصة إخراجنا من شناعات عمرها من عمر البعض في حقل السياسة والعمل العام.

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون "المنار"

هل صدفة انه كلما خطت الحكومة خطوة في مسار تصويب الانحراف الذي جعل البلاد تلامس الخراب، صوب عليها المصابون بانهيار سياسي وعصبي كل انواع الحراب؟

لكن الحكومة ماضية وباصرار على استنقاذ البلاد من الانهيار كما أكد رئيسها حسان دياب وهو يعلن للبنانيين اقرار الحكومة لخطتها الاصلاحية بل لخارطة طريق اقتصادية.

خطة ستضع لبنان على المسار الصحيح نحو الانقاذ المالي والاقتصادي، تعتمد على مكونات رئيسية :

مالية واقتصادية ومصرفية ونقدية، ومعها الحماية الاجتماعية والتنموية. ناقشتها الحكومة مع الخبراء الماليين والاقتصاديين، والنقابات وممثلي مختلف القطاعات، وبنتها بواقعية على اساس ارقام حقيقية لا غب الطلب.

خطة ستحملها الحكومة وتمضي في طلب برنامج مع صندوق النقد الدولي ، وستضفي طابعا رسميا على مفاوضاتها مع الدائنين لسندات اليوروبوندز، وستقدمها رؤية لطريقة التعافي الاقتصادي الى اصدقاء لبنان الدوليين، وللمستثمرين في الداخل والخارج..

اما للمستثمرين باوجاع الناس فقد رد عليهم الرئيس دياب انه لا يمكن لعاقل أن يمس بوجع الناس، كما انه لا يمكن لاي عاقل ان يعتبر التخريب الذي تشهده البلاد الا رسائل داخلية..

هي حكومة من خارج المألوف كما قال رئيسها، تتبع ما ليس مألوفا في طريقة معالجة الازمة التي ليست ظرفا عابرا، بل مجموعة أثقلت على البلد احماله وهمومه، فوجدت الحكومة نفسها تواجه فسادا هو عبارة عن دولة داخل الدولة وبات متجذرا في شرايينها..

فضخت خطتها في شرايين البلد النازفة اقتصاديا واجتماعيا شيئا من امل الانقاذ وتصويب المسار، وهي ستقارب قطاع الكهرباء برؤية اصلاحية، ونظام نهاية الخدمة، والضرائب العادلة والتصاعدية.

خطة تهدف الى حماية اموال المودعين وتقوية المصارف واعادة هيكلتها، على ان يعيد البنك المركزي التركيز على عمله الاساسي، اي حماية الاستقرار الاقتصادي والمالي والنقدي.

خطة مبنية على التعاون والتكافل بين الدولة وابنائها المقيمين والمغتربين، فهل ستستطيع اختراق حقول الالغام اللبنانية السياسية والعصبية والمناطقية والانفعالية؟ وهل ستتمكن من التغلب على المخالب الخارجية؟

لن يكون الطريق سهلا كما قال الرئيس دياب، وما على اللبنانيين سوى الركون الى تصميمه وتفاؤله اللذين وعد بهما..

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون "الجديد"

من ركام مهلة المئة يوم المصابة بالكورونا واهتزاز الشارع خرجت الحكومة بخطة اقتصادية عدها رئيسا الجمهورية والحكومة إنجازا للتاريخ، وإن كانت فرحتها متكئة على صندوق نقد دولي سيتوجه إليه لبنان ضمن مفاوضات سوف تحتاج من ستة الى تسعة أشهر قبل أن تتم الولادة القيصرية، احتفت الحكومة بالتلقيح الصناعي من الخارج وأقرت برنامج عمل تركت دولاره بلا تحرير رسمي، وإن كانت الخطة قد لحظت لدى توزيعها سعر ثلاثة آلاف وخمسمئة ليرة تقديريا.

والرئيس حسان دياب الذي أطل مزهوا بما أنجزته حكومته تعمد تجاهل الرد على كل ما سبقه وأحاط به من هجوم سياسي، فهو لم يسدد في ملعب حاكم مصرف لبنان ولم يواجه نادي رؤساء الحكومات السابقين، لكنه تطلع إلى أيام الحساب غدا وأعلن أن استعادة الأموال المنهوبة ستحظى بحيز مهم من عمل الحكومة للتعويض على اللبنانين الجريمة التي ارتكبت في حقهم، وباصرار دياب على إطلاقه الحرب ضد الفاسدين وإعلانه أن الفساد كان دولة داخل الدولة ولا تزال له مؤسساته، فإن هذا المسعى وحده كان كفيلا استخراج " العفاريت الزرق " من باطن الرئيس سعد الحريري الذي جاهد وغالب نفسه واضطر الى الاجتماع بالرؤساء ميقاتي والسنيورة وسلام مرتين متتاليتين في أقل من ثلاثة أيام.

وبينما كان دياب يتحدث بلغة رجال الدولة والكلام الوازن والمرقوم والمستند الى خطة، ذهب الحريري الى اعتماد كلام من فوق السطوح متوجها الى رئيس التيار الوطني الحر بالقول :خلص اذا طالعين الاحكام مننزل عالضريح مناخد الشهيد الحريري ورفاقه ونمر على جبران تويني ونصعد مباشرة الى رومية ومنسلم البلد لجبران باسيل بس فشر على رقبته يحبس العالم.

وفي الدردشة فإن الحريري صور باسيل صاحب ولاية اعتمد التقليل مجددا من دور حسان دياب، عين بري زعميا لجبهة المعارضة ومرشدا لها، أقام ربط نزاع مع حزب الله بإعلانه أن الحزب غير موافق في أغلب الوقت على أفعال جبران، أما وليد جنبلاط فأبقاه الحريري في المنتصف لأن زعيم التقدمي لم يوافق على الدخول في أحلاف لعدم الضمانة.

وبهذا الرسم السياسي كان الحريري قلقا من المحاسبة لكن مم يتوجس زعيم المتسقبل إذا كانت حكومته لم ترتكب المعاصي ؟ لماذا يلجأ الى الاحتماء بنادي الرؤساء السابقين لإعلاء الصوت وقرع الطبول على البلد ونظامه الاقتصادي الحر، وعلى الطائف والانقلاب وانهيار لبنان وغيرها من العبارات ذات التهويل، فإن كنت على حق لن يسجنك أحد لا بل إن الفريق الذي تشكوه اليوم هو نفسه من حررك من سجنك في السعودية عندما عانيت أسوأ المراحل، وباعتقالك اعتبر لبنان أن موقع رئاسة الحكومة قد اهتز أيضا فحارب من أجل استردادك على أمل أن " تبق البحصة " يوما ما ولم تفعل لتاريخه.

فإذا كان تيار المستقبل اليوم بريئا من دم هذا الصديق في الحرب على الفساد يخرج بسجل عدلي سياسي لا شبهة عليه، والمستقبل سيكون تحت المجهر كغيره ممن حكموا البلاد في السنوات الخمس الماضية، حيث ان الحكومة لن تنبش قبور الثلاثين عاما.

فلماذا استحضار الارواح من الان والاجتماع " بالاربعة " وتكبيد اللبنانيين عناء الاستماع الى اعلان بيت الوسط بصوت فؤاد عبد الباسط السنيورة الذي ألقى مولوتوف سياسية على الحكومة، وتلا علينا بيانا كانت مدته الزمنية أطول من الاجتماع نفسه، متخوفا من استئثار وضرب طائف وعزلة وخطر داهم وغير ذلك من المصطلحات الباعثة على تحسس الرقاب.

ولما كان الوزير السابق نهاد المشنوق اسرع من الجميع فقد عالجهم بتصريح يستنفر الطائفة ويتخوف على مصيرها، وهو بذلك كان يوجه رسائل غير مشفرة الى الرؤساء الاربعة قبل اجتماعهم ليقول لهم : اياكم والاعتدال وابو صالح سيعرف من اين تؤكل الكتف، لكن البلاد يئست من هذا اللعب الطائفي والخوف على الوطن لم يعد مسيجا بمذهب ولا بملة و عصبيات .

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون "ال بي سي"

من "اليوم التاريخي للبنان" إلى "مبروك للبنان" :

من قصر بعبدا خاطب الرئيس عون اللبنانيين بالقول : اليوم هو يوم تاريخي للبنان لأنه للمرة الأولى تقر خطة اقتصادية - مالية بعدما كاد عدم التخطيط وعدم استشراف المستقبل، يوديان بالبلد الى الخراب.

ومن السرايا، خاطب الرئيس دياب اللبنانيين بالقول: مبروك للبنان، الدولة لديها خريطة طريق لإخراجه من أزمته المالية العميقة، وتأتي بعد أيام على استرداد الدولة قطاع الخليوي"...

الخطة هذه سيحملها لبنان إلى صندوق النقد الدولي ليطلب القروض على اساسها، لتمرير المرحلة الإقتصادية الصعبة التي قد تكون بين ثلاث سنوات وخمس سنوات ...

أبرز ما في الخطة انها تشير إلى واقع الليرة ... المؤكد أنه لن يكون هناك تثبيت لسعر صرف الليرة مثلما هو الواقع اليوم على 1500 ليرة للدولار ... لكن تعديل سعر الصرف مستقبلا يتوقف على البدء بتنفيذ الخطة، وتحسن الوضع المالي والإقتصادي، والتواصل مع صندوق النقد الدولي، واعتماد سعر مرن للصرف، بعد أن يكون التفاوض مع صندوق النقد قد بدأ يعطي ثماره لجهة ضخ اموال في البلد .... للتذكير فإن صندوق النقد الدولي كان يشترط تحرير سعر صرف الليرة.

وعلى مسافة رمية حجر من السرايا ، كان رؤساء الحكومات السابقون يجتمعون في بيت الوسط ويعلنون موقفا عالي السقف. لكن الموقف الذي خرق كل السقوف كان للرئيس سعد الحريري الذي وفي دردشة مع الصحافيين هاجم الرئيس حسان دياب ورئيس التيار الوطني الحر بالقول : "الاستهداف السياسي مكمل، وإذا الامور هكذا فنسلم الأمور لجبران باسيل، ولكن فشر على رقبتو. وسأل : أين هي صلاحيات رئيس الحكومة ؟ إن أعمال جبران باسيل محمية من حزب الله، وحزب الله هو في النهاية يتحمل المسؤولية، فهو الذي يحمي باسيل...

وهكذا بين الخطة المالية للحكومة، وخطة المواجهة التي يضعها الرئيس الحريري لرئيس الحكومة، يبقى الوضع عالقا في انتظار ترجمة خطة الحكومة والكشف عن خطة الحريري..

وبين الخطة والخطة، الشارع يستمر في التحرك لأنه يرى ان المعالجات لا تزال قاصرة عن ايجاد الحلول للأزمات التي تتوالد وتتكاثر بسرعة ، أو على الأقل ما زالت على الورق بانتظار التحرك .

 

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الخميس في 30 نيسان 2020

وطنية/الخميس 30 نيسان 2020

النهار

عُلم أنّ اتصالاً حصل بين حزبين متخاصمين بعد كلام زعيم سياسي ندد فيه بتدخل الحزب الآخر وإملاءاته على العهد والحكومة

طلب مرجع سياسي من نوابه وقيادة حزبه عدم الرد على خصومه السياسيين من طائفته، بعدما كثرت تغريداتهم التي حملت انتقادات حادة للمرجع المذكور.

قال متابعون أن ما جاء في كلام حاكم مصرف لبنان عن أنه لم يقم بضخ الدولارات الورقية عبر مكاتب الصرافين حرصا منه على عدم اخراجها من البلاد عبر "العمال الأجانب"، إشارة غير مباشرة إلى تهريب الدولارات خارج الحدود وتحديدا سوريا.

الجمهورية

أكدت شخصيات سياسية أنها تهادن الحكومة من زاوية مراعاة حزب حليف لها فقط.

يشكو أحد الوزراء خلال القيام بخطة رؤيوية لوزارته من "الدهاليز السياسية" كما سمّاها ويقول إن التشعبات كثيرة والتدخلات لا تُعدّ ولا تحصى.

يمتنع حزبان بارزان عن المشاركة في التحركات الاحتجاجية الأخيرة بانتظار معطيات جديدة غير متوافرة حالياً.

اللواء

ضغطت سفيرة دولة كبرى على لجم الإنفجار في الشارع.. بعد سلسلة إجتماعات، رسمية وسياسية، وحراكية؟

فضحت مطالعة مسؤول نقدي كبير آلية المشاركة واتخاذ القرار ودور القوى السياسية، في ما آلت إليه الأوضاع المالية والمصرفية.

يراهن نائب بقاعي، على فرصة بدأت تنضج لصالحه، لإحداث تحوُّل في مسيرته، وفي المعادلة المحلية.

نداء الوطن

فُهم أن تغيّب وزير حزبي عن جلسة الحكومة إنما جاء تلبيةً لطلب مرجع سياسي لتسجيل موقف من رئيس الحكومة.

رغم بلوغها السن القانونية وصدور قرار من الوزير المختص بتكليف موظف آخر ليشغل منصبها، ما زالت مديرة عامة تداوم في مكتبها في الوزارة وتتصرف بصفتها المدير العام الأصيل.

تردد أن الفريق الطبي في قسم "كورونا" في مستشفى نبيه بري الجامعي توقف عن العمل وحجر نفسه في أوتيل الريف بعد امتناع المستشفى عن دفع الرواتب، ما يطرح تساؤلات حول مصير القسم وفعاليته في حال سجلت أي حالة إصابة بالوباء.

الأنباء

عُلِم أن طامحين كُثُر ترددوا على مرجعيات رسمية وحزبية بعد الأزمة مع موظف كبير.

رغم اشتداد حدة الخلاف والتباين بين حزبين، إلا أن خيوط التواصل لم تنقطع بعد.

البناء

قالت مصادر شمالية إن الجماعات التي تموّلها إحدى دول الخليج في طرابلس ويرعاها سفير خليجيّ ناشط لعبت دوراً كبيراً في أعمال الشغب التي استهدفت الجيش اللبناني وقوى الأمن، وقامت بإحراق الآليّات؛ بينما الجماعة التي ترعاها تركيا هي التي قامت بقيادة الغضب الشبابيّ نحو إحراق المصارف.

تساءل دبلوماسي عربي مخضرم عما تريده الجامعة العربية من تحذير لبنان وحكومته وقيادة الجيش من أحداث طرابلس بعد الدور الكارثي لتدخلات الجامعة في ليبيا واليمن وسورية، متسائلاً عما إذا كانت الرسالة للقول إن الهوية المذهبية لطرابلس تهم الجامعة في رسالة غير مباشرة للأتراك ولمنح الطمأنينة للجماعات التي تشغلها أجهزة مخابرات عربية وقامت بعمليات التخريب.

 

الحكومة تقرّ الخطة الاقتصادية.. طمعاً برضى صندوق النقد الدولي

المدن/30 نيسان/2020

وافق مجلس الوزراء  بالإجماع على الخطة الاقتصادية، بعد إدخال تعديلات طفيفة على الصيغة المقترحة. وأفيد أن أبرز تعديلين تم إدخالهما على الخطة الإصلاحية بصيغتها الأخيرة، قبل وضعها أمام الوزراء في بعبدا هما: جعل الـbail in  اختيارياً، وإبقاء سعر الصرف ثابتاً، ليصبح مع الوقت متحركاً وفق حركة السوق، تمهيداً لتوحيد سعره. وعلم أنّ الخطة الإصلاحية مؤلفة من نحو 50 صفحة، ووضعت نسخة منها بالإنكليزية ونسخة أخرى بالعربية.

عبد الصمد وأجواء الجلسة

وأدلت وزيرة الإعلام منال عبد الصمد مقررات مجلس الوزراء، بعد انتهاء الجلسة وقالت: لفت رئيس الجمهورية ميشال عون إلى أهمية إقرارمجلس الوزراء الخطة الاقتصادية، بعدما كاد عدم استشراف المستقبل يصل بالبلد إلى الخراب". وأضافت نقلاً عن اجتماع الحكومة: "تكمن أهمية الخطة الاقتصادية في أنها عمليّة وتتضمن رؤية اقتصادية لمستقبل لبنان، فيما الأرقام السابقة كانت غب الطلب وتخفي العجز الذي كان ناراً تحت الرماد". ونقلت عبد الصمد كلام رئيس الحكومة حسان دياب خلال الجلسة إذ قال: "من خلال إقرار الخطة الاقتصادية نكون وضعنا القطار على السكة، وأشبعناها درساً، لأنها ستحدد مسار الدولة لإصلاح الواقع". وأضافت عبد الصمد: "مجلس الوزراء وافق على اقتراح الحكومة الإصلاحي. كما وافق على عرض وزارة الطاقة لاستراتيجية التحوّل"، مشيرة إلى أن "الموافقة على برنامج الحكومة الإصلاحي ومشروع قانون يرمي لتعديل هيئة التحقيق الخاصة بشأن تبييض الأموال وفق ملاحظات وزارة المال". وقالت: "يجب أن يكون هناك دوماً تنسيق بين السياسة المالية لوزارة المال والسياسة النقدية لمصرف لبنان، لا تحميل مسؤولية لجانب واحد". وأوضحت أن "الخطة الاقتصادية هي عبارة عن خيارات يتم الأخذ بها على ضوء التطورات. ونحن اليوم كنا أمام مسودة نهائية، وأخذنا بالاعتبار حماية حقوق المودعين. والهدف الأساسي من الخطة التفاوض مع الدائنين في الخارج". وأردفت: "لا تحرير لسعر العملة في الوقت الحالي. ولكل حادث حديث وفقاً للمعطيات والظروف". وتابعت: "تحرير سعر الصرف مرتبط بإطار تخطيطي لا تنفيذي والخطة قابلة للتعديل".

دياب وهدف المفاوضات

وقال رئيس الحكومة حسان دياب بعد جلسة مجلس الوزراء: "لا تعليق على كلمة حاكم مصرف لبنان رياض سلامة. وتحرير سعر الصرف ليس عند الحكومة، إنما في مصرف لبنان". وأضاف: "لم يرفض أحد مساعدة صندوق النقد الدولي"، وتابع "إذا كانت الليرة ثابتة من قبل مصرف لبنان سابقاً، فكيف ليس له علاقة بالموضوع الآن"؟ مشيراً إلى أن "هدف الخطة إطلاق مفاوضات، من خلال المستشار المالي لازرد، لإعادة هيكلة الدين السيادي. وهذا الأمر يحتاج من 6 إلى 9 أشهر". وأردف "نتوجه بهذه الخطة إلى صندوق النقد والجهات الخارجية. وإقرارها لا يعني عدم إمكانية إدخال بعض التعديلات اللاحقة".

ردود فعل سريعة

وتعليقاً على إقرار الخطة، قال منسق الأمم المتحدة في لبنان، يان كوبيش: "لقد خطت الحكومة خطوة مهمة نحو الإصلاحات ومعالجة الأزمة المصيرية الراهنة، عبر إقرار خطتها الإصلاحية. الآن على القوى السياسية والمجتمع المدني إبداء رأيهم بالخطة، مما يمهد الطريق للمفاوضات مع صندوق النقد الدولي وسائر الشركاء الدوليين". هذا وكانت تترقب القوى السياسية المعارضة للحكومة مضمون الخطة الاقتصادية، وهي تعكف على درسها. وتعتبر أن فيها ثغرات متعددة وإجراءات غير قانونية. وقد يتم رفضها من قبل الجهات الدولية، لا سيما صندوق النقد الدولي، الذي سيقترح إدخال تعديلات عليها. ويفترض أن تعرض الحكومة خطتها سريعاً على صندوق النقد، لأنه الخيار الوحيد المطروح للحصول على مساعدات. وتلفت المصادر إلى أن لا ممانعة للتوجه الى الصندوق. ولكن قبل ذلك لا بد من إقرار هذه الخطة في قانون صادر عن مجلس النواب.

 

وزارة الصحة تعلن تسجيل إصابات جديدة بكورونا... وهذا هو العدد؟

مواقع الأكترونية/30 نيسان/2020

أعلنت وزارة الصحة تسجيل 4 إصابات جديدة بفيروس كورونا في لبنان، ما يرفع العدد الاجمالي للاصابات الى 725. ولفتت في تقريرها اليومي الى أن الاصابات الجديدة عائدة للوافدين اللبنانيين من الخارج. كما كشفت إجراء 1367 فحصا مخبريا للمقيمين و686 للوافدين خلال الساعات الـ24 الماضية.

 

التمييز" تردّ طلب نقض حكم "العسكرية" في قضية الفاخوري

مواقع الأكترونية/30 نيسان/2020

قرّرت محكمة التمييز العسكرية برئاسة القاضي طاني لطوف بالإجماع اليوم قبول طلب التمييز شكلًا المقدّم من القاضي غسان الخوري في الحكم الصادر عن المحكمة العسكرية الدائمة في 16 آذار الفائت والقاضي بكفّ التعقبات عن المتّهم الياس الفاخوري، وردّه أساسًا وإبرام الحكم المطعون به الصادر عن المحكمة العسكرية برئاسة العميد الركن حسين عبدالله. وكان مفوّض الحكومة لدى محكمة التمييز العسكرية القاضي غسان الخوري ميّز الحكم الصادر عن المحكمة العسكرية الدائمة في 16 آذار الفائت. وطلب الخوري من محكمة التمييز العسكرية نقض الحكم وإصدار مذكرة توقيف بحقه وإعادة محاكمته من جديد بالجرائم المنسوبة اليه وهي خطف وتعذيب وحجز حرية مواطنين لبنانيين داخل معتقل الخيام وقتل ومحاولة قتل آخرين. يذكر أنه بعد صدور قرار المحكمة وخروج الفاخوري من المستشفى أصدر قاضي الامور المستعجلة في النبطية القاضي احمد مزهر قرارًا قضائيًا قضى بمنع الفاخوري من السفر خارج الأراضي اللبنانية جوًا وبحرًا وبرًا لمدّة شهرين، لكن الفاخوري غادر لاحقًا لبنان على متن مروحية أميركية انطلقت من مقرّ السفارة الاميركية في عوكر.

 

ألمانيا تصنّف حزب الله منظمة إرهابية وتحظر كافة أنشطته/الشرطة الألمانية تداهم مقرات جمعيات خيرية يستغلها الحزب كغطاء لأنشطته.

العرب/30 نيسان/2020

ضربة موجعة للحزب

برلين - بدأ الخناق يضيق على أنشطة حزب الله اللبناني المدعومة من إيران، حيث استجابت ألمانيا إلى الضغوط الأميركية وصنّفت الحزب كمنظمة إرهابية. وقالت وزارة الداخلية الألمانية الخميس إن ألمانيا حظرت كافة أنشطة جماعة حزب الله اللبنانية المدعومة من إيران على أراضيها وصنفتها منظمة إرهابية.

كما نفذت الشرطة مداهمات على جمعيات مساجد في أربع مدن بأنحاء البلاد، ويعتقد مسؤولون أمنيون أن ما يصل إلى 1050 شخصا في ألمانيا أعضاء في جناح متطرف بحزب الله. وعادة ما يستخدم حزب الله اللبناني الجمعيات الخيرية كغطاء لأنشطته في الخارج وتحركات أمواله المشبوهة التي عادة ما تكون مصادرها غير قانونية من تجارة المخدرات والسلاح. ومارست الولايات المتحدة ضغوطا على برلين لحظر الجماعة، فقد وكانت ألمانيا تفرق في السابق بين الذراع السياسية لحزب الله ووحداته العسكرية التي تقاتل إلى جانب الرئيس السوري بشار الأسد. وقال متحدث إن وزير الداخلية هورست زيهوفر حظر أنشطة حزب الله. وأضاف "سيادة القانون قادرة على التصرف حتى في أوقات الأزمة". وتصنف الولايات المتحدة بالفعل جماعة حزب الله الشيعية المسلحة منظمة إرهابية، والجماعة داعم مهم أيضا لحكومة رئيس الوزراء اللبناني حسان دياب التي تولت السلطة في يناير. ويصنف التكتل الأوروبي الجناح العسكري لحزب الله جماعة إرهابية وليس جناحه السياسي. ووافق البرلمان الألماني في ديسمبر الماضي على اقتراح يحث حكومة المستشارة أنجيلا ميركل على حظر جميع أنشطة جماعة حزب الله على الأراضي الألمانية، فيما أرجعه إلى "أنشطتها الإرهابية" خاصة في سوريا. وأشادت منظمات يهودية بالخطوة ووصفتها بأنها قرار في غاية الأهمية. وقال ديفيد هاريس رئيس اللجنة اليهودية الأميركية "هذا قرار مهم من جانب ألمانيا طال انتظاره وجدير بالترحيب". وأضاف هاريس "نأمل الآن أن تمعن دول أوروبية أخرى النظر في قرار ألمانيا وتتوصل إلى نفس الاستنتاج حول طبيعة حزب الله الحقيقية". وخلال زيارة إلى برلين العام الماضي، قال وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو إنه يأمل أن تسير ألمانيا على نهج بريطانيا في حظر جماعة حزب الله. وأصدرت بريطانيا في فبراير من العام الماضي تشريعا صنف حزب الله منظمة إرهابية. وداهمت الشرطة أربع جمعيات مساجد في دورتموند ومونستر في ولاية نورد راين فستفاليا في غرب البلاد وفي بريمن وبرلين، تعتقد أنها غطاء لأنشطة حزب الله في ألمانيا.

 

ألمانيا تحظر بشكل كامل حزب الله.. وتصنفه إرهابيا

العربية.نت - وكالات/30 نيسان 2020

أعلنت وزارة الداخلية الألمانية، الخميس، أن ألمانيا حظرت رسميا بشكل كامل ميليشيات حزب الله المدعومة من إيران على أراضيها وصنفتها منظمة إرهابية. كما نفذت الشرطة مداهمات في الصباح الباكر لاعتقال أشخاص يشتبه بكونهم أعضاء في الميليشيات اللبنانية. وقال متحدث باسم الوزارة على تويتر "حظر وزير الداخلية هورست زيهوفر جماعة حزب الله الإرهابية الشيعية في ألمانيا".

1050 شخصا في ألمانيا أعضاء في حزب الله/يشار إلى أن مسؤولين أمنيين يعتقدون أن ما يصل إلى 1050 شخصا في ألمانيا أعضاء في حزب الله. وكانت ألمانيا في السابق تفرق بين الذراع السياسية للجماعة وبين وحداتها العسكرية التي تقاتل إلى جانب جيش النظام السوري. يذكر أن البرلمان الألماني صوت في ديسمبر الماضي، بأغلبية كبيرة على تمرير قانون حظر حزب الله، بعد أن دعا حزبان حاكمان في البلاد إلى حظر الميليشيات اللبنانية، قائلين إنه ينبغي إدراجها على لائحة الاتحاد الأوروبي للمنظمات الإرهابية. وقال ماتياس ميدلبرغ، المتحدث باسم حزب المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل المحافظ في البرلمان في حينه إنه سيتم تقديم قرار مشترك مع الحزب الاشتراكي الديمقراطي. كما شدد على "أن أنشطة حزب الله يتم تمويلها من خلال أنشطة إجرامية في جميع أنحاء العالم"، داعياً الحكومة إلى حظر جميع الأنشطة الخاصة بحزب الله في البلاد. كما اعتبر أنه "يجب التخلي عن الفصل بين الذراع السياسية والعسكرية، وإدراج حزب الله ككل على قائمة الاتحاد الأوروبي للمنظمات الإرهابية". إلى ذلك، أضاف في حديثه هذا قبل أشهر "أن هذا الإجراء من شأنه أن يجمد أموال وأصول حزب الله في أوروبا على نطاق أوسع من ذي قبل".يشار إلى أنه في الوقت الحالي، يدرج الاتحاد الأوروبي الجناح العسكري لحزب الله المدعوم من إيران في قائمة الجماعات الإرهابية المحظورة، ولكن هذا لا ينطبق على جناحه السياسي.

 

سفير أميركا بألمانيا: يجب حرمان حزب الله من نشاطه بأوروبا

دبي - العربية.نت/30 نيسان 2020

رحبت الولايات المتحدة الأميركية، الخميس، بقرار ألمانيا حظر حزب الله، داعية الاتحاد الأوروبي لخطوة مماثلة. وقال السفير الأميركي في ألمانيا، ريتشارد غرينيل، إن "حظر ألمانيا لحزب الله يعكس إصرار الغرب على مواجهة التهديد العالمي الذي يشكله". كما أضاف: "لا يمكن السماح لحزب الله باستخدام أوروبا كملاذ آمن لدعم الإرهاب في سوريا وعبر الشرق الأوسط".إلى ذلك شدد غرينيل على أن "جهود ألمانيا لمواجهة هذا التهديد، وخاصة حظرها القانوني على أي أنشطة لحزب الله على أراضيها، هي بالضبط ما هو مطلوب في جميع أنحاء أوروبا"، لافتاً: "ندعو جميع الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي إلى اتخاذ إجراءات مماثلة". وأكد غرينيل: "نحن مستعدون للعمل مع ألمانيا وجميع الشركاء الأوروبيين من خلال تطبيق القانون وتبادل المعلومات الاستخباراتية لحرمان حزب الله من أي نشاط في أوروبا".

مداهمات واعتقالات/يذكر أن وزارة الداخلية الألمانية كانت أعلنت، في وقت سابق الخميس، أن ألمانيا حظرت رسمياً بشكل كامل ميليشيات حزب الله المدعومة من إيران على أراضيها وصنفتها منظمة إرهابية.

كما نفذت الشرطة مداهمات في الصباح الباكر لاعتقال أشخاص يشتبه بكونهم أعضاء في الميليشيات اللبنانية. يشار إلى أن مسؤولين أمنيين يعتقدون أن ما يصل إلى 1050 شخصاً في ألمانيا أعضاء في حزب الله. وكانت ألمانيا في السابق تفرق بين الذراع السياسية للجماعة وبين وحداتها العسكرية التي تقاتل إلى جانب جيش النظام السوري. كما صوت البرلمان الألماني في ديسمبر الماضي، بأغلبية كبيرة على تمرير قانون حظر حزب الله، بعد أن دعا حزبان حاكمان في البلاد إلى حظر الميليشيات اللبنانية، قائلين إنه ينبغي إدراجها على لائحة الاتحاد الأوروبي للمنظمات الإرهابية.

 

السعودية: نرحب بتصنيف ألمانيا حزب الله منظمة إرهابية

دبي - العربية.نت/30 نيسان 2020

أعربت وزارة الخارجية السعودية الخميس عن ترحيب المملكة بإعلان ألمانيا الاتحادية تصنيف مليشيات حزب الله منظمة إرهابية، وحظر كافة أنشطتها على أراضيها. ونوهت إلى أهمية تلك الخطوة في إطار جهود مكافحة الإرهاب إقليميًا ودوليًا. كما جددت التأكيد على المجتمع الدولي بضرورة اتخاذ موقف مماثل لحفظ الأمن والسلم الدوليين، وتجنيب المنطقة والعالم شرور العمليات الإرهابية المزعزعة للأمن والاستقرار. يذكر أن المملكة تصنف منذ سنوات حزب الله منظمة إرهابية، وقد بدأت منذ العام 2015 بفرض عقوبات على كيانات وأشخاص مرتبطين به. وأعلنت وزارة الداخلية الألمانية، في وقت سابق الخميس حظر ميليشيات حزب الله المدعومة من إيران بشكل كامل على أراضيها وصنفتها منظمة إرهابية. كما نفذت الشرطة مداهمات في الصباح الباكر لاعتقال أشخاص يشتبه بكونهم أعضاء في الميليشيات اللبنانية. وقال متحدث باسم الوزارة على تويتر "حظر وزير الداخلية هورست زيهوفر جماعة حزب الله الإرهابية الشيعية في ألمانيا". يشار إلى أن مسؤولين أمنيين يرجحون أن ما يصل إلى 1050 شخصا في ألمانيا أعضاء في حزب الله. وكانت ألمانيا في السابق تفرق بين الذراع السياسية للجماعة وبين وحداتها العسكرية التي تقاتل إلى جانب جيش النظام السوري.

 

أيادي حزب الله تصل مساجد ومراكز ثقافية في ألمانيا

دبي - العربية.نت/30 نيسان 2020

ذكر تقرير لوكالة المخابرات في هامبورغ أن نحو 30 مسجداً ومركزاً ثقافياً في ألمانيا تربطهم صلات بميليشيات حزب الله. كما قالت الوكالة إنه "يوجد حالياً حوالي 30 جمعية ثقافية ومسجدا معروفين يلتقي فيهم بانتظام عملاء قريبون من حزب الله أو إيديولوجيته".ووفقاً لوثيقة المخابرات المكونة من 282 صفحة والتقارير الألمانية الأخرى التي راجعتها قناة فوكس نيوز، هناك 1050 من أنصار حزب الله وأعضائه في ألمانيا. إلى ذلك لفت التقرير إلى أن "جمع التبرعات هو أحد أهم مهام الجمعيات حيث يلتقي عناصر حزب الله". وأضاف أن "الجمعيات تتميز بجهود تقوية أواصر اللبنانيين الذين يعيشون هنا (في هامبورغ) مع وطنهم وحزب الله"، مشيراً إلى وجود 30 من أنصار حزب الله في هامبورغ. وتظهر بيانات استخباراتية ألمانية إضافية أن عناصر حزب الله في ألمانيا يرسلون الأموال إلى مقر الميليشيا في بيروت.

حظر كامل/يذكر أن وزارة الداخلية الألمانية كانت أعلنت، الخميس، أن ألمانيا حظرت رسمياً بشكل كامل ميليشيات حزب الله المدعومة من إيران على أراضيها وصنفتها منظمة إرهابية.

كما نفذت الشرطة مداهمات في الصباح الباكر لاعتقال أشخاص يشتبه بكونهم أعضاء في الميليشيات اللبنانية. وكانت ألمانيا في السابق تفرق بين الذراع السياسية للجماعة وبين وحداتها العسكرية التي تقاتل إلى جانب جيش النظام السوري. يشار إلى أن البرلمان الألماني صوت في ديسمبر الماضي، بأغلبية كبيرة على تمرير قانون حظر حزب الله، بعد أن دعا حزبان حاكمان في البلاد إلى حظر الميليشيات اللبنانية، قائلين إنه ينبغي إدراجها على لائحة الاتحاد الأوروبي للمنظمات الإرهابية.

 

حزب الله" يُفشل تكوين جبهة 14 آذار

لبنان 24/30 نيسان 2020

عندما تشكلت الحكومة الحالية، كان من المفترض أن تستمر لأشهر قليلة قبل سقوطها لأسباب سياسية أو شعبية، لكن كورونا اطال بعمرها حتى باتت حاجة اقليمية ودولية في لبنان، ما قد يؤشر الى عدم سقوطها في المدى المنظور، من هنا اعاد افرقاء قوى الرابع عشر من آذار حساباتهم حول تشكيل جبهة سياسية موحدة تعارض الحكومة. عاد الرئيس سعد الحريري الى لبنان في ذروة ازمة كورونا، وذلك ليرأس هذه الجبهة ولإسقاط الحكومة في الشارع اذا لزم الأمر، تزامن ذلك لحسن حظه مع خلاف بين رئيس الحزب "الاشتراكي" وليد جنبلاط والحكومة حول التعيينات الدرزية ما زالت مفاعليه الى اليوم.

اعادة توحيد فريق ١٤ آذار يرضي الاميركيين والحلفاء الاقليميين، ويستغل الى حد بعيد الخلافات داخل الحكومة في التصويب عليها، لذا فقد بدا في بداية الأمر أن الحكومة لن تصمد امام هذه الجبهة التي يمكنها محاصرتها بالكامل، في حين أنها في الداخل غير موحدة.

لكن عائقاً ظهر الى العلن من بين اطراف هذه الجبهة ادى الى تراجعها تدريجياً وعملها بالمفرّق، اذ ارسل "حزب الله" اشارات إلى أنه في غاية الجدية بتأييده للحكومة والدفاع عنها وعمل على ردم الخلافات بين القوى السياسية المشكلة لها.

من هنا بدأ تراجع وليد جنبلاط عن فكرة الجبهة، واعتبر أن مشكلته الاساسية مع الحكومة هي عملية الاقصاء التي يتعرض لها، والاستهداف والالغاء عبر التعيينات وغير التعيينات، لكنه اكد لحلفائه أنه غير مستعد لمحاربة "حزب الله"، وبالتأكيد اولويته الحالية هي العلاقة مع رئيس المجلس النيابي نبيه بري، لذا اذا كانت معارضة الحكومة بشكل حاد ستؤدي الى ضرب العلاقة الحالية المهتزة اصلاً مع الحزب فهو لا يريدها.

في الوقت نفسه ظهر تردد "المستقبل" وتحديداً رئيسه سعد الحريري، الذي لا يبدو أنه في وارد التفريط بالعلاقة الودية التي تجمعه بالحزب، والتي لم تتأثر كثيراً بعد كل ما حصل في المرحلة الماضية، وهو في قرارة نفسه يعتبر هذه العلاقة مدخله الاساسي الى السراي الحكومي خصوصا في ظل الخصومة الحالية الكبيرة مع الرئيس ميشال عون و"التيار الوطني الحر". هكذا بقي جعجع وحيداً، هو راغب في محاربة الحزب ولا مانع لديه في أن يكون رأس حربة في هذه المواجهة لكنه لن يكون وحده من يحارب في جبهة سياسية، خصوصاً بعد انكفاء كل من "المستقبل" و"الاشتراكي". الاهم في حسابات جعجع أنه يفضّل أن يبقي معارضته معيشية اقتصادية واجتماعية، اي ألا يعود الى السياسة بمعناها الضيق، ويخسر ما ربحه في حراك ١٧ تشرين. هكذا فرطت جبهة ١٤ آذار قبل أن تشكّل، لعل ذلك جاء ايضاً بسبب احباط من الموقف الاميركي الذي لم يكن مثلما روج له في الاعلام، بل هو مع بقاء هذه الحكومة في المرحلة الحالية وليس مع اسقاطها.

 

فارس سعيد: اعلان دياب طلب مساعدة صندوق النقد يأتي متأخرا ويعكس التخبط الحكومي

وطنية - الخميس 30 نيسان 2020

اعتبر النائب السابق الدكتور فارس سعيد في تصريح بعد كلمة رئيس الوزراء حسان دياب بكلمة جاء فيها:" ان اعلان الرئيس دياب اليوم طلب مساعدة صندوق النقد الدولي يأتي متأخرا ويعكس التخبط الحكومي المستمر وغياب الوضوح السياسي والاقتصادي والاجتماعي". وقال :"هذا التأخير استمر لثلاثة أشهر، بسبب قرار حزب الله عدم التعاون مع صندوق النقد وقد عبر عن هذا الرفض في حينه الشيخ نعيم قاسم الذي قال حرفيا في الخامس والعشرين من شهر شباط الماضي - "لا نقبل الخضوع لصندوق النقد الدولي ليدير الأزمة". وسأل :"كيف يتوقع الرئيس دياب أن تحظى خطته بقبول دولي بينما يستمر في زعزعة النظام الاقتصادي من خلال إصراره على كسر السرية المصرفية للاطلاع على الودائع والفوائد عليها بذريعة الاقتطاع منها لتأمين عوائد لدولة ما عاد يجدي الحديث عنها في ظل حكم الدويلة على الدولة".

 

الحكومة اللبنانية أقرّت خطة إنقاذ وستطلب مساعدة من صندوق النقد

بيروت: «الشرق الأوسط أونلاين»/30 نيسان 2020

أعلن رئيس الوزراء اللبناني حسان دياب، اليوم (الخميس)، أن بلاده ستطلب المساعدة من صندوق النقد الدولي لوضع حد للانهيار الاقتصادي المتسارع، بعد وقت قصير من إقرار مجلس الوزراء خطة إنقاذية. وقال دياب في كلمة وجهها الى اللبنانيين: «سنمضي في طلب برنامج مع صندوق النقد الدولي»، واصفاً خطة حكومته بأنها «خريطة طريق واضحة لادارة المالية العامة»، بينما تشهد البلاد أسوأ أزمة اقتصادية منذ عقود ويرزح 45 في المائة من السكان تحت خط الفقر. وقد أقرّت الحكومة اللبنانية الخطة بعد جلسة عقدتها في القصر الجمهوري. وأورد حساب الرئاسة في تغريدة مقتضبة أن «مجلس الوزراء وافق بالإجماع على الخطة الاقتصادية بعد إدخال تعديلات طفيفة على الصيغة المقترحة».وجاء إقرار الخطة بعد ثلاثة أيام متتالية نزل خلالها مئات المتظاهرين إلى الشوارع احتجاجاً على غلاء المعيشة وفقدانهم مصادر رزقهم وغياب أي أفق حل للأزمة الاقتصادية. وحصلت مواجهات بينهم وبين وحدات من الجيش، خصوصاً في مدينة طرابلس شمالاً. وقالت وزيرة الإعلام منال عبد الصمد إثر انتهاء الجلسة إن الخطة تعبر عن «الإطار العام للتوجه الإصلاحي للحكومة والتي في ضوئها ستُتّخَذ مقررات لاحقاً». وأوضحت أن «الهدف الأساسي هو التفاوض مع الدائنين في الخارج (..) وربما قد ينجم عن التفاوض وفر بالسيولة يجعلنا نقدم على خطوات مختلفة».ولم تفصح عبد الصمد عن تفاصيل الخطة، لكنها أوضحت أنها لا تتضمن تحرير سعر صرف الليرة وتحمي حقوق «98 في المئة على الأقل من المودعين». ووفق نسخة أولية من الخطة تمّ تسريبها قبل أسابيع، تقدّر الحكومة حاجة لبنان اليوم إلى أكثر من 80 مليار دولار للخروح من الأزمة والنهوض بالاقتصاد، منها ما بين 10 مليارات إلى 15 مليار دولار على شكل دعم خارجي خلال السنوات الخمس المقبلة، وفق وكالة الصحافة الفرنسية. وتأمل الحكومة، العازمة على إعادة هيكلة الدين العام المتراكم، بإقناع المجتمع الدولي الذي اشترط عليها القيام بإصلاحات سريعة وفعالة لتقديم أي مساعدة مالية، منها11 مليار دولار أقرّها مؤتمر «سيدر» في باريس عام 2018 للبلد الصغير المنهك بسنوات من الأزمات السياسية المتتالية وعقود من الفساد. وفي أول رد فعل دولي على الخطة، غرّد المنسق الخاص للأمم المتحدة في لبنان يان كوبيش: «خطت الحكومة خطوة مهمة نحو الإصلاحات ومعالجة الأزمة المصيرية الراهنة عبر إقرار خطتها الإصلاحية». وأضاف: «الآن على القوى السياسية والمجتمع المدني إبداء الرأي بالخطة، مما يمهد الطريق للمفاوضات مع صندوق النقد الدولي وسائر الشركاء الدوليين».

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

حزب الوطنيين الأحرار يحذر من المسّ بالنظام الإقتصادي الحرّ ، وبجرّ لبنان نحو الإقتصاد الموجّه وضمّه إلى منظومة إقتصاديات دول الممانعة

موقع الأحرار/03 نيسان 2020

إستعرض المجتمعون الأوضاع العامة في البلاد والتطوّرات المقلقة والخطيرة على الصعد كافةً من سياسيّة وماليّة وأمنيّة ومعيشيّة. ورأوا في المستجدّات ما يلي:

* لقد بدأت بوادر ثورة الجياع تظهر في الإضطرابات الحاصلة في مناطق لبنانيّة متفرّقة، وهي تشتدّ خطورةً بسبب استغلالها من قبل بعض المندسّين في صفوف المحتجّين، وفي ظلّ إخفاق الحكومة في اتخاذ إجراءات فوريّة لإيقاف التردّي الحادّ للوضعين الماليّ والمعيشيّ للمواطنين، والاستعاضة عنها بزجّ القوى الأمنية في مواجهة المواطنين وقمعهم. وفي السياق يدين الحزب استعمال العنف والتعرض للممتلكات الخاصة والعامة ويأسف لسقوط الضحايا في هذه المواجهات.

* إنّ عدم استجابة أهل السلطة مجتمعين لنداءات التخلّي عن أنانيّاتهم ومصالحهم، والمبادرة إلى إجراء الإصلاحات المطلوبة من الشعب أوّلاً ومن المؤسّسات العربية والدولية الداعمة تالياً، ولا سيّما منها استقلالية القضاء وتنفيذ التشكيلات التي أقرّها المجلس الأعلى للقضاء، وإقرار قوانين مكافحة الفساد واستعادة الأموال المنهوبة ورفع السرّية المصرفية عن السياسيين والمسؤولين، وتخفيض النفقات العامة وبخاصة المتعلقة بالتوظيف السياسي العشوائي في إدارات الدولة، وغيرها... يزيد هواجس اللبنانيين وهلعهم على مستقبلهم ويدفعهم لأخذ مصيرهم بأيديهم.

* أيّ ثقة للبنانيين في إقرار خطة إقتصادية وتنفيذها في ظل حكومة تترنّح، تارةً بالتردّد والإستنسابيّة والتناقض والكيديّة، ودائماً بالإستجابة لإرادة من شكّلها ومرجعياته الإقليميّة، وفي ظل إدارات رسمية تتقاذف المسؤوليات، وقد فشلت على مدى أعوام، في حماية مستقبل اللبنانيين وأموالهم وجنى أعمارهم.

وعليه، يحذر حزب الوطنيين الأحرار من المسّ بالنظام الإقتصادي الحرّ ، وبجرّ لبنان نحو الإقتصاد الموجّه وضمّه إلى منظومة إقتصاديات دول الممانعة التي تمعن في إفقار شعوبها وإخضاعها خدمةً لأطماع حكّامها وأيديولوجياتهم.

وبمناسبة الأوّل من أيّار وعيد العمّال، يتوجّه الحزب بالتحيّة لعمّال لبنان ولتضحياتهم وصبرهم في هذا الزمن الرديء، ويعاهدهم الوقوف دوماً مع مطالبهم المحقّة في العيش الكريم بظلّ دولة حرّة، مستقلّة ومزدهرة.

 

حركة المبادرة الوطنية: صار من الضروري ان تكون هناك معارضة سياسية جدية

30 نيسان 2020

عقدت حركة المبادرة الوطنية اجتماعها الأسبوعي الكترونياً، وبنتيجة التداول في الأوضاع العامة أصدرت البيان التالي:

أولاً: تجددت حركة الاحتجاج بقوة في شوارع بعض المدن والبلدات اللبنانية، وتحدى الشبان العزل والاحتجاز المنزلي بسبب وباء كورونا، مدفوعين بحدة الأزمة الاقتصادية والمعيشية الخانقة، وقد سقط جراءها في طرابلس الشاب فواد السمان شهيد انتفاضة لقمة العيش، وتتقدم الحركة بأحرّ التعازي لذويه وأحبائه. يقابل ذلك استهتار السلطات وغربتها عن قضايا الناس وآلامهم، فيما يلف الصمت قيادات سياسية يُفترض أنها أعلنت انتقالها الى المعارضة الجدية في مواجهة أطباق "حزب الله" على السلطة.

وتنبه الحركة من الطابع العنيف الذي بدأت تسلكه التحركات الغاضبة، والتركيز المشبوه على تكسير المصارف. وتحذر من محاولات مشبوهة لتوريط الجيش وقوى الامن في مواجهة مع الشارع المنتفض صد السلطة. ولا بد بالتالي من التدارك السريع ومنع الأمور من الانزلاق الى الفوضى العارمة، كما يحدث في الدول الفاشلة. فالحل هو سياسي بامتياز وليس أمنياً.

ثانياً : لقد اظهرت الأحداث واقعاً مؤسفاً حول غياب القيادات السياسية عن هموم الناس وأوجاعها، فيما الوضع ينحدر نحو منزلقات خطيرة ويهدد لبنان دولةً وشعبًا ومؤسسات. وما عادت لقاءات زعاماتية تجدي نفعاً. فالمطلوب اليوم وبشدة هو موقف حازم وواضح سياسياً بوجه الهيمنة الأمنية لـ"حزب الله" وإدارته للشأن العام من وراء واجهات سياسية مكشوفة الوظائف والأدوار.

ثالثاً : ما تزال المماحكات جارية بين أطراف السلطة. فبعد هجوم رئيس الحكومة على حاكم المصرف المركزي، واتخاذ قرارات في مجلس الوزراء تصب في خانة اتهامه، عقد رياض سلامة مؤتمراً صحافياً شرح فيه مبررات التصرفات والتعميمات والإعلانات التي صدرت عن مصرف لبنان غامزاً من قناة الحكومة وسياساتها. إنّ المطلوب الابتعاد عن شيطنة هذا الفريق أو ذاك، لأن أطراف التسوية هم في الجناية سواء. والاهم تطمين الناس فعليا حول ودائعهم وحقوقهم، واتخاذ إجراءات سريعة لوقف الانهيار، والإعلان عن برنامج اصلاحي وانقاذي، وضرورة التواصل مع الجهات الدولية للمساعدة خصوصاً صندوق النقد الدولي. فلا رمي المسؤولية على حاكم المصرف المركزي مفيد، ولا شتم فساد الخصوم السياسيين. المفيد ان تقول الحكومة لنا ماذا ستفعل لإنقاذ البلاد، وليس اطلاق التهم يمينًا وشمالًا، وتثبت انها هي صاحبة القرار.

رابعاً : وسط هذه الفوضى الضاربة اطنابها على المستوى السياسي والوطني، صار من الضروري ان تكون هناك معارضة سياسية جدية، لا تكتفي بمجادلة أهل السلطة، والرد على تصريحاتهم؛ بل تتجه لطرح بدائل في السياسة والاقتصاد والعلاقات الخارجية، بما يُشعر المواطنين بالفرق بين أهل التسوية والارتهان للخارج، والفرقاء الذين يريدون دولة حرة عادلة قادرة على صون الوطن وحفظ حقوق المواطن. وان الحل الوحيد هو بالعودة إلى الدستور

واتفاق الطائف وإعادة لبنان الى محيطه وبيئته العربية وفك عزلته الدولية التي أغرقه فيها "حزب الله". وهذا يبدا باستقالة رئيس الجمهورية.

 

الدولارات اللبنانية الى سوريا

النهار/الخميس 30 نيسان 2020      

قال متابعون أن ما جاء في كلام حاكم مصرف لبنان عن أنه لم يقم بضخ الدولارات الورقية عبر مكاتب الصرافين حرصا منه على عدم اخراجها من البلاد عبر "العمال الأجانب"، إشارة غير مباشرة إلى تهريب الدولارات خارج الحدود وتحديدا الى سوريا.

 

حزب الله يسعى لتوريط الجيش اللبناني لتحميله مسؤولية الأزمة

بهية الحريري دانت التعرض للمؤسسة العسكرية والمصارف... والاحتجاجات تسفر عن 42 جريحاً

بيروت ـ”السياسة” /الخميس 30 نيسان 2020  

أثارت الاعتداءات التي يتعرض لها الجيش اللبناني، في موازاة استهداف حاكم مصرف لبنان والقطاع المصرفي، من قبل مندسين خلال أعمال العنف التي شهدتها مدينتا طرابلس وصيدا، الكثير من الأسئلة عن الهدف من وراء التعرض للمؤسسة العسكرية التي تكاد تشكل الحصن الأخير في الدفاع عن لبنان ومؤسساته، في ظل عجز المؤسسات السياسية عن القيام بدورها، في التخفيف من معاناة اللبنانيين. وهذا ما دفع أوساط سياسية من التحذير عبر “السياسة”، من أن يكون هناك من يدفع جدياً لتوريط الجيش في الأزمة القائمة لتحميل قائده العماد جوزف عون المسؤولية عما سيحصل على الأرض لاحقاً، باعتبار أن هناك أطرافاً سياسية، تريد استهداف رأس المؤسسة العسكرية في إطار تصفية الحسابات، وحتى في ظل الظروف البالغة التعقيد التي يمر بها البلد. وفيما تستمر وتيرة الاحتجاجات المطلبية بالتصاعد، أعلن جهاز الطوارئ والإغاثة عن إصابة أكثر من 42 جريحًا بينهم 19عسكرياً وحالات اختناق نتيجة اشتباك بين الجيش اللبناني ومتظاهرين ليل أول من أمس في ساحة النور في طرابلس وساحة الشراع في الميناء والبداوي ومحيطهم، وقد عمل جهاز الطوارئ والإغاثة على إسعافهم جميعاً ونقل عسكريين اثنين منهم إلى المستشفى”. ودارت مواجهات عنيفة بين الجيش اللبناني وعدد من المحتجين في الميناء، وتخلل ذلك رمي الحجارة واطلاق المفرقعات النارية على العناصر العسكرية، فيما عمد الجيش الى اطلاق القنابل المسيلة للدموع والرصاص المطاطي لتفريق المشاركين في أعمال الشغب. كما أشعل بعض المحتجين في ساحة النور، الاطارات المطاطية وسط انتشار كثيف لعناصر الجيش في شوارع المدينة كافة. ونفذ ناشطون في حراك صور وقفة احتجاجية في خيم ساحة العلم، احتجاجا على ارتفاع سعر الدولار، واضاؤوا الشموع تكريما لروح شهيد لقمة العيش في طرابلس فواز السمان الذي استشهد في طرابلس ورددوا هتافات تدعو الى محاسبة المتلاعبين في الدولار.

كما نفذ عدد من المحتجين وقفة احتجاجية امام فرع مصرف لبنان في صيدا، في اطار تحركاتهم المتواصلة امام المصرف تنديدا بالسياسات المالية والمصرفية. وأوقف الجيش سبعة أشخاص على خلفية قيامهم بأعمال شغب وتعد على المصارف والمرافق العامة.

وأكدت رئيسة كتلة المستقبل النيابية النائبة بهية الحريري في بيان، أمس، ” انه على الرغم من أحقية المطالب المعيشية التي يرفعها المحتجون في الشوارع، الا ان ذلك لا يمكن ان يبرر او يغطي ما قام به بعض المندسين من اعمال تخريب وتكسير للمرافق المصرفية والعامة، ومن تعرض بالأذى حتى لعناصر الجيش اللبناني والقوى الأمنية التي تحرص على ابقاء التحركات ضمن طابعها السلمي والحضاري “. وشدد النائب نهاد المشنوق، على أن “الرئيس حسان دياب يستعير تعابير الأنظمة الديكتاتورية، عندما يصبح فيها مظاهرات حيث يكون هناك مندسون وأجندات غربية وغريبة عن البلد، وإذا كان لديه معلومات فليضعها على الطاولة وليطلع الناس عليها”. ولفت الى أن “المظاهرات هي للبطون الخاوية لأن هناك ازمة كبرى في لبنان”، مشيرا الى ان “هناك جهة ارسلت متظاهرين الى أمام منزلي وهم ليسوا لبنانيين حتى بل معظمهم ليسوا لبنانيين وهذه مظاهرة مدبرة من جهة سياسية معروفة والتسجيل صدر ونشر وسمعت الناس الصوت من يطلب من الذهاب الى منزلي”. إلى ذلك، انطلقت، أمس، من ساحة الحراك في انطلياس مسيرة سيّارة، تحمل شعار “المتن نبض الثورة”، تجوب القرى والبلدات المتنية. وتعرض منزل نائب رئيس مجلس النواب ايلي الفرزلي في جب جنين، لوابل من الحجارة وعبوات المولوتوف الحارقة المُصنّعة يدوياً، من قبل محتجين. وعلى وقع تزايد الانتقادات لخطة الحكومة الإصلاحية التي ناقشها مجلس الوزراء في جلسته أمس، وفي ظل اعتراض فرنسي على مضمونها، ما قد يجعل مقررات مؤتمر “سيدر” في مهب الريح، التقى رئيس الجمهورية ميشال عون في قصر بعبدا، أمس، البطريرك بشارة الراعي الذي قال : “أطلعت الرئيس عون على شبكة نعمل عليها من أجل تقديم المساعدات لجميع العائلات والحدّ من العوز قدر الإمكان لأنّنا جميعنا مسؤولون في هذا الظرف”. وأكد اننا “نمر بمرحلة صعبة كبيرة وعلينا جميعاً ان نساعد بعضنا البعض”.

 

دخلنا مرحلة الإنهيار الكامل

The Unsaid Lebanon/الخميس 30 نيسان 2020

دخلنا مرحلة الإنهيار الكامل، حيث ستتبخر الطبقة الوسطى لتصبح فقيرة والطبقة الفقيرة لتصبح أكثر فقرا"، مما سيولد إنفجارا" إجتماعيا" لم يشهد له لبنان مثيلا"، حتى في زمن الحرب الأهلية. سيضع هذا الوضع المتجهم اللبنانيين أمام خيارات محدودة أحلاها مرا"، بين السرقة والجوع، بين القتل والرحمة, بين التسول والكرامة .... ذاهبون إلى الجحيم لا محالة. ولكن على الناس أن لا تصب جام غضبها على بعضها البعض، إنما على السياسيين الفاسدين الذين أوصلونا إلى هذا الوضع الكارثي. إذا" على الثوار التركيز على هؤلاء السياسيين الفاسدين وملاحقتهم كمسؤولين رئيسيين عن مأساتهم وأن لا يغرقوا في لعبتهم بإلقائهم المسؤولية على سواهم من الفاسدين الثانويين بهدف التلطي من غضب الشعب... أصبح الصراع واضح بين طبقة سياسية ترفض التخلي عن تسلطها حتى الموت، وشعب مستعد أن يفعل أي شيء لديمومته، حيث تساوت عنده الحياة بالموت.

 

الحكومة تسلّم بصندوق النقد والحاكم يرد بأرقامه

النهار/30 نيسان/2020

اذا لم يكن ممكنا تجاهل أهمية البيان - الرد لحاكم مصرف لبنان رياض سلامة على المضبطة الاتهامية التي وجهها اليه رئيس الحكومة حسان دياب الأسبوع الماضي ودلالاته في صراع غريب نادر بين رئيس حكومة وحاكم مصرف مركزي، فان ذلك لم يحجب إصرار الرئيس دياب في عز الاحتدام المالي والسياسي والاجتماعي على المضي في مسار التصعيد ضد المعارضة كأنه ما ان يقفل جبهة يندفع او يدفع نحو فتح جبهة أخرى جديدة.  والحال ان مداخلة دياب امس في مجلس الوزراء وحتى لو صح ان لدى الأجهزة الأمنية أسماء من قاموا بأعمال شغب واعتداءات على الممتلكات العامة والخاصة، عكست منحى الاستخفاف والاستسهال حيال اطلاق الاتهامات الجاهزة والمعلبة والمعدة مسبقا لديه في اتجاه معارضي الحكومة، كما لو انه يهرب الى الامام باثارة غبار المعارك العبثية التي لا تحجب استرهان جهات سياسية معروفة للتوجهات الحكومية ووجعلها واجهة تتخفى وراءها بما يضاعف مأزق الحكومة ورئيسها في الظهور مظهر حكومة فئوية تخدم سياسات أحادية. وما حملة دياب الحادة أمس واتهاماته المفخخة لجهات معارضة لم يجرؤ على تسميتها بصراحة، وكان عليه ان يفعل ذلك لإثبات صدقية الاتهام وتحدي من يسميهم الا للايحاء بان حكومته ليست هدفا للانتفاضة الغاضبة التي عادت الى الشارع عشية انتهاء فترة السماح المحددة بمئة يوم والزعم تكرارا ان الانتفاضة تستهدف السياسات السابقة فقط ولا علاقة لحكومته بمجريات دراماتيكية تدور أيضا مذ تولت الحكومة الحالية الإمساك بإدارة الازمات. ولعل المفارقة اللافتة ان الحكومة التي تتجه اليوم في جلسة مجلس الوزراء التي ستعقد في قصر بعبدا الى انجاز إقرار الخطة المالية والاقتصادية الموعودة للقيام على أساسها بما كان يعتبر حتى الامس القريب من المحرمات أي اللجوء الى صندوق النقد الدولي بغية فتح الباب امام حصول لبنان على دعم مالي دولي في ازمته لم يشأ رئيسها التحصن وراء أجواء تحمي خطة حكومته بل ذهب نحو اثارة مزيد من مناخات التحدي. وجاء ذلك في معرض تناول دياب في جلسة مجلس الوزراء امس في السرايا ما حصل في طرابلس وبعض المناطق، وإذ اعتبر ان الشغب الذي حصل هو من "مؤشرات خطة خبيثة" عمد الى تحييد حكومته عن "صرخة الناس الطبيعية بعدما اكتشفوا ان السياسات الماضية أدت الى انهيار اقتصادي ومالي واجتماعي"، واتهم "جهة او جهات بمحاولة التحريض وركوب الموجة وتشويه التحركات الشعبية.. وهناك من يسعى الى الفتنة بين الجيش والناس". يشار الى ان مواجهات محدودة تجددت بين الجيش والمتظاهرين ليل امس في طرابلس بعد انحسار خلال النهار، كما شهدت صيدا والنبطية تجمعات احتجاجية امام فرعي مصرف لبنان في المدينتين، كما أقيم تجمع امام مصرف لبنان في الحمراء. وسجلت تعزيزات للجيش ليلا على الطريق الساحلي بين جونية وجبيل. وسجل قطع العديد من الطرق بالإطارات المشتعلة في بيروت والبقاع ومناطق أخرى.

2 في المئة؟

وكان مجلس الوزراء أنجز معظم النقاط في الخطة المالية للحكومة وبقيت نقاط أساسية فيها عالقة في انتظار الجلسة التي ستعقد اليوم في قصر بعبدا. ويبدو واضحا وفق مصادر وزارية معنية ان الحكومة نالت اخيرا ضوءا اخضر من "حزب الله" للتوجه نحو صندوق النقد الدولي ضمن ضوابط جرى العمل عليها عبر التعديلات الشاقة التي أدخلت على الخطة المالية والتي يفترض ان تخرج اليوم الى النور. اما النقطة التي شغلت مناقشات مجلس الوزراء امس فتمثلت في اقتراح اثار انقساما وزاريا ويقضي باقتطاع نسبة 2 في المئة من الودائع المصرفية من 500 الف دولار وما فوق على ان يعوض على أصحابها بتملك اسهم في المصارف توازي القيمة المقتطعة. وسيعاد طرح الاقتراح اليوم وسط خشية واسعة من تداعياته باعتباره عملية "هيركات" يجري نفي اللجوء اليها يوميا على السنة المسؤولين. كما ان الوزراء لم يحسموا امس موضوع التحرير التدريجي لسعر صرف الليرة.

رد الحاكم

اما رد حاكم مصرف لبنان على سلامة فاتسم بدلالتين أولاهما التزام سلامة الى حدود بعيدة الرد التقني "البارد" بالأرقام والوقائع المالية باستثناء بعض ما طاوله مباشرة من اتهامات توسع قليلا في الرد على خلفيتها السياسية، وتجنبه نبرة ولغة السجالات السياسية السائدة بما ابرز ضمنا المقارنة بين حماوة الهجوم عليه من رئيس الحكومة وبرودة نبرته في الرد. وإذ شدد انه ملتزم القانون والتحدث بالأرقام شرح عمل المصرف المركزي وتركيبته والقواعد التي تحكم حساباته مؤكدا ان انظمته المحاسبية ليست خافية على احد وان لا معلومات مكتومة ولا أحادية قرارات انفاق في المصرف.

وكشف انه سلم شخصيا رئيس الحكومة حسابات المصرف وحسابات التدقيق فيها في 9 آذار الماضي، وشدد على ان المصرف لم يكلف الدولة ليرة واحدة بل كان يحول أرباحه الى الدولة وانه قام بالهندسات المالية لكي تكسب الدولة وقتا لتنفيذ وعودها بالإصلاح لكن هذه الوعود لم تترجم لاسباب سياسية. وقال ان المصرف مول الدولة ولم يكن هو من صرفها وهناك مؤسسات دستورية وإدارية لديها مهمة الكشف كيف انفقت الأموال. كما فند الأموال التي قال دياب انها أخرجت من القطاع المصرفي ولم تخرج من لبنان وأعاد الطمأنة على ودائع المودعين وعلى المصارف نافيا الحاجة الى عملية هيركات. وأفادت "وكالة الانباء المركزية" ان بيان سلامة سيوزع على دول مجموعة الدعم الدولية من اجل لبنان والمنظمات المالية الدولية كما ان الحاكمية أعدت ملخصا مقتضبا عنه سيوزع اليوم.

الموقف الفرنسي

وفي السياق أفادت معلومات "النهار" ان محور الموقف الفرنسي من الاتجاهات المالية للبنان اكتسب أهميته الفعلية في الاتصال الذي اجراه وزير المال والاقتصاد الفرنسي برونو لومير بنظيره اللبناني غازي وزني وذلك من منطلق نقطتين: احداهما انه يجب ان يذهب لبنان الى صندوق النقد الدولي باعتبار ان الأخير هو الذي سيأتي بالدعم الدولي ولا مخرج من دونه. والثانية التزام الخطة الإصلاحية على قاعدة اكتساب الحكومة الصدقية اللازمة. وفهم ان وزني شكر الدعم الفرنسي وطلب من نظيره تفعيل مقررات "سيدر" والمساعدة في تمويل الاستيراد وكذلك دعم لبنان لدى صندوق النقد في ما يختص بمواجهة وباء كورونا.

 

تجديد ولاية شبيب... نماذج "بالأرقام والوقائع" لهدر المال العام

خطة الحكومة... "الثقب الأسود" من جيوب الناس!

نداء الوطن/30 نيسان/2020

بعد طول أخذ وردّ ومدّ وجزر ودوران في حلقات لا متناهية من اللجان والآراء الاستشارية، وجدت الحكومة ضالتها بورقة مالية وضعت لمساتها الأخيرة عليها أمس في السراي لتقرّها اليوم في بعبدا. وحتى منتصف الليلة الماضية لم يكن القيّمون على الخطة الحكومية يمتلكون جرأة المجاهرة بمضامين المسودة المزمع إقرارها وسط النفي لما يتم تسريبه من صيغ باعتبارها مسودات "خاضعة للتعديل". وبانتظار ما سيتمخض عنه "العقل المدبّر" في دوائر الرئاستين الأولى والثالثة من خطة إصلاحية موعودة، تواصل كرة النار تدحرجها في الشارع لتتعالى معها هتافات التنديد بالطقم الحاكم الذي يدير عملية الإصلاح بينما هو نفسه من أوصل البلد إلى الحضيض اجتماعياً واقتصادياً ومالياً ومصرفياً، سيما وأنّ ما رشح عن المخطط الحكومي يشي، بحسب خبراء اقتصاديين، بأنّ الاتجاه هو نحو اعتماد "إجراءات موجعة" تتمحور حول تكبيد المواطنين كلفة الإصلاح المالي توصلاً إلى سدّ "الثقب الأسود" من جيوب الناس.

ووفق خبراء اقتصاديين اطلعوا على آخر مسودة، فإنّ المعتمد فيها يرتكز على نظرية "القفز من فوق الإصلاحات البنيوية المطلوبة في القطاعات الحيوية مثل الكهرباء والولوج بشكل رئيسي نحو القطاع المصرفي باعتباره "بيت المال" المتاح أمام الدولة لسد فجوة خسائرها الدفترية، وهو ما يتجلى بالاقتطاع من أموال كبار المودعين على وعد بإعطائهم أسهماً في المصارف وعائدات من الأموال المنهوبة إذا ما تم استرجاعها، فضلاً عن اعتماد سياسة ضرائبية تصاعدية ترفع من جهة الضرائب على الفوائد من 10% إلى 20%، ومن جهة ثانية تزيد الضريبة على الدخل بنسبة تصل إلى 50%"، وفي المقابل أشار الخبراء الاقتصاديون إلى كون خطة الحكومة تلحظ "تخصيص أصول الدولة والمؤسسات العامة لتقويم خسارات المصرف المركزي مقابل عدم تسجيل اتجاه حاسم نحو الاستعانة بصندوق النقد الدولي عبر اعتماد عبارة "في حال المفاوضة مع صندوق النقد" مع ما تختزنه هذه العبارة من ذهنية مستحكمة بأداء السلطة وتتهرب من خلالها من أي رقابة دولية على الإصلاحات المنوي اعتمادها بغية ضمان ديمومة سطوة نظام المحاصصة على مرافق الدولة رغم ما كبّده هذا النظام من خسائر للخزينة العامة، بالإضافة إلى فرض هيكلة ذاتية للنظام المصرفي تفرض إنشاء 5 مصارف جديدة فيما المطلوب إصلاح القطاع والدمج لتقليص حجمه".

أما في ما خصّ الأرقام المدرجة في الخطة المالية، فتوقف الخبراء عند بناء الخطة على سعر صرف الدولار بقيمة 4297 ليرة في العام 2024 بينما هو اليوم تجاوز واقعياً هذه القيمة في سعر السوق، علماً أنّ هناك اعترافاً رسمياً في الورقة المالية بوجود تضخم بلغ مستوى 53% وبانكماش اقتصادي بقيمة 14%، مقابل التعويل بشكل رئيسي على مشاريع مؤتمر "سيدر" لإعادة استنهاض الاقتصاد الوطني.

وللدلالة أكثر على عقم الذهنية الحاكمة عن إنتاج حلول إصلاحية ناجحة وناجعة في عملية وقف مزاريب الهدر والمحسوبيات، كشفت مصادر قانونية في الحراك المدني لـ"نداء الوطن" عن اتجاه الحكومة إلى تجديد ولاية محافظ بيروت زياد شبيب رغم كل ما أحاط أداءه من شبهات وعلامات استفهام طيلة الفترة الماضية، لافتةً الانتباه إلى سلسلة من الإخبارات كانت قد قُدّمت بحق شبيب لا سيما منها الإخبار الذي قدمه المحامي واصف الحركة إلى النيابة العامة المالية ضد محافظ بيروت على خلفية قضية "بيع العقار 1296مدور المسلك القائم بين العقارين 247 و 1216 بالتراضي وليس بالمزايدة ما أدى إلى هدر في المال العام". وفي السياق عينه عددت المصادر سلسلة مخالفات موثقة بالأرقام والوقائع تحوم فيها الشبهات حول شبيب ومن بينها "تصرفه ببنود بدلات الانتقال والتمثيل المدرجة في موازنة البلدية بحيث يستعمل المبالغ الواردة فيها بدون أية رقابة وتبلغ قيمتها مئات الملايين علماً أنّ بدلات التمثيل ملغاة بموجب القانون رقم 717 / 98"، إضافةً إلى كون "مصاريف المحروقات في البلدية تجاوزت الحدود المعقولة في عام 2019 حين بلغت حوالى 6000 ليتر شهرياً بموجب موافقات خاصة من المحافظ الأمر الذي أدى إلى اعتراض المراقب العام في البلدية عليها بموجب كتاب رقم 17947 تاريخ 2019 / 8 / 29"، مشددةً على كون كل هذه الأمور تشكل "هدراً موصوفاً للمال العام وتشكل مخالفة للقوانين والقرارات الإدارية، ومنها تعميم رئيس مجلس الوزراء وقرار وزير الداخلية والبلديات تحت رقم 383 / ص . م . تاريخ 2004 / 2 / 19 المسند الى توصية التفتيش المركزي البند رقم 4 من القرار 2003 / 493الى جميع المحافظين في ما يتعلق باستعمال السيارات والآليات الرسمية الذي أشار فيه إلى أنّ استعمال السيارات والآليات الرسمية في الإدارات العامة والبلديات لأغراض خاصة شخصية وعائلية يعتبر اساءة تصرف بالاموال العمومية بدون مبرر شرعي وتبديداً لها بدون وجه حق".

وتنظر المصادر بعين من الريبة إلى التجديد لولاية شبيب الذي يتقاضى أكثر من راتب، كمحافظ وكقاضٍ يتقاضى راتبه من موازنة مجلس شورى الدولة بالإضافة الى التعويضات الملحقة، بينما تبلغ التعويضات الشهرية التي يتقاضاها من موازنة بلدية بيروت عشرة ملايين ليرة مقسّمة إلى قسمين، القسم الأول تعويض انتقال بقيمة أربعة ملايين ليرة والقسم الثاني تعويض تمثيل بقيمة ستة ملايين ليرة لبنانية. وأمام ذلك سألت المصادر: "عن أي إصلاح تحدثنا الحكومة طالما أنها تتجه إلى التجديد لمحافظ يسمح بإشغال أملاك البلدية الخاصة من دون اتباع الأصول القانونية المنصوص عليها في المادة 60 من القرار رقم 275 التي توجب تأجير العقارات البلدية عن طريق المزايدة العلنية من قبل لجنة المناقصات في البلدية وعرض الموضوع على المجلس البلدي كونه المرجع الصالح لعقد النفقة، بينما شبيب يسمح لأشخاص معينين بإشغال الأملاك البلدية الخاصة بدون مقابل أو مقابل مبالغ زهيدة تحت ستار إشغال أملاك عامة خلافاً للقانون ومنها مواقف للسيارات موجودة في عدة عقارات في المزرعة ورأس بيروت والباشورة والحمرا، علماً أنّ ملف السماح بإشغال الأملاك البلدية من قبل الغير بناءً لقرار المحافط جارٍ التحقيق فيه حالياً من قبل النيابة العامة لديوان المحاسبة، وكذلك هناك مخالفات من قبل المحافظ تتعلق بملفات استملاك هي راهناً قيد النظر في التفتيش المركزي".

بالإضافة إلى ذلك، تنقل المصادر سلسلة من المخالفات المالية المرتكبة ومن بينها "فتح حساب مصرفي باسم موظفين في البلدية في مصرف خاص وتنظيم شيكات بأسماء الموظفين خلافاً لأحكام المادة 243 من قانون المحاسبة العمومية التي توجب إيداع جميع الأموال العمومية في حساب مفتوح لدى مصرف لبنان، سيما وأنّ عدة شيكات قد أودعت في تلك الحسابات ووفق ما هو موثّق في كتب صادرة عن رئيس دائرة الخزينة بتاريخ 2017 / 6 / 2 الذي رفع مسؤوليته عن النتائج التي ستترتب عن تنفيذ موافقة المحافظ على فتح هكذا حساب مصرفي مخالف للقانون مع إشارته إلى حوالات مماثلة خلال سنة تقدر قيمتها بعدة مليارات"، هذا عدا ما كشفته المصادر عن هدر موصوف للمال العام في عدة قضايا ومن بينها منح شبيب "إعفاء من الغرامات المترتبة على المكلفين ومن بينها إحدى المؤسسات المرموقة في العاصمة بنسب تخفيض بلغت 90 % من الغرامات المتوجبة على متأخرات الرسوم البلدية مع تقسيط هذه المتأخرات على مدة 3 سنوات ما تسبب بطبيعة الحال هدراً بمليارات الليرات، بالإضافة إلى خفض القيم التأجيرية خلافاً لأحكام القانون لعدد من المكلفين ومن بينهم مثلاً شركة فنادق وسياحة كانت مكلفة بقيمة تأجيرية تفوق الـ700 مليون ليرة فعمد المحافظ إلى خفضها إلى حدود مئة مليون ليرة في العام 2017 لعقار واقع في رأس بيروت، وكل ذلك بقرارات أحادية اتخذها شبيب من دون عرض أي من هذه الملفات على لجنة الاعتراضات للنظر بشأنها".

 

ثأراً لأمه.. لبناني يسدد دينه للبنك بطريق ولا أغرب

بيروت - جوني فخري/العربية/30 نيسان/2020

قرر أحد المواطنين في لبنان الغارق بما يشبه "الزوبعة الاقتصادية" دفع سند قرضه الشهري لبنك "لبنان والمهجر" فرع صور جنوب لبنان والبالغ 350 دولاراً بالعملات المعدنية الصغيرة، من فئة 250 و500 ألف ليرة لبنانية كمعركة أرادها ضمن حربه مع المصرف الذي يحتجز أمواله وجنى عمره و"يقونن" سحوباته النقدية.فبدلًا من إيداعه المبلغ الشهري المتوجّب عليه لدى المصرف بالعملة الورقية من ضمن قرض حصل عليه لشراء سيارة، أراد حسن مغنية الدفع بطريقة "مغايرة" كرسالة للبنك الذي يحتجز أمواله وأموال أشقائه ويمنعهم التصرّف بها كما تقتضي القوانين. الدفع بعملات نقدية

وشرح حسن لـ"العربية.نت" السبب وراء دفعه الاستحقاق الشهري بالعملات المعدنية قائلاً "في بداية كل شهر يقتطع بنك "لبنان والمهجر" 350 دولاراً من حسابي، وهي قيمة القرض الذي حصلت عليه لشراء السيارة، لكن بعد أن أصدر مصرف لبنان تعميماً بالسماح لأصحاب القروض بالدولار أن يسددوا قيمتها بالليرة اللبنانية نتيجة شحّ الدولار، قررت أن أذهب شخصياً إلى المصرف عند استحقاق القرض لدفعه بالليرة، وهكذا حصل في الأشهر الأخيرة إلى أن تذكّرت خبراً تداولته وسائل إعلام أميركية عندما كنت في الولايات المتحدة منذ عامين بأن مواطناً أميركياً دفع استحقاقاته المتوجّبة عليه للمصرف من خلال العملات المعدنية.

قجة ابنته

لم يجد حسن صعوبة في الحصول على العملات المعدنية Coins ، لأنه استعان بقجّة ابنته التي كانت تحتوي على 200 ألف ليرة من فئتي 250 و500 ليرة، وبصاحب الدكان قرب منزله في صور الجنوبية، فاستطاع جَمع قيمة سنده البالغة 527 ألف ليرة.

إلا أن هذه الفكرة "المُبتكرة" بالدفع كلّفته أكثر من ساعتين لعدّ العملات النقدية وفصل فئتي 250 و500 ألف ليرة عن بعضهما، قبل أن يتوجّه بها إلى المصرف بعد أن وضّبها في خزنة صغيرة.

تهديد عبر فيسبوك!

وقال "في اليوم التالي ذهبت مباشرةً الى المصرف وقلت للموظّف على الصندوق بأنني أريد تسديد قسط السيارة بالعملة الوطنية، إلا أنه رفض في البداية بحجّة أنه عليّ الدفع بالدولار فذكّرته بتعميم مصرف لبنان وهدّدته بأنه إن لم يلتزم به سأفتح خانة LIVE عبر صفحتي على "فيسبوك" لأتشارك مع أصدقائي ما يحصل معي. عندها وافق على طلبي وسألني عن الذي أحمله بين يدي وهنا كانت المفاجأة ". كما تابع قائلاً "بدأت بتفريغ محتوى العلبة وأنا أردد على مسامعه "أليست هذه أموال؟ احمد ربّك أنني أدفع بعملات معدنية متداولة في السوق اللبناني. فلو وجدت عملات من فئة 50 ليرة أو مئة ليرة (لم تعد متداولة في لبنان) لما ترددت في جمعها لدفع القرض، ليس لشيء إلا لتشعروا بمعاناتنا وبالذلّ الذي نتعرّض له أمام المصارف ونحن نشحذ أموالنا".

منع سفر رئيس وأعضاء إدارة البنك

تأتي تلك الرسالة من هذا الشاب اللبناني، ضمن تجربته المريرة مع البنك "لبنان في استرداد حقه كما يقول. فهو استطاع منذ يومين فقط الاستحصال على قرار قضائي بمنع سفر رئيس وأعضاء مجلس إدارة ومدير عام بنك "لبنان والمهجر"، وكلّف المديرية العامة للأمن العام بتنفيذه بشكل فوري، وذلك بعد أن تقدَّم منذ حوالي الشهر بطلبٍ لدى بنك لبنان والمهجر فرع صور للحصول على ملبغ 15 ألف دولار من حسابهِ، ليُعالج والدته من مرض السرطان، إلا أنه واجه عدة عقبات، حالت دون وصولهِ الى أمواله.

ثأرت لوالدتي

وقال حسن الذبي انتشرت قصته في الشارع اللبناني، وعلى وسائل التواصل، "نجحت بالحصول على مبلغ 15 ألف دولار لتغطية تكلفة علاج والدتي المصابة بالسرطان وذلك بعد صولات وجولات مع إدارة البنك امتدت لأكثر من شهر. كان كل همّي تأمين المبلغ لتغطية كلفة علاج والدتي، وتقصّدت دفع قرض سيارتي هذا الشهر بالعملات المعدنية للثأر لعذابات والدتي". وأكثر ما أثار استغراب حسن في تعامل المصرف مع طلبه مبلغ 15 ألف دولار، أنه "أشار في بيان الردّ أنني تحججت بمرض والدتي للحصول على الملبغ، وكأني أتاجر بمرضها، وهذا بحدّ ذاته ما استفزّني ودفعني للتعامل مع المصرف بهذه الطريقة."

وختم حسن تجربته بالتأكيد أنه لن يتردد في ملاحقة المصرف مجدداً عبر القضاء إذا خالف واجباته تجاهي. فحقي مقدّس ولا أسمح لأحد المسّ به".

 

بعد ليلة مشتعلة في لبنان.. تلميح لسرايا حزب الله!

جوني فخري/العربية/30 نيسان/2020

بعد ليلة مشتعلة بقنابل المولوتوف في صيدا (جنوب لبنان) وطرابلس(شمالاً) ومواجهات اندلعت بعد منتصف ليل الأربعاء الخميس على خلفية توقيف بعض الشبان أمس الأول، خيم الهدوء صباح الخميس على المدينتين في وقت ينتظر أن يقرّ مجلس الوزراء "الخطة الإنقاذية" في جلسة يعقدها في القصر الجمهوري في بعبدا، بعدما أنجزت جلسة الحكومة أمس وضع الصيغة شبه النهائية لمعظم الإجراءات "الآنية والفورية لمكافحة الفساد واستعادة الأموال المتأتية منه. في حين بدأ عدد من المحتجين بالتجمع في منطقة انطلياس (في قضاء المتن) استعداداً للانطلاق بمسيرات سيارة تجوب القرى والبلدات المتنية ساحلا وسطا وجبلا، لتعود وتنتهي في انطلياس.

ويرفع المحتجون الأعلام اللبنانية مع التزام شروط التعبئة العامة والوقاية الصحية.

وكان الجيش اللبناني أوقف ليل الأربعاء سبعة أشخاص في صيدا على خلفية قيامهم بأعمال شغب وتعد على المصارف والمرافق العامة وتعرضهم لعناصره خلال الجولة الثانية من التحركات التي شهدتها صيدا ليلا، احتجاجا على تردي الأوضاع المعيشية والسياسات المالية والمصرفية.

إصابة 42 بينهم 19 عسكريا

وقد تم إلقاء قنابل مولوتوف باتجاه مصرف لبنان في المدينة قبل أن تعمل مجموعة من المحتجين على التوجه إلى شارع المصارف وشارع حسام الدين الحريري اللذين شهدا حالا من الكر والفر مع الجيش. ترافق ذلك مع قيام محتجين بقطع عدد من الطرق وسط المدينة بمستوعبات النفايات، قبل أن يبدأوا بالانسحاب من الشوارع بعيد منتصف الليل

في حين أعلنت الوكالة الرسمية الخميس إصابة 42 بينهم 19 عسكريا في المواجهات بين الجيش ومحتجين في طرابلس الليلة الماضية. وشهد لبنان خلال الأيام الماضية تجدد الاحتجاجات ضد السياسات الاقتصادية، والمصرفية في البلاد. وعمد عدد من المحتجين إلى التعدي على المصارف وتحطيم واجهاتها، وإلقاء قنابل المولوتوف، مبرين عن غضبهم من سياسات تلك المصارف، وحبسها لأموال المودعين، وعدم السماح بالسحب إلا بالليرة اللبنانية.

تلميح واتهام لسرايا حزب الله

في المقابل، أكد عدد من المحتجين من صيدا وطرابلس للعربية.نت أنهم يرفضون العنف أو التعدي على الأملاك العامة والخاصة. وأكد محمد بابا أحد محتجي مدينة صيدا لـ"العربية.نت" "أننا لن نترك الشارع رغم أعمال الشغب التي يقوم بها مندسون من جهات سياسية معروفة، ولن نتواجه مع الجيش والقوى الأمنية الذين يعانون مثلنا من الفقر وتراجع القدرة الشرائية". كما قال "ما يحصل في الشارع في اليومين الأخيرين غير مرتبط بحراك 17 أكتوبر/تشرين، لأننا منذ اليوم الأوّل على نزولنا الى الشارع كنّا سلميين وسنبقى، لكن يبدو أن هناك من يريد توجيه رسائل سياسية "نارية" عبر الشارع مستغلّين جوع الناس وفقرهم لتخريب الحراك".

ولم يستبعد محمد "أن يكون وراء أعمال الشغب في الشارع أطراف سياسية لها غايات محددة، تحديداً من سرايا المقاومة التابعة لـ"حزب الله". وكثيراً ما كانت بنوك لبنان هدفاً للمحتجين أثناء الأزمة المالية والاقتصادية التي أدت إلى ‏انهيار قيمة الليرة اللبنانية وتجميد أموال المودعين.

السلطة مسؤولة

إلى ذلك، حمّل القوى السياسية والقوى الأمنية والجيش مسؤولية ضبط الشارع وتوقيف المندسين الذين يأخذون الحراك الشعبي إلى غير مكانه الصحيح. كما حمّل السلطة مسؤولية ما وصلت إليه البلاد من تدهور اقتصادي ومالي غير مسبوق ندفع ثمنه جميعاً".

"لن يسرقوا ثورتنا"

وأكد محمد "أنهم لن يسرقوا ثورتنا السلمية، ثورة الجياع، وهي قائمة وستستمر حتى تحقيق المطالب أبرزها إجراء انتخابات نيابية مُبكرة بعد رحيل حكومة "الأقنعة" الحالية، التي تتحمّل أيضاً المسؤولية حتى لو كان عمرها أقل من مئة يوم، فهي متواطئة علينا ولا خطة لديها لمواجهة الانهيار، حتى إنها لم تتحرّك سريعاً لمواجهة فيروس كورونا ووقف تفشّيه في لبنان، وشعار"خليك بالبيت" أطلقه الثوّار وليس الحكومة كما تدّعي". وكما صيدا كذلك طرابلس، يتّفق فوزي الفرّي أحد محتجي المدينة الشمالية مع توصيف محمد بأن هناك من يريد "سرقة" الحراك لتحقيق مآرب سياسية بعيدة كل البُعد عن مطالبنا المعيشية المحقة.

أم الفقير تنتفض

وقال لـ"العربية.نت" "منذ إطلاق الحراك الشعبي تميّزت طرابلس بسلمية الاحتجاجات ولُقّبت بعروس الثورة، لكن يبدو أن جهات سياسية تابعة لأحزاب يسارية حليفة لـ "حزب الله" استغلت تحرك الجياع للتصويب على القطاع المصرفي من خلال القيام بأعمال شغب وتكسير ضد فروع عدة في طرابلس.

وأكد فوزي "سنبقى في الساحات والشوارع حتى تحقيق مطالبنا، وثورة الجياع لن تنتهِ بكرتونة مساعدات وهي قائمة، ونحن اليوم في معركة يخضوها فريقين: الأوّل مشرذم ممثل بالسلطة والمعارضة ويخضع لنفوذ حزب الله، والثاني الشعب المشتت لكن الموحّد تحت مطلب إقالة السلطة الحالية المسؤولة عن الفساد والهدر والأزمة الاقتصادية والمالية". وختم قائلاً "بأن الثورة لم ولن تنكفئ، وطرابلس الملقّبة بـ"أم الفقير" بالنظر إلى أنها أفقر مدينة على البحر الأبيض المتوسط رغم وجود عدد كبير من الأثرياء فيها، وصلت إلى حدّ الانفجار الاجتماعي، لأن كل أبنائها باتوا فقراء وتحت خط الفقر".

 

تحركات الشارع اللبناني بلا دعم سياسي... والفوضى «تملأ فراغ» الدولة

بيروت: «الشرق الأوسط»/30 نيسان/2020

حضر الغضب في شوارع لبنان خلال اليومين الماضيين فجأة، مدفوعاً بالحاجة والجوع والفقر، وبغياب أي جهة سياسية داعمة عملياً لتلك التحركات، بحسب ما تقول مصادر أمنية وسياسية، فيما تشير الأخيرة إلى أن التوترات التي ملأت الشارع، وطالت فروع المصارف والأملاك العامة، خارج أي توجيه سياسي بسبب غياب أحزاب المعارضة عن مشهد عفوي يملأ الشوارع، «ولا يمكن معالجته إلا بالحل السياسي». وسيطر الهدوء الحذر على مدينة طرابلس أمس، بعد مواجهات محتدمة اندلعت ليل الثلاثاء بين متظاهرين والقوى الأمنية، وأسفرت عن سقوط 47 جريحاً، بينهم 4 عسكريين. واستمرت المواجهات حتى منتصف الليل، حيث تواصل إحراق فروع المصارف وتكسير واجهاتها، كما جرى رشق منزل رئيس الحكومة الأسبق نجيب ميقاتي بالحجارة. كما تعرّضت واجهات فروع المصارف في صيدا في جنوب لبنان للتكسير.

وأوضحت مصادر في طرابلس أن هناك مجموعة عوامل انكشفت إثر الأزمة الأخيرة، أولها ألا أمن اجتماعياً في المدينة، وهو العمود الفقري للأمن والاستقرار فيها، ويساعد القوى الأمنية والجيش في الحفاظ على النظام العام وحماية الأملاك العامة والخاصة. أما العامل الثاني فهو غياب المرجعية السياسية في المدينة. وأشارت المصادر إلى أن الوزير الأسبق رشيد درباس بادر إلى اجتماع لجمع فعاليات المدينة، وجرى الاجتماع وتم تكليف اللواء أشرف ريفي بمتابعة الاحتياجات وخطة دعم الناس وتمكينها لرفع الحرمان، لكن المقررات بقيت حبراً على ورق ولم يتم تنفيذ أي شيء منها.

أما العامل الثالث فيتمثل في غياب الدولة التي لم تقدم أي مشاريع ولا أي خطة إنقاذ بعد سنوات على الحرب والتوترات والتجاوب مع الخطة الأمنية التي نفذت في عام 2014، وبقي الجميع يتعاطون مع طرابلس على أنها أشبه بريف وليس عاصمة لبنان الثانية.

وتؤكد المصادر أن غياب كل تلك العوامل المساعدة على النهوض بالمدينة، سهل «حضور الفوضى» التي ملأت هذا الفراغ، لكن المصادر أكدت أن الذين تحركوا هم مجموعات جائعة ومحبطة، لا تمتلك فرص عمل، تحركت من غير أن تسيّرها أي جماعة، مشددة على أنه «لا أجندة لتلك المجموعات»، نافية أن تكون الأحزاب المعارضة وراء التحركات لتوجيه الرسائل ضد الحكومة. وقالت المصادر إن طرابلس بعد 17 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي (تاريخ اندلاع الاحتجاجات) «لا تمثلها أجندة واحدة، فهناك مشاركة عفوية واسعة، ولا وجود لتوجيه حزبي حتى الآن» من غير أن تستبعد محاولة بعض الأحزاب ركوب الموجة لاحقاً.

وظهر من المعالجة الأمنية والعسكرية للتطورات، أن هناك خطوطاً حمراء فرضتها قوى حفظ النظام تتمثل في منع إقفال الطرقات وعدم التعدي على الممتلكات، لكن في سياق آخر استخدمت القوى الأمنية القوى الناعمة ومحاولات الإقناع، وهو ما ظهر في توزيع الكمامات في منطقة الرينغ في بيروت من قبل قوى الأمن على المتظاهرين، ولفتت المصادر إلى أن القوى الأمنية «نفذت خطة لاستيعاب الحدث واحتوائه، من غير الاصطدام مع المحتجين». فالقوى الأمنية على قناعة بأن الحل سياسي وليس أمنياً.

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

بأقل من يومين..إسرئيل تقصف مجددا مواقع عسكرية في القنيطرة السورية

جنوبية/01 آذار/2020

ذكرت مصادر اعلامية أن قصفًا صاروخيًا إسرائيليًا استهدف مواقع في القنيطرة السورية، قبيل منتصف ليل الخميس – الجمعة. من جانبه، كشف المرصد السوري لحقوق الإنسان أن 5 صواريخ إسرائيلية استهدفت ريفي درعا والقنيطرة، وقال “دوت أصوات انفجارات متفرقة في القسم الغربي من محافظة درعا، ناجمة عن قصف إسرائيلي استهدف نقاط عسكرية لقوات النظام والميليشيات الإيرانية في منطقة تل أحمر ومحيط بلدة معرية غرب درعا، ومنطقة تل الأحمر الغربي في القنيطرة قرب الحدود الإدارية مع محافظة درعا جنوب سوريا، دون ورود معلومات عن حجم الخسائر حتى الآن”. بينما ذكرت وكالة “سانا” التابعة للنظام السوري أنّ مروحيّات إسرائيليّة اعتدت “بعدة صواريخ من أجواء الجولان المحتل على أهداف في المنطقة الجنوبية واقتصرت الأضرار على الماديات.” وهذه ثاني غارة على سورية خلال يومين، إذ قصفت طائرات إسرائيلية فجر الإثنين الماضي مواقع في ريف دمشق، أسرفت عن مقتل 4 مقاتلين إيرانيين وثلاثة مدنيين بينهم طفل، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.

 

إسرائيل تؤكد استمرار نشاطها السري لطرد ميليشيات إيران من سورية

عواصم – وكالات»/30 نيسان/2020

 أعلن رئيس قسم العمليات في الجيش الإسرائيلي الجنرال أهارون حليوة، أن الأنشطة السرية لإسرائيل في سورية مستمرة، وتنجح بشكل كبير في العمل على إخراج الإيرانيين منها.

ونقل موقع “واللا” الإلكتروني الإسرائيلي عن حليوه في حوار مطول قوله، إن “الرئيس بشار الأسد يفهم، أو بدأ يفهم أن الإيرانيين الذين جاءوا لمساعدته بالحرب ضد تنظيم داعش بهدف إنقاذه، هم أنفسهم حالياً الذين يشكلون خطراً على استمرار حكمه، خصوصاً وأنهم يشكلون خطراً كبيراً على قدرته لإعادة إعمار سورية”. وبشأن احتمالية حدوث تصعيد بين إسرائيل ولبنان، أشار إلى أن “(زعيم حزب الله حسن) نصر الله يدرك جيداً الثمن الذي سيدفعه حزب الله ولبنان جراء أي تصعيد مع الجيش الإسرائيلي”، مضيفاً إن “نقل الأسلحة القتالية من سورية إلى لبنان مستمراً، والتموضع الإيراني في سورية لم يختف”.

وأوضح أن “نصر الله، يفهم جيداً أن إسرائيل لن تسمح له بأي تصعيد، وبأن الجيش الإسرائيلي لن يسمح بوجود صواريخ دقيقة لدى الحزب”. وأشار إلى أن “نصر الله ليس غبياً، فهو يدرك جيداً قدراتنا الاستخباراتية وقوة الجيش الإسرائيلي وجهاز المخابرات العسكرية (أمان)”، مؤكدا أن “النشاط العسكري الإسرائيلي في سورية لم يتقلص في الفترة الأخيرة”. على صعيد آخر، حمل مسؤولون أكراد، أول من أمس، تركيا، مسؤولية تفجير عفرين، الذي وقع الثلاثاء الماضي. وذكرت “قوات سورية الديمقراطية” (قسد)، في بيان، أن “تفجير عفرين جاء نتيجة لسياسة الاحتلال التركي في سوري”. ووصف قائد “قسد” مظلوم عبدي على حسابه بموقع “تويتر”، الانفجار بأنه عمل إجرامي ونتاج سياسة الدمار التي انتهجها الاحتلال التركي وفصائله في عفرين.من جانبه، ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان، في بيان، أول من أمس، أن “المخابرات التركية أصدرت قراراً يقضي بإغلاق مداخل ومخارج مدينة عفرين، الخاضعة لسيطرتها بريف حلب الشمال الغربي، حتى إشعار آخر كإجراء احترازي. وأشار إلى أنه رصد جثثاً متفحمة لأطفال ونساء، وتسة من عناصر الفصائل الموالية لتركيا. وكان الانفجار الذي وقع في عفرين أسفر عن مقتل 46 شخصاً على الأقل، وإصابة نحو 50 آخرين خمسين بجراح، جراء انفجار شاحنة تحمل محروقات، فيما لا تزال هوية عدد كبير من القتلى مجهولة حتى الآن، بينها جثث متفحمة ومشوهة.

 

إيران تهدَّد بضرب القواعد الأميركية في الخليج وروسيا تدعوها للتعقّل/شحنة الوقود النووي الجديدة تصل إلى "بوشهر"... ومقرب من النظام: 60 مليون إيراني يعانون الفقر

طهران، عواصم – وكالات»/30 نيسان/2020

 في تصعيد خطير جديد، هددت إيران بضرب القواعد الأميركية في المنطقة، فيما تعهد وزير الخاريجية الأميركي مايك بومبيو بمنع طهران من شراء الأسلحة.وبالتزامن مع احتفال طهران بيوم الخليج الفارسي أمس، هدد أمين مجمع تشخيص مصلحة النظام الإيراني محسن رضائي، بضرب القواعد الأميركية في المنطقة إن استهدفت أميركا الأمن القومي الإيراني. وعلق على تهديد الرئيس الأميركي دونالد ترامب الأخير بتدمير الزوارق الإيرانية، بالقول “الجميع يعرفون ترامب باعتباره شخصا مقامرا ويطلق التهديدات، إلا أنه لا يفعل شيئا”، متابعا: “شهدنا أداءه ولكن لو أراد تنفيذ تهديداته، فإننا مثلما عملنا في الهجوم على قاعدة عين الأسد في العراق، سنرد عليهم بكل قوة وحزم”. من جانبها، أكدت القوة البحرية التابعة للحرس الثوري، رصد جميع التحركات في منطقة الخليج، مشددة على أنها تتصدى بحزم لأي تحركات استفزازية. وزعم قائد المنطقة الثانية للقوة البحرية رمضان زيراهي، أن “القوة البحرية للحرس الثوري لم تقم ولا تقوم بأية تحركات استفزازية”، مؤكدا أنها تتصدى بحزم لأي إجراء وخطوة استفزازية. في غضون ذلك، وصلت الشحنة الجديدة من الوقود النووي، إلى محطة بوشهر النووية جنوب إیران، حيث من المرتقب أن توضع في قلب مفاعل المحطة. وأفادت وكالة فارس الإيرانية للأنباء، بأنه بالتعاون بين منظمة الطاقة الذرية الإيرانية وشركة “روس آتوم” الروسية، فقد تم نقل الشحنة إلى بوشهر، وهي تأتي وفقا للبرنامج السنوي لتبديل وقود محطة بوشهر النووية. وكانت السفارة الروسية لدى طهران، أعلنت أن الجانب الروسي قد سلم إيران الأربعاء الماضي شحنة جديدة من الوقود النووي اللازم لمحطة “بوشهر” الكهرذرية.

في المقابل، تعهد وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، بأن الولايات المتحدة لن تسمح لإيران بشراء أنظمة أسلحة تقليدية عندما يتم رفع حظر السلاح، مؤكدا ‏أنهم سيعملون مع الأمم المتحدة لتمديد حظر الأسلحة على إيران. وقال بومبيو إن الطائرات الإيرانية تواصل نقل المقاتلين في الشرق الأوسط.

من جانبه، أكد رئيس قسم العمليات في جيش الاحتلال الإسرائيلي أهارون حليوة، أن بلاده تراقب البرنامج النووي الإيراني، وتضع كل الإمكانات والاحتمالات على الطاولة لمنع إيران من الحصول على قنبلة نووية.

وأوضح حليوة أن منطقة الشرق الأوسط تغيرت تماما، بعد مقتل قائد “فيلق القدس” الإيراني قاسم سليماني، معتبرا مقتله من أكثر الأحداث دراماتيكية في الشرق الأوسط. بدورها، حذرت فرنسا من رفع الحظر الأممي المفروض على الأسلحة الإيرانية في أكتوبر المقبل، حيث اكدت الخارجية الفرنسية أن رفع حظر السلاح المفروض على إيران، ستكون له تداعيات على استقرار منطقة الشرق الأوسط. من جهتها، دعت روسيا الولايات المتحدة الأميركية وإيران، إلى التعقل وممارسة أقصى درجات ضبط النفس في منطقة الخليج وعدم الخضوع للاستفزازات. وقالت المتحدثة الرسمية لوزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، “ندعو واشنطن وطهران إلى توخي أقصى درجات ضبط النفس والحذر، وتجنب الاستفزاز والخطب العدوانية والالتزام الصارم بالقواعد والأنظمة الدولية”. على صعيد آخر، أكد الخبير الاقتصادي القريب من النظام في إيران محمود جامساز، أن نحو في المئة من سكان البلاد، البالغ عددهم 80 مليون نسمة، يعانون من الفقر. ونشرت وسائل الإعلام الناطقة بالفارسية مقابلة لجامساز مع موقع “تابناك” القريب من الأوساط الحكومية، قال فيها إنه “بعد احتجاجات منتصف نوفمبر 2019 على ارتفاع أسعار البنزين، وفقاً لما أعلنته الحكومة، فإن 60 مليون شخص يعيشون على الإعانات الحكومية، مما يعني أن نحو 75 في المئة من 80 مليونا أي 60 مليون شخص يعيشون في الفقر”، واصفاً القرض الحكومي للعائشين على الإعانات في ظل هذه الظروف بأنه “أشبه بالمزحة”.

 

الاستخبارات الأميركية: فيروس «كورونا» ليس من صنع الإنسان

واشنطن: «الشرق الأوسط أونلاين»/30 نيسان/2020

أعلنت الاستخبارات الأميركية، اليوم (الخميس)، أنّها توصلت إلى خلاصة مفادها أنّ فيروس «كورونا» المستجد «ليس من صنع الإنسان أو عدّل جينياً». ووفق بيان للاستخبارات، بحسب وكالة الصحافة الفرنسية: «تستمر الأجهزة الاستخباراتية في بحثها لتحديد ما إذا كان الوباء بدأ باحتكاك مع حيوانات مصابة أو أنّه نتيجة حادث مخبري في ووهان، المدينة الصينية حيث بدأ تفشيه». وكانت الصين نفت في وقت سابق أي مزاعم بأن الفيروس أُطلق من مختبر، معتبرة أن «لا أساس لها من الصحة ومفبركة من لا شيء». وقد دأب الرئيس الأميركي دونالد ترمب على تحميل الصين مسؤولية تفشي الفيروس الذي أسفر عن وفاة ما لا يقل عن 60 ألف شخص في الولايات المتحدة وزج بالاقتصاد الأميركي في ركود حاد.

 

الصحة العالمية: أوروبا لا تزال في قبضة الوباء

العربية.نت- وكالات/30 نيسان/2020

أعلنت منظمة الصحة العالمية الخميس أن أوروبا لا تزال في قبضة الوباء، على الرغم من تراجع معدل الإصابات في عدد من الدول لا سيما إسبانيا. وحذر رئيس مكتب المنظمة العالمية في أوروبا، الدكتور هانس كلوغ، من أن القارة لا تزال "في قبضة" جائحة فيروس كورونا حتى مع تخفيف حوالي ثلاثة أرباع دول القارة للإجراءات التقييدية.كما أكد أن الفضل في انخفاض الإصابات في القارة يعود إلى تدابير التباعد الاجتماعي، مضيفا: "يجب علينا مراقبة هذا التطور الإيجابي بعناية". إلى ذلك، نبه إلى أن إيطاليا وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وإسبانيا لا تزال لديها أعداد كبيرة من الحالات، مشيراً إلى زيادة الحالات في بيلاروسيا وروسيا وكازاخستان وأوكرانيا.

"فيروس لا يرحم"

وأضاف "هذا الفيروس لا يرحم. يجب أن نظل يقظين ومثابرين وصبورين، كما يجب أن نكون مستعدين لتكثيف الإجراءات عند الحاجة". كما أوضح قائلا "كوفيد-19 لن يختفي في أي وقت قريب". وتابع "المنطقة الأوروبية تمثل 46 بالمائة من الحالات المصابة و63 بالمائة من الوفيات على مستوى العالم. فالمنطقة لا تزال في قبضة هذا الوباء تماما". يذكر أنه من بين 44 دولة في منطقة منظمة الصحة العالمية في أوروبا التي فرضت قيودا محلية، بدأت 21 دولة بالفعل في تخفيف هذه التدابير وتعتزم 11 أخرى القيام بذلك في الأيام القادمة، حسبما أكد كلوغ. وكانت منظمة الصحة أكدت أكثر من مرة أن الفيروس المستجد قد يبقى لفترة طويلة. والاثنين جدد مدير المنظمة تيدروس أدهانوم غيبرييسوس، التأكيد أن وباء كورونا لم يزل أمام نهايته وقت طويل. كما اعتبر في حينه أنه "كان على العالم الاستماع" إلى المنظمة التي حذرت من الفيروس المستجد منذ نهاية كانون الثاني/يناير، مشدداً على أن السلطات الصحية العالمية لا يمكنها إجبار الدول على تنفيذ توصياتها. إلى ذلك، أكد الأسبوع الماضي أن غالبية الدول لا تزال في المراحل الأولى من التصدي لكورونا، معتبراً أن غالبية سكان العالم عرضة للإصابة بكوفيد-19. كما نبه لاستمرار المرض لفترة طويلة، قائلاً "لا يخطئن أحد، أمامنا طريق طويل، هذا الفيروس سيكون معنا لفترة طويلة".

 

اتهام ورد مجدداً بين الصين وترمب.. بكين مستاءة

العربية.نت - وكالات/30 نيسان/2020

تجدد التوتر بين بكين وواشنطن الخميس، بعد تصريحات للرئيس الأميركي دونالد ترمب اتهم فيها بكين بالتقاعس عن إبلاغ العالم بمسألة فيروس كورونا بسرعة أكبر، ملوحا بإمكانية اتخاذ خطوات لمحاسبتها، كما رأى أنها تسعى للتدخل في الانتخابات الأميركية.

في المقابل ردت الصين، التي لطالما أزعجتها تلك الاتهامات الأميركية نافية الأمر جملة وتفصيلاً. وقالت الخارجية الصينية إن ليس لديها مصلحة في التدخل في انتخابات الرئاسة الأميركية كما أكد المتحدث باسم الخارجية الصينية قنغ شوانغ للصحفيين خلال إفادة يومية أن الانتخابات شأن داخلي للولايات المتحدة وأن بكين تأمل في ألا يحاول الأميركيون جر الصين إليها.

"بإمكاني فعل الكثير"/وكان ترمب قال في مقابلة مع رويترز مساء الأربعاء إن "الصين على استعداد لبذل كل ما في وسعها لكي أخسر هذا السباق". وأضاف أنه يعتقد أن بكين تريد فوز خصمه الديمقراطي جو بايدن من أجل تخفيف الضغوط التي فرضها هو على الصين فيما يتعلق بالتجارة وقضايا أخرى.

كما أشار إلى أنه يعتقد أن أسلوب إدارة الصين لأزمة فيروس كورونا دليل على أن بكين "على استعداد لبذل كل ما في وسعها" لكي ينهزم في محاولته الفوز بالرئاسة لفترة ثانية في انتخابات نوفمبر/تشرين الثاني. إلى ذلك، تحدث بلهجة حادة عن الصين، قائلاً إنه يدرس خيارات مختلفة فيما يتعلق بالعواقب التي يجب أن تتحملها بسبب الفيروس. وأضاف "بإمكاني أن أفعل الكثير". يذكر أن ترمب إضافة إلى عدد من المسؤولين في إدارته دأبوا على تحميل الصين مسؤولية الجائحة العالمية التي أسفرت عن وفاة ما لا يقل عن 60 ألف شخص في الولايات المتحدة وفقا لإحصاء رويترز وزجت بالاقتصاد الأميركي في كساد عميق.

 

مقرب من نظام إيران: نحو 60 مليون شخص يعانون الفقر

مسعود الزاهد/العربية/30 نيسان/2020

أكد خبير اقتصادي قريب من النظام في إيران، ويدعى محمود جامساز، أن ما لا يقل عن 75% من سكان البلاد، البالغ عددهم 80 مليون نسمة، يعانون من الفقر.

ونشرت وسائل الإعلام الناطقة بالفارسية مقابلة لجامساز أجراها الثلاثاء مع موقع "تابناك" القريب من الأوساط الحكومية قال فيها إنه "بعد احتجاجات منتصف نوفمبر 2019 على ارتفاع أسعار البنزين، وفقاً لما أعلنته الحكومة، فإن 60 مليون شخص يعيشون على الإعانات الحكومية، مما يعني أن 75% على الأقل من 80 مليونا أي حوالي 60 مليون شخص يعيشون في الفقر"، واصفاً القرض الحكومي للعائشين على الإعانات والبالغ مليون تومان (ما يعادل 65 دولاراً) في ظل هذه الظروف "أشبه بالمزحة".كما أضاف أن "جميع الموارد المالية التي تملكها الحكومة في الواقع تعود للشعب، النفط الذي تم استخراجه وإنفاقه لسنوات كان ملك الناس والخزينة، وفي الحقيقة أن ثروة بعض المؤسسات سحبت من جيوب الشعب وهي ملك له". واستنتج قائلاً: "على هذه المؤسسات أن تتحمل تكاليف مكافحة فيروس كورونا وتعويض جميع الشخصيات الحقيقية والاعتبارية المتضررة في سياق حماية الناس وتنظيم الاقتصاد. وفي هذه الحالة، قد لا نحتاج حتى إلى التقدم بطلب للحصول على قرض من مصدر أجنبي". يذكر أنه نظراً لأن هذه الثروات لا تخضع لإدارة مؤسسة رئاسة الجمهورية المنتخبة، فقد حث الرئيس الإيراني، حسن روحاني، صندوق النقد الدولي، الأربعاء 8 إبريل/نيسان، على منح بلاده قرضاً طلبته بقيمة خمسة مليارات دولار، لمساعدتها في مكافحة تفشي كورونا. وكان روحاني قد أكد، خلال اجتماع اللجنة الوطنية لمكافحة كورونا في الثامن من إبريل/نيسان، أن بلاده قدمت "طلباً لصندوق النقد الدولي لمنحها قرضاً قيمته 5 مليارات دولار"، مضيفاً أن الصندوق "لم يلتزم بمسؤوليته متبنياً سياسة أحادية الجانب" وفق قوله. كما انتقد العقوبات الأميركية على إيران، واتهم واشنطن بعرقلة مساعي بلاده في طلب القرض.

مؤسسات بيد المرشد/أما المؤسسات التي أشار إليها الخبير الاقتصادي، محمود جامساز، معظمها بيد مرشد النظام علي خامنئي. واتسعت مؤخراً رقعة الانتقادات للمؤسسات الثرية التابعة لخامنئي، ودورها في مكافحة كورونا. وبدل أن تساهم هذه المؤسسات في مكافحة الفقر الذي ازداد قسوة مع انتشار الفيروس، دشن موقع خامنئي الإلكتروني الجمعة 17 إبريل/نيسان، قسماً جديداً على صفحة "الأموال الشرعية"، لجمع التبرعات لضحايا كورونا. يذكر أن السفارة الأميركية في العاصمة العراقية بغداد كشفت في 25 إبريل/نيسان 2019 أن حجم الثروة التي يتحكم بها خامنئي تقدر بمئتي مليار دولار.

وقالت السفارة في بيان لها، نشرته على صفحتها في "فيسبوك"، إن "الفساد يستشري في جميع مفاصل النظام الإيراني، بدءاً من القمة، مضيفة أن الأموال التي بيد خامنئي وحده تقدر بـ200 مليار دولار، بينما يرزح الكثير من أبناء الشعب الإيراني تحت وطأة الفقر بسبب الوضع الاقتصادي المزري بعد 40 عاماً من حكم رجال الدين في إيران".

 

إيران تباشر مشروعاً استيطانياً في الجزر الإماراتية المحتلة بأوامر من خامنئي

لندن - طهران: «الشرق الأوسط»/30 نيسان/2020

كشف قائد الوحدة البحرية في «الحرس الثوري» الإيراني، علي رضا تنغسيري، أمس، عن مباشرة مشروع استيطاني بأوامر من المرشد علي خامنئي في جزر الخليج العربي؛ منها الجزر الإماراتية المحتلة، فيما حاولت الأركان المسلحة إضفاء «الشرعية» على تصدّيها للقوات الأميركية في الخليج العربي، وسط تصعيد لفظي بعد حادث بحري بين سفن أميركية وزوارق إيرانية، واتهم الرئيس الإيراني حسن روحاني الولايات المتحدة بـ«التآمر اليومي» على بلاده، معلناً تمسك بلاده بـ«حراسة الخليج». وقال قائد القوات البحرية في «الحرس الثوري» علي رضا تنغسيري إن إيران «لن تسمح بحضور السفن الحربية الأجنبية في المنطقة».

وفي مؤشر على تصعيد مع دول الجوار، كشف تنغسيري في حديث إذاعي أمس وتناقلته مواقع إيرانية، عن أوامر المرشد الإيراني علي خامنئي بإطلاق مشروع استيطاني في جزر بالخليج العربي؛ منها الجزر الإماراتية المحتلة، لافتاً إلى تشييد مجمعات سكنية في الجزر في إطار المشروع.

وعدّ تنغسيري أوامر خامنئي لتأهيل الجرز للسكان، دليلاً على أن بلاده «تريد أمن المنطقة». وقال: «عندما يقول الشخص الأول في البلاد، يجب تأهيل (الجزر) للسكن، فهذا يعني أننا نريد الأمن في المنطقة». وأشار تنغسيري إلى بناء مطارات وتشييد مصدات للأمواج في جزر الخليج على يد قواته. وقال في هذا الصدد: «شيدنا في طنب الكبرى مطاراً دولياً وفي طنب الصغرى نقوم ببناء مطار، كذلك أقامت الوحدة البحرية في (الحرس الثوري) أكثر من 50 مصداً للأمواج». واحتج روحاني، خلال تعليق له على المناسبة التي تسميها إيران «يوم الخليج الفارسي»، على استخدام الولايات المتحدة تسمية «الخليج العربي». ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن روحاني قوله في كلمة متلفزة: «يجب أن يفهموا الموقع بهذا الاسم وباسم الأمة الواقعة على شواطئه التي تحمي هذا الممر البحري من آلاف السنين». وقال روحاني الذي تحدث خلال اجتماع لمجلس الوزراء: «عليهم أن لا يتآمروا على الأمة الإيرانية كل يوم». وأضاف أن «جنود قواتنا المسلحة في (الحرس الثوري) والجيش والباسيج (القوات شبه العسكرية) والشرطة، كانوا وسيظلون حراساً للخليج (...)». وأفادت الولايات المتحدة في 15 أبريل (نيسان) الحالي بأن 11 زورقاً إيرانياً اقتربت من سفنها في «الخليج العربي»، متهمة إيران بإجراء «مناورات خطيرة» في البحر.

وقال الرئيس الأميركي دونالد ترمب إنه أمر «البحرية الأميركية بضرب وتدمير أي سفينة إيرانية تضايق سفننا في البحر». ورداً على ذلك، أعلن روحاني الأحد في بيان صادر عن مكتبه أن بلاده «تراقب من كثب الأميركيين وتتابع نشاطاتهم، لكنها لن تبادر أبداً إلى إشعال نزاع ولن تكون مصدراً للتوتر في المنطقة». في غضون ذلك، حاولت الأركان المسلحة الإيرانية، أمس، أن تدفع بحجج قانونية لاعتراضها السفن الأميركية، وقالت على لسان المتحدث باسمها أبو الفضل شكارجي إنها ستسمح بمرور «غير مُؤذٍ» للسفن الأميركية في المياه الإيرانية. ونقلت وكالات عن المتحدث باسم الأركان المسلحة، أنه «يمكن أن تمر مختلف السفن وفق القواعد الدولية»، من المياه الإيرانية في الخليج العربي وخليج عمان، لكنه في الوقت نفسه اتهم الأميركيين بـ«إزعاج» صيادي السمك و«تجاهل القضايا البيئية والاقتراب من المراكز العسكرية لدول المنطقة».

وقال شكارجي إن «الأميركيين من المؤكد جربوا أن أقل خطوة واعتداء على المياه الإيرانية، سيواجه صفعة أشد من السابق، لأننا لا نمزح في القضايا الدفاعية». قبل ذلك بيومين، وجهت هيئة الأركان الإيرانية «تحذيراً شديداً» إلى الولايات المتحدة، من محاولة إثارة «توتر» في بحر عمان والخليج العربي. وقالت في بيان رسمي إن إيران «لم تكن ولن تكون أبداً مصدر توتر أو نزاع في المنطقة». وأضاف: «لكنها ستدافع دوماً عن وحدة وسلامة أراضيها بشكل ساحق وبعزم وشدة، ومن الواضح أن أي مغامرة أو مضايقة أو استفزاز سيقابل برد فعل حازم من القوات المسلحة الإيرانية سيتحمل عواقبه المعتدون، لا سيما الولايات المتحدة». وفي موسكو، دعت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، خلال مؤتمر صحافي، إيران إلى عدم الانسياق خلف «الاستفزازات» الأميركية؛ في تصريح يأتي في سياق تصعيد كلامي بين واشنطن وطهران عقب حادثة بحرية بين سفن أميركية وقوارب إيرانية في الخليج.

ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن زاخاروفا: «ندعو إلى أقصى درجات ضبط النفس، وإلى الانتباه لعدم الانسياق وراء الاستفزازات والخطاب الحربي، والتصرف بحزم في إطار القواعد الدولية والقانون الدولي». وأضافت أن «موسكو عدّت دوماً أن الاستقرار والأمن في منطقة الخليج هما من العوامل الرئيسية» لإحلال السلام في الشرق الأوسط.

 

المستشار القانوني لحكومة إسرائيل: لا مانع من تولي نتنياهو رئاسة الوزراء

تل أبيب: «الشرق الأوسط أونلاين»/30 نيسان/2020

أعلن المستشار القانوني للحكومة الإسرائيلية، أفيحاي مندلبليت، أنه لا يرى أي سند قانوني لإبطال اتفاق تشكيل الائتلاف الحكومي الموقّع بين رئيس حكومة تصريف الأعمال زعيم حزب «ليكود»، بنيامين نتنياهو، ورئيس الأركان السابق زعيم تحالف «أزرق أبيض» بيني غانتس.

وأوضح مندلبليت، في رأيه القانوني الذي أرسله إلى محكمة العدل العليا، أنه «رغم الصعوبات القانونية، فإنه لا مانع أن يتولى بنيامين نتنياهو رئاسة الحكومة المقبلة رغم لوائح الاتهام المقدمة ضده»، وأضاف أنه «لا داعيَ في هذه المرحلة لإلغاء الاتفاق بين نتنياهو وغانتس».

ومن المقرر أن تنظر المحكمة الأسبوع المقبل في 8 التماسات رفعت إليها ضد الاتفاق الائتلافي وضد تكليف نتنياهو تشكيل الحكومة المقبلة. يذكر أن إسرائيل شهدت بصورة غير مسبوقة إجراء 3 انتخابات خلال عام واحد، آخرها في مارس (آذار) الماضي. ومن المقرر أن تبدأ محاكمة نتنياهو باتهامات الفساد أواخر مايو (أيار) المقبل.

 

اليونان غاضبة: تركيا تدفع المهاجرين إلى مياهنا

دبي - العربية.نت/30 نيسان/2020

أعلنت السلطات اليونانية، الأربعاء، أنها أحبطت محاولة سفن تابعة لقوات خفر السواحل التركية لمرافقة قارب يقل مهاجرين إلى داخل المياه اليونانية قبالة جزيرة ليسبوس شرق بحر إيجه. في التفاصيل، قالت قوات خفر السواحل في بيان إن قارب المهاجرين تم رصده في المياه التركية في وقت مبكر من الأربعاء وتجاهلت زوارق الدورية التركية نداءات متكررة تطالب بوقفه، قبل التقاط المهاجرين بعد ذلك بعدة ساعات. كما أضاف البيان أن القارب لم يدخل المياه اليونانية في أي لحظة، رغم مساعي زوارق الدورية التركية لمرافقته للدخول". توتر مستمر بين الجيران

ويسود التوتر العلاقات بين الجارتين المتناحرتين منذ أمد، جراء حقوق التنقيب عن الغاز الطبيعي في البحر المتوسط ومحاولة الآلاف من طالبي اللجوء دخول اليونان هذا العام. وكانت اليونان قد كثفت الانتشار الأمني عند حدودها البرية والبحرية مع تركيا منذ أواخر فبراير/ شباط الماضي، عندما أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان فتح الحدود التركية مع اليونان أمام المهاجرين واللاجئين، الذين كانوا يسعون لدخول الأراضي الأوروبية بشكل غير مشروع من بلاده. كما أغلقت قوات الجيش والشرطة في اليونان الحدود البرية الشمالية الشرقية بعد نقل آلاف المواطنين إلى الجانب التركي بواسطة حافلات، وأعقب ذلك أسابيع من التوتر مع محاولات المهاجرين المتكررة شق طريقهم نحو اليونان.

واتهمت أثينا تركيا بتشجيع ودعم محاولات الدخول الجماعي للمهاجرين.

أنقرة: دخلوا.. واليونان: لا أدلة

بالمقابل، زعم مسؤولون أتراك أن عشرات الآلاف من الأشخاص تمكنوا من دخول اليونان، رغم عدم ظهور أي دليل على ذلك. وقالت السلطات اليونانية إنها ألقت القبض على عدة مئات كانوا قد تمكنوا من التسلل عبر الحدود البرية، فيما كانت محاولات دخول البلاد عبر السواحل ضئيلة نسبيا.

فيما كان عشرات الآلاف من المهاجرين تمكنوا بالفعل من دخول اليونان قبل الأزمة ومعظمهم قدم من تركيا، فيما لا يزال نحو أربعين ألفاً عالقين في مخيمات مزدحمة بائسة في جزيرة ليسبوس وجزر يونانية أخرى. ووافقت تركيا، بموجب اتفاق 2016، على وقف تدفق المهاجرين على أوروبا مقابل نيل مساعدات مالية بعد دخول ما يزيد على المليون شخص الأراضي الأوروبية عام 2015. إلا أنقرة ومنذ ذلك الحين، تحتج على عدم وفاء الاتحاد الأوروبي ببنود الاتفاق، بحسب ادعاءاتها.

 

المستشار القانوني لحكومة إسرائيل: لا مانع من تولي نتنياهو رئاسة الوزراء

تل أبيب: «الشرق الأوسط أونلاين»/30 نيسان/2020

أعلن المستشار القانوني للحكومة الإسرائيلية، أفيحاي مندلبليت، أنه لا يرى أي سند قانوني لإبطال اتفاق تشكيل الائتلاف الحكومي الموقّع بين رئيس حكومة تصريف الأعمال زعيم حزب «ليكود»، بنيامين نتنياهو، ورئيس الأركان السابق زعيم تحالف «أزرق أبيض» بيني غانتس.

وأوضح مندلبليت، في رأيه القانوني الذي أرسله إلى محكمة العدل العليا، أنه «رغم الصعوبات القانونية، فإنه لا مانع أن يتولى بنيامين نتنياهو رئاسة الحكومة المقبلة رغم لوائح الاتهام المقدمة ضده»، وأضاف أنه «لا داعيَ في هذه المرحلة لإلغاء الاتفاق بين نتنياهو وغانتس».

ومن المقرر أن تنظر المحكمة الأسبوع المقبل في 8 التماسات رفعت إليها ضد الاتفاق الائتلافي وضد تكليف نتنياهو تشكيل الحكومة المقبلة. يذكر أن إسرائيل شهدت بصورة غير مسبوقة إجراء 3 انتخابات خلال عام واحد، آخرها في مارس (آذار) الماضي. ومن المقرر أن تبدأ محاكمة نتنياهو باتهامات الفساد أواخر مايو (أيار) المقبل.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

الحلقة الأولى/مجزرة بلدة عين إبل 05 أيار سنة 1920 والتي كان من نتائجها سقوط حكم فيصل واعلان دولة لبنان الكبير

الكولونيل شربل بركات/28 نيسان/2020/الحلقة الأولى

http://eliasbejjaninews.com/archives/85510/%d8%a7%d9%84%d9%83%d9%88%d9%84%d9%88%d9%86%d9%8a%d9%84-%d8%b4%d8%b1%d8%a8%d9%84-%d8%a8%d8%b1%d9%83%d8%a7%d8%aa-01-%d9%85%d9%86-04-%d9%85%d8%ac%d8%b2%d8%b1%d8%a9-%d8%a8%d9%84%d8%af%d8%a9-%d8%b9%d9%8a/

 

الحلقة الثانية/مجزرة بلدة عين إبل 05 أيار سنة 1920 والتي كان من نتائجها سقوط حكم فيصل واعلان دولة لبنان الكبير

الكولونيل شربل بركات/الحلقة الثانية/29 نيسان/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/85536/%d8%a7%d9%84%d9%83%d9%88%d9%84%d9%88%d9%86%d9%8a%d9%84-%d8%b4%d8%b1%d8%a8%d9%84-%d8%a8%d8%b1%d9%83%d8%a7%d8%aa-02-%d9%85%d9%86-04%d9%85%d8%ac%d8%b2%d8%b1%d8%a9-%d8%a8%d9%84%d8%af%d8%a9-%d8%b9%d9%8a/

 

الحلقة الثالثة/الكولونيل شربل بركات/(03 من 04)مجزرة بلدة عين إبل 05 أيار سنة 1920 والتي كان من نتائجها سقوط حكم فيصل واعلان دولة لبنان الكبير/30 نيسان/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/85611/%d8%a7%d9%84%d9%83%d9%88%d9%84%d9%88%d9%86%d9%8a%d9%84-%d8%b4%d8%b1%d8%a8%d9%84-%d8%a8%d8%b1%d9%83%d8%a7%d8%aa-03-%d9%85%d9%86-04-%d9%85%d8%ac%d8%b2%d8%b1%d8%a9-%d8%a8%d9%84%d8%af%d8%a9-%d8%b9%d9%8a/

 

المقالة الرابعة والأخيرة/الكولونيل شربل بركات/(04 من 04)مجزرة بلدة عين إبل 05 أيار سنة 1920 والتي كان من نتائجها سقوط حكم فيصل واعلان دولة لبنان الكبير

01 أيار/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/85654/85654/

 

حرب على الشارع السنّي.. بعد تحوله "طليعة الثورة"

نادر فوز/المدن/01 آذار/2020

تختلف القيادات السنّية بين محورين، لكنها تتّفق على أمر واحد: رفض حركة الناس في الشارع، وتعبيرها بوضوح وغضب وعنف عما تعيشه من ظروف معيشية صعبة.

ليس ما يدور في طرابلس وصيدا والبقاع أمراً مريحاً لها، لأنّ ذلك يؤكد أنّ هذا الجمهور خرج بالكامل من عباءاتها. لا يريد كلاماً معسولاً ولا وعوداً جديدة، بل تحقيق مطالبه. يريد العيش والأكل والشرب من دون محسوبيات ولا تزلّم. فكيف يرى الجمهور القيادات السنية التي تخوض الحرب الكلامية منذ أيام وتتقاذف الاتهامات والمسؤولية؟

ملياردير أول صلب لا يأبه بناسه. لم يحرّك حتى مشروعاً ليعتاش منه الناس، لم يعط من ماله إلا في زمن انتخابي. ملياردير ثانٍ انهار، سقط في الإدارة والسياسة. حتى ناسه لم تقبض أموالها ومستحقّاتها. مؤسس عهد فاشل. وثالث، مهندس سياسة اقتصادية أدّت إلى الانهيار الحالي، تراكم فشلها حتى بات انهياراً كاملاً في المال والاقتصاد والتجارة والأعمال. ورابع لا حول له ولا قوّة. ومقابل هؤلاء، بروفيسور منفّذ بلقب رئيس. يعمل وفق أجندة حزب الله. مملّ لكن قاتل. يبحث عن الانتصارات دائماً، يمثّل عهداً وحزباً حاكماً. فكيف يمكن لهذا الشارع ألّا ينتفض، على قياداته أولاً، على الفساد والجوع، على المحسوبيات والسمسرات، على كل شيء؟

صناعة حزب الله

اشتعلت الحرب بين القيادات السنية. لكنّ العنوان خاطئ. إذ ليست جميعها قيادات سنية. فلا يمثّل رئيس الحكومة حسان دياب زقاقاً سنياً واحداً، طابقاً من مبنى بعشرات الطوابق. عملية تضخيمه والنفخ به مستمرة ليكون الواجهة. هذه صناعة حزب الله المتقنة. استمرّ الحزب في الساحة السنية من خلال حلفاء، شخصيات وجهات أجمعت على مبدأ "المقاومة" في الشكل ودعم حزب الله في المضمون. ليس التشكيك في ولائها وارداً الآن ولا جدوى منه، لكن هدفها الأول كسر احتكار الساحة. ثم أنشأ حزب الله سرايا للمقاومة، فأمسك بالشارع. وانصبّ على العمل لتفريخ زعماء محليين، يفترض أنهم قادرون على مجاراة الأحداث والوقائع، كبدائل عن السائد. فانقسمت الساحة السنية. وكل شيء يؤكد أنّ مواجهة هذه الظواهر لا تعني إلا مواجهة حزب الله. هي مجرّد أداة، آنية ولو أساسية.

الرؤساء السابقون

اشتدّت المواجهة بين رؤساء الحكومات السابقين، نجيب ميقاتي وسعد الحريري وفؤاد السنيورة وتمام سلام، ورئيس الحكومة الحالية حسان دياب. اجتمع الأربعة في "بيت الوسط" وأصدروا بياناً شنوّا فيه الهجوم على الحكومة والعهد، فالحكومة "تحوّلت إلى أداة لتصفية الحسابات السياسية والممارسات الانتقامية، وجعلت من نفسها منصة لرمي الاتهامات وإطلاق الصراعات في كل الاتجاهات، ومتراسا تختبئ خلفه كيديات شخصية وأجندات طموحات رئاسية، وهي غير آبهة لا باتفاق الطائف ولا بالدستور ولا بتنفيذ القوانين ولا بمصلحة الدولة اللبنانية". ودعوا العهد لـ"التوقف عن محاولات تحويل النظام اللبناني من نظام ديموقراطي برلماني إلى نظام رئاسي، وعن ضرب صلاحيات رئاسة الحكومة وجعلها مطية طائعة صاغرة لأحقاد أو أطماع صغيرة لهذا أو ذاك". هذا الهدف، ويكاد يكون الوحيد، من اللقاء. وباقي البنود مجرّد نصائح وإرشادات عامة، يمكن أياً منها كتابتها مثل "اعتماد توجه وإرادة جدية لوقف التدهور الاقتصادي والمالي والنقدي بالاتفاق مع صندوق النقد الدولي"، أو "إقرار الإصلاحات الواجب اعتمادها من دون أي تأخير"، "ووقف التأخير والمماطلة في إصدار التشكيلات القضائية بذرائع غير مقنعة"، و"ترميم علاقات لبنان العربية والدولية".

انتصارات دياب

وكان الجميع على الموعد لردّ دياب. فالأخير حوّل مؤتمره الصحافي، بعد إقرار حكومته للخطة الاقتصادية إلى مهرجان للانتصار. محوره السياسي معتاد على الانتصارات، وهو كذلك. "مبروك للبنان فبات للدول، لأول مرّة في تاريخها، خطة مالية مكتملة ومتكاملة". انتصار سبق لرئيس الجمهورية ميشال عون أن عبّر عنه ظهراً. تحدّث بعدها دياب عن الفساد "ودولة الفساد ضمن الدولة"، مبشراً أنّ الأزمة في طريقها إلى الانتهاء. لكنّ الرئيس، عاجلنا بعبارة "حدّدت الخطة أهدافاً على مدى خمس سنوات". الرجل وحكومته يعملون على المدى الاستراتيجي بخطط خمسية، ليعود ويستعرض أنّ حكومته تقدّمت بـ 26 مشروع قانون إصلاحي خلال مئة يوم، وأنجزت 14 مشروع قانون. كلها ستطرح على مجلس النواب، إن شاء الله، حيث تتم عرقلة كل بند يهدف إلى إصلاح واقع الدولة ومواطنيها. كما عبّر دياب عن انتصار آت على فيروس كورونا، مستخدماً عبارات ثقيلة من عيار "نموذج تنبوئي متطور robust prediction model"، ليشدّد في الوقت نفسه على أنّ رفع حالات التعبئة العامة يهدّد بانتشار كارثي وبموجة أقسى من كورونا. لكن جلّ ما أراد دياب إيصاله أنه "لا يمكن لعاقل الاقتناع أن الشغب عفوي ولا يحمل أهدافاً سياسية، بعض هذا الشغب منظّم ويدمّر ممتلكات الناس، ويزيد من خسائر اللبنانيين، ويشوّه صورة المناطق". ردّ على حركة الناس في الشارع من خلال تسييس غضبها ليشنّ هجوم مضاد على تكتل رؤساء الحكومات السابقين. قال دياب إنّ اللبنانيين اليوم "أمام مفترق هام وتاريخي". البروفيسور صائب تماماً. ثمة شعب يثور، ومحوران سياسيان يتصارعان فوق جوعه. هذا مفترق تاريخي وهام، للتأكيد على أنّ الثور ة مستمرة وأن لا ثقة بكل من في السلطة، اليوم قبل الأمس. ثمة محوران يدّعيان تمثيل الطائفة السنية، في حين أنّ شارع هذه الطائفة، وغيره من الطوائف وغير الطائفيين، واضح في خياراته: نحن طليعة الثورة.

 

دياب "التكنوقراطي": البلد يضيع وهو يفتش عن المدسوسين

منير الربيع/المدن/01 آذار/2020

تسير الحكومة إلى مزيد من التخبط. وهي في سباق مع أطراف وجهات كثيرة: الناس وغضبهم الكبير، القوى السياسية المعارضة، المجتمع الدولي، والوضع المالي والاقتصادي والمعيشي.

مراوحة وشعبوية

وظهر حتى الآن أن الحكومة، ومعها رئاسة الجمهورية، غير قادرين على تقديم أو فعل أي شيئ لتجنيب لبنان مزيداً من الانهيار. بل تراوح الحكومة مكانها، تُقدِم وتحجم، وتؤلف لجاناً للنظر في الأمور، ثم تفتح معركة وتسارع إلى التراجع عنها. وفي كل خطوة تتراجع عن التصعيد وتلتزم الهدوء. أما ما يبرز ويتقدم فليس سوى النزعة الشعبوية التي بها تلتقي مع رئيس الجمهورية ومع مكوناتها الكثيرة المختلفة. فمع عملها على إنجاز الخطّة الاقتصادية، ارتأت حكومة حسان دياب أن تحوّل نفسها إلى ضابطة عدلية. وهذا لا يمكن لمنطق أن يتخيّله. وكادت الحكومة أن تنفجر من داخلها في جلسة الثلاثاء الماضي، فيما هي تناقش التدابير التي أعدتها وزيرة العدل ماري كلود نجم. وتراجعت الحكومة عن تلك التدابير بشكل أو بآخر: اعترض وزراء على صيغتها التي تحطم ما تبقى من الدولة المهشمة، سواء بتكليف أجهزة أمنية بالتحقيق بملفات فساد داخل المؤسسات أو الوزارات، أو كشف حسابات مصرفية، علماً أن هذه المهمة يجب أن تكون منوطة بالقضاء وليس بغيره.

مكافحة الفساد

واعترض وزراء على ابتعاد الحكومة عن أداء مهامها. رئيس الوزراء طلب صلاحيات استثنائية لنفسه، وطلب أن تفوّضه الحكومة شخصياً عملية مكافحة الفساد وتحديد الفاسدين. أثار طلبه هذا استغراب وزراء وجهات سياسية محلية وخارجية. وكأن الرجل يطمح إلى أن يكون قائد أركان وليس رئيس حكومة.

اعترض بعض الوزراء على مداولات الجلسة الوزارية كلها، ووصفوا ما يجري بالخروج على القوانين. وحصل نقاش مطوّل مع وزيرة العدل حول ورقة تدابيرها التي أقرت، أخيراً، بأنها مخالفة للقانون. وكانت ذريعة التدابير إرضاء الناس المنتفضين في الشارع. ثم سرعان ما وقعت الحكومة بتناقض جديد، عندما وصف رئيسها المتظاهرين بأنهم مندسون.

قلب الحقائق

منذ تشكيلها تقدم الحكومة نفسها بأنها جاءت من رحم ثورة 17 تشرين. أي من رحم التظاهرات والاحتجاجات التي شيطنتها بالأمس. يتجلى هذا التناقض في أن من العوامل التي دفعت الناس إلى التظاهر مجدداً، هو شن رئيس الحكومة هجومه على حاكم مصرف لبنان. فبذلك أسهم بتعرية البلد المكشوف أصلاً، وفتح الباب واسعاً للتحركات ضد المصارف. وهذا تناقض ثان وقعت الحكومة فيه. وكحال تناقضاتها في الإجراءات والقرارات، هناك تناقض في قراءة الحكومة للمواقف الدولية وتقديرها. هذا ما تظهَّر في قلبها الوقائع رأساً على عقب، خصوصاً في ما يتعلق باتصال وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان برئيس الحكومة حسان دياب. فالبيان الصادر عن رئاسة الحكومة يتناقض تماماً مع البيان الصادر عن وزارة الخارجية الفرنسية. الموقف اللبناني اختصر الأمر بالتمنيات. أرادت رئاسة الحكومة تسجيل انتصارات، فتحدثت عن مواقف فرنسية داعمة لها ولخطتها الاقتصادية التي لم تُنجز بعد. وتحدث البيان اللبناني عن سعي فرنسا لعقد اجتماع لمجموعة الدعم الدولية. لكن بيان الخارجية الفرنسية جاء مناقضاً تماماً: لم يأت على ذكر دعم لبنان ودعم الخطة الاقتصادية والمالية، ولا عن عقد اجتماع لمجموعة الدعم الدولية. بل أشار فقط إلى التنسيق وانتظار خطة عمل الحكومة.

تزوير المواقف

تشير مصادر متابعة إلى أن فرنسا تبدي اهتماماً كبيراً بالواقع اللبناني. فباريس تسعى إلى تحقيق نظرية لا غالب ولا مغلوب. أي عدم دخول الحكومة في معارك سياسية. وهذا يطابق سعي فرنسا الدائم إلى البقاء على تماس مع الواقع اللبناني وتقديم المساعدة للبنانيين، لأن الصيغة والنموذج يعنيانها. أما مفتاح المساعدات فلدى الأميركيين الذين لا يبدو أنهم في وارد الإفراج عنها بعد. لا سيما في ضوء الموقف الذي أصدره مساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأوسط والمكلف بالملف اللبناني ديفيد شنكر: ضرورة إنجاز الإصلاحات وتلبية مطالب المتظاهرين. وهذا يعني أن الأمور لا تزال في النقطة الأولى. 

 

عون و"اليوم التاريخي" في القصر الرئاسي

محمد أبي سمرا/المدن/01 آذار/2020

نقل حساب رئاسة الجمهورية على منصة "توتر" صباح اليوم الخميس 30 نيسان الجاري، عن الرئيس ميشال عون قوله في مستهل جلسة مجلس الوزراء: "اليوم هو يوم تاريخي للبنان، لأنه للمرة الأولى تُقّر خطة اقتصادية - مالية بعدما كاد عدم التخطيط وعدم استشراف المستقبل يوديان بالبلد الى الخراب". وأضاف حساب الرئيس التويتري أن عون "هنّأ العمال بعيدهم المصادف غداً"، ولفت إلى أن "الوضع الصعب الذي يعيشه لبنان في هذه المرحلة يحول دون تحقيق المطالب العمالية".

من سيل التعليقات

وتكاثرت التعليقات التويترية على "يوم عون التاريخي". فكتب أحدهم "آخر مرة قلتنا يوم تاريخي نزلت أسعار النفط إلى ما دون الصفر. يرضى عليك بلاها يوم تاريخي هاي". وكتب آخر: "خطة مالية؟ وما في أموال!". وسأل ثالث: "شو رأيك باللي عم يصير بطرابلس؟ أو خليك نايم ما بدنا نزعجك".

بدر التاريخ المخلص

والحق أن التاريخ اللبناني والشرق أوسطي ما كان يدري ماذا يمكنه أن يفعل، لو لم يهتد إلى ميشال عون في تلك الليلة الظلماء الحالكة من العام 1988. فجأة عثر التاريخ على بدره في تلك الليلة، فأخذت تكتمل استدارته وتوهج نوره، فأضاء مناطق من لبنان بالقصف المدفعي، مستأنفاً الحروب الملبننة على شرف العماد احتفاءً بوصوله إلى القصر الجمهوري ليجرّب "شنصه" في المقتلة اللبنانية المديدة.

و"شنص" العماد الذي وعد نفسه بالرئاسة، لا يخيب، على الرغم من أنه خذله، عندما أُخرج عنوة من القصر الجمهوري في ليلة ظلماء من العام 1990.

ومنذ تلك الليلة أُصيب لبنان وتاريخه باليتم والعقم، قال العماد الذي أخذ في عزلته الباريسية يعاتب التاريخ والقدر ويقرأ عليهما تعاويذه وكهانته ليعيدهما إلى الرشد والصراط المستقيم. فكيف لتاريخٍ يحترم نفسه ورجاله أن يحالف أقزاماً تركهم العماد في أرض لبنان الخراب؟ أقزام راحوا يعيثون بلبنان وبالتاريخ فساداً بأموالهم ومشاريعهم وإعمارهم ومساوماتهم وتسوياتهم، وتوزيعهم ريوع السلام على اللبنانيين طوال 15 سنة، من غيبة بدر التاريخ الحق، المخْلص والمخلِّص وحده من دون سواه ؟!

طريق الخلاص

وأبى تاريخ لبنان واللبنانيين البائس أن يخذل عماده، فأعاده إلى دياره التي رآها العماد تغرق بعمران الفساد والاقتصاد الريعي وأقزام التاريخ، فقرر إعادة التاريخ إلى رشده وسويته مع شبيهه وكيل سيد العصر والزمان والقيامة الخلاصية.

وهكذا بدأ تاريخ لبنان يسير على طريق قيامته: حرب الوعد الصادق. رعب واغتيالات. حملات ترويع وإخضاع.... إعادة العماد إلى القصر الجمهوري. وتطهير البلاد من نفايات التاريخ وأقزامه.

أخيراً عثر العماد الرئيس المخلص ووكيل سيد العصر والزمان على من يكتمل به تاريخ الخلاص: الدكتور حسان دياب الذي وعد والدته بالمراسلة أنه لن يبقى على هامش التاريخ.

وبدأت أيام  لبنان التاريخية الخلاصية: الانقطاع عن عالم المساومات والرذيلة واقتصاد الخدمات والمال الموبوء الذي يتدفق على البلاد ويفسدها. إرساء اقتصاد منتج واكتفائي على الطريقة الصينية أو الروسية البوتينية أو الفنزويلية الشافيزية... و"من لا يعجبه فليرحل"، كان العماد الرئيس قد قالها مرة لصحافيين من رهطه يحاورانه في قصره الجمهوري، فيما كان شطر كبير من اللبنانيين في الشوارع يحتجون على الإفلاس الزاحف على البلاد.

وكرت سبّحة أيام عون التاريخية على لبنان واللبنانيين: حكومة ظلال بلا سياسيين ولا سياسة. مصارف مفلسة. يأس وقنوط يخيمان على الديار اللبنانية. جيش يوزع صناديق إعاشة على جيش من الفقراء المعوزين. بلاد موعودة بالجوع والعودة إلى زراعة الحدائق حول البيوت في الأرياف. انتفاضات فتيان التهميش البطالة والجوع. حكومة ظلال تمدح نفسها صبيحة كل نهار. ورئيس سعيد يسامر التاريخ وصهره الوريث في القصر الجمهوري.

 

حزب الله و7 أيار: تهديد منتهية صلاحيته

زياد عيتاني/موقع أساس/الجمعة 01 أيار 2020

لم يتمكن حزب الله يوماً من خلع ثيابه العسكرية، فالبدايات ومنذ ما سمّي بفرقة "الخبيطة" وقبل إعلان الحزب رسمياً، فإن الحزب تكوّن وكُوّن كي يكون ميليشيا مسلحة تقوم كلّ أدبيات التفكير عندها على المفردات والمناهج العسكرية.

في السياسة الداخلية كما الخارجية ما تعاطى الحزب يوماً بأيّ ملف داخلي إلاّ من الزاوية العسكرية البحتة، فإن تحالف مع طرف فتحالفه يقوم على عدم القدرة على المواجهة مع الطرف المذكور، وإن رفع سيف العداء بوجه طرف آخر، فإن العداء يبدأ بالتهديد وينتهي بالاقتحام، والشواهد على ذلك كثيرة.

مقاربات الحزب للملفات الداخلية انحصرت عبر مفردتين الأولى التعطيل، كتعطيله وسط بيروت التجاري عام 2006 عبر الاعتصام المفتوح لإسقاط حكومة الرئيس فؤاد السنيورة، ومن ثَمّ تعطيل الانتخابات الرئاسية من أيار 2014 إلى تشرين الأول 2016 لفرض العماد ميشال عون رئيساً للجمهورية. فيما المفردة الثانية هي الهجوم، كما حصل في غزوتي بيروت والجبل في 7 و 11 أيار 2008 أو لاحقاً عبر غزوة "القمصان السود" في شوارع بيروت عام 2011. أو في الذهاب إلى الحرب مع إسرائيل كما حصل  في تموز 2006، لتحقيق الغلبة المعنوية في الداخل، في إطار الصراع المحتدم بين معسكري 8 و14 آذار.

ينظر حزب الله إلى كامل التطورات منذ ما قبل ثورة 17 تشرين وما سبقها من أحداث، على أنها مؤامرة تستهدفه، وتشارك بها كلّ الأطراف التي تحالفت معه قسراً أو التي رفضت مقاربة التحالف معه، أضاف إليها المصارف ومعها مصرف لبنان وحاكمه. على هذه الخلفية، تعاطى حزب الله مع الثورة أو الحراك كما يحب البعض تسميته، فخوّن المشاركين بالاعتصامات، وأطلق سراياه لتأديبهم في بعلبك وصور والنبطية وبيروت وصيدا، وسبق الثورة تهديد المصارف وحاكم مصرف في لبنان عبر اتهامها بالتواطؤ مع الإدارة الاميركية في العقوبات التي فرضتها على الحزب.

على كلّ هذا، ليس مستغرباً العودة للتلويح بـ7 أيار جديد إن عبر أنصار الحزب والجيوش الإلكترونية التابعة له على وسائل التواصل الاجتماعي، أو عبر نوابه وكلام أحدهم عن الطوفان الذي سوف يجرف المعارضين.

أزمة الحزب في هذه المرحلة أن مصطلحات مقاربته للملفات فقدت فعاليتها لا بل انتهت صلاحيتها، فلا هو بقادر على الذهاب إلى حرب مع العدو الإسرائيلي، وهو ونحن نعلم ذلك بكلّ دقة، ولا هو قادر على افتعال 7 أيار جديد، فالأيام المجيدة انتهت إلى غير رجعة.

هناك سيناريوهات متعدّدة التسويات يجري العمل على إرسائها بين اللاعبين الكبار وكلها لا تلحظ انتصاراً للحزب

حزب الله يهيمن على لبنان بكلّ مفاصله، أمر لا جدال فيه، وبالتالي فإن افتعال 7 أيار جديد هو سعي للسيطرة على المسيطَر عليه. وفي ذلك فعل هباء منثور، وضرب من ضروب العبثية الفارغة التي إن ألحقت الأذى بأحد، فإنّها تُلحق بفاعل فعل الأذى مع غياب المفعول به.

حقيقة على حزب الله أن يدركها جيداً أنّ كافة الأفرقاء والطوائف أدت عقوبتها ومحكوميتها مع العذر من قساوة العبارة، وكلّ الأثمان التي ستدفع مع الأيام المقبلة، وحده هو الذي سيدفعها أي حزب الله. هناك هزيمة معنوية ألحقت بحزب الله من جراء توّرطه بحروب عبثية في الخارج من سوريا إلى العراق وصولاً إلى اليمن، وإن كانت انتصارات بالمعنى العسكري، لأنها أطفأت زخمه في الداخل، وهو يعجز عن ترجمتها سياسياً. هناك سيناريوهات متعدّدة التسويات يجري العمل على إرسائها بين اللاعبين الكبار، وكلها لا تلحظ انتصاراً للحزب.

في أواخر عدوان تموز 2006 وقبل نهايته بأيام خرج وليد جنبلاط موجّهاً كلامه لأمين عام حزب الله حسن نصر الله قائلاً: "حزب الله انتصر بالحرب فليُهدِ انتصاره للبنانيين". واليوم حزب الله يشعر بالمأزق السياسي، فليجنّب اللبنانيين عواقبه.

 

بانتظار الأفعال...

بشارة شربل/نداء الوطن/30 نيسان 2020

ليس في برنامج أي قوة سياسية معارضة داخل "المنظومة" إزاحة حسان دياب. ولعل الانتفاضة الشعبية التي تملك أكثر من بديل يتمتع باستقلالية ونزاهة وغير تابع لمحور اقليمي، هي الوحيدة الراغبة في رؤية "عرض أكتافه" اليوم قبل الغد. فالانتفاضة تعتبره واحداً من "كلن يعني كلن" ولا تأمل في مَن أفرزته سلطة فاسدة أن يحقق آمال الثائرين في العدالة والمواطنية، ناهيك عن المحاسبة وإعادة أموال الناس.

بديهي أن يدافع الجزء المعارض من "المنظومة" عن نفسه ويقول كالمظلومين الأبرياء: لماذا نحن وليس غيرنا؟ لماذا لا يبدأ بحرامية الكهرباء والمرافئ غير الشرعية؟ فنحن مجرد أصحاب صفقات في البواخر والأوتوسترادات وسائر المناقصات ولا نخرج عن نمط متعارف عليه في التربُّح على حساب الدولة في كل دول العالم الثالث أو تلك في طور النماء. ومع ان الانتفاضة الوطنية التي تجدّدت في الأيام الأخيرة ستزداد صلابة وإصراراً على رفض استمرار أوغاد في التحكم بمصير شعب كامل، فإنها ستعاود الاصطدام بنظام قوي وقادر على الدفاع عن نفسه بالأدوات الشرعية والميليشيوية لقمع أي تقدّم نحو تغييرٍ يقلب معادلة المحاصصة الداخلية ويضع حداً لبقاء لبنان "حديقة خلفية" لمحورٍ اقليمي. لن تكون ثورة "17 تشرين" مطيَّة لعودة شركاء حسان دياب في المنظومة نفسها. فشباب هذه الثورة نادى بـ"المواطَنة" وليس بتكريس الطائفية وتعميق المذهبية، ولن يتم استغلاله وجذبه الى طروحات تضرب عناوين الثورة بحجة التخويف من الأسوأ أو التهويل بوضع "حزب الله" يده على كل مفاصل النظام. فالناس سئموا تداولاً للسلطة بين متخاصمين ينقلبون متحابِّين، ومصادمات بين "عبيد مذاهب" يليها عناق مستميت. ورياض سلامة مَثلٌ مميز، فهو مرتكب كالآخرين، لكن حجة الدفاع عنه ساقطة في ميزان التقدم خطوة الى الأمام.

اليوم، يفترض ان يخرج علينا حسان دياب بخطته التي انتظرناها بعد لأيِِ ومعاناة. وعلى قدر المخاض يجب أن تأتي التوقعات. صحيح ان أداء دياب فاشل حتى الآن، ووصفُه الشبان المنتفضين بـ"المندسين" مُدان، ولم يكن ينقصه سوى التمثُّل بالقذافي الذي اعتبر معارضيه "كلاباً ضالة"، لكنه رئيس حكومة أمر واقع، وواجبه إحداث صدمة ايجابية وإتخاذ اجراءات وملاقاة الرغبة الدولية في المساعدة اذا تأكدت الجدية ونيّة الاصلاح.

هكذا، لا بد للثورة أن تستمر رقيباً على الأفعال لا الأقوال، وتبتعد عن عدمية الرفض خصوصاً أنّها ليست جاهزة لتحقيق انتصار. فكلّ خطوة ايجابية تُقابَل بالترحيب وطلبِ المزيد، وأي تلكؤ في المعالجات أو تصرف كيدي يُواجَه بالتصعيد.

الانتفاضة اليوم، بزخمها المتجدد، يجب أن تمارس دور الرقابة الشعبية، لأنّها "عين الوطن" على مصلحة كلّ ابنائه، خلافاً لما هي عليه عيون المذهب والزعيم.

 

رياض سلامة يعرّي حلفاء سوريا وإيران!

طوني أبي نجم/نداء الوطن/30 نيسان/2020

فعلها رياض سلامة. خرج بديبلوماسية فائقة ولكن بحقائق ثابتة ليكشف الحقيقة الموجعة: في الأعوام الخمسة الأخيرة، ونتيجة إصرار حلفاء النظام السوري وإيران على تمويل النظام السوري واقتصاده المحاصر بالعقوبات الأميركية، وعلى تمويل قتال "حزب الله" في سوريا من خلال النظام المصرفي اللبناني وودائع اللبنانيين! قالها رياض سلامة بالفم الملآن: 81 مليار دولار هي أرقام العجز منذ الـ 2015 وحتى اليوم بين العجز في الموازنات والعجز في الميزان التجاري الذي كسره حلفاء بشار الأسد وأزلامه و"حزب الله" وبيئته عبر فتح باب الاستيراد لمصلحة النظام السوري بالعملات الصعبة وتحديداً الدولار، على حساب الميزان التجاري اللبناني الذي أدى اختلاله إلى ضياع الاحتياطي بالدولار من المصرف المركزي، أي من ودائع اللبنانيين واستثماراتهم في القطاع المصرفي!

هكذا يتّضح أن القطاع المالي والمصرفي في لبنان سقط ضحية بشار الأسد و"حزب الله" والمخططات الإيرانية، تماماً كما سقطت كل المؤسسات الدستورية بيد هذا المحور!

كلام حاكم المصرف المركزي بهذا المعنى ليس تفصيلاً صغيراً في المعادلة الكبرى. صحيح أنه عرّى الحكومة الحالية ورئيسها "الخفيف" حسان دياب الذي يعلن أرقاماً لا يفقه مضمونها ولا معانيها، لكنّ الأهم أن رياض سلامة تحدّث كمسؤول وليس كشعبوي، ولم يتصرّف أبداً على قاعدة "عليّ وعلى أعدائي"، بل أثبت حرصاً منقطع النظير على الوضع المالي في لبنان، مؤكداً إمكانية النهوض فيما لو تم اتخاذ الإجراءات اللازمة، في حين اتضح أن من يصوّبون على سلامة والقطاع المصرفي ليسوا أكثر من مزايدين في أسواق الشعبوية السياسية، أو ممن يضمرون شرّاً بلبنان وماليته وقطاعه المصرفي بما يخزن من ودائع اللبنانيين.

ليس تفصيلاً على الإطلاق أن ندفع ثمن محاولات إنعاش نظام الأسد ودعم معارك "حزب الله" الإقليمية، وخصوصاً حين يعلم اللبنانيون أن ثمة مجموعة مقرّبة من النظام الأسدي تتألف من عدد من النواب، بينهم نائبان بقاعيان يغرقان يومياً في المزايدات الشعبوية، وعدد قليل من المصرفيين الذين أثبتوا فشلهم في المرحلة الماضية، وعدد من المطبلين في الإعلام تحت شعار خبراء ماليين في حين أنهم استفادوا وأشقاؤهم من العصر الذهبي للقطاع المصرفي وحتى من الهندسات المالية وكانوا من أشد المدافعين عن رياض سلامة، قبل أن ينقلبوا عليه بعدما وُعدوا بأن ينالوا حصة من "نظام جديد"! هذه المجموعة التي تتشارك حصصاً في مصارف قبرصية وتراهن على الانقضاض على النظام المصرفي اللبناني في حال تمكنت من إسقاطه لشرائه بأبخس الأثمان وتأسيس نظام مصرفي بديل حليف للأسد و"حزب الله" ينضوي في محور الممانعة!

إنها الشبكة الجهنمية التي تملك تأثيرات في أجهزة أمنية وشبكات على الأرض بفعل إرثها من مرحلة النظام الأمني السوري - اللبناني السابق وتحالفها مع حزب إيران في لبنان، فتحرّك من جهة سوق الصرافين الدائرين في فلكها للضغط على سعر الصرف ورفع الدولار كما تحرّك أدواتها و"الطابور الخامس" على الأرض لتوتير الأوضاع والقيام بالشغب الممنهج ضد فروع المصارف والمصرف المركزي حصراً في محاولة لتوفير ظروف الانفجار الكبير والإطاحة بالنظام المصرفي الحالي ككل، كما تتعمّد وضع الجيش والقوى الأمنية في مواجهة الناس ليكتمل مسلسل التحريض.

هل ينجح هذا السيناريو؟ رياض سلامة تصدّى بالأمس وكشف بعض الجوانب التقنية وبالأرقام، ويبقى على بقايا القوى السيادية في لبنان أن تلتقط أنفاسها وتستجمع قواها لخوض المواجهة المطلوبة قبل فوات الأوان...

 

حرب الميليشيات لاحتلال مصرف لبنان والاتصالات والطاقة

مارك ضو/المدن/30 نيسان/2020/

http://eliasbejjaninews.com/archives/85690/%d9%85%d8%a7%d8%b1%d9%83-%d8%b6%d9%88-%d8%ad%d8%b1%d8%a8-%d8%a7%d9%84%d9%85%d9%8a%d9%84%d9%8a%d8%b4%d9%8a%d8%a7%d8%aa-%d9%84%d8%a7%d8%ad%d8%aa%d9%84%d8%a7%d9%84-%d9%85%d8%b5%d8%b1%d9%81-%d9%84%d8%a8/

حرب السيطرة على الموارد الاقتصادية للدولة انطلقت على أوسع نطاق. فبسبب الأوضاع الاقتصادية المتردية في لبنان، والأزمة المالية في العالم الناتجة عن فيروس كورونا، أصبحت السيطرة على الموارد المالية للدولة اللبنانية مسألة حياة أو موت للكثير من القوى السياسية. وفي هذه المعركة، الكل يقاتل للبقاء. أحزاب السلطة الحالية بتلاوينها المتعددة 14 و 8 اذار يطلقون العنان لعقليتهم الميليشياوية، ويحاربون لاحتلال مفاتيح القرارات المالية والاقتصادية وفرض خوات على بعضهم البعض.

حزب الله والاتصالات

ثلاثة جبهات فتحت في الأسبوع الفائت والوتيرة تتصاعد. حزب الله عبر لجنة الاتصالات، وضغوطه على الوزير طلال الحواط، نجح في إنهاء حضور القطاع الخاص في إدارة شبكات الخليوي. إذ أعلن الوزير عن خطوات "لاستعادة القطاع". أي تصبح الإدارة مباشرة من وزارة الاتصالات ما يعني موظفي فئة أولى وثانية، وتعيين موظفين داخل الشركات، يكون ولاؤهم صريحاً وعلنياً للأحزاب المسيطرة على الوزارة. وكما في كل المؤسسات العامة، ستصبح الإدارات موزعة بكوتا طائفية سياسية حزبية. وقد تتعطل بسبب عدم الاتفاق على الحصص، كما حدث في التشكيلات القضائية أو تعيينات مصرف لبنان. لكن لبّ الموضوع هو أن قطاعاً حجمه مليارات الدولارات، ومدخوله الصافي للخزينة حوالى المليار الدولار، وهو ثالث أكبر دخل للخزينة، أصبح أداة مطواعة في يد حزب الله. ولم يتردد في إعلان ذلك النائب حسين الحاج حسن، رئيس لجنة الاتصالات النيابية. إذ أعلن أن حزب الله بصدد الانتهاء من وضع رؤية متكاملة لقطاع الاتصالات في لبنان. ويبدو أن التيار الوطني الحر وحزب الله بتنسيق كامل على هذه الجبهة. ويهلل لهما حلفائهما من طراز النائب فيصل كرامي ووئام وهاب. فالكل يعلم أن خسارة تيار المستقبل وحركة أمل وأصدقائهما إمساكهم بقطاع الاتصالات سيسمح لحزب الله والتيار الوطني بتوزيع الهدايا مما انتزع من يد القوى الأخرى.

العونيون والفيول

الجبهة الثانية تكفل بها التيار الوطني الحر، وهي جبهة السيطرة على قطاع استيراد المحروقات والفيول. إذ بحركة مفاجئة تقدم بدعوى قضائية المحامي وديع عقل، من التيار الوطني الحر، المعروف بقربه من النائب جبران باسيل. ومباشرة تحركت المدعية العامة غادة عون، المعروفة بميولها العونية، بدعوى اتهامية تتعلق بشحنة الفيول غير المطابق لمواصفات شركة كهرباء لبنان. الاتهام وجه ليضرب منشآت النفط بشكل أساسي، برئيسها سركيس حليس المقرب من النائب فرنجية والعاملين معه. كما تتهم الدعوى شركة الاخوين رحمه ZR Energy  المتمولين أصحاب المليارات، ومعهم شركة سنواتراك الشركة الوطنية الجزائرية. مع العلم أن عقود استيراد الفيول هي مباشرة ما بين الدولة اللبنانية والدولة الجزائرية، وليست عقوداً ما بين شركات خاصة مع الدولة اللبنانية. والسخرية المطلقة، هي أن التيار الوطني الحر عمل مع كل من المتهمين لأكثر من عشر سنوات بتنسيق كامل في وزارة الطاقة. والفضيحة الكبرى هي أن  الاتهامات بالفساد لم تستدعِ ولا أي وزير من وزراء التيار الوطني الحر الذين أشرفوا على عمل مدير منشآت النفط، ومنهم من فتح الظروف بيده وأعلن على الشاشات فوز ZR Energey بعدد كبير من العقود، آخرها ما قيل إنه إنجاز العصر باستيراد البنزين لصالح منشآت النفط، عبر شركة الأخوين رحمة.

فما الذي حدث ليصبح شريك الأمس متهماً بالفساد والتزوير؟ الإجابة بسيطة، عقود استيراد الفيول لشركة الكهرباء تدر أرباحاً كبيرة، والأحزاب المسيطرة تريد تلك الأموال لصالحها، وتلك العقود ستُجدد بعد ستة أشهر. فهذا الاستعراض القانوني ما هو سوى "تحريك ملفات" للاستحواذ على حصص أكبر، ومناسبة لضرب مصالح فرنجيه، لأنه عارض تعيينات مصرف لبنان بوجه الوزير جبران باسيل. فأتاه الرد من التيار الوطني الحر مباشرة بالادعاء على سركيس حليس المحسوب على فرنجيه. أما الأخوين رحمه، "منقذو الشعب اللبناني من كارتيل النفط"، كما أوحت الوزيرة ندى البستاني خلال استعراضها موضوع استيراد البنزين، فالمطلوب تطويعهما وإقصائهما عن التعامل مع قوى سياسية أخرى، خصوصاً القوات اللبنانية، واستمرارهما بتمويل المؤسسات العامة في بشري، من مستشفى وحصص غذائية وغيرها. اتهامها واستدعائهما للتحقيق، ثم إصدار مذكرة بحث وتحري بحقهما.. كله، خلال 24 ساعة، ليس دليل فعالية القضاء اللبناني بل انتقائية فاجرة، لأهداف سيطرة سياسية مالية. لكن هذه المعركة تبدو بسيطة مقارنة بالمعركة الأساسية، وهي السيطرة على مصرف لبنان. ومنه على القطاع المصرفي.

الحليفان والقطاع المصرفي

"أم المعارك" هي القطاع المصرفي، ونقطته الاستراتيجية هي مصرف لبنان. بعد أن هدأت ثورة تشرين وتراجع خطرها، ومع تشكل حكومة حسان دياب تحت عباءة حزب الله والتيار الوطني الحر، ومع تزايد الحاجة المالية، بسبب ضعف الدعم الإيراني وانهيار الاقتصاد المحلي، أصبحت الأجواء مؤاتية لفتح المواجهة المصرفية الضارية.

المعركة بدأت بطرح التعيينات في مصرف لبنان، ثم تصاعدت بهجوم مركز على حاكم المصرف، توّجه رئيس الحكومة ببيان من بعبدا، ما لبث أن تبعته تسريبات عن قرار بإقالة حاكم المصرف، ثم بعض المقالات عن ثروة الحاكم، وعشيقاته، وهجوم على شركة طيران الشرق الأوسط، وكل ما يمكن لاغتياله معنوياً. والأرجح، أن الحاكم ليس براء من أي من تلك الاتهامات. لكن إظهارها وتكثيفها، ومن ثم الاعتماد على "تابع"، برتبة رئيس حكومة، للتصفية العلنية من على منبر القصر الجمهوري، هو قصف سياسي انتقامي بامتياز. والحاكم تصدى للهجوم بضرب مصالح حزب الله، عندما أصدر تعميماً يلزم مقدمي خدمات تحويل الأموال بالتسديد بالليرة اللبنانية فقط، وحصر الدولار بحلفائه المصارف. وهذا يستهدف مباشرة سيولة حزب الله وقدرته في الحصول على الدولارات، كونه خارج النظام المصرفي.

اللبنانيون والمافيا

نهاية الأمر، من يريد حقاً أن يبني دولة ومؤسسات، لكان أطلق خطة إصلاحية شاملة، ثم فتح المعارك الإصلاحية، بناء على خطة تكسب تأييد الشعب اللبناني بشفافية ووضوح، بدل انتقائية واضحة في تصفية بعض المواقع والابتزاز لانتزاع مكتسبات وخوات سياسية بالقوة والعنف والتهديد.

الحاكم والمصارف ومعهم أحزاب المستقبل والاشتراكي وحركة أمل والمردة والتيار الوطني الحر كانوا في رأس الهرم للمنظومة المافيوية الميليشياوية الحاكمة، ومع تبدل الأوضاع الاقتصادية الداخلية والخارجية وضعف الدعم الدولي وتراجع الثورة، بدأت جولة التصفيات الداخلية ما بين كل قوى السلطة، البعض يدافع والآخر يهجم. وحزب الله ومعه حليفه التيار الوطني الحر رأوا بعد نجاحهما بإيصال حكومة حسان دياب، فرصة لتحسين مواقعهما ضمن المنظومة، لزيادة حصصهما وترأسهما الهرم. فكانت الهجمات المتتالية على أكبر القطاعات الاقتصادية، الفيول وشركة الكهرباء، البنزين والمنشآت، شركات الخليوي، المصارف، مصرف لبنان، طيران الشرق الأوسط والحبل على الجرار.

صراع السيطرة على منظومة الفساد دائرة ما بين ميليشيات طائفية مافيوية، والثمن سيدفعه المواطن اللبناني، إلا إذا استعاد ثورته وانقض عليهم بخطة انقاذية وقدرات تنظيمية فعالة، لصد هجومهم، وإسقاط حكومتهم، وإعادتهم إلى أوكارهم، كما في بداية الثورة، تحضيراً للامساك بالسلطة المحررة من الميليشيات والمافيات.

 

"حزب الله سندروم"

حازم الأمين/الحرة/30 نيسان/2020

يجري جدل واسع في لبنان بين من يعتبر أن الإطاحة بحاكم المصرف المركزي رياض سلامة مهمة طرحها "حزب الله" على الحكومة وعلى السلطة، وبين من يعتبر أن سلامة هو رأس هرم الفساد والإفلاس ويقتضي الإصلاح إطاحته. وفي هذا السجال تم توظيف طاقات مالية وسياسية وإعلامية جعلت من حاكم المصرف مناسبة شقاق استأنف حولها اللبنانيون انقساماتهم نفسها التي ما زالت تشتغل منذ سنوات وعقود.

أهل الرأي الأول هم امتداد للمزاج الـ14 آذاري، وهذا المزاج تحول بعد ذوي هذا التحالف إلى شيء يمكن تسميته بـ"حزب الله سندروم"، أما أهل المزاج الثاني، فما زالوا هم أنفسهم، ممن يبحثون عما يسعفهم في غسل يد "حزب الله" وحلفائه من دم الدولة ومن فسادها.

والحال أن السعي لفصل مساري الفساد اللبناني عن بعضهما بعضا ينطوي على قدر من الفئوية دأب اللبنانيون خلال حروبهم المتواصلة على ممارستها، ثم عادوا والتأموا على القبول بها في مراحل الهدنة، وهي لم تفضِ يوما إلا إلى مزيد من الحروب ومزيد من الفساد ومزيد من القبول بأركان النظام.

فرياض سلامة تولى في نهاية المطاف، عبر هندسات السطو والفساد، مد نظام "حزب الله" بموازنات مكنته من الاستمرار لسنوات إضافية كان من المفترض أن يتهاوى خلالها. والرجل حين قال بالأمس إنه تولى تمويل الدولة عبر سندات الخزينة لم يكن يكذب! لكن أي دولة وأي وظيفة لهذه الدولة تولى مصرف لبنان تمويلها عبر مدخرات المواطنين؟

الانجرار وراء انقسامات جديدة حول رياض سلامة، هو استجابة أيضا لحاجة "حزب الله" لعدو جديد بعد أن انفرط عقد العدو السابق

لنعد قليلا إلى الوراء، ولنستعرض الوظائف الرئيسة التي تولتها دولة الهندسات المالية تلك، وأي موقع للبنان اختارته. "حزب الله" كان القوة الأكبر في هذه الدولة، هو من قرر موقع لبنان الإقليمي والدولي، وهو من اختار للبنان رئيسه ورسم خطوط لبياناته الوزارية. هذه الدولة هي من شرّع للحزب مشاركاته في الحروب في سوريا والعراق واليمن، وهي من سهل عمليات الالتفاف على العقوبات على الحزب، وهي من غض طرفا على أدوار مالية بين لبنان والنظام السوري المعاقب دوليا، وعلى خط تحويلات مالية بين بيروت وبغداد. إنها دولة "حزب الله"، لكنها أيضا دولة رياض سلامة والبنوك التي ظهرت أسماؤها في تقارير غسل الأموال.

وإذا كانت ساعة رياض سلامة قد حانت، وأقدم "حزب الله" على غسل يديه من الوظائف التي أداها إليه الرجل، فإن الذهاب في التحليل إلى أن الحزب ينوي من وراء إطاحته تغيير طبيعة النظام الاقتصادي اللبناني في خطوة باتجاه جعله نظاما موجها يسهل على الحزب ربطه باقتصادات طهران ودمشق وبغداد، ينطوي أيضا على هرطقة مصدرها صدع نفسي أحدثه "حزب الله" بخصومه، فجعلوا يتخيلون سيناريوات تفترض أن الحزب خارج الانهيار الكبير الذي يشهده لبنان وتشهده المنطقة.

لا يملك "حزب الله" تصورا محددا للبنان في أعقاب الإطاحة بسلامة. فالحزب يتخبط أيضا بحقيقة ذوي مصادر تمويله. البيئة التي يمارس حضوره فيها أصيبت بدورها بالانهيار، وجاء كورونا ليضاعف من قوة هذه الإصابة. والحزب محاصر باحتمالات كارثية مصادرها تتعدى ما يجري في لبنان. انهيار أسعار النفط أصابه، وارتدادات كورونا على عواصم المحور ستكون أكثر تأثيرا عليه.

معركة الدفاع عن رياض سلامة ليست أكثر من محاولة لإنتاج شروط شراكة جديدة مع "حزب الله"

أما القول بأن صرافون في الضاحية الجنوبية يتلاعبون بقيمة العملة اللبنانية، فهو افتراض لا يعني أن لدى الحزب خطة لتغيير طبيعة النظام الاقتصادي، كما أن إطاحة سلامة لا تعنيها بالضرورة. ليس لدى "حزب الله" تصورا محددا لطبيعة النظام الاقتصادي اللبناني. الفوضى قد تخدم حضوره ونفوذه، وتأمين قنوات للتهرب من العقوبات الدولية قد يكون أقصى طموحاته. بيئة الحزب أصيبت أكثر من غيرها بالـ"كابيتل كونترول"، ذاك أن المصارف اللبنانية كانت ملاذا وحيدا لودائعها، في حين أتيحت للبنانيين من غير هذه البيئة فرصة هروب إلى مصارف خارج لبنان.

"حزب الله" هو جزء من نظام الفساد في لبنان. لا بل هو القوة الأكبر فيه. هذا النظام يتخبط اليوم، وهو أصيب إصابة بليغة بفعل الانهيار المالي، وأفضت هذه الإصابة إلى انشقاقات فيه وإلى تصدعات ليست معركة إطاحة سلامة إلا أحد مظاهرها. والانجرار وراء انقسامات جديدة حول رياض سلامة، هو استجابة أيضا لحاجة الحزب لعدو جديد بعد أن انفرط عقد العدو السابق.

معركة الدفاع عن رياض سلامة ليست أكثر من محاولة لإنتاج شروط شراكة جديدة مع "حزب الله"، يستأنف عبرها حلفاء سلامة قبولهم بكونهم الشركاء الأصغر في هذه التسوية، ويستأنف عبرها "حزب الله" تصدره الدولة وأهلها.

 

الفرار إلى الإنتحار

بسام أبو زيد/نداء الوطن/30 نيسان/2020

أصبح واضحاً أن خروج لبنان من أزمته المالية الراهنة يحتاج إلى ضخ أموال في شكل مباشر في نظامه المالي، ما يساهم في الحد من التدهور النقدي وفي إنعاش القطاع المصرفي وخزينة الدولة.

حتى الآن لا يمكن القول إن هناك خطوات عملية لجذب هكذا أموال، فالحكومة لا تزال رافضة تحت عناوين واهية طلب مساعدة صندوق النقد الدولي وفق برنامج من إعداده، فهي على العكس تحاول ان تقنع هذا الصندوق بخطتها المالية والاقتصادية التي قد لا تتوافق في الكثير من النواحي مع نظرة الصندوق، علماً ان العامل الأبرز في هذا الإطار هو كيفية إعادة هيكلة الدين وهو أمر لن يكون متيسراً قبل أشهر طويلة، لا سيما وأن أي مفاوضات جدية لم تبدأ بعد مع الدائنين المكتتبين بسندات اليوروبوند.

هذه الحكومة أيضاً لم تتمكن بعد من إعادة ضخ الحياة في مقررات مؤتمر "سيدر"، والذي كان قد خصص للبنان 11مليار دولار كقروض ميسرة لا تتجاوز نسبة الفائدة فيها الـ 1%، والسبب ان الحكومة لم تقدم بعد على أي خطوات إصلاحية مطلوبة من المانحين الدوليين وفي مقدمها معالجة العجز في قطاع الكهرباء، انطلاقاً من تعيين مجلس إدارة جديد لمؤسسة كهرباء لبنان وتعيين هيئة ناظمة لهذا القطاع، ورفع التعرفة وإطلاق مشاريع للإنتاج الكهربائي بكل شفافية ومصداقية، ويخشى المتابعون لمسار الحكومة في هذا الإطار أن تعلن بعض الدول المانحة عن تراجعها عما كانت خصصته للبنان، لا سيما وأنها أصبحت هي بحاجة إلى هذه الأموال لمعالجة التداعيات الناجمة عن أزمة كورونا وأثرها السلبي على اقتصادها، وكانت ملفتة في هذا المجال الدعوة الفرنسية الواضحة لحكومة دياب للإستعانة بصندوق النقد الدولي.

هذه الحكومة تدرك أن زمن المساعدة المجانية وغير المجانية للبنان من الدول العربية ولا سيما الخليجية، وفي مقدمها المملكة العربية السعودية قد ولى إلى غير رجعة، وأن لا وجود للبنان على خريطة اهتمامات هذه الدول لأسباب متعددة تبدأ بالسياسة ولا تنتهي بالإقتصاد، فأصبح لبنان معزولاً عن عالمه العربي لا قدرة له على محاولة كسب ود العرب مجدداً لان ليس لديه ما يقدمه لهم. كل ما تقدم يلعب فيه العامل الأميركي دوراً أساسياً، فالقرار عند كل هذه الجهات مرتبط بكلمة السر الأميركية،وهي حتى اليوم لم تعط أي ضوء أخضر لمساعدة لبنان في أزمته المالية والاقتصادية، بل هي على العكس تواصل التشدد والضغط من أجل منع الانزلاق أكثر فأكثر نحو المحور المعادي لها، وهو انزلاق أصبح بالنسبة إلى الأميركيين خياراً يعتمده الحكم اللبناني ويجاهر به، غير مدرك خطر التداعيات الماثلة أمامه الآن وما يمكن أن يأتي في المستقبل القريب.

إزاء هذا الواقع يبدو أنه لم يبق أمام الحكومة سوى محاولات في المجهول للإتيان ببعض الأموال منها من خلال ما يعرف باستعادة الأموال المنهوبة، والضغط على المصارف في مجال التحويلات ورأس المال والودائع، وكلها محاولات لو نجحت فإن نتائجها لن تظهر قبل سنوات ولن تكون أبداً بالحجم المطلوب لإنقاذ الوضع المالي والاقتصادي الذي أصبح بالفعل عرضة لممارسات وقرارات بعيدة عن الواقع والاعتبارات اللبنانية. قد يفكر البعض جدياً في أن يقود لبنان إلى دول منهارة يعتقد أن بإمكانها أن تساعده، وقد يفكر البعض في أن لا بأس إن عاش اللبنانيون كشعوب هذه الدول المنهارة بعدما سُدت أمامهم كل سبل الإنقاذ وسبل الهجرة، وقد يفكر هؤلاء أن الهروب إلى الأمام هو الوسيلة الفضلى لذر الرماد في العيون، غير مدركين أن النهاية هي عند حائط مسدود حيث لا سبيل إلى الفرار منه سوى بالانتحار.

 

من الغموض المريب الى برِّ السلامة!!

طوني فرنسيس/نداء الوطن/30 نيسان/2020

عرض حاكم البنك المركزي رياض سلامة ما لديه، وقال ان ما اضطر لإعلانه مجدداً امس، موجود في تقرير مفصّل امام رئيس الحكومة حسان دياب منذ 20آذار الفائت، ما يسمح بالاعتقاد ان التقرير نفسه وصل الى رئيسي الجمهورية ومجلس النواب، وإلى أكثر من جهة، في طليعتها الطرف الأبرز في التشكيلة الحاكمة "حزب الله". وما كان منتظراً قاله سلامة عبر التفاصيل القانونية والأرقام: البنك المركزي يموّل الدولة لكنه ليس من يصرف، والبنك مُلزم بالتمويل لأن القانون ينص على ذلك، والقرار فيه يتخذه مجلس مركزي يضم الحاكم ونوابه الأربعة ومديري وزارتي المالية والاقتصاد، وعندما يُتخذ القرار يبلغه مفوض الحكومة الى وزارة المالية. الحاكم يحمّل المسؤولية للسلطة السياسية بوضوح، فهي التي قررت تثبيت سعر الصرف في البيانات الوزارية للحكومات المتعاقبة، وهي التي اقرت موازنات نوقشت في الحكومات ومجلس النواب تعتمد على تمويل البنك المركزي... والبنك المركزي كان في المقابل يلح على الإصلاحات منذ عام 2012، ولم يسفر إلحاحه عن نتيجة. الكرة في ملعب السلطة السياسية إذاً، والسلطة المعنية الآن هي الحكومة التي عليها ان تنتقل الى مرحلة إعطاء الأجوبة عن اتهامات عكفت على توجيهها فردها سلامة بوقائع اقسى؟

ماذا يعني ان يدفع لبنان اربع مليارات دولار سنوياً ثمناً لمستوردات تذهب الى مكان آخر، وما معنى رفض المركزي انزال الدولار الى السوق خوفاً من شفطه الى جهات خارجية؟ النقطتان أثارهما سلامة فهل سنسمع إيضاحات، أم علينا ان نتوقع تصعيداً للهجوم على سلامة والمصارف كافة؟

في الواقع ان معارضات عدة تتدافع في الشارع السياسي، منها فرعُ يكتفي بالتركيز على سلامة وأقرانه، وهدفه واضح: الدفاع عن التركيبة السلطوية عموماً وركنها الاقوى "حزب الله". ومنها فرعٌ يريد من تركيزه على سلامة إجباره على تحميل المعارضة التقليدية التي تقف خارج السلطة اليوم المسؤولية الكاملة عن الانهيار العام، وهذا ما يُفهم من سلوك دياب وجزء من حكومته، ومنها المعارضة التقليدية التي تراشق الحكومة بأسلحة شبيهة... اما معارضة "كلن يعني كلن" فمكتوب عليها استعادة شارعها الموحد تحت غطاء من نيران الاصدقاء والخصوم، لتتمكن من كشف ادوار الجميع واقتراح وفرض البدائل الضرورية والناجعة، وهذا أمرٌ دونه عبور اضطراري من "الغموض المريب" الى برِّ السلامة. لقد أكد سلامة المؤكد. هو في النهاية نفذ قرارات سلطات سياسية فاشلة وفاسدة، ويتحمل معها المسؤولية الكاملة تجاه عموم اللبنانيين.

 

البطريركُ الراعي والحاكِمُ الباقي

سجعان قزي/افتتاحية جريدة النهار/30 نيسان 2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/85676/%d8%b3%d8%ac%d8%b9%d8%a7%d9%86-%d9%82%d8%b2%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d8%a8%d8%b7%d8%b1%d9%8a%d8%b1%d9%83%d9%8f-%d8%a7%d9%84%d8%b1%d8%a7%d8%b9%d9%8a-%d9%88%d8%a7%d9%84%d8%ad%d8%a7%d9%83%d9%90%d9%85%d9%8f/

ليس بجديدٍ أنَّ لبنانَ ساحةُ صراعٍ بين أميركا وإيران. وإذا كان حزبُ الله رأسَ الحربةِ الإيرانيّةِ، فرؤوسُ الحِرابِ الأميركيّةِ التقليديّةُ عَلاها الجِنْزارُ منذ سنوات. صحراءُ سياسيّة: لا قرنةُ شهوان، ولا 14 أذار، ولا ثورةُ أرز، ولا حتى شِلحُ أرز. تَعلمّوا ألّا يَثقوا ببعضِهم البعض، ويَترقّبون التطوّراتِ العسكريّةَ أو التسوويّةَ الآتيةَ قبيْلَ الانتخاباتِ الرئاسيّةِ الأميركيّةِ أو بُعيْدَها. هكذا تَمحّورَ الصراعُ (الآن) بين حزبِ الله ومَصرفِ لبنان. ومن دون استشارتِه جعلوا رياض سلامة رأسَ الحربة. "ما كانتِ الحسناءُ تَرفعُ سِتْرها ــــــ لو أنَّ في هذي الجموعِ رجالا". حوّلوه جَبهةً سياسيّةً إلى كونِه أصلًا هدفًا ماليًّا واقتصاديًّا. بات هو جَبهةَ السيادةِ والاستقلال في غيابِ الجَبهةِ السياسيّةِ التقليديّة. تُرِك وحيدًا إذ اخْتلطَ على البعضِ الفارقُ بين سقوطِ رياض سلامة المرشّحِ لرئاسةِ الجمهوريّةِ ورياض سلامة حاكمِ مَصرِف لبنان. وهكذا أُضيف إلى الصراعِ الإيرانيّ/الأميركيّ صراعٌ مارونيٌّ/مارونيّ ضاهى الصراعَ الأول. كأنَّ رياض سلامة المنافِسُ الوحيدُ للمرشَّحين الموارنِة الآخَرين. ما كنت أعلمُ أنّنا نحن الموارنةَ استبدلنا الاستشهادَ بالانتحارِ، والمحبّةَ بالبُغض.

في غيابِ أهلِ النظامِ وروّادِ السيادةِ والاستقلالِ والديمقراطيّة، انبرَى البطريركُ بشارة الراعي يُذكِّرُ المسؤولين والشركاءَ بالثوابتِ، يُعيد رسمَ حدودِ الميثاقيّةِ اللبنانيّةِ والقواعدِ الأخلاقيّةِ في المخاطَبة. كان الحِقدُ يَخرُج من فَمِ البعضِ لا الكلمات. وكان الانتقامُ يَتدفَّقُ لا الإصلاح. كان ضعيفًا هذا البعضُ وهو يَستقوي بالسلاحِ غيرِ الشرعيّ على مالِ الشرعيّة.

شاءَ البطريركُ المارونيُّ أن يُبلِغَ بثقةٍ ووضوحٍ من يَعنيهم ـــ أو مَن لا يَعنيهم ـــ أمرَ لبنانَ الكبير، أنه يُحظَّرُ عليهم اعتبارُ المسؤولين الموارنةِ في الدولةِ مَكسَرَ عصا: اليومَ حاكمُ مَصرفِ لبنان، غدًا قائدُ الجيش، وبعدَ غدٍ رئيسُ مجلسِ القضاء، وقريبًا جدًّا رئيسُ الجُمهوريّة. لم يُدافِع البطريرك، ولا أنا أدافعُ هنا، عن شخصِ رياض سلامه ـــ وهو يَستحِقُّ أن يُدافعَ عنه ـــ بل عمّا يُمثّلُه في هيكليّةِ النظامِ اللبنانيِّ وميثاقيّتِه. قيمةُ المسؤولِ المارونيِّ أن يكونَ قُدوةً وإلا يَفقِدُ صفتَه التمثيليّةَ على صعيدِ طائفِته. لم يُبرّئ البطريركُ حاكمَ مَصرِف لبنان كما لم يُدِنْه، بل طالبَه بأن يدافعَ عن نفسِه ويكشِفَ الحقائق. وقد دافعَ أمس عن نفسِه بجرأةٍ وأدلّةٍ فأَدانَ عدلًا مَن أدانَه ظلمًا.

استعاد البطريركُ بشارة الراعي المبادرةَ والدورَ بعدما لاحظَ بأسفٍ تلكؤًا وطنيًّا في التصدّي لمشروعِ تغييرِ وجهِ لبنان وهُويّتِه. لذلك رَبطَ موقِفَه بمسؤوليّتِه التاريخيّة إذ قال: "نحن الكرسيَّ البطريركيَّ المؤتـمَنَ تاريخيًّا ووطنيًّا ومعنويًّا على الصيغةِ اللبنانيّة نُحذّر"... إنَّ همَّ البطريركِ الراعي أن يَبقى لبنانُ في مدارِ العالمِ الحرِّ المتحضِّر، أن تدومَ العدالةُ هي قاعدةَ وجودهِ لا الظُلم. أن تظلَّ الثقةُ الدوليّةُ بلبنانَ هي الأساسَ لا العُزلة. أن يَرعى مصيرَ الوجودِ المسيحيِّ، والمارونيِّ خاصة، في الدولة لكي يَبقى للشراكةِ الوطنيّةِ معنى ولوِحدةِ لبنان مُبرِّرُ استمرار. ولا خجلَ ولا عقدةَ ولا استئذان بأن يقوم بذلك.

حقُّ البطريرك، بل دورُه، أن يقولَ الكلمةَ الفَصل ساعةَ يَشاء وبوجْهِ من يَشاء وحولَ ما يَشاء. قالتْها البطريركيّةُ في وجهِ الأمويّين والعَباسيّين والفاطميّين والمماليك والعُثمانيّين، قالتْها في وجهِ الفرنسيّين والإسرائيليّين والفلسطينيّين والسوريّين، قالتها في وجهِ الحكّامِ اللبنانيّين حين انحرفوا عن الوطنيّةِ والثوابت. فكيف لا تقولُها اليومَ في وجهِ الانقلابيّين؟ الاعترافُ بدورِ بكركي ليس وَقفًا على مزاجِ هذا أو ذاك. في العُسْرِ يَلجأون إليها ويَلُجّون: "احْمينا واجْمعينا وأنْقذينا"، وفي اليُسْرِ يَنسَوْن طريقَ بكركي ويُنكِرون.

لماذا يُرحِّبون بتدخّلِ البطريركِ والمفتي وشيخِ عقلِ الدروز في السياسةِ حين يَدعَمونَهم ويُحظّرون عليهم التدخّلَ حين يُعارضونَهم؟ ألا يُدرك هؤلاءِ أنَّ بكركي هي المرجِعيّةُ الوطنيّة، وهي المؤتمرُ التأسيسيُّ الدائمُ؟ وهي رائدةُ التعايشِ المسيحيِّ ـــ الإسلامي والمصالحةِ المسيحيّةِ ـــ الدُرزية؟ وهي الداعيةُ إلى تصويبِ تطبيقِ اتفاقِ الطائف؟ لو يَقرأون تاريخَ لبنان وتاريخَ بكركي والعلاقةَ السببيّةَ بينهُما لَـما تَورّطوا في إعطاءِ أمثولاتٍ للصَرحِ وسيدّه. دورُ الصَرحِ البطريركيِّ وطنيٌّ بقدْرِ ما هو روحيّ. راجِعوا مواقفَ البطاركةِ الحويك وعريضة، مرورًا بالمعوشي وصفير، وصولًا إلى البطريرك الراعي. لا سياسيَّ ناجحًا لا يَعرِفُ التاريخ.

هل يَحقُّ لرجالِ الدينِ الشيعةِ فقط أن يَتدخّلوا في السياسةِ والأمنِ والقتالِ ويُرشِدوا ويُقرِّروا ويُهاجموا فيما هو ممنوعٌ على رجالِ الدينِ المسيحيّين والسُنّةِ والدروز؟ ما هذه الذِميّةُ الجديدةُ؟ وبالمناسبةِ، هل تَعتبرون السيّدَ حسن نصرالله رجلَ دينٍ أو رجلَ سياسة؟ إذا كان رجلَ دينٍ لماذا يتعاطى السياسةَ؟ وإذا كان رَجلَ سياسيةٍ لماذا يَترأّسُ حزبًا دينيًّا؟ وإذا كان الإثنين معًا لماذا تَنتقدون الآخرين؟

حين يُدافع البطريركُ عن رموزٍ مسيحيّةٍ فَعَن كلِّ رمزٍ وطنيٍّ آخَر يدافعُ، لأنَّ الانقلابَ الجاري لا يُوفِّرُ أحدًا، حتى بعضَ المشاركين فيه. لقد نَاصَرت بكركي الجَنوبَ حين كان مُحتلًّا والشيعةَ حين كانوا محرومين والسُنّةَ حين كانوا مَغبونين والدروزَ حين كانوا مُهمَّشين والمسيحيّين حين كانوا مُحبَطين. وغدًا حين تَعلو المطالبةُ باستقالةِ رئيسِ الجُمهوريّة سيَجِد البطريركَ (ونحن معه) يدافع عنه كما فَعلَ في تشرين الثاني الماضي حين طالب البعضُ باستقالتِه غيرَ عابئين بشغورٍ رئاسيٍّ مُحتمَلٍ. يومَ حَصل الشغورُ السابقُ عندَ نهايةِ ولايةِ الرئيس ميشال سليمان، كان رئيسُ الحكومةِ تمام سلام، الشخصيّةَ الوطنيّةَ الممتلئةَ أخلاقًا ونُبلًا وتهذيبًا وحِرصًا على الميثاقيّةِ والديمقراطيّةِ وعلاقاتِ لبنان مع العربِ والعالم. أما اليوم، فلِمَن توكَلُ الشرعيّةُ في فترةِ الشغورِ؟ ألهذه الحكومةِ التي لا تَملِكُ رخصةَ قيادة بلدٍ لا أيّامَ المفردِ ولا أيّامَ المزدَوِج؟

هناك من يُعيد البلادَ إلى زمنِ الخطيئةِ الأصليّة: الشَهوةُ. أنْ تشتهيَ تفاحّةَ غيرِك. وفي وضعِنا اللبنانيِّ أنْ تَشتهيَ حُكمَ غيرِك. وإذا كانت في الشهوةِ الإنسانيّةِ لِذّةٌ ففي الشهوةِ السياسيّةِ طَمَعٌ وجَشَعٌ وشَرَهٌ ونَـهَمٌ. نراهم يَشتهون مناطقَ غيرِهم، وممتلكاتِ غيرِهم، ومناصبَ غيرِهم، وحاكميّةَ غيرِهم، وصلاحيّاتِ غيرِهم، وهِلالَ غيرِهم، وصليبَ غيرِهم. لا مِن صَلْبِ المسيحِ تَعلّموا ولا من قيامتِه، لا مِن آياتِ النبيِّ محمد تَعلّموا، ولا من شَهادةِ الإمام عليّ تَعلّموا. فأيَّ إلهٍ يَعبُد هؤلاء؟ وأيَّ رسولٍ يَنتظرون؟ لن تَمضيَ على سلامة.

 

ماذا ستكون المُحصلة إذا ما ضربت البحرية الأميركية الزوارق الحربية الإيرانية في الخليج الفارسي؟

مايكل يونغ/مركز كارنيغي للشرق الأوسط/30 نيسان/2020

رندا سليم | زميلة أولى ومديرة برنامج حل النزاعات وحوارات المسار الثاني في مؤسسة الشرق الأوسط في واشنطن العاصمة.

لايزال من غير الواضح ما إذا كانت تغريدة الرئيس دونالد ترامب في 22 نيسان/أبريل من أنه أمر البحرية الأميركية بـ"إطلاق النار وتدمير" الزوارق الحربية الإيرانية التي تضايق السفن الحربية الأميركية في الخليج الفارسي، تعني أن تغييراً طرأ في قواعد الاشتباك القائمة راهناً. هذه القواعد يُوجهها حق الدفاع عن النفس وتحديد النوايا والأعماال العدائية. حتى الآن، كانت البحرية الأميركية ترد على مضايقات الزوارق الحربية للحرس الثوري الإسلامي الإيراني بأعمال تصعيدية، تشمل بث التحذيرات عبر الأثير وكذلك إطلاق طلقات تحذيرية. أما القرار بتصعيد يتجاوز التحذيرات، بما في ذلك إغراق الزوراق الحربية الإيرانية، فهو يُترك عادة لقائد السفينة العسكرية المعني.

لكن، إذا ما حدث هذا التصعيد، من غير المحتمل أن يؤدي إلى حرب شاملة، أساساً لأن قادة الولايات المتحدة وإيران لا يريدون الحرب. هناك بالطبع مسؤولون كبار في إدارة ترامب يجادلون بأن الحرب مع إيران ستسفر عن تغيير النظام في طهران، وهناك مسؤولون في الحرس الثوري يقولون إن المجابهة العسكرية ستكون مكلفة للغاية للولايات المتحدة وستؤدي إلى نهاية وجودها العسكري في الشرق الأوسط. لكن في حين أن سياسة أقصى درجات الضغط التي تمارسها إدارة ترامب لم تنجح في ردع العدوانية الإيرانية، إلا أن طهران ضبطت تصعيدها المتزايد ضد أصول وحلفاء الولايات المتحدة لتجنُّب أن يؤدي ذلك إلى نشوب نزاع عسكري أكبر مع واشنطن.

على أي حال، إذا لم يؤدِّ قتل قائد فيلق القدس في الحرس الثوري، قاسم سليماني، إلى حرب شاملة، فمن غير المحتمل أن تسفر خسارة الحرس لبضع زوارق حربية في مياه الخليج الفارسي عن مثل هذه الحرب أيضا.

ريتشارد أ. بيتزنغر | زميل أول زائر في كلية أس راجاراتنمام للدراسات الدولية في سنغافورة.

إذا ماقررت البحرية الأميركية، سواء بفعل استفزاز أم لا، مهاجمة الزوارق الحربية الإيرانية، فقد يقود ذلك بسهولة إلى تصعيد العداوات. في اللحظة الراهنة، حصر الإيرانيون خطواتهم في "الطنطنة" على سفن البحرية الأميركية بواسطة قوارب صغيرة محدودة التسليح، كإزعاجات البعوض خلال النزهات. لكن، إذا ما تعرّضت زوارقهم إلى الهجوم، فقد يحفزهم هذا على شن هجوم مضاد بقوة أكبر بكثير، مستخدمين في ذلك قوارب سريعة مزوّدة بصواريخ كروز المضادة للسفن- كصواريخ سي 701 صينية الصنع- التي يمكن أن تُطلق على بعد كيلومترات عدة.

علاوةً على ذلك، يمكن لإيران أن تهاجم بأسراب من العديد من هذه الزوارق، الأمر الذي يجعل من الصعب على القوات البحرية الأميركية الدفاع عن نفسها. بالطبع، من المشكوك به أن تكون القوات الإيرانية قادرة على إغراق سفينة حربية أميركية، لكن مثل هذه الهجمات في وسعها أن تُلحق أضراراً فادحة وربما خسائر في الأرواح. وحينها، إذا ما قررت البحرية الأميركية رفع وتيرة التحدي، من خلال استهداف الموانئ والمنشآت البحرية الإيرانية، على سبيل المثال، يمكن أن يتدهور الوضع إلى نزاع دموي أعنف.

مارا كارلين | زميلة أولى غير مقيمة في فريق الأمن والاستراتيجية في مؤسسة بروكينغز في واشنطن العاصمة، وأستاذة مساعدة في كلية جون هوبكنز للدراسات الدولية المتقدّمة.

التغريدة/التصريح التي أطلقها الرئيس دونالد ترامب بأن البحرية الأميركية قد "تطلق النار وتدمّر أي وكل الزوارق الحربية الإيرنية إذا ما ضايقت سفننا في البحر"، أعاد تسليط الضوء على مسألة الأمن البحري في الخليج. لكن، إذا ما وضعنا جانباً الفوضى العارمة التي لا مفر منها التي تفرضها ممارسة "السياسة عبر التغريد"، يمكن فهم هذه الخطوة الأخيرة على أنها جهد لإعادة تثبيت الردع، من خلال تذكير إيران بالقدرات الفائقة للبحرية الأميركية بالمقارنة مع زميلتها الإيرانية.

الآن، إذا ما تلقّت البحرية الأميركية توجيهات قواعد اشتباك واضحة، وإذا ما قامت البحرية الإيرانية بخطوات كبيرة، ومتعمدة، وتُعزى إليها، لإلحاق ضرر واسع بأصول وأرواح أميركية في البحر، يمكن للقوات البحرية والجوية الأميركية بسهولة أن تدمّر السفن الإيرانية وأنظمة الرادار التابعة لها. بيد أن القيام بذلك سيكون بمثابة قصر نظر من جانب البحرية الإيرانية، لأن كلاً من الجيش الإيراني وأتباعه سبق أن عملوا بفعالية وأربكوا بمهارة ردود الفعل الأميركية، حين كانوا ينشطون بدلاً من ذلك في منطقة رمادية، فأعاقوا وخلقوا الاضطراب في أي عمل عسكري أميركي ذي معنى.

 

إذا غاب «الرجل الصاروخ» فمن يحكم كوريا الشمالية؟

هدى الحسيني/الشرق الأوسط/30 نيسان/2020

فجأة وفي ظل انتشار فيروس «كورونا»، جاء خبر يخشاه كثيرون في شرق آسيا. الاستخبارات الأميركية أشارت إلى أن كيم جونغ أون رئيس كوريا الشمالية يصارع من أجل حياته. إذا كان هذا صحيحاً فإن التوازن الدقيق، وإن كان غير متكامل، الذي خيم على شبه الجزيرة الكورية يكون هو الآخر في حالة احتضار. سرية النظام تجعل من الصعب معرفة ما يجري، خصوصاً إذا تعلق الأمر بالحالة الصحية للزعيم.

كوريا الجنوبية تناقضت تصريحاتها، بين عدم ملاحظة أي علامات غير عادية، وبين «إننا لا نعرف شيئاً». لكن مع افتراض أن الزعيم أصابه «مكروه»؛ كيف ستبدو كوريا الشمالية من دونه؟

عدة مرات في الماضي، ثبت أن شائعات مرض كيم جونغ أون لا أساس لها من الصحة، لكن هذه المرة قد تؤخذ الحالة على محمل من الجد، فالخبر انتشر بعدما تغيب قبل أسبوعين عن احتفالات ذكرى عيد ميلاد جده، كيم إيل سونغ، الذي حكم 50 عاماً. ومن الصعب التكهن بما سيحدث إذا ما مات كيم، لأنه يتحكم بالسلطة الكاملة في البلاد، لذلك قد يؤدي رحيله إلى عدم الاستقرار ونتائج خطيرة أخرى، وربما يكون مفيداً في نهاية المطاف للولايات المتحدة.

يقول متابعون لأحداث كوريا الشمالية إنه ليس مفاجئاً إذا خضع كيم لجراحة في القلب والأوعية الدموية، فقد عانت أسرته من مشكلات في القلب ومرض السكري، وإذا كان كيم ليس في خطر الآن، فإن الخطر سيبقى إذا لم يغير أسلوب حياته، فإذا أصبح عاجزاً فستكون هناك فترة يحكم فيها باسمه أشخاص مقربون منه، وتكون شقيقته كيم يو جونغ المرشحة المحتملة، بسبب قربها الأخير من «الزعيم» ومؤهلاتها الأسرية. ويضيف المتابعون أنه كلما طالت مدة هذا الوضع قل احتمال خضوع القيادة العسكرية والحزبية لإمكانية عودة كيم وتضاءل خوفهم من عقاب محتمل، أيضاً عجز مطول قد يوفر الفرصة ليو جونغ ودائرتها لتثبيت نفسها على أعلى المستويات في المؤسسات الحاكمة للحزب.

هناك احتمال بديل، فقد يحاول شخص رفيع المرتبة في النظام، إنما من خارج الأسرة، الحفاظ على النظام الحالي كما هو، لكن الآن من غير الواضح ما إذا كان أي حاكم من خارج عائلة كيم يمكنه القيام بذلك.

الأخطر من ذلك كله، أن ينهار النظام بأكمله مع انقسام كوريا الشمالية إلى خليط من الوزراء الذين يحكمهم أمراء الحرب، مثل هذا السيناريو يدفع إلى حرب أهلية وكارثة إنسانية، إذ قد يتطلع أمراء الحرب الذين يعانون من ضائقة مالية إلى بيع الأسلحة أو التكنولوجيا النووية أو البيولوجية أو الكيماوية، أو استخدام تلك الأسلحة الفتاكة بعضهم ضد بعض.

وسط هذه السيناريوهات، برأي المتابعين، من المؤكد أن تتصرف الصين بسرعة، فآخر شيء تريده هو الصراع على حدودها أو الفوضى التي قد تغري الولايات المتحدة بالتدخل. يضيفون؛ إذا نجا النظام الحالي، سواء تحت قيادة الشقيقة كيم يو جونغ أو مسؤول رفيع آخر في النظام، فمن المحتمل جداً أن تدعم الصين الزعيم الجديد وتساعده، لكن إذا انهارت كوريا الشمالية في حرب أهلية فقد تشعر الصين بأنها مضطرة للتدخل مباشرة.

قال لي خبير استراتيجي بريطاني: عند هذه النقطة سيكون أمام الصين خياران. تحويل كوريا الشمالية إلى محمية وتوفير المساعدة الاقتصادية، إلى جانب المستشارين الصينيين وقوات حفظ سلام. لكن الذي سيتولى السلطة في كوريا الشمالية لن يقبل أن تكون محمية صينية، عندها فمن المحتمل أن يتشكل الخيار الآخر للصين بسبب التكاليف لإنعاش اقتصادها بعد وباء «كورونا»، فقد تحاول تحويل تكاليف إعادة بناء ودعم استقرار كوريا الشمالية إلى كوريا الجنوبية، وتوافق على وحدة الكوريتين، بشرط انسحاب القوات الأميركية من شبه الجزيرة. أيضاً قد تقبل أو لا تقبل كوريا الجنوبية نظراً للتكاليف الهائلة لإعادة التوحيد، أثناء تعافيها هي الأخرى من الوباء، ومع هذا فإن أياً من هذين الخيارين قد يفيد الولايات المتحدة.

يذكر محدثي أن أميركا انخرطت لأول مرة في كوريا عام 1950 لمنع النظام الشيوعي في الشمال بدعم من الاتحاد السوفياتي (آنذاك) والصين من غزو الجنوب. وحتى اليوم لا تزال أميركا ملتزمة بكوريا الجنوبية لمنع التهديد من الشمال الذي كان يمكن أن يخرج عن نطاق السيطرة ويؤدي إلى حرب، وكان هذا احتمالاً دائماً حيث اعتمد الديكتاتوريون الثلاثة؛ الجد والأب والابن، على شيطنة حكومتي سيول وواشنطن لتبرير الإنفاق العسكري الضخم والقمع الداخلي والقبضة الحديدية على السلطة.

يضيف محدثي؛ إن كراهية الولايات المتحدة وحلفائها الكوريين الجنوبيين كان بمثابة الغراء الذي حافظ على نظام الثلاثة «كيم»!

إذا رحل كيم جونغ أون، يمكن أن تتغير هذه الاستراتيجية الخطيرة، سواء أصبحت كوريا الشمالية محمية صينية أم جزءاً من كوريا الموحدة، إذ لن تكون الأولويات الوطنية لاحقاً الحفاظ على قوة أي ديكتاتور من عائلة كيم، أيضاً لن يعود العدوان الخارجي أو العسكرة المكلفة ضرورية أو مرغوبة. في الواقع لم تكن كوريا الشمالية أبداً تشكل تهديداً للولايات المتحدة، لكن النظام فيها صُمم لإبقاء أفراد عائلة كيم في السلطة. إذا انتهت سلالة كيم، فلن يكون هناك سبب للعداء بين كوريا الشمالية والولايات المتحدة.

على كلٍ، يعتمد دور أميركا في شبه الجزيرة الكورية بشكل أساسي على ما تريده كوريا الجنوبية، وحسب محدثي، إذا أصبحت كوريا الشمالية بعد كيم محمية صينية تركز على التنمية الاقتصادية أكثر من التركيز على القوة العسكرية أو الترهيب الخارجي، فقد ترى سيول حاجة قليلة لوجود القوات الأميركية، وينسحب القول نفسه إذا توحدت الكوريتان؛ خصوصاً أن الرئيس الأميركي دونالد ترمب اقترح مؤخراً أن تدفع سيول تكاليف القوات الأميركية التي تحميها. من هنا، إذا رحل كيم عن المشهد من دون وريث (ابنه البكر في العاشرة من العمر) فقد تنتهي المهمة الأميركية الطويلة في كوريا بطريقة ناجحة.

قد يكون كيم لا يزال على قيد الحياة ويتعافى، وقد لا يعود، والمعلومات الاستخبارية المتضاربة التي تصدر عن بكين وسيول تشير إلى أن هناك ما يمكن كسبه للطرفين الإقليميين عبر تأخير تسريب الخبر الصحيح أو التقليل من حجم ما يتردد عن رحيل كيم. كما تتيح هذه التحركات للاعبين على أرض كوريا الشمالية اعتماد الخطوات لتعزيز قواعد سلطتهم وتأمين استقرار الوضع، لأن جميع مكونات الصراع على السلطة في واحدة من أكثر الدول تقلباً وخطورة في العالم متوفرة، ولا سيما أنها دولة نووية، وهذا ينذر بأزمة عسكرية جديدة في شرق آسيا.

من كل التسريبات والتحليلات، تبدو الدول المعنية بكوريا الشمالية تائهة ما بين التمني بأن يكون «الرجل الصاروخ»، كما سماه الرئيس ترمب، في طور النقاهة، وبين أن يكون قد رحل فعلاً، وتحتاج إلى بعض الوقت لترتيب الوضع بتقاسم الغنائم، خصوصاً مستقبل كوريا الشمالية!

الأنظار كلها شاخصة الآن إلى الصين، وكوريا الجنوبية، واليابان، والولايات المتحدة!

ويبقى السؤال؛ هل كيم جونغ أون حيّ؟ وهل تتجاوز شقيقته كيم يو جونغ كل السيناريوهات التي تدرس، والمجتمع الذكوري في كوريا الشمالية، وتصبح الزعيمة التي حافظت على سلالة كيم؟ لكن ماذا عن النظام نفسه؟!

 

ليبيا وتفويض الجيش

د. جبريل العبيدي/الشرق الأوسط/30 نيسان/2020

تفاعلٌ شعبيٌّ كبيرٌ مع دعوة قائد الجيش الليبي المشير خليفة حفتر، إلى تفويض الجيش وإسقاط المجلس الرئاسي، جنين اتفاق الصخيرات الفاشل، فبعد خروج مظاهرات في كبرى المدن الليبية جاءت بيانات القبائل واضحة، ومنها قبائل الأشراف والمرابطين، مطالبةً بتفويض المؤسسة العسكرية لتولي زمام أمور البلاد. مدن وقبائل ليبية تفوّض الجيش لقيادة البلاد من خلال خروجها في مظاهرات وبيانات، وناشطون يطلقون هاشتاغ «نعم لتفويض القوات المسلحة لقيادة البلاد» بمجرد انتهاء كلمة قائد الجيش المتلفزة. فالتفويض هو إسناد السلطة أو المسؤولية بما يعني أنه انتقال وتسليم للسلطة، وما دام التفويض شعبياً، فهذا يحمل مستوى الاستفتاء الشعبي ذاته من حيث الشرعية، خصوصاً بعد فشل ما سُمي اتفاق الصخيرات، وفشل مخرجاته، ومنها مجلس الدولة والمجلس الرئاسي، فكلها مؤسسات فشلت في أن تمثل جميع الليبيين، بل تحولت إلى واجهة سياسية لجماعات «الإسلام السياسي» ورهينة له.. كل هذا دفع الكثيرين إلى تفويض المؤسسة العسكرية في حفظ أمن البلاد بعد فقدان الثقة بجميع السياسيين. قائد الجيش المشير حفتر قال «إن الوضع المأساوي الذي بلغت معه معاناة الشعب ذروتها لا يترك أمام شرفاء الشعب الليبي أي خيار سوى الإعلان بكل وضوح عن إسقاط ما يسمى الاتفاق السياسي والعصابة المسماة المجلس الرئاسي. عليكم أن تقرروا على الفور تفويض المؤسسة التي ترونها أهلاً لقيادة المرحلة القادمة، وفق إعلان دستوري يمهّد لبناء الدولة المدنية، والقوات المسلحة ستكون ضامناً لحماية اختياراتهم».

بعد أن اتسعت رقعة الفساد ونهب المال العالم، والتي وصفها المبعوث الدولي السابق غسان سلامة بغير المسبوقة، وبعد فشل الحكومات، خصوصاً حكومة الوفاق التي قال عنها قائد الجيش الليبي إن «المجلس الرئاسي خائن وعميل بجلبه المرتزقة واستعانته بالجيش التركي»، فإن ليبيا التي تفتقر لقيادة سياسية ناضجة، في انتظار نجاح أي مشروع ديمقراطي، في ظل أمية ديمقراطية، والقبول بالنتائج مع وجود الميليشيات النفعية والمؤدلجة، وهيمنة الجماعات المتطرفة من «إخوان» و«قاعدة» وحتى بقايا «داعش»، يصبح الأمر ضرباً من الخيال.

إن الأهم الآن هو استعادة الدولة الليبية لسيادتها من أيدي الجماعات الإرهابية، ثم يصبح الحديث عن مشروع ديمقراطي قابل للحياة، في ظل سيادة وطنية يحققها الجيش الوطني، أمراً واقعياً.

الأزمة الليبية هي في الأصل أزمة أمنية، وبالتالي استمرار معالجة الأزمة الأمنية بحل سياسي هي شيزوفرينيا ونوع من العبث والترف السياسي، ولهذا جميع الحلول السياسية انتهت بالفشل، ولعل الصخيرات آخرها.

كل الهيئات السياسية الحالية أساءت إلى الدولة والشعب الليبي من خلال سياسات خاطئة، بعضها يرقى إلى درجة الخيانة، كجلب مرتزقة أجانب ودفع أموال لهم من خزينة الشعب الليبي لقتال الليبيين، وإبرام اتفاقيات تشرعن التفريط في الحدود الجغرافية والمائية والثروات الليبية، كما فعلت حكومة الوفاق غير الدستورية، كل هذه الأفعال هي مسببات الحراك الشعبي في ليبيا، لتفويض الجيش الليبي لإدارة البلاد لفترة انتقالية لحين تهيئة مناخ مناسب لإقامة انتخابات حرة بدون إرهاب الميليشيات وسطوتها. تفويض الجيش الليبي لن يُحدث حالة من التخوف من سيطرة وتسلط «العسكر»، فرسالة الجيش الليبي واضحة وصريحة؛ لا سلطة على الجيش إلا من خلال سلطة منتخبة، وسلطة حكومة الوفاق ليست منتخبة، إنما هي نتاج سلطة الأمر الواقع، ولهذا هي مرفوضة شعبياً قبل أن يرفضها الجيش. لا تخوُّف عند عموم الشعب الليبي من تفويض الجيش الليبي، فهو مؤسسة عسكرية منضبطة تؤمن بالدولة المدنية، وليس بمفهوم ستراتوقراطية الدولة (Stratocracy)، كما أنه مؤسسة عسكرية وطنية ستحمي الانتخابات المدنية، وتؤكد ميلاد الدولة الليبية وانبعاثها من جديد.

 

مستقبل المشروع الإيراني في الشرق الأوسط بعد كورونا

اعداد/مركز الشرق الأوسط وشمال إفريقيا الجيو سياسي للدراسات الاستراتيجية والابحاث

الخميس 30 نيسان 2020

في ظل مجموعة من المآزق السياسية والعسكرية والاقتصادية والاجتماعية التي تتخبط فيها "الثورة الإيرانية" ليس فقط على مستوى الداخل الإيراني وإنما كذلك على مستوى الدول التي طالما تباهت القيادات الإيرانية بأنها باتت تحت سيطرتها، جاء انتشار وباء "كورونا" في كل من إيران والعراق وسوريا ولبنان ليسلط الأضواء على كثير من المعطيات والعوامل التي من شأنها أن تتسبب، مع الوقت، بتحولات استراتيجية مستقبلية على مستوى منطقة الشرق الأوسط في ضوء التداعيات التي سيتركها هذا الوباء على المشروع التوسعي الإيراني.

الفصل الأول:

أزمات إيران قبل كورونا

وفي حين كانت إيران تعتبر "سيطرتها" على أربع عواصم عربية (بيروت – دمشق – بغداد – صنعاء) نقطة قوة لها من أجل محاولة إخضاع دول المنطقة لشروط مشروعها التوسعي، وتعزيز نفوذها في الشرق الأوسط والخليج، وانتزاع اعتراف عربي وعالمي بها كقوة إقليمية ودولية، جاءت تطورات الأشهر القليلة الماضية لتجعل من الانتشار الإيراني العسكري والسياسي والعقائدي، ومن سياسة التوسع الإيرانية عبءاً على القيادة الإيرانية خصوصا في ظل نتائج العقوبات الأميركية على إيران، وتصاعد انعكاس مفاعيل هذه العقوبات على الداخل الإيراني، كما على الأذرع الإيرانية التي تستخدمها طهران لبسط نفوذها في لبنان وسوريا والعراق واليمن وغيرها...

وأبرز ما يمكن التوقف عنده من أزمات إيرانية خلال الأشهر القليلة الماضية، قبل ظهور وباء "كورونا" وانتشاره الى اليوم، هو الآتي:

1- ثورة الشعب العراقي ضد المنظومة السياسية والعسكرية والأمنية الإيرانية التي تمسك بالسلطة في العراق. ففي ظل ارتفاع منسوب الفساد، والأزمة الاقتصادية والمعيشية وحالات الفقر والعوز التي تعاني منها شريحة واسعة من العراقيين، ونتيجة لتمادي الميليشيات الإيرانية في الإمساك بمفاصل الدولة، وتسخيرها في خدمة المشروع الإيراني، انتفض الشعب العراقي مجبرا رئيس الحكومة عادل عبد المهدي على تقديم استقالة حكومته. ولأن تكليف محمد علاوي بتشكيل حكومة تخلف حكومة عبد المهدي جاء بمثابة محاولة إيرانية لاستعادة زمام المبادرة من الشارع من خلال إعادة إنتاج حكومة تكون نسخة طبق الأصل من حكومة عبد المهدي المستقيلة، فقد اضطر الرئيس المكلف محمد علاوي الى إعلان اعتذاره عن تشكيل الحكومة العراقية الجديدة بعدما اصطدم بشروط الأذرع الإيرانية للإمساك بالسلطة من خلال محاصصات يرفضها الرأي العام العراقي الثائر.

وبعدما فشلت اللجنة السباعية التي تضم ممثلين عن الكتل الشيعية الأبرز في البرلمان في التوافق على اسم لتكشيل الحكومة، كلف الرئيس العراقي برهم صالح محافظ النجف السابق عدنان الزرفي بتشكيل حكومة جديدة معرباً عن أمله "في إجراء انتخابات مبكرة وتحقيق تطلعات العراقيين".

ولم يكن مصير تكليف الزرفي أفضل من مصير سلفه محمد علاوي، فكان تكليف رئيس جهاز الإستخبارات مصطفى الكاظمي محاولة ثالثة لتشكيل الحكومة العراقية، علماً أن القوى الموالية لإيران كانت قد رفضت تسميته من قبل مرتين: الأولى بعد استقالة حكومة حيدر العبادي في العام 2018، والثانية بعد استقالة حكومة عبد المهدي في كانون الأول / ديسمبر الماضي، بحجة قربه من الأميركيين وتنسيقه معهم، وقربه من الفكر الغربي نتيجة إقامته في دول أوروبية عدة خلال فترة معارضته لنظام صدام حسين.

أما في الواقع فإن ما تخشاه إيران فعلاً في الكاظمي هو ما عبّر عنه في أول تصريح أدلى به بعد تكليفه بتشكيل الحكومة العراقية الجديدة، إذ قال: "السيادة خط أحمر ولا يمكن التنازل عن كرامة العراق"، واعداً بحصر السلاح بيد الدولة، وبأن تقوم القوات المسلحة العراقية بواجبها في هذا الشأن بإجراءات وصفها بالحاسمة، كما التزم الكاظمي بحماية حقوق ومطالب المتظاهرين، و"بناء علاقات متوازنة مع الجيران والأصدقاء".

ومع ذلك فقد كان لافتاً أن تعيين الكاظمي جاء بعد أول زيارة علنية قام بها القائد الجديد لفيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني اسماعيل قاءاني الى العراق ولقاءاته مع حلفاء إيران العراقيين، بعد توليه منصبه خلفاً لقاسم سليماني الذي اغتالته القوات الأميركية مع نائب رئيس هيئة الحشد الشعبي العراقي الموالي لإيران أبو مهدي المهندس في غارة استهدفت موكبهما بعيد خروجهما من مطار بغداد في 3 كانون الثاني / يناير الماضي.

وعلى الرغم من حضور صقور القوى الشيعية الموالية لإيران مراسم تكليف الكاظمي في قصر السلام بوسط بغداد، ولا سيما زعيم تنظيم بدر هادي العامري، ورئيس هيئة الحشد الشعبي فالح الفياض، وحيدر العبادي، وزعيم تحالف الإصلاح عمار الحكيم، مما اعتبر تظهيراً لتسوية قادتها إيران في محاولة لإعادة الإمساك بقرار المؤسسات الدستورية العراقية، في مواجهة الشارع الناقم على إيران وأذرعها في العراق، فقد كان لافتاً اعتبار حزب الله العراقي تكليف الكاظمي (الذي يتهمه الحزب بتسريب معلومات الى القوات الأميركية ساعدت في تنفيذ اغتيال سليماني والمهندس) "مؤامرة بمثابة إعلان حرب على الشعب العراقي"، معتبراً أن "الإجماع على ترشيح شخصية مشبوهة لا تنطبق عليها المعايير، تفريط بحقوق الشّعب وتضحياته وخيانة لتاريخ العراق"، ومؤكداً رفضه أن يكون "جزءاً من هذه المُؤامرة، مهما كانَتْ الجهات الداعمة والأطراف المؤيدة لها".

2- ثورة الشعب اللبناني في 17 تشرين الأول / أكتوبر على المنظومة الحاكمة التي أنتجتها سياسة الرضوخ والاستسلام والتسويات مع حزب الله، من خلال تفاهمات بين التيار الوطني الحر وكل من تيار المستقبل والقوات اللبنانية والحزب التقدمي الإشتراكي على انتخاب "المرشح الوحيد" العماد ميشال عون الذي فرضه حزب الله لرئاسة الجمهورية، وما تلا هذا "الانتخاب – التعيين" من قانون للانتخابات النيابية سمح لحزب الله بإحكام سيطرته على الأكثرية النيابية للمرة الأولى، وبالتالي بإحكام قبضته على الحكومة، بعدما سيطر على رئاسة الجمهورية. وجاءت ثورة الشعب اللبناني بعدما تفاقمت الأزمات الاقتصادية والاجتماعية نتيجة لإمساك حزب الله بالسياسات الاستراتيجية والسيادية العسكرية والأمنية والخارجية بما يخدم المشروع الإيراني، مترافقة مع موجة من الفساد والهدر في الانفاق وسرقة المال العام مما انعكس تفاقما في عجز الخزينة على نحو بات من الصعب التحكم بإدراته. وانعكست هذه التطورات اللبنانية الداخلية شبه قطيعة اقتصادية بين لبنان وعمقه العربي، وتشديد الرقابة الأميركية على القطاع المصرفي اللبناني وصولا الى عقوبات على "جمال تراست بنك" أدت الى قرار بإقفاله وتصفيته على الفور. يضاف الى ذلك مناخ من عدم الثقة بين منظومة السلطة في لبنان من جهة، والدول الداعمة والمانحة من جهة مقابلة، بعدما انتظرت هذه الدول طويلا ومن دون جدوى تنفيذ الحكومة اللبنانية لوعودها بالإصلاح ووقف الهدر ووضع حد للفساد المستشري في مقابل وضع مقررات مؤتمر "سيدر" لدعم لبنان اقتصادياً موضع التنفيذ.

وقد نجح حزب الله في الالتفاف على الثورة ومطالبها من خلال حكومة الرئيس حسان دياب التي حاول تسويقها شعبيا على أنها حكومة من الاختصاصيين المستقلين غير المرتبطين بأية جهة سياسية أو حزبية، قبل أن تكشف التطورات بأن هذه الحكومة ليست سوى حكومة محاصصة بين حزب الله وحلفائه في قوى 8 آذار، كل تركيزها منصب على استكمال حزب الله قضم مواقع القرار السياسي والإداري والإقتصادي بما يصب في مصلحة المشروع الإيراني في لبنان والمنطقة.

3- التدخل التركي في الشمال السوري والضربة العسكرية القاسية التي وجهها الجيش التركي لحزب الله وحلفاء إيران من الميليشيات العاملة في سوريا ردا على استهداف النظام السوري وحلفائه للجيش التركي في إدلب ومحيطها في شهر شباط / فبراير الماضي. وقد جاءت هذه الضربة العسكرية التركية بعد اسابيع قليلة على مقتل قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني اللواء قاسم سليماني في غارة أميركية على موكبه لدى خروجه من مطار بغداد الذي وصله آتياً من بيروت عن طريق مطار دمشق. وشكلت هذه التطورات العسكرية صفعة قاسية لمشروع التوسع الإيراني في دول المنطقة خصوصا في العراق وسوريا ولبنان، خصوصا بعد اغتيال "قائد الأوركسترا" العسكرية الإيرانية في هذه الدول، ويده اليمنى في العراق نائب رئيس الحشد الشعبي أبو مهدي المهندس، وبعد الضربة الموجعة التي تلقاها حزب الله في سوريا من خلال العشرات من القتلى والجرحى التابعين ل "كتيبة الرضوان" التي تعتبر بمثابة قوات النخبة لدى حزب الله.  

4- في ظل الواقع العسكري المشار اليه، والضربات التي تلقتها الأذرع الإيرانية في العراق وسوريا ولبنان، بات الحوثيون في اليمن كأحد هذه الأذرع يخشون أن يكونوا من ضمن هذه الإستهدافات، ليس فقط من جانب تحالف دعم الشرعية الذي تقوده المملكة العربية السعودية، وإنما هذه المرة في شكل مباشر من جانب القوات الأميركية، أو من خلال مزيج من  التعاون الأمني والاستخباراتي والعسكري بين واشنطن والرياض لتضييق الخناق على القيادة الإيرانية، وإلحاق المزيد من الخسائر بإذرعها على مستوى دول الخليج والشرق الأوأوسط!

5- كل هذه الأزمات الإيرانية الخارجية على مستوى المنطقة، توّجتها الأوضاع المتأزمة في الداخل الإيراني نتيجة ارتفاع منسوب المعارضة الإيرانية وتعبيراتها من إضرابات وتظاهرات وحركات احتجاج واحراق مؤسسات رسمية ومصارف، وصولا الى إحراق صور المسؤولين الإيرانيين بمن فيهم مرشد الثورة علي خامنئي وإطلاق الهتافات الداعية إلى إسقاط نظام رجال الدين في معظم الأقاليم والمدن الإيرانية خلال الأشهر القليلة الماضية بسبب تفاقم الأزمات الاقتصادية والمعيشية، والانهيار المستمر في العملة الإيرانية، وانخفاض القدرة الشرائية للإيرانيين، وارتفاع مستوى التضخم والبطالة، وزيادة أسعار المشتقات النفطية، وفقدان الكثير من السلع الاستهلاكية والغذائية الاساسية والحيوية من الأسواق، وصولا الى النقمة التي أحدثها إسقاط الطائرة المدنية الأوكرانية فوق طهران خلال عملية الرد "المتوترة والعشوائية" التي نفذتها إيران بإطلاقها الصواريخ البعيدة المدى على قواعد عسكرية أميركية في العراق في انتقام استعراضي لمقتل قاسم سليماني انتهى بمقتل عشرات الإيرانيين والمدنيين من جنسيات مختلفة كانوا على متن الطائرة التي أسقطتها الصواريخ الإيرانية لاعتقاد مطلقيها بأنها هدف أميركي من دون تسجيل إصابات في صفوف الأميركيين في العراق.

وفي هجوم معاكس من جانب القيادة الإيرانية لاستعادة زمام المبادرة السياسية وتظهير إمساكها بالأرض والقرار، لجأ القادة الدينيون والعسكريون الإيرانيون الى التعبئة الشعبية المكثفة مستغلين تشييع قائد فيلق القدس قاسم سليماني للّعب على العواطف والعصبيات والغرائز القومية المعادية للولايات المتحدة الأميركية، ولتظهير عروض شعبية حاشدة والاستفادة منها لإحكام قبضتهم على القيادة السياسية والمؤسسات الرسمية في إيران مستغلين موعد الإنتخابات التشريعية في شباط / فبراير الماضي لمحاولة توظيف هذه "التعبئة" الواسعة من خلال المشاركة في هذه الانتخابات.

وعلى الرغم من كل الجهد التعبوي الذي عملت عليه القيادة الروحية وأذرعها في الأجهزة الأمنية والاستخباراتية وفي حرس الثورة وتفرعاته الداخلية، وعلى الرغم من تمديد مهل إقفال صناديق الاقتراع خمس مرات في محاولة لرفع نسبة المشاركة بعدما وصف مرشد الثورة آية الله خامنئي الانتخابات بأنها "جهاد عام"، فإن نسبة مشاركة الإيرانيين في الإنتخابات التشريعية لم تتعدَّ الأربعين في المئة وهي نسبة صادمة للقيادة الإيرانية باعتبارها أدنى نسبة مشاركة شعبية في إحدى عشرة انتخابات تشريعية في إيران منذ الثورة الخمينية في العام 1979، بحيث لم يسبق أن تدنت نسبة المشاركة من قبل عن الخمسين في المئة.

وفسّر المراقبون تدني هذه النسبة بعاملين: الأول تعبير الإيرانيين عن اعتراضهم وعدم ثقتهم بالنظام ككل، والثاني هو إحجام مؤيدي "الإصلاحيين" عن المشاركة في الانتخابات بعدما رُفضت ترشيحات الألوف من الشخصيات المحسوبة على تيار "الاعتدال والإصلاح" لقطع الطريق على إمكان وصولها بفاعلية الى مواقع السلطة.

لكن تدني نسبة الاقتراع لم تحل دون اكتساح المحافظين والمتطرفين لمقاعد مجلس الشورى مما يضع "التيار الإصلاحي" الذي يقوده الرئيس حسن روحاني في وضع صعب وموقف ضعيف في الأشهر المتبقية من ولايته التي تنتهي في العام 2021، ويعزز آمال الحرس الثوري ومؤيديه في وضع يدهم على الرئاسة الإيرانية في الانتخابات الرئاسية المقبلة.

الفصل الثاني:

إيران في ظل كورونا

تجمع التقارير والمعلومات على التأكيد بأن وباء "كورونا" كان قد بدأ بالتفشي في إيران في مطلع شباط / فبراير قبل اسابيع من موعد الإنتخابات التشريعية في إيران.

وقد اعترف نائب وزير الصحة الإيراني علي رضا رئيسي بأن نتائج التحقيق الذي أجرته "وحدات علم الوباء الإيرانية" في 19 شباط / فبراير أظهرت في شكل لا لبس فيه أن تفشي فايروس كورونا في مدينة قم له صلة بصينيين يتنقلون بين بلادهم وإيران للعمل والتجارة، وبآخرين من المتشيّعين الصينيين الذين يدرسون في الحوزات العلمية في مدينة قم في إطار المشروع الإيراني لتصدير الثورة الى العالم، كانوا قد عادوا الى محافظة جيلان الإيرانية من مدينة ووهان الصينية (مركز انطلاق الفايروس) قبل فرض حجر صحي عليها.

ومع ذلك، فقد تعمدت السلطات الإيرانية إخفاء الحقيقة وطمس مخاطر تفشي الفايروس خوفاً من انعكاس التدابير الوقائية على الحملات الانتخابية التي كانت تقودها، وتجنباً لتراجع الحشود الشعبية المشاركة في هذه الحملات لئلا ينعكس ذلك ضعفاً على صورة النظام.

وبحسب الخبراء في الأوضاع الإيرانية فإن لقرار السلطات الإيرانية إخفاء تفشي وباء كورونا في المرحلة الأولى، والامتناع لأسابيع عن اتخاذ قرار بإقفال المراقد ومنع الزيارات الى الأضرحة، وحظر التنقل بين المدن والمناطق الإيرانية، خلفيات وأبعاداً اقتصادية تتمثل في الحفاظ على المداخيل التي تؤمنها زيارات الحجاج الى الأماكن المقدسة عند الشيعة. فالبؤرة الأساسية لتفشي الوباء تمثلت في مدينتي قم ومشهد اللتين تستقبلان سنوياً، من مناطق مختلفة حول العالم، الملايين من الزوار الشيعة للأضرحة والمقامات الدينية، مع ما يعنيه ذلك من مداخيل مالية تعتبر الخزينة الإيرانية والمرجعية الدينية الإيرانية في أمسّ الحاجة إليها لتمويل مشاريعها العسكرية والأمنية والأيديولوجية خصوصا من خلال "الحوزات الدينية" الشيعية التي تضم عشرات الألوف من طلاب الشريعة الذين يتحولون الى مروجين للمشروع الإيراني وعاملين على نشره في منطقة الشرق الأوسط والعالم بعد انتهاء فترات التحاقهم بهذه الحوزات.

وقد اتهم وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو طهران بتسيير أكثر من 55 رحلة جوية من وإلى ووهان الصينية، مركز انطلاق الفيروس، بعد اكتشاف وصول الوباء الى إيران، ما ساهم في تفشي المرض على أراضيها.

وفي ظل العقوبات الاقتصادية المفروضة على إيران، تركز طهران على السياحة التاريخية والدينية وزيارة المناطق الطبيعية، مستفيدة من امتلاكها 32 ألف موقع أثري تاريخي مسجلة ضمن مجموعة الآثار الوطنية، 19 منها مسجلة في قائمة اليونسكو للتراث العالمي.

كما تشير المعلومات الى أن المرجعيات الدينية المشرفة على المراقد والأضرحة الشيعية في كل من العراق وسوريا والشركات التابعة لحزب الله في لبنان والمعنية بتنظيم الزيارات الى هذه الأضرحة والمقامات خسرت مئات الملايين من الدولارات نتيجة قرارات الإقفال، علماً أن القسم الأساسي من هذه العائدات يخصص لتمويل الأذرع العسكرية والأمنية الإيرانية التي تنشط في هذه الدول والتي تضع يدها على هذه المراقد والأضرحة وعلى البرامج السياحية الخاصة بزيارتها، في حين يذهب القسم الآخر الى صناديق المرجعية التابعة لمرشد الثورة الإيرانية على خامنئي.

وعلى الرغم من أن لا أرقام رسمية تنشر عن قيمة محتويات هذه الصناديق، إلا أن التقارير والمعلومات تؤكد أنها من الضخامة بما يجعلها تزيد عن ميزانيات دول كثيرة من دول العالم الثالث. وتقدر الإدارة الأميركية الثروة العائدة للمرشد الأعلى للثورة في إيران علي خامنئي بنحو مئتي مليار دولار من الأموال المنقولة وغير المنقولة، في حين أن احتياط الخزينة التابعة للدولة الإيرانية لا يتجاوز السبعين مليار دولار.

وعلى سبيل المثال فإن المعلومات عن مؤسسة "آستان قدس رضوي" التي تشرف على إدارة ضريح "الإمام الرضا" الشهير في مدينة مشهد، تشير الى أنها تشكل نسبة 20% من إجمالي الدخل الوطني الإيراني، وهي تجمع 200 مليون دولار سنويا من تبرعات زوار الضريح فقط.

أما المراقد الشيعية في العراق فكانت تحقق، قبل أزمة كورونا مداخيل تتجاوز الخمسمئة مليون دولار شهرياً (5 إلى 6 مليار دولار سنوياً).

كما يشير الخبراء الى أن القيادة الإيرانية التي تعرف تماما قدراتها وإمكاناتها في المجالات الصحية والاستشفائية بعدما حوّلت معظم الموازنات المالية الى الشؤون العسكرية والأمنية والتسليحية، كانت تحاول في عزّ المواجهات الداخلية والخارجية التي تخوضها ألا تكشف عن واحدة من أبرز نقاط ضعفها أمام شعبها الثائر أصلا على الأوضاع المتردية التي يعيش في ظلها، وأمام أعدائها الخارجيين الذين تحاول إيهامهم بقدرات استراتيجية تمتلكها لخوض الحروب والمواجهات على الرغم من الحصار القاسي والعقوبات التي تتعرض لها.

ويلفت الخبراء الى اعتبار عسكري مهمّ وراء تعمّد القيادة الإيرانية إخفاء أخبار انتشار الوباء، وهو وجود الألوف من المقاتلين غير الإيرانيين الذين يشاركون في المعارك والحروب التي تقودها إيران في دول المنطقة، في المعسكرات المخصصة لتدريبهم على الأراضي الإيرانية.

كما يعتبر وجود المئات من الضباط الإيرانيين في هذه الدول للإشراف على العمليات العسكرية واحدا من أبرز الأسباب العسكرية لتكتم إيران عن تفشي وباء كورونا على أراضيها في المرحلة الأولى.

ذلك أنه من شأن الإعلان عن انتشار الوباء في إيران أن يعرقل برامج التدريب ويربك ما تخطط إيران لتنفيذه في كل من العراق وسوريا ولبنان واليمن وغيرها من الدول ردا على اغتيال قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني اللواء قاسم سليماني، وتنفيذا لاستراتيجية استنزاف القوات الأميركية في المنطقة في محاولة للتأثير في نتائج الانتخابات الرئاسية الأميركية في الخريف المقبل، على أمل أن تساهم العمليات الإيرانية ضد القوات الأميركية في إضعاف حظوظ الرئيس الأميركي دونالد ترامب في ولاية رئاسية ثانية.

لكن سوء إدارة الأزمة، والفشل في التغطية على انتشار الوباء دفع بالقيادة الإيرانية الى الانتقال الى المرحلة الثانية من "المواجهة". فعوض أن تعمل على سد الفجوات في الاستراتيجية الصحية للمواجهة، لجأت القيادة الإيرانية الى عنصرين لتغطية الفشل الطبي والاستشفائي والعلمي، ولشدّ العصب القومي:

1- الأول هو العامل الديني، إذ اعتبرت المرجعية الدينية في قم أن التمسك بالمعتقدات الدينية والالتزام بممارسة الشعائر المعبرة عنها يشكل جزءا مهما من التعبئة المطلوبة لتحويل أنظار الإيرانيين عن افتقاد الدولة الى الإمكانات والمقدرات العلمية والطبية لمواجهة الوباء.

2- والثاني هو استخدام عامل المؤامرة الخارجية، وتحديدا الأميركية، للتعبئة وشد العصب الداخلي، وإطلاق يد الأجهزة الأمنية والعسكرية وحرس الثورة في ضبط الأوضاع الداخلية والتصدي لأي احتجاجات شعبية يمكن أن تنطلق، من خلال المناورات العسكرية والتعبئة الأمنية (لمحاكاة "حرب بيولوجية" مزعومة)، التي أعقبت تلميح مرشد الثورة علي خامنئي الى احتمال أن يكون تفشي فيروس كورونا في إيران جزءا من حرب "بيولوجية" تخوضها الولايات المتحدة الأميركية ضد الشعب الإيراني. وقد ظهر وزير الدفاع الإيراني العميد أمير حاتمي في إحدى المناورات قائلاً: "سنزيد القدرة التدميرية للرؤوس الحربية لصواريخنا".

وعليه، وعوض أن تبادر القيادة الإيرانية الى اتخاذ تدابير الحجر الصحي، والحد من التنقلات، وعزل المناطق، ووقف حركة الطيران الداخلي والخارجي، فقد حاولت، دون جدوى، التفلت من قرارات تزيد من عزلتها ومن تداعيات العقوبات الدولية المفروضة عليها، لا سيما لناحية وقف ما تبقى من حركة الطيران الخارجي، وتعطيل العمل بما تبقى من بعض هذه الخطوط الدولية، بسياسة الهروب الى الأمام.

آثار "كورونا" على النظام الإيراني

سجلت إيران أعلى نسبة في العالم بإصابة مسؤولين رسميين بفيروس كورونا، بحيث باتت القيادة الإيرانية من أعلى قمة الهرم الى أسفله في حالة إرباك وشلل نتيجة لفتك "كورونا" بالمئات من قيادات الصف الأول وبمجموعة كبيرة من مساعديهم ومستشاريهم ومن الممسكين بالأرض وبالقرارات الاستراتيجية للنظام، وبات همّ المعنيين بحماية النظام ورموزه، منع وصول الفيروس الى المرشد الأعلى للثورة علي خامنئي بعدما دخل "كورونا" الى مكتبه الخاص ودائرة مستشاريه المقربين وأفراد من عائلته من بينهم حفيده.

كما بات همّهم حماية أركان النظام بعدما أصيب اثنان من نواب الرئيس الإيراني حسن روحاني بالفيروس وهما نائب الرئيس إسحاق جهانغيري، ونائبة الرئيس لشؤون المرأة معصومة ابتكار، وعدد من الوزراء والمسؤولين من بينهم وزير الثقافة والفنون اليدوية والإرث الثقافي علي أصغر مونيسان، ونائب وزير الصحة إيرج حريجي، ورئيس اللجنة الأولمبية الوطنية رضا صالحي أميري.

كما أصيب رئيس مجلس الشورى الإيراني على لاريجاني وأكثر من 24 نائبا بالفيروس، و توفي النائب المحافظ محمد رمضاني دستك، والنائبة فاطمة رهبر.

وتوفي عشرات من المسؤولين الرسميين من ابرزهم عضوا مجلس تشخيص مصلحة النظام محمد مير محمدي، وآية الله هاشم بطحائي، والسفير السابق لدى الفاتيكان هادي خسرو شاهي، والسفير السابق لدى دمشق حسين شيخ الإسلام.

وطال الفيروس الدائرة القريبة من كثير من المراجع الدينية، فتوفيت والدة المحمدي، وهي شقيقة المرجع الديني موسى شبيري زنجاني، الذي أخضع للحجر الصحي بعد وفاة المسؤول التنفيذي والمالي في مكتبه جراء الإصابة بالفيروس.

وعلى الرغم من التكتم الذي تفرضه السلطات الإيرانية على الإصابات في صفوف القادة العسكريين والأمنيين فقد تسربت معلومات عن وفاة القائد في مخابرات الحرس الثوري (القوات الأرضية) رمضان بورقاسم.

وإزاء هذا الواقع، عمدت إيران الى أسلوب تضليل الرأي العام الداخلي والخارجي ليس فقط في شأن حجم انتشار الوباء، وإنما كذلك في شأن قدراتها على احتواء الفيروس واستيعاب نظامها الصحي للمصابين.

فقد أعلن الرئيس الإيراني حسـن روحاني في اجتماع لمجلـس الوزراء أنه "لحسن الحظ لم يكن لدينا نقص في الأسرّة والممرضين والممرضات والأطباء"، مشيراً إلى أن كمية كبيرة من أسرّة المستشفيات ووحدات العناية الفائقة فيها لا تزال غير مشغولة.

لكن رئيس مجلس مدينة مشهد محمد رضا حيدري سارع الى نشر تغريدة رد فيها على روحاني بقوله: "السيد الرئيس، عليك أن تبقى قلقاً بشأن مدينة مشهد حيث بدأت عملية إخلاء أسرّة المستشفيات لاستيعاب المرضى المصابين بأمراض خطيرة، وتضاعفت الحاجة الى معدات لوحدات العناية الفائقة، والوفيات في حالة ازدياد".

وأضاف حيدري: "على الأقل عليك أن تأمر بإرسال المزيد من المعدّات الطبية المخصصة للعناية الفائقة".

وتزامن ذلك مع بث قناة "الأطباء الإيرانيون" مشاهد مصورة من براد حفظ الجثث في أحد مستشفيات مدينة مشهد يوثق ترك جثث الموتى بفيروس كورونا في الممرات بسبب امتلاء براد المستشفى.

أما النائب الإيراني غلام علي جعفر زاده، فانتقد تكتم السلطات الإيرانية بشأن العدد الحقيقي لضحايا كورونا. وقال إن إحصائيات وفيات الوباء الرسمية "مجرد مزحة"، مضيفا أنه "بناء على الأدلة والمعلومات التي تلقيناها، فإن عدد الأشخاص المصابين والمتوفين بكورونا أعلى بكثير من الأرقام المعلنة".

في المقابل، انتقد معارضون إيرانيون هذه الممارسات، معتبرين أن الأَوْلى بالاعتقالات والقمع هم أولئك الذين يرفضون إغلاق المزارات متسببين في انتشار العدوى بشكل كبير، من خلال ممارساتهم، كتقبيل المراقد والإصرار على زيارتها. كما انتقد المعارضون سياسة الحكومة وقالوا إن النظام الصحي المتهالك أَوْلى بالأموال المخصصة لتمويل الميليشيات ومشاريع الصواريخ التي لم تقتل إلا الإيرانيين.

وعلى المسار الشعبي، لجأت السلطات الإيرانية الى أسلوب القمع لمنع الناس من التداول بحقيقة الأوضاع الصحية المتردية، فشهدت مختلف المدن حملات اعتقال بتهمة بث الإشاعات ونقل الأخبار عن ضحايا كورونا. وأقرت السلطات الإيرانية باعتقال عشرات الأشخاص، لكنها تحججت بأن الاعتقال تمّ لنشرهم معلومات مغلوطة عن حجم الإصابات بفيروس كورونا.

وحذر المدّعي العام للنظام محمد جعفر منتظري من أن أيّ تعليق بشأن كورونا من خارج القنوات الرسمية المعتمدة، يعتبر خرقاً للأمن القومي ومصالح الأمة. وأضاف منتظري أن نشر الإحصاءات المتعلقة بفيروس كورونا هو "عمل إجرامي يعاقب عليه القانون" وله "عواقب وخيمة".

لكن ذلك لم يمنع الإعلام الأجنبي من تسليط الأضواء على حجم تفشي الوباء في إيران، بحيث باتت إيران في نظر الرأي العام العربي والدولي مصدر خطر صحي ووبائي بالإضافة الى المخاطر الأمنية والعسكرية التي تشكلها على شعوب المنطقة.

وفي هذا الإطار، نقلت صحيفة "ذي تلغراف" الهولندية تحت عنوان: "إيران جبل جليدي لكورونا في الشرق الأوسط"، عن منظمة الصحة العالمية أن الأرقام الحقيقية لضحايا كورونا في إيران تزيد بنسبة خمسة أضعاف عن الأرقام التي تعلنها السلطات الرسمية.

وتظهر مقارنة بسيطة للأرقام، حتى ولو تم اعتماد تلك التي تعلنها طهران رسمياً، أن إيران هي الدولة الأولى في الشرق الأوسط والخليج من حيث انتشار الوباء وعدد المصابين، وأنها تحولت الى مصدر لانتشار الوباء في دول المنطقة بحيث تبيّن أن تسعاَ من أصل عشر إصابات في الشرق الأوسط مصدرها إيران.

الفصل الثالث:

مستقبل المشروع الإيراني بعد كورونا

تتبنى أذرع إيران في المنطقة، لا سيما في العراق وسوريا ولبنان واليمن السياسات ذاتها التي تعتمدها طهران، لناحية المكابرة، والتعتيم الإعلامي، وإخفاء المعلومات، ومحاولات التضليل، لإيهام مناصريها وأتباعها، كما خصومها بأنها تمتلك القدرة العلمية والصحية والطبية والاستشفائية والعلاجية لمواجهة فيروس كورونا.

وتعتمد إيران في تحريك أذرعها في "زمن كورونا" على تكتيكات مختلفة تبعاً لظروف كل من الدول التي لها فيها وجود ونفوذ.

لبنان

شعر حزب الله بأن التطورات المفاجئة والمتسارعة المتعلقة بانتشار وباء كورونا وتداعياته الاقتصادية والمعيشية على الساحة اللبنانية تسير على نحو يمكن في أية لحظة أن ينسف التركيبة السياسية المتمثلة بحكومة الرئيس حسان دياب التي قدمها حزب الله للبنانيين على اساس أنها حكومة من المستقلين والاختصاصيين في محاولة للالتفاف على ثورة 17 تشرين الاول / اكتوبر 2019 واحتواء مطالبها في الشكل، مع الحفاظ على المضمون ذاته المتسبب في الأزمات الاقتصادية والمالية والنقدية والمصرفية التي يعاني منها اللبنانيون نتيجة للانعكاسات السلبية لتموضع لبنان الى جانب المشروع الإيراني في مواجهة عمقه العربي الطبيعي والمجتمع الدولي.

من هنا، فقد اضطر حزب الله للتقدم الى الواجهة، بعدما كان يتلطى بحكومة الرئيس حسان دياب التي يديرها ويشرف على إدائها وقراراتها في شكل كامل.

وفي هذا الإطار، تولى حزب الله تنفيذ سلسلة من المناورات الإعلامية والدعائية لتصوير نفسه في موقع القوة والقدرة، ولمنع انهيار هيبته وصورته أمام محازبيه. وقد اضطر الأمين العام للحزب حسن نصرالله شخصياً وبعد طول انقطاع، لتنظيم إطلالات متلاحقة شبه أسبوعية في محاولة لتبرئة إيران وعلاقاته العسكرية والأمنية والارتباط بها تدريبا وحضورا شعبيا وزيارات، من المسؤولية عن انتشار وباء كورونا في البيئة الشيعية خصوصاً، ومنها في كل لبنان عموما، وللالتفاف على حالة الهلع التي أصابت بيئته، نتيجة لما تراه من حولها القريب والبعيد من مخاطر الوباء، ولاحتواء التململ الواسع الذي بدأ يشكو منه مناصروه نتيجة الضائقة الاقتصادية التي زاد من حدتها انتشار كورونا في لبنان.

وفي هذا الإطار، نفذ حزب الله "مناورة" صحية - إعلامية، أظهر فيها عشرات سيارات الإسعاف ومجموعات من عناصره المجهزين بثياب ومعدات خاصة (قال إنهم يبلغون 25 الف متطوع)، وعددا من المستشفيات الميدانية ومراكز الحجر الصحي التي وزعها على مناطق سيطرته في محاولة لطمأنة مناصريه والبيئة الاجتماعية التي يعيشون فيها خصوصا في الضاحية الجنوبية لبيروت والبقاع والجنوب من جهة، ولفرض حصار إعلامي وتعتيم صحي على انتشار الوباء في المناطق الخاضعة لنفوذه والتي يطلق عليها تسمية "البيئة الحاضنة للمقاومة" من جهة أخرى.

وعمد حزب الله الى توزيع كميات من الحصص الغذائية على القرى والبلدات الجنوبية والبقاعية، كما في عمق الشوارع والأزقة في الضاحية الجنوبية والعاصمة بيروت، حيث تتسع دائرة الفقر والنقمة وصولاً الى حدود خروج مناصري حزب الله في تظاهرات ومسيرات ترفض الامتثال لتدابير الحجر المنزلي لأن ذلك يحول دون تمكن أرباب العائلات من تدبير الحد الأدنى من مقومات العيش لعائلاتهم!

وسعى نصرالله في خطاباته الى إقناع مناصريه بأن المنظومات الدولية التي تتحكم بالعالم وتمسك بمقدراته، ولا سيما الولايات المتحدة الأميركية، والاتحاد الأوروبي وغيرها من الدول العظمى والتكتلات الإقليمية والأحلاف الدولية، بدأت تتفكك سياسا وعسكريا واقتصاديا على خلفية آثار كورونا عليها، في مقابل "صمود" إيران وحلفائها، في ترداد لما أعلنه الحرس الثوري الإيراني عن رفض أية مساعدات أميركية إنسانية لمساعدة طهران على مواجهة الوباء، وعن استعداد ايران في المقابل لمساعدة الولايات المتحدة الأميركية على تجاوز الصعوبات الحد من انتشار كورونا بين مواطنيها.

سوريا:

استفاد حزب الله من انتشار وباء كورونا في منطقة الشرق الأوسط انطلاقا من إيران، ووصوله الى سوريا جوا من خلال مطار دمشق، وبرا من خلال طريق طهران – بغداد – دمشق، للتغطية على الصفعة العسكرية التي تلقتها نخبة المنظومة العسكرية الإيرانية في سوريا على يد القوات التركية في منطقة أدلب من خلال استهداف الغارات الجوية التركية "كتيبة الرضوان" التي تعتبر النخبة العسكرية لمقاتلي حزب الله وسقوط عشرات من قادتها الميدانيين ومقاتليها بين قتيل وجريح.

لكن، وفي المقابل، فإن تطور انتشار هذا الوباء انعكس سلباً على المشروع التوسعي لحزب الله الذي اضطر لتنفيذ نوع من الانسحاب العسكري الواسع من ساحات القتال في سوريا باتجاه معسكرات للحجر الصحي أقامها في سوريا كما باتجاه لبنان، لاعتبارات عدة ليس أقلها المعلومات التي تم التداول بها عن أن نحواً من 1200 من مقاتلي حزب الله وكوادره الذين يتنقلون بين لبنان وسوريا والعراق وايران أصيبوا بالعدوى، في وقت أخضعت عائلاتهم في لبنان للحجر المنزلي بعيداً عن الإعلام.

من هنا، فقد بات حزب الله مضطراً لتحجيم حركته العسكرية في سوريا، على الأقل مرحلياً، لاعتبارات لوجستية ومادية على علاقة بتخصيصه قسماً مهماً من إمكاناته المالية لاسترضاء شارعه اللبناني بالمساعدات العينية والغذائية والدوائية والاستشفائية نتيجة لتفاقم الأزمة وانعكاساتها السلبية الواسعة على بيئة حزب الله.

على صعيد آخر، فقد بات الوجود العسكري الإيراني المباشر في سوريا من خلال ضباط الحرس الثوري الإيراني ومقاتليه، ومن خلال أذرع ايران المتمثلة بحزب الله والتنظيمات العراقية والأفغانية وغيرها، غير مرغوب فيه ليس فقط في الأوساط الشعبية السورية بالنظر الى ما يحمله من مخاطر نقل العدوى، وإنما كذلك على مستوى القيادتين العسكريتين الروسية والسورية.

فوجود المقاتلين الذين تديرهم إيران بات مصدر خطر صحي على العسكريين السوريين والروس المنتشرين في مواقع قد لا تكون مشتركة بالضرورة، ولكنها تتفاعل في ما بينها بشكل مباشر وغير مباشر من خلال الاحتكاك بالناس وعن قرب من خلال لجان ارتباط من أجل التنسيق.

وعليه، فقد حوّل وباء كورونا، إيران وأذرعها في سوريا من قوة دعم للنظام، يستفيد منها الجانب الروسي لتجنب الزج بقواته البرية في المعارك، الى مصدر خطر يهدد جيش الأسد، والضباط الروس قبل أن بنتشر الوباء في روسيا على نطاق واسع...

بكلام آخر، بات الدور العسكري الإيراني في سوريا، وبالتالي باتت البنى التحتية العقائدية والعسكرية والأمنية والاقتصادية التي عملت إيران على مدى سنوات طويلة الى بنائها في سوريا في دائرة الخطر، أو على الأقل في دائرة التعطيل المرحلي، من خلال تراجع القدرة الإيرانية على التحكم بها وإدارتها وتشغيلها على المدى المنظور.

حتى أن مطار دمشق الذي كان الحرس الثوري الإيراني يستخدمه لأغراض عسكرية تحت غطاء الرحلات المدنية بات مكشوفا بالمفهومين الأمني والعسكري أكثر من أي وقت مضى، لا سيما في ظل توقف حركة الطيران التجاري في مطارات العالم. وهو ما يعني أن أي رحلة يمكن أن تسيّرها شركة "ماهان" التابعة للحرس الثوري الإيراني التي استثنيت من قرار وقف الرحلات الجوية الى مطار دمشق ومنه، ستكون أكثر عرضة للرصد والمتابعة والانكشاف وبالتالي الاستهداف خصوصا من جانب إسرائيل. 

أما مقاما السيدة زينب والسيدة رقيّة اللذان حولهما الحرس الثوري الإيراني وحزب الله على مدى سنوات الحرب السورية من مزارين دينيين، الى منطقة عسكرية تحت ستار حمايتهما من هجمات المتطرفين، فتلقّيا ضربة موجعة على خلفية انتشار وباء كورونا فيهما وانطلاقا منهما.

فقد قرر النظام السوري، بعد طول تسويف بضغط إيراني، عزل منطقة السيدة زينب وفرض الحجر على عدد من أبنيتها والمئات من سكانها، مما عرقل عمل المشروع الإيراني المتمثل في استغلال المراقد الدينية الشيعية كرأس جسر لتثبيت أقدام طهران في سوريا من خلال تحويلها الى مواقع للتعبئة العسكرية والعقائدية على تخوم قلب العاصمة دمشق.

وكشفت التقارير أنه بحجة زيارة هذين المقامين كانت تتم في كثير من الأحيان عمليات تهريب "الزوار" من الدول التي تمنع على مواطنيها السفر الى سوريا لشحنهم طائفياً ومذهبياً وعقائدياً، وفي كثير من الأحيان لتجنيدهم خدمة للمشروع الإيراني في زعزعة استقرار دول المنطقة. فكما تبين للسلطات السعودية والبحرينية والكويتية وغيرها أن المئات من المواطنين دخلوا الى الأراضي الإيرانية عن طريق دولة ثالثة بحجة الزيارات الدينية من دون ختم جوازات سفرهم مما صعّب في المرحلة الأولى حصر الإصابات ومنع انتشار العدوى بعد عودتهم الى بلدانهم، كذلك، انكشفت عملية تهريب حزب الله مجموعات من المواطنين والمواطنات السعوديات الى سوريا عبر لبنان من دون إجراء معاملات العبور القانونية على الحدود البرية مع سوريا منعا لانفضاح مخالفتهم للقوانين.

ومع إقفال حركة الطيران في مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت، ناشدت مجموعات من العالقين السعوديين في لبنان، بعدما أعيدوا من سوريا، قيادة المملكة وسفارتها في لبنان التدخل لمساعدتهم بعدما احتجزهم حزب الله كمجموعات في شقق صغيرة منعاً لاحتكاكهم بمناصريه. وقد عملت سفارة المملكة العربية السعودية في بيروت على نقل هؤلاء الى أحد الفنادق الفخمة في بيروت، بانتظار إعادتهم الى المملكة على الرغم من مخالفتهم للقوانين!

العراق

يعاني العراق منذ أشهر حالة من الفوضى السياسية والأمنية والاقتصادية ومن ثورة شعبية عارمة ضد وضع إيران يدها على الثروة الوطنية العراقية وضد الفساد السياسي والمالي الذي تتسبب به ميليشياتها المسيطرة بقوة السلاح على الأرض كما على القرار السياسي للحكومة العراقية، في موازاة الصراع الاستراتيجي بين إيران والولايات المتحدة الاميركية على الأراضي العراقية.

وإذا كان انتشار وباء كورونا قد نجح في ما فشلت فيه الميليشيات الايرانية وقوى السلطة المؤيدة لطهران الحاكمة في العراق، لناحية التخفيف من زخم هذه الثورة الشعبية، و"وفّر" على السلطات العراقية الموالية لطهران، وعلى الأذرع الإيرانية الأمنية والعسكرية الناشطة في العراق، الكثير من المواجهات الدموية مع الشعب العراقي، وخفف الضغط المباشر على النفوذ الإيراني في العراق، فإن إيران لم تنجح بعد في إيجاد صيغة ثابتة ومستقرة تسمح لها بإحكام سيطرتها على العراق من خلال حكومة تؤمن للمشروع الإيراني التغطية المطلوبة عراقياً.

فبعد استقالة رئيس الوزراء السابق عادل عبد المهدي تحت ضغط الثورة الشعبية العراقية، وبعد اعتذار رئيس الوزراء المكلف محمد علاوي عن تشكيل الحكومة نتيجة عجزه عن تأمين الأغلبية النيابية المطلوبة لنيل الثقة، ومن ثم اعتذار عدنان الزرفي، تم تكليف رئيس جهاز المخابرات العراقي مصطفى الكاظمي بتشكيل الحكومة بعدما اضطرت إيران للضغط، على مناصريها الرافضين لتسمية الكاظمي.

ومع ذلك، فقد تمسك حزب الله العراقي، خلافاً للفصائل والكتل الشيعية الأخرى الموالية لإيران، برفض تسمية الكاظمي واصفاً تكليفه بتكشيل الحكومة بأنه "مؤامرة بمثابة إعلان حرب على الشعب العراقي"، معتبراً أن "الإجماع على ترشيح شخصية مشبوهة لا تنطبق عليها المعايير، هو تفريط بحقوق الشّعب وتضحياته وخيانة لتاريخ العراق". ودعا من وصفهم بـ"المخلصين والوطنيين" إلى رفض هذه "الصفقة المشؤومة"، قائلاً: "نرفض أن نكون جزءا من هذه المُؤامرة، مهما كانَتْ الجهات الداعمة والأطراف المؤيدة لها".

وفسّر المتابعون للملف العراقي بقاء حزب الله العراقي خارج إطار التسوية الجديدة التي ساهمت إيران بالتوصل اليها، بمحاذرة طهران ممارسة ضغوطات استثنائية على أذرعها خوفاً من فقدانها بعض أوراق الضغط الأمني والعسكري الذي تمارسه على السفارة والقواعد العسكرية والمصالح الاقتصادية الاميركية لإجبار الولايات المتحدة على الانسحاب من العراق، على نحو يسمح لإيران بأن تتفرد بالنفوذ فيه!

وفي هذا الإطار، فإن إيران تحاول الاستفادة من التدابير الأميركية الهادفة الى حماية الجنود والدبلوماسيين في العراق من تعرضهم لعدوى فيروس كورونا من خلال إعادة تجميع ونشر القوى العسكرية في مواقع جديدة، خصوصاً على الحدود العراقية السورية، لتصوير العملية على أنها انسحاب تحت الضغط العسكري الإيراني المتمثل بزيادة عمليات استهداف العسكريين والمدنيين الأميركيين بالصواريخ والعمليات العسكرية التي تستهدف السفارة الاميركية والقواعد العسكرية في بغداد والمناطق العراقية الأخرى تنفيذاً للتهديدات الإيرانية بإخراج القوات الاميركية من العراق انتقاماً لاغتيال سليماني!

لكن الخبراء العسكريين، يعتبرون أن ما تقوم به الولايات المتحدة الأميركية في العراق، يبدو في حقيقته تحركاً هجومياً أكثر منه دفاعياً، أو على الأقل فهو يؤشر الى أن الاستراتيجية العسكرية الاميركية في العراق لا تزال تقوم على المضي قدماً في المواجهة مع ايران لمنع تحويل العراق الى قاعدة انطلاق إيرانية للتمدد في اتجاه سوريا ولبنان.

في المقابل، فإن الاستراتيجية العسكرية الإيرانية في العراق تقوم على محاولة الاستفادة من انشغال إدارة الرئيس دونالد ترامب بمواجهة وباء كورونا داخل الولايات المتحدة الأميركية، ومن الإرباك الذي تعانيه نتيجة العجز عن حماية الأميركيين مما تعرض له معظم سكان العالم، لزيادة الضغط العسكري على ترامب ومحاولة دفعه لاتخاذ قرار بالانسحاب العسكري من العراق، وتشتيت جهوده الضاغطة ماليا وعسكريا على ايران، ومحاولة خلق مشاكل إضافية له في هذا الظرف الحساس بالنسبة إليه، على أمل أن تنجح طهران في التخفيف من حظوظ إعادة انتخابه لولاية جديدة من أربع سنوات في الخريف المقبل.

اليمن:

بدت إيران نتيجة التركيز الدولي على مكافحة وباء كورونا محشورة في اليمن، لا سيما بعد النداءات الدولية لوقف كل الأعمال العسكرية في المناطق التي تشهد حروباً ونزاعات، وتركيز كل الجهود على الحد من التداعيات الصحية والاقتصادية والاجتماعية والإنسانية للوباء على سكان وشعوب تلك المناطق.

وقد دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، في 23 آذار /مارس 2020، إلى وقف "فوري" للصراعات المسلحة في جميع أنحاء العالم، والعمل على إنشاء ممرات للمساعدات المنقذة للحياة، لمواجهة فيروس كورونا.

وقال غوتيريش: "إن العالم يواجه الآن عدواً مشتركاً هو فيروس كورونا، الذي لا يبالي بالجنس أو العرق أو العقيدة، ويهاجم الجميع بلا هوادة". وأضاف: "أدعو اليوم إلى وقف فوري لإطلاق النار في جميع أنحاء العالم. لقد حان الوقت لوضع حد للنزاع المسلح والتركيز معاً على القتال الحقيقي في حياتنا".

وفي حين سارعت الحكومة اليمنية الشرعية، والتحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن بقيادة المملكة العربية السعودية الى الترحيب بالدعوة والاستجابة لها، واصلت إيران من خلال الحوثيين مناوراتها ومحاولاتها لخداع الرأي العام الدولي، ولإرباك المملكة العربية السعودية بعدما أثبتت قيادة المملكة قدرتها الإدارية والتنظيمية وجهوزيتها الكاملة لحفظ الأمن الصحي لأبنائها والمقيمين فيها من جنسيات مختلفة من خلال التدابير الناجعة التي اتخذتها للحد من انتشار وباء كورونا ومنع تحويل الوباء الى مصدر للهلع والخوف لدى مواطنيها وسكانها.

وكان لافتاً أن الجهوزية الصحية والاجتماعية والاستشفائية والتنظيمية التي أظهرتها المملكة العربية السعودية في مواجهة فيروس كورونا، لم تمس بالجهوزية العسكرية والدفاعية بحيث كانت هذه الجهوزية حاضرة للتصدي للصواريخ التي أطلقها الحوثيون على الرياض وجازان في 3 نيسان / أبريل، وتدميرها في الجو، والرد السريع على مصادر إطلاقها في عمق المناطق التي يحتلها الحوثيون في اليمن.

لقد أسقطت هذه الجهوزية العسكرية السعودية المحاولات الإيرانية لإرباك الداخل السعودي من خلال الصواريخ التي أطلقها الحوثيون، بعدما كانت المملكة العربية السعودية قد نجحت في تعطيل مفاعيل الخطة الإيرانية لنشر عدوى وباء "كورونا" على نطاق واسع في المملكة من خلال المئات من السعوديين الذين زاروا إيران خلسة عن طريق دول ثالثة بذريعة زيارة الأماكن المقدسة في إيران، من دون أن تختم السلطات الإيرانية جوازات سفرهم لكي لا تتمكن السلطات المعنية في المملكة من التعرف اليهم وتتبع الاختلاط بينهم وبين البيئة الاجتماعية التي يعيشون فيها ويتعاطون معها بعد عودتهم من المناطق الموبوءة التي زاروها في إيران.

في المقابل، عانت المنظومة العسكرية والأمنية الإيرانية في اليمن مما تعانيه في كل من لبنان وسوريا والعراق كامتداد للإرباك الإيراني الداخلي. ولمحاولة الظهور بمظهر الممسك بزمام المبادرة العسكرية على أرض الواقع، ارتد الحوثيون في مطلع نيسان / أبريل 2020 من الحرب على الجبهات التقليدية الى العمليات الانتقامية ضد المدنيين في الداخل اليمني كالقصف الذي استهدفوا من خلاله السجن المركزي في تعز حيث أصيب القسم الخاص بالسجينات مما أدى الى مقتل ست منهن وطفلة كانت في زيارة لوالدتها، وإصابة ثمانية وعشرين بجروح متفاوتة.

التداعيات الإقتصادية والاجتماعية ل"كورونا" على مستقبل المشروع الإيراني في الشرق الأوسط

كشف تفشي وباء كورونا في إيران هشاشة البنى التحتية الصحية في إيران كجزء من هشاشة النظام بكل مؤسساته السياسية والأمنية والعسكرية والاقتصادية والخدماتية والاجتماعية. كما كشف ما وصلت اليه الأوضاع المالية للدولة من تردّ نتيجة العقوبات الأميركية، مما اضطر الحكومة الإيرانية الى طلب مساعدة من صندوق النقد الدولي بقيمة خمسة مليارات دولار لمواجهة تفشي كورونا.

إلا أن الأوضاع المالية والإقتصادية المتردية في إيران ليست فقط نتيجة العقوبات وتأثيراتها، وإنما هي تعود الى ما قبل العقوبات، لا سيما بسبب سوء استخدام الثروة الوطنية من جانب السلطات الإيرانية، التي وظفت معظم هذه الثروة في مشاريع التسلح والحروب وتمويل الأذرع العسكرية والأمنية الخارجية لنشر عدم الإستقرار والفوضى في الشرق الأوسط والعالم. فمداخيل واحدة من أكبر الدول النفطية في العالم كانت توظف لخدمة مشاريع التسلط والقمع والفساد الداخلي والتوسع الخارجي على حساب التنمية البشرية بكل أشكالها الاجتماعية والصحية والتربوية والثقافية والاقتصادية وغيرها. وهو ما جعل إيران في المرتبة الأولى من بين دول المنطقة لناحية تفشي وباء كورونا واتساع رقعة المصابين والضحايا، وفي المرتبات الأخيرة لناحية العلاج!

وإذا كانت مرحلة ما قبل كورونا قد فجرت على مدى السنوات والأشهر الماضية في إيران الكثير من الانتفاضات والثورات الشعبية احتجاجاً على الأوضاع الحياتية والمعيشية المتردية، فإنه من الطبيعي وشبه المؤكد أن وتيرة هذه الاحتجاجات ستتصاعد ورقعة انتشارها ستتوسع مستقبلاً على خلفية معاناة الشعب الإيراني من تداعيات انتشار الوباء ونتائجه الإنسانية والاجتماعية والاقتصادية.

وما سيزيد من حراجة الوضع في إيران في مرحلة ما بعد "كورونا" هو الأزمة الاقتصادية العالمية، والتراجع الكبير في أسعار النفط الذي يشهده العالم في هذه الأيام.

فالمداخيل التي كانت تؤمنها إيران لنفسها من خلال بعض الاستثناءات التي كانت تمنحها الولايات المتحدة الاميركية لبعض الدول من أجل استيراد النفط الإيراني، بالإضافة الى عمليات التهريب التي كان يتولاها الحرس الثوري الإيراني مباشرة أو من خلال بعض الشركات التابعة له، لم تعد قادرة على تأمين الحد الأدنى من حاجات النظام الإيراني لتمويل مشاريعه التسلحية والحربية وأذرعه.

كما أن الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية المتدهورة في الدول التي كانت إيران تحاول وضع اليد عليها وعلى مقدراتها بحيث تستفيد من إمكاناتها المالية لاختراق العقوبات ولا سيما في العراق ولبنان، باتت من التردي نتيجة للأضرار الكارثية التي الحقتها سياسات حكوماتها بالرضوخ للمشروع الإيراني ولسياساته العدائية للعرب والعالم بقطاعاتها الاقتصادية، بحيث باتت الأوضاع الحياتية والمعيشية والاقتصادية في هذه الدول قنابل موقوتة ستسرع تداعيات كورونا من انفجارها في وجه إيران وأذرعها، وهو ما كانت ملامحه قد بدأت تظهر الى العلن بوضوح في لبنان والعراق قبل أشهر!

وسيزيد من عوامل الانفجار، مقارنة الشعب الإيراني ما حل به خلال الأزمة وبعد انتهائها بما حصل مع جيرانه من الشعوب خصوصا في دول الخليج العربية، حيث تمكنت الحكومات من استيعاب الأوضاع بسرعة، وقدمت لشعوبها من الخدمات الاقتصادية والرعاية الصحية والطبية والاجتماعية ما مكنها من التخفيف من النتائج السلبية للوباء، ومن ضمان الحد المطلوب من الحفاظ على الدورة الاقتصادية والانتاجية، وتأمين مستلزمات إعادة إطلاقها من النواحي التشريعية والتمويلية والرعائية.

أما على صعيد الدول التي تسيطر إيران عليها في شكل كامل أو جزئي من خلال أذرعها، فإن شعوب هذه الدول لا بد أن تستخلص بدورها، كما الشعب الإيراني، المزيد من العبر من النتائج الكارثية التي عانت وتعاني منها بسبب تبعية حكوماتها لإيران ومشروعها، بالمقارنة مع الدول التي تعتبر جزءاً من الشرعيتين العربية والدولية والتي تمكنت على الرغم من هول الأزمة واتساع رقعتها من أن تكون جزءاً من الدورة المالية والاقتصادية والاجتماعية العالمية بفضل حرصها على حفظ علاقاتها العربية والدولية تحت سقف التعاون والقانون والأمن واحترام الأمن والاستقرار!

إن هذه الوقائع الاقتصادية والاجتماعية والحياتية والمعيشية تشكل البيئة الخصبة لاحتمالات استعار النقمة الشعبية من جديد وتوسعها، بعد جلاء غيوم وباء كورونا، والثورة على المنظومات السياسية والأمنية والعسكرية والاقتصادية والادارية التي زرعتها إيران في كل من العراق ولبنان واليمن وسوريا.

أما على الصعيد العسكري فإن الشح المالي سينعكس تراجعاً قي قدرات الأجهزة الأمنية والعسكرية الإيرانية على ضبط الداخل الإيراني الناقم على الفقر والجوع والقمع والقهر والتنكيل بالمعارضين، كما على قدرات الحرس الثوري الإيراني في المضي قدماً في تمويل مشاريع التوسع والتغلغل الإيراني في دول المنطقة لزعزعة استقرارها.

وعلى الجبهات الخارجية، فإن مضي إيران قدماً في استغلال الثروات الطبيعية للعراق، ووضع يدها على دورته الاقتصادية، واستخدام لبنان منصة لخرق العقوبات المصرفية والتجارية على حساب خزينة الدولة اللبنانية المنهارة والمتروكة لقدرها من جانب المجتمعين العربي والدولي نتيجة للخيارات التي تتخذها الحكومة اللبنانية بتغطية حزب الله وسلاحه وحروبه واستهدافاته للدول العربية، فسيضع الأذرع الإيرانية في مواجهة مباشرة مع الشعبين العراقي واللبناني بعدما انكشفت مسؤولية إيران عبر منظوماتها المحلية عن الفساد المستشري، وبناء اقتصادات موازية لاقتصاد الدولة يحرم الخزينة من حقوقها، ويجيّر إمكانات الدولة لتمويل المشروع التوسعي لإيران، بدل توظيفها لإطلاق دورة اقتصادية طبيعية ومتفاعلة مع العرب والعالم، تؤمن متطلبات التنمية البشرية المستدامة، وتطلق دينامية استقرار ورخاء وبحبوحة وحياة كريمة.

التداعيات السياسية والعسكرية ل"كورونا" على مستقبل المشروع الإيراني في الشرق الأوسط

من الواضح أن مشروع "الثورة الإيرانية" لا يمكن أن يعيش لا داخليا ولا خارجيا إلا على الحروب والنزاعات والصراعات وتغذية الخلافات الدينية والإثنية والعرقية والثقافية والحضارية والسياسية والعقائدية واستغلالها الخ... وبالتالي فإن الأزمات تعتبر البيئة الملائمة لحياة المشروع الإيراني ونموّه وتمدده على المستويين الإقليمي والدولي. فكل تصعيد وتوتر يصب في خانة إيران، وكل استقرار واتجاه نحو السلام الحقيقي والازدهار الاقتصادي يحد من اندفاعة المشروع الإيراني ويخفف من ديناميته وظروف نجاحه.

في المقابل، فإن الكثير من التوقعات في شأن الاستراتيجيات العربية والدولية لمرحلة ما بعد "كورونا"، يشير الى أن الأمور ستتجه الى تبريد الكثير من الجبهات المشتعلة، وتفكيك الكثير من الصراعات المندلعة، والى مجموعة من الاتفاقات والتسويات الإقليمية والدولية من أجل التركيز على الخروج من الأزمات الاقتصادية والاجتماعية التي تسبب بها وباء كورونا على المستوى العالمي.

فمعظم الدول سيكون في حاجة لمزيد من الاستثمارات في الاقتصاد لاعادة تنشيطه وتغطية الخسائر البالغة ألوف المليارات من الدولارات، وفي الاستقرار الأمني والعسكري وبالتالي الاستقرار السياسي لتأمين البيئة المطلوبة للنمو الاقتصادي والتنمية البشرية.

من هنا فإن الاستثمار في الحروب والمواجهات والنزاعات سيتراجع، مع ما يعنيه ذلك من تراجع للدور الإيراني الذي درج على ركوب موجة الأزمات لحجز موقع ودور على الساحات المشتعلة.

ويبدو أن إيران ستدفع أثمانا باهظة نتيجة لهذه الاستراتيجيات الدولية إذا لم تبادر الى التكيف الجدي مع الأجواء الجديدة، علما أنه من المعروف بأن إيران غالبا ما تلجأ عند الاستحقاقات الكبرى الى لعبة النفس الطويل والرهان على الوقت لمحاولة قضم ما يمكن قضمه على البارد متى اضطرت للتراجع العسكري أو التنازل الميداني. وهي غالبا ما تعمل على الحفاظ على المكتسبات المحققة، وعدم التنازل عن الأساسيات، من خلال مناورات تستفيد من مواعيد استحقاقات دولية من شأنها أن تبدل في استراتيجيات الدول الفاعلة والمؤثرة في رسم سياسات العالم.

وعلى خط آخر، أظهرت التحقيقات والإستقصاءات الصينية والروسية الخاصة بتتبع انتشار وباء "كورونا" جانباً خطيراً من مشروع إيران لتصدير الثورة من شأنه أن يوتّر العلاقة بين طهران وكل من موسكو وبكين.

فقد أشارت المعلومات الى تمدد إيراني عقائدي وأيديولوجي في العمقين الصيني والروسي من خلال استقطاب ألوف طلاب الشريعة الى الحوزات الإيرانية في إطار مشروع إيراني ل "أدلجة" أتباع الطائفة الشيعية في روسيا والصين، وعمليات التشيّع التي تنشط من خلالها المؤسسة الدينية الإيرانية في أوساط المسلمين الروس والصينيين.

وبحسب المعلومات فإن النشاط الإيراني يتركز في أوساط الجالية الشيعية الروسية (حوالى المليون شيعي) التي يتمركز معظمها في القوقاز وفي مدينة سانتبيترسبرغ.

أما النشاط الإيراني في الصين فيستهدف حوالى 40 مليون شيعي تسعى ايران لتجنيدهم تمهيداً لاستعمالهم في أوقات لاحقة ورقة ضغط على الصين ورأس جسر لتمددها خارج الحدود الإيرانية.

وعلى الصعيد الداخلي، من المتوقع أن تؤدي سياسة إيران القائمة في جانب منها على تغليب الغريزة العقائدية الدينية على القواعد العلمية في التعاطي مع تفشي وباء كورونا على أراضيها إلى توسيع الفجوة الثقافية بين المؤسسة الدينية وسكان المدن المثقفين من الطبقتين الوسطى والميسورة في إيران، علماً أن السنوات الأخيرة شهدت خلافات حادة بين رموز النظام الإيراني من رجال الدين الشيعة من جهة وبين الأطباء الأكاديميين من جهة ثانية، على خلفية رفض الطب الحديث الترويج لـمصطلح "الطب الإسلامي" الذي ابتدعه رجال الدين الإيرانيون باعتباره العِلْم الحقيقي المستلهم من المعرفة الإلهية، علماً أن عبارة "الطب الإسلامي" لم تعرف من قبل في أوساط علماء الشريعة وهي تفتقر إلى أي تقليد تاريخي أو شرعية تاريخية عميقة.

وسيزيد تعاطي إيران مع أزمة كورونا لناحية إخفاء المعلومات الحقيقية عن المصابين والضحايا من اتساع هوة فقدان الثقة بين الممسكين بالنظام والرأي العام الإيراني الذي بات يشعر بعدم كفاءة القيادة خصوصا في أوقات الأزمات. فالإيرانيون لم ينسوا بعد تنكر النظام للاعتراف بعدد المحتجين الذين قتلهم (أكثر من 1500 وفقاً لوكالة "رويترز")، وتنصله من مسؤولية كارثة إسقاط الطائرة الأوكرانية ومعاملة عوائل الضحايا بشكل سيء، وصولاً إلى إظهاره لا مبالاة كبيرة حيال الإقبال المنخفض تاريخياً على الانتخابات التشريعية الأخيرة. 

وقد ظهرت أجواء عدم الثقة من خلال تجاهل الإيرانيين للتوصيات الصادرة عن المؤسسات السياسية والدينية، وإصغائهم بدلاً من ذلك إلى حدسهم الخاص أو استشارتهم مصادر بديلة. وليس أدلّ على ذلك سوى رفض ذوي الأطفال في طهران وغيرها من المدن، إعادة أطفالهم إلى الدراسة بعدما قررت الحكومة إبقاء المدارس مفتوحة.

في موازاة ذلك، تدل المؤشرات على أن إيران ستمضي قدماً في سياسة "شفير الهاوية" في تعاطيها مع العرب والعالم. بمعنى أن إيران ستبقي على توترات متنقلة في مياه الخليج وفي كل من العراق واليمن وسوريا ولبنان، بما يسمح لها بالحفاظ على التعبئة الداخلية بحجة مواجهة الأخطار الخارجية لتحويل الأنظار عن المشاكل الإقتصادية التي تواجه الإيرانيين بسبب سياسات نظامهم، ولإبقاء على الحد الأدنى من أوراق الضغط والتفاوض والابتزاز في دول الخليج والشرق الأوسط.

ويرى المراقبون أن الاعتبارات الاقتصادية الايرانية قد تكون سبباً أساسياً من أسباب إبقاء إيران على حدّ كبير من التوترات الأمنية والعسكرية، ذلك أن التوترات العسكرية "المحسوبة والمدروسة" هي الطريق الوحيد لمحاولة رفع أسعار البترول بما يسمح لإيران بالاستفادة من عائدات تصدير نفطها المهرب لسد قسم من احتياجاتها التمويلية، لا سيما بعدما أدى انهيار أسعار النفط الى تحويل عمليات التهريب الى "مخاطر" غير مجدية اقتصادياً لإيران من جهة وللتجار الذين تعتمد عليهم لتهريب نفطها من جهة مقابلة.

اليمن:

أولى بوادر الاستراتيجيات العربية والدولية لمرحلة ما بعد "كورونا" عبر عنه قرار "تحالف دعم الشرعية في اليمن" بإعلان وقف لإطلاق النار من جانب واحد، في تقاطع مع دعوة الأمم المتحدة الى وقف الحروب والنزاعات الدولية، للمساهمة في التصدي لوباء "كورونا" ومنع انتشاره في المجتمع اليمني الذي يعاني من الفقر والأزمات الاجتماعية نتيجة للحرب.

إن الانتقال في اليمن، من حالة الحرب التي تسخّر لها إيران قسماً مهماً من امكاناتها المادية والتسليحية واللوجستية وكل خبرات إذرعها، الى حالة الاستقرار، سيفقد طهران ورقة ضغط اساسية تسعى لاستخدامها من أجل أن تحجز لنفسها دوراً إقليمياً مهيمناً على الخليج ومنه في اتجاه ساحل البحر الأبيض المتوسط عبر سوريا ولبنان.

فالعودة الى قرار مجلس الأمن الدولي 2216 الخاص باليمن والذي يحمّل الحوثيين مسؤولية إشعال شرارة الحرب، يعني أن الساحة اليمنية باتت تحت سقف المجتمع الدولي والشرعية الدولية التي تعتبر إيران خارجة عنها.

والعودة الى طاولة الحوار السياسي بين الأطراف اليمنيين، وخصوصا بين الحكومة الشرعية المعترف بها دوليا والمجلس الانتقالي الجنوبي من جهة والحوثيين من جهة أخرى بحضور عربي لا سيما من خلال المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، سيكرس تغييب الدور الإيراني المباشر في رعاية أي اتفاق سياسي، وسيشكل انهياراً لكل الجهد الإيراني على مدى السنوات الخمس الماضية في محاولة لسيطرة مباشرة سياسية أو عسكرية ولو على قسم من اليمن.

أما على الصعيد الإقليمي، فإن وقف النار في اليمن يعني تعطيل ورقة الضغط الأمني والعسكري خصوصاً على المملكة العربية السعودية من خلال الصواريخ والطائرات المسيرة التي كانت تلجأ إليها إيران عبر الحوثيين لاستهداف العمق السياسي والشعبي والاقتصادي للمملكة. وباتت إيران في حال أرادت الضغط على المملكة مضطرة للدخول مباشرة على خط الاعتداءات، وهو ما سيضعها في مواجهة مع جبهة عربية ودولية واسعة في وقت لا تبدو ظروف إيران الاقتصادية والعسكرية والسياسية قادرة على تحمل مثل هذه المواجهة الانتحارية.

من هنا، ولأن ايران والسلام عدوّان، فإن التوقعات تشير الى أن طهران ستكون في غضون الأسابيع القليلة المقبلة أمام خيار اعتماد واحد من ثلاث سيناريوهات في اليمن:

الأول: السماح للحوثيين والإيعاز إليهم بالدخول في تسوية سياسية في محاولة لتكرار تجربة القضم بالتسويات السياسية التي سمحت لحزب الله بوضع يده على المؤسسات الدستورية في لبنان على مراحل.

والثاني: توزيع الأدوار من خلال الدفع بالحوثيين الى تسوية تحفظ لهم مكانا في التركيبة السياسية اليمنية، وفي الوقت ذاته استخدام "التحالف الخفي" وتقاطع المصالح بين إيران والتنظيمات السنية المتطرفة كمتفرعات تنظيم القاعدة وداعش والإخوان المسلمين، ولكل من هؤلاء الفرقاء الثلاثة حضور من خلال خلايا ناشطة وأخرى نائمة في أنحاء عدة من اليمن، من أجل الإبقاء على حالة الحرب، والضغط من خلالها على المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة عبر التطرف السني الذي يعتبر واحدا من الأعداء الأساسيين لخطط الدولتين في الازدهار الاقتصادي والتطور الاجتماعي والتنمية البشرية.

والثالث: الإيعاز للحوثيين برفض أي تسوية سياسية، والعمل على تخريب وقف إطلاق النار، وهو ما سيعتبر هروبا الى الأمام بالنسبة الى إيران وانتحاراً سياسيا وأمنيا وعسكريا واقتصاديا في ظل التأثيرات المتفاقمة للعقوبات الأميركية على الاقتصاد الإيراني لا سيما في المرحلة المقبلة التي تبدو فيها إيران عاجزة عن مجرد مواجهة المتطلبات الصحية من دون صندوق النقد الدولي، في وقت كانت حتى الأمس القريب تدعي بأنها قادرة على تأمين الاكتفاء الذاتي اقتصاديا وبأن العقوبات الأميركية لم تنجح في خنق الاقتصاد الإيراني وتجفيف مصادر تمويله.

العراق:

من ابرز الاستحقاقات التي تنتظر العراق هو تشكيل حكومة جديدة بعد أشهر طويلة من تعثر هذه الخطوة بفعل عدم تمكن إيران من فرض وجهة نظرها على الشعب العراقي المنتفض في وجه سيطرة إيران على القرار العراقي وتسخير الاقتصاد والثروة القومية العراقية في خدمة تمويل المشروع الحربي الإيراني في ظل تواطؤ المنظومة السياسية العراقية الممسكة بالسلطة ضماناً لمصالحهم.

وستسعى إيران إلى إعادة الإمساك بالأرض من خلال ميليشياتها وأذرعها. وقد عينت في هذه المهمة بعد مقتل سليماني، أحد قادة حزب الله محمد كوثراني الذي يحمل الجنسيتين اللبنانية والعراقية. وتتركز جهود كوثراني على تنسيق جهود الميليشيات الموالية لإيران في قمع الاحتجاجات الشعبية واستهداف المصالح الأجنبية في البلاد.

وسيكون الدور الإيراني في العراق مهددا بالتراجع في ضوء استحقاق حاجة العراق الى المساعدات الاقتصادية والصحية خصوصا في ضوء تراجع سعر البترول، واستمرار حاجته للاستثناء الاميركي من مفاعيل العقوبات على ايران لاستيراد الكهرباء والغاز الطبيعي لانتاجها وللاستهلاكات الأخرى، والى التصدي لتداعيات وباء كورونا عليه وعلى العالم، والى مصالحة وطنية حقيقية تعيد التوازن الى العلاقة بين المكونات الشيعية والسنية والكردية، وهو ما لا يمكن أن يحصل عليه إلا في حال إعاد ترتيب أوضاعه مع الدول العربية الخليجية على حساب التمدد الإيراني داخل الدولة ومؤسساتها، وعلى أرض الواقع.

أما على الجبهة العراقية – الأميركية خصوصا والغربية عموما، فإن المفاوضات المرتقبة بين الحكومة العراقية والولايات المتحدة الأميركية على تنظيم العلاقات العسكرية مع التحالف الدولي والوجود العسكري الأميركي في العراق، ستساهم في وضع حدّ للتمدد الإيراني في العراق خصوصا أن الجيش العراقي من دون السلاح الأميركي والغربي ومن دون التدريب الأميركي لا يمكن أن يحمي مصالح العراقيين وأمنهم، لا سيما في مواجهة تنظيم داعش الذي يمكن في أي لحظة أن يعود الى الساحة محركاً خلاياه النائمة ومستغلاً أي تغرة عسكرية أو أمنية أو سياسية لتحريك الغريزة الطائفية والعصبية المذهبية على الساحة السنية، مما يشكل فرصة لإيران وتنظيماتها لاكتساب الشعبية وللاستقطاب الشعبي بحجة للدفاع عن الشيعة وغيرهم من مكونات النسيج الاجتماعي العراقي في مواجهة تطرف "الدولة الإسلامية".

ولا يبدو أن الجيش الأميركي قرر الانسحاب من العراق، وإنما إعادة التموضع من خلال خطة تخدم استراتيجية الإدارة الأميركية في وقف تمدد إيران خارج حدودها. ولذلك فإن القوات الأميركية التي انسحبت من الداخل العراقي انتقلت للتمركز على الحدود العراقية السورية في إشارة الى رغبة الولايات المتحدة الأميركية في السير قدماً في فرط عقد "الهلال الإيراني" الذي يربط إيران بالبحر الأبيض المتوسط من خلال العراق وسوريا ولبنان.

وستعمل الولايات المتحدة الأميركية في مفاوضاتها مع العراق للتوصل الى "اتفاق إطار استراتيجي جديد" يقوم على سد التغرات التي يمكن لايران ان تنفذ منها للضغط على واشنطن، أو لتسجيل النقاط عليها.

وتتطلع واشنطن الى استغلال ظروف التفاوض مع العراق من أجل التوصل الى "صفقة شاملة"، بحيث لن تكون بغداد قادرة على الاستفادة من المساعدات الأميركية السياسية والاقتصادية والعسكرية ما لم تضمن للأميركيين في المقابل حماية مصالحهم وسفارتهم وجنودهم، ووقف استخدام الأراضي العراقية والاقتصاد العراقي والمصارف العراقية لاختراق العقوبات الاميركية على إيران وتأمين الدولار والعملات الصعبة لطهران، وقطع الطريق على تولي المتورطين في علاقات أمنية وعسكرية مع إيران، أو المدرجين على قائمة الإرهاب الأميركية، أو المتهمين بالفساد أو بانتهاك حقوق الإنسان، أية مسؤوليات أمنية وعسكرية حساسة، وتجديد الرعاية الأميركية ل "قوات الحشد العشائري" لإقامة نوع من التوازن مع رعاية إيران ل "الحشد الشعبي"، والحماية العراقية الصريحة للقادة العسكريين والأمنيين الذي يتدربون على أيدي التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة الأميركية.

سوريا:

سيكون على إيران وحلفائها في سوريا أن يواجهوا تداعيات عودة عربية ملحوظة الى الساحة السورية من خلال أدوار مختلفة، ولكن متكاملة، تلعبها كل من المملكة العربية السعودية والأمارات العربية المتحدة ومصر على الصعد الميدانية والدبلوماسية والأمنية تحت عنوان مواجهة التطرف الإسلامي بشقيه السني والشيعي من خلال مواجهة راعييه الأساسيين المتمثلين بإيران، من خلال مشاريع تصدير الثورة التي ينفذها الحرس الثوري الإيراني والأذرع الإيرانية في دول الشرق الأوسط والخليج، ومشاريع نشر "الإخوان المسلمين" ودعمهم التي يعمل عليها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان من خلال دوره العسكري المباشر في كل من سوريا وليبيا والسودان وقطر وغيرها من الدول التي تسعى تركيا لبناء وجود عسكري دائم فيها، أو التي تحاول استغلال ما تشهده من صراعات لبناء أكثر من رأس جسر عسكري واقتصادي فيها.

كما سيكون على إيران مواجهة الأجواء الدولية التي تشجع على العودة الى قرار مجلس الامن الدولي 2254 الخاص بالحل في سوريا كسقف للفاوضات، والى "جنيف" كإطار تفاوضي للحل السياسي، وهو ما سيعني التخلي عن منصات التفاوض الأخرى ومنها منصة آستنة التي سمحت لإيران بالجلوس مع تركيا وروسيا على طاولة رسم الحلول في سوريا. فالعودة الى جنيف تعني رعاية مباشرة من جانب الأمم المتحدة، وبالتالي دوراً أساسيا للدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي وعلى رأسها الولايات المتحدة الأميركية وروسيا، وبالتالي إضعافاً وتحجيماً وتهميشاً للدور الإيراني في رسم مستقبل سوريا.

ومن هذا المنطلق فإن إيران بدأت من خلال زيارة وزير خارجيتها محمد جواد ظريف الأخيرة الى دمشق محاولة استدراك الأمور والبحث عن بدائل تضمن لها استمرار التأثير والحضور على الساحة السورية. وهي تسعى لإقناع الرئيس السوري بشار الأسد بتنظيم انتخابات تشريعية في سوريا بأسرع وقت على أمل إيصال أكبر عدد ممكن من الموالين لها الى "مجلس الشعب" السوري، مما سيسمح لها بفرض نفسها، ولو في شكل غير مباشر في عداد الوفود السورية المفاوضة على رسم مستقبل سوريا.

كما تسعى طهران لتوثيق علاقتها بالأسد من خلال مساعدته عسكريا واقتصاديا على تأمين الظروف التي تساعد على إعادة انتخابه لولاية رئاسية جديدة في العام 2021. فإيران تعتبر أن أي حل يقطع الطريق على ولاية جديدة للأسد، سيكون إلغاء شبه كامل لحضورها ودورها في سوريا، لأن الرئيس المقبل سيأتي بضمانة عربية ودولية، وبغطاء واسع لا يعود معه في حاجة الى الدعم الإيراني، مما سيفقد إيران القاعدة الوسيطة التي تسعى لبنائها في سوريا لربط طهران وبغداد ببيروت عن طريق دمشق!

ويبدو أن إيران بدأت تتلمس استراتيجية أميركية – عربية جديدة للتعاطي مع الملف السوري، على قاعدة إخراج إيران وتركيا من دائرة النفوذ في سوريا، وبالتالي التخفيف من قدرتهما على التأثير في العالم العربي.

وفي ظل هذه الاستراتيجية، يبدو أن الجهات العربية لم تعد ترى، تكتيكياً، أن إزاحة الرئيس بشار الأسد عن السلطة هي أولوية داهمة، من دون أن يعتبر ذلك تغطية أو دعماً لبقائه، بل تسليماً بأن مصيره سيتحدد على طاولة المفاوضات الثنائية الروسية – الأميركية التي ستسبق وترافق مفاوضات استئناف مفاوضات جنيف.

من هنا، فإن العرب (المملكة العربية السعودية – الإمارات العربية المتحدة – مصر) الذين يتوقعون أن تخرج إيران من أزمة وباء كورونا أكثر ضعفا مما كانت عليه قبل الأزمة، سيركزون جهودهم على عدم السماح لتركيا بملء الفراغ الإيراني في سوريا، وعلى محاولة استعادة سوريا الى المنظومة العربية.

ويستند هذا السيناريو الى مقاربة تقول بأنه في ظل استحالة التفاهم العربي مع "سوريا الإيرانية"، وبالتالي مع بشار الأسد بسبب ارتباطاته التاريخية والعميقة مع إيران التي باتت جزءا من بنية نظامه، وفي ظل استحالة تفلّت الأسد من الطوق الإيراني المفروض عليه، فإنه من الأفضل للعرب ترك مصيره ومستقبله للجانبين الأميركي والروسي، على أن يكون للعرب الكلمة الوازنة في ذلك من خلال ورقة إعمار سوريا التي لا يمكن أن تتم في ظل قيادة سياسية في سوريا لا يرضى عنها العرب.

لبنان:

لقد كشف الانهيار المالي والاقتصادي والمصرفي في لبنان هشاشة التركيبة التي فرضها حزب الله على اللبنانيين تباعاً منذ العام 2005 الى اليوم، لا سيما بعد صفقة التسوية الرئاسية التي تمكن من خلالها من إيصال العماد ميشال عون الى رئاسة الجمهورية، وتمرير قانون للانتخابات النيابية مكّنه من الحصول على الأكثرية النيابية، وصولا الى تشكيل حكومة اللون الواحد الحالية برئاسة الدكتور حسان دياب.

فالثورة الشعبية التي انفجرت في 17 تشرين الأول / اكتوبر 2019 في وجه النتائج السياسية والاقتصادية التي تسببت بها منظومة حزب الله، أثبتت أن حزب الله قادر بقوة سلاحه على فرض سلطة سياسية بالقوة، وعلى زعزعة الاستقرار الأمني والسياسي والاقتصادي للبنان، من ضمن المشروع الإيراني لزعزعة استقرار دول المنطقة، ولكنه في المقابل عاجز عن إنتاج ورعاية تركيبة سياسية واقتصادية قابلة للحياة تضمن الاستقرار الحقيقي وتسمح للبنانيين بالعيش في ظل منظومة سياسية ديموقراطية ترعى الحريات العامة والخاصة، وتجعل من القوانين مرجعا ناظما للعلاقة بين اللبنانيين على المستويات كافة. فقد استبدل حزب الله الدستور اللبناني بموازين القوى، وسخّر المؤسسات الدستورية للدولة اللبنانية لتأمين غطاء هش لمشروعه المتعارض مع القوانين المحلية والدولية، مما تسبب بعزلة عربية ودولية للبنان، وبحالة من عدم الاستقرار التي تدفع بالاستثمارات والمستثمرين الى الهروب من لبنان، وبحذر لبناني وعربي ودولي في التعاطي مع المصارف اللبنانية نتيجة لاتهام بعضها بالمساهمة في خرق العقوبات المفروضة على حزب الله، مما حرمها الكثير من الودائع الخارجية التي يحتاجها الاقتصاد اللبناني، وبانهيار في سعر العملة اللبنانية لأسباب أبرزها تهريب حزب الله عشرات المليارات من الدولارات من الأسواق اللبنانية لاستخدامها في فك الحصار المضروب على النظام السوري وعلى الحرس الثوري الإيراني.

وجاء تفشي وباء "كورونا" ليكشف هشاشة منظومة حزب الله في لبنان امتداداً لهشاشة المنظومة الإيرانية في المنطقة. فعلى الرغم من "العراضات" الإعلامية والشعبية التي نفذها حزب الله في محاولة لتظهير "جهوزية صحية واستشفائية" تفوق جهوزية الدولة اللبنانية، فإن أصحاب الاختصاص يعرفون تمام المعرفة أن ما استعرضه حزب الله، لا يتناسب مع متطلبات مواجهة عسكرية مع إسرائيل طالما ادعى أنه جاهز لها.

وأظهرت تطورات الاسابيع والأيام القليلة الماضية في لبنان أن كل ما سبق لحزب الله أن ادعاه من عدم نجاح العقوبات الأميركية في التأثير على قدراته وامكاناته المالية لم يكن صحيحاً، على الرغم من كل ما قام به الحزب من أعمال غير قانونية لاختراق هذه العقوبات من خلال "الاقتصاد النقدي" الذي سعى من خلاله الى استغلال شبكة الصرافين التي أنشأها في لبنان للمضاربة على الليرة اللبنانية ولسحب السيولة بالدولار الأميركي من المصارف والأسواق اللبنانية لتجميعها في خزائنه أو لتهريبها الى الحرس الثوري الإيراني أو لمساعدة نظام الرئيس السوري بشار الأسد في التخفيف من تأثير العقوبات المفروضة عليه في تأمين ما يحتاجه النظام من عملات صعبة للاستيراد لا سيما في المجال النفطي بعدما فقدت الحكومة السورية السيطرة على آبار النفط السورية.

من هنا فإن حزب الله يركز جهوده على وضع يده مباشرة على المصرف المركزي اللبناني من خلال الضغط لإقالة الحاكم رياض سلامه واستبداله بشخص من الموالين له وللعهد يرشحه التيار الوطني الحر برئاسة الوزير السابق جبران باسيل.

وكشفت المعلومات عن خطة حزب الله للسيطرة على القطاع المصرفي الخاص في لبنان تقضي باستصدار قرار من الحكومة اللبنانية – بحجة إعادة هيطلة القطاع المصرفي - يعتبر أن المصارف فقدت رساميلها البالغة حوالى 20 مليار دولار بفعل الخسائر التي منيت بها نتيجة امتناع الحكومة اللبنانية عن تسديد ديونها وسندات الخزينة التي يحمل القطاع المصرفي اللبناني حوالى نصفها، مما سيسمح للحزب عبر مناصريه وواجهاته المالية بالاكتتاب في إعادة تكوين هذه الرساميل، وبالتالي بوضع يده على القطاع المصرفي اللبناني في استنساخ لما يقوم به الحرس الثوري الإيراني في إيران.

وعلى غرار ما تحاول إيران القيام به في العراق لناحية السعي الى أن تكون الحكومة الجديدة التي يعمل رئيس الوزراء الجديد المكلف مصطفى الكاظمي على تشكيلها، غطاء جديداً لمشروعها،

وعلى غرار النصيحة الإيرانية التي حملها وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف الى الرئيس السوري بشار الأسد بضرورة الدعوة الى انتخابات تشريعية في سوريا في أسرع وقت ممكن، على أمل أن تنجح إيران في إيصال مجموعة من الموالين لها والمرتبطين بها مباشرة الى "مجلس الشعب" بحيث يمكنها من خلالهم الإبقاء على غطاء سياسي لدورها العسكري في سوريا في حال التقت المصالح الروسية الاميركية على استبدال الرئيس السوري بشار الأسد من ضمن تصور للحل السياسي في سوريا،

فإن إيران تسعى من خلال حزب الله في لبنان الى إعادة إنتاج التسوية التي فرضتها عام 2016 والتي اهتزت بفعل ثورة 17 تشرين الأول / اكتوبر واستقالة الرئيس سعد الحريري، ولو بصيغة شكلية جديدة.

وتقضي خطة حزب الله في هذا المجال باستغلال معاناة اللبنانيين من الفقر والجوع وانخفاض القدرة الشرائية بفعل استفحال الأزمة الاقتصادية والمالية والنقدية، للدفع باتجاه الفوضى العارمة في الشارع الذي بدأ بالفعل يشهد عمليات تخريب وتكسير ومواجهات بين المتظاهرين والقوى الأمنية، من أجل الضغط على الشركاء السابقين في التسوية وخصوصا الرئيس سعد الحريري ورئيس الحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط ورئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع للقبول بإعادة إنتاج التسوية التي تغطي مشروع حزب الله وإيران في لبنان تلافياً لانحدار الأمور في اتجاه مواجهات عسكرية وأمنية واسعة.

المخططات الإيرانية بين النجاح والفشل:

من الواضح أن هامش المناورة الداخلية والإقليمية يضيق يوماً بعد يوم بالنسبة الى إيران على الرغم من المكابرة والحروب الدعائية والاستعراضية التي تقوم بها مباشرة أو عبر أذرعها في اليمن والعراق وسوريا ولبنان. ومن الواضح أيضاً أن إيران ستواجه في مرحلة ما بعد "كورونا" المزيد من الضغوطات الدبلوماسية والاقتصادية والعسكرية والأمنية، مما يضعها أمام خيارين لا ثالث لهما:

إما الرضوخ للشروط الاميركية والعربية والدخول في تسوية بشروط القانون الدولي والشرعية الدولية وتحت سقفهما، مما سيؤدي الى تراجع إيران الى داخل حدودها، وهو ما سيضع نظام "الثورة الخمينية" في مواجهة مباشرة مع شعبه المطالب بالحريات السياسية وبالعيش الكريم.

أو الهروب الى الأمام من خلال استدراج مواجهة عسكرية مع الولايات المتحدة الاميركية وحلفائها الدوليين والعرب في الخليج، أو من خلال الإيعاز لحزب الله باستدراج مواجهة مع إسرائيل على الجبهتين اللبنانية والسورية.

وفي كلتا الحالتين لا تبدو حظوظ إيران في التغلب على العالم متوافرة!

*إعداد مكتب الشرق الأوسط مركز الشرق الأوسط وشمال إفريقيا الجيو سياسيللدراسات الاستراتيجية والابحاث

 

"طوارئ" إسرائيلية… في منطقة تتغيّر

خيرالله خيرالله/العرب/01 آذار/2020

ليس قيام حكومة "الطوارئ" في إسرائيل حدثا عاديا، إذا أخذنا في الاعتبار كلّ هذه الأحداث التي تدور في الشرق الأوسط، في ظلّ انكفاء أميركي لا ترجمة له على أرض الواقع سوى الانحياز الكامل لإسرائيل.

سنضمها قريبا

يصعب التكهن بالأسباب التي جعلت بنيامين نتانياهو ومنافسه السياسي بني غانتس يتفقان على تشكيل حكومة “طوارئ” في إسرائيل. هذا لا يمنع من ملاحظة أنّ زعيم تكتل ليكود الذي سيبقى رئيسا للوزراء لمدة 18 شهرا، على أن يخلفه زعيم حزب أزرق وأبيض لمدة 18 شهرا أخرى، يتفقان على استبعاد كلّي لأي تعاون أو تنسيق مع عرب إسرائيل، أي فلسطينيي 1948 الذين لديهم 15 عضوا من أصل 120 في الكنيست الإسرائيلية.

إذا وضعنا جانبا ذلك العداء المكشوف للأقلّية العربية في إسرائيل، يبدو مستغربا موقف حزب أزرق وأبيض، الذي يسمّي أيضا حزب الجنرالات، الذي كانت لديه علّة وجود واحدة هي التخلّص من “بيبي”. سيبقى زعيم ليكود في موقع رئيس الوزراء، علما أنّه يُفترض به المثول أمام المحكمة قريبا بعد توجيه القضاء الإسرائيلي اتهامات عدّة له. هذه الاتهامات مرتبطة أساسا بسلوكه “الفاسد” الذي يشمل الحصول على رشاوى. ليس معروفا هل سيحاكم “بيبي” قريبا. المعروف أنّه باق رئيسا للوزراء بفضل خصومه من الجنرالات. على رأس هؤلاء بني غانتس الذي سيكون وزيرا للدفاع في انتظار دوره على رأس الحكومة، وغابي اشكينازي الذي سيتولى الخارجية.

معروف أن قادة حزب أزرق وأبيض هم غانتس واشكينازي وموشي يعلون. انتمى الثلاثة إلى المؤسسة العسكرية الإسرائيلية حيث شغل كلّ منهم، في مرحلة معيّنة، موقع رئيس الأركان. لم يعد سرّا أن إسرائيل تتوقّع أحداثا كبيرة في المنطقة. ستحاول استغلال هذه الأحداث قدر الإمكان، خصوصا في ظلّ الحاجة الملحّة لدى دونالد ترامب إلى أصوات اليهود الأميركيين.

ستحاول إسرائيل قبل كلّ شيء وضع يدها على قسم كبير من الضفّة الغربية وعلى وادي الأردن وذلك قبل نهاية ولاية ترامب الساعي إلى البقاء في البيت الأبيض لولاية ثانية بعد انتخابات تشرين الثاني – نوفمبر المقبل التي سيواجه فيها الديمقراطي جو بايدن الذي شغل موقع نائب الرئيس في عهد باراك أوباما (ولايتان رئاسيتان). هل ستسمح الولايات المتحدة بضم إسرائيل لقسم كبير من الضفّة الغربية إضافة إلى وادي الأردن مع ما يشكله ذلك من إحراج للملكة الأردنية الهاشمية؟ في ظلّ التفاهم التام بين ترامب و”بيبي”، يبدو كلّ شيء واردا بما في ذلك طيّ صفحة خيار الدولتين الذي يعني قيام دولة فلسطينية “قابلة للحياة” نهائيا.

لن تقتصر مهمّة حكومة “الطوارئ” الإسرائيلية على ضمّ قسم من الضفة الغربية التي تعاني أصلا من سياسة الاستيطان المستمرّة منذ سنوات عدة، والتي أخذت بعدا جديدا مع تولي نتانياهو موقع رئيس الوزراء. لن تكتفي إسرائيل بخلق مشاكل وإحراجات للأردن الذي تربطها به معاهدة سلام ذات بنود واضحة. هناك وضع إقليمي غير مسبوق في ظلّ تفتت سوريا. ستسعى إسرائيل إلى تكريس ضمّها للجولان وجعل قضيّة الهضبة المحتلة قضيّة من الماضي. في النهاية إنّ تقاسم سوريا يسير على قدم وساق. ما شهده الشمال السوري خير دليل على ذلك. ما يمكن ملاحظته في الأشهر الأخيرة تعزيز تركيا وجودها في مناطق حدودية معيّنة تشمل محيط إدلب على طول نحو 120 كيلومترا وفي عمق يصل إلى 35 كيلومترا أحيانا، بما يضرب المشروع الكردي في سوريا نهائيا.

هل سيحاكم "بيبي" قريبا

يحصل ذلك كلّه في ظلّ تفاهم واضح بين تركيا والروس والأميركيين الذين باتوا موافقين بدورهم على شريط تركي داخل الأراضي السورية. ما عجزت تركيا عن عمله بعد العام 2011، أي بعد اندلاع الثورة السورية، تفعله في 2020. هناك مزيد من التعزيزات العسكرية التركية داخل الأراضي السوريّة. لا تدخل تركيا بجيشها مكانا وتخلّيه. التجربة القبرصية واضحة. اجتاح الجيش التركي جزيرة قبرص صيف العام 1974. كانت لديه حجة قويّة تتمثل في حماية الأقليّة التركية في الجزيرة بعد الانقلاب الذي شنته مجموعة قبرصية يمينية بزعامة نيكولاس سيمبسون بدعم من الحكم العسكري الذي كان قائما في اليونان. تغيّر كلّ شيء في قبرص التي صارت عضوا في الاتحاد الأوروبي وتتمتع بنظام ديمقراطي حقيقي. ما لم يتغيّر هو الوجود العسكري التركي الذي تكرّس مع إعلان “جمهورية شمال قبرص التركية” التي لا تعترف بها سوى تركيا. تركيا في قبرص منذ 46 عاما. ليس ما يوحي بأنها ستخرج منها قريبا. ثمّة منطقة في شمال سوريا مرشحة لأن تصبح تحت الحكم التركي بمباركة أميركية وروسية في وقت يتراجع المشروع التوسّعي الإيراني يوما بعد يوم في ضوء الصعوبات الداخلية الناجمة عن نظام فاشل على كلّ صعيد داخلي من جهة، والعقوبات الأميركية من جهة أخرى.

قبل مئة عام بالتمام جرى تقسيم المنطقة بموجب اتفاق سان ريمو الذي باركته جمعية الأمم، وهي المنظمة الدولية التي كانت قائمة قبل الأمم المتحدة. ولد من رحم سان ريمو لبنان الكبير الذي عاش مئة سنة، والذي ليس ما يبشّر بأنه سيتجاوز هذه السنّ بسهولة من دون تغييرات جدّية تطرأ على طبيعة نظامه… وعلى دوره التقليدي في المنطقة وعلى نظامه الاقتصادي. نبّه تحقيق نشرته صحيفة “لو موند” قبل أيّام في مناسبة مئوية سان ريمو إلى أنّ هذا الاتفاق الذي جاء بعد انهيار الدولة العثمانية وانتهاء الحرب العالمية الأولى أهمّ بكثير من اتفاق سايكس – بيكو للعام 1916 نظرا إلى أنّه جعل فلسطين تحت الانتداب البريطاني كذلك العراق، وسوريا ولبنان تحت الانتداب أو الحكم المباشر الفرنسي بموافقة جمعية الأمم التي كانت تمثّل وقتذاك الشرعية الدولية.

ليس قيام حكومة “الطوارئ” في إسرائيل حدثا عاديا، إذا أخذنا في الاعتبار كلّ هذه الأحداث التي تدور في الشرق الأوسط، في ظلّ انكفاء أميركي لا ترجمة له على أرض الواقع سوى الانحياز الكامل لإسرائيل…

لا يشبه هذا الانكفاء سوى ذلك الذي مارسه الرئيس الأميركي وودرو ولسن الذي كان يدعو بعد انتهاء الحرب العالمية الأولى إلى ترك شعوب المنطقة “تمارس حقّ مصيرها”، وهو ما رفضه الفرنسيون والبريطانيون الذين كان طموحهم وراثة الدولة العثمانية في العراق وسوريا ولبنان. انتصرت وجهة النظر البريطانية والفرنسية. أي وجهة نظر ستنتصر في السنة 2020 بعدما أصبحت بريطانيا وفرنسا غائبتين، فيما لم يعد الروسي يدري ما الذي عليه عمله في سوريا أو العراق، وكيف التعامل مع إيران الذي يتبيّن يوما بعد يوم عمق الحلف القائم بينها وبين الصين. نعم الصين. هناك بكل بساطة حكومة “طوارئ” إسرائيلية في منطقة تتغيّر. يتغيّر فيها كلّ شيء، بما في ذلك حدود الدول!

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

رئيس الجمهورية دعا الى لقاء وطني لرؤساء الكتل النيابية بحضور دياب

وطنية - الخميس 30 نيسان 2020

 دعا رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الى لقاء وطني لرؤساء الكتل النيابية يعقد في القصر الجمهوري الساعة الحادية عشرة من قبل ظهر الاربعاء المقبل بحضور رئيس مجلس الوزراء الدكتور حسان دياب والوزراء لعرض خطة الحكومة الإصلاحية .

 

الراعي من بعبدا: ندعم رئيس الجمهورية والحكومة ومجلس النواب والمؤسسات كي تخدم شعبنا وحيينا دائما الانتفاضة ولا نقبل التعدي على الاملاك والجيش والامن الداخلي

وطنية - الخميس 30 نيسان 2020

استقبل رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، عند التاسعة والنصف من قبل ظهر اليوم في قصر بعبدا، البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، وعرض معه الاوضاع الراهنة في البلد اضافة الى الخطة الاقتصادية التي تنوي الحكومة اقرارها خلال جلسة مجلس الوزراء اليوم للنهوض بالاوضاع الاقتصادية ومعالجة الازمة المالية التي تتخبط فيها البلاد. من جهته، عرض البطريرك الراعي للرئيس عون ما تقوم به الكنيسة المارونية لمساعدة المواطنين على الصمود في ظل هذه الظروف الصعبة، اضافة الى الاجتماع الموسع الذي سيعقد الاسبوع المقبل في هذا الاطار في الصرح البطريركي والذي سيضم الاساقفة الموارنة الى جانب الرؤساء العامين والرئيسات العاملت للرهبانيات وممثلي المنظمات المارونية. وجدد البطريرك الراعي دعمه لرئيس الجمهورية والحكومة في ما يقومان به في ظل هذه الاوضاع.

تصريح الراعي

بعد اللقاء، ادلى البطريرك الراعي بتصريح قال فيه: "تشرفت بلقاء فخامة رئيس الجمهورية، لأنه لم نلتق معا منذ فترة طويلة، ذلك ان وباء كورونا حال دون هذا التلاقي، لا سيما في زمن عيد الفصح، الذي كان عادة يشكل مناسبة للقاء. وقد قدمت لفخامته التهاني بالعيد، كما عرضت له ما نقوم به ككنيسة مارونية من ابرشيات ورهبانيات رجالية ونسائية، من عمليات اغاثة حاليا، وأطلعته على الاجتماع الذي سيعقد الاربعاء المقبل والذي سيضم الاساقفة والرؤساء العامين والرئيسات العامات، اضافة الى المنظمات المارونية كالرابطة المارونية، والمؤسسة المارونية للانتشار، والمؤسسة البطريركية للانماء وغيرها... لنرى كيف يمكننا ان ننشىء شبكة تغطي كافة الاراضي اللبنانية بحيث لا تكون هناك من عائلة تعاني من الجوع او محرومة. وقد أطلعت فخامته على هذا الموضوع، لأننا جميعا مسؤولون، ككنيسة وشعب، كي نتمكن من اجتياز هذا الظرف الصعب عالميا، وكوننا ايضا نجتاز داخليا ظرفا صعبا. من هنا أهمية ان نضع جميعنا أيادينا بأيادي بعضنا البعض. وقد تكلم فخامته عن اجتماع مجلس الوزراء اليوم والخطة المقترحة لتعزيز الاقتصاد الانتاجي". اضاف: "نحن علينا كلبنانيين ان نضع ايادينا بايادي بعضنا البعض، فنحن نمر بصعوبة كبرى لكن ما من احد عليه ان يتفرج او يخجل او ينتقد. نحن مدعوون لان نتساعد".

وتابع: "أريد ان أوجه تحية الى الثوار. لقد حيينا دائما الانتفاضة من اساسها، وقلنا اننا مع مطالبكم، ونشعر فيها معكم كمواطنين لبنانيين. لكننا كنا دائما ننادي ان تكون الثورة على الدوام بناءة وحضارية وثقافية، بحيث تظهر وجه لبنان الى العالم. أما ان نصل الى ما يحدث اليوم من تعد على الاملاك العامة والخاصة، وتعد على الجيش والامن الداخلي ومن استخدام للحجارة، فهذا ما لا يمكن ان نقبل به على الاطلاق. نحن مع مطالب شعبنا وحاجاته، ويدمي قلبنا ان نسمع مواطنا يقول انه جائع. وهذه دعوة الى الجميع للمساعدة، ولكن من غير المسموح لأحد ان يقوم بما ذكرته، ذلك ان الامر معيب جدا ولا يعطي ثقة بلبنان، بل يدفع العالم بأسره الى اسقاطنا من عينه، في الوقت الذي لبنان فيه غير هذا الواقع".

واردف: "لقد تكلمت بكل هذه القضايا مع فخامة الرئيس، وأكدت له اننا مع فخامته، ومع الحكومة ومع مجلس النواب وكل مؤسسات الدولة الدستورية، وندعمها كلها كي تخدم شعبنا في هذا الظرف الصعب. ان الكرة الارضية مشلولة بأسرها ونحن متأثرون بهذا الامر، انما علينا ان نعرف كيف نسند بعضنا البعض لكي ننهض من جديد". وردا على سؤال عما اذا كان الامر يستدعي تكاتف القوى السياسية كافة مع بعضها البعض ايضا، اجاب: "انا شخصيا من الاساس، داعم للحكومة لأنه لا يمكننا ان نعيش في حالة اللااستقرار والفراغ. ولقد دعمت الحكومة، والبعض لم يعجبه الامر. لكنني لم ادعمها "كرمى لسواد عيون احد"، انما من اجل لبنان، الذي لا يمكنه ان يسير من دون مؤسسات دستورية. هذا هو الموقف الذي اتخذته وما زلت عليه الى الآن. ان البلد لا يتحمل ابدا أي هزة، ولا يتحمل ابدا اي فراغ. علينا ان نواجه واقعنا، لذلك علينا ان نتكاتف. وهذه هي الدعوة التي أوجهها الى الجميع والى كافة المسؤولين عن الاحزاب والى جميع الذين يتعاطون في الشؤون السياسية. علينا ان نضع جانبا كافة مشاكلنا الخاصة واختلافات الرأي في ما بيننا، ونضع جميعنا ايادينا بايادي بعضنا البعض".

وسئل عن موقفه من موضوع حاكمية مصرف لبنان، وعما اذا بحثه مع رئيس الجمهورية، فاجاب: "لا لم نأت على ذكره. لكن هذا الموضوع اخذ الكثير من الردود وفي غير محله. ان رئيس الحكومة قال ما قاله، والحاكم قال ما قاله ايضا، واصبح العمل الآن في الداخل. ما قلته يقوم على وجوب ان يسمعوا لبعضهم البعض ويقرروا وفق الطرق الدستورية وليفتحوا كافة القضايا التي نحن بحاجة اليها. هذا الموضوع اصبح بالنسبة لي ورائي. فكل احد قال ما قاله، واصبح عملهم كمسؤولين في الداخل. نحن نساندهم كمسؤولين لاتخاذ ما يجب من قرارارت".

قيل له: كلما يتم فتح اي ملف ينبري رؤساء الطوائف للدفاع عن صاحبه وفق انتمائه الطائفي، فأجاب: "أنا لم أدعم الحاكم على هذا الاساس. وعندما دعمت الحكومة والرئيس دياب ليس لأنهم موارنة. نحن لا ندعم في أي مرة على أساس طائفي. نحن ندافع عن المؤسسات الدستورية. واذا ما تكلمت فليس على اساس ان فلانا ماروني ام لا. في العظة ذاتها كنت أطالب بحقوق الاخوة الاورثوذكس، هل لأنهم موارنة؟ نحن لا نقف أبدا الى جانب أحد على أساس طائفي. نحن نقف الى جانب المؤسسات الدستورية ومع حفظ كرامات جميع الناس".

وردا على سؤال عما اذا كانت من موجبات التكاتف الذي دعا اليه الدعوة الى انعقاد طاولة حوار وطني، قال الراعي: "أمر طبيعي، فغير الحوار لا يوصل الى مكان. نحن نطلب هذا الامر من الجميع، ذلك اننا على متن سفينة واحدة، اما ان نسقط جميعنا واما ان نصل جميعنا الى الميناء. ليس هذا الوقت للعودة الى الماضي. علينا ان نسير الى الامام ونطلع من ذواتنا، ونرى أين هي المصلحة العامة، ونضع ايادينا بايادي بعضنا البعض".

وعما يقوله للبنانيين الذين ينزلون الى الشارع بسبب الغلاء وارتفاع الاسعار، قال: "نحن ندعو ان يقدر الله الحكومة برئاسة فخامة رئيس الجمهورية على وضع الخطة الاقتصادية ومباشرة العمل بموجبها. واريد ان اتوجه الى المجتمع اللبناني بالقول ان المعالجة لا تقوم على اساس كبسة زر. علينا ان نهدأ قليلا ونتحمل قليلا ونساعد بعضنا البعض. من هنا تحدثت عن دور الكنيسة الذي نقوم به الآن في كيفية مساندة الناس في الوقت الذي تضع فيه الدولة خطتها. لأنه ليس بمجرد ان نضع الخطة اليوم تكون قد نفذت في الغد. ان التنفيذ يتطلب وقتا، ونحن علينا ان نتساعد لكي نتمكن من الصمود".

وختم بالقول: "لا نريد ان ينام احد جائعا ولا ان يموت على الطرقات اي جائع. هذا هو عملنا الى حين تكون الدولة قد وضعت خطتها وقامت بخدمة جميع المواطنين. فاذا قام كل قادر وكل فئة بمساندة الآخر لنتمكن من مساندة شعبنا، يكون هذا الامر أفضل ما يمكن ان نقوم به. المسؤولون ليسوا فقط اولئك الذين هم في السلطة، بل نحن جميعا مسؤولون، كل من موقعه".

 

مجلس الوزراء اقر بالاجماع الخطة الاقتصادية المالية في قصر بعبدا عون: اي تطورات سلبية تصعب الوضع العام دياب: وضعنا القطار على السكة الصحيحة

وطنية - الخميس 30 نيسان 2020

انهى مجلس الوزراء درس الخطة الاقتصادية - المالية وتم اقرارها بالاجماع خلال جلسته التي عقدها قبل ظهر اليوم في قصر بعبدا برئاسة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون وحضور رئيس مجلس الوزراء الدكتور حسان دياب والوزراء.

رئيس الجمهورية

وخلال الجلسة، لفت الرئيس عون الى "اهمية اقرار الخطة التي اعدت لأول مرة، بعدما كاد عدم التخطيط وعدم استشراف المستقبل ان يصل بالوضع الى الخراب"، مهنئا العمال بعيدهم"، مشيرا الى صعوبة الحالة التي تمنع تحقيق مطالبهم"، محذرا من ان "اي تطورات سلبية تقع حاليا، تنعكس على الوضع العام ويصبح اسوأ".

رئيس مجلس الوزراء

من جهته، اوضح رئيس مجلس الوزراء حسان دياب ان "الخطة التي اقرت ليست تاريخية فحسب، بل تحدد مسار الدولة اللبنانية لإصلاح الواقع الحالي"، لافتا الى ان "الارقام كانت غب الطلب وتخفي العجز الذي كان نارا تحت الرماد. نحن نقول للبنانيين بكل صراحة ما يدور، وبإقرار هذه الخطة نكون قد وضعنا القطار على السكة الصحيحة".

وكان رئيس الجمهورية التقى رئيس مجلس الوزراء قبيل انعقاد الجلسة، وجرى عرض نقاط الخطة الاقتصادية - المالية والمواضيع المدرجة على جدول الاعمال.

عبد الصمد نجد

بعد انتهاء الجلسة، تحدثت وزيرة الاعلام الدكتورة منال عبد الصمد النجد الى الصحافيين فقالت: "عقد مجلس الوزراء جلسته الاسبوعية برئاسة فخامة رئيس الجمهورية وحضور دولة رئيس مجلس الوزراء والوزراء. في مستهل الجلسة، تحدث فخامة الرئيس فهنأ العمال بعيدهم الذي يصادف غدا، متمنيا ان يعاد العيد عليهم في ظروف افضل من تلك التي نعيشها اليوم. وقال: نريد لعمال لبنان مستقبلا افضل، لا سيما وان الحالة التي نعيشها حاليا صعبة وتحول دون تحقيق كل المطالب العمالية، مع الاخذ في الاعتبار ان اي تطورات سلبية تقع حاليا، تنعكس على الوضع العام ويصبح اسوأ. ولفت فخامته الى أهمية اقرار مجلس الوزراء للخطة الاقتصادية - المالية التي اعدت لأول مرة، بعدما كاد عدم التخطيط وعدم استشراف المستقبل ان يصل بالوضع الى الخراب.

ثم تحدث دولة الرئيس فهنأ بدوره عمال لبنان بعيدهم. وقال ان مجلس الوزراء سوف يدرس خطة الاصلاح المالي التي اعدتها الحكومة والتي اشبعناها درسًا لانها تحدد مسار الدولة اللبنانية لإصلاح الواقع الحالي. واضاف: اهمية هذه الخطة انها ليست تاريخية فحسب، بل هي خطة عملية تتضمن رؤية اقتصادية لمستقبل لبنان. وقال دولته: ان الارقام كانت غب الطلب وتخفي العجز الذي كان ناراً تحت الرماد. نحن نقول للبنانيين بكل صراحة ما يدور، وبإقرار هذه الخطة نكون قد وضعنا القطار على السكة.

المقررات

وبعدها، درس المجلس جدول الاعمال واتخذ بشأنها القرارات المناسبة، ومنها:

1- الموافقة على برنامج الحكومة الاصلاحي.

2- الموافقة على اقتراح قانون يرمي الى تعديل صلاحيات هيئة التحقيق الخاصة المنشأة بموجب القانون رقم 44/2015 (مكافحة تبييض الاموال وتمويل الارهاب)، وفق ملاحظات هيئة التشريع والاستشارات ووزارة المال.

3- الموافقة على مرسوم يرمي إلى نقل موظفين الى ملاك التفتيش المركزي وتعيينهم بوظيفة مفتش معاون (فئة ثالثة) في المفتشية العامة التربوية في الملاك المذكور.

4- الموافقة على عرض وزارة الطاقة والمياه لاستراتيجة التحوط لصالح مؤسسة كهرباء لبنان من مخاطر تقلبات اسعار المشتقات النفطية وتكليف وزارة المالية بتسديد كلفة الـ call options لتغطية تقلبات سعر النفط".

واشارت وزيرة الاعلام الى ان الرئيس دياب "سيتحدث عند الساعة الخامسة والنصف عن الخطة الاقتصادية".

حوار مع الصحافيين

ثم دار بين وزيرة الاعلام والصحافيين الحوار التالي:

سئلت: ما هي التعديلات التي لحظتها الخطة، وهل تم التصويت على بعض البنود كتحرير سعر صرف الليرة ام تم التوافق عليه؟

اجابت: "لا يجب ان ننظر الى الخطة بشكل مجتزأ، وهناك خيارات كثيرة تتضمنها هي عبارة عن الاطار العام للتوجه الاصلاحي للحكومة التي سيتم على ضوئه اخذ قرارات، اما بمراسيم او بقوانين لاحقة. ان التعديلات التي شهدتها الخطة منذ وضعها وحتى اليوم، هي الاخذ بالاعتبار اقتراحات الوزراء وحصيلة الاجتماعات واللقاءات التشاورية التي اجريناها مع الهيئات الاقتصادية والنقابات والجامعات وغيرها والتي توصلنا خلالها الى بعض التعديلات. وفي الاجمال، الخطة عبارة عن خيارات وبدائل يتم الاخذ بها في حينه على ضوء التطورات".

سئلت: هل بقي خيار استملاك اسهم في المصارف؟ وهل بقيت نسبة المحميين من المودعين 98 في المئة ام اصبحت 90 في المئة؟

اجابت: "هذا امر لم يكن مطروحا، وكنا اليوم امام مسودة نهائية تم ادخال تعديلات عديدة عليها، مع الحرص على حماية حقوق المودعين بنسبة كبيرة قد تصل الى حدود الـ100 في المئة. تم طرح بعض الخيارات لا يمكن الحديث عنها بشكل مجتزأ لانها عبارة عن مجموعة يمكن، وفق التطورات، الاخذ بها او لا، لان الهدف الاساسي هو التفاوض مع الدائنين بالخارج وهو امر قد يؤدي الى تحقيق وفر في السيولة يسمح لنا باتخاذ خطوات مختلفة".

سئلت: المؤسسات الدولية كانت تتحدث عن تحرير سعر صرف الليرة، واليوم تم ارجاء الموضوع، لماذا؟

اجابت: "الامر لا يتعلق بالتأجيل، وهذا القرار يتخذه مصرف لبنان، انما حاليا هناك خطة وليست قرارا، وبالتالي ستتخذ القرارات في وقت لاحق. في الوضع الحالي لن يتم تحرير سعر صرف الليرة، اما لاحقا فلكل حادث حديث".

سئلت: من هم الوزراء الذين اعترضوا على تحرير سعر صرف الليرة؟ وكانت مسودة الخطة تتناول تحريرا تدريجيا سنويا لسعر الصرف، فهل ابقيتم على هذا الامر ام تم الغاؤه؟

اجابت: "وزير الصناعة كان من المعترضين، ولكنني لا اذكر هوية كل الوزراء المعترضين. اما في ما يتعلق بتحرير سعر الصرف على مراحل، فهو نوع من التصور الذي وضع انما بإطار تخطيطي وليس تنفيذيا وبالتالي يمكن تغييره".

سئلت: هل ستنسق الحكومة مع المصرف المركزي بالنسبة الى تحرير سعر الصرف، ام ستحملونه تداعيات هذا القرار؟

اجابت: "ليس هناك من تحميل للمسؤولية، فنحن فريق واحد داخل الحكومة ولكل دوره. والتنسيق قائم دائما كما التعاون، وفي ما خص السياسة المالية للوزارة وتلك الخاصة بمصرف لبنان يجب ان يكون التنسيق حاضرا فهما يكملان بعضهما".

سئلت: تحدث الرئيس دياب عن خطة خبيثة في ما خص الاعتداءات على الجيش اللبناني. هل هناك من خطة لمواجهة هذا الامر، وسط معلومات عن وقوف جهات خارجية خلفها؟

اجابت: "لم يتم بحث هذا الموضوع على مستوى القرارات المتخذة في المجلس، فهناك مسائل يتم البت بها على صعيد الوزارات المعنية وفق صلاحياتها. فالاجهزة الامنية والمؤسسة العسكرية والادارات المعنية تتخذ الاجراءات اللازمة".

سئلت: هل بحثتم موضوع ترحيب السعودية بقرار المانيا ادراج حزب الله كمنظمة ارهابية؟

اجابت: "لا، لم نبحث هذا الامر".

سئلت: لماذا حصل سجال في موضوع UNDP؟

اجابت: "لان الامر اثار مخاوف من احتمال تكليف الخزينة مبالغ اضافية، انما القرار الذي تم اتخاذه ليس سوى تمديد لعقد قائم لموظفين، وليس هناك اي اعباء اضافية مترتبة على الخزينة، بل هناك تخفيض للنفقات، والتصور هو كاجراء شكلي ليس الا".

سئلت: هل طرح موضوع التمديد لمحافظ بيروت؟

اجابت: "لم يطرح الموضوع داخل الجلسة".

سئلت: هل تم التعاطي بموضوع النائب اكرم شهيب بكيدية داخل الجلسة؟

اجابت: "لم يكن البحث في هذا الشكل، بل تم تأجيل هذا البند لان ظروف البلد لا تسمح بذلك، وعندما نعيد طرحه، نبحث به".

 

دياب أعلن الخطة المالية للحكومة: ستضع لبنان على المسار الصحيح نحو الانقاذ المالي والاقتصادي

وطنية - الخميس 30 نيسان 2020

أعلن رئيس مجلس الوزراء الدكتور حسان دياب في السرايا الحكومية الخطة المالية للحكومة، وقال: "مبروك للبنان. نعم... بكل ثقة أستطيع أن أعلن للبنانيين أن الدولة أصبحت تملك، للمرة الأولى في تاريخها، خطة مالية مكتملة ومتكاملة، تنتهي بها وعبرها مرحلة التخبط في سياسات مالية أوصلت البلد إلى حالة الانهيار الحالية.

مبروك للبنان. إن الدولة صار لديها خريطة طريق واضحة لإدارة المالية العامة. اليوم، أستطيع القول إننا نسير في الطريق الصحيح لإخراج لبنان من أزمته المالية العميقة. خريطة الطريق للتصحيح المالي، تأتي بعد أيام على قرار استرداد الدولة لقطاع الهاتف الخلوي، لنثبت أن الدولة يمكن أن تكون مديرا ناجحا، وليس بالضرورة أن تكون إدارة فاشلة".

أضاف: "أيها اللبنانيات واللبنانيون، ما يمر به لبنان ليس ظرفا عاديا أو عابرا. ثلة كاملة من الأزمات المتراكمة والحديثة تجمعت كلها في أسابيع فأثقلت على البلد أحماله وأثقلت على اللبنانيين الهموم. جاءت هذه الحكومة من خارج المألوف، فإذا بها تواجه وضعا غير مألوف في مختلف المجالات وعلى كل المستويات".

وتابع: "أيها اللبنانيون، منذ 17 تشرين الأول، عندما انتفض اللبنانيون ضد الفساد، بدا واضحا أن مشكلة البلد تكمن في أن الفساد هو دولة داخل الدولة، وأن مؤسسات الفساد قائمة ومتجذرة في شرايين ومؤسسات الدولة. بدا واضحا أيضا أن الدولة في حالة انهيار شبه كامل، وأن الواقع المالي يستند إلى أرقام غير واقعية، وأن استقرار سعر صرف الليرة اللبنانية هو وهم نعيشه ونصدقه. وبينما كانت الحكومة تتلمس خطواتها الأولى في الحكم، وتتخذ قرارا تاريخيا بالتوقف عن تسديد الديون وفوائدها، تمهيدا لمعالجة الوضع المالي للبلد، فرض وباء كورونا نفسه كأولوية واستنزف كثيرا من الجهد والقدرات، لكن الحكومة التي تعاملت مع هذا الوباء بحرص شديد وإدراك لمخاطره، لم تتوقف ورشة عملها لتنفيذ برنامجها الوزاري. ثمة برنامج عمل التزمناه في بياننا الوزاري، يتضمن تقديم 26 مشروع قانون إصلاحيا خلال مئة يوم من نيلها الثقة. وحتى اليوم، أنجزنا 14 مشروع قانون وهناك 3 مشاريع قوانين أخرى ينتهي إعدادها خلال أيام. على أن يتم إنجاز المشاريع الثمانية المتبقية خلال المهلة المحددة. وأبرز مشاريع القوانين التي تقدمنا بها تتعلق بالسرية المصرفية وتعليق المهل القانونية والقضائية، وتشارك الحكومة عبر وزارة العدل بالبحث في اقتراحات ومشاريع القوانين المتعلقة بمكافحة الفساد وباستقلالية السلطة القضائية التي هي قيد الدرس أمام اللجان البرلمانية".

وأردف: "بالتوازي، كانت ورشة الحكومة تعمل بشكل مكثف لإعداد الإطار العام لخطة الإصلاح المالي في سياق التحضير للخطة الاقتصادية الشاملة للبنان. لكن، وبكل أسف، هناك أزمة اجتماعية تتفاقم وتدفع اللبنانيين إلى التعبير عن غضبهم من الواقع المعيشي والاجتماعي الصعب، خصوصا في ظل ارتفاع الأسعار بشكل كبير ربطا بارتفاع سعر صرف الدولار الأميركي، وهو أمر يفترض أن تضبطه إجراءات من مصرف لبنان المسؤول عن استقرار العملة الوطنية. لا يمكن لعاقل أن يلوم الناس على صرختهم من الوجع الاجتماعي، لكن لا يمكن لعاقل أيضا أن يقبل بتدمير الممتلكات ولا يمكن لعاقل الاقتناع بأن هذا الشغب عفوي ولا يحمل أهدافا سياسية. بعض هذا الشغب منظم ويدمر ممتلكات الناس، ويزيد من خسائر اللبنانيين، ويشوه صورة المناطق".

وقال: "التعبير الديموقراطي شيء، والفوضى والشغب والاعتداء على القوى العسكرية والأمنية والأملاك العامة والخاصة شيء آخر لا علاقة له بالجوع ولا بالديموقراطية. كما أخشى أن تشكل هذه الممارسات نكسة للاجراءات التي نجحنا من خلالها في منع انتشار وباء كورونا، ونحن ندرك أن موجة ثانية من هذا الوباء قد تكون أكثر انتشارا. لقد كنا بدأنا في مطلع هذا الاسبوع خطتنا لإعادة فتح البلد تدريجيا بناء على أسس منهجية وعلمية. يوم الاثنين المقبل، سنبدأ المرحلة الثانية، لكني أدعو المواطنين إلى الامتثال الكامل والتقيد بالتدابير الوقائية اللازمة. يمكن لمخاطر رفع الحظر الجزئي أن تعيدنا مرة أخرى إلى القارب نفسه الذي كنا عليه قبل بضعة أسابيع لأننا ما زلنا في منتصف جائحة الوباء (pandemic). استخدمنا نموذج تنبوئي متطور (robust prediction model) لتقدير عدد الاصابات في الأشهر المقبلة. إذا امتثلنا تماما للخطة واتبعنا إجراءات الوقاية، يتوقع أن تكون الموجة الثانية في تموز أقل من الموجة الأولى في آذار الماضي. أما إذا امتثلنا جزئيا، فستكون الموجة الثانية أكثر بنسبة 35 في المئة من الأولى وستكون النسبة الإجمالية للمصابين 56 في المئة أكثر من الموجة الأولى، وأكرر ستكون أكثر بكثير من الموجة الأولى. ان مواصفات covid 19 تجعله يظهر مرارا وبقوة متجددة، مما يتسبب في ارتفاع عدد الإصابات، وينهك نظام الرعاية الصحية لدينا ويؤدي إلى المزيد من الوفيات، مما دفع العديد من الدول إلى إعادة فرض عمليات الإغلاق بعد إعادة الفتح".

أضاف: "لا نريد لهذا الوباء الانتشار مرة أخرى وحصد أرواح أحبائنا. لقد كنا فعالين للغاية في احتوائه في الموجة الاولى، مما أدى إلى خلاص العديد من الأرواح. ولذلك، فإن معدل الوفيات في لبنان أقل بكثير من العديد من البلدان الأخرى. إن دول العالم هي حاليا في مستويات مختلفة لانتشار الوباء، مما يشير الى أن الأزمة العالمية ستكون طويلة. نحن لسنا في المراحل النهائية من أزمة covid 19 وسوف نعيش معه لفترة طويلة. أحثكم جميعا على عدم إضاعة تضحياتنا وإنجازتنا، فلنبق جميعا على المسار الصحيح للخطة بطريقة واعية ويقظة وحذرة. إن تصرف البعض بعدم المسؤولية واللامبالاة سيرتد بنتائج كارثية على كامل المجتمع. ولذلك، هناك مسؤولية على عاتق الجميع للالتزام بإرشادات الوقاية والحماية".

وتابع: "أيها اللبنانيون، لقد صوت مجلس الوزراء اليوم بالاجماع على تبني الخطة المالية الاقتصادية التي ستضع لبنان على المسار الصحيح نحو الانقاذ المالي والاقتصادي. تعتمد هذه الخطة على ستة مكونات رئيسية متداخلة: المالية، الاقتصادية، المصرفية والنقدية، والحماية الاجتماعية والتنموية. قدمنا هذه الخطة للمرة الأولى إلى مجلس الوزراء في 6 نيسان 2020. وعلى مدى 24 يوما، توصلنا إلى هذه الصيغة. لقد ناقشنا هذه الخطة في اجتماعات مجلس الوزراء، ومع العديد من الخبراء الاقتصاديين والماليين والنقابات وممثلين لمختلف القطاعات الاقتصادية والصناعية والمؤسسات الأكاديمية وهيئات المجتمع المدني. وأسفرت تلك الاجتماعات والمناقشات عن خطة منهجية شاملة وذات مصداقية يمكن لجميع اللبنانيين أن يتحدوا خلفها ويدعموها. أنا فخور جدا بالعقول والكفاءات والخبرات الاستثنائية لجميع اللبنانيين، الذين كرسوا وقتهم وجهودهم للمساهمة في بلدهم من خلال إنتاج هذه الخطة. أشكرهم من أعماق قلبي. والآن، مع هذه الخطة، كقاعدة، يمكننا من خلالها بناء لبنان الغد".

وأردف: "سنمضي في طلب برنامج مع صندوق النقد الدولي وإضفاء الطابع الرسمي على مفاوضاتنا مع الدائنين لسندات اليوروبوند والمضي قدما فيها، وبالتالي تخفيض عبء الدين عن مواطنينا، وتقديم رؤيتنا لطريقة التعافي الاقتصادي إلى أصدقائنا الدوليين وشركائنا والمستثمرين في الداخل والخارج. أدعو جميع اللبنانيين إلى إعتبار هذا اليوم نقطة تحول لمستقبل أفضل لبلدنا. لن يكون الطريق أمامنا سهلا، لكن تصميمنا وتفاؤلنا سيساعداننا على تجاوز صعوباتنا حيث نتطلع إلى أيام أفضل أمامنا. وإذا اتحدنا جميعا، سنصل الى النجاح الأكيد الذي نراه في مستقبلنا".

وقال: "تنطلق الخطة من ضرورة البدء فورا بتنفيذ الإصلاحات التي طال انتظارها، وهي على مستوى إدارة الدولة، والسياسة المالية، والقطاع المالي، والمصرف المركزي، والحساب الجاري، وميزان المدفوعات، وهي حددت أهدافا على مدى خمس سنوات، هي: انحسار العجز في الحساب الجاري إلى 5.6 بالمئة، والحصول على دعم مالي خارجي يفوق 10 مليار دولار، إضافة إلى أموال مؤتمر سيدر، والعودة إلى النمو الإيجابي اعتبارا من عام 2022، واعتماد الدعم المباشر وغير المباشر للفئات غير الميسورة وتنفيذ برامج اجتماعية في هذا المجال. كما يهدف البرنامج إلى العودة إلى الفائض الأولي في المالية العامة في عام 2024، وهيكلة محفظة الدين السيادي وتقليص نسبة الدين العام إلى الناتج المحلي إلى ما دون 100 في المئة، وهذا سوف يحمي لبنان في المستقبل من الصدمات والتقلبات. كما تهدف الخطة إلى إعادة هيكلة القطاعين المصرفي والمالي للسماح للاقتصاد بإعادة الإنطلاق وتوفير فرص عمل جيدة ومستدامة، وإطلاق قطاعات اقتصادية واعدة جدا تتماشى مع قدرات اللبنانيين العالية".

أضاف: "لقد بنيت الخطة على أسس تسمح للبنان بالحصول على الدعم الدولي المطلوب لجهة إعادة إطلاق العجلة الاقتصادية وإعادة رسملة المصارف والمؤسسات وتأمين شبكات الأمان الضرورية والبنى التحتية التي طال انتظارها، وذلك لإعادة إخراج معظم اللبنانيين من حالة الفقر والعوز".

وتابع: "في المالية العامة، سوف نقوم بالإصلاحات الأساسية مثل قطاع الكهرباء ونظام نهاية الخدمة وتعويض الصرف والضرائب العادلة والتصاعدية التي لا تصيب العمل والإنتاج. وسوف تحظى مسألة استعادة الأموال المنهوبة حيزا أساسيا من عمل الحكومة للتعويض على اللبنانيين عن الجرائم التي اقترفت بحقهم. وتتضمن الخطة إصلاحات بنيوية في مجالات الاقتصاد كافة لخلق فرص العمل وتأمين البيئة الصالحة للعمل، بعيدا عن الفساد ونتائجه. كما تلحظ الخطة الإجراءات التي تسمح بزيادة الإنتاجية والقدرة التنافسية لإقتصادنا".

وأردف: "أما على صعيد القطاع المصرفي فتهدف الخطة إلى حماية أموال المودعين وتقوية المصارف وإعادة هيكلتها لكي تستطيع تأمين أموال الناس والخدمات الأساسية للاقتصاد، على أن يعيد البنك المركزي التركيز على عمله الأساسي، أي حماية الاستقرار الاقتصادي والمالي والنقدي. توجد خسائر كبيرة في النظام، ويجب أن نتعاون في تحملها، دولة ومصرفا مركزيا ومصارف، لكي نعاود الإنطلاق باقتصادنا في أسرع وقت. وسوف نسعى إلى امتصاص الخسائر بشكل عادل، أي من دون تحميل من لم يستفد من سياسة الماضي أي أعباء. نريد مساهمة من الفوائد الخيالية التي دفعت، ومن الذين جنوا أرباحا من الهندسات، وايضا من الذين خالفوا القوانين وسرقوا المال العام. كما يمكن الاتكال جزئيا على رساميل المؤسسات المصرفية وأموالها في الخارج، والعقارات التي تملكها، والعقارات المملوكة من مصرف لبنان، وغيرها من الأصول. سوف نستمر في دراسة كل ما يمكن للتخفيف عن المواطن والعودة إلى الإزدهار في أسرع وقت، في مجتمع ينبذ الفساد ويحاسب كما يجب، وتنمو فيه روح التضامن والوطنية".

وقال: "أيها اللبنانيون، نحن اليوم أمام مفترق مهم وتاريخي. ولذلك، فإن لبنان، الوطن الذي ننتمي إليه طوعا وحبا، يحتاج إلينا جميعا. لقد أثبتت هذه المرحلة، أن اللبنانيين لا يستطيعون التخلي عن وطنهم، وها هم يصرون على العودة إليه من كل العالم، لأنهم تأكدوا أن لبنان هو ملاذهم الحقيقي، هنا بيتهم الكبير، وهنا عائلتهم الكبرى. صدقوني، لا يمكننا أن ندير ظهرنا لوطننا، لا يمكننا أن نتخلى عنه. لبنان يحتاج اليوم إلى كل جهد، إلى كل دعم، إلى كل مساعدة".

أضاف: "أوجه ندائي هنا إلى اللبنانيين جميعا، إلى المقيمين والمغتربين. إلى كل لبناني قادر على مساعدة أخيه اللبناني. وأنا أعلم جيدا ثقتكم بنا ورهانكم علينا. لا تتركوا أهلكم في هذه المحنة العصيبة. أتوجه إلى اللبنانيين المقيمين، أن نؤازر بعضنا، أن نتعاون، وأن نتكاتف، وأن نحمي بعضنا. أتوجه إلى المغتربين وأناشدهم أن يساهموا في دعم أهلهم وأقربائهم، كما يفعلون دائما، وأن يقفوا إلى جانب وطنهم، كما عودونا على مر التاريخ. نعم، نحن في أزمة، ولكن، أنا على ثقة بأننا سنتجاوزها وسننتصر عليها، وسنخرج من هذه المحنة أكثر صلابة وبمزيد من التلاحم الوطني بين كل اللبنانيين، مقيمين ومغتربين".

وختم: "أيها اللبنانيون في لبنان، نستطيع اليوم أن نبني معا لبنان الجديد، على قدر أحلامكم، وعلى قدر آمالكم. أيها اللبنانيون في العالم، لا تنسوا وطنكم، عشتم وعاش لبنان".

 

حتي في اجتماع وزراء الخارجية العرب: لتحرك واسع امام الهيئات الدولية لوقف التعديات الاسرائيلية

وطنية - الخميس 30 نيسان 2020

شارك وزير الخارجية والمغتربين ناصيف حتي في اجتماع مجلس وزراء الخارجية العرب غير العادي، الذي عقد عبر تقنية فيديو كونفيرانس video conference، وخصص للبحث في الخطوات والإجراءات التي يمكن أن تقوم بها الدول العربية تجاه خطورة تنفيذ المخطط الإسرائيلي بضم الضفة الغربية او اي جزء منها.

واودع الوزير حتي الأمانة العامة للجامعة كلمة مكتوبة، أكد فيها موقف لبنان المبدئي الرافض لضم أي ارض عربية محتلة من قبل الكيان الإسرائيلي. ودعا الى "تحرك عربي واسع أمام الأمم المتحدة والهيئات الدولية ذات الصلة من أجل وقف التعديات الإسرائيلية وإنقاذ المبادىء التي قامت عليها عملية السلام".

 

بري لعمال لبنان :عيدكم هذا العام مثقل بالقلق على لقمة العيش وجنى العمر المغمس بعرق الجبين

وطنية - الخميس 30 نيسان 2020

توجه رئيس مجلس النواب نبيه بري لمناسبة عيد العمال، الى عمال لبنان، بكلمة قال فيها: لانكم صنعتم ولا زلتم تصنعون للوطن اعياده ولا تعيدون! عيدكم هذا العام يأتي مثقلا بالقلق على لقمة العيش وجنى العمر المغمس بعرق الجبين.

 

لقاء بين الحريري ورؤساء حكومات سابقين: الحكومة الحالية تحولت إلى أداة لتصفية الحسابات والممارسات الانتقامية

وطنية - الخميس 30 نيسان 2020

استقبل الرئيس سعد الحريري، عصر اليوم، في "بيت الوسط"، رؤساء الحكومات السابقين: نجيب ميقاتي وفؤاد السنيورة وتمام سلام. وخلال اللقاء، تم البحث في التطورات السياسية الراهنة.

بعد اللقاء، قال الرئيس السنيورة: "عقد رؤساء الحكومات السابقون نجيب ميقاتي وفؤاد السنيورة وسعد الحريري وتمام سلام اجتماعا في بيت الوسط صدر عنه البيان الآتي:

يمر لبنان اليوم في أزمة سياسية واقتصادية ومالية ونقدية واجتماعية ومعيشية عميقة، تهاوت معها الأوضاع العامة مؤخرا، الأمر الذي ينذر ببلوغ أزمة وطنية خطيرة بلا قعر، ما لم يبادر العهد وحكومته إلى تغيير سياساتهما فورا ومن دون إبطاء، والعودة إلى احترام الدستور والقوانين وما تقتضيه مصلحة الدولة اللبنانية، والانكباب على اعتماد المعالجات الفعلية الكفيلة بتخفيف معاناة الوطن والمواطنين على حد سواء.

فالحكومة الحالية، التي اختارها العهد وحلفاؤه السياسيون، ومع الأسف، تحولت إلى أداة لتصفية الحسابات السياسية والممارسات الانتقامية، وجعلت من نفسها منصة لرمي الاتهامات وإطلاق الصراعات في كل الاتجاهات، ومتراسا تختبئ خلفه كيديات شخصية وأجندات طموحات رئاسية، وهي غير آبهة لا باتفاق الطائف ولا بالدستور ولا بتنفيذ القوانين ولا بمصلحة الدولة اللبنانية.

إن المعاناة اليومية التي يتعرض لها اللبنانيون تزداد حدة كل يوم، وذلك ما لم يستعد العهد والحكومة اللبنانية الثقة المفقودة بهما وطنيا وعربيا ودوليا، أكان ذلك ماليا أم اقتصاديا وسياسيا.

ولذلك، انطلاقا من الشعور بالمسؤولية الوطنية، وحرصا على المصلحة العليا للبلاد التي تتطلب التعالي على الخلافات ونبذ الصغائر لإنقاذ وطننا مما هو فيه، فإننا ندعو رئيس الجمهورية العماد ميشال عون والحكومة الى القيام بالخطوات الآتية:

1- اعتماد توجه وإرادة جدية لوقف التدهور الاقتصادي والمالي والنقدي بالاتفاق مع صندوق النقد الدولي، بصفته المؤسسة الدولية الوحيدة التي بات يعتمدها ويركن إليها المجتمع الدولي بالكثرة الكاثرة من دوله، وذلك لإضفاء الصدقية اللازمة على اي خطة اقتصادية تلتزم بها الدولة اللبنانية.

2- إقرار الإصلاحات الواجب اعتمادها من دون أي تأخير، بدلا من التلهي بحرف الانتباه عن جذور المشكلات وأسبابها الحقيقية. وبالتالي، افتعال معارك سياسية لن تؤدي الا الى مزيد من الاحتقان والتوتر في البلاد، وإلى تبديد الموارد وفرص الخروج من المآزق المنهالة على لبنان.

3- التوقف عن محاولات تحويل النظام اللبناني من نظام ديموقراطي برلماني الى نظام رئاسي، كما التوقف عن ضرب صلاحيات رئاسة الحكومة وجعلها مطية طائعة صاغرة لأحقاد أو أطماع صغيرة لهذا أو ذاك، والعودة الى الالتزام بمبدأ فصل السلطات وتوازنها وتعاونها، واحترام استقلالية القضاء.

4- طمأنة الإجماع اللبناني إلى التزام العهد والحكومة بمبادئ اتفاق الطائف القائم على العيش المشترك واحترام الدستور والحفاظ على الحريات العامة والخاصة، وتمكين الدولة من بسط سلطتها الكاملة على كل أراضيها ومرافقها وضبط وارداتها، وإعادة الاعتبار لمعايير الكفاءة والجدارة والاستحقاق في شغل المناصب في إدارات الدولة ومؤسساتها، واعتماد قواعد المساءلة والمحاسبة المؤسساتية على أساس الأداء.

5- التوقف عن تزوير عنوان مكافحة الفساد وتحويله إلى حملة انتقام وتصفية حسابات سياسية والعمل على استعادة ثقة اللبنانيين والعالم بالإدارة اللبنانية عبر مكافحة حقيقية نزيهة ومنزهة ومتجردة للفساد، وعبر إرساء دولة القانون الذي يطبق على الجميع من دون استثناء.

6- الخروج من حالة التأخير والمماطلة في إصدار التشكيلات القضائية بذرائع غير مقنعة، والإفراج فورا عن هذه التشكيلات كما وضعها مجلس القضاء الأعلى، بما يزيل الشبهات حول النية في التحكم بمفاصل السلطة القضائية لغايات سياسية، ويثبت جدية وصدقا في التوجه لمحاربة الفساد.

7- إدراك مخاطر العزلة التي أصبح عليها لبنان في علاقاته العربية والدولية والمسارعة الى ترميم علاقاته العربية والدولية عبر تأكيد النأي بالدولة اللبنانية والحكومة بكل مكوناتها عن أي صراعات أو محاور إقليمية ودولية، تجنبا للمزيد من التداعيات السلبية على الصعد السياسية والاقتصادية والمالية والنقدية، واستعادة ثقة المواطنين والمجتمعين العربي والدولي".

وحذر بيان رؤساء الحكومات السابقين "من مغبة مواصلة العهد وحكومته السياسات والممارسات التي تقود بلدنا إلى أزمة وطنية خطيرة تحول المصاعب إلى انهيار، والمعاناة إلى انفجار، وندعوهما إلى العودة فورا إلى اعتماد المعالجات الحقيقية الموعودة التي تجمع اللبنانيين ولا تفرقهم، في إطار احترام ميثاق الطائف والدستور والقوانين، واستعادة ثقة المواطنين بدولتهم، واستعادة الثقة العربية والدولية بلبنان، حفاظا على مصلحته ومصلحة جميع اللبنانيين".

وتابع: "لقد عادت التحركات إلى الشارع في المدن والبلدات اللبنانية، رغم الإجراءات المانعة من وزارة الصحة بسبب أخطار جائحة الكورونا، وهذا يعني أنه بعد صبر استطال لأكثر من ثلاثة أشهر والمزيد من تفاقم الأزمات وانتشار الحاجة والفاقة، خرج المواطنون ليعلنوا عن الغضب والخيبة والمطالبة بالإصلاح ووقف الانهيار والالتفات إلى الحاجات الأساسية للبنانيين".

وأردف: "إننا بالطبع لا نقبل التعرض بالتدمير والتخريب للمؤسسات المصرفية والمحلات التجارية والأملاك الخاصة والعامة. كما لا نقبل التعرض للجيش والقوى الأمنية التي نوجه إليهما التحية على صمود قياداتهما وعناصرهما وتعاطفهما مع المطالب المحقة للشعب اللبناني. لكننا ومن جانب آخر، نطالب بأن تكون هناك تحقيقات لجلاء الحقيقة في أحداث العنف، وفي سقوط القتلى والجرحى. كما أننا، ومن جانب ثالث، لا نقبل هذا الاستخدام للجيش والقوى الأمنية كأنما هذه الأجهزة هي التي تضيق على المواطنين عيشهم وحرياتهم".

وختم: "إننا نعاهد جميع اللبنانيين، ومنهم أهلنا في طرابلس والشمال وبيروت وصيدا والجنوب والبقاع والجبل، أن نبقى أمناء لقضاياهم ومشكلاتهم التي هي مشكلات وطنية لا يمكن تجاهلها ولا غض النظر عن الإساءات التي تسبب بها هذا العهد وحكومته لجمهور المواطنين ولنظام لبنان ودستوره".

حوار

سئل الرئيس السنيورة: "الحكومة والعهد يتهمان، ولو بطريقة غير مباشرة، تيار المستقبل بالوقوف وراء التحركات الحاصلة في طرابلس وغيرها لإسقاط هذه الحكومة"؟

أجاب: "هذا ليس صحيحا".

 

الامين العام للقاء الأرثوذكسي النائب السابق مروان ابو فاضل زار الراعي: موقف البطريرك الراعي أتى بلسما للجرح الارثوذكسي العميق

وطنية - الخميس 30 نيسان 2020

زار الامين العام للقاء الأرثوذكسي النائب السابق مروان ابو فاضل البطريرك الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي في المقر البطريركي في بكركي.

بعد اللقاء أصدر ابو فاضل البيان التالي: "تشرفت بزيارة صاحب الغبطة كما تزودت ببركته لا سيما اننا في زمن القيامة المجيدة. ولقد تم البحث في مجمل الامور المطروحة على الصعيد السياسي والاقتصادي والاجتماعي في هذه المرحلة الدقيقة من تاريخنا المعاصر، وعبر صاحب الغبطة عن حزنه العميق لما آلت اليه الامور في وطننا لبنان". اضاف: "نثمن عاليا في اللقاء الارثوذكسي ما ورد في عظة صاحب الغبطة نهار الاحد 26 نيسان الحالي حيث أعلن بحرفيته ما يلي: "إن لبنان الامة المؤلفة من مجموعات غير متجانسة دينيا وثقافيا، اعتمد في نظامه، دستوريا وميثاقيا، الحوار وصيغة المشاركة المتوازنة والمحافظة على ثقافة كل مجموعة من مجموعاته وعاداتها وتقاليدها ودورها في الحياة العامَّة، ومساواتها مع غيرها، والحفاظ على العرف في الدولة. فلا يمكن تأمين الاستقرار الداخلي باعتماد الاقصاء أو التفرد أو التَّذويب هذا ما اشتكى منه في الآونة الأخيرة إخوتنا الارثوذكس، وطالبوا برفع الغبن الذي لحق بهم من جرَّاء التَّعيينات الاداريَّة، لا من باب المحاصصة بل من باب المشاركة الفاعلة والاغتناء المتبادل. فلبنان كالفسيفساء إذا رفع حجر منها اعتلت كلها. هكذا إن اعتلال اي مكون في عائلة الوطن هو اعتلال للوطن برمته".

وختم: "لا أستغرب هذا الموقف الصادر عن مرجع وطني كبير مثل البطريرك الراعي، وقد أتى بمثابة بلسم للجرح العميق الذي يدمي قلب الارثوذكسيين وأتوجه شخصيا لمن لم ينصت جيدا لمثل هذا الكلام الجوهري ممن ناشدناهم وحاورناهم منذ بداية هذا العهد فأمعنوا في الاجحاف بحقوق الطائفة الارثوذكسية واعتمدوا معايير الارتهان والاستزلام في تمثيلنا في السياسة والادارة عوضا عن اعتماد معايير التمثيل الحقيقي للوجدان الارثوذكسي والكفاءة والنزاهة في هذين المضمارين".

 

اللقاء الارثوذكسي يستنكر محاولة التعدي على منزل الفرزلي

مواقع الأكترونية/30 نيسان/2020

صدر عن اللقاء الارثوذكسي البيان الآتي: انسجاما مع موقفنا وعملنا في اللقاء الارثوذكسي، اننا نتلاقى مع كل المطالب الشعبية المحقة، لكن في الوقت نفسه نرفض كل الرفض الأساليب الذي يلجأ اليها بعض المشاغبين في التهجم على الجيش والقوى الامنية والتعرض للكرامات الشخصية تحت شعار "كلهم يعني كلهم"، ونتوقف اليوم بشكل خاص عند ما حصل من محاولة مبتذلة لاقتحام دارة نائب رئيس المجلس النيابي ايلي الفرزلي، رئيس مجلس الأمناء في اللقاء الأرثوذكسي، في بلدته جب جنين ونؤكد ان الديمقراطية تحتم النقاش والحوار وليس الاعتداء بهذه الطريقة الرخيصة على من يمثل قيم الارثوذكسية المشرقية والذي لم تلوث يديه بالمال العام، وذلك بغية اثارة النعرات لاهداف باتت مكشوفة ومعروفة نرفضها رفضا قاطعا.

 

الحريري: إذا كانت خطة الحكومة الاقتصادية إيجابية سنسير بها وحل المشكلة القائمة بالتفاوض مع صندوق النقد فلبنان بحاجة إلى ضخ أموال

وطنية - الخميس 30 نيسان 2020

أكد الرئيس سعد الحريري أنه "مع المعارضة لمصلحة البلد، وليس لمصلحة شخصية، في حين أن البعض يعارض لمصلحة شخصية بحتة"، لافتا إلى أن "الرئيس نبيه بري يلعب دورا كبيرا جدا ويعرف كيف يتعاطى مع الناس"، مشيرا إلى أنه ينسق مع "وليد بيك جنبلاط وكل الأفرقاء من أجل مصلحة الناس".

واستغرب الحريري "تصرف رئيس الحكومة حسان دياب، ولماذا يتحدث بنفس كلمات جبران باسيل ورئيس الجمهورية العماد ميشال عون عن تحميلنا مسؤولية أخطاء الثلاثين سنة الماضية، بينما أنه حين زارني تحدث عن مدى تقديره لرفيق الحريري وآل الحريري"، وقال: "إن الاستهداف مستمر من خلال تحميلنا مسؤولية الثلاثين سنة الماضية وإصدار الأحكام المسبقة في حقنا. وإذا اعتقد الأستاذ جبران باسيل أنه بإمكانه أن يسجن جميع الناس ف"فشر على رقبته"، فهذا موضوع يمس بكرامات الناس".

أضاف: "إن الحل الوحيد للمشكلة القائمة اليوم هو بالتفاوض مع صندوق النقد الدولي لأن لبنان بحاجة إلى أن نضخ فيه أموالا، وليس أن نأخذ من ودائع الناس. وإذا كانت خطة الحكومة الاقتصادية إيجابية فسنسير بها.

كلام الرئيس الحريري جاء خلال دردشة مع الصحافيين، عصر اليوم، في "بيت الوسط"، حيث قال: "إن البلد سائر نحو التأزم، ولا بد من القيام بأمر ما. نحن نقول إن صندوق النقد الدولي هو السبيل الوحيد الذي يجب اعتماده، لأن لبنان في حاجة إلى أن نضخ فيه أموالا، وليس أن نأخذ من ودائع الناس. لا بد من إجراء حوار مع صندوق النقد الدولي توصلا إلى أفضل حل".

أضاف: "واضح ألا شيء تغير، في السياسة، الاستهداف مستمر من خلال تحميلنا مسؤولية الثلاثين سنة الماضية وإصدار الأحكام المسبقة في حقنا. وإذا اعتقد الأستاذ جبران باسيل أن بإمكانه أن يسجن جميع الناس ف"فشر على رقبته"، فهذا موضوع يمس بكرامات الناس. هناك شخص استلم الكهرباء على مدى 11 سنة وكبد خزينة الدولة 42 مليار دولار خسائر، فليسائله الشعب عن ذلك. لقد حاولنا أن نحل أزمة كهرباء منذ مدة طويلة. وإذا أردنا اليوم أن نتحدث عن هذا الموضوع بلغة العقل، فهذا ممكن. لكن إذا أردوا أن يفتحوا "عصفورية" ويطلقوا التهديدات على الدوام، فإني أقول إننا لا نخاف إلا من الله سبحانه وتعالى، والله معنا".

وتابع: "نحن مستمرون في المعارضة، ونعتبر أن الرئيس نبيه بري يلعب دورا كبيرا جدا، لا لأنه يأخذ وجهة نظرنا، بل لأن لديه حكمة ويعرف كيف يتعاطى مع الناس ويعرف كيف يوجه كلمة إذا كان هناك أمر ما يجب أن يحصل. نحن مع وليد بيك وننسق معه ومع كل الأفرقاء، ليس بهدف تكوين جبهة معارضة، كما يعتقد البعض، بل من أجل مصلحة الناس ونقطة على السطر".

وأردف: "صحيح أن هناك أخطاء حصلت في السابق، لكن هناك من يريد أن يحمل سعد الحريري كل هذه الأخطاء. كلا، سعد الحريري يتحمل الجزء الذي كان موجودا فيه، لكن هناك أناس عطلوا البلد لسنين وسنين وخربوا البلد، ويأتون اليوم ويحدثوننا بالعفة".

سئل: ألا تتخوف من أن يتحول موقفك هذا من النائب جبران باسيل إلى مواجهة حادة معه؟

أجاب: "أصلا جبران باسيل غير موجود، إلا لأن هناك حزب الله، فهذا هو جبران باسيل".

سئل: ماذا لو حصلت مواجهة في الشارع بين "تيار المستقبل" و"التيار الوطني الحر"؟

أجاب: "لن تكون هناك مواجهة، فهل نزل تيار المستقبل ولو لمرة واحدة منذ أيام رفيق الحريري في مواجهة أحد في الشارع. لقد نزلنا في السابق بمظاهرات سلمية لتحرير البلد من السوريين، نزلنا لكي نطالب بالحقيقة عند استشهاد الرئيس رفيق الحريري، هذا هو تيار المستقبل".

قيل له: اليوم، باتت المواجهة عنيفة بين الشارع والجيش والأجهزة الأمنية، وهذا الجمهور بجزئه الأكبر جمهورك؟

أجاب: "بداية، هذا ليس جمهوري، فجمهوري لا يكسر ولا يقتل. جمهور رفيق الحريري ومحبو رفيق الحريري لم يؤذوا أحدا في حياتهم. جمهور رفيق الحريري وسعد الحريري يبني، ولا يدمر. جمهورنا هو من يفكر ويصبر ويعرف كيف أن المنطقة ككل تعاني، وكيف يمكننا أن نخرج من هذه الأزمة والمصيبة التي ضربت البلد. جمهورنا لا يكسر، الذين يكسرون في طرابلس هم ربما أهلنا وأولادنا، ولكن أتمنى عليهم ألا يفعلوا ذلك. مع التأكيد أن هناك وجعا وحرقة قلب،. لكن الحل ليس بالتخريب ولا بالإلغاء، بل بأن نجلس سويا لنجد حلا للبلد ككل".

سئل: جمهورك اليوم يلومك لأنك لم تقلب الطاولة على رأس الجميع؟

أجاب: "جمهوري هو الذي طالبني بالاستقالة. أنا اليوم مرتاح وضميري مرتاح. لقد نفذت ما طالب به الثوار. واليوم، هناك حكومة يجب أن تستمع الى ما يريدونه وتلبي لهم مطالبهم".

سئل: كيف تقيم عمل حكومة الرئيس حسان دياب؟

أجاب: "هناك عمل تقوم به هذه الحكومة، لكني لا أفهم لماذا الرئيس دياب "حاطط حطاطو" تحميلنا مسؤولية 30 سنة؟ ولماذا يتحدث بنفس كلمات جبران باسيل ورئيس الجمهورية؟ حين أتى لزيارتي لم يتحدث هكذا، بل أعرب عن مدى تقديره لرفيق الحريري ولآل الحريري. خلال الثلاثين سنة الماضية وقعت أخطاء، وهم اليوم يتحدثون عن حاكم مصرف لبنان والمصارف ويريدون تحميلهم المسؤولية، لكن من استدان 90 مليار دولار؟ أليست الدولة اللبنانية من استدان؟ 45 مليار دولار منها انفقت على الكهرباء، فهل أستطيع أن أعرف لماذا؟ أنا أعرف لماذا، لكن هل يمكنهم أن يشرحوا للشعب اللبناني الأسباب. على الرئيس حسان دياب أن يقوم بعمله، ولا نطلب منه أكثر، وأنا قلت إنني لن أتكلم قبل مضي مئة يوم على تشكيل الحكومة ولامني كثيرون على ذلك".

سئل: هل هناك تفريط بصلاحيات رئيس الحكومة برأيك؟

أجاب: "هل بقي هناك من صلاحيات؟".

قيل له: لكن دور "حزب الله" في الحكومة اليوم متماه مع الرئيس نبيه بري؟

أجاب: "المشكلة في البلد اليوم هي بممارسات جبران باسيل، فمن يحميها؟ وحزب الله معظم الوقت لا يوافق عليها بالتأكيد، لكن في النهاية يتحمل الحزب المسؤولية لأنه يحمي جبران باسيل".

قيل له: لكن هناك أشخاص متألمون يموتون جوعا؟

أجاب: "لذلك، أدعو إلى البحث في أساس المشكلة. لا بد من التوجه إلى صندوق النقد الدولي لأنه الحل الوحيد. أما بالنسبة إلى شروطه فعليهم اجراء مفاوضات معه ويكونوا شفافين مع الناس. وإذا كان ذلك يحل المشكلة ويريح البلد، فالناس سيقبلون به، وأنا شخصيا كنت سأقوم بذلك".

سئل: يقال إن العهد يستفرد بفريقك ويريدون محاسبته؟

أجاب: "أهلا وسهلا. عن أي محاسبة يتكلمون؟ حتى العفو العام حولوه إلى مسألة طائفية بين مسلم ومسيحي، فهل هناك أغبى أو أوقح من ذلك؟ أفهم أن يرفض البعض العفو العام عمن قتل عسكريين. وأنا أيضا لا أوافق على العفو عنهم وأتمنى حتى أن يحكموا بالإعدام، لكني لا اقبل بأن يرفض البعض العفو العام اعتباطيا، فهناك محكومون بقضايا مخدرات لا تتجاوز أعمارهم ال16 عاما، فهل يجوز أن نتعاطى معهم بهذه العقلية؟ البعض يناقش هذا الموضوع بعنصرية، ومعروف من هو العنصري".

سئل: هل هذا يعني أننا متجهون نحو المزيد من التأزم؟

أجاب: "كلا، ليقدموا خطة جيدة إلى البلد، ونحن نسير بها".

قيل له: لكن الدولار وصل الى 4000 ليرة؟

أجاب: "أعرف ذلك، لكن هناك عمل ينجز، فلنر إن كانت هناك أمور إيجابية فسنسير بها. لا يعتقدن أحد أننا نمسك السلم بالعرض. نحن حين نعارض فلمصلحة البلد نقوم بذلك، ولسنا كغيرينا ممن يعارض لمصلحته الشخصية السياسية البحتة ولا يهمه البلد ولا الناس ولا أن يكون الدولار قد وصل إلى 4000 ليرة أو أكثر. نحن سننظر إلى الخطة الاقتصادية التي قدمتها الحكومة، وإذا وجدنا فيها أمرا إيجابيا فسنسير بها، فهذا هو الفارق بيننا وبين غيرنا الذي إذا قدمنا نحن خطة كان ليرفضها تلقائيا فقط لأن سعد الحريري هو من قدمها".

قيل له: يتحدثون عن أجواء دولية إيجابية؟

أجاب: "أهلا وسهلا، فليتفضلوا وينظموا المؤتمرات، هل أنا من يمنعهم؟ إذا كان بالفعل المجتمع الدولي يريد ذلك، فهل سعد الحريري سيمنعه أو يعرقل تنفيذ مقررات مؤتمر سيدر؟ قبل أن أصل ببضعة أيام، بدأت حملة ضدي تقول إني آت لإسقاط الحكومة وغيرها".

سئل: هل أنت مع إسقاط هذه الحكومة؟

أجاب: "إذا فشلت بالتأكيد مع إسقاطها بشكل شنيع".

سئل: إذا سقطت هذه الحكومة وأعيد تكليفك، فهل أنت جاهز لهذه المسؤولية؟

أجاب: "مع جبران باسيل كلا".

كوبيش

وكان الحريري التقى، عصر اليوم، في "بيت الوسط"، المنسق الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في لبنان يان كوبيش، بحضور الوزير السابق غطاس خوري، وتناول اللقاء آخر المستجدات في لبنان.

 

/New A/E LCCC Postings for todayجديد موقعي الألكتروني ل ليوم 30 نيسان و01 آذار/2020

رابط الموقع
http://eliasbejjaninews.com

المقالة الرابعة والأخيرة/الكولونيل شربل بركات/(04 من 04)مجزرة بلدة عين إبل 05 أيار سنة 1920 والتي كان من نتائجها سقوط حكم فيصل واعلان دولة لبنان الكبير

01 أيار/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/85654/85654/

 

اضغط على الرابط في أسفل لقراءة نشرة أخبار المنسقية العامة المفصلة، اللبنانية والعربية ليوم 01 أيار/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/85703/%d9%86%d8%b4%d8%b1%d8%a9-%d8%a3%d8%ae%d8%a8%d8%a7%d8%b1-%d8%a7%d9%84%d9%85%d9%86%d8%b3%d9%82%d9%8a%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%b9%d8%a7%d9%85%d8%a9-%d9%84%d9%84%d9%85%d8%a4%d8%b3%d8%b3%d8%a7%d8%aa-695/

 

Click Here to read the whole and detailed LCCC English News Bulletin forMay 01/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/85701/lccc-english-newsbulletin-for-lebanese-global-news-may-01-2020/

 

مجلس الوزراء اللبناني اقر بالاجماع الخطة الاقتصادية المالية على أن يطلب 10 بلايين دولار من مجلس النقد الدولي

Lebanon approves economic rescue plan & Will ask for $10bn bailout backed by IMF

مجلس الوزراء اللبناني اقر بالاجماع الخطة الاقتصادية المالية في قصر بعبدا عون: اي تطورات سلبية تصعب الوضع العام دياب: وضعنا القطار على السكة الصحيحة

الحكومة تقرّ الخطة الاقتصادية.. طمعاً برضى صندوق النقد الدولي

دياب أعلن الخطة المالية للحكومة: ستضع لبنان على المسار الصحيح نحو الانقاذ المالي والاقتصادي

Aoun: Endorsement of Financial Plan a Historic Step for Lebanon

Diab: Govt. Will Seek IMF Assistance, Over $10 Billion in Foreign Aid

Lebanon approves economic rescue plan following days of deadly violence against protesters

Lebanon to ask for $10bn bailout backed by IMF

Lebanese PM says Cabinet will seek IMF financial assistance

Lebanon PM Hassan Diab hopes for IMF program

http://eliasbejjaninews.com/archives/85697/%d9%85%d8%ac%d9%84%d8%b3-%d8%a7%d9%84%d9%88%d8%b2%d8%b1%d8%a7%d8%a1-%d8%a7%d9%84%d9%84%d8%a8%d9%86%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%a7%d9%82%d8%b1-%d8%a8%d8%a7%d9%84%d8%a7%d8%ac%d9%85%d8%a7%d8%b9-%d8%a7%d9%84/

 

Germany outlaws all Hezbollah activities, including by political wing

*ألمانيا تحظر بشكل كامل حزب الله.. وتصنفه إرهابيا/العربية.نت – وكالات/30 نيسان 2020

*ألمانيا تصنّف حزب الله منظمة إرهابية وتحظر كافة أنشطته

*الشرطة الألمانية تداهم مقرات جمعيات خيرية يستغلها الحزب كغطاء لأنشطته/العرب/30 نيسان/2020

*سفير أميركا بألمانيا: يجب حرمان حزب الله من نشاطه بأوروبا/العربية.نت/30 نيسان 2020

*السعودية: نرحب بتصنيف ألمانيا حزب الله منظمة إرهابية/ العربية.نت/30 نيسان 2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/85685/%d8%a3%d9%84%d9%85%d8%a7%d9%86%d9%8a%d8%a7-%d8%aa%d8%ad%d8%b8%d8%b1-%d8%a8%d8%b4%d9%83%d9%84-%d9%83%d8%a7%d9%85%d9%84-%d8%ad%d8%b2%d8%a8-%d8%a7%d9%84%d9%84%d9%87-%d9%88%d8%aa%d8%b5%d9%86%d9%81%d9%87/

 

البطريركُ الراعي والحاكِمُ الباقي

سجعان قزي/افتتاحية جريدة النهار/30 نيسان 2020

هل يَحقُّ لرجالِ الدينِ الشيعةِ فقط أن يَتدخّلوا في السياسةِ والأمنِ والقتالِ ويُرشِدوا ويُقرِّروا ويُهاجموا فيما هو ممنوعٌ على رجالِ الدينِ المسيحيّين والسُنّةِ والدروز؟ ما هذه الذِميّةُ الجديدةُ؟ وبالمناسبةِ، هل تَعتبرون السيّدَ حسن نصرالله رجلَ دينٍ أو رجلَ سياسة؟ إذا كان رجلَ دينٍ لماذا يتعاطى السياسةَ؟ وإذا كان رَجلَ سياسيةٍ لماذا يَترأّسُ حزبًا دينيًّا؟ وإذا كان الإثنين معًا لماذا تَنتقدون الآخرين؟

http://eliasbejjaninews.com/archives/85676/%d8%b3%d8%ac%d8%b9%d8%a7%d9%86-%d9%82%d8%b2%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d8%a8%d8%b7%d8%b1%d9%8a%d8%b1%d9%83%d9%8f-%d8%a7%d9%84%d8%b1%d8%a7%d8%b9%d9%8a-%d9%88%d8%a7%d9%84%d8%ad%d8%a7%d9%83%d9%90%d9%85%d9%8f/

 

حرب الميليشيات لاحتلال مصرف لبنان والاتصالات والطاقة

مارك ضو/المدن/30 نيسان/2020/

http://eliasbejjaninews.com/archives/85690/%d9%85%d8%a7%d8%b1%d9%83-%d8%b6%d9%88-%d8%ad%d8%b1%d8%a8-%d8%a7%d9%84%d9%85%d9%8a%d9%84%d9%8a%d8%b4%d9%8a%d8%a7%d8%aa-%d9%84%d8%a7%d8%ad%d8%aa%d9%84%d8%a7%d9%84-%d9%85%d8%b5%d8%b1%d9%81-%d9%84%d8%a8/