المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكنديةLCCC/

نشرة الأخبار العربية ليوم 30 آذار/2020

اعداد الياس بجاني

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/eliasnews19/arabic.march30.20.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

قالَ لَهُم يَسُوع: «أَنَا مَعَكُم بَعْدُ زَمَنًا قَلِيلاً، ثُمَّ أَمْضِي إِلى مَنْ أَرْسَلَنِي. سَتَطْلُبُونِي فَلا تَجِدُونِي، وحَيْثُ أَكُونُ أَنَا لا تَقْدِرُونَ أَنْتُم أَنْ تَأْتُوا

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياته

الياس بجاني/متى ينتهي زمن نصرالله الإحتلالي والإستكباري والإرهابي والواهم والمفرسن؟

الياس بجاني/بالصوت والنص تأملات في عِّبر ومعاني عجيبة شفاء الأعمى الشحاذ برطيما أبن طيما

الياس بجاني/العمى الحقيقي هو عمى القلب والغربة عن المحبة والإيمان

 

عناوين الأخبار اللبنانية

فيديو عنوانه: الحجارة تتكلم لمن يصغي إليها. المطران عريضة يرهن صليبه لإطعام شعبه.

وزارة الصحة اللبنانية: 438 حالة مثبتة بفيروس كورونا بزيادة 26 عن يوم أمس

غرفة العمليات: 26 حالة جديدة و27 مريضاً يتعافون

مسيرتان في القبة وجبل محسن: الموت بالكورونا أهون من الموت بالجوع

مسيرتان في القبة وجبل محسن: الموت بالكورونا أهون من الموت بالجوع

ربما لكثرة ما تاملنا توصلنا الى نتيجة المبدا القائل: نحصد ما نزرع/الأب سيمون عساف/29

إلى العذراء في وباء الكورونا/الأب سيمون عساف

توقيف الناطق باسم الحراك في خيمة اعتصام حلبا

النهار: الحكومة تهتزّ تحت إنذار برّي والثلثاء آلية العودة

الحكومة اللبنانية حبيسة التجاذبات بين "الإخوة الحلفاء"

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الأحد في 29/3/2020

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

أهالي من طرابلس والضاحية الجنوبية ينتفضون على الجوع

340 ألف "مؤمّن" محرومون من تغطية علاج كورونا

"تحية عسكرية" للعاملين في مستشفى الحريري تقديراً لفدائيتهم

"كورونا"ذريعة لانتهاكات ضد حقوق الانسان

مصرف لبنان ينأى بنفسه...سعر الدولار يواصل الإرتفاع

لبنان يقترب من عودة النفايات لتغرق الشوارع  وخطر محتمل من نفايات المستشفيات وأقنعة المنازل الملوثة بـ«كورونا»

اطلالات نصرالله المستمرة.. هي الحرب فعلاً؟

دير القمر تفجع بوفاة البروفسور نعمة...قتله كورونا بعد مؤتمر عنه

وفاة الطبيب اللبناني سامي رضا بعد إصابته بكورونا في فرنسا... هذا ما كشفته زوجته

بعد تهديده.. "اعلاميون من اجل الحرية" تعلن تضامنها مع الاعلامي رمزي عزام

لبنان يسجل حالتي وفاة جديدتين بفيروس كورونا

لبنان يتشدد في تطبيق حظر التجول مع ارتفاع إصابات «كورونا» إلى 438

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

وفيات “كوفيد19-” عالمياً تتجاوز 33 ألفاً… ثلثاها في إيطاليا وأوروبا

تسجيل 680 ألف إصابة والولايات المتحدة تتصدر القائمة وارتفاع عدد المتعافين إلى 142 ألفاً

بلجيكا: تشخيص أول قطة مصابة بفيروس كورونا

الفاتيكان: البابا فرنسيس ومساعدوه ليسوا مصابين

“نيوزويك”: أميركا مستعدة لوفاة سياسيين كبار

أرقام مخيفة للوفيات في بريطانيا… وجونسون: القادم أسوأ

زوجة رئيس وزراء كندا تعلن شفاءها

“كوفيد19” يظلُّ على الكمامات 7 أيام

انتحار وزير بولاية ألمانية بسبب «قلقه البالغ» من التداعيات الاقتصادية لـ«كورونا»

رئيس «نوفارتس»: علاج للملاريا أكبر أمل في مواجهة «كورونا»

إسبانيا تسجل أكثر من 800 وفاة بـ«كورونا» في يوم واحد

أكثر من 2600 وفاة بفيروس «كورونا» في إيران

روحاني: تفشي الفيروس بلغ ذروته ببعض المحافظات

تركيا مُكتظة بنصف مليون مصاب بـ”كوفيد- 19 وانتقادات لحكومة أردوغان

التحالف يُحبط هجوماً صاروخياً على الرياض وجازان ويدمر “بالستيين”

التحالف الدولي يسلم قاعدة كركوك إلى القوات العراقية والزرفي تعهد تلبية مطالب المتظاهرين وإجراء الانتخابات المبكرة

السيسي وولي عهد أبوظبي يُنسِّقان لمواجهة التحديات الإقليمية

الأمم المتحدة تدعو لهدنة بسورية وتحذر من كارثة

الزرفي يبحث مع سفراء الاتحاد الأوروبي أولويات حكومته المرتقبة وتحالف الصدر حذره من الانصياع لـ«المصالح الكتلوية»

اتساع معارك طرابلس... و«خسائر فادحة» في صفوف «الوفاق» ودعوات أميركية وأممية لوقف الحرب... وتجميد فوري لنشر المقاتلين الأجانب

دكتور أحمد المنظري مديرً إقليم الشرق المتوسط بمنظمة الصحة العالمية: لم نوصِ بأي دواء لـ«كوفيد- 19»... و20 لقاحاً قيد التطوير وصعوبة التكهن بنشاط الفيروس خلال الصيف

الإمارات والنظام السوري: اعتراف متأخر بعلاقات لم تنقطع

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

هل عدنا إلى لغة التهديد؟/رولا حداد/أي أم لبنانون

لبنان الذي نعرفه ينتهي/نديم قطيش/موقع أساس

لو يلتفت نصرالله الى «الشيعي المقيم» قبل لبنان المغترب/احمد الحسن/جنوبية

الحريري وبيئته "الحزينة".. من الاعتزال الحكومي إلى العزل السياسي/منير الربيع/المدن

مستشفى الحريري: عمال تنظيفات ومسعفون وأطباء يساكنون الوباء/مروة صعب/المدن

 رياض سلامة ليس وحده/عصام الجردي/المدن

إيران وكورونا… وسلطة رجل الدين/خير الله خير الله/العرب

الحكومات بين صورتها وسلامة سكانها/الشرق الأوسط/عبد الرحمن الراشد

أوروبا: الهجمات المعادية للمسيحيين تصل إلى أعلى مستوياتها في عام 2019/سورين كيرن/معهد كايستون

بيرني ساندرز بين الشخصي والسياسيّ/حازم صاغية/الشرق الأوسط

الحق قوة أم القوة حق؟/خالد القشطيني/الشرق الأوسط

كورونا... الخيط الرفيع بين التطوّر الطبيعي ونظرية المؤامرة/إياد أبو شقرا/الشرق الأوسط

مجموعة العشرين... مواجهة «كورونا» والركود الاقتصادي/د. عبد العزيز حمد العويشق/الشرق الأوسط

الوطنية في زمن «كورونا»/سوسن الشاعر/الشرق الأوسط

قمة العشرين والموضوع الواحد!/حسين شبكشي/الشرق الأوسط

الحكومات بين صورتها وسلامة سكانها/عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

حتي: نريد إجلاء المغتربين اليوم قبل الغد

خارجية وضعت أرقام الخطوط الساخنة للسفارات والقنصليات في الخارج

الراعي: للافادة من هذه العزلة القسرية والاصغاء لكلام الله

 

في أسفل تفاصيل النشرة الكاملة

الزوادة الإيمانية لليوم

قَالَ لَهُم يَسُوع: «أَنَا مَعَكُم بَعْدُ زَمَنًا قَلِيلاً، ثُمَّ أَمْضِي إِلى مَنْ أَرْسَلَنِي. سَتَطْلُبُونِي فَلا تَجِدُونِي، وحَيْثُ أَكُونُ أَنَا لا تَقْدِرُونَ أَنْتُم أَنْ تَأْتُوا

إنجيل القدّيس يوحنّا07/من31حتى36/:”آمَنَ بِيَسُوعَ مِنَ الجَمْعِ كَثِيرُون، وكَانُوا يَقُولُون: «عِنْدَمَا يَأْتِي المَسِيح، أَتُرَاهُ يَصْنَعُ آيَاتٍ أَكْثَرَ مِنَ الَّتِي صَنَعَهَا هذَا؟». وَسَمِعَ الفَرِّيسَيُّونَ مَا كَانَ يَتَهَامَسُ بِهِ الجَمْعُ في شَأْنِ يَسُوع، فَأَرْسَلُوا هُمْ والأَحْبَارُ حَرَسًا لِيَقْبِضُوا عَلَيْه. فَقَالَ لَهُم يَسُوع: «أَنَا مَعَكُم بَعْدُ زَمَنًا قَلِيلاً، ثُمَّ أَمْضِي إِلى مَنْ أَرْسَلَنِي. سَتَطْلُبُونِي فَلا تَجِدُونِي، وحَيْثُ أَكُونُ أَنَا لا تَقْدِرُونَ أَنْتُم أَنْ تَأْتُوا». فَقَالَ اليَهُودُ بَعْضُهُم لِبَعْض: «إِلى أَيْنَ يَنْوِي هذَا أَنْ يَذْهَب، فلا نَجِدَهُ نَحْنُ؟ هَلْ يَنْوِي الذَّهَابَ إِلى اليَهُودِ المُشَتَّتِينَ بِيْنَ اليُونَانيِّينَ، ويُعَلِّمُ اليُونَانيِّين؟ مَا هذِهِ الكَلِمَةُ الَّتِي قَالَهَا: سَتَطْلُبُونِي فَلا تَجِدُونِي، وحَيْثُ أَكُونُ أَنَا لا تَقْدِرُونَ أَنْتُم أَنْ تَأْتُوا؟».

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياته وتغريدات متفرقة

متى ينتهي زمن نصرالله الإحتلالي والإستكباري والإرهابي والواهم والمفرسن؟

الياس بجاني/28 آذار/2020

مختصر كلام السيد الببغائي والإستكباري والواهم اليوم : صف كلام وقح واسقاط لكل ما سببه هو حزبه وإيران من كوارت واجرام وارهاب وفقر وافقار وفوضى ..اسقاط فاجر على معارضي احتلاله والمصارف والسعودية وترامب. ببغائي وممل

 

الياس بجاني/بالصوت والنص تأملات في عِّبر ومعاني عجيبة شفاء الأعمى الشحاذ برطيما أبن طيما

http://eliasbejjaninews.com/archives/73581/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%a8%d8%a7%d9%84%d8%b5%d9%88%d8%aa-%d9%88%d8%a7%d9%84%d9%86%d8%b5-%d8%aa%d8%a3%d9%85%d9%84%d8%a7%d8%aa-%d8%a5%d9%8a%d9%85%d8%a7%d9%86-3/

الياس بجاني/بالصوت/فورماتWMA/تأملات في عجيبة شفاء الأعمى الشحاذ برطيما أبن طيما/29 آذار/2020/اضغط هنا أو على الرابط في أسفل للإستماع للتأملات

http://www.eliasbejjaninews.com/newwma17/elias.blind%20miracle16.wma

الياس بجاني/بالصوت/فورماتMP3/تأملات  في عجيبة شفاء الأعمى الشحاذ برطيما أبن طيما/29 آذار/2020/اضغط هنا أو على الرابط أسفل للإستماع للتأملات

http://www.eliasbejjaninews.com/newmp3.17/elias.blind miracle16.mp3

 

العمى الحقيقي هو عمى القلب والغربة عن المحبة والإيمان

الياس بحاني/29 آذار/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/73581/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%a8%d8%a7%d9%84%d8%b5%d9%88%d8%aa-%d9%88%d8%a7%d9%84%d9%86%d8%b5-%d8%aa%d8%a3%d9%85%d9%84%d8%a7%d8%aa-%d8%a5%d9%8a%d9%85%d8%a7%d9%86-3/

“جئت إلى هذا العالم للدينونة، حتى يبصر الذين لا يبصرون، ويعمى الذين يبصرون”. (يوحنا 09/39)

كم بيننا من أفراد وجماعات هم حقيقة عميان بصيرة، وقليلو إيمان، وخائبو رجاء، في حين أن عيونهم من الناحية الصحية سليمة مئة في المائة، غير إن علتهم تكمن في عمى البصيرة وليس في عمى البصر، فهم وإن كانت عيونهم متعافية إلا أنها تحجب عن عقولهم ووجدانهم وقلوبهم المحبة فيعشون في ظلام دامس بعيدين عن الله.

يعلمنا الكتاب المقدس أن ابن طيما ولد أعمى ولم يكن يعرف الفرق بين النور والظلام، إلا أنه كان متنوراً في قلبه وضميره وإيمانه، وقوى وعنيد وثابت في رجائه.

ورغم أن ٱبْنُ طِيمَا كان أعمى وحاسة النظر عنده تالفة ومعطلة، غير أنه ومن خلال إيمانه وثقته بالله أدرك بعقله وقلبه أنه في حال ذهب إلى المسيح وطلب منه الشفاء فبقدرته أن يشفيه ويعيد له نعمة النظر التي حرم منهما منذ ولادته.

عندما اقترب من المسيح تمرد ورفض التقيد بتعليمات وتحذيرات الذين حاولوا منعه من تحقيق غايته فلم يأبه ولم يرتد ورفع صوته عالياً ومدوياً معلناً أن المسيح هو المخلص وأنه قادر على إعادة نظره إن رغب بذلك، وطلب من المسيح أن يشفيه فكان له ما أراد.

لم ييأس ولم يُحبط ولم يقبل بوضعية العاجز غير القادر على رؤية طريق الخلاص والسير عليها.

عرّف قدرة وألوهية المسيح ولجأ إليه طالباً الرحمة والنعمة فحصل عليهما ومن ثم تبعه وتتلمذ له.

رفض الإذعان لهرطقات الكتبة والفريسيين وبعناد الأبطال لم يُبدل ولم يغير كلمة واحدة عما قاله عن الأعجوبة.

اتُهم بالخيانة والعمالة للغريب إلا أنه تمسك بالحقيقة وشهد لها غير مبالي بما سيوقعه عليه رجال الدين اليهود من تحريم ونبذ وعقاب ومضايقات.

مشى الطريق لأنه كان في النور وهم ضلوا لأنهم عميان بصر وبصيرة وقليلي إيمان.

ولو نظرنا اليوم حولنا في زمننا الحالي نجد أن الحال لم يتغير حيث أن جماعات المؤمنين يتعرضون للمضايقات والاضطهاد والذل والأذى الجسدي في معظم بلدان العالم إلا أنهم يقاومون بعناد متكلين على الله تماماً كما كان حال ابن طيما.

ما أحوجنا اليوم كلبنانيين مقيمين ومغتربين أن نقتدي بمثال هذا الأعمى المؤمن فنسير بقوة وعناد وإيمان وثبات على طريق الخلاص ونطلب من الله نعمة النور الإيماني لينير دروبنا وعقولنا وينجينا من شر عبادة مقتنيات الأرض الفانية وأن لا يدخلنا في فخاخ الشرور والتجارب الإبليسية.

من المحزن أن دفة سفينة وطننا الأم لبنان يمسك بها ويتحكم بحركتها رعاة وقادة وسياسيين ومسؤولين عميان بصر وبصيرة وقد وقعوه بسبب قلة إيمانهم وخور رجائهم في آفات الفوضى والاضطرابات والحروب وزرعوا بين أبنائه بذور الفتنة وثقافة الموت .

يا رب نتضرع اليك أن تحمي لبنان وأهله وأن ترد له السلام والمحبة وأن تنور عقولنا لندرك أنك محبة، ولتبعدنا عن  ظلمة الخطيئة وترد عنا التجارب.

**الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الالكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الالكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

فيديو عنوانه: الحجارة تتكلم لمن يصغي إليها. المطران عريضة يرهن صليبه لإطعام شعبه.

اين نحن اليوم من رجال دين قادة ومتواضعين ويعملون بإيمان من أجل الناس

http://data.eliasbejjaninews.com/eliasnews19/VID-20200329-WA0023.mp4

 

وزارة الصحة اللبنانية: 438 حالة مثبتة بفيروس كورونا بزيادة 26 عن يوم أمس

وطنية - الأحد 29 آذار 2020

أصدرت وزارة الصحة العامة التقرير اليومي عن آخر الاصابات بفيروس كورونا وجاء فيه: "حتى تاريخ 29/3/2020 بلغ عدد الحالات المثبتة مخبريا في مستشفى الحريري الجامعي ومختبرات المستشفيات الجامعية المعتمدة إضافة إلى المختبرات الخاصة 438 حالة بزيادة 26 حالة عن يوم أمس.

كما، سجلت حالتا وفاة لدى مريضين يعانيان من أمراض مزمنة، كلاهما في العقد الثامن من العمر، أحدهما في مستشفى القديس جاورجيوس الجامعي، والثاني في مستشفى اوتيل ديو الجامعي، مما يرفع عدد الوفيات الى عشرة. هذا، وتشدد الوزارة على تطبيق جميع الإجراءات الوقائية، بخاصة التزام الحجر المنزلي التام الذي أضحى مسؤولية أخلاقية فردية ومجتمعية واجبة على كل مواطن و ان أي تهاون بتطبيقها سيعرض صاحبها للملاحقة القانونية والجزائية".

 

غرفة العمليات: 26 حالة جديدة و27 مريضاً يتعافون

المدن/30 آذار/2020

أصدرت غرفة العمليات الوطنية لإدارة الكوارث، في السرايا الحكومية الكبيرة، تقريرها اليومي حول فيروس كورونا في لبنان في 29 آذار، عن الوضع الحالي للوباء والمنحى العام له، وجاء فيه: مجموع الحالات التي تم تسجيلها من 21 شباط: 438 حالة. الحالات الجديدة 26، عدد الحالات الحرجة 4، عدد الحالات التي تعافت 27، وعدد الوفيات 10 أشخاص. بينما أجري إلى حد اليوم 6397 فحصاً مخبرياً في لبنان. أظهر التقرير زيادة طفيفة في عدد الحالات الجديدة المصابة. وهذا يشير إلى وجود خط بياني تنازلي. لكن فعالية الإجراءات الحكومية بالحجر المنزلي غير كافية لوحدها لقراءة هذا التراجع الملحوظ في الإصابات، خصوصاً أن عدد الفحوصات ما زالت قليلة قياساً بعدد سكان لبنان. فعدد الفحوصات اليومي يتقدم بشكل بطيء ويكاد يقتصر على نحو مئتي فحص باليوم. هذا ويتضمن التقرير شرحاً لانتشار الوباء جغرافياً في المناطق اللبنانية بواسطة الخرائط. إذ ظهر من خلال التوزع الجغرافي للمصابين أن عدد الإصابات في المتن 81 حالة، وفي بيروت 69 حالة، وكسروان 51 حالة، ثم بعبدا 43 حالة وجبيل 36 حالة. وبقي عدد الحالات في زغرتا 29 حالة، وهناك 55 حالة غير محددة بعد. بينما تراوح عدد الحالات في بقية المناطق من حالة واحدة إلى 14 حالة مثل عكار و12 حالة في البترون، و11 حالة في طرابلس.  ويضمن التقرير شرحاً لتوزع المصابين بحسب الجنس والعمر، عبر استخدام وسائط الرسوم البيانية الإحصائية. وأظهر التقرير أن 55 في المئة من الإصابات ذكور 45 في المئة إناث. كما أظهر أن نسب الإصابات بحسب الأعمار مستقرة، وهي على سبيل المثال: 3 في المئة فقط من المصابين تفوق أعمارهم الثمانين عاماً، و16 في المئة للأعمار التي تتراوح بين 40 و49 عاماً. بينما أغلب الإصابات هي بين الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 20 و 29 عاماً، إذ بلغت نسبتهم 22 في المئة من مجمل المصابين.

 

مسيرتان في القبة وجبل محسن: الموت بالكورونا أهون من الموت بالجوع

وطنية - الأحد 29 آذار 2020

أفاد مندوب "الوكالة الوطنية للاعلام" في طرابلس، أن شبانا من طرابلس خرقوا منع التجول، ونظموا مسيرتين، الأولى تجوب في هذه الأثناء شوارع منطقة القبة، ويردد المشاركون فيها هتافات تطالب بابجاد حلول ميدانية وعملية لتقديم المساعدات للطبقة الفقيرة والمعدومة، وللمواطنين الذين يعتاشون من عملهم اليومي. والثانية جابت أحياء منطقة جبل محسن، وقطع المحتجون الطريق العام عند طلعة الشمال احتجاجا على الأوضاع الاقتصادية الصعبة، مرددين هتافات "الموت بالكورونا أهون من الموت بالجوع"، ومنددين باجراءات التعبئة العامة كمنع التجول ليلا والاقفال نهارا، "من دون ايجاد بديل للمواطنين الذين توقفت أعمالهم".

 

ربما لكثرة ما تاملنا توصلنا الى نتيجة المبدا القائل: نحصد ما نزرع

الأب سيمون عساف/29 آذار/2020

انها المهزلة! الى اي حد وبهذه السهولة يرفض الناس الله، ويتساءلون بعد ذلك لماذا صار عالمُهم جحيما؟

والجنون وما يزيد الطين بلَّه اننا نرى الإعلام يتباهى الى درجة يخبرنا فيها كيف نضع على بساط البحث ما يقوله لنا الكتاب المقدس، يعني وكانه حديث خرافه.

ان ما يحثنا ان نبعث رسائل لهو ومزاح هو التفكُّه والتنقُّه المزاح بشكل كثيف فيكون مضيعة للوقت، اما عندما نبعث رسائل تخص الله، فاننا نتردد مرة واثنتين قبل ان نشرك الآخرين فيها.

كما نتردد حتى ان نرسلها الى جميع المُدرجين على لوائح هواتفنا خوفا من عدم تقبلها او نخجل بماذا يفكرون بنا....والأسخف اننا نهتم بما يقوله الناس عنا لا بما يقوله الله وهو واجد حياتنا!

نعم غالبا ما نتبادل الرسايل المُسلية، لكن هذه الرسالة التي بصددها الآن هدفها يختلف تماما.

سالت فتاة مميزة في مجلس الجماعة، كيف يسمح الله بهذا الرعب الحاصل؟

– اجبت بشكل اكثر عمقا ونباهة؟ اعتقد ان الله حزين جدا واكثر من الحزانى ومن المتالمين على ما يجري على الأرض عندنا. ولكن يا عزيزتي!

السنا نحن الذين طلبنا منه منذ سنوات ان يخرج من مدارسنا ومن بيوتنا ومؤسساتنا وحتى من حياتنا؟

السنا نحن من انتزع صليبه عن جدران غرف مدارسنا فكنا مثل شك متنكرين لدمه الثمين الذي اشترانا وصليبه الكريم؟

سمع الله وانسحب بلطف لكونه "ابو عبد اللطيف" وتركنا لحالنا.

فماذا نامل منه اذاً، ان يعطينا حمايته وبركاته ونحن نلح عليه ليتركنا ويرحل في سبيله.

بالنسبة للأحداث الراهنة : هجوم الارهاب القتل الحروب تغيبه من المدارس والدور والديار الخ....هل هذا يرضيه؟

كانت البداية على ما اظن مع "مادلين مونرو اوهار" المعترضة بشكل قاطع على انها لا تريد الصلوات ابدا في المدارس والرافضة بتعليمه لأجيالنا، فماتت منتحرة. ونسأل لماذا وصلنا الى هنا؟

وغيرها من قال: نحن لا نريد قراءة الكتاب المقدس في مدارسنا، وهذا الكتاب عينه يعلمنا: لا تقتل، لا تسرق، احبب قريبك كنفسك...فارتضينا بحياء لأننا جبناء ووافقنا لأننا لسنا رسلا وقلنا نعم.

ايضا الدكتور بنيمين سبُوك الذي قال: لا يجوز لنا ان نضرب اولادنا حتى ولو ارتكبوا اغلاطا

لأن شخصياتهم تنمو بشكل سليم فلا نؤثر على سلوكهم وتقويم نفسياتهم.

وكاختصاصي نعرف تماما ودائما عن ماذا تكلم ووافقنا، الا انه (ابنه فيما بعد انتحر).

والان اغلب اولادنا لا يميزون بين الخير والشر، يقتلون غريبا او قريبا من دون اي انزعاج ويعتدون حتى على انفسهم،

اما يحق لنا ان نتساءل لماذا هم لا يشبهوننا؟

غضب الله وعقابه على العصاة والمتمردين يحل واذ بالكارثة تاخذ القمح مع الزؤان، الصالحين الى الملكوت والطالحين الى العذاب.

ان ما يفيدنا العودة الى الله وارجاع الصليب الى جدران المدارس والبيوت والمؤسسات وفي كل مكان، حتى ننقل الوديعة الى اجيالنا امينة ونعلمهم حب العبادة والتوبة والصلاة.

هذا ما يرضى الله ان نُتم رسالتنا.

رباه انر اذهاننا وامنحنا مواهب روحك القدوس ليرافقنا الى النهايات.

 

إلى العذراء في وباء الكورونا

الأب سيمون عساف/29 آذار/2020

شعبٌ ايا عذرا التجا يبغي سفينا للنجا
تبقين يا امَّ المؤمنين نوراً ومرسىً للرجا

نرجوكِ يا أُمَّ الحَمَل عمَّ الوباءُ ما العمل
لولاكِ ما ضاءَ الأمل والكونُ من خوفٍ شجا

وعدُ الحنانِ القاطعُ للشرِّ سيفٌ قاطعُ
انت المنارُ الساطعُ يهدي ضليلاً في الدجى

أُمٌّ سواكِ ما لنا هول البلايا مالَنا
ما كنزُنا ما مالُنا عنكِ البديلُ المُرتجى

كوني لنا الأمَّ الحنون لبنانَ صوني من منون
أنْ عقّلي دنيا الجنون فينا ترَي كونا سجا

 

توقيف الناطق باسم الحراك في خيمة اعتصام حلبا

وطنية - عكار - الأحد 29 آذار 2020

أفادت مندوبة "الوكالة الوطنية للاعلام" ان دورية من فرع المعلومات اوقفت منذ قليل، الناطق باسم الحراك الشعبي في خيمة اعتصام حلبا المواطن غ. ح، على خلفية الإشكال الذي حصل أمس أمام بلدية حلبا، أثناء إجتماع نواب عكار في البلدية لجمع التبرعات لمستشفى عبدالله الراسي الحكومي.

 

النهار: الحكومة تهتزّ تحت إنذار برّي والثلثاء آلية العودة

وطنية/الأحد 29 آذار 2020

لم يكن ينقص لبنان وحكومته سوى مشهد الاهتزاز الحاد المبكر الذي دهم الحكومة وهي في عز التحديات والأزمات والمشكلات المتصاعدة والتي جاءت ازمة الانتشار الوبائي لفيروس #كورونا في لبنان لتشكل التتويج الدراماتيكي لواقع لم يشهد لبنان مثيلا له ربما في تاريخه. ذلك أن الخطيئة الكبيرة التي ارتكبتها الحكومة في التعامل ببرودة وتريث مع موضوع اللبنانيين الراغبين في العودة الى لبنان سواء من دول الانتشار التقليدية أم من دول تقطعت سبل لبنانيين فيها عقب تعليق الرحلات الجوية بين معظم دول العالم جراء كارثة انتشار كورونا اتخذت امس تداعيات متفجرة سياسيا كادت تنذر باهتزاز جدي للواقع الحكومي في وقت غير محسوب اطلاقا. ونتج هذا الواقع عن ذهاب رئيس مجلس النواب نبيه بري في موقفه التصعيدي من الحكومة لموقفها المتريث من إعادة من يرغب من اللبنانيين في الخارج الى حد غير مسبوق اذ فاجأ الجميع امس بتوجيهه إنذارا علنيا للحكومة بتغيير موقفها من هذا الموضوع والا سيعلق مشاركته في الحكومة محددا مهلة للحكومة يوم الثلثاء المقبل. ومع أن الرد الحكومي على بري جاء بعد الظهر بتوزيع دعوة الى الوزراء لعقد جلسة لمجلس الوزراء بعد ظهر الثلثاء المقبل للبحث في الاقتراحات المتعلقة بإعادة اللبنانيين من الخارج فان آثار الهزة الحكومية بدأت تخط معالم سلبية إضافية على المشهد السياسي والرسمي وسط تصاعد أزمة كورونا بما يثير تساؤلات عميقة حيال المسار الذي سيحكم الواقع الحكومي في المرحلة المقبلة ما لم يصح ما استشفه بعض المعارضين البارزين من ان الحكومة تخضع فعلا لارادة الثنائي الشيعي في معظم الملفات. ذلك أن الهزة العائدة الى موضوع اللبنانيين الراغبين بالعودة وان كان بري ليس وحده من رفع الصوت بضرورة إيجاد آلية سريعة توفر العودة كما توفر الأمان المطلوب لحماية العائدين كما المقيمين من خطر نقل فيروس كورونا مع أعداد من العائدين، فانها أضاءت بسرعة على تكرار أمور حصلت في الأيام الأخيرة واصطدمت فيها الحكومة بتصدعات من قلب التحالف السياسي الذي يرعاها والذي كان وراء تأليفها. واللافت في هذا السياق، أن رئيس التيار الوطني الحر الوزير السابق جبران باسيل دخل على خط القضية بعد ظهر امس ممسكاً بالعصا من وسطها من باب الحض على آلية آمنة لاعادة من يرغب من اللبنانيين وإمهال الحكومة فترة محدودة لتحديد هذه الالية من دون ان يفوت المراقبين انه غمز من قناة الرئيس بري بحديثه عن المزايدة السياسية والشعبية في هذا الملف. وإذ بات مؤكدا ان الالية لاعادة الراغبين من اللبنانيين ستقر في جلسة مجلس الوزراء الثلثاء المقبل، فان المعلومات تشير الى بدء البحث في تفاصيل وضع السفارات للوائح الاسمية باللذين يرغبون في العودة ومن ثم تنظيم رحلات جوية عبر شركة طيران الشرق الأوسط الى العواصم التي تفتح خطوطها امام الملاحة لرحلات كهذه وأيضا تنظيم عمليات الفحص الطبي واجراء الفحوص السريعة للعائدين وفرزهم على افتراض وجود مصابين بينهم من غير المصابين، كما يجري البحث في إيجاد أماكن الحجز الإلزامي لهم بعد وصولهم الى بيروت لمدة أسبوعين سواء في استئجار فنادق أو مجمعات كبيرة . ووسط هذه الأجواء، أطل الأمين العام لـ"حزب الله " السيد حسن نصرالله مساء أمس، معتبراً أنه "لا يجوز أن يكون هناك نقاش حول حق المغتربين في العودة مطالبًا بالعمل بجديّة للعودة الآمنة والمدروسة والمحسوبة، ولا ينبغي التوقف عند العوائق بل المطلوب انجاز هذه المهمة ولدينا الإمكانات لذلك". وقال أنه "يقدّر أصوات من يصنفون ذواتهم معارضة ويدعون الى عودة اللبنانيين لكن لا داعي لاستعمال كلمات مؤلمة تجاه المسؤولين لأننا قادرون على عرض مواقفكم منذ شهر التي دعت الى عدم العودة". واعتبر نصرالله أن افضل ما يمكن فعله في لبنان هو ما يحدث الان من تعبئة عامة، لافتًا الى "أننا ما زلنا في بدايات معركة كورونا وندعو الى مزيد من التخطيط والتشدد والقرارات والخطوات فهناك عدو مجهول وغير مفهومة طبيعته ومخاطره واي خرق بالتزام اللبنانيين لبيوتهم يحبط كل عملنا وتضحياتنا".

 

الحكومة اللبنانية حبيسة التجاذبات بين "الإخوة الحلفاء"

العرب/30 آذار/2020

بيروت – رضخت حكومة حسان دياب للإنذار الذي وجّهه إليها رئيس البرلمان اللبناني وزعيم حركة أمل نبيه بري، وسرعت في تشكيل لجنة طوارئ تعد لـ”عودة آمنة” للبنانيين المغتربين والطلاب الذين يتابعون تحصيلهم العلمي في الخارج.

وأمهل بري الحكومة حتى الثلاثاء لحل القضية مهددا بتعليق مشاركته الحكومية، في ثاني تهديد للحكومة خلال أيام قليلة بعد أن لمّح زعيم تيار المردة لإمكانية استقالة وزرائه على خلفية رفضه التعيينات الجاري بحثها بالنسبة للمؤسسات المالية والنقدية، في ظل اتهامات لفريق رئيس الجمهورية بسعيه لوضع يده على نصيب الطائفة المارونية من تلك التعيينات. ويقول محللون إن هناك حالة تجاذب بين الثنائية الشيعية من جهة وفريق رئاسة الجمهورية من جهة ثانية حيث يسعى كل طرف لتسجيل نقاط في سلة الآخر وهو الأمر الذي من شأنه أن يزيد من حالة الإرباك التي تعيشها حكومة دياب.

وكان حزب الله قد انضم إلى حملة بري المطالبة بإعادة من يرغب من المغتربين إلى لبنان، في ظل تفشي وباء كورونا عالميا، من خلال إطلالة الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله الذي اتخذ من هذه القضية مدخلا لتجديد حملته على المصارف.

واضطر دياب بعد إنذار بري والذي يهدد بتفكك الحكومة، إلى تبرير موقفه حيث شدد على “عودة آمنة للراغبين”، مشيرا إلى أن “وزير الصحة ولجنة الطوارئ بصدد وضع آلية مناسبة وإجراء الفحوص اللازمة عندما تتأمن الأجهزة والمواد المطلوبة” للتحقق من عدم إصابة العائدين بفايروس كورونا.

ويعتبر تهديد رئيس البرلمان أقسى اختبار تواجهه “حكومة اللون الواحد” التي حظيت بغطاء سياسي من الثنائي الشيعي، حزب الله وحركة أمل ومن التيار الوطني الحر الذي يتزعمه جبران باسيل.

وأكدت وزيرة المهجرين غادة شريم، في تغريدة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، الأحد أن “الحكومة بصدد دراسة آلية فعالة تضمن عودة المغتربين إلى لبنان بشكل يحافظ على سلامتهم وسلامة أبناء الوطن في الوقت عينه لا داعي للمزايدات”.

وكان بري أصدر بيانا السبت قال فيه “أما وقد بلغ السيل الزبى بالتنكر لنصفنا الآخر بل للقطاع الاغترابي الذي جعلنا إمبراطورية لا تغيب عنها الشمس بالعطاء والفكر وحتى بالعملة الصعبة، لذا سنعلق تمثيلنا في الحكومة إذا بقيت على موقفها لما بعد الثلاثاء” المقبل.

وأثار وزير الخارجية ناصيف حتي الخميس الماضي جدلا واسعا حين اشترط خضوع اللبنانيين الراغبين في العودة من الخارج مسبقا لفحوص تثبت عدم إصابتهم بالفايروس، ليضطر فيما بعد إلى التراجع معتبرا أن القرار يعود إلى مجلس الوزراء.

وانضم نصرالله إلى المطالبة بـ”التجاوب مع الاستغاثة”، معتبرا في كلمة ليل السبت أن النجاح في هذا الملف “سيكون مفخرة حقيقية للحكومة”. وتابع أن الأمر “حساس ويحتاج الى التضامن المعنوي والسياسي وليس تسجيل النقاط”. ونوّه بجهود الحكومة والوزراء والرئيس ميشال عون وبري و”كل القوى المتصدية الآن لمعركة” مكافحة كورونا.

وفسرت أوساط مطلعة إطلالة نصرالله الأخيرة بمحاولة لاستعادة ثقة البيئة الحاضنة لحزب الله، بعد شكوك في دور للحزب أو تغاضيه على الأقل عن قرار إطلاق العميل الإسرائيلي سابقا اللبناني الأميركي الجنسية عامر الفاخوري، قبل تهريبه إلى الولايات المتحدة. ولاحظت الأوساط أن نصرالله يستخدم الأوراق الأكثر شعبية في لبنان الآن في ظل تداعيات الوباء العالمي والأوضاع الاقتصادية العسيرة . وفي هذا السياق حمل نصرالله، إزاء صعوبات الحصول على المواد الأساسية، على جشع التجار الذين يتلاعبون بأسعار السلع، وجدد انتقاده الشديد للمصارف التي تبرعت بمليوني دولار في اطار حملات التضامن لإعانة اللبنانيين الأكثر فقرا، والذين فقدوا أعمالهم منذ ما قبل تفشي الوباء. وقال إن ذاك التبرع “معيب” مهددا بفتح ملفات المصارف وكيف حققت أرباحها. وتتناقض تصريحات نصرالله بشأن المصارف مع إشادة دياب قبل أيام بدور الأخيرة في مواجهة خطر تفشي فايروس كورونا وذلك خلال لقاء له مع جمعية المصارف.

ويقول محللون إن انشغال القوى المسيطرة على المشهد في لبنان بتحسين تموقعها السياسي والشعبي على حساب العمل الجماعي على القضايا الجوهرية وفي مقدمتها إنقاذ الاقتصاد المنهار

 

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الأحد في 29/3/2020

وطنية/الأحد 29 آذار 2020

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

أي عالم سيولد بعد الانتصار على كورونا؟، وكيف سيرمم النظام الاقتصادي قطاعاته بعد التغلب على الوباء؟.

سباق العلم الذي يعيشه الطب في انتاج العلاج واللقاح من الوباء، يوازيه صور لن تغيب مع الزمن لقوافل الأطباء والممرضين في لحظات انهيار تحت ضغط العمل كمخلصين للكون في لحظة انهياره، ولآفات في المدن المقفرة التي كانت تدب فيها الحياة قبل الوباء.

واللائحة بدأت تتسع لرؤساء ووزراء وشخصيات عامة تسلل الوباء اليها، رغم تشدد الاجراءات، في حين أظهرت الفحوص المخبرية لأعضاء الحكومة اللبنانية نتيجة سلبية رغم الاجتماعات المتواصلة.

وبعد قرار الحكومة المرتقب في جلسة الثلاثاء، أسطول عودة المغتربين اللبنانيين ينطلق. وفي الاغتراب، الآليات بدأت تبحث في القنصليات والسفارات التي وزعت وزارة الخارجية اليوم أرقاما لخطوطها الساخنة تسهيلا للتواصل معها. وبالتوازي تعمل الجاليات على انجاز الاحصاءات.

في لبنان، نجا بعض المصابين بوباء كورونا، وغادروا المستشفيات أو عادوا لحياتهم منهيين فترة الحجر. والمصابون ارتفع عددهم إلى أربعمئة وثماني وثلاثين اصابة، مع تسجيل ست وعشرين اصابة اليوم، وفق بيان وزارة الصحة.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أن بي أن"

البطاقة الحمراء التي رفعها الرئيس نبيه بري بوجه الاستلشاق الحكومي في ما خص عودة المغتربين، فعلت فعلها. ولكن هل يتصاعد الدخان الأبيض من جلسة مجلس الوزراء المقررة بعد غد الثلاثاء، على شكل قرارات وآليات جدية وحاسمة لإعادة المغتربين والطلاب على جناح السرعة.

إن الثلاثاء لناظره قريب، والمطلوب انتشال مغتربينا فورا من براثن الوباء المتوحش في الخارج. هذا فيما أعلنت شركة "الميديل ايست" بلسان مديرها العام محمد الحوت، استعدادها لإجلاء المغتربين على نفقتها فور صدور قرار رسمي عن الحكومة.

في آخر المعطيات الرسمية بشأن عدد الإصابات في لبنان، فإن عداد كورونا سجل ارتفاع عدد الوفيات إلى عشرة والاصابات إلى أربعمئة وثمان وثلاثين، بزيادة ست وعشرين حالة عن يوم أمس.

وعلى مستوى العالم، العين على الولايات المتحدة الأميركية التي تشهد حال تخبط، عكسه تراجع دونالد ترامب عن وضع ولايات عدة في الحجر الصحي. وجرى حديث عن خطط لأسوأ سيناريوهات قد تواجه أميركا جراء تفشي الفيروس، ومنها وفاة سياسيين كبار.

أما في بريطانيا، فقد خاطب بوريس جونسون مواطنيه من قلب حجره الصحي: ابقوا في منازلكم... فالآتي أعظم.

وفي فرنسا، فقد حذر رئيس الوزراء الفرنسي من أسبوعين شاقين في بلاده. فيما صرح الرئيس الإيراني بأن الفيروس دخل المجتمع وربما يستمر وجوده عاما أو عامين.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المنار"

بانتظار اجراءات دولتهم، يقف المغتربون اللبنانيون الراغبون بالعودة، في تحد مع هواجس كبرى يفرضها الانتشار السريع لفيروس كورونا في كل الأرض. هل يعود هؤلاء باسرع وقت إلى لبنان؟، وهل ينال المهددون منهم بكورونا، نصيبا من الوقاية والطبابة تعوض المفقود منها في أصقاع هجرتهم وغربتهم؟. الأمر منوط بحجم خطة العودة الآمنة، وقبل ذلك بوقت تطبيقها، فللاسراع بها نتائج ضامنة ليس فقط لصحة المغتربين بل لأرواحهم، كما أشار الأمين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصرالله بالأمس عبر شاشة "المنار".

وفق المعلومات، فإن جلسة الحكومة يوم الثلاثاء المقبل، ستكون مسبوقة باجتماعات تبحث آليات تأمين العودة لمن يرغب من اللبنانيين في الخارج، وبكل تفاصيلها التقنية واللوجستية بالتنسيق مع السفارات والقنصليات.

وبحسب متابعة "المنار"، فإن جاليات وجمعيات اغترابية في حراك متواصل على خطين: الأول لتأمين سبل الوقاية اللازمة من كورونا بامكانات خاصة وبحملات تكافل وتعاون نشطة ومتسعة. والثاني يسلك خط التواصل مع السفراء وخلايا أزمة خصصت لمهمة إحصاء أسماء الراغبين بالعودة، والتعرف على الظروف الصحية التي يمرون فيها.

إن تحققت عودة المغتربين سالمين غانمي صحتهم وعيالهم، فإن أمرا مؤسفا قد سبق أن حاق بهم: أموالهم وأموال المقيمين وجنى أعمارهم وأعمالهم في غيابة المصارف ومغاراتها، ووراء أقفالها المحكمة حقوق مستحقة وأموال تعتبر قشة نجاة لصغار المودعين.

ما قاله السيد نصرالله بحق هذا القطاع بالأمس، صرخة أودعه إياها الموجعون من المواطنين، وهي ليست المرة الأولى التي يتوجه فيها سماحته إلى المصارف لأداء دور في إنقاذ البلد. فهل يستجيب هؤلاء وهم يعتقدون أن ستة ملايين دولار ستغير معادلة في مواجهة كورونا بعدد من أجهزة التنفس الصناعي، فيما هم متورطون بقطع أنفاس الالاف من العائلات ومئات الالاف من المواطنين؟.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أو تي في"

أرقام لبنان مشجعة، أما عدم التزام بعض بناته وأبنائه، فمحبط.

أرقامنا مشجعة، ليس لأننا لا نتحسر على ضحايا المرض في بلادنا، ولا لأننا لا نصلي في كل لحظة من أجل شفاء المصابين، بل وبكل بساطة، لأننا عندما نقارن وضعنا بوضع دول كثيرة حول العالم، وبينها دول كبرى وعظمى، نحمد الله على الذي نحن فيه، ونصفق لكل طبيبة وطبيب، وممرضة وممرض، ومعهم لكل من يساهم يوميا على طريقته ومن ضمن امكاناته، بمكافحة الوباء.

أما اإحباط، فمرده إلى كارثة ممكنة في أي لحظة، بارتفاع سريع ومخيف في الأرقام، بفعل خروقات واسعة لقرار الحجر المنزلي في عدد من المناطق، ما يرفع منسوب الخطر بشكل مرعب.

وبناء عليه، الدولة والقوى الفاعلة والحية في المجتمع، ووسائل الاعلام وكل ذي شأن في هذا الاطار، مدعوون إلى تكثيف حملات التوعية والتحذير. فحتى ننتصر على الوباء، علينا كلبنانيين أن نعتبر أنفسنا في حالة حرب وكأن القصف العشوائي ينهمر من كل حدب وصوب، ولا ملاذ من الموت الحتمي في الخارج إلا في ملجأ البيت.

فالأسبوعان المقبلان يقرران المصير الصحي للبنان: فإما نلتزم الحجر ونطوق الوباء لينحسر، أو يصر بعضنا على الخرق، فيتمدد الوباء ‏ونضحي في قلب الاصابات الجماعية، في ظل ضعف الامكانات الطبية وما يسببه من فوضى وارتفاع في نسبة الوفيات.

وفي المناسبة، بات واضحا بفعل مواقف الساعات الأخيرة، أن موضوع عودة المنتشرين حق لا نقاش فيه، وعلى الدولة تأمينه ولكن بشروط لا تؤدي إلى انتشار أكبر للوباء وانهيار المنظومة الصحية، ولذلك لا لزوم للمزايدات بل كل الاتكال على العلم والمنطق انطلاقا من منطق الحق.

أما بالنسبة إلى المأساة الاجتماعية التي فاقمها المرض، فإلى الاجراءات الحكومية، تشير معلومات الotv إلى أن "التيار الوطني الحر" يبحث في طرح فكرة إنشاء صندوق دعم للأسر الفقيرة، يتبرع من خلاله الميسورون اللبنانيون من مقيمين ومغتربين، ومن يشاء من الميسورين العرب، على أن يترأس الصندوق رئيس الجمهورية وتتولى التدقيق في عمليات الإنفاق شركة عالمية موثوقة ومتخصصة بالتدقيق المحاسبي.

أما الأبرز سياسيا في هذه المرحلة، وفي موازاة الانفتاح الاماراتي على سوريا، فان تفتح مواجهة كورونا الباب أمام ‏الحكومة اللبنانية لمناقشة موضوع عودة النازحين رسميا مع الحكومة السورية، التي دعاها النائب جبران باسيل بالأمس إلى إزالة كل العراقيل من أمام عودة أبنائها إليها.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أم تي في"

الحرب العالمية ضد كورونا مستمرة. فالكرة الأرضية بأسرها مريضة. نصف العالم يعيش في الحجر الصحي، فيما كل العالم تقريبا يعيش في حجر القلق والخوف.

أوروبا، القارة العجوز، تتحول شيئا فشيئا قارة موبؤة، أما الوباء فينتشر بسرعة قياسية في أميركا، وتحديدا في ولاية نيويورك، ما دفع الرئيس الأميركي إلى التفكير جديا في ؟إغلاقها، قبل أن يتراجع تحت ضغط الانتقادات اللاذعة. في الصين الوضع استتب نسبيا، وإن في ظل خوف من بدء موجة ثانية للوباء تكون أقوى وأشد.

كل ذلك يجري فيما العالم بأسره يحبس أنفاسه بانتظار لقاح لا يعرف أحد متى سيتم التوصل إليه، ولا يعرف أحد متى سيكون جاهزا للاستعمال.

وسط هذه المعمعة العامة، الكورونا في لبنان لا يزال تحت السيطرة نسبيا. عداد كورونا سجل اليوم وفاة شخصين إضافة الى ست وعشرين اصابة جديدة. لكن عدد الاصابات، على دقته، لا يعبر عن كل الحقيقة. فعدد الفحوصات التي تجرى حتى الآن محدد. وبالتالي يمكن لعدد الاصابات أن يكون أكبر. من هنا ضروروة التنبه والاستمرار في التشدد في اجرءات التعبئة العامة حتى إشعار آخر.

بالنسبة إلى عودة اللبنانيين من الخارج: القرار اتخذ، والعودة المنتظرة ستتم وفق آلية محددة. ووفق معلومات ال "أم تي في" فإن كل طائرة تغادر لبنان، ستحمل على متنها فريقا طبيا يتولى فحص اللبنانيين الراغبين في العودة قبل صعودهم إلى الطائرة. وهذه الفحوص ستجرى بآلات ستصل إلى لبنان خلال خمسة أيام. فمن يثبت أنه لا يحمل فيروس كورونا يمكنه العودة، أما بالنسبة إلى المصابين فينظر بأمرهم في مرحلة لاحقة.

وفي الطائرة سيجلس العائدون بعيدين عن بعضهم بعضا. وفور وصولهم سيخضعون للحجر إما الفردي أو العام. فإذا كان عدد العائدين كبيرا، فإنه سيتم الحجر عليهم في أماكن تحدد مسبقا، أما إذا كان العدد مقبولا، فإنه يمكن اللجوء إلى مبدأ الحجر الانفرادي الطوعي، على أن يخضع كل عائد لمراقبة يومية من السلطات المحلية.

إنها الآلية التي تدرس لإعادة اللبنانيين الراغبين من الخارج. فهل تنجح؟. الواضح أنه إذا تمكنت الجهات المعنية من تطبيق الآلية التي فصلناها، فإنها تكون نجحت في تحقيق شعارها: لا للعودة العشوائية. فلننتظر لنحكم.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أل بي سي آي"

في الثامن عشر من هذا الشهر، ضجت وسائل الإعلام العالمية ومواقع التواصل الإجتماعي، بصور لجيش الصين يؤدي التحية لجيش الممرضات والممرضين والأطباء، وهم يهمون بالخروج من مدينة يوهان بعدما هزموا فيروس كورونا.

وكان المشهد تاريخيا بين تحية الجيش وتصفيق سكان يوهان ودموع الممرضات والممرضين والأطباء.

هذا المساء، وبعد دقائق من الآن يأخذ اللبنانيون المبادرة: "زقفة للأبطال". والأبطال هنا الممرضات والممرضون والأطباء والمسعفون من الصليب الأحمر، الذين جميعهم حوَّلوا مستشفى رفيق الحريري الجامعي إلى واحة أمل بالشفاء من فيروس كورونا.

هؤلاء الأبطال ليسوا وحدهم، معهم سائر الجسم التمريضي والطبي وجسم الإسعاف وعمَّال التنظيفات، في كل المستشفيات التي تخوض معركة طبية وعلاجية شرسة في وجه فيروس يجتاج الكرة الأرضية، ويحجر حتى الآن ثلاثة مليارات من سكان الكرة الأرضية في منازلهم.

الممرضات في يومهن العالمي في 12 أيار من كل سنة، يطلق عليهن اسم "ملائكة الرحمة"، فهن الرحمة للمريض الذي يعيش على الأمل، وعلى العناية به والوقوف إلى جانبه. لأجل هؤلاء التحية والزقفة بعد دقائق.

الزقفة أيضا للجسم الطبي الذي سقط له شهيد في فرنسا هو الدكتور سامي عبد الرضا. الدكتور عبد الرضا هو طبيب قلب، لكنه كان من الأوائل الذين عملوا في مستشفى لعلاج مصابي الكورونا، وهو ابن بلدة قانا الجنوبية.

يستأهلون الزقفة وأكثر من الزقفة. يستأهلون الرعاية والحماية والأمان المادي والإجتماعي، تصوروا الوضع لولاهم ولولاهن، تحمَّلوا ولا يزالون، وبينهم حتى اليوم ما يزيد عن ثلاثين إصابة.

وفي معرض الحديث عن الإصابات، ارتفع العدد اليوم إلى 438 بعدما ازداد عدد الإصابات 26 إصابة جديدة.

التحدي الأكبر الذي تواجهه الحكومة، هو تحد مستجد يتعلق بعودة أو إعادة لبنانيين من دول الإغتراب ولاسيما من افريقيا. الحكومة كانت لها وجهة نظرها المعللة والمرتبطة أصلا بالقدرة على إجراء الفحوصات للذين يريدون العودة، مع شرط الحجر الصحي لحظة وصولهم إلى لبنان. جاء الموقف التصعيدي للرئيس بري الذي لوَّح بتعليق تمثيله في الحكومة بعودة هؤلاء، وأعطى مهلة للبت بالموضوع تنتهي بعد غد الثلاثاء، أي بالتزامن مع موعد جلسة مجلس الوزراء، فهل ينضج المخرج ولا يدخل البلد في أزمة وزارية تعني شل كل المسارات الصحية والمالية؟.

الأرجح ألا يصل الوضع إلى هذا السيناريو، لكن يبقى السؤال: كيف ستتمكن السلطة التنفيذية من إنجاز إعادة من يريد العودة؟، ماذا عن الحجر الإلزامي؟، وكيف سيصار إلى تطبيقه من دون هفوات لئلا تقع كارثة التفشي؟. كل الأسئلة يؤمل أن تجد جوابا لها في جلسة الثلاثاء.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "الجديد"

هنا نشرة "صامدون"، وتحقيقات الليلة تضرب على وتر ووجع، على لقاحات اجتماعية وجب تأمينها في غياب مقومات الصمود.

وباسم الشعب اللبناني الذي نظرتم إليه عظيما، يخرج من الأزمات ليصنع منها أمجادا تحكى. باسم المقهورين من هذا الشعب، أعزاء النفس مقطوعي النفس، نرفع هذه النشرة كصلاة موحدة، كقرع أجراس من أعالي مئذنة، كأحد الشعانين يمهد الدرب لفصح مجيد.

هو مرض سرق من أولادنا الأعياد، سحب ضوء المدن، ونصب خاطفا لأرواح بنيها. فكيف نتغلب عليه من دون زاد ومؤونة قوة.

ومن وحي جمعة آلام على مرمى نيسان، فإن القيامة من بين الأوبئة آتية، لكنها سوف تحتاج إلى وطن يقوى على درب الجلجلة، إلى استعادة عناصر القوة وتمتينها، على الأقل "بحواضر البيت".

وحتى نبقى في هذا البيت، فالجوع لن يرحم المساكين، وهو كالمرض يفتك ويستبد. فمن هنا نستطلع معا محفزات الصمود، وقبل أن نشحذ من سند وهند، قبل أن نطرق أبواب الدول، فلنأت بما لدينا:

أغنياؤنا يرفعون رأس لبنان عاليا كملكات جمال. يصنعون في الخارج مجد المدن، يساهمون في نهضتها.

هم بخزائن لا تنضب، يشترون ناسهم في الانتخابات ويهجرونها في الشدائد. وعندما تقصدهم فإنهم "بيقطعوا ايدن وبيحشدوا عليها"، أو يعطونك من الكلام حلاوة.

لا منة لكم على أبناء وطنكم، لا بل إن هذا الوطن هو من أغناكم، من مشاريعه راكمتم أرقامكم، وبعضكم خاض صفقات تحت راية العلم اللبناني.

اليوم كلنا مسؤول، أغنياء ومقتدرون وطبقات متوسطة، وصولا إلى كل لبناني أمكنه وضعه المساعدة. و"الجديد" تقدم الشكر، كل الشكر، لأكثر من ستة عشر ألف مساهم ومتبرع حقيقي ضخ الروح في صندوق العائلات الفقيرة.

وبكم يتعافى لبنان ويصمد في وجه عدو شرس غريب.

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

أهالي من طرابلس والضاحية الجنوبية ينتفضون على الجوع

المدن/30 آذار/2020

شهدت منطقة الضاحية الجنوبية لبيروت تحرّكات وتجمّعات لعدد من الأهالي، رفضاً للجوع الذي بدأوا يشعرون به، أهل هذه المنطقة وغيرها من مناطق في كل لبنان، نتيجة الأزمة الاقتصادية التي زادت من وزرها أزمة فيروس كورونا. فتحولت الإجراءات لمنع انتشار الفيروس والتعبئة العامة وإقفال المحال والمؤسسات إلى عطالة تفاقم الفقر. وجعلت الكثيرين من دون عمل، وخصوصاً المياومين منهم، الذين أمضوا أكثر من عشرة أيام بلا عمل ولا وظائف. فطرق الجوع أبوابهم، وسط وعود حكومية وسياسية بدعم الناس، لا سيّما المحتاجين منهم في هذه المحنة. وإذا كانت هذه التحرّكات الأولى لأهالي الضاحية، فإنّ طرابلس تشهد تحركات شبيهة يومياً، حيث تجوب الجموع شوارع المدينة وتهتف ضد السياسات الحكومية، مع العلم أن من شأن تحرّكات مماثلة أن تكون مفاعيلها خطرة جداً على مستوى انتشار كورونا. وبالتالي، أضحت الدولة مطالبة بتسريع تنفيذ خطة المساعدات، إن وُجدت، خصوصاً أنّ الأجواء الحكومية تشير إلى تشديد إضافي في تطبيق التعبئة العامة.

 

340 ألف "مؤمّن" محرومون من تغطية علاج كورونا

المدن/30 آذار/2020

أعلن رفع وزير الاقتصاد والتجارة، راوول نعمة، في تغريدة على حسابه عبر "تويتر"، أنه بعد نشر الجدول الذي يبيّن أسماء شركات التأمين، وتفاصيل التغطيات التي تؤمنها لعملائها لعلاج COVID-19، يهمنا التوضيح أن عدد حملة عقود الضمان مع شركات التأمين يبلغ 840.000. وأضاف نعمة: منهم 500.000 مؤمَنين تتضمن بوليصتهم علاج COVID-19، بينما 340.000 لا يتمتعون بتغطية بسبب شروط البوليصة. والتشاور جاري مع شركات التأمين لتغطية هذه الشريحة. وكانت "المدن" نشرت سابقاً لائحة بشركات التأمين، مع تصنيف كل منها بحسب تغطيتها أو عدم تغطيتها لعلاجات فيروس COVID-19.

 

"تحية عسكرية" للعاملين في مستشفى الحريري تقديراً لفدائيتهم

علي علوش/المدن/30 آذار/2020

قبيل الساعة الثامنة من مساء الأحد، أتت سرية من قوى الأمن الداخلي إلى حرم مستشفى رفيق الحريري الجامعي الحكومي، الذي بات هو الجبهة الأبرز في مواجهة وباء كورونا، وإليه تُحال الإصابات، وفيه يمكث المرضى من أجل العناية والعلاج.

السرية التي تسهر مع كل القوى الأمنية على تنفيذ الإجراءات المتعلقة بحالة التعبئة العامة، والتشدد بتطبيق حظر التجول، وتحفظ الأمن.. جاءت إلى المستشفى من أجل واجب آخر، واجب التضامن مع الطاقم الطبي والتمريضي الذي يشكل اليوم علامة إنسانية بارزة، في التفاني والشجاعة والغيرية. عند الساعة الثامنة، تأهبت السرية لتلقي تحية التقدير والشرف لكل العاملين في المستشفى. وحسب بيان المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي، أتت هذه البادرة تجاه الجسم الطبي، "تقديراً لذودهم عن الوطن والمواطن في هذه الحرب الوبائية الشرسة التي تهاجم البشرية جمعاء، وهي تعتبر جميع العاملين في القطاع الصحي، الجنود المدافعين في الخطوط الأمامية لهذه الحرب".

 

"كورونا"ذريعة لانتهاكات ضد حقوق الانسان

المدن/30 آذار/2020

تصاعدت التحذيرات من ارتفاع نسبة الاعتقالات والرقابة الالكترونية في منطقة الشرق الاوسط، ضمن الإجراءات الهادفة الى الحد من انتشار فيروس كورونا المستجد. ففي منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا التي غالباً ما تصنف على أنها مثال سيء في هذا المجال، في ظل وجود أنظمة تعمل على تعزيز أجهزتها الأمنية من دون أي ضوابط، يرتفع الخوف من أن تؤدي تلك التدابير الى مزيد من الانتهاكات. وأظهرت صور في عدد من البلدان العربية شوارع مهجورة تسير فيها سيارات عسكرية ومدرعات تعمل على فرض الحجر الصحي المنزلي وحظر التجول، في مشهد يتناقض مع ما شهدته تلك الشوارع من احتجاجات شعبية أدت في عام 2019 إلى سقوط حكومات ورؤساء في الجزائر والعراق ولبنان والسودان. وسجلت أكثر من 32 ألف إصابة بفيروس كوفيد-19 و2100 حالة وفاة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا حتى الآن، وفقًا لمنظمة الصحة العالمية. في لبنان، ورغم انحسار التظاهرات التي انطلقت في 17 تشرين الاول/أكتوبر ضد الطبقة السياسية الحاكمة المتهمة بالفساد وعدم الكفاءة، قامت الشرطة ليل الجمعة وصباح السبت بتفكيك خيم المعتصمين في ساحة الشهداء في وسط بيروت في عز تدابير "حالة التعبئة الصحية" و"حظر التجول الذاتي" التي أعلنها رئيس الحكومة حسان دياب.

في مصر، استهدفت الحكومة وسائل إعلامية شككت بالحصيلة الرسمية المتدنية لعدد المصابين بفيروس كورونا المستجد. وأفادت صحيفة "غارديان" البريطانية أن مراسلتها في مصر أُرغمت على مغادرة البلاد بعد مقال اعتبرت السلطات أنه يحمل "سوء نية".

ومع ارتفاع عدد الإصابات، اتخذت السلطات تدابير احترازية لمواجهة تفشي فيروس كورونا المستجد مع عقوبات للمخالفين تبدأ بغرامة مالية وتنتهي بالحبس. ودقت عائلات سجناء الرأي في مصر ناقوس الخطر، محذرة من كارثة قد تنجم عن تفشي فيروس كورونا المستجد في سجون مصر المكتظة والرديئة.

وبحسب المنظمات غير الحكومية، في مصر حوالي 60 ألف سجين سياسي. ودعت منظمة العفو الدولية إلى الإفراج "الفوري وغير المشروط" عن سجناء الرأي، لكن السلطات أفرجت فقط عن 15 سجينا سياسيا.

وفي الأردن، وقع الملك عبد الله الثاني على "قانون الدفاع" الذي يفعل فقط في حالات الطوارئ ويمنح سلطات استثنائية للحكومة. وأغلق الجيش العاصمة عمان وجميع محافظات المملكة ومنع التنقل بينها، فيما تم اعتقال مئات الاشخاص لعدم امتثالهم لأوامر حظر التجول.

ورغم أن رئيس الوزراء ووزير الدفاع عمر الرزاز تعهد تطبيقه "في أضيق الحدود"، مؤكدا أنه لن يمس الحقوق السياسية أو حرية التعبير أو الملكيات الخاصة، حضت منظمة "هيومن رايتس ووتش" الحقوقية المدافعة عن حقوق الإنسان الأردن على التزام عدم الانتقاص من الحقوق الأساسية للمواطنين.

وفي المغرب، ظهرت دوريات مدرعة أيضًا في الرباط لضمان امتثال المواطنين "لحالة الطوارئ الصحية". وقال صحافي مغربي فضل عدم الكشف عن هويته "الناس يطالبون بمزيد من النظام (...). نحن نشهد عملية تراجع سياسية كبيرة يسهلها الإجماع الواسع حول دور الدولة في زمن فيروس كورونا المستجد".

في الوقت نفسه، تعهدت الرباط خوض معركة بلا هوادة ضد "الأخبار المزيفة" عن الفيروس. لكن اعتمادها لقانون ينظم عمل مواقع التواصل الاجتماعي أثار مخاوف الجمعيات الحقوقية.

وفي إسرائيل، أثير جدل حاد بعد قرار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو السماح لجهاز الأمن الداخلي" شين بيت" الذي يركز عادة على "أنشطة مكافحة الإرهاب"، بجمع البيانات عن المواطنين في إطار حملة لمكافحة فيروس كورونا المستجد، لا سيما أنه جاء على خلفية أزمة سياسية في البلاد.

وقال عالم الأنتروبولوجيا الإسرائيلي يوفال نوح هراري في افتتاحية نشرتها صحيفة "فايننشال تايمز" إن "الوباء يمكن أن يمثل نقطة تحول"، لأن "استخدام أدوات المراقبة الضخمة" يعرض المواطنين لمزيد من السيطرة التدخلية.

في الجزائر، وبعد أكثر من عام على الاحتجاجات الشعبية غير المسبوقة، أدى ظهور الوباء إلى وضع حد - ولو بشكل موقت - للتظاهرات الأسبوعية ضد النظام، في حين عبرت منظمات غير حكومية عن استيائها لاستمرار نشاط الجهاز القضائي.

وأعلنت "منظمة مراسلون بلا حدود" الأحد ان مراسلها في الجزائر الصحافي خالد درارني اودع الحبس الاحتياطي. واتهم خالد درارني بـ"التحريض على التجمهر غير المسلح و المساس بالوحدة الوطنية". وفي تونس حيث الديموقراطية فتية لكن هشة، لم يتم إصلاح نظام الشرطة السابق الذي اعتاد عناصره الممارسات الأمنية بشكل كامل. وطلبت الرابطة التونسية لحقوق الإنسان إيضاحات بشأن تدابير الحجر الصحي المنزلي بعد تنديد على الإنترنت بتدخلات تعسفية للشرطة ضد أشخاص خرجوا من منازلهم للتسوق، وحامت شكوك بأن أشخاصا آخرين ابلغوا عنهم. ودعا الرئيس قيس سعيد بنفسه إلى إطلاق سراح المعتقلين، بينما دعت منظمات غير حكومية في دول الخليج إلى إطلاق سراح المدافعين عن حقوق الإنسان مثل أحمد منصور في الإمارات ونبيل رجب في البحرين. واوضحت الباحثة في منظمة "هيومن رايتس ووتش" هبة زيادين ان سجون دول الخليج تتسم بالاكتظاظ والظروف غير الصحية ومحدودية الوصول إلى الرعاية الصحية.

وتساءل الناشط الكويتي أنور الرشيد في "تويتر": "في مواجهة هذا الوباء ، ألم يحن الوقت لإطلاق سراح سجناء الرأي؟".

 

مصرف لبنان ينأى بنفسه...سعر الدولار يواصل الإرتفاع

المدن/29 آذار/2020

يحافظ سعر صرف الدولار رسمياً على قيمة 1515 ليرة التي حددها مصرف لبنان، فيما يتغيّر السعر لدى الصرّافين، ويتبدّل أحياناً لأكثر من مرة في اليوم الواحد، وأحياناً أخرى يحافظ على حاله ليوم أو يومين، تماماً كما سجّل سعر الصرف امس السبت 28 آذار، فيشتري الصرّافون الدولار من المواطنين بنحو 2750 ليرة ويبيعونه بنحو 2850 ليرة، وهو السعر الذي سجّله يوم الجمعة. وفي ظل ارتفاع الأسعار، تنتشر على مواقع التواصل الاجتماعي أخبار حول تدخّل مصرف لبنان لتثبيت السعر على 2000 ليرة. لكن مصادر في مصرف لبنان، تؤكد أن سعر الصرف الرسمي "ما زال على حاله".

أما عن ملاحقة الصرافين غير الملتزمين بتعميم المصرف المركزي، القاضي باعتماد الصرّافين هامش ربح لا يتجاوز 30 بالمئة عن السعر الرسمي، فتشير المصادر إلى عدم وجود قرار جدي بضبط السعر، رغم ملاحقة بعض الصرّافين المخالفين للتعميم.

 

لبنان يقترب من عودة النفايات لتغرق الشوارع  وخطر محتمل من نفايات المستشفيات وأقنعة المنازل الملوثة بـ«كورونا»

بيروت: حنان حمدان/الشرق الوسط/29 آذار/2020

في وقت ينشغل اللبنانيون بأزماتهم المعيشية والاقتصادية وكيفية مواجهة فيروس «كورونا»، يُتوقع أنّ تصل مطامر النفايات في الكوستابرافا والجديدة (برج حمود) إلى قدرتها الاستيعابية القصوى أبريل (نيسان) المقبل، مما يثير مخاوف الناس من أنّ يعود مشهد النفايات المكدّسة إلى الشارع في وقت قريب، في حين تكثر التساؤلات حيال كيفية معالجة النفايات الطبية الملوثة بفيروس «كورونا» والتي تنتجها المستشفيات.

خيار وحيد بدأ الترويج له من قبل المعنيين بإدارة هذا الملف خلال الأيام القليلة الماضية، وهو توسعة المطمرين فيما بدأ منذ فترة طمر النفايات عامودياً في مطمر برج حمود. كما يتمّ الحديث عن توسعة معامل فرز النفايات مما سيزيد قدرتها على الفرز أكثر وتقليل كمية النفايات التي يتمّ طمرها، وهو أمر لطالما جرى الحديث عنه دون أي إجراءات فعلية، إذ إنّ ما جرى دوماً، هو انتظار لحظة الصفر، أي نفاد القدرة الاستيعابية للمطامر، من أجل وضع اللبنانيين أمام خيار من اثنين: إما القبول بتوسعة المطامر، وإما عودة النفايات إلى الشارع مجدداً.

ويقول رئيس «لجنة البيئة» النيابية النائب مروان حمادة لـ«الشرق الأوسط» إنّ «قرار التوسعة أو التغيير عن المطامر، هو لدى السلطة التنفيذية ومجلس الإنماء والإعمار بانتظار ما سيقرران. أما اللجان النيابية فليس لديها القدرة أو الصلاحية لاتخاذ أي قرار في هذا الخصوص». ويضيف: «الإيجابية الوحيدة في هذه المرحلة، هي أنّ إقفال المؤسسات والمطاعم والمقاهي قلل من حجم النفايات المنتجة بسبب شح الاستهلاك إلى حد ما، مما يعتبر متنفساً صغيراً في الوقت الراهن، ولكن المشكلة في حال البقاء على هكذا لأسابيع وأشهر».

ويشير حمادة إلى أنّ «ملف النفايات ليس في سلم الأولويات راهناً، ما عدا مسألة فرز النفايات وجمعها في المكبات الشرعية. أما الشيء الّذي يحتاج للانتباه أكثر، هو نفايات المستشفيات، وقد لفتنا نظر الوزارات المعنية له، وهو موضوع قديم ومستمر حتى اليوم لكن (كوفيد - 19) فرض الانتباه لهذا النوع من النفايات أكثر». ويلفت حمادة إلى أنّ «المستشفيات الجامعية التي أنشأت لنفسها وسائل معالجة كالمحرقة مثلاً، قد لا تكون لديها أي مشكلة، أما المستشفيات الأخرى فلا تشكل خطراً إضافياً عما كانت عليه سابقاً، طالما أنّها ليست ضمن المستشفيات التي حددتها وزارة الصحة لاستقبال المصابين بـ(كوفيد - 19)».

ويتخوف المحامي هاني الأحمدية، وهو متابع لهذا الملف، من أنّ يتمّ استغلال هذه الظروف (الصحية والمالية) لتمرير قرارات على حساب المواطن وحقوقه، من بينها قرار توسعة المطامر، ويقول لـ«الشرق الأوسط»: إنّ «ملف النفايات ممكن أنّ ينفجر في أي لحظة بسبب الإدارة السيئة لهذا القطاع، وما يجري اليوم هو محاولة توسعة المنطقة البحرية التي يتم الطمر فيها بهدف إيجاد أراض واستثمارات جديدة». ويضيف: «لدينا تساؤلات كثيرة حيال النفايات الطبية الملوثة بفيروس كورونا في ظل عدم وجود رقابة كافية في ملف النفايات وغياب الشركات المتخصصة للتعامل مع هذه الحالة الطارئة، مما سيفاقم الأزمة حتماً»، لافتاً إلى ارتفاع حجم النفايات المنزلية بسبب الحجر المنزلي.

وفي الوقت الّذي يعوّل فيه كثير من اللبنانيين على اعتماد الحكومة الحالية خيارات بديلة عن المطامر، يقول الأحمدية: «رغم إنّه لا ثقة لنا في هذه الحكومة، لكن نعتقد أنّ كان لديها الجرأة والإرادة فإنّ خيارات كثيرة ستكون أمامها، تبدأ بمحاسبة المقاولين والشركات المستفيدة من قطاع النفايات وتفرض عليهم معالجة مسألة نفاد القدرة الاستيعابية للمطامر لأنّها قامت بطمر كميات كبيرة من النفايات دون فرز، ومن ثمّ يتمّ التشديد على فرز النفايات في معامل الفرز والتسبيخ، وتعتمد اللامركزية في معالجة النفايات، أي أن تنشأ معامل فرز جديدة في كل قضاء أو اتحاد بلديات لمعالجة النفايات».

من جهته، يقول الخبير البيئي ومستشار وزير البيئة السابق دكتور جوزيف الأسمر لـ«الشرق الأوسط»: «يبدو أن وزارة البيئة تتعاطى بروية وتدرس حالياً الخيارات المتاحة أمامها. وبرأيي، توسعة المطامر يفترض أن يكون الحل الأخير، وإنّ حصل ذلك فلا بد من أنّ يتزامن مع أمرين أساسيين: توسعة معامل الفرز، واعتماد اللامركزية في معالجة النفايات»، لافتاً إلى الاعتراض السياسي الّذي كان يحول دائماً دون تطبيق هذين الأمرين.

وعن النفايات الطبية، يقول الأسمر: «إن هذا النوع من النفايات يمكن أنّ يتسبب بانفجارات بيئية، بسبب المعالجة السيئة لها، لا سيّما النفايات الكيميائية التي لا يمكن معالجتها في لبنان، ويفترض ترحيلها، لكن ذلك لا يحصل بسبب تكلفة الترحيل المرتفعة»، مشيراً إلى أن «النفايات المنزلية أيضاً، والتي باتت تحتوي على كمامات وقفازات ترمى في النفايات المنزلية يمكن أن تكون ملوثة، إذ لا يتمّ فرزها من المصدر، وبالتالي ربما سنكون أمام أزمة صحية بسبب هذه النفايات».

 

اطلالات نصرالله المستمرة.. هي الحرب فعلاً؟

القناة 23/29 آذار/2020

لاحظ متابعون أنّ "حزب الله" يتعاطى في الإعلان عن إطلالات أمينه العام قبل يومين من موعدها، كما كان يتعاطى مع اطلالاته أيّام حرب تموز. وأشار هؤلاء إلى أنّ السيّد نصرالله يتقصد الحديث شبه الأسبوعي للإيحاء للمجتمع ولبيئته الحاضنة، أنّهم في حرب فعلية ضدّ كورونا، وهو كما فعل في حرب تموز، سيتحدث عن آخر المستجدات، ويعطي توصياته لأنصاره لزيادة معنوياتهم وضبط تصرفاتهم وردود فعلهم.

 

دير القمر تفجع بوفاة البروفسور نعمة...قتله كورونا بعد مؤتمر عنه

قناة 23/29 آذار/2020

فجعت دير القمر بوفاة البروفسور جاك نعمة الذي شارك في مؤتمر عن الكورونا في بوسطن وتبينت إصابته بالفيروس في باريس. حيث نعى آل نعمة فقيدهم البروفيسور جاك ألفريد عكر نعمه من دير القمر، الذي توفي في باريس يوم أمس الجمعة الواقع فيه ٢٧ الجاري وهو كبير أخصائي الأمراض الجرثومية السارية وكان قد شارك في مؤتمر خاص عن فيروس الكورونا في بوسطن في الولايات المتحدة الأميركية، ولدى عودته إلى باريس تبين إصابته بهذا المرض حيث توفاه الله.

 

وفاة الطبيب اللبناني سامي رضا بعد إصابته بكورونا في فرنسا... هذا ما كشفته زوجته

النهار/29 آذار/2020

استيقظ اللبنانيون على خبر حزين بعد الإعلان عن وفاة الطبيب اللبناني سامي رضا في فرنسا جرّاء إصابته بفيروس  كورونا يوم الخميس في 26 آذار. لم يكن الوقت حليف رضا، الطبيب الذي يبلغ الـ63 من العمر، اكتشف إصابته الأسبوع الفائت، فدخل يوم الاثنين إلى المستشفى ليتلقى الإنعاش قبل أن يغلق عينيه إلى الأبد بعد 3 أيام. غدره الموت بعد أن كان يعطي الحياة للمرضى، الحياة غير عادلة لا سيما في مسألة الموت، أسئلة كثيرة لن نجد لها أجوبة، وسيبقى الحزن الشاهد الحيّ على هذه المأساة التي تدفع ثمنها كل البشرية.  عندما تسمع وتقرأ كل ما كُتب عنه، تدرك أن العالم ولبنان خسر شخصاً مميزاً وإنسانياً بالدرجة الأولى. وفاتُه خلّفت وراءها فراغاً وحزناً كبيرين. كلمات مؤثرة وتعازٍ لعائلته وأحبائه وزملائه. رحل عبد الرضا وترك أعماله وخدماته الجميلة تتحدث عنه.

ليس سهلاً أن تخسر شريك حياتك في غمضة عين. ما تعيشه زوجته هدى يصعب تحمله، لكن عليها أن تبقى قوية من أجل أولادهما. تسترجع كل التفاصيل قبل وفاته قائلةً : "كان يعمل في المستشفى والتقط العدوى من مريضة كان يعاينها من دون علمه بإصابتها بالفيروس. عاد إلى منزله، وبعد يومين بدأ يعاني من حرارة مرتفعة، ظن بداية أنه مجرد رشح عادي، ولكن بعد 5 أيام تفاقمت أعراضه فقرر إجراء فحص الكورونا، وعند المساء اتصلوا بنا وأعلموننا أن النتيجة إيجابية. كنتُ أتابع حالته في المنزل، كانت نسبة الأوكيسجين تنخفض، فتوجهنا فوراً إلى المستشفى. كانت حالته تسوء يوماً بعد يوم، وبالرغم من الإنعاش إلا أنه لم يتحسن، فتم وضعه على جهاز التنفس الصناعي ولكن بعد مرور 3 أيام اتصل بي الطبيب ليخبرني أن "ليس هناك أمل، سأسمح لك بالقدوم لتوديعه، في العادة لا يسمحون لأحد". توفي في الليلة ذاتها، تبيّن أن قلبه أصبح يعاني من التهابات. تقول هدى: "لقد رحل بسرعة، كان كل شيء سريعاً. رحل دون أن نتمكن من استيعاب ما جرى. موته كان قاسياً جداً والأصعب أنه علينا أن نقاوم لأننا أُصبنا أيضاً بالفيروس أنا وولديّ. نحن نعاني من حرارة وسعال، فهو كان معنا في المنزل قبل أن نعرف أنه مصاب بالكورونا. أتمنى أن تمرّ هذه المرحلة وينتهي كل شيء بسرعة، عليّ أن أكون قوية من أجل ولديّ ( 12 و13 عاماً). ما نواجهه صعب للغاية، لا يمكنني ملامستهما أو احتضانهما، ويجدان صعوبة في فهم ما يحصل".  من جهته، يروي طبيب الأطفال الذي يعمل في أحد المستشفيات في باريس، الدكتور حيدر هرموش أن "خسارة الطبيب سامي الرضا تُعتبر خسارة وطنية وعالمية، لقد فقدنا إنساناً رائعاً ومتواضعاً وخدوماً قبل أن نخسر طبيباً رسالته خدمة البشرية وإنقاذ الناس. وجعنا كبير وخسارته مؤلمة، لقد كان في الصفوف الأمامية يواجه هذا الفيروس الذي يفتك بالبشرية. اليوم سأتحدث عن تجربتي الشخصية، بعيداً من كل التعليقات والأحاديث الإيجابية والرائعة التي تحدثت عن عطاءاته، سأعود إلى يوم لقائي به وتلك اللحظة التي غيّرت حياتي المهنية". يقول هرموش: "إلتقيتُ بالدكتور رضا في أحد المؤتمرات، تناولتُ معه الغذاء وتحدثنا عن عملي وشاركته حقيقة مشاعري وأمنيتي في تغيير مكان عملي. أسئلة كثيرة عملية ومهنية طرحها عليّ، لديه أسلوبه الخاص، وبعد ساعة من الحديث ومعرفة تفاصيل عملي وقدراتي المهنية، عرض علي الانتقال إلى المستشفى الذي يعمل فيها، قائلاً لي: "تذكر أن لك أخاً هنا (ويقصد بذلك أنه بمثابة أخ لي في الغربة)".  وأشار إلى أن "الطبيب رضا كان في الدرجة الأولى إنساناً خدوماً ومتواضعاً وكريماً، هو ملاك وليس طبيباً. لقد علمت من بعض الأصدقاء أنه لم يكن يتقاضى بدل أتعابه من فريق جوكرز للهوكي على الجليد في فرنسا. كان يقدم خدماته كمتطوع تشجيعاً للرياضة، وحتى في مجال عمله الطبي، كان يساعد دائماً ويُجيب على كل سؤال، كان خدوماً إلى أقصى حدود. كان يتميز بهذه الصفات التي لا تجدها كثيراً في هذا المجال، كانت شخصيته فريدة من نوعها وأكبر دليل على ذلك ما كُتب وقيل عنه بعد وفاته المؤلمة".

في رأي هرموش أن "الطبيب رضا كان في الصفوف الأمامية لمعالجة المرضى من فيروس كورونا، حاله كحال كل الأطباء الذين يخوضون اليوم معركة طبية مع هذا الفيروس. جميعنا معنيون في خوض هذه الحرب مع كورونا، فأنا كطبيب أطفال أعمل صباحاً على إعطاء اللقاحات الإلزامية، وبعد الظهر أعاين الحالات المشتبه فيها وتشخيصها، في حين كان رضا يحتكّ بالمرضى وهو على تماس معهم نتيجة عمله كطبيب طوارئ، ومعالجته للحالات الصعبة والحرجة. لقد خسرنا شخصاً رائعاً وطبيباً مواظباً على مهنته وأميناً على مرضاه".

رضا هو أب لأربعة أولاد (من زواجين)، كان أيضاً طبيب فريق الجوكرز للهوكي على الجليد حيث كان يقدّم خدماته الطبية بشكل مجاني. وفاته تركت فراغاً كبيراً وصدمة لدى الفريق. يقول كريستوف كوزين، رئيس فريق الجوكرز: "هذا ليس عدلاً، ما زلنا تحت وقع الصدمة، حدث كل ذلك بسرعة. كان رضا طبيباً متطوعاً للفريق لمدة 4 سنوات. كان حاضراً في كل المباريات، لسوء الحظ لن نتمكن من حضور الجنازة لكن حين ينتهي الحجر سوف نخلد ذكراه كما يستحق لأنه كان شخصاً رائعاً".

 

بعد تهديده.. "اعلاميون من اجل الحرية" تعلن تضامنها مع الاعلامي رمزي عزام

مواقع الكترونية/29 آذار/2020

تدين "اعلاميون من أجل الحرية" قيام ناشر ومالك مجلة الخيال وائل ضو، بتهديد الإعلامي رمزي عزام فجر اليوم الاحد والتحريض عليه  في المؤسسة الإعلامية التي يعمل فيها، وذلك بسبب آراء أدلى بها الزميل عزام بصفته الشخصية، تتعلق بسجال اعلامي متوتر وحساس يتعلق بآداء بعض الاعلاميين.  ان مبادرة "اعلاميون من أجل الحرية" تدين هذا التهديد الذي تخطى كل الأصول، والذي يقع تحت طائلة المسؤولية القانونية، وتؤكد أن القضاء  وتحديداً محكمة المطبوعات، وحده بناء لدعوى المتضرر، الذي يفصل في أي موقف يصدر عبر وسائل التواصل يتعلق بالشأن العام.  ان التهديد الذي بادر إليه السيد ضو بعيد الثالثة والنصف فجر اليوم الاحد هو اعتداء موصوف على حرية الزميل رمزي عزام، وهو يندرج في خانة الترهيب والتحريض، ونعلن التضامن الكامل مع عزام مؤكدين على حقه في اتخاذ كل الإجراءات، التي تكفل حماية حقه في التعبير، سواء في لبنان،أم في البلد الذي حصل فيه التهديد،ولنا الثقة بأن الأسرة الإعلامية التي ينتمي لها الزميل عزام، كما سائر الزملاء الإعلاميين سيكونون إلى جانبه رفضاً لهذا الاعتداء السافر.

 

لبنان يسجل حالتي وفاة جديدتين بفيروس كورونا

بيروت: «الشرق الأوسط أونلاين»/29 آذار/2020

أعلنت وزارة الصحة اللبنانية اليوم (الأحد) تسجيل حالتي وفاة بفيروس كورونا المستجد ليرتفع الإجمالي إلى 10 وفيات. وقالت الوزارة، في بيان صحافي اليوم حسبما أفادت «الوكالة الوطنية للإعلام اللبنانية»، إن الحالتين لمريضين يعانيان من أمراض مزمنة كلاهما في العقد الثامن من العمر. وأشارت إلى تسجيل 26 حالة إصابة مؤكدة بالفيروس ليرتفع إجمالي الإصابات إلى 438 حالة. وشددت الوزارة على تطبيق جميع الإجراءات الوقائية، بخاصة التزام الحجر المنزلي التام الذي أضحى مسؤولية أخلاقية فردية ومجتمعية واجبة على كل مواطن وأن أي تهاون بتطبيقها سيعرض صاحبها للملاحقة القانونية والجزائية.

ويقوم الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي والأمن العام بتسيير دوريات وتنفيذ انتشار على الطرقات الداخلية في مختلف المناطق اللبنانية بهدف تطبيق مقررات مجلس الوزراء القاضية بالتزام جميع المواطنين حالة التعبئة العامة والبقاء في منازلهم وعدم الخروج منها إلا للضرورة القصوى.

 

لبنان يتشدد في تطبيق حظر التجول مع ارتفاع إصابات «كورونا» إلى 438

بيروت: «الشرق الأوسط»/29 آذار/2020

كثّفت السلطات اللبنانية إجراءاتها الآيلة لتطبيق قرار حظر التجول، وسط ارتفاع حالات الإصابة بفيروس كورونا المستجد، المثبتة مخبرياً في «مستشفى الحريري الجامعي» ومختبرات المستشفيات الجامعية المعتمدة، إضافة إلى المختبرات الخاصة، إلى 438 حالة، بزيادة 21 حالة عن يوم الجمعة، فيما سُجّلت وفاة ثامنة لمريض يعاني من أمراض مزمنة في العقد الثامن من العمر. ولفت وزير الصحة حمد حسن، إلى أنه «لا يمكن بناء الدراسات إلا من خلال التزام المجتمع المدني بالتعبئة، والتفاوت في هذا الالتزام بين منطقة وأخرى غير مريح، ولكن ما زال لدينا الوقت لتدارك الموضوع والالتزام بالتوصيات الصادرة عن وزارة الصحة»، مشيراً إلى أن «الجميع بخطر» إذا لم يتم الالتزام بالإجراءات الصحية. وفيما شددت وزارة الصحة على ضرورة «تطبيق كل الإجراءات الوقائية، خصوصاً التزام الحجر المنزلي التام الذي أضحى مسؤولية أخلاقية فردية ومجتمعية واجبة على كل مواطن، وأي تهاون بتطبيقها سيعرض صاحبها للملاحقة القانونية والجزائية»، نفّذت وحدات الجيش المنتشرة في المناطق كافة إجراءات استثنائية تطبيقاً لقرار حظر التجوّل من السابعة مساءً حتى الخامسة صباحاً، ومتابعة مدى تقيّد المؤسسات التي شملها القرار بالإقفال. وشددت قيادة الجيش على وجوب الالتزام التام بتطبيق التعبئة العامة، ودعت المواطنين إلى التقيّد بالإجراءات والتعليمات لجهة البقاء في منازلهم، وعدم مغادرتها، إلّا في حالات الضرورة القصوى، وعدم التجمّع لأي سبب كان تحت طائلة المسؤولية. وأزالت القوى الأمنية خيام المعتصمين في ساحة الشهداء بوسط بيروت، وهو ما أثار امتعاضاً في صفوف الناشطين والمعتصمين. وأعلن المكتب الإعلامي لوزير الداخلية والبلديات العميد محمد فهمي، في بيان، «تأييده المطالب المعيشية المحقة للحراك السلمي»، لكنه أكد أن ما قام به لجهة تعقيم الخيم في ساحتي الشهداء ورياض الصلح، الأسبوع الفائت، أتى في إطار حماية المتظاهرين السلميين من خطر فيروس كورونا، وكبادرة حسن نية تجاههم. وأشار فهمي إلى أنه «وفي ظل ازدياد التعديات على الأملاك الخاصة وعلى المارة في المكان، وكان آخرها إشكال حصل مع أحد سفراء الدول الأجنبية، اضطرت القوى الأمنية إلى العمل على إزالة الخيم». في غضون ذلك، كثّف وزير الصحة العامة، حمد حسن، خلال الأيام القليلة الماضية، لقاءاته مع كل من المفوضية السامية لشؤون اللاجئين ومنظمة «أطباء بلا حدود» والصليب الأحمر الدولي و«الأونروا»، وغيرها من المؤسسات الأممية والدولية، لمتابعة شؤون اللاجئين الفلسطينيين والنازحين السوريين، بهدف تلبية احتياجاتهم ومتطلباتهم لناحية الطوارئ الصحية والاجتماعية. ولفت إلى «ضرورة استجابتهم لخطة وزارة الصحة العامة، من حيث العمل على تجهيز مستشفيات ميدانية، وشراء أجهزة تنفس صناعي بالسرعة القصوى». كما أبلغ ممثلي المؤسسات الدولية بإمكانية تسليمهم مباني مستشفيات غير مجهزة ليتم تجهيزها عبرها. وأشار الوزير حسن إلى «عدم اتخاذ أي إجراءات جدية وميدانية حتى تاريخه من قبل هذه المؤسسات، بما يثير القلق بطريقة مقاربة الخطر الوبائي الداهم»، مذكّراً بأن «احتياجات اللاجئين الفلسطينيين والنازحين السوريين مسؤولية مشتركة». وفي سياق المبادرات والاستعداد لحالات الطوارئ، أعلن النائب إلياس بو صعب عن «استئجار مبنى المستشفى اللبناني الكندي في سن الفيل لسنة، وتخصيصه لمرضى (كورونا)، إذ أنه مقفل منذ نحو 7 أشهر، ومن الممكن الاستعانة به بشكل سريع». وتابع: «تواصلت منذ فترة مع صاحب المستشفى المشكور على تعاونه، واستأجرت المستشفى لسنة لتديره وزارة الصحة بطريقة تراها مناسبة، وبعدها يتابع المستشفى خدماته الاستشفائية لأهالي المنطقة. ففي دراسة أولى أجريت، سيكون للأطفال حتى عمر 15 سنة، وتكون الطبابة مجانية، فهو مستشفى خاص، ولكن يدار كمستشفى حكومي». وقال وزير الصحة، الذي جال في أرجاء المستشفى، إنه «يمكن أن يكون جاهزاً خلال أسبوع أو 10 أيام للخدمات الفندقية وللحالات المرضية خلال أسبوعين»، موضحاً أنه «في حال تفشي الوباء وإعلان حال الطوارئ، فمن الممكن تجهيزه خلال 4 أسابيع، وتكون لديه قدرة كبيرة على الاستيعاب».

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

وفيات “كوفيد19-” عالمياً تتجاوز 33 ألفاً… ثلثاها في إيطاليا وأوروبا

تسجيل 680 ألف إصابة والولايات المتحدة تتصدر القائمة وارتفاع عدد المتعافين إلى 142 ألفاً

عواصم- وكالات: أدى انتشار وباء كورونا المستجد “كوفيد-19” إلى وفاة نحو 33 ألف شخص حول العالم، ثلثاها الأول في إيطاليا، والثاني في دول أوروبا. ووفق إحصاءات ومعطيات رسمية دولية، حتى أمس، سجلت 33583 وفاة على الأقل، أكثر من ثلثيها في أوروبا 21334، وإيطاليا هي الأكثر تضررا 10023 وفاة، تليها إسبانيا 5690، والصين 3295، التي ظهر فيها الوباء للمرة الأولى في ديسمبر الماضي، بينما سجلت أكثر من 680 ألف إصابة على الأقل حول العالم منذ ذلك التاريخ، كما أظهرت البيانات أن عدد المتعافين تجاوز 142 ألفا.

وحاليا تتصدر الولايات المتحدة دول العالم من حيث أعداد حالات الإصابة، تليها إيطاليا والصين وإسبانيا وألمانيا وفرنسا وإيران والمملكة المتحدة.

وسجلت فرنسا 319 وفاة جديدة، ليبلغ إجمالي الوفيات 2324، وارتفع عدد الإصابات إلى 37575، بعد تسجيل 4611 إصابة جديدة.

ومن جهته، حذر رئيس الوزراء الفرنسي إدوارد فيليب من أن الأيام الـ15 الأولى من أبريل المقبل ستكون أكثر صعوبة لبلاده من سابقتها، في مكافحة الفيروس.

وفي إيطاليا تجاوز عدد المتوفين بفيروس كورونا عشرة آلاف شخص، بعد أن توفي 889 شخصا في الساعات الـ24 الماضية، في ثاني أعلى حصيلة يومية للوفيات منذ بدء جائحة كورونا في البلاد يوم 21 فبراير.

وفي إسبانيا سجلت 832 وفاة بفيروس كورونا خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، ليرتفع عدد الوفيات إلى خمسة آلاف و690. وأعلن رئيس الحكومة الإسبانية، بيدرو سانتشيث، وقف جميع الأنشطة الاقتصادية غير الأساسية اعتبارا من اليوم، وحتى التاسع من أبريل، في مسعى لوقف انتشار الفيروس.

وفي الولايات المتحدة أعلنت جامعة جونز هوبكنز الأميركية ارتفاع عدد وفيات فيروس كورونا إلى أكثر من 2010 والإصابات إلى نحو 119748. وقد تم تسجيل أكثر من 15 ألف إصابة و353 حالة وفاة منذ أمس.

وفي روسيا، أعلنت السلطات الصحية وفاة سيدة بسبب الفيروس، ليرتفع إجمالي الوفيات إلى 6 حالات، كما سجلت 228 إصابة جديدة، ليبلغ عدد المصابين 1228، وقررت إغلاق حدودها بالكامل اعتبارا من نهاية مارس الجاري للحد من انتشار الفيروس.

من جهته، قال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غبريسوس، إن فيروس كورونا امتد إلى العشرات من دول القارة الأفريقية، حيث بلغت حالات الإصابة 2650 حالة والوفيات 49.

وأعلنت السلطات الصحية في تايلند، تسجيل 143 حالة إصابة جديدة، ليبلغ بذلك إجمالي الحالات المصابة 1388 حالة، و7 حالات وفيات.

وارتفع عدد المصابين في الهند إلى 979 شخصا من بينهم 48 أجنبيا بعدما سجلت السلطات الصحية 106 حالات اصابة جديدة بالفيروس، كما سجل 6 وفيات جديدة ليصل إجمالي الوفيات من جراء هذا الفيروس إلى 26. وأعلنت كوريا الجنوبية أنها تبحث تقديم دعم مالي لعشرة ملايين أسرة منخفضة الدخل في إطار إجراءات الطوارئ وسط تفشي الفيروس.

وسجلت كوريا الجنوبية 9583 حالة إصابة، و152 حالة وفاة بالمرض في البلاد.

وأعلنت السلطات القبرصية عن 17 إصابة جديدة، ليرتفع العدد الإجمالي في البلاد إلى 179، فيما توفي خمسة أشخاص خلال الأيام السابقة.

وأصدر المسؤولون الفيتناميون أوامرهم بإغلاق أكبر المراكز الطبية في البلاد، وطالبوا الآلاف من الموظفين والمرضى الذين زاروا مستشفى باخ ماي بإجراء فحص فيروس كورونا، وذلك عقب إصابة ممرضين وعاملين في قسم الأغذية بالفيروس.

وسجلت الصين 45 حالة إصابة جديدة، علاوة على خمس وفيات، في أحدث الأرقام الصادرة عن لجنة الصحة الوطنية. ومن بين الحالات المصابة الجديدة، سجلت 44 حالة لأشخاص كانوا في الآونة الأخيرة خارج البلاد، فيما سجلت حالة واحدة انتقلت العدوى إليها محليا في مقاطعة هنان.

من ناحية أخرى فى مدينة ووهان، بدأ تخفيف إجراءات الإغلاق، وعاد أكثر من 12 ألف مسافر إلى ووهان من جميع أنحاء البلاد.

 

بلجيكا: تشخيص أول قطة مصابة بفيروس كورونا

بروكسل/الشرق الأوسط/29 آذار/2020

قال مسؤولون محليون في بلجيكا، إن قطة ثبتت إصابتها بفيروس كورونا المستجد، بعد إجراء الفحوص الطبية لها. وذكر مسؤولو الصحة، في مؤتمر صحافي، أن نتائج الاختبارات التي أجريت للقطة في منطقة لييغ كانت إيجابية، بعد ظهور أعراض كلاسيكية لفيروس «كوفيد - 19»، منها صعوبة في التنفس، وذلك بعد أسبوع من إصابة مالكها، وذلك وفقاً لما ذكرته وسائل إعلام محلية. وتعاني القطة من الإسهال وتتقيأ، بالإضافة إلى مشكلات في التنفس. وقال البروفسور ستيفن فان جوت، أول أمس الجمعة، إن الباحثين وجدوا الفيروس في براز القطة. وذكرت صحيفة «بروكسل تايمز» أنه لم يتم تقديم أي معلومات عن ظروف القطة أو مالكها. من جانبها، أعلنت السلطات الصحية في بلجيكا، اليوم الأحد، تسجيل 78 حالة وفاة بفيروس كورونا، ليرتفع بذلك إجمالي حالات الوفاة بالفيروس إلى 431 حالة.

ونقلت وكالة «بلومبرغ» للأنباء عن السلطات القول إنه تم تسجيل 1702 حالة إصابة جديدة بالفيروس. وأوضحت السلطات أن إجمالي حالات الإصابة بفيروس كورونا بلغ 10836 حالة. كان البرلمان البلجيكي قد منح الخميس الماضي حكومة البلاد برئاسة صوفي ويلمز، صلاحيات واسعة للحد من تفشي فيروس كورونا، ومعالجة آثاره.

 

الفاتيكان: البابا فرنسيس ومساعدوه ليسوا مصابين

الفاتيكان- وكالات/29 آذار/2020

: كشف الفاتيكان، عن وضع البابا فرنسيس ومساعديه بعد أنباء عن عزلهم بسبب إصابتهم بفيروس كورونا المستجد. وأصدر الفاتيكان بيانا أعلنه المتحدث الرسمي، ماتيو بروني، قال خلاله إن الفحوص التي أجريت للبابا فرنسيس ومساعديه أكدت أنهم ليسوا مصابين بفيروس كورونا المستجد “كوفيد – 19، وذلك بعد ثبوت إصابة أحد سكان المبنى المجاور لمبنى البابا فرنسيس بالفيروس. وأوضح بروني أن الفحوص أجريت على 170 شخصا في الفاتيكان، وأكدت إصابة 6 منهم بالمرض أحدهم من عشرات السكان الدائمين في دار الضيافة سانتا ماريا في الفاتيكان. ونشرت صحيفة “يروب بريس” مشهد فيديو صور من داخل الفاتيكان، يظهر فيه الحبر الأعظم البابا فرنسيس، بابا الفاتيكان، يمشي وحيدا داخل ساحة الفاتيكان ويقيم الصلاة من أجل انتهاء أزمة فيروس كورونا في العالم.

 

“نيوزويك”: أميركا مستعدة لوفاة سياسيين كبار

واشنطن- وكالات/29 آذار/2020

 ذكرت مجلة “نيوزويك”، أن الجيش الأميركي وضع خططا لـ”أسوأ السيناريوهات” التي قد تواجه الولايات المتحدة من جراء انتشار وباء كورونا، ومنها انتشار العنف على نطاق واسع، ووفاة سياسيين كبار. وأشارت المجلة في عددها الأخير إلى أن قادة الجيش تلقوا تعليمات قبل 3 أسابيع لوضع خطط بديلة في حال “أضحى القادة الدستوريون عاجزين، وما إذا كان يتعين فرض أحكام الطوارئ”. وأوضحت المجلة أن قائد القيادة الشمالية الأميركية الجنرال تيرنس أوشونيسي، سيتولى قيادة الولايات المتحدة، إذا اجتاح كورونا الجديد القيادة السياسية العليا في واشنطن، لافتة إلى أن الخطط والتدابير الراهنة لمجابهة الوباء تجعل من المستبعد فرض الطوارئ، وتولي أوشونيسي قيادة البلاد. ونقلت عن مصدر عسكري قوله إن الخطط العسكرية الطارئة توضع دوما لمواجهة هجمات خارجية، “في سيناريو الهجوم على مدينة أو منطقة هناك إجراءات واضحة ومباشرة، لكن مع فيروس كورونا التأثير يعم البلاد… إننا في وضع لم يسبق أن شهدناه مطلقا”.

 

أرقام مخيفة للوفيات في بريطانيا… وجونسون: القادم أسوأ

لندن- وكالات/29 آذار/2020

 يستمر المسؤولون البريطانيون في إطلاق تصريحات متشائمة بشأن تفشي فيروس كورونا، آخرها تصريح مدير هيئة الخدمات الصحية الوطنية، ستيفن باويس الذي توقع وفاة 20 ألف شخص. وقال باويس، أن وحدات العناية المركزة في لندن لم تمتلئ بعد، مشيرا إلى أن هيئة الخدمات الصحية الوطنية تجهز غرف العمليات والإنعاش لاستقبال الحالات الحرجة.

 

زوجة رئيس وزراء كندا تعلن شفاءها

أوتاوا- وكالات/29 آذار/2020

أعلنت زوجة رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو، صوفي غريغوار ترودو، أنها شفيت من إصابتها بفيروس كورونا المستجد. وكتبت صوفي على فيسبوك مساء أول من أمس: “أشعر بتحسن كبير. تلقيت تقريرا إيجابيا من طبيبي ومن خدمات الصحة العامة في أوتاوا”. وكانت صوفي قد شُخّصت بإصابتها بفيروس كورونا في 12 مارس بعد عودتها من لندن، ما دفع زوجها الذي لم يُظهر أي أعراض إلى البقاء معزولا والعمل عن بعد في مقر رئيس الوزراء على بعد بضعة كيلومترات من مكتبه الرسمي. وشدّدت صوفي على ضرورة أن يتبع الجميع “البروتوكولات الصحية وأن يبقوا في المنزل”. ولوقف تفشي كورونا في كندا، أعلن رئيس الوزراء في 17 مارس، إغلاق حدود بلاده في وجه المسافرين غير الكنديين باستثناء الأميركيين.

 

“كوفيد19” يظلُّ على الكمامات 7 أيام

لندن ـ وكالات/29 آذار/2020

 كشف تقرير لصحيفة ديلى ميل البريطانية أن فيروس كورونا المستجد يعيش على أقنعة الوجه “الكمامات” لمدة تصل إلى سبعة أيام، وتتم دراسة الفيروس التاجي الجديد بسرعة لفهم المدة التي يظل فيها معديًا على الأسطح المختلفة وتحت ظروف معينة. وكشفت دراسة بحثية من هونغ كونغ أنه لا يزال من الممكن الكشف عن مستوى كبير من الفيروس المعدي على الطبقة الخارجية للقناع الجراحي بعد سبعة أيام. لكن الباحثين من الولايات المتحدة أفادوا أنه لم يتم قياس أي وجود لفيروس كورونا حيا بعد 24 ساعة على الورق المقوى، حيث تقتل طباعة الورق بما في ذلك الصحف الفيروس في غضون ثلاث ساعات. وكشفت منظمة الصحة العالمية أنه من غير المحتمل أن يلوث الناس السلع التجارية بما في ذلك تلك التي يتم شحنها عبر البريد. اكتشف العلماء أنه عند معالجته بأي شكل من أشكال المطهر، تكون جميع الأسطح خالية من الفيروس في غضون خمس دقائق.

 

انتحار وزير بولاية ألمانية بسبب «قلقه البالغ» من التداعيات الاقتصادية لـ«كورونا»

برلين: «الشرق الأوسط أونلاين»/29 آذار/2020

انتحر، أمس (السبت)، وزير مالية ولاية هيسن الألمانية توماس شيفر بسبب «قلقه البالغ» من التداعيات الاقتصادية لتفشي فيروس «كورونا»، وفق ما أعلن رئيس حكومة الولاية فولكر بوفيير. وعُثر (السبت) على جثة الوزير (54 عاماً) وهو متزوج وأب لولدين قرب خط السكك الحديدية. ورجّحت النيابة العامة في مدينة فيسبادن فرضية أن يكون شيفر قد أقدم على الانتحار، حسب ما نقلته وكالة الصحافة الفرنسية. وفيشر يتولى منذ عشر سنوات وزارة مالية الولاية التي تضم فرانكفورت، العاصمة المالية لألمانيا ومقر المصرف المركزي الأوروبي والمصارف الألمانية الكبرى. وفي بيان مسجّل، قال رئيس حكومة الولاية فولكر بوفيير إن فيشر كان يعمل «ليل نهار» لمساعدة الشركات والموظفين على التكيف مع التداعيات الاقتصادية لفيروس «كورونا» المستجد الذي أعلنته منظمة الصحة العالمية «جائحة»، مبدياً «صدمته» إزاء ما جرى.وقال رئيس حكومة الولاية المقرّب من المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل والمنتمي إلى حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي الذي كان شيفر عضواً فيه، «اليوم يمكننا أن نعتبر أنه كان لديه قلق بالغ». وأوضح بوفيير الذي بدا عليه التأثر: «نحتاج إلى شخص مثله في هذه الأوقات الصعبة بالتحديد». وسجلت ألمانيا ما لا يقل عن 4 إصابة جديدة بفيروس «كورونا» في يوم واحد، وفقاً للبيانات الصادرة عن معهد «روبرت كوخ» الألماني لأبحاث الفيروسات قبل ظهر اليوم (الأحد). وبحسب هذه البيانات، وصل إجمالي عدد الإصابات المسجلة في ألمانيا إلى 52 ألفاً و547 حالة. وبلغ عدد حالات الوفيات بين المصابين 389 حالة حتى الآن.

 

رئيس «نوفارتس»: علاج للملاريا أكبر أمل في مواجهة «كورونا»

جنيف/الشرق الأوسط/29 آذار/2020

نقلت صحيفة «زونتاج-تسايتونج» السويسرية عن فاس ناراسيمهان الرئيس التنفيذي لشركة نوفارتس قوله اليوم (الأحد)، إن دواء «هيدروكسي كلوروكوين» المستخدم في علاج الملاريا والذئبة والتهاب المفاصل هو أكبر أمل للشركة في مواجهة فيروس كورونا المستجد. وتعهدت «نوفارتس» بمنح 130 مليون جرعة وتدعم التجارب الإكلينيكية اللازمة قبل إقرار استخدام الدواء في علاج فيروس كورونا. وسبق أن روج الرئيس الأميركي دونالد ترامب لهذا الدواء كعلاج محتمل للفيروس الجديد، وفقاً لما نقلته وكالة «رويترز» للأنباء. وقال ناراسيمهان للصحيفة: «الدراسات قبل الإكلينيكية على الحيوانات وكذلك البيانات الأولى من الدراسات الإكلينيكية تظهر أن هيدروكسيكلوروكوين يقتل فيروس كورونا... نحن نعمل مع المستشفيات السويسرية على بروتوكولات العلاج الممكنة للاستخدام الإكلينيكي للدواء، ولكن من السابق لأوانه قول أي شيء بشكل قاطع». وأضاف أن الشركة تبحث حالياً عن مكونات دوائية فعالة إضافية لإنتاج مزيد من هيدروكسيكلوروكوين، إذا نجحت التجارب الإكلينيكية.

 

إسبانيا تسجل أكثر من 800 وفاة بـ«كورونا» في يوم واحد

مدريد/الشرق الأوسط/29 آذار/2020سجلت إسبانيا 838 وفاة بفيروس كورونا المستجد، خلال 24 ساعة، ما يمثل حصيلة يومية قياسية جديدة، بعد تسجيل 832 وفاة قبل يوم، ويرفع العدد الإجمالي للوفيات إلى 6528، وفق أرقام نشرتها وزارة الصحة اليوم (الأحد). وبلغ عدد الإصابات المؤكدة 78797، ما يعني تسجيل ارتفاع بـ9.1 في المائة خلال يوم، في ثاني أكثر البلدان تضرراً من «كوفيد - 19»، حسبما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية. كان رئيس وزراء إسبانيا بيدرو سانشيز، قد أعلن أمس السبت تعليق العمل في جميع الأنشطة غير الأساسية لمدة أسبوعين، في محاولة لإبطاء وتيرة انتشار فيروس كورونا في البلاد.

 

أكثر من 2600 وفاة بفيروس «كورونا» في إيران

روحاني: تفشي الفيروس بلغ ذروته ببعض المحافظات

لندن/الشرق الأوسط/29 آذار/2020

أعلنت السلطات الإيرانية، اليوم (الأحد)، تسجيل 123 وفاة جديدة بفيروس كورونا المستجد، ما يرفع الحصيلة الإجمالية إلى 2640 وفاة. وقال المتحدث باسم وزارة الصحة كيانوش جهانبور خلال مؤتمره الصحافي اليومي الذي يبث عبر التلفزيون إنه تم إحصاء 2901 إصابة جديدة خلال الساعات الـ24 الماضية، ما يرفع حصيلة الإصابات إلى 38309. يأتي ذلك في وقت أعلن الرئيس حسن روحاني، أن تفشي فيروس كورونا بلغ ذروته في بعض المحافظات، على عكس محافظات أخرى. وأكد أن الإجراءات المتشددة قد تستمر أسبوعين أو أكثر من أجل الحد من انتشار الفيروس.

وقال روحاني عبر كلمة ألقاها خلال اجتماع للحكومة: «سألنا أین نقف نحن من فيروس كورونا في إيران؟ هل تجاوزنا نقطة الذروة؟ وهل نتجه نحو الأفضل؟ فأجابنا بعض الزملاء بأننا عبرنا الذروة في بعض المحافظات والعدوى بدأت تتراجع، لكن في محافظات أخرى لا يمكن تأكيد ذلك». ورأى الرئيس الإيراني أن فيروس كورونا الذي اجتاح العالم لن يتراجع بعد أسبوع أو 10 أيام، معتبراً أنه قد يبقى سنة أو سنتين. وحث المجتمع الإيراني في كلمة ألقاها خلال اجتماع للحكومة، على الاستعداد لمواجهة الفيروس المستجد، قائلاً: «علينا أن نجعل المجتمع يستعد لمواجهة الفيروس بطريقة أو أخرى». وأشار إلى أن بعض المختصين رجحوا الانتظار حتى نهاية عطلة نوروز (السنة الفارسية الجديدة) حتى ينجلي الوضع ويتضح أين تقف البلاد. وتوجه إلى الإيرانيين قائلاً: «هناك موضوع مهم أطرحه مع الشعب العزيز، وهو علينا أن ندرك أن فيروس كورونا لن يتراجع في العالم وفي إيران بعد أسبوع أو 10 أيام... قد يبقى سنة أو سنتين، علينا أن نجعل المجتمع يستعد لمواجهة الفيروس بطريقة أو أخرى... حيث يقول بعض الأطباء إنه أشبه بالإنفلونزا قد يأتي ويبلغ الذروة، ومن ثم يعود والوضع سيكون هكذا حتى اكتشاف العلاج». يأتي هذا في وقت تواجه فيه حكومته انتقادات حادة للطريقة التي تعاملت بها مع الوباء، وسعيها في البداية إلى التستر على الأرقام الحقيقية، بهدف إنجاح الانتخابات التشريعية التي أجريت في يناير (كانون الثاني). يذكر أنه بعد إصرار مسؤولي النظام الإيراني على الاستمرار بإنكار حقيقة تفشي الفيروس لأكثر من شهرين، اعترفت الحكومة الإيرانية، السبت، وعلى لسان رئيس لجنة علم الأوبئة بالمركز الوطني لمكافحة كورونا، علي أكبر حقدوست، بتفشي كورونا في البلاد منذ الثلث الأخير من شهر يناير الماضي. وأكد حقدوست خلال مؤتمر صحافي عبر الفيديو، أن «الفيروس انتشر في إيران في تلك الفترة بشكل زاحف، لكن دون أن تظهر أعراضه في البداية». وقال رداً على أسئلة الصحافيين إن السلطات تأخرت في تشخيص الفيروس، لذا تأخرت في الإعلان عن تفشيه، مضيفاً أن المرض كان قد تفشى في عدة مدن في تلك الفترة.

 

تركيا مُكتظة بنصف مليون مصاب بـ”كوفيد- 19 وانتقادات لحكومة أردوغان

أنقرة – وكالات/29 آذار/2020

 كشف خبير تركي، أن بلاده مكتظة بنحو نصف مليون مصاب بفيروس “كورونا”، بحسب عملية حسابية أجراها، فيما انتقد أطباء الإجراءات الوقائية التي لجأت إليها وزارة الصحة بحكومة الرئيس رجب طيب أردوغان. وقال الخبير إنان دوغان، في مقال نشره موقع “انسايدر مونكي”، أول من أمس، إن السلطات الصحية التركية تكتفي بنفي التفشي الكبير للفيروس بدل اعتماد سياسة استباقية تمنع انتشاره، مشيراً إلى 7402 مصاباً بـ”كورونا” بحسب بيانات وزارة الصحة. وأضاف إن تركيا سجلت حالتي وفاة فقط قبل 11 يوماً، ثم ارتفع بنسبة 4500 في المئة، وبات عدد الوفيات 92 حالة. في غضون ذلك، حذر طبيبان، أحدهما نائب في البرلمان، من تفاقم انتشار “كورونا”، منتقدين الإجراءات الوقائية والتي لجأت إليها وزارة الصحة. وقال الطبيب النائب نجدت إيبك يوز، إن “التحاليل التي تجريها الوزارة الصحة غير دقيقة، فهي تجريها بسرعة وتكون نتائجها مبدئية نل يعني أن الشخص غير المصاب قد يصاب لاحقاً”، مضيفاً إن “المرحلة المقبلة ستظهر ارتفاعاً كبيراً في أعداد المصابين”. من جانبه، أكد الطبيب اردال سيبان، أن “القطاع الصحي يعاني، فالمستلزمات الطبية غير متوفرة بشكل كبيرة كالأقنعة والقفازات وأيضاً سعة المستشفيات محدودة ولا توجد مراكز مخصصة لرعاية المصابين”، واصفاً الاجراءات الحكومية بـ”غير الكافية”.

 

التحالف يُحبط هجوماً صاروخياً على الرياض وجازان ويدمر “بالستيين”

عدن – وكالات/29 آذار/2020

 أعلن تحالف دعم الشرعية في اليمن، أن قوات الدفاع الجوي الملكي السعودي اعترضت ودمرت صاروخين بالستيين استهدفا مدينتي الرياض وجازان. وقال المتحدث باسم التحالف العقيد تركي المالكي، في بيان، ليل أول من أمس، إن “قوات الدفاع الجوي الملكي السعودي رصدت صاروخين أطلقتهما الميليشيات الحوثية المدعومة من إيران من داخل الأراضي اليمنية من محافظتي صنعاء وصعدة باتجاه الأراضي السعودية بطريقة متعمدة لاستهداف المناطق المدنية والآهلة بالسكان”. وأضاف إن “قوات الدفاع الجوي الملكي تمكنت من اعتراض الصاروخين والذي نتج عنه سقوط شظايا”، مشيراً إلى إصابة مدنيين إثنين نتيجة الشظايا. وأكد أن “هذه الأعمال العدائية في هذا الوقت يثبت تورط الحوثيين والنظام الإيراني الداعم لها وتعنتها للقرارات الأممية الصادرة في هذا الشأن واستمرارها في تهديد أمن السعودية والأمن الإقليمي والدولي وإصرارها على مخالفة القانون الدولي الإنساني وضرب وحدة العالم في محاربة تفشي فيروس كورونا”. وأفاد بأن التحالف مستمر في اتخاذ الإجراءات الصارمة والرادعة لتحييد وتدمير هذه القدرات البالستية لحماية المدنيين وحماية الأمن الاقليمي والدولي. في غضون ذلك، توالت ردود الفعل العالمية والعربية والإقليمية المنددة، حيث دانت منظمة التعاون الإسلامي والبرلمان العربي واليمن والبحرين وغيرها الهجمات الإرهابية.

واتهم الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، خلال اتصال بمحافظ مأرب سلطان العرادة، الحوثيين بالعمل لصالح أهداف وأجندة إيران وأطماعها التوسعية. وقال إن الحوثيين يزجون بالأبرياء والمغرر بهم وقوداً في حربها العبثية خدمة لأهداف وأجندة إيران وأطماعها التوسعية، مشدداً على أهمية تعزيز الصفوف لمواجهة قوى التمرد والانقلاب وأدواتها وأذرعها. على صعيد آخر، أكد قائد المنطقة العسكرية اليمنية الثالثة محمد الحبيشي، أن الجيش يحقق انتصارات مستمرة في مختلف الجبهات بمديرية صرواح. وفي الجوف، استمر الجيش في إحراز تقدم ميداني كبير في مختلف جبهات المحافظة الجوف، خصوصاً في جبهة صبرين القريبة من سوق الثلوث المطل على جبهة العقبة، وفي جبهات السليلة والوجف بمديرية خب الشعف. وفي الحديدة، أسقطت “القوات المشتركة” أول من أمس، طائرة مسيرة أطلقها الحوثيون في مدينة الدريهمي جنوب المحافظة، وذلك في خرق جديد للهدنة الأممية في الحديدة.

من ناحية ثانية، قدم وزيران في الحكومة، اليمنية الشرعية، استقالتيهما، إلى الرئيس عبدربه منصور هادي. وقال مصدر حكومي، إن “وزير الخدمة المدنية نبيل الفقية، قدم استقالته إلى الرئيس، احتجاجاً على ترهل الأداء العام للحكومة وتعمد تجاهل أعضائها، وعدم القدرة على تحقيق أي إنجاز ملموس”. وأضاف إن “استقالة الفقية تزامنت مع تقديم وزير النقل صالح الجبواني، استقالته تنديداً بإيقافه من رئيس الحكومة معين عبدالملك، عن العمل، رغم أن ذلك من اختصاصات رئيس الجمهورية”، مشيراً إلى أن “الرئاسة لم تبت في أمر الاستقالتين”. من جهة أخرى، دعا محافظ الجوف أمين العكيمي، الرئيس عبدربه منصور هادي، بتشكيل لجنة تحقيق في أسباب سيطرة الحوثيين، على مركز محافظة الجوف. إلى ذلك، قال المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث، إن “المجلس الانتقالي الجنوبي” يدعم دعوة الأمم المتحدة لوقف القتال في اليمن، لمواجهة أزمة انتشار فيروس “كورونا”.

 

التحالف الدولي يسلم قاعدة كركوك إلى القوات العراقية والزرفي تعهد تلبية مطالب المتظاهرين وإجراء الانتخابات المبكرة

بغداد، عواصم – وكالات/29 آذار/2020

أفادت مصادر عسكرية أمس، بأن قوات التحالف الدولي سلمت القوات العراقية المنطقة الخاصة بها في قاعدة كركوك الجوية في محافظة كركوك. وقالت المصادر، إن عملية التسليم للقوات الأمنية العراقية جرت بمراسم عسكرية، وبحضور قيادات عسكرية عراقية ومن قوات التحالف الدولي داخل قاعدة كركوك الجوية.

في غضون ذلك، أكد رئيس الوزراء العراقي المكلف عدنان الزرفي، أن من أولويات الحكومة تلبية مطالب الحراك السلمي وبسط سلطة القانون، عبر إجراء انتخابات مبكرة ونزيهة، فضلاً عن تشديد العمل على خفض مستوى الفقر في البلاد واستعادة السلم الأهلي. وذكر مكتب الزرفي، في بيان، عقب استقباله سفراء دول الاتحاد الأوربي لدى العراق، أول من أمس، أن “رئيس الحكومة المكلف (عدنمان الزرفي) عبر عن تعازيه لجميع الدول الأوروبية التي تفقد يومياً المئات من مواطنيها جراء تفشي وباء كورونا، وأبدى تعاطفه مع أسر الضحايا في دول الاتحاد التي طالما وقفت إلى جانب العراق في الكثير من القضايا الملحة والمصيرية”.وأضاف أن “رئيس الوزراء المكلف استعرض حجم المخاطر التي تواجه العراق ودول المنطقة والعالم في ظل المخاوف الناجمة عن انتشار الوباء وماخلفه من تداعيات شلّت حركة الاقتصاد والسوق العالمية”. وفي جانب آخر، نبه الزرفي إلى “المخاطر الجدية التي خلفها تراجع أسعار النفط العالمية”، مشدداً على “ثقته بقدرة العراق على تخطي الأزمة الجديدة لإمتلاكه من الثروات مايعوضه من خسائر شريطة توفر الإدارة الحكومية الكفوءة”. من جانبهم، أعرب السفراء عن تمنياتهم للعراق باستعادة عافيته وتحقيق الاستقرار المنشود، ولرئيس الوزراء المكلف إنجاز مهمته بما يلبي تطلعات الشعب، ويعزز مكانة العراق المعهودة بالمنطقة والعالم. وحضر اللقاء سفراء كل من إيطاليا وألمانيا وفرنسا والسويد واليونان وبولندا وكرواتيا وبعثة الإتحاد الأوروبي، وممثل عن وزارة الخارجية العراقية. وفي وقت لاحق، طالب الزرفي، في تغريدة على حسابه بموقع “تويتر”، أمس، المجتمع الدولي بتخفيف العقوبات عن إيران وتوفير العلاج لشعبها. وقال: إن “مساعدة إيران في مواجهة فيروس كورونا سيسهم في منع كارثة إنسانية يعاني منها الشعب الإيراني بشكل مخيف”، مضيفاً أن “على المجتمع الدولي مساعدتهم برفع أو تخفيف العقوبات وتوفير العلاجات الطبية لما لذلك من تداعيات صحية وأمنية على العراق كونه الجار الأكثر امتداداً وارتباطاً بالجمهورية الإسلامية”.

في غضون ذلك، قال عضو “تيار الحكمة” في البرلمان أسعد المرشدي أول من أمس، إن 50 في المئة من نواب الكتل الشيعية في البرلمان ليست لديهم اعتراضات على تكليف الزرفي لتشكيل الحكومة الجديدة. وتوقع أن “تكون التشكيلة الوزارية جاهزة للتصويت في مجلس النواب خلال الأسبوعين المقبلين”.

 

السيسي وولي عهد أبوظبي يُنسِّقان لمواجهة التحديات الإقليمية

أبوظبي، عواصم – وكالات/29 آذار/2020

 بحث ولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد، خلال اتصال هاتفي مع الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، العلاقات الأخوية بين البلدين الشقيقين ومختلف جوانب التعاون والتنسيق المشترك بينهما وسبل دعمه على المستويات كافة، إضافة إلى عدد من القضايا الإقليمية والدولية. واستعرض بن زايد والسيسي جهود البلدين وإجراءاتهما في التعامل مع فيروس كورونا المستجد “كوفيد 19، وآليات تعزيز التعاون والتنسيق المشترك بين مؤسسات البلدين، والاستفادة من تجارب الطرفين في مواجهة هذا التحدي. وأكد ولي عهد أبوظبي تضامن الإمارات ودعمها لمصر في مواجهة الفيروس، بينما ثمن السيسي مواقف الإمارات ومبادراتها الإنسانية في التعاون والتضامن مع الدول الشقيقة والصديقة كافة، خاصة خلال هذه الظروف الاستثنائية والتحدي العالمي الصعب. وشدد الجانبان على أهمية تضافر الجهود وتعاون جميع الدول والمؤسسات الدولية بجانب دور المجتمعات، مؤكدين أن الوباء أصبح يشكل تحديا خطيرا يهدد العالم بأسره، مما يستدعي استجابة سريعة لتوحيد الجهود الدولية وتنسيقها لمواجهة الأزمة وتجاوزها بأقل الخسائر في الأرواح. على صعيد متصل، بحث الشيخ محمد بن زايد هاتفيا، مع الرئيس الإندونيسي جوكو ويدودو، سبل تعزيز التعاون الثنائي، فضلا عن مناقشة عدد من القضايا الإقليمية والدولية، خاصة مكانات التعاون والتنسيق بين البلدين في مواجهة أزمة فيروس “كورونا”، وأهمية تعزيز الجهود الدولية لعدم تفشي الفيروس واحتواء تداعياته الخطيرة على المستويات كافة إنسانيا وصحيا واقتصاديا.

 

الأمم المتحدة تدعو لهدنة بسورية وتحذر من كارثة

عواصم – وكالات/29 آذار/2020

دعت الأمم المتحدة، إلى وقف إطلاق النار لتفادي “تفاقم الكارثة” مع ظهور أول إصابات فيها بفيروس “كورونا”. وقال رئيس لجنة التحقيق الدولية التابعة للأمم المتحدة بشأن سورية باولو سيرجيو بينيرو، أول من أمس، إن “وباء كورونا يشكل تهديداً مميتاً للمدنيين السوريين، كما أنه سيضرب من دون تمييز وسيكون تأثيره مدمراً على الأكثر ضعفاً في غياب إجراءات وقائية عاجلة”. وشدد على أن تجنب هذه المأساة التي تلوح في الأفق يتطلب استجابة الأطراف كافة لنداء الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس والمبعوث الخاص إلى سورية غير بيدرسون بشأن وقف إطلاق النار “ذلك أن ما سوى ذلك سيحكم على أعداد كبيرة من المدنيين بالموت بشكل كان بالإمكان تجنبه”. وأضاف إن هناك نحو 6.5 ملايين مشرد سوري في الداخل الأكثر تعرضاً لتأثير الفيروس، بينهم مليون شخص يعيشون في العراء أو في الخيام المكتظة والمخيمات الموقتة على طول الحدود السورية – التركية في محافظة إدلب. وأشار إلى أن إمكانية وصول هؤلاء المشردين إلى المياه النظيفة أو الصرف الصحي محدودة للغاية، كما لا يزال عشرات الآلاف غيرهم محتجزين في ظل وجود فرص محدودة للوصول إلى الرعاية الطبية بما في ذلك 70 ألف شخص معظمهم من النساء والاطفال في مخيم الهول شرق سورية. من جانبها، دعت عضو اللجنة كارين أبو زيد، إلى السماح للمساعدات الإنسانية بما في ذلك الدعم والإمدادات الطبية بالوصول إلى هؤلاء الأشخاص “وفق الحاجة وليس للاعتبارات السياسية”. وقالت إن وضع المعتقلين في أنحاء سورية أكثر خطورة حالياً، وقد سبق للجنة أن وثقت حالات الوفاة أثناء الاحتجاز بسبب التعذيب والضرب وظروف المعيشة اللاإنسانية والافتقار إلى الرعاية الطبية الكافية والاهمال المتعمد. من ناحية ثانية، أصدرت القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة السورية أمرين إداريين ينهيان الاحتفاظ والاستدعاء. ويشمل الأمران الضباط الاحتياطيين ممن أتموا ثلاث سنوات فأكثر خدمة احتياطية فعلية ولصف الضباط والأفراد الاحتياطيين المحتفظ بهم ممن بلغت خدمتهم الاحتياطية الفعلية سبع سنوات فأكثر. وذكر الجيش السوري في بيان، “أصدر أمرين إداريين ينهيان الاحتفاظ والاستدعاء اعتبارا من السابع من أبريل المقبل، للضباط الاحتياطيين المحتفظ بهم والملتحقين من الاحتياط المدني ممن أتموا ثلاث سنوات فأكثر خدمة احتياطية فعلية حتى الأول من أبريل” المقبل. على صعيد آخر، طالب “مجلس “سورية الديمقراطية” (مسد)، في بيان، أول من أمس، جميع الأطراف في سورية بإطلاق سراح جميع المعتقلين والمخطوفين، والكشف عن مصير المفقودين والمغيبين قسراً، وأماكن اعتقالهم لحمايتهم من “كورونا”. وذكر أن القرار الأممي رقم 2254، الخاص بسورية أوصى بإجراءات بناء الثقة، التي تضمنت إخراج المعتقلين من السجون، لكن هذه التوصية لم تنفذ، وما زالت آلاف الأسر السورية تعاني من تبعات هذا الملف، رغم المبادرات والنداءات المحلية والإقليمية والدولية، وآخرها مبادرة غوتيريس وبيدرسون. ودعا المنظمات والهيئات المحلية والدولية للتحرك بسرعة للوقوف مع معاناة المعتقلين وعائلاتهم وتبني مطالبهم والضغط على جميع أطراف النزاع خاصة في ظل تفشي “كورونا” وتعليمات منظمة الصحة العالمية بشأن طرق الوقاية من الإصابة بالأمراض المعدية. وأضاف أن “مجلس سورية الديمقراطية يسعى لأن يكون ملف المعتقلين والمخطوفين والمغيبين قسرياً، ملفاً إنسانياً فوق تفاوضي ووجوب عدم ربطه بتطور ملف التسوية السياسية”.

 

الزرفي يبحث مع سفراء الاتحاد الأوروبي أولويات حكومته المرتقبة وتحالف الصدر حذره من الانصياع لـ«المصالح الكتلوية»

بغداد: حمزة مصطفى/الشرق الأوسط/29 آذار/2020

حدد رئيس الوزراء العراقي المكلف عدنان الزرفي، أولويات حكومته المرتقبة، في وقت لا تزال مواقف الكتل والقوى السياسية غير محسومة، حيال إمكانية تمريره داخل البرلمان. ففيما لا تزال «كتلة الفتح» التي يتزعمها هادي العامري ترفض بشكل قاطع، الزرفي، داعية إياه إلى الاعتذار عن التكليف، فإن تحالف «سائرون»، المدعوم من زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، حذر الزرفي من مغبة الاستجابة لما سماه «المصالح الكتلوية». وفي لقاء له مع سفراء الاتحاد الأوروبي في العراق، بعد نحو ثلاثة أيام من لقائه سفراء الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن، قال الزرفي إن «أولويات حكومته هي تلبية مطالب الحراك السلمي بإجراء انتخابات مبكرة حرة ونزيهة، والتصدي للانهيار المالي والاقتصادي المحتمل، والعمل على خفض مستوى الفقر في البلاد، واستعادة السلم الأهلي، وبسط سلطة القانون». وطبقاً للبيان الصادر عن مكتب الزرفي الإعلامي، فإن «السفراء أعربوا عن تمنياتهم للعراق باستعادة عافيته، وتحقيق الاستقرار المنشود، ولرئيس الوزراء المكلف، إنجاز مهمته بما يلبي تطلعات الشعب، ويعزز مكانة العراق المعهودة بالمنطقة والعالم». إلى ذلك، أكد النائب عن تحالف «سائرون»، رعد حسين، في تصريح، أمس، أن «الزرفي إذا استجاب للمصالح الكتلوية، وابتعد عن المعايير الوطنية، فإنه لن يدعم من قبلنا». وأضاف أن «أغلب الكتل السياسية، ومنها المعارضة للزرفي، تبحث عن تحقيق مصالح خاصة بها داخل الحكومة المقبلة، وأن ما تطرحه إعلامياً ليس كما هو في الواقع». وحذر من «الانصياع إلى تحقيق تلك المصالح»، مبيناً أن «(سائرون) إذا ما استشعرت استجابة من قبل الزرفي لضغوط الكتل، وانحرافه عن تحقيق المعايير الوطنية، ستكون أول التحالفات السياسية الرافضة له». من جهتها، عدت النائبة ندى شاكر جودت، عن «ائتلاف النصر»، الذي يتزعمه حيدر العبادي، وينتمي إليه الزرفي، أن رئيس الحكومة المكلف «ما زال في موقف صعب أمام القوى السياسية المعارضة له». وقالت جودت، في تصريح، إن الزرفي «سيقوم بزيارة إلى أربيل والسليمانية، خلال الأيام المقبلة، على غرار الزيارة التي قام بها إلى محافظة الأنبار»، مشيرة إلى أن تلك الزيارات تهدف إلى حشد أكبر ما يمكن من الدعم لتمرير حكومته، ومؤكدة أن «الزرفي ما زال في موقف صعب أمام القوى السياسية المعارضة له».

في السياق ذاته، عد السياسي العراقي المستقل كريم النوري، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، أنه «في ظرف العراق الراهن، واختفاء الدولة، وتكالب المصالح الدولية والإقليمية على العراق، وفشل طبقته السياسية في انتشاله من مستنقع الأزمات، فإن الخيار الأفضل، سواء للفضاء الوطني، ممثلاً بالسنة والكرد أو الشيعة، هو عدنان الزرفي». وأضاف النوري أن «الإسراع في تمرير الزرفي من شأنه إنهاء مسلسل السجال والجدل العقيم، في وقت نخوض تحديات كبيرة على مستويات مختلفة، وبالتالي فإننا بحاجة ماسة الآن، لأن يكون قرار الاختيار عراقياً بلا أوهام أو تضليل».

وأوضح النوري أن «من مصلحة الجميع، حتى الرافضين، سواء بإرادتهم أو خارجها، دعم الزرفي لأنه خير معين لهم في هذه المرحلة، حيث إنه سيقرب الفجوة بينهم وبين الناس، كما أنه سيطمئن الشركاء من بقية المكونات بأنه لا خصومة ولا كراهية ولا استغلال للقضاء لتصفية الحسابات». من جهته، قال عميد كلية العلوم السياسية في «الجامعة المستنصرية» الدكتور خالد عبد الإله، تعليقاً على لقاء الزرفي، سفراء الاتحاد الأوروبي، إن «تحركات رئيس الوزراء المكلف توحي بأن العالم الخارجي هو الحاسم في المشهد العراقي، ومع أن الأمر يبدو كذلك، لكن التداعيات الأخيرة، ومن خلال دخول الولايات المتحدة على خط تفعيل العقوبات ضد شخصيات وجهات عراقية، يمكن أن تشير إلى أن الأزمة الداخلية أصبحت في كل الأحوال خارجية»، مبيناً أن «هذا يمكن أن يؤكد أن المسألة العراقية تحسم من الخارج بيد أن ذلك ليس دائماً هو الصحيح».

ويرى عبد الإله، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، أن «الرهان على الخارج ليس صحيحاً دائماً، لأن البيت الداخلي العراقي في مسألة تشكيل الحكومة يبدو هو العامل الحاسم بصرف النظر عن امتلاك المكلف علاقات خارجية واسعة، وأنه قادر عبر هذه العلاقات على نسج خيوط تفاهم مع الأطراف الدولية المؤثرة، التي يمكن أن تنعكس إيجابياً على الوضع الداخلي»، عاداً ذلك أنه «يمكن أن ينطوي على مجازفة من قبله، لأن الساحة العراقية عبارة عن خليط من مصالح متشابكة».

 

اتساع معارك طرابلس... و«خسائر فادحة» في صفوف «الوفاق» ودعوات أميركية وأممية لوقف الحرب... وتجميد فوري لنشر المقاتلين الأجانب

القاهرة: خالد محمود/الشرق الأوسط/29 آذار/2020

اتسعت رقعة القتال في ليبيا بين «الجيش الوطني»، الذي يقوده المشير خليفة حفتر، وقوات حكومة «الوفاق»، برئاسة فائز السراج، حيث امتدت من العاصمة طرابلس إلى مدينتي سرت ومصراتة بوسط وغرب البلاد، على الرغم من حملة تخويف أممية وأميركية من المخاطر المترتبة على استمرار المعارك، في ظل شبح فيروس كورونا. وقال بيان لشعبة الإعلام الحربي بـ«الجيش الوطني»، مساء أول من أمس، إن قواته استهدفت عدداً من العربات والآليات في منطقة بوقرين، التي تقع شرق مصراتة بغرب البلاد، وأسرت أربعة أفراد من «مجموعات الحشد الميليشياوي». وتحدث بيان للمركز الإعلامي لغرفة «عمليات الكرامة» بـ«الجيش الوطني» عن سقوط نحو مائة، ما بين قتيل وجريح، ممن وصفهم بـ«مرتزقة» الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، بعد هجومهم على قوات الجيش في هذه المنطقة، موضحاً أن إصاباتهم تراوحت ما بين متوسطة وحرجة. ولفتت الغرفة إلى ظهور نداءات لإعلام تنظيم «الإخوان» الإرهابي في مصراتة للتبرع بالدم، بعد دحر هجوم الميليشيات في بوقرين وهروبهم، موضحاً أن هذا «الهجوم الفاشل نتج عنه هروب جماعي، وخسائر في الأفراد والمعدات، والسيطرة على مواقعهم في زمزم وبوقرين والقداحية». في المقابل، أعلنت عملية «بركان الغضب»، التي تشنها قوات حكومة «الوفاق»، في بيان صدر في ساعة مبكرة من صباح أمس، أن سلاحها الجوي استهدف غرفة عمليات للجيش الوطني في الوشكة، غرب سرت، متهمة قوات الجيش بقصف سيارة إسعاف مساء أول من أمس في بلدة أبو قرين الاستراتيجية، الواقعة على بعد نحو 100 كيلو متر جنوب مدينة مصراتة، و140 كيلو متراً غرب مدينة سرت. وقالت إن سلاحها الجوي وجه ضربات محدّدة إلى قاعدة الوطية الجوية، بعد عملية نوعية نفذّتها قواتها، وهو ما أسفر عن اعتقال عدد من قوات الجيش، وغنم عدد من الآليات المسلحة، مشيرة إلى إخضاع 27 من عناصر الجيش المعتقلين إلى فحوصات للتأكد من خلوهم من فيروس كورونا، قبل بدء التحقيقات معهم، وإحالتهم للنائب العام العسكري.

ونقلت «العملية» عن متحدث باسم قوات السراج، اندلاع معارك بمحور «الجفرة - سرت»، لافتاً إلى أن «طيراناً أجنبياً شن ضربات جوية، حاول بعدها المرتزقة التقدم برياً... وقد تمكنت قواتنا من السيطرة على عدد من المركبات المسلحة، وعربة صواريخ غراد ودبابة، وتدمير عدد آخر منها. فيما احترقت جثث المرتزقة داخل المدرعات، وتركت أخرى في أرض المعركة بعد فرار العصابات الإرهابية».

واعتبرت حكومة السراج، التي نددت بالهجوم، أنه «كان توسيعاً لدائرة العدوان الغاشم ليشمل كل ليبيا»، وتعهدت بأن تكون قواتها «بالمرصاد، وبكل الإمكانات، لقوات الجيش الوطني». ووصفت الحكومة، المعترف بها دولياً، في بيان لها، أمس، ضحاياها، بـ«شهداء الوطن»، وأكدت إصرارها على الدفاع عن النفس، وتوعدت بهزيمة «المعتدين». وإلى جانب الضواحي الجنوبية للعاصمة طرابلس، شمل القتال عدة مناطق في غربها، وصولاً إلى الحدود التونسية، إضافة إلى الطريق ما بين مدينة سرت الساحلية في وسط البلاد، ومصراتة إلى الشرق من طرابلس. وتخوفت بعثة الأمم المتحدة، والسفير الأميركي لدى ليبيا، من «خطورة التهديد الذي يمثله استمرار القتال على النظام الصحي الليبي، المثقل بالأعباء بالفعل بعد سنوات من العنف والاضطرابات، على الجهود المبذولة لوقف انتشار وباء فيروس كورونا». وأعربت البعثة الأممية عن دعمها القوي للنداءات الصادقة، التي أطلقها مؤخراً عدد من الشخصيات الليبية من مختلف التوجهات والاختصاصات والمناطق، وقالت في بيان لها مساء أول من أمس، إنها تضم صوتها إلى صوتهم في الدعوة إلى تناسي الخلافات، وتضافر الجهود في التصدي لخطر انتشار الفيروس، عبر تعاون جميع الجهات المعنية من أجل حماية الليبيين من هذا الخطر المحدق بليبيا وشعبها.

كما أعرب ريتشارد نورلاند، السفير الأميركي لدى ليبيا، في رسالة مفتوحة، وجهها مساء أول من أمس إلى القيادة السياسية والعسكرية في ليبيا والشعب الليبي، عن قلقه العميق إزاء تهديد قاتل لليبيا يلوح في الأفق، واعتبر أنه «بدون استجابة قوية وموحدة، سيكون بمقدور وباء فيروس كورونا نشر المرض والموت بين صفوف الجنود والمدنيين». وأضاف السفير الأميركي موضحاً أن «أفضل نهج لتجسيد الهدنة الإنسانية هو أن يقوم المشير حفتر بتعليق حملته على طرابلس، بما يسمح للجانبين بالعودة إلى مسودة وقف إطلاق النار، الذي تمّ وضعها خلال مفاوضات (5 + 5)، التي يسرتها البعثة الأممية في جنيف».

كما طالب المسؤول الأميركي بتجميد فوري لنشر المقاتلين الأجانب، الذين قال إنهم يخاطرون بنشر المزيد من وباء «كورونا»، لافتاً إلى أن بلاده التي تقر بمسؤولية الأطراف الخارجية في تأجيج الصراع، بصدد «معالجة ذلك الأمر عبر القنوات الدبلوماسية».

ورأى أن «إعادة إنتاج النفط في ليبيا أمر بالغ الأهمية لضمان حصول السلطات الليبية على عائدات كافية لدفع الرواتب، والنقد الأجنبي لشراء المعدات الطبية التي تشتد الحاجة إليها».

 

دكتور أحمد المنظري مديرً إقليم الشرق المتوسط بمنظمة الصحة العالمية: لم نوصِ بأي دواء لـ«كوفيد- 19»... و20 لقاحاً قيد التطوير وصعوبة التكهن بنشاط الفيروس خلال الصيف

القاهرة: حازم بدر/الشرق الأوسط/29 آذار/2020

لم يمر عامان على تسلم دكتور أحمد المنظري مهام عمله مديراً لإقليم شرق المتوسط بمنظمة الصحة العالمية؛ لكنه واجه خلال تلك الفترة البسيطة التي بدأت رسمياً في يونيو (حزيران) من عام 2018، كثيراً من الأزمات التي كان مصدرها الأساسي تردي الأنظمة الصحية في دول أنهكتها الصراعات، في محيط الإقليم الذي يضم 21 دولة. وبات المنظري الذي حقَّق «نجاحاً كبيراً» في تطوير النظام الصحي في سلطنة عمان التي يحمل جنسيتها، قبل تقلده منصبه الإقليمي، أمام تحدٍّ أكبر، وهو فيروس «كورونا» المستجد أو «كوفيد– 19»، والذي لا يفرق بين دول الصراع والدول المستقرة، فالكل أمام مخاطر انتشاره سواء. ومن دون «تهوين أو تهويل» لهذه الأزمة، يشارك المنظري مع قيادات المنظمة في إدارتها، رافعين شعار العلم في مواجهة كم كبير من الشائعات التي يتم ترديدها في فضاء التواصل الاجتماعي. وفي حواره مع «الشرق الأوسط» يرد المنظري على كثير من هذه الشائعات، كما يوضح موقف المنظمة من القضايا المرتبطة بالأزمة، مثل فرص انحسارها صيفاً، والأدوية التي يتم الترويج لها، واللقاحات التي يتم العمل عليها، كما يقيم الإجراءات المتبعة ببعض الدول العربية، والتجربة الصينية لاحتواء الفيروس وإمكانية تعميمها. وفيما يلي نص الحوار.

 > بداية، نود معرفة الموقف العلمي لمنظمة الصحة العالمية من دواء «الكلوروكين» المضاد للملاريا، والذي تم الترويج له باعتباره علاجاً لـ«كورونا» المستجد؟

- نحن نعرب عن قلقنا المتزايد بشأن إساءة استخدام بعض الأدوية لمرضى «كوفيد- 19»، فبعض الأدوية المعاد استخدامها لأغراض غير الغرض الأساسي لها توصف للحالات الخفيفة أو غير المؤكدة، بما في ذلك بعض الأدوية المضادة للالتهابات. هذه حالة مقلقة لنا؛ حيث لا يوجد حالياً أي عوامل علاجية معتمدة من منظمة الصحة العالمية متاحة لـ«كوفيد- 19». وثمّة مصدر قلق آخر هو التأثير الضار لاستخدام مثل هذه الأدوية المعاد استخدامها، من حيث حدوث تفاعلات دوائية بين أنواع مختلفة من الأدوية.

> يُروّج لظهور لقاحات خلال وقت قصير لن يتجاوز نهاية العام، بينما المعروف أن إجراءات إنتاج اللقاحات تحتاج إلى سنوات. فهل تقصير المدة يتعلق بمواجهة حدث طارئ؟ وكيف يمكن ضمان سلامة اللقاح؟

- بالفعل يستغرق تطوير اللقاح عدة سنوات، ولكن الطوارئ الصحية المتلاحقة التي شهدها العالم في العقدين الماضيين، دفعتنا إلى تسخير الجهود العالمية وتكثيف الجهود البحثية، وتنسيق العمل مع المراكز البحثية لاختصار الوقت اللازم لتطوير لقاحات وعلاجات ضد الفيروسات التي تُكتشف، والأمراض التي تتسبب فيها. وبالفعل، تمكنَّا من تطوير لقاح «الإيبولا» في وقت أقل كثيراً، ونعمل حالياً مع شركاء للقيام بالأمر نفسه حيال «كوفيد- 19». وقد تلقت منظمة الصحة العالمية حتى الآن طلبات لمراجعة واعتماد 40 اختباراً تشخيصياً، و20 لقاحاً قيد التطوير، ونؤكد أن كثيراً من التجارب السريرية للعلاجات جارية بالفعل، وأن جميع الخطوات والتدابير التي تضمن سلامة وأمان وفعالية اللقاحات والعلاجات يتم اتباعها.

> هل تتوقع أن تؤثر حالة السباق العلمي والتجاري للوصول للقاح، في أن يُصبح متاحاً للدول بمبالغ مالية أقل؟ وهل ستساعد المنظمة في توفيره بالدول الأقل دخلاً والأكثر احتياجاً؟

- نحن نعمل في إطار رؤية تسعى لتحقيق الصحة للجميع... وعادة ما تتدخل المنظمة مع الجهات المنتجة لضمان حصص للبلدان الأكثر احتياجاً، والأقل قدرة على توفير احتياجاتها. ولكن علينا إدراك الأمور بواقعية، فالمؤكد أن إنتاج اللقاح لن يلبي في البداية احتياجات الجميع، لذلك تتم عملية تحديد دقيق للفئات ذات الأولوية القصوى، مثل العاملين الصحيين الذين يقفون في الصفوف الأمامية في مكافحة الفيروس، ورعاية المصابين والمرضى.

> أبدى مسؤولو منظمة الصحة العالمية إشادة بالتجربة الصينية في احتواء الفيروس، فما عناصر نجاحها؟

- نجحت التجربة الصينية في احتواء الفيروس وانحسار انتقاله، عبر مجموعة من الإجراءات الحاسمة المتكاملة، وفق نهج مشترك بين الحكومة والمجتمع بأكمله. وتقدم التجربة الصينية نافذة أمل لجميع البلدان في احتواء الجائحة، ويتطلب ذلك الجدية في الأداء ومضاعفة جهود اكتشاف الحالات وعزلها، والتوسع في إجراء الفحوص المختبرية وتطبيق بروتوكولات المعالجة، وتدابير التباعد الاجتماعي، بما فيها العزل والحجر الصحي، مع التركيز على التوعية العامة بكافة إجراءات الوقاية. وننوه هنا بأهمية مواصلة الصين جهودها حتى لا تتعرض لموجة جديدة من انتشار المرض.

> ما هو تقييم المنظمة لإجراءات الدول العربية في التعامل مع الفيروس؟

- تشير متابعتنا الوثيقة مع البلدان أنها تتفاوت في الإجراءات التي تتبعها للاستجابة لجائحة «كوفيد- 19»، كما تتفاوت درجة جاهزيتها حسب اعتبارات عديدة، منها: الإمكانيات المتاحة، وقوة النظام الصحي، وتوفر خطط واضحة للتأهب والاستجابة للطوارئ الصحية والأوبئة. ولا شك في أن البلدان التي استثمرت مبكراً في خطط التأهب والاستجابة، وبذلت جهوداً سابقة على ظهور الفيروس، كانت أكثر قدرة على الاستجابة له فور ظهوره.

في المقابل، فإن البلدان التي تعاني من نقص في الإمكانيات، أو ضعف في النظام الصحي، ولم تُعد مسبقاً خطة للتأهب، تواجه الآن تحدياً أكبر، وتحتاج لاستكمال قدراتها وجاهزيتها للاستجابة؛ خصوصاً البلدان التي تمر بصراعات ممتدة أنهكت نظمها الصحية، وأثرت على قدرة هذه النظم على التعامل بفعالية مع الجائحة.

وقد أعطتنا البعثات متعددة التخصصات التي أوفدتها منظمة الصحة العالمية إلى عدد من بلدان الإقليم، صورة واضحة عن الجهود التي تبذل لاحتواء الفيروس، وهي جهود تستحق الثناء والتقدير.

وتظل نصيحتنا لكل دولة، أن تضاعف الجهود المبذولة من أجل الكشف عن حالات الإصابة واختبارها وعلاجها وعزلها وتتبُّع مُخالطيها، وتعبئة مواردها البشرية للاستجابة للجائحة، ويساعد هذا النهج في الوقاية من تحوُّل الإصابة الفردية إلى إصابة جماعية ثم انتقال العدوى على مستوى المجتمع. وحتى البلدان التي ينتقل فيها المرض على مستوى المجتمع، أو تحدث فيها حالات إصابة جماعية على نطاق واسع، بإمكانها عكس اتجاه هذه الجائحة.

> ما هو تفسير المنظمة لعدم تسجيل حالات في اليمن، وتسجيل حالة واحدة في ليبيا، وخمس حالات فقط في سوريا، رغم أن القطاع الصحي بالدول الثلاث منهك بسبب الصراع؟

- لقد تم الإبلاغ عن حالة واحدة في ليبيا يوم 24 مارس (آذار)، وتم الإبلاغ قبلها عن خمس حالات في سوريا كما أشرتم. والوضع في اليمن قد يتغير في أي لحظة، ويؤكد ذلك ما سبق أن ذكرناه عن الوتيرة المتسارعة لانتشار فيروس «كورونا»، وتغير جغرافية انتشاره بين يوم وآخر.

وبصفة عامة، فإن عدم اكتشاف حالات إصابة، أو ظهور حالات محدودة، في بعض البلدان، قد يعود لسببين: أولهما عدم قدرة نظم الترصد على اكتشاف الإصابات بعد، وثانيهما أن الفيروس في 80 في المائة من الحالات يسبب مرضاً خفيفاً قد لا يُلتفت إليه، ويتعافى منه المصابون دون أن يدركوا أنه «كوفيد- 19».

وكما نرى، فإن عدد هذه البلدان آخذ في التناقص السريع نتيجة وتيرة الانتشار المتسارعة للفيروس. وقد قدمت منظمة الصحة العالمية الدعم للبلدان لبناء قدراتها، لاكتشاف وتشخيص مرض «كوفيد- 19»، لا سيما البلدان التي تعتبرها المنظمة عالية الخطورة، وتضعها ضمن الدول ذات الأولوية.

> لا يخلو الحديث عن فيروس «كوفيد- 19» من بعض الأخبار المنسوبة لدراسات علمية، مثل تلك التي تتحدث عن فصائل دم بعينها هي الأكثر إصابة بالفيروس، وتلك التي تقول إن الرجال أكثر عرضة للإصابة من النساء، فما مدى صحة تلك الأخبار؟

- لا توجد دلائل علمية تدعم هذه الفرضيات.

> ومن بين ما يتم ترديده أيضاً، أن الفيروس مُخلَّق في إطار حرب بيولوجية بين الصين والولايات المتحدة، فهل تم نفي هذا الأمر بدراسات علمية؟

- لا تتوفر لدينا بيانات عن هذه الاتهامات، ويفترض أن توفر الجهات التي توجه تلك الاتهامات الإثباتات العلمية على صحتها.

> من الفرضيات التي يتم ترديدها على نطاق واسع، أن الفيروس سينحسر صيفاً، ما مدى دقة هذه الكلام؟

- إننا نتعامل مع فيروس مستجد تم اكتشافه منذ أشهر قليلة، لذا من الصعب التكهن بمعرفة ما إذا كان سيتغير نشاطه مع ارتفاع درجات الحرارة أم لا. إلا أن البيانات أثبتت أن الفيروس يعيش في الأجواء الباردة والجافة كما يعيش في الأجواء الحارة والرطبة، وقد انتشر في بلدان ذات أجواء حارة، كما انتشر في بلدان ذات أجواء باردة. ومن خلال خبراتنا مع فيروسات مماثلة، وجدنا أن العامل الذي قد يتغير هو سلوكيات الناس خلال الصيف، والتي تميل إلى التباعد والحرص على التهوية، كما تقل خلاله نوبات السعال والعطاس، أما إذا لم تتغير سلوكيات الناس خلال الصيف، فمن الصعب توقع تغيير في نمط الانتشار بناءً على ارتفاع درجة الحرارة.

> وما هو موقف المنظمة من إجراءات بعض الدول، كوقف تداول الصحف؟

- يعود لكل دولة أن تقرر التدابير التي تتخذها لاحتواء الجائحة على الصعيد الوطني، ولكننا نؤكد على أهمية إجراء تقييم دقيق للمخاطر، لكي تأتي الإجراءات المتخذة بالنتيجة المرجوة، من دون مبالغة في التقييد التي قد يترتب عليها إضرار بجوانب أخرى اجتماعية واقتصادية، ومضاعفة الأعباء الناجمة عن الجائحة.

> كل التصريحات التي تصدر عن المسؤولين تطالب المواطنين بالمكث في منازلهم الأسبوعين القادمين؟ فلماذا فترة الأسبوعين؟

- مطالبة الناس بالبقاء في المنزل وغير ذلك من إجراءات التباعد الاجتماعي، هي طريقة مهمة لإبطاء انتشار الفيروس وكسب الوقت، حتى تتمكن السلطات المحلية من تطبيق الإجراءات الوقائية، واستكمال قدرات البلدان على هزيمة الجائحة، أي أنها إجراءات دفاعية يمكن أن تساعد في تقليل العبء على النظام الصحي وتقليل انتقال العدوى، ولكن من الصعب احتواء الفيروس خلال أسبوعين فقط، أو الاعتقاد بأن التباعد الاجتماعي وحده سيحقق ذلك. ومن أجل احتواء الجائحة ومكافحتها، يجب على البلدان أن تضاعف جهودها لتعزل الحالات وتفحصها مختبرياً، وتعالج من يحتاجون العلاج، وتفحص المخالطين، إلى آخر الإجراءات المشددة التي يجب أخذها وتطبيقها بكل حزم وسرعة.

> ما هي النصائح التي تقدمها المنظمة لمواطني منطقة الشرق الأوسط لتجاوز هذه الأزمة؟

- أقول لكل فرد من مواطني الإقليم، إننا نعول على دور كل منكم في تحقيق الوقاية التي هي الكلمة الجوهرية في مواجهة هذه الجائحة، وفي حماية أنفسكم وأحبائكم وبلدانكم. وأشدد بما يكفي على أهمية التزام كل منكم بتدابير الوقاية، مثل المواظبة على غسل الأيدي بالماء والصابون، والحرص على المباعدة الاجتماعية، ومراعاة آداب السعال والعطس، والحصول على المعلومات الصحية من مصادرها الموثوقة، والالتزام بالإجراءات المشددة التي قد تضطر حكوماتكم لاتخاذها، لاتِّقاء الأخطار الفادحة لهذه الجائحة.

 

الإمارات والنظام السوري: اعتراف متأخر بعلاقات لم تنقطع

العربي الجديد/الأحد 29 آذار 2020

جاء الاتصال الهاتفي الذي أجراه ولي عهد أبوظبي محمد بن زايد آل نهيان، برئيس النظام السوري بشار الأسد، تحت ذريعة تفشي فيروس كورونا المستجد، ليُخرج إلى العلن التقارب المتواصل منذ سنوات بين الطرفين. وفيما يواصل النظام على مدار تسع سنوات من عمر الثورة السورية عمليات قتل وتشريد جماعي للسوريين، مع داعميه الروس والإيرانيين، تواصل أبوظبي ودبي استضافة شخصيات مرتبطة به، مقابل التضييق على المعارضين للأسد، في اتساقٍ مع موقفها المعادي لثورات الربيع العربي. ويأتي الاتصال بين بن زايد والأسد في ظلّ تطبيعٍ إماراتي مع النظام السوري على مراحل، بعدما افتتحت أبوظبي العام الماضي رسمياً سفارتها في دمشق، التي ظلّت مغلقة لنحو سبع سنوات، في خروجٍ على الإجماع العربي بمقاطعة نظام الأسد لإيقاف جرائمه بحق أبناء الشعب السوري، والانصياع لقرارات الشرعية الدولية في التوصل لحلٍّ سياسي للقضية السورية.

وأجرى ولي عهد أبوظبي محمد بن زايد، أول من أمس الجمعة، اتصالاً بالأسد، بحثا خلاله مستجدات فيروس كورونا، والإجراءات والتدابير الاحترازية المتخذة في البلدين للتصدي له. وذكر حساب "رئاسة الجمهورية العربية السورية" أن بن زايد أكد "دعم الإمارات ومساعدتها للشعب السوري في هذه الظروف الاستثنائية"، مشيراً إلى أن "سورية العربية لن تبقى وحدها في هذه الظروف الحرجة"، بحسب البيان. بدورها، أوردت وكالة أنباء الإمارات أن الأسد "رحّب بمبادرة بن زايد، وثمّن موقف دولة الإمارات الإنساني في ظل ما تشهده المنطقة والعالم من انتشار للفيروس الجديد".

وفي نوفمبر/ تشرين الثاني 2018، أعادت الإمارات فتح سفارتها في دمشق، بعد قطيعة دامت سبع سنوات، على خلفية أحداث الثورة السورية، وذلك في تخطٍ واضح لإجماع عربي على مقاطعة النظام السوري طالما لم ينه حربه المفتوحة على عموم السوريين المطالبين بالتغيير، وطالما لم ينصع لقراراتٍ دولية وضعت أسس الحل السياسي. وخلال كلمة له أثناء الاحتفال بالعيد الوطني الإماراتي في السفارة الإماراتية في دمشق، في ديسمبر/ كانون الأول الماضي، وصف القائم بالأعمال الإماراتي في سورية، عبد الحكيم النعيمي، بشار الأسد، بـ"القائد الحكيم"، مؤكداً قوة العلاقات وتميزها بين بلاده وسورية. وقال النعيمي إن "العلاقات السورية الإماراتية متينة ومتميزة وقوية، أرسى دعائمها مؤسس الدولة، وأتمنى أن يسود الأمن والأمان والاستقرار في سورية، تحت ظل القيادة الحكيمة للدكتور بشار الأسد". من جهته، أكد نائب وزير خارجية النظام السوري، فيصل المقداد، خلال الحفل، أن بلاده "لن تنسى دور الإمارات في الوقوف إلى جانب سورية في حربها على الإرهاب".

ومنذ بدء الثورة السورية عام 2011، كان واضحاً أن قادة في الإمارات اختاروا البقاء في ضفة النظام، على الرغم من هول جرائمه بحق السوريين. واختارت بشرى الأسد، شقيقة بشار الأسد، مدينة دبي دار إقامة لها عقب اغتيال زوجها آصف شوكت في منتصف عام 2012، هو الذي كان ركناً رئيسياً من أركان النظام. وكانت مصادر مطلعة قد تحدثت عن أن الإمارات منحت جنسيتها لبشرى الأسد في عام 2015. كما كانت أنيسة مخلوف، والدة الأسد، قد توفيت في مدينة دبي في فبراير/ شباط 2016، لتنقل من هناك ويجرى دفنها في ريف اللاذقية غربي البلاد، مسقط رأسها.

كما أن محمد مخلوف، وهو نجل رامي مخلوف ابن خالة بشار الأسد، يقيم في دبي، ما يعني وجود استثمارات هائلة لعائلة الأسد في دولة الإمارات التي لطالما ضيّقت الخناق على السوريين المؤيدين للثورة، خصوصاً في إمارتي دبي وأبوظبي، بل عمدت إلى ترحيل ناشطين سوريين على خلفية موقفهم المعارض للنظام. وحتى أواخر عام 2017، وصل عدد السوريين المبعدين بطريقة تعسفية من الإمارات، على خلفية معارضة النظام، إلى نحو 1070 أسرة، بحسب ما كشفت مصادر مطلعة لـ"العربي الجديد". وأشارت المصادر إلى أن السلطات في الإمارات اعتقلت وعذّبت سوريين، من بينهم مستثمرون أقاموا لعقود فيها. وأكدت مصادر في المعارضة السورية أن شخصياتٍ مرتبطة بالنظام، وتُعد واجهات لرئيسه بشار الأسد وشقيقه ماهر، تستثمر في الإمارات مليارات من الدولارات، نُهبت من السوريين قبيل الثورة وخلالها، مشيرة إلى أن "التقارب بين بن زايد والأسد ليس جديداً، لكنه بات علنياً أكثر من ذي قبل".واتخذ قادة إمارتي دبي وأبوظبي موقفاً معادياً لثورات الربيع العربي في تونس وليبيا ومصر واليمن وسورية، وأدّوا دوراً بارزاً في الثورات المضادة في دول عدة، منها سورية، إذ لعبت شخصيات سورية معارضة للنظام مرتبطة بالإمارات دوراً في تسليم الجنوب السوري كله للنظام في منتصف عام 2018، على الرغم من أن فصائل المعارضة في محافظة درعا كانت تمتلك إمكانيات الصمود لفترات طويلة أمام قوات النظام على الرغم من القصف الجوي الروسي. ولعل خالد محاميد، الذي كان عضواً بارزاً في هيئة التفاوض التابعة للمعارضة السورية، وأحمد العودة الذي كان قائد فصيل "قوات شباب السنّة"، وهو شقيق زوجة المحاميد، كانا في مقدمة الشخصيات التي سلّمت الجنوب السوري للنظام والروس في اتفاقات هشة سرعان ما انقلب النظام عليها، معيداً سيرته الأولى في الفتك والتنكيل بالمدنيين والمعارضين له.

ولم تتوقف محاولات الإمارات، إلى جانب دول أخرى منها مصر، لإعادة النظام السوري إلى جامعة الدول العربية التي كانت قد جمّدت في نوفمبر/ تشرين الثاني مقعد سورية في الجامعة بسبب عدم اكتراث النظام بمبادرات عربية لإيجاد حل سياسي يجنب سورية الدمار، وهو ما حدث بعد ذلك. لكن محاولات أبوظبي والقاهرة لم تنجح بسبب رفض أميركي معلن لعودة النظام إلى الجامعة العربية، في سياق ضغط سياسي عليه للالتزام بعملية السلام التي تقودها الأمم المتحدة، والتي لا تزال متعثرة بسبب رفض النظام تسهيل مهمة المنظمة الدولية ما دام أن الحل السياسي لا يبقي بشار الأسد في السلطة.

كذلك يدخل التقارب المعلن بين الإمارات ومصر مع النظام السوري في سياق العداء مع تركيا التي باتت لاعباً بارزاً في الملف السوري، بل بات الشمال السوري منطقة نفوذ تركي بلا منازع، في ظلّ غياب أي دور عربي حقيقي وجاد داعم لمطالب السوريين في التغيير بعد تسع سنوات من القمع الذي أدى إلى مقتل وتشريد نحو نصف الشعب السوري على يد النظام وداعميه الروس والإيرانيين المستفيدين من تخاذل عربي واضح.

ورأى الباحث حمزة المصطفى، في حديث لـ"العربي الجديد"، أن الموقف الإماراتي الأخير "يتسق مع نهج الإمارات في سياستها الخارجية والداخلية بشكل عام". وتابع قائلاً إن الإمارات "لم تُخف العداء للربيع العربي منذ انطلاقته، وعدّته على الرغم من عدم وصوله إليها خطراً يهدد الحكم. لذلك، كانت رأس حربة في وأد تجاربه الفتية عبر قيادة مشروع الثورة المضادة في مصر، وتعميمها في باقي بلدان الربيع".

وأشار المصطفى إلى أن موقف أبوظبي في سورية "لم يخرج عن المحددات السابقة"، معتبراً أنها "اضطرت تحت وطأة الموقف العربي والدولي ضد النظام إلى اتخاذ موقف مساند ظاهرياً، مع إبقاء قنوات التواصل الاستخباري والمعلوماتي داخلياً". ولفت إلى أن الإمارات كانت على الرغم من استضافتها لبعض المعارضين السوريين، وجهة اقتصادية مريحة لرجال الأعمال المرتبطين بالنظام لمزاولة نشاطهم وتجاوز العقوبات".

وقال الباحث السوري إن "الإمارات بدأت منذ عام 2014 التأثير عسكرياً في الداخل السوري من خلال السعي للهيمنة على الجبهة الجنوبية، في محاولة لتأسيس جسم في الجنوب السوري يوازن النفوذ التركي في الشمال ويحد من هيمنة الفصائل الإسلامية"، مذكراً بأنه "حين جاء التدخل الروسي وتغيّرت الموازين، بدأت الإمارات التخلي عن سياستها السابقة، وأوقفت كل دعمها ضمن غرفة الموك (كانت غرفة عمليات لدعم فصائل المعارضة في الجنوب السوري)، وراحت تروج لإعادة التطبيع مع النظام بذريعة أن روسيا ستوازن النفوذ الإيراني". ورأى الحمزة أن "محاولات أبوظبي، لا سيما في ما يتعلق بإعادة النظام إلى الجامعة العربية، باءت بالفشل بسبب الضغط الأميركي...لذلك تستغل الإمارات هذه الظروف وتعيد علاقاتها على أعلى مستوى بعدما أعادت العلاقات الدبلوماسية قبل فترة".

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

هل عدنا إلى لغة التهديد؟

رولا حداد/أي أم لبنانون/29 آذار/2020

 يبدو أن الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله يصرّ على لعب دور “مرشد الجمهورية اللبنانية”، أو على الأقل مرشد الحكومة الحالية، وهو لذلك بات يعتمد سياسة الإطلالات الأسبوعية لإعطاء إرشاداته وتوجيهاته، متجاوزاً رئيس الجمهورية ورئيس المجلس والحكومة!

لكن أخطر ما في إطلالته الأخيرة مساء السبت هو أنه استعمل لغة بالغة الخطورة، إذا قال إنه “في حال وصلت الحكومة إلى أنها غير قادرة على القيام بأي أمر في هذا المجال، يكفي أن تقول الحكومة أنها عاجزة”، ملمّحاً أن أن الحزب قد يتحرك في هذه الحال.

لا يختلف اثنان في لبنان على أن المصارف أخطأت التصرّف حيال المودعين، كما أخطأت بالمبالغة في الجشع عبر الاستثمار في سندات الخزينة والرهان على أن السلطة في لبنان ستقوم بإصلاحات وتأتي بالأموال، وبالتالي أنها ستستمر بدفع استحقاقاتها.

ولكن في المقابل فإن القطاع المصرفي في لبنان هو القطاع الوحيد الذي عمل بشفافية ودفع كل الضرائب المتوجبة عليه ولم يُخف يوماً الأرباح الطائلة التي كان يحققها، ولربما كان من المفيد على السيد نصرالله أن يوجّه لومه وعتابه إلى شريكه وصديقه الرئيس نبيه بري لامتناع مجلس النواب عن إقرار القوانين اللازمة لزيادة الضرائب على أرباح المصارف، عوض تهديد المصارف لأنها حققت أرباحاً في نظام اقتصادي ليبرالي حر، أرباح شاركها فيها عمليا جميع المودعين من خلال الفوائد المرتفعة التي نالوها على ودائعهم.

إن أسلوب نصرالله في الهجوم على المصارف وإهمال كل وقائع فساد الطبقة السياسية التي نهبت الخزينة عبر الصفقات والسمسرات وعبر التوظيفات العشوائية وحشو الإدارات بمنطق الزبائنية السياسية، يشي بما لا بقبل الجدل بأن هذا الاستهداف إنما يأتي في إطار تصفية الحسابات السياسية مع المصارف التي التزمت تطبيق العقوبات الأميركية على “حزب الله”، وهي بالفعل لم يكن لديها خيار آخر.

يصرّ نصرالله كما دائماً على محاولة فرض معادلات أمنية ومن ثم سياسية وبعدها دستورية، قبل أن يصل اليوم إلى محاولة فرض معادلات مالية ونقدية تحت وهج السلاح، بعيداً عن أي مصلحة للبنان واللبنانيين.

وتماماً كما في الموضوع المصرفي، أصرّ على إعادة التصويب على المملكة العربية السعودية من باب تأمين المصالح الإيرانية في اليمن متمثلة في مصالح زعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي، معرّضاً للخطر المصالح العليا للدولة اللبنانية بوجود أفضل العلاقات مع السعودية، كما مصالح اللبنانيين العاملين في الخليج العربي والذين يحولون مليارات الدولارات إلى لبنان سنوياً.

والمفارقة أن نصرالله الذي تحدث عن احتمال سقوط النظام العالمي بدءًا بالنظام الأميركي، وبعيداً عن غياب المنطق في هذا الطرح، بدا مفتوناً كالعادة بالنظام الإيراني ونسي أن طهران تتوسّل اليوم صندوق النقد الدولي، الذي يُشرف عليه عمليا الأميركيون، حفنة من الدولارات لتواجه فيروس كورونا…

لعل أسوأ ما نعانيه يبقى في غياب المنطق، كما في تغييب المصلحة الوطنية العليا وتعريض البلد للانهيار الشامل خدمة للمصالح الخارجية. حمى الله لبنان…

 

لبنان الذي نعرفه ينتهي

نديم قطيش/موقع أساس/الإثنين 30 آذار 2020

ماذا يناقش السياسيون اللبنانيون؟ وحول ماذا تدور السياسة في هذه القرية النائية التي إسمها لبنان؟

بيسر فظيع غيّرت الموضوع النخبة السياسية التي تشكل الدولة العميقة في لبنان بصرف النظر عن مدى علنية أو تمويه حضورها داخل الحكومة الحالية.

لم ينتبه أحد كيف انتقل أقانيم هذه النخبة من اولوية النقاش الاقتصادي ل آلخروج من حال الانهيار السابق على كورونا، إلى إشتباك عجيب حول التعيينات في حاكمية مصرف لبنان أو القضاء أو غيرها من مفاصل الدولة المهترئة.

تجرّؤ إستثنائي على الوقاحة، والاستهتار بمستقبل اللبنانيين. يشبه الأمر ترف الخلاف على وضعيات الجلوس في سيارة إسعاف تقلّ مريضاً على شفير الموت!

فجور استئثاري وشراهة لا حدود لها للسطو على مواقع القطاع العام والإدارة، في دولة من غير المؤكّد أنّها ستكون قادرة على دفع رواتب موظفيها، إذا ما استمرّ واقعها الاقتصادي على ما هو عليه.

وفي حين تجتهد الحكومات في العالم لضخّ كميات مهولة من الأموال لحماية الاستقرار الاقتصادي  في أثناء وما بعد كورونا، يتصارع أركان تحالف السلطة والمصارف فيما بينهم للبحث في كيفية السطو على المزيد من أموال المودعين، المتوفرة فقط في العالم الدفتري للبنوك أو على شاشات الكمبيوتر والتلفون...

المسألة تتجاوز ذريعة فقر لبنان، لا سيما في بند السيولة، لتُثبت أنّ البلاد تُقاد بلا رؤية وبلا مشروع، حتّى للحصول على مساعدات من الجهات الدولية، كالبنك الدولي أو صندوق النقد. ليس أدلّ على هذا العجز، في ميزان القيادة الذي يعاني منه لبنان، من سعي الحكومة للحصول على قروض من البنك الدولي في يوم إعلان لبنان توقّفه عن سداد ديونه بالعملات الأجنبية، بعد أن كان أعلن "تعليق" سداد فوائد إصدار اليوروبوند التي استحقت في 9 آذار الفائت.

فمن الذين سيُقرض بلداً يعلن من الآن تخلّفه عن سداد ديون مستحقّة  عام 2037؟

وفي مثال آخر ينقل لـ"أساس" مصدرٌ متابع لأداء الحكومة الاقتصادي أنّ مضمون محادثات إعادة هيكلة الدين قبل يومين، بين الحكومة ممثّلة بوزارة المال وحاملي سندات اليوروبوند، جاءت مخيبة  للآمال. فهي لم تتجاوز التداول النظري ببعض الأرقام من دون عرض أي رؤية أو خطة عملية، تكون مقنعة ومطمئنة  لحملة السندات، ومن دون أي فهم لقواعد "الاقتصاد التطبيقي" وضروراتها في الأزمة التي يمر بها لبنان.

أزمة لبنان ليست أرقاماً فقط، بل أزمة رؤية إقتصادية للحلّ وفهم لقواعده وشروطه القانونية والسياسية والعملانية، وهو ما يحتاج قيادة سياسية من نوع مختلف ومصارحة حول أسباب ما وصلنا اليه.

في المقابل يكاد يكون لبنان من أكثر الدول في العالم التزاماً  بتجربة الحجر المنزلي في مواجهة كورونا. لم ينتظر اللبنانيون إعلان حال الطوارىء  أو الدعوات الإلزامية إلى الحجر المنزلي. أخذ الناس المبادرة. وأخذوها أيضاً في تجربة التضامن والتكافل الاجتماعي بعيداً عن برامج التحفيز الاقتصادي الرسمية التي يعرفون أنّها لن تأتي من سلطة سياسية  تفتقر إلى الحد الأدنى من مواصفات القيادة في أزمنة عادية..  دعك عن زمن كورونا!

عشرات المبادرات انطلقت حول فكر إقتصادي تشاركي بين المواطنين بحيث يكفل الميسورون منهم من هم أقل حظاً، لا سيما من المياومين الذين توقفت أعمالهم وتعطّلت بالتالي قدرتهم على تأمين المستويات الدنيا من متطلّبات الاستمرار.

الظاهرتان، الحجر المنزلي الاختياري ومبادرات المجتمع المدني لبناء إقتصاد تشاركي، تعبّران عن تزاوج اليأس والأمل. اليأس من قدرة السلطة السياسية على اتخاذ القرار المناسب في أي موضوع، والأمل بأنّ الناس قادرة على الإمساك بزمام مصيرها وأنّها قادرة علي الفعل والتغيير، لا سيما بعد نجاح الناس في تدمير سمعة وهيبة الطبقة السياسية التقليدية منذ ثورة 17 تشرين الأوّل 2019.

كأنّ الناس تعلن انفصالها عن الطبقة السياسية وتؤسس في داخل بيوتها وعبر ما يربطها ببعضها من شبكات واقعية وافتراضية، مقاطعات حكم ذاتي. نحن في الواقع بإزاء ولادة لبنان افتراضي يعلن انفصاله عن الجمهورية اللبنانية المتعارف عليها رسمياً  ويجتهد لإيجاد سبل استمراره بلا منغصات الدولة وتفاهة مؤسساتها وتخلّف نخبتها السياسية، إلا في ما ندر.

لكن إلى أين؟

تتكالب على اللبنانيين أزمات ثلاث:

١- أزمة سياسية عميقة منذ 17 تشرين وعنوانها التصادم الحادّ بين الشرعية الإنتخابية المتأتية عن انتخابات  العام 2018، والشرعية الشعبية التي شكّلت أعمق وأوسع إدانة للطبقة السياسية وأركانها بلا تمييز يذكر.

٢- أزمة إقتصادية متعدّدة الأسباب وفي رأسها اصطدام لعبة إدارة الإقتصاد، عبر سياسات الاستدانة، بحائط الافلاس التام للدولة.

٣- أزمة صحية لا تزال مضبوطة ضمن حدود معقولة نسبياً ولكن بكلفة إقتصادية إضافية ستؤدّي الى تدمير ما تبقى من مؤسسات صغيرة ومتوسطة والمزيد من إفقار المياومين وصغار الكسبة والشرائح الدنيا والوسطى من بقايا الطبقة المتوسطة.

ما أرجّحه أن يخسر لبنان المزيد من طبقته الوسطى المتعلّمة والمنتجة لصالح هجرات جديدة إما مؤقتة في الجوار العربي

تكالب هذه الأزمات معاً يعني، في ما يعنيه أيضاً، استنزاف قدرة الطبقة السياسية التقليدية بكامل مكوّناتها على فرض سطوتها وهيمنتها على القرار الشعبي بسبب النزيف الحاصل فى سمعتها وفي قدرتها على إيجاد الحلول.

يمكن للعقل المتفائل أن يرى في هذا المعطى باباً عريضاً فُتِحَ أمام التغيير الاجتماع والسياسي، وبالتالي الوصول بأهداف ثورة 17 تشرين إلى جزء معقول من أهدافها، وإنتاج نخبة سياسية جديدة أكثر كفاءة وحداثة.

دون هذه الأمنية الكثير من العقبات، يراها العقل المتشائم، أبرزها أنّ لبنان، ولأجل غير محسوم المدّة، سيظلّ منصّة تجاذب سياسي وأمني إقليمي ودولي، بصرف النظر عن أكلاف ذلك على الناس. ومؤدّى ذلك أنّ لبنان مقبل على موجة هجرة جديدة لنخبته الشابة مع انتهاء العام الدراسي الحالي، الذي انتهى في الواقع، ومع تباطؤ موجة الرعب من كورونا. ما أرجّحه أن يخسر لبنان المزيد من طبقته الوسطى المتعلّمة والمنتجة لصالح هجرات جديدة إما مؤقتة في الجوار العربي، ولو في ظلّ القدرات الاستيعابية المتناقصة لدول الخليج، وإما هجرات أبعد وأطول لا سيما في الأوساط المسيحية، مع ما سيتركه ذلك من اختلالات أعمق وأخطر على تركيبة  لبنان.

 

لو يلتفت نصرالله الى «الشيعي المقيم» قبل لبنان المغترب

احمد الحسن/جنوبية/30 آذار/2020

تحدث السيد نصرالله في خطابه أمس عن عودة المغتربين في ظل تفشي وباء فيروس كورونا، كما تحدث عن جهود حزبه في اغاثة الناس، فهل كان هذا ما يصبو اليه اللبنانيون، ام ان ما للحزب يضلّ للحزب وانصاره، والفقراء من الناس ينتظرون جهود الجمعيات اذا صدقت وتوفقت بجمع التبرعات؟! بدا الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله أكثر هدؤاً في خطابه التلفزيوني بالأمس، وعلى غير عادة لم تعلُ نبرته الغاضبة والثورية ضد أحد، ويظهر ارتياحه للخطة التي رسمها لمواجهة انتشار مرض كورونا المستجد، كما يظهر أنه أحسَّ بحماوة حضور الرئيس نبيه بري في الملفات الساخنة، وآخرها ملف عودة المغتربين الذي كاد أن يصبح الحديث عنه كالحديث عن ملف النازحين واللاجئين لولا تدخل الرئيس بري ليُهدِّد بقلب الطاولة في حال عدم استجابة الحكومة له، مما كشف سلطته الفعلية على النظام برُمَّته، ولعل هذا الحضور القوى هو الذي كان وراء هدوء الأمين العام في خطابه بالأمس، كونه بدا ضعيفاً في حضوره التمثيلي في الحكم في مقابل حليفه في الثنائية الشيعية. وفي هذا الخطاب الهادئ أكثر الأمين العام توجيه النصح لحسم ملف المغتربين ليتدارك شيئاً من غياب حزب الله عن هذا الملف في مقابل تفوق حركة أمل في تبنَّيه، وليستثمر السيد نصر الله هذا الملف في خطابه باتجاه رد التهم التي وجهت إلى ممثليه في الحكم في قضية فتحهم أجواء لبنان لاستيراد وباء كورونا من الخارج .

كما أكثر الأمين العام في خطابه الهادئ إرشاداته لمواصلة خطة مكافحة كورونا في الداخل على صعيد استمرار الحجر المنزلي والتعبئة العامة ومنع التجول ليلاً واستنفار الهيئات المختلفة لمتابعة الإقفال العام لمراكز التجمعات والمؤسسات التي لا تُعنى بالغذاء والدواء؛ وقلل هذه المرة الحديث عن تقديمات حزب الله الميدانية في هذا الجانب، مكتفياً بما حشا به عقول اللبنانيين منذ أيام رئيس المجلس التنفيذي للحزب السيد هاشم صفي الدين في خطته التي أخذت حيزاً كبيراً من إعلام الحزب في اليومين الماضيين  .

ماذا تنتظر البيئة الشيعية من الخطاب

ما كان منتظراً لم يقع، فالبيئة الشيعية القابعة في البيوت والعاطلة عن العمل بنسبة 99 في المئة بسبب الظروف الحالية، والمحجوزة أموالها في البنوك التجارية بسبب الإقفال العام لهذه المصارف، والبيئة الشيعية التي تعاني أزمات الماء والكهرباء والغذاء والدواء والغلاء، كانت تنتظر من الأمين العام تحركاً ملموساً بدون تمييز من قبل هيئات حزب الله الاجتماعية يطال من الشيعة غير الحزبيين والمنظمين والمنتمين لتشكيلات الحزب، ويطال تأمين الغذاء والدواء في هذه الظروف الصعبة لهذه الفئة من المهمشين الشيعة والذي يزيد عددهم على عدد المنظمين حزبياً ! فالسيد نصر الله لم يفك صُرَّة أمواله وبنكه الخاص ليمُدَّ العوائل المتعففة بشيء من المعونات العينية ولا النقدية، ونواب حزب الله – الذي يلحسون قصاع الناس في الرخاء ويخذلونهم في الشدة – غائبون بشكل شبه كلي عن مشهد الأزمة الكورونية، وهم يعرفون عناوين الناخبين قبل الانتخابات فقط ويتنكرون لهم في ملف المساعدات الآن، خصوصا ان جهود البلديات والجمعيات التي تجمع تبرعات من الميسورين لتعطيها للفقراء هي جهود غير ذات جدوى لانها بطيئة لا تلائم المرحلة! ونواب الحزب الذين تستروا تحت شعار: ” ثقة السيد ” للوصول إلى الندوة البرلمانية ولحصد أصوات الناخبين في الانتخابات النيابية الماضية يتركون ” السيد ” ويخذلونه اليوم في ميدان مكافحة كورونا وحيداً فريداً كما يتركون ويتخلون عن الناخبين الذين أوصلوهم إلى السلطة والمقاعد النيابية !

ملء الاستمارات لا يغني عن جوع!

والملاحظ في خطة الحزب الكورونية للمساعدة أن المسؤولين في هذه الأيام يطلبون من الناس – وفي العصر الكوروني، ملء استمارات لطلب المساعدة في القرى والبلدات والمناطق على قاعدة المثل الدارج : ” ابتاكل لنطعميك”! وكأنهم يجهلون الناس وحالهم في الظروف الراهنة، ويكتبون ويكتبون ويُحصون وفي المُحصِّلة لا يستفيد من كل هذه الاستعراضات إلا الحزبيون، ويبقى المستقلون يستغيثون ولا يجدون ناصراً ولا معيناً ! وبلغنا أن نسبة عالية من الناس كانوا قد أوقفوا اشتراكاتهم في مولدات الكهرباء بسبب عدم القدرة على سداد مستحقاتها المالية قبل الأزمة الكورونية وانجرت هذه الوضعية عليهم بعد الأزمة فليس لديهم كهرباء هذه الأيام في بيوتهم، وذلك في ظل ارتفاع ساعات التقنين من قبل شركة كهرباء لبنان في العديد من المناطق النائية وغير النائية. وهذا الحال يفضي الى صعوبة في التزام هؤلاء بشروط الحجر المنزلي الذاتي الذي تطلَّعت إليه الحكومة، وقد امتلأت مواقع التواصل الاجتماعي بالشكاوى في هذا الجانب ! فلو كانت مبادرة السيد حسن نصر الله بالأمس في خطابه التلفزيوني موجهة لنوابه ومسؤوليه وكوادره في المناطق داعياً إياهم لعدم التمييز في الخدمات ولمضاعفتها وتوسعة دائرتها لتشمل الجميع في هذا الظرف الصعب بالذات، أو كانت مبادرته بأن يطلب من مافيا مولدات اشتراك الكهرباء المحمية من قبل حزب الله في مناطق نفوذه بأن تساهم في مساعدة غير المشتركين وتخفيف القيود عن الكثير من المشتركين الذين أصبحوا من المعوزين، لو فعل ذلك “ما كان به ملوماً بل كان  به عندي جديراً …”

 

الحريري وبيئته "الحزينة".. من الاعتزال الحكومي إلى العزل السياسي

منير الربيع/المدن/30 آذار/2020

لا يزال سعد الحريري بعيداً عن السياسة. ولبعده وجهان. البعد المادي والمتعلق بغيابه عن لبنان وبيئته وجمهوره ومؤيديه وتياره وعن متابعة شؤونه الداخلية أو "المعارضتية". والبعد العملي، وهو نتيجة للبعد الأول، لناحية اقتصار السياسة لدى سعد الحريري بنقطتين، إما أن يكون رئيساً للحكومة (أو ساعياً إليها)، أو أن يكون في غمار الانتخابات النيابية. ومن يقارب السياسة بهذا المنظار، يبقى فعلياً بعيداً عنها. السياسة ليست موسمية، ولا تخضع لتوقيته. السياسي مبادر باستمرار في الفعل وفي التوقيت.

شبح 2011

في عزّ التسوية الرئاسية، وتربّعه على عرش الحكومة، لم يكن راغباً في السياسة. قالها أكثر من مرّة أنه غير مبال بها، يصب اهتمامه على الاقتصاد. وبعد انفراط عقد الحكومة و"التسوية" تحمّس بداية لخوض غمار المعارضة، إلا أنه تكاسل وسئم سريعاً. زهوه بجمهوره في ذكرى اغتيال والده لم يطل كثيراً. هذا الجمهور الذي كان خائفاً من تكرار تجربة العام 2011، بعد إسقاط حكومته وتشكيل حكومة نجيب ميقاتي. حينها غادر ولم يعد، وصار الجمهور تائهاً، والكتلة النيابية الأكبر آنذاك تجاذبتها الصراعات والطموحات الشخصية، فضرب الترهل كل ما يرتبط بتيار المستقبل. الخوف من شبح تلك المرحلة بدأ يتسلل اليوم إلى نفوس المريدين. وعدهم بأنه لن يغادر، وسيبقى إلى جانبهم، فاتحاً دارته أمامهم عندما يريدون، مصغياً إليهم، قريباً منهم، سميعاً لشجونهم، لكنه غاب. تفشي وباء كورونا قد يخدمه في تبرير غيابه، وفي عدم استقبال الجماهير وعقد الاجتماعات واللقاءات. الفيروس عطّل العالم وشلّ المؤسسات، وأغلق المطارات. كان مناصروه يريدونه بينهم في أحلك ظروفهم، في حرب وجودية يخوضها الجميع، ويزايد فيها الجميع، كل منهم يعمل حرصاً على بيئته ومناطق نفوذه السياسي. وحده تيار المستقبل غائب، التيار الذي كان أول من يحضر في الساحات. سابقاً وراهناً، لا أحد يحل مكان الحريري في التيار وفي بيئته. لا أحد يطمئن خوالج جمهوره سواه.

العين بصيرة واليد قصيرة

أحزاب وتيارات سياسية كثيرة، سارعت إلى "الاستثمار" بالوباء، لتعزيز شعبيتها التي أصيبت في ثورة 17 تشرين، وتكابد في مقارعة "الوباء" لتحسين صورة تهشّمت. ولا يزال المستقبل غائباً. قد تكون العين بصيرة واليد قصيرة، ولا تمسك بأي حيلة. لكن وجود الحريري وحضوره قد يكون كافياً لبث روح المبادرة. تأخر المستقبل عن الانخراط في المساعدة وتنظيم المبادرات الأهلية وتقديم التبرعات، إلى أن اختار الحريري لها أن تبدأ من عكار. تلك المحافظة التي تشكّل له خزاناً بشرياً وسياسياً، ويعرف أنه ظلمها كثيراً في تعطيل أغلبية مشاريعها، لصالح أقضية أخرى، كرمى لعيون "التسوية".

يوم غادر "المستقبليون" بيت الوسط في 14 شباط، إثر خطاب الحريري، رافقت معظمهم ذكريات ما بين العام 1998 وانتخابات العام 2000. آمال الكثير منهم تعلّقت على أن يستعيد سعد تجربة رفيق، يبقى في البلد، إلى جانبهم على "المرّة قبل الحلوة"، ويحضر معهم لاستحقاق مفصلي. بعد خروج رفيق الحريري من السلطة مرغماً وبفعل الاستهداف المستمر له، حقق انتصاراً كاسحاً في الانتخابات بعد سنتين. الظروف ملائمة جداً ليجدد الحريري دورته الدموية السياسية، ويضخ دماءً جديدة في تياره وبيئته. يخشى المناصرون أن يخذلهم، ويستسلم لليأس، منتظراً فرجاً من معجزة ما، أو من تنازلات يتكبد المزيد منها، ليكرر تجربة العام 2016. هنا ثمة سؤال أساسي يُطرح، هل لا يزال لديه شيء ليقدمه ويتنازل عنه؟

الثمن الباهظ

مشكلة "البيئة السنّية" مع سعد، أنه عندما يكون في السلطة لا يكون معهم كما يشتهون ويتمنون، فيتعالى على شؤونهم لصالح الآخرين، تحت عنوان "الدولة والوحدة الوطنية" وتحاشي التوترات والاشتباكات السياسية. اشتباكات لطالما هدد بخوضها وبالقدرة على فتحها، لكنه دوماً يجنح إلى تجنبها. وعندما يكون خارج السلطة، لا يمكنهم استعادته وفق ما يطمحون ويرسمون ويريدون. يبتعد عنهم أكثر. علماً أن المعارضة يجب أن تقرّب الزعيم من جمهوره. لكن سعد الحريري، حتى عندما يعلن استعداده للتحضير لبرنامج معارض، يغيب ولا يخوض المواجهة. جلّ ما يقوم به، بضعة تغريدات يشير فيها إلى وجوده، بضع كلمات يتحدث فيها عن ما كان يتفوه به معارضوه أيام التسويات وكان يخوّنهم بسببها، مثلما انتقد "المتحاملين" عليه عندما تحدثوا عن الإحباط وعن الصراع على الصلاحيات وتنازله عنها، ليعود بنفسه ويتحدث عن رئيس الظلّ، وتعاطيه مع رئيسين طيلة ثلاث سنوات. فأدان بنفسه صمته وقبوله البقاء. وصل بؤس الحال لأن يخرج نائب من الذين أوصل الحريري زعيمهم إلى الرئاسة، متوجهاً إليه بالقول: "روح العب". عبارة تختصر تلك اللعبة الخطرة، التي ركبها الحريري مع جبران باسيل، وعادا واختلفا عليها. ثمنها سيكون غالياً جداً، ليس على سعد الحريري فقط، بل على لبنان كله بتوازناته وصيغته السياسية. والخاسر الأكبر فيها بيئة سعد الحريري. الثمن سيكون لأمد طويل، ومسؤوليته سيتحملها الحريري.

 

مستشفى الحريري: عمال تنظيفات ومسعفون وأطباء يساكنون الوباء

مروة صعب/المدن/30 آذار/2020

تخوض البشرية اليوم حرباً ضروساً ضد عدو لا يميز بين دين أو عرق او جنسية. وهو عدو وبائي بلغ عدد ضحاياه حتى الآن حوالى 617 ألف شخص حول العالم. واستنزف لمقاومته طاقات البشر، يتقدمهم أصحاب سترات ببضاء معقمة، يتصدرون المجابهة في حرب صامتة على فيروس خبيث وغامض إلى أقصى الحدود، ولم يفهمه أحد فهماً كامل بعد.

جنود مجهولون

هم الأطباء والاختصاصيون الطبيون والممرضون والممرضات من يتقدم صفوف هذه المجابهة، فيعانون من قلة النوم في ساعات عمل طويلة. يخاطرون بحياتهم وصحتهم أثناء تشخيص الحالات ورعاية المرضى. وهناك أيضاً عمال وعاملات النظافة الصحية في أقسام كورونا في المستشفيات، أولئك الجنود المجهولون الذين عليهم التأكد من عدم حمل الفيروس إلى منازلهم، ونجد من يخافهم ولا يرغب في أن يكون سكنهم قرب مراكز عملهم.  من هؤلاء الجنود عبدالله حسن حمادي، الذي هرب من الخدمة العسكرية في سوريا، أيام ثورتها المغدورة، ولجأ إلى لبنان قبل أكثر من سنتين. هو عشريني، وكان يرعى الغنم في بلاده. وفي لبنان، انتقل من عمل إلى آخر، وصولاً إلى مستشفى رفيق الحريري الحكومي في بيروت، لينضم قبل أسبوع إلى فريق عمال النظافة في قسم طوارئ الكورونا. وينظف عبدالله سيارات الإسعاف التي تنقل المرضى المشتبه بإصابتهم إلى المستشفى، يعقمها ويجمع النفايات الطبية، تلك التي تتخلف عن الأشخاص الذين نختبئ منهم في منازلنا: "نقوم بواجبنا، لكلٍ منا وظيفته في هذه الحرب التي لا تميز بين البشر. جميعنا أخوة فيها وفي الإنسانية"، يقول لـ "المدن"، ليمسح بهذه الكلمات مكامن خوفه، ذاك الذي أصابه عندما سمع للمرة الأولى عن الفيروس في التلفزيون.

450 ألف ليرة شهرياً

يبدأ دوام عمل عبدالله في الساعة السادسة وينتهي في الخامسة مساء، ليحصل على راتب 450 ألف ل.ل، يرسل نصفه إلى عائلته في قرية قرب دير الزور. من مكان سكنه في عين الدلبة يصل إلى عمله على دراجته النارية. في القسم يرتدي القفازات والزي الواقي الكامل، متبعاً إرشادات الأطباء.

يشارك عبدالله في العمل والتجربة زميله محمد علي في قسم العناية بمرضى كورونا، حيث يتناوب وزملاؤه الخمسة على تنظيف غرف المصابين وتعقيمها. الشاب البنغلادشي (30 عاماً) يقيم في لبنان منذ 7 سنوات مع زوجته رشيدة، تاركين أطفالهما مع عائلتهما في وطنهما الأم. ويعمل الزوجان في المستشفى في قسمين منفصلين، ويستمر انفصالهما في منزلهما بمحلة الجناح. ويحرص محمد على عدم الاقتراب من زوجته رشيدة خوفاً عليها من المرض، رغم التزامه التعليمات أثناء العمل. وكان الفريق قد خضع إلى دورات تدريبية في الصليب الأحمر. وخضعوا إلى فحوصات طبية مستمرة للتأكد من عدم التقاطهم الفيروس. والفريق العامل في تنظيف قسم العناية المركزة، يمتلك خبرة كافية لعمله السابق في هذا القسم.

طوارئ الإسعاف

"لم تتغير حياتنا كثيرًا. صرنا نخاف على أهلنا أكثر"، قال كريم (اسم مستعار، 27 سنة) الحديث عن تجربته كمتطوع بقسم إسعاف الطوارئ في الصليب الأحمر اللبناني. لقد أكمل عامه العاشر في هذا القسم. "سواء كانت الحالة كورونا أو غيرها، واجبي أن أسرع لنقلها إلى المستشفى"، قال أيضاً. وهو يحضر إلى المركز في السادسة صباحاً. ينتظر الأوامر في غرفة التحكم. ورغم تخييره، قرر كريم أن يكون مسعفاً في وحدة الكورونا. مهمته الأولى كانت نقل سيدة مصابة، وهي في العقد الثامن من عمرها: "كان الخوف واضحاً في عينيها، فأمسكت بيدها. شعرت أني أرحتها". هو لا ينكر تردده وخوفه لدى اقترابه منها: "لكل منا نصيبه من الخوف ليكون حريصاً في هذه المعركة". يعود كريم إلى منزله في الجنوب بعد انتهاء الدوام. يخلع حذاءه قبل أن يدخل إلى المنزل. يبدل ملابسه. يلقي التحية على عائلته عن بعد. ينعزل في غرفته حتى الصباح.

"سأبقى في العمل التطوعي حتى تنتهي أزمة كورونا"، يقول.

طبيبة متطوعة

الدكتورة ليال عليان (28 سنة) تعمل أكثر من عشر ساعات في اليوم في قسم العناية بمرضى الكورونا. تنتمي ليال لفريق المتطوعين من كلية الطب في الجامعة اللبنانية. وهم مجموعة مؤلفة من أطباء وممرضين وممرضات متمرنين. وتطوعوا من دون أي شروط أو بدل مادي في قسم الكورونا في مستشفى رفيق الحريري الحكومي. كانت الطبيبة الشابة تمضي فترة تدريبها في المستشفى، قبل وصول أول حالة كورونا. جرى تدريبهم على كيفية ارتداء البدلات الواقية وإجراء الفحص والتعامل مع المصابين. "دخلت المجال الطبي بدعم من والدي، رغم خوفهم علي". وقد مضت أسابيع ثلاثة على زيارتها الأخيرة لأهلها، رغم أنهم يسكنون في بيروت. فهي تبيت في المستشفى منذ أن قررت خوض هذه المعركة كي لا تخالط عائلتها خوفاً من تعريضهم للخطر. تكتفي بمكالمتهم هاتفياً. وتتحدث ليال بحسرة عن أول عيد أم تقضيه بعيدة عن والدتها. لقد اضطرت إلى معايدتها عبر الفيديو فيما هي ترتدي الزي الواقي.

وقالت أخيراً: "أسوأ لحظة نمر بها هي عندما يفقد مريض كورونا قدرته على مقاومة المرض. وأجمل اللحظات هي عندما تزف خبر الشفاء لمريض، نقول: فحصك سلبي الحمدلله عالسلامة، انت شفيت".

 

 رياض سلامة ليس وحده

عصام الجردي/المدن/30 آذار/2020

لم تحسم المشاورات التي استمرّت الأسبوع الماضي الخلاف على تعيينات نواب حاكم مصرف لبنان، ورئيس لجنة الرقابة على المصارف، وأعضاء اللجنة، وتعيينات أخرى. بات مألوفًا أن تطغى قضايا إجرائية بموجب الدستور والقوانين على القضايا الأساسية. لذلك، لا تعود مفارقة هجينة أن تقرّر الحكومة التوقف عن سداد التزامات ديونها، وتذهب إلى إعادة هيكلتها وهيكلة المصارف ومصرف لبنان، في ظل شغور المراكز ذوات الصلة المباشرة بتلك المهمّات المعقّدة، وقبل بدء المفاوضات مع الدائنين الخارجيين. وفي وقت يتفرغ فيه العالم لتداعيات كورونا الاقتصادية، كما لم يفعل في خطة مارشال لإعادة إعمار أوروبا بعد الحرب العالمية الثانية. ينسحب ذلك على الولايات المتحدة في مرحلة الكساد الكبير 1929 – 1931. هناك تنهمر الحزم التريليونية التيسيرية لاحتواء الركود. عندنا خزانة فارغة ودولة مغلولة اليد، وودائع محبوسة في المصارف، وتوقعات تراجع الناتج المحلي من رقمين بلا سقف.

المفارقة الثانية إننا نطلب التفاوض مع الدائنين وضباع الصناديق الاستثمارية، والحكومة لا تملك حتى الساعة أرقامًا دقيقة عن الفجوة الأكبر ماليًا في مصرف لبنان. مجلس الوزراء طلب تكليف وزير المال الاتصال بمصرف لبنان "لتبيان الأرقام الدقيقة لميزانية المصرف المركزي وحساب الربح والخسارة، ومستوى الاحتياط المتوفّر بالعملات الأجنبية". وإظهار "الأسباب الفعلية التي آلت بالوضعين المالي والنقدي إلى الحالة الراهنة". يستوقف هذا الارباك الحكومي ويستدعي ملحوظات.

أولًا: مفاوضات إعادة هيكلة الدين الخارجي، تعني بلا مواربة اقتطاع من الدين واستئخار الاستحقاقات إلى آجال جديدة. ودون ذلك مشاقٌ ورحلة طويلة من المتاعب. في وضعنا الراهن ذاهبون إلى المفاوضات بلا بنية تحتية، أرقامًا وإدارة كفية في مصرف لبنان لتخفيف الشروط والأعباء عن الدولة اللبنانية.

المحظور السياسي

ثانيًا: وقعت الحكومة في المحظور السياسي في تجربتها الأولى الجِدّية. تعيينات مصرف لبنان ولجنة الرقابة على المصارف. فبدت حكومة سياسية تقليدية كسابقاتها. وحكومة غير مستقلّة بامتياز وفي ظروف شديدة الخطورة. لو كان الأمر ليس كذلك، لاقترح وزير المال أسماء لسد الشغور وقرّر مجلس الوزراء وانتهى الأمر. غرقت الحكومة في الحصص أيضًا. رئيسها يريد المركزين السنيين لنائب الحاكم الثالث ورئيس لجنة الرقابة على المصارف. والوزراء لهم مرشحوهم أيضًا. وليست الكفاية فقط مع مراعاة التوازن الطائفي هو المقياس. تعثّر الإتيان بأسماء جديدة للتغيير الشامل. وهو لو حصل لن يكون من خارج الاستحصاص السياسي! المعلومات تفيد أن محمد بعاصيري ما زال رقمًا صعبًا ليعود من جديد نائبًا ثالثًا لحاكم مصرف لبنان. بعد البيان الشديد اللهجة لـ"تيار المستقبل" حيال التعيينات. لكن الأمر يتعدى دعم الرئيس سعد الحريري إلى موقف دعم أميركي شبه علني لبعاصيري. وبحسب المعلومات، فقد أبلغت السفيرة الأميركية دوروثي شيّا رئيس الحكومة حسّان دياب رسالة الدعم من واشنطن. فبعاصيري يحظى بقبول الخزانة الأميركية المهجوسة بتطبيق معايير مكافحة تبييض الأموال وأموال الارهاب. وبعاصيري ذو خبرة مميزة في هذا المجال، بالإضافة إلى خبرته المصرفية. والحكومة تتحسّب لأي تضييق أميركي ليس على مستوى العقوبات الاقتصادية الأوسع على لبنان فحسب، بل وعلى إمكان استخدام واشنطن نفوذها في المجال المالي والمصرفي ولدى صندوق النقد والمصرف الدوليين. والدائنون الخارجيون لم يفصحوا عن شروطهم بعد في ملف المفاوضات على الدين. ومع التأييد السياسي لبعاصيري من مرجعية طائفته، يضيق هامش المناورة لدى الحكومة. في حال تعيينه تنتهي عقدة نائب حاكم مصرف لبنان الأول بتعيين رائد شرف الدين من جديد أيضًا. رئيس مجلس النواب نبيه بري أبلغ موقفه لدياب ولمن يهمهم الأمر. و"حزب الله" لا يعارض. نائبا الحاكم الثاني والرابع قابلان للتسوية ضمن التوازنات السياسية.

لجنة الرقابة على المصارف لم تُحسم رئاستها. ولو أن الحريري مؤيد لإعادة تسمية رئيسها السابق سمير حمّود. عضو اللجنة السابق جوزف سركيس مرشح رئيس الجمهورية ميشال عون وخيار رئيس "التيّار الوطني الحرّ" جبران باسيل. هو الماروني الوحيد من حصة رئيس الجمهورية في مصرف لبنان ولجنة الرقابة. ويملك سجلًا من الخبرة. وفي حال تعيينه على الأرجح، يُعيّن عضو اللجنة السابق أحمد صفا من جديد. الثنائي الشيعي مع هذا الخيار. الخبير المصرفي طوني شويري أحد المرجّحين لعضوية اللجنة.

بيد أن رئيس الحكومة راغب في تسمية أحد المرشحين لنائب الحاكم الثالث أو لرئاسة لجنة الرقابة. هنا يطرح البعض تسوية بأن يعود بعاصيري إلى رئاسة اللجنة التي سبق وشغلها، ويسمّي دياب نائب الحاكم الثالث أو بالعكس.

تحديد المسؤوليات

ثالثًا: أمّا طلب مجلس الوزراء إظهار "الأسباب الفعلية التي آلت بالوضعين المالي والنقدي إلى الحالة الراهنة"، فكان لافتًا. يتجاوز الأرقام إلى ما يمكن تفسيره عزم الحكومة الانتقال إلى المحاسبة وفتح ملفّ مصرف لبنان والعلاقة مع المصارف. طبعًا لا يمكن القفز فوق تحديد المسؤوليات في أزمة كهذه شملت الدولة ومصرف لبنان والمصارف وغير مسبوقة. حتى الآن لا يوجد مسؤول عن الانهيار. لا يحصل الأمر حتى في بلد توتاليتاري يتعطّل فيه الدستور والمؤسسات.

قانون النقد والتسليف هو الذي خوّل حاكم مصرف لبنان صلاحيات لا يحوزها حتى رئيس جمهورية في نظام رئاسي. كل الضجة على تعيينات نواب الحاكم تهدأ متى علمنا أن حاكم المصرف هو الذي يحدد مهمّات نوابه. يعيّن الموظفين ويقيلهم. كل المقرّرات في يده. نائب الحاكم لا يمكنه بالقانون توظيف سكرتيرة من دون موافقة الحاكم. بقي المجلس المركزي لمصرف لبنان. هو الذي يحدّد بموجب القانون سياسة المصرف العامة وشؤونًا أخرى واسعة. بما في ذلك طلبات القروض من القطاع العام. يبقى السؤال كيف مارس رياض سلامة هذه الصلاحيات، وأدار قطاع مصرفي يساوي أضعافًا أربعة الناتج المحلي الاجمالي؟ كيف أقرّ الهندسة المالية الشهيرة؟ وهل عُرض المشروع على المجلس المركزي بحسب الأصول؟ ما دور وزارة المال والوزراء الذين تعاقبوا عليها؟ ومفوض الحكومة يبلغ الوزير بكل قرارات المجلس المركزي حصرًا. أي يبلغ الحكومات. أين مجلس النواب؟ ديلوت اند توش وإرنست أند يونغ، مؤسستا تدقيق حسابات دوليتان، تتوليان تدقيق ميزانية مصرف لبنان. للعلم، ميزانية 2018 لم تنجز بعد. وقد تحفّظ تقرير المؤسستين على ميزانية 2016 – 2017. أي سنة الهندسة المالية والسنة التي تلت. لا أحد يجهل سيطرة سلامة على القرار المالي والمصرفي في البلد. وحجم النفوذ السياسي الذي حظي به نحو 25 عامًا.

ليمضِ مجلس الوزراء في تنفيذ القرارات القادر عليها الآن والملحّة. تحديد المسؤوليات المرحبّ به، رحلة طويلة نشكّ بخواتيمها السعيدة في ظل منظومة سياسية سدنت حاكم مصرف لبنان واشتغلت عنده ربع قرن من الزمن. سلامة مسؤول أساسي. لكن ليس وحده.

 

إيران وكورونا… وسلطة رجل الدين

خير الله خير الله/العرب/29 آذار/2020

من المستغرب أن يعرض قائد “الحرس الثوري” الإيراني حسين سلامي مساعدة الولايات المتحدة في جهودها للحدّ من انتشار وباء كورونا. يذكّر عرضه بالمثل الفرنسي القائل: من حسن الحظّ، أن السخف لم يعد يقتل.

لا شكّ أن وباء كورونا يهدّد أميركا التي زاد عدد المصابين فيها على عدد الذين أصيبوا في الصين التي كانت المركز الذي انتشر منه الوباء. تبدو الولايات المتحدة مقبلة على أيّام صعبة، لكن الأكيد أن “الجمهورية الإسلامية” لا يمكن أن تساعدها في شيء، أقلّه بسبب حال التخلّف التي تعاني منها والتي جعلتها مصدرا لتصدير كورونا إلى دول المنطقة في مقدّمها سوريا. ليس سرّا أن لبنان كان ضحيّة من ضحايا الرغبة الإيرانية في تصدير كورونا، عن قصد أو غير قصد. الأكيد، بعيدا عن الحكم على النيّات الإيرانية، أن الجهل يتحكّم بتصرفات كبار المسؤولين فيها، بما في ذلك “المرشد” علي خامنئي الذي تحدّث أخيرا عن “مؤامرة” تتعرّض لها إيران وعن تطوير أميركا لفايروس يستهدف “جينات الإيرانيين”.

آن أوان ممارسة إيران التواضع والاعتراف بأن لا عيب من الحصول على مساعدة أميركية بدل متابعة سياسة قائمة على الهرب من الواقع. إن وباء كورونا الذي أقفل الكرة الأرضية على القاطنين فيها سيولد منه عالم جديد وقيم جديدة لا علاقة لها بتلك السائدة حاليا. هل تتمكن إيران من التكيّف مع هذا العالم الجديد الذي سيولد من رحم وباء كورونا… أم تستمر في ممارسة سياسة قائمة على رفض الشفافية ولغة الأرقام والهرب إلى خارج حدودها بحثا عن تنفيذ مشروع توسّعي. يستند هذا المشروع إلى إثارة الغرائز المذهبية. إنّه مشروع أقرب إلى الوهم من أي شيء آخر. هل تكتفي إيران بكمّية التخلّف والبؤس اللذين نشرتهما في المنطقة منذ العام 1979… أم أنّها تبحث عن نشر مزيد منهما مع رشّة كورونا للزينة لا أكثر؟

ما فعلته إيران إلى الآن مخيف، بل مخيف جدّا إذا نظرنا إلى الدور الذي لعبته في تصدير كورونا إلى لبنان وإلى سوريا وحتّى إلى العراق. هناك طائرات نقلت إلى لبنان مصابين بكورونا في ظروف أقلّ ما يمكن أن توصف به أنّها مريبة. لكنّ الأخطر من ذلك كلّه، ما حصل في سوريا حيث يوجد موقعان إيرانيان، هما مزاران دينيان، أصبحا أشبه بمنطقتين عسكريتين بعدما سيطرت عليهما الميليشيات التابعة لإيران، بما في ذلك “الحرس الثوري”. يقع المزاران قرب دمشق وهما موقع السيّدة زينب وموقع السيدة رقّية الذي لا يبعد كثيرا عن المسجد الأموي.

بقي الزوار الشيعة الإيرانيون يتدفقون على المزارين حتّى يوم السادس عشر من آذار – مارس الجاري. أدّى إغلاقهما أمام الزوّار إلى اعتراضات صدرت عن متطرّفين يعتقدون أنّ المزارات الشيعية محصّنة تجاه كورونا بفضل قدرة إلهية ما. في المقابل لم يتخّذ النظام السوري، الذي بقي طويلا ينفي كلّيا وجود أي انتشار لكورونا في الأراضي السوريّة، أيّ إجراءات عملية قبل يوم الرابع عشر من آذار – مارس عندما أوقف الرحلات من مطار دمشق مستثنيا شركة “ماهان” الإيرانية التابعة لـ”الحرس الثوري”. لم يعد خافيا أن إيران في حال يرثى لها بسبب المكابرة التي تتعاطى بها مع وباء كورونا. يرافق هذه المكابرة تفاد لأيّ إجراءات حقيقية لمنع انتقال كورونا من إيران إلى دول أخرى في مقدّمها سوريا التي تعاني أيضا من مشكلة كبيرة أخرى حذرت منها منظمة الصحة الدولية (WHO). حذرت منظمة الصحّة من كارثة في إدلب بعد انتشار وباء كورونا في مخيمات اللاجئين السوريين الذين هربوا من البراميل المتفجرة للنظام ومن قصف الطائرات الروسية وبطش الميليشيات التابعة لإيران. لم يعد كافيا كلام المسؤولين السوريين عن “رشح قوي” كي لا ينتشر وباء كورونا في دمشق وغيرها في بلد لا يمتلك أيّ بنية تحتية صحّية، على الرغم من أن آلاف الأطباء السوريين منتشرون في مستشفيات أوروبا والولايات المتحدة. فوق ذلك كلّه، ماذا سيفعل النظام السوري الذي لديه عشرات آلاف المعتقلين في سجونه عندما يدخل كورونا هذه السجون؟

تحوّلت سوريا إلى بؤرة من بؤر نشر كورونا في المنطقة. كلّ ذلك بسبب إيران التي لم تنتبه منذ البداية إلى وجود طلّاب صينيين ينتمون إلى الأقلّية المسلمة يتابعون دراستهم الدينية في قم. نقل هؤلاء الطلاب كورونا إلى إيران بدءا من قم.

هذا واقع لا مجال للهرب منه. بدل نفي الواقع، ثمّة حاجة إلى نقلة نوعية تساعد إيران، كما تساعد الدول التي باتت تحت رحمة إيران مثل العراق وسوريا ولبنان. تقضي هذه النقلة النوعية بالتفكير من الآن، بأنّ ما قبل كورونا ليس كما بعدها وأنّ ثمّة حاجة إلى اهتمام إيران بالإيرانيين أوّلا في ضوء التأكّد من أن ليس لديها أيّ بضاعة مفيدة تستطيع تقديمها إلى العالم.

هناك نصّ للمفكّر الفرنسي جاك أتالي يصلح لأن يقرأه المسؤولون الإيرانيون وغيرهم من الذين ما زالوا أسرى الوهم الإيراني في المنطقة من رافعي شعارات “الموت لأميركا، الموت لإسرائيل، اللعنة على اليهود”.

جاء في النص الذي صاغه أتالي، الذي كان مستشارا للرئيس فرنسوا ميتران، أن أيّ كارثة كبيرة ناجمة عن وباء “أدت إلى تغييرات أساسية في البنية السياسية للأمم وفي الثقافة التي تنطوي عليها هذه البنية”. أعطى مثلا على ذلك وباء الطاعون الذي انتشر في أوروبا في القرن الرابع عشر وقضى على ثلث سكّان القارة. أوضح أن ذلك أدى إلى “إعادة نظر في الموقع السياسي لرجل الدين” في أوروبا. صبّ هذا التطوّر في مصلحة قيام مؤسسة الشرطة التي باتت القوة الوحيدة التي تحمي الناس بعد فشل الكنيسة في لعب هذا الدور.

اختزل نتيجة ما حصل بأنّ “الشرطي حلّ مكان الكاهن”. وأشار إلى أنّه نتيجة الأوبئة التي انتشرت في القرن الثامن عشر، حلّ الطبيب مكان الشرطي. توصّل أتالي إلى خلاصة فحواها أن أوروبا انتقلت خلال بضعة قرون من سلطة الدين، الممثّلة بالكنيسة، إلى سلطة القوّة، ممثلة بالشرطي، ثم إلى سلطة دولة القانون، وذلك نتيجة انتشار الأوبئة الخطيرة التي كشفت أن الكنيسة لا تستطيع أن تفعل شيئا في وجهها وأن لا بدّ في النهاية من اللجوء إلى الطبيب. لا تزال “الجمهورية الإسلامية” أسيرة رجل الدين الذي يمثّله “المرشد” والشرطي الذي يمثّله “الحرس الثوري”. لا وجود لإدراك أن العالم يتغيّر سريعا وأنّ وباء كورونا ليس حدثا عابرا وأنّ القويّ الذي سيبقى هو من يمتلك سلاح المعرفة والعلم. أين إيران من المعرفة والعلم بعدما أسقطت طائرة الركّاب الأوكرانية بالطريقة التي أسقطتها بها؟

 

الحكومات بين صورتها وسلامة سكانها

الشرق الأوسط/عبد الرحمن الراشد/29 آذار/2020

كشف وباء كورونا (كوفيد - 19) المروع عن أزمة سياسية لا تقلُّ خطورة عن المرض نفسه. التكتُّم على الإصابات والوفيات بلغ مرحلة عند بعض الحكومات إلى درجة تزوير الإحصائيات، وعملية تسجيل المصابين، وفلترة المعلومات الصادرة عن المستشفيات. كل هذا من أجل الحفاظ على الصورة الزاهية للحكومات داخلياً وخارجياً. وكانت الكارثة أكبر في دول لم تكتف بالتكتم، بل أيضاً امتنعت عن اتخاذ قرارات قد تشوه صورتها، ودأبت على إصدار بيانات الطمأنة والنفي والسخرية، وترويج نظرية المؤامرة عليها. وخطر هذه الممارسات لم يختصر فقط على سكانها، مواطنين ومقيمين، بل تعداه إلى الإضرار بالدول الأخرى، خصوصاً ممارسات الدول ذات الكثافة السكانية العالية، التي لها امتدادات في العالم. وفي الوقت الذي ينشد فيه العالم التعاون لأنَّه السبيل الوحيد لمنع تعاظم الكارثة وتهديد البشرية بشكل أكبر، ينجرف الأميركيون والصينيون في حرب بروباغندا كبيرة ضد بعضهما. فعلى السوشيال ميديا أخبار الإنجازات والنجاحات الطبية المضخمة من الصين تقابلها حملة تشويه متعمدة من الولايات المتحدة، مع أن الرئيس الأميركي دونالد ترمب، يقول إنه هاتف نظيره الصيني، واتفقا على التعاون. وجاء التعاون بعد عقد قمة العشرين، التي تحدث فيها كل من الزعيمين الأميركي والصيني، وكانت الإطار الكبير للعمل الدولي الجماعي. القمة التي رأسها الملك سلمان بن عبد العزيز، عقدت بطلب من السعودية، بصفة استثنائية، مستبقة موعدها الرسمي الذي بقي عليه سبعة أشهر. التعاون الدولي ضرورة، لأن الوباء ليس صينياً، ولا مؤامرة غربية، بل فيروس وبائي يهدد سلامة البشرية في كل مكان.

العديد من الحكومات الآن تتراجع بعد أن أدركت الثمن الغالي للكذب والتعتيم، سواء في بياناتها الإحصائية المرتبطة بالوباء، والتحقت معظم الدول مقتنعة بأهمية اتخاذ قرارات حاسمة بإغلاق الحدود ومثلها. فقد كانت تمتنع لأنها تخشى أن تظهرها أمام العالم محاصرة ذاتياً أو فاشلة إدارياً. النتيجة، كما نلمسها، الفيروس ينتشر أكثر في أقل الدول رغبة في المبادرة، وهذا لا يعني أن البقية محصنة من ذلك. فإيران تحاول الآن تعديل قراراتها وخطابها، بعد أن استمرت نحو شهرين تعطي معلومات كاذبة، وتكابر، رافضة اتخاذ قرارات توقف نشاطاتها. الأميركيون سارعوا إلى سحب قواتهم من العديد من القواعد والنقاط الساخنة، وكذلك سحبوا الدبلوماسيين من العراق تقليصاً لمخاطر الإصابات. فالرئاسة الأميركية تعاطت مع الوباء في البداية باستخفاف، ثم وجدته يمثل خطراً حقيقياً عليها، وتحركت لتدارك الوضع. بالنسبة للولايات المتحدة الوضع معقد وصعب من حيث اتخاذ القرار، نتيجة محدودية سلطة الدولة الفيدرالية. مع هذا، وفي واحدة من المرات القليلة، اتفق الحزبان السياسيان المتنافسان، الديمقراطي والجمهوري، على وضع خلافاتهما جانباً والعمل معاً تحت قبة الكونغرس، وأصدرا جملة قرارات لإنقاذ الوضع الصحي والاقتصادي للبلاد. لم تعد تنفع المكابرة أو المنافسة الضيقة. الحكومات التي لا تملك الشجاعة على إعلان الأرقام الصحيحة، ولا الجرأة على اتخاذ القرارات الصعبة، ستدفع الثمن أكثر من الدول الأخرى، خصوصاً أننا لا نعرف عمق الأزمة، ولا عمرها، مع احتمالات عودة الوباء في موجات تالية. الصدق ليس فضيلة، بل ضرورة، لأن منظمة الصحة العالمية، والتفاهمات الدولية، تعطي القليل المتوفر من التجهيزات الطبية والعلاجية للدول التي تعلن أنها متضررة أكثر من غيرها. وهذا ما دفع بعضها إلى الإفصاح واختيار حماية مواطنيها أهم من حماية صورتها.

 

أوروبا: الهجمات المعادية للمسيحيين تصل إلى أعلى مستوياتها في عام 2019

بقلم سورين كيرن/معهد كايستون/11 آذار/2020

حتى آذار/فبراير 2019، كان من النادر أن تبرز وسائل الإعلام الأوروبية مسألة جرائم التخريب المنفَّذة ضد رموز الديانة المسيحية، وتغيَّر ذلك في هذا التاريخ عندما هاجم المخرِّبون تسع كنائس في غضون أسبوعين. واحتلت هذه المسألة عناوين الصحف مرة أخرى في نيسان/أبريل 2019، عندما اندلع حريق غامض في كاتدرائية نوتردام الشهيرة في باريس. ولكن منذ ذلك الحين، عادت وسائل الإعلام الأوروبية مرة أخرى إلى التغافل والصمت عن الحقائق.

"يمثل السعي إلى تدمير المباني المسيحية أو إتلافها وسيلة "لمحو" هذه الصفحة من تاريخنا" - آني جينيفار'، عضوة البرلمان الفرنسي عن حزب الجمهوريين، في لقاء مع الجريدة الفرنسية 'لو فيجارو' في 2 نيسان/أبريل 2019.

"في الماضي، حتى ولو لم يكن المرء مسيحيا، كان هناك احترام للمقدَّسات. إن حرية العقيدة تواجه تهديدا خطيرا. يجب ألا تصبح العلمانية رفضا للأديان، بل يجب أن ترسي دعائم الحياد الذي يتيح للجميع حرية التعبير عن عقيدتهم" - 'دومينيك راي'، أسقف أبرشية فريجوس تولون، في لقاء مع المجلة الإيطالية 'إيل تيمون'، في 5 آب/أغسطس 2019.

"إنَّنا نشهد تلاقي مذهب اللائكية، أو ما يُعرف بالعلمانية الفرنسية - التي تُصوَّر على أنَّها العلمانية الحقَّة، التي تضع الدين في المجال الخاص وحده، وتعتبر أنَّ جميع الطوائف الدينية مبتذلة أو موصومة - مع الصعود المذهل للديانة الإسلامية التي تهاجم الكفار ومن يرفضون القرآن. فمن ناحية، تسخر منا وسائل الإعلام... ومن ناحية أخرى، هناك توطيد لدعائم الأصولية الإسلامية. هاتان حقيقتان متزامنتان". - 'دومينيك راي'، أسقف 'فريجوس تولون'، في لقاء مع المجلة الإيطالية 'إيل تيموني'، 5 آب/أغسطس 2019.

تجتاح مشاعر معاداة المسيحيين أوروبا الغربية، حيث تعرضت الكنائس والرموز المسيحية، يوما بعد يوم، لهجمات متعمَّدة خلال عام 2019. وتصدَّرت هذه الظاهرة عناوين وسائل الإعلام الأوروبية عندما اندلع حريق غامض في كاتدرائية نوتردام الشهيرة في باريس (في الصورة). ولكن منذ ذلك الحين، عادت وسائل الإعلام الأوروبية مرة أخرى إلى التغافل والصمت عن الحقائق. مصدر الصورة: 'فيرونيك دو فيغري' (Veronique de Viguerie)/Getty Images)

تجتاح مشاعر معاداة المسيحيين أوروبا الغربية، حيث تعرضت الكنائس والرموز المسيحية، يوما بعد يوم، لهجمات متعمَّدة خلال عام 2019.

وقد استعرض معهد 'جيتستون' آلاف التقارير الصحفية، وسجلات الشرطة، والاستجوابات البرلمانية، والتعليقات المنشورة على وسائل التواصل الاجتماعي، والمدوَّنات المتخصصة، في كل من بريطانيا وفرنسا وألمانيا وأيرلندا وإيطاليا وإسبانيا. وقد أوضح البحث (أنظر الملاحق الواردة أدناه) أنَّ ما يقرب من 3,000 كنيسة ومدرسة ومقبرة وأثر مسيحي تعرَّض للتخريب والنهب والتشويه في أوروبا خلال عام 2019 – وهو ما يدلُّ على أنَّ عام 2019 يسير على الطريق ليصبح عاما قياسيا من حيث عدد حالات الانتهاك التي تعرَّضت لها الديانة المسيحية في القارة.

وتنتشر أعمال العنف ضد المواقع المسيحية بصورة أكبر في فرنسا، إذ تشير الإحصاءات الحكومية إلى أنَّ الكنائس والمدارس والمقابر والآثار المسيحية تتعرَّض للتخريب والتدنيس والحرق بمعدل ثلاثة حوادث يوميا. وفي ألمانيا، تتعرض الكنائس المسيحية للهجمات بمعدل يبلغ في المتوسط هجمتين يوميا، وفقا لسجلات الشرطة.

 

بيرني ساندرز بين الشخصي والسياسيّ

حازم صاغية/الشرق الأوسط/29 آذار/2020

بيرني ساندرز، الذي ينافس للحصول على ترشيح الحزب الديمقراطي للرئاسة، ويُرجّح أن يفشل، يبدو لكثيرين «غير أميركيّ». هذا لا يعود فقط إلى سياساته وتسمية نفسه «اشتراكيّاً». سببه الآخر ضمور الشخصي في شخصه. ففي ثقافة سياسيّة شديدة الاحتفال بنفسها، وعلنيّة، بل مهرجانيّة، في عرضها للأسرة والزوجة والبيت والتاريخ الخاصّ، يبدو ساندرز شديد التقشّف ضنيناً بالتعريف بما يتعلّق به. الكاتب والناقد الآيرلندي فِنتان أوتول «تسلّل» إلى عالمه الخاصّ، من خلال ما كتبه وما كُتب عنه، ونشر في المجلّة نصف الشهريّة «نيويورك ريفيو أوف بوكس» إحدى المقالات النادرة عن بيرني الشخص في ارتباطه ببيرني السياسيّ.

المقال، وبالاستناد إلى عنوان كتاب ساندرز، يركّز على برّانيّة الرجل أو غربته. ذاك أنّه، وللمرّة الأولى منذ أربعين عاماً، صار في 1991 أوّل عضو في مجلس النوّاب لا ينتمي إلى أي من الحزبين الرئيسين.

مع هذا، فمفارقته أنّه يمثّل العصاميّة التي تتباهى بها المحافَظة الأميركيّة أكثر كثيراً مما يمثّلها ترمب، الثري ابن الثريّ.

في 1976، وبعد ثلاث محاولات فاشلة لبلوغ حاكميّة فيرمونت، قرّر بيرني التقاعد من العمل السياسي وأسّس شركة صغرى تبيع الجامعات أفلاماً ذاتيّة الإعداد عن سياسيين وقادة اشتراكيين أميركيين. هكذا جنى ثروة صغيرة، وبات مثال رجل الأعمال الصغير المحترم والمنظّم والكاره للهدر، رغم أنّه، سياسياً، أكثر المطالبين بتوسيع الإنفاق الفيدراليّ. وبالفعل فحين انتُخب محافظاً لبرلنغتون، عُرف بالتوفير والفعّاليّة، كما بالتكرار المملّ للمواقف. على أنّه في 1997 أصدر كتابه «برّاني في مجلس النوّاب»، ثمّ أعاد إصداره مع تغيير (متفائل) في العنوان ليغدو «برّاني في البيت الأبيض».

وفيما كتبه، وهذا أيضاً غير أميركيّ، قلّل من حجم هويّتين: الأولى، كونه يهوديّاً من بروكلين: صحيح أنّه لا ينكر ذلك لكنّه لا يؤكّده، إذ نادراً ما يشير إلى عائلته وطفولته وشبابه ودينه، متحدّثاً فحسب عمّا هو سياسي وآيديولوجيّ.

عائلته متواضعة تعلّقت بـ«النيو ديل» لروزفلت. الأب هاجر من بولندا في 1921. الأمّ ولدت في نيويورك لمهاجرين يهود من روسيا وبولندا قضوا جميعاً على يد النازيّة. الزوجة آيرلنديّة.

ومع أنّه في مؤتمر لمنظّمة «جاي ستريت»، في 2018، ذكر أنّه عاش في شبابه عدّة أشهر في إسرائيل، وأنّه «فخور جدّاً» بميراثه اليهوديّ، ففي كتبه لا يقول شيئاً عن طفولته حين كان يتحدّث الييديش، ثمّ حين درس باللغة العبريّة، أو لماذا ذهب إلى إسرائيل. وهو إذ يشير إلى تجربته في الكيبوتز يقدّمها كأمثولة في الاشتراكيّة لا في التضامن الديني والإثنيّ. كذلك لم يتحدّث إلاّ في السنوات القليلة الماضية عن علاقة عائلته بالهولوكوست. فقد زار قرية أبيه سلوبنايس، جنوب بولندا، للمرّة الأولى في 2013، ثمّ قال إن الهولوكوست هو أكثر الأحداث تأثيراً فيه.

وعموماً، لم يَتماهَ ساندرز مع أصوله الإثنيّة والدينيّة، وظلّت أولويّته للطبقة الاجتماعيّة بوصفها مصدر تعريف الشخص والجماعة، معتبراً اللاساميّة والإسلاموفوبيا وجهين لعملة واحدة.

الهويّة الثانية التي أخفاها كانت هِبِّيَّته. فبعد أربع سنوات في شيكاغو التي تخرّج في جامعتها في 1964، مجازاً في العلوم السياسيّة، انضمّ إلى مجموعة هيبيّة، علماً بأنه لم يعش في كوميون، ولم يُرخِ لحية، وباستثناء الماريوانا لم يتعاطَ المخدّرات. مع هذا كان ساندرز ابن الستينات وثقافتها المضادّة فكريّاً، خصوصاً اعتقاده بأنّ القمع النفسيّ - الجنسي أصل الشرور. ففي 1969 نشر مقالة عن القمع الجنسي للنساء مرصّعة باستشهادات من وليم رايخ، تربط بين مرض النساء وصحّتهنّ العاطفيّة والجنسيّة. وفي مقالة أخرى، في 1972 انتقد اللاتكافؤ الجندري في التخييل الجنسيّ. وكان الدكتور سبوك، رائد تعاليم التربية غير القمعيّة، قد شارك في حملته الانتخابيّة لحاكميّة فيرمونت عامذاك. لكنّ ساندرز تخلّى عن تلك الأفكار، أو أنّ صورته كسياسي نبذتها ونبذت معها كلّ ما هو شخصيّ، مؤكّدة انضباطه و«اتّزانه». ففي مذكّراته عن معركة فيرمونت، حين نال 1% من الأصوات، شدّد على مدى ضبطه لسلوكه ومراقبته نفسَه، مبدياً غضبه على نفسه لعجزه عن إبداء مشاعره حيال من كان يخاطبهم. وعن مناسبة متأخّرة، حين أراد أن يقدّم نفسه تلفزيونيّاً، يقول: «كنت متوتّراً كثيراً، بحيث اهتزّت رُكبتاي وراحتا حرفيّاً تضربان الطاولة على نحو لا سيطرة لي عليه»، حتّى إنّ مهندس الصوت سمع صوت رُكبتيه ونبّهه إلى ذلك.

والحال أنّ ما بدا عليه من «تطرّف» سياسي طمس هذا الوجه الخجول والمضبوط فيه. وهو لئن تدرّج من محافظ إلى نائب فسيناتور فمرشّح رئاسيّ، فقد حرص على إحداث انتقال تدريجي إلى الوسط، وعلى القول إنّ كوبا ليست موديله لمستقبل أميركا، بل الدنمارك الاشتراكيّة الديمقراطيّة. مع هذا فهو نقل موضوعات السياسة قليلاً إلى اليسار، جاعلاً نفسه وريث السياسي والنقابي الراديكالي يوجين دِبْس، لا وريث روزفلت، كما حمل عموم الديمقراطيين على تبنّي بعض أفكاره في التعليم والطبابة. أمّا حملته الراهنة للترشّح عن الحزب الديمقراطي لرئاسة الولايات المتّحدة فهذه تبقى قصّة أخرى.

 

الحق قوة أم القوة حق؟

خالد القشطيني/الشرق الأوسط/29 آذار/2020

النزاع بين الحق والقوة مثل قديم تردد على ألسنة الحكماء والفلاسفة وفقهاء السياسة، وأخذ صيغاً كثيرة من الأمثال والأقوال. يخطر في الذهن منها القول الجاري شعبياً «الحق للسيف والعاجز يدوّر شهود». وهذا كما يقول أبناء ثقيف في المملكة العربية السعودية هو «حكم القوي على الضعيف». وهذه صيغة من صيغ القاعدة التي يرددها البعض عندما يقولون «القوة حق، أو الحق قوة». ويصوغ الإنجليز هذه الكلمات بقولهم المسجوع: «might is right». وكان أبو تمام قد أشار إلى هذا الموضوع، فصاغ كلمات المثل الشعبي «الحق للسيف والعاجز يدوّر شهود» في قالب الحكمة الشعرية في قوله:

السيف أصدق إنباء من الكتب

في حده الحد بين الجد واللعب

وكان الكاتب الأميركي جيمس راسل لويل، قد ذكر في كتابه «الأزمة الراهنة»، أن الحق يملكه فقط من يجرؤ على المطالبة به والذود عنه. بيد أن الشاعر الإنجليزي كريستوفر مارلو، ذهب مذهباً آخر، فقال في مسرحيته «نطاق الشهوة»: «إنني أقف مسلحاً بما هو أقوى من السيف الصارم، ألا وهو عدالة قضيتي».

هكذا دار النزاع والجدال بين الحق والقوة. بيد أن المفكر البريطاني توماس كارلايل، أشار في كتابه «الجارترية» إلى الموضوع، فتوصل إلى مقولة انسجامية. قال «الحق والقوة يختلفان اختلافاً رهيباً من ساعة إلى ساعة، ولكن أعطهما قروناً من التجربة والتطبيق لتجد أنهما متطابقان».

أما أصل هذا المثل، وحكايته «الحق للسيف والعاجز يدوّر شهود»، فيقال إن رجلين امتلكا حقلين زراعيين متجاورين. وكان أحدهما قوياً يمعن في التجاوز على حقل جاره الضعيف، مما يحدث غالباً في المناطق الزراعية، مرة يأخذ أكثر من نصيبه من الماء، ومرة أخرى يستحوذ على شيء من غلته وحاصلاته، ومرة ثالثة يحرك العلامات بما يعطيه مزيداً من الأرض على حساب جاره الضعيف، حتى ضاق هذا ذرعاً بتجاوزاته وعدوانه، فاشتكى إليه مما وجد. غير أن الجار المعتدي تجاهل وأنكر. قال له المتظلم: إذا كنت تنكر ذلك، فلنحتكم للقاضي يحكم بيننا بالعدل. فقال له: وما حجتك وبرهانك على تجاوزي؟ فقال له: لدي شهود بذلك. آتي بهم ليشهدوا بالحق. فقال له الآخر: وأنا آتي بشاهدي الواحد المنفرد. وأشار إلى سيفه المتمنطق به. وقال: الحق للسيف. وقال الواقفون الآخرون «والضعيف يدوّر شهود». وسارت الكلمات مثلاً بين الناس إلى يومنا هذا. ولنا في القضية الفلسطينية خير مثال. المدفع يحكم والعاجز يروح لهيئة الأمم المتحدة.

 

كورونا... الخيط الرفيع بين التطوّر الطبيعي ونظرية المؤامرة

إياد أبو شقرا/الشرق الأوسط/29 آذار/2020

حتى «نظرية المؤامرة» تحتاج للاستناد إلى حقائق كي تتمتع بصدقية كافية لتسويقها. إذ يستحيل إقناع أي إنسان عاقل بهذيان مكشوف، أو تهيّؤات مريضة لا تأخذ في الحساب تطوّرات ملموسة، أو رصد شخصيات ومرجعيات لها باع طويل فيما تتكلم عنه. وبالفعل، هذا ما نشهده خلال الفترة الاستثنائية الحالية التي يعيشها العالم، بشرقه وغربه، فقيره وغنيه، ضعيفه وقويه... تحت وطأة وباء «الكوفيد - 19» (الكورونا). بالأمس، أرسل لي صديق عزيز مقابلة مسجلة لشخصية بريطانية مثيرة للجدل تعتبر نفسها رؤيوية تصارع قوى الهيمنة والتسلط على العالم. وجاءتني تلك المقابلة، تقريباً، بالتزامن مع مساهمتين قيّمتين من جاك أتالي الاقتصادي والمفكّر والسياسي الفرنسي - الجزائري الأصل، ويوفال نوح هراري المفكّر والباحث الإسرائيلي - اللبناني الأصل. الشخصية البريطانية رجل رافقته منذ احترف كرة القدم لفترة قصيرة، ومن ثم اللعب حارس مرمى، وبعدها انتقل لاحقاً من الملاعب ليغدو أحد أفضل المذيعين الرياضيين التلفزيونيين. غير أن النقلة التالية، حملت الرجل إلى التوجّهات المناوئة لـ«المؤسسة» السياسية، إذ بدأ ناشطاً بيئياً مع حزب «الخضر»، وبعد ذلك، توجّه إلى تبني نظريات تشكيكية راديكالية وترويجها، تقوم على «شيطنة» النخب السياسية والاقتصادية، وخوض «حرب مقدسّة» ضدها من أجل «تنبيه» البشرية «لشرورها ومؤامراتها».

خلال المقابلة، يسخّف صاحب نظرية المؤامرة – بثقة – خطر وباء «الكوفيد - 19»، ويعتبره فصلاً جديداً من مؤامرة من «نخبة الـ1 في المائة» العالمية من أجل إحكام هيمنتها على البشر. ويزعم أن من صلب هذه الهيمنة تدمير هياكل الاقتصاد العالمي بشكله الحالي، وإعادة بنائه على صورة كونية تخدم مصالحها. وفي سياق عرضه لنظريته، لم يوفّر الرجل «منظمة الصحة العالمية» و«منتدى دافوس» وكبريات الشركات العالمية من تهمة كونها كلها جزءاً من «المؤامرة»...

نسبة لا بأس بها من التفاصيل التي أوردها الرجل صحيحة جداً، وبالأخص لأي دارس أو باحث سياسي واقتصادي، يفهم ديناميكيات اقتصاد السوق وطبيعة عمل الرأسمالية، في مجالات التراكم والتركز والاحتكار والمضاربة.

أيضاً، لا شك، في أن كل متابع لتطوّر التكنولوجيا عبر القرون يعرف ما فعلته وتفعله وستفعله الثورات التكنولوجية، وذلك منذ اختراع البارود والورق ثم استنباط الطباعة... ووصولاً إلى الكومبيوتر والهندسة الجينية والذكاء الاصطناعي.

بكلام آخر، نحن سواءً بوجود هذا الوباء، أو من دونه، سائرون بخطى ثابتة نحو عالم آخر. وربما كل ما يفعله وباء – أو جائحة – بحجم «الكوفيد - 19» هو تسريع هذه الخطى ونسف التحفظات عنها... لا غير.

هنا تأتي أهمية قراءة هراري للمسألة. هراري يقرّ بالأهمية التاريخية لما نمرّ به من محنة عالمية. وهو يرى أنها، وإن كانت ستنقشع عاجلاً أو آجلاً، فالقرارات التي ستعتمدها على ضوئها الحكومات العالمية خلال الأسابيع القليلة المقبلة ستخلّف تغييرات هائلّة وعميقة على حياتنا. ويعتبر أن هذه القرارات لن تغيّر فقط في بنية القطاع الصحي وآلياته، بل ستحدث أيضاً تحوّلات اقتصادية وسياسية وثقافية طويلة الأمد... ما يحتّم على الناس التحرّك بسرعة.

ومن ثم، يجادل هراري بأن الظرف الضاغط الذي فرضه الوباء على العالم، وضعنا كلنا أمام مفاضلات صعبة، بعدما اختصر المسافات الزمنية الكافية لإسقاط الاعتراض عليه، وإعلان التحفظ عنه. وهو يرى هنا أن أخطر هذه المفاضلات، المفروضة علينا بسبب الوباء، اثنتان، هما:

أولاً، المفاضلة بين الرقابة الشاملة الشمولية – كما نشهد حالياً بداياتها في التجربة الصينية – وبين حقوق المواطن... وعلى رأسها حقه باحترام خصوصياته.

وثانياً، المفاضلة بين العزلة داخل هوية وطنية وبين التضامن العالمي أو المعولم. ثم ينطلق الكاتب في شرح تفصيلي – ممتع بقدر ما هو مقلق – ليتحدث عما تعنيه الرقابة الشاملة الشمولية التي لا تكتفي برصد رغبات المواطن واهتماماته وعلاقاته إلكترونياً واستشعارياً، بل ستعرف عنه في كل لحظة، وحيث كان، أشياء لا يعرفها حتى هو عن نفسه... مثل التفاصيل الدقيقة لحالته الصحية والنفسية. آتالي، الذي كان أول رئيس للبنك الأوروبي للإعمار والتنمية، كما عمل مستشارا للرئيس الفرنسي الأسبق فرنسوا ميتران، يوافق هراري في قراءته على أن كل الكوارث التاريخية الكبرى الناجمة عن أوبئة أدّت إلى تغييرات أساسية في البُنى السياسية للأمم، وفي الثقافات التي تنطوي عليها تلك البُنى. ويشير آتالي إلى وباء الطاعون الذي تفشّى في أوروبا خلال القرن الرابع عشر، حاصداً نحو ثلث سكّانها، ويقول إن من أهم عواقب الوباء وتداعياته «إعادة النظر في الموقع السياسي لرجل الدين». ولمرحلة ما، خدم ما حدث نهوض مؤسسة الشرطة التي غدت القوة الوحيدة الحامية للناس بعد فشل الكنيسة في حمايتهم.

ثم يستطرد الاقتصادي والمفكر الفرنسي، شارحاً، أنّه في الفترة التالية، حلّ الطبيب مكان الشرطي. ولاحقاً، انتقلت أوروبا في غضون بضعة قرون من سلطة الدين، ممثلاً بالكنيسة، إلى سلطة القوّة ممثلة بالشرطة، وبعدها إلى سلطة دولة القانون. هنا، أزعم أن هذا الأمر - بالذات - سيعيدنا إلى بعض الجدل الدائر، ولو بصوت منخفض حالياً، عن الجهة التي ستستفيد مستقبلاً من تداعيات الوباء في عالمنا العربي. أهي المؤسسات السياسية والأمنية التي تولّت زمام المبادرة في التصدي للوباء بحزم وحسم؟... أم بعض الجهات الدينية التي تنتظر انقشاع الغمامة كي تنهض لاحقاً وتقول «أرأيتم؟... أين كان علمكم وعلماؤكم عندما امتحننا الله في حياتنا وأرزاقنا؟»... في هذه الأثناء، مع تزايد النظريات والنقاشات، يخوض العالم بأسره صراعاً مع الوقت، تطل فيه هنا وهناك أفكار متناقضة متصارعة إزاء مسائل جوهرية تمس مصائرنا جميعاً. فمن جهة هناك أصوات تنادي باعتبار إنقاذ البشر أولوية لا نقاش فيها، بينما إنقاذ الاقتصاد في عالم قائم أصلاً على الاستدانة مسألة تستطيع الانتظار... ولا سيما أن الاقتصادات مرّت عشرات المرات بهزّات وتأميمات وإفلاسات، وأعيد بناؤها في كل مرة. وفي المقابل، تنبري أصوات أخرى، مجادلة أن سنّة الحياة تقضي بأن الناس تموت وتعيش... لكن لا يجوز التضحية بالنمو والعافية الاقتصادية للكثرة من أجل المحافظة على حياة القلة. أنا شخصياً، وبلا تردد، مع الرأي الأول.

 

مجموعة العشرين... مواجهة «كورونا» والركود الاقتصادي

د. عبد العزيز حمد العويشق/الشرق الأوسط/29 آذار/2020

*الأمين العام المساعد للشؤون السياسية وشؤون المفاوضات في مجلس التعاون الخليجي.

شهدت العاصمة السعودية الرياض يوم الخميس 26 مارس (آذار) انعقاد أول قمة افتراضية لقادة دول مجموعة العشرين، بهدف التنسيق لمواجهة وباء «كورونا المستجد»، وتداعياته على الاقتصاد العالمي. وليس من المبالغة القول إن هذه القمة، كانت أهم اجتماع تعقده المنظومة، فلم يسبق أن اجتمعت مثل هذه التحديات في وقت واحد منذ تأسيس المجموعة في سبتمبر (أيلول) 1999. وقال الملك سلمان بن عبد العزيز، الذي رأس القمة، إن العالم يعوّل على تكاتف دول المجموعة لمواجهة «كورونا»، وتنسيق استجابة موحدة، مؤكداً أن لمجموعة العشرين دوراً محورياً في التصدي لآثار الوباء. ودعا الملك سلمان إلى تعزيز التعاون للبحث عن لقاح للمرض وتقوية الجاهزية العالمية لمواجهة الأمراض المعدية مستقبلاً. وفي الناحية الاقتصادية أكد ضرورة استعادة التدفق الطبيعي للسلع والخدمات في أسرع وقت ممكن، وإرسال إشارة لاستعادة الثقة في الاقتصاد العالمي، واقترح تبني مبادرات تحقق آمال شعوب العالم في توحيد الجهود لمواجهة الوباء. عبّر القادة في ختام اجتماعهم عن التزامهم بالتعاون والتنسيق لمواجهة الوباء والركود الاقتصادي معاً، وهو التزام مهم حين نأخذ بعين الاعتبار التراشق الإعلامي والحروب التجارية بين بعض أعضاء المجموعة، خاصة الولايات المتحدة والصين، واشتدت الخلافات بينهما بعد بدء الوباء في الصين في نهاية العام الماضي ثم انتشاره إلى الدول الأخرى.

انعقدت القمة بعد أن تكررت الشكوى من عدم وجود تعاون حقيقي في مواجهة المرض، سواء في تبادل الخبرات أو الأجهزة أو في التعاون العلمي للتوصل إلى لقاح أو دواء للمرض، حتى بين دول الاتحاد الأوروبي، أو داخل أميركا بين الولايات المختلفة، ناهيك من التعاون بين الدول المتخاصمة أو المتنافسة.

ركز بيان قادة قمة العشرين على سبعة محاور في هذه المواجهة، شملت العمل معاً على حماية الأرواح أمام انتشار الوباء، والحفاظ على الوظائف ودخل الأفراد، وإعادة الثقة بالاقتصاد والحفاظ على الاستقرار المالي، وتقليص الانقطاعات في خطوط التجارة وسلاسل الإنتاج والعرض العالمي، وتقديم المساعدات للدول المحتاجة، والتنسيق في مجالي الصحة العامة والإجراءات المالية اللازمة لمحاربة وباء «كورونا المستجد».

ومن أهم ما صدر عن القمة الطارئة التزام الدول العشرين بضخّ أكثر من 5 تريليونات دولار بهدف الحد من التدهور الاقتصادي ووقف الانزلاق نحو الكساد والإفلاس لكثير من الشركات، وربما بعض الدول.

وشجع القادة على استمرار البنوك المركزية في التعاون فيما بينها، وتوفير السيولة اللازمة لاستمرار النشاط الاقتصادي. وكان لافتاً مشاركة العديد من المنظمات الدولية، وقد التزم القادة بدعم تلك المنظمات، خاصة منظمة الصحة العالمية للتعامل مع الوباء، ومنظمات الأمم المتحدة والبنك الدولي وصندوق النقد الدولي للحد من التداعيات السلبية على الاقتصاد العالمي، خاصة الدول التي قد لا تستطيع التعامل مع الأزمتين المتزامنتين في الصحة والاقتصاد. وتتولى المملكة العربية السعودية رئاسة مجموعة العشرين منذ ديسمبر (كانون الأول) الماضي، وإلى نوفمبر (تشرين الثاني) 2020، متسلمة بذلك دور المنسق الرئيس لعمل المجموعة، التي تهدف الآن لدعم الاقتصاد الدولي بالأدوات والإجراءات اللازمة لمنع انهيار اقتصادي شامل. ومجموعة العشرين مُهيأة لتولي هذا الدور، فيما لو التزمت التعاون بينها كما وعدت في قمة الرياض. فدولها تمتلك 90 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي الدولي، و80 في المائة من التجارة الدولية، ونحو ثلثي سكان الأرض، ونصف مساحة الكرة الأرضية. فلديها القوة والأدوات المالية واللوجيستية التي تستطيع من خلالها تخفيف الآثار السلبية لوباء «كورونا».

ومما يبعث على التفاؤل أن قطبي المجموعة - الولايات المتحدة والصين - اللذين يمتلكان معاً نحو 40 من الاقتصاد العالمي، يبديان اهتماماً جديداً بالتعاون الدولي بعد سنوات من الحروب التجارية والكلامية. ففي الأسبوع الماضي دعت الصين، حيث بدأ الوباء، إلى تعزيز التعاون الدولي من خلال مجموعة العشرين، التي وصفتها بأنها «المنصة الرئيسية للتعاون الدولي في مجال السياسات الاقتصادية، فبعد الأزمة المالية لعام 2008 لعبت مجموعة العشرين دوراً تاريخياً في انتعاش الاقتصاد العالمي». وأبدت الصين استعدادها للعب دور فعال وتقديم «أفكار بناءة» لتمكين المجموعة من القيام بهذا الدور في الأزمة الحالية.

وأكد الرئيس الصيني شي جينبينغ هذه الرغبة خلال القمة، حيث قدم أربعة مقترحات رئيسية؛ أولها زيادة التعاون الدولي في المجال الصحي، والثاني منع انتشار المرض عن طريق مساعدة الدول النامية على مكافحته، والثالث زيادة الدعم لمنظمة الصحة العالمية لمكافحة المرض على المستوى الدولي، والرابع التنسيق في السياسات الاقتصادية بين الدول، بما في ذلك التعاون في السياسات المالية والنقدية واستقرار أسعار الصرف والأسواق المالية.

أما الولايات المتحدة، التي لم تنجح حتى الآن في منع انتشار الوباء في أراضيها، بل أصبحت هذا الأسبوع البؤرة الجديدة له، فقد وضعت خطة طموحا هي الأكبر عالمياً للتعامل مع الآثار الاقتصادية للوباء، إذ أقر مجلس الشيوخ الأسبوع الماضي حزمة تحفيز اقتصادي تجاوزت قيمتها تريليوني دولار، أو ما يعادل 10 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي الأميركي، وأكثر من 2 في المائة من حجم الاقتصاد العالمي.

وقد أصبحت الخطة الأميركية لإنعاش الاقتصاد مثالاً يُحتذى، فأعلنت مجموعة العشرين يوم الخميس عزم دولها على تبني خطط مشابهة تتجاوز قيمتها 5 تريليونات دولار، أي نحو 6 في المائة من حجم الاقتصاد العالمي، وهي طموحات غير مسبوقة في تاريخ مجموعة العشرين، وفي تاريخ الأزمات الاقتصادية عموماً. لم يعد دور مجموعة العشرين هامشياً مكملاً لعمل منظومات أخرى، ولم يعد دورها اقتصادياً فقط. إذ خلال الفترة منذ تأسيس المنظومة في عام 1999 إلى عام 2008 ركزت على المسائل المتعلقة بالاستقرار المالي، وكانت من اختصاص وزراء المالية وحدهم تقريباً، وكانت حينها مجموعة السبع، وأحياناً مجموعة الثماني، المكان الذي يجتمع فيه قادة الدول الكبرى لمناقشة الأمور السياسية والاقتصادية. في نوفمبر (تشرين الثاني) 2008، غير الرئيس الأميركي جورج بوش الابن ذلك، حين دعا إلى أول قمة للمجموعة عُقدت في واشنطن لمناقشة تداعيات الأزمة المالية العالمية التي بدأت في الولايات المتحدة وانتشرت إلى بقية دول العالم. وهنا تتفق الولايات المتحدة والصين على أن تلك القمة ومجموعة العشرين نجحت إلى حد كبير في التنسيق بين الدول للخروج من تلك الأزمة، خاصة من خلال تبني برامج التحفيز الاقتصادي.

ومنذ ذلك الحين عقدت مجموعة العشرين أكثر من عشر قمم لرؤساء الدول، وعشرات من اجتماعات الوزراء والخبراء، ولم تعد تقتصر على معالجة القضايا المالية البحتة، ففي قمة عام 2019 في اليابان، ناقشت المجموعة ثمانية مواضيع رئيسية، كان من ضمنها الصحة، وتمكين المرأة، والابتكار، وسياسات التوظيف، والتنمية المستدامة، والبيئة والطاقة، بالإضافة إلى التجارة والاستثمار والتنسيق الدولي. وبسبب الظروف الحالية، فإن تركيز مجموعة العشرين سيكون على معالجة الآثار المدمرة لوباء «كورونا»، سواء في مجال الصحة أو الاقتصاد، وهذا ما انعكس على بيان قمة الرياض الافتراضية التي عُقدت يوم الخميس.

وبذلك أصبحت المجموعة بقيادة السعودية محط الآمال لتنسيق الجهود الدولية وتقديم الحلول والأدوات المطلوبة للتعامل مع الأزمة العالمية الصحية الاقتصادية المزدوجة، وهذا يتطلب متابعة دقيقة للمساهمة في تحقيق تلك الآمال.

 

الوطنية في زمن «كورونا»

سوسن الشاعر/الشرق الأوسط/29 آذار/2020

سقطت أحزاب الشر في العالم العربي في الأزمة الكورونية وعلى رأسها التحالف «الإخواني الإيراني» في العالم العربي سقوطاً مدوياً، لسببين اثنين؛ الأول أداء الحكومات الخليجية الممتاز في مواجهة هذه الأزمة العالمية، والثاني بروز انتهازية هذه الأحزاب البشعة. إذ تفوقت الحكومات الخليجية، ولله الحمد، في هذه الأزمة على حكومات لدول متقدمة، وحصدت ثمار استثمارها في البنية التحتية للرعاية الصحية والتي كانت ضمن الحقوق الإنسانية التي يتمتع بها المواطن، بل والمقيم في دول الخليج، وذلك لنظرة ثاقبة وحكيمة من قبل أنظمتها وضعت صحة الإنسان على رأس اهتماماتها بحقوقه، ولم تكن منظومة «حقوق الإنسان» الدولية التي صدّعت رؤوسنا لتعد الحقوق «الصحية» للإنسان ورعايته ضمن الحقوق الأساسية، ولطالما وحاسبتنا على انتهاك حقوق الفرد في التعبير وفي التجمهر ومخالفة العرف والتقاليد، ولم تعر اهتماماً لحقوق المجتمع وثوابته وخصوصيته، ثم اكتشفت تلك الدول وتلك المنظومات أن تلك الحقوق الصحية والرعائية تأتي الآن على رأس الأولويات والاحتياجات والاهتمامات، واكتشفت مؤخراً أن أمن المجتمع يتبدى قبل أمن الفرد.

وظهر أداء الأنظمة الخليجية فيما يتعلق باستحقاقات الاحترازات والاحتواء لمنع الانتشار أفضل بكثير من دول في العالم الغربي الذي لطالما وضع الحريات الفردية فوق أي اعتبار فأخر كثيراً التفكير في حجر الحريات والاهتمام بالأمن الجماعي قبل الحقوق الفردية، كما هو مطلوب لمنع انتشار الفيروس، فجاءت النتيجة كارثية في أوروبا إضافة إلى الولايات المتحدة وكندا، في حين تحركت الدول الخليجية، خاصة المملكة العربية السعودية والبحرين والكويت والإمارات، بشكل استباقي واستطاعت المملكة العربية السعودية من خلال خبرتها في التعامل مع الجموع أثناء الحج في قدرة وإمكانيات كبيرة لاستحقاقات الاحتواء لمنع انتشار الفيروس. بل إن البحرين كانت أول دولة عربية تستخدم الدواء «هيدوركسي كلوركين» الذي وافقت عليه الولايات المتحدة مؤخراً لأنها اتبعت بروتوكول العلاج الصيني الذي وافقت عليه منظمة الصحة العالمية ولم تنتظر القرار الأميركي المتأخر.

وتعاونت الحكومات الخليجية الأربع تحديداً بشكل كبير (الإمارات والبحرين والكويت والسعودية) في متابعة رعاياها داخل دولها وخارجها بشكل تعاضدي كبير على عكس ما انكشفت هشاشة المنظومة الأوروبية من خلال هذه الأزمة، فاستضافت الإمارات والبحرين وسهلت عودة الكويتيين في الخارج وفتحت الإمارات بيوتها ومدنها للعديد من الجنسيات فكانت نموذجاً إنسانياً مشرفاً، بل وقدمت المساعدات لدول أوروبية أشادت بها، وتابعت البحرين والسعودية مواطنيها وهم في الخارج بشكل لم تقم به أقوى الدول وأكثرها تباهياً.

هذا الأداء حاز ثقة المواطنين الخليجيين ولم يحدث أن تلاحمت واتحدت اللحمة الوطنية بين الحكم والمواطن في دول الخليج كما هي هذه الأيام، ولهذا سقطت محاولات الجماعات التي تصنف نفسها على أنها «معارضة» سقوطاً مدوياً، وقوبلت محاولتها لاستغلال الظرف بالتهكم والسخرية، بل اتضح مدى انتهازية هذه الأحزاب التي لم يتوقع أحد أن تفكر في أجندتها السياسية في هذا الظرف.

وكما هي عادتها لم تحسن مجساتها تلمس المزاج الشعبي فغردت خارج السرب، محاولة أن تجد لها ثغرة لتسيء للحكومات الخليجية ولأدائها فارتدت سهامها عليها مما ينم عن انفصال تام عن الواقع المعيش تماماً.

ففي عز انشغال الناس بمتابعة أخبار الوباء تحركت المجموعات المحمية من قطر وإيران في بريطانيا لحملات تشويه إعلامية شنتها على البحرين والسعودية والإمارات، فظهر فيلم وثائقي يحاول أن يسيء للبحرين واستضافت «الجزيرة» أشخاصاً يحاولون أن يجدوا ثغرة على أداء الحكومة السعودية، كما نشرت «الجزيرة» الإنجليزية إعلاناً تقول فيه «اجلس في البيت واستمتع بأفضل خمسة أفلام وثائقية» أحدها مفبرك ضد البحرين. وزادت الحملات الممنهجة على وسائل التواصل الاجتماعي للتعريض بالإمارات وبالبحرين والسعودية، وجميعها محاولات لإبعاد الأنظار عن مراقبة الأداء الجيد لحكومات تلك الدول ومحاولة لسرقة الأضواء منها، لكنها فشلت فشلاً ذريعاً وانتهت وانطفأت بأسرع من زمن اشتعالها.

إن لم ترقَ بك وطنيتك لتؤثر المصلحة العامة على أجندتك السياسية في مثل هذه الظروف، فلا تُسَمِ نفسك معارضاً بل اعترف أنك خائن.

 

قمة العشرين والموضوع الواحد!

حسين شبكشي/الشرق الأوسط/29 آذار/2020

استضافت السعودية قمة «مجموعة العشرين» الطارئة التي عقدت بشكل افتراضي (عن بعد) بسبب الأحوال الاستثنائية التي فرضها الانتشار الكبير لفيروس كورونا المتجدد.

ورغم قصر الوقت الذي خُصص قبل موعد القمة، فإن السعودية تمكنت من الإعداد لها جيداً، سواء أكان بالتنسيق أو بالتقنية. دُعيت الدول الأعضاء في المجموعة، ودول أخرى بصفات استثنائية، وأهم المؤسسات الدولية المعنية. وكان على جدول أعمال القمة موضوع واحد، وهو كيفية التعامل مع كورونا، بشقيها الصحي والاقتصادي. حسناً فعلت السعودية بدعوتها لهذه القمة الطارئة لأجل إعادة التركيز على الموضوع الأساسي، وهو الأزمة الصحية التي تسبب بها مرض كورونا. وغير خافٍ على كل متابع لهذه المسألة، منذ انطلاقها، أن بعض الأطراف حولها لفرصة لتصفية حسابات خاصة، كالذي يحدث بين الولايات المتحدة والصين، أو الصين ودول الاتحاد الأوروبي، أو روسيا وأميركا، على سبيل المثال لا الحصر طبعاً. وكان من أهم القرارات التي خرجت بها هذه القمة الاستثنائية التركيز على أولوية الاستثمار في القطاع الصحي، وتحويل كثير من خطوط الإنتاج الصناعية التقليدية لإنتاج مواد طبية وصحية مطلوبة، وبشكل عاجل وطارئ، كما حصل تماماً في تحويل شركات السيارات «فورد» و«جنرال موتور» خطوط إنتاجها إلى إنتاج أجهزة تنفس صناعي، وكذلك شركات «تسلا» و«دايسون» لعمل الشيء ذاته، والشيء نفسه بالنسبة لبعض شركات النسيج والأزياء التي حولت خطوط إنتاجها لصالح إنتاج ملابس واقية وكمامات صحية للوجه.

الطوارئ الكبرى في العالم تصنع الكيانات الجديدة، واليوم «مجموعة العشرين» تقوم فعلاً بقيادة العالم على حساب كيانات هرمت وترهلت، مثل الأمم المتحدة ومنظمة التجارة العالمية. تركيز الجهود الدولية الكبرى على هدف إنساني واحد، وهو التعامل مع التحدي الصحي الذي ينتجه فيروس كورونا، هو المطلوب في هذه اللحظة؛ هذه اللحظة التي يتحتم فيها غلبة ضمير الاقتصاد الأخلاقي الذي باتت فيه أرقام المصابين والموتى من فيروس كورونا أهم من معدلات النمو الاقتصادي وأسعار العملات وقيم البورصات، وهذا ما نجحت فيه قمة العشرين الافتراضية الأخيرة، التي أكدت أن الرسالة الأهم هي أن الإنسان أولاً. التحدي الأهم الذي يواجه العالم اليوم صحي وإنساني. والتركيز عليه، لمواجهته والقضاء جماعياً عليه، سيكون أقصر الطرق لتقصير فترة الركود الاقتصادي الحاصلة. الأدوار القيادية تظهر في كيفية مواجهة الأزمات الكبرى، وحسن توحيد الجهود المبذولة للخروج منها. ودعوة السعودية لهذا الاجتماع الافتراضي الطارئ وضعت لأول مرة حلولاً جماعية لأن المشكلة تهم الجميع، ولا يمكن أن تحل بمبادرة فردية. عقدت القمة الاستثنائية لدول العشرين عن بعد، وكأنها مرآة للعالم الذي بات يعيش ويعمل ويتعلم عن بعد، وكل الأمل أن تكون مقررات القمة أولى خطوات الضربة القاضية لفيروس كورونا وتبعاته.

 

الحكومات بين صورتها وسلامة سكانها

عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط/29 آذار/2020

كشف وباء كورونا (كوفيد - 19) المروع عن أزمة سياسية لا تقلُّ خطورة عن المرض نفسه. التكتُّم على الإصابات والوفيات بلغ مرحلة عند بعض الحكومات إلى درجة تزوير الإحصائيات، وعملية تسجيل المصابين، وفلترة المعلومات الصادرة عن المستشفيات. كل هذا من أجل الحفاظ على الصورة الزاهية للحكومات داخلياً وخارجياً. وكانت الكارثة أكبر في دول لم تكتف بالتكتم، بل أيضاً امتنعت عن اتخاذ قرارات قد تشوه صورتها، ودأبت على إصدار بيانات الطمأنة والنفي والسخرية، وترويج نظرية المؤامرة عليها. وخطر هذه الممارسات لم يختصر فقط على سكانها، مواطنين ومقيمين، بل تعداه إلى الإضرار بالدول الأخرى، خصوصاً ممارسات الدول ذات الكثافة السكانية العالية، التي لها امتدادات في العالم.

وفي الوقت الذي ينشد فيه العالم التعاون لأنَّه السبيل الوحيد لمنع تعاظم الكارثة وتهديد البشرية بشكل أكبر، ينجرف الأميركيون والصينيون في حرب بروباغندا كبيرة ضد بعضهما. فعلى السوشيال ميديا أخبار الإنجازات والنجاحات الطبية المضخمة من الصين تقابلها حملة تشويه متعمدة من الولايات المتحدة، مع أن الرئيس الأميركي دونالد ترمب، يقول إنه هاتف نظيره الصيني، واتفقا على التعاون. وجاء التعاون بعد عقد قمة العشرين، التي تحدث فيها كل من الزعيمين الأميركي والصيني، وكانت الإطار الكبير للعمل الدولي الجماعي. القمة التي رأسها الملك سلمان بن عبد العزيز، عقدت بطلب من السعودية، بصفة استثنائية، مستبقة موعدها الرسمي الذي بقي عليه سبعة أشهر. التعاون الدولي ضرورة، لأن الوباء ليس صينياً، ولا مؤامرة غربية، بل فيروس وبائي يهدد سلامة البشرية في كل مكان.

العديد من الحكومات الآن تتراجع بعد أن أدركت الثمن الغالي للكذب والتعتيم، سواء في بياناتها الإحصائية المرتبطة بالوباء، والتحقت معظم الدول مقتنعة بأهمية اتخاذ قرارات حاسمة بإغلاق الحدود ومثلها. فقد كانت تمتنع لأنها تخشى أن تظهرها أمام العالم محاصرة ذاتياً أو فاشلة إدارياً. النتيجة، كما نلمسها، الفيروس ينتشر أكثر في أقل الدول رغبة في المبادرة، وهذا لا يعني أن البقية محصنة من ذلك. فإيران تحاول الآن تعديل قراراتها وخطابها، بعد أن استمرت نحو شهرين تعطي معلومات كاذبة، وتكابر، رافضة اتخاذ قرارات توقف نشاطاتها. الأميركيون سارعوا إلى سحب قواتهم من العديد من القواعد والنقاط الساخنة، وكذلك سحبوا الدبلوماسيين من العراق تقليصاً لمخاطر الإصابات.

فالرئاسة الأميركية تعاطت مع الوباء في البداية باستخفاف، ثم وجدته يمثل خطراً حقيقياً عليها، وتحركت لتدارك الوضع. بالنسبة للولايات المتحدة الوضع معقد وصعب من حيث اتخاذ القرار، نتيجة محدودية سلطة الدولة الفيدرالية. مع هذا، وفي واحدة من المرات القليلة، اتفق الحزبان السياسيان المتنافسان، الديمقراطي والجمهوري، على وضع خلافاتهما جانباً والعمل معاً تحت قبة الكونغرس، وأصدرا جملة قرارات لإنقاذ الوضع الصحي والاقتصادي للبلاد. لم تعد تنفع المكابرة أو المنافسة الضيقة.

الحكومات التي لا تملك الشجاعة على إعلان الأرقام الصحيحة، ولا الجرأة على اتخاذ القرارات الصعبة، ستدفع الثمن أكثر من الدول الأخرى، خصوصاً أننا لا نعرف عمق الأزمة، ولا عمرها، مع احتمالات عودة الوباء في موجات تالية. الصدق ليس فضيلة، بل ضرورة، لأن منظمة الصحة العالمية، والتفاهمات الدولية، تعطي القليل المتوفر من التجهيزات الطبية والعلاجية للدول التي تعلن أنها متضررة أكثر من غيرها. وهذا ما دفع بعضها إلى الإفصاح واختيار حماية مواطنيها أهم من حماية صورتها.

 

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

حتي: نريد إجلاء المغتربين اليوم قبل الغد

وطنية - الأحد 29 آذار 2020

كشف وزير الخارجية والمغتربين ناصيف حتي، عن تشكيل لجنة تضمه ووزير المالية غازي وزني، وحاكم مصرف لبنان رياض سلامة وجمعية المصارف، "بهدف زيادة المبلغ الذي يحول من الأهالي في لبنان، إلى أبنائهم في الخارج".

وقال حتي في حديث تلفزيوني: "إننا نريد إجلاء المغتربين اليوم قبل الغد، وهناك الكثير من اللبنانيين الذين يسجلون أسماءهم، ونؤكد على أهمية السماح لتحويل الأموال، خصوصا في هذا الوضع الاستثنائي".

 

خارجية وضعت أرقام الخطوط الساخنة للسفارات والقنصليات في الخارج

وطنية - الأحد 29 آذار 2020

وضعت وزارة الخارجية والمغتربين ‏أرقام الخطوط الساخنة للسفارات والقنصليات العامّة اللبنانيّة في الخارج بتصرّف المواطنين اللبنانيين والجاليات اللبنانيّة في الحالات الطارئة وهي موجودة على الرابط الآتي:

https://drive.google.com/file/d/12e5M8rDy2WX9XDatSuoQXThQceC45jy0/viewm

 

الراعي: للافادة من هذه العزلة القسرية والاصغاء لكلام الله

وطنية - الأحد 29 آذار 2020

ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي قداس الاحد في كنيسة السيدة في الصرح البطريركي في بكركي، وعاونه فيه المطرانان حنا علوان وسمير مظلوم، ومشاركة عدد من المطارنة والكهنة.

بعد الانجيل المقدس، ألقى البطريرك الراعي عظة بعنوان "يا يسوع ابن داود ارحمني" قال فيها: "صرخة الاعمى وقعت في قلب يسوع، لأنها صادرة من قلبه المؤمن. فبفضل بصيرته الداخلية الروحية أدرك أن "يسوع الناصري" الذي يمر، إنما هو المسيح الآتي من سلالة داود ليحمل البصر للعميان، على ما تنبأ عنه اشعيا: "روح الرب علي، مسحني وأرسلني لأنادي بعودة البصر إلى العميان" (لو18:4). فلما سأله يسوع: "ماذا تريد أن أصنع لك"، لم يطلب حسنة، بل أجاب: "يا معلم، يا رابوني، أن أبصر". فما كان من يسوع إلا أن استجاب لطلبه وامتدح ايمانه: "أبصر! إيمانك خلصك" (مر10: 51-52).

مع إخواني السادة المطارنة وسائر اعضاء الأسرة البطريركية، نقيم هذه الذبيحة المقدسة ملتمسين من المسيح الفادي ان يشملنا والبشرية جمعاء بالرحمة الالهية، فيما نلتمس بصرخة الايمان مثل طيما، اعمى اريحا: شفاء المصابين بوباء كورونا، نجاة الاصحاء من هذا الوباء، الحد من انتشاره وازالته، حماية المعتنين بالمصابين: أطباء وممرضين وممرضات وأهالي ومتطوعين، البلوغ بالأبحاث العلمية الطبية إلى إيجاد الدواء الشافي".

أضاف: "نصلي على الاخص لكي نلبي دعوة الرب يسوع لنا إلى "تمييز علامات الازمنة وقراءتها" (متى3:16)، بعد أن جاء فيروس كورونا غير المنظور، يفتك بالبشر في جميع بلدان الكرة الأرضية، فشلها برا وبحرا وجوا وألزم الجميع العيش داخل جدران منازلهم أكانوا كبارا أم صغارا، أغنياء أم فقراء، أصحاء أم مرضى، أصحاب مال ونفوذ وسلطة وسلاح، أم أناس عاديين أم أقل من عاديين".

وتابع: "لا أحد يعرف متى تنتهي معركة هذا الفيروس ضد البشرية وجميع دول الارض. في هذه الحالة، نحن عميان البصيرة والرؤية. وحده المسيح، الذي قال عن نفسه، ولا عن أحد سواه: "أنا نور العالم، من يتبعني لا يمشي في الظلام" (يو12:8)، قادر أن يخاطب العقول والارادات والقلوب، لكي يتحرر الجميع من عماهم الروحي. هذا العمى، على الرغم من الاكتشافات العلمية والتقنية والتقدم المذهل، قد عطل الرؤيا الانسانية والخلقية والاجتماعية، وظهر في انحراف العلاقات بين الناس وتدني الأخلاق وفقدان الالتزام الاجتماعي الرامي الى الخير العام، وطغت الروح الاستهلاكية والمادية والاباحية على المستوى الخلقي والسياسي والاقتصادي والاعلامي". ودعا الى "الافادة من هذه العزلة القسرية الشخصية والاجتماعية والدولية، والوقوف أمام الذات بحضرة الله وكتبه المقدسة، والاصغاء لما يقول لنا ولكل واحد وواحدة منا... عالم جديد يجب ان يولد، إنسانا ونهجا ومسلكا ورؤيا تصويبية. ولقد وعدنا الربُ يسوع في خاتمة الكتب المقدسة بعهديها القديم والجديد: "هاءنذا أجعل كل شيء جديدا" (رؤ5:21). "فأنا هو الألف والياء، الاول والآخر، البداية والنهاية" (رؤ13:22)، له المجد والتسبيح مع الآب والروح القدس من الآن وإلى الأبد، آمين" .

 

/New A/E LCCC Postings for todayجديد موقعي الألكتروني ل 29-30 آذار/2020

رابط الموقع
http://eliasbejjaninews.com

 

الأب سيمون عساف/ربما لكثرة ما تاملنا توصلنا الى نتيجة المبدا القائل: نحصد ما نزرع

Father Simon Essaf: We Reap What We sow

http://eliasbejjaninews.com/archives/84711/%d8%a7%d9%84%d8%a3%d8%a8-%d8%b3%d9%8a%d9%85%d9%88%d9%86-%d8%b9%d8%b3%d8%a7%d9%81-%d8%b1%d8%a8%d9%85%d8%a7-%d9%84%d9%83%d8%ab%d8%b1%d8%a9-%d9%85%d8%a7-%d8%aa%d8%a7%d9%85%d9%84%d9%86%d8%a7-%d8%aa%d9%88/


 
اوزاي بولوت: تركيا تعرض المسيحيين من مواطنيها للكثير من الضغوطات والتعديات والتمييز
 Turkey: Pressures, Attacks, & Discrimination against Christians/ Uzay Bulut/Gatestone Institute/March 29/2020
 
http://eliasbejjaninews.com/archives/84709/%d8%a7%d9%88%d8%b2%d8%a7%d9%8a-%d8%a8%d9%88%d9%84%d9%88%d8%aa-%d8%aa%d8%b1%d9%83%d9%8a%d8%a7-%d8%aa%d8%b9%d8%b1%d8%b6-%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%b3%d9%8a%d8%ad%d9%8a%d9%8a%d9%86-%d9%85%d9%86-%d9%85%d9%88/

 

 ريموند إبراهيم/معهد كايستون/تقرير مفضل عن إضطهاد اللمسيحيين خلال شهر كانون الثاني/2020
 He Simply “Hates Christians”: The Persecution of Christians: January 2020/Raymond Ibrahim/Gatestone Institute/March 29/2020
 
http://eliasbejjaninews.com/archives/84706/%d8%b1%d9%8a%d9%85%d9%88%d9%86%d8%af-%d8%a5%d8%a8%d8%b1%d8%a7%d9%87%d9%8a%d9%85-%d9%85%d8%b9%d9%87%d8%af-%d9%83%d8%a7%d9%8a%d8%b3%d8%aa%d9%88%d9%86-%d8%aa%d9%82%d8%b1%d9%8a%d8%b1-%d9%85%d9%81%d8%b6/

 

الرأي العام في وطن الأرز “بغل” بقرون ومكتر

الياس بجاني/17 آذار/17

(سعيد تقي الدين: “الرأي العام بغل”…)

http://eliasbejjaninews.com/archives/53384/%D8%A7%D9%84%D9%8A%D8%A7%D8%B3-%D8%A8%D8%AC%D8%A7%D9%86%D9%8A%D8%A7%D9%84%D8%B1%D8%A3%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%A7%D9%85-%D9%81%D9%8A-%D9%88%D8%B7%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%B1%D8%B2-%D8%A8/

 

 

لا، هذا ليس لبناننا على الإطلاقThis Is Not Our Lebanon

الياس بجاني/09 آذار/17

Nepotism, subservience, hypocrisy, evilness and corruption are at their best in Iranian Occupied Lebanon

المحسوبية والتبعية والنفاق والإبليسية والفساد هي كلها موبؤات في أفضل حالاتها تنهش في جسم لبنان المحتل من إيران وميليشياتها الإرهابية

https://www.facebook.com/elias.y.bejjani

http://eliasbejjaninews.com/archives/53122/this-is-not-our-lebanon%D8%A7%D9%84%D9%8A%D8%A7%D8%B3-%D8%A8%D8%AC%D8%A7%D9%86%D9%8A%D9%84%D8%A7%D8%8C-%D9%87%D8%B0%D8%A7-%D9%84%D9%8A%D8%B3-%D9%84%D8%A8%D9%86%D8%A7%D9%86%D9%86%D8%A7-%D8%B9%D9%84/