المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكنديةLCCC/

نشرة الأخبار العربية ليوم 28 آذار/2020

اعداد الياس بجاني

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/eliasnews19/arabic.march28.20.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

ورَفَعَ نَظَرَهُ إِلى السَّمَاء، وتَنَهَّدَ، وقَالَ لهُ: «إفَّتَحْ، أَيْ إِنْفَتِحْ!». وفي الحَالِ ٱنْفَتَحَتْ أُذُنَاه، وٱنْحَلَّتْ عُقْدَةُ لِسَانِهِ، وأَخَذَ يَتَكَلَّمُ بِطَريقَةٍ سَلِيمَة

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياته

الياس بجاني/ملخص دراسة لطوني بدران وجوناثان شانزر نشرتها أمس واشنطن اكسامينار/عنوان الدراسة: نحذر الجميع من مغبة الوقوع في خداع حزب الله تحت ذرائع  مساعدة لبنان في مواجهة فيرس الكورونا

الياس بجاني/حركة يسارية بالية ومنتهية الصلاحية حتى قبل أن تبدأ نشاطها

الياس بجاني/لبنان بلد يحتله حزب الله ويتحكم بحكمه وحكامه واحزابه التعتير

الياس بجاني/قطعان أصحاب شركات الأحزاب هم الخطر الحقيقي على لبنان واللبنانيين

الياس بجاني/سنوات سيدنا الرعي البطريركية ال 09 في بكركي لم تكن كما يجب

الياس بجاني/جيش وأفراد جيش لبنان الجنوبي هم أبعد اللبنانيين عن مسمى ومعايير العمالة..العمالة هي في غير أمكنة

 

عناوين الأخبار اللبنانية

لبنان على التوقيت الصيفي.. لا تنسوا تقديم الساعة غدا!

عظة قداسة البابا فرنسيس: لندعُ يسوع إلى سفن حياتنا ولنسلّمه مخاوفنا، كي يتغلب عليها

الكورونا العضال الوباء الفاتك هو شكل من اشكال عقاب وغضب الله على العاصين المتمردين. ووحدها العودة الى الجذور الى الينابيع الى الانجيل الكفيلة بانقاذنا مما نتخبط فيه/الأب سيمون عساف

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الجمعة 27/03/2020

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الجمعة في 27 آذار 2020

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

الأزلام» إلى مصرف لبنان.. وكأن الانتفاضة لم تكن/د. أحمد عياش/جنوبية

النهار: معركة محاصصة في زمن كورونا!

نداء الوطن: "فيتو شيعي" على الكابيتال كونترول التعيينات... "عَ السكين يا بطيخ"!

مياه "جرمانوس" تعود إلى مجاريها

الحكومة اللبنانية «تواجه تحديات كبيرة» مع ارتفاع مصابي «كورونا» إلى 391 وخصصت 60 مليون دولار لمواجهة خطر الوباء

القضاء اللبناني يطلق سراح موقوفين بلا كفالات وكتلة «المستقبل» تقترح عفواً عاماً يستثني الجرائم الإرهابية

قاضٍ يُطالب بتوقيف مي خريش

أيها العراة لن تقتلوا الشرف ليحيا العار !

هذه العلاجات المزعومة لكورونا تقتل الناس.. إحذروها!

وزارة الاقتصاد تُشرِك المستهلكين في وضع قانون لحمايتهم

رويترز: من المتوقع انكماش الاقتصاد اللبناني 12 بالمئة

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

مورغان أورتاغوس لـ«الشرق الأوسط»: طهران تكذب ولا تراجع عن «الضغوط القصوى» وقالت إن بلادها تعمل خلف الكواليس لإعادة جميع معتقليها... وبحث في كيفية مواصلة تفتيش المواقع الإيرانية

واشنطن تعاقب كيانات «الحرس الثوري» المتورطة في تهريب أسلحة للعراق واليمن

 إدارة ترمب ترفض تصديق وفاة ليفنسون في إيران

تمرد آخر بسجون إيران بسبب كورونا وهروب 80 سجينا

الميثانول يحمي من «كورونا»: اعتقاد خاطئ يقتل 300 إيراني

أميركا الأولى عالمياً في عدد الإصابات بـ«كورونا»... وإيطاليا تتصدر عدد الوفيات

إيطاليا لم تصل بعد إلى ذروة فيروس كورونا

ارتفاع الوفيات بـ«ـكورونا» في إسبانيا إلى 4858 حالة

رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون مصاب بـ«كورونا»

علاجات لـ«كورونا» «ضرّت» من تناولها: الفضة الغروية والكحول السام والكوكايين

انسحاب أميركي من قاعدة جوية ضمن إعادة انتشار في العراق والزرفي يطمئن «الخمس الكبار» بشأن سياسته الخارجية

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

ربّ ضارّة "الكورونا" نافعة لـ"حزب الله": فائض القوة/علي الأمين/نداء الوطن

صراعُ الوَبائَين كورونا والنظام العالمي/سجعان قزي/جريدةُ النهار

«فخامة» الرئيس نبيه بري/علي الأمين/جنوبية

أصدقاء حزب الله: أزلامٌ فقط/قاسم يوسف/موقع أساس

باسيل يعيد مغتربيه بطائرات خاصة وكورونا يُشتت الحكومة/منير الربيع/المدن

يوميات مصاب بالسيدا وبكورونا: وصمةٌ وقلق وخوفان/أورنيلا عنتر/المدن

لبنان يقفل أبوابه بوجه المغتربين عنه: سياسة عامة/نادر فوز/المدن

"17 تشرين" من العناية الفائقة إلى الدفن/يوسف بزي/المدن

اطمئنان بيئة حزب الله... واستهتار الآخرين/هيام القصيفي/الأخبار

التواصل في زمن انقطاع التواصل/الياس حرفوش/الشرق الأوسط

فقدان اليقين في لحظات قاتمة/أمير طاهري/الشرق الأوسط

قمة العشرين... بارقة أمل في هذا الليل الكئيب/مشاري الذايدي/الشرق الأوسط

التفكير في الدولة بعد «كورونا»/رضوان السيد/الشرق الأوسط

شكل الحياة بعد الوباء/د. آمال موسى/الشرق الأوسط

انتظار في النفق/سوسن الأبطح/الشرق الأوسط

كورونا «احتل» العالم بهوية صينية/هدى الحسيني/الشرق الأوسط

سفينة نوح وطوفان كورونا/أحمد الغز/اللواء

الحياة الأبدية وفيروس كورونا/فارس خشّان/الحرة

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

بري: لجلسة إستثنائية تعيد النظر في قضية المغتربين الراغبين في العودة

دياب تفقد مستشفى الحريري : وقعت فروقات السلسلة ونواجه تحديات كبيرة ولنتضامن بعيدا عن انتماءاتنا الطائفية أو السياسية

الخارجية توجهت بأحر التعازي الى عائلة فوستينا تاي وغانا وشعبها وطلبت التوسع في التحقيق

اقتراح قانون معجل من تكتل لبنان القوي يقضي بمهلة إضافية لتسديد الضرائب والرسوم

تيار المستقبل: يريدون تهريب التعيينات تحت جنح الوباء والتاريخ سيحكم

الحريري تقدمت باسم كتلة المستقبل باقتراح قانون معجل مكرر بمنح عفو عام عن بعض الجرائم

 

في أسفل تفاصيل النشرة الكاملة

الزوادة الإيمانية لليوم

ورَفَعَ نَظَرَهُ إِلى السَّمَاء، وتَنَهَّدَ، وقَالَ لهُ: «إفَّتَحْ، أَيْ إِنْفَتِحْ!». وفي الحَالِ ٱنْفَتَحَتْ أُذُنَاه، وٱنْحَلَّتْ عُقْدَةُ لِسَانِهِ، وأَخَذَ يَتَكَلَّمُ بِطَريقَةٍ سَلِيمَة

“إنجيل القدّيس مرقس07/من31حتى37/:”خَرَجَ يَسُوعُ أَيْضًا مِنْ نَوَاحِي صُورَ ومَرَّ بِصَيْدَا، وأَتَى إِلى بَحْرِ الجَلِيلِ عَابِرًا في وَسَطِ المُدُنِ العَشْر. وحَمَلُوا إِلَيْهِ أَصَمَّ أَخْرَسَ وتَوَسَّلُوا إِلَيْهِ أَنْ يَضَعَ يَدَهُ عَلَيْه. فأَخَذَهُ عَلَى ٱنْفِرَادٍ بَعِيدًا عَنِ الجَمْع، ووَضَعَ إِصْبَعَيهِ في أُذُنَيْه، وتَفَلَ ولَمَسَ لِسَانَهُ. ورَفَعَ نَظَرَهُ إِلى السَّمَاء، وتَنَهَّدَ، وقَالَ لهُ: «إفَّتَحْ، أَيْ إِنْفَتِحْ!». وفي الحَالِ ٱنْفَتَحَتْ أُذُنَاه، وٱنْحَلَّتْ عُقْدَةُ لِسَانِهِ، وأَخَذَ يَتَكَلَّمُ بِطَريقَةٍ سَلِيمَة. وأَوْصَاهُم يَسُوعُ أَلاَّ يُخْبِرُوا أَحدًا بِذلِكَ. ولكِنْ بِقَدَرِ مَا كانَ يُوصِيهِم، كَانُوا هُم يُذِيعُونَ الخبَرَ أَكْثَرَ فَأَكْثَر. وَبُهِتُوا جِدًّا وقَالُوا: «لَقَدْ أَحْسَنَ في كُلِّ ما صَنَع! فَإِنَّهُ يَجْعَلُ الصُّمَّ يَسْمَعُون، والخُرْسَ يَتَكَلَّمُون!».

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياته وتغريدات متفرقة

ملخص دراسة لطوني بدران وجوناثان شانزر نشرتها أمس واشنطن اكسامينار/عنوان الدراسة: نحذر الجميع من مغبة الوقوع في خداع حزب الله تحت ذرائع  مساعدة لبنان في مواجهة فيرس الكورونا

تلخيص الياس بجاني بتصرف وحرية كاملين/27 آذار/2020/

نحذر الجميع من مغبة الوقوع في خداع حزب الله تحت ذرائع مساعدة لبنان في مواجهة فيرس الكورونا فالحزب يحتل البلد ويهيمن على كل شيء فيه بالقوة والفرض وذلك خدمة للمشروع الإيراني.

دراسة معمة وعلمية وشاملة تبين تفشي حزب الله السرطاني في كل مؤسسات الدولة وتحكمه فيها والسيطرة عليها واستغلالها خدمة للمشروع الإيراني الإرهابي والتوسعي.

كما يبين بالوقائع والإثباتات تسلل الحزب الإرهابي إلى القطاع المصرفي ونخره من الداخل واستغلاله مما أدى بالخزانة الأميركية إلى وضع بنكين من البنوك اللبنانية على قوائم العقوبات والحظر مما تسبب بإقفالهما على خلفية تبيضهما الأموال لمصلحة حزب الله.

الدراسة تحذر الدول والصناديق الدولية المالية من أخطار الوقوع في خداع حزب الله المتذرع بمعالجة ومواجهة مرض فيروس كورونا لأن أي مساعدة مالية للبنان دون قيود وشروط وإشراف ومتابعة وإصلاحات وفقط عن طريق البنك الولي وصندوق النقد الولي ستكون وسيلة لبقاء وترسيخ احتلال الحزب وهيمنته على لبنان  وعلى حكمه ومقدراته، وأيضاً لإنعاش الطبقة السياسة النتنة والفاسدة التي تغطي احتلال الحزب وهو بدوره يحميها ويحافظ على بقائها في السلطة.

كما تحمل الدراسة حزب الله وإيران مسؤولية إدخال فيروس الكورونا إلى لبنان عن طريق طائرة إيرانية كان على متنها اناس مصابون بالمرض.

وتشير الدراسة إلى عجز إيران عن مساعدة حزب الله مالياً كما كان الحال سابقا بسبب الأزمة المالية الخانقة التي تواجهها مما دفع حكامها الملالي ولأول مرة لطلب المساعدة من صندوق النقد الدولي في حين حزب الله يمنع هذا الصندوق من مساعدة لبنان وانتشاله من أزمته المالية لأنه أن فعل فسوف ينكشف أمره وتنفضح كل أعماله اللاشرعية التي تشمل السرقات والنهب وتهريب وتبيض أموال وتزويرها وغيرها الكثير.

 

حركة يسارية بالية ومنتهية الصلاحية حتى قبل أن تبدأ نشاطها

الياس بجاني/26 آذار/2020

إلى حركة المبادرة الوطنية: اعتباركم أفراد جيش لبنان الجنوبي عملاء يجعلكم عملياً فريق منافق ويساري بالي مستسلم لإرهاب حزب الله.

 

لبنان بلد يحتله حزب الله ويتحكم بحكمه وحكامه واحزابه التعتير

الياس بجاني/26 آذار/2020

حكومة دياب عملياً وواقعاً هي وج بربارة للحكومة الفعلية الموجودة عند عمنا نصرالله بالضاحية..حكامنا وأحزابنا والسياسيين مجرد ادوات.

 

قطعان أصحاب شركات الأحزاب هم الخطر الحقيقي على لبنان واللبنانيين

الياس بجاني/26 آذار/2020

كم هو صعب أن تحترم أي حزبي لبناني لأن التزلم لصاحب شركة الحزب عنده مدمر لعقله ولكرامته ولإنسانيته ولوطنيته.. زلم وقطان وادوات

 

سنوات سيدنا الرعي البطريركية ال 09 في بكركي لم تكن كما يجب

الياس بجاني/25 آذار/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/84550/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%b3%d9%86%d9%88%d8%a7%d8%aa-%d8%b3%d9%8a%d8%af%d9%86%d8%a7-%d8%a7%d9%84%d8%b1%d8%b9%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d8%a8%d8%b7%d8%b1%d9%8a%d8%b1/

اليوم وبعد مرور 9 سنوات على تولي سيدنا الراعي موقعه البطريركي نقول وبكل راحة ضمير:

9 سنوات مرت على تولي سيدنا غبطة البطريرك بشارة الراعي سدة بكركي وهو للأسف وحتى يومنا هذا لم يكن له أي دور ريادي كما هو مطلوب ومفروض ومتوقع وواجب كل الأحبار الذين يتولون هذا الموقع الكنسي والإيماني والوطني والتاريخي المؤثر، بل على العكس وبتقييم إيماني وضميري شخصي يشاركنا فيه كثر من أهلنا يتبين لنا عملياً وواقعاً ونتائج ملموسة بأنه مقصر إلى أبعد حدود… نصلي من أجل أن ينعم الله عليه بعطايا ووزنات شجاعة وصوابية القيادة ليلعب دوره الكبير والوطني والكنسي.

هذا وكنا في 25 آذار/2011 ويوم تم انتخاب غبطة سيدنا الراعي بطريركاً كتبنا الكلمة التالية

البطريرك الراعي: خير خلف لخير سلف

الياس بجاني/25 آذار/2011

انعم الروح القدس اليوم على الموارنة المقيمين والمنتشرين في أصقاع الدنيا الأربعة وعلى وطن الأرز المتجذر في التاريخ والقداسة، بطريركا جديداً هو خادم مذبح المسيح ابن بلدة حملايا البار الراهب المكرس بشارة الراعي ليكمل رسالة سلفه غبطة البطريرك مار نصرالله بطرس صفير الكلي الطوبى.

رسالة سيد بكركي البطريرك الجديد عنوانها الأساس “محبة وشراكة”، ومحتواها وجوهرها الرجاء والسلام والأخوة والتسامح والحقوق والحرية والتعايش واحترام كرامة الإنسان.

فلنصلِ ونتضرع بخشوع من اجل نجاحه في حمل رسالة البشارة التي حملها من قبله بتقوى وشجاعة وتجرد وأمانة كل من ارتضى أن يحمل صليب السيد المسيح ويمشي على خطاه سالكاً طريق الجلجلة متحملاً مثله الألم والعذاب والإهانة.

لم يكن إعطاء مجد لبنان للصرح البطريركي الماروني ولسيده البطريرك عملاً عبثياً، ولا هو جاء من فراغ، بل بتدبير إلهي مشمول بنعم وبركات السماء، فهذا الصرح هو الصخرة البطرسية المتجذرة في أرض لبنان القداسة والشهداء والرسالة التي أشيد على صخورها الإيمانية الصلبة هيكل الكيان اللبناني واستقلاله وحريته وثقافة التعايش وقبول الآخر.

بمسؤولية وجدارة وتقوى حمى الصرح وبطاركته الـ 76 مجد لبنان المسؤولية والأمانة وصانوه بضمير حي وعدل ومساواة واستشهاد وتقوى ومخافة شريعة الله في كل أعمالهم وأقوالهم وعلاقاتهم، ولم يحدوا في يوم من الأيام قيد أنملة عن الثوابت البطرسية اللبنانية والمارونية التي عمادها الصلاة والرجاء والشراكة والمحبة والتسامح والتواضع والعطاء والصلابة والثبات والعناد والحكمة.

نؤمن دون شك بأن الروح القدس هو الذي اختار خادمه الأمين بشارة الراعي ابن بلدة حملايا المتنية التي أعطت الكنيسة الجامعة القديسة رفقا، اختاره ليكون البطريرك 77 في سلسلة البطاركة الموارنة الأبرار. ونؤمن أيضاً بأن غبطة البطريرك الراعي سيكمل مسيرة كل البطاركة الذين سبقوه، وسوف يكون أميناً على الوزنات التي أوكل عليها، كما سيكون راعياً صالحاً لرعيته التي اختير لرعايتها.

إن طقوس تولية البطريرك الراعي اليوم في الصرح البطريركي هي مثال يقتدى به في التواضع والبساطة والزهد والتجرد وعدم عبادة مقتنيات الأرض الفانية، وأيضاً في نعمة الخضوع لمشيئة الله والقبول بها بفرح ورضى كلي، حيث أن صاحب العرش والصولجان والسلطة البطريرك صفير تنازل طوعاً عن كل مسؤولياته وسلمها راضياً ومرضياًً إلى خلفه البطريرك الراعي بعد أن قبّل يده وأعلن الطاعة له مع كل أحبار الكنيسة المارونية، علماً أن القانون الكنسي الماروني يعطيه الحق في البقاء بطريركاً إلى حين مماته.

أما العلامة الفارقة والمميزة والرسالة الحضارية والإيمانية التي تجسدت اليوم خلال حفل التولية في صرح بكركي فكانت في تواجد لافت لكل قيادات وطن الأرز من دينيين وعلمانيين ومسؤولين ومن كافة الطوائف والمذاهب وفي مشاركتهم حفل التولية وحضورهم القداس الإلهي مع أحبار الكنيسة الجامعة وجموع المؤمنين. هذا عمل يُفتخر به وهو لا يحدث في غير لبنان وواجبنا كأصحاب رسالة وأبناء وطن الرسالة أن ننقله بأمانة وعلم وشجاعة إلى دول الجوار التي تفتك في كياناتها ومجتمعاتها العنصرية والكراهية وثقافة الموت.

شكراً للرب على نعمة تولية البطريرك مار بشارة بطرس الراعي راعياً على الموارنة ومؤتمناً على مجد لبنان وعلى رسالته المقدسة، وشكراً للبطريرك الجليل مار نصرالله بطرس صفير الذي جسد باستقالته الطوعية التواضع والزهد والمحبة والطاعة بأبهى صورها الإيمانية.

مجد لبنان أعطي لبكركي وهي كانت وستبقى أمينة عليه.

*الكاتب معلق سياسي وناشط لبناني اغترابي

*عنوان الكاتب الألكتروني

في أسفل رابط المقالة والتعليق بالصوت من أرشيفنا لعام 2011

*اضغط هنا لقراءة الكلمة من الأرشيف

http://www.eliasbejjaninews.com/elias.arabic09/elias.alraei26.3.11.htm

*اضغط هنا للإستماع للتعليق من الأرشيف فورماتWMA

http://www.eliasbejjaninews.com/elias audio11/elias.raei25.3.11.wma

**الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الالكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الالكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

 

جيش وأفراد جيش لبنان الجنوبي هم أبعد اللبنانيين عن مسمى ومعايير العمالة..العمالة هي في غير أمكنة

الياس بجاني/24 آذار/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/84511/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%ac%d9%8a%d8%b4-%d9%88%d8%a3%d9%81%d8%b1%d8%a7%d8%af-%d8%ac%d9%8a%d8%b4-%d9%84%d8%a8%d9%86%d8%a7%d9%86-%d8%a7%d9%84%d8%ac%d9%86%d9%88/

مفهوم جداً أن يتلذذ بنعت جيش لبنان الجنوبي وأفراده وقادته بالعملاء كل ربع اليسار وفروعه واستنساخاته المسخ والهجينة ..هذا اليسار البائد والمنتهي الدور والصلاحية والمجبول والمربى على عقلية الخراب والتدمير والحقد والكراهية.

وكذلك مفهوم أن يتباهي بهذا النعت ويلصقه بأهلنا الجنوبيين الأحرار وذلك على خلفيات الإسقاط (بيشيل يلي فيه وبيحطه بغيره) والعقد والخيبات كل منافقي وأغبياء الإيديولوجيات القومية من عربية ومذهبية وغيرها…كونهم منسلخين عن الحاضر والحضارة ويعيشون في غياهب الأزمنة الحجرية المنقرضة.

وطبيعي جداً أن يتمسك بهذا النعت اللاهيين المفرسنين من أمل وحزب الله وأبواقهما وصنوجهما وأدواتهما من المرتزقة المدعين نفاقاً تعهد مهمة المقاومة والتحرير والممانعة لأن علة استمرارية دجلهم وعمالتهم وأدوارهم التدميرية والإرهابية والسلطوية تحتاج لغطاء حيث أنهم مفرسنون وأعداء لبنان وكل ما هو لبناني، وكذلك أعداء كل العرب ودولهم…لا بل هم أعداء السلم والاستقرار ويفاخرون بتبعيتهم الكاملة لملالي الفرس ولمشروعهم الإمبراطوري الوهم.

ولكن والله هي جريمة وخطأ فادح، لا بل خطيئة مميتة وجبن ما بعده جبن، وجهل ما بعده جهل، وسفالة ما بعدها سفالة، وانحطاط ما بعده انحطاط، أن ينعت جيش لبنان الجنوبي وأفراده وقادته بالعمالة كل من كان معهم في نفس الخندق، ويحمل معهم نفس القضية من أحزاب ومؤيدي وإتباع الجبهة اللبنانية، ومعهم كل من يدعي أنه سيادي واستقلالي وكياني ويطالب بتنفيذ القرارات الدولية 1559 و1701 واتفاقية الهدنة مع إسرائيل وبتحرير لبنان من الاحتلال الإيراني.

لهؤلاء الذميين من أهلنا وأصحاب شركات أحزابنا نقول، خافوا الله واتقوه فانتم حاضراً وماضياً ومستقبلاً كنتم وستكونون مع أفراد وقادة جيش لبنان الجنوبي في خانة واحدة مصيراً ووجوداً وكرامة.

باختصار انتم ذميون وجبناء وتلحسون المبارد وتتلذذون بملوحة دمائكم.

**الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الالكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الالكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

لبنان على التوقيت الصيفي.. لا تنسوا تقديم الساعة غدا!

جنوبية/27 آذار/2020

يدخل لبنان غداً في التوقيت الصيفي، إذ ذكّرت الأمانة العامة لمجلس الوزراء بمضمون المذكرة رقم 58/م تاريخ 20/8/1998 المتعلقة بوجوب تقديم الساعة ساعة واحدة اعتبارًا من منتصف ليل 28 – 29 آذار الجاري تاريخ بدء العمل بالتوقيت الصيفي، وذلك عملاً بقرار مجلس الوزراء رقم (5) تاريخ 20/ 8 / 1998.

 

عظة قداسة البابا فرنسيس: لندعُ يسوع إلى سفن حياتنا ولنسلّمه مخاوفنا، كي يتغلب عليها

موقع أخبار الفاتيكان/27 آذر/2020

"إنَّ الرب يسائلنا من صليبه ويدعونا إلى إيجاد الحياة التي تنتظرنا، إلى النظر نحو الأشخاص الذين يطلبوننا، إلى تمتين النعمة الساكنة فينا والإقرار بها وتحفيزها" هذا ما قاله قداسة البابا فرنسيس في عظته مترئسًا وقفة الصلاة من ساحة بازيليك القديس بطرس

ترأس قداسة البابا فرنسيس عند الساعة السادسة مساء من يوم الجمعة وقفة صلاة من ساحة بازيليك القديس بطرس منح في ختامها البركة لمدينة روما والعالم والغفران الكامل لجميع المؤمنين الذين تابعوا هذا الاحتفال عبر وسائل التواصل الاجتماعي وللمناسبة ألقى الأب الأقدس عظة قال فيها "عند المساء" هكذا يبدأ الإنجيل الذي سمعناه. يبدو لنا وكأنّ المساء قد حلَّ منذ أسابيع. ظلمة كثيفة قد غطّت ساحاتنا ودروبنا ومدننا واستولت على حياتنا وملأت كل شيء بصمت رهيب وفراغ كئيب يشلُّ كل شيء لدى عبوره: نشعر به في الهواء وفي التصرّفات وتعبّر عنه النظرات؛ ونجد أنفسنا خائفين وضائعين وعلى مثال التلاميذ في الإنجيل فاجأتنا عاصفة غير متوقَّعة وشديدة. لقد تيقّنا بأننا موجودون على السفينة عينها، ضعفاء ومضطربين ولكننا في الوقت عينه مهمّين وضروريين وجميعنا مدعوون لكي نجذِّف معًا ومعوزون لتعزية بعضنا البعض. جميعنا موجودون على هذه السفينة؛ وكهؤلاء التلاميذ الذين يتكلّمون بصوت واحد خائفين وقائلين "إننا نهلك"، هكذا نحن أيضًا قد تنبّهنا أنّه ليس بإمكاننا أن نسير قدمًا كلٌّ بمفرده وإنما علينا أن نسير معًا.

تابع الأب الأقدس يقول من السهل أن نجد أنفسنا في هذه الرواية. لكن ما يصعب علينا هو أن نفهم موقف يسوع. ففيما كان التلاميذ مرتعبين خائفين كان يسوع نائمًا في الجزء المعرّض أولاً للغرق، وماذا فعل؟ بالرغم من الاضطراب والارتباك كان ينام هادئًا واثقًا بالآب - إنها المرّة الوحيدة التي نرى فيها يسوع نائمًا في الإنجيل – وعندما أيقظه التلاميذ وهدأ الريح والبحر توجّه إلى تلاميذه قائلاً: "ما لكم خائفين هذا الخوف؟ أإلى الآن لا إيمان لكم؟". نحاول أن نفهم، على ما يقوم نقص إيمان الرسل الذي يتعارض مع ثقة يسوع؟ هم لم يتوقّفوا أبدًا عن الإيمان به وبالتالي توسّلوا إليه، لكننا نرى كيف توسّلوا إليه: "يا مُعَلِّم، أَما تُبالي أَنَّنا نَهلِك؟". أما تبالي: يعتقدون أن يسوع لا يهتمُّ لأمرهم ولا يعتني بهم. وأحد أكثر الأمور التي تؤذينا هي عندما نسمع فيما بيننا وفي عائلاتنا من يقول لنا: "أما تبالي بي؟". إنها جملة تجرح وتولِّد عاصفة في القلب. قد تكون قد هزّت يسوع أيضًا لأنّه ما من أحد يهتمُّ لأمرنا أكثر منه. في الواقع ما إن طُلب منه أنقذ تلاميذه العديمي الثقة.

أضاف الحبر الأعظم يقول إن العاصفة تكشف ضعفنا وتُظهر تلك الضمانات الزائفة التي بنينا عليها برامجنا ومشاريعنا وعاداتنا وأولوياتنا. تظهر لنا كيف تركنا وأهملنا ما يغذّي ويعضد ويعطي القوّة لحياتنا وجماعتنا. إن العاصفة تكشف جميع نوايانا بأن نضع جانبًا وننسى كل ما غذّى أرواح شعوبنا؛ وجميع محاولات التخدير بواسطة عادات تبدو في الظاهر مخلِّصة ولكنها غير قادرة على أن تذكرنا بجذورنا ومُسنّينا فتحرمنا هكذا من الحصانة الضرورية لمواجهة الضيق والمحن. مع العاصفة سقط قناع تلك الأنماط التي كنا نخفي بواسطتها "الأنا" لأننا كنا نخاف على صورتنا فكُشف مرّة أخرى ذلك الانتماء المشترك (المبارك) الذي لا يمكننا أن ننكره: إنتماؤنا كإخوة.

تابع البابا فرنسيس يقول "ما لكم خائفين هذا الخوف؟ أإلى الآن لا إيمان لكم؟" إنّ كلمتك يا رب، تؤثِّر فينا وتطالنا جميعًا. ففي عالمنا هذا الذي تحبّه أكثر منا قد سرنا قدمًا بسرعة عالية معتبرين أنفسنا أقوياء وقادرين على كلِّ شيء. فامتلَكَنا الجشعُ إلى الربح، وأغرَقَتْنا الأشياء وأبهَرَنا التسرّع. لم نتوقّف أمام نداءاتك، ولم نستيقظ إزاء الحروب والظلم الذي ملء الأرض، ولم نستمع إلى صرخة الفقراء وصرخة كوكبنا المريض. استمرّينا دون رادع، مُعتقدين أننا سنحافظ دومًا على صحّة جيّدة في عالمٍ مريض. والآن، فيما نحن في بحر هائج، نناجيك: "استيقظ يا ربّ!".

أضاف الأب الأقدس يقول "ما لكم خائفين هذا الخوف؟ أإلى الآن لا إيمان لكم؟" يا رب، إنك توجّه لنا دعوة إلى الإيمان. لا أن نؤمن بوجودك، بل أن نأتي إليك ونثق بك. في زمن الصوم هذا يتردد صدى دعوتك الملحة "توبوا"، "عودوا إليَّ بكل قلوبكم". إنك تدعونا إلى الإفادة من زمن المحنة هذا كزمن للاختيار. ليس زمنَ دينونتِك، بل إنه زمنُ دينونتِنا: إنه وقت الاختيار بين ما هو مهم وما هو عابر، وقتُ الفصل بين ما هو ضروري وما ليس ضروريا. إنه زمن إعادة تصويب دربنا باتجاهك، يا رب، وباتجاه الآخرين. ويمكننا أن ننظر إلى العديد من رفاق الدرب المثاليين، الذين تصرفوا وسط الخوف، مضحّين بحياتهم. إنها قوة الروح القدس الفاعلة التي تُترجم في تكريس الذات بشجاعة وسخاء. إنها حياة الروح القادر على تبيان واقع حياتنا وتثمينها: حياتنا التي ينسجها ويعضدها أشخاص عاديون، غالبا ما ننسيهم، لا يظهرون على صفحات الجرائد والمجلات، أو في "المشاهد الاستعراضية". ولكنّهم يخطّون اليوم الأحداث المقررة بالنسبة لتاريخنا: الأطباء والممرضون والممرضات، موظفو المتاجر الكبيرة (السوبرماركت)، عمال التنظيف، وعمال المنازل، سائقو الشاحنات، عناصر الأجهزة الأمنية، المتطوعون، الكهنة، الراهبات، وكثيرون آخرون أدركوا أن لا أحد يستطيع أن ينجو بمفرده. إزاء المعاناة التي تشكل مقياس النمو الحقيقي لشعوبنا، نكتشف ونختبر الصلاة "الكهنوتية" ليسوع "أن يكونوا جميعهم واحدا". كم من الأشخاص يمارسون الصبر يوميا، وينشرون الرجاء، ويحرصون على عدم بثّ الهلع بل المسؤولية المتقاسمة. كم من الآباء والأمهات والأجداد والمدرّسين الذين يعلّمون أطفالنا، من خلال أفعال صغيرة ويومية، كيف يواجهون ويتخطون هذه الأزمة عبر إعادة تكييف العادات، ورفع الأنظار والتحفيز على الصلاة.  كم من الأشخاص يصلّون، ويتضرعون من أجل خير الجميع. الصلاة والخدمة الصامتة هما السلاح الذي ينتصر.

تابع البابا فرنسيس يقول "ما لكم خائفين هذا الخوف؟ أإلى الآن لا إيمان لكم؟" بدايةُ الإيمان هي أن ندرك أننا نحتاج إلى الخلاص. ليست لدينا أي كفاية ذاتية. لوحدنا نغرق! إننا نحتاج إلى الرب كحاجة البحارة القدامى إلى النجوم. لندعُ يسوع إلى سفن حياتنا. ولنسلّمه مخاوفنا، كي يتغلب عليها. فنختبر، كما فعل التلاميذ، أنه مع يسوع لا تغرق سفينتنا. لأن هذه هي قوة الله: أن تُوجَّه نحو الخير كلُ الأمور التي تحصل معنا، حتى القبيح منها. إنه يحمل الهدوء إلى عواصفنا، لأنه مع الله لا تموت الحياة إطلاقا. الرب يسائلنا، ويدعونا، وسط عاصفتنا، إلى الاستيقاظ وإعادة تفعيل التضامن والرجاء القادرَين على إعطاء المعنى والصلابة والدعم في هذه الساعات، حيث يبدو أن كل شيء يتجه نحو الغرق. الرب يستيقظ كي يوقظ ويعيد إحياء إيماننا الفصحي. لدينا مرساة: لقد خُلصنا بصليبه. لدينا دَفّة: لقد أُعتقنا بصليبه. لدينا رجاء: لقد شُفينا بصليبه وعانقنا كي لا يفصلنا أيُ شيء أو أي شخص عن محبته المخلّصة. وسط هذه العزلة التي نعاني فيها من غياب الأحباء والتلاقي، مختبرين فقدان العديد من الأمور، لنسمع مرة جديدة الإعلان الذي يخلصنا: لقد قام وهو يعيش إلى جانبنا. الرب يسائلنا من صليبه ويدعونا إلى إيجاد الحياة التي تنتظرنا، إلى النظر نحو الأشخاص الذين يطلبوننا، إلى تمتين النعمة الساكنة فينا والإقرار بها وتحفيزها. دعونا لا نطفئ "الفتيلة المدخنة" (راجع أشعياء 42، 3)، التي لا تصاب بالمرض أبدا، ولنتركها تضيء شعلة الرجاء من جديد.

إنَّ معانقة صليبه، أضاف الأب الأقدس يقول، تعني أن نجد الشجاعة اللازمة لنعانق كل الأوضاع العدائية في الزمن الراهن، متخلين للحظة عن سعينا إلى السلطة والتملّك، كي نفسح المجال أمام هذا الإبداع الذي وحده الروح القدس قادر على إحيائه بداخلنا. (معانقة الصليب) تعني أن نجد الشجاعة لنفتح فسحات يشعر فيها الجميع أنهم مدعوون، وتسمحُ بأشكال جديدة من الضيافة والأخوّة والتضامن. لقد خُلصنا بصليبه كي نقبل الرجاء وندعه يقوّي ويدعم كل الإجراءات والدروب الممكنة التي تساعدنا في الحفاظ على أنفسنا وعلى الآخرين. معانقة الرب من أجل معانقة الرجاء: هذه هي قوة الإيمان التي تحرّر من الخوف وتمنح الرجاء. وختم البابا فرنسيس عظته بالقول "ما لكم خائفين هذا الخوف؟ أإلى الآن لا إيمان لكم؟" أيها الأخوة والأخوات الأعزاء، من هذا المكان الذي يتحدث عن الإيمان الصخري لبطرس، أود أن أوكلكم جميعا إلى الرب بشفاعة العذراء، خلاص الشعب ونجمة البحر في العاصفة. من هذه الأعمدة التي تعانق روما والعالم، لتحلّ عليكم بركات الله، كمعانقة معزية. أيها الرب بارك العالم، امنح الصحة للأجساد والعزاء للقلوب. إنك تطلب منا ألا نخاف. لكن إيماننا ضعيف ونحن خائفون. لكنك، يا رب، لا تتركنا في خضم العاصفة. قل لنا من جديد "لا تخافوا". ونحن مع بطرس "نلقي عليك جميع همومنا لأنك تُعنى بنا".

 

الكورونا العضال الوباء الفاتك هو شكل من اشكال عقاب وغضب الله على العاصين المتمردين. ووحدها العودة الى الجذور الى الينابيع الى الانجيل الكفيلة بانقاذنا مما نتخبط فيه.

الأب سيمون عساف/27 آذار/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/84635/%d8%a7%d9%84%d8%a3%d8%a8-%d8%b3%d9%8a%d9%85%d9%88%d9%86-%d8%b9%d8%b3%d8%a7%d9%81-%d8%a7%d9%84%d9%83%d9%88%d8%b1%d9%88%d9%86%d8%a7-%d8%a7%d9%84%d8%b9%d8%b6%d8%a7%d9%84-%d8%a7%d9%84%d9%88%d8%a8%d8%a7/

سبب الوباء

كلنا ضللنا كالغنم كل واحد مال إلى طريقه فألقى الرب عليه إثم كلنا ارميا 53/ 6

بدأت الكنيسة بعد 50 يوماً من قيامة المسيح (سنة 30 م). بحيث وعد يسوع أن يبني كنيسته (متى 18:16)، وبحلول الروح القدس يوم الخمسين (أعمال الرسل 1:2-4)، بدأت الكنيسة ekklesia (جماعة المختارين) في الوجود رسمياً. تجاوب ثلاثة ألاف شخص مع عظة بطرس في ذلك اليوم وأختاروا أن يتبعوا المسيح. بعد فترة وجيزة من يوم الخمسين، فتحت أبواب الكنيسة لغير اليهود. قام الرسول فيليبس بتبشير السامريين (أعمال الرسل 5:8)، وآمن الكثير منهم بالمسيح. وقام الرسول بطرس بتبشير بيت كرنيليوس الأممي (أعمال الرسل 10)، وهم أيضاً قبلوا الروح القدس. كما قام الرسول بولس (المضطهد الأول للكنيسة) بنشر الإنجيل في كل العالم الإغريقي الروماني، وصولاً إلى روما نفسها (أعمال الرسل 16:28)، ومن المحتمل أنه وصل إلى أسبانيا أيضاً.

ومع حلول عام 70 ميلادياً، العام الذي دمرت فيه أرشليم، إكتملت كتابة العهد الجديد وتم تداوله بين الكنائس المختلفة. وعلى مدى 240 عاماً التالية، إضطهد الرومان المسيحيين – بطريقة عشوائية في بعض الأحيان، وبقرار من الدولة في أحيان أخرى. كان الشرق مهد الأنبياء والتجسد والفداء، ومنه كان انطلاق المسيحية الى العالم.

مع الرسل والتلاميذ بزغ فجر البشاره تحت ظلال الأمبرطورية الرومانية الوثنية؟

عاند الرسل عبَّاد الصنم بجرأة وشجاعة لا تكل، فلم يتهيبوا اسواط الجلادين وسيوف المضطهدين واساليب والاستشهاد الشرسة ولا افتراس الوحوش الضارية. نشروا البشرى الجديدة بقناعة مطلقة في الشرق والغرب، ساكبين دم الأعناق والأجساد عُشقا بالذي صُلب عنهم وطمعا بلقياه.

تُشبِه سِيَرُهم ابطال الاساطير وبفضلهم تألَّقت المسيحية وتلألأ وجهها.

ما ان تحرّروا من ديامس الظلم ودهاليز العتمات بموجب منشور ميلانو عام 312، حتى بدأوا بالمشاحنات العقائدية، تخاصموا وعاد شبح الانحسار يلوح بظهور البدع والهرطقات.

اجل كانت ساحة صراعات الدِيَكَة والمشادات والمنازعات والمنافسات والخلافات في الشرق الذي اظلموه فظلموه.

وكما في الشرق كذلك في الغرب، من مجمع خلقيدونية عام 451 القائل بطبيعتي المسيح الإلهية والإنسانية، فكان الانشقاق الأول بين الشرق والغرب، اما الانشقاق الثاني ففي الغرب على ذاته بين روما وبيزنطيه عام 1054، انقسامٌ أصاب الجماعة الدينية المسيحية التي انقسمت إلى ما أصبح يُعرف الآن باسم الكنيسة الرومانية الكاثوليكية والكنيسة الشرقية الأرثوذكسية، الجماعة التي استمرت حتى القرن الحادي عشر. يُعتبر الانشقاق تتويجًا للخلافات اللاهوتية والسياسية بين الشرق المسيحي والغرب المسيحي والذي تعمّقت هوّته خلال القرون المتعاقبة. الى ان جاء القرن السادس عشر سنة 1529 فكان انشقاق مخجل بين بروتستانت وكاثوليك، فقام مارتن لوثر بثورة ضد الكنيسة الكاثوليكية أطلق عليها ثورة الإصلاح. اعترض فيها على بعض التعاليم، وأطلقوا على أتباعه لقب المحتجين (البروتستانت) Protest وداخل الكنيسة البروتستانتية حدثت انقسامات كثيرة وخرج منها طوائف عديدة جدًا!

لم يحافظ الغرب على تعاليم الكنيسة جسد المسيح السري في دولته فشرع العلمنة مبيحا الفلتان للمجتمع تحت ذريعة الحرية.

لا ادري ماذا يقول المسيح في كنيسته المُجزَّءة!

واليوم عبر القرون ضرب الخمول والاهمال والاستلشاق الكنيسة فصارت تعاليمها ثانوية ليست من الأهمية بمكان.

طغى الاسلام على الشرق فانكفأت المسيحية اما في الغرب الحر فقد صار يستحي المسيحي بسمائه وانجيله، وبموروث آباء واجداد ارسَوا سفينة المسيح على شواطئهم. مما كوَّن خللا وتراجعا اخلاقيا رهيبا فانطبق عليهم القول:" وَإِنَّمَا الأُمَمُ الأَخْلاقُ مَا بَقِيَتْ فَإِنْ هُمُ ذَهَبَتْ أَخْلاقُهُمْ ذَهَبُوا".

هذا التقهقر بالتخلي عن مفاهيم الدين جعل الطالعين من الناشئة يجهلون انتماءهم الديني على جميع المستويات، يتهاونون بِشرف هويتهم الفريدة وبانسلاخهم عن مجيد تراثهم الحافل بالمآثر والمآتي وتاريخ كنيستهم الزاخر بالقداسات والعظائم والسؤدد.

والأنكى انهم يرفضون ثقافة معرفة رسالتهم الحقة الموكولة اليهم. أنشغلوا بالخلاعات والملذات والنتسكع في مواخير الفسق والفساد وبهموم عالمية رخيصة تصرفهم عن مبرّر وجودهم وعن دعوتهم الى الخلاص.

الم يُخلَق الإنسان لتمجيد ربه والسعي الى خلاص نفسه؟

فالآتون وراءنا اليوم في سوادهم الأكبر شرقا وغربا، يضربون عرض الحائط معتبرين التركة الثمينة زخرف كلام وحديث خرافة.

نأسف لانهم عوض ان يكونوا من الراغبين في الكشف عن المخابىء يهملون مخزون حضارتهم الروحي والعلمي فلا يبالون ولا يكترثون.

يا للغباء يا للعار! وهذا ما قاله الرب: "إن كثيرين سيأتون من المشارق والمغارب، ويتكئون مع ابراهيم واسحق ويعقوب فى ملكوت السموات. وأما بنو الملكوت فيطرحون فى الظلمة الخارجية. هناك يكون البكاء وصرير الأسنان" (مت8 : 11 ،12 ).

ان الأبناء الورثة الأصليون يُطردون خارجا بسبب ضلالهم وعدم اكتراثهم بالعطية الإلهية، فانصبت اللعنة من فوق ونزلت جامات الغضب السبعة (رؤيا 1:16-21) التي هي ثلاثة سلاسل متعاقبة من دينونة الله في الأيام الأخيرة. حيث تزداد شدة الدينونة وقسوتها تدريجياً مع تقدم الزمن. والكورونا العضال الوباء الفاتك هو شكل من اشكال عقاب الله وغضبه على العاصين المتمردين. وحدها العودة الى الجذور الى الينابيع الى الانجيل الكفيلة بانقاذنا مما نتخبط فيه.

كيف ذلك يكون؟ بالتوبة الصادقة والاسف العميق على اهانة الثالوث السماوي الأقدس وتكثيف الصوم القاسي والصلاة المستمرة بالترجّي وحسن الدعاء فيتحنن ويلطف ويكف الغضب.

على وسائل الإعلام ان توفَّر بسائر قدراتها سبل العودة الى الله لِهدي اجيالنا .

 

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الجمعة 27/03/2020

الجمعة 27 آذار 2020

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون لبنان"

في آخر حصيلة لعدد المصابين بفيروس كورونا حول العالم، أعلنت منظمة الصحة العالمية أنها تجاوزت النصف مليون مصاب في حين تخطى عدد الوفيات ال 20 ألفا وأن "أكثر من 100 ألف شخص تماثلوا للشفاء من الفيروس.

إيطاليا وحدها سجلت ألف حالة وفاة جديدة بالفيروس في حصيلة هي الأعلى سجلتها البلاد خلال 24 ساعة الماضية.

ولعل الخبر الأكثر وطأة هو أن اللقاح المنتظر للعلاج من الكورونا يحتاج على الاقل الى سنة أو سنة ونصف ليكون جاهزا بحسب مدير عام المنظمة العالمية.

هذا التهديد غير المسبوق للبشرية أجبر كلا من الزعيمين الصيني والأميركي على التخلي عن حربهما الكلامية والاتفاق على خوض المعركة سويا حتى هزيمة الوباء اما تمويل هذه الحرب فقد تقرر من الرياض التي استضافت قمة افتراضية لمجموعة العشرين وقررت رصد خمسة تريليونات دولار للحرب الكونية ضد كورونا.

في هذا الوقت وقبل نصف ساعة من الآن دخلت المرحلة الثانية من التعبئة العامة التي أعلنها لبنان حيز التنفيذ لجهة منع الخروج والولوج الى الشوارع والطرقات، ما بين السابعة مساء والخامسة صباحا وفيما دعت قيادة الجيش المواطنين للالتزام التام بمندرجات القرار أكدت قوى الامن الداخلي أنها ستتخذ الإجراءات القانونية اللازمة بحق المخالفين. أما آخر أرقام الاصابات المثبتة في لبنان فبلغت 391 حالة إصابة بزيادة 23 حالة عن يوم الخميس وفق بيان وزارة الصحة.

وفي إطار المتابعة الحكومية لإجراءات الاستشفاء من فيروس كورونا تفقد رئيس الحكومة حسان دياب مستشفى الرئيس رفيق الحريري الجامعي ومن هناك كانت له جملة مواقف.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون ان بي ان"

يواصل فيروس كورونا فتكه في العالم من دون هوادة وتواصل الحكومة اللبنانية فتكها بمغتربيها المنتشرين في أصقاع العالم وتدير ظهرها، فيما الخطر يتهددهم في كل مكان.

كيف لدولة ان تترك مواطنيها والاف العائلات والطلاب يصارعون الفيروس ويواجهون مخاطره ولا تبحث عنهم وكيف لدولة ان تتخلى عن مسؤولياتها عبر أداء همايوني وتضع شروطا غير واقعية لعودتهم.

صرخة الرئيس نبيه بري اليوم أصدق تعبير عن مشاعر وخوف وقلق المغتربين فبعد مناشداته المتكررة عاد الرئيس بري ورفع الصوت عاليا مطالبا الحكومة بعقد جلسة استثنائية اليوم قبل الغد للنظر بقضية المغتربين الذين يواجهون خطر الوباء المخيف.

ال NBN تلقت العديد من المناشدات من المغتربين يطالبون الدولة بالا تتركهم حيث هم يواجهون ويكابدون من خطر الوباء.

عداد الفيروس في لبنان سجل اليوم زيادة ثلاث وعشرين حالة جديدة ليصبح مجموع الحالات المصابة بالفيروس ثلاثمئة واحدى وتسعين حالة، كما سجلت حالة وفاة لمصاب في العقد الثامن من العمر في مستشفى القديس جاورجيورس الجامعي.

اما عداد الفيروس في العالم فسجل مستويات قياسية في الولايات المتحدة الأميركية التي سجلت الرقم واحد في العالم في عدد الاصابات فيما خطر الفيروس بات يشكل تهديدا كبيرا لكل اقتصاديات العالم بعد انهيار البورصات العالمية بشكل حاد ومخيف.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون ام تي في"

الأزمات تتصاعد لكن الحكومة تسلك دربا انحداريا معاكسا، افقدها زمام المبادرة، فإذ بها تحولت سريعا الى جزء من الأزمة بدلا من أن تكون هي رافعة الحل وقاطرته. هذا المنحى هو في جزء منه إرادي ارتضت الحكومة سلوكه اي أنها ارتضت التبعية الكاملة للطبقة الحاكمة فعندما اختلف أمراؤها خرجت هي من الخدمة. والمضبطة في هذا الإطار طويلة، تبدأ في خلافات مكوناتها على السياسات المالية والاقتصادية والتشكيلات القضائية والصراع على نواب حاكم مصرف لبنان وهيئة الرقابة على المصارف وقطاع الكهرباء، ولا تنتهي بالهيركات والكابيتال كونترول وصندوق النقد.أما الشق اللاإرادي الذي وجدت الحكومة نفسها عالقة في شباكه، فهو فيروس الكورونا الذي لم تسع الدولة اليه بل هو سعى اليها.

وليس الوقت لانتقادها على بطئها في اتخاذ التدابير الرادعة المنقذة، وقد سقطت دول عظمى في سوء التقدير نفسه فدفعت أثمانا أكبر، لكننا طبعا لا نؤيد مقولة إننا النموذج الأمثل في الأداء. في السياق، تنشغل الدولة بأجهزتها على جبهتين: الصحية المباشرة، والاجتماعية المحيطة، على الجبهة الأولى تواصل الدوائر الصحية الاستعدادات لتجهيز المستشفيات لمواجهة احتمال توسع رقعة الفيروس. على الجبهة الثانية، تتركز المعركة على فرض احترام القرارات المتخذة لحماية الناس من نفسها ومن الوباء، وفي مقدمها تخفيف التجول.في صلب هذا المسار، تبرز مسألة المساعدات العينية للشريحة الأكثر فقرا، وهنا المعروض أقل من الاحتياجات، وسط خوف من الأفق غير المحدَّد زمنيا لانتهاء هذا الكابوس. ووسط الخوف من الأعظم الذي يتهدد البشرية، رفع الحبر الأعظم البابا فرنسيس صلاة الغفران وتردَّد صوته الدافىء ووقع حبات سبحته في ارجاء العالم ناشرا الأمل والرجاء بانتصارٍ اكيد على الموت .

في الإطار نشير الى اننا سنعود بعد قليل الى الفاتيكان لنقل لحظة اعطاء البابا فرنسيس الغفران الكامل.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون المنار"

لبنان في اقفال تام، والتجربة جديرة بالالتزام.. فالقرار هو المسار الالزامي المتاح للحد من انتشار وباء كورونا الذي سجل اليوم حالة وفاة سابعة، ورفع عداد الاصابات الى ثلاثمئة واحدى وتسعين اصابة ..

ولن يسع المواطنين سوى الالتزام، والاستجابة لقرار ملازمة المنازل الذي سيسهر على تنفيذه الجيش والقوى الامنية والشرطة البلدية، من السابعة مساء من كل يوم وحتى الخامسة صباحا، فالوضع لم يعد يحتمل ترف التفلت او التهاون من اي كان..

وفيما الملفات الحكومية واقعة بين الضائقة المالية والجائحة الكورونية، فان مساعي متظافرة لايجاد الحد الادنى من المساعدات التي اعلنت عنها الحكومة بخطة توزيع المعونات للعائلات الاكثر فقرا، فيما الملف الاكثر صخبا قضية اللبنانيين في الخارج، حيث سجل الرئيس نبيه بري استياء لطريقة تعامل الحكومة مع عودة ابنائها..

عالميا طرقت كورونا ابواب القصور الرئاسية، بعد أن اطاحت بالمؤشرات والبورصات العالمية..

رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون اصيب بالفايروس، ومعه عدد من وزرائه، ايطاليا سجلت الف حالة وفاة خلال يوم واحد، فرنسا تتحضر لاعلى مد للفايروس كما قال رئيس وزرائها، والولايات المتحدة الاميركية سجلت الرقم القياسي عالميا متخطية الصين بعدد الاصابات، ما اصاب بورصاتها بخسائر كبيرة، واقتصادها بركود خطير، ورئيسها دونالد ترامب بانكسار في عنجهيته، فهاتف الرئيس الصيني شين جين بينغ طالبا التعاون لمواجهة كورونا، فرد الرئيس الصيني باستعداد بلاده لمساعدة اميركا – الدولة التي كانت تسمى بالاعظم في العالم، والتي اصابها رئيسها باكبر فشل تاريخي بحسب الاعلام الاميركي والعالمي..

عالم يقف اذا عند تعداد ضحاياه الذين زادوا خمسين الف اصابة خلال اربع وعشرين ساعة، ليرتفع اجمالي عدد المصابين الى خمسمئة وثمانية وخمسين الف مصاب، والعداد في تزايد مستمر..

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون او تي في"

ما أرهب هذه التجربة،الأرقام مرعبة: خمس وعشرون ألف وفاة حول العالم حتى الآن، وألف وفاة في إيطاليا وحدها اليوم، في أسوأ حصيلة يومية منذ انتشار المرض.

أما الولايات المتحدة، فباتت في الصدارة من حيث عدد المصابين...

فيروس لا يرى ولا يلمس ولا يسمع، قال رئيس الجمهورية اليوم. في أقل من شهر، أركع البشرية قاطبة: طال الجبابرة والمتبجحين، وتساوت أمامه الأمم والشعوب... وهذا الانسان الذي يعتبر أنه بلغ ذروة التقدم والتطور، وأنه رأس ما خلق الله على الأرض، وجد نفسه، وفي لحظة من الزمن، فريسة لغير المرئي هذا. ربي، قال رئيس البلاد، ما أرهب هذه التجربة التي أخضعته لها، وما أبلغها من درس عسى أن يتعلمه.

التجرية مريرة بلا شك. أما الدروس، فثمة من تعلمها، وهناك من يكابر... يكابر على المرض الصحي، ويكابر على المرض السياسي.

المكابرة الصحية، يعيشها من لا يزال يستخف بالاجراءات، او يخفي المرض. المرض الذي لا يمكن ان يكون عيبا. فالعيب، كل العيب، هو في إخفائه، لأن في الامر ما يمكن أن يلحق ضررا بكثيرين، وهذه الحالة بالتحديد، ينبغي ان يتنبه لها جميع اللبنانيين اليوم، بعد تجربة سيئة حدثت في الايام الاخيرة... علما أن وزارة الصحة، التي يشكر لها جميع اللبنانيين ما تبذل من جهود، مطالبة بإبلاغ البلديات بالمصابين من ضمن نطاقها، لتتخذ ما يلزم من اجراءات.

اما المكابرة السياسية، فخير من يجسدها اليوم، ثلاثي غير مرح، يهوى المزايدة السياسية والمناكفات، حتى في زمن الازمات.

فهل يدرك هؤلاء يوما، ان هم الشعب حتى قبل كورونا، صار في مكان آخر، فكيف اليوم، والقلق على الحياة، والمستقبل والمصير... هو وحده الهم؟

حقا، ما أرهبها هذه التجربة، وما أبلغها الدروس، التي لم تستخلص بعد.

مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون ال بي سي"

" ما عندو كبير ". هذا هو كورونا ، لا يحسب حسابا لدولة وصلت إلى المريخ, ولا لدولة كانت في ما مضى " إمبراطورية لا تغيب عنها الشمس ", ولا لدولة قيل عنها: "يوم تنهض الصين يهتز العالم ".

كورونا " يرجف " الولايات المتحدة الأميركية حيث الولايات تستغيث الواحدة تلو الأخرى .

كورونا نخر أقوى الدول الأوروبية : من فرنسا التي مددت الإقفال إلى منتصف نيسان المقبل ، إلى بريطانيا إلى اسبانيا, إلى إيطاليا حيث السباق على أشده في تعداد الإصابات والوفيات .

الضربة اليوم على بريطانيا كبيرة، حيث أصيب رئيس وزرائها ووزير الصحة، غداة إصابة ولي العهد . عدد الوفيات في العالم لامس الخمسة والعشرين الف وفاة، وتوقعات أن تكون الأعداد إلى ازدياد.

إذا كانت حال الدول الغنية على هذه الدرجة من الإرباك ، فما هو حال الدول الغارقة أصلا في أزماتها حتى قبل تفشي كورونا ، ومنها لبنان. ؟

لبنان ، منذ الواحد والعشرين من شباط الفائت " لا شغلة له ولا عملة " سوى كورونا. يفتش عن اسرته في المستشفيات ، وعن أجهزة التنفس الإصطناعي، يسابق الوقت في تأمين الأموال لاستيراد التجهيزات والمعدات الطبية,,, يبذل جهدا استثنائيا لتوفير أماكن للحجر الصحي للتخفيف عن المستشفيات، والأهم من كل ذلك يحاول ضبط الناس ليلتزموا منازلهم ، لأن الخط السريع لتفشي الوباء هو الإختلاط.

مع انحسار الإختلاط وازدياد أماكن الحجر الصحي، يكون لبنان قد وضع على السكة الصحيحة التي تبعده عن التجربة الإيطالية أو غيرها ... المعنيون ، سواء من السلطة التنفيذية أو الأحزاب او المجتمع المدني أو من المتمولين أو البلديات ، باشروا تجهيز الأماكن والمقار. هذه الأماكن لها مستلزماتها, سنفصلها في تقرير في سياق النشرة ، لأن توفير الأماكن وحده لا يكفي، بل يحتاج إلى تجهيزات لوجستية، ليأتي العمل متكاملا ... وغداة تمديد العمل بالتعبئة العامة، وبالتزامن مع بدء الإقفال التام إعتبارا من هذا المساء حتى الخامسة فجرا، هل تكون هذه الإجراءات كافية لإبطاء العداد الذي يبدو أنه لا يرتاح .؟ اليوم وصلت الإصابات إلى 391 إصابة، مع تسجيل ثلاث وعشرين إصابة جديدة، وحالة وفاة لمريض في العقد الثامن من عمره في مستشفى القديس جاورجيوس الجامعي .

كورونا يهز الإقتصاد العالمي ، كما المحلي : مديرة صندوق النقد الدولي تعلن أن "لا سبيل إلى تعاف قوي من دون احتواء قوي للفيروس ... اما لبنان فيرى بلسان وزير المال غازي وزني أن لدى الحكومة جدول أعمال مزدحما للأشهر المقبلة من أجل وضع خطة التعافي الشاملة وتنفيذها والشروع في إعادة هيكلة الدين العام.... مع كل هذه المعطيات ، لا بد من التسجيل أن الدولار الأميركي سجل لدى الصيارفة اليوم رقما تاريخيا إذ تجاوز عتبة ال 2800 ليرة، وهو السقف الذي لم يبلغه منذ العام 1992 أي منذ ثمانية وعشرين عاما.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون الجديد"

اليوم أقل ما يقال فيكم " الحمى" قليلة عليكم ويفضل أن تكون حمى قلاعية بمعناها الأدبي والطبي معا. كوكب بمن فيه وعليه يصارع تسونامي الوباء وأنتم تخوضون حرب التعيينات بالبيانات وتسطير الاتهامات في مقابل حرب ضارية يشنها فيروس على البشرية لن يبقى لكم وطن تتقاسمونه كقالب الجبنة أكلتم أخضره واليابس ونأيتم بأنفسكم في أبراجكم المشيدة على الوجع والقهر والسرقة والفساد وجلستم مثلما جلس نيرون تتفرجون على شعب أكلت سياساتكم المالية مدخراته ويقضم الفيروس اللعين ما تبقى له من قدرة على الصمود والمواجهة وبينما الجوع يتمدد على مساحة الوطن مهددا الناس بحرب الأمعاء الخاوية فتحتم شهيتكم على المناصب والمكاسب. منذ ثلاثين عاما اتفقتم فأكلتم الحصاد .. واختلفتم فأفسدتم الزرع واليوم ترصون صفوفكم بالاتفاق على الخلاف في مسعى لإسقاط عجزكم على الحكومة ابنة الشهرين ويبدو أن رئيسها حسان دياب دخل ملعبكم . وعن سابق تصور وتصميم أم عن قلة دهاء استدرج دياب إلى مستنقعهم حيث دفنوا الدولة وألغوا مؤسساتها ليكون صورة طبق أصلهم وبدلا من أن يضع شروطا مطابقة لمواصفات مجلس الخدمة المدنية وقع في المطب وأخطأ في طلب الأسماء مع السير الذاتية لنيابة الحاكمية وفي حقيقة الأمر هي سيرة انتماء الى ولي الأمر السياسي نسجوا خيوط المؤامرة لتبرئة أنفسهم وتنظيف سجلاتهم من خلال توريطك وأنت " بلا ركب" وقعت في مصيدتهم لكن طوق النجاة لا يزال بيدك وحبله بيد ثورة قلت يوما إنك تمثلها. بعضهم أصابته اليوم حمى العمل لقهر كورونا فأراد تفعيل العمل النيابي والتشريعي بالفيديو منعا لتشريع السطو على الودائع بالكابيتال كونترول لكن "المجرب مجرب" يعلم أن المطرقة هي سيد التصديق وأن التصويت الإلكتروني بأجهزته بلغ سن التقاعد في ساحة النجمة وأن من شرع السطو على أملاك الدولة وعلى مالها العام لن يسمح بضبطه متلبسا بتقنية التشريع بالصورة. والبعض الآخر تداول السلطة بالوراثة وأمسك بمقاليد الحكم أكثر من حكومة وعاد على رأس كتلة نيابية وبلدية في غير دورة انتخابية فإنما أتى من وعود راح مفعولها بعد فض مظاريف الصناديق الانتخابية ويخرج اليوم من صفوف المعارضة ليتكلم باسم العفو وينتقد التباطؤ في المحاكمات وسياسة الكيل بمكيالين واللي استحوا ماتوا فعلا أين كانت حميتكم عندما كانت القرارات بأيديكم وماذا فعلتم طوال وجودكم في مراكز القرار أم المطلوب هو الكيل بمكيال واحد على قاعدة لكم حصتكم ولي حصتي.

يختلفون على التعيينات وعلى الهبات والمساعدات وصرف "المصريات " وهذا ما تسبب بهزة وازارية يوم امس إذ قالت المعلومات ان نائبة رئيس الحكومة وزيرة الدفاع زينة عكر لم تنسحب من الجلسة كما اشيع بل بقيت حتى بعد رفعها لكنها طالبت بتحديد آلية صرف مبلغ الخمسة وسبعين مليار ليرة التي خصصت للهيئة العليا للاغاثة على قاعدة الشفافية امام الجهات المانحة وهي تعلم ان صرف المبالغ من الهيئة لدعم العائلات المحتاجة اكثر مرونة واسرع من صرفها عبر وزارة الشؤون التي تعد برنامجا شاملا يحتاج الى مئة وثمانين مليارا. وفي زمن الكورونا ضاع المغتربون والمنتشرون واغتربوا اكثر .. فمن رميتم بهم في كل أصقاع الأرض وهجرتموهم بسبب استيلائكم على مستقبلهم تركتموهم يواجهون الموت في غربة الوباء الفتاك فيما كل الدول أجلت رعاياها بعدما جهزت لهم مراكز الإيواء للاحتواء وعدم نشر العدوى بفيروس يطيح كل المقامات ولا يقف عند كبير ولا صغير وهو اليوم انتقل إلى قادة الصف الأول فدخل الكرملين وواصل تقدمه في البنتاغون وطرح وزير الصحة البريطاني ومعه رئيس الحكومة بوريس جونسون سمى جونسون الشعب البريطاني بالقطيع وتمنى له الإصابة بالكورونا لكي يتحصن بالمناعة لكن جونسون أصبح الكبش الذي يتقدم القطيع.

مع كل ما تقدم .. نحن هنا : صامدون .. بكم , بتبرعاتكم .. باستجابتكم الى حملة الجديد التي تمكن المواطن من ملاقاة رفيقه .. جاره ابن بلده الذي يريد الصمود في هذا البلد.

 

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الجمعة في 27 آذار 2020

وطنية/الجمعة 27 آذار 2020

النهار

اضطرت نائبة رئيس "التيار الوطني الحر" مي خريش الى الاعتذار من دار الفتوى والمسلمين بعد استياء عام من ترويجها عبر وسائل التواصل لكتاب عن النبي محمد يعتبره المسلمون مسيئا إلى نبيهم.

يبدو السباق على اشده بين مستشفيات ومختبرات خاصة حول فحص الكورونا والفائدة المالية المحققة منه خصوصا ان الاخيرة تتقاضى نحو 300 الف ليرة عليه وتشهد تدفقا لطالبيه لان السرية لديها أكبر مما هي لدى مستشفيات كبيرة.

تثير محطة إذاعية مناطقية الأحقاد ونبش دفاتر الماضي، ما أدى إلى اشتباك على مواقع التواصل الاجتماعي ينذر بعواقب وخيمة مع تداعي المعنيين إلى ضرورة وقف هذه الإذاعة قبل فوات الأوان.

الجمهورية

عبّر دبلوماسيون عن استغرابهم لاستمرار المناكفات السياسية حول أي تدابير هي الأفضل لمواجهة الأزمة الوبائية وكأن البلد يعيش وضعاً طبيعياً.

أبلغ أحد المراجع إلى موظف كبير سابق قوله: إن إعادة تعيّينك في مركزك السابق مستحيل لانك ارتكبت خطيئة لا تغتفر.

قالت شخصية سياسية إن إصرار جهات نافذة في السلطة على اختيار محسوبين عليها لتولّي بعض الوظائف سيدفع بنا إلى الخروج من الحكومة.

اللواء

أبدى مرجع معني استغرابه لعدم التجاوب من قبل بعض الدول التي يعوّل لبنان على صداقتها!

شكّل فريق سياسي إطاراً للتعاون بين وزرائه، والتنسيق قبل جلسات مجلس الوزراء!

اهتمت جهات دبلوماسية بمرحلة ما بعد العودة إلى الحياة الطبيعية، لمعرفة مسار الخلافات وتأثيراتها على العلاقات السياسية داخل الحكومة.

نداء الوطن

يتردد أن أكثر من خمسين ألف لبناني في دول الانتشار يطالبون الحكومة بتسيير رحلات فورية لتأمين عودتهم إلى لبنان، لكنّ العائق الأبرز يكمن في عدم توفر فحوصات الـpcr في بعض الدول حيث يوجدون.

يجزم رئيس الحكومة حسان دياب في مجالسه الضيقة أنّه سيسارع إلى توقيع التشكيلات القضائية فور ورودها إليه من وزيرة العدل.

توقف مراقبون عند تعيين وزير الطاقة ريمون غجر مجلسه الاستشاري لشؤون الطاقة في وقت لم يتم بعد تعيين مجلس إدارة وهيئة ناظمة، معتبرين ذلك "بدعة" لإنشاء كيانات لا صفة قانونية لها ولا صلاحية.

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

الأزلام» إلى مصرف لبنان.. وكأن الانتفاضة لم تكن!

د. أحمد عياش/جنوبية/آذار/2020

ماذا تغيّر؟ عادوا واختلفوا على الهندسة الادارية المالية الجديدة، كأن لا انتفاضة حصلت وكأن لا إفلاساً في البلاد وكأن لا كوفيداً حلّّ ضيفا عزيزا على البلاد. كشّّر الزعماء اللبنانيون عن أنيابهم و زأر بعضهم بوجه البعض الآخر متوعداً، ان لم يمرر اسم نائب الحاكم واسم عضو هيئة الرقابة على المصارف الذي يريد.

ماذا تبدّل؟

إنه اختبار مهم وخطير لرئيس الحكومة، فإن تسللت الأسماء من دون منافسة واضحة وحقيقية بواسطة النبذة الشخصية العلمية لكل مرشح للمنصب مع فتح باب الترشح للجميع، فإن مصداقية الحكومة ستسقط سقوطاً حرّاً في دائرة الخيانة الوطنية. يجب فتح باب الترشح للجميع على ان تعرض النبذة العلمية لكل مرشح للمنصب على اعلام تلفزيون لبنان الرسمي، فالرأي العام اللبناني ليس نكرة ومن حقّه ان يعرف وان يشارك في هندسة القبضة المالية الوطنية، اذ المطلوب تحطيم القبضة الماليةالحزبية والطائفية. إنهم يعيدون الهندسة الادارية للقبضة المالية وكأنهم ليسوا المتهمين المشبوهين والمتسببين بافلاس البلاد؟

في نهار كوروني اطلقت المحكمة العسكرية جلاد الخيام وانّا لخائفون من ليلة كورونية أخرى تتسلل فيها أسماء لا تليق بالشعب اللبناني، أسماء تخدم أربابها وأسيادها وتبيع شعبها بحفنة من الدولارات

جانب رئيس الحكومةا جانب رئيس الحكومة، أين الأموال المنهوبة وأين إحالة الفاسدين للمحاكمة؟ يا حلف الثامن من آذار، يا من ادعيتم انكم مختلفون عن حلف الرابع عشر من آذار، ما الفرق في ادارة الدولة عن الحريرية – الجنبلاطية السياسية؟ في نهار كوروني اطلقت المحكمة العسكرية جلاد الخيام وانا لخائفون من ليلة كورونية أخرى تتسلل فيها أسماء لا تليق بالشعب اللبناني، أسماء تخدم أربابها وأسيادها وتبيع شعبها بحفنة من الدولارات. من العار ان نستبعد اسماء حرّة حذرت ونبهت الشعب من الافلاس قبل حصوله بسنتين، ووضعت حلولاً لجات اليها الدولة حاليا. لم يبق من أمل لنا غير الرهان على القائد كوفيد التاسع عشر، ذاك الفارس الملثم والشجاع لإنقاذنا…. جانب القائد كوفيد هل تعرف منازلهم ام نرشدك بالعناوين؟ أيها القائد كوفيد لا تنسى نحن ضباطا في جيشك ونحن  بتصرفك… ملاحظة: بعد اقفال المعابد عند حاجتنا لها، لا قداسة في القرابة لأحد.

 

النهار: معركة محاصصة في زمن كورونا!

النهار/الجمعة 27 آذار 2020

" تقول: لعل أحدا لا يستطيع ان يغالب الدهشة حيال طبقة سياسية تتمتع بهذا المستوى من التخشب الى درجة التسبب بمعركة على تعيينات نواب حاكم مصرف لبنان وأعضاء لجنة الرقابة على المصارف في عز تصاعد المخاوف من انزلاق لبنان من مرحلة السيطرة على انتشار فيروس كورونا الى مرحلة فقدان التحكم بالانتشار. ساد الظن لدى تأليف حكومة الرئيس حسان دياب بان تركيبتها قد تشكل عامل تمايز بينها وبين الحكومات السابقة ولوانها ظلت صنيعة القوى السياسية ذات اللون الواحد التي جاءت بها بفعل كون معظم الوزراء من الاختصاصيين. لكن الحكومة التي كانت تخط امس بيد قرار التمديد لحال التعبئة الصحية وتطويرها الى اقرب ما يكون من حال طوارئ، كانت باليد الأخرى وتحت الطاولة طبعا تنخرط مع العهد والقوى السياسية في معركة مترفة على محاصصات التعيينات بدليل ان تصاعد الخلافات والتباينات حول المحاصصة فرض ترحيل التعيينات الى الأسبوع المقبل.

كما ان الملف المالي الاخر المتصل بمشروع الكابيتال كونترول بات في مرحلة غامضة تثير تداعيات إضافية مالية ومصرفية في وقت تشير المعلومات المتوافرة لـ"النهار" الى انه المشروع قد يكون سقط تماما بعد اللقاء الذي جمع اول من امس رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة حسان دياب وان الملف سيعاد الى حاكم مصرف لبنان رياض سلامة وتنفيذ ما يتصل بصلاحياته في قانون النقد والتسليف خصوصا بعد ان يتم تعيين نوابه. ومع ذلك فان الأولوية المطلقة الغالبة على الواقع اللبناني ظلت لرصد انتشار كورونا وقراءة دلالات الاعداد والنسب وتوزعها الجغرافي والمناطقي، وهو الامر الذي فرض نفسه على القرارات العسكرية والحكومية امس في جلستين متعاقبتين للمجلس الأعلى للدفاع ومجلس الوزراء. والواقع ان الحكومة صعدت إجراءات حال التعبئة المعلنة قبل اقل من أسبوعين بحيث باتت تقترب الى حدود بعيدة من حال طوارئ خصوصا بعدما أضيف الى الإجراءات المتخذة أساسا اجراء فرض الإقفال العام والتام يوميا من الساعة السابعة مساء الى الساعة الخامسة صباحا ومنع الخروج الى الشوراع أي بما يوازي منع التجول الليلي. وهذا الإجراء يعتبر المؤشر الأكثر تقدما نحو اعتماد التصعيد في التشدد حيال قرار إلزام المواطنين الحجر المنزلي بما يعكس ارتفاع مؤشرات الخطورة حيال الانتشار الوبائي واحتمالاته في المرحلة المقبلة. ومع ان مراقبين ومعنيين برصد واقع الانتشار الوبائي في لبنان لا يزالون يعتقدون ان معدلات الإصابات ومؤشراتها لا تزال ضمن مرحلة السيطرة على الانتشار، فان المعطيات التي تجمعت لدى مجلس الوزراء أملت التشدد اكثر فاكثر تحسبا لاتساع الاخطار. وقد افاد التقرير اليومي لوزارة الصحة امس بان مجموع الحالات بإصابات كورونا المثبتة مخبريا بلغ امس 368 حالة بزيادة 35 حالة عن اليوم السابق. كما افاد مستشفى رفيق الحريري الحكومي الجامعي بان مجموع الحالات المثبتة لديه وصل الى 72 حالة وان ثلاث حالات تماثلت للشفاء ليبلغ عدد حالات الشفاء 23 حالة.

التمديد والأقفال الليلي

وقد أوصى المجلس الأعلى للدفاع بتمديد حال التعبئة العامة حتى 12 نيسان وتأكيد تفعيل وتنفيذ الإجراءات التي فرضها مرسوم التعبئة مع تشدد ردعي من الأجهزة العسكرية والأمنية كافة في قمع المخالفات مما يؤدي الى عدم تفشي الفيروس وانتشاره. وعلى الأثر اعلن مجلس الوزراء تمديد حال التعبئة الى 12 نيسان المقبل، كما اعلن قرار فرض الإقفال التام بين السابعة مساء والخامسة صباحا مع استثناءات تشمل الصيدليات والأفران والمطاحن والمصانع التي تنتج المستلزمات الطبية. كما تقرر تخصيص 75 مليار ليرة من احتياطي الموازنة للهيئة العليا للإغاثة لتأمين المساعدات الغذائية والاجتماعية للعائلات المحتاجة. وإذ اعتبر رئيس الحكومة "بان الحالة التي نمر بها لا تسمح للحكومة بإعلان حال الطوارئ"، اكد استمرار خطورة الوضع. واما في موضوع التعيينات المتصلة بنواب حاكم مصرف لبنان وأعضاء لجنة الرقابة على المصارف الذي كان مدرجا على جدول اعمال مجلس الوزراء امس ولم يطرح على النقاش، فأوضح دياب ان وزير المال غازي وزني لم يرسل السير الذاتية لكل مرشح كما كنا اتفقنا وتم تأجيل الملف الى الأسبوع المقبل املا في "ان نستلم ملفات المرشحين مزودة بالسيرة الذاتية لكل منهم لكي نوزعها على الوزراء لاقرار التعيينات حسب الكفاءة". في المعلومات ان رئيس الجمهورية ميشال عون لفت في مداخلاته الى البيان المشترك الذي صدر عن صندوق النقد الدولي والبنك الدولي بخصوص الدول التي تعاني من وضع صعب في شأن توقيف الديون. وفي هذا الإطار سيجري وزير المال الاتصالات اللازمة مع البنك الدولي وصندوق النقد في هذا الخصوص. وفي اطار عرض الوضعين المالي والاقتصادي قدم وزير المال عرضا مفصلا للخطوات التي تم اتخاذها ثم قدم المدير العام لوزارة المال الان بيفاني عرضا على الشاشة حول الواقع الذي سيعرض على مالكي السندات ابتداء من الخامسة عصر اليوم في اجتماع سيعقد مع مالكي السندات لاطلاعهم على الواقع المالي للبنان والإصلاحات التي سيتم إدخالها على المالية العامة.

كباش التعيينات

وعلمت "النهار" ان الكباش حول التعيينات تصاعد بقوة في اليومين الأخيرين وعشية جلسة مجلس الوزراء على نحو حتم ترحيله الى الجلسة التي سيعقدها مجلس الوزراء الخميس المقبل ريثما تكون الاتصالات والمساعي توصلت الى تسوية للخلافات حول محاصصة القوى السياسية في هذه التعيينات التي تتخذ دلالات مهمة جدا عقب الازمة المالية والاقتصادية التي يعاني منها لبنان. وأفادت المعلومات ان الخلافات حول مناصب نواب الحاكم طاولت النائبين الشيعي والدرزي مما تقترب من النائب السني فيما دارت عن بعد معركة تجاذبات مسيحية على النائب المسيحي. ولا يبدو محسوما بعد على نحو نهائي ما اذا كان نواب الحاكم سيعينون من أعضاء جدد كليا ام ان الخلافات ستمدد للنواب الحاليين او بعضهم. وتردد ان الرئيس بري يؤثر بقاء النائب الأول الشيعي رائد شرف الدين فيما يطمح النائب طلال أرسلان الى تعيين النائب الدرزي في وقت يدعم الحزب التقدمي الاشتراكي تعيين فادي فليحان وهو ليس منتسبا اليه. وفيما لم يعلن رئيس الحكومة بعد أي موقف واضح من النائب السني في انتظار بلورة الاتجاهات التي ستتجمع مطلع الأسبوع المقبل على الأرجح. وقد بدا لافتا الموقف الحاد الذي اعلنته كتلة "المستقبل" مساء امس من هذا الملف اذ حذرت من "حياكة مخطط غير بريء في بعض الغرف الحكومية والرئاسية لتمرير هيئة جديدة لحاكمية مصرف لبنان ولجنة الرقابة على المصارف تلبي رغبات فريق سياسي طالما حاول وضع اليد على هذا المرفق الوطني والاقتصادي الحساس ". وشددت الكتلة على ان " هناك مواقع في الدولة وفي مصرف لبنان تحديدا لن نرضى بان تكون لقمة سائغة لاي جهة سياسية مهما علا شأنها واي محاولة للتلاعب بها لن تمر مرور الكرام ولن نتهاون تجاه أي اجراء او إهانة يمكن ان تصيب الفئات التي نمثلها من اللبنانيين".

 

نداء الوطن: "فيتو شيعي" على الكابيتال كونترول التعيينات... "عَ السكين يا بطيخ"!

"نداء الوطن/الجمعة 27 آذار 2020

" تقول: عاجلاً أم آجلاً سينقضي فيروس "كورونا المستجد" وستنقضي مفاعيله بعد أن يطوي الطب صفحة مآسيه في العالم، لكن فيروس "6 و6 مكرّر" المتأصل في نفوس وأنفاس أهل السلطة سيبقى هو بيت الداء والوباء في لبنان تحت حكم منظومة موبوءة عجزت كل "المعقّمات" الإصلاحية عن تطهير أدائها من الفساد والمحاصصة ووقف تفشي أزلامها في جهاز مناعة الدولة. فعلى قاعدة "رب ضارة نافعة" عاد أهل الحكم إلى طاولة تناتش الحصص والتعيينات "ع السكّين يا بطيخ" باعتبار أنّ زمن كورونا أجهز على الثورة وحررهم من قيودها ليعود مسلسل الكباش السياسي عند كل استحقاق وآخرها اليوم ما يحصل في ملف التعيينات المالية التي باتت معلّقة حتى إشعار آخر تحت وطأة اشتداد الخلاف على الحصص والمحسوبيات في تركيبة الجهاز الرقابي المصرفي. الخلاف الذي بدأت معالمه بالارتسام مطلع الأسبوع، تمظهر جلياً أمس واتضحت معه "خطوط النار" السياسية بين مختلف الجبهات لا سيما بعد انضمام "تيار المستقبل" إلى محور رئيس المجلس النيابي نبيه بري و"تيار المردة" و"الحزب التقدمي الاشتراكي"، في مواجهة محور يقوده رئيس "التيار الوطني الحر" جبران باسيل بمؤازرة من رئيسي الجمهورية ميشال عون والحكومة حسان دياب. وسرعان ما استعرت حرب البيانات بين "المستقبل" و"التيار الوطني" وصولاً إلى ملامسة "الخطوط الحمر" الطائفية حسبما استُشفّ من بيان كتلة "المستقبل" النيابية الذي نبّهت فيه من "مخطط غير بريء تحت جنح الكورونا" للتلاعب بمواقع في مصرف لبنان إرضاءً "لفريق سياسي لطالما حاول وضع اليد على هذا المرفق الاقتصادي الحساس"، محذرةً من أن هذه المواقع "لن تكون لقمة سائغة لأي جهة سياسية مهما علا شأنها وعدم وجودنا في السلطة لا يعطي أياً كان إذن مرور لأحد بانتهاك الكرامات وضرب الصلاحيات والاعتداء على مواقع الآخرين". وعلى الأثر ردّ "التيار الوطني" بالتصويب غير المباشر على السياسات الحريرية النقدية ليعود "المستقبل" بالرد على الرد عبر بوابة الحكومة "وسياساتها التي تُكتب بالحبر البرتقالي".

وعن موجبات احتدام مشهد تعيينات حاكمية مصرف لبنان ولجنة الرقابة على المصارف، توضح مصادر مواكبة لكواليس المشهد لـ"نداء الوطن" أنّ ما يحصل فعلياً هو "حرب فيتوات متبادلة الحلقة الأضعف فيها رئيس الحكومة"، وأضافت: "في وقت كان يصرّ دياب على تغيير كل الأسماء في التعيينات المالية وكانت جميع القوى السياسية مسلّمة على مضض بهذا الأمر، طرأ "فيتو" من رئيس "التيار الوطني" مدعوماً من رئيس الجمهورية على تغيير عضو لجنة الرقابة على المصارف الماروني جوزيف سركيس الأمر الذي استدرج "فيتو" مضاداً من رئيس مجلس النواب على تغيير العضو الشيعي أحمد صفا، وهو ما انسحب بطبيعة الحال على رفض إقصاء سمير حمود عن الرئاسة السنّية للجنة على قاعدة إما التغيير يطال الجميع أو الاستثناءات تطال الجميع". وفي حين تؤكد أنّ "التعيينات دخلت في دائرة الشلل بعدما بات المطروح التغيير في العضوية الأورثوذكسية والكاثوليكية فقط"، تلفت المصادر إلى أنّ "استنفار الأفرقاء السياسيين مردّه إلى المعلومات عن تدخل باسيل في اختيار الأسماء المسيحية وغير المسيحية في سلة التعيينات تحت ستار التنسيق القائم بين الرئاستين الأولى والثالثة حول ضرورة التغيير، فأضحى هذا التغيير بحسب محور بري - المردة - الاشتراكي - المستقبل بمثابة "مخطط باسيلي" لوضع اليد على تعيينات المصرف المركزي ولجنته الرقابية، بشقيها المسلم والمسيحي، مباشرةً أو مواربةً، وصولاً إلى ما رشح حتى عن محاولة لتدخل باسيل في تزكية الإسم الأرمني في تعيينات نائب حاكم المصرف". وبمعزل عن تأكيد أو نفي تدخل باسيل، جاء تعليق النائب أغوب بقرادونيان على هذا الموضوع حاسماً بالتشديد لـ"نداء الوطن" على أنه "إذا كانت هناك نية للإبقاء على أي من الاسماء الأربعة لنواب حاكم مصرف لبنان فنحن سنصر على الإبقاء على النائب الأرمني، أما إذا كان التوجّه هو نحو تغيير الأربعة فنحن مع التغيير وقد قدمنا ? أسماء لوزير المال لكي تُدرس سيرها الذاتية ويتم اختيار اسم من بينها". وليس بعيداً عن تعثّر التعيينات، أصبح موضوع "الكابيتال كونترول" كذلك في خبر كان بعدما وضع "حزب الله" و"حركة أمل" فيتو شيعيا على إقراره في مجلس الوزراء، وتؤكد مصادر رفيعة معنيّة بالموضوع لـ"نداء الوطن" أنّ هذا الفيتو تبلّغه رئيس الحكومة بشكل واضح "ولم يستطع لقاؤه مع بري في عين التينة لا تذليله ولا تأمين أي شكل من أشكال التوافق على تمريره"، موضحةً أنّ "الثنائي الشيعي الذي كان مواكباً منذ البداية لخطوات الحكومة في إعداد مشروع الكابيتال كونترول لم يعد متحمّساً لإنجازه لا سيما بعدما توصل إلى قناعة مشتركة تفيد بأنّ وطأته ستكون ثقيلة شعبياً بالإضافة كذلك إلى ما ورد إلى قيادة الحزب والحركة من اعتراضات متصاعدة من قبل رجال أعمال ومتمولين شيعة يرفضون رفضاً قاطعاً تقييد حركة أموالهم في المصارف أو اقتطاع أي جزء منها"، وعليه، رجحت المصادر أن يصار إلى الاستعاضة عن إقرار قانون "الكابيتال كونترول" باستخدام صلاحية حاكم المصرف المركزي لإصدار تعاميم إلى المصارف تُعنى بقوننة أعمالها مع المودعين تحت مظلة سياسية تؤمنها الحكومة.

 

مياه "جرمانوس" تعود إلى مجاريها

"ليبانون ديبايت"/الجمعة 27 آذار 2020

لوحِظَ أنّ مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي بيتر جرمانوس عاودَ حضور إجتماعاتِ المجلس الأعلى للدفاع في قصر بعبدا على الرغم من أنّه تقدَّمَ بطلبِ إنهاءِ خدماتهِ في وظيفتهِ. وفي هذا الإطار، عَلِمَ "ليبانون ديبايت"، أنّ القصر الجمهوري قد أستدركَ الخطأ السابق الذي أدى إلى عدم توجيهِ دعوةٍ إلى جرمانوس لحضور اجتماعٍ للمجلس وقد أحيط القاضي بذلك فإنتهت المشكلة عند هذا الحد.

 

الحكومة اللبنانية «تواجه تحديات كبيرة» مع ارتفاع مصابي «كورونا» إلى 391 وخصصت 60 مليون دولار لمواجهة خطر الوباء

بيروت: «الشرق الأوسط/الجمعة 27 آذار 2020       

أكد رئيس الحكومة اللبنانية حسان دياب، «أننا نواجه اليوم جميعاً تحديات كبيرة جداً»، في ظل انتشار الإصابات بوباء «كورونا» المستجد، داعياً اللبنانيين لـ«وقوف بعضهم إلى جانب بعض، بغض النظر عن انتماءاتنا الطائفية أو السياسية». وترافق كلامه مع الإعلان عن ارتفاع أعداد حالات الإصابة بفيروس «كوفيد 19» المثبتة مخبرياً في مستشفى الحريري الجامعي، ومختبرات المستشفيات الجامعية المعتمدة، بالإضافة إلى المختبرات الخاصة، إلى 391 حالة، بزيادة 23 حالة عن الخميس. وسجَّل لبنان حتى الآن وفاة 7 أشخاص، وتعافي 20 حالة، بينما لا تزال هناك 4 حالات حرجة، و23 حالة في وضع جيد. وغداة تلويح موظفي مستشفى «رفيق الحريري الجامعي» بالإضراب، مطالبين بالحصول على حقوقهم، نفذ دياب جولة تفقدية في المستشفى، اطلع خلالها على الإجراءات والتدابير التي يتخذها الجسم الطبي والتمريضي في المستشفى، لمعالجة المصابين بفيروس كورونا. وأكد أنه وقَّع الكتاب الوارد إلى رئاسة الحكومة من وزير الصحة حمد حسن، بشأن ما تبقى من فروقات سلسلة الرتب والرواتب، التي تناهز قيمتها ملياراً و50 مليون ليرة (700 ألف دولار)، بالإضافة إلى 950 مليون ليرة كانت محددة سابقاً، مضيفاً أن الكتاب حُوِّل إلى وزارة المال. وأكد أنه «سيتقاضى جميع العاملين في المستشفى رواتبهم الجديدة آخر الشهر الحالي، وهكذا يكون العاملون قد حصلوا على حقوقهم من الدولة». وشدد على أن «الحكومة تتابع كل تطور عالمي لمعالجة هذا الوباء، وسنكون جاهزين لكل جديد»، معلناً أنه انطلاقاً من أن هذا الملف هو أولوية للحكومة، فقد «خصصنا حوالي 60 مليون دولار لمواجهة خطر وباء (كورونا)، وللتجهيزات والمعدات والأدوية والمستلزمات المتعلقة به، وأيضاً لرعاية المصابين وفق المعايير التي يتم تحديدها». وفي مسعى لمنع انتشار العدوى، وتطبيقاً لقرار الحكومة، بدأت القوى الأمنية والجيش اللبناني تنفيذ قرار حظر التجول. وعممت المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي على المواطنين مذكرة وزارة الداخلية والبلديات، المتعلقة بتحديد مواقيت فتح وإقفال الشركات والمؤسسات الخاصة وسير المركبات، في إطار التشدد في مكافحة وباء «كورونا»، ومن ضمنها منع الخروج إلى الشوارع والطرقات ما بين الساعة 7 مساءً والساعة 5 صباحاً، واتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة بحق المخالفين، ومراقبة تقيد المؤسسات المستثناة من الإقفال التام بأوقات العمل وإجراءات الوقاية المحددة لها، والتشدد في مراقبة تقيُّد المواطنين المتجولين في المركبات العمومية والخاصة، بغية الحد من تنقلاتهم. وأكدت أن دور المواطنين أساسي في هذه الظروف الاستثنائية التي يمر بها العالم أجمع، وأن من صلب واجباتهم الوطنية في هذه المرحلة الدقيقة، الالتزام بالقرارات الصادرة بهذا الخصوص، وملازمة منازلهم. وسُجِّل خرق في طرابلس في شمال لبنان، تمثل في قيام مواطنين بتأدية صلاة الجمعة أمام المساجد، رغم القرار الحكومي، وقرار دار الفتوى القاضي بإغلاق المساجد، والاكتفاء برفع أصوات الأذان فيها. وفي موازاة ذلك، تم توزيع حصص تموينية ومساعدات غذائية على الأسر الفقيرة في مناطق لبنانية عدة.

 

القضاء اللبناني يطلق سراح موقوفين بلا كفالات وكتلة «المستقبل» تقترح عفواً عاماً يستثني الجرائم الإرهابية

بيروت: يوسف دياب/السبت 28 آذار/2020

اعتمد القضاء اللبناني آليات لتخفيف الغضب والاحتقان اللذين يسودان أوساط السجناء بسبب الخوف على حياتهم عبر إطلاق سراح سجناء في مبادرة «لتحقيق توازن بين تحقيق العدالة، وتقليل نسبة الخطر على السجناء» في ظل المطالبة بقانون عفو عام يحتاج إلى قرار سياسي، بحسب ما قال مصدر قضائي لـ«الشرق الأوسط». وكشف نقيب المحامين في الشمال محمد المراد أن «الهيئة الاتهامية في الشمال برئاسة القاضي رضا رعد أطلقت الأربعاء سراح 25 موقوفاً، كما تم وضع آليات لتلقي طلبات مماثلة عبر تطبيق (call center) من أجل تحويل عشرات الطلبات المماثلة إلى القضاة المختصين» غداة إطلاق سراح 18 آخرين. وتوقع المراد أن تؤدي هذه الإجراءات إلى الإفراج عن حوالي 200 موقوف من سجن طرابلس، أي ما بين 15 و20 في المائة من عدد نزلائه. يذكر أن مراكز التوقيف في لبنان مكتظة بسجناء بلا محاكمات. في غضون ذلك، تقدمت كتلة «المستقبل» النيابية من المجلس النيابي، باقتراح قانون معجل مكرر بمنح عفو عام عن بعض الجرائم التي لا تشمل قتل مدنيين أو عسكريين أو الضلوع في اعتداءات إرهابية، والجرائم الواقعة على أمن الدولة الخارجي وسط تشديد رئيس الحكومة السابق سعد الحريري على ضرورة أن يشمل قانون العفو العام المساجين الإسلاميين.

 

قاضٍ يُطالب بتوقيف مي خريش

موقع ليبانون ديبايت/الجمعة 27 آذار 2020  

تقدَّم قاضي بيروت الشرعي السني وعضو المجلس الإسلامي الشرعي الأعلى الشيخ وائل شبارو بتاريخ اليوم الجمعة بإخبار الى جانب النيابة العامة التمييزية في بيروت ضد نائب رئيس التيار الوطني الحر المحامية مي خريش، طالباً توقيفها والتحقيق معها، والإدعاء عليها بجرم المواد 317 و 574 عقوبات، وإحالتها على القضاء الجزائي المختص وإنزال أشد العقوبات في حقها.

وأمس الخميس، أعلنت مي خريش أنني "تواصلت مع دار الفتوى الكريمة وشرحت لهم بأنني لم أقصد ابداً الإساءة الى الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، عندما نشرت على تويتر حملة كل يوم كتاب تُشجع الناس على القراءة في هذه الفترة من الحجر المنزلي".

ولفتت الى أنه "صودف انني كنت أقرأ كتاباً للاستاذة الجامعية التونسية هالة الوردي فنشرت صورة غلافه لا أكثر ولا أقل".

وشددت على أنني "لم أروّج للكتاب ولم تصدر عنّي أي دعوة للاساءة للدين الاسلامي لا سمح الله، وانا إبنة عائلة نشأت على احترام الاديان والتنوع، فإذا كان الكتاب يمثّل إساءة لأحد فأنا حتماً لا أتبناها. ولكن للأسف شاء البعض تفسير التغريدة في غير محلها فشُنّت علي حملة لم تخلُ من اتهامات باطلة".

وأضافت، "إنني إنطلاقاً من راحة ضمير وصدق نوايا أعبر عن أسفي لما يمكن أن يعتبره البعض إساءة لا سمح الله للدين الإسلامي الكريم، وعليه أسحب تغريدتي وأتمنى أن يساهم ذلك في وضع حدّ لجدل لا أريده، مؤكدة حرصي على إحترام الجميع في إطار إحترام الحريات العامة والتنوع في المجتمع اللبناني".

وفي وقتٍ سابق، أبدت دار الفتوى، في بيانٍ، "أسفها وشجبها للدعوة التي وجهتها إحدى السيدات التابعة لتيار سياسي في لبنان لقراءة كتاب فيه إساءة لخاتم الأنبياء والمرسلين محمد صلى الله عليه وسلم"، مُستغربة هذا "الترويج الناتج عن خلفيات فكرية خطيرة على السلم الأهلي والعيش المشترك".

وطالبت دار الفتوى "الجهات المختصة في الدولة بوضع حد لمثل هذه الأمور التي فيها التجديف والمخالفة للأصول التي يرعاها الدستور اللبناني، ولسد باب الذرائع من حصول فتنة بين اللبنانيين". وأكدت "أن التعرض للأنبياء ورسالاتهم أمر مرفوض ومدان ومعيب في الإسلام، كما يدينه العقل السليم والفطرة الإنسانية السليمة، فالاعتذار واجب وأدا لأي فتنة قد تنتج عن هذا الحدث". ويأتي بيان دار الفتوى، رداً على تغريدة لمي خريش أمس، قالت فيها، "بعيداً عن السياسة وكورونا سأتشارك معكم كل يوم كتاب وأتمنى منكم أن تشاركوني كتابكم".وأضافت، "خلينا نحول الحجر المنزلي إلى قيمة مضافة لبعضنا".

ونشرت صورة لغلاف كتاب :" les derniers jours de muhammad".

 

أيها العراة لن تقتلوا الشرف ليحيا العار !

The Unsaid Lebanon/الجمعة 27 آذار 2020  

الزعماء الملتويون الذين نهبوا البلد، يعتبرون أن وباء كورونا نعمة من الله عليهم، لإعادة قبضتهم على مفاصل الحياة السياسية بحلة جديدة، من خلال طرح أنفسهم رأس رمح في المعركة الوجودية ضد الفيروس المدمر للبشرية. في السياق ذاته، يشنون حرب كانتونات ( لا صوت يعلوا فوق صوت المعركة ) على حساب مفهوم الدولة، كلاً منهم في منطقته وإن تواجد فريقان في المنطقة نفسها يتنافسان على خدمة "الشعب" ليصبح كل أمير على كانتونه صياح. من جهة أخرى، يعتمدون على عنصر الوقت، ظنا" منهم أنه حين تنتهي أزمة كورونا يكونون قد إستولوا على السلطات داخل ربعهم وأبقوا على تسلطهم على الدولة والدولة العميقة. هم عاجزون عن أو غير راغبين في تحقيق أي شيء للبنان واللبنانيين لأن إزدهار البلد وبناء الدولة يقضي على علة وجودهم وبالتالي عليهم. أيها العراة لن تقتلوا الشرف ليحيا العار !

الثورة مستمرة !

 

هذه العلاجات المزعومة لكورونا تقتل الناس.. إحذروها!

المدن/28 آذار/2020

يعاني سكان العالم آثاراً مدمرة لسيل هائل من المعلومات الخاطئة والمضللة التي تنشر عن فيروس كورونا المستجد عبر الإنترنت. وفي الوقت الذي تسبب فيه فيروس كورونا الذي قتل أكثر من 20 ألف شخص حول العالم، وانهيار الأسواق، وجعل العلماء يتدافعون إلى إيجاد حل، تغذي الشائعات والمزاعم الكاذبة الارتباك السائد وتعمق البؤس الاقتصادي. وقد تستحيل هذه الآثار مأساة. فعلى سبيل المثال، في إيران وهي من بين الدول الأكثر تضرراً بالفيروس، توفي أكثر من 210 أشخاص جراء شرب الكحول السام بعد تداول مزاعم في الإنترنت تفيد بأنه يمكن أن يعالج المصابين بكوفيد 19 أو يحمي منه، على ما ذكرت وكالة الأنباء الرسمية الإيرانية. وتشمل العلاجات المزيفة الخطيرة التي كشفت عنها وكالة "فرانس برس"، استهلاك الرماد البركاني ومكافحة العدوى باستخدام مصابيح بأشعة فوق بنفسجية أو مطهرات الكلور التي تقول السلطات الصحية إنها يمكن أن تسبب ضرراً إذا ما استخدمت بشكل غير صحيح.

وثمة علاج آخر "قاتل لفيروس كورونا"، وفقاً لمقالات مضللة نشرت في وسائل التواصل الاجتماعي، وهو شرب جزيئات الفضة على شكل سائل معروف باسم "الفضة الغروية".  وجاء في منشور في صفحة أحد مستخدمي "فايسبوك"، مرفقاً بصورة لوعاء ماء فيه قضيب معدني "أنا أصنع الفضة الغروية الآن. أنا مصابة بالربو وهل ينفع حقاً... قلقة من أن أصاب بالفيروس. هل يساعد هذا إذا تناولت ملعقة صغيرة يوميا منه. أنا لا أعرف هذا المنتج". قد تشمل الآثار الجانبية لتناول الفضة الغروية تغير لون الجلد إلى الرمادي المزرق وامتصاص غير كاف بعض الأدوية بما فيها المضادات الحيوية، وفقاً للمعاهد الوطنية الأميركية للصحة. لكن هذا لم يردع بعض الأشخاص عن استخدامها. وأوضح رجل أسترالي قال إنه يشتري هذه الوصفة بانتظام، لوكالة "فرانس برس"، إنها "نفدت بالكامل في مدينتي... لكن قبل تفشي الفيروس، كان بإمكاني دائماً الحصول عليها".

يعتبر الكوكايين والمساحيق الشبيهة بمواد التبييض أيضاً، من العلاجات الخطرة التي يروج لها عبر الإنترنت. وقالت الحكومة الفرنسية، رداً على تلك الادعاءات في "تويتر": "لا، الكوكايين لا يحمي من كوفيد 19". وفيما يتهافت الناس على شراء السلع الأساسية، تاركين رفوف متاجر السوبرماركت فارغة حول العالم، واجه بعض التجار والمزارعين الهنود مشكلة معاكسة إذ يتجنب الناس منتجاتهم بسبب معلومات خاطئة. وأوضح تجار تجزئة في نيودلهي إنهم خزنوا سلعاً صينية مثل المسدسات البلاستيك والشَّعر المستعار من بين أمور أخرى تم استيرادها من أجل مهرجان "هولي" في وقت سابق من هذا الشهر. وقال فيبين نيجهاوان من "جمعية الألعاب الهندية"، "المعلومات الخاطئة عن المنتجات الصينية التي تزعم أن هذه السلع قد تنقل فيروس كورونا، تسببت في انخفاض مبيعات المنتجات المخصصة للمهرجان. لقد شهدنا انخفاضا في المبيعات بحوالى 40% مقارنة بالعام السابق". وأفادت منظمة الصحة العالمية بأن الفيروس لا يعيش طويلاً على الأسطح الجامدة، لذلك فمن غير المحتمل أن تكون السلع المستوردة ناقلة للعدوى. ويعني الانتشار السريع للمعلومات في الإنترنت أنه عندما يناقش العلماء نظريات لم يتم إثباتها بعد، قد يُقدِم المرضى القلقون على مجازفات غير ضرورية. وقد أثير ارتباك بعد نشر رسائل وأبحاث نظرية في مجلات علمية حول ما إذا كانت بعض أنواع أدوية القلب يمكن أن تساهم في تطوير شكل خطير من كوفيد 19. ودفع هذا الأمر السلطات الصحية في أنحاء أوروبا وأميركا إلى تقديم المشورة لمرضى القلب الذين يواجهون خطراً أكبر في حال إصابتهم بالعدوى، حول مواصلة تناول أدويتهم. وقالت كارولين توماس التي تدير مدونة للنساء المصابات بأمراض القلب، إن العشرات من قرائها اتصلوا بها للحصول على المشورة بعد مشاهدة تغريدات تحذر من مثبطات الإنزيم المحول للأنجيوتنسين وحاصرات مستقبلات الأنغيوتنسين. وأضافت توماس التي تعزل نفسها في منزلها في كندا لوكالة "فرانس برس": "حتى أتواصل مع طبيب القلب الخاص بي سأتابع تناول أدويتي رغم أنني أتساءل عما إذا كانت تزيد من قابليتي للإصابة بالفيروس". وتابعت "أخشى أن أتناولها لكنني أخشى أيضا التوقف عن أخذها". وقال البروفيسور غاري جينينغز، كبير المستشارين الطبيين لمؤسسة القلب الأسترالية، إن الدراسات النظرية "استندت إلى عدد من العوامل التي هي موضع جدل"، محذراً من أنه إذا توقف المرضى عن تناول أدويتهم، فقد يعرّضون أنفسهم لنوبات قلبية أو لخطر الموت. وأشار إلى أنه "في غياب أي دليل على صحة تلك المزاعم ومع العلم أن هذه الأدوية مفيدة... لا يعتبر التوقف عن تناولها فكرة جيدة".

 

وزارة الاقتصاد تُشرِك المستهلكين في وضع قانون لحمايتهم

المدن/28 آذار/2020

أعلنت وزارة الاقتصاد والتجارة وضعها مشروع قانون تعديل أحكام قانون حماية المستهلك أمام الرأي العام اللبناني والهيئات المختصة. وأشارت الوزارة إلى أن التعديل يهدف إلى "تحديد القواعد العامة التي ترعى حماية المستهلك، وصحة وسلامة السلع والخدمات وجودتها، وصون حقوق المستهلك وإرشاده، وتأمين شفافية المعاملات الاقتصادية التي يكون المستهلك أحد أطرافها، وحماية المستهلك من الغش والإعلان الخادع، والحؤول دون استغلاله، وتشجيع الاستهلاك المستدام والانتاج الوطني". ولفتت الوزارة نظر المستهلكين إلى امكانية وضعهم ملاحظات على مشروع القانون، عبر البريد الالكتروني CPlaw@economy.gov.lb قبل منتصف ليل يوم الأحد 5 نيسان 2020، تمهيداً لمراجعتها وإعداد المسودة النهائية لمشروع القانون، الذي سترسله الوزارة في الأسبوع التالي إلى وزارة العدل لاستطلاع رأي هيئة التشريع والاستشارات، ومن ثم إرسال الصيغة النهائية إلى مجلس الوزراء.

 

رويترز: من المتوقع انكماش الاقتصاد اللبناني 12 بالمئة

المدن/28 آذار/2020

سجّلت احتياطيات النقد الأجنبي السائلة لدى مصرف لبنان، في كانون الثاني من العام الجاري، 22 مليار دولار، وذلك وفق ما نقلته وكالة رويترز عن مسؤول في وزارة المالية. وبحسب الوكالة، فإن "حزمة التمويل من المجتمع الدولي لم تتبلور بعد. ومن المتوقع بلوغ نسبةانكماش الاقتصاد خلال العام الحالي، 12 بالمئة، وذلك بتأثير من انتشار فيروس كورونا. فيما من المتوقع بلوغ معدل التضخم بين 20 الى 50 بالمئة". ولفت المسؤول النظر إلى أن "خطة التعافي الحكومية تقوم على إصلاح القطاع المصرفي وخطة إصلاح مالي وإصلاحات اقتصادية أخرى".

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

مورغان أورتاغوس لـ«الشرق الأوسط»: طهران تكذب ولا تراجع عن «الضغوط القصوى» وقالت إن بلادها تعمل خلف الكواليس لإعادة جميع معتقليها... وبحث في كيفية مواصلة تفتيش المواقع الإيرانية

واشنطن: هبة القدسي/الشرق الأوسط/27 آذار/2020

قللت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية مورغان أورتاغوس من «حملة التضليل الإيرانية، التي تروج لنظريات مؤامرة عبر اتهام الولايات المتحدة بإنتاج فيروس (كوفيد19)، ومحاولات طهران الحصول على تخفيف أو رفع للعقوبات بدعوى أنها تعوق قدرة النظام على مكافحة الوباء». وتسربت تلك الحملة إلى بعض وسائل الإعلام الأميركية والمراكز البحثية قبل أن تجد طريقها إلى الكونغرس الأميركي؛ حيث أرسل 9 مشرعين ديمقراطيين خطاباً، الاثنين الماضي، يناشدون فيه وزيري الخارجية والخزانة الأميركيين تجميد العقوبات على إيران. وقالت أورتاغوس في تصريحات خاصة لـ«الشرق الأوسط» إن المسؤولين الإيرانيين «ليسوا مبدعين؛ لقد سرقوا أسلوب الدعاية هذا من الحزب الشيوعي الصيني، نعلم أن الفيروس بدأ في مقاطعة ووهان ويتحمل الحزب الشيوعي الصيني مسؤولية ما يحدث للعالم الآن من انتشار هذا الفيروس». وشددت أورتاغوس على أن «حملة الضغوط القصوى» مستمرة، وأنه «لا يوجد تغيير أو تخفيف في العقوبات الأميركية المفروضة على النظام الإيراني»، موكدة أن «إيران لديها الفرصة في أي وقت لتأتي إلى الطاولة وتتصرف كدولة مسؤولة وتتفاوض مع الرئيس دونالد ترمب ووزير الخارجية مايك بومبيو»، وأضافت: «حينها يمكن وقف هذه العقوبات على الفور، وهذا الخيار مطروح دائماً على الطاولة».

وقالت أورتاغوس: «من المهم التوضيح مرة أخرى أن سياسة العقوبات مستقلة تماماً عن قنوات المساعدات الإنسانية والإغاثة لمساعدة إيران على مكافحة تفشي وباء كورونا»، متهمة النظام بالتقاعس في حماية شعبه. وبذلك ألقت أورتاغوس باللوم على النظام الإيراني «لعدم اتخاذه إجراءات للحد من تفشي الفيروس، على غرار إجراءات الولايات المتحدة التي أوقفت الرحلات الجوية إلى الصين»، غير أنها ذكرت أن «النظام هدد وسجن العشرات من الإيرانيين الذين كانوا يحاولون قول الحقيقة، وشجع التجمعات الكبيرة». وجددت أورتاغوس التأكيد على أن الإدارة الأميركية لا تزال تدعو إيران لإعادة التفكير، والسماح لفريق منظمة «أطباء بلا حدود» بدخول إيران، وعدّت خطوة إيران بطرد المنظمة «تلحق أضراراً بالشعب الإيراني»، وقالت أيضاً: «ما زلنا ندعو النظام الإيراني لقبول المساعدة من الولايات المتحدة، لأننا نهتم بشدة بالشعب الإيراني ولا نريده أن يستمر في المعاناة من سوء إدارة النظام وانعدام الشفافية».

وأكدت المتحدثة باسم «الخارجية» أن واشنطن تواجه حملة التضليل بكل قوة، ونوهت بأنه «لا يوجد عالم أو طبيب يشك في صحة أن الفيروس جاء من مقاطعة ووهان من الصين، وما يجب أن نركز عليه كيفية مكافحة هذا الوباء العالمي، وهذا ما تقوم به إدارة ترمب ووزارة الخارجية الأميركية». وأضافت: «الإيرانيون يكذبون فيما يتعلق بالإمدادات الطبية، وهم بارعون في إلقاء اللوم على الآخرين في سوء إدارتهم وافتقارهم للشفافية، وأبرز مثال على ذلك قيامهم بطرد فريق منظمة (أطباء بلا حدود)».

وكررت المتحدثة باسم الخارجية تصريحات كثير من المسؤولين الأميركيين حول استثناء العقوبات الأميركية المفروضة على إيران المساعدات الإنسانية والمعدات الطبية والأدوية، واستشهدت برفض طهران المساعدات الإنسانية والفنية التي عرضتها واشنطن علانية وبشكل خاص. وقالت في هذا الصدد إن «المساعدات متاحة بنسبة 100 في المائة للشعب الإيراني في أي وقت، وهي مستقلة تماماً عن العقوبات، والأمر في يد النظام الإيراني ليحصل عليها». من جانب آخر، ذكرت أورتاغوس أن «الأمم المتحدة، والوكالة الدولية للطاقة الذرية، والولايات المتحدة، وكثيراً من المنظمات متعددة الأطراف، تبحث في كيفية مواصلة عمليات تفتيش المواقع الإيرانية في ظل هذا الوباء، وهو أمر مثير للقلق؛ ما بين ضرورة الاهتمام بأمن وصحة المفتشين، وتصريحات النظام الإيراني العلنية بعدم التقيد بالتزاماتهم الدولية وتخطي حدود تخصيب اليورانيوم».

ورداً على سؤال عن النقاشات خلف الأبواب حول صفقات تبادل المعتقلين بين واشنطن وطهران، ومطالبة وزير الخارجية مايك بومبيو النظام الإيراني بالإفراج عن جميع المعتقلين الأجانب المحتجزين، وقيام إيران بالإفراج عن المعتقل الأميركي في سجونها مايكل وايت، أعربت أورتاغوس عن سعادة بلادها بمنح مايكل وايت إفراجاً صحياً مؤقتاً، وطالبت بالإفراج عن كل المعتقلين الأجانب مع ازدياد القلق من انتشار فيروس «كورونا» بين السجناء. وقالت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية: «ليس لديّ شيء نعلنه حول الإفراج عن مزيد من المعتقلين الأميركيين، ونحن نعمل بجد خلف الكواليس لإعادة جميع الأميركيين المعتقلين بشكل خاطئ في إيران إلى بلادهم». ولم تحدد أورتاغوس ماذا كانت واشنطن ستلجأ إلى استخدام الـ«فيتو» ضد طلب قدمته طهران للحصول على قرض بقيمة 5 مليارات دولار من صندوق النقد الدولي، لمواجهة تداعيات تفشي وباء «كورونا»، غير أنها ذكرت أن وزارة الخزانة الأميركية تتولى هذه الأمور.

 

واشنطن تعاقب كيانات «الحرس الثوري» المتورطة في تهريب أسلحة للعراق واليمن

واشنطن: هبة القدسي/الشرق الأوسط/27 آذار/2020

أعلنت وزارة الخزانة الأميركية فرض عقوبات جديدة على إيران شملت 15 شخصا وخمس شركات إيرانية لدورها في نقل السلاح إلى اليمن والعراق. وتعمل الشركات في مجال الشحن والتجارة والإنشاءات وقطاع الكيماويات، وامتدت قائمة العقوبات لتشمل شركات ومنظمات عراقية ومسؤولين كبارا ورجال أعمال يقدمون الدعم ويعملون لصالح «الحرس الثوري» الإيراني وذراعه الخارجية؛ «فيلق القدس». وقال بيان وزارة الخزانة أمس إن تلك الكيانات قدمت المساعدات للميليشيات المدعومة من إيران في العراق مثل كتائب «حزب الله» وقامت بعمليات تهريب عبر ميناء أم قصر العراقي، وعمليات غسل أموال من خلال شركات عراقية عملت كواجهة لإيران، إضافة إلى عمليات بيع النفط الإيراني للنظام السوري وتهريب الأسلحة للعراق واليمن وتخويف السياسيين العراقيين والاستيلاء على التبرعات المقدمة للمؤسسات الدينية وتحويلها لـ«الحرس الثوري» الإيراني. وقال البيان إن «الميليشيات الإرهابية المدعومة من النظام الإيراني استمرت في شن هجمات على الولايات المتحدة وعلى قوات التحالف في العراق». وشملت القائمة منظمة إعادة إعمار الأماكن المقدسة في العراق وهي منظمة تابعة لـ«الحرس الثوري» وأشرف عليها قاسم سليماني بنفسه. ورغم كونها مؤسسة دينية فإنها حولت ملايين الدولارات إلى شركة بهجت الكوثر للبناء والتجارة وهي شركة عراقية تخضع أيضا لسيطرة «الحرس الثوري»، وتعد قاعدة لأنشطة المخابرات الإيرانية في العراق لشحن الأسلحة والذخيرة إلى الميليشيات الإرهابية المدعومة من إيران بحسب البيان الأميركي. وشملت حزمة العقوبات شركة الخمائل للملاحة البحرية ومقرها العراق وتعمل خارج ميناء أم قصر والتي عملت على بيع المنتجات البترولية الإيرانية في انتهاك للعقوبات الأميركية المفروضة على بيع النفط الإيراني. كما أدرجت الخزانة الأميركية رئيس شركة الكوثر محمد جلال معاب وعددا من مساعديه على قائمة العقوبات واتهمتهم بنقل معدات الصواريخ والمتفجرات والأسلحة الصغيرة إلى اليمن مما أدى إلى تفاقم الصراع.

وأدرجت وزارة الخزانة كلا من علي رضا فدكر، ومحمد الغريفي، ومسعود شوشتربوستي، وحسن صابرين زاهد المعروف باسم المهندس مرتضي، وحسن صبوري نجاد، ومهدي قلي زاده، وعلي رضا فداكار وماشا الله بختياري ومحمد سعيد البهادلي وعلى حسين فالح المنصوري، ورضا موسوي فر وعلى فرحان أسدي، وحسين حسين المنصوري وهم من أفراد الحرس الثوري الإيراني في العراق، لعملهم في توفير الدعم المالي والتكنولوجي للحرس الثوري وتسهيل سفر مسؤولي الحرس بين العراق وإيران وتسهيل دخول الشحنات الإيرانية إلى الموانئ العراقية.

واتهمت وزارة الخزانة كلا من ياسر موسوي، ومهدي قاسم نجاد وهم من أعضاء «الحرس الثوري» بالعراق بتنسيق بيع المنتجات النفطية الإيرانية إلى النظام السوري. واتهمت الشيخ عدنان الحميداوي وهو قائد العمليات الخاصة لحزب الخليل بترهيب السياسيين العراقيين وتنفيذ العديد من عمليات التفجير وهجمات الصواريخ. وقال وزير الخزانة ستيفن منوشين إن «إيران توظف شبكة من الشركات كواجهة لتمويل الجماعات الإرهابية في جميع أنحاء المنطقة وتستولي على موارد الشعب الإيراني وتعطي الأولوية لوكلائها من الإرهابيين على حساب الاحتياجات الأساسية للشعب الإيراني»، مشددا على أن العقوبات تستثني المساعدات الإنسانية والأدوية والأجهزة الطبية لمساعدة الشعب الإيراني في مكافحة فيروس كورونا. من جانبها، أعلنت وزارة الخارجية الأميركية أنه سيتم السماح للعراق بالدخول في معاملات مالية مع إيران تتعلق باستيراد الكهرباء، وأشارت إلى أن هذا التنازل أو الاستثناء في العقوبات الجديدة يأتي لتلبية احتياجات الطاقة للشعب العراقي. وقال بيان وزارة الخارجية إن الولايات المتحدة تتعامل بشكل منتظم مع الحكومة العراقية حول ملفات الطاقة وتعمل لدعم التدابير التي تقلل من اعتماد العراق على استيراد الطاقة من إيران. وشدد البيان على تطلع الولايات المتحدة لحل سريع لتشكيل الحكومة العراقية والعمل مع حكومة ملتزمة بتوفير الأمن الذي يستحقه الشعب العراقي.

 

 إدارة ترمب ترفض تصديق وفاة ليفنسون في إيران

واشنطن: هبة القدسي/الشرق الأوسط/27 آذار/2020

أكد الرئيس الأميركي دونالد ترمب أنه لا يصدق التقارير التي تحدثت عن وفاة عميل مكتب التحقيقات الفيدرالي روبرت ليفنسون في أحد معتقلات إيران. وقال ترمب خلال المؤتمر الصحافي، مساء الأربعاء بالبيت الأبيض: «أنا لا أقبل أنه توفي. أنا لا أقبل ذلك. لم يخبرونا بأنه مات، لكن كثيراً من الناس يعتقدون ذلك». وكان ليفينسون قد اختفى في مارس (آذار) 2007 بعد سفره إلى جزيرة «كيش» التي تسيطر عليها إيران. وأشارت تقارير صحافية إلى أنه كان يسعى للحصول على معلومات حول فساد تورط فيه الرئيس الإيراني علي أكبر هاشمي رفسنجاني وعائلته. وعقدت عائلة ليفنسون مؤتمراً صحافياً، الأربعاء، أشارت فيه إلى الاعتقاد بوفاته. ونشرت على وسائل التواصل الاجتماعي أنهم لا يعرفون متى أو كيف توفي. وفي المقابل، أشار وزير الخارجية الأميركي مايكل بومبيو، في تصريحات إذاعية أمس، إلى أن إدارة الرئيس ترمب ملتزمة بضمان عودة ليفنسون إلى بلاده. وقال بومبيو إنه من الصعب معرفة ما الذي يفكر فيه الإيرانيون، منتقداً طريقة النظام في التعامل مع الشعب الإيراني خلال أزمة تفشي وباء «كورونا»، ومطالباً بالإفراج عن المعتقلين الأميركيين والأجانب المحتجزين بشكل غير قانوني في سجون إيران. وقال: «عندما نرى نوعية الأمور التي يقومون بها، فهم لا يزالون يأخذون الأميركيين ويحتجزونهم رهائن، وهذا نظام مارق، ولن أستطيع طول حياتي أن أفهم سياسات الإدارة الأميركية السابقة في استرضاء هذا النظام». ونقلت «رويترز» عن المتحدث باسم البعثة الإيرانية لدى الأمم المتحدة علي رضا مير يوسفي قوله على «تويتر» إن إيران ليس لديها علم بشأن مكان ليفنسون، وأضاف: «أعلنت إيران دائماً أن مسؤوليها لا يعلمون مكان السيد ليفنسون، وأنه ليس محتجزاً لدى طهران. هذه الحقائق لم تتغير». وسلّط وباء فيروس «كورونا» الضوء على المطالب بإطلاق سراح السجناء الأميركيين المحتجزين في سجون إيران. ويعدّ اختفاء ومصير ليفنسون - أقدم الرهائن الأميركيين في إيران - من أكبر الأمور الغامضة؛ خصوصاً مع انكار النظام الإيراني احتجازه. وطالب وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو الأسبوع الماضي طهران بـ«الإفراج فوراً» عن جميع المواطنين الأميركيين. بسبب خطر إصابتهم بفيروس «كورونا» المستجدّ المتفشّي في إيران، وفي سجونها. وشدد بومبيو على ضرورة الإفراج عن ليفنسون. وقال: «نطلب أيضاً من النظام احترام التزامه بالعمل مع الولايات المتّحدة لتحقيق عودة روبرت ليفنسون».

 

تمرد آخر بسجون إيران بسبب كورونا وهروب 80 سجينا

العربية.نت - صالح حميد27 آذار/2020

تداول ناشطون عبر مواقع التواصل مقطع فيديو يظهر هروب عشرات السجناء من سجن مدينة سقّز، بمحافظة كردستان، غرب إيران، يوم الجمعة، حيث يعد هذا رابع تمرد في السجون الإيرانية بغضون أسبوعين بسبب مخاوف السجناء من انتشار كورونا بعد وفاة وإصابة العديد منهم بالفيروس. وذكرت وكالة "فارس" المقربة من الحرس الثوري، أن معلومات موثقة أكدت قيام السجناء بالتمرد مساء الجمعة داخل السجن حيث تمكن 80 منهم من الهروب. ونقلت الوكالة عن شهود عيان قولهم إن السجناء تمكنوا حين الهروب من ركوب سيارات المواطنين برضاهم أو بالتهديد وابتعدوا عن المكان. وأضافت أن قسما آخر من السجناء الهاربين تمكنوا من الاختباء في المدينة من خلال دخول الشوارع الرئيسية بالمرور من الأزقة الضيقة المحيطة بالسجن. وحدثت حالت تمرد مماثلة في سجون تبريز وبارسيلون في خرم آباد وأوليغودارز خلال الأيام الماضية، وسط قلق متزايد بين النزلاء بشأن انتشار فيروس كورونا وعدم منح السجناء إجازات شبيهة بأقرانهم في السجون الأخرى. يذكر أن السلطة القضائية الإيرانية كانت قد منحت إجازة لحوالي 85ألف من مجموع أكثر 280 ألف سجين بسبب مخاوف من انتشار كورونا، لكنها استثنت أغلب السجناء السياسيين على الرغم من مناشدات منظمات حقوق الإنسان والنشطاء. وكانت منظمة العفو الدولية، قد أصدرت مناشدة الخميس في رسالة موجهة إلى رئيس السلطة القضائية الإيرانية، إبراهيم رئيسي، ذكرت فيها إنه يتعين على السلطات الإيرانية "الإفراج الفوري وغير المشروط" عن مئات سجناء الرأي وسط بواعث قلق خطيرة بشأن انتشار فيروس كورونا في السجون الإيرانية. وجاء في الرسالة: "على السلطات أن تتخذ إجراءات لحماية صحة جميع السجناء وأن تفكر بشكل عاجل في الإفراج عن المحتجزين وأولئك الذين قد يكونون معرضين بشكل خاص لخطر الإصابة بأمراض شديدة أو الموت". وقالت منظمة العفو إنها على علم بالتدابير التي أعلنتها السلطات الإيرانية لإطلاق سراح بعض السجناء بسب تفشي المرض، لكنها تشعر بالقلق من استمرار مئات سجناء الرأي في السجن، بمن فيهم المدافعون عن حقوق الإنسان والمتظاهرون السلميون وغيرهم من المحتجزين "لمجرد التعبير السلمي عن الحق في حرية التعبير وتكوين الجمعيات أو التجمع ". ووفقاً لمنظمة العفو الدولية، واستناداً إلى تقارير نشطاء حقوق الإنسان من إيران، فشلت السلطات الإيرانية في توفير الحماية الكافية لنزلاء السجون من الفيروس، حيث كانت الظروف حتى قبل تفشي الفيروس "أقل بكثير من المعايير الدولية".

 

الميثانول يحمي من «كورونا»: اعتقاد خاطئ يقتل 300 إيراني

أوسلو/الشرق الأوسط/27 آذار/2020

يتوسل عامل في القطاع الصحي بإيران المواطنين للتوقف عن شرب الكحولات الصناعية بينما كان يقف إلى جانب طفل يبلغ من العمر 5 أعوام تظهر عليه علامات المرض ولا يرتدي سوى حفاضات بلاستيكية. والطفل، الذي أصبح أعمى الآن بعد أن أعطاه والداه الميثانول السام بسبب الاعتقاد الخاطئ بأنه يحمي من الإصابة بفيروس كورونا، هو مجرد واحد من مئات ضحايا الاعتقادات الخاطئة الخاصة بالوباء التي تجتاح إيران، وفقاً لصحيفة «ديلي ميل» البريطانية. وتشير وسائل الإعلام الإيرانية إلى مقتل ما يقرب من 300 شخص وإصابة أكثر من ألف حتى الآن بسبب تناول الميثانول في جميع أنحاء إيران. يأتي ذلك في الوقت الذي انتشرت فيه العلاجات المزيفة عبر وسائل التواصل الاجتماعي في إيران، حيث لا يزال الناس ينتقدون الحكومة بشدة بعد أن قللت من أهمية الأزمة لأيام عدة قبل أن يغزو الفيروس البلاد. وقال الدكتور كنوت إريك هوفدا، اختصاصي السموم السريري في أوسلو، الذي يدرس تسمم الميثانول ويخشى أن يكون تفشي الفيروس في إيران أسوأ من الذي تم الإعلان عنه، «ينتشر الفيروس والناس يموتون، وأعتقد أنهم أقل إدراكاً لحقيقة أن هناك مخاطر أخرى حولهم». وتابع «إذا استمر الناس في شرب هذه المواد، سيكون هناك المزيد من الوفيات جراء التسمم». وبالنسبة لمعظم الناس، يسبب الفيروس التاجي الجديد أعراضاً خفيفة أو معتدلة، مثل الحمى والسعال الذي يزول خلال أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع. وبالنسبة للبعض، وخاصة كبار السن والأشخاص الذين يعانون من مشاكل صحية حالية، يمكن أن يسبب عارضاً أكثر حدة، بما في ذلك الالتهاب الرئوي. ويواصل العلماء والأطباء دراسة الفيروس والبحث عن أدوية فعالة ولقاح مناسب.

لكن في الكثير من الرسائل التي نشرتها حسابات على مواقع وسائل التواصل الاجتماعي الإيرانية باللغة الفارسية يشار إلى أن مدرساً بريطانياً وآخرين تمكنوا من القضاء على فيروس كورونا بأنفسهم عبر شرب الكحول وتناول والعسل، وهو أمر لم تثبت صحته. ويخشى الخبراء الدوليون أيضاً من أن إيران لا تقدم تقارير كافية عن عدد الإصابات والوفيات جراء الفيروس، حيث قلل المسؤولون هناك من أهمية الفيروس قبل الانتخابات البرلمانية. وهذا الخوف من الوباء، إلى جانب إشاعات الإنترنت، أدى إلى إصابة المئات من الأشخاص بعوارض مرضية بسبب شرب الكحول غير المشروع الذي يحتوي على الميثانول في مقاطعة خوزستان جنوب غربي إيران ومدينة شيراز الجنوبية. وقال كيانوش جهانبور، المتحدث باسم وزارة الصحة الإيرانية، اليوم (الجمعة)، إن حصيلة وفيات فيروس كورونا ارتفعت إلى 2.378 شخصا بعد تسجيل 144 وفاة جديدة خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية. وصرح المتحدث للتلفزيون الرسمي بأن العدد الكلي للحالات المؤكدة زاد بمقدار 2.926 حالة ليصل إلى 32.332 إصابة، مضيفاً أن 2.893 من المرضى في حالة حرجة.

 

أميركا الأولى عالمياً في عدد الإصابات بـ«كورونا»... وإيطاليا تتصدر عدد الوفيات

واشنطن: «الشرق الأوسط أونلاين»/27 آذار/2020

تجاوزت الولايات المتحدة، اليوم (الجمعة)، كل من الصين وإيطاليا في عدد حالات الإصابة المؤكدة بفيروس كورونا، وفقاً لخريطة تتبع (كوفيد-19) التي تصدرها جامعة جونز هوبكنز. وارتفعت الحالات في الولايات المتحدة حالياً إلى أكثر من 83 ألف شخص، تليها الصين بأكثر من 81 ألف حالة، ثم إيطاليا بأكثر من 80 ألف حالة. وبحسب بيانات الجامعة التي يتم تحديثها بانتظام، تتصدر إيطاليا عدد الوفيات الناجمة عن الإصابة بفيروس كورونا، حيث تجاوزت الوفيات بها 8 آلاف و200 حالة، تليها الصين بنحو 3 آلاف و287 حالة، فيما توفي في الولايات المتحد أكثر من 1200 حالة. وجاءت الأرقام الجديدة في الوقت الذي ظهرت فيه نقاط ساخنة لانتشار الفيروس خارج ولاية نيويورك، المركز الحالي لتفشي الوباء. وقال حاكم ولاية لويزيانا جون بيل إدواردز، إن الحالات في ولايته ارتفعت بنسبة 28 في المائة يوم الخميس لتصل إلى ألفين و305 حالات من بينها 83 حالة وفاة. وحذر رئيس بلدية لوس أنجليس، إريك جريسيتي، يوم الأربعاء من أن «الأيام الأسوأ لم تأت بعد». وقال حاكم نيويورك أندرو كومو، في مؤتمر صحافي: «إن عدد الوفيات في تزايد»، مضيفاً أن 100 شخص لاقوا حتفهم الليلة الماضية ليصل إجمالي الوفيات في ولايته إلى 385 حالة و37 ألفاً و 258 حالة اصابة مؤكدة. وأضاف كومو، أنه من المتوقع أن تزداد الوفيات مع ترجيح وفاة المزيد من المرضى على أجهزة التنفس الصناعي، منوهاً إلى أن معظمهم من كبار السن.

 

إيطاليا لم تصل بعد إلى ذروة فيروس كورونا

روما: «الشرق الأوسط أونلاين»

قال سيلفيو بروسافيرو، رئيس معهد الصحة في إيطاليا، اليوم (الجمعة)، إن البلاد لم تصل إلى ذروة وباء فيروس كورونا بعد، وفقاً لوكالة «رويترز». جاء تصريح بروسافيرو بعد يوم من رصد أكثر من 6150 إصابة جديدة بفيروس كورونا ووفاة 712 بالمرض خلال 24 ساعة فقط. وقال في مؤتمر صحافي: «لم نصل إلى الذروة ولم نتجاوزها». ومع ذلك، أضاف بروسافيرو، أن هناك «دلائل على تباطؤ» في أعداد المصابين، مشيراً إلى أن الذروة ربما لا تكون بعيدة وبعدها ستشهد الحالات الجديدة اتجاهاً ملحوظاً للانخفاض. وتابع «عندما يبدأ التراجع سيعتمد حجمه على سلوككم»، مشيراً إلى مدى استعداد الإيطاليين لاحترام القيود على التنقل التي فرضها الإغلاق الحكومي. من جهتها، أعربت الصحف الإيطالية، اليوم، عن القلق والغضب غداة قرار الاتحاد الأوروبي إرجاء اعتماد تدابير قوية في مواجهة التداعيات الاقتصادية لتفشي وباء كورونا المستجد، وفقاً لوكالة الصحافة الفرنسية. وكان رئيس الوزراء الإيطالي جوسيبي كونتي هدد خلال القمة التي نظمت عبر الفيديو بعدم التوقيع على الإعلان المشترك في حال لم يعتمد الاتحاد تدابير قوية «مرفقة بأدوات مالية مبتكرة وملائمة بالفعل لحرب يتوجب علينا خوضها سوياً». وقررت الدول الـ27 إثر ذلك «تقديم مقترحات في غضون أسبوعين». وتنتظر إيطاليا التي تعدّ صاحبة أعلى نسبة ديون في منطقة اليورو بعد اليونان، تضامناً مالياً أوسع من الاتحاد الأوروبي في وقت ترفض دول الشمال، وبخاصة ألمانيا، أي خطوة نحو تقاسم الديون أوروبياً، وأي مشروع لاستصدار «سندات كورونا (كورونا بوندز)». وكتب وزير الخارجية لويجي دي مايو، على صفحته في موقع «فيسبوك»، «ننتظر وفاءً من جانب شركائنا الأوروبيين، ننتظر قيام أوروبا بدورها؛ لأنّنا لا نعرف ماذا نفعل بالكلمات المنمقة». أيضاً، أعرب الرئيس السابق للبرلمان الأوروبي، أنطونيو تاجاني، المنتمي إلى حزب «فوزا إيطاليا» (يمين وسط) عن غضبه، وقال إن «من شأن فيروس كورونا المستجد أن يقضي على أوروبا متخاذلة كالتي رأيناها أمس».

 

ارتفاع الوفيات بـ«ـكورونا» في إسبانيا إلى 4858 حالة

مدريد: /الشرق الأوسط/27 آذار/2020

أعلنت وزارة الصحة الإسبانية اليوم (الجمعة) أن حصيلة الوفيات بسبب الإصابة بفيروس كورونا ارتفعت بواقع 769 حالة لتصبح 4858 في زيادة قياسية جديدة خلال يوم واحد. وتجاوز عدد الوفيات المسجلة في يوم واحد في اسبانيا ما سُجل في إيطاليا التي أحصت 662 وفاة في آخر حصيلة نشرتها مساء الخميس، علماً أن إسبانيا هي ثاني أكثر دولة تسجّل وفيات بعد إيطاليا. وارتفع عدد الإصابات المؤكدة إلى 64059 مع تسجيل أكثر من 7800 في آخر 24 ساعة، ما يمثّل برغم ذلك تباطؤا في وتيرة الإصابات من ارتفاع بنسبة 14% من الخميس إلى الجمعة في مقابل 18% و20% في اليومين السابقين، وفق وكالة الصحافة الفرنسية. ولا يزال نحو 4100 شخص في العناية المركزة، بينما شفي 9357 مريضاً. ويخضع سكان اسبانيا الذين يناهز عددهم 46 مليونا لإجراءات العزل العام منذ 14 مارس (آذار)، وجرى تمديد التدابير حتى 11 أبريل (نيسان). وسبق للسلطات أن حذرت من أنّ الأسبوع الحالي سيكون صعباً.

 

رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون مصاب بـ«كورونا»

لندن/الشرق الأوسط/27 آذار/2020

أعلن رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، اليوم (الجمعة)، إصابته بفيروس كورونا، كاشفاً أنه يعاني أعراضاً طفيفة. وأكد مقر رئاسة الوزراء في 10 دواننغ ستريت بندن، أن جونسون يواصل عمله. وجاء في بيان رسمي: «بعدما ظهرت عليه أعراض طفيفة أمس (الخميس)، خضع رئيس الوزراء لفحص فيروس كورونا، وجاءت نتيجته إيجابية»، وفق وكالة رويترز. من جهته قال جونسون: «أخضع للعزل الذاتي الآن لكنني سأواصل قيادة استجابة الحكومة عبر دائرة تلفزيونية لمكافحة هذا الفيروس».أعلن رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، اليوم (الجمعة)، إصابته بفيروس كورونا، كاشفاً أنه يعاني أعراضاً طفيفة.

وأكد مقر رئاسة الوزراء في 10 دواننغ ستريت بندن، أن جونسون يواصل عمله. وجاء في بيان رسمي: «بعدما ظهرت عليه أعراض طفيفة أمس (الخميس)، خضع رئيس الوزراء لفحص فيروس كورونا، وجاءت نتيجته إيجابية»، وفق وكالة رويترز. من جهته قال جونسون: «أخضع للعزل الذاتي الآن لكنني سأواصل قيادة استجابة الحكومة عبر دائرة تلفزيونية لمكافحة هذا الفيروس». وتوجّه بالشكر إلى العاملين في هيئة الخدمات الصحية والشرطة والعاملين الاجتماعيين والمتطوّعين. ودعا البريطانيين إلى احترام التدابير المتخذة والبقاء في منازلهم، مبدياً ثقته بالقدرةعلى قهر الوباء وبقدرته هو شخصياً على التماثل للشفاء. وكتب موقع صحيفة «ذا صن» على الأثر: ربما كان لزاما على وزيري المالية ريشي سوناك والصحة مات هانكوك العزل الذاتي بعدما أمضيا وقتا مع جونسون. يشار إلى أن عدد الإصابات المؤكدة في بريطانيا تجاوز 12 ألفاً، من بينها 578 حالة وفاة، وفق أرقام أمس (الخميس). جدير بالذكر أن بوريس جونسون نال زعامة حزب المحافظين خلفاً لتيريزا ماي وتولى رئاسة الحكومة للمرة الأولى في 24 يوليو (تموز) 2019 على خلفية أزمة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي «بريكست». ثم عمد إلى إجراء انتخابات برلمانية مبكرة في 12 ديسمبر (كانون الأول) الماضي حقق فيها حزبه فوزاً كبيراً. وبعد مفاوضات شاقة مع الاتحاد الأوروبي، عقد الجانبان اتفاقاً قضى بخروج بريطانيا نهائياً من التكتل في 31 يناير (كانون الثاني) الماضي، مع إقرار فترة انتقالية تنتهي في 31 ديسمبر المقبل. ومع بداية انتشار فيروس كورونا في بريطانيا، اعتمد جونسون مقاربة مثيرة للجدل تُعرف باسم «مناعة القطيع»، وتقضي بترك الفيروس ينتشر لكي يكسب الأصحاء مناعة. غير أنه ما لبث أن تراجع بعد انتقادات عديدة وقرر اعتماد إجراءات الفحص والعزل والإغلاق أسوة بغالبية الدول الأخرى.

 

علاجات لـ«كورونا» «ضرّت» من تناولها: الفضة الغروية والكحول السام والكوكايين

هونغ كونغ/الشرق الأوسط/27 آذار/2020

يعاني سكان العالم من آثار مدمرة لسيل هائل من المعلومات الخاطئة والمضللة التي تنشر عن فيروس كورونا المستجد عبر الإنترنت. وفي الوقت الذي تسبب فيه فيروس كورونا الذي قتل أكثر من 20 ألف شخص حول العالم في انهيار الأسواق وجعل العلماء يتدافعون إلى إيجاد حل، تغذي الشائعات والمزاعم الكاذبة الارتباك السائد وتعمق البؤس الاقتصادي. وقد تستحيل هذه الآثار مأساة. فعلى سبيل المثال، في إيران وهي من بين الدول الأكثر تضررا بالفيروس، توفي أكثر من 210 أشخاص جراء شرب الكحول السام بعد تداول مزاعم على الإنترنت تفيد بأنه يمكن أن يعالج المصابين بكوفيد 19 أو يحمي منه، على ما ذكرت وكالة الأنباء الرسمية الإيرانية. وتشمل العلاجات المزيفة الخطيرة التي كشفت عنها وكالة الصحافة الفرنسية استهلاك الرماد البركاني ومكافحة العدوى باستخدام مصابيح بأشعة فوق بنفسجية أو مطهرات الكلور التي تقول السلطات الصحية إنها يمكن أن تسبب ضررا إذا ما استخدمت بشكل غير صحيح.

وثمة علاج آخر «قاتل لفيروس كورونا»، وفقا لمقالات مضللة نشرت على وسائل التواصل الاجتماعي وهو شرب جزيئات الفضة على شكل سائل معروف باسم «الفضة الغروية». وجاء في منشور على صفحة أحد مستخدمي «فيسبوك» مرفقا بصورة لوعاء ماء فيه قضيب معدني «أنا أصنع الفضة الغروية الآن. أنا مصابة بالربو وهل ينفع حقا... قلقة من أن أصاب بالفيروس. هل يساعد هذا إذا تناولت ملعقة صغيرة يوميا منه. أنا لا أعرف هذا المنتج». قد تشمل الآثار الجانبية لتناول الفضة الغروية تغير لون الجلد إلى الرمادي المزرق وامتصاص غير كاف لبعض الأدوية بما فيها المضادات الحيوية وفقا للمعاهد الوطنية الأميركية للصحة. لكن هذا لم يردع بعض الأشخاص عن استخدامها. وأوضح رجل أسترالي قال إنه يشتري هذه الوصفة بانتظام إنها «نفدت بالكامل في مدينتي... لكن قبل تفشي الفيروس، كان بإمكاني دائما الحصول عليها». يعتبر الكوكايين والمساحيق الشبيهة بمواد التبييض أيضا من العلاجات الخطرة التي يروج لها عبر الإنترنت. وقالت الحكومة الفرنسية ردا على تلك الادعاءات على «تويتر»، «لا، الكوكايين لا يحمي من كوفيد 19». وفيما يتهافت الناس على شراء السلع الأساسية تاركين رفوف متاجر السوبرماركت فارغة حول العالم، واجه بعض التجار والمزارعين الهنود مشكلة معاكسة إذ يتجنب الناس منتجاتهم بسبب معلومات خاطئة. وأوضح تجار تجزئة في نيودلهي لوكالة الصحافة الفرنسية أنهم خزنوا سلعا صينية مثل المسدسات البلاستيك والشعر المستعار من بين أمور أخرى تم استيرادها من أجل مهرجان «هولي» في وقت سابق من هذا الشهر.وقال فيبين نيجهاوان من «جمعية الألعاب الهندية»، «المعلومات الخاطئة عن  المنتجات الصينية التي تزعم أن هذه السلع قد تنقل فيروس كورونا، تسببت في انخفاض مبيعات المنتجات المخصصة للمهرجان. لقد شهدنا انخفاضا في المبيعات بحوالي 40 في المائة مقارنة بالعام السابق».

وأفادت منظمة الصحة العالمية بأن الفيروس لا يعيش طويلا على الأسطح الجامدة، لذلك فمن غير المحتمل أن تكون السلع المستوردة ناقلة للعدوى. ويعني الانتشار السريع للمعلومات على الإنترنت أنه عندما يناقش العلماء نظريات لم يتم إثباتها بعد، قد يقدم المرضى القلقون على مجازفات غير ضرورية. وقد أثير ارتباك بعد نشر رسائل وأبحاث نظرية في مجلات علمية حول ما إذا كانت بعض أنواع أدوية القلب يمكن أن تساهم في تطوير شكل خطير من كوفيد 19. ودفع هذا الأمر السلطات الصحية في أنحاء أوروبا وأميركا إلى تقديم المشورة لمرضى القلب الذين يواجهون خطرا أكبر في حال إصابتهم بالعدوى، حول مواصلة تناول أدويتهم. وقالت كارولين توماس التي تدير مدونة للنساء المصابات بأمراض القلب، إن العشرات من قرائها اتصلوا بها للحصول على المشورة بعد مشاهدة تغريدات تحذر من مثبطات الإنزيم المحول للأنجيوتنسين وحاصرات مستقبلات الأنجيوتنسين. وأضافت توماس التي تعزل نفسها في منزلها في كندا لوكالة الصحافة الفرنسية «حتى أتواصل مع طبيب القلب الخاص بي سأتابع تناول أدويتي رغم أنني أتساءل عما إذا كانت تزيد من قابليتي للإصابة بالفيروس». وتابعت «أخشى أن أتناولها لكنني أخشى أيضا التوقف عن أخذها». وقال البروفسور غاري جينينغز كبير المستشارين الطبيين لمؤسسة القلب الأسترالية، إن الدراسات النظرية «استندت إلى عدد من العوامل التي هي موضع جدل» محذرا من أنه إذا توقف المرضى عن تناول أدويتهم، فقد يعرضون أنفسهم لنوبات قلبية أو لخطر الموت. وأشار إلى أنه «في غياب أي دليل على صحة تلك المزاعم ومع العلم أن هذه الأدوية مفيدة... لا يعتبر التوقف عن تناولها فكرة جيدة».

 

انسحاب أميركي من قاعدة جوية ضمن إعادة انتشار في العراق والزرفي يطمئن «الخمس الكبار» بشأن سياسته الخارجية

بغداد: حمزة مصطفى/الشرق الأوسط/27 آذار/2020

انسحبت القوات الأميركية المنخرطة في التحالف الدولي ضد الإرهاب في العراق، أمس، من «قاعدة القيارة الجوية» جنوب الموصل، وسلمتها إلى «قيادة عمليات نينوى»، تمهيداً للانتقال إلى قاعدة أخرى رئيسية في الأراضي العراقية، ضمن عملية إعادة انتشار.

وقال مدير «شؤون الاستدامة» في «قوة المهام المشتركة للتحالف - عملية العزم الصلب»، الجنرال فنسنت باركر، في بيان إنّ «اليوم بمثابة علامة فارقة أخرى للتحالف العسكري الدولي ضد (داعش)، ولشركائنا في قوات الأمن العراقية». وأضاف أن «(قاعدة القيارة الجوية) كانت نقطة انطلاق استراتيجية لقوات الأمن العراقية وقوات التحالف خلال معركة الموصل». وأوضح أن القاعدة تعمل بشكل خاص مركزاً للقوات الجوية العراقية التي تواصل توجيه ضربات مدمرة إلى مواقع «داعش». وأكد «تنسيق عملية النقل مع حكومة العراق، وما يحصل اليوم هو بفضل الجهود والنجاحات التي حققها شركاؤنا في قوات الأمن العراقية».

وأشار إلى أنه «بفضل هذه النجاحات التي حققتها قوات الأمن العراقية في قتالها ضد (داعش)، وبالتعاون مع قواتنا الشريكة وحكومة العراق، تقوم (قوة المهام المشتركة - عملية العزم الصلب) بإعادة نشر ونقل الأفراد والمعدات إلى قواعد عراقية عدة طوال 2020».

وشدد على أن «قوات الأمن العراقية مستمرة في تنفيذ عمليات مستقلة وبشكل متزايد ضد (داعش)، من أجل الدفاع عن وطنهم؛ بما في ذلك عملية (أبطال العراق) وكذلك عملية (إرادة النصر) بكل مراحلها والتي تم تنفيذها في عام 2019».

وأكد باركر أن «(قوة المهام المشتركة - عملية العزم الصلب) ستبقى في العراق، وبدعوة من حكومة العراق، وستستمر في تقديم المشورة وعمليات التدريب ضد (داعش)، وسيعمل التحالف من مواقع أقل، ولكنه سيُواصل التزامه بدعم شركائنا في قتالهم ضد (داعش)».

وأكد مصدر عسكري عراقي أن «الطائرات الأميركية باشرت منذ الأربعاء، نقل المواد اللوجيستية لقوات التحالف في القاعدة لحين اكتمال عملية إلى الانسحاب». وكشف عن أن انسحاب المدربين الأميركيين وقوات بعثة التحالف الدولي ضد الإرهاب من القصور الرئاسية في الجانب الأيسر من مدينة الموصل، سيكون في 4 أبريل (نيسان) المقبل، وستتسلم «قيادة عمليات نينوى» القصور الرئاسية بعدها. وأوضح المصدر العسكري أن «انسحاب قوات التحالف والمدربين الأميركيين من قاعدة القيارة والقصور الرئاسية، يأتي للانتقال إلى القواعد الرئيسية للتحالف في محافظتي صلاح الدين والأنبار» شمال وغربي البلاد.

وكانت «خلية الإعلام الأمني» في «قيادة العمليات العراقية المشتركة»، أعلنت أمس سقوط صاروخين من نوع «كاتيوشا» قرب «قيادة عمليات بغداد» في المنطقة الخضراء. وأضافت في بيان أن الصاروخين «كان انطلاقهما من منطقة النهضة». وكانت وسائل إعلام عراقية ذكرت أن أصوات انفجارات سمعت فجراً في محيط المنطقة الخضراء التي تضم مبانيَ حكومية وسفارات أجنبية؛ أبرزها السفارة الأميركية.

إلى ذلك، سعى رئيس الوزراء العراقي المكلف عدنان الزرفي إلى طمأنة الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن، إلى انتهاجه سياسة خارجية متوازنة، خلال لقاء جمعه مع سفراء هذه الدول المعروفة باسم «الخمس الكبار»، ووضعه سياسي قريب منه في إطار محاولة لـ«تطويق أي عقوبات محتملة على العراق».

وقال السياسي القريب من الزرفي لـ«الشرق الأوسط» إن رئيس الوزراء المكلف «تحدث بوضوح أمام سفراء الولايات المتحدة وبريطانيا والصين وفرنسا وروسيا بشأن أولويات سياسته الخارجية التي تهدف بالأساس إلى ضمان استقلالية العراق والوقوف على مسافة واحدة من جميع الدول، بما يضمن المصالح المشتركة بين هذه الدول والعراق». وأوضح أن الزرفي «حثّ ممثلي هذه الدول على العمل من أجل تنفيذ الالتزامات المتبادلة مع العراق، ومنها أهمية إبعاد العراق عن الصراع الأميركي - الإيراني وحسم هذا الصراع بالطرق السياسية ووفقاً للقوانين الدولية، بالإضافة إلى أهمية تنفيذ بريطانيا التزاماتها حيال العراق لجهة البدء بتنفيذ الإجراءات الخاصة بالقرض البريطاني الممنوح للعراق، وقوامه 10 مليارات دولار، إضافة إلى التزامات أخرى متبادلة مع فرنسا لجهة ما كانت قد التزمت به في تنفيذ (مترو بغداد)، والصين لجهة الاتفاقية الصينية - العراقية التي جرى التوقيع على التفاهمات الخاصة بشأنها العام الماضي».

ولفت إلى أن «السياسة الواقعية التي سينتهجها الزرفي في حال نالت حكومته الثقة وطبقاً للقائه الصريح مع ممثلي دول مجلس الأمن الدائمة، تقتضي أن يكون العراق بعيداً عن شبح العقوبات المحتملة، لا سيما مع تصاعد الدعوات، لفرضها على خلفية الموقف من المظاهرات الجماهيرية».

وأعلن الزرفي عبر «تويتر» أنه سيتبع «سياسة خارجية قائمة على مبدأ (العراق أولاً)، والابتعاد عن الصراعات الإقليمية والدولية التي تجعل من العراق ساحة لتصفية الحسابات». وأضاف أن «المصالح العراقية العليا ستكون هي البوصلة التي تحدد رسم اتجاهات تلك السياسة». وازدادت الشكوك في إمكانية تمرير الحكومة قبل انقضاء المهلة الدستورية في 16 أبريل المقبل، مع تراجع احتمالات عقد البرلمان جلسة قريباً بسبب تفشي فيروس «كورونا».

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

ربّ ضارّة "الكورونا" نافعة لـ"حزب الله": فائض القوة!

بقلم علي الأمين/نداء الوطن/27 آذار/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/84613/%d8%b9%d9%84%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d8%a3%d9%85%d9%8a%d9%86-%d8%b1%d8%a8%d9%91-%d8%b6%d8%a7%d8%b1%d9%91%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d9%83%d9%88%d8%b1%d9%88%d9%86%d8%a7-%d9%86%d8%a7%d9%81%d8%b9%d8%a9-%d9%84%d8%ad/

"يبرع" حزب الله في تحويل هزائمه وخيباته وتقهقره إلى انتصارات وهمية و"مولوية" وإلهية حيثما تدعو الحاجة.

والساحة اللبنانية التي أرادها أمينه العام السيد حسن نصرالله مفتوحة على الصراعات الأقليمية، بإمكانه أيضاً ان يجعلها مفتوحة على احتمالات غير متوقعة أيضاً وآخرها كارثة "كورونا".

فمصائب الكورونا عند قوم "حزب الله" فوائد، ومناسبة "عظيمة" تأتي في توقيت انكسار معنوي داخل بيئته على خلفية "نكد الدهر... العمالة لأميركا"، وتراجع في إدارة البلاد علانية ليشيح عنه شعار حكومة "حزب الله".

وعليه، آثر "حزب الله" ضرب عصافير بحجر "كوروني" واحد: إستنفار "الجيش الحزبي" لتجنيب ضاحيته ومناطقه في كل لبنان، المزيد من "الإبادة الكورونية" بفعل تفشي الفيروس فيها بحسب المعلومات المستقاة من مصادر متقاطعة، خصوصاً انه لا يزال في دائرة الإتهام واللوم بإدخال العدوى الى لبنان بعد السماح خلافاً للقانون والمنطق عن قصد وعمد بهبوط الطائرة الإيرانية الموبوءة، وكذلك اتخاذ إجراءات عزل وأمن ذاتيين، خارج إطار الدولة التي لطالما يمارسها، إلى إعادة إستنهاض همة بيئته ورفع معنوياتها الهابطة بفعل "عملته الأخيرة" وممارسة لعبة فائض القوة.

وفي خضم المواجهة مع فيروس كورونا، على المستوى الرسمي والأهلي، انهمكت بعض القوى الحزبية في السلطة وخارجها، في عملية المشاركة في هذه المواجهة، في محاولة لتعويض الخسائر التي سببتها انتفاضة "17 تشرين"، من نزف لجماهيرها، وتراجع حضورها السياسي، فعمدت الى القيام بحملات اعلامية لتغطية بعض عمليات التعقيم  في شوارع وأزقة وتقديم بعض المساعدات الغذائية الممهورة بختم الجهة في مناطق عدة.

"حزب الله" كان له دور واطلالة خاصة على هذا الصعيد، من خلال الاعلان عما اسماه "خطة حزب الله لمواجهة وباء - الكورونا".

الخطة التي اعلن عنها وعرض تفاصيلها رئيس المجلس التنفيذي في "حزب الله" السيد هاشم صفي الدين مساء الاربعاء، عبر محطة المنار، بدت اكثر من مجرد خطة لمواجهة "كورونا"، هو بالتأكيد حرص على القول إن "كل اجراءات خطتنا تنسجم مع سياسات واجراءات وزارة الصحة وتدابير الحكومة والدولة اللبنانية" من دون أن يتضح إن كان هذا الانسجام يعبّر عن تعاون او دعم من قبل وزارة الصحة لمتطلبات هذه الخطة.

هي اكثر من مجرد خطة، بسبب ما تضمنته من عديد وامكانيات بشرية، تتجاوز بأضعاف امكانيات وزارة الصحة نفسها.

تحدث عن "كادر عدده 24500 شخص بين طبيب ومسعف وغيرهم من مقدمي الخدمات الطبية والصحية".

هذا الرقم ينطوي على مبالغة، بل على رسالة، مفادها أن "حزب الله" الذي لديه هذا العديد من الكادر الطبي، فما بالكم بالكادر العسكري والأمني؟

في الجيوش لا يشكل الكادر الطبي الا نسبة ضئيلة من عديدها، وبالتالي تخيلوا ماذا لدى "حزب الله" من عديد وقدرات مالية وفنية.

 

صراعُ الوَبائَين كورونا والنظام العالمي

سجعان قزي/جريدةُ النهار/27 أذار 2020

الإنسانيّةُ تطالبُ بالتحرّرِ من احتكارِ العقل والالتحاقِ برعايةِ الإيمان. لا يستطيع العقلُ وحدَه إسعادَ الإنسانِ من دونِ الإيمان.

رغمَ تخمةِ التقدّمِ التكنولوجيّ، تَشعُر الإنسانيّةُ بنقصٍ روحيِّ ما.

http://eliasbejjaninews.com/archives/84605/%d8%b3%d8%ac%d8%b9%d8%a7%d9%86-%d9%82%d8%b2%d9%8a-%d8%b5%d8%b1%d8%a7%d8%b9%d9%8f-%d8%a7%d9%84%d9%88%d9%8e%d8%a8%d8%a7%d8%a6%d9%8e%d9%8a%d9%86-%d9%83%d9%88%d8%b1%d9%88%d9%86%d8%a7-%d9%88%d8%a7%d9%84/

هل الإنسانُ ابنُ الذاكرةِ يَتعلّمُ من التجارب، وعليه سيتَغيّرُ العالم؟ أم انّه ابنُ النِسيان لا يُبالي، وعليه سيُكمِلُ العالمُ مسارَه من دون تعديلٍ كأنَّ "كورونا" عاصفةٌ ومرّت؟ في بَدءِ الأزمةِ أعطى الحكّامُ للدورةِ الاقتصاديّةِ الأولويّةَ على صِحّةِ المواطنين. هذا مؤشّرٌ سلبيّ. أمّا تأمّلاتُ الناسِ في حَجْرِهم المنزليِّ فتركتِ انطباعًا بأنَّ مفهومَهم للوجودِ تَبدّل. هذا مؤشّرٌ إيجابيّ. المهِمُّ ألّا يكونَ هذا التبّدلُ نتيجةَ خوفٍ آنيٍّ فقط. خوفُ الناسِ يزول ومصالحُ الدولِ تبقى.

خوفُنا هذه المرّةَ عميقٌ ووجوديٌّ. أصبح استراتيجيًّا. كنا نَعتبر أن الأوبئةَ السابقةَ فَتكَت بالبشريّةِ عبر التاريخ لأنَّ العِلمَ كان لا يزال بِدائيًّا. أما اليوم، فــ"كورونا" يَفتِك بنا في أوْجِ تقدّم البحوثِ العلميّة والجُرثوميّة. إنّها ظاهرةٌ مُقلقة، شأنُها أن تَدفعَ العلماءَ إلى تعديلِ وِجهةِ أبحاثِهم، والأنظمةَ أولوياتِها. الإنسانيّةُ تطلبُ طمأنينةً تُنقذُها من ضِيقِها الحضاريِّ رغمَ رحابةِ الكون. الإنسانيّةُ تطالبُ بالتحرّرِ من احتكارِ العقل والالتحاقِ برعايةِ الإيمان. لا يستطيع العقلُ وحدَه إسعادَ الإنسانِ من دونِ الإيمان.

رغمَ تخمةِ التقدّمِ التكنولوجيّ، تَشعُر الإنسانيّةُ بنقصٍ روحيِّ ما. والحوكمةُ المبنيّةُ على المصالحِ الماديّةِ أخفَقت في إدارةِ العلاقاتِ بين البشر. لقد أخطأ "ڤولتير" في ادِّعائه أنَّ "الاستبدادَ يزول مع زوال الدين"، فيما أصابَ "نيتشه" حين توقّعَ أنَّ "يزحفَ القرنُ العشرون بوحشيّةٍ، وأن يكونَ العِلمُ في خِدمته".

صيفَ 2019 قرأتُ كتابَ "ذُعْر العالم" للمؤرّخِ الفرنسيِّ توما غومار Thomas Gomart (رئيس المعهد الفرنسيّ للعلاقاتِ الدوليّة). حَلّلَ فيه عنفَ التحوّلاتِ في العَلاقات الجيوسياسيّة في العصرِ الحالي، وتَوقّع أن تكونَ المجتمعاتُ المتقدّمةُ أكثرَ عِرضةً للخطرِ لأنَّ تطوّرَها يسيرُ خِلافَ الحقيقةِ الإنسانيّة. وفي فترةِ "التعبئةِ العامّة" عدتُ إلى كتابٍ قديم في مكتبتي: "الحصانُ الأبيض في القاطرة" (1967) للروائيِّ الـمَجريِّ آرثور كوستلر Arthur Koestler، يبيّنُ فيه أنَّ انحرافَ العالم في القرنِ العشرين نَشأ في المجتمعاتِ المتطوّرةِ وليس في تلك المتخلِّفة.

رجِعتُ إلى هذين الكتابين وأنا أقرأُ أنَّ مجلسَ الأمنِ الدوليِّ لم يجتمع لعَجزِه عن إصدارِ بيانٍ عن وباءِ "كورونا" بسببِ خلافٍ بين واشنطن وبكين وروسيا على بعضِ التعابير. دولٌ تُصفّي حساباتِها السياسيّةَ على حلَبةِ "كورونا". اللامسؤوليّةُ مَقرونةٌ باللاأخلاقيّة. ما عوّضَ هذا الخبرَ خبرٌ آخَرُ: البنكُ الدوليُّ وَضعَ مبلغَ 150 مليارَ دولارٍ لمساعدةِ البلدانِ النامية في مواجهةِ " كورونا".

حتّى لا تَبقى المشاعرُ فرديةً وتَتبخّرَ مع عودةِ الحياةِ الطبيعيّة، جديرٌ بقِوى المجتمعِ الحيّةِ من مرجِعيّاتٍ روحيّةٍ ووطنيّةٍ وفكريّةٍ واجتماعيّةٍ وبيئيّةٍ أن تُحوّلَ الخوفَ حكمةً، وتغذّيَ هذا التطوّرَ النفسانيَّ وتحميَه وتُثبّتَه تاريخًا جديدًا للبشريّة. ما وُلد في العُزلةِ لا يجب أنْ يموتَ في المخالَطة. هكذا، تُصبحُ تأمّلاتُ الفردِ جُزءًا من مشروعِ تغييرٍ سلوكيٍّ جَماعيٍّ ومجتمعيّ. المواطنُ الإنسانِ ينتظر ثورةً حضاريّة.

ضعفُ المعرفةِ التاريخيّةِ لدى الأجيالِ الحديثةِ في العالم أعاقَ الاتّعاظَ من التجارب، وحصريّةُ المعرفةِ التقنيّةِ ضربَت مناعةَ الثقافةِ وقدرتَها على المقارنةِ بين ما يَجري وما جرى. الأجيالُ الحديثةُ تعرف من التاريخِ آثارَه السياحيّةَ لا أحداثَه المؤثِّرة. تَنظُر ولا تُقارِن. تَعرفُ قَصرَ ڤرساي لا عهدَ لويس الرابع عشر، والــ"باستيل" لا قِصّةَ الثورةِ الفرنسيّة، وفخرَ الدين المعنيَّ الثاني لا استقلاليَّةَ إمارةِ الجبل، ولينين لا الثورةَ البولشيـﭭـية، وتشي غيـﭭـارا لا حروبَ الأدغالِ في أميركا اللاتينيّة. تقارن بين قصرٍ وآخَر وبين اسمٍ وآخر، لا بين قضيّةٍ وأخرى ومعركةٍ وأخرى ومأساةٍ وأخرى. الجدليّةُ مبتورةٌ. حدودُ المقارنةِ لدى الأجيالِ الحديثةِ تَقف عند الآيفون والإيميل وميكروسوفت وآﭘـل، إلخ... وحين يُزعجُها بُطْءُ الحركةِ تَنتقِلُ من 3G إلى  4Gفــ 5G. خارجَ كَدِّها المهنِّي، نضالاتُها مجازيّةٌ وعابرة. الحقيقةُ أنَّ العالمَ فَصَل بين العِلمِ والثقافة وبين التقدّمِ والتاريخ. في مجتمعات الحضارةِ الاستهلاكية جعل الإنسانُ الحاضرَ مشروعَ مستقبلٍ وأهملَ الماضي، فألقى التاريخُ القبضَ علينا. التاريخ يَظهرُ علينا بأشكالٍ شتّى، آخِرها الـــ"كورونا".

منذ شهرٍ وعلماءُ الاجتماعِ يَدرسون تأثيرَ "كورونا" على مسارِ الإنسانية. لا يزالون في مدارِ التساؤلاتِ والتوقّعات. ماذا سيبقى من النظامِ العالميّ الحالي؟ أيُّ نظامٍ جديدٍ سيولد؟ هل يُغيّر الاقتصادُ مرتكزاتِه الملوِّثة؟ هل يَنخفِضُ سكّانُ المدنِ لصالحِ الريف؟ هل تَصمُد الوَحَدات الإقليميّةُ أمامَ النزعةِ الانفصاليّةِ؟ هل تَدخُل البشريّةُ في حالةِ انهيارٍ نفسيٍّ أم تَتخطّى هواجِسَها؟ هل يؤدّي هذا الامتحانُ الكونيُّ إلى بروزِ زعماءَ على مستوى التاريخ؟ هل تَنشَبُ حروبٌ جديدةٌ أم يَتحقّقُ سلامٌ دولي؟ هل يعودُ العالمُ إلى واقعِ ما بعدَ الحربِ العالميّةِ الأولى (1918 ــــ 1939) حين نَبتَت النِزاعاتُ المتطرّفةُ والحروبُ الساخنة، أم إلى واقعِ ما بعدَ الحربِ الثانية (1945 ــــ 1990) حين ظَهرت التحالفاتُ الدولية والحربُ الباردة؟

جُزءٌ من هذه التساؤلاتِ كان مدارَ نقاشٍ قبلَ وباءِ "كورونا" بسببِ الاختلالِ الذي اعترى النظامَ العالميَّ بعد سقوطِ الاتّحاد السوفياتيِّ (1991) وفشلِ الولاياتِ المتّحدةِ في قيادةِ العالم. إلى هذا الاختلالِ أُضيفَ آخرُ اليومَ هو الاختلالُ العِلميِّ والنفسيِّ والقِيَميّ. وبقدْر ما التغييرُ حتميٌّ بعد هذه الصدمةِ البشريّة، النظامُ العالميُّ القائمُ مُتجذِّرٌ في القارّات بشبكاتِه البريّةِ والبحريّةِ والجويّةِ واللاسلكيّة والافتراضية. الأنظمةُ العالميّةُ السابقةُ كانت إقليميّةً أكثرَ منها عالميّةً، فَسَهُل تعديلُها وإسقاطُها. أما النظامُ الحاليُّ فهو كونيٌّ ويَتمَطّى كخيوطِ العنكبوت. مصالحُ المجتمعاتِ والدولِ مترابطةٌ رغمَ تناقضِها، حتّى أصبحَ تغييرُ هذا النظام، بآليّتِه وبشبكتِه على الأقل، أقربَ إلى الانهيار، وهو قيدَ الحصول، منه إلى التقدّم، وهو قيدَ التفكير. صحيحٌ أنَّ الحياةَ توقّفت مع "كورونا" لكنَّ مشاكِلَها باقيةٌ.

 

«فخامة» الرئيس نبيه بري!

علي الأمين/جنوبية/28 آذار/2020

يمسك الرئيس نبيه بري بمفاصل الدولة ورئاساتها الثلاث ويكمل انقلابه "الناعم" على حكومة دياب ليسقطها ويسقط معها مفاعيل ثورة 17 تشرين الاول وليحصن تحالفه مع الحريري وفرنجية وجنبلاط.

لطالما كان الرئيس نبيه بري ينتمي إلى “ترويكا” سياسية، شكلت سمة الحكم في لبنان منذ أن إعتلى عرش المجلس النيابي قيل نحو ثلاثة عقود. غير انه آثر في عهد الخصومة السياسية الأعلى مع الرئيس ميشال عون، ان يمارس لعبته السياسية منفرداً بما يشبه تكريساً للنظام البرلماني، بعدما حصن ساحته مسيحياً ودرزياُ وسنياً، معطوفاً على هامش كبير من ثنائيته، ليصبح دولة الرئيس بصلاحيات ذاتية، فخامة الرئيس لا بل أقوى من يسيطر على” دولته العميقة”، يحكم بما يملك ولا يملك،  ويتحول إلى رقم صعب في الحل والربط. 

اسقاط حكومة دياب يتطلب بعض الوقت والعودة الى معادلة السلطة ما بعد الطائف هو ما يسعى اليه بري كسبيل يعتقد انه سيفتح له ابوابا داخلية موصدة وخارجية مغلقة

يتقدم الرئيس بري المشهد السياسي، يبدو الرئيس الفعلي للبلاد، مشروع “الكابيتال كونترول”، خرج من عين التينة الى طاولة مجلس الوزراء، ثم عاد وسُحب بايعاز من الرئيس نبيه بري، باشارة منه وعبر وزير المالية غازي وزنه الذي بدا محرجا امام زملائه ورئيس الحكومة، حين طلب سحب المشروع الذي كان هو نفسه من قاتل في سبيل اقراره.

سطوة بري

رضخ رئيس الحكومة، حين برر وزنه ما قام به، ان الرئيس بري هو من طلب سحبه، لم يعترض اي من الوزراء، ومرّ امر الرئيس بري بيسر وسلاسة وتسليم.  تقدم الرئيس بري المسؤولين، في مطالبته معالجة قضية اللبنانيين العالقين خارج لبنان، والطلاب الراغبين بالعودة من دول اوروبية وغيرها، بسبب انتشار فايروس “كورونا”، فضلا عن معالجة ازماتهم المالية التي سببها عجز ذويهم عن مدهم بالمال بسبب ما هو معروف عن ازمة السحوبات والتحويلات الى الخارج في البنوك اللبنانية.

الرئيس بري تمددت سطوته نحو فرط ملف التعيينات لنواب حاكم مصرف لبنان، وهيئة الرقابة على المصارف، لم يكن الوزير السابق سليمان فرنجية ليعترض على التعيينات لاسباب تتصل بالاخلال بالمحاصصة، لولا القابلية ان لم يكن التشجيع من قبل الرئيس بري على هذا الموقف، وهو ما يفسر مسارعة “الثنائية الشيعية” الى ابلاغ الرئيس ميشال عون بتضامنها مع موقف فرنجية، بحسب ما نقلت معلومات صحافية عن اوساط الثنائية قبل يومين. وهو ما ادى فعلا الى تأجيل التعيينات في جلسة مجلس الوزراء الاخيرة.

غياب كامل لعون

يتقدم الرئيس بري على رأس الحكومة الجميع، لا يجاريه الرئيس ميشال عون شبه الغائب عن المسرح السياسي الفاعل، ولا رئيس الحكومة بالطبع، الذي لم يظهر منه ما يوحي انه رئيس بين ثلاثة، يمسك بري بقواعد السلطة مستفيدا من دعم “حزب الله” تحت مظلة الثنائية وعقدها السياسي والطائفي، وفي الوقت نفسه يحفر لهذه الحكومة تمهيدا لدفنها. الصيغة التي قامت عليها الحكومة لا تطمئن الرئيس بري، على رغم نفوذه الأول فيها، لكنه يدرك ان هذا النفوذ ظرفي، طالما ان قواعد السيطرة والنفوذ في حلقة مفتوحة، غير مغلقة، وقابلة للانفراط والتعديل.

يمسك بري بقواعد السلطة مستفيدا من دعم “حزب الله” تحت مظلة الثنائية وعقدها السياسي والطائفي وفي الوقت نفسه يحفر لهذه الحكومة تمهيدا لدفنها

العودة الى المرحلة السورية بما هي استعادة لحلف عماده وليد جنبلاط والحريرية السياسية الى جانب سليمان فرنجية، هو ما يسعى بري اليه، لاستكمال عملية الانقلاب الكامل على كل نتائج انتفاضة 17 تشرين من جهة، وطي المرحلة العونية التي صار “حزب الله” اقلّ حماسة لتبنيها بالكامل، فيما الرئيس بري يبقى الأكثر قربا وتآلفا مع قواعد السلطة التي ترسخت بعد الطائف، من “العونية السياسية” وما تحمله من مشروع تقويض لهذه السلطة، او ما يمكن ان يحمله انهيارها ايضا من خطر ضرب سلطة ما بعد الطائف

ضرب استقلالية الحكومة المزعومة

الرئيس بري هو الوحيد بين المسؤولين، الذي يُصر في كل وقت وبكافة الطرق ولو عبر تهشيم وزير المالية الذي سماه، على القول ان حكومة دياب ليست حكومة مستقلين، فيستخدم الوزير وزنه لاظهار تبعيته وتبعيتها باكثر من الواقع الفعلي، يستمر في فتح القنوات مع الرئيس سعد الحريري، ووليد جنبلاط، لا يستعدي سمير جعجع لكن لا يعاديه، يحتضن فرنجية ويستمر في فرضه كشريك مسيحي في السياسة والمحاصصة، والهدف الانقلاب على حكومة دياب من جهة، وفي سبيل معادلة حكومة ترتكز الى حلف لم يزل راسخا منذ الطائف، ويعتقد المقربون من بري، انه الأكثر رسوخا في المجتمع اللبناني الذي لم يألف “العونية السياسية” ولا حكومة المستقلين المدعاة.  اسقاط حكومة دياب يتطلب بعض الوقت، والعودة الى معادلة السلطة ما بعد الطائف، هو ما يسعى اليه بري كسبيل يعتقد انه سيفتح له ابوابا داخلية موصدة، وخارجية مغلقة، طالما ان الضحية سيكون رئيس الجمهورية وجبران باسيل.

 

أصدقاء حزب الله: أزلامٌ فقط...

قاسم يوسف/موقع أساس/السبت 28 آذار 2020

يُسمّيهم الأمين العام لحزب الله بـ"الأصدقاء"، ونحن ندعوهم بأسماء مختلفة، كلٌّ على شاكلته وتاريخه ووظيفته وطبيعة علاقته بهذا الحزب.

الثابت الوحيد في السرديات كلّها أنّهم قد يلعبون أيّ دور يُطلب منهم، من تصدّر الصفوف في الاحتفالات المركزية، مرورًا بتشكيل الخلايا العسكرية تحت لواء سرايا المقاومة، خصوصاً لدى أهل السنّة، وصولًا إلى رأس حربة تخترق الخواصر الرخوة لمختلف البيئات السياسية والاجتماعية التي تناصب حزب الله الخلاف أو العداء.

بين هؤلاء جميعًا تحضرنا أسماء كثيرة. بعضها صنعها حزب الله واخترع لها حيثية سياسية واجتماعية وخدماتية، وهذه بطبيعة الحال هي الفئة الأحطّ قدرًا والأقل قدرة وهامشًا على المناورة أو الرفض.

آخرون استغلّ حزب الله حاجتهم إليه وإلى تغطيته السياسية والأمنية، كونهم يعانون ضمن مجتمعاتهم من خطاب أو ممارسة لا تنسجم مع المزاج العام، وهم في ذلك يتصارعون مع من يختصر وجدان قومهم وكثرتهم الكاثرة، فيصير حزب الله طوق نجاتهم وسبيلهم الوحيد لاصطياد دور أو حضور أو منصب، مقابل أن يتراصفوا إلى جانبه في الملمّات والثوابت الكبرى، والتي قد تبدأ بقدسية السلاح والمقاومة التي وسّعت نشاطها العسكري من بيروت إلى مختلف عواصم العرب وحواضرهم، ولا تنتهي قطعًا بضرورة الالتزام السياسي بالقرارت المركزية الداخلية التي تتخذ طابعًا شديد الأهمية، كانتخاب رئيس للجمهورية أو تكليف رئيس للحكومة، فيما تُترك لهم حرية الرأي والاختيار في المماحكات المناطقية أو في النقاشات والصغائر.

يبقى أن نشير إلى المستوى الأكثر ارتفاعًا. وهي تحديدًا علاقة الندّ التي تقوم على المصلحة المتبادلة بين طرفين. وهذا ما تُجسّده العلاقة بين التيار الوطني الحر وحزب الله، وتُجسّده أيضًا، لو على نحوٍ مغاير ومختلف، علاقة الأخير بسليمان فرنجية.

الثابت في العلاقة الأولى هو البعد الاستراتيجي والمكاسب الجماعية، حيث أنّ ورقة مار مخايل، مثلاً، أسّست في مفاعيلها المباشرة لوصول ميشال عون إلى رئاسة الجمهورية، مقابل تأمين الغطاء الوطني لحزب الله وسلاحه وشرعيته.

لكنّ المضامين العميقة في العلاقة تجاوزت هذا المعطى، رغم أهميته ومركزيته، لتلامس الهواجس المشتركة من لعبة الطوائف، لا سيما تلك التي تستند إلى بحر عربي هائل. وبعد، كان لا بدّ من اللقاء بين الأقليات. 

وسليمان فرنجية خارج هذا الإطار، يجلس مرتاحاً في عرينه، مطمئنّاً إلى أنّ عروبته، ولو أنّها سورية الهوى، هي مدخله إلى الرئاسة التي ينتظرها.

ثمّة بين الحالات الثلاث حالة رابعة، وهي حالة عفوية وصادقة أخذت تتقلّص تباعًا على وقع الممارسات التي بدأها حزب الله منذ السابع من أيار 2008، ثم ازدادت تقلّصًا واضمحلالاً عقب المشاركة النافرة في الحرب السورية، مع ما يعنيه ذلك من صفعة مدويّة لكلّ المراهنين على مصداقية حزب الله ونبله وقدسية أهدافه، ونحن قطعًا من هؤلاء. ولا بدّ أن نعترف بأننا كنا مُضلَّلين وواهمين حين ظننا بأن حزب الله يختصر جزءًا أساسيًا من غيرتنا ورغبتنا وجنوحنا التوّاق نحو منتهى الكرامة والصلابة والشجاعة.

لمن توجّه الأمين العام في خطابه الأخير؟ ومن هم الأصدقاء الذين حذّرهم وأنذرهم على هذا النحو المذلّ والمُهين؟ سؤال لا بدّ من الإجابة عليه بعناية وانتباه.

المطلوب حصرًا أن يصمتوا ويصفّقوا ويبرّروا للرأي العام أيّ موبقة مهما كبرت أو صغرت، وحتى لو كانت على شاكلة عاصفة أو زلزال

الأكيد أنّه لم يقصد جبران باسيل، على اعتبار أنّ العلاقة بين الطرفين لا تحتمل هذا النوع من الخطاب أو التهديد، خصوصًا وأنّ جبران لا يترك مناسبة دون التلويح بفداحة الأثمان التي دفعها وتياره على مذبح ورقة التفاهم، وقد أشار أكثر من مرّة في مجالسه المغلقة إلى إمكانية نسف العلاقة وكسر التحالف، وهو يسعى بذلك إلى الاستمرار في ابتزاز الحزب: "أعطيك الغطاء السياسي وأحصل مُقابله على كلّ شيء".

يبقى أنّه يقصد حصرًا أولئك الذين اشترى ذممهم واخترع لهم حيثية سياسية واجتماعية، فضلاً عن مجموعات كبيرة من الشخصيات والأحزاب التي تلعب دور الأداة في تنفيذ المآرب.

وهؤلاء لا رأي لهم ولا طاعة. المطلوب حصرًا أن يصمتوا ويصفّقوا ويبرّروا للرأي العام أيّ موبقة مهما كبرت أو صغرت، وحتى لو كانت على شاكلة عاصفة أو زلزال.

بعضهم امتعض من إخلاء سبيل (...) عامر الفاخوري، وقد شعر بأنّ كرامته لا تحتمل هذا الكمّ من الإهانة والهوان، فقال ما قال معترضًا وناقدًا، قبل أن يعود الأمين العام ليصفعه بكلّ يده، وليخبره بأنّه مجرّد أداة مسحوقة الكرامة، ممنوع عليه أن ينبس ببنت شفة، وهذا إنذار أخير قبل أن يعيدهم إلى حقيقتهم وإلى حيث كانوا: كومة من رماد أو غبار.

إنتظرت أسبوعًا قبل الكتابة عن هؤلاء الذين نعرفهم جيدًا، ويعرفون أنفسهم واحدًا واحدًا. كنت أظن أنّ في وجوههم ماء أو حياء. لكنني أخطأت، ثم أدركت أنّ المواقف لا يصنعها إلاّ الشجعان، لا مجموعة من الأزلام.

 

باسيل يعيد مغتربيه بطائرات خاصة وكورونا يُشتت الحكومة

منير الربيع/المدن/28 آذار/2020

لمّا سُجِلت الإصابة الأولى بفيروس كورونا في لبنان، انقسم اللبنانيون على مصدرها، واتخذ التراشق حول الوباء ومصادره طابع الانقسام الطائفي والمذهبي.

باسيل ومحاسيبه

اليوم يتجدد الانقسام حول عودة اللبنانيين من الخارج، ويتخذ طابع انقسام إسلامي/مسيحي. فالرئيس نبيه بري فجّر أزمة بإعلانه أن البعض لا يعنيه في موضوع الاغتراب والمغتربين، سوى "قانون استعادة الجنسية"، لأسباب سياسية، شعبوية وانتخابية. فيما تفترض المسألة وهمومها التصرف بمسؤولية مع اللبنانيين في الخارج.

وفي الأسبوع الفائت وصلت  استثنائياً إلى مطار وفيق الحريري طائرات ثلاث حاملة لبنانيين من الخارج من عائلات "باسيل، صفير، والخوري" تحديداً. ويقال إن العائدين هؤلاء عادوا بواسطة تدخلات واستثناءات خصّهم بها جبران باسيل.

كورونا حقل للتناحر

هذه الواقعة وسواها الكثير من مثيلاتها، ولا سيما تداعيات أزمة كورونا، تدفع إلى التبصّر في سلوك وتصرفات الجماعات والساسة اللبنانيين المتناقضة والمتضاربة، وفي ما تعكسه هذه التصرفات من دلالات فاضحة في هذه اللحظات الحرجة التي يعيشها لبنان واللبنانيون والعالم كله: تفشي وباء تُفترض مواجهته بالتكاتف والتعاضد. بدلاً من هذا يسري وباء التناحر بين السلطات الثلاث وما تمثله من شرائح اجتماعية طائفية، وقوى سياسية. المدخل لقراءة هذا السلوك، يجب أن يبدأ من معاينة أداء الحكومة اللبنانية، باعتبارها السلطة التنفيذية وصاحبة القرار والمبادرة لاتخاذ الإجراءات اللازمة. وهي السلطة التي تبدو منقسمة على ذاتها، وتتجاذبها صراعات القوى على مواقع النفوذ ومؤسسات الدولة كلها.

المصارف والمغتربين

في ما يتعلق بالمصارف، تنقسم الحكومة إلى تنويعات مشتتة تمثل قوى متناقضة: أطراف فيها تسعى إلى الدفاع عن المصارف. أطراف أخرى همها مواجهة المصارف وإلغاء امتيازاتها. وأطراف ثالثة تريد الضغط على المصارف لتطويعها. ذلك أن المصارف مدخل أساسي لمقاربة سلوك الحكومة وتصرفاتها، إلى جانب الأزمات المترتبة عن انتشار وباء كورونا. فهي التي بيدها المال، سواء لتقديم دعم وهبات لتخفيف أعباء الناس والدولة نفسها. وهذا كله لا ينفصل عن ملفات أخرى، مثل التعيينات والسياسة المالية والخطة الاقتصادية وخطة الكهرباء. أصبحت هذه الأزمات أسماء متعددة لمشكلة واحدة في سلّة واحدة، تتقدمها كورونا الآن. لم تخرج الحكومة بسياسة واضحة ولا بقرارات جذرية في ما يخص تداعيات انتشار الوباء. فالخلاف على ملف إعادة المغتربين اللبنانيين الراغبين بالعودة، خير مثال على توسع رقعة الخلافات والصراعات والتناحر. وهذا ما عبّر عنها رئيس مجلس النواب نبيه بري، بوصفه الوطن بالعاق الذي يهمل أبناءه في الخارج، وتتخلف أو تستنكف حكومته عن إعادة مواطنيها من الخارج، في ظروف استثنائية، وإغلاق مطار رفيق الحريري الدولي، ووقف الرحلات الجوية. هذا فيما حطت 3 طائرات خاصة في المطار الأسبوع الفائت، وهي استُئجرت على نفقة خاصة، لإعادة لبنانيين من دبي، و11 لبنانياً من تركيا. على متن طائرتين.

مواقف متناقضة

سلوك الحكومة يدفع بقوة إلى إظهار التناقضات التي تتسم بها مواقف أبرز مكوناتها: طالب الرئيس نبيه بري بإعلان حال الطوارئ، لكنه ما لبث أن أثنى على مقررات الحكومة في شأن إعلانها التعبئة العامة وإجراءاتها. بعد أقل من 24 ساعة على ثنائه خرج بري رافضاً سلوك الحكومة في ملف اللبنانيين في الخارج. وقال إن الدول تسعى إلى إعادة مواطنيها، بينما الحكومة اللبنانية تطلب من السفارات أن تسجل أسماء الراغبين في العودة، متبعة إجراءات روتينية وبيروقراطية يجب أن تسقط في أوقات الأزمات والكوارث. والحكومة لم تتخذ قراراً بإعادة هؤلاء قبل 12 نيسان. لذا هي تواجه مشكلة أساسية تتعلق بعدم قدرتها على إعادة هؤلاء إلى لبنان، لا سيما أنهم قد يكونون قنابل موقوتة وفق توصيف المعنيين، ولا قدرة للبنان على استيعاب المزيد من الحالات المصابة بالمرض.

دياب مهنِّئُ نفسه

تستغل الحكومة أزمة كورونا لإطالة أمدها بعيداً عن مواجهة استحقاقات أساسية وداهمة، كانت ترتبط بوضع خطة اقتصادية إصلاحية للحصول على مساعدات دولية. وجاء الوباء ليحررها من هذه الأعباء، إذ أصبح مؤكداً أنها غير قادرة على إنجاز أي مسألة تتعلق بخطة الإصلاح. لا سيما أن لا أحد في لبنان أو خارجه يتوقع منها أي شيء. ومن أبواب انتهاز فرصة انتشار كورونا، يستمر الصراع على مواقع النفوذ في مؤسسات الدولة. وهذا ما يتجلى في الصراع على التعيينات في مصرف لبنان ولجنة الرقابة عل المصارف وهيئة الأسواق المالية. حسان دياب معتدّ بنفسه، لا يترك مناسبة إلا ويمدح ويبارك نفسه لأنه ارتضى تحمّل المسؤولية في هذا الظرف العصيب. لا يبارح التذكير بمزاياه وعمله ونشاطه وبأنه قدّم أفضل الأمثلة التي تحتذيها دول كثيرة. لا يعنيه غير ذلك.

كلٌ يغني مواله

التيار العوني يمسك مفاصل الحكومة، ويستضعف الآخرين. يمتلك مفاتيح أساسية داخل الحكومة. خطة الكهرباء تبقى كما يريدها، بما أن وزيرها محسوب عليه، ويطبق توجيهات جبران باسيل بحذافيرها. وزير الاقتصاد ووزيرة الدفاع بما يمثلان من تقاطعات محلية وخارجية، يشكلان قوته الأساسية في تطويق وزير المال بما يتعلق بالخطط المالية والكابيتال كونترول. أما حزب الله فمنشغل بملفات أكبر من التعيينات ويعمل على حشد جيوشه للمضي في حربه مع الوباء. وهذا يمنح التيار العوني فرصة أكبر لتطويق كل "شركائه" في الحكومة. أسقطت أزمة كورونا ورقة التوت عن الشركاء في الحكومة. والتوصيف الدقيق للبنان هو: "بيت بمنازل كثيرة". بل بيوت بمنازل كثيرة تستحق الدراسة بعناية سريرية وعيادية: من التيار العوني وأدائه، إلى حزب الله ونشاطه، إلى الحزب التقدمي الاشتراكي وتحركاته، إلى الغياب التام لتيار المستقبل وأركانه، باستثناء صراعاتهم الضيقة على التعيينات التي رفضتها كتلة المستقبل، أو إدخال مواجهة كورونا في حسابات مذهبية وطائفية تنحصر بالمطالبة بالعفو عن الموقوفين الإسلاميين. وهكذا يصغر تيار رفيق الحريري وتصغر قضيته، وتتحجم طائفته ودورها.

 

يوميات مصاب بالسيدا وبكورونا: وصمةٌ وقلق وخوفان

أورنيلا عنتر/المدن/28 آذار/2020

منذ بداية انتشار فيروس كورونا في الصين، وتوسّع تمدده في دول العالم، برهن الفيروس أنّ ما من أحد "فوق رأسه خيمة"، كما يقول المثل الشعبي.

عزلتان

في هذه الأثناء، وفيما الناس حول العالم منشغلين بوقاية أنفسهم وبتقوية مناعتهم وبحماية ضعفاء المناعة، خيّم القلق كغيمة كبيرة فوق رؤوس المصابين أساسًا بفيروس نقص المناعة البشري (HIV). "فكرة بتاخدني، وفكرة بتجيبني"، بهذه الكلمات يختصر سامر (26 عاما) حالته في عزلته منذ 3 أسابيع. يقارن الرشح العادي الذي كان يصيبه مرّة كل سنتين ويشفى منه في يوم أو يومين، بالرشح الذي أصابه خمسة مرّات منذ سنة ونصف، أي منذ أصيب بفيروس نقص المناعة البشري: "إذا الرشح العاديّ كان صعبًا جدّا ومزعجًا، كيف تكون حالتي لو أصبت اليوم بفيروس كورونا؟"، يتابع سامر الذي يعيش قلقاً دائماً، معتبراً أن حالته مشابهة لحالة المسنّين. ويقول: "مناعتي أضعف من مناعة أشخاص آخرين في عمري، على الرغم من تناولي الدواء الخاص بفيروس HIV بانتظام وبلا انقطاع، كل يوم في الساعة الثالثة بعد الظهر". هناك أمور أخرى تقلق سامر: احتمال فقدان الدواء الذي تؤمنه وزارة الصحة للمتعايشين مع فيروس HIV، أو احتمال التقاطه لفيروس كورونا أثناء خروجه من المنزل للحصول على الدواء من الوزارة، أو مدى جهوزيّة الطاقم الطبي في المستشفيات للاهتمام بالأشخاص المتعايشين مع HIV، في حال إصابتهم بفيروس كورونا. ويتساءل سامر عمّا إذا كانت رعاية هؤلاء الأشخاص تتطلب إجراءات معيّنة إضافية.

وصمة اجتماعية

هذه الهواجس كلها يتشاركها سامر مع جاد (25 عامًا) الذي تقلقه أيضا الوصمة الاجتماعية لمرضه في حال أصيب بفيروس كورونا: "المتعايشون مع فيروس نقص المناعة البشري يعانون أصلا من التمييز، فكيف إذا أصيبوا بفيروس إضافي؟". يعيش جاد قلقاً دائماً، لأن الخطر الذي يحدّق به جرّاء انتشار فيروس كورونا أكبر من الذي يحدّق بالآخرين. يقول: "أتناول أدويتي بانتظام، لكن الخطر يحدّق بي على الدوام". كيف يعبّر عن هذا القلق ومن يدعمه نفسيّا ومعنويّا؟ يقول جاد أنّه يبحث عن معالجة نفسية يحكي لها عمّا يخطر بباله، وعن فيروس كورونا وأشياء غير مرتبطة به. ما يخشاه سامر وجاد، ومعظم الأشخاص المتعايشين مع فيروس نقص المناعة البشري، حصل لكريم الذي التقط فيروس كورونا منذ عشرة أيام.

معلومات خاطئة

وروى كريم (36 عاماً) تجربته لـ "المدن": "قبل التقاطي عدوى فيروس كورونا، كنت قلقاً وألتزم إرشادات الوقاية". لكن أطبّاء أكّدوا له أنّ المتعايشين مع فيروس نقص المناعة البشري لا يلتقطون عدوى فيروس كورونا، ليتبيّن لاحقاً أن هذه المعلومات عارية عن الصحة.

التقط كريم عدوى فيروس كورونا من صديقة أخيه التي زارت العائلة قبل أيام عشرة. وبعدما تبيّن أنها مصابة بالفيروس، أجرت العائلة كلها الفحوصات وجاءت النتيجة سلبية. بعد أيام قليلة، أعاد كريم الفحص فجاءت النتيجة إيجابية. منذ ذلك الحين، حجر أفراد البيت أنفسهم كلٌ في غرفته، خصوصاً كريم وأخاه الذي لم يخضع مرّة ثانية للفحص، لكنه متأكد من حمله للفيروس لأنه خالط صديقته المصابة به. مسؤول في المستشفى أبلّغ كريم بأنّ دخوله المستشفى ليس إلزاميّاً، ونصحه بالبقاء في المنزل وتناول أدوية معيّنة لعلاج فيروس كورونا. وهو يقول: "لكن طبيبي، أبلغني أن هذه الأدوية ليست بالضرورة العلاج الأفضل والمؤكد لفيروس كورونا، فامتنعت عن تناولها وأكتفيت بالحجر المنزلي، وبمهدئ لآلام الرأس، وكثير من المشروبات الساخنة". يلازم كريم غرفة نومه منذ ذلك الحين. كل يوم يتعرف على عارض جديد من عوارض فيروس كورونا: ألم في الرأس، ضيق في التنفس، إسهال، نزلات برد. لكن العوارض التي تصيبه تباعا ليست حادّة ولا خطيرة. حرارته لم ترتفع بعد ولم ينخفض مستوى الأوكسيجين لديه. في حال تفاقم حالته، يدخل المستشفى ويتلقّي العلاج.

قلق ليلي

عارضه الثابت هو نوبات القلق الليلي: "لم أنعم بنوم متواصل ليلة واحدة منذ إصابتي. أستيقظ أحيانا لأصاب بقلق حادّ". يهدئ نفسه بممارسة اليوغا حفاظاً على تنفس سليم. عندما يمتلك القدرة على التركيز ينصرف في أغلب الأوقات إلى الكتابة والقراءة. اتصاله بالأصدقاء يمدّه بالدعم النفسي والمعنوي. يحاول الابتعاد عن تدفق الأخبار والمعلومات التي تغزو العالم الافتراضي حول فيروس كورونا. متى يفترض أن يشفى بالكامل من فيروس كورونا؟ يجيب: "لا أعلم ولم أسأل الطبيب عن ذلك". لم يسأل الأطباء أسئلة كثيرة لأنه لا يريد التفكير كثيراً بالموضوع. وربما لأنه يشعر أنّ الأطباء لا يملكون الأجوبة على الأسئلة. يقول: "أشعر أحياناً أن الأطباء صاروا يكتفون بتوزيع التطمينات". أما نديم - وهو ناشط حقوقي يتابع قضايا الأشخاص المتعايشين مع فيروس نقص المناعة البشري - فيشير إلى أنّ حالاً من الإرباك تتربّص بهؤلاء الأشخاص. فهم لا يعلمون ما إذا كان كورونا يهدّدهم أكثر من غيرهم أم لا. نديم تشغله تساؤلات كثيرة: "ماذا لو ظلّت الحدود مغلقة بين الدول؟ كيف يستورد لبنان دواء الـHIV؟ ماذا يحصل لنا؟". الدعم النفسي مهمّ جداً، حسب كريم. جمعيات معنية بهذه القضية تتحضّر لإطلاق مبادرة دعم معنوي لهؤلاء الأشخاص. والتعاطف الذي يناله المصابون بفيروس كورونا في أنحاء العالم، يدفع كريم إلى التساؤل: "لما لا يعامل المتعايشون مع فيروس نقص المناعة البشري بهذه الطريقة؟ لو حصلوا على هذا الدعم لما كنّا نجري هذه المقابلة الآن".

لن يُفقد دواء HIV

الدكتور مصطفى النقيب، مدير برنامج مكافحة السيدا في لبنان في وزارة الصحة، قال لـ"المدن": "لا خوف من فقدان الدواء أبداً. لدى الوزارة ما يكفي حاجات كل المسجلّين لديها لفترة تتراوح بين 3- 6 أشهر. لم ينقطع الدواء في لبنان حتى في أحلك الظروف. المنظمات العالمية تعمل جاهدة لمعالجة هذا الموضوع". يؤكد د. النقيب أنّ الوزارة تؤمن الدواء لكل المعنيّين وتفتح أبوابها في الدوام الرسمي، ولم تغلق أبوابها يوماً واحداً. الدكتور ناجي عون، أخصائي الأمراض المعدية والالتهابات، أكد أنّ الأشخاص المتعايشين مع فيروس نقص المناعة البشري ليسوا مستثنيين من الإصابة بفيروس كورونا. "والدليل الأكبر - بحسبه - هو إصابة كريم به". ويعتبر د. عون أنّ كورونا ليس أكثر فتكاً بالأشخاص المتعايشين مع فيروس HIV مقارنة مع غيرهم، في حال كانوا يتناولون أدويتهم بانتظام. أمّا الأشخاص الذين لا يتناولون الأدوية أو هم في حالة متقدمة من الإصابة بالـHIV، فهم بالطبع أكثر عرضة لمواجهة عوارض حادّة وخطرة. وعن جهوزية الطاقم الطبي لمعالجة هؤلاء الأشخاص في حال إصابتهم بفيروس كورونا، يقول: "هناك مستوى عال من الجهوزية، فحالتهم تتطلب، إضافة إلى علاج كورونا، مراقبة المناعة وإعطائهم الدواء الخاص بالـHIV". ويشدد عون على ضرورة تبليغ المتعايشين أطبّائهم في حال أصابتهم بكورونا ليتكفّل الأطباء بتزويد الطاقم الطبي بالإرشادات حول حالة كل متعايش مع الـHIV. في الختام، يعتقد د. عون أنّ الخوف والقلق الزائد لدى المتعايشين مع فيروس نقص المناعة البشري غير مبرّر. فلا خوف عليهم طالما يتخّذون الاحتياطات اللازمة للوقاية من الفيروس وطالما يواظبون على تناول أدويتهم بانتظام.

 

لبنان يقفل أبوابه بوجه المغتربين عنه: سياسة عامة

نادر فوز/المدن/28 آذار/2020

لا تريد الدولة اللبنانية إعادة آلاف اللبنانيين من الخارج. الرعايا اللبنانيون متروكون بعهدة أنفسهم، يحاصرهم فيروس كورونا في الاغتراب وليس من خطة رسمية لإجلائهم، والأصحّ أنه ليس من نيّة لإعادتهم. فعلى المغتربين أن يبقوا حيث هم، في أوضاعهم ومع قلقهم. ويمكن هذا القرار الرسمي نتيجة عوامل عدة، منها عدم المخاطرة بإجلاء مغتربين مصابين، فتتفشّى العدوى أكثر، ومنها عدم زيادة الضغط على الجسم الطبي في لبنان في مواجهة كورونا، ومنها أيضاً كلفة نقل الرعايا من مختلف أنحاء العالم. لكن المستجدّ في ملف المغربين اللبنانيين أنّ الدولة لا تعرف أيضاً أعدادهم في الخارج. فاعترف وزير الخارجية، ناصيف حتّي، بهذا الأمر، وأشار خلال حديث تلفزيوني إلى أنه ليس من ضمن عادات اللبنانيين أن يسجّلوا أسماءهم لدى السفارات. كما أنّ الأكيد أيضاً أنه ليس بحوزة الوزارة لائحة بأعداد المصابين اللبنانيين بكورونا في الخارج، ولا أسماءهم ولا بياناتهم. ويضاف إلى كل هذا انقطاع التحويلات المالية من لبنان إلى الخارج، وإقفال شركات تحويل الأموال نتيجة قرارات كورونا في أوروبا وكل العالم. فبات آلاف اللبنانيين أيضاً بلا أكل ولا شرب. وتوالت الصرخات من الجاليات من مختلف القارات والبلدان، علّها تعيد السياسيين والحكومة إلى رشدهم. فاستيقظت الحكومة، إلا أنّ موقف رئيسها في الصحو كما في السبات، هو نفسه: لا عودة للمغتربين. وبينما يستمّر الموقف الرسمي على حاله، أشارت معلومات إلى هبوط طائرات خاصة قادمة من تركيا تحمل بعض الميسورين. كما تحدّث معلومات أخرى عن وصول طائرة من السعودية بغضون أيام وصلت فيها تذكرة السفر إلى آلاف الدولارات. فثمن كسر قرار التعبئة العامة وإقفال الحدود والمطار، عالٍ ولا يمكن أن يكسره إلا من هو ميسور أو مدعوم.

دياب: لا استثناءات

مع ذلك، أكد رئيس الحكومة حسان دياب أنه "لا يمكن إجراء إي استثناء بإعادة اللبنانيين قبل نهاية فترة التعبئة العامة"، مشدداً على أنّ هذا القرار هو "لحماية اللبنانيين في الخارج وحماية البلد". وأوضح دياب أنّ الحكومة تدرس تصوّراً لإعادة اللبنانيين قبل 12 نيسان المقبل، موعد الانتهاء المبدئي للتعبئة، مؤكداً أنّ "الحكومة تكافح تطور هذا الوباء وخصصنا 60 مليون دولار للتجهيزات والأدوية، وهذه المرحلة صعبة ويجب أن نتعاون جميعا، لأنه من دون هذه الثقة نهدم الوطن".

صفعة بري

أما رئيس مجلس النواب، نبيه بري، فوجّه صفعة للحكومة إذ أشار على أنّ "العقوق في اللغة العربية تُطلق على الولد الذي يخالف والديه، لكن للأسف لم نجد وطناً عاقاً بحق أبنائه كما حصل ويحصل اليوم عبر الأداء الهمايوني الذي لمسناه أمس من الحكومة، فكفى من وطننا عقوقا بأبنائه المغتربين فهم كانوا على الدوام قرش لبنان الأبيض ليومه الأسود، والأوان قد حان لمبادلتهم بأقل واجباتكم". فطالب بري بعقد جلسة استثنائية، اليوم قبل الغد، "من أجل إعادة النظر بقضية المغتربين اللبنانيين الذين يواجهون خطر الوباء في أماكن انتشارهم في شتى أصقاع الأرض وبعضها خال من المستشفيات ويفتقد لأبسط قواعد الرعاية الصحية". وقال إنّ الحكومة "اخترعت البارود لأنها شكلت الشذوذ عن كل دول العالم فكل هذه الدول تقوم بالبحث عن مواطنيها لإعادتهم الى بلادهم أما نحن في لبنان نسينا أن هؤلاء دفعهم إهمال الدولة أصلا كي يتركوا لبنان ومع ذلك أغنوها بحبهم ووفائهم وعرق جبينهم وثرواتهم".

خطة وزير الخارجية

يؤكد وزير الخارجية ناصيف حتّي لكل من يتصّل به أنّ الدولة تقوم بالإجراءات اللازمة لجدولة احتياجات اللبنانيين وجمع التبرّعات وإرسال الأموال لمساعدتهم في هذه المحنة. ويؤكد أيضاً أنه تم العمل على تشكيل لجنة من وزارة المال والخارجية ومصرف لبنان لمتابعة هذا الملف. وعند عودة المغتربين الفورية، يشير إلى أنّ "لا عودة لأي لبنان قبل إجراء الفحوص اللازمة للتأكد من عدم إصابته بكورونا". يعد خيراً بأنه يمكن الاعتماد على بعض الفحوصات السريعة، "رابيد تيست"، في الأيام المقبلة وعلى ضوئه يُتّخذ الإجراء اللازم. لكن الواقع يقول أيضاً أن الـ"رابيد تيست" غير دقيق، وبالتالي لا يمكن إخضاع آلاف اللبنانيين في الخارج إليه، وهو ما يؤشر أيضاً إلى أنّ إلزامية الفحص الطبي قبل العودة إلى لبنان مجرّد ورقة رسمية للمماطلة وإبقاء المغتربين في الخارج.

مآسي اللبنانيين في الخارج

في يوميات كورونا، تسجّل مئات حالات معاناة اللبنانيين مع كورونا، من الإصابة به أو من آثار الحجر والعزلة وانقطاع التحويلات المالية. وما رصدته "المدن" يشير إلى إصابات لدى اللبنانيين في أفريقيا، عاجزين عن تلقي العلاجات اللازمة لافتقار هذه الدول للوسائل وضعف قطاعاتها الصحية. وفي إيطاليا، صرخة الطلاب اللبنانيين لا تزال على حالها وسط تأكيد عدد منهم لـ"المدن" أنّ "التواصل مع السفارة في روما غير مجدٍ، والحديث مع السفيرة أفضى إلى التواصل مع موظف آخر من السفارة لكن أيضاً من دون نتائج". وفي أوكرانيا، الواقع نفسه حيث لا يزال أكثر من 120 طالباً لبنانياً محتجزين في أماكن سكنهم ولم تتجاوب السلطات اللبنانية مع طلباتهم. وفي فرنسا الأمر نفسه، وكذلك في أميركا والخليج العربي حيث انقطعت السبل بعشرات اللبنانيين الذين لم يتمكنّوا من العودة في مهلة الأيام الثلاثة التي حدّدتها الحكومة قبل إقفال المطار. كما أنّ عدداً من هؤلاء بات يقيم بطريقة غير شرعية في الخارج نتيجة انتهاء صلاحية الإقامات أو الفيزا، وهو ما يضع هؤلاء في خطر شديد لكونه يمكن للنظام الصحي في بعض البلدان أن يرفض استقبالهم. منذ أيام، لا يتردّد المسؤولون اللبنانيون في شكر المغتربين الميسورين على دعهم للقطاع الطبي في لبنان وللجاليات في الخارج. وإذ بالدولة تقفل أبوابها في وجه كل هؤلاء، ميسورين أو "مقطوعين"، أصحاء أو مصابين. ربما لأنّ جمع التبرّعات نهج حياة وسياسة عامة.

 

"17 تشرين" من العناية الفائقة إلى الدفن

يوسف بزي/المدن/28 آذار/2020

مصيبة "كورونا" خير على النظام اللبناني من نواح عدة. حبل خلاص غير متوقع. ذريعة مثالية للهروب إلى الأمام. استكانة عامة ما كان أسوأ قمع لينجزها. خمود سياسي تام يريح أهل السلطة وحكومة ظلالهم. ملازمة البيوت والاعتصام بالصمت وهيمنة الخوف وانطفاء الفضاء العام، على نحو ما كان ليحلم به أحد من عصبة الحكم. منع تجول لا يثير أي اعتراض. التهاء كامل بالعارض الصحي يغطي أسوأ آلامنا الاقتصادية. شبح الموت العمومي يطغى على الخنق المالي المتعمّد. مخاطر الفيروس تلجم شعارات محاربة الفساد وصرخات الاعتراض. الهلع من تفشي المرض يزيح كل شكوى من انعدام الرزق وأسباب المعيشة. الذعر من العدوى أقوى من نقمتنا على النظام الرديء. قلقنا البيولوجي يطفئ غضبنا السياسي. مفعول "كورونا" سحري في إنقاذ السلطة لنفسها. الفيروس "يشفي" لبنان من ثورته، يخلصه من انتفاضة شعبية، كانت أصلاً تعاني من ضيق تنفس واختناق وهمود. جاء الفيروس وأودى بها إلى العناية الفائقة. في اليوم الأول لتنفيذ منع التجول الليلي، كانت الفرصة مؤاتية للانقضاض على "أطلال الثورة"، ديكورها الكبير الخاوي والذابل في وسط بيروت شبه المهجور.

جاءت قوى أمنية، وهي تعرف أن القلة القليلة الباقية لن تقوى على المقاومة، ولن تجد سنداً ولا دعماً. البيانات التي صدرت لاحقاً مستنكرة ما حدث، هي نفسها علامة على نهاية المقاومة، واستتباب العجز.  جاءت مجهزة بأدوات الهدم والحرق، لتنهي آخر معالم تلك الذكرى الخريفية وتحولها إلى حطام لا قيمة له. كومة من حديد وخشب وبلاستيك. لحظة مثالية، كي لا يكون الحدث "حدثاً"، خالياً من أي أهمية، وتقريباً في توقيت مثالي، مع رسوخ قناعة عامة أن الأمر انتهى وانقضى ومات. في ليلة منع التجول الأولى، جاء العسكر وفرض أمر السلطة: "انضبّوا بمنازلكم". ولا شك أنها ليلة حزينة أخرى، ليلة الفراغ والأشباح وأصحاب الهراوات الذين استفردوا بآخر العنيدين اليائسين. بقليل من البطش وبكثير من روح الهزيمة، كان كافياً كي نرى المشهد البائس للشاب الذي لم يعرف تدبير هزيمة ثورته سوى بمحاولة إشعال نفسه. نار تطهره من كل شيء، تعقم روحه من اليأس والخسارة، تكوي جرح الهزيمة الغائر. بالتأكيد، لا نحن ولا السلطة ولا أهل الانتفاضة التاريخية، تخيل هكذا مآل بائس كئيب، كأننا في جنازة رجل نكرة. فيروس كورونا أنقذ السلطة وقتل أنصع ما في روح هذه الجمهورية.

 

اطمئنان بيئة حزب الله... واستهتار الآخرين

 هيام القصيفي/الأخبار/الجمعة 27 آذار 2020

لا تتعامل أي دولة تواجه انتشار فيروس كورونا، مع المرضى وفقاً لمعيار مذهبي أو طائفي أو عرقي، ولا تنفذ عزلاً منزلياً أو تأمر باستقبال المرضى تبعاً للانتماءات الحزبية والسياسية. منذ اللحظة الأولى لتسجيل «الفيروس» في لبنان، تم التعامل معه مذهبياً. ومع توسع انتشاره، جرى التعامل معه في داخل البيئات المصابة، مناطقياً وحزبياً. وبعد أكثر من شهر على دخول لبنان نادي الدول الموبوءة، ومع تمديد التعبئة العامة، ازدادت الحالات النافرة في أسلوب التعامل السياسي مع الوضع المستجد وارتباطه بارتفاع نسبة حالات الفقر.

كان من الطبيعي أن تواجه خطة حزب الله الصحية ــــ استباقاً لتفتشي الوباء ــــ بانتقادات سياسية. لأن التعبئة التي حرص على الإعلان عنها بتفاصيلها اللوجستية والمادية، تعني أن الحزب، ولو تحت عنوان مواكبة إجراءات الدولة، يكرس مقولة أنه «دولة ضمن دولة»، بعدما كان في عين الاتهامات بسبب عدم وقف حركة الطيران من إيران كمصدر لتفشي الفيروس. يمكن الاستدلال من تفاصيل الخطة التي كان يتصرف بوحيها من دون إعلان، أن الحزب الذي يواجه عقوبات خارجية ويتم التضييق عليه في المصارف، ويعاني عزلة دولية تتعلق بالمساعدات التي يحتاج إليها، أراد إثبات بقائه على جاهزيته وتنظيمه الداخلي في ما يتعلق بأول استحقاق على هذا المستوى التنظيمي الداخلي يواجهه بعد حرب تموز ــــ آب 2006. وقد عكست هذه التدابير اطمئناناً لدى جمهوره، مطوقاً الاتهامات التي طاولته بإخفاء الإصابات في بعض مستشفياته وفي مناطق نائية، وخصوصاً بعد ما نُقل عن وزير الصحة حمد حسن طلبه عزل منطقتي كسروان وجبيل لتفشي الإصابات فيهما.

إذا كان الكلام يتعلق حصراً بموقع حزب الله في تعامله مع الكارثة الصحية، فإن الحزب حكماً نال حصته من الثناء عليه في قاعدته. لكن هذه الخطة، تعني أيضاً أن الهامش يضيق بين الدولة بمفهومها الواسع، ومفهوم الحزب ــــ الطائفة التي تقوم مقام الدولة بإيجاد إيقاعها الخاص في مثل هذه اللحظات المصيرية، علماً بأن «الدولة» أمام تحدّ قاسٍ، بسبب سوء إدارة الحكومة في معالجة ما أفرزته ممارسات مصرف لبنان وجمعية المصارف، وكذلك سوء إدارة العهد أيضاً لحالة التطويق العربية والدولية له، التي لم تُكسر إلا في حالة إطلاق عامر الفاخوري، وعدم وجود رؤية واضحة وخطة متكاملة لدى العهد والحكومة لمواكبة التدهور الصحي والإنساني والمالي. وفي مفهوم الدولة إذاً، هناك حزب يتقدم على الدولة وعلى غيره. لكن ما قام به حزب الله، يمثل في مكان ما، نقطة سوداء في خانة الأحزاب والقوى السياسية ــــ الطائفية، التي تسعى الى الاختباء خلف كلمة دولة، كي تغطي فضائح القطاع الخاص المصرفي والصحي، وتبرر العجز عن تقديم أي مبادرة اقتصادية ومالية أو صحية. وإذا كان رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط يقدم نموذجاً مشابهاً لنموذج حزب الله في التعاطي مع أزمة كورونا، ولو بمقدرات أقل، ومع الانضباط «الحزبي» نفسه، فإن ضحالة ما تقدمه المرجعيات السياسية المسيحية والسنية، عدا حملات الرش والتعقيم البدائية ببذلات ملونة، يبدو فاقعاً الى حد الاستهتار.

في مقابل الاطمئنان «الشيعي»، وعجز الدولة، وفي ظل «فيدرالية» ظهرت الى العلن، لم تحتج معظم القوى السياسية المسيحية والسنية تحديداً الى أكثر من شهر لتظهر مدى ترهلها، وفقدانها البنية التحتية اللازمة للتعامل مع هذه الأزمات، تاركة قواعدها تحت رحمة بدائيات غير مؤهلة، إلا للصفقات بالجملة والمفرق، وفي استثمار المرض لبازار سياسي مفضوح. أليس غريباً في كل ذلك أن يقول الناس في عز أزمة صحية تحتاج الى أطباء ومستشفيات إن الجيش هو الحل، بعدما دخل هو الآخر في لعبة المحسوبيات والإعلانات الدعائية لاستثمار سياسي ورئاسي؟ من المفيد طرح الأسئلة عن الماكينات الحزبية لتيار المستقبل، وعن هذا التخلي التام من مرجعياته في لبنان والخارج، لمواكبة تفشي المرض والبطالة والأزمة المعيشية الخانقة التي تظهرها مشاهد الناس في طرابلس والبقاع وبيروت والجنوب. أين الماكينات الحزبية ــــ الانتخابية، والاستنفار لتأمين أبسط حقوق الناس في المعالجة؟ اسم مستشفى رفيق الحريري لا يكفي وحده لتغطية غياب المرجعية التي تؤمن اطمئنان الناس في الأزمات.

وفي ظل انحسار دور الكنيسة التام، لا يزال السؤال عمّا حققته الاجتماعات المسيحية الحزبية في جبيل وكسروان والمتن، في حين أن بلديات تابعة لهذا الطرف أو ذاك، تمنع تخصيص أماكن معينة، ولو دينية ــــ رهبانية، لحاجات العزل الصحي، أو تقوم بلديات «مسيحية» بعزل نفسها عن المناطق الأخرى، لمنع تفشي الفيروس، وترفض إقامة مبان خاصة للعزل. ويمكن السؤال أيضاً عما حققته هذه الأحزاب، فيما لم تستطع بعد شهر ونيّف تأمين مستشفى مؤهل لمواكبة المرضى، رغم وجود مستشفيات متوقفة عن العمل أو متعثرة يمكن استخدامها. حتى الآن، كل ما حققته القوى السياسية في قواعدها السنية والمسيحية، مجرد حملات إعلامية وتغريدات لا تلائم الواقع الذي يحتاج الى مستلزمات طبية وتأمين أموال الى طلاب محتجزين في الخارج. حقيقة الأمر أن هناك مرضى قد لا يجدون مستشفى يستقبلهم لمعالجتهم، لأن المحسوبيات السياسية حجزت لنفسها مكاناً ومعدّات على حسابهم. لم يعد التلطّي خلف الدولة مبرراً، بعدما أمعنت هذه القوى في استثمار موارد الدولة لغايات حزبية، وحين حان وقت استخدام هذه الموارد في أزمة مصيرية، لا يجد الناس الى جانبهم سوى عدد محدود من شخصيات سياسية مسؤولة تدافع عن حقهم في الاستشفاء وتؤمن لهم بعض ما يحتاجون إليه.

 

التواصل في زمن انقطاع التواصل

الياس حرفوش/الشرق الأوسط/27 آذار/2020

أنا واحد من ملايين البشر المحتجزين داخل غرفهم بسبب هجوم «كورونا» على أبناء البشرية. لم أكن أتصور، أنا المتحفظ تقليدياً حيال الإسراف في استخدام ما تعارف العالم على تسميتها «وسائل التواصل»، أن يأتي يوم تصبح فيه هذه الوسائل سبيلي الوحيد للعبور إلى ما يشبه الحياة الطبيعية. هكذا صرت محاصراً في منزلي بين زوجتي وهاتفي الجوال. صار هذا الجهاز الصغير سبيلي إلى ممارسة عملي. أخاف عليه مثلما أخاف على صحتي. أن يتوقف عن العمل، أو أن تنطفئ حرارة بطاريته فجأة في هذه الأزمة. المقال الذي تقرأونه الآن، سواء على النسخة الورقية من جريدتنا أو على موقعها الإلكتروني، ما كان ليصل إليكم لولا فضل شركة «مايكروسوفت» وتطبيق «ويندوز». والجهاز الذي أحمله في يدي تحول بفضل تطبيق «واتساب» إلى وسيلة الاتصال التي لا أملك سواها بالزملاء، كما بالعالم الخارجي.

أعتقد، من خلال تحليلي المتواضع للخطة التي يستخدمها «كورونا» في الهجوم على البشرية، أن هناك مؤامرة بينه وبين وسائل التواصل الاجتماعي هذه، من «واتساب» و«سكايب» و«فيسبوك» وما شابهها، ليلقِّن المشككين مثلي درساً: أنه سيأتي يوم -وها هو قد أتى- بحيث لا تبقى في يد البشر وسيلة للاتصال فيما بينهم سوى هذه الوسائل. قادة الدول يعقدون المؤتمرات واللقاءات بواسطة الفيديو معتمدين على «سكايب». ومحطات التلفزيون استعاضت عن استضافة المعلقين في استوديوهاتها بالخدمة نفسها. أتخيل هؤلاء العاجزين عن استخدام هذه الوسائل أو الذين لا يملكونها، كيف يتصرفون؟ كيف يتخاطبون مع أحبائهم؟ كيف يتسوَّقون ويتصلون بأطبائهم وصيدلياتهم؟ ألا تتفقون معي على أنه إذا كانت هناك مؤامرة فعلاً وراء انتشار «كورونا» فلا بد من أن وراءها أرباب «مايكروسوفت» و«أبل» ورفاقهم الذين سيخرجون وحدهم منتصرين من هذه الحرب؟ لقد توقفت كل أسباب الحياة الطبيعية، وبقوا هم في الساحة، قادرين وحدهم على إخراج البشر من العزلة المفروضة عليهم. ليست هذه الوسائل التقنية الحديثة هي الوحيدة التي ستخرج «منتصرة» من هذه الحرب، وستتمكن من كسر الحصار الذي فرضته غزوة «كورونا» على حياتنا اليومية. على هامش هذه الأزمة التي تهدد الاقتصاد العالمي وأسهم الشركات الكبرى ومداخيل ملايين البشر، هناك مصانع تسرِّع الآن إنتاج الكمامات وأجهزة التنفس الصناعي التي باتت غرف العناية الفائقة بالمستشفيات في أشد الحاجة إليها.

هناك أيضاً المختبرات ومراكز البحث العلمية التي تعمل جاهدة على إنتاج لقاح لمحاربة هذا الوباء، والتي ستقدر أرباحها بملايين الدولارات عندما تتوفر لها فرصة النجاح. قد يقال طبعاً، رداً على ذلك، إن هذه المختبرات والمراكز تقوم بعمل إنساني ضروري سوف يخدم البشرية جمعاء. وهذا صحيح. ولكن... ألا يصح قول: «رب ضارة نافعة»، في حالة كهذه؟ الصين وجدت هي أيضاً فرصة أخرى. البلد المتهم بـ«تصدير» الوباء حول العالم، صار البلد الذي يصدِّر الخبراء والأطباء لمكافحته، وينافس الاتحاد الأوروبي في مساعدة عدد من بلدانه المنكوبة، مثل إيطاليا وإسبانيا، بعدما وجد الاتحاد نفسه عاجزاً عن مساعدتهما، وهو ما أثار أسئلة كثيرة ومشروعة حول جدية التضامن، وفعالية القوانين الموحدة التي كان يفترض أن تضمن حداً أدنى من التضامن الأوروبي.

من كان يتوقع قبل شهرين من الآن أن حياتنا سوف تنقلب رأساً على عقب، بسبب هذا العنف الهمجي الذي يشنُّه «كورونا» على العالم، بصورة لم يسبق لها مثيل في تاريخ البشرية الحديث؟ كان يمكن أن نتوقع عدواً خارجياً. أن نحتاط مما يحيط بنا... أما الآن فقد أصبحت أجسادنا هي عدونا. صار الخوف مبرراً من اليد إذا صافحت، والفم إذا عطس، والأنف إذا تنشَّق. وصار خوض المعركة بحاجة إلى أدوات ووسائل جديدة. يخيل إليَّ أن «كورونا» كان يختبئ في مكان ما. يتفرج على عبثنا بحياتنا، على سلوكنا المتهور في تعاملنا مع الأماكن والبلدان والأشياء الجميلة، على استخفافنا بالتسهيلات التي توفرت لنا، والتي صرنا نعتبرها من المسلَّمات... انقض «كورونا» فجأة من مخبئه، ليذكرنا بأن المسلَّمات التي كنا نرتاح لها ليست كذلك. وأن زيارة المقهى وارتياد المطعم؛ بل حتى الخروج إلى الشارع أو الرصيف المقابل، والتي كنا نعتبرها أموراً طبيعية نمارسها في حياتنا اليومية، يمكن أن يتم حرماننا منها في غمضة عين. وممن؟ من عدو مجهول لا نعرف شكله، ولا من أين يتسلل، ولا ماذا يرتدي؛ بل هناك من يرى أن هناك شكوكاً في طريقة الإصابة به. هل يتنقل في الهواء الذي نتنفسه وينشر سمومه من بلد إلى آخر؟ أم أنه يحتاج إلى الاقتراب من أحد المصابين لـ«كسب» العدوى منه؟ شكوك لا يشبهها سوى الشك في مصدره. هل هو صناعة أميركية أم صينية؟ ومن يقف وراء هذا الدمار الذي يضرب البشرية؟ سوف يأتي يوم، يؤمل أن يكون قريباً، نخرج فيه من حجراتنا، لنتمتع مجدداً بنور الشمس، بخضرة الحدائق، بالمتاحف والمسارح ودور السينما وصالات الحفلات الموسيقية، أي بالعودة إلى حياتنا الطبيعية. لعلنا نتذكر عندما يعود ذلك اليوم أن ما نعتبرها مسلَّمات وبديهيات وأموراً طبيعية في حياتنا اليومية ليست دائماً كذلك، وهي معرضة لنخسرها في أي لحظة ولسبب لا نتوقعه. وعلينا بالتالي أن نستمتع باللحظات والأوقات والفرص الجميلة، وأن نقترب أكثر من الأشخاص الحميمين في حياتنا.

 

فقدان اليقين في لحظات قاتمة

أمير طاهري/الشرق الأوسط/27 آذار/2020

بصرف النظر تماماً عن الخاتمة، ربما ينتهي الأمر بأزمة فيروس «كورونا» الراهنة إلى إحداث تأثير عميق على سلطات النخب السياسية، والاقتصادية، والإعلامية، والعلمية التي تشكل في مجموعها صورة الرأي العام على الصعيد العالمي. ولقد ارتبطت وظيفة هؤلاء النخب ورغبتهم في حيازة الشرعية الحصرية، بمقدرتهم الحقيقية على إيجاد اليقين، في تحدّ قائم لجميع أوجه وأنماط وأنواع المصائب والبلايا. ومع ذلك، فإن الأزمة الراهنة، التي هبطت على رؤوسنا جميعاً كصاعقة الرعد المفاجئة من رحم العدم، قد أعادت التأكيد على تيمة الفناء والزوال، وربما على قيمة انعدام اليقين، في الشؤون الإنسانية. وقبل بضعة أسابيع قليلة فحسب، كانت الحكمة المقبولة تفيد باستمرار ارتفاع الأسهم في البورصات العالمية، في حين يدخل الرئيس دونالد ترمب إلى فترة الولاية الرئاسية الثانية، مع استقرار أوضاع الاتحاد الأوروبي في أعقاب الرحيل البريطاني عن فترة من النمو الاقتصادي الهزيل على مشارف الركود المحدق. وعلى الصعيد العالمي، روجت النخب العالمية ليقين انتعاش الأعمال، كما هو معتاد.

ورغم ذلك، ليس بأيدينا سوى حفنة من عدم اليقين الأكيد، وبدرجة لم يسبق لذاكرتنا أن شهدت مثيلتها من قبل. ولقد تأخرت أجندة الرحيل البريطاني عن الاتحاد الأوروبي بالفعل، هذا إن لم تخرج حقاً عن مسارها، حيث إن التأكيدات الصلبة الراسخة للسيد بوريس جونسون ليست أكثر إثارة للإعجاب راهناً مما كانت عليه من قبل. ومع الطائرات المدنية الفرنسية التي تنقل الرعايا البريطانيين إلى وطنهم من زوايا العالم الأربع، والطائرات المدنية البريطانية التي توفر الخدمة ذاتها للرعايا الأوروبيين من مختلف الجنسيات، فإننا نرى الاتحاد القديم، الذي طالته لعنات «البريكست» الخبيثة، لم يفارق الحياة، كما كان يأمل بوريس جونسون ورفاقه.

وفي المملكة المتحدة نفسها، اضطر السيد جونسون إلى تأجيل الانتخابات المحلية وانتخابات حكام المقاطعات لعام كامل، مما يضيف زخماً كثيراً إلى حالة عدم اليقين الراهنة.

كما تتباطأ العملية السياسية على نحو واضح في الولايات المتحدة، حيث اضطر كلا الحزبين الكبيرين إلى الإبطاء مرغمين من وتيرة الحملة الرئاسية الجارية. ومع فقدان الرئيس دونالد ترمب لمزاعمه بشأن النجاح المحقق، فإن مزاعم إعادة انتخابه لم تعد مؤكدة، كما يقول النقاد. كما أن هناك حالة من عدم اليقين تنتاب المعسكر الديمقراطي. فهل سوف يقع الأميركيون ضحية شعار «نهاية الرأسمالية»، وينطلقون صوب بيرني ساندرز وأميركا الاشتراكية؟ أم سوف يتخيرون الذهاب إلى أعتاب جوزيف بايدن السبعيني الذي يمثل العودة إلى خيارات المستقبل؟

وفي الصين، مسقط رأس الفيروس الفتاك، يتجلى عدم اليقين في تأجيل مؤتمر الحزب الشيوعي الذي كان من المقرر أن يسفر عن عملية تطهير واسعة النطاق، مع تعزيز موقف الرئيس الصيني لفترة حكم أخرى، تبلغ عشر سنوات على الأقل.

وفي فرنسا، استغل الرئيس إيمانويل ماكرون جائحة فيروس «كورونا» كذريعة للتخلي عملياً عن قرارات الإصلاحات الرئيسية، التي كان من المقرر أن تغير من وجه رئاسته للبلاد عن الشروط المتساهلة وغير الفعالة التي ميزت أسلافه من الرؤساء الثلاثة السابقين. كما أنه قرر إرجاء الجولة الثانية والحاسمة من انتخابات البلدية وانتخابات عمداء المقاطعات، التي كان من المنتظر أن تشهد اكتساح حزبه الحاكم، في تلك الانتخابات جميعها.

وفي اليابان، جرى إرجاء العمل بالتعديل الدستوري المثير للجدل، والمعني بالسماح للأمة بإعادة التسلح الكامل، إذا لزم الأمر، لخوض الحروب الخارجية. ويلقي عدم اليقين أيضاً بظلاله القاتمة على السحر الدستوري لإبقاء فلاديمير بوتين في السلطة، ما دام ظل حياً حتى الآن.

وفي إيطاليا وإسبانيا، الدولتين الأوروبيتين الأكثر تضرراً من الوباء الفتاك، تستغل حكومات الأقليات حالة عدم اليقين الراهنة، في إطالة فترة البقاء على رأس الحكم.

ومن شأن حالة عدم اليقين، التأثير الكبير على مجريات السياسة في الجمهورية الإسلامية في إيران كذلك، إذ ربما أبطأ المرشد الأعلى علي خامنئي من محاولاته تأمين السيطرة الحصرية على السلطة في البلاد، على أمل أن يتحمل الرئيس البائس حسن روحاني مسؤولية الكارثة التي كشف عنها الوباء الخبيث على الصعيد الوطني. ومن الملاحظ أيضاً هدوء الصراع على السلطة في العراق، إذ خففت المخاوف في مواجهة الوباء من حماسة العديد من الشخصيات السياسية الطموحة، الأمر الذي يسمح بإطالة غير معلومة لحالة الوضع الراهن الشديدة الاهتزاز. كما أن هناك إطالة مشهودة للحالة المهتزة نفسها في أفغانستان، مع فقدان جولة الصراع على السلطة الباشتونية الطاجيكية في البلاد زخمها وأهميتها مع تراجع الاتفاق الغربي الذي أبرمته الولايات المتحدة مع حركة «طالبان» إلى خلفية الأحداث.

وفي لفتة إيجابية، ربما أسفر الوباء الجديد عن إبطاء الاندفاع الهندي الأعمى وراء إشعال الحرب الأهلية الحامية بين الهندوس والمسلمين، تلك التي تهدد بتمزيق أوصال الديمقراطية في البلاد.

كما أن حالة عدم اليقين الراهنة قد تمخضت عن تحول بعض القرارات التي لا يمكن تصورها أو التفكير فيها إلى أمر حتمي، وما في ذلك إلغاء دورة الألعاب الأوليمبية في طوكيو. كما أن هناك أحاديث عن تأجيل أو إعادة تحديد تاريخ كأس العالم لكرة القدم في قطر بحجة إلغاء و/ أو تأجيل أغلب البطولات، بما في ذلك كأس أوروبا، الأمر الذي أسفر عن إرهاق الجدول الزمني للفعاليات الرياضية العالمية بأكملها.

ومن الأمور الأخرى التي لا يمكن التفكير في حدوثها كان غياب الولايات المتحدة عن دورها القيادي في كبح وهزيمة الوباء الجديد. ولقد حاولت كل من الصين، وروسيا، وكوبا ملء جزء، ولو يسير، من الفراغ الناتج عن غياب الولايات المتحدة، على أمل تلميع صورتهم العالمية كأنظمة حكم استبدادية قاهرة.

ظلت النخب العالمية تسند توقعاتها دائماً على قانون السببية، مع ربط كل سبب بتأثيره، والتسلسل الزمني للسبب والنتيجة. ومنذ إيمانويل كانط وبيير سيمون لابلاس، افترض الباحثون والعلماء أنه إذا تسنى لأحدهم معرفة الموضع الدقيق لجسيم من الجسيمات في وقت معين، فيمكن له التنبؤ بموقعه وسرعته الدقيقة في أي وقت في المستقبل.

ومنذ منتصف عشرينات القرن الماضي، تعمَّد عدد من العلماء الأوروبيين (ومن بينهم بور، وبورن، وجوردان، وبولي، وديراك) تحدي هذا اليقين، وقالوا إن دراسة الظواهر لا بد أن تأخذ في اعتبارها إمكانية القفزات والانقطاعات.

وانتقل فيرنر هايزنبيرغ بتلك الأطروحة خطوة إلى الأمام بطرح مفهومه حول عدم اليقين، وكتب عن ذلك يقول: «يؤكد قانون السبب والنتيجة أنه إذا علمنا الحاضر تماماً، يمكننا حساب المستقبل. وليس الاستنتاج هو الموجب للخطأ، وإنما الفرضية نفسها».

وليس من المستغرب أن يصل فيرنر هايزنبيرغ إلى هذه الأطروحة أثناء أزمة عدم اليقين التي عصفت بألمانيا تحت حكم جمهورية فايمار، بينما كانت بقية ما يُسمى بالعالم المتحضر آنذاك يتعامل مع الانهيار الاقتصادي العالمي.

فهل من شأن النظام العالمي إعادة النظر في افتتانه، إن لم يكن هوسه الشديد، بالسرعة، ويحاول تقدير التباطؤ الفردي والجماعي المفروض عليه وجوباً بسبب الوباء الحالي؟ ولا يعد التساؤل قاسياً إذا ما اعتبرنا أننا دائماً ما نمزج بين السرعة والتسرع، مع طموحنا بعد الاستدامة، عندما يتحول واقعنا إلى حقيقة الزوال والفناء، ناهيكم بتقلقل ما قبل الانهيار. إن عدم اليقين، والوثبات، والانقطاعات، هي من الكلمات الرئيسية الدالة في مفردات جديدة علينا النظر في أمرها، والتفكُّر في شأنها. فإنها تساعدنا على كبح صلفنا وغطرستنا، مع احتمالات التهدئة اليسيرة من حالات اليأس التي تعترينا في تلك اللحظات القاتمة الراهنة، فإن لم يحدث أفضل ما كنا نأمله منذ بضعة شهور مضت، فما من سبب يدعو لحدوث ما هو أسوأ مما نخشاه فعلاً الآن. إن روعة عدم اليقين تكمن في أنه يصلح لجميع الاتجاهات.

 

قمة العشرين... بارقة أمل في هذا الليل الكئيب

مشاري الذايدي/الشرق الأوسط/27 آذار/2020

إشارة أمل بعثت بها قمة العشرين الكبار في العالم التي دعت إليها، ونظّمتها، المملكة العربية السعودية من الرياض مخصّصة للتصدي لجائحة «كورونا». القمة عقدت عن بعد من خلال وسائط الاتصال الحديثة - في تسجيل لحضور «كورونا» الكئيب - وتمثلت فيها الدول برؤسائها، وصدر بيان موحد عن هذه القمة مخصص فقط لبند واحد، وهو كيفية الانتصار على «كورونا» وتلافي أضراره الرهيبة، ليس على الصحة الجسدية للناس وحسب، بل على الاقتصاد العالمي وما يمكن أن يوصف بـ «الأمن الصحي العالمي». السعودية، مستضيفة القمة، تحملت المسؤولية العالمية، ونقلت العمل الدولي للجماعية من الفرادنية لكل دولة على حدة، ومحاولات بعض الدول مناكفة الدول الأخرى، بسلاح «كورونا»، كما نرى في التراشق الحاد بين واشنطن وبكين، وبين الدول الأوروبية فيما بينها، أو المجموعة الأوروبية تجاه أميركا أو الصين... الخ.

الهمّ واحد، والمصيبة متحدة، وحركة الاقتصاد العالمي مرتبطة ببعضها، وتجسد ذلك في الخلل الذي أصاب سلاسل الإمداد في السلع والخدمات الدولية.

كما أن السجال الذي بكّر به بعض الكتبة عن أن العالم ما بعد «كورونا» ليس كما قبله، والمراد هنا بحث مستقبل العولمة وسياسة الحدود المفتوحة وتراجع دور الدولة القومية ذات الحدود والسيادة لصالح الفكرة العولمية، هل ستنحسر هذه الحالة بعد انتقالات فيروس «كورونا» عبر الحدود بسرعة البرق؟

بيان قمة العشرين أكد بشكل واضح أن العشرين الكبار في العالم يتعهدون بالحفاظ على حرية التجارة الدولية والوضع كما كان قبل «كورونا» والمحافظة على سلاسل الإمداد الدولية. الجديد هو تقدم بند الصحة للأمام من خلال دعم منظمة الصحة العالمية وتوسيع صلاحياتها، كما بدعم صندوق مواجهة جائحة «كورونا» ودعم الدول النامية في هذه الظروف العصيبة. خلال الكلمة الافتتاحية للقمة الاستثنائية لمجموعة الـ20، دعا العاهل السعودي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، مجموعة العشرين لإرسال إشارة لاستعادة الثقة بالاقتصاد العالمي، من خلال استئناف التدفق المعتاد للسلع والخدمات في أقرب وقت ممكن.

كما أشار إلى أن جائحة «كورونا» قد عرقلت عجلة التنمية والنمو في العالم، قائلا: «مسؤوليتنا مد العون للدول النامية وتحسين بناهم التحتية لتجاوز الأزمة الحالية». بيان قادة مجموعة العشرين، تعهد بضخ 5 تريليونات دولار لحماية الاقتصاد العالمي، وقال قادة مجموعة العشرين، في بيانهم الختامي، إنهم ملتزمون باستعادة الثقة بالاقتصاد العالمي وتحقيق النمو. وجاء في البيان: «التصدي لآثار جائحة (كورونا) صحياً واقتصادياً واجتماعياً أولوية بالنسبة لنا». قائلين: «الاستجابة ستعيد الاقتصاد العالمي إلى نصابه». الدرس الكبير من جائحة «كورونا» هو أن العالم مرتبط بعضه ببعض بشكل يجعل من الصعب على العمل الفردي للدول على حمل مسؤولية كالتصدي لجائحة «كورونا»، ولذلك كانت إشارة الملك سلمان المهمة لوجوب دعم العشرين الكبار جهود البحث العلمي وتسريعه للخروج من نفق «كورونا». قمة العشرين الأخيرة، بارقة أمل سياسي دولي في ليل «كورونا» البهيم.

 

التفكير في الدولة بعد «كورونا»

رضوان السيد/الشرق الأوسط/27 آذار/2020

عَرَّف ابن عقيل الحنبلي (520هـ - 1126م) السياسة بأنها «ما كان فعلاً يكون معه الناس أقرب إلى الصلاح وأبعد عن الفساد». وما كان الخلاف في القرنين الخامس والسادس للهجرة على ماذا تعني السياسة، بل كان الخلاف على أمرين آخرين: أي الجهات هي الأَوْلى في القيام بذلك أم يكون التصرف سياسياً، حسب الاختصاص؟ وإذا كانت السياسة تقوم على إدراك «المصلحة»، فما حدود مراعاة المصالح في مقابل الشرع أو المبادئ والآراء المثالية لأهل المدينة الفاضلة، حسب الفلاسفة؟ وسُرعان ما جرى تجاوُزُ الإشكالية الأُولى بين السلطات السياسية والقضاء، بأنّ للسلطان، وهو صاحب اليد العليا في الاجتماع السياسي، التدخل حتى فيما هو في الأصل من صلاحيات القضاء إذا كان في ذلك «مصلحة راجحة»؛ إنما مَنْ الذي أو ما الجهة أو الجهات التي تُحدّد المصلحة الراجحة؟ وظلّت الصعوبة في القضية الأُخرى والتي لا تنحصر بتحديد المصلحة؛ بل تتجاوزُ ذلك إلى التقابُل بين القيمة والحقّ: الشريعة أو المثاليات الفلسفية (= مهمة الدولة: تحقيق السعادة التي قد لا تحققها سياسات اعتبار المصالح!)، في مقابل السياسات الاصطلاحية، كما يقول الطرطوشي. ولذلك وخلال نحو القرنين، وتحت وطأة الظروف القاسية (الغزوات المغولية والصليبية، والأوبئة والطواعين)، انصرف الفقهاء وبعض المفكرين الأخلاقيين (الذين يمزجون الأفلاطونيات بالدين) إلى تدعيم اعتبار المصلحة، ولجهتين: أنّ المصلحة المعتبرة هي طريقٌ من طرق إحقاق العدالة، وحيثما ظهر العدل وأسفر عن وجهه فهو شرعٌ من الشرع – والجهة الثانية أنّ القائمين على الشأن العام هم الأكثر تأهُّلاً للسير في المصالح باعتبار ذلك واجباً قبل أن يكونَ حقاً؛ بمعنى أنهم المسؤولون شرعاً وسياسة عن «حفظ الجماعة». وبذلك فإنّ هذه النقاشات وسط تلك الظروف سرّعت من استتباب نظرية «مقاصد الشريعة» والتي تعني: حفظ المصالح الضرورية الخمس لبني البشر: حق النفس (الحياة)، وحق العقل، وحق الدين، وحق النسل، وحق المِلْك أو المال. وبالطبع ما كان لجهة أن تقوم بذلك كله إلاّ السلطات السياسية في المجتمعات. وقد أسهم هذا الإجماع في تقوية الدولة وسلطاتها في الظروف الاستثنائية وفي كل الظروف، سواء في مواجهة الغزو الأجنبي، أو في مواجهة الجوائح الوبائية، أو الطبيعية أو الغذائية. وهناك رسالة طريفة كتبها الطبيب والفيلسوف عبد اللطيف البغدادي عن «الاعتبار بالحوادث الكائنة بمصر» نتيجة الوباء، والتي يدعو فيها السلطات والأطباء وأهل المقدرة للمبادرة والتعاون لكي لا «يتناصر» الوباء والمجاعة مع الفوضى واستيلاء الفساد!

منذ القرن السابع عشر - وهو قرن الصعود الرأسمالي بعد تحطُّم الإقطاع والهيمنة الدينية - شاع الاختلاف حول دور السلطات في الانضباط وإحقاق التوازن والعدالة بالحدّ الأدنى. والتوجه الماركسي معروفٌ في مواجهة فلسفة: «دعه يعمل، دعه يمر»، والذي أدّى إلى قيام نظامين عالميين في القرن العشرين: نظام الرأسمالية المنطلقة وحرياتها الليبرالية، ونظام الاقتصاد الموجَّه لصالح الجمهور والذي يقيّد الحريات الفردية والعامة. وقد أجمع الفريقان على آلياتٍ مشتركة لحفظ الأمن والتوازن النسي في العالم في ميثاق الأُمم المتحدة (1945)، والإعلان العالمي لحقوق الإنسان (1948). إنما من تحت ووراء هذا التوافق، استمرت الحرب أو الحروب الباردة التي أفْضت إلى هدم النظام السياسي الشمولي الذي يقود الاقتصاد، وإطلاق قوى السوق كما كانت لدى آدم سميث وخلفائه منذ القرن السابع عشر. لقد كان منطق رأسماليات حرية السوق: الحريات السياسية والحكومة الصغيرة ذات السلطات المحدودة، والتي تهتم بالسياسات الخارجية، أما بالداخل فلا تهتم إلاّ بحكم القانون الحافظ للحقوق الفردية. وقد رأى المفكر والقانوني الفرنسي دي توكفيل، في ثلاثينات وأربعينات القرن التاسع عشر، أنّ النظام الفيدرالي الأميركي هو الأفضل للجهتين: الحريات الفردية والأُخرى العامة.

بيد أنّ النقاشات بشأن أفضل الأنظمة أو الحكومات لصَون المصالح الفردية والعامة معاً لم تتوقف. فالأنظمة الحرة غير الشمولية في الولايات المتحدة وأوروبا الغربية، والتي عرفت رفاهة ووفرة في الإنتاج والاستهلاك بعد الحرب العالمية الثانية، سارت في سياساتٍ إمبريالية تجاه الخارج، واستغلالات بالدواخل. وقد تسببت تلك السياسات (وبخاصة بعد عام 1979 كما يذهب لذلك المفكر الاقتصادي بيكيتي) في ظهور فروقات هائلة في الثروة بين الفئات، وفي زيادة الحاجة والفقر في البلدان الليبرالية. ولذلك وبعد حرب فيتنام، والحروب بالوكالة بين الجبابرة في النظام الدولي والتي نشرت البؤس في بلدان «العالم الثالث»؛ جاء هناك من يقول: بل لا بد من تعديلاتٍ في نظام الدولة في الحكومات «الحرة» باتجاه إحقاق العدالة بالفعل، وليس الاكتفاء بالبراغماتيات والمنفعيات. والدليل على الحاجة إلى ذلك استمرار جاذبية فكرة العدالة الاجتماعية والسياسة بين فئات الشباب في الأنظمة الرأسمالية.

قال فيلسوف القانون الأميركي جون رولز في كتابه: «نظرية العدالة» (1971)، إنّ حكم القانون المستند إلى الدساتير واستقلالية القضاء لا يكفي، ولا بد من الإصغاء إلى روح الواجب (في الأخلاقيات الكانطية). وليست هناك جهة يمكنها النهوض والتدخل لجعل توزيع الثروة أكثر عدلاً إلاّ الأنظمة السياسية. ومنذ عام 1972 وإلى اليوم، لا تزال عشرات بل مئات الدراسات والكتب تصدر في الملاحظات أو الإضافات على عدالة رولز فكرةً وحدوداً وآفاقاً. إنّ الاختلالات التي استمرت وتزايدت بعد سقوط الأنظمة الشمولية خارج الصين دلّت على أنّ العدالة الاقتصادية شديدة الأهمية، وربما عادلت في أهميتها العدالة السياسية. لكنّ المجتمعات الغربية ما انتظرت الحكومات في إحداث التحول باتجاه التوازن، وظهرت فيها تيارات يمينية متطرفة تريد الاستبدال بتلك الحكومات (الليبرالية) بحجة إحلال حكومات ترعى مصالح تلك المجتمعات بخاصة، وفي مواجهة العالم كلّه إذا لزم الأمر! واليوم، وبعد حدوث جائحة «كورونا»، وثبوت أنه حتى الرعاية الصحية ليست مؤمَّنة في دول مثل إيطاليا وإسبانيا وأميركا؛ يتجاوز النقاش الحكومة الصغيرة الحجم أو الكبيرة الحجم، إلى مهمات الدول الوطنية ودورها فيما سمّاه الفقهاء المسلمون قديماً: حفظ النفس البشرية. بل ويثبت أيضاً والآن أنه قد يكون ضرورياً في هذه «القرية العالمية» وجود حكومة عالمية تحفظ النوع البشري والإنساني، في القضايا الرئيسية على الأقل، وسط المشكلات المتراكمة التي ما استطاع النظام الدولي القائم على الدول الوطنية ذات السيادة في مجالها الخاص، معالجتها؛ بل إنه كان علّة في تفاقُم معظمها، «والله غالبٌ على أمره ولكنّ أكثر الناس لا يعلمون».

 

شكل الحياة بعد الوباء

د. آمال موسى/الشرق الأوسط/27 آذار/2020

تعالت بعض الأصوات المفكرة والمنتمية للمثقفين إلى القول بثقة عالية إنّ العالم بعد تفشي فيروس «كورونا» وما فعله في الإنسانية حتى الآن لن يكون هو نفسه بعد الوباء. المزعج قليلاً في هذا الخطاب كمية الثقة الزائدة باعتقادنا، خاصة أننا في قلب الأزمة وما زال العالم في طور الحرب ضد هذا الوباء. فالحديث عن تغير العالم يطرح أمامنا تسونامي هائلاً من الأسئلة: ما الذي سيتغير في العالم؟ هل التغيير سيشمل جميع مكونات عالم اليوم وأبعاده؟ ما الذي سينتهي وما الذي سيبدأ بعد «كورونا»؟ طبعاً كل هذه الأسئلة تقوم على مسلّمة أن العالم سيتجاوز هذه الأزمة وسينتصر على الوباء وإلا فلا معنى لخطاب ما بعد «كورونا». ولولا الأخبار الإيجابية الوافدة من الصين لقلنا إن هذه المسلّمة يجب أن تتحول إلى فرضية. من ناحية ثانية فإن تصديق هذا الخطاب والتماهي معه يفترض أيضاً أن الأزمة ستكون طويلة ومنهكة وعامّة بشكل أنها تنجح فعلاً في جعل العالم يتغير، إذ الأزمات القصيرة مهما كانت حادة ومفجعة لا تغير العالم.

كي نحسن التعاطي مع فكرة أن العالم سيتغير بكل «كورونا»، فلا غنى عن التاريخ وتصفح ورقاته، خاصة العاصفة منه مثل الحروب وتاريخ البشرية مع الأوبئة والمجاعات. فهذا الوباء يفتح الذاكرة على مصراعيها في هذا الاتجاه. ما سنجده أن كل أزمة غيّرت في العالم وموازينه وأعادت بناء نظام العالم، ولكن أي جزء من النظام نقصد؟ هل المقصود بتغير العالم فكرة حكام العالم الجدد وبالتالي النظام العالمي في بعده السياسي، أم المقصود كل العالم من منطلق أن الوباء الراهن فتك بالجميع ولا يستهدف فقط الفقراء والبلدان الضعيفة؛ ميزانية وتجهيزات طبية؟

يقول التاريخ، وهذا ما توقف عنده مفكرو خطاب العالم ما بعد «كورونا»، إن الأزمات الكبرى في التاريخ قادت إلى تراجع جاذبية المقدس وهرعت الإنسانية نحو العلم لتتحصن بما قد يقيها شر الطبيعة وخوف الإنسان الأزلي منها. فالمنجز العلمي وحتى الفني الثقافي ليسا من أجل تفاخر الإنسان بنفسه في العالم بقدر ما كانا من أجل قهر الطبيعة والدفاع عن ضعفنا أمامها. كل ما ابتكره الإنسان بدءاً من فكرة الكوخ ثم البيت... كان كي يحمي نفسه من العواصف والبرد والحر. ولكن نسي الإنسان قصته الأولى مع الطبيعة وكاد يحسم انتصاره عليها لولا ما يحدث من حين إلى آخر من فيضانات وزلازل.

انشغل الإنسان بحربه مع الإنسان ونسي حربه مع الطبيعة، أو لنقل إنه قد أعتقد أنه قد تمكن منها ولم تعد خطراً ولغزاً. هذا خطأ أول. أما الخطأ الثاني، فإنه يتمثل في اعتداءات الإنسان على الطبيعة واستهانته بها وهو يحارب غيره.

إذا كان المقصود أن العالم سيتغير بعد «كورونا» من ناحية نظام العلاقات الدوليّة فهذا الأمر نسبي جداً لأن الأزمات التاريخية الكبرى عرفت تغيراً أيضاً، ولا ننسى أن «الكورونا» ليس الأول من نوعه تاريخياً. عرفت البشرية الحرب العالمية الأولى والثانية وكل التغيير هو صعود دول واستقلال أخرى وظهور حقوق الإنسان، ولكن إلى حدود أيام قليلة بعد «كورونا» كنا نتحدث عن تغير شكل الاستعمار وأنه أصبح مقنّعاً وبات يتسلل مالياً واقتصادياً أي أن الجلد فقط الذي يتغير.

ربما ما قد يطرأ على العلاقات الدولية تغيير لأن الدول المسماة قوية لم تقم بدورها في هذه الأزمة وظهرت محدودية أبوتها للعالم وسقطت فكرة نهاية التاريخ أيضاً، إذ الليبرالية الرأسماليّة هي التي أغضبت الطبيعة واجتهدت في إهاناتها بشتى الأسلحة الفتاكة. فصورة الرأسماليّة اليوم سلبية. بل إن الثقافة المادية الاستهلاكية ومفاهيم السلعة والتشيؤ والعولمة قد أرهقت الإنسانية وخلقت خللاً كبيراً ورأينا كيف تحولت التمثلات سريعاً وتراجعت أهمية التعليم والثقافة وبات لاعب الكرة ونجوم غناء الأكلة الخفيفة هم المراجع في المجتمعات، في حين أن المفكر والأديب سلب منهما الدور ويعيشان على الهامش ويتقاضى الرياضي الشهير أجراً خيالياً. حصل انقلاب في كيفية تمثل القيم والمراجع. وهو انقلاب أفرغ المعاني من معانيها. خلق نوعاً من الفراغ نعبر عنه بالسطحية. الأمل في صورة تغير العالم هو القطع مع الآيديولوجي. فالآيديولوجيا أصيبت بفيروس «كورونا» ولن تشفى منه لأن أصحابها والحاملين لدوغمائيتها لم يفعلوا شيئا، أي أنهم بلا مشروعية وبلا دور. الأمل الأكبر هو أن الدور الاجتماعي للدولة الذي تمت الإطاحة به، وسُلمت رقاب الشعوب للخواص ورأس المال الخاص، سيعرف مراجعة حقيقية وعميقة. وطبعاً لا غنى عن المؤسسات العمومية في القطاعات الحيوية مثل الصحة والتعليم.

بعد «كورونا» كما بعد كل وباء ينتعش الفكر والعلم وأغلب الظن أن التعليم سيستعيد وجاهته بكل تخصصاته الإنسانية والاجتماعية والتجريبية. فالعالم لن يتغير إلا إذا تغير الإنسان الذي لا يتغير بدوره إلا بعقله. ومع ذلك فالعالم قد يتغير. لا شيء مؤكد حتى الآن.

 

انتظار في النفق

سوسن الأبطح/الشرق الأوسط/27 آذار/2020

يتحدث المحلل النفسي الفذّ بوريس سيرولنيك عن عمق التصدعات التي ستتركها جائحة «كورونا» على النفس البشرية. عن أناس بالآلاف لا يمكنهم وداع أحبائهم، حتى تشييعهم كما يليق إلى مثواهم الأخير، أو تقبّل التعازي، وإقامة الطقوس التي تواسي. تأتينا الأخبار عن حرمان أهالي الضحايا من طبع قبلة الوداع على جبين أحبتهم، أو لمس يدهم، حتى مرافقتهم إلى القبر. عن أمهات يقبعن في جحور، بينهن العاجزة التي لا تجد من يبادلها كلمة، أو المريضة التي لا يتمكن أولادها من تزويدها بالدواء، وتلك التي لا تجيد استخدام الجوال أو المُقعدة التي لا تصل إلى الهاتف الأرضي لتتواصل مع العالم. يوصي سيرولنيك في هذه الحالة، بالعودة إلى البريد التقليدي، لعل صوت الأبناء يصل إلى الكبار الذين انتهت بهم الدنيا إلى تركهم - وإن استبد بهم الوباء - يموتون كمداً، أو اختناقاً، لأن ثمة من هم أصغر سناً أولى منهم بالحياة!

كيف صار مَنْ هم فوق الأربعين والخمسين من كبار السن، وقد كانت المفاخرة أن الشباب بفضل إكسير الحداثة، ومعجزات الطب، ونوادي الرياضة، يدوم حتى الثمانين وما يزيد؟! مَنْ أفتى فجأة أن الفيروس الجديد ليس خطراً، لأنه لا يقتل الأطفال ومن هم في عشريناتهم، إلا قليلاً؟ وكانت حياة أي فرد، قيمة لا تضاهي قيمة! كل هذا الخراب سينتهي إلى محاسبة قاسية. وسيُسائل الضحايا جلاديهم بعنف عمّا فعلوه بهم، وعن كذبة طالت لأكثر من قرن، انتهت إلى كابوس. العالم تغير كثيراً، وبأسرع مما يحتمله العقل. نحاول أن نفهم أي انقلابات نحيا، فلا ندرك شيئاً، ونبقى على ظمئنا. في الغرب، وفي فرنسا بشكل خاص، ثمة التجاء إلى الكتّاب والفلاسفة من جديد. محاولة لاستعادة ملامح «عصر الأنوار» وقادته المفكرين، للخروج من الظلام. لعل هؤلاء يجيبون عما عجز عنه الآخرون. لم يعد من ملاذ غير أهل الحكمة والعقل، ممن بقوا خارج دائرة التلوث الآيديولوجي الفتّاك، لعلهم يفسرون أعراض هذا «الأبوكاليبس» الذي لا تبدو له من نهاية أو باب فرج. لم يعد من طعم للأفلام الهوليوودية التي تأخذنا في تسفار إلى سيناريوهات الدمار الأخير، فالواقع أكثر مرارة من كل ما تخيله مخرجو العصر ومبدعوه!

لا يختلف المفكرون الذين يدلون بدلوهم على أن التغيير حتمي، لكنهم يختلفون على شكل ما سيأتي. العودة إلى الوطن الصغير باتت واضحة، ولم يكن «بريكست» سوى المقدمة الوردية لإعادة تشكيل القارة العجوز. ينعى عالِم الاجتماع جاك أتالي عولمة عرفت تقنيات التواصل الاقتصادي والمالي، وفشلت في التضامن والتكافل. تنقص هذه العولمة الروبوتية القاسية مسحتها الإنسانية. فمنذ صارت العولمة وصفة، والحروب تنهش الأرض، والفقر يتصاعد، والبيئة تدمر، والجشع على الاستهلاك وحشياً. يتفاءل كثيرون أن ما يحدث سيكون درساً، لكن «الثمن سيكون باهظاً». وكلما طالت المحنة، كانت الانقلابات أكبر، والكسر في الروح عصياً على الالتئام. السيناريوهات مفتوحة بعد «الطوفان»، من تفتت الاتحادات، إلى انكماش الديمقراطيات، وباتت أصلاً مراقبة الناس عبر التليفونات لرصد تحركاتهم، في سبيل اتخاذ الإجراءات الصحية، مما يمارس في كثير من الدول، من دون اعتراض من أحد. ولمن لم يلحظ، فإن حركات اليمين المتطرف في كل مكان تعلي الصوت، وتؤنب وتوبخ، وتبدو كأنها تكسب مساحات جديدة. العنصرية جزء من المعركة السياسية للفيروس. وهو نزال لا يزال في بداياته. فبعد الأوبئة، يأتي تاريخياً تبادل الاتهامات، وتوزيع المسؤوليات، وخلافات حول من تسبب في الدمار. وبما أن الفقر سيزداد، والاقتصاد إلى ركود، فالتوقعات باضطرابات أهلية هي من ضمن المنتظر في دول كثيرة. ولا تغشنّك الأموال المرصودة بمئات المليارات. فهذه لن تكون تكفيراً كافياً عن تقصير يفني عشرات آلاف الأرواح، إن لم يكن أكثر. هي أموال ستسد رمقاً، لكنها من الصعب أن تعيد تشغيل نموذج اقتصادي، يعتبره الناس سبباً في إعدامهم.

الكتّاب الفرنسيون الذين نبّهوا أصلاً من سوء المآل، كميشال أونفري يجد اليوم من يسمعه، وكان حين يتكلم نجده متطرفاً، مغرقاً في انحيازه لروحانية الحضارات الشرقية على حساب الترف والرفاه. كان الرجل يسأل مواطنيه؛ ما الذي ننتجه اليوم «لوحات بلا موضوع، شعر بلا معانٍ، وسينما بلا مضمون. حضارتنا تنهار». وآخر مثل إيمانويل تود، نعى قبل «كورونا» نظاماً فرنسياً طبقياً مهترئاً، عدد من يستحوذون فيه على ثروات البلاد لا يتعدى الواحد في المائة. وبشّر تود العام الماضي، بثورة لا تضم أصحاب السترات الصفراء فقط، بل ينضم إليهم أكاديميون وباحثون وأساتذة جامعات، ممن ظنوا أنفسهم طويلاً بمنأى عن الكارثة. ليست مصادفة أن تود تحولت كتبه إلى «بست سيلر» بينما كان حينها بالنسبة لقارئ عربي، يبالغ في الشكوى. من كانوا يظهرون على الشاشات كأنهم يغردون وحدهم، أو يتحدثون عن أمر سيحدث في مستقبل متوسط، لا بد استغربوا سرعة تحقق توقعاتهم. بعض المفكرين يرون فيما يحدث خيراً كثيراً، وأن كل هذا الجنون المادي المتمادي، كان لا بد أن يتوقف. وآخرون يتوقعون بعد الوباء شراً مستطيراً. وفي كل الحالات، لا تزال البشرية في البرزخ، وفي ذهول. الرؤية غائمة، الضباب كثيف، وحين تكون عالقاً في نفق لا تملك لنفسك سوى الانتظار. فيا لهول هذا الذي نعيش!!

 

كورونا «احتل» العالم بهوية صينية!

هدى الحسيني/الشرق الأوسط/27 آذار/2020

يوم الأحد الماضي، قال السفير الصيني لدى الولايات المتحدة كوي تيانكاي، إنه مصرٌّ على اعتقاده بأنه من الجنون نشر الشائعات عن أن فيروس «كورونا» نشأ من مختبر عسكري تابع للولايات المتحدة، فردّ بذلك على المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية تشاو لي جيان، الذي روّج للمؤامرة. نأي السفير بنفسه عن تصريحات الخارجية الصينية رأى فيها الأميركيون إشارة مهمة من كبير ممثلي القيادة الصينية في الولايات المتحدة. لقد أعرب كبار المسؤولين الأميركيين بمن فيهم الرئيس دونالد ترمب، عن غضبهم لمحاولة المسؤولين الصينيين نشر نظرية المؤامرة، لذلك يصر ترمب على تسمية «الفيروس الصيني»، خصوصاً أنه لا يوجد عالِم وبائي موثوق به في العالم أشار إلى أن الفيروس نشأ في أي مكان باستثناء الصين ومن الحيوانات التي تباع في سوق «ووهان». ورغم الثناء على الصين بأنها نجحت خلال شهرين في السيطرة نسبياً على الوباء في «ووهان» بسبب الحجْر الكامل على المواطنين في منازلهم، فإن هذا لن ينقذها من تكلفة اقتصادية مرتفعة جداً. تضع البيانات آفاق الانتعاش الاقتصادي في موضع الشك وأسوأ بكثير من التوقعات. الأكثر إقلاقاً لأصحاب القرار السياسي في الصين بسبب الفيروس الذي اجتاح العالم وأغلق اقتصادات كثيرة وحجْر مليارين و300 مليون إنسان في بيوتهم، أن الضربة الاقتصادية الصينية بدأت. فوفقاً للمكتب الوطني للإحصاءات في الصين انخفض الناتج الصناعي بنسبة 13.5% خلال الشهرين الأولين من السنة، وهو أعمق انكماش مسجّل في مثل هذه الفترة، وانخفضت مبيعات التجزئة بنسبة 20.5%، ولا يتوقف «الحبر الأحمر» عند هذا الحد، إذ انخفض قطاع البناء بنسبة 45%، وكذلك بيع المنازل 40%، والاستثمار العقاري والتجاري 16.3%، كما ارتفعت نسبة البطالة في المناطق الحضرية، وهو مقياس تتم مراقبته عن كثب من المسؤولين كونه يشكّل احتمالاً لاضطرابات اجتماعية، والبطالة وصلت إلى 6.3% في شهر فبراير (شباط) الماضي، أي ما يعادل فقدان 5 ملايين شخص لوظائفهم خلال شهرين.

البيانات مجتمعة تشير إلى انكماش حاد بنسبة 13% في الناتج المحلي الإجمالي خلال الشهرين الأولين من العام. تعطي هذه البيانات دلالات مهمة: أولاً، أنها أسوأ بكثير مما توقعه معظم المحللين، وثانياً، أنها أيضاً أسوأ بكثير مما اعتادت السلطات الصينية إبلاغه للرأي العام. يشرح محدِّثي مدى عمق هذا السوء، يقول: «كان الاعتقاد أن معظم الأثر الاقتصادي لفيروس (كورونا) سيكون محسوساً في الربع الأول، لكن الانتعاش سيصبح راسخاً بحلول الربع الثالث من هذا العام». يضيف: «ظن كثيرون أن الصين ستشهد انتعاشاً سريعاً على شكل حرف (V)، لكن عدة عوامل تخفف مثل هذا السيناريو، فهناك مسألة اللوجستيات، وهي إعادة الجميع إلى العمل على الرغم من أن البلاد عادت إلى طبيعتها خلال الأسابيع الماضية، وذكرت صحيفة (نيويورك تايمز) الأميركية أن عشرات الملايين من العمال معزولون عن عملهم، وقدّر أحد مديري الشركات أن المصانع لا تزال تعمل بنصف طاقتها».

ثم هناك مشكلة الاستهلاك، من المؤكد أن المستهلكين الصينيين سيبتعدون عن عبء الديون وسيعتريهم الخوف من احتمال فقدان وظائفهم أو الاضطرار إلى دعم أفراد من أسرهم فقدوا وظائفهم. وهذا لا يمثل إطار العقل الذي يُفضي إلى عودة صاخبة للنمو من خلال المستهلك في النصف الأخير من عام 2020.

ثم هناك التدهور السريع للشركاء التجاريين الرئيسيين للصين بسبب الوباء. إن كبرى وجهات التصدير للصين: اليابان، وكوريا الجنوبية، والولايات المتحدة، كلها تعاني من تفشيه بدرجات متفاوتة، مع تزايد احتمال أن يصبح أكثر انتشاراً في الولايات المتحدة مع مرور الأيام. ثم إن الاتحاد الأوروبي مجتمعاً يمثل أكبر سوق تصدير للصين وهو أيضاً في خضم التخبط في الوباء مما سيؤدي حتماً إلى اهتزاز اقتصادي كالذي شهدناه في الصين. إذن، وببساطة فإن احتمال أن يكون الانتعاش الصيني على شكل حرف (V) هو مجرد حلم. حتى إذا انتعشت، فلمن ستبيع والكل يتوقع انكماشاً عالمياً؟!

النتيجة الثانية المستخلصة من البيانات الاقتصادية الصينية هي أكثر إثارة لقلق السلطات الصينية، لأن أخباراً بهذا السوء غالباً ما تبقى بعيدة عن آذان الشعب الحساسة. وقد تكون هناك عدة أسباب لذلك القلق، لأنها تهز الدرجة العالية من الثقة الدعائية التي تعتمدها السلطات التي حاولت تبرئة نفسها من تفشي الفيروس في البداية من خلال التستر، وارتكبت أخطاء إدارية، وبوضعها الفيروس كقوة قاهرة سبّبت تداعيات اقتصادية تظهر الحكومة كمنقذ نهائي ستعمل على التعافي بسرعة. هذه الثقة المصطنعة ستتعزز أكثر ما دامت الدول الأخرى تفشل في الارتقاء إلى مستوى التحديات التي فرضها الفيروس. فهذه الدول الديمقراطية المنفتحة على الحريات فاجأها انقضاض هذا الفيروس على شعوبها، لكنها مع تزايد عدد الوفيات ستكون بمثابة أمثلة سلبية أمام إتقان الصين عدم السماح للوباء بالتفشي من خلال عملية حجْر الملايين من الناس وبسرعة.

هناك احتمال آخر لنشر هذه البيانات، هو أن السلطات تدرك أن المزيد من الألم الاقتصادي سيحمله عام 2020، فمن الأفضل إدارة توقعات الناس عن طريق الإبلاغ عن الأخبار السيئة في المقدمة.

إن أرقام شهر مارس (آذار) التي تؤكد جميع المؤشرات أنها ستكون سيئة بسبب الإغلاق، ستمثل هدفاً مغرياً للرقابة الحكومية، لأنها ستخبر ما إذا كان الرئيس شي جينبينغ نجح أم لم ينجح في التحكم بالواقع، خصوصاً أن الحزب الشيوعي الحاكم قلق بشأن الاضطرابات الكبيرة المحتملة في البلاد. الذي يبعث على الاعتقاد بأن قيادة الحزب الشيوعي الصيني متوترة هو اللجوء إلى نظرية المؤامرة. من الواضح لبقية العالم أن الولايات المتحدة كمن «قبض عليها عارية» في ردة فعلها على هذا الفيروس، من هنا فإن نظرية المؤامرة التي حاولت الصين تسويقها أُبطلت بسهولة، وإن كان بعض العرب مصرّين على القول إن الحرب البيولوجية - الجرثومية التي شنتها الولايات المتحدة على الصين، أفلتت من السيطرة ووصلت إليها. لكن محاولات الحزب الشيوعي الصيني، كما عادة الأنظمة الشيوعية أرادت حشد الشعب حول عدو خارجي «مسمن». وكانت هذه كارثة علاقات عامة للرئيس شي والحزب الشيوعي الحاكم.

ومع هذا تصر بكين على المناورة من «أجل اغتنام الفرصة» التي أتاحتها مأساة الفيروس. يقول هان جيان، من الأكاديمية الصينية للعلوم: «حالياً تم احتواء فيروس (كورونا) في الصين، واستأنفت معظم المناطق العمل والإنتاج، لذلك من الممكن تحويل الأزمة إلى فرصة لزيادة الثقة والاعتماد في كل دول العالم على مفهوم (صنع في الصين)».

لكن بالنسبة إلى مئات الملايين من الناس في العالم أصبحت الثقة سلعة نادرة بعد انتشار الوباء المخيف. مشكلة «التستر» الصيني كلّفت العالم ضحايا بشرية واقتصادية، إذ تم الإبلاغ عن أول ضحية رسمية لسلسلة فيروس «كورونا» في ووهان في العاشر من ديسمبر (كانون الأول) الماضي، على الرغم من الأنباء عن الإصابات في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي (صحيفة «الغارديان» البريطانية 13 الشهر الجاري). ثم في 31 ديسمبر أبلغت لجنة ووهان الصحية المستشفيات عن التهاب رئوي لأسباب غير واضحة بعد بروز 27 إصابة. وأخيراً تم إبلاغ منظمة الصحة العالمية عن تفشي المرض الغامض.

في الداخل الصيني أصدر تشاو شيلين، الذي كان سابقاً أحد أفراد أعلى هيئة لاتخاذ القرارات في الصين، رسالة علنية موجهة إلى الرئيس شي في 23 فبراير «مزّق» فيها كل الضوابط الاجتماعية الصارمة والرقابة على المعلومات والأخبار التي أدت إلى سوء التعامل مع تفشي فيروس «كورونا» المدمر. وقال شيلين لشي: «إن الخسائر لا حصر لها». وأضاف: «بسبب خطأ بشري فقدنا أهم نافذة ذهبية من الوقت لمكافحة الوباء». وهكذا سقط العالم بسبب فخ التستر الصيني في نفق ضراوة عظمى. وبسبب التستر الصيني، فإن الركود العالمي، ربما بأبعاد قياسية صار شبه مؤكد ويمكن أن يخسر العمال في جميع أنحاء العالم ما يصل إلى 3.4 تريليون دولار كمداخيل بحلول نهاية هذا العام.

إنها المأساة التي تجعل العيون مفتوحة ليل نهار والقلوب مستنفَرة على الأعداد من البشر التي ستسقط كل دقيقة لا كل ساعة.

 

سفينة نوح وطوفان كورونا

أحمد الغز/اللواء/28 آذار/2020

أحدث وباء كورونا صدمة لدى المفكرين والعلماء الذين اغفلوا اهمية الرأسمال الإنساني وخصائصه وضروراته وانشغلوا بتطورات الثورات الصناعية والاسواق المالية والاقتصادية، ومع طوفان كورونا عاد العقلاء منهم الى البحث عن سفينة نوح جديدة من اجل خلاص البشرية من التفكك الإنساني والانعزال الاجتماعي الوبائي، وذهبت أبحاثهم في عدة اتجاهات من التعمّق بالظواهر التاريخية المشابهة منذ آدم وحواء وتحدياتهم الوجودية البديهية كالعري والغذاء والملاذ الى ثبات الحاجات البشرية وتطور أدوات تحققها عبر العصور والحضارات، وهناك من انصرف لمتابعة تداعيات الوباء والهواجس الكونية الصحية والاجتماعية، وآخرون ذهبوا في بحثهم وتأملهم نحو اليوم التالي ما بعد الوباء وتحديات تشكل بشرية جديدة.

أعادنا وباء كورونا الى تعريف السلوكيات البشرية الفردية والجماعية بما هي قواعد اجتماعية والتي قد لا تتوافق مع النزعات الفردية الرافضة لعملية التكيف الجماعي نتيجة الضرورات، والتي تتنافى مع رغبات التفرد والتمايز وتأثيرها على أنماط العلاقات البشرية ومراحل تكونها البديهية البدائية الفوق معرفية للانسيابية الإنسانية الفردية والجماعية، وكيفية تحويل بديهيات الضرورات البشرية الى نظم وقواعد وتقنيات ظرفية غير نهائية رغم الجهود المعرفية النظرية والتطبيقية عبر الأزمنة من اجل تعريف وتحديد السلوكيات البشرية بين حقبة وأخرى أو مدرسة وأخرى والتي تضع الوجود الإنساني والضرورات الفردية والجماعية البديهية مرة اخرى في دائرة الغيبية المعرفية كالسؤال كيف ادرك الإنسان الأول ضرورة الماء والهواء؟

التباعد الاجتماعي الوبائي هو عملية تكيّف مجتمعي ابتكرتها البشرية مع أنماط وأدوات وآليات تحقق للأفراد والجماعات الحاجات البديهية رغم التناقض الدائم بين ضرورات تطور الكينونة المجتمعية والأنانية الفردية الانعزالية وأدواتها وتوهم تحقق الاندماج والانعزال في آن، والتي تجعل من التفرد غير الممكن بالواقع ممكناً بالتوهم أو بالافتراض، باستثناء الحالات الضرورية الحقيقية وغير الافتراضية خلال عملية الموت الجزئي المتمثل بالنوم اليومي المؤقت والموت الكلي الدائم، وتلك الضرورات البديهية تجعل من الفرد الإنسان كائناً اجتماعياً، وتجعل من الآخر البشري ضرورة مطلقة أمام الحاجة الى النوم، والتي تجعل من اليوم الواحد اكبر وحدة زمنية على الإطلاق، وذلك لعدم قدرة الإنسان على تجاوزها بمعزل عن فعل النوم أو الموت الجزئي الفوق إرادي والفوق إدراكي بما هو حاجة وجودية بدائية وبديهية تجعل من الوجود البشري الآمن غاية مطلقة للفرد الإنسان ولا تتحقق إلا بالتكيف مع ضرورة الإنسان الآخر على قواعد الانتظام الاجتماعي. يأتي عجز الإنسان أمام ضرورات الموت الكلي للفرد والجماعة على حد سواء مع تنوع وتعدد الإجابات على السؤال الوجودي الأول (من أين أتينا والى أين نحن ذاهبون؟)، والإجابة على هذا السؤال تتجاوز ضرورات الأمان إلى فعل الإيمان الفردي والجماعي وترسيخ القيم الرادعة والجامعة والضامنة على أساس عجز الإنسان وفرادته وأهوائه امام رغباته في بلوغ أمان النوم الجزئي أو إيمان الموت الكلي، وأمام هذا العجز شرعت البشرية بتكوين المجتمعات على أساس ضرورتها المطلقة من اجل سلامة الانسياب البشري المثقل بالخصوصيات الفردية والجماعية الأخلاقية والوجدانية.

استطاع طوفان كورونا أن يضع البشرية في مواجهة ضعفها وادعائها وفشلها المعرفي والاجتماعي، وغمر الطوفان المعايير التفاضلية الوهمية بين الأقوياء والضعفاء والتقدم والتخلف، مما ادى الى تلاشي الواقع الفعلي وتعاظم الواقع الافتراضي بعد التقوقع والانكفاء وأغرقكل قواعد التنافسية والسيطرة والثراء، وأصبحت البشرية في حالة انتظار سفينة نوح جديدة تحمل لقاح الخلاص من طوفان كورونا وولادة بشرية جديدة.

 

الحياة الأبدية وفيروس كورونا

فارس خشّان/الحرة/27 آذار/2020

القرن الحادي والعشرون هو قرن الوعد بـ"قتل الموت". قرن "أنسنة" المسار البيولوجي الذي أطال العمر المختبري للدودة من 18 يوما إلى ثمانين يوما، ممّا يعادل، في حالة الإنسان، تمديد العمر حتى خمسمئة سنة.

خمسمئة سنة كافية ليتمكن، خلالها، الذكاء البشري "الخارق"، خالق الذكاء الاصطناعي، من التوصل إلى ابتكار وسائل تمديد الحياة إلى... الأبد.

وحتى لا يستقبح أي إنسان ما سيكون عليه شكله، مع تقادم العمر، كان الوعد الأعظم بتوفير الشباب الدائم.

هذا المشروع خصصت له مليارات كثيرة ومختبرات عريقة، وتجنّد من أجله عباقرة التكنولوجيا وعلماء البيولوجيا، وكُتِبت في خدمته المؤلفات والدراسات، وعُقدت لتمجيده ندوات علمية وحلقات تلفزيونية ونقاشات إذاعية ومقالات صحافية.

ولكنّه فجأة، انهار. مثله مثل برج بابل التوراتي الذي كان يتوسّله البناؤون حتى يوصلوا الأرض بالسماء، "فيقيموا لأنفسهم اسما ومجدا دلالة على كبريائهم وتشامخ نفوسهم"، كما ورد في "سفر التكوين".

 لم يضرب غضب الله، هذه المرة، "مشروع الخلود"، بل "كوفيد-19" الذي قد يسمّى، هو الآخر، بعد سنوات طوال، في كتب التأريخ الديني للوقائع البشرية، بـ"غضب الله".

"كوفيد-19" بدا كأنّه مناسبة تعيدنا إلى إدراك القيمة المعنوية العميقة لما كنّا نعيشه

"كورونا فيروس" المستجد، وخلافا للخطاب السياسي الرسمي في العالم، هو لم يُعلن الحرب على الجنس البشري، بل هو مسار بيولوجي طبيعي، مثله مثل الولادة، والمرض، والموت.

هو بدا كأنّه عدو، لأنه جاء على جناح الرعب والموت، ليهدّم هذه "الأنا" التي تورّمت لدى الجنس البشري. هذه "الأنا" التي من كثرة ما عشقت فرديتها آمنت بفرادتها، وراحت تحتقر الحقيقة الوحيدة الثابتة في الحياة، وهي... الموت.

الأديان كانت قد قدّمت جوابا لهذه الأنانية البشرية، تمثّل بوعد الحياة ما بعد الموت. العلم، بشقه الذي لا يؤمن بذلك، قرّر تقديم البديل، فكان "قتل الموت".

وهكذا يكون، جليا، أن الجنس البشري هو من كان قد أعلن الحرب على الطبيعة البشرية، ليسيطر على الحياة وعلى الشباب في آن، فيوقف دورة الزمن، مما يمكّنه من احتكار الثروة، فلا يوزّعها حتى على ورثته، ويعينه على التمتّع، بلا حدود، بالملذات التي تنهال على شريحة "مقتبل العمر"، فينافسها عليها، كأن ترى، مثلا، رجلا في المئتين من عمره يتصارع، بكل ما يملك من خبرات وثروة، مع حفيد حفيده على حب شابة في العشرين.

في زمن إعلان الحرب على الموت، لم يعد ثمة مكان للشعر، للرومانسية، للثقافة، للتاريخ، للحضارات، للأدب، وللفن.

حرب الـ"كورونا" الجديدة

سنتذكر عام 2020 دائما أنه عام كورونا، ولكنه قد يكون أيضا العام الذي أطلق شرارة حرب باردة جديدة.

أصبح "الإنسانيون"، بعيون مقاتلي الموت قطيع... أموات. أمست كل كلماتهم التي تعطي للحياة معنى وللموت أيضا، مجرد حشرجات محتضر.

أضحت الإنسانية أسيرة الصراع بين نوعين من المتحاربين: من ينشرون الموت على الأرض طمعا بالحياة الأبدية، هنا ومن يريدون القضاء على الموت حتى تستمر حياتهم إلى الأبد على الأرض، هناك.

وهكذا تاه المعنى، وسقطنا جميعا "ضحايا عرضيون" في هذين الصراعين، إلى أن جاءنا..."كوفيد-19".

أجداد البشرية الذين وصلتنا أخبارهم، لم يضربهم لا هذا التطرف ولا ذاك. لم يكونوا يحبّون الموت، ولكن لم يكونوا يحاربوه.

هوميروس، في الأوديسية، لم يشذ عن قاعدة طبيعة الحياة. كتب عن عرض الخلّابة "كاليبسو" لـ"أوليس"، صاحب خدعة "حصان طروادة" وأذكى مقاتلي الإغريق، بأن يتخلّى عن السعي إلى موطنه حيث زوجته وابنه، وأن يبقى معها، وهي الشابة الجميلة حتى انقضاء الدهر، على أن تمنحه، في المقابل الحياة الأبدية والشباب الدائم، فرفض، لأنّه فضل أن يختار خطر الموت، ليس طلبا له، بل من أجل أن يتمتّع، ولو لمجرد لحظات، برؤية ابنه وزوجته ولو كانت أقل جمالا وأكبر سنّا من "كاليبسو".

ولم يغب عن بال هوميروس أن يعود فيميت "كاليبسو" نفسها. الفيروس الذي ضرب الواثقة بقدرتها على منح الشباب الدائم والحياة الأبدية، لم يكن اسمه "كوفيد-19"، بل الحزن الكبير على مغادرة "أوليس".

وهذه المدرسة الحضارية العريقة، لم تغب أبدا عن "ملحمة جلجامش"، وفيها أن أسى ملك "أوروك" السومري على موت صديقه "إنكيدو"، عقابا له على قتل "خومبابا" الرهيب، حارس "غابة الأرز السحرية" من جهة، وعلى قطع أشجار الغابة من جهة أخرى، دفع به إلى القيام برحلة طويلة وشاقة ومرعبة ومكلفة، لاكتشاف الحياة الأبدية. لكنّه، في نهاية المطاف، اقتنع بصوابية ما نصحته به "سيدوري"، ساقية الآلهة، حين قالت له، في بداية رحلة التفتيش عن الخلود: "إلى أين تمضي يا جلجامش؟ الحياة التي تبحث عنها لن تجدها، فالآلهة لمّا خلقت البشر، جعلت الموت لهم نصيبا، وحبست في أيديها الحياة. أما أنت يا جلجامش، فاملأ بطنك. افرح ليلك ونهارك. اجعل من كل يوم عيدا. ارقص لاهيا في الليل وفي النهار. اخطر بثياب نظيفة زاهية. اغسل رأسك وتحمّم بالمياه. دلّل صغيرك الممسك بيدك، وأسعد زوجك بين أحضانك. هذا نصيب البشر".

"اقية الآلهة" أيامنا هذه، اسمها..."كوفيد-19".…

نحو إعلان إسلامي عالمي لإلغاء الرق

هذه الحكمة تقول إن تغير الأحوال قد جعل من الممكن بل من الفرض والواجب إلغاء ما استحال إلغاؤه في الماضي، وإن غاية الدين هي صون الكرامة الإنسانية والمساواة الكاملة بين بني آدم ولذا توجب إصدار "إعلان إسلامي عالمي لإلغاء الرق".

الآن، ونحن في هذه "الإقامة الجبرية"، ماذا خسرنا فعليا أكثر من الأمور التي كانت تبدو لنا سخيفة: لقاء الزملاء، تفقّد الوالدين، الاجتماع بالأصدقاء، الشوق إلى الزوجة، الإجهاد في العمل، التوق إلى السرير، مواعدة حبيبة، الذهاب إلى السينما، جلسات المقهى، الجلوس قبالة البحر، المشي في الحدائق العامة، النزهة في الطبيعة، مشاوي أيام العطلة، ثياب العيد، صلاة الجمعة والسبت والأحد، الاطمئنان إلى توافر سرير في المستشفى، ورق الحمّام في السوبرماركت، مطهّر اليدين في الصيدلية، و... حتى المشاركة في دفن من نعرفهم.

"كوفيد-19" لا يستحق صفة العدو، فهو ليس من طبيعتنا، ولا يزاحمنا لا على الماء ولا على الكلأ، ولا يطمح لا إلى أن يحكمنا ولا إلى أن يسيطر علينا.

"كوفيد-19" سينتهي زمنه، عاجلا أم آجلا، كما انتهت قبله أزمنة الأوبئة الأخطر منه والأكثر فتكا بنا، لتبقى الأسئلة التي ستكون الإنسانية مسؤولة عن تقديم أجوبة عنها، بدءا بمعنى الحياة، مرورا بالاستثمار في الطبابة والاستشفاء والتربية، وصولا إلى النظام الاقتصادي والمالي الذي عاد واحدا وتسعين سنة إلى الوراء، أي إلى كارثة العام 1929 العالمية التي يعتقد كثير من الباحثين أنها كانت أحد أهم المداخل المؤسسة للحرب العالمية الثانية.

ليس المهم أن ترهق البشرية نفسها وميزانيتها وفكرها وعلماءها وعباقرتها بأحلام الحياة الأبدية، وهي أحلام، كما يتضّح، مرافقة لها منذ نشأتها، بل أن تعتني بمنع تحويل الحياة الطبيعية إلى جحيم كالذي نعيشه في هذه الأيام.

الجنس البشري هو من كان قد أعلن الحرب على الطبيعة البشرية، ليسيطر على الحياة وعلى الشباب في آن

جحيم يستحيل الخروج منه إلا بإعادة النظر بكل ما يُلهي الإنسانية عن طبيعتها وأدوارها الطبيعية: تلاحم الجماعة بعدما أرهق الفرد والمجتمعات والدول والكون "انفصال" بسيط. إعادة النظر بمفهوم القوة، فهو لم يعد مرادفا للأقدر على القتل، بل للأكثر قدرة على توفير الحياة الكريمة، بعدما ظهر، مثلا، أن النقص في الأسِرّة الاستشفائية يعيد البشرية، حتى في تلك الدول التي تظن نفسها ثرية وعظيمة، قرونا إلى الوراء. إعادة الاعتبار إلى الثقافة بدل هذا الإسراف في تحويل الإنسان إلى أداة استهلاك. إعادة الاعتبار إلى البيئة، بعدما استبدلنا الأوكسيجين بثاني أوكسيد الكاربون، وارتكبنا المجازر بحق الغابات، وسمّمنا مياه البحار والمحيطات، وأبدنا كائنات حيّة أخرى فقضينا على التوازن الطبيعي.

نحن، بحاجة ماسة إلى كل ذلك، حتى لا يكون زمن ما بعد "كوفيد-19"، أكثر فتكا بنا من هذا الفيروس.

وهذا كلّه ليس ضربا من المستحيل، فنحن، بالرغم من كل شيء، أكثر استعدادا للوثوب من أجدادنا بعد زمن "الإنفلونزا الإسبانية" التي قضت على حوالي خمسين مليون نسمة، وأقل فقرا من كل العصور الإنسانية السابقة، ولو كان لا يزال هناك جائعون بيننا.

ولكن على الرغم من هذه الأرضية التشجيعية، فإنّ مشكلتنا الكبرى تكمن في أنّنا اكتسبنا، بعد تحويلنا إلى مجرد زبائن لمصانع "الترف"، عادات استهلاكية مكلفة يصعب التخلّي عنها من دون الغرق في مشاعر الأسى والحرمان، كما أصبحنا، بفعل وعد "عباقرة الخلود"، عاجزين عن التمتّع برحلة عظيمة تبدأ بالولادة وتنتهي بالموت. أصبحنا نهدر العمر، في قاعة الانتظار، على رجاء أن يبلغوننا، بمكبّرات الصوت، أن الرحلة التي لا نهاية لها، على وشك الانطلاق.

"كوفيد-19"، كائن أصغر من أن تراه العين، ومع ذلك تسبّب لنا بضرر عظيم، ولكنه، في آن، بدا كأنّه مناسبة تعيدنا إلى إدراك القيمة المعنوية العميقة لما كنّا نعيشه، بعدما نجح عرض" أحفاد كاليبسو" لنا ـ ونحن أقلّ دهاء وذكاء من "أوليس" ـ في جعله حقيرا في عيوننا.

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

بري: لجلسة إستثنائية تعيد النظر في قضية المغتربين الراغبين في العودة

وطنية - الجمعة 27 آذار 2020

دعا رئيس مجلس النواب نبيه بري الحكومة الى عقد "جلسة إستثنائية اليوم قبل غد من اجل إعادة النظر بقضية المغتربين اللبنانيين الذين يواجهون خطر الوباء في اماكن إنتشارهم في شتى اصقاع الارض وبعضها خال من المستشفيات ويفتقد لأبسط قواعد الرعاية الصحية". وقال: "بالأمس وكأن الحكومة قد اخترعت البارود مع أنها شكلت الشذوذ عن كل دول العالم، فكل هذه الدول تقوم بالبحث عن مواطنيها لإعادتهم الى بلادهم اما نحن في لبنان نسينا ان هؤلاء دفعهم إهمال الدولة اصلا كي يتركوا لبنان ومع ذلك اغنوها بحبهم ووفائهم وعرق جبينهم وثرواتهم". وتابع: "الم يكف محاولة تبديد ودائعهم إن لم نقل سرقتها عبر الكابيتال كونترول؟ فهل الان تجري المحاولة لتبديد جنسياتهم؟ تطلبون منهم تقدم طلبات الى السفارات هؤلاء لا يريدون جنسية هم لبنانيون بل هم اللبنانيون. يضاف الى ذلك، انهم على استعداد لتحمل كل اعباء عودتهم سواء كانت مادية او طبية وهم يرحبون أن تترافق كل طائرة مع فريق طبي لبناني يقوم بفحصهم قبل صعودهم الى الطائرة وعند العودة يخضعون لإجراءات الوقاية في أماكن هم على استعداد لتأمينها بالإتفاق مع وزارة الصحة". وختم: "العقوق في اللغة العربية تطلق على الولد الذي يخالف والديه لكن للأسف لم نجد وطنا عاقا بحق أبنائه كما حصل ويحصل اليوم عبر الاداء الهمايوني الذي لمسناه أمس من الحكومة، فكفى من وطننا عقوقا بأبنائه المغتربين فهم كانوا على الدوام قرش لبنان الابيض ليومه الاسود فالاوان قد حان لمبادلتهم بأقل واجباتكم".

 

دياب تفقد مستشفى الحريري : وقعت فروقات السلسلة ونواجه تحديات كبيرة ولنتضامن بعيدا عن انتماءاتنا الطائفية أو السياسية

وطنية - الجمعة 27 آذار 2020

أكد رئيس مجلس الوزراء الدكتور حسان دياب "أننا نواجه اليوم جميعا تحديات كبيرة جدا"، داعيا اللبنانيين ل"الوقوف الى جانب بعضهم البعض بغض النظر عن انتماءاتنا الطائفية أو السياسية". كلام الرئيس دياب جاء بعد جولة تفقدية قام بها ظهر اليوم في مستشفى رفيق الحريري الجامعي، حيث وصل قرابة الاولى والنصف وكان في استقباله عند المدخل الرئيسي وزير الصحة الدكتور حمد حسن ومدير المستشفى الدكتور فراس الابيض وعدد من المسؤولين في المستشفى، وبعد جولة في أرجاء المستشفى اطلع خلالها على الاجراءات والتدابير التي يتخذها الجسم الطبي والتمريضي في المستشفى لمعالجة المصابين بفيروس كورونا.وعقد مؤتمر صحافي استهله مديرالمستشفى الدكتور فراس الابيض بالترحيب والشكر للرئيس دياب على زيارته التفقدية وعلى اهتمامه بالمستشفى واوضاع العاملين فيه في هذه الظروف الخطيرة والدقيقة.

حسن

ثم تحدث وزير الصحة مستهلا كلمته بتوجيه التحية لكافة الموظفين مخبريين وأشعة "على هذه المبادرة وعلى تلبية نداء الاستغاثة للوزارة وللناس الذين في مواجهة وباء كورونا، ولكن التحية الثانية والخالصة لدولة رئس مجلس الوزراء الدكتور حسان دياب الذي بدد كل المشاكل ونسف كل الخطوط الحمر في وجه دعم وزارة الصحة العامة وكل المستشفيات الحكومية في وجه وباء كورونا، ومؤكدا على أحقية المستشفيات الحكومية في لعب دورها واخذ تنميتها وتجهيزها حيز التنفيذ، وفي نفس الوقت احقاق الحق لاصحاب الحقوق من موظفين واداريين في كافة المستشفيات على اللبنانية".

اضاف: "بسياستنا وبهذا التعاون الوطيد والمتابعة اليومية وتوجيهات من فخامة رئيس الجمهورية ودولة رئيس مجلس النواب ودولة رئيس مجلس الوزراء وتشكيل اللجان المختصة وعقد الاجتماعات اليومية، هي التي اوصلتنا الى هذه النتيجة حيث أن كل مؤسسات المجتمع الدولي والمرجعيات الطبية الدولية تثني عليها وتؤكد عليها".

دياب

ثم تحدث الرئيس دياب فقال:"أردت تفقد مستشفى رفيق الحريري الجامعي في بيروت اليوم، حتى اطلع على أوضاعها في ظل الضغط عليها بسبب وباء كورونا.اسمحوا لي أن أنوه أولا بالجهد الكبير الذي تقوم به المستشفى، وأن أشكر الطاقم الطبي والتمريضي والإداري ومدير المستشفى الدكتور فراس الأبيض، على الجهد الكبير الذي يبذلونه لمعالجة المرضى، وعلى التضحيات التي يقدمونها. وأبشركم أنني وقعت الكتاب الوارد إلى رئاسة الحكومة من معالي وزير الصحة الدكتور حمد حسن بشأن ما تبقى من فروقات سلسلة الرتب والرواتب والتي تناهز قيمتها مليار و50 مليون ليرة، بالإضافة إلى 950 مليون ليرة السابقة، وحولته إلى وزارة المالية، وسيتقاضى جميع العاملين في المستشفى رواتبهم الجديدة آخر الشهر الحالي إن شاء الله. وهكذا يكون العاملون قد حصلوا على حقوقهم من الدولة. أما بالنسبة إلى موضوع الرتب الوظيفية وتعويضاتها، فهو موضوع إداري، وأنا أؤكد أنني مع إنصاف العاملين في المستشفى ومع حصولهم على حقوقهم المادية.

أتوجه أيضا بالشكر إلى معالي وزير الصحة على الجهد الكبير الذي يقوم به لمتابعة تجهيز المستشفيات على جميع الأراضي اللبنانية، وأيضا متابعته الدائمة لانتشار هذا الوباء في لبنان. أعرف حجم القلق الذي يعيشه اللبنانيون، وأتفهمه جيدا. في عيون اللبنانيين خوف على الحاضر وعلى المستقبل، خوف على الآباء والأمهات، وعلى الأولاد والإخوة والأخوات وعلى الأحفاد. نواجه اليوم جميعا تحديات كبيرة جدًا، ولا تستهدف هذه التحديات والمخاطر فئة واحدة من اللبنانيين، أو منطقة واحدة، أو طائفة واحدة، أو فريقا سياسيا واحدا، إنما تواجه اللبنانيين، كل اللبنانيين. لذلك، علينا، كلبنانيين، أن نقف إلى جانب بعضنا، يدا واحدة، بغض النظر عن انتماءاتنا الطائفية أو السياسية أو المناطقية، بغض النظر عن أي اعتبار، لأن الخطر لا يميز بيننا. الكورونا لا يميز بين اللبنانيين، والأزمة المعيشية لا تميز بين اللبنانيين، فليس الوقت للمزايدات وتسجيل النقاط. وقال: كما تقوم وزارة الصحة والطواقم الطبية والتمريضية وإدارات المستشفيات وكما يقوم الصليب الأحمر بخدمة كل لبناني من دون أي معيار، على اللبنانيين أيضا تجاوز هذه المرحلة الصعبة بوحدتهم، بتعاونهم، مثلما اعتادوا أن يكونوا دائما في الأزمات والمخاطر التي تستهدف وطنهم. الرهان اليوم على هذه الروح الواحدة الجامعة. إذا اتحدنا وكنا يدا واحدة وقلبا واحدا، سننجح.

استغل هذا اللقاء اليوم لأوجه نداء إلى كل اللبنانيين، أن يتمسكوا بهذه الروحية، وان يتمسكوا بالدولة ويحافظوا عليها، هي سقفنا كلنا، لأنها إذا انهارت، لا سمح الله، سنصبح مكشوفين بالعراء. الدولة ملجأنا كلنا، وثقتنا فيها هي الأساس لنستعيد مناعتنا بوجه الأمراض الصحية والمالية والسياسية التي تصيب البلد.

انطلاقا من هذه الروحية، أناشد اللبنانيين أن يلتزموا باجراءات الحكومة لحماية المواطنين من انتشار وباء كورونا. تبذل الحكومة جهدا كبيرا لتقوم بواجباتها تجاه الناس، وستضع جميع قدراتها للتخفيف عن الناس ومعالجة النتائج الاجتماعية لهذه الأزمة.

أعرف أن عددا من اللبنانيين خارج لبنان يرغبون بالعودة إلى بلدهم، لأنهم اكتشفوا ان الاجراءات التي اتخذتها الحكومة أفضل بكثير من الدول التي يتواجدون فيها. هذا الأمر جيد ويفرحنا أن تزيد ثقتهم ببلدهم. أنا مدرك لمخاوف الأهالي، وكما تعلمون، أعطينا فترة 4 أيام للبنانيين الراغبين بالعودة قبل إقفال المطار.

والواقع أنّنا لا نستطيع استثناء أحد قبل انتهاء الفترة المحددة للتعبئة العامة، وذلك لسببين:

الأول، هو لحماية الأشخاص الذين يرغبون بالعودة، إذ من الممكن أن يكون أحدهم على متن الطائرة مصابا بفيروس الكورونا وأن ينقل العدوى لعدد كبير من الأشخاص، أو للجميع.

والثاني، هو لمنع تفشي العدوى بالبلد، لأن قسما كبيرا من الإصابات عندنا هي من المسافرين الذين نقلوا العدوى إلى البلد.

الأفضل ان يبقوا مكانهم، ويلتزموا الحجر ليحموا أنفسهم.

في جميع الأحوال، نحن ندرس طريقة لعودتهم، وسنعمل على وضع تصور واضح قبل 12 نيسان. إن شاء الله نتجاوز هذه المرحلة الصعبة بأقل الأضرار الممكنة، حتى نتابع معالجة باقي الأمراض المزمنة التي يعاني منها لبنان.

إن الحكومة تتابع كل تطور عالمي لمعالجة هذا الوباء، وسنكون جاهزين لكل جديد.

ولأن هذا الموضوع اليوم هو أولوية عند الحكومة، خصصنا حوالي 60 مليون دولار لمواجهة خطر وباء الكورونا، للتجهيزات والمعدات والأدوية والمستلزمات المتعلقة بالكورونا، وأيضا لرعاية المصابين وفق المعايير التي يتم تحديدها.

وختم: إنها مرحلة صعبة وعلينا جميعا أن نتعاون، وأن نلتف حول الدولة، حتى نسترجع ثقة الناس بدولتهم، فمن دون هذه الثقة نهدم كافة مقومات مناعتنا كوطن وكمواطنين.

أجدد الشكر لمعالي وزير الصحة، وللإدارة والجهازين الطبي والتمريضي في مستشفى رفيق الحريري الجامعي في بيروت".

 

الخارجية توجهت بأحر التعازي الى عائلة فوستينا تاي وغانا وشعبها وطلبت التوسع في التحقيق

وطنية - الجمعة 27 آذار 2020

توجهت وزارة الخارجية والمغتربين بـ"أحر التعازي لأسرة الفقيدة فوستينا تاي ولحكومة جمهورية غانا الصديقة وشعبها. وحرصا منها على تبيان الحقيقة كاملة، وجهت كتابين إلى وزارتي الداخلية والعدل للتوسع في التحقيق والاستماع إلى كل من له علاقة بالقضية". إشارة الى ان تاي كانت تعمل في لبنان كمساعدة منزلية وجدت جثة في 14 آذار الحالي.

 

اقتراح قانون معجل من تكتل لبنان القوي يقضي بمهلة إضافية لتسديد الضرائب والرسوم

وطنية - الجمعة 27 آذار 2020

صدر عن "تكتل لبنان القوي" البيان الآتي: "تقدم تكتل لبنان القوي باقتراح قانون مكرر معجل موقع من عشرة نواب، يقضي بمنح مهلة 30 يوما اضافية لتسديد كل الضرائب والرسوم اعتبارا من 23 آذار الجاري، واعفاء المواطنين من اي غرامات مترتبة عن اي تأخير، مع امكانية لتمديد مهلة مماثلة او اكثر بناء على اقتراح من الوزير المختص ووزير المالية وبموافقة مجلس الوزراء اذا اقتضت الظروف في البلاد ذلك.

وجاء في تعليل الاقتراح، أن الظروف الصحية الطارئة معطوفة على الظروف الاقتصادية الصعبة التي يعاني منها المواطنون، والتي تؤدي الى استحالة التسديد للعديد منهم، لا سيما الفئات غير الميسورة، تقضي بتخفيف العبء المالي عنهم، أقله في ما يخص الضرائب ورسوم الخدمات الاساسية من كهرباء وماء وهاتف خلوي وثابت بالاضافة إلى رسوم السير. وتم تقديم القانون وايداعه الأمانة العامة وتسجيله اليوم الجمعة في مجلس النواب".

 

تيار المستقبل: يريدون تهريب التعيينات تحت جنح الوباء والتاريخ سيحكم

وطنية - الجمعة 27 آذار 2020

صدر عن "تيار المستقبل" بيان قال فيه: "يمعن الأوصياء الجدد على مقدرات الحكم والحكومة في قلب الحقائق واعتماد سياسات الهروب إلى الوراء لتحميل السياسات المالية والاقتصادية اعتبارا من عام 1992 مسؤولية الانهيارات الراهنة وتفاقم الأزمات في شتى المجالات. ومن يقرأ البيانات التي تصدر عن هؤلاء، يتوقع ان تصل بهم الأحوال إلى رمي وباء كورونا في أحضان التسعينات واتهام الادارة السياسية في ذاك الزمان بتصنيع الوباء وتخزينه إلى أن تحين لحظة استخدامه مع وصولهم إلى سدة الرئاسة. وقد فات هذه الجماعة من أهل السلطة والقرار أن تغييب الحقيقة عن بياناتها لن يكون في مقدوره تغيير وقائع التاريخ الذي يشهد بأحرف من ذهب لسياسات النهوض والبناء والنمو والتقدم والثقة التي طبعت مرحلة التسعينات، وما زالت معالمها راسخة في وجدان اللبنانيين، الذين يتذكرون بالخير هذه الايام، الدور المميز لمستشفى رفيق الحريري الجامعي وسائر المستشفيات الحكومية على كامل الاراضي اللبنانية التي تقف في خط الدفاع الامامي عن سلامة اللبنانيين وصحتهم، وهي كلها من انجازات المرحلة التي ينعتونها بالسواد ويرمونها بسهام التجني والأضاليل".

أضاف: "منذ أن وطأت أفكار هذه الجماعة وطموحاتها أبواب السلطة قبل 15 عاما، وهي تفتش عن سبيل للاستئثار والسلبطة ووضع اليد على مقدرات الامور، واعتقدنا لفترة ما أن استدراجها الى ساحة المشاركة الوطنية وفك عقدة وصولها إلى سدة الحكم، يمكن أن يساهما في تهدئة روعها وانفتاحها على الآخرين، ولكن أنى للعقول المقفلة على سياسات انتقامية محكمة الاغلاق ان تكون قادرة على ذلك؟".

وأشار إلى أن "همهم الوحيد هو الانتقام من المرحلة التي يمثلها الرئيس الشهيد رفيق الحريري وإسقاط هذه المرحلة بمختلف الوسائل. فماذا كانت النتيجة؟ لقد أسقطوا البلد برمته في شر أعمالهم وتكبرهم وتذاكيهم وسياساتهم العشوائية، وها هم الآن، يرمون كل الخراب الذي تسببوا به على مستوى الدين العام وكلفة الكهرباء وتعطيل المؤسسات والمسارات الدستورية وتغطية الخروج المتعمد على مقتضيات الوفاق الوطني والقانون والدستور، ها هم يرمون كل ذلك في احضان التسعينات، ويتخذون من اعلان الحرب على مصرف لبنان وسيلة لكسب رضا الناس والفئات المتضررة من الازمة المعيشية".

وختم: "لقد استفاقوا الآن على حاكمية مصرف لبنان وعلى فريق العمل الذي سيسجل له التاريخ، مهما تصاعدت حملات التجني، انه دافع حتى الرمق الأخير عن سعر صرف الليرة، وان مسؤولية الهدر تقع حصرا على عاتق من هو مسؤول بالاسماء والارقام عن نصف الدين العام. يريدون تهريب التعيينات تحت جنح الوباء بدعوى تغيير السياسات المالية والاقتصادية، لكن الحقيقة تقول لكل اللبنانيين إنهم يريدون الهيمنة على القرار المصرفي والمالي، لتخريب ما تبقى من بارقة أمل وثقة بهذا القطاع الحيوي. تاريخنا تاريخ إعمار واستثمار ونمو وأبواب مفتوحة مع كل العالم، وتاريخهم تاريخ تعطيل وتبذير وإنفاق غير مسؤول وهدر في الكهرباء والوقت والفرص المتاحة. ايامنا كانت أيام ازدهار وانفتاح وبحبوحة، وأيامهم أيام قحط وانهيار وأبواب موصدة مع الأشقاء والأصدقاء. والتاريخ سيحكم".

 

الحريري تقدمت باسم كتلة المستقبل باقتراح قانون معجل مكرر بمنح عفو عام عن بعض الجرائم

وطنية - الجمعة 27 آذار 2020

تقدمت كتلة "المستقبل" النيابية ممثلة برئيستها النائبة بهية الحريري من المجلس النيابي، باقتراح قانون معجل مكرر بمنح عفو عام عن بعض الجرائم.

وجاء في مقدمة اقتراح القانون المقدم من كتلة المستقبل بتوقيع النائب الحريري بتاريخ 26 آذار 2020 والذي أتى في 11 صفحة أنه " وفقا لأحكام المادة 110 من النظام الداخلي لمجلس النواب، ولما كانت التجربة أثبتت أن المناطق الأشد حرمانا، والتي تعاني من أزمات معيشية، هي الأقل إستقرارا وقد تشكل بيئة لتفشي الجريمة والتطرف، ولما كانت معالجة الأزمات السياسية والإجتماعية والمعيشية التي يعاني منها المجتمع، يوجب إتخاذ تدابير إستثنائية بهدف تأمين الإستقرار على كامل الأراضي اللبنانية، ولما كان تحقيق هذا الهدف قد يتطلب منح عفو عام عن عدد من الجرائم المنصوص عليها في القوانين النافذة، ولما كان وباء الكورونا وتداعياته يشكلان حالة ملحة لإيجاد حلول سريعة لمسألة إكتظاظ السجون الذي يهدد حياة المساجين في كافة السجون اللبنانية، خصوصا بعد الأحداث الأخيرة والإعتراضات التي حصلت في عدد من السجون. لذلك، نتقدم باقتراح القانون المعجل المكرر المرفق راجين من رئيس مجلس النواب عرضه خلال أول جلسة تعقدها الهيئة العامة لمجلس النواب".

الأسباب الموجبة

وجاء في الأسباب الموجبة لإقتراح القانون: "لما كان مبدأ الصفح يشكل وسيلة لتعزيز السلم الأهلي ويساهم في إعادة اللحمة بين أبناء الوطن الواحد، ولما كان تجاوز الآثار الناتجة أما عن صراعات سياسية أو عن أزمات ذات طابع إجتماعي أو إقتصادي، حصلت خلال مرحلة محددة ولأسباب متعددة، يتطلب إتخاذ تدابير استثنائية، ولما كان إقرار قانون يرمى إلى منح عفو عن الأشخاص الذين خالفوا القوانين الجزائية النافذة للأسباب المفصلة أعلاه، يتيح تحقيق هذه الأهداف، ولما كان العالم بأجمعه يمر بأزمة وباء الكورونا الذي يهدد المساجين في كل دول العالم وخصوصا في لبنان الذي تكتظ سجونه بشكل يهدد حياة المساجين و ينذر بكارثة في حال عدم ايجاد الحلول، ولما كان إقتراح القانون الحالي لا يشمل عددا كبيرا من الجرائم ومنها الجرائم المحالة على المجلس العدلي وجرائم تبييض الأموال وتمويل الإرهاب والإثراء غير المشروع والجرائم المخلة بواجبات الوظيفة المتعارف عليها بجرائم الفساد و جرائم القتل، كما لا يشمل العفو أي جناية من مواد قانون العقوبات تلحق بالغير إيذاء جسديا أو ماديا، بالإضافة إلى جرائم أخرى ذات طابع حساس تم استثناؤها. لذلك، جرى إعداد إقتراح القانون المعجل المكرر المرفق الذي يرمي إلى منح عفو عام عن بعض الجرائم المحالة إما أمام المحاكم العدلية أو العسكرية".

نص الاقتراح

وفي ما يلي النص الحرفي لإقتراح القانون المعجل المكرر الذي تقدمت به الحريري بإسم الكتلة:

إقتراح قانون معجل مكرر

منح عفو عام عن بعض الجرائم

مادة وحيدة.

الفقرة الأولى:

يمنح عفو عام عن الجرائم التالية، المرتكبة قبل تاريخ نفاذ هذا القانون سواء التي حرّكت فيها دعوى الحق العام أم لم تحرّك، وفي حال تحريكها سواء التي صدرت بنتيجتها أحكام أو ما زالت عالقة أمام المحاكم في أي من مراحلها:

الجنح على اختلاف أنواعها المنصوص عنها في قانون العقوبات وغير المستثناة بموجب الفقرة الثانية من هذا القانون والتي لم تلحق بالغير أي إيذاء جسدي أو أي ضرر مادي في أمواله المنقولة وغير المنقولة.

الجنح المنصوص عنها في قانون العقوبات، وغير المستثناة بموجب الفقرة الثانية من هذا القانون والتي تلحق بالغير إيذاءً جسدياً أو ضرراً في أمواله المنقولة وغير المنقولة، شرط الإستحصال على إسقاط حق شخصي في حال وجوده.

الجنايات المنصوص عنها في قانون العقوبات وغير المستثناة بموجب الفقرة الثانية من هذا القانون.

جرائم تعاطي المخدرات والحبوب المخدّرة المنصوص عنها في المادتين 127 و 130 من القانون رقم 673 تاريخ 16/3/1998 وجرائم تسهيل تعاطي الغير للمخدرات أو الحبوب المخدرة وتسهيل الحصول عليها شرط أن يكون ذلك على سبيل الضيافة وبدون أي ربح مادي.

الجرائم المنصوص عنها في القانون الصادر في 11 كانون الثاني 1958 (تعليق العمل بصورة مؤقتة ببعض أحكام قانون العقوبات)، المرتكبة قبل تاريخ نفاذ هذا القانون، سواء التي صدرت بنتيجتها أحكام أو ما زالت عالقة أمام المحاكم ، على أن لا يستفيد من هذا العفو الأشخاص الذين حرضوا على ارتكاب أو ارتكبوا أو ساهموا فى الأفعال الجرمية التالية:

أ - قتل مدنيين و/ أو عسكريين أو إيذاؤهم عمدا أو قصدا أو خطفهم أو حجز حريتهم بعد الخطف.

ب - إستخدام أو صنع أو إقتناء أو حيازة أو نقل مواد متفجرة أو ملتهبة، ومنتجات سامة أو محرقة أو الأجزاء التي تستعمل فى تركيبها أو صنعها أو تفجيرها .

ج - تجنيد و/ أو تدريب و/ أو إعداد أشخاص للقيام بأعمال إرهابية.

وفى حال توافر أي من هذه الحالات المحددة فى البنود "أ" و "ب" و "ج" من النبذة الخامسة من هذه الفقرة، لا يستفيد عندها هؤلاء الأشخاص من العفو عن أي جرائم متلازمة مع هذه الأفعال الجرمية، وإن كانت تلك الجرائم غير مستثناة من العفو أساسا.

الفقرة الثانية:

مع مراعاة الأحكام الواردة في الفقرة الأولى من هذا القانون لا يشمل العفو الجرائم التالية المنصوص عنها في قانون العقوبات:

1- الجرائم الواقعة على أمن الدولة الخارجي المنصوص عنها في الفصل الأول من الباب الأول من الكتاب الثاني.

2- جرائم التعدي على الحقوق والواجبات المدنية المنصوص عنها في المواد 330 و332 من قانون العقوبات.

3- الجرائم المخلة بواجبات الوظيفة المنصوص عنها في الفصل الأول من الباب الثالث من الكتاب الثاني.

4- جريمة التعذيب المنصوص عنها في المادة 401 من قانون العقوبات.

5- جرائم فرار السجناء المنصوص عنها في النبذة الثانية من الفصل الثاني من الباب الرابع من الكتاب الثاني.

6- جريمة المبارزة المنصوص عنها في المادة 435 من قانون العقوبات.

7- الجرائم المخلّة بالثقة العامة المنصوص عنها في الباب الخامس من الكتاب الثاني.

8- جرائم التزوير المنصوص عنها في الفصل الثاني من الباب الخامس من الكتاب الثاني.

9- الجرائم التي تمس بالدين وتغيير المذهب المنصوص عنها في النبذتين الأولى والثانية في الفصل الاول من الباب السادس من الكتاب الثاني.

10- جريمة التعدي على حرمة الأموات والمخلة بنظام دفنهم المنصوص عنها في المادة 479 من قانون العقوبات.

11- الجرائم المتعلقة بالزواج وبالولد وبنوته المنصوص عنها في النبذات الأولى والثانية والثالثة من الفصل الثاني من الباب السادس من الكتاب الثاني.

12- الجرائم المتعلقة بالتعدي على حق حراسة القاصر المنصوص عنها في المادة 495 من قانون العقوبات.

13- الجرائم االمخلّة بالأخلاق و الآداب العامة المنصوص عنها في الباب السابع من الكتاب الثاني.

14- الجرائم المتعلقة بالجنايات والجنح التي تقع على الأشخاص المنصوص عنها في النبذة الأولى من الفصل الاول من الباب الثامن إلا إذا كانت في طور المحاولة الجرمية عندها يشملها العفو والجرائم المنصوص عنها في المواد 557 و558 و559 و561 من قانون العقوبات.

15- الجرائم المتعلقة بحرمان الحرية المنصوص عنها في النبذة الأولى من الفصل الثاني من الباب الثامن من الكتاب الثاني .

16- -الجرائم المتعلقة بالحريق المنصوص عنها في المواد 587 و588 و589 و591 و592 من قانون العقوبات.

17-الجرائم المتعلقة بالإعتداء على سلامة طرق النقل والمواصلات والأعمال الصناعية المنصوص عنها في المواد 596 و597 و599 و595/599 والمادة 603 من قانون العقوبات.

18- الجرائم المضرّة بصحة الإنسان والحيوان المنصوص عنها في الفصل الثالث من الباب التاسع من الكتاب الثاني من قانون العقوبات.

19-الجرائم المتعلقة بالمتشردين المنصوص عنها في المواد 613 فقرتيها الأولى والسادسة والمواد 615 و617 و618 من قانون العقوبات.

20- الجرائم المتعلقة بالسرقة المنصوص عنها في النبذة الأولى من الفصل الأول من الباب الحادي عشر من الكتاب الثاني من قانون العقوبات.

21- جريمة الاحتيال المنصوص عنها في المادة 656 من قانون العقوبات.

22- جريمة إساءة الائتمان المنصوص عنها في الفقرات 3 و5 و7 من المادة 672 من قانون العقوبات.

23- الجرائم المتعلقة بالإفلاس والغش إضراراً بالدائن وجرائم التقليد المنصوص عنها في الفصلين الخامس والسادس من الباب الحادي عشر من الكتاب الثاني .

24- الجرائم المتعلقة بالأضرار الملحقة بأملاك الدولة والأفراد المنصوص عنها في النبذتين الأولى والثالثة من الفصل الثامن من الباب الحادي عشر من الكتاب الثاني.

كما لا يشمل العفو الجرائم التالية:

1- الجرائم المُحالة على المجلس العدلي .

2 - جرائم تبييض الأموال وتمويل الإرهاب .

3 - الجرائم المتعلقة بالآثار .

4- جرائم التعدي على الأموال والأملاك العمومية أو الأملاك الخصوصية العائدة للدولة أو البلديات، بما فيها العقارات المتروكة المرفقة والعقارات المملوكة ملكية جماعية (المشاعات)، و على أموال المؤسسات العامة وأملاكها و سائر المرافق العامة .

5-الجرائم المنصوص عليها في القانون رقم 673/1998 ، باستثناء ما ورد في النبذة الرابعة من المادة الأولى من هذا القانون.

6-الجرائم المنصوص عنها في أي من القوانين التالية:

أ-القانون الصادر بتاريخ 30/6/1955 المتعلق بمقاطعة إسرائيل.

ب- قانون الجمارك.

ج- قوانين البناء.

د- قانون إحتكار التبغ و التنباك.

ه- قانون النقد و التسليف و سائر القوانين و الأنظمة المتعلقة بالمصارف.

و- قانون الضمان الإجتماعي.

ز- قانون الإثراء غير المشروع.

ح- قانون حماية المستهلك.

ط- قانون حماية الملكية الأدبية و الفكرية.

ي- قانون معاقبة جريمة الإتجار بالأشخاص ( القانون رقم 164تاريخ 24/8/2011).

ق - قانون حماية النساء وسائر أفراد الأسرة من العنف الأسري ( القانون رقم 293/2014 )

7- الجرائم الواقعة على البيئة وقانون الغابات والأحراج.

8- الجنايات المنصوص عنها في قانون القضاء العسكري .

الفقرة الثالثة :

تسقط دعاوى الحق العام والملاحقات والمحاكمات والتحقيقات العالقة والأحكام الصادرة فى أي من الجرائم المشمولة بالعفو، كما تسقط وتتوقف حكما سائر الاجراءات والملاحقات وبلاغات البحث والتحري وقرارات المهل وخلاصات الأحكام وبشكل عام كل المذكرات والتدابير المتعلقة بالجرائم المشمولة بقانون العفو.

كما تسقط كل عقوبة أصلية أو فرعية أو إضافية محكوم بها باستثناء التدابير الاحترازية والإصلاحية.

الفقرة الرابعة:

إن المرجع الصالح لتطبيق أحكام هذا القانون قبل صدور الحكم المبرم في الدعوى هو الجهة القضائية الناظرة فيها . أما بعد صدور الحكم المبرم فتعود هذه الصلاحية للنيابة العامة المختصة .

الفقرة الخامسة :

يبقى حق النظر بالحقوق الشخصية الناجمة عن جرم شمله العفو، من إختصاص المحكمة الجزائية الناظرة في الدعوى العامة طالما أن الدعوى العامة قد سقطت بالعفو أمامها.

أما دعاوى الحق الشخصي الأخرى الناجمة عن جرم جزائي شمله العفو وغيرالعالقة أمام محكمة جزائية ، فتفصل فيها المحاكم المدنية أو الإدارية المختصة.

أما الدعاوى العالقة أمام القضاء العسكري أو التي تدخل ضمن صلاحياته سواء كانت الدعوى العامة بشأنها قد حرّكت أو لم تحرّك فإنه يبقى للمتضرّر حق مراجعة القضاء المدني المختص للمطالبة بحقوقه الشخصية، ولا يشترط في هذه الحالة وجود إسقاط حق شخصي للإستفادة من العفو ، على إعتبار القضاء العسكري ينظر بالدعاوى العامة دون الدعاوى الشخصية.

الفقرة السادسة:

تسقط منحة العفو عن مرتكب الجرائم في حال إرتكابه لنفس الجريمة أو جريمة أخرى مماثلة بعد تاريخ العمل بهذا القانون وذلك خلال مهلة خمس سنوات للجنايات وسنتين للجنح.

وتستأنف الملاحقة عندئذٍ من النقطة التي توقفت عندها بمفعول العفو.

الفقرة السابعة:

لا ترد الرسوم والتأمينات والغرامات التى تم استيفاؤها والأشياء الممنوعة قانونًا التى تمت مصادرتها أو ضبطها في كل الدعاوى التي شملها العفو.

الفقرة الثامنة:

بصورة إستثنناية ولمرة واحدة فقط ، يعفى جميع المحكومين الذين أمضوا مدة عقوبتهم قبل تاريخ نفاذ هذا القانون وما زالوا مسجونين لعدم تسديد الغرامات المالية التي حكموا بها، من جميع الغرامات والرسوم من أي نوع كانت ليصار الى إخراجهم من السجن .

يسلم المسجونون من غير اللبنانيين الى الأمن العام اللبنانى ليصار إلى ترحيلهم وفقا للأصول.

الفقرة التاسعة:

تخفض العقوبات في سائر الجرائم المرتكبة قبل تاريخ نفاذ هذا القانون الداخلة في اختصاص المحاكم العادية او الإستثنائية، و التي لم يشملها العفو، وذلك على الوجه الآتي:

1- تستبدل عقوبة الإعدام بالأشغال الشاقة لمدة خمس وعشرين سنة.

2- تستبدل الأشغال الشاقة المؤبدة بالأشغال الشاقة لمدة عشرين سنة.

3- تخفض العقوبات الجنائية والجنحية الأخرى بمقدار الثلثين على أن لا يشمل التخفيض الغرامات.

الفقرة العاشرة:

يعمل بهذا القانون فور نشره في الجريدة الرسمية.

 

/New A/E LCCC Postings for todayجديد موقعي الألكتروني ل 27-28 آذار/2020

رابط الموقع
http://eliasbejjaninews.com

العظة التي ألقاها اليوم قداسة البابا فرنسيس في حاضرة الفاتيكان تحت عنوان: “ما لكم خائفين هذا الخوف؟ أإلى الآن لا إيمان لكم

Pope’s Urbi et Orbi Blessing in Light of Coronavirus: ‘Why are you afraid? Have you no faith?’

http://eliasbejjaninews.com/archives/84631/%d8%a7%d9%84%d8%b9%d8%b8%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%aa%d9%8a-%d8%a3%d9%84%d9%82%d8%a7%d9%87%d8%a7-%d8%a7%d9%84%d9%8a%d9%88%d9%85-%d9%82%d8%af%d8%a7%d8%b3%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%a8%d8%a7%d8%a8%d8%a7-%d9%81/

 

 

واشنطن تعاقب كيانات «الحرس الثوري» المتورطة في تهريب أسلحة للعراق واليمن

مورغان أورتاغوس لـ«الشرق الأوسط»: طهران تكذب ولا تراجع عن «الضغوط القصوى»/قالت إن بلادها تعمل خلف الكواليس لإعادة جميع معتقليها… وبحث في كيفية مواصلة تفتيش المواقع الإيرانية

http://eliasbejjaninews.com/archives/84616/u-s-adds-to-sanctions-against-iran-press-release-usa-treasury-designates-vast-network-of-irgc-qf-officials-and-front-companies-in-iraq-iran-%d8%b9%d9%82%d9%88%d8%a8%d8%a7%d8%aa-%d8%a3%d9%85%d9%8a/

 

عقوبات أميركية جديدة على مكونات واذرع الحرس الثوري الإيراني في إيران والعراق

USA Treasury Designates Vast Network of IRGC-QF Officials and Front Companies in Iraq, Iran

U.S. Adds to Sanctions Against Iran/The Wall Street Journal

http://eliasbejjaninews.com/archives/84616/u-s-adds-to-sanctions-against-iran-press-release-usa-treasury-designates-vast-network-of-irgc-qf-officials-and-front-companies-in-iraq-iran-%d8%b9%d9%82%d9%88%d8%a8%d8%a7%d8%aa-%d8%a3%d9%85%d9%8a/

 

ربّ ضارّة "الكورونا" نافعة لـ"حزب الله": فائض القوة!

بقلم علي الأمين/نداء الوطن/27 آذار/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/84613/%d8%b9%d9%84%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d8%a3%d9%85%d9%8a%d9%86-%d8%b1%d8%a8%d9%91-%d8%b6%d8%a7%d8%b1%d9%91%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d9%83%d9%88%d8%b1%d9%88%d9%86%d8%a7-%d9%86%d8%a7%d9%81%d8%b9%d8%a9-%d9%84%d8%ad/

"يبرع" حزب الله في تحويل هزائمه وخيباته وتقهقره إلى انتصارات وهمية و"مولوية" وإلهية حيثما تدعو الحاجة.

والساحة اللبنانية التي أرادها أمينه العام السيد حسن نصرالله مفتوحة على الصراعات الأقليمية، بإمكانه أيضاً ان يجعلها مفتوحة على احتمالات غير متوقعة أيضاً وآخرها كارثة "كورونا".

 

 

صراعُ الوَبائَين كورونا والنظام العالمي

سجعان قزي/جريدةُ النهار/27 أذار 2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/84605/%d8%b3%d8%ac%d8%b9%d8%a7%d9%86-%d9%82%d8%b2%d9%8a-%d8%b5%d8%b1%d8%a7%d8%b9%d9%8f-%d8%a7%d9%84%d9%88%d9%8e%d8%a8%d8%a7%d8%a6%d9%8e%d9%8a%d9%86-%d9%83%d9%88%d8%b1%d9%88%d9%86%d8%a7-%d9%88%d8%a7%d9%84/

 

Don’t fall for Hezbollah’s coronavirus con
 Tony Badran and Jonathan Schanzer/Washington Examinar/March 27/ 2020
 
ملخص دراسة لطوني بدران وجوناثان شانزر نشرتها أمس واشنطن اكسامينار/عنوان الدراسة: نحذر الجميع من مغبة الوقوع في خداع حزب الله تحت ذرائع مساعدة لبنان في مواجهة فيرس الكورونا
 http://eliasbejjaninews.com/archives/84609/tony-badran-and-jonathan-schanzer-washington-examinar-dont-fall-for-hezbollahs-coronavirus-con-%d8%af%d8%b1%d8%a7%d8%b3%d8%a9-%d9%84%d8%b7%d9%88%d9%86%d9%8a-%d8%a8%d8%af%d8%b1%d8%a7%d9%86-%d9%88/
 
تلخيص الياس بجاني بتصرف وحرية كاملين/27 آذار/2020
 
نحذر الجميع من مغبة الوقوع في خداع حزب الله تحت ذرائع مساعدة لبنان في مواجهة فيرس الكورونا فالحزب يحتل البلد ويهيمن على كل شيء فيه بالقوة والفرض وذلك خدمة للمشروع الإيراني.
 
دراسة معمة وعلمية وشاملة تبين تفشي حزب الله السرطاني في كل مؤسسات الدولة وتحكمه فيها والسيطرة عليها واستغلالها خدمة للمشروع الإيراني الإرهابي والتوسعي.
 
كما يبين بالوقائع والإثباتات تسلل الحزب الإرهابي إلى القطاع المصرفي ونخره من الداخل واستغلاله مما أدى بالخزانة الأميركية إلى وضع بنكين من البنوك اللبنانية على قوائم العقوبات والحظر مما تسبب بإقفالهما على خلفية تبيضهما الأموال لمصلحة حزب الله.
 
الدراسة تحذر الدول والصناديق الدولية المالية من أخطار الوقوع في خداع حزب الله المتذرع بمعالجة ومواجهة مرض فيروس كورونا لأن أي مساعدة مالية للبنان دون قيود وشروط وإشراف ومتابعة وإصلاحات وفقط عن طريق البنك الولي وصندوق النقد الولي ستكون وسيلة لبقاء وترسيخ احتلال الحزب وهيمنته على لبنان وعلى حكمه ومقدراته، وأيضاً لإنعاش الطبقة السياسة النتنة والفاسدة التي تغطي احتلال الحزب وهو بدوره يحميها ويحافظ على بقائها في السلطة.
 
كما تحمل الدراسة حزب الله وإيران مسؤولية إدخال فيروس الكورونا إلى لبنان عن طريق طائرة إيرانية كان على متنها اناس مصابون بالمرض.
 
وتشير الدراسة إلى عجز إيران عن مساعدة حزب الله مالياً كما كان الحال سابقا بسبب الأزمة المالية الخانقة التي تواجهها مما دفع حكامها الملالي ولأول مرة لطلب المساعدة من صندوق النقد الدولي في حين حزب الله يمنع هذا الصندوق من مساعدة لبنان وانتشاله من أزمته المالية لأنه أن فعل فسوف ينكشف أمره وتنفضح كل أعماله اللاشرعية التي تشمل السرقات والنهب وتهريب وتبيض أموال وتزويرها وغيرها الكثير.
 
Don’t fall for Hezbollah’s coronavirus con
 Tony Badran and Jonathan Schanzer/Washington Examinar/March 27/ 2020
 *The Lebanese system is built on graft. Its political class is corrupt beyond redemption. And at the center of it all is the Iran-backed terrorist group Hezbollah.
 * Decades of corruption and mismanagement saddled Lebanon with insurmountable debt
 * if Lebanon opens the books, the IMF would see how Hezbollah’s illicit finance has infected the entire economy.
 *The Jammal Trust Bank in Lebanon that was sanctioned by the U.S. Treasury last year “facilitated hundreds of millions of dollars in transactions through the Lebanese financial system” on behalf of a Hezbollah company
 *With no one willing to foot the bill, organizations such as the IMF and the World Bank are among the few options left. But the genuine reform they require would undermine the very system on which Hezbollah and its partners depend
 *Iran and Hezbollah are directly responsible for the spread of the virus. The Lebanese government has allowed flights from Iran to Beirut International Airport, even after the virus began to spread like wildfire in Iran, thereby increasing Lebanon’s exposure to COVID-19