LCCC/ المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة الأخبار العربية ليوم 27 آذار/2019

اعداد الياس بجاني

 

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/eliasnews19/arabic.march27.19.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

الزوادة الإيمانية لليوم/تعليقات الياس بجاني وخلفياتها/الأخبار اللبنانية/المتفرقات اللبنانية/الأخبار الإقليمية والدولية/المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة/المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود وغيرها

 

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

من أين القتال والخصام بينكم؟ أما هي من أهوائكم المتصارعة في أجسادكم

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياته

الياس بجاني/حزب الله إيراني وإرهابي ويعمل على تدمير وإسقاط الكيان اللبناني

الياس بجاني/حزب الله وإيران ونظام الأسد هم جماعة نفاق ودجل ولا يجيدون غير ثقافة الموت

الياس بجاني/بالصوت والنص: تاملات إيمانية في معاني وعبر مثال عودة وتوبة الولد الشاطر

الياس بجاني/قراءة في معاني أحد الابن الشاطر

الياس بجاني/الله محبة والمحبة هي أعمال عفران

 

عناوين الأخبار اللبنانية

سقوط منطق الحمايات/الياس الزغبي

إنه زمن «النصف راتب»/ د.فادي شامية/جنوبية

نوفل ضو: عون نقل الدولة إلى “حزب الله”

عون: اعتراف ترامب بسيادة إسرائيل على الجولان يوم أسود وتنديد واسع وتحذيرات من تداعياته على الداخل اللبناني

مقدمات نشرات الاخبار المتلفزة ليوم الثلاثاء 26آذار 2019

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

قرار لبناني بمسح الأراضي المحتلة المحاذية للجولان

لبنان يسد الأبواب لمنع إسرائيل من جمع معلومات استخباراتية ومصادر أكدت لـ"السياسة" أن العدو يقوم بعمليات تحليل واستقصاء

“القوات” ترفض الاستئثار بالتعيينات

باسيل: قوانين أميركا لا تعنينا ولا نعتبر «حزب الله» إرهابياً

تأهب إسرائيلي على الحدود مع سوريا ولبنان تحسباً لاحتجاجات ضد {وثيقة الجولان}

سباق مع الوقت في لبنان لإقرار خطة الكهرباء/غالبية في الحكومة تؤيدها... و«الاشتراكي» يرفض «حلول الترقيع»

لبنان: التأزم الاقتصادي يحاصر الحكومة والبرلمان/معالجته تبدأ بموازنة «غير شعبوية»... وأجواء زيارة بومبيو قد تسهّل الحل

37 حافلة عامة فقط لخدمة مليوني شخص في بيروت/خطة لتطوير قطاع النقل العام المهمَل في لبنان تشمل السكك الحديد

الحريري يخضع لقسطرة بالقلب في باريس

قال لي: ما أنجزه حسن نصر الله لم  ينجح الإمام علي (ع) بإنجازه/ الشيخ حسن سعيد مشيمش

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

غزة… ليلة دامية وهدوء نهاري حذر… ونتانياهو يضعها رهن الاجتياح البري وقصف 50 هدفاً بينها 9 مواقع تدريب وتدمير مقر إسماعيل هنية ومبنى لجهاز الأمن

نتانياهو يحذر من أن اسرائيل مستعدة "لفعل ما هو أكثر بكثير" في غزة و نتانياهو يوجه تحذيراً لغزة من خلال فيديو في مؤتمر

وساطة مصرية تلجم تصعيداً في غزة... بعد «صاروخ أطلق بالخطأ»/غارات إسرائيلية تستهدف مواقع لـ{حماس} في القطاع... وجرحى في تل أبيب

السعودية ترفض الاعتراف الأميركي بسيادة إسرائيل على الجولان المحتل

تنديد واسع بقرار ترمب الاعتراف بسيادة إسرائيل على الجولان

العالم العربي يرفض قرار ترامب حول “الجولان” مؤكداً تبعيته لسورية

نتانياهو و”حماس” أبرز المستفيدين من التصعيد

فريدمان: الولايات المتحدة تمثل تهديداً وجودياً لإسرائيل

واشنطن تعاقب شبكة شركات وهمية لنقل الأموال لـ”الحرس الثوري”

طهران مهدَّدة بـ"طوفان" وارتفاع وفيات السيول لـ 30 وروحاني يستنفر الجيش للمساعدة

انتحاريون وأنفاق وأجانب متمرسون في القتال «عقّدوا» حسم معركة الباغوز

مقاتلون ومقاتلات من «قوات سوريا الديمقراطية» يستذكرون اللحظات الأخيرة لسقوط جيب «داعش» الأخير

مطالبات بمحاسبة مقربين من بوتفليقة ومنع تسريب أموالهم/حمروش رفض المشاركة في مرحلة انتقالية تمهّد لاختيار رئيس

7 دول بينها قطر تناقش في الرياض مكافحة مخططات إيران للتمويل غير المشروع

مؤتمر وزاري أفريقي في مراكش: الأمم المتحدة المظلة الوحيدة للتعاطي مع قضية الصحراء/شاركت فيه 36 دولة منها 8 من أصل 15 في مجموعة «سادك»

7 قتلى من القوات الكردية في أول هجوم لـ "داعش" منذ إعلان هزيمته/ واشنطن تنفي دراسة انشاء محكمة دولية لمحاكمة التنظيم

مقتل 7 عناصر من «سوريا الديمقراطية» بهجوم في منبج

البرلمان البريطاني يهمّش ماي ويحدّد مسار "بريكزيت"

الجيش الجزائري يطيح بوتفليقة والمجلس الدستوري يعلن شغور منصبه

قايد صالح: الاستجابة لمطالب الشعب الحل الوحيد للأزمة التي تعيشها البلاد

عبد القادر بن صالح… حاكم الجزائر الموقت

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

حزب الله مستقبلنا؟!/يوسف بزي/المدن

عون و"عائلته" في موسكو: مستقبل لبنان.. وباسيل/منير الربيع/المدن

حزب الله يسجل انتصاراً سياسياً كبيراً بفضل بومبيو/منير الربيع/المدن

خطء غالبية أعضاء لقاء قرنة شهوان في التعاطي مع عون منذ تأسيسه وصولا" إلى مرحلة 14 آذار /د.توفيق هندي

بومبيو وفتنة حزب الله/علي الأمين/العرب

بومبيو قال ما يقوله اللبنانيون/نديم قطيش/الشرق الأوسط

لبنانية شريدة داعش: من حي المنكوبين إلى مخيم الهول/نبيلة غصين /المدن

إستقالةُ عون وتعيينُ ترامب/سجعان قزي/جريدة الجمهورية

لجم العجز أصبح مسألة وجود/بروفسور جاسم عجاقة/جريدة الجمهورية

لبنان بعد بروكسل.. إعادة الأسد إلى لبنان أم النازحين إلى سورية؟/بهاء أبو كروم/الحياة

رحلة نهاية «حزب الله»/فارس بن حزام/الحياة

رسالة إلى العماد.. كلّفوا الجيش واوقفوا الكارثة/كلوفيس الشويفاتي/ليبانون فايلز

عمان رأس حربة مقاومة “صفقة القرن”… وضحيتها/حازم الأمين /موقع درج

تقرير مولر ودولة المؤسسات!/حسين شبكشي/الشرق الأوسط

ماتت «داعش» عاشت «داعش»!/عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط

درس آخر من بلاد جاسيندا/سمير عطا الله/الشرق الأوسط

الشيخوخة ليست تهمة/داود الفرحان/الشرق الأوسط

ولماذا لا يضمون الجولان والقدس؟/توفيق شومان

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

القمة اللبنانية الروسية اكدت أهمية التعاون عون: العلاقات السياسية والاقتصادية ستشهد تطورا مهما بوتين: لبنان بلد شريك تاريخي وتقليدي

عون وبوتين في بيان مشترك: لا بديل عن الحل السلمي للقضية السورية وندعم تطبيق مبادرة روسيا لتأمين عودة اللاجئين

عون: إعطاء ترامب الحق لاسرائيل بضم الجولان عمل تعسفي ويوم أسود للعالم رئيس مجلس الدوما: لبحث عودة النازحين في مؤتمر برلماني في بيروت

بري تابع مع سلامة الوضع المالي واستقبل مستشار الدفاع البريطاني للشرق الاوسط

الراعي استقبل فتفت وسفيري لبنان في اليونان والفاتيكان ووفدا من جمعية الرحمة والرجاء اللبنانيةالأميركية

كتلة المستقبل: زيارة بومبيو حملت رسالة مزدوجة حول الضغط المتصاعد على ايران ومواصلة دعم مؤسسات الدولة اللبنانية

التيار المستقل: على المجلس النيابي مراقبة الحكومة ومحاسبة الوزراء بمساءلتهم إفراديا أمام المجلس النيابي

نصر الله: سنواجه الظلم وسنبقى أقوياء وصامدين وعندما يطال الظلم بلدنا وشعبنا سنفكر بموقف

 

في أسفل تفاصيل النشرة الكاملة

الزوادة الإيمانية لليوم

من أين القتال والخصام بينكم؟ أما هي من أهوائكم المتصارعة في أجسادكم

رسالة مار يعقوب/الفصل 4/1-10/: “من أين القتال والخصام بينكم؟ أما هي من أهوائكم المتصارعة في أجسادكم؟ تشتهون ولا تمتلكون فتقتلون. تحسدون وتعجزون أن تنالوا فتخاصمون وتقاتلون. أنتم محرومون لأنكم لا تطلبون، وإن طلبتم فلا تنالون لأنكم تسيئون الطلب لرغبتكم في الإنفاق على أهوائكم. أيها الخائنون، أما تعرفون أن محبة العالم عداوة الله؟ فمن أراد أن يحب العالم كان عدو الله. أتحسبون ما قاله الكتاب باطلا، وهو أن الروح الذي أفاضه الله علينا تملأه الغيرة؟ ولكنه يجود بأعظم نعمة. فالكتاب يقول: يرد الله المتكبرين وينعم على المتواضعين. فاخضعوا لله وقاوموا إبليس ليهرب منكم. اقتربوا من الله ليقترب منكم. اغسلوا أيديكم، أيها الخاطئون، وطهر قلبك يا كل منقسم الرأي. احزنوا على بؤسكم ونوحوا وابكوا. لينقلب ضحككم بكاء وفرحكم غما. تواضعوا أمام الرب يرفعكم الرب.”

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياته وتغريدات متفرقة

حزب الله إيراني وإرهابي ويعمل على تدمير وإسقاط الكيان اللبناني

الياس بجاني/26 آذار/19

http://eliasbejjaninews.com/archives/73342/73342/

كشفت زيارة وزير الخارجية الأميركي الأخيرة للبنان، وحتى التعري الكامل والمفضوح، كم أن حزب الله الملالوي هو حزباً إرهابياً.

وكم أنه مهيمناً على الدولة اللبنانية بكافة مؤسساتها، وكم أنه هو قابض بقوة على قرار وممارسات ومواقف حكامها وأحزابها.

وكم أنه هو غير لبناني بكل وجوهه ومشاريعه والممارسات في الداخل والخارج، وكم أن القيمين على وضع لبنان من حكام ومسؤولين وأحزاب هم مستسلمون ونرسيسيون وذميون حتى العظم.

وهنا نسأل ومعنا كثر من الأحرار والسياديين، كيف لا يكون لبنان دولة محتلة فيما حكامه لا يمثلون شعبه ولا يحترمون دستوره ولا يصونون كيانه وتاريخه وهويته وتضحيات شهدائه وذلك عندما يقوم هؤلاء الحكام ومعهم أصحاب شركات الأحزاب اللبنانية المشاركين في حكومة "الصفقة" بدور المدافعين الشرسين عن دور ومهمات وإرهاب وحروب حزب الذي هو إيراني 100% ومناقض لكل ما هو لبنان ولبناني ويحتل لبنان وقد حوله إلى قاعدة عسكرية إيرانية.

المنطق والعقل والوقائع والحقائق المعاشة على الأرض كلها تقول لا، وألف لا، فإن حزب الله ليس لبنانياً، ولا هو من النسيج اللبناني، ولا هو ديمقراطياً يمثل في مجلسي النواب والوزراء أي شريحة أو مذهب في لبنان.. كما قال حكام لبنان لوزير الخارجية الأميركي.

نعم للحزب نواب في المجلس النيابي ووزراء في الحكومة ولكن هؤلاء فرضوا بالقوة والإرهاب وبالتالي لا يمثلون من يدّعون أنهم يمثلونهم.

وكيف لا يكون إرهابياً وهو من فرض قانوناً انتخابياً على مقاس مشروعه الملالوي والسلطوي، وهو من لجأ إلى كل أساليب التخويف والإرهاب لمنع أي منافسة نيابية لمرشحيه داخل بيئته.

من هنا فإن نوابه ووزراءه الموجودن في مواقع السلطة لا يمثلون بيئتهم ديمقراطياً لأنهم فرضوا عليها بالقوة.
كيف لا يكون إرهابياً وهو من عطل تشكيل الحكومة الحالية لأشهر حتى نجح بفرض أجندته الدكتاتورية ورضخ الجميع لفرماناته وجاءت حكومة لتكون حكومته وهو مهندسها من ألفها حتى يائها.

وكيف لا يكون إرهابيا وهو تنظيم عسكري إيراني 100% عقيدة وتمويلاً وقيادة وثقافة وانتماءً ومشروعاً وليس في كل هذه العناصر أي أمر لبناني أو يمت للبنان.

نسأل من يدعون بأنه حزباً لبنانياً كيف يستوي هذا الإدعاء الباطل وهو تنظيم إيراني لا يؤمن بدستور لبنان ولا بحدوده ولا بأعرافه ولا برسالته ولا بدوره ولا بالاتفاقيات الدولية والعربية الملتزم بها لبنان، ولا بالقرارات الدولية الخاصة بلبنان ولا بالأسس التي قام عليها الكيان اللبناني؟

نسأل، كيف يكون لبنانياً وهو يحارب خارج لبنان في سوريا والعراق وغزة واليمن والخليج العربي تحت أمرة النظام الإيراني وينفذ عمليات إرهابية في العديد من الدول العربية والدولية بما يخالف إرادة اللبنانيين؟

نسأل كيف لا يكون إرهابياً وهو الذي قام باغتيال مجموعة كبيرة من قادة لبنان على رأسهم الرئيس رفيق الحريري؟

نسأل كيف لا يكون إرهابياً والمحكمة الدولية الخاصة بلبنان تحاكم عناصر كبار من قادته على خليفة اغتيالهم الرئيس رفيق الحريري وهو يرفض تسليمهم؟

نسأل كيف لا يكون إرهابياً وهو من قام بغزو واحتلال العاصمة وحاول احتلال الجبل وقتل العشرات خلال غزوته التي اعتبرها يوماً مجيداً؟

نسأل كيف لا يكون إرهابياً وهو يهيمن على مطار ومرفأ العاصمة بيروت ويسخرهما خدمة للمشروع الإيراني ولتهريب السلاح والمال ودخول وخروج جماعات الإرهاب وكل الممنوعات؟  

نسأل كيف يكون حزباً لبنانياً وهو حزباً مسلحاً وعنده ترسانة عسكرية تفوق ترسانة الدولة اللبنانية بعشرات المرات كماً ونوعاً ما يهدد الاستقرار في لبنان، كما أن عنده جيشاً ودويلة بمؤسساتها وفيها سجون ومحاكم ووسائل إعلام وتطول القائمة؟

نسأل كيف يكون حزباً لبنانياً وهو الممسك بقرار الحرب والسلم المفترض أنه قرار للدولة اللبنانية؟

نسأل كيف يكون لبنانياً وأمينه العام السيد نصرالله يهدد بالدخول في الحرب في حال تعرضت إيران لعدوان إسرائيلي، فأين هي يا ترى لبنانية هذا الحزب في توريط البلد وشعبه في حرب لا ناقة له فيها ولا جمل كما فعل في حربه مع إسرائيل عام 2006؟

نسأل كيف يكون حزباً لبنانياً وأمينه العام يتباهي علناً بأنه هو وحزبه جنود في ولاية الفقيه، وأن إيران هي الممولة والمزودة بالسلاح وبكل ما يحتاجه الحزب من الألف حتى الياء؟

نسأل كيف يكون حزباً لبنانياً وهو يعرّف عن نفسه علناً وبفخر واستعلاء وفي كل أدبياته وفي شرعته وفي كافة ممارساته داخل لبنان وخارجه بأنه إيراني وملالوي ومذهبي 100%؟

يبقى أن حزب الله هو ذراع عسكرية إيرانية يحتل لبنان ويعمل عسكرياً وترهيباً على تقويض وإسقاط العديد من الأنظمة العربية خدمة للمشروع الملالوي التوسعي المذهبي والإمبراطوري.

وفي الخلاصة، لا يا سادة ويا حكام ويا أصحاب شركات الأحزاب في وطن الأرز، فإن حزب الله لا هو لبناني، ولا هو من النسيج اللبناني، ونعم وألف نعم هو حزب إرهابي 100% داخل لبنان وخارجه، فكفى ركوعاً واستجداءً وخنوعاً وذمية وقفزاً فوق دماء الشهداء.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

رابط موقع الكاتب الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

*عنوان الكاتب الألكتروني

phoenicia@hotmail.com

 

حزب الله وإيران ونظام الأسد هم جماعة نفاق ودجل ولا يجيدون غير ثقافة الموت

الياس بجاني/26 آذار/19

فليتفضل حزب الله وسوريا وإيران بتحرير الجولان الآن وإلا فليصمتوا للأبد ويعترفوا بفشلهم وبنفاقهم وبكذبة التحرير والممانعة السمجة.

 

الياس بجاني/بالصوت والنص: تاملات إيمانية في معاني وعبر مثال عودة وتوبة الولد الشاطر

http://eliasbejjaninews.com/archives/73259/73259/

الأحد الرابع من الصوم الكبير

الياس بجاني/بالصوت/فورماتMP3/تاملات إيمانية في معاني وعبر مثال عودة وتوبة الولد الشاطر/24 آذار/2019/اضغط هنا أو على الرابط في أسفل للإستماع للتأملات

http://www.eliasbejjaninews.com/newmp3.17/elias.new. lostson19.mp3

الياس بجاني/بالصوت/فورماتWMA/تاملات إيمانية في معاني وعبر مثال عودة وتوبة الولد الشاطر/24 آذار/2019/ اضغط هنا أو على الرابط في أسفل للإستماع للتأملات

http://www.eliasbejjaninews.com/newwma17/elias.new. lostson19.wma

 

قراءة في معاني أحد الابن الشاطر

الياس بجاني/24 آذار/19

الصوم هو زمن التغيير والولادة الجديدة والرجوع إلى الجذور الإيمانية ومراجعة الذات والأفعال والتوبة وطلب المغفرة وعمل الكفارات. أن الله الذي هو أب رحوم وغفور ومحب قادر على تحويل كل شيء وتبديله فهو الذي حول الماء إلى خمر وهو إن طلبنا منه التوبة قادر على أن يحول عقولنا وضمائرنا من مسالك الخطيئة إلى الخير والمحبة والتقوى،  وهو وقادر في الوقت عينه أن يمنحنا رؤية جديدة بقلب متجدد ينبض بالمحبة والحنان والإرادة الخيرة. هذا الأب الذي تجسد وقبل الصلب والعذاب من اجل خلاصنا حول الأبرص صاحب الجسد المشوه إلى حالة السلامة والعافية وطهره ونقاه، وهو كذلك قادر أن يخلص وينقي النفوس الملطخة بالخطيئة إن طلبت التوبة بصدق وإيمان وثقة. بقدرته ومحبته أوقف نزف المرأة النازفة التي هي رمز كل نزيف أخلاقي وقيمي وروحي واجتماعي نعاني منه جميعاً أفراداً وجماعات وهو دائماً مستعد لقبول توبتنا ولاستقبالنا في بيته السماوي حيث لكل واحد منا منزل لم تشده أيدي إنسان وحيث لا حزن ولا تعب ولا خطيئة. تعلمنا الأناجيل أن الخلاص من الخطيئة والتفلت من براثنها لا يتم بغير التوبة والصلاة وعمل الكفارات وبالعودة إلى الله الذي هو محبة ونور. في الأحد الرابع من آحاد الصوم تحدثنا الكنيسة عن واقعة الولد الشاطر/الضال أو المبذر/الذي شطر أي اقتسم حصته من ميراث أبيه ومن ثم وقع في التجربة وغرق في أعمال السوء والملذات حتى أضاع كل شيء. وعندما أقفلت كل الأبواب في وجهه وعرف معنى الجوع والذل والغربة عاد إلى أبيه طالباً السماح والغفران. من هذه الواقعة الإنجيلية نستخلص مفاهيم ومعاني الخطيئة والتجربة والضياع الأخلاقي والإيماني وكذلك التوبة والمصالحة وثمارها.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

رابط موقع الكاتب الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

*عنوان الكاتب الألكتروني

phoenicia@hotmail.com

 

الله محبة والمحبة هي أعمال عفران

الياس بجاني/23 آذار/19

http://eliasbejjaninews.com/archives/73239/%D8%A7%D9%84%D9%8A%D8%A7%D8%B3-%D8%A8%D8%AC%D8%A7%D9%86%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87-%D9%85%D8%AD%D8%A8%D8%A9-%D9%88%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AD%D8%A8%D8%A9-%D9%87%D9%8A-%D8%A3%D8%B9%D9%85%D8%A7%D9%84/

علمنا السيد المسيح في "صلاة الأبانا" أنه علينا أن نغفر لمن يسيء إلينا، حتى يغفر هو لنا ذنوبنا وخطايانا.

وقال لنا إن كنتم تقدمون قرابينكم أمام المذبح وتذكرتم أنكم على خصام مع أي كان، توقفوا عن تقديم القرابين واذهبوا أولاً وتصالحوا مع من انتم متخاصمون ومن ثم عودوا وأكملوا طقوس تقديم القرابين.

كما يشدد الكتاب المقدس في العشرات من آياته على أن الإيمان دون أعمال، هو إيمان ميت تماماً كالجسد بلا روح.

من هنا فالإنسان الذي لا يقدر ولا يسعى لأن يغفر للغير، فإن فالله لا يغفر له خطاياه.

كما أن كل صلاة الإنسان لا تفيده بشيء وتبقى ناقصة إن كانت دون أعمال.

وكذلك إيمانه مهما كان راسخاً وقوياً لا يكتمل دون ترجمته إلى أفعال.

في الخلاصة، إن الحاقد هو إنسان لا يعرف فعل الغفران، لأنه لا يعرف المحبة، أي أنه لا يعرف الله، لأن الله محبة والمحبة عي أعمال غفران.

فلنصلي بخشوع طالبين من الله أن يُنعّم على كل إنسان كائن من كان بنعمة الغفران ليدرك هذا الإنسان قولاً وفعلاً وإيماناً أن المحبة هي الله.

الكاتب ناشط لبناني اغترابي

رابط موقع الكاتب الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

*عنوان الكاتب الألكتروني

phoenicia@hotmail.com

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

سقوط منطق الحمايات

الياس الزغبي/26 آذار/19

إن توجيه الشكر لروسيا على "حماية مسيحيي المشرق" يُعيدنا إلى القرن التاسع عشر وحماياته وبروتوكولاته، وإلى حماية حافظ الأسد مسيحيي لبنان سنة ١٩٧٦، والكوارث التي نتجت منها، وإلى حماية إيران و"حزب الله" في نسختها الأخيرة لطبعة "الأقليات"، وما رافقها من صفقات، وخلطة نزوح، وتلاعب ديمغرافي. هي نظرية خطيرة لا تتصل بحقيقة المسيحيين والمسيحية، لا في لبنان ولا في المشرق. فمنطق الحماية سقط مع سقوط الديكتاتوريات والخلافة والأحزاب الأحادية الدينية، سواء كان اسمها "جمهورية إسلامية" أو "ولاية فقيه" أو "داعش" أو "نظام أسدي".

 

إنه زمن «النصف راتب»!

 د.فادي شامية/جنوبية/26 مارس، 2019

من الظواهر اللبنانية الجديدة؛ ظاهرة “نصف الراتب” التي تجتاح القطاع الخاص حالياً، بفعل الأزمة الاقتصادية. أسباب كثيرة أوصلت البلد إلى هذا الدرك.. والخوف من امتداد الظاهرة إلى القطاع العام؛ عندها لا قيمة للمطالبات والإضرابات لأجل تحصيل الحقوق؛ فعند الإفلاس؛ الشطارة هي تحصيل القدر الأكبر من الحقوق وليس كل الحقوق.

 

نوفل ضو: عون نقل الدولة إلى “حزب الله”

بيروت ـ “السياسة”/26 آذار/19/شدد منسق عام “التجمع من أجل السيادة” نوفل ضو، عبر “تويتر” على أنه “عندما حذرنا من مخاطر صفقة التسوية على لبنان، كان جواب أركان التسوية انهم بانتخاب ميشال عون سينقلونه من معسكر حزب الله الى معسكر الدولة، أما نتيجة خيارهم فكانت العكس تماما، لأن انتخابهم ميشال عون نقل الدولة الى مشروع حزب الله بالمقاومة العسكرية والسياسية وحتى الاقتصادية!”. وأضاف أنه “اذا كان العرب سيتعاطون مع وعد ترامب بالنسبة للجولان كما تعاطوا من قبل مع وعد بلفور بالنسبة لدولة اسرائيل، فإن النتيجة اليوم ستكون هي ذاتها النتيجة التي انتهت اليها مواجهة وعد بلفور”.

 

عون: اعتراف ترامب بسيادة إسرائيل على الجولان يوم أسود وتنديد واسع وتحذيرات من تداعياته على الداخل اللبناني

بيروت ـ “السياسة” /26 آذار/19/أكد الرئيس اللبناني ميشال عون أن “الأمة العربية تعيش يوما أسود، بسبب قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب حول اعتراف واشنطن بسيادة إسرائيل على الجولان”، مضيفا أثناء لقائه رئيس مجلس الدوما الروسي، فياتشيسلاف فولودين في موسكو أمس، أن “هذا القرار يمسّ المصالح اللبنانية بشكل مباشر”، ومشددا على أنه يتناقض مع القانون الدولي وقرارات مجلس الأمن. وقال إنه “لا يحق لرئيس دولة أجنبية التصرف بأراضي الغير، وأن قرار ترمب يتناقض مع القانون الدولي”، محذرا من أن “ذلك قد ينطوي على تصعيد حدة التوتر في المنطقة”.

وفي السياق، أكد مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان ان “هضبة الجولان السورية التي يحتلها العدو الإسرائيلي هي أرض عربية سورية”، معتبرا قرار ترامب “انتهاكا ومخالفة لميثاق الأمم المتحدة ومبادئ القانون والقرارات الشرعية الدولية، وستكون له تداعيات خطيرة في الشرق الأوسط وعلى أمن واستقرار وسلام المنطقة”. وقال:”هذا القرار الثاني بعدما قررت واشنطن الاعتراف بالقدس عاصمة للمحتل الإسرائيلي وما تقوم به يهدف الى الترهيب والتخويف للقبول بالأمر الواقع ولكن الشعب العربي الأبي لن يسكت عن حقه وسيبقى مدافعا عن حقوقه المشروعة في وجه الغطرسة العدوانية التي تنتهجها الإدارة الأميركية، وما صدر لا شرعية له بل هو تحد واعتداء صارخ على حقوق العرب والمسلمين”. وحذر من “أي تهاون في حق لبنان في أرضه المحتلة بمزارع شبعا وتلال كفرشوبا التي لا زالت تحت الاحتلال الصهيوني الغادر”. بدوره، غرد السفير السعودي في لبنان وليد بخاري، قائلاً: “المملكة العربية السعودية تعرب عن رفضها التام واستنكارها للإعلان الذي أصدرته الإدارة الأميركية بالاعتراف بسيادة إسرائيل على هضبة الجولان السورية المحتلة”. ودعا رئيس “حركة الاستقلال” النائب ميشال معوض، “اللبنانيين بكافة أطيافهم إلى التوحد حول رفض القرار الأميركي بإعلان سيادة إسرائيل على هضبة الجولان السورية المحتلة، وإلى العمل بيد واحدة في كل المحافل الدولية منعاً لتحقيق هذا الهدف الإسرائيلي انطلاقاً من المصلحة اللبنانية البحتة أولاً وأخيراً”.

 

مقدمات نشرات الاخبار المتلفزة ليوم الثلاثاء 26آذار 2019

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون لبنان"

نار تحت الرماد في غزة وجيش الإحتلال الإسرائيلي يستمر في القصف المتقطع فيما يقول متابعون أن الحرب الواسعة لن تقع قبل انتهاء الإنتخابات الإسرائيلية في التاسع من نيسان.

وفي الغضون تتوالى ردات الفعل المستنكرة لقرار الرئيس الأميركي الموافقة على ضم الجولان المحتل للكيان الإسرائيلي.

الرئيس عون من موسكو وصف القرار باليوم الأسود للعالم.

وفي لبنان ندد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله بمحاولة وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو الإيقاع بين اللبنانيين.

وشكر السيد نصرالله رئيسي الجمهورية والبرلمان على مواقفهما التي أبلغاها الى ترامب لكن شكره للرئيس الحريري جاء بلا تسمية، وفي سياق تقدير المواقف القيادية الرافضة للحرب بين اللبنانيين.

في روسيا كان عرض للتطورات في الشرق الأوسط والأوضاع اللبنانية ولقد أجرى الرئيس عون محادثات مع الرئيس بوتين وأكد أهمية التعاون بين البلدين في كل الميادين.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون ان بي ان"

بين غزة والجولان وبيروت وموسكو انشدت الاهتمامات استنادا إلى وقائع سياسية وعسكرية ودبلوماسية فيها الكثير من عناصر التداخل والترابط.

في غزة توقف عدوان الساعات الخمس بدفع من اتفاق وقف إطلاق النار الذي اضطرت إسرائيل للاذعان له سريعا تحت وطأة توازن الرعب الذي أرسته المقاومة الفلسطينية بصواريخها التي لامست تخوم تل أبيب.

أما تهديد بنيامين نتنياهو بهجوم بري في قطاع غزة، فلم يتعد كونه مزحة سمجة بلسان صهيوني مأزوم ومحشور على أبواب انتخابات عامة، في كيان أقفلت مدارسه اليوم في العديد من المستوطنات بينما انتظم تلاميذ غزة في صفوفهم كالمعتاد.

وحده الباب العالي دونالد ترامب حاول إلقاء حبل نجاة لنتنياهو عندما أصدر فرمانا جير بموجبه بشحطة قلم الجولان للمحتل كمنحة انتخابية ضاربا بعرض الحائط كل الشرائع والقوانين الدولية.

لكن فات المانح والممنوح له أن هذا القرار لن يغير حقيقة أن الجولان عربي سوري محتل لا تسقطه خطوة بلطجية.

ومع ذلك ثمة سؤال ينبثق من رحم هذه البلطجة: من هي الضحية الثالثة بعد الجولان وقبله القدس؟ وهل تنجو مزارع شبعا اللبنانية من سلة الهدايا الترامبية لنتنياهو؟.

في الداخل اللبناني استحقاقات ومحطات عدة من بينها جلسة الأسئلة والأجوبة التي أرجأها رئيس مجلس النواب نبيه بري من غد الأربعاء إلى يوم الجمعة المقبل بسبب تأخر عودة الرئيس سعد الحريري من باريس إثر عملية القسطرة القلبية التي خضع لها أمس علما بأن هذه العملية طيرت جلسة مجلس الوزراء لهذا الأسبوع على ما أفادت معلومات للـ NBN.

وربطا بالملفات الداخلية والإقليمية جاءت إطلالة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله.

إلى الداخل دعوة بوجوب عدم السماح لشياطين كبيرة وصغيرة أن تحدث فتنة وتشديد على الالتزام بالسلم الأهلي والعيش المشترك والدعم لمؤسسات الدولة والجيش.

وإذ وجه السيد نصرالله الشكر لرئيسي الجمهورية ومجلس النواب ميشال عون ونبيه بري على موقفهما خلال زيارة وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو كشف أن الهدف الحقيقي للزيارة هو تحريض اللبنانيين على بعضهم البعض لافتا إلى أن عين واشنطن هي على الحرب الأهلية في لبنان لأن همها الوحيد هو إسرائيل.

الأمين العام لحزب الله رأى أن الخيار الوحيد أمام اللبنانيين والسوريين والفلسطينيين هو المقاومة داعيا إلى سحب مبادرة السلام العربية عن طاولة البحث في قمة تونس ردا على القرار الأميركي بسلب الجولان السوري لمصلحة الكيان الصهيوني.

في موسكو قمة روسية - لبنانية جرى خلالها الاتفاق على تفعيل العمل بين بيروت ودمشق وموسكو لتسريع عودة النازحين السوريين إلى بلادهم.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون او تي في"

يكفي أن يقال إن فلاديمير بوتين وميشال عون اجتمعا، حتى يتحول الخبر إلى حدث. فكيف إذا كان الأول القيصر الذي أعاد المجد إلى روسيا، والثاني رمزا لبنانيا ومشرقيا، طبعت مسيرته النضالية تاريخ لبنان الحديث، في السنوات الثلاثين الأخيرة على الأقل.

هذا في الشكل. أما في المضمون، فالقمة الروسية اللبنانية على أرض موسكو تكريس لشراكة تقليدية قديمة على مستوى الشرق الأوسط، كما قال بوتين، وروسيا هي الدولة التي دافعت عن الأقليات المسيحية والتي استحقت شكر رئيس لبنان، النموذج الفريد، ورسالة العيش التشاركي المتناصف، في مقابل نماذج الآحادية الإسرائيلية وتكفير الإرهاب.

وإذا كانت الترجمة العملية لقمة موسكو تنتظر الآتي من الأيام، ولاسيما على مستوييْ الاقتصاد والنزوح، فحرص حزب الله على استقرار لبنان وازدهاره، ومعه إيران، تأكيد لا ينتظر، عبر عنه اليوم بوضوح الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، الذي رد بالتفصيل على تصريحات مايك بومبيو من بيروت، مكملا بكلامه الموقف الرسمي اللبناني المشكور، ولاسيما الصادر عن رئيس الجمهورية ورئيس مجلس النواب، ووزير الخارجية الذي خصه نصرالله بشكر خاص.

أما ترجمة النوايا الحسنة المعلنة داخليا، ولاسيما على مستوى انتاجية الحكومة، وخصوصا إطلاق العلاج الجذري للعجز المالي، فيتطلب أولا أن تكون النوايا حسنة، ولاسيما في مجال الكهرباء، حيث يرسل البعض إشارات مقلقة، يخشى اللبنانيون أن تعيد عقارب الساعة سنتين على الأقل إلى الوراء.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون ام تي في"

هدأت نسبيا في غزة لكن الكمنطقة تغلي، فإعلان الرئيس الاميركي دونالد ترامب اعترافه بسيادة اسرائيل على مرتفعات الجولان، اعاد الاقليم بأسره الى دائرة التفجير ، وموضوع الجولان لم يغب عن جدول الاعمال الرئيس الروسي للرئيس ميشال عون والذي وصف من موسكو قرار الرئيس الاميركي بأنه يوم اسود يشهده العالم، لكن العنوان الابرز لاجتماع عون ، بوتين يبقى موضوع النازحين، واللافت انه وبالتزامن مع اجتماع الرئيسين اللبناني والروسي، اصدرت دمشق تعميما دعت فيه قادة الوحدات ورؤساء المراكز الحدودية الى حسن استقبال المواطنين السوريين الذين غادروا سوريا عبر منافذ غير رسمية بعدما كانت سابقا تحيل العائدين الى الجهات الامنية، فهل لبتزامن بين الزيارة والتعميم مجرد مصادفة، ام انه مقصود؟

معلومات ال ام تي في" تشير الى انه التعميم الذي صدر اليوم عن وزارة الداخلية السورية يأتي في اطار اتفاق الرئيسين اللبناني والروسي على تفعيل العمل التلاقي اللبناني - السوري - الروسي لتسريع عودة النازحين السوريين بعدما اعطت المبادرة الروسية المظلة السياسية لذلك.

في اليوميات اللبنانية التأجيل سيد الموقف، السبب الاساسي للتأجيل وجود الرئيس الحريري في باريس بعد عملية التمييل التي خضع لها، عكذا لم تجتمع اللجنة الوزارية المكلفة دراسة خطة الكهرباء اليوم كما لن ينعقد مجلس الوزراء الخميس المقبل، كذلك اجلت جلسة الاسئلة والاجوبة في مجلس النواب من غدا الاربعاء الى بعد ظهر يوم الجمعة المقبل. كل هذا يشير الى ان نوعا من الهدنة سيسيطر علىالواقع السياسي في الايام المقبلة.

تزامنا اطل السيد حسن نصرالله ليتحدث عن زيارة وزير خارجية اميركا الى لبنان ليفند البيان الذي ادلى به بومبيو امام وزارة الخاررجية اللبنانية.

الاطلالة جاءت هادئة وخالية من الانفعال والحدة، وبدت اشبه برد دفاعي على ما ادلى به المسؤول الاميركي قبل ايام، فما سبب هذا الهدوء؟ علما ان كل المعلومات المسربة كانت تشير الى ان نصرالله سيصعد بشكل غير مسبوف ضد الولايات المتحدة الاميركية.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون المستقبل"

الحراك السياسي الرسمي ينتظر عودة رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري الى بيروت بعد خضوعه لقسطرة في القلب في باريس.

مصادر وزارية توقعت إرجاء جلسة مجلس الوزراء الخميس خصوصا وان اللجنة الوزارية الفرعية لدراسة خطة الكهرباء لم تعقد اجتماعها الذي كان مقررا اليوم في السراي ، في حين أرجأ رئيس مجلس النواب نبيه بري جلسة الاسئلة والاجوبة التي كانت مقررة يوم غد الاربعاء الى الجمعة المقبل .

اما تداعيات ازمة النزوح السوري ، فكانت على طاولة البحث بين رئيس الجمهورية ميشال عون، والرئيس الروسي فلاديمير بوتين في موسكو. الرئيس عون وصف من العاصمة الروسية، قرار الرئيس الاميركي دونالد ترامب ، اعطاء الحق لاسرائيل بضم الجولان السوري، بأنه يوم اسود يشهده العالم، فيما توالت ردود الفعل الرافضة لقرار ترامب عربيا ودوليا.

داخليا، الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، وفي مؤتمر صحافي، رد على التصريح الذي اطلقه وزير الخارجية الاميركية مايك بومبيو من بيروت، معتبرا ان اميركا، تخوض معركة في المنطقة لمصلحة إسرائيل، داعيا الى مواجهة هذا الامر بمزيد من الوحدة الوطنية.

اما كتلة المستقبل النيابية فرأت ان زيارة وزير الخارجية الاميركية الى بيروت حملت رسالة مزدوجة حول الضغط الاميركي المتصاعد على ايران وحول نية الولايات المتحدة مواصلة دعم مؤسسات الدولة اللبنانية وفي طليعتها الجيش وقوى الأمن الداخلي.

ورأت الكتلة ان السبيل الوحيد لحماية لبنان من تداعيات الصراع الإقليمي هو تقديم المصلحة الوطنية على كل ما عداها، وإلتزام الجميع النأي بالنفس و التطبيق الكامل للقرار 1701.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون ال بي سي"

الحدث الذي يعني لبنان اليوم، توزع بين موسكو ودمشق وبيروت.

من موسكو إن قمة الرئيسين بوتين وعون أثمرت تفعيلا لعمل الثلاثي اللبناني السوري الروسي لجهة تسريع عودة النازحين السوريين إلى سوريا .

ولاقى هذه الخطوة قرار سوري صادر عن وزير الداخلية يطلب من الأجهزة المعنية على الحدود "حسن استقبال الراغبين بالعودة".

أما في بيروت فخطاب تفنيدي لكلام بومبيو من الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، والبارز فيه أيضا الرسالة السياسية في آخر الخطاب وتتعلق بالعقوبات، وقال فيها : " فليكمل موضوع العقوبات وطالما ان الظلم علينا خاصة سنواجه هذا الظلم وندير اوضاعنا بما يبقينا اقوياء وصامدين وعندما يصبح الظلم يطال شعبنا كله حينها يجب ان نفكر بموقف آخر".

في مقابل حملة حزب الله على موقف بومبيو، جاء موقف كتلة المستقبل على طرفي نقيض، فأعلنت في بيان بعد اجتماعها الاسبوعي أن "زيارة وزير الخارجية الاميركي حملت رسالة مزدوجة حول الضغط الاميركي المتصاعد على ايران وحول نية الولايات المتحدة مواصلة دعم مؤسسات الدولة اللبنانية وفي طليعتها الجيش وقوى الأمن الداخلي".

هذا التمايز ليس جديدا ولا هو مفاجئ بل يأتي في سياق المواقف المعروفة لكل من حزب الله والمستقبل، من دون أن يكون لهذا التباين أي تأثير على الواقع الحكومي.

وفيما رئيس الحكومة سعد الحريري يواصل نقاهته بعد عملية التمييل التي خضع لها في باريس، فإن الجلسة النيابية العامة المخصصة للأسئلة والأجوبة التي كانت مقررة غدا أرجئت إلى الجمعة، فيما لم يعرف مصير جلسة مجلس الوزراء، وإنْ كان مرجحا ان لا تعقد هذا الأسبوع، خصوصا انه لم يتم إعداد جدول أعمال مجلس الوزراء ولم يوزع بالتالي على الوزراء. كما أن تقرير الكهرباء الذي كان يفترض أن ينجز هذا الأسبوع، بحسب المهلة التي أعطاها رئيس الجمهورية للجنة الوزارية، فإنه سيرجأ أيضا إلى الاسبوع المقبل لأنه لم يعقد سوى اجتماع واحد للجنة الوزارية.

ماليا، معادلة وقف الصرف من جهة، وغياب الموازنة من جهة ثانية يطرح ما يمكن اعتباره تطورا غير مسبوق يستدعي معالجة سريعة، وهذا ما طرحه رئيس لجنة المال والموازنة بعد اجتماع التكتل اليوم ، من باب السؤال عن المخرج المطروح.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون الجديد"

علق السيد حسن نصرالله وزير خارجية الشيطان الأكبر على هضبة ردود واستعرض في ساعة زمن زيارة اليومين التحريضية للبنان واستخدم الأمين العام لحزب الله عبارات تنسجم وعقل الوزير الأميركي وأبسطها: أنه جاهل وكذاب يرتكب حماقة ووقاحة و"هبل" وخفة، وهو معبأ باتهامات فارغة.

وتحت هذه التوصيفات جاءت مرافعة نصرالله التي حتمت أولويتها مستجدات أميركية تتعلق بضم الجولان وهذا يشكل أكبر استهانة واستهتار بملايين، يشكلها العالمان العربي والإسلامي وبعض هذه الدول إما حليفة وإما صديقة لأميركا، وليست من الخصوم وليعرف الجميع ما هي قيمة هذه الدول الحقيقية عند الإدارة الأميركية التي تستهتر أيضا بكل ما اسمه قانون دولي وقرارات ومؤسسات تجمع على أن الجولان أرض عربية محتلة ونقطة القوة التي تشرع حق مقاومة الشعوب، لاسترجاع أرضها مررها الامين العام لحزب الله ضمن نقاط ضعف الشرعية الدولية، إذ إن ما يسمى المجتمع الدولي ومؤسساته ليست قادرة على حماية أي حق من حقوق الشعوب.

هؤلاء عاجزون لا يستطيعون أن يقدموا سوى الإدانة أمام الطغيان والعلو والعتو الأميركي وتحت مندرجات أن "الرزق السايب بيعلم الناس الحرام" فإن مصادرة ترامب للقدس وسكوت العالم عن هذه السرقة قد فتحا الباب أمام كل تجاوز أميركي، الذي جرأ ترامب على الجولان اليوم هو ضياع القدس بالأمس وعلينا أن نتوقع بعد مدة اعترافه بالسيادة الإسرائيلية على الضفة الغربية، وإذا كان حزب الله قد تكرر على لسان مارك بومبيو ثماني عشرة مرة تبعا لتعداد نصرالل، فإن زيارة وزير الخارجية الأميركية لبيروت وما تضمنه من فتنة حية حصدت الحاصل السياسي في حق الرد فسجل عليه نصرالله قراءته لبيان مكتوب يشبه البلاغ للبنانيين وهروبه من المنطق والعقل، وأسئلة الصحافة وأنه وزير أقوى دولة مصاب بعقدة حزب الله.

ولم يجد نصرالله في كلام بومبيو جملة واحدة صحيحة وصادقة ومطابقة للواقع تكلم عن استقرار وازدهار ولم يأت مرة على ذكر إسرائيل هذا الكيان العدواني المجاور الذي يجتاح ويستبيح ويخرق السيادة يوميا، وسخر نصرالله من أكاذيب بومبيو الكبيرة والصغيرة وقال إن أحلام الشعب اللبناني هي في استعادة بقية أرضه المحتلة وبالا يعتدى عليه وحزب الله هو جزء من قوى تعلق عليها الامال لتحقيق هذه الاحلام وقال إن إسرائيل عندما تفكر في الاعتداء علينا اليوم فإنها تحسب ألف حساب هذا ببركة من؟

ببركة قوة المقاومة وصواريخ المقاومة التي تمنعون على الجيش اللبناني امتلاك مثلها وعن ممارسة الحزب الترهيب على الناخبين قال نصرالله للأميركي: إن من يقدم له هذه المعطيات إما هم من الخونة وإما أن أجهزتهم تجمع معلومات خاطئة وعن شجاعة اللبنانيين التي استنهضها بومبيو رأى نصرالله أن هذا الكلام يكشف الهدف التحريضي من الزيارة فالمطلوب هو أن نخوض في دماء بعضنا البعض حتى يرضى عنا السيد الاميركي وهذا يذكرنا بوزير سعودي لم يذكر نصرالله مدى "سبهنته" عندما حرض اللبنانيين على حرب أهلية لدى احتجاز الرئيس الحريري ودفعهم الى صراعات وفتنة داخلية، وخلص نصرالله إلى تعرية الأميركيين من تهمة مساعدتهم في عودة النازحين قائلا: "شوفوا الكذب" وهم الذين منعوا عودة النازحين من منطقة التنف ومخيم الركبان وقال نصرالله: لولا وجود حزب الله في لبنان "أنت لا بتجي على لبنان ولا بتعرف لبنان" وقدم الامين العام لحزب الله لائحة الشكر إلى قوى سياسية قالت ما يلزم لوزير الشيطان الأكبر وفي طليعة هذه القوى الرئيسان ميشال عون ونبيه بري ووزير الخارجية جبران باسيل، وهذا متوقع منهم لكن الشكر كان أكثر بلاغة في عدم التسمية عندما توجه بالتحية الى مواقف عبرت عنها قوى وشخصيات وإعلاميون وكاد نصرالله يقترب أكثر من التشخيص عندما شكر القوى التي لا نتوقع أن تدافع عنا وتمدحنا ولكنها عندما لا تتجاوب مع دعوات التحريض وتتحدث بشكل عقلاني وتقدم المصلحة الوطنية على التحريض الاميركي فنحن أيضا نوجه لها الشكر وترك هذا الكلام مفتوحا على كل من أبدى حسن سير وسلوك وطني ولم ينجرف مع التيار الأميركي، وربما يتمدد الشكر الى كل من أدلى بمواقف وطنية عروبية دافعت عن الحق والأرض، ولعل اول من وقع على السجل الذهبي في المواقف المتعلقة بهضبة الجولان كان النائبة ستريدا جعجع وعلى الهضبة المسروقة بقرار أميركي.

أعلن الرئيس ميشال عون من موسكو أن هذا يوم أسود للعالم وبإيماءة رأس تدل على مطابقة الرأي كان الرئيس الروسي فلاديمير بوتن يصادق على قرار عون قبل أن يبحث الطرفان أزمة النزوح وتفعيل التعاون الثلاثي اللبناني الروسي السوري لعودة النازحين.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون المنار"

كبشارة مريم المقدسة، وصدقها الذي اذل تجار الهيكل وكشف كذبهم والبهتان، كان كلام الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله ردا على الرسالة المقروءة لوزير الخارجية الاميركية ضد لبنان..

وبين كل تطورات المنطقة التي تعطي دليلا اضافيا على كلام السيد ومزيدا من البرهان، اطل سماحته من صواريخ غزة الى الجولان، ومن معاناة اليمنيين وصمودهم الذي اتم عامه الرابع امام العدوان الى ثبات اللبنانيين بوجه كل المحرضين..

القائد الذي استعرض الكذب الاميركي الذي يفوق رسالة بومبيو المكتوبة، حمل الرسائل للداخل والخارج، قبل ان يرسو بالخطاب على شاطئ طمأنة اللبنانيين الى قدرة مقاومتهم وحكمة رؤسائهم، اللتين اسقطتا زيارة الاميركي الفتنوية التي جاءها خدمة لربيبته الصهيونية..

مشكلتنا معهم اننا اسقطنا مشروعهم في سوريا قال السيد في اطار تفنيد الكذب الاميركي، وندعم وايران الشعب الفلسطيني الذي تريد واشنطن تصفية قضيته، فكنا وما زلنا عقبة امام صفقة القرن..

قاتلنا بالاسلحة الايرانية داعشكم وهزمنا حليفكم المحتل لبلادنا اسرائيل، رد الامين العام لحزب الله على الوزير الاميركي، ولا تهدد بحرب اسرائيلية او تمنن انك طلبت من الاسرائيلي عدم شنها، فمن يمنع اي عدوان صهيوني هو قدرة اللبناني بثلاثيته: جيش وشعب ومقاومة بصواريخها التي تمنعونها عن الجيش اللبناني

حريصون على الاستقرار، بل اشد حرصا على السلم الاهلي والازدهار، ونشكر مواقف الرئيسين ميشال عون ونبيه بري وكلام وزير الخارجية جبران باسيل الذي ترجم الموقف الرسمي بوجه الوزير الاميركي، والشكر موصول لكل من لم يتجاوب مع تحريض بومبيو قال السيد داعيا الجميع للاستفادة من تجارب الماضي، فقلب اميركا لا يخفق لاحد من اللبنانيين على الاطلاق، بل يخفق لاسرائيل فقط، القاعدة العسكرية الامريكية المتقدمة في منطقتنا..

طالما ان الظلم علينا سنبقى اقوياء وصامدين، لكن عندما يطال الظلم شعبنا وبلدنا فسنفكر بموقف آخر ختم الامين العام لحزب الله الرد على الاميركي..

اما الرد العربي على خطوة دونالد ترامب ضم الجولان السوري المحتل الى الكيان العبري فبأضعف الايمان سحب المبادرة العربية للسلام، اما لاستعادته وكامل الحقوق العربية فلا خيار سوى المقاومة..

مقاومة تذل الاسرائيلي وتفرض عليه المعادلات في غزة مؤكدة انه اوهن من بيت العنكبوت، ومقاومة من سنخها بوجه العدوان السعودي الاميركي الاماراتي على اليمن جعلت اهل الحكمة والايمان في ثبات لاربع سنوات، اما ما فاضت به ساحات اليمن السعيد اليوم من رجال رجال، فتؤكد ان النصر المحتوم لم يعد بعيد المنال..

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

قرار لبناني بمسح الأراضي المحتلة المحاذية للجولان

بيروت ـ “السياسة” /26 آذار/19/اتخذ القاضي العقاري اللبناني أحمد مزهر قراراً لافتاً، طلب فيه إجراء مسح للأراضي اللبنانية التي تحتلها إسرائيل في خراج بلدتي كفر شوبا وشبعا المحاذيتين للجولان السوري المحتل، وهو الطلب الذي سيمهّد لمسح تلك الأراضي على اسم الجمهورية اللبنانية وأسماء المالكين اللبنانيين.

وتأتي إثارة القضاء اللبناني لتلك المسألة، بالتزامن مع قرار الرئيس الاميركي دونالد ترامب بالاعتراف بالسيادة الإسرائيلية على الجولان السوري المحتل، ويعدّ القرار الثالث من نوعه بعد قرارين بمسح الاراضي المحتلة في بليدا، والعديسة (مرجعيون). وجاء في القرار، أنه “وبعد التدقيق والاطلاع على طلب الشركة المكلفة بأعمال التحديد في بلدة كفرشوبا، والرامي إلى استيضاح المحكمة عن تسمية الحدود الجنوبية والشرقية، عارضة أن البلدة تحدها أرض محتلة من العدو الصهيوني جنوباً وشرقاً وأن الحدود المعروفة بالخط الازرق متحفظ عليها من الدولة اللبنانية “طالبة إنارتها عن تسمية الحدود الجنوبية والشرقية لبلدة كفرشوبا العقارية”. وأضاف القرار، أنه “حيث أن الأراضي موضوع الطلب تقع في خراج بلدة كفرشوبا وهي محتلة من الكيان الإسرائيلي، فتكون مشاعاً بلدياً لبنانياً في حال وجدت ضمن النطاق الاداري للبلدية المعنية، وإلا تمسح بإسم الجمهورية اللبنانية”.

 

لبنان يسد الأبواب لمنع إسرائيل من جمع معلومات استخباراتية ومصادر أكدت لـ"السياسة" أن العدو يقوم بعمليات تحليل واستقصاء

“السياسة” – “خاص” /26 آذار/19/أعربت مصادر أمنية لبنانية عن دهشتها من القدرات التي باتت تمتلكها أجهزة المخابرات الاجنبية، في كل ما يتعلق بطرق جمع المعلومات وتنفيذ العمليات الأمنية بالاستناد بشكل مطلق على المعلومات المتاحة للجميع وبدون أية منظومة مراقبة. وأضافت المصادر لـ”السياسة” أن الاجهزة الامنية اللبنانية اطلعت من خلال الاجتماعات التي اجرتها مع نظيرتها في الدول الغربية، على منظمات هائلة لجمع المعلومات التي تستخدمها أجهزة المخابرات والشرطة في هذه الدول، والتي تستطيع بواسطتها جمع معلومات غزيرة جداً من وسائط متعددة مرتبطة بشبكة الانترنت، مشيرة الى أن تحليل المعلومات يتم بواسطة برامج متطورة جداً، ونتيجة ذلك يتم استخلاص معلومات استخباراتية غزيرة تقوم على أثرها اجهزة المخابرات والشرطة في هذه الدول بعمليات ميدانية وأمنية مختلفة. ونقلت المصادر عن جهات مطلعة تقديرها بأن أجهزة المخابرات الاسرائيلية تمتلك هي الاخرى منظومات جمع معلومات مماثلة لتلك التي اطلعوا عليها في اوروبا، تقوم بجمع وتحليل المعلومات حول كل ما يجري في لبنان بشكل عام وفي صفوف “حزب الله” بشكل خاص، مشيرة الى ان ذلك الامر يتطلب العمل بسرعة على إغلاق هذه الثغرة والبدء باتخاذ اجراءات وسن قوانين لحماية المعلومات وبلورة قواعد تصرف صحيحة في شبكة الانترنت. وقالت إن الاجهزة المختصة تعمل الان على مسح الوسائط التي قد يستطيع العدو جمع المعلومات من خلالها، وأهمها معلومات من شبكات التواصل الاجتماعي، ومعلومات على شبكة الانترنت، وتحليل بوابات الانترنت والمواقع الاخبارية، وتحليل مواقع مثل “google scholar” و”google dataset” وغيرها، والمواقع التي تجري استطلاعات، والمواقع التي تدفع لقاء ملء معلومات بغرض الاستطلاع، واستخدام الاضافات لمواقع التصفح التي تسرق المعلومات عن المتصفحين، واستخدام الشبكة المظلمة المعروفة باسم “darknet” لتنزيل وشراء القواعد والمعلومات التي تم اختراقها من قبل بعض الناشطين. وختمت القول بأن الجهات الامنية المختصة تنوي ان تنشر بشكل منتظم لسائر المواطنين اللبنانيين، دليلاً حول قواعد العمل على شبكة الانترنت في كل المجالات المذكورة، بغية منع العدو من جمع المعلومات الاستخباراتية.

 

“القوات” ترفض الاستئثار بالتعيينات

بيروت ـ “السياسة” /26 آذار/19/اعتبرت أوساط بارزة في حزب “القوات اللبنانية”، أن المطلوب تحصين الحكومة من أي خلافات بين مكوناتها حرصاً على مصلحتها، باعتبار أن الانطلاقة الحكومية لم تكن على قدر تطلعات الناس. إذ أنه منذ الجلسة الأولى لمجلس الوزراء بدأت الإشكالات تطفو على السطح الحكومي بشكل غير مقبول، بما يتعلق بالتطبيع والنازحين، وصولاً إلى موضوع التعيينات، مشددة على أن “الأمر مرفوض ويقتضي إيقافه عند حده من أجل أن تتمكن الحكومة من أن تقلع” بالشكل المطلوب خصوصاً وأن التحديات الاقتصادية كبيرة جداً، ولذلك من غير المسموح التلهي بقضايا خلافية، وتحديداً في ملف النازحين بعدما عبر رئيس الحكومة سعد الحريري عن موقف لبنان الرسمي أمام مؤتمر بروكسيل3، أو ما يتصل بالتطبيع حيث تدرك جميع الأطراف أن كل الكلام بشأنه لا يقدم ولا يؤخر، إلا في إثارة المزيد من التوترات الداخلية، ولا حتى في ملف التعيينات الذي لا يمكن التساهل في أي استئثار بها لأهداف ومآرب ذاتية، في الوقت الذي يجب وضع آلية واضحة للتعيينات لإبعادها عن أي إشكالات في هذا الملف”. ولفتت إلى أن “ملف التعيينات هو من أسباب التصعيد الأخير في المواقف، في الوقت الذي يرفض الرئيس الحريري أي عملية إستئثارية في هذا المجال، وهو ما يسعي إليه الوزير باسيل من خلال تحركاته الاستباقية على هذا الصعيد”، مشددة على أن “القوات أكدت منذ اللحظة الأولى أن هذا الملف لا يمكن أن يحل على طريقة الإستئثار أو تقاسم هذه الحصة أو تلك، وإنما عبر آلية يقرها مجلس الوزراء تبعد المحاصصة وتتفادى الخلافات وتؤدي إلى اختيار الأكفأ والأجدر بتولي المراكز العامة.وهنا تؤكد القوات علي ضرورة إقرار هذه الآلية التي تبعد خلافات من هذا النوع، وتضع المسيرة الإصلاحية للدولة على السكة الصحيحة”.

 

باسيل: قوانين أميركا لا تعنينا ولا نعتبر «حزب الله» إرهابياً

بيروت/الشرق الأوسط/26 آذار/19/قال وزير الخارجية اللبناني جبران باسيل، إن «ثمة خلافاً مع واشنطن حول (حزب الله)، فهم يعتبرونه إرهابياً، أما نحن فلا، هو مكوّن لبناني، وقوانين أميركا تعنيها». ولفت باسيل، الذي يرافق رئيس الجمهورية في زيارة رسمية إلى موسكو، في حديث لقناة «روسيا اليوم»، إلى أن «إسرائيل لا تحترم المبادئ الدولية، والولايات المتحدة تدعمها رغم ذلك»، داعياً إلى «علاقات استراتيجية» مع روسيا. وأكد أن «لبنان يستطيع أن يكون بلداً منفتحاً وينسج علاقاته بالحفاظ على خصوصيته، وهو بلد التوازنات، ومن مصلحته وجود توازنات داخلية وخارجية». وأضاف: «نحن من يبنون الجسور، ولا نستطيع أن نميّز بين فئات شعبنا». وعن تصنيف أميركا «حزب الله» منظمة إرهابية، قال إنه «ليس هناك ما يمنع جميع الأطراف اللبنانية من التعامل مع (حزب الله) لأنه مكوّن لبناني، وقوانين أميركا تعنيها». ولفت إلى أن «الأميركيين يقدمون مساعدات للبنان غير مشروطة، وإذا حصل العكس لن يكون مقبولاً، فأي محاولة ربط للمساعدات بمسعى لتوطين نازحين أو لاجئين مرفوضة». وشدد على أنه «لا يجب أن يعتقد أحد أن ضرب القضية الفلسطينية لن يطال كل دولة من دولنا، ولبنان وحده قادر على إسقاط مخطط التوطين على أرضه، فنحن أرض ضيافة واستقبال مؤقت ولسنا أرض نزوح». وحول التقارير عن تعرض العائدين السوريين للتعذيب والتعسف، اعتبر أن «هذا الأمر هدفه منع العودة». وقال: «طلبت من وزراء خارجية دول كبرى تزويدنا بمعلومات جدية لنتابعها... أبلغني المفوض السامي لمفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين فيليبو غراندي، أنه سمع بتعرض بعض النازحين العائدين لمضايقات، لكنه قال إن لا شيء ملموساً لديه».

 

تأهب إسرائيلي على الحدود مع سوريا ولبنان تحسباً لاحتجاجات ضد {وثيقة الجولان}

تل أبيب/الشرق الأوسط/26 آذار/19/أعلن الجيش الإسرائيلي، ابتداء من أمس الاثنين، «حالة تأهب قتالي» في مناطق الحدود الشمالية بشكل عام، وفي محيط البلدات العربية الخمس في مرتفعات الجولان السورية المحتلة. وقد جاء ذلك قبل اندلاع التوتر الجديد مع قطاع غزة، بسبب التحسب من ردود فعل عنيفة على توقيع الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، وثيقة تعترف بـ«السيادة الإسرائيلية» على الجولان السوري المحتل. وأفادت مصادر عسكرية بأن الجيش أطلق بالتعاون مع وحدات الشرطة استعداداته لمواجهة «أعمال عنف» ومسيرات احتجاجية محتملة من سوريا ولبنان، نحو الحدود الشمالية مع إسرائيل. وأوضحت أن قيادة الجيش نشرت قناصين على طول الحدود مع سوريا، وأمرت قواتها باتخاذ «إجراءات أمنية» مشددة في المنطقة، مضيفة أن الوحدات المنتشرة على طول المنطقة تسلمت معدات لفض مظاهرات احتجاجية محتملة، بما في ذلك قنابل الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي. وفي غضون ذلك، قال الجيش الإسرائيلي في بيان مقتضب: «إننا نستعد لاحتمال اندلاع توتر شمال مرتفعات الجولان». واتخذت قوات الاحتلال هذه الإجراءات بعد أن أعلنت القيادات العربية السورية في الجانب المحتل للجولان نيتها الاستمرار في تنظيم المسيرات الاحتجاجية، التي انطلقت منذ يوم الجمعة الماضي، في بلدة مجدل شمس احتجاجاً على الاعتراف الأميركي، والتي تقابلها مظاهرات على الطرف السوري المحرر من الجولان، جنوبي محافظة القنيطرة. وتنتشر القوات الإسرائيلية حول 33 مستعمرة يهودية أقيمت في الجولان منذ احتلاله عام 1967، يقطنها نحو 25 ألف نسمة، علماً بأن 60 في المائة من أراضي الجولان المحتل، تستخدم للقواعد العسكرية ومناطق تدريب وحقول ألغام. كما تنتشر قوات أخرى على الحدود مع لبنان للغرض نفسه. وتفرز قوات قمع أخرى حول القرى السورية داخل الجولان المحتل: مجدل شمس، وعين قنيا، ومسعدة، وبقعاثا، والغجر. المعروف أن إسرائيل كانت قد سنت قانوناً في عام 1981 بضم الجولان وإخضاعه للسيادة الإسرائيلية؛ لكن أهالي الجولان السوريين رفضوا هذا الضم، وأعلنوا إضراباً دام 6 شهور سادت خلاله حالة مقاطعة تامة لإسرائيل، وفرضوا الحرمان على كل من أغرته إسرائيل ومنحته الجنسية الإسرائيلية، فمنعوا أي اتصال أو تواصل معه. وقد قمعت إسرائيل الإضراب بالقوة. وعلى الرغم من هذا القانون، فقد تفاوضت حكومات إسرائيل برئاسة إسحاق رابين وشيمعون بيريس وبنيامين نتنياهو وإيهود أولمرت، مع سوريا، حول الانسحاب من الجولان. وفي عهد أولمرت، توصلت سوريا إلى اتفاق مع إسرائيل على السلام مقابل الانسحاب، على أن تستأجر إسرائيل الجولان لخمس عشرة سنة؛ لكن الولايات المتحدة منعت توقيع الاتفاق، بدعوى أنه يتعارض مع مصالحها. وقد ووجهت الحكومة يومها بالنقد من المعارضة اليسارية، التي اعتبرت الرفض الأميركي بمثابة دفع إسرائيل إلى الحرب وخسارة خيرة شبابها، فقط لإرضاء الإدارة الأميركية.

 

سباق مع الوقت في لبنان لإقرار خطة الكهرباء/غالبية في الحكومة تؤيدها... و«الاشتراكي» يرفض «حلول الترقيع»

بيروت: يوسف دياب/الشرق الأوسط/26 آذار/19/دخلت الحكومة اللبنانية في سباق مع الوقت لإقرار خطة الكهرباء وحلّ أزمة القطاع المستعصية منذ عقود التي كبّدت خزينة الدولة خسائر تقارب 37 مليار دولار، أي نحو 40 في المائة من قيمة الدين العام. وتناقش اللجنة الوزارية الخطة التي قدمتها وزيرة الطاقة ندى البستاني، لإقرارها بأسرع وقت ممكن وعرضها على مجلس الوزراء والموافقة عليها لوقف العجز الذي يبلغ ملياري دولار سنوياً، بهدف إرسال رسالة إيجابية للمؤسسات والوكالات الدولية اتساقاً مع متطلبات مقررات «مؤتمر سيدر» الذي ينشد إصلاحات جذرية في قطاعات بينها الكهرباء.

وتعكف اللجنة الوزارية التي يرأسها رئيس الحكومة سعد الحريري، على دراسة خطة وزيرة الطاقة التي وصفها خبراء اقتصاد بأنها «طموحة وجريئة»، وترتكز على عناصر أساسية أهمها خفض العجز الذي تعانيه مؤسسة كهرباء لبنان، وتجفيف مصادر الهدر، عبر إزالة التعديات على الشبكة في كل المناطق، وزيادة الإنتاج، والاعتماد على مصادر أساسية أخرى مثل الغاز الطبيعي والطاقة الشمسية، وإشراك القطاع الخاص عبر اعتماد مناقصة عالمية وفق جدول زمني واضح. وتتقاطع مواقف غالبية مكونات الحكومة عند ضرورة الإسراع بإقرار الخطة، مع حق كل الأطراف بإبداء ملاحظاتها، وهي تحظى بموافقة «تيار المستقبل» الذي يرأسه الحريري، و«التيار الوطني الحر» الذي تنتمي إليه وزيرة الطاقة، فيما أكدت مصادر مقربة من رئيس مجلس النواب نبيه بري لـ«الشرق الأوسط» أن الخطة «جديرة بالاهتمام، وتتضمن الكثير من القواسم المشتركة بين القوى السياسية بما يؤهل لإقرارها». وأوضحت أن «فريق الرئيس بري ممثل في اللجنة الوزارية (وزير المال علي حسن خليل)، ويتعاطى معها بإيجابية وانفتاح، لما فيه مصلحة البلد، وضرورة إنقاذ الوضع المتدهور، ولجم الخسائر الهائلة التي تتكبدها الخزينة سنوياً». وأشارت إلى أن «كل الأطراف تناقش الخطة وتضع ملاحظاتها القابلة للنقاش».

في المقابل، ثمة فريق سياسي موافق على الخطة لكن بشروط وأولويات محددة. وأوضح وزير العمل كميل أبو سليمان من «القوات اللبنانية» أن خطة وزيرة الطاقة تحتاج إلى نقاش. وأكد لـ«الشرق الأوسط» أن «الأجواء إيجابية ومشجعة، لكن هناك ما بين ثلاث أو أربع نقاط تحتاج إلى بحث معمق، ونحن متفائلون بالوصول إلى حل نهائي لأزمة الكهرباء». وأضاف: «لا شك في أن تأمين الكهرباء لمدة 24 ساعة يومياً، أمر إيجابي ومطلوب، لكن الأهم بالنسبة إلينا في حزب القوات اللبنانية هو وقف العجز، ولجم الهدر في الكهرباء، ومنع التعديات على الشبكة»، مشيراً في الوقت نفسه إلى أن الخطة «تلحظ مهلة زمنية وخريطة طريق مفصلة، وأعتقد أننا سنصل إلى حل قريب». ومنذ بداية الحرب الأهلية في عام 1990، لم ينعم لبنان بالكهرباء بشكل دائم بسبب مزيج من سياسات خاطئة وغياب رؤية وشبكات فساد. وأشار عضو كتلة «اللقاء الديمقراطي» النائب بلال عبد الله إلى أن وزراء «الحزب التقدمي الاشتراكي» سيدلون بدلوهم فيما يخص خطة الكهرباء «في ضوء ما تقرره اللجنة الوزارية». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «الملاحظة الأولى على خطة الكهرباء تبدأ بعدم تشكيل مجلس إدارة جديد وهيئة ناظمة للقطاع»، معتبراً أن «عدم تنفيذ القوانين المرعية يبقي الجدل والخلاف إلى ما لا نهاية». ورأى أن «الحلول المعلّبة أثبتت فشلها». وقال: «نحن مع معالجة جذرية لملف الكهرباء، لا خطة ترقيعية، وجوهر رؤيتنا أن نبني معاملنا وننتج الكهرباء في لبنان، ونتخلّص من ظاهرة استجرار الطاقة من الخارج».

وكانت وزيرة الطاقة حذّرت من الذهاب إلى «كارثة» في ملف الكهرباء، ما لم تقر الحكومة خطتها في غضون أسبوع، وتباشر في تنفيذها، وأكدت انفتاحها على كل الخيارات بشرط تأمين الكهرباء وفق العروض الأوفر والأسرع. لكنها لم تكشف عن ماهية المخاطر من تأخير إقرار الخطة.

وأشار الخبير الاقتصادي غازي وزنة إلى أن الوزيرة «تحذر من عجز في الكهرباء بنسبة 1.8 مليار دولار في عام 2019، أي بما يقارب خسارة 150 مليون دولار في الشهر الواحد». وقال لـ«الشرق الأوسط» إنه «كلما أسرعت الحكومة في دراسة الخطة وإقرارها، كلما انعكس ذلك إيجاباً على المالية العامة، وشكل رسالة إيجابية إلى المؤسسات والوكالات الدولية، ومقررات مؤتمر سيدر التي وضعت معالجة هدر الكهرباء أولوية للإصلاحات في لبنان». وثمّة تحذير من غرق لبنان في الظلام خلال الأسبوعين المقبلين، ما لم تؤمن الاعتمادات المالية لشراء الوقود، سيما وأن وزير المال أعلن قبل يومين أن الوزارة ستتوقف عن دفع أي مخصصات مالية، باستثناء رواتب الموظفين في القطاع العام. ووصف وزنة خطة وزيرة الطاقة بـ«الطموحة». ورأى أنها «تؤمن الكهرباء على مدار الساعة في عام 2020، وتحول خسائر مؤسسة الكهرباء إلى أرباح في عام 2021». وأثنى على «جرأة الوزيرة وشجاعتها باقتراح رفع تعرفة الكهرباء بنسبة 50 في المائة تقريباً، ولأن هذه التعرفة تخفف تكلفة المولدات على المواطن، وتوفر زيادة إيرادات للمؤسسة بقيمة 530 مليون دولار سنوياً».

 

لبنان: التأزم الاقتصادي يحاصر الحكومة والبرلمان/معالجته تبدأ بموازنة «غير شعبوية»... وأجواء زيارة بومبيو قد تسهّل الحل

بيروت: محمد شقير/الشرق الأوسط/26 آذار/19/تحوّل الاهتمام في لبنان إلى الأزمة الاقتصادية والمالية التي تحاصر البلد وباتت أكثر إلحاحاً لتوفير الحلول لها، بعد انشغالٍ بزيارة وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، التي استمرت يومين من دون أن تترك تداعيات سلبية تدفع باتجاه استحضار انقسام داخلي حول «أمر العمليات» الذي حمله في مواجهة واشنطن لطهران وحليفها في لبنان «حزب الله» كان يمكن أن يعيق الالتفات إلى معالجة الوضع الاقتصادي.

وباتت هناك ضرورة للخروج من التباطؤ الحكومي في تحقيق الإصلاحات التي لفت إليها حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، وأيضاً للشروع في اتباع سياسة شد الحزام التي تتطلّب وقف الإنفاق وحصره في رواتب العاملين في القطاع العام من دون إسقاط الحقوق المتوجبة على الدولة في المجال الصحي.

ومع أن الجلسة الأخيرة لمجلس الوزراء شهدت إشكالاً، كما كشف أحد الوزراء لـ«الشرق الأوسط»، بين رئيس الجمهورية ميشال عون، ووزير المال علي حسن خليل كاد يتطوّر لولا مبادرة وزراء إلى تدخّل أسفر عن إقناع خليل بعدم مغادرة الجلسة، فإن الحكومة مدعوّة اليوم قبل الغد إلى الانتهاء من مناقشة خطة الكهرباء التي وضعتها وزيرة الطاقة ندى البستاني. وعلمت «الشرق الأوسط» أن ملف الكهرباء هو الذي أشعل إشكالاً بين الرئيس عون والوزير خليل، وإنما هذه المرة على خلفية الوضع الدقيق الذي تمر به المالية العامة للدولة والذي بات في حاجة إلى حلول من نوع آخر لتفادي الانهيار.

لكن الإشكال هذا، حال دون استكمال النقاش، بطلب من الرئيس عون للعودة إلى البحث في البنود الأخرى المُدرجة على جدول أعمال الجلسة، كما أن تدخّل رئيس المجلس النيابي نبيه بري في الوقت المناسب ومبادرته إلى الاتصال برئيس الجمهورية أوقفا السجال الذي حصل بين مؤسسة كهرباء لبنان ووزارة المال، بعد أن تبين أن المؤسسة تسرّعت في رمي المسؤولية عليها في حال تقرر خفض ساعات التغذية بالتيار الكهربائي بسبب التأخّر في صرف الاعتماد لتأمين شراء الوقود. وتبين أن اقتراح القانون الذي أقره البرلمان بإعطاء سلفة مقسطة لمؤسسة كهرباء لبنان لتأمين شراء الوقود لا يزال موجوداً لدى رئاسة الجمهورية، وهو في حاجة إلى توقيع عون، وهذا ما حصل نتيجة اتصال بري به. لكنّ هناك صعوبة في انتهاء اللجنة الوزارية برئاسة رئيس الحكومة سعد الحريري من دراسة خطة الكهرباء التي كانت قد أحالتها البستاني إلى مجلس الوزراء للنظر فيها بأسرع وقت ممكن وفي مهلة أقصاها أسبوع، مع أن زعيم «التيار الوطني الحر» وزير الخارجية جبران باسيل، كان قد لمح خلال جولته، أول من أمس، على عدد من البلدات في قضاء الضنّية في شمال لبنان، إلى أن الخطة في حاجة إلى أسبوع لإقرارها.

وفي هذا السياق، يقول وزير عضو في اللجنة الوزارية لـ«الشرق الأوسط» إنه «لا اختلاف على وضع خطة للكهرباء، وإنما لا يمكن الموافقة على ما تقدّمت به الوزيرة البستاني على بياض من دون إدخال أي تعديل عليه، خصوصاً أنها لا تأتي لا من قريب ولا من بعيد على تشكيل الهيئة الناظمة لقطاع الكهرباء وتحصر تلزيم إنشاء المعامل وتأهيل المعامل الأخرى القائمة حالياً باللجنة الوزارية بدلاً من إدارة المناقصات».

كما أن من مهمة اللجنة الوزارية حسم مسألة الاستملاكات، وتحديداً في منطقة سلعاتا في البترون المشمولة بإنشاء معمل جديد، إضافة إلى ضرورة الربط بين الحل الدائم والآخر المؤقت وعلى قاعدة العمل لتأهيل خطوط النقل وشبكات التوزيع قبل زيادة الإنتاج لوقف الهدر من جراء الأعطال الفنية التي هي في حاجة إلى إصلاح. وهناك من يدعو إلى تشكيل لجنة اقتصادية برئاسة الحريري تباشر أعمالها بالتلازم مع مناقشة خطة الكهرباء، ويعود السبب إلى أن الوضع المالي في حاجة إلى اهتمام فوق العادة، لأنه من غير الجائز عدم الالتفات إليه مع قرار الحكومة إعادة النظر في مشروع الموازنة الذي يحمل أرقاماً يمكن أن تزيد من نسبة العجز، خصوصاً أن سلة الضرائب والرسوم التي كانت قد استُحدثت لتأمين الموارد لتغطية تكاليف صرف سلسلة الرتب والرواتب للعاملين في القطاع العام جاءت أقل بكثير مما كانت تتوقّعه الحكومة، حتى إن عائداتها تدنّت بشكل ملحوظ عما كانت عليه قبل إقرار السلسلة.

وتبيّن أن مكافحة الفساد ووقف الهدر لن يكفيا لتأمين موارد مالية جديدة ما لم تأتِ هذه الخطوة الإصلاحية مقرونةً بتشديد وقف التهريب، وهذا ما لفت إليه أحد الوزراء بقوله إن توفير التكلفة المالية لصرف سلسلة الرتب والرواتب استدعى زيادة الضرائب والرسوم على استيراد الدخان الأجنبي والمشروبات الروحية.

لكن المفاجأة كانت، كما يقول الوزير، أن الموارد المالية جاءت أقل مما كانت عليه قبل هذه الزيادة، كاشفاً عن أن «شبكات التهريب استفادت من زيادة الرسوم وقامت باستحداث معابر غير شرعية للتهريب تربط الأراضي السورية بالأراضي اللبنانية». وأكد في الوقت نفسه أن عمليات التهريب «الدسمة» تتم عبر مرفأ طرطوس في الساحل السوري إلى داخل المناطق اللبنانية. وعليه يجب أن يستحوذ الوضع الاقتصادي على اهتمام جدي ولو لمرة واحدة، وبصورة استثنائية وهذا لن يكون في متناول اليد ما لم يتم التوافق بين البرلمان والحكومة على خريطة طريق تبدأ بعقد اجتماعات بين وزارة المال والكتل النيابية للاتفاق «بعيداً عن الشعبوية» على مشروع موازنة يكون وازناً ويؤدي إلى خفض العجز، وتنتهي بلجنة اقتصادية وزارية برئاسة الحريري. وتلفت المصادر إلى أنه «لا بد من قرارات موجعة لخفض العجز وخدمة الدين العام لأن البديل سيكون أكثر إيلاماً للبلد الذي يستعد لتقديم أوراق اعتماده للمجتمع الدولي من خلال مؤتمر (سيدر) بأنه على قدر الاستجابة لمساعدته على النهوض». وربما ما يشجع في هذا السياق أن لبنان اجتاز بهدوء المفاعيل السياسية لزيارة بومبيو التي لم يترتب عليها أي تراشق إعلامي أو سياسي بين الأطراف المحلية من موقع فريق رافض وآخر مؤيد، وهذا ما قد يحفز المضيّ في البحث عن حلول لأزمته الاقتصادية، استناداً إلى شراكة بين البرلمان والحكومة لتوفيرها قبل فوات الأوان.

 

37 حافلة عامة فقط لخدمة مليوني شخص في بيروت/خطة لتطوير قطاع النقل العام المهمَل في لبنان تشمل السكك الحديد

بيروت: بولا أسطيح/الشرق الأوسط/26 آذار/19/بالتوازي مع انشغال الحكومة اللبنانية بإقرار خطة لإصلاح قطاع الكهرباء الذي يشكل العجز فيه نحو 30% من عجز الموازنة، ينكبّ المعنيون بقطاع النقل العام على تفعيل خططهم التي حدد لها «مؤتمر سيدر» في باريس العام الماضي تمويلاً كبيراً لامس 7.4 مليار دولار. وحصلت الحكومة في «سيدر» على وعود بتمويل بقيمة 11.5 مليار دولار، بعدما قدمت للدول المانحة خطة حملت اسم «البرنامج الاستثماري الوطني للبنى التحية» الذي وافق عليه مجلس الوزراء في مارس (آذار) 2018، وتصل قيمة مشاريعه إلى 23 مليار دولار تمتد على 12 سنة من خلال 3 مراحل مدة كل منها 4 سنوات. وحسب البرنامج، تعاني شبكة الطرق الرئيسية في لبنان والممتدة على 22 ألف كيلومتر مربع من حالة سيئة، ولم تخضع لأي توسيعات أو تحسينات ملحوظة منذ الستينات من القرن الماضي. فزحمة السير الخانقة والازدحام المروري آفة يومية تشهدها مداخل بيروت الكبرى، حيث تمر حركة السير بين الشمال والجنوب عبر الشوارع الداخلية لبيروت، فيما النقل العام شبه غائب ولا يُعتمد عليه. كما أن حالة الطرق غير المجهزة تعجز عن استيعاب العدد المتزايد من السيارات.

وتدخل إلى بيروت يومياً 400 ألف سيارة من المناطق المجاورة والبعيدة. وتزايد عدد السيارات في لبنان بشكل غير مسبوق في السنوات العشرين الماضية، ويبلغ حالياً 1.5 مليون سيارة.

وتشير أرقام رسمية إلى أن استخدام السيارات الخاصة في التنقل وما يسببه من زحمة سير يكبّد لبنان خسائر بما يقارب ملياري دولار سنوياً، أي نحو 4% من الناتج المحلي الإجمالي، فيما تتعاظم المخاوف من أن تصبح بيروت الكبرى موقفاً كبيراً للسيارات في عام 2025.

وتقتصر وسائل النقل الحكومية حالياً على 37 حافلة لتسعة خطوط في بيروت لخدمة مليوني نسمة، ولا يستخدم إلا 2% من الركاب النقل المشترك.

ويُتوقع أن يشهد قطاع النقل العام نهضة في الأعوام القليلة المقبلة مع انطلاق تنفيذ مشاريع «سيدر». ويشير المدير العام لمصلحة سكك الحديد والنقل المشترك زياد نصر، إلى أن المصلحة وضعت خطة متكاملة لبيروت الكبرى وأخرى لمنطقة الشمال، ووافق مجلس الوزراء على الأولى وتمت إحالتها إلى المجلس النيابي الذي من المفترض أن يبتّ بها قريباً مؤمِّناً لها التمويل اللازم والذي يبلغ نحو 295 مليون دولار. ولفت في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إلى أن هذه الخطة تلحظ إنشاء شبكة خطوط متكاملة لتغطية كامل مساحة بيروت الكبرى من خلال مسارات للحافلات مع مواقف ومحطات مرتبطة بمراكز الأقضية.

ولدى لبنان مساحة 403 كيلومترات مخصصة لسكك الحديد لا يستفيد منها. ففي السابق كانت هناك 3 خطوط عاملة هي: خط الناقورة - بيروت - طرابلس مع امتداد نحو حمص في سوريا، وخط بيروت - دمشق، وخط الرياق - حمص. أما اليوم فأصبحت البنية التحتية لسكك الحديد غير قابلة للتشغيل وقد تم التعدي بالبناء على أجزاء كبيرة من حرمها. وأعدت مصلحة سكك الحديد والنقل المشترك، حسب نصر، «مشروعاً متكاملاً» لإعادة تأهيل هذه السكك وخطَّي بيروت – طرابلس، وطرابلس - العبودية (الحدود السورية)، مشيراً إلى أنه تم تنفيذ دراسة بالتعاون مع الاتحاد الأوروبي وهي تنتظر التمويل اللازم الذي يبلغ نحو 2.5 مليار دولار. وأوضح أن هذا المبلغ يشكل التكلفة المتوقعة لمشروع متكامل وقد تكون أقل بقليل من ذلك. ويوضح نصر أن «سيدر» لحظ رزمة لمجموعة من المشاريع المرتبطة بقطاع النقل، لكنه يعود للحكومة اللبنانية إن كانت ستعطي الأولوية للمشاريع لتأهيل الطرقات والجسور أو لوسائل النقل.

وفي تقريره السنوي حول مؤشر التنافسية العالمي لعامي 2016 – 2017، صنّف «المنتدى الاقتصادي العالمي» لبنان في المرتبة 101 عالمياً من بين 138 بلداً. وتشكل البنى التحتية إحدى الركائز الأساسية المستخدمة في هذا المقياس. ودخلت جمعيات المجتمع المدني مؤخراً على الخط للنهوض بقطاع النقل العام، فتم إطلاق مبادرة حملت اسم «تراكس» (ترابط لنقل عصري)، وهي تضم تحت مظلّتها جمعيات تُعنى بقطاع النقل، وتهدف إلى تشكيل ائتلاف وطني يُرسي أسس شراكة ودعم لوزارة الأشغال العامة والنقل. ويُعتبر قطاع النقل في لبنان، حسب «تراكس»، المسؤول عن نحو 25% من الانبعاثات الملوثة ليجعل منه ثاني أكبر ملوث للبيئة بعد معامل الكهرباء نتيجة وجود 71% من السيارات القديمة.

 

الحريري يخضع لقسطرة بالقلب في باريس

بيروت/الشرق الأوسط/26 آذار/19/خضع رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري، أمس، لعملية قسطرة القلب ووضع دعامة في المستشفى الأميركي بباريس، بحسب ما أعلن مكتبه الإعلامي.

وأفاد الطبيب الخاص للحريري الدكتور عصام ياسين أن «العملية التي استغرقت قرابة الساعة تكللت بالنجاح، والرئيس الحريري في حالة صحية جيدة». وقال إن «الإجراء الطبي تم على سبيل الوقاية، ورئيس الحكومة سيغادر المستشفى إلى منزله في باريس» مساء أمس.

 

قال لي: ما أنجزه حسن نصر الله لم  ينجح الإمام علي (ع) بإنجازه

 الشيخ حسن سعيد مشيمش/26 آذار/19

كنت أتحدث في مجلس من مجالس الثقافة في جنوب لبنان فقلت فيه:

1 - إنَّ الإمام علياً عليه السلام كان يخاطب الشيعة ( شيعته ) وليس اليهود ولا المسيحيين ولا الأمويين حينما قال :

لقد ملأتم قلبي قَيْحاً وشحنتم صدري غيظاً وَدِدْتُ أني لم أعرفكم معرفةً قد جَرَّت ندما وليت معاوية يبادلني العشرة منكم بواحد من عنده لأنهم اجتمعوا حوله على باطله وتفرقتم عني وأنا على الحق ! ! !

2 - وإن الشيعة شيعة الإمام الحسن (ع) هم الذين خذلوه في حربه مع معاوية وهم الذين ضربوه بسهم أصاب فخذه وهم الذين صاحوا بالمسجد في وجهه وقالوا له ( يا مذل المؤمنين ) بعدما أبرم صلحا مع معاوية .

3 - وإن 70 ألفاً من الشيعة في مدينة الكوفة صَلُّوا خلف مسلم بن عقيل رضوان الله عليه ليلا فانقلبوا عليه بالنهار وذلك حينما اشتراهم ابن زياد بالمال ولم يعثر بعدها على رجل شيعي بالكوفة يُسقيه كأسا من الماء إلى أن قُطِعَت عنقه رضوان الله عليه ! ! !

4 - وشيعة الكوفة هم الذين خذلوا الإمام الحسين عليه السلام بعدما استدعوه إليها بسبعين ألف رسالة بعثوها إليه ليقود ثورتهم ضد السلطة الأموية الجائرة حينئذ اضطر الإمام الحسين عليه السلام لِمُسَالَمَةِ السلطة الأموية الجائرة وموادعتها لكنها رفضت مسالمته وموادعته إلا أن يبايعها فرفض المبايعة ووقعت المأساة الكبرى والمصيبة العظمى والرزية والواقعة التي أبكت أهل السماء والأرض .

5 - وبعدما انتهيت من حديثي وإذ بقيادي من تنظيم ما يُسَمَّى بحزب الله يُعَلِّق على كلامي بقوله : لقد نجح السيد حسن نصر الله نجاحا لم يتمكن الإمام علي من إحرازه ! ! ! .

فرديت عليه بقولي : لو اعتمد الإمام علي سياسة قذف الرعب في قلوب الناس بالإغتيالات والتهديد والوعيد وسياسة الأكاذيب والإشاعات واشترى الشيعة بالمال لتفوق بنجاحه على السيد حسن نصر الله .

فرد عليَّ بقوله : كلامك خطير يا شيخ مشيمش وكانت تصلنا تقارير أمنية عنك تنقل لنا كلاما مثل هذا الكلام وكنت لا أصدقها لكنني الآن أيقنت بصحتها ويبدو عليك يا شيخ بأنك قد اتخذت قراراً بأن تكون من المغامرين والمجازفين والمقامرين بروحك وأعصابك ودمك .

للحديث صلة و يتبع إن بقينا من الأحياء

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

غزة… ليلة دامية وهدوء نهاري حذر… ونتانياهو يضعها رهن الاجتياح البري وقصف 50 هدفاً بينها 9 مواقع تدريب وتدمير مقر إسماعيل هنية ومبنى لجهاز الأمن

رام الله، عواصم- وكالات/26 آذار/19/ ساد هدوء حذر قطاع غزة ومحيطه أمس، بعد ليلة دامية شنت فيها إسرائيل هجمات جوية ومدفعية مكثفة وإطلاق فصائل فلسطينية قذائف صاروخية. وتوقفت غارات إسرائيل وهجمات الفصائل الفلسطينية الصاروخية منذ الساعة السابعة صباحا بالتوقيت المحلي تقريبا، فيما واصلت طائرات إسرائيلية تحليقها في أجواء القطاع. وقالت مصادر فلسطينية إن الطائرات الإسرائيلية أغارت على نحو 50 هدفا في قطاع غزة منذ أمس مستهدفة تسعة مواقع تدريب وعدة بنايات سكنية ومقرات مدنية وأراض زراعية.

وأسفرت الغارات بحسب المصادر عن إصابة 10 فلسطينيين بجروح مختلفة حتى الآن. وكانت مصادر في حركة “حماس” أعلنت عن تهدئة مع إسرائيل في قطاع غزة بوساطة مصرية. وذكرت قناة الأقصى التابعة لحماس في غزة “نجاح الجهود المصرية لتثبيت اتفاق وقف إطلاق النار بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل”، في حين نفى وزير إسرائيلي، أمس، أن “يكون هناك وقفا لإطلاق النار مع الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة”. وشنت إسرائيل سلسلة غارات على قطاع غزة على مدار عدة ساعات مستهدفة مواقع حكومية وأخرى للتدريب تتبع لحركة حماس ضمن حملتها للرد على إطلاق صاروخ محلي على شمال تل أبيب ما أدى إلى إصابة سبعة إسرائيليين بجروح. وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، أمس، إن الجيش لن يتردد في الدخول الى قطاع غزة بريا. وأضاف: “على حماس أن تعلم أننا لن نتردد في الدخول بريا لقطاع غزة وعمل الخطوات المطلوبة… هذا الأمر ليس له علاقة لا بتاريخ ولا بأي شيء وقد قمنا برد قوي جدا”. وترأس نتانياهو، أمس، اجتماعا مع رئيس هيئة أركان الجيش الإسرائيلي، أفيف كوخافي، ومع كبار قادة الأجهزة الأمنية، في مقر وزارة الأمن لتقييم التطورات في قطاع غزة، كما عقد المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر للشؤون الأمنية والسياسية “الكابينت” اجتماعا لمناقشة التطورات الأخيرة في قطاع غزة. وميدانيا، دفع الجيش الإسرائيلي تعزيزات عسكرية على طول الحدود مع غزة، واستمرت العملية العسكرية الإسرائيلية نحو 5 ساعات.

ونفى الوزير وعضو “الكابينت” الإسرائيلي يسرائيل كاتس، أمس، أن يكون هناك وقفا لإطلاق النار مع الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة.

وقال الوزير كاتس في تصريحات أوردتها وسائل إعلام عبرية: “لا يوجد حاليا وقف لإطلاق النار”. وأعلن الجيش الإسرائيلي، أمس، قصف أهداف عسكرية تابعة لحركة حماس في عدة مناطق من قطاع غزة، بينما أطلقت الحركة ثلاثين صاروخاً من قطاع غزة صوب المستوطنات، جنوبي إسرائيل، وتمكنت منظومة القبة الحديدية اعتراض عدد منها بينما سقطت معظم القذائف في مناطق مفتوحة. وأوضح الجيش الإسرائيلي، أن دبابات ومروحيات شنت غارات على “مجمع عسكري” تابع لحماس في دير البلح وسط قطاع غزة. وكان القصف الإسرائيلي، في وقت سابق، أدى إلى تدمير مكتب رئيس حكومة حماس في غزة إسماعيل هنية بالكامل، كما استهدفت غارة إسرائيلية بعدة صواريخ مبنى لجهاز الأمن الداخلي التابع لحماس غربي مدينة غزة. وذكر بيان الجيش الإسرائيلي أنه تم استهداف مكاتب الأمن الداخلي التابعة لحركة حماس في حي الرمال واستهدف القصف كذلك عدة مواقع لحماس في غزة، بينها ما قال إنه مقر سري لحماس. وقصفت الطائرات الإسرائيلية أراضي زراعية وسط وجنوب قطاع غزة، في مدن دير البلح وخان يونس ورفح. وتزامنا، دعت الأمم المتحدة أطراف النزاع في الشرق الأوسط إلى اعتماد “أقصى درجات ضبط النفس” بعد الغارات الإسرائيلية. وقال المتحدث باسم المنظمة الدولية، ستيفان دي جاريك: “يعرب الأمين العام أنطونيو غوتيريس عن القلق الشديد إزاء التطورات الأخيرة المرتبطة بغزة”. من جهتها، أكدت اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية أن الرئيس محمود عباس والقيادة يتابعون “بقلق عميق التطورات المتلاحقة في قطاع غزة”. وأوضحت اللجنة في بيان “أن حكومة نتانياهو تسعى إلى استخدام هذه التطورات في المزاد الانتخابي الإسرائيلي أوائل الشهر المقبل، وتوظيفها لصالح نتانياهو شخصيًا وحلفائه في اليمين المتطرف، عبر تشديد الحصار البحري والبري على قطاع غزة”. وعقد مجلس الأمن، أمس، جلسة ناقش خلالها تطورات القضية الفلسطينية عقب المستجدات الأخيرة في قطاع غزة، والقصف الإسرائيلي على القطاع. وفي سياق آخر، اقتحمت قوة إسرائيلية خاصة من وحدات المستعربين (قوات تتنكر بالزي العربي)، أمس، حرم جامعة (بيرزيت) قرب رام الله، واختطفت 3 من طلبة الجامعة.

 

نتانياهو يحذر من أن اسرائيل مستعدة "لفعل ما هو أكثر بكثير" في غزة و نتانياهو يوجه تحذيراً لغزة من خلال فيديو في مؤتمر

الحياة/26 آذار/19/واشنطن - أ ف ب - حذر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو اليوم الثلثاء من أنه "مستعد" لاتخاذ مزيد من الإجراءات في غزة بعد الضربات الإسرائيلية التي نفذت رداً على إطلاق صاروخ أسفر عن سبعة جرحى بالقرب من تل أبيب. وقال في رسالة عبر فيديو من إسرائيل خلال المؤتمر السنوي للجنة الشؤون العامة الأميركية- الإسرائيلية (أيباك)، جماعة الضغط المؤيدة لإسرائيل، "يمكنني أن أقول لكم إننا على استعداد لفعل ما هو أكثر بكثير، وسنقوم بكل ما في وسعنا للدفاع عن شعبنا والدفاع عن دولتنا". وكرر نتانياهو توجيه الشكر لرئيس الولايات المتحدة الذي وقع أمس الاثنين بحضوره في البيت الأبيض، مرسوماً يعترف بسيادة إسرائيل على الجولان السوري المحتل منذ عام 1967، وسط تنديد من المجتمع الدولي. وقال عن هذه الهضبة الاستراتيجية، "لن نتخلى عنها أبداً، إنها جزء من إسرائيل". وأضاف: "نيابة عن شعب إسرائيل، أشكرك يا سيادة الرئيس ترامب وأشكرك على جميع القرارات التاريخية التي اتخذتها"، في إشارة بشكل خاص إلى اعتراف الولايات المتحدة بالقدس عاصمة لإسرائيل. ويسود هدوء حذر اليوم الثلثاء في محيط قطاع غزة بعد ليلة نفذت خلالها الطائرات الحربية الإسرائيلية غارات على أهداف للفصائل الفلسطينية رافقها إطلاق نشطاء فلسطينيين عدداً من الصواريخ باتجاه إسرائيل.

 

وساطة مصرية تلجم تصعيداً في غزة... بعد «صاروخ أطلق بالخطأ»/غارات إسرائيلية تستهدف مواقع لـ{حماس} في القطاع... وجرحى في تل أبيب

رام الله: كفاح زبون/الشرق الأوسط/26 آذار/19/بعد ساعات من إطلاق إسرائيل، أمس، عملية عسكرية في قطاع غزة، بقصف أهداف ومواقع عسكرية تابعة لحركة {حماس}، رداً على صاروخ أطلق من القطاع على تل أبيب فجراً، أسفرت وساطة مصرية عن هدنة بين الطرفين دخلت حيز التنفيذ مساء أمس.

واختارت إسرائيل بدء الهجوم على غزة، دقائق قبل المؤتمر الصحافي في واشنطن للرئيس الأميركي دونالد ترمب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي أعلن من هناك بدء رد إسرائيلي قوي على إطلاق صاروخ من غزة سقط في شمال تل أبيب. وحظي نتنياهو بدعم قوي من ترمب الذي وصف الصاروخ الفلسطيني بأنه هجوم بشع، مؤكداً أن الولايات المتحدة «تعترف بالحق المطلق لإسرائيل في الدفاع عن نفسها». وقال الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، إن الجيش أطلق عملية «ضد أهداف إرهابية تابعة لمنظمة (حماس) الإرهابية في أرجاء قطاع غزة»، وأضاف: «بعكس (حماس) التي اختارت طريق الإرهاب، بدلاً من الطريق التي تخدم مواطني غزة، نحذر سكان القطاع من الاقتراب من المباني والمواقع الإرهابية في أنحاء القطاع كافة». وبدأ الهجوم الجوي بعدما أغلقت إسرائيل قطاع غزة بشكل كامل، ودفعت بلواءين إضافيين من المشاة إلى حدود قطاع غزة، واستدعت جنود احتياط لوحدات الدفاع الجوي، وحولت مناطق في غلاف القطاع إلى عسكرية مغلقة، استعداداً للعملية العسكرية، رداً على إطلاق صاروخ من القطاع، سقط في بلدة مشميرت في تل أبيب، وهي أبعد نقطة يصلها صاروخ منذ حرب 2014. وسقط الصاروخ وسط إسرائيل، شمال تل أبيب، في وقت مبكر من فجر أمس، مما أسفر عن إصابة 7 أشخاص، في تصعيد هو الأكبر منذ 5 سنوات، وفتح الأبواب أمام حرب جديدة. وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، رونين مانيليس، إن الصاروخ أطلق من منصة إطلاق تابعة لحركة «حماس» في مدينة رفح، جنوب غزة، على بعد أكثر من 100 كيلومتر. وأكدت مصادر عسكرية كبيرة أن الصاروخ هو نوع تنتجه حركة «حماس»، ويُعرف باسم «J80» (في إشارة إلى أحمد الجعبري الذي اغتالته إسرائيل عام 2012)، الذي يصل مداه إلى 120 كيلومتراً. وبحسب التقديرات الأمنية، فإن الصاروخ هو نسخة محدثة من صاروخ «M75» الذي تمتلكه حماس، وهو نسخة محسنة عن صواريخ «فجر» الإيرانية.

وقالت المصادر إن {حماس} أطلقته متعمدة ذلك، وإنه توجد أدلة كافية. وأصر مانيليس على القول: «لقد أطلقت (حماس) الصاروخ، ونحملها مسؤولية كل ما يحدث في قطاع غزة». وأكد مانيليس نشر قوات مشاة وقوات مدرعة في الجنوب، بالإضافة لتفعيل القبة الحديدية. وتم نشر قوات المشاة بعد اجتماع أجراه رئيس هيئة أركان الجيش الإسرائيلي، أفيف كوخافي، مع رئيس جهاز الأمن العام (الشاباك)، ومسؤولين دفاعيين آخرين. وأمر كوخافي بإرسال أكثر من ألف جندي إضافي على حدود غزة، وهو رقم كبير نسبياً.

كما جرى استدعاء عدد صغير من جنود الاحتياط للخدمة في منظومات الدفاع الصاروخي (القبة الحديدية)، ووحدات مختارة أخرى، وفقاً لما أعلنه الجيش. ولاحقاً، أعلن الجيش إغلاق عدة مناطق، وتحويلها إلى عسكرية مغلقة، في منطقة «غلاف غزة»، بما في ذلك شاطئ زيكيم، والمناطق المتاخمة لنحال عوز ونتيف هاتسرا. كما أعلن إغلاق معابر إسرائيل مع غزة «كيريم شالوم الذي يُستخدم لنقل البضائع، ومعبر إيرز لتنقل الأشخاص».

وقال أيضاً إن إسرائيل ستفرض قيوداً على منطقة الصيد المسموح بها في محيط قطاع غزة حتى إشعار آخر. وقبل بدء الهجوم، أمر الجيش بإغلاق المدارس في الجنوب، كما أوقف حركة القطارات هناك، مع تسريب معلومات حول تغيير مواقع هبوط الطائرات في مطار بن غوريون. وأعلنت بلدية تل أبيب، بعد الهجوم على غزة، فتح جميع الملاجئ العامة، تحسباً من صواريخ المقاومة. وجاء الهجوم الإسرائيلي بعد ساعات من الهجوم الذي استهدف بلدة مشميريت، وهي بلدة زراعية تقع إلى الشمال من تل أبيب. وقالت خدمة الإسعاف الإسرائيلية إنها عالجت 7 أشخاص بعد إصابتهم بجروح وحروق وشظايا. والهجوم المتأخر تم رغم ضغوط مصرية، وكذلك من مبعوث الأمم المتحدة نيكولاي ميلادينوف، لتجنب مواجهة جديدة. وقالت مصادر لـ«الشرق الأوسط» إن مصر وميلادينوف يجرون اتصالات مكثفة، في محاولة لنزع فتيل الأزمة، وتجنب حرب وشيكة. وأكد نيكولاي ميلادينوف، مبعوث الأمم المتحدة لعملية السلام في الشرق الأوسط، إنه يعمل، إلى جانب مصر، بشكل مكثف لتجنب أي تصعيد في قطاع غزة. ووصف ميلادينوف، في تغريدة له عبر «تويتر»، الوضع بأنه متوتر جداً، وقال إن إطلاق الصاروخ من غزة أمر خطير، وغير مقبول. وكان من المفترض أن يصل وفد أمني مصري إلى القطاع أمس، لكنه أرجأ - كما يبدو - زيارته، احتجاجاً على التصعيد. وأكدت مصادر أن «حماس» مررت رسالة للمصريين، بأنها غير معنية بالتصعيد، وأن الصاروخ أطلق عن طريق الخطأ، بسبب الأحوال الجوية، كما يبدو. وحذرت مصر «حماس» من جر المنطقة إلى حرب مفتوحة، إذا واصلت هذه السياسة، قبل أن تعلن مصادر فلسطينية عدة نجاح الجهود المصرية للتهدئة. ورفض متحدث باسم الجيش التعقيب على رسائل «حماس». وقالت وسائل إعلام إسرائيلية إن المسؤولين الإسرائيليين رفضوا رواية «حماس» حول الخطأ. وهذه ثاني مرة تقول حماس إنها أطلقت صواريخ بالخطأ خلال فترة قصيرة. وأخلت «حماس» والفصائل الفلسطينية، أمس، جميع مواقعها قبل بدء الهجوم. وكان مسؤولون إسرائيليون قد التقوا رؤساء السلطات المحلية في البلدات المحيطة بغزة، من أجل وضعهم في صورة الرد العسكري الإسرائيلي، والرد الفلسطيني المتوقع. وطلب الجيش من الإسرائيليين في غلاف غزة الانصياع لتعليماته في مرحلة المواجهة، ومنعهم من أي نشاطات اجتماعية أو رياضية، بما في ذلك إلغاء مباريات. وفي إطار أخذ الاحتياطات اللازمة في غزة، ألغى يحيى السنوار، رئيس حركة «حماس»، في غزة، لقاء مع صحافيين ونخب كان مقرراً أمس للتعقيب على التطورات في قطاع غزة، بما في ذلك الحراك الشعبي الداخلي، كما اختفى معظم قادة «حماس» و«الجهاد». وحذر رئيس المكتب السياسي لـ«حماس»، إسماعيل هنية، من تجاوز الخطوط الحمراء، وقال إن «أي تجاوز للخطوط الحمراء من قبل الاحتلال، فإن شعبنا لن يستسلم له، والمقاومة قادرة على ردعه». كما هددت حركة الجهاد الإسلامي بأنها سترد على أي عدوان يستهدف قطاع غزة. وقالت فصائل المقاومة إنها سترد على القصف بقصف آخر.

 

السعودية ترفض الاعتراف الأميركي بسيادة إسرائيل على الجولان المحتل

الرياض/الشرق الأوسط/26 آذار/19/أعربت السعودية عن رفضها التام واستنكارها للإعلان الذي أصدرته الإدارة الأميركية بالاعتراف بسيادة إسرائيل على هضبة الجولان السورية المحتلة. وأكدت المملكة موقفها الثابت والمبدئي من هضبة الجولان، وأنها أرض عربية سورية محتلة وفق القرارات الدولية ذات الصلة، مشيرة إلى أن محاولات فرض الأمر الواقع لا تغير في الحقائق شيئاً. وشددت على أن إعلان الإدارة الأميركية هو مخالفة صريحة لميثاق الأمم المتحدة ومبادئ القانون الدولي، وللقرارات الدولية ذات الصلة، بما في ذلك قرارات مجلس الأمن رقم 242 لعام 1967، ورقم 497 لعام 1981، وستكون له آثار سلبية كبيرة على مسيرة السلام في الشرق الأوسط وأمن واستقرار المنطقة.ودعت السعودية كل الأطراف إلى احترام مقررات الشرعية الدولية وميثاق الأمم المتحدة.

 

تنديد واسع بقرار ترمب الاعتراف بسيادة إسرائيل على الجولان

دبي/الشرق الأوسط/26 آذار/19/تواصلت اليوم (الثلاثاء) ردود الفعل المندّدة باعتراف الرئيس الأميركي دونالد ترمب بسيادة إسرائيل على هضبة الجولان السورية المحتلة منذ حرب يونيو (حزيران) 1967، والتي ضمتها الدولة العبرية عام 1981 في خطوة لم يعترف بها المجتمع الدولي.

وفي أبرز المواقف العربية، أعلنت السعودية "رفضها التام واستنكارها" لاعتراف واشنطن بسيادة إسرائيل على هضبة الجولان، مؤكدة أنها "أرض عربية سورية محتلة". وأكدت أن قرار ترمب "هو مخالفة صريحة لميثاق الأمم المتحدة ومبادئ القانون الدولي". وأعربت دولة الإمارات العربية المتحدة عن "أسفها واستنكارها الشديدين" للقرار الأميركي، مؤكدة أن الخطوة " تقوّض فرص التوصل إلى سلام شامل وعادل في المنطقة"، ولافة إلى "عدم إمكانية تحقيق الاستقرار والسلام طالما تواصل إسرائيل احتلالها للأراضي الفلسطينية والعربية". وأسفت وزارة الخارجية الكويتية للقرار الأميركي، وجاء في بيان أصدرته "إن هذا القرار يخالف القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية... ويمثل تقويضا لعملية السلام الشامل في الشرق الأوسط وتهديدا للأمن والاستقرار فيه". وكذلك ندّدت البحرين بالقرار. من جهتها، دانت وزارة الخارجية الفلسطينية القرار الأميركي، معتبرة إياه "تمادياً في انقلاب الإدارة الأميركية على مواقف الإدارات السابقة وسياستها، وعدواناً صريحاً على الحقوق العربية، وانتهاكا صارخاً للشرعية الدولية وقراراتها". وأكدت أن اعتراف ترمب "لن يُغير من حقيقة احتلال إسرائيل للجولان والأرض العربية والفلسطينية في شيء، وأن الجولان سيبقى جزءا لا يتجزأ من الشقيقة سوريا". وفي موسكو، رأى الرئيس اللبناني ميشال عون خلال لقائه مع رئيس مجلس الدوما الروسي فياتشيسلاف فولودين أن قرار ترمب "يوم أسود يشهده العالم، وعمل تعسفي يناقض الشرعية الدولية التي ترعى الحدود بين الدول". وسيناقش عون هذه المسألة في لقائه لاحقاً مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، كما قال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف الذي أكد أن قرار إدارة ترمب الاعتراف بسيادة إسرائيل على الجولان سيكون له دون شك تداعيات سلبية على التسوية في سوريا. وصرّح وزير الخارجية العراقي محمد علي الحكيم أن الجولان المحتل "أرض سورية أصيلة، لا بدّ من إرجاعها للسيادة السورية كاملة وحسب قرارات مجلس الأمن، ونرفض ضمها الى الكيان الصهيوني تحت أي مبرر". وكانت دمشق قد اعتبرت أمس (الإثنين) أن قرار الولايات المتحدة يشكل "اعتداء صارخا" على سيادتها. وقال مصدر رسمي في وزارة الخارجية إن "ترمب لا يملك الحق والأهلية القانونية لتشريع الاحتلال واغتصاب أراضي الغير بالقوة". وفي عمّان قال وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي في بيان إن "موقف المملكة ثابت وواضح في رفض ضم إسرائيل الجولان المحتل وفي رفض أي قرار يعترف بهذا الضم". كذلك، دان الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط "بأشد العبارات" الاعتراف الأميركي بسيادة إسرائيل على الجولان، معتبرا انه "باطل شكلا وموضوعا".

 

العالم العربي يرفض قرار ترامب حول “الجولان” مؤكداً تبعيته لسورية

عواصم- وكالات/26 آذار/19/لقي اعتراف الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، بسيادة إسرائيل على الجولان، معارضة واسعة من العالم العربي، الذي أكد تبعية الهضبة لسورية، مشيرا إلى أن هذا الإجراء انتهاك للقرارات الدولية. وأعلنت السعودية عن رفضها التام واستنكارها، كما أعربت مملكة البحرين، وأكدت خارجيتها على موقفها الثابت باعتبار هضبة الجولان أراض عربية سورية محتلة. وشددت الإمارات على أن الخطوة تقوض فرص التوصل إلى سلام شامل وعادل في المنطقة، ودان الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، بشدة قرار ترامب، وأكدت الرئاسة الفلسطينية في بيان أن “السيادة لا تقررها إسرائيل أو الولايات المتحدة الأميركية”. وأكد وزير الخارجية الأردني، أيمن الصفدي، أن موقف بلاده “ثابت وواضح في رفض ضم إسرائيل الجولان المحتل”، كما أعلنت الخارجية العراقية على لسان المتحدث باسمها، أحمد الصحاف، أن الخطوة “تعطي الشرعية للاحتلال وتتعارض مع القانون الدولي”، وأعربت قطر عن رفضها، وانتقد الأمين العام للجامعة العربية، أحمد أبو الغيط، بأشد العبارات، معتبرا القرار باطلا.

 

نتانياهو و”حماس” أبرز المستفيدين من التصعيد

السياسة/26 آذار/19/رأى الكاتب والمحلل السياسي عبدالمجيد سويلم، أن رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو و”حماس” سيكونان أبرز المستفيدين من التصعيد الحالي، في حال تمكن الطرفان من السيطرة على الأحداث بحكم المصالح الخاصة لكل من حماس ونتانياهو.

وقال سويلم “من الواضح في التصعيد الأخير أن حركة حماس، من خلال إطلاق الصواريخ من قطاع غزة باتجاه تل أبيب، تحاول أن تستعيد “شرعية المقاومة” المزعومة، التي فقدتها إثر قمعها العنيف والشرس للاحتجاجات الشعبية التي أطلقتها حركة “بدنا نعيش”. واضاف “يبدو أن هذه المحاولة تمثل سعيا من جانب حماس إلى القضاء كليا على أي تحرك شعبي ضدها في القطاع، حيث ستواجه التحركات الشعبية بتهمة “الخيانة” ومحاولة “طعن ظهر المقاومة ضد العدو” كما تزعم دائما، مشيرا الى ان حركة حماس تحاول من “تصعيدها” هذا ضرب عصفورين بحجر، وذلك من خلال “استعادة شرعية المقاومة المزعومة” و”قمع أي تحرك شعبي حالي أو مستقبلي”. غير أن سويلم أوضح أن الشعب الفلسطيني في القطاع هو الخاسر الأكبر في حال اندلعت الحرب، إذ إنه يعاني من ويلات حكم حماس لغزة منذ أكثر من عقد، كما يعاني من الفقر والبطالة بسبب سياسات حماس، بالإضافة إلى القمع والبطش والتنكيل على أيدي حماس، خصوصا بعد أن ضاق الشعب ذرعا من سياساتها.

 

فريدمان: الولايات المتحدة تمثل تهديداً وجودياً لإسرائيل

نيويورك- وكالات/26 آذار/19/رأى الكاتب الأميركي توماس فريدمان أن تهديدا وجوديا لإسرائيل بات قادما من أميركا، ليس فقط من الرئيس الأميركي دونالد ترامب، ولكن أيضا من أنصار إسرائيل في الكونغرس، ولجنة الشؤون العامة الأميركية الإسرائيلية “أيباك”. ونبه فريدمان، في مقاله بصحيفة “نيويورك تايمز” أمس، إلى أن الرؤساء الأميركيين قبل ترامب، ديمقراطيين أو جمهوريين، كانوا يرسمون خطوطا حمراء لا يمكن لرؤساء وزراء إسرائيل أن يتجاوزوها، لكن ترامب تخلى عن ذلك الدور، واتبع نهج “كل شيء يمرّ” مع إسرائيل. واستبعد أن يكون هذا النهج نابعا من أية ستراتيجية، مؤكدا أن ما يبتغيه ترامب هو الحصول على مزيد من دعم الملياردير الأميركي اليهودي المتطرف شيلدون أديلسون، وأن يغادر اليهود الحزب الديمقراطي، ويصوتوا لصالح الجمهوريين، بمباركة من رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتانياهو لترامب، وفي المقابل يفعل نتانياهو ما يتمناه. ونبه فريدمان إلى أن مطاوعة نتانياهو فيما يتعلق بسيطرة إسرائيل بشكل دائم على الضفة الغربية، كفيلة باستحداث وضع تنهار معه السلطة الفلسطينية في الضفة.

 

واشنطن تعاقب شبكة شركات وهمية لنقل الأموال لـ”الحرس الثوري”

طهران مهدَّدة بـ"طوفان" وارتفاع وفيات السيول لـ 30 وروحاني يستنفر الجيش للمساعدة

واشنطن، طهران، عواصم – وكالات/26 آذار/19/أعلنت الولايات المتحدة أمس، استهداف 25 فردا وكيانا يعملون في إطار شبكة من الشركات الوهمية متورطين في تحويل نحو مليار دولار إلى “الحرس الثوري الإيراني” ووزارة الدفاع الإيرانية. وذكرت وزارة الخزانة الأميركية في بيان، أن الإجراءات التي اتخذها مكتب مراقبة الأصول الأجنبية تكشف عن شبكة واسعة النطاق للتهرب من العقوبات انشأها النظام الإيراني للتهرب من العقوبات الاميركية، مضيفة أن المكتب أدرج وزراة الدفاع الإيرانية لدورها في مساعدة “فيلق القدس” التابع للحرس الثوري، إضافة الى بنك يتخذ من إيران مقرا له يقدم الخدمات المصرفية إلى “الحرس الثوري”.

وقال وزير الخزانة ستيفن منوشين ان “استهدافنا لشبكة واسعة من الشركات والأفراد الموجودين في إيران وتركيا، جاء لتعطيل مخطط النظام الإيراني لنقل أموال غير مشروعة”. بدوره، أفاد الموقع الالكتروني لوزارة الخزانة، بأن المؤسسات التي استهدفتها العقوبات تشمل بنوكا ومؤسسات مالية، منها بنك “أنصار” و”أطلس” للصرافة وشركة “أطلس” الايرانية. في غضون ذلك، دعا الرئيس الإيراني حسن روحاني الجيش وقوات “الحرس الثوري” للمساعدة في المناطق التي ضربتها الفيضانات، بينما انتقد المحافظون المعارضون لروحاني استجابة الحكومة المتأخرة وعدم تقديمها مساعدة تُذكر على حد قولهم.

من جانبها، حذرت دائرة الأرصاد الجوية الإيرانية ومسؤولون إيرانيون، من احتمال هطول أمطار غزيرة وحدوث طوفان شديد، قد يضرب العاصمة طهران. وقال النائب الأول لروحاني، إسحاق جهانغيري، خلال اجتماع لإدارة الأزمات بطهران: “علينا حماية طهران بالوسائل كافة”، مضيفاً “في حال وقوع سيول، ستكون هناك كارثة حقيقية”. وقال محافظ طهران انوشيروان محسني بندبي: “هناك احتمال بسقوط أمطار غزيرة في طهران”، بينما ارتفعت حصيلة الضحايا إلى 30 شخصا، معظمهم لقوا مصرعهم في مدينة شيراز جنوب إيران

بدوره، أعلن وزير الصحة سعيد نمكي ارتفاع عدد ضحايا شيراز إلى 19 قتيلا و105 مصابين. وفيما أعلن حاكم نيشابور سعيد شيباني إخلاء قرى من سكانها، أظهرت مقاطع مُصورة التقطتها طائرة مُسيرة وبثها التلفزيون الايراني الرسمي، المياه تغمر المباني والشوارع في أنحاء إقليم جلستان، وأعلن حاكم مدينة اليكودرز حميد كشكولي عن انقطاع الطرق مع 290 قرية.

 

انتحاريون وأنفاق وأجانب متمرسون في القتال «عقّدوا» حسم معركة الباغوز

مقاتلون ومقاتلات من «قوات سوريا الديمقراطية» يستذكرون اللحظات الأخيرة لسقوط جيب «داعش» الأخير

حقل العمر (شرق سوريا): كمال شيخو/الشرق الأوسط/26 آذار/19/بعد إعلان «قوات سوريا الديمقراطية»، السبت الماضي، السيطرة على آخر جيب للتنظيم داخل بلدة الباغوز، بعد ستة أشهر من هجوم واسع بدأته في سبتمبر (أيلول) 2018 بريف دير الزور الشرقي، يستذكر مقاتلون ومقاتلات اللحظات الأخيرة من المعركة التي استمرت أسابيع وجرت أحياناً في أجواء رملية وأمطار غزيرة، وأعاقت حسمها شبكة أنفاق وخنادق محفورة تحت الأرض. يروي جودي كوباني، وهو مقاتل كردي يتحدر من مدينة عين العرب (كوباني) المحاذية للحدود مع تركيا، وتعرضت لهجوم واسع (لكنه فاشل) من قِبل تنظيم «داعش» صيف 2014: إن «معركة الباغوز لم تكن كبقية المعارك». ويعزو السبب إلى أن «من تبقى كانوا من جنسيات أجنبية، كانت لديهم خبرة عالية في القتال، تحصنوا بشكل جيد عبر شبكة خنادق وأنفاق تحت الأرض؛ الأمر الذي ساعدهم في الاستمرار بالقتال». وأشار إلى أن «قوات سوريا الديمقراطية» المدعومة من التحالف الدولي بقيادة أميركية، كانت تبطئ المعركة مراراً؛ تحسباً لوقوع مدنيين اتخذهم التنظيم دروعاً بشرية، مضيفاً: «بالمخيم (في الباغوز) كان بالإمكان مشاهدة المئات من المدنيين الذين أجبرهم التنظيم على البقاء مع المقاتلين، كنا حذرين في هذه المعركة لتجنب سقوط أبرياء».

والمخيم المطلّ على ضفاف نهر الفرات كان آخر بقعة سيطر عليها مقاتلو التنظيم قبل طردهم منها، ضمّ خياماً متهالكة يبدو أنها بُنيت على عجالة مع فرار عناصر التنظيم وأنصاره، بجانبها تساقطت أشجار نخيل عالية جراء شدة الانفجارات التي دارت حولها. على الأرض انتشرت أغطية ووسادات وسجادات وأحشية فراش ممزقة، وتناثرت علب مياه فارغة وأواني طبخ مغطاة بسواد دخان النار وصحون وكؤوس مكسورة ملقاة بكل مكان. تروي المقاتلة رها (24 سنة) وهو اسم حركي في تقليد متبع لدى مقاتلات «وحدات حماية المرأة»، كيف أنها ورفيقاتها خضن معركة استمرت نحو 6 ساعات في إحدى النقاط المتقدمة من خطوط الجبهة، لتقول: «شنّوا هجوماً مباغتاً، كنت في نقطة متقدمة وحوصرنا من قبلهم، أصيبت صديقتي بطلقة قناص قمنا بإسعافها، لكنها نزفت كثيراً، قررنا القتال حتى النهاية، وبعد ساعات تمكن رفاقنا من صد الهجوم». وأثناء الحديث معها كانت ورفيقاتها بالسلاح يحضرن مراسم إعلان القضاء على تنظيم «داعش» في سوريا بحقل عمر النفطي. تضيف مبتسمة: «شاهدت كيف كانت نساء التنظيم يقاتلن بشراسة، كنت على يقين بأن معركة الباغوز معقدة وستطول لكثرة الانتحاريين والأنفاق واستماتة عناصر التنظيم بالدفاع عن آخر جيب كان خاضعاً لهم».

واستمرت الغارات الجوية لطائرات التحالف الدولي قصفها على مواقع مقاتلي التنظيم حتى آخر يوم، ودارت معارك عنيفة وشهدت البلدة الواقعة على الضفة الشمالية لحوض نهر الفرات، حرب شوارع بالجهة الشرقية والجنوبية، التي هي عبارة عن أرض وحقول زراعية تمتد حتى الحدود العراقية. وأثرت العوامل الجوية وهطول الأمطار في تأخر حسم المعركة، بحسب المقاتل العربي ميزر (26 سنة) المتحدر من مدينة الرقة. قال: إنه وثلاثة من إخوته المنتسبين إلى «قوات سوريا الديمقراطية»، قاتلوا التنظيم حتى النهاية. يتذكر الساعات الأخيرة من المعركة التي استمرت قرابة شهر ونصف الشهر، ويقول: «في أحد الأيام هبّت عاصفة رملية شديدة، على أثرها خرج مقاتلو التنظيم من جحورهم – الأنفاق - وشنّوا هجوماً واسعاً، الرصاص في كل مكان والمعركة استمرت لأكثر من 4 ساعات. قتل رفيق لنا وأصيب آخرون». وأضاف: «بقينا - أنا وأخي - في تلك المعركة، وكنا نقاتل جنباً إلى جنب دون أي خوف، وفور انتهاء المعركة اتصلت على والدتي لأقول لها إننا بخير». وبحسب روايات المقاتلين، كان مسلحو التنظيم في الباغوز يتحصنون داخل شبكة أنفاق وخنادق حفروها تحت الأرض، واختبأوا في كهوف صخرية منتشرة في تلّتها الاستراتيجية الواقعة بالجهة الشرقية. أما المخيم، فقد تحول إلى مكب ومقبرة ضمت عدداً كبيراً من هياكل سيارات معطلة أو متفحمة ودراجات نارية مهمَلة. وكان بالإمكان مشاهدة حُفر صغيرة غُطت بألواح معدنية يبدو أنها كانت ملاجئ استخدمت للاختباء في أثناء القصف، وسواتر ترابية للحماية من قذائف الهاون وشظايا الصواريخ.

ويحتفظ المقاتل جاندار (22 سنة) القادم من مدينة الحسكة بالكثير من مقاطع الفيديو وصور المعركة وإصدارات التنظيم. كان يشاهد مقطعاً يحتوي على تسجيل بقيام عناصر التنظيم بتنفيذ عملية انتحارية بواسطة عربة مصفحة، وقال: «كنت في تلك المعركة، عندما وصلت المصفّحة كنا نعلم أنها ملغومة، استهدفت بصاروخ أرضي وانفجرت قبل أن تصل إلينا، كما احترق الانتحاري التي كان يقودها». ففي سوريا، ذبح التنظيم بشكل جماعي المئات من أفراد عشيرة الشعيطات، وعمدَ إلى بثّ الشعور بالرعب من خلال نشر صور ومقاطع فيديو مروعة، مثل مشاهد حرق أسرى وتعليق رؤوس جثث عشرات الجنود السوريين - أشباه عراة - الذين أُسِروا في مطار الطبقة العسكري، وتصفية وقتل عشرات المواطنين الأجانب من صحافيين وعاملين في منظمات إغاثة. وتقول المقاتلة سولين (27 سنة) المتحدرة من مدينة عفرين: «لم نكن نخشى التنظيم الذي ذاع صيته بالإرهاب والكم الهائل من الإجرام والأعمال الوحشية، كنت على يقين أننا سننتصر».

 

مطالبات بمحاسبة مقربين من بوتفليقة ومنع تسريب أموالهم/حمروش رفض المشاركة في مرحلة انتقالية تمهّد لاختيار رئيس

الجزائر: بوعلام غمراسة/الشرق الأوسط/26 آذار/19/في حين طالب محامون جزائريون من النائب العام فتح تحقيق حول شبهات فساد تخص رموز النظام، استمرت الاحتجاجات أمس بالعاصمة وفي غالبية الولايات للضغط على الرئيس عبد العزيز بوتفليقة بهدف حمله على الاستقالة، قبل نهاية ولايته الرابعة في 28 من الشهر المقبل. ووجه المحامي الشهير والناشط السياسي، مقران آيت العربي، بلاغاً للنائب العام بالعاصمة، حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه، ذكر فيه أن المظاهرات الضخمة ضد النظام، المتواصلة منذ 22 فبراير (شباط) الماضي، «طالبت بمتابعة ومعاقبة رؤوس الفساد، الذين خربوا اقتصاد البلاد». ورأى المحامي أنه «ينبغي تجسيد هذا المبدأ في الواقع، عن طريق فتح تحقيق ضد الذين سرقوا أموال الشعب وتقديمهم إلى العدالة. وهذا الإجراء، كما تعلمون لا يستوجب شكوى من أحد، بل يقتضي فقط تطبيق المادة 36 من قانون الإجراءات الجزائية». وتقول المادة إن النيابة «تأمر باتخاذ جميع الإجراءات اللازمة للبحث والتحري عن الجرائم المتعلقة بالقانون الجزائي، ومنه قانون الوقاية من الفساد ومحاربته الصادر سنة 2006». وقال المحامي مخاطباً النائب العام: «إنكم تعرفون رؤوس الفساد وتعرفهم أجهزة الأمن، كما يعرفهم الشعب. فالشعب يدافع عن مصالح المجتمع ضد كبار المفسدين، والنيابة تنتظر التعليمات من أشخاص تورطهم في الفساد مؤكد. وتعلمون أن القانون يلزمكم بصفتكم رئيس النيابة العامة، بمطالبة وكيل الجمهورية بمنع الذين يمكن متابعتهم بجرائم الفساد من مغادرة التراب الوطني، وفتح تحقيق ضدهم، وتقديمهم للمحاكمة». وأضاف آيت العربي، الذي كان مديراً لحملة المرشح الرئاسي اللواء المتقاعد علي غديري: «القانون يسمح بمتابعة رؤوس الفساد من دون شكوى، فماذا تنتظر النيابة العامة لتطبيق القانون على المفسدين استجابة لمطالب الشعب الشرعية والمشروعة؟ غدا سيفوت الأوان». يشار إلى أن الرئيس بوتفليقة ألغى انتخابات البرلمان التي كانت مقررة في 18 من الشهر المقبل، وحل الحكومة في سياق الاحتجاجات الشعبية ضده.

الحراك يردد أسماء متهمين بالفساد

ولم يذكر آيت العربي من يقصد بالتحديد، بخصوص المشتبه بهم في قضايا فساد، لكن الأسماء التي يرددها الحراك الشعبي كل يوم جمعة، تتعلق بمقرَبين من الرئيس، وأبرزهم رجل الأعمال علي حداد مموَل حملاته الانتخابية في الاستحقاقات الماضية، والملياردير رضا كونيناف، نجل صديق بوتفليقة أيام ثورة التحرير، ومحيي الدين طحكوت، مالك شركة لتركيب السيارات وفضائية. وأصدرت نقابة محاميي العاصمة، التي ينتسب إليها نحو ألفي محام، بياناً تحدث عن «عمليات مصرفية مشبوهة تتم حالياً تتمثل في تحويل أموال ضخمة إلى الخارج، وهي محصلة عقود وصفقات ذات مصالح متناقضة مع المصلحة العامة، وأصحابها من المتسببين في الأزمة التي يعيشها الوطن». ودعا رئيس النقابة عبد المجيد سليني، محافظ البنك المركزي إلى «حفظ أموال الشعب الجزائري، فهي تحت مسؤوليتكم، وأنتم مطالبون بالحؤول دون تمكين هؤلاء من نهب المال العام، بفرض الرقابة الصارمة على كل العمليات المصرفية واتخاذ كل التدابير والإجراءات الاحترازية، لمنع كل المحاولات الهادفة إلى تهريب المال العام، مع مراعاة حسن سير التعهدات المالية مع الخارج إلى حين تنصيب الدولة الشرعية المرتقبة». وأضاف: «ندعو السيد محافظ البنك المركزي الجزائري، وكل رؤساء المؤسسات المصرفية إلى الامتناع عن تمرير وتسديد كل الصفقات أو العمليات التجارية، التي تخدم المصالح الخاصة». ونشرت صحف في الأيام الأخيرة معلومات عن «مقربين من الرئيس»، من بينهم رئيس الوزراء المستقيل أحمد أويحيى، تناولت بيع أملاكهم وعقاراتهم في البلاد، بغرض تحويل أموالها إلى الخارج. وقالت إن ذلك تم بدافع الخوف من مصادرتها، في حال سقط النظام. كما قالت إن رجال أعمال يريدون مغادرة البلاد. وتعج المنصات الرقمية الاجتماعية، في الوقت الحالي، بشائعات عن رجال من النظام جرى منعهم من السفر. ويتم تداول أسماء عدة وزراء وشخصيات سياسية عرفت بتحمس شديد لترشح بوتفليقة لولاية خامسة.

وحول هذا الموضوع، قال أستاذ العلوم السياسية محمد هناد: «من أهم المظاهر التي ميزت الحراك الشعبي، هو خروج رجال القانون في مسيرات عبر الوطن. لكن من حق أي مواطن، اليوم، أن يسأل هؤلاء عن عدم تنديدهم بالفساد من قبل، بل إن الكثير منهم كان ضالعا فيه دون حرج. شخصياً، بالنظر إلى أهمية فئة القضاة، في التغيير المنشود، أتمنى لو يُقدِم المحامون والقضاة على الاعتذار من الشعب على سكوتهم عن الفساد فيما مضى، وحتى على تورط بعضهم فيه ولو بحجة الضرورة أحيانا. لقد أسهم سلك القضاء، سواء بالسكوت أو التورط، في جعل الفساد نظاما قائما بذاته، ولا شك أن اعترافا بالذنب من هذا القبيل سيعطي الحراك الشعبي زخماً جديداً».

عودة جدل نفوذ «المخابرات القديمة»

من جهته، أعلن رئيس الوزراء سابقاً مولود حمروش (1990 - 1991)، أمس، رفضه المشاركة في «مرحلة انتقالية»، اقترحها نشطاء بالحراك، تمهيداً لتنظيم انتخابات رئاسية. وهذه الترتيبات، ستطلق حسب مقترحيها، بعد استقالة الرئيس بوتفليقة المحتملة. وطرح عمار سعداني أمين عام «جبهة التحرير الوطني» (أغلبية) سابقا، 3 أسماء مؤهلين لرئاسة مرحلة انتقالية، هم: عبد المجيد تبوَن وعبد العزيز بلخادم وهما رئيسا وزراء سابقين، إضافة إلى حمروش. وفجر سعداني قنبلة بقوله إن «أويحيى وجماعته هم مهندسو مشروع العهدة الخامسة، وأويحيى هو من كان يكتب رسائل الرئيس (المنسوبة له وتضمنت قرارات كبيرة) وهو من يعمل على تدمير سمعة بوتفليقة وإنجازاته لكي يستولي على أنقاضها».وقال أيضا إن جهاز المخابرات السابق الذي تم حلَه في 2015، «هو من يحكم البلد عن طريق أويحيى وهو قوة خفية مشكّلة من تلاميذ الجنرال توفيق (مدير المخابرات السابق)، وتساندها قوى استعمارية خارجية». وفي سياق تطورات الحراك المعادي للنظام، خرج أمس إلى شوارع العاصمة والمدن الكبيرة، الآلاف من عمال وموظفي الإدارة الحكومية، احتجاجاً على استمرار الرئيس في الحكم. ورفعوا شعارات مطالبة بالتغيير ووقف الضغوط التي يتعرضون لها في الشغل، بسبب انحيازهم للغضب الشعبي.

 

7 دول بينها قطر تناقش في الرياض مكافحة مخططات إيران للتمويل غير المشروع

 الرياض/الحياة/26 آذار/19" /اختتمت اليوم (الثلثاء)، في الرياض ورشة عمل إقليمية في مقر مركز استهداف تمويل الإرهاب، بناء قدرات الدول الأعضاء في المركز. وركزت ورشة العمل على مخططات إيران للتمويل غير المشروع والمخاطر التي تشكلها على النظام المالي العالمي. وقدم أعضاء مركز استهداف تمويل الإرهاب، الذي يمثل الجهد المشترك لمكافحة تمويل الإرهاب بين الولايات المتحدة الأميركية، والمملكة العربية السعودية، والإمارات العربية المتحدة، والكويت، والبحرين، وقطر، وسلطنة عمان)، حالات عملية، وناقشوا أفضل الممارسات والخطوات التي اتخذتها حكوماتهم أو يمكن أن تتخذها وذلك لوقف أنشطة النظام الإيراني العدائية. وشملت الحالات العملية حالتين في شأن شبكتين لشراء الصواريخ الباليستية، تستخدمان شركات واجهة لتظليل المستفيد النهائي من البضائع المستخدمة لأجل الاتجار بالصواريخ، وحالة عملية في شأن مخطط سيبراني يتضمن عملات رقمية تساعد في القيام بالأنشطة المالية غير المشروعة. وجميع تلك الحالات العملية، تسلط الضوء على التمويل غير المشروع المرتبط في إيران والتحايل على العقوبات للالتفاف على أنظمة مكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب حول العالم. وتم خلال ورشة العمل استعراض أفضل الممارسات للامتثال لقرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة والمعايير الدولية لمجموعة العمل المالي ( FATF) على سبيل المثال، تمت مناقشة السمات الرئيسة لمكافحة أسلحة الدمار الشامل، ونقاط الضعف في شركات التجارة العامة، وكيفية تعزيز الشفافية المالية للقطاع الخاص من خلال تطبيق العناية الواجبة للعملاء والتدابير الوقائية الأخرى، وأهمية التنظيم والإشراف بشكل فعال على الأنشطة المالية للأصول الرقمية ومقدمي خدمات العملة الرقمية ذات الصلة. وتعد ورشة عمل بناء القدرات، أمر حيوي لمهمة مركز استهداف تمويل الإرهاب الجوهرية التي تهدف لمنع تدفق التمويل غير المشروع إلى المنظمات الإرهابية والإرهابيين.

 

مؤتمر وزاري أفريقي في مراكش: الأمم المتحدة المظلة الوحيدة للتعاطي مع قضية الصحراء/شاركت فيه 36 دولة منها 8 من أصل 15 في مجموعة «سادك»

مراكش: حاتم البطيوي وعبد الكبير الميناوي/الشرق الأوسط/26 آذار/19/قال ناصر بوريطة، وزير الخارجية والتعاون الدولي المغربي، خلال مؤتمر صحافي في مراكش أمس، في ختام أعمال المؤتمر الوزاري الأفريقي حول الدعم المقدم من الاتحاد الأفريقي للمسار السياسي للأمم المتحدة بشأن الخلاف الإقليمي حول الصحراء: إن المؤتمر «مهم ونوعي»، مشيراً في هذا الصدد، إلى مشاركة دول عرفت مواقفها تطوراً في السنوات الأخيرة. كما تحدث بوريطة عن توقيت تنظيم المؤتمر، فقال: إنه يأتي بعد أيام من الطاولة المستديرة الثانية حول الصحراء في جنيف، تحت إشراف المبعوث الأممي للصحراء هورست كوهلر، وفي سياق محاولات لإبعاد أفريقيا عن المواقف الواضحة والرزينة المعبر عنها في الدورة العادية الحادية والثلاثين لمؤتمر الاتحاد الأفريقي بنواكشوط. وأكد بوريطة، أن البيان الختامي الذي توج أعمال المؤتمر تضمن نقطاً مهمة، أولها أن المظلة الوحيدة للتعاطي مع قضية الصحراء هي الأمم المتحدة، وبالتالي لا مجال لأي مسار موازٍ أو مبادرات جانبية. أما ثانيها فتتعلق بالقرار 693 الصادر عن قمة الاتحاد الأفريقي بنواكشوط، الذي يشير إلى أن آلية «الترويكا»، المكونة من الرئيس السابق، والحالي، والمقبل للاتحاد الأفريقي، ينبغي أن تدعم وتواكب مجهودات الأمم المتحدة فيما يتعلق بقضية الصحراء. وثالثها أن «الترويكا» ليست أداة لوضع حلول وخلق مسارات أخرى لحل النزاع، بل للتعبير عن الدعم ومواكبة جهود الأمم المتحدة في الموضوع. ويأتي انعقاد مؤتمر مراكش بموازاة مع انعقاد المؤتمر التضامني مع جبهة «البوليساريو» الانفصالية، الذي انطلقت أعماله أيضاً أمس في بريتوريا، ويتواصل اليوم، والذي نظمته مجموعة تنمية أفريقيا الجنوبية (سادك) بإلحاح من جنوب أفريقيا والجزائر.

تجدر الإشارة إلى أن 8 من أصل 15 دولة مكونة للمجموعة الأفريقية، شاركت في مؤتمر مراكش، وهي أنغولا، وملاوي، وزامبيا، ومدغشقر، والكونغو، وجزر القمر، وتانزانيا، وسوازيلاند. وعلمت «الشرق الأوسط»، أن عدد الدول المشاركة في مؤتمر بريتوريا لم يتجاوز 22 دولة، منها 13 دولة أفريقية، وباقي الدول من خارج القارة مثل فنزويلا والأوروغواي. في غضون ذلك، قال بوريطة: إن المغرب منطقه واضح، مشيراً إلى أن قمة نواكشوط حسمت الأمور وأوضحت المحددات. وأشار بوريطة إلى أن هناك رفضاً في مؤتمر مراكش الوزاري لأي محاولات لتقسيم أفريقيا حول هذه القضية، ورفض لكل المحاولات للالتفاف على قرار قمة نواكشوط، والرجوع إلى وضعية ما قبل انعقادها. وجدد المشاركون، في بيانهم الختامي للمؤتمر، التفافهم حول التنفيذ البنّاء والفعال لآلية «ترويكا» الاتحاد الأفريقي، بشكل يحمي، ويدعم ويحافظ على نزاهة العملية السياسية الجارية ضمن الإطار الحصري للأمم المتحدة، تحت إشراف مجلس الأمن ورعاية الأمين العام، بهدف الوصول إلى «حل سياسي واقعي، عملي ودائم لقضية الصحراء الغربية، يقوم على التوافق»، كما جاء في القرار 2440 لمجلس الأمن. وسجل المشاركون إدراكهم «ضرورة تعزيز الوحدة وجمع الشمل وتوحيد الجهود لتحقيق أفريقيا المرجوة، مع تأكيد تعلقهم بالاختيار الاستراتيجي لرؤساء الدول والحكومات لتجاوز أسباب الانقسام والتجزئة والتشرذم التي تهدد وحدة القارة، وإدراكهم الحاجة المستعجلة للقارة، لمواجهة القضايا ذات الأولوية، بما في ذلك التنمية البشرية المستدامة والتكامل الأفريقي والرفاه للمواطنين، في إطار أجندة 2063». كما جدد المشاركون تأكيد التزامهم الثابت بأفريقيا موحدة، مستقرة، دينامية ومزدهرة، تتحدث بصوت واحد، تستجيب للتحديات متعددة الأبعاد لعالم اليوم والغد المعقد. ودعا المشاركون إلى تفعيل الرؤية الحكيمة والمنسقة لرؤساء الدول والحكومات الأفريقية، المكرسة في الدورة العادية الحادية والثلاثين لمؤتمر الاتحاد الأفريقي، التي انعقدت بنواكشوط، بشأن النزاع الإقليمي حول الصحراء. ورحبوا، في هذا السياق، باعتماد القرار 693، الذي أعاد التأكيد على حصرية الأمم المتحدة إطاراً لإيجاد حل سياسي مقبول، واقعي وعملي ومستدام لقضية الصحراء. كما أوصوا بالحفاظ على روح ونص القرار 693، باعتباره ثمرة مشاورات معمقة من رئيس المفوضية الأفريقية وموضوع توافق آراء رؤساء الدول والحكومات، مع مراعاة دورها التأسيسي في العودة إلى الصفاء في عمل الاتحاد الأفريقي.

ورحب المشاركون بإنشاء آلية «ترويكا» الاتحاد الأفريقي بموجب القرار 693، التي تتألف من الرئيس السابق، والحالي، والمقبل للاتحاد، فضلاً عن رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي، لتوفير الدعم الفعال لجهود الأمم المتحدة.

وشكلت فعاليات المؤتمر الوزاري الأفريقي حول الدعم المقدم من الاتحاد الأفريقي للمسار السياسي للأمم المتحدة بشأن الخلاف الإقليمي حول الصحراء فرصة للتأكيد على مضمون القرار رقم 693، المعتمد في قمة نواكشوط، الذي أكد حصرية معالجة الملف من طرف الأمم المتحدة، مستبعداً كل مسار موازٍ. وتميزت أعمال المؤتمر بمشاركة وفود 37 دولة أفريقية، من المجموعات الإقليمية الخمس للقارة. وفي حين ترأس وفد تونس سفيرها بالمغرب، وترأس وفد ليبيا نائب رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني، شهد المؤتمر غياب مصر، وموريتانيا، والجزائر.

وعلمت «الشرق الأوسط» أن مصر التي ترأس حالياً الاتحاد الأفريقي، غابت عن مؤتمر مراكش، لكنها لم تحضر اجتماع بريتوريا، والشيء نفسه بالنسبة لموريتانيا. ولاحظت ورقة تقديمية لأشغال المؤتمر، استعرضت سياق تنظيمه والأهداف منه، أنه على الرغم من هذه الجهود المتقدمة والفعالة التي تشيّد مناخاً من الثقة داخل الاتحاد الأفريقي، تبحث بعض الممارسات على معاكسة روح رسالة القرار 693. ولذلك؛ جاءت ندوة مراكش لتشكل جواباً على هذا السياق. وبخصوص أهداف الندوة، تحدثت الورقة عن فرصة لإبراز التوافق الأفريقي حول القرار 693، وتأكيد الدعم الأفريقي للمسلسل السياسي الجاري في إطار الأمم المتحدة، في أفق «حل سياسي واقعي، عملي ودائم لقضية الصحراء الغربية، يقوم على التوافق». وبالنسبة لوزارة الشؤون الخارجية والتعاون الدولي المغربي، فانعقاد هذا المؤتمر هو جزء من الرؤية الحكيمة والمتبصرة للدول الأفريقية، لتعزيز وحدة القارة ورفض أي محاولة لتحريفها عن أولوياتها الملحة، المتمثلة في التنمية البشرية المستدامة والاندماج الإقليمي والعيش الكريم لمواطنيها. وتضمن برنامج المؤتمر إلقاء وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي المغربي كلمة افتتاحية، قبل أن يتناول رؤساء وفود 29 دولة الكلمة، فأكدوا مكانة المغرب على الصعيد الأفريقي، ودعم بلدانهم جهود الأمم المتحدة لإيجاد حل لقضية الصحراء، انسجاماً مع القرار 693، الذي صادق عليه رؤساء الدول والحكومات في قمة الاتحاد الأفريقي بنواكشوط. وقال بوريطة: إن «المصلحة العليا لأفريقيا تنادينا، نحو التوحد، وتمنع علينا أن نخطئ المعركة. فيما كلمة السر هي ذاتها، وتتعلق بالوحدة، الانسجام والتناسق. التناسق مع أنفسنا كأفارقة، مع المنظمة التي توحدنا ومع الشركاء». واستشهد بوريطة بخطاب العاهل المغربي محمد السادس، الذي ألقاه، في 2017، بمناسبة عودة المغرب إلى عائلته الأفريقية، والذي بسط فيه خريطة طريق المملكة داخل الاتحاد الأفريقي، وجاء فيه: «إن هدفنا ليس إثارة نقاش عقيم، ولا نرغب إطلاقاً في التفرقة، كما قد يزعم البعض. وستلمسون ذلك بأنفسكم: فبمجرد استعادة المملكة المغربية مكانها فعلياً داخل الاتحاد، والشروع في المساهمة في تحقيق أجندته، فإن جهودها ستنكبّ على لمّ الشمل، والدفع به إلى الأمام».

 

7 قتلى من القوات الكردية في أول هجوم لـ "داعش" منذ إعلان هزيمته/ واشنطن تنفي دراسة انشاء محكمة دولية لمحاكمة التنظيم

موسكو - سامر إلياس/الحياة/26 آذار/19/في مؤشر إلى استمرار خطر "داعش" في مناطق متفرقة في سورية، تبنى التنظيم الارهابي هجوماً على قوات الدفاع الذاتي في مدينة منبج التابع لـ "قوات سورية الديمقراطية" (قسد) أسفر عن قتل 7 مسلحين وجرح آخرين في هجوم هو الأول منذ اعلان هزيمة التنظيم في الباغوز، وأكدت مصادر محلية في السويداء جنوب سورية نشوب اشتباكات بين الجيش السوري وعناصر من "داعش" في منطقة صخرية في البادية شرق المحافظة غير البعيد من قاعدة التنف الأميركية. فيما نفت واشنطن تقارير صحافية عن أن التحالف بقيادة الولايات المتحدة يدرس إقامة محكمة دولية لمحاكمة الأسرى، وأوضحت أن التركيز ينصب على الضغط على الحكومات لاستعادة مسلحيهم الأسرى لدى "قسد"، مؤكدة أنها ستواصل محاربة "داعش" بوسائل قتال مختلفة. وأعلن مجلس منبج العسكري في بيان أن سبعة من عناصره قتلوا ليل الاثنين - الثلثاء على حاجز في أحد مداخل المدينة الغربية. ولم يشر البيان إلى الجهة التي تقف وراء الهجوم، لكن الناطق باسم مجلس منبج العسكري شرفان درويش قال إن "خلايا نائمة" تابعة للتنظيم تقف خلف الهجوم. وزاد: "بعد الانتصار على داعش، دخلنا مرحلة الخلايا النائمة. هذه الخلايا تتحرك وتشن هجمات، ولكننا سنتصدى لها". ولاحقاً تبنى تنظيم "داعش" الهجوم الذي يعد الأول من نوعه بعد إعلان انتهاء "التنظيم". وأورد التنظيم في بيان تداولته حسابات على تطبيق "تلغرام"، "هاجم جنود داعش حاجزاً... غرب مدينة منبج ليلة أمس واشتبكوا معهم بالأسلحة الرشاشة". وسبق للتنظيم أن تبنى تفجيرات عدة في منبج منذ مطلع العام، أودى أكبرها في كانون الثاني (يناير) بحياة 19 شخصاً بينهم أربعة أميركيين من التحالف الدولي. وتعد حصيلة قتلى اعتداء اليوم الثلثاء الأكبر منذ ذلك التفجير. ومعلوم أن قادة في التنظيم الإرهابي دعوا الأسبوع الماضي إلى "الثأر" من الأكراد شمال سورية وشرقها بينما كان "داعش" يلفظ أنفاسه الأخيرة في الباغوز.

ولا يزال التنظيم ينتشر في البادية السورية المترامية المساحة، وقادراً على تحريك "خلايا نائمة" تقوم بوضع عبوات أو تنفيذ عمليات اغتيال أو خطف أو تفجيرات انتحارية تستهدف مواقع مدنية وأخرى عسكرية في المناطق التي تمّ طرده منها. وكانت "قسد" أعلنت السبت القضاء التام على "الخلافة" التي أعلنها التنظيم الإرهابي في سورية والعراق المجاور في العام 2014. وأكدت في الوقت ذاته بدء "مرحلة جديدة" من المعركة ضده للقضاء على "الخلايا النائمة" التابعة له، بالتنسيق مع التحالف الدولي بقيادة أميركية. وفي جنوب شرقي سورية أكد موقع "السويداء 24" أن "عناصر الجيش اشتبكوا مع مجموعة دواعش قرب مخبئهم ، وتمكنوا من قتل داعشي منهم وإصابة 2 أخرين قبل أن يلوذ بقية مقاتلي التنظيم بالفرار باتجاه المناطق الوعرة، فيما صادر الجيش اسلحة فردية ومواد غذائية كانت ضمن المخبأ"، وذكر الموقع أن الاشتباكات حدثت أثناء عثور الجيش في مناطق "تل رزين" و"مغر ملحة" و"سطح نملة" على مخبأ لمقاتلي التنظيم في الجروف الصخرية شرقي المحافظة.

من جانبه قال المرصد السوري إن الاشتباكات بين جيش النظام وعناصر "داعش" شرقي السويداء في الساعات الـ 24 الأخيرة أسفرت عن قتل أربعة من عناصر "داعش" وجرح إثنين آخرين. وبثت وكالة "سانا" التابعة للنظام مقطع فيديو قالت إنه لحصيلة الاشتباك بين الجيش وعناصر "داعش" في بادية السويداء الشرقية، ويظهر في الفيديو جثتان لشخصين في منطقة صخرية وعرة. سياسيا، قال جيم جيفري مبعوث الولايات المتحدة بشأن سورية إن الحرب التي يخوضها التحالف بقيادة الولايات المتحدة ضد تنظيم "داعش"لم تنته على الرغم من أن التنظيم المتشدد لم يعد يسيطر على أراض.ونفى جيفري في إفادة بوزارة الخارجية الأمريكية علم الولايات المتحدة بمكان زعيم التنظيم أبو بكر البغدادي. ووصف الديبلوماسي الأميركي خسارة "داعش" آخر معقل لها في سورية بأنه كان "يوما عظيما"، مستدركا "هذه ليست نهاية القتال ضد داعش. هذا سيستمر لكن بطريقة قتال مختلفة". ونفى جيفري تقارير عن أن التحالف بقيادة الولايات المتحدة يدرس إقامة محكمة دولية لمحاكمة الأسرى. وقال: "نحن لا نبحث هذا في الوقت الراهن"، مشددا على أن "تركيز التحالف كان على الهزيمة الدائمة لداعش والضغط على الحكومات لاستعادة المقاتلين الأجانب الذين تم أسرهم خلال الصراع". وأوضح جيفري أن معظم السجناء الذين أسرتهم "قسد"المدعومة من الولايات المتحدة كانوا من العراقيين والسوريين. وقال إن هؤلاء ستتم إعادتهم إلى مجتمعاتهم من أجل "إزالة التطرف" وإعادة دمجهم وفي بعض الحالات لعقابهم.

 

مقتل 7 عناصر من «سوريا الديمقراطية» بهجوم في منبج

بيروت/الشرق الأوسط/26 آذار/19/أعلن «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، اليوم (الثلاثاء)، مقتل 7 عناصر من «قوات سوريا الديمقراطية»، إثر تعرضهم لهجوم دامٍ نفذته «خلايا نائمة» بمنطقة منبج الواقعة في الريف الشمالي الشرقي لحلب. وذكر «المرصد السوري»، في بيان، أن مسلحين مجهولين يرجح أنهم خلايا تتبع تنظيم «داعش» الإرهابي نفذوا هجوماً، الليلة الماضية، استهدف حاجزاً لـ«قوات الدفاع الذاتي» على طريق منبج - حلب؛ ما أدى إلى مقتل 7 عناصر على الأقل من «قوات الدفاع الذاتي» التابعة لـ«قوات سوريا الديمقراطية» وإصابة 3 آخرين بجراح متفاوتة الخطورة. وأشار «المرصد» إلى أن أعداد القتلى لا تزال مرشحة للارتفاع؛ بسبب وجود جرحى حالاتهم خطرة، وسط استنفار تشهده المنطقة بحثاً عن المنفذين. وشدد «المرصد» على أنه رغم انتهاء تنظيم «داعش» الإرهابي بشكل كامل بوصفه قوة عسكرية مسيطرة في منطقة شرق الفرات، خصوصاً ضمن مناطق سيطرة «قوات سوريا الديمقراطية» الممتدة من منبج وحتى الحدود السورية - العراقية؛ فإن نشاط التنظيم لا يزال مستمراً على شكل خلايا تعمل ضمن هذه المناطق، من خلال تنفيذ تفجيرات وهجمات واغتيالات وعمليات قتل، طالت مدنيين ومقاتلين. ورجحت مصادر لـ«المرصد السوري» وجود ما بين 4 آلاف و5 آلاف عنصر «داعشي» متوارين في قرى وبلدات ومدن خاضعة لسيطرة «قوات سوريا الديمقراطية»، ممن تسللوا في أوقات سابقة إلى هذه المناطق وشكلوا خلايا نائمة بعضها يتبع التنظيم الإرهابي، لتنفيذ عمليات لإثارة الفوضى في المنطقة واستهداف «قوات سوريا الديمقراطية» ومناطق سيطرتها.

 

البرلمان البريطاني يهمّش ماي ويحدّد مسار "بريكزيت"

لندن - أ ف ب، رويترز/الحياة/26 آذار/19/سعى مجلس العموم (البرلمان) البريطاني اليوم الثلثاء إلى وضع استراتيجية جديدة للخروج من الاتحاد الأوروبي (بريكزيت)، بعدما همّش رئيسة الوزراء تيريزا ماي وأمسك بزمام الأمور في تصويت تاريخي، في ظل مخاوف من خروج "من دون اتفاق". وأقرّ المجلس الاثنين تعديلاً يمنح النواب دوراً أكبر في تحديد مسار "الطلاق"، من خلال عمليات تصويت في شأن الخيارات الممكنة للخروج من الاتحاد، علماً ان قادة التكتل أتاحوا للندن تأجيل انسحابها حتى 12 نيسان (إبريل) المقبل. وبعدما صوّت البرلمان على هذا التعديل، أعلن 3 وزراء استقالتهم من مناصبهم، احتجاجاً على طريقة إدارة ماي ملف "بريكزيت". وقال ريتشارد هارينغتون، سكرتير الدولة لشؤون الصناعة، إنه استقال لأن طريقة ماي والجمود الناجم من ذلك تركا بريطانيا عاجزة. أما آليستر بيرت، سكرتير الدولة لشؤون الخارجية، فقال لدى استقالته: "علينا أن نتوصل إلى نتيجة من أجل البلاد".

 

الجيش الجزائري يطيح بوتفليقة والمجلس الدستوري يعلن شغور منصبه

قايد صالح: الاستجابة لمطالب الشعب الحل الوحيد للأزمة التي تعيشها البلاد

الجزائر، عواصم- وكالات/26 آذار/19/خرج المئات من الجزائريين الى شوارع العاصمة الجزائر، أمس، لاعلان تأييدهم لطلب رئيس أركان الجيش أحمد قايد صالح، بتطبيق المادة 102 من الدستور التي تحدد حالة عجز الرئيس عن ممارسة مهامه، واعتبار منصب الرئاسة شاغرا.

ففي تطور لافت لأزمة البلاد التي اندلعت منذ أسابيع احتجاجا على ترشح الرئيس عبد العزيز بوتفليقة لولاية خامسة، طالب صالح، أمس، بضرورة تفعيل المادة 102 من الدستور القاضية بإعلان شغور منصب الرئاسة، وهو ما استجاب له المجلس الدستوري الذي عقد اجتماعا عاجلا أقر خلاله شغور منصب الرئيس.

وحذر رئيس أركان الجيش الجزائري في كلمة ألقاها خلال زياة عمل وتفتيش إلى ولاية ورقلة، من استغلال المسيرات من قبل أطراف معادية من الداخل أو الخارج لزعزعة استقرار البلاد.

وأضاف قايد صالح أن الحل الوحيد للخروج من الأزمة الحالية هو الإطار الدستوري الذي يعد الضمانة الوحيدة للحفاظ على الوضع البلاد. وأشار إلى ضرورة تبني حل يفيد بالخروج من الأزمة ويستجيب للمطالب المشروعة للشعب الجزائري باحترام أحكام الدستور واستمرارية سيادة الدولة.

وشدد في السياق على أن الحل الذي من شأنه تحقيق توافق الرؤى ويكون مقبولا من كافة الأطراف هو الحل المنصوص عليه في الدستور في مادته 102. وتنص المادة 102 من الدستور الجزائري على أنه “إذا استحال على رئيس الجمهورية أن يمارس مهامه بسبب مرض خطير ومزمن، يجتمع المجلس الدستوري وجوبا، وبعد أن يتثبت من حقيقة هذا المانع بالوسائل الملائمة، يقترح بالإجماع على البرلمان التصريح بثبوت المانع. يُعلن البرلمان، المنعقد بغرفتيه المجتمعتين معا، ثبوت المانع لرئيس الجمهورية بأغلبية ثلثي (2/‏3) أعضائه، ويكلف بتولي رئاسة الدولة بالنيابة مدة أقصاها خمسة وأربعون (45) يوما رئيس مجلس الأمة الذي يمارس صلاحياته مع مراعاة أحكام المادة  104من الدستور.وفي حالة استمرار المانع بعد انقضاء خمسة وأربعين (45) يوما، يُعلن الشغور بالاستقالة وجوبا حسب الإجراء المنصوص عليه في الفقرتين السابقتين وطبقا لأحكام الفقرات الآتية من هذه المادة.

في حالة استقالة رئيس الجمهورية أو وفاته، يجتمع المجلس الدستوري وجوبا ويُثبِت الشغور النهائي لرئاسة الجمهورية وتُبلغ فورا شهادة التصريح بالشغور النهائي إلى البرلمان الذي يجتمع وجوبا.

ويتولى رئيس مجلس الأمة مهام رئيس الدولة لمدة أقصاها تسعون (90) يوما، تنظم خلالها انتخابات رئاسية ولا يَحق لرئيس الدولة المعين بهذه الطريقة أن يترشح لرئاسة الجمهورية. وإذا اقترنت استقالة رئيس الجمهورية أو وفاته بشغور رئاسة مجلس الأمة لأي سبب كان، يجتمع المجلس الدستوري وجوبا، ويثبت بالإجماع الشغور النهائي لرئاسة الجمهورية وحصول المانع لرئيس مجلس الأمة. وفي هذه الحالة، يتولى رئيس المجلس الدستوري مهام رئيس الدولة. ويضطلع رئيس الدولة المعين حسب الشروط المبينة أعلاه بمهمة رئيس الدولة طبقا للشروط المحددة في الفقرات السابقة وفي المادة 104 من الدستور ولا يمكنه أن يترشح لرئاسة الجمهورية.وكانت تقارير جزائرية، ذكرت أمس، أن بوتفليقة سيتنحى ويغادر قصر المرادية يوم 28 أبريل المقبل، وهو التاريخ الذي يصادف انتهاء ولايته في الفترة الرئاسية الرابعة، فيما حذر خبراء دستوريون من الفراغ الدستوري الذي سيحدثه تنحي بوتفليقة وخطورته على البلاد.

وصرح وزير خارجية الجزائر، رمطان لعمامرة، بأن الرئيس عبد العزيز بوتفليقة وافق على تسليم السلطة لرئيس منتخب. وفي سياق آخر، ردَّ رئیس الحكومة الجزائري الأسبق، مولود حمروش، أول من أمس، على كل الأخبار التي تضع اسمه كفاعل أساسي في المرحلة الانتقالية وحتى كمرشح للرئاسيات المقبلة.

وكتب حمروش في بیان نشره بعنوان “المواعید النهائیة الخاطئة والقضايا الحقیقیة” أن “تصريحات الجهات الفاعلة السیاسیة والمواقع الإخبارية والشبكات الاجتماعية ومقالات الصحف تتحدث وتعرض، من وقت لآخر، أسماء المرشحین المقبولین لإجراء انتخابات محتملة أو حالات انتقالیة”.

وتابع موضحا “أود أن أسترعي انتباه الرأي العام، ومرتادي هذه الشبكات الاجتماعية ومواقع الأخبار، أنا لست مرشحا على الإطلاق”. وأردف “لن أكون مرشحا لأي هیئات انتقالیة أو انتخابات مستقبلیة بغض النظر عن طبیعتها ومواعیدها النهائیة وشروطها”.

 

عبد القادر بن صالح… حاكم الجزائر الموقت

وكالات/26 آذار/19/وفقا لتفعيل المادة 102 من الدستور، فسوف يتولى رئيس مجلس الأمة الجزائري عبدالقادر بن صالح منصب القائم بأعمال الرئيس. وعبدالقادر بن صالح ديبلوماسي وسياسي جزائري، وهو الرئيس الحالي لمجلس الأمة، ويعد الرجل الثاني في الدولة بعد الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة.

ووفق الدستور الجزائري، ففي حالة ما إذا توفي أو تعرض رئيس الجمهورية إلى حالة عدم القدرة عن متابعة الحكم فإن بن صالح سيكون الرئيس المؤقت للجزائر. ولد بن صالح يوم 24 نوفمبر 1941 بفلاوسن بولاية تلمسان، ويشغل بن صالح (77 عاما) منصب رئيس مجلس الأمة منذ 2002، وهو ينتمي لحزب التجمع الوطني الديمقراطي الذي يتزعمه رئيس الوزراء أحمد أويحيى والمتحالف مع حزب جبهة التحرير الوطني الذي يرأسه الرئيس عبد العزيز بوتفليقة. ويمتلك بن صالح تجربة سياسية وديبلوماسية كبيرة، حيث بدأ حياته المهنية صحافيا في جريدة “الشعب” الحكومية عام 1967، وأصبح مديرا عاما لها خلال 1974-1977، قبل أن يصبح نائبا في البرلمان عن ولايته تلمسان لثلاث دورات متتالية ابتداء من سنة 1977. عين عام 1989 سفيرا للجزائر في السعودية وممثلا دائما لدى منظمة التعاون الإسلامي بجدة، ثم أصبح ناطقا باسم الخارجية الجزائرية عام 1993.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

حزب الله مستقبلنا؟!

يوسف بزي/المدن/الثلاثاء 26/03/2019

حزب الله مستقبلنا؟!

لن ننتظر خطبة حسن نصرالله. ما سيقوله رداً على جولة وزير الخارجية الأميركي، مايك بومبيو، نعرفه سلفاً. ويمكننا أن نخمن العبارات التي سيستعملها ضد دونالد ترامب، وقراره الاعتراف بسيادة إسرائيل على الجولان المحتل. بل يمكننا إدراك ما سيقوله أيضاً في الشأن الحكومي، والقضايا الأخرى التي سيبدي فيها رأيه (قراره، بالأحرى). بتنا معتادين على حالنا هذه، أي أن تناط مصائرنا وسياساتنا لا إلى دولة منبثقة من إرادتنا الجامعة، والمنتخبة بإرادتنا الحرة، بل إلى "جهاز" رديف للدولة وأكثر تمكناً، ويشاطرها القوة أو يغلبها، وينافسها في السلطة وفي إدارة "العنف" والسيطرة والضبط.

وإذ تتميز تجربة "حزب الله" إنها تطورت من حال الخروج على الدولة ومناوءتها ومعارضتها، إلى حال استدخالها فيه ومشاركته إداراتها ومواردها، من دون اندماجه فيها، فيكون هو المستقل عنها و"أسمى" منها ومن "مفاسدها"، وتكون هي مستلحقة وخاضعة، وإن بشروط "زواج" يكتنفه بعض التهذيب واللياقة حيناً، والتعنيف أحياناً.. إلا أن ظاهرة "حزب الله" هذه ليست استثناء لبنانياً، على ما يظن كثيرون.

فالضعف الذي أصاب مفهوم "الدولة"، والخراب الذي طال أبنيتها وأركانها، يكاد يصير ظاهرة معولمة، على ما تدل عليه الشواهد المتناثرة في القارات الخمس. إن اعتياد النظام العالمي اليوم على هذا التوسع الهائل لأعمال ما يسمى "المنظمات غير الحكومية"، كضرورة لرعاية مئات الملايين من البشر، والتخفيف من آثار الفوضى التي تعصف بعشرات البلدان والدول، تدل على نحو حاسم على تفشي ظاهرة "الدولة الفاشلة" في أنحاء العالم، وعجز شعوب كثيرة عن الركون إلى نظام سياسي ودولة، بل ميلها إلى الاعتصاب بهويات جزئية، هويات ما قبل الدولة الحديثة وما قبل الاجتماع الحديث. 

انهيار "الدولة" مظهر ملازم للعالم المعاصر، وليس عابراً. فمثلاً، منذ الغزو السوفياتي لأفغانستان عام 1979، لم يعرف هذا البلد طوال 40 عاماً استباب الدولة أو سيطرتها على البلاد، فظلت الحركات المسلحة تتصارع فيما بينها وعلى السلطة، ورست أخيراً على نزاع مستمر ومديد بين "الدولة" و"حركة طالبان". وتنبئ التوقعات المستقبلية للحل السلمي في هذا البلد، أن "طالبان" ستثبت نموذجاً من التعايش مع الدولة قريب إلى حد ما من نموذج "حزب الله" في لبنان.

وعلى هذا المنوال، تقوم حركات "بوكو حرام" وشبيهاتها في جنوب الصحراء الكبرى من تشاد إلى النيجر ومالي ونيجريا، بتقويض الدولة المركزية، وإنشاء كياناتها المسلحة، التي ترفدها حواضن اجتماعية وموارد اقتصادية غير شرعية، كالتهريب واستغلال المناجم وآبار النفط والإتجار بالبشر وتبييض الأموال.. وتباشر حروباً أهلية مشتعلة أو باردة، انفصالية أو انقلابية، تسعى وحسب إلى التحرر من شروط الدولة وقوانينها وحدودها السياسية. وهذا ما كان حال الصومال طوال عقود وحتى اليوم.

وظهر استعصاء الدولة وسيادتها على نحو مفجع في العراق، بعد سقوط صدام حسين، فخرجت الجماعات إلى التسلح وإلى الاعتصاب في ميليشيات طائفية ومذهبية وإثنية، وأحياناً مناطقية وعشائرية، وظلت على تمردها حتى اللحظة. فرغم تمكن الحكومة المركزية من تحصيل أسباب السيطرة والقوة، وخوضها الحرب الناجحة ضد "تنظيم الدولة"، إلا أنها ارتضت مقاسمة سلطتها وسلاحها وسيادتها مع "الحشد الشعبي"، الأقرب تنظيماً وأيديولوجية وسياسة إلى حزب الله اللبناني ونموذجه في ترتيب العلاقة مع "الدولة"، حيث الغلبة للميليشيا على الجيش، وللمرشد الديني على رئيس الدولة.

وعلى الأرجح، يتجه اليمن، الذي يخوض فيه الحوثيون حربهم السابعة (الأولى كانت عام 2004)، إلى واحد من النماذج المذكورة آنفاً، حيث التعايش بين الفوضى وشبهة الدولة يمتد إلى مستقبل غير منظور.

وكما في ليبيا، سوريا اليوم هي أحدث وأسوأ صور نهايات الدولة "الوطنية"، المولدة لحروب متتالية بلا نهاية. يشكل "حزب الله"، بالنسبة إلى كل الحركات المسلحة، من الجزر الفليبينية إلى فنزويلا، الشكل الأرقى في صوغ هذا النمط من معايشة الدولة والخروج عليها في آن واحد. وإن كان هذا الحزب يطمح إلى التماثل مع "النظام" الإيراني، حيث الدولة تامة ومقتدرة وكاملة السيادة، إنما متخلية عن "السلطة" لحزب الثورة وميليشياته. طوال عقدين تقريباً، يتوهم اللبنانيون أن واقع "حزب الله" كجهاز حزبي وأمني وعسكري، وكـ"شعب" خاص، هو أمر عابر وطارئ، ووليد ظروف آيلة إلى التبدل، وأن الصيغة السياسية والاجتماعية والثقافية التاريخية لا بد أن "تلبنن" هذا الحزب، وأن الدولة ستستوعبه وتهضمه. لكن هذا الوهم فيه إنكار أن حزب الله قد غيّر لبنان ومعناه، وهو يصيغ الدولة وفق نموذجه "الإيراني"، فيكون هو مصدر السياسة (وأخلاقها) وهو "حرسها الثوري"، ويستتب أمينه العام وليّاً متسامياً على الانتخاب والتمثيل، ومتعالياً على الرئاسات جميعها. وما على الرعية إلا السمع والطاعة.. إلى قيام الساعة.

 

عون و"عائلته" في موسكو: مستقبل لبنان.. وباسيل

منير الربيع/المدن/الأربعاء 27/03/2019

في العام 1972، اجترح وزير الخارجية الأميركي، هنري كيسنجر، مبادرة استراتيجية مباغتة، داعياً الولايات المتحدة الأميركية للتقارب مع الصين والتعاون معها، لمواجهة الإتحاد السوفياتي. في كتابه النظام العالمي الصادر سنة 2014، يركز كيسنجر على سقوط القطبية الأحادية، واهتزاز النظام العالمي. ويدعو إلى التقارب والشراكة مع الروس، للوصول إلى تشارك مع الصين، لإدارة النظام العالمي الجديد. ارتكز الأميركيون مؤخراً على التقارب مع الروس لمواجهة الصين، ليس للدخول في حرب معها، بل للوصول إلى صيغة تشاركية. ما يعني أن الضغط الأميركي يهدف إلى علاقة تعاونية مع الصين وليس إلى مواجهة مفتوحة. هذه الصيغة، ستكون عبارة عن تجميع كل طرف لقواه وأوراقه، وتعزيزها على المسرح العالمي.

النفط واللاجئين

تلعب موسكو ضمن هذه الاستراتيجية على ثلاثة خطوط متنوّعة. العلاقة الممتازة مع الصين وإيران، والتعاون مع الأميركيين، على الرغم من بعض الاختلافات، والعلاقة الممتازة مع الإسرائيليين، والحرص الروسي على حماية أمن إسرائيل. هذا الدور الروسي يتجلى في الشرق الأوسط على الساحة السورية، وطموح موسكو للدخول إلى الساحة اللبنانية. عبر أدوار تستعد لتلعبها في لبنان، كانت قد بدأتها بإطلاق مبادرتها حول اللاجئين السوريين، وستعززها في ملفات مختلفة، من ترسيم الحدود إلى التنقيب عن النفط. تمسك روسيا بأوراق عديدة في المنطقة، أبرزها الورقة السورية، التي تضعها على تماس مباشر مع مختلف دول الجوار. وهذا ما عزز وضعيتها في لبنان، ليس بمبادرة إعادة اللاجئين السوريين فقط، بل حتى في المجال النفطي، والذي قد يتطور لاحقاً في مجال ترسيم الحدود البرية والبحرية. كلام وزير الخارجية، جبران باسيل، خلال المؤتمر الصحافي المشترك مع وزير الخارجية الأميركي، مايك بومبيو، كان لافتاً، حول الرهان اللبناني على العلاقة ما بين روسيا وأميركا. إذ دعا باسيل الشركات الأميركية للمشاركة في مناقصات التلزيم النفطي إلى جانب الشركات الروسية. واعتبر باسيل أن لبنان يطمح إلى دور تشاركي أميركي روسي.

ما يشبه "التحالف المشرقي"

هذا الطرح السياسي الذي يقدمه باسيل، ينطلق من قناعة لبنانية في هذه المرحلة، وترتكز على الدور المتقدّم لروسيا في المنطقة. خصوصاً، أن من يكون له اليد الطولى المؤثرة في سوريا، سيكون له التأثير الأكبر في لبنان. كما أن النظرة اللبنانية تخلص إلى أن العلاقات الروسية الأميركية سترتقي نحو التنسيق مستقبلاً، ولن تكون محطّ مواجهة كما كان في السابق. وهذا ما يراهن عليه لبنان لتعزيز وضعه. فجاء كلام عون بأن لبنان هو "قلب الغرب الجاف، وعقل الشرق العاطفي"، متماهياً مع كلام قاله باسيل سابقاً، خلال إحدى زياراته إلى موسكو، معتبراً أنه لا بد من "تحالف مشرقي" برعاية روسية. في هذا الإطار يمكن وضع زيارة الرئيس ميشال عون إلى روسيا، والتي يحمل فيها العديد من الملفات، على رأسها ملفي النفط واللاجئين. يستخدم رئيس الجمهورية ميشال عون كل أوراقه. فهو مثلاً يستعيض عن زيارته إلى سوريا بزيارة إلى روسيا. وهو الذي يؤكد دوماً أن الوضع في الشرق الأوسط أصبح رهينة للعلاقات الأميركية الروسية. لبنان، في الشق العسكري، لا يمكنه الحصول على سلاح روسي. لكن، ما يريده الروس هو إبقاء لبنان كساحة من ساحات عملهم. كما أن عون يوجه رسالة بأنه قادر على الذهاب باتجاه آخر غير وجهة الأميركيين.

زيارة "عائلية"

يذهب عون إلى روسيا بوفد مصغّر، يضم باسيل ومستشارته ميراي عون ومستشاره للشؤون الروسية النائب السابق، أمل أبو زيد. ما يعني أنه يريد أن يطْبع الزيارة، والعلاقة التي ستنجم عنها وتتعزز بفعلها، بطابع عائلي. ومن هنا تكتسب الزيارة بعضاً من أهميتها، على الرغم من اليقين اللبناني، كما الروسي، حيال الإمكانيات المحدودة للروس في العديد من الملفات، خصوصاً في ملف اللاجئين السوريين وسبل إعادتهم. إذ تريد موسكو تحقيق عودة اللاجئين، لكنها تفتقد للقدرة المالية لتحقيق ذلك، فالأموال اللازمة لذلك هي في عهدة دول الخليج وأميركا وأوروبا، ولا يمكن دفع هذه الأموال، من دون توافق دولي لحل سياسي في سوريا.

البعد الأساسي للزيارة، في طموحات عون وباسيل، ترتكز على تعزيز علاقات باسيل الشخصية بالدولة الروسية وقياداتها من الآن، تحضيراً للمستقبل، الذي يبدو فيها الدور الروسي فاعلاً أكثر. هذا، إلى جانب حرص باسيل على تحسين علاقاته الأميركية، ليس لحلّ ملف النفط وترسيم الحدود، عبر اقتراحه اللجوء إلى جهة تحكيمية محايدة لإنجاز ملف ترسيم الحدود البحرية والتوافق عليها، بعد رفض لبنان لمقترح هوف، بل أيضاً من خلال رهان باسيل على تحقيق ظروف دولية وإقليمية قائمة على الشراكة الروسية الأميركية، تعبدّ الطريق أمام تحقيق حلمه الرئاسي مستقبلاً.

 

حزب الله يسجل انتصاراً سياسياً كبيراً بفضل بومبيو

منير الربيع/المدن/26 آذار/19

عبرت عاصفة المواقف التي أطلقها وزير الخارجية الأميركي، مايك بومبيو، حيال إيران وحزب الله. لم ينجح بومبيو في إعادة اللبنانيين إلى انقسام عمودي، كالذي ساد ما بين عامي 2005 و2009. تسريبات كثيرة رافقت الزيارة، وادعاءات عديدة طبعت بها، بينما الاستنتاجات والتوقعات تفوق الوقائع.

وحده حزب الله، الذي بقي على صمته خلال فترة الزيارة، خرج منها أكثر المنتصرين والمستفيدين على أكثر من صعيد. خصوصاً، أن الوزير الأميركي اختار مقارعة الحزب في عقر داره، وليس للحزب ما يكسبه في هذه الظروف، أكثر من استمرار الهجوم الأميركي عليه، مالياً أو سياسياً.

حتى "القوات اللبنانية"! صحيح أن حزب الله يتضرر أو يتأثر بفعل العقوبات المالية الأميركية، عليه وعلى إيران. لكن المردود السياسي لتلك الهجمات والسياسات يبقى أربح بالنسبة إلى الحزب، الذي ينظر بارتياح لنتائج الزيارة، وللموقف اللبناني الرسمي، الذي جاء متشابهاً على لسان مختلف المسؤولين اللبنانيين، حلفاء او خصوماً. التناغم في المواقف ما بين الرئاسات الثلاث، ربطاً بمواقف القوى الأخرى، أثبت أن حزب الله قد نجح في تحصين نفسه وتقوية مناعته الداخلية. وقد غدا التجاوب مع الطروحات الأميركية أمراً عسيراً لبنانياً، بخلاف ما كان الوضع عليه سابقاً. حتى القوات اللبنانية، التي لطالما كان يتهمها حزب الله بالعمالة الأميركية، والالتزام بالإملاءات، لم تساير بومبيو. فكان الدكتور سمير جعجع واضحاً في المطالعة التي قدّمها أمام الوزير الأميركي. أولاً، في ما يتعلق بالوضع اللبناني. وثانياً، في ما يتعلقّ بالوضع العربي، ما بين سوريا وفلسطين. وثالثاً، في ما يتعلق بالوضع الإيراني.

لم تكن صدفة أن تخرج النائبة ستريدا جعجع بتغريدة تدين فيها الخطوة الأميركية بالاعتراف بالسيادة الإسرائيلية على الجولان، بعد ساعات على اللقاء مع بومبيو. وهذه إشارة تدلّ إلى فحوى المطالعة التي قدّمها جعجع. وتعتبر أن المواقف والسياسات الأميركية تجاه العرب والفلسطينيين تخدم وجهة النظر الإيرانية، وتعزز منطق التصعيد الإيراني الشعبوي. كما أن السياسات الأميركية تجاه سوريا تعزز غلبة إيران بشكل أو بآخر، وتستفيد من إحباط المناهضين لها، الذين يفقدون أي حيلة لديهم، فلا يجدون سوى التطرف طريقاً يسلكونها. وهذا التطرف من شأنه أن يعزز التطرف الإيراني. النظرة الواقعية التي اتسم بها جعجع إقليمياً، هي نفسها التي انطلق منها في مقاربته اللبنانية حيال التعاطي الأميركي مع حزب الله. ولذلك يعتبر جعجع أنه ليس مضطراً للدخول في معركة سياسية بلا أفق، بينما جميع من راهن على التوافق معه قد طعنوه، وهم يحسّنون علاقاتهم مع الحزب.

تكبير الحجر

خلاصة جولة بومبيو، وما قابلها من مواقف لبنانية موحدة، اقتصادياً من قبل الحريري، وفي ملف اللجوء وحزب الله من قبل عون، إلى جانب موقف برّي من ترسيم الحدود البرية والبحرية، ورفض تقديم أي تنازل.. كلها تثبت أن حزب الله استطاع تحقيق ما يريد،. وهو لم يكن يريد أكثر من أن لا تلقى المواقف الأميركية أصداءً لبنانية كثيرة، لتبدو الزيارة وكأنها أفرغت من مضمونها من قبل اللبنانيين، من دون أن يبذل الحزب أي جهد، لا بل على العكس، يسهم في تكبير حجر هذه الزيارة، ووضعها في إطار الحرب الكونية المستمرّة عليه.

والأكيد أن المواقف التي أطلقها بومبيو تجاه حزب الله، لن تمرّ بسلاسة عند الحزب، الذي يعرف كيفية الاستفادة من هذا الظرف إلى أقصى الحدود. وهذا ما دفع الأمين العام للحزب، السيد حسن نصر الله، إلى الردّ على الموقف الأميركي، الذي يصفه حزب الله بأنه كلام كبير ضد فئة من اللبنانيين، محاولاً أن يضع لبنانيين آخرين في مواجهتهم. يعتبر حزب الله أن ما يريده الأميركي هو الذهاب بلبنان إلى حرب أهلية، عبر دعوته إلى مواجهة الحزب. وهذا جانب أساسي سيركز عليه نصر الله في كلمته. لكن الفارق هو الموقف اللبناني الرسمي الموحد، الذي سيكون محطّ إشادة من نصر الله، وإشارة إلى الانتصار الذي حققه الحزب في الداخل. لبنان بالنسبة إلى حزب الله، تبنّى موقف المقاومة بلا أي مواربة. وكل المواقف أثبت أن لبنان الرسمي يدافع عن المقاومة، بوضوح الكلمات التي اطلقها المسؤولون اللبنانيون أمام بومبيو. ولم ير الحزب أي جديد في الموقف الأميركي، معتبراً أنه لن يكون له أي تداعيات، بمعزل عن العقوبات التي يعمل الأميركي على فرضها حتى من دون المجيء إلى لبنان. كما أن الفشل الأميركي يتجلى بشكل ذريع في ملف ترسيم الحدود البرية والبحرية، خصوصاً بعد إجهاض اللبنانيين لمنطق فرض السير بخطة هوف. حتى محاولات لملمة قوى الرابع عشر من آذار من قبل الأميركيين، لم تلق أي مستوى من التجاوب، ما يعني أن الزيارة ستكون بلا نتائج، بمعزل عن الحرب الإعلامية.

وعد بومبيو للحريري

وأكثر من ذلك، يعتبر الحزب أن القرار الأميركي بما يخص الجولان، هو هدية انتخابية لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، كما أنه يمثّل هدية كبيرة لكل محور الممانعة والمقاومة، بأنه لا يمكن لأميركا أن تكون وسيطاً في عملية السلام، ما يعزز وجهة النظر الإيرانية ووجهة نظر حزب الله، في انتهاج سبيل المقاومة وعدم الرهان على الأميركيين. ثمة من يخلص إلى استنتاج بأن الأميركيين لا يريدون المواجهة في لبنان، كما أن اللبنانيين غير مستعدين لذلك، خصوصاً أن التفاهم بين المستقبل والحزب قائم ومستمرّ، لا سيما أن الأخير غير مستعد للتخلي عن الحريري رئيساً للحكومة، الذي بدوره يسعى إلى توفير الدعم الأميركي. وحسب ما تكشف معلومات متابعة لـ"المدن"، فإن الحريري حصل على وعد من بومبيو بإقناع السعوديين في دعم لبنان مالياً، لمنعه من الإنهيار، لكن بشرط أن يتم إقرار موازنة، وإصلاح الكهرباء، والحصول على قروض من المصارف بصفر فوائد، مقابل فرض ضرائب جديدة على الإيداعات المصرفية. وفيما يهتم اللبنانيون بتحسين الوضع المالي، كان لديهم استنتاج أساسي، هو أن أي اتفاق مع حزب الله، يمكن للبنانيين أن يعقدوه، إنما هو مرهون بتطور العلاقات الأميركية الإيرانية، وهذا ما قد يؤدي إلى تعزيز وضع الحزب أكثر.

 

خطء غالبية أعضاء لقاء قرنة شهوان في التعاطي مع عون منذ تأسيسه وصولا" إلى مرحلة 14 آذار

د.توفيق هندي/26 آذار/19

http://eliasbejjaninews.com/archives/73335/%D8%AF-%D8%AA%D9%88%D9%81%D9%8A%D9%82-%D9%87%D9%86%D8%AF%D9%8A-%D8%AE%D8%B7%D8%A1-%D8%BA%D8%A7%D9%84%D8%A8%D9%8A%D8%A9-%D8%A3%D8%B9%D8%B6%D8%A7%D8%A1-%D9%84%D9%82%D8%A7%D8%A1-%D9%82%D8%B1%D9%86%D8%A9/

تتمة لما كتبته في المقال المعنون: "قراءة نقدية لمسار 14 آذار في الذكرى 14"، أتقدم بتفصيل حول "خطء غالبية أعضاء لقاء قرنة شهوان في التعاطي مع عون منذ تأسيسه وصولا" إلى مرحلة 14 آذار".

كانت إنطلاقة لقاء قرنة شهوان العلني في 30 نيسان 2001.

غير أن اللقاء تأسس فعلا" في آب 2000. ولكنه لن يظهر إلى العلن. كان يضم آنذاك 12 عضوا" (هم الأعضاء المؤسسين للقاء): سامي نادر (التيار العوني)، توفيق هندي (تيار القوات اللبنانية)، الياس أبو عاصي (الأحرار)، الشيخ ميشال الخوري، فارس سعيد، سمير فرنجية، جبران تويني، سيمون كرم، سمير عبد الملك، فريد الياس الخازن، شكيب قرطباوي، سليم سلهب. في مرحلة لاحقة إنضم إليهم منصور البون.

من هنا، يتبين أن التيار العوني كان مشاركا" في اللقاء غير العلني من خلال سامي نادر. كما أن مرحلة لقاء قرنة شهوان غير العلني وما قبيلها، تميزت بالتنسيق العلني للثلاثي الأحرار-القوات-التيار، عبر إجتماعات كانت تعقد أسبوعيا" في مركز الأحرار في السوديكو يترأسها دوري شمعون ويصدر عنها بيانات كما كان يتفق أيضا" في هذه الإجتماعات على الخطوات التنسيقية على الأرض. كنت أمثل فيها القوات وكان العميد نديم لطيف يمثل التيار.

الملاحظة الهامة التي تسترعي الإنتباه هنا هي أنه بالرغم من المواقف المتناقضة بالنسبة لإتفاق الطائف، كان بمقدور الأطراف الثلاثة صياغة المواقف السيادية معا" والتنسيق على الأرض.

وكان الخطء الأول في مسيرة 14 آذار هو تمسك بعض أعضاء لقاء قرنة شهوان العلني بذكر إتفاق الطائف في البيان التأسيسي بالرغم من الجهود التي بذلتها لأثنيهم عن هذا الموقف. هذا الأمر أدى إلى عدم مشاركة التيار العوني في لقاء قرنة شهوان العلني وتجميد إجتماعات الثلاثي وخربطة التنسيق فيما بينهم، وأسس للتباعد التدريجي بين غالبية الأطراف السيادية المتمثلة في اللقاء والتيار العوني.

وفي هذا السياق، وفي ورقة عمل قدمتها في خلوة لقاء قرنة شهوان في يوم الثلاثاء 19 نيسان 2005، أسبوع قبل خروج الجيش السوري من لبنان، جاء ما يلي :

"في وحدة المعارضة :

• لا شك ان وحدة المعارضة ضرورية لان استعادة السيادة والاستقلال لا تكتمل إلا بازالة الدولة الامنية اللبنانية – السورية، وهي مركز السلطة الفعلية (اجهزة، الشق الامني العسكري من حزب الله، الجيش اللبناني كأداة) لحساب دولة المؤسسات الدستورية (السلطة الشكلية) المطلوب اعادة السلطة الفعلية اليها من خلال الانتخابات النيابية وتشكيل الحكومة لاحقا" وانتخابات رئاسية إذا إقتضى الامر.

• إن فرط عرى المعارضة في هذه المرحلة لاي سبب كان، وبأية حجة كانت، ينذر بدخول لبنان في متاهات ومتاعب لا لزوم لها. وهي توجع اللبنانيين وتزيد من الاضرار وتؤخر الخلاص ولكن لا يمكنها الحيلولة دون وصول لبنان الى شاطىء الامان.

• ثمة ضرورة ماسة لاعطاء الاولوية لوحدة المعارضة المسيحية، لكي لا يعاد تركيب السلطة في لبنان بشراكة اسلامية – مسيحية تزيد باختلال التوازن او تبقيه على ما كان عليه في زمن الوصاية السورية، مع العلم أن المطلوب هو الوصول الى التساوي بالشراكة ولو على مراحل.

فلا عيش مشترك بدون توازن والتعبير السياسي عن التوازن هو الشراكة السوية بين المسيحيين والمسلمين في مؤسسات السلطة.

• ولان الساحة السياسية المسيحية "صحرت" خلال الـ 15 عاما" من الوصاية السورية، لا بد من معالجة هذا "التصحير" في أقرب وقت ممكن، والافضل قبل اجراء الانتخابات لأن هذا الامر يرتبط بتزخيم حركة المعارضة المسيحية ويقوي موقعها وينعكس إيجابا" على إعادة التوازن المسيحي – الاسلامي في المسار المؤدي الى توليد السلطة الجديدة، كما يقوي المعارضة بشكل عام، شرط ان تتم مقاربة هذا التغيير بعقل منفتح، بروية وموضوعية دون اثارة تناقضات ثانوية تحدث شرخا" في صفوف المعارضة المسيحية أو في صفوف المعارضة عامة.

فاخراج الدكتور سمير جعجع من السجن يستحق منا أكبر قدر من الجدية في العمل على إتمامه، خاصة وأن الظروف الموضوعية لتحقيق هذا الهدف باتت مؤمنة.

اما عودة ميشال عون، فهي على طريق التحقق. وهذا واقع يجب مقاربة التعاطي معه بواقعية وايجابية، لان أية مقاربة أخرى سوف ينتج عنها اضعاف المعارضة المسيحية وفرط صفوفها كما صفوف المعارضة عامة. وهذا أمر سوف يؤذي القضية برمتها وينعكس سلبا" على كل طرف من اطراف المعارضة وخاصة المسيحية منها.

لذا يجب السعي الى ادخال التيار الوطني الحر الى لقاء قرنة شهوان. وإذا، كان ثمة استحالة لهذا الامر، يتوجب إقامة تنسيق فعلي وعملي وحقيقي معه.

كما ان الوضع يستوجب محاولة إعادة الكتلة الوطنية الى صفوف لقاء قرنة شهوان.

اما بالنسبة لوليد جنبلاط وتيار الحريري، فيتوجب اقامة حوار واضح وشفاف حول كل المواضيع الوطنية (اتفاق الطائف، القرار 1559، الموقف من الولايات المتحدة، سلاح المقاومة، الغاء الطائفية، رئاسة الجمهورية، مقاربة الاستحقاق الانتخابي، قانون الانتخابات) التي تتصل ببرنامج المعارضة وتوازنات السلطة الجديدة الناتجة عن الانتخابات."

ما حدث هو العكس تماما". الغالبية في لقاء قرنة شهوان فضلت التحالف الدوني مع وليد جنبلاط والحريري ومواجهة عون بحجة أنه عقد صفقة مع الأسد وأنه "بلّوعة سلطة"، بهدف تجميع أكبر عدد من النواب والوزراء ولبعضهم التأسيس للإنتخابات الرئاسية.

النتيجة أتت عكسية كما قد كنت حذرت: فكان التحالف الرباعي مع كل تداعياته فيما بعد، وكسب عون 70% من أصوات المسيحيين وإنتقل من المعسكر السيادي إلى التفاهم مع حزب الله وصولا" إلى أن يصبح حليفه الإستراتيجي. هذا الأمر أخل بالتوازن بين القوى السيادية و"محور المقاومة" وساهم بشكل كبير بتدحرج الوضع إلى ما نحن عليه اليوم.

 

بومبيو وفتنة حزب الله

علي الأمين/العرب/26 آذار/19

http://eliasbejjaninews.com/archives/73333/%D8%B9%D9%84%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%85%D9%8A%D9%86-%D8%A8%D9%88%D9%85%D8%A8%D9%8A%D9%88-%D9%88%D9%81%D8%AA%D9%86%D8%A9-%D8%AD%D8%B2%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87/

ما قاله بومبيو يعني استمرار العقوبات وتصعيدها على حزب الله، ودعم خيار الدولة في لبنان، في إشارة ضمنية إلى أن لبنان معني بأن يعيد ترتيب العلاقة مع حزب الله.

المهمة ليست سهلة لمواجهة أنشطة حزب الله

يعتقد حزب الله أن وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو في زيارته إلى لبنان قبل أيام، حمل “مشروع فتنة” بين اللبنانيين، وقد انشغلت المؤسسات الإعلامية التابعة للحزب بالترويج لهذه المقولة قبل وصوله واستمرت بعد مغادرته، لا بل وُجهت معظم مقدمات نشرات الأخبار التلفزيونية اللبنانية الحليفة، للإضاءة على هذه العبارة وترديدها إثر مغادرة بومبيو بيروت بعد جولة شملت الكويت وإسرائيل، ثم بدأت نشراتها الإخبارية لاحقا، بالإعلان عن ظهور الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله على شاشة “المنار” مساء الثلاثاء للرد على المؤامرة الأميركية على لبنان، وتفنيد ما قاله بومبيو خلال لقاءاته اللبنانية.

وسائل الإعلام اللبنانية باتت خاضعة في معظمها لتوجيهات “العلاقات الإعلامية في حزب الله” في ظاهرة تشبه، بل تتفوق على تلك المرحلة التي عاشها لبنان في زمن الوصاية السورية، حين كانت وسائل الإعلام تخضع لنظام توجيه ورقابة، لاسيما في القضايا التي تتصل بمصالح نظام الوصاية على لبنان، ومتطلباته الإقليمية والمحلية.

لذا فإن المشهد السياسي والإعلامي في لبنان كان يردد ما يُمْلى عليه، ليغرق في موجة شعارات واستعراضات بطولية للتغطية على حقيقة أشدّ وأقسى، هو الواقع اللبناني البائس ماليا واقتصاديا، بفعل سوء الإدارة وفساد السلطة، وغياب منطق الدولة، لصالح الاستعراض السياسي المفتعل عن إفشال السلطة اللبنانية مؤامرة الفتنة المزعومة التي حملها بومبيو إلى اللبنانيين.

يعرف الجميع ومنهم حزب الله، أن لا وجود لأي ميليشيا في لبنان تمتلك السلاح سواه، ولكي لا نكتفي بمقولة إن اللبنانيين سئموا الحروب وذاقوا أهوالها وكوارثها، فإن مقتضى الفتنة أن تكون هناك قوى ميليشياوية تتلقى السلاح والدعم المالي لإحداث الفتنة، وهو غير موجود، لا بل إن الحكومة الأميركية تقصر دعمها في لبنان على مؤسسات الدولة ولاسيما الأمنية والعسكرية، بخلاف إيران التي تقصر دعمها على حزب الله كمشروع أيديولوجي أمني غايته السيطرة على الدولة وإضعافها.

أما خصوم إيران من الدول العربية، فليس من أولوياتهم لبنان، بحيث يمكن أن يلمس المراقب أن غاية الحضور العربي في لبنان، لا تتجاوز الوجود الدبلوماسي والاجتماعي، في ظل تراجع وانكفاء غير عفوي لتلك الدول، لم يشهده لبنان منذ تأسيسه.

المشهد السياسي والإعلامي في لبنان يردد ما يُمْلى عليه ليغرق في موجة شعارات للتغطية على حقيقة الواقع اللبناني البائس ماليا واقتصاديا، لصالح الاستعراض المفتعل عن إفشال السلطة اللبنانية مؤامرة الفتنة المزعومة التي حملها بومبيو إلى اللبنانيين

لم يحمل الوزير الأميركي إلى اللبنانيين غير ما سمعوه من واشنطن قبل زيارته من رسائل شديدة الوضوح. ما قاله يعني استمرار العقوبات وتصعيدها على حزب الله، ودعم خيار الدولة في لبنان، في إشارة ضمنية إلى أن لبنان معني بأن يعيد ترتيب العلاقة مع حزب الله بما يضمن التزامه بمصالح الدولة اللبنانية لا إيران، ويدرك الوزير الأميركي أن ليس في مقدرة مؤسسات الدولة مواجهة سطوة حزب الله وسلاحه، فضلا عن أن مسؤولي الدولة يسلمون إلى حدّ كبير بأن لبنان بات فعليا ضمن المحور الإيراني، ولكن بومبيو الذي تحدث بمنطق الدولة تجاه لبنان، كان يقوم بتبليغ مباشر للموقف الأميركي الرسمي، وبالتالي فهو يريد أن يمهد في هذه الزيارة لحزمة عقوبات على حزب الله وبعض المتعاونين معه من سياسيين لبنانيين، مدركا أنها لن تغير من واقع الحال السياسي اللبناني.

بومبيو الذي حمل لرئيس الوزراء الإسرائيلي “بشارة” الاعتراف الأميركي بضم الجولان السوري المحتل لإسرائيل، أراد التغطية على هذا القرار برفع الصوت في لبنان، لاسيما أن حزب الله الذي دخل إلى سوريا محاربا ولا يزال، زاعما بأنه يواجه المشروع الأميركي الصهيوني، يُنتظر منه أن يرد على الخطوة الأميركية في الجولان، ولكن يكشف الموقف الأميركي في القدس قبل أشهر وفي الجولان اليوم، أنه اختار التوقيت المناسب للاعتراف بالقدس وضمّ الجولان، أي التوقيت الذي أعلنت فيه إيران انتصارها في سوريا، وأحكم حزب الله فيه السيطرة الكاملة على لبنان، هذه ليست مفارقة بل تكشف إلى حدّ بعيد، أن إستراتيجية إيران كما إستراتيجية إسرائيل المتصادمتين في الشكل، متقاطعتان في نظام الأولويات الإستراتيجية التي تقوم على تقاسم كل منهما ما أمكن من كعكة السيطرة والنفوذ على الدول العربية.

وللتوضيح، فقد قال رئيس الحكومة الإسرائيلي الأسبق إيهود أولمرت الأحد الماضي، إن إيران معنية بفوز بنيامين نتنياهو بالانتخابات الإسرائيلية، التي ستجرى في التاسع من أبريل المقبل. وأضاف أولمرت “لا يوجد أمر تريده إيران، أكثر من بقاء نتنياهو في رئاسة الحكومة”.

غادر الوزير الأميركي لبنان، تاركا القرار لرئيسه دونالد ترامب بشأن العقوبات التي ستتوالى على حزب الله، ولكن ليس لغاية القضاء عليه، بل لمزيد تطويعه بما يتناسب مع الإستراتيجية التي تتطلب المحافظة على الستاتيكو القائم على حدود إسرائيل، وبما لا يخل بالأطماع الإسرائيلية، وخطوات تهويد كامل فلسطين.

لا يخل بهذه الإستراتيجية بل يعززها أن يستمر التلويح بسيف “المقاومة” ضد إسرائيل من لبنان وغزة، لكن ليستخدم هذا السيف في المزيد من قتل روح المقاومة سواء في غزة أو في لبنان وسوريا، وهذا ما تنفذه عمليا حركة حماس ويقوم به حزب الله. الأولى من خلال ممارسة القمع علة أهل غزة الباحثين عن لقمة عيش، والثاني بات وجوده الفاعل متلازما مع إضعاف لبنان وانكفائه، إذ بات يمثل نموذجا للدولة الفاشلة المهددة في هويتها ووجودها، إثر فقدانها لدورها الطليعي عربيا وعالميا كمركز تفاعل حضاري وعنوانا للتنوع السياسي والثقافي.

 

بومبيو قال ما يقوله اللبنانيون

نديم قطيش/الشرق الأوسط/26 آذار/19

لقد بات انتشار سرطان «حزب الله» في جسد المجتمع والدولة في لبنان عميقاً جداً، إلى حد ما عاد معه ممكناً الجزم بأن استئصال المرض لن يؤدي إلى موت المريض. لقد ساهم ترك لبنان طويلاً في مفاقمة المشكلة، إن كان من حلفائه العرب أو من السياسات الدولية، حتى بات هذا الوطن الصغير مشكلة لنفسه وللجميع خارجه. البلد المنهك، تختصر سلوكه عبارة لوليد جنبلاط، أنه ينتظر مرور جثة عدوه في النهر. الجثة المنتظرة هي جثة الجمهورية الإسلامية. هنا بيت القصيد، هنا أرض المعركة.

http://eliasbejjaninews.com/archives/73339/%D9%86%D8%AF%D9%8A%D9%85-%D9%82%D8%B7%D9%8A%D8%B4-%D8%A8%D9%88%D9%85%D8%A8%D9%8A%D9%88-%D9%82%D8%A7%D9%84-%D9%85%D8%A7-%D9%8A%D9%82%D9%88%D9%84%D9%87-%D8%A7%D9%84%D9%84%D8%A8%D9%86%D8%A7%D9%86%D9%8A/

خطاب الدقائق الثماني الذي ألقاه وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، في مقر وزارة الخارجية اللبنانية، ليس فقط هو التوصيف الأدق والأوضح لميليشيا «حزب الله»؛ بل لعله التعبير الأدق عن حقيقة تصور الغالبية اللبنانية للحزب، ودوره في حياتهم ومستقبلهم.

لناحية الدقة، فإن جملةً مفتاحاً تختصر كل النقاش حول مشكلة «حزب الله» قالها بومبيو، حين أقر بأن الحزب جزء من البرلمان وبقية مؤسسات الدولة؛ لكنه أيضاً وعبر «جناح إرهابي»، يتحدى الدولة والشعب اللبناني.

لا يستقيم بعض هذه الجملة دون بقيتها. فـ«حزب الله» هو فعلاً جزء من الدولة اللبنانية، بمعنى صفته التمثيلية داخل مؤسساتها. وهو في الوقت نفسه، العامل الرئيسي، ويكاد يكون الوحيد، لتقويض الدولة بتعريفاتها البديهية، وأولها احتكار أدوات العنف، وقرارات السلم والحرب، وحصرية الهيمنة على حدود الدولة، وكلها عناوين تخضع للاستنزاف اليومي من قبل سياساته.

أما لناحية أن خطاب بومبيو هو تعبير دقيق عن تصورات اللبنانيين، فجاء الدليل عليه من خلال ما قاله وزير الخارجية الأميركي في إطلالة إعلامية مع إحدى القنوات المحلية. يقول إنه لمس من خلال لقاءاته أن اللبنانيين «مستعدون للوقوف بوجه (حزب الله)، ويفهمون أن سيادتهم واستقلالهم يعتمدان على الجهود التي يبذلونها».

وجواباً عن سؤال آخر حول وحدة الموقف اللبناني الذي سمعه ممن التقاهم، يكشف بومبيو أنه شعر بأن ثمة موقفاً لبنانياً موحداً بشأن «حزب الله»، وأنهم «جميعاً يفهمون أهمية الإبقاء على السلطة السياسية بعيداً عن أيدي جمهورية إيران الإسلامية».

ليس غريباً أن يخرج بومبيو بمثل هذه الانطباعات، من اجتماعات شملت بين من شملت «أصدقاء وحلفاء (حزب الله)» كرئيس مجلس النواب نبيه بري، ورئيس الجمهورية ميشال عون، ووزير الخارجية جبران باسيل. فمن يعود إلى تسريبات «ويكيليكس» حول موقف القوى السياسية اللبنانية، سيعثر على تصريحات صادمة بشأن تصورات اللبنانيين عن «حزب الله» ودوره، وما يترتب على سياساته، والتصورات حول دور «حزب الله» في الاغتيالات الداخلية، والتفجيرات التي شهدها لبنان بين عامي 2005 و2013، كما حول رهانات البعض على الخلاص من «حزب الله» حتى ولو عن طريق هزيمته العسكرية في خلال «حرب تموز». مثل هذه التصريحات، لم تصدر عن خصوم «حزب الله»؛ بل عن من هم ضمن البيت السياسي الواحد، وما تصريحات بومبيو اليوم وما نقله عن المسؤولين اللبنانيين بلغة دبلوماسية حذرة وهلامية، إلا رجع صدى لما قالوه قبلاً، وما تصوروا يوماً أن يجد طريقه إلى العلن.

طبعاً لا أشارك السيد بومبيو تفاؤله أن اللبنانيين فعلاً مستعدون للقيام بما يلزم لمواجهة «حزب الله» الآن، رغم أن الإنصاف يقتضي القول إنهم ومنذ اغتيال الرئيس رفيق الحريري وهم يواجهون بمستويات مختلفة، صحيح أنها في أدناها اليوم؛ لكنها لم تكن دوماً كذلك. والإنصاف يقتضي أيضاً عدم القفز فوق أثر سنوات عهد الرئيس باراك أوباما العجاف، والتي بسبب الهوس بالحوار مع إيران، عطلت كثيراً من إمكانات هذه المواجهة، ولعل أبرزها الموقف المخزي من ربيع طهران، والحركة الخضراء عام 2009.

لا شك في أن واشنطن اليوم مختلفة عن واشنطن أوباما، فيما خص السؤال الإيراني برمته، وليس «حزب الله» إلا جزءاً من هذا السؤال الأوسع والأهم. ولا شك أن الإدارة الأميركية ستزداد ثقة بعد طي ملف تحقيق مولر، وتبرئة الرئيس دونالد ترمب من تهمة التواطؤ مع روسيا في الانتخابات الأميركية الماضية. ولا غبار على المثابرة الأميركية في مواجهة إيران، وهو ما دل عليه فرض عقوبات، بالتزامن مع زيارة بومبيو إلى بيروت، على 31 كياناً إيرانياً مرتبطاً بمنظمة البحث والتطوير العسكري الإيرانية، وهي إحدى الأذرع المسؤولة عن تطوير برنامج إيران النووي.

لكن من غير الواضح كيف ستنجح الإدارة الأميركية في الاستمرار بمفاقمة الضغط على «حزب الله» في لبنان، من دون أن يؤدي ذلك إلى آثار جانبية مدمرة لهذا البلد الصغير. وبصراحة لا أعرف إن كان ممكناً فعل ذلك أصلاً.

الأزمة غير متأتية فقط عن حجم التداخل بين «حزب الله» والدولة اللبنانية؛ بل عن قدرة «حزب الله» على لعب لعبة ابتزاز جهنمية، بحيث إن التزام لبنان بالعقوبات سيقابله الحزب بعرقلة الحلول الاقتصادية الضرورية لمنع انهيار البلد، وإلقاء اللوم على من يعتبرهم «أدوات الغرب وعملاءه»، وعدم التزام لبنان الجاد بالعقوبات سيعني تحويل الدولة برمتها إلى دولة «حزب الله»، وتعريضها هي مع الحزب للعقوبات المؤدية إلى الانهيار.

لقد بات انتشار سرطان «حزب الله» في جسد المجتمع والدولة في لبنان عميقاً جداً، إلى حد ما عاد معه ممكناً الجزم بأن استئصال المرض لن يؤدي إلى موت المريض. لقد ساهم ترك لبنان طويلاً في مفاقمة المشكلة، إن كان من حلفائه العرب أو من السياسات الدولية، حتى بات هذا الوطن الصغير مشكلة لنفسه وللجميع خارجه. البلد المنهك، تختصر سلوكه عبارة لوليد جنبلاط، أنه ينتظر مرور جثة عدوه في النهر. الجثة المنتظرة هي جثة الجمهورية الإسلامية. هنا بيت القصيد، هنا أرض المعركة.

 

لبنانية شريدة داعش: من حي المنكوبين إلى مخيم الهول

نبيلة غصين /المدن/الأربعاء 27/03/2019

خلف السياج الحديد في مخيم الهول، شمال شرق سوريا، حيث تمّ تجميع عوائل مقاتلي "تنظيم الدولة الإسلامية" (داعش)، بعد القضاء على آخر معاقله في منطقة الباغوز، تقف فتاة نحيلة الجسد، فتاة تخلت عن عباءة داعش واستبدلت خمارها الأسود بخمارٍ أحمر، تنادي على أحد المصورين وتقول: "إسمي أمال محمد السوسي، عمري 20 سنة، بدي وصّل رسالة لأهلي بلبنان".

رسالة آمال

لم يبق لنساء داعش، من الجنسيات الأجنبية، أي وسيلة اتصال. مقاتلو داعش، الذين لم يوفروا وسيلةً إلاّ وبثوا من خلالها الرعب في نفوس البشرية، من خلال فيديوهات القتل والتعذيب والحرق، تلجأ نساؤهم إلى كاميرات الصحافيين والصحافيات، ليبعثن من خلالهم رسائل إلى ذويهن. بكلماتٍ مقتضبةٍ، ينقلن عبرها معاناتهن وأشواقهن وآمالهن في النجاة. يخبرن قصّتهن بإيجاز سريع ومتلهّف. وكيف يمكن للأيام والسنوات أن تختصر بثوانٍ؟ وصلت رسالة آمال إلى مكاتب "المدن" في بيروت. أعدتُ سماع رسالتها أكثر من مرة. من هي آمال هذه، التي أحمل مشاعرها تسجيلاً مرئياً في ذاكرة هاتفي النقال؟

تقول: "هددني زوجي. قال يا بروح معه على سوريا يا بياخذلي بنتي. انا أكيد ما بترك بنتي...". هي زوجة  تجبرها القوانين، ويجبرها الشرع، وحتى العادات والتقاليد على اتباع زوجها. وهي أم قاصر. كانت طفلة حين تزوجت، لم تتجاوز السابعة عشر من عمرها. أنجبت طفلة أولى ثم ثانية، وتخلت عن أمانها الشخصي، وانتزعت خوفها من قلبها، مقابل توفير الدفء والأمان لطفليها. وتردد في التسجيل: "اسألوا عن بيت محمد السوسي بحي المنكوبين. الكل بيعرف وين". بين طيات صوتها ينبعث فرح طفولي. أخالها عادت بذاكرتها طفلةً في أزقة حيّها القديم، تعرّف بنفسها حين تُسأل عن نسبها: "أنا بنت محمد السوسي".

وتختتم رسالتها مستنجدة: "بقلهم لأهلي يساعدوني أنا ما عاد بقدر اتحمل". إمرأة ضعيفة، وحيدة، تعيش في خيمة يلفحها البرد القارس وطفلتيها.

إلى طرابلس

من بيروت إلى حي المنكوبين، في طرابلس، حيث يقطن أهل آمال، رحلة تستغرق ساعة ونصف ساعة. ربما هي المدة ذاتها التي ستستغرقها الطائرة من مطار القامشلي في شمال سوريا، حيث تحتجز آمال، إلى مطار بيروت، لو سُمح لها بالرحيل.

عند مدخل الحي  حاجز للجيش اللبناني، فعلى "المنكوبين" و"الفقراء" أن يظلوا محاصرين. داخل الحي، عملنا بتعليمات آمال، توقفنا عند أول عابر طريق لنسأله عن منزل محمد السوسي، ليشير إلينا إلى زقاق يتسع لسيارة واحدة. نظرات الريبة من سكان المنطقة تخترق حذرنا. الجميع يتهامس، يقترب أحدهم منا، مدَعياً أنه محمد السوسي، نرفض الإفصاح عن هدف زيارتنا. يخبرنا بعدها بأنه شقيقه وأن لمحمد قضية واحدة عالقة، هي قصة ابنته التي لا يعلمون عنها شيئاً.

عندما أفصحنا بأننا نحمل رسالة منها وعلينا إيصالها للأب، وافق على اصطحابنا إلى منزله.

في بيت الأسرة

نستأذن وزميلي النساءَ بدخول المنزل. تستقبلنا والدة آمال، وتدعى "أديل" بحفاوة، تخبرنا عنها وتشير إلينا إلى صورها المعلقة في كل زاوية من المنزل. تتغيرعليّ ملامح آمال وهي من دون نقاب في صورها. أخاف أن تكون من أملك تسجيلها على هاتفي هي فتاة أخرى تنتحل شخصيتها وقصتها. ينتابني الخوف أن أسبب صدمة لوالدتها، التي تلح عليّ بأن تشاهد التسجيل، فيما نحن نصّرعلى انتظار الوالد لاقتناص رد فعلهما أمام الكاميرا. الأحاديث عن آمال لا تنتهي، هي التي تزوجت بعمر السادسة عشرة من شاب يبلغ 25 ربيعاً، الذي أصبح مناصراً للشيخ أحمد الأسير في لبنان، قبل أن يقرر بعدها الالتحاق بداعش في سوريا، مهدداً إياها بأخذ الطفلة معه. أربعة أعوام مرتّ على رحيل آمال. اليوم "تعود" إلى أسرتها عبر الهاتف مستنجدةً. دموع والدتها وصراخها، وهي تستمع إلى الرسالة المصورة أبكى الحاضرين جميعاً، فليس هناك أصعب من الاستنجاد بشخصٍ لا يملك الحل. مع انتهاء الرسالة، تنظرالوالدة إلى الكاميرا وتوجه رسالةً "مختصرةً" إلى آمال، "أنا ناطرة الدولة لتجيبك يا ماما، وإذا ما جابوك أنا طالعة جيبك".

 

إستقالةُ عون وتعيينُ ترامب  

سجعان قزي/جريدة الجمهورية/الاثنين 25 آذار 2019

لو سَلّمنا جَدلًا وبَصَمنا على كلِّ ما قاله مايك بومبيو بشأنِ حزبِ الله أثناءَ زيارتِه بيروت، ما هي الآليّةُ التي تَقترِحُها الإدارةُ الأميركيّةُ على لبنان لكي نَستأصلَ، اليومَ قبلَ الغد، هذا الحزبَ؟ حتى كتابةِ هذه الأسطُر لم يكن الأسطولُ السادس قد رَسا قُبالةَ شاطئِ الأوزاعي.

الاكتفاءُ بالتوصيفِ فنٌّ أدبيٌّ لا يَتناسَبُ مع وزيرِ أقوى دولةٍ في العالم ما لم يُرفَقْ بخُطّةٍ عمليّةٍ قابلةٍ التنفيذ. لكنَّ الثابتَ أمران: الأوّلُ: دَخلَ الموقِفُ الأميركيُّ من حزبِ الله مَدارًا تصعيديًّا مُرتبطًا بحسمِ الصراعِ (سياسيًّا أو عسكريًّا) بين أميركا وإسرائيل من جِهةٍ، وإيران من جِهةٍ أخرى.

والثاني: تَأمَلُ أميركا أنْ يَتولّى لبنانُ، حكومةً وشعبًا ومؤسّساتٍ، مَهمّةَ مواجهةِ حزبِ الله، على أن تساندَه بحُزمةِ عقوباتٍ نوعيّةٍ جديدةٍ تَشمُل شخصيّاتٍ سياسيّةً واقتصاديّةً لبنانيّة.

الأمرُ الأوّلُ ذكَّرني بالصراعِ الإسرائيليِّ/الفِلسطينيِّ القديم في جَنوبِ لبنان الذي أدّى إلى حربِ سنةِ 1982.

والأمرُ الثاني ذكّرني بـــ«النداءِ العسكريِّ» الذي أَطلقَه السفيرُ الأميركيُّ في بيروت جون مكارثي في 19 تشرين الثاني 1989 إلى قوى لبنانيّةٍ لتُسقِطَ العمادَ عون، فكانت «حربُ الإلغاء» التي لا نزال نَدفع ثمنَها مسيحيًّا ولبنانيًّا حتّى الآن.

مسلسلُ التصعيدِ الأميركيِّ ضِدَّ حزب الله بَدأ مع بيانِ وكيلِ وزارةِ الخارجيّةِ الأميركيّةِ للشؤونِ السياسيّةِ ديفيد هيل (12 كانون الثاني 2019)، أُعقِبَ بتصريحِ مساعدِ وزيرِ الخزانةِ لمكافحةِ تمويلِ الإرهابِ مارشال بيلّينغسلي (22 كانون الثاني 2019)، استُتْبِع ببيانِ السفيرةِ الأميركيّةِ في بيروت إليزابيت ريتشارد من بيت الوسط (20 شباط 2019)، أُسنِدَ ببيانِ مساعدِ وزيرِ الخارجيّةِ الأميركيّةِ لشؤونِ الشرقِ الأدنى دايفيد ساترفيلد (05 أذار 2019)، استُكمِلَ ببيانِ الوزيرِ بومبيو من الخارجيّةِ اللبنانيّةِ (22 آذار 2019)، وسيُتوَّجُ بتصريحٍ مماثِلٍ للرئيس دونالد ترامب قريبًا جدًا.

خطورةُ هذه المواقِف أنَّ مجموعَها يُشكّلُ بدايةَ سياسةٍ أميركيّةٍ متماسِكَةٍ تجاه موضوعٍ مُعيّن. فبعد أن رَكّزَت واشنطن على «داعش»، فشَنّت عليه حربًا «قاضيةً» في العراق وسوريا، تَتفرَّغُ الآن لتحجيمِ حزبِ الله في لبنان وسوريا (كأنَّ لا فرقَ بين التنظيمَين).

لبنانُ قادرٌ على نزعِ فتيلِ الانفجارِ وإجهاضِ المسارِ الأميركيِّ بوضعِ استراتيجيّةٍ دفاعيّةٍ تحوِّلُ سلاحَ حزبِ الله إلى كنفِ الدولةِ اللبنانية فعليًّا. لكن، هل حزبُ الله في واردِ فَكِّ ارتباطِه السياسيِّ والعسكريِّ بالمشروعِ الإيرانيِّ والانخراطِ في مشروعِ الدولةِ اللبنانيّة؟ ليس هذا هو الاتجاه حاليًّا.

تجاهَ مطالبِ أميركا العاتيةِ ومواقفِ حزبِ الله الممانِعةِ، أقترحُ أن يُعلِّقَ رئيسُ الجمهوريّةِ العماد ميشال عون رئاستَه ويُسلِّمَها إلى الرئيسِ الأميركيِّ دونالد ترامب مع صلاحيّاتٍ استثنائيّةٍ لنرى كيف سيَحِلُّ المشاكلَ التي تَشكو منها الولاياتُ المتّحدةُ الأميركيّةُ، وفي طليعتِها وجودُ حزبِ الله ودورُه. صحيحٌ أنَّ حزبَ الله ـــ بوضعِه الحاليّ ـــ مشكلةٌ لبنانيّةٌ لكنَّ معالجتَها تَفوقُ طاقةَ لبنان، بل طاقةَ إسرائيل ربّما استنادًا إلى حربِ 2006 الملتبِسةِ الأهداف.

هل يُعطي ترامب الأمرَ للجيشِ اللبنانيِّ بنزعِ سلاحِ حزبِ الله بالقوّة؟ هل يَقطَعُ العلاقاتِ مع إيران ويُقفِلُ السفارةَ الإيرانيّةَ في لبنان؟ هل يُغلِقُ الحدودَ مع سوريا؟ هل يَقتحِمُ المخيّماتِ الفلسطينيّةَ ويَنقُلُ اللاجئين إلى فِلسطين؟ هل يُعلنُ بضميرٍ مرتاحٍ أنَّ لبنانَ قادرٌ على تحمّلِ عبءِ النازحين السوريّين؟

هل يَخنُقُ المصارفَ اللبنانيّةَ لتَتشدَّدَ في تطبيقِ العقوبات فيتعطّلُ دورُها المصرِفيُّ الرياديُّ في لبنانَ والشرقِ الأوسط؟ هل يُقسِّمُ لبنانَ أو يُطبّقُ الفيديراليّةَ لأن وِحدتَه صارت متهاوية؟ وهل يُدرك الرئيسُ «اللبنانيّ» ترامب أنَّ كلَّ قرارٍ من هذه القراراتِ الافتراضيّةِ هو مشروعُ حربٍ أهليةٍ حتميّةٍ؟ وبالتالي، كيف يُوفّق بين دعمِ استقرارِ لبنان وبين تعريضِه لحربٍ أهليّة؟ يُفترض بواشنطن التي رافقَت أحداثَ لبنانَ وهَندَسَت بعضَها أن تُدرك أكثرَ من سِواها أنَّ كلَّ مشاكل لبنان السياسيّةِ والعسكريّةِ ذاتُ طابَعٍ دوليّ.

وهذا الوصْفُ لا يَنطبِقُ على سلاحِ حزبِ الله فقط، إنما على غالِبيّةِ الحالةِ اللبنانيّة بمفهومِها التاريخي. وجودُ لبنانَ بحدِّ ذاتِه حالةٌ دولية: إنشاءُ دولةِ لبنانَ كان قرارًا دوليًّا. استقلالُه واحتلالُه وتحريرُه كانت قراراتٍ دوليّةً. الحروبُ التي اندَلعت على أرضِه واتفاقاتُ وقفِ النارِ والتسوياتُ وتعريبُ الأمنِ فيه كانت قراراتٍ دوليّة.

تأليفُ الحكوماتِ وانتخاباتُ رؤساءِ الجُمهوريّةِ كانت قراراتٍ دوليّةً. المِظلّةُ الأمنيّةُ التي ترعاها مجموعةُ قراراتٍ أمميّةٍ كانت قراراتٍ دوليّة.

منذ سنةِ 1975 تفاقمَت الحالةُ الدوليّةُ في لبنان بحكمِ الانقسامِ اللبنانيِّ البُنيويّ ودخولِ الفِلسطينيّين والسوريّين والإسرائيليّين على الساحةِ اللبنانيّة. ولم يَبرز وزنٌ للقرارِ اللبناني إلا حين حَصل شِبهُ توافقٍ وطنيٍّ في ثلاثةِ مُنعطفات: 23 آب 1982 بُعيدَ انتخابِ بشير الجميل رئيسًا للجمهوريّة، 25 أيار 2000 لدى انسحابِ إسرائيل من جنوبِ لبنان، و 14 آذار 2005 ما أدّى إلى انسحابِ الجيشِ السوريِّ في 26 نيسان 2005. واللافتُ أنَّ هذه التوافقاتِ الثلاثةَ حَصلت بفضلِ مقاومتَين وانتفاضةٍ وبوجهِ ثلاثِ قوى غريبةٍ محتلَّة. لكنَّ الدولةَ لم تَعرِف الإفادةَ من أيِّ مقاومةٍ شعبيةٍ فَهَوت التوافقاتُ اللبنانيّةُ تِباعًا وعاد القرارُ الدوليُّ يَتحكّم بمصيرِنا. في ظلِّ الانقسامِ اللبنانيِّ وطبيعةِ موازينِ القِوى الحاليّةِ، سيكتَشف «الرئيسُ اللبنانيُّ» ترامب سريعًا أنَّه يَصعُب على الدولةِ اللبنانيّةِ المركزيّةِ تحقيقُ مطالب ترامب «الرئيسِ الأميركي» قبلَ حصولِ تغييرٍ في معادلاتِ المِنطقةِ أو من دون تَدخّلٍ دوليٍّ يُغيُّر موازينَ القِوى في لبنان.

ولذلك تبدو الدولةُ اللبنانيّةُ ضعيفةً ومُضطرّةً، حِفاظًا على حدٍّ معيّنٍ من الاستقرارِ، إلى التَكيّفِ مع الوقائعِ على حسابِ سيادةِ لبنان واستقلالِه ووِحدتِه وسلطتِه وشرعيّتِه. لكن التكيّفَ مع الواقعِ لا يَعني الاعترافَ به والاستسلامَ له، بل رفعَ الغطاءِ عنه والسعيَ الجِديَّ مع القِوى الحيّةِ والمجتمعِ الدوليّ لتغييرِه.

إن المسؤوليّةَ الوطنيّةَ تَفرِضُ أن نَعرِضَ واقعَ لبنان على الدولِ الكبرى ونُطالبَها بتنظيمِ مؤتمرٍ دوليِّ لإنقاذِ لبنان وتثبيتِ دولتِه على أسسٍ جديدةٍ في ضوءِ العثراتِ التي رافقَت تجربةَ دولةِ لبنانَ الكبير. الوزيرُ بومبيو سَمِع هذا الاقتراحَ وأُعجِبَ به. عسى أنْ يُثيرَه الرئيسُ عون مع الرئيسِ الروسيِّ فلاديمير بوتين.

 

لجم العجز أصبح مسألة وجود  

بروفسور جاسم عجاقة/جريدة الجمهورية/الاثنين 25 آذار2019

أكثر من 30 مليار دولار أميركي هو مجموع العجز التراكمي بين العامين 2012 و2018. هذا الرقم الهائل كان ليُعطي حجم إقتصاد بقيمة 100 مليار دولار لو تمّ استثماره في الإقتصاد اللبناني. فيما الواقع يُظهر مدى أهمية لجم العجز وضرورة القيام بإصلاحات لتنفيذ مشاريع مؤتمر «سيدر».

تنصّ النظرية الإقتصادية على أنّ حجم العجز في موازنة العام الحالي يتأثر بشكل مباشر بحجم العجز في العام السابق. وبالتالي، نظراً إلى أنّ حجم العجز في العام 2018 يفوق الـ 6.3 مليارات دولار أميركي، من المُتوقع أن يتخطّى عجز موازنة العام 2019 الـ 8.9 مليارات دولار أميركي في غياب أيّة إجراءات تصحيحية. هذا الأمر، في حال حصوله، سيُشكّل ضربة كبيرة للمالية العامّة والإقتصاد. من هذا المُنطلق هناك إستحالة عملية للإستمرار على هذا النهج! المذكرة الإدارية التي أصدرها وزير المال علي حسن خليل بتاريخ 22 آذار 2019، والتي يطلب فيها من جميع مراقبي عقد النفقات وقف الحجز كليًا لمختلف أنواع الإنفاق بإستثناء الرواتب والأجور وتعويض النقل الموقت، تذهب بالإتجاه الصحيح من ناحية تجميد الإنفاق العام باستثناء الأجور، بانتظار ما ستؤول إليه موازنة العام 2019. ولكنّها لا تُشكّل حلاً لأزمة الإنفاق العام.

ويبقى السؤال عن إمكانية تطبيق هذه المذكرة بشكل شامل من دون أي استثناءات؟

نصّت المادة 61 من قانون المحاسبة العمومية تاريخ 30/12/1963 على أنّ «كل معاملة تؤول إلى عقد نفقة يجب أن تقترن، قبل توقيعها، بتأشير مراقب عقد النفقات».

لكن هذه المادّة أعطت إستثناء للحالات المُستعجلة الطارئة ضمن إطار ضيّق وليس شاملاً. وبالتالي يُمكن إعتبار أنّ أي عملية صرفّ (من دون تأشير مراقب عقد النفقات) تتخطّى الإطار الضيّق هي عملية غير قانونية. هذا الإجراء إذا ما طُبّق بشكل كامل على كل وزارات ومؤسسات الدوّلة الخاضعة لقانون المحاسبة العمومية، سيسمح بتوفير 400 مليون دولار أميركي شهرياً، أي ما يوازي مليار دولار أميركي حتى إقرار موازنة العام 2019 في شهر أيار المُقبل.

لكن في الوقت نفسه سيُقلّل هذا الإجراء من فعالية الإدارة العامة التي تفتقد أصلًا إلى الفعالية نظرًا إلى تفشّي الحماية السياسية لموظفي القطاع العام، والذي ينتج منه غياب المحاسبة وبالتالي هدر وفساد أدّى إلى بلوغ عجز الموازنة هذا المستوى التاريخي.

بلغ عجز الموازنة السنوي التراكمي منذ العام 2012 وحتى 2018 أكثر من 30 مليار دولار أميركي، رقم يتخطّى ثلاث مرّات تقريباً حجم القروض الممنوحة في مؤتمر «سيدر».

ولكن أين صُرفت هذه الأموال وماذا لو تمّ إستثمارها في الماكينة الإقتصادية؟ إنفاق هذه الأموال ذهب إلى كل بنود الموازنة، ولكن بنسب مختلفة، منها ما هو هدر ومنها ما هو فساد ومنها ما هو نتاج الهدر والفساد مثل خدمة الدين العام.

ولو كانت الإدارة العامّة فعّالة لما كنا وصلنا إلى هذا الحدّ من العجز، نظرًا إلى أنّ قانون المحاسبة العمومية وعلى الرغم من قِدَمه (1963)، يبقى قانوناً فعّالاً وتطبيقه يُحافظ على المال العام.

لكن، الجواب على هذا السؤال يبقى رهن السلطة القضائية التي من مهامها الإجابة عن كل الأسئلة. وبفرضية أنّ هذا العجز تمّ استخدامه كإستثمارات في الماكينة الاقتصادية، كم كان سيكون حجم الإقتصاد اللبناني؟

لقد قمنا بمحاكاة لما كان سيكون عليه الناتج المحلّي الإسمي في العام 2018 إذا ما استثمرنا في الإقتصاد العجز المُسجّل كل عام في حسابات الدوّلة من العام 2012 وحتى العام 2017 أي ما يوازي 23.87 مليار دولار أميركي. واعتبرنا أنّ كل المُتغيّرات الإقتصادية والمالية الأخرى بقيت على حالها باستثناء البعض منها كالتضخّم. وتوصّلنا إلى أنّ حجم الإقتصاد اللبناني في نهاية العام 2018 كان ليكون أكثر من 100 مليار دولار أميركي! نعم أكثر من 100 مليار د.أ وهذا بفرضية أن لا إستثمارات أخرى من القطاع الخاص أو إستثمارات أجنبية مباشرة.

بالطبع هذا الأمر مُحزن ويطرح أهمية الإدارة الإقتصادية الحكيمة في لبنان، ويؤكّد في الوقت نفسه المقولة الإقتصادية أن لا نمو إقتصادياً من دون إستثمارات.

إستثمارات مؤتمر «سيدر» تنتظر الإصلاحات الجدّية في موازنة الدوّلة للعام 2019. لكن وضع الموازنة ما زال يواجه صعوبات كثيرة، على رأسها ملف الكهرباء، وبالتالي لن يكون هناك إقرار لأية موازنة من دون الإتفاق على حل لكل المشكلات والملفات الأخرى.

وهنا الخوف من أن تعمد القوى السياسية إلى ربط كل الملفات ببعضها البعض (سياسية، إدارية، إقتصادية ومالية) وهذا يعني أن هناك مخاوف من إنقضاء قسم كبير من العام 2019 قبل إقرار موازنته، أي أنّ الإجراءات التي ستُتّخذ فيها ستكون ضعيفة للجم العجز.

وقد يقول البعض إنّ المهم هو الوصول إلى موازنة إصلاحية جدّية بغض النظر عن توقيت إقرارها. إلّا أنّ ما يجب قوله في هذه الحالة، انّ لبنان لا يملك ترف الوقت، لأنّ عدّاد العجز وبالتالي الدين العام يدور. من هنا نرى أهمية القرار الذي اتخذه وزير المال بإيقاف الإنفاق علّه (بنظرنا) يؤدّي إلى ضغط على الطبقة السياسية لإقرار الموازنة بسرعة أكبر.

باعتقادنا، التحدّي الأكبر للحكومة هو الوصول إلى موازنة تحوي عجزاً مساوياً بالحدّ الأعلى لعجز موازنة العام 2018، فهذا الأمر بحدّ ذاته هو مُعجزة إذا ما تمّ الوصول إليه. ويبقى السؤال، كيف يُمكن للحكومة تحقيق هذا الأمر؟ النموذج الهولندي يُعطي فكرة واضحة عن الإجراءات التي يُمكن للحكومة إتباعها. ومن هذه الإجراءات، أن تعمد الحكومة إلى خفض كل بنود الموازنة (دون إستثناء) بنسبة معيّنة (1 إلى 2%) مقارنة بالموازنة المُحقّقة في العام 2018. والإجراء الآخر ينصّ على مُعالجة البنود بشكل مُنفصل، أي أخذ القرار بخفض بند الكهرباء بنسبة معينة، وبند الإنفاق التشغيلي بنسبة معينة وهكذا دواليك.

في الوقت نفسه تعمد الحكومة إلى مكافحة الهدر والفساد. إذ منها ما يُعطي نتيجة فورية (مثل التهريب الجمركي والتوظيف في الدولة) ومنها ما يُعطي مفعولاً على الأمد البعيد (التهرّب الضريبي). بالتوازي مع هذه الخطوات، تظهر الحاجة بحسب مشروع الموازنة إلى فرض ضرائب أو رسوم جديدة بهدف تحقيق الهدف المنشود أي لجم العجز. في الختام، يجب التنبّه الى أنّ المرحلة القادمة هي مرحلة خطرة ماليًا على لبنان، وقدّ تؤدّي إلى نتائج غير محمودة إذا تمّ التأخّر في إقرار موازنة للعام 2019 تحمل إجراءات تصحيحية حقيقية.

 

لبنان بعد بروكسل.. إعادة الأسد إلى لبنان أم النازحين إلى سورية؟

بهاء أبو كروم/الحياة/26 آذار/19

أدخل مؤتمر «دعم مستقبل سورية والمنطقة» الذي انعقد في العاصمة البلجيكية بروكسل، لبنان في جدل جديد حول قضية اللاجئين السوريين. والمؤتمر الذي حضره رئيس الحكومة سعد الحريري وغاب عنه وزيرا الخارجية والدولة لشؤون النازحين، أعاد التأكيد على ربط عودة اللاجئين بالعملية السياسية غير المتوافرة حالياً، وعلى رغم أن البيان الوزاري للحكومة التي لم يمض ستة أسابيع على تشكيلها تخطى الجدل حول الشروط التي تحكم طبيعة العودة فيما إذا كانت «طوعية» بحسب التعبير الذي يعتمده المجتمع الدولي أم «آمنة» بحسب التوافقات اللبنانية، إلا أن الاصطفاف دخل مرحلة «التموضع» حول القضايا الإقليمية والاستقطاب بين المحاور من زاوية الموقف تجاه النازحين. فحيث يتفرّد لبنان، من بين دول جوار سورية، بخاصية الانقسام الداخلي على خلفية ملف النزوح السوري، فذلك يفسح المجال لنظام بشار الأسد لاستخدام هذه الورقة بهدف تعزيز حضوره ودفع لبنان إلى تطبيع العلاقات معه واستخدامه في السياسة الخارجية. وحيث نجحت الديبلوماسية اللبنانية بإفراد جانب مهم من أدائها وحضورها في المنابر الدولية لأجل التسويق لعودة سورية إلى جامعة الدول العربية، أو لضرورة الشروع في إعادة الإعمار قبل الحل السياسي، أو حتى في الذهاب إلى الدعوة لمنع اللاجئين من التصويت بهدف نزع إمكان استخدامهم بوجه الأسد في الانتخابات، فإن ذلك يضع لبنان في مواجهة مع المجتمع الدولي والمقاربة الدولية للشأن السوري. إلا أن الأخطر من ذلك يكمن في ارتفاع منسوب الخطاب الشعبوي والعنصري تجاه اللاجئين، مستفيداً من وضع رئاسة الجمهورية هذا الملف في رأس سلّم أولوياتها، وتحميل النازحين مسؤولية تردي الواقع المعيشي وتراجع الاقتصاد وانهيار البنية التحتية، والدعوة إلى الانفتاح على الأسد بغية إعادتهم بمعزل عن عملية سياسية من شأنها أن تُعيد الاستقرار الحقيقي إلى سورية.

ومع معرفة هذا الفريق بأن الخطابات الشعبوية أو التعنيف اللفظي لا تعيد اللاجئين السوريين إلى ديارهم، إلا أن النهج التصاعدي بوجه اللاجئين، والخوف من التحوّل إلى إعادتهم بشكل قسري، يجعلان من أزمة النازحين السوريين قضية خلاف رئيسية تصل إلى حد انقسام المشهد اللبناني بما يُذكّر بالاستقطاب التقليدي حول قضية الوجود الفلسطيني في لبنان، لكنه هذه المرة لا يكتسب الحدة الطائفية ذاتها التي كانت عليه سابقاً بفضل اصطفاف القوات اللبنانية في الجهة التي تتعاطى بواقعية مع تداعيات هذا الملف.

بالتوازي، فإن جملة معطيات تُدخل الجدل حول اللاجئين في إطار العمل لإعادة بشار الأسد ونفوذه إلى لبنان من زاوية الحاجة إليه في تأمين عودة اللاجئين. ومع أن السلطات السورية لم تقم بأي إجراء يشجع النازحين إلى لبنان على العودة، لا بل قامت بكل ما يُبقيهم خارج سورية، فإن الدعوة التي يتبناها أتباع سورية من اللبنانيين تقف عند حد التواصل والانفتاح السياسي. إذ ان الترتيبات العملانية التي نجحت في تأمين عودة حوالى 170 ألف نازح إلى سورية خلال العام الماضي قام بها مدير عام الأمن العام اللواء عباس إبراهيم بصفته مكلفاً من الدولة اللبنانية بمتابعة هذا الملف مع السلطات السورية بالتوازي مع دوره في اللجنة التي شكلها لبنان لمتابعة المبادرة الروسية.

وبالتزامن مع ذلك، فإن مواجهة الضغوط المتصاعدة على إيران ونظام الأسد يفترض من هؤلاء أن تلتحم الساحتان اللبنانية والسورية في إطار استراتيجية واحدة تظهر معالمها تباعاً وتستدعي تهيئة الأرضية الداخلية لمواجهة المزيد من الضغوط. فذهاب الأسد إلى طهران يعطيه دفعة معنوية كشريك كامل الأوصاف في «محور الممانعة» يمكن أن يُعيده إلى اعتبارات ما قبل العام 2011، بحيث يُعيد توظيف حلفائه بهدف معاقبة خصومه التقليديين الذين سبق ونجحوا في إخراجه عام 2005، وحض هؤلاء على الانقلاب على المرحلة التي أفضت إلى تشكيل المحكمة الدولية لكشف حقيقة اغتيال الرئيس رفيق الحريري. وأكثر ما يعبر عن ذلك التصعيد المنهجي الذي يتعرض له رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، والسعي للنفاذ إلى تشتيت المؤسسات الدرزية بوجهه في لبنان والتي تمايزت بوحدتها خلال الحقبة الماضية.

و«الحاجة» اللبنانية إلى الأسد لا تتوقف عند هذا الحد، بل تمتد إلى طموح عارم لدى بعض الطبقة الحاكمة للإسهام في مشاريع إعادة إعمار سورية. ولا يخفى أن الفلسفة الاقتصادية التي تقف خلف المشهد اللبناني حالياً إنما تقوم على جملة آمال يتعلّق جزء منها بالاستفادة من المساعدات التي أُقرت في «مؤتمر سيدر» والجزء الآخر يسعى إلى الانخراط في «إعادة إعمار سورية»، وليس من الغريب أن يتم إقحام هذا الأمر في السجال الداخلي بهدف تجميل عملية التطبيع مع نظام الأسد وتقديمها بصورة تخدم مصلحة اللبنانيين الاقتصادية إلى درجة أن الدعوة هذه تحولت إلى هدف استراتيجي لجزء من السلطة الحاكمة، إذ يرد بند «المشاركة بإعادة إعمار سورية» كواحد من الأهداف الرئيسية في الورقة السياسية التي أعلنها التيار الوطني الحر في مؤتمره الأخير!

وبالعودة إلى مؤتمر بروكسل فهو انطلق من تقييم عام للأوضاع في سورية لا يشجع بنتيجته على عودة اللاجئين، ويرسم خططه المستقبلية لثلاث سنوات قادمة، والأهم أن ذلك لا يتعلق فقط بغياب الحل السياسي، إنما أيضاً بوجود أرضية سياسية وأمنية واقتصادية في سورية لا تزال تدفع السوريين إلى الهجرة وليس العكس، خاصة في غياب السلطة المركزية وتعدّد الولاءات داخل المؤسسة العسكرية وتعدّد المرجعيات الذي أفقد حتى المبادرة الروسية القدرة على تأمين الضمانات الواجبة لعودة اللاجئين. لا شك في أن مصلحة لبنان الاستراتيجية تكمن في حل سياسي حقيقي في سورية وهو ما يضمن عودة اللاجئين إلى ديارهم. ولبنان في هذه الحال يكسب استقراراً حقيقياً في سورية ولبنان، ويسهم في إعادة الإعمار وينفتح على علاقات طبيعية في إطاره العربي، لكن ذلك يغيب عن جزء من الخطاب الرسمي اللبناني لدرجة تُبيح التساؤل عمّا إذا كان المطلوب هو عودة النازحين إلى سورية، أم إعادة الأسد إلى لبنان؟

 

رحلة نهاية «حزب الله»

فارس بن حزام/الحياة/26 آذار/19

من المبكر جداً أن يتشكل في لبنان وضع مهيأ للثورة ضد «حزب الله».

تحجيم الميليشيا لن يتحقق قبل أن تحظى حركة واشنطن الدولية بتفاعل داخل بيروت؛ الأحزاب المتحالفة، والقوى المتسامحة معها، والمؤسسات الرسمية، وصولاً إلى الجمهور المحتقن. مشوار طويل لا بد أن تعيه واشنطن، فـ«الحزب» مثل المرض المتفاقم ينهش أرجاء البلاد كلها؛ في رئاسة الجمهورية ورئاسة الحكومة والجيش والأمن، ولا يوجد رأس من هذه الرؤوس يستطيع أن يرتفع قليلاً من دون إذن الإرهابي الأول. يظن «حزب الله» أنه يدير لبنان مثل رقعة شطرنج، وعلى طاولتها يجلس لاعبان، ووفق «شطرنج لبنان» لاعب واحد هو «حزب الله»، وأمامه 16 قطعة هي طوائف البلاد، يحركها ويطوعها لرؤيته بدقة متناهية؛ بالترهيب الدامي والتخويف الكلامي، ولا يحتاج إلى الإطاحة بكل هؤلاء، فقد استسلموا للقوة والقدر، وفازت الميليشيا بالمباراة، وصار لها رئيس جمهورية لا يحرك ساكناً، ورئيس حكومة يدير الطريق الصعب، فيغير الاتجاه كل مرة من دون أن يغير مكانه بخطوة واحدة، ورئيس برلمان بأفق فاسد يضيق عند حدود «الأنا»، ووحده يقف رئيس «حزب القوات» ثابتاً، انتظاراً للقدر الإلهي أو الإسناد الدولي. وعندها يأتي الاستعجاب: كيف لبلاد أن تكون الكلمة فيها للعَلم، والثقة للحكم، ولا يوجد فيه رجال بثقة واحدة تنزع كل الخوف من الشارع والبيت والمدرسة!

لنتذكر أن مشكلة «حزب الله» تتجاوز لبنان، فهي تفوق مقدراته، وأكبر من جغرافيته. لا يمكن الاكتفاء باحتوائها أو تحجيمها إلى داخل أسوار الجمهورية، بل يجب أن تواجه مواجهة شاملة، لا تسمح لأي دولة في المنطقة لتكون نافذة للميليشيا اقتصادياً أو سياسياً أو إعلامياً. ونوافذ الميليشيا مشرعة علناً في العراق وسورية وقطر والكويت وتركيا، وخفية في وسط وشرق أوروبا، إذ مازالت القارة الأوروبية مسرحاً مريحاً للخلايا، بعكس التضييق اللافت في أميركا الجنوبية. الرحلة الطويلة لا بد أن تلتزم بمراحل زمنية واستراتيجيات مستدامة. ولكل مرحلة مجموعة أهداف، تفكك هذا الكائن المتحزب بقوة خارجية، وتعيد حاضنته الشعبية إلى الوطن، وهذه من الرحلة الطويلة؛ لأن سفينة إيران في لبنان ما زالت راسية وثابتة أمام الأمواج الصغيرة، ولا شيء يدفع ركابها إلى استعجال القفز منها. أما في حال الجمهور، فمن مصلحة مواطن «حزب الله» أن يعيد ترتيب تعريفه؛ أن يقدم نفسه لبنانياً شيعياً، وليس شيعياً في لبنان، وأن يأخذ من تاريخ بلاده عبرة، فلا قوي يدوم، ولا شعارات تحيا أبد الدهر. وقبله استقوت قوى على البلاد وخسرت، وقدم آخرون طائفتهم على لبنان، ونبذهم البعيد قبل القريب. لا يمكن للبنان، أو بالأصح لا يحتمل أن يكون أكبر من مساحته، ولكن «الحزب» يذهب به إلى أبعد، حتى أصبح وطناً موزعاً في الولاء والعلم والنشيد؛ وكأننا بالحراك الجديد اليوم نرى هذا الوطن مدعواً إلى طاولة الولادة، وفي رحلة شاقة لبناء كيان جديد، له رجال يعون مفهوم الدولة ويحافظون على حدود الوطن، وهذا حلم سيتحقق، إن عاجلاً أم آجلاً.

 

رسالة إلى العماد.. كلّفوا الجيش واوقفوا الكارثة

كلوفيس الشويفاتي/ليبانون فايلز/الثلاثاء 26 آذار 2019

حضرة العماد قائد الجيش أنتم مدعوون اليوم أكثر من أي وقت مضى للمحافظة على سيادة واستقلال لبنان وعلى حقوق وكرامة اللبنانيين في وطنهم، وهذا ما لم يقصّر فيه الجيش مطلقاً وقد دفع التضحيات الجسام وبذل الدماء الزكية للمحافظة على رفعة الوطن وأمن المواطنين..

لقد بات معلوماً أن أكبر خطر يتهدّد لبنان ورسالته وديمومته هو خطر النزوح السوري الذي يهدّد الدولة والوطن اقتصادياً وسياسياً واجتماعياً وديمغرافياً وأمنياً...

حضرة العماد لن يعود النازحون إلا اذا لعبت المؤسسة العسكرية الدور الأساس في هذا الموضوع الخطير جداً..

القضية قد تكون صعبة ولكنها ليست مستحيلة على الجيش اللبناني الذي بإمكانه تنفيذها بأقلّ كلفة وبكلّ دقة وبأفضل فاعلية ونتيجة.

البعض سيقولون أن ذلك ليس من مهام الجيش اللبناني.. ولكن هذا غير صحيح إذ أن من مهام الجيش المحافظة على سيادة البلاد وعلى القوانين وعلى حدود الوطن ومصيره وأمنه وعلى مستقبل المواطنين.

حضرة القائد، الجيش منتشر في كلّ المناطق اللبنانية ويدفع إمكانات وتضحيات ليحمي النازحين في مختلف القرى والمدن، فلتكن هذه الطاقات وهذه التضحيات في سبيل إعادتهم وليس في سبيل حمايتهم فقط...

إن عمل الجيش لن يكلّف الدولة أي أعباء إضافية، فهو يقوم بمهامه في كل لبنان ولن يتكلّف أي فلس إضافي لإعادة النازحين، فالعسكر لن يهدر المال العام لهذه الغاية وحتى أنه ليس بحاجة إلى تدبير استنفار إضافي ..

إن الجيش وحده بإمكانه ضبط الحدود والسيطرة على المعابر الشرعية وغير الشرعية.

إن الجيش يملك السلطة والقوة الكافية لمنع أي إخلال بالأمن ووقف أي اعتراض أو أي تداعيات قد تنتج عن التدابير والإجراءات التي يتّخذها لإعادة النازحين...

إن الجيش يحصل على محبة ودعم كل اللبنانيين الذين لديهم كامل الثقة بالموسسة العسكرية والتي يعوّلون عليها كثيراً في ظلّ ما تعانيه باقي المؤسسات والإدارات من فساد وهدر وتدهور وتقهقر.

إن الجيش يحوز ثقة الدول العربية والأجنبية التي تُثني وتقدّر دوره وتدعمه وتسلّحه، وهذا جانب مهم ومؤثر جداً في عودة النازحين.

إن الجيش يمكنه التعاون مع باقي القوى الأمنية والبلديات والجمعيات المحلية والدولية في تنفيذ هذا الأمر وبسرعة قياسية وفي كلّ المناطق ...

حضرة القائد، فلتوضع سريعاً معايير وأسساً للتعامل مع النازحين وجدولة عودتهم، وليبدأ الجيش فوراً بتنفيذ القوانين ولتتفضّل حكومة "إلى العمل" وتكلّف الجيش بهذه المهام.

فكلّ من لا يتمتّع بإقامة شرعية وقانونية ليعد إلى بلاده.

وكل من يعمل بطريقة غير شرعية ليذهب ويعمل في بلاده.

كلّ من يتحجّج بالخطر وهو باقٍ ليحصل على مساعدات الأمم المتحدة، فليعد إلى بلاده ولتساعده الأمم المتحدة للعمل في أرضه وفي موطنه.

ولتكن مخيمات وخيم النازحين في المناطق الحدودية مع سوريا شمالاً وبقاعاً وفي مناطق محددة وليس في المدن وبين الأحياء، خصوصاً لمن عودته لا تعتبر آمنة بحيث يكونون قريبين من بيوتهم وأرضهم ويعودون فوراً عندما تُحلّ قضاياهم مع دولتهم.

كلّ من هو فار من بلاده بسبب عدم خضوعه للتجنيد أو لارتكابه جرما ما ليعد إليها وليخضع لقوانينها كما باقي مواطنيه، فلبنان ليس مأوى للمجرمين والفارين من قوانين دولتهم...

سوريا بحاجة إلى إعادة الإعمار والعالم يتنافس على الفوز بالتزامات فيها، فليعد السوريون لبناء بلدهم فهم أولى بالمعروف.

حضرة العماد لن تكون عودة للنازحين إلا بتدخّل الجيش ووضع النازحين أمام مسؤولياتهم تجاه بلدهم وتجاه أرضهم وأمام واقع أن لا وطن بديلاً لهم عن وطنهم ..

فأيها السياسيون إذا كنتم تريدون المحافظة على لبنان وعلى أرضه وشعبه هذا هو الحل؟

 كلّفوا الجيش وأوقفوا هذه الكارثة.

أوقفوا هذه السرقات بحجّة مساعدة النازحين.

أوقفوا المستغلين والندّابين والأبواق التي تتشدّق بالإنسانية وبكرامة الإنسان وحقوقه... فلا كرامة ولا حقّ لمواطن بلا وطن..

في وطنهم وأرضهم فقط تُحفظ كراماتهم وإنسانيتهم، إسالوا الفلسطينيين وراقبوا حركتهم وأوضاعهم ومصيرهم تعرفون الجواب فأشقى الورى شعب بلا وطن وأذلّهم قوم بلا علم ..

ليعد النازحون السوريون إلى وطنهم ليربحوه ويحافظوا على انتمائهم له وعلى كرامتهم فيه لكي لا نفقد نحن وطننا الذي ليس لنا وطن سواه.

 

عمان رأس حربة مقاومة “صفقة القرن”… وضحيتها

حازم الأمين /موقع درج/26 آذار/19

عندما قرر الملك الأردني عبدالله الثاني أن يقول شيئاً عن مباشرته انعطافة في موقع المملكة التقليدي، اختار مدينة الزرقاء الأردنية. استعار الرجل صوت والده “الحسين”، وقال إنه لن يساوم على “الوصاية الهاشمية على المسجد الأقصى”، مشيراً إلى ضغوط يتعرض لها، أكد أنه سيقاومها طالما أن الأردنيين مجمعون على الوقوف وراءه في مواجهتها. الزرقاء مدينة “بني حسن” أكبر عشائر شرق الأردن، إلا أنها أيضاً مدينة سكانها أردنيون بغالبيتهم، من أصل فلسطيني. ولالتقاء طرفي الهوية الأردنية في تلك المدينة دور في اختيار الملك لها، منبراً لخطابه حول الوصاية الهاشمية على المسجد الأقصى.

عمان تغلي على وقع ما تسميه “صفعة القرن”. تشعر للمرة الأولى في تاريخها بأنها فقدت جزءاً من موقعها عند الولايات المتحدة الأميركية، وأن دول الخليج غير متمسكة باستقرارها، وأن هدايا الرئيس الأميركي دونالد ترامب لبنيامين نتانياهو في القدس وفي الجولان، ستهز كيان المملكة، ويبدو أن عمان قررت أن تتحرك، وما يحمله كلام الملك في الزرقاء يؤشر إلى ذلك. علاقات الأردن مع دول الخليج تمر بأكثر المراحل برودة. ذروة الصقيع في هذه العلاقات هي مع الرياض، تليها أبو ظبي التي تعتقد عمان أنها لا تستطيع الخروج عن الموقف السعودي. 

موقع عمان لا يساعدها على التحرك السريع لبناء خط دفاعٍ بديل. الخروج من المظلة الخليجية مكلف بالنسبة إليها. ثمة أكثر من 500 ألف أردني يعملون في السعودية، ونحو 200 ألف في الإمارات العربية المتحدة. وهؤلاء يشكلون رافداً رئيساً لاقتصاد المملكة، ولاستقرارها. لكن في مقابل ذلك، أوقفت الرياض ومنذ وقت مساعداتها للأردن، وهذا ما خلف اختناقاً اقتصادياً في المملكة، ظهرت صوره في احتجاجات قام بها أبناء الجنوب، الذين لطالما كانوا عصب الحكم الهاشمي في المملكة.

عمان تشعر بأن وقف المساعدات الخليجية هو جزء من الضغوط التي تُمارس عليها للقبول بـ”صفقة القرن”. والعرض المُقدم إليها من قبل ترامب ودول الخليج مجحف فعلاً، وهو إما القبول بالقدس عاصمة لإسرائيل أو تجويع المملكة وهز الاستقرار الاجتماعي فيها.

عمان تشعر بأن وقف المساعدات الخليجية هو جزء من الضغوط التي تُمارس عليها للقبول بـ”صفقة القرن”. والعرض المُقدم إليها من قبل ترامب ودول الخليج مجحف فعلاً، وهو إما القبول بالقدس عاصمة لإسرائيل أو تجويع المملكة وهز الاستقرار الاجتماعي فيها. في المقابل تبدو خيارات مقاومة هذا الخيار ضيقة في وجه العاهل الأردني. ذاك أن الصدام مع الخليج مكلف، وفي المقابل يبدو القبول مستحيلاً. السيادة الإسرائيلية على القدس ستكون مقدمة لتوطين “مجاني” لحوالى 5 ملايين فلسطيني في الأردن، وتعني أيضاً نزع الوصاية الأردنية عن المسجد الأقصى، وما يحمله ذلك من ارتدادات معنوية على المملكة. الثمن كبير جداً ومجحف جداً وينطوي على قدر من العجرفة ولي ذراع لم يسبق أن اختبرته عمان.

والحال أن شعور عمان بخذلان واشنطن ودول الخليج كبير جداً على ما يبدو، وهي إذ تعرف أنها حياله مكبلة اليدين، شرعت بمحاولات “غير متسرعة” لامتصاص بعض تبعاته. قبل مدة ليست بعيدة زار الملك بغداد، وترافق ذلك مع اتفاقات اقتصادية بين الحكومتين الأردنية والعراقية، أبدت فيها بغداد رغبة في مساعدة عمان، وانفتاحاً على مزيدٍ من الاتفاقات. في بغداد، ثمة من يعتقد أن ذلك ما كان ليحصل لو أن هذا الانفتاح كان سيستفز طهران، لكن عمان تدرك أن الاقتراب من طهران سيطيح ما تبقى من علاقات مع الخليج، ولهذا فهي تلعب بحذرٍ شديد على خط العلاقة مع بغداد.

في موازاة ذلك، شهدت العلاقات بين عمان وأنقرة انفراجات تُوجت بزيارة للملك وبعلاقة دافئة بينه وبين رجب طيب أردوغان. حساسية الرياض حيال هذا الانفتاح أقل من حساسية أبو ظبي، وتبقى للعاهل الأردني حساباته في عدم الإطاحة بالعلاقة مع الإمارات.

الاقتراب من الدوحة ليس بالمهمة السهلة. الأخيرة مستعدة وراغبة، لكن كل ما يمكن أن تفعله عمان هو أن تُشعرها بأنها خارج منظومة الحصار، من دون أن يعني ذلك عودة للعلاقات الطبيعية بينها وبين الدوحة.

موقع الأردن الإقليمي اليوم، إذا ما نُظر إليه من مسافة بعيدة من المفترض أن يكون أقرب إلى المحاور البعيدة من محور واشنطن – الرياض. ذروة الصدام مع الإدارة الأميركية، وبرودة في العلاقات غير مسبوقة مع دول الخليج، وشبه صدام مع تل أبيب. يمكن لمن لم يقرأ اسم الأردن في هذه الخارطة أن يعتقد أنها طهران أو دمشق. لم يسبق لعمان أن اختبرت هذا الموقع، ولم تكن يوماً في مواجهته على هذا النحو، ثم أن أحداً من “الحلفاء التقليديين” مكترث لحساسية موقعها، وهذا ما يُشعرها باحتمال اهتزاز هذا الموقع. عندما غزا صدام حسين الكويت وجدت عمان نفسها في موقع مشابه، فلم يكن باستطاعتها أن تكون جزءاً من التحالف الدولي ضد صدام، ولا تسطيع أن تكون في تحالف مع صدام. الملك حسين في حينها نأى بنفسه، وتفهمت واشنطن هذا النأي ولاحقاً تفهم الخليج. موقع الأردن اليوم أشد تعقيداً. إنها القدس وليس مصير صدام حسين. وفي مقابل ذلك إنه دونالد ترامب وليس جورج بوش (الأب)، وهو الأمير محمد بن سلمان، وليس الملك فهد. واليوم أضاف ترامب بعداً جديداً إلى هذه التراجيديا. إنها الجولان، الهدية المجانية لتل أبيب. إذاً المملكة أمام معضلة تتمثل في رجل يشعر بأنه غير معني بأي التزام بتوازن، لطالما حصّن المملكة من الحروب التي تحاصرها في فلسطين ثم في العراق، والآن في سوريا. 

 

تقرير مولر ودولة المؤسسات!

حسين شبكشي/الشرق الأوسط/26 آذار/19

وأخيراً وبعد طول انتظار، أعلنت وزارة العدل الأميركية نتائج تقرير المحقق الخاص المستقل روبرت مولر، وأوضحت أنه لم يثبت أن حملة الرئيس دونالد ترمب تواطأت أو نسقت مع روسيا، كما أضافت أن أدلة مولر غير كافية لبرهنة أو تأكيد عرقلة الرئيس ترمب القضاء. الرئيس ترمب وفريق إدارته وحزبه وأنصاره سيرون في ذلك نصراً عظيماً لهم، وصك براءة كبيراً للرئيس عن كل الاتهامات التي وجهها له كل خصومه طوال سنتين من الوقت. أما الديمقراطيون فيعتبرونها ضربة موجعة وخيبة أمل كبرى لهم، بعد أن شحنوا المناخ السياسي والإعلامي ضد ترمب، ورفعوا سقف التوقعات، وبدأوا في الترويج لسيناريوهات واحتمالات الإقالة والعزل، ولكن اليوم باتت الأعين تركز على الكيفية التي سيتم بها توظيف هذا الحدث وتبعاته على المشهد الأهم؛ وهو الانتخابات الرئاسية المقبلة. بدأت التحليلات تنطلق صوب توقع «اكتساح» لصالح دونالد ترمب ضد خصومه من الديمقراطيين، خصوصاً في ظل غياب زعيم قوي منهم، ومع استمرارية وجود مؤشرات إيجابية ومطمئنة تخص الاقتصاد الأميركي، خصوصاً في معدلات النمو المتصاعد والإنتاجية المتصاعدة ومعدلات البطالة المنخفضة، فالأميركي تعود أن «يصوت بجيبه»، فالاقتصاد يبقى الموضوع الأهم والأول بغض النظر عن القضايا الاجتماعية والسياسية الخارجية الأخرى. ولكن الدرس اللافت والأهم في هذه القصة، هو انتصار دولة المؤسسات والقانون على الأهواء. محقق «خاص ومستقل» فتح تحقيقاً في «شبهة خطيرة» تتعلق بسمعة رئيس البلاد و«تورطه في علاقة مشبوهة» مع «دولة غير صديقة»، وهي لو ثبتت ستكون باباً يفتح على مسائل في غاية الخطورة كالخيانة والخداع.

دولة المؤسسات والقانون ضمنت منهجية التحقيق واستقلاليته بعيداً عن «عواطف» الأحزاب الأخرى والإعلام والتشنج والاستقطاب الحاصل فيهما، ضمنت أن يكون التحقيق شاملاً وكاملاً يعتمد على ما هو «قطعي» الدلالة وليس «ظني» الدلالة، وأن أي متهم بريء حتى يتم توفر الكم والقدر الكافي من الأدلة التي تسمح وبكل ثقة وجدارة بتوجيه الاتهام إليه. أهم ما يمكن الاستفادة منه في هذه الواقعة أن الدول العظمى تبنى على مؤسسات وأنظمة وقوانين، فالأشخاص راحلون، ولكن الإرث القانوني للدول الناجحة هو الذي يبقى، وأهم إرث لهم هو منهجية قانونية تضمن الحدود الدنيا من العدالة للجميع، لا يختلف تحت مظلتها شقي مشتبه به، وصولاً إلى رئيس للبلاد أحاطت به الظنون والشكوك والشبهات. دخلت هذه الجولة في أرشيف القانون السياسي وسيتم الرجوع إليها مستقبلاً لمعرفة كيف تسرع خصوم ترمب في القفز إلى خلاصة قضائية دون وجود أدلة دامغة تؤيد عواطفهم وأهواءهم ورغباتهم. ما يتمناه المرء شيء وما يمكن إثباته بالقانون شيء آخر. وتبقى القوانين المطبقة بسوية على الجميع ضمانة لتحقيق العدل، وهذا هو الذي يفرق بين الدول الناجحة من غيرها.  الانتخابات الرئاسية الأميركية أخذت زخماً جديداً، والمقبل مرشح أن يحمل مفاجآت أخرى، فخصوم ترمب والإعلام المؤيد لهم لن يقبلوا هزيمة تقرير مولر بسهولة.

 

ماتت «داعش» عاشت «داعش»!

عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط/26 آذار/19

إعلانات الانتصار في كل مكان، وعلى كل لسان معني بالحرب على الإرهاب في سوريا. في رأيي، هذا انتصار مؤقت، ومسألة وقت حتى يظهر تنظيم «داعش» آخر. دولة «داعش» التي أُعلن القضاء عليها الأسبوع الماضي في سوريا، ولدت في 2011 بعد أن أعلن حينها عن نهاية «القاعدة»، التنظيم الإرهابي، وأنه تم تدميره نهائياً، بعد دحره في بغداد وغرب العراق. عدد الذين تم اعتقالهم، حتى الأيام الماضية في سوريا، بلغ نحو ثلاثين ألفاً، يقال إنهم من منسوبي «داعش». ويقدر عدد الذين التحقوا بالتنظيم خلال سنوات الحرب السورية بأكثر من ستين ألفاً، وفق تقديرات بُنيت على عدد المعتقلين الذين خرجوا من مناطق مختلفة في سوريا بعد بدء هجمات قوات التحالف الدولي عليهم في الصيف الماضي. «داعش»، مثل تنظيم «القاعدة»، فكرة والأفكار لا تموت بسهولة في بيئة منطقتنا الحالية، بيئة الفوضى والفراغ. فـ«القاعدة» ظهرت أولاً في أفغانستان بعد انهيار الحكم في أفغانستان واستيلاء «طالبان» عليه، بعد الفراغ بخروج القوات الأميركية في مطلع التسعينات. ومن هناك انتشرت أفكار التطرف المسلح عبر الحدود إلى دول المنطقة عبر الإعلام والمساجد والحواضن الأخرى. حتى ظهر بقوة في العراق، بعد انهيار نظام صدام حسين، وقيام نظام حكم ضعيف مؤقت في بغداد تحت الإدارة الأميركية. هزم أخيراً في العراق بعد مقتل الآلاف واعتبرت الأنبار مقبرته الأخيرة. ثم خرج تحت اسم وعلم جديد. وفي عام 2011 قامت الثورة في سوريا سلمية ومدنية، فوجدها أبو بكر البغدادي الذي أقام إمارة سماها «تنظيم دولة العراق الإسلامية» فرصة ليوسع خلافته عبر الحدود إلى سوريا. أسس وجوداً لـ«القاعدة» في سوريا، واختار أبو محمد الجولاني للمهمة، الذي ما لبث أن اختلف مع زعيمه وأسس لنفسه تنظيم «جبهة النصرة»، ويرتبط بـ«القاعدة». وفي عام 2016 قرر الجولاني أن يغيّر اسم التنظيم. ظهر في فيديو معلناً حل «جبهة النصرة» وتسميتها «جبهة فتح الشام»، لماذا؟ برر الجولاني حينها بأنه «من أجل دفع الذرائع التي يتذرع بها المجتمع الدولي، وعلى رأسه أميركا وروسيا في قصفهم وتشريدهم لعامة المسلمين في سوريا بحجة استهداف (جبهة النصرة)». الحقيقة، أنها كانت ضمن لعبة التحالفات مع تركيا وعدد من الفصائل السورية. وظهرت حركات إرهاب أخرى، مثل «حركة نور الدين الزنكي»، و«لواء الحق»، و«جيش السنة»، و«جبهة أنصار الدين». حتى «جبهة فتح الشام» غيّرت اسمها للمرة الثالثة إلى «هيئة تحرير الشام». وليست سوريا وحدها الأرض التي غزتها «القاعدة»، ففروع التنظيم موجودة في مناطق واسعة. هناك «القاعدة في شبه الجزيرة العربية»، و«القاعدة في شبه القارة الهندية»، و«القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي»، و«تنظيم الشباب»، وكذلك جماعات نائمة في العراق وغيره.

وبالتالي، فإن إعلان الانتصار وتدمير دولة الخلافة الإرهابية حدث محصور في مكانه وزمانه، وسيبقى الإرهاب موجوداً كفكرة، من إنتاج التطرف. لذا؛ فإن محاربة التطرف أهم من محاربة الإرهاب الذي لا يزال يحصر فقط في إطار حمل السلاح. لكن تنظيمات مثل «الإخوان المسلمين» التي، وإن كان بين كوادرها وفروعها جماعات مسالمة وتختلف مع «القاعدة»، تبقى مدرسة كبيرة لإنجاب الأفكار الخطيرة. التطرف لا دين له ويقود إلى الإرهاب، كما رأينا في اليمين العنصري الذي تحول إلى القتل، مثلما فعل في جريمة المسجدين في نيوزيلندا. فالتطرف ملة واحدة يغذي بعضه.

 

درس آخر من بلاد جاسيندا

سمير عطا الله/الشرق الأوسط/26 آذار/19

غرقنا جميعاً في سرعة المتابعة لمجزرة نيوزيلندا. وفي السرعة تغيب عن بال الناس أشياء كثيرة. ومع الوقت نبدأ في قراءة العبَر والنتائج. لقد رحب العالم بقرار جاسيندا أرديرن حجب صورة السفاح على أنه عقاب عاطفي نبيل. وهذا ما أرادته هي بكل صدق وكبرياء.

لكننا نرى اليوم أنها أحدثت سابقة عالمية بالغة الأهمية في عصر التوحش التكنولوجي. إنها لم تحرم السفاح وحده من الدعاية والظهور، بل جميع الإرهابيين. فالإرهاب يعتمد، بالدرجة الأولى، على نشر الرعب والخوف، وقبل أن يهيئ أي شيء، يعدّ الكاميرا والمصورين ومهندسي الإضاءة. وعندما أطلّ البغدادي للمرة الأولى معلناً «دولته»، جعل ذلك في أفضل إخراج سينمائي ممكن. وتناقلت القنوات التغطية كما لو أنها جزء من إعلام «داعش». لكنها ستفاجأ بعد قليل بأن المخرج لا يتوقف عند نقطة محددة من التوحش: ها هو يصور إحراق الطيار الأردني حياً في قفص حديدي، والداعشي البريطاني العملاق يبتسم للكاميرا وهو يقطع رأس ضحيته. بعد أشرطة «القاعدة» على «الجزيرة»، تعلم «داعش» من الإعلام. وازدهرت صناعة القتل، مرفقة دوماً ببيان بليغ. ولم يحمل السفاح الأسترالي بياناً؛ بل دراسة كاملة. إلا إن كل ما أعدّه للشاشات، أحبطته جاسيندا أرديرن. وبدل أن يلاحق الإعلام كالقطيع، أخبار الجريمة، رأى نفسه هذه المرة يبحث عن «الإثارة» في الخير والحق والخلق. ورأينا البطل الأول سيدة في ثياب الحداد، ومدينة مسيحية تعتمر الحجاب تضامناً مع ضحايا المسجدين. ورأينا الفرقة الوطنية ترقص استنكاراً لما حدث على أرض البلاد.

لقد خطفت جاسيندا أرديرن من الإرهابي الأضواء التي خطط لها بكل دم بارد ورقيع. هذه عبرة شديدة الأهمية في الحرب على الإرهاب. امنعوا عنه الدعاية. إنه عدو للإنسانية وليس جزءاً منها. حاولوا قدر الإمكان أن تطفئوا أضواءه أينما كانت: شاحنة ساحقة في برلين، أو قتل جماعي في النرويج، أو متفجرة في جزيرة بالي. هناك أسلحة كثيرة يمكن سحبها من الآيديولوجيا الإرهابية؛ أولها المال، وثانيها الدعاية. الأشرطة التي فازت «الجزيرة» حصرياً ببثها، كانت تذاع على أنها أشرطة أبطال ومقدّسين. وقد تساوت في برامجها المباشرة أخبار الشعوب والأمم، وأخبار مفجريهم. وصار المقياس المهني في العالم العربي أن تكون نشرات الأخبار بشارات مفتوحة بالموت والدمار. لا أخبار للحياة في العالم العربي. بعد نيوزيلندا، عرف العالم ما معنى ودور وتأثير الدعاية. الخطر ليس فقط في الإعلام المزيّف، أو الكاذب؛ بل خصوصاً في الإعلام المحرّض.

 

الشيخوخة ليست تهمة

داود الفرحان/الشرق الأوسط/26 آذار/19

بينما تتحدث دول «قلقة» عن ضرورة قيام مجتمعات «متجانسة» لجميع الطوائف والأديان والأحزاب، تمنح دول «مستقرة» الأولوية لقيام مجتمعات «متفاهمة» لجميع الأعمار. وتتوقع الأمم المتحدة أن يزداد عدد الأشخاص الذين تزيد أعمارهم على ستين سنة من 600 مليون شخص إلى نحو مليار شخص بحلول عام 2050. وسترتفع أعداد المعمرين في الدول النامية بنسبة أربعة أضعاف الأرقام الحالية، وعليها أن تعي بمسؤولية كاملة معنى هذا التحول الديموغرافي الذي يشكل تحدياً غير مسبوق لخلق مزيد من الفرص أمام كبار السن لاستمرار تفاعلهم الإيجابي في دوران عجلة الحياة. لقد تنبهت الجمعية العامة للأمم المتحدة في عام 1982؛ فأقرّت تهيئة بيئتين، دولية ووطنية، تعززان قيام مجتمعات لجميع الأعمار، في إطار خطة عمل دولية للشيخوخة وكبار السن. لقد ذهب عهد «دور العجزة» الذي كانت الدول تتباهى فيه بزيادة أعدادها لاستيعاب أكبر عدد ممكن مما كان يسمى «العجزة» في إشارة إلى كبار السن. وينبغي على الدول كافة أن تجري تعديلات في دساتيرها ونظمها للرعاية الاجتماعية ترفض فيها أي شكل من أشكال التمييز على أساس السن. وهذا الأمر ينطبق أكثر على سكان الدول المتقدمة التي تعتبر شيخوخة مجتمعاتها إنجازاً إيجابياً، بسبب تطور الرعاية الصحية بعكس نظرة مجتمعاتنا «القلقة» التي تصف كل «متقاعد» بأنه «ميت قاعداً»! أي إنه عاجز عن الحركة وأي نشاط حيوي وإنساني. لقد انتبهت اليابان منذ أكثر من نصف قرن إلى أن أعداد كبار السن فيها تزداد سنوياً بنسب متصاعدة؛ الأمر الذي دعا إلى المطالبة بالاحتفال بـ«عيد كبار السن» لمداواة جراح السنين. وعموماً فإن القارة الآسيوية ستصبح بحلول عام 2050 المنطقة التي تضم أكبر عدد من كبار السن، تليها أفريقيا.

وفي العادة يتم تحديد حجم وعمر كبار السن استناداً إلى ثلاثة مشتركات، هي الوفيات والهجرة والخصوبة. ويُقرع جرس الإنذار إذا ما مال عامل الوفيات إلى التصاعد على حساب العاملين الآخرين، وهما الهجرة والخصوبة.

ودعت الأمم المتحدة إلى إلقاء «نظرة أخرى على التصورات الحالية بشأن الشيخوخة وآليات رعاية كبار السن ونُظم الدعم المشتركة بين الأجيال والقيود المالية». وظهر مصطلح جديد هو «الشيخوخة الفاعلة» بهدف تيسير مواصلة الحياة باستقلال في المنزل وتوفير الخدمات والمرافق التي تلبي أنواعاً شتى من الاحتياجات، في مقدمتها تعزيز الروابط العائلية وتقديم الدعم لوحدة الأسرة بوصفها المصدر الرئيسي لرعاية كبار السن. وتولي الأمم المتحدة أهمية خاصة للنساء المسنّات اللاتي يواجهن تفاوتاً اجتماعياً في الدول النامية. وأمام الحكومات تحديات كبرى في هذا الإطار مثل الصحة الجيدة والأمن الاقتصادي والسكن اللائق والعيش في بيئة مواتية واحترام كرامة المسنين مع مرونة أمام سن التقاعد الإلزامي وعدم كفاية المعاشات التقاعدية والضمان الاجتماعي.

مع كل تقدم الطب والعلم والرفاهية فإن وصول الإنسان إلى عمر المائة سنة ما زال أمراً صعباً جداً ولا يمكن بلوغه إلا في حالات شاذة معدودة، يسلط الإعلام الأضواء عليها وقد يدخل بعضها في موسوعة «غينيس» للأرقام القياسية. وفي اللغة الإنجليزية تعبير ليس له ما يماثله في المعنى في اللغة العربية عمن يصل عمره إلى مائة سنة فما فوق وهو «Centenarian» أي «الشخص القَرني»، إذا صح التعبير، وجمعهم «الأشخاص القَرنيون». وتتوقع بريطانيا أن يصل واحد من كل ثلاثة أطفال ولدوا في بريطانيا عام 2013 إلى عمر المائة سنة... والأعمار بيد الله. في عام 2012 قرأت عن رجل يمني تجاوز عمره 160 سنة وطلع له قرن في رأسه! ولكني أشك في دقة هذا الخبر لعدم وثوقيته. وقرأنا أخباراً مماثلة غير موثقة عن معمرين هنود وسعوديين ويابانيين وصينيين وإندونسيين قيل إن أحدهم بلغ عمره نحو 150 سنة ويتذكر حروب نابليون الأول!

وانتبه العلماء إلى أن أكثر المعمرين في العالم هم من سكنة المدن الجبلية والقرى النائية التي تكاد تكون منعزلة عن التكنولوجيا الضارة وثقب الأوزون و«الحشد الشعبي» و«داعش» و«حزب الله» و«الحوثيين»، وأسعار الدولار والنفط والديمقراطيات العربية. ففي إيطاليا - مثلاً - بلد النجمة صوفيا لورين (82 سنة) توجد قرية شبه منعزلة تدعى «أكسيارولي» تتميز بأن نصف سكانها قاربوا المائة عام على الرغم من وجود نسبة منهم من المدخنين والبدناء. وتوصل الباحثون إلى أن السبب يعود إلى عدم انتشار الصناعات الملوثة في القرية ومنطقتها الجبلية والخضرة الدائمة، ما يبعد السكان عن الضوضاء والتلوث وأمراض القلب وألزهايمر، ويحافظ على وظائف المخ والذاكرة والبنكرياس. ويُمضي المعمرون أيامهم في صيد السمك أو ركوب الدراجات الهوائية أو تأمل الطبيعة والبحر أو لعب الدومينو.

واحتفل قبل ثلاثة أشهر نجم السينما الأميركية في عصرها الذهبي كيرك دوغلاس والد النجم الشهير مايكل دوغلاس بعيد ميلاده الثالث بعد المائة. وقبل أكثر من عشر سنوات، أصدر دوغلاس كتابه التاسع الذي أقسم أنه سيكون كتابه الأخير. والكتاب عبارة عن «مندبة مماتية» من الغلاف إلى الغلاف، ضم خمسة فصول عناوينها: «التفكير في الموت» و«التعامل مع الموت» و«اقترَبَ الموت» و«قراءة النعي» و«غروب الشمس»! وعلقت وكالة «رويترز» للأنباء في حينه، فقالت إن الكتاب دعاية مبكرة لمشروع يفكر دوغلاس في تأسيسه بعد أن تقاعد عن التمثيل وهو فتح محل «حانوتي» أو دفّان موتى! لكنه يدافع عن نفسه قائلاً، إن «هذا هو ما يفكر فيه الناس في مثل سنه حين يتساءلون ما إذا كانوا قاموا بأشياء جيدة في حياتهم». لقد قام ببطولة تسعين فيلماً تقريباً ظهر فيها كلها أنيقاً ومستعداً للقتال وجذاباً... ومختلفاً عن غيره. وعن تجربة العمر المديد يقول: «إذا كنت تعتقد أن الذي يبلغ من العمر سبعين عاماً كبير في السن، فانتظر حتى تبلغ الثمانين، فإذا وصلت إلى الثمانين انتظر حتى تصل إلى التسعين ثم ابدأ بالعدّ العكسي»! وهو يعترف أنه وصل اليوم إلى هذه السن ولم يبدأ العدّ بعد لأنه يخشى الخطأ، فربما هناك خطأ مطبعي في سنة الميلاد.

وهب الله القراء طول العمر ورحم المطربة العراقية زكية جورج صاحبة أشهر أغنية عراقية، وربما الوحيدة عربياً، عن كبار السن تقول في مطلعها: «أنا من أكولن (أقول) آه وأتذكر أيامي... روحي تِرِفْ وتغيب وأغرق بأحلامي». الشيخوخة ليست تهمة، وإلا كانت الأرض نفسها جِرماً فضائياً مهدداً بالفناء.

 

ولماذا لا يضمون الجولان والقدس؟

توفيق شومان/26 آذار/19

http://eliasbejjaninews.com/archives/73352/%D8%AA%D9%88%D9%81%D9%8A%D9%82-%D8%B4%D9%88%D9%85%D8%A7%D9%86-%D9%88%D9%84%D9%85%D8%A7%D8%B0%D8%A7-%D9%84%D8%A7-%D9%8A%D8%B6%D9%85%D9%88%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%AC%D9%88%D9%84%D8%A7%D9%86-%D9%88%D8%A7/

شجبنا اعتراف الرئيس دونالد ترامب ب "اسرائيلية" الجولان السوري المحتل.

قبله: استنكرنا اعتراف السيد ترامب ب "إسرائيلية" القدس المحتلة.

شجبنا واستنكرنا وأدنا وشتمنا وسببنا واستحضرنا قواميس اللعنة ومعاجم التحقير والتصغير وحولناها جحافل كلمات وفيالق مفردات وصوبناها باتجاه العدو وحليف العدو.

لبسنا الحداد وندبنا ولطمنا وأصدرنا بيانات باكيات تستغيث بالقرارات الدولية ومواثيق الأمم وشرعة حقوق الإنسان.

ماذا بعد ذلك؟

بعد ذلك سنعود عربا

سنعود عربا نتقاتل

نتقاتل قتال القبائل

كل قبيلة تقاتل أختها

وكل قبيلة تلعن أختها

فقبيلة تردد ما قاله يوما الشاعر جرير: فغض الطرف إنك من نمير/فلا كعبا بلغت ولا كلابا.

فترد عليها قبيلة أخرى بما قاله الفرزدق:إن الأراقم لن ينال قديمها/كلب عوى متهتم الأسنان.

وهكذا نمضي متلاعنين متقاتلين غير آسفين على أوطان دمرناها وعلى بلاد أحرقناها.

يا عرب، علام العجب؟

منذ وعد بلفور في العام 1917 ونحن نشجب.

منذ قرار التقسيم في العام 1947 ونحن نستنكر.

منذ حرب الخامس من حزيران/يونيو 1967 ونحن نبدع في نصوص الإدانة ونتفنن في بيانات الإستنكار.

بعضنا راهن على الولايات المتحدة، فخذلته وحين أينع رأسه أسقطته.

بعضنا راهن على روسيا فأورثته وأورثتنا النكبة الثانية التي "تشاطرنا" وسميناها نكسة، وها هو ترامب ونتنياهو يحصدان نتائج النكسة،ويقولان: لا القدس عربية ولا الجولان عربياً.

هي إرث هزيمة حرب الأيام الستة الملعونة.

صغرناها من هزيمة إلى نكسة.

دائما نذهب إلى تصغير هزائمنا فنخترع لها أوصافاً من أوهام.

دائما نذهب إلى تعظيم صغائر خطواتنا فنبتكر لها أوصافا من رغبات.

دائما نتحدث عن المؤامرة.

ثم نزج دماءنا في أتون المؤامرة التي كنا لعناها قبل يوم أو أقل.

نتحدث عن المؤامرة ونقع فيها.

نتحدث عن المؤامرة وننجر إليها.

نتحدث عن المؤامرة ونذهب إلى نارها صفا مرصوصاً.

كل المؤمرات تأتينا من الخارج على ما تقول العاربة والمستعربة.

يمين العرب قال ذلك ويسار العرب قال ذلك وقوميو العرب قالوا ذلك وإسلاميو العرب تبعوا أسلافهم فكانوا أحفادا ميامين لأجداد سابقين.

لم يتحدث أحد عن القبائل وأحقادها، ولا احتقار القبائل للقبائل، ولا عن ثأر لا ينتهي بين القبائل والقبائل، ولا عن عقيدة القبيلة وإذ ترى أن حقا لها بأن تحكم وتتسلط على كل القبائل.

ما زلنا هناك يا سادة.

ما زلنا عند اللحظة التي تتنابذ فيها القبائل، فتقول واحدة للأخرى: نبئتُ تغلبَ ينكحون رجالهم/وترى نساؤهم الحرام حلالا.

فترد عليهم عليهم القبيلة الأخرى فتقول: ما زال فينا رباط الخيل معلمة/وفي كليب رباط الذل والعار.

قوم إذا استنبح الأضياف كلبهم/قالوا لأمهم بولي على النار.

فتمسك البول شحا لا تجود به/ولا تبول لهم إلا بمقدار.

ما الفرق بين ما كنا عليه وما نحن الآن عليه؟

ما الفرق بين ما كانت تقوله القبائل للقبائل وما تقوله الأحزاب للأحزاب؟

ما الفرق بين من كانوا شعرا ينظمون وبين من باتوا سياسة يحللون؟

ما زلنا هناك .

لا تُحسن القبيلة جوارا مع قبيلة

لا يُحسن شيخ القبيلة جوارا مع شيخ القبيلة.

وحتى: لا يُحسن الجار جوارا مع جاره .

حسنا: وكيف لا يتسلل "ملك الروم" من بين حرائق القبائل؟

ذات قصيدة قال نزار قباني عن هزيمة حرب حزيران/يونيو: ما دخلَ اليهودُ من حدودنا/وإنما تسربوا كالنمل من عيوبنا.

من عيوب القبائل يتسلل "ملك الروم" فيعلن مرة: ان القدس "عروس إسرائيل" وليست عروس عروبتنا.

ومن عيوب القبائل يتسلل "ملك الروم" فيعلن مرة ثانية أن فيروز شاخت وما قرعت أجراس العودة.

هي القبائل التي تلحس دمها بمبردها وتطعن لحمها بخنجرها.

هي "داحس والغبراء" التي لا تنتهي.

وهي "البسوس" التي تأبى خاتمة ونهاية.

هي تركة القبائل التي لا تعرف سلاما بينها.

هي كل انتحاراتنا الماضية التي جسدناها انتحارات حاضرة.

إذا:

لماذا لا يضمون القدس؟

لماذا لا يضمون الجولان؟

لماذا لا تتحول "إسرائيل" محمية ومصونة وآمنة ومطمئنة طالما أن نصالنا تتكسر بنصالنا؟.

علام نلوم "ملك الروم"؟

علام نلوم "ملوك الفرنجة"؟

لماذا لا ينشد بنيامين نتنياهو ما قرأه في "نشيد الإنشاد" ويغني مرحا وانشراحا ويقول: "اخرجن يا بنات صهيون وانظرن الملك سليمان بالتاج الذي توجته به أمه في يوم عرسه و في يوم فرح قلبه"؟.

لماذا لا يردد دونالد ترامب ويقول: ""رأيت العروبة معروضة في مزاد الأثاث القديم ولكنني ما رأيت العرب".

أين العرب؟

هل من عرب؟

سلام يا قدس.

سلام يا جولان.

غنت فيروز يوماً: سنرجع يوماً

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود وغيرها

القمة اللبنانية الروسية اكدت أهمية التعاون عون: العلاقات السياسية والاقتصادية ستشهد تطورا مهما بوتين: لبنان بلد شريك تاريخي وتقليدي

الثلاثاء 26 آذار 2019 /وطنية - موسكو - اتفق الرئيسان اللبناني ميشال عون والروسي فلاديمير بوتين على "تعزيز التعاون بين لبنان وروسيا انطلاقا من الزيارة الرئاسية الى موسكو، والتي رسمت اطارا جديدا للعلاقات في المجالات كافة"، في وقت اعتبر فيه الرئيس بوتين "ان لبنان بلد شريك تاريخي وتقليدي لروسيا التي تقف الى جانبه منذ بدء العلاقات الديبلوماسية قبل 75 سنة". أما الرئيس عون فأمل في أن "تستمر هذه العلاقات"، شاكرا للرئيس بوتين "دفاعه الدائم عن الاقليات المسيحية في الشرق"، مؤكدا "ان العلاقات السياسية والاقتصادية ستشهد تطورا مهما.

وفيما شدد الرئيس بوتين على "ضرورة معالجة الاوضاع في الشرق الاوسط"، اعتبر الرئيس عون ان "قرار الرئيس الاميركي السماح لاسرائيل بضم الجولان السوري المحتل اليها، يتعارض مع كل قوانين ومبادىء الامم المتحدة منذ تأسيسها حتى اليوم".

اما الرئيس بوتين فدعا الى "انتظار ردود الفعل الدولية على هذه الخطوة"، واتفق الرئيسان على "تفعيل التبادل التجاري والتعاون في مجال الطاقة والسياحة والتجارة، وتفعيل التنسيق الثلاثي بين لبنان وسوريا وروسيا لاتخاذ اجراءات اضافية لتسهيل عودة النازحين السوريين الى بلادهم".

وكان الرئيس عون وصل إلى الكرملين، عند الرابعة بعد ظهر اليوم بتوقيت روسيا، (الثالثة بتوقيت بيروت)، وتوجه إلى المكتب الخاص للرئيس بوتين، حيث عقد الرئيسان قمة بينهما دامت حوالى نصف ساعة، حضرها عن الجانب الروسي مساعد الرئيس بوتين يوري اوشاكوف، وزير الخارجية سيرغي لافروف، والسكرتير الصحفي للرئيس الروسي ديميتري بيسكوف. فيما حضر عن الجانب اللبناني وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل والمستشارة الرئيسية للرئيس عون السيدة ميراي عون الهاشم.

في مستهل اللقاء، رحب الرئيس بوتين بالرئيس عون في موسكو، وقال: "إن لبنان بلد شريك تاريخي وتقليدي قديم، ونحن نقيم علاقات مع جميع ممثلي دولتكم، وكل القوى السياسية والفئات الدينية".

أضاف: "نحن نرحب بكم في روسيا، كرئيس للدولة وممثل لشريحة المسيحيين في لبنان. وفي السنة المقبلة، سنحتفل بمرور 75 سنة على تأسيس العلاقات الديبلوماسية بين بلدينا. إن روسيا وقبلها الاتحاد السوفياتي، كانت من اوائل الدول التي اعترفت باستقلال لبنان. واكرر لكم سروري بالترحيب بكم في موسكو".

ورد الرئيس عون بالقول: "نحن سعداء جدا بهذا اللقاء، خصوصا أن علاقتنا بروسيا تمتد الى منتصف القرن ال16. ومع الاسف، كانت هذه العلاقات متقطعة وغير متواصلة لأسباب عدة، لكننا نأتي اليوم الى هنا وكلنا امل بأن تظل هذه العلاقات متواصلة على الدوام".

أضاف: "أود أن أشكرك على مواقفك المدافعة دائما عن الاقليات المسيحية في المشرق، لأنها مرت في ظروف صعبة جدا، وما زالت صعبة الى الآن، ونأمل دائما مساعدتها".

وتابع: "التقينا اليوم مجموعة من الشخصيات، ومنها شخصيات اقتصادية. وكان هناك تفاهم بيننا حول المستقبل القريب. ومع الاسف، سمعنا خبر قرار الرئيس الاميركي السماح لاسرائيل بضم الجولان السوري المحتل اليها، الامر الذي يتعارض مع كل قوانين ومبادىء الامم المتحدة منذ تأسيسها الى اليوم. وهذه هي المرة الثانية، بعد القرار حول القدس، يحدث ان تهب دولة، دولة أخرى ارضا ليست لها. وهذا الامر مقلق لكل الدول المحيطة باسرائيل. ونتمنى ان تطمئننا حول المستقبل القريب".

وبعد ذلك، تحدث الرئيسان عون وبوتين في مواضيع تهم البلدين والاوضاع في المنطقة، فرأى الرئيس بوتين في "قرار الرئيس الاميركي خرقا للقوانين الدولية"، مشيرا الى انه "لا بد من انتظار ردود الفعل الدولية على هذه الخطوة، وموقف روسيا معروف ولا يتغير".

واشار الرئيس بوتين الى "اهمية التبادل التجاري بين لبنان وروسيا، مسجلا انخفاضه بنسبة 26 %"، داعيا الى "البحث عن مجالات جديدة للتعاون"، مثنيا على "دور لبنان في مكافحة الارهاب".

وكذلك، تناول الرئيس بوتين "أوضاع النازحين السوريين في لبنان"، وقال: "نحن نعلم عمق المعاناة اللبنانية في مسألة النازحين السوريين وما يتحمله في هذا المجال، ونأمل ان تصبح الظروف اكثر ملاءمة لعودتهم".

وتحدث الرئيس بوتين عن دور بلاده في "مساعدة سوريا لتسهيل عودة النازحين، خصوصا في مجال ازالة الالغام واعمار المنازل لتأمين عودة هؤلاء"، وقال: "إن موسكو تعمل على عودة سوريا الى الجامعة العربية".

من جهته، تحدث الرئيس عون خلال الاجتماع المصغر عن واقع النازحين السوريين في لبنان، وما سببه من تداعيات على القطاعات كافة، لافتا الى "الكثافة السكانية التي ارتفعت نسبتها نتيجة انتشار النازحين"، وقال: "ان لبنان لم يعد قادرا على التحمل نتيجة اوضاعه الاقتصادية الصعبة".

ولفت الرئيس عون الى انه "لا يمكن انتظار الحل السياسي لتحقيق عودة النازحين"، مستذكرا "القضية الفلسطينية التي لا تزال من دون حل منذ 71 عاما ولا يزال الفلسطينيون ينتظرون العودة الى اراضيهم"، وقال: "إننا نعلق أهمية كبرى على دوركم للمساعدة في تأمين عودة النازحين".

ثم عرض الرئيسان عون وبوتين "للعلاقات الثقافية والاجتماعية بين لبنان وروسيا"، فشدد الرئيس عون على "أهمية التعاون الثقافي بين البلدين"، مقترحا "إنشاء معاهد تربوية لتعليم اللغة الروسية، اضافة الى تشجيع السياحة لبناء الصداقات وتفعيلها".

وأيد الرئيس بوتين "اقتراح الرئيس عون الذي اختتم اللقاء المصغر برغبة في أن يكون لروسيا الدور الاكبر في منطقة الشرق الاوسط، والذي يعتبر لبنان مدخلها الطبيعي".

المحادثات الموسعة

بعد ذلك، انتقل الرئيسان عون وبوتين الى قاعة الطعام، حيث انضم اليهما الجانبان اللبناني والروسي حول غداء عمل استكمل فيه النقاش حول المواضيع التي تهم البلدين.

وحضر اللقاء الى الرئيسين اللبناني والروسي، عن الجانب الروسي: مساعد الرئيس بوتين يوري اوشاكوف، وزير الخارجية سيرغي لافروف، السكرتير الصحفي للرئيس الروسي ديميتري بيسكوف، وزير الطاقة اليكساندر نوفاك، وزير التنمية الاقتصادية ماكسيم اوريشكين، السفير الروسي لدى لبنان الكساندر زاسبيكين، رئيس شركة النفط الروسية "روسنفت" ايغور سيتشين، المبعوث الخاص للرئيس الروسي للتسوية السورية اليكساندر لافرينتيف، ومدير قسم الشرق الاوسط وشمال افريقيا في الخارجية الروسية البروس كورتاشيف.

فيما حضر عن الجانب اللبناني: وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل، المستشارة الرئيسية للرئيس عون السيدة ميراي عون الهاشم، سفير لبنان في موسكو شوقي بو نصار، النائب السابق أمل بو زيد، والمستشاران رفيق شلالا ورلى نصار.

وفي مستهل اللقاء الموسع، جدد الرئيس بوتين الترحيب بالرئيس عون والوفد المرافق، قائلا: "اننا نتطلع الى تمتين العلاقات بين بلدينا في كل المجالات".

فيما شكر الرئيس عون نظيره الروسي على "حفاوة الاستقبال والتكريم".

وتناول الجانبان البحث بالتفصيل في الملفات المشتركة، فتحدث أعضاء الوفد الروسي عن توجهات روسيا في مجال التعاون المشترك وأهمية الإسراع في انجاز الاتفاقيات المشتركة التي لا تزال بحاجة الى توقيع، والذي تأخر نتيجة تشكيل حكومة جديدة. وتشمل هذه الاتفاقيات مجالات النقل والتعليم والجمارك.

كما تطرق الحديث الى "التعاون اللبناني الروسي في مجال الطاقة، وتصدير السيارات الروسية".

وشدد الجانب الروسي على "أن الهدف الاستراتيجي هو الوصول الى تبادل تجاري مرتفع يتجاوز المليار دولار سنويا".

وتناول الجانب اللبناني "التعاون القائم في مجال الطاقة ومشاركة شركة روسية في الكونسورسيوم الخاص باستخراج النفط والغاز وفي اعادة تأهيل منشآت النفط في طرابلس"، لافتا الى ان "المجال مفتوح لمشاركة روسية في مشاريع عدة في مجال الطاقة".

وشدد الوزير باسيل خلال مداخلته على "ثلاث مسائل ينبغي العمل على المحافظة عليها في منطقة الشرق الاوسط، وهي المشرقية والحريات الدينية واعتماد لبنان منصة لاعادة اعمار سوريا نظرا للخبرات اللبنانية في هذا المجال".

وأثنى الرئيس بوتين على "الطرح اللبناني"، مؤكدا "جهوزية روسيا للتعامل مع لبنان في مجال اعادة اعمار سوريا".

واتفق الجانبان ايضا على "أهمية تعزيز الحركة الاقتصادية بين البلدين واعطاء لبنان تسهيلات خاصة وتفعيل التبادل السياحي وتشجيع الزراعة اللبنانية وفتح الاسواق الروسية امامها، لا سيما أن الانتاج اللبناني يتمتع بالجودة والتنوع".

كما أبدى الجانب اللبناني "رغبة في تسهيل قدوم السياح الروس الى لبنان، لا سيما أن عددهم منخفض، بالمقارنة مع الحضور السياحي الروسي في دول اخرى مجاورة للبنان".

واعطى الرئيس بوتين "توجيهاته لدراسة امكانية تفعيل التعاون السياحي بين البلدين".

كما تطرق البحث خلال اللقاء الموسع الى "الجهود التي تبذلها سوريا لاطلاق العملية السياسية فيها والتنسيق القائم مع المبعوث الدولي للازمة السورية السيد غير بيدرسون، وما تحقق حتى الآن من تقدم في ما يتعلق باللجنة الدستورية وآلية عملها ومؤتمر الآستانة، والاجتماع المرتقب في نهاية نيسان المقبل حيث ستتم مناقشة المسائل الدستورية وموضوع النازحين السوريين، خصوصا انها مسألة مهمة للبنان الذي لا يزال فيه اكثر من مليون ونصف مليون نازح سوري".

بعد ذلك، تطرق الجانبان اللبناني والروسي الى "الاوضاع في منطقة الشرق الاوسط والموقف الاخير للرئيس دونالد ترامب بالنسبة الى الجولان وانعكاسات ذلك على الوضع في المنطقة"، واعتبرا أن "ما يحصل هو مصدر قلق.

وتناول البحث ايضا "سعي لبنان الى ترسيم حدوده الجنوبية البرية والبحرية، وموقف اسرائيل الرافض لمناقشة الحدود البحرية.

كما تطرق الجانبان إلى "المفاوضات الجارية في مؤتمر الآستانة وموقف دول الخليج وايران من الوضع في سوريا". وكان اتفاق على "تفعيل عمل اللجنة المشتركة اللبنانية الروسية الخاصة بالمبادرة الروسية لعودة النازحين".

وخلال المحادثات الموسعة، طرح الوزيران باسيل ولافروف على الرئيسين عون وبوتين اقتراحا ب"أن يشارك لبنان في مؤتمر الآستانة بصفة مراقب كي يكون على تماس اكثر مع الحل السياسي للازمة السورية وموضوع عودة النازحين السوريين واعادة اعمار سوريا.

كما شدد الوزير باسيل على "ضرورة تفعيل التنسيق الثلاثي بين لبنان وسوريا وروسيا لاتخاذ اجراءات اضافية لتسهيل عودة النازحين".

وفي نهاية المحادثات، أعرب الرئيس بوتين عن "سعادته للصراحة التي سادتها"، واعتبر "زيارة الرئيس عون ناجحة جدا"، شاكرا "تلبية دعوته لزيارة موسكو"، قائلا: "إن المحادثات التي تمت بين الجانبين اللبناني والروسي أرست إطارا مهما لتعزيز العلاقات الثنائية".

ولفت إلى "أهمية احياء ذكرى مرور 75 عاما على العلاقات بين البلدين".

بدوره شكر الرئيس عون الرئيس بوتين على "الحفاوة التي لقيها والوفد المرافق"، ووجه دعوة رسمية إلى الرئيس بوتين لزيارة لبنان، فوعد الرئيس بوتين بتلبيتها، آخذا في الاعتبار برنامج زياراته الى الخارج.

وفي نهاية اللقاء، تبادل الرئيسان عون وبوتين الهدايا التذكارية، وودع بوتين الرئيس عون واعضاء الوفد المرافق.

الى المطار

ومن الكرملين، توجه الرئيس عون والوفد المرافق مباشرة الى مطار فنوكوفو، حيث اقيم له وداع رسمي شارك فيه ممثل الرئيس الروسي في الشرق الاوسط ونائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف وعدد من المسؤولين الروس.

وعزفت الموسيقى النشيدين اللبناني والروسي، وتم استعراض ثلة من حرس الشرف، قبل ان يصعد الرئيس عون الى الطائرة عائدا الى بيروت.

بيان مشترك

وسيصدر في وقت لاحق من اليوم في كل من بيروت وموسكو بيان مشارك عن نتائج المحادثات اللبنانية - الروسية.

 

عون وبوتين في بيان مشترك: لا بديل عن الحل السلمي للقضية السورية وندعم تطبيق مبادرة روسيا لتأمين عودة اللاجئين

الثلاثاء 26 آذار 2019 /وطنية - موسكو - أكد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، العزم على " تكثيف الحوار السياسي بين روسيا ولبنان، بما في ذلك على المستوى البرلماني، وتعزيز وتوسيع العلاقات الثنائية في التجارة والاقتصاد والاستثمار والطاقة والثقافة والمضمار الانساني والتربية والرياضة والسياحة وغيرها من مجالات التعاون". وأعرب الرئيسان عون وبوتين في بيان مشترك صدر بعد المحادثات التي أجرياها في الكرملين بعد ظهر اليوم، عن قناعتهما بأنه "لا بديل عن الحل السلمي للقضية السورية"، مشددين على "ضرورة حل هذا النزاع من خلال الوسائل السياسية والدبلوماسية، استنادا الى قرار مجلس الأمن رقم 2254، ومقررات مؤتمر الحوار الوطني السوري في سوتشي". وأكد البيان المشترك أن الرئيسين اللبناني والروسي "يدعمان بقوة الجهود التي تضطلع بها سلطات الجمهورية العربية السورية وحلفاؤها لمحاربة الارهاب المتمثل بتنظيم داعش وجبهة النصرة والمجموعات المتفرعة عنهما".

وأعرب الرئيسان عون وبوتين عن تأييدهما "للجهود الرامية الى تطبيق مبادرة روسيا لتأمين عودة اللاجئين السوريين والمهجرين داخليا"، معتبرين أن "حل هذه المشكلة يعتمد مباشرة على تهيئة الظروف المؤاتية في سوريا، بما في ذلك الظروف الاجتماعية والاقتصادية، من خلال اعادة الاعمار ما بعد الصراع". كما دعيا "المجتمع الدولي والامم المتحدة والمنظمات الانسانية الى تأمين كل المساعدة الممكنة لهذه العملية". وفي مجال آخر، دعا الرئيسان عون بوتين "الى ايجاد حل عادل للمسألة النووية الايرانية، مع الأخذ بعين الاعتبار حق الجمهورية الاسلامية الايرانية المشروع بالاستعمال السلمي للطاقة الذرية وفقا لمعاهدة حظر انتشار الاسلحة النووية". هذه المواقف جاء في البيان المشترك الذي صدر مساء اليوم في موسكو اثر القمة جمعت الرئيسين اللبناني العماد ميشال عون والروسي فلاديمير بوتين.

نص البيان

وجاء في نص البيان المشترك: "ان الجمهورية اللبنانية والاتحاد الروسي المشار اليهما في ما بعد ب"الجانبين"، إذ يبنيان على عراقة الصداقة والشراكة والاحترام المتبادل بين شعبيهما، ويستندان الى المعاهدات والاتفاقات المبرمة بين البلدين، إذ يعيدان التأكيد على رغبتهما في تطوير الروابط الثنائية والتعاون ذي المنفعة المتبادلة، إذ يعملان على المساهمة في اقامة نظام عالمي اكثر عدلا وديمقراطية، مبني على صنع القرارات بصورة مشتركة في معالجة القضايا العالمية، على سيادة القانون، والأهم على المبادئ المتجسدة في ميثاق الأمم المتحدة، وعلى التعاون بين الدول الذي يعود بفائدة متبادلة عليها، إذ يدعمان توطيد السلام الدولي من خلال ضمان الأمن المشترك والشامل والمستدام والمتكافئ والذي لا يتجزأ؛ إذ يدفعهما تطلعهما الى الحفاظ على الحوار حول القضايا العالمية والاقليمية ذات الاهتمام السياسي المتبادل، بما فيها ارساء الاستقرار في الشرق الاوسط ودعم الجهود الآيلة الى البحث عن سبل لتسوية النزاعات من خلال الوسائل السلمية المبنية على مبادئ السيادة وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول، يعلنان ما يلي:

1- يدعم الجانبان الجهود المشتركة المتواصلة الرامية الى تعزيز الدور التنسيقي المركزي للامم المتحدة في ضمان السلام والأمن والتنمية المستدامة، وتحسين فعاليتها اكثر فأكثر. إنهما على استعداد لتوطيد وتوسيع التعاون ضمن الامم المتحدة وغيرها من المنظمات الدولية والاقليمية.

2- يؤمن الجانبان بأن الارهاب، بأشكالة ومظاهره كافة، يشكل تهديدا بارزا للسلام والأمن الدوليين، وللاستقرار والتنمية المستدامة على المستويين الاقليمي والعالمي. وسوف يواصلان تعاونهما في مواجهة هذا الشر العالمي بما يتوافق مع معايير القانون الدولي وميثاق الامم المتحدة وقرارات مجلس الامن ذات الصلة.

3- يعتبر الجانبان انه من غير المقبول انتهاك مبادئ السيادة والمساواة بين الدول، واستخدام التنظيمات الارهابية والمتطرفة كأدوات لتحقيق المآرب السياسية والجيوسياسية؛ كما يشددان على ان الارهاب لا يمت بصلة الى اي ثقافة او دين او عرق.

4 - إذ يحترمان استقلال الجمهورية العربية السورية ووحدتها وسيادتها وسلامة اراضيها، وإذ انهما مقتنعان بأنه لا بديل عن الحل السلمي للقضية السورية، يحبذان تسوية هذا النزاع من خلال الوسائل السياسية والدبلوماسية، استنادا الى قرار مجلس الأمن التابع للامم المتحدة رقم 2254، ومقررات مؤتمر الحوار الوطني السوري في سوتشي.

5 - يدعمان بقوة الجهود التي تضطلع بها سلطات الجمهورية العربية السورية وحلفاءها لمحاربة الارهاب المتمثل بتنظيم داعش وجبهة النصرة والمجموعات المتفرعة عنهما.

6 - يلحظ الجانبان العمل الفعال والمثمر الذي تقوم به روسيا وايران وتركيا في اطار محادثات أستانة لخلق ظروف من اجل اطلاق العملية السياسية والحد من العنف في سوريا.

7 - يؤيد الجانبان الجهود الرامية الى تطبيق مبادرة روسيا لتأمين عودة اللاجئين السوريين والمهجرين داخليا، ويؤمنان بأن حل هذه المشكلة يعتمد مباشرة على تهيئة الظروف المؤاتية في سوريا، بما في ذلك الظروف الاجتماعية والاقتصادية، من خلال اعادة الاعمار ما بعد الصراع. ويدعوان المجتمع الدولي والامم المتحدة والمنظمات الانسانية الى تأمين كل المساعدة الممكنة لهذه العملية.

8 - يشددان على الحاجة الى تطبيق احكام قرار مجلس الامن رقم 1701 ويدعمان بالكامل ولاية قوة الامم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل) التي تساعد البلد في ضمان سيادته ووحدته وسلامة اراضيه.

9 -يعلنان عن دعمهما لسيادة العراق وسلامة اراضيه، اضافة الى جهود سلطات البلد في مكافحة الارهابيين، وبصورة خاصة داعش وغيرها من المجموعات المتطرفة.

10 - سوف ينسقان مقارباتهما بهدف ضمان تسوية شاملة وعادلة في الشرق الاوسط ترتكز على اطار قانوني دولي ملائم. ويعربان عن املهما بأن يتم ايجاد حل عادل ودائم للمشكلة الفلسطينية، مع التشديد على ضرورة توفير حقوق وطنية للشعب الفلسطيني.

11 - يدعمان الجهود الرامية الى الوقاية من جميع الازمات في الشرق الاوسط وشمال

افريقيا وحلها سلميا من خلال حوار جامع، بما يتماشى مع جميع معايير القانون الدولي.

12 - يدعوان الى ايجاد حل عادل للمسألة النووية الايرانية، مع الأخذ بعين الاعتبار حق الجمهورية الاسلامية الايرانية المشروع بالاستعمال السلمي للطاقة الذرية وفقا لمعاهدة حظر انتشار الاسلحة النووية.

13 - يعتزم الجانبان التعاون من اجل تعزيز الاستقرار الدولي، وضمان عدم انتشار اسلحة الدمار الشامل وطرق تسليمها. وسوف ينسقان جهودهما ويسهلان اقامة منطقة خالية من اسلحة الدمار الشامل في الشرق الاوسط.

14 - سيواصل الجانبان الترويج لضرورة تطوير حوار بين الحضارات وتعزيز الفهم والثقة المتبادلين بين اعضاء ديانات وثقافات مختلفة، على الصعيدين الوطني والعالمي.

15 - كما يعتزمان المساهمة اكثر فأكثر، بشتى الوسائل الممكنة، في تطوير وتكثيف الحوار السياسي بين روسيا ولبنان، بما في ذلك على المستوى البرلماني، وتعزيز وتوسيع العلاقات الثنائية في التجارة والاقتصاد والاستثمار والطاقة والثقافة والمضمار الانساني والتربية والرياضة والسياحة وغيرها من مجالات التعاون".

 

عون: إعطاء ترامب الحق لاسرائيل بضم الجولان عمل تعسفي ويوم أسود للعالم رئيس مجلس الدوما: لبحث عودة النازحين في مؤتمر برلماني في بيروت

الثلاثاء 26 آذار 2019 /وطنية - موسكو - وصف رئيس الجمهورية العماد ميشال عون قرار الرئيس الاميركي دونالد ترامب اعطاء الحق لاسرائيل بضم الجولان السوري، "بأنه يوم اسود يشهده العالم"، "وهذا العمل التعسفي يشكل مساسا بالشرعية الدولية التي ترعى الحدود بين الدول".

من جهة أخرى، تمنى عون ان يكون التعاون مع روسيا ايضا في مجال اعادة النازحين السوريين الى بلادهم، "خصوصا انه اذا لم نصل الى حل لمعاناتهم، فان الكثيرين منهم قد يفرون من الظروف الصعبة التي يعيشون فيها الى دول اخرى ولا سيما اوروبا التي لدى دولها مصلحة بحل هذه المشكلة بسرعة". من جهته اكد رئيس مجلس الدوما الروسي فياتشيسلاف فالودين ان "من مصلحة روسيا استقرار سوريا وعودة النازحين السوريين الى ديارهم لأن في ذلك مصلحة لسوريا نفسها ولجيرانها، وفي يقيني ان للبنان وروسيا رغبة مشتركة في تحقيق هذه العودة"، مقترحا عقد مؤتمر برلماني في بيروت يجمع بين ممثلي البرلمانات اللبنانية والروسية والاوروبية والتركية والايرانية والسورية، يخصص لدرس عودة النازحين السوريين الى ديارهم". وعبر فالودين عن رغبته في التعاون مع البرلمانيين اللبنانيين، ووجه اليهم، من خلال الرئيس عون، دعوة للمشاركة في المؤتمر الدولي حول التنمية الذي سيعقد في موسكو بين 1 و2 تموز المقبل. مواقف الرئيس عون وفالودين جاءت في خلال زيارة قام بها الرئيس عون قبل ظهر اليوم الى مقر مجلس الدوما في العاصمة الروسية.

ضريح الجندي المجهول

وكان رئيس الجمهورية استهل اليوم الثاني من زيارته الرسمية الى روسيا الاتحادية، بوضع اكليل من الزهر على ضريح الجندي المجهول عند حائط الكرملين حيث اقيمت المراسم التقليدية. وكان في استقباله لدى وصوله، قائد مدينة موسكو العسكري الجنرال يفغيني سيليزنيف، وممثل الرئيس الروسي في الشرق الأوسط ونائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف، ومدير مراسم الدولة في وزارة الخارجية ايغير باغداشوف فيكتوروفيتش، والسفير الروسي في لبنان الكسندر زاسبيكين. وحضر إلى جانب رئيس الجمهورية الوفد الرسمي اللبناني الذي ضم: وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل، المستشارة الرئيسية لرئيس الجمهورية السيدة ميراي عون الهاشم، سفير لبنان في موسكو شوقي بو نصار، النائب السابق أمل ابو زيد، والمستشاران رفيق شلالا ورلى نصار. وسار الرئيس عون باتجاه شعلة الجندي المجهول وسط ثلة من حرس الشرف، يتقدمه عسكريان يحملان اكليلا من الزهر، فيما عزفت موسيقى الجيش الروسي لحن الموتى.

وعند الوصول الى الشعلة، أحنى الرئيس عون رأسه تحية تقدير للشهداء، قبل أن يستدير والوفد المرافق لمواجهة حرس الشرف والفرقة الموسيقية الذين بدأوا عرضا عسكريا أمامهم.

وفي الختام، عزفت الفرقة الموسيقية لحن أغنية "البنت الشلبية" للأخوين رحباني تكريما لرئيس الجمهورية، ثم لحن أغنية "كاتيوشا" الروسية.

مجلس الدوما

بعد ذلك، توجه الرئيس عون والوفد المرافق الى مبنى مجلس الدوما، حيث كان في استقباله عند المدخل رئيس المجلس، ورئيس لجنة الشؤون الدولية ليونيد سلوتسكي ومدير المراسم السيد يوكدانوف. وتوجه الجميع الى الطابق السادس حيث عقدت محادثات بين الجانبين اللبناني والروسي، ضمت عن الجانب الروسي: النائب الاول لرئيس مجلس الدوما ايفان ميلنيكوف، وسلوتسكي، ورئيس لجنة تطوير المجتمع المدني والجمعيات الاجتماعية والدينية في المجلس سيرغي غافريلوف، ورئيس لجنة الطاقة في المجلس بافيل زافالني، اضافة الى نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف، والسفير زاسبيكين. فيما ضم الجانب اللبناني: الوزير باسيل، والسيدة عون الهاشم، والسفير بو نصار، والنائب السابق ابو زيد، والمستشاران شلالا ونصار. في مستهل اللقاء، رحب رئيس الدوما بزيارة الرئيس عون الاولى للمجلس، معتبرا انها "فرصة مهمة لمناقشة المواضيع التي تهم العلاقات بين البلدين، ولا سيما التعاون البرلماني".

ورد الرئيس عون شاكرا السيد فالودين على ترحيبه، معتبرا ان هذه الزيارة "تشكل مرحلة جديدة من العلاقات بين لبنان وروسيا، وتنمي التعاون بين البرلمانيين اللبنانيين والروس"، متمنيا ان يزور فالودين لبنان لتعزيز أواصر الصداقة.

وعبَّر فالودين عن رغبته في التعاون مع البرلمانيين اللبنانيين، ووجه اليهم، من خلال الرئيس عون، دعوة للمشاركة في المؤتمر الدولي حول التنمية الذي سيعقد في موسكو بين 1 و2 تموز المقبل. وقال: "لدينا رغبة أكيدة في المضي قدما في بناء قدراتنا المشتركة وتطوير علاقاتنا لمواجهة التحديات، لا سيما تلك التي يتعرض لها العالم العربي".

ثم تطرق البحث الى الوضع في الشرق الاوسط، فشدد الرئيس عون على ان الاولوية في المعالجة هي للاوضاع في المنطقة عموما وفي سوريا خصوصا، وهي الجارة الاقرب للبنان، الذي يتأثر سلبا بالاحداث التي وقعت فيها واصبحت المنطقة بالتالي مضطربة برمتها".

ووصف الرئيس عون قرار الرئيس الاميركي دونالد ترامب اعطاء الحق لاسرائيل بضم الجولان السوري، بأنه "يوم اسود يشهده العالم، لا سيما ان الجولان منطقة سورية في قسم منها اراض لبنانية محتلة، وهذا العمل التعسفي يشكل مساسا بالشرعية الدولية التي ترعى الحدود بين الدول".

وقال: "يأتي القرار بضم الجولان بعد القرار السابق بضم القدس حيث المعالم المسيحية كافة والاراضي المقدسة، ونبع الديانة المسيحية. واعلان اسرائيل دولة يهودية عنصرية، خطوة مرفوضة من العرب".

ورد رئيس الدوما مؤكدا ان بلاده "تقف بثبات ضد التدخل في شؤون الدول المستقلة ذات السيادة، ونحن ندعو الى احترام كل الاتفاقيات والمعاهدات الدولية والالتزام بقرارات الامم المتحدة والقرارات الصادرة عن مجلس الامن، والعلاقات القائمة على اساس الصداقة والاحترام المتبادل، ونعمل لتجنب المزيد من النزاعات وبناء السلم والسلام".

وقال: "من هنا دور روسيا في سوريا لانقاذها من الكارثة الارهابية التي حصلت فيها وكادت ان تؤدي الى قيام دولة ارهابية على اراضيها. والتدخل الروسي في سوريا كان بطلب من السلطات الشرعية الدستورية السورية، حيث سعت روسيا بالتعاون مع الدول الاخرى، الى انهاء شر الارهاب، وانقاذها من الكارثة المحققة التي كادت ان تصيبها".

واكد رئيس الدوما ان "من مصلحة روسيا استقرار سوريا وعودة النازحين السوريين الى ديارهم لأن في ذلك مصلحة لسوريا نفسها ولجيرانها، وفي يقيني ان للبنان وروسيا رغبة مشتركة في تحقيق هذه العودة".

وعرض الرئيس عون لاوضاع النازحين السوريين في لبنان والتداعيات التي سببها النزوح السوري على القطاعات اللبنانية كافة، شارحا التحرك الذي يقوم به لبنان من اجل تحقيق عودتهم الآمنة لأنه لم يعد يتحمل ذلك، لافتا الى ان تغييرا بدأ يسجل في مواقف عدد من الدول. وقال: "أتمنى ان يكون التعاون مع روسيا في هذا المجال ايضا، خصوصا انه اذا لم نصل الى حل لمعاناة النازحين، فان الكثيرين منهم قد يفرون من الظروف الصعبة التي يعيشون فيها الى دول اخرى، ولا سيما اوروبا التي لدى دولها مصلحة بحل هذه المشكلة بسرعة".

واقترح رئيس الدوما عقد مؤتمر برلماني في بيروت يجمع بين ممثلي البرلمانات اللبنانية والروسية والاوروبية والتركية والايرانية والسورية، يخصص لدرس عودة النازحين السوريين الى ديارهم.

وفي ختام اللقاء، جدد الرئيس عون التأكيد على "ضرورة حل الازمة السورية ومتابعة الاوضاع الشرق اوسطية وانعكاساتها الدولية، لأن أزمة الشرق الاوسط تضع السياسة الدولية ومصير الامم المتحدة على المحك"، شاكرا لروسيا اهتمامها.

واختتم رئيس الدوما اللقاء بتجديد التأكيد على دعم بلاده للبنان، مؤكدا ان موقف روسيا "الثابت هو احترام القرارات الدولية"، واصفا قرار الرئيس الاميركي بأنه "تجاهل صارخ لمبادىء الشرعية الدولية وميثاق الامم المتحدة، وعلى كل دولة في الامم المتحدة ان يعلو صوتها وتؤكد موقفها الرافض".

رئيس شركة روسنفت

وظهرا، استقبل الرئيس عون في مقر اقامته في فندق فور سيزنز، في حضور الوزير باسيل والوفد المرافق، رئيس مجلس ادارة شركة "روسنفت" Rosneft ، ايغور سيشين Igor Sechien، التي رست عليها مناقصة اعادة تأهيل منشآت النفط في طرابلس، مع وفد من كبار المسؤولين في الشركة.

وقد شكر سيشين الدولة اللبنانية على الثقة التي أولتها لشركته لاعادة تأهيل هذا المرفق النفطي المهم في لبنان، عارضا للمشاريع المماثلة التي تقوم بها الشركة في روسيا وعدد من دول العالم، حيث تؤمن استخراج اطنان من الغاز والنفط، وتنتشر مصانع شركة "روسنفت" في 26 دولة.

وقال: "ان لبنان دولة استراتيجية بالنسبة الى نشاطات الشركة، ونحن نتعامل مع شركات لبنانية وننسق معها بايجابية في سبيل النهوض مجددا بمنشآت النفط في شمال لبنان".

وشرح سيشين برنامج عمل الشركة في لبنان، وامكانية توسيع الاطار الذي تعمل فيه نظرا للاهتمام الذي توليه بالوضع الاقتصادي في هذا البلد. وتم التداول خلال اللقاء بعدد من المجالات التي تعمل فيها الشركة في لبنان والعالم.

ويختتم الرئيس عون زيارته الرسمية لروسيا في الرابعة بعد ظهر اليوم (بالتوقيت المحلي) بقمة تجمعه بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين في الكرملين يليها غداء عمل، يغادر بعدها موسكو عائدا والوفد المرافق الى بيروت.

 

بري تابع مع سلامة الوضع المالي واستقبل مستشار الدفاع البريطاني للشرق الاوسط

الثلاثاء 26 آذار 2019 /وطنية - استقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري ظهر اليوم، في عين التينة، المستشار الاعلى للدفاع البريطاني في شؤون الشرق الاوسط الجنرال جون لوريمير والوفد المرافق، وسفير بريطانيا كريس رامبلنغ. وقد أكد الوفد البريطاني دعم المملكة المتحدة المستمر للبنان وللجيش اللبناني.

وبعد الظهر، استقبل الرئيس بري حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، وعرض معه للوضع المالي.

 

الراعي استقبل فتفت وسفيري لبنان في اليونان والفاتيكان ووفدا من جمعية الرحمة والرجاء اللبنانيةالأميركية

الثلاثاء 26 آذار/2019 /وطنية - استقبل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي قبل ظهر اليوم في الصرح البطريركي في بكركي، وفدا من "جمعية الرحمة والرجاء اللبنانية-الأميركية" برئاسة مارتا هودسون التي أعربت عن سعادتها بلقاء البطريرك "والتحدث معه عن المشاكل التي تحول دون استقرار لبنان والشرق الأوسط، والاستماع الى وجهة نظره ورؤيته للوضع الحالي". ولفتت هودسون الى التطرق الى "نقاط يمكن من خلالها للولايات المتحدة المساعدة على تأمين الاستقرار وجو الديموقراطية في الشرق الأوسط"، مشيرة الى ان "موضوع النازحين السوريين معقد، لأنه ببساطة لا يمكن لبلد كلبنان أن يتحمل مليوني نازح ولاجئ، اضافة الى شعبه البالغ أربعة ملايين نسمة. وهذا الأمر سيشكل قلقا وضغطا لأي بلد كان. ورأي غبطته واضح في هذا الخصوص، وهو ينادي بعودة النازحين واللاجئين الى بلادهم الأصيلة ليحافظوا على تاريخهم وحضارتهم وثقافتهم فيها".

وختمت معربة عن إعجابها وتقديرها "لهذا البلد الجميل ولأرضه المقدسة وشعبه الطيب"، سائلة "الله بشفاعة القديس شربل أعجوبة تنقذ لبنان من كل شر يحدق به".

فتفت

ثم التقى الراعي النائب سامي فتفت الذي أكد بعد اللقاء أهمية "البقاء على تواصل مع صاحب الغبطة"، وقال: "لقد وضعنا غبطته في أجواء المجريات السياسية، وسألناه عن موقفه في ملفات عدة، ونحن نحاول قدر المستطاع توحيد وجهات النظر في عدد كبير من الملفات وأهمها ملف النازحين السوريين".

وشدد فتفت على "أهمية موقع الصرح البطريركي على الصعيد الوطني، ودوره الرائد في ترسيخ الثوابت والقيم اللبنانية التي تميز هذا البلد عن سائر الدول". بعدها استقبل الراعي سفيرة لبنان في اليونان دونا بركات، وكان بحث في اهمية التبادل الثقافي بين البلدين، وعرض لوضع الجالية اللبنانية في اليونان. ومن زوار الصرح البطريركي سفير لبنان في الفاتيكان الدكتور فريد الياس الخازن الذي أكد "تعزيز العلاقات بين لبنان والفاتيكان وتحديدا بين الكنيستين الكاثوليكية والمارونية من خلال اطلاق عدد من المشاريع على الصعيد الديني، ومن بينها طرح فكرة حول عبارة قداسة البابا يوحنا بولس الثاني "لبنان هو رسالة"، إذ إن المطلوب إعطاء هذا الكلام في الذكرى ال30 لقوله مضمونا محددا يخص لبنان كدولة وكعيش مشترك بين كل الطوائف".

 

كتلة المستقبل: زيارة بومبيو حملت رسالة مزدوجة حول الضغط المتصاعد على ايران ومواصلة دعم مؤسسات الدولة اللبنانية

الثلاثاء 26 آذار 2019 / وطنية - عقدت كتلة "المستقبل" النيابية عصر اليوم، في "بيت الوسط"، اجتماعا برئاسة النائبة بهية الحريري، عرضت خلاله لآخر المستجدات والأوضاع العامة، وأصدرت في نهايته بيانا تلاه النائب الدكتور محمد الحجار، اعتبرت فيه الكتلة ان "زيارة وزير الخارجية الاميركي مايك بومبيو حملت رسالة مزدوجة حول الضغط الاميركي المتصاعد على ايران وحول نية الولايات المتحدة مواصلة دعم مؤسسات الدولة اللبنانية وفي طليعتها الجيش وقوى الأمن الداخلي". ورأت الكتلة ان "السبيل الوحيد لحماية لبنان من تداعيات الصراع الإقليمي هو تقديم المصلحة الوطنية على كل ما عداها، والتزام الجميع بالنأي بالنفس الذي اعتمدته الحكومة في بيانها الوزاري، وفي التطبيق الكامل للقرار 1701"، آملة "في الوقت نفسه، ان تولي الحكومة الاميركية الأهمية القصوى لاستقرار لبنان واقتصاده وقطاعه المصرفي في اي خطوات قد تقررها لاحقا". وحذرت من "تداعيات توقيع الرئيس الاميركي على قرار بشأن سيادة اسرائيل على هضبة الجولان السورية"، معتبرة أنه "خطوة تفتقر الى الحد الادنى من الحكمة والدبلوماسية في مقاربة ازمات المنطقة، وهو يصب في خانة السياسات الخاطئة التي تهدد الاستقرار الاقليمي، على صورة ما سبق من اعتبار القدس العربية المحتلة عاصمة ابدية لاسرائيل". واذ نبهت الكتلة من "مخاطر التدهور الحاصل على جبهة قطاع غزة، والتهديدات الاسرائيلية المتواصلة للاقتصاص من الشعب الفلسطيني"، شددت على ان "كافة الاراضي التي تحتلها اسرائيل هي اراض عربية، وان اي موقف يسعى الى تجيير الجولان المحتل للسيادة الاسرائيلية سيشكل ضربة رعناء للمسارات السلمية في المنطقة". ونوهت في هذا الشأن بالموقف العربي من هذا المسألة، مطالبة ب"أعلى درجات التضامن في هذه المرحلة لمواجهة الاستحقاقات والتحديات الداهمة". كما نوهت بالموقف الذي صدر عن الامين العام للامم المتحدة السيد انطونيو غوتيريس، ورأت فيه "عنوانا لما يجب ان تؤول اليه المواقف الدولية من قضية الجولان والقضية الفلسطينية". وأشارت الكتلة الى أن "الهدف من انشاء مناطق اقتصادية في لبنان يتمحور حول تنفيذ أنشطة اقتصادية محددة مبنية على دراسة جدوى علمية واقتصادية في مناطق جغرافية معينة تتوفر فيها مستلزمات إقامة هكذا مناطق من تمويل، وبنى تحتية وقدرات تنافسية". من هنا رأت وجوب أن "يسبق أي اقتراح لإنشاء هذه المناطق، إقرار مجلس الوزراء لمخطط توجيهي تحدد فيه الأماكن الفضلى التي تؤمن قدراتها التنافسية عدا مستلزمات إنشائها".

 

التيار المستقل: على المجلس النيابي مراقبة الحكومة ومحاسبة الوزراء بمساءلتهم إفراديا أمام المجلس النيابي

الثلاثاء 26 آذار 2019 /وطنية - عقد المكتب السياسي في "التيار المستقل" إجتماعه الدوري في بعبدا برئاسة اللواء عصام أبو جمرة، وأشار بيان الى ان المجتمعين ناقشوا "مفاعيل زيارة وزير الخارجية الاميريكية مع ما تركته حتى الساعة من ردات فعل سياسية وما تبعها من اطلاق تحديات كان آخرها المرسوم الذي وقعه بالامس الرئيس الاميركي ترامب باعتراف الولايات المتحدة بسيادة اسرائيل على الجولان السوري المحتل". واعلنوا أن "مزارع شبعا وتلال كفرشوبا التي إحتلتها إسرائيل مع الجولان السوري هي لبنانية، ودعوا الدولة اللبنانية الى مطالبة الامم المتحدة مجددا الاعتراف بلبنانيتها وإعادتها الى لبنان بموجب القرار 1701، وتذكير دول العالم بأن لا صلاحية لاي دولة مهما عظمت بتشريع ملكية ارض لدولة ما بعد احتلالها هذه الارض من دولة اخرى، الا من خلال الامم المتحدة وبقرار منها، وعلى الدول المضيفة ايضا انهاء وجود الدول والقوى المساعدة لها على ارضها، فور إنتفاء الحاجة لها كانهاء داعش مثلا ".

وإعتبر المجتمعون أن "المسؤول الاول عن مكافحة الفساد في وزاراة ما، هو وزيرها المفترض به السهر والاشراف على اداء موظفي وزارته، فإذا ضبطت أي عملية فساد توجب عليه اخذ الاجراءات المناسبة حتى احالة الفاسد المرتكب الى السلطات القضائية المختصة". وأكدوا أن "دور الوزير هو قيادة وزارته وضبط ادارتها لمصلحة كل اللبنانيين بواسطة اشخاص كفوئين من مختلف الفئات اللبنانية معينين بالاختيار وفقا للقوانين بواسطة الخدمة المدنية وليسوا مختارين من لون سياسي واحد بعيدا عن الكفاءة والنزاهة. وعليه مكافحة الفاسدين في وزارته، واهل البيت ادرى بما فيه". وحول دور المجلس النيابي بمراقبة الحكومة، اشاروا الى انه "يكون بمساءلتها مجتمعة او بمحاسبة الوزراء بمساءلتهم افراديا امام المجلس النيابي مجتمعا، حتى لا يشكل تدخل بعض النواب بملاحقات افرادية، مخالفة لمبدأ فصل السلطات". وسألوا: "لماذا المجلس النيابي، مثلا لا يسأل وزير المالية عن سبب التأخير حتى ايار في اصدار الموازنة، حتى اللجوء الى القاعدة الاثني عشرية واعتماد منح السلفات للصرف بالمليارات". وتمنوا ان "تنتهي اللجنة المكلفة درس خطة تحقيق الكهرباء بسرعة ويتم التلزيم للمولدات وتحقيقها مع تطوير الشبكات قبل ان يحدث ما يعثرها".

 

نصر الله: سنواجه الظلم وسنبقى أقوياء وصامدين وعندما يطال الظلم بلدنا وشعبنا سنفكر بموقف

الثلاثاء 26 آذار 2019

وطنية - حيا الامين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصر الله، في مستهل كلمة متلفزة تناول فيها آخر التطورات السياسية في لبنان والمنطقة، "صمود أهلنا في قطاع غزة أمام العدوان، ولمواجهتهم لهذا العدوان بكل شجاعة، وتحية الى أهل الضفة وشهدائها وبالأخص الى الشهيد الشجاع رغم صغر سنه، عمر أبو ليلى والى الأسرى الفلسطينيين في السجون الذين خاضوا مواجهات خلال الأيام الماضية". أضاف: "نحيي صمود وبطولات الشعب اليمني وكل من يقف معهم والى أنصار الله ومقاتليهم، مع بداية العام الخامس للحرب العدوانية المفروضة عليهم. والتظاهرات اليوم تعبير عن هذا الصمود والإرادة والإيمان".

كما عزى "الشعب العراقي مرجعية وقيادة وحكومة وشعبا وقوات مسلحة وحشدا وفصائل مقاومة، بالكارثة التي حلت في الموصل على راكبي العبارة". واشار الى ان حديثه اليوم هو "للتعليق على زيارة بومبيو الى لبنان وما أدلى به من تصريحات وما عقده من لقاءات وما طالب به، لكن أبدأ من المستجد الأهم وهو الإعتراف الأميركي بالسيادة الاسرائيلية على الجولان، وبالتالي ضم الجولان الى الكيان الإسرائيلي، هذا حدث مهم جدا ومفصلي في تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي والمخاطر التي تهدد حقوقنا ومقدساتنا ومستقبلنا، وعبارات الإدانة والشجب لم تعد تنفعنا".

وقال: "هناك دلالات هذا الإعتراف الأميركي والمسارعة الى التوقيع الرسمي، اولا الإستهتار بالعالمين العربي والإسلامي، إذ يوجد إجماع لدى الحكومات والدول والشعوب ومئات ملايين العرب والمسلمين وعشرات الدول وكثير منهم اجتمع بهم ترامب في الرياض، وكلهم مجمعون على أن الجولان أرض سورية عربية محتلة من قبل إسرائيل، ترامب إستهان وإستهتر بكل هولاء ولم يعنيه أنه هؤلاء انزعجوا وان هذا الامر يسيء لهم، ولم يكن له قيمة أو اعتبار بحسابات ترامب، وهذه نقطة اجماعية بمعزل عن الخلاف مع القيادة السورية، وكثير من هذه الدول"، داعيا "الجميع في العالمين العربي والإسلامي ليعرفوا ما هي قيمتهم الحقيقية لدى الولايات المتحدة وترامب".

أضاف: "ثانيا، هناك استهانة واستهتار من قبل أميركا وترامب بكل ما اسمه قانون دولي، قرارات دولية، مؤسسة دولية، مجتمع دولي، وإجماع دولي، كل العالم كان مجمعا على أن الجولان أرضا سورية محتلة، والوحيد الذي خرق هذا الإجماع هو ترامب أيضا من أجل اسرائيل، وهذا يؤكد لنا أن الإدارة الاميركية ومن موقع الطغيان والإستكبار هي في نفسها لا تعترف بالأمم المتحدة ولا قرارات دولية ولا مجلس الأمن، وتستخدم هذه المؤسسات بقدر ما تخدم مصالحها، وعندما تعجز المؤسسات أو القرارات عن خدمة المشروع الأميركي يقومون بتجاوزها بكل بساطة".

أضاف: "هذا يؤكد أن القرارات والمؤسسات الدولية ليست قادرة على حماية أي حق من حقوق الشعوب بما فيها استعادة أرض محتلة، ولا يمكن أن يفعلوا شيئا سوى الإدانة والإستنكار، ولهذا الأمر عبرة ودلالات مهمة".

وتابع: "الدلالة الثالثة هي الأولوية المطلقة لأميركا وللحكومات المتعاقبة خصوصا الحالية هو اسرائيل، ولا مصالح تحترم في المنطقة عندما تتعارض مع مصالح اسرائيل، ولا قيم ولا اعتبارات ولا حسابات لأحد عندما يكون الهدف هو تقوية إسرائيل وحمايتها ودعمها، لا يمكن أن يكون هذا الداعم المطلق لاسرائيل راعيا لما يسمى عملية السلام أو وسيطا نزيها، وهو وجه ضربة قاضية لعملية السلام القائمة على اساس الارض مقابل السلام، ها هو يأخذ الارض والمقدسات ثمن يطالب بالسلام والتطبيع كما فعل بالقدس".

ورأى أنه "تعقيبا على هذا القرار، ألفت الى أنه، أولا عندما سمح العالم لترامب أن يصادر القدس ويعلنها عاصمة ابدية لاسرائيل، العالم بسكوته وفي مقدمه العربي والاسلامي فتح الباب أمام كل تجاوز من قبل الأميركي وترامب، اذا تم المس بالقدس ماذا بقي؟ الذي جرأ ترامب أن يأخذ الامس هذا القرار بحق الحولان هو الموقف في العالم العربي والاسلامي تجاه مسألة القدس وعلينا أن نتوقع بعد مدة أن يخرج ترامب ويقول أن يعترف بالسيادة الاسرائيلية على الضفة الغربية". ولفت الى أن "الرد الحقيقي من العالم العربي كان يجب أن يكون في موضوع القدس هو ما سأدعو اليه في موضوع الجولان. بعد فترة هناك قمة في تونس، لا أطلب اعلان الحرب، هناك شيء اسمه المبادرة العربية الى السلام والاسرائيلي لا يعترف به، ولكن أضعف الايمان اذا كان هناك بقية حياة وشرف أو ضمير لدى الدول العربية أن تقوم قمة تونس بسحب المبادرة العريبة للسلام التي تقررت في قمة بيروت عام 2002 والعودة الى نقطة الصفر".

واشار إلى أن "أميركا تحاول بالتهديد والترهيب وبالتهويل أن تفرض خياراتها في الوقت الذي تذر ذيول الفشل والخيبة في الكثير من الساحات، والمجتمع الدولي ليس له أي قيمة أمام منطقة القوة".

وقال نصر الله: "شهدنا في الشكل في الأيام الماضية ان وزير خارجية أقوى دولة في العالم، عقد مؤتمرا صحافيا في وزارة الخارجية، وقرأ نصا مكتوبا أي لا إرتجال في الكلام، وذكر فيه إسم "حزب الله" 18 مرة خلال دقائق وإيران 19 مرة، وبلغة حادة ورفض الاجابة على اي سؤال من قبل الصحافيين، أي أنه قدم بلاغا ومشى، هرب من المنطق والعقل ومن الإعلاميين".

أضاف: "يسعدنا أن يعتبر بومبيو أن "حزب الله" هو عقدته، في الشكل هذا لا يزعجنا بل يسعدنا، وأمس حين وقع ترامب على قرار الجولان، وخلال تقديمه للاسباب الموجبة ذكر اسم "حزب الله"، ويسعدنا أن تكون ادارة ترامب غاضبة منا، ففي ثقافتنا الادراة الاميركية الشيطان الاكبر وهذا يؤشر على رضى الله علينا، فرضى الشيطان الاكبر عنا دليل أن هناك مشكلة في موقفنا". وأشار الى أن "ما قاله بومبيو عن "حزب الله"، جعلنا نزداد ايمانا ووعيا وبصيرة في أننا في الموقف الصحيح، وأننا نحن في إنتمائنا وفي سلامة موقعنا وخياراتنا".

وقال نصر الله: "في المضمون، لم أجد في النص الذي قرأه بومبيو جملة صحيحة وصادقة، فأميركا تخوض معركة في هذه المنطقة لمصلحة إسرائيل وفي كل الساحات ولبنان من جملتها، ويجب أن نتوقف عند ما قاله لنبني عند الشيء مقتضاه"، لافتا إلى أنه "تكلم عن الاستقرار والإزدهار وعلى أحلام الشعب اللبناني، ولم يذكر اسرائيل واعتبر أن "حزب الله" مشكلة لبنان منذ 34 عاما، ولم يذكر الاجتياح الاسرائيلي والمجازر والاعتقالات في أنصار والخيام وفي فلسطين".

وتابع: "إسرائيل التي تخرق السيادة اللبنانية كل يوم وتبني الجدران حتى داخل الارض اللبنانية وتمنع لبنان من الاستفادة من موارده في البحر، وتهدد لبنان في تدميره، لا تشكل اي مشكلة للبنان في اعتقاد بومبيو، ومشكلة لبنان الوحيدة التي على اللبنانيين أن يستنفروا ويواجهوها هي مشكلة "حزب الله"، وهذه كذبة كبيرة"، متسائلا "هل هذا صحيح؟ حتى الذي يعتبر أن حزب الله هو المشكلة، هل حزب الله هو المشكلة الوحيدة كما قدمها بومبيو؟". وأوضح أن "بومبيو يقول إنه علينا أن نواجه الحقائق، حزب الله يقف عائقا أمام أحلام الشعب اللبناني، هل حقيقة أيها اللبنانيون حزب الله يقف عقبة وعائقا أمام أحلامكم؟ الشعب اللبناني يحلم بإستعادة أرضه المحتلة وإستمرار الامن والسلم الداخلي وأن لا يتم الإخلال به وأن لا يعتدى عليه لا على سيادته ولا خيراته ولا أرضه، يحلم بقيام دولة لا فساد فيها عادلة قوية، تؤمن لها حياة كريمة، دولة قادرة على أن تحفظ مصالحه. هل "حزب الله" يقف عائقا أمامها أم انه جزء من قوى تعلق عليها الأمال لتحقيق هذه الأحلام". وأردف: "اسرائيل هي من تقف عائقا أمام تحقيق الشعب اللبناني لأحلامه ومن يدعمها أولهم بومبيو"، لافتا إلى أن "بومبيو يقول أيضا إن "وضع "حزب الله" الشعب اللبناني في خطر لـ34 عاما بسبب قراراته الأحادية المتعلقة بالحرب والسلام والحياة والموت"، هنا يتكلم عن المقاومة التي لم تكن فقط "حزب الله"، بل كان جزءا منها. الذي وضع الشعب اللبناني في خطر منذ 1948 هي اسرائيل التي ترعاها أميركا وتحميها، أما المقاومة فهي التي دفعت هذا الخطر عن الشعب اللبناني على مدى 34 عاما، واستعادت الارض واخرجت الإحتلال".

وشدد نصرالله على أن "بومبيو يقول إنه "سواء من خلال وعوده السياسية أو الترهيب المباشر للناخبين، فإن "حزب الله" ممثل الآن في البرلمان ومؤسسات الدولة ويتظاهر بدعم الدولة"، هو هنا يرد على السياسيين الذي إلتقاهم، هل نحن نرهب الناخبين؟ هذا الامر لم يدعيه أحد، في لبنان أين يوجد ممارسة ترهيب على الناخبين؟ هو جاهل بما يجري في لبنان والمعطيات قدمت له من خونة، أو أن أجهزتهم تجمع معلومات خاطئة"، مشيرا إلى أن "بومبيو يقول إن حزب الله يتحدى الدولة والشعب من خلال جناحه الارهابي الملتزم بنشر الدمار، أنتم يا بومبيو من ينشر الدمار في المنطقة".

ورأى أن "بومبيو يقول ان حملات حزب الله المسلحة منافية لمصالح الشعب اللبناني، كيف لصرف الموارد واهدار الارواح أن يساعد مواطني الجنوب أو بيروت أو البقاع"، هذا خطاب يتوجه به الى البيئة الحاضنة لـ "حزب الله" خصوصا للشيعة وهذا دليل حماقة، لأن الكل يعرف أن ذهاب "حزب الله" الى سوريا وقتاله فيها كان جزءا من منظومة القتال التي وقفت أمام المشروع الاميركي التكفيري، وذهبنا للدفاع عن سوريا ولحماية كل لبنان واللبنانيين، الجميع يعرف ماذا كان ليكون مصير لبنان لو سيطرت "داعش" و"النصرة" على سوريا".

ولفت إلى أن "بومبيو يقول كيف يمكن لتخزين الصواريخ لاستخدامها ضد اسرائيل أي يقوي هذه البلاد"، هل هناك حماقة وهبل وخفة أكثر من ذلك؟ اسرائيل تعتدي على لبنان منذ اليوم الاول وتنفذ عمليات أمنية في العمق، الشعب اللبناني لمس أن المقاومة كجزء من المعادلة الذهبية استطاعت أن تفرض ردعا أمام عدوانية اسرائيل، قمة المقاومة والصواريخ الذي تمنعون الجيش اللبناني من الحصول على مثلها، هي أوضح سبب".

وقال: "في موضوع الاستقرار والسلام في لبنان نحن جزء أساسي من المعادلة، نحن قوة عسكرية كبيرة لكن هل نقوم بما يخل بالسلام الداخلي؟ هل عندما ندعو لمكافحة الفساد نكون نضرب عملية الإزدهار؟ عندما تعرض ايران على أن تساعد لبنان تكون عائقا؟ نحن أشد الناس حرصا على الاستقرار والسلام الداخلي".

وأشار الى أن "بومبيو يقول إن شبكات إيران الاجرامية العالمية وتهريب المخدرات وتبييض الاموال وتدخلها في الجمارك يضع لبنان تحت مجهر القانون الدولي وعقوباته"، "جيب دليل" هذا مخالف للواقع ولا دليل عليه، وانت لا تمتلك أي دليل هذه اتهامات تافهة".

وشدد نصر الله على أن "بومبيو يقول إن حزب الله يسرق موارد الدولة التي هي ملك شرعي لشعبها"، نحن سرقنا؟ على كل حال هناك ناس متهمين بالفساد والنهب، لكن حتى الان لم يدع أحد أن "حزب الله" قام بذلك، نحن أحرص الناس ونؤمن بأن مال الدولة محترم وحرام من الناحية الشرعية ولا يجوز استغلالها"، معتبرا أن "بومبيو يقول إنه "يجب أن لا يجبر الشعب اللبناني أن يعاني بسبب طموحات فئة، وهذا يتطلب شجاعة للتصدي لحزب الله أكبر مجرم وارهابي ومهدد للدول في العالم وللشعوب، يقول أن "حزب الله" مجرم وارهابي، أهمية هذا البند أنه يدعو الى التحريض".

ورأى أن "الهدف الحقيقي للزيارة هو تحريض اللبنانيين على بعضهم، الاميركيون منزعجون أن لبنان آمن ومستقر، وأن اللبنانيين رغم الخصومات يدورون الزوايا وحريصون على العيش وتحييد البلد عن الصراعات الاقليمية، وهذا يذكرنا بما حصل قبل أكثر من سنة عندما احتجز رئيس الحكومة سعد الحريري في السعودية، وحرضوا اللبنانيين على اطلاق حرب أهلية"، لافتاً إلى أن "بومبيو يقول "إننا نؤيد عودة النازحين السوريين بشكل آمن في اسرع وقت يسمح به"، "مش مزبوط" من الذي يمنع النازحين في مخيم الركبان من العودة الى دولهم أو قراهم؟ الاميركيون يا سيد بومبيو".

وأوضح أن "بومبيو يقول إنه ماذا قدم حزب الله وايران لشعب لبنان؟، لولا وجود "حزب الله" فلم تكن لتعترف بلبنان ولم تكن لتأتي إليه"، مشيرا إلى أنه "يقول إنهم قدموا التوابيت للشباب اللبنانيين العائدين من سوريا مشكلته أننا جزءا من الذين قاتلوا في سوريا واسقطوا المشروع الاميركي".

وشدد على أن "بومبيو يقول إن "قاسم سليماني وغيره من الداعمين الايرانيين يستمرون في تقويض المؤسسات الامنية الشرعية ويقودون أمن وسلامة الشعب"، مظلوم الحاج قاسم، إيران وسليماني لهم فضل كبير في انهم ساعدونا لنحافظ على أمن وسلامة الشعب، سليماني وقف الى جانبنا وبالأسلحة الإيرانية حررنا ارضنا من الاحتلال الصهيوني وقاتلنا الجماعات الارهابية، هل أميركا لعبت دور خير للبنان؟"، لافتا إلى أن "ايران تقف بقوة الى جانب الشعب الفلسطيني في المواقف والدعم والتسليح، في الوقت الذي تعمل فيه أميركا على خنق الشعب الفلسطيني وتجويعه، حتى يخضع وييأس".

أضاف: "أنني لم أجد جملة صادقة أو صحيحة، الأهم هو جاء لتحريض اللبنانيين على بعضهم البعض وتخويفهم والتهويل عليهم، والذي يمنع اسرائيل من القيام بحرب هو وحدة الموقف والمعادلة الذهبية"، مشدداً على أنه "من الواجب أن نشكر رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري على مواقفهم وما قالوه لبومبيو، وما نقل عن احاديثهم الى الاعلام وطبعا هذا الامر متطابق مع ما قيل ومتوقع من عون وبري، والشكر لوزير الخارجية جبران باسيل أيضا على موقفه ووقفته".

ولفت نصر الله إلى أنه "يجب أن اشكر كل القوى السياسية والشخصيات والنخب الذين عبروا عن رفضهم بكل وسائل التعبير، وايضا الشكر للقوة التي نحن لا نتوقع منها ان تدافع عنا أو تمدحنا، لكن عندما لا تتجاوب مع دعوات التحريض وتتحدث بشكل عقلاني وتقدم المصلحة الوطنية، نوجه لهم الشكر على مواقفهم الضمنية والمعلنة"، مشيراً إلى أنه "علينا أن نستفيد من تجارب الماضي، أميركا لا يهمها مصلحة لبنان كبلد ولا مصلحة فريق معين، همها الوحيد والاساسي هو إسرائيل والرهان على الاميركي هو رهان خاسر، اللبنانيون والقوة السياسية الذين راهنوا على اميركا لدغوا عشرات المرات".

وأوضح نصر الله أن "اميركا لا يعنيها أحد من اللبنانيين، تعنيها إسرائيل لأن اسرائيل جزء من اميركا وليس لأنها حليف، اسرائيل قاعدة عسكرية أميركية متقدمة في منطقتنا. لذلك نحن مدعوون أمام هذه الزيارة وتداعيتها،الى أن نحافظ على السلم الاهلي والعيش المسترك والتعاون لبناء دولة قوية وعادلة وقادرة على حماية مصالح الشعب وتأمين العيش الكريم، وأن نكون قادرين على تجاوز الخلافات أن لا نسمح لا لشياطيين كبار أو صغار أن تلعب بتفاصيلنا".

وختم: " أننا في حزب الله أشد اقتناعا والتزاما بالسلم الأهلي والعيش المشترك وللدولة والجيش والوحدة الوطنية والتعاون رغم الخصومات والتباينات، وسنكون أشد حرصا على السلام والازدهار. هذه الزيارة التي توقع كثيرون أن تكون بداية لمرحلة خطرة، أعتقد أن هذا الامر جرى تجاوزه بسبب الوعي والحكومة وشجاعة المسؤولين"، مؤكدا أنه "طالما أن الظلم علينا، فإننا سنواجه هذا الظلم وسنبقى أقوياء وصامدين. لكن بالتأكيد عندما يطال الظلم بلدنا وشعبنا سنفكر بموقف آخر".

 

 

 

 

/New A/E LCCC Postings for todayجديد موقعي الألكتروني ل25 و26 آذار/19

رابط الموقع

http://eliasbejjaninews.com

 

حزب الله إيراني وإرهابي ويعمل على تدمير وإسقاط الكيان اللبناني

الياس بجاني/26 آذار/19

http://eliasbejjaninews.com/archives/73342/73342/

كشفت زيارة وزير الخارجية الأميركي الأخيرة للبنان، وحتى التعري الكامل والمفضوح، كم أن حزب الله الملالوي هو حزباً إرهابياً.

وكم أنه مهيمناً على الدولة اللبنانية بكافة مؤسساتها، وكم أنه هو قابض بقوة على قرار وممارسات ومواقف حكامها وأحزابها.

 

خطء غالبية أعضاء لقاء قرنة شهوان في التعاطي مع عون منذ تأسيسه وصولا" إلى مرحلة 14 آذار

د.توفيق هندي/26 آذار/19

http://eliasbejjaninews.com/archives/73335/%D8%AF-%D8%AA%D9%88%D9%81%D9%8A%D9%82-%D9%87%D9%86%D8%AF%D9%8A-%D8%AE%D8%B7%D8%A1-%D8%BA%D8%A7%D9%84%D8%A8%D9%8A%D8%A9-%D8%A3%D8%B9%D8%B6%D8%A7%D8%A1-%D9%84%D9%82%D8%A7%D8%A1-%D9%82%D8%B1%D9%86%D8%A9/

تتمة لما كتبته في المقال المعنون: "قراءة نقدية لمسار 14 آذار في الذكرى 14"، أتقدم بتفصيل حول "خطء غالبية أعضاء لقاء قرنة شهوان في التعاطي مع عون منذ تأسيسه وصولا" إلى مرحلة 14 آذار".

 

بومبيو قال ما يقوله اللبنانيون

نديم قطيش/الشرق الأوسط/26 آذار/19

لقد بات انتشار سرطان «حزب الله» في جسد المجتمع والدولة في لبنان عميقاً جداً، إلى حد ما عاد معه ممكناً الجزم بأن استئصال المرض لن يؤدي إلى موت المريض. لقد ساهم ترك لبنان طويلاً في مفاقمة المشكلة، إن كان من حلفائه العرب أو من السياسات الدولية، حتى بات هذا الوطن الصغير مشكلة لنفسه وللجميع خارجه. البلد المنهك، تختصر سلوكه عبارة لوليد جنبلاط، أنه ينتظر مرور جثة عدوه في النهر. الجثة المنتظرة هي جثة الجمهورية الإسلامية. هنا بيت القصيد، هنا أرض المعركة.

http://eliasbejjaninews.com/archives/73339/%D9%86%D8%AF%D9%8A%D9%85-%D9%82%D8%B7%D9%8A%D8%B4-%D8%A8%D9%88%D9%85%D8%A8%D9%8A%D9%88-%D9%82%D8%A7%D9%84-%D9%85%D8%A7-%D9%8A%D9%82%D9%88%D9%84%D9%87-%D8%A7%D9%84%D9%84%D8%A8%D9%86%D8%A7%D9%86%D9%8A/

 

 

 

ولماذا لا يضمون الجولان والقدس؟

بقلم : توفيق شومان/26 آذار/19

http://eliasbejjaninews.com/archives/73352/%D8%AA%D9%88%D9%81%D9%8A%D9%82-%D8%B4%D9%88%D9%85%D8%A7%D9%86-%D9%88%D9%84%D9%85%D8%A7%D8%B0%D8%A7-%D9%84%D8%A7-%D9%8A%D8%B6%D9%85%D9%88%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%AC%D9%88%D9%84%D8%A7%D9%86-%D9%88%D8%A7/

شجبنا اعتراف الرئيس دونالد ترامب ب "اسرائيلية" الجولان السوري المحتل.

قبله: استنكرنا اعتراف السيد ترامب ب "إسرائيلية" القدس المحتلة.

شجبنا واستنكرنا وأدنا وشتمنا وسببنا واستحضرنا قواميس اللعنة ومعاجم التحقير والتصغير وحولناها جحافل كلمات وفيالق مفردات وصوبناها باتجاه العدو وحليف العدو.

لبسنا الحداد وندبنا ولطمنا وأصدرنا بيانات باكيات تستغيث بالقرارات الدولية ومواثيق الأمم وشرعة حقوق الإنسان.

 

 

بومبيو وفتنة حزب الله

علي الأمين/العرب/26 آذار/19

http://eliasbejjaninews.com/archives/73333/%D8%B9%D9%84%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%85%D9%8A%D9%86-%D8%A8%D9%88%D9%85%D8%A8%D9%8A%D9%88-%D9%88%D9%81%D8%AA%D9%86%D8%A9-%D8%AD%D8%B2%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87/

 

From Colombia to Lebanon to Toronto: How a DEA probe uncovered Hezbollah’s Canadian money laundering ops
 
سام كوبر/كلوبل نيوز: من كولومبيا إلى لبنان إلى تورنتو هكذا كشف تحقيق لإدارة مكافحة المخدرات الأميركية شبكة تبض أمول تابعة لحزب الله
 Sam Cooper/National Online Journalist, Investigative
 Global News/March 25/19
 
http://eliasbejjaninews.com/archives/73330/%d8%b3%d8%a7%d9%85-%d9%83%d9%88%d8%a8%d8%b1-%d9%83%d9%84%d9%88%d8%a8%d9%84-%d9%86%d9%8a%d9%88%d8%b2-%d9%85%d9%86-%d9%83%d9%88%d9%84%d9%88%d9%85%d8%a8%d9%8a%d8%a7-%d8%a5%d9%84%d9%89-%d9%84%d8%a8%d9%86/

 

The Most Important Speech of the Year in Iran: Hostile to the West, No Concessions at Home
 
باترك كلوسن/معهد واشنطن/أخطر خطاب إيراني لسنة، معادي للغرب ودون أية تنازلات في الداخل
 Patrick Clawson/The Washington Institute/March 26/19
 http://eliasbejjaninews.com/archives/73349/patrick-clawson-the-washington-institute-the-most-important-speech-of-the-year-in-iran-hostile-to-the-west-no-concessions-at-home%D8%A8%D8%A7%D8%AA%D8%B1%D9%83-%D9%83%D9%84%D9%88%D8%B3%D9%86-%D9%85/