LCCC/ المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة الأخبار العربية ليوم 25 آذار/2019

اعداد الياس بجاني

 

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/eliasnews19/arabic.march25.19.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

الزوادة الإيمانية لليوم/تعليقات الياس بجاني وخلفياتها/الأخبار اللبنانية/المتفرقات اللبنانية/الأخبار الإقليمية والدولية/المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة/المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود وغيرها

 

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

وقال الرب: تعالوا إلى المياه يا جميع العطاش، تعالوا يا من لا فضة لهم وكلوا، أطلبوا خمرا ولبنا بغير ثمن

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياته

الياس بجاني/بالصوت والنص: تاملات إيمانية في معاني وعبر مثال عودة وتوبة الولد الشاطر

الياس بجاني/قراءة في معاني أحد الابن الشاطر

الياس بجاني/الله محبة والمحبة هي أعمال عفران

 

عناوين الأخبار اللبنانية

لغة أم اثنتان/الياس الزغبي

رسالة شكر من البابا فرنسيس للراعي

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الأحد في 24/3/2019

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

وزير الخارجية الأميركي يحرج باسيل بهجومه العنيف على «حزب الله»

جنبلاط يشارك باسيل في قداس لإحياء ذكرى ضحايا مسيحيين في الجبل

الدكتور سمير جعجع  والشيخ سعد الحريري والسيد وليد جنبلاط/الشيخ حسن سعيد مشيمش

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

البغدادي «مختبئ» في البادية السورية

تحديات هائلة أمام العراق لمنع عودة «داعش»

العربي الجديد: أفول داعش في سورية... بداية احتدام الصراع الداخلي والخارجي

المحطّات الرئيسية لنظام الأسد والاحتجاجات الشعبية

هزيمة «داعش» تمثّل نجاحاً أميركياً في «استراتيجية العمل عبر الوكلاء»

أكراد سوريا... من التهميش إلى الإدارة الذاتية

بومبيو يدافع عن اعلان ترمب حول الجولان والعراق والسلطة الفلسطينية يعارضان موقف الرئيس الأميركي

الرئيس التركي يزور موسكو الشهر المقبل لبحث الملف السوري والانسحاب الأميركي

تساؤلات في درعا عن أسباب عدم خروج مظاهرات وأنباء عن تدخل الجانب الروسي لتلبية مطالب المحتجين

«فتح» تتهم «حماس» بالعمل لأجندة غير وطنية

عريقات يحذّر من دعم أميركي محتمل لضم الضفة وإعلان دولة في غزة بعد الاعتراف بالقدس وبسيادة إسرائيل على الجولان

تقرير مولر لم يثبت تواطؤ حملة ترمب مع روسيا

تأكيد مصري أردني عراقي على مكافحة الإرهاب والتكامل الاقتصادي

قمة القاهرة شددت على دعم دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

الخطر الحقيقي عدم مواجهة «حزب الله»/سلمان الدوسري/الشرق الأوسط

زمن الخيارات الصعبة في لبنان/ من يراهن على إيران الآن هو مثل ذلك الذي راهن على صدّام حسين عندما اجتاح الكويت صيف العام 1990. من يتذكّر ماذا حصل في لبنان بعد ذلك/خيرالله خيرالله/العرب

التمييز يتحكم بمشاركة اللبنانيات في الشأن العام/سناء الجاك/الشرق الأوسط

هل مجرم نيوزلندا 'داعشي صليبي'/منى فياض/الحرة

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

الراعي في يوم المختار: أوجه دعوة ملحة إلى الجماعة السياسية كي يعيش أفرادها التوبة والمصالحة من أجل العودة إلى الشعب والوطن ومؤسساته

شمعون زار مفوضية المتن في حزب الاحرار: ما يميزنا عن الباقين دفاعنا عن لبنان بتجرد وتفان ودون اي مصلحة ضيقة

الراعي في يوم المختار: اني أوجه دعوة ملحة إلى الجماعة السياسية كي يعيش أفرادها التوبة والمصالحة من أجل العودة إلى الشعب والوطن ومؤسساته

قاووق: المواقف العدوانية الأميركية تهدد أمن لبنان والمنطقة

 

في أسفل تفاصيل النشرة الكاملة

الزوادة الإيمانية لليوم

وقال الرب: تعالوا إلى المياه يا جميع العطاش، تعالوا يا من لا فضة لهم وكلوا، أطلبوا خمرا ولبنا بغير ثمن

إشعيا 55/01-13/: “وقال الرب: تعالوا إلى المياه يا جميع العطاش، تعالوا يا من لا فضة لهم وكلوا، أطلبوا خمرا ولبنا بغير ثمن. لماذا تصرفون فضة لغير الخبز، وتتعبون في عملكم لغير شبع؟ إسمعوا لي وكلوا الطيبات وتلذذوا في طعامكم بالدسم. أميلوا آذانكم وتعالوا إلي. إسمعوا فتحيا نفوسكم: أعاهدكم عهدا أبديا، عهد رحمتي الصادق لداود. جعلته رقيبا للأمم وقائدا ووصيا عليهم. يدعو شعوبا لا يعرفها وتتبعه أمم لا تعرفه. الرب قدوس إسرائيل إلهه، وهو الذي مجده. أطلبوا الرب ما دام يوجد، أدعوه ما دام قريبا. إن تخلى الشرير عن طريقه وفاعل الإثم عن أفكاره، وتاب إلى الرب فيرحمه، وإلى إلهنا فيغمره بعفوه. لا أفكاري أفكاركم يقول الرب، ولا طرقكم طرقي. كما علت السماوات عن الأرض، علت عن طرقكم طرقي،وأفكاري علت عن أفكاركم. وكما ينزل المطر والثلج ولا يرجعان ثانية إلى السماء، بل يرويان الأرض ويجعلانها تجود فتنبت نبتا وتعطي زرعا للزارع وخبزا للآكل، كذلك تكون كلمتي، تلك التي تخرج من فمي، لا ترجع فارغة إلي بل تعمل ما شئت أن تعمله وتنجح في ما أرسلتها له. بفرح تخرجون من بابل، وترشدون في طريق السلامة. الجبال والتلال ترنم أمامكم، وأشجار الحقول تصفق بالأيدي. عوض العليق ينبت السرو، وعوض القراص ينبت الآس، وبذلك أعمل لي اسما، وذكرا مخلدا لا ينقطع”.

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياته وتغريدات متفرقة

الياس بجاني/بالصوت والنص: تاملات إيمانية في معاني وعبر مثال عودة وتوبة الولد الشاطر

http://eliasbejjaninews.com/archives/73259/73259/

الأحد الرابع من الصوم الكبير

الياس بجاني/بالصوت/فورماتMP3/تاملات إيمانية في معاني وعبر مثال عودة وتوبة الولد الشاطر/24 آذار/2019/اضغط هنا أو على الرابط في أسفل للإستماع للتأملات

http://www.eliasbejjaninews.com/newmp3.17/elias.new. lostson19.mp3

الياس بجاني/بالصوت/فورماتWMA/تاملات إيمانية في معاني وعبر مثال عودة وتوبة الولد الشاطر/24 آذار/2019/ اضغط هنا أو على الرابط في أسفل للإستماع للتأملات

http://www.eliasbejjaninews.com/newwma17/elias.new. lostson19.wma

 

قراءة في معاني أحد الابن الشاطر

الياس بجاني/24 آذار/19

الصوم هو زمن التغيير والولادة الجديدة والرجوع إلى الجذور الإيمانية ومراجعة الذات والأفعال والتوبة وطلب المغفرة وعمل الكفارات. أن الله الذي هو أب رحوم وغفور ومحب قادر على تحويل كل شيء وتبديله فهو الذي حول الماء إلى خمر وهو إن طلبنا منه التوبة قادر على أن يحول عقولنا وضمائرنا من مسالك الخطيئة إلى الخير والمحبة والتقوى،  وهو وقادر في الوقت عينه أن يمنحنا رؤية جديدة بقلب متجدد ينبض بالمحبة والحنان والإرادة الخيرة. هذا الأب الذي تجسد وقبل الصلب والعذاب من اجل خلاصنا حول الأبرص صاحب الجسد المشوه إلى حالة السلامة والعافية وطهره ونقاه، وهو كذلك قادر أن يخلص وينقي النفوس الملطخة بالخطيئة إن طلبت التوبة بصدق وإيمان وثقة. بقدرته ومحبته أوقف نزف المرأة النازفة التي هي رمز كل نزيف أخلاقي وقيمي وروحي واجتماعي نعاني منه جميعاً أفراداً وجماعات وهو دائماً مستعد لقبول توبتنا ولاستقبالنا في بيته السماوي حيث لكل واحد منا منزل لم تشده أيدي إنسان وحيث لا حزن ولا تعب ولا خطيئة. تعلمنا الأناجيل أن الخلاص من الخطيئة والتفلت من براثنها لا يتم بغير التوبة والصلاة وعمل الكفارات وبالعودة إلى الله الذي هو محبة ونور. في الأحد الرابع من آحاد الصوم تحدثنا الكنيسة عن واقعة الولد الشاطر/الضال أو المبذر/الذي شطر أي اقتسم حصته من ميراث أبيه ومن ثم وقع في التجربة وغرق في أعمال السوء والملذات حتى أضاع كل شيء. وعندما أقفلت كل الأبواب في وجهه وعرف معنى الجوع والذل والغربة عاد إلى أبيه طالباً السماح والغفران. من هذه الواقعة الإنجيلية نستخلص مفاهيم ومعاني الخطيئة والتجربة والضياع الأخلاقي والإيماني وكذلك التوبة والمصالحة وثمارها.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

رابط موقع الكاتب الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

*عنوان الكاتب الألكتروني

phoenicia@hotmail.com

 

الله محبة والمحبة هي أعمال عفران

الياس بجاني/23 آذار/19

http://eliasbejjaninews.com/archives/73239/%D8%A7%D9%84%D9%8A%D8%A7%D8%B3-%D8%A8%D8%AC%D8%A7%D9%86%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87-%D9%85%D8%AD%D8%A8%D8%A9-%D9%88%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AD%D8%A8%D8%A9-%D9%87%D9%8A-%D8%A3%D8%B9%D9%85%D8%A7%D9%84/

علمنا السيد المسيح في "صلاة الأبانا" أنه علينا أن نغفر لمن يسيء إلينا، حتى يغفر هو لنا ذنوبنا وخطايانا.

وقال لنا إن كنتم تقدمون قرابينكم أمام المذبح وتذكرتم أنكم على خصام مع أي كان، توقفوا عن تقديم القرابين واذهبوا أولاً وتصالحوا مع من انتم متخاصمون ومن ثم عودوا وأكملوا طقوس تقديم القرابين.

كما يشدد الكتاب المقدس في العشرات من آياته على أن الإيمان دون أعمال، هو إيمان ميت تماماً كالجسد بلا روح.

من هنا فالإنسان الذي لا يقدر ولا يسعى لأن يغفر للغير، فإن فالله لا يغفر له خطاياه.

كما أن كل صلاة الإنسان لا تفيده بشيء وتبقى ناقصة إن كانت دون أعمال.

وكذلك إيمانه مهما كان راسخاً وقوياً لا يكتمل دون ترجمته إلى أفعال.

في الخلاصة، إن الحاقد هو إنسان لا يعرف فعل الغفران، لأنه لا يعرف المحبة، أي أنه لا يعرف الله، لأن الله محبة والمحبة عي أعمال غفران.

فلنصلي بخشوع طالبين من الله أن يُنعّم على كل إنسان كائن من كان بنعمة الغفران ليدرك هذا الإنسان قولاً وفعلاً وإيماناً أن المحبة هي الله.

الكاتب ناشط لبناني اغترابي

رابط موقع الكاتب الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

*عنوان الكاتب الألكتروني

phoenicia@hotmail.com

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

لغة أم اثنتان؟

الياس الزغبي/24 آذار/19

لغة وزير الصحة جميل جبق من بشري تناقض خطاب "حزب الله". قال ب"لبنان وطن نهائي لنا وليس لدينا بديل"! وبال"١٠٤٥٢ كلم"، في حين أن "حزب الله" ينادي ب: "توحيد الميادين" و"الجمهورية الاسلامية" و"ولاية الفقيه" التي لا تعترف بحدود...

فهل هي قاعدة "لكل مقام مقال"، أم تمايز تكتيكي يفرضه مأزق الحصار؟!

 

رسالة شكر من البابا فرنسيس للراعي

الأحد 24 آذار 2019/وطنية - شكر البابا فرنسيس، في رسالة للبطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، مشاركته خلال زيارته الامارات العربية المتحدة، وجاء في نصها: "اكتب اليكم لأعبِّر لكم عن امتناني لحضوركم الثمين اثناء زيارتي الأخيرة لأبو ظبي، ولأشكركم على تعبيركم هذا عن الشراكة الكنسية. أثرني بشكل مميز الحضور المسيحي في تلك الأرض مع ما يحمل من شهادة بليغة على ضرورة ان نلتزم دعم الكنيسة الحاضرة في كل الشرق الأوسط. وفيما لا نزال نشكر الله القدير على النعم الكثيرة التي نلناها خلال هذه الزيارة، فإني اشجعكم على الاستمرار في خدمتكم شعب الله، وخصوصا الأكثر عوزا وضعفا من بيننا. واني اؤكد لكم وللشعب الذي تخدمونه اني سأصلي دوما من اجلكم وامنحكم جميعا بركتي الرسولية عربونا للفرح والسلام في ربنا".

 

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الأحد في 24/3/2019

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

بعد ساعات على مغادرة وزير الخارجية الأميركية بيروت، الذي وفق مصادر الرئيس نبيه بري فشل في تسويق مشروع "هوف" لتسوية ملف النفط اللبناني مع حكومة العدو، على حساب الحقوق اللبنانية، تجمع قمة لبنانية- روسية غدا الرئيس العماد ميشال عون والرئيس فلاديمير بوتين يتقدمها البحث بملف عودة النازحين السوريين وتفعيل المبادرة الروسية في هذا الصدد، دون ان تغيب تداعيات التطورات الاقليمية على لبنان وملفات التعاون الثنائي.

تعقد القمة غدا قمة وسط عواصف المنطقة خارجيا، ووسط تحضير الملفات الداخلية الاقتصادية- الحياتية التي ستطرح في جلسة حكومية الخميس المقبل، وتسبقها جلسة الأسئلة النيابية في السابع والعشرين من الجاري، فيما أعلن اليوم عن اطلالة يوم الثلاثاء للأمين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصرالله يتطرق فيها للتطورات في لبنان والمنطقة.

ويعيش المجتمعان الدولي والعربي ترددات موقف الرئيس الأميركي بدعم قرار ضم الجولان السوري المحتل، واعتباره أرضا تابعة لقوات الاحتلال الاسرائيلية، ضاربا بعرض الحائط القرارات الدولية الصادرة عن الأمم المتحدة.

وفيما أعلن في تل أبيب ان ترامب سيوقع على قرار خطي غدا بهذا المعنى، وصف نتنياهو كلام ترامب بالتاريخي، وذلك قبيل مغادرته لواشنطن ليجري محادثات مع الرئيس الأميركي.

وبالتزامن مع الامتعاض البريطاني وردود الفعل الدولية الرافضة لموقف ترامب، أعلن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس أن "موقف الأمم المتحدة وموقفه هو شخصيا ثابت ومعروف ويستند إلى قرارات الشرعية الدولية التي نصت صراحة على أن الجولان هو أرض عربية سورية تحتلها إسرائيل".

وأشار غوتيريس إلى أنه "وعلى الرغم من سياسته المهنية القائمة على عدم التعليق على أي تصريحات يتم نشرها عبر وسائل التواصل الاجتماعي، إلا أن خطورة الموقف الذي صدر عن الرئيس الأميركي دفعته إلى الطلب من الناطق الرسمي باسم الأمانة العامة للأمم المتحدة إصدار بيان يتضمن التأكيد على أن موقف الأمم المتحدة ثابت لا يتغير، وأن الجولان هو أرض عربية سورية تحتلها إسرائيل تأكيدا لقرارات الشرعية الدولية ولا سيما قرار مجلس الأمن الدولي 497 الذي صدر في العام 1981"، مؤكدا في هذا الصدد أن تصريحات الناطق الرسمي باسمه تمثل موقفه هو كأمين عام للأمم المتحدة.

فهل تبقى قرارات الشرعية الدولية مرة اخرى حبرا على ورق؟، وماذا بعد؟.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أن بي أن"

قطوع زيارة رئيس الدبلوماسية الأميركية لبيروت، تجاوزه لبنان بقوة موقفه الرسمي الجامع، الكافل لحماية السلم الأهلي.

حزم مايك بومبيو حقائبه وغادر، ومواقفه الخشنة لا يبدو أنها قادرة على ترك تشظيات في الواقع السياسي اللبناني.

هذه المواقف يفترض أن يخصص لها حيز في الكلمة التي يلقيها الأمين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصرالله عصر الثلاثاء المقبل.

على أي حال، فإنه بمغادرة بومبيو لبنان، يتقدم الموقف الروسي من باب الزيارة التي يقوم بها رئيس الجمهورية ميشال عون إلى موسكو اعتبارا من يوم غد.

وفي الداخل، تتقدم مجددا اليوميات اللبنانية لملاحقة ملفات مطروحة مثل الفساد والتوظيف المخالف والاصلاح والكهرباء والموازنة.

وفي أجندة الأسبوع الطالع جلسة برلمانية رقابية الأربعاء المقبل في برنامجها عدد من الأسئلة النيابية الموجهة إلى الحكومة.

في الأجندة الإقليمية زيارة بدأها بنيامين نتنياهو لواشنطن ليشهد التوقيع الصوري للرئيس الأميركي على قرار الاعتراف بضم هضبة الجولان السورية المحتلة للسيادة الإسرائيلية. اعتراف كان محل إدانة عالمية، فيما أبناء الأرض، أهالي الجولان، انتفضوا في وقفات احتجاجية أبرزها في مجدل شمس، مؤكدين تمسكهم بأرضهم وهويتهم.

إقليميا أيضا برزت القمة المصرية- الأردنية- العراقية التي انعقدت في القاهرة، وأكدت في بيانها الختامي على أهمية استكمال المعركة الشاملة على الإرهاب في ضوء انتصار العراق على "داعش"، مشددة على دعم حصول الشعب الفلسطيني على حقوقه المشروعة بما فيها إقامة دولة فلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المستقبل"

الاهتزاز الذي شهدته الساحة السياسية بفعل أصداء تصريحات وزير الخارجية الأميركية مايك بوبيو، سيتخطاها الوسط السياسي المحلي إلى ملف آخر يتصل بقضية النازحين السوريين، بفعل الزيارة التي سيبدأها رئيس الجمهورية ميشال عون إلى روسيا مطلع الأسبوع.

وفي المعلومات أن رئيس الجمهورية سيطلب خلال لقاءاته في موسكو تفعيل المبادرة الروسية بشأن النازحين، كما سيتحدث عن تأثيرات النزوح على الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية.

سياسيا، سجل اليوم كلام لوزير الخاجية جبران باسيل أشار فيه إلى أن الإقتصاد اللبناني لا يحتاج إلى الكثير كي ينطلق، مؤكدا أن العمل يجب أن يكون على تكبير الإقتصاد وخفض الديون، ولافتا إلى أن هذا الأمر يحتاج إلى قرارات صعبة أن يتحملها الجميع.

إقليميا، فإن ما كشف عن أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب سيوقع غدا الاثنين، قرار الاعتراف الرسمي لواشنطن بسيادة الاحتلال الإسرائيلي على مرتفعات الجولان السورية، يثير موجة من الرفض وردود الفعل عربيا ودوليا.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المنار"

فاسد يتكئ على فاشل: حال شريكي التجارة الانتخابية بنيامين نتنياهو ودونالد ترامب، وبين الرجلين الملاحقين في إدارتيهما هدايا لإرضاء اللوبيات من جعبة فلسطين تارة، ومن حقوق سوريا تارة أخرى.

لن يبدل اعتراف ترامب باحتلال الجولان شيئا، وهذا اعترافه بالقدس عاصمة للكيان المعادي لن يحقق مكائده، وكذا "صفقة القرن" يسقطها أبناء فلسطين في غزة الصامدين، وضفة الصابرين.

نتنياهو في واشنطن ببرنامج عمل منسوخ عما حمله وزير خارجية ترامب مايك بومبيو إلى بيروت قبل يومين، حيث كان سقوط التحريض والفتنة أمام تماسك الموقف الرسمي منعا لمس الاستقرار الداخلي.

في الحسابات البعيدة، اختبر لبنان نفسه أمام الضغوط الأميركية التي لن تنفك تزداد كما هدد بومبيو، وعليه فإن تجربة اجتياز هذا النوع من التهويلات الترامبية في جولتها الأولى المكثفة يدفع نحو التزام كل الأطراف بالتكاتف السياسي في الشأن الداخلي، وشبك الأيادي لإنقاذ الحكومة وعملها وتفعيل دورها.

وبعد عيد البشارة وعطلته الرسمية غدا، أسبوع طالع لا يريده اللبنانيون من دون بشارة ولا من سنخ ما مر من عمر الحكومة، بل أكثر انتاجية تحت سقوف التهدئة واجتراح الحلول وفك الأزمات، وسط التحديات المالية الراهنة وسطوة معدلات العجز.

وحول التطورات، حدد الأمين العام ل"حزب الله" الخامسة من عصر يوم الثلاثاء موعدا لإطلالته الجديدة عبر شاشة "المنار"، وفي هذه المرحلة ما يستدعي مزيدا من المواقف الحاسمة وتثبيت المعادلات حماية للبنان أولا، وتوضيحا لمسار المنطقة ثانيا.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أو تي في"

بعد كلام رئيس الجمهورية وموقف رئيس مجلس النواب والصمت المعبر لرئيس الحكومة والبيان الواضح لوزير الخارجية، الأنظار نحو الإطلالة المرتقبة للأمين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصرالله الثلاثاء المقبل، والتي علمت ال"OTV" أنها ستتضمن ردا على كل كلمة وردت على لسان وزير الخارجية الأميركية مايك بومبيو، ولاسيما من بيروت.

الإطلالة التي تأتي في ظل أحداث إقليمية ودولية متسارعة، ولاسيما إثر إعلان "قوات سوريا الديموقراطية" نهاية خلافة "داعش"، وبعيد الاعتراف المرتقب على لسان الرئيس الأميركي دونالد ترامب بالسيادة الإسرائيلية على الجولان السوري المحتل غدا، في حضور رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، من المتوقع أن يشير نصرالله في سياقها وفق معلومات ال"OTV"، إلى أن الإساءة الأكبر التي صدرت عن بومبيو، تمثلت بمحاولة تحريض اللبنانيين على بعضهم البعض، حيث بدا أن في كلامه مشروع حرب أهلية جديدة، لم يستجب له أحد. ومن المرجح أيضا وفق المعلومات، أن يثني الأمين العام ل"حزب الله" على الموقف اللبناني الرسمي الموحد الذي يشكل عامل قوة، مثمنا بشكل خاص كلام وزير الخارجية في حضرة الضيف الأميركي، ومجددا توجيه التحية إلى رئيس الجمهورية العماد ميشال عون.

وبعيدا من الشؤون اللبنانية ذات الارتباط الإقليمي والدولي، تبقى مسؤولية اللبنانيين كبيرة في تدارك الانهيار الداخلي المحتمل، على مستوى الاقتصاد، إذا تأخر تطبيق الحل الجاهز لمسألة عجز الكهرباء، على ما حذر الوزير جبران باسيل اليوم خلال جولة في المنية والضنية، علما أن اللبنانيين يترقبون بأمل عمل اللجنة الوزارية، ويتطلعون إلى نهاية المهلة التي أعطيت لها، لمعرفة إلى أين تتجه الأمور.

لكن، في موازاة الملفين السابقين، ملف قديم جديد تستهل ال"OTV" نشرتها الإخبارية به اليوم. ملف يستحق بكل راحة ضمير وموضوعية مهنية، أن تطلق عليه تسمية "الفضيحة الوطنية" بكل ما في الكلمة من معنى.

فالنهر الأكبر في لبنان مياهه ملوثة، بفعل اللبنانيين أولا، والنازحين السوريين ثانيا. وفي الملف المذكور، تداخل بين تجاهل مفوضية اللاجئين للمخاطر، ولاسيما على البيئة والصحة، وبين فساد لا يتخيله كمه ونوعه عقل، حيث وصل الأمر إلى حد بناء مجمع على أرض مستملكة لبناء محطة تكرير، فضلا عن تأسيس جمعيات تنشيء حمامات للنازحين على ضفاف الليطاني، مع قساطل للتصريف الصحي، تصب مياهها الآسنة في النهر الذي تروي مياهه مزروعات البقاع، ويأكل منها كل لبنان، وهو ما سيكون موضع شكوى أمام القضاء المختص في اليومين المقبلين، وفق معلومات ال"OTV"، ناهيك عن كوارث مخالفات البناء ورمي النفايات والزيوت والدم الناتج عن المسالخ في مجرى النهر المذكور.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أم تي في"

أيها اللبنانيون لا تؤخذوا بمطالعات التبصير عما يمكن أن تتخذه أميركا من إجراءات في حق لبنان بعد زيارة بومبيو، وذلك إن لم يوقف حكامه إنزلاق البلاد إلى تحت عباءة "حزب الله" وإيران، فالزلزال الذي يهددنا فعلا هو من صنع لبناني 100%، إذ يكفي أن نسمع ونقرأ التحذيرات التي أطلقها حاكم مصرف لبنان رياض سلامة ووزير المالية علي حسن خليل وجمعيتا المصارف والصناعيين، والليلة سينضم إليهم عبر ال"ام تي في" أمين عام الهيئات الإقتصادية نقولا الشماس، إضافة إلى الدول الصديقة، وتلك التي اجتمعت من أجلنا في "سيدر" وبروكسل.

يكفي أن نستمع إلى هؤلاء جميعا لنعي بأن في واشنطن وحتى تل أبيب، لن تجدا في لبنان ما تحاصرانه أو تدمرانه، لأننا برعونتنا المستدامة نكون تكفلنا بالقضاء على كل مقومات الصمود والنمو والعافية فيه. ولعل أول مؤشرات الوعي أن نهب إلى تنظيم شؤون دولتنا إرضاء لضمائرنا وصونا لمصالحنا، وليس خوفا من عقاب البنك الدولي أو أي دولة مانحة.

في هذه الأجواء المأزومة داخليا وشديدة التوتر في المنطقة، وفيما يوقع الرئيس ترامب الإثنين إعتراف الولايات المتحدة بسيادة إسرائيل على الجولان السوري المحتل، بحسب الإذاعة الإسرائيلية، يحمل الرئيس ميشال عون إلى موسكو الإثنين أيضا ملف المخاطر الإقليمية التي تتهدد لبنان، من إعادة النازحين السوريين، إلى حماية حقوق لبنان في نفطه وغازه من أطماع إسرائيل، وصولا إلى إشراك موسكو في مشاريعنا الإنمائية ومساعدتنا على أن نكون جزءا من ورشة إعادة بناء سوريا.

في الأثناء، لبنان الشعبي والدول الصديقة يترقبان باهتمام كيف ستقارب الحكومة ملفي الكهرباء والنفايات، كنموذجين إنمائيين، على أساسهما يستعيد الشعب والأصدقاء ثقتهما بلبنان الدولة، أم ينفضان أيديهما منه. إلى هذين الملفين، العيون مفتوحة لمعاينة ما إذا كانت البرامج الإصلاحية ووقف الإهدار والتوظيف ومحاربة الفساد والتقشف المالي، سترى النور فعليا لا نظريا، لأن من شأن هذه التدابير أن تعيد بناء الثقة وتطلق عجلة الإنماء والإستثمار والأعمال.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أل بي سي آي"

غدا وبتوقيع على الورق، سيعترف الرئيس الأميركي دونالد ترامب بسيادة اسرائيل، الدولة المحتلة لفلسطين، على مرتفعات الجولان السورية.

الاعتراف الأميركي سيتزامن مع زيارة رئيس الحكومة الاسرائيلية إلى دونالد ترامب، الذي لن يثنيه شيء عن التوقيع، لا روسيا ولا تركيا اللتين حذرتا من الخطوة، ولا ايران ولا حتى التنديد العربي الخجول.

لكن الاعلان الأميركي لن يمر هذه المرة بسهولة تمرير اعتراف واشنطن بالقدس عاصمة لاسرائيل، لأن في الجولان صراعا بين الكبار، والأهم صراع بين القوى التي تتحكم بأرض المعركة هناك.

الاعلان الأميركي يأتي قبل يوم واحد من اطلالة الأمين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصر الله عصر الثلثاء، أي بعد ستة أيام من تاريخ وصول وزير الخارجية الأميركية مارك بومبيو إلى بيروت، ليتحدث عن آخر التطورات المحلية والاقليمية، ما يعني بالمبدأ أن الحزب غير قلق من الزيارة وأبعادها، أو أنه تأنى في اختيار نوعية الرد.

في الحالتين، للحزب الكثير من الكلام ليقال، في موقف المسؤولين الرسميين اللبنانيين، الوحدة الداخلية، تفنيد منطق الولايات المتحدة والرد على تصريحات وزير خارجيتها.

صحيح ان السيد نصر، وعندما سيتحدث عن الموقف الرسمي اللبناني فإنه، وبحسب ما علمت ال"LBCI"، سيصفه بالشجاع، إلا أن الاخطر في كلام السيد سيكون في مكان آخر، وتحديدا في نقطة تحريض بومبيو فريقا من اللبنانيين على فريق آخر. سيشدد السيد على ضرورة الوحدة الداخلية، والتمسك بمفاعيل التسوية الرئاسية التي أثبتت أنها حتى الساعة أقوى من كل الخضات، ومن بينها خضة بومبيو.

في كلام السيد، أكثر من رسالة، فهل يطمئن اللبنانيون إلى الآتي من الأيام، لا سيما وانهم أصبحوا وسط كباش سياسي خطير، وفي وسط نفق معتم يكاد لا ينتهي؟.

هذا النفق المعتم، لم يعد افتراضيا، ففي القطاع المالي، أعلن الوزير علي حسن خليل وقف كل نفقات الدولة باستثناء دفع الرواتب، الأمر الذي اعتبره الوزير جورج قرم قرارا متطرفا، حسب ما قال لل"LBCI".

والنفق معتم كذلك في قطاع الكهرباء، التي ستطفئ معاملها تباعا اعتبارا من الثلثاء، لنغرق أكثر فأكثر في عتمة "دكانة"، نسي من فوض تسيير أمورها كيفية العد، لضبط المداخيل والمصاريف، ومن بينها مزراب الكهرباء الذي استنزف الدكانة.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "الجديد"

من لا يملك سيعطي لمن لا يستحق. والجولان الأرض السورية العربية المحتلة، المحروسة بقرارين للأمم المتحدة عام 1981 يؤكدان عروبتها. هي الأرض نفسها التي سيوقع دونالد ترامب على إسرائيليتها، هكذا تباع الهضاب والعواصم والدول، في قرار قد يتخذه رئيس أميركي بتغريدة، ويقفز فيها على قرارات دولية سبق وأن ثبتت الحق لأصحابه.

لكن إسرائيل عندما تلتقي مصالحها مع أميركا فإن الطرفين "يبلان القرارات الأممية ويشربان ميتها"، وما يجعل ترامب مستعجلا على ضم الجولان إلى السيطرة الاسرائيلية هو غياب الأصوات العربية المعترضة، والتي لم تتفق إلى اليوم على عودة مقعد سوريا إلى الجامعة العربية على عتبات قمة تونس آخر الشهر الجاري.

بدا الرئيس الأميركي مرتاحا لأن الخصم مفقود، وثلاثية عربية اجتمعت اليوم في القاهرة على مستوى القمة من دون أن توجه تحذيرا يخص قضم الأرض العربية.

صمت الرجال العرب. وكان الناطق بالحق العربي: امرأة لبنانية من شمال لبنان تدعى ستريدا طوق جعجع، نائبة في البرلمان اللبناني، سطرت موقفا في بيان لم نلحظه في لسان حال العرب. وهي إذ اجتمعت والدكتور سمير جعجع مع وزير خارجية أميركا مارك بومبيو في عوكر، قالت في بيان أعقب اللقاء إن الموقف الصادر عن الرئيس الأميركي هو قضاء على أي إمكانية لإحلال السلام في المنطقة، لأن أي سلام يستوجب أولا انسحاب إسرائيل من الأراضي المحتلة. ورأت أن هذا الموقف يتعارض بشكل صارخ مع القرارات الدولية التي رفضت ضم الجولان إلى إسرائيل واعتبرته باطلا ولاغيا. وقالت جعجع إن منطقة الشرق الأوسط لن تستقر من دون إنهاء الصراع العربي- الإسرائيلي، وأول خطوة على هذا الطريق هي في إعادة الأراضي العربية المحتلة إلى أصحابها وخصوصا في فلسطين المحتلة.

كلام لسيدة معراب يرقى إلى مستوى قمة تونس، التي لن يعرف محلها من الإعراب ما لم تتجه إلى قرارات تندرج تحت الفصل السابع مع استخدام الفيتو ضد أميركا وإسرائيل معا، لا سيما أن العدو لا ينفك عن تلقين العرب دروسا، وهو دخل مدارس فلسطين في أكثر المشاهد ضربا للإنسانية وحقوق الطفل، وفي الساعات الماضية أقدم العدو على اقتحام مدرسة في الضفة واقتاد منها طفلا بعمر السنوات السبع، بتهمة أنه شقيق الشهيد عمر أبو ليلى.

وهذه الحال، أصبح العرب أمام مشهد لا نزاع عليه: أراض عربية تقضم من تحت أقدامهم، وحشية إسرائيلية في الداخل الفلسطيني، قدس صارت مهودة، ومارك بومبيو يعلن بالفم الملآن وبكل ايمان أن "الرب أرسل ترامب إلى الأرض لحماية إسرائيل"، وبموجبه فإن العرب الذين أصابهم رهاب المرشد العام الإيراني، أصبحوا اليوم أمام حكم المرشد العام الأميركاني، وعملية الإرشاد قد تقود الرئيس الأخرق إلى هدايا أخرى لإسرائيل من "كيس العرب" وأرضهم، وربما بينها مزارع شبعا ومرتفعات كفرشوبا والغجر، البقعة المطلة جغرافيا على الجولان.

وفي ملفات الداخل اللبناني، فإنها مطلة على عتمة في التيار الكهربائي. فمؤسسة كهرباء لبنان أصبحت على وقع "كتبنا وما كتبنا ولهلق ما جاوبنا"، وتأخير الاعتمادات سيؤدي إلى زيادة ساعات التقنين بحلول الأسبوع المقبل. أما في خطة الكهرباء الشاملة، فالرياح تجري بما تشتهي السفن، وذلك على توقيت ساعة رجل غامض، يدير لبنان من دون أن يكون له مكتب واحد، خواجة في الغياب، باشا في الحضور على مستوى التعهدات والتلزيمات.

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

وزير الخارجية الأميركي يحرج باسيل بهجومه العنيف على «حزب الله»

بيروت: خليل فليحان/الشرق الأوسط/24 آذار/19

أحرج وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو نظيره اللبناني جبران باسيل بهجومه غير المسبوق على «حزب الله» خلال المؤتمر الصحافي المشترك في وزارة الخارجية. واستعمل بومبيو عبارات من خارج اللغة الدبلوماسية وقريبة من الخطابات السياسية، وتضمّن بعضها تهديدا مبطنا للحكومة اللبنانية.

وتجنّب بومبيو الإدلاء بتصريح في القصر الجمهوري وعين التينة (مقر الرئيس نبيه بري) وفي السراي الحكومي. وعقد مؤتمرا صحافيا مع باسيل نسف فيه الاجتهاد الذي صاغه رئيس «التيار الوطني الحر» لإثبات «لبنانية (حزب الله)» وأنه مكّون من لبنانيين حملوا السلاح لتحرير الأرض المحتلة من إسرائيل، وهي لا تزال كذلك في أجزاء قليلة منها. وخلص اجتهاد باسيل إلى أن «الحزب ليس إرهابيا كما تعتبره بعض الدول»، من دون ذكر أميركا بالاسم.

وما لفت نظر باسيل والدبلوماسيين اللبنانيين والصحافيين اللهجة التي استعملها الوزير بومبيو في إطلاق التهديدات ضد الحزب، عندما قال إن «(حزب الله) يقف عائقا أمام أحلام الشعب اللبناني لـ34 عاماً»، ووضعه في «خطر بسبب قراراته الأحادية غير الخاضعة للمحاسبة المتعلقة بالحرب والسلام والحياة والموت سواء من خلال وعوده السياسية أو من ترهيبه المباشر للناخبين». وسأل: «كيف يمكن لصرف الموارد وإهدار أرواح البشر في اليمن والعراق وسوريا أن يساعدا مواطني جنوب لبنان أو بيروت أو البقاع؟».

أما الجديد الذي كشف عنه بومبيو فهو أن بلاده قررت «الضغط غير المسبوق على إيران حتى توقف سلوكها، بما في ذلك الحزب ونشاطاته ووقف تخزين الصواريخ وتعطيل شبكات تهريب المخدرات الإيرانية ومحاولات تبييض الأموال».

واستغربت جهات دبلوماسية في بيروت تصريحات بومبيو، لا سيما دعوته من يعارض إيران والحزب للوقوف في وجههما في لبنان. ولاحظت أن وزير خارجية أميركا أمضى يومين كاملين أجرى خلالهما اجتماعات رسمية، إلى جانب لقاءاته التي وصفت بأنها إدارية، منها ما هو عسكري وإداري وأخرى مع رجال دين.

إلا أن الجانب الإيجابي في محادثات بومبيو في لبنان فهو تأكيده وحدة الشعب والاستقرار، وأن واشنطن لا تزال تمول برامج للنازحين السوريين في لبنان، ومساعدته على ترسيم حدوده البحرية مع إسرائيل بالتعاون مع الأمم المتحدة لإقناع إسرائيل بالحفاظ على الثروة النفطية وعلى آبار الغاز في المنطقة الاقتصادية الخالصة حتى لو بدأت إسرائيل التنقيب قبل لبنان.

واختصر مسؤول لبناني شارك في المحادثات مع بومبيو، أجواءها، بالقول إن الإيجابيات تطغى على السلبيات لأن الوزير الأميركي يعلم أن معالجة الملف العسكري للحزب تتجاوز المسؤولين اللبنانيين، وأن الجهة الوحيدة القادرة على تحقيق ذلك هي إيران التي يشكل الحزب جزءا من استراتيجيتها في الإقليم.

وظهرت ردود فعل من مسؤولي «حزب الله» ونواب «حركة أمل» رفضت وانتقدت هجوم بومبيو على الحزب. واللافت أيضا أن ما سمي الخطأ البروتوكولي مع بومبيو أثناء وصوله ومغادرته القصر الجمهوري، حرصت دوائر القصر على نفيه. وأكد مكتب الإعلام في رئاسة الجمهورية أنه «قد طبقت كل المراسم المعتمدة في استقبال وزير الخارجية الأميركية، ولم يحصل أي تأخير للقائه مع رئيس الجمهورية»، وأشار إلى أنه «وفقا للأصول البروتوكولية صافح الرئيس الوزير الضيف والسفيرة الأميركية في بيروت التي رافقته. وبعد انتهاء اللقاء، صافح سائر أعضاء الوفد الأميركي المرافق للوزير بومبيو، كما هي العادة مع جميع الوفود الرسمية». ولفت إلى أن «توقيع سجل الشرف في القصر الجمهوري يعود لرغبة الضيف، وقد تم تجهيز السجل عند مدخل القاعة وفقا للأصول، لكن امتداد اللقاء إلى أطول من الوقت الذي كان مخصصا له، ونظرا لارتباط الوزير بومبيو بموعد تأخر عنه نحو ثلاثين دقيقة، فقد غادر القصر من دون التوقيع على السجل».

 

جنبلاط يشارك باسيل في قداس لإحياء ذكرى ضحايا مسيحيين في الجبل

بيروت: /الشرق الأوسط/24 آذار/19/أكد رئيس «الحزب التقدمي الاشتراكي» وليد جنبلاط، أمس، أنه «اليوم برعاية الرئيس ميشال عون، ومباركة البطريرك بشارة الراعي، نؤكّد أن المصالحة فوق كل اعتبار من أجل لبنان الواحد»، في وقت أكد وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل، أن «العودة السياسية تحققت في الانتخابات الأخيرة، ووحدة الجبل أساس لوحدة لبنان». وجال باسيل في عدد من القرى والبلدات في منطقة الشوف، التي شهدت سقوط ضحايا من المسيحيين أثناء الأحداث اللبنانية، لا سيما بعد اغتيال كمال جنبلاط في 16 مارس (آذار) 1977، وشارك وجنبلاط في القداس الذي أقيم في نهاية جولته.

وقال جنبلاط في «كنيسة دير القمر»، في ذكرى «شهداء الجبل»: «عندما وصلت إلى المختارة في ذلك اليوم المشؤوم، بعد أن تبلغت خبر الاغتيال، كان كمال جنبلاط لا يزال في السيارة مضرجاً في دمائه، ومن حوله جمهور هائج لا يوصف». وأضاف: «طلبت من الشيخ محمد أبو شقرا الذهاب إلى مزرعة الشوف، حيث علمنا أن المختار وجمعاً كبيراً من الخيرين والعقلاء استطاعوا حماية من تبقى من المسيحيين في بيوتهم».

ولفت جنبلاط إلى أنه «منذ اغتيال كمال جنبلاط سرنا وسار لبنان على طريق الجلجلة من حرب إلى حرب، من جولة إلى جولة، من هدنة إلى هدنة، من مجزرة إلى مجزرة، من مبادرة إلى مبادرة، ومن اغتيال إلى اغتيال». لكنه أكد في الختام أنه «اليوم برعاية الرئيس عون، ومباركة البطريرك الراعي، نؤكّد أن المصالحة فوق كل اعتبار من أجل لبنان الواحد». بدوره، قال الوزير باسيل: «هذا اليوم سيُسجَّل في تاريخ لبنان، وسلكنا قبل وصولنا إلى دير القمر، درب الشهداء، ووحدة الجبل هي التي تحفظ وحدة لبنان»، مضيفاً: «اغتيال كمال جنبلاط استجلب المآسي للوطن»، وأكد «أننا نلتقي اليوم في بلدة الرئيس كميل شمعون، لتقريب القلوب من بعضها تحت عنوان (التوبة والمغفرة)، ومن غير المسموح عدم إعطاء المغفرة عندما تُطلَب». وقال باسيل: «نحن على مقربة من المئوية الأولى للبنان الكبير، والتحدي أمامنا اليوم هو العمل معاً لعودة الجبل إلى ذاته وأهله وشراكته، لأن العودة لا تتحقق بالأمن فقط بل تحتاج إلى الأمان»، مشدداً على «أننا أبناء مدرسة يقول قائدها إننا قوم نسامح ولكن لا ننسى، وعدم النسيان لعدم تكرار الخطأ، وليس للثأر، لأن التكرار هو الجريمة الأكبر». وأشار باسيل إلى أن «العودة السياسية تحققت في الانتخابات الأخيرة، ووحدة الجبل أساس لوحدة لبنان، لكن وحدتنا في الجبل لا تعني الانعزال والانغلاق عن الآخرين في الجبل». وكان باسيل زار عدة قرى في الجبل، خلال جولة رافقه فيها وزير المهجرين غسان عطالله والنائب ماريو عون. وقال عطالله: «بصفتي وزيراً للمهجرين، كان لا بد من هذه الجولة بعد 42 عاماً على الأحداث الأليمة التي جرت في الشوف الأعلى عقب استشهاد كمال جنبلاط مع أناس يعيشون سلاماً في بلداتهم، وهذه الخطوة هي لتعزيز وتحصين العودة التي حصلت، ما يساعدنا على إقفال جميع الملفات في الوزارة».

 

الدكتور سمير جعجع  والشيخ سعد الحريري والسيد وليد جنبلاط

الشيخ حسن سعيد مشيمش/24 آذار/19

 أنتم ضحيتم تضحية عظيمة ووضعتم أنفسكم تحت الخطر بمواجهة حزب ولاية الفقيه في لبنان الذي يخطف الدولة اللبنانية ويصادر سيادتها ، وكان سببا وما زال لكل الأزمات الخطيرة الإقتصادية ، والبيئية ، والأمنية ، والسياسية في وطننا لبنان ، لقد وضع الحزب وطننا لبنان في الدرك الأسفل على كل صعيد وفي كل جانب من جوانب الحياة ، وذلك بقوة سلاحه الغادر والفنان بالإغتيالات لخصومه السياسيين منافسيه على السلطة من أبناء وطننا .

هذا السلاح المرتبط قراره دينيا وسياسيا بالخامنئي رئيس إيران وقائدها ، وببشار أسد أوحش ديكتاتور بعصرنا ، هذا السلاح الذي لن يُحَرِّر شبراً من أرض فلسطين ، ولن يدافع عن لبنان بقدر ما يدافع عن حُكمين استبداديين وحشيين قمعيين في دمشق وطهران .

أيها السادة الكرام: أنتم معذورون بموادعة الحزب ومسالمته ومهادنته لأنكم ترفضون الحرب معه لإخراجه من السفاهة والعمالة للخارج وإعادته إلى الوطن والرشد والرشاد إنكم ترفضون الحرب معه تفاديا لدمار لن يبقى بعده وطن .

ولكن : ما لا يمكن أن نقبله منكم مطلقا بأن تستمروا في منح سلاحه الشرعية ببيان سخيف:  [ جيش وشعب ومقاومة ] !!!!!!

لن نسمح لكم بعد اليوم باستغبائنا بعد أن يجركم طمعكم برئاسة أو وزارة لتخلعوا عليه رداء الشرعية .

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

البغدادي «مختبئ» في البادية السورية

بغداد/الشرق الأوسط/24 آذار/19/كتبت وكالة الصحافة الفرنسية تقريراً من بغداد أمس، أشارت فيه إلى أن أبو بكر البغدادي، زعيم تنظيم «داعش» والمدرج في رأس قائمة كبار المطلوبين في العالم، أقام «دولة» مزعومة له على أراضٍ تساوي مساحة بريطانيا، لكنه بات اليوم يختبئ في كهوف البادية السورية فيما لم يعد تنظيمه سوى مجموعة متفرقة من الخلايا السرية.وبعدما كان يتحكم في وقت ما بمصير 7 ملايين شخص على امتداد أراضٍ شاسعة في سوريا وما يقارب ثلث مساحة العراق، لا يقود البغدادي اليوم إلا مقاتلين مشتتين عاجزين بأنفسهم عن معرفة مكان وجوده. وترصد الولايات المتحدة مكافأة قدرها 25 مليون دولار لمن يساعد في الوصول إلى البغدادي البالغ من العمر 47 عاماً. ولفتت الوكالة الفرنسية إلى أن البغدادي الذي يلقّبه أنصاره بـ«الشبح»، نجا في السابق من هجمات جوية عدة وأصيب مرة واحدة على الأقل، كما أنه يعاني من مرض السكري. ونقلت الوكالة عن الخبير في الحركات المتشددة هشام الهاشمي أن البغدادي «محاط بـ3 أشخاص فقط، هم شقيقه جمعة وهو أكبر منه، وسائقه وحارسه الشخصي عبد اللطيف الجبوري الذي يعرفه منذ طفولته، وساعي بريده سعود الكردي». ويوجد هؤلاء جميعهم، كما يُعتقد، في منطقة بادية الشام الصحراوية الممتدة من وسط سوريا إلى الحدود العراقية. وأعلنت الاستخبارات العراقية في مطلع يوليو (تموز) الماضي، مقتل نجل البغدادي حذيفة البدري في سوريا بـ3 صواريخ موجهة روسية أصابت المغارة التي كان بداخلها. وقد أكدت وكالة «أعماق» التابعة للتنظيم وقتها مقتله. وكان الظهور العلني الوحيد للبغدادي، المولود في العراق، في يوليو 2014 أثناء الصلاة في جامع النوري الكبير بغرب الموصل، وذلك بعد إعلان إقامة «دولة» مزعومة لتنظيمه. ومنذ ذاك الحين، لم يتوجه البغدادي إلى أنصاره إلا من خلال تسجيلات صوتية تنشرها الوكالة الدعائية للتنظيم المتطرف. ويعود آخر تسجيل صوتي له إلى أغسطس (آب) 2018، بعد 8 أشهر من إعلان العراق «النصر» على تنظيمه. والبغدادي، واسمه الحقيقي إبراهيم عواد البدري، من مواليد عام 1971 لعائلة فقيرة في مدينة سامراء شمال بغداد. وهو متزوج من امرأتين، أنجب 4 أطفال من الأولى وطفلاً من الثانية. وكان البغدادي مولعاً بكرة القدم، ويحلم بأن يصبح محامياً، لكن نتائجه الدراسية لم تسمح له بدخول كلية الحقوق، بحسب تقرير الوكالة الفرنسية. واعتقل البغدادي الذي كان شكَّل لدى اجتياح العراق في عام 2003 مجموعة متشددة ذات تأثير محدود، في فبراير (شباط) 2004، وأودع سجن بوكا قبل الإفراج عنه في ديسمبر (كانون الأول) من العام ذاته لعدم وجود أدلة كافية ضده.

 

تحديات هائلة أمام العراق لمنع عودة «داعش»

بغداد/الشرق الأوسط/24 آذار/19/على غرار إعلان القضاء التام على تنظيم «داعش» في سوريا، أمس السبت، أعلن العراق قبل عام «النصر المؤزر» عليه أيضاً. ولكن رغم ذلك تبقى فلول «داعش» قادرة على القتل والتفجير في بلد لا تزال تربته خصبة لاستقطاب مزيد من العناصر المتشددة.

ولفتت وكالة الصحافة الفرنسية إلى أنه إضافة إلى الجانب العسكري، يعاني العراق من آفات كثيرة تحتاج إلى سنوات قبل إيجاد حل لها، وفي طليعتها مسألة عودة 1.8 مليون نازح في المخيمات، ومئات المحاكمات «السريعة»، والبؤس الاجتماعي، والصدمات الناجمة عن تتابع النزاعات والانقسامات العميقة بين المكونات المحلية، وهو ما يحذر منه المدافعون عن حقوق الإنسان، الذين يخشون أن يستغل المتطرفون هذه المشكلات في عمليات تجنيد. ولا يزال المتشددون المتوارون عن الأنظار في مناطق جبلية أو صحراوية، يمتلكون مخابئ لا يمكن للقوات الأمنية الوصول إليها. ويقول قائد عمليات محافظة نينوى اللواء نجم الجبوري لوكالة الصحافة الفرنسية، إن «عملياتنا الاستباقية مستمرة لملاحقة بقايا التنظيم أو الخلايا النائمة». ويواصل التحالف الدولي، الذي تقوده الولايات المتحدة، شن ضربات في العراق، إذ لا تزال التحديات هائلة. فمن الضروري تأمين المنطقة الحدودية مع سوريا الممتدة على 600 كيلو متر في الصحراء، والسيطرة على المناطق الجبلية المتنازع عليها مع الأكراد، ومنع عمليات التسلل عبر الطرقات المستخدمة تاريخياً لعمليات التهريب. وفي أعقاب الاشتباكات وعمليات التفتيش بعيد استعادة مدينة الموصل في يوليو (تموز) 2017، اعتقلت القوات العراقية «2500 داعشي»، وفق ما يؤكد الجبوري لـ«الوكالة الفرنسية». وتعلن القوات العراقية بانتظام مقتل متشددين خلال معارك، لكنها تفقد في المقابل جنوداً في هجمات. ويقول اللواء في الشرطة الاتحادية ساكر كوين، لوكالة الصحافة الفرنسية، إن تنظيم «داعش» شن 55 هجوماً على آليات الشرطة بعبوات ناسفة، إضافة إلى أعمال تخريب تطال محطات الكهرباء بين حين وآخر. وعلى مدى الأشهر الستة الماضية، أقدم المتشددون على قتل أكثر من 10 مخاتير في محافظة كركوك الحدودية مع نينوى وإقليم كردستان، وفق مسؤولين محليين. وعلى طول الحدود، يقوم مقاتلو «داعش» المحاصرون بين القوات العراقية والسورية، بمحاولات متكررة للتسلل. ويشير مصدر أمني إلى أن القوات العراقية غالباً ما تصدهم، لكن «في بعص الأماكن، يتحركون بسهولة بأسلحتهم ومركباتهم (...) في وديان صحراوية أو مناطق جبلية».

 

العربي الجديد: أفول داعش في سورية... بداية احتدام الصراع الداخلي والخارجي

الأحد 24 آذار 2019 /وطنية - كتبت صحيفة العربي الجديد تقول: من راية مرفوعة فوق مساحات شاسعة من أراضي سورية والعراق، إلى أخرى مرمية على بُعد أمتار من نهر الفرات، هكذا سقطت "دولة الخلافة" التي أعلنها تنظيم "داعش"، بعد خمس سنوات زرع فيها الرعب في كل أنحاء العالم، وفرض قوانينه على "دولته"، التي لم يتبقَ منها شيء فعلياً، بعد إعلان "قوات سورية الديمقراطية" (قسد) أمس السبت السيطرة على آخر الأراضي التي كانت خاضعة للتنظيم في سورية، بعد أكثر من عام على دحره من العراق.

وبعد ستة أشهر من الهجوم الواسع، تمكّنت "قسد" من السيطرة على آخر جيوب "داعش" في سورية، وتحديداً في بلدة الباغوز في ريف دير الزور الشرقي. لكن تحرير الأرض لا يعني إغلاق صفحة التنظيم بشكل تام، بل إن ذلك يُطلق مرحلة جديدة من التحديات تشمل مختلف أطراف الصراع في سورية، من دون وجود إجابات واضحة عن الكثير من التساؤلات المطروحة. ففقدان "داعش" كل الأراضي التي كانت تحت سيطرته، لا يعني انتهاء خطره، في ظل قدرته على تحريك خلايا نائمة في المناطق الخارجة عن سيطرته، واستمرار وجوده في البادية السورية المترامية الأطراف، إضافة إلى إمكان استلهام "ذئاب منفردة" خطاب التنظيم لشنّ هجمات في أي مكان في العالم، خصوصاً أنه كان قد استبق خسارته بدعوة عناصره في تسجيلات بثها في الأيام الأخيرة إلى "الثأر" من الأكراد في مناطق سيطرتهم وشنّ هجمات في الغرب ضد أعداء "الخلافة".

ملف آخر سيكون حامياً في المرحلة المقبلة، هو مصير "قوات سورية الديمقراطية" التي تسيطر على نحو ربع مساحة سورية، بعدما نجح الأكراد في ترجمة انتصاراتهم الميدانية بإنشاء إدارة ذاتية بدعم أميركي. غير أن كل المكاسب التي حققوها، تبدو مهددة اليوم، مع مخاوف من شنّ تركيا هجوماً على "وحدات حماية الشعب" (الطرف الأقوى في قسد) المنتشرة قرب الحدود التركية، بالتوازي مع تشديد النظام السوري على استعادة السيطرة على كامل أراضي البلاد، وتخيير الأكراد بتسليم أراضيهم بالمفاوضات أو الحسم العسكري. وكان الأكراد قد خاضوا قبل فترة مفاوضات مباشرة مع النظام، لم تُفض إلى نتائج ملموسة.

وما يزيد من التهديدات على الأكراد، قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب سحب قواته من سورية، وربط ذلك بالقضاء النهائي على "داعش"، وبالتالي يبدو هذا السحب قريباً مع إعلان حسم المعركة ضد التنظيم. ويثير الانسحاب الأميركي خشية كردية من أن يكون ضوءاً أخضر لتركيا لشنّ هجوم ضدهم، خصوصاً في ظل عدم التوصل إلى تفاهم حول "المنطقة الآمنة" التي اقترحت واشنطن إقامتها على طول الحدود بين الطرفين. وفي ما بدت محاولة لاستمرار تلقي الدعم الأميركي، أكدت "قسد" أمس بعد الإعلان عن القضاء على وجود "داعش"، أنها "تجدد العهد على مواصلة الحرب وملاحقة فلول داعش حتى القضاء التام عليهم"، فهل يكون ذلك مقدمة لغطاء يسمح باستمرار وجود هذه القوات وانتشارها، أم أن الفترة المقبلة ستشهد تقلّبات كبيرة تعيد رسم المشهد السوري من جديد؟

ظهور "داعش"

مع فقدان "داعش" آخر معاقله في سورية، تُطرح أسئلة كثيرة عن رحلة صعود التنظيم، قبل سقوطه التام، وما خلّفه كل ذلك من نتائج كارثية في سورية على مختلف الصعد، مع خروج البلاد منهكة ومهددة بالتشظّي، وربما التلاشي.

بدأ التنظيم بالظهور في سورية أواخر عام 2012، في المناطق التي خرجت عن سيطرة قوات النظام في شمال غربي سورية، خصوصاً إدلب وريف اللاذقية وريف حلب، قبل أن يدخل الأحياء الشرقية من مدينة حلب، مزاحماً ومنافساً قوات الجيش السوري الحر، التي أدركت خطورة التنظيم في البداية، بسبب عمله تحت مظلة "جبهة النصرة" التي رفعت شعاراً مفاده أن "مشروعها يقتصر على مساعدة السوريين في إسقاط النظام". وفي عام 2013، سيطرت "جبهة النصرة" وفصائل المعارضة على محافظة الرقة في شرقي البلاد، فنشر التنظيم حواجز له في عموم المحافظة؛ حواجز لم تكن تشكّل خطراً. وفي إبريل/نيسان 2013، اعتبر زعيم "داعش"، أبو بكر البغدادي، أن "جبهة النصرة هي امتداد لتنظيمه"، معلناً، من طرف واحد، دمج التنظيمين تحت مسمى واحد هو "الدولة الإسلامية في العراق والشام"، وتحت قيادته. لكن "جبهة النصرة" سارعت في اليوم التالي إلى رفض عرض الاندماج، لتفتح باب صراع مع التنظيم دفعت ثمنه سورية على مدى أعوام. وفي نهاية عام 2013، تعاظم دور التنظيم الذي اصطُلح على تسميته بـ "داعش" اختصاراً لاسمه، في مناطق المعارضة حتى كاد أن يلتهم فصائلها، مع استيلائه على مناطق عدة، مجبراً أهلها على مبايعة البغدادي. كما فرض عليهم الاحتكام إلى محاكمه الشرعية، والتعلّم في مدارسه، وارتكب جرائم قتل كثيرة بحق معارضيه ومنع رفع علم الثورة.

في يناير/ كانون الثاني من عام 2014، أعلنت فصائل المعارضة النفير العام والحرب على "داعش"، الذي سرعان ما تراجع عن شمال غربي سورية، بما فيها إدلب وريف حلب الغربي، وانهزم داخل مدينة حلب، ولكنه سيطر على الرقة بعد ارتكاب مجازر بحق "جبهة النصرة" وفصائل المعارضة. ورسّخ التنظيم وجوده في ريفي حلب الشمالي والشرقي، مهدداً مدينة عين العرب، ذات الغالبية الكردية، ووصل إلى مشارفها وكاد أن يدخلها لولا تدخل التحالف الدولي الذي دمّر طيرانه معظم أحياء المدينة ليحول دون سقوطها. واستكمل التنظيم في عام 2014 السيطرة على أغلب محافظة دير الزور الغنية بالبترول وريف الحسكة الجنوبي. وكان "التحالف الدولي ضد الإرهاب" الذي يضم أكثر من عشرين دولة، تأسس في عام 2014، بهدف محاربة "داعش" ووقف تقدمه في العراق وسورية، بعد سيطرة التنظيم على مساحات شاسعة في البلدين، وبات يشكّل خطراً داهماً على الإقليم برمته.

وفي مطلع عام 2015، هدد التنظيم مدينة الحسكة في أقصى شمال شرقي سورية بشكل جدي، قبل أن تتصدّى له الوحدات الكردية بمساعدة طيران التحالف الدولي. وفي العام نفسه أيضاً، توغّل التنظيم في البادية السورية، فسيطر في مايو/أيار 2015 على تدمر، وهي أهم مدن البادية وبلداتها، ثم زحف حتى وصل إلى تخوم مدينة حمص من الجهة الشرقية، مستكملاً السيطرة على أجزاء واسعة من ريف حمص الشرقي ومعظم ريف حماة الشرقي. كما ظهر التنظيم داخل العاصمة دمشق، تحديداً في الأحياء الجنوبية (الحجر الأسود، ومخيم اليرموك)، وفي منطقة القلمون الغربي شمال العاصمة دمشق، وفي ريف درعا الغربي. وبايعه "جيش خالد"، الذي كان يضم مجموعات متطرفة. وبات ما يزيد عن 80 ألف كيلومتر مربّع من مساحة سورية، تحت سيطرة "داعش"، فسيطر على طريق بري، يبدأ من حدود لبنان الشرقية وينتهي في الموصل شمال العراق.

انقلاب 2015

غير أن نهاية عام 2015 حملت أخباراً سيئة للتنظيم، وبدأ التدخّل الروسي المباشر في سورية تحت ذريعة القضاء على "داعش"، في وقت بدأ فيه التحالف الدولي مرحلة الهجوم على التنظيم لدحره في منطقة شرقي نهر الفرات. اعتمد التحالف في البداية على الوحدات الكردية لاسترجاع مدينة تل أبيض وريفها في ريف الرقة الشمالي في منتصف عام 2015، قبل الإعلان عن تأسيس "قوات سورية الديمقراطية" (قسد) في نهاية العام نفسه. وساعد التحالف الدولي القوات الوليدة في حربها ضد التنظيم التي مرّت بعدد من المراحل. كما قدّم التحالف لهذه القوات التي ضمّت الوحدات الكردية وفصائل غير متجانسة شُكّلت على عجل، من العرب والتركمان، ومن السريان في الحسكة، دعماً عسكرياً وسياسياً كبيراً، مكّنها من تدشين حملة كبرى للقضاء على "داعش" في شرق سورية. وخاضت هذه القوات خلال عام 2016 الكثير من المواجهات مع التنظيم في ريفي الحسكة والرقة وفي ريف حلب، وسيطرت على مدينة منبج الاستراتيجية غربي نهر الفرات منتصف العام نفسه، وصولاً إلى بداية عام 2017، مع بدء الحملة على الرقة معقل التنظيم البارز في سورية.

في أكتوبر/تشرين الأول 2017، أعلنت "قسد" السيطرة على الرقة، بعد أشهر من المعارك والقصف الجوي الذي دمّر معظم أحياء المدينة وقتل آلاف المدنيين. كما ساعد التحالف الدولي "قسد" في طرد التنظيم من ريف الحسكة الجنوبي ومن ريف دير الزور الشرقي شمال نهر الفرات. وسيطرت هذه القوات بشكل شبه كامل على منطقة شرقي الفرات، التي تشكل أكثر من ربع مساحة سورية، وهي الأغنى بالبترول في البلاد، فضلاً عن كونها سلّة غذاء سورية. كما تراجع التنظيم في البادية السورية تحت ضربات الطيران الروسي عن تدمر في مارس/آذار 2016، ولكنه رجع لاستعادتها في العام نفسه، على أنه لم يصمد طويلاً فيها. وعقد التنظيم في سبتمبر/أيلول من عام 2017 صفقة مع حزب الله، خرج على أثرها من منطقة القلمون الغربي إلى الشرق السوري. ثم فقد التنظيم خلال عام 2018 معاقله البارزة في جنوب دمشق، بعد سنوات من سيطرته عليها، وخرج مسلحوه في مايو/أيار 2018 من مخيم اليرموك وحي الحجر الأسود، في صفقة غير معلنة مع النظام، إلى مناطق سيطرة التنظيم في البادية، بعد شهر من حملة عسكرية عنيفة كبّد "داعش" خلالها النظام خسائر فادحة في صفوف قواته، ولكنها انتهت بدمار كبير طاول الحيين، لا سيما اليرموك الذي كان بمثابة عاصمة للشتات الفلسطيني.

في أواخر نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، أعلنت قوات النظام والمليشيات المساندة لها، السيطرة بشكل كامل على منطقة تلول الصفا بعد مرور أكثر من ثلاثة أشهر من المعارك المتواصلة مع "داعش" في منطقة جغرافية وعرة، تكبّد خلالها النظام أكثر من 500 قتيل بينهم 50 ضابطاً، بالإضافة إلى عشرات القتلى من فصائل المصالحات والمليشيات الأخرى. وفي منتصف عام 2018، سيطر النظام بشكل كامل على منطقة حوض اليرموك في ريف درعا الغربي، القريبة من الشريط الحدودي مع الجولان المحتل، والحدود مع الأردن، والتي كانت خاضعة لفصيل "جيش خالد" التابع لتنظيم "داعش" بعد معارك لم تستمر طويلاً قُتل خلالها عدد كبير من مسلحي التنظيم. كما أعدم النظام وفصائل معارضة عقدت مصالحات معه، العشرات من "جيش خالد" وأفراد عائلاتهم، حاولوا الخروج نحو شرق حوض اليرموك.

أدّى وجود "داعش" في سورية إلى نتائج كارثية على المستويات كلها، فدُمّرت مدن وبلدات سورية كاملة، وقُتل وشُرّد عشرات الآلاف داخل سورية وخارجها، وحرم أجيالاً من التعليم، فضلاً عن الخسائر الاقتصادية الهائلة، التي من الصعوبة بمكان الإحاطة بها. لقد حقق التنظيم مصالح الدول المتنافسة بل والمتصارعة في سورية، وأعطى النظام وحلفاءه الروس والإيرانيين ذريعة تشويه الثورة السورية، واتهامها بالتطرف للفتك بها. وهو ما حدث في الكثير من المناطق. كما منح موسكو وطهران ذريعة التدخل الذي يرقى إلى مستوى الاحتلال في سورية، وسمح للأميركيين بتحويل شرقي الفرات إلى منطقة نفوذ لهم تحت غطاء "قسد"، المتهمة اليوم بمحاولة تمزيق البلاد. استثمر جميع أطراف الصراع في تنظيم "داعش"، وكان من الواضح في بداية عام 2014 أن العالم تواطأ على "تسمين" هذا التنظيم، الذي استقطب المتطرفين من مختلف دول العالم، ومن ثم الانقضاض عليهم لتتحول سورية إلى مقبرة لهم. ولم يُدخل التحالف الدولي وحلفاء النظام في حساباتهم مصير مدنيين وقعوا فريسة لتنظيم كان يخطط ليغدو "دولة" واليوم تحوّل إلى مجرد خلايا في سورية والعراق، وقد كان ثمن مجيء واختفاء هذا التنظيم كارثة على البلدين وربما على مستقبلهما.

 

المحطّات الرئيسية لنظام الأسد والاحتجاجات الشعبية

بيروت - لندن/الشرق الأوسط/24 آذار/19/المحطات الرئيسية التي شهدها نظام الرئيس بشار الأسد الذي يحكم سوريا منذ عام 2000، ذلك بحسب تقرير لوكالة الصحافة الفرنسية من بيروت:

في 17 يوليو (تموز) 2000 أدى بشار الأسد القسم أمام مجلس الشعب (البرلمان). وباعتباره المرشّح الرئاسي الأوحد، انتخب رئيسا بنسبة تصويت بلغت (97.29 في المائة) في انتخابات نُظمت بعد شهر من وفاة والده حافظ الأسد، الذي حكم سوريا من دون منازع لمدة ثلاثين عاما.

وفي 10 يونيو (حزيران)، اليوم الذي توفي فيه حافظ الأسد، أدخل مجلس الشعب تعديلا على مادة في الدستور خفّض بموجبه من 40 إلى 34 عاما الحد الأدنى لسن الترشّح للرئاسة في سوريا، في قرار فُصّل على قياس بشار الأسد المولود عام 1965.

وفي عام 1999 تمت ترقية بشار الأسد لرتبة عقيد ركن وفي عام 2000 أصبح قائد الجيش والقوات المسلّحة السورية والأمين القطري لحزب البعث العربي الاشتراكي.

في 26 سبتمبر (أيلول) 2000 دعا نحو مائة من المثقّفين والفنانين السوريين المقيمين في سوريا السلطات إلى «العفو» عن سجناء سياسيين وإلغاء حالة الطوارئ السارية منذ 1963.

وبين سبتمبر 2000 وفبراير (شباط) 2001، شهدت سوريا فترة انفتاح وسمحت السلطات نسبيا بحرية التعبير. لكن توقيف عشرة معارضين في صيف 2001 وضع حدا لـ«ربيع دمشق» قصير الأمد.

في 14 فبراير 2005 اغتيل رئيس الوزراء اللبناني رفيق الحريري في بيروت. واتّهمت المعارضة اللبنانية المناوئة لسوريا النظام السوري وحلفاءه اللبنانيين بعملية الاغتيال مطالبة بخروج القوات السورية المنتشرة في البلاد منذ عام 1976.

ونفت دمشق أي تورّط لها في الجريمة التي تلتها عدة عمليات أو محاولات اغتيال استهدفت شخصيات سياسية معارضة لسوريا.

في 26 أبريل (نيسان) وتحت ضغط المظاهرات والمجتمع الدولي غادر آخر جندي سوري لبنان بعد وجود استمر 29 عاما شهد انتشار ما بين 35 إلى 40 ألف جندي سوري على الأراضي اللبنانية. في 16 أكتوبر (تشرين الأول) 2005 أطلقت المعارضة السورية التي كانت منقسمة في السابق «إعلان دمشق» الذي تضمّن دعوة إلى إحداث «تغيير ديمقراطي» و«جذري» وتنديدا بـ«نظام تسلّطي شمولي فئوي».

وكان مئات المثقّفين والنشطاء والمحامين والممثّلين وقّعوا اعتبارا من فبراير 2004 عريضة تدعو إلى رفع حالة الطوارئ.

ردا على ذلك، ضيّقت دمشق الخناق على النشطاء والمثقّفين وضاعفت الاستدعاءات الأمنية وحظر السفر ومنع التجمّعات.

وأواخر 2007، أطلقت السلطات حملة توقيفات استهدفت معارضين علمانيين على خلفية مطالبتهم بتعزيز الديمقراطية في البلاد.

في 15 مارس (آذار) 2011 انطلقت في سوريا ثورة شعبية قوامها مظاهرات سلميّة في إطار ما سُمّي حينها «الربيع العربي». وقمع النظام هذه المظاهرات بعنف واصفا إياها بأنها «تمرد مسلح تقوم به مجموعات متطرفة». وفي أبريل، اتّسعت رقعة الاحتجاجات وبدأت تظهر مجموعات متشددة. وأراد النظام سحق التمرّد فدخل في حرب ضد مقاتلين معارضين اعتبر تحرّكهم «إرهابا مدعوما من الخارج». وفي 2012 بدأ استخدام الأسلحة الثقيلة ولا سيّما الطائرات المقاتلة في الحرب.

واتّهم الغرب مرارا النظام السوري باستخدام الأسلحة الكيماوية، وهو ما نفته دمشق على الدوام.

وبعد أن اعتبرت الولايات المتحدة استخدام الأسلحة الكيماوية «خطا أحمر» وحذّرت النظام السوري من مغبّة تخطّيه، امتنعت إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما عن التدخّل عسكريا في سوريا ردا على هجوم كيماوي وقع في 21 أغسطس (آب) 2013 في الغوطة التي كانت خاضعة لسيطرة فصائل معارضة، نُسب إلى النظام وأسفر عن مقتل أكثر من 1400 شخص بحسب واشنطن.

في 2013، أقر حزب الله اللبناني بانخراط عناصره في النزاع في سوريا دعما للنظام مرسلا الآلاف من مقاتليه إلى الأراضي السورية. وأصبحت إيران أكبر حليف إقليمي للنظام.

في 30 سبتمبر 2015 أطلقت روسيا أكبر حليف دولي للنظام السوري حملة عسكرية كبرى دعما للجيش السوري الذي كان على شفير الانهيار.

وشكّل التدخل العسكري الروسي منعطفا في النزاع السوري سمح فيما بعد للنظام باستعادة زمام المبادرة وتحقيق انتصارات استراتيجية في مواجهة الفصائل المعارضة والجهاديين.

وقلبت روسيا بتدخّلها العسكري المعادلة في سوريا لمصلحة النظام الذي استعاد بعدها السيطرة على ثلثي أراضي البلاد التي فتّتتها حرب أوقعت أكثر من 370 ألف قتيل منذ عام 2011.

وتُبذل منذ أشهر جهود لإعادة سوريا إلى الساحة الدولية. وفي 16 ديسمبر (كانون الأول) التقى الرئيس السوداني عمر البشير نظيره السوري في دمشق. وفي الثاني والعشرين من الشهر نفسه أجرى رئيس مكتب الأمن الوطني السوري اللواء علي المملوك زيارة إلى القاهرة.

في 27 ديسمبر (كانون الأول) أعادت الإمارات فتح سفارتها في دمشق بعد سبع سنوات على قطع العلاقات الدبلوماسية مع النظام السوري احتجاجا على قمع المظاهرات. وقد حذت البحرين حذوها.

وفي 22 يناير (كانون الثاني)، أعلنت عمّان تعيين قائم بالأعمال جديد برتبة مستشار في سفارة المملكة في العاصمة السورية.

في 3 مارس، شارك رئيس مجلس الشعب السوري حمودة صباغ في أعمال الدورة الـ29 للاتحاد البرلماني العربي في عمّان وسط انقسام بشأن عودة دمشق إلى المنظمة.

ويتوقع أن تنعقد القمة العربية المقبلة في تونس في أواخر مارس.

 

هزيمة «داعش» تمثّل نجاحاً أميركياً في «استراتيجية العمل عبر الوكلاء»

واشنطن - باريس - لندن/الشرق الأوسط/24 آذار/19/رحب قادة غربيون أمس بإعلان «قوات سوريا الديمقراطية» هزيمة تنظيم داعش في سوريا، والسيطرة على آخر معقل للتنظيم على ضفاف نهر الفرات. ولاحظت وكالة الصحافة الفرنسية أن هذا النصر على «داعش» يسمح لوزارة الدفاع الأميركية بالتحدث عن «لحظة تاريخية» في المعركة التي تخوضها منذ سنوات ضد هذا التنظيم الإرهابي. ومن منظور عسكري على الأقل، بإمكان الولايات المتحدة الحديث عن نجاح استراتيجيتها بالعمل «عبر ومع ومن خلال» قوات تحارب بالوكالة، إذ تحملت فصائل كردية في سوريا وقوات الأمن في العراق وطأة القتال والخسائر البشرية، بحسب ما لاحظت الوكالة الفرنسية. لكن لا يزال لدى تنظيم داعش آلاف المقاتلين المتمرسين في عدة دول في وقت تطرح تساؤلات إن كان من الممكن تحويل الهزيمة التي تعرضت لها الجماعة المتطرفة على الأرض إلى هزيمة دائمة وإن كان قرار الرئيس الأميركي دونالد ترمب سحب معظم قوات بلاده من سوريا سابقا لأوانه ويحمل خطر تخريب لعبة النهاية. وقال قائد القوات الخاصة الأميركية الجنرال ريموند توماس للنواب الأميركيين مؤخرا «لا يمكنني استخدام عبارة (الفوز) دون تردد (...) الهدف هو التمكن من المحافظة على قدرات ثابتة حتى لا ينشأ عن ذلك تهديد خارجي في المستقبل».

ولدى سؤاله بشأن إن كانت الولايات المتحدة وصلت بالفعل إلى هذه المرحلة، قال توماس «لا أعتقد أننا وصلنا إلى ذلك بعد». وستتضاءل قدرة واشنطن في التأثير على الأمور بعد سحب وزارة الدفاع (البنتاغون) معظم عناصر القوات الخاصة الأميركيين من سوريا والبالغ عددهم 2000 عنصر كانوا يساعدون «قوات سوريا الديمقراطية» التي يشكل الأكراد معظم قوامها. ولدى إعلانه قرار سحب القوات الأميركية من سوريا في ديسمبر (كانون الأول)، أكد ترمب الانتصار على «داعش»، مشيراً إلى أن واشنطن «هزمت» التنظيم «بشدة».

وفي لندن، وصفت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي السبت هزيمة «داعش» بأنها «منعطف تاريخي» ودعت إلى مواصلة المعركة ضد التنظيم. وقالت ماي في بيان: «أحيي العمل الدؤوب والشجاعة الاستثنائية للقوات البريطانية وشركائنا في التحالف الدولي الذين حاربوا «داعش» في سوريا والعراق». وأضافت: «تحرير آخر بقعة خاضعة لسيطرة «داعش» هو منعطف تاريخي لم يكن ممكناً من دون التزامهم ومهنيّتهم وشجاعتهم». وتابعت: «يجب ألا نغفل عن التهديد الذي يمثله «داعش» ولا تزال الحكومة (البريطانية) مصممة على القضاء على آيديولوجيته المؤذية. سنواصل القيام بما هو ضروري لحماية الشعب البريطاني وحلفائنا». وتنشر بريطانيا وهي عضو في التحالف الدولي بقيادة أميركا، نحو 1400 جندي لمساندة القوات التي تحارب «داعش». وفي باريس، كتب الرئيس إيمانويل ماكرون على «تويتر» إن هزيمة «داعش» في الباغوز تعني أنه تم التغلب على خطر مهم على فرنسا، مضيفاً أن «التهديد لا يزال باقياً والحرب على الجماعات الإرهابية لا بد أن تتواصل». وتفيد تقارير بأن مئات الجنود الفرنسيين من وحدات خاصة يقومون بمهام في سوريا.

 

أكراد سوريا... من التهميش إلى الإدارة الذاتية

بيروت/الشرق الأوسط/24 آذار/19/بنى الأكراد، الذين لعبوا دوراً كبيراً في الانتصار الذي تحقق أمس على تنظيم «داعش»، إدارة ذاتية في شمال وشمال شرقي سوريا، وأعادوا إحياء لغتهم وتراثهم، كما قاتلوا «داعش» بشراسة على جبهات عدة، بحسب ما جاء في تقرير لوكالة الصحافة الفرنسية، من بيروت.

وتعد «وحدات حماية الشعب» الكردية ضمن «قوات سوريا الديمقراطية»، ثاني قوة مسيطرة على الأرض بعد قوات النظام، وتسيطر على نحو 30 في المائة من مساحة البلاد، من ضمنها حقول غاز ونفط مهمة وأراضٍ زراعية شاسعة. ولفتت الوكالة الفرنسية إلى أن الأكراد الموجودين بشكل رئيسي في شمال سوريا يشكلون نحو 15 في المائة من إجمالي السكان. ومعظمهم من المسلمين السنة، مع وجود نسبة ضئيلة من غير المسلمين. وفي أعقاب إحصاء مثير للجدل جرى في عام 1962، تم سحب الجنسية من عدد كبير من الأكراد الذين عانوا إثر ذلك من عقود من التهميش والاضطهاد من جانب الحكومات السورية المتعاقبة، فحرموا من تعليم لغتهم والاحتفال بأعيادهم وممارسة تقاليدهم. وعندما اندلع النزاع في سوريا عام 2011، تبنى معظم الأكراد موقفاً محايداً، ولم يدخلوا في صدامات مع قوات النظام، الأمر الذي جعلهم عرضة لانتقاد المعارضة السورية السياسية والمقاتلة التي أخذت عليهم عدم محاربتهم قوات النظام، بحسب ما جاء في تقرير الوكالة الفرنسية التي أضافت أن الرئيس السوري بشار الأسد بادر في بداية النزاع إلى منح الجنسية لـ300 ألف كردي بعد انتظار استمر نصف قرن، في محاولة منه لاستمالتهم. وفي عام 2012، انسحبت قوات النظام تدريجياً من المناطق ذات الغالبية الكردية في شمال وشمال شرقي سوريا، مما مكن الأكراد من تعزيز موقعهم. وفي عام 2013، أعلن الأكراد، وعلى رأسهم حزب «الاتحاد الديمقراطي الكردي» الذي تعد «وحدات حماية الشعب» جناحه العسكري، إقامة إدارة ذاتية في مناطق سيطرتهم. وفي مارس (آذار) 2016، أعلن الأكراد النظام الفيدرالي في مناطق سيطرتهم التي قسموها إلى 3 أقاليم، هي: الجزيرة (محافظة الحسكة، شمال شرق)، والفرات (شمال وسط، وتضم أجزاء من محافظة حلب، وأخرى من محافظة الرقة)، وعفرين (شمال غربي سوريا، وتقع في محافظة حلب). وخسر الأكراد عفرين في عام 2018، على وقع هجوم شنته تركيا، وفصائل سورية موالية لها.

وأثار إعلان الأكراد الإدارة الذاتية حفيظة كل من النظام والمعارضة، وتركيا التي تخشى إقامة حكم ذاتي كردي على حدودها، على غرار كردستان العراق. وفي أواخر عام 2016، أقر الأكراد دستوراً للنظام الفيدرالي أطلقوا عليه اسم «العقد الاجتماعي»، بحسب ما جاء في تقرير الوكالة الفرنسية التي أشارت إلى أن سكان المناطق الكردية انتخبوا في سبتمبر (أيلول) 2017 مجالس بلدية.

 

بومبيو يدافع عن اعلان ترمب حول الجولان والعراق والسلطة الفلسطينية يعارضان موقف الرئيس الأميركي

بغداد - رام الله - لندن/الشرق الأوسط/24 آذار/19/قال وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، أمس إن تصريحات ترمب حول الجولان تعكس الواقع وتزيد من فرصة الاستقرار في الشرق الأوسط. وأضاف لـ«سكاي نيوز عربية»: «ما فعله الرئيس بشأن هضبة الجولان هو إدراك الواقع على الأرض والوضع الأمني الضروري لحماية دولة إسرائيل. إن الأمر بهذه البساطة»، فيما جدد ترمب لـ«فوكس بيزنس» أن الوقت قد حان لكي «تعترف الولايات المتحدة بالكامل» بالسيادة الإسرائيلية على مرتفعات الجولان.

من جهة أخرى, أعلن نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد، أن «لا حدود أمام الوسائل التي يمكن لدمشق استخدامها من أجل استعادة الجولان، والقيادة السورية تدرس كل الاحتمالات»، في وقت انتقدت فيه السلطة الفلسطينية والعراق إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترمب الاعتراف بالسيادة الإسرائيلية على الجولان.

ونقلت مصادر إعلامية عن المقداد قوله: «يحق لدمشق استخدام كل الأساليب السلمية والكفاح المسلح بكل أشكاله لتحرير أراضيها. ولا مستقبل للاحتلال في الجولان السوري المحتل».

وتابع المقداد: «أهل الجولان هم الأبطال الذين نتطلع إليهم لنيل الحرية والاستقلال... والإدارة الأميركية تتحدى قرارات الأمم المتحدة بشأن الجولان».

وأكدت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية أن الجولان أرض سورية تحتلها إسرائيل منذ عام 1967، وأن قرار ضمه في عام 1981 باطل وغير شرعي.

وقالت الخارجية، في بيان بثته وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا) السبت، إن «المواقف الأميركية والإسرائيلية الداعية للاعتراف بالسيادة الإسرائيلية على الجولان، تتناقض مع القانون الدولي، وتشكل انتهاكاً صارخاً للشرعية الدولية وقراراتها ذات الصلة، لا سيما القرار رقم 497».

ودانت الوزارة بشدة «تلك التصريحات والدعوات واعتبرتها إمعاناً أميركياً وإسرائيلياً في تكريس الاستعمار وعنجهية البلطجة والقوة، وامتداداً لمحاولات إدارة دونالد ترمب الانقلاب على مرتكزات النظام الدولي واختطافه والسيطرة عليه».

وطالبت الوزارة «الدول كافة، خصوصاً تلك التي تدعي الحرص على السلام واستقرار المنطقة، برفع صوتها عالياً وتوحيد جهودها، لوقف الانحياز الأميركي الكامل للاحتلال وسياساته، بصفته اعتداءً مباشراً على الحقوق الفلسطينية والعربية التي أقرتها الشرعية الدولية».

من جهته، أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية العراقية أحمد الصحاف، السبت، أن العراق «يعارض بشدة» الاعتراف بسيادة إسرائيل على الجولان، ويرفض هذا التوجه استناداً للقانون الدولي. وقال الصحاف في بيان بثه موقع «السومرية نيوز» الإخباري أمس: «تابعت وزارة الخارجيّة العراقيّة التصريحات الأخيرة للولايات المتحدة الأميركية، التي دعت المجتمع الدولي إلى الاعتراف بسيادة سلطة الاحتلال على الجولان السوري المحتل».

وأضاف أن «العراق يعارض بشدة شرعنة احتلال الجولان السوري، ويرفض هذا التوجّه استناداً إلى القانون الدولي الذي يقضي بعدم شرعية أي سلطة قائمة بالحرب، أو الاحتلال كأداة لاكتساب ملكيّة الأراضي المحتلة، بل يُعَدّ الاحتلال جريمة ضد أمن البشرية توجب العقاب لمرتكبيها».

وأشار الصحاف إلى أنه «من هذا المنطلق يؤكد العراق أن التقادم الزمنيّ، لا يعطي للسلطة القائمة بالاحتلال أي حق، أو سيادة على الأراضي المحتلة في الجولان السوريّ، أو الأراضي الفلسطينية المحتلة، لا سيما مدينة القدس».

وتابع أن «العراق، واستناداً للأحكام الواردة في الاتفاقيات الدولية ذات الصلة بالاحتلال خصوصاً اتفاقيات لاهاي، وجنيف، والبروتوكولات الملحقة بها، وقرارات الشرعية الدولية الصادرة عن مجلس الأمن الدولي، يرفض هذه السياسات التي تضر في إيجاد حلول دولية تنهي احتلال الجولان السوري، والأراضي العربية الفلسطينية». وبحسب المتحدث، يدعو العراق المجتمع الدولي إلى احترام القواعد الآمرة للقانون الدولي، وأن يعمل على إنهاء احتلال الأراضي العربية، والقبول بقرارات الشرعية الدولية الصادرة عن أجهزة الأمم المتحدة خصوصاً قرارات مجلس الأمن، والجمعية العامة.

وكان الرئيس الأميركي اعتبر، الخميس، أن «الوقت قد حان لبلاده بأن تعترف بسيادة إسرائيل على الجولان».

 

الرئيس التركي يزور موسكو الشهر المقبل لبحث الملف السوري والانسحاب الأميركي

أنقرة: سعيد عبد الرازق/الشرق الأوسط/24 آذار/19/ يقوم الرئيس التركي رجب طيب إردوغان بزيارة لروسيا في 8 أبريل (نيسان) المقبل.وبحسب بيان للمكتب الصحافي للرئاسة التركية، صدر أمس، كان إردوغان يعتزم القيام بزيارة لروسيا في يناير (كانون الثاني) الماضي، لكن لم يتم الاتفاق على موعد لها.

واستضافت مدينة سوتشي الروسية قمة ثلاثية حول سوريا، ضمت إردوغان إلى جانب الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والإيراني حسن روحاني في 14 فبراير (شباط) الماضي، ناقشت التطورات الأخيرة على الساحة السورية في ضوء إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترمب سحب القوات الأميركية من سوريا، وتم التركيز بصفة خاصة على الوضع في مدينة إدلب. وعقب قمة سوتشي تواصلت المباحثات بين الجانبين التركي والروسي بشأن إدلب، وتم الاتفاق على قيام القوات التركية بتسيير دوريات عسكرية متزامنة داخل إدلب وخارجها انطلقت منذ 8 مارس (آذار) الحالي.

وأعلنت أنقرة الأسبوع الماضي استمرار المباحثات لتسيير دوريات مشتركة في إدلب. في السياق ذاته، بحث رئيس هيئة الأركان التركية يشار جولار، مع نظيره الأميركي جوزيف دانفورد، المستجدات الأخيرة في سوريا، في اتصال هاتفي. وأشارت مصادر عسكرية تركية، أمس، إلى أن جولار ودانفورد بحثا التطورات الأخيرة المتعلقة بالوضع الأمني في سوريا، وإتمام خريطة الطريق في منبج السورية. ووقعت تركيا والولايات المتحدة في 4 يونيو (حزيران) الماضي اتفاقية خريطة الطريق بشأن منبج؛ تتضمن سحب وحدات حماية الشعب الكردية (التي تعتبرها تركيا تنظيما إرهابيا) والإشراف على تحقيق الأمن والاستقرار في المدينة إلى حين انتخاب مجلس محلي لإدارتها في غضون 90 يوما، لكن تنفيذها تأخر ولم يتم تنفيذ بنود الاتفاقية إلا فيما يتعلق بتسيير دوريات عسكرية بشكل منفصل في محيط المدينة. وحملت تركيا مرارا الولايات المتحدة المسؤولية عن تأخير تنفيذ الاتفاقية، ولوحت بشن عملية عسكرية لإخراج الوحدات الكردية منها. وقالت المصادر إن رئيس الأركان، شدد على أهمية استمرار التعاون بين الولايات المتحدة وتركيا في جهود مكافحة الإرهاب من أجل القضاء على بقية عناصر تنظيم داعش الإرهابي في شمال سوريا. إلى ذلك، أجرى وزير الدفاع التركي خلوصي أكار، أمس، زيارة تفقدية للوحدات العسكرية المنتشرة على الشريط الحدودي مع سوريا. ووصل أكار، برفقة رئيس الأركان يشار جولار، وقائد القوات البرية أوميت دوندار، إلى غازي عنتاب، وتوجهوا بواسطة مروحية عسكرية إلى الوحدات الحدودية لتفقدها وعقدوا لقاء مع قادتها. وحشدت تركيا قوات كثيفة على الحدود مع سوريا خلال الأشهر الماضية في إطار الاستعداد لعملية عسكرية تستهدف الوحدات الكردية في شرق الفرات، إلا أن العملية تأجلت بعد إعلان ترمب في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، الانسحاب من سوريا وإقامة منطقة آمنة في شمال شرقي سوريا، ترغب تركيا في السيطرة عليها بالكامل، فيما تخطط الولايات المتحدة لوضعها تحت سيطرة قوات من دول التحالف الدولي للحرب على «داعش»، مع عدم وجود قوات من تركيا أو تحالف قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، التي تشكل الوحدات الكردية عمودها الفقري.

 

تساؤلات في درعا عن أسباب عدم خروج مظاهرات وأنباء عن تدخل الجانب الروسي لتلبية مطالب المحتجين

درعا (جنوب سوريا): رياض الزين/الشرق الأوسط/24 آذار/19/على عكس ما كان يتوقعه كثيرون بخروج مظاهرات جديدة في محافظة درعا جنوب سوريا في ذكرى 18 مارس (آذار)، وهي ذكرى انطلاق الاحتجاجات في محافظة درعا وسقوط أول ضحايا الثورة السورية فيها، فإن المظاهرات اقتصرت على تجمع عشرات من أبناء مدينة درعا البلد أمام ساحة المسجد العمري والصلاة على أرواح الشهداء. وخرجت مظاهرة ليلية في مدينة داعل برّر المشاركون خروجها بعد منتصف الليل بأن القبضة الأمنية المشددة التي تفرضها «المخابرات الجوية» عليهم تقابل أصواتهم بالرصاص الحي. كما نفّذت مجموعة من الشباب وقفة احتجاجية ليلية في مدينة بصرى الشام التي يسيطر عليها «الفيلق الخامس»، ما أثار تساؤلات عديدة حول تراجع المظاهرات في المحافظة بهذه الذكرى، أو أن تكون المظاهرات التي خرجت خلال الأيام الماضية كفيلة بتحقيق مكاسبها أو جزء منها.

وأكدت مصادر لـ«الشرق الأوسط» أن مسؤولين عسكريين من النظام في محافظة درعا والجانب الروسي سعوا، خلال الأيام الماضية، التي شهدت خروج مظاهرات في مدن وبلدات منضوية ضمن اتفاق التسوية جنوب سوريا، إلى اجتماعات مع عدد من قادة التسويات، وأعضاء من وفد التفاوض، لمعرفة مطالب المحتجين الأساسية في هذه المرحلة، التي يمكن تحقيقها، ثم تلقّت بعض الشخصيات في المنطقة، منها أعضاء في وفد التفاوض، وقادة من فصائل التسويات، دعوة من مجلس الأمن الوطني في سوريا الذي يترأسه اللواء علي مملوك، للوقوف على مطالب أهالي المحافظة، والأسباب التي دفعت إلى خروج المظاهرات في درعا، وأن «الملفات التي لا تزال عالقة في المنطقة الجنوبية سيتم طرحها وإيجاد الحلول المناسبة لها، مقابل ضبط النفس في المرحلة المقبلة». وأوضحت المصادر أن «خلية الأزمة في درعا أُبلغت بأن استمرار المظاهرات قد يؤدي إلى تغيير القيادة الأمنية في المحافظة، التي يشرف عليها حالياً الأمن العسكري، وقد تتغير لتمنح فرع المخابرات الجوية صلاحيات واسعة على حساب سلطة الأمن العسكري الحالية، للحدّ من انتشار واستمرار المظاهر المناهضة للنظام السوري».

وأشارت المصادر إلى أن فئة من المعارضة السورية الموجودة في الخارج حاولت استغلال المظاهرات السلمية والمطالب الشعبية التي خرجت في درعا، وبينت للجانب الروسي أنها المسؤولة والقادرة على تحريك الشارع السوري من جديد لتحقيق مكاسب لها.

وعقّب أدهم الكراد، قيادي سابق بالمعارضة في درعا، وعضو وفد التفاوض في مدينة درعا البلد، بعد خروج مظاهرة سلمية في مدينة درعا البلد، ومشاركته بها عام 2018، بالقول عبر صفحته الشخصية في «فيسبوك»: «تحرك هذا الشارع بعفوية مطلقة، وأكرر عفوية بيضاء، دون أي تأثير خارجي ودون أي أجندة، حيث شاهدنا دموع العديد منهم في هذه المظاهرة، التي كانت وقفة وتطورت إلى مظاهرة صاخبة صدحت حناجر الرجال بصدى الألم خرجوا رغم الحصار والموت الذي يتربص بهم من كل حدب وصوب، وبكل ما تحمل الكلمة من معنى. الظروف أخطر من أي مرحلة سابقة عشناها».

وقال مهند العبد الله، ناشط من مدينة درعا، إن خروج المظاهرات السلمية في درعا أخيراً «دفعت الجانب الروسي للاستحواذ على الموقف والتعاطي مع طلبات المتظاهرين والمحتجين بجدية، قبل أن يتصاعد وفقاً لالتزامه بذلك ضمن اتفاق التسوية، الذي أجري جنوب سوريا في يوليو (تموز) 2018 برعايتهم، حيث شهدت مدن وبلدات المنطقة حركة دوريات روسية مكثفة خاصة في المناطق، التي شهدت خروج مظاهرات واحتجاجات سلمية»، مشيراً إلى أن المعارضة جنوب سوريا عليها استغلال ذلك، لفتح ملفات مهمة، كالمعتقلين وإلغاء القبضة الأمنية وعودة الموظفين وغيرها من القضايا العالقة التي لم يتم تنفيذها حتى الآن.

وبدا، بحسب مراقبين، أن المظاهرات السلمية التي خرجت أخيراً كان لها أثر دولي ومحلي «ما يدل على أن المعارضة في جنوب سوريا لديها نضوج سياسي، وأنه رغم سيطرة النظام السوري على المنطقة باتفاق المعارضة مع الجانب الروسي، فإنه لا خوف يقيدهم لتحقيق مطالبهم وحقهم بالتعبير عن الرأي».

 

«فتح» تتهم «حماس» بالعمل لأجندة غير وطنية

رام الله/الشرق الأوسط/24 آذار/19/اتهم المتحدث باسم حركة «فتح»، عضو مجلسها الثوري أسامة القواسمي، حركة «حماس» بالعمل لأجندة غير وطنية، ولصالح «أطراف معادين للقضية». وقال القواسمي في بيان إن الحركة «تصر على تنفيذ المخطط المشبوه المتعلق بفصل القطاع عن الوطن. وما الضرب والشبح والتعذيب الذي تنتهجه بحق أبناء قطاع غزة إلا إصرار على ذلك، وتعبير جلي واضح عن نهجها». وأضاف أن «حماس بأوامر مديريها وبتصرفات مسلحيها في قطاع غزة، وارتكابها أبشع الأفعال بحق أبناء الشعب، الذين خرجوا مطالبين بكرامتهم وإنهاء الأوضاع المأساوية، التي أوصلتهم إلى الجوع والقهر والعوز، قد أسقطت اللثام عن وجوه اللئام». وأردف أن «ما قامت به حماس من القمع والضرب والتعذيب والشبح وملاحقة الأطفال والنساء، واقتحام البيوت، وتكسير العظام لن يرهب الشعب، وإن شعبنا كسر حاجز الخوف والصمت ولن يتحمل المهانة بعد اليوم، لأنه شعب صاحب كرامة وعزة وأنفة، قدم الشهداء والأسرى على مذبح الحرية، وتحدى بنضاله وصبره وصموده أعتى جيوش الأرض بطشاً وقهراً، وإن صبر شعبنا قد نفد، والكرامة لا تقاس بمن يعتدي عليها ولكن بسطوة إذلالها». وطالب القواسمي القوى الوطنية والإسلامية والمجتمع المدني وكل أبناء سكان قطاع غزة، بدعم مطالب الذين خرجوا يطالبون بعيش وكرامة، و«توفير شبكة أمان لهم من قوى حماس ومراكز وأقبية التعذيب». وحيا القواسمي أبناء قطاع غزة «خصوصاً المختطفين منهم في سجون حماس، والمفرج عنهم، والذين تعرضوا للتعذيب والإهانة»، كما قدم التحية لكل أم فلسطينية «مسكت بجمرها على فراق حبيبها، وقبضت على قلبها وهي تراه تحت العصي والملاحقة من قبل أمن حماس».

وهجوم القواسمي على «حماس» جاء على خلفية قمع الحركة مسيرات شعبية واسعة ضد الغلاء، انطلقت في قطاع غزة الأسبوع الماضي، وواجهتها الحركة بقمع غير مسبوق. واستخدمت الحركة عبر مسلحين من الأجهزة الأمنية ومدنيين، النار والعصي والهراوات ضد المتظاهرين، ما أدى في كثير من الحالات إلى إسالة الدماء وتكسير أطرافهم. واعتقلت «حماس» نحو ألف شخص في بضعة أيام وفرّقت أكثر من 25 تجمعاً بالرصاص والهراوات ولاحقت ناشطين في منازلهم وفي الشوارع. وتواصل حماس عمليات اعتقال واستجواب ناشطين في ظروف صعبة في القطاع. وأدى عنف «حماس» الكبير إلى موجة انتقادات واسعة وغير مسبوقة ضد الحركة، لكنه نجح في كبح جماح المظاهرات التي قادها حراك «بدنا نعيش». وقالت مصادر لـ«الشرق الأوسط» إن العنف المبالغ فيه واستخدام الحركة سياسة حصار التجمعات السكنية والعائلات الكبيرة التي نشطت في الحراك أدى إلى تراجعه بشكل كبير. وأضافت: «كما أن تحويل الحركة الناس للاشتباك مع إسرائيل وإخراج مسيرات في الشوارع أجبرت الحراك على التراجع خشية من مواجهات بين المدنيين». وتعمل فصائل فلسطينية، بينها «الجهاد الإسلامي»، على إقناع «حماس» بالإفراج عن جميع معتقلي الحراك. واتهم بعض الأهالي الحركة بتعذيب أبنائهم إلى حد غير معقول، نقل بعضهم على أثره إلى المستشفيات.

 

عريقات يحذّر من دعم أميركي محتمل لضم الضفة وإعلان دولة في غزة بعد الاعتراف بالقدس وبسيادة إسرائيل على الجولان

رام الله/الشرق الأوسط/24 آذار/19/قال أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، صائب عريقات، إن «سياسات الرئيس الأميركي دونالد ترمب تجاه الصراع العربي الإسرائيلي تشير إلى تغيير جذري في السياسة الأميركية بنسبة مائة في المائة تجاه المنطقة، وجعلتنا نعيش عصر ما بعد القانون الدولي، وقرارات الشرعية الدولية». جاء ذلك تعقيباً على تصريحات ترمب حول الاعتراف بالسيادة الإسرائيلية على الجولان السوري. وأضاف عريقات، في تصريح لإذاعة فلسطين، أن «الإدارة الأميركية تكافئ الاحتلال وجرائم الحرب، إذ بدأت خطوتها الأولى بالقدس والثانية بالجولان»، محذراً من «الخطوة الثالثة التي قد تتمثل في ضم الضفة الغربية إلى إسرائيل، والخطوة الرابعة إعلان دولة غزة تحت راية حركة حماس». وتابع عريقات أن «الخطوة المقبلة قد تكون بالفعل الاعتراف بدولة غزة تحت راية حماس، لأنهم يريدون فصل غزة، وهناك من يتساير مع هذه الفكرة في القطاع». وشدّد عريقات على أن أحداً لن يعترف بما قامت به واشنطن بشأن القدس واللاجئين والقنصلية والسفارة، ولن يعترف العالم بضم الجولان المحتل، متهماً الإدارة الأميركية بتشجيع الفوضى والتطرف وإراقة الدماء عبر قراراتها. وموقف عريقات يمثل الموقف الفلسطيني العام. وقال الناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة، إن «شرعية القدس والجولان يحددها الشعب الفلسطيني والشعب السوري». وأضاف في بيان صحافي، أن «أي قرارات تتخذها الإدارة الأميركية مخالفة للقانون والشرعية الدولية لا قيمة لها، ولن تعطي الشرعية للاحتلال الإسرائيلي وستبقى حبراً على ورق». وتابع أبو ردينة، أن «هذا التصعيد الإسرائيلي الذي يقابله انحياز أميركي أعمى سيؤدي إلى مزيد من التصعيد والتوتر في المنطقة، ولن يتحقق السلم والأمن والاستقرار في المنطقة وفي العالم إلا إذا طبقت قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية الداعية لانسحاب إسرائيل من الأراضي العربية المحتلة كافة، مقابل تحقيق السلام مع الدول العربية والإسلامية».

وأدانت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية «إصرار الأميركيين على تكريس الاستعمار ونهج البلطجة والقوة». وطالبت الوزارة الدول كافة، خاصة تلك التي تدعي الحرص على السلام واستقرار المنطقة، برفع صوتها عالياً وتوحيد جهودها لوقف الانحياز الأميركي الكامل للاحتلال الإسرائيلي وسياساته، بوصفه اعتداء مباشرا على الحقوق الفلسطينية والعربية التي أقرتها الشرعية الدولية. إلى ذلك، أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي أمس أنه وجّه ضربات جوية إلى مجموعتين فلسطينيتين في قطاع غزة، رداً على إطلاق بالونات مفخخة من القطاع في اتجاه الأراضي الإسرائيلية. وقال الجيش الإسرائيلي في بيان إنه «حدد هوية مجموعة إرهابية أطلقت بالونات مفخخة في اتجاه الأراضي الإسرائيلية من جنوب قطاع غزة»، مضيفاً أن مقاتلة ردت باستهداف «الإرهابيين». وفي بيان ثان، أشار الجيش إلى أن مقاتلة أغارت على «مجموعة إرهابية أخرى» أطلقت بدورها بالونات مفخخة من غزة، من دون أن يوضح ما إذا كانت تمت إصابة الأهداف.

وقال مصدر عسكري فلسطيني إن شخصين أصيبا جراء الغارة الأولى. ويشهد قطاع غزة منذ مارس (آذار) 2018 احتجاجات أسبوعية تتخللها مواجهات مع الجنود الإسرائيليين على طول الحدود. وقتل 257 فلسطينياً على الأقل بنيران إسرائيلية منذ التاريخ المذكور، معظمهم في مواجهات على الحدود، فيما قضى آخرون في ضربات إسرائيلية، في حين قتل جنديان إسرائيليان.

 

تقرير مولر لم يثبت تواطؤ حملة ترمب مع روسيا

واشنطن/الشرق الأوسط/24 آذار/19/خلص تقرير المحقق الخاص روبرت مولر حول التدخل الروسي في انتخابات الرئاسة الأميركية إلى عدم وجود دليل يثبت تواطؤ حملة الرئيس دونالد ترمب مع روسيا. وأرسل وزير العدل الأميركي وليام بار ملخصاً تضمن نتائج من التقرير إلى قيادات الكونغرس ووسائل الإعلام بعد ظهر اليوم (الأحد). وأكدت رسالة وليام بار أن «تقرير مولر لم يثبت تواطؤ حملة ترمب أو تنسيقها مع روسيا»، مشيرة إلى أن «الأدلة التي تم جمعها خلال التحقيقات ليست كافية لإثبات أن الرئيس عرقل القضاء». وقال عضو الكونغرس جيري نادلر «بعثت لنا وزارة العدل للتو رسالة قصيرة جداً حول تقرير مولر سننشرها قريباً». وأضاف نادلر: «المحقق الخاص يشير إلى أنه إذا كان التقرير لا يستنتج أن الرئيس ارتكب جريمة فإنه أيضاً لم يبرئ ساحته». وكان مولر انتهى من تحقيقه يوم الجمعة بعد نحو عامين، وسلّم التقرير إلى وزير العدل.

 

تأكيد مصري أردني عراقي على مكافحة الإرهاب والتكامل الاقتصادي

قمة القاهرة شددت على دعم دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية

القاهرة/الشرق الأوسط/24 آذار/19/أكد البيان الختامي المشترك للقمة الثلاثية المصرية الأردنية العراقية، التي عقدت في القاهرة، اليوم (الأحد)، أهمية مكافحة الإرهاب بكل صوره، ومواجهة كل من يدعمه بالتمويل أو التسليح أو توفير الملاذات الآمنة والمنابر الإعلامية. وشدد البيان على ضرورة العمل على إيجاد حلول لمجموعة الأزمات التي تواجه عدداً من البلدان العربية، على رأسها القضية الفلسطينية ودعم حصول الشعب الفلسطيني على جميع حقوقه المشروعة، بما فيها إقامة دولته على ترابه الوطني وعاصمتها القدس الشرقية، وفق قرارات الشرعية الدولية والمرجعيات المعتمدة، والأزمات في سوريا وليبيا واليمن وغيرها. وصدر البيان في ختام المباحثات التي أجراها اليوم الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي والعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني ورئيس وزراء العراق عادل عبد المهدي، لبحث سبل التعاون والتنسيق والتكامل فيما بين البلدان الثلاث.

وأكد البيان على أهمية مكافحة الإرهاب بكل صوره، ومواجهة كل من يدعمه بالتمويل أو التسليح أو توفير الملاذات الآمنة والمنابر الإعلامية، مشددين على أهمية استكمال المعركة الشاملة على الإرهاب، خصوصاً في ضوء الانتصار الذي حققه العراق في المعركة ضد تنظيم «داعش» الإرهابي، والتضحيات التي بذلها أبناء الشعب العراقي في هذا الإطار، وانتهاء السيطرة المكانية لتنظيم «داعش» في سوريا.

وأكد القادة الثلاثة في البيان الختامي المشترك على دعمهم الكامل للجهود العراقية لاستكمال إعادة الإعمار وعودة النازحين، وضمان حقوقهم التي انتهكتها عصابات «داعش» الإرهابية، التي عدتها قرارات مجلس الأمن الدولي ذات الصلة جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية وإبادة جماعية.

وثّمن القادة العلاقات التاريخية الوطيدة بين بلادهم، مؤكدين على أهمية العمل لتعزيز مستوى التنسيق بين الدول الثلاث، والاستفادة من الإمكانات التي يتيحها تواصلها الجغرافي وتكامل مصالحها الاستراتيجية والاقتصادية، بالإضافة للروابط التاريخية والاجتماعية والثقافية بين الشعوب الثلاثة، وذلك لتطوير التعاون بين جمهورية مصر العربية والمملكة الأردنية الهاشمية وجمهورية العراق في مختلف المجالات، في ظل ظروف دقيقة تمر بها الأمة العربية وتحديات غير مسبوقة يواجهها الأمن القومي العربي.

واستعرض القادة آخر التطورات التي تشهدها المنطقة، مؤكدين عزمهم على التعاون والتنسيق الاستراتيجي فيما بينهم، ومع سائر الأشقاء العرب، لاستعادة الاستقرار في المنطقة، والعمل على إيجاد حلول لمجموعة الأزمات التي تواجه عدداً من البلدان العربية، وعلى رأسها القضية الفلسطينية، قضية العرب المركزية، ودعم حصول الشعب الفلسطيني على جميع حقوقه المشروعة، بما فيها إقامة دولته على ترابه الوطني وعاصمتها القدس الشرقية، وفق قرارات الشرعية الدولية والمرجعيات المعتمدة، والأزمات في سوريا وليبيا واليمن وغيرها، وأعربوا عن التطلع لأن تؤدي القمة العربية المقبلة في تونس لاستعادة التضامن وتعزيز العمل المشترك في إطار جامعة الدول العربية. كما أكد القادة على أهمية مكافحة الإرهاب بكل صوره ومواجهة كل من يدعم الإرهاب بالتمويل أو التسليح أو توفير الملاذات الآمنة والمنابر الإعلامية، مشددين على أهمية استكمال المعركة الشاملة على الإرهاب، خصوصاً في ضوء الانتصار الذي حققه العراق في المعركة ضد تنظيم «داعش» الإرهابي، والتضحيات التي بذلها أبناء الشعب العراقي في هذا الإطار، وانتهاء السيطرة المكانية لتنظيم «داعش» في سوريا، مؤكدين على دعمهم الكامل للجهود العراقية لاستكمال إعادة الإعمار وعودة النازحين وضمان حقوقه وحقوق مواطنيه التي انتهكتها عصابات «داعش» الإرهابية، التي عدتها قرارات مجلس الأمن الدولي ذات الصلة جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية وإبادة جماعية.

وأكد القادة على أهمية العمل المكثف والمنسق لتعزيز مؤسسات الدولة الوطنية الحديثة في المنطقة العربية، بوصفها الضمانة الحقيقية ضد مخاطر التشرذم والإرهاب والنعرات الطائفية والمذهبية التي تتناقض مع روح المواطنة والمؤسسات الديمقراطية، وحماية استقلال البلدان العربية، ومنع التدخل في شؤونها الداخلية. وناقش القادة عدداً من الأفكار لتعزيز التكامل والتعاون الاقتصادي بين الدول الثلاث، من بينها تعزيز وتطوير المناطق الصناعية المشتركة، والتعاون في قطاعات الطاقة والبنية التحتية وإعادة الإعمار وغيرها من قطاعات التعاون التنموي، بالإضافة لزيادة التبادل التجاري وتعزيز الاستثمارات المشتركة وتطوير علاقات التعاون الثقافي فيما بينهم.

واتفق القادة على أهمية الاجتماع بصفة دورية لتنسيق المواقف والسياسات فيما بين الدول الثلاث من أجل تحقيق مصالح شعوبهم في الاستقرار والازدهار الاقتصادي، وتحقيق الأهداف المشتركة، من خلال التعاون مع الدول الشقيقة والصديقة، وبناء علاقات دولية متوازنة.

كما قرر القادة تشكيل فريق عمل لمتابعة أعمال هذه القمة، تحت رعاية القادة الثلاث، لتنسيق أوجه التعاون الاقتصادي والإنمائي والسياسي والأمني والثقافي، كما اتفقوا على معاودة الاجتماع في موعد ومكان يتم الاتفاق عليه فيما بينهم.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

الخطر الحقيقي عدم مواجهة «حزب الله»

سلمان الدوسري/الشرق الأوسط/24 آذار/19

http://eliasbejjaninews.com/archives/73302/%d8%b3%d9%84%d9%85%d8%a7%d9%86-%d8%a7%d9%84%d8%af%d9%88%d8%b3%d8%b1%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d8%ae%d8%b7%d8%b1-%d8%a7%d9%84%d8%ad%d9%82%d9%8a%d9%82%d9%8a-%d8%b9%d8%af%d9%85-%d9%85%d9%88%d8%a7%d8%ac%d9%87/

على مدى سنوات طويلة مضت، كان هناك شعور عارم لدى «حزب الله» بأنه يتمتع بقدر من الحصانة والإفلات من الحساب، وكذلك أن لديه مساحة يتحرك فيها دون تحمل مسؤولية سلوكياته العدائية وأفعاله الإرهابية، باستغلال ثغرة موقف القوى الكبرى المتردد أمام تحميله مسؤولية أفعاله كحزب أقرب إلى الجماعات الإرهابية من الأحزاب السياسية، والعائد إلى طبيعة وضعه غير المسبوق داخل النظام السياسي في بلاده، لكن حدود مواجهة «حزب الله» لم تتحمل ثقل الأدلة التي تشير إلى أنشطة الحزب الإجرامية في لبنان وخارجه، فبدأت الدول الأوروبية شيئاً فشيئاً في تصنيفه حزباً إرهابياً بعد أن كانت الولايات المتحدة فعلتها منذ زمن طويل، ثم سقطت أخيراً ذريعة «الوضع السياسي» وطبيعة مشاركته في الحكومة اللبنانية، وأصبح الحزب في مواجهة مكشوفة مع العالم، ولم يعد ممكناً مواصلة خداع العالم بأنه مكون سياسي لا يمكن للمعادلة السياسية اللبنانية المضي من دونه.

يتمتع «حزب الله» بثقل لا يمكن إنكاره على الساحة السياسية في لبنان، فالجماعة الشيعية التنظيم الوحيد في لبنان الذي لم يسلم سلاحه بعد انتهاء الحرب الأهلية، إلا أن هذا الثقل لا يستقيه من دعم شعبي داخلي، وإنما من دعم إيراني كبير أتاح له الحصول على قوة عسكرية ضخمة استخدمها سواء لترهيب خصومه من الأحزاب والتيارات السياسية في لبنان، أو أيضاً لتقديم دعم ميداني كبير للنظام في سوريا، وهي في الحالتين ليست مهمة جماعة سياسية في أي دولة في العالم، لذلك يقف لبنان اليوم أمام مصير كان قادماً لا محالة في مواجهة دولية حقيقية لـ«حزب الله»، طمعاً في عودة لبنان كدولة طبيعية، هذا السيناريو لم يكن ممكناً أن يأتي من الداخل، فأصبح الخيار المحتوم أن تصاعد الضغوط يأتي من الخارج، حيث لم يعد ممكناً الجمع بين ثنائية الحزب ذي القوة العسكرية والأعمال غير القانونية والشريك داخل الحكومة، لذا كانت النتيجة استمرار كرة الثلج التي تتدحرج ضد الحزب قادمة من خارج الحدود، فعلى سبيل المثال أول من أمس ومن قلب بيروت، رفعت واشنطن من جديد وتيرة تصعيدها ضد الحزب على لسان وزير خارجيتها مايك بومبيو الذي اعتبر أن الحزب «يسرق موارد الدولة اللبنانية التي هي ملك الشعب»، داعياً اللبنانيين للوقوف في مواجهة الحزب، متهماً إياه بالإجرام والإرهاب.

تصل نسبة الدين العام في لبنان إلى 141 في المائة من إجمالي الناتج المحلي وهي من أعلى النسب في العالم. وفي يناير (كانون الثاني) خفضت وكالة موديز للتصنيف الائتماني تصنيف لبنان، مشيرة إلى «المخاوف من ارتفاع كبير في الدين»، وربما الاقتصاد اللبناني، الذي يعاني كثيراً من الوضع السياسي، قادم على وضع أكثر سوءاً في ظل إحجام القوى الكبرى عن دعمه أو مساعدته في ظل هيمنة «حزب الله» على الدولة، فإذا لم يستطع أحد مواجهة الحزب من الداخل، فإن المواجهة الخارجية غدت هي الخيار الوحيد المتاح للحفاظ ليس فقط على استقرار لبنان وحده، وإنما استقرار المنطقة والعالم أيضاً.

الخطر الحقيقي يمكن اعتباره في الإحجام عن مواجهة «حزب الله»، فلم يعد الحزب، كما يردد اللبنانيون أنفسهم، دولة قائمة ضمن الدولة اللبنانية، وإنما بلغ الأمر ما هو أسوأ، حيث يسير لبنان ليكون دولة صغيرة قائمة ضمن دولة «حزب الله»، غير أن الشواهد تذهب إلى أن هذه المعادلة المغلوطة التي استمرت عقوداً لم يعد لها أن تمضي إلى ما لا نهاية، ومواجهة «حزب الله» أصبحت ضرورة لا يمكن التقاعس عنها.

 

زمن الخيارات الصعبة في لبنان/ من يراهن على إيران الآن هو مثل ذلك الذي راهن على صدّام حسين عندما اجتاح الكويت صيف العام 1990. من يتذكّر ماذا حصل في لبنان بعد ذلك؟

خيرالله خيرالله/العرب/25 آذار/19

http://eliasbejjaninews.com/archives/73287/%D8%AE%D9%8A%D8%B1%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87-%D8%AE%D9%8A%D8%B1%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87-%D8%B2%D9%85%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%AE%D9%8A%D8%A7%D8%B1%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%B5%D8%B9%D8%A8%D8%A9-%D9%81/

لا يختلف اثنان على أن لبنان في وضع لا يحسد عليه. هذا زمن الخيارات الصعبة، لكنه ليس أيضا زمن الكلام غير المسؤول في الدفاع عن "حزب الله" وممارساته.

مزايدات سياسية

في ضوء زيارة وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو لبيروت، يجد لبنان نفسه أمام خيارات صعبة. الأكيد أن الردّ على بومبيو لا يكون باستخدام لغة خشبية من النوع الذي لجأ إليه وزير الخارجية جبران باسيل. تحدّث الوزير اللبناني عن “حزب الله”، الذي ليس سوى لواء في “الحرس الثوري” الإيراني، قائلا إنّه “حزب لبناني”. “حزب الله” نفسه لا يقول إنّه حزب لبناني. يعترف الحزب بلسان أمينه العام حسن نصرالله بأنّ كل ميزانيته من إيران. أكثر من ذلك، أن نصرالله نفسه يقول إنّه مجرّد “جندي” لدى الوليّ الفقيه، أي لدى علي خامنئي “مرشد الثورة” في إيران الذي يعتبر الآمر والناهي في “الجمهورية الإسلامية”.

ما صدر عن وزير الخارجية الأميركي كان في المقابل كلاما منطقيا وواقعيا في الوقت ذاته. وصف “حزب الله” على حقيقته وشرح أين مصلحة لبنان. حدّد بومبيو بدقّة طبيعة “حزب الله” ونشاطه ودوره الإقليمي ومهمته. هناك في واشنطن إدارة تعرف كلّ شيء عن “حزب الله” وإيران. لذلك لم يتردد بومبيو في الإشارة إلى تفجير مقر المارينز قرب مطار بيروت في الثالث والعشرين من تشرين الأوّل – أكتوبر 1983. أسفر ذلك عن مقتل 241 عسكريا أميركيا في ما يمكن اعتباره أسوأ كارثة تعرّض لها الجيش الأميركي منذ حرب فيتنام.

لا يمكن اعتبار أن اللبنانيين يتحمّلون وحدهم مسؤولية ما آلت إليه الأوضاع في بلدهم، خصوصا بعدما ترك العالم، خصوصا في السنوات الثماني التي أمضاها باراك أوباما في البيت الأبيض، إيران تتصرّف كقوّة مهيمنة في المنطقة.

ليس سرّا أن إيران كانت مرتبطة بعمليتي التفجير اللتين نفذهما انتحاريان لبنانيان واستهدفتا في 1983 جنودا أميركيين وفرنسيين في بيروت بهدف إخراج القوات الغربية من لبنان، وإحلال قوى موالية لها مكانها. سبق ذلك تفجير مقر السفارة الأميركية في عين المريسة. قتل في عملية التفجير تلك في نيسان – أبريل من العام 1983 أيضا، معظم مسؤولي مكاتب الـسي.آي.أي” في الشرق الأوسط، بمن فيهم المسؤول عن المنطقة كلها ويدعى بوب إيمز. كان إيمز أوّل من فتح قناة حوار مع منظمة التحرير الفلسطينية عبر المسؤول الأمني الفلسطيني علي سلامة (أبوحسن) الذي اغتالته إسرائيل في بيروت في كانون الثاني – يناير من العام 1979.

نعم، إنّ “حزب الله” موجود في مجلس النوّاب اللبناني كما لديه ثلاثة وزراء، بينهم وزير الصحّة. هل يعني ذلك أنّ في الإمكان تجاهل أنّه ميليشيا مذهبية مسلّحة خطفت طائفة بكاملها؟ هل هذا كاف كي يتحدّث باسيل، وغير باسيل، بالطريقة التي تحدث بها متجاهلا البديهيات أوّلا، وأن اللبنانيين ليسوا في معظمهم أغبياء وسذّجا، ثانيا وأخيرا.

في الطريق إلى أن يصبح لديه ثلاثة وزراء وكلّ هذا العدد من النواب، وقبل ذلك إلى تحديد من يكون رئيس الجمهورية في لبنان بعد إغلاق مجلس النواب سنتين ونصف سنة، عمل “حزب الله” طوال تسعة وثلاثين عاما الكثير. الأكيد أنّه لم يلجأ إلى أي نوع من الأساليب التي لها علاقة بالديمقراطية لبلوغ ما هو عليه الآن. تظلّ في نهاية المطاف عناصر من “حزب الله” متّهمة باغتيال رفيق الحريري ورفاقه في العام 2005. لماذا يدافع جبران باسيل، إذا، عن مثل هذا الحزب الذي أخذ الطائفة الشيعية رهينة، ويسعى حاليا إلى تحويل لبنان كلّه رهينة لديه بحجة أنّه يقاوم إسرائيل.

لا علاقة للدفاع عن “حزب الله” بالمنطق بمقدار ما أنّ المطلوب من جبران باسيل المزايدة من أجل أن يضمن لنفسه موقع رئيس الجمهورية متى تنتهي ولاية عمّه ميشال عون لسبب أو لآخر. هذا كلّ ما في الأمر. كلّ ما تبقّى تفاصيل وتجاهل لما قد يكون أكبر كارثة حلّت بلبنان منذ توقيع اتفاق القاهرة في العام 1969. تتمثّل هذه الكارثة في تحوّل “حزب الله” إلى الناخب الأوحد لرئيس الجمهورية اللبنانية. بكلام أوضح، أن يقرّر “حزب الله”، أي إيران، من هو رئيس الجمهورية اللبنانية أشدّ خطورة على لبنان ومواطنيه من اتفاق القاهرة. معنى ذلك التخلّي الكامل عن السيادة اللبنانية لمصلحة إيران، في حين كان اتفاق القاهرة بمثابة تخلّ عن السيادة على جزء من الأرض (ما سمّي فتح لاند في العرقوب).

كانت زيارة بومبيو فرصة كي يتصرّف لبنان بمسؤولية من دون الذهاب إلى تبني وجهة نظر إيران في ما يخصّ “حزب الله” الذي لا يرى في البلد سوى “ساحة” ينطلق منها لتنفيذ مهمات في العراق وسوريا واليمن ودول أخرى، وذلك بناء على توجيهات من طهران. في استطاعة لبنان أن يسأل ما الذي فعلته الإدارات الأميركية المتلاحقة منذ العام 1979 كي تساعد في كبح إيران وجعلها تتصرّف كدولة طبيعية. ماذا فعل جيمي كارتر عندما احتجزت السلطات الإيرانية دبلوماسيي السفارة الأميركية في طهران 444 يوما. كيف ردّ دونالد ريغان، الذي خلف كارتر، على تفجير مقرّ المارينز في بيروت. ألم يكن أول ما فعله، وقتذاك، هو مباشرة التمهيد لانسحاب عسكري أميركي من لبنان… وترك البلد لسوريا وإيران؟

الأكيد أنّ على اللبنانيين تحمّل مسؤولياتهم. في المقابل، لا يستطيع لبنان تحمّل صدام من أيّ نوع مع “حزب الله” الذي أقام دولة خاصة به، وبات يتحكّم بمفاصل أساسية في البلد بفضل الغطاء المسيحي الذي تأمّن له.

حزب الله الناخب الأوحد لرئيس الجمهورية اللبنانية

لا يمكن اعتبار أن اللبنانيين يتحمّلون وحدهم مسؤولية ما آلت إليه الأوضاع في بلدهم، خصوصا بعدما ترك العالم، خصوصا في السنوات الثماني التي أمضاها باراك أوباما في البيت الأبيض، إيران تتصرّف كقوّة مهيمنة في المنطقة. فوق ذلك كلّه، كان هناك نوع من التخلّي العربي عن لبنان بحجّة أنّه ساقط عسكريا وسياسيا، وأن اللبنانيين في غير وارد الدخول في أي مواجهة مع “حزب الله” الذي اجتاح بيروت والجبل في أيّار – مايو من العام 2008 ولم يتصدّ له أحد. حصل أيضا تخلّ عربي عن كلّ الإعلام اللبناني الذي كرّس نفسه لمواجهة “حزب الله” ومشروعه الذي يتجاوز حدود البلد.

حسنا، لا تزال الإدارة الأميركية تراهن على مؤسسة الجيش اللبناني وعلى وجود نواة داخل الحكومة ترفض الرضوخ لـ”حزب الله”. هناك أيضا تغيير جذري في الموقف الأميركي من إيران مع بداية عهد دونالد ترامب في ضوء وجود الثلاثي مايك بنس (نائب الرئيس) ومايك بومبيو وجون بولتون. ليس السؤال في ظل هذه المعطيات، ما الذي يستطيع لبنان عمله بمقدار ما أنّ هناك سؤالا موجّها إلى الإدارة الأميركية. إلى أي مدى ستذهب في تغيير السلوك الإيراني، وهل العقوبات كافية لإحداث هذا التغيير؟

لا يختلف اثنان على أن لبنان في وضع لا يحسد عليه. هذا زمن الخيارات الصعبة، لكنه ليس أيضا زمن الكلام غير المسؤول في الدفاع عن “حزب الله” وممارساته من أجل الوصول إلى رئاسة الجمهورية. لا يدل هذا الكلام سوى على غياب أيّ نضج سياسي وأي فهم لما يدور في المنطقة والعالم، فضلا عن عدم استيعاب أين تكمن مصلحة لبنان. من يراهن على إيران الآن هو مثل ذلك الذي راهن على صدّام حسين عندما اجتاح الكويت صيف العام 1990. من يتذكّر ماذا حصل في لبنان بعد ذلك؟

 

التمييز يتحكم بمشاركة اللبنانيات في الشأن العام

بيروت: سناء الجاك/الشرق الأوسط/24 آذار/19

تحظى الوزيرات الأربع في الحكومة اللبنانية بحصة كبيرة من الاهتمام بحكم كونهن من الجنس اللطيف وليس انطلاقاً من الحقائب التي يتولينها. ومع أصغر هفوة يمكن أن ترتكبها إحداهن توضع تحت المجهر، مقارنةً مع أخطاء زملائهن من الوزراء.

وفي حين تقول وزيرة الشؤون الإدارية مي شدياق، إنها تعمل نحو 16 ساعة يومياً لإنجاز ملفاتها، ترى مسؤولة تتولى منصباً كبيراً في وزارة حساسة، تتحفظ على ذكر اسمها، أن «تحدي النساء في الشأن العام ليس مجرداً من منظومة كاملة تحكم البلد». وتضيف في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «مهنياً لم أشعر بأنني امرأة عندما توليت منصباً إدارياً في الفئة الأولى، شعرت بأنني مسؤولة في الشأن العام، لكن التحديات فرضت عليّ إثبات نفسي بمجهود أكبر مما يحتاج إليه الرجل. فالعيون تتفتح على كل ما تقوم به المرأة، ولتحجيمها يجري تكبيلها بواجباتها الأسرية للبرهان على أنه لا يمكن الاعتماد عليها، مع أنها قادرة على الجمع بين مسؤوليات الأسرة والعمل». وتقول الوزيرة السابقة ونائبة رئيسة الهيئة الوطنية للمرأة الدكتورة وفاء الضيقة، لـ«الشرق الأوسط»: «كوني من أوائل النساء اللواتي دخلن الوزارة، فقد شعرت بالمسؤولية والتحدي وبتسليط الضوء عليّ أكثر من الوزراء الرجال. شاركت بفعالية في وضع القانون الانتخابي، لأن الحكومة التي كنت ضمنها، كان عليها التحضير للانتخابات النيابية عام 2004-2005، وعملت على إدخال بند خاص بالكوتا النسائية وانخراط النساء في العمل السياسي، وخضت معركة لهذه الغاية، وللمرة الأولى بدأ بحث الكوتا النسائية من خلال وزارة الداخلية وبالتعاون مع الهيئات النسائية».

وتشكل النساء نحو 53% من السكان في لبنان، إلا أن مشاركتهن في الشأن العام لا تزال دون المستوى المطلوب قياساً إلى مستواهن العلمي وقدرتهن على العمل في مختلف القطاعات. وتشير الأرقام إلى أن نسبة الإناث في الإدارات العامة تبلغ 31%، في حين أن نسبة الذكور 69%. أما وظائف الفئة الأولى فتشغلها 10% فقط من الموظفات، و15% فقط في الفئة الثانية من الوظيفة العامة، و31% من الوظائف العامة للمرأة تتركز في الفئة الرابعة.

وتقول المسؤولة إن «التمييز ضد المرأة، يبدأ بالتمييز ضد الذين يعملون على محاربة الفساد في الإدارات. حينها تُستخدم أساليب تعيِّر النساء انطلاقاً من الجنس، كالقول: إن المرأة لا تجيد الإدارة أو إنها تفقد أعصابها ولا تتمتع بدبلوماسية الرجل، وذلك عندما لا يستطيعون اتهامها بالفساد. وكوني امرأة يساعد مَن هم ضد المرأة على ممارسة عنصريتهم. وليس أسهل من تكرار عبارات من وزن (المرأة بنصف عقل) أو ما شابه ذلك من أساليب تعكس هذه العنصرية». وتشير إلى أن «مسؤولياتها تشمل 1200 موظف. ولدى مواجهتها مشكلات إدارية سعت إلى إصلاحها، وقف الرجال العاملون معها يتفرجون منتظرين فشلها. وحين لجأت إلى إجراءات جذرية تطال المتقاعسين، سارع الجميع إلى التماس رضاها بغية عدم خسارة امتيازاتهم». وتقول الضيقة إن «نسبة مشاركة النساء في الإدارات الرسمية والمؤسسات العامة ليست جيدة، والأرقام لا تعكس ما تستحقه المرأة بالمقارنة مع مستواها التعليمي والمهارات إلى تتمتع بها في لبنان. هناك فجوة واضحة يدل عليها العدد الكبير للنساء في القطاع العام، إنما ليس في المراكز العليا. ويظهر الخلل في ارتفاع نسبة التحاق النساء بالتعليم الجامعي مقارنةً مع الرجال، وفي اختصاصات كثيرة. ولا بد من الملاحظة أن النساء يحصّلن تعليماً عالياً وفي اختصاصات حيوية، ولا يدخلن سوق العمل». وعن وصول ست نساء إلى البرلمان وأربع نساء إلى الوزارة، تقول الضيقة: «هو نتاج نضال بدأ منذ 30 سنة أو أكثر، وترافق مع العمل لإقناع السياسيين بأن النساء يملكن كفاءات تغني رصيدهن. إلا أننا في بداية الطريق، وقناعتي أن المطلوب هو المساواة في الحكم.

 

هل مجرم نيوزلندا 'داعشي صليبي'؟

منى فياض/الحرة/24 آذار/19

في كل مرة يهاجم فيها إرهابي غربي مسلمين، سواء في مسجد أو خارجه، ننشغل في تصنيفه بين كافر أو صليبي، إرهابي أو مريض! مع طوفان لمشاعر الاضطهاد والظلم والاستهجان التي تنفجر وكأننا براء من مثل هذه الأعمال؛ متناسين أن من افتتح أبواب الرعب في مطلع الألفية الثالثة بأكبر هجوم إرهابي هم العرب المسلمون حين دمروا برجي التجارة العالميين في نيويورك وأسقطوا أكثر من ثلاثة آلاف ضحية، وباسم الإسلام! وأن معظم الجماهير العربية صفقت تشجيعا وإعجابا وأصبح أسامة بن لادن المثال الأعلى للبعض!!

لم يسأل المدافعون حينها عن الـ"لماذا" وما هي النتائج الممكنة؟ ومثل هذه العملية، مع عوامل أخرى بالطبع، هي من الآثار الجانبية للهجمات الدموية التي قامت بها الجماعات الإسلامية مصحوبة بـ "الله أكبر".

علينا قبل إدانة أفعال الآخرين أن نقوم بواجب إدانة العنف المعشش في بلادنا

لكن العنف والقتل أصبحا من ممارساتنا التي لا توفر أحدا؛ وعودة العنصرية الغربية ونهوض اليمين الفاشي والثنائيات: مسلم/مسيحي، أبيض/ملون، هي أيضا من الآثار الجانبية لملايين اللاجئين العرب الذين صدّرتهم الحروب المشتعلة والعنف الممارس من حكوماتهم نفسها.

وفي خضم شعورنا بالاضطهاد، ينسى البعض تفجير المسجدين في طرابلس (شمالي لبنان)، بأمر من قاتل معروف حر طليق! حكم غيابيا من محكمة لبنانية؛ ومع هذا بين ظهرانينا من يدافع عن مشغّله ويضغط للعودة إلى أحضانه ولو أدى ذلك إلى خراب لبنان! كما أننا لا نبعد أكثر من ساعتين بالسيارة حيث هدمت، فوق رؤوس من فيها، ليس المساجد فقط بل المدارس والمستشفيات والأفران؛ ناهيك عن البيوت والمدن والبلدات.

وعلى مسافة ساعة أو ساعتين بالطائرة فجرت كنائس أو هدمت على رأس من فيها واغتصبت نساء من جميع الأجناس والديانات مع تخصيص الأقليات غير المسلمة. وإذا أحصينا الضحايا من المسلمين بأيدي المسلمين أنفسهم لوجدناها تفوق أضعاف جرائم الإرهاب العرقي التي وقعت ضد المسلمين في الغرب. ومع ذلك فإن قلة يرفعون الصوت عاليا لإدانة هذه الأعمال. عدا عن الشامتين علنا والمطالبين بالقضاء على الأطفال قبل أن يصبحوا بدورهم معارضين للحكم، على ما ذهب بعض الفنانين السوريين أمثال رغدة ودريد لحام!

وهذا ليس تبريرا بالطبع لجريمة عنصرية موصوفة تهدف إلى إبادة عرقية؛ لكن لمراجعة الذات ومراجعة التعليقات التي احتارت في تصنيف الفعل والفاعل، من مثل: "لماذا يعدون كل هجوم يقوم به مسلم إرهابا إسلاميا؛ أما عندما يكون المجرم غربيا فيصبح مرضا نفسيا".

لكن كيف نوصف جريمة قام بها فرد لا ينتمي إلى مجموعة، ومن هوسه أمضى سنوات متنقلا يجمع المعلومات والوثائق التي توثق المعارك التي خاضها المسلمون ضد الغربيين على مدى قرون وجمعها في بيان من 74 صفحة وزعه على وسائط الإعلام كي يثير الرأي العام ويدعو إلى الثأر وصولا إلى تعميم عمليات العنف بهدف التبشير بالحرب على الغزاة! هل يكون مثله شخصا سويا؟ ربما ارتبط في رحلاتهإلى دول، من بينها تركيا (حيث يقال إنه قابل داعشيين!) كما إسرائيل حيث مكث عدة أيام؛ بأجهزة استخبارات. مع ذلك هذا لا يعطيه شهادة صحة عقلية أو ذهنية.

وبالتالي من الأجدى طرح أسئلة من نوع: ما الذي أوصل العالم إلى هذا المستوى من العنف الذي يطال البيئة والإنسان؟ ما دور العولمة ووحشية رؤوس الأموال العابرة للقارات والتي "ما ـ فوق الدول" في إفقار الملايين وتعبئتهم ضد الغرباء المنافسين؟ ما مسؤوليتنا ومسؤولية ثقافتنا وفهمنا للدين وممارساتنا التي تتسبب بخراب بلادنا أولاً وقبل كل شيء؟ هل نراجع أنفسنا وننتقدها؟ هل نعتذر أو نظهر العطف والعزاء للضحايا الذين يسقطون جراء ممارساتنا ونتعلم التسامح (كما تفعل رئيسة وزراء نيوزلندا)؟

ثم بماذا يمكن أن ينعت الإرهابي عندما يعلن بنفسه أنه يقتل باسم الإسلام ودفاعا عنه؟ أو عندماتتبناه داعش، التي ترهب المسلمين وغير المسلمين؟ ولماذا يجب أن نلصق التهمة بالمسيحية عندما لا يعلن الإرهابي الغربي بأنه يقتل باسمها؟ ولا ينتمي إلى مجموعة إرهابية دينية كما يفعل الإرهابيون من أصول عربية ومسلمة؟

علينا قبل إدانة أفعال الآخرين أن نقوم بواجب إدانة العنف المعشش في بلادنا ـ ولو امتنع رئيس أكبر دولة على الكرة عن اعتبار الجريمة عملا إرهابيا، وعنصري ـ وذلك لفهم دوافع مجرم مثل برنتون تارانت ومثل دواعشيينا على ارتكاب أفعالهم.

ليس علينا اعتبار كل إرهابي غربي، يخاف من عملية "إبادة البيض" من قبل "الغزاة" على أنواعهم باسم النقاء العرقي والثقافي، "صليبيا!".

هو نفسه يؤكد أنه استوحى دوافعه من النروجي أندرس بريفيك الذي قام بالمقتلة التي قضى فيها 77 ضحية في العام 2011. ويكشف عن أيديولوجية هجينة يخلط فيها التفوق بالعرقية والوطنية الإثنية والأيكو ـ فاشية. وقد وصفه أحد المؤرخين المختصين باليمين المتطرف (نيكولا لوبورغ) بأنه يظهر كل عوارض راديكالية اليمين المتطرف.

وهو وضع شمسا سوداء كرمز، كتلك التي رسمها هاينريش هيملر على أرضية قصر ويويلزبورغ حيث قيادة أس أس SS في قلعة وستفاليا الألمانية (Wewelsburg) وصارت مرجعا للتيار النيو نازي، على ما جاء في صحيفة لوموند.

الملفت في البيان، البراغماتية والاختيار المتأني والمنحرف لمكان الهجوم، معلنا بوضوح أنه يريد أن يبرهن أن لا مكان على وجه الكرة ينجو مما يسميه "الاستبدال الكبير". فاختار رمزيا "آخر العالم" للتأكيد إلى أي درجة وصل فيضان الهجرة.

ولقد فهم ذلك الفاشيون أشباهه حين علق أحدهم "هل كنتم تعرفون بوجود مساجد في نيوزلندا؟ علمت ذلك اليوم فقط".

وهو أوضح في بيانه أنها دعوة للعنف وللأعمال الانتقامية ضد من يسميهم الغزاة. آملا أن يؤدي المرور إلى الفعل إلى إضاءة الطريق المتوجب اتباعه"؛ أي العنف والإرهاب والإبادة الجماعية.

تؤكد دوافعه تلك ما سبق وأشار إليه المسؤول السابق للأمن الداخلي الفرنسي حين أعلن عام 2016 أمام النواب في لجنة الدفاع: "التطرف يتصاعد من جميع النواحي، صرنا نوجه مصادرنا تجاه اليمين المتطرف الذي لا ينتظر سوى المواجهة"، معبرا عن تخوفه من حرب أهلية بعد هجمة 13 تشرين الثاني/نوفمبر الإرهابية.

والعامل المحفز له كان الوضع في فرنسا؛ فعندما عبرها كسائح اكتشف "الغزاة" في كل قرية من قراها. الحدث الثاني الذي أطلق فعلته كان هزيمة لوبن "غير القادرة على تغيير حقيقي ودون أي خطة"، ونجاح ماكرون الذي يصفه بالعولمي والرأسمالي والمساواتي والمصرفي السابق الباحث عن الربح.

أوضح القاتل في بيانه أنها دعوة للعنف وللأعمال الانتقامية ضد من يسميهم الغزاة

من الواضح أن لدى المجرم نموذج أو مثال أعلى يجد أن عليه المحافظة عليه والتبشير به وفرضه؛ يمثله العرق الأبيض المتميز والذي يجسده الشعب الأوروبي. ونظرته إلى المختلفين عنه من الملونين والمسلمين، تتميز بالاحتقار الذي يشمل عرقهم ودينهم ومعتقداتهم.

ربما لا يكون مريضا نفسيا ولكنه مجرم بالتأكيد كمجرمي داعش ومفجري الجامعين وغيرهم، ولا أدري في أي خانة علينا وضع هؤلاء.

لكن قبل ذلك علينا الاختيار بين أحد نموذجين، الزعيم والناطق باسم الإسلام السياسي أردوغان الذي استغل الحدث لتسعير التعصب، وبين رئيسة الوزراء النيوزلندية العلمانية جاسيندا أرديرن، التي تصرفت كإنسانة ومسؤولة!

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود وغيرها

الراعي في يوم المختار: أوجه دعوة ملحة إلى الجماعة السياسية كي يعيش أفرادها التوبة والمصالحة من أجل العودة إلى الشعب والوطن ومؤسساته

الأحد 24 آذار 2019 /وطنية - ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي قداسا احتفاليا في يوم المختار، بدعوة من الصندوق التعاوني للمختارين، عاونه المطرانان حنا علوان ورفيق الورشة، وخدمت القداس جوقة رسالة حياة، في حضور قائمقام كسروان جوزيف منصور، فاعليات رسمية، سياسية، دينية، واجتماعية، مخاتير لبنان، رؤساء الروابط، مشايخ، رؤساء واعضاء الاتحادات والروابط، رؤساء واعضاء المجالس البلدية.

والقى الراعي عظة بعنوان: "وفيما كان لا يزال بعيدا، رآه أبوه فتحنن عليه" (لو 20:15) 1. في هذا الحدث، يعلمنا الرب يسوع بوضوح مفهوم الخطيئة، ومقتضيات التوبة، وثمار المصالحة. إن الخطيئة التي تبعد مرتكبها عن الله، وعن دائرة عنايته، وتجرح عاطفة أبوته، لا تستطيع أن تنال من حنانه وغفرانه والمصالحة. فلم يغب يوما الإبن الأصغر الذي ابتعد عن البيت الوالدي وبدد ماله في حياة الطيش، عن بال أبيه، إذ كان يتخيل واقع البؤس الذي سيصيبه، وينتظر عودته من ضياعه. ولذا، عندما رجع وكان لا يزال بعيدا، رآه أبوه فتحنن عليه. وأسرع فألقى بنفسه على عنقه وقبله طويلا (لو 20:15). كان كافيا رجوع الإبن لكي يغمره أبوه بحنانه ويبادره بالغفران والمصالحة، ويقيم العيد لرجوعه. هذا ما نرجوه لكل واحد وواحدة منا في زمن الصوم الذي هو زمن التوبة والرجوع إلى الله واختبار فرح الغفران والمصالحة.

2. يسعدنا أن نحتفل معا بهذه الليتورجيا الإلهية، إحياء ليوم وعيد المختار. ويشارك فيها مخاتير لبنان. وقد دعا إليها مجلس إدارة الصندوق التعاوني للمختارين بشخص رئيسه والأعضاء، وتولى حفل الإستقبال رئيس رابطة مخاتير كسروان الفتوح. فإني أحييكم جميعا مع رؤساء الروابط والمخاتير كافة. وهي مناسبة لنعرب لكم عن شكرنا وتقديرنا لخدمتكم وحضوركم في مدنكم وبلداتكم وقراكم إلى جانب جميع الناس في أفراحهم وأحزانهم ومشاريعهم، ولجهوزيتكم في تلبية كل مطلب، وأبواب منازلكم مفتوحة في وجه الجميع.

يستحق المخاتير عناية مجلس النواب والوزراء، لإصدار ما يلزم من تشريعات وتدابير إجرائية من شأنها أن تحدث القوانين التي ترعى عملهم ودورهم، وتقر تعويض نهاية خدمتهم من الصندوق التعاوني، واستمرارية انتسابهم إلى الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي بعد نهاية الخدمة، وسواها مما يسهل خدمتهم العامة. جميل هذا اللقاء الذي يجمع المختارين من مختلف الطوائف. أنتم صورة مصغرة عن ميزة التعددية في الوحدة الوطنية اللبنانية الجامعة. وهذه شهادة تضاف إلى رسالتكم.

3. ويسعدني أن أرحب بالسيد ضومط مارون مع الوفد المرافق من رعية مار سركيس وباخوس في بسلوقيت، ومعهم كاهن رعيتها الأب يوحنا مارون حنا. وهم معنا اليوم لنبارك تمثال السيدة العذراء سلطانة الانتقال الذي قدمه مشكورا جدا السيد ضومط مارون، وهو نفسه سبق وقدم تمثال أبينا القديس مارون على مدخل البطريركية الخارجي. والاثنان من صنع النحات نايف علوان. سنقيم احتفال التبريك في نهاية هذا القداس الإلهي.

ويسعدني أيضا أن أرحب بعائلة القديس شربل الآتية من بولونيا برفقة كاهنين، واربعة من منظمة فرسان اورشليم وهم في زيارة تقوية إلى ضريح القديس شربل واماكن التقوية في لبنان. نتمنى لهم زيارة مباركة مع طيب الإقامة.

إننا نرافق بالصلاة فخامة رئيس الجمهورية في زيارته الرسمية إلى روسيا. نأمل في أن يلقى نجاحا موضوع عودة النازحين السوريين إلى بلادهم، لخيرهم الشخصي وخير وطنهم، ولخير لبنان الذي لم يعد قادرا على حمل العبء الاقتصادي والاجتماعي والمعيشي الثقيل، ولا على مواجهة الأخطار السياسية والديموغرافية والأمنية الناشئة.

4. بالعودة إلى إنجيل اليوم، يعلمنا الرب يسوع لاهوت الخطيئة والتوبة والمصالحة، من خلال خبر يعلم هذه الثلاث بتعابير مجازية.

الخطيئة، على ضوء مسلك الإبن الأصغر، هي التعلق بخيرات عطايا الله حتى نسيانه، والعيش بعيدا منه، بعيدا من الكنيسة، بيت الله، حيث كلامه الهادىء، ونعمة أسراره الشافية، وفرح العيش في الشركة والمحبة مع الجماعة المؤمنة. بالابتعاد عن الله يتيه الإنسان ويستسلم لشهوات الدنيا: شهوة العين وشهوة الجسد وكبرياء الحياة، كما يحددها يوحنا الرسول (1يو 16:2).

التوبة، في تفاصيل عودة الإبن الأصغر، هي العودة إلى سماع صوت الله في أعماق الضمير الناهي عن الشرور وهي تسليط أنوار الكلام الإلهي وتعليم الكنيسة على واقع حياتنا وأعمالنا، فندرك أننا في حال ضياع وموت روحي. ونشعر عندها بالأسف والندامة، ونتخذ قرار الخروج من الحالة الشاذة والعودة إلى الله وحضن الكنيسة، مع الإقرار بالخطايا والأخطاء، والاستعداد للتعويض عنها.

المصالحة، التي نجدها في استقبال الأب لإبنه العائد، هي المبادرة من رحمة الله التي هي أكبر من خطايا الإنسان وبدون قياس. إن توبة الخاطئ تفرح قلب الله الحنون. الله لا يعاقبنا بل يحبنا ويفرح وينتظر عودتنا. وللحال يغدق علينا ثمار المصالحة، التي هي الحياة الجديدة بالروح القدس المتمثلة برموز ثلاثة: الثوب الفاخر هو حال البرارة واستعادة بهاء صورة الله. إنه ثوب الإنسان الجديد الذي لبسناه بالمعمودية. الخاتم هو تجديد عهد الأبوة والبنوة بين الله والتائب. هذا الخاتم هو عربون وراثة الملكوت وعطايا الله. الحذاء الجديد هو الطريق الجديد المفتوح أمام التائب والمؤدي إلى سعادته والمعنى الجديد لحياته. العجل المسمن الذي يشكل وليمة العيد والفرح يرمز إلى جسد الرب ودمه في القداس الإلهي، حيث تلتئم الجماعة المؤمنة والمتصالحة وتعيش فرح المصالحة مع الله وبين أعضائها.

5. كلنا مدعوون في زمن الصوم إلى التوبة والمصالحة، إلى مراجعة الذات بإلقاء نظرة وجدانية أمام الله على طريقة حياتنا وأعمالنا، فنكتشف الكثير من الخطايا والأخطاء. فلا بد من التماس نعمة التوبة وقرار تغيير مجرى حياتنا، والعودة إلى الله. فنعترف بخطايانا للكاهن المكلف بمنح نعمة الغفران والمصالحة بإسم الثالوث القدوس: باسم الآب الذي أحبنا، والابن الذي افتدانا، والروح القدس الذي يحيينا.

6. لا يمكن أن تعيش جماعة بسلام وسعادة من دون توبة ومصالحة، أكانت هذه الجماعة عائلية أم كنسية أم إجتماعية أم وطنية وسياسية. إن التراشق بالأخطاء والتهم يزيد الخلافات وينتزع الفرح من القلوب ويؤجج نار الحقد والعداوة.

إني أوجه دعوة ملحة إلى الجماعة السياسية عندنا، كي يعيش أفرادها التوبة والمصالحة، بالعودة إلى الله والذات أولا، من أجل إمكانية العودة إلى الشعب والوطن ومؤسساته. فتعيش عندئذ الجماعة الوطنية بفرح وتنعم بالتقدم والازدهار والاستقرار.

لقد دعا المجمع البطريركي الماروني (2003-2006) السياسيين إلى المصالحة مع السياسة كشرط لبناء دولة العدالة والقانون والإنماء، وليظل العمل السياسي فنا نبيلا لخدمة الخير العام. ليست السياسة وسيلة للنفوذ وتحقيق الثروات الخاصة على حساب المصلحة العامة. المصالحة مع السياسة تحمل السياسيين على الالتزام بالقيم الانجيلية والقواعد الأخلاقية الآخذة في التلاشي عندنا ويا للاسف، بينما كانت ميزة رجالات البلاد والمسؤولين والعاملين في الوزارات والإدارات العامة. هذه الأخلاقية السياسية هي المدخل لمكافحة الفساد والتمتع بالصدقية والاستقامة المسلكية، ولتقديم المصلحة العامة على المصالح الفردية والفئوية. المصالحة السياسية تعزز الممارسة الديموقراطية التي هي الشرط الأساس لبقاء لبنان، وتنشر الثقافة الديموقراطية ومفهوم المواطنة الحقة (النص المجمعي 19: الكنيسة المارونية والسياسة، 46-52).

عندما يتصالح السياسيون مع الله وذواتهم ومع السياسة، يستطيعون الإنتباه إلى حالة الشعب، فيجدوا الحلول لمشاكله، ويؤمنوا حقوقه الأساسية، ويوفروا له أسباب العيش الكريم، ويعتنوا بالشباب والأجيال الطالعة مؤمنين مستقبلهم في وطنهم من خلال تأمين فرص عمل يحفزون من خلالها مواهبهم وعلومهم وقدراتهم.

7. في زمن الصوم المفتوح أمامنا للتوبة والمصالحة، نحن أمام فرصة ذهبية تفتح أمامنا الطريق إلى العيش بفرح وسلام من جودة الله الذي إليه نرفع المجد والتسبيح، الآب والابن والروح القدس، الآن وإلى الأبد، آمين".

ناضر

في ختام القداس وبعد التماس البركة، القى رئيس رابطة مخاتير كسروان -الفتوح المحامي جو ناضر كلمة قال فيها: "بلفتة كريمة من صاحب الغبطة نحو المخاتير في عيدهم، التقينا اليوم في هذا الصرح الوطني العريق الذي شهد عبر العصور على تاريخ لبنان واستكمالا لرؤية الشركة والمحبة التي طبعت اعمال البطريرك الراعي، منذ تنصيبه التقى مخاتير لبنان من مختلف الطوائف والمذاهب والانتماءات ليؤكدوا تضامنهم واصرارهم على العيش المشترك والتكامل في ما بينهم لاحقاق الحق وتثبيت اواصر المجتمع والدولة وتطبيق القانون، فلا تخاذل ولا تراجع عن دور سعى دائما رؤساء الروابط الى تفعيله عبر لقاءاتهم الدورية والمتواصلة وتكاملهم مع الدولة في المؤسسة الضامنة للمخاتير واقصد بها الصندوق التعاوني للمختارين في لبنان".

وتابع: "شرفني اذ كلفني رؤساء روابط مخاتير لبنان بالقاء كلمتهم ولن اسهب في الحديث عن الانجازات التي حققناها سوية والتي بدأت معالم تحقيقها بالظهور الواحدة تلو الاخرى احتراما مني لضيق الوقت، ولكن اسمحوا لي بأن ارسم خطوط المرحلة المقبلة التي ستطبع عمل الروابط بدءا من تنظيم اتحادات عبر المحافظات لتسهيل التواصل والعمل من اقصى الشمال الى اقصى الجنوب مرورا بالجبل وبيروت وصولا الى البقاعين. ستشهد المرحلة المقبلة اهتماما كبيرا في تحديث القوانين التي ترعى عمل المختار ودوره لا بل سنعمل على اصدار قوانين جديدة تواكب العصر والتطور في شقيه الاكاديمي والتقني".

وختم ناضر: "زملائي رؤساء الروابط، بات من الملح دق ابواب مجلس النواب ومجلس الوزراء لتحقيق ما نصبو اليه، انا الذي عملت معكم وعرفتكم اشداء في المواجهة لا تتعبون ولا تتراجعون غايتكم خدمة المختار وتحصين وتحسين دوره في المجتمع والدولة".

حنا

بعدها، القى رئيس الصندوق التعاوني للمختارين ابراهيم حنا كلمة شكر فيها "لغبطة البطريرك رفع الصلاة في هذه الذبيحة الإلهية على نية مخاتير لبنان في يوم عيدهم"، سائلا الله ان "يبقوا نموذجا فريدا كما هم عليه الآن للشركة والمحبة وهو شعار صاحب الغبطة الذي اطلقه منذ توليه منصبه، وان يحافظوا على هذه الصورة الفريدة التي تجمعهم اليوم وهم من مختلف المناطق اللبنانية اتوا ليتشاركوا فرحة عيدهم ويؤكدوا ان نجاح لبنان ونموه وازدهاره يفرض علينا جميعا ان نكون لبنانيين بالدرجة الاولى نعمل لخير لبنان ومواطنينا من دون تفرقة او تمييز وهذا كان سر ازدهار لبنان قبل الحرب وعلينا تطبيقه مجددا للحفاظ على بلد الارز والسلام".

بعدها، توجه الراعي والمؤمنون الى باحة الصرح البطريركي الخارجية، حيث رفعت صلاة تبريك تمثال السيدة العذراء سلطانة الإنتقال الذي قدمه جيمي مارون وعائلته من بلدة بسلوقيت ونفذه النحات نايف علوان، ليتسلم بعدها الراعي درعا تكريمية قدمته له رابطة المخاتير.

 

شمعون زار مفوضية المتن في حزب الاحرار: ما يميزنا عن الباقين دفاعنا عن لبنان بتجرد وتفان ودون اي مصلحة ضيقة

الأحد 24 آذار 2019 /وطنية - زار رئيس حزب الوطنيين الاحرار دوري شمعون مفوضية المتن، لمناسبة توزيع البطاقة الحزبية على عدد من المنتسبين اليها، يرافقه الامين العام الدكتور الياس ابو عاصي وامين الداخلية.

وكان في استقباله مفوض المتن المهندس جورج نعمان، في حضور الامناء ومفوضي المناطق ومحازبين، كما كانت كلمة لرئيس الحزب شدد فيها على "استمرار الحزب في الثبات على مواقفه الثوابت التي دفع في سبيلها الاف الشهداء، حاملا السلاح حين تخاذل كثيرون للدفاع عن لبنان واهله"، مؤكدا "اننا لن نتوانى عن الدفاع عنه مجددا اذا دعت الحاجة". واشار شمعون الى الظروف المحيطة التي "لا تساعد بسبب الامكانات المادية الضئيلة لكننا مستمرون لان ايماننا كبير فعندنا ما يميزنا عن الباقين وهو دفاعنا عن لبنان بتجرد وتفان ودون اي مصلحة ضيقة"، واكد على الحزبيين "ضرورة الاستمرار في الحفاظ على مبادئ الحزب والتي يتوجها الايمان قولا وفعلا بلبنان وطنا سيدا حرا مستقلا"، مذكرا بالعروض والاغراءات التي تلقاها ايام الاحتلال السوري، ونوه بتضحيات الشباب الذين "منهم من أدخل الى السجون ومنهم من تم التضييق عليه بشتى الاشكال"، كاشفا ان الحزب "لم ولن يسعى وراء المكاسب".

وفي ختام كلامه توجه شمعون الى الرفاق في مفوضية المتن، فقال: "انتم هنا حافظتم على هذا الحزب والمبادىء الوطنية التي تجعلنا دائما كوطنيين احرار نفتخر بهذا الاسم ونستحقه نحن ابوابنا مفتوحة للجميع ومستعدون للتعاون مع الجميع وعلينا ان نعمل حتى نبقى جديرين بإسم الوطنيين الاحرار".

نعمان

وبالمناسبة ايضا كانت كلمة لمفوض المتن المهندس جورج نعمان، قال فيها: "ان التجارب الاخيرة التي مرت علينا منذ تغييبنا حتى اليوم قد علمتنا ان لا وجود لحزب دون هيكلية نشيطة وبدون ثقة بين عناصره ولا تطورا من دون دم جديد ولحمة متينة وتكاتف مستمر بين المحازبين ولا مكان لحزب من دون شعب ومنتسبين جدد ومناصرين، الحزب مشروع رؤية وطنية وهدفه الوصول الى المراكز الحساسة في الدولة وضمن المناطق المتواجد فيها ولتحقيق هذا الهدف واجب التواصل مع الجميع كما الواجب علينا المحافظة على كل عنصر من عناصرنا وعدم التفريط فيه، من خلال المسلكية والصدقية والاخلاص الحزبي... هكذا تعلمنا من صفوف حزب الوطنيين الاحرار. نحن في مفوضية المتن نقدر المخلصين والعاملين معنا في سبيل توحيد الصف حول مبادىء الحزب وحول شخصكم الكريم الرجل الاقوى والاصدق وصاحب المواقف الوطنية المخلصة والجريئة الذي لم يفرط او يهادن او يساوم على حساب الوطن لمصلحته الشخصية والحزبية".

 

الراعي في يوم المختار: اني أوجه دعوة ملحة إلى الجماعة السياسية كي يعيش أفرادها التوبة والمصالحة من أجل العودة إلى الشعب والوطن ومؤسساته

الأحد 24 آذار 2019/وطنية - ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي قداسا احتفاليا في يوم المختار، بدعوة من الصندوق التعاوني للمختارين، عاونه المطرانان حنا علوان ورفيق الورشة، وخدمت القداس جوقة رسالة حياة، في حضور قائمقام كسروان جوزيف منصور، فاعليات رسمية، سياسية، دينية، واجتماعية، مخاتير لبنان، رؤساء الروابط، مشايخ، رؤساء واعضاء الاتحادات والروابط، رؤساء واعضاء المجالس البلدية. والقى الراعي عظة بعنوان: "وفيما كان لا يزال بعيدا، رآه أبوه فتحنن عليه" (لو 20:15) 1. في هذا الحدث، يعلمنا الرب يسوع بوضوح مفهوم الخطيئة، ومقتضيات التوبة، وثمار المصالحة. إن الخطيئة التي تبعد مرتكبها عن الله، وعن دائرة عنايته، وتجرح عاطفة أبوته، لا تستطيع أن تنال من حنانه وغفرانه والمصالحة. فلم يغب يوما الإبن الأصغر الذي ابتعد عن البيت الوالدي وبدد ماله في حياة الطيش، عن بال أبيه، إذ كان يتخيل واقع البؤس الذي سيصيبه، وينتظر عودته من ضياعه. ولذا، عندما رجع وكان لا يزال بعيدا، رآه أبوه فتحنن عليه. وأسرع فألقى بنفسه على عنقه وقبله طويلا (لو 20:15). كان كافيا رجوع الإبن لكي يغمره أبوه بحنانه ويبادره بالغفران والمصالحة، ويقيم العيد لرجوعه. هذا ما نرجوه لكل واحد وواحدة منا في زمن الصوم الذي هو زمن التوبة والرجوع إلى الله واختبار فرح الغفران والمصالحة.

2. يسعدنا أن نحتفل معا بهذه الليتورجيا الإلهية، إحياء ليوم وعيد المختار. ويشارك فيها مخاتير لبنان. وقد دعا إليها مجلس إدارة الصندوق التعاوني للمختارين بشخص رئيسه والأعضاء، وتولى حفل الإستقبال رئيس رابطة مخاتير كسروان الفتوح. فإني أحييكم جميعا مع رؤساء الروابط والمخاتير كافة. وهي مناسبة لنعرب لكم عن شكرنا وتقديرنا لخدمتكم وحضوركم في مدنكم وبلداتكم وقراكم إلى جانب جميع الناس في أفراحهم وأحزانهم ومشاريعهم، ولجهوزيتكم في تلبية كل مطلب، وأبواب منازلكم مفتوحة في وجه الجميع.

يستحق المخاتير عناية مجلس النواب والوزراء، لإصدار ما يلزم من تشريعات وتدابير إجرائية من شأنها أن تحدث القوانين التي ترعى عملهم ودورهم، وتقر تعويض نهاية خدمتهم من الصندوق التعاوني، واستمرارية انتسابهم إلى الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي بعد نهاية الخدمة، وسواها مما يسهل خدمتهم العامة. جميل هذا اللقاء الذي يجمع المختارين من مختلف الطوائف. أنتم صورة مصغرة عن ميزة التعددية في الوحدة الوطنية اللبنانية الجامعة. وهذه شهادة تضاف إلى رسالتكم.

3. ويسعدني أن أرحب بالسيد ضومط مارون مع الوفد المرافق من رعية مار سركيس وباخوس في بسلوقيت، ومعهم كاهن رعيتها الأب يوحنا مارون حنا. وهم معنا اليوم لنبارك تمثال السيدة العذراء سلطانة الانتقال الذي قدمه مشكورا جدا السيد ضومط مارون، وهو نفسه سبق وقدم تمثال أبينا القديس مارون على مدخل البطريركية الخارجي. والاثنان من صنع النحات نايف علوان. سنقيم احتفال التبريك في نهاية هذا القداس الإلهي.

ويسعدني أيضا أن أرحب بعائلة القديس شربل الآتية من بولونيا برفقة كاهنين، واربعة من منظمة فرسان اورشليم وهم في زيارة تقوية إلى ضريح القديس شربل واماكن التقوية في لبنان. نتمنى لهم زيارة مباركة مع طيب الإقامة.

إننا نرافق بالصلاة فخامة رئيس الجمهورية في زيارته الرسمية إلى روسيا. نأمل في أن يلقى نجاحا موضوع عودة النازحين السوريين إلى بلادهم، لخيرهم الشخصي وخير وطنهم، ولخير لبنان الذي لم يعد قادرا على حمل العبء الاقتصادي والاجتماعي والمعيشي الثقيل، ولا على مواجهة الأخطار السياسية والديموغرافية والأمنية الناشئة.

4. بالعودة إلى إنجيل اليوم، يعلمنا الرب يسوع لاهوت الخطيئة والتوبة والمصالحة، من خلال خبر يعلم هذه الثلاث بتعابير مجازية.

الخطيئة، على ضوء مسلك الإبن الأصغر، هي التعلق بخيرات عطايا الله حتى نسيانه، والعيش بعيدا منه، بعيدا من الكنيسة، بيت الله، حيث كلامه الهادىء، ونعمة أسراره الشافية، وفرح العيش في الشركة والمحبة مع الجماعة المؤمنة. بالابتعاد عن الله يتيه الإنسان ويستسلم لشهوات الدنيا: شهوة العين وشهوة الجسد وكبرياء الحياة، كما يحددها يوحنا الرسول (1يو 16:2).

التوبة، في تفاصيل عودة الإبن الأصغر، هي العودة إلى سماع صوت الله في أعماق الضمير الناهي عن الشرور وهي تسليط أنوار الكلام الإلهي وتعليم الكنيسة على واقع حياتنا وأعمالنا، فندرك أننا في حال ضياع وموت روحي. ونشعر عندها بالأسف والندامة، ونتخذ قرار الخروج من الحالة الشاذة والعودة إلى الله وحضن الكنيسة، مع الإقرار بالخطايا والأخطاء، والاستعداد للتعويض عنها.

المصالحة، التي نجدها في استقبال الأب لإبنه العائد، هي المبادرة من رحمة الله التي هي أكبر من خطايا الإنسان وبدون قياس. إن توبة الخاطئ تفرح قلب الله الحنون. الله لا يعاقبنا بل يحبنا ويفرح وينتظر عودتنا. وللحال يغدق علينا ثمار المصالحة، التي هي الحياة الجديدة بالروح القدس المتمثلة برموز ثلاثة: الثوب الفاخر هو حال البرارة واستعادة بهاء صورة الله. إنه ثوب الإنسان الجديد الذي لبسناه بالمعمودية. الخاتم هو تجديد عهد الأبوة والبنوة بين الله والتائب. هذا الخاتم هو عربون وراثة الملكوت وعطايا الله. الحذاء الجديد هو الطريق الجديد المفتوح أمام التائب والمؤدي إلى سعادته والمعنى الجديد لحياته. العجل المسمن الذي يشكل وليمة العيد والفرح يرمز إلى جسد الرب ودمه في القداس الإلهي، حيث تلتئم الجماعة المؤمنة والمتصالحة وتعيش فرح المصالحة مع الله وبين أعضائها.

5. كلنا مدعوون في زمن الصوم إلى التوبة والمصالحة، إلى مراجعة الذات بإلقاء نظرة وجدانية أمام الله على طريقة حياتنا وأعمالنا، فنكتشف الكثير من الخطايا والأخطاء. فلا بد من التماس نعمة التوبة وقرار تغيير مجرى حياتنا، والعودة إلى الله. فنعترف بخطايانا للكاهن المكلف بمنح نعمة الغفران والمصالحة بإسم الثالوث القدوس: باسم الآب الذي أحبنا، والابن الذي افتدانا، والروح القدس الذي يحيينا.

6. لا يمكن أن تعيش جماعة بسلام وسعادة من دون توبة ومصالحة، أكانت هذه الجماعة عائلية أم كنسية أم إجتماعية أم وطنية وسياسية. إن التراشق بالأخطاء والتهم يزيد الخلافات وينتزع الفرح من القلوب ويؤجج نار الحقد والعداوة.

إني أوجه دعوة ملحة إلى الجماعة السياسية عندنا، كي يعيش أفرادها التوبة والمصالحة، بالعودة إلى الله والذات أولا، من أجل إمكانية العودة إلى الشعب والوطن ومؤسساته. فتعيش عندئذ الجماعة الوطنية بفرح وتنعم بالتقدم والازدهار والاستقرار.

لقد دعا المجمع البطريركي الماروني (2003-2006) السياسيين إلى المصالحة مع السياسة كشرط لبناء دولة العدالة والقانون والإنماء، وليظل العمل السياسي فنا نبيلا لخدمة الخير العام. ليست السياسة وسيلة للنفوذ وتحقيق الثروات الخاصة على حساب المصلحة العامة. المصالحة مع السياسة تحمل السياسيين على الالتزام بالقيم الانجيلية والقواعد الأخلاقية الآخذة في التلاشي عندنا ويا للاسف، بينما كانت ميزة رجالات البلاد والمسؤولين والعاملين في الوزارات والإدارات العامة. هذه الأخلاقية السياسية هي المدخل لمكافحة الفساد والتمتع بالصدقية والاستقامة المسلكية، ولتقديم المصلحة العامة على المصالح الفردية والفئوية. المصالحة السياسية تعزز الممارسة الديموقراطية التي هي الشرط الأساس لبقاء لبنان، وتنشر الثقافة الديموقراطية ومفهوم المواطنة الحقة (النص المجمعي 19: الكنيسة المارونية والسياسة، 46-52).

عندما يتصالح السياسيون مع الله وذواتهم ومع السياسة، يستطيعون الإنتباه إلى حالة الشعب، فيجدوا الحلول لمشاكله، ويؤمنوا حقوقه الأساسية، ويوفروا له أسباب العيش الكريم، ويعتنوا بالشباب والأجيال الطالعة مؤمنين مستقبلهم في وطنهم من خلال تأمين فرص عمل يحفزون من خلالها مواهبهم وعلومهم وقدراتهم. 7. في زمن الصوم المفتوح أمامنا للتوبة والمصالحة، نحن أمام فرصة ذهبية تفتح أمامنا الطريق إلى العيش بفرح وسلام من جودة الله الذي إليه نرفع المجد والتسبيح، الآب والابن والروح القدس، الآن وإلى الأبد، آمين".

 

قاووق: المواقف العدوانية الأميركية تهدد أمن لبنان والمنطقة

الأحد 24 آذار 2019 /وطنية - رأى عضو المجلس المركزي في "حزب الله" الشيخ نبيل قاووق، خلال احتفال أقامه نادي شباب عين إبل وجمعية أبناء عين إبل لمناسبة عيد البشارة، أن "الخطاب العنصري للرئيس الأميركي دونالد ترامب، هو الذي سبب مجزرة المصلين في نيوزيلندا، وبمواقفه الإسرائيلية التي تشرع الاحتلال الإسرائيلي للقدس وبالأمس للجولان، يمكن أن يشرع بعد غد احتلال مزارع شبعا وتلال كفرشوبا". واعتبر أن "المواقف العدوانية الأميركية تهدد أمن لبنان والمنطقة واستقرارهما، وبالتالي لبنان الرسمي مطالب بموقف حاسم وواضح ضد صفقة القرن وشرعنة الاحتلال للجولان، لأن لبنان أول المتضررين من هذه المواقف".

 

 

/New A/E LCCC Postings for todayجديد موقعي الألكتروني ل23 و24 آذار/19

رابط الموقع

http://eliasbejjaninews.com

 

Values That We Can We Learn From “The Lost Son” Parable
 Elias Bejjani/March 24/19
 http://eliasbejjaninews.com/archives/73276/elias-bejjani-values-that-we-can-we-learn-from-the-lost-son-parable/

 

الخطر الحقيقي عدم مواجهة «حزب الله»

سلمان الدوسري/الشرق الأوسط/24 آذار/19

http://eliasbejjaninews.com/archives/73302/%d8%b3%d9%84%d9%85%d8%a7%d9%86-%d8%a7%d9%84%d8%af%d9%88%d8%b3%d8%b1%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d8%ae%d8%b7%d8%b1-%d8%a7%d9%84%d8%ad%d9%82%d9%8a%d9%82%d9%8a-%d8%b9%d8%af%d9%85-%d9%85%d9%88%d8%a7%d8%ac%d9%87/

 

الخطر الحقيقي عدم مواجهة «حزب الله»

سلمان الدوسري/الشرق الأوسط/24 آذار/19

Refraining from Standing Againt Hezbollah is the Real Danger
 Salman Al-dossary/Asharq Al Awsat/March 24/19
 http://eliasbejjaninews.com/archives/73302/%d8%b3%d9%84%d9%85%d8%a7%d9%86-%d8%a7%d9%84%d8%af%d9%88%d8%b3%d8%b1%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d8%ae%d8%b7%d8%b1-%d8%a7%d9%84%d8%ad%d9%82%d9%8a%d9%82%d9%8a-%d8%b9%d8%af%d9%85-%d9%85%d9%88%d8%a7%d8%ac%d9%87/

 

زمن الخيارات الصعبة في لبنان/ من يراهن على إيران الآن هو مثل ذلك الذي راهن على صدّام حسين عندما اجتاح الكويت صيف العام 1990. من يتذكّر ماذا حصل في لبنان بعد ذلك؟

خيرالله خيرالله/العرب/25 آذار/19

http://eliasbejjaninews.com/archives/73287/%D8%AE%D9%8A%D8%B1%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87-%D8%AE%D9%8A%D8%B1%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87-%D8%B2%D9%85%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%AE%D9%8A%D8%A7%D8%B1%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%B5%D8%B9%D8%A8%D8%A9-%D9%81/

لا يختلف اثنان على أن لبنان في وضع لا يحسد عليه. هذا زمن الخيارات الصعبة، لكنه ليس أيضا زمن الكلام غير المسؤول في الدفاع عن "حزب الله" وممارساته.

 

UK Bans Hezbollah
 
جوديث برغمان/جيتستون/بريطانيا تمنع حزب الله
 Judith Bergman/Gatestone Institute/March 24/19
 
http://eliasbejjaninews.com/archives/73295/judith-bergman-gatestone-institute-uk-bans-hezbollah%d8%ac%d9%88%d8%af%d9%8a%d8%ab-%d8%a8%d8%b1%d8%ba%d9%85%d8%a7%d9%86-%d9%85%d8%b9%d9%87%d8%af-%d8%ac%d9%8a%d8%aa%d8%b3%d8%aa%d9%88%d9%86-%d8%a8/

 

Pakistan: Mentally Disabled Christians Charged with Blasphemy
 
ريموند إبراهيم: المسيحيين المعاقين عقلياً في باكستان يدانون بتهمة التجديف
 Raymond Ibrahim/Gatestone Institute/March 24/19
 
http://eliasbejjaninews.com/archives/73298/raymond-ibrahim-gatestone-institute-pakistan-mentally-disabled-christians-charged-with-blasphemy/