LCCC/ المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة الأخبار العربية ليوم 23 آذار/2019

اعداد الياس بجاني

 

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/eliasnews19/arabic.march23.19.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

الزوادة الإيمانية لليوم/تعليقات الياس بجاني وخلفياتها/الأخبار اللبنانية/المتفرقات اللبنانية/الأخبار الإقليمية والدولية/المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة/المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود وغيرها

 

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

مَرْتا، مَرْتا، إِنَّكِ تَهْتَمِّينَ بِأُمُورٍ كَثِيرَة، وَتَضْطَرِبِين! إِنَّمَا ٱلمَطْلُوبُ وَاحِد! فَمَرْيَمُ ٱخْتَارَتِ ٱلنَّصِيبَ ٱلأَفْضَل، وَلَنْ يُنْزَعَ مِنْهَا

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياته

الياس بجاني/حكام لبنان واحزابه المشاركة في الحكم يعملون تحت مظلة المحتل الإيراني

الياس بجاني/انتقادات اردوغان لنيوزلندا هي الإرهاب والداعشية والشعبوية بأبشع صورها

بالصوت والنص/الياس بجاني/تأملات إيمانية ووجدانية في سيرة وفضائل مار يوسف البتول في ذكرى عيده السنوي

الياس بجاني/لا دين للإجرام ولا مذهب

الياس بجاني/بالصوت والنص/تأملات وجدانية وإيمانية في عبر ومفاهيم عجيبة شفاء النازفة

 

عناوين الأخبار اللبنانية

قصة شيخ شفت والدته على يد مار شربل

طعن كاهن خلال قداس في كندا/مونتريال/والشرطة اعتقلت مشتبهاً به

 معوّض وسرّ العشاء مع بومبيو

بالغتين العربية والإنكليزية/نص رسالة التجمع من أجل السيادة لوزير خارجية الولايات المتحدة الأميركية السيد مايكل بومبيو

الياس الزغبي الزغبي: لبنان ليس في موقع الند للمجتمع الدولي ولا تستطيع إيران تأمين مظلة حماية له

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الخميس 22/03/2019

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الجمعة في 22 آذار 2019

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

ما لا تعرفونه عن مزار أم النور في عين إبل لبنان…هنا قدّست أقدام العذراء تراب جنوب لبنان

بومبيو يحذر المسؤولين اللبنانيين من الدور الإرهابي لحزب الله

طالوزيان مشاركا في عشاء معوّض!؟

بومبيو: على اللبنانيين إما العيش بحرية أو الالتحاق بإيران

الشيوعيون في عوكر، مناهضة أميركا نيابةً عن حزب الله/د. أحمد خواجة/لبنان الجديد

حزب الكتلة الوطنية: سيادة لبنان تقضي بإلتزام الأعراف الديبلوماسية وتطبيق النأي بالنفس

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

بومبيو: الصراع سيُحل بين الفلسطينيين والإسرائيليين وقال إن {الحوثي لا يعمل إلا بإيعاز من خامنئي وسليماني}... وانتقد {تعريض حزب الله لبنان للخطر}

ترمب يعلن هزيمة «داعش» الكاملة في سوريا

تنديد عربي ودولي بتصريح ترمب بشأن الجولان

«الأوروبي» لن يعترف بسيادة إسرائيل على الهضبة... وروسيا اعتبرت دعوة الرئيس الأميركي «غير مسؤولة»

البشير يعين مطلوباً لـ {الجنائية الدولية} مساعداً له

تجدد الاحتجاجات في السودان وتشديد عقوبات «الطوارئ» على المتظاهرين

 تصدع وسط التنظيمات الموالية لبوتفليقة وتوقعات بمليونيات في «جمعة ترحلون جميعاً» اليوم بالجزائر

سوريا:  «حرب مبادرات» معارضة تحتدم على «السقف السياسي» والضمانات الخارجية/قوى الداخل تسعى إلى «الإصلاح» او «تغيير جذري»... وتكتل آخر متمسك بـ«إسقاط النظام»

دمشق تدين والجامعة العربية تعتبرها «مخالفة للقانون»... ونتنياهو يرحب بـ«جرأة» الرئيس الأميركي

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

New Deal" الذي يتأبطه بومبيو؟/مرلين وهبة/الجمهورية

الخلافات الدرزية "أصعب" من قداس دير القمر/كلير شكر/الجمهورية

واشنطن تريد لبنان قاعدة لنفوذها في الشرق/طوني عيسى/الجمهورية

الأحزاب والنعوش/جوزف الهاشم/الجمهورية

زيارة بومبيو: نجدةُ الحليف/نبيل هيثم/الجمهورية

مشكلات إيران أبعد من العقوبات الأميركية/بروفسور غريتا صعب/الجمهورية

قرادية” لنطانس شباط تلقي الأضواء على العيشية في عين إبل قبيل وأثناء الحرب العالمية الأولى

من المعيب في العام 2019 ان يستذكر الشعب اللبناني العهد الشهابي في ستينيات القرن الماضي/لينا الحصري زيلع/اللواء

واشنطن تريد لبنان قاعدة لنفوذها في الشرق/طوني عيسى/الجمهورية

نفضة» في حزب الله/عبدالله قمح/ليبانون ديبايت

حكاية فيلسوفين/سمير عطا الله/الشرق الأوسط

بومبيو: إيران خطر... وقطر/مشاري الذايدي/الشرق الأوسط

الأسد يرفض عودة النازحين ولبنان يتربّح من وجودهم/منير الربيع/المدن

بين «سيزر» السوري و«سيدر» اللبناني/وليد شقير/الحياة

الملالي وخرافات الأفيون/أمير طاهري/الشرق الأوسط

المعارضة السورية إذ تنتقد ذاتها/أكرم البني/الشرق الأوسط

«حماس» وثورة جياع/د. جبريل العبيدي/الشرق الأوسط

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

عون التقى بومبيو: عمليات تنظيم عودة النازحين وفق آلية الامن العام ستستمر ولبنان ملتزم تنفيذ ال1701 وحزب الله ممثل في مجلس النواب والحكومة

عون في مؤتمر الليونز: التحدي الأصعب للبنان هو أزمة النازحين لأن المجتمع الدولي مصر على ربط عودتهم بالحل السياسي في سوريا

الحريري عرض مع بومبيو التطورات في لبنان والمنطقة

بري لبومبيو: حزب الله حزب لبناني في البرلمان والحكومة ومقاومته واللبنانيين ناجمة عن الاحتلال الاسرائيلي كنعان: المحاسبة في ملف التوظيف ستحصل

باسيل بعد محادثات مع نظيره الأميركي: حزب الله لبناني نوابه منتخبون بتأييد شعبي بومبيو: حزب الله يقف عائقا امام احلام اللبنانيين

جنبلاط التقى بومبيو

الحريري ترأس اجتماعا للجنة الوزارية المكلفة دراسة خطة الكهرباء: الجراح : توافق على تخفيض الهدر وجباية الأموال المتراكمة والمستحقة

 

في أسفل تفاصيل النشرة الكاملة

الزوادة الإيمانية لليوم

مَرْتا، مَرْتا، إِنَّكِ تَهْتَمِّينَ بِأُمُورٍ كَثِيرَة، وَتَضْطَرِبِين! إِنَّمَا ٱلمَطْلُوبُ وَاحِد! فَمَرْيَمُ ٱخْتَارَتِ ٱلنَّصِيبَ ٱلأَفْضَل، وَلَنْ يُنْزَعَ مِنْهَا

انجيل القدّيس لوقا10/من38حتى42/كَانَ يَسوعُ وتلاميذهُ) سَائِرين، دَخَلَ يَسُوعُ إِحْدَى ٱلقُرَى، فٱسْتَقْبَلَتْهُ في بَيتِهَا ٱمْرَأَةٌ ٱسْمُها مَرْتا. وَكانَ لِمَرْتَا أُخْتٌ تُدْعَى مَرْيَم. فَجَلَسَتْ عِنْدَ قَدَمَي ٱلرَّبِّ تَسْمَعُ كَلامَهُ. أَمَّا مَرْتَا فَكانَتْ مُنْهَمِكَةً بِكَثْرَةِ ٱلخِدْمَة، فَجَاءَتْ وَقَالَتْ: «يَا رَبّ، أَمَا تُبَالي بِأَنَّ أُخْتِي تَرَكَتْنِي أَخْدُمُ وَحْدِي؟ فَقُلْ لَهَا أَنْ تُسَاعِدَنِي!». فَأَجَابَ ٱلرَّبُّ وَقَالَ لَهَا: «مَرْتا، مَرْتا، إِنَّكِ تَهْتَمِّينَ بِأُمُورٍ كَثِيرَة، وَتَضْطَرِبِين! إِنَّمَا ٱلمَطْلُوبُ وَاحِد! فَمَرْيَمُ ٱخْتَارَتِ ٱلنَّصِيبَ ٱلأَفْضَل، وَلَنْ يُنْزَعَ مِنْهَا».

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياته وتغريدات متفرقة

حكام لبنان واحزابه المشاركة في الحكم يعملون تحت مظلة المحتل

الياس بجاني/22 آذار/19

حزب الله أخضع ودجن الطاقم السياسي والحزبي الممثل في الحكم بمداكشته الكراسي بالسيادة وبومبيو خلال زيارته للبنان لن يسمع  غير لازمات العجز والخوف والإستسلام وبالتالي فالج لا تعالج كون فاقد الشيء لا يعطيه

 

انتقادات اردوغان لنيوزلندا هي الإرهاب والداعشية والشعبوية بأبشع صورها

الياس بجاني/20 آذار/19

اردوغان هو ملك الإرهاب وراعيه وممول ومحتضن لجماعة الإخوان المسلمين في العالم. الرجل موهوم ويحلم بدور سلطان عثماني لن يتحقق

 

بالصوت والنص/الياس بجاني/تأملات إيمانية ووجدانية في سيرة وفضائل مار يوسف البتول في ذكرى عيده السنوي

http://eliasbejjaninews.com/archives/73053/%d8%a8%d8%a7%d9%84%d8%b5%d9%88%d8%aa-%d9%88%d8%a7%d9%84%d9%86%d8%b5-%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%aa%d8%a3%d9%85%d9%84%d8%a7%d8%aa-%d8%a5%d9%8a%d9%85%d8%a7%d9%86-4/

بالصوت فورمات/MP3/الياس بجاني/تأملات إيمانية ووجدانية في سيرة وفضائل مار يوسف البتول/19 آذار/19/اضغط هنا للإستماع للتأملات

http://www.eliasbejjaninews.com/newmp3.17/elias.saint youssef 19 march.mp3

بالصوت فورمات/WMA/الياس بجاني/تأملات إيمانية ووجدانية في سيرة وفضائل مار يوسف البتول/19 آذار/19/اضغط هنا للإستماع للتأملات

http://www.eliasbejjaninews.com/newwma17/elias.saint youssef.wma

 

لا دين للإجرام ولا مذهب

الياس بجاني/17 آذار/19

أقيمت اليوم في كل الكنائس الكاثولوكية الكندية الصلاة لراحة أنفس ضحايا الجامعين في نيوزلندا والطائرة الأثيوبية. في مفهوم إيمان الدين المسيحي فإن جسد الإنسان هو هيكل الله وكل من يتطاول أو يؤذي هذا الجسد بأي شكل من الأشكال فهو يعتدي على الله سبحانه تعالى. يبقى أن لا دين للإجرام ولا مذهب. ليتغمد الله برحمته أنفس كل ضحايا العنف والإرهاب والكراهية في دول العالم.

 

أحد شفاء النازفة ونزفنا الإيماني القاتل

الياس بجاني/17 آذار/19

http://eliasbejjaninews.com/archives/73024/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%a8%d8%a7%d9%84%d8%b5%d9%88%d8%aa-%d9%88%d8%a7%d9%84%d9%86%d8%b5-%d8%aa%d8%a3%d9%85%d9%84%d8%a7%d8%aa-%d9%88%d8%ac%d8%af%d8%a7%d9%86/

فالتفت يسوع فرآها وقال: ثقي يا ابنتي، إيمانك شفاك، فشفـيت المرأة من تلك الساعة”. (متى9/22(

من منا لا ينزف بقيمه وعلاقاته وممارساته وإيمانه وأسس ومفاهيم الرجاء في هذا الزمن “المحل” الذي ابتعدنا فيه عن تعاليم الإنجيل المقدس.

نعم ابتعدنا وانحرفنا وتخلينا عن القيم والمبادئ وانغمسنا في مجتمع استهلاكي أغرقنا دون رحمة وحدود وقيود في أفخاخ الأنانية الشيطانية وأصابنا بعاهة “الأنا” القاتلة التي أمست قبلتنا ومرادنا.

مؤسف أننا على مقاس نزوات هذه “الأنا” الخادعة والمضللة نفصل حياتنا، وعلى هداها ننسق تصرفاتنا، وطبقاً لرغباتها نجير أقوالنا وأنشطتنا وعلاقتنا مع الآخرين.

الأنانية القاتلة فككت أواصل العائلة التي هي حجر أساس الأوطان والمجتمعات، وغيبت عن قلوبنا وضمائرنا المحبة فحل الظلام في داخلنا ووقعنا في التجارب وانحرفنا عن طريق الخلاص القويم الذي رسمه لنا السيد المسيح بدمه من على الصليب.

خسرنا كل شيء لأننا خسرنا أنفسنا وتعامينا عن قول المعلم: “ماذا ينفع الإنسان لو ربح العالم كله وخسر نفسه”.

نعم وقعنا في فخاخ إبليس وفي تجاربه بسبب قلة إيماننا وبنتيجة انجرارنا الأعمى وراء مقتنيات الدنيا من مال ونفوذ وسلطة. لهذا نحن ننزف دون انقطاع في كل مرة نرتكب فيها الخطيئة التي هي الموت.

ننزف عندما لا نقاوم الشر ونغرق أكثر وأكثر في أطماعنا والشهوات.

ننزف عندما لا نحب ونغفر ونسامح ونعمل الخير ونصلي ونبشر بكلمة الرب وتعاليمه.

ننزف في عقولنا ووجداننا وقلوبنا عندما نبتعد عن الإيمان ونقع في التجارب.

ننزف عندما نرضى أن تستهوينا وتغرينا ملذات هذا العالم الترابي الفاني.

ننزف عندما لا نخاف الله في علاقاتنا مع بعضنا البعض ومع أولادنا وعائلاتنا.

ننزف عندما نبتعد هن جوهر المحبة التي هي الله والتي بأبهى صورها تتجسد ببذل الذات في سبيل الآخرين.

ننزف عندما نسمح لنزوات الطمع والحسد والجشع أن تتحكم في حياتنا.

ننزف عندما نعبد ممتلكات هذه الدنيا الفانية ونبتعد عن عبادة الله ونكفر بتعاليمه.

ننزف عندما لا نحافظ على دم الشهداء ولا نحترم تضحيات الذين قدموا أنفسهم قرابين على مذبح وطننا وشهدوا للحق ولم يتجابنوا.

ننزف لأننا نوالي قادة وسياسيين وأحزاب يتاجرون بمصيرنا ولقمة عيشنا ووطننا.

نزف لأننا قبلنا وضعية العبيد والأغنام ورضينا العيش في الزرائب.

وهل نسأل بعد لماذا تحول وطننا الغالي لبنان إلى ساحة حروب للآخرين وفقدنا استقلالنا وسيادتنا؟

لا خلاص لنا ولا وقف لنزفنا إلا بالتوبة والصلاة والصوم وعمل الكفارات. إن الرب غفور ومسامح ومحب يريد مساعدتنا ووقف نزفنا إن قصدناه وطلبنا منه الشفاء بتقوى وإيمان ورجاء كما فعلت المرأة النازفة.

الرب افتدانا بابنه الوحيد واعتقنا من نير عبودية الخطيئة الأصلية ودلنا على طريق الخلاص، لكنه ترك لنا إما خيار السير عليه لإدراك البيت التي شيده لنا في ملكوته حيث لا وجع ولا عذاب ولا بغض، أو الضياع والإبتعاد عن هذا الطريق وسلوك مسالك الشر حيث يكون المنتهي في الجحيم حيث البكاء وصريف الأسنان والنار التي لا تنطفئ والدود الذي لا يهدأ.

في هذا الأحد دعونا نأخذ العِّبر من إيمان المرأة النازفة فنقوي إيماننا وثقتنا بالله وبقدرته وبمحبته وبنعمة المغفرة التي يعطيها لمن يسعى منا إليها صادقاً وتائباً “هو الذي يغفر جميع آثامك ويشفي جميع أمراضك” (مزمور 103: 3)

لنصلي من أجل خلاص وطننا الغالي لبنان، ومن أجل وقف النزف الذي أصاب مؤسساته، ومن اجل قادته إلى طرق الإيمان والعدل والشهادة للحق.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

رابط موقع الكاتب الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

*عنوان الكاتب الألكتروني

phoenicia@hotmail.com

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

قصة شيخ شفت والدته على يد مار شربل

الجمعة 22 آذار 2019/بعد أن كان الشيخ محمد الحاج حسن نشر عن شفاء والدته، السيدة زينب الدلباني، من مرض السرطان على يد القديس شربل، ظهر الشيخ في تقرير عبر برنامج “بدا جرأة” على قناة الـ”OTV”، تحدث فيه عن تفاصيل المعجزة.

https://www.imlebanon.org/2019/03/22/mhamad-hajj-hassan-otv/

 

طعن كاهن خلال قداس في كندا/مونتريال/والشرطة اعتقلت مشتبهاً به

http://eliasbejjaninews.com/archives/73225/%d8%b7%d8%b9%d9%86-%d9%83%d8%a7%d9%87%d9%86-%d8%ae%d9%84%d8%a7%d9%84-%d9%82%d8%af%d8%a7%d8%b3-%d9%81%d9%8a-%d9%83%d9%86%d8%af%d8%a7-%d9%85%d9%88%d9%86%d8%aa%d8%b1%d9%8a%d8%a7%d9%84-%d9%88%d8%a7%d9%84/

مونتريال: «الشرق الأوسط أونلاين/الجمعة 22 آذار 2019/تعرّض كاهن للطعن، اليوم (الجمعة)، أثناء القداس في كنيسة سان جوزيف في مونتريال بكندا، حسبما ذكرت الشرطة، مؤكدةً القبض على الجاني. وأفادت كارولين شيفرفيس، المتحدثة باسم الشرطة في مونتريال، بأن «الشرطة اعتقلت المشتبه به، وتم نقله إلى مركز الاحتجاز، حيث سيلتقيه المحققون في الصباح». وأُصيب الكاهن بجروح طفيفة في الجزء العلوي من جسده، ونُقِل إلى المستشفى، لكنّ «حياته ليست في خطر»، حسب قولها.

 

 معوّض وسرّ العشاء مع بومبيو

ليبانون ديبايت/الجمعة 22 آذار 2019/دعا رئيس حركة الاستقلال النائب ميشال معوّض حشداً من السياسيين للمشاركة في مأدبة عشاء يقيمها على شرف وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو الذي يزور بيروت اليوم، علماً ان هذه المأدبة ليست الاولى التي يقيمها معوض على شرف المبعوثين الاميركيين، حتى اضحى منزله محطة غداء الزامية ودائمة لهؤلاء الزوار. وعلم أن معوض يستفيد من نجاحه بتأمين هذه الدعوات، من علاقة تجمع بين زوجة بومبيو والسيدة نايلة معوّض والدة النائب الذي يتمتع بعضوية مستقلة في "تكتل لبنان القوي". ويستثمر النائب معوّض هذه المناسبة التي كان يفترض أن تكون اجتماعية لتحويلها إلى دعوة جامعة للعديد من الأقطاب لتسويق نفسه بأنه شخصية سياسية وازنة.وكان معوّض قد دعا سابقاً الديبلوماسي الأميركي ديفيد هيل الذي لبى الدعوة على أساس عشاء عائلي محدود ليفاجأ أيضاً بحشد من السياسيين يشاركون في المأدبة.

 

بالغتين العربية والإنكليزية/نص رسالة التجمع من أجل السيادة لوزير خارجية الولايات المتحدة الأميركية السيد مايكل بومبيو

Open Letter From The "Rally For Sovereignty" To The Honorable US Secretary of State, Mr. Michael Pompeo

22 آذار/19

http://eliasbejjaninews.com/archives/73228/%D8%A8%D8%A7%D9%84%D9%84%D8%BA%D8%AA%D9%8A%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A8%D9%8A%D8%A9-%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%A5%D9%86%D9%83%D9%84%D9%8A%D8%B2%D9%8A%D8%A9-%D9%86%D8%B5-%D8%B1%D8%B3%D8%A7%D9%84/

حضرة وزير خارجية الولايات المتحدة الأميركية

السيد مايكل بومبيو المحترم

لمناسبة زيارتكم الى لبنان، يتمنّى "التجمع من أجل السيادة" أن تسمح لقاءاتكم واجتماعاتكم بتكوين صورة متكاملة عن حقيقة الأوضاع التي يعيشها لبنان، بما يمكنّكم من المساهمة في إيجاد الحلول المطلوبة، ومساعدة الشعب اللبناني على تحقيق أهدافه وتطلعاته في بناء دولة سيدة، حرة، مستقلة، وديموقراطية، على قواعد حقوق الإنسان والانفتاح والحوار والسلام بين الشعوب والأديان بعيداً من التطرف والعنف والإرهاب.

السيد الوزير،

لا يخفى عليكم ما تعانيه الجمهورية اللبنانية من ظروف عسكرية وأمنية وسياسية واقتصادية واجتماعية، نعرضها عليكم كالآتي:

1-تُمسك إيران، بواسطة سلاح "حزب الله"، بالمؤسسات الدستورية اللبنانية، وتتحكّم بقراراتها السيادية، خلافاً للدستور والقوانين الدولية ولإرادة قسم كبير من الشعب اللبناني.

2-إنعكس تواطوء قسم من السياسيين اللبنانيين، وعجز قسم ثان، والترهيب الذي تَعرّض له قسم ثالث ولا يزال، على انتظام الحياة السياسية والاقتصادية في لبنان، فغابت الديموقراطية عن عمل المؤسسات الدستورية، واشتدّ قمع الحريات العامة، واستهداف قادة الرأي والناشطين السياسيين والإعلاميين بالملاحقات الأمنية والقضائية، وارتفعت حدة الأزمات الحياتية والاجتماعية، وباتت الأوضاع المالية للخزينة اللبنانية على شفير الانهيار.

3-إن تمادي إيران في التحكم بالحياة السياسية والإقتصادية والإدارية في لبنان، من خلال سلاح حزب الله، تحوّل الى احتلال حقيقي يعمد الى تزوير مُمَنْهج للهوية الثقافية والحضارية والتاريخية والديموغرافية للبنان وشعبه، ويهدّد لبنان بعزلة عربية ودولية من خلال سلخه عن محيطه العربي المعتدل الساعي الى الحوار والسلام بين الأديان والشعوب والثقافات والحضارات، وإلحاقه بالمشروع الإيراني الساعي الى زعزعة الإستقرار الإقليمي والدولي عن طريق العنف والحروب وسباق التسلح وزرع الفوضى والدمار والأزمات المتنقلة. 

في ضوء هذا الواقع، يبدو الشعب اللبناني في حاجة ملحّة الى مساعدة المجتمع الدولي، لاستعادة دولته ومؤسساته وحريته وازدهاره واستقراره، وهو ما لا يمكن الوصول إليه إلا من خلال تحقيق ثلاثية مترابطة الحلقات تبدأ بالسيادة الناجزة للدولة، وتمُرُّ بالديموقراطية الصحيحة والحَوْكمة الرَّشيدة، وتُتوَّج بالتَّنمية المُستدامة.

أما خريطة الطريق المؤدية الى تحقيق الأهداف المذكورة، فيراها "التجمع من أجل السيادة" من خلال التسلسل الآتي:

1-استعادة سيادة الدولة اللبنانية كاملة على كل أراضيها وقراراتها من خلال تطبيق كامل وحرفي لقرارات مجلس الأمن الدولي ولا سيما القرارات 1559 و1680 و 1701 بعد وضعها تحت الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة، بما يسمح بترسيم كامل للحدود البرية والبحرية وضبطها ومنع استعمالها لأي نوع من أنواع التهريب والعدوان على الإستقرار والسلم في لبنان والمنطقة.

2-إحياء الحياة السياسية في لبنان من خلال تطبيق كامل وصحيح للدستور اللبناني، وانتخابات حرة ونزيهة بحسب المعايير الديموقراطية الدولية، متحررة من ضغوطات السلاح، تنتج سلطة تشريعية تنبثق منها سلطة تنفيذية رئاسية وحكومية تضع لبنان على طريق الحرية والإصلاح والإزدهار، وتعيده الى موقعه الطبيعي في قلب الشرعيتين العربية والدولية بعيدا عن محور إيران ومجموعة الدول والأنظمة المارقة.

3-إطلاق مشروع متكامل للنهوض الإقتصادي والاجتماعي والتنمية المستدامة بالتزامن مع تدابير علمية لإصلاح إداري وقضائي حقيقي، بما يضمن الإستقرار السياسي والأمني والإقتصادي والاجتماعي للشعب اللبناني.

السيد الوزير،

إن "التجمع من أجل السيادة" الذي يتألف من قادة رأي وناشطين سياسيين وإعلاميين وخبراء اقتصاديين وأكاديميين ينتمون الى كل الطوائف والمناطق اللبنانية ويعملون لبناء ثقافة الحوار بين الأديان والحضارات كطريق الى السلام الدائم، هو جزء من الشعب اللبناني الرافض للخضوع للمشروع الإيراني في المنطقة، وهو يدرك بأن المسؤولية الأولى والأساسية في تحرير أرضه ومؤسساته واستعادة قراره الوطني تقع على عاتق اللبنانيين أنفسهم. وهو إذ يتوجه إليكم، فليس من باب رمي هذه الكرة في ملعب المجتمع الدولي، وإنما من باب التأكيد على أن في لبنان شعباً يرفض اليوم الإحتلال الإيراني ويقاوم منظوماته المسلحة وغير المسلحة، كما سبق له أن قاوم كل أنواع الاحتلالات وجنسياتها من قبل، ويتطلع إلى وقوف العالم الحرّ الى جانبه في هذه المعركة التي يقاوم فيها أعتى الأنظمة التخريبية والقمعية في العالم، والتي يسعى من خلالها للتمسك بالحوار والانفتاح والسلام في مواجهة التطرف والإرهاب والحروب المتنقلة، فلا تكون سيادة لبنان وحقوق شعبه في الحرية والديموقراطية والعيش الكريم موضوع مساومات في أي تسوية إقليمية ودولية يتمّ العمل عليها في الحاضر والمستقبل.

بيروت في 21 آذار 2019

*نوفل ضو/منسق التجمع من أجل السيادة

 

الياس الزغبي الزغبي: لبنان ليس في موقع الند للمجتمع الدولي ولا تستطيع إيران تأمين مظلة حماية له

الجمعة 22 آذار 2019

وطنية - رأى عضو قيادة "قوى 14 آذار" الياس الزغبي أن "المرحلة الرمادية في سياسة لبنان الخارجية شارفت على الانتهاء، ولم تعد صالحة لإقناع المجتمع الدولي بخدعة النأي بالنفس فوق حقيقة الانزلاق إلى محور إيران".

وقال في تصريح :" إن مرحلة الحل في سوريا وإصلاح التوازنات في المنطقة تختلف عن مرحلة الحرب وتغلغل النفوذ الإيراني، وهناك ترتيبات جديدة، على خلفية التقاطع الأميركي الروسي، ستؤدي إلى وقف هذا النفوذ تمهيدا لتصفيته، وعلى لبنان الخروج من جموده وتكييف سياسته مع هذا التحول".

أضاف :" ليس من الحكمة اليوم إشهار بطولة كلامية وهمية في وجه وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، لأن لبنان ليس في موقع الند للمجتمع الدولي ولا تستطيع إيران تأمين مظلة حماية له، في حين أنها هي نفسها تبحث عن مظلة".

 

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الخميس 22/03/2019

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون لبنان"

نقيض النقيض. عنوان محادثات وزير الخارجية الاميركي في بيروت.

فهو حاول الفصل بين لبنان واللبنانيين وبين حزب الله وإيران حاملا على الحزب مستذكرا تفجير المارينز في الثمانينات ومستحضرا مالية الحزب ايضا قائلا إن إيران تدفع له سنويا سبعمئة مليون دولار مروجا الى محاولة تقويض دعائم الدولة اللبنانية.

أما المراجع اللبنانية فشددت في المحادثات مع بومبيو على أربع نقاط:

- العلاقات الجيدة بين الشعبين اللبناني والاميركي.

- شكر الإدارة الاميركية على مساعداتها البالغة ثمانمئة مليون دولار سنويا.

- إستعجال عودة النازحين السوريين الى بلدهم.

- تأكيد لبنانية حزب الله والتشديد على أنه ممثل في الحكومة والمجلس النيابي.

الى هذا لقاء لبومبيو مع سياسيين لبنانيين حول مأدبة عشاء في منزل النائب ميشال معوض على أن يبيت ليلته في السفارة الاميركي ليستأنف غدا لقاءاته مع شخصيات روحية وسياسية وعسكرية.

تجدر الإشارة الى مرافقة الدايفيدين سترفيلد وهيل لبومبيو في محادثاته اللبنانية وكل منهما كان سفيرا في لبنان.

ترافقت محادثات بومبيو اللبنانية مع حدث إقليمي كبير إذ أعلن الرئيس الاميركي موافقته على ضم إسرائيل للجولان المحتل وشكره نتنياهو على ذلك.

والآن مع تفاصيل تحرك مايك بومبيو ومواقفه في بيروت.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون ان بي ان"

المكتوب يقرأ من عنوانه وما بدأه دونالد ترامب بالأمس من الجولان السوري المحتل أكمله وزير خارجيته مايك بومبيو من بيروت اليوم.

هو سياق واحد وخارطة طريق واحدة في سياق صفقة واحدة.

بومبيو أخرج كل ما يختزنه القاموس الأميركي بخط أيد إسرائيلية من مصطلحات تحريض وإتهامات ضد إيران وحزب الله ولكن جملة واحدة ظهرت ما في قلب العقل الأميركي من خلال فلتات لسان رأس الدبلوماسية: دعم إيران لحزب الله يقوض فرص السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين. هنا بيت القصيد.

في بعبدا شدد رئيس الجمهورية ميشال عون أمام ضيفه على الحفاظ على الوحدة الوطنية والسلم الأهلي كأولوية لبنانية لافتا إلى أن حزب الله ينبثق عن قاعدة شعبية لطائفة لبنانية رئيسية.

وفي عين التينة رسم رئيس مجلس النواب نبيه بري حدود البحث خلال اللقاء مع وزير الخارجية الأميركي.

اللقاء الذي إستمر ساعة إنطلق من نقطة أهمية الحفاظ على الأستقرار في لبنان قبل أن يغوص في ضرورة معالجة الحدود البحرية والتي تشمل المنطقة الإقتصادية الخالصة للبنان.

وفيما أعرب بومبيو عن رغبة بلاده في المساعدة مع جهود الأمم المتحدة لمعالجة هذا الموضوع كان الرئيس بري يشدد على أن الحل يبدأ من الحدود البحرية.

إلى منصة العقوبات الأميركية على حزب الله وتداعياتها السلبية على لبنان واللبنانيين، إنتقل البحث فإستخرج رئيس المجلس أمام المسؤول الأميركي كل القوانين الخام التي أقرها البرلمان اللبناني وهي تطابق القوانين الدولية وتؤمن الشفافية في التداول المالي على الصعد كافة.

و"بلا طول سيرة" وبلغة رجل الدولة المقاوم بسلاح الدبلوماسية البرلمانية، شدد الرئيس بري أمام بومبيو أن حزب الله هو حزب لبناني موجود في البرلمان والحكومة ومقاومته واللبنانيين ناجمة عن الإحتلال الاسرائيلي المستمر للأراضي اللبنانية.

مستبقا زيارة بومبيو الى بيروت كان سمسار صفقة القرن يمد يده على كيس العرب ليعطي منه أرضا عربية ضمن موقف أميركي يستوطن التبني الكامل لمشاريع إسرائيل ويتجاهل الحقوق العربية.

أهل الأرض وترابها ردوا على "الكرم الزايد" والموقف المزايد لدونالد ترامب حيث وصفت دمشق تصريحاته باللا مسؤولة والتي لن تغير أبدا من حقيقة أن الجولان بالأمس واليوم وغدا هو عربي سوري . هكذا كان وهكذا سيبقى مع الإصرار على تحريره بكل الوسائل المتاحة شاء من شاء وأبى من ابى . طال الزمان أم قصر.

الموقف الأميركي لقي مروحة واسعة من الرفض الأممي والدولي والعربي والأوروبي والروسي وحتى التركي . وموقف روسي لم يتغير يعتبر ان الجولان أرض سورية تحتلها اسرائيل وقابله موقف مصري ثابت في الاطار نفسه.

قبل ان يصل بومبيو الى عين التينة كانت حركة أمل تعاجل الموقف الأميركي من مسألة الجولان ببيان رأت فيه انه يضع المنطقة أمام تحدي إنهيارات سياسية وأمنية خطيرة ويشرع الوضع الغير مستقر في الإساس إلى حافة المجهول لافتة في بيان لمكتبها السياسي إلى أنها تؤمن أن الجولان كما فلسطين ومزارع شبعا وتلال كفرشوبا كل ما عليها ينضح بهويتها العربية ولم يغير من هذا الواقع أي موقف لأي كان.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون او تي في"

بعيدا من الانطباع الشعبي العام الذي عبر عن نفسه على مواقع التواصل، ولو أنه تراوح بين الصحيح والخاطئ والمبالغ فيه، الأكيد أن اللهجة الحادة التي استخدمها وزير الخارجية الأميركية مايك بومبيو في التعبير عن مواقف بلاده من على أرض لبنان، لم ولن تفعل فعلها في زعزعة الوحدة الوطنية اللبنانية والاستقرار الداخلي، خصوصا أن ما صدر عن رأس الديبلوماسية الأميركية الوافد إلى لبنان من فلسطين المحتلة، يعني واشنطن وحدها، ولا يلزم بيروت، التي تطبق السياسة الخارجية التي تحقق مصلحتها الوطنية وتناسب شعبها، فقط لا غير.

وفي موازاة موجة التحليلات والتأويلات والتفسيرات المتضاربة المعتادة، لعل الأجدى يبقى في التركيز على ما ينفع اللبنانيين، والاستحقاقات الداهمة في هذا المجال أكثر من أن تعد أو تحصى، لكن البارز منها في الوقت الراهن ما يلي:

أولا: ضرورة الانتهاء سريعا من درس خطة الكهرباء تمهيدا لإقرارها في مجلس الوزراء والبدء بتنفيذها، ولعل في الاجتماع الذي عقد السادسة مساء اليوم في السراي الحكومي للجنة الوزارية، دليلا ملموسا الى استجابة رئيس الحكومة والوزراء لرغبة رئيس الجمهورية في انجاز الموضوع في أسبوع واحد.

ثانيا: اعطاء الملف البيئي اولوية استثنائية، على مختلف المستويات. وفي هذا الاطار، لفت اليوم المؤتمر الصحافي الذي عقده وزير البيئة فادي جريصاتي، والذي دفع مضمونه حتى رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع إلى التغريد قائلا: "برافو"، قبل ان يرد عليه الأخير بالقول: "البيئة دايما بتجمعنا".

ثالثا: تثبيت لبنان النموذج، أكثر فأكثر يوما بعد يوم، ولعل في قداس التوبة والمغفرة الذي يقام برعاية الرئيس العماد ميشال عون ومباركة البطريرك مار بشاره بطرس الراعي الرابعة من بعد ظهر غد السبت في كنيسة سيدة التلة في دير القمر، بمشاركة رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط مؤشرا واضحا إلى صدق النوايا، ووضوح الأهداف.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون المنار"

دخل لبنان وكتفه بكتف الاسرائيلي كما قال، وانهى زيارته الرسمية بلسان وزارة الحرب الاسرائيلية..

انه وزير الخارجية الاميركية مايك بومبيو الحاضر الى بيروت على اشرعة الفتنة، بعد ان تكسرت مراكبهم بسواعد سمر اذلتهم وساهمت باحباط مشاريعهم في لبنان والمنطقة.

اتى بومبيو بعد أن هزم حزب الله صنيعه التكفيري وقبله ربيبه الاسرائيلي، المكبل اليوم برسالة الردع التي فرضتها مقاومة حزب الله عليه..

فحزب الله هذا حمى لبنان كل لبنان، وزرع الامل في نفوس اهله، لم يقف امام طموح اللبنانيين، بل سقى بدماء شبابه بذرة الطموح نحو وطن حقيقي .

حزب الله هذا حرر الارض اللبنانية من شريككم الاسرائيلي الذي دمر وطننا بسنوات احتلال وحروب واعتداءات لا تزال، وقتل مئات الآلاف من الشهداء اللبنانيين ودمر بنانا التحتية.

حزب الله هذا المساهم الاكبر بهزيمة داعشكم الذي جئتم به الى سوريا والعراق وأمنتم له المقاتلين والسلاح واغرقتموه باموال البترو دولار، وفرضتموه سيفا مصلتا على اللبنانيين والسوريين والعراقيين، حتى اجتثه حزب الله من الاراضي اللبنانية الى جانب الجيش اللبناني، ووقف كتفا الى كتف لقتاله الى جانب السوريين والعراقيين.

هذا حزب الله، اما كذبكم فلا يحتاج الى دليل، فاسألوا زميلكم كولن باول عن اسلحة الدمار الشامل المخترعة لتدمير العراق، واسألوا عن المسرحيات الكيماوية للاعتداء على الاراضي السورية.

اما تجارة المخدرات فالجميع يعرف رعايتها الاميركية من افغانستان الى كولومبيا وما بينهما لضرب الشعوب واخضاعها وافسادها، اما حزب الله فعند موانعه الشرعية والاخلاقية والانسانية التي لا تعرفها السياسة الاميركية.

تلا رأس الدبلوماسية الاميركية رسالة حربية مهددا اللبنانيين كل اللبنانيين، فيما اسمعه لبنان الرسمي رسالة واحدة: وحدتنا اولوية، وحزب الله مقاومة وطنية لا ارهابية، ونريد الحفاظ على ارضنا وحقوقنا النفطية.

قالها رئيسا الجمهورية والمجلس النيابي، واضاف اليهما وزير الخارجية: متمسكون بمقاومتنا حتى تحرير كامل حقوقنا.

فليعلم بومبيو وترامب ان مشاركتهما في العملية الانتخابية لنتنياهو لا يمكن ترجمتها الآن، لا باهدائه الجولان ولا بالتهويل على لبنان. وليعلموا انهم لم يعودوا قدرا، فليسألوا عمر ابو ليلى واطفال مسيرات العودة، وليعودوا بنظرة الى وحول اليمن ومستنقعات العراق وسوريا التي اغرقت مشاريعهم .

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون المستقبل"

اصداء اعلان الرئيس الاميركي دونالد ترامب عزمه الاعتراف بسيادة اسرائيل على الجولان ظلت تترد اليوم في موجة من ردود الفعل والتعليقات العربية والدولية ليتبعها اليوم كلام عالي السقف والنبرة لرئيس الديبلومسية الاميركية مايك بومبيو من بيروت متناولا حزب الله وايران. وفيما ينتظر ان يشكل كلام بومبيو مادة للنقاش بفعل ما تضمنه من افكار و توصيفات فان رؤيته دفعت الى اكثر من سؤال.

فبومبيو رأى ان شعب لبنان يواجه خياران، إما المضي قدما و إما ان يسمح لطموحات ايران وحزب الله بأن تهيمن على لبنان، معتبرا ان حزب الله يقف عائقا أمام آمال الشعب اللبناني.

وقال بومبيو أن شركات إيران الإجرامية ومحاولاتها تبييض الأموال تضع لبنان تحت مجهر القانون الدولي. كلام بومبيو من على منبر وزارة الخارجية سبقه الوزير جبران باسيل بالحديث عن قضية النازحين وتأكيده أن حزب الله جزء من النسيج اللبناني وهو ليس إرهابيا ونوابه منتخبون من قبل الشعب.

بومبيو الذي امضى يوما لبنانيا طويلا ينتظر ان يستكمل لقاءاته غدا مع عدد من المسؤولين فيما سمع من الرؤساء الثلاثة ميشال عون ونبيه بري وسعد الحريري كلاما تناول مسالة عودة النازحين السوريين وترسيم الحدود وحزب الله ومؤتمر سيدر.

فمن بعبدا أكدت مصادر القصر الجمهوري ان بومبيو سمع مطالبة من الرئيس عون بمساعدة بلاده للبنان على اعادة النازحين السوريين الى المناطق الآمنة. واكد الرئيس عون ان الحفاظ على الوحدة الوطنية والسلم الاهلي هو من الاولويات التي يحرص اللبنانيون على العمل بها.

اما في السراي الكبير فأكدت مصادر مطلعة على اجواء اللقاء بين بومبيو ورئيس مجلس الوزراء سعد الحريري،انه جرى عرض تفصيلي لأوضاع المنطقة، مشيرة الى ان هناك وضوحا شديدا من قبل الولايات المتحدة الاميركية لمتابعة خطوات الضغط على ايران والمنظمات التي تصنفها بأنها تابعة لها في المنطقة بما فيها حزب الله.

وأكدت المصادر نفسها حرص الولايات المتحدة وتمسكها بمتابعة دعمها للبنان وللدولة اللبنانية ومؤسساتها واقتصادها فيما اكد الجانب اللبناني التزامه قرار الحكومة اللبنانية بالبيان الوزاري وبسياسة النأي بالنفس عن صراعات المنطقة.

وكشفت المصادر المطلعة نفسها ان البحث تناول بشكل تفصيلي مؤتمر سيدر والاصلاحات والمشاريع المرتبطة به.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون ال بي سي"

لم يترك وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو مجالا للتحليل أو الإجتهاد في ما قاله، بل ذهب مباشرة إلى الهدف ليقطع الطريق على أي استنتاج ليس في محله.

قال: شعب لبنان يواجه خيار إما ان يمضي قدما او السماح لإيران وحزب الله ان يسيطرا، ويدفع لبنان ثمنا باهظا.

بومبيو عاد بالذاكرة أربعة وثلاثين عاما إلى الوراء، وصولا إلى اليوم، فلم يتوان عن القول: "حزب الله قدم نعوشا للشباب اللبناني، ونحن مستمرون بدعم المؤسسات الشرعية في لبنان، وسنستمر بالضغط على ايران حتى تتوقف عن اعمالها الخبيثة الى ان نصل الى توقف حزب الله عما يفعل".

أضاف: "الاتجار بالمخدرات وتبييض الأموال يضعان حزب الله تحت مجهر المجتمع الدولي".

كلام صارم وكبير واجهه لبنان، في بعبدا وعين التينة وقصر بسترس، باستثناء السراي، بجملة متشابهة هي: "حزب الله هو حزب لبناني منبثق من قاعدة شعبية وموجود في البرلمان".

لا الموقف الأميركي جديد، ولا الرد اللبناني مفاجئ، لكن الجديد في الموقف الأميركي هو النبرة العالية والتعابير المستخدمة والتي تميزت بحدة تقترب من التحذير ومن تخيير الشعب اللبناني بين أن "يمضي قدما" وبين أن يدفع لبنان ثمنا باهظا إذا سمح لإيران وحزب الله ان يسيطرا.

ما هو موقف حزب الله من كلام بومبيو؟ حتى ساعة إعداد هذه النشرة، لم يكن قد صدر عن الحزب اي موقف او تعليق.

في المقابل، فإن زلزال بومبيو متواصل، هذا المساء وغدا أيضا، فهل دخل لبنان في مرحلة المواقف العالية السقف؟ وكيف سيواجه هذه "الحدة" الأميركية غير المسبوقة من حيث اللهجة على الأقل؟

لبنان المنهمك بزيارة وزير الخارجية الأميركي، مشغول أيضا بملفات أقل ما يقال فيها إنها داهمة ودقيقة، فهناك ملف الكهرباء الذي اجتمعت لجنته الوزارية هذا المساء، وهناك ملفات الفساد التي تتوالى سواء في النافعة او في العدليات في المقابل، هناك انتظار لما ستحمله زيارة الرئيس ميشال عون لموسكو مطلع الاسبوع المقبل.

وإشارة الى أن الـLBCI دخلت اليوم منطقة الباغوز آخر معقل لداعش.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون ام تي في"

زيارة مارك بامبيو استثنائية متفجرة شكلا وتصريحات الشكل المتفجر اكثر ما يكون قصر بعبدا حيث انتظر الوزير الاميركي دقيقة كاملة وقوفا مع الوفد المرافق قبل ان يطل الرئيس ميشال عون ويسلم سلام سريع وبارد على بامبيو، كما تعمد الرئيس الا يقترب من اعضاء الوفد حتى لا يضطر للسلام عليهم وخصوصا انه يضم الديبلوماسيين دايفيد هيل ودايفيد ساترفيلد وهو لا يرتاح لهما ولا لمواقفهما رأس الديبلوماسية الاميركية اليوم والمسؤول السابق في وكالة الاستخبارات فهم مغزى التصرف الرئاسي وابعاده وحراميه فتقصد هو الاخر الا يسجل اسمه وان لا يضع توقيعه على السجل الذهبي للقصر الجمهوري.

في المقابل كان لوزير الخارجية زيارة غير مسبوقة الى وزارة الداخلية وزيارة حارة الى السراي تضمنت غداء وتميزت بالايجابية كما اكدت المعلومات فهل نحن امام ازدواجية في الموقف اللبناني الرسمي تجاه تالمواقف الاميركية ام امام توزيع الادوار.

لكن ورغم خطورة الشكل فإن تصريح الوزير الاميركي كان اخطر ما قاله بامبيو من الخارجية اللبنانية وفي حضور الوزير باسيل شكلت صدمة بكل معنى الكلمة انه اكثر كلام غير ديبلوماسي يصدر عن الديبلوماسي الاول للدولة الاكثر تأثيرا في العالم.

بامبيو صعد بشكل غير مسبوق ضد حزب الله فاعتبره ارهابيا يعمل على تقويض الدولة اللبنانية ويسرق ثروات الشعب اللبناني فدعا اللبنانيين الى التحلي بالشجاعة لمواجهة انشطة الحزب اذا الاميركيون اوصلوا رسالتهم الى اللبنانيين.

في المقابل اوصل المسؤولون اللبنانيون الرسالة اللبنانية، فماذا بعد الكلام الاميركي المرتفع النبرة والجواب اللبناني عليه.

مصادر مواكبة للزيارة اكدت انه وخلافا لحدة النبرة الاميركية في المؤتمر الصحفي فإن الجو كان هادئا في المحادثات بين وزير الخارجية، فلا املاءات اميركية بل تحديد لنقاط الخلاف والاتفاق وعليه ان التصعيد الاميركي لم تكون له تداعيات سريعة ومباشرة على الواقع اللبناني لان المرحلة في لبنان والمنطقة مرحلة تجميع اوراق لا مرحلة مواجهة.

* مقدمة نشرة اخبار طتلفزيون الجديد"

لوهلة ظننا أنا طبعنا. وان من يتكلم في قصر بسترس هو بنيامين نتنياهو لا رئيس الدبلوماسية الأميركية مايك بومبيو، وعندما قرأ الإملاءات الإسرائيلية بطل العجب فالحليف الأميركي خفض من مستوى تمثيله و تحول على المنبر اللبناني من وزير لخارجية أكبر دولة إلى ناطق باسم محتل.

حط بومبيو على أرض مطار بيروت وعلى مبدأ المعاملة بالمثل لم يكن أحد في استقباله بناء على طلبه بحسب ما أشيع لكن الكوستابرافا قام بالواجب. مصطحبا فيلقا من أمن خاص أخليت له الساحات والطرقات عاقدا ربطة عنق صفراء عبر بومبيو تحت ظلال رايات حزب الله إلى الصنائع، وفي سابقة من نوعها استهل لقاءاته بالداخلية حيث اجتمع الى الوزيرة ريا الحسن على قاعدة ان "الليديز فرست" ومن الصنائع فعين التينة والسرايا مرورا ببعبدا وانتهاء بقصر بسترس أسمع الضيف الأميركي واستمع.

وما بين عين التينة وبعبدا والخارجية كانت المواقف المدافعه عن حزب الله وهذا الحزب من هذا اللبنان. يتمثل في مجلس النواب والحكومة ومنبثق عن قاعدة شعبية لطائفة رئيسة أما في السرايا وبحسب مصادر متابعة للقاءالحريري بومبيو فكان النأي بالنفس سيد الموقف وتصدر البحث مؤتمر سيدر.

وبما يشبه رد الصاع بمفعول رجعي صافح رئيس الجمهورية بومبيو والسفيرة الأميركية واستثنى ديفيد هيل من السلام بعدما استثناه الأخير في جولته التي أجراها أخيرا في لبنان وخلال لقائه المسؤولين كان بومبيو شغالا على تويتر وفي بث مباشر عبر التغريد كان يطمئن نتنياهو الى أن الكتف الأميركية ستظل بجانب الكتف الإسرائيلية. حتى المؤتمر الصحافي المشترك بين وزيري الخارجية اللبناني جبران باسيل ونظيره الأميركي مايك بومبيو كانت عناوين البحث العريضة من حزب الله إلى الحدود البحرية إلى النازحين والمؤتمرات الاقتصادية. لكن في المؤتمر بان المرج بكلمة القادم من الأراضي المحتلة حاملا البلاغ رقم واحد مشترطا استبعاد الصحافيين عن الأسئلة كلمة استغرقت ثماني دقائق ردد خلالها بومبيو كلمة حزب الله واحدة وعشرين مرة وبلغة الآمر المحرض على حرب أهلية ألب بومبيو اللبنانيين على الحزب والمقاومة ووضعهم أمام خيارين فإما المضي قدما وإما السماح لطموحات إيران وحزب الله بالهيمنة على لبنان وسيدفع ثمنا باهظا لتحقيق استقلاله.

وبلغة العارف بالنوايا سطر جبران باسيل موقفا بخط أحمر عريض بأن حزب الله حزب غير إرهابي وتصنيفه إرهابيا لا يعني لبنان وأن الحزب منتخب بتأييد شعبي كبير ومن حق لبنان الدفاع عن نفسه ومقاومة أي احتلال وفق المواثيق الدولية. سمع المبعوث الإسرائيلي درسه فهاجم حزب الله ونصف الشعب اللبناني واتخذ من هذا البلد منصة لمهاجمة إيران وإذا ما أرادت واشنطن تصفية حساباتها مع الجمهورية الإسلامية فإن أقصر الطرق طهران وليس لبنان. لكن بومبيو القادم على متن تغريدة ترامب جاء ليصفي القدس والجولان من بيروت باتهامات ساقها ضد حزب الله بالعبث بأمن المنطقة. قال بومبيو كلاما في المقاومة لا يصرف في بلد نصر تموز. وشهداء تموز وقد يبدو الحدث الأهم اليوم من كل "النباح" والدعوة الاميركية الى الحرب الداخلية هو في موت أوسكار الكلب الوفي لوليد جنبلاط وخاتمة الأحزان.

 

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الجمعة في 22 آذار 2019

النهار

نبّه ديبلوماسي غربي الى أن دول المنطقة ذاهبة الى الفيدرالية اذا تكرس الخلاف على تقاسم النفوذ فيها.

اعتبر رئيس حكومة سابق أن عودة النازحين السوريين الى بلدهم ليست من مسؤولية دولة واحدة بل مجموعة دول معنية.

صدرت إشارات عدة عن مسؤول بارز عكست عودة معطيات غير مشجعة مجدداً في الآونة الأخيرة حول الوضع الاقتصادي والمالي

الجمهورية

حُدّد موعد لتجمّع سياسي ناشئ لرفع مذكرة خطية إلى وزير خارجية دولة كبرى خلال زيارته لبنان.

قال مصدر إقتصادي إن زيارة دبلوماسي غربي ستتطرّق إلى ضرورة إلتزام النظام المالي اللبناني بمندرجات تجفيف مصادر تمويل أحد الأحزاب.

أصرّ أحد الوزراء على تعيين 12 موظفاً جديداً في الوزارة التي أسندت إليه رغم اعتراضات وتحفظات معنيّين لمخالفة هذا التعيين القانون.

اللواء

يُراجع وزراء يتسلمون الوزارة لأول مرّة ملف أسلافهم، لجهة طريقة العمل، ما ظهر منها وما بطن.

تخوّفت جهات نافذة من تبادل "رسائل أمنية" بين أطراف دولية - إقليمية متصارعة في غير ساحة!

تراجع اهتمام حزب بارز بموضوع الفساد، بعدما وضع مرجع كبير يده على الملف من جديد، درءاً لحساسيات معروفة!

البناء

رأت مصادر دبلوماسية أوروبية أن المواقف الأميركية المتالحقة من إعلان القدس عاصمة لـ "إسرائيل" والاقتراب من الاعتراف بضم الجولان لـ "إسرائيل" تعني أن واشنطن قررت الخروجّ من أي سعي للحلول السياسية والتفاوضية لأزمة الشرق الأوسط وأنها تلقي بالتوتر في حضن الدول المحيطة بالمنطقة وفي طليعتها أوروبا، وتوقعت أن يؤدي الإعالن الأميركي حول الجولان إلى تصعيد التوتر بين سورية و"إسرائيل" وربما تتطور الأمور نحو سقوط اتفاق فك الاشتباك، وقالت المصادر إن أوروبا لا تعرف ماذا يمكنها أن تفعل تجاه هذه التطورات غير المتوقعة.

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

ما لا تعرفونه عن مزار أم النور في عين إبل لبنان…هنا قدّست أقدام العذراء تراب جنوب لبنان

 المركز الكاثوليكي للإعلام/22 آذار/19 /لبنان/أليتيا(aleteia.org/ar)

http://eliasbejjaninews.com/archives/73211/%d9%85%d8%a7-%d9%84%d8%a7-%d8%aa%d8%b9%d8%b1%d9%81%d9%88%d9%86%d9%87-%d8%b9%d9%86-%d9%85%d8%b2%d8%a7%d8%b1-%d8%a3%d9%85-%d8%a7%d9%84%d9%86%d9%88%d8%b1-%d9%81%d9%8a-%d8%b9%d9%8a%d9%86-%d8%a5%d8%a8/

عقد راعي أبرشية صور المارونية المطران شكرالله نبيل الحاج،  بلدية ولجنة مزار سيدة أم النور-عين إبل، وجمعية النورج، قبل ظهر اليوم في المركز الكاثوليكي للإعلام،  مؤتمراً صحافياً، بدعوة من اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام، تحدثوا خلاله عن “مزار أم النور – عين إبل، من المرتجى إلى الواقع”، أهميته وأبعاده الروحيّة والدينيّة والتاريخيّة والتنمويّة والوطنيّة.

شارك في المؤتمر إلى المطران شكرالله الحاج،  مدير المركز الكاثوليكي للإعلام الخوري عبده أبو كسم، رئيس بلدية عين إبل الأستاذ عماد للوس، رئيس جمعية النورج الدكتور فؤاد أبو ناضر، و بحضور خادم رعية البلدة الأب حنا سليمان، منسق عام جمعية النورس السيد جان شمعون ومنسق مشاريعها السيد قبلان تابت، أعضاء وأهالي من بلدية عين إبل، وعدد من الإعلاميين والمهتمين.

أبو كسم

بداية رحب الخوري بالحاضرين باسم رئيس اللجنة الاسقفية لوسائل الإعلام المطران بولس مطر وقال:

“نلتقي للمرة الثانية في رحاب هذا المركز لنطلع اللبنانيين على ما أنجزته بلدة عين إبل من المعلمِ الديني المنوي إنجازه، تكريماً لأمنا مريم العذراء، التي قدّست أقدامها تراب الجنوب، فجعلت من هذا التراب منبتاً للمحبة والتآخي على مساحة الوطن.”

تابع “بالأمس القريب، أطلق سيادة راعي الأبرشية المطران شكرالله نبيل الحاج المشروع، مع رئيس بلدية عين إبل السيد عماد اللوس، وأعضاء المجلس البلدي، وأبناء البلدة، وكان لمؤسسة النورج التي يرأسها الدكتور فؤاد أبو ناضر، دور المنشط  والمتابع والمشجع، أيماناً منهم جميعاً، أن الموارنة الأقحاح، مسيحيي الأطراف، هم من يشكلون السياج الشائك على حدود الوطن من جنوبه إلى شماله ومن شرقه إلى غربه.”

أضاف “نعم هذا الوجود المسيحي المنفتح على كل أبناء الوطن هو الذي دفع بهذا المشروع قدماً وقد أنجز منه الجزء الأول بفضل أيادٍ حملت فلس الأرملة من جهة ومحبة المحسنين من جهة أخرى.”

وقال “أما اليوم  فإننا نطلق الصرخة مجدداً إلى كل اللبنانيين المخلصين والمحبين لأرضهم ووطنهم ونقول لهم نتطلع وإياكم إلى إنجاز المرحلة التالية، فعذراء عين إبل هي العين الحارسة لكل الوطن.”

وختم “نرحب بكم في هذا المركز، ونأمل أن يتمّ إنجاز هذا المشروع بهمّة الخيرين.”

الحاج

ثم كانت كلمة المطران شكرالله نبيل الحاج “مزار أم النور في أهميته وأبعاده” فقال:

“نُطل عليكم أيها الأحباء عبر وسائل التواصل ومن المركز الكاثوليكي للإعلام مشكوراً، وسعيٍ من مؤسسة النورج المحبّة، لنحييكم في هذا الصوم المبارك، ونؤكد مجدّداً على امتناننا العميق لكل من ساهم معنا في تشييد “مزار أم النور” في بلدة عين إبل الحدودية، ولنطلعكم على المراحل التي قطعها البناء، ولنذكركم أيضاً ومجدداً، وأنتم  في غمرة همومكم واهتمامكم، بأهمية هذا المزار وبأبعاده الروحيّة والدينيّة والتاريخيّة والتنمويّة والوطنيّة!”

تابع “يكتسب مزار العذراء أم النور أهميتًه، من موقعه الجغرافي أولاً في الجنوب ومن أبعاده التاريخيّة المرتبطة بقدسية الأرض التي سار عليها السيد المسيح إبان حياته الزمنيّة. صحيح أن الإنجيل يتكلم خاصة عن صور وصيدا المدينتين الأشهر على أيام السيد المسيح، ولكن ليصل إلى هاتين المدينتين كان لا بُدّ من اجتياز التجمعات السكنية والدساكر اللبنانية، وعلى الطرق المتاحة في تلك الأيام، والتي تمر حتماً بعين إبل، وغيرها في الجنوب اللبناني والتي هي الأقرب إلى الناصرة حيث عاش السيد في المرحلة الأولى من بشارته. وفي عين إبل تقليد قديم جداً في تكريم العذراء، حتى أن سكان الجليل الأوسط، كانوا يقصدون هذه البلدة ليكرموا مريم في القرون الماضية بمناسبة عيدها في 15 آب.”

أضاف “أما في أيامنا هذه فسيكون للمزار أهمية روحية كبرى لانه سيكون واحة صلاة وعبادة وهدوء. كما نأمل أن يجتمع حول العذراء مريم، في أخّوة وسلام جميع اللبنانيين من مسلمين ومسيحيين، ليتحدوا هنا في قلب واحد، مترفعين عن الشهوة والدنايا مسلّمين حياتهم ونواياهم الصادقة لإله السماء والأرض، ليتمكنوا من  متابعة الحياة سوية في بناء وطن صعب يتطلب منا جميعاً التضحية في سبيله لنكون، على قدر المسؤولية الحضارية الكبرى الملقاءة على عاتقنا وهي أن نتجذر أعمق في أرضنا وأن نحمل مسؤولية العيش معاً والإطلالة على العالم برسالة فريدة من نوعها.”

وقال “رسالة لقاء المسيحيين والمسلمين المتآلفين، المتناغمين المحبّين والعاملين سوية لكرامة الإنسان وعزة الأوطان وقد استمدوا من السيدة العذراء التي كنا السباقين في العالم للإلتقاء حولها في عيد بشارتها في 25 آذار والتشبه بإيمانها الصافي بالله وبطاعنه والعمل بإرادته والدخول في مخططه الخلاصي ومقاصده الإلهية.”

تابع “وللمكان أيضاً بعد تنموي فعلى أرض مقدسة ولكنها منسية وفي عتمة الإهمال الخدماتي سيعود “مزار أم النور” ليسلط الأضواء على ضرورة إنعاش عين إبل والمنطقة والتهيئة لكل البنى والمرافق لاستيعاب الزائرين، ولإيجاد فرص عمل ولمساعدة الأهالي في البقاء على أرضهم والعيش هنا في كرامة، سيما وأن المزار سيكون محطة أساسية على المشروع الديني السياحي “درب المسيح” الذي سيعلن عنه في القريب العاجل.”

أضاف “الكرام الأعزاء، أوّد أن أنهي هذه العجالة بكلمات بولس الرسول التي قرئت علينا البارحة في قداس ثلاثاء الأسبوع الثالث من الصوم: “ونريد أيها الأخوة، أن نخبركم بما فعلته نعمة الله في كنائس مكدونية. فهم مع كثرة المصاعب (…) فرحوا فرحاً عظيماً وتحوّل فقرهم الشديد إلى غنىً، بسخائهم. وأشهد أنهم أعطوا على قدر طاقتهم، بل فوق طاقتهم، ومن تلقاءِ أنفسهم، وألحّوا علينا أن نمّن عليهم بالإشتراك في إعانة الأخوة…” (2 كو 8/1-4).”

وختم  “دعوا أيها الأحباء نعمة الله تغنيكم بعطآتكم في هذا الصوم، ففي العطاء فرح لا يقدر، وفي التضامن تبنى الأوطان ويصبح ملكوت الله، حاضراً فيما بيننا. والسلام.”

اللوس

ثم كانت كلمة السيد عماد اللوس جاء فيها:

“اليوم جئنا نبشركم بأن بناء البرج الذي تكلمنا عنه في المرة السابقة قد اكتمل، ببركة العذراء، وهو جاهز ليستقبل تمثالها مع الطفل يسوع  “نور العالم”، رابضا فوق تلة “أم النور” على ارتفاع أكثر من 75 مترا فوق التلة التي ترتفع 850 مترا عن سطح البحر، وتشرف على مدى واسع يغطي بلاد بشارة وجبل عامل حتى مشارف جزين وجبل الباروك، وهو يؤمن أجمل منظر لجبل الشيخ “حرمون” ويمتد النظر منه غربا إلى البحر وجنوبا إلى تلال الجليل حتى الناصرة.”

وقال “ان التصميم الهندسي الجميل لهذا المزار يرتكز على ثلاثة اعمدة عملاقة ودرج لولبي من 333 درجة ومصعدين كهربائيين يستطيع الزائر بواسطتهما الوصول الى اقدام تمثال العذراء بدون اي عناء، وكنيسة دائرية في اسفل البرج سقفها كروي واجهتها زجاجية ، وقاعة متعددة الاستعمالات تحت مستوى الارض للاحتفالات تتسع لاكثر من 500 شخص.”

أردف “ابتدأ العمل الان بالملحقات وهي عبارة عن ثلاثة ابنية الاولى اماكن لسكن الاكليريكيين وقاعة للاجتماعات ومكاتب. المبنى الثاني يحتوي على كافيتيريا ومراحيض للزائرين ومبنى ثالث بحتوي على قاعة لبيع التذكارات. وبالطبع سوف تستغل المساحات الباقية للحدائق واحواض الزهور.”

تابع “هذا الصرح الذي يعطي للبنانيين مجال التبرك بالأرض المقدسة حيث نشأ السيد المسيح وسار بزياراته المتكررة إلى أرض كنعان بصحبة أمه العذراء وتلاميذه، وقد استقبلت هذه الأرض البشارة الأولى فسميت بلاد البشارة. واليوم نحن نكرّس هذا التقليد وندعو اللبنانيين إلى البدء بتنظيم زيارات حج لهذه المنطقة المهمة، خاصة، وقد دعا قداسة البابا فرنسيس لأن يكون لبنان بلد حج مقدس وبدون شك ستكون هذه المنطقة جزءاً أساسيا من الحج والتبرك منها التي سار عليها السيد المسيح وأمه ورسله، لا بل تتبّع خطاه على نفس الدروب باتجاه قانا وصور.”

أضاف “في معرض التحضيرات لمئوية إعلان دولة لبنان الكبير كلنا امل بان نستطيع انهاء الاعمال في هذا المشروع قبل صيف 2020  وتكون السيدة العذراء شاهدا على تمسك المسيحيين في هذه المنطقة بأرضهم وتعلقهم  بوطنهم  لبنان، فالقرى والبلدات والسكان المسيحيين في هذه المنطقة  كانوا وما زالوا من اشد المتعلقين بمسيحيتهم ولبنانيتهم وارضهم.”

وختم اللوس بالقول “نتوجه من هذا المركز الى اللبنانيين عموما والمسيحيين خصوصا بطلب الدعم والمساعدة لاتمام هذا المشروع، طالبن من الله ان يعوض عليكم اضعاف ما قدمتم. ونحن نشكر كل الذين ساهموا حتى اليوم لاكمال أعمال الباطون وبناء البرج وإذ لا نزال بحاجة لهمتكم لانهاء كافة الأعمال المتبقية نعلن لكم من هنا أن مناره الاشعاع “أم النور”  قد أصبحت معلما يمكنكم زيارته والتبرك به حتى ولو لم تكتمل كافة مراحله بعد.”

أبو ناضر

واختتمت الندوة بكلمة د. فؤاد أبو ناضر فقال:

تماشياً مع رسالة مؤسسة النورج في تثبيت الوجود والدور المسيحي في قراهم وتفاعلهم مع محيطهم والعمل بكل الوسائل لتأمين العيش لهم بأمان وحريّة وكرامة ومساواة. تساهم مؤسستنتا بالتعاون مع بلدية عين ابل ولجنة مزار سيدة أم النور في العمل على انجاح هذا المشروع من خلال التنسيق فيما بين مجموعات العمل التقنيّة والاعلانيّة والماليّة.” تابع “تعتبر المؤسسة أن لهذا المشروع أهميّة استراتيجيةوذلك للاسباب التالية: أولا تحفز مواطني المنطقة على التمسك بأراضيهم، وعلى استثمار أملاكهم؛ ثانياً يخلق هذا المشروع حوالي  خمسين فرصة عمل مباشرة وعشرات فرص العمل غير المباشرة في عين أبل ورميش ودبل والقوزح؛ ثالثاً المساهمة في خلق سياحة دينيّة مما سيجلب  آلاف الزائرين من المسيحيين والمسلمين على غرار ما نراه في سيدة حريصا، مار شربل، سيدة مغدوشة، سيدة بشوات… التي أصبحت كلها مراكز تلاقي لمختلف الطوائف اللبنانية؛ رابعاً وهذا المشروع سيخلق مناخا ايجابيا بين مختلف أبناء القرى المجاورة ويحفّزهم على التعايش الايجابي وللتعاون الاستثماري. وختم بالقول “مؤسسة النورج تعمل ايضاً على إعادة بناء ضيعة أسمها “خربة الجرد” في عكار برعاية راعي أبرشية طرابلس وعكار المطران جورج أبو جوده.”

 

بومبيو يحذر المسؤولين اللبنانيين من الدور الإرهابي لحزب الله

العرب/23 آذار/19/وزير الخارجية الأميركي يطالب لبنان بتحمل مسؤولياته حيال حزب الله والعقوبات على إيران.

بيروت - وصفت مصادر سياسية لبنانية زيارة وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو للبنان بأنّها زيارة مليئة بالرموز التي أراد بومبيو من خلالها تأكيد عمق الخلاف بين رئيس الجمهورية ميشال عون وصهره وزير الخارجية جبران باسيل من جهة والإدارة الأميركية من جهة أخرى. وقالت هذه المصادر إن بومبيو اكتفى بتوجيه سلسلة من التحذيرات إلى المسؤولين اللبنانيين وذلك عبر تأكيده أن حزب الله ليس سوى “مجموعة إرهابية” تشارك في الحكومة اللبنانية خلال لقاءات مع الرئيس اللبناني ورئيس الحكومة سعد الحريري ورئيس مجلس النواب نبيه بري. ورأت أن الجانب الأميركي أراد تذكير لبنان بأنّ عليه تحمّل مسؤولياته، بدل الهرب منها، في ما يخص الدور الذي يلعبه حزب الله، بصفة كونه تابعا لإيران، على صعيد تدمير الاقتصاد اللبناني وزعزعة الاستقرار في المنطقة. واعتبرت هذه المصادر أن السؤال الأول الذي سيواجه لبنان في مرحلة ما بعد زيارة بومبيو هو كيف سيتعامل مع التحذيرات الأميركية التي يمكن أن تكون لها انعكاساتها على الاقتصاد الوطني؟ ولفتت المصادر السياسية اللبنانية إلى أن وزير الخارجية الأميركي اكتفى في مؤتمر صحافي عقده مع وزير الخارجية اللبناني بالرد على باسيل الذي اعتبر حزب الله حزبا “لبنانيا”.

وشدّد في هذا المجال على أن الحزب ليس سوى مجموعة إرهابية تعمل لمصلحة إيران في لبنان وسوريا والعراق واليمن.

ورأى سياسي لبناني أن بومبيو سعى إلى إعطاء باسيل درسا عمليا لعلّ ذلك يساعده في فهم حقيقة ما هو حزب الله. وكان لافتا في هذا المجال تذكير الوزير الأميركي لباسيل بتفجير حزب الله لمقر المارينز الأميركيين قرب مطار بيروت في العام 1983 وبدور النظام السوري في اغتيال الرئيس رفيق الحريري في العام 2005. ولاحظت المصادر نفسها أنّ الرمز الذي أراد بومبيو من خلاله إعطاء عنوان لزيارته هو استقبال وزيرة الداخلية ريا الحسن له في المطار ثم عقده جولة محادثات معها بما يشير إلى أنّ الأمن في لبنان أهمّ بكثير من السياسة.

وأشارت إلى أن رمزا آخر للزيارة تمثل في امتناع وزير الخارجية الأميركي عن تسجيل كلمة في سجل الشرف في رئاسة الجمهورية اللبنانية. وفسّرت ذلك بأن بومبيو لا يعوّل على المحادثات التي أجراها مع ميشال عون بل يعتبر زيارته لمقر رئاسة الجمهورية في قصر بعبدا مجرّد زيارة ذات طابع بروتوكولي لا أهمّية سياسية لها في ضوء الانحياز الكامل لميشال عون لحزب الله.

استقبال ريا الحسن لبومبيو: الأمن أهم من السياسةاستقبال ريا الحسن لبومبيو: الأمن أهم من السياسة

وأكد بومبيو الموقف الأميركي المتشدد ضد حزب الله في قلب بيروت التي سبق لطهران أن اعتبرتها عاصمة محتلة من قبل نظام الولي الفقيه في إيران. وأضافت أن الوزير الأميركي شنّ من على منبر وزارة الخارجية اللبنانية هجوما عنيفا على حزب الله وإيران بما يؤسس لتصعيد متوقع في الإجراءات الأميركية ضد الحزب والمتعاملين معه. وذكرت مصادر سياسية لبنانية أن بومبيو لم يناقش كثيرا الشخصيات السياسية التي التقاها، لاسيما عون وبري وباسيل، حول مواقفها المعروفة من حزب الله، وأن الرجل على دراية بسطوة الحزب على خيارات هؤلاء وبالمصالح التي تدفعهم إلى المسارعة إلى الدفاع عن الحزب حيال الاتهامات ضده بممارسة الإرهاب. وهو لم يتوقع أن يلاقي أي تغيير في ما تعرفه واشنطن عنهم.

ولاحظ مراقبون أن الرئيسين عون وبري سارعا فور انتهاء لقائهما ببومبيو إلى إصدار بيانات تؤكد موقفهما في اعتبار حزب الله حزبا لبنانيا منتخبا ممثلا داخل الحكومة والبرلمان، وهو أمر ردده باسيل في المؤتمر الصحافي المشترك، ما دلّ على توق لتبرئة النفس أمام حزب الله من أي تواطؤ محتمل داخل الغرف المغلقة مع الوزير الأميركي. ورأت مصادر دبلوماسية في بيروت أن بومبيو أعلن من خلال لقائه مع الشخصيات المتحالفة مع حزب الله داخل النظام السياسي وقبل لقائه مع شخصيات يفترض أنها مناوئة للحزب، عن موقف حديدي ضد حزب الله يؤشر إلى اعتماد واشنطن سياسة الانخراط الكامل في الشأن اللبناني وليس الانكفاء، وأن تلك المقاربة تتّسق مع توجهات أميركية استراتيجية لجعل لبنان في أولوية المصالح الأميركية في المنطقة، لاسيما تلك المتعلقة بمستقبل سوريا ومكافحة النفوذ الإيراني وضبط توسع النفوذ الروسي في المنطقة.

ونقل عن خبراء في الشؤون الأميركية أن واشنطن التي تستثمر حوالي مليار دولار في لبنان لبناء إحدى أكبر السفارات الأميركية في المنطقة، والمتمسكة ببرنامج من المساعدات المالية، لاسيما للمؤسسات العسكرية والأمنية، ستمضي قدما وخدمة لمصالحها، في رسم سياسات حيوية تهدف إلى تقوية الدولة اللبنانية ودفع اللبنانيين إلى جعلها خيارا وحيدا لهم بديلا عن أي خيار ميليشياوي يوفره حزب الله حاليا تحت عنوان المقاومة. وقال مراقبون لشؤون حزب الله، إنه بغض النظر عن رتابة المواقف المنتظرة التي صدرت عن عون وبري وباسيل، فإن حزب الله نفسه يدرك خطورة الموقف الأميركي والمتوقع أن ينسحب على دول أخرى منذ إعلان بريطانيا وضع الحزب بجناحيه العسكري والسياسي على لوائح الإرهاب. ودعا هؤلاء إلى مراقبة سلوك الحزب حيال الزيارة واعتماده الصمت والتهدئة متخفيا وراء مواقف حلفائه لاستنتاج حالة القلق التي تنتاب أوساط الحزب وبيئته والمتأثر أيضا بحالة الإرباك الصادرة عن إيران في الأيام الأخيرة.

 

طالوزيان مشاركا في عشاء معوّض!؟

موقع اللبنانية/22 آذار/19/خرق عضو تكتل "الجمهورية القوية" النائب جان طالوزيان مقاطعة حزب "القوات اللبنانية" وشارك في العشاء الذي يقيمه رئيس حركة “الاستقلال” النائب ميشال معوض في دارته على شرف وزير الخارجية الأميركية مايك بومبيو.

 

بومبيو: على اللبنانيين إما العيش بحرية أو الالتحاق بإيران

المدن - لبنان | الجمعة 22/03/2019

ركز وزير الخارجية جبران باسيل على الخطاب الإيجابي تجاه الولايات المتحدة الأميركية، إثر لقائه وزير الخارجية الأميركي، مايك بومبيو، مشيداً بالعلاقات الثنائية التاريخية بين البلدين، وموجها الشكر لأميركا على المساعدات التي تقدّمها للبنان. واعتبر باسيل أن اللقاء مع نظيره الأميركي كان إيجابياً، لا سيما في ملف ترسيم الحدود، على قاعدة عدم تنازل لبنان عن أي من حقوقه الحدودية والنفطية، و"هذا سيكون ترجمة للنصر السياسي".

دعوة الشركات الأميركية

واعتبر باسيل أنه تمت محاولات لبنانية لإقناع الشركات الأميركية، بمناقصات النفط، لكن الشركات الأميركية رفضت المشاركة لاحقاً. ووجه باسيل دعوة إلى الشركات الأميركية للمشاركة في المناقصات المقبلة، ولو اقتضى الأمر الوصول إلى تحالف بين الشركات الأميركية والروسية في هذا الملف. إذ أن لبنان قادر على التواصل مع الجميع والعمل مع الجميع في هذه المجالات. وأكد باسيل تمسك لبنان بالقرار 1701، ورفض الخروقات الإسرائيلية. كما وتمسك بحق لبنان بالدفاع عن نفسه، ورد أي اعتداء على أرضه وشعبه. وهذا حق مقدس في المواثيق والقوانين الدولية.

"خطر" النازحين

وطرح باسيل ملف اللاجئين السوريين مع الوزير الأميركي، معتبراً أن وجود اللاجئين يشكل "خطراً على نموذج لبنان الفريد"، معتبراً أن لبنان لم يعد يحتمل وجود اللاجئين. وقد طلب الدعم الأميركي لمساعدة لبنان لإستكمال عودتهم إلى سوريا، وعدم إعطاء اللاجئ حق البقاء في لبنان، وأن تكون العودة آمنة وغير قسرية. ولفت باسيل إلى التداول في موضوع حزب الله، معتبراً أن الحزب هو حزب لبناني غير إرهابي، ومنتخب من قبل الشعب اللبناني، ويتمتع بتأييد شعبي كبير، وتصنيفه بالإرهاب لا يعني لبنان. مشيراً إلى التمسك بالوحدة الوطنية من دون تأثر العلاقات مع أميركا بسبب هذا الملف، لا بل العمل سوياً لحل المشاكل، لا سيما في موضوع حزب الله، مشيراً إلى أن استقرار لبنان، والحفاظ على وحدته، هو مصلحة لبنانية وأميركية ودولية. وقال باسيل:" قد تفصلنا الجغرافيا، ولكن قد تجمعنا المبادئ الإنسانية، وقد تفرّقنا المقاومة ولكن تجمعنا الحرية، ويجمعنا القبول بالآخر، ولبنان لن يكون موطئاً للإرهاب".

هجوم على حزب الله

بدوره اعتبر الوزير الأميركي، أن الولايات المتحدة تشاطر آمال اللبنانيين، ولكن يجب مواجهة الحقائق، لأن حزب الله لديه قرارات آحادية غير خاضعة للمحاسبة، وهو يقف عائقاً أمام طموحات الشعب اللبناني، وهو ممثل في البرلمان ويتظاهر بأنه يدعم الدولة، لكنه في الحقيقة يمثل تهديداً للدولة، ووجود الحزب يمثل ضرباً لمصالح الشعب اللبناني. وهو يشارك في معارك في اليمن والعراق وسوريا. وقال بومبيو:" كيف يمكن القبول بتخزين الصواريخ والقيام بنشاطات خبيثة نيابة عن إيران، ومقاتلوه يعملون تحت أمرة طهران. حزب الله وضع لبنان في واجهة الأحداث التي تريدها إيران، التي ترى الاستقرار في لبنان هو تهديد لطموحاتها في الهيمنة، وحزب الله عنصر مستخدم في هذه المعركة". واعتبر بومبيو أن تصرفات إيران وحزب الله تضع لبنان تحت مجهر القانون الدولي، ويجب عدم تعرض الشعب اللبناني للمعاناة، بسبب وجود قوة إرهابية، ولا بد من وقوف الشعب اللبناني ضد إرهاب حزب الله وأنشطته، من أجل دفاع الشعب اللبناني عن مصالحه. كما أكد أن بلاده تؤيد عودة اللاجئين السوريين في أسرع وقت يتم السماح لهم به في العودة، مشيراً إلى استمرار دعم الولايات المتحدة للدولة اللبنانية. بينما تساءل: "ماذا قدّمت إيران وحزب الله غير الأسلحة والتوابيت وتقويض سلامة وأمن الشعب اللبناني؟"

مواجهة إيران

وقال: "ستستمر واشنطن بالضغط على إيران حتى وقف نشاطها الخبيث، لا سيما ذلك الذي تدعم من خلاله حزب الله، وتقويض الدولة اللبنانية، كما أن الملالي في طهران يقدمون لحزب الله حوالى 700 مليون دولار لحزب الله، وهذا رقم مهول، ويهدف الضغط على إيران إلى قطع التمويل عن إيران، وهذا ستظهر نتائجه لاحقاً. وهذا العمل يقيد قدرة حزب الله على تنفيذ أعماله، وفي 8 آذار سمعنا نصر الله يطالب جمهوره بالتبرّع وتحمل آثار العقوبات". وأضاف: "لن نسمح بإستمرار هذه النشاطات، ونتمنى أن تتمكن الحكومة اللبنانية من تلبية طموحات الشعب اللبناني." وأضاف: "على اللبنانيين اتخاذ قرار حول الوجهة التي يريدونها، إما أن يعيشوا بحرية وأمن أو أن يكونوا جزءاً من الأنشطة الإيرانية". وأشار بومبيو إلى أنه بإمكان لبنان أن يتمتع بمستقبل أفضل، لا يكون فيه حزب الله قادراً على الفرض على اللبنانيين التعايش مع المعاناة والدمار. وكان الوفد الأميركي قد طلب من الصحافيين عدم توجيه أي أسئلة للوزير الأميركي، كما أنه جرى التنسيق مع دوائر الخارجية اللبنانية لمنع طرح الأسئلة والإكتفاء بالمواقف التي ستعلن.

 

الشيوعيون في عوكر، مناهضة أميركا نيابةً عن حزب الله

د. أحمد خواجة/لبنان الجديد/22 آذار 2019

 تظاهرة الحزب الشيوعي في عوكر الوكيل بدلا عن الأصيل

 أولاً: الوصية الموروثة.. مناهضة الامبريالية الأميركية...

رفاقنا في الحزب الشيوعي اللبناني (أو ما تبقّى منه) ما زالوا يعيشون في حقبة الحرب الباردة، أيام شهد العالم وقوف جبّارين وجهاً لوجه: الولايات المتحدة الامريكية والاتحاد السوفيتي.

وبما أنّ الرفاق كانوا في عداد المنظومة الاشتراكية الحمراء (نصيرة الشعوب المقهورة)، بمواجهة الامبريالية الأميركية (عدُوة الشعوب المستضعفة)، لذا كانت المعزوفة اللازمة في بيانات الحزب الشيوعي وخطاباته وشعاراته هي: محاربة الامبريالية الأميركية ومطاردتها أنّى وُجدت وأينما حلّت.

مع أفول الإمبراطورية الشيوعية مطلع تسعينيات القرن الماضي، وتشذّي الإمبراطورية إلى جمهورياتٍ عدّة، وفي مقدمتها جمهورية روسيا الاتحادية، تهاوت المنظومة الحزبية الحاكمة الشمولية، لا مكتب سياسي ولا أمين عام ولا ديمقراطية مركزية لينينيّة، لا صحيفة واحدة وإعلام مُوحّد، ثمّة اليوم الانتخابات الديمقراطية، وفتح أسواق العمل الرأسمالي والاستثمارات العقارية والرأسمالية، لا حرب باردة مع "الإخوة" الامبرياليّين في الغرب الامبريالي، ثمّة تعاون وتنافس "ناعم" معه حول "غزو" الأسواق المترامية فيما كان يُعرف بدول العالم الثالث أو الدول النامية احتراماً لشعور وأحاسيس شعوبها الصابرة.

في المنطقة العربية التي تُعاني في هذه الايام من وطأة امبرياليات عدّة، الأصيلة منها كالاميركيّة والروسية، والناشئة منها كالايرانيّة والتركية، فضلاً عن وجود الكيان الصهيونى المغتصب، والمتحفّز للعدوان دائماً، يُصرُّ الرفاق في الحزب الشيوعي اللبناني على الاحتفاظ بالموروث القديم: معاداة الامبريالية الأميركية، أمّا الخراب والاستبداد والقتل الذي خلّفتهُ، وما زالت، أنظمة الاستبداد العسكرية(والتي كانت تستلهم على الدوام التجربة الستالينيّة بحذافيرها ) فلم يجد الرفاق الشيوعيون ضيراً في تجاوزها، كما لا يجدون ضيراً في دعم الهيمنة الإيرانية "الامبريالية "على المنطقة العربية، طالما أنّ الشعارات المرفوعة هي مواجهة أميركا الامبريالية و"مقاومتها"، فهزيمة هذه الامبريالية"المفترضة" هي وحدها الحلُّ الشافي لمشاكل المنطقة المتعددة، أمّا الاجتياح الروسي الجديد لسوريا فيُمكن التغاضي عنه، اوليست روسيا هذه فيها من "عبق وعنفوان" الشيوعية "البائدة" الشيئ الكثير.

ثانياً: تظاهرة عوكر.. الأصيل والوكيل...

كان من المفترض أن يتظاهر أمام السفارة الأمريكية في عوكر بالأمس حزب الله، فهو المعني الأول بزيارة وزير خارجية أميركا اليوم، والمُستهدف من ورائها، إلاّ أنّ الحزب الشيوعي اللبناني فضّل القيام بهذه المهمة"النضالية" نيابةً عنه، فحزب الله"مُحرج" هذه الأيام في أكثر من موقف ومناسبة، ولا يُعرفُ الصديق إلاّ عند الضيق.

لمّا قال مسكين الدارمي مُفتخراً:

ناري ونارُ الجار واحدةٌ

وإليه قبلي تُنزلُ القدرُ.

قالت امرأته: صدقتَ، لأنّها نارُهُ وقدرُهُ.

 

حزب الكتلة الوطنية: سيادة لبنان تقضي بإلتزام الأعراف الديبلوماسية وتطبيق النأي بالنفس

الجمعة 22 آذار 2019 /وطنية - شدد "حزب الكتلة الوطنية اللبنانية" على أن "زيارة وزير الخارجية الأميركية مايك بومبيو لبنان، مع ما رافقها من حملات لجهة أجندته للتصدي لـ"حزب الله"، مناسبة لتأكيد وجوب الإلتزام بالأعراف الدبلوماسية من جهة، وتطبيق سياسة النأي بالنفس عن الأزمة السورية من جهة ثانية". واعتبر "حزب الكتلة الوطنية" أن "على وزارة الخارجية اللبنانية مسؤولية التنسيق مع الموفدين الدوليين لجهة عدم تجاوزهم خلال زياراتهم لبنان حدود الأعراف الدبلوماسية"، مذكرا بـ"اللقاءات "الجانبية" التي اعتاد الموفدون الدوليون عقدها مع رؤساء أحزاب وهي ليست لا رسمية ولا خاصة". وعن موقف الإدارة الأميركية من "حزب الله"، رأى أن "عدم إلتزام الأخير بسياسة النأي بالنفس وفق ما نص عليها البيان الوزاري رغم مشاركته في الحكومة يسجل عليه كونه يعكس تناقضا نافرا ويعطي تبريرا وحججا تضعف موقف لبنان". وإذ لفت إلى أن "من التداعيات الأخطر لهذا التدخل، الأثمان الكبيرة بالأرواح التي يدفعها هناك مواطنون لبنانيون بدلا من استغلال طاقاتهم في بلدهم"، ذكر "حزب الكتلة الوطنية" بأن واجب الدفاع عن لبنان وعن أي طائفة فيه تستهدف من قبل التكفيريين أو غيرهم، هو من واجب جميع اللبنانيين ولاسيما الدولة بذراعها العسكرية الجيش اللبناني".

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

بومبيو: الصراع سيُحل بين الفلسطينيين والإسرائيليين وقال إن {الحوثي لا يعمل إلا بإيعاز من خامنئي وسليماني}... وانتقد {تعريض حزب الله لبنان للخطر}

لندن: «الشرق الأوسط»/22 آذار/19/شدد وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو على أن «الصراع سيحل بين الفلسطينيين والإسرائيليين، والولايات المتحدة ستعلن عن رؤيتها قريباً». وقال بومبيو، الذي يزور المنطقة، في مقابلة مع قناة «العربية» أمس: «نريد حياة كريمة للفلسطينيين ولأبنائهم وأحفادهم، خالية من العنف». وأضاف: {سنعلن قريباً عن رؤيتنا للحل بين الفلسطينيين والإسرائيليين... عندما نعرض خطتنا لحل الصراع، سيرى العالم كيف نفكر». ونفى تدخله في الانتخابات الإسرائيلية، بظهوره مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وزيارة القدس. وأشار بومبيو إلى أن الحوثيين لا يعملون إلا بإيعاز من المرشد الإيراني علي خامنئي، وقائد «فيلق القدس» قاسم سليماني. وأضاف أن على الحوثيين أن يعرفوا أنهم لن ينتصروا. وأوضح الوزير الأميركي أن الضغط على إيران سيجبر الحوثيين على الالتزام باتفاق السويد، مشيراً إلى أنه «لم نفشل في تحدي نفوذ إيران في العراق وسوريا واليمن». وقال: «نأسف على تساهل إداراتنا السابقة في كبح جماح (حزب الله)»، معتبراً أن «معظم الصواريخ الإيرانية تطورت بعد توقيع (الرئيس السابق باراك) أوباما للاتفاق النووي». وحول وضع «الحرس الثوري» على قائمة الإرهاب، قال الوزير الأميركي، نعيد باستمرار النظر في قائمة المنظمات الإرهابية، وكل ما نفعله هو تكتيكات لإجبار إيران على تغيير سلوكها. وحول الوضع في سوريا، أوضح بومبيو أن الإبقاء على 400 جندي أميركي في سوريا هو لمحاربة تنظيم «داعش» والتنظيمات الإرهابية الأخرى.

وعن وجود القوات الأميركية في سوريا، قال إن «إبقاء جنودنا في سوريا يهدف إلى محاربة (داعش) والتنظيمات». لافتاً إلى أن الأميركيين لم يفشلوا في تحدي نفوذ إيران في العراق وسوريا واليمن. وانتقد وزير الخارجية الأميركي حقبة حكم الرئيس السابق أوباما، بقوله إن معظم الصواريخ الإيرانية تطورت بعد توقيع أوباما للاتفاق النووي. مضيفاً: «نأسف على تساهل إداراتنا السابقة في كبح جماح (حزب الله)». ومن المقرر أن يصل بومبيو إلى بيروت، ضمن جولته، اليوم (الجمعة). وقال وزير الخارجية الأميركي، من إسرائيل، أمس، إن جماعة «حزب الله» اللبنانية تشكل تهديداً للاستقرار في الشرق الأوسط. وأجرى مشاورات في إسرائيل بشأن الجماعة المدعومة من إيران. وتلقى بومبيو، الذي يقوم بجولة للترويج لموقف واشنطن المتشدد من إيران، رسالة تحذير من إسرائيل، التي تشعر بالقلق من أن تكون قد أصبحت مرة أخرى محط أنظار «حزب الله» الذي يقلص تدخله في سوريا. ونقلت «رويترز» عن الرئيس الإسرائيلي ريئوفين ريفلين، في إشارته إلى نفوذ «حزب الله» في لبنان: «رئيس الوزراء (اللبناني سعد) الحريري لا يمكن أن يقول لأحد إن لبنان منفصل عن (حزب الله)، وإن (حزب الله) ليس جزءاً من لبنان». وأضاف: «إذا حدث شيء من لبنان تجاه إسرائيل فسنحمّل لبنان المسؤولية». إلى ذلك، قام وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، أمس (الخميس)، بزيارة لحائط المبكى في القدس الشرقية المحتلة، برفقة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو. ويعتبر اليهود حائط المبكى (البراق عند المسلمين) الواقع جنوب باحة الأقصى آخر بقايا المعبد اليهودي (الهيكل) الذي دمره الرومان في العام 70 للميلاد، وهو أقدس الأماكن لديهم، في حين يعتبره المسلمون جزءاً من محيط الحرم القدسي. وقال دبلوماسيان أميركيان سابقان إن أي مسؤول أميركي رفيع المستوى لم يقم بزيارة حائط المبكى مع رئيس وزراء إسرائيلي، وهو ما يمكن اعتباره موافقة ضمنية على سيادة إسرائيل على هذا الموقع. وكان بومبيو قد صرح للصحافيين قبيل الزيارة: «كنت قد تحدثت مع رئيس الوزراء نتنياهو بشأن القيام بجولة إلى حائط المبكى منذ بعض الوقت. إنها فرصتنا الأولى للذهاب إلى هناك معاً». ووضع بومبيو قصاصة ورقية بين أحجار الحائط، بحسب وكالة الأنباء الألمانية. ووفقاً لهذا التقليد، فإن زوار المكان يكتبون على مثل هذه القصاصة أمنيات كي تتحقق. ويعتبر بومبيو أعلى ممثل للإدارة الأميركية يزور حائط البراق، بصحبة رئيس الوزراء الإسرائيلي خلال زيارة لإسرائيل. وكان الرئيس الأميركي دونالد ترمب ونائبه مايك بنس زارا هذا المكان بصفة شخصية من دون مرافقة ممثل للحكومة الإسرائيلية.

 

ترمب يعلن هزيمة «داعش» الكاملة في سوريا

واشنطن/الشرق الأوسط/22 آذار/19/أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترمب اليوم (الجمعة)، هزيمة تنظيم داعش الإرهابي في سوريا بنسبة مئة في المئة. ونقلت سارة ساندرز المتحدثة باسم البيت الأبيض عن وزارة الدفاع الأميركية قولها إن تنظيم داعش لم يعد يسيطر على أرض في سوريا.

 

تنديد عربي ودولي بتصريح ترمب بشأن الجولان

«الأوروبي» لن يعترف بسيادة إسرائيل على الهضبة... وروسيا اعتبرت دعوة الرئيس الأميركي «غير مسؤولة»

القاهرة - بروكسل/الشرق الأوسط/22 آذار/19/ندّدت الجامعة العربية والاتحاد الأوروبي ودول عربية وغربية اليوم (الجمعة)، بإعلان الرئيس الأميركي دونالد ترمب أنّ الولايات المتّحدة ستعترف بسيادة إسرائيل على مرتفعات الجولان المحتلّة. وكان ترمب كتب في تغريدة، مساء أمس (الخميس): «بعد 52 عاماً، حان الوقت لكي تعترف الولايات المتحدة بالكامل، بسيادة إسرائيل على مرتفعات الجولان»، مشيراً إلى أن هذه المنطقة الاستراتيجيّة التي احتلتها إسرائيل من سوريا في حرب 1967 وضمّتها، في خطوة لا يعترف بها المجتمع الدولي، تُعتبر «ذات أهمّية استراتيجيّة وأمنيّة بالغة لدولة إسرائيل واستقرار المنطقة». وقال الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، مساء أمس، إن «التصريحات الصادرة عن أقطاب الإدارة الأميركية، والتي تمهد لاعتراف رسمي أميركي بسيادة إسرائيلية على الجولان السوري المحتل، تعتبر خارجة بشكل كامل عن القانون الدولي». وتابع في تصريحات صحافية: «كما أنه اعتراف - إن حصل - لا ينشئ حقوقاً أو يرتب التزامات، ويعتبر غير ذي حيثية قانونية من أي نوع». وأكد أنّ «الجولان أرضٌ سورية محتلة، بواقع القانون الدولي، وقرارات الأمم المتحدة، ومجلس الأمن، وباعتراف المجتمع الدولي».

وتابع أن «قرار مجلس الأمن 497 لعام 1981 صدر بالإجماع، وأكد بصورة لا لبس فيها عدم الاعتراف بضم إسرائيل للجولان السوري، ودعا إسرائيل إلى إلغاء قانون ضم الجولان، الذي أصدرته في نفس ذاك العام». وأكد أبو الغيط أن «الجامعة العربية تقف بالكامل وراء الحق السوري في أرضه المحتلة... ولدينا موقف واضح مبنيّ علي قرارات في هذا الشأن، وهو موقف لا يتأثر إطلاقاً بالموقف من الأزمة في سوريا». ودعا الأمين العام للجامعة العربية الولايات المتحدة إلى مراجعة موقفها «الخاطئ والتفكير بعمق في تبعاته القريبة والبعيدة». من جانبها، أكدت مصر موقفها الثابت، باعتبار الجولان السوري أرضاً عربية محتلة، وفقاً لمقررات الشرعية الدولية، وعلى رأسها قرار مجلس الأمن الدولي رقم 497 لعام 1981 بشأن بطلان القرار الذي اتخذته إسرائيل بفرض قوانينها وولايتها القضائيّـة وإدارتها على الجولان السوري المحتل، واعتباره لاغياً، وليست له أي شرعيّة دولية.

كما شددت وزارة الخارجية المصرية، في بيان، على ضرورة احترام المجتمع الدولي لمقررات الشرعية الدولية، وميثاق الأمم المتحدة، من حيث عدم جواز الاستيلاء على الأرض بالقوة..

وأكد وزير خارجية الأردن أيمن الصفدي موقف بلاده «الثابت بأن الجولان أرض سورية محتلة وفقا لجميع قرارات الشرعية الدولية التي تنص بشكل واضح وصريح على عدم جواز الاستيلاء على الأرض بالقوة». ونقلت وكالة الأنباء الرسمية (بترا) عن الصفدي قوله إن «السلام الشامل والدائم يتطلب انسحاب إسرائيل من جميع الأراضي العربية المحتلة، والجولان السوري جزء لا يتجزأ من هذه الأراضي المحتلة». وأكد الصفدي «ضرورة التزام المجتمع الدولي بقرارات الشرعية الدولية». كما أكد الاتحاد الأوروبي أنه لا يعترف بسيادة إسرائيل على الجولان، وقالت متحدثة باسم الاتحاد لوكالة «رويترز»: «موقف الاتحاد الأوروبي لم يتغيّر... الاتحاد الأوروبي لا يعترف، كما يتماشى مع القانون

الدولي، بسيادة إسرائيل على الأراضي التي تحتلها منذ يونيو (حزيران) 1967 بما فيها هضبة الجولان ولا يعتبرها جزءا من السيادة الإسرائيلية». من جهتها، قالت وزارة الخارجية الفرنسية إن فرنسا لا تعترف بضم إسرائيل لهضبة الجولان وإن الاعتراف به يتعارض مع القانون الدولي.

وقالت الوزارة في إفادة يومية اعتيادية «الجولان أرض تحتلها إسرائيل منذ عام 1967، وفرنسا لا تعترف بضم إسرائيل لها عام 1981»، مؤكدة أن «الاعتراف بسيادة إسرائيل على الجولان، وهي أرض محتلة، سيتعارض مع القانون الدولي وبخاصة الالتزام بألا تعترف الدول بوضع غير مشروع». وفي السياق نفسه، قال الكرملين، اليوم، إنه لا يزال يأمل أن تظل دعوة الرئيس الأميركي دونالد ترمب للاعتراف بسيادة إسرائيل على هضبة الجولان مجرد «دعوة»، وألا تتحول إلى إعلان رسمي. وقال ديمتري بيسكوف، المتحدث باسم الكرملين، في مؤتمر صحافي عبر الهاتف: «إنها مجرد دعوة حتى الآن. دعونا نأمل أن تظل كذلك». وأضاف المتحدث أن مثل هذه الدعوات تهدد بزعزعة الاستقرار في الشرق الأوسط على نحو خطير، وتضرّ جهود التوصل إلى تسوية سلمية في المنطقة. وكانت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، قالت في وقت سابق، إن تغيير وضع هضبة الجولان سيمثل انتهاكاً مباشراً لقرارات الأمم المتحدة، معتبرة دعوة ترمب «غير مسؤولة». كما أكدت متحدثة باسم الحكومة أولريكه ديمر أن هضبة الجولان أرض سورية تحتلها إسرائيل. وقالت: «تغيير الحدود الوطنية لا بد أن يكون عبر وسائل سلمية بين جميع الأطراف المعنية». وأضافت: «ترفض الحكومة الخطوات الأحادية».

من جانبه، حذّر الرئيس التركي رجب طيب إردوغان من أن تصريح ترمب بشأن الجولان يجرّ المنطقة إلى أزمة جديدة.وفي كلمة خلال الاجتماع الطارئ لوزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامي في إسطنبول، لبحث تداعيات مجزرة المسجدين في نيوزيلندا، قال إردوغان: «لن نسمح إطلاقاً بشرعنة احتلال مرتفعات الجولان. تصريح ترمب حول مرتفعات الجولان يجر المنطقة إلى حافة أزمة جديدة». وأكدت الرئاسة الفلسطينية، اليوم، أن شرعية القدس والجولان يحددها الشعب الفلسطيني والشعب السوري. وقال المتحدث الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة، في بيان صحافي، إن أي قرارات تتخذها الإدارة الأميركية مخالفة للقانون والشرعية الدولية لا قيمة لها، ولن تعطي الشرعية للاحتلال الإسرائيلي، وستبقى حبراً على ورق. وأضاف: «أن هذا التصعيد الإسرائيلي، الذي يقابله انحياز أميركي أعمى، سيؤدى إلى مزيد من التصعيد والتوتر في المنطقة. ولن يتحقق السلم والأمن والاستقرار في المنطقة والعالم إلا إذا طُبقت قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية الداعية إلى انسحاب إسرائيل من الأراضي العربية المحتلة كافة، مقابل تحقيق السلام مع الدول العربية والإسلامية». واحتلّت إسرائيل مرتفعات الجولان والضفة الغربية والقدس الشرقيّة وقطاع غزة في حرب 1967. وبعد ذلك ضمّت إسرائيل مرتفعات الجولان والقدس الشرقيّة، في خطوة لا يعترف بها المجتمع الدولي. ويعيش في منطقة الجولان، المطلّة على الأراضي السورية، نحو 20 ألف مستوطن إسرائيلي.

 

البشير يعين مطلوباً لـ {الجنائية الدولية} مساعداً له

تجدد الاحتجاجات في السودان وتشديد عقوبات «الطوارئ» على المتظاهرين

الخرطوم: أحمد يونس/الشرق الأوسط/22 آذار/19/أصدر الرئيس السوداني عمر البشير مرسوماً جمهورياً عيّن بموجبه المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية رئيس الحزب الحاكم المكلف أحمد هارون، مساعداً له، ليصبح اثنان من أعضاء هيئة الرئاسة السودانية من المطلوبين لمحكمة لاهاي، على رأسهما الرئيس البشير. كما تفرض واشنطن عقوبات على النائب الأول للرئيس، وزير الدفاع عوض بن عوف، تتضمن تجميد أصوله، وتحظر التعامل معه. من جهتها، أعادت مدينة الأبيض، حاضرة ولاية شمال كردفان، تدوين اسمها مجدداً، ضمن المدن المتظاهرة ضد حكومة الرئيس البشير، بعد توقف لأسابيع عن الاحتجاجات الكبيرة، وأخرجت، أمس، أعداداً حاشدة من سكّانها، في مظاهرة نوعية جابت شوارع المدينة، بينما خرج الآلاف في مظاهرات بعدد من أحياء العاصمة الخرطوم ومدن ود مدني وسنار، استجابة لدعوة تجمع المهنيين السودانيين للمظاهرة الأسبوعية. وبحسب شهود، فإن المئات من سكان المدينة الواقعة غرب وسط البلاد، خرجوا في مظاهرة جابت وسطها، وعدداً من شوارعها، قبل أن تستخدم قوات الشرطة الغاز المسيِّل للدموع لتفريق المحتجين، واعتقال أعداد منهم. وكان حزب الأمة القومي المعارض، قد ذكر، في وقت باكر من صباح أمس، أن قوات الأمن ألقت القبض على عدد من قياداته، استباقاً للاحتجاجات التي دعا لها التحالف المعارض في المدينة. وقال في بيان إن سلطات الأمن اعتقلت رئيس الحزب بالولاية (منصور ميرغني زاكي الدين)، وعدداً آخر من قيادات مكتبه السياسي. وفي الخرطوم، شهدت عدد من المناطق مظاهرات حاشدة حملت اسم «مواكب العدالة»، في أكثر من 17 منطقة وحيّاً، ومن بينها أبو روف، وبيت المال، والملازمين، وود نوباوي بأم درمان، ومناطق العشرة، وجبرة، والكلاكلة، والسلمة، والصحافات، وشارع الستين، والبراري بالخرطوم، ومناطق حلفاية الملوك، وشمبات، والحاج يوسف، والدروشاب بمدينة الخرطوم بحري.

وقدّر شهود مجموع المتظاهرين في الخرطوم بالآلاف، رددوا هتافات المظاهرات السودانية المستمرة منذ أربعة أشهر: «رص العساكر رص الليلة تسقط بس»، و«حرية سلام وعدالة» و«الثورة خيار الشعب»، و«سلمية سلمية ضد الحرامية» وغيرها.

وأوضح الشهود أن مواكب أحياء أبو روف، وبيت المال، والملازمين، وود نوباوي بأم درمان التحمت في موكب واحد استمرّ لفترة طويلة، قبل أن تفرقه الشرطة بالغاز المسيل للدموع، وتتحول تلك الأحياء لساحة كرّ وفرّ يُتوقع أن تتجدد فيها المظاهرات ليلاً.

وفي تنويع جديد لأشكال المقاومة، أطلق سكان ضاحية بري، شرق الخرطوم، بالونات ملوَّنة، تحمل صورَ وأسماء شهداء ومعتقلي الاحتجاجات السودانية، على الرغم من أن أجهزة الأمن كانت قد سيطرت على الميادين والشوارع في الحي، الذي يُعدّ إحدى علامات المظاهرات، قبل بدء تجمع المحتجين.

لكن شهوداً ذكروا أن سكان بري كوَّنوا خبرات متراكمة في التعامل مع الأجهزة الأمنية، إذ سرعان ما نظموا «مظاهرتهم المعهودة»، وأعادوا سد الطرقات بالمتاريس بعد أن أزالتها أجهزة الأمن، محافظين على منطقتهم «قلعة حصينة للمتظاهرين».

من جهته، أصدر الرئيس السوداني مرسوماً جمهورياً عيّن بموجبه رئيس الحزب الحاكم بالإنابة، أحمد هارون، مساعداً له في الرئاسة، وذلك «بعد أن تخلى له سلطاته في قيادة حزب المؤتمر الوطني»، الذي يحكم البلاد منذ انقلاب يونيو (حزيران) 1989، إثر اندلاع الاحتجاجات المطالبة بتنحيه، وأعلن وقوفه بمكان واحد من الجميع. وكانت محكمة الجنايات الدولية قد أصدرت مذكرة قبض بحق هارون وآخرين في عام 2007، اتهمته خلالها بارتكاب جرائم حرب وإبادة جماعية في إقليم دارفور، وبذلك يكون كل من الرئيس البشير ومساعده في الرئاسة السودانية مطلوبين لتلك المحكمة، وكان البشير أشار، في وقت سابق، إلى أن هارون «زميله في المحكمة الجنائية الدولية» بسبب مواقفه المساندة له، فيما تضع واشنطن نائبه الأول ووزير دفاعه عوض بن عوف ضمن قائمة الأشخاص المجمدة أصولهم في الولايات المتحدة، المحظور على الأميركيين التعامل معهم.

كما أصدرت الرئاسة السودانية أمر طوارئ جديداً، شددت بموجبه العقوبات المفروضة بموجب لوائح الطوارئ؛ فبعد أن كانت تنصّ على السجن لـ«مدة لا تزيد عن عشرة سنوات والغرامة»، نصت التعديلات الجديدة على «السجن مدة لا تقل عن ستة أشهر، ولا تزيد عن عشر سنوات والغرامة».

وأصدرت محاكم الطوارئ عدداً من الأحكام التي تُعد مخففة على مئات المتظاهرين تراوحت بين أشهر وأسابيع، معظمها تم نقضها في محاكم الاستئناف، أو اكتفت المحاكم بالمدد التي قضاها المتظاهرون في الحبس.

وفي السياق، أصدر البشير أمر طوارئ حظر بموجبه «تخزين العملة الوطنية» خارج النظام المصرفي والمضاربة فيها، واعتبار ذلك جريمة يعاقب عليها القانون بالسجن مدة لا تقل عن ستة أشهر، ولا تزيد على عشر سنوات، والغرامة، ومصادرة الأموال ووسيلة التخزين.

وحظر أمر الطوارئ الذي أصدره البشير، أمس، حيازة أي شخص (أو تخزين) عملة وطنية تتجاوز مليون جنيه (21 ألف دولار تقريباً)، ومنع الشخصيات الاعتبارية تخزين أو حيازة أي عملات وطنية لا تتناسب وحجم نشاطها، على ألا تتجاوز 5 ملايين جنيه، أو حيازة أي عملة مملوكة للغير بمقابل أو بغرض التحايل على القيمة المحظور تخزينها أو حيازتها.

كما منع أمر الطوارئ، الذي يحمل الرقم «6»، مقدمي الخدمات من رفض تسلم المقابل عبر وسائل الدفع الآلية والشيكات المصرفية والمعتمدة، وإجراء أية معاملة لتحويل عملات وطنية أو أجنبية خارج القنوات المصدق لها.

وتأتي هذه القرارات على خلفية «أزمة السيولة» الحادة التي تواجهها البلاد، وعجز المصارف عن تلبية طلبات عملائها من العملات، ما أدى لـ«هز الثقة» في الجهاز المصرفي، وميل المواطنين ورجال الأعمال والمستثمرين لتخزين مدخراتهم من العملات الوطنية ورفض توريدها للمصارف.

ويُخشى على نطاق واسع أن تخرج العملات الجديدة من الفئات الكبيرة، من الجهاز المصرفي، وألاّ تعود إليه مجدداً، لا سيما أن البنك المركزي قد طبع عملات جديدة من فئة «مائة»، و«مائتين»، و«خمسمائة» جنيه، بعد أن كانت أكبر فئات العملة السودانية «50» جنيهاً.

 

 تصدع وسط التنظيمات الموالية لبوتفليقة وتوقعات بمليونيات في «جمعة ترحلون جميعاً» اليوم بالجزائر

الجزائر: بوعلام غمراسة/الشرق الأوسط/22 آذار/19/تعيش التنظيمات والجمعيات والأحزاب والنقابات، وتكتلات رجال الأعمال في الجزائر، المعروفة بولائها الشديد للرئيس عبد العزيز بوتفليقة، ما يشبه «حركة توبة» في صفوف قيادييها والمنتسبين لها، وذلك في سياق الحراك الشعبي، الذي يدخل اليوم جمعته الخامسة. وتجلى ذلك واضحا في الاستقالات التي عرفها المشهد السياسي خلال الأيام الأخيرة، والتي فسرها مراقبون بأنها تعبير عن ندم وصحوة ضمير، في ظل اتهامات لزعمائها بـ«التضليل»، تنشر يوميا على صفحات الجرائد، وتنقلها الفضائيات. وأصبح المشهد العام في «كتلة الموالاة» يعطي انطباعا قويا بأن مساندي الرئيس بالأمس القريب، أصبحوا يقفزون حاليا، الواحد بعد الآخر، من سفينة توشك على الغرق. ومن التنظيمات التي تواجه إعصار الغضب الشعبي «المنظمة الوطنية للنساء الجزائريات»، وخاصة رئيستها نورية حفصي، التي كانت من الذين ناشدوا بوتفليقة الترشح لولاية خامسة، وخاضت حملة كبيرة بالجمعيات النسائية لهذا الغرض؛ حيث تطالب حاليا قياديات بهذا التنظيم، الموروث من فترة الحزب الواحد، باستقالتها. علما بأن حفصي تعد قيادية سابقة في حزب رئيس الوزراء المستقيل أحمد أويحيى، الذي أبعدها منه، وهي تسعى منذ مدة للإطاحة به.

أما هواري طيب، أمين عام «المنظمة الوطنية لأبناء الشهداء»، فيعرف بدوره معارضة شديدة من طرف أعضاء بـ«المكتب الوطني»، الذين طالبوه بالتخلي عن الرئيس، وإعلان انضمامه إلى مسيرات الجمعة المطالبة باستقالة بوتفليقة. لكن هواري يحاول مقاومة معارضيه، ويسعى لإقناعهم بـ«صواب ورقة الطريق»، التي أصدرها الرئيس في 11 من الشهر الجاري، خاصة ما يتعلق بتنظيم «ندوة وطنية»، تنبثق عنها مسودة دستور جديد يعرض على الاستفتاء، وتحديد تاريخ رئاسية جديدة. كما يواجه امبارك خالفة، أمين عام «المنظمة الوطنية لأبناء المجاهدين»، غضبا شديدا من قياديين يطالبونه بالاستقالة، لأنه يتردد في اللحاق بالحراك، وسحب دعمه للرئيس. فيما يقول مقربون منه إن أيامه باتت معدودة على رأس المنظمة، التي يقودها منذ أكثر من 23 سنة، أي قبل وصول بوتفليقة إلى الحكم.

في سياق ذلك، يتظاهر يوميا نقابيون من مختلف قطاعات النشاط داخل ساحة «دار الشعب»، مقر «الاتحاد العام للعمال الجزائريين»، للمطالبة برحيل أمينه العام عبد المجيد سيدي السعيد، الذي يدعم بوتفليقة بقوة، وكان دائما في الطليعة ضد خصوم الرئيس، بل وشتمهم بكلام قبيح، وطالما سعى لثني الجزائريين عن التغيير، بذريعة أنه «سيعيدنا إلى سنوات الإرهاب»، تارة، و«سيدخلنا في دوامة من العنف، كالذي تعيشه ليبيا وسوريا»، تارة أخرى.

أما علي حداد، رئيس «منتدى رجال الأعمال»، الشديد الارتباط بـ«جماعة الرئيس»، فقد تخلى عنه أكبر أرباب العمل بسبب «ولائه الأعمى للرئيس»، بحسب حسان خليفاتي، رئيس أكبر شركة للتأمين، الذي شوهد في المظاهرات يندد ببوتفليقة، والذي صرح أمس بأن الحكومة سحبت منه مشروعات بمجرد أن أعلن دعمه الحراك. من جهة أخرى، أعلنت نقابة محاميي الجزائر العاصمة عن تنظيم مظاهرة اليوم الجمعة بـ«البريد المركزي» صباحا، على أن يشارك المحامون في المظاهرة الضخمة المتوقعة بعد صلاة الجمعة، والتي أطلق عليها «جمعة تتنحاو قاع»، وهي كلمة عامية تعني «يجب أن ترحلوا جميعا عن الحكم». كما أعلنت النقابة عن «مسيرات في كل الولايات السبت بالجبة السوداء، ابتداء من الساعة العاشرة والنصف صباحا، تجوب الشوارع الرئيسية للمدن، تخليدا لذكرى اليوم الوطني للمحامي الجزائري، ودعما للحراك الشعبي». علما بأن المحامين كانوا في طليعة الحراك منذ أول مظاهرة اندلعت في 22 من فبراير (شباط) الماضي.

وقال الدكتور أحمد شنة، أمين عام «أكاديمية المجتمع المدني الجزائري»، وهو تنظيم موال للرئيس إن «الشعب تجاوز نخبه ومثقفيه وأحزابه وجمعياته وسلطته ومعارضته، وتجاوز إسلامييه وعلمانييه ووطنييه بصورة لم يكن أحد يتوقعها على الإطلاق، ولا كان ينتظرها من شعب ظن الجميع أنه مات وانتهى، وضربت على أبنائه الذلة والمسكنة، ولا حاجة لنا للاستماع لأي مزايدة في هذا الموضوع، لأن الذي فعله الشعب الجزائري كان حدثا استثنائيا عظيما، لا تقوم به إلا الشعوب العظيمة، رغم قلتها في سجلات التاريخ. الشعب أجبر الجميع على الإنصات له صاغرين مستسلمين، تتخطفهم مشاعر الدهشة والترقب، في انتظار ما سيصدر عنه من قرارات نافذة، لا تقبل النقض أو المراجعة». وأضاف شنة موضحا أن «الشعب قال كلمته.. وحرر الجميع من كل العقد.. ولا بد للنخب الوطنية المخلصة من كل التيارات والأطياف أن تبادر فورا إلى خلق آليات ناجعة لحماية الحراك الشعبي من الاختطاف والتمييع والجهوية البغيضة، وتصرف عنه شياطين اليأس والتثبيط، ممن اندسوا وسط جموع المتظاهرين منذ الأيام الأولى للحراك، وعملوا طوال الوقت على احتكار وسائل الإعلام التقليدية من صحف وفضائيات، وأدوات التأثير الحديثة، عبر مواقع التواصل الاجتماعي، بالمال الفاسد، مستعينين بحلفائهم من مصاصي دماء الشعوب في مختلف العواصم الغربية والعالمية، للالتفاف حول الحراك الشعبي، وإعدام هذه الفرصة التاريخية النادرة، التي صنعها الجزائريون الأحرار في غفلة عن مخابر الخيانة والعمالة وبيع الذمم».

وتابع شنة، الذي لم ينخرط في حملة مطالبة الرئيس بالتنحي: «لقد اتضحت الصورة تماما، وانكشفت كل المخططات، وليس في وسع الشعب أن يفعل أكثر مما فعل. لقد أدى دوره كاملا، ونجح نجاحا باهرا في إيقاظ الأموات من نخبه، فاحموا حراكه بكل الوسائل السلمية، وحصنوه بتلاحمكم الوثيق مع مؤسسة الجيش الشعبي الوطني قولا وعملا، ولا تضيعوا فرصة لا تأتي إلا مرة واحدة كل ألف سنة، وإن لم تفعلوا. فانتظروا نهاية لم تحدث لا في الأولين ولا في الآخرين».

 

سوريا:  «حرب مبادرات» معارضة تحتدم على «السقف السياسي» والضمانات الخارجية/قوى الداخل تسعى إلى «الإصلاح» او «تغيير جذري»... وتكتل آخر متمسك بـ«إسقاط النظام»

لندن: إبراهيم حميدي/الشرق الأوسط/22 آذار/19/اشتعلت «حرب مبادرات» بين قوى سورية معارضة جراء انسداد أفق الحل السياسي وسط مساعٍ من بعضها للحصول على «ضمانات روسية» لعقد مؤتمر وطني سوري في الداخل وشخصيات من الخارج يدعو إلى الإصلاح او «تغيير جذري في النظام»، مقابل سعي قوى أخرى لرعاية تركية لتجمع سياسي متمسك بـ«إسقاط النظام». وسعى ممثلو بعض المبادرات للحصول على دعم الأمم المتحدة ومبعوثها غير بيدرسن. وتضم «هيئة التفاوض السوري» المعارضة التي انبثقت بموجب القرار الدولي 2254 من مؤتمر الرياض نهاية 2015، مجموعة من الكتل السياسية بينها «الائتلاف الوطني السوري» ومقره إسطنبول، و«هيئة التنسيق الوطنية» أكبر كتلة في الداخل، ومنصتي القاهرة وموسكو، وهما من قوى الخارج، إضافة إلى ممثلي الفصائل المسلحة جنوب البلاد وشمالها. لكن الواقع الميداني تغيّر في السنوات الثلاث الماضية، وسيطرت قوات الحكومة على جنوب البلاد وغوطة دمشق. وتمحورت العملية السياسية حول تشكيل لجنة دستورية بموجب «مؤتمر الحوار الوطني» في سوتشي بداية العام الماضي، فيما ركزت عملية آستانة على البعد العسكري، حيث حيّد التعاون الروسي - التركي إدلب عن العمل العسكري الشامل. أما ممثلو مناطق شمال شرقي البلاد، التي تسيطر عليها قوات حليفة لأميركا، فلا يزالون خارج إطار العملية السياسية.ومع انسداد أفق الحل السياسي وتسلم المبعوث الدولي الجديد غير بيدرسن، منصبه بداية العام، وحديث عن «مقاربة شاملة جديدة»، ظهرت محاولات عدة لتوحيد القوى السياسية للمعارضة. ويمكن الحديث عن أربع مبادرات:

«الجبهة الوطنية الديمقراطية»

قال المنسق العام لـ«هيئة التنسيق الوطني» حسن عبد العظيم، لـ«الشرق الأوسط»، إن التفكير في توسيع تحالفات «الهيئة» يعود إلى أكثر من سنة، حيث جرى تشكيل لجنة تحضيرية لـ«الجبهة الوطنية الديمقراطية» (جود) تضم قوى الداخل والخارج لعقد مؤتمر موسع في الداخل «إذا توفرت الضمانات الأمنية» للمشاركين لإقرار الوثيقة السياسية والبنود التنظيمية. وأشار إلى اطلاع روسيا والصين ودول عربية على المبادرة. وجاء في مسودة الوثيقة السياسية: «سوريا الجديدة، سوريا المستقبل، هي دولة متعددة القوميات والثقافات يحترم دستورُها العهودَ والمواثيق الدولية، وهي دولة المواطنين الأحرار المتساوين في الحقوق والواجبات دون أي تمييز». ومما جاء فيها أيضاً: «بعدما تم كبح انتفاضة شعبنا السلمية بفعل الاستبداد والتطرف والتعصب والعسكرة والأسلمة والتطييف والتدويل، وبعد أن توقف الإطار الوطني الديمقراطي للحراك الشعبي، ليحل محله طابع الصراع العسكري (...) وفي ظل غياب موقف موحد للمعارضة وعدم القطع مع الفصائل المصنفة في عداد الإرهاب (...) عزف المجتمع الدولي عن الاهتمام اللازم بالمعارضة وتلكأ بحل الأزمة السورية وأصبح خطر الإرهاب يحتل الأولوية»، مشيرةً إلى أن «الحل السياسي هو الوحيد والأنجع للأزمة السورية وفق قرارات الشرعية الدولية ذات الصِّلة، وفي مقدمها بيان جنيف لعام 2012 والقرارين 2118 و2254». وترمي اللجنة التحضيرية إلى العمل لإنجاز ثلاث مهمات هي: «أولاً: إنهاض وتأسيس الجبهة الديمقراطية، وثانياً: انعقاد مؤتمر الإنقاذ الوطني الذي يضم كل قوى المعارضة الوطنية السورية بكل أطيافها، وأخيراً: انعقاد المؤتمر السوري الوطني العام إنْ سمحت الظروف بذلك الذي يمثل جميع مكونات المجتمع السوري تحت رعاية وإشراف الأمم المتحدة». وأشارت الوثيقة إلى أنه «بعد تدويل القضية السورية، أصبحت طبيعة الحل السياسي المتوقع مرحلياً رهن توافق القوى الدولية»، وإلى أن «القضية الكردية هي قضية وطنية يتطلب إيجاد حل عادل لها من خلال الاعتراف بوجود الشعب الكردي والإقرار الدستوري بحقوقه القومية وحقوق باقي المكونات القومية في البلاد». وتضمن بيان إعلان «الجبهة» توقيع «هيئة التنسيق الوطنية»، و«التحالف السوري للحرية والعدالة الإنسانية»، و«حزب التضامن»، و«الحزب الجمهوري»، و«الكوادر الشيوعية»، و«المبادرة الوطنية بالسويداء».

«المبادرة الوطنية السورية»

أطلق عدد من المعارضين تحركاً لتشكيل «المبادرة الوطنية السورية» على أمل عقد اجتماع تحضيري الشهر المقبل، استعداداً للدعوة لمؤتمر وطني يُعقد في دمشق «في حال توفرت ضمانات أمنية روسية» أو في جنيف. وسعى المبادرون للحصول على دعم دولي وإقليمي للتحرك، إضافة إلى تأييد معارضين في الداخل. ووافق قياديون في «الجبهة الوطنية الديمقراطية» على انضمام ممثلي هذا التحرك إلى اللجنة التحضرية، فيما انتقد معارضون آخرون «المبادرة» التي وجهت بدورها انتقادات إلى «هيئة التفاوض» و«الائتلاف». وجاء في وثيقة «المبادرة الوطنية السورية» التي تقع في 16 صفحة: «نشهد الموت البطيء لمجتمع شكّل بارقة النهضة والنهوض في العالم العربي والمشرق، ونراقب بأسى تحوّل القرارات المصيرية لهذا الشعب إلى إملاءات يتم التوافق عليها» في الخارج، و«لم يكن لدينا أدنى شك في أن فكرة النصر العسكري مجرد أسطورة (...) لذا حاولنا تأكيد أن الحل السياسي هو الخيار الوحيد للخروج من هذا المستنقع». وتضمنت المسودة تأكيد «وحدة التراب الوطني»، و«إيقاف مسار الحرب، وضرورة مباشرة الدولة والمجتمع إعادة الإعمار(...) وإعادة بناء الجيش الوطني بعيداً عن الحزبية والعقائدية والآيديولوجيات والطائفية، جيش في خدمة وحماية الوطن والمواطن»، إضافة إلى «إعادة هيكلة أجهزة الأمن (...) وإدماج طبيعة ودور الأجهزة الأمنية الجديدة في الدستور»، و«جدولة خروج جميع المقاتلين غير السوريين والميليشيات الأجنبية». وزادت: «الدستور السوري هو العقد الاجتماعي الموحد للسوريين.

لذا فإن مهمة أي لجنة دستورية، يجري التوافق عليها، تثبيت الالتزام الدستوري بمبادئ حقوق الإنسان والمساواة في المواطنة وصون الدولة السورية ومؤسساتها، وفصل السلطات التشريعية والتنفيذية والقضائية، كذلك مبدأ التداول السلمي التعددي للسلطة، واللا مركزية الإدارية».

مما جاء فيها أيضاً: «تقوم مؤسّسات الحكم في الدولة السورية على أساس الانتخابات الدوريّة والفصل التام بين السلطات التنفيذية والتشريعية والقضائية، وعلى مبدأ التداول على السلطة عبر الانتخاب السرّي والحرّ، واحترام نتائج الانتخابات التي تنظمها هيئة مستقلة ويقرر نتائجها صندوقُ الاقتراع».

وكان بين الموقّعين عارف دليله، واللواء الركن محمد الحاج علي، وهيثم مناع، وخالد المحاميد. وأكدت الوثيقة أن المؤتمر الوطني السوري «يجب أن ينعقد في مكان محدد على الأرض السورية تحت إشراف وضمانة وكفالة دولية وفي دولة محايدة بعيداً عن تدخل أيٍّ من قوى الأمر الواقع».

«الجبهة الوطنية للتحرير» سعى معارضون مقيمون في تركيا وخصوصاً «الجبهة الوطنية للتحرير» التي تضم فصائل مسلحة في الشمال السوري، لعقد مؤتمر موسع في هاتاي (إسكندرون) في 14 مارس (آذار) الماضي يتضمن إقرار وثيقة سياسية، لكن جرى إلغاء المؤتمر فجأة.

وتضمنت مسودة الوثيقة السياسية للمؤتمر «التزامنا الكامل بمبادئ ثورتنا العظيمة التي حددتها تضحيات الشعب السوري (...)، وعلى رأس هذه المبادئ إسقاط نظام بشار الأسد وأركان حكمه وتفكيك أجهزته القمعية. كما نؤكد أن الثورة في سوريا هي ثورة ضد الظلم والاستبداد والفساد (...) وليست حرباً أهلية أو فئوية». وزاد: «نطالب المجتمع الدولي بتطبيق الحل السياسي المبنيّ على بيان (جنيف 1) وقراري مجلس الأمن 2118 و2254، والقاضية بتحقيق الانتقال السياسي وتشكيل هيئة الحكم الانتقالي كاملة الصلاحيات... العملية السياسية التي تعيد الأمل للسوريين تبدأ بالانتقال السياسي الحقيقي وتمكين السوريين من صياغة دستورهم دون تدخل، واختيار قادتهم عبر انتخابات حرة ونزيهة وشفافية، يشارك فيها السوريون داخل وخارج سوريا، تحت إشراف الأمم المتحدة، ضمن آلية تصون حقهم في مساءلة تلك القيادات ومحاسبتها، وتحقيق عملية انتقال سياسي جذرية».

وتضمنت الوثيقة «دعم الجهود التركية في عمليتي (درع الفرات) و(غصن الزيتون)، وجهودها في مناطق خفض التصعيد، ونؤكد وجوب دعم مساعيها في تأمين المنطقة الآمنة شرق الفرات، ونبيِّن أن وجود الجيش التركي في الشمال السوري هو مطلب شعبي سوري بامتياز لحماية أرواح السوريين (...) ونؤكد مطالبتنا للدولة الروسية بالتوقف عن دعم النظام السوري الفاقد للشرعية». «مدونة العيش المشترك» بعد سنتين من الحوار بين شخصيات من داخل سوريا وخارجها تم اختيارهم على أساس طائفي وعرفي وديني، جرى التوصل في الجلسة الأخيرة في برلين في الأسبوع الماضي بمشاركة 24 شخصية لإقرار وثيقة من 11 بنداً، إلى «وثيقة مدونة سلوكٍ لعيش مشترك» وتشكيل مجلس لمأسسة العمل. وتشمل المبادئ الـ11 عناوين هي: «وحدة الأراضي السورية، والمكاشفة والاعتراف، ولا غالب ولا مغلوب، ولا أحد بريء من الذنب، ومحاسبة لا ثأر، وجبر الضرر، ومتابعة الملف الإنساني، والهوية التنوعية للمجتمع السوري، وعدم تسييس الانتماء، وجماعية التراث السوري، ومبدأ المساواة بين السوريين وحماية حرياتهم». وتم الاتفاق على تشكيل مجلس للترويج للوثيقة، ذلك أنه «بناءً على ما تم من اجتماعات بين الشخصيات الموقّعة التي اتسمت بطابع الدورية، وأخذت شكلاً مؤسساتياً بحكم الأمر الواقع، تم انضمام الكثير من الشخصيات، ووقّعت عليها، معتبرة نفسها امتداداً لمبادئها وجزءاً من الجسم الحامل لهذه المدونة، وباتت الشخصيات جميعها تشارك في الاجتماعات الدورية». وأشار الموقعون إلى أنهم اتفقوا على تأسيس «مجلس المدونة السورية جسماً حاملاً ومسؤولاً عن مدونة السلوك تجاه السوريين، أينما وُجدوا، وتجاه الدول والمجتمعات الدولية كافة». كما جرى في الجلسة الأخيرة تعيين ثلاثة ناطقين باسم «المجلس»، إضافة إلى العمل على إقامة نظام داخلي وتشكيل لجان عمل من المشاركين لوضع «خريطة تنفيذية» لشرح المبادئ الـ11، وتقديمها إلى الحواضن الاجتماعية لكلٍّ منهما داخل البلاد وخارجها.

 ترمب: حان وقت الاعتراف بسيادة إسرائيل على الجولان

 

دمشق تدين والجامعة العربية تعتبرها «مخالفة للقانون»... ونتنياهو يرحب بـ«جرأة» الرئيس الأميركي

واشنطن: هبة القدسي القاهرة: سوسن أبو حسين/الشرق الأوسط/22 آذار/19/أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترمب، أمس، أن الولايات المتحدة ستعترف بالسيادة الإسرائيلية على مرتفعات الجولان السورية المحتلة منذ عام 1967. وقال ترمب عبر «تويتر»: «حان الوقت للاعتراف الكامل بسيطرة إسرائيل على هضبة الجولان التي لها أهمية استراتيجية وأمنية بالغة لدولة إسرائيل والاستقرار الإقليمي». وجاءت هذه التغريدة قبيل مؤتمر صحافي عقده وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في القدس. كما جاءت قبل زيارة نتنياهو إلى واشنطن يومي الاثنين والثلاثاء المقبلين. وقالت مصادر البيت الأبيض لـ«الشرق الأوسط» إن النقاشات حول الاعتراف الأميركي مستمرة منذ أشهر، حيث حض نتنياهو مراراً الولايات المتحدة على الاعتراف بالسيادة الإسرائيلية على مرتفعات الجولان. وكان السيناتور الجمهوري ليندسي غراهام زار برفقة نتنياهو هضبة الجولان، وقال إنه سيضغط على إدارة ترمب للاعتراف بسيادة إسرائيل عليها، علماً بأن هناك مشروع قانون بهذا الشأن في الكونغرس، قال غراهام، أمس، إن التصويت عليه سيحصل قريباً. من جهته، كتب نتنياهو على «تويتر»: «في وقت تسعى إيران إلى استخدام سوريا منصة لتدمير إسرائيل، يعترف الرئيس ترمب بجرأة بسيادة إسرائيل على مرتفعات الجولان. شكراً للرئيس ترمب». واعتبر الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط الموقف الأميركي الجديد «خارجاً بشكل كامل عن القانون الدولي». وكانت الخارجية السورية أدانت بشدة اتجاه ترمب لاتخاذ هذه الخطوة «التي تعبر عن عقلية الهيمنة والغطرسة للإدارة الأميركية ونظرتها بما يخدم المصالح الإسرائيلية». وأضافت أن «الشعب العربي السوري عموماً وأهلنا في الجولان المحتل أكثر تصميماً وعزيمة على الاستمرار في النضال حتى تحرير الجولان المحتل بشكل كامل».

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

New Deal" الذي يتأبطه بومبيو؟  

مرلين وهبة/الجمهورية/الجمعة 22 آذار 2019

تبدو الولايات المتحدة الاميركية مستعدة لاجتياز الطرق الوعرة وتدوير الزوايا في سياساتها في العالم أجمع، اذا كانت المحافظة على قوتها الإقتصادية الأولى عالمياً تقتضي ذلك، بما في ذلك تعديل العقود الاميركية القديمة مع بلدان الشرق الاوسط تجديداً أو تجميداً.

هذا تماماً ما يحاول المبعوثون الأميركيون الى الشرق الاوسط بلوغه منذ مجيء وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون العام الفائت، مروراً بزيارة ديفيد ساترفيلد مطلع السنة، وصولاً الى زيارة وزير الخارجية الاميركية اليوم مايك بومبيو، مع الزيارات الاستقصائية الخاطفة لمسؤولين اميركيين من الصف الأول أو الثاني الى لبنان.

فماذا يحمل بومبيو الى الشرق الاوسط، وماذا يخبىء في جعبته للبنان؟

تقول اوساط مطلعة، إنّ رئيس الديبلوماسية الاميركية يتأبط « CONTRACT» جديداً، أي عقداً جديداً للبنان يلعب من خلاله على خط النفوذ بين المصالح الأميركية والروسية. فبين أن يدخل الروس شريكاً في التنقيب عن الغاز، الذي فاز كونسورتيوم «آني - توتال - نوفوتيك»، وأن يتسلّموا من جهة ثانية عملية التخزين شمالاً من خلال فوز ROSNEFT من المؤكّد انه أمر لم يستسغه الاميركيون.

وتلفت الاوساط نفسها، الى انّ إقدام الاميركيين على إنشاء سفارة في لبنان، كلفتها فاقت المليار ونصف المليار دولار وتعتبر ثاني أكبر سفارة أميركية في المنطقة بعد إسرائيل، زد عليها الاستثمار الاميركي مع الجيش اللبناني، من مصلحة لبنان كدولة ان يلاقي تقاطعاً للتعامل مع الولايات المتحدة لأنه، شاء أم أبى لا يمكنه القول إنّه ليس بحاجة بعد اليوم الى هذا الاستثمار لأنّه قرّر تغيير سياسته النقدية تجاه الولايات المتحدة. وتضيف الأوساط المواكبة لزيارة بومبيو، انّ على لبنان إيجاد تقاطع جدّي مع الحاجة الاميركية خارج العنتريات المعهودة.

وعن الـ new deal الجديد مع لبنان الذي يتأبطه بومبيو، أوضحت المصادر انه يتضمن مجموعة ملفات أبرزها الملف الاقتصادي.

وقالت في هذا الصدد، «إنّ التوازن بين الولايات المتحدة ولبنان ليس متوافراً اليوم من وجهة نظر الاميركيين».

كذلك يتضمن هذا «الديل» ملفات «حزب الله» واسرائيل وروسيا والاقتصاد وملف النازحين. وقالت الاوساط نفسها، انّ بومبيو «قادم ليؤكّد أنّ اللبنانيين لا يمكنهم الاستمرار في القول إنّ قضية «حزب الله» اقليمية وليست لبنانية. كذلك لا يمكنهم مفاوضة الروس وتسليمهم زمام الامور النفطية والاقتصادية وفي المقابل استدعاء الاميركيين لطلب النجدة والتسلح والحماية».

واضافت الأوساط، «أن بومبيو يتأبط الـ «NEW DEAL» الذي سيطرحه على لبنان، والهدف منه تغيير قواعد اللعبة بالقول «من غير المسموح بعد الآن أن يأخذ المنطق المناهض لسياستنا كل شيء، في وقت يريد لبنان من اميركا كل شيء. فهذه المعاملة لم تعد قابلة للتجديد»، لأنّ العلاقة الثنائية بين بلاده ولبنان لم تعد تراها واشنطن مناسبة حتى في حدّها الادنى.

أمّا عن المخارج فتقول الاوساط نفسها، «انّ من الممكن إيجاد مخرج لهذا الموضوع اذا استطاع لبنان كعادته تدويرالزوايا فيتمكن من صوغ CONTRACT جديد يدوّر فيه الزوايا مثلما يفعل بعض الساسة الوسطيين الميّالين الى المعارضة في آدائهم السياسي الحالي».

وفي هذا السياق، يُتوقع أن يترجم رئيس «حركة الاستقلال» النائب ميشال معوض هذا الأداء اليوم. إذ انّ قبول بومبيو الدعوة الوحيدة الى العشاء الذي يقيمه معوض مساء في دارته في الحازمية، له دلالات عدة، في وقت يعلم الجميع أنّ التموضع السياسي الحالي لمعوّض لا يمكن اعتباره معارضة تامة في الشكل الذي تطالب به واشنطن الدولة اللبنانية حالياً، خصوصاً انه ينتمي الى كتلة «التيار الوطني الحر» الحليف لـ»حزب الله».

فيما يتساءل البعض عن الرسالة التي اراد بومبيو إيصالها الى لبنان. فليس هناك مصادفات مع الاميركيين، حسبما تقول المصادر، أو حتى علاقات شخصية تخولهم تلبية الدعوات الشخصية بحرّية وتحديداً في لبنان.

وعملياً، هناك رسالتان من الممكن استنتاجهما من زيارة بومبيو لدارة معوض الذي يولم فيها مساء اليوم لـ 50 شخصاً على شرف الضيف الاميركي. فبالاضافة الى الرسالة السياسية، هناك أخرى شخصية بمثابة رسالة دعم سياسية تدفع بمعوض الى البورصة الرئاسية بعد زيارتين متتاليتين لساترفيلد في الامس وبومبيو اليوم لدارته في خلال اقل من شهرين، علماً انّ رئيس «حركة الاستقلال» استطاع «الدوزنة» ما بين معارضته الاستراتيجية الداخلية لسلاح «حزب الله» وبين تموضعه مع «التيار الوطني الحر».

وفي وقت توقّع البعض غياب ممثل عن كتلة «التنمية والتحرير» عن العشاء مع بومبيو، أكّدت مصادر معوض أنّ النائب ياسين جابر سيمثل الكتلة في العشاء الى جانب ممثلين لمعظم الكتل باستثناء كتلة «الوفاء للمقاومة».

مع العلم انّ كتلة «الجمهورية القوية» ستتمثل بثلاثة من وزرائها، فيما سيحضر العشاء أيضاً وزراء الطاقة والدفاع والعدل والداخلية والاقتصاد والبيئة ونواب وفاعليات اقتصادية ورؤساء مجالس.

وعن لائحة المدعوين يقول قريبون من معوض، أنها «لائحة جامعة وليست اصطفافاً داخلياً، بحيث انها تضمّ شخصيات مجتمعية تمثل أوسع شرائح ممكنة لتسهيل بناء تقاطع مصالح ورؤية لبنانية ـ اميركية مشتركة تدفع الاميركيين الى الابقاء على استثماراتهم داخل لبنان بموجب»العقد الجديد».

واضافت المصادر، أنّ الدعوات الى عشاء اليوم تختلف عن سابقاتها على المستوى الاقتصادي، إذ حرص المعنيّون على أن تشمل الهيئات الاقتصادية بتنوعها وبقطاعاتها الصناعية والمصرفية والقطاعية والزراعية لابداء وجهات نظرهم في الموضوع الأبرز على الساحة اللبنانية». وكشفت «أن التركيز كان على دعوة الوزراء الذين يمسكون تقنياً بملفات ساخنة ويوجد تقاطع فيها مع الأميركيين مثل وزراء الدفاع والطاقة والداخلية والشؤون الاجتماعية والعمل، الذين تتعلق بهم مسألة النزوح السوري، آخذين في الاعتبار الحديث في الملفات التي من شأنها ان تحوّل النقاش تقنياً انطلاقاً من النقاط التي ذُكرت: حدود، نفط، أمن، نزوح واقتصاد.

تجدر الاشارة، الى أنّ علاقة آل معوّض مع الولايات المتحدة الأميركية، وتحديداً مع المؤسسات الاميركية، قائمة منذ زمن طويل، بالاضافة الى علاقة شخصية تربط معوض ببومبيو الذي كان صديقاً شخصيّاً عندما كان عضواً في الكونغرس الاميركي وقبل ان يصبح وزيراً للخارجية.

 

الخلافات الدرزية "أصعب" من قداس دير القمر  

كلير شكر/الجمهورية/الجمعة 22 آذار 2019

يفضّل رئيس «الحزب التقدمي الاشتراكي» وليد جنبلاط عدم التوسّع في التعليق المسبق على قداس يوم السبت الذي ستستضيفه مدينة دير القمر تحت عنوان «التوبة والمغفرة»، مكتفياً بالتغريديتن اللتين نشرهما خلال الأيام الأخيرة حول ضرورتين: الأولى مشاركة كل عائلات الشهداء، والثانية طيّ صفحة الماضي. يترك للمناسبة خصوصيتها ومشهديتها وكلامها المعلن، وغير الملعن.

صحيح أنها ليست المرة الأولى التي يشهد فيها الجبل حدثاً تصالحياً من شأنه المساعدة على تعزيز العيش المشترك بين مكونَيْه الأساسيين، بعد تنقية وجدان أهله من أوجاع الماضي الأليم، غير أن لهذه المحطة رمزيتها في ذاكرة أبناء المنطقة لارتباطها بالأحداث الأليمة التي تلت اغتيال كمال جنبلاط. أما في السياسة، فتتصل خصوصاً بالعلاقة المتقلبة بين «الحزب التقدمي الاشتراكي» و»التيار الوطني الحر»، نظراً الى ما بينهما من جولات قاسية من الاشتباكات.

أكثر من ذلك، تكتسب هذه المشهدية أهمية خاصة نظراً لدور وزير شؤون المهجرين، المزدوج في هذا الملف، سواء حين كان قيادياً في «التيار البرتقالي»، أو حين صار على رأس «حقيبة الجبل» تحديداً. اذ سبق له أن خاض جولات من الحوار مع الاشتراكيين ضمن لجان ثنائية، وهو الأدرى بعمق هذه العلاقة ومكانتها في ميزان «الاستقرار النفسي» في الجبل.

اتسمت العلاقة بين «الاشتراكي» و»التيار» بنزلاتها المكثّفة والتي تجاوزت طلعاتها. بينهما مساحات شاسعة، فشل الفريقان في تجاوزها. الكيمياء المفقودة بين جنبلاط من جهة ورئيس الجمهورية ميشال عون ووزير الخارجية جبران باسيل من جهة أخرى، لعبت دوراً بارزاً في ابقاء خطوط التماس مزنّرة بالتوتر. أما تضارب المصالح بين الفريقين، فلطالما صبّ الزيت على النار.

سبق للجهتين أن حاولتا أكثر من مرة ردم الجسور المتقطعة بينهما، لكن كل المحاولات باءت بالفشل. قبل «العهد العوني» لم يبذل الاشتراكيون جهداً استثنائياً لترتيب العلاقة وتنظيمها ضمن تفاهم مكتوب توثقه العناوين السياسية. أما بعده، فتبدلت الأدوار، ولم يمنح العونيون هذا المسار فرصة مضاعفة لتعزيز العلاقة.

مع وجود غسان عطالله على رأس وزارة شؤون المهجرين، يواجه ابن الشوف تحدي النجاح، وهو يسعى بكل جهده لتجاوز امتحان تسميته وزيراً، دون غيره من الرفاق الحزبيين، بتفوق، وهو يدرك جيداً أنّ المرور بمعمودية المختارة إلزامي ولا مفر منه. ومن هنا يحرص على ايلاء البعد الانساني- الاجتماعي في مهمته، حيزاً بارزاً، لكي لا تتحول وزارته مجرد «دفتر شيكات»، سرعان ما سيصير حسابه بلا رصيد اذا ما لم تتوافر الأموال اللازمة.

وبهذا المعنى، يضع عطالله كل ثقله ليكون مشهد قداس يوم السبت، مكتملاً، خالياً من الشوائب. يريده مشهداً جامعاً، يضم كل مكونات الجبل، وتحديداً الدرزية منها. لذا تكفّل رئيس الجمهورية بمهمة تضجّ بالصعوبات، وتقضي بجمع جنبلاط مع رئيس «الحزب الديموقراطي اللبناني» طلال ارسلان، في محاولة لكسر الجليد بين الرجلين قبل جلوسهما في الصفوف الأمامية للقداس.

وفي هذا السياق يؤكد عطالله لـ»الجمهورية» أنّ القداس مكسب انساني للجميع، لا حسابات ضيقة فيه، وله مكانة خاصة في وجدانه كإبن بلدة بطمة الشوفية، ولذا أراد طيّ صفحته على نحو واضح لا لبس فيه يسمح لضحايا تلك المجرزة بإجراء عملية مسامحة حقيقية. ويؤكد أنّ الوزارة قامت بواجبها لجهة توجيه الدعوات إلى كل القوى السياسية بلا استثناء.

في الأساس، لا يعتبر مؤيّدو ارسلان أنفسَهم معنيين بالحدث خصوصاً أنّه مرتبط بمناسبة محددة، تخص الاشتراكيين من جهة والمسيحيين من جهة أخرى، إلّا أنّ التغريدة التي أودعها ارسلان البريد «التويتري» والتي قال فيها إن «لا لقاء مع وليد بك إلّا عند رئيس الجمهورية وفي حضوره»، سلطت الضوء على احتمال مشاركة الارسلانيين في القداس، خصوصاً أن وزير المهجرين لم ينفِ وجود مساع يقوم بها عون لرعاية المصالحة بين جنبلاط وارسلان، إلّا أنّ مسارعة رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي الى نفي الأمر، استدعى علامات التشكيك مجدداً.

وفيما يؤكد الارسلانيون وجود مساع هادئة لجمع «البيك بالمير»، ولكنها تحتاج في رأيهم إلى مزيد من الوقت لكي تنضج، ينفي الاشتراكيون هذا الاحتمال من أساسه، ولو أنّ ارسلان أورد في تغريدته أنّ «وليد بك هو مَن بادر ووضع هذا الأمر في عهدة فخامته».

عملياً، يقول خصوم جنبلاط إنّ الهوّة التي تفصل بينه وبينهم صارت كبيرة، وقد تحتاج إلى أكثر من جلسة مصارحة أو غسل قلوب في قصر بعبدا. ثمة خلاف حول التعيينات، مشيخة العقل، الأوقاف، حوادث الجبل الأخيرة وغيرها من المسائل العالقة. حسب ما يشيرون، فإنّ شعور رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي في أنه مطوَّق، من جانب حلفائه القدامى قبل خصومه، يدفعه إلى توسيع نطاق «ربط نزاعه» مع «التيار الوطني الحر». لكنّ تسوية العلاقة مع خصومه الدروز تحتاج إلى مجهود استثنائي، لا يبدو أنه بات متوافراً.

 

واشنطن تريد لبنان قاعدة لنفوذها في الشرق  

طوني عيسى/الجمهورية/الجمعة 22 آذار 2019

في زيارة وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو للبنان، هناك مسألتان أساسيّتان قيد البحث: نفوذ «حزب الله» والتنقيب على النفط والغاز. وبين المسألتين، هناك هدف مشترك تعمل له واشنطن: إبعاد لبنان عن السيطرة الإيرانية وتأثيرات روسيا، وتعميق الحضور الأميركي في لبنان سياسياً وعسكرياً وأمنياً واقتصادياً.

هناك خريطة نفوذ جديدة بدأت ترتسم في سوريا. ومعها سترتسم خريطة نفوذ جديدة للقوى الدولية والإقليمية على مستوى الشرق الأوسط ككل. وعلى الأرجح، عندما تتمّ صياغة التسوية السياسية في سوريا، وتبدأ مرحلة إعادة الإعمار وعودة النازحين، سيتمّ إنتاج تسوية أيضاً في الملف الفلسطيني.

فزيارة بومبيو لإسرائيل تحمل مغزى خاصاً هذه المرّة، خصوصاً مع رمزية نقل السفارة إلى القدس وزيارات محتملة للجولان والحدود مع لبنان، في ظل اهتزازات داخلية تشهدها غزّة وتحضيرات للانتخابات التشريعية الإسرائيلية.

يقول المطلعون: «إذا تمكّن رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو، من العودة إلى الحكم قوياً بعد الانتخابات، كما يتوقع، فمن المحتمل أن يجري تحريك ملف المفاوضات الإسرائيلية - الفلسطينية حول المراحل المقبلة من التسوية، برعاية أميركية، ومباركة القوى العربية الوازنة. ولذلك، هناك حراك أميركي مُكثَّف في اتجاه المنطقة خلال المرحلة المقبلة.

وعندما تتحرك المفاوضات، سيكون الضغط على إيران قد بلغ الذروة، بهدف تعطيل دورها الإقليمي ومنعها من «خردقة» التسوية من خلال حلفائها، سواء في غزة أو عبر الجولان أو الحدود مع لبنان. وسيكون الإيرانيون أمام أحد خيارين:

1- أن يصرّوا على التصعيد وبلوغ المواجهة التي من المرجّح أن تتَّخذ وجوهاً سياسية واقتصادية، لا عسكرية. وهذا الأمر له أكلافه الباهظة عليهم، في ظل الحصار الدولي والأزمة الاقتصادية المتنامية في الداخل.

2- أن يقرِّروا التنازل والخروج من اللعبة بما يتوافر لهم من مكاسب، عبر صفقة يعقدونها مع واشنطن.

وهناك مَن يعتقد أنّ الإدارة الأميركية ستواصل تجييش القوى الدولية والإقليمية حتى إجبار إيران على التراجع وعقد الصفقة. وهذا السلوك يُعبِّر عن شخصية الرئيس دونالد ترامب المعروف عنه أنه بارع في إجبار خصمه على عقد الصفقة بعد وصوله إلى أدنى درجات الضعف. وترامب يُصوِّر نفسه، في كتابه «فن الصفقة»، بأنه «محترِف صفقات».

سيكون الموقف الروسي هو الدافع الأقوى إلى رضوخ إيران للصفقة. فالروس يريدون أن تكون الورقة السورية لهم، لا لإيران. وهم مستعدون للمقايضات في هذا الشأن، مع الولايات المتحدة أو تركيا أو إسرائيل. كما أنهم يبحثون عن مصالحهم، خصوصاً في لبنان والعراق ومصر ودول الخليج.

لكنّ الروس، في الوقت عينه، لا يريدون التخلّي عن إيران، ولا يمكنهم الاستغناء عن دورها ومهماتها. وهم يفضِّلون إشراكها في التسويات وإعطاءها جوائز الترضية لعدم إغضابها، ولكي تبقى لهم الحليف الدائم.

والطريقة التي يعتمدها الرئيس فلاديمير بوتين تقوم على الآتي: لن تنعزل إيران تماماً عن حلفائها في الشرق الأوسط، على رغم من الضغوط الأميركية. وهي مضطرة إلى الاستعانة بموسكو لتقوية مواقعها، وأحياناً ستنسحب تاركةً لها رعاية هؤلاء الحلفاء، خوفاً من سقوطهم تحت وطأة الضربات الأميركية.

ومن أبرز الأمثلة أنّ الإيرانيين اضطروا إلى التسليم بأنّ الدور الأساسي في دمشق هو لموسكو وليس لهم، لأنّ الروس هم الذين يوفَّرون الصمود الحقيقي للأسد حالياً، ضمن توازنات توافقوا عليها مع تركيا وإسرائيل والولايات المتحدة. وأما النفوذ الإيراني في سوريا، فالمعطيات المقبلة هي التي ستتكفَّل بتحديده، فيما الأميركيون كرَّسوا نفوذاً وازناً لهم في الشرق والشمال.

ومن هذه الزاوية، يجدر النظر إلى الدور الذي يضطلع به لبنان في الاستراتيجية الأميركية. ووفق المتابعين، إنّ هدف واشنطن هو الاحتفاظ بلبنان ليكون قاعدةً أساسية لحضورها الاستراتيجي في الشرق الأوسط. ولذلك، هي تضغط عليه اليوم لعزله عن دائرة النفوذ الإيراني والطموحات الروسية، وتُسلِّف لبنان دعماً على مختلف المستويات:

1- دعم الجيش اللبناني والتنسيق معه أمنياً، ومع المؤسسات الأمنية.

2- دعم القطاعات المالية اللبنانية، ولا سيما منها القطاع المصرفي.

3- الدعم الاقتصادي.

4- توفير التغطية السياسية للبنان في المحافل الدولية.

5- رعاية التسويات التي توفِّر الاستقرار الداخلي.

6- الحؤول دون تعرّضه لخضّات أو اعتداءات حدودية.

لكن لبنان بقي دائماً يدفع ثمن استفادته من الحضانة الأميركية، حتى في المرحلة التي كان فيها السوريون يديرون كل شيء داخلياً. والثمن هو عدم خروج لبنان من واشنطن... لا إلى طهران ولا إلى موسكو ولا إلى الأوروبيين. فلكل من هؤلاء حصَّته. وأما الرعاية الأساسية فتبقى أميركية. والحجم الذي قرَّرت واشنطن إعطاءَه للمبنى الجديد لسفارتها في عوكر له دلالاته المستقبلية. ومن هنا يمكن إدراك الرغبة الأميركية في إبعاد إيران عن القرار اللبناني، وضبط حدود التقارب بين لبنان وروسيا عشية زيارة الرئيس ميشال عون لموسكو.

وعموماً يبدو لبنان «منضبطاً» تحت السقف الأميركي. وهو عاجز عن «الإفلات» تحت طائلة اهتزاز استقراره المالي والعسكري والسياسي والاقتصادي. ويكفي تحريك الدعاوى القضائية المقامة في نيويورك على مصارف لبنانية لإحداث زلزال في لبنان.

ويعتقد البعض أنّ دوران لبنان في الفلك الأميركي يأسره ويحرمه من قدرات أخرى قد يتيحها الانفتاح على قوى دولية أخرى، ولا سيما منها موسكو. لكن أخرين يعتبرون أنّ الرضى الأميركي الدائم يوفِّر للبنان ضمان استقرار داخلي وخارجي.

وهكذا، فإنّ الذكاء اللبناني يكمن في براعة الاستفادة من طاقات مزيد من القوى الدولية والإقليمية، من دون استفزاز الولايات المتحدة. وفي تحويل هذا التهافت على لبنان نقطة قوة لا نزاعاً مدمِّراً. لكن هذا الذكاء يحتاج إلى أن تكون في السلطة مرجعيات تتَّصف بالحكمة وعدم الارتهان للقوى الخارجية. وهذا أمرٌ يحتاج إلى كثير من النقاش.

 

الأحزاب والنعوش  

جوزف الهاشم/الجمهورية/الجمعة 22 آذار 2019

هذه التي يُـقال: إنها أحزابٌ عندنا، هي تلك الميليشيا التي خطفت لبنان على هويته الوطنية منذ سنة 1975، وكتبتْهُ على إسمها مع كل حدوده المعترف بها دولياً.

وكمثل ما أطلقتْ مدام «دو باري» على الملك الفرنسي لويس الخامس عشر لقَـبَ «فرنسا»، هكذا حلَّلت الأحزاب الملَكية عندنا إطلاقَ لقب «لبنان» على نفسها، ولم توفّر لقب لويس الرابع عشر القائل: «أنا الدولة».

وبفضل مجموعةٍ من الألقاب الدجّالة أصبحت الأحزاب عندنا هي «لبنان» والوطـن والدولة والأرض والسلطة والسياسة والمقاعد والوظائف والمراتب والرواتب، ولها الملْكُ والقوةُ والمجد، ولها سلطةُ الله على الأرض.

وعندما تمتلك الأحزاب سلطة الأرض وسلطة السماء يصبح اللبنانيون من غير الأحزاب فئـةً مستَبْعَدةً مستعبَدَةً نازحةً كادحةً مهّمشة مستضعفة محرومة معزولة ومرذولة وليس عليهم إلاّ أن ينخرطوا في هذه الأحزاب – ولو مكرهين – حتى ينالوا شرف الوطنية، ويحصلوا على حقّ في الوطن، ووظيفة في الدولة، وخدمة في وزارة، ودعوى في محكمة، ورغيف خبز مـن فـرن.

المفكر الفرنسي «موريس دوفرجيه» يقسم الأحزاب الى ثلاثة: أحزاب الجماهير وأحزاب الشعب وأحزاب السلطة، ولكلٍّ منها مواصفات بين الراديكالية الفرنسية والبورجوازية الأميركية، والمبادئ القومية أو القيم الفكرية كالحركة الجهوية في فرنسا.

والأحزاب عندنا لا علاقة لها بأي تسمية من هذه التسميات وبأي صفة من هذه المواصفات، إنها بالمعنى اللفظي وطنيـة إستقلالية ديمقراطية إشتراكية إجتماعية توحيدية، وهي بالمعنى العملي والعملاني: مذهبية مصلحية إنكفائية حصرية متعصبة متطرفة، عائلية الإنتماء إقطاعية الزعيم.

من المفارقات الشديدة المرارة، أنّ الأحزاب في القرون الوسطى في لبنان كانت ذات هيكلية توحيدية مشتركة في اشتراكيتها، وكان كلٌ من الحزب القيسي واليمني يضم مسيحيين ومسلمين ويمارس العمل السياسي والحزبي بمفهومه الديمقراطي الوطني.

وقُـلْ: منذ القرن السادس قبل المسيح كانت المدن الفينيقية: صور وصيدا وجبيل، تُمارِسُ السلطة بمستوى عالٍ من الديمقراطية، عبر مجلس يمثل الشعب ومجلس شيوخ يهتم بالشأن المصيري، وقضاة منزَّهين يحكمون بالعدل.. ونحن في القرن الواحد والعشرين نرجع بلبنان القهقري الى ما كان في عهود ذوات القرون.

في القرن الواحد والعشرين وفي ظل هذه الثورة الإلكترونية والتطور التقني الجامح لم يعد الإنسان يميل الى التكبُّل بالتزام حزبي مدى الحياة، حتى إن الإلتزام بمؤسسة الزواج مدى الحياة أصبح أمراً متعذراً، وقد قال الأديب الفرنسي «ألبير كامو» بهذا المعنى: «لقد حان الوقت للتضحية بالعقائد كي يعيش الإنسان...» إذا كانت العقائد الفكرية والروحية تتعارض مع استمرار حياة الإنسان، فكيف هي نعمة الحياة إذاً مع الأحزاب المذهبية الطابع والشخصانيّة الأهواء، التي تنتصب في المجتمع كالأصنام المتوحشة، لا تسير إلاّ خلف الجنازات ولا تجتمع إلاّ تحت النعوش.

رحم الله الأديب الشاعر أمين نخله الذي يقول في رثاء أحد الكبار:

جامعُ الصـفِّ بعدَ طولِ شتاتٍ جُمعَتْ تحتَ نعشهِ الأحزابُ.

 

زيارة بومبيو: نجدةُ الحليف  

نبيل هيثم/الجمهورية/الجمعة 22 آذار 2019

تكهنات كثيرة رافقت وصول وزير الخارجية الاميركية مايك بومبيو إلى المنطقة، وقارئو الفناجين رسموا سيناريوهات متعددة عمّا يحمله، تقاطعت حول عنوان وحيد، الضغط على إيران و»حزب الله».

هذه السيناريوهات، طافت بها أروقة السياسيين والمحللين في لبنان، الجامع المشترك بينها انّها فرضيات غير مبنية على معطيات تؤكّدها، بخلاف تقييم مستويات غربية ادخلت مسؤولين لبنانيين إلى الفناء الخلفي لجولة بومبيو، ومكّنتهم من التقاط الخلاصات الآتية:

- في الظاهر، تأتي جولة بومبيو، لتكرار المُكرّر حول تجديد «التزام واشنطن بدعم حلفائها، ومواجهة الخطر الايراني عليهم. وهي لغة يحب ان يسمعها اعداء ايران في المنطقة. والتي تستطيع واشنطن من خلال تكبير خطر الغول الايراني، ان تملأ الدلو الاميركي بالدولارات الخليجية.

كما في اساس الجولة هنا، هو تأكيد إنحياز واشنطن إلى التحالف الذي تقوده السعودية في اليمن، إلى جانب المزيد من الدفع الأميركي لدول المنطقة نحو ما تسمّى» صفقة القرن»، بوصفها الحل الوحيد للصراع العربي- الإسرائيلي، ومفتاحاً للتطبيع الاقتصادي والسياسي الكامل مع اسرائيل.

- وأما في الجوهر، فالعنوان الأول والأخير لجولة بومبيو، هو اسرائيل. إذ انّ وزير الخارجية الاميركية يصل إلى المنطقة في توقيت إسرائيلي حسّاس لنجدة «الحليف الحقيقي»، أي بنيامين نتنياهو، قبل أقل من شهر من موعد الانتخابات العامة في إسرائيل، والتي يبدو فيها رئيس الوزراء الإسرائيلي محاصراً بقضايا الفساد والرشاوى، فضلاً عن عدم تمكّنه من تحقيق إنجازات نوعية سواء في سوريا او ضد «حزب الله» في لبنان.

ومن علامات هذا الدعم، الموقف المثير للحماسة الإسرائيلية الذي أطلقه بومبيو في تقرير وزارة الخارجية الاميركية قبل ايام، لناحية إسقاط صفة «الاحتلال» عن هضبة الجولان. وذلك بالتوازي مع حراك أميركي، على مستوى الكونغرس، يقوده السيناتور ليندسي غراهام، الذي تعهّد بأن تعترف واشنطن، بسيادة إسرائيل على هضبة الجولان المحتلة، وهو ما أعلن عنه نتنياهو في بيان يتزامن مع حملته الانتخابية.

- وفي جوهر الجولة ايضاً، محاولة اميركية واضحة لقطع الطريق على المحاولات الروسية الحثيثة الانفتاح على الدول العربية، والخليجية على وجه التحديد. الأمر الذي يصنّفه الأميركيون بمثابة الاعتداء المباشر على مصالحهم الحيوية في المنطقة.

- أما اختيار بومبيو لبنان واحدة من محطات جولته الشرق أوسطية، فيأتي ليؤكّد أنّ الوزير الأميركي راغب في اختبار كل ما سبق على الأرض اللبنانية. ففي «العنوان الإيراني» سيأتي بومبيو لـ»يحرّض» مجدداً ضد «حزب الله»، وبالتالي ضد إيران، وسيطلب مزيداً من التشدّد ضد المقاومة اللبنانية، التي لم يعد رقمها الصعب مقتصراً على الميدان العسكري، بل بات سياسياً بامتياز، وسيسعى جاهداً للضغط باتجاه مزيد من الإجراءات الهادفة إلى خنق «حزب الله» عسكرياً وتمويليا، عبر مزيد من التضييق واجراءات مصرفية وما شابه.

وبالنظر إلى الحساسية اللبنانية، فإنّ بومبيو سيمزج «التحريض» بـ»التطمين» في احاديثه مع المسؤولين اللبنانيين، عبر التشديد على أن لا عقوبات على الدولة اللبنانية، طالما أنها ملتزمة قولاً وفعلاً بسياسة «النأي بالنفس»، ومستعدة، أقلّه «نظرياً» لقبول الأمر الواقع الذي تسعى واشنطن لفرضه عليها، والمتصل بالعقوبات على «حزب الله».

في هذا الجانب، ينبغي لحظ تزامن وصول بومبيو الى بيروت مع استعداد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون للقيام بزيارته الرسمية الأولى لروسيا، في ظل انفتاح متبادل على خط موسكو - بيروت، إن في السياسة، حيث باتت المبادرة الروسية لعودة النازحين جزءاً من البيان الوزاري للحكومة الجديدة، أو في الاقتصاد، مع تحوّل روسيا إلى شريك فعلي للبنان، من خلال مشاركة اثنتين من شركاتها في مشاريع النفط والغاز، الأولى في التنقيب (نوفاتيك) والثانية في التخزين والنقل (روسنفت)، فضلاً عن التحضيرات الجارية لتمهيد تربة الدخول الروسي في عملية إعادة الإعمار في سوريا من بوابة «لوجستية» في شمال لبنان (المنطقة الصناعية ومرفأ طرابلس).

على هذا الأساس، قد تكون زيارة بومبيو في عمقها، محاولة لكبح اندفاع لبنان نحو موسكو، بما يجعل نجاحها، ان حصل، نموذجاً يمكن تعميمه لكبح اي انفتاح من قِبل اي من الدول العربية على الروس. وفي عمق الحضور الأميركي في لبنان، يقع ملف الحدود البحرية والنزاع القائم حولها بين لبنان وإسرائيل. فالسيناريو الأميركي يراعي اسرائيل بالكامل، ويبدو انه سيميل الى مزيد من التشدّد، خصوصاً في موازاة حديث يُوصف بالجدّي عن سيناريو روسي نقيض، تبدو فيه روسيا مستعدة للتحرك حيال هذا الملف، عبر تقديم نفسها كـ»وسيط نزيه» نقيض للوسيط الأميركي من جهة، وفرض نفسها على الإسرائيليين، بالنظر إلى أنّ غاز شرق المتوسط بات في معظمه نفوذاً روسياً.

 

مشكلات إيران أبعد من العقوبات الأميركية  

بروفسور غريتا صعب/الجمهورية/الجمعة 22 آذار 2019

ما الجديد في الاتفاق النووي الذي يدخل عامه الرابع مع التزام إيران التام بمضمونه؟ بينما انسحبت إدارة الرئيس ترامب من الاتفاقية في أيار 2018 وتسعى لفرض عقوبات جديدة على طهران.

يعتقد الأميركيون انّ المعونة الاقتصادية وغيرها هي نوع من انواع الضغط، التي تحمل ايران على الجلوس مجدداً الى مائدة المفاوضات ووقف برنامج الصواريخ البالستية أو الحدّ منها، والتخفيف من وجودها الاقليمي إن كان في سوريا او العراق او غيرها من المناطق. وانسحاب اميركا من الاتفاق قد يكون تهديداً مباشراً لإيران، لكن، ولمنع التصعيد، يجب على طهران المضي في الالتزام بتطبيق الاتفاقية وممارسة ضبط النفس وتهدئة الصراعات الاقليمية.

وقد يكون من المنطقي أنّ باقي أطراف الاتفاقية يتوجّب عليهم إشراك ايران ومنع أحادية اميركا كونه ولغاية الآن وحسب المراقبين، إيران ما زالت ملتزمة بتطبيق الاتفاقية. وإيران قد تستمر في نهجها الحالي، وهو الامتثال للصفقة لكنّ ذلك سيتطلّب استمرار الجهود التي تبذلها اوروبا بشكل خاص وكذلك روسيا والصين.

ومصير الاتفاق الآن JEPOA يبدو انه يعتمد على سباق ثلاثي حتى الساعة:

1 - تحاول الولايات المتحدة توفير أقصى قدر من الضغط على ايران على امل انهيار الاقتصاد الإيراني.

2 - تمارس إيران الصبر على هذه الامور على امل ان تفشل إدارة ترامب وان يتنازل في العام 2020 عن السلطة.

3 - أوروبا ودورها في تقديم الحوافز الاقتصادية والدبلوماسية الكافية لتبقى إيران في الصفقة من دون تعميق الخلاف العابر للمحيط.

ولا بد من التذكير انّ رفع العقوبات الدولية التي لها صلة بالأنشطة النووية في كانون الثاني 2016 ترك ملامح انتعاش للاقتصاد الايراني بشكل عام، إذ كان معدل نموّ الناتج المحلي 1.6 بالمئة في العام الذي سبق الاتفاقية وارتفع الى 12.5 بالمئة في العام الذي تلاها، وتواصلت نسبة النمو بقدر 3.7 بالمئة ما بين العامين 2017 و2018، وانخفض معدّل التضخم الى ما دون الـ10 بالمئة.

وعلى رغم من توقيع اتفاقيات مع كبار الشركات العالمية، يبدو انّ تطبيع العلاقات المصرفية ما زال عالقاً ويحتاج الى المزيد من الجهود، ويبدو ايضاً انّ معدل النمو قد يتباطأ بعد العام 2017 بسبب زيادة الشكوك حول مصير JCPOA الأمر الذي دفع الشركات الكبرى لترك ايران ووضع السوق في طيّ النسيان - ويبدو الآن انّ الاسواق الإيرانية غير مؤاتية لأيّ عملية استثمار في ظل تزايد العقوبات، لاسيما الموجّهة الى شريان الحياه الإيرانية وصادراته النفطية. وقد نجحت ادارة الرئيس الاميركي في سحب اكبر كمية من النفط الايراني من الاسواق، والذي شكل ضرراً. إنما وعلى ما يبدو فإنّ الضرر الاكبر يأتي من شروط اميركا على أنّ عائدات النفط، والتي تشكل 35 في المئة من ايرادات الحكومة حسب الميزانية السنوية، تبقى حبيسة في حسابات معينة لا يمكن استخدامها الّا في الواردات من تلك البلدان.

ولعل الدليل الاكبر على متاعب ايران الاقتصادية بعد رفع الحظر عنها في ازمة العملة، انها شهدت خسارة تفوق 70 في المئة من قيمتها بين آذار وايلول من العام 2018. والواقع انّ العقوبات الأميركية شرّعت الباب امام جوانب الضعف المتأصلة في الاقتصاد الايراني وعثرات صناع السياسة الإيرانية في معالجتها. ومن المهم قوله، وحتى قبل اعادة فرض العقوبات المالية، انّ القطاع المصرفي في ايران يشكو من مشكلات كبيرة بسبب ارتفاع نسبة القروض المعدومة والتي وصلت الى مستويات تهدّد بالانهيار الكامل؛ كذلك وجود عشرات الاتحادات الائتمانية غير المرخصة التي تضخمت خلال السنوات القليلة الماضية وأصبحت معسرة في العام 2017، الأمر الذي دفع المودعين الى الشوارع واضطرت معه الحكومة الإيرانية الى سداد هذه المبالغ للمودعين، ما أحدث تأثيراً كبيراً على العملة واسعار الفوائد.

وتزامن ذلك مع تحويل الايرانيين اموالهم الى عملات اجنبية، وأدى الامر الى زيادة الطلب على العملة الصعبة وتزامن مع التحديات التي تواجهها ايران من عائدات النفط وكيفية اعادتها الى البلاد. وجاء رد الحكومة الإيرانية كارثياً، اذ انها لم تتخذ اجراءات وقائية، الامر الذي ادى الى تفاقم الازمة عن طريق تخفيض سعر الصرف الرسمي بنحو 15 بالمئة وتقييد حركة رؤوس الاموال، واعتبار انّ حيازة العملة الأجنبية بنسبة تزيد عن 10000 يورو هو أمر غير قانوني. كل هذه الأمور أدت الى انتعاش السوق السوداء وهروب رؤوس الأموال. وفي آب 2018 قال المسؤولون الايرانيون انّ البلاد سوف تخسر ما يقرب من مليون وظيفة بحلول آذار 2019 نتيجة للعقوبات.

وفي موازاة ذلك، سَعت حكومة ريحاني لكسر حدة تأثيرات العقوبات الأميركية وتوسيع العلاقات التجارية مع الدول المجاورة. وفي آب الماضي سمح خامنئي بإنشاء محاكم خاصة للنظر في قضايا الفساد الاقتصادي، بيد انّ الجهود الرامية الى معالجة مشكلة الفساد سوف تواجه معركة صعبة، في الوقت الذي تعتمد ايران بشكل متزايد على التهريب وتجارة السوق السوداء والتحايل على العقوبات.

الجدير ذكره هنا انه ورغم ما تعانيه ايران من مشكلات داخلية وخارجية، فإنّ سنوات من الخبرة في إدارة ضعف الاقتصاد مع ارتفاع التضخم مقترن باستمرار الحوار الاقتصادي مع الاتحاد الاوروبي وروسيا والصين والهند وبعض الدول المجاورة لإيران، هو أمر يساعد في ان تحافظ إيران على بقاء الاقتصاد سليماً. ولمَن يراهن على الاحتجاجات الداخلية، فإنها لم تتطوّر لتصل الى حركة قومية. ويبقى قولهم إنّ زوال الـ JCPOA ليس حتمياً بعد الانسحاب الاميركي ونتيجة الجهود الأوروبية الرامية الى الحفاظ على قدر من التجارة مع ايران. لذلك ينبغي القول إنّ مشكلات إيران ليست فقط عقوبات أميركية، إنما مشكلات اقتصادية داخلية ساعدت بشكل كبير على التدهور الحالي الحاصل فيها.

 

قرادية” لنطانس شباط تلقي الأضواء على العيشية في عين إبل قبيل وأثناء الحرب العالمية الأولى

http://eliasbejjaninews.com/archives/73222/%D9%82%D8%B1%D8%A7%D8%AF%D9%8A%D8%A9-%D9%84%D9%86%D8%B7%D8%A7%D9%86%D8%B3-%D8%B4%D8%A8%D8%A7%D8%B7-%D8%AA%D9%84%D9%82%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%B6%D9%88%D8%A7%D8%A1-%D8%B9%D9%84%D9%89-%D8%A7%D9%84/

اسمعوا يا أفندية                

بحكي بصفاة النية     

عاللي صار ببلدنا              

بوصفها بهالقرادية

عيشة صارت يخفيها   

تعبة كتير وردية

يلعن سنة اللي فيها            

سمعنا بصيت الحرية

بالحرية نحنا سمعنا    

وفيها كتير اطمعنا

وقلنا المرة استنفعنا

صرنا نعيش بكيفية

قلنا صرنا نعيش بكيف         

تركنا العصاية والسيف

لا في غريب ولا ضيف         

كلتنا فرد سوية

من فرد وطن صرنا            

وبهالوقت تحررنا

بها التجارة تاجرنا               

وقلنا ارباحا قوية

قلنا هيدي تجارة                

مكسب من دون خسارة

هي من سعد النصارى         

وفيها رضيوا السنية

طلع الأمر من اسطنيول               

من الباب العالي بقول

صار النصراني مقبول  

يدخل بالعسكرية

عسكر نصارى بدنا             

قلنا هالمرة سعدنا

عها الراي استندنا              

وحظينا بهالشرفية

نحنا هالشرف منحوش         

جدودنا ماتوا وما حظيوش

لبس الجاكيت والطربوش       

والبدلة العثمانية

نحسّبها شرف كبير

للي عسكري بصير

بيتوظف نصارى كتير          

قوّاد وشاويشية

اللي بيحظى بهالسعادة         

كتير بياخد افادة

بنينا عنا نادي                 

لعينبل خصوصية

جمعية  بعينبل عملنا          

والسلم بالعرض حملنا

عيد السيدة حللنا               

وتبعنا عيد الجمعية

عيد الجمعية منهاب           

وعيد السيدة ما لو حساب

بظني بأول شهر آب           

مشينا بعيد الحرية

طلعنا طلعا يا لطيف

بترتيب ونادينا نظيف

يخطب جريس بوناصيف       

باللغة النحوية

يخطب ويقدم برهان            

وبونا يعقوب  مش غلطان

لقب جريس بوكلام             

من سنة المعمودية

يخطب ويحكي بعياط          

هو واليازجي باط بباط

وابن عمي انطانس شباط       

عملوه قاضي شرعية

انطانس شباط عنا كان         

متل القاضي بالديوان

يحكم ما بين النسوان

اللي بختلفوا عالميي

لما بيختلفوا عالعين            

انطانس يشرع للتنتين

وجريس الجشي  يا زين        

بوقتها هوي كان                        

رئيس البلدية

رئيس بلدية صار              

هوي اللي بيقطع اسعار

وكان دوم يحدد العيار          

في بيع الخضرجية

يقطع السعر للناس             

تاقن هالشغلة لا باس

والمسعف حنا بوالياس          

تنينهن اتحادية

الاتحادي مش مبغوض        

والغريب منهم مرفوض

وهيدي الدنيا فيها حظوظ               

وعطايا ربانية

خلعوا عبد الحميد

وحطوا خيو عن أكيد

قلنا لبسنا ثوب جديد

رمينا تياب المهرية

على النور اهتدينا              

وحسّبنا الأمر بدينا

وعا صيد السمك نوينا          

طلعت سمكتنا حية

حية وصارت تأزينا             

علقنا وهيدا الصار فينا

عالوقت الماضي بكينا         

عالدولة الأولية

عالماضي بكينا ونحنا          

حزنا بعد ما فرحنا      

خسرنا أكتر ما اربحنا

دفعنا العشرة مية

بس انها طلعت الاخبار        

فرحنا وقلنا صرنا احرار

طلع الطلب عالعسكر          

وكل من تيابوا يهيي

الغانم يدبر حالو       

واللي مقبول نيالو

بيترك بالبيت عقالو            

والحطة والطاقية

يلبس عا راسو طربوش         

والبنطلون والقالوش

بها البدلة لا تكون مغشوش    

هي صنعة سكناجية

هيدا شغل سكناجي            

ما النا فيه ولا حاجة

هيك اللي اشتهى الجاجة               

تا يكلها مقلية

مقلية يتعشاها                  

ومن زمان اشتهاها

لمن وصلت لقاها              

بعفشها وريشها محشية

لمن شاف عليها ريش          

قال هالأكلة ما بديش

قالوا اجاك الشاويش            

انجبر ياكلها نية

من أول آب لكوانين            

كنا دوما مبسوطين

والا الخيالة جايين              

وهاي أول طلبية

قالوا جيبوا المطلوبين           

تنقيدهن مين ومين

ابن تمتنعش وعشرين          

مطلوب للعسكرية

هيدا عسكري مختص          

والمطلوب ساعتها حس

قالوا هيدا المطلوب بس        

النمرة هيدي مكفية

ما بدنا غير الشباب            

ما النا عازة بالشياب

قلنا أكترهن غياب

صاروا أمركانية

قلتلهن الغياب كتار            

وصادق عالحكي المختار

أخدوا خمس ست انفار         

الطلب كان بقلية

كانوا قلال المطلوبين           

قالوا الباقي معفيين

مضى شباط وكوانين           

لوقت شهور القيضية

اجا خيالة وحراس              

فاتوا عالبلد بقواص

ساعتها فزعت الناس           

وانهزمت عالبرية

كل واحد صار متخبي          

وشر العسكر متأبي

الضابط جايي متعبي           

من هالجيري الردية

جاي متعبي من الجيران        

وفايت عالبلد غضبان

ما لقيش إلا النسوان            

وجملة اختيارية

بوقتها بالبلد دار                

يفتش فيها دار ودار

مسكوا أسعد العمار            

وبقية الاعضوية

جابوا كل المخاتير             

لعند الضابط بكير

قلهن اعطوني تخبير           

رجال بلدكن وين هيي

قالولو رجال معناش            

وببلدنا بيلتقاش

لمن ضاق فيهن المعاش               

راحوا كلن غربية

ما عنا إلا العجز               

واللي بيمشي عالعكاز

وان كنت منهم معتاز          

منقدملك كمية

لما ما لاقيش زلام              

ترك البلد قوام

مدري قنع بالكلام

مدري من الله حنية

الله حننوا علينا                 

تفلّحنا وحشيّنا  

ومزروعاتنا ضبينا              

وخلصنا كل الحصدية

لآخر شهر الحصيدة           

عشنا عيشة رغيدة

اسمعنا بأخبار جديدة           

عن حرب الأوروبية

حرب فرنسا والألمان            

يقولوا كونوا بأمان

بحكم مولانا السلطان           

ودولتنا العثمانية

سلطاننا محمد رشاد            

بريد يضل عالحياد

وصدر أمر عالبلاد             

حتى يعدوا الرعية

أمر الرعايا تنعد                

للدول تيحط الحد

يجمع جيشو ويستعد           

ويحمي شطوط البحرية

حتى الجايي عالخطوط         

ما يقدر غريب يفوت

من اسطنبول لبيروت          

حدود البلاد محمية

الأمر من الباب العالي         

يعدّو كل الأهالي

من نصراني ومتوالي           

كلن ينعدوا سوية

حضر الضابط والمأمور        

حتى يضبطوا الجمهور

طلبونا للحضور                

ننزل عالأبرشية

رحنا للمطران عا صور         

هيك كان اجانا المنشور

قالولنا عليكم بشور             

هوي والأفندية

أفندية بيت النجار              

عبدالله وخيو اسكندر

نحنا منهم مننشار              

طايفة المارونية

جانا من اسكندر مكتوب               

فرحنا وانبسطت القلوب

قال يحضر كل مين مطلوب   

واللي بيصير عليي

تحضر كل المطاليب          

ما حدا منكن يغيب

جيبوا البرق والصليب           

وتعالوا بالكلية

تعوا بهمة وكترة وجيش         

تنشوف عددكن قديش

عين إبل ودبل ورميش         

وأهالي علما الغربية

نزلنا نركض عالدربين          

من بلدنا شي ميتين

لاقونا عا راس العين           

بالنوبة السلطانية

النوبة وطبل وربابة

لبرات البوابة

فتنا بكترة ومهابة               

كبر وعز وجاهية

دخلنا بعز ومهابة              

لجوات البوابة

كبر الجاه ربحونا               

وعالسرايا ساقونا

لما وصلنا عدونا               

لا فحص ولا كشفية

لا فحص ولا شافونا

هالمشوار عزبونا

وعالبلد رجعونا                 

بحر الشوب الضهرية

بحر الضهر رجعنا             

وفوق القنا تجمعنا

والياس الخوري  معنا           

ماشي متلو متليي

طالع ماشي معانا

ما كان يرجع بلانا

مخبي الفرس بقانا              

ببيت حبيب عطية

عتمة العين نامت الناس

طقس دافي وما في باس

آخر السهرة قام الياس          

يهدر متل الشرقية

متل الشرقية بيهب             

زعلان بيلعن ويسب

واطلعنا بوادي الدب            

عا ياطر العالية

بالليل عا ياطر جينا            

لولا ألله كنا هفينا

درب الدورة ما مشينا            

نزلنا عالقادومية

عالقادومية نزلنا                

تعزبنا وكنا قتلنا

على عين إبل وصلنا           

بدغوش النداويي

لم عالبلد طلينا                 

وخبر للناس اعطينا

لاقوا النسوان علينا             

كل وحدة بغنية

النسوان صارت تغني

عملولنا رهجة ورنة

والبنات كانت تهني            

الشباب العزابية

بوقتها نحنا فرحنا               

وقلنا من الهم ارتحنا

لكن على صور رحنا           

وما عرفنا شو القضية

شو هالنزلة ما ادرينا            

لأول شباط بقينا

إلا والضابط جايينا             

ومعو اوراق احضارية

جايب معو أوراق احضار       

واللي مطلوبين كتار

والناطور عليهن دار            

يجمعهن عالعلية

عا عمرة يوسف حنا            

هونيك المركز عنا

احضروا بطرس حنا            

قال هالطلب مش فيي

قال غيري اللي مطلوب        

وحق العدرا والمصلوب

شوفو هالأسم مقلوب           

حنا بطرس اسم بيي

بيي حنا بطرس كان           

المطلوب بطرس بو سليمان

الخوري انطانس  بالديوان       

طرّحها سعسعية

قالو الطلب من يدك            

بحاكيك والضابط حدك

بطرس بو سليمان جدك        

ها اسمك بالقرمية

بطرس للخوري سبو            

ساعتها الضابط حبو

استشهد ووحد ربو              

وتبع ديانة السنية

دار عا دين الأسلام            

وضل مسلم توصل الشام

عاد رجع نصراني وصام

لمن شاف الجنّية

فزع منها وصار مصروع       

ورجع آمن بيسوع

وبدنا نرجع للموضوع           

ونتمم هالجعيدية

قويلتنا بدها تتم                 

بطرس صار لرفاقو يلم

يقول للواحد عجل هم           

وجيب عكتافك بوزيية

راح الضابط عا يارون          

قلنا الطلب بدو يهون

تاريتو هالفكر ظنون            

ما عاد في أملية

الضابط مشّ

اها تمام        

صار يغيب خمس تيام

ويرجع عا عينبل ينام           

نهار الجمعة عشية

كل جمعة السبت والحد         

يرجع عالبلد محتد

يحكي وكلامو عن جد         

الطلب صار بجدية

صار عالطلب في تشديد       

كل جمعة عن جمعة يزيد

من حد المرفع للعيد            

ندفع رسم وسبتية

بقي المرفع والصيام            

من عينبل يضب زلام

بقيو النسوان والأيتام            

وكبشة أختيارية

ما بقيش إلا النسوان            

الخوري يوصي والمطران

واجب الطاعة للسلطان         

هي غيرة وطنية

الغيري للوطن والدين           

واجب لدولتنا نعين

هاللي بنعمتها رابين            

من زمان جدي وبيي

واجب لدولتنا نطيع             

بسوق الحرب أرواحنا نبيع

يخرج من بيننا الفزيع           

اللي بخاف المنية

لا تقولوا ان رحنا متنا          

ان كان ما بتيجي منيتنا

بدنا نخدم دولتنا                

بصدق ومن دون غشية

اجتنا اخبار من جديد           

وعن الدولة بكل تأكيد

والنصراني يضل بعيد          

في المواقف الرسمية

النصارى ما لهن اركان         

ولا بينفعوا بالميدان

طابورن بالترعة خان            

مالوا للأجنبية

بالحرب عندن برودة            

ماشين بدون بارودي

النصراني واليهودي

حطوهن خدمتشية

لكن الهن ما ترخوش           

الطلب عنهن لا تخفوش

اعطوا الواحد صبة ومنكوش            

وقاصوفة وصابورية

خلوه يحمل عالكتفين           

تراب حجار من الشكلين

اعطوا النفر رغيفين            

يستلمهن يومية

أعطوهن قراواني        

قصعة شوربا مليانة

هادي بتكفي لتماني            

شو بدهم بالمغربية

شوربا بلحمات عتاق           

أكلة ذكية للي داق

وقت الأكل يصير سباق

وين العندو خفية

أيش ما جانا بيكفبنا            

الدولة قسمت ورضينا

لما منعطش تعطينا            

للنفر قربة ميي

هيدا للشغيل عالدرب           

ما عدا اهانة وضرب

نيال الماتو بالحرب            

وما شافو هالذلية

ما شافو ذل ولا نقار            

ولا شالو تراب ولا حجار

بعد ان قلنا صرنا احرار        

بقينا بالعبودية

وعا الطلب ما في تغيير        

وانكدنا بهاك النير

والطلب مشتد كتير             

عالأمة النصرانية

بقي فكرنا مشغول              

تا غصبونا بالدخول    

وصرنا لبعضنا نقول           

هي قصاص الخطية

كله من خطايانا                

هيك الباري جازينا

الدولة صارت تقسانا            

وما في عندا حنية

والطلب صار بتعيين   

عالنظام والقوانين

لأبن الستة وأربعين

النمرة الأكبر مبقية

النمرة الأكبر نبقيها

تا تفلح أراضيها

واموال الدولة توفيها            

من أعشار وضريبية

للدولة ندفع أموال

بقوا بالبلد رجال

فلحنا وضبينا الاغلال          

ونهجنا بالحلشية

حلشنا قطانة وشعير            

ونوينا نحصد بكير

شرّف بلدنا المدير              

نهار السبت العصرية

نهار السبت العصريات

إجا عا بلدنا وفات

المدير ومعو عزّت             

رئيس الشاويشية

عزّت عالشاويشية رئيس        

متصاحب هوي وابليس

الصبح دقوا النواقيس

الخوارنة المارونية

الصبح دق القداس             

واللي بقدس ما عليه باس

وعالكنيسة راحت الناس         

حسب الطقوس الدينية

حسب المكتوب بالكتاب        

اللي بقدس ما بيهاب

وقفوا الخيالة عالباب            

وضربوا الملعونية

لما طلعت مسكوني            

انا وسلوم  الحصروني

عالعلية داروني                

وقالوا هون الجمعية

ساقوا سلوم قدامي              

لا تهمة ولا علامة

والياس أيوب سلامة            

كانوا مسكوه قبليي

كان قبليي متمشي             

وصار متغدي ومتعشي

ومعو أبراهيم الجشي           

واتينهن بدلجية

اتنينن بدلهن مدفوعين          

وابراهيم يسب الدين

يقول جمالي مربوطين

ومراتي وحدانية

كيف بدي اترك جمالي         

وللدولة دافع مالي

من زمان شاري حالي          

ودافع آخر مصرية

كان ماسكنا بونادر             

البدو يهرب مش قادر

والشاويش عالبيادر             

بالحارة الشمالية

والشاويش يمسك ويجيب       

ابن البلد والغريب

وهوي داير شاف شبيب

كان جايي من الرجدية

جايي من الرجيدي الحد        

وعن الشغل ما بيرتد

ما بيحترم نهار الحد            

عاملها متوالية

لمن قعد عا حسابو             

مسكو المدير وجابو

حمارو وجمالو سابوا            

بزقاق الخريشية

سمعت حرمتو وطلت          

حاكولها المجراوية

قالولا زوجك مغصوب          

وسابو جمالو عالدروب

راحت تركض لأيوب           

مختار المطرية

طلع ايوب يجيب شبيب        

وقال هالأمر بحقي معيب

ما بخلي زلمتي يغيب          

لو حطيت تقلو مالية

بقدر بدفع تقلو مال            

هيدي ما بتهم رجال

أو بعملو صورة حال           

أو بصرف هالقضية

طلع ايوب لعنا وطل           

استبشرنا وقلنا بتنحل

لما وصل شفتو ذل             

صابو حمي وبردية

والخيالة الحاصروه              

شدوا كتافو وربطوه

جابوه لعنا وحطوه               

حكم قاعد حديي

تربّع وضب ديالو              

قعد وانشغل بالو

سلمهن حالو بحالو             

لا جميلة ولا منية

من دون جميلة وتكليف        

جاي معو خليل ناصيف

وعزّت قاسي يا لطيف

وطباعو بربرية

طبعو بربري منحوس           

آخد الدعوة بالدبوس

أنطانس منصور  واللوس       

يحكوا عالبراديية

يحكوا على البرادي             

الواحد إلو أراضي

يقول انا بدل ولادي             

ان كان بيقبلو فيي

لكن نحنا ما حكينا             

لا فزعنا ولا اختشينا

قلنا دعوة ما علينا              

لا ذنب ولا خطية

قلنا لابو بركات                

ما في علينا دعوات

حاكي المدير وعزّت            

قال ما بيرودو عليي

قال المدير والشاويش           

هالدعوة ما بتنتهيش

واحد منهن ما برخيش          

تيجوا الفرارية

ما بيطلعوا من هالدار          

تا يحضر كل الفرار

هيدي بدمتك يا مختار         

دمتي منهن برية

وقفونا بالديوان                 

كل اتنين بفرد كدان

حضرت لعنا النسوان           

وبناتي حواليي

حضرت مرتي على الدار       

شافتني وعملتلي نقار

قالت لي يواتيك شحار          

شو بدك بالأخوية

قلتلها حضرت القداس          

وان متت ما عليي باس

اتصلي عا جريس بوالياس      

قاعدلك عالقرمية

ان مت مدبرلك نصيب         

جريس أحلى من الغريب

وصلت مجيدي مرت شبيب    

تبكي ودمعتها سخية

تبكي وتزيد بكاها

وكل بناتها معاها

شبيب هالبلوة بلاها             

ومين المتلها مبلية

بلوتها أكبر البلوات             

أحسنلها لو انو مات   

تقول علقتوا يا خريات          

بي هالعلقة الردية

الغانم منكن ما بيعلق          

مليح يمدوكن فلق

قلتلها خدي بومتلق             

ذقنو جديدة ومرخية

ذقنو مرخية جديدة              

أوفقلك يا مجيدة

وان شفتيه بالحصيدة           

لقشتو شلفاوية

والنسوان تركونا                

والخيالة ساقونا

اما البنات لحقونا                       

كل مين تصرخ يا بيي

رد البنات الشاويش             

بالعلقة غيرن ما فيش

ضل برفقتنا الدرويش           

لعند كروم الشحادية

وصلنا كروم بيت شحادة        

انحلينا من الأيادي

وقال امشوا بركادي             

تا يوصلوا البقية

عالركادي نمشيكن             

وأنا عمال بنبيكن

الضابط بدو يرخيكن

دعوتكن مش قانونية

من كلامو اشتدينا              

وعلى النزلة نوينا

بام يسوع انتخينا               

مريم العذرا النقية

قمنا من الصبح مشينا          

والشاويش يراعينا

لما وصلنا عالمينا

متل اللي لاقى لقية

بالسوق لقينا منصور           

حاكينالو بالأمور

قال روحوا للبربور              

صاحب نخوة وحنية

قال هيدا صاحب غيرة          

لطايفته والجيرة

رحنا وقلنالو السيرة              

ضربتو الفانوسية

رحنا لعند المأمور              

نحنا وسليم البربور

عا اسامينا صار يدور          

بالدفاتر المطوية

لعند الضابط جينا              

وقف يتامل فينا

وصار يقرا أسامينا             

باللغة العربية

بالعربي صار يحتار            

ياخد وقت ويتذكر

قال انتو بدل الفرار

بلدكن متعصية

والمدير مرافقكن                

بالحبال مربطكن

بكره بتكون سفرتكن            

عالترعة الجوانية

نحنا افتكرنا علقنا

لكن الله مرافقنا

الخوري يوسف  لاحقنا         

عا فرس رهوانية

الخوري مستأجر رهوان         

اجا لعنا عالديوان

ما بحوّل وين ما كان

إلا بالدار الرسمية

بدار الخواجة ابراهيم            

بهالدعوة انسان عليم

حضر الخوري وبو سليم        

لعند ولاد الرعية

حضروا لعنا بالذات            

وبو سليم عالضابط فات

حكوا معوا أربع كلمات         

كانوا خمس الدورية

جاب الدوا وداوانا               

ومن هالوقت نجانا

الضابط حالا رخانا             

فلتنا بكل سهولية

بو سليم كان ساندنا            

وعا بلدنا عاودنا

حقالينا حصدنا                 

هال كانت مستوية

خلصّنا دراس القمحات         

كانوا قلال الغليات

كنت عم عبي الحبات          

ونسّف بالقصالية

بنضفها بكل اجتهاد            

سمعت صوت جايي من غاد

الناطور عبدالله الجلاد          

عم بينادي عليي

شوف عبدالله متل الحوت      

عا بيت المطلوب يفوت

يبقى يضحك ومبسوط          

متل اللي ملاقي لقية

قلت مالك يا مضروب          

مع كبرك عقلك مجدوب

قاللي هالمرة مطلوب           

جايي وراقك رسمية

قلتلو الطلب رسمي             

والضابط عارف أسمي

هادي من ربي القسمة          

وحظيت بهالماهية

هالماهية طلعتلي                       

وانت جايي تعيطلي

حدا بالبلد متلي                

مطلوب حدا غيريي

قال كتار المطلوبين            

رب السما يكون معين

من ابن خمس وأربعين         

خمس نمر مدعية

ساعتها ولادي ناديت           

الحبات عالبيدر خليت

نزلت بالعجل عالبيت          

وصرت البس اواعيي

اخذت تيابي وزوادة             

الحرمة تبكي وولادي

قلت ما في افادة                

جاي رسمي الطلب فيي

أمر من الدولة مطلوب 

ويا ويلو البكون مغضوب

حول الله ويا صبرايوب         

بلدتنا ايوبية

متل ايوب تجربنا              

ونحنا الدولة تطلبنا

تعبنا من الفقر تعبنا            

وما في معنا خرجية

كتير منشكي من الفلاس               

لا معنا فضة ولا نحاس

كنت أنا وجريس بوالياس       

رايحين عالدرب سوية

سليمان سلامة  مجبور         

ومعنا الياس بو فاعور

وحنا الياس  لما بيفور          

صاحب سويدا وحدية

ومعنا شكري  وبولس الياس    

اسكندر جبران  والشماس

كلها نمرة بفرد قياس            

من الحارة التحتانية

اخدنا ستة وسبعة              

والسلطة بتضرب قرعة

حتى نفتح الترعة               

ونخش ديار المصرية

والضابط يتهددنا               

ونحنا عليه تعودنا

عملوا جمعة ببلدنا              

تا يحكو بالقضية

يارون ودبل ورميش            

قالوا هالضبة عليش

مش رايحين ينصروا الجيش    

أكترهن اخيارية

وما في واحد معو ريال          

ولا بيحكم عا مصرية

ورجال عنا ما بقيش            

انكان صبي والا بنية

منين بدنا نجيب المونة         

العيشي صارت ملعونة

وانتشرت عنا السخونة          

والحمي الصفراوية

الحمة عم بتناديهن             

للاولاد وللحريم

لا في دوا ولا حكيم             

ولا عنا فرمشية

من الأمراض توجعنا           

وبيشبابنا انفجعنا

الله راد وقنعنا                  

الضابط والمديرية

قالوا اسا منرخيهن              

تيزرعوا أراضيهن

بشرط لما نناديهن              

بكونوا حضور الكلية

بقينا لشهر تشرين

كيف ما درنا فزعانين

لكن شفنا اشخاص جايين

وخبرونا القضية

خبرونا الحرب انحل

الألماني للحلف ذل

قلنا عاد بيجوا الكل

وبيتهنوا العينبلية

 

من المعيب في العام 2019 ان يستذكر الشعب اللبناني العهد الشهابي في ستينيات القرن الماضي

لينا الحصري زيلع/اللواء/22 آذار/19

من المتوقع ان يكون ملف التعيينات في المرحلة القليلة المقبلة نجما سياسيا بارزا، بعد ان بدأت طلائعه تبشر بامكانية ان يشكل هذا الملف مادة خلافية جديدة بين القوى السياسية ساحتها الادارة اللبنانية مع شغور عشرات المراكز الادارية، وذلك بالتزامن مع فتح ملفات الفساد وفضيحة التوظيفات الانتخابية.

ولكن اللافت ان معظم المراكز الشاغرة هي مسيحية، مما دفع «التيار الوطني الحر» للسعي للحصول عليها، خصوصا انه من المعروف في حال حصل على هذه المراكز يكون بذلك قد امسك بالمراكز المسيحية داخل الادارة اللبنانية، وهذا الامر من شأنه ان يكون سببا خلافيا جديدا بين الاطراف السياسية المسيحية، خصوصا ان التيار لا يمثل وحده المسيحيين، وبالتالي لا يحق له وحده اختصار هذا التمثيل كما تؤكد مصادر سياسية مسيحية.

«اللواء» استوضحت مصادر «القوات اللبنانية» حول هذا الموضوع، فاعتبرت ان الامر مطروح بقوة في هذه المرحلة، ويشكل احد العناوين الخلافية، ليس من زاوية ومنطلق المحاصصة بل من منطلق ان كل طرف سيحاول انتزاع ما يمكنه انتزاعه لمصلحته من تعيينات حزبية وفئوية لا تمت الى المنطق الذي يفترض تكريسه، وتشدد المصادر على ان طموحها بان تشكل هذه المرحلة بداية لتكريس آلية للتعيينات، وتشير الى انه من خلال اي آلية سيتم تلقائيا نسف كل مبدأ الخلاف داخل الحكومة وبين مكوناتها، لانه بمجرد الوصول الى اعتماد آلية للتعيينات سيصل الى الموقع المطلوب الشخص المناسب.

وترى المصادر القواتية انه من المعيب في العام 2019 ان يستذكر الشعب اللبناني العهد الشهابي في ستينيات القرن الماضي، في الوقت الذي على كل القوى السياسية المطالبة باحياء هذا النموذج من خلال ايصال الأكفأ في المكان الأنسب.

وتشدد المصادر على ان لا اصلاح حقيقياً وفعلياً الا من خلال اعتماد آلية للتعيينات، لان اي موظف يصل الى اي مركز في الدولة من خلال هذا الزعيم او ذاك، سيكون في نهاية المطاف ولاؤه بشكل او باخر للزعيم الذي اوصله، وسيكون حكمه وممارسته تأخذ في الاعتبار الجهة التي اوصلته الى هذا الموقع، بينما عندما يصار الى اعتماد آلية معينة بمعزل عن الانتماء الشخصي لهذا الطرف اذا كان مع هذا التيار او مع ذاك الحزب، يدرك ان وصوله الى هذا الموقع كان نتيجة آلية علمية قانونية دستورية، وبالتالي وصل لانه هو الاكفأ والأجدر وتطبيق ممارسته ستأخذ بالاعتبار ليس الجهة التي اوصلته انما القوانين المرعية والدستور في ممارسته، وطريقة حكمه وتعاطيه مع الناس.

وتؤكد المصادر انه لا يمكن الكلام عن اصلاح فعلي الا من خلال اعتماد الية واضحة المعالم، من خلال خضوع كل الطلبات المقدمة للتدقيق ولفحوصات خطية وشفهية من خلال الجهات المعنية ان كان الوزير المعني ووزارة شؤون التنمية الادارية ومجلس الخدمة المدنية، وبعد ذلك تتم غربلة دقيقة للاسماء ويحسم الامر في مجلس الوزراء الذي هو من يتخذ القرار المناسب.

لذلك تعود المصادر لتشدد على انه لا يمكن ان يصطلح لبنان الا من خلال اقرار الية للتعيينات ولا يمكن الاستمرار باجراء تعيين بعض «الأزلام» في الادارة.

وتقول المصادر القواتية، اذا لم نضع الالية ونعطي الامل للناس بان الكفؤ قادر للوصول الى داخل الدولة والادارة اللبنانية، يعني اننا نساهم في هجرة الشباب اللبناني والأدمغة اللبنانية، وفي توسيع مساحة الاعتراض والهوة وعدم الثقة بين الرأي العام من جهة والسلطة السياسية من جهة ثانية، لان الناس في هذا الزمن يئست من هذه الممارسات، وهي تريد ان تلمس تغييرات جذرية، ولم تعد تقبل بممارسات تنتمي الى زمن ولى، ولفتت الى ان الناس تحاسب وتراقب وان الاصرار على نهج المحسوبيات البالي سوف يقود الى كوارث.

وأكدت المصادر على ضرورة ان تشكل التجربة الشهابية النموذج الذي يجب الارتكاز عليه، واملت ان تشهد الادارة اللبنانية «نفضة» اساسية من خلال اعتماد الالية، وعندها من ينجح يستطيع ان يكون داخل الادارة، مبدية اعتقادها بان اي طرف سياسي لن يعترض على من يتم تعيينه وفق الية من هذا النوع، اما اجراء التعيينات على قاعدة المحاصصة، فسيكون ذلك مؤسفاً، وهي تعيد اللبنانيين بالذاكرة الى زمن التسعينيات، زمن الاحتلال والوصاية السورية، وتسأل المصادر هل يعقل انه بعد ان تحررنا من هذا النظام ان نكون نمارس وفق القواعد التي ارساها هذا الاحتلال؟

وختمت المصادر بالتأكيد على أن «القوات اللبنانية» ستخوض معركة شرسة من اجل اقرار الية التعيينات.

 

واشنطن تريد لبنان قاعدة لنفوذها في الشرق

طوني عيسى/الجمهورية/22 آذار/19

في زيارة وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو للبنان، هناك مسألتان أساسيّتان قيد البحث: نفوذ «حزب الله» والتنقيب على النفط والغاز. وبين المسألتين، هناك هدف مشترك تعمل له واشنطن: إبعاد لبنان عن السيطرة الإيرانية وتأثيرات روسيا، وتعميق الحضور الأميركي في لبنان سياسياً وعسكرياً وأمنياً واقتصادياً.

هناك خريطة نفوذ جديدة بدأت ترتسم في سوريا. ومعها سترتسم خريطة نفوذ جديدة للقوى الدولية والإقليمية على مستوى الشرق الأوسط ككل. وعلى الأرجح، عندما تتمّ صياغة التسوية السياسية في سوريا، وتبدأ مرحلة إعادة الإعمار وعودة النازحين، سيتمّ إنتاج تسوية أيضاً في الملف الفلسطيني.

فزيارة بومبيو لإسرائيل تحمل مغزى خاصاً هذه المرّة، خصوصاً مع رمزية نقل السفارة إلى القدس وزيارات محتملة للجولان والحدود مع لبنان، في ظل اهتزازات داخلية تشهدها غزّة وتحضيرات للانتخابات التشريعية الإسرائيلية.

يقول المطلعون: «إذا تمكّن رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو، من العودة إلى الحكم قوياً بعد الانتخابات، كما يتوقع، فمن المحتمل أن يجري تحريك ملف المفاوضات الإسرائيلية - الفلسطينية حول المراحل المقبلة من التسوية، برعاية أميركية، ومباركة القوى العربية الوازنة. ولذلك، هناك حراك أميركي مُكثَّف في اتجاه المنطقة خلال المرحلة المقبلة.

وعندما تتحرك المفاوضات، سيكون الضغط على إيران قد بلغ الذروة، بهدف تعطيل دورها الإقليمي ومنعها من «خردقة» التسوية من خلال حلفائها، سواء في غزة أو عبر الجولان أو الحدود مع لبنان. وسيكون الإيرانيون أمام أحد خيارين:

1- أن يصرّوا على التصعيد وبلوغ المواجهة التي من المرجّح أن تتَّخذ وجوهاً سياسية واقتصادية، لا عسكرية. وهذا الأمر له أكلافه الباهظة عليهم، في ظل الحصار الدولي والأزمة الاقتصادية المتنامية في الداخل.

2- أن يقرِّروا التنازل والخروج من اللعبة بما يتوافر لهم من مكاسب، عبر صفقة يعقدونها مع واشنطن.

وهناك مَن يعتقد أنّ الإدارة الأميركية ستواصل تجييش القوى الدولية والإقليمية حتى إجبار إيران على التراجع وعقد الصفقة. وهذا السلوك يُعبِّر عن شخصية الرئيس دونالد ترامب المعروف عنه أنه بارع في إجبار خصمه على عقد الصفقة بعد وصوله إلى أدنى درجات الضعف. وترامب يُصوِّر نفسه، في كتابه «فن الصفقة»، بأنه «محترِف صفقات».

سيكون الموقف الروسي هو الدافع الأقوى إلى رضوخ إيران للصفقة. فالروس يريدون أن تكون الورقة السورية لهم، لا لإيران. وهم مستعدون للمقايضات في هذا الشأن، مع الولايات المتحدة أو تركيا أو إسرائيل. كما أنهم يبحثون عن مصالحهم، خصوصاً في لبنان والعراق ومصر ودول الخليج.

لكنّ الروس، في الوقت عينه، لا يريدون التخلّي عن إيران، ولا يمكنهم الاستغناء عن دورها ومهماتها. وهم يفضِّلون إشراكها في التسويات وإعطاءها جوائز الترضية لعدم إغضابها، ولكي تبقى لهم الحليف الدائم.

والطريقة التي يعتمدها الرئيس فلاديمير بوتين تقوم على الآتي: لن تنعزل إيران تماماً عن حلفائها في الشرق الأوسط، على رغم من الضغوط الأميركية. وهي مضطرة إلى الاستعانة بموسكو لتقوية مواقعها، وأحياناً ستنسحب تاركةً لها رعاية هؤلاء الحلفاء، خوفاً من سقوطهم تحت وطأة الضربات الأميركية.

ومن أبرز الأمثلة أنّ الإيرانيين اضطروا إلى التسليم بأنّ الدور الأساسي في دمشق هو لموسكو وليس لهم، لأنّ الروس هم الذين يوفَّرون الصمود الحقيقي للأسد حالياً، ضمن توازنات توافقوا عليها مع تركيا وإسرائيل والولايات المتحدة. وأما النفوذ الإيراني في سوريا، فالمعطيات المقبلة هي التي ستتكفَّل بتحديده، فيما الأميركيون كرَّسوا نفوذاً وازناً لهم في الشرق والشمال.

ومن هذه الزاوية، يجدر النظر إلى الدور الذي يضطلع به لبنان في الاستراتيجية الأميركية. ووفق المتابعين، إنّ هدف واشنطن هو الاحتفاظ بلبنان ليكون قاعدةً أساسية لحضورها الاستراتيجي في الشرق الأوسط. ولذلك، هي تضغط عليه اليوم لعزله عن دائرة النفوذ الإيراني والطموحات الروسية، وتُسلِّف لبنان دعماً على مختلف المستويات:

1- دعم الجيش اللبناني والتنسيق معه أمنياً، ومع المؤسسات الأمنية.

2- دعم القطاعات المالية اللبنانية، ولا سيما منها القطاع المصرفي.

3- الدعم الاقتصادي.

4- توفير التغطية السياسية للبنان في المحافل الدولية.

5- رعاية التسويات التي توفِّر الاستقرار الداخلي.

6- الحؤول دون تعرّضه لخضّات أو اعتداءات حدودية.

لكن لبنان بقي دائماً يدفع ثمن استفادته من الحضانة الأميركية، حتى في المرحلة التي كان فيها السوريون يديرون كل شيء داخلياً. والثمن هو عدم خروج لبنان من واشنطن... لا إلى طهران ولا إلى موسكو ولا إلى الأوروبيين. فلكل من هؤلاء حصَّته. وأما الرعاية الأساسية فتبقى أميركية. والحجم الذي قرَّرت واشنطن إعطاءَه للمبنى الجديد لسفارتها في عوكر له دلالاته المستقبلية. ومن هنا يمكن إدراك الرغبة الأميركية في إبعاد إيران عن القرار اللبناني، وضبط حدود التقارب بين لبنان وروسيا عشية زيارة الرئيس ميشال عون لموسكو.

وعموماً يبدو لبنان «منضبطاً» تحت السقف الأميركي. وهو عاجز عن «الإفلات» تحت طائلة اهتزاز استقراره المالي والعسكري والسياسي والاقتصادي. ويكفي تحريك الدعاوى القضائية المقامة في نيويورك على مصارف لبنانية لإحداث زلزال في لبنان.

ويعتقد البعض أنّ دوران لبنان في الفلك الأميركي يأسره ويحرمه من قدرات أخرى قد يتيحها الانفتاح على قوى دولية أخرى، ولا سيما منها موسكو. لكن أخرين يعتبرون أنّ الرضى الأميركي الدائم يوفِّر للبنان ضمان استقرار داخلي وخارجي.

وهكذا، فإنّ الذكاء اللبناني يكمن في براعة الاستفادة من طاقات مزيد من القوى الدولية والإقليمية، من دون استفزاز الولايات المتحدة. وفي تحويل هذا التهافت على لبنان نقطة قوة لا نزاعاً مدمِّراً. لكن هذا الذكاء يحتاج إلى أن تكون في السلطة مرجعيات تتَّصف بالحكمة وعدم الارتهان للقوى الخارجية. وهذا أمرٌ يحتاج إلى كثير من النقاش.

 

«نفضة» في حزب الله

عبدالله قمح/ليبانون ديبايت/الجمعة 22 آذار 2019

يَمضي حزب الله في تشدّدهِ داخليّاً من بوّابة مكافحة الفساد، من يرصد خطاب الحزب اليوم، يُمكنه العثور سريعاً على الإختلافات التي طبعت هذا الخطاب تحديداً عن الخطابات السّابقة .. وإلى جانب الورشة المحليّة، ثمّة أخرى يدور رحاها بهدوء داخل مؤسّسات الحزب، تحمل صفة التشدّد ايضاً، هي أقرب إلى نفضةٍ منها إلى ورشة. حزب الله بيرغماتيته المعهودة وخبرتهِ المتراكمة بأنواع المواجهات، يُدرك أنّ الحرب التي تُخاض ضدّه اليوم تحت عناوين ماليّة، ما عادت من النوع القابل للتأويل، هي بشهادة الأمين العام السيّد حسن نصرالله، حرباً لا يقل شأنها عن شأن الحرب العسكريّة والأمنيّة.. بهذا المعنى يتخذُ الحزب وضعيّات وتدابير خاصة للمواجهة. في داخلِ غرف الحزب، تُسمع بوضوح أصوات «دق الشواكيش» وضجيج «الكومبريصات» التي فعّلت محرّكاتها إلى الدرجةِ القصوى، وهذه تنشطُ في نفضة «الضم والفرز» التي تشهد عليها الوحدات الإداريّة.

تتحدّثُ المعلومات عن توجّه عام لدى قيادة حزب الله في المرحلةِ المُقبلة لإحداث «نفضة» واسعة، من ضمنها إجراء مناقلات إلى جانبِ إتمام عمليّات دمج في الوحدات من ضمن مشروع عصر النفقات وهو أحد آليات مواجهة الضغوطات المترتّبة عن الحرب الماليّة ضدّه.

الموضوع لا يتّصلُ أبداً بحصول تبدّلات طارئة داخل بنية الحزب، بل يتّصل الأمر بالتّحديات التي توجب اتخاذ تدابير تتلائم وطبيعة المعركة، أضف إلى ذلك أنّها أتت في توقيت عمليّة الهيكلة التي يتبّعها الحزب دوريّاً، ولكن ما رفَعَ من شأن الإجراءات أنّها تأتي في ظل ظروف استثنائيّة تتقاطعُ مع أخطر مستوى حرب ماليّة تُخاض ضد المقاومة.

خلال الفترة الماضية، تمدّدَ جسد حزب الله على نحوٍ لافت، ما أوجبَ طبعاً زيادة في الموازنة والمصاريف بما يتناسب واتساع الجسد، ومع حضور الحرب في سوريا عاملاً فرضَ نفسه بقوّة، زادت الحاجيّات وزادت معها المطالب، ما أجبرَ حزب الله على استنفار احتياطاته الماليّة استثنائيّاً واستنزاف قسمٍ كبيرٍ منها نتجيةً للظرف الاستثنائي عينه، ومع وضع الحرب السوريّة أوزارها أو تكاد، دخَلَ الحزب في عمليّةِ إعادة تنظيم وهيكلة إداريّة داخليّة، ليتماهى مع التغييرات التي طرأت، وتراجع الحاجيّات التي جنّدها خلال فترة الحرب. تتحدّثُ المعلومات عن أنّ حزب الله خفّفَ حضوره العسكري على كثيرٍ من المحاور داخل سوريا، لكنّه أبقى على جسمٍ عسكري ثابت في مناطقٍ محدّدة يعتبرها «نقاط استراتيجّية». هذا الأمر، أرخى بإيجابيّة عليه و خفّفَ من الضغوطات. وطبعاً، عمليّة التخفيف من الطبيعي أنّ تنسحب على الجوانب الإداريّة الأخرى المتّصلة بالجسم العسكري، من هُنا شرَعَ الحزب في إجراءِ تعديلات داخليّة محدّدةً، جسديّاً ولوجستيّاً، ما أتى عليه بوفرٍ مالي جيّد جدّاً الى جانب ترشيد ادارته. وليس سرّاً إن قلنا أنّ مستويات الوفر المالي ارتفعت قيمتها منذ مدّة رغم قساوة العقوبات الماليّة، لا بل زادت مع إدخالِ السيّد نصرالله تدبير «قجة الدعم» مرّة جديدة إلى قاموس المواجهة، بعد أنّ شعرَ القسم الأكبر من المؤيّدين للحزب منذ فترة طويلة، أنّه باتَ مكتفٍ ذاتيّاً ولا يحتاج إلى مصادرِ تمويل أخرى.

ومن الطبيعي، أنَّ ضخ نصرالله الروح إلى تدبير «القجّة»، عادَ على حزب الله بفائدة ملموسة، وادخلَ نوعاً من الموارد الماليّة التي كانت مجّمدة إلى خزينته.. المعلومات الخاصة بـ«ليبانون ديبايت» تتحدّث أن خطاب نصرالله عاد عنه رفد خزائن الحزب بكميات هائلة من العملة الصعبة قدرت بأكثر من ٧ مليون دولار، ضخت من مصادر متنوعة وجيوب مؤيدي المقاومة الذين تبرعوا بها نقداً إلى الحزب، وعلى ما تؤكّد المعلومات، هذا المبلغ تمَّ تجميعهُ بأقلّ من إسبوعين.

أمّا اللّافت بحسب معلومات مصادر مقرّبة من حزب الله، أنّ طبائع الدعم لم تأتِ من جهةٍ طائفيّة محدّدة، أي الشّيعة، بل توزّعت على الموزاييك الطائفي في لبنان، ما يثبتُ مرّة جديدة أنّ للحزب قدرة على جذبِ أبناء الطوائف الأخرى إليه، خاصّة خلال فترات الأزمات.

وليس سرّاً إن قلنا ايضاً، أنّ الأموال التي أهدقت على حزب الله خلال أسبوعين من كلام السيّد نصرالله، ساهمت كثيراً في إراحته نقديّاً، لكن أبرز ما نتجت عنه هو أنّها أثبتت وجود مقدرة للحزب على «تسكير» الكثير من احتياجاتهِ الماليّة من أموال الدعم التي تأتيه من خارج الآليات المصرفيّة المعتمدة، وهذا ما يعطي تأميناً اضافيّاً للأموال. وثمّة إعتقاد تلهج به أوساط قريبة من الحزب، حول أنّ عنوان المرحلة القادمة زيادة قابليّة الدعم تجاه المقاومة، وسطَ معطيات تؤكّد إرتفاع نسبة التجاوب مع الدعوات، وهذا الإجراء طبعاً، سيكون محل تدقيق أميركي لكن من دون أي قدرة على إيقافه لكونهِ لا يمرّ من ضمن الأطر الماليّة التي تضع الإدارة الاميركيّة يدها عليها.

 

حكاية فيلسوفين

سمير عطا الله/الشرق الأوسط/22 آذار/19

كانت الشانزليزيه تُعد أجمل جادة في مدن الأرض: تبدأ من «المسلة» المصرية الذهبية في ساحة «الكونكورد» وتنتهي عند قوس النصر، رمز مجد فرنسا الإمبراطوري. أول ما يحلم الحالمون بزيارة فرنسا في جامعاتهم ومدارسهم وكتبهم والأفلام التي يشاهدونها، هو التمتع بنزهة في الشانزليزيه، أو الجلوس في أحد مقاهيها. هذه التحفة المعمارية التاريخية حطّمها زعران «الصدريات الصُّفر» وأنزلوا بها التخريب، وتركوا توقيعهم اللاأخلاقي في كل جزء من رحابتها وجمالياتها، كل سبت وهم يرمون عاصمتهم بالكره والحقد والخراب. وفي المقابل، عبر بحر الشمال، يتداول البريطانيون منذ ثلاث سنوات، أهم قضية في مصيرهم الحديث، من دون أن يرموا ورقة في الطريق: هذه القضايا تعالَج في البرلمان، الذي فوَّضه الشعب مناقشة قضاياهم. وفي هذا البرلمان، الذي هو أبو البرلمانات، يختلف التصويت، ويقترع النواب ضد الحكومة وضد أنفسهم. ويرفض رئيس المجلس حتى مناقشة بعض المقترحات. وتعلو أصوات التأييد والمعارضة. ويخبط الأعضاء على الطاولة أمامهم، موافقةً أو استنكاراً، مثلما كان يفعل أسلافهم قبل مئات السنين. ثم يحصون أصوات اليمين وأصوات اليسار ويعود الجميع إلى بيوتهم، أحياناً بالباص، أو الأندر غراوند. «قصة مدينتين» التي وضعها شكسبير النثر الإنجليزي عن لندن وباريس، تذكّرني بأنني أمضيت نحو ثلث قرن في عاصمتَي أوروبا. باريس كانت أول أحلامي وأول أرض أوروبية وطأتها في العشرين. وكنت أنوي أن أمضي العمر كله بين مكتباتها وضفافها وقصائدها المنثورة على الطرقات. لكنني أفقت ذات يوم من أيام 1968، لكي أرى طلابها يشعلونها ويقتلعون حجارتها، لأسباب لا أهمية كبرى لها، مثل زعران الصدريات الصُّفر الآن. دعْك من أنها ثورة. إنه شغب فاجر وعبثي ولا معنى له. كان فيلسوف فرنسا جان بول سارتر يدعو يومها إلى العنف، وأنْ تقلِّد فرنسا بكل حضارتها وعبقرياتها وتقدمها، ثورة ماو تسي تونغ. وفي لندن كان فيلسوفها برتراند راسل، يدعو الكون إلى الهدوء والسكينة، وإلى أن تستمر بريطانيا في ثورتها اليومية من أجل الحريات والمساواة والقانون وحقوق البسطاء. ما بين جدل «بريكست» وزَعرنات الصدريات الصُّفر، أتذكر دائماً، إرث فيلسوفين: اللورد راسل، علامة التغير والتحول النبيل والبنّاء، وسارتر، الذي بدأ متمرداً على الفكر الاستبدادي، وانتهى مرشداً لطلاب أيار، متدثراً أفكار ماو. ليته عاش ليرى كيف أصبحت الصين.

 

بومبيو: إيران خطر... وقطر؟

مشاري الذايدي/الشرق الأوسط/22 آذار/19

بصراحة، ومع التفاؤل بحزم السياسة الأميركية الحالية تجاه الخطر الإيراني الشامل، ونشاط وزير الخارجية مايك بومبيو، بهذا الصدد، فإن بعض الأسئلة حول نجاعة هذه السياسة تفرض نفسها بقوة.

الوزير الأميركي بومبيو ممتاز في وضوح رؤيته تجاه الخطر الإيراني، وسلامة تشخيصه لمنبع الداء السياسي بمنطقة الشرق الأوسط، وهو مهندس «مؤتمر وارسو» الأخير لحشد التحالف ضد إيران ومَن معها من جماعات الإرهاب، وحالياً قام بجولة شرق أوسطية لهذا الغرض، بدأها من الكويت التي أكد فيها بومبيو على ضرورة تشكيل «تحالف الشرق الأوسط الاستراتيجي»، أو ما يُطلق عليه «الناتو العربي»، لجمع حلفاء الولايات المتحدة العرب ضد إيران. وقال الوزير الأميركي، خلال مؤتمر صحافي مع نظيره الكويتي، الشيخ صباح الخالد الصباح، إن الولايات المتحدة ودول الخليج تواجه تهديدات مشتركة من «تنظيمات جهادية»، ومن إيران. هذا كلام لا غبار عليه، ويجب على كل متضرّر من السياسات الإيرانية الخبيثة، وأولهم دولة الكويت نفسها (نتذكر «خلية العبدلي» مثلاً) مساندة جهود الوزير بومبيو ورئيسه ترمب، فنحن، أولاً، وليس واشنطن، المستفيد الأساس من هذا العزم الأميركي. وتلك قصة أخرى على كل حال!

لكن، في المؤتمر نفسه، نجد بومبيو مع نظيره الكويتي يدعوان لإنهاء الأزمة الخليجية بين قطر وثلاث دول خليجية، بالإضافة إلى مصر. وقال بومبيو إن النزاع «ليس من مصلحة المنطقة، وليس في مصلحة العالم». وأضاف: «لدينا جميعاً التهديدات نفسها» من «داعش» وتنظيم «القاعدة»، وحتى إيران. طبعاً الوزير الكويتي شكر الجهود الأميركية لحل الأزمة القطرية، قائلاً «نقدّر جهود الولايات المتحدة في حل الأزمة... ولدعمها جهود الوساطة التي يقودها أمير البلاد». السؤال: هل سياسات قطر الحالية «تساند» الجهود الأميركية - العربية لمحاصرة وإنهاء النشاط الإيراني الخبيث في دعم الفتن والإرهاب بالمنطقة؟

لماذا قاطعت السعودية والإمارات والبحرين ومصر دولة قطر؟ هل بسبب خلاف على الحدود، أو «زعل» شخصي مثلاً؟ بالضبط، «الرباعية العربية» قاطعت قطر لهذا السبب نفسه الذي يدعونا من أجله بومبيو للاحتشاد ضد إيران، وهو دعم الإرهاب وجماعاته، ونشر الفوضى في المنطقة، عبر تسخير الجهود الإعلامية، وتوفير التمويل والدعم السياسي لهذه الجماعات المنتجة للفوضى، مثل جماعة «الإخوان» والجماعة الحوثية وكل صُنّاع الشر. بصراحة، كلام بومبيو وتصورات نظيره الكويتي، مع كامل التقدير، ليست متلائمة ومنسجمة مع بعضها.جَعْل قطر تكفُّ عن الاصطفاف الظاهر والباطن، مع إيران، وحلفاء إيران، كـ«الإخوان»، هو في صلب الرؤية الحقيقية لإنهاء الخطر الإيراني...... واضحة القصة؟

 

الأسد يرفض عودة النازحين ولبنان يتربّح من وجودهم

منير الربيع/المدن/الجمعة 22/03/2019

عاش لبنان، طوال تاريخه الحديث، على الرافد الاقتصادي والمالي العربي. بل ويمكن القول أن ازدهار لبنان اقتصادياً، ما قبل الحرب الأهلية، قام على نكبات العرب.

المنفعة عكس الخطاب

راهناً، يعيش لبنان منذ اندلاع الربيع العربي، وتحديداً مع الثورة السورية، نوعاً من الاستقرار بفضل مظلّة دولية حريصة على توفير الأمن وثبات الحال، لحماية اللاجئين السوريين، مع الحرص الدائم على عدم وقوع أي اضطراب، منعاً لتدفق اللاجئين إلى أوروبا والغرب. وقد تكون المنفعة الغربية من إبقاء الوضع اللبناني مستقراً، فيه نوع من الانتهازية والنفاق السياسي، أو هو عبارة عن سياسة خبيثة وفق ما يراها بعض اللبنانيين. لكنها واقعياً، تمثّل أيضاً مصلحة لبنانية في جوانب مختلفة، مالية واقتصادية، وأمنية. وهذه معادلة واقعية وحقيقية تعاكس اللغة الشعبوية الرائجة، والتي يستخدمها بعض لبنان الرسمي في مواجهة اللاجئين السوريين.

طوال السنوات الفائتة، ورغم الجمود الاقتصادي وتراجعه في كل المنطقة العربية، عاش لبنان على الكم الهائل من المساعدات الدولية ،التي قدّمت له وللاجئين السوريين، واستفاد منها على أكثر من وجه ونشاط. نال لبنان أموالاً طائلة تتصل مباشرة بملف اللجوء. ولطالما رفع المسؤولون اللبنانيون الصوت عالياً ضد اللجوء، وبأنهم لم يعودوا قادرين على تحمل أعبائه، ولا بد للمجتمع الدولي والدول المانحة من تقديم المزيد من المساعدات. وعلى هذا النحو، شكّل ملف اللاجئين مادة للابتزاز من قبل لبنان هذه المرة، وموضوعاً لبازار مفتوح بين لبنان والمجتمع الدولي. وهكذا، شهدنا طوال الوقت خطاباً سياسياً شعبوياً وتعبوياً، من قبل بعض اللبنانيين المستفيدين من اللاجئين بالذات. وهذا هو "الإبداع" اللبناني الذي يعرف الاستفادة القصوى من القضية مادياً ويتفنن بالتصويب عليها سياسياً.. كمن يشرب من البئر ويرمي الحجر فيه.

من "النكبة" إلى حرب لبنان

ما يعيشه لبنان اليوم، هو شكل جديد مما عاشه سابقاً مع قضية اللجوء الفلسطيني، فالازدهار اللبناني في حقبة الخمسينيات، كان إلى حد بعيد نتاجاً للنكبة الفلسطينية وتداعياتها العربية. مطار بيروت توسع وازدهر، بعد إقفال مطار اللد. ومرفأ بيروت تم توسيعه وبناء أربعة أحواض جديدة فيه، بعد إقفال مرفأي حيفا ويافا. طرق الترانزيت البرية نحو الدواخل العربية صارت تنطلق حصراً من لبنان. كما استفاد لبنان من "الثورات" أو الانقلابات العسكرية وسياسات التأميم في الدول العربية، ومن تأزم علاقات تلك الدول مع الغرب خصوصاً، فوفدت إليه الرساميل العربية الكبيرة، من سوريا والعراق ومصر، خصوصاً وأن البنية المصرفية اللبنانية ونظامه الاقتصادي، الرأسمالي والحر، وقانون "السرية المصرفية" لديه، كان بمثابة ملجأ آمن وجاذب لهذه الرساميل أولاً، ثم مركزاً مالياً لفائض البترودولار. في زمن الحرب ومع تمركز منظمة التحرير الفلسطينية في لبنان، تلقى الفلسطينيون (واللبنانيون) أموالاً طائلة ساهمت في الحفاظ على الدورة الاقتصادية، إضافة إلى ما نسميه بـ"اقتصاد الحرب" (تمويلها السخي المتعدد المصادر). وحتى ما بعد الحرب، بقي لبنان يعيش على الاستفادة من مشاكل الآخرين، ليس آخرها الأزمة السورية، التي تلقى بموجبها لبنان عشرات مليارات الدولارات كمساعدات للاجئين. كما استثمر في وجودهم، لمجانبة أي اهتزازات أمنية أو سياسية أو اقتصادية.

اليد العاملة الرخيصة

لعب الفلسطينيون دوراً مباشراً في نهضة الاقتصاد اللبناني، وسعى الموارنة في لبنان إلى استقطاب اللاجئين إليه. وكان الهدف هو استفادة البرجوازية اللبنانية من اليد العاملة الفلسطينية في القطاعات الاقتصادية، فجرى استخدامهم برواتب منخفضة، وبلا أي ضمانات أو تأمينات، تستلزم فرض ضرائب على أصحاب رؤوس الأموال. واليوم، يكرر لبنان التجربة مع اللاجئين السوريين عبر الاستفادة الاقتصادية، وفي الناتج العام المحلي، من المساعدات المقدّمة لهم. لكنه لا يتوانى عن فتح معارك شعبوية وسياسية ضد هؤلاء اللاجئين، مع معرفة مسبقة بأن هذا الصراخ لن يؤدي إلى أي نتيجة، سوى النفخ في الخطاب التحريضي، ربما للمزيد من ابتزاز المجتمع الدولي، ورفع أرقام المساعدات المالية.

ما يجري في لبنان، هو فقط تقديم خدمات مجانية للنظام السوري، بموازاة الخطاب الشعبوي. فالجميع لديه مصلحة في بقاء اليد العاملة السورية في لبنان، ليس في القطاع الزراعي والعقاري وحسب، بل في القطاع الخدماتي والصناعي. مصلحة الرأسمال اللبناني تتجلى ببقاء حوالى 150 ألف سوري عامل على الأقل، في مختلف القطاعات. ولا ننسى أن الاقتصاد اللبناني عندما كان مزدهراً ونشطاً ما بين عام 1992 و2005، كان يستوعب عن حاجة ماسة حوالى 850 ألف عامل سوري، خصوصاً في قطاع البناء. وهذا ما يؤكده رأسماليون وخبراء اقتصاديون. لذا، المواقف التحريضية الآن، لا تهدف إلا تسليف النظام السوري مواقف سياسية، طمعاً ببعض المكاسب من قبل النظام، علماً أن النظام لن يكون قادراً على تسديد الثمن أو منح تلك المكاسب.

المشاكل الحقيقية

الغاية من الحملات المفتعلة ضد اللاجئين ومن شعارات إعادتهم، "السريعة"، "الفورية" أو "الآمنة" أو "الطوعية"، ليست إلا لإبقاء الشعار مشدوداً باتجاهات خاطئة. وهذا يأتي في إطار المنهج اللبناني المعتاد، في الإضاءة على مشاكل هامشية، لا علاقة لها بالمشاكل الأساسية والفعلية، والتركيز على الانهيار الاقتصادي، وتحميل اللاجئين المسؤولية، يهدف إلى إبعاد النظر عن المشاكل الاجتماعية الضخمة في قطاعات أساسية، من التعليم إلى الفقر، والصحة، وحوادث العنف والإنتحار والملفات القضائية والسجون، ناهيك عن التلوث والانهيارات في البنى التحتية، وصولاً إلى ملفات الضمان الاجتماعي والقطاع العقاري وأزمة الإسكان، والتي كلها نتيجة تقاسم سياسي واضح. يتخوف الحكم اللبناني، في حال خفوت الكلام عن خطر الانهيار الإقتصادي، وعن اللاجئين وعن مكافحة الفساد، سينتبه اللبنانيون للهموم الأخرى، أي مشاكلهم الفعلية، المذكورة آنفاً. وفي ظلّ الصراع على الاستحواذ على الدولة اللبنانية ومقدراتها، والتي أنجزها حزب الله بالتعاون مع التيار الوطني الحرّ، يغلّب الرئيس سعد الحريري الجانب الاقتصادي، في المرحلة المقبلة، لإدارة الدولة، بعيداً عن الشعارات السياسية. ولذلك، لا يتوانى عن تبني تلك السياسات الساعية للحصول على المساعدات والأموال، باسم إنقاذ الاقتصاد من الإنهيار.

النظام و"الحل السياسي"

لمرتين متتاليتين، أطلق الرئيس سعد الحريري موقفاً أن لبنان لن يدرج في موازنته تقديم أي مساعدات للاجئين السوريين. وفي هذا الكلام نفحة شعبوية أيضاً، تنطوي على مغالطات أساسية. فلم يكن للبنان موازنة مساعدات في السنوات السابقة أساساً. وحتى الأموال والمساعدات التي حصل عليها اللاجئون السوريون هي كلها مساعدات خارجية. وما دخل إلى لبنان بحجة السوريين، هو أضعاف أضعاف الكلفة التي تكبدها لبنان. كلفة لا توازي فتات الإنفاق العام على اللاجئين. وبعيداً من كل هذه التفاصيل اللبنانية، المستخدمة في سياقات سياسية وشعبوية، تبلّغ المسؤولون اللبنانيون من أكثر من جهة دولية، أن النظام السوري لا يرغب بإعادة اللاجئين السوريين حالياً، على الأقل ليس قبل تبلور "الحل السياسي"، ليس بالمفهوم الأميركي - الأوروبي بالضرورة. كما لا يمكن إعادة بعضهم إلى أراضيهم الأصلية، ليس قبل إنتخابات العام 2021 على الأقل. والنظام يعمل في هذا المجال على أكثر من مستوى وغاية، أولاً التغيير الديمغرافي، الذي يطمح من خلاله لاستتباب وضعه طائفياً ومذهبياً وسياسياً، فهو لا يريد عودة اللاجئين منعاً للغلبة العددية المعارضة. النظام سيسمح بالعودة بقدر ما يضمن بقاء قبضته محكمة، إذ لم يعد قادراً على الحكم بقبضة حديد ونار على المعارضين. كما أنه يسعى لاستثمار "العودة" على الطريقة اللبنانية، أي ابتزاز المجتمع الدولي والعربي للاستحواذ على مساعدات مالية ضخمة تنقذ اقتصاده، تحت عنوان "إعادة الإعمار"..إلخ. لذلك لا يميل النظام إلى إعادة اللاجئين حتى الآن. فإذا ما عاد اللاجئون بكثافة إلى بعض المناطق، لن يكون هناك قدرة على تأمين ظروف حياتهم الطبيعية، وهذه ستزيد من أعباء النظام، الذي ليس لديه قدرة التعامل مع هذا الواقع.

 

بين «سيزر» السوري و«سيدر» اللبناني

وليد شقير/الحياة/22 آذار/19

بقدر ما تشكل زيارة وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو محطة سياسية مهمة قد تكون فاصلة بين مرحلة وأخرى، فإن التنسيق العسكري الإيراني-السوري-العراقي الذي يأخذ أشكالاً جديدة بدءاً من اجتماع رؤساء أركان الجيوش الثلاثة في دمشق الأسبوع الماضي، قد يشكل محطة سياسية وعسكرية مهمة في المواجهة الأميركية الإيرانية المتصاعدة. وبموازاة ضعف الخطوط الخلفية للتفاوض التي لاحت إمكانات تجديدها في الأشهر الماضية بين طهران وواشنطن عبر القناة العُمانية، سعيا لخفض حدة المواجهة، بدا أن تجميع الأوراق من قبل كل منهما يمكن أن يأخذ تلك المواجهة إلى أشكال عسكرية يصعب التكهن بمساراتها.

محطتا زيارة بومبيو إلى المنطقة، والتنسيق الإيراني-السوري العراقي لفتح معبر «البوكمال» بين إيران والعراق وسورية، لأهداف عسكرية، قد تكون فاصلة بين الاتجاه نحو التفاوض، والاتجاه نحو المواجهة العسكرية. وإذا كان صحيحا أن السعي الأميركي من أجل تشكيل تحالف دولي شرق أوسطي ضد تمدد إيران في المنطقة على شكل «ناتو عربي» لا يبدو سريع الولادة لأسباب عدة، فإن الإصرار الأميركي على أوسع تحالف لتشديد الضغوط على إيران يترسخ، بدليل انضمام الدول الأوروبية المترددة حيال هذا التحالف، إلى المزيد من العقوبات على أذرع إيران، وفي طليعتها «حزب الله»، وضد النظام السوري الذي يشكل السند الرئيسي الآن للدور الإيراني الإقليمي، ومنها القوانين الأوروبية الصادرة تباعاً والتي تحظر تخصيص أموال لإعادة إعمار سورية في ظل نظام الأسد، كم جاء في البيان الأميركي البريطاني-الفرنسي الألماني قبل أيام.

هناك عاملان باتا يخفضان من قدرة طهران على تجميع الأوراق، سواء كان ذلك من أجل التفاوض الذي يستبعده القادة الإيرانيون في مواقفهم كافة، أم في التحضير لمواجهة عسكرية مع إسرائيل في الميدان السوري الذي يزداد تعقيدا مع الجموح الإيراني. الأول هو الانضمام الأوروبي إلى التشدد حيال دور طهران الإقليمي، ولا سيما في سورية، على رغم التمايز بين أوروبا وواشنطن حول انسحاب الأخيرة من الاتفاق النووي. والثاني هو التوتر الإيراني-الروسي، الذي يوازيه توتر روسي مع نظام بشار الأسد بسبب قرار الأخير الانحياز الكامل إلى الجانب الإيراني بعد أن حسم تأرجحه السابق بين الدولتين النافذتين والمتنافستين في الميدان السوري. فموسكو لا تحتمل القدر الذي ذهب إليه النظام بتسليمه بغلبة دور طهران على دورها في بلاد الشام. ومظاهر الاصطدام الأمني والتنافس الاقتصادي بين الدولتين على الساحة السورية تتكاثر، من زيارة الأسد إلى إيران، وصولا إلى تسهيله حصول الحرس الثوري على عقد إدارة مرفأ اللاذقية لاستخدامه من أجل الالتفاف على العقوبات، وتنفيذ العقد المؤجل لحصول طهران على امتياز إنشاء شبكة «ج. إس. إم» للهاتف الخلوي، وتسهيلات استخراج الفوسفات، وغيرها من العقود التي كانت مجمدة نتيجة التردد السوري في منح طهران الامتيازات. ويرسم التوتر الروسي الإيراني خط تقاطع في المصالح بين موسكو وواشنطن، فيما الأخيرة تجهد لتصعيد الضغوط على إيران، بدلا من أن يكون التفاهم الإيراني-الروسي وسيلة لخفض هذه الضغوط.

وعلى رغم المكابرة الإيرانية حيال العقوبات، تدرك موسكو أن في إيران مئات الشركات علّقت انتاجها وسرّحت آلاف العمّال، في بلاد الفرس، نظراً إلى مناخ أعمال غير موات، بسبب هذه العقوبات. وهي تعرف مدى نجاح الضغوط على نظام الأسد بحجة أن «سورية مدينة لإيران»، كما قال رئيس لجنة الأمن القومي في مجلس الشورى الإيراني، حشمت الله فلاحت بيشة، قبل أسابيع، متوقعاً أن تسعى الحكومة إلى استردادها، في مواجهة قلة السيولة والأزمة المعيشية لديها. وطهران ترى أنه علی رغم أن العدید من الدول تدعم سوریة، إلا أن أیا منها لم يتمكن من الحلول مكانها في تقديم هذا الدعم. وهذا يعني استخفافا بالقوة العسكرية الروسية منذ 2015، التي أنقذت إيران والنظام، في سورية، ويعني أيضا أن على النظام أن يدفع ثمن ما استثمره الحرس الثوري لإنقاذه له، وليس للكرملين.

هذان العاملان إن دلاً على شيء فعلى أن هامش الحركة أخذ يضيق أمام طهران بعدما بات الاقتصاد مشكلتها، كما قال المرشد قبل يومين. وإذا كان الانحياز الكامل للأسد إليها يساعدها في خفض الأضرار الاقتصادية، فإن قانون «سيزر» للعقوبات على أي جهة توظف أموالا للإعمار في سورية، يضيّق الخناق حتى على الدول التي استثنيت من العقوبات عليها. مقابل سعيها للإفادة من لبنان لاستكمال التفافها على العقوبات، فإن بومبيو يريد من الأخير أن «يمتثل» بالكامل للعقوبات وأن «يتعاون» في الكشف عن محاولات كهذه. فإبداء الحرص على الاستقرار فيه من واشنطن والدول الأوروبية والعربية، هو المقابل لهذين الامتثال والتعاون، بعنوان «سيدر» اللبناني لإنقاذ الاقتصاد. بات على لبنان أن يقرأ التحولات وتعقيداتها بدقة، ليس فقط مع زيارة بومبيو بل أيضاً مع زيارة الرئيس ميشال عون إلى موسكو.

 

الملالي وخرافات الأفيون

أمير طاهري/الشرق الأوسط/22 آذار/19

عندما يرزح العقل تحت وطأة الحقيقة يصير الخيال ملجأك من اليأس. تلك هي الرسالة المستمَدَّة من مذكرات الكاتب توماس دي كوينسي بعنوان «اعترافات ملتهم الأفيون الإنجليزي»، وكان أول مَن خطَّ بقلمه في أدب الإدمان. وهذه الرسالة، كما يبدو، قد وجدت سبيلها أو ربما ضالّتها في جمهورية إيران الإسلامية، مما أسفر عن فورات هائلة من أمنيات تشييد الإمبراطورية الواهمة. ففي وقت سابق من الشهر الحالي، أصدر المرشد الإيراني علي خامنئي بياناً يدعو فيه إلى إنشاء «الحضارة الإسلامية العالمية الجديدة» لتحل محل الحضارة الإسلامية القديمة التي يعتقد بنفسه أنها منهَكة للغاية وغير قادرة على غزو العالم والاستعداد لعودة «الإمام الغائب». وفي الأسبوع الماضي، زعم الجنرال محمد علي عزيز جعفري، قائد قوات «الحرس الثوري» الإيراني، أنه يملك أكثر من 200 ألف جندي تحت قيادته في العراق وسوريا، وذلك للمرة الأولى منذ القرن السابع الميلادي التي تحظى إيران بمثل هذا الوجود العسكري الهائل في إقليم الشام.

وبعد ذلك بيوم واحد، نشرت وسائل الإعلام الخاضعة لسيطرة «الحرس الثوري» الإيراني تقارير إخبارية بشأن الخطة الكبرى لربط المحيط الهندي بالبحر الأبيض المتوسط عبر طريق سريع يربط ميناء شاهبهار الإيراني المطل على خليج عُمان بميناء اللاذقية السورية المطل على البحر الأبيض المتوسط. وزعمت وسائل الإعلام الإيرانية موافقة الرئيس السوري بشار الأسد على التنازل عن السيطرة على ميناء اللاذقية للقيادة الإيرانية تماماً كما تنازل من قبل عن ميناء طرسوس للقيادة الروسية.

وأشارت التقارير الإعلامية الرسمية في طهران إلى عدم وجود ما تسمى «الحكومة ذات السيادة الوطنية» في كلٍّ من العراق أو سوريا، وأن كلا البلدين يخضع تماماً الآن للسيطرة الإيرانية.

وإليكم ما جاء في تقرير إخباري نشره موقع «راجا» المقرّب من «الحرس الثوري» الإيراني: «تَعتبر القيادة الإيرانية العراق كوحدة دعم اقتصادي مساندة تضمن استمرار النفوذ السياسي والأمني الإيراني في المنطقة».

ثم زعمت المقالة الافتتاحية للموقع أن إيران باتت تسيطر فعلياً على خمسة طرق سريعة ذات أهمية كبيرة في العراق، وهي: طريق الشلامجة إلى البصرة، وطريق شيب إلى ميسان، وطريق مهران إلى البدرة، وطريق الزرباطية إلى ديالى، وأخيراً كل الطرق في كردستان العراق. ويفضي هذا إلى افتراض أنه لا الحكومة في العراق ولا السلطات في كردستان العراق تملك رأياً معتبراً في هذه القضية.

وعلى النقيض من ذلك، ونظراً إلى استئجار الهند ميناء شاهبهار الإيراني لمدة 25 عاماً، فإن «الحرس الثوري» الإيراني يزعم إدراج الهند في المخطط المذكور. وعلاوة على ذلك، وكما تزعم التقارير الإخبارية، فإن روسيا أيضاً تدعم المخطط الإيراني الكبير نظراً إلى أن موسكو تدرك أنه من دون مساعدة طهران لن تكون قادرة على حيازة موطئ قدم حقيقي في منطقة الشرق الأوسط... زعموا! وأحلام الأفيون الجميلة لا تتوقف عند هذا الحد، بل هناك ما هو أكثر.

من شأن الطريق السريع الرابط من ميناء شاهبهار الإيراني إلى البحر الأبيض المتوسط، بطول 3 آلاف كيلومتر، أن يمتد بطريق آخر بطول 800 كيلومتر إلى مدينة «زرنج» الأفغانية القريبة من الحدود الإيرانية، ثم في وقت لاحق، بطريق سريع آخر يمتد مسافة 600 كيلومتر إلى آسيا الوسطى ومن هناك إلى الصين. وهكذا، تحتل جمهورية إيران موقعها في قلب طريق الحرير الجديد فتكون على قدم المنافسة مع الطريق الذي تشيّده الصين باستثمارات تزيد على تريليون دولار حتى الآن.

وفي غضون بضع سنوات، وكما تستمر أحلام الأفيون في عنفوانها، سوف تكون هناك أربع قوى عظمى في العالم، ألا وهي: روسيا، والصين، والولايات المتحدة، وجمهورية إيران الإسلامية. وبعد ذلك، تبدأ إيران المرحلة التالية من مشروعها الكبير «الحضارة الإسلامية العالمية الجديدة» وذلك بتدمير دولة إسرائيل أولاً، ثم تدمير الولايات المتحدة ثانياً.

ووفقاً للدكتور حسن عباسي، المنظّر البارز لدى «الحرس الثوري» الإيراني، والمعروف إعلامياً هناك باسم «كيسنجر الإسلام»، فإن المسألة الوحيدة التي سوف تجري بشأنها المفاوضات هي ما إذا كان البيت الأبيض في واشنطن سوف يتحول إلى مسجد بسيط أو مجرد حسينية شيعية.

وقال الدكتور عباسي لأحد الحشود في إيران: «إنني أرى اليوم الذي ترفرف فيه رايات الإسلام خفاقة عالية على رأس البيت الأبيض، ويدعو وعاظنا الجماهير الحاشدة إلى ذرف الدموع الغامرة على إمامنا الحسين الشهيد».

وباتت أحلام الأفيون تتفشى وتنتشر ثم تتجلى على خلفية حالة الإحباط المزرية التي حطّت رحالها في كل ركن من أركان الدولة في إيران. وفقاً لآخر التقارير الواردة من هناك، ما يقرب من 1.9 مليون عامل، بمن فيهم الكثيرون من العاملين في القطاع العام الإيراني، لم يحصلوا على رواتبهم لأكثر من عام ونصف العام حتى الآن. ومن باب حفظ ماء الوجه، وافقت الحكومة الإيرانية بمناسبة حلول السنة الإيرانية الجديدة (يوم النيروز) على زيادة بنسبة 20% من الحد الأدنى للأجور في البلاد. وهذه النسبة، على افتراض أن المواطنين يحصلون على رواتبهم في ميعادها المقرر، لن تغطي سوى نصف القوة الشرائية التي فقدها المواطن الإيراني العادي بسبب التضخم المريع وانخفاض قيمة العملة المحلية لأدنى مستوياتها. وفي الأثناء ذاتها، تشرف الجمهورية الإيرانية مؤخراً على السقوط في مأساة بيئية جديدة، مع جفاف أكثر من 300 بحيرة وما لا يقل عن 60 نهراً في طول البلاد وعرضها. ووفقاً لوزارة الزراعة الإيرانية، ومنذ ثمانينات القرن الماضي، فقدت إيران بالفعل أربعة ملايين هكتار من الأراضي الصالحة للزراعة بسبب التصحر. وأسفرت العمالة الجماعية، والتضخم الهائل، والفساد واسع الانتشار، عن وقوف إيران على نفس المنحدر الزلق الذي سقطت منه فنزويلا نحو الهاوية.

ومن الواضح أن السيناريو العاطفي للغاية الذي يطرحه «الحرس الثوري» الإيراني يهدف بالأساس إلى القضاء على الجهات الفاعلة التي ظلت تضطلع بدور الرئيس والوزير وحاولت مراراً تصوير الجمهورية الإسلامية بأنها دولة قومية عادية تسعى إلى تحقيق مصالح وطنية مشروعة.

وهذه هي الطريقة التي يكشف بها الجنرال جعفري عن تفكيره العميق للغاية: «باستثناء أوقات الحرب (الحرب العراقية الإيرانية بين 1980 و1988) لم تتسنَّ الفرصة قط للمسلمين الحقيقيين من أصحاب الفكر الإسلامي السليم القائم على المبادئ الراسخة لتولي السلطة التنفيذية في البلاد. وتكمن مشكلتنا الحقيقية والرئيسية في غياب الأفكار الجهادية والثورية الأصيلة عن مسار حياتنا». وأضاف: إن كل الحكومات التي تولت السلطة في الجمهورية الإسلامية سعت لإدراج النمط الغربي في مخططات واستراتيجيات التنمية الوطنية، وانطلقت تدعو الناس إلى «تلمس خيارات أخرى».

بعبارة أوجز، يريد الجنرال جعفري القول إنه خلال أربعين عاماً مرت على قيام الجمهورية الإسلامية في إيران لم يكن كل ما فيها إسلامياً محضاً.

حسناً، ربما يملك وجهة نظر خاصة في هذا السياق. فلماذا لا نطرد الممثلين القائمين بدور «الرئيس» و«الوزير» و«أعضاء البرلمان» - أي الأشخاص الذين يجلسون على المكاتب ولا يملكون حق السلطة؟ ولماذا لا نفسح المجال لأولئك الذين يملكون السلطات والصلاحيات الحقيقية في البلاد؟ إن الطائر ذا الرأسين، ولكل رأس وجهة يمَّمَ شطرها، لن يطير إلى أي مكان قط. لقد تحرك النظام الحاكم الحالي بإيران إلى طريق مسدود، الأمر الذي دفع قادة البلاد وزعماءها إلى الحياة في عالم عاطفي خيالي كمثل الذي استوحاه توماس دي كوينسي في رحلته عبر عوالم الأفيون الزائفة.

 

المعارضة السورية إذ تنتقد ذاتها

أكرم البني/الشرق الأوسط/22 آذار/19

هو أمر مفسَّر أن تتواتر المراجعات النقدية في الذكرى الثامنة لانطلاق ثورة السوريين، تحدوها آلام الانكسار والفشل، وفداحة التضحيات التي تكبَّدها الشعب السوري، قتلاً واعتقالاً وتشريداً، وهو أمر مفهوم أن تتصدر هذه المراجعات رموز وشخصيات احتلت مواقع قيادية في صفوف المعارضة السياسية، وإن كان غرضها التحرر من المسؤولية وتبرئة النفس! لكن ما ليس مفسَّراً أو مفهوماً هي شدة التباينات في قراءة هؤلاء المعارضين لما حصل، واستمرار تشتتهم وعجزهم، حتى في بلورة رؤية نقدية صادقة تكشف أسباب النتائج المأساوية التي آل إليها الصراع.

ثمة مَن تمترسوا في انتقاداتهم عند البدايات، عند لحظة تخلي المعارضة عن النهج السلمي واستسلامها المبكر للتحولات التي جرت نحو العسكرة وتالياً حماسها الطفولي «للانتصارات» التي حققها اللجوء إلى السلاح، الأمر الذي أدى برأيهم إلى الوقوع في الفخ السلطوي وإخضاع الصراع السياسي لقواعد العنف التي يتقنها النظام جيداً، ويسعى من خلالها لعزل الثورة عن دوائر التعاطف، وتسويغ كل أنواع القهر والتنكيل ضدها. زاد الطين بلّة وعزّز تنحية الحقل السياسي وتهميش المجتمع المدني، سلوكُ الفصائل العسكرية التي لم تُعِرْ أيَّ اهتمام للمرجعيات والحسابات السياسية ولم تتأنَّ في اختيار معاركها، بل خاضتها في أماكن مكتظة مدنياً، ما أدى إلى ردود فعل سلبية من حاضنة شعبية صارت عنواناً للحصار والقصف العشوائي، وتالياً خسارة قطاعات اجتماعية ترفض منطق السلاح ويصعب عليها إشهار تأييدها لثورة لا تستمد شرعيتها من ممارسات سلمية وحضارية تنسجم مع شعارات الحرية والعدل والكرامة التي تبنّتها.

بينما وجّه آخرون النقد إلى تأخر المعارضة السياسية في اتخاذ موقف واضح وحاسم من تنامي الجماعات الإسلاموية المتطرفة بما في ذلك الاستخفاف بوزنها وتغطية أدوارها الغامضة إلى أن تمكنت في غير مكان من مصادرة روح الثورة وقيمها، غامزين من هذه القناة إلى بعض قادة المعارضة الذين دافعوا وبشكل صريح عن «جبهة النصرة» بعد أن أُدرجت دولياً في قائمة الإرهاب، أو حين شجع آخرون نشوء تشكيلات عسكرية تدعو لدولة الخلافة وتغاضوا عن شعاراتها الدينية وعن ردود فعلها الطائفية بحجة أولوية مواجهة السلطة، أو حين قللوا من أهمية ما أوردته تقارير حقوقية عن انتهاكات وتجاوزات قامت بها الفصائل المسلحة في أماكن سيطرتها على أنها لا تشكل نقطة في بحر عنف النظام! والأسوأ حين صمتوا عمّا قام به الإسلامويون من تهجير واعتقالات بحق الناشطين المدنيين والسياسيين، بما في ذلك تصفيتهم جسدياً، والأمثلة تبدأ برزان زيتونة ورفاقها، ولم تنتهِ بإعلاميَّي كفر نبل، رائد فارس وحمود جنيد! كل ذلك أفضى برأيهم إلى تشويه معاني الثورة وأفقد الجسم المعارض فئات متعاطفة معه، كانت مترددة ومحجمة بسبب غموض البديل المنشود، لتغدو متخوفة من تمدد سلطة الميليشيات الإسلاموية التي لم تختلف في ممارساتها عن أعتي الديكتاتوريات، ولا يغيّر هذه الحقيقة عند هؤلاء النقاد، وضعُ المسؤولية الأساس في أسلمة الثورة على عاتق السلطة التي تقصدت تسعير الاستفزازات المذهبية وإطلاق قادة وكوادر «الجهاديين» من سجونها، بل يؤكدها انزلاق المعارضة نحو خطاب عنفي تصعيدي، بدأ بالإلحاح على استجرار سلاح نوعي، ولا يزال يشدد المطالبة بتدخل عسكري خارجي لفرض منطقة آمنة! ويؤكدها أيضاً سلوك بعض قادة المعارضة اليوم، الذين لا يجدون ضيراً من استيلاء «جبهة فتح الشام» على آخر معقل مناهض للنظام في مدينة إدلب وأريافها، واصطفوا كالعميان وراء سياسة أنقرة التوسعية والمهادنة للنفوذين الإيراني والروسي، وشكّلوا عملياً، رأس حربتها للتوغل عسكرياً، وتطهير الشريط الحدودي، وبخاصة مدينة عفرين، من أبناء شعبهم الأكراد!

«لقد بالغنا في الرهان على العامل الخارجي وخيار التدخل العسكري» بهذه العبارة يكثّف بعض المعارضين انتقاداتهم، ويتساءلون: ألم يقدنا ذلك إلى الترويج لأوهام سقوط سريع للنظام، تأثراً بما حصل في ليبيا، وما ترتب على ذلك من بناء مواقف وتكتيكات مغامرة وأحياناً متهورة، غيّبت عن قصد أو دون قصد، الخصوصية السورية وتعقيداتها، إنْ من جهة تأثرها بحسابات الجوار الإسرائيلي، وإنْ لجهة ارتباط النظام بمحور نفوذ في المنطقة يمده بكل أنواع المساندة والدعم، وإنْ لجهة ما أظهرته النيات الغربية من ميل لاستثمار استمرار الصراع السوري كمستنقع استنزاف لخصومها بدءاً بروسيا، فإيران وحلفائها، إلى المتطرفين الإسلامويين؟! وألم يؤدِّ البحث عن مصادر التمويل إلى الارتهان والخضوع لإملاءات هذا الطرف الخارجي أو ذاك، وتمثُّل مطالبه، أو السير وفق حساباته وتوقيتاته، ليغدو تبدل مواقفنا وتحالفاتنا السياسية كأنه تلبية لإشارات صدرت منه؟ وأيضاً ألم يفضِ الركون إلى الدعم الخارجي إلى قصور وتراجع اهتمامنا بالتطورات والحاجات الداخلية وبأولوية مواكبة حراك الناس وهمومهم، من دون أن نقدّر خطورة هذا القصور والتراجع في ثورة كثورتنا، جاءت مفاجئة وعفوية، وعطشى لقوى سياسية تتواصل معها مباشرةً وتقودها ميدانياً؟

هي قلة قليلة ذهبت في نقدها إلى البنية التكوينية للمعارضة السياسية التي تعتمل داخلها حزمة من الأمراض خلّفتها عقود طويلة من جور السلطة وظلمها، ما أضعف فرصتها في توحيد صفوفها أو الظهور كقدوة ومثلاً يُحتذى في السلوك الديمقراطي والمثابرة والتضحية، وأشاع صورة لقادتها تضجّ بخلافاتهم الشخصية وبتنافس مرضيّ على المناصب، تفوح منه رائحة الأساليب المتخلفة والمصالح الحزبية الضيقة وظواهر الأنانية والاستئثار وأحياناً الفساد، زاد تلك الصورة سوءاً عجزُ الفكر المعارض عن تقديم رؤية موضوعية لمسار الصراع وللآليات السياسية التي تضع في اعتبارها خصوصية المجتمع السوري بتعدديته القومية والدينية والمذهبية وحساسية ارتباطاته الإقليمية. واستدراكاً، ليس من خيبة أعظم من خيبة أمل السوريين بمعارضة سياسية توجِّههم وتقودهم، وعجزت مراراً عن معالجة أزماتها ومشكلاتها المزمنة، ولا يغيّر هذه الحقيقة استمرارُ الاعتراف الدولي والعربي ببعض جماعاتها، أو الدور الذي لا تزال تمارسه في حقلَي الإعلام والتفاوض، مثلما ليس من وفاءٍ يقدَّر لثورة السوريين وتضحياتهم خيراً من إجماع المعارضة على مراجعة نقدية شاملة لاستخلاص الدروس والعبر وتعميمها، بما يعيد بناء الثقة بين المجتمع والذات السياسية ويمكّنهما من خوض جولات جديدة نحو التغيير، بأقل الخسائر والآلام.

 

«حماس» وثورة جياع

د. جبريل العبيدي/الشرق الأوسط/22 آذار/19

حراك «بدنا نعيش» الذي انطلق في قطاع غزة، بشعار «حرية - عيش - كرامة» جعل «حماس» التي تمارس سلطة الأمر الواقع في مواجهة ثورة جياع عارمة، فما تعرض له الفلسطينيون من ظلم «حماس» شمل المداهمات للمنازل والضرب الوحشي والاعتقال والإخفاء القسري، بل وحتى الإعدام خارج القانون.

فـ«حماس» التي تتخذ من سكان قطاع غزة دروعاً بشرية لمغامراتها الميليشياوية، تمارس اليوم تكميم الأفواه الجائعة من خلال البطش والاعتقال ضد الفلسطينيين في القطاع، واستخدام القوة المفرطة، خاصة بعد انطلاق الحراك الشعبي السلمي «بدنا نعيش»، الذي أصدر بياناً أكد فيه «أن حركة (حماس) تُخضع أهالي غزة بقوة السلاح، وتمارس كل أنواع الاضطهاد والتنكيل بحقهم وتحرمهم من أبسط حقوقهم المشروعة». الحراك السلمي الغزاوي انطلق للمطالبة بتحسين الوضع الاقتصادي المتردي بسبب سياسات «حماس»، وسيطرتها على المال العام وإنفاقه على عناصر ميليشياتها دون أن يستفيد منه باقي الفلسطينيين، وفرضها ضرائب أثقلت كاهل الغزاويين مما تسبب في اندلاع المظاهرات السلمية، التي أصدرت بياناً وطالبت فيه بتفويض جامعة الدول العربية بحماية الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، من بطش ميليشيات «حماس» وقمعها، فبلطجة عناصر «حماس» ضد الغزاويين العزل من السلاح، يؤكد السياسة الميليشياوية التي تتبعها «حماس» والتي شربت وتشرب لبنها من التنظيم الدولي للجماعة الضالة، جماعة إخوان البنا وقطب، إذ تتخذها منهجاً وعقيدة لها، وتتبع تعليماتها وتنصاع لأوامر مرشدها، كطاعة الميت للمغسل، وهي أدبيات الطاعة العمياء دخل تركيبة التنظيم الإرهابي. فجرائم «حماس» التي يشاركها فيها التنظيم الدولي لجماعة الإخوان بحكم التبعية والطاعة والبيعة، بل وحتى المجاهرة بالاعتزاز والفخر بالارتباط بتنظيم «الإخوان»، ولعل هذا كان واضحاً في كلام فوزي برهوم، القيادي في الحركة: «إلى كل الذين يعيبون علينا انتماءنا لـ(الإخوان) المسلمين والمطالبين بفك ارتباطنا بهم والتنصل منهم نقول: أريحوا أنفسكم، فإننا نعتز ونفتخر ونتشرف بانتمائنا إليهم». جرائم «حماس» سبق أن أدانتها منظمات دولية ومنها «العفو الدولية» التي جاء في بيانها: «(حماس) ارتكبت جرائم (تقشعر منها الأبدان) ضد فلسطينيين في غزة»، وأكدت المنظمة الدولية وجود حالات إعدام خارج القانون، مما يؤكد وجود سياسة القمع والبطش، وحتى القتل خارج القانون، كما أدان نيكولاي ملادينوف، المنسق الخاص للأمم المتحدة لعملية السلام في الشرق الأوسط، حملة الاعتقالات والقمع الحمساوي، وقال إنه يشعر بالقلق بشكل خاص من «الضرب الوحشي».

القمع الوحشي الذي تمارسه ميليشيات «حماس» لا يمكن أن يكون بمعزل عن سياسات التنظيم الإرهابي الدولي لجماعة الإخوان، التي ترتبط بها «حماس» ليس عقدياً فقط، بل بالطاعة أيضاً، مما يجعل ما تفعله «حماس» هو بمباركة مطلقة من المرشد ومكتب الإرشاد للجماعة نفسها.

شماعة المقاومة وحرق نصف إسرائيل ورمي ما تبقى منها في البحر، لم تعد تنطلي على أحد، فمفرقعات «حماس» التي تطلقها والتي لا تحدث حتى أثراً في صحراء إسرائيل، تعطي مبرراً لترسانة القمع الصهيوني الإسرائيلي لصب جام غضبه على الأبرياء الغزاويين، الذين تتخذ منهم «حماس» دروعاً بشرية لها ولمغامرات قادتها، ومنهم من ينام في فنادق الدوحة وتركيا. كانت «حماس» وقادتها ومشروعها الإخواني دائمة إشعال الحروب والمعارك، دون أن تخوضها، كالشجعان، بل تختبئ خلف المدنيين، ثم تعلن أن غزة تحترق وتستغيث، ويتناسى أمراء ميليشيات «حماس»، أنهم من أشعل الحرب.

«حماس» اليوم في مواجهة الشعب الفلسطيني، وليس في مواجهة إسرائيل، فقد مارست الظلم بشتى أنواعه مع من تزعم أنها تنتمي إليهم وتربطها بهم صلة الرحم والقربى، فنكلت بهم وبطشت مثل بطش المحتل الإسرائيلي، مما يؤكد أنها لا تنتمي إلى الشعب الفلسطيني بقدر ما تنتمي لمصالح التنظيم الإرهابي لـ«الإخوان».

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود وغيرها

عون التقى بومبيو: عمليات تنظيم عودة النازحين وفق آلية الامن العام ستستمر ولبنان ملتزم تنفيذ ال1701 وحزب الله ممثل في مجلس النواب والحكومة

الجمعة 22 آذار 2019/وطنية - طالب رئيس الجمهورية العماد ميشال عون وزير الخارجية الاميركي السيد مايك بومبيو، "مساعدة بلاده للبنان على اعادة النازحين السوريين الى المناطق الآمنة في سوريا"، لافتا الى ان "لبنان الذي استقبل اكثر من مليون و500 الف نازح سوري على اراضيه، لم يعد قادرا على تحمل التداعيات التي سببها هذا النزوح على جميع قطاعات الحياة". واكد الرئيس عون ان "عمليات تنظيم عودة النازحين سوف تستمر وفقا للآلية التي وضعها الامن العام اللبناني".

ورحب الرئيس عون ب"مساعدة الولايات المتحدة الاميركية لترسيم الحدود البرية وما يعرف ب"الخط الازرق"، معتبرا ان "مثل هذا العمل يعزز الامن والاستقرار في الجنوب، علما ان لبنان ملتزم تنفيذ القرار 1701 وحريص على استمرار الاستقرار على الحدود الجنوبية، رغم الانتهاكات الاسرائيلية المستمرة برا وبحرا وجوا".

واكد الرئيس عون ان "الحفاظ على الوحدة الوطنية والسلم الاهلي هو من الاولويات التي يحرص اللبنانيون على العمل بها"، مشيرا الى ان "حزب الله هو حزب لبناني ممثل في مجلس النواب وفي الحكومة ومنبثق عن قاعدة شعبية تعيش على ارضها وفي قراها، تمثل احدى الطوائف الرئيسية في البلاد".

وشكر الرئيس عون الوزير بومبيو على "المساعدات التي تقدمها بلاده للجيش اللبناني، لا سيما خلال حرب تحرير الجرود البقاعية من المنظمات الارهابية".

وخلال المحادثات، قدم المدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم عرضا للآلية التي يعتمدها الامن العام لتنظيم عودة النازحين السوريين منذ شهر أيار الماضي وقد بلغ عدد العائدين حتى امس، 175 الف عائد، مشيرا الى ان "الامن العام مستمر في تنظيم هذه العودة سواء كانت فردية او جماعية، ويتابع عن قرب اوضاعهم في مناطق وجودهم، ولم يتبلغ حتى الساعة اي معلومات عن تعرض العائدين لاي مضايقات".

وسلم الرئيس عون الوزير الاميركي خريطة تظهر كثافة النزوح السوري في المناطق اللبنانية كافة.

بومبيو

بدوره، اكد الوزير بومبيو خلال المحادثات، "حرص بلاده على تعزيز العلاقات الاميركية - اللبنانية، واستمرار تقديم الدعم للقوات اللبنانية المسلحة"، مركزا على "جهوزية بلاده للمساهمة في ترسيم الحدود البرية والبحرية". كما تحدث عن موقف بلاده من حزب الله وايران.

وكان الوزير بومبيو وصل الى قصر بعبدا في الثالثة والربع بعد ظهر اليوم، يرافقة وفد ضم: السفيرة الاميركية في لبنان اليزابيث ريتشارد والسفيرين ديفيد هيل وديفيد ساترفيلد، والدبلوماسية كاترين مارتن.

وحضر المحادثات عن الجانب اللبناني، وزير الدولة لشؤون رئاسة الجمهورية سليم جريصاتي، والمستشارة الرئيسية لرئيس الجمهورية السيدة ميراي عون هاشم، والمدير العام لرئاسة الجمهورية الدكتور انطوان شقير، والمدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم، والمستشارون: شربل وهبه، العميد بول مطر، رفيق شلالا، اسامة خشاب، رولا نصار.

 

عون في مؤتمر الليونز: التحدي الأصعب للبنان هو أزمة النازحين لأن المجتمع الدولي مصر على ربط عودتهم بالحل السياسي في سوريا

الجمعة 22 آذار 2019 /وطنية - افتتح رئيس الجمهورية العماد ميشال عون مؤتمر البحر الابيض المتوسط لاندية "الليونز"، في فندق "هيلتون حبتور" في سن الفيل في حضور الرئيسة الدولية لأندية "الليونز" في العالم السيدة غودرون ينغفادوتير، النائب الأول للرئيس الدولي يونغ يول شوي، حاكم المنطقة 351 المهندس ايلي زينون ونحو 500 مشارك من 34 بلدا. وحضر نائب رئيس مجلس النواب ايلي الفرزلي، وزير البيئة فادي جريصاتي، وزير الدولة لشؤون النازحين صالح الغريب، النائب السابق سليم عون، سفير اوكرانيا ايزهور اوستاش، القائم بأعمال السفارة المصرية سامر حما، المدير العام لامن الدولة اللواء طوني صليبا وشخصيات رسمية وسياسية وديبلوماسية واعلامية. بداية عزفت الأوركسترا الهارمونية الوطنية التابعة لموسيقى قوى الأمن الداخلي بقيادة المقدم زياد مراد اناشيد لبنان، ايسلاند، الهند، كوريا الجنوبية، وسلوفانيا.

البرجي

قدم الحفل الدكتور نصرالله البرجي الذي أشار الى ان "المؤتمر ينعقد في بيروت عاصمة لبنان، هذه المدينة التي تربط الحضارات ببعضها البعض ولبنان الذي يقع ليونزيا في المنطقة 351 هو أول دولة في قارة آسيا دخلت اليها الليونزية في العام 1952".

ابو سمرا

وألقى رئيس الهيئة المنظمة للمؤتمر الحاكم السابق للمنطقة 351 سمير ابو سمرا كلمة ترحيبية اعرب فيها عن فخره بوجوده "مع هذا الحضور المميز الذي ينبض دمهم بالخدمة، وهم يعملون في مركز المراقبة المتوسطي لنشر التعاون والتضامن من أجل مستقبل افضل للأجيال القادمة".

وشكر لرئيس الجمهورية رعايته المؤتمر مؤكدا "أن لدينا رئيسا مميزا هو الجنرال ميشال عون وان البلد في ايد أمينة وأننا نحبه ونعتز به".

دينيويث

ثم كانت مداخلة لرئيسة مجلس حكام فرنسا سيلفي دينيويث دعت فيها الى "احترام حقوق الناس وحقوق الأرض لان الأرض هي لاولادنا وللأجيال الصاعدة"، مشددة على اهمية ابتداع سلوكيات جديدة.

زينون

وكانت كلمة لزينون قال فيها: "نعتز كما دوما برعاية "بي الكل" الرئيس الفخري لجمعيتنا الرئيس ميشال عون، وهو الذي يعرف التاريخ ويحافظ على الإرث المؤتمن عليه، رعايتكم عزيزة يا سيدي الرئيس وتعطي الليونز حقها في أرض الميعاد اللبنانية، وحضوركم في الوجدان يعكس حضورنا في وجدان كل إنسان عرفنا ولمس قربنا ومحبتنا وخدمتنا". أضاف: "قضيتنا واحدة، مسيرتنا واحدة، هدفنا واحد: سلامة الاوطان والحرية المستدامة لكل إنسان".

وأمل زينون في هذا المؤتمر "المزيد من التعاون وتوحيد الرؤية وتصويب العمل الليونزي في المنطقة على جميع الصعد البيئية والاقتصادية والاجتماعية والتربوية، لما له الخير والمنفعة لجمعيتنا التي تدخل المئوية الثانية بخطى ثابتة، ونحن الذين أخذنا الانسان هدفا لنا، فعلة الوجود عندنا تبدأ هنا ولا تنتهي".

وختم: "خدمتنا هي هويتنا، محبتنا هي شعارنا، استمراريتنا هي واجبنا، ليونزيتنا هي عزتنا".

أغنية

ثم استمع الحضور الى اغنية o sole mio أداها التينور إيليا فرنسيس رافقته عزفا موسيقى قوى الأمن.

ينغفادوتير

وبعدما قدم المدير الدولي السابق سليم موسان الرئيسة الدولية، ألقت ينغفادوتير كلمة استهلتها بشكر رئيس الجمهورية لحضوره المؤتمر، ما يعكس اهمية التعاون بين الليونز والسلطات، وعلى تقدير الليونز في لبنان وفي مختلف انحاء العالم، وشددت على "ان صورتنا قوية وخدمتنا قوية في المجتمعات".

وشكرت الدولة المضيفة لحفاوة الاستقبال، متطرقة الى أهمية اللقاء الذي حصل في الأردن الذي سمح بالالتقاء بأهل الأردن وفلسطين، كما شكرت الليونزيين على إنجازاتهم ونشاطاتهم، مشددة على أهمية الشراكة والتعاون.

وقالت: "نحن هنا لتنمية مهاراتنا وللمزيد من التعلم، لننقل الخبرة الى بلادنا، نحن دائما ننمو ونكبر، وهذه فرصة للتعلم والاستلهام والتواصل وتقوية علاقاتنا وصداقاتنا".

الرئيس عون

وألقى الرئيس عون كلمة قال في مستهلها: "أيها الحضور الكريم، "نحن نخدم" WE SERVE، عندما تلتقي مجموعة من الناس وتتخذ "الخدمة" شعارا لها، وعندما يحدد مؤسس المشروع إطار مشروعه بتسخير النخبة مواهبها وقدراتها لتطوير مجتمعها، وبالعمل من أجل الآخرين، فلا شك أنه يؤمل من هذه المجموعة الكثير، وخصوصا إذا كان لقاؤها وانطلاقتها في مرحلة قاتمة من تاريخ البشرية يوم كان العالم يعيش مآسي الحرب العالمية الأولى. على هذه الأسس، بدأت جمعية أندية الليونز الدولية نشاطها في العام 1917 لتصبح على مر السنين أكبر جمعية خدمة في العالم ولتشهد على إرادة الخير والسلام والعطاء حتى في أحلك الظروف وأصعبها. وها هي اليوم، وبعد مئة عام على انتشارها، نجدها تخدم على امتداد قارات العالم قاطبة، وخصوصا في ميدان البيئة والصحة وتحسين الظروف الاجتماعية، ولها مقعد دائم في المجلس الاقتصادي الاجتماعي لدى منظمة الأمم المتحدة. واللافت حصولها على الجائزة العالمية للشفافية والصدقية للمرة السابعة على التوالي. فأهلاً بكم في لبنان في إطار المؤتمر الاقليمي الثاني والعشرين لأندية الليونز في دول حوض البحر الأبيض المتوسط . وأضاف: "بالتوقف عند عناوين لقائكم اليوم، من مشاغل التلوث البيئي وازدياد حجم المشاكل الناجمة عن التصنيع والاستهلاك، الى معالجة المخلفات والضرر اللاحق بالطبيعة، الى التنمية المستدامة ومشاكل النزوح وانعكاساته الاجتماعية، نجدها كلها تحاكي تحديات تواجهنا ونسعى الى إيجاد الحلول لها. فالبيئة النظيفة حق لكل إنسان، وأي ضرر يلحق بالطبيعة يطاوله مباشرة، لأن الطبيعة عالم حي ومتوازن يقوم على 3 ركائز مترابطة ومتكاملة: إنسانية وحيوانية ونباتية، وأي خلل في أي من هذه الركائز سينعكس حتما على بقاء ذلك العالم واستمراره، وقد سبق ان تعهدت حماية البيئة في خطاب القسم، وذلك لا يتحقق إلا بإجراء مصالحة بين الانسان والطبيعة وإقرار معاهدة سلم بينه وبين الشجرة وبينه وبين الحيوان. من هنا، كان إصراري على تنفيذ قانون الصيد الذي ينظم عملية صيد الطيور فلا تبقى عشوائية بل يحدد لها موسما واضحا، بالإضافة الى تحديد الأنواع المسموح صيدها. وأسعى الى ان يصبح لبنان ممرا آمنا للطيور المهاجرة. وعملت ايضا لإقرار قانون حماية الحيوانات والرفق بها، وأدعم باستمرار حملات التحريج لمكافحة التصحر".

وتابع: "أما التنمية المستدامة، فهي اليوم في صلب اهتماماتنا، لأنها الأساس في حل مشاكل الحاضر وتلبية حاجاته مع الاستعداد العملي لمتطلبات المستقبل لجعله أفضل. هذا بعض من التحديات التي تواجهنا ونحن مصممون على مجابهتها، ويبقى التحدي الأصعب الذي فرضته علينا حروب المنطقة وهو أزمة النازحين السوريين، فهذه المأساة التي تعاملنا معها منذ البدء من باب التضامن الإنساني تحولت الى مشكلة تتخطى قدرتنا وإمكاناتنا على تحمل الاعباء الناجمة عنها من جميع النواحي، اقتصاديا، أمنيا، اجتماعيا، بنى تحتية، مياه، كهرباء، استشفاء ومدارس.

تصوروا فقط الضرر اللاحق بالبيئة لعدم توافر بنى تحتية لاستيعاب مليون ونصف مليون نازح على أرضٍ صار معدل السكان فيها 600 في الكيلومتر المربع الواحد.

ويقلقنا أن المجتمع الدولي لا يزال مصرا على ربط عودة النازحين بالحل السياسي في سوريا ما يعني أنه يؤجل العودة لأجل غير معلوم، هذا مع علمه اليقين بأن لبنان لم يعد قادرا على احتمال هذه الأعباء، ومع علمه أيضا بالأوضاع المزرية التي يعيشها النازحون في المخيمات التي لا تقيهم بردا ولا حرا.

نأمل منكم، وأنتم الجمعية التي تقدم الخدمة في معظم دول العالم، أن تنقلوا معاناتنا، وأيضا معاناة النازحين، واضغطوا حيث يمكنكم لضث العالم على مساعدتهم في العودة إلى بلادهم وأرضهم بأقرب وقت". وتوجه الى المؤتمرين: "إن اختياركم بيروت مركزا لمؤتمركم الإقليمي فيما المنطقة تعيش حالة اللاستقرار يحمل دلالات مهمة للبنان ولعاصمته بيروت، مدينة الحوار والتلاقي والانفتاح ومدينة السلام. هكذا نرى وطننا، أرض لقاء وحوار وسط عالم يغلي بالتطرف ويرفض الآخر، فلبنان بمجتمعه التعددي هو نقيض الأحادية، وهو النموذج للتحدي الاساسي الذي يواجهه القرن الحادي والعشرون، وهو تحدي "العيش معا" ومجابهة التطرف وديكتاتورية الارهاب ورفض الآخر. ولهذا سبق ان تقدمت بمبادرة في الامم المتحدة لترشيح لبنان ليكون مقرا رسميا ودائما لحوار الحضارات والاديان والاتنيات. وأطلقت مشروع "أكاديمية الانسان للتلاقي والحوار" بهدف تثقيف الأجيال الناشئة من كل أنحاء العالم، وخصوصا في منطقة الشرق الأوسط، لتقريبهم من بعضهم البعض وتعريفهم بالحضارات الأخرى لتسهيل اندماجهم الصحيح في مسيرة تقدم الحضارة الانسانية وتحصينهم في مواجهة التطرف. وهذا المشروع سلك اليوم الطريق العملية لتنفيذه ونسعى الى ان يطرح على التصويت في الجلسة المقبلة للجمعية العمومية للأمم المتحدة. وهنا أيضا، نأمل دعمكم وأنتم الجمعية التي تؤمن بالسلام وبالتلاقي والحوار وتسعى الى الخدمة في كل الدول من دون تمييز". وختم: "أرحب بكم مجددا في الربوع اللبنانية، وأحيي الوفود المشاركة والعاملة في مجال الخدمة المجردة، وكل تمنياتنا لكم بالتوفيق في أعمال مؤتمركم".

هدية تذكارية

وقدم زينون للرئيس عون هدية تذكارية عربون شكر وتقدير له.

 

الحريري عرض مع بومبيو التطورات في لبنان والمنطقة

الجمعة 22 آذار 2019 /وطنية - أجرى رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري، عند الاولى بعد ظهر اليوم في السراي الحكومي، محادثات مع وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، في حضور الوزير السابق غطاس خوري والسفيرة الأميركية اليزابيت ريتشارد والوفد المرافق، تناولت اخر التطورات في لبنان والمنطقة والعلاقات بين البلدين. واستكملت المحادثات على مأدبة غداء أقامها الرئيس الحريري على شرف الوزير بومبيو.

 

بري لبومبيو: حزب الله حزب لبناني في البرلمان والحكومة ومقاومته واللبنانيين ناجمة عن الاحتلال الاسرائيلي كنعان: المحاسبة في ملف التوظيف ستحصل

الجمعة 22 آذار 2019 /وطنية - استقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري، ظهر اليوم في عين التينة، وزير الخارجية الاميركي مايك بومبيو والوفد المرافق.

استمر اللقاء ساعة وتناول الحديث "أهمية الحفاظ على الاستقرار في لبنان، وضرورة معالجة الحدود البحرية والتي تشمل المنطقة الاقتصادية الخاصة للبنان". وأعرب الوزير بومبيو عن رغبة الولايات المتحدة الاميركية في "المساعدة مع جهود الامم المتحدة لمعالجة هذا الموضوع".

وشدد الرئيس بري على ان "يبدأ الحل بالحدود البحرية".

كما تركز البحث على العقوبات الاميركية على "حزب الله" وتداعياتها السلبية على لبنان واللبنانيين.

وأكد الرئيس بري، في هذا المجال، "ان القوانين التي أقرها المجلس النيابي اللبناني تطابق القوانين الدولية وتؤمن الشفافية في التداول المالي على الصعد كافة".

وشدد على ان "حزب الله" هو "حزب لبناني وموجود في البرلمان، والحكومة ومقاومته واللبنانيين ناجمة عن الاحتلال الاسرائيلي المستمر للاراضي اللبنانية".

كنعان

وبعد الظهر، استقبل الرئيس بري رئيس لجنة المال والموازنة ابراهيم كنعان، الذي قال بعد اللقاء: "موضوع اللقاء هو الرقابة البرلمانية التي نجريها في لجنة المال حول التوظيف، وبات لدينا تقرير مشترك بعد عمل المقارنة الذي تم بين مجلس الخدمة المدنية والتفتيش المركزي، وتوصلنا الى شبه أرقام نهائية عن التوظيفات والتعاقدات التي حصلت في كل الوزارات والادارات العامة والبلديات. وقد اطلعت دولة الرئيس على التقرير وعلى كل ما تكشف خلال جلسات الرقابة التي قمنا بها، على صعيد التوظيفات والمواضيع المالية الاخرى التي جرى التطرق اليها من خلال مداخلات الزملاء والايضاحات التي وردت من قبل المعنيين".

واكد كنعان ان "الرقابة التي نقوم بها، وقد قمنا بمثلها على صعيد الموازنة والحسابات المالية، وهي لن تذهب سدى، وكما حصل على صعيد الحسابات سيحصل في ملف التوظيف واكثر. فالمحاسبة يجب ان تحصل، ومن دونها سيعتقد المسؤول والادارة انه يمكن تكرار ما حصل. وبالتالي، فالرسالة ستكون واضحة للجميع اننا ذاهبون حتى النهاية في هذا الملف، ونريد تطبيق القانون لا اكثر ولا اقل".

وقال: "ينص القانون على ان لا توظيف ولا تعاقد قبل اجراء المسح الشامل، واي استثناء يجب ان يترافق مع قرار لمجلس الوزراء وتقرير ادارة الابحاث والتوجيه في مجلس الخدمة المدنية، وهو ما لم يحصل في الكثير من الاحيان".

واشار كنعان الى ان "عملية الاستلشاء بتطبيق القوانين واحترامها في الكثير من الملفات أوصلنا الى ما وصلنا اليه. فلا يجوز الحديث عن الهدر ومخالفة القوانين، والحديث عن الفساد، ويعتبر المسؤول انه ينطبق على المواطن العادي، ولا يشمل المسؤول. فهذه المعادلة يجب ان تتغير، والمجلس النيابي اليوم على المحك، والكتل النيابية التي تحدثت على مدى ثلاثة ايام في جلسات الثقة من خلال 54 مداخلة نيابية عن الهدر ومكافحة الفساد واحترام القوانين، يجب ان تقرن القول بالفعل". وقال: "سنستمر لان مصلحة البلاد والثقة المطلوبة بلبنان من اجل "سيدر" او سواه، تتطلب ذلك، من اجل وضعنا المالي ونظرة المجتمع الدولي لنا، ونظرة اللبناني لدولته".

واكد ان "الاصلاح يجب ان يبدأ من المجلس النيابي وقد بدأناه، وموعدنا الاربعاء مع جلسة مساءلة، وقد طلبت من دولة الرئيس جلسات مخصصة للمواضيع المالية والتوظيف"، وقال: "نسأل عن الموازنة التي يفترض ان تكون الحكومة قد بدأت بدراستها، وسمعنا عن انجاز الحسابات المالية، فأين هي؟". اضاف: "سيكون لنا مواعيد في المجلس النيابي لتأمين الامكانيات الفعلية والقانونية لانتظام المالية العامة تحت سقف الدستور وقانون المحاسبة العمومية".

سفير ارمينيا

وكان الرئيس بري استقبل السفير ارمينيا في لبنان فاهان اتابيكيان Vahagn Atabekian وعرض معه العلاقات الثنائية.

برقيات

من جهة اخرى ابرق الرئيس بري الى الرئيس العراقي برهم صالح، معزيا بضحايا كارثة العبارة. كما بعث ببرقيتين مماثلتين الى رئيس الحكومة العراقية عادل عبد المهدي ورئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي.

 

باسيل بعد محادثات مع نظيره الأميركي: حزب الله لبناني نوابه منتخبون بتأييد شعبي بومبيو: حزب الله يقف عائقا امام احلام اللبنانيين

الجمعة 22 آذار 2019 /وطنية - عقد وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل جلسة محادثات موسعة في قصر بسترس مع وزير الخارجية الاميركي مايك بومبيو، في حضور مساعده لشؤون الشرق الادنى السفير دايفد هايل والسفيرة الاميركية إليزابيت ريتشارد. ثم تحول اللقاء الى اجتماع ثنائي.

باسيل

بعد الاجتماع، قال باسيل: "إنها الزيارة الأولى من نوعها للوزير بومبيو، وهي تدل على عمق العلاقة والصداقة بين البلدين، وتدل بالشكل على متانة الوضع اللبناني واستقراره، وتحمل المضمون نفسه للعلاقات التاريخية بين البلدين. لقد أجرينا حوارا بناء وإيجابيا قائما على عمق العلاقة بين الشعبين الاميركي واللبناني، اللذين يسبقاننا بأشواط، إذ أن هناك أكثر من مليون لبناني في الولايات المتحدة أظهروا قدرة اندماج استثنائية في المجتمع الاميركي، الذي قام باحتضانهم بشكل استثنائي. واختبر الوزير بومبيو هذا الامر من خلال ولايته كعضو في الكونغرس عن ولاية كنساس. وتدعم الولايات المتحدة المؤسسات الشرعية اللبنانية، وعلى رأسها الجيش اللبناني، الذي يمثل العمود الفقري للمؤسسات وضمانة الاستقرار في لبنان. ونحن نعترف ونقدر ونشكركم على مساعدتكم لمؤسساتنا الامنية والمساعدات التي تقدمها الوكالة الاميركية للتنمية usaid إلى فئات كبيرة من المجتمع والمؤسسات اللبنانية".

أضاف: "لقد تناولنا موضوع الحدود، ويبدي لبنان الايجابية اللازمة في هذا الخصوص، انطلاقا من الحفاظ على حقوقنا بالارض والسيادة. ومعروف موقفي الشخصي وموقف من أمثل مما هو مطروح، وهو موقف ايجابي".

واعتبر أن "لبنان أمامه فرصة لاستعادة حقوق وأرض له من دون أي تنازل، وبشكل يسمح للبنان بأن يكون قد حقق نصرا سياسيا وديبلوماسيا جديدا، لأن النصرين السياسي والديبلوماسي يوازيان أي نصر آخر"، وقال: "على هذا الأساس، ومن دون التفريط بأي مورد سواء أكان غازيا أم نفطيا، بريا أم بحريا، سنبذل الجهد اللازم مع كل الاطراف الداخلية للتوصل إلى اتفاق مشرف للبنان ويحفظ حقوقه".

أضاف: "عملت شخصيا في ملف النفط كوزير سابق للطاقة، وواكبته لاحقا. وفي مرحلة معينة، أقنعنا الشركات الاميركية بالمشاركة في المناقصات، وكانت قد تأهلت، لكنها امتنعت عن المشاركة في المناقصة حيث فاز تحالف بين شركات اوروبية وروسية، رغم تناقض مواقف الجانبين الروسي والاوروبي سياسيا. كما أن هناك عقوبات بين الاتحاد الأوروبي وروسيا. ومن هذا المنطلق، ادعو الشركات الاميركية إلى دخول المناقصات في لبنان. ولم لا يحصل تحالف بين روسيا والولايات المتحدة في لبنان بالشكل الذي تريده هذه الشركات كونها تقدر مصلحتها، وهذا من شأنه المساهمة في مزيد من الاستقرار وتحقيق الازدهار في لبنان، فلبنان من خلال انفتاحه وتعدديته، يمكنه العمل مع الجميع".

وتابع: "كما أكدت التزامنا القرار 1701 والحفاظ على الهدوء في جنوب لبنان، وطالبنا بوقف الاعتداءات الاسرائيلية المتكررة، وذكرت الوزير بومبيو بأنها بلغت 1800 خرق سنويا تقريبا. واكدت حق لبنان الطبيعي بالدفاع عن نفسه ومقاومة اي احتلال لارضه واي اعتداء على شعبه، فهذا حق مكرس في القوانين والمواثيق الدولية". وأردف: "تطرقنا أيضا إلى اهمية لبنان بتنوعه في هذا الشرق. وفيما تدعونا الولايات المتحدة سنويا الى مؤتمر عن الحريات الدينية، وجهت الدعوة إلى الوزير بومبيو واعربت عن رغبة لبنان في إقامة مؤتمر من هذا النوع، بالتعاون مع الولايات المتحدة لرفض الاحادية، ولكي يبقى النموذج اللبناني التعددي صامدا في وجه الارهاب، وتؤكد جريمة نيوزيلندا صوابية موقفنا وأن التطرف يولد تطرفا، بينما التسامح المتوازي مع القوانين الدولية هوالعلاج للتطرف".

وقال: طرحت موضوع النازحين وشرحت للوزير هذا الخطر على وجودية لبنان والنموذج اللبناني الفريد، وأجرينا مقارنة بالاعداد واستنتجنا أنه إذا طبقنا عدد النازحين السوريين والفلسطينيين في لبنان على ولاية كنساس التي تضم مليونين و900 الف مواطن اميركي، نكون كأننا امام 42 مليون مواطن كندي، على سبيل المثال، يعيشون في كنساس، وهذا ما لا يمكن لأي بلد ان يحتمله، فلبنان لم يعد يحتمل، لذا نطالب بالعودة الآمنة والكريمة للنازحين من دون ان تكون طوعية لان شروط العودة واستكمال متطلباتها لا تعطي النازح حق الخيار بالبقاء. ويجب ان يعود عندما تتوافر الشروط. نحن لم نتحدث يوما عن عودة قسرية جماعية، ولكن حان وقت العودة حيث يمكن، وذلك لمصلحة لبنان وكل اشقائه. كما نرغب بحل سياسي في سوريا يؤدي الى انتخابات حرة وديموقراطية تعطي الشعب السوري الحق في اختيار ممثليه. ومن هذا المنطلق، ينأى لبنان بنفسه عن الامور هذه، ويرغب بعدم التدخل في شؤون الآخرين لكي لا يتدخل الآخرون في شؤونه". أضاف: "وتحدثنا أيضا عن موضوع حزب الله، كل من وجهة نظره وموقفه، وأكدنا ان حزب الله هو حزب لبناني غير ارهابي ونوابه منتخبون من الشعب اللبناني وبتأييد شعبي كبير. وتصنيفه بالارهاب يعود إلى الدولة التي تصنفه، ولا يعني لبنان. من جهتنا، نتمسك بوحدتنا الوطنية وبالحفاظ على علاقاتنا الجيدة مع الولايات المتحدة ولا نريد ان تتأثر بذلك، ونود العمل سويا لحل المشاكل، ومن بينها مسألة حزب الله والنظرة إليه والتعاطي معه، لاننا نعتبر ان استقرار لبنان والحفاظ على وحدته الوطنية هما مصلحة لبنانية ومصلحة اميركية ومصلحة اقليمية ودولية لأن هناك مصلحة في بقاء لبنان كنموذج قابل للحياة في مواجهة الارهاب". وتوجه إلى بومبيو قائلا: "تفصلنا الجغرافيا، ولكن قد تجمعنا المبادى الانسانية. قد يبعدنا مفهوم المقاومة، ولكن يجمعنا التوق الى الحرية. قد تفرقنا النظرة الى اللآحادية، ولكن يجمعنا القبول بالآخر. لبنان سيبقى فريدا بتعدديته وتمرده وحريته، ولن يكون يوما موطئا للارهاب، بل مقاوما له ولن يغير من طبيعته ولا من تنوعه ولن يكون ابدا آحاديا".

بومبيو

والقى بومبيو الكلمة الآتية: شكرا على استضافتي هنا، اليوم ومن دواعي سروري لاعود الى لبنان في زيارتي الثالثة او الرابعة ولكن هي المرة الاولى لي كوزير للخارجية كما قال الوزير باسيل، انا مثلت في مجلس النواب جنوب اواسط كنساس وكانت موطنا للكثير من الجاليات من اللبنانيين المهاجرين الذين استقروا في كنساس وازدهروا هناك ونأمل في ان يعم مثل هذا الازدهار على الجميع هنا في هذا البلد. سنحت لي الفرصة اليوم بلقاء رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس مجلس الوزراء سعد الحريري وسألتقي مع المزيد من القادة غدا".

اضاف: "في جميع مناقشاتي نقل لي القادة اللبنانيون ان لا مستقبل افضل من السلام والامن والازدهار لبلدهم وشعبهم وعلى جميع مواطني هذا البلد ان يعرفوا ان الولايات المتحدة الاميركية تشاطرهم هذه الآمال ولكن علينا ان نواجه الحقائق، "حزب الله" يقف عائقا امام احلام الشعب اللبناني، لاربع وثلاثين عاما وضع حزب الله الشعب اللبناني في خطر بسبب قراراته الآحادية غير الخاضعة للمحاسبة المتعلقة بالحرب والسلام والحياة والموت سواء من خلال وعوده السياسية او من ترهيبه المباشر للناخبين، فإن حزب الله الآن ممثل في البرلمان وغيره من المؤسسات ويتظاهر بأنه يدعم الدولة في هذه الاثناء يتحدى الدولة وشعب لبنان من خلال جناحه الارهابي الملتزم بنشر الدمار. حملات حزب الله المسلحة منافية تماما لمصلحة الشعب اللبناني".

وتابع: "كيف يمكن لصرف الموارد واهدار ارواح الاشخاص في اليمن والعراق وسوريا ان يساعد مواطني جنوب لبنان او بيروت او البقاع؟ هذه البلاد كيف يمكن ان يقوي تخزين الآف الصواريخ في الاراضي اللبنانية لاستخدامها ضد اسرائيل هذه البلاد، كما ان "حزب الله" يقوم بهذه النشاطات الخبيثة نيابة عن النظام الايراني وجنوده يعملون تحت امرة طهران، تأكدوا تماما ان "حزب الله" هو من وضع البلد في هذه الحملات التي ترأسها إيران التي لا تريد لهذا الوضع ان يتغير وهم يرون ان الاستقرار في لبنان يمثل تهديدا لطموحات إيران في الهيمنة وهي تستخدم "حزب الله". فإن شبكات إيران الإجرامية العالمية بتهريبها للمخدرات ومحاولات تبييض الأموال من خلال شبكاتها الدولية يضع لبنان تحت مجهر القانون الدولي وعقوباته. ان حزب الله يسرق موارد الدولة اللبنانية والتي هي ملك شرعي لشعبها الأبي ويجب الا يجبر الشعب اللبناني على ان يعاني بسبب طموحات سياسية وعسكرية لفئة غير قانونية وروابطها الإرهابية. إن الأمر يتطلب شجاعة من الشعب اللبناني للوقوف بوجه إجرام "حزب الله" وتهديداته كما يتطلب بذل الجهود لضمان الاحترام والاستقلال الكامل".

واردف: "نؤيد عودة اللاجئين السوريين في اسرع وقت يسمح به، وتأكدوا أنكم تستطيعون ان تجدونا كصديق لكم وسوف نستمر في دعم المؤسسات الشرعية في لبنان وجميع شعبه. وقدمنا في العام الماضي أكثر من 800 مليون دولار أميركي على شكل مساعدات للبنان والسؤال العادل هنا ماذا قدم حزب الله وإيران؟ لقد قدما نعوشا للشباب اللبناني العائد من سوريا والمزيد من الأسلحة الإيرانية ويستمر قاسم سليماني وغيره من الداعمين الايرانيين في تقويض مؤسسات لبنان الأمنية الشرعية وتقويض سلامة وامن الشعب اللبناني".

وقال: "ستستمر الولايات المتحدة في الضغط غير المسبوق على ايران حتى تتوقف عن سلوكها الخبيث بما في ذلك النشاط الذي تضطلع به من خلال حزب الله. ويشكل دعم ايران لحزب الله خطرا على الدولة اللبنانية ويقوض ازدهار مستقبل الأجيال القادمة وكذلك فرص السلام بين اسرائيل والفلسطينيين. ويقدم الملالي في ايران لحزب الله ما يقارب 700 مليون دولار سنويا وهو مبلغ ضخم خصوصا وان 90% من القوى العاملة في ايران تعيش دون خط الفقر. ويهدف الضغط الذي نمارسه على ايران الى قطع التمويل عنها وهو اعطى نتيجة فاعلة. في الثامن من آذار ناشد السيد حسن نصرالله مناصريه لتقديم المزيد من التبرعات. ونحن نؤمن ان عملنا يقيد قدرة حزب الله على تنفيذ اعماله وسنستمر باستخدام جميع الأساليب السلمية المتاحة لنا لتضييق الخناق على التمويل والتهريب وشبكات الارهاب الإجرامية واساءة استخدام المناصب والنفوذ الذي يغذي عمليات ايران وحزب الله الإرهابية. ولن نتوانى عن الاعلان عن تلك الجهات التي تدعم سلبا او ايجابا هذه النشاطات".اضاف: "لقد سنحت لي الفرصة ان اناقش جميع هذه الامور مع القادة اللبنانيين وعبرت عن أملي في ان تتمكن الحكومة اللبنانية من تلبية حاجات الشعب اللبناني، وتشاركت معهم بهواجسنا بشأن الضغوطات الخارجية والداخلية على الحكومة، بما في ذلك تلك الآتية من أعضاء في الحكومة لا يخدمون مصالح استخدام لبنان . ويواجه لبنان وشعبه بصراحة خيارا إما المضي قدما كشعب أبي او السماح لطموحات ايران و"حزب الله" السيئة بأن تسيطر وتهيمن عليه. وكما تعلمون إن لبنان دفع ثمنا باهظا من أجل تحقيق استقلاله. ولدى مغادرتي المطار استذكرت ان من هم الآن في "حزب الله" قاموا قبل سنوات بقتل عناصر "المارينز" وديبلوماسيين اميركيين".

وختم: "زرت ضريح الشهيد رفيق الحريري الذي كان ضحية لسيطرة نظام الأسد على لبنان، ولكن الآن ينتظرنا مستقبل أفضل للبنان لا يمكن لـ"حزب الله" ان يفرض فيه على شعب لبنان ان يعاني. وينظر الى لبنان على انه رمز للنهوض من الدمار، وسنواصل وقوفنا الى جانب الشعب اللبناني من اجل مستقبل افضل له".

 

جنبلاط التقى بومبيو

الجمعة 22 آذار 2019 /وطنية - التقى رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط وزير الخارجية الأميركية مارك بومبيو، ورافقه رئيس اللقاء الديمقراطي النائب تيمور جنبلاط ووزير التربية والتعليم العالي أكرم شهيب.

 

الحريري ترأس اجتماعا للجنة الوزارية المكلفة دراسة خطة الكهرباء: الجراح : توافق على تخفيض الهدر وجباية الأموال المتراكمة والمستحقة

الجمعة 22 آذار 2019 /وطنية - ترأس رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري عند السادسة من مساء اليوم في السراي الحكومي اجتماعا للجنة الوزارية المكلفة دراسة خطة الكهرباء في حضور نائب رئيس الحكومة غسان حاصباني والوزراء: محمد فنيش، يوسف فنيانوس، علي حسن خليل، جمال الجراح، كميل أبو سليمان، ندى البستاني وعادل أفيوني والأمين العام لمجلس الوزراء القاضي محمود مكية وعدد من المستشارين.

الجراح

بعد الاجتماع، قال الوزير الجراح: "إنه الاجتماع الأول للجنة المكلفة دراسة سياسة الكهرباء، والعناوين الأساسية للخطة أو السياسة، هي زيادة الإنتاج وتخفيض العجز، وبالتالي هناك مسار على مرحلتين: المسار المؤقت الذي يمكن أن يزيد الإنتاج بحدود 1450 ميغاواط، وصولا إلى المرحلة الثانية من الخطة، وهي 3100 ميغاواط. تم التوافق على هذه السياسة العامة، كما تم التوافق على تخفيض الهدر الفني وغير الفني إلى حدود 11%، وكذلك محاولة جباية الأموال المتراكمة والمستحقة لمؤسسة كهرباء لبنان. بالطبع، لا يمكن إنجاز الأمر سريعا، لكن بما يمكننا من تحصيل ما يترتب لكهرباء لبنان. وبالتالي كان النقاش حول آليات العمل خلال العام 2019. فالخطة تلحظ أننا مع بداية العام 2020، في الأشهر الأولى منها، نكون قد تمكنا من الحصول على الـ1450 ميغاواط، وحين نزيد الإنتاج تزيد التغذية، وعندها يصبح بمقدور المواطن الاستغناء عن المولد، وإذا زدنا التعرفة، يكون المواطن عمليا يوفر ولا يدفع أكثر".

وأضاف: "هذه هي تقريبا المبادىء العامة للسياسة. أما تفصيليا، فقد دخلنا اليوم بالنقاش التفصيلي وسنستكمله يوم الثلاثاء المقبل. لكن ما أود قوله أن اللجنة جدية جدا في موضوع الانتهاء من عملها قبل الجلسة المقبلة لمجلس الوزراء، التي نأمل أن نقدم فيها تقريرا مفصلا لمقام مجلس الوزراء، لكي يتخذ القرار النهائي. الجو إيجابي جدا، وتخفيض العجز، وصولا إلى إلغائه، سيترافق مع زيادة التغذية، وبالتالي، يدفع المواطن فاتورة واحدة. لن أدخل في التفاصيل الدقيقة، لأن الموضوع تقني وإداري حول مقاربة الخطة والفترة الزمنية وغيرها".

سئل: هل كان هناك توافق خلال الاجتماع من قبل كل الأطراف الممثلة، على هذه الخطة؟

أجاب: طبعا، لأن المقاربة جدية هذه المرة، وهي، كما يعلم الجميع، ليست وليدة اليوم بل هي سياسة يتم الحديث عنها منذ العام 2010، وهناك تعديلات لازمة يتم إدخالها لكي نصل إلى خطة واضحة وشفافة وجدية وقابلة للتحقيق.

 

/New A/E LCCC Postings for todayجديد موقعي الألكتروني ل22 و23 آذار/19

رابط الموقع

http://eliasbejjaninews.com

 

طعن كاهن خلال قداس في كندا/مونتريال/والشرطة اعتقلت مشتبهاً به

http://eliasbejjaninews.com/archives/73225/%d8%b7%d8%b9%d9%86-%d9%83%d8%a7%d9%87%d9%86-%d8%ae%d9%84%d8%a7%d9%84-%d9%82%d8%af%d8%a7%d8%b3-%d9%81%d9%8a-%d9%83%d9%86%d8%af%d8%a7-%d9%85%d9%88%d9%86%d8%aa%d8%b1%d9%8a%d8%a7%d9%84-%d9%88%d8%a7%d9%84/

مونتريال: «الشرق الأوسط أونلاين/الجمعة 22 آذار 2019/تعرّض كاهن للطعن، اليوم (الجمعة)، أثناء القداس في كنيسة سان جوزيف في مونتريال بكندا، حسبما ذكرت الشرطة، مؤكدةً القبض على الجاني. وأفادت كارولين شيفرفيس، المتحدثة باسم الشرطة في مونتريال، بأن «الشرطة اعتقلت المشتبه به، وتم نقله إلى مركز الاحتجاز، حيث سيلتقيه المحققون في الصباح». وأُصيب الكاهن بجروح طفيفة في الجزء العلوي من جسده، ونُقِل إلى المستشفى، لكنّ «حياته ليست في خطر»، حسب قولها.

 

Open Letter From The "Rally For Sovereignty" To The Honorable US Secretary of State, Mr. Michael Pompeo
 
Beirut, Lebanon/March 22/19
 http://eliasbejjaninews.com/archives/73228/%D8%A8%D8%A7%D9%84%D9%84%D8%BA%D8%AA%D9%8A%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A8%D9%8A%D8%A9-%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%A5%D9%86%D9%83%D9%84%D9%8A%D8%B2%D9%8A%D8%A9-%D9%86%D8%B5-%D8%B1%D8%B3%D8%A7%D9%84/

 

 

قرادية” لنطانس شباط تلقي الأضواء على العيشية في عين إبل قبيل وأثناء الحرب العالمية الأولى

http://eliasbejjaninews.com/archives/73222/%D9%82%D8%B1%D8%A7%D8%AF%D9%8A%D8%A9-%D9%84%D9%86%D8%B7%D8%A7%D9%86%D8%B3-%D8%B4%D8%A8%D8%A7%D8%B7-%D8%AA%D9%84%D9%82%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%B6%D9%88%D8%A7%D8%A1-%D8%B9%D9%84%D9%89-%D8%A7%D9%84/

 

 

 

ما لا تعرفونه عن مزار أم النور في عين إبل لبنان…هنا قدّست أقدام العذراء تراب جنوب لبنان

 المركز الكاثوليكي للإعلام/22 آذار/19 /لبنان/أليتيا(aleteia.org/ar)

http://eliasbejjaninews.com/archives/73211/%d9%85%d8%a7-%d9%84%d8%a7-%d8%aa%d8%b9%d8%b1%d9%81%d9%88%d9%86%d9%87-%d8%b9%d9%86-%d9%85%d8%b2%d8%a7%d8%b1-%d8%a3%d9%85-%d8%a7%d9%84%d9%86%d9%88%d8%b1-%d9%81%d9%8a-%d8%b9%d9%8a%d9%86-%d8%a5%d8%a8/

 

How Secret Netanyahu-Assad Backchannel Gave Way to Israeli Demand for Recognition of Golan Sovereignty
 
نوا لانداو/هآرتس: كيف أن الإتصالات السرية الخلفية بين نيتنياهو والأسد مهدت الطريق لمطالبة إسرائيل الإعتراف بسيادتها على الجولان
 Noa Landau/Haaretz/March 22/19
 
http://eliasbejjaninews.com/archives/73218/noa-landau-haaretz-how-secret-netanyahu-assad-backchannel-gave-way-to-israeli-demand-for-recognition-of-golan-sovereignty%d9%86%d9%88%d8%a7-%d9%84%d8%a7%d9%86%d8%af%d8%a7%d9%88-%d9%87%d8%a2%d8%b1/

 

 

Media Silence Surrounds Muslim Massacre of Christians
 
صمت اعلامي يحيط بالمذابح التي ينفذها مسلمون ضد المسيحيين في نيرجيريا
 B.Breitbart/March 17/19
 
http://eliasbejjaninews.com/archives/73208/thomas-d-williams-media-silence-surrounds-muslim-massacre-of-christians%D8%B5%D9%85%D8%AA-%D8%A7%D8%B9%D9%84%D8%A7%D9%85%D9%8A-%D9%8A%D8%AD%D9%8A%D8%B7-%D8%A8%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B0%D8%A7%D8%A8/