المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكنديةLCCC/

نشرة الأخبار العربية ليوم 22 آذار/2020

اعداد الياس بجاني

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/eliasnews19/arabic.march22.20.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

الأحد الخامس من الصوم الكبير: أحد شفاء المخلّع

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياته

الياس بجاني/حزب الله الإرهابي يحتل لبنان وهو الكورونا والسرطان ونصرالله حكواتي وهوليوودي

الياس بجاني/نصرالله وبري واليسار وجماعة نفاق العروبة لا هني مقاومة ضد إسرائيل ولا من يحزنون

مواطن جنوبي والياس بجاني/ملف عامر الفاخوري: أصحاب شركات أحزابنا الموارنة بلعوا ألسنتهم ورعاتنا غابوا عن السمع..لا تندهوا ما في حدا

 

عناوين الأخبار اللبنانية

شركة سمير جعجع العقارية

ماذا بعد أطلاق سراح عامر الفاخوري؟

الكولونيل شربل بركات/21 آذار/2020

"معتقلات" الضّاحية تشهد على فجر الحرّيّة.. "العمالة" واحدة في كلّ الأزمنة!

طوني بولس/صوت بيروت

القوات الإيرانية وحزب الله  نقلوا مقرهم الرئيس من دمشق إلى حلب

موقع دبيكا/21 آذار/2020

ما حقيقة تعيين رئيس جديد للمحكمة العسكرية؟

الدولار يلامس عتبة 2700 ليرة!

دراسة علمية تتوقع وفاة 150 ألف لبناني بـ”الكورونا” وتوجه لفرض حظر التجوال والإصابات ترتفع إلى 206 أشخاص

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم السبت في 21/3/2020

أسرار الصحف الصادرة في بيروت اليوم السبت 21 آذار 2020

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

ما الفرق بين سجون عامر الفاخوري وسجون وزنازين حسن نصر الله وبشار أسد وخامنئي؟

الشيخ حسن سعيد مشيمش/موقع بوابة العرب

فخامة الرئيس اللبناني حسن نصرالله"

استنفار واسع خارجي وداخلي لتجنب المرحلة الأخطر

لبنان يسجل 24 إصابة جديدة بفيروس كورونا

قضية الفاخوري تطيح رئيس المحكمة العسكرية والخارجية استدعت السفيرة الأميركية للاستماع إلى حيثيات إخراجه من بيروت

في لبنان «تحدياً لكورونا»... ورود طائرة للأمهات في عيدهن

انتقادات حسن نصرالله لـ"الأصدقاء" تكشف حجم أزمة حزب الله

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

غارات سرية تستهدف «قاعدة إيرانية» في سوريا.. وسقوط عشرات القتلى

رسالة أميركا لقادة إيران: الوباء لن يرحمكم من العقوبات

خامنئي وروحاني يتوعدان واشنطن... وفرار 23 من سجنٍ وتقارير عن قتل عدد منهم

مريم رجوي: معركتنا المصيرية ضد وباء ولاية الفقيه وسننتصر

ترامب للإيرانيين بمناسبة عيد نوروز: تستحقون قيادة تستمع إليكم

مسعود رجوي: 8000 إيراني قضوا في كارثة “كورونا”

كوفيد – 19” يحصد 83 من كبار رموز نظام الملالي في إيران

روحاني توقع تخفيف قيود التنقل... والأمم المتحدة حذّرت... والوفيات إلى 1556

إيران وفرنسا تتبادلان سجينين

ترامب للرئيس العراقي: أتطلع إلى فرص جديدة لبناء علاقاتنا والكتل الشيعية تسلمت رسالة تحذير من الصدر لمساندة الزرفي

“كورونا” يقتل 17 عراقياً … وقوات خاصة ضد المستهترين

روسيا مرتاحة لدورياتها مع تركيا على طريق حلب ـ اللاذقية

دمشق تعلن أن بوتين والأسد بحثا في «انتهاكات الإرهابيين» لاتفاق موسكو

بوتين رئيساً حتى عام 2036 متحدياً «كورونا» والغرب والأزمة المالية وذلك بعدما وجد الروس أنفسهم أمام خيارين: «الاستقرار أو الفوضى؟»

الكرملين: لا حرب نفطية مع السعودية وعلاقاتنا «شراكة وثيقة»/«فيتش» تخفض توقعاتها للنمو... و«المركزي» يحافظ على سعر الفائدة

“داعش” يهرّب عناصره من “الهول”… وتركيا تعزز قواتها في إدلب

سورية: تعليق العمل الحكومي وتهديد بالحجر

الصين تلجم الوباء وأوروبا تئن ومئات الملايين يخضعون للعزل

"كوفيد19-" يتمدد إلى 164 بلداً والإصابات تسجل 285.777 حالة والوفيات 11.883 شخصاً

شبح الموت يخيّم في مستشفيات إيطاليا

القارة السمراء لم تنج

ملك هولندا: لا يمكن إيقاف الوباء و2020 سيخلد في الذاكرة

الوباء يصل مكتب نائب ترامب و70 مليوناً تحت العزل

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

عامر الفاخوري، مسرحية حزب الله وسياسة ” تناسل الأزمات “/شارل الياس شرتوني

الأحزاب تستغل خوف الناس من الموت.. لتحكمهم/أيمن شروف/المدن

موعظة حسن نصرالله لحلفائه: باسيل أو لا أحد/منير الربيع/المدن

السلطة والقطاع الخاص: للتخلص من "الضمان الاجتماعي" وإفلاسه/عزة الحاج حسن/المدن

نصر الله لن يخوض البحر إلّا مع باسيل/جهاد بزي/المدن

نصرالله اوهن من “بيت العنكبوت” والجيش.. اقوى منه/موقع الشفاف

رسالة إلى جمعية المصارف/النهار/جهاد الزين

بعد "إخراج" الفاخوري.. من يملك السر؟ و احتمالات مقابل الإفراج عنه/جورج شاهين/الجمهورية

عيد أم {يتيم} في لبنان... لا زيارات ولا هدايا/فيفيان حداد/الشرق الأوسط»

كورونا والعودة إلى {الكهوف/راجح الخوري/الشرق الأوسط»

أدب الحجر/سمير عطا الله/الشرق الأوسط

إنسان عصر «الكورونا»/عبد الرحمن شلقم/الشرق الأوسط

كنا هناك من قبل/محمد الرميحي/الشرق الأوسط»

يوم أخرج نصرالله «إبليس» من «جنّة».. «حزب الله»/أحمد عياد/جنوبية

تغيير طبيعة لبنان/خيرالله خيرالله/العرب

الأكاديمي اللبناني محمد علي مقلد: أحزاب الله أو اليقينيّات الناظمة لجوانب من الفكر السياسي العربي/حاوره: زياد ماجد/القدس العربي

“كورونا”… النظام الإيراني يُضحّي بالشعب لحماية نفسه/مسعود محمد/نداء الوطن

جائحة كورونا ووباء الأسدية/يوسف بزي/موقع تلفزيون سوريا

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

قرار لدياب تضمن تعليمات تطبيقية لإعلان التعبئة العامة

دياب للبنانيين: أدعوكم إلى حظر تجول ذاتي فنحن في خطر كبير وانتصارنا لا يكون إلا بتكامل بين الدولة والمجتمع والمواطن

القوات: أملاك الحزب ليست مسجلة باسم رئيسه ولا زوجته ولا أي من أقاربه وأصحابه وسنقاضي معدي برنامج يسقط حكم الفاسد

دريان يدق ناقوس الخطر: لإطلاق الموقوفين الإسلاميين

المطران نصار... الى أبرشية

 

 

في أسفل تفاصيل النشرة الكاملة

الزوادة الإيمانية لليوم

الأحد الخامس من الصوم الكبير: أحد شفاء المخلّع

إنجيل القدّيس مرقس02/01-12/عَادَ يَسُوعُ إِلى كَفَرْنَاحُوم. وسَمِعَ النَّاسُ أَنَّهُ في البَيْت. فتَجَمَّعَ عَدَدٌ كَبيرٌ مِنْهُم حَتَّى غَصَّ بِهِمِ المَكَان، ولَمْ يَبْقَ مَوْضِعٌ لأَحَدٍ ولا عِنْدَ البَاب. وكانَ يُخَاطِبُهُم بِكَلِمَةِ الله. فأَتَوْهُ بِمُخَلَّعٍ يَحْمِلُهُ أَرْبَعَةُ رِجَال. وبِسَبَبِ الجَمْعِ لَمْ يَسْتَطِيعُوا الوُصُولَ بِهِ إِلى يَسُوع، فكَشَفُوا السَّقْفَ فَوْقَ يَسُوع، ونَبَشُوه، ودَلَّوا الفِرَاشَ الَّذي كانَ المُخَلَّعُ مَطْرُوحًا عَلَيْه. ورَأَى يَسُوعُ إِيْمَانَهُم، فقَالَ لِلْمُخَلَّع: «يَا ٱبْني، مَغْفُورَةٌ لَكَ خطَايَاك!». وكانَ بَعْضُ الكَتَبَةِ جَالِسِينَ هُنَاكَ يُفَكِّرُونَ في قُلُوبِهِم: لِمَاذَا يَتَكَلَّمُ هذَا الرَّجُلُ هكَذَا؟ إِنَّهُ يُجَدِّف! مَنْ يَقْدِرُ أَنْ يَغْفِرَ الخَطَايَا إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ؟. وفي الحَالِ عَرَفَ يَسُوعُ بِرُوحِهِ أَنَّهُم يُفَكِّرُونَ هكَذَا في أَنْفُسِهِم فَقَالَ لَهُم: «لِمَاذَا تُفَكِّرُونَ بِهذَا في قُلُوبِكُم؟ ما هُوَ الأَسْهَل؟ أَنْ يُقَالَ لِلْمُخَلَّع: مَغْفُورَةٌ لَكَ خطَايَاك؟ أَمْ أَنْ يُقَال: قُمْ وَٱحْمِلْ فِرَاشَكَ وَٱمْشِ؟ ولِكَي تَعْلَمُوا أَنَّ لٱبْنِ الإِنْسَانِ سُلْطَانًا أَنْ يَغْفِرَ الخَطَايَا عَلَى الأَرْض»، قالَ لِلْمُخَلَّع: لَكَ أَقُول: قُم، إِحْمِلْ فِرَاشَكَ، وٱذْهَبْ إِلى بَيْتِكَ!. فقَامَ في الحَالِ وحَمَلَ فِرَاشَهُ، وخَرَجَ أَمامَ الجَمِيع، حَتَّى دَهِشُوا كُلُّهُم ومَجَّدُوا اللهَ قَائِلين: «مَا رَأَيْنَا مِثْلَ هذَا البَتَّة!».

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياته وتغريدات متفرقة

حزب الله الإرهابي يحتل لبنان وهو الكورونا والسرطان ونصرالله حكواتي وهوليوودي

الياس بجاني/20 آذار/2020

السيد هوليودي بامتياز. حكواتي يستخف بعقول الناس. لبنان يحتله الإيراني ونصرالله هو هذا الإيراني ولا حل دون تخليص لبنان من احتلاله.

حكواتي ومنافق انتقد وهدد كل يلي انتقدوا حزبه وتراخيه بخروج الفاخوري وقال بأن اميركا هي خطفت الفاخوري وهربته وزاد وازبد بهجومه على ترامب والإستعمار الأميركي..كلامه ببغائي ومتل الإسطوانة المكسورة.

 

نصرالله وبري واليسار وجماعة نفاق العروبة لا هني مقاومة ضد إسرائيل ولا من يحزنون

الياس بجاني/20 آذار/2020

ما في بلبنان مقاومة ومقاومين ضد إسرائيل، بل عصابات تابعة لإيران ويسار منتهي الصلاحية وعروبيين دجالين وطاقم سياسي ورسمي طروادي

 

ملف عامر الفاخوري: أصحاب شركات أحزابنا الموارنة بلعوا ألسنتهم ورعاتنا غابوا عن السمع..لا تندهوا ما في حدا

مواطن جنوبي والياس بجاني/20 آذار/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/84311/%d9%85%d9%88%d8%a7%d8%b7%d9%86-%d8%ac%d9%86%d9%88%d8%a8%d9%8a-%d9%88%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d9%85%d9%84%d9%81-%d8%b9%d8%a7%d9%85%d8%b1-%d8%a7%d9%84%d9%81%d8%a7/

بداية، نسأل كل منافق وبوق وتاجر مقاومة وتحرير وصاحب شركة حزب متخصص بمداكشة الكراسي بالسيادة، ويساري حاقد ومنتهي الصلاحية والفاعلية، نسأل هل كل هؤلاء وغيرهم من الذين نعتوا عامر الفاخوري بالعميل إن كانت لا تنطبق عليهم كل مواصفات العمالة المحلية والإقليمية والدولية ومليون مرة أكثر مما تنطبق على الفاخوري؟

من المفيد معرفة الحقيقة القانونية وهي أن السيد عامر الفاخوري كان رهينة ومخطوف لدى حكومة لبنان التي يرأسها ويسيطر عليها حزب الله، وعندما فشل هذا التنظيم الإرهابي الملالوي في استغلال الخطف لمصلحة إيران أجبر على تحريره… ولا صفقات ولا من يحزنون، ونقطة على السطر.

وفي سياق متصل فإن الثنائي الشيعي المكون من عصابة حزب الله وحركة أمل وحلفائهما من مناهضي وأعداء الكيان اللبناني هوية وسيادة وكياناً ودوراً وانساناً وحضارة وثقافة، ومعهم أدواتهم من الصنوج والأبواق الدخلاء على عالم السياسة والعاملين بكل الوسائل الإعلامية أصيبوا بحالة هستيرية أودت بهم إلى فيضانات جارفة من النتاق والهرار الكلامي بما يخص كل ما يتعلق بملف عامر الفاخوري الذي كان قانونياً مختطفاً ورهينة في سجون لبنان الذي يحتله حزب الله الإيراني.

هؤلاء كما نعرفهم لا يخجلون وعلناً هم فاخروا ويفاخرون ينوياهم وممارساتهم وخططهم الإبليسية وبتبعيتهم لإيران ولغيرها من الدول والمنظمات الإرهابية الهادفة لتدمير واستبدال كيان وطن الأرز الحضاري والميثاقي بنظام ملالوي تابع ومأجور يعمل كمقاول في خدمة المشاريع الإقليمية الإلغائية الأهداف والأبعاد.

الجماعة المتفرسنة هذه قد حسمت موقفها برفض واستنكار وإدانة قرار المحكمة العسكرية المتعلق بقضية عامر الفاخوري الضابط السابق في جيش لبنان الجنوبي، وهذا بالطبع امرٌ غير مستغرب وإن كان عملاً مسرحياً صرف، فهو انعكاس لمشروع وعقيدة وعداء ومركبات حقد وكراهية كل هذه الأحزاب المعربنة والمفرسنة والمؤدلجة والمعقدة من كل ما هو لبنان ولبناني.

ولكن نسأل دون أن نتوقع أية أجوبة حيث من نسألهم بكم وصم وكأبول الهول في سكوتهم الأبدي وذلك بعد أن امتهنوا الخنوع والاستسلام ومداكشة الكراسي بالسيادة وبدماء الشهداء… حال هؤلاء يقول: “ما تندهوا ما في حدا”.

نسأل أين هم أصحاب شركاتنا من أحزاب الموارنة التجارية والطروادية الحاكمة والمعارضة على حد سواء، وفي مقدمهم على سبيل المثال لا الحصر، المعرابي والفتى والصهر وباقي فرق عقد الصفقات الأخطاء والخطايا والمداكشات وأوراق التفاهم العار؟

وبالتأكيد لا بد من أن نسأل عن مواقف رعاة كنيستنا الغائبين عن السمع؟

وكذلك لا مهرب من أن نسأل أيضاً، أين هي عنتريات رواد المنابر من النواب والشخصيات المستقلة الرافضين كما يدعون لتغيير وجه لبنان وتذويبه في كيانات غريبة ورجعية.

أين انتم أيها المتنكرين والجاحدين لماضيكم وحاضركم ومستقبلكم؟

أين انتم يا من خطفتم وسرقتم وشوهتم ودنستم قضية وتاريخ ودماء شهداء المقاومة اللبنانية؟

أين انتم من قضية عامر الفاخوري ورفاقه الذين ساروا في مسيرة مقاومة قادها الباش الشهيد بشير الجميل وداني شمعون والرائد سعد حداد والرهبان والآباء الأجلاء والجبهة اللبنانية ورجال الأمة اللبنانية الشجعان الذين وقفوا كالمارد في وجه مؤامرة ابتلاع لبنان وإنهاء وجوده؟

إن أخافكم السلاح فأنتم جبناء، وان رضختم للهيمنة فأنتم بلا كرامة.

وان كان صمتكم ارضاءً للمتحكّمين في البلاد طمعاً بمنصب وزاري أو بمقعد نيابي فانتم أنانيين نفعيين صغار النفوس.

يا جبناء، ويا ذميين، ويا مستسلمين، ويا مداكشين الكراسي بالسيادة، ويا رافعين شعارات نفاق الواقعية وهرطقات التعايش مع المحتل الإيراني.

ويا ربع باعة أوهام القوة واسترجاع الحقوق.. الويل لكم من ساعة الحساب الأخير حيث لا تنفع فيها ومعها كل ثروات الأرض.

ويا ربع الإسخريوتيين، ويا من تنكر بجحود لدماء الشهداء.. نقول لكم إلى جهنم وإلى بؤس المصير، وأن لم تطاولكم عدالة الأرض فلن تهربوا من عدالة قاضي السماء يوم الحساب الأخير.

نطمئنكم يا أيها الإسخريوتيين وفي أي موقع كنتم بأن المقاومة اللبنانية المتجذرة بالتاريخ منذ آلاف السنين هي براء منكم ومن زعامتكم، واعلموا بأن زمن أشباه الرجال والزحفطونيين أصبح على أفول ولن يكون لكم مكان في زمن الشرفاء والغد ليس ببعيد.

ألف تحية عزة وعنفوان لكل لبناني سيادي واستقلالي وميثاقي يحارب الذمية ويرفضها، ويقاوم الأصنام والصنمية، ويشهد بجرأة للبنان السيادة والحرية والاستقلال والكرامة والشهداء.

*مواطن جنوبي: ناشط سيادي عايش كل مآسي اهل الجنوب وشاركهم في الدفاع عنه

*الياس بجاني:كاتب وناشط لبناني اغترابي

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

شركة سمير جعجع العقارية

فيديو تقرير مفصل من تلفزيون الجديد ..هو جردة موثقة بالعقارات التي يملكها سمير جعجع وزوجته مباشرة ومواربة أي عن طريق باسماء محاسيب وزلم وشركات هي عملياً بأمرته وملكه. أما الفاضح في الجردة فهو أن مقر معراب الضخم والذي كما جاء في التقرير كانت كلفة اعماره 50 مليون دولار هو مسجل باسم جعجع شخصياً ومن بعده لزوجته.. وهل من يسأل بعد ليش المعرابي داكش السيادة بالكراسي وقفز فوق كل ما هو مبادئ مقاومة ومعربط بشعار الواقعية والتعايش مع المحتل؟ 

جاء في إنجيل القدّيس لوقا 16/13 -17: قَالَ الرَبُّ يَسُوعُ لِتَلامِيذِهِ: «لا يَقْدِرُ عَبْدٌ أَنْ يَعْبُدَ رَبَّين. فَإِمَّا يُبْغِضُ الوَاحِدَ وَيُحِبُّ الآخَر، أَو يُلازِمُ الوَاحِدَ وَيرْذُلُ الآخَر. لا تَقْدِرُون أَنْ تَعْبُدُوا اللهَ وَالمَال». رابط التقرير في أسفل

https://www.youtube.com/watch?v=U8JBiU_TOl8

 

ماذا بعد أطلاق سراح عامر الفاخوري؟

الكولونيل شربل بركات/21 آذار/2020

*قصة عامر فاخوري يعتقد البعض بأنها انتهت ولكن من أقنع عامر فاخوري بأن لبنان أصبح دولة تحترم نفسها وكان بنيته تسليمه لحزب الله لمقايضته سوف يدفع ثمن فعلته قريبا جدا.

*لا نريد الدفاع عن كل ما كان يجري في أي سجن، ولكن إذا ما قيس سجن الخيام بسجن وزارة الدفاع أثناء سيطرة سوريا أو بسجون حزب الله أو سوريا فإنه بدون شك سيعتبر فندق بخمسة نجوم.

*وكل الجبناء الذين ركبوا الموجة ورجموا الفاخوري بالحجارة، وخاصة أهل الذمة، سوف يحاسبون على تنكرهم للأهل ومسح الجوخ لاستعطاف جماعات الارهاب. فالأيام آتية ومن خذل شعبه وتبع مصالحه وأسقط لبنان في ايدي عملاء ايران وسوريا سيتحمل نتائج أعماله.

http://eliasbejjaninews.com/archives/84350/%d8%a7%d9%84%d9%83%d9%88%d9%84%d9%88%d9%86%d9%8a%d9%84-%d8%b4%d8%b1%d8%a8%d9%84-%d8%a8%d8%b1%d9%83%d8%a7%d8%aa-%d9%85%d8%a7%d8%b0%d8%a7-%d8%a8%d8%b9%d8%af-%d8%a3%d8%b7%d9%84%d8%a7%d9%82-%d8%b3%d8%b1/

إن قضية عامر الفاحوري والتي شغلت الرأي العام اللبناني مدة من الزمن أظهرت جهلا مطبقاً لدى كافة الشرائح، وذمية مطلقة لدى الزعماء السياسيين ممن كانوا يدعون بأنهم يمثلون ثورة الأرز التي قامت ضد الاحتلال السوري وزبانيته.

نريد هنا أن نوضح بعض الحقائق التي لا يعرفها الكثير من اللبنانيين وخاصة من بلغ سنهم اليوم 55 سنة وما دون ويشكلون أكثرية الشعب اللبناني، فهم لم يعرفوا لبنان الذي دافعنا عنه منذ 1975 وهم في أغلبهم نشأوا في ظل الاحتلالات؛

أولا الاحتلال السوري (30 سنة) ومن ثم الاحتلال الإيراني (في البيئة الشيعية منذ 1982 وفي كل لبنان منذ 2008).

لذا فلا عجب من تصرفات هؤلاء وجهلهم للأوضاع وقد رضعوا الذل أيام السوريين وفلسف بعض من أدعى الزعامة بينهم الرضوخ والعمالة بأنها تعايش مع الواقع، إذا لم يكن مصالح مشتركة مع سلطات الاحتلال.

هذا في الجانب الذي سيطر عليه السوريون منذ 1976، بينما في “المناطق الحرة” أي حيث دافعت القوات اللبنانية عن حرية من تبقى، وفي جنوب لبنان حيث ناضل الأهل للحفاظ على الكرامة وحماية الحدود وعدم الاعتراف بالأمر الواقع المفروض، ولو بوجود القوات الاسرائيلية أحيانا، فقد اختلف الوضع وبقيت شعلة الحرية والاستقلال تتنقل بين ايدي المناضلين.

وبقي نوع من العنفوان يسيطر على الساحة، ولم يسد الفساد المستشري اليوم ولا حالة الخنوع والخضوع والتهليل لكل ما يقوله المحتل أكان السوري أو الإيراني.

ولكن بعد حرب التحرير، التي قادها رئيس البلاد اليوم وكان رئيساً للحكومة الانتقالية يومها والتي أدت إلى اتفاق الطائف وما تبعه من حرب الأخوة التي دمرت ما تبقى من لبنان الحر وسلمته للاحتلال السوري بكامله، وقف يومها اللواء أنطوان لحد مؤيدا الاتفاق الذي أجمع عليه نواب الأمة وطالب الدولة بالتنفيذ.

وقد كان اللواء لحد من أكثر الضباط اللبنانيين خبرة وكفاءة، فهو تسلم قيادة كل المناطق العسكرية من منطقة الشمال إلى منطقة الجنوب إلى منطقة البقاع، وخلال الأحداث وبعد أن سلم الأمرة في البقاع للرائد شاهين بطلب من القيادة التحق بثكنة صربا وجمع مع نائبه العقيد ابراهيم طنوس فلول الجيش اللبناني وأعاد تشكيله والدفاع عن المنطقة الشرقية.

ولكنه بعد أن رأى ما جرى من مجاذر وتهجير للمواطنين في حرب الجبل وهو ابن الشوف فضل مواكبة الانسحاب الاسرائيلي لكي لا يحدث في غير مناطق ما حدث في الشوف والأقليم وشرق صيدا.

وقد انتظر أن تتعافى الدولة لتستعيد سلطتها على الجنوب الذي حاول تنظيم حمايته بعد أن توفى الرائد سعد حداد..

وبعد استشهاد الرئيس معوض وانتخاب الرئيس الهراوي الذي كانت تربطه به صداقة منذ أن كان قائد منطقة البقاع جرت عدة مراسلات بينه وبين الرئيس الهراوي تساءل فيها اللواء لحد عن خطوات الدولة تجاه الجنوب وخاصة المنطقة التي يحميها وكان جواب الرئيس الهراوي: “طول بالك خلينا نخلص من المليشيات هاللي هون انت عندك جيش منضبط لاحقين تنستلموا”.

في هذه الأجواء نشأ عامر الفاخوري فهو يوم وصل اللواء لحد إلى مرجعيون كان لا يزال شابا في مقتبل العمر وقد التحق بجيش لبنان الجنوبي وتدرب في مركز التدريب – المجيدية وخدم في كافة المواقع وتدرج مع الوقت وبعد اتباعه دورة آمر فصيلة أصبح واحدا من الضباط الجدد في هذا الجيش.

وككل ضابط يتنقل بحسب الأوامر والمهمات وبعد مدة خدمة فاقت العشر سنوات وصل إلى ثكنة الخيام التي كانت تضم السجن.

وسجن الخيام مع كل الدعاية التي تدور حوله يعتبر من أفضل سجون المنطقة أقله لأن الصليب الأحمر الدولي كان يزوره كل 15 يوم ويسمح لأهالي المساجين بزيارتهم.

وكان اللواء لحد يطلق عددا من المساجين في كل مناسبة أو عيد وهم بالأغلب من المقاتلين الذين أُلقي القبض عليهم أثناء عمليات عسكرية.

لا نريد الدفاع عن كل ما كان يجري في أي سجن، ولكن إذا ما قيس سجن الخيام بسجن وزارة الدفاع أثناء سيطرة سوريا أو بسجون حزب الله أو سوريا فإنه بدون شك سيعتبر فندق بخمسة نجوم.

أما ما يدّعي حزب الله والشلة الفلكلورية التي تواكبه بالنسبة للفاخوري، ومنها الشيوعيون الذين لا يزالون يعتقدون بأن ستالين وتروتسكي يحكمان العالم وأن الحقد هو أفضل طريقة لرص الصفوف، فإن تاريخ حزب الله في توقيف الناس اعتباطياً وطرق سجنهم وتعذيبهم معروفة ومكتوبة في كتب وأبحاث دونت عن لسان الرهائن الأجانب ومن ضمنهم القس تاري وايت الذي كان يفاوضهم في مسألة الرهائن فقاموا باحتجازه.

ونريد أن نذكرهم بأن الجرائم التي ارتكبوها لن تمحى بمرور الزمن من قتل الكولونيل الأميركي هيغنر رئيس فريق المراقبين الدوليين والذي اختطف وهو عائد من اجتماع مع مسؤول حركة أمل في صور عبد المجيد صالح، ومن ثم قاموا بقتله بدم بارد وبدون سبب.

إلى جريمة خطف وأخفاء لبنانيين مثل بطرس خوند الذي يُعتقد بأنه سُلم إلى السوريين، وجوزيف صادر الذي خُطف من مطار بيروت حيث يعمل ولا يزال مصيره مجهولا كمصير الكثير من الأسماء التي تنتظر يوم المحاكمة..

إلى عمليات القتل والتصفية والتي شملت رئيس الوزراء وعدد من الصحافيين والنواب والوزراء وغيرهم.

ويلتذ البعض بالتهويل بصفة العميل التي يطلقها فقط على من اتصل ولو عرضا بالاسرائيليين وبينهم من يدعون بأنهم اعلاميون ولكنهم لا يتجرأون على الكلام على عملاء سوريا وعملاء إيران وهاتان الدولتان هما سبب تأخر السلم الحقيقي والحياة الطبيعية لكل اللبنانيين.

ونحن نقول بأن كل من تعامل (يعني أعطى معلومات مقابل أموال) مع دولة أجنبية هو عميل، وصفة أجنبية تشمل الجيران كلهم الأقربين قبل البعيدين وليس فقط العقدة الاسرائيلية.

فلو حسبنا الأضرار التي لحقت بلبنان من تصرفات “الأشقاء” وتلك التي لحقت به ممن يسمى “العدو” فاننا نجد بأن الأشقاء كانوا أكثر عداوة وضرراً من كل الأعداء مجتمعين.

قصة عامر فاخوري يعتقد البعض بأنها انتهت ولكن من أقنع عامر فاخوري بأن لبنان أصبح دولة تحترم نفسها وكان بنيته تسليمه لحزب الله لمقايضته سوف يدفع ثمن فعلته قريبا جدا.

وكل الجبناء الذين ركبوا الموجة ورجموا الفاخوري بالحجارة، وخاصة أهل الذمة، سوف يحاسبون على تنكرهم للأهل ومسح الجوخ لاستعطاف جماعات الارهاب. فالأيام آتية ومن خذل شعبه وتبع مصالحه وأسقط لبنان في ايدي عملاء ايران وسوريا سيتحمل نتائج أعماله.

ولبنان لم يسقط بعد ولن يسقط مهما حاول الجرذان من قضم أطراف نعاله والتطاول على أبطاله والشرفاء من بنيه.

 

"معتقلات" الضّاحية تشهد على فجر الحرّيّة.. "العمالة" واحدة في كلّ الأزمنة!

طوني بولس/صوت بيروت/21 آذار/2020

كثيرةٌ هي أنواع “الاحتلال والانتداب والوصاية” الّتي تعاقبت على لبنان منذ زمن ما قبل الاستقلال إلى زمن “العهد القوي”، في حين أنّ المفارقة بين احتلال وآخَر، تشكّل الأسلوب الإجراميّ والأدوات اللّبنانيّة مِن أحزابٍ وشخصيّات. ومع نهاية كلّ من تلك الاحتلالات، تبقى “المعتقلاتُ” معالمَ تاريخيّةً شاهدةً على القهر والعذاب والاضطهاد والموت الّذي واجه اللّبنانيّين الأحرار. أمام وجع اللّبنانيّين وانتهاك سيادة بلدهم، لا فرق بين “معتقل الخيام” الّذي أداره عامر الفاخوري، و”معتقل البوريفاج” بإدارة رستم غزاله، و”معتقل عنجر” بإدارة غازي كنعان، ومُعتقلات حزبِ الله السّرّيّة، والّتي لا أحدَ يعلمُ قذارَتَها وارتكاباتها، كذلك مُعتقلَي “فرع فلسطين” و”المزّة” في دمشق، واللّذان دخلهما آلاف اللّبنانييّن، والمئات منهم فُقِدَتْ آثارُهم.

ففي كلّ أزمنة الاحتلالات، كان وجع اللّبنانيّين واحِداً، وهدفُهم الحرّيّة والسّيادة والاستقلال، وفي كلّ زمنٍ يقتربُ خلاله الحُلم، يأتي مَن ينغّصُ عليهم حقَّهم ببناء دولةٍ عادلة ومؤسّسات شرعيّة، والحصول على سلاحٍ وطنيّ لحماية مستقبلهم وضمان سيادتهم.

“حزب الله”.. المؤامرة المستمرّة

إنّ قضيّة “تهريب” عامر الفاخوري من لبنان، قد أعادت إلى الأذهان معركةَ “فجر الجرود”، والّتي خاضها الجيش اللّبنانيّ بكلّ شراسة وبسالة، ودحض كلّ التّشكيك بقدرةِ الجيش على حماية لبنان، وكلّ النّظريّات الّتي تزجّ سلاحَ حزبِ الله تحت معادلة “جيش، شعب ومقاومة”. ففي تلك المعركة استطاع الجيش القضاء على تنظيم داعش الإرهابيّ الّذي يسيطر على الجرود الشّرقيّة للبنان خلال ثلاثة أيّام، قبل أن تتدخّل “سلطة الأمر الواقع” وتوقف انقضاض الجيش على الجيب الأخير لهذا التّنظيم.

كما وأنّ تهريب “الدّواعش” من قبضة الجيش، أتى حينها أيضاً لينغّص على اللّبنانيّين فرحتهم بتحرير أرضهم والافتخار بجيشهم، وأتى أيضاً ليحرم الجيش معرفة أسرار هائلة عن هذا التّنظيم الإرهابيّ ومَنْ يقف وراءه، ويبقى السّؤال الأبرز: “مَن استقدمَهم إلى تلك الجرود؟ وبأيّ هدف؟”، فلو ترك الجيش يستكمل خطواته الأخيرة لكان قبَض على قادة هذا التّنظيم.

وهنا أيضاً المفارقة في أنّ لـ “حزب الله” الّذي نصب نفسه وليّاً على أمر اللّبنانيّين، والإصرار على أنّ لا دور له في قضيّة تهريب الفاخوري، إلّا أنّ مصادر سياسيّة عديدة بدت غير مقتنعة برواية نصر الله “التّبريريّة”، والّتي سألت: “لماذا لم يأتِ نصرُ الله على ذكر القاضي حسين عبد الله، وهو من المقرَّبين من الحزب، وكيف للعميد والمحكمة العسكريّة أن تجرأ على الموافقة على إسقاط التّهم الموجَّهة إلى الفاخوري بدون علم حزب الله أو رئيس الجمهوريّة أو رئيس الحكومة أو رئيس مجلس النّوّاب، فكيف ينكر جميع هؤلاء معرفتَهم بالأمر؟ ومَن الجهة “الخفية” الّتي قامت بذلك كلّه دون معرفة أحد؟” وأضافت أيضا: “لماذا ختمَ نصرُ الله خطابَه دون أن يقول لجمهوره وللّبنانيّين ما الحلّ في قضيّة الفاخوري، وكيف سيستردّ حقوقَ أهالي الشّهداء والمعتقَلين في الخيام؟”

نصرُ الله يخسرُ أدواتِه

بات واضحاً أنّ أساطيرَ نصرِ الله لم تعد تمرّ على اللّبنانيّين، وبات واضحاً أيضاً أنّ التّعمية الدّينيّة ببعض الحجج السّياسيّة وبعض الشّعارات الرّنّانة لم تعد ملهمةً حتّى لـ “أصدقائه”، فكلّ تلك الأدوات لم تعد تجدي نفعاً أمام أدوات الوعي الّتي باتت مِن أدوات المواطن لتحرير نفسه من الارتهان لسلطة الأمر الواقع.

إضافةً إلى أنّ خروجَ آلاف المواطنين “الشّيعة” للتّظاهر في ثورة 17 تشرين، هو مؤشّرٌ واضحٌ إلى نبض الحرّيّة ونبض التّحرّر منَ السّيطرة الإيرانيّة عبر حزبِ الله، فهذه حقيقة واضحة كعين الشّمس، ففي كلّ الاحتلالات السّابقة، خرج المحتلّ مَكسوراً مَهزوماً مَذلولاً، وهكذا تكون نظرة الأحرار! أمّا “معتقلات” القهر والذّل، فستشهد أيضاً على انطواء هذا العصر إلى غير عودةٍ إلى ذاك الماضي.

 

القوات الإيرانية وحزب الله  نقلوا مقرهم الرئيس من دمشق إلى حلب

موقع دبيكا/21 آذار/2020

في تقرير نشره موقع دبيكا اليوم أُفيد بأن الحرس الثوري الإيراني وحزب الله قد نقلوا مؤخراً مقرهم الرئيس من دمشق إلى محافظة حلب الشمالية وذلك حسبما كشفت مصادر عسكرية واستخباراتية للموقع. المقر الرئيسي في دمشق أفرغ ونقلت كل محتوياته إلى المقر الجديد  الكائن في مدينة حلب.

المقر هذا هو أكاديمية الأسد العسكرية الكبيرة حيث بالإمكان استيعاب 7000 رجل مسلح.

المقر الجديد محمي بالمدفعية الإيرانية المضادة للطائرات وقد أوكل الإيراني أمر حراسة الأكاديمية لمليشيا لحزب الله.

 

ما حقيقة تعيين رئيس جديد للمحكمة العسكرية؟

وكالات/21 آذار/2020

صدر عن قيادة الجيش ـــ مديرية التوجيه البيان الآتي: تنفي قيادة الجيش مديرية التوجيه ما تتناقله بعض المواقع الالكترونية عن صدور قرار بتعيين العميد الركن علي شريف رئيساً للمحكمة العسكرية بعد قرار العميد الركن حسين عبدالله تنحيه عن رئاستها. وتجدد دعوتها وسائل الاعلام والمواقع الالكترونية إلى ضرورة توخي الدقة في نشر الأخبار المتعلقة بالمؤسسة واستقائها من مصادرها الرسمية المحصورة ببيانات مديرية التوجيه والتي تُنشر على الموقع الرسمي للجيش وعبر الصفحات الرسمية التابعة له، كما تحذر من مغبة اختلاق أخبار ونسبها للجيش تحت طائلة المساءلة القانونية.

 

الدولار يلامس عتبة 2700 ليرة!

المدن/21 آذار/2020

سجل سعر صرف الدولار يوم السبت 21 آذار نحو 2650 ليرة للمبيع و2675 ليرة للشراء، كما لامس 2700 ليرة للدولار لدى البعض، علماً أن غالبية الصرافين يقفلون محالهم اليوم في عطلة نهاية الأسبوع، الأمر الذي يعزّز اتساع السوق السوداء ونشاطها.

يُذكر أن عدد من الصرافين لا يزال يتمنّع عن بيع الدولار مع الاستمرار بشرائه.

 

دراسة علمية تتوقع وفاة 150 ألف لبناني بـ”الكورونا” وتوجه لفرض حظر التجوال والإصابات ترتفع إلى 206 أشخاص

بيروت ـ “السياسة” /21 آذار/2020

مع ارتفاع أعداد المصابين بفيروس “كورونا في لبنان، بالرغم من تطبيق “التعبئة العامة”، فإن أصواتاً تعالت مطالبة باللجوء إلى إعلان حالة الطوارئ، على غرار ما فعلته دول أجنبية وعربية، في مقابل حديث عن توجه الحكومة اللبنانية لفرض حظر تجوال شامل مع تكليف الجيش اللبناني تنفيذ القرار”.

وأعلنت وزارة الصحة العامة في بيانٍ، عن وصول حالات الاصابة إلى 206 حالات، مشيرة إلى ورود 24 حالة جديدة من مختبرات خاصة خارج المختبرات الجامعية المعتمدة، حيث سيتم اعادة التأكد من نتائجها في مستشفى رفيق الحريري الجامعي. وشددت الوزارة على تطبيق جميع الإجراءات الوقائية، بخاصة الالتزام بالحجر المنزلي التام الذي أضحى مسؤولية أخلاقية فردية ومجتمعية واجبة على كل مواطن، وإن أي تهاون بتطبيقها سيعرض صاحبها للملاحقة القانونية والجزائية”.

وكتب وزير الصحة حمد حسن، على “تويتر” قائلا: “العتب على قد المحبّة عندما طاش الثناء على خطة الإحتواء انزلقنا إلى الإنتشار وتسجيل 81 حالة خلال 48 ساعة”.

وعلم أن الوزير والنائب السابق محمد الصفدي، أصيب بفيروس “كورونا”، وأُدخِلَ إلى مستشفى المعونات – جبيل لتلقي العلاج، وهو في حالة صحية مُستقرة.

وأشارت معلومات إلى إصابة 10 عناصر في جهاز امني، داخل أحد المراكز التابعة لقضاء المتن وقد تم وضع العناصر في الحجر الصحي منذ ثلاثة أيام تقريباً.

وكشفت دراسة علمية قامت بها الجامعة اللبنانية الاميركية، أن “لبنان يواجه خطرًا كبيرًا في حال لم يلتزم اللبنانيون الحجر الصحي المنزلي. وشددت الدراسة، على أنه “في حال لم يتمّ اعتماد التباعد الاجتماعي، فإنّ عدد الوفيات المتوقع سيرتفع إلى أكثر من 150 ألف شخص، أما في حال الالتزام بالتباعد الاجتماعي المعتدل، فإن عدد الوفيات سيكون 4259، في حين أنه إذا كان الإلتزام بالحجر المنزلي شديداً، فإن عدد الوفيات لن يتخطى الـ454”.

وفي الإطار، طالب رئيس لجنة الصحة النيابية النائب عاصم عراجي، بإعلان حال الطوارئ بسبب عدم التزام اللبنانيين بالحجر المنزلي. وفي مؤشر مقلق، حول عدم الالتزام التام بالتعبئة العامة التي أعلنتها الحكومة،شهدت ساحة النور في طرابلس حركة طبيعية وسط إزدحام السيارات والدراجات الهوائية. وفتحت المحلات التجارية أبوابها، ولوحظ أن المواطنين لا يضعون الكمامات، ما يعرضهم لخطر الاصابة نتيجة تجمعهم وعدم البقاء في المنزل. وشعوراً منه بالخطر المحدق، وجه الرئيس سعد الحريري في بيانٍ، نداءً إلى “كل الأهل والاحبة، بأن وباء الكورونا عدو غدار يتسلل الى العائلات من نوافذ الاختلاط وعدم التزام الارشادات الصحية”. وأضاف، “أستحلفكم بالله العظيم ان تلتزموا البيوت وان تتعاملوا مع الحجر المنزلي باعتباره خط الأمان الوحيد والدواء الذي لا بد منه”.

 

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم السبت في 21/3/2020

وطنية/السبت 21 آذار 2020

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

في لبنان ارتفع عدد الحالات المشتبه في إصابتهم بوباء كورونا اليوم، ومعه ارتفع منسوب الخطر، والتحذيرات من مغبة الاستهتار بتوجيهات الأجهزة المعنية، وهو ما دفع برئيس الحكومة قبل قليل إلى التأكيد على قيادة الجيش والأمن العام وأمن الدولة وجميع البلديات، التشدد في تطبيق التدابير الصارمة مع زيادة في الاجراءات لجهة وجوب التزام المواطنين البقاء في منازلهم.

وبدا لافتا هذا المساء الدعوة عبر مكبرات الصوت في بيروت والمناطق، إلى ضرورة التقيد بالاجراءات الوقائية، وتحذير السكان من مخاطر مغادرة منازلهم. فيما صدر تعميم من بكركي وفيه تعليق الخدمات كافة في الكنائس بما فيها القداديس.

وعالميا، تحذيرات من أن الوضع قد يسوء أكثر مع تسجيل المزيد من الاصابات. خارطة انتشار وباء كورونا منذ بدء تفشيه تغيرت، وبعدما كانت الصين في أولى المراتب من حيث عدد الاصابات والوفيات، باتت إيطاليا صاحبة المركز الأول.

الهم الصحي الذي يشغل العالم بأسره، لم يحجب اللبنانيين عن معايدة أمهاتهم، الكلام والمعايدات الآن، والغمرة والقبل لاحقا عندما نطمئن جميعا أن البلد معافى.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أن بي أن"

على أقل بقليل من اثني عشر ألف وفاة ومئتين وأربعة وثمانين ألف إصابة، رسا مؤشر ضحايا اجتياح كورونا للعالم حتى الآن، لكن العداد لا يستريح على مدار الساعة.

في السلم العالمي لكورونا، يقع لبنان بعد الخمسين دولة الأولى من حيث عدد الإصابات ونسبتها للسكان، فهل يثبت على هذا التموضع ولاسيما أن عدد الاصابات فيه ارتفع اليوم إلى مئتين وستة؟.

هذا الارتفاع بواقع احدى وثمانين حالة خلال ثمان وأربعين ساعة، يأتي مدفوعا بحالات التفلت من التدابير الوقائية، والتي يمكن أن تؤدي إلى الأسوأ ما لم يتم لجمها. صورة التفلت ظهرت في الساعات الأخيرة على شكل ازدحام سير وتجمعات في بعض المناطق، ما يعكس استمرار الاستهتار متحكما بفئة من اللبنانيين.

من هنا جاءت دعوات إلى فرض حال طوارئ ومنع التجول، وحض المواطنين على التزام منازلهم.

وفي عز غزوة كورونا، قررت الـ NBN القيام بمبادرة تجاه ذوي الاحتياجات الخاصة ولاسيما الصم والبكم منهم، وذلك اعتبارا من الاثنين المقبل، حيث تخصص نشرة الساعة الرابعة لتبث بلغة الإشارة ويتولاها الزميل هشام سلمان. وتهدف هذه الخطوة إلى اطلاع هذه الفئة من المواطنين على تطورات كورونا في لبنان والعالم، وسبل الوقاية من هذا الفيروس وتجنب مخاطره.

كما تخصص الـ NBN فقرات يقدمها الزميل سلمان اعتبارا من الاثنين، وتتضمن ارشادات ونصائح إلى ذوي الاحتياجات الخاصة في هذا الشأن.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المنار"

لم يكن لبنان بعيدا عن المحظور بل قريبا جدا منه، وما جعله ملامسا له الاستهتار وعدم المسؤولية عند بعض المواطنين. لا مبرر للحديث عن عدم المعرفة، فكل الأصوات ارتفعت مناشدة ومتمنية على الجميع المشاركة في تحمل المسؤولية، إلا أن عدم الالتزام وضع البلاد في مكان آخر، ما فرض على الحكومة اللبنانية بشخص رئيسها حسان دياب الطلب من قيادة الجيش والأمن العام وأمن الدولة والبلديات، فرض تدابير صارمة لابقاء المواطنين في منازلهم ومنع التجمعات مع ملاحقة المخالفين أمام القضاء.

أشبه بالبيان رقم واحد كان بيان وزارة الصحة اليوم: زيادة في عدد الاصابات بشكل سريع خلال الساعات الماضية. إنها بداية انتشار الفيروس، قالت الوزارة، وبين سطور بيانها الكثير من تحميل المسؤولية للمخالفين الذين يدفعون مناطق مكتظة إلى دائرة الوباء، من دون احتراز، بل وللأسف تقصدا بعدم الالتزام، واستخفافا بالصحة الجسدية والمجتمعية وبمصير عائلات بأكملها.

ولأجلنا جميعا، أمهات تركن عائلاتهن وأهلهن، وارتضين أن يكن على خط الدفاع الأول عن الانسانية، طبيبات وممرضات يرابطن على جبهة مواجهة كورونا في غرف العزل والمستشفيات، فلهن في عيدهن كل الأمنيات بالخير والسعادة والنصر على عدو البشرية كورونا.

ولأجمل الأمهات اللواتي واجهن بفلذات أكبادهن الاحتلال الصهيوني والعدو التكفيري وحمين الكرامة والسيادة، وكل لبنان، لهن كل تحية، ومعهن اللواتي أبقين في زنازين العدو أوجاعا ومآسي وبطولات، لهن أجمل معايدة وهن يواجهن اليوم وباء المنظرين المنكلين بجراحهن والمشككين بوفائهن، وللأمهات المضحيات ولكل أمهات لبنان وأمهات العالم في هذا الزمن العصيب، عظيم التقدير والاحترام.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أو تي في"

أيتها اللبنانيات وأيها اللبنانيون: خافوا. خافوا، ولكن حولوا خوفكم إلى تحد، لا إلى استسلام.

"يا أمهات لبنان: إن غابت فرحة عيدكن، فالعيد يكون بحماية العائلة". بهذه الكلمات توج رئيس الحكومة حسان دياب كلمته إلى اللبنانيين هذا المساء، آسفا لعدم التزام كثيرين اجراءات الوقاية، ما رفع عدد المصابين بفيروس كورونا في الساعات الأخيرة بشكل غير مسبوق.

المرحلة صعبة وعصيبة جدا، فلنخفف من خسائرنا، قال دياب، محذرا من أن الفيروس ينتظر عند عتبات المنازل، وداعيا الناس الى حظر تجول ذاتي، لأن الدولة لا تستطيع وحدها مواجهة ما وصفه بالزحف الوبائي. فنحن في خطر كبير، تابع رئيس الحكومة، قائلا: اعلموا أن انتصارنا عليه لا يكون إلا بتكامل وتفاعل بين الدولة والمجتمع والمواطن. ليختم بإعلان سلسلة من القرارات الجديدة، التي اتخذت بالتشاور مع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون.

ومما لا شك فيه بعد كل الذي جرى، أن مسؤولية المواطنين باتت اليوم أكبر من أي يوم مضى، ففي يدهم وحدهم مصير لبنان بكامل شعبه. أما مظاهر الاستخفاف والاستهتار وقلة المسؤولية التي طال التحذير منها، والتي رفع في وجهها الرئيس دياب اليوم البطاقة الحمراء، فنتيجتها الحتمية وغير القابلة للنقاش، أن يتحول لبنان إلى ايطاليا ثانية، وأن تتكرر في مستشفياته المشاهد الحزينة التي تابعها اللبنانيون بشكل واسع خلال الأيام الماضية.

فيا أيتها اللبنانيات، ويا أيها اللبنانيون: هذه المرة، عن جد خافوا. ولكن لا تتحولوا أسرى للخوف، بل قفوا في وجهه وكونوا على مستوى التحدى، برفع مستوى الالتزام إلى حده الأقصى.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أم تي في"

"وينيي الدولة؟". إنها العبارة الأشهر للبنانيين، يطلقونها بمناسبة وبلا مناسبة، محملين دولتهم دائما مسؤولية ما يحصل لهم. لكن، فلنواجه الحقيقة ولنعترف، فهذه المرة الحق ليس فقط على الدولة أو على الحكومة أو حتى على وزارة الصحة. الحق هذه المرة علينا أيضا. الدولة أدت قسما من واجبها. قد تكون أخطأت حينا، وقد تكون تأخرت حينا آخر في اتخاذ بعض القرارات، لكنها رغم ذلك كانت حاضرة وموجودة، وعلى قلة امكاناتها أثبتت قدرة على التعامل مع الواقع الصعب والمعقد.

في المقابل، نحن كمواطنين لم نقم بما علينا. لم نكن، للأسف، على قدر المسؤولية الملقاة على عاتقنا. طلب منا أن نمتنع عن التجول فلم نمتنع. طلب منا أن نبقى في المنازل فلم نلتزم. طلب منا ألا نشارك في تجمعات واجتماعات، فاجتمعنا على الطرقات وفي الساحات، متوهمين أننا أقوى من الفيروس الخبيث، وأنه أعجز من أن يتسلل إلينا ويضرب مناعتنا.

لذا نقول وبأعلى صوت: كفى. كفى استهتارا. كفى استخفافا. وكفى قلة مسؤولية. فالحرب ضد الكورونا حربنا. والحياة حياتنا، وصحة أهلنا وأولادنا وأصدقائنا وأحبائنا خط أحمر، إلا إذا كنا صرنا عبثيين، عدميين، انتحاريين. إلا إذا صرنا نفضل ثقافة الموت على ثقافة الحياة.

في العملي: شهر كامل انقضى على اكتشاف الكورونا في لبنان. ومع بدء الشهر الثاني، مرحلة جديدة تبدأ، وهي مرحلة حساسة ودقيقة جدا، لئلا نقول خطرة. إن الاصابات تزيد بشكل مقلق، وقد بلغت حتى الآن مئتين وثلاثين اصابة. ووفق مصادر رسمية مطلعة نحن في حرب شرسة مع الكورونا، حتى لا يتجاوز عدد الحالات في نهاية الشهر الحالي الخمسمئة حالة. وفي حال تجاوز العدد هذا السقف، فإننا سنكون أمام أزمة حقيقية، والوضع يمكن أن يخرج عن السيطرة.

من هنا مطلوب من المواطنين أن يتجاوبوا أكثر مع التدابير الأمنية المتخذة. كذلك مطلوب من القوى الحزبية وقوى المجتمع المدني في المناطق اللبنانية المختلفة، أن تلعب الدور الايجابي الذي لعبته القوى الحزبية في بعض المناطق. والأهم مطلوب من القوى الأمنية أن تنفذ بيد من حديد، وفورا، اجرءات التعبئة العامة، كما أعلنها رئيس الحكومة الليلة، وصولا إلى تعميم منع التجول، إن لم يكن باللين فبالقوة.

نحن نقترب من حالة الهلع، لذا علينا أن نتوقف عن الدلع. ولأننا في عيد الأم، فلنتذكر سويا ما كتبه الشاعر محمود درويش في قصيدة "الأم" حيث يقول: "وأعشق عمري... لأني إذا مت أخجل من دمع أمي". فهلا عشقنا عمرنا وحياتنا، حتى لا نخجل يوما من دموع أمهاتنا وأخواتنا وزوجاتنا وبناتنا وحبيباتنا؟.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أل بي سي آي"

لبنان في حرب، شئنا أم أبينا. في هذه الحرب لا بد من طرح أسئلة، ولا بد من وضع الأمور في نصابها:

في الحرب، ليس هناك مسؤول وغير مسؤول، الجميع مسؤولون، من أصغر مواطن في آخر بلدة في لبنان، إلى أكبر مواطن في العاصمة.

في الحرب، ليست هناك سلطة ومعارضة، الجميع يتحمل المسؤولية: لا سلطة تندب حظها على قاعدة "العين بصيرة واليد قصيرة"، ولا معارضة تحاول تسجيل نقاط على السلطة و"تنمر عليها"، متناسية أن هذه السلطة "إلها بالقصر من مبارح العصر".

في الحرب، ليس هناك أحزاب وتيارات وحركات وجمعيات ومنظمات وهيئات، هناك مجتمع يجب إنقاذه، ومواطن يجب طمأنته والمحافظة عليه.

في الحرب يجب أن يضع الجميع أمام أعينهم أن لا عداد سوى عداد الإصابات وكيفية تقليصها لا زيادتها. كل العدادات الأخرى يجب أن تتوقف: فلا الإنتخابات على الأبواب، ولا استطلاعات الرأي تنفع، ولا تسجيل النقاط على بعضنا البعض ذو جدوى.

في الحرب، توفير الكمامات أهم من التصريحات، وتأمين القفازات أهم من البيانات، وتوفير المعقمات أهم من المؤتمرات الصحافية، و"ضبضبة" الناس في منازلها أهم من أي شيء آخر.

الناس حفظت السياسيين عن ظهر قلب: يعرفون ماذا سيقول هذا السياسي لأنه في الموالاة، ويعرفون ماذا سيقول ذاك السياسي لأنه في المعارضة. ولكن ليس بالكلام تتوافر الكمامات والقفازات والمعقمات والأسرة وتجهيزات التنفس.

في هذه الحرب، ليس هناك "مين بينفد بريشه ومين بيعلق"، فإما نربحها معا وإما نهزم أمامها معا: الصين تكاد تنتصر في هذه الحرب، يعني ان كل الصينيين انتصروا. وإيطاليا تكاد تهزم في هذه الحرب، يعني أن كل الإيطاليين هزموا.

لا مكان لمنطق "حايدي عن ضهري بسيطة"، فهذه الحرب "مش حايدي عن ضهر حدا": لا عن منطقة ولا عن طائفة، ولا عن حزب ولا عن موالاة ولا عن معارضة، فإذا كان كورونا لا يستثني أحدا، فلماذا يتعاطى معه البعض على أنه من مسؤولية السلطة وحدها؟.

السلطة وحدها غير قادرة، هل الآن أوان المحاسبة والحساب؟.

إذا بقينا في هذه الإلهاءات، فإن العداد شغال ولن يتوقف: لمرة واحدة، لنكن شعبا لا شعوبا. ولمرة واحدة لتكن الدولة دولة، لا موالاة ومعارضة، "لاحقين على الخصومات". الداهم اليوم عدو فتاك، فلا تلتهوا عنه.

اليوم العداد مخيف: الإصابات في لبنان بلغت 230 إصابة بعدما سجلت 67 إصابة جديدة، أي ما يقارب أربعة أضعاف عما سجل أمس، ما يعني أن الاصابات تتضاعف بشكل مخيف. كل ذلك والاستعددات بطيئة، وتجاوب الناس مع أن "ينضبوا بالبيت" ما زال دون المستوى المطلوب، فكيف يفهمون؟.

رئيس الحكومة دعا إلى حظر تجول ذاتي، فهل ينحظر المواطن من تلقاء نفسه؟، وإذا لم يفعل، هل من إجراءات زجرية قبل الدخول عمليا في الانتشار الوبائي؟.

للتذكير، منذ أيام توقعت الناس أن تعلن الحكومة حال الطوارئ، فاكتفت بالتعبئة العامة، ولم تعط مفعولا، وبقيت الناس في الشارع. اليوم يتحدث رئيس الحكومة عن "حظر تجول ذاتي". لماذا تفادى إعلان حال الطوارئ؟، هل يحتاج هذا القرار إلى عدد إصابات أكبر؟.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "الجديد"

رفع لبنان درجات التأهب، بعد انزلاقه من سلم الاحتواء وتدحرجه إلى مرحلة الانتشار، فتغريدة وزير الصحة الباعثة على تنامي الهلع والمرفقة بسؤال "#لوين_رايحين"، فتحت على تواصل بين رئاستي الجمهورية والحكومة لبدء سريان مرحلة جديدة لم تبلغ حال الطوارئ.

ومما انزلقت إليه أحوال التعبئة العامة من استهتار وعدم التزام في مختلف المناطق، دعا رئيس الحكومة حسان دياب في كلمة طارئة اللبنانيين، إلى فرض حظر تجوال ذاتي، لأن كورونا ينتظر على عتبات المنازل، ولأن الدولة لا تستطيع مواجهة الوباء وحدها. وطلب إلى القوى الأمنية والعسكرية التشدد في تطبيق تدابير صارمة، مع زيادة في الإجراءات لجهة وجوب التزام البقاء في المنازل وعدم الخروج، ومنع التجمعات على اختلافها وملاحقة المخالفين أمام المراجع القضائية. كذلك كلف الأجهزة العسكرية والأمنية إعداد خطة إضافية لمنع خروج المواطنين من المنازل، مع استثناء الضرورة القصوى. وختم دياب كلمته بالقول: إنها مرحلة صعبة جدا وعصيبة جدا، فلنخفف الخسائر علينا.

وإحجام الحكومة عن بلوغ حال الطوارئ، قابلته مواقف سياسية طالبت بأعلى درجات التشدد، واستحلفت الناس بالغوالي البقاء في بيوتهم حفاظا على حياة من يحبون. فيما فتح وليد جنبلاط إشكالية علمية تتصل بالموتى، وأوصى بالدفن في حفرة تحت الأرض، والتأكد بأن الجثة معزولة تماما بعيدا من القرى، فمن التراب وإلى التراب نعود، الروح خالدة والجسد لا شيء.

وما أثاره جنبلاط يتوافق والتأكيدات الطبية من أن فايروس كورونا يظل ينقل العدوى في حالة الوفاة فترة من الزمن، لاسيما إذا ما جرت طقوس الدفن في بيئة رطبة.

أما الأحياء فلهم اليوم أن يأخذوا العبر، وأن ينتقلوا إلى مرحلة الانعزال، بعدما وصل الفايروس إلى الصغير والكبير. وأصغر الحالات طفلة في مستشفى الزهراء. فيما ضرب الفايروس الوزير السابق محمد الصفدي، والذي طمأنت زوجته إلى أنه يتعافى ويتماثل للشفاء.

وقمة الشفاء كانت للصين، الدولة التي أعطت مثالا على التماثل وبدأت بالتعافي، لأنها التزمت إرشادات صارمة، ورفعت سورا عظيما حول مدنها، فأصبحت اليوم بلادا عائدة نحو السلامة. واطلب العلم ولو في الصين، طبقتها الجمهورية القابضة على سكانها الملتزمين منازلهم "بلا نفس" أو خرق أو اعتراض، بخلاف إيطاليا الدولة التي تراخت في صحتها فأصبح "الحق عالطليان". ولبنان الأقرب إلى المزاج الإيطالي طبق حجرا غير متكامل، فتفلت وعاد إلى الهواء الطلق، وخرق المبادئ العامة لسلامته.

والاستهتار بخطر كورونا، تضاهيه الخفة في التعامل مع العمالة، والتي لاتزال جروحها تضرب من الأرض إلى الفضاء المكان الذي بلغه فاخوري ممرا غير شرعي إلى الولايات المتحدة، وقد قدم "حزب الله" دفوعه الشكلية عبر الأمين العام السيد حسن نصرالله، الرجل الذي يصدقه العدو قبل الصديق. قال نصرالله ما لديه، وأعلن أنه "شخصيا" ليس لديه أي اطلاع على أي صفقة تمت. وهو إذ برأ حركة "أمل"، فإنه لم يذكر "شخصيا" الرئيس نبيه بري ولا دوره على هذا الصعيد. فماذا عن الزوار الاميركيين لقصر الرئاسة الثانية سابقا؟، وأي دور أسند إلى بري في صفقة نفذها رجل العسكرية حسين عبدالله الذي لا يخرج من العباءة السياسية للثنائي الشيعي؟.

وفي لحظة تزامن مع خرق طائرة الهيلكوبتر أجواء بيروت وفوق عين التينة، رصدت باتريوت الرئيس بري تتصدى للكابيتال كونترول، فتصيب وزيره غازي وزني، أما بقية الصواريخ السياسية العابرة للطائرات الأميركية فالتزمت الصمت.

 

أسرار الصحف الصادرة في بيروت اليوم السبت 21 آذار 2020

وطنية/السبت 21 آذار 2020

النهار

لوحظ أنّ بعض السفراء وطواقم سفارات غربية وخليجية غادروا لبنان قبل إقفال مطارات دولهم، واللافت أيضاً أنّ نسبة نادرة جداً من السياسيين اللبنانيين غادروا بيروت قبل إقفال مطارها على اعتبار أنّ الكورونا منتشر في العالم برمته.

ابلغت ادارات مدارس افراد الهيئة التعليمية فيها انها ستسدد لهم نصف راتب نهاية اذار الجاري لانها لم تتمكن من تحصيل الاقساط المتأخرة منذ رأس السنة.

يتصل زعيم سياسي بأصدقاء مختصين في الداخل والخارج مستفسراً منهم عن بعض المستلزمات الطبية وكيفية الحصول عليها على اعتبار أنّ أزمة كورونا طويلة.

اللواء

تهتم جهات لبنانية بمعرفة ما ردّت به سفيرة دولة كبرى، لجهة ما وجّه إلى بلادها من خرق لسيادة لبنان.

يكتفي وزير سيادي سابق بإرسال إشارات، علّها تبرئة من اتهامات مُساقة ضده.

يشعر مسؤول قضائي، أقدم على خطوة، وُصفت بالمتأخرة، بظلم ذوي القربى، لاعتبارات تتعلق بما سبق قضية تشغل الرأي العام قبل وبعد!

نداء الوطن

وفق مصادر ديبلوماسية غربية فإن شخصيات سياسية عديدة كانت قد عرضت على مسؤولين أميركيين المساعدة لحل قضية عامر الفاخوري على سبيل تقديم "أوراق اعتماد"

نُقل عن وزيرة الدفاع زينة عدرا أنه لا شكوى لديها على أسماء قضاة المحكمة العسكرية في التشكيلات القضائية بل ملاحظتها متصلة بعدم إقدام مجلس القضاء على استشارتها بهذه التشكيلات.

تساءلت مصادر سياسية عما إذا كان صحيحاً أن رئيس الجمهورية رفض اقتراح وزير الصحة بعزل مناطق المتن وكسروان كي لا يقال إنّ المناطق المسيحية موبوءة الأمر الذي أدى إلى طلب توسيع المناطق لتشمل ضمناً الضاحية الجنوبية.

الانباء

رغم إعلان قاضٍ رفيع عزمه تمييز قرار قضائي أثار فضيحة كبيرة، إلا أن تعتيماً إعلامياً حصل على الأمر حتى اليوم التالي.

لن يتحول الحلفاء الذين انتقدهم أمين عام حزب فاعل في كلامه الأخير إلى خصوم، لأن للجفاء حدوده عندهم.

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

ما الفرق بين سجون عامر الفاخوري وسجون وزنازين حسن نصر الله وبشار أسد وخامنئي؟

الشيخ حسن سعيد مشيمش/موقع بوابة العرب/21 آذار/2020

ج : حينما تحرر الشيخ عبد الكريم عبيد ( قيادي في حزب الخمينيين اللبنانيين ) من سجون دولة إسرائيل قصدته بزيارة لتهنئته فقال لي على مسمع الحاضرين من ضيوفه: إن الإسرائيليين عاملوني معاملة حسنة ولم يحرموني من أي شيء طلبته منهم بما فيها الكتب الدينية وأسكنوني في بيت صغير تتوافر فيه كل لوازم الحياة حتى التلفزيون والحوض الصغير الذي كنت أزرع فيه الخضروات.

وشباب المقاومة في جنوب لبنان الذين وقعوا في قبضة الإحتلال الإسرائيلي بعدما تحرروا من سجونه قالوا لنا : لقد عاملنا الإسرائيليون معاملة وفق القوانين الدولية لحقوق الأسير وكان الإسرائيليون يخافون من ملاحظات الصليب الأحمر الدولي وانتقاداته وإنَّ نسبة التعذيب في سجونه (حين التحقيق فقط وفقط) تكاد أن تكون شيئا لا يستحق الذكر.

ولقد زرت العشرات من شباب المقاومة بعدما تحرروا من سجون الإحتلال الإسرائيلي وجميعهم قالوا لي قولا واحدا : حرام شرعاً مقارنة قساوة الحياة في سجون حافظ أسد وبشار أسد وزنازينهما الوحشية الإجرامية بقساوة الحياة في سجون وزنازين الإحتلال الإسرائيلي الخاضعة لموازين القوانين الدولية للأسير بنسبة ممتازة ولا يُنْكِر ذلك سوى كذاب أو مريض بمرض الجهل الأعمى الذي يمنعه من رؤية حسنات عدوه الإسرائيلي وسيئات وفظائع حليفه السوري الأسدي الوحش .

سألت عشرات من علماء الدين الشيعة في لبنان والمثقفين الأشراف من الوطنيين اللبنانيين السؤال التالي: ” لو فُرِضَ عليكم السجن وخَيَّروكم بين السجن السوري (الأسدي) أو السجن الإسرائيلي فماذا تختارون؟

جمعيهم قالوا قولا واحدا : السجون الإسرائيلية أحبُّ إلى قلوبنا بمليار مرة من السجون السورية (الأسدية) الوحشية !!!!!!! .

وأما سجون ولاية الفقيه وزنازينها في إيران وسجونها وزنازينها في الضاحية الجنوبية من بيروت في دولة حزبها في لبنان فلا تختلف عن سجون وزنازين حافظ وبشار أسد الطاغيتين الملعونين؟! .

وليس أميركا ولا إسرائيل ولا السعودية من قال بل الذي قال هو آية الله الشيخ كروبي الرئيس السابق لبرلمان دولة ولاية الفقيه ومن خواص الشخصيات القيادية التي كانت بجانب الخميني قال الشيخ كروبي:

” يوجد تعذيب وحشي في زنازين ولاية الفقيه واعتداءات جنسية بحق المتهمين في زنازين ولاية الفقيه لا نظير له في إسرائيل ” .

ولقد قال ذلك في كل الوسائل الإعلامية العالمية والإيرانية فتعرض بسبب ذلك للإقامة الجبرية منذ 12 سنة وإلى الآن !?

وشهد بالشهادة ذاتها السيد مير حسين موسوي رئيس الحكومة الإيرانية في عهد الخميني وابن خالة خامنئي وهو الآن يعيش تحت الإقامة الجبرية في طهران ؟!

إن قساوة الإحتلال الإسرائيلي لا شيء مقارنة بوحشية أنظمة استبدادية في ايران يقودها حزب ولاية الفقيه وفي سوريا يقودها حزب الطاغوت حافظ أسد والطاغية بشار الأسد وكل حاكم وكل حزب وكل انسان لا يؤمن بمبادئ الديمقراطية فهو طاغوت عدو لله ولو كان من أهل الصلاة والصيام والعبادة ؛ وكل حاكم وحزب وإنسان يؤمن بمبادئ الديمقراطية فهو حاكم عادل حبيب الله مهما كان دينه ومذهبه وفلسفته ، في زمن النبي محمد (ص) كان الميزان لمعرفة العدل و الظلم والتمييز بينهما متجسدا في الإسلام لكن في زماننا اليوم إن الميزان لمعرفة العدل والظلم والتمييز بينهما متجسدٌ في مبادئ الديمقراطية فلا يعرف اللهَ ولا العدلَ حزبٌ لا يؤمن بمبادئ الديمقراطية ولو سمَّى نفسه حزب الله . . .

ولا يعرف اللهَ ولا العدلَ حاكمٌ لا يؤمن بمبادئ الديمقراطية ولو سمَّى نفسه آية الله . . .

وآيات الله حكام إيران هم أئمة بالنفاق والإجرام والتوحش والرياء والطغيان وأفظع خطر على العالم العربي كله.

 

فخامة الرئيس اللبناني حسن نصرالله"

الكلمة أولاين/21 آذار/2020

شن مرصد الشرق الأوسط وشمال افريقيا الإعلامي، ومركزه أوروبا، حملة على الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، فنشر في موقعه التالي:

من نعم الله على بلاد الأرز، أن يكون لديهم رجل من أمثال حسن نصر الله، فهو الدكتور المتخصص بعلوم الأمراض المعدية والجرثومية، ودرسها في أهم الجامعات العالمية، من هنا تأتي أهمية الاستماع اليه لمدة ما يقارب الساعة، متحدثا عن فيروس الكورونا، هذا العدو العالمي كما اسماه الدكتور حسن نصر الله، ناصحا بعدم الاستماع الى الدولة المتخلفة من بريطانيا الى اميركا، ولا بد من الأمتثال الى النموذج الإيراني في مكافحة هذا الفيروس، وان كانت ايران من الدول الموبوئة والقتلى بالمئات، ومقابر جماعية في قم، الا ان ايران تبقى النموذج لمكافحة هذا الفيروس، حسب رأي الدكتور حسن نصر الله، ولا داعي للهلع والخوف من طائرات الموت القادمة من ايران، ولا للحدود البرية مع سوريا، لانه وبحسب الدكتور المتخصص نصر الله العلاج موجود ولا داعي للهلع والخوف وقالها حرفيا :" كل نفس ذائقة الموت".

لفخامة الرئيس حسن نصر الله مواهب عديدة قد لا تجدها باي رئيس دولة في العالم، اضافة الى تخصصه بالطب، فهو ايضا خبيرا اقتصاديا قل نظيره في العالم، فلا صندوق النقد الدولي ولا البنك الدولي ولا اي جهة مالية في العالم لديها القدرة على تحليل نظرياته الاقتصادية، كل ما مطلوب من كل هذه الصناديق والدول، هو الدفع من دون شروط، فنظرية الخبير الاقتصادي نصر الله هي اشبه بنظرية "الفتوة"، كما يقول المصريين، اي دفع الخوة او التكسير ...

فقد طالعنا، نصر الله انه يتوجب على المصارف ان تذهب الى الحكومة اللبنانية، تقدم خدماتها ومساعدتها، لمواجهة فيروس الكورونا، اضافة الى انه يتوجب على المصارف ان تدعم الحكومة ماليا، للمساهمة في إنقاذ الوضع المالي والاقتصادي من الانهيار، ملمحا بتهديد مبطن من ان الحكومة والبرلمان هما من يملكان القدرة القانونية لتحقيق ذلك، ولا يحق لهذه المصارف التي ربحت الكثير منذ عام ٩٣ كما يقول نصر الله ان تطالب الحكومة ان تعيد الأموال التي استدانتها من المصرف المركزي والذي بدوره استدانه من المصارف، من اجل استمرار الدولة من جيش وقوى امن واقتصاد، فنظرية نصر الله الاقتصادية تقوم على فرض الخوة على المصارف، التي اساسا الدولة او الحكومة التابعة لنصر الله لم تبقي بهذه المصارف اي دولار، فعوضا من محاسبة المديون فانه يجب محاسبة الدائن اي المصارف، ايضا نظرية اقتصادية ونقدية لم يسبقه عليها احد، وبان ان المستدين هي وزارة المال، التي تعاقب عليها وما يزال من هم بمحور نصر الله وإيران، لهذا يجب معاقبة ومحاسبة الدائن اي المصارف لمساهمتها في دعم الدولة، كيف لا اذا كانت غالبية هذه المصارف، لا تتبع لمحور نصر الله لا سياسيا ولا مذهبيا، فهم ملزمين بدفع هذه الخوة المالية.

فخامة الرئيس حسن نصر الله يذكرنا بقصة بيتر سيلرز في فيلم being there يخرج البطل الى العالم وهو لا يعرف شيء الا الزراعة في بستان معزول عن الناس، فاخذ يطبق فكره الزراعي على كل شيء اخر ، ظنا منه ان كل شيء هو زراعة.

وهذا هو حال نصر الله فهو يعتقد ان كل شيء في هذا العالم مرضا كان أم اقتصاديا ليس عبارة الا عن حرب ودمار ودم وفرض خوات، لانه وبكل بساطة هذا التخصص الوحيد الذي يفقهه نصر الله الطبيب والخبير الاقتصادي والمالي، الا ان نصر الله فاته ان لبنان بطوائفه المتعددة وبصورة خاصة بمسيحييه فانه من الصعب جدا ابتلاعه مهما حاول من ضرب لهذا الوجود كرمى لعيون ايران عبر تدمير الاقتصاد والمصارف وأخيرا الصحة، والقاعدة التي ينتهجها نصر الله في معظم نظرياته، هي مثل القصة التي تقول : " ان صديقا طلب من صديقه مالا لان والده ووالده مرضى ومن ان زوجته واولاده كذلك، فقام صديقه بمساعدته، فقام هذا الشخص بعد تسلمه المال بشراء مسدس واطلق النار على نفسه محاولا الانتحار، ولكنه لم يمت، وقرر رفع دعوى على صديقه الذي أعطاه المال بتهمة القتل، قائلا لو لم تقرضني المال لما استطعت شراء المسدس وبالتالي لما أطلقت النار على نفسي" .

مواهب محور نصر الله لا يمكن احصائها من اغتيالات نواب ١٤ آذار وشخصياتها وإلزام كل النواب المعارضين ان يناموا في فندق واحد ببيروت "فندق فينسيا" تجنبا للقتل، وآخر ابداعات هذا المحور ان كبار مستشاري خامنئي يطلب من الإيرانيين نشر فيروس "كورونا" لانها تعجل بخروج المهدي المنتظر ، ربما لهذه الأسباب تأخر قرر وزير صحة حزب الله باتخاء الإجراءات اللازمة وربما لهذه الأسباب ايضا وزير مالية حزب الله في لبنان يستخدم نفس الأسلوب وان كان من الصنف الموالي ويتبع لنفس المرجعية فهو يسعى لتدمير القطاع المصرفي من جهة ومن جهة اخرى يصفه بالقطاع الحيوي وهنا يأتي حرصه على فتح المصارف ربما رغبة منه بان يتعرض معظم موظفي المصارف لفيروس الكورونا، فهو ايضا ينتظر ظهور المهدي المنتظر، ولكل في كل الأحوال وحسب نظرية الإيرانيين من ان اميركا تقف وراء هذا الفيروس، لهذا تستحق اميركا كل الشكر لانها تعجل بظهور المهدي!!

 

استنفار واسع خارجي وداخلي لتجنب المرحلة الأخطر

النهار/21 آذار/2020

بلغ السباق الشاق والخطير بين محاولات منع لبنان من الانزلاق الى التفلت الواسع في ازمة انتشار فيروس كورونا وظواهر التفلت من الإجراءات التي بدأ تنفيذها مع خطة الدولة للتعبئة اول الأسبوع ذروته بحيث باتت تقاس بالأيام القليلة إمكانات تجاوز الخطر الأكبر من عدم تجاوزه.

وعلى رغم ان العدد الرسمي لحالات الإصابات بكورونا ارتفع امس الى 163، فان الامر لم يقف هنا بل تجاوزه الى مظاهر التفلت العشوائي من الإجراءات الحمائية الملزمة ولا سيما منها التزام الحجر المنزلي الصارم والمتشدد الذي بات معروفا على نطاق عالمي انه الطريقة الأفعل، والتي لا سبيل اخر سواها لكسر سلسلة العدوى وبدء خفض الإصابات تدريجا بما يحول دون انزلاق لبنان الى المرحلة الرابعة الخطيرة من الازمة.. اذ ان الاختراقات الأسوأ التي حصلت امس برزت في حركة السير الكثيفة في بعض انحاء بيروت كما في بعض نواحي المتن وكسروان ومن ثم في طرابلس أيضا.

وهو امر أعاد طرح إشكالية لا تزال الدولة تتريث حيالها وتتعلق بموضوع عزل مناطق تشهد إصابات كثيفة او اللجوء مرة واحدة وشاملة الى اعلان حظر التجول. ولكن يبدو ان التعويل على الأيام الطالعة لإحداث صدمة مضاعفة لدى المواطنين بفعل انكشاف خطورة اختراق الإجراءات الإلزامية لم يسقط بعد ولو ان أحدا لا يجزم بما ستكون عليه الخطة الحكومية التالية اذا تبين ان التفلت من الإجراءات ولاسيما منها الحجز المنزلي سيتسع ويتسبب بزيادات غير مقبولة في الإصابات. ولذا اتسمت حركة الاتصالات والاجتماعات والاستعدادات الجارية امس بميزة واضحة هي التحسب للحؤول دون اتساع حالات الإصابات والانتشار وتحصين الوضع الصحي والاستشفائي خصوصا في المستشفيات الحكومية. وفي ما يشكل استنفارا ديبلوماسيا واسعا لحض الدول على دعم لبنان في هذه المواجهة، عقد امس الاجتماع التنسيقي الأول الخاص بما سمي مبادرة الكورونا للعمل على إيجاد الحلول الفضلى لمواجهة الازمة في السرايا برئاسة رئيس الوزراء حسان دياب وعدد من الوزراء مع سفراء الدول الغربية والصين وممثلي المنظمات الدولية والبنك الدولي.

وتميز الاجتماع بمشاركة سفراء الولايات المتحدة وفرنسا وألمانيا وإيطاليا وسويسرا والصين وبريطانيا والسويد عبر السكايب.

واطلع الرئيس دياب المشاركين على الإجراءات الحكومية المتخذة ومنها فتح حسابات مالية لمواجهة الكورونا ورحب باي دعم تقدمه الجهات المعنية للبنان. وقدم السفراء ملخصات عن مواقف بلدانهم وما قدمه بعضهم الى لبنان. وفهم من الأجواء العامة ان ثمة مؤشرات مشجعة لمد لبنان اقله بالحاجات الأكثر الحاحا من المواد والأدوات الطبية الضرورية على رغم ان معظم هذه الدول تنخرط في مواجهات كبيرة مع انتشار الفيروس على ارضها. وبدا لافتا ان السفيرة الأميركية دوروثي شيا أبلغت المجتمعين انها أرسلت طلبا الى وزارتي الخارجية والدفاع في واشنطن لتقديم المساعدات وانها تنتظر الرد.

ولفتت وزيرة الدفاع زينة عكر المجتمعين الى ان الجيش اللبناني سيكون مسؤولا عن كل المستودعات والمخازن وعن توصيل المستلزمات الطبية الى المستشفيات العامة. كما برزت استجابة بريطانية لطلب لبنان بتقديم مبلغ 340 الف جنيه إسترليني للبنان كما الطلب من البنك الدولي إعادة برمجة 40 مليون دولار لهذه الغاية.. وفي سياق الاستعدادات لمواجهة اتساع الإصابات بكورونا، اتفق في اجتماع ضم وزير الصحة حمد حسن وأعضاء لجنة الصحة النيابية على توزيع المستشفيات الحكومية التي ستستقبل حالات كورونا. وفيما صرح وزير الصحة ان "لبنان لا يزال في المرحلة الثالثة من تفشي كورونا ونتهيأ للمرحلة الرابعة على امل الا نقع فيها"، اكد رئيس لجنة الصحة النائب عصام عراجي ان 12 مستشفى حكوميا صارت مجهزة لاستقبال حالات كورونا، واذا اضطر الامر ستزاد الى 29 مستشفى. وكشف ان ثمة 1879 سريرا و165 جهاز تنفس اصطناعي وسيزيد عدد الأجهزة الى نحو 275 . ويشار في هذا السياق الى ان جمعية المصارف أبلغت رئيس الحكومة امس انها ستقدم مبلغ 6 ملايين دولار لشراء 120 جهاز تنفس لمعالجة مصابي كورونا وسيتم تقديمها الى عدد من المستشفيات الحكومية في مختلف المحافظات.

نصرالله وقضية الفاخوري

وسط هذه الأجواء تفاعلت أصداء مغادرة عامر الفاخوري لبنان عبر السفارة الأميركية في عوكر، اذ سارع رئيس المحكمة العسكرية العميد الركن حسين عبدالله الى الاستقالة امس، فيما استدعى وزير الخارجية ناصيف حتي السفيرة الأميركية واستوضحها ظروف اخراج الفاخوري من السفارة..

ومساء اطل الامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله عبر الشاشة ليرفض "أي اتهام للمقاومة او توجيه أي اهانة". وفي رده على الاتهامات التي سيقت ضد الحزب على خلفية القرار القضائي بشأن عامر الفاحوري قال نصرالله ان "حزب الله" لم يبرم أي صفقة وانه وحركة "امل" لم يكونا على علم بمحتوى القرار قبل صدوره. وقال انه "كان من الاشرف ان تستقيل هيئة المحكمة العسكرية ولا تأخذ قرارا بإسقاط التهم، ونحن لا نحكم عليهم لاننا لسنا مخولين هذا الامر ويجب معرفة كيف حصل هذا الامر لانه يسبب اساءة كبيرة الى لبنان ويجب متابعته".

وعرض نصرالله "للاتهامات التي تم الترويج لها في الايام الماضية"، وسأل "عما كان في امكان الحزب ان يقوم به"، مستعرضا الخيارات ومنها العودة الى 7 ايار او الانسحاب من الحكومة وصولاً الى نصب كمين لمنع الفاخوري من الوصول الى السفارة الاميركية، او حتى اسقاط المروحية الاميركية. واكد ان "كل تلك الخيارات تضر بلبنان وبالتالي لم يتم الركون اليها". واذا استغرب نصرالله "ان يأتي يوم يطل فيه عبر الاعلام للدفاع عن المقاومة وتأكيد خياراتها وموقفها من العملاء والعدو" وصف ذلك بـ"نكد الدهر". وقال "نحن في حزب الله لن نقبل من أي احد أن يخون أو يتهم او يهين وليخرج من صداقتنا".

اما في قضية الكورونا فدعا نصرالله اللبنانيين الى التشدد بالاجراءات وتشكيل اطر اجتماعية للضغط على من يخالفها وكرر ضرورة التزام الاجراءات الحكومية. اما عن عزل المناطق فإنتقد "من يعمل على قاعدة 6 و6 مكرر ووصف ذلك بالمعيب والمخزي، مؤكدا "دعم الحكومة في اي اجراء حتى لو كان العزل لأي منطقة كانت".

بري

الى ذلك برزت معطيات في موقف رئيس مجلس النواب نبيه بري من مشروع الكابيتال كونترول لا تبعث على توقع بت المشروع بسهولة. اذ اعتبرت أوساط قريبة من بري ان كل ما يروج ويذاع حول ضرورة قوننة الكابيتال كونترول هو امر يهدف الى إلحاق الضرر بالمودعين وخصوصا بالدولار وبقية العملات الأجنبية. وذكرت أوساط بري بالمادة 174 من قانون النقد والتسليف التي تخول حاكم مصرف لبنان تنظيم المعاملات بين المودعين والمصارف وذهبت الأوساط الى نفي كل الكلام الذي تردد عن اتجاه بري الى تحديد موعد جلسة لاقرار هذا المشروع مؤكدة انه ضد الكابيتال كونترول.

 

لبنان يسجل 24 إصابة جديدة بفيروس كورونا

بيروت: «الشرق الأوسط أونلاين»/21 آذار/2020

أعلنت وزارة الصحة العامة في لبنان اليوم (السبت) تسجيل 24 إصابة جديدة مؤكدة بفيروس كورونا (كوفيد - 19)، ليرتفع إجمالي الإصابات في البلاد إلى 187 حالة، وفقاً لوكالة الأنباء الألمانية. وقالت الوزارة، في بيان صحافي أوردته «الوكالة الوطنية للإعلام» اليوم، إنها تتابع أخذ العينات من جميع المشتبه بإصابتهم مع تحديد ومتابعة جميع المخالطين ومراقبة جميع القادمين من البلدان التي تشهد انتشار محليا للفيروس. وأشارت إلى أنها تتابع التقصي الوبائي (مصدر العدوى) لبعض الحالات التي شخصت أخيرا، داعية جميع المواطنين التقيد بالتدابير الصارمة، لا سيما الحجر المنزلي الإلزامي وضبط الحركة إلا عند الضرورة القصوى. وناشد رئيس الجمهورية ميشال عون أمس (الجمعة) اللبنانيين التزام منازلهم وعدم التجول إلا للضرورة، للحدّ من انتشار وباء كورونا. وقال عون: «نحن نرى وباء كورونا يفتك بشعوب العالم، أكرر ندائي إلى اللبنانيين بوجوب التزام المنازل وعدم التجوّل إلا للضرورة، وأطلب من الوزارات المعنية والبلديات والقوى الأمنية التشدّد في تطبيق قرار التعبئة العامة للحدّ من انتشار الوباء». وأضاف: «إن التزامنا سيحمي عائلاتنا وأحباءنا، فلا تستخفوا به». يذكر أن مجلس الوزراء كان قد أعلن في جلسة طارئة الأحد الماضي التعبئة العامة لمواجهة انتشار فيروس كورونا إلى منتصف ليل 29 مارس (آذار) الجاري، واتخذ سلسلة قرارات لهذا الإعلان، أبرزها إقفال مطار الرئيس رفيق الحريري الدولي وجميع المرافئ الجوية والبحرية والبرية اعتباراً من 18 حتى 29 مارس.

 

قضية الفاخوري تطيح رئيس المحكمة العسكرية والخارجية استدعت السفيرة الأميركية للاستماع إلى حيثيات إخراجه من بيروت

بيروت: «الشرق الأوسط»/21 آذار/2020

لا تزال قضية الإفراج عن العميل الإسرائيلي آمر معتقل الخيام السابق عامر الفاخوري، الذي يحمل أيضا الجنسية الأميركية، تتفاعل في لبنان نتيجة الاتهامات المتبادلة والحديث عن «صفقة» مع واشنطن أدت إلى اتخاذ هذا القرار.

وأولى تداعيات هذه القضية أدت إلى تنحي رئيس المحكمة العسكرية الدائمة العميد الركن حسين عبد الله عن مهامه في رئاسة المحكمة التي اتخذت قراراً بـ«وقف التعقّب» بحق الفاخوري، بالنظر إلى «مرور الزمن» على ارتكاب الجرائم المنسوبة إليه.

وذكرت «الوكالة الوطنية للإعلام» أن رئيس المحكمة العسكرية تنحى عن مهامه في كتاب رفعه إلى قائد الجيش العماد جوزيف عون، على خلفية الحملة التي تعرض لها مع أعضاء هيئة المحكمة، على إثر القرار الذي أصدره في قضية الفاخوري. وجاء في كتاب التنحي: «احتراما لقسمي وشرفي العسكري، أتنحى عن رئاسة المحكمة العسكرية، التي يساوي فيها تطبيق القانون، إفلات عميل، وألم أسير، وتخوين قاض». ولفتت الوكالة إلى أن العميد عبد الله أصرّ على قرار التنحي، على أن يستمر مؤقتا في تسيير الأمور الإدارية في المحكمة إلى حين تعيين رئيس بديل.

وأول من أمس، أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترمب، الإفراج عن الفاخوري، الذي يحمل الجنسية الأميركية، وقال إنه في طريقه للعودة إلى الولايات المتحدة، شاكرا الحكومة اللبنانية على تعاونها للإفراج عنه.

وكانت مروحية أميركية ضخمة قد هبطت أول من أمس في مبنى السفارة الأميركية في بيروت، لدقائق معدودة، وذكرت المعلومات أنها أقلت الفاخوري.

وبينما غابت قضية الفاخوري عن جلسة مجلس الوزراء التي عقدت أول من أمس، رغم تفاعلها في لبنان، لم تصدر أي مواقف من قبل المسؤولين اللبنانيين حيالها، إلا بعدما تحدث ترمب صراحة عن القضية، شاكرا الحكومة اللبنانية.

واكتفى رئيس الحكومة حسان دياب أمس بتغريدة له على حسابه على «تويتر»، قائلاً: «لا يمكن أن تُنسى جريمة العمالة للعدو الإسرائيلي. حقوق الشهداء والأسرى المحررين لا تسقط في عدالة السماء بمرور الزمن»، فيما استدعى وزير الخارجية والمغتربين ناصيف حتي، سفيرة الولايات المتحدة الأميركية لدى لبنان دوروثي شيا، واستمع منها إلى شرح حول حيثيات وظروف إخراج عامر الفاخوري من السفارة الأميركية في عوكر إلى خارج لبنان.

وأعلنت وزيرة الدفاع زينة عكر أنها ستعمل على إقرار تعديل لقانون العقوبات بما يحول دون تطبيق مرور الزمن على أعمال العدوان على لبنان (المواد 273 - 274 - 275) وأيضاً إدخال الجرائم ضد الإنسانية ضمن أحكامه وهي بالمفهوم القانوني العام غير مشمولة بمرور الزمن.

وفي هذا الإطار، قالت مصادر مواكبة للملف لـ«الشرق الأوسط» إنه لا يمكن لرئيس المحكمة العسكرية أن يكون كبش محرقة في الوقت الذي كان واضحا أن قضية الفاخوري كانت حاضرة في كل اللقاءات التي جمعت المسؤولين الأميركيين بمسؤولين سياسيين وغير سياسيين في لبنان، وبالتالي فإن ما حصل لم يكن مفاجئا للجميع، وبالتالي كان يمكن للحكومة ومنتقدي القرار اليوم أن يقوموا بأي خطوات من شأنها تدارك ما حصل. وسألت: «لماذا لم يتم العمل على تعديل قانون العقوبات الذي استندت إليه المحكمة العسكرية لوقف التعقّب بحق الفاخوري، بالنظر إلى مرور الزمن العشري؟» وهو الذي استفاد منه كثير من الأشخاص قبل ذلك، وأضافت: «ولماذا لم يتم تدارك الموضوع منذ وصول الفاخوري إلى لبنان في سبتمبر (أيلول) عام 2019، وهو الذي دخل عبر المطار بعد التأكد أن اسمه شطب من البرقية 303 التي يصدرها الجيش لضبط تحركات المشتبه فيهم والمدانين بجرائم التعامل مع العدو والإرهاب، ليعود بعدها ويوقف بعد الضجة التي رافقت دخوله إلى لبنان؟».

وتؤكد المصادر: «منذ توقيف الفاخوري في لبنان وقضيته لم تغب عن لقاءات الأميركيين بالمسؤولين اللبنانيين وغير المسؤولين، من وزير الخارجية ديفيد هيل إلى السفيرة الأميركية السابقة إليزابيث ريتشارد والجديدة دوروثي شيا». وتضيف: «ورغم أن (حزب الله) كان على علم بكل ما يحصل لكنه لم يحرك ساكنا وهو الممثل عبر وزراء له في الحكومة المحسوبة عليه وعلى حلفائه ويمثلون الأكثرية في البرلمان، ليعود ويصعّد بعد الإفراج عن الفاخوري والمواقف المنتقدة له»، وتساءلت المصادر أيضا: «أين موقف رئيس الجمهورية ميشال عون وأين الحكومة اللبنانية التي نأت بنفسها عن الموضوع وبقيت في صمت مطبق واجتمعت بعد قرار المحكمة العسكرية من دون أن تطرح القضية على طاولة مجلس الوزراء ولو من باب رفع العتب، حتى إن رئيس الحكومة في تعليقه المقتضب لم يردّ على ما قاله ترمب؟».

ومن هنا تسأل المصادر من المستفيد من هذه القضية؟ مضيفة: «هل الهدف منها قطع الطريق أمام العقوبات التي طالما تم الحديث عنها وبأنها ستطال شخصيات من غير الطائفة الشيعية، أو أنها ستشكل بابا لتطبيع علاقة لبنان مع أميركا؟».

وعلى وقع استمرار السجال وتبادل الاتهامات حتى بين الحلفاء، خاصة بين مناصري «حزب الله» و«التيار الحر» كان موقف أمس للأخير ردّ فيه أيضا على حلفائه، مؤكدا أنه لا علاقة لرئيسه النائب جبران باسيل لا بدخول الفاخوري إلى لبنان ولا بقرار المحكمة العسكرية.

وقال التيار في بيان: «يتعرض التيار الوطني الحر ورئيسه لحملة افتراءات متواصلة تتغيّر فصولها بحسب طلب صانعيها وقد كشفت هذه المرّة تناقض القائمين بها من أصحاب نظريات المؤامرة الدائمة فهم اتهموا باسيل سابقاً بأنه ‏سهّل دخول الفاخوري إلى لبنان تجاوباً مع طلب إيراني، وهم أنفسهم يتهمونه اليوم بتسهيل خروجه من لبنان تجاوباً مع طلب أميركي». وأضاف أن هذه اللغة التخوينية التي تستعمل فقط للمزايدات لا تقتصر على فريق سياسي واحد بل تأتي من الفريقين، وبعض من الفريق المدافع عن المقاومة هو الذي يسيء إليها أكثر من أخصامها. وبينما عبر البيان عن تفهم مواقف البعض الرافضة لقرار المحكمة العسكرية بكف التعقبات، أكد «أنه ليس بحاجة للتأكيد على إدانة ‏العمالة وعلى اعتبار إسرائيل عدوّاً وقد دفع وسيدفع إلى ما لا نهاية ثمن مواقفه المعروفة، ولكنّه في الوقت نفسه يحرص على وضع مصلحة لبنان فوق أي اعتبار».

 

في لبنان «تحدياً لكورونا»... ورود طائرة للأمهات في عيدهن

بيروت- «الشرق الأوسط أونلاين»/21 آذار/2020

في شمال بيروت، انهمك ثلاثة شبان السبت في خدمة إيصال الورود إلى الأمهات في يوم عيدهن عبر طائرة مسيّرة، لتلافي أي اختلاط مع إعلان البلاد حالة طوارئ صحية بمواجهة فيروس كورونا المستجد. ويحتفل لبنان على غرار الدول العربية بعيد الأم في 21 مارس (آذار) من كل عام. وغالباً ما يحظى برمزية كبيرة ويعدّ مناسبة تستعد لها المؤسسات التجارية، لا سيما محلات بيع الورود. إلا أن للاحتفال هذا العام طعماً آخر مع بقاء عدد كبير من اللبنانيين في منازلهم وإقفال المؤسسات في إطار تدابير وقائية أعلنتها الحكومة قبل أيام لمواجهة وباء كوفيد - 19. عند أسفل مبنى في مدينة جونية، ينسّق كريستوفر إبراهيم (18 عاماً) عبر خدمة «واتساب» مع فتاة أرادت مفاجأة والدتها ويطلب منها الاستعداد للخروج إلى الشرفة. وبعد أن يعلّق وردة حمراء في طائرة مسيّرة مزوّدة بكاميرا، يرفعها تدريجياً تزامناً مع خروج الأم محاطة بأولادها لتسلّم هديتها. من مبنى إلى آخر تنقل كريستوفر مع صديقيه وهم يرتدون الكمامات لتوزيع ورود ملونة تمّ تنسيقها بعناية، بينما كانت دهشة الأمهات اللواتي خرجن إلى شرفات منازلهن واضحة. لم تتمكن بعضهن من حبس دموعهن، ولوّحت أخريات بالورود وأرسلن القبلات عبر الهواء قبل أن يعانقن أفراد عائلاتهن امتناناً.

وقال كريستوفر، وهو طالب في اختصاص الهندسة ويعمل مصور أعراس عبر الطائرة المسيّرة، لوكالة «فرانس برس» «خطرت لي فكرة الورود الطائرة أي تقديم الورود للأمهات بواسطة الدرون بما أنّ اليوم عيدهن وكل المحلات مقفلة». وأضاف: «فكرت كيف يمكن للأبناء إسعاد أمهاتهم بطريقة آمنة إلى ابعد حدود من دون احتكاك مع أي أحد، ووجدت أن خدمة الإيصال عبر الدرون هي الأفضل باعتبار أن الوردة ستقدم عبر الشرفة والأم ستبقى في بيتها». وبحسب الإحصاءات الرسمية، سجّل لبنان حتى السبت 206 إصابات على الأقل بفيروس كورونا المستجد، توفي أربعة منهم. وطلبت الحكومة الأحد من المواطنين البقاء في منازلهم لمدة أسبوعين في إطار «حالة طوارئ صحية» للحد من انتشار الفيروس، شملت إغلاق مطار بيروت والحدود البرية والبحرية منذ منتصف الأسبوع.

وقدّم كريستوفر مع صديقيه خدمة إيصال الورود مقابل بدل مادي، إلا أن العائدات «ستكون للصليب الأحمر اللبناني لأنه أكثر من يحتاج إلى الدعم»، على قوله، في ظل الوضع الراهن وتطوعه في نقل المصابين أو المشتبه بإصاباتهم إلى المستشفيات.

ودخل لبنان، وفق ما أعلن وزير الصحة حمد حسن، مرحلة انتشار الفيروس. ويخشى المسؤولون أن تزداد الإصابات في الأسابيع المقبلة بما يتخطى قدرة المستشفيات على الاحتواء. ويخضع أكثر من 900 مليون شخص حول العالم لعزلة في بيوتهم في عطلة نهاية الأسبوع على أمل الحد من انتشار الفيروس الذي أودى بأكثر من أحد عشر ألف شخص ويهز الاقتصاد العالمي.

 

انتقادات حسن نصرالله لـ"الأصدقاء" تكشف حجم أزمة حزب الله

العرب/22آذار/2020

بيروت - كشف الخطاب الذي ألقاه حسن نصرالله الأمين العام لحزب الله في لبنان مساء الجمعة حجم الأزمة التي يعيشها الحزب بسبب حال الضعف التي تعاني منها إيران والسياسة التي تتبعها في لبنان. وذهب نصرالله في هذا الخطاب المخصص لتبرير إفراج القضاء العسكري اللبناني عن عامر الفاخوري المتّهم بتعذيب لبنانيين في سجن الخيّام (بلدة في جنوب لبنان) في أثناء الاحتلال الإسرائيلي إلى توجيه انتقادات شديدة إلى حلفاء الحزب وأصدقائه. وأوضحت مصادر سياسية لبنانية أن الأمين العام لحزب الله الذي حرص في خطابه على تأكيد أنّ لا علاقة له من قريب أو بعيد بإطلاق “العميل” عامر الفاخوري، الذي يحمل الجنسية الأميركية، كان يقصد في انتقاداته وتحذيراته التي وصلت إلى حدّ التذكير بأن “في الإسلام هناك شيء اسمه الطلاق” شخصيات عدّة.

ومن بين هذه الشخصيات رجل دين سنّي من مدينة صيدا الجنوبية يدعى ماهر حمّود. وسبق لحمّود أن عقد مؤتمرا صحافيا وجّه من خلاله انتقادات شديدة إلى صهر رئيس الجمهورية ميشال عون جبران باسيل (وزير الخارجية السابق وحليف حزب الله). وحمّل رجل الدين السنّي باسيل مسؤولية إطلاق عامر الفاخوري بدل القصاص منه وذلك برضوخه للضغوط الأميركية. ولم يوفّر ماهر حمّود حسن نصرالله نفسه داعيا إيّاه إلى توضيح موقفه من “إطلاق العميل الإسرائيلي” على وجه السرعة. ومن الشخصيات الأخرى التي تعتبر حليفة لحزب الله والتي وجه إليها نصرالله تحذيرات ولوما، هناك النائب جميل السيّد، المدير العام السابق للأمن العام الذي وجه أخيرا انتقادات غير مباشرة لـ”المقاومة”، وهو ما فعله أيضا الوزير السابق وئام وهّاب الذي يستخدمه حزب الله في مضايقة الزعيم الدرزي وليد جنبلاط وتمرير رسائل معيّنة عبره. لكن المصادر السياسية أوضحت أن الغضب الأساسي لحسن نصرالله كان على الصحافي إبراهيم الأمين، رئيس تحرير صحيفة “الأخبار”، التي تعتبر ناطقة باسم “محور الممانعة” وناطقا غير مباشر باسم السياسة الإيرانية. وكتب إبراهيم الأمين مقالا قبل أيّام انتقد فيه حسن نصرالله مباشرة بسبب السماح لعامر الفاخوري بمغادرة لبنان بدل التخلص منه جسديا. وظهر مدى تضايق حزب الله من إبراهيم الأمين عبر تغريدة للشاعر علي عبّاس الذي يتولّى عادة تقديم حسن نصرالله إلى الحضور قبل إلقاء الأخير خطاباته. وقال علي عباس في تغريدته التي أكد فيها الطلاق التام بين حزب الله وإبراهيم الأمين “من أنت؟ تعلم جيّدا أنك لست سوى مستأجر سفيه أو متسوّل كريه. إياك أن توهم البسطاء مجددا أنك تعرف المقاومة أو ثغر المقاومة. تذكّر أنك كنت تتسوّل خبرا لتكتب مقالتك باسمنا”. وخلص إلى القول “لست صديقنا، لقد أغلق الباب. انتخب لك شارعا تهيم به على وجهك. إبراهيم الأمين، إنّها الحلقة الأخيرة كفى”.ورأى سياسي لبناني يعرف حزب الله عن قرب أن خطاب حسن نصرالله، وما تضمنه من حملة على “الأصدقاء” و”الحلفاء”، يكشف حجم تضايقه من أيّ انتقاد له أو للحزب في مرحلة يبدو فيها أن المطلوب هو تقديم الطاعة العمياء للأمين العام نفسه بدل الشكوى من أيّ تنازلات يمكن أن يقدّمها الحزب في ضوء الأزمة المالية التي يعاني منها والتي لم تعد تسمح له بإسكات أيّ أصوات معترضة عليه من داخل البيئة المؤيدة له.

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

غارات سرية تستهدف «قاعدة إيرانية» في سوريا.. وسقوط عشرات القتلى

جنوبية/21 آذار/2020

شهدت سوريا، مساء اليوم، غارة سرية أدت الى مقتل ما لا يقل عن 26 مقاتلا من الميليشيات المدعومة من إيران، وفق ما نقلت صحيفة “جيروزاليم بوست” نقلا عن معطيات من المرصد السوري لحقوق الإنسان. ورجح المرصد أن تكون الولايات المتحدة الأميركية والدول الغربية وراء الغارة التي قتلت المسلحين، غير أن التحالف الدولي بقيادة واشنطن نفى أي علاقة له بالهجوم.يذكر انه في 11 مارس قتل هجوم صاروخي 3 من عناصر التحالف الدولي (أميركيان وبريطانية) الذي تقوده الولايات المتحدة في معسكر التاجي العراقي.

 

رسالة أميركا لقادة إيران: الوباء لن يرحمكم من العقوبات

خامنئي وروحاني يتوعدان واشنطن... وفرار 23 من سجنٍ وتقارير عن قتل عدد منهم

لندن - طهران/الشرق الأوسط»/21 آذار/2020

بعثت الولايات المتحدة برسالة تتسم بالغلظة إلى إيران، هذا الأسبوع، مضمونها أن تفشي فيروس كورونا لن يرحم طهران من العقوبات الأميركية التي تخنق عائداتها النفطية، وتضع اقتصادها في معزل عن العالم. وقال برايان هوك الممثل الأميركي الخاص للشؤون الإيرانية، للصحافيين، «سياستنا في ممارسة الضغوط القصوى على النظام مستمرة... العقوبات الأميركية لا تمنع وصول المساعدات إلى إيران». ونوه هوك بأن واشنطن أرسلت مذكرة دبلوماسية إلى طهران تعرض فيها المساعدة في مكافحة «كورونا»، «وقوبلت بالرفض السريع». كما ألقى باللائمة على القيادة الإيرانية في الويلات التي تعانيها البلاد جراء الفيروس، قائلاً إن إيران «تنفق المليارات على الإرهاب والحروب الخارجية»، ولو أنها أنفقت عُشر هذه الأموال على «نظام رعاية صحية أفضل، لكان الشعب الإيراني أفضل حالاً».

وفرضت الولايات المتحدة عقوبات جديدة على طهران، هذا الأسبوع، في إطار استراتيجية «الضغط الأقصى» التي تشنها للحد من أنشطة إيران النووية والصاروخية، وتقليص أنشطتها الإقليمية، لا تمنع تدفق السلع الإنسانية.

وأدرجت إدارة ترمب على القائمة السوداء خمس شركات، مقرها في الإمارات، وثلاثاً في البر الرئيسي للصين، وثلاثاً في هونغ كونغ، وواحدة في جنوب أفريقيا للتجارة في البتروكيماويات الإيرانية. وقالت إليزابيث روزنبرج من مركز أبحاث الأمن الأميركي الجديد، «رغم أن إيران تمثل بؤرة لهذا التفشي وتواجه كارثة اقتصادية حقيقية... لن يحدث تخفيف للعقوبات». وفيما قد يمثل بادرة مهمة باتجاه واشنطن، أفرجت طهران عن المواطن الأميركي مايكل وايت، من الاحتجاز، لكنه لا يزال يتعين عليه البقاء في إيران. وصرح هوك بأنه يتمنى ألا تكون خطوة طهران الأخيرة.

من جانبها، قالت سوزان مالوني، من مركز أبحاث «معهد بروكينجز»، إن إيران ربما تنال استحسان الرئيس دونالد ترمب عندما تسمح لوايت أو لأي محتجزين أميركيين آخرين بالعودة إلى بلادهم. وأضافت: «ما زال من غير الوارد في اعتقادي أن هذه الإدارة تريد إتاحة مساحة كبيرة للسلطات الإيرانية، لكن هذا لا يعني أنها غير قادرة، أو لا ينبغي لها أن تتحين الفرص» لإدخال الإمدادات الطبية إلى إيران. وأضافت أن التفشي في إيران سيتمدد مع سفر الإيرانيين لاحتفالات «عيد النوروز» بمناسبة العام الجديد، موضحة أن ذلك قد يضر شركاء الولايات المتحدة الأمنيين في أنحاء المنطقة.

وقال مارك دوبويتز، من مجموعة «مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات»، وهو أحد صقور الضغط على طهران، إن بإمكان واشنطن إرسال مواد طبية إلى إيران عبر مجموعات خاصة، مع ذلك لا ينبغي تخفيف العقوبات. وأضاف، في إشارة لهجوم وقع الأسبوع الماضي في معسكر بالعراق قتل فيه بريطاني وأميركيان: «في الوقت الذي تقتل فيه الجماعات المدعومة من إيران، الأميركيين والبريطانيين وغيرهم في العراق، سيكون هذا توقيتاً خاطئاً تماماً لتقديم أي نوع من المساعدة الاقتصادية للنظام». وتابع: «ينبغي أن نرسل الإمدادات الطبية مباشرة إلى الإيرانيين من خلال منظمات غير حكومية متجاوزين النظام».

واختتم المرشد الأعلى والرئيس الإيراني، الجمعة، «عاماً صعباً»، شهدت فيه البلاد احتجاجات على تدهور الوضع الاقتصادي هي الثانية من نوعها على مدى 41 عاماً من عمر النظام، وتعهدا من رأس السنة الفارسية الجديدة، «أن الجمهورية الإسلامية ستنتصر على جائحة فيروس كورونا المستجد وعلى العقوبات الأميركية الخانقة». وقال خامنئي إن إيران شهدت سنة مضطربة بدأت بالسيول، وانتهت بتفشي كورونا. وأشار إلى مقتل عدد من الإيرانيين في مهام خارجية، على رأسهم قاسم سليماني قائد الذراع الخارجية لـ«الحرس الثوري»، وأبو مهدي المهندس ومرافقوه، كما أشار إلى مقتل عشرات الإيرانيين في تدافع جنازة سليماني بمدينة كرمان، وإسقاط الطائرة، وكوادر طبية لقوا حتفهم بعد تفشي فيروس كورونا. ولكنه اعتبر ذروة الأحداث في إيران، مقتل سليماني بضربة جوية أميركية في بغداد. وطوت إيران سنة صعبة على إيران بكل المقاييس. فقد بدأت السنة بانهمار أمطار غزيرة هي الأسوأ التي شهدتها البلاد منذ عدة عقود. كما اتسمت بتفاقم الركود الذي عانت منه إيران إثر تفاقم الأزمة الاقتصادية بعد إعادة فرض عقوبات أميركية.

وفي نوفمبر (تشرين الثاني) 2019، شهدت البلاد موجة من الاحتجاجات ضد الزيادة المفاجئة في أسعار البنزين، قُمعت بشدة. ووسط غياب الإحصائية الرسمية، نقلت «رويترز» عن مسؤولين إيرانيين أن القتلى بلغ عددهم 1500 بأوامر خامنئي، فيما قالت منظمة العفو الدولية إنها رصدت 304 أشخاص، بينهما 23 طفلاً من 13 مدينة بـ6 محافظات. تبعت ذلك مأساة إسقاط الطائرة الأوكرانية، واعترف «الحرس الثوري» بإسقاطها بعد 72 ساعة من الإنكار، وخلفت 176 قتيلاً عندما كان التوتر مع واشنطن في ذروته بعد مقتل الجنرال قاسم سليماني في العراق. أعقب ذلك في الشهر التالي الإعلان عن الوفيات الأولى الناجمة عن فيروس كورونا المستجد. ولاحظت «رويترز» أن خامنئي امتنع عن مهاجمة الولايات المتحدة، عدو إيران اللدود، في كلمته بمناسبة السنة الجديدة، بخلاف خطبه النارية المعتادة. وقال: «استفادت إيران من العقوبات الأميركية. لقد جعلتها مكتفية ذاتياً في كافة المجالات». وقال مسؤول إيراني في طهران لـ«رويترز»، «نعم... كانت خطبة فريدة من نوعها للزعيم. لهجته مختلفة، ونبرته مختلفة، ولم تكن عدائية تجاه أميركا». ورداً على سؤال بشأن ما إن كان البلدان يحاولان تخفيف التوتر المتصاعد، قال «يعلم الأميركيون ما عليهم فعله. أولاً يتعين رفع العقوبات أو على الأقل بعضها، ثم سنرى».

وأطلق خامنئي شعار «ازدهار الإنتاج» الوطني على العام الجديد، وهو العام الرابع الذي يطلق فيه المسؤول الأول في البلاد شعاراً اقتصادياً، في محاولة لتركيز الجهود على المأزق الاقتصادي، وقال خامنئي، حسب وكالة الصحافة الفرنسية، إن السنة الجديدة ستحقق فيها إيران «قفزة في الإنتاج»، مضيفاً أنه في السنة الماضية بدأ إنتاج البلاد «يتحرك إلى حد ما»، ولكن «لم يكن له تأثير على حياة الناس». وحض الحكومة على «التصرف بطريقة (تجعل الإنتاج) يحدث فرقاً كبيراً في حياة الناس».

وقدر الرئيس حسن روحاني في رسالة تلفزيونية بثت بعد بضع دقائق من رسالة المرشد، أن البلاد خرجت من العام الماضي بطريقة مشرفة، نظراً للظروف التي مرت بها.

وقال «في مواجهة أشد العقوبات في التاريخ التي فرضها على صناعة النفط (الإيرانية)... سطر شعبنا صفحة جديدة ملحمية بتحويل اقتصاد البلاد بدون (تصدير) النفط». وأضاف روحاني: «لم نُهزم» (من جراء سياسة الولايات المتحدة بفرض «أقصى الضغوط» على إيران). بدوره، رد وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، على التحذير الأميركي، قائلاً على «تويتر»، «تفتخر الإدارة الأميركية في سعادة بقتل المواطنين الإيرانيين في رأس السنة الفارسية»، واتهم البيت الأبيض بأنه «ينقل سياسة أقصى الضغوط إلى مستوى جديد من انعدام الإنسانية باحتقاره المطلق للحياة البشرية». وتابع: «(تقول) إيران للولايات المتحدة: سوف تتمرغ سياستكم في العار. لكن إيران لن تنكسر». وقال مسؤول إيراني لوكالة «رويترز»، «ضغوط واشنطن المتزايدة على إيران جريمة ضد الإنسانية.. ينبغي على العالم بأسره أن يساعد بعضه البعض للتغلب على هذا المرض».

إلى ذلك، فر 23 سجيناً من سجن في خرم آباد، عاصمة محافظة لرستان، ليل الخميس الجمعة، بعدما تمردوا على حراس كانوا يحصون المعنيين بإجراء عفو صدر بمناسبة السنة الفارسية الجديدة، حسبما أعلنت وكالة «إرنا» الرسمية. وتناقل مغردون، عبر «تويتر»، معلومات تفيد بأن القوات المسلحة قتلت «العديد» من الفارين. ونفت وكالة «إرنا» مقتل سجناء بأيدي الحراس عند محاولة الفرار، وقالت إنها معلومات عن «مصادر غير جديرة بالثقة».

 

مريم رجوي: معركتنا المصيرية ضد وباء ولاية الفقيه وسننتصر

ترامب للإيرانيين بمناسبة عيد نوروز: تستحقون قيادة تستمع إليكم

طهران، واشنطن، عواصم – وكالات

 أكدت رئيسة الجمهورية المنتخبة من قبل المقاومة الإيرانية مريم رجوي، أن حرب الإيرانيين الرئيسية هي ضد وباء ولاية الفقيه. وفي رسالة وجهتها بمناسبة حلول السنة الإيرانية الجديدة النوروز، حملت رجوي نظام الملالي مسؤولية تفشي وباء كورونا في البلاد، داعية الله أن يزيل فيروس كورونا ووباء ولاية الفقيه من إيران، وأن تنتهي هذه الأيام الأكثر مرارة من الزقّوم. وقالت “ننتظر بفارغ الصبر أن يحلّ علينا ربيع الحرية والسلامة وتتنعم بهما إيران ومدنها وقراها وشعبها، مؤكدة أنه “لتحقيق ذلك في أسرع وقت، ورغم كل الآلام والهموم والضحايا، ورغم أنف الملالي الذين لم يجلبوا لمواطنينا سوى العزاء والمآتم والمحن، نرحّب بقدوم النوروز”. ودعت الإيرانيين إلى عدم الاستسلام والهزيمة في مكافحة كورونا ووحش ولاية الفقيه، مضيفة أن “الملالي الحاكمين يعادون إيران الوطن كما أن إيران والإيرانيين لا يريدون الملالي، والشعب الإيراني يدفع كعادته الثمن الباهظ، ولكن هذه المرة ستلتهم نار كورونا عباية الملالي”. وقالت إن الملالي خصصوا عشرات الملايين من الدولارات في ميزانية العام المقبل لشراء الأسلحة لقوى الأمن الداخلي القمعية، التمويل الذي كان بالإمكان صرفها لإنقاذ كيلان أو قم أو مازندران من كارثة كورونا، مؤكدة أنه ليست الحرية والديمقراطية في إيران فقط، بل سلامة الناس تقتضي إسقاط النظام

ودعت إلى الضغط على النظام للإطلاق سراح السجناء، مشددة على ضرورة أن تقف الهيئات الدولية بوجه سياسات النظام الإجرامية. من جانبه، وجه والد أحد الناشطين انتقادات قوية إلى النظام الإيراني متهماً إياه بالإجرام. وقال والد الشاب بويا بختياري الذي قضى خلال تظاهرات نوفمبر الماضي: “أنا لا أخاف هذا النظام، لقد قتلوا ابني هل حياتي أغلى من حياة ابني؟”. وتابع في فيديو مصور بثته الناشطة المعارضة مسيح علي نجاد على حسابها على “تويتر”: “لقد سجنوني وعائلتي من أجل كم أفواهنا.. لست خائفاً”، مؤكدا أن السلطات منعته من إقامة عزاء الأربعين لابنه. في غضون ذلك، وجه الرئيس الأميركي دونالد ترامب رسالة للإيرانيين، قائلا: “تستحقون قيادة تستمع إليكم”، مضيفا “أوضحتم العام الماضي أنكم ترفضون هذا النظام الفاسد، وتستحقون مستقبلاً مزدهراً والعيش بسلام في المنطقة”. في المقابل، حض الرئيس حسن روحاني الأميركيين، على مطالبة حكومتهم برفع العقوبات. من جانبه، اتهم وزير الخارجية محمد جواد ظريف، الولايات المتحدة، بقتل أبناء بلاده عبر مواصلتها سياسة العقوبات، حتى في ظروف وباء كورونا. وكتب ظريف على “تويتر”: “إدارة الولايات المتحدة تبتهج وتتفاخر بقتل مواطنين إيرانيين، في عيد نوروز، عيد رأس سنتنا الجديدة!”، زاعما أن “البيت الأبيض ينقل سياسته للضغوط القصوى إلى مستوى منقطع النظير من اللاإنسانية، بما تحمله في طياتها من الازدراء التام بالحياة البشرية”، خاتما بالقول إن رسالة إيران إلى الولايات المتحدة، هي: “سياستكم سوف تجلب لكم العار الدائم، لكن إيران لن تستسلم”. وأرفق بتغريدته عنوانا من خبر نشرته وكالة “رويترز”، يقول: “الولايات المتحدة لإيران: فيروس كورونا لن ينقذكم من العقوبات”.

 

مسعود رجوي: 8000 إيراني قضوا في كارثة “كورونا”

السياسة/21 آذار/2020

اتهم قائد المقاومة الإيرانية مسعود رجوي، المرشد الإيراني علي خامنئي، بتجاهل عمله الإجرامي في كارثة “كورونا” في رسالته بمناسبة العام الإيراني الجديد، قائلا إنه عند الحديث عن السنة التي كانت مليئة بالفيضانات والصعوبات في معيشة المواطنين، وأعمال القتل في الشوارع في انتفاضة نوفمبر، وقتل الركاب الأبرياء للطائرة الأوكرانية، وكارثة كورونا وجميع الكوارث التي سببها وباء ولاية الفقيه للشعب الإيراني، وصف هلاك قائد “فيلق القدس” السفاح قاسم سليماني بأنه أصعب حادثة في العام الإيراني الماضي، وعزا أعمال النظام الإجرامية إلى الطبيعة. وقال رجوي: إنه “بينما موازنة النظام تواجه الإفلاس وانسداد الأفق لمعيشة المواطنين، وبينما لم يشهد العام الماضي سوى الركود والغلاء والرصاص الذي استهدف المواطنين الناقمين، زعم خامنئي انتعاش الانتاج، مضيفا أنه مع تشدقات خامنئي، يبدو الأمر كما لو لم يكن هناك نحو 8000 شخص قضوا في كارثة كورونا حتى الآن، متهما نظام ولاية الفقيه بدور أساسي في الكارثة بسبب تستره، وهذا يمثل المأزق المميت الذي يعاني منه نظام ولاية الفقيه في المرحلة النهائية وفترة السقوط.

 

كوفيد – 19” يحصد 83 من كبار رموز نظام الملالي في إيران

روحاني توقع تخفيف قيود التنقل... والأمم المتحدة حذّرت... والوفيات إلى 1556

طهران، عواصم – وكالات/21 آذار/2020

 كشف عضو اللجنة الخارجية في المجلس الوطني للمقاومة الايرانية موسى أفشار، عن أن فيروس كورونا المستجد “كوفيد – 19” حصد 83 من كبار رموز نظام الملالي. وبرر أفشار في تقرير له عدم إعلان النظام الإيراني حتى الآن عن جميع أسماء هؤلاء المسؤولين الكبار، بعدم استثارة سخط الشعب الإيراني ولاخفاء التفشي بين المستويات المختلفة، في ظل الرعاية العالية التي كانت تتوافر لهؤلاء المسؤولين ورغم ذلك حصدهم المرض، بما يسلط الضوء على المستوى العالي من تفشي الوباء. وقال، إن القائمة تشمل 83 من عناصر النظام، وتضم 23 حرسياً، وأربعة من الحرسيين القدامى، أهمهم الحرسي ناصر شعباني أحد العملاء الإرهابيين الموكلين بتنفيذ عمليات إرهابية ضد منظمة مجاهدي خلق الإيرانية منذ عام 2002. كما تشمل 21 ملا، بينهم الديبلوماسي خسروشاهي وعدد من برلمانيي النظام وأئمة الجمعة التابعين لخامنئي، بينهم الملا خلفي من السلطة القضائية أحد العناصر الأساسيين في مذبحة عام 1988. وتضم القائمة سياسيين وديبلوماسيين، بينهم حسين شيخ الإسلام من وزارة الخارجية، ومير محمدي أحد أعضاء مجمع تشخيص مصلحة النظام وأحد عناصر مكتب خامنئي، وبرلمانيين من المجلسين السابق والحالي ومديرين عامين، وزوجة الملا محمد يزدي رئيسة جامعة مدرسين وعضوة مجلس الخبراء، وزوجة الملا حسين طائب رئيس منظمة استخبارات قوات الحرس. في غضون ذلك، أعلن الرئيس الإيراني حسن روحاني أمس، أن إجراءات التباعد الاجتماعي لمواجهة انتشار فيروس “كوفيد – 19” المستجد، بما في ذلك قيود السفر، لن تُطبق إلا لمدة تتراوح من أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع، متوقعاً تراجع حدة الأزمة بحلول ذلك الموعد.

وقال روحاني: إن إيران “يجب أن تفعل كل ما هو ضروري لعودة الإنتاج الاقتصادي إلى طبيعته”، متهما من وصفهم بـ “معادين للثورة” بالتآمر لوقف الإنتاج الاقتصادي.

في المقابل، حذرت منظمة الصحة العالمية من تفاقم أزمة انتشار الفيروس المستجد بسبب استمرار التجمعات الحاشدة. وقال المدير التنفيذي لبرنامج الطوارئ الصحية بالمنظمة مايك رايان، إن التجمعات الحاشدة في إيران، يمكن أن تؤدي إلى “تفاقم المرض ونشره بعيدا جدا عن المركز”. وبينما أعلن وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، أن المساعدات الإنسانية لإيران في ضوء فيروس “كورونا” المستجد لا تخضع للعقوبات، أفاد وزير الصحة الإيراني سعيد نمكي، بأن طهران اشترت ملايين الكمامات من بريطانيا، لكنها امتنعت عن تسليمها بسبب العقوبات. في غضون ذلك، أعلنت وزارة الصحة الإيرانية أمس، عن وفاة 123 شخصا وإصابة 966 آخرين بفيروس كورونا المستجد، موضحة أن الحصيلة الجديدة ترفع عدد المتوفين إلى 1556، والمصابين إلى 20610، مشيرة إلى أن 7635 شخصا تعافوا. من جانبه، أعلن رئيس منظمة الأغذية والأدوية محمد رضا شانه ساز، أن بلاده أنتجت دواء تركيبيا لعلاج فيروس كورونا، سيكون جاهزا في الأسواق في غصون 10 أيام. وقال إنه تم إدخال المواد الأولية الخاصة بالدواء إلى إيران، مؤكدا أن عملية إنتاج الدواء الإيراني بدأت عمليا، وتم اختباره على عدد من المرضى وخضع للاختبار السريري وحصل على الرخص اللازمة. بدوره، حذر رئيس مجلس مدينة مشهد من كارثة، معلنا أن 59 ألف سيارة خاصة دخلت المدينة يوم الخميس الماضي، عشية العيد، مطالبا السلطات بإصدار أمر بمنع السفر إلى مشهد، وإلا فإن المدينة ستشهد كارثة إنسانية.

 

إيران وفرنسا تتبادلان سجينين

باريس، طهران – وكالات/21 آذار/2020

 تبادلت إيران وفرنسا، الافراج عن سجينين، حيث أعلن بيان لقصر الإليزية الإفراج عن رولان مارشال المسجون في إيران منذ يونيو 2019، ووصوله إلى فرنسا أمس. وحض الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في البيان “السلطات الإيرانية، على الإفراج الفوري عن الباحثة فاريبا عادلخواه التي لا تزال مسجونة في إيران”.

من جانبها، ذكرت وكالة أنباء “فارس” الإيرانية أن طهران وافقت على الإفراج عن مارشال، بعد أن أطلقت فرنسا سراح المهندس الإيراني جلال روح الله نجاد، رغم الطلبات المتكررة من واشنطن لتسليمه إليها، حيث وصل إلى طهران أول من أمس. وبالتزامن، جرى إطلاق سراح مارشال، بعد أن خففت السلطة القضائية الإيرانية عقوبته بالسجن، وتم تسليمه للسفارة الفرنسية في طهران.

 

ترامب للرئيس العراقي: أتطلع إلى فرص جديدة لبناء علاقاتنا والكتل الشيعية تسلمت رسالة تحذير من الصدر لمساندة الزرفي

عواصم – وكالات/21 آذار/2020

 تلقى الرئيس العراقي برهم صالح، أمس، برقية تهنئة من نظيره الأميركي دونالد ترامب بمناسبة أعياد “نوروز”. وذكرت الرئاسة العراقية، في بيان، أن “ترامب عبر في برقيته، عن تهانيه بمناسبة أعياد نوروز، متمنياً للشعب العراقي الاستقرار والسلام”.

وأضافت إن “ترامب قال إن البلدين حققا تقدماً في محاربة عصابات داعش الإرهابية، ونرغب في بناء علاقات أمنية واقتصادية مع العراق بما يعزز سبل التعاون ويخدم المصالح المشتركة للبلدين”. في سياق آخر، أعربت الولايات المتحدة، عن شعورها “بخيبة أمل شديدة”، بسبب أداء الحكومة العراقية فيما يتعلق بتنفيذ التزامه بحماية قوات التحالف الدولي، الذي تقوده واشنطن في البلاد. وقال مسؤول كبير بوزارة الخارجية الأميركية، أول من أمس، إن الإدارة الأميركية تشعر “بخيبة أمل شديدة”، بسبب طريقة تعامل بغداد مع الهجمات التي تعرضت لها قواعد عسكرية عراقية تستضيف قوات أميركية ودولية.

من ناحية ثانية، كشف مصدر سياسي، ليل أول من أمس، عن اجتماع جديد عقدته الكتل السياسية الشيعية، تسلمت خلاله رسالة من زعيم “التيار الصدري” مقتدى الصدر. وقال إن “اجتماعا عقد في منزل زعيم تيار الحكمة المعارض عمار الحكيم، وحضره تحالف الفتح وائتلاف دولة القانون وكتلة عطاء وحزب الفضيلة، بينما غاب عنه ائتلاف النصر بزعامة حيدر العبادي”، مضيفاً إن “الاجتماع ناقش ملف تشكيل الحكومة الموقتة”. وأوضح أن “الاجتماع الذي نسق من قبل تحالف الفتح، استلم رسالة من زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، تشير إلى أهمية عدم الحديث عن المرشح السابق لرئاسة الحكومة الموقتة نعيم السهيل والتحذير من استبدال رئيس الحكومة المكلف عدنان الزرفي، لأن وضع العراق لا يحتمل”. وكان مصدر آخر كشف في وقت سابق، عن اجتماع عقدته ثلاث كتل برلمانية شيعية كبيرة، أسفر عن منح الزرفي، الضوء الأخضر لتشكيل الحكومة الجديدة. على صعيد آخر، ووسط تزايد الأنباء عن خلافات تعصف بفصائل “الحشد الشعبي”، التقى أحمد الصافي، وكيل المرجع الشيعي الأعلى علي السيستاني، “بأربعة فصائل من فصائل العتبات الموالية للسيستاني (فرقة العباس القتالية، لواء علي الأكبر، فرقة الإمام القتالية، ولواء أنصار المرجعية)”. إلى ذلك، أحبطت القوات الأمنية، أمس، هجوماً من عناصر تنظيم “داعش” في ناحية الشورة جنوب الموصل، فيما نفذ الطيران العراقي، قصفاً نوعياً قتل العشرات من عناصر “داعش”، في سلسلة جبال حمرين، التي تربط ثلاث محافظات شمال وشرق العراق.

 

“كورونا” يقتل 17 عراقياً … وقوات خاصة ضد المستهترين

بغداد – وكالات/21 آذار/2020

 أعلن وكيل وزارة الصحة العراقية جاسم الفلاحي، أن حالات وفيات “كورونا” ارتفعت إلى 17 حالة. وقال الفلاحي، ليل أول من أمس، إن إجمالي الاصابات بلغ 208 حالات، في حين بلغ عدد الوفيات 17 حالة، فيما تماثلت 50 حالة للشفاء. على صعيد آخر، شنت قوات أمنية خاصة، في بغداد، أمس، حملة واسعة كبرى لمنع المواطنين من مغادرة منازلهم، والالتزام بحظر التجوال للوقاية من تفشي “كورونا”. في غضون ذلك، أعلنت عمليات بغداد، ليل أول من أمس، القبض على 202 مخالفاً لقرار حظر التجوال، وسيتم إحالتهم للقضاء المختص،. وفي الأنبار، قررت خلية الأزمة، أمس، تمديد حظر التجوال في المحافظة إلى 28 مارس الجاري. إلى ذلك، أعلنت سلطة الطيران المدني، أمس، أن رئيس الوزراء المكلف بتسيير الأعمال عادل عبدالمهدي وافق على قيام الخطوط الجوية برحلة خاصة إلى الهند، لجلب العراقيين.

 

روسيا مرتاحة لدورياتها مع تركيا على طريق حلب ـ اللاذقية

دمشق تعلن أن بوتين والأسد بحثا في «انتهاكات الإرهابيين» لاتفاق موسكو

موسكو: رائد جبر/الشرق الأوسط»/21 آذار/2020

كشفت وزارة الدفاع الروسية جانباً من نشاطات عسكرييها خلال قيامهم بدوريات في المناطق التي لا تخضع لسيطرة الحكومة السورية، وأعربت عن ارتياحها لتسيير الدوريات مع تركيا على طريق حلب - اللاذقية. وأفاد الكرملين بأن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أجرى اتصالاً هاتفياً الجمعة، مع الرئيس السوري بشار الأسد، «تم خلاله التركيز على تطورات الوضع في سوريا وسير تطبيق الاتفاق حول وقف إطلاق النار في إدلب». وذكر الكرملين، في بيان، أن المكالمة تطرقت إلى «بحث الوضع في سوريا، بما في ذلك تطبيق الاتفاقات الروسية - التركية الموقعة في 5 مارس (آذار) الحالي، حول إرساء الاستقرار في منطقة إدلب، كما تطرق الطرفان إلى ملفات العملية السياسية في إطار عمل اللجنة الدستورية السورية، وكذلك موضوع المساعدات الإنسانية لسوريا». كان الصحافي اناتولي تشالي المسؤول في وحدات الشرطة العسكرية التابعة للوزارة، أعلن أن تسيير أولى الدوريات في قسم الطريق السريعة «إم4» في سوريا بين حلب ومحافظة الحسكة، لم يواجه بتعقيدات. وزاد أن «العسكريين الروس خلال الدورية أجروا محادثات مع السكان المحليين في البلدات الواقعة في المنطقة لتحديد احتياجاتهم وتسوية بعض الملفات المطلبية، خصوصاً على صعيد المساعدات الطبية». وتابع أن «الدوريات البرية شملت ناقلات الجنود المدرعة والمدرعات من طراز (تايفون)»، مشيراً إلى مرافقة الدوريات من الجو عبر استخدام مروحيات من طرازي «مي8» و«مي35». وقال ألكسندر كودرياشوف وهو قائد مروحية «مي8» إنه خلال الدورية الجوية «لم تكن هناك انتهاكات أو أعمال استفزازية. كما لم يتم العثور على جماعات مسلحة غير قانونية. نأمل في مزيد من تعزيز للتسوية السلمية في المنطقة». ووفقاً له، فإن المروحيات تقوم بالطيران أثناء تحركات الدوريات على ارتفاع منخفض، ما يسمح بتقييم مفصل للوضع على الأرض مع ضمان سلامة الطيران، لأن المروحيات «تقع خارج منطقة تدمير أنظمة الصواريخ المحمولة المضادة للطائرات». ولفت العسكريون الروس إلى أن «السكان المحليين يرحبون بالدوريات الروسية». وقال تشالي إن «موقف السكان المحليين إيجابي. وهم يبدون ترحيباً بحقيقة أننا هنا، ويأملون في أن نبقى هنا في المستقبل».

اللافت أن المتحدثين الروس لم يتطرقوا إلى آليات التنسيق التي وضعت مع الجانب التركي، في هذه الدوريات. وكانت وزارة الدفاع الروسية أعلنت في وقت سابق، مقتل عسكريين تركيين الخميس، خلال اشتباكات مع «تشكيلات إرهابية خلال تنفيذ عملية استطلاع هندسي على الطريق (M4) بمنطقة إدلب شمال غربي سوريا». وقال مدير مركز حميميم أوليغ جورافلوف، في بيان: «تعرض عسكريون أتراك في 19 مارس (آذار) خلال تنفيذ عملية استطلاع هندسي على الطريق M4 لهجوم من قبل مسلحي أحد التشكيلات الإرهابية غير الخاضعة لسيطرة تركيا. وأدى الاشتباك إلى مقتل عسكريين تركيين اثنين». وشدد جورافلوف على أن «الجانب التركي يتخذ إجراءات ضرورية لتهيئة ظروف آمنة لتسيير الدوريات المشتركة في الطريق M4، بهدف تطبيق الاتفاقات التي توصل إليها الرئيسان الروسي والتركي (فلاديمير بوتين ورجب طيب أردوغان) يوم 5 مارس». وسبق أن أكدت وزارة الدفاع الروسية أن «المجموعات المسلحة الموالية لتركيا تلتزم بشكل عام بوقف إطلاق النار، فيما تواصل تشكيلات (هيئة تحرير الشام) التي رفضت هذا الاتفاق، شن الهجمات وعمليات القصف».

إلى ذلك، سجلت لجنة رصد انتهاكات وقف الأعمال العدائية في سوريا 4 انتهاكات وقعت خلال الساعات الـ24 الماضية. فيما سجل الجانب التركي وفقاً لبيان، 3 انتهاكات. ووفقاً للنشرة الإخبارية اليومية التي تصدرها وزارة الدفاع الروسية حول وقف إطلاق النار، فإن التنسيق بين الطرفين التركي والروسي لرصد الانتهاكات متواصل بشكل نشط ويجري على مدار الساعة. على صعيد آخر، قالت آنا كوزنتسوفا، مفوضة حقوق الطفل في روسيا، إن موسكو تستعد لنقل 30 طفلاً «روسياً» من منطقة الحرب في سوريا.

وقالت المفوضة في تقرير إن «الوثائق الخاصة بأكثر من 30 طفلاً روسياً في منطقة الحرب في سوريا باتت جاهزة. ونحن مستعدون فعلياً لنقلهم، لقد تم إعداد جميع المستندات اللازمة لذلك، ولكن للأسف، فإن الوضع مع إجراءات الحجر الصحي لا يسمح لنا بتسريع العملية».

وزادت كوزنيتسوفا أن العمل مستمر لتحديد صلة قرابة أعداد أخرى من الأطفال، من خلال تجهيز الوثائق وإجراء فحوصات مواد الحمض النووي التي أخذها المتخصصون من القُصر وأقاربهم المحتملين، والحصول على حكم قضائي يسمح بالتحرك بعد ظهور نتائج الفحوص. وأوضحت أنه «بمجرد رفع الحجر الصحي، سنكون مستعدين للعودة إلى سوريا، وروسيا لديها مجموعة كبيرة من الأطفال هناك». وكانت موسكو أعلنت في وقت سابق، أنها استعادت 157 طفلاً من مناطق الحرب في الشرق الأوسط؛ 122 من العراق و35 من سوريا. كما تمكن الأطباء الروس خلال زيارة قامت بها كوزنيسوفا إلى دمشق من أخذ عينات من الحمض النووي من أكثر من 70 طفلاً في مخيمات اللاجئين، التي لم تكن خاضعة لسيطرة دمشق.

 

بوتين رئيساً حتى عام 2036 متحدياً «كورونا» والغرب والأزمة المالية وذلك بعدما وجد الروس أنفسهم أمام خيارين: «الاستقرار أو الفوضى؟»

موسكو: رائد جبر/الشرق الأوسط»/21 آذار/2020

أخيراً، اتضحت معالم السيناريو الذي طال الجدل حوله في روسيا.

كانت الخيارات المطروحة متعددة، وكلها يحاول أن يجيب عن سؤال واحد: ماذا سيفعل فلاديمير بوتين هذه المرة؟ وكيف سيرتّب لبقائه في الكرملين بعد انقضاء ولايته الثانية على التوالي والرابعة منذ أن تسلم مقاليد السلطة في عام 2000؟

ولقد كان واضحاً أن «سيد الكرملين» لن يكون بمقدوره هذه المرة، تكرار سيناريو 2008 عندما تبادل الأدوار مع صديقه المقرّب ديمتري مدفيديف، واضطر إلى الانتظار في مقعد رئيس الوزراء الذي بدا ضيقاً عليه، لكنه تعايش معه لأربع سنوات، قبل أن يتوّج مجدّداً زعيماً للأمة في 2012. هذه المرة لم تعد لعبة تبادل الكراسي تصلح. ولم يعد ثمة بديل عن تعديل الدستور.

كانت الخيارات التي وضعها مقربون من الكرملين متعددة، بينها «سيناريو كازاخستان»، حيث انتقل نور سلطان نزاباييف «الرئيس الخالد» و«الشمس المضيئة» وفقاً للتعابير التي تطلقها عليه الصحافة المحلية، من مقعد الرئاسة، إلى كرسي «أعلى» حمل تسمية رئاسة مجلس الدولة، جرى تفصيله على مقاسه، ليشرف من فوقه على أمور البلاد وهي تدار، وليكون قادراً على التدخل و«تصويب» المسار إذا دعت الحاجة.

لم يكن الخيار الذي يبدو قريب الشبه بفلسفة «المرشد الأعلى» إنما بهالة شخصية خاصة وليس بإسقاط ديني، يصلح لبوتين، الذي اعتاد على مدار عشرين سنة أمضاها في الحكم على الإدارة المباشرة، وإظهار أنه سيد الموقف وصاحب القرار الأوحد. والأمثلة على ذلك كثيرة، بينها أنه كان رئيساً للوزراء عندما اندلعت المواجهات مع جورجيا في صيف عام 2008، ولم يتمكن «الرئيس» مدفيديف خلال 24 ساعة من إعلان موقف واضح، قبل أن يظهر بوتين أمام الكاميرات وكان حينها في الصين للمشاركة في افتتاح دورة ألعاب رياضية، وأعلن للصحافيين أن «المجرم يجب أن يعاقَب» في إشارة إلى الرئيس الجورجي آنذاك ميخائيل ساكاشفيلي. وعلى الفور بدأت الحرب وخلال خمسة أيام كانت الدبابات الروسية على مشارف العاصمة الجورجية تبليسي.

الخيار الثاني، كان أن يُتوّج بوتين قبل حلول عام 2024، موعد انتهاء ولايته الرئاسية، رئيساً لدولة الوحدة مع بيلاروسيا، عبر عملية اندماج كاملة تتيح وضع دستور جديد، ما يمكّن الرئيس من «المنافسة» على المنصب وفقاً لمعايير انتخابية جديدة. وحقاً، عمدت موسكو منذ نهاية العام الماضي إلى تسريع الاتصالات مع الجارة السوفياتية السابقة التي تربطها بروسيا معاهدة اتحاد منذ عشرين سنة بقيت عملياً حبراً على ورق. وأعلن الكرملين أن خطوات واسعة تُتخذ لتسريع عملية الاندماج. لكن ما أعاق التقدم في هذا المسار هو «عناد» الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاتشينكو، آخر الزعماء السوفيات وآخر «الديكتاتورات» في أوروبا، وفقاً لتعبير أطلقه الأميركيون عليه، قبل أن يخففوا لهجتهم حياله أخيراً، بهدف الضغط على موسكو.

لوكاتشينكو أعلن أنه لن يسمح لـ«حيتان المال» الروس بأن «يلتهموا» بلاده، وأن يكرروا فيها ما حصل في روسيا خلال عهود الخصخصة العشوائية الكارثية في تسعينات القرن الماضي.

علنياً، وقف بعض النقاط الأساسية عقبة أمام الاندماج الكامل، بينها إصرار روسيا على الإبقاء على الروبل عملة لدولة الوحدة، فضلاً عن رفض مينسك بعض آليات دمج المؤسسات السيادية، لكن عملياً كان السؤال الأساسي يتعلق بهوية الرئيس والمنصب الذي سيشغله الرئيس الآخر.

أما الخيار الثالث، فكان تحويل روسيا إلى جمهورية برلمانية، والعودة إلى السلطة عبر غالبية مريحة في مجلس النواب، إلا أن الدراسات دلّت إلى خطورة هذا «السيناريو» على روسيا على المدى البعيد، وكما قال بوتين نفسه، فإن روسيا المترامية الأطراف، والتي تشكل مطمعاً للآخرين كونها تمتلك ثلث ثروات العالم من المواد الخام، لا يمكن أن تُحكم إلا عبر مؤسسة رئاسة قوية، ومركز فيدرالي متماسك يدير أمورها. لم يكن الروس بحاجة إلى كثير من العناء حتى يتذكروا الماضي القريب، إذ أسفر ضعف المركز الفيدرالي في تسعينات القرن الماضي عن بروز النزعات الانفصالية التي وجدت من يدعمها من الخارج.

تعديل الدستور

أمام هذا الواقع، لم يبقَ أمام بوتين إلا تعديل الدستور وشطب فقرة تشدِّد على حصر الترشح بولايتين رئاسيتين متتاليتين، وهذا أمر خطر، لأن التعديلات لن تكون في هذه الحالة مفصَّلَة على مقاس بوتين وحده، وسيكون بمقدور أي رئيس لاحق استخدامها، كما أن سيد الكرملين أكد أكثر من مرة أنه لا يميل إلى «العبث» بالوثيقة الأساسية للبلاد. لكنّ تضاؤل الخيارات، والرغبة في حسم سريع لهذا الملف، بسبب تداعيات الجمود الاقتصادي، وتراجع شعبية بوتين إلى معدلات غير مسبوقة منذ سنوات طويلة، وتصاعد مزاج التذمر في الشارع، كلها عناصر دفعت إلى تسريع الخطوات للوصول إلى السيناريو النهائي.

وقد تَشكّل خليط مخفف من بعض الأفكار التي طُرحت على طاولة الرئيس. إذ جرى تعديل الدستور، من دون المساس بالفقرات الأساسية. ووسّعت البرلمان مع تأكيد إبقاء النظام الرئاسي القوي في روسيا. ومُنحت الأقاليم صلاحيات أوسع، مع التشديد على سلطة المركز الفيدرالي الحاسمة عليها. وأخيراً لا آخراً، أُبقي على حصر الرئاسة في ولايتين رئاسيتين فقط مع «تصفير العداد» للرئيس الحالي... وهو ما يمكّنه من الترشح مجدداً لولايتين رئاسيتين جديدتين.

هكذا ببساطة سُوّي الموقف عبر اقتراح قُدم في أثناء مناقشات مجلس الدوما لإقرار وثيقة التعديلات في القراءة الثانية. إذ انتقل الحوار بين النواب من بحث التفاصيل الواردة في الوثيقة التي أقرتها اللجنة الدستورية لإقرارها أمام البرلمان، إلى بحث عدد من الملفات المرتبطة بهياكل السلطة الأولى.

أيضاً، أثار بعض النواب فكرة حل مجلس الدوما واللجوء إلى انتخابات برلمانية مبكرة في سبتمبر (أيلول) المقبل، في حين اقترح آخرون «تصفير» فترات الرئاسة لبوتين لتمكينه من خوض السباق الرئاسي مجدداً بعد نهاية ولايته الحالية في عام 2024.

اقتراح تيريشكوفا

الاقتراح الأخير قدمته رائدة الفضاء الشهيرة فالانتينا تيريشكوفا، وهي عضو عن كتلة حزب «روسيا الموحدة» الحاكم. وكان قد بدا أن الاقتراح «لم يأتِ من فوق» بل جرى وضعه خلال المناقشات بشكل عرضي، وقالت تيريشكوفا في وقت لاحق إن من طلب منها تقديم الاقتراح بهذه الطريقة ليست أطرافاً سياسية، بل استمدته من مطالب شعبية. هكذا اتضحت معالم التعديلات الدستورية وأسباب توقيتها، التي بدأت بقرارات لتحسين الأوضاع للأسرة والطفل وانتهت بتعديل «طارئ» خلال المناقشات، يُبقي الرئيس لسنوات طويلة مقبلة.

ولم يكن صعباً ملاحظة أن السيناريو تم إعداده بشكل مسبق، إذ قطع رئيس البرلمان فيتشيسلاف فولودين، لإجراء مشاورات مع زعماء الكتل النيابية حول هذه الاقتراحات. وأشار إلى أنه من الضروري معرفة رأي الرئيس في هذه القضايا، ثم أعلن أن بوتين سوف يلقي كلمة أمام البرلمان حول هذا الموضوع، وهو أمر لم يكن مدرجاً مسبقاً على جدول الأعمال، ما شكّل مفاجأة لكثيرين. وحملت عبارات الرئيس الروسي أمام الهيئة التشريعية مفاجأة أخرى، فهو عارَض الذهاب نحو انتخابات نيابية مبكرة، لكنه وافق على إقرار التعديل الدستوري بصيغته المقترحة، مشترطاً لتنفيذ ذلك موافقة مجلس الدوما وموافقة المحكمة الدستورية الروسية عبر تأكيد أن هذا الإجراء لن يشكّل مخالفة للقانون الأساسي للبلاد. عارض الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إجراء انتخابات برلمانية مبكرة في دوما الدولة، كما وصفها، بأنه من غير المناسب إزالة القيود المفروضة على عدد الفترات الرئاسية من دستور الاتحاد الروسي.

وبرر موقفه حول معارضة الانتخابات المبكرة بأنه «عندما يتوجه المواطنون الروس في 22 أبريل (نيسان) المقبل للتصويت على التعديلات المقترحة على القانون الأساسي، فإن هذه التغييرات سوف تدخل حيز التنفيذ بعد نشر التعديلات؛ مما يعني أن مجلس الدوما سوف يحصل تلقائياً على سلطات موسعة وعلى تجديد للثقة به؛ لذلك لا أرى ضرورة لإجراء انتخابات مبكرة لمجلس الدوما».

تسارع الخطى

وكان من الطبيعي أن تتسارع الخطوات بعد ذلك، إذ سرعان ما أقر مجلس الدوما التعديلات بصيغتها الأخيرة، ومن دون معارضة أي عضو، مع امتناع نواب كتلة الحزب الشيوعي عن التصويت. وفي مجلس الشيوخ، في اليوم التالي، تم إقرار الوثيقة بالإجماع. كما أقرتها المحكمة الدستورية سريعاً لتزول بذلك العقبة الأخيرة أمام دفع الوثيقة للتصويت عليها كـ«رزمة واحدة» في الاستفتاء. وهذه النقطة أثارت استياء لدى أوساط في الشارع، رأت أن الوثيقة سوف تحصل على عدد الأصوات اللازم، لأن المواطنين لن تكون أمامهم فرصة لقبول بعض الإصلاحات المتعلقة بزيادة معاشات أو تحسين أوضاع الأسرة، ورفض التعديلات الأخرى التي تتعلق بالرئاسة وهياكل السلطة. في كل الأحوال كان من الطبيعي أن يندلع سجال واسع في الشارع، وأن تبدأ المعارضة في لملمة صفوفها للنزول إلى الشارع. وجهّزت بالفعل لاعتصامات حاشدة متزامنة في عشرين إقليماً روسياً، لكنّ التدابير المتخَذة في مواجهة انتشار فيروس «كورونا»، وضعت هذه الخطط في مهبّ الريح.

بوتين... أو الفوضى

يدور السجال في روسيا بين موقفين، يرفع أولهما لواء «الاستقرار السياسي»، وأن بوتين هو الشخص القادر على إمساك الأمور بيد قوية والمحافظة على الإنجازات التي تم تحقيقها على مدار سنوات. كما أنه الزعيم القادر على مواجهة خطط الغرب المتواصلة لإضعاف روسيا وتطويقها عسكرياً وإنهاكها اقتصادياً.

الرئيس الروسي نفسه، فضّل أن يترك النقاش في هذا الاتجاه للخبراء والماكينة الإعلامية الضخمة، وأعلن أنه يثق بإرادة الناس. إذ قال بوتين في اجتماع مع برلمانيين إنه من الضروري أن يوحّد الدستور الناس بغضّ النظر عن الجنس والثروة والدين والمنطقة.

وتابع الرئيس: «أعتقد أننا سنتمكن من تقديم مسودة تعديل الدستور للتصويت على جميع الروس»، مضيفاً أن «الروس أنفسهم» يجب أن يصبحوا واضعي القانون. اللافت أنه في زحمة السجالات حول الشق المتعلق بولاية بوتين المتجددة في الكرملين، غابت تفاصيل كثيرة في التعديلات الدستورية المقترحة، أثارت جدلاً لا يقل عنفاً، بينها فقرات حول تعريف روسيا والشعب الروسي تضع روابط دينية وتاريخية لا يبدو كل الروس متفقين عليها. فضلاً عن فكرة الانتماء إلى «الأسلاف الذين نقلوا إلى الأجيال الإيمان الحي بالله» وهي فكرة قال بعضهم إنها لا تنطبق على روسيا التي اعتنقت المسيحية قبل ألف عام فقط، وإشارة أخرى إلى روسيا الحالية تعد «وريثة من الاتحاد السوفياتي» وهي أيضاً مختلَف عليها لأن البعض رأى فيها أمراً وقتياً مرتبطاً بمعالجة ملفات سياسية وطموحات محددة، ولا يمكن أن تكون في وثيقة تشكّل العقد الأساسي للمجتمع والدولة في المستقبل.

وهنا يقول خبراء مقربون من الكرملين: «لسوء الحظ، فإن جميع هذه المناقشات تشترك في شيء واحد: فهي مكثفة للغاية، ولكنها ليست بنّاءة على الإطلاق، أي إن أياً من قادة النقاشات لا يحاول (توضيح التعريفات)، كما لا يضع هدف إزالة التناقضات على الإطلاق. يرى المناقشون، كقاعدة عامة، هدفهم في الاتجاه المعاكس تماماً: تحديد التناقضات أكثر إثارة». هكذا يتحدث مقربون من الكرملين عن «استعراضات بلاغية معلبة وعاطفية»، يقوم بها من حاول التخفيف من حدة اندفاع وسرعة النواب في تبني وثيقة فيها، فضلاً عن الخلاف على موضوع الرئاسة، الكثير من القضايا الجدلية.

في المقابل، لا تكاد تهدأ اعتراضات الطرف الآخر، الذي رأى أن تعجّل الكرملين في حسم عملية تمرير الوثيقة بهدف حسم ملف بقاء بوتين في السلطة، سوف تكون له تداعيات كثيرة، ليس فقط من بوابة عودة روسيا إلى النموذج السوفياتي لزعماء يحكمون إلى الأبد، مع إغلاق الطريق نهائياً في هذه المرحلة أمام أي محاولة لإصلاح سياسي في البلاد، فالأخطر من ذلك من وجهة نظرهم أن التسرع في تمرير الوثيقة وهي محملة بألغام وأعباء جدلية، سوف تكون له عواقب لاحقاً، وسوف تكون روسيا مضطرة في غضون سنوات للعودة مجدداً إلى تعديل الدستور لإصلاح ما تم وضعه، أو لوضع دستور جديد كامل للبلاد، وهو أمر اقتُرح أكثر من مرة خلال السنوات الأخيرة، انطلاقاً من فكرة أن الدستور الحالي وُضع في فترة فوضى شاملة في البلاد، وأن تبدلات كثيرة طرأت على روسيا والعالم منذ ذلك الحين. لكنّ بوتين عارض بحزم طرح فكرة وضع دستور جديد.

الكرملين: لا حرب نفطية مع السعودية وعلاقاتنا «شراكة وثيقة»/«فيتش» تخفض توقعاتها للنمو... و«المركزي» يحافظ على سعر الفائدة

موسكو: طه عبد الواحد/الشرق الأوسط»/21 آذار/2020

رفض الكرملين وصف ما يجري في أسواق النفط حالياً بأنه «حرب أسعار» بين السعودية وروسيا، ووصف العلاقات بين البلدين بأنها «شراكة وثيقة»، داعياً إلى عدم تدخل أطراف أخرى بينهما. كما رفض تصريحات رجال أعمال كبار من القطاع النفطي، حذروا فيها من أن سعر النفط المتدني «كارثي لروسيا»، وأكد وفرة احتياطيات لدعم استقرار الاقتصاد. وفي غضون ذلك، قرر البنك المركزي الروسي الحفاظ على سعر الفائدة دون تعديل، في ظل الظروف الحالية. وساهم ذلك بتحسين موقف الروبل، وارتفاعه بنسبة محدودة يوم أمس أمام العملات الصعبة، قبل أن يعود للتراجع مجدداً.

ودفع انهيار السوق الروسية المستمر منذ مطلع الأسبوع الثاني من مارس (آذار) الحالي وكالة «فيتش» إلى تخفيض توقعاتها لنمو الاقتصاد الروسي. وفي سياق رده على الملياردير ليونيد فيدون، نائب رئيس شركة «لوك أويل» النفطية الروسية، الذي قال إن روسيا والسعودية تخوضان حرب استنزاف في مجال النفط، أكد دميتري بيسكوف، المتحدث الرسمي باسم الكرملين، في تصريحات له أمس، أنه «لا توجد أي حرب أسعار بين روسيا والمملكة العربية السعودية»، وأضاف: «بناء على تصريحات كبار المسؤولين في السعودية، فإن المملكة لا تشن حرب أسعار أيضاً».

وأحال بيسكوف ما يجري في أسواق النفط إلى «الوضع الاقتصادي في العالم»، و«بيئة تسعير غير مواتية بالنسبة لكثير من البلدان». كما علق على تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترمب، حول عزمه الانضمام في الوقت المناسب لبحث الوضع حول الخلافات بين روسيا والسعودية، ورأى بيسكوف في هذه التصريحات محاولة تدخل في العلاقات بين البلدين التي قال إنها «علاقات شراكة جيدة»، وأضاف: «نحن لا نعتقد أن أحداً يجب أن يتدخل في هذه العلاقات».

وقال إن الحديث عن نية الولايات المتحدة فرض عقوبات ضد روسيا للتأثير على موقفها في «حرب أسعار النفط» جاء نظراً للأضرار التي ألحقها هبوط أسعار النفط بالشركات الأميركية، لا سيما شركات إنتاج النفط الصخري.

وفي تعليقه على تقديرات نائب رئيس «لوك أويل» بأن هبوط أسعار النفط أقل من 25 دولاراً للبرميل سيكون له تأثير كارثي على الاقتصاد الروسي، قال بيسكوف: «لا شك أن ظروف السعر الحالية غير مريحة، نحن نتفق مع هذا. لكن الحديث عن أنه كارثي لروسيا، على الأرجح لا يمكن أن نتفق مع هذا التقدير على المدى المتوسط، لأن الرئيس والحكومة أكدا أكثر من مرة أنه يوجد لدينا احتياطيات كافية لتنفيذ جميع الالتزامات وخطط التنمية، وما إلى ذلك». وعاد وأشار إلى أن الميزانية تم وضعها انطلاقاً من سعر 42 دولاراً للبرميل «لذلك فإن سعر 25 دولاراً للبرميل غير مريح لنا»، وعبر عن قناعته بعدم إمكانية وضع توقعات دقيقة لتطورات الوضع في أسواق النفط على المدى البعيد، مؤكداً أنه «لا يجري أي شيء مخيف بالنسبة لنا على المديين القريب والمتوسط».

ولدى سؤاله حول ما إذا كان الرئيس بوتين قد أصدر تعليمات لوزير الطاقة ألكسندر نوفاك ببدء محادثات جديدة مع «أوبك» حول تخفيض الإنتاج، قال المتحدث الرسمي باسم الكرملين: «لا نكشف أبداً عن توجيهات بوتين للوزير نوفاك، ولن نفعل هذا الآن».

إلى ذلك، أعلن البنك المركزي، في أعقاب اجتماع مجلس إدارته يوم أمس، عن قراره بالحفاظ على سعر الفائدة عند معدل 6 في المائة، وقال في بيان رسمي إن «الوضع في فبراير (شباط) ومارس (آذار) تطور مع انحراف كبير عن التوقعات الأساسية»، وأحال هذا الانحراف إلى «تغير الظروف الخارجية: انتشار فيروس كورونا، والهبوط الحاد على أسعار النفط».

وأضاف البيان أن «القرار بشأن سعر الفائدة في الفترة المقبلة سيتم اتخاذه مع مراعاة الديناميات الفعلية والمتوقعة للتضخم نسبة إلى المعدل المستهدف، والتنمية الاقتصادية في الأفق المتوقع، وكذلك تقييم المخاطر من الظروف الداخلية والخارجية، ورد فعل السوق عليها».

وترك قرار المركزي أثراً إيجابياً محدوداً على تقلبات العملة الروسية التي باتت تتبع بشكل كبير تقلبات النفط في الأسواق العالمية. ومع توارد أنباء حول ارتفاع سعر البرميل، ارتفع الروبل الروسي صباح أمس أمام العملات الصعبة في الساعات الأولى، قبل أن يعود للهبوط في بداية النصف الثاني من النهار، حيث بلغ سعر العملة الروسية 78.56 روبل للدولار، و84.45 روبل لليورو، وفق نشرة بورصة موسكو الساعة 13:32 ظهراً. وبعد إعلان المركزي عن قراره، ارتفع السعر حتى 78.03 روبل أمام الدولار، و83.98 روبل أمام اليورو. إلا أن هذا الوضع لم يستمر طويلاً، فعند الساعة الرابعة بعد الظهر، وفق نشرة بورصة موسكو، هبط مجدداً حتى 79.57 روبل للدولار، و85.25 روبل لليورو الواحد. حالة عدم الاستقرار في السوق الروسية، نتيجة تأثرها بهبوط أسعار النفط وتداعيات كورونا، دفع وكالة «فيتش» الدولية للتصنيفات الائتمانية إلى تخفيض توقعاتها للاقتصاد الروسي. وقالت في تقرير أخيراً: «قمنا بتخفيض التوقعات لنمو الناتج المحلي الإجمالي لروسيا حتى 1 في المائة، عوضاً عن التوقعات السابقة بنمو حتى 2 في المائة». وفي توضيحها الأسباب التي دفعتها لتخفيض التوقعات، قالت الوكالة: «من المرجح أن تؤثر المخاطر العالمية المتزايدة، بما في ذلك ضعف النمو في الصين، وانكماش الاقتصادي العالمي، وانهيار أسعار النفط، والروبل الضعيف، على الصادرات الروسية، وعلى السوق المحلية». وتتوقع الوكالة أن يظهر تباطؤ نمو الاقتصاد الروسي في النصف الأول من العام الحالي «نظراً لأن الروبل الضعيف، والطلب الخارجي الضعيف على الصادرات الروسية، سيؤديان إلى تراجع الاستثمارات». و«في النصف الثاني من العام، يُتوقع أن يعود الاقتصاد للنمو، نظراً لأن الحكومة ستزيد من الأنفاق»، وفق ما يراه خبراء «فيتش».

 

“داعش” يهرّب عناصره من “الهول”… وتركيا تعزز قواتها في إدلب

دمشق – وكالات/21 آذار/2020

 أحبطت “قوات سورية الديمقراطية” (قسد)، عملية تهريب نساء من عائلات عناصر تنظيم “داعش” المتواجدات في مخيم “الهول”، بمحافظة الحسكة شمال سورية. ونقل المرصد السوري لحقوق الإنسان، عن مصادر موثوقة قولها، إن قوى الأمن الداخلي “الأسايش”، التابعة لـ”قسد”، أحبطت عملية تهريب نساء من عائلات “داعش” من المتواجدين في “الهول”، مضيفة إن “كاميرات مراقبة رصدت محاولة الهرب، وسريعاً تحركت قوى الأمن وأحبطت العملية”. وأشارت إلى أن “النية كانت تهريب خمس نساء من الجنسية الروسية من عائلات داعش برفقة 13 من أطفالهم في ساعات الفجر الأولى من الجمعة (أول من أمس)، بعد أن حاولت امرأة تهريبهم من المخيم، وهي زوجة المسؤول الإداري لعلاقات قتلى التنظيم من الجنسيات غير السورية”. من ناحية ثانية، وبعد مقتل جنديين تركيين في محافظة إدلب، استقدمت القوات التركية رتلين عسكريين جديدن إلى شمال غرب سورية، حيث دخلت نحو 110 آليات عسكرية على دفعتين عبر معبر كفرلوسين الحدودي شمال المحافظة، نحو المواقع التركية في المنطقة. وفي وقت لاحق، أعلنت وزارة الدفاع التركية، في بيان، أمس، تحييد مسلحين اثنين من “حزب العمال الكردستاني”، حاولا التسلل إلى منطقة عملية “نبع السلام” بشمال سورية. وذكرت أن “القوات الخاصة التركية تمكنت من تحييد الإرهابيين بعملية ناجحة، خلال محاولتهما التسلل للمنطقة”، مشيرة إلى أن الجيش التركي سيواصل اتخاذ أنواع التدابير كافة للحفاظ على السلام والاستقرار في المنطقة. إلى ذلك، بحث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، خلال اتصال هاتفي، أول من أمس، مع رئيس النظام السوري بشار الأسد، في تطورات الوضع بسورية وسير تطبيق الاتفاق بشأن وقف إطلاق النار في إدلب. وذكرت الرئاسة الروسية، في بيان، أن “الاتصال الذي أجراه بوتين تناول بحث الوضع في سورية، بما في ذلك تطبيق الاتفاقات الروسية التركية الموقعة في الخامس من مارس الجاري، بشأن إرساء الاستقرار في منطقة إدلب”. وأضافت إن بوتين والأسد تطرقا كذلك إلى قضايا العملية السياسية في إطار عمل “اللجنة الدستورية السورية”، وكذلك موضوع المساعدة الإنسانية لسورية.

 

سورية: تعليق العمل الحكومي وتهديد بالحجر

دمشق – وكالات/21 آذار/2020

 أمر النظام السوري أمس، بإغلاق الأسواق والأنشطة التجارية والخدمية والثقافية والاجتماعية في جميع المحافظات وتعليق العمل في الجهات العامة بدءاً من اليوم الأحد. وطلبت رئاسة الوزراء في تعميمها، “اتخاذ القرارات اللازمة لتعليق العمل في الوزارات والجهات التابعة لها والمرتبطة بها والتي لا يشكل تعليق العمل فيها عائقاً أمام مواجهة مخاطر انتشار فيروس كورونا”، كما أمر “تقليص أعداد العاملين المداومين في الجهات التي يكون من الضروري استمرار العمل فيها إلى أدنى حد ممكن”. وكان النظام دعا في وقت سابق أمس، المواطنين إلى الالتزام بالتعليمات في تطبيق الحجر الطوعي، محذرة أنها في حال عدم الاستجابة ستفرض “الحجر الإلزامي”. من جانبه، أعلن جيش النظام، عدد من الإجراءات والتدابير الاحترازية لمنع انتشار الفيروس، “حرصاً على السلامة الشخصية للمقاتلين”.

 

الصين تلجم الوباء وأوروبا تئن ومئات الملايين يخضعون للعزل

"كوفيد19-" يتمدد إلى 164 بلداً والإصابات تسجل 285.777 حالة والوفيات 11.883 شخصاً

عواصم- وكالات/21 آذار/2020

 تواصل حصيلة ضحايا فيروس كورونا المستجد “كوفيد – 19، الارتفاع بالتزامن مع سعي دول العالم لوقف تفشي المرض عبر تبني إجراءات احترازية مشددة.

وأعلنت منظمة الصحة العالمية، أمس، أن عدد الإصابات بلغ نحو 285.777 إصابة، وتوفي 11.883 شخص من الفيروس في 164 بلدا ومنطقة على مستوى العالم، و71.740 حالة تعافي. وبدا أن الصين نجحت في أن تلجم الوباء، في حين أن أوروبا لا زالت تئن من ضربات الوباء الموجعة، كما أن مئات الملايين حول العالم لا يزلوا خاضعين لاجراءات عزل غير مسبوقة في تاريخ البشرية.

أوروبا

ورزحت أوروبا التي أضحت بؤرة تفشي فيروس كورونا تحت ظل الوباء، مع تسجيل قفزات في الوفيات في عدد من بلدانها، لا سيما إسبانيا. وأفادت أحدث البيانات الصادرة عن وزارة الصحة في إسبانيا بأن العدد الإجمالي للوفيات في البلاد ارتفع إلى 1326، كما قفز عدد الإصابات المسجلة في البلاد إلى 24926. كما أعلن رئيس الوزراء الإسباني، بيدرو سانشيز، أن مدريد ستخصص 200 مليار يورو لمواجهة التدعيات الاقتصادية لتفشي الوباء، وهو ما يعادل نحو 20 بالمئة من إجمالي الناتج المحلي للبلاد. وفي البرتغال المجاورة، أعلنت وزارة الصحة عن ارتفاع حصيلة الضحايا بضعفين منذ أمس، إلى 12 حالة وفاة، فيما ارتفع عدد المصابين من 1059 حتى 1280 شخصا. أما إيطاليا، فقد سجلت أعلى وتيرة في عدد حالات الوفاة لأشخاص مصابين في يوم واحد بـ 627 حالة وفاة جديدة، وارتفع عدد الإصابات الجديدة بشكل حاد ليصل إلى 5986 حالة، ما يرفع العدد الرسمي لحالات الوفاة إلى 4032 وفاة، و47021 إصابة.

وأعلن معهد روبرت كوخ الفيدرالي الألماني عن تسجيله 16 وفاة و2705 إصابات جديدة، مؤكدة في البلاد خلال الساعات الـ 24 الماضية. وارتفعت بذلك حصيلة ضحايا بالوباء في ألمانيا إلى 47 وفاة و16662 إصابة. وقالت وزارة الصحة في فرنسا إنه تم تسجيل 78 وفاة جديدة في البلاد بسبب الفيروس، ليرتفع العدد إلى 450. وأعلنت وزارة الصحة الأرمينية، ارتفاع عدد الإصابات المؤكدة إلى 160 حالة. وفي اليونان وصلت مساعدات طبية يبلغ وزنها ثمانية أطنان قدمتها الحكومة الصينية، تضمنت 550 ألف كمامة وكمامات للعمليات الجراحية ونظارات واقية وقفازات ومعدات وقاية. ومن جانبها، أعلنت السلطات السويسرية ارتفاع عدد المصابين الى 6113 حالة فيما بلغ عدد الوفيات 56. وكشفت الحكومة في لوكسمبورغ، وفاة ثلاثة اشخاص ليرتفع بذلك اجمالي الوفيات الى ثماني حالات. وطالبت الحكومة المجرية البرلمان بتمديد حالة الطوارئ في البلاد إلى أجل غير مسمى، وإصدار تشريع يقضي بالسجن بحق مروجي المعلومات كاذبة. وأشارت السلطات الصحية في التشيك ورومانيا إلى ارتفاع حصيلة الحالات المؤكدة بالفيروس إلى 904 حالات و309 إصابات على الترتيب في كل منهما. وقررت الحكومة النمساوية، تخصيص 22 مليون يورو إضافية، للبحث العلمي لدعم المشروعات التي تعمل على التوصل إلى علاج لفيروس “كورونا”، من خلال تطوير لقاح فعال وأكثر أمانا للمرضى. وسجلت السلطات الصحية في بلجيكا 30 حالة وفاة جديدة، ليرتفع إجمالي الضحايا إلى 67 شخصا. وأكدت رئيسة وزراء فنلندا، سانا مارين، استعداد بلادها لتشديد القيود المفروضة على تنقل المواطنين إذا لزم الأمر لمكافحة الوباء.

آسيا

واتخذت سلطات دول آسيا الوسطى، إجراءات وقيود جديدة لمكافحة الفيروس، وذكرت وكالة “رويترز” نقلا عن السلطات في كازاخستان أنها ستقوم بإغلاق جميع الأماكن العامة في مدينة آلمآتي كبرى مدن البلاد بعد إغلاق المدينة. وفي تركمانستان، التي لم تعلن إلى الآن عن حالات إصابة، قال سكان متجهون إلى العاصمة عشق اباد وآخرون مغادرون منها إن المسؤولين في نقاط التفتيش التي أقيمت حول المدينة أبلغوهم بأن السفر ممنوع إلا للضرورة. وأعلنت سلطات ماليزيا وإندونيسيا والفيليبيين، عن تسجيلها إجمالا خلال الساعات الـ 24 الماضية سبع وفيات ونحو 280 إصابة جديدة. وأعلن مركز رصد ومراقبة تفشي فيروس كورونا في ضواحي موسكو، تسجيل 35 حالة إصابة، وتعافي شخص واحد وخروجه من المستشفى. وأعلنت نائبة عمدة موسكو للتنمية الاجتماعية أناستاسيا راكوفا، أنه تم عزل ستة آلاف شخص كانوا على اتصال مع المصابين بفيروس كورونا في موسكو. وعلقت باكستان كل رحلات الطيران الدولية لمدة أسبوعين. وقال وزير الصحة الباكستاني ظفر ميرزا إن عدد حالات الإصابة بلغ 534 حالة، مشيرا إلى وفاة 3 حالات، وفحص نحو 4. 1 مليون شخص على مستوى البلاد. وأكدت تايوان 18حالة إصابة جديدة لعائدين من الخارج. وأعلن وزير الصحة ورعاية الأسرة في بنغلاديش زاهد مالك، عن وفاة ثاني حالة مصابة لرجل يبلغ من العمر 73 عاما، واكتشاف 4 إصابات جديدة، ما يرفع عدد حالات الإصابة إلى 24 شخصا. ودعا رئيس الوزراء الكوري الجنوبي تشونج سي كيون إلى تعليق تشغيل المرافق الدينية والرياضية الداخلية والترفيهية لمدة 15 يوما، بداية من أمس.

أستراليا

وبعد تسجيل 25 حالة في استراليا مرتبطة بحفل زواج في جنوب سيدني، اتخذت السلطات اجراءات تضرب في الصميم قطاع تنظيم الزيجات المزدهر في البلاد ما أرغم أشخاصا عدة على الغاء حفلات زواجهم. قالت لارا بيسلي وهي منظمة حفلات زواج في سيدني: “انتم تقومون بالغاء حدث كان يحلم به أشخاص ولم يتوقفوا عن التفكير فيه منذ أيام واشهر”، مضيفة: “نتلقى اتصالات من أشخاص وهم ينهمرون بالبكاء”.

أميركا اللاتينية

وقررت كولومبيا فرض حالة من الإغلاق العام في أنحاء البلاد لمدة ثلاثة أسابيع. ووصل عدد حالات الإصابة المؤكدة في كولومبيا إلى 158 حالة حتى الآن، دون وفيات.

 

شبح الموت يخيّم في مستشفيات إيطاليا

روما- وكالات/21 آذار/2020

 تغول فيروس كورونا في إيطاليا لا سيما في منطقة لومبارديا شمال البلاد التي سجلت قفزة صادمة في الوفيات بيوم واحد، بـ627 حالة، ليرتفع عدد الوفيات إلى 4032، و47021 حالة إصابة. وأظهرت العديد من المشاهد التي بثتها وكالات عالمية وقنوات أجنبية، بالإضافة إلى مواقع التواصل، عشرات بل مئات المصابين المكدسين في المستشفيات، منتظرين مصيرهم، مع ارتفاع عدد الوفيات في البلاد، إلى درجة دفعت السلطات قبل يومين إلى إرسال الجيش إلى لومبارديا من أجل نقل الجثث إلى خارج المنطقة التي لم تعد تسع مقابرها لمزيد من الموتى. وانتشر فيديو من قلب إحدى المستشفيات في لومبارديا يظهر عشرات المصابين بالوباء مستلقين على الأسرة، لا حول لهم ولا قوة، بينما يصارع عاملو الفريق الطبي من أجل إنقاذ حياة من تيسر وحالفه الحظ.

 

القارة السمراء لم تنج

عواصم- وكالات/21 آذار/2020

 أعلنت مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها في إفريقيا، أمس، أن حصيلة المصابين بفيروس كورونا المستجد “كوفيد-19” في القارة السمراء تجاوزت الألف شخص. وأكدت المراكز التابعة للاتحاد الإفريقي، حسب وكالة “أسوشيتد برس”، أن الفيروس الجديد انتشر حتى الآن في 40 دولة على الأقل، من أصل 54 دولة إفريقية. وتتصدر مصر الآن قائمة أكثر دول القارة السمراء تضررا بالوباء، بتسجيلها 285 حالة إصابة مؤكدة بالفيروس، وتليها جمهورية جنوب إفريقيا بـ200 إصابة وحالتي وفاة. وأعلنت وزيرة الصحة في أنغولا، سيلفيا لوتوكوتا، عن تسجيل أول حالتي إصابة مؤكدتين بالفيروس في أراضي البلاد. وفي بوركينا فاسو، أكد وزير الخارجية، ألفا بارى، إصابته بالفيروس بالأضافة إلى 3 وزراء أخرين.

 

ملك هولندا: لا يمكن إيقاف الوباء و2020 سيخلد في الذاكرة

لاهاي – وكالات/21 آذار/2020

 صرح ملك هولندا فيلم ألكسندر، بأنه لا يمكن إيقاف تفشي وباء كورونا، وذلك في خطاب موجه لشعبه. ونقل موقع “هاشتاغ هولندا” خطاب الملك فيليم ألكسندر، الذي ألقاه من قصر “هاوس تن بوش” في لاهاي، وجاء في ظل الظروف التي تعيشها هولندا بمواجهة انتشار فيروس كورونا، وأكد فيه أنه لا يمكن إيقاف فيروس كورونا، لكن “الوحدة مع بعض قادرة على إيقافه”، وأن عام 2020 سيظل في الذاكرة للأبد. وأشاد الملك، بالجهود العظيمة للعاملين فى القطاع الصحي، قائلا: “نحن فخورون بالخبراء في معهد الصحة العامة والبيئة وخدمات الصحة البلدية وكل المؤسسات الأخرى التي ترشدنا الطريق على أساس البحث العلمي والخبرة”.

 

الوباء يصل مكتب نائب ترامب و70 مليوناً تحت العزل

واشنطن- وكالات/21 آذار/2020

 أظهرت الفحوص الطبية إصابة أحد موظفي مكتب نائب الرئيس الأميركي مايك بنس بفيروس كورونا. وقالت المتحدثة باسم المكتب كيتي ميلر إن الرئيس دونالد ترامب ونائبه لم يخالطا الموظف عن قرب، ولم يُكشف عن هوية الموظف. على صعيد متصل، نفى ترامب، التوصل إلى دواء مضاد لفيروس كورونا، بعدما كشف، الخميس الماضي، عن موافقة هيئة الغذاء والدواء الأميركية السريعة على اعتماد علاج ضد كوفيد -19، كان مخصصاً للملاريا. من جانب آخر، فرضت 3 ولايات أميركية ( نيويورك، وإلينوي، وكاليفورنيا) العزل أو “الحد من الحركة” على 70 مليون نسمة من مواطنيها، في حين تستعد ولايتي كونيتيكت وأوريغون لخطوات مماثلة.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

عامر الفاخوري، مسرحية حزب الله وسياسة ” تناسل الأزمات “

شارل الياس شرتوني/21 آذار/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/84360/%d8%b4%d8%a7%d8%b1%d9%84-%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%b4%d8%b1%d8%aa%d9%88%d9%86%d9%8a-%d8%b9%d8%a7%d9%85%d8%b1-%d8%a7%d9%84%d9%81%d8%a7%d8%ae%d9%88%d8%b1%d9%8a%d8%8c-%d9%85%d8%b3%d8%b1%d8%ad/

*حزب الله في أدائه يعتمد نهيلية سياسية لم تقف عند أي حد لا في السابق ولا اليوم.

*وموقف اخر صادر عن احد الناشطين في الحراكات المدنية، واصف الحركة، الذي ظهر على حقيقة دوره كاحد أدوات حزب الله، تضاف الى ذلك الحملة الإعلامية المحكمة التنسيق بين أبواق حزب الله في مختلف وسائل الإعلام.

*ان كل هذا الضجيج المفتعل ما هو الا عملية تغطية يعتمدها حزب الله من اجل تبرير سياسة القضم التي وصلت الى خواتيمها.

*ان الغموض الذي لف قضية تخلية سبيل عامر الفاخوري هو مقصود من قبل حزب الله، والقاضي العسكري اصدر قراره بناء على تعليمات من قيادة حزب الله

سياسة وضع اليد على الحكم في لبنان من قبل حزب الله تأخذ منحى تصاعديًا وتدرجيا بحيث لن يبقى حيز من الحياة المؤسسية خارج سيطرته، وهو في سعيه هذا لم يترك وسيلة من وسائل التضليل، وتحريف الحقائق والكذب الا واستعملها.

لقد بنيت مسرحية عامر الفاخوري على مفارقات تختصرها بعض المشاهد: حسن نصرالله يعتبر إطلاق سراح عامر فاخوري مؤشرًا لسيطرة الولايات المتحدة على الحكم في لبنان، في حين ان الوزارة الحالية ليست الا غطاء لسيطرته كما بلورتها تصريحات حسان دياب وزينة ابي عكر كترداد ببغائي لمواقف حزب الله، والقاضي العسكري الذي اصدر الحكم، حسن عبدالله، هو ضابط شيعي من بلدة الخيام ومرتبط بدوائر نفوذ حزب الله داخل الجيش؛ أما الحملة السياسية والإعلامية لحزب الله فقد جندت ابواقها المعهودة:

تظاهرات نسائية متمرسة بالعويل وتمثل وضعية الضحية، تصريح مستفيض لاحد الناطقين باسم تجمع العلماء المسلمين (جهاز اصطنعته الثورة الإسلامية الإيرانية في محاولة لوضع اليد على الافتاء السني في لبنان، على غرار ال Comintern الشيوعي، ١٩١٩- ١٩٤٣)، هاني حمود، الذين أزاح مسؤولية الحكم الصادر عن المحكمة العسكرية باتجاه رئيس الجمهورية وفريقه السياسي.

وموقف اخر صادر عن احد الناشطين في الحراكات المدنية، واصف الحركة، الذي ظهر على حقيقة دوره كاحد أدوات حزب الله، تضاف الى ذلك الحملة الإعلامية المحكمة التنسيق بين أبواق حزب الله في مختلف وسائل الإعلام.

ان مؤدى هذه الحملة المفتعلة هو استكمال تغطية وضع اليد على مفاصل القرار السياسي، وتظهير وهن وتبعية رئاسة الجمهورية الصورية كتمهيد لإعلان السيطرة التامة.

ان كل هذا الضجيج المفتعل ما هو الا عملية تغطية يعتمدها حزب الله من اجل تبرير سياسة القضم التي وصلت الى خواتيمها.

قصة عامر فاخوري هي جزء يسير من مجريات الحروب المتوالية على ارضنا منذ ١٩٦٥، ان استثناءها واعتبارها حادثة فريدة هو تظهير لسياسات التضليل الإعلامي التي يعتمدها حزب الله، كما فعل سابقوه من اجنحة اليسار التوتاليتاري، والمنظمات الفلسطينية خلال الحرب (١٩٦٥- ١٩٩٠ ).

هذه الريتوريك الأيديولوجية الكاريكاتورية والمانوية  (Manichéenne ) التي تعتمد استراتيجية كبش المحرقة وشيطنة الخصوم السياسيين، تغب من معين بولشيفي اعتمد على سياسات كذب منهجية استعملت في مجالات الإبادات الجماعية، والمناقلات السكانية الجماعية، والإرهاب والاغتيالات وتطويع الرواقات السياسية في المديين الروسي والسوفييتي.

هذا يعني، بالتالي، اننا أمام مرحلة استهداف إرادي للسياسة الميثاقية بما تفترضه من استعادة لوقائع الحرب الماضية على نحو نقدي، وعلى قاعدة الحقيقة والمصالحة، ومن خلال ثقافة ديموقراطية مشتركة قائمة على روح الحقيقة، والاعتدال المبدئي، والنقاش غير المشروط والضوابط المنهجية والاتيكية الناظمة للخطاب السياسي.

ان فتح ملف معتقل الخيام يفترض فتح عشرات الملفات المشابهة عند كل الافرقاء من منطلق ما يسمى اليوم بالعدالة الانتقالية  (Transitional Justice )، وإلا وقعنا في دائرة سياسة الانتقام وتصفية الحسابات، والتعاطي الاستنسابي مع الملفات، وافتعال الإشكالات النزاعية على نحو اعتباطي، ولا مسوغ له، كما هو الحال مع اداء حزب الله الحالي الذي يسعى بشكل علني وصريح، الى استكمال مشروع إقامة حزام استراتيجي شيعي قائم على سلسلة من الديكتاتوريات الإسلامية الملحقة بالنظام الإيراني، كما لاينفك عن تأكيده نعيم قاسم.

ان الغموض الذي لف قضية تخلية سبيل عامر الفاخوري هو مقصود من قبل حزب الله، والقاضي العسكري اصدر قراره بناء على تعليمات من قيادة حزب الله، الذي استعمل هذا الملف منطلقا لإطلاق مرحلة نزاعية جديدة متزامنة مع الأزمة الصحية الخطيرة التي دفعت بها السياسة غير الرشيدة والمشبوهة لوزير الصحة التابع له، وذلك امعانا في تعميق القلق والخوف داخل المجتمع السياسي والمدني اللبناني، وتسهيلا لعملية تطويع التيارات الممانعة.

ان سياسة افتعال الأزمات في ظل المخاوف الوجودية التي استحثتها الأزمة الصحية ليست بالنافلة، كما ينبئنا اداء حزب الله في الثلاثة العقود المنصرمة، بل هي جزء من نهج احكام رباطات سياسة النفوذ الإيرانية في المنطقة، وتثبيت شرعية النظام في الدواخل الإيرانية، كبديل وظيفي عن شرعيته الأيديولوجية والعملانية المتهاوية، ومتابعة سياسة تركز السيطرة الشيعية على خطوط التقاطع بين جبل عامل وجبال العلويين في الشمال السوري، ولا خروج عن هذه الأفق النزاعية المسدودة لبنانيا واقليميا، ما لم تدخل المنطقة في تعديلات جذرية في موازين القوى الإقليمية وتردداتها على مستوى الأنظمة.

حزب الله في أدائه يعتمد نهيلية سياسية لم تقف عند أي حد لا في السابق ولا اليوم.

 

الأحزاب تستغل خوف الناس من الموت.. لتحكمهم

أيمن شروف/المدن/21 آذار/2020

دخلت البلاد التعبئة العامة حيال أزمة الكورونا، التي على ما يبدو ما زالت في بداياتها. هذه التعبئة العامة التي أعلنتها حكومة حسان دياب، تُختصر كالتالي: إقفال المراكز والمؤسسات الرسمية، المراكز التجارية، المقاهي الملاهي الليلية، تقريباً كُل شيء ما عدا محال المواد الغذائية وكُل ما له علاقة بصحة الناس. أيضاً، تمنع التجمعات. توازياً، استنفرت وزارة الصحة طاقمها، والمؤسسات المعنية لمواجهة هذا الوباء الذي يجتاح العالم. كُل هذا غير كافٍ في بلد استنزفته الأحزاب التي مرت على السلطة، حتى صار عاجزاً تماماً.

الخطر الوجودي

إلى الآن تبدو الأمور تحت السيطرة، ظاهرياً. في الواقع، لا سيطرة إطلاقاً. أعداد الإصابات المصرح عنها لا تستدعي الهلع إلى الآن، لكن التفشي السريع للفيروس في الأيام المقبلة سيجعل الدولة عاجزة عن ضبط عداد الأرقام. ما حصل في بلدة ببنين في عكار خير دليل عما ينتظر اللبنانيين في المقبل من الأيام. مسألة وقت، وكل البروباغندا المزعومة عن "التعامل اللبناني المميز مع الفيروس لاحتوائه" ستسقط بلمح البصر، حتى في أوساط المتمسكين بكُل كذبة تقولها السلطة وأحزابها. أمام هذا الواقع، وجدت الأحزاب فُرصة لاستعادة الناس. الدولة غائبة؟ صحيح، لكن هُم حاضرون ليملأوا هذا الفراغ على أكثر من صعيد، بغض النظر إذا كانوا هم كأحزاب، السبب الجوهري لوصول الدولة إلى هذا الحال من البؤس. كُل هذا لا يهم الآن، بل على العكس، كُل هذا يُستثمر الآن لاستعادة مشروعية كانت تحت الاختبار حتى في أوساط أكثر الناس تحزباً وتعصباً. الخطر الوجودي اقترب، لكنه اليوم ليس على شاكلة حزب أو طائفة عدوّة. لا يهم. المهم الآن "حماية ناسنا"، وتحت هذا الشعار، تنتهي كُل الأسئلة والشكوك، أو هكذا يعتقدون. اليوم، غالبية أحزاب السلطة بدأت حملات موازية لما كان يجدر أن تقوم به الدولة. أول البادئين كان الحزب التقدمي الاشتراكي من خلال حملة تعقيم لكل المراكز الاجتماعية والصحية ودور العبادة وغيرها، تبعها اليوم بحملة توزيع مساعدات عينية، عبارة عن حصص غذائية لمحازبيه وللعائلات المحتاجة في مناطق نفوذه. خلال حملة التعقيم دخلت الفرق التابعة للتقدمي إلى مؤسسات الدولة لتقوم بواجبها الوقائي. حزب يساعد الدولة على المواجهة. لكن أي دولة؟ يغيب عن بال الكثيرين أن هذه المؤسسات المنتشرة في المناطق هي مؤسسات حزبية بغطاء رسمي. وهذا ينطبق على كل المناطق، مع اختلاف واحد يكمن في كيفية تعاطي الحزب الحاكم في كل منطقة.

مؤسسات الدولة للأحزاب

ما أطلقه "التقدمي"، أكمله كُثر. "القوات اللبنانية" قامت من جهتها بحملة تعقيم واسعة في أماكن تواجدها، أتبعتها بتوزيع الصابون والمعقمات على الناس وحملات توعية في هذا الإطار، كذلك فعلت غالبية الأحزاب، صغيرة كانت أم كبيرة، حتى زعماء الأحياء والمناطق نشطوا بيئياً وصحياً في الفترة الأخيرة وصحة المواطن صارت أولوية. الناس اعتادت هذا الواقع. غياب الدولة لسنوات جعل لجوء الناس للأحزاب أمراً بديهياً، على الرغم من كونه فعل غير طبيعي. أكثر من ذلك، المستشفيات الحكومية التي هي مُفترض أن تكون مؤسسة تستخدمها الدولة للعناية بمواطنيها على الأراضي اللبنانية كافة، صارت مستوصفات حزبية. من الحاجب إلى المدير، جيش من الموالين للحزب الحاكم في المنطقة المتواجدة فيها هذه المراكز. يُمكن أن يكون الاستثناء الوحيد هو مستشفي رفيق الحريري الحكومي. وهذا، أن استطاع حزب ما السيطرة عليه، فهو لن يُقصر أبداً. المُستشفيات الحكومية في حال جُهزت لاستقبال المصابين بالكورونا، الدخول إليها سيكون على الهوية، على الأرجح. الرادع الأخلاقي يتفاوت بين حزب وآخر، لكن الأكيد أن حسابات السياسة أكبر من أي شيء آخر.

حزب الله والبلديات

وفي الوقت الذي يبدو تيار المُستقبل غير قادر على التفاعل مع الكارثة كما كان في السابق، حين كان في السلطة وحين كان زعيمه لا يعاني من ضائقة مالية، ولعل هذا أمر جيد نظرياً، يستنفر حزب الله البلديات واتحادات البلديات لمواجهة الكارثة. البلديات كجزء من المنظومة الرسمية للحكم هي فعلياً وسيلة الحزب الفاعلة في هكذا أوقات. فهي بصفتها الرسمية، تُصدر التوجيهات للناس الذين يتلقونها وهم يعرفون أن من أصدرها هو الحزب وأن التوجيه يوازي التكليف الشرعي. كذلك، الحصص الغذائية التي استخدمها الحزب لمساعدة الناس أثناء انتفاضة 17 تشرين وهو ضمنياً كان يحاول إسكاتهم، ستعود تدريجياً إلى الخدمة، لكن ليس حالاً. يُمارس الحزب سياسة كسب الوقت قدر الإمكان، صمود الناس أولاً. تدخله المباشر يأتي في مرحلة لاحقة. الآن هو مُنشغل بتجهيز مراكز العزل والعلاج الخاصة به (عناصره وعناصر الحرس الثوري) وبمناطقه، أي لمؤيديه ومن يتواجدون في دائرة نفوذه.

يستشعر المواطن اليوم أن حياته في خطر، وهي كذلك. لا وقت أساساً للتفكير بما أوصل البلاد إلى هذه الحال المزرية. البشر الآن يبحثون عن منفذ، عن أمل، عن أي شيء يجعلهم يتحسسون ولو بقليل من الأمان. الناس بضعفهم أمام ما يحصل، يُطَبعون. لا بل كُثر منهم سيذهبون أبعد من ذلك، وهذا طبيعي. الأحزاب تُعيد بناء تحصيناتها للمستقبل من خلال هذا الخوف المتراكم لدى الناس. لا حديث اليوم ولا غداً ولا بعد حين عن سبب ما نحن عليه وما أوصلنا إليه، الخوف سلاح أحزاب السلطة كي تعيد الناس قدر المستطاع إلى بيت الطاعة، الطائفي قبل الحزبي. الخوف سيحميهم مما اقترفوه ولكن ليس لفترة طويلة. حالما ينتهي الخوف، عقارب الساعة لا بد لها أن تعود إلى 17 تشرين، غير ذلك يعني أن اللبنانيين يستحقون ما هم عليه.

 

موعظة حسن نصرالله لحلفائه: باسيل أو لا أحد

منير الربيع/المدن/21 آذار/2020

يضحك جبران باسيل في سرّه وعلنه. هو الفائز بهوى قلبين، يمنحانه كل ما يريده مهما أخطأ أو شذ. عند رئيس الجمهورية ميشال عون، يحتل باسيل موقع "لا أحدّ قبله ولا بعده". وعند أمين عام حزب الله خطى باسيل خفيفة، ولو أراد المشي على الرموش. فرحة رئيس التيار الوطني الحرّ، وفريقه ومستشاريه ومناصريه، بمضمون كلام نصر الله حول قضية إطلاق سراح عامر الفاخوري لا تُعطى لأحد. ما كاد نصر الله ينهي كلامه، حتى بدأت الاحتفالات والتهاليل، في صفوف التيار الوطني الحرّ والمستشارين. لم يأت "السيد" على توجيه أي انتقاد لباسيل، على الرغم من معرفة القاصي والداني باهتمامه بإطلاق سراح فاخوري تجنّباً للعقوبات عليه.

الغيظ والخضوع

الحلفاء الذين انتقدوا الحزب، لم يتمكنوا من كتم غيظهم. وهم يعرفون أن الضغوط الأميركية التي مورست كانت تستهدف باسيل. غيظهم هذا سيزداد بعد موقف نصر الله، لكنهم سيتحولون إلى أقل جرأة في الاعتراض، خصوصاً أن الرجل لوّح إلى المناصرين بإخراج هؤلاء من صفوف الأصدقاء. لا، لن يكون أمامهم سوى البقاء خانعين، أو أن يتحولوا إلى لا شيء إذا أخرجهم حزب الله من دائرته. ربما أقصى ما كان يريده هؤلاء هو أن يخرج نصر الله هادئاً عليهم، متفهماً لانتقاداتهم ومطمئناً لهم بالثناء على مواقفهم مستخدماً عبارة واحدة: "يا أصدقاء وحلفاء نتفهم كل مواقفكم الاعتراضية، ونحن لا يعنينا الأميركيين ولا ضغوطهم، ولكن ما حصل كان خدمة لحلفائنا أو غض نظر لتجنيب حلفائنا العقوبات". لم يطلق هذا الموقف، شنّ هجوماً على المنتقدين بدلاً من طمأنتهم، وهم الذين تعلموا المزايدة في صفوف حزب الله، لم يستطع الحزب تحمّل مزايدتهم عليه. إذا كان لا بد من تصديق قول نصر الله أنه لم يكن على علم بما جرى، ولا علم له بوجود صفقة، فهذا يطرح تساؤلات أخطر وأسوأ، أي أن هناك من أراد تجنب العقوبات ونفذ ما طلبه الأميركيون من دون معرفة الحزب. والأفظع، أن هؤلاء لا يلقون أي عتب أو انتقاد من قبل الحزب. على عكس، من أشهر اعتراضه على ما جرى، وطالب الحزب بتوضيح الموقف، نالت منه كبائر الحد الذي رفعه نصر الله.

دفتر الحساب

حتماً صُدم هؤلاء الحلفاء، وهم أكثر "المبدئيين" الذين والوا الحزب وناصروه في عزّ الأزمات. طبعاً هم يعرفون أن لا وجود لهم من دون الحزب، ولكنهم أيضاً كانوا إلى جانبه في عز محاولات عزله. أسامة سعد مثلاً، وبعيد اغتيال الرئيس رفيق الحريري وفي ذروة الإنقسام السنّي الشيعي، لم يذهب وراء طائفته أو جماعته، وبقي على موقفه السياسي. فنال ما نال من الانتقاد في قضية الفاخوري، وقبلها في موقفه من الثورة الشعبية. حتى ماهر حمود والذي يعتبر من داخل الجسم التنظيمي لـ"المقاومة". هؤلاء صُدموا وربما ينظرون إلى مواقعهم في قلب الحزب مقارنة مع موقع جبران. الخدمة التي قدّمها الحزب المسيحي الأكبر بالنسبة إلى حزب الله لا تقارن بأي من الخدمات الأخرى. هو المظلة الوطنية في عز أزمة "محاولة عزل الحزب". كلّفت ثمناً غالياً، ودفتر الحساب سيبقى مفتوحاً، طالما حاجة الحزب مستمرة إلى هذا الغطاء المسيحي. قيادة التيار تعرف مكانتها ومدى الحاجة إليها، فلا تترك فرصة لا تستثمر فيها بهذه الوضعية.

طبعاً حزب الله يفضّل باسيل وتياره على غيرهم من الحلفاء. يتربع صهر رئيس الجمهورية على عرش قلبي نصر الله وعون. يحق له ما لا يحق لغيره، ولو اقتضى ذلك مواقفه المتعددة والمتناقضة مع مواقف الحزب. فله يُغضّ النظر على موقفه بانعدام وجود حالة عداء أيديولجي مع اسرائيل، وله الحق بالحديث عن عودة "المبعدين". حتى أن دخول فاخوري إلى لبنان كان تحت خانة هذا العنوان، الذي طرحه باسيل بوضوح أمام قيادات حزب الله في جولته الجنوبية قبل أشهر. ولباسيل الحق أن يتحدث عن حق إسرائيل العيش بسلام. هذه كلها لن تستدعي هجوماً عنيفاً يشنّه نصر الله على الحليف العارف لمكانته فلا يتوانى عن التدلل.

بين سيطرتين

ولا بأس لباسيل أن يستفز البيئة الشيعية بهجومه على نبيه بري، فهو لا يستحق من حزب الله التقريع الذي استحقه الحلفاء الآخرون، في هذه الحالة يعمل حزب الله كمصلح اجتماعي. لباسيل مواقف إستفزازية كثيرة لبيئة حزب الله وجمهوره وحلفائه، حتى أن هذه المواقف تستفز قيادات الحزب الذين يعرفون أن الرجل صاحب عقل تقسيمي ينطلق من مبدأ عنصري التفوق العنصري والطائفي، ويتجلى في إسباغه سمة "اللبنانوية" على تلك العنصرية الطائفية. هم ينتقدون وما بيدهم حيلة، ربما في صفوف قيادات الحزب ثمة عدم تقبل لباسيل بسلوكه ومواقفه، لكن الحساب لدى نصر الله مختلف. باسيل في كفة والآخرون كلهم في الكفة الأخرى. لماذا؟ لأن الرجل صاحب مواقف وامتدادات متناقضة، بخلاف حلفاء الحزب المبدئيين. لغته المسيحية في الدفاع عن مسيحيي الشرق، لها امتدادات خارجية تستعطف مواقف غربية وأميركية. باسيل حاجة مستقبلية لحزب الله، وهو مثال جلي على الموقف الذي يريد الحزب إظهاره دوماً بأنه حام للمسيحيين والأقليات، يحق له ما لا يحق لغيره، بينما الحلفاء الآخرون مستلحقون وما عليهم إلا الرضوخ. ولأن باسيل يجسد تماماً الخلاصة التي أراد نصر الله توضيحها في خطابه، بأن لبنان ليس تحت سيطرة الأميركيين المطلقة، ولا تحت سيطرة حزب الله المطلقة، إنما لا بد من التوفيق بين السيطرتين. باسيل وحده يعرف استخدام هذه اللعبة لتحسين الشروط، والتي أيضاً أوجزها نصر الله بعبارة: "إن كل من سكت عن المعبر الأميركي غير الشرعي في السفارة الأميركية، لا يحق له الحديث عن معابر غير شرعية أخرى". هذه القاعدة يعرفها باسيل جيداً ويلتزم بها، وهي المؤشر الأوضح على مرامي التحالف المستمر بين الطرفين.

 

السلطة والقطاع الخاص: للتخلص من "الضمان الاجتماعي" وإفلاسه

عزة الحاج حسن/المدن/21 آذار/2020

بعد مرور أقل من أسبوع واحد على إعلان الحكومة التعبئة العامة، علت أصوات أركان القطاع الخاص، للمطالبة باتخاذ إجراءات إنقاذية تمكّنه من الصمود وتجاوز الأزمة الصحية، التي هبطت بمستوى الأعمال إلى حدودها الدنيا.

رفع أصحاب العمل مجموعة مطالب تدور في فلك الإعفاءات والتحفيزات. لم تقتصر على الدولة والمصارف، التي شكّلت قيودها وإجراءاتها القاسية سبباً رئيساً لتداعي مؤسسات القطاع الخاص وإفلاس المئات منها، بل تجاوزتها إلى عدد من المؤسسات العامة ومنها الضمان الإجتماعي.

خلف الأبواب

يتم التداول في كواليس بعض النواب والوزراء، وفق ما تؤكد المصادر، بمطالب الهيئات الإقتصادية وتجار بيروت وغيرهم من القطاع الخاص، ومن بينها إلغاء إشتراكات الضمان الإجتماعي لمدة ستة أشهر، وإعفائهم لمدة سنتين من اشتراكات الأجراء الجدد. وذلك للتخفيف من وطأة الأزمة على القطاع الخاص. ويجزم المصدر في حديثه إلى "المدن"، أن ما يتم البحث به هو إلغاء إشتراكات الضمان وليس تأجيلها او الإعفاء من غرامات تأخيرها. وكان واضحاً وزير الشؤون الاجتماعية رمزي المشرفيّة حين طالب المؤسسات العامّة كالضمان الاجتماعي، وشركة كهرباء لبنان، وشركة المياه وغيرها بتحمّل جزء من الخسارة مع المواطنين والعمّال والمستأجرين.. طلب المشرفية، وإن لم يأت في إطار خطة رسمية، إلا أنه واضح لجهة استعمال تعبير "تحمل الخسارة" وليس "المسؤوليات"، وهو ما يشير إلى ما يتم التحضير له خلف الأبواب.

خسارة الحماية الاجتماعية

والفارق بين الإعفاء من الإشتراكات والإعفاء من الغرامات وزيادات التأخير واضح جداً. ومن الضروري التفريق بينهما، يقول رئيس مصلحة القضايا في الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي وعضو المجلس الاقتصادي والاجتماعي صادق علوية. فزيادات التأخير والغرامات أمر درجت عليه العادة في السنوات الأخيرة، وليس فقط خلال الأزمات كما هو الحال اليوم. وهذه الإعفاءات لا ضير فيها كونها ليست من أساس المتوجبات لصالح الضمان. أما بالنسبة إلى أصل الإشتراكات، وهو موضوع البحث اليوم،  فلم يأت بتاريخ الدولة اللبنانية مَن حاول أو اقترح او حتى فكّر بإلغائها أو بالإعفاء منها لأي سبب كان.

فليس قانونياً ولا عقلانياً ولا منطقياً تجريد منتسبي الضمان الإجتماعي من الحماية الإجتماعية، في حين أن الدولة متوقفة عن دفع مستحقات الضمان منذ سنوات، وأصحاب العمل كذلك لا يدفعون متوجباتهم في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة، يقول علوية في حديثه الى "المدن"، الأمر الذي جعل إيرادات الضمان تتقلّص بشكل كبير مؤخراً.

وخطورة هذا المنحى تتبدى عندما نعرف أن إشتراكات الضمان وُجدت في الأساس لتأمين طبابة الناس واستشفائهم في فرع المرض والأمومة، من جهة، ولدفع تعويضات نهاية الخدمة للعمال من جهة أخرى. ولنسلم جدلاً أن الضمان الإجتماعي وافق على إعفاء القطاع الخاص من الإشتراكات، فمن سيسدد تكاليف طبابة المرضى وتعويضات العمال في ظل عجز صندوق الضمان؟ فالصندوق الوطني للضمان الإجتماعي يعاني عجزاً مالياً مزمناً، مرده بالدرجة الأولى إلى تخلّف الدولة عن سداد مساهماتها السنوية، والتي تراكمت لتبلغ نحو 3500 مليار ليرة حتى اليوم. والدولة التي تبحث في إعفاء المؤسسات من إشتراكات الضمان هي نفسها لم تسدد ليرة واحدة لصندوق الضمان منذ العام 2017. فكيف بها أن تعفي أرباب العمل من سداد إشتراكات مالية تضمن طبابة العمال واستشفائهم، في ظل عجز الدولة عن تغطيتهم صحياً. وإذ يرى علوية أن تأجيل استحقاق إشتراكات الضمان هو أمر لا بد منه، يؤكد أن إدارة الضمان رفعت منذ أيام إلى مجلس الإدارة اقتراح تأجيل استحقاق الإشتراكات، وتعليق المهل مع عدم ترتيب لا غرامات ولا زيادات تأخير على أصحاب العمل وكافة المشتركين، بمن فيهم السائقين العموميين. ويشدد على أن قانون الضمان واضح في حال حصول وفر مالي في الصندوق، لجهة التصرف في أمواله بهدف توسيع التقديمات فقط، "لكن لم يحدث أبداً أن تم الإعفاء من سداد الإشتراكات على الإطلاق. فما بالك في حال عجز صندوق الضمان بأكثر من 3000 مليار ليرة". ترتفع المخاوف من العبث باشتراكات الضمان وتعريضه لخطر الإفلاس، وهو الضامن الصحي الأخير للبنانيين. ما يحتّم على الحكومة التحلي بالمسؤولية الاجتماعية بالدرجة الأولى، والتخلي عن سياسة "تركيب الطرابيش".

 

نصر الله لن يخوض البحر إلّا مع باسيل

جهاد بزي/المدن/21 آذار/2020

مساكين أصدقاء حزب الله. لا شك أنهم أمضوا ليلة قاسية بعدما عنفهم السيد حسن نصر الله وقرّعهم وهددهم، إذا ما أعادوا الكرة بانتقاده، بطردهم من تحت عباءته، وبالتالي خارج حلقة ثقته.

انتهازيون وصقور

نصر الله، في خطابه الذي وجهه لهؤلاء الأصدقاء حكراً، وضع لهم شرطين أساسيين لاستمرار العلاقة: عدم تخوين "المقاومة" وعدم التجريح بها وشتمها. شرطان مطاطان، فأين ينتهي النقد وأين يبدأ التخوين في كتاب حزب الله، لا أحد يدري، حتى المقربون. وبينما صمت الانتهازيون عن قلة حيلة الحزب في ملف اللحدي برمته، تجرأ بعض الصقور من الأصدقاء على انتقاده بقسوة لم تصل إلى حد التخوين والشتيمة طبعاً. لم يبتلع الحزب النقد حتى، مع أنه يفترض بنصر الله أن يرحب بهؤلاء ويضمهم إلى صدره لأنهم صادقون معه. على العكس، بدوا كمن ينتبهون إلى سبابته الشهيرة وهي تلوح في وجوههم لأول مرة في علاقتهم بسيدهم، وعلى الأرجح أنهم تذوقوا مرّ هذه السبابة بينما الجمهور المتحمس يشكل على وسائل التواصل الاجتماعي لوائح فضائحية بأسمائهم (مع التهم الموجهة إليهم) كما يشكل مشجعو نادي النجمة لائحة لاعبي الفريق العدو في المباراة المقبلة.

يعرف نصر الله صدق نوايا المنتقدين، لكنه لم يكن بحاجة إليها. كان يفضل أن ينتقده خصومه فحسب. عندها كان جمهوره سيقول له نكاية بالخصوم: أطلق العميل يا سيد وسنظل، كما العادة، نخوض البحر معك. لكن الخصوم السياسيين صمتوا، إما شماتةً، وأما لإنهم محرجون. لا هم بوارد اتهام الولايات المتحدة الأميركية بممارسة ضغوط لإطلاق عميل، ولا هم يجرؤون مثلا على استنكار المشهد المهين للمروحية وهي تتنزه في سماء لبنان كأن قبطانها يتمتع بطبيعة البلاد الخلابة في الدخول ويسمح للعميل بأن يلقي نظرة أخيرة طويلة على البلد الذي يخرج منه لآخر مرة. وفيهم، كما في العونيين، ممن لا يرى في جيش لبناني الجنوبي ميليشا عميلة لجيش محتل.

طبق باسيل

الآخرون، جماعة 17 تشرين والشيوعيون واليساريون والمستقلون وغيرهم، أمرهم سهل، صوتهم مهما علا لن تسمعه البيئة المحصنة ضدهم، لكن ضجة الأصدقاء هي التي علت في البيئة، وأحرجت نصر الله حتى اضطر إلى هذا التأنيب، الذي يلجأ إليه الناظر حين يضيق ذرعاً بمن يفترضهم تلامذته المحظيين.

حزب الله كان يفضل أن يؤكل بصمت هذا الطبق الذي انبرى جبران باسيل لأعداده. حتى اللحظة، هذا الحزب غير معني مثلاً بملاحقة العملاء الفارّين حول العالم، وليس مستعداً لمواجهة الكوكب برمته في سبيل الاقتصاص منهم بعدما انتهى أمرهم. العدالة التي دفعت اليهود إلى ملاحقة مجرمي النازية حيثما حلوا، لم تكن لتقع لولا أن أميركا والاتحاد السوفياتي والعالم كانوا معهم. حزب الله ليس مضطرا لفتح أبواب جهنم في وجهه في سبيل اغتيال عملاء لا معنى لهم، وفوق ذلك يحملون جنسيات غربية. لديه ملفات أشد أهمية. وهو أصلاً لم يواجه الأميركيين مباشرة حتى اليوم. تفجيرات الثمانينيات في بيروت والاغتيالات وخطف الرهائن لم تكن يوماً باسمه ولم يعترف بها قط. كلها جرت باسم منظمة الجهاد الإسلامي التي كانت بمثابة الشخصية السرية للبطل الخارق، والتي اختفت حين لم يعد سوبرمان بحاجة إلى التنكر. حتى ثأر حزب الله لقاسم سليماني قضي بخطاب رنّان وبإشارة اليدين والنظرية الهندسية للدخول العمودي والخروج الأفقي. لا يريد حزب الله، وإيران من خلفه، فتح جبهة مباشرة مع أميركا. ليس الآن على الأقل. كل الواقعية السياسية النادرة الحدوث التي تحلى بها نصر الله في خطابه الأخير صبت في هذا المنحى، في منحى أن حزب الله ليس بوارد التورط مع أميركا بسبب صدفة دخول عميل إلى لبنان وتسريب الأمن العام قصته. ولعب النرد حرام أصلاً فلماذا يدخل الحزب في مواجهة بالحظ، وتحديداً في زمن أكثر الادارات الأميركية شراسة ضد إيران منذ أيام رونالد ريغان.

تلاقي المصالح

حزب الله ليس بوارد المواجهة إلا بالخطابات. بل على العكس، هو الآن بحاجة إلى وسيط مع الغرب، وأميركا بالتحديد. في الثمانينيات لعب الرئيس نبيه بري هذا الدور. لاحقا تولى الرئيس رفيق الحريري هذه المهمة وأجاد فيها، ولحقه بمهارة أقل، الرئيسان فؤاد السنيورة وسعد الحريري. الآن، لم يبق للحزب إلا جبران باسيل. صهر رئيس الجمهورية، رئيس التيار الوطني الحر، وزير الخارجية السابق، صانع الحكومة الحالية، حامل الألقاب العديدة، يستميت في تسويق نفسه حيثما استطاع، حتى ولو كان ثمن ذلك المقابلة البائسة التي أجراها مؤخراً في دافوس. أين المشكلة، حقاً، في أن يبيع جبران شخصا تافها مثل عامر فاخوري إلى الإميركيين، مقابل تقديم أوراق اعتماده عندهم، وتسويق صورته لديهم، كسياسي محنك، وكصديق قد يبرهن مع الوقت أنه وفيّ، وكوسيط بين أطراف عديدة؟ إنها إضافة لامعة على"سي في" الشاب الطامح إلى ما بعد عمه الجنرال، أطال الله في عمره.

تلاقت المصالح. حزب الله بحاجة إلى صندوق بريد بربطة عنق يتبادل به الرسائل مع الأميركيين، إن حاضراً أو مستقبلاً، كما أنه بحاجة إلى التخلص من عامر الفاخوري، كتلة القاذورات التي لا يمكن لأحد لمسها من دون أن يتسخ، إلا جبران باسيل.

الرموز وورق التواليت

وعامر الفاخوري أتفه من أن يكون قضية أصلاً، لولا أنه يرمز إلى حكاية متجذرة في وعي جمعي اسمها معتقل الخيام واسمها اجتياحان متتاليان ودمار ودم وهزائم كبرى. لكن الشيوعيين وحدهم من يتعاطى مع الرموز. حزب الله يتعاطى مع الواقع. وفي الواقع، فإن الحزب لا يعنيه تحقيق العدالة في الفاخوري وحده دون غيره حتى. أما في المقلب الآخر، فلا أحد أيضاً يعنيه الفاخوري. لم يقف أميركي واحد عند العبارة اليتيمة التي قالها دونالد ترمب عنه لافظاً اسمه العربي بصعوبة بالغة، والأكيد أن ترمب لن يستغل نكرةً مثل فاخوري في الانتخابات الأميركية المقبلة، بينما الأميركيون مشغولون الآن بتأمين ورق التواليت أكثر بما لا يقاس من الاطمئنان إلى مصير فاخوري. من غيرُ جبران يتطوع لحمل كتلة القاذورات هذه واعادتها من حيث أتت، مجنباً لبنان والحزب مجموعة مشاكل كلاهما بغنى عنها، طالباً من نصرالله أن يغض النظر فقط؟ هكذا فعل حزب الله. قرر أن يكون الشاهد الذي لن يشهد شيئاً مما سيحدث. لكنه، وفي أسوأ كوابيسه، لم يكن ينتظر من جبران مثل هذا السيناريو المفجع برداءته. محكمة عسكرية تعقد وتصدر حكمها بتبرئة العميل في الخفاء، ثم مروحية أميركية تكاد لولا الحياء تبتسم للهواتف التي صورتها تدخل البلاد وتخرج، في مشهد مذّل لم يفرضه الأميركيون على لبنان، بل كتبه وأخرجه جبران باسيل الذي يبدو واضحاً مدى تأثره بدراما المسلسلات اللبنانية. سيناريو تفوق فيه باسيل بمراحل على الفيديو الشهير لشاي مرجعيون.

المصفقون الهاتفون

سيناريو وإخراج سيئان في الشكل، ولا شك أن نصر الله سيعاتب، إن لم يكن قد عاتب أصلاً، جبران باسيل. وقد يعنّفه ويقسو عليه، لكن لا بأس بجبران في المضمون، وإن احتاج إلى مزيد من الجهد من باب تدريبه وتأمين مستقبل جيد له. فالسيد بحاجة الآن إلى جبران، وليس له غيره ليخوضان البحر معاً، كتفاً بكتف.

أما من كانوا يظنون أنفسهم أصدقاء أوفياء للحزب، فقد قال لهم السيد ببساطة إنه ليس بحاجة إلى صداقتهم، وأنه مستعد لأن يوقفهم على رجل واحدة، يواجهون الجدار في ملعب المدرسة رافعين سواعدهم عالياً. إما أن يكونوا من الجالسين في الصف الأول، صغاراً أمامه وهو يظهر عليهم عملاقاً من الشاشة، مصفقين وهاتفين لبيك لبيك وإما لا يكونوا. جبران الآن حاجة، لذلك لم يذكره في الخطاب. ومن أجل عيني جبران، مسح السيد أصدقاءه الأوفياء بالسبابة والوسطى ملتصقتين، كما لو يمسح بخاراً عن زجاج.

 

نصرالله اوهن من “بيت العنكبوت” والجيش.. اقوى منه

موقع الشفاف/21 آذار/2020

ركيكاً كان امين عام حزب الله، حسن نصرالله في مقاربته لموضوع توقيف وإطلاق سراح عامر الفاخوري، قائد “معتقل الخيام” ايام الاحتلال الاسرائيلي للبنان.

ظهر نصرالله، “جاهلا” بما يجري في لبنان، خصوصا في شأن يتصل بالاسرائيليين. وزعم بأنه لم يكن يعرف بقرار المحكمة العسكرية، التي يرأسها عميد تم تعيينه بمباركة منه!

وحاول أن يقنع الناس أن “العميد” المذكور تصرف من بنات رأسه، وأصدر قرارا باطلاق سراح الفاخوري!

وفات نصرالله امورٌ عدة منها ما حاذر التطرق اليه، ومنها ما سعى الى التعمية عليها، فجاء خطابه ممجوحا وفارغا ومشبعا باضاليل لم تعد تنطلي على احد.

براءة ذمّة لباسيل والمحكمة.. والجيش!

حاذر نصرالله التطرق الى مسؤولية حلفائه في التيار العوني في قضية الفاخوري، وراح يفند ويبرر كيفية خروج الفاخوري من لبنان، نافيا علمه بقرار المحكمة العسكرية وقضاتها ومدعيها العام وهو الذي يحصي على اللبنانيين انفاسهم وتغريداتهم و”اتصالاتهم الهاتفيه” وتظاهرهم!!

حاذر نصرالله، أيضاً، التطرق الى مسؤولية الجيش اللبناني.

فالمحكمة عسكرية وقضاتها ضباط في الجيش، والمروحية التي هبطت في مقر السفارة الاميركية في عوكر، اعطيت الاذن من الجيش اللبناني للهبوط والاقلاع لتقل الفاخوري!

وزعم نصرالله ان الفاخوري خرج من مكان توقيفه بمرافقة ومواكبة، كان اعجز من ان يواجهها بكل “بلطجيته” وحليفه رئيس حركة امل نبيه بري.

العميد حسين عبدالله ملحقاً عسكرياً!

وما قدمه العميد حسين عبدالله بتنحيه عن رئاسةا المحكمة العسكرية، يؤكد عدم قدرة نصرالله الذي بدا اوهن من “بيت العنكبوت”، على محاسبة العميد عبدالله، الذي عاد الى وحدته العسكرية وسيعين ملحقا عسكريا في برلين، بدل محاكمته حسب منطق نصرالله والمعترضين الممانعين.

فنصرالله لم يأت على ذكر اسم أي من الذين اتهمهم بالتورط في القضية، فبدا ان قائد الجيش هو الاقوى عندما يجد الجد، وان علاقة لبنان ومؤسساته العسكرية بالولايات المتحدة اقوى من تهديدات نصرالله، وهم لا يأبهون به وبتهديداته عند الحاجة.

لم يلفظ نصرالله اسم الوزير السابق جبران باسيل لا من قريب ولا من بعيد، وراح يطالب بـ”لجنة تحقيق” في كيفية “تهريب” الفاخوري، من لبنان!

علما ان محطة تلفزيونية لبنانية كانت اعلنت في نشرة اخبار فور الافراج عن الفاخوري، انه سيغادر لبنان عن طريق السفارة الاميركية في عوكر، ما يجعل من حديث نصرالله عن “عدم علمه” بكيفية خروج الفاخوري و “تهريبه” ووصف السفارة الاميركية بأنها “معبر غير شرعي”، امراً يدعو للسخرية.

وبدل ان يبحث نصرالله في كيفية خروج الفاخوري من لبنان، الاجدى به كان، وهذا ما حاذر التطريق اليه، ان يبحث عن كيفية دخول الفاخوري الى لبنان، من شجعه!

أي من أعطاه ضمانات.

إذ ليس من المعقول ان يقرر الفاخوري من بنات رأسه العودة الى لبنان وهو وضعية احتلاله من قبل حزب الله.

“تفاهم مار مخايل”:  عودة المبعدين إلى إسرائيل!

وفات نصرالله ان ورقة “تفاهم مار مخايل” مع التيار العوني تنص في بندها السابع على “عودة المبعدين الى اسرائيل” في اعقاب انسحاب الجيش الاسرائيلي من لبنان عام 2000،

فاذا كان لا يريد عودتهم، لماذا وافق على إدراج هذه العودوة بندا في اتفاقه مع الجنرال عون، واستفاد منذ ذلك الحين من الاتفاق وافاد التيار العوني، من دون اتخاذ خطوة واحدة في سبيل اعادتهم؟

والاجدى لنصرالله ان يطلب من لجنة التحقيق في كيفية “تهريب الفاخوري” الى مطالبتها بتوسيع تحقيقاتها الى كيفية دخول الفاخوري الى لبنان اولا.

وما يثير الريبة في خطابات نصرالله هو تصنعه “البراءة”!

وكأن حزبه كان يوزع الورود والمساعدات الانسانية على اللبنانيين، اليس حزبه مسؤولاً عن اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري وقادة ثورة الارز، وقد أثبتت المحكمة الدولية الخاصة بلبنان تورط عناصر من حزبه في الاغتيالات، اقله اربعة منهم حتى الان؟

اذا كانت العمالة لاسرائيل جريمة، يحاسب عليها القانون اللبناني، فما هي جريمة الرئيس الشهيد رفيق الحريري وجورج حاوي ومي شدياق ومروان حماده….؟

هل ثتبتت تهم العمالة لاسرائيل على هؤلاء، ليقرر حزب نصرالله اعتيالهم وشطبهم من الوجود؟

ومن سمح لحزب نصرالله ان يحاكم وينفذ قرارات اغتيال في حق لبنانيين؟ حتى من حركة “امل” في حرب السيطرة على الشارع الشيعي، في “إقليم التفاح” و”الضاحية” وغيرها؟

من كان بيته من زجاج لا يرشق.. !!

 

رسالة إلى جمعية المصارف

النهار/جهاد الزين/21 آذار/2020

في العادة تسطو العصابات على أموال المصارف. من أفلام الويسترن إلى أفلام عصابات شيكاغو. وفي الوقائع شهدنا في لبنان في المناطق القريبة من بيروت أو البعيدة عنها عمليات سطو ناجحة أو فاشلة على بعض فروع المصارف.. لا بل في الأفلام السينمائية والتلفزيونية هناك دائما حالات استثنائية يعيد فيها مهاجمُ المصرف الأموالَ أو بعضَ الأموالِ التي سطا عليها. وليس على حد علمي قصة واقعية واحدة أو سينمائية تسطو فيها عصابة أو عصابات على جميع بنوك مدينة ما دفعة واحدة.

بعد هذه الملاحظة ماذا عسانا أن نقارن؟ فلم يحصل أن هاجم مصرفٌ ودائعَ زبائنه ووضع يده عليها. التجربة اللبنانية بين المصارف والمودعين قد تكون مادة فيلم هوليوودي يلعب دور البطولة فيه "صهرُنا" جورج كلوني..

هناك مليون وسبعمائة ألف حساب مصرفي تتعلق بمعظم الشعب اللبناني المقيم وبعض غير المقيم جرى وضع اليد على أموالها.

منذ عشر سنوات يبدو أن المصارف استشعرت خطر الاستمرار في استدانة الدولة أي الطبقة السياسية لأموال المصارف التي هي أموال المساكين المودعين. علت بعض الأصوات أحيانا تحذِّر من بلوغ استدانة الدولة الخط الأحمر لكن لم نشهد صاحب بنك واحد خصوصا البنوك الكبيرة "خبط رجله" في الأرض كما يقال وأعلن أن المصارف لن تُقرض هذه السلطة السياسية التي تنهب وتبدِّد أموال الخزينة بعد اليوم. هذه الأموال التي تبيّن أنها أموال المودعين والتي تبين أكثر أنها ليست أموال المصارف لأن ماظهر لاحقاً هو أنها أموال "اليتامى" المودعين وحدهم بعدما نجح أصحاب المصارف وشركاؤهم بتغطية من السياسيين الرئيسيين في "اللحظة الأخيرة" في شهر أيلول 2019 تحويلها إلى الخارج معاً. أموال السياسيين خرجت في المقدمة. و يمنع تحالف غير مقدس وشرير نشر لائحة أسماء المحوِّلين تحت حجة يريدوننا أن نصدقها وهي أن حاكم مصرف لبنان يستطيع الامتناع عن تسليمها لرؤساء الجمهورية و البرلمان والحكومة. وهذه كذبة لم يظهر أن دون كيشوت مكافحة الفساد وهو "حزب الله"قد عمل فعلاً على كشف أسماء اللائحة. للدقة والإنصاف أتذكّر قبل سنوات أن عدنان القصار رفع يده على قناة تلفزيون LBC رفع يده محذّرا من استمرار سياسة اقتراض الدولة للإنفاق على القطاع العام.

لماذا لا يظهر ولم يظهر حتى الآن رجل شجاع بين أصحاب المصارف ليتّخذ موقفا تاريخيا بكشفه لكل هذه الحقائق فينقذ فيه سمعة المصارف المتدنية والمنشغلة بإنقاذ نفسها عبر الهرب من السفينة الغارقة. والخطوة الأخيرة لجمعية المصارف باستباق قرار الدولة بالإقفال دفعة واحدة ثم التراجع الملتبس عنه بحجة السلامة الصحية للموظفين، موظفي المصارف زادت من السمعة السيئة للبنوك أمام الرأي العام اللبناني. و مطلب موظفي المصارف بالحماية الصحية مشروع لكن يمكن تنظيمه بدوام مجتزأ وإلا ماذا يفعل موظفو المستشفيات والقطاع الصحي المنخرط في حملة مكافحة وباء كورونا؟ أليسوا هم تحت خطر أكبر هذه مسؤولية تشاء الصدف والنتائج المترتبة عليها أن يتحمّل بعض القطاعات أكثر من غيرها مخاطر معيّنة كماتتعرض الجيوش وأفرادها للخطر الجسيم في حالة الحرب.، وهذا وضع عالمي.

ربما أمكن للسياسيين كأصحاب سلطة أن يهربوا جزئيا أو مؤقتاً من المسؤولية، ولكن أين سيهرب أصحاب المصارف؟ ولنفترض في ظل نظام مافياوي كالنظام اللبناني أنهم أو أولادهم وأحفادهم نجحوا في الفرار من السفينة هل يعرفون الوصمة السيئة التي ستبقى على تاريخهم إذا لم يجهدوا أنفسهم للعثور أو للمساعدة في العثور على مخرج لفضيحة الودائع المنهوبة من الطبقة السياسية والمحجور عليها من الطبقة المصرفية.

 

بعد "إخراج" الفاخوري.. من يملك السر؟ و احتمالات مقابل الإفراج عنه

جورج شاهين/الجمهورية/21 آذار/2020

قبل ساعات على إطلالة الأمين العام لـ»حزب الله» السيد حسن نصرالله، وبعد ساعات على إخراج عامر الفاخوري من لبنان، تلاحقت المواقف الدراماتيكية وتقدّمتها استقالة رئيس المحكمة العسكرية العميد الركن حسين عبدالله، على وقع حملات إعلامية واتهامات متبادلة، بعدما تبرأ السياسيون من قرار الإفراج عنه وتجاهلوا ما يقول به القانون. وعليه ما الذي يمكن استشرافه، ومن يملك السر؟

في غياب الشفافية التي رافقت قضية الفاخوري منذ دخوله لبنان وحتى توقيفه والإفراج عنه، لا يمكن الفصل بين ما هو سياسي وما هو شعبوي وما هو قضائي وقانوني. ووسط هذه «المعمعة» لم تتوقف المناقشات الحامية، بما رافقها من تهديدات، امام الظروف القانونية والقضائية التي احترمتها المحكمة العسكرية حتى النهاية شكلاً ومضموناً.

لا يخفي احد الخبراء القانونيين، الذي امضى سنوات عدة يلاحق ملفات الموقوفين امام المحكمة العسكرية، امتعاضه من بعض المواقف التي تؤلّب الرأي العام على المحكمة، والتي قادت الى استقالة رئيسها. وكذلك لا يخفي أسفه للتهديد بإجراءات قد يُقدم عليها «حزب الله».

ويدعو هذا الخبير القانوني، إلى التوقف ملياً امام مضمون تغريدة نائبة رئيس الحكومة وزيرة الدفاع زينة عكر عبر «تويتر»، والتي تعهّدت بالسعي الى «إعداد وإقرار تعديل لقانون العقوبات، بما يحول دون تطبيق مرور الزمن على أعمال العدوان على لبنان (المواد 273-274-275)، وأيضاً إدخال الجرائم ضد الإنسانية ضمن أحكامه، وهي بالمفهوم القانوني العام غير مشمولة بمرور الزمن».

ويضيف: «انّ فهم ما قالته الوزيرة عكر يستدعي الرجوع الى الظروف التي تزامنت، وعودة الفاخوري الى بيروت مطلع ايلول الماضي، متسلّحاً بإسقاط الملاحقة بحقه بفعل مرور الزمن العشري للجرائم المُرتكبة، وشطبه من لائحة المطلوبين. فالقانون وفرّ له العودة الآمنة. واكثر ما كان يمكن ان يتعرّض له، حضوره راضياً امام مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية، وإذا ارادت مديرية المخابرات الاستماع الى إفادته فلا حرج. لكن كل ذلك لا يؤدي الى توقيفه. ولذلك، فإنّ ما حصل شكّل خروجاً على ما يقول به «الإنتظام العام». فالضجيج الاعلامي وما قاد اليه من ضغوط، ذهب بالبعض الى ابعد مما يقول به القانون عند توقيف الفاخوري، من اجل استيعاب ردّات الفعل التي قد تكون منطقية وربما العكس».

ولا يتجاهل الخبير القانوني التشديد على نظرية، انّ تمييز حكم المحكمة العسكرية الدائمة، الذي أقدم عليه مفوض الحكومة لدى محكمة التمييز العسكرية القاضي غسان الخوري، بناءً لطلب المدّعي العام التمييزي القاضي غسان عويدات، لا يمنع تنفيذ قرار اخلاء سبيل الفاخوري بعد وقف التعقبات في حقه، ولا قرار قاضي الأمور المستعجلة في النبطية احمد مزهر له اي مفاعيل قانونية، في اعتباره صادراً عن جهة غير صالحة، وهي نظرية لا يختلف رجلا قانون على دقّتها وصحتها بكل مفاعيلها القانونية والقضائية».

ويختم الخبير القانوني بالقول: «انّ المخرج يكمن في تغيير القوانين، خصوصاً ان عاب عليها البعض التناقض مع ما تقول به الاتفاقات والمواثيق الدولية بدلاً من ملاحقة رئيس المحكمة العسكرية والتهديد المبطن بإحياء النقاش حول كل ما رافق وصول الفاخوري الى لبنان وخروجه منه، وكأن هناك جهازاً آخر غير أجهزة الدولة ومحكمة غير المحكمة العسكرية».

والى هذه المعطيات القانونية والقضائية التي لا يجب تغييبها عند النقاش في ملف شائك مثل هذا الملف، فإنّ الكواليس السياسية تعج بتقارير ديبلوماسية بدأت تلقي الضوء على كثير مما هو غامض في هذه القضية، وتعتبر انّه من الخطأ حصرها بأبعادها الداخلية اللبنانية، وكأنّ الامر تمّ التخطيط له في بيروت، وانّ ما جرى كان محصوراً بتلبية طلب اميركي للإفراج عن مواطن يحمل الهوية الاميركية، بعدما اعتبره الرئيس الأميركي دونالد ترامب «محتجزا» في بيروت»، وقال آخرون، انّه «مخطوف» لدى «حزب الله».

وتضيف التسريبات الدبلوماسية، «انّ المفاوضات كانت جارية بين طهران وواشنطن وعواصم وسيطة أخرى. وقال احد التقارير، انّ السفير السويسري في طهران السيد ماركوس كيتنر زار واشنطن مرات عدة أخيراً، ضمن مبادرة يمكن ان تؤدي الى ترتيبات، تسهّل حصول ايران من صندوق النقد الدولي على 5 مليارات دولار لمواجهة ازمة الكورونا، بالإضافة الى امكان تزويدها مساعدات للتخفيف من وقع الكارثة التي تعيشها، وربما شملت المبادرة قضايا أخرى، لا يقتصر تنفيذها على ما جرى في لبنان، لتزامن ما حصل مع الإفراج عن اميركي آخر في ايران.

واياً كانت ردّات الفعل على خطاب نصرالله، فإنّه ليس مستغرباً انّ ما جرى سينعكس على علاقات الحزب بكثير من حلفائه من اهل الحكم والحكومة، وربما امتدت التداعيات الى مؤسسات اخرى. فحذارِ من التمادي في اللعب بالنار في زمن الكورونا والإفلاس. فالعالم يشهد سنوياً على عمليات مماثلة. ومن أراد الإطلاع على بعضها فليستخدم «غوغل» ويخفّف من اجواء التعبئة الداخلية التي تُنذر بالأسوأ.

 جورج شاهين - الجمهورية

رصدت مصادر سياسية مطلعة تداول بعض الجهات السياسية النافذة بعض الإحتمالات المطروحة مقابل الإفراج عن عامر الفاخوري ومن بينها شمول العفو العام إسم شخص لمع إسمه في ملف إرهابي، بحسب ما ورد في أسرار صحيفة "الجمهورية".

 

عيد أم {يتيم} في لبنان... لا زيارات ولا هدايا

فيفيان حداد/الشرق الأوسط»/21 آذار/2020

يصل عيد الأم هذه السنة إلى لبنان يتيم الأب والأم معا فقد بقي على مسافة من المحتفى بهن خوفا عليهن من انتقال عدوى «كورونا». فغالبية اللبنانيين غاب عن بالهم تاريخ 21 مارس (آذار) موعد الاحتفال بـ«ست الحبايب» لانشغالهم بكيفية مواجهة جائحة «كورونا». فالقلق الذي يعيشونه في كيفية مواجهة الوباء وانشغالهم بأساليب التعقيم والعزل، أنساهم مناسبة عزيزة على قلوبهم، كانوا في السنوات الماضية ينتظرونها من عام إلى آخر بحماس للتعبير عن مدى الحبّ الذي يكنونه لأمهاتهم. ففي زمن الـ«كورونا» لا معايدات ولا زيارات ولا هدايا تلون هذه المناسبة. وصار فيه عناق الأم وحضنها ممنوعا على الأبناء انطلاقا من ضرورة الحفاظ على سلامتهن. وامتثل الأولاد لنصائح «منظمة الصحة العالمية»، وهي ضرورة الابتعاد عن الأشخاص المتقدمين في السن لأنهم أكثر المتأثرين سلبا بعدوى «كورونا» فيما لو التقطوها. من هنا برزت أفكار احتفالية تواكب المرحلة التي نمر بها اعتمد فيها على هدايا رمزية مستوحاة من أسلوب حياة لم يسبق أن شهده اللبنانيون عبر التاريخ.

ومن بين الهدايا الرائجة في عيد الأم هذه السنة سلال القش التي تحتوي على مواد معقمة كالصابون والمواد المطهرة على أنواعها. ووضعت هذه السلع بين باقة ورود برية تتألف من زهور الخشخاش (كوكليكو) الأحمر والمارغريت الأصفر وأغصان الزيتون المقطوفة من الحقول والحدائق القريبة. وتصل هذه الهدية لمنزل الأم عبر خدمة الـ«دليفري». وبعض الأبناء أضاف إلى هذه السلة المعقمة، صورا فوتوغرافية لأمهاتهم أخرجوها من ألبومات قديمة ووزعوها حول السلة لتضفي عليها ذكريات حلوة، على أمل اللقاء القريب بهن. وفي منطقة طبرجا الكسروانية عمد أحد المصورين الفوتوغرافيين لوقا طقي (أستاذ في جامعة ألبا) وتحت عنوان «خليك بالبيت»، إلى تصوير جيرانه في كل طابق من المبنى الذي يسكنه. وطلب منهم الوقوف في مداخل منازلهم وهم يرتدون ثيابهم وكأنهم يستعدون للاحتفال بالعيد. وراح يلتقط لهم الصور من بعيد، طالبا منهم التعبير عن الشوق الذي يجتاحهم لملاقاة أمهاتهم في ظل إجراءات عزل مفروضة عليهم. وبعد إرسال هذه الصور إليهم والتي تجمعهم مع أفراد عائلاتهم، يقومون بإرسالها بدورهم عبر أجهزتهم الخلوية إلى أمهاتهم للتأكيد بأنهم لم ينسوهم. فالمناسبة ورغم كل شيء تسكن فؤادهم وتشعرهم بالأسى لعدم استطاعتهم وضع قبلة على جبين من بذلت تضحيات كثيرة من أجلهم. والمعايدة ولو عن مسافة بعيدة تبقى أفضل وسيلة يعتمدونها في صورة تذكارية يرسلونها لهن. إقفال تام للمحال والمراكز التجارية يطبّق في لبنان، عملا بحالة التعبئة العامة المفروضة من قبل الدولة اللبنانية. وهذا الأمر تسبب في غياب تام لباقات الورد، والقلوب الحمراء البلاستيكية المنفوخة، وما إلى هنالك من أصناف هدايا كان الأبناء يقدمونها لأمهاتهم في هذه المناسبة. فظهرت هدايا من نوع آخر، ترتكز على مواقع التواصل الاجتماعي بالدرجة الأولى. فتجمع الأحفاد يرسمون مع أهاليهم قلوبا افتراضية بأياديهم خلال اتصال هاتفي يقومون به عبر خدمة «واتساب» الإلكترونية. فيما عمد بعضهم إلى تزيين غرفهم ببطاقات معايدة رسموها بأنفسهم ليطلوا بها مع موسيقى أغنية «يا ست الحبايب» للراحلة فايزة أحمد و«حبيبة أمها» للراحلة صباح أيضا ضمن «فيديو كول» يجرونه مع جدّاتهم.

وعمد بعض الأبناء أيضا إلى تقديم هدايا تساهم في إضفاء بعض الترفيه على يوميات أمهاتهم. فأجروا اشتراكات شهرية وأخرى سنوية مع منصات إلكترونية كـ«نتفليكس» و«شاهد» و«ستارز بلاي» وغيرها وقدموها لهن تحت عنوان «تسلّي وخليك بالبيت».

وخصصت بعض التعاونيات عبر خدمة «أون لاين» التي يعتمدونها لائحة هدايا يستطيع الأبناء تقديمها لأمهاتهم في هذه المناسبة. وتتألف من مجموعة أكياس خضار وأسماك ولحوم مثلجة وحلويات وأنواع خبز، بحيث يتم إرسالها عبر خدمة التوصيل المجاني (دليفري) إلى مركز سكنهن. أما الهدايا التي اتبعها أهالي القرى والبلدات فتمثلت بباقات ورد ومجموعة خضار طازجة يقطفونها من بساتينهم ويتركونها في صناديق بلاستيكية أمام أبواب أمهاتهم.

 

كورونا والعودة إلى {الكهوف

راجح الخوري/الشرق الأوسط»/21 آذار/2020

في أقلّ من شهرين بدا الإنسان وكوكب الأرض أوهى من خيوط العنكبوت، لكنه عنكبوت خفي مجهول لا يُرى بالعين المجردة. إنه جائحة «كورونا» التي يبدو أنها ستغيّر، في المستقبل، كثيراً من قواعد العلاقات، سواء بين الدول والبشر، وبين البشرية والطبيعة!

الأعداد ليست شيئاً مرعباً حتى الآن قياساً بتاريخ طويل من الأوبئة، التي سبق أن قتلت من البشر أكثر مما قتلت الحروب، حتى كتابة هذه السطور. إن عدّاد «منظمة الصحة العالمية» يؤشر إلى 250 ألف إصابة، وإلى أكثر من عشرة آلاف حالة وفاة، وإلى تسعة آلاف نجاة، لكننا في عالم مختلف من حيث تقدُّم العلوم والحضارة؛ لسنا في عام 430 قبل الميلاد، عندما قتل «طاعون أثينا» نحو مائة ألف شخص، ولا في زمن «الطاعون الأسود» عام 1350، عندما قتل ما سُمي «الموت العظيم» ثلث سكان القارة الأوروبية، وانتقل إلى آسيا والشرق الأدنى، ولا في زمن الإنفلونزا الإسبانية (H1N1) بعد الحرب العالمية، التي أصابت 500 مليون شخص، وقتلت ما بين 50 و100 مليون شخص، وهو ضعف عدد القتلى في الحرب العالمية الأولى.

قبل شهرين كانت وكالة «ناسا» تفاخر بأنها اكتشفت ما يشير إلى وجود مياه في المريخ، ما يعني ضمناً الطموح للوصول مستقبلاً إلى المريخ وتخريبه بعدما خرّبنا كوكب الأرض، ونحن قبل خمسين عاماً أرسلنا نيل أرمسترونغ ليهبط على القمر، حيت كان الصينيون يستعدون لرحلة مماثلة، قبل أن تقول الأرض لهم ولنا جميعاً قبل شهرين: مهلاً، التحدي الآن إيجاد علاج لوباء لا يُرى بالعين المجردة يُدعى «كورونا». والغريب أن تكون الكلمة مشتقة من «كورون»، أي التاج!

مجرد وباء صغير أوقف كل شيء؛ وضع كمامة على وجه الكرة الأرضية، أقفل الحدود بين دول العالم، لم يسبق لأي حرب عالمية أن فعلت ذلك، أوقف مطارات العالم، وفق «غوغل»، منع ما يقرب من نصف مليون راكب يومياً من التحرّك، وبعدما وضع خمسين مليوناً في العزل الصحي في يوهان الصينية، ها هو يرسل كل العالم إلى الحجر الصحي تقريباً. كنا نقول مفاخرة إننا بالعلم جعلنا العالم في حجم غرفة صغيرة، لا سيدي، ها هو وباء مجهول صغير يغزو الأرض ويضع كل الناس في العزل، ما الفرق بين العزل في البيت أو في الغرفة، والكهوف التي عاش فيها جدودنا رعباً من الوحوش. إن هذا الوحش الصغير، «كورونا»، يمكن أن يتسلَّل إلى داخل كل منا، وأن يكمن فيه كقنبلة موقوتة يمكنها تعميم الموت؟

صنّف مدير منظمة «الصحة العالمية»، تيدروس أدهانوم غيبرييسوس، يوم الأربعاء الماضي، فيروس «كورونا» بأنه «عدو للبشرية»، لكنه يمنح أيضاً فرصة غير مسبوقة لكي نحتشد ضد عدوّ مشترك، عدو للبشرية، ولكن ملامح البشرية وبصماتها ليست تلك التي عرفتها الصين وميلانو تحديداً، فلقد رأيت كما رأى الجميع أفلاماً مروعة تماماً لأطباء صينيين وإيطاليين غارقين في دموعهم والأسى، لأنه كان عليهم في لحظات تفوق الاحتمال البشري، أن يلعبوا، وهم الأطباء، دور الجلاد واتخاذ قرارات الموت وحفاري القبور، عندما كان عليهم أن يقرروا مَن يُرسلون من المصابين الميؤوس منهم إلى حتفهم كي تتسع المستشفيات لمن يمكن أن ينجوا. فعلاً... يا للهول! ولكأن هذه القرون الثلاثة من الحضارة تنهار مثل ركام أو رماد، كان المسعفون والأهل المفجوعون أحياناً ينتحبون أمام مداخل المستشفيات التي لم تعد تتسع للمصابين. إذن، يا لهذا الموت القاسي جداً على باب المستشفى. وكان الأطباء في يوهان، كما نقلت الأنباء، يضعون حفّاضات الأطفال تحت ثيابهم العازلة الثقيلة، لأنهم لا يملكون الوقت للذهاب إلى الحمامات!

ماذا نفعل في بلد بائس مثل لبنان مثلاً، الذي يرزح الآن تحت ديون ثقيلة نتيجة النهب السياسي المتوحش، و«كورونا» يتطلب المال للحصول على الإسعافات؟! قرأت أمس أن ليس لدينا أكثر من 300 جهاز تنفُّس صناعي فقط، في مستشفيات تصرخ منذ عامين، والدولة لا تدفع ما عليها من متوجبات، لكن لبنان في احتفال البؤس الذي يلفّ العالم كله يبقى ضحية كغيره من الضحايا، إلى أن تصل إليه نخوة لله يا محسنين!

لم أشهد في حياتي نهراً بشرياً يتدفق على امتداد النظر، كالذي كنتُ أراه في الشارع الخامس من نيويورك في الخامسة مساء عند خروج الموظفين. أمس، حسبته نهراً ضخماً جفّت مياهه تماماً. هل شاهدتم فراغ شوارع بكين وساحات المدن الكبرى في العالم؟! أين ذهب الملايين؟! أين يختبئ المليارات من الذين ضاقت بهم الأرض كما قيل، وبتنا نحتاج إلى كوكب ونصف الكوكب ليتسع لجوعنا غير المحدود؟! ثلاثة قرون من التقدُّم والعلوم والحضارة والابتكارات والمهارات، ولكننا كمن يقف عاجزاً وضعيفاً في بداية طريق جديد. الطبيعة تغيّرت، والبشر يتغيّرون. تعالوا نتذكر الفراغ المدوّي في كل مكان، الملاعب ومدرجاتها وصراخها، السينما، المسارح، المصارف، المطاعم، محطات القطارات. تعالوا نتذكر أنه في المغاور لم يكن هناك سوى الحذر والأنانية. ولكننا اليوم حذرون أنانيون نمتنع عن المصافحة، عن العناق، وتبادل القبلات.

ماذا تفعل أيها «الكورونا» اللعين بنا؟! 850 مليون طالب يخسرون دروسهم، هذا يعني تراجعاً هائلاً في المستوى الثقافي البشري رغم التدريس عبر التلفزيون، يعني إضعاف الألفة والصداقات التي تنشأ بين الطلاب في صفوفهم، ويمكن أن يعني أن الأمهات والآباء صاروا صارمين، نتيجة الضغط في الحَجْر، وباتوا نزقين. ليس من المزاح الحديث عن أن الخوف والحجر زادا من نسبة طلاق الأزواج، فالجميع تقريباً في الضيق وعلى حافّة الانفجار، ففي مدينة داتشو بمقاطعة سيتشوان في الصين، كشف مدير سجلّ الزواج أن 300 طلبوا الطلاق بعد أسبوعين من الحجر المنزلي، وفي فوجيان الصينية يبلغ عدد طلبات الطلاق اليومية 14 طلباً! حتى الآن الوباء وصل إلى 160 بلداً، لكن الجانب الاقتصادي يترنح مثل البشر تماماً. صحيفة «نيويورك تايمز» تقول إن تفشي «كورونا» يضع اقتصاد العالم أمام تحدٍّ حقيقي، والمجلس العالمي للسفر والسياحة (WTTC) يقول إن 50 مليون وظيفة ستتحول إلى البطالة، و«الاسكوا» تقول إن العالم العربي مهدد بخسارة 1.7 مليون وظيفة، وخسارة 42 مليار دولار! الرئيس دونالد ترمب قال إن بلاده تعمل على لقاح تجريبي بدأ العمل به وتجربته على الإنسان في سياتل يوم الثلاثاء الماضي، وكشفت «نيويورك تايمز» عن اجتماع في البيت الأبيض ضمّ الرئيس دونالد ترمب ونائبه مايك بنس والرئيس التنفيذي لشركة «كيورفاك» الألمانية، دانييل مينيشيلا، التي تقول إنه يمكن تطوير لقاح محتمل في غضون أشهر.

لكن المثير هو السباق على الاستثمار في اللقاح، فقد كتبت صحيفة «دي فيلت» الألمانية أن ترمب يحاول أن يضع يده على المختبر الألماني «كيورفاك»، ويحاول اجتذاب علماء ألمان يعملون على مشروع اللقاح، وبينهم دانييل مينيتشيلا، التي يبدو أن ترمب تمكن من أن يجذبها لقاء عروض مغرية… ربما لنظل في عالم يقول: مصائب قوم عند قوم فوائد! وفي أي حال، هناك أكثر من 25 شركة تتسابق لاكتشاف لقاح ينزع الكمامة عن وجه الكرة الأرضية، التي غيّر «كورونا» فيها وفينا أشياء كثيرة جداً.

 

أدب الحجر

سمير عطا الله/الشرق الأوسط»/21 آذار/2020

هذا هو اليوم الثامن من الحجر الذاتي داخل المنزل، والحمد لله على هذه الشرفة وجميع الشرفات. أتذكّر الذين أمضوا أعمارهم مُقعدين حجر الدهر عليهم وجعل عالمهم بضعة جدران. أحدهم كان مارسيل بروست، أشهر كتّاب فرنسا. كان بروست مصاباً بالربو، لا يستطيع أن يفتح نافذة غرفته المليئة بالستائر السميكة. أدرك الشاب أن الغرفة المعقّمة حُكمٌ مدى الحياة، فراح يبحث عن وسائل القوة عنده: الذاكرة. راح يتذكر ويكتب «بحثاً عن الزمن المفقود»، التي سوف تصبح تحفة الرواية الفرنسية وإحدى تحف الأدب العالمي. فإذا كانت حياتنا متحركة «فإن الذاكرة في مكانها». هكذا راح يعتصرها بالثواني والتفاصيل، غير مدرك أن الحاصل سوف يشكّل أحد أهم الأعمال في أدب الرمز، في جميع لغات العالم. كان المهم شيئين: أن يتذكر وأن يكتب. جمل قصيرة وجمل طويلة. إحداها بلغت 365 كلمة. وفي أخرى وصف موسع لمنديل على مائدة الطعام، ومن أي قماشة صنع. أو صوت مرور المياه في قساطل المبنى. ومن ثم يدخل في تأملات روحية ونفسية حول كل الخواطر. كل ذلك يتلقفه بروست بأسلوبه الإيقاعي الجميل. ولم يكن يدرك أنه يقدم مادة فائقة للأدب العالمي فحسب، بل تحولت روايته إلى موضع دراسة عند علماء النفس وعلماء الأعصاب.

مسجى على سرير الأمراض، عاش أيضاً الشاعر الملحمي بولس سلامة (عيد الرياض). سنوات وهو لا يرى سوى سقف الغرفة، ومع ذلك، يكتب الشعر والنثر والدراسة الفلسفية الممتعة، كما في كتابه «الصراع في الوجود». مثل بروست، كانت الذاكرة أهم ما يملك. وقد عاد إليها حرفاً حرفاً ويوماً يوماً. ومن غرفته، أو محجره، استعاد مشاهد الزمن المفقود وجعل منها أعمالاً أدبية كبرى، مثل «مذكرات جريح» و«حكاية عمر» و«مِن شرفتي»، وهي جميعاً أجزاء من سيرة ذاتية حتى سن الخامسة والثلاثين، عندما أقعده حادث صحي وهو يقوم بعمله قاضياً في مدينة طرابلس.

ماذا تسمي ذلك؟ أدب الحجر، أدب العزلة، أدب الوحدة، أدب الأسر؟ السجون أعطت هي أيضاً آداباً كبرى، خصوصاً في السياسة: سولجنتسين الروسي، وناظم حكمت التركي، ودوستويفسكي، وكثيرين ممن فقدوا زمانهم ضمن جدران ضيقة وخلف نوافذ لا يمكن فتحها، إما قهراً بالمرض وإما سطوة بالشاويش. والأعمال العربية لا تُحصى في هذا الباب، كأنما السجون شرط للرواية والمذكرات.

 

إنسان عصر «الكورونا»

عبد الرحمن شلقم/الشرق الأوسط»/21 آذار/2020

في الزمن الذي مضى، كان أهلنا في ليبيا يسمُّون السنوات بالنوازل الكبيرة التي تحدث فيها، وهي في العموم الأحداث المؤلمة التي تترك أثراً مهلكاً في الناس. فهم يقولون مثلاً: «عام الريح»، وهو السنة التي تهبُّ فيها رياح عاتية تقتلع الأشجار، وخاصة النخيل؛ والنخلة عند أهل الواحات خاصة هي مصدر الحياة: يأكلون من ثمرها، ومن جذوعها وسعفها يصنعون سقف بيوتهم، ومن ليفها يفتلون الحبال التي يردون بها المياه. النخلة لهم مثلما هي البقرة للهندوس، يعيشون على لبنها، وبها تدور عجلة الحياة. هم لا يعبدونها، مثلما يظن كثيرون، إنما يقدّرونها إلى درجة التقديس، وبعض من أهلنا في ليبيا مثلاً لا يأكلون لحم الإبل لأنه كائن به يَحيَوْن: به يرتحلون، وعليه يحملون الأثقال عابرين المفازات القاحلة، وهو الرفيق في رحلة الصبر والعناء الطويلة، ومن حليبه يقتاتون. ويطلقون على بعض السنوات «عام الجراد»، عندما تغزو ملايين من تلك الحشرات الطائرة حقولهم وغاباتهم، وتقضي على مصادر قوتهم؛ و«عام الجدري»، عندما يحط ذلك الوباء المرعب القاتل على أجسام البشر، يحفر الوجوه ولا يغادرها أبداً، حتى عندما ينزل الشفاء على جلود البشر، ويحفر أيضاً كثيراً من القبور؛ و«عام النمم»، وهو السنة التي يهاجم فيها مرض الحصباء الأطفال، ولا ينجو منه إلا القلة؛ وكذلك سنوات الجدب والثلج، وغيرها. السنوات لا تؤرخ بما تحمله من خير وخصب وسلام، فذلك وضع طبيعي لا يحتاج إلى الوقوف عنده، والتأريخ به وله.

هذه السنة 2020، المتفردة في أرقامها، لن تكون مجرد عام يؤرخ به، ويسترجع في السنوات المقبلة، بصفته محطة زمنية شهدت ما حلَّ بالبشر من هجوم كوني لفيروس قاتل غامض اجتاز حدود الدنيا من أقصاها إلى أقصاها بسرعة الضوء، واخترق الأجساد في صمت، ولم ينجُ من هوله قوي أو ضعيف؛ لن تكون كذلك، إنما ستكون برزخاً فاصلاً بين زمن عبر على أوراق الرزنامة السنوية، لكنه سيرافق البشر إلى أجل لا يمكن تقدير مداه، وتحديد ملامح تأثيره على الناس والحياة. كيف سيكون الإنسان الذي يخرج من عزلة مخيفة فرضتها عليه الإقامة الصحية الجبرية، فيروس جعل من الإنسان مشروع قاتل للآخر؟ ما سمح به لبعض الناس، من وقت لمغادرة بيوتهم لشراء ضروريات الحياة من أكل ودواء، فرض عليهم في الوقت ذاته أن يبتعدوا بعضهم عن بعض بمسافة للأمان. هكذا، صار الآخر مشروع إصابة قاتلة، والبعد عنه من ضمانات السلامة. البلدان أغلقت أبوابها على أهلها في الداخل، وأصبح الجار لا يرى جاره، وإن حدث في حالات استثنائية أن قابله عليه ألا يصافحه لأن الأيادي الممتدة هي أداة لنقل الموت. أغلقت الدول حدودها لأنَّ كل قادم من أي حدب هو مشروع قاتل بسلاح خفي عجيب لا يُسمع ولا يُرى؛ أي أنَّه عدوٌ في داخله سرُّ الفناء الخفي.

الأجواء التي كانت تحمل يومياً مئات الملايين من البشر عبر قارات الدنيا صارت فضاء لنقل الغامض المرعب، إذن أصبحت هي أيضاً من ميادين العداوة العالية. أما خطوط الحدود بين الجيران في الأوطان، التي كانت بوابات تواصل بين أقوام تداخلت ثقافياً وتجارياً، وحتى عرقياً، فتحولت إلى خطوط نار لا يبطلها إلا القفل بأبواب موصدة.

حظر التجول وإيقاف حركة الناس داخل مدنهم، وقفل المدارس والجامعات ومكاتب العمل، حيث اعتاد الناس أن يلتقوا، يتصافحون ويتعانقون ويمدون خيوط الوصل الودي بينهم، ستنقطع إلى حين مجهول المدى. التجارة التي تحرك حياة الناس في مشارق الأرض ومغاربها، بين منتج ومستهلك ووسيط بين الاثنين، تصاب بالكساح، ويضرب الهلع بمطرقته رؤوس الناس وبطونهم، يتكالبون على ما بالأسواق من أجل تأمين قوت لأيام أو شهور لا يستطيع كاهن أو متكهن قراءة مداها. وعن البنوك وأسواق المال من الصعب الحديث عن حجم الخسائر التي ضربت رؤوس الأموال وأسواقها.

فرحة الحياة الخاصة والعامة التي كانت تشع على البشر في المقاهي والمطاعم والمسارح والسينما وملاعب كرة القدم، غابت في أيام معدودات لم تخطر على بال بشر. كانت تلك التجمعات العامة تنسج خيوط وصل وتواصل إنساني بين جماعات لا يعرف بعضها بعضاً، لكن ترش عطراً سحرياً من المودة ينضحها المكان. كل من يجلس في مقهى أو مطعم لتناول وجبته مع أصحابه يشعر بوصل إنساني مع كل الجالسين، وقل ذلك على كل من في المسرح أو السينما، بل حتى على آلاف المشجعين الذي يملأون مدرجات ملاعب كرة القدم، وكل حشد له جهته، حسب الفريق الذي يشجعه، تجمعهم فرحة منتظرة، وإن كانت للخصم. الهتاف والتصفيق يخلق حلة من الألفة، مع الاختلاف.

بعد زوال هذه النازلة العالمية الرهيبة التي ألقاها فيروس كورونا على مساحة الدنيا وأهلها، كيف سيكون الإنسان الآخر الذي خرج من كهف عام الفيروس؟ كيف ستكون الأنفس وما تولد بداخلها نحو الآخر الذي أصبح الأداة التي تحمل في أنفاسها سر الموت الغامض؟ الأبواب التي أغلقت بين الجيران في الأوطان والبيوت، والمارة في الشوارع حيث كان الجميع يوماً يأمنون للجميع وهم يعبرون ممرات الحياة في ألفة إنسانية جميلة، تصافح العيون العيون، والنظرات تسري في نسيم يحدوه طيف السلام والبهجة، هل سيكون كل ذلك مثلما كان قبل أن يهجم «عام الكورونا» على الدنيا، وينشر التوجس بين البشر في أصقاع الأرض، ويطال الأغنياء والفقراء عابراً للعرق والدين والحدود؟ لن يرحل هذا العام بفيروسه دون أن يحفر أثراً غائراً في الكيانات الفردية والجماعية. ربما يساهم في غرس عقيدة وحدة المصير الإنساني، ويكشف للجميع أن ما يكدسونه من أسلحة خفيفة، وأسلحة للدمار الشامل، عاجز عن حماية الجميع من كائن متناهٍ في الصغر، ويؤرخ بهذا العام لبداية إنسانية جديدة تعبئ إمكانيات العقل والعضل البشري لعصر غير مسبوق: عصر الإنسان، ولا نقول: عصر الكورونا.

 

كنا هناك من قبل

محمد الرميحي/الشرق الأوسط»/21 آذار/2020

«من أين جاءتنا نظرية المؤامرة؟ من الجهل، أم من التسييس؟ هل أنت (موافق)، أم (غير موافق)، أم (لا تعلم)». ذلك ما وضعته على حسابي في «تويتر» مساء الأحد ليلة الاثنين الماضي، وجاءت الأجوبة بأن 77 في المائة يقولون إن نظرية المؤامرة «من الجهل والتسييس»، و17 في المائة «غير موافق»، و6 في المائة «ليس لديّ رأي». بالطبع لا أدّعي أن تلك الإجابات هي ما يمكن أن يسمى «استطلاعاً للرأي العام» لسببين؛ أولاً: لأن المستجيبين كان عددهم، نسبياً، قليلاً. ثانياً: أن جمهور المتابعين لحسابي ربما هم من نوع محدد، ولكن المؤمنين بنظرية المؤامرة؛ حتى في هذا القطاع، موجودون.

واحدة من القضايا التي أطلقها فيروس «كورونا» في فضائنا العربي والثقافي هي: كيف ننظر إلى الحدث، وكيف يمكن أن نتصدى لفهمه (ولا أقول لعلاجه)؛ هل بالنظرة العقلانية والعلمية؛ أم باللجوء إلى الخرافة وربما الدجل والشعوذة والتعامل بتلقائية وربما إهمال؟ البعض يسير في طريق الخرافة التلقائية جهلاً، والآخرون تسييساً أو ربما مصلحة. انتشر بين البعض أن «كورونا» مؤامرة أميركية من أجل إضعاف الاقتصاد الصيني وإبطاء نموه، وأن الأميركان لديهم دواء لذلك الوباء سوف يظهرونه في الوقت المناسب. وقال آخرون إنها مؤامرة صينية من أجل إخافة رأس المال الغربي وإخراجه من صناعاتهم ثم يشتري الصينيون الأصول بأثمان زهيدة، بل ذهب بعضهم إلى الإشارة لرواية شبه قديمة بعنوان «عيون الظلام» لكاتبها دين كونتز المنشورة قبل 40 عاماً، تتوقع انتشار مثل هذا الوباء، وأن كاتبها لديه «بلّورة سحرية» وقدرة على التنبؤ المبكر. وآخر نشر على نطاق واسع مقالاً في إحدى المجلات يتكلم منذ سنوات عن «كورونا». وفات الأخ أن «كورونا» موجود منذ فترة، والعالم يتحدث عن «كورونا الجديد».

لا عجب أن تنطلق تلك التفسيرات من البعض، العجب في حجمها والقناعة بها؛ ليس من العامة؛ وهو متوقع، ولكن ممن يعتقد المراقب أنهم من «أهل المعرفة»، فالعوام أطلقوا في هذه الجائحة خيالهم، وساعدهم في ذلك انتشار وسائل التواصل الاجتماعي، مقروناً بضعف شديد في مناعتهم الفكرية الشخصية، فلجأوا إلى تحوير التراث وسرد التمائم والتفسيرات الغيبية. ولكن ما زال بعضنا ممن تعتقد أنهم من «أهل المعرفة»، يأخذ «نظرية المؤامرة» على محمل الجد؛ سياسيةً أو اجتماعيةً أو ثقافيةً، ويجادل فيها عن قناعة. سبقت ذلك أمثلة كثيرة، فأحداث 11 سبتمبر (أيلول) 2001، في نيويورك وواشنطن، قال البعض مؤمناً إنها من صنع إسرائيل، أو بالأكثر من تدبير وكالة الاستخبارات الأميركية، ويشيرون إلى شواهد؛ منها ذلك الأميركي أو الغربي الذي نشر رأياً هنا أو هناك (في الغالب ممن يحملون نقص مناعة علمية كبيراً) ليستشهد بها؛ ضاربين عرض الحائط بكل الشواهد العقلية والملموسة. هي ذهنية تقبل ما يريحها وترفض تماماً التعاطي العقلي مع الواقع.

كنا قبل ذلك هناك؛ نحن في الكويت مررنا قبل 30 عاماً بالإشكالية، كان بعضنا يرفض قراءة المؤشرات الآتية من بغداد تحت ذرائع عاطفية أو مصلحية أو حتى آيديولوجية، وما إن حدث الغزو حتى انطلقت التفسيرات: «إنها مؤامرة أميركية» والضوء الأخضر جاء من مقابلة السفيرة الأميركية في بغداد لصدام حسين، بل وآخرون اعتقدوا جازمين أن خطوة احتلال الكويت هي الأولى باتجاه تحرير فلسطين، بل أشار البعض إلى «قصة خيالية» على أنها تنبؤ، حيث كنا قد أشرنا في مجلة «العربي» إلى قصة فيلم خيالي عرض في أميركا تدور أحداثه حول غزو يحدث للكويت من العراق ويتدخل الأميركان فيقاومهم الكويتيون! وما إن حدث الغزو حتى جاء من يؤكد أن هناك من تنبأ.

الموضوعات التي تنشر أو تتحول إلى أفلام ومسلسلات، هي موضوعات تبنى في الغالب على خيال تسنده بداية أحداث، كمثال في السبعينات، إبان تضخم دور إيران الشاه في المنطقة، نشرت رواية خيالية بعنوان «تحطم 79» - 79 Crash وتدور أحداثها حول احتلال إيران الشاه دول الخليج. طبعاً بنيت الفكرة على ما كان يدور من حديث وقتها بأن «الشاه هو حامي الخليج»، وجاءت سنة «79» بسقوط الشاه نفسه.

ذلك قليل من كثير من أحداث تظهر في روايات يقفز بعضنا معها على الحقائق للوصول إلى راحة فكرية ونفسية ما. الخوف الشديد يطلق عنان الخيال فيفقد كثيرون اتزانهم المعرفي إلى درجة تقبل السخيف من الآراء، وقد نشأ في الكويت في الأيام الأولى من الجائحة ما خبرناه في الأيام الأولى من الغزو، إلا إن الوعي الجمعي ما لبث أن تماسك، واستعادت الأغلبية ثقتها وشمرت عن سواعد العمل. ليس ذلك في الكويت فقط؛ ولكن في كل دول الخليج، من الكويت إلى عُمان، مروراً بالبحرين وقطر والإمارات والمملكة العربية السعودية، نجد أن المسؤولين قد التزموا رباطة الجأش واستجابوا للجائحة بشكل عقلاني ومنظم، وكان الملاحظ أنه يزداد تنظيماً بمرور الوقت؛ من تعطيل المدارس، إلى منع التجمعات، إلى وقف رحلات الطيران، إلى الصلاة في المنازل، إلى تخصيص فنادق في الخارج للمواطنين الذين حاصرهم منع السفر، أو حتى الاستعداد لعدد من السيناريوهات المحتملة. جانب صغير من السكان؛ إما بدافع الخوف من المجهول، أو الجهل، توجّه لتفريغ خوفه بإشاعات وتخرّصات، وشهدت وسائل التواصل الاجتماعي «المقفلة» على جماعات صغيرة، أو المفتوحة، اجتهادات ليست لها مرجعية علمية ولا عقلية. إلا إن الدروس في الخليج التي كشف عنها وباء «كورونا» يجب ألا تُتجاوز. لقد كشف عن أن الجنسيات العاملة في الخليج يمكن تقسيمها إلى قسمين؛ متعلمين استجابوا إلى ما قررته الدولة، وآخرين بسبب ضعف تعليمهم أو لثقافتهم «القدرية» لم يكونوا بذلك الالتزام، مما أربك العاملين في المكافحة. ومع انتشار وسائل التواصل الاجتماعي جهر هؤلاء بـ«اللامبالاة» وعدم الاكتراث، مما شكل عبئاً ثقيلاً على الجهود الحثيثة المبذولة.

في المشهد كثير من الإضاءات؛ فقد تبين أن بنية الأجهزة الصحية وطواقمها في كل دول الخليج قادرة على التصدي الميداني. وكذلك انتشار ظواهر اجتماعية صحية؛ منها على سبيل المثال قوائم التطوع من الشبان والشابات لمساعدة الطواقم الطبية والخدمية والالتحاق بصفوف الكتائب في الواجهة. هذا التطوع حدث في الكويت وفي عدد من دول الخليج، بل إن أبناء الخليج في الولايات المتحدة استحدثوا تطبيقاً لمساعدة بعضهم بعضاً. من الإضاءات نقل عدد كبير من المواطنين من مناطق موبوءة إلى المحاجر الصحية، والأخبار الطيبة التي ظهرت بعد ذلك هي خروج عدد كبير منهم إلى الحياة العامة. الظاهرة الأخرى تبرع أهل اليسر في هذه المجتمعات بكثافة لمجهود المقاومة، بالمال، أو بشراء الأدوية، أو بتخصيص مناطق للحجز المؤقت، أو بإنشاء صناديق لمساعدة المحتاجين في المجتمع، بل وحتى إعفاء المستأجرين مما استحق عليهم في سكن خاص أو محال تجارية، وزاد أحدهم بدفع بعض المال للمستأجرين القاطنين في بنايته.

وهكذا؛ فإن الشدائد تدفع بالإنسان لمحاصرة الشر وإشاعة الخير، وكلما اتسعت الثانية ضاقت الأولى.

آخر الكلام:أطرف ما تناولته وسائل التواصل نداء من صبي لأصدقاء والدته: من فضلكم لا ترسلوا إلى الوالدة نصائح للوقاية... فكلما أرسلتم أرسلتني لشراء أدوية ومسكنات من الصيدلية... حتى تعبت.

 

يوم أخرج نصرالله «إبليس» من «جنّة».. «حزب الله»

أحمد عياد/جنوبية/22 آذار/2020

عذراً يا سماحة الامين العام؛ قبل أن أبدأ كلامي الذي أردت من خلاله نقداً وليس اتهاماً.  وإنما أقول ذلك بعد كلامك الاخير الذي حسمت فيه الامر وحكمت ووضعت فيه مربعاً: من يجرؤ على دوس اي ضلع من اضلاعه سوف تكسر اضلاعه!  لم تقلها بصراحة، ولكن قلت لأنصارك ومحازبيك أن يخرجوه من دائرة الرحمة الالهية، كما أخرج ربك ابليس، وما مخالفة إبليس بعدم السجود لآدم بأقل جرماً وذنباً من تناول المقاومة وقائدها او مجرد التشكيك في نزاهتها..!! إلا أن بين النقد والنقاش وبين الاتهام والتخوين خيط رفيع، هو أدق من الصراط، وحراسه أبطش من إسرافيل وميكائل والملائكة مجتمعين،  إذ كيف يمكن أن يميّز محازبوك؛ مع ما عندهم من فائض القوة، وزهوّ النصر، وعقل البندقية والرصاص.. وما تخلفه نتائج الحروب من قسوة واعتياد على رؤية الفواجع ونزف الدماء؟! كيف يمكن أن يميّز هؤلاء بين النقد البنّاء وغير البنّاء، وبين النقاش والاعتراض؟! وبين حرية مساءلة القائد وبين الردّ عليه، والراد عليه كالراد على الله وهو الكفر بعينه؟! ما قبل كلامك يا سماحة السيد لم يكن مسموحاً عند محازبيك أن تناقش أو تبدى وجهة نظر معارضة لوجهة نظرك ولو على مستوى التحليل او العلية فكيف ما بعد كلامك بالأمس والذي شئت أم لم تشأ، فقد أسّس لمنهج ستكون أقل تداعياته أحقاد وفتن وتقطيع أواصر وتفكيك صداقات ونزاعات ستؤول الى التنمر والعنف والطرد والاتهام والتخوين تحت عنوان أردته ضيقاً ولكن سوف توسعه عصبية المحازبين والمناصرين، الذين لم تتشكل شخصياتهم الثقافية والايمانية على وعيّ متوازٍ مع عضلاتهم وخبراتهم القتالية..  لم يعرف عن اغلبية المحازبين قبل خطابكم المرصوص اي دينامكية او مرونة في الحوار مع الآخر حتى من غير المختلف، وغالباً ما كان فائض القوة العضلي يحسم الجدل وينتصر على فائض الثقافة والوعي.

فما بالكم اليوم بعد ان اطلقتم العنان لتداعيات الغلوّ في ابعاد شخصيتكم، حتى بلغت الايمان بالعصمة العملية وأعطيتم المشروعية لشعور المنّة والفضل المخزون في عقلهم الباطني على كل احد، وأنّ ما من شيء تنتجه هذه الامة الا ما كان ليكون لولا تضحياتهم،والنهج والكيان الذي آمنوا به، وان هذا يعني ان كل ذلك هو قدس الاقداس واي مسّ به هو أمر مرفوض وبعد كلامكم قد شُرّع التعزير بل واقامة الحد.

يا سيد المقاومة

يست كل الحياة انتصارات، فهذا لم يكن لنبي فكيف يكون لك،  وان يسجل العدو هزيمة او يسجل بعض حملة الملفات لديك اخفاقا ما، هذا امر طبيعي لدى القادة الحكماء، وتعالج بالتهيئة لنزال قادم يرد فيه الاعتبار وبين الاخفاق وعودة الاعتبار، لا بد من الحفاظ على التماسك وشد العصب وتقريب البعيد وفتح مجالات النقاش والحوار وباب النقد، لنتفادى في المستقبل أخطاء الحاضر ونرسم خارطة استقطاب، نصيغ من خلالها اشكال التواصل المجتمعي ونزيد من حجم الترابط بين مكونات المجتمع الاهلي الحاضن لمكونات المقاومة.  وليس صحيحاً ما اقدمت عليه بالامس وانا لا اشكك ولا انتقد وانما احاور، ارجو ان تفهموني،  واخشى من اقامة حدّ الابعاد والاخراج والقطيعة والاتهام في الدين.  إنّ ما اعلنته بالامس هو عبوات عنقودية متفجرة سوف ينتج عنها جرحى ومشوهين ومقطعي الاطراف في كل جلسة حوار او نقاش حقيقية او افتراضية على شبكات التواصل.

ما هكذا تورد يا سيد الإبل

 ان ما حصل بالامس هو اخفاق لجهاز التنسيق مع مؤسسات الدولة، كان يجب ان تستخلص منه العبر وتعقد لاجله جلسات لمعرفة المسؤولية على عاتق من تقع؟ ونواجه الحقيقة المرة بشجاعة الشجعان.  ان من لطم على خدّه غدراً او خطأ لا يلطم خدّه الآخر فان المحصلة تعني ضربتين..

 

تغيير طبيعة لبنان

خيرالله خيرالله/العرب/22آذار/2020

ما يحصل حاليا في لبنان أمر في غاية الخطورة. هناك سعي إلى تغيير طبيعة البلد تتويجا لسلسلة من الانقلابات بدأت في العام 2005  لدى اغتيال رفيق الحريري ورفاقه في ظلّ الاندفاعة الجديدة للمشروع التوسّعي الإيراني.

هذه اندفاعة ما كانت لتحصل لولا الاحتلال الأميركي للعراق في مثل هذه الأيّام من العام 2003. نجم عن هذا الاحتلال، الذي جرت تغطيته بشعارات كبيرة من نوع إيجاد نموذج ديمقراطي جديد مختلف لدول المنطقة كلّها، تغيير لطبيعة العراق. تحوّل العراق إلى بلد في بحث مستمرّ عن هويّة له، علما أنّه من الدول المؤسسة لجامعة الدول العربية في 1945.

يبدو أن تغيير طبيعة لبنان هو الهدف من وجود “حكومة حزب الله” برئاسة حسّان دياب في “عهد حزب الله” الذي بدأ في الواحد والثلاثين من تشرين الأوّل – أكتوبر 2016، لدى انتخاب ميشال عون رئيسا للجمهورية. هناك اكتمال لسلسلة الحلقات التي توّجت بانتخاب ميشال عون رئيسا للجمهورية ثم بقيام حكومة حسّان دياب في مطلع السنة 2020.

تشعر هذه الحكومة أنّه بات في إمكانها العمل على تغيير طبيعة لبنان مستفيدة من أي ضجة تحدث، بما في ذلك ضجّة انتشار وباء كورونا أو تخلية سبيل لبناني يحمل الجنسية الأميركية يدعى عامر فاخوري دين في قضية تعذيب وقتل في أثناء الاحتلال الإسرائيلي لجنوب لبنان. أطلق على فاخوري لقب “جزار الخيام”، وهو سجن كبير أقامه الإسرائيليون في بلدة جنوبية لبنانية خلال فترة الاحتلال التي انتهت في أيّار – مايو من السنة 2000.

قامت الدنيا ولم تقعد بعد تخلية فاخوري نتيجة جهود وضغوط أميركية. كشفت الإدارة الأميركية كم الوضع اللبناني هشّ وكم أنّ “استدعاء” وزير الخارجية اللبنانية ناصيف حتّي للسفيرة الأميركية دوروثي شيا للاستفسار عن خروج فاخوري من لبنان أمر يثير الشفقة على لبنان، حتى لا نقول السخرية.

عندما تتحدث هذه الحكومة عن تغيير النظام المصرفي اللبناني بحجة أنّ حجمه لا يتناسب مع الاقتصاد اللبناني، فإنّ ذلك لا ينمّ عن جهل بمقدار ما ينمّ عن نيّة الذهاب بعيدا في التخلّص من لبنان الذي عرفناه وما صنع ازدهاره ابتداء من خمسينات القرن الماضي.

أكثر من ذلك، عندما تمسّ حكومة لبنانية بأموال المودعين في المصارف، أكانوا مواطنين أو عربا أو أجانب، فإنّها تمس بلبنان في الصميم. لبنان المسيحي- المسلم، لبنان بنظامه الليبرالي الذي جعله ملجأ لكلّ مضطهد في المنطقة العربية. لبنان الذي حمى كل من يضع أمواله في مصارفه. بكلمة واحدة وحيدة، المطلوب حاليا القضاء على الثقة بلبنان. ويبدو أن هذه مهمّة منوطة بحكومة حسّان دياب في ظلّ “العهد القوي”.

من الواضح أن وزير المال غازي وزني يحاول إنقاذ ما يمكن إنقاذه. ظهر ذلك واضحا من حديثه إلى صحيفة “فايننشال تايمز” والذي تطرّق فيه إلى أهمّية إنقاذ المصارف بدءا بالاستعانة بنسبة محدّدة من أموال المودعين الذين لديهم مبالغ كبيرة. ولكن هل سيسمح لوزني باستكمال خطته الإنقاذية التي لم تتبلور بعد كلّيا في بلد معروف تماما أن الانتقام من المصارف مطلوب اليوم أكثر من أيّ وقت، كون المطلوب فعلا هو الانتقام من لبنان؟

من المفيد لبنانيا، أكثر من أيّ وقت، التفكير بطريقة مختلفة، بعيدا عن البطولات الوهمية من نوع شعار الانتصار على إسرائيل في حرب صيف العام 2006. إذا كان من خدمة أدتها تلك الحرب للبنان، فإن هذه الخدمة هي القرار 1701 الصادر عن مجلس الأمن الذي أعاد الجيش اللبناني إلى جنوب لبنان للمرّة الأولى منذ العام 1978. كان مطلوبا بقاء الجيش اللبناني خارج الجنوب. هذا ما كان يريده السوري والإيراني. كان مطلوبا بقاء الجنوب “ساحة” لتبادل الرسائل مع إسرائيل على حساب لبنان واللبنانيين وجنوبهم.

تبدو خطوة رضوخ لبنان للضغوط الأميركية وتخليته سبيل عامر فاخوري فرصة كي يحصل هناك تحديد للأولويات والتصالح مع الواقع، بدل الصراخ وإطلاق التهديدات الجوفاء.

في نهاية المطاف، رفعت الإدارة الأميركية سيف العقوبات في وجه عناصر من “التيّار الوطني الحر” مثل جبران باسيل وسليم جريصاتي وما شابه ذلك، فكانت تخلية فاخوري و”شكر” وجهه الرئيس دونالد ترامب إلى الحكومة اللبنانية.

يبدو واضحا أن “حزب الله”، بغض النظر عن كلام أمينه العام حسن نصرالله، ما يزال في حاجة إلى غطاء مسيحي يؤمّنه له “التيّار الوطني الحر”. هذا كلّ ما في الأمر. لو لم يكن هذا الكلام صحيحا، لترك عامر فاخوري، الذي يعاني من السرطان، يموت في السجن…

لا مجال للهرب من تحديد الأولويات. حتّى تحرير القدس الذي يتحدّث عنه حسن نصرالله، فيما شباب لبناني يموت في إدلب وضواحي دمشق وحلب ودرعا في إطار الحرب على الشعب السوري، يمكن أن ينتظر.

ما لا يمكن أن ينتظر هو إنقاذ النظام المصرفي اللبناني عبر تحديد ما يمكن عمله وما لا يمكن عمله. إن عملية إنقاذ من هذا النوع لا يمكن أن تحصل من دون التواضع والتسلح بالعلم والمعرفة وأصحاب الخبرة بدل الكلام السطحي عن الاستعانة بإيران أو بالصين أو بأسواق العراق. ليس لدى إيران ما تصدّره إلى لبنان سوى البؤس والسلاح.. وكورونا. أمّا الصين، فلديها مصالحها التي لا علاقة لها بلبنان في الوقت الحاضر، فيما السوق العراقية مغلقة، إلى إشعار آخر، في وجه أي منتجات من لبنان.

رفع دونالد ترامب سلاح العقوبات، فكان له ما أراد من لبنان خدمة لمصالح قد تكون آنية ومرتبطة بالانتخابات الرئاسية. أظهر الرئيس الأميركي أنّ كلّ مواطن يهمّه وأنّه لا يقبل باحتجاز رهائن أميركيين في أيّ مكان في العالم. في المقابل، اكتشف لبنان أن عليه التفكير في نفسه أوّلا وفي كيفية حماية نظامه المصرفي في حال كان يريد فعلا البقاء. لا مجال لإضاعة المزيد من الوقت. سيتبيّن في القريب العاجل هل تمتلك حكومة حسّان دياب حدّا أدنى من الوطنية لتفادي انهيار لبنان.. أم أن لديها مهمّة محدّدة تريد تنفيذها تحت عنوان عريض اسمه تغيير طبيعة لبنان؟ بكلام أوضح، لا مستقبل من أي نوع للبنان من دون استعادة الثقة بالمصارف. آلاف اللبنانيين من كلّ الطوائف سيسعون إلى الهجرة. الأكيد أن هجرة المسيحيين ستكون أسهل نظرا إلى أنّ دولا عدة في الغرب مستعدة لاستقبالهم. سيزيد ذلك من الخلل الديموغرافي القائم والذي حاول اتفاق الطائف معالجته عن طريق المناصفة. من دون مسلمين ومسيحيين يعيشون معا وتربط بينهم مصالح مشتركة، ماذا يبقى من لبنان؟

 

الأكاديمي اللبناني محمد علي مقلد: أحزاب الله أو اليقينيّات الناظمة لجوانب من الفكر السياسي العربي

حاوره: زياد ماجد/القدس العربي/21 آذار/2020

الكتاب، الصادر عن دار “غوايات”، هو الثامن لمقلّد بعد “الشعر والصراع الإيديولوجي”، “الأصوليات”، “قضايا حضارية عربية حديثة ومعاصرة”، “اليسار بين الإنقاذ والأنقاض”، “إغتيال الدولة”، “الشيعية السياسية” و”هل الربيع العربي ثورة؟”.

يناقش “أحزاب الله”، الذي قدّم له الشيخ علي حبّ الله، مجموعة قضايا مرتبطة بالمرجعيّات الفكرية للأحزاب الدينية واليسارية والقومية في العالم العربي، وبممارساتها النظرية. كما يناقش المسألة الطائفية وأسئلة الديمقراطية والتطوّر الرأسمالي للدولة، ويساجل في هذه الأبواب مع أدبيّات المفكّر الماركسي اللبناني الراحل مهدي عامل و”يقينيّاته” على ما يسمّيها مقلّد. لكنّه يساجل أيضاً في الكتاب، المُهدى إلى عامل نفسه، مع “يقينيات” من اغتاله في ثمانينات القرن الماضي، خلال الحرب الأهلية اللبنانية وما رافقها من اجتياحات واحتلالات إسرائيلية ونظام سوريا.

 النص التالي، حوار مع محمّد علي مقلّد حول كتابه وأطروحاته.

*تتحدّث في كتابك عن “أحزاب الله”، محيلاً الأحزاب القومية والشيوعية كما الدينية إلى “مرجعية” كلّية أو إلى إطلاقية (إلهية) تصعب معها النسبية ويضيق هامش التمايزات والتباينات، ليس داخلها فقط، بل في ما بينها أيضاً. بعيداً عن مجازية التسمية (واشتقاقها ربطاً بحزب الله)، ألم يكن من الأدق الحديث عن ادّعاء الحقيقة أو عن المنحى الشمولي إيديولوجياً للأحزاب المعنية المعتنقة جميعها حتميّة ما، من دون الإحالة إلى الله، خاصة أنّ ما ولّدته نهضة الأحزاب اليسارية في حقبة الستينات والسبعينات في القرن الماضي مثلاً من حيوية ثقافية وأدبية وشعرية وموسيقية ومسرحية في أكثر من بلد عربي، بعيدة كل البعد عن القيد الديني أو الصرامة “الإلهية”؟

 **ليست المرة الأولى التي أجمعُ فيها، في عبارة واحدة، بين الأحزاب القومية والدينية والماركسية. المرة الأولى كانت في كتاب “الأصوليات”، الذي تناولت فيه مناهج البحث لدى مفكرين إسلاميين ولدى آخرين ينتمون إلى منظومة الفكر الماركسي. كان ذلك في مرحلة الذروة من صعود الإسلام السياسي، أي في تسعينات القرن الماضي، وعلى وجه التحديد، بعد صدور العدد المزدوج الضخم، الثالث والرابع، من الكتاب الدوري “قضايا فكرية”، الذي حمل عنوان “الأصوليات الإسلامية في عصرنا الراهن” والصادر بإشراف المفكر الماركسي محمود أمين العالم.

حملتني قراءة ذلك الكتاب، الذي ضمّ بين دفتيه نصوصاً لعشرات المفكرين والكتّاب، إلى نقد الأصوليات الدينية وإلى نقد الردود عليها. لا أدّعي أنني تمكّنت، حينها، من تشخيص أعراض الأزمة في مناهج التفكير، على تنوعها، تشخيصاً دقيقاً، لكن المقارنة جعلتني أستنتج وجود عدد من القواسم المشتركة بينها، عكفت على متابعة التنقيب عنها في سلوك القوى السياسية الفاعلة على الساحة العربية وفي نصوص مفكريها وقادتها. وقد ساعدني على التوصّل، فيما بعد، إلى ما أعتقده تشخيصاً دقيقاً، عملي لفترة طويلة في التدريس الجامعي عكفت فيها على البحث عن إجابة على السؤال الإرسلاني الشهير: لماذا تقدّم الغرب وتخلّف المسلمون؟

لقد قادني البحث عن جواب متماسك على هذا السؤال إلى استعراض الإجابات منذ تجربة الوهابية وحركات الإصلاح الديني حتى تجربة حزب الله اللبناني، مروراً بسائر الحركات والأحزاب القومية واليسارية والشيوعية. وكان اهتمامي منصبّاً على مناهج التفكير لدى هذه القوى لا على صراعاتها السياسية، على البحث في نصوصها لا في قراراتها وتكتيكاتها، أي في ما أسماه مهدي عامل “الممارسة النظرية”. وقد استنتجت من المقارنة أن جميع هذه القوى تبني مواقفها على يقينيات أرضية وسماوية وتستند إلى نصوص السلف الديني أو الماركسي لتفسّر الأحداث المعاصرة، وإلى نظرية المؤامرة، فتحيل أسباب التخلّف إلى عوامل خارجية.

رحت أستكمل البحث في الممارسة النظرية، وحاولت أن أثبت في كتاب “أحزاب الله” بالأدلّة والبراهين ما لم أتمكّن من إثباته في كتاب “الأصوليات”. عنيت بذلك أن جميع أحزاب الأمة تنطلق من حتميات غير قابلة للنقاش، مشتقّة من آيات مكتوبة في لوح السماء أو في بداهات (تعبير شائع في كتابات مهدي عامل) الفكر الماركسي وتأويلاته السوفياتية، ما انعكس على منهج في العمل السياسي يُلغي أي احتمال للاعتراف بالآخر ويؤسّس للاستبداد.

لقد ذكرت في مطلع الكتاب أنه كان من الممكن استبدال العنوان، أحزاب الله، بأي عنوان آخر مشابه، كالأحزاب القومية أو الأحزاب الشيوعية، لكن العنوان الذي وقع عليه الاختيار هو أكثر دلالة على مضمون الكتاب، لأنّ أحد القواسم المشتركة بين تلك الأحزاب هو قداسة النص، ولأن القداسة في الحتميات الدينية هي أصل القداسات، ولأن النصوص البشرية حين تصبح مقدّسة في نظر معتنقيها، كما هي الحال في الماركسية، يصحّ أن يقال فيها انها تحوّلت إلى دين.

أوجه الشبه بين أحزاب الله محدودة إذن في جوانب، والفوارق بينها كثيرة، وهي لصالح الأحزاب اليسارية والماركسية على وجه التحديد، ولم أكن وحدي من أشار إلى ذلك في متن الكتاب، بل تولّى الشيخ علي حب الله، كاتب المقدمة، الإشادة بدور الفكر اليساري عامةً، لا في نهضة الستينات والسبعينات من القرن الماضي فحسب، بل أيضاً وخاصةً في النهضة التأسيسية الأولى منذ شبلي الشميّل وفرح أنطون.

*تولي في هذا الكتاب وفي معظم كتاباتك المسألة الديمقراطية أهميّة خاصة إن في سياق تطوّرها التاريخي أو في المستوى المتواضع لحضورها وخصائص هذا الحضور في الخطاب اليساري العربي (وطبعاً في مناهضة مفهوم ولاية الفقيه لها). وسبق لك في كتاب سابق أن اعتبرتَ الثورات العربية في العام 2011، بما هي ثورات بحثت تحديداً عن طرد أنظمة مستبدة وفرض عقد ديمقراطي في بلدانها، بأنها أعمق تطوّرات ثورية تعرفها المنطقة منذ ثورة محمد نبيّ الإسلام والرسالة التي حملها. كيف تفسّر غياب الديمقراطية طيلة قرن من الزمن رغم مختلف التجارب التي عرفتها المنطقة، وما علاقة “أحزاب الله” بتعثّرها سابقاً وراهناً، رغم الثورات التي فتحت أفقاً جديداً في المنطقة، اعتبر كثر أنه أفق الديمقراطية المنشودة؟

**الكلام عن الديمقراطية ليس اختراعاً جديداً، فقد سبقنا إلى الكتابة عنه رواد كثر من المفكّرين العرب. غير أن اختيارها سبيلاً وحيداً للحل شكّل تحدياً لشعارات “الإسلام هو الحل” و”الاشتراكية هي الحل” و”الوحدة القومية هي الحل”. لذلك بدت رحلة الكتابة عن الديمقراطية، في تسعينات القرن الماضي في لبنان مثلاً، كأنها مجازفة وسباحة ضد التيار؛ والتيار ليس قوة بعينها بل هو كل أحزاب السلطة والأحزاب المعارضة العاملة تحت رعاية الوصاية السورية المسيطرة آنذاك بإجازة عربية ودولية.

بدا غياب الديمقراطية قاسماً مشتركاً بين كل أنظمة الاستبداد “الجمهورية” والسلطانية العربية التي كان يتم اختيار الحاكم فيها بالتعيين أو بالوراثة أو بالانقلاب العسكري، وهو ما سهّل علينا الاستنتاج بأن الربيع العربي هو الثورة الوحيدة على أنظمة لم تدخل إلى الحضارة الرأسمالية السائدة عالمياً من بابها السياسي، أي من باب الوطن والدولة والحرّيات العامة والخاصة. من ناحية أخرى، بدت هشاشة التضامن الحزبي العربي مع الثورات ناجمة من ثقافة كرّسها إجماع الأنظمة والكثير من معارضاتها “الرسمية” على أن مصدر المخاطر على الأمة وعلى كل بلد منها هو دائماً خارجي، ومن إجماعها بالتالي على إبقاء أبواب التطوّر الديمقراطي موصدة أمام شعوبها.

لقد جرّبنا هذه الفرضية يوم قلنا للحزبيّين اللبنانيين المتضامنين مع الثورة المصرية عام 2011، وجلّهم من أحزاب الممانعة، “إن هذه الثورة قامت ضدكم” (مقالة منشورة في جريدة النهار في شباط 2011)، اعتقاداً منا بأن شعوب العالم العربي ثارت بشكل خاص ضد خطر الاستبداد الداخلي، لا ضد المخاطر الخارجية.

*تساجل في الكتاب مع الفكرة الطائفية وفلسفتها في السياسة والاجتماع اللبنانيين. لكنك تساجل أيضاً مع مهدي عامل في نقده الحاد لها، ومع مفهوم تبنّاه بعض اليسار قبل الحرب الأهلية اللبنانية ومفاده ربط الطبقة بطائفة أو تصنيف الأخيرة لتفسير بعض معالم الصراع أو خصائصه في البلد.

هل لك أن توضح كيف تنظر إلى دور الطائفية في لبنان وفي حكمه لعقود طويلة، وما هي العوائق برأيك ارتباطاً بالنظام والمجتمع وبنقد الطائفية السابق أمام الخلاص منها اليوم؟

**كنت قد أهديت كتاب “الأصوليات”، قبل عقدين من الزمن، إلى “مهدي عامل معلّماً أصولياً بامتياز ومفكراً أصيلاً بامتياز”، وها أنا أهدي كتاب أحزاب الله من جديد “إلى مهدي عامل رفيقاً وصديقاً ومعلماً. إلى الذين قتلتهم يقينياتهم”. مهدي يحتل مساحة الكتاب بحضوره المباشر في السجال والنقاش مع أفكاره، أو في وقوفه حافزاً لي على نقد ما تعلّمناه منه ومن تجربتنا النضالية الغنية في صفوف الحزب الشيوعي اللبناني. وقد ذكرت في الكتاب أن اغتياله هو ما دفع بالنقد والنقد الذاتي إلى هذا المستوى من القسوة، معتقداً أنني أقوم اليوم بما كان ينبغي أن يقوم به مهدي لو بقي شاهداً على ما آلت إليه نضالاتنا و”ممارستنا النظرية”.

لقد بنى اليسار تشخيصه المغلوط لأزمات العالم العربي، بما هي أزمة البرجوازيات العربية، بحسب تعبير مهدي، على أساس الفرضية السوفياتية القائلة بأن هذا العصر هو عصر الانتقال إلى الاشتراكية. فتمثلت الوصفة العلاجية المشتركة لكل أمراض الأمة بالثورة على النظام، بصفته نظاماً برجوازياً، والتأسيس لبناء الاشتراكية. وقد رأى مهدي أن الطائفية هي الشكل الذي اختارته البرجوازية لنظامها اللبناني.

رأيت في ما رأيت أن المصطلحات، ومهدي معلّمنا في هذا المجال، إذ قلت بلسانه “قل لي ما مصطلحك أقل لك من أنت”، هي مفاتيح البحث. فهل نجح مصطلح الطائفية في فتح باب الأزمة وباب الحل؟ من خلال دراسة الجدوى لهذا المصطلح، تبين لي أنه قدّم تفسيراً غير دقيق لظاهرة التنوع والتعدد في المجتمع اللبناني، وهي ليست حكراً على لبنان، وأن النظام الاشتراكي لم يقدّم نموذجاً يُحتذى لمعالجتها. ومع أن مهدي اعترف بأن الطائفية ليست في النظام بل في أهل النظام، إلا أنه خصّص كتابين كاملين لإدانة “النظام الطائفي” وأصرّ، باليقينيات التي ترعرع فكرنا اليساري وفكر الأصوليات الأخرى عليها، على تصنيف الطوائف بين وطنية وانعزالية. من تلك اليقينيات أتى القرار باغتيال مهدي.

لقد شكّلت الثورات الشعبية في العقد الأخير مختبراً لدراسة جدوى الكثير من المصطلحات، فأثبتت الثورة اللبنانية من جهتها أن الطائفية ليست نظاماً بل سلاح يستخدمه أهل النظام. وقد اقترحنا بديلاً عنه مصطلح “نظام المحاصصة” وهي محاصصة بين ممثلي الطوائف لا بين الطوائف، وهو كمفهوم إجرائي أكثر مطابقة لواقع الحال وأكثر مرونة وأكثر قدرة على تفسير أعطال الديمقراطية في النظام اللبناني. ذلك أن المحاصصة هي أقصر الطرق لانتهاك الدستور والقوانين وإلغاء المؤسسات وتعميم الفساد السياسي والإداري والمالي والأخلاقي. كما أثبتت ثورات الربيع العربي أن الممر الإلزامي لحل الأزمة هو قيام الدولة الدستورية والدخول إلى رحاب الديمقراطية، وهذا طريق طويل.

*ربطاً بالسؤال السابق، كيف تشخّص التأزّم اللبناني الخطير الذي نعيشه وماذا يمكن للانتفاضة الشعبية تأسيسه من تجارب تختلف في ثقافتها عن تجارب انتفاضات سابقة من دون اعتناق “مطلقات” جديدة؟

**الثورة اللبنانية اختارت برأيي، أسوة بكل الثورات العربية، برنامجاً للإنقاذ يتركّز على إقامة أنظمة دستورية وعلى احترام التنوع والتعدد في إطار الديمقراطية. غير أنها تميّزت عن أخواتها في أنها واجهت استبداداً متجسداً لا في غياب الدستور بل في انتهاكه. ففي حين تسود في البلدان الأخرى أنظمة بلا دساتير أو بدساتير معطلة بقوة الأحكام العرفية وحالات الطوارئ، فتطالب الثورات فيها بإسقاط النظام وسن الدساتير، ترفع الثورة اللبنانية شعار “الشعب يريد تطبيق الدستور”، من أجل إقامة دولة القانون والمؤسسات والفصل بين السلطات واعتماد الكفاءة وتكافؤ الفرص. وهذه كلها مواصفات دولة الحضارة الرأسمالية، لا دولة الأحزاب الاسلامية أو الاشتراكية أو القومية التي عرفناها حتى الآن في المنطقة.

*أظنّنا قد نختلف حول تعريف “دولة الحضارة الرأسمالية” التي تحيل إليها، إذ أنها لا تحقّق مبادئ تكافؤ الفرص وإحلال القانون المساوي بين الجميع، ولو أنها بالطبع ارتبطت بالليبرالية السياسية ودساتيرها. ولعلّ مقاومة الرأسمالية والضغط الشعبي والنقابي على أنظمتها هو ما فرض عليها تنازلات وقوانين رعاية وحدّ من الفروقات، وهو ما يتمّ الانقلاب عليه اليوم في الكثير من الدول الغربية.

**ما أقصده عند الإحالة إلى دولة الحضارة الرأسمالية هو المواصفات النظرية للدولة التي أقامتها تلك الحضارة والتي يقترن فيها، من حيث المبدأ، تكافؤ الفرص بالكفاءة، ولا سيما في الإدارات العامة. وهذا برأيي مطلب أساسي في لبنان اليوم يتقدّم على الكثير من المطالب التغييرية أو الإصلاحية السياسية والاقتصادية والاجتماعية الأخرى الواجب البحث فيها والاتفاق أو الاختلاف عليها.

 

“كورونا”… النظام الإيراني يُضحّي بالشعب لحماية نفسه!

مسعود محمد/نداء الوطن/21 آذار/2020

تتصدّر إيران إلى جانب الصين وإيطاليا الأخبار في موضوع فيروس “كورونا”. المعارضة الإيرانيّة قلقة فالأرقام تُثير الذعر، إذ حذّر تقرير أعدّه علماء في جامعة شريف التكنولوجيّة في إيران من أن يصل عدد وفيات الوباء في البلاد إلى 3.5 ملايين شخص، في حال عدم تطبيق الحجر الصحي وتجاهل الشعب تعليمات الوقاية من “الفيروس القاتل”.

عبد الله مهتدي، المعارض الكردي البارز وسكرتير حزب “كومله” الكردستاني الذي تميّز بمواقفه الداعية إلى عدم تدخّل إيران بدول الجوار وإحترام إستقلاليّتها، والداعي أيضاً إلى وحدة المعارضة الإيرانيّة والمساهم بتشكيل المجلس الإيراني الإنتقالي، قال في تصريح لـ”نداء الوطن”: “النوروز هو يوم الولادة الجديدة لدى الشعوب الإيرانيّة عامة والكرد خاصةً، وهذه السنة سيُسجّل النوروز بداية الولادة الجديدة لإيران بلا نظام ولاية الفقيه”، متّهماً النظام الإيراني بـ”الإستخفاف بحياة الشعب وممارسة التقيّة وتزوير المعلومات المتعلّقة بسلامة الشعوب الإيرانيّة”، في موضوع فيروس “كورونا”.

ورأى مهتدي أن “النظام الإيراني لن يتوانى عن التضحية بمليون إيراني ليُفاوض على جثثهم مع من كان يطلق عليه إسم “الشيطان الأكبر”، فـ”الحرس الثوري” يُريد الإستمرار بحكم إيران، وهذه الفرصة لن تتكرّر أبداً إذا ما فقدوا السيطرة على إيران”، وقال: “طهران طلبت قرضاً بخمسة مليارات دولار من صندوق النقد الدولي لمعالجة أزمة “كورونا” وتزويد البلاد بالمستلزمات الطبّية لمكافحة الفيروس”، متسائلاً في هذا الإطار: “لماذا تملك إيران عشرات المليارات لتُنفقها على منظّمات إرهابيّة ومشاريع نوويّة والتدخّل في شؤون دول الجوار، ولا تملك خمسة مليارات لتُنفقها على سلامة وصحّة شعوب إيران؟”. وأضاف أيضاً: “ألا يستحقّ الشعب الإيراني أن يتبرّع ولي الفقيه الخامنئي، الذي جمع ثروة من أموال هذا الشعب توازي 95 مليار دولار، بخمسة منها لتأمين مستلزمات صحّية تُنقذ حياة ملايين الإيرانيين؟”. واعتبر المعارض الكردي البارز أن “الشعوب الإيرانيّة تستحق الأفضل. لقد كنت من البداية أُشكّك بنوايا نظام ولاية الفقيه، وكان حزب “كومله” الوحيد الذي تمسّك برفض الإستفتاء على شكل الحكم في إيران إبّان الثورة العام 1979، ولم يُشارك فيه”، إذ نُظّم استفتاء شعبي عام بعد شهرَيْن من انتصار “الثورة الإسلاميّة”، وثبّت حكم “ولاية الفقيه” بأكثريّة مطلقة.

وأوضح مهتدي أنّه “كما أسّس حادث تشيرنوبل العام 1986 لسقوط الجدار الحديدي للإتحاد السوفياتي، وكما أسّس زلزال العام 1972 في نيكاراغوا لسقوط ديكتاتوريّة سوموزا، فسيسقط “كورونا” نظام ولاية الفقيه في إيران”، وتابع: “هذا النظام يستخدم الشعب الإيراني كأكياس رمل ليحمي بهم نظامه، وهو يتصرّف من دون أدنى حسّ بالمسؤوليّة، فالنظام يُصدّر الطائرات المسيّرة للحوثيين وآلاف الصواريخ لـ”حزب الله”، وغير قادر على تأمين كمّامات للشعب الإيراني!”.

وبخصوص ما يحصل اليوم في الجمهوريّة الإسلاميّة، كشف سكرتير حزب “كومله” الكردستاني أن “الحرس الثوري لجأ تحت شعار مكافحة “كورونا” إلى السيطرة على الحياة اليوميّة للبلاد من خلال تنفيذ “إنقلاب صامت” عبر تكليف خامنئي محمد حسين باقري، الرئيس الجديد لهيئة الأركان وأحد رجالات “الحرس الثوري” البارزين بمكافحة الوباء، بعدما ارتفعت الأصوات في إيران متسائلةً عن سبب صمت “الحرس الثوري” في ظلّ كارثة صحّية وطنيّة، في الوقت الذي يُدلي بدلوه في كلّ التفاصيل المتعلّقة بإيران ودول الجوار”، لافتاً إلى أنّ “الحرس الثوري استغلّ الوضع ونفّذ “انقلاباً صامتاً”، ليُسكت الشعب والمعارضة ويتحاشى انفجاراً شعبيّاً يُسقط حكم ولاية الفقيه، وليُفاوض أيضاً الولايات المتحدة لرفع العقوبات عن نظامه”.

كذلك، أكد مهتدي أن مسؤولي النظام الإيراني “أخفوا حقيقة انتشار الفيروس، فهم كانوا على علم بتفشّي الوباء في إيران منذ يوم 21 كانون الثاني الماضي تقريباً، على عكس ما زعمه الرئيس الإيراني حسن روحاني أن تسجيل أوّل حالة إصابة بالفيروس كانت يوم 19 شباط الماضي”، مشيراً إلى أن النظام أخفى الأمر في البداية ليتسنّى له لاحقاً الإستفادة من الموضوع ليُفاوض به المجتمع الدولي على رفع العقوبات. كما شدّد على أنّ هناك “مفاوضات سرّية تحصل من تحت الطاولة مسرحها يمتدّ من إيران إلى لبنان”، ملمّحاً إلى أن “إطلاق سراح عامر الفاخوري وقبله نزار زكا، ما كان ليحصل من دون تدخّل “حزب الله” الذي ما كان ليتدخّل أصلاً في هكذا ملفات من دون موافقة ولي الفقيه والحرس الثوري”، وختم بالقول: “هي مفاوضات تجري على حساب شعوب المنطقة والشعوب الإيرانيّة”.

 

جائحة كورونا ووباء الأسدية

يوسف بزي/موقع تلفزيون سوريا/22 آذار/2020

النكتة السوداوية المنتشرة اليوم، تقول التالي: في الساعة العاشرة صباحاً كان عدد المصابين بفيروس كورونا في كوريا الشمالية إصابة واحدة. لكن في الساعة العاشرة وخمس دقائق كان عدد المصابين صفراً. وهكذا على مدار اليوم، يظهر مريض ويختفي. ففي بلاد يحكمها طاغية، لا يجوز أن يظهر أي ضعف. لا يجوز انكشاف أي وهن في الأمة. هي منتصرة دائماً، قوية وجبارة. لا مرضى فيها ولا شائبة. قبل الثورة السورية، كان النظام الأسدي يحبذ التماهي مع نموذج الكوري الشمالي. الديكتاتور المحبوب من عشرات الملايين، القائد الملهم، الذي ينتخبه شعبه ببصمة الدم. منتصر دوماً وأبداً على الصهيونية والإمبريالية. بلاد الأسد منيعة، صلبة لا تشوبها شائبة. تملك دوماً العلاج لأي خطأ أو انحراف أو حتى مرض، أكان مرضاً بيولوجياً أو سياسياً. علاج ناجع وفوري: الاستئصال. وعلى شاكلة عدّاد المرضى في النكتة الكورية، كان عدّاد الذين لا ينتخبون الأسد، أو المعارضين، أي "الخونة". هؤلاء المصابون بفيروس الأفكار المنحرفة. فبلاد الأسد منيعة، صلبة لا تشوبها شائبة. تملك دوماً العلاج لأي خطأ أو انحراف أو حتى مرض، أكان مرضاً بيولوجياً أو سياسياً. علاج ناجع وفوري: الاستئصال. هنا كانت الأسدية تتماهى مع المثال الستاليني، والماوي، الذي وصلت ذروته مع تجربتي بول بوت ("الخمير الحمر" في كمبوديا) وكيم إيل سونغ وذريته في كوريا الشمالية. فالاستئصال عمل يومي، صوناً لصحة الدولة والنظام والأمة، ومناعتها. وعلى طريقة "الحجر الصحي" (الكرنتينا)، كانت العقيدة الأمنية والعسكرية التي اعتنقها النظام الأسدي، ابتداء في العزل والتطهير داخل الحزب، ثم في قلب الدولة بعد الاستيلاء عليها، وصولاً إلى تحويل البلاد كلها إلى معزل وحجر تخضع فيه إلى إجراءات حالة الطوارئ، الأبدية. عقيدة لديها جواب واحد لأي "مرض": الاستئصال.

وقد أثبتت سياسة "الحجر الصحي"، الذي لا علاج فيه سوى الاستئصال، نجاعته الكبيرة في شباط 1982، بمدينة حماة وبلدات ومدن أخرى.

ثم إن العالم كله والسوريين جميعهم، يعرفون تماماً ما حدث منذ آذار 2011 وحتى اليوم، مع أقصى ما يمكن من استئصال شامل تم تطبيقه في سوريا، على نحو لا تستطيعه أي جائحة وبائية أو كارثة طبيعية. المفارقة في النكتة الكورية والحقيقة السورية، أن الفيروس أو المرض يستدعيان عادة غريزة تحدي الموت، مقارعته والتغلب عليه. المرض محفز للبحث عن العلاج، والرد عليه هو طلب الشفاء. لكن هنا، العلاج أو الدواء هو الموت نفسه. قتل المريض، التخلص منه.. لا محاربة المرض أو أسبابه. مواجهة خطر الموت يتحول إلى ممارسة للقتل ولتعميم الموت، تحت شعار "الحفاظ على الأصحاء".

هكذا نظام يصير هو مصدر الموت، هو الجائحة القاتلة. في الأسابيع الأولى لانتشار "كورونا"، أبى النظام السوري أن ينافسه فيروس مجهري على سلطة الموت، فأنكر تقريباً وجوده، وراح يكابر إزاء خطره. خصوصاً أن أي مصارحة شفافة، تتطلب في المقابل أن يعلن سياسة صحية واضحة في مواجهته. هذا ما يستجلب "مسؤولية" ليس بقادر عليها تماماً. بالطبع، لم يدم الإنكار طويلاً. لكن التأخر كان ثمنه انتشار صعب الاحتواء. فتحول النظام إلى سياسة الكذب والتعمية والادعاء. سياسة الغموض كما سياسة تزوير الحقائق. فالمنظومة الاستشفائية متداعية، الاقتصاد شبه منهار، الميزانية شبه مفلسة، البنى التحتية مدمرة تقريباً. الإمكانيات في حملات الوقاية والتعقيم وإنشاء المعازل، بالغة الضعف.

ليس النظام السوري من يقبل الإقرار بالضعف أو العجز. لذا، إخفاء الحقيقة مبدأ دائم، ولو كان الثمن مضاعفة أعداد الضحايا، وانتشار المرض فاتكاً بالناس. الموت للناس ولا المذلة للنظام. وعلى هذا النحو ابتلي السوريون بموتين: الموت الذي يقترفه النظام عمداً أو عن إهمال أصيل فيه، والموت الآتي من "كورونا". ويتم هذا بالتأكيد في بلد سمته الأولى "الصمت"، ففي جمهورية الخوف هذه لا أحد يرفع صوته، أو يعترض أو يحتج. هذا يندرج في خانة الخيانة وبث الوهن في نفسية الأمة. في "سوريا الأسد" معيار النجاح والفشل، الانتصار والهزيمة، الشفاء أو البلاء، ليس أبداً تجنب الموت. بل إكثاره. الموت يكرس الصمت، يستأصل الخطر: الأعداء والمرضى والمتململين. ليست مهمة الهزيمة بحرب العام 1967 طالما أن النظام لم يسقط. وليست مهمة خسارة الحرب عام 1973 لأن النظام أيضاً لم يسقط. ليس مهماً الإدقاع والفقر وفشل التنمية والحصار الخانق والقمع الوحشي طوال الثمانينات والتسعينات إذا كان هذا يديم النظام. ليس مهماً موت مئات الآلاف وخراب سوريا كلها واحتراقها طالما النظام صمد ولم يسقط. ليس مهماً أن لا يبقى من النظام شيئاً سوى قدرة القتل والتدمير، طالما الأسد يسكن القصر. ليس مهماً أن تقع سوريا بأسرها تحت الاحتلالات.. المهم أن يحمل الأسد لقب "الرئيس".

في "سوريا الأسد" معيار النجاح والفشل، الانتصار والهزيمة، الشفاء أو البلاء، ليس أبداً تجنب الموت. بل إكثاره. الموت يكرس الصمت، يستأصل الخطر: الأعداء والمرضى والمتململين. الموت هو حبة الدواء الوحيدة التي يملكها النظام. وهو إذ يواجه "كورونا"، فقط كاضطرار لحفظ مقومات النظام. وربما يستثمره كسلاح سياسي، للمزيد من انصياع الرعايا له، ولتعميق حاجتهم له. سيلعب دور "الدولة" بحدود ما يؤمن مناعته وتسلطه.هكذا، كورونا هو في سوريا مكسب سياسي للأسد وموت مضاعف للسوريين.

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

قرار لدياب تضمن تعليمات تطبيقية لإعلان التعبئة العامة

وطنية - السبت 21 آذار 2020

اصدر رئيس مجلس الوزراء الدكتور حسان دياب قرارا بالتعليمات التطبيقية لمرسوم التعبئة العامة، جاء فيه:

"قرار رقم 49/2020

تعليمات تطبيقية للمرسوم رقم 6198/2020 المتضمّن إعلان التعبئة العامة لمواجهة فيروس كورونا.

إن رئيس مجلس الوزراء،

بناءً على المرسوم رقم 6198 تاريخ 15/3/2020 (إعلان التعبئة العامة لمواجهة فيروس كورونا) لا سيما المادة الرابعة منه؛

ونظراً لما تبيّن من عدم تقيّد المواطنين، كما ينبغي، بما ورد في البندين (1) و (2) من المادة الأولى من المرسوم 6198/2020 لجهة التزام البقاء في منازلهم وعدم الخروج منها إلاّ للضرورة القصوى، ولجهة منع التجمّعات على اختلافها في الأماكن العامة والخاصة، وذلك لما له من تأثير سلبي على انتشار الوباء؛

ونظراً لما يستوجبه تفشّي وباء كورونا من استنفار للوقاية الصحية وللمعالجة الطبّية والاستشفائية، وأيضاً من تدابير استثنائية في جميع المجالات المرتبطة بها، لا سيما تصنيع واستيراد وتوزيع المواد والمعدّات والأجهزة الطبّية والاستشفائية التي ترتبط بالوقاية والمعالجة من فيروس كورونا، ونظراً للطلب المتزايد على هذه المواد والمعدّات والأجهزة، وأيضاً المعقّمات وكل ما يرتبط بالحماية الصحية الشخصية اللازمة، من أجل مكافحة هذا الوباء، مما أدّى إلى انخفاض المخزون في لبنان ولتفادي الاحتكار في هذا المجال ورفع الأسعار عشوائياً؛

وبناءً على اقتراح وزيرة الدفاع الوطني ووزير الداخلية والبلديات ووزير الصحّة العامة ووزير الصناعة ووزير الاقتصاد والتجارة،

يُقرّر ما يأتي:

 المادة الأولى:

التأكيد على قيادة الجيش والمديرية العامة لقوى الأمن الداخلي والمديرية العامة للأمن العام والمديرية العامة لأمن الدولة وجميع البلديات واتحاداتها، وجوب التشدّد في تطبيق البندين (1) و (2) من المادة الأولى من المرسوم رقم 6198/2020 لجهة وجوب التزام المواطنين البقاء في منازلهم وعدم الخروج منها إلاّ للضرورة القصوى ولجهة منع التجمّعات على اختلافها في الأماكن العامة والخاصة، مع اتخاذ الإجراءات اللازمة الفورية لملاحقة المخالفين أمام المراجع القضائية المختصّة، عملاً بأحكام المادتين 604 و 770 من قانون العقوبات.

المادة الثانية:

تكليف قيادة الجيش والمديرية العامة لقوى الأمن الداخلي والمديرية العامة للأمن العام والمديرية العامة لأمن الدولة وشرطة البلدية واتحادات البلديات، إعداد وتطبيق خطط فورية إضافية للتشدّد في تطبيق المادة الأولى ووضعها موضع التنفيذ.

المادة الثالثة:

يتولّى وزير الصحّة العامة ووزير الصناعة ووزير الاقتصاد والتجارة، كل من ضمن اختصاصه، فرض الرقابة المشدّدة على كل ما يرتبط بتصنيع واستيراد وتخزين وتصدير وتوزيع جميع المواد والمعدّات والأجهزة المرتبطة بالحماية الشخصية الصحّية والوقاية والمعالجة ذات العلاقة بمواجهة فيروس كورونا والتي تكون لازمة للمواطنين والمؤسسات الصحية العامة والخاصة على الأراضي اللبنانية كافةً، وفقاً للآلية التي يحدّدونها والتي تنصّ على جردة شاملة لكل ما هو متوافر بتاريخ هذا القرار من تلك المواد والمعدّات والأجهزة.

المادة الرابعة:

يكلّف وزير الصحة العامة ووزير الاقتصاد والتجارة، تبعاً لاختصاص كل منهما، متابعة تحديد حاجة المؤسسات الصحية العامة والخاصة على الأراضي اللبنانية، من أصل المواد والمعدّات والأجهزة المشمولة بهذا القرار وأيضاً حاجات المواطنين، مع الأسعار المُرتبطة بها، وذلك بموجب قرار مشترك يصدر عنهما، على أن يتمّ الإشراف على تطبيق هذا القرار من قبل مراقبي وزارة الصحة العامة ومراقبي مديرية حماية المستهلك، تبعاً للصلاحية.

المادة الخامسة:

يُعمل بهذا القرار فور صدوره ويُنشر ويُبلّغ حيث تدعو الحاجة".

 

دياب للبنانيين: أدعوكم إلى حظر تجول ذاتي فنحن في خطر كبير وانتصارنا لا يكون إلا بتكامل بين الدولة والمجتمع والمواطن

وطنية - السبت 21 آذار 2020

دعا رئيس مجلس الوزراء حسان دياب، اللبنانيين، الى "حظر تجول ذاتي لأن الدولة لا تستطيع وحدها مواجهة الزحف الوبائي، فالمسؤولية هي مسؤولية فردية ومجتمعية ورسمية، في آن واحد".

وجاء في كلمة دياب الى اللبنانيين:

"أيها اللبنانيون، منذ شهر كامل، وصل فيروس كورونا إلى لبنان، وكانت الحكومة اللبنانية قد اتخذت إجراءات وقائية مسبقا لمواجهة انتشار هذا الوباء في لبنان. وعلى مدى شهر كامل، كانت الإجراءات الحكومية تتدرج تصاعديا، بما يتناسب مع ما يطرأ من مستجدات على صعيد انتشار المرض في العالم، وأيضا في لبنان. وقد نجحت هذه الإجراءات في تخفيف سرعة انتشار هذا الفيروس في مجتمعنا.

وقبل ستة أيام، أعلنت الحكومة التعبئة العامة، واتخذنا إجراءات مشددة على جميع المستويات، ومن بينها إقفال المطار والمرافئ وإغلاق الحدود البرية، فضلا عن إغلاق مراكز التجمعات على اختلافها.

لكن، وللأسف، فإن الإلتزام بإجراءات منع التجمعات، كان نسبيا، وتفاوت بين منطقة وأخرى وقطاع وآخر.

وعلى مدى الأيام الستة الماضية، كان عدد المصابين يرتفع، كما هو متوقع، وكانت نسبة الارتفاع تتصاعد تدريجيا. لكن الارتفاع الملحوظ في عدد المصابين خلال اليومين الماضيين، وخصوصا منذ يوم أمس، حيث سجلت وزارة الصحة 67 إصابة، ما رفع عدد المصابين إلى 230 إصابة، وبنسبة 29% دفعة واحدة، ينذر بخطر داهم يهدد مجتمعنا نتيجة ما يمكن أن تصل إليه نسبة الإصابات وعددها خلال الأيام المقبلة، واحتمال بلوغ مرحلة الانتشار الوبائي.

إن عدم التزام المواطنين بالإجراءات والتدابير المتخذة، والذي ظهر في أكثر من منطقة، وكانت بعض تلك المشاهد التي تداولتها وسائل التواصل الإجتماعي تدل على أن هناك عدم إدراك لحجم المخاطر، يدفعنا إلى التأكيد على قيادة الجيش والمديرية العامة للأمن العام والمديرية العامة لأمن الدولة وجميع البلديات واتحاداتها، التشدد في تطبيق تدابير صارمة مع زيادة في الإجراءات في جميع المناطق لجهة وجوب التزام المواطنين البقاء في منازلهم وعدم الخروج منها إلا للضرورة القصوى ولجهة منع التجمعات على اختلافها في الأماكن العامة والخاصة مع ملاحقة المخالفين أمام المراجع القضائية.

وستعلن وزارة الداخلية وقيادة الجيش وجميع الأجهزة الأمنية الخطط التنفيذية الملزمة التي تحفظ صحة اللبنانيين وحياتهم. وتتضمن تلك الخطط تسيير الدوريات الأمنية وإقامة الحواجز على الطرقات الفرعية والرئيسية والدولية، لفرض الالتزام بالإجراءات المتبعة.

أيها اللبنانيون، إن فيروس كورونا ينتظر عند عتبات المنازل، والتعامل مع هذا الخطر يجب أن يكون بمستوى عال من الوعي والسلوك الذي يحمي أهلنا وأبناءنا.

أيها اللبنانيون، أدعوكم اليوم إلى حظر تجول ذاتي، لأن الدولة لا تستطيع وحدها مواجهة هذا الزحف الوبائي. المسؤولية هنا هي مسؤولية فردية ومجتمعية ورسمية، في آن واحد.

أيها اللبنانيون، نحن في خطر كبير، فاعلموا أن انتصارنا عليه لا يكون إلا بتكامل وتفاعل بين الدولة والمجتمع والمواطن.

بناء على ما تقدم، وبعد التشاور مع فخامة رئيس الجمهورية، أصدرت قرارا يتضمن الآتي:

1- تكليف الاجهزة العسكرية والأمنية إعداد وتطبيق خطط فورية إضافية لتنفيذ قرار عدم خروج المواطنين من منازلهم إلا للضرورة القصوى، ومنع التجمعات على اختلافها.

2- التشدد في فرض الرقابة على كل ما يرتبط بتصنيع واستيراد وتخزين وتصدير وتوزيع جميع المواد والمعدات والأجهزة المرتبطة بالحماية الشخصية الصحية والوقاية والمعالجة ذات العلاقة بمواجهة فيروس كورونا، وإجراء جردة كاملة لكل ما هو متوافر منها.

3- تحديد حاجة المؤسسات الصحية، العامة والخاصة، وحاجات المواطنين، من المواد والمعدات والأجهزة المرتبطة بالوقاية والمعالجة من فيروس كورونا، وضبط أسعارها.

يا أمهات لبنان، إن غابت فرحة عيدكن، فالعيد يكون بحماية العائلة وصحة الأمهات والأجداد والأهل والأولاد.

أيها اللبنانيون، إنها مرحلة صعبة جدا وعصيبة جدا، فلنخفف خسائرنا. يقول تعالى: "ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين"، فلنصبر".

 

القوات: أملاك الحزب ليست مسجلة باسم رئيسه ولا زوجته ولا أي من أقاربه وأصحابه وسنقاضي معدي برنامج يسقط حكم الفاسد

وطنية - السبت 21 آذار 2020

أكدت "القوات اللبنانية"، أن "أملاك الحزب ليست مسجلة لا باسم رئيس الحزب ولا باسم زوجته ولا باسم أحد من أقاربه وأصحابه"، معلنة أنها ستدعي على معدي برنامج "يسقط حكم الفاسد" امام المراجع القضائية المختصة "لكشف كل تحويرهم وتزويرهم وتصويبهم المتعمد على القوات اللبنانية من دون وجه حق".

جاء ذلك في بيان وزعته الدائرة الإعلامية في الحزب في ما يأتي نصه:

"انتظر بعض من الرأي العام اللبناني برنامج "يسقط حكم الفاسد"، اعتقادا منهم بأنه سيساعدهم على الإضاءة على مزيد من مكامن الخلل وأوكار الفساد في الدولة اللبنانية، انطلاقا من شعارات الانتفاضة الشعبية التي قامت في 17 تشرين الأول وما زالت، خصوصا لجهة محاربة الفساد والمفسدين في الدولة وإداراتها، وإذا بهم يتفاجؤون بجلسة محاكمة جديدة لحزب "القوات اللبنانية" أيام الحرب، حتى خيل للبعض منهم أن البلاد أمام فريق سياسي انتصر في نهاية الحرب في العام 1990 ويقاضي فريقا آخر، ويفلش له أوراقا لا علاقة لها لا بالدولة ولا بالحكومات المتعاقبة، ولا بالعجز في الموازنة ولا بالمعابر غير الشرعية ولا بالجمارك ولا ببواخر الكهرباء ولا بالصفقات المشبوهة ولا بالصفقات تحت الطاولة، ولا ولا ولا...، إنما باستعراض تضليلي لما يتصل بممتلكات حزب "القوات اللبنانية"، ويا ليت الأمر توقف عند هذا الحد، إذ شاب هذه المعلومات الكثير من الأخطاء المتعمدة ومن المغالطات والإعتوار.

وعليه، يهم الدائرة الإعلامية في حزب "القوات اللبنانية" أن توضح ما يلي:

أولا، ان القاصي والداني في لبنان يعرف أن ليس من جمعية أو حزب أو ناد في لبنان إلا وعنده ممتلكات، وإلهاء الناس لمدة شهر كامل بعناوين براقة جذابة لها علاقة بالفساد لينتهي الأمر بعد شهر بتعداد رتيب لوثائق موجودة كلها في الدوائر العقارية في لبنان، وتعداد لأسماء جمعيات لا علاقة للبعض منها بـ"القوات" كما سيجري تفصيله لاحقا، فيما القاصي والداني يعرف بأن "شركة الأسمر" هي شركة تابعة لـ"القوات اللبنانية"، وأما لماذا سجِّلت هذه العقارات باسم شركات تجارية وليس باسم الحزب مباشرة، فهذا ترتيب إداري مؤسساتي داخل الحزب كما داخل أي جمعية أو ناد أو وقف، ولا بل هذا يدلل على مدى شفافية ومؤسساتية "القوات اللبنانية"، لأن أملاك الحزب ليست مسجلة لا باسم رئيس الحزب ولا باسم زوجته ولا باسم أحد من أقاربه وأصحابه.

ثانيا، تناسى معدو البرنامج أو تجاهلوا عمدا من ضمن تعدادهم لمؤسسات "القوات اللبنانية" ذكر "المؤسسة اللبنانية للإرسال" وإذاعة "لبنان الحر" ومجلة "المسيرة" والموقع الإلكتروني، التي هي أيضا شركات مساهمة كما هي الحال مع شركة "الأسمر العقارية".

ثالثا، أما لجهة ما يتعلق بمؤسسة "جبل الأرز" فإن لا علاقة لـ"القوات اللبنانية" بها، إذ أن النائب ستريدا جعجع أسستها في العام 2007 مع مجموعة من الشخصيات من منطقة جبة بشري، وهدفها الحصري العناية بمنطقة بشري بكل ما له علاقة بالتربية والصحة والزراعة والسياحة والإنماء بشكل عام. أما ما ذكره البرنامج عن حصول هذه الجمعية على مساعدات من وزارة السياحة فهذا أمر عار عن الصحة تماما. وأغلب الظن وانطلاقا من عدم الحرفية التي ظهرت في جوانب عدة من البرنامج فإنه قد جرى الخلط بين مؤسسة "جبل الأرز"، ولجنة "مهرجانات الأرز الدولية" التي هي أيضا مؤسسة مناطقية تعنى بالمهرجانات في منطقة بشري وخاصة منطقة الأرز. وأيضا وأيضا حتى لجنة "مهرجانات الأرز الدولية" لم تطلب يوما مساعدات من وزارة السياحة كما أوضحه على سبيل المثال لا الحصر وزير السياحة السابق أفيديس كيدانيان. مما يؤكد تشويه بعض الوقائع الواردة في البرنامج واختلاق البعض الآخر.

رابعا، إن عمر "القوات اللبنانية" اليوم هو نحو 40 عاما، وقد حازت كل الوقت على تأييد شديد والتفاف شعبي قل نظيره في تاريخ لبنان مما دفع بآلاف وآلاف الشبان إلى الاستشهاد ضمن صفوف "القوات اللبنانية" في سبيل القضية الوطنية الكبرى، وقضية معمدة بالدم والشهادة والتضحية والنضال لن تعدم وسيلة في إيجاد الموارد المالية المطلوبة لمتابعة نضالها وكفاحها. صحيح ان "القوات" قد قامت ببعض الجبايات أيام الحرب لتمويل الجهد العسكري الذي كان قائما والذي كلف أموالا طائلة، لكنها أيضا تلقت وما زالت الكثير والكثير من التبرعات والهبات والمساهمات المالية مما جعلها في الوضع الذي هي عليه اليوم.

ولا شك في ان كل ذلك يخرج تماما عن نطاق مشكلتنا الاقتصادية والمالية الراهنة، ومشكلة الفساد السائدة في الدولة، لكننا أردنا فقط لفت النظر لضرورات البحث بعد ما تابعناه من استعراض فارغ في برنامج "يسقط حكم الفاسد".

 

دريان يدق ناقوس الخطر: لإطلاق الموقوفين الإسلاميين

وطنية - السبت 21 آذار 2020

وجه مفتي الجمهورية الشيخ عبداللطيف دريان، رسالة لمناسبة ذكرى الإسراء والمعراج، قال فيها: "الحمد لله الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى، ثم عرج به إلى السموات العلا والمقام الأسنى، والصلاة والسلام على سيدنا ونبينا محمد، صاحب الشفاعة العظمى، الذي تجلى عليه ربه بما لا يحصى ولا يعد من الآيات الكبرى، وعلى آله وأصحابه وأتباعه الذين آمنوا بمعجزة الإسراء والمعراج، ولم تصبهم فتنة، بل ازدادوا إيمانا وهم يستبشرون".

أضاف: "وبعد أيها المسلمون: يقول المولى تعالى في محكم تنزيله: سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا إنه هو السميع البصير. في ذكرى الإسراء والمعراج، يتجدد لدى المسلمين الإحساس والوعي بعناية الله عز وجل ورحمته. ويتجلى ذلك ببعثة ورسالة محمد صلوات الله وسلامه عليه، الذي أرسله الله سبحانه رحمة للعالمين، قال تعالى: وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين، وأرسله شاهدا ومبشرا ونذيرا. قال تعالى: يا أيها النبي إنا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا، وداعيا إلى الله بإذنه وسراجا منيرا، وبشر المؤمنين بأن لهم من الله فضلا كبيرا. ومع البعثة، ولإحقاق الرسالة، كانت آيات الله سبحانه ومعجزاته، للتدليل على صدقه عليه الصلاة والسلام، ولإيضاح مرتكزات الدين وثوابته. ففي الإسراء خريطة قدسية لتنزل الوحي والرحمات، فيما بين البيت الحرام، والمسجد الأقصى. وفي المعراج تثبيت لعلاقة المصطفى بربه، رب العالمين، حيث رأى من آيات ربه الكبرى. وهكذا، فإن في هاتين الواقعتين الكبيرتين في حياة رسول الله، وحياة الدين والمسلمين، نورا هاديا، وسراجا منيرا، بالوظائف الثلاث لبعثته عليه الصلاة والسلام: الشهادة والتبشير والإنذار. فهو عليه الصلاة والسلام يبشر بالخير والأمن والسلم والسلام، وينذر المعرضين عن دعوة الخير، ويظل شاهد صدق على مسار أمة المؤمنين، وما وراء ذلك مما يتعلق بمصائر الأمة في العالم. وفوق ذلك كله، عنايته عز وجل، وهو السميع البصير".

وتابع: "كما في كل عام، يحتفي المسلمون بذكرى وواقعة الإسراء والمعراج. ويقول المفسرون: إن الإسراء برسول الله، صلوات الله وسلامه عليه، من مكة إلى بيت المقدس، الذي ذكره القرآن في مطلع السورة التي سميت باسمه، كان شاهدا عظيما على إكرام الله لرسوله، وقد كان ذلك كله في السنوات الأولى للبعثة النبوية، أي قبل الهجرة، لكي يعرف المكيون الطبيعة التوحيدية للاسلام، أما المعراج، وهو عروج برسول الله إلى السموات العلى، وقد ذكره القرآن الكريم في سورة النجم، وهي سورة مكية أيضا، والنص القرآني، قال تعالى: والنجم إذا هوى. ما ضل صاحبكم وما غوى. وما ينطق عن الهوى. إن هو إلا وحي يوحى. علمه شديد القوى. ذو مرة فاستوى. وهو بالأفق الأعلى. ثم دنا فتدلى. فكان قاب قوسين أو أدنى. فأوحى إلى عبده ما أوحى. ما كذب الفؤاد ما رأى. أفتمارونه على ما يرى. ولقد رآه نزلة أخرى. عند سدرة المنتهى. عندها جنة المأوى. إذ يغشى السدرة ما يغشى. ما زاغ البصر وما طغى. لقد رأى من آيات ربه الكبرى، والآيات الإلهية الكبرى التي اختص الرسول صلوات الله وسلامه عليه برؤيتها هي ما نقصده بإعزازه عند ربه بالاصطفاء، وعظم المقام، ثم التبشير بانتصار الدين، وظهور الأمة".

وقال: "في آيات الإسراء، كما في آيات المعراج، يتكرر ذكر آيات الله، وآيات الله الكبرى. ويتكرر ذكر الرؤية بالعين وبالقلب والعقل : قال تعالى : لنريه من آياتنا، وقال تعالى : ما كذب الفؤاد ما رأى . وهكذا فإن المقصد النهائي للحدثين، أو الحدث المتصل بين الأرض والسماء، هو نشر اليقين برحمة الله عز وجل، بالبصر وبالقلب والعقل، وهو اليقين الناجم عن الإيمان بالله عز وجل، والثقة بوعده للمؤمنين، أنهم سائرون إلى النجاة والفرج، إن تطلعوا إلى ربهم بالدعاء، وهم يشهدون آياته في الأرض وفي السماء".

أضاف: "أيها المسلمون، أيها اللبنانيون، نحن في حال بلاء وابتلاء واختبار. اختبار قدرتنا على الصمود، وعلى اجتراح الحلول والمخارج. اعتدنا القول إن الأزمات تحفل بالصعوبات، لكنها أيضا تعرض فرصا لمن يستطيع اقتناصها، وصنع شيء جديد من خلالها، سواء في الحالات الفردية أو العامة. لدينا الأزمة الاقتصادية والنقدية، ولدينا أزمة الوباء النازل، ولدينا الأزمة السياسية. وأهم مظاهر الأزمة السياسية، هي الثقة المتضائلة، أو المفتقدة بين السلطات والناس. إذ ان معظم اللبنانيين ليسوا متأكدين من سلامة الإجراءات التي تتخذها السلطات، سواء في الجانب الاقتصادي والنقدي، أو جانب مكافحة الداء والوباء. ويرجع ذلك في اعتقادهم إلى ثلاثة أسباب: أن السياسات الاقتصادية والمالية، ما كانت سليمة ولا متبصرة. السبب الثاني أن ضرورات الإصلاح التي قال الجميع إنهم مقتنعون بها، لم تحقق. والسبب الثالث أن كل ما تم القيام به، كان متأخرا أو متأخرا جدا. لذلك، نرى أن أول الواجبات على السلطات، استعادة ثقة الناس، من طريق السير في تحقيق الإصلاح بالفعل، لاستعادة الثقة من جانب المواطنين بالداخل، ومن جانب المجتمع الدولي والعالم المعاصر. واستعادة الثقة من الحرص بالفعل، على مجابهة الوباء الذي نزل بوطننا".

وتابع: "أيها المواطنون، إن وطننا الصغير جزء من هذا العالم، الذي صار قرية كونية كما يقال. وقد كان لبنان على صغره، طليعة في إقامة دولة حديثة، وطليعة في اهتمام العالم، بسبب نبوغ أبنائه، وعالمية اهتماماتهم. وما عاد الأمر كذلك في السنوات الأخيرة. كنا مستشفى الشرق، وكنا جامعته، وكنا منارة في المنطقة والمحيط. ويكون علينا بالفعل، أن نسأل: لماذا هذا الفشل في الإدارة السياسية والاقتصادية والمصرفية والاستشفائية؟ وكيف حدثت عزلتنا عن العالم؟ وكيف صرنا نعتقد أننا وحدنا، وأننا ضحايا، وأن العالم يتخلى عنا أو يحاصرنا؟ إن هذه التساؤلات، هي الشغل الشاغل للبنانيين الآن، وقد نزل بهم الفقر والعجز، وتصدع مؤسسات العناية والرعاية في شتى المجالات. وهكذا، فإنه إذا كان واجب السلطات الأول، استعادة ثقة المواطنين بالجدية والجدوى، فإن واجبها الآخر، العودة للانفتاح على العرب والعالم، والصدق معهم، لكي نعود إلى خريطة العالم المعاصر كما كنا، تبادلا ومودة واهتماما متبادلا ومشاركة في الجديد والمتقدم".

وقال: "أيها اللبنانيون، الدولة لا بد لها من أن تتحمل مسؤولية ومواجهة ما نحن فيه اليوم، من فقر وجوع وبطالة، فالناس أموالها محتجزة ورهينة لدى المصارف، والمؤسسات العامة والخاصة في حال ترهل وانهيار، والشركات تقفل أبوابها الواحدة تلو الأخرى، والعمال يصرفون من أشغالهم بسبب الإفلاس، وتنتشر الأزمات في شتى المجالات. انطلاقا من هذا الواقع المؤلم، ندق اليوم ناقوس الخطر، لهول ما نحن فيه من وضع مأساوي، ولا يسعنا إلا أن نكون مع الدولة وإلى جانبها، للعمل معا من أجل لبنان واللبنانيين، الذين أصبحوا في حيرة من أمرهم في عيشهم وصحتهم ومستقبل أولادهم وبلدهم. ندعو إلى تحصين وحدتنا بالتعاون والتكافل والتضامن، لإنقاذ ما تبقى من لبنان. وهنا نسأل: أما آن الأوان لإطلاق سراح الموقوفين الإسلاميين وغيرهم وإغلاق هذا الملف نهائيا؟ لا بد من رفع الظلم عن المظلومين وإطلاق سراح المسجونين، بإصدار العفو العام الشامل، وإلا سنواجه مأساة في ظل تفشي وباء فيروس كورونا، الذي لا يزال جوالا في سماء بلدنا، على الرغم من كل الإجراءات الاحترازية. والتعقيم الذي تقوم به وزارة الداخلية مشكورة، واتخاذ كل التدابير، لعدم دخول هذا المرض الخبيث إلى السجون. ويا للمفارقة، عملاء العدو الإسرائيلي يطلق سراحهم خلال أشهر، والموقوفون الإسلاميون لا يبت أمرهم حتى الآن؟ بالفعل، أصبحنا في زمن عجيب غريب، ولم العجب؟ فقد أخبرنا رسول الله، صلى الله عليه وسلم، وهو الصادق المصدوق، بأنه في آخر الزمان ستنقلب المقاييس، يخون الأمين ويؤتمن الخائن".

أضاف: "أيها المسلمون، أيها اللبنانيون، نحتفي كل عام، وفي مثل هذه الأيام بالإسراء والمعراج، وهما حافلان بالمعاني والدلالات، معاني الترابط بين المساجد الثلاثة، في مكة والمدينة وبيت المقدس، وقبل ذلك وبعده، معاني اليقين، والثقة بالبصر والقلب والعقل، بالله عز وجل، ورحمته وفضله، وقد قال سبحانه وتعالى: ادعوني أستجب لكم. فنحن نتوجه إليه سبحانه بالدعاء، لكي يرحمنا، ويتفضل علينا برفع البلاء في الشدة واللأواء، والرحمة والتفضل تجاه الفقراء والمعوزين والمرضى بهذا الداء الوبيل، ورحمته وتفضله عز وجل بوطننا وإنساننا، وحاضرنا ومستقبلنا. فيا رب العالمين، كما أريت رسولك الكريم آياتك الكبرى في معراجه، نسألك للبلاد والعباد آيات الرحمة والمغفرة، ورفع الشدة والبلاء".

وتابع: "أيها المسلمون، أيها اللبنانيون، إن المقصد الرئيسي للشرع الحنيف، مقصد حفظ النفس أو الحياة. لذلك، ولأنه يغلب على الظن حدوث الإيذاء، نتيجة الاجتماع للصلوات في المساجد، فإن مقصد حفظ النفس يتقدم في هذه الحال، فلا بد من تجنب التجمع في المساجد، من أجل السلامة والحياة. أمران من الدين: دفع المفاسد، وجلب المصالح. وفي الأزمات يتقدم اعتبار دفع المفسدة، ولذا، الرأي بالفعل اتباع ما دعت إليه السلطات من البقاء في المنازل، لكي لا يعم الوباء. اللهم رب المستضعفين، لقد استغاث بك رسولنا الأكرم، ونحن نستغيث بك في هذا الهول بدعاء رسول الله إياك: اللهم إنا نعوذ بنور وجهك الذي أشرقت به الظلمات، وصلح عليه أمر الدنيا والآخرة، من أن تنزل بنا غضبك، أو يحل علينا سخطك، لك العتبى حتى ترضى، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم".

وختم دريان بدعاء قرآني: "ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا. ربنا ولا تحمل علينا إصرا كما حملته على الذين من قبلنا. ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به. واعف عنا، واغفر لنا، وارحمنا، أنت مولانا فانصرنا على القوم الكافرين".

 

المطران نصار... الى أبرشية

الكلمة اولاين/21 آذار/2020

يتمسك المطران الياس نصار بضرورة توليه أبرشية كرد اعتبار له، وهو يجري اتصالات مع مطارنة لتسليمه أبرشية صور، من خلال تصويتهم على هذا القرار في المجمع الذي ينعقد في حزيران.

هذا وقد وردنا بيان صادر عن المطران الياس نصار جاء فيه: "يستغرب صاحب السيادة ورود هذا الخبر على موقعكم دون تحديد مصدره أو إثبات مضمونه بالوقائع، ويهمّه أن يوضح بأن الخبر عارٍ عن الصحة ولا يمت للحقيقة بصلة ، وينفيه نفياً قاطعاً ، مع التأكيد بأن لمجلس المطارنة الموارنة الساميي الإحترام الحرية الكاملة في إتخاذ الخيارات والقرارات التي يرونها مناسبةً لما فيه خير الكنيسة وأبنائها ؛كما أنه ليس من شِيَم صاحب السيادة التواصل مع أحد لهدف خاص ؛ مع الإحترام الكامل للجميع؛ وهدفه خدمة الكنيسة من أي موقع كان به.

ويؤكّد سيادته أنه إبن الكنيسة وملتزم قراراتها وما يصدر عن صاحب النيافة والغبطة البطريرك وعن مَجْمَع أصحاب السيادة المطارنة الموارنة".

 

/New A/E LCCC Postings for todayجديد موقعي الألكتروني ل 21-22 آذار/2020

رابط الموقع
http://eliasbejjaninews.com

 

ماذا بعد أطلاق سراح عامر الفاخوري؟

الكولونيل شربل بركات/21 آذار/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/84350/%d8%a7%d9%84%d9%83%d9%88%d9%84%d9%88%d9%86%d9%8a%d9%84-%d8%b4%d8%b1%d8%a8%d9%84-%d8%a8%d8%b1%d9%83%d8%a7%d8%aa-%d9%85%d8%a7%d8%b0%d8%a7-%d8%a8%d8%b9%d8%af-%d8%a3%d8%b7%d9%84%d8%a7%d9%82-%d8%b3%d8%b1/

 

حزب الله الإرهابي يحتل لبنان وهو الكورونا والسرطان ونصرالله حكواتي وهوليوودي

الياس بجاني/20 آذار/2020

السيد هوليودي بامتياز. حكواتي يستخف بعقول الناس. لبنان يحتله الإيراني ونصرالله هو هذا الإيراني ولا حل دون تخليص لبنان من احتلاله.

حكواتي ومنافق انتقد وهدد كل يلي انتقدوا حزبه وتراخيه بخروج الفاخوري وقال بأن اميركا هي خطفت الفاخوري وهربته وزاد وازبد بهجومه على ترامب والإستعمار الأميركي..كلامه ببغائي ومتل الإسطوانة المكسورة.

 

نصرالله وبري واليسار وجماعة نفاق العروبة لا هني مقاومة ضد إسرائيل ولا من يحزنون

الياس بجاني/20 آذار/2020

ما في بلبنان مقاومة ومقاومين ضد إسرائيل، بل عصابات تابعة لإيران ويسار منتهي الصلاحية وعروبيين دجالين وطاقم سياسي ورسمي طروادي

 

سجون حزب الله

*ما الفرق بين سجون عامر الفاخوري وسجون وزنازين حسن نصر الله وبشار أسد وخامنئي؟/الشيخ حسن سعيد مشيمش

*”معتقلات” الضّاحية تشهد على فجر الحرّيّة.. “العمالة” واحدة في كلّ الأزمنة/طوني بولس/صوت بيروت

*فخامة الرئيس اللبناني حسن نصرالله/مرصد الشرق الأوسط وشمال افريقيا الإعلامي

*من أرشيف 2018: سجون حزب الله السرية وسط الأسواق… تفاصيل وشهادات مرعبة: تعرّضت لأبشع أنواع التعذيب والإذلال/سكاي نيوز

*من أرشيف 2019: سجون لحزب الله في لبنان وسوريا… ومحكومون عرب في حمايته/طوني بولس/اندبندت عربية

*من ارشيف 2015: وماذا عن فظائع سجون حزب الله وتلك الواقعة تحت هيمنته/الياس بجاني

http://eliasbejjaninews.com/archives/84364/%d8%a7%d9%84%d8%b4%d9%8a%d8%ae-%d8%ad%d8%b3%d9%86-%d8%b3%d8%b9%d9%8a%d8%af-%d9%85%d8%b4%d9%8a%d9%85%d8%b4-%d9%85%d8%a7-%d8%a7%d9%84%d9%81%d8%b1%d9%82-%d8%a8%d9%8a%d9%86-%d8%b3%d8%ac%d9%88%d9%86/

 

عامر الفاخوري، مسرحية حزب الله وسياسة ”تناسل الأزمات“/شارل الياس شرتوني/21 آذار/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/84360/%d8%b4%d8%a7%d8%b1%d9%84-%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%b4%d8%b1%d8%aa%d9%88%d9%86%d9%8a-%d8%b9%d8%a7%d9%85%d8%b1-%d8%a7%d9%84%d9%81%d8%a7%d8%ae%d9%88%d8%b1%d9%8a%d8%8c-%d9%85%d8%b3%d8%b1%d8%ad/

*حزب الله في أدائه يعتمد نهيلية سياسية لم تقف عند أي حد لا في السابق ولا اليوم.

*وموقف اخر صادر عن احد الناشطين في الحراكات المدنية، واصف الحركة، الذي ظهر على حقيقة دوره كاحد أدوات حزب الله، تضاف الى ذلك الحملة الإعلامية المحكمة التنسيق بين أبواق حزب الله في مختلف وسائل الإعلام.

*ان كل هذا الضجيج المفتعل ما هو الا عملية تغطية يعتمدها حزب الله من اجل تبرير سياسة القضم التي وصلت الى خواتيمها.

*ان الغموض الذي لف قضية تخلية سبيل عامر الفاخوري هو مقصود من قبل حزب الله، والقاضي العسكري اصدر قراره بناء على تعليمات من قيادة حزب الله

 

 

كورونا والعودة إلى الكهوف/راجح الخوري/الشرق الأوسط»/21 آذار/2020

Coronavirus and the Return to the ‘Cave/Rajeh Khoury/Asharq Al-Awsat/March 21/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/84356/84356/

 

The old Hezbollah era of intimidation and threats is over

Entrapping US citizens in Lebanon is not acceptable

Dr.Walid Phasres/Face Book/March 21/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/84382/dr-walid-phasres-the-old-hezbollah-era-of-intimidation-and-threats-is-over-entrapping-us-citizens-in-lebanon-is-not-acceptable/


القوات الإيرانية وحزب الله نقلوا مقرهم الرئيس من دمشق إلى حلب/موقع دبيكا/21 آذار/2020
Iran/Hizballah forces relocate HQ from Damascus to Aleppo/DEBKAflle/Mar 21, 2020
http://eliasbejjaninews.com/archives/84384/%d9%85%d9%88%d9%82%d8%b9-%d8%af%d8%a8%d9%8a%d9%83%d8%a7-%d8%a7%d9%84%d9%82%d9%88%d8%a7%d8%aa-%d8%a7%d9%84%d8%a5%d9%8a%d8%b1%d8%a7%d9%86%d9%8a%d8%a9-%d9%88%d8%ad%d8%b2%d8%a8-%d8%a7%d9%84%d9%84%d9%87/

القوات الإيرانية وحزب الله نقلوا مقرهم الرئيس من دمشق إلى حلب
موقع دبيكا/21 آذار/2020
في تقرير نشره موقع دبيكا اليوم أُفيد بأن الحرس الثوري الإيراني وحزب الله قد نقلوا مؤخراً مقرهم الرئيس من دمشق إلى محافظة حلب الشمالية وذلك حسبما كشفت مصادر عسكرية واستخباراتية للموقع. المقر الرئيسي في دمشق أفرغ ونقلت كل محتوياته إلى المقر الجديد الكائن في مدينة حلب.
المقر هذا هو أكاديمية الأسد العسكرية الكبيرة حيث بالإمكان استيعاب 7000 رجل مسلح.المقر الجديد محمي بالمدفعية الإيرانية المضادة للطائرات وقد أوكل الإيراني أمر حراسة الأكاديمية لمليشيا لحزب الله.