LCCC/ المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة الأخبار العربية ليوم 20 آذار/2019

اعداد الياس بجاني

 

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/eliasnews19/arabic.march20.19.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

الزوادة الإيمانية لليوم/تعليقات الياس بجاني وخلفياتها/الأخبار اللبنانية/المتفرقات اللبنانية/الأخبار الإقليمية والدولية/المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة/المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود وغيرها

 

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

إِنَّ العَذْرَاءَ تَحْمِلُ وتَلِدُ ٱبْنًا، ويُدْعَى ٱسْمُهُ عِمَّانُوئِيل

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياته

بالصوت والنص/الياس بجاني/تأملات إيمانية ووجدانية في سيرة وفضائل مار يوسف البتول في ذكرى عيده السنوي

الياس بجاني/لا دين للإجرام ولا مذهب

الياس بجاني/بالصوت والنص/تأملات وجدانية وإيمانية في عبر ومفاهيم عجيبة شفاء النازفة

 

عناوين الأخبار اللبنانية

ولاية الفقيه...ام ولاية الدستور/ادمون الشدياق/فايسبوك

تقرير للأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش: أسلحة "حزب الله" تعرّض استقرار لبنان والمنطقة للخطر.

اسرائيل تجنبت لمرات الحرب مع حزب الله باللحظة الأخيرة

ديل كول: اليونيفيل وثقت وجود 6 أنفاق في منطقة كفركلا

اليونيفيل احتفلت بالذكرى 41 على تأسيسها دل كول: وجودنا للحفاظ على السلام وحماية المدنيين وتعزيز قدرات الجيش وتطبيق ال 1701

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الثلاثاء 19/3/2019

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الثلثاء في 19 آذار 2019

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

الخارجية: ارتفاع كلفة فتح صالون الشرف دفعنا الى فرض تطبيق مبدأ المعاملة بالمثل

عطاالله دعا الى قداس التوبة تخليدا لشهداء حرب الجبل: المصالحة فعل إيمان بلبنان وسنعمل على إقفال جميع ملفات المهجرين

هذه قصّة «مرض» عون/عبدالله قمح/ليبانون ديبايت

كلفه عميل اسرائيلي فار.. لبناني كندي يخترق بيئة "حزب الله"

كويت تعتقل "رجل" الأسد ومعاونين لبنانيين له

ارتفاع عدد القضاة الفاسدين .. والحبل عالجرار/أليزابيت أبو سمره/ الكلمة أونلاين

خير الكلام ما قَلَّ ودَلَّ/الشيخ حسن سعيد مشيمش

يعقوبيان: "حزب 7" صوّر الفيلم المسيء لي وأعطاه لشخص في "التيار" لنشره

التقارب بين الحريري وريفي يتعزز ويؤسس لتعاون سياسي وانتخابي/يوسف دياب/الشرق الاوسط

ارقام خطيرة في ميزانية المؤسسات الدينية... موقعنا يكشفها بالتفاصيل

السيد نصرالله .. ألن تُسأل يوم القيامة عن احتضان باسيل/د. أحمد خواجة/لبنان الجديد

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

مهاجم يطعن أربعة بمدرسة في أوسلو

الشرطة الهولندية ترجّح وجود دافع إرهابي لـ«حادث أوتريخت»

ترمب يتبرع بربع راتبه السنوي لوزارة الأمن الداخلي

مقتل 35 من «طالبان» وتدمير مخبأ للأسلحة في قندوز

أميركا قد تزيد عدد قواتها في سوريا إذا لم يحصل تقدم في المحادثات مع أنقرة

قوات سوريا الديمقراطية تتقدّم في الباغوز وتأسر 157 «داعشياً»

المبعوث الدولي يبحث في دمشق مع «معارضة الداخل» ملف المعتقلين

دمشق تهدد باستعادة إدلب وشرق سوريا بـ«المصالحة أو القوة»

رئيس الأركان العراقي يعلن قرب فتح المنفذ الحدودي... ونظيره الإيراني يؤكد بقاء قواته لـ«محاربة الإرهاب»

بوتفليقة وافق على تسليم السلطة إلى رئيس منتخب «في ظل دستور جديد»

موسكو ترفض أي تدخّل خارجي في الشؤون الجزائرية

الحوار السني ـ العلوي السوري يشكل مجلساً لتنفيذ «وثيقة العيش المشترك»/جرى بعلم دمشق ومشاركة شخصيات من الداخل والخارج... و «الشرق الأوسط» تنشر وثيقتيه

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

رقصة "التانغو" بين الحريري وباسيل: تعبيرات عنيفة لشراكة متينة/منير الربيع /المدن

الحريري يعود بلا وديعة من الرياض ويترقب بقلق زيارة «بومبيو»/علي الأمين/جنوبية

«حزب الله» يصوِّب على عهد رفيق الحريري/طوني عيسى/جريدة الجمهورية

بومبيو في بيروت: رسائــل «واضحة وقاسية»/جورج شاهين/جريدة الجمهورية

ما طلبه «المانحون» قد يُفجِّر الحكومة/كلير شكر/جريدة الجمهورية

حزننا واحد/أنطونيو غوتيريش/جريدة الجمهورية

الحريري ـ باسيل: اشتباك ملفات لا اشتباك حكومة/نقولا ناصيف/الاخبار

أزمة «ليسيه عبد القادر»: ديوان المحاسبة يسائل بلدية بيروت/فاتن الحاج/الأخبار

لقاء حواري في مركز الحضارة: الابعاد المعرفية واللاهوتية للحوار الاسلامي- المسيحي/قاسم قصير

قضية «بنت الحارس»/د.مصطفى علوش/جريدة الجمهورية

شركات الإسمنت: صناعة الموت بحماية الدولة/تحقيق  ليا القزي/الأخبار

الإرهابيون المسلمون والإرهابيون غير المسلمين/حسين عبدالحسين/الحرة

جريمة نيوزيلندا وانهيارات المجتمعات/عبد الرحمن الراشد/الشرق الاوسط

في ظرف القائل وظرافة القول/سمير عطا الله/الشرق الاوسط

في ذكرى الشيخ المتواضع جورج/تركي الدخيل/الشرق الاوسط

تركيا مع العرب... التاريخ يعيد نفسه/أمل عبد العزيز الهزاني/الشرق الاوسط

السيستاني والبراغماتية/نديم قطيش/الشرق الاوسط

جوناثان سباير/فورين بوليسي: الحرب السورية تحولت الى 3 حروب/ليبانون فايلز

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

الحريري: الخلافات السياسية مقتل لبنان والخروج من الأزمة الاقتصادية بتنفيذ إصلاحات سيدر ودعم القطاعات الإنتاجية وأولها السياحة

بري عرض مع ميقاتي الاوضاع الراهنة والتقى مكية ووفدا انجيليا

الراعي استقبل سفير كوبا واوغاسابيان وشبيب واطلع من اتحاد نقابات موظفي المصارف على معاناته

باسيل: مصلحتنا الا ننحاز بالمطلق في القضايا الاقليمية ولنا مصلحة في تنفيذ شروط سيدر ونحتاج لحلة استنفار اقتصادية

كرامي استقبل البخاري : نؤكد معا على الروابط العميق التي تجمع بين الشعبين اللبناني والسعودي

التيار المستقل: هل قضي على الفساد بالقبض على بعض الكتبة والسماسرة من غير المحظوظين؟

كتلة المستقبل أكدت موقفها في مكافحة الفساد: تصعيد المواقف لن يجدي نفعا في معالجة المشكلات ومؤتمر بروكسل 3 كان الأنجح

كنعان بعد اجتماع التكتل: حث الحكومة على الانتاج ليس استهدافا لأحد ونؤكد على كل تفاهماتنا تحت سقف مبادئنا

 

في أسفل تفاصيل النشرة الكاملة

الزوادة الإيمانية لليوم

مَنْ أَرَادَ أَنْ يَتْبَعَنِي، فَلْيَكْفُرْ بِنَفْسِهِ ويَحْمِلْ صَلِيْبَهُ ويَتْبَعْنِي، لأَنَّ مَنْ أَرَادَ أَنْ يُخَلِّصَ نَفْسَهُ يَفْقِدُهَا، ومَنْ فَقَدَ نَفْسَهُ مِنْ أَجْلِي يَجِدُهَا

إنجيل القدّيس متّى16/من24حتى28/”قَالَ الرَبُّ يَسُوعُ لِتَلامِيْذِهِ: «مَنْ أَرَادَ أَنْ يَتْبَعَنِي، فَلْيَكْفُرْ بِنَفْسِهِ ويَحْمِلْ صَلِيْبَهُ ويَتْبَعْنِي، لأَنَّ مَنْ أَرَادَ أَنْ يُخَلِّصَ نَفْسَهُ يَفْقِدُهَا، ومَنْ فَقَدَ نَفْسَهُ مِنْ أَجْلِي يَجِدُهَا. فَمَاذَا يَنْفَعُ الإِنْسَانَ لَوْ رَبِحَ العَالَمَ كُلَّهُ وخَسِرَ نَفْسَهُ ؟ أَو مَاذَا يُعْطِي الإِنْسَانُ بَدَلاً عَنْ نَفْسِهِ؟  فَإِنَّ ٱبْنَ الإِنْسَانِ سَوْفَ يَأْتِي في مَجْدِ أَبِيْه، مَعَ مَلائِكَتِهِ، وحينَئِذٍ يُجَازِي كُلَّ وَاحِدٍ بِحَسَبِ أَعْمَالِهِ. أَلحَقَّ أَقُولُ لَكُم: إِنَّ بَعْضًا مِنَ القَائِمِينَ هُنَا لَنْ يَذُوقُوا المَوت، حَتَّى يَرَوا ٱبْنَ الإِنْسَانِ آتِيًا في مَلَكُوتِهِ».

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياته وتغريدات متفرقة

بالصوت والنص/الياس بجاني/تأملات إيمانية ووجدانية في سيرة وفضائل مار يوسف البتول في ذكرى عيده السنوي

http://eliasbejjaninews.com/archives/73053/%d8%a8%d8%a7%d9%84%d8%b5%d9%88%d8%aa-%d9%88%d8%a7%d9%84%d9%86%d8%b5-%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%aa%d8%a3%d9%85%d9%84%d8%a7%d8%aa-%d8%a5%d9%8a%d9%85%d8%a7%d9%86-4/

بالصوت فورمات/MP3/الياس بجاني/تأملات إيمانية ووجدانية في سيرة وفضائل مار يوسف البتول/19 آذار/19/اضغط هنا للإستماع للتأملات

http://www.eliasbejjaninews.com/newmp3.17/elias.saint youssef 19 march.mp3

بالصوت فورمات/WMA/الياس بجاني/تأملات إيمانية ووجدانية في سيرة وفضائل مار يوسف البتول/19 آذار/19/اضغط هنا للإستماع للتأملات

http://www.eliasbejjaninews.com/newwma17/elias.saint youssef.wma

 

تأملات في ذكرى عيد ما يوسف البتول

سيرة القديس يوسف البتول

وُلد مار يوسف البتول في بيت لحم حوالي 25 ق.م.، هو ابن عالي بن متثاث. إنتقل مع أهله ليعيش في الناصرة، بالقرب من رجل وإمرأة طاعنين في السنّ لم يرزقا ولداً. ولما بلغ الخامسة من عمره، حملت الجارة وأنجبت ابنة دعتها مريم تعلّق قلبه بها ولمّا بلغ الثامنة عشرة من عمره، إقترن بها. وقبل أن يسكنا تحت سقف واحدٍ، وُجدت حاملاً من الرّوح القدس. همّ بتخليتها سرّاً لكنّ الربّ تدخّل في الحلم وطلب منه أن يأخذ مريم إلى بيته. فأنجبت يسوع الإبن الإلهي في بيت لحم. هرب به من وجه هيرودس إلى مصر ثمّ عاد وسكن في الناصرة. ولمّا بلغ يسوع سنّ الرّشد فارق يوسف الحياة مائتاً بين يدي يسوع ومريم. هو حارس الفادي ومربّيه، والمدافع عن بتولية مريم والبارّ الصدّيق الذي امتاز بصمته وتتميمه إرادة الله في كلّ مراحل حياته.

 

لا دين للإجرام ولا مذهب

الياس بجاني/17 آذار/19

أقيمت اليوم في كل الكنائس الكاثولوكية الكندية الصلاة لراحة أنفس ضحايا الجامعين في نيوزلندا والطائرة الأثيوبية. في مفهوم إيمان الدين المسيحي فإن جسد الإنسان هو هيكل الله وكل من يتطاول أو يؤذي هذا الجسد بأي شكل من الأشكال فهو يعتدي على الله سبحانه تعالى. يبقى أن لا دين للإجرام ولا مذهب. ليتغمد الله برحمته أنفس كل ضحايا العنف والإرهاب والكراهية في دول العالم.

 

أحد شفاء النازفة ونزفنا الإيماني القاتل

الياس بجاني/17 آذار/19

http://eliasbejjaninews.com/archives/73024/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%a8%d8%a7%d9%84%d8%b5%d9%88%d8%aa-%d9%88%d8%a7%d9%84%d9%86%d8%b5-%d8%aa%d8%a3%d9%85%d9%84%d8%a7%d8%aa-%d9%88%d8%ac%d8%af%d8%a7%d9%86/

فالتفت يسوع فرآها وقال: ثقي يا ابنتي، إيمانك شفاك، فشفـيت المرأة من تلك الساعة”. (متى9/22(

من منا لا ينزف بقيمه وعلاقاته وممارساته وإيمانه وأسس ومفاهيم الرجاء في هذا الزمن “المحل” الذي ابتعدنا فيه عن تعاليم الإنجيل المقدس.

نعم ابتعدنا وانحرفنا وتخلينا عن القيم والمبادئ وانغمسنا في مجتمع استهلاكي أغرقنا دون رحمة وحدود وقيود في أفخاخ الأنانية الشيطانية وأصابنا بعاهة “الأنا” القاتلة التي أمست قبلتنا ومرادنا.

مؤسف أننا على مقاس نزوات هذه “الأنا” الخادعة والمضللة نفصل حياتنا، وعلى هداها ننسق تصرفاتنا، وطبقاً لرغباتها نجير أقوالنا وأنشطتنا وعلاقتنا مع الآخرين.

الأنانية القاتلة فككت أواصل العائلة التي هي حجر أساس الأوطان والمجتمعات، وغيبت عن قلوبنا وضمائرنا المحبة فحل الظلام في داخلنا ووقعنا في التجارب وانحرفنا عن طريق الخلاص القويم الذي رسمه لنا السيد المسيح بدمه من على الصليب.

خسرنا كل شيء لأننا خسرنا أنفسنا وتعامينا عن قول المعلم: “ماذا ينفع الإنسان لو ربح العالم كله وخسر نفسه”.

نعم وقعنا في فخاخ إبليس وفي تجاربه بسبب قلة إيماننا وبنتيجة انجرارنا الأعمى وراء مقتنيات الدنيا من مال ونفوذ وسلطة. لهذا نحن ننزف دون انقطاع في كل مرة نرتكب فيها الخطيئة التي هي الموت.

ننزف عندما لا نقاوم الشر ونغرق أكثر وأكثر في أطماعنا والشهوات.

ننزف عندما لا نحب ونغفر ونسامح ونعمل الخير ونصلي ونبشر بكلمة الرب وتعاليمه.

ننزف في عقولنا ووجداننا وقلوبنا عندما نبتعد عن الإيمان ونقع في التجارب.

ننزف عندما نرضى أن تستهوينا وتغرينا ملذات هذا العالم الترابي الفاني.

ننزف عندما لا نخاف الله في علاقاتنا مع بعضنا البعض ومع أولادنا وعائلاتنا.

ننزف عندما نبتعد هن جوهر المحبة التي هي الله والتي بأبهى صورها تتجسد ببذل الذات في سبيل الآخرين.

ننزف عندما نسمح لنزوات الطمع والحسد والجشع أن تتحكم في حياتنا.

ننزف عندما نعبد ممتلكات هذه الدنيا الفانية ونبتعد عن عبادة الله ونكفر بتعاليمه.

ننزف عندما لا نحافظ على دم الشهداء ولا نحترم تضحيات الذين قدموا أنفسهم قرابين على مذبح وطننا وشهدوا للحق ولم يتجابنوا.

ننزف لأننا نوالي قادة وسياسيين وأحزاب يتاجرون بمصيرنا ولقمة عيشنا ووطننا.

نزف لأننا قبلنا وضعية العبيد والأغنام ورضينا العيش في الزرائب.

وهل نسأل بعد لماذا تحول وطننا الغالي لبنان إلى ساحة حروب للآخرين وفقدنا استقلالنا وسيادتنا؟

لا خلاص لنا ولا وقف لنزفنا إلا بالتوبة والصلاة والصوم وعمل الكفارات. إن الرب غفور ومسامح ومحب يريد مساعدتنا ووقف نزفنا إن قصدناه وطلبنا منه الشفاء بتقوى وإيمان ورجاء كما فعلت المرأة النازفة.

الرب افتدانا بابنه الوحيد واعتقنا من نير عبودية الخطيئة الأصلية ودلنا على طريق الخلاص، لكنه ترك لنا إما خيار السير عليه لإدراك البيت التي شيده لنا في ملكوته حيث لا وجع ولا عذاب ولا بغض، أو الضياع والإبتعاد عن هذا الطريق وسلوك مسالك الشر حيث يكون المنتهي في الجحيم حيث البكاء وصريف الأسنان والنار التي لا تنطفئ والدود الذي لا يهدأ.

في هذا الأحد دعونا نأخذ العِّبر من إيمان المرأة النازفة فنقوي إيماننا وثقتنا بالله وبقدرته وبمحبته وبنعمة المغفرة التي يعطيها لمن يسعى منا إليها صادقاً وتائباً “هو الذي يغفر جميع آثامك ويشفي جميع أمراضك” (مزمور 103: 3)

لنصلي من أجل خلاص وطننا الغالي لبنان، ومن أجل وقف النزف الذي أصاب مؤسساته، ومن اجل قادته إلى طرق الإيمان والعدل والشهادة للحق.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

رابط موقع الكاتب الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

*عنوان الكاتب الألكتروني

phoenicia@hotmail.com

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

ولاية الفقيه...ام ولاية الدستور.

ادمون الشدياق/فايسبوك/19 آذار/19

نسمع من وقت لأخر انه يمكن التحالف مع حزب الله لما بيسلم سلاحه للجيش و يكون ولاؤه فقط للبنان وبعد ذلك فلن يكون هناك حاجز للتحالف. التحالف غيرممكن مع حزب يؤمن بأتباع امر وسلطة ولاية الفقيه ( اي بتحكم شخص غير لبناني بلبنان وسيادته ) وامين عام الحزب صرح بانه يفتخر بان يكون جندي صغير عند ولي الفقيه. ومع حزب ما زال يؤمن باسلمة لبنان وجعله دولة اسلامية يعيش فيها المسيحي باحكام اهل الذمة، بحزب لا يؤمن بالتعددية الدينية المتساوية وبسيادة دين على دين ، حزب لا يؤمن بالقرار الوطني لأن قراره نابع من مصدر ومرجع سياسي خارجي وان كان دينياً ، حزب لا يؤمن بالدستور اللبناني لأنه في الدولة الاسلامية لا مرجعية الا للقرأن والدستور ينتفي بحكم وجود احكام تعلو عليه وتنقضه اذا اختلفت معه . بسلاح او بدون سلاح لا يمكن التحالف مع حزب الله الا اذا تخلى عن ايديولجيته وهو لن يفعل لان سبب وجوده سينتفي. هناك حزبان لا يمكن التحالف معهم بدون ضرب عقيدتنا هما حزب الله والحزب السوري القومي الاجتماعي للأسباب التي كلنا ولا شك نعرفها. المنادين بكعاية ربط التحالف بعودة حزب الله الى لبنانيته يعرفون ان الفكرة ضربة كم لأنهم لا يصدقونها هم انفسهم بل هي للاستهلاك الحزبي وأغنام القطيع، وهم على يقين ويعرفون ان حزب الله لا يمكنه العودة الى لبنانيته بدون ضرب ايديولجيته والتي هي سبب وعلة كيانه ومبرر وجوده. وبالتالي التحالف هو من سابع المستحيلات اقله مع حزب الله الذي نعرفه حتى هذه الساعة والذي لا يؤمن بسيادة لبنان والدولة اللبنانية بل يؤمن بسيادة ولاية الفقيه واقامة دولة اسلامية.

 

تقرير للأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش: أسلحة "حزب الله" تعرّض استقرار لبنان والمنطقة للخطر.

الشرق الاوسط/19 آذار/19

http://eliasbejjaninews.com/archives/73117/un-chief-hezbollah-weapons-threaten-stability-%d8%aa%d9%82%d8%b1%d9%8a%d8%b1-%d9%84%d9%84%d8%a3%d9%85%d9%8a%d9%86-%d8%a7%d9%84%d8%b9%d8%a7%d9%85-%d9%84%d9%84%d8%a3%d9%85%d9%85-%d8%a7%d9%84%d9%85/

هيمن شبح أسلحة "حزب الله" على أحدث تقرير للأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، بشأن تطبيق القرار ‏‏1701، إذ عبّر عن "قلق شديد" من أن يؤدي ذلك إلى تعريض "استقرار لبنان والمنطقة للخطر". وفي إشارة ‏ضمنية إلى إيران، طالب الدول الأعضاء بـ"القيام بواجباتها" لجهة عدم تزويد الكيانات والأفراد في لبنان بالسلاح ‏والعتاد الحربي. وطالب الحكومة اللبنانية باتخاذ "كل الإجراءات الضرورية" لنزع أسلحة الميليشيات تطبيقاً لاتفاق ‏الطائف والقرارات الدولية.

ورحب الأمين العام للمنظمة الدولية في أحدث تقرير له حول تنفيذ القرار 1701، بتشكيل الحكومة اللبنانية الجديدة، ‏مهنئاً الرئيس سعد الحريري على "هذا الإنجاز". ولاحظ انضمام أربع نساء إلى الحكومة، مشجعاً السلطات اللبنانية ‏على "بذل المزيد من الجهود لضمان المشاركة الكاملة والفاعلة للمرأة في السياسة اللبنانية". واعتبر أنه "من المهم ‏الآن أن يعالج مجلس الوزراء التحديات الأمنية والسياسية والاقتصادية المتشعبة التي تواجه لبنان". وحض خصوصاً ‏على "تسريع وتيرة التقدم في تنفيذ الإصلاحات البنيوية والمالية، ولا سيما التي جرى التوافق عليها في مؤتمر سيدر ‏‏(لدعم لبنان)، من أجل معالجة الوضع الاقتصادي المتردي". وطالب غوتيريش الحكومة الجديدة بأن "تمتثل لسياسة النأي بالنفس التي اعتمدها لبنان، انسجاماً مع بيان بعبدا لعام ‏‏2012"، وبأن "تتوقف كل الأطراف اللبنانية وجميع اللبنانيين عن التورط في الحرب السورية وغيرها من النزاعات ‏في المنطقة"، مندداً بـ"التحرك المزعوم للمقاتلين والمعدات الحربية عبر الحدود اللبنانية - السورية".

ودعا الطرفين إلى "مضاعفة جهودهما في اتجاه الامتثال التام للقرار 1701 من أجل الحفاظ على مرحلة الهدوء التي ‏سادت خلال السنوات الأخيرة وتوطيدها". وشدد على أن "الالتزام المتواصل من كل الأطراف بالقرار 1701 لا يزال ‏مهماً لاستقرار لبنان والمنطقة"، لافتاً إلى أن "عدم الامتثال يزيد خطر التوترات واحتمال التصعيد إلى أعمال ‏عدائية". وعبَّر عن "القلق البالغ" حيال وجود أنفاق عبر الخط الأزرق، مشجعاً "القوات المسلحة اللبنانية" على ‏‏"إجراء كل التحقيقات اللازمة على الجانب اللبناني"، من أجل "التأكيد أن الأنفاق لم تعد تشكل خطراً أمنياً". وكذلك ‏عبّر عن "القلق من الخطابات النارية من الطرفين في ما يتعلق بالوضع على طول الخط الأزرق، مما يزيد خطر ‏حصول سوء حسابات وتصعيد إلى نزاع". وشجع الطرفين "بقوة" على التوصل إلى اتفاق على التقدم من أجل "حل نقاط الخلاف الموجودة على طول الخط ‏الأزرق"، مؤكداً أن "الأعمال الأحادية في هذه المناطق تصعّد التوترات على طول الخط الأزرق ويجب تلافيها"، ‏مبدياً استعداد المنسق الخاص للأمم المتحدة في لبنان يان كوبيش، وقائد القوة الموقتة للأمم المتحدة في لبنان "يونيفيل" ‏الجنرال ستيفانو ديل كول، لمد يد العون في هذا الإطار. وإذ شدد على حرية تحرك عناصر "يونيفيل" في منطقة ‏عملياتهم، عبّر عن "القلق لأن القوة الموقتة لم تتمكن من الوصول إلى أماكن شمال الخط الأزرق فيما يتصل باكتشاف ‏أنفاق جنوب الخط الأزرق"، فضلاً عن "القلق أيضاً لأن نتائج تحقيق القوات المسلحة اللبنانية في أحداق بلدة مجدل ‏زون في 4 أغسطس (آب) 2018 تختلف عن نتائج تحقيق (يونيفيل)"، فضلاً عن أن السلطات اللبنانية لم تتخذ أي ‏إجراء ضد المهاجمين. وجدد المطالبة بأن "تفي هذه السلطات بمسؤوليتها لضمان التحرك غير المعرقل لعناصر ‏‏(يونيفيل)، والمحاسبة التامة لمن يهاجمون حفظة السلام".

وكذلك عبّر كبير الموظفين الدوليين عن "القلق البالغ" من استمرار الطلعات الجوية للطيران الحربي الإسرائيلي، ‏موضحاً أنها "تشكل انتهاكاً للقرار 1701 والسيادة اللبنانية". وكذلك هي الحال بالنسبة إلى استمرار احتلال الشطر ‏الشمالي لبلدة الغجر والمنطقة المحاذية لها شمال الخط الأزرق، مندداً بـ"كل الانتهاكات للسيادة اللبنانية"، ومطالباً ‏إسرائيل بوقفها. وإذ رحب بانخراط الجيش اللبناني مع "يونيفيل" في "تطوير استراتيجية انتقالية كي تتولى البحرية ‏اللبنانية تدريجياً مسؤوليات المهمة البحرية لـ(يونيفيل)"، دعا إلى "إحراز تقدم سريع" في هذه العملية.

كرر غوتيريش أن "الاعتراف الذاتي المتكرر بالاحتفاظ بأسلحة غير مرخصة خارج سيطرة الدولة من (حزب الله) ‏وغيره من الجماعات المسلحة، في انتهاك للقرار 1701، يبعث على القلق الشديد ويعرّض للخطر استقرار لبنان ‏والمنطقة"، مضيفاً أن "الادعاءات عن نقليات أسلحة غير مرخصة إلى جماعات مسلحة غير تابعة للدولة في لبنان لا ‏تزال أيضاً مبعث قلق بالغ". وأوضح أن الأمم المتحدة "ليست في وضع يمكّنها من التحقق من هذه التقارير بصورة ‏مستقلة"، لكن "إذا ثبت ذلك، فإن النقليات تشكل انتهاكاً خطيراً للقرار 1701"، مطالباً الدول الأعضاء بأن "تقوم ‏بواجباتها بموجب القرار 1701 لمنع البيع أو التزويد بالأسلحة أو المعدات ذات الصلة بها لكيانات أو أفراد في لبنان". ‏وكذلك حض الحكومة اللبنانية على "اتخاذ كل الإجراءات الضرورية لضمان التنفيذ الكامل للبنود ذات الصلة في ‏اتفاقات الطائف والقرارين 1559 و1680، والتي تطلب نزع أسلحة كل الجماعات المسلحة في لبنان

 

اسرائيل تجنبت لمرات الحرب مع حزب الله باللحظة الأخيرة

المدن - لبنان | الثلاثاء 19/03/2019 /قال رئيس أركان الجيش الإسرائيلي السابق، غادي إيزنكوت، في كلمة له في مؤتمر نتانيا للأمن، أن حزب الله كان لديه مخطط مهيب لمفاجأة إسرائيل، بدخول خمسة الآف مقاتل عبر الأنفاق التي حفرها. لكن الحزب لم يتمكن من تنفيذ مخططه، خصوصاً أن إسرائيل كشفته منذ قرابة أربعة أعوام، وتعاملت معه منذ ثلاثة أشهر عبر تحييد الأنفاق. وأضاف أن إسرائيل ما زالت مستمرة بأذية قدرات الحزب لتنفيذ المخطط ذاته. وكشف إيزنكوت: "خلال ثلاث سنوات خلت، كان هناك أحداث عدّة كادت تؤدي إلى اشتعال حرب، وبأن إسرائيل تجنبت الأمر في اللحظات الأخيرة. فقد كانت إسرائيل تعمل على منع إيران من تحقيق حلمها في الحصول على السلاح النووي، وهيمنتها على المنطقة، واتخذت إجراءات أمنية بقيت بعيدة عن الأعين وقامت بتدمير أهداف إيرانية. واعتبر أن إسرائيل تواجه أربعة تهديدات، ثلاثة منها تاريخية، وواحدة جديدة. فالتهديد الأول، يتمثل في السلاح غير التقليدي، الذي تمّ التخفيف من حدته، بفضل الاتفاق النووي بين إيران والدول الغربية. والتهديد الثاني تمّ التعامل معه بفضل اتفاقات السلام. والتهديد الثالث ما زال يؤرق جنرالات الجيش، ويتمثّل في نشوب حرب العصابات. أما التهديد الرابع فيكمن بالتهديد السيبراني والاعتداءات التي تتعرض لها إسرائيل بشكل قوي، وهو تهديد معتبر وسيبقى الشغل الشاغل لإسرائيل في المستقبل.

 

ديل كول: اليونيفيل وثقت وجود 6 أنفاق في منطقة كفركلا

الثلاثاء 19 آذار 2019/وطنية - قال القائد العام ل"اليونيفيل" اللواء ستيفانو ديل كول خلال لقاء مفتوح مع الاعلاميين في الناقورة ان "اليونيفيل توثق الخروقات على جانبي الخط الازرق وترفعها في تقارير دورية الى الامم المتحده"، معتبرا ان "استمرار اسرائيل في احتلالها للشطر الشمالي من الغجر يشكل خرقا دائما للقرار 1701". وأشار الى ان "اليونيفيل وثقت وجود 6 أنفاق في منطقة كفركلا، تقطع الخط الازرق، وهذا خرق"، لافتا الى "بعض الخروقات التي تحصل احيانا في القطاع الشرقي ولا سيما في مواسم الصيد، وتتم معالجتها سريعا". وشدد على "اهمية العمل في آليه الارتباط المعتمدة والاجتماعات الثلاثية التي تحد بشكل كبير من حصول خروقات واحداث على الارض". وكشف ديل كول ان "الامم المتحدة أضافت بعض التعديلات او الزيادات على القرار 1701 من دون ان تمس بجوهره. ففي خلال العام 2017 عززت قوات اليونيفيل دورياتها على الارض، وفي العام 2018 وضعت خطة لتعزيز قدرات البحرية التابعة للجيش اللبناني، لان اليونيفيل بدأت بالخفض من البحرية التابعة لها". وأشار الى دور "اليونيفيل" في حمايه المدنيين والاطلاع على حاجاتهم من خلال مكتب الشؤون المدنيه الذي يتواصل بشكل دائم مع البلديات. وعن بناء العدو الاسرائيلي الجدار الاسمنتي وما إذا كان يشكل حدودا، فضلا عن وضع بوابات حديديه في الجدار مقابل كفركلا، قال ديل كول ان "عمليه بناء الجدار تعود لسنوات سابقة، وان اسرائيل قامت ببنائه على بعد حوالى 100 متر الى الجنوب من الخط الازرق، وذلك بعد تدخل اليونيفيل كي لا تبنى في المناطق المتحفظ عليها". وسئل عن البوابات الحديدية، فقال "ان إسرائيل بررت ذلك بأنه من أجل تمكنها من تفقد الجدار".

 

اليونيفيل احتفلت بالذكرى 41 على تأسيسها دل كول: وجودنا للحفاظ على السلام وحماية المدنيين وتعزيز قدرات الجيش وتطبيق ال 1701

الثلاثاء 19 آذار 2019 /وطنية - احتفلت قوات الامم المتحدة المؤقتة في جنوب لبنان بالذكرى الواحدة والاربعين على تأسيسها في جنوب لبنان وذلك في احتفال اقيم في المقر العام لليونيفيل في الناقورة، بحضور رئيس بعثة اليونيفيل القائد العام لها اللواء ستيفانو دل كول، قائد الجيش جوزيف عون ممثلا بقائد قطاع جنوب الليطاني العميد الركن روجيه كرم، مدير عام قوى الامن الداخلي اللواء عماد عثمان ممثلا بقائد منطقة الجنوب الاقليمية في قوى الامن الداخلي العميد الركن غسان شمس الدين، المدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم ممثلا بالعقيد فوزي شمعون، المدير العام لأمن الدولة اللواء طوني صليبا ممثلا بالمدير الاقليمي لمديرية امن الدولة في الجنوب العميد المهندس نواف الحسن، نائب بلدية صور صلاح صبراوي، قائد القطاع الغربي لليونيفيل الجنرال ديوداتو ابانيارا، رئيس اساقفة صور للموارنة المطران شكرالله نبيل الحاج، مفتي صور وجبل عامل الشيخ حسن عبدالله ممثلا بالشيخ ربيع قبيسي، الناطق الرسمي لليونيفيل اندريا تننتي، وكبار ضباط الجيش وقادة الكتائب الدولية المشاركة في اليونيفيل وموظفين فيها.

بداية استعرض دل كول ثلة من الجنود الدوليين على وقع الموسيقى ثم عزف النشيدين الامم المتحدة ولبنان، بعدها وضع دل كول والعميد حلو اكليلين من الزهر على النصب التذكاري لضحايا اليونيفيل، ثم قلد دل كول 50 ضابطا اوسمة السلام باسم الامين العام للامم المتحدة تقديرا لجهودهم ولدورهم في عملية السلام في جنوب لبنان. والقى اللواء دل كول كلمة أكد فيها ان "وجود اليونيفيل هو لخدمة الشعب اللبناني، والحفاظ على السلام وحماية المدنيين وتعزيز قدرات الجيش اللبناني، والسير نحو وقف دائم لاطلاق النار في اطار ولايتنا وقرار مجلس الامن الدولي 1701 والقرارات ذات الصلة".

وقال: "سنمضي بتطبيق القرار 1701، والقرارات ذات الصلة المعترف بها من قبل الامم المتحدة والمجتمع المدني والحكومة اللبنانية على انه الطريق الوحيد للسلام الدائم".

واضاف: "يسرني ان ارحب بكم في الناقورة لمناسبة الذكرى الواحدة والاربعين لتأسيس قوات الامم المتحدة المؤقتة في لبنان، بينما نجتمع هنا اليوم في هذه المناسبة ندرك انه ليس وقتا للاحتفال بل للتفكر والتذكير وما هو بالنسبة لنا سوى دليل واضح على التزام المجتمع الدولي والامم المتحدة بالدولة اللبنانية وشعبها بعد واحد واربعين عاما من عمليات حفظ السلام"، واشار "ان الحروب التي من الممكن ان تندلع في اية لحظة تتطلب اجيالا لكي تندمل"، وأكد ان "اليونيفيل حاضرة لدعمكم في تضميد الجراح التي خلفتها تلك الحروب".

وقال: "انه لشرف لي ان اخاطبكم كرئيس بعثة وقائد عام لليونيفيل، ان العديد من الاشياء قد تغيرت ولاحظنا تقدما كبيرا خلال الواحد والاربعين سنة الماضية ومع اليونيفيل في العام 2019 تختلف كثيرا عن البعثة التي بدأت لكنها ما زالت مهمة حفظ السلام بالمعنى التقليدي، وعلينا التطلع الى الامام حيث يجب ان نكون اذا اردنا تحقيق سلام دائم في جنوب لبنان". واضاف: "اسمحوا لي ان اشارككم رؤيتي وهي: الحفاظ على السلام وحماية المدنيين وتعزيز قدرات الجيش اللبناني والسير نحو وقف دائم لاطلاق النار في اطار ولايتنا وقرار مجلس الامن الدولي 1701 والقرارات الدولية ذات الصلة".

وتابع: "يتمتع جنوب لبنان منذ العام 2006 بالهدوء والاستقرار النسبيين والاعوام الماضية خير دليل على ذلك، وان العمل الدائم لليونيفيل والتزام جميع الاطراف المعنية حفاظا على الاستقرار والامن حتى طول حدود الخط الازرق أوجدا بيئة مؤاتية لنمو الانشطة الاقتصادية والسياحية وذلك جنبا الى جنب مع وكالات الامم المتحدة جميعها".

وقال: "ان هذا النمو في المجتمعات المدنية وعودة الانشطة الى طبيعتها في منطقة العمليات يحدونا الى الامل في مستقبل يملأه السلام حيث تنمو وتزدهر المجتمعات وتصبح منيعة ضد فكرة العودة الى الصراع". واضاف "لدينا مسؤولية مشتركة لنتعلم من ماضينا وبذل ما بوسعنا للبقاء على طريق السلام، ان اليونيفيل ستعمل دون كلل بشكل استباقي من اجل عدم العودة الى الصراع والى دوامة خسارة الارواح والى الايام المظلمة التي عايشناها في الماضي، واليونيفيل ودون المساس بدور الحكومة اللبنانية المسؤولة الاولى والاخيرة عن حماية مواطنيها، لن تدخر جهدا لحماية المدنيين في منطقة عملياتها بغض النظر عن مصدر هذا التهديد، ان التعاون مع جميع الاطراف لتنسيق النشاطات وتسهيل الحوار من خلال الاجتماع الثلاثي ساهم في نزع فتيل التوتر كما حدث خلال الاشهر الثلاثة الماضية، واؤكد لكم ان اليونيفيل ستواصل دعم هذا التطور كما التعاون الوثيق مع شريكنا الاستراتيجي الجيش اللبناني لدعم استقرار لبنان ولاحراز تقدم نحو حل هذا الصراع". وختم: "حان الوقت للشجعان من جميع الاطراف لاتخاذ الخطوة الاولى من اجل التقدم الى الامام، فالمراوحة لن تعود علينا بالمكافآت والسلام التي تستحقها هذه المنطقة وشعوبها بعد هذا التاريخ من الصراعات، وبالتالي سنمضي بتطبيق القرار 1701 الصادر عن مجلس الامن الدولي والقرارات ذات الصلة المعترف بها من قبل الامم المتحدة والمجتمع الدولي والحكومة اللبنانية على انه الطريق الوحيد للسلام الدائم, وأؤكد التزام جنود حفظ السلام في اليونيفيل ضمان وتعزيز وقف الاعمال العدائية، احثكم جميعا على القيام بواجباتكم وبمسؤولية والتزام كما فعلتم دائما من اجل احقاق سلام مستدام للاجيال القادمة في جنوب لبنان". وتلا الاحتفال مأدبة غداء اقيمت على شرف الحضور، ثم اجاب دل كول على اسئلة الصحافيين.

 

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الثلاثاء 19/3/2019

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون لبنان"

يوم طويل للسياحة في لبنان بدأ في الـSEA SIDE بمؤتمر الاستدامة صباحا وانتهى هذا المساء بمواقف للرئيس سعد الحريري في حوار مع المشاركين في المؤتمر وبينهم وزراء عرب وأجانب... وقد بلغ الهاشتاغ لهذا المؤتمر ثمانمئة وخمسين ألف متابعة..

الرئيس الحريري شدد على أن نسبة مردود القطاع السياحي تبلغ عشرين في المئة متطلعا الى نسبة الخمسين.

وأشار الرئيس الحريري الى إمكان مجيء أعداد كبيرة من السائحين والمغتربين الى لبنان هذا الصيف..

وبرز كلام إحدى المشاركات على ان "النق السياسي" هو السبب في ضرب السياحة..

وكان الرئيس الحريري قد أكد لنقابة الصحافة أنه لا يحبذ الزكزكات السياسية..

في الغضون استعدادات لجلسة مجلس الوزراء بجدول عمل حافل يوم الخميس سبقه اتصال بين الرئيس سعد الحريري والوزير جبران باسيل...وضمن الجدول مادة التعيينات في المجلس العسكري...

وعلى خط آخر يستعد وزير الخارجية الأميركية مايك بومبيو لزيارة لبنان في مهمة مستحيلة على ما يصفها بعض الأقطاب وهي تندرج في سياق جولته التي تشمل فلسطين المحتلة ولبنان والكويت بدءا" من منتصف هذا الأسبوع أو بالأحرى صباح غد.

خارجيا" بثت وكالة سبوتنيك الروسية أن الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي يستعد للعودة قريبا" الى عدن جنوب اليمن من المملكة العربية السعودية التي كان قد استقر فيها منذ منتصف آب 2015 وسيمارس مهماته الرئاسية مع حكومته من عدن قريبا"..

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون nbn"

هدوء واضح يرصد على الجبهات السياسية الداخلية ولا سيما جبهة التيارين التي شهدت في الايام الأخيرة تراشقا عنيفا لكن الإتصالات والوساطات نجحت في لجمه وإعادة ترميم لغة التخاطب بين الجانبين.

وتأسيسا على هذه اللغة وصف رئيس الحكومة سعد الحريري التسوية بأنها زواج ماروني لمصلحة البلد والكل متفاهمون عليها و"قاعد على قلبن" وقال إن الزكزكات السياسية ستنتهي وأكد ألا أحد يمكنه وقف عمل الحكومة وأن الموازنة ستقر في أسرع وقت ممكن وستحمل طابعا إصلاحيا

تبريد الجبهة البرتقالية - المستقبلية من شأنه التمهيد لانعقاد آمن لمجلس الوزراء الذي يلتئم الخميس في قصر بعبدا بجدول أعمال من أربعة وخمسين بندا.

من خارج هذا الجدول سيطرح ملحق يتعلق بخطة الكهرباء التي باتت بين أيدي الوزراء على ذمة الوزيرة المعنية.

لا تسريبات كثيرة حول مضامين هذه الخطة حتى الآن باستثناء معلومات عن قيامها على زيادة إنتاج الطاقة وخفض الهدر والعجز وإزالة التعديات على الشبكة والخروج التدريجي من الإعتماد على البواخر.

لكن السؤال: هل تحظى الخطة العتيدة بتوافقات سياسية أم أن فيها من الألغام ما هو كفيل بتفجيرها؟.

على المستوى البرلماني لم يجتمع شمل لجنة المال والموازنة النيابية التي تعكف على ملاحقة ملف التوظيف المخالف وذلك بسبب تغيب الوزيرة ريا الحسن عن جلسة اللجنة التي كانت مخصصة للتوظيف في وزارة الداخلية والبلديات.

العدوى نفسها انسحبت على لجنة الأشغال العامة والنقل التي لم تلتئم هي الأخرى بسبب تغيب خمسة من الوزراء المعنيين.

في موازاة هذا التغيب حضور للأجهزة الأمنية : الأمن العام يوقع في قبضته عميلا لبنانيا - كنديا لتورطه بالتعامل مع العدو الإسرائيلي منذ العام 2003.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون او تي فيط

العنوان: "شهادة من الماضي... عبرة للحاضر".

الكاتب: سفير لبنان الحالي لدى واشنطن غابي عيسى عبر موقع فايسبوك.

أما المضمون، فكما يلي: كان العماد ميشال عون قد أطلق في تشرين الثاني 2004 مبادرة وطنية يطلب فيها من الجيش السوري الخروج من لبنان نهائيا وبشكل كامل وناجز بطريقة مشرفة، وطلب مني أن أسلم هذه الرسالة يدويا الى القيادة السورية..

ليلة عيد رأس السنة 2005 ، ركبت الطائرة من أميركا متوجها الى لبنان بعد خمسة عشر عاما من الإبعاد، ثم الى سوريا. توقفت في فرنسا لليلة واحدة لأستلم الرسالة الموجهة للرئيس الأسد من العماد عون وللتشاور معه..

في مجرى الحديث الطويل قلت للعماد عون: "أنا ذاهب الى سوريا موفدا منك ولأبلغ مواقفك وآراءك أنت، وليس للتحدث عن أية آراء شخصية لي. أرجو منك أن تقول لي بالتحديد ما هي المواضيع التي تريدني أن أثيرها مع السوريين وماذا تريدني أن أقول فيها".

فأجابني من دون تردد وبسرعته وصراحته المعهودتين: "يمكنك التحدث معهم بما تشاء وبكل المواضيع، فأنت تعرف تماما مواقفي وآرائي وأن هدفي هو الانسحاب الكامل والناجز للجيش السوري. ولكن هناك أمورا لا أقبل ولا أريدك أن تتحدث بها حتى لو أثاروها هم معك:

أولا - مسألة عودتي الى لبنان. فأنا أقرر متى وكيف أعود بعد انسحابهم.

ثانيا - الانتخابات النيابية المقبلة. فهذا شأن داخلي ونحدد مواقفنا وتحالفاتنا مع الجهات الداخلية بعد عودتي.

ثالثا - الإتهامات المالية ضدي وما يسمونه بملفي المالي. فهو فارغ ولا مجال للمساومة أو التسوية فيه. فأنا ذاهب به الى القضاء وهناك يبت الأمر".

العبرة: من ساواك بنفسه ما ظلمك. فلتكن كلمة الفصل للقضاء.

انتهى الاقتباس عن السفير غابي عيسى، الذي يصب كلامه النابع من التجربة في سياق الموقف الرئاسي الحازم أمس خلال إطلاق الحملة الوطنية لاستنهاض الاقتصاد، والذي ظل صداه يتردد بقوة اليوم في الأوساط الرسمية والشعبية.

وفي الاطار الحازم عينه، وقبل يومين من جلسة مجلس الوزراء التي تبحث في خطة الكهرباء وتعيينات المجلس العسكري، ليس تفصيلا أن يتعمد رئيس الحكومة وصف التسوية الوطنية بالزواج الماروني، وليس أمرا عاديا من حيث التوقيت أن يتقصد تكرار الطمأنة بعدم حصول خلاف يوقف العمل في الحكومة، خصوصا أن الموقفين يأتيان عقب همروجة تمنيات سلبية، سخر منها الرئيس سعد الحريري نفسه في سياق كلامه اليوم خلال ندوة حوارية حول السياحة المستدامة.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون المستقبل"

موجة تفاؤل جديدة اطلقها رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري عنوانها قراره عدم التوقف عند الضجيج السياسي، وعدم تضييع وقت بخلافات لا تأتي بشيء للاقتصاد والنمو وفرص العمل لافتا الى ان الخلافات السياسية تقتل لبنان وكشف انه بعد قرار المملكة العربية السعدوية رفع الحظر عن سفر رعاياها زار لبنان خلال اربعة ايام فقط 12 ألف سائح سعودي.

الرئيس الحريري الذي رسم خارطة طريق لعمل حكومته ، اساسها ان الخلاف مع اي قوة سياسية لن يؤدي الى وقف عمل الحكومة، اعتبر ان التسوية السياسية مع رئيس الجمهورية ميشال عون هي زواج ماروني لسبب واحد، يتعلق بمصلحة لبنان، واشار الى ان الجميع موافق على اصلاحات مؤتمر سيد ومحاربة الفساد وعودة النازحين السوريين.

وعشية جلسة الحكومة بعد غد الخميس تسلم الوزراء ملحق عن الخطة المقترحة لمعالجة ازمة الكهرباء التي اعدتها وزير الطاقة والمياه اضافة الى جدول الاعمال ومن المقرر ان يستقبل لبنان يوم الجمعة المقبل وزير الخارجية الاميركية مايك بومبيو في زيارة تستمر يومين سيتم خلالها التأكيد على اهمية لبنان الاقليمية والالتزام بدعم الحكومة والتأكيد أيضا على استمرار دعم الجيش ولبنان والمساعدات الانسانية وفقا لما قالته مصادر مطلعة لتلفزيون المستقبل.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون ال بي سي"

سباق في البلد، ليس فقط بين تحقيق إنجازات وتعثرها، بل بين أجواء إيجابية وأجواء سلبية.

لا نقطة وسط، فالمتفائلون في سباق مع الوقت لإشاعة أجواء إيجابية، والتعثر في بعض الملفات يعطي أملا للمتشائمين بأن الأوضاع ليست على ما يرام. فبعد عطلة نهاية أسبوع سلبية ونارية، على خلفية التراشق الإعلامي والسياسي بين الرئيس سعد الحريري والوزير جبران باسيل، انحسر التصعيد بعد الاتصال بين بيت الوسط وقصر بسترس قبل ثلاثة أيام من جلسة مجلس الوزراء التي استلحق بند الكهرباء على جدول أعمالها الحافل ببنود "ابن بطوطة" لجهة الرحلات والأسفار، فجدول الأعمال المؤلف من أربعة وخمسين بندا، فيه سبعة عشر بند "طلب سفر".

السؤال الأكبر عن هذه الجلسة: هل سيمر بند الكهرباء بعدما حدثت وزيرة الطاقة تقريرها ورفعته إلى رئيس الحكومة الذي طلب إضافته على جدول الأعمال؟ لا جواب قبل الخميس. لكن في الموازاة فإن الرئيس الحريري، وفي مؤتمر "نحو سياحة مستدامة" فجر رقما مبالغا عن عدد السياح السعوديين الذي جاؤوا إلى لبنان عقب القرار السعودي رفع حظر سفر السعوديين إلى لبنان فقال إن عدد السياح في أربعة أيام بلغ إثني عشر ألف سائح سعودي، وهو على الأرجح رقم مبالغ فيه.

قضية أخرى استحوذت على اهتمام الرأي العام: مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية بيتر جرمانوس إدعى على ط.س.، وهو موظف في أمن الدولة "بجرم الإخلال بموجبات الوظيفة"، كما جاء في الإدعاء.

والجدير ذكره ان ط. س. سبق أن أوقف، مع شخص آخر ثم أطلق سراحه ليتم الادعاء عليه مجددا، فيما الشخص الآخر ترك بسند إقامة.

مصادر متابعة لهذا الملف لفتت إلى ان ط. س. موظف لدى أمن الدولة ولم يتم الاستحصال على إذن بملاحقته، علما ان مصادر مقابلة تشير إلى ان مفوض الحكومة لا يحتاج إلى إذن بالملاحقة، فهل يكون من شأن هذه الخطوة أن تترك تداعيات؟

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون الجديد"

كمن يجلس في القلب وليس عليه أطل رئيس الحكومة سعد الحريري تتلبسه الكوميديا السياسية الساخرة من كل خلاف في البلد وبروح إيجابية مفتوحة على المرحن. تمكن الحريري من اصطحاب اللبنانيين والضيوف العرب والأجانب في جولة سياحية على واقع لبنان السياسي والاجتماعي مبشرا المتوقعين اعتكافه بأنه بعافيته الحكومية الكاملة، أجرى فحوصا في باريس و"قاعد ع قلبكن" وتبنى الحريري توصية المؤتمرين "خلوا السياسيين يسكتو ما يحكو عالتلفزيون" لأن الخلافات السياسية هي مقتل لبنان وقال إن علينا الاستثمار بكل ما يعتبر سياحة: دينية ترفيهية استشفائية وسياحة "انبساطية"، معتبرا أننا في خلافاتنا السياسية "هشلنا السياح" و"هضامة" الرئيس واكبت قرارا يبدو أنه قد اتخذ باستتباب الأمن الحكومي معلنا في لقائه نقابة الصحافة أن التسوية الوطنية مع الرئيس ميشال عون زواج ماروني وطمأن إلى أنه لن يحصل خلاف من شأنه وقف العمل، لا مع التيار وبقية المكونات ولا مع حزب الله وختم قائلا: "هناك قرار من طرفنا ومن طرفه بأننا لن نسمح للخلافات بوقف عمل الحكومة".

وبدا ان رئيس الحكومة خطا نحو سياحة سياسية مستدامة أسقطت كل توقعات الانهيار الحكومي وعوامل انهيار الثقة التي عززتها تحليلات سياسية ومقالات صحافية ذهبت إلى حد استشراف الأسوأ لكن كل هذه كانت مجرد "خبر كاذب" وإن صح بعضها إلا أنه غير مؤهل لافتعال اشتباك يبلغ التفرقة والانشقاق وحالات الشرخ المستدامة ومن "نكد"، الأيام مرة جديدة أن جبران باسيل ذات ليلة تيار قد ساهم إيجابا في ترسيم الحدود قال كلاما للداخل لكي يسمع الخارج توجه في الحديث الى المستقبل وهدد بإطاحة حكومة الحريري عل المستمع مارك بمبيو تصله الرسالة بأننا لن نرضخ لأوامرك في التنقيب عن النفط والغاز، وفي التأليب الداخلي على حزب الله ونحن من سيقرر وضع وزير الخارجية في تلك الليلة إستراتيجية دفاعية شكلت حماية لرئيس الحكومة من أي ضغط مقبل عليه وأقام الحرب الاستباقية على أي مواقف سيزرعها رئيس الدبلوماسية الأميركية الإسرائيلية في بيروت وسواء عاد النازحون أم لم يعودوا انفتحنا على سوريا وطبعنا أخذنا نفطنا وغازنا وشربت إسرائيل من ميةْ البح،ر اتفقنا مع حزب الله أم اختلفنا كل ذلك لا شأن لكم فيه ول بمبيو ولكل من لا يعنيهم الأمر هذا بلدنا ونحن أدرى بشعابنا وعلى ذلك يكون باسيل قد أعطى مخرجا للحريري الذي جلس اليوم هانئا مستشرفا متفائلا عابرا لأي تهديد و"تعويذة جبران" التي نفعت ما ضرت أرسى دعائمها وليد جنبلاط من دون أن يدري، وذلك عندما أعلن تأييده للمبادرة الروسية في ملف النازحين السوريين ما يعني أن على الأميركيين أخذ استراحة من هذه الأزْمة والروسي يحلها فاهلا بمبميو لكن "رافقتكم السلامة".

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون المنارط

هدأت جولة التوترالسياسي، وعادت الرسائل الى مجاريها بين التيارين الازرق والبرتقالي مع اتصال الحريري – باسيل، فضمنت جلسة الحكومة نوعا من الاستقرار يوم الخميس المقبل في قصر بعبدا ..

لكن ماذا بعد ؟ هل لكل جلسة وزارية ”زفة” تسبقها ؟ ولكل تباين في الملفات جولة نزال على الاعلام؟

الجميع بات يعلم أن مكافحة الفساد طريق لا رجعة عنه، وان بعد خطاب رئيس الجمهورية ليس كما قبله، أما من تقع عليه مسؤولية ترجمة الخطاب فالدولة، كل الدولة ، والمعبر للمحاسبة القضاء، وهو الموضوع بدوره تحت مجهر التدقيق بمعاونيه ومساعديه، وزد على ذلك الى حيث تصل التحقيقات، فحين يعين القضاء على فساد بعض القضاء، فتلك نعمة مرجوة .

والرجاء أن تتصدى مقاومة الفساد لكل الملفات، وأن تمر على النافعة باشكال مفاجئة، حيث المنتفعون على حساب المواطن والمبتزون له، كثر وكبار. فهل تسقط ممالك السمسرات هناك، والتجاوزات اللا قانونية، لتكون النافعة اسما على مسمى، فيها المنفعة للخزينة وللمواطن بوجه حق؟.

والى الوجه اللبناني الذي ما زال خاليا من الكدمات، الى الحرب الصامتة مع العدو الصهيوني حيث الامن وانجازاته.

فقد اعلنت المديرية العامة للامن العام عن توقيف مواطن لبناني كندي بتهمة التعامل مع العدو الصهيوني.

الموقوف اعترف بصلاته مع العدو منذ العام الفين وثلاثة عشر، وانه مكلف من قبل مشغليه بمهام تجنيد اشخاص لبنانيين لاختراق البيئة الحاضنة للمقاومة، والعمل على الوصول لمعلومات عن الطيار الاسرائيلي رون اراد. وفي معلومات المنار أن الاجهزة الامنية اللبنانية تعمل على توقيف متورطين آخرين لديهم المشغل الاسرائيلي نفسه، وهو العميل اللبناني الفار نضال الجمال

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون ام تي في"

التسوية زواج ماروني لمصلحة البلد وكلنا متفاهمون عليها، هذا ما اكده الرئيس الحريري اليوم مستكملا تبريد الاجواء السياسية ومحاولات التعطيل من اهميو التباينات التي تظهرت بينه وبين الوزير جبران باسسيل في الايام القليلة الماضية.

في المقابل اكدت مصادر التكتل لل"ام تي في" ان الاتصال بين الحريري وباسيل امس كاف ايجابيا جدا ومستمرا، وانه لا اساس بالتالي لما يحكى في الاعلام ولا في ملف التعيينات، فهل الاجواء الايجابية المعلنة والمسربة واقعية، ام ان غايتها تمرير استحقاقين لا اكثر، جلسة مجلس الوزراء الخميس وزيارة بابينو الجمعة

وفق معلومات ال"ام تي في" فإن الاختلافات في وجهات النظر بين الحريري وباسيل تم تجاوزها، وفي جلسة مجلس الوزراء الخميس المقبل سيتم تعيين الضابط السني الذي اقترحه الحريري في المجلس العسكري بعدما كان وجه بتحفظات من فريق رئيس الجمهورية والتيار الوطني الحر، فهل يكون التمني اعطاء الوزير باسيل المزيد من حرية الحركة بالنسبة الى التعيينات المسيحية ؟

على صعيد اخر خطة الكهرباء ادرجت على جدول اعمال مجلس الوزراء، ووزعت كملحق على الوزراء لمناقشتها، فهل يعني ان توافقا تم بين الحريري وباسيل على الملف المكهرب ايضا، وما سيكون موقف بقية الاطراف في هذه الحالة ؟

توازيا الانظار مشدودة الى زيارة بامبينو للمنطقة خصوصا بعدما اعرب في بداية جولته عن امله في ان يغير الرئيس عون والوزير باسيل مسارهما بشأن حزب الله.

 

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الثلثاء في 19 آذار 2019

النهار

لم يفضِ الاجتماع الذي جمع فيه وزير المال رئيس المجلس الأعلى للجمارك والمدير العام الى إزالة الخلافات القائمة بينهما بشكل نهائي.

أصر الوزير السابق رائد خوري في حديث متلفز على أن الدولة تدعم سعر البنزين، في حين أن الدولة تتقاضى نحو 7000 ليرة عن كل صفيحة.

تبيّن أن رؤساء المصالح في مرفأ بيروت يتقاضى كل منهم أكثر من ملياري ليرة بدل تعويض نهاية الخدمة أي نحو 1,3 مليون دولار.

الجمهورية

صارح وزير خدماتي بعض النواب قائلاً: "بناء على ما تكشّف لي خلال الفترة القصيرة في وزارتي أستطيع القول إنني في الحقيقة داخل مغارة بكل معنى الكلمة".

سألت أوساط سياسية لماذا قَبِلَ حزب بارز أن يكون هناك صوت لأقلية حليفة له في إحدى الطوائف ورفض أن يكون لأقلية من طائفته أي صوت في الحياة السياسية.

سُمع أحد المراجع وهو يوصّف رئيس تيار بارز بأنه كمَن يقود حملة صليبية.

اللواء

لمس نائب زار مرجعاً كبيراً قبل أيام متابعة دقيقة، وصحيحة لبعض الملفات الإشكالية..

قال نائب من 8 آذار في مجلس خاص أن مفاعيل مصالحة شمالية، تخطت النيابة إلى السياسة على نحو أعاد تصحيح معالم الخلل السابق..

أدّت شكوى قدَّمها وزير خدماتي بحق مفتش في مؤسسة مستقلة إلى هزة في العلاقة مع فريق فاعل ينتمي الموظف إلى طائفته.

البناء

توقفت مصادر دبلوماسية أمام التصريح الصادر عن الرئاسة الأفغانية المقرّبة من واشنطن والذي خصّص للإشادة بالجهود الإيرانية في التفاوض مع طالبان، واعتبر هذا التفاوض إسهاماً فعّالاً في جهود إحلال السلام في أفغانستان، ورأت المصادر أنّ هذا الموقف الأفغاني المدعوم أميركياً يلقي الضوء على جانب من الجوانب المتعدّدة الوجوه للعلاقات الأميركية الإيرانية التي تشهد مواجهة متحدمة في ملفات وتهدئة في ملفات وتعاوناً في ملفات ولا تختصرها المواجهات العدائية...

الاخبار

القلق الذي أثارته بين الموظفين رسالة وزير الإعلام جمال الجراح إلى تلفزيون لبنان، وطلب فيها أموراً من اختصاص المدير العام للتلفزيون، لا الوزير (وقد نشرت "الأخبار" فحواها يوم الخميس الفائت) استدعى مجموعة مكثفة من الاجتماعات عقدها الوزير مع مديري الأقسام لتوضيح موقفه ومعرفة تفاصيل وضع هذه المؤسسة الإعلامية الرسمية واحتياجاتها الفعلية. وكانت النتيجة أن الجراح سمع من الجميع كلاماً موحداً، أن لا سبيل إلى تحريك أي شيء في المحطة إلا بأمر رئيس مجلس الإدارة حسب القانون، لا بأمر الوزير أو غيره، وإن أقصر الطرق لإعادة التلفزيون إلى الإنتاج الجدي هو تعيين أعضاء مجلس الإدارة. ووعد وزير الإعلام، بعد سماعه المديرين، بالعمل الفوري لإنجاز التعيينات في الأيام القليلة المقبلة.

علمت "الأخبار" أن سبعة موظفين من الذين صُرفوا من صحيفة المستقبل، أعيد تعيينهم في الموقع الإلكتروني التابع للتيار، علماً أنهم كانوا قد رفعوا دعوى في مجلس العمل التحكيمي في وزارة العمل. ويهدف توظيفهم إلى دفعهم إلى التراجع عن الدعاوى. وقد بدأ بعضهم يشتكي من ظروف العمل الجديدة، حيث حُشر جميع العاملين في مكتب واحد، فيما مُنح أربعة مسؤولين في الموقع أربعة مكاتب. وفي السياق نفسه، عبّر عدد من موظفي تلفزيون "المُستقبل" عن استيائهم نتيجة عدم تلقيهم رواتب شهري شباط وآذار، علماً بأنهم وُعدوا بأن يتقاضوها الأسبوع الماضي، علماً أن المستحقات التي كانت مترتبة على المؤسسة دُفع جزء منها، إذ دخل إلى حسابات الموظفين نصف راتب عن أشهر السنة الماضية.

بدأ رئيس الحكومة سعد الحريري حسم عدد من الأسماء التي ينوي تعيينها في مراكز إدارية تدخل ضمن "حصته". وفي هذا الإطار، يجري التداول باسم القاضية نجاح عيتاني لتولي منصب المديرة العامة لوزارة العدل. فيما جرى الحديث عن تعيين وداد الديك (أستاذة في الجامعة اللبنانية) مديرة عامة لوزارة السياحة لتحل محل ندى السردوك.

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

الخارجية: ارتفاع كلفة فتح صالون الشرف دفعنا الى فرض تطبيق مبدأ المعاملة بالمثل

الثلاثاء 19 آذار 2019 /وطنية - صدر عن وزارة الخارجية والمغتربين، البيان الاتي: "توضيحا لما تم تداوله عن ارتفاع كلفة فتح صالون الشرف في المطارات خلال سفر الوفود الرسمية، تؤكد الوزارة ان الكلفة أصلا مرتفعة في عدد من الدول على سفر الوفود الرسمية، وتزداد ارتفاعا نتيجة لاستعمال الصالون بشكل استثنائي ونادر لمرات عدة بسبب الأسفار المتعددة والمضنية، والمعلوم كيف يقوم بها وزير الخارجية والمغتربين. هذا الأمر هو من بين الأسباب التي دفعته الى فرض تطبيق مبدأ المعاملة بالمثل باستيفاء رسوم استعمال صالون الشرف في مطار بيروت دون اي استثناء في الذهاب والإياب للبنانيين وللأجانب، والتشدد في التطبيق، مما رفع مداخيل صالون الشرف لأول مرة في مطار بيروت".

 

عطاالله دعا الى قداس التوبة تخليدا لشهداء حرب الجبل: المصالحة فعل إيمان بلبنان وسنعمل على إقفال جميع ملفات المهجرين

الثلاثاء 19 آذار 2019/وطنية - أدلى وزير المهجرين غسان عطاالله بتصريح جاء فيه: "بمناسبة ذكرى إستشهاد كمال بك جنبلاط وبمناسبة قداس "التوبة والمغفرة" الذي سيقام تخليدا لأرواح شهداء تلك الحقبة المريرة الذين إفتدوا الجبل بدمائهم الطاهرة فكانوا شهداء على مذبح الوطن وشاهدا على المؤامرة التي إستهدفت صيغة العيش المشترك الفريدة التي ميزت جبل لبنان عبر التاريخ. من هنا بادرنا للدعوة الى القداس إنطلاقا من حرصنا على تكريس المصالحة بين أبناء الجبل الذي كان للخيرين والمؤمنين بقيامة الوطن الدور الأساسي بالأمس واليوم وغدا على تثبيتها وتجذيرها أكثر لتكون خاتمة للجراح وطي صفحة الماضي الأليم والشروع معا بإعادة بناء الجبل على أسس التسامح والغفران والتمسك بوحدته وتآلفه والعمل معا على إنمائه ليعود منارة تجذب جميع أبنائه وتحصن ظروفهم المعيشية وتساعدهم على البقاء في قراهم ومدنهم، ومن أجل أن تعود مناطق الجبل كافة مزارا سياحيا وإصطيافيا بامتياز للأشقاء العرب والأجانب كمصدر رزق وتحريك للدورة الإقتصادية على الصعيد الوطني.  فالمصالحة الوطنية هي فعل إيمان بلبنان العيش المشترك، لبنان الرسالة الذي إنتصر على كل محاولات التقسيم والتفرقة، والذي يستأهل منا جميعا اليوم، العمل الجاد لتأسيس مستقبل واعد تكون فيه المصلحة الوطنية العليا فوق كل اعتبار".

أضاف: "نحن بدورنا في وزارة المهجرين سنعمل على إقفال جميع الملفات المتبقية وإعطاء الحقوق لأصحابها في فترة زمنية لن تتجاوز السنتين وتحويل الوزارة الى وزارة العودة والإنماء. كما أؤكد بأن الرئاسة والحكومة ومجلس النواب مصممون معنا على تحقيق هذا الهدف وتأمين الإمكانيات وأن أي قرش سنوفره في مسار عودة المهجرين سنحوله لإنماء جميع القرى دون تفرقة أو تمييز وهذا حق على الدولة لأن معظم قرى الجبل محرومة من أبسط قواعد العيش. فإلى العمل من أجل تحقيق وإنجاز العودة الثابتة والراسخة، وليصبح التهجير أمرا من الماضي نأخذ من مآسيه العبر والدروس لما فيه خير الجبل وخير لبنان.وأخيرا الى اللقاء في قداس "التوبة والمغفرة" في كنيسة سيدة التلة في دير القمر عند الساعة الرابعة من بعد ظهر السبت المقبل الموافق فيه 23 آذار 2019 آملين تحويل هذا القداس المبارك الى محطة صادقة تجمع ولا تفرق ومحطة لتعزيز السلم الأهلي والعيش المشترك ونبذ الضغينة ودفن الأحقاد".

 

هذه قصّة «مرض» عون

عبدالله قمح/ليبانون ديبايت/الثلاثاء 19 آذار 2019    

دخلَ الحابل الحُكومي بنابلهِ نهاية الأسبوع الفائت! كادت أمور البلاد تهتزُ على وقعِ رياح التصاريح السّاخنة.. وإذا كانت «البيئات السياسيّة» قد نجت من عواقب الأمور بفعل عمليّة الإحتواء المندرجة تحت خانة التسوية القائمة، فالأكيد أنّ ما يسمّى التضامن الحُكومي «طالتهُ طرطوشة».. بل أنّ «المرض المفاجئ» للرئيس ميشال عون و «الفحوصات المفتعلة» للرئيس سعد الحريري دخلا شريكين مضاربين على منصّةِ الإهتزازات التي كادت أنّ تطال شظاياها البورصة! حكوميّاً، وبعد القصف المتبادل بين التيّارين الأزرق والبرتقالي، ركنَ الجميع إلى «غرفة العمليّات الجراحيّة» التي مهّدت خطوطها الساخنة إلى تثبيتِ «الهُدنة» بعد وابلٍ من الإتّصالات التي جرت وبكثافة بين الأقطاب بعيداً عن الأضواء. لكن أخطر ما كان يُقلق عدداً من المجالس السّياسيّة، كان إنزلاق «أزمة الحريري» من «زعل» إلى «إعتكاف» في باريس كتعبيرٍ واضح عن غضبه من تصريحات الوزير جبران باسيل. ولاحظت مصادر متابعة أنّ الرّئيس الحريري دأبَ منذ فترة على اتخاذ باريس «منطقة عمليّات معزولة»، يلجأ إليها كلّما تعرّضَ لإنتكاسة سياسيّة أو «زعل»، ومنها يتقصّد إرسال إشارات امتعاضه وغضبه اتجاه السّياسيين، كأنّه يريد النأي بالوضع الدّاخلي وعدم إقحامه في ردّات فعله. وتعليقاً، قال مصدر سياسي بارز لـ«ليبانون ديبايت» أنّ التضامن الحُكومي «تعرّضَ لهزّة»، لكن «مقدورٌ على حلّها» مبشّراً أنّ «الأمور ذاهبة إلى إنفراجاتٍ مع عودة رئيس الحُكومة سعد الحريري من سفره».

وعبّرَ عن اعتقاده، أنّ قصّة الفحوصات الطبيّة التي سُرّب أنّ رئيس الحُكومة يخضع لها في باريس «مفتعلة» وهي أقرب إلى «قنابل دُخانيّة». وفي تقدير المصدر أنّها كناية عن «ذريعة» أريدَ من خلالها الإيحاء باحتمال عدم التئام مجلس الوزراء هذا الأسبوع من أجل التعبير عن الإمتعاض، ثم تأمين أساسات لـ «مخرج تفاهم» حول كيفيّة تخطي كلام باسيل. وأكد المصدر أنه جرى إرساء «نوع من التفاهم» على شكلِ جلسة الخميس. وتوقّع أنّ ذلك يقود لاعتبار هذه الجلسة «محطّة مفصليّة لمستقبل العمل الحُكومي». ويعني هذا الكلام أنّ ديمومة الحُكومة وخطّتها واقفة على نتائجِ «جلسة الخميس» التي وفي حال انعقادها سيخرج عنها اتّفاق أو تفاهم حول آليات العمل والإحتكام إليها عند أي أمر قد يطرأ. جمهوريّاً، كادَ تداول خبر مرض رئيس الجمهوريّة ميشال عون أنّ يؤثّر ليس فقط على الأجواء السياسيّة التي كانت تتلبّد بالغيوم أو تكاد، بل كادَ أنّ يمس الوضع النقدي كواحدة من التأثيرات الطبيعيّة لتعرّض أي ركن أساس من أركان الدولة إلى أمرٍ مماثل. ومنذ إنتشار تغريدة لأحد الإعلاميين، تأهّبت المجالس السياسيّة الرئيسيّة في البلاد من أجل تعقّب أي معلومة تشير الى حقيقة صحّة الرئيس، ومع إدراك «فريق عمل رئيس الجمهورية» دقّة الوضع، عمّمَ ما يشبه «أمرَ عمليّات» هدفه الأوّل «نفي التسريب»، إذ تناوبَ أركانه واحداً واحداً على الخروج لنفي المزاعم ووضعها ضمن إطار التشويش.

وحول أسباب تفشّي معلومة مرض الرئيس عون، ذكرت مصادر دبلوماسيّة لـ«ليبانون ديبايت»، أنّ الخبر بدأ أوّلاً كمعلومة جرى تسريبها إلى أحد الإعلاميين، أشارت لخضوع الرئيس ميشال عون لفحوصات طبيّة أشرفَ عليها جسم طبّي متخصّص تحت رعاية روسيّة، لكن غابَ عنها أنّها جاءت بسبب سفر الرئيس عون إلى موسكو. وذكر المصدر أنّ هذا التدبير «طبيعي ويندرج تحت خانة برتوكولات السفر التي تعتمدها روسيا». ثم أنّ المصدر كشف أنّ «الاتحاد الرّوسي يعتمد هذا الأسلوب مع كل رؤساء الدول الذين يخطّطون لزيارة دولة إلى روسيا، وهو نوع من انواع ضمان السلامة وتأمين الظروف الصحيّة الخاصة برئيس أي دولة، وهذا جانب من اهتمام روسيا باحاطة كل الرؤساء الذين يزورها بكلّ ما يحتاجون إليه، بالاضافة إلى أمور أخرى تحتاجها الدولة الروسيّة كجهة مضيفة، وتقيم لها عناية خاصة». هذا الكلام أكّده المصدر السياسي آنف الذكر، الذي وبعد أن استنكر تسريب الخبر «على شكل إيحاء بوجود مرض يعاني منه الرئيس عون»، أكّد أنّ «روسيا بصفتها دولة عظمى لها الحق في معرفة الوضع الصحي لأي زائر رسمي إليها من طراز رئيس، استدراكاً لحصول أي عارض صحي قد يلم به على أراضيها، وقد يستخدم هذا كاحتمال ضدها، ما يعنيه ذلك أن هذا الإجراء نوع من انواع تحصين الذات». كذلك لفتَ إلى أنّ الجهة المسرّبة أو الجهة التي تسرّبَ اليها الخبر، ربّما أولته بطريقة مختلفة جافت الواقع أو أنها اخطأت في تقديمه إلى المتابع، وفي كلتا الحالتين لمسنا وجود «نيّة غير صافية».

 

كلفه عميل اسرائيلي فار.. لبناني كندي يخترق بيئة "حزب الله"

ليبانون فايلز/الثلاثاء 19 آذار 2019 /ضمن إطار متابعتها لعمليات مكافحة التجسس لصالح كيان العدو الاسرائيلي، وتفكيك الشبكات التابعة له في الداخل اللبناني، وبنتيجة المتابعة الدقيقة والمكثفة، أوقفت المديرية العامة للأمن العام اللبناني الكندي (ف.ج ) تولد 1978 بناءً لإشارة النيابة العامة العسكرية.

بالتحقيق معه اعترف بما يلي:

- خلال العام 2013 ، تم تجنيده عبر العميل الفار اللبناني (ن.ج) الذي يشغل منصب رئيس شبكة في الوحدة 504 في استخبارات كيان العدو الاسرائيلي .

- كلف بمهام تجنيد اشخاص لبنانيين لإختراق البيئة الحاضنة لحزب الله، وبجمع المعلومات الامنية لصالح مخابرات العدو والوصول لمعلومات عن الطيار الاسرائيلي رون اراد .

- التحضير لدخول اراضي فلسطين المحتلة . بعد انتهاء التحقيق معه أحيل إلى القضاء المختص والعمل جارٍ لتوقيف باقي الأشخاص المتورطين.

 

الكويت تعتقل "رجل" الأسد ومعاونين لبنانيين له

 روسيا اليوم/،الثلاثاء 19 آذار 2019/اعتقلت قوات الأمن الكويتية رجل الأعمال السوري المقيم مازن الترزي و4 من معاونيه في مقر مجلة "الهدف" التي يديرها في الكويت. وأفادت معلومات صحفية اليوم الثلاثاء، بأن اقتحام المجلة من قبل رجال المباحث استغرق 3 ساعات، وأنه تمت مصادرة أجهزة الكمبيوتر وكاميرات المجلة والهواتف الخاصة بالترزي الذي يلقب بـ"رجل بشار الأسد"، قبل أن يخرج مكبل اليدين. وتحدثت الأنباء عن أن الاتهامات التي اعتقل بموجبها الترزي، تتعلق بتبييض أموال لجهات خارجية، بالإضافة إلى طباعة منشورات من دون تراخيص. وحسب المعلومات، تم اعتقال سكرتيرة مازن الترزي ومعاونين لبنانيين له، بتهمة الانتماء لـ"حزب الله" والتخابر معه.يذكر أن الترزي من كبار رجال الأعمال السوريين الذين يدعمون الحكومة السورية والرئيس بشار الأسد، وكثيرا ما يحرص على التبرع للحكومة ومدارس أبناء الشهداء، كما شارك في تظاهرات بالولايات المتحدة أمام البيت الأبيض دعما للحكومة السورية.

 

ارتفاع عدد القضاة الفاسدين .. والحبل عالجرار..

أليزابيت أبو سمره/ الكلمة أونلاين/18 آذار 2019

الشغور بدأ في الجسم القضائي فهل تحصل تعيينات قريباً؟

مع استقالة القاضي رياض أبو غيدا في تشرين الأول ٢٠١٨ لتقديم ترشيحه إلى عضوية المجلس الدستوري، حصل شغور في مركز قاضي التحقيق العسكري الأول. وبعد تعيين القاضي محمود مكية أميناً عاما لمجلس الوزراء، بدأ الشغور في منصب رئيس الإستئناف التجاري. وفي ٢٢ آذار الحالي تحال القاضية ميسم نويري إلى التقاعد، ليبدأ الشغور في منصب المدير العام لوزارة العدل. وفي ١ أيار المقبل، يحال القاضي سمير حمود إلى التقاعد حيث سيحدث شغور في مركز مدعي عام التمييز. بعد حصول شغور في أكثر من مركز حساس، باتت التعيينات القضائية ملحة في انتظار نزع العقبات من أمامها. بطبيعة الحال، فإن عملية غربلة الأسماء في الأروقة السياسية تتقاذفها المحاصصات والخلافات، فيما كانت التشكيلات مدار بحث داخل مجلس القضاء الأعلى ومع وزير العدل. وإذا صحت المعطيات، فإن أسماء كبيرة ستتم إزاحتها على أن يؤتى بقضاة يستطيعون مجاراة المسار الجديد في الحرب على الفساد!  وفي انتظار وضوح صورة التعيينات وماهية المراكز التي ستطالها إلى جانب المراكز الشاغرة، تتحدث مصادر قضائية أن التشكيلات ستشمل حوالى مئة قاض. إذ إن ثلاثين قاضياً سيتخرجون قريباً من معهد الدروس القضائية، حيث سيتم شملهم بالتشكيلات الجديدة، وأشارت هذه المصادر إلى أن هناك توجهاً لإنهاء مبدأ الإنتداب الذي حصل في تعيينات ٢٠١٧، إذ تم انتداب زهاء ٥٠ قاضياً إلى محاكم، بالإضافة إلى تعيينهم في مراكزهم الأصيلة. وعليه فإن التشكيلات الجديدة، ستعين قضاة أصيلين في المحاكم التي يشغلها قضاة بالإنتداب. وتفيد المعطيات بأن التشكيلات قد تشمل عدداً غير محدد من المراكز في أكثر من منطقة على خلفية تورط قضاة معينين فيها بقضايا فساد .  الشغور من جهة والإعترافات والفساد من جهة أخرى إلى جانب حملة التوقيفات والتحقيقات التي تحصل، كلها ثغرة في مكان حساس من المفترض أن يكون منزها عن الخطأ لأن "رقبة" الأبرياء بين أيدي أعضاء الجسم القضائي ومخالفات المذنبين في ذمتهم. وفضيحة الفضائح تجلت عندما أوقف "الصغار" ليفضحوا "الكبار" عن تقاضيهم رشاوى من أنواع مختلفة سدّدوها لقضاة في محافظات كبيرة من لبنان من العاصمة إلى جبل لبنان وصولا إلى البقاع. الحال هنا تشمل ما يزيد عن عشرة قضاة ومن المرجح أن تصل الى ما فوق العشرين، يُضاف إليهم عددٌ من المحامين وضبّاط متقاعدين وحاليين ورتباء وكتاب في محاكم وموظفين. ولو أن التوقيفات لم تلحق أشخاصاً وردت أسماؤهم خلال التحقيقات، إلا أن المعلومات تجزم إخلاء سبيل أحد المتورطين في إتجار مخدرات، نتيجة وساطات سياسية، ولكن في النهاية لا مهرب من العدالة مهما تأخرت وإن على حساب المواطن العادي الذي ينتظر رحمة الله وعدالة الأرض. ومع تخصيص رئيس شعبة المعلومات العميد خالد حمود خلية تعمل بسرية ومعزولة للتحقيق في إحدى القضايا الأكثر حساسية وجدلية .. والحبل عالجرار..

 

خير الكلام ما قَلَّ ودَلَّ

الشيخ حسن سعيد مشيمش/18 آذار 2019

أيها المخدوعون بالمؤمنين الراكعين الساجدين القانتين البكائين فاسمعوا نبينا ماذا يقول .

قال رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه الأخيار: {لا تنظروا إلى كثرة صلاة المؤمنين وصومهم وكثرة الحج والمعروف وطنطنتهم بالليل ولكن انظروا إلى صدقهم في الحديث وأداء الأمانة}

ولقد حَذَّرَكُم الله سبحانه من الإنخداع بالمؤمنين بقوله سبحانه لكم إنتبهوا إن المؤمنين يكذبون كما يكذب غيرهم: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ؟! كَبُرَ مَقْتًا عِندَ اللَّهِ أَن تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ؟!}/سورة الصف آية 2 و3 /

فعظمة الدولة العلمانية أنها تصنع إنسانا يراقب الحكام والمسؤولين فيما إن كانوا صادقين أم كاذبين .والخطورة في الدولة الدينية أنها تصنع إنسانا يراقبهم فيما إن كانوا من المُصَلِّين الصائمين الداعين الحَاجِّين!

لذلك أقول دائما ودوما إن الدولة الدينية والأحزاب الدينية وعلى رأسها حزب ولاية الفقيه هي طاعون + أفيون + سرطان.

حسن نصر الله أكذب لسان في الشرق الأوسط وحينما تقول ذلك لشيعة ولاية السفيه يردون عليك : حرام عليك يا شيخ إنه سيد من سلالة رسول الله ومن أهل الصلاة والصيام والبكاء في الدعاء ومجالس العزاء على سيد الشهداء!

 

يعقوبيان: "حزب 7" صوّر الفيلم المسيء لي وأعطاه لشخص في "التيار" لنشره

"النهار" 18 آذار 2019 /اعلنت النائب بولا يعقوبيان في مؤتمر صحافي خصصته لكشف وثائف متعلقة بملفات فساد ان :" من سمع كلمات النواب في جلسة الثقة ويسمع كلمات رؤساء الأحزاب يشعر ان هناك اجماعا في البلد على محاربة الفساد في أن ان هناك حماية للفساد والفاسدين". واضافت :" فتحت عليّ أبواب جهنّم وتبلّغتُ الدعوى القضائيّة من الوزير جبران باسيل بقيمة 75 ألف دولار لتشويه شرفه وسمعته وكرامته، لكن انا لا اريد تشويه شرف احد كما لا اريد ان ينال احد من سمعتي لكن لدي معطيات". وتابعت: "حزب سبعة" صوّر الفيديو المسيء الي وتم تسليمه الى التيار الوطني الحر اي الى احد احزاب السلطة الفاسدة". وقالت:" أقدّم وثائق عن مبالغ تقدّر بـ4 مليون دولار سنويا تدفعها الدولة لمنظمات غير حكومية لا نعرف ماذا تفعل، تواطأ عليّ احزاب السلطة السياسية الذين يختلفون مع بعض حول الحصص".

 

التقارب بين الحريري وريفي يتعزز ويؤسس لتعاون سياسي وانتخابي

يوسف دياب/الشرق الاوسط/19 آذار/19/تعود علاقة رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري ووزير العدل السابق أشرف ريفي، إلى التعافي سريعاً، بعد لقاء المصالحة الذي جمعهما الأسبوع الماضي في منزل رئيس الحكومة الأسبق فؤاد السنيورة، وأسس لطي ثلاث سنوات من الخلافات المستحكمة، إذ بدأت أطر التعاون السياسي والانتخابي ترتسم بين الرجلين، من خلال الزيارة التي قامت بها ديما جمالي مرشّحة تيّار «المستقبل» للانتخابات الفرعية في مدينة طرابلس (شمال لبنان) إلى منزل ريفي، لشكره على دعمه لها في الانتخابات، بعد أن أبطل المجلس الدستوري عضويتها بناء على الطعن الذي تقدّم به مرشّح جمعية «الأحباش» طه ناجي، المقرب من «حزب الله» والنظام السوري. وإذا كانت المصالحة بين الطرفين سهّلت على «المستقبل» معركة إعادة ديما جمالي إلى معقدها النيابي، فإنها ستؤسس بالتأكيد إلى مرحلة من التعاطي الإيجابي بينهما في المستقبل، وفق تعبير مستشار الرئيس سعد الحريري النائب السابق عمّار حوري الذي أكد لـ«الشرق الأوسط»، أن «لقاء المصالحة الذي حصل في منزل الرئيس السنيورة، طوى مرحلة الخلافات السابقة، وأعاد العلاقة كما كانت عليه قبل استقالة الوزير ريفي من حكومة الرئيس تمام سلام». وقال: «لا شكّ أننا دخلنا مرحلة جديدة ومختلفة، بدليل أن العتاب بين الرئيس الحريري واللواء ريفي عن فترة الخلافات السابقة لم تستغرق سوى دقائق معدودة، والأمور تتجه نحو التعاطي المبني على التفاهم والإيجابية والتعاون». وكان الافتراق وقع بين الحريري وريفي على أثر إعلان الأخير استقالته بشكل مفاجئ من حكومة الرئيس تمام سلام، في 21 فبراير (شباط) 2016 من دون التنسيق مع الحريري الذي سمّاه وزيراً للعدل في تلك الحكومة، ووصل الخلاف ذروته بين الرجلين، خلال الانتخابات البلدية التي خاضها ريفي في طرابلس بمواجهة تحالف الحريري ورئيس الحكومة الأسبق نجيب ميقاتي، وتمكن خلالها ريفي من اكتساح المقاعد البلدية بكاملها، لكنه أخفق في تكرار هذا الانتصار في الانتخابات النيابية. ورأت مصادر مقرّبة من ريفي أن زيارة ديما جمالي «تأتي كترجمة طبيعية للتفاهم والمصالحة الكبيرة مع الحريري، التي تتخطى المقعد النيابي في طرابلس». وأكدت لـ«الشرق الأوسط»، أن اللواء ريفي قام بخطوة كبيرة بعدم ترشحه للانتخابات في طرابلس، كي لا تستفيد قوى الثامن من آذار من أي مواجهة انتخابية بين ريفي و«المستقبل»، وهو (ريفي) طلب من أنصاره أن يشاركوا بكثافة في الانتخابات، ويأخذوا بعين الاعتبار الظروف التي أملت المصالحة مع الحريري، وشدد على عدم التراخي كي لا يفوز مرشح «8 آذار» في الانتخابات الفرعية.

وبرز دور الوزير السابق رشيد درباس كعرّاب لهذه المصالحة، بالتعاون مع الرئيس فؤاد السنيورة، حيث تولّى دور المنسّق قبل عشرة أيام من لقاء الحريري - ريفي، كما أمّن ظروف المواتية لزيارة المرشحة ديما جمالي للواء ريفي وشارك في هذا اللقاء، وتوقّع درباس في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، أن «تؤسس المصالحة إلى تعاون في المرحلة المقبلة، لأن في ذلك مصلحة للجميع ولمدينة طرابلس خصوصاً»، مشيراً إلى أن جالي «شكرت اللواء ريفي على مبادرته وعزوفه عن الترشح ضدها، بينما جدد ريفي التأكيد بأنه لن يمكّن الآخرين من الاصطياد بالماء العكرة، من خلال الانتخابات الفرعية في عاصمة الشمال».

ولم يحدد الطرفان ما إذا كانت المصالحة أعادت ريفي إلى العباءة الحريرية، أو أسست لتفاهم سياسي لمرحلة ما بعد الانتخابات الفرعية، غير أن المصادر المقربة من ريفي أوضحت أن «صفحة حقيقية فتحت مع الرئيس الحريري بدأت بالصراحة والتناغم، وأزالت رواسب الخلافات التي استمرت لثلاث سنوات». ولفتت إلى أنه «لم يكن هناك خلاف على الأهداف الاستراتيجية، بل على مقاربة كلّ منهما للوصول إلى هذه الأهداف». وذكرت المصادر نفسها بأن ريفي «ليس منخرطاً في تيار (المستقبل) تنظيمياً، لكنه ابن الحريرية السياسية، وما يجمعه مع سعد الحريري أكبر بكثير مما يفرقهما، وإذا كان من تمايز بينهما فسيكون تمايزاً منظماً، والمرحلة المقبلة هي مرحلة تعاون وتناغم».

 

ارقام خطيرة في ميزانية المؤسسات الدينية... موقعنا يكشفها بالتفاصيل

الكلمة أون لاين/18 آذار 2019/في متابعة لملف الهدر داخل مؤسسات الدولة نتطرق الى حجم الانفاق الذي يذهب الى المؤسسات الرسمية الاسلامية من خلال ميزانية رئاسة الحكومة والانفاق الذي يذهب الى المؤسسات المسيحية.

فوفقاً للانظمة والقوانين اللبنانية تعتبر المؤسسات الرسمية الاسلامية ( السنية والشيعية والدرزية والعلوية) من مؤسسات الدولة فترصد لها اعتمادات مالية ضمن الموازنة العامة لتغطية نفقاتها المختلفة ورواتب العاملين فيها، هذه المؤسسات تتبع لرئاسة مجلس الوزراء بما فيها المحاكم الاسلامية حيث لا تتبع لوزارة العدل لان وزير العدل قد يكون مسلماً او مسيحياً، اما رئيس الحكومة فهو دائماً من الطائفة الاسلامية وله الامرة على هذه المؤسسات والمحاكم.

وقد علمت الكلمة اونلاين ان موازنة المؤسسات الرسمية الاسلامية في العام 2018 بلغت 29.479.708 مليار ليرة لبنانية موزعة على:

- درا الافتاء السني: 3.790.470 مليار ليرة

- المحاكم الشرعية: 6.761.700 مليار ليرة لبنانية

- المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى: 1.680.403 مليار ليرة

- الافتاء الجعفري: 2.462.422 مليار ليرة

- المحاكم الشرعية الجعفرية:7.762.852 مليار ليرة

- مشيخة عقل طائفة الموحدين الدروز:572.580 مليون ليرة

- المحاكم المذهبية الدرزية:3.200.437 مليار ليرة

- المجلس المذهبي الدرزي: 2.165.050 مليار ليرة

- المجلس الاسلامي العلوي:1.083.794 مليار ليرة

وبغية احداث نوع من التوازن في الانفاق على المؤسسات الاسلامية والمؤسسات المسيحية اعتمد منذ عقود مبدأ رصد اعتماد في موازنة وزارة العدل يخصص للمحاكم الروحية المسيحية، وقد وصلت قيمته في العام 2018 الى 3.280 مليار ليرة مقابل 4.1 مليار ليرة في العام 2017.

هذا الاعتماد يصرف من دون آلية رسمية ويعطى لمرجع الطائفة ليوزعه بدوره على رجال الدين المسيحيين العاملين في المحاكم الروحية المسيحية.

اذن الدولة اللبنانية تدفع من اموال الشعب اللبناني حوالى 29.5 مليار ليرة الى المؤسسات والمحاكم الاسلامية و حوالى 3.3 مليار ليرة للمحاكم المسيحية.

الكلمة اونلاين تعمل على كشف ارقام الموازنات ووضعها امام الرأي العام وهي تحترم كل المرجعيات الدينية من كل الطوائف.

 

السيد نصرالله .. ألن تُسأل يوم القيامة عن احتضان باسيل؟

د. أحمد خواجة/لبنان الجديد/18 آذار 2019

 من حقّنا أن نقف لنتفكّر مليّاً ونسأل: من أوصل باسيل إلى هذه الذروة من المباهاة واحتقار مشاعر اللبنانيين وطموحاتهم وأمانيّهم.

 "كان من المفترض أن لا أكون وزيراً في الوزارة الحالية، لقد كنتُ مرغماً من أجل التيار والرئيس والبلد. (جبران باسيل خلال المؤتمر السنوي للتيار الوطني الحر ). ذروة التّعالي والتضحيات الزائفة والعنجهيات المكرورة والممقوتة، وتبخيس عقول الناس، يطلقها بالأمس الوزير جبران باسيل، فهو العبقريُّ الفذّ، والعالم النحرير، الحائز على جائزة نوبل للسلام، فضلاً عن نوبل للآداب والعلوم، يتنازل ليكون وزيراً في حُزمةٍ من ثلاثين وزيراً ( باهتاً في حكومة باهتة)، لكن لولا التيار الوطني الحر( والذي زرع البحبوحة والأمان في البلاد ) والرئيس( القوي الذي لا يُضاهيه رئيسٌ سابق) والبلد (والذي هو بأمسّ الحاجة لخدمات وتضحيات الوزير باسيل )، لولا هذا الثالوث المقدّس ( مع لُطف الله طبعاً) لما كان اليوم الوزير باسيل في عداد مجلس الوزراء، حيث هو مضيعة للوقت والجهد وتبديد الإمكانيات والطاقات، ولتفرّغ لخدمات التيار وخدمة صاحبه الذي أورثه إياه، خدمة ترقى إلى مستوى العبادة والفناء، بعيداً عن صغائر الدنيا وخبائث الأرض.

من حقّ الرئيس-الوزير باسيل أن يمُنّ على اللبنانيين قبوله رتبة الوزارة"الوضيعة" في هذه الدولة "المتهالكة"، ومن حقّه أن يتباهى على جمهوره الحزبي، وبالتالي على جمهور اللبنانيين، لكن، من حقّنا أن نقف لنتفكّر مليّاً ونسأل: من أوصل باسيل إلى هذه الذروة من المباهاة واحتقار مشاعر اللبنانيين وطموحاتهم وأمانيّهم، ها هنا من يعزو ذلك إلى الرئيس ميشال عون، والحقّ يُقال أنّ هذا جانب ضئيل من الحقيقة، ذلك أنّ من أفلت باسيل من عقاله،  حتى بات قدّيس الأمّة اللبنانية، وحامل صليبها وحامي حمى المسيحيين والناطق باسمهم،  والمتطاول يوميّاً على مقام رئاسة الحكومة "المستضعفة، هو حزب الله،  نعم حزب الله تحديداً، هو المسؤول الأول والأخير، وفي رأس المسؤولية السيد حسن نصر الله، والذي طالما كان يُردّد في مناسبات مختلفة: وهذا ما سنُسأل عنه يوم القيامة.

لذا نرغب أن نسأل سماحته اليوم: هل ستُسأل-يوم لا ينفع مال ولا بنون- عن احتضان الوزير باسيل والسكوت عن ارتكاباته طوال السنوات العشر الماضية؟ أم أنّك ترجو أن يكون التّستُّر على كلّ ما يصدر عنه من قبيل الصغائر التي تجوز فيها الكفّارة والاستغفار.

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

مهاجم يطعن أربعة بمدرسة في أوسلو

أوسلو/الشرق الاوسط/19 آذار/19/قالت الشرطة النرويجية إن مهاجماً طعن بسكين مدرساً وثلاثة عاملين بمدرسة في أوسلو اليوم (الثلاثاء). وأضافت الشرطة أنها اعتقلت المهاجم، وأن دافعه لم يتضح على الفور. وذكرت وكالة الأنباء النرويجية أن الجرحى الأربعة، وجميعهم يعملون بالمدرسة، نقلوا إلى المستشفى، وإصاباتهم طفيفة.

 

الشرطة الهولندية ترجّح وجود دافع إرهابي لـ«حادث أوتريخت»

أوتريخت (هولندا) /الشرق الاوسط/19 آذار/19/أعلنت النيابة العامة والشرطة الهولندية، اليوم (الثلاثاء)، أن فرضية الدافع الإرهابي لإطلاق النار على «ترامواي» في أوتريخت باتت «جدية»، بعد العثور على أدلة، بينها رسالة كانت داخل سيارة المشتبه به الرئيسي. وقالت النيابة العامة والشرطة، في بيان، إن فرضية «الدافع الإرهابي باتت جدية بناء على رسالة عثر عليها في السيارة التي هرب فيها المشتبه به وأمور أخرى، كما وطبيعة الوقائع». واعتقلت الشرطة الهولندية، المشتبه به الرئيسي التركي الأصل غوكمن تانيش (37 عاماً) ورجلين آخرين يبلغان 23 و27 عاماً. وعثرت الشرطة على سيارة «رينو كليو» حمراء بعد الاعتداء، وقالت إنه (غوكمن) استخدمها للهروب. وقُتل جراء إطلاق النار ثلاثة أشخاص هم امرأة تبلغ 19 عاماً من فيانن القريبة من أوتريخت ورجلان يبلغان 28 و49 عاماً من أبناء المدينة، حسب البيان. وتابعت النيابة والشرطة، في البيان، أنه «حتى الآن لم تتوصّل تحقيقاتنا إلى وجود رابط بين المشتبه به الرئيسي والضحايا». وكانت تقارير إعلامية هولندية وتركية أفادت بأن خلافاً عائلياً قد يكون الدافع لإطلاق النار. لكن السلطات الهولندية قالت إنها «لا تستبعد» وجود دوافع أخرى. واعتقلت الشرطة الهولندية تانيش، أمس (الاثنين)، بعد عملية مطاردة واسعة، وعممت صورة له على وسائل التواصل الاجتماعي. وأوضح البيان أنه «عُثر على سلاح خلال توقيفه».

 

ترمب يتبرع بربع راتبه السنوي لوزارة الأمن الداخلي

واشنطن/الشرق الاوسط/19 آذار/19/نشر الرئيس الأميركي دونالد ترمب صورة عبر مواقع التواصل الاجتماعي لشيك تبرع فيه بربع راتبه الرئاسي السنوي إلى وزارة الأمن الداخلي. وكتب ترمب لدى نشره صورة لشيك بمبلغ 100 ألف دولار عبر «تويتر»: «بينما لا تحب الصحافة أن تكتب عن ذلك، ولا أنا أحتاج إلى ذلك أيضاً، فإنني أتبرع براتبي الرئاسي السنوي البالغ 400 ألف دولار إلى هيئات مختلفة طوال العام، وهذه (المرة) لوزارة الأمن الداخلي». ومضى الرئيس الأميركي قائلاً إنه لم يتبرع براتبه «لمواجهة عاصفة من (وسائل الإعلام الكاذبة)». ومنذ توليه منصبه، تبرع الرئيس الأميركي براتبه لعدد من الوكالات والجهود الحكومية، حسب شبكة «سي إن إن»، مثل التبرع لمكافحة الإدمان، ومخيم يشجع العلوم والتكنولوجيا والرياضيات، ومشاريع ترميم.

 

مقتل 35 من «طالبان» وتدمير مخبأ للأسلحة في قندوز

كابل/الشرق الاوسط/19 آذار/19/ذكر تقرير إخباري، اليوم الثلاثاء، أن ما لا يقل عن 35 من عناصر «طالبان»، قتلوا، بالإضافة إلى تدمير مخبئ كبير للأسلحة، خلال عمليات قامت بها القوات الخاصة الأفغانية، وغارات جوية في إقليم قندوز شمال أفغانستان. ونقلت وكالة أنباء «خاما برس» عن مصادر عسكرية مطلعة القول إن القوات الخاصة الأفغانية شنت غارة في منطقة تشاهار داره، وقتلت 27 من عناصر طالبان. وأضافت المصادر أنه تم تدمير مخبأ كبير للأسلحة، و38 عبوة ناسفة ذات صفائح ضغط، و40 رطلاً من المتفجرات محلية الصنع. وأضافت المصادر أن «هناك 8 آخرين من مسلحي طالبان لقوا حتفهم في كثير من الغارات الجوية للدفاع عن النفس، في منطقة تشاهار داره». ويعد قندوز من الأقاليم المضطربة نسبياً في شمال أفغانستان، حيث يوجد مسلحو «طالبان» في بعض مناطقه، وعادة ما يحاولون شن هجمات ضد الحكومة والمؤسسات الأمنية.

 

أميركا قد تزيد عدد قواتها في سوريا إذا لم يحصل تقدم في المحادثات مع أنقرة

واشنطن: إيلي يوسف/الشرق الاوسط/19 آذار/19/ أكدت مصادر أميركية لـ«الشرق الأوسط» أن الولايات المتحدة يمكن أن تزيد عدد قواتها التي تنوي إبقاءها في سوريا إذا لم يحصل تقدم في المحادثات مع تركيا بخصوص المنطقة الأمنية. وجاء حديث هذه المصادر بعد بيان أصدره قائد أركان القوات الأميركية المشتركة الجنرال جوزيف دانفورد لنفي خبر بصحيفة «وول ستريت جورنال» حول إبقاء 1000 جندي أميركي في سوريا بدل 400. وقالت المصادر إن بيان دانفورد جاء لتغطية الرئيس دونالد ترمب الذي كان قد أكد على إبقاء 400 جندي أميركي في شمال شرقي سوريا وقاعدة التنف. وأضافت أن المعطيات التي تجمعت في أعقاب بلوغ المحادثات مع الأتراك لطريق شبه مسدودة، حتمت اتخاذ قرار بزيادة عدد الجنود، وأنه جاء أيضا تلبية لضغوط من الدول الحليفة التي طالبت برفع العدد حتى يتسنى لها هي الأخرى الإعلان عن إبقاء قوات كافية لها في سوريا إلى جانب «قوات سوريا الديمقراطية» التي تخوض حالياً قتالاً لطرد «تنظيم داعش» من جيبه الأخير في الباغوز، شرق سوريا. وبحسب تلك المصادر فإن فرنسا وبريطانيا اشترطتا زيادة عدد القوات الأميركية، خصوصا أن تركيا التي تصر على تولي أمن المنطقة الأمنية المقترح إقامتها في شمال سوريا، لا تزال تخطط لتنفيذ هجوم على القوات الكردية، وأنها ضاعفت من تنسيقها مع كل من إيران والعراق في مواجهة الأكراد. وكانت صحيفة «وول ستريت جورنال» أفادت أول من أمس بأن المحادثات مع تركيا والقوات الكردية المدعومة من الولايات المتحدة والحلفاء الأوروبيين فشلت في التوصل إلى اتفاق بشأن المنطقة الأمنية في شمال شرقي سوريا، وأن واشنطن قررت المضي في مواصلة العمل مع المقاتلين الأكراد في البلاد.

 

قوات سوريا الديمقراطية تتقدّم في الباغوز وتأسر 157 «داعشياً»

بيروت/الشرق الاوسط/19 آذار/19/أعلنت قوات سوريا الديمقراطية "قسد" اليوم (الثلاثاء) أنها حققت تقدماً داخل آخر جيب لتنظيم "داعش" في بلدة الباغوز في شرق سوريا، محاصرة مقاتليه الرافضين للاستسلام في بقعة صغيرة قرب نهر الفرات، كما أكّدت أسر 157 مقاتلاً غالبيتهم أجانب. وقال مدير المركز الاعلامي لـ "قسد" مصطفى بالي إن القوات المهاجمة "سيطرت على مخيم داعش في الباغوز"، لكنه أوضح أن ذلك "ليس إعلاناً للنصر بل تقدم مهم في القتال ضد داعش". ولم تنتشر "قسد" حتى الآن داخل المخيم الذي هو عبارة عن خيم عشوائية بينها عشرات السيارات والشاحنات الصغيرة المتوقفة وبعضها محترق، عند أطراف بلدة الباغوز. لكنها تمكنت من تطويق مقاتلي التنظيم الذين لم يستسلموا، وحشرهم في مساحة محدودة على ضفة نهر الفرات المحاذي للبلدة. ولا تملك "قسد" تصوراً عن عدد المقاتلين المحاصرين ومدى قدرتهم على مواصلة القتال. لكن بالي تحدّث عن "اشتباكات متواصلة مع استمرار مجموعة من إرهابيي التنظيم، محتجزة في منطقة صغيرة، في القتال". وأعلن بالي اليوم أيضاً "القبض على المئات من مقاتلي داعش الجرحى والمرضى" إثر تقدم قواته باتجاه المخيم، ونقلهم إلى "مستشفيات عسكرية قريبة للعلاج". وفي هذا السياق، جاء في بيان لـ "قسد": "رصدت وحداتنا مجموعة من الإرهابيين، فتعقّبتهم وألقت القبض على 157 إرهابياً مع كامل عتادهم العسكري". وأوضح بالي أن معظم المتشددين الذين أُسروا "مواطنون أجانب". وتوقع انتهاء العملية "قريبا جداً". وتشنّ قوات سوريا الديمقراطية منذ التاسع من فبراير (شباط) هجوماً على جيب "داعش" في بلدة الباغوز، في إطار عملية واسعة بدأتها قبل ستة أشهر لطرد التنظيم من معقله الأخير في ريف دير الزور الشرقي، بدعم من التحالف الدولي بقيادة أميركية. وعلى وقع تقدمها العسكري، أحصت "قسد" خروج أكثر من 66 ألف شخص من الباغوز منذ مطلع العام، هم 37 ألف مدني و5000 مسلّح ونحو 24 ألفاً من أفراد عائلاتهم. كما أفادت عن اعتقال "520 إرهابياً في عمليات خاصة".

 

المبعوث الدولي يبحث في دمشق مع «معارضة الداخل» ملف المعتقلين

دمشق ـ لندن/الشرق الاوسط/19 آذار/19/أجرى المبعوث الدولي إلى سوريا غير بيدرسن، في دمشق محادثات مع «هيئة التنسيق الوطنية» برئاسة حسن عبد العظيم، وذلك بعد لقائه وزير الخارجية وليد المعلم. وأفاد بيان لـ«الهيئة» بأن اللقاء تناول «خطة العمل المستقبلية التي يقوم بها بيدرسن وفريق عمله لتجاوز المعيقات التي تواجه العملية السياسية التفاوضية»، فيما أكد وفد «الهيئة»، على «متابعة التفاعل الإيجابي ضمن فريق هيئة التفاوض السورية مع المبعوث الأممي وفق بيان جنيف والقرارات والبيانات الدولية ذات الصلة خصوصاً القرار 2254 الذي يعد خطة عمل متكاملة للعملية السياسية التفاوضية». وفي محور إجراءات بناء الثقة، تم تأكيد «ضرورة الإفراج عن جميع المعتقلين والمخطوفين وبيان مصير المفقودين وفي مقدمتهم الإخوة: رجاء الناصر وعبد العزيز الخير وإياس عياش وماهر الطحان الذين اعتُقلوا لأنهم طالبوا بضرورة الحل السياسي». وكان المعلم التقى بيدرسن، في ثاني زيارة له إلى دمشق منذ تعيينه، وبحثا الحل السياسي للنزاع السوري ومسألة لجنة مناقشة الدستور، حسب ما ذكرت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا). وجدد المعلم، خلال اللقاء، موقف بلاده، فقال إن «العملية السياسية يجب أن تتم بقيادة وملكية سوريتين فقط، وإن الشعب السوري هو صاحب الحق الحصري في تقرير مستقبل بلاده»، حسب ما جاء في تقرير لوكالة الصحافة الفرنسية من دمشق. وأكد المعلم أن «الدستور وكل ما يتصل به هو شأن سيادي بحت يقرره السوريون أنفسهم من دون أي تدخل خارجي». ولفت بيدرسن من جهته، حسب وكالة «سانا»، إلى أنه «لن يألو جهداً من أجل التوصل إلى حل سياسي» للنزاع السوري المستمر منذ 8 أعوام. كما أشار إلى «أهمية القيام بعدد من الخطوات، التي من شأنها المساعدة في تقدم العملية السياسية»، مشدداً على «أهمية أن تكون هذه العملية بقيادة وملكية سوريتين لضمان تحقيق النجاح المنشود».ولفتت وكالة الصحافة الفرنسية إلى أن بيدرسن صرّح أمام الصحافيين لدى وصوله الأحد إلى مقر إقامته في أحد فنادق دمشق، بأن مناقشاته في دمشق «ستتمحور حول سبل تطبيق قرار مجلس الأمن 2254»، وهو خريطة طريق لإنهاء النزاع أعدت في عام 2015. ويواجه بيدرسن، الدبلوماسي المخضرم الذي تسلم مهامه في السابع من يناير (كانون الثاني) خلفاً لستيفان دي ميستورا، مهمة صعبة تتمثل بإحياء المفاوضات في الأمم المتحدة، بعدما اصطدمت جميع الجولات السابقة التي قادها سلفه بمطالب متناقضة من طرفي النزاع. وتمحورت جهود دي ميستورا في العام الأخير على تشكيل لجنة دستورية، اقترحتها الدول الثلاث الضامنة لعملية السلام في آستانة، وهي روسيا وإيران حليفتا دمشق، وتركيا الداعمة للمعارضة. وعمل دي ميستورا على تشكيل هذه اللجنة، التي يفترض أن تعمل على إعداد دستور جديد للبلاد، على أن تتشكل من 150 شخصاً: 50 يختارهم النظام، و50 للمعارضة، و50 تختارهم الأمم المتحدة من ممثلين للمجتمع المدني وخبراء، إلا أنه فشل في مساعيه. وترفض دمشق بشكل خاص اللائحة الأخيرة التي تختارها الأمم المتحدة. وقبل دي ميستورا، تولى الجزائري الأخضر الإبراهيمي والأمين العام السابق للأمم المتحدة الراحل كوفي أنان مهمة المبعوث الدولي إلى سوريا، من دون أن تثمر جهودهما في تسوية النزاع. ويتولى بيدرسن مهامه بعدما تمكنت القوات الحكومية من استعادة السيطرة على أكثر من 60 في المائة من مساحة البلاد، حسب ما أشارت الوكالة الفرنسية.

 

دمشق تهدد باستعادة إدلب وشرق سوريا بـ«المصالحة أو القوة»

رئيس الأركان العراقي يعلن قرب فتح المنفذ الحدودي... ونظيره الإيراني يؤكد بقاء قواته لـ«محاربة الإرهاب»

دمشق/الشرق الاوسط/19 آذار/19/أكد وزير الدفاع السوري العماد علي عبد الله أيوب، أمس، أن بلاده ستعيد بسط سيطرتها على كامل الجغرافية السورية «سواء بالمصالحات أم بالقوة العسكرية»، مشيراً تحديداً إلى إدلب التي تنتشر فيها «هيئة تحرير الشام» وشمال شرقي سوريا، حيث تنتشر «قوات سوريا الديمقراطية» المدعومة بقوات التحالف الدولي بقيادة أميركا. وجاء كلامه في وقت أعلن رئيس الأركان العراقي قرب فتح المنفذ الحدودي بين العراق وسوريا، وفي وقت أكد رئيس الأركان الإيراني، أن بلاده ستواصل «محاربة الإرهاب في سوريا»، في نفي لنيتها الاستجابة للمطالب بانسحابها منها. وعقد العماد أيوب مؤتمراً صحافياً مشتركاً في دمشق، أمس، مع رئيس أركان الجيش العراقي الفريق أول ركن عثمان الغانمي، ورئيس أركان القوات المسلحة الإيرانية اللواء محمد باقري، وذلك عقب اجتماعات عسكرية استضافتها العاصمة السورية بين مسؤولين عسكريين من الدول الثلاث. وقال أيوب، في المؤتمر الصحافي: إن النظام السوري سيستعيد بسط سيطرته على كامل الجغرافية السورية «سواء بالمصالحات أم بالقوة العسكرية، وإدلب لن تكون استثناءً أبداً؛ فهي واحدة من أربع مناطق خفض التصعيد التي تم تحديدها، حيث عادت المناطق الثلاث الأخرى إلى كنف الدولة السورية، وهذا ما ستؤول إليه الأمور في إدلب وغيرها». وشدد على أن أي «وجود عسكري لأي دولة كانت من دون دعوة رسمية من الدولة السورية هو وجود احتلالي وغير شرعي»، مؤكداً امتلاك قوات النظام «عوامل القوة» لإخراج القوات الأميركية من التنف (قرب الحدود مع الأردن والعراق) باعتبارها قوات «احتلال». ولفت إلى أن الورقة المتبقية مع القوات الأميركية هي ورقة «قوات سوريا الديمقراطية» في شمال شرقي سوريا، قائلاً: «سنتعامل معهم إما بالمصالحات وإما بتحرير الأرض».

وقال أيوب أيضاً: إنه من «غير الحكمة الرد» على الضربات الإسرائيلية في الداخل السوري، مضيفاً: «الحكمة ألا ترد. الحكمة ضرب العملاء في الداخل بقسوة»، مشدداً على أن من غير الحكمة الانجرار إلى حرب تحدد إسرائيل مكانها وزمانها، رابطاً بين الضربات الإسرائيلية ومن وصفهم بـ«الإرهابيين بالداخل».

وبث التلفزيون الرسمي السوري وقائع المؤتمر الصحافي المشترك للقيادات العسكرية الإيرانية والسورية والعراقية، وهو الأول من نوعه منذ بدء الحرب في سوريا قبل ثماني سنوات، علماً بأن هناك غرف عمليات مشتركة تضم الإيراني والسوري والعراقي وكل من «يقف في محور المقاومة»، بحسب تعبير تلفزيون النظام.

من جانبه، وصف اللواء الإيراني محمد باقري الاجتماعات العسكرية التي جرت بدمشق بأنها «مهمة للجميع»، قائلاً: إن «ما تمخض عنها سيساعدنا في الاستمرار في مواجهة التحديات والأخطار والتهديدات التي أفرزها انتشار الإرهاب التكفيري وتمدده في هذه المنطقة الحيوية من العالم»، معبّراً عن دعمه لما قاله وزير الدفاع السوري برفض «دخول أي دولة بصورة غير شرعية إلى سوريا». وحدد الهدف لهذه المرحلة بـ«استتباب السيادة الوطنية ووحدة التراب السوري وخروج جميع القوات المتواجدة في سوريا من دون إذن»، مضيفاً أنه من خلال التنسيق الإيراني - السوري - العرقي ستتم مواجهة المشاكل التي تواجه المنطقة، ولا سيما «تدخل الصهاينة»، مضيفاً أن «علينا اتخاذ الإجراءات اللازمة مرحلة بمرحلة». وأكد أن بلاده أرسلت «مستشاريها» إلى العراق وسوريا «بطلب من بغداد ودمشق، وقد دخلت إيران هذه الحرب بكل ما أوتيت من قوة»، معلناً رفضه «دخول القوات المسلحة الأجنبية إلى أي من دول المنطقة من دون إذن قانوني من حكوماتها». وقال: «نحن بدورنا دخلنا سوريا والعراق بإذن من حكومتيهما وسنبقى نحارب الإرهاب في سوريا ما دامت الحكومة الشرعية تطلب منا ذلك».

من جانبه، أعلن رئيس أركان الجيش العراقي، عثمان الغانمي، أن أمن الحدود بين سوريا والعراق مهم جداً، وهو «ممسوك» من قِبل القوات الأمنية العراقية وقوات النظام السوري، معلناً أن الأيام القليلة المقبلة ستشهد فتح المنفذ الحدودي بين العراق وسوريا، واستمرار الزيارات والتجارة بين البلدين. وأشار إلى استمرار التنسيق بين سوريا والعراق «من خلال مركز المعلومات الذي تم إنشاؤه». وشدد على أن فتح المنافذ الحدودية «أمر مهم وحساس للمبادلات التجارية ولتنقل السياح والزوار الإيرانيين انطلاقاً من الجمهورية الإسلامية الإيرانية إلى العراق ومن العراق إلى سوريا»، بحسب ما أوردت وكالة الصحافة الفرنسية.

ويشار إلى أن دمشق لم تعلن رسمياً عن الاجتماع العسكري بشكل مسبق، في حين أعلنت عنه كل من إيران والعراق، ولم تذكر سوريا تفاصيل عن المواضيع التي ستُطرح خلال الاجتماعات التي تستمر يومين. ميدانياً، ذكرت وكالة الصحافة الفرنسية، أن «قوات سوريا الديمقراطية» عملت أمس (الاثنين) على تضييق الخناق أكثر فأكثر على مقاتلي تنظيم «داعش» المحاصرين في شرق سوريا، تزامناً مع خوضها اشتباكات عنيفة، واستهدافها بدعم من التحالف الدولي بقيادة أميركية، جيبهم الأخير في الباغوز. وأتى تصعيد العمليات العسكرية غداة إعلان هذه الفصائل، أن لا مهلة زمنية محددة لانتهاء المعركة، مع ترجيحها وجود الآلاف وبينهم مقاتلون رافضون للاستسلام داخل الجيب المحاصر. وقال مسؤول كردي في «قوات سوريا الديمقراطية» لوكالة الصحافة الفرنسية، الاثنين، في الباغوز: «تقدمت قواتنا داخل المخيم ليلاً وسيطرت على مبانٍ عدة، قبل أن تتابع تقدمها صباح الاثنين وتطوق (داعش) من ثلاث جهات» بينما يوجد نهر الفرات من الجهة الرابعة. ويقتصر وجود التنظيم حالياً في الباغوز، الواقعة على الضفاف الشرقية لنهر الفرات، على مخيم عشوائي محاط بأراضٍ زراعية تمتد حتى الحدود العراقية.

ومن على جرف صخري مطل على الباغوز، شاهدت صحافية في وكالة الصحافة الفرنسية سحباً من الدخان تتصاعد من المخيم بمحاذاة النهر. وكان أحد مقاتلي «قوات سوريا الديمقراطية» يرصد بمنظار تحركات مقاتلي التنظيم المتوارين بين خيم وشاحنات صغيرة متوقفة قربها، ثم ينادي زميله ليسارع إلى إطلاق النار. يفرغ الأخير ذخيرته ثم يأخذ مقاتل آخر مكانه، بينما يُسمع دوي طلقات رشاشة وقذائف مدفعية من محاور أخرى.

في الوقت ذاته، شنّت طائرات التحالف ضربتين على الأقل بمحاذاة النهر بعد رصد تحركات لمقاتلين من التنظيم قرب جسر مدمر كان يربط ضفتي الفرات.

وقال المتحدث باسم التحالف الدولي، شون راين، للوكالة الفرنسية، أمس: إن «الهجوم البري لـ(قوات سوريا الديمقراطية) كان فعالاً للغاية»، موضحاً أن هذه القوات «تواصل اتباع مقاربة مدروسة ومنهجية لإنهاء آخر مناطق سيطرة (داعش)».

 

بوتفليقة وافق على تسليم السلطة إلى رئيس منتخب «في ظل دستور جديد»

موسكو ترفض أي تدخّل خارجي في الشؤون الجزائرية

موسكو - الجزائر/الشرق الاوسط/19 آذار/19/أكد نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية الجزائري رمطان لعمامرة من موسكو اليوم (الثلاثاء) أن الرئيس عبد العزيز بوتفليقة وافق على تسليم السلطة إلى رئيس منتخب وأنه سيكون مسموحا للمعارضة بالمشاركة في الحكومة التي تشرف على الانتخابات.

وقال لعمامرة في مؤتمر صحافي مشترك مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، إن الحكومة الجزائرية استجابت للمطالب المشروعة للشعب الجزائري. وأضاف أن "الانتخابات الرئاسية المقبلة ستُجرى في ظل دستور جديد ولجنة انتخابية مستقلة، للمرة الأولى في تاريخ الجزائر"، آملاً في أن "يكون الاتحاد الروسي أول شريك يتفهّم طبيعة الوضع في الجزائر". من جهته، قال لافروف إن موسكو تدعم مبادرة الحكومة الجزائرية لإجراء محادثات مع المعارضة بعد أسابيع من الاحتجاجات التي ترى فيها روسيا "محاولة لزعزعة استقرار البلاد". وشدد على رفض موسكو القاطع لأي تدخّل خارجي في الشؤون الجزائرية.

في غضون ذلك، تظاهر اليوم آلاف الطلاب الجزائريين في وسط العاصمة، للمطالبة مجدداً برحيل بوتفليقة الذي كرر مساء أمس (الإثنين) أنه سيبقى في السلطة. ويشارك في احتجاجات اليوم التي تتزامن مع ذكرى انتهاء حرب التحرير الجزائرية، موظفو القطاع الطبي، وأساتذة جامعات. وكتب على لافتة رفعها المتظاهرون: "19 مارس (آذار) 1962: نهاية حرب الجزائر، 19 مارس 2019: بداية تغيير النظام". وفي أول رسالة مباشرة إلى الجيش من قادة أفرزتهم الاحتجاجات، قالت التنسيقية الوطنية من أجل التغيير إنه يتعين على الجيش "ضمان مهماته الدستورية دون التدخل في خيارات الشعب".

وكان بوتفليقة قد تنازل في 11 مارس عن الترشح لولاية رئاسية خامسة في ظل احتجاجات غير مسبوقة يواجهها حكمه المستمر منذ 20 عاما. غير انه مدد الأسبوع الماضي الولاية الحالية الى اجل غير مسمى عبر تأجيل الانتخابات الرئاسية التي كانت مرتقبة في 18 أبريل (نيسان) إلى ما بعد انعقاد مؤتمر وطني هدفه وضع دستور جديد.

 

الحوار السني ـ العلوي السوري يشكل مجلساً لتنفيذ «وثيقة العيش المشترك»/جرى بعلم دمشق ومشاركة شخصيات من الداخل والخارج... و «الشرق الأوسط» تنشر وثيقتيه

برلين: إبراهيم حميدي/الشرق الأوسط/19 آذار/19/بعد أكثر من سنتين من الحوار السري بين شخصيات ممثلة للمكونات السورية داخل البلاد وخارجها، خصوصاً من العلويين والسنة، قرر المتحاورون الخروج إلى العلن بـ«مدونة سلوك لعيش سوري مشترك» تكون بمثابة مبادئ فوق دستورية، وتأسيس «مجلس المدونة السورية» على أمل توفير «حاضنة اجتماعية» تشكل ضمانة للمستقبل «بعيداً عن معادلة النظام والمعارضة». الجولة الأخيرة من الحوار جرت في برلين، الجمعة والسبت الماضيين، بمشاركة 24 شخصاً؛ جرى اختيارهم باعتبارهم ممثلي مكونات، ولهم صلة بالبيئة الحاضنة ومجتمعاتهم المحلية. شارك في الجولة الحوارية 11 من داخل البلاد و13 من الخارج، وكان بين «سوريي الداخل» 9 شخصيات علوية هم نواب سابقون وأبناء شيوخ وشخصيات مؤثرة ذات علاقة بالمجتمع والدولة، على طاولة مستديرة، إلى جانب معارضين و«ثوار» من قادة عشائر من شرق البلاد وشمالها وجنوبها ووسطها ودمشق، وشخصيات كردية، ومسيحيين. واذ قلل دبلوماسيون من اهمية الحوار نظرا بسبب غياب افق حل سياسي عاجل وعدم فعالية المشاركين، اشار اخرون الى اهميته الرمزية وبعده الاجتماعي. الحوار الذي صار له يجري وراء الستارة، وتنقل بين باريس وزيوريخ وبرلين، وشاركت فيها شخصيات عدة، وأداره الدكتور ناصيف نعيم، الخبير السوري بالدستور والمقيم في ألمانيا، قرر القيمون عليه إخراجه إلى النور، حيث حضرت «الشرق الأوسط» اليوم الثاني من الجولة يوم السبت والجلسة الختامية «في مكان ما» في العاصمة الألمانية، حيث عمد المشرفون إلى مصادرة الهواتف الجوالة وأي جهاز إلكتروني. وتمت دعوة خبراء في الإرهاب والعملية السياسية لإيجاز المشاركين لرفد خلاصات الحوار في المسار السياسي وما بعده. وسُمح بتداول كل شيء إعلامياً باستثناء الأسماء الحقيقية للمشاركين من داخل البلاد، الذين أكدوا علم السلطات السورية بمضمون الحوارات والوثائق المتفق عليها، وأجمعوا على أنهم شاركوا ويشاركون «باعتبارنا سوريين، ونرفض تقديمنا باعتبارات طائفية، وألا نكون حرفنا المشروع عن هدفه». وفي الجلسة الأخيرة، اشتعل النقاش بين أبناء الداخل والخارج حول وجود القوات الأجنبية في سوريا. الفكرة كانت الوصول إلى موقف مشترك يطالب بانسحاب القوات الأجنبية تطور إلى بحث موضوع «داعش» ووجود «حزب الله» في سوريا، إلى أن جرى التفاهم على صوغ مسودة بيان تطالب بـ«انسحاب جميع القوات الأجنبية من سوريا»، من دون ذكر لأي دولة أو ميلشيات، قبل فتح الباب أمام النقاش الإعلامي في أسباب اتخاذهم القرار بالعلنية، وعدم رغبة «أبناء الداخل» ذكر أسمائهم الصريحة طالما أن دمشق على علم بالحوارات.

الحوار

تعود فكرة الحوار إلى 2016، حيث جرت لقاءات في فرنسا وسويسرا بين شخصيات علوية وسنية بتردد أوروبي وقتذاك، من منطلق بحث «وثيقة الإصلاح العلوي». نهاية ذاك العام، حصل اجتماع عاصف عندما وُضع على الطاولة اقتراح الموافقة على «مرحلة انتقالية» وتشكيل «مجلس رئاسي» في سوريا. وجرت بعض التغيرات في الهيكلية والمشاركين إلى أن عقدت اجتماعات أخرى بين «فريقين: علوي وسني» في منتصف 2017، حسب إيجاز أحد المنظمين. وكان بين المشاركين، ملهم الشبلي من عشيرة الفوارة، والشيخ أمير الدندل من عشيرة العقيدات، وعوينان الجربا من عشيرة شمر، ومصطفى كيالي من أحفاد «الكتلة الوطنية» في حلب - إدلب، إضافة إلى «شخصيات علوية» من طرطوس وحمص واللاذقية. للخروج من «المأزق»، جرى التوافق على إبعاد ثلاثة أمور من النقاش، هي: «النظام والمعارضة، الرئيس بشار الأسد، ثورة أم مؤامرة»، حسب شرح ناصيف نعيم، حيث بدأ صوغ وثيقة فوق دستورية عرفت باسم «مدونة سلوك لعيش سوري مشترك» تتضمن أموراً يتفاهم عليها السوريون، وتبلورت في نهاية 2017. وأنجزت الوثيقة في صفحتين تضمنت 11 مبدأ هي: «وحدة الأراضي السورية، المكاشفة والاعتراف، لا غالب ولا مغلوب، لا أحد بريء من الذنب، محاسبة لا ثأر، جبر الضرر، متابعة الملف الإنساني، الهوية التنوعية للمجتمع السوري، عدم تسييس الانتماء، جماعية التراث السوري، مبدأ المساواة بين السوريين وحماية حرياتهم».

وبين أكثر النقاط التي جرى انقسام حولها، البند الرابع المتعلق بالمسؤولية، و«هل نذكر النظام أم لا» إلى أن جرى التوافق على عبارة «لا أحد بريء من الذنب على أساس الاعتراف المتبادل بين أطراف الصراع أن لا أحد بريء من الارتكاب، كلٌّ حسب دوره ومستقبله». وبعد الوصول إلى الوثيقة، جرى توقيعها من قبل المشاركين أمام القضاء الألماني، مع ذكر تفاصيل الهوية والمعلومات لكل شخص، إضافة إلى أخذ صورة لكل مشارك مع الوثيقة. وقال أحد المشاركين، إنه أخذ «مدونة السلوك» إلى دمشق، وجرى تسليمها إلى مسؤولين رفيعي المستوى.

ورغم الوصول إلى «الاختراق»، استمرت الاجتماعات طيلة العام الماضي في برلين للمضي خطوة إضافية في الحوار إلى أن جرت «مأسسة العمل» عبر تشكيل «مجلس المدونة السورية»، ونصت وثيقته على أن «شخصيات سورية مهتمة بالشأن العام من اتجاهات فكرية واجتماعية متنوعة في المجتمع السوري» توصلت إلى مدونة، و«بناءً على ما تم من اجتماعات بين الشخصيات الموقعة التي اتسمت بطابع الدورية، وأخذت شكلاً مؤسساتياً بحكم الأمر الواقع، تم انضمام الكثير من الشخصيات، ووقعت عليها، معتبرة نفسها امتداداً لمبادئها وجزءاً من الجسم الحامل لهذه المدونة، وباتت الشخصيات جميعها تشارك في الاجتماعات الدورية».

وأشار الموقعون إلى أنهم اتفقوا على تأسيس «مجلس المدونة السورية جسماً حاملاً ومسؤولاً عن مدونة السلوك تجاه السوريين، أينما وجدوا، وتجاه الدول والمجتمعات الدولية كافة». كما جرى في الجلسة الأخيرة تعيين ثلاثة ناطقين باسم «المجلس»، إضافة إلى العمل على إقامة نظام داخلي وتشكيل لجان عمل من المشاركين لوضع «خريطة تنفيذية» لشرح المبادئ الـ11، وتقديمها إلى الحواضن الاجتماعية لكل منهما داخل البلاد وخارجها.

أسئلة وأجوبة

أتيحت فرصة الحوار مع جميع المشاركين على مائدة واحدة في بناء ألماني قديم ذي سقف عال ونوافذ واسعة تتوسطه لوحة مذهبة تطل على طاولة مستديرة انحشر فيها 24 شخصاً. من الداخل والخارج. رجال ونساء. شباب وكهول. بالزي التقليدي والزي العصري. بعضهم تحدث بلهجته، فيما تحدث آخرون بالإنجليزية. بعضهم خبر الغرب، فيما لا يعرف آخرون سوى قريتهم وضيعتهم. وما إن هدأت النفوس بعد النقاش الساخن حول القوات الأجنبية، حتى طرح السؤال: «لماذا قررتم الآن الخروج إلى العلن؟». كل أجاب على طريقته، وكان المنظم هو ناصيف نعيم. أجاب الجربا أنه بعد إقرار الوثيقة لاحظ ردود فعل إيجابية وصدى طيباً في أوساط من يعرفهم و«حاضتنا الاجتماعية»، ذلك أن هدف المشاركين هو الوصول إلى «نظام سياسي اجتماعي للدولة القادمة على أساس العدالة الاجتماعية». في الصورة الأوسع، أشار، وهو القادم من شرق سوريا، إلى ضرورة وجود دور عربي في سوريا و«نناشد الدول العربية، وفي مقدمها السعودية، القيام بدور عربي لحل القضية السورية. الدول الأخرى لها مصالح، لكن الدول العربية هي أهلنا والسعودية هي الأخ الأكبر لنا».

وأشار إلى أن «الشعب السوري لا يرى حلاً عبر معادلة النظام والمعارضة، بل الحل عبر الحاضنة الاجتماعية. والمدونة هي رسالة طمأنة إلى الشعب بأن هناك أشخاصاً يعملون للناس ويشكلون ضمانة للمستقبل». وأضاف: «قبل الثورة نعرف المشاركين معنا من الداخل من حمص وطرطوس، ونعرف أنهم مؤثرون، ويعرفون أن مفتاح الحل هو الحاضنة الاجتماعية... النظام لم ولن يسمح بوجود مجتمع مدني، ويعرف دائماً أن الحل هو عند المجتمعات المحلية، ونحن نشكل ضمانة للمستقبل، والعلويون المشاركون يعرفون ذلك». وإذ رأت سيما عبد ربه أن المدونة ضمنت «11 مبدأ تضم أفكاراً جامعة ستتبعها آليات تنفيذ»، قال أحد المشاركين من طرطوس إن المبادئ «يقول البعض عنها إنها طوباوية، نريد هذه الطوباوية والحلم، ونريد العيش بالفضيلة. والمدونة هي أيقونة المستقبل السوري بعد المقتلة السورية لكل الأطراف». وقال مشارك آخر من حمص إن المبادئ «تعبر عن نبض الشعب السوري، وهي خريطة طريق لسوريا».

من جهته، قالت إحدى الشخصيات البارزة، وهو نائب سابق وشخصية فاعلة في طرطوس، إنه يرفض مثل غيره أن يقدم من منطلق طائفي و«العلويون رفضوا عبر التاريخ الانفصال واختاروا الدولة السورية»، والخلاف الموجود حالياً «هو سياسي يحاول البعض تقديمه طائفياً». ونقل عن الشيخ صالح العلي، أحد قادة الثورة السورية ضد الانتداب الفرنسي، قوله «إن العلويين جميعاً سنة إذا تعرض سني للخطر». وذهب آخر للقول: «الخلاف ليس داخلياً، بل مؤامرة خارجية».

غض الطرف

ورأى السفير السوري السابق في لندن سامي الخيمي، أن الخطر على سوريا أن السوريين غير مجتمعين على مواجهة أطماع الخارج، مطالباً بضرورة أن يبحث السوريون عن المصالح الاقتصادية فيما بينهم، فيما أملت عبد ربه في بناء «كتلة حرجة اجتماعية سورية» تشكل رافعة للحل. ورأى إبراهيم محمد إبراهيم باشا، وهو من أكراد الحسكة: «نحن كثوار قمنا ضد النظام، وأرى أن المدونة تمثل حلم كل السوريين». أما أحد المشاركين من الساحل والفاعلين في مساعدة النازحين، «بما في ذلك أسر المسلحين»، فقال: «جرى العمل الممنهج على تدمير الرموز السورية، ولم يبق لنا سوى فعل الممكن. والمبادئ الـ11 هي خطوة نحو المستقبل»، الأمر الذي وافق عليه إبراهيم شاهين من ألمانيا، قائلاً: «المدونة خلاصة عمل هادئ وعميق من دون ضجيج للوصول إلى المشتركات». وأضاف آخر أن «العلنية ضرورية لجمع السوريين حول هذه المبادئ التي لا خلاف حولها، وتوفير ضمانة وأمل للمستقبل».

من جهته، قال نائب سابق في حمص، معروف بصلاته وفعاليته، «الحرب السورية فريدة. بعض القوى زادت ضراوة الحرب تحت عنوان مساعدة الشعب السوري»، إذ إن السوريين لم يكونوا متعودين على القتل و«القوى الخارجية كان لها دور في سفك الدم السوري»، محذراً من «اصطياد البعض في الماء العكر، وتأسيس كانتونات شرق سوريا»، الأمر الذي وافق عليه زميله، وأضاف أن «السلطات على أعلى مستوى على علم بهذا الحوار وتسلمت نص المدونة». وحض آخر على ضرورة رفع العقوبات الغربية التي تضر بالإنسان السوري العادي.

في المقابل، قالت إحدى الشخصيات المعارضة إن «حديث النظام عن الانتصار يستفز الكثيرين، ونعرف أن هناك ردوداً وعمليات ضد قوات النظام في الجنوب السوري، لذلك فإن طرح هذه المبادئ يدفع الناس للبحث عن المشتركات»، فيما قالت مشاركة بارزة من دمشق إن مشاركة «سوريي الداخل» بالحوارات حصلت «من دون وهم: نحن نحاول أن نراوغ ضمن الهامش بحثاً عن التغيير»، مشددة على رفض فكرة «أن الداخل كتلة واحدة موحدة». وأضاف إلى ذلك شخص آخر من طرطوس: «إذا كان الشعب السوري لا يقبل بعضه بعضاً، يمكن للأمور أن تنفجر في أي لحظة. لذلك لا بد من التحرك الاجتماعي، وهذه المدونة ضرورة والإعلان ضروري». بسام صباغ، وهو مسيحي من حلب ومقيم في الخارج، حرص على إيصال صوته، قائلاً: «الانطباع أن المسيحيين هم مع النظام، وليسوا مع المعارضة. في الواقع المعارضة تأسلمت، أو دُفعت إلى التأسلم، وبالتالي من يرتبط بالمعارضة السياسية يعتبره بعض المسيحيين خائناً لهم، لذلك فإن هذه المدونة مهمة لأنها تتحدث عن مبادئ سامية وفوق الاستقطاب بين النظام والمعارضة». وبعد يومين من الأخذ والعطاء تحت سقف ألماني، وبقواعد حوار ألمانية، من دون هواتف جوالة، وبعزلة كاملة، عاد كل إلى مكانه الجغرافي. أبناء الداخل إلى سوريا. أبناء الخارج إلى الشتات. لكن التواصل قائم بينهم للترويج لـ«مدونة سلوك»، إضافة إلى العمل لحل إشكاليات وقضايا في مجتمعاتهم المحلية... من دون انتظار حل سياسي من فوق، وبتفاهمات خارجية، طال انتظاره، وقد يطول فرضه.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

رقصة "التانغو" بين الحريري وباسيل: تعبيرات عنيفة لشراكة متينة

منير الربيع /المدن/الأربعاء 20/03/2019

هي مفارقة لبنانية بامتياز: بعد كل اشتباك سياسي أو "حرب كلامية" بين التيار الوطني الحرّ وتيار المستقبل، يتعمّق التفاهم أكثر فأكثر بين الطرفين! عند كل محطة خلافية، يتوقع الكثير من اللبنانيين والسياسيين احتمال فرط عقد التحالف، والتسوية الرئاسية، بين الرجلين، سعد الحريري وجبران باسيل، لتخيب توقعاتهم أو ظنونهم لاحقاً، لتعود العلاقة أفضل مما كانت. وهذا يؤكد أن المسار الذي ينتهجه الرجلان، هو أبعد بكثير من حدود الأفكار السياسية التقليدية السائدة. يمكن وصف العلاقة بين الطرفين، بأنها علاقة ضرورية ما فوق سياسية. "المصلحة" فيها هي الصفة الغالبة والبارزة.

يمكن تشبيه العلاقة - الاشتباك بين الحريري وباسيل، بمشهد رقصة التانغو، بحدّتها وكوريغرافيتها، التي تجمع تعبيرات التحدي مع الانجذاب والشغف، وتجمع تعبيرات الصراع مع التكامل، الانفصال والوصال، التناغم والتعارض، الحب والمبارزة. والأهم أن لا رقصة تانغو من دون "شريك".

غطاء رئاسة الجمهورية

عندما يقدم باسيل على خطوة تصعيدية تجاه الحريري، غالباً ما يتم تغليفها بغطاء سياسي من رئيس الجمهورية. تجلّى عمق التوافق على المواقف بينهما منذ الصراع على الصلاحيات، وتسليم عون لباسيل ملف التفاوض لتشكيل الحكومة، وفق الشروط التي يريدها، وصولاً إلى الخلاف الأخير والتطابق الكامل والمتكامل في مواقف عون مع مواقف باسيل. ما يعني أن نظرية الفصل بين رئيس الجمهورية ورئيس التيار غير صحيحة. لا يترك عون مناسبة إلا ويؤكد فيها أنه راعي باسيل ومانحه الغطاء الكامل في كل ما يقوم به. خلاف باسيل مع كل القوى السياسية الأخرى من السنيورة إلى القوات والمردة، هو خلاف عون بالأساس، وهو يندرج في حصر الإرث الذي يستحوذه وزير الخارجية من رئيس الجمهورية. بعيد المصالحة التي جرت بين الحريري واللواء أشرف ريفي، في بلس، برعاية الرئيس فؤاد السنيورة، أكد الحريري أن اللقاء عبارة عن فتح صفحة جديدة وطي صفحة الماضي، وبأنها ستكون مناسبة لترتيب البيت الداخلي. هذا الموقف ليس الأول من نوعه للحريري. قال ما يشبه هذا الكلام، بعد لقاء عقده في كليمنصو مع رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي، وليد جنبلاط، معلناً أن اللقاء سيمهد لإعادة رص الصفوف، في المرحلة المقبلة. لكن بعدها تراجع الحريري عملانياً عن موقفه هذا، وذهب بعيداً في التحالف مع التيار، ما انعكس في شكل الحكومة. ما يعني أن لقاءه مع جنبلاط لم يكن غير وسيلة لتحقيق غاية تشكيل الحكومة. وقبل هذا الموقف، كان للحريري موقف لافت في معراب، بعد لقائه رئيس حزب القوات اللبنانية، سمير جعجع، بأن المرحلة تتطلب رصاً للصفوف لمواجهة التحديات، وإعادة العلاقة إلى صلب ثوابتها، لكن تبيّن فيما بعد أن العلاقة هشّة إلى حدّ خسارة القوات لكل مطالبها في تشكيل الحكومة، وفي التعيينات المرتقبة.

الصورة الذكية

وبعد مصالحة ريفي والحريري، حصل لقاء بين الحريري وباسيل في بيت الوسط، جرى خلاله التفاهم على مختلف النقاط الخلافية، لا سيما ملف التعيينات العسكرية، ومعالجة تداعيات مؤتمر بروكسل، وعدم اصطحاب الحريري للوزير صالح الغريب معه. وفي ملف وزارة شؤون النازحين، لا بد من تسجيل نقطة للحريري، فهو تخلّى عن هذه الوزارة على الرغم من كل الهجمات التي تعرّض لها، لكنه أراد التنازل عنها، لتخفيف "وجع الرأس" عنده من ملف اللاجئين، خصوصاً أن رئيس الجمهورية وباسيل يخوضان حملة قاسية في هذا الموضوع. فأراد الحريري التخلي عن هذا الملف، كي لا يتهم بأنه يقصّر فيه. وهو يعلم، كما يعلم عون وباسيل، بأن لا حلّ لبنانياً لقضية اللاجئين، بل هي جزء من حلّ دولي. فوضعَ الوزارة في عهدة التيار وحلفائه، للقول بأن الوزارة لديهم وهم غير قادرين على فعل شيء.

الصورة الذكية التي يطبعها الحريري وباسيل لتحالفهما، تتجلى في إظهاره هشّاً عند كل مفصل. إذ تظهر "الصورة" أن التفاهم بينهما يهتز عند أي استحقاق أو إشكالية صغيرة، تماماً كما حدث حول مؤتمر بروكسل، أو الهجوم على الرئيس فؤاد السنيورة في "حملة مكافحة الفساد"، أو حتى في التعيينات الإدارية والعسكرية. وبلا شك، أن ثمة استحقاقات أكثر أهمية ستبرز في الأيام المقبلة، ما يعني أن الصورة ستعكس اهتزازاً أكثر لهذا التفاهم. لكن الأساس يبقى، في أنه بعد كل خلاف من هذا النوع، يتعزز التوافق أكثر فأكثر بين الحريري وباسيل.

التوافق على التعيينات

أوحى باسيل، قبل أيام، بأنه يستعد لقلب طاولة الحكومة وإسقاطها. والغاية كانت لتحقيق هدف آخر: تبرير تنازل الجميع وخصوصاً الحريري، بحجة الحرص على بقاء الحكومة، منعاً لتكرار تجربة إسقاطها بالثلث زائد واحد. ويستخدم باسيل تداخل كل العناوين المطروحة مع عنوان مكافحة الفساد، خصوصاً أنه يرفع الشعار لتطبيق المحاصصة، وفق ما تقتضيه متطلبات الطرف الأقوى، أي التيار الوطني الحرّ. بعد الخلافات الحادة (كلامياً) بين الطرفين، تمّ التوافق فجأة بينهما. بادر الحريري إلى الاتصال بباسيل، وعمّم على مسؤولي تياره بوقف التصعيد ضد تيار باسيل، وجرى الاتفاق على عقد جلسة للحكومة، كما الاتفاق على ملف التعيينات العسكرية. فالخلاف على تلك التعيينات تجلّى في رفض التيار للعميد محمود الأسمر، الذي يريد الحريري تعيينه في المجلس العسكري، وقد جرى التقدّم سابقاً للحريري بلائحة تضم ثلاثة أسماء لعمداء لا يُفضّل تعيينهم في هذا المنصب، فما كان منه إلا أن رفض، ليوافق التيار فيما بعد على تعيين الأسمر، ولكن بعد صخب سياسي.

مقايضة سلطوية

وثمة من يعتبر أن هذا التصعيد كان عبارة عن مسعى لحرف الأنظار عن مسألة أخرى، وغايته دغدغة كل طرف لمشاعر جمهوره، وللقوى السياسية الأخرى وحسب. وهذا أسلوب أصبح معتمداً من قبل الطرفين، منذ التسوية الرئاسية. المسعى الأساسي الذي يريد باسيل إنجازه، هو تطويق خصومه في الساحة المسيحية، خصوصاً "تيار المردة" و"القوات اللبنانية"، وهذه يستند إليها عبر افتعاله إشكالات مع الحريري، لينأى الأخير بنفسه عن التدخل في التعيينات المسيحية، فيتولى باسيل حصراً هذا الملف، وكيفية التقسيمات فيه، على نحو يحوز فيه بالحصة الكبرى ويوزع الفتات على خصومه. هذا الأسلوب سيتكرر في العديد من المحطات، بين باسيل والحريري، في إطار لعبة توزيع الأدوار وشدّ الحبال ورخيها، خصوصاً أن هناك من يعتبر أن التوافق بين الحريري وباسيل بعيد المدى، ويتصل بتداول السلطة، أو المقايضة ما بين رئاسة الحكومة ورئاسة الجمهورية، في المراحل المقبلة. لذا، الشراكة تتعمق أكثر فأكثر بين الرجلين في مختلف المجالات، لا سيما مع دخول مقربين من باسيل إلى مجال شراء حصص في بنك البحر المتوسط. وهذا المنطق، سيقود إلى إبقاء الوضع على ما هو عليه للمرحلة السياسة المقبلة في البلد، إذ أن الرؤية الغالبة ستبقى لصالح حزب الله وحلفائه في قوى الثامن من آذار، وهم الذين يتحكمون بكل المفاصل الأساسية في البلاد، مقابل غياب أي رؤية أو توجه سياسي للقوى المخاصمة لهذا المحور.

 

الحريري يعود بلا وديعة من الرياض ويترقب بقلق زيارة «بومبيو»

علي الأمين/جنوبية/ 19 مارس، 2019

لم يفلح الرئيس سعد الحريري على ما يبدو باقناع القيادة السعودية، بوضع وديعة مالية في مصرف لبنان، فالقيادة السعودية التي أعلنت فك الحظر عن سفر مواطنيها الى لبنان، لا يبدو أنها في وارد القيام بأي خطوة تتجاوز الكلام الدبلوماسي، من التمنيات الطيبة للبنان واللبنانيين، ومن اطلاق دبلوماسييها المواقف السياسية المعروفة تجاه دعم سيادة لبنان واستقلاله، وعلى قاعدة المثل الشهير "فليسعد النطق ان لم يسعد الحال". في زيارته الأخيرة الى الرياض، التقى الرئيس الحريري خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وبحسب معلومات حصلت عليها “جنوبية” فان لقاء جرى بعيدا من الأضواء مع ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، جرى خلاله عرضا مفصلا للعلاقة اللبنانية-السعودية، كما لم يخلو اللقاء من ابداء ولي العهد كل تعاون مع الرئيس الحريري، لمعالجة المشكلات العالقة التي تتصل ببعض الممتلكات الخاصة بالحريري، فضلا عن المتعلقات المالية المستحقة للحريري وتلك المستحقة عليه.

المعلومات التي حصلت عليها “جنوبية” من مصادر معنية، أن الرئيس الحريري في رحلته السعودية لم يصطحب معه أيّا من مستشاريه، كما جرت العادة في زياراته السابقة، كما أن لقاءه ولي العهد بقي خارج برنامج الزيارة المعلن والرسمي، وما تسرب من هذا اللقاء، هو حرص ولي العهد على أن يبدي كل الوّد للحريري، وتمنى له التوفيق في مهمته الحكومية، لكن اعتبر أنّ المملكة ليست في وارد القيام بأي خطوة دعم مالي لا للدولة اللبنانية ولا لمؤسسات سياسية او اجتماعية لبنانية بما فيها مؤسسات تيار المستقبل على تنوعها.

الموقف السعودي كان واضحاً هذه المرة على هذا الصعيد، وفي قراءة لهذا الموقف السعودي، قالت أوساط متابعة ومطلعة على مسار العلاقة اللبنانية السعودية، أن السعودية وبالتنسيق مع واشنطن، تنظران الى ما يسمى التسوية التي قامت عليها الحكومة الحالية، على انها لا تتناسب في مسارها ونتائجها مع الرؤية التي تجمع البلدين تجاه لبنان، بل ثمة استياء وانزعاج جرى التعبير عنه سعودياً للحريري، مفاده أن الدولة اللبنانية باتت رهن إدارة حزب الله، الذي بات يتحكم بمعظم قرارات الدولة اللبنانية ان لم يكن كلها.

ما قيل عن الرسالة السعودية الى سعد الحريري، هو ان عليه أن لا يتوقع في المدى المنظور أي خطوة دعم سعودية، لانعاش الخزينة مالياً، وأن مؤتمر سيدر هو الفرصة الوحيدة التي يجب أن يناضل الحريري وحكومته من أجل تنفيذ بنوده ومقرراته، وتضيف المصادر نفسها، أن الإدارة الأميركية التي ميّزت بين لبنان وحزب الله، فدعمت الحكومة ونبهت من تمدد حزب الله في المؤسسات الحكومية وحذرت منه، تتناغم مع موقف الرياض لجهة عدم القيام بأي خطوة دعم مالية مالم تكن مسبوقة بخطوات لبنانية رسمية مشجعة على المستوى السياسي. بل ثمة اعتقاد راسخ في الرياض وواشنطن، كما تضيف المصادر، بأن أي دعم مالي للبنان في هذه المرحلة سيستفيد منه حزب الله وهذا ما لا تريده العاصمتين اليوم.

ترجح المصادر نفسها، أن الرئيس الحريري الذي عاد الى باريس بعد مؤتمر بروكسيل، لم تكن زيارته لاجراء فحوصات طبية، بل لمعطيات مهمة توفرت لديه بعد لقاءات الرياض، أراد أن يتشاور مع الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون بشأنها بعيدا من الأضواء، ولاسيما الصعوبات التي تعيق اطلاق عجلة مؤتمر سيدر، ففرنسا التي طالما اعتمدت سياسة خاصة تجاه لبنان، وتحرص على التميز عن السياسة الأميركية تجاهه ، هي تدرك وبحسب المعطيات التي عاد بها السفير الفرنسي المعني بمتابعة التحضير لاطلاق اعمال مؤتمر سيدر بيار دوكين، ان قدرة لبنان على الانطلاق في دينامية جديدة تبشر بإمكانية استفادته من فرصة مؤتمر سيدر تبدو ضعيفة، وهذا ما أكدته اكثر من جهة في بيروت كانت سمعت هذه الانطباعات مباشرة من دوكين. الأجواء التي تخلص اليها المصادر المذكورة، هو أن ما يحمله وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو في 22 الجاري الى بيروت، لن تكون مطمئنة للحكومة اللبنانية ولا للحريري، فسلة المطالب الأميركية باتت شديدة الوضوح، وهي تتركز على حزب الله ودوره ومستقبله، ويدرك الوزير الأميركي أنه يبلغ رسالة للبنان الرسمي، ولكن من دون أن يتوقع نتائج سياسية يبتغيها من لبنان، لكن في اليد الأخرى سلة ثانية مفادها أن واشنطن ليس في برنامجها الذي تقدمه الى لبنان سوى العقوبات طالما أن الحكومة اللبنانية باتت في سلوكها متطابقة مع حزب الله. التناغم السعودي الأميركي تجاه لبنان، يقابله دور فرنسي يحاول أن ينتشل الدولة اللبنانية من القاع الذي وصلت اليه، لكن الصعوبات التي تواجهه لا تقتصر على سياسة إدارة الظهر السعودية ولا العقوبات الأميركية المتصاعدة على حزب الله، بل غياب مؤشرات جدّية من داخل لبنان تشير الى رغبة وإرادة جدية للطبقة الحاكمة في انتشال لبنان من الغرق في وحول الازمات المالية والاقتصادية القاتلة.

 

«حزب الله» يصوِّب على عهد رفيق الحريري؟  

طوني عيسى/جريدة الجمهورية/الثلاثاء 19 آذار 2019

يستشعر «حزب الله» مرحلة حافلة بالضغوط الدولية عليه. لذلك، قرّر إشهار كل الأسلحة. مبدئياً، في الداخل لا أحد يخيفه. كلّهم عاجزون عن مواجهته. ولا يخشى «الحزب» خروج رئيس الحكومة سعد الحريري من تحت الغربال، ولا طبعاً ابتعاد رئيس الجمهورية ميشال عون والوزير جبران باسيل. لكنه يعتقد أنّ الحريري، إذا تلقّى جرعات سعودية وأميركية، فقد يصبح مؤهلاً لاستثارة أزمة. ورقة الضغط الأساسية التي يراهن عليها «حزب الله» هي ورقة «الفساد». وقد اختار من فصول الفساد تحديداً اسم الرئيس فؤاد السنيورة، وتجاهل سواه، أو ربما تركه إلى مراحل أخرى. و«خطورة» فتح الملفات التي تعني السنيورة، تكمن في امتداداتها التي لا أحد يعرف أين تبدأ وأين تنتهي، سواء بالنسبة إلى المراحل السياسية أو الملفات أو الأشخاص والمرجعيات.

ويعتقد بعض أوساط «المستقبل» أنّ الغاية المقصودة من فتح الملفات هو أن يتمدَّد ليشمل المرحلة السابقة للعام 2005، أي تلك التي كان فيها السنيورة اليد اليمنى للرئيس رفيق الحريري. ووفق الأوساط، سيجد «المستقبل» نفسه في إحراج شديد لسببين على الأقل:

1- هو لا يثق في أنّ الملفات ستُفتَح في شكل عادل وطبيعي، بحيث تظهر مسؤوليات كل القوى السياسية على حقيقتها، وينكشف الفاسد الحقيقي أيّاً كان. ومَرَدّ انعدام الثقة هو أنّ «حزب الله» له «المَونة» اليوم على كثير من الأجهزة والمؤسسات ويخترقها، ولا يجرؤ بعضها على معاكسة توجهاته.

2- إنّ استثارة عنوان الفساد، ولو بالشبهات البعيدة والظنون، خلال عهد الرئيس رفيق الحريري يمكن أن تكون له تداعياته المعنوية، فيما تستعدُّ المحكمة الدولية لإعلان الحُكم في ملف اغتياله. ويرجِّح البعض أن يَصدر الحكم على كوادر من «الحزب». وهكذا، فإنّ الإحراج يكون متبادلاً لدى «الحزب» و«المستقبل».

والالتفاف القوي الذي أظهره «المستقبل»، لحماية السنيورة، مستعيناً بدار الفتوى، هو في الواقع تطويق لمحاولة «حزب الله» توريط عهد الحريري الأب في الفساد الذي يتحدّث عنه. ولقاء الرئيس سعد الحريري قبل أيام مع الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز يشكل دعماً كبيراً له في هذه المواجهة الحسّاسة.

ولذلك، أعيدت الحرارة إلى العلاقة بين الحريري والسنيورة، وأعيد الاعتبار إلى الرجل الذي عزَلَتْه الانتخابات النيابية، بعدما أتعبَ «المستقبل» بانتقاداته لمسار التسوية وبتشدُّده إزاء «حزب الله». وفوق ذلك، نجح في أن يكون الوسيط الذي أعاد اللواء أشرف ريفي إلى كنف الحريرية.

المطّلعون يتوقفون عند اللحظة السياسية التي أنضجت «الصفقة» بين الثلاثي الحريري - السنيورة - ريفي. فالسعوديون ضغطوا لتحقيقها لكي يعيدوا تماسك الجبهة السنّية، وتقوية جبهة 14 آذار في المواجهة مع «الحزب».

واليوم، كل القوى السياسية السنّية غير المحسوبة على «حزب الله»، بما فيها الرئيس نجيب ميقاتي، باتت مع «المستقبل» أو على علاقة طيِّبة به.

ولكن، من الواضح أنّ الحريري، في ظل هذا التحالف السنّي، سيوحي أنه أكثر «ممانعة» مع نهج «الحزب». وحال التباعد بينه وبين السنيورة يمكن أن تعود، وكذلك حال الطلاق بينه وبين ريفي، إذا عاد الحريري إلى نهج التسوية السابق. وفي أي حال، الرسائل المتلاحقة التي يحملها الموفدون الأميركيون، والتي يُتَوِّجها وزير الخارجية مايك بومبيو الجمعة، تصبّ في هذا الاتجاه.

بالنسبة إلى «حزب الله»، الأمر يذكِّر بمرحلة خريف 2017. آنذاك، كان الحريري سائراً في التسوية وفق المناخ الذي يريح «الحزب»، كما هو الآن، فطلب منه السعوديون أن «ينتفض»، واستقال. ثم جرت تسوية المسألة بتفهُّم سعودي ورهانٍ على تحسُّن الوضع بعد الانتخابات النيابية.

لكنّ «الحزب» يعتبر التحدّيات أكبر هذه المرّة، فالأميركيون رفعوا مستوى الضغوط عليه وعلى إيران بالتوازي. وهم يدفعون ببعض القوى، وفي مقدمها الحريري، لكي تأخذ على عاتقها مهمّة التصدّي.

هذه المرحلة يخشاها «الحزب» ويتوقَّع أن تُتعِبه، بل هي مصيرية إلى حدّ ما. وإذا لم تتم صفقة بين واشنطن وطهران تؤدي إلى وقف الضغط الأميركي، فإنّ المواجهة التي سيخوضها «الحزب» في لبنان ستكون قاسية، إذ لا يمكن الاستهانة بانعكاس العقوبات على المدى البعيد. ولذلك، هو يتصدّى لها بكل ما يملك من أوراق. يقول المطّلعون إنّ المعارك التي اندلعت بين الحريري والوزير جبران باسيل هي في أحد وجوهها انعكاس لضغط «حزب الله» على الحريري. وغالباً ما ارتأى «الحزب» أن يترك لحليفه المسيحي مهمّة الاشتباك مع «المستقبل» ليرتاح هو في خلفية الصورة ويحقّق هدفين على الأقل:

أن يضمن صلابة موقف عون و«التيار» معه في الملفات الاستراتيجية، وأن يزرع إسفيناً في تفاهم الحريري - باسيل. ولطالما اعتمد «الحزب» على حليفه المسيحي لمواجهة «المستقبل» في الأزمات الكبرى، تجنّباً لتسعير النزاع المذهبي.

وحتى اليوم، لا مخاوف كبيرة من انهيار التسوية. فالجميع يرون مصالحهم في استمرارها. لكنّ «حزب الله» يفضِّل محاصرة الحريري، من باب الاحتياط على الأقل.

 

بومبيو في بيروت: رسائــل «واضحة وقاسية»  

جورج شاهين/جريدة الجمهورية/الثلاثاء 19 آذار 2019

نصحت مراجع ديبلوماسية المسؤولين اللبنانيين بالتريّث في الحكم على زيارة وزير الخارجية الأميركية مايك بومبيو لبيروت أواخر الأسبوع الجاري، فكل المعلومات الواردة من واشنطن تتحدث عن «زيارة استثنائية لا سابق لها»، هو يحمل رسائل واضحة وقاسية تركز على التوجهات الأميركية المتشدّدة ولا يرغب في التفاوض أو النقاش في شكلها والمضمون. تلفت مراجع ديبلوماسية في واشنطن عشية زيارة بومبيو للمنطقة الى شخصية الرجل وموقعه في تركيبة الإدارة الأميركية وهرميّتها، فتؤكد انه من اقرب القريبين الى الرئيس الأميركي دونالد ترامب وافضل مَن يتحدث باسمه ويفهم توجهاته ويترجمها.

وتضيف انّ بومبيو قد يذهب في تشدده في بعض الملفات الى ابعد ممّا يذهب اليه زملاؤه المُمسكون بناصية القرار وآلية تنفيذه في البيت الأبيض والأمن القومي والدوائر التنفيذية الأخرى.

وقد سبق لبومبيو أن عبّر في وضوح عن المدى الذي يمكن واشنطن أن تذهب اليه لتنفيذ قرارت ترامب أيّاً كانت المصاعب داخلية أم خارجية. فلا عوائق تحول دون تطبيق ما وعد به في حملته الإنتخابية الرئاسية منطلقاً من الصلاحيات التنفيذية الإستثنائية التي يمتلكها.

وقد سبق له أن استخدم إحداها قبل ايام باللجوء الى حق «الفيتو» لتعطيل قرارات الكونغرس ذي الغالبية الديموقراطية. وفي حربه مع الأجهزة القضائية التي ترغب بتنحيته إن تمكنت من ذلك في أيّ لحظة سانحة. وانطلاقاً ممّا تقدم، تقول هذه التقارير ان زيارة بومبيو للمنطقة ولبنان هذه المرة استثنائية ولا تشبه أيّاً من المهمات السابقة. إذ عليه أن ينفّذ مهمته في مهلة محدودة، ولذا اختار لبنان ان يكون محطتها الأخيرة ليشكل منصة يطلق منها رسائله الإضافية الواضحة والقاسية الى اللبنانيين والدول المستثناة من جولته او تلك التي لا يريد زيارتها.

على ان الحملة الإستباقية التي سيواجهها بومبيو ليست سهلة، فهو يدرك انه يواجه مواقع قوى في المنطقة. والأنظار الأميركية توجهت الى اكثر من حدث وابرزها القمة العسكرية الثلاثية التي شهدتها دمشق أمس بين رؤساء الأركان العراقي والإيراني والسوري تحت شعار حماية الخطوط البرية بين طهران وبغداد وصولاً الى دمشق في اعتبار انّ الطريق الى بيروت منها لن تكون صعبة. كما انها تراقب الحضور الإيراني في ميناء اللاذقية في ما يمكن وصفه تقاسماً مع الروس للمياه الدافئة في المتوسط تأميناً للبضائع الإيرانية الهاربة من برامج العقوبات.

ليس لهذه التطورات، تقول تقارير ديبلوماسية، ان تثني الأميركيين عن الطحشة الجديدة، لا بل فهي تزيدها صلابة وتشدداً، فبومبيو سيوجه سلسلة من الرسائل مفادها ان لا تهاون في تطبيق العقوبات المفروضة على ايران وميليشياتها العراقية والسورية واللبنانية وفي مقدمها «حزب الله». وانه غير مستعد للبحث في كثير من التفاصيل، فهي متروكة للقيادة الأميركية الوسطى لترجمتها عملياً، ولسفارتي بلاده في بغداد وبيروت للسهر على تنفيذها عدا عن مجموعة الأجهزة الناشطة بين بيروت وواشنطن.

وبناءً على ما تقدم، تضيف التقارير، ان بومبيو سيبلغ الى اللبنانيين ان خطط استيعاب الوجود الإيراني «الأوبامية» خارج حدود إيران الجغرافية لم تعد واردة. وانّ ما يجري تنفيذه يهدف الى إنهاء هذا الوجود وان على اللبنانيين وقادة المنطقة أن يصدّقوا هذه المرة ان العقوبات التي فرضت على ايران و«حزب الله» جاءت بما ارادته. فالأزمات المالية والإقتصادية في ايران التي تجاوزتها في الماضي لم تستطع تحمّلها اليوم وسترضخ قريباً. كما ان إعلان «الجهاد المالي» في بيروت خير دليل على نجاح العقوبات على «حزب الله» وان التهاون في منتصف الطريق سيكون خطأً قاتلاً.

وتلفت هذه التقارير الى انه على رغم تفهّم الأميركيين للخصوصية اللبنانية فإن مثل هذه القراءة لم تعد مقبولة، وان قيل لبومبيو في بيروت ان «حزب الله» في السلطتين التشريعية والتنفيذية وانه قاتل الإرهاب مثلهم في سوريا لم يعد لها أي اعتبار.

فدوره في سوريا والبحرين واليمن يجب أن ينتهي وهو ما استبقه في لقائه مع لجنة الشؤون الخارجية في الكونغرس التي كانت تناقش الوضع الإنساني في اليمن فدعا اعضاءها الى الوقوف بشدة الى جانب السعودية للقضاء على الدور الإيراني في المنطقة.

ولذلك سيشدّد بومبيو على انّ الحملات الإقتصادية والجمركية والمالية الدولية اصابت مقتلاً من حضور «حزب الله» في أميركا اللاتينية وأفريقيا، بدليل بداية تسلّمها مجموعة من رجال الأعمال الذين يقودون شبكات الدعم وتبييض الأموال وسيكونون في تصرف الإدارة الأميركية قريباً.

ولذلك لن يُسمح في أن يتحوّل لبنان معبراً للخروقات الإيرانية للعقوبات الإقتصادية، فخطوط العبور بين العراق وسوريا ولبنان ستبقى مقطوعة ولن ينسحب الأميركيون من المنطقة قبل انهاء هذا الوجود، وطالما انّ بغداد تبدي تجاوباً فعلى بيروت أن تحذو حذوها.

وعليه تتوقع التقارير الدبلوماسية ان تثير زيارة بومبيو جدلاً على الساحة اللبنانية، وربما ستنتشر اخبار المواجهات المتوقعة في بعض المواقع الرسمية في مواجهة المواقف الاميركية لكنها ستبقى مضبوطة ولن تكون لها ايّ آثار فعلية. فأدوات التنفيذ مضمونة في عدد من المؤسسات العسكرية والأمنية والمالية والنقدية.

ولذلك سيؤكد بومبيو مرة أخرى استمرار الدعم العسكري للجيش والتعاون مع مصرف لبنان الذي أثبت جدارة في تطبيق العقوبات المالية وهو ما يحمي لبنان من كل المخاطر المحدقة به.

وإذا تناولت محادثات بومبيو ملف الحدود البحرية مع اسرائيل، تقول التقارير، فان هذا الملف ليس اولوية عند بومبيو، فالتشديد على الأمن في الجنوب اللبناني وتعزيز القوات الدولية لا يعني بحثاً في الحدود البحرية وان تناولها المسؤولون اللبنانيون فإنّ مساعد وزير الخارجية الاميركية ديفيد ساترفيلد من بين اعضاء الوفد وربما استعان به بومبيو ومعه ديفيد هيل أيضاً لتوضيح الموقف الأميركي ونصائحه معروفة لدى اللبنانيين منذ فترة طويلة.

 

ما طلبه «المانحون» قد يُفجِّر الحكومة!  

كلير شكر/جريدة الجمهورية/الثلاثاء 19 آذار 2019

لا شك في أنّ اشتعال السجال بين «التيار الوطني الحر» وتيار «المستقبل» فاجأ المحيطين بالفريقين. حتى اللحظة، لا تقدّم الأسباب المعلنة حُججاً مقنعة حول طبيعة الخلاف الذي دفع الحليفين إلى الوقوف على متاريس التراشق الإعلامي. في الواجهة، بدا كلام رئيس «التيار الوطني الحر» الوزير جبران باسيل في مناسبة ذكرى 14 آذار، والذي ذهب خلاله إلى حدّ التهويل بـ«فرط» الحكومة حين قال «إما عودة النازحين أو لا حكومة. وإما طرد الفساد عن طاولة مجلس الوزراء أو لا حكومة. وإما صفر عجز كهرباء أو الحكومة صفر ولا حكومة»... وكأنه نقطة الزيت التي صُبّت على النار فأضرمتها.

«العونيون»، كما «المستقبيلون»، مقتنعون في وجود «سرٍّ ما» فجّر العلاقة على أثر اجتماع الساعات الخمس الذي جمع رئيس الحكومة سعد الحريري بباسيل قبيل سفر الأول إلى بروكسل ووقوف الثاني على منبر 14 آذار.

تطاول التلميحات خصوصاً ملفّي التعيينات الإدارية والكهرباء، بسبب رفض الحريري ما يطلبه باسيل. لكنّ المطّلعين على موقف وزير الخارجية يجزمون أنّ حرصه على ديمومة الحكومة هو الذي أملى عليه رفع «لاءاته الحكومية»، ويؤكدون أنّه سبق له أن عقد مع الحريري عشرات الاجتماعات لوضع خريطة طريق الحكومة قبيل ولادتها، فكيف يمكن لساعات خمس أن تنسفَ مجهود عشرات الساعات؟ ولهذا، يشيرهؤلاء المطلعون، إلى أنّ ردة فعل «المستقبل» مبالغ فيها ولا توازي حجم المواقف التي أطلقها باسيل، على أهميتها ومغزاها، لكنّ تفاعل «المستقبل» بهذه الطريقة ينمّ عن محاولة لتحوير المسار وأخذ الأمور إلى غير مكانها. ويتحدث المطلعون على موقف باسيل عن خلاف جوهري في ملف النازحين، هو الذي أثار هذه الضجة، ودفع وزير الخارجية إلى تصعيد موقفه وهو الذي يدرك تماماً أنه في حال لم تصوَّب الأمور راهناً فإنّ الحكومة ستواجه مطبات قاسية وجودية اذا لم يلتزم أعضاؤها روحية البيان الوزاري. ويكشفون أنّ مؤتمر بروكسل شهد سلة شروط ومطالب للدول المانحة من شأنها أن تضرب كل العصب الحكومي كونها مناقضة لمبادئ الحكومة وثوابتها، حيث طلبت الدول المانحة، وعلى مسمع من رئيس الحكومة، تأمين إجازات عمل للنازحين السوريين وإقامات في اعتبارهم نازحين يتمتعون بحقوق معترف بها دولياً. وذلك بعدما تمّ الربط بين أموال «سيدر» وشرط تحويل جزء من الاستثمارات لمصلحة تشغيل يد عاملة سورية.

ولهذا يعتبر المطلعون إياهم أنّ أزمة النازحين هي التي فجّرت الخلاف وقد تؤدي إلى نسف الحكومة في حال لم يتم تطويقُها سريعاً، وهذا ما حذّر منه باسيل في خطابه.

ويكشفون أنّ مجلس الوزراء سيعقد جلسته بعد غد الخميس وستتضمن نقاشاً معمقاً لإعادة تنظيم الاتفاق حول عمل الحكومة.

وفي هذا السياق، يصرّ مسؤولون «عونيون» على أنّ ردّ مقدمة نشرة تلفزيون «المستقبل» على باسيل، كان مفاجئاً لهم ويؤكدون أنّ ما ورد في الخطاب «الآذاري»، على رغم عبوره محطة «الإبراء المستحيل»، لم يكن مقدّراً له أن يثير أزمة مع تيار «المستقبل» لولا وجود قطبة مخفية، لا تزال في نظرهم ذات طبيعة غامضة. ويؤكد هؤلاء العونيون أنّ ثلاثية «مكافحة الفساد، وإعادة النازحين إلى بلادهم، والتحديات الاقتصادية»، تشكل بوصلة «التيار الوطني الحر» للمرحلة المقبلة. وهذه الثلاثية صيغت منذ ما قبل ولادة الحكومة وليست بالتالي وليدة الأمس لكي تنفجر في وجه تيار «المستقبل» كما صوّره إعلام الأخير وردات فعل مسؤوليه. لا بل يذهب العونيون إلى حدّ الإشارة إلى أنّ كلام باسيل أطلق على مسامع قياديين في «التيار الأزرق» وفي مقدمهم الأمين العام أحمد الحريري إلى جانب نواب من كتلة «المستقبل» كانوا يتشاركون مائدة العشاء مع مسؤولين عونيين في ذكرى 14 آذار، في دليل واضح الى أنّ قيادة «التيار الوطني الحر» لم تكن تخطط لاستفزاز حلفائها وشركائها في الحكومة. وإنما يأتي خطاب باسيل، حسب ما يقول العونيون، في سياق استعراض عام له صلاته بالمناسبة التي فرضت سياقاً محدّداً. ولهذا لا يتوانون عن طرح سيل من التساؤلات حول خلفية هذا الاستنفار غير المتوقع، والتي لا تزال في نظرهم قيد التشريح والتفنيد.

وقد تكون مرتبطة، حسب العونيين، بالانتخابات الفرعية المنتظر إجراؤها في 13 نيسان المقبل، والتي تستدعي شدّ عصب الجمهور «الأزرق» لخوض الانتخابات بنجاح. وقد تكون لها علاقة بزيارة الحريري للسعودية، أو بزيارة وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو لبيروت.

في المقابل، يحرص «المستقبيلون» على توصيف حالتهم بـ»الضحية» لا الجلاّد، ويقولون إنّ كل ما يقومون به هو للدفاع عن أنفسهم، على المستوى نفسه، بمعنى «العين بالعين والسن بالسن»، فيردّون على الموقف بموقف وعلى كلام المنبر بمقدمة نشرة أخبار، ويغسلون أيديهم من أيّ رغبة في التصعيد أو من أيّ ارتباطات بأحداث خارجية، لا بل يوجّهون السهام إلى أطراف أخرى لديها حسابات مشبوهة تتقاطع في رغبتها تخريب الحكومة مع قوى إقليمية أخرى لاعتبارات خارجية.

 

حزننا واحد  

أنطونيو غوتيريش/جريدة الجمهورية/الثلاثاء 19 آذار 2019

لقد فُجعت حينما بثّ الخبر صبيحة يوم الأحد الماضي: «طائرة متجهة إلى نيروبي تتحطم بعد إقلاعها من أديس أبابا بوقت قليل».

إنّ الخط - الذي يربط بين مقر الاتحاد الأفريقي في إثيوبيا ومقر الأمم المتحدة في أفريقيا الواقع في كينيا - هو خط مألوف لكثير منّا لدرجة أنه يسمّى أحياناً خط «النقل المكوكي للأمم المتحدة». ومن شبه المؤكد أنّ أي مأساة على خط الطيران هذا سيكون لها وقع شديد على الأمم المتحدة.

وتوقيت حادث التحطم هذا - إذ وقع عشيّة أكبر مؤتمر بيئي سنوي للأمم المتحدة في نيروبي - إنما زادني قلقاً. فلم يمض وقت طويل حتى حصل أشد ما نخشاه. فمن بين الضحايا الـ 157 الذين هم من عشرات الجنسيات، لقي 21 زميلاً من الأمم المتحدة مصرعهم.

فمن هم هؤلاء؟

بحكم طبيعة مأساة من هذا القبيل، هم مجموعة عشوائية. ومع ذلك، فهم أيضاً مرآة للأمم المتحدة: إنهم نساء ورجال، وفنيون شباب، وموظفون محنكون، أتوا من جميع أصقاع العالم وكانوا يمتلكون مجموعة كبيرة من الخبرات.

لقد عملوا على حفظ السلام وعكس مسار تغيّر المناخ، وعلى تمكين المرأة والحد من النفايات البلاستيكية في المحيطات، ومساعدة الأشخاص الذين اضطروا إلى الفرار من ديارهم وعلى كثير من الأمور الأخرى. وكان معهم في تلك الرحلة المشؤومة العديد من الأشخاص الآخرين من الشركاء في المجتمع المدني والعاملين في المجال الإنساني - مجموعة من الدعاة والناشطين الذين تجمعهم الأمم المتحدة بصورة اعتيادية. وضمّوا مندوبين عن الشباب جاءوا للمشاركة في المؤتمر البيئي، وكانوا يفيضون حماساً، كما كتب أحدهم، «لمناقشة مسائل البيئة العالمية... والتواصل مع الشباب والقيادات من جميع أنحاء العالم... والعودة إلى بلدانهم لنشر ما جمعوه من معلومات».

بَلا، لقد كانوا أفراداً متميزين تسطع مشاركتهم العالمية الحيوية في وجه حدث مأساوي. لكن كانوا أيضاً أناساً عاديين. وقد يكون الحظ حالفكم أيضاً لترونهم يقدمون الطعام إلى ضحايا الحروب، وقد تكونون سمعتموهم يحكون آخر الأخبار عن حفل زفاف أو حفل عيد ميلاد أو مباراة لكرة القدم.

وفي وقت يشكّك كثيرون في التعاون الدولي، بل ويسخرون من مفهوم تعددية الأطراف نفسه - ينبغي تذكّر هذه الأرواح التي أزهقت والمهمة التي كانت موكلة إلى أصحابها.

إذهبوا إلى أي منطقة اضطراب وستجدونهم. وتصوّروا أي مشكلة عالمية وسترونهم يعملون - بعيداً عن ديارهم، بلا جعجعة.

ودونما اكتراث بالاستهزاء، يخرجون من بيوتهم كل يوم - فهم يجسّدون قناعتهم بضرورة تحسين عالمنا على أفضل وجه ممكن - بالخروج والعمل بكل بساطة.

أليست تعددية الأطراف في جوهرها توحيد الناس حول العالم لقواهم من أجل جعل العالم مكاناً أفضل؟

فلتتأملوا للحظة هذه الأرواح والخدمة التي كان أصحابها يسدونها. لقد عملوا من أجلكم - وساعدوا في جعل العالم صالحاً لنا جميعاً.

 

الحريري ـ باسيل: اشتباك ملفات لا اشتباك حكومة

نقولا ناصيف/الاخبار/19 آذار/19

انعقاد مجلس الوزراء الخميس المقبل ــ إذا انعقد ــ ليس أكثر من يوم عادي في علاقة رئيس الحكومة بوزير الخارجية، عرّابيها والشريكين المتضامنين اللذين يحتاجان اليها. هما ايضاً حصاناها، يجرّها كل منهما في الوجهة المعاكسة للآخر.

عندما تحدّث وزير الخارجية جبران باسيل، في العشاء السنوي للتيار الوطني الحر (15 آذار)، عن الاهداف الثلاثة لتياره في المرحلة المقبلة، وعدّدها النازحين السوريين ومكافحة الفساد والاقتصاد، اشار الى مكامن تناقض اساسية في علاقته برئيس الحكومة سعد الحريري، لن تكون سبباً لدى كل منهما لإطاحتها بالسهولة المتوقعة. التناقض نفسه بين الحريري ورئيس الجمهورية ميشال عون حيال الملفات الثلاثة هذه، فضلاً عن سواها، مرتبطة بماكينة عمل الحكم ليست التعيينات آخرها.

حينما يحلو للحريري القول إن ثمة ما يقرّره هو أو لا يقبل به ـــ في معرض تبريره استبعاد وزير الدولة لشؤون النازحين صالح الغريب عن مؤتمر بروكسل ـــ يعرف ان الامر ليس كذلك، بل مرتبط بموازين قوى داخل حكومته بالذات. الحال نفسها مع باسيل إذ يلوّح بسقوطها، هو الذي يفاخر بأن الحقبة هي حقبة تياره: رئاسة الدولة زائداً 11 وزيراً زائداً 29 نائباً. ما يبدو واضحاً ان الجميع يريد استمرار الحكومة الحالية، لكن بسياسات عدة.

التئام مجلس الوزراء الخميس ـــ إذا التأم ـــ من شأنه مراجعة دوافع السجالات الحادة في الايام الاخيرة بين التيار الوطني الحر وتيار المستقبل، بسبب مؤتمر بروكسل كما بسبب سياسات متنافرة، واحياناً متناقضة، حيال ملفات اتفق رئيسا الجمهورية والحكومة على الخوض فيها، بيد أنهما يقاربان ادارتها بتباين مكشوف. ذلك ما يحمل المحيطين بوزير الخارجية على توقّع مكاشفة بين عون والحريري، وبين الحريري وباسيل، في اول جلسة لمجلس وزراء.

بحسب هؤلاء، تتمحور ملاحظات باسيل، من غير ان يكون رئيس الجمهورية في معزل عنها، حول المعطيات الآتية:

1 - ثمة اكثر من علامة استفهام حيال عدم انتظام جلسات مجلس الوزراء كما لو ان المقصود ابطاؤها. تبدو على هامش نشاطات اخرى لرئيس الحكومة الذي يكثر من تنقلاته واسفاره، ما يحيل جلسات المجلس متقطعة، وعندما ينعقد ينقسم على نفسه وتعصف به الخلافات، آخر مؤشراتها التعيينات. لا يتردد باسيل في المطالبة بانعقاد اكثر من جلسة واحدة في الاسبوع حتى، بغية رفع مستوى انتاجية مجلس الوزراء.

2 - في حسبان الوزير لا اشتباك سياسياً بينه وبين الحريري، ولا تصويب مباشراً على الحكومة. لا شكوك لدى كليهما معاً في مصيرها او الاستعداد لتعريضها للانهيار. لا يعدو السجال الاخير اصرار كل من الفريقين على وجهة نظره حيال الملفات الرئيسية الثلاثة المختلف عليها، لكن ايضاً ـــ بأهمية مترجّحة ـــ على سواها. استمرار الحكومة الائتلافية مسألة أخرى غير قابلة للجدل. موقف سيعيد تأكيده باسيل في مقابلته التلفزيونية مساء هذا اليوم.

3 - ليس باسيل مَن طرح مسألة عدم قانونية إنفاق 11 مليار دولار ما بين عامي 2005 و2008 ـــ وكان حزب الله عبر نائبه حسن فضل الله أول مَن أثارها في جلسة الثقة بالحكومة ـــ بل عمد الى تصويب الجدل الذي توسّع عندما تكلم عن كشف الحسابات المالية برمتها، والتدقيق فيها، وإنهاء كل الشكوك المحوطة بها. هي اولاً معركة رئيس الجمهورية قبل الرئاسة ولا تزال، وقد اضحت الآن بين أيدي الاجهزة الرقابية وفي طريقها الى مجلس النواب. مناداة وزير الخارجية بإزالة الغموض المحوط بإنفاق هذا المبلغ الضخم من خارج الموازنة والقانون والدستور، جزء من كلٍ مرتبط بمجمل السياسات المالية التي تعاقبت على البلاد منذ النصف الاول من التسعينيات الى الامس القريب، وصولاً الى كشف حقائقها. لكن ايضاً الى تكريس قاعدة المساءلة والمحاسبة. ليس الرجل في صدد توجيه الاتهام بها الى أحد. مع ذلك كان رد الفعل الآخر تسعيراً مذهبياً، واصطفافاً كما لو أن المطلوب استهداف طائفة ما. ما يعنيه خوض معركة الحسابات المالية انهاء جدل وطني من حولها، وليس تصفيرها على زغل. وهي المهمة المنوطة بالمراجع القانونية المختصة بالبت.

4 - للمرة الثالثة ينعقد مؤتمر بروكسل للنازحين السوريين في دول الجوار في ظل العنوان الملتبس نفسه، اضف جانباً من مناقشاته وتوصياته المستمرة منذ المؤتمرين الاولين على التوالي، أحجم وزير الخارجية عن المشاركة فيها منذ اولها ابان حكومة الرئيس تمام سلام. مع ذلك حضرت الوزارة اجتماعات بروكسل من خلال السفير غدي خوري. الاعتراض الرئيسي لباسيل على مناقشات مؤتمر بروكسل وتوصياته منح النازحين بطاقتي اقامة وعمل على الاراضي اللبنانية، ما افضى الى الاستنتاج ان المطلب الضمني توطين مقنع. هو ما عناه كلام باسيل عن تمويل بقاء النازحين السوريين في لبنان لا تمويل عودتهم. الأسوأ في ما أورده البيان الختامي تحدّثه عن عودة آمنة ـــ إرضاءً شكلياً للبنان ـــ للنازحين السوريين يقتضي ان تتوافق مع قرارات الامم المتحدة والشرعية الدولية، ما يعني ايضاً تخويل النازحين الحصول على كل الحقوق والواجبات على ارض اللجوء.

يؤول ذلك للتو الى نقيض ما عمل لبنان في سبيله منذ اليوم الاول للنزوح عام 2011، وهو عدم منح النازحين حقوقاً في لبنان الذي لا يُعدّ بلد لجوء، ويتعامل مع النزوح على أنه موقت مرتبط بأسباب اندلاع الحرب في بلادهم. تالياً رفض أي صيغ، سواء مرتبطة بانتظار الحل السياسي او اغراءات مالية، لتكريس بقائهم في لبنان. من دون اهمال مسألة اخرى متصلة بمؤتمر سيدر وقروضه لتمويل مشاريع تخفي بدورها تمويلاً لمشاريع تشغيلية للنازحين او يصير الى انفاقها عليهم.

 

أزمة «ليسيه عبد القادر»: ديوان المحاسبة يسائل بلدية بيروت

 فاتن الحاج/الأخبار/الثلاثاء 19 آذار 2019

في 14 الجاري، طلب ديوان المحاسبة من بلدية بيروت إيضاح سبب منحها صناديق المدارس في وزارة التربية مساهمة بقيمة 750 مليون ليرة من دون تبيان كيفية توزيعها بين الصناديق، والاستعاضة عن ذلك باعطائها مباشرة الى وزارة التربية. كما استوضح الديوان طلب البلدية من الوزارة وضع المبنى القائم على العقار 597 ـ زقاق البلاط (مجمع الشيخ سعد العبد الله السالم الصباح التربوي للمدارس الرسمية) بتصرفها، وعن مدة هذه الإعارة ومدى مجانيتها، وسبب حجز الاعتماد بتاريخ لاحق لعقد النفقة. وسأل الديوان البلدية عن عدم إرفاق قرار وزير التربية الذي بنت عليه البلدية قرارها بإعطاء المساهمة، واستمهلها للإجابة خلال 15 يوماً. وكانت البلدية اتخذت في جلسة عقدتها في 13 كانون الأول الماضي قرارين منفصلين، سرعان ما تبين أنهما مرتبطان ببعضهما البعض، والهدف منهما حل أزمة «ليسيه عبد القادر» التي نشبت منذ ان قررت مالكة العقار الذي تقع عليه المدرسة، هند الحريري، استرجاعه.

والقراران هما:

- طلب بلدية بيروت من وزارة التربية وضع العقار 597 الذي يقع عليه مجمع المدارس الرسمية، بتصرفها، تحت عنوان تربوي وثقافي.

- إعطاء مساهمة مالية بقيمة 750 مليون ليرة لبنانية لدعم صناديق المدارس الرسمية بهدف تحسين تدريس المعلوماتية.

مصادر في البلدية أكدت لـ «الأخبار» أن المجلس البلدي يسعى الى توثيق الإجابة على أسئلة الديوان وارسالها خلال الوقت المحدد، وقد طلب المعلومات من وزارة التربية بشأن تفاصيل الاتفاق، لا سيما في ما يتعلق بربط إعارة المبنى بالمساهمة المالية.

الاسئلة المطروحة اليوم: ما هو مصير المساهمة المالية بعد مساءلة ديوان المحاسبة؟ وهل ستعيد بلدية بيروت النظر بقرارها؟ وما هو مصير الحل الذي تبرعت به البلدية لحل أزمة الليسيه؟ وهل يحق لوزارة التربية أن تخصص عقاراً تابعاً لها جرى بناؤه بهبة أجنبية (كويتية) لإنشاء مجمع مدارس رسمية، وحتى ولو على سبيل الإعارة ولأغراض تربوية؟ وألا تحتاج هذه المساهمة إلى موافقة مجلس الوزراء؟

خشية لدى الأهالي من تأخر التحاق أبنائهم في السنة الدراسية المقبلة

تجدر الإشارة إلى ان أهالي تلامذة «ليسيه عبد القادر» تبلغوا رسمياً بانتقال المدرسة، العام المقبل، إلى المجمع، بعد الاتفاق مع معهد العلوم التطبيقية والاقتصادية CNAM، على تقاسم المبنى بين المؤسستين. قرار الانتقال تضمّن تقسيم التلامذة بنقل صفوف الروضة إلى «مدرسة الحريري الثانية» المجاورة، فيما سينقل تلامذة الأول أساسي وما فوق إلى المجمع. ووعدت المدرسة بـ«تأهيل الموقعين قبل العام الدراسي الجديد في انتظار توفير مشروع دائم ومناسب يلبي طموحات الجميع».

مدير المدرسة، دانيال بيستوري، أبلغ الأهالي في اللقاء الأخير معهم أنّ النشاطات اللاصفية ستنظم خارج المجمع في مسارح وملاعب مجاورة، ما يعني، كما قالت مصادرهم، زيادة الكلفة المادية لهذه النشاطات. كذلك سيتم، بحسب ما نقل الأهالي عن بيستوري، تسييج سطح المبنى لاستخدامه كملعب، حيث سيخرج التلامذة على دفعات نظراً لضيق المكان.

بعض الأهالي سألوا عما إذا كان الانتقال لا يزال خياراً مؤقتاً ولا تزال هناك «خطة ب»، كما وعدت الإدارة سابقاً، فأتى الجواب أنّ الإدارة لم تتلق الموافقة على طلبها بشأن امكان استثمار أرض قريبة من مقر السفارة الفرنسية في قصر الصنوبر.

ومن التساؤلات التي طرحها الأهالي: لماذا جرى هدر الوقت طيلة السنوات الخمس الماضية ولم يجر تأمين بديل لائق؟ وكيف تتجه المدرسة لزيادة القسط في العام المقبل وهي تنتقل من مبنى يفرض تكاليف صيانة مرتفعة إلى مبنى لا يكلفها شيئاً ولا تدفع إيجاره؟ كما أن ثمة خشية لدى الأهالي من أن تتأخر الأشغال في المبنى ويتأخر معها التحاق أبنائهم في السنة الدراسية المقبلة.

 

لقاء حواري في مركز الحضارة: الابعاد المعرفية واللاهوتية للحوار الاسلامي- المسيحي

قاسم قصير/19 آذار/19

استضاف مركز الحضارة لتنمية الفكر الاسلامي في بيروت كلا من مدير مركز الدراسات المسيحية – الاسلامية في جامعة البلمند الدكتور الياس الحلبي ومدير الدراسات في معهد المعارف الحكمية الدكتور احمد ماجد والاستاذ احمد ناجي من معهد اديان للمواطنة، وذلك للحديث حول الابعاد المعرفية واللاهوتية والفكرية للحوار الاسلامي – المسيحي. وحضر اللقاء حشد من الشخصيات الفكرية والسياسية والدينية ومنهم : القاضي الشيخ يحي الرافعي، الامين العام السابق للجماعة الاسلامية في لبنان ابراهيم المصري، عضو المكتب السياسي في حركة امل حسن قبلان ، المستشار الثقافي للجمهورية الاسلامية الايرانية في لبنان السيد محمد مهدي شريعة مدار، رئيس تحرير مجلة تحولات سركيس ابو زيد ، الباحث السياسي محمد صادق الحسيني ، المسؤول السياسي للجماعة الاسلامية في بيروت عمر المصري، ومدير مركز الحضارة الشيخ محمد زراقط. وقد قدّم للقاء واداره قاسم قصير متحدثا عن دور كل من مركز الدراسات المسيحية – الاسلامية في جامعة البلمند ومعهد المعارف الحكمية ومؤسسة اديان في الحوار الاسلامي- المسيحي ، كما وجه التحية لروح الاب الدكتور جورج مسّوح مؤسس مركز الدراسات في البلمند والذي كان له دور تأسيسي في الحوار. وتحدث بداية الدكتور الياس الحلبي فعرض لدور مركز الدراسات المسيحية -الاسلامية في جامعة البلمند والاسس التي يعمل من خلالها والتي تؤكد على التعريف بالاسلام والمسيحية والاستجابة لمقتضيات البحث العلمي والعمل للعيش معا وتعميق الوجود الانساني ، من ثم استعرض اهم انجازات المركز وارز نشاطاته خلال الاربع وعشرين سنة الماضية .

واعتبر الحلبي : ان الخلافات الايمانية والعقائدية ينبغي ان لا تمنع من التعاون الانساني والمعيشي والقيمي وضرورة البحث عن المساحات المشتركة بين اتباع الاديان وانه علينا مواجهة ظاهرة تصاعد الاصوليات لدى كل الجهات الاسلامية والمسيحية والاستفادة من وثيقة الاخوة النسانية التي اعلنها مؤخرا بابا الفاتيكان وشيخ الازهر وان هناك دورا كبيرا للمؤسسات الاكاديمية والبحثية لتبادل وجهات النظر والتفكير في كيفية العمل المشترك لتعزيز الحوار الاسلامي – المسيحي.

من جهته الدكتور احمد ماجد تحدث عن الاسس الفكرية والنظرية التي ينطلق منها معهد المعارف الحكمية في نشاطاته الحوارية مركزا على الحاجة لفهم الاخر والعودة الى الديانات الحقيقية التي يلتزمها الانسان وان الحوار ليس جانبيا وهو مع الذات قبل ان يكون مع الاخر.

واشار ماجد الى اهم الاسس التي ينبغي التركيز عليها ومنها : الاعتراف بانسانية الانسان ، وحدة الاله المطلق ، وحدة الحقيقة الانسانية ، تحويل الاختلاف الى فرصة للتكامل ، رعاية الحضور الالهي، حفظ كل طرف بايمانه اللاهوتي، الاعتراف بخصوصية كل جماعة ، والخروج من التدين التاريخي الى التدين المعاصر. كما تحدث الاستاذ احمد ناجي عن تجربة معهد المواطنة في مؤسسة اديان والاسس التي يرتكز عليها والمشكلات التي تواجه الحوار الاسلامي – المسيحي اليوم والحاجة الى تسييل النصوص والوثائق الحوارية الى لغة الناس .

وفي الختام دار حوار مطوّل بين المحاضرين والحضور حول ابرز التحديات التي تواجه الحوار الاسلامي – المسيحي اليوم وخصوصا حول كيفية تعميم هذا الحوار في الاوساط الشعبية والطلابية والشبابية ومواجهة الضغوط السياسية التي تمنع الحوار وظاهرة انتشار التطرف والعنف.

 

قضية «بنت الحارس»  

د.مصطفى علوش/جريدة الجمهورية/الثلاثاء 19 آذار 2019

«عندما يصبح الهدف وسيلة والوسيلة هدفاً...»

«إذا جئت فامنح طرف عينيك غيرنا   لكي يحسبوا أن الهوى حيث تنظر»    عمر بن أبي ربيعة

قد لا يعرف الكثير من شبابنا قصة فيلم «بنت الحارس»، إحدى روائع الرحابنة قبل اندلاع حرب المجنونة. تتحدث هذه القصة عن بلدة في مكان ما من لبنان، حيث نذر حارسان بلديّان نفسيهما للمحافظة على أمن البلدة ومقاومة كل اعتداء على أرزاق سكانها وحياتهم، بتفان وإخلاص حتى مضى زمن طويل من دون أن يحدث أيُّ عمل مخلّ بالأمن، وبالتالي انتفاء الحاجة إليهما في المهمة التي كانت بعهدتهما.

قرّر عندها المجلس البلدي انهاء مهمة الحارسين. فوجئ الحارسان بهذا القرار الذي حوّلهما من بطلين تنسج عليهما الأساطير في القرية وجوارها، ليصبحا عاطلين عن العمل من جهة، ومن جهة أخرى فقد خرجا من دائرة اهتمام أهل البلدة وأصبحا مواطنين عاديين بعد سنوات طويلة من دور البطولة.

بالنتيجة، فقد قامت ابنة أحد الحارسين بافتعال أعمال مخلّة بالأمن في البلدة حتى أُجبر المجلس البلدي على تجديد مهمة الحارسين.

في الرواية اختصار طريف لواقع عانت منه مجتمعات عدة بعد حالات الثورة والحروب وغياب سلطة القانون عندما تنبري مجموعات من الناس بالتبرع للمقاومة أو حفظ الأمن وحماية المجتمع بغياب الدولة.

ففي ظل الصراعات والحروب تنشأ حالات تضع أفراداً أو مجموعات في موقع الصدارة والاحترام في مجتمعاتهم بناءً على المعطيات المنبثقة عن حالة الصراع. ويكون عادة في هذه المواقع القادة العسكريون والخطباء الحماسيون وأبطال المعارك، وما ينشأ حول هذا الواقع من أدبيات ومؤسسات وملحقات.

ولكن الصراعات مصيرها أن تصل إلى خواتيمها، وعادة تنتهي بشكل مفاجئ، على عكس بداياتها التي تكون تصاعدية وتتطلب تغييراً بنوياً تدريجاً في التركيبة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية حتى تبلغ الذروة، ومن بعدها تأتي نهاية الصراع بشكل حاسم، ما يستدعي تغييراً سريعاً في كل العادات التي نبتت وتأسست على مدى مرحلة الصراع، وذلك حتى تتناسب مع مرحلة السلم الجديدة.

هنا، وفي هذه المرحلة، قد يواجه المجتمع العديد من أمثال «بنت الحارس» الذين يحاولون التمسك بحال النزاع التي كانت هي أساس وجودهم وأساس تصدّرهم لحلقات المجتمع كأبطال وملهمين وحتى قديسين!

لقد واجهت شعوب عدة هذه الحالات واجتازتها بقدر متفاوت من الأزمات والنجاحات، والتحدي الأكبر يكمن هنا في كيفية إعادة تأهيل المجتمع ومكوّناته لتتناسب مع الوضع الجديد حيث لا حاجة للأبطال وإنما للإنتاج، مع الحرص على العرفان بالجميل لِمَن ضحّوا في سبيل مجتمعهم.

وفي لبنان، تبدو اليوم القضية ملحّة في ظل تغيير جذري في الثقافات والممارسات التي درجت على مدى الثلاثين سنة الماضية وكان معظمها أمراً واقعاً فرضته ظروف الحرب الأهلية والاحتلال الإسرائيلي من جهة وواقع الوصاية السورية من جهة أخرى.

وبعد سنوات من المكابرة، وبعد اختلاق ألف سبب وسبب لاستمرار السلاح خارج سلطة الدولة، من مزارع شبعا وصولاً إلى «داعش» وأخواتها، يبدو أنّ الأمر أصبح في الواجهة من جديد بعد خطاب الامين العام لـ«حزب الله» الأخير، أو سلسة خطاباته الأخيرة، التي اخترع فيها عدوّاً جديداً لتسويغ بقاء حزبه.

العدوّ الجديد هو الفساد، وبالطبع فإنّ هذا العدوّ الشرير قد يشكل نقطة تفاهم مشتركة بين كل اللبنانيين لمقاومته. لكن ما لا يمكن فهمُه هو أين سيضع «حزب الله» سلاحه في هذه المعركة؟ فإن كان يحكم القضاء والقانون والدستور، ولكل أدواته الرسمية، ما هو دور سلاح الحزب؟

وبما أنّ الصراع مع العدوّ كما يبدو لم يعد من أولويات الحزب، والحرب في سوريا انتهت فقد يكون الوقت قد أتى للبحث جدّياً في مخارج لكيفية تولّي الدولة مسألة تحول عشرات آلاف الموظفين، من مدنيين وعسكريين، في مؤسسات «حزب الله» النضالية المموّلة، حسب تصريح أمين الحزب العام، من إيران، إلى عاطلين عن العمل!

فليس بالعقيدة النضالية وحدها يحيا الإنسان، وبالتالي فإنّ التصريح الأخير لنصر الله كان واضحاً بأنّ الأزمة المادية للحزب أصبحت في حكم الأمر الواقع بسبب الحصار المحكم على إيران، وبسبب الحصار المفروض على مصادر الحزب المالية من شرعية وغير شرعية.

كلامي هذا يأتي بعدما سمعت كلاماً من أحد المتحدثين الشباب بإسم الحزب، في إحدى المحطات التلفزيونية التي أكد فيها بأنّ المقاومة هي أيضاً مؤسسة تشغل حوالى ستين ألفاً من المواطنين، وإذا كان المال يأتي من إيران أو من الخارج فإنّ ذلك يُعتبر استثماراً ومصدراً أساساً للدخل لعشرات آلاف العائلات!

وعندما علق أحدهم قائلاً إنه علينا إذاً أن ندعو العدوّ إلى المزيد من التعديات حتى لا يقفل باب الرزق الآتي من المقاومة، كان الجواب أنّ زوال الحاجة لمؤسسات «حزب الله»، أو انقطاع تمويلها، سيؤدّيان إلى أزمة اقتصادية إضافية لتزيد على ما هو واقع!

السؤال الآن هو هل فتحُ جبهة الحرب على الفساد اليوم هو لخلق عدوٍّ جديد، أم أنه صرخة للنجدة من انقطاع سبل الرزق لآلاف العائلات المنخرطة في مؤسسات الحزب؟

 

شركات الإسمنت: صناعة الموت بحماية الدولة

تحقيق  ليا القزي/الأخبار/الثلاثاء 19 آذار 2019

ثلاث شركات تحتكر صناعة الاسمنت في لبنان وتحظى بحماية من الدولة تجعلها أقوى من الرفض الأهلي لـ«مصانع الموت»، وأقوى من المنطق الاقتصادي الذي لا يجد تبريراً لدعم شركات وفرض إجراءات لحمايتها، في وقت يتضح يوماً بعد يوم أن أضرارها الاقتصادية والبيئية والصحية أكبر من فوائدها. وإلا كيف يمكن تبرير أن يصل حجم الدعم لهذه الصناعة الى 200 مليون دولار في السنوات الخمس الماضية، فيما لم نكن لندفع أكثر من 250 مليوناً لاستيراد كل حاجاتنا من الاسمنت، من دون تحمّل اي أضرار صحية وبيئية

«شِكّاوي يا تين»، كان بائع التين، قديماً، يُنادي أثناء تجوله بين الأحياء. تحديد المصدر كان أساسياً للتأكيد على جودة المُنتج. فبلدة شكا كانت معروفة بزراعة التين. لكن، «اليوم هذه الزراعة ماتت بسبب مصانع الإسمنت»، يقول رئيس جمعية «وصية الأرض» المهندس فارس ناصيف. ومعها «انتهى التنوع البيولوجي، وتلوثت المياه الجوفية لنبع الجرادي الذي يغذي الشمال، وأُصيب الزيتون بمرض عين الطاووس، وقضت المحافر على عددٍ كبير من أشجاره، فيما الأشجار اللوزية تنقرض». إلى القطاع الزراعي الذي لطالما شكّل مورد رزق لعائلات البترون والكورة، يلفت ناصيف إلى أنّ أسعار الأراضي «انخفضت إلى الحدود الدنيا. لم يعد بإمكان الناس أن تبيع أرضها»، فضلاً عن أن التلّوث الذي تتسبّب فيه مقالع الاسمنت ومصانعه، «يؤدي إلى ارتفاع الفاتورة الصحية على الدولة والمواطنين». أمام هذا الواقع، فإن الأسئلة الأساس هي: هل يُعوّض المردود الاقتصادي - الاجتماعي لهذه «الصناعة الوطنية» التي تحظى بامتيازات حمائية من الدولة الضرر الذي تتسبّب به؟ وما الفائدة من حماية صناعة تبيع بضاعتها للسوق اللبناني بسعر أعلى بكثير من السعر الذي تُصدّر به؟ وما الضير من إلغاء قرار منع الاستيراد إذا كان سيؤدّي إلى انخفاض أسعار الاسمنت في لبنان، وإلى حماية ما تبقى من الثروة الطبيعية؟

ثلاثي الاحتكار

تحتكر سوق الاسمنت في لبنان ثلاث شركات («شركة الترابة الوطنية - اسمنت السبع»، «لافارج هولسيم»، «ترابة سبلين») تحوّلت إلى «دولة» تتمدّد كيفما تشاء وتُحكم سيطرتها على المناطق التي تعمل فيها، من دون أن تفلح اعتراضات المجتمع المحيط بها في إجبارها على إدخال تعديلات على أسلوب عملها. ثلاثي الإسمنت يتحكّم بأسعار السوق، مُستفيداً من قرار صدر عام 1993 بمنع استيراد الإسمنت من دون إجازة مُسبقة من وزارة الصناعة، ومن فرض رسوم جمركية عالية عام 1985 تبلغ 75% على الاستيراد، مع رسم 10% على الاستهلاك الداخلي. أكثر من ذلك، بحسب ناصيف، «استُثنيت مصانع الترابة من الالتزام المفروض على كل الصناعات بألا تتعدّى نسبة البتروكوك (فضلات بترولية جافة تُسبب أضراراً عالية) الـ 1%، وزيدت النسبة المسموحة لها الى 6%». كما سمح للمصانع باستعمال «الديناميت» لتفجير الصخور، ولم يسر عليها قرار وقف أعمال المرامل والكسارات. يدخل كلّ ذلك ضمن إطار «الحماية» الممنوحة للمصانع، والتي لم تتأثر بتغير العهود السياسية.

يُقارن المدير العام لشركة «الدولية للمعلومات» جواد عدره بين أسعار التصدير والسعر في السوق المحلي، للأعوام بين 2013 و2018، ليخلص إلى أنّه «لو أردنا أن نستورد كلّ حاجتنا من الاسمنت من الخارج، ما كنا سندفع أكثر من 250 مليون دولار. في حين أنّنا قدّمنا دعماً لهذه الصناعة، في السنوات الخمس الماضية، وصل الى نحو 200 مليون دولار». وأوضح أنّ هذا الدعم المكلف بيئياً لا يقتصر على حماية الانتاج، «بل أيضاً على عمل المصانع عبر رخص مؤقتة خلافاً للقانون، وعدم التزامها بإعادة تأهيل المقالع وعدم التعدي على الأحراج والأنهر». ولفت الى أن الحماية التي تستفيد منها مصانع الإسمنت، لا تسري، مثلاً، على مزارعي التفاح والبطاطا أو مصانع النبيذ والألبان والأجبان… «وهي صناعات قليلة الأضرار ومتطورة ولديها ميزة نسبياً غير موجودة في بقية البلدان. بلدنا صغير ونُدمره بصناعة غير مُجدية، تُنافسها بلدان أخرى، كالسعودية ومصر، حيث توجد مساحات شاسعة وصحراء، وحيث الأثر البيئي السلبي لإنتاج الاسمنت منخفض جداً». يخلص عدره من ذلك كله إلى أنّ «الفائدة الاقتصادية الوطنية من هذه الصناعة تُصبح سلبية، لذلك الأفضل هو رفع الدعم وفتح المجال أمام الاستيراد، بعد إقفال المقالع». خصوصاً أن شركات الاسمنت «تستخدم ثروات غير قابلة للتجدّد، وستصل إلى مرحلة لا تعود هناك جبال لنهشها. لذلك يجب أن نضع خططاً لخفض هذه الصناعة، وصولاً إلى وقفها نهائياً».

الكلام عن انعدام الفائدة الاقتصادية الوطنية يشمل بُعداً آخر هو انخفاض نسبة اليد العاملة في المصانع. يعني ذلك، بأنّ قصة تأمين هذه الشركات وظائف لأبناء المنطقة التي تعمل فيها لم تعد تنطلي على أحد. بيان للجنة «كفرحزير البيئية»، قبل أيام، أشار إلى أنّ شركات الاسمنت «أنهت خدمات مئات العمال المثبتين منذ بضع سنوات واستبدلتهم بعمال مياومين طمعاً بمزيد من الأرباح». أرقام الضمان الاجتماعي، التي حصلت عليها «الأخبار»، تؤكد وجود مبالغات كبيرة في ما يتعلق بالتوظيف. بحسب أرقام الضمان، يبلغ عدد المضمونين في «الشركة الوطنية» 506 عمّال، و698 عاملاً في «هولسيم»، و426 في «سبلين». في وقت يؤكد روجيه حداد، المدير الإداري لـ«الترابة الوطنية» التي يتركز عملها في شكا وكفرحزير وبدبهون، أنّ شركته «أكبر موظِّف في الشمال. 99% من الموظفين لبنانيون ومن أبناء المنطقة. وهناك بين 3800 و4000 مضمون معنا. ولدينا تقديمات اجتماعية للموظفين أكثر مما يفرض القانون علينا»! فيما تؤكد غريس عازار، المسؤولة الاعلامية في«هولسيم»، إنّ الشركة «قدّمت بين 2015 و2017، ما قيمته 52 مليون دولار امتيازات للموظفين. ونؤمن مباشرة 350 وظيفة، و1000 فرصة عمل غير مباشرة. وندفع لبلديات الهري (المكاتب) وشكا (المصنع) وكفرحزير (المقلع) وكفريا (المقلع والفرن) «1.7 مليار ليرة سنويا. ولدينا مساهمات اجتماعية، من خلال المشاريع التي نقوم بها». هي وسيلتكم لحرف الأنظار عن الضرر الذي تتسببون به؟ تنفي عازار ذلك، «لدينا سياسة واضحة قائمة على التنمية المستدامة».

يُباع الاسمنت المُخصص للتصدير بسعر يقل بنحو 40 دولاراً للطن عن السعر المحلي

لا تعتبر «السبع» و«هولسيم» أن الصناعة محميّة من الدولة، ولا ترضيهما كلّ التسهيلات التي تحظى بها الشركات الثلاث، على حساب البيئة والاقتصاد المحلي وصحة الناس. وتعبّران عن الانزعاج من «الشروط» (على قلّتها) المفروضة. يقول ممثلو الشركتين إنّ الدولة تفرض أربعة دولارات على الطن، كرسم إنتاج، و17% ضريبة دخل (وهي الضريبة نفسها التي تدفعها أي شركة في لبنان). بحسب حداد، «هذه نقطة خطيرة، كأنهم يقولون لنا ألا ننتج». وينفي أن يكون «سعر الاسمنت في لبنان الأغلى في المنطقة: «في قبرص سعر الطن 95 دولاراً، وفي الأردن 100دولار (كان 53.5 دولار، وارتفع في آب الماضي بعد وقف الاستيراد)، وفي سوريا 90 دولاراً»، فيما تبيع «السبع» الطن «بعد إضافة الضريبة على القيمة المُضافة، بـ94.35 دولاراً». أما «هولسيم» فتشير الى سعر يراوح «بين 80 و85 دولاراً» (حاولت «الأخبار» التواصل مع المدير العام لـ«سبلين» طلعت اللحام، إلا أنّه لم يجب على الاتصالات). أما الاسمنت المُخصص للتصدير، فيُباع بسعر وسطي اقل بنحو 40 دولاراً للطن عن سعر السوق المحلية.

يبرّر حداد الفارق بين السعر المحلي والمُصدر، بأن «فلسفة التصدير أنّه سوق إضافي، لاستخدامه في تسديد جزء من الكلفة الثابتة في الانتاج. وعلى كلّ، منذ 2013، توقفنا تقريباً عن التصدير، وأصبحنا محاصرين في الداخل. ولم تعد لدينا قدرة على المنافسة مع مصر (سعر الطن 50 دولاراً) وتركيا مثلاً، لأن الغاز فيهما مدعوم واليد العاملة أرخص، كما ساعدهما انهيار العملة». فيما تشير عازار إلى أن «هولسيم» لا تصدّر الإسمنت الأسود «لأنّ السوق المحلي يكفينا. نُصدّر الإسمنت الأبيض فقط إذ لدينا المصنع الوحيد في المنطقة».

دعم الصناعة في السنوات الخمس الماضية وصل الى نحو 200 مليون دولار

يردّ حداد على الدعوات الى وقف هذه الصناعة نهائياً بأن «قطاع الاسمنت في لبنان هو من بين الأفضل في العالم وهو مراقب دولياً، فهل يريدون استيراد بضاعة من الخارج لا نعرف نوعيتها؟». إقفال المقالع هو، أيضاً، «انتحار»، لأنّ وجود المقلع «مرتبط بالمصنع، لا يُمكن أن نعمل بدونه. وإذا لم ننتج الاسمنت، يعني انه لا توجد مواد بناء»، بحسب عازار.

«بإمكانهم الحصول على المواد الأولية من السلسلة الشرقية»، حيث المناطق التي صنّفتها الدولة قابلة لإقامة مقالع وكسارات، يقول رئيس اتحاد بلديات الكورة كريم بو كريم، الذي يُشكّل حالياً «الغطاء» لتحرّك النواب والفعاليات السياسية والمدنية في الكورة ضدّ وجود المقالع. هذه المقالع، يقول بو كريم، «أقفلوها بوجهنا ومنعونا من دخولها، قبل ثلاثة أشهر، بحجة وجود خطر على صحتنا». وهو خوف لا تبديه الشركات على صحة مئات آلاف السكان ممن يعيشون في المناطق التي تعمل فيها.

أبو فاعور مع الحماية بالمطلق!

قال وزير الصناعة وائل أبو فاعور لـ«الأخبار» إنّ صناعة الاسمنت «محمية من أجل تشجيع الصناعة المحلية». واضاف: «نحن مع مبدأ الحماية بالمطلق، لقطاعات الصناعة والزراعة». لماذا الاسمنت بشكل خاص؟ «لأن عدداً كبيراً من العمّال يعتاشون منه، ولكن يجب تعميم ذلك على صناعات أخرى». ولفت أبو فاعور الى أنه، ووزير الاقتصاد منصور بطيش، في صدد إعداد ملف يحدّد الصناعات التي يجب أن تكون محمية، لعرضه على مجلس الوزراء. في المقابل، يعتبر رئيس اتحاد بلديات الكورة كريم بو كريم أنّ «حماية الصناعة الوطنية يجب أن تكون بضوابط من الدولة، تتوافق مع الأسعار العالمية. لو أنّ السوق مفتوح، لكان انخفض سعر المبيع». بكلام آخر، الحماية تتحوّل إلى إجراء إيجابي، في حال لم ينتج عنه احتكار يسمح لقلة بالتحكم بالأسعار، وإذا لم تكن أضراره الاقتصادية - البيئية - الصحية أكبر من فوائده. يختم بوكريم سائلاً: «أين هي المساهمة في النمو من قبل شركات الترابة؟ فيما هي تدفع الضريبة الحد الأدنى».

شركات مدعومة سياسياً

يُحكى الكثير عن دعم سياسي تحظى به شركات الإسمنت الثلاث يؤمّن لها الاستمرارية. الحالة الفاضحة تُمثّلها شركة «سبلين» التي يعدّ النائب السابق وليد جنبلاط من المساهمين الأساسيين فيها. وتعتبر «هولسيم» (النسخة المحلية من «هولسيم» سويسرا) أقدم شركات الترابة في لبنان، وقد تأسست باسم «شركة الترابة اللبنانية» (كان الرئيس كميل شمعون أحد مؤسسيها). المُساهمون البارزون فيها هم: «سيمنت هولدينغ» اللبنانيّة، «هولسيبيل» البلجيكيّة، «بنك مصر لبنان»، البطريركيّة المارونيّة، وعدد من المساهمين الأفراد. في 2015، اندمجت «هولسيم» مع «لافارج»، لتتوسع في مجال الإسمنت. وتناول الاعلام الفرنسي، في 2017، قضية تمويل فرع سوريا في «لافارج»، للفصائل المسلحة، كـ«داعش»، من أجل ضمان استمرار عمل مصنعها. أما شركة الترابة الوطنية، أو اسمنت «السبع»، فتتألف من 12 شركة مساهمة لبنانية و53 فردا، أبرزهم أبناء روبير عسيلي والوزير السابق ميشال سليم اده. يرأس مجلس إدارتها بيار ضومط، وهو - للمفارقة - رئيس «جمعية حماية جبل موسى». يؤكد سياسي شمالي أن «كل القوى السياسية استفادت مادياً» من شركتَي «السبع» و«هولسيم - لافارج»، و«توافقت على توفير الحماية لهما». ولفت الى أن الشركتين «تلعبان دوراً انتخابياً فعّالاً، وتُمولان الجمعيات البيئية والأهلية، وتدعمان من يؤمّن مصلحتهما في الانتخابات البلدية، وكان دورهما كبيراً في دعم النائب الراحل فؤاد غصن على حساب النائب الراحل عبدالله سعادة الذي خاض حرباً ضدّهما».

استخدام العمّال «دروعاً بشرية»

إحدى الوسائل «القذرة» التي تستخدمها شركات الترابة لـ«الدفاع» عن وجودها هي بناء «سور حماية» حولها من العاملين لديها. فمقابل «الشارع» الذي يعتصم احتجاجاً على وجود المقالع والكسارات، خلقت الشركات في الكورة «شارعاً» مقابلاً مؤلّفاً من عمال المصانع. هؤلاء بمعظمهم أرباب عائلات، ينتمون إلى طبقة الفئات الضعيفة، وجُلّ همّهم أن لا ينقطع مورد رزقهم، في دولة تُريد أن تُحمّل نتائج سياستها الاقتصادية المُدمرة للفئات المتوسطة والمُهمشة. تُدرك شركات الإسمنت حاجة جزء من الناس إليها، فتمتهن توظيف الأمر لصالحها. قبل أيام، قطع موظفو «السبع» أوتوستراد طرابلس - بيروت بالاتجاهين، رفضاً لقرار وزارة البيئة إقفال المقالع والكسارات. فما كان من لجنة «كفرحزير البيئية» أن أصدرت بياناً أكدت فيه أنّ «العمّال خط أحمر. أصحاب مصانع إسمنت شكا والهري يتحملون كامل المسؤولية عن أي تعطيل للعمال بسبب المقالع غير القانونية والمخالفة، وتشريد آلاف العمال من أهل الكورة بعد تدمير مورد حياتهم». إضافةً إلى «إخفاء قيمة الأرباح الفاحشة التي تُحققها مصانع الإسمنت من تعب العمّال. وإخفاء حقيقة أنّ صناعة الاسمنت هي من أخطر المهن تلويثاً وضرراً في العالم».

 

الإرهابيون المسلمون والإرهابيون غير المسلمين

حسين عبدالحسين/الحرة/19 آذار/19

أمضى الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما رئاسته وهو يسعى لمحو كلمة إرهاب، لاعتقاده أنها مسيئة للمسلمين، وحاول استبدالها بعبارة "العنف المتطرف". وراح الجمهوريون يتحدونه أن يتلفظ بكلمة إرهاب، على إثر جرائم سياسية ارتكبها مسلمون في الولايات المتحدة والعالم. ثم كان أول ما فعله الرئيس دونالد ترامب هو استخدامه كلمة الإرهاب مقرونة بجرائم المسلمين دون غيرهم، فيما تفادى ترامب إطلاق الكلمة على المتطرفين البيض، مثلا، على إثر مجزرة المعبد اليهودي في بنسلفانيا، على الرغم أنه وصف تلك الحادثة بـ"المجزرة شريرة".

في عالم السياسة، حاول رئيس إلغاء لفظة "إرهاب"، وحاول آخر إلصاقها بمسلمين دون غيرهم من المجرمين؛ لكن في عالم القانون، الإرهاب هو ممارسة فرد أو مجموعة غير حكومية، للعنف لأهداف سياسية، وهو لا يتضمن أي عنف تقوم به الحكومات، إذ يمكن محاسبة الحكومات في مجلس الأمن الدولي، أو عن طريق عقوبات وما شابه. أما المجموعات غير الحكومية وعنفها العابر للحدود، فمحاسبتها صعبة، وتتطلب قيام الدول المضيفة بضبط المجموعات الإرهابية، أو يقوم المجتمع الدولي بذلك، مثل في أفغانستان، وبعدها في العراق مع ظهور داعش.

أبرز الحلول للقضاء على آفة الارهاب فيكمن في تبني أفكار عصر التنوير الأوروبي

ويعتقد عدد من الغربيين أن مشكلة الإرهاب تكمن في الدين الإسلامي ونصوصه، بما فيها القرآن، وأنها نصوص تحرّض على العنف، وأن المطلوب إلغاؤها، وذلك بربطها بسياق الوقت الذي نزلت فيه، والجماعة الذين خاطبتهم، ما ينفي وجوب التزام مسلمي اليوم بها.

لكن إلقاء لائمة الإرهاب على نصوص المسلمين لا يفسر الإرهاب الذي يمارسه غير المسلمين، مثل أصحاب نظرية "تفوق البيض" ممن استهدفوا معبدا لليهود في بنسلفانيا، ومسجدين للمسلمين في نيوزيلندا.

الإرهاب اليوم يرتبط في الغالب بصعود الهويات العابرة للحدود. في الماضي، كانت هوية الأفراد تقتصر على دولهم: نيجيريون، كويتيون، هنود، بولنديون، أميركيون، وغيرهم. ثم جاءت العولمة، وترافقت مع كثافة في الهجرات، فامتزجت الشعوب، وتحللت الهويات القومية والطبقية، وصعدت مكانها الهويات العرقية والدينية، التي وجدت نفسها في مواجهة بعضها البعض في معظم دول العالم: المهاجرون يشكون التهميش، والمضيفون يشكون استيلاء المهاجرين على موارد رزقهم وأعمالهم، ويحاول كلا الطرفين فرض ثقافته ـ قدر الإمكان ـ على الحيز العام، الذي يفترض أن يكون حياديا بلا هوية.

وبسبب الهويات العابرة للقارات، صارت مهاجرة صومالية مسلمة إلى الولايات المتحدة، مثلا، تقود حملة ضد إسرائيل، للمطالبة بإعطاء السيادة للمسلمين وتسمية الدولة فلسطين. الأرجح أن المهاجرة الصومالية المذكورة بالكاد تعرف فلسطين وأهلها وثقافتها، وأنها لا تعرف الفارق بين المقلوبة والمدردرة، وهما أكلتين مشرقيتين، وأنها نشأت على أكل الكانجيرو والمرق، تماما مثل الأثيوبيين ذوي الغالبية المسيحية. لكن الهويات لم تعد محلية أو إقليمية، بل صارت هويات متخيلة عابرة للقارات، فاعتبار أن المسلمين ثقافة واحدة، أو حتى دين واحد، هو كقول إن كاثوليك البرازيل هم دين واحد وثقافة واحدة مع بروتستانت ألمانيا، فقط لأن الطرفين يصنفان نفسيهما في خانة المسيحيين.

خلال خطاب حال الاتحاد الأخير للرئيس دونالد ترامب، غرّدت مواطنة أميركية مسلمة صورة لعضوتي الكونغرس من أصول مسلمة، رشيدة طليب وإلهان عمر، وهما تستمعان للخطاب. كتبت الأميركية المسلمة، وهي من ولاية فيرجينيا، أنها للمرة الأولى في حياتها تشعر أنها ممثلة في الكونغرس. طبعا طليب تمثل الدائرة 13 في ولاية ميشيغان، بمسلميها ومسيحييها ويهودييها وملحديها، ومثلها عمر تمثل أميركيي الدائرة 5 في ولاية مينيسوتا، أي أن أيا منهما لا تمثلان الأميركية المسلمة ولا تمثلان مصالحها.

إلقاء لائمة الإرهاب على نصوص المسلمين لا يفسر الإرهاب الذي يمارسه غير المسلمين

في غياب الهويتين القومية والطبقية، تصبح الهوية الوحيدة المتاحة هي الهوية العرقية أو الدينية، وهذه لا مصالح واضحة لها ولا أهداف، بل ادعاء متواصل للمظلومية، وتحميل أسباب الفشل للمجموعات الأخرى، وهو ما يؤدي إلى تنافس عقائدي خرافي، نصفه في الأرض، ونصفه الآخر في السماء، وفيه من التاريخ المتخيل أكثر من الحاضر الحقيقي. أما أبرز الحلول للقضاء على آفة الارهاب، الذي يمارسه الغلاة والمتطرفون في كل مجموعة سكانية في العالم، فيكمن في تبني أفكار عصر التنوير الأوروبي، المبنية على أن كل فرد لنفسه ولمصلحته، في إطار قومي أو طبقي، وأن لكل من الأفراد حول العالم حقوق متساوية، وعليهم واجبات، وأن المساواة تتحقق في صناديق الاقتراع، حيث يمكن لكل فرد أن يدلي برأيه حول شكل الحيز العام وسياسات الدولة. كل ما عدا ذلك، من قبيل التنوع، وتقبل الآخر، والتعايش، يعني في الواقع تعزيز الهويات الجماعية العرقية والدينية على حساب حقوق الأفراد والمساواة بينهم كأفراد، ويعني تغذية الصراع الحالي ـ بشقيه السلمي، والعنفي الإرهابي ـ اليوم وفي قادم الأيام.

*اقرأ للكاتب أيضا: أسباب تأخر المسلمات والعربيات

 

جريمة نيوزيلندا وانهيارات المجتمعات

عبد الرحمن الراشد/الشرق الاوسط/19 آذار/19

لا ينقص العالم المتمدن اليوم سوى شيء من التحفيز للتحول إلى مجتمع من الضباع باستثارة النعرات وإحياء الثارات التاريخية وليّ النصوص المقدسة. في أجواء الحرب التي تلف العالم الخفي، أعلنت «فيسبوك» أنها حذفت مليوناً ونصف المليون من الرسائل والفيديوهات عن جريمة المسجدين في نيوزيلندا.

وهرع لاستغلال المناسبة تجار السياسيين، مثل النائب الأسترالي، الذي كسر بيضة على أم رأسه صبي محتجاً على تحريضه وتبريره الجريمة. وكذلك فعل رئيس تركيا إردوغان الذي يخوض الانتخابات المحلية، هو الآخر يريد أن يحلب المناسبة، حيث أقام سرادقات انتخابية يعرض فيها فيلم جريمة المسجد، الفيلم الذي حذفته «فيسبوك»، عله يجمع أصوات الغاضبين. ولا ننسى أنه يتقاعس عن نجدة أهالي إدلب ويترك الإيرانيين والروس يدمرون المدينة ويذبحون الآلاف وهي على مرمى البصر من جيوشه.

وما الإرهابي، ذو الثمانية وعشرين عاماً، الذي أردى أكثر من خمسين أعزل متعبداً في المسجدين، إلا هو نفسه من منتجات منظومة المجتمع الجديد الذي ولد في حضن وسائل الإعلام الاجتماعي. انهار السد الكبير من الأخلاق والقيم والقوانين نتيجة السيل الهادر على وسائل التواصل من الكراهية والتحريض. وتبعثرت المسؤوليات بين المؤلف والناقل والمرسل والمتلقي والسلطة القانونية والسياسية.. اليوم على من تقع المسؤولية؟ هل هم الذين لقنوا القاتل دروس الكراهية من كتب التاريخ وفصول من الكتب المقدسة وكلمات أغاني الراب الحماسية للعنف وصور الجثث ورسائل التشجيع ومجموعات «واتساب» وأيقونات العنف المسجونين أو الذين قتلوا قبلهم في جرائم الإرهاب والعنصرية؟ هل المسؤول منصات النقل، مثل «فيسبوك»، التي تحولت إلى المربي البديل للمدرسة والعائلة؟ أم أنهم الذين يستخدمونها ويبثون رسائل التحريض من مجاميع دينية وعنصرية وفاشية ومتطرفة؟ أو أن المسؤول هو الفرد الذي حمل البندقية وذهب إلى أقرب مسجد أو كنيسة أو مدرسة أو ركب سيارة وصدم المشاة، وقتل أكبر عدد استطاع أن يصل إليه؟

الإرهاب والكراهية كانا دائماً موجودين، فما الفارق بين إرهابيي الأمس وإرهابيي اليوم؟

بالأمس كانت منظمة، لها عنوان وأسماء وتراتبية يمكن في الأخير اختراقها والوصول إلى أعلى درجات الهرم والقضاء عليها. اليوم مجتمع فسيح من الفوضى يعيش فيه الإرهابيون المحتملون، بلا أسماء ولا عناوين، تساندهم شبكة واسعة من الدعم، وتمولهم بالأفكار والمبررات، وتصفق لهم. تدلهم على مصادر الأسلحة، وكيفية استعمالها، وتكتب أسماءهم ضمن الموعودين بالمجد في المجتمع والجنة.

وفي هذا الوضع المنحط جداً، لا يوجد من يمكن القبض عليهم إلا بعد ارتكاب الجريمة. ولا يمكن منع السفاحين تحت الإعداد إلا بإطفاء «فيسبوك» و«تويتر» و«إنستغرام» وغيرها... هذه خطوة مستحيلة تعادل إطفاء الكهرباء اليوم عن أي مدينة. وفي ظل هذا التحدي الصعب، فالقليل يمكن للمجتمعات المتحضرة فعله. ما تفعله اليوم، غسل أرض الجريمة من الدم، وإصدار بيانات الشجب، وحظر فيديوهات البطولة في أعين العنصريين والإرهابيين، إنما حذف بضعة حسابات تحريضية وعشرة ملايين فيديو لا يوقف الكراهية الأوسع انتشاراً. العالم الذي أفلح في القضاء على إمبراطوريات شريرة؛ ألمانيا النازية وإيطاليا الفاشية، وأنهى أنظمة عنصرية، يقف عاجزاً عن معالجة إمبراطوريات التطرف التفاعلية على «السوشيال ميديا». وحادثة المسجد في نيوزيلندا علامة خطيرة أخرى على كيف تمدد التطرف والعنف والكراهية وخرج عن مناطق النزاعات التقليدية في الشرق الأوسط ومجتمعات الصدام السابقة في أوروبا إلى أصقاع بعيدة بعد نيوزيلندا. وهي مؤشر على أن كثيراً من الأحداث مثلها مقبلة، إلا أن يتحرك العالم معاً لمعالجة المرض بالقضاء على مستنقعات الكراهية التي يتكاثر فيها الإرهاب. وما قاله الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي الدكتور محمد العيسى في رسالته لنيوزيلندا، وللعالم، هو لسان حال الكثيرين، بضرورة تجريم الكراهية بوضع قوانين دولية يتفق الجميع من خلالها على إعلان الحرب ضدها. وعلى العالم أن يعي بأن هناك الكثير سيخسره ما لم يضحِ بأرباح الشركات التي تتكسب من حرية التعبير والتصوير لتقوض التعايش الدولي. وخطاب الكراهية لم تعد متهمة به أمة واحدة، مثل العرب، أو دين بعينه، مثل الإسلام، بل منتشر في مجتمعات مسيحية ويهودية وهندوسية وبوذية، ضد السود، وضد المهاجرين، وضد الغجر، والقائمة طويلة.

 

في ظرف القائل وظرافة القول

سمير عطا الله/الشرق الاوسط/19 آذار/19

ظرافة بعض الأقوال أنها ليست في حاجة إلى تبيين. بيانها منها وفيها. كمثل قول وزير خارجية إيران، السيد جواد ظريف، أن سبب سفاهة برينتون تارانت وأمثاله هو الديمقراطية الغربية. تصور رجلاً ينشأ في لندن، ويذهب إلى المدرسة الداخلية في هارو، وإلى الجامعة في أكسفورد، ماذا تنتظر منه؟ تخيّل فرنسياً ولد قبل 50 عاماً في ظل ديغول. وعرف حتى الآن رئيساً اشتراكياً يدعى فرنسوا ميتران، ووسطياً يدعى جيسكار ديستان، وديغولياً اسمه جاك شيراك، وملوناً اسمه نيكولا ساركوزي، ونسونجياً يبدأ اسمه بحرف فرنسوا هولاند، ثم قادماً من اللامكان، المسيو ماكرون. وقد نسينا أهمهم، جورج بومبيدو.

تخيل. ثمانية رؤساء في خمسة عقود. تخيل. في البلدان غير الديمقراطية، المستقرة، المتقدمة، يبقى الرئيس ما دام حياً، ولو افتقد من علامات الحياة الحركة والحكي. ما أحلى الاستقرار: تنتخب مرة واحدة وإلى الأبد وترتاح، ولا حاجة إلى ورشات وكرنفالات الديمقراطية ومفاجآتها: ساعة ابن كيني رئيساً في أميركا، ساعة ابنة قس في ألمانيا، ساعة ابنة بقال في بريطانيا. فوضى ووجع رأس. وأكثر ما يغضب تلك الديمقراطية السويسرية. يا للشرشحة. ليس فقط أن رئيستها امرأة، بل لا أحد يعرف اسمها، وتذهب إلى عملها في باص البحيرة، لا مواكب، لا زعاقات، لا هويل، ولا عويل، ولا شيء من فخفخة وعلامات الدول التي أدركت شرور الديمقراطية. ظريف، دكتور ظريف. تتفتق لمعاليه أفكار لا يبلغها - أو هي تبلغ - سواه. وإلا لماذا تمسكت إيران بتلابيبه عندما خطر له، مجرد خاطر، التخلي عن إدارة دبلوماسيتها، أو بالأحرى الجزء الباسم والظريف منها؟ سائر الأقسام الأخرى، يديرها اللواء سليماني. وفي «الميدان» كما يسمي المراسلون جبهات المعارك. لا تتورع الديمقراطية عن شيء فحركت النزاع المذهبي بين المسلمين في كل مكان. بينما عملت الدول الأخرى على المساواة وإلغاء المذهبية واحترام المعتقدات وحرية المشاعر والشعائر. إن تارانت - يا معالي الوزير، هو نتاج الفكر الفاشي في الغرب والعالم. وهذا النوع من السادية البشرية محظور ومحتقر ومحرَّم سلفاً في الفكر الديمقراطي. وهذا النوع من الهمجيات والثقافة الإلغائية والإبادية المتغطرسة، ليس عدواً للإسلام فقط، بل للآخرين جميعاً. صحيح أن السفاح الأسترالي هو أقبح وأفظع النماذج، لكنه وحش كامن في كل المجتمعات. وبسبب هذا النوع من المخلوقات تتعسكر المجتمعات المدنية وتتغير حياتها، ويصبح رعبها من الداخل. فعندما فتح السفاح الأسترالي النار، كان يستهدف النظام الديمقراطي الذي فتح أبوابه الآمنة لجميع الناس.

 

في ذكرى الشيخ المتواضع جورج!

تركي الدخيل/الشرق الاوسط/19 آذار/19

ليت تلك العناوين على الرف، تكون خفيفة على قلبي، كما هي على قلبك عزيزي القارئ. كل كتابٍ مطبوع هو قصة مؤجلة يحكيها ناشر لناشر. بعض القصص لا يصدقها، ولا يفهمها، ولا يسليك في إعجاز تصاريف القدر فيها سوى من مرَّ بمثلها. ولا أنكر فضل شجاعتي - وهي تساعدني كثيراً للأمانة - وأنا أقترح على المرحوم القدير الأستاذ جورج طرابيشي أن يطبع أعماله في «مدارك»، لكن الذي رأيت منه حينها، وبعد ذلك من لطفٍ بالغ، وأدبٍ جم، طُبع عليه الراحل، مع سمو نفس، وجلد على القراءة، والبحث، والكتابة، ونقد النقد، لآخر أيامه، يجعلني حزيناً كلما أطل شهر مارس (آذار)، لسببين: أولهما، ذكرى رحيل الشيخ المتواضع، وقدوم معرض الكتاب، الذي يذكرني به دون كثيرين، فكلما مرَّ اسم «جورج» أمامي تذكرته يقول: الزميل الصديق، وذاك شرفٌ يتمناه كل قارئٍ، شغوف بكاتب قدير، وحين تجود الدنيا ويقترب من الكبير على الورق، فيجده أكبر في الحقيقة، وأكثر اتساعاً مما كان عليه قبل اللقاء.

جورج طرابيشي، أحد الكُتاب القليلين، الذين بلقياهم تحب أعمالهم أكثر، وبرحيلهم تعرف حجم الفجيعة والفراغ، الذي يتركه العظماء.

تساءل كثيرٌ من المثقفين: لماذا يوجد جمهورٌ عريض - من الشباب الخليجي - يحبون قراءة طرابيشي؟

قد لا أكون دقيقاً في إجابتي، لانحيازي ومحبتي للراحل، لكن الأسباب التي تحضرني، يتفق معي عليها أصدقاء أسامرهم، أهمها، تواضع الأستاذ العجيب، فهو لا يتأخر عن موعدٍ، ولا يُشعرك بأنك أمام أستاذ متعطش للتقدير. لم يكن يبالي بهذه التفاصيل، يُقبل عليك كله، فهو مستمعٌ عظيم، ومحاورٌ هادئ، وباحثٌ طويل النفس جداً. بدلالة مشاريعه التي أنجزها، أو تلك التي تمنى لآخر يوم أنه بدأ بها صغيراً كي يتمها.

كان مقيماً دائماً في الشك الذي يدفعه للأمام، صاحب عقل سؤول، وأسئلة، لا أظنها كانت تريحه، حتى في منامه، كيف لا وأهم شعاراته: «العقل لا يكون عقلاً إلا إذا كان نقدياً»!

وكان به من الخيبات ما استثمره جيداً، ليجعل كل خيبة مجموعة من أسئلة يجب البحث عن إجاباتها. فجورج الشاب الذي ترك المسيحية، لأن الله لا يمكن أن يكون بالقسوة التي صوره بها الكاهن، ومن ثم ذهب للصف المدرسي، فوجد حصة الثقافة الإسلامية تكفره، وأستاذها يناصب غير المسلمين العداء. هو دائماً - جورج - العربي المسيحي بالميلاد، والمفكر الذي سيقرأ عن الإسلام، حتى كانت آخر أمنياته أن ينجز تفسيراً للقرآن الكريم. والرجل الذي لا ينتظر من أحد شيئاً، فهو لا يريد أكثر من أن يقرأ، ويحقق، ويكتب، أو يستمتع بالمشي القليل بين فكرتين!

وهمة أستاذنا، جورج، وصدقه مع العلم، والبحث عن الحقيقة يدرسان، فهو القائل: «لم أكن أقرأ من قبل، والقراءة هوايتي الكبرى، إلا مع أو ضد، ومن بعد، صرت أقرأ بعيداً عن هم المع أو الضد، كنت أقرأ لأحكم. ولاحقاً، صرت أقرأ لأعرف، أي أني كنت سابقاً أرد كل ما أقرأه إلى ما أعرفه، والآن صرتُ أنطلق مع كل ما أقرأه إلى ما لا أعرفه». يا لتواضع أستاذ الجيل، صاحب الأكثر من مائة ترجمة، وهو يقول عن قراءاته، ما لا يصدر إلا عن نفسٍ تحاسب نفسها حساباً عسيراً، ولا تكبر، أو تتكبر يوماً عن التلقي، ولا تتعب منه.

كان جورج، باحثاً جاداً، ورجلاً يتركك في حيرة بعد كل لقاء، ويصدق ذلك إذا التفتنا إلى ما تركه لنا اليوم، فكما يقول صديقه الصدوق الدكتور محمد الهوني: «كان لجورج طرابيشي مشروعه الخاص، لإخراج المجتمعات من الأستار المغلقة إلى رحاب الحداثة، لذا قام بالترجمة والتأليف مطلعاً على عيون المعرفة، وهم الراحل الأكبر كان التبسيط، تبسيط المعرفة للجميع، حتى إن إحدى الغصص التي بقيت في حلق المرحوم، أنه لم يجد دعماً كافياً لتبسيط الفلسفة للأطفال».

ولا أستغرب اهتمام الأستاذ بتبسيط الفلسفة للأطفال، لأن ذلك يختصر الكثير من طريق الحيرة والتفكير، التي تبدأ مع الإنسان في أي مرحلة عمرية، فدون أدوات تمكنه من التحليل، والمقارنة، والاستنباط، فلن يسلم المرء من معاناة تثقل كاهله. ولا يعرف ضرر التعصب لفكرة واحدة، إلا من اكتشف ثمن ذلك بعد سنوات، حرم نفسه من أفكار أخرى.

وثق الكثيرون بعقل جورج، لأنه كان صادقاً جداً مع نفسه، فالمحطات التي مر بها كثيرة، وفي كلٍ منها، كان ينتج ويخلص للفكرة، حتى يظهر له أن الحق في جهة أخرى. فمن الفكر القومي، إلى الثوري، إلى الوجودي، وصولاً إلى الماركسية، لينتهي طرابيشي إلى تبني النقد الجذري، باعتباره الموقف الوحيد الذي يصدر عن المفكر في كل حالاته، خاصة في الوضعية العربية، التي ليس لها اتجاهان: إما أن تتبنى الرؤية المعتمدة على الماضي بكل رواياته، أو الرؤية المؤدلجة للحاضر، وكلا الأمرين بحاجة لعقل ناقد، نافذ البصيرة، كثير الشك؛ اليقين بالنسبة له ليس إلا دوام البحث بجدية.

ولا أمسك دمعي، وأنا أتذكر نداءه المحبب لقلبي: «دمت صديقاً وإنساناً ومحباً»، وأظنه اختصر لي بهذا النداء - الدعاء كل ما يتمناه الأستاذ لتلميذه. السبعيني المثقل بالخيبات، يعرف جيداً معنى كلمة الصديق، والهارب من كل شيء عدا الحقيقة، يعرف أن الوصول لصفة الإنسان، قد تأخذ عمرين لا عمراً واحداً، ولا تسكن المحبة في قلب، إلا إذا تخلص من الكراهية، وأمراض القلوب، وذاك لعمري صعب، وقد كنت أسمعها وأقرأها في مراسلاتنا، وأبتسم حينها، لكني أراها اليوم حملاً ثقيلاً.

أذكر الاتصالات الأخيرة مع الأستاذ، كان حقاً متعباً من النضال والكفاح من أجل أمته، مع كل تفجير أو ظهور مد متعصب لفكرة خطيرة، مثل التعصب كان يصاب بتعب نفسي رهيب. طالبته بألا يتوقف عن الكتابة، لإيماني بأنها علاجٌ للخروج من الإحباط، لكن كان رده صادماً: إننا نرى يا تركي ما نسميه اليوم بالربيع العربي أو الكارثة العربية، فالنخب المثقفة عاشت في وهم مجتمعات في رأسها، وخيالها، وابتعدت كثيراً عن الواقع، ونحن الذين حاربنا الآيديولوجيات وأنكرناها، كنا كمن يضع نظارة اخترناها، كي نبصر بها الواقع، كما نتمناه، لا كما هو! وعندما تهتك حجاب الحداثة الهشة رأينا مجتمعاتنا، فاكتشفنا أن مفاهيم كنا نعتقدها راسخة، مثل التعايش، أصبحت وهماً، لا أساس له في الواقع. ماذا عساي أقول في ذكرى حزينة، أيها الزميل الصديق، كما كنت تحب أن تناديني؟!

أعرف أنه برحيلك تصدعت مدرسة عربية كبرى، ولم يبقَ في اليد غير طباعة أعمالك، قراءتها، ونقدها، حيناً بعد حين... أنت الذي علمتنا أن النقد تفكير جديد، وحالة صحية دائمة، حتى لو سرقت عمراً كاملاً في البحث عن الحقيقة!

 

تركيا مع العرب... التاريخ يعيد نفسه

أمل عبد العزيز الهزاني/الشرق الاوسط/19 آذار/19

كان أبرز ما استرعى انتباه المتابعين للجريمة الإرهابية البشعة في مسجدين في مدينة كرايستشيرش بنيوزيلندا، تعمُّد الفاعل إظهار ما تم خطه على سلاح الجريمة. كانت عبارات تحمل وقائع تاريخية، منها الإشارة إلى تشارلز مارتال قائد الفرنجة الذي انتصر على المسلمين في معركة بلاط الشهداء بقيادة الأموي الشجاع عبد الرحمن الغافقي، بعد أن وصلت الفتوحات الإسلامية إلى أوروبا للمرة الأولى. ثم ذكر الإسكندر بيرغ، الداهية الذي خدع العثمانيين بإظهاره الولاء، ثم انقلب عليهم، إضافة إلى معركة فيينا التي انهزم في العثمانيون هزيمة غيّرت مجرى التاريخ في أوروبا، وكان الجيش العثماني مفككاً أمام حائط الصد النمساوي - المجري، ووقعت انشقاقات بين قادته على السلطة والمال، إضافة إلى غرقهم في السُّكر والعربدة.

يحاول الإرهابي اليميني القول إن المسلمين غير مرحّب بهم في بلاده وفي الغرب، فاستدعى التاريخ ليوثق هزائم المسلمين أمامهم. ولو افترضنا أنه اكتفى بعقد ندوة ثقافية تتناول الوجود الإسلامي في أوروبا لأمكن عرض معلومات معاكسة، وذكر قيادات لا ينساها الأوروبيون مثل يوسف بن تاشفين وغيره، ومعارك عظيمة للأمويين والمرابطين. أما الدولة العثمانية فلم تكن تطمع في أوروبا فقط، بل في العالم العربي كذلك، وبدأت بالعراق، ثم استمرت في احتلال باقي المنطقة: الشام، والحجاز، واليمن، والكويت، والبحرين، وقطر، وعمان. لكن ما قامت به الدولة العثمانية في المناطق العربية التي احتلتها لم يكن لنشر الإسلام ولا لطرد المستعمرين، وإن كانت هذه الأهداف المعلنة، بل للهيمنة وتوسيع رقعة نفوذها، بدليل أنها امتهنت كرامة العرب في مناطقهم، وحاولت استعبادهم، ومارست عليهم صنوف التعذيب والقتل، وحتى خطف النساء والأولاد. وليس صحيحاً ما يذكره البعض أن العثمانيين اضطهدوا العرب إبان ضعف الدولة العثمانية وفساد حكامها. الصحيح أن الأتراك استخدموا العرب في معاركهم، وقمعوا من يعارضهم، وأحرقوا المدن والمزارع، وقتلوا وشردوا أهلها، ومعظم هذه الأحداث كانت قبل سقوط الدولة العثمانية بأكثر من 170 عاماً.

نعيد التذكير بهذه الأحداث لتوضيح الدعاية المزيفة التي تحاول تركيا بثها في عقول العامة، بأن مساجدها لن تهاجم في إسطنبول كما حصل في نيوزيلندا، كما جاء على لسان الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، مستغلاً ما كتب على سلاح الجريمة. الدعاية في هذا الوقت الذي لم يتم فيه بعد دفن جثامين الضحايا ولا تسليمها لأهاليهم، هي محاولة لا إنسانية انتهازية لإظهار أن تركيا حامية للمساجد وللمسلمين، وأوفدت أمام العالم فريقاً للمساندة والدعم، ولعله يفيد التحقيق في كشف دور الزيارات التي قام بها المسلح إلى تركيا. وأنا هنا أكرر كلمة دعاية؛ لأننا لم ننس قصف القوات التركية مساجد عفرين شمال سوريا، منها المسجد «الشرقي» في جنديرس، ولا الضحايا من المسلمين رجالاً ونساء وأطفالاً الذين ذهبوا ضحية التدخل والوجود التركي في سوريا. واليوم، إذ نشهد مجزرة مروعة في مسجدين في نيوزيلندا، تتوارد الأخبار عن مطلق نار في هولندا من مواليد تركيا.

ما نعيشه من أحداث يضعنا أمام واقع أن تركيا باتت حاضنة للإرهابيين، وفي أقل الأحوال ممر آمن لهم، سواء كانوا مسلمين أو من أتباع أي ديانة. تركيا أصبحت هجيناً بين خطاب رسمي إسلاموي، وحياة اجتماعية وأخلاقية متحررة، ومواقف سياسية متناقضة، واقتصاد جريح. وهذه العوامل المتداخلة وغير المستقرة تعتبر أرضاً خصبة للخلافات الداخلية من جهة، وعقد صفقات سياسية غير بريئة من جهة أخرى مع جماعات متطرفة. النظام التركي الحالي وضع البلاد على مفترق طريق؛ إما العمل على كسب الشارع العربي من باب الإسلام، بالخطابات الحماسية، لتشق الصف الوطني داخل كل دولة، أو أن تتبرأ من الجماعات الإسلامية كلها بما فيها «الإخوان المسلمون» لتبرهن لأوروبا أنها مؤهلة للانضمام إليهم. إن كنا منصفين فسنقول إن تركيا نجحت إبان حكم محمد مرسي في مصر في غسل أدمغة الكثير من العرب، حتى أصبحوا مهووسين بعودة الخلافة العثمانية، رغم التحرر الاجتماعي الهائل الذي تنامى في عهد إردوغان. لكن انهيار حكم «الإخوان» في مصر كان إيذاناً بتلاحق الانهيارات في تونس، والكويت، والمغرب العربي؛ وهذا ما أغضب إردوغان من الدول التي ساعدت مصر في النهوض من كبوة مرحلة «الإخوان» كالسعودية والإمارات. اليوم، لو أتعرض لأي شخص بالقول إنه إخواني، يستطيع مقاضاتي أمام المحكمة ويكسب الدعوى. أصبح الانتساب إلى «الإخوان» تهمة توجب التقاضي، ومذمة تحتم الدفاع عن النفس.

أما الطريق الأخرى؛ أي الأوروبية، فلم تفلح تركيا في محاولة إقناعهم بانضمامها إلى دول الاتحاد؛ لأنهم ينظرون لإردوغان على أنه عبث بالنظام الديمقراطي، وأصبح نظام الحكم الواحد، حتى أنهم يعملون اليوم لفضح محاولة الانقلاب التي اعتبرها إردوغان ضوءاً أخضر لحالة طوارئ تجيز له سجن الآلاف وفصل عشرات الآلاف من وظائفهم لمجرد اختلافهم معه. وحتى نقضه عهده مع «الإخوان» وتسليم بعضهم إلى مصر في رسالة إلى أنه لا يدعم الجماعات المشبوهة، يذكرنا بتاريخ العثمانيين مع العرب، في أحداث موثقة لعهود قطعها ممثلو الباب العالي لتأمين بعض الشيوخ والقادة العرب، ثم نقضوها بقتلهم وسجنهم.

تركيا اليوم بلا هوية، تعيش حيرة؛ هل هي مسلمة أم أوروبية؟ إنها تكرار لمأساة الغراب الذي أراد أن يقلد مشية الحمامة فما استطاع، ثم نسي أصل مشيته.

 

السيستاني والبراغماتية

نديم قطيش/الشرق الاوسط/19 آذار/19

كتابة التاريخ الفعلي للعراق، منذ الإطاحة بنظام صدام حسين، ستظل ناقصة من دون السيرة السياسية لآية الله السيد علي السيستاني.

فالرجل الذي يطرق أبواب التسعين قضى معظم حياته في العراق، متصدراً بعد وفاة معلمه آية الله أبو القاسم الخوئي صيف عام 1992، حوزة النجف، المستمرة في وجدان الشيعة منذ ألف عام.

هل أصاب الكاتب الأميركي توماس فريدمان عام 2005 حين رشحه في مقالة مثيرة بصحيفة «نيويورك تايمز» لنيل جائزة نوبل؟ هل أصاب حين جعله صنواً لنيلسون مانديلا وميخائيل غورباتشوف وكل منهما نجح في الهبوط الآمن ببلده؛ الأول منهياً حكم التمييز العنصري في جنوب أفريقيا بلا دماء، والثاني معلناً وصول الاتحاد السوفياتي إلى محطته الأخيرة بلا انهيارات كبرى؟! أم أصاب من رأى في فتوى السيستاني عام 2014، داعياً العراقيين للتطوع في الجيش العراقي المنهار بعد خسارة الموصل لصالح «داعش»، تشريعاً لهيمنة الميليشيات المذهبية على الدولة؟

بين الحدّين؛ حد «نوبل للسلام»، وحد الداعية المذهبي، تترجح السيرة السياسية المعقدة للسيستاني.

فبعكس تواضعه الشخصي، وهو المكتفي بسكن زاهد في إحدى الأسواق الشعبية الداخلية في النجف، والحريص على أن تغطى أرض داره بالسجاد الرخيص، والذي لا تتجاوز ضيافته كؤوساً من الشاي المختمر، له نصيب غير متواضع من القرار بشأن مصير العراق. وبعكس هدوئه وصوته الذي يخرج همساً، فصوت فتاواه يدوّي من شرق آسيا إلى لبنان، رغم أنه ليس من كبار علماء الشيعة علماً وتأليفاً ومكانة، إذا ما قورن بالسيد الخوئي مثلاً!

ما كان ممكناً للسيد السيستاني أن يبلغ ما بلغه من عمر، لولا تحليه بأعلى درجات البراغماتية، خلال وضعه تحت الإقامة الجبرية في عهد صدام حسين، الذي شهد اغتيال وتعذيب عدد من كبار علماء الشيعة ومراجعهم. وهي براغماتية فاقمت صعوبة فهمه، وزادت الالتباس حول موقعه وموقفه، لا سيما أن السيد السيستاني لا يدلي بمواقفه في الإعلام ولا يشرح أفكاره في مقابلات!

وصفته صحيفة «لوموند» الفرنسية بأنه الحصن في وجه إيران، ورأى فيه خصومه أنه «ولاية فقيه من نوع آخر»، خالية من رعونة النسخة الإيرانية.

رغم أصله الإيراني، فإن علاقته بإيران الخميني اتسمت بالسلبية المضبوطة، مفضلاً على المستوى العقائدي، الحوزةَ الصامتة، ودور الظل لرجال الدين، على الحوزة الناطقة التي انتهجها الخميني جاعلاً الحوزة هي الدولة... ولطالما لمح السيستاني، الذي تعنيه إيران بمقدار ما يعنيه العراق، إلى ميوله لمن يسمون «الإصلاحيين» في الداخل الإيراني، كما ظهر مؤخراً في استقباله الرئيس الإيراني حسن روحاني، بصفته أول رئيس إيراني يحظى بمثل هذا اللقاء، رافضاً قبلاً استقبال الرئيس السابق محمود أحمدي نجاد، وقائد «فيلق القدس» قاسم سليماني. وكان استقبل الرئيس الراحل هاشمي رفسنجاني حين كان خارج سدة الرئاسة.

نطقت حوزة السيستاني مراراً في مفاصل أساسية من تاريخ العراق... فغداة الاجتياح الأميركي طلب من الشيعة الاعتصام بالهدوء (خلافاً لفتوى مقاومة الاجتياح قبل سقوط صدام)، ثم أصر على أن تغير واشنطن خطتها لمستقبل العراق فارضاً على الجميع أن تكون كتابة الدستور بيد عراقيين منتخبين، لا بيد الأميركيين أو بيد هيئات شكّلها الاحتلال، مهدداً بفتوى مضادة. لكن فتواه الأكثر إشكالية ستظل هي فتوى «الجهاد الكفائي»؛ أي التطوع الشعبي في الجيش والأجهزة الأمنية لمواجهة «داعش». تصر المرجعية على عدم استخدام مفردة «الحشد الشعبي»؛ بل استخدام «المتطوعين»، لا سيما أن الفتوى استغلت من ميليشيات موالية لإيران، معظمها تشكّل قبل الفتوى، واستخدمت رافعةً لهيمنة إيران فيما بعد على تشكيل «الحشد الشعبي»، وتأطير وتشريع الفعل السياسي للميليشيات.

مرجعية السيستاني التي بدت مهددة بالتهميش عامي 2006 و2007، إبان احتدام الاقتتال المذهبي في العراق، لصالح صعود العمامات الشابة؛ لا سيما مقتدى الصدر، ولصالح التقدم السياسي لإيران، عادت لتتصدر المشهد السياسي منذ انحيازها عام 2013 إلى الحراك الشعبي، ورمي وزنها خلف الإطاحة بعودة المالكي لولاية ثالثة لرئاسة الحكومة في 2014، ودعمها في انتخابات 2018 أطراً سياسية متباينة مع المالكي ومع «الحشد»؛ مثل حيدر العبادي ومقتدى الصدر، الذي كان أعاد تعريف موقعه السياسي أكثر من مرة!

تبدو المرجعية اليوم في أفضل ظروفها، في ضوء الانهيار التام لسمعة الأحزاب الدينية، وفي ظل قدرتها على النطق باسم العراقيين بشكل أوضح في وجه الأطماع الإيرانية في العراق، وهو ما بدا واضحاً في بيان السيستاني بعد لقاء روحاني وتضمينه رسائل مباشرة وحازمة منتقدة السياسات الإيرانية في العراق. لكنها أيضاً أعجز من تشكيل أمل أفضل للعراقيين. واقعها لا يخلو من تحديات كبيرة؛ أبرزها اليوم فشل رئيس الوزراء عادل عبد المهدي في مواجهة الضغوط الإيرانية واستكمال تشكيل حكومته، وهو فشل سيحسب على المرجعية. الأخطر أن هذا الأمر يحدث في ظل نضوب النادي السياسي الشيعي من نخبة ما بعد صدام، رغم فوزهم بالانتخابات بدفع من المرجعية، وصعود إما نخبة عمائم؛ كالحكيم والصدر، لطالما حاولت المرجعية إبقاءها بعيدة عن السياسة، وإما نخبة جديدة من رحم «الحشد الشعبي» معروفة بولائها المطلق لإيران.

 

جوناثان سباير/فورين بوليسي: الحرب السورية تحولت الى 3 حروب

ليبانون فايلز/الثلاثاء 19 آذار 2019 

http://eliasbejjaninews.com/archives/73119/%D8%AC%D9%88%D9%86%D8%A7%D8%AB%D8%A7%D9%86-%D8%B3%D8%A8%D8%A7%D9%8A%D8%B1-%D9%81%D9%88%D8%B1%D9%8A%D9%86-%D8%A8%D9%88%D9%84%D9%8A%D8%B3%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%B1%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%88/

أكدت مجلة "فورين بوليسي" أن "معركة إسقاط الرئيس السوري بشار الأسد إنتهت أما المعركة حول حدود نظامه ليس لها نهاية في الأفق". وأضافت في تحليل للكاتب جوناثان سباير ترجمه موقع "ليبانون فايلز": "أما الحرب التي اجتاحت سوريا على مدار نصف العقد الماضي، فقد أوشكت على الانتهاء. والخلافة التي أعلنها زعيم "داعش" أبو بكر البغدادي في 29 حزيران 2014 في الموصل تقلصت مساحتها الى من بضعة أمتار مربعة في باغوز في وادي نهر الفرات السفلي في سوريا، التي هي على حافة السقوط بأيدي القوات الكردية". وأشار الى ان "تمرد العرب السنة بشكل أساسي على نظام الأسد انتهى، وما تبقى منه هو الآن العنصر العسكري لمشروع تركي لتحويل زاوية من شمال غرب سوريا إلى كيان تابع لها". وبدلاً من الحروب القديمة ، بدأت ثلاث حروب جديدة. إنهم يدورون في ثلاث مناطق مستقلة بحكم الأمر الواقع أصبحت حدودها واضحة كما أن الدخان الناجم عن المعركة السابقة يختفي:

- المنطقة التي يسيطر عليها النظام وتضمنها روسيا.

- المنطقة الواقعة شرق نهر الفرات التي تسيطر عليها "قوات سوريا الديمقراطية" تحميهم الولايات المتحدة والقوات الجوية الغربية.

- وأخيرا المنطقة التي يسيطر عليها الأتراك وحلفاؤهم السنة من المسلمين في إدلب.

وتتكون منطقة النظام من حوالي 60 في المئة من أراضي البلاد، بينما تمتلك قوات سوريا الديمقراطية حوالي 30 في المئة، والمنطقة الإسلامية السنية التركية تبلغ حوالي 10 في المئة. وتستضيف كل من هذه المناطق الآن حربا أهلية خاصة بها، تدعمها الجيوب المجاورة.

إلى ذلك، لفت الى ان "أكثر المناطق هشاشة بين الكيانات الثلاثة من حيث الترتيبات الداخلية والعلاقات مع القوى الخارجية هي المنطقة الإسلامية السنية التركية"، موضحا ان "الجزء الجنوبي من هذه المنطقة محكوم اليوم بالكامل من هيئة "تحرير الشام". وتابع ان "المنطقة محمية من أي توغل بري من النظام بموجب اتفاق "سوتشي" المحفوف بالمخاطر، الذي تم التوصل إليه بين رئيسي روسيا فلاديمير بوتين ورئيس تركيا رجب طيب أردوغان في أيلول 2018. لكن في حين أن التوغل البري لا يبدو وشيكًا، إلا أن محافظتي إدلب وحماه تتعرض لقصف مدفعي النظام يوميا".

وفي أقصى الشمال، يضيف التحليل، أي في كانتون عفرين الكردي السابق، يواجه الأتراك وحلفاؤهم تمردا طارئا.  وأشار تقرير حديث صادر عن "بيلينكات" مقتبسا في مقال نشرته أمبرين زمان في المونيتور ، إلى وقوع 220 هجوما في منطقة عفرين ضد القوات التركية والقوات المتحالفة معها في الفترة ما بين أواخر آذار 2018 ونهاية كانون الثاني الماضي، على شكل كمائن عند جانب الطريق. وتشهد المنطقة الخاضعة لسيطرة أميركا إشارات من التمرد الداخلي الموجه من الخارج. ووفقا للمرصد السوري لحقوق الإنسان، فقد قُتل "236 مقاتلاً [من قوات سوريا الديمقراطية) ومدنيون وعمال نفط ومسؤولون" منذ آب 2018 جراء حوادث لا صلة بالنزاع الأمامي ضد "داعش". وحصلت عمليات القتل في كل محافظات الرقة الأربع وحلب والحسكة ودير الزور التي يسيطر عليها الأكراد. وآخر الأحداث، بحسب المرصد، كانت اغتيال أحد مقاتلي قوات سوريا الديمقراطية في وقت سابق من هذا الشهر في منطقة سويدان الجزيرة في الريف الشرقي من دير الزور، وانفجار عبوة ناسفة في منطقة جامعة في نفس المقاطعة. وتتهم قوات سوريا تركيا بتنفيذ هذه الأعمال، غير ان هناك مشتبه بهم محتملين داخل سوريا، بما في ذلك النظام (أو حلفائه الإيرانيين) أو "داعش"، وكلهم أعداء للأكراد الذين تدعمهم أميركا.

أما المنطقة التي يسيطر عليها النظام، فهي إلى حد بعيد المناطق الثلاث المنفصلة في سوريا.

وشرع الرئيس السوري ببطيء لاستعادة الشرعية في أعين معظم السوريين ولا يواجه أي تهديد كبير لحكمه المستمر على معظم الأراضي السورية، وفق المجلة. لكن في المناطق التي يسيطر عليها النظام أيضا، هناك دغدغة من السخط لان هناك فوضى تسببها القوى المسيطرة على السلطة والنفوذ.

وتشمل هذه القوى الميليشيات المحلية والأجنبية المتحالفة مع إيران، والشرطة العسكرية الروسية، و"حزب الله"، وبالطبع مختلف الهياكل الأمنية المتنافسة في الدولة السورية. تعاونت هذه القوى لصالح إبقاء الأسد في السلطة لكن مصالحهم ليست متجانسة تماما.

وقد أدى ذلك بشكل متوقع إلى توترات بشأن قوتهم النسبية، وإلى ردود فعل عنيفة. ففي درعا جنوب غرب سوريا، أدى هذا الأمر إلى تجدد التمرد على نطاق واسع ضد نظام الأسد. منذ تشرين الثاني 2018، قامت مجموعة تطلق على نفسها اسم "المقاومة الشعبية"، والتي تتألف على ما يبدو من مقاتلين متمردين سابقين غير جهاديين، بتنفيذ سلسلة تفجيرات استهدفت منشآت النظام وهجمات على نقاط التفتيش، آخرها قصف نقطة تفتيش عسكرية في 6 شباط. وختم التحليل بالقول: "مع اختفاء "داعش" من خريطة سوريا، فإن البلاد تستقر في حقيقة الانقسام الفعلي، حيث تستمر مجموعة متنوعة من حركات التمرد المنخفضة في حصد الأرواح. وانتهت الحرب المفتوحة في سوريا، غير ان السلام سيبقى أمل بعيد المنال".

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود وغيرها

الحريري: الخلافات السياسية مقتل لبنان والخروج من الأزمة الاقتصادية بتنفيذ إصلاحات سيدر ودعم القطاعات الإنتاجية وأولها السياحة

الثلاثاء 19 آذار 2019 /وطنية - أكد رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري أن "السياحة هي من أهم القطاعات الإنتاجية في لبنان"، مشددا على أن "الخلافات السياسية هي مقتل لبنان، لأن هذا البلد مركب بطريقة لا يمكن أن يسير معها إلا بتوافق الجميع".

ورأى أن "لبنان يمكنه أن يخرج من أزمته الاقتصادية إذا التزم بتنفيذ إصلاحات مؤتمر "سيدر" وقام بتطوير ودعم قطاعاته الإنتاجية، وفي مقدمتها القطاع السياحي".

كلام الرئيس الحريري جاء خلال حوار جرى معه عصر اليوم، في ختام أعمال المؤتمر الذي نظمه المجلس الاقتصادي والاجتماعي تحت عنوان "نحو سياحة مستدامة"، في مركز "سي سايد أرينا".

سئل: ما هي رؤيتك للقطاع السياحي في لبنان؟

أجاب: "بداية أود أن أشكر المجلس الاقتصادي والاجتماعي على العمل الذي يقوم به، وكذلك وزارة السياحة. بالنسبة إلي، ما هي السياحة فعليا؟ السائح يأتي إلى لبنان لزيارة الشاطىء أو الجبل أو أي مكان آخر، وبذلك تستفيد قطاعات الزراعة والصناعة والتجارة. مشكلتنا في السنوات الأخيرة كانت أننا بخلافاتنا السياسية "هشلنا" السياح، وكأننا نقول لهم اننا لا نريدهم. كلا، بالنسبة إلي السياحة هي من أهم القطاعات الإنتاجية في لبنان، وهي تؤمن حوالي العشرين بالمائة من الدخل القومي، وأنا أريدها أن تصل إلى نسبة 40 أو 50%. فإذا تحسنت السياحة تتحسن الزارعة والصناعة والتجارة، شركة طيران الشرق الأوسط تستفيد وكل القطاعات تستفيد. لذلك، السياحة هي من أهم القطاعات الإنتاجية".

أضاف: "في دراسة ماكينزي التي أجريناها في الحكومة السابقة، تم تحديد 22 نقطة علينا تأمينها في السياحة لكي نستثمر في هذا القطاع. وأنا لدي قناعة أن طريقة عملنا يجب أن تتغير قليلا. ليس الاستقرار وحده هو ما يحسن السياحة، علينا أن نحسن أداءنا ونعمل بطريقة علمية، علينا أن نستثمر بدراسة، إن كان عبر ماكينزي أو مؤتمر كسيدر أو غيرهما، وعلينا أن نعد خطة عمل للنقاط التي تناولتها هذه الخطط، وكذلك التوصيات التي خرجتم بها اليوم. أنا أرى أن أول توصية يجب أن تكون التخفيف من السجالات السياسية عبر وسائل الإعلام. إذا تمكنا من فعل ذلك يهدأ البلد بنبسة 90%، لكن المشكلة في الإعلام الذي يعود ويغذي هذه الخلافات، ويتوقع أمورا غير صحيحة. قيل إني ذهبت لإجراء فحوصات طبية في فرنسا لأني أريد أن أعتكف. لم أكن أريد أن أعتكف، أجريت فحوصات طبية وعدت إلى البلد".

وتابع: "لبنان هو بلد الخدمات، وإذا وجدت سياحة ناجحة في أي دولة بالعالم ولا سيما في دول الخليج، لا بد من أن تجد لبنانيا خلف هذا النجاح. فلماذا لا نحسن نحن إدارة سياحتنا. لدينا سياحة استشفائية ودينية واقتصادية وكل أنواع السياحة. من هنا لا بد من تحسين كل أنواع الخدمات. علينا أن نستثمر بكل شيء اسمه سياحة، لأن كل سائح سيأتي إلى لبنان سيصرف أموالا فيه".

وأردف: "إذا نظرنا إلى جامعاتنا، قبل سبع أو عشر سنوات، كان عدد الطلاب الأجانب فيها يصل إلى حوالي الـ40 و50%، أما الآن فالنسبة لا تصل إلى أكثر من 10%. أليس هذا مؤسفا؟ نحن كنا نخرج من لبنان قيادات عربية من الجامعة الأميركية في بيروت والجامعات اللبنانية، لماذا لم يعد الأمر كذلك؟ بسبب خلافاتنا السياسية. الخلافات السياسية هي مقتل لبنان، لأن هذا البلد مركب بطريقة لا يمكن أن يسير معها إلا بتوافق الجميع. وهذا الاستقرار هو الأساس في هذه الحكومة. من هنا، أحييكم على العمل الذي تقومون به، وأعدكم بأن التوصيات التي خرجتم بها ستكون أوامر بالنسبة إلي، وسأعمل على إقرارها في مجلس الوزراء وتنفيذها بأقرب وقت ممكن، لأن هذا هو واجبنا. وأتمنى عليكم أن تبقوا على تواصل معي ومع وزير السياحة".

وقال: "نحن كحكومة واجبنا أن نخدم كل القطاعات الإنتاجية، والسياحة من أهم هذه القطاعات التي تساعد باقي القطاعات الأخرى. بلدنا جميل، لا ينقصنا سوى أن ننتهي من مشكلة الكهرباء، وأما الخطة البيئية لمعالجة مشكلة النفايات فستعرض قريبا على مجلس الوزراء. صحيح أن لدينا مشاكل، لكن لدينا بلد وإمكانيات ولدينا شعب، وأهم ما لدينا هو المواطن اللبناني، انسوا الغاز والنفط، هما موجودان وسنستخرجهما، وسنأتي بشركات من الخارج لاستخراجهما كتوتال وإيني ونوفاتك، لكن البترول الحقيقي لدينا هو المواطن اللبناني، وعلينا كدولة أن نؤمن له البنية التحتية التي يحتاجها، سواء البنية التحتية الرقمية أو ما يتعلق بالكهرباء والمياه والطرقات وغيرها، وكل هذا ضمن مشروع سيدر، فلن ينقصنا بعدها شيء".

سئل: هل سيكون لبنان مقصدا للسياح الخليجيين ولا سيما السعوديين خلال هذا الصيف؟

أجاب: "تشكلت الحكومة، وأتى بعدها الوزير نزار علولا إلى لبنان في وقت كانت هناك عطلة في السعودية، وأعلن أن السعودية رفعت الحظر عن سفر المواطنين السعوديين إلى لبنان. خلال هذه العطلة التي لا تتخطى أربعة أيام، زار لبنان 12 ألف سائح سعودي. إذا استمررنا على هذه الوتيرة وحافظنا على الاستقرار السياسي وقمنا بالمشاريع الإصلاحية وأظهرنا للجميع أن خطة الكهرباء وضعت على السكة وكذلك باقي الخطط، فإن كل ذلك سيضفي جوا من الإيجابية. من هنا، أنا متأكد أن هذا الصيف سيكون واعدا سياحيا بإذن الله".

سئل: كيف ترون السياحة الداخلية في لبنان وكيفية تنميتها؟

أجاب: "ما ألاحظه لدى كثير من السياح الخليجيين، ولا سيما من الكويت وغيرها، أنهم يعرفون في لبنان أكثر مما نعرف نحن كلبنانيين. فهم يذهبون إلى مناطق لا يزورها اللبنانيون أنفسهم. في بداية حزيران سنكون قد أنجزنا الأعمال التي نقوم بها على صعيد التوسعة الأولية للمطار التي نقوم بها وتوفير المعدات الأمنية، بما يجعل الدخول إلى المطار أفضل بكثير مما كان عليه في السابق. ولقد وضعنا مسألة توسعة المطار، لكي يستوعب 12 مليون زائر و16 مليونا، على طاولة الخصخصة، والهيئة العليا للخصخصة تدرس اليوم مع مؤسسة التمويل الدولية تنفيذ هذه التوسعة بطريقة الـBOT مثل مطاري باريس وهيثرو وغيرهما، وأي شركة كبرى ترغب الاستثمار في هذا المشروع مرحب بها. ولكن، ولكي نشجع السياح على الذهب إلى الريف وكل هذه المناطق، لا بد من إنجاز البنى التحتية، وهذا هو أساس مؤتمر سيدر".

سئل: ماذا عن طريق ضهر البيدر المزرية؟

أجاب: "هذا الموضوع نوليه كل اهتمام، وهو يأتي من ضمن مشاريع مؤتمر سيدر".

سئل: ألا ترى ضرورة لفتح مطار ثان لتنمية السياحة وخلق المزيد من فرص العمل، ولأن تكون هناك سياحة مرافىء سياحية لليخوت؟

أجاب: "لا شك أن علينا تحسين أوضاع المرافىء، لكن في لبنان ليس لدينا مواقع أساسية كدول أخرى، لأن بلدنا صغير. أنا أرى أن نحدد ما هي القطاعات الإنتاجية التي يمككنا أن نكون فيها الرقم 1 أو 2 في المنطقة لكي ندعمها. وهذا الأمر ينطبق على الصناعة والزراعة أيضا. علينا كدولة أن نركز على الصناعات التي يجب علينا إعطاؤها كل الحوافز لكي تصبح بعد سنتين أو ثلاث صناعات تنافسية وقادرة على الانتشار في كل دول العالم".

أضاف: "أما في ما يخص مسألة فتح مطار آخر، فهناك دراسة تجرى على إعادة فتح مطار رينيه معوض، وفور تعيين هيئة الطيران المدني، يمكننا أن نبدأ العمل في هذا المجال. وهناك خدمة ثالثة سننتهي منها خلال أسابيع، وهي التنقل عبر المروحيات من منطقة إلى أخرى، بما يقدم خدمة أفضل في السياحة".

سئل: الشاطىء لدينا أصبح مطمرا للنفايات والمقالع انتشرت في كل البلد، اليوم مرج بسري سيتعرض للتدمير، وهو آخر سهل زراعي في جبل لبنان، فما مصير كل ذلك؟

أجاب: "أنا لا أقول لك إنه ليست لدينا مشاكل، سواء في الشواطىء أو بالمقالع أو بالنفايات وغيرها، لكن أن نصور بلدنا وكأنه أصبح مزبلة، كلا لم يصبح مزبلة. السياح يتمنون المجيء إلى بلدنا شرط توفر القليل من الاستقرار السياسي. وحتى الآن، ملايين السياح مستعدون للمجيء إلى لبنان رغم الوضع الذي نعاني منه. أزمتنا أننا نعمم المشاكل. مشكلتنا بالنفايات مثلا، حتى أصبحت طائفية ومذهبية ومناطقية، حتى بات المواطن على استعداد لأن يرمي النفايات أمام بيته لا أن يقيم مطمرا صحيا، وكل ذلك بسبب الخلافات السياسية".

أضاف: "في العام 1992 كان بلدنا مدمرا كليا، يومها كانت المشكلة في كيفية جذب المستثمرين وإقناعهم بالبلد وإعادة إعمار وسط بيروت وتغيير المطار وإقناع الناس بأن هناك أملا في البلد. هذا كان المشكل الحقيقي. أما اليوم فلدينا كل المقومات، ولكننا كنا مختلفين في السياسة على مشاريع الكهرباء والنفايات والاتصالات والصناعة والمياه وكل شيء، بسبب الانقسام العمودي الذي كان قائما. أما الآن، فقد اختلطت الأوراق. حتى في مسألة البطالة، نسمع أرقاما لا أعرف من أين يأتون بها. بالتأكيد هناك مشاكل، ولا بد من العمل على إيجاد حلول لها، وأنا اتخذت قرارا في موضوع النفايات، بأني لن أسمح بأن أجد النفايات في الطرقات بعد إقرار الخطة. إذا أردت أن أسير بموضوع التغويز والحرق وتحويل النفايات إلى طاقة أو أي حل موجود في العالم، فإني لن أسمح لأحد بأن يقول إنه ليست لديه الثقة في التنفيذ. لدينا أفضل جامعات وأفضل فنادق وأفضل مطار وأفضل وسط مدينة وغيرها الكثير. كما أن القطاع الخاص هو الذي سينفذ هذه المشاريع وليس الدولة، وستكون هناك شركات عالمية مسؤولة عن كل هذه المشاريع مع مراقبة من قبلنا. كل شيء نستطيع أن نقوم به ونصلحه".

سئل: أطلقنا قبل أسبوعين مهرجان "صناع التغيير" من الشباب والنساء، فهل يمكنك دعمنا كحكومة في هذا المجال؟

أجاب: "أي أجندة تقدم المرأة خطوة إلى الأمام ستجدونني إلى جانبها وداعما لها".

قيل له: ندعو الحكومة اللبنانية إلى إعطاء كل الدعم لوزير السياحة ليتمكن من العمل بقوة، وتحويل هذه الوزارة إلى وزارة سيادية، وتناول الملف السياحي في كل اللقاءات الخارجية التي تجرونها؟

أجاب: "أود أن أطمئنك أن وزير السياحة على تواصل مستمر معي، أما تحويل هذه الوزارة إلى سيادية، فإنه سيجعلها محط تنازع بين مختلف الأطراف. على صعيد آخر، أنا أرى أن السياحة تفعل كل القطاعات الأخرى، وكل من يأتي إلى لبنان يفعل ذلك محبة بهذا البلد، فلبنان هو بحد ذاته علامة تجارية قائمة، ومما لا شك فيه أن ما أخرنا سياحيا في السنوات الماضية هو مشاكلنا الداخلية والتحديات الأمنية ووضع المنطقة ككل. الحمد لله الأمور اليوم إلى تحسن، ونحن نعتمد على الله سبحانه وتعالى ثم على الشعب اللبناني، الذي إذا أعطيناه الأرضية الصحيحة والبنى التحتية الفاعلة، يمكنه أن يوفر أفضل خدمة سياحية على كل الصعد".

سئل: في الدراسة السياحية التي وضعت ضمن خطة ماكينزي، تم تغييب منطقة الشمال وعكار، مما خلق تساؤلات عند أهالي الشمال، فهل السياحة مستبعدة عن منطقتهم؟

أجاب: "أهم ما في دراسة ماكينزي هو تحديد نقاط لتحسين كل القطاع السياحي. ربما تم اختيار صور وجبيل وغيرهما لأنهما أماكن تاريخية ومتقدمة بالسياحة أكثر من المناطق الأخرى، لكني أؤكد كسعد الحريري، أنه ليست هناك منطقة لن أكون مصمما على أن تكون في مقدمة المناطق الجاذبة على صعيد السياحة والزراعة والصناعة وغيرها".

سئل: ندعو الهيئات الرقابية في الوزارات المعنية للحرص على أن تكون اليد العاملة في المؤسسات السياحية لبنانية وليست أجنبية. كما أننا نطالب بخطة نقل سريعة من أجل توفير مقومات السياحة. وماذا عن التراشق الحاصل على وسائل الإعلام، أليس كارثيا على السياحة؟

أجاب: "بالنسبة إلى العمالة في القطاع السياحي، فإننا بالتأكيد غير راضين عنها والحكومة ستتحرك في هذا الإطار. لكننا إذا نظرنا إلى الأعوام 2009 و2010 وقبلهما، نجد أن السياحة لدينا كانت متقدمة. وفي وسط الازدهار الذي عاشه لبنان، كان لدينا 800 ألف سوري يعملون في البلد بمجالات البنى التحتية والزراعة، دون أن تكون هناك مشكلة في العمالة. لكن المشكلة اليوم أن البلد معطل، النمو لدينا منذ سبع سنوات هو 1%، ما يعني أن البلد متوقف. لا بد أن يكون النمو من عام إلى آخر ما بين 5 و6%. حين تركت الحكومة في العام 2011 كان النمو 9.5%. الناس يتحدثون عن الدين العام، ولكن لو بقي النمو على معدل 7% لكان مدخولنا القومي حوالي السبعين مليار دولار. الخلافات السياسية أدت إلى هذا الانخفاض في النمو. ما أقوله إننا قادرون على أن نخرج من هذه الأزمة وأن نجد فرص عمل للشباب والشابات، شرط أن نعمل بطريقة صحيحة. واليوم هناك مشروعان واضحان: تنفيذ إصلاحات ومشاريع مؤتمر سيدر وتطوير ودعم القطاعات الإنتاجية، وفي مقدمتها السياحة، وحينها يخرج لبنان من أزمته الاقتصادية".

 

بري عرض مع ميقاتي الاوضاع الراهنة والتقى مكية ووفدا انجيليا

الثلاثاء 19 آذار 2019 /وطنية - استقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري، ظهر اليوم، في عين التينة، الرئيس نجيب ميقاتي وعرض معه للاوضاع الراهنة. ثم استقبل وفد المجمع الاعلى للطائفة الانجيلية في لبنان وسوريا برئاسة رئيسه جوزف قصاب الذي قال: "ان الزيارة هي للتعارف بعد انتخاب الرئيس واللجنة التنفيذية الجديدة للمجمع. وشكرنا دولته على جهوده ودوره الوطني في تعزيز الحوار والتوافق بين الاطراف اللبنانية وفي العمل الجاد على محاربة الفساد. وتطرقنا الى موضوع الاخوة النازحين السوريين وأفضل الطرق لعودتهم الامنة الى سوريا".

واستقبل بعد الظهر الامين العام لمجلس الوزراء محمود مكية.

 

الراعي استقبل سفير كوبا واوغاسابيان وشبيب واطلع من اتحاد نقابات موظفي المصارف على معاناته

الثلاثاء 19 آذار 2019 /وطنية - إستقبل البطريرك الماروني الكردينال مار بشارة بطرس الراعي قبل ظهر اليوم في الصرح البطريركي في بكركي، سفير كوبا الكسندر موراغا في زيارة بروتوكولية بعد استلامه مهامه الديبلوماسية.

موراغا

بعد اللقاء، قال موراغا:"لقد تشرفت بزيارة البطريرك وكانت مناسبة تم خلالها عرض عدد من النقاط المشتركة بين البلدين، وابرزها التنوع الديني والثقافي اللذين يشهدانه لبنان وكوبا، حيث نجد فيهما التعايش المسيحي المسلم وهو ميزة فريدة، كذلك يغتني البلدان بحضارة وثقافة عريقة، من هنا اهميتهما في هذا العالم". اضاف: "سعيد لوجودي في لبنان، وسأعمل على تعزيز العلاقات بين بلدينا، لا سيما في ما يتصل بالشؤون الدينية واهمية توطيد التعاون وتعزيز الصداقات بين شعبنا وابناء الشعب اللبناني".

الحاج

ثم التقى الراعي وفدا من "اتحاد نقابات موظفي مصارف لبنان" برئاسة النقيب جورج الحاج، الذي لفت الى ان "هدف الزيارة، اطلاع صاحب الغبطة على واقع العمل في القطاع المصرفي، وسط معاناة كبيرة يعيشها موظفو المصارف، ولم يعد مقبولا استمرارها". واعتبر ان "هذا الموضوع يستدعي اهتمام المعنيين ومتابعتهم له لإيجاد حل عادل يعطي الموظف المصرفي حقه"، موضحا ان "الأزمة باتت على شفير الإنفجار، وليس من مصلحة البلد ان يكون هناك اي تحرك للقطاع المصرفي او عدم استقرار، لذلك ينبغي معالجة موضوعية". وقال: "لقد عرضنا مطالب الإتحاد على غبطته وهي موضوعية وتقضي بإعادة تصحيح الاجور في القطاع، وموضوع المنح المدرسية والجامعية وموضوع تأسيس راتب تقاعدي او تقاعد خاص بموظفي المصارف بمشاركة الموظفين". وختم: "وفي السياق عينه لا بد من التركيز على التفاوت الحاصل في الطبقية التي لحقت بالأجور داخل المصرف، ونحن نطالب بان تكون هذه الطبقية عادلة او مقبولة بالحد الأدنى، اذ لا يجوز ان يكون الفرق شاسعا بين المدير ومن هم ادنى منه تراتبية، فهذا الفرق لم يعد مقبولا". كما التقى البطريرك الراعي على التوالي محافظ بيروت القاضي زياد شبيب، ثم الوزير السابق جان اوغاسبيان وايناس ابو عياش.

 

باسيل: مصلحتنا الا ننحاز بالمطلق في القضايا الاقليمية ولنا مصلحة في تنفيذ شروط سيدر ونحتاج لحلة استنفار اقتصادية

الثلاثاء 19 آذار 2019/وطنية -اعلن وزير الخارجية جبران باسيل، "انا كوزير خارجية لبنان أملك اجندة وطنية ومتمحورة فقط مع مصلحة لبنان وليس في اي محور آخر، في وقت لا يجب على بلد مثل لبنان ان يتموضع في اي محور وان يراعي القانون الدولي بالوقت نفسه"، واشار الى ان من مصلحة لبنان بالتأكيد ان يكون عدوا لاسرائيل لأنها المعتدية دائما عليه وبخاصة ان اليوم لبنان على تقاطعات كبيرة تعيد رسم السياسة الدولية"، لافتا الى أن "مصلحتنا الا ننحاز بالمطلق في القضايا الاقليمية، الا بما يتناسب مع صيغتنا اللبنانية".

ورأى باسيل في حديث الى محطة تلفزيون "ال.بي.سي" انه "كل ما كان هناك توازن على المستوى الدولي بين اميركا وروسيا، كلما حفظ هذا التوازن لبنان"، مؤكدا أن "قوتنا الذاتية حمتنا من الاعتداءات الاسرائيلية، قوة شعبنا ومقاومتنا وجيشنا".

وأكد أن "لا ولاء لدينا الا للبنان وعلينا تطبيق سياسة تحمي البلد"، معتبرا أن "اول خسارة في موضوع النازحين هي لسوريا ويمكن لروسيا ان تكون عاملا مساعدا في عودتهم.واليوم سوريا اقرب الينا من موسكو ويمكن ان نخاطبها مباشرة لاعادة النازحين، اما موسكو فدورها مساعد لهذه العودة، بسبب وجودها على حدودنا وعلى حدود اسرائيل". ولفت الى ان من الخطأ تصوير ملف النزوح على اننا نراه من الزاوية السورية فقط، لأن جزءا منه يتعلق بعلاقاتنا الداخلية وقسما مع سوريا والقسم الثالث مع المجتمع الدولي".

واكد باسيل ان ولاءنا فقط للبنان وفي الجغرافيا سوريا ستبقى دائما على حدودنا، وكل ما يحصل في سوريا يؤثر علينا ونحن دفعنا كثيرا حين كانت وصية على لبنان ودفعنا الكثير لاخراجها واليوم نسعى لعلاقة دبلوماسبة جيدة، فالنار السورية وصلت الى لبنان وحين تكون مصلحتنا مواجهة الارهاب فنحن مصلحتنا ان نأخذ الدعم العسكري من اميركا، ونحن ننفذ السياسة التي تحفظ استقلالنا ،

واوضح ان الدستور يقول ان سياسة لبنان الخارجية يقوم بها رئيس الجمهورية ودولة رئيس الحكومة ووزير الخارجية ومجلس الوزراء اي انها توافقية، وانا قلت للاميركيين ان لا يمكن لثلث الشعب اللبناني ان يكون ارهابيا، وبالرغم من التناقض الكبير بيننا وبين اميركا بصفقة القرن التي ستولد ميتة، نحن لدينا تقاطعات ويمكننا اقناع واشنطن بضرورة الحفاظ على استقرار لبنان، وهذا الاستقرار يصب لمصلحتها وبخاصة بعد حادثة نيوزيلندا ونحن اسقطنا الارهاب وقادرين على اقناع اميركا بالنموذج اللبناني".

وأوضح باسيل "دعوت منذ شهر الى ان تعيد السعودية ثقتها بلبنان وان تكتتب بالخزينة اللبنانية ولبنان لا تحتمل طبيعته ان يكون اما في السعودية او في ايران او روسيا او في اميركا، وهو ليس ساحة كبيرة ليتحمل تصادم الدول الكبرى"، مذكرا بموقفه من على منبر عربي ان "الوحدة الوطنية اهم من الاجماع العربي او اجماع الدول"، مبديا تفهمه لانزعاج البعض من سياسة لبنان الاستقلالية، لأنهم تعودوا على سياسة لبنان التابعة، في وقت يراهن البعض على الغرب الذي سياساته تهدد وجود لبنان كما يحصل في موضوع النازحين".

وقال:"سياستي في الخارجية تحددها مصلحة لبنان فقط لا غير، والدول العربية ستعتاد على ان لبنان يعمل بحسب مصلحته". ورأى ان "اسرائيل لا تقوم بحرب وهي تعرف انها ستخسرها ولذلك قوة لبنان تمنع اسرائيل من الاعتداء عليه، اما هدفنا الاساسي فهو ان نحقق السلام، ولكن حين تفرض علينا الحرب علينا ان نخرج منتصرين كي لا تفرض عليه الحلول، ولنفرض السلام". وفي ما خص الفساد قال "الفساد يطال الجميع وليس فريقا محددا ونحتاج الى حالة استنفار اقتصادية لأننا لا نملك الوقت، والظرف غير عادي يتطلب منا عملا اكبر والنتيجة سيئة على الجميع اذا لم ننجح في معالجة كل المشكلات".

واعتبر "سيدر" رزمة اصلاحات ولنا مصلحة في تنفيذ شروط سيدر، ولكن حين تكون هذه الشروط ضد مصلحتنا أي حين يصبح دينا لتشغيل وإبقاء النازحين فسنرفضه ونحن رفضنا مبلغ ال 400 مليون دولار لأن جزءا منه هو لتشغيل السوريين، ونحن سنوافق على الشروط التي تتناسب مع مصلحة لبنان لأن المقدم هو بالمحصلة مجموعة قروض".

 

كرامي استقبل البخاري : نؤكد معا على الروابط العميق التي تجمع بين الشعبين اللبناني والسعودي

الثلاثاء 19 آذار 2019 /نشر رئيس تيار الكرامة النائب فيصل كرامي عبر حسابه على تويتر وفايسبوك صورة جمعته بالسفير السعودي وليد البخاري وشقيقه الأكبر خالد كرامي وقال: " سررنا بالزيارة الكريمة لمعالي السفير السعودي وليد البخاري وقد حل في بيته وبين اهله".

اضاف:" كما كانت مناسبة لكي نؤكد معا على الروابط العميقة التي تجمع بين الشعبين اللبناني والسعودي، وحملناه شكرنا للقيادة السعودية على قرارها الاخير برفع الحظر عن سفر السعوديين الى لبنان آملين ان يؤدي ذلك الى تنشيط السياحة في لبنان عموما وان نراهم ايضا في طرابلس التي تحبهم".

 

التيار المستقل: هل قضي على الفساد بالقبض على بعض الكتبة والسماسرة من غير المحظوظين؟

الثلاثاء 19 آذار 2019 /وطنية - عقد المكتب السياسي في "التيار المستقل" اجتماعه الدوري في بعبدا، برئاسة اللواء عصام ابو جمرة، وأصدر بعده بيانا، اشار الى ان المجتمعين "ناقشوا آخر فصول مقاربة حل الازمات المتراكمة على دولة لبنان مع انتهاء اكثر من سنتين على العهد وعلى وشك انتهاء مهلة المئة يوم التي قطعها بعض الوزراء على أنفسهم لتحقيق انجازات موعودة". وسأل: "لماذ ما زالت النفايات تملأ الشوارع، وماذا سيقول السواح عنها لوزير السياحة، وهل سيتركوا لبنان الى غير رجعة حفاظا على صحتهم، وهل حلت ازمة الكهرباء بتركيب العدادات للمولدات الخاصة وبالتمديد للبواخر،ام انه تم تخصيصها لتتحول وزارة الطاقة الى موظف بتصرف مالكيها، وهل قضي على الفساد بالقبض على بعض الكتبة والسماسرة من معقبي المعاملات من غير المحظوظين، وهل أسدل الستار على ما سمي الابراء مستحيل، ولماذا وزير المال ما زال يتأخر في اصدار الموازنة، وهل في هذا التأخير فضيلة، واين اصبح مرسوم التجنيس لالاف الغرباء دون مبرر ملزم بعد تبيان ما فيه من تجاوزات حملت اللبنانيين على استنكار هذا الاستخفاف بجنسيتهم، وأين اصبحت هيبة الدولة في ما نسمع من تهديدات لبعض رؤساء اجهزة امنية من اشخاص حديثي النعمة في السياسة؟". اضاف البيان: "لماذا يتكرر الصراع على الهوى ب" همروجة" بين وزير مقرب ورئيس حكومة؟ اليست هذه عراضة لضياع الوقت وتضييع الشعب عن الفشل في معالجة ما ورد اعلاه؟ ام وسيلة لعرض العضلات، أليس الافضل النقاش والجدل العنيف وحتى الصراع داخل الحكومة؟". ورأى ان "الحل للنازحين يكون من خلال الامم المتحدة وخاصة عبر الدول الفاعلة في استقرار الوضع في سوريا لا ببناء منازل الحجر والاسمنت لهم في اماكن تواجدهم كما تم بناؤها للفلسطينيين في مخيم صيدا". وختاما استنكر المجتمعون "مجزرة نيوزيلاندا التي تعجز البشرية عن وصف بشاعتها و تذكرنا بمجازر داعش التي لم تعرف دينا او ناموسا". مطالبين "دول العالم بالعمل لمنع تكرارها في دورالعبادة أو خارجها".

 

كتلة المستقبل أكدت موقفها في مكافحة الفساد: تصعيد المواقف لن يجدي نفعا في معالجة المشكلات ومؤتمر بروكسل 3 كان الأنجح

الثلاثاء 19 آذار 2019 / وطنية - عقدت "كتلة المستقبل" النيابية، عصر اليوم، في "بيت الوسط" اجتماعا برئاسة النائبة بهية الحريري، تم خلاله عرض الأوضاع العامة والمستجدات السياسية. وأصدرت في نهايته بيانا تلاه النائب هنري شديد، جددت فيه "التأكيد أن التصعيد في المواقف السياسية، لن يجدي نفعا في معالجة المشكلات الاقتصادية والاجتماعية والمالية القائمة، ولن يعطي دفعا ايجابيا لانطلاقة العمل الحكومي وتحقيق الاصلاحات التي يتطلع اليها اللبنانيون، بل هو خلاف ذلك يشكل عرقلة موصوفة لاجواء التسوية والاستقرار وللتضامن السياسي والوزاري، الذي من دونه تعود البلاد الى الدوران في دوامة السجالات والازمات والمناكفات المتبادلة". واعتبرت الكتلة ان "مؤتمر بروكسل 3 كان الافضل والانجح بين المؤتمرات التي عقدت خلال السنوات الثلاث الأخيرة، سواء من حيث المساعدات المقررة او المبالغ التي رصدت لتحمل اعباء النزوح السوري في الدول المضيفة، لا سيما في الاردن، لبنان والداخل السوري"، مشيدة في هذا الشأن ب"الجهد المميز الذي قام به الوفد اللبناني برئاسة رئيس الحكومة سعد الحريري، الذي عكس تمثيل لبنان بأبهى صورة ممكنة، وعبر عن الموقف الرسمي للدولة بمندرجاته كافة بكل صراحة ووضوح وشفافية، وكانت لكلمته الوقع المطلوب في صفوف المشاركين في المؤتمر، حيث شدد على وجوب العودة الآمنة للنازحين الى بلادهم واحترام المعاهدات والعهود الدولية التي يجب ان ترعى كل ذلك". وأشارت إلى أن "التزام لبنان بتعهداته تجاه المجتمع الدولي واحترامه اصول العلاقة مع الدول الصديقة، مسألة لا يصح ان تخضع للمكابرة والتأويل والاثارة الاعلامية، خصوصا اذا كان الأمر يتعلق بإيجاد آليات عملية لحل جذري لأزمة النازحين السوريين". وشددت على "ضرورة اخراج البرنامج الحكومي والنتائج التي تحققت في مؤتمر سيدر من دائرة التشكيك والتجاذب وبعض المواقف المتشنجة، وما يسمع عن "تهديد" اصدقاء لبنان برد المساعدات المقررة، بدعوى رفض الوصايات الاقتصادية والمالية وما الى ذلك من ادوات تهويل على اللبنانيين". وأشارت إلى أن "مؤتمر سيدر خطوة اساسية في الاتجاه السليم لتحقيق النهوض الاقتصادي واطلاق عجلة الاستثمار في تطوير البنى التحتية والمباشرة بورشة الاصلاحات الادارية والقطاعية التي لا بديل عنها، وهو ليس مادة للاستغلال في بازار السياسات المحلية، والطعن فيه أمر مرفوض لا يستوي مع الجهد الاستثنائي المبذول للخروج من دوامة الاوضاع المتردية". وأكدت الكتلة "موقفها الثابت في مكافحة الفساد الذي يتسبب بهدر المال العام ويفقد الادارات والسلطات على كل مستوياتها هيبتها وفعاليتها". ولتحقيق هذا الهدف، أهابت الكتلة ب"جميع المعنيين اخراج هذا الملف من التجاذبات السياسية والقضائية والامنية على قاعدة ان الجميع سواسية امام القانون وانه لن يسمح لأي كان بلفلفة اي ملف مستند على ادلة وثوابت موضوعية". ودانت الكتلة واستنكرت "المجزرة البشعة التي طاولت المصلين في نيوزيلندا، والتي ذهب ضحيتها حوالى خمسين قتيلا وثلاثين جريحا".

ورأت أن "هذه المجزرة كشفت عن العقل المريض المشبع بالكراهية والحقد الذي يقود الارهابيين في اعمالهم الاجرامية" مؤكدة أن "الارهاب لا دين له ولا مذهب، وان على العالم اجمع ان يتحد لمواجهة هذه الآفة والعمل على استئصالها ونشر ثقافة المحبة والتسامح التي تبشر بها الاديان كافة".

 

كنعان بعد اجتماع التكتل: حث الحكومة على الانتاج ليس استهدافا لأحد ونؤكد على كل تفاهماتنا تحت سقف مبادئنا

الثلاثاء 19 آذار 2019 /وطنية - عقد تكتل "لبنان القوي" اجتماعه الأسبوعي برئاسة الوزير جبران باسيل، في مركزية "التيار الوطني الحر" - سنتر ميرنا شالوحي - سن الفيل. وعقب الاجتماع، تحدث أمين سر التكتل النائب ابراهيم كنعان، فأكد على "التسوية الرئاسية وعلى كل التفاهمات للانتاج لا السجال"، وقال: "نحن أكثر الحريصين على انتاجية الحكومة، ولكن ذلك لا يعني أن لا نبدي رأينا ونحفز الجميع، بمن فيهم نحن، متى دعت الحاجة". أضاف: "كلامنا عن الفساد والاصلاح الذي ينسجم مع تطلعاتنا، لا يستهدف أحدا بل يدخل في صلب نهجنا ومبادئنا وهو فوق أي تفاهم بالنسبة الينا وغير موجه ضد اي طرف او فريق سياسي، والعلاقة السياسية مع تيار المستقبل التي قامت عليها التسوية الرئاسية ونتابعها بالعمل الحكومي الذي نريده ايجابيا غير مرتبطة بالطروحات التي نقدمها على الصعيد الاصلاحي ومكافحة الفساد، التي كما قال رئيس الحكومة اليوم، لا خطوط حمراء ولا صفراء بشأنها، بل هو عمل ورد في البيان الوزاري ونلتزم به جميعا، وليس موضوعا خلافيا مع تيار المستقبل ويجب ألا يكون خلافيا مع أحد". أضاف: "ان اولويات المال والاقتصاد والكهرباء والنفايات هي ملفات اساسية بني عليها البيان الوزاري، ويجب ألا نكون بعيدين عنها، والسؤال بشأنها ليس موجها ضد أحد".

وتابع: "نؤكد على التسوية الرئاسية وعلى تفاهماتنا وتحالفاتنا ونعول عليها للانتاج لا السجال، وموقفنا اليوم هو لقطع الطريق نهائيا على اي تفسير يمكن ان يفسر به اي موقف نتخذه في أي ظرف". وقال: "عندما نطالب بخطة الكهرباء لانهاء التقنين والاستغناء عن المولدات، فكلامنا موجه للجميع بمن فيهم نحن، وعندما نطالب بحل مشكلة النفايات، فموقفنا يطال الجميع بمن فيهم تكتلنا، وعندما نثير الملف المالي والموازنة ومكافحة الفساد، فلا نستهدف أحدا، خصوصا اننا جزء اساسي من هذه الحكومة، وحثها على الانتاج لا يشكل استهدافا".

وبالنسبة للمخطط التوجيهي للمقالع والكسارات، أشار كنعان الى أن "المخالفات موجودة وهناك من يغطيها"، وقال: "حاولنا في ظل الوزارة السابقة، والوزير الحالي للبيئة لديه كل الارادة والتصميم لوضع هذا الموضوع في اولوياته واولويات مجلس الوزراء. لن نقبل بأي مخالفة جديدة، والمطلوب من كل الاطراف وضع يدهم بيدنا وتغليب المصلحة العامة ومصلحة البيئة والمواطن على اي مصلحة أخرى، وهو سيطرح في مجلس الوزراء والمطلوب تعاون كل الوزارات ودعمها مع كل القوى السياسية، اذا كان المطلوب استرجاع هذا الملف تحت كنف سلطة الدولة والقوانين".

وعلى صعيد الكهرباء، قال: "من غير المسموح اعتبار ان هذا الملف يخص التيار او اي طرف معين، بل هو ملف يخص كل اللبنانيين". وقال: "الخطة الموضوعة تهم الجميع، وبعض التعديلات التي ستطرح في اليومين المقبلين على طاولة الحكومة، تأخذ بالاعتبار كل الملاحظات التي وردت سابقا والتطور التقني الذي حصل. لذلك، نطالب بعدم تأجيل هذا الموضوع، واعتباره اساسيا، وان تكون الشفافية فيه مطلقة. ونحن نلتزم بأكثر قدر من الشفافية وسنذهب الى ابعد مما يتصور البعض على هذا الصعيد، والاهم ان ننتهي من هذا الملف وتتأمن الكهرباء مع تطبيق القوانين بإرادة مشتركة. وهناك تصميم لدى وزيرة الطاقة وتكتلنا بالتعاطي الايجابي مع كل الطروحات البناءة، لا تلك الموضوعة للعرقلة لا سمح الله". وعلى الصعيد النيابي، قال: "ان الرقابة البرلمانية التي نقوم بها هي رقابة للدولة اللبنانية، ولا يجب عند ممارستها في ملف التوظيف او سواه، ان يخرج طرف سياسي او حزب او كتلة للدفاع عن وزيره، فالمسألة ليست حزبية ولا مذهبية، بل تتعلق بالمال العام، فهل تريدونه ان يبقى على حاله ويستمر التوظيف السياسي وان تبقى الكفاءة على ابواب الادارة، ويستمر الشغور في الملاك بنسبة 70% في الوقت الذي هناك قطاعات منفوخة؟ فإذا كانت الاجابة لا، المطلوب ان يضع الجميع يدهم بيدنا للاضاءة على مكامن الخطأ، ولا يجب ان تكون هناك خيمة فوق رأس أحد لأي فريق انتمى، لأن الملف ليس سياسيا". وعلى صعيد اللجان المشتركة، قال: "كانت هناك قراءة لجدول الأعمال، وسيكون لنا موقف من البنود المطروحة في جلسة الغد، ومنها البيئي من محميات ومياه، بالاضافة الى ما هو مرتبط بالمناطق الاقتصادية في البترون وصور، ونتمنى ان تكون الجلسة محطة مشرقة في العمل التشريعي والرقابي للمجلس النيابي".

 

/New A/E LCCC Postings for todayجديد موقعي الألكتروني ل18 و19 آذار/19

رابط الموقع

http://eliasbejjaninews.com

 

UN Chief: Hezbollah Weapons Threaten Stability

تقرير للأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش: أسلحة "حزب الله" تعرّض استقرار لبنان والمنطقة للخطر.

الشرق الاوسط/19 آذار/19

http://eliasbejjaninews.com/archives/73117/un-chief-hezbollah-weapons-threaten-stability-%d8%aa%d9%82%d8%b1%d9%8a%d8%b1-%d9%84%d9%84%d8%a3%d9%85%d9%8a%d9%86-%d8%a7%d9%84%d8%b9%d8%a7%d9%85-%d9%84%d9%84%d8%a3%d9%85%d9%85-%d8%a7%d9%84%d9%85/

 

UN Chief: Hezbollah Weapons Threaten Stability
 New York - Ali Barada/Asharq Al Awsat/March,19/19
 http://eliasbejjaninews.com/archives/73117/un-chief-hezbollah-weapons-threaten-stability-%d8%aa%d9%82%d8%b1%d9%8a%d8%b1-%d9%84%d9%84%d8%a3%d9%85%d9%8a%d9%86-%d8%a7%d9%84%d8%b9%d8%a7%d9%85-%d9%84%d9%84%d8%a3%d9%85%d9%85-%d8%a7%d9%84%d9%85/

 

Nigerian Christians Under Siege: Attacks Claim 120 Lives Since February
 
CBNNews.com/Posted on Mar5ch 17/19
 
https://www1.cbn.com/cbnnews/cwn/2019/march/nigerian-christians-under-siege-attacks-claim-120-lives-since-february-nbsp

 

جوناثان سباير/فورين بوليسي: الحرب السورية تحولت الى 3 حروب

ليبانون فايلز/الثلاثاء 19 آذار 2019 

http://eliasbejjaninews.com/archives/73119/%D8%AC%D9%88%D9%86%D8%A7%D8%AB%D8%A7%D9%86-%D8%B3%D8%A8%D8%A7%D9%8A%D8%B1-%D9%81%D9%88%D8%B1%D9%8A%D9%86-%D8%A8%D9%88%D9%84%D9%8A%D8%B3%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%B1%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%88/

 

 

 

Syria’s Civil War Is Now 3 Civil Wars
  The fight to depose Assad is over. The battle over his regime’s boundaries has no end in sight.
  Jonathan Spyer/Forign Policy/March 18/19
 http://eliasbejjaninews.com/archives/73119/%D8%AC%D9%88%D9%86%D8%A7%D8%AB%D8%A7%D9%86-%D8%B3%D8%A8%D8%A7%D9%8A%D8%B1-%D9%81%D9%88%D8%B1%D9%8A%D9%86-%D8%A8%D9%88%D9%84%D9%8A%D8%B3%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%B1%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%88/