المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكنديةLCCC/

نشرة الأخبار العربية ليوم 19 آذار/2020

اعداد الياس بجاني

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/eliasnews19/arabic.march19.20.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

عيد مار يوسف البتول/انَّ العَذْرَاءَ تَحْمِلُ وتَلِدُ ٱبْنًا، ويُدْعَى ٱسْمُهُ عِمَّانُوئِيل

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياته

بالصوت/الياس بجاني: تأملات إيمانية ووجدانية في سيرة وفضائل ومهمات مار يوسف البتول

الياس بجاني/أصلاً فإن اعتقال عامر الفاخوري كان غير قانوني ومنتهك لحريته ولحقوقه

الياس بجاني/قطعان أصحاب شركات الأحزاب كافة وفي مقدمهم ربع حزب الشيطان غير مرحب بهم على صفحاتنا لا اليوم ولا في أي يوم

الياس بجاني/استسلم الإبن الشاطر للشيطان ووقع في التجربة، ومن ثم تاب وعاد إلى أبيه طالباً المغفرة

 

عناوين الأخبار اللبنانية

في ذكرى عيد مار يوسف السنوي/الأب سيمون عساف

المواطن الأميركي عامر الفاخوري وصل إلى الأمان

إلى السيد نصرالله: بإذن الله سوف تمثُل في يوم قريب أمام القضاء اللبناني الحر الإرادة والمطلق الولاء للبنان وسوف تدان بجرائم لا تُعد ولا تحصى/مواطن جنوبي

متى التحرير؟/بقلم العماد ميشال عون

من منكم بلا عمالة فليرجمهم بحجر/بقلم ميشال عون

تلميحات إلى «صفقة» مع واشنطن لإطلاق الفاخوري/القضاء العسكري اللبناني يميّز القرار بعد غضب شعبي وتصعيد سياسي

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الاربعاء 18/03/2020

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الأربعاء في 18 آذار 2020

صفقة تمّت مع طرف لبناني... هكذا تمّ شطب لبنان عن لائحة العقوبات على إيران!

لبنان ينعزل والاختبار الأصعب لكبح الإصابات

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

مدير منظمة الصحة العالمية: كورونا «عدو للبشرية» وقال إن الفيروس يمثل تهديداً غير مسبوق وأعلن دعم التجارب على أدوية لمكافحته

25 مليون شخص مهددون بخسارة وظائفهم بسبب تفشي «كورونا»

ترمب يفعّل قانون الإنتاج الدفاعي... وسفينة طبية إلى نيويورك لاحتواء «كورونا» وإصابة 49 جندياً بالجيش الأميركي بالفيروس

الزرفي... أصغر رئيس وزراء عراقي مكلف منذ 2003/ولد في النجف... وانتمى مبكراً إلى حزب «الدعوة»

مباحثات إيرانية ـ عراقية لتعاون قضائي حول مقتل سليماني

شباب الانتفاضة يتحدون القمع ويضرمون النيران في دمى خامنئي ومعتقلو نوفمبر يُضربون عن الطعام... وواشنطن تعاقب "البتروكيماويات"

“كوفيد 19 يقتل قيادات إيران… و”أتلانتك” تسأل: أين خامنئي؟

وفاة عضو جديد بمجلس خبراء القيادة وضحايا “كورونا” إلى 1135

4 كتل شيعية تعارض تكليف الزرفي تشكيل الحكومة الجديدة والقوات الأميركية انسحبت من قاعدة "القائم"... وسقوط صاروخين قرب المنطقة الخضراء

داعش” يسرح ويمرح في مناطق سيطرة الجيش الأميركي شرق الفرات

بومبيو أكد أن روسيا قتلت عشرات الأتراك بسورية... وأنقرة قصفت شمال الرقة

محافظ إدلب: أردوغان والتنظيمات الإرهابية لن ينفذوا اتفاق موسكو ويتخذون السكان دروعاً

الغارديان”: بوتين أذل أردوغان… والأخير يبتز أوروبا

“صندوق النقد” يرفض مساعدة فنزويلا للشكوك في شرعية مادورو

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

عامر الفاخوري طليقاً: العمالة لأي “دولة أجنبية” ليست وجهة نظر/الشفاف

حرّية الفاخوري تبعد «كأس» العقوبات الأميركية عن لبنان/حسين عبد الحسين/ الرأي الكويتية

والله أنكم أغبى خلق الله../سيزار معوض

رجاء تكفينا "شحادة" و"بهدلة"... الأموال المنهوبة تشفي وتزيد...!!/حبيب شلوق/موقع المرصد

الكورونا وإبني وأنا.../الكورونا وإبني وأنا.../المخرج يوسف ي. الخوري

الفاخوري وحزب الله والصندوق الدولي: سلطة الممانعة ونفاقها/وليد حسين/المدن

الفاخوري مشروعٌ وليس شخصاً (2/1): هل يعود لينتقم؟/أحمد الأيوبي/موقع أساس ميديا

حزب الله وعون رفضا الطوارئ لئلا يتسلم الجيش السلطة/منير الربيع/المدن

إعادة هيكلة المصارف: حلف السياسة والمال ضد صغار المودعين/علي نور/المدن

طاعون أثينا/محمود الزيباوي/المدن

الهرب من الحقيقة... في بيروت وطهران/خيرالله خيرالله/موقع أساس ميديا

كوكب ما بعد الكورونا والحنين إلى تفاصيلنا المملّة/محمد بركات/موقع أساس ميديا

عام الريح/سمير عطا الله/الشرق الأوسط

من دروس «كورونا»/توفيق السيف/الشرق الأوسط

وداعاً لليسار الإسرائيلي القديم/حازم صاغية/الشرق الأوسط

إلى الأمام... إلى عالم من دون تلامس/فيتالي نعومكين/الشرق الأوسط

«كورونا» والمساجد... وتناقضات «الإخواني»/مشاري الذايدي/الشرق الأوسط

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

رئيس الجمهورية عرض مع فهمي الاوضاع الامنية ومشروع اعفاء المحكومين

كوبيتش جدد من مجدليون دعم المنظمة الدولية لاستقرار لبنان وخروجه من ازماته

 

في أسفل تفاصيل النشرة الكاملة

الزوادة الإيمانية لليوم

عيد مار يوسف البتول/انَّ العَذْرَاءَ تَحْمِلُ وتَلِدُ ٱبْنًا، ويُدْعَى ٱسْمُهُ عِمَّانُوئِيل

إنجيل القدّيس متّى01/من18حتى25/أَمَّا مِيلادُ يَسُوعَ المَسِيحِ فَكانَ هكَذَا: لَمَّا كانَتْ أُمُّهُ مَرْيَمُ مَخْطُوبَةً لِيُوسُف، وقَبْلَ أَنْ يَسْكُنَا مَعًا، وُجِدَتْ حَامِلاً مِنَ الرُّوحِ القُدُس ولَمَّا كَانَ يُوسُفُ رَجُلُها بَارًّا، ولا يُرِيدُ أَنْ يُشَهِّرَ بِهَا، قَرَّرَ أَنْ يُطَلِّقَهَا سِرًّا ومَا إِنْ فَكَّرَ في هذَا حَتَّى تَرَاءَى لَهُ مَلاكُ الرَّبِّ في الحُلْمِ قَائِلاً: يَا يُوسُفُ بنَ دَاوُد، لا تَخَفْ أَنْ تَأْخُذَ مَرْيَمَ ٱمْرَأَتَكَ، فَٱلمَوْلُودُ فِيهَا إِنَّمَا هُوَ مِنَ الرُّوحِ القُدُس وسَوْفَ تَلِدُ ٱبْنًا، فَسَمِّهِ يَسُوع، لأَنَّهُ هُوَ الَّذي يُخَلِّصُ شَعْبَهُ مِنْ خَطَايَاهُم وحَدَثَ هذَا كُلُّهُ لِيَتِمَّ مَا قَالَهُ الرَّبُّ بِالنَّبِيّ هَا إِنَّ العَذْرَاءَ تَحْمِلُ وتَلِدُ ٱبْنًا، ويُدْعَى ٱسْمُهُ عِمَّانُوئِيل، أَي ٱللهُ مَعَنَا ولَمَّا قَامَ يُوسُفُ مِنَ النَّوْم، فَعَلَ كَمَا أَمَرَهُ مَلاكُ الرَّبِّ وأَخَذَ ٱمْرَأَتَهُ ولَمْ يَعْرِفْهَا، فَوَلَدَتِ ٱبْنًا، وسَمَّاهُ يَسُوع.

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياته وتغريدات متفرقة

بالصوت/الياس بجاني: تأملات إيمانية ووجدانية في سيرة وفضائل ومهمات مار يوسف البتول

http://eliasbejjaninews.com/archives/63277/%d8%a8%d8%a7%d9%84%d8%b5%d9%88%d8%aa-%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%aa%d8%a3%d9%85%d9%84%d8%a7%d8%aa-%d8%a5%d9%8a%d9%85%d8%a7%d9%86%d9%8a%d8%a9-%d9%88%d9%88%d8%ac/

 

أصلاً فإن اعتقال عامر الفاخوري كان غير قانوني ومنتهك لحريته ولحقوقه

الياس بجاني/16 آذار/2020

اعتقال الفاخوري كان اصلا غير قانوني والإفراج عنه هو العدل. أما المتجين على القرار من تجار العداء والحقد والغوغائية فيتضبضبوا

زجل وعنتريات ومزايدات: عامر الفاخوري سجن ظلماً وأن كان فعلاً افرج عنه فهذا هو الحق والعدل ولتخرس أصوات الحاحقدين والمنافقين

 

قطعان أصحاب شركات الأحزاب كافة وفي مقدمهم ربع حزب الشيطان غير مرحب بهم على صفحاتنا لا اليوم ولا في أي يوم

الياس بجاني/16 آذار/2020

بكل وضوح ودون مسايرة فإن أراء وتعليقات ونتاق وهرار قطعان أصحاب شركات الأحزاب كافة وفي مقدمهم ربع حزب الشيطان لا نعيرهم أي اهتمام لأن الصنمية سرطان لا علاج له وبالتالي كل ما يكتبوه يمحى ولا نكلف انفسنا عناء الرد وإن أصر أحدهم على دخول صفحتا وتدنيسها بالغباء والشتائم وقلة الأدب فسوف نجبر على وضعه على قائمة البلوك.. اضبضبوا

 

استسلم الإبن الشاطر للشيطان ووقع في التجربة، ومن ثم تاب وعاد إلى أبيه طالباً المغفرة

الياس بجاني/15 آذار/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/84187/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%a7%d8%b3%d8%aa%d8%b3%d9%84%d9%85-%d8%a7%d9%84%d8%a5%d8%a8%d9%86-%d8%a7%d9%84%d8%b4%d8%a7%d8%b7%d8%b1-%d9%84%d9%84%d8%b4%d9%8a%d8%b7/

الصوم هو زمن التغيير والولادة الجديدة.

الصوم هو الرجوع الطوعي إلى الجذور الإيمانية.

الصوم هو زمن مراجعة الذات والأفعال والتوبة وطلب المغفرة وعمل الكفارات.

أن الله هو أب رحوم وغفور ومحب وقادر على تحويل كل شيء وتبديله لما فيه خير الإنسان وسعادته إن سعى الإنسان واجتهد وطلب بصدق وبإيمان وتقوى.

الرب المتجسد الذي حول الماء إلى خمرة، وأقام ليعاز من القبر، وشفى ابنة الكنعانية، وقام بعمل مئات العجائب، هو نفسه لن يهملنا إن طلبنا منه التوبة بإيمان.

الرب عندما نسعى إليه ونطلب منه بإيمان فهو قادر على أن يحول عقولنا وضمائرنا وقلوبنا وأفعالنا من مسالك الخطيئة إلى طرق الخير والمحبة والتقوى.

الرب قادر أن يمنحنا رؤية جديدة بقلب متجدد ينبض بالمحبة والحنان والإرادة الخيرة إن أردنا وسعينا.

الرب الذي تجسد وقبل الصلب والعذاب من اجل خلاصنا، وحول الأبرص صاحب الجسد المشوه إلى حالة السلامة والعافية وطهره ونقاه، وهو كذلك قادر أن يخلص وينقي النفوس الملطخة بالخطيئة إن طلب أصحابها التوبة بصدق وإيمان وثقة.

الرب بقدرته ومحبته وعطفه أوقف نزف المرأة النازفة التي هي رمز كل نزيف أخلاقي وقيمي وروحي واجتماعي نعاني منه جميعاً أفراداً وجماعات.

الرب هو دائماً مستعد لقبول توبتنا ولاستقبالنا في منازله السماوية حيث لكل واحد منا منزل لم تشده أيدي إنسان… وحيث لا حزن ولا تعب ولا خطيئة.

تعلمنا الأناجيل أن الخلاص من الخطيئة والتفلت من براثنها لا يتم بغير التوبة والصلاة وعمل الكفارات وبالعودة إلى الله الذي هو محبة ونور.

في الأحد الرابع من آحاد الصوم تحدثنا الكنيسة عن واقعة الولد الشاطر/الضال أو المبذر/الذي شطر أي اقتسم حصته من ميراث أبيه ومن ثم وقع في التجربة وغرق في أعمال السوء والملذات حتى أضاع كل شيء.

وعندما أقفلت كل الأبواب في وجهه وعرف معنى الجوع والذل والغربة عاد إلى أبيه طالباً السماح والغفران.

فاستقبله والده وغفر له وأعاده إلى منزله معززاً ومكرماً.

من هذه الواقعة الإنجيلية علينا بوعي وإيمان وتجرد من كل ما هو ترابي وغرائزي أن نستخلص مفاهيم ومعاني الخطيئة والتجربة والضياع الأخلاقي والإيماني وكذلك التوبة والمصالحة وثمارها.

*عنوان الكاتب الالكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

في ذكرى عيد مار يوسف السنوي

الأب سيمون عساف/18 آذار/2020

مار يوسف باكليل مجد وغار فخر الكنيسه ومرجع الأبرار

وكان بصحاري قلوبنا ينبوع يسقي العطش ويفيض ليل نهار

التاريخ قبلي عالج الموضوع وركَّز عا نجَّارين بالأخبار

وعا مفرق المسموح والممنوع ما بيلتقي نجار مع نجار

الأول حفر صدرو وشال ضلوع وبجرن عينو زيَّت المنشار

ونجّر سرير مخصص ليسوع لكن التاني صار رمز العار

من بعد ما عبى العيون دموع حتى ضميرو يخوِّر من الجوع

نجّر صليب وطوّل المسمار

فقرك يا مار يوسف غِنى تجلى وعالج وجعنا ومُرّنا حلَّى

كانت ظروفك تدبح السكين وما كنت عن يسوع تتخلَّى

بتعرف زنابق بيتنا الحلوين اطفال الها مذبحك صلَّى

علِّمتنا بإسم الدني والدين لمَّا نربِّي ولادنا بالبيت

نتشبَّه بمربى إبن الله

تعبَّد يا مار يوسف طريقك بالوفا وذكّرتنا بنجم المجوس الما انطفى

وفكّرت بنعاج المسيح الشارده وبمغارة الرعيان ما دقت الغفا

ومن بعد ما عرفت المخاطر وارده إلا برحلة مصر كاسك ما صفا

ولما ولد الله بليلِهْ باردِهْ قررت تفرش قلبك الأبيض حرام

حتى الطفل يسوع ينعم بالدفا

يا مار يوسف يا قديس البشاره لقب اوَّل مُربي فيك لابق

حنانك مفعم بروح الطهاره وصيتك عطر بالأخلاق عابق

يا حاضن بالرضى فادي النصارى صرنا حالنا لعندك نسابق

دخلت بيوتنا بطفل المغاره وحملت الزنبقه باخلاص حتى

يكونو ولادنا ضمة زنابق

اهل السما سردولك الأخبار عقلك عِلي ومن فوقهم خيَّم

وبالحلم ربّك خاطبك يا بار وأوحى الك تخطب طهر مريم

 

المواطن الأميركي عامر الفاخوري وصل إلى الأمان

اصدقاء الرئيس ترامب في لبنان/18 آذار/2020

المواطن الأميركي عامر الفاخوري وصل إلى الأمان بعيداً عن خطر الخمينيين وأذنابهم. وبالعربي المشبرح: لا صفقة ولا تفاوض مع حزب الله أو التيار الوطني الحر! القرار القضائي اللبناني واضح وصحيح ولا لبس فيه. أمّا كيف تم تحقيق العدالة ومنع الكيدية والإنتقام؟ كل ما في الأمر أنه جرى الدعس على رؤوس ملالي حزب الله وأذنابهم ووضع النقاط على الحروف فتمّ الأمر!

 

إلى السيد نصرالله: بإذن الله سوف تمثُل في يوم قريب أمام القضاء اللبناني الحر الإرادة والمطلق الولاء للبنان وسوف تدان بجرائم لا تُعد ولا تحصى

مواطن جنوبي/18 آذار/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/84259/%d9%85%d9%88%d8%a7%d8%b7%d9%86-%d8%ac%d9%86%d9%88%d8%a8%d9%8a-%d8%a5%d9%84%d9%89-%d8%a7%d9%84%d8%b3%d9%8a%d8%af-%d9%86%d8%b5%d8%b1%d8%a7%d9%84%d9%84%d9%87-%d8%a8%d8%a5%d8%b0%d9%86-%d8%a7%d9%84%d9%84/

السيد نصرالله القائد العسكري للجناح العسكري للحرس الثوري الإيراني في لبنان يتوجه للقضاء العسكري اللبناني قائلاً "كان اشرف للقضاء العسكري أن يستقيل على أن يصدر هكذا حكم"  تعليقاً على القرار المتعلق بملف السيد عامر الفاخوري.

للسيد نقول انه سيمثُل في يوم قريب أمام القضاء اللبناني الحر الإرادة والمطلق الولاء للبنان وسيدان بجرائم لا تُعد ولا تحصى، وعلى سبيل المثال لا الحصر نستعرض البعض منها:

١-العمل على طمس الهوية اللبنانية.

٢- تقويض قدرات الدولة اللبنانية واستباحة قوانينها.

٣- قيادة حزب مسلَّح مصنَّف دولياً ميليشيا إرهابية بكل المقاييس.

٤- اغتيال عدد كبير من السياسيين اللبنانيين المعارضين لمشروع ولاية الفقيه بسادية قلَّ نظيرها لصالح مشروع أسياده في بلاد الفرس.

٥- زَجْ الطائفة الشيعية اللبنانية في صراعات عسكرية خارج الحدود والتسبب بقتل آلاف الشباب الشيعة المُغَرَرْ بهم خدمةً للثورة الإيرانية وأهدافها الإجرامية.

٦- تحويل لبنان من بلد سياحي بامتياز إلى مواقع عسكرية متقدمة للحرس الثوري الإيراني بهدف التحرير المزعوم للقدس.

٧- العبث والاستهتار بمصير اللبنانيين من خلال الحروب العبثية تنفيذا لإرادة أسياده في طهران.

٨- التسبب بالحصار والعقوبات الاقتصادية على لبنان وعزله دولياً.

٩- إقامة خطوط عسكرية في المرفأ والمطار والقفز فوق القوانين اللبنانية.

١٠- تصنيع وتهريب المخدرات وإنشاء شبكات تبييض الأموال في لبنان والعالم.

١١- العمل الوحشي والهمجي لسحق الثورة الشعبية التي اندلعت في كافة المناطق اللبنانية وشملت كل فئات الشعب.

١٢- استيراد فيروس الكورونا من إيران للانتقام من اللبنانيين ووضعهم في دائرة الموت بدمٍ بارد وروح شيطانية.

غيضٌ من فيض من سيرة ومسيرة جزار الشعب اللبناني قائد الجناح العسكري للحرث الثوري الإيراني في لبنان المختبئ بعباءة الدين.

أنت مدان ولست ديان يا "سيد ".

 

متى التحرير؟

بقلم العماد ميشال عون

النشرة اللبنانية

الجمعة 27/5/2000- العدد 150

اغتبطنا كثيراً عندما أكدت إسرائيل موعد انسحابها، لأن هذا الحدث يُخرج أحد اللاعبين من حلبة الصراع على لبنان، ودعونا الشعب اللبناني أن يشاركنا الفرحة بالحدث الآتي، ولكن الحكومة المزعومة، اعتبرت هذا الانسحاب فخاً أثار قلقها، وذهبت إلى حدّ اتهام المرحبين به بالعمالة لإسرائيل. أما اليوم فقد تجاوزت السلطات اللبنانية حدود الحدث بجعله تحريراً لجنوب لبنان، وتخطّت بذلك كل مفاهيم التحرير الحقيقية، وزوّرت جميع معانيه.

هذه الدولة التي جعلت من التناقض أسلوب حكم، وأصبحت تبرّر الشيء وعكسه في آن، تذهب بعيداً في التهريج لنفسها والترويج لعمالتها. فهل عاد الجنوب إلى لبنان، وتحت أي سيادة، كي تقام الأعياد وتقرع الطبول؟

بماذا تفتخر الدولة ومجتمعها المنافق بعد الانسحاب، وقد لجأ آلاف اللبنانيين الأبرياء إلى إسرائيل؟ لماذا خافت النساء وهربت الأمهات مع أطفالهن إلى المخيمات الإسرائيلية؟ أليس الذي حدث هو نتيجة خطابات "بقر البطون في الأسرة" على مرأى ومسمع من دولةٍ، تركض لاهثة وراء هذا الخطاب، لأنها عاجزة عن القيام بواجبها، فتتبناه بصمتها، متخلية عن جميع مسؤولياتها الأمنية والقضائية. وبأي صفة يُطمئن "رئيس الجمهورية" شعبه كي يعود إلى أرضه، وهو فاقد السيادة عليها، ويتميّز بغيابه الدائم عن ممارسة مسؤولياتها؟

أين القضاء، أين قوى الأمن؟ أين الجيش، فإن لم تكن هذه المؤسسات قد أُعَِّدت لمثل هذه الظروف فلأي سبب قد وجدت إذاً؟ هل أصبحت كل هذه المؤسسات وسيلة لفرض سيادة الدولة والفكر الواحد على الجامعات لتحجيم الفكر الحر فقط؟

ماذا يعني العيد على أرض هُجِّر أهاليها؟ لقد قاتلوا ربع قرن من الزمن في عزلة موحشة فرضت عليهم كي يبقوا في أرضهم، عاشوا أمراً مفروضاً، وها هم يدفعون اليوم ثمن انسحاب لا رأي لهم فيه بعد أن دفعوا ثمن احتلال لا رأي لهم فيه أيضاً؟

على هذه الدولة "الكرتونية"، قبل أن تتّهم أياً كان من الجنوبيين، أن تعلن عن المبادرات التي أطلقتها خلال خمسة وعشرين عاماً لإنقاذهم ورفضوها، وبعد ذلك تستطيع أن تبدأ بمحاكمتهم، ولكن أن تأتي اليوم لتحاسب بروح ثأرية من استطاع البقاء في أرضه بعد هذا الزمن الطويل، فهذا ما يجب التوقف عنده قبل الإقدام عليه.

أن نفرح بخروج الإسرائيلي، أو بطرده من الجنوب، فهذا شيء قد استحق، ولكن أن نعيّد لتحريره فهذا شيء مبكر، لأنه انضم إلى وطن ما زال فاقد السيادة. وعيد التحرير سيكون يوم جلاء جميع قوى الاحتلال عن أرضه، فيعود الاستقلال ومعه السيادة والحرية إلى ربوع الوطن. وفي ظل قضاء مستقل، سيد وحر، تجري التحقيقات، ويحاكم المجرمون وفقاً للقوانين ومبادئ العدالة، لأن ما نشهده اليوم في القضاء لا يتخطى الأعمال الثأرية، فهو انتقائي يفتقد إلى الشمولية والإنصاف.

 

من منكم بلا عمالة فليرجمهم بحجر

بقلم ميشال عون

النشرة اللبنانية الجمعة 11/06/1999/العدد98

أكثر العملاء عمالة، يشكّلون اليوم أغلبية المطالبين بمحاكمة عادلة للّذين تطوّعوا في جيش لبنان الجنوبي دفاعاً عن قراهم بعد أن تركتها الدولة اللبنانية فارغة من كل سلطةِ قادرةِ على تحمّل مسؤولية أمن هذه القرى. والأشدّ غرابة، أنّ هناك اليوم من يتاجر بهؤلاء الشبّان كما الرقيق في عهود العبودية، ويبادر إلى تسليمهم للمحاكمة بدلاً من أن يتحمّل مسؤولية الدفاع عنهم كما دافعوا عنه وعن وجوده.

إنّ كلّ ما جرى في منطقة جزّين ولغاية اليوم، هو مسؤولية الدولة اللبنانية التي رفضت حماية المنطقة بعد الانسحاب الإسرائيلي عام 1985، وتآمرت على جيشها واكتفت بانتشار صوَري للقوى المسلّحة في اقليم الخروب ومدينة صيدا، مدّعية أنّ تضامنها هو الذي يحمي المواطنين ويؤمّن غطاءَ كافياَ لسلامة الجيش، كما أن الحكومة في حينه، وعلى لسان الدكتور سليم الحص، أكّدت ضمانة سوريا لهذا الانتشار.

لم تمضِ أسابيع حتّى طارت الضمانات الحكومية والسورية، وسقطت مدينة صيدا بأيدي المسلّحين، فدُمِّرت القرى في شرقها، وأُحرقت وهُجِّر أهلها، ثم تبعها إقليم الخروب.

وكان بعض الوزراء مسؤولاً مباشراً عن هذه الجرائم، كما غطّاها بعضهم الآخر بالصمّت، فهربوا من تحمّل مسؤوليّاتهم واعتكفوا في منازلهم، كما تجاهلت دمشق ضماناتها بالرغم من مطالبتنا، فأعطت الضوء الأخضر لإرتكاب الجريمة.

في هذا الجو من غياب الدولة المطلق والمليء بالذعر والطغيان، هبّ شباب من المنطقة للدفاع عن أنفسهم معتمدين ما كان لديهم من وسائل، وكلّها في هذه الحال تعتبر مشروعة، ووحدة غياب الدولة لم يكن مشروعاً.

وإذا كان هناك من عملاء يجب أن يتحمّلوا مسؤولية ما حدث في منطقة جزين لغاية إخلائها من قبل العناصر المسلحة، فيجب التفتيش عنهم بين الذين أحرقوا القرى وهجّروا ساكنيها فأجبرهم على حمل السلاح.

أمّا الحكومات التي توالت على ممارسة الحكم بعد عام 1990 لم تكن أفضل من سابقاتها بمعاملة المنطقة، ولا يمكن محاكمة أحد قبل إجراء تحقيق حول التواطؤ والتقصير اللذين ارتكبتهما السلطات المتعاقبة والتي تحاول اليوم تغطيتهما بمحاكمة ضحاياها. وإنه لا يجوز، ولا يمكن لأي قاضٍ أن يفصل بهذه القضية دون استجواب أعضاء الحكومات المتتالية منذ العام 1985، وبصورة خاصة فلول الحكومة الحصيّة التي ارتمت في ما بعد في أحضان الاحتلال السوري وشكلّت غطاء له بوجه الحكومة الشرعية.

لأن جريمة التعامل لا تنطبق على هؤلاء، فهم في حالة الدفاع المشروع عن النفس، إنّما تنطبق على عناصر الحكم الذين يتعاملون مع أكثر من طرف خارجي، ويضطهدون مواطنيهم للحفاظ بالسلطة الفارغة من كل مضمون.

إن ملفاتهم مليئة بالعمالة والعمولة والدم.

وهل هناك جريمة تَعامُلٍ وعمالةٍ أكبر من التنازل عن السيادة والاستقلال ورهن الأرض وارتهان الإنسان؟

فمن منكم بلا عمالة فليرجمهم بحجر.

 

تلميحات إلى «صفقة» مع واشنطن لإطلاق الفاخوري/القضاء العسكري اللبناني يميّز القرار بعد غضب شعبي وتصعيد سياسي

بيروت: «الشرق الأوسط»/18 آذار/2020

قرر القضاء العسكري اللبناني، أمس، تمييز الحكم الصادر بحق آمر معتقل الخيام السابق والمتعامل مع إسرائيل عامر الفاخوري، والقاضي بكفّ التعقبات عنه، وسط جدل سياسي سلك طريقين، أولاهما تصعيد من قبل «حزب الله» الذي وصف القرار بـ«الخاطئ»، معتبراً أنه ناتج عن «ضغوط أميركية»، وصولاً إلى الحديث عن بلورة «صفقة سياسية» مع الولايات المتحدة. ويُستدل إلى التلميحات لـ«الصفقة» من تصريحات لسياسيين ومسؤولين، أبرزهم رئيس «الحزب التقدمي الاشتراكي» وليد جنبلاط الذي قال في تغريدة له في «تويتر»، «في أوجّ الأزمة الصحية والاقتصادية محامي الشيطان في مركز القرار والمزدوج الولاءات يجد الفتوى المناسبة للإفراج عن العميل عامر فاخوري. ما نفع كل التشكيلات القضائية والحديث عن استقلالية القضاء مع تقديري لرئيس مجلس القضاء الأعلى وللقضاة الذين حاكموا العميل. إنها جرعة السم للرئاسة». وتزامن ذلك مع كتابات صحافية، دفعت مكتب رئيس «التيار الوطني الحر» ‏الوزير السابق والنائب جبران باسيل إلى إصدار بيان، قال فيه «احتراماً للقضاء، لم يعلق النائب باسيل على الانتقادات والافتراءات التي طاولته زوراً بموضوع العميل فاخوري، لا عند توقيفه ولا عند إخلاء سبيله»، مشيراً إلى أن ما ورد في إحدى الصحف اللبنانية «يشكّل افتراءً فاضحاً وتزويراً للحقيقة لا يمكن السكوت عنه؛ لأن الهدف منه إعلامياً وسياسياً هو تحميل النائب باسيل ‏عندما كان وزيراً للخارجية عودة هذا العميل إلى لبنان وتوقيفه مع ما استتبع ذلك من ‏انعكاسات على البلد». وأكد، أن باسيل وخلافاً لما ورد أمس «لا يعرف الفاخوري أصلاً ولا علاقة له به إطلاقاً، وكل كلام عن تعهد من باسيل لمساعدته هو تحامل وكذب؛ ولذلك قرر ملاحقة الصحيفة أمام القضاء». وفي حين قال الوزير الأسبق المقرب من «حزب الله» وئام وهاب، إن «لبنان لا يستطيع رفض الطلب الأميركي»، قال النائب جميل السيد في تغريدة «لا يمكن أن تجرؤ هذه المحكمة بمفردها على تبرئة فاخوري، وأتمنى فعلاً أن يكون قد أُفرِج عنه بصفقة لصالح لبنان وليُعلنوا عنها للناس، أما إذا كان ببلاش، فيجب أن تتدحرج رؤوس».

وسألت مصادر سياسية معارضة عبر «الشرق الأوسط» عما إذا كان قرار وقف التعقّب مرتبطاً بالمعلومات عن عقوبات أميركية ستطال حلفاء لـ«حزب الله» من خارج الثنائي الشيعي. كما سألت المصادر عما إذا كانت هناك أثمان ستدفع لقاء وقف التعقب بحق الفاخوري، مرتبطة «بتطبيع العلاقات الأميركية - اللبنانية والإبقاء على خيط رفيع بين واشنطن والحكومة اللبنانية يسهل ضوءاً أخضر أميركياً لصندوق النقد الدولي لتقديم مساعدات نقدية للبنان»، كما سألت عما إذا كان الثمن محلياً أم إقليمياً؟ وأكدت المصادر، أن الطلب الأميركي من لبنان تكرر خلال الأشهر الماضية خلال لقاءات مسؤولين أميركيين مع مسؤولين لبنانيين، ومن بينهم السفير ديفيد هيل، والسفيرة الأميركية السابقة في لبنان إليزابيث ريتشارد التي لم تتردد بطرح الطلب خلال أكثر من مناسبة، فضلاً عن أن السفيرة الجديدة لدى لبنان دوروثي شيا طرحته مع المسؤولين اللبنانيين.

وتصدر «حزب الله» التصعيد السياسي ضد القرار، فأصدر بياناً قال فيه «إن الضغوط الأميركية وللأسف قد أثمرت اليوم». ورأى أن «هذا اليوم هو يوم حزين للبنان وللعدالة، وهو قرار يدعو إلى الأسف والغضب والاستنكار، وكان من الأشرف والأجدى لرئيس المحكمة العسكرية وأعضائها أن يتقدموا باستقالاتهم بدلاً من الإذعان والخضوع للضغوط التي أملت عليهم اتخاذ هذا القرار المشؤوم». ودعا «القضاء إلى استدراك ما فات، من أجل سمعته ونزاهته التي باتت على محك الكرامة والشرف، وكذلك من أجل حقوق اللبنانيين والمعذبين والمظلومين، وكل من ضحى في سبيل وطنه وتحرير أرضه».

وقال «تجمّع محامي» الحزب، في بيان، إن «الحكم الصادر عن المحكمة العسكرية بكف التعقبات عن العميل عامر فاخوري الملقب بجزار الخيام لم يصدر باسم الشعب اللبناني»، مضيفاً «إنه يوم أسود في تاريخ العدالة اللبنانية والقضاء العسكري لن يمحه إلا استدراك هذه السقطة من خلال الطعن بهذا الحكم الفضيحة ووقف تنفيذه وصولاً إلى نقضه، ومن ثم إنزال القصاص العادل بالعميل فاخوري». وتوقفت مصادر سياسية معارضة عند الجدل السياسي الذي حصل، سائلة أن قراراً مشابهاً «هل يمكن أن يحصل من دون استمزاج رأي الأطراف الأساسية بالحكومة التي قد تبرر الموضوع على أنه يساعد على تنفيس الاحتقان مع الولايات المتحدة، ويتم عبره استيعاب الوضع وتذليل التأزّم مع واشنطن؟». ولم تستبعد المصادر أن تكون المواقف الصادرة هي «لتسجيل موقف لامتصاص ردود الفعل والاحتقان، في حين قرار الإفراج عنه يبرّد التوتر مع واشنطن ويخرجها من دائرة التنافر». وفي الوقت نفسه، سألت المصادر «ماذا لو حصل الحكم في زمن حكومة الرئيس سعد الحريري؟ ماذا كان يمكن أن يكون موقف الأطراف الممثلة في الحكومة اليوم منه؟». وكانت عودة عامر الفاخوري من الولايات المتحدة، حيث أقام منذ سنوات طويلة عبر مطار بيروت في سبتمبر (أيلول) الماضي قد أثارت غضباً واسعاً في لبنان وسط اتهامات بممارسته التعذيب داخل معتقل سابق في بلدة الخيام أثناء احتلال إسرائيل لجنوب البلاد. واعتبرت المحكمة العسكرية، الاثنين، أن الجرائم المسندة إليه «لجهة تعذيب سجناء في عام 1998، سقطت بمرور الزمن العشري (أي مرور أكثر من عشر سنوات على وقوع الجرم)، وقررت إطلاق سراحه فوراً ما لم يكن موقوفاً بقضية أخرى». لكن مفوض الحكومة لدى محكمة التمييز العسكرية، القاضي غسان الخوري، ميّز أمس الحكم الصادر عن المحكمة العسكرية الدائمة أول من أمس (الاثنين). وأشارت «الوكالة الوطنية للإعلام» الرسمية اللبنانية إلى أن القاضي الخوري طلب من محكمة التمييز العسكرية نقض الحكم وإصدار مذكرة توقيف بحقه وإعادة محاكمته من جديد بالجرائم المنسوبة إليه، وهي خطف وتعذيب وحجز حرية مواطنين لبنانيين داخل معتقل الخيام وقتل ومحاولة قتل آخرين. وقد سجل طلب التمييز صباح أمس في قلم محكمة التمييز العسكرية. ومنذ إصدار حكم وقف التعقب، تعالت الانتقادات السياسية والشعبية، وصبّ مناصرون لـ«حزب الله» وقوى يسارية أخرى جام غضبهم على القضاء والتدخلات السياسية، وطالت بعض الانتقادات المحكمة العسكرية في لبنان برئاسة العميد حسين عبد الله، غير أن مصادر سياسية اعتبرت أن الحملة على القاضي عبد الله «غير مبررة»، مشيرة في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، إلى أن القرار هو «وقف تعقّب» وليس «تبرئة»؛ ذلك أن القضية التي يُحاكم فيها، لجهة فضّ التمرد بالقوة في الثمانينات في القرن الماضي في معتقل الخيام الذي كان تديره ميليشيا «جيش لبنان الجنوبي» المتعاملة مع إسرائيل، والتي أسفرت عن مقتل اثنين من السجناء عندما ألقى مسؤول آخر في السجن قنبلة في غرفتهما. وقالت المصادر، إن القضية «حوكم فيها عميل آخر في 2003 بعد عامين على تحرير جنوب لبنان عام 2000، وخرج من السجن أيضاً لسقوط الجرم بالمرور الزمني أيضاً»، من غير أن تنفي أن الفاخوري كان مسؤولاً عن المعتقل في هذا الوقت ومشرفاً عليه ويتحمل مسؤولية أيضاً.

ووجهت إلى الفاخوري تهمة إخماد الانتفاضة في المعتقل والتسبب في قتل المعتقلين الاثنين، والتسبب في تعذيب وقتل وإخفاء جثة السجين علي عبد الله حمزة في عام 1986، حيث قتل ونقل جثمانه إلى مكان مجهول. لكن القضية نفسها، مر حتى تاريخ ملاحقة الفاخوري فيها 30 عاماً، ويقتضي بالتالي، قانوناً، إعلان سقوط دعوى الحق العام لمرور الزمن العشري، وهو ما استندت إليه المحكمة، بحسب ما قالت مصادر قضائية لـ«الشرق الأوسط». وأشارت المصادر إلى أن محامي الفاخوري حضر إلى لبنان عام 2016، وقام بإجراءات أدت إلى شطب اسمه عن لائحة «303» التي تضعها السلطات الأمنية اللبنانية للمتهمين بقضايا العمالة والإرهاب؛ وذلك لمرور الزمن على التهم المنسوبة إليه. وأوضحت أن الفاخوري عاد إلى لبنان بعد إزالة اسمه عن اللائحة، ما أتاح له دخول الأراضي اللبنانية قبل أن يتم توقيفه في سبتمبر الماضي. ويلاحق الفاخوري بملف آخر أمام قاضي التحقيق في بيروت بلال حلاوي، في الدعوى المقامة ضده من عدد من المعتقلين السابقين في سجن الخيام، بجرم اعتقالهم وحجز حريتهم وتعذيبهم، إلا أن قاضي التحقيق لم يستجوب الفاخوري بعد بسبب وضعه الصحي. ولم يصدر مذكرة توقيف بحقه. ويمثل ذلك جزءاً من حالة الغضب الشعبي ضد القضاء. وقالت المصادر السياسية، إن الفاخوري الذي يخضع للعلاج، «ليس موقوفاً في مقر أمني، بل في مستشفى ويخضع لعلاج صحي» وهو تحت حراسة أمنية مشددة.

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الاربعاء 18/03/2020

وطنية/الأربعاء 18 آذار 2020

 * مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون لبنان"

منتصف هذه الليلة، يدخل قرار مجلس الوزراء اقفال الحدود الجوية والبرية والبحرية حيز التنفيذ، ويصبح معه لبنان معزولا عن العالم كما سائر الدول التي سبقته الى اجراءات مماثلة معزولا عن الخارج إلا للضرورات القصوى والاستثناءات التي حددها قرار اعلان التعبئة العامة المتخذ في الجلسة الحكومية الطارئة مساء الاحد الماضي والذي يمتد حتى التاسع والعشرين من اذار وذلك من ضمن التدابير الوقائية لمنع تفشي فيروس كورونا الذي استنفر الكرة الارضية في مواجهته فقطع أوصال العالم بعدما سجل ارقاما قياسية لعدد الوفيات تخطت الثمانية آلاف شخص واكثر من مئتي ألف اصابة..

وفي لبنان سجلت اليوم حالة وفاة جديدة ليرتفع العدد الى اربعة فيما بلغ عدد المصابين مئة وثلاثة وثلاثين

وهو يقف امام الاختبار الأخطر لإنقاذ نفسه من الانزلاق نحو المرحلة الثالثة والتي غالبا ‏ما تحمل خطر ارتفاع عدد الإصابات الى مستويات يصعب السيطرة عليها ويخشى معها من تكرار تجارب مريرة كتجربة ايطاليا.

لذا يعول على التزام المواطنين الإجراءات والتدابيرالصارمة والبقاء في المنازل وعدم مغادرتها لكسر سلسلة العدوى السريعة التي يتسم بها فيروس كورونا وبالتالي بداية تراجع الإصابات ‏بوتيرة أخف مع نهاية مهلة الأسبوعين التي حددها مجلس الوزراء لحال التعبئة..

إذا ست رحلات تصل تباعا إلى بيروت من بروكسل وجنيف وتركيا وبافوس، وذلك قبل إقفال مطار رفيق الحريري الدولي منتصف الليلة، وفق ما أعلن رئيس المطار فادي الحسن لتلفزيون لبنان، ويتراوح عدد ركاب هذه الرحلات بين المية والمئة والثمانين، وشدد على أنه لدى وصول الطائرات تنفذ كل الإجراءات الوقائية المعتمدة..

قرار الاقفال هل تأخر؟ وماذا عن الحالات الطارئة؟.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون nbn"

ONE WAY TICKET منحها مطار بيروت لفيروس كورونا إعتبارا من منتصف هذه الليلة عملا بقرار التعبئة العامة مع نظرائه في البر والبحر.

لا إقلاع ولا هبوط ولا حتى ترانزيت جميع الرحلات الجوية التجارية والخاصة ستتوقف عسى أن يعمد اللبنانيون للإقلاع عن كل العادات التي توفر بيئة خصبة لإنتشار كورونا فيفرضون هبوطا إضطراريا بفعل الوقاية لمؤشر نسب الإصابة بالفيروس.

على أي حال ورغم المطبات الكورونية التي تضرب العالم فإن لبنان يسجل نقاطا ايجابية في مواجهته الفيروس حتى الآن رغم حالة وفاة جديدة لشخص في العقد التاسع من عمره وثلاث عشرة اصابة جديدة أما هذه الايجابية فتكمن في الحد من الانتشار والوعي المتزايد لدى اللبنانيين من خطوة الاختلاط والتجاوب مع إجراءات الحجر المنزلي هذا بالاضافة الى شفاء أربع حالات وانتظار الاعلان عن شفاء حالات أخرى.

عالميا يسجل سباق محموم بين الصين واوروبا والولايات المتحدة للتوصل الى لقاح للفيروس وهي دول بدأت باجراء لقاحات تجريبية على ان تعلن نتائجها خلال الأيام المقبلة.

هذا في وقت عزلت فيه القارة العجوز اوروبا نفسها من بعد الولايات المتحدة وانشغلت جديا بمكافحة الفيروس وفرضت غرامات قاسية على التجمعات والتحرك غير الاضطراري للمواطنيين فيما سجل ارتفاع عدد المصابين عالميا الى مئتي الف مصاب وثمانية آلاف حالة وفاة.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون أم تي في"

منتصف هذه الليلة يستكمل لبنان إجراءات الحجر والعزلة، مصعدا مواجهته الكورونا، عدو البشرية، كما وصفته منظمة الصحة العالمية. هكذا فإن حركة المطار ستتوقف إلا في حالات إستثنائية، ما يجعل العزل يشمل الجو بعدما كان بريا فقط. الخطوة الضرورية والمهمة، والتي طالبت بها ال"أم تي في" منذ فترة، تلازمت مع تسجيل ثلاث عشرة إصابة جديدة اليوم. الرقم المضبوط يسمح بالقول إن الكورونا في لبنان لا يزال تحت السيطرة، رغم أن الأيام العشرة المقبلة دقيقة وحاسمة. والواضح أن ملازمة الناس بيوتهم أعطت النتائج المتوخاة منها. لكن على اللبنانيين الإستمرار في هذا التدبير الإحترازي، وعدم التهاون فيه، وخصوصا أن التوصل إلى لقاح شاف للكورونا لا يزال بعيدا، وبالتالي فإن درهم الوقاية سيظل المطلوب في ظل عدم توافر قنطار العلاج.

قضائيا، اطلاق سراح عامر الفاخوري لا يزال يتفاعل. ومع ان اعادة محاكمة الفاخوري تأخذ طريقها الى التنفيذ قانونيا، لكن المرجح ان المحاكمة هذه لن تحصل الا... غيابيا.

فمعلومات ال "ام تي في" تشير الى ان الفاخوري اصبح خارج لبنان، وتحديدا في الولايات المتحدة الاميركية، بعدما هرب بطريقة ما الى خارج السفارة الاميركية. والواضح انه رغم الضجة المثارة حول الموضوع فان الصفقة المتفق عليها ستمر، تحت شعار ان لا صوت يعلو على صوت الكورونا.

ماليا، الكابيتال كونترول على طاولة مجلس الوزراء غدا، فاستعدوا ايها اللبنانيون لضوابط استثنائية موقتة توضع على الخدمات المصرفية، ولا تصدموا متى عرفتم ان الضوابط الاستثنائية المذكورة ستستمر ثلاث سنوات. ان الدولة نهبت فأفلست، واليوم يحاول السارقون أنفسهم ان ينهبوا ما تبقى من مدخراتكم. فالى اللقاء بعد ثلاث سنوات.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون المنار"

رفعت حالة الاستنفار العالمي بوجه كورونا، وتداخل السباق الطبي بذاك السياسي بحثا عن حلول، ولم يرتدع العدوان الاميركي عن استغلال الواقع الانساني الايراني، فارضا عقوبات اضافية على الجمهورية الاسلامية الايرانية ليكون بحق توأم وباء كورونا بوحشيته ولا انسانيته.. وبكل عنصرية وصلافة سياسية جدد دونالد ترامب سجالا حادا مع الصين، بوصف فيروس كورونا بالفيروس الصيني..

في لبنان ساعات ويطبق الاغلاق على البلاد من كامل منافذها البرية والبحرية والجوية تنفيذا لقرارات التعبئة العامة. فعند منتصف الليل تتوقف الملاحة الجوية في مطار بيروت الدولي، ومعها الملاحة البحرية، ملتحقتين بالحدود البرية المقفلة منذ الاثنين، وفيما لم يتوقف الاستثمار الرخيص لمأساة اللبنانيين في ميزان السياسة، عادت المؤشرات السريرية لتربك الجميع، مع ارتفاع عداد الاصابات وتسجيل حالة وفاة اضافية مساء امس، فضلا عن حديث وزارة الصحة عن اسبوعين ثقيلين على اللبنانيين يفرضان مزيدا من الالتزام والمسؤولية والتقيد بمعايير السلامة الضرورية..

في قضية العميل عامر الفاخوري التي لم يراع فيها المعنيون اي معايير انسانية او قانونية او حتى السلامة الوطنية، فان الملف ما زال يتفاعل، والمنار تكشف ما حصل قبل يوم من القرار المشؤوم باخلاء سبيل العميل المجرم ، والضغوط الاميركية التي مورست على المسؤولين لابطال قرار منع السفر الذي اصدره القاضي احمد مزهر بحق جزار الخيام. اذا العين الآن على تطبيق قرار منع السفر، اما ان قررت السفارة الاميركية تهريبه بالطرق غير الشرعية، فعندها سيكون كلام آخر..

في اليمن لا كلام فوق انجازات الجيش اليمني واللجان الذين افرجوا عن مشاهد تذل اهل العدوان, فعملية تحرير الجوف ومنطقتها سجلت نقطة استراتيجية لليمنيين، وضيقت الخناق على اهل العدوان ومرتزقته الذين تكبدوا خسائر فادحة بالارواح والعتاد..

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون الجديد"

حرب مختبرات عالمية تدور رحاها بين دول غربية في السباق على التسلح لحيازة اول لقاح يهزم الكورونا، صراع اقطاب دولية من الدب الروسي الى التنين الصيني فالمخترع الالماني والحساس الفرنسي وجميعهم استنفروا مختبراتهم العلمية لطرح الدواء لكن الداء لا يزال اقوى ويحطمم يوميا ارقاما قياسية في عداد الموت والاصابات مدن الصخب والضوء صارت مدن اشباح..

إيطاليا وحدها ترفع نعوشها بين الكنائس من دون أن تجد متسعا للدمع العالم في حجر.. يغلق الحدود ويسد بواباته امام الوحدة. والليلة ينفذ لبنان اجراءات الإقفال فيتوقف مطار رفيق الحريري الدولي عن العمل حتى التاسع والعشرين من آذار الحالي، مطار الحريري مقفل..

مستشفى الحريري يعمل وبكامل ما يستوعب من طاقة طبية لاستيعاب الحالات المصابة بفيروس كورونا حيث سجلت لتاريخه أربع وفيات آخرهم رجل في العقد التاسع من العمر، أما الحالات المثبتة إصابتها مخبريا فقد بلغت مئة وثلاثا وثلاثين فيما اتضح أن الوفاة الخامسة كانت لسيدة تعاني مضاعفات صحية.

لكن ما يعانيه لبنان هو نقص المناعة القضائية واشتراكات مزمنة سياسيا أدت في اليومين الماضيين الى إعلان براءة العميل عامر فاخوري وفي المعلومات أن السجين المحرر قضائيا وسياسيا لا يزال في السفارة الاميركية في عوكر التي من المرجح أن تنقله متى شاءت الى الولايات المتحدة من دون اخضاعه للتدقيق والمعاينة الأمنية في المطار، فالاميركيون في لبنان من الزوار الامنيين الكبار يمرون "كالاشباح".. لا يراهم أحد ولا يدقق في جوازاتهم أي جهاز، ولاميركا على هذه القاعدة المفتوحة حرية الانتقال والسفر وإن خرقت القوانين اللبنانية.

وقبل توجيه الملامة الى الولايات المتحدة فإن المتسبب بهذه الجريمة هم اللبنانيون أنفسهم من محكمة عسكرية تأخذ امر اليوم السياسي من أوليائها ومرجعياتها السياسيين ووفقا لتقدير رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط إنها جرعة السم للرئاسة.. قائلا : في أوج الأزمة الصحية والاقتصادية محامي الشيطان في مركز القرار والمزدوج الولاءات يجد الفتوى المناسبة للإفراج عن العميل عامر فاخوري.

ما نفع كل التشكيلات القضائية والحديث عن استقلالية القضاء اما وزيرة العدل التي كانت اول من دق ناقوس الخطر عبر تشكيلات قضائية تخضع للمرجعيات السياسية فقد اوضحت أنه لا تجوز المقارنة بين إطلاق محكومين أمضوا مدة عقوبتهم ووجب اطلاق سراحهم، وإطلاق الفاخوري الذي كان قيد التوقيف والمحاكمة، وحيث إن المحكومين قد نفذوا محكوميتهم، بينما لا يزال ملف الفاخوري قيد المتابعة لدى المراجع القضائية المختصة غير أن الفاخوري اليوم أصبح لدى المراجع الاميركية المختصة.. وقد سبق "السيف" العدل هذه المرة سيرحل العميل.. فيما السجون اللبنانية تئن.. وتعلن الاضراب وتنتفض وتعترض على قرار أهم ما فيه اعتباره "خنفشاري" على حد وصف المدعي العام التمييزي القاضي غسان عويدات والغريب صمت زعماء ومسوؤلين سياسيين عن قرار المحكمة العسكرية فإذا كان حزب الله قد دخل في صفقة.. والرئيس نبيه بري اخرجها.. فماذا عن اولئك الذين كانوا يقصفون المحكمة العسكرية ويطالبون بحلها وإلغائها.. اين سمير جعجع واشرف ريفي وعموم تيار المستقبل؟

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون ال بي سي"

عندما وصلت "ايمان " الى مستشفى رفيق الحريري، كانت حالتها دقيقة، وتقول رواية اقربائها ان ايمان كانت قد قضت ساعات في طوارئ احد المستشفيات الخاصة، التي، وقبل تقديم الاسعافات الاولية لها ، طلبت نقلها الى مستشفى رفيق الحريري لاجراء فحص الكورونا.

لكن "ايمان" وبعد ساعات قليلة من دخول مستشفى رفيق الحريري توفيت، فرفعت معها حال القلق عند اللبنانيين.

ماذا حصل مع ايمان، وهل اصبح المطلوب من المريض تشخيص حالته بنفسه؟ هل اصبح المطلوب ان نعرف نحن ما هي حالنا. هل نحن نعاني من وعكة بسيطة؟ هل نحن نتعرض لازمة قلبية او جلطة صدرية؟ هل نحن اصبنا بالكورونا؟ "لانو الظاهر "، اصبح من واجبنا تشخيص حالتنا، لنختار "على رواق" بأنفسنا الى اي مستشفى نتوجه، وبماذا نبدأ علاجنا ؟ هل نبدأه بفحص الكورونا او نبدأه بأي شيء آخر ؟

الموضوع "مش هيك "، والمواطن مش "مطلوب منه هيك "، لان المطلوب من المستشفيات استقبال الحالات الطارئة مهما كانت هذه الحالات.. واذا كان بعض المستشفيات غير مجهز بعد لاستقبال حالات الكورونا، او الحالات التي تشبه الكورونا، فماذا تنتظر ؟ ما هي متطلباتها ؟ لمن رفعتها ؟ ولمن قالت انا غير جاهزة ؟

ما الذي لم يفهمه بعض المستشفيات بعد؟ هل صعب استيعاب فكرة اننا نواجه وباء ؟

واذا كانت هذه المستشفيات غير مستعدة بعد او عاجزة او مرعوبة او متخاذلة عن استقبال حالة واحدة ، فماذا ستفعل اذا ارتفعت اعداد المصابين في لبنان، ومعها ارتفعت اعداد اولئك الذين هم بحاجة الى العناية المشددة او العناية الفائقة؟

مش مقبول... والله مش مقبول... ان تزيدوا على قلقنا من فيروس الكورونا رعب سقوطكم في الفوضى والخوف والتخاذل . ماذا تريدوننا ان نقول وبماذا نوصف الذي حصل؟

افهموا... ان ما نواجهه جميعا فيروس صامت قاتل... قالت عنه منظمة الصحة العالمية انه عدو البشرية، وهذا العدو لكي نواجهه نحتاج الى الكثير الكثير من التنظيم والجدية والفعالية .. الامور تبدو غير متوفرة امام عدونا الشرس.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون او تي في"

للمرة الأولى منذ حرب تموز 2006، يسدل مطار بيروت الدولي اعتبارا من منتصف هذه الليلة الستارة على رحلاته مؤقتا، التزاما بقرار التعبئة العامة، بهدف التصدي لوباء عالمي حصد حتى اليوم اكثر من ثمانية آلاف شخص حول العالم، غالبيتهم في اوروبا ثم آسيا.

وفي غضون ذلك، تتكثف الاجراءات الوقائية لبنانيا، في وقت اكدت دراسة اجرتها الجامعة الاميركية في بيروت، نعرض لتفاصيلها في سياق النشرة، ان يبقى نمو عدد الحالات المؤكدة في لبنان خلال 23 يوما يبقى الاكثر انخفاضا، وهو بلغ اليوم 133 حالة، في وقت، وللمفارقة، سجلت سويسرا المتطورة الرقم الاعلى لنمو الاصابات وفي وقت زمني اقصر إذ فاق الـ 1400 في 19 يوما، لتتنافس بعدها كل من هولندا، النروج، الدانمارك والنمسا بارقام تتراوح بين 800 و 1000 اصابة خلال 17 او 19 يوما.

ويبقى لبنان بعيدا عن هذه الدول ليكون اقرب الى تشيكيا، اليونان، البحرين، والبرازيل بهامش يصل الى مئة، وبنمو يبقى بطيئا نسبيا علما ان كل هذه الدول تعد اقل تطورا من الدول الاوروبية التي تتنافس بعدد الاصابات الاعلى.

وحتى بالمقارنة التي اجريت حول عدد الاصابات بكورونا نسبة لعدد السكان، يبقى لبنان في أدنى الرسم البياني بـ 133 اصابة على 4 مليون نسمة، تسبقه البرازيل وحدها التي يفوق عدد سكانها 209 مليون نسمة، لتبقى سويسرا ايضا في اعلى النسب.

ما سبق لا يعني ابدا ان المعركة انتهت، بل لا تزال في البداية، لكن عوامل النجاح كبيرة، اذا التزم المواطنون الارشادات، وتخلوا نهائيا عن الاستهتار والاستخفاف، وأداروا أذنا صماء للمزايدات السياسية شبه اليومية، التي تدحضها شهادات الجهات الدولية المعنية، وآراء معظم السفراء.

هذا في الشأن الصحي. أما الملف المالي فيحضر غدا على طاولة مجلس الوزراء من باب مشروع قانون الكابيتال كونترول، في وقت يبقى التضارب على أشده بين المسار القضائي والمزايدات السياسية في قضية عامر الفاخوري.

 

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الأربعاء في 18 آذار 2020

وطنية/الأربعاء 18 آذار 2020

صحيفة النهار

لوحظ ان الوزير الوحيد الذي قصد دمشق حتى تاريخه كان وزير الشؤون الاجتماعية القريب من النائب طلال ‏ارسلان ولوحظ ايضا عدم زيارة السفير السوري اي وزير غير وزير الخارجية.

-اتصل زعيم سياسي بارز برئيس حزب مسيحي وشكره على موقفه الجريء حول مرجعية رسمية قائلاً له عندما ‏تنحسر موجة الكورونا سنلتقي، مثنياً على دوره رغم كل التباينات السياسية بينهما في السنوات الماضية.

أبدى مشايخ دروز وعائلات كثيرة استياءهم الشديد من تعرّض أحد المسؤولين الحزبيين المقربين من سوريا ‏لنائب بارز على خلفية موقفه من النظام السوري، ولاموا رئيس الحزب الذي قبل بإعلان مثل هذه المواقف المدانة.

صحيفة البناء

- خفايا

قالت مصادر حكومية إن التوصل لاتفاق مع المصارف في كل مرة لا يأتي إلا بعد التلويح بالذهاب للمواجهة، وما ‏تتمناه الحكومة هو أن تدرك المصارف عدم رغبة الحكومة بالمواجهة ورهانها على تحمل المصارف مسؤولياتها ‏بروح وطنية، لأنها تعتبر المصارف رصيداً وطنياً لا ترغب بإصابته بالأذى؛ وهي لذلك لم تظهر بعد ما ‏تستطيعه في حال المواجهة وتخشى أن تكون آثار المواجهة فوق طاقة المصارف على التحمل.

- كواليس

توقعت مصادر عراقية شهراً من المواجهة السياسية بعد تكليف محافظ النجف السابق عادل الذرفي تشكيل ‏الحكومة الجديدة في ظل اعتراض تشكيلات نيابية وسياسية وقوى المقاومة على تسميته. ورأت أن العلاقة بين هذه ‏المواجهة والمعركة حول وجود القوات الأميركية في العراق تجعل التسوية لتشكيل حكومة تعبيراً عن تسوية أكبر ‏بكثير والفشل بالتشكيل انتقال لمعركة من نوع آخر.

صحيفة الجمهورية

- تتشدّد وزارة حساسة في منع المسؤولين في إدارتها من التحدث إلى الإعلام.

- أصيب إبن أحد الوزراء السابقين في لندن بفيروس كورونا وتمّ الحجر عليه لكنه هرب من الحجر وألقي القبض ‏عليه ونتيجة ذلك نقل العدوى إلى رجال الأمن.

 سرَّب بعض القريبين من وزير حالي استياءه من تجاهُل سلفه لدوره الحالي وكأنه غير موجود في كل مرة يتم ‏التداول فيها عن ملف حسّاس معروف بالفساد وعالق منذ سنوات.

صحيفة اللواء

طرحت تطورات الكورونا، وتعليق الدفع، والنفقات غير المحسوبة أسئلة جدية عن مصير موازنة 2020، ‏وإمكانية إنجازها!

تعرّض وزير سيادي لانتقادات، أدت إلى إبطاء برنامج، وُضع على نار قوية الأسبوع الماضي.

توقع مصدر قضائي احتواء قضية العميل فاخوري، بكل ملابساتها، في وقت قصير، أياً كانت مسارات المنع من ‏السفر أو التهريب.

صحيفة نداء الوطن

- يقول بعض المصرفيّين إنّهم فهموا من مرجعيات رسمية أنّ قرار التعبئة العامة لا يفرض فتح أبواب المصارف ‏بشكل كامل، وإنما بشكل جزئي على عكس الضجة التي أثيرت خلال الساعات الأخيرة.

- نُقل عن أحد أعضاء تكتل نيابي بارز قوله في مجلس خاص رداً على سؤال حول مكان وجود العميل عامر ‏الفاخوري: "هناك طائرة مجهزة طبياً في طريقها إلى بيروت لنقله إلى الخارج".

- استحوذ موضوع إطلاق الفاخوري على حيّز واسع من النقاش في مجلس الوزراء أمس غير أنّ جزءاً من ‏المداخلات طُلب عدم تدوينه في محضر الجلسة وعدم إصدار أي موقف رسمي عن المجلس حيال القضية.

 

صفقة تمّت مع طرف لبناني... هكذا تمّ شطب لبنان عن لائحة العقوبات على إيران!

أخبار اليوم/18 آذار/2020

يا سامعين الصوووووووت...."، "إي نحنا هون وإنتو ويييييييييييييين؟..."، "الحق عا هوديك أو عع هاوووووووووووو......". هذا باختصار هو حال كل القوى السياسية في التعاطي مع التقلّبات والتطورات التي دخلت وتدخل الى ملف عامر الفاخوري. هذا يريد إحراق المستقبل الرئاسي لذاك. وهؤلاء يُريدون إظهار "الوجه العميل" لأولئك، في الطريق الى جعل أنفسهم يعيشون حالة "الزّوج المخدوع"، مع أنهم ليسوا كذلك بالفعل. فيما الكلّ بات مُحرَجاً أمام جمهوره، ولا سيّما القوى التي تعتبر نفسها "أم الصّبي"، انطلاقاً من أنها كانت على اطّلاع دقيق على كلّ الضّغوط التي تُمارَس في هذا الملف، منذ أشهر، ولم تتّجه الى أي ملموس منطقي وقانوني، لا يُحرِج الدولة اللبنانية أو يُميتها من جهة، ولا يُفقدها ورقة حفظ ماء وجهها، من جهة أخرى.

باختصار، كل القوى اللبنانية، تُمارس لعبة "الغمز" والهمس، ولكن بلا لمس، في ملف الفاخوري، وتجعل بعض "كومبارسها" يُثيرون ضجّة كبيرة "على التتخيتي".

هي ضجّة من يُحاول أن يبحث عن غراب فرّ من قفصه. ولكن بدل الخروج والنّظر الى الجوّ أو الى الأشجار الباسقة، لمحاولة التقصّي عن مكانه، يتمّ البحث عنه في "القبو" أو "على التتخيتي". فهل "تبجّ الفتيلة" في نهاية المطاف على طاولة إحدى جلسات الحكومة، ولا سيّما بعد الحماسة التي أظهرها بعض الوزراء في جلسة الأمس؟ أم ان القوى السياسية التي هندست حكومة الرئيس حسان دياب، ستظلّ حريصة على إبعادها عن أي مأزق سياسي؟

لا اعتبارات إنسانية في التعاطي بين الدّول، حتى في عزّ مواجهة فيروس "كورونا" الذي يهدّد الملايين حول العالم، والدّليل هو إعلان وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو أمس، عن فرض عقوبات جديدة على هيئات وشخصيات إيرانية، وشركات أجنبية قدّمت مساعدات لإيران في قطاعها النّفطي.

فهل من "طرطوشات" وشيكة للعقوبات الأميركية، كانت ستُفرَض أمس مثلاً، على الدولة اللبنانية وشخصيات أو شركات لبنانية محدّدة، في ما لو لم يتمّ اتّخاذ قرارات سريعة أول من أمس، في ملف الفاخوري؟

فقد كشف مصدر لبناني كبير عن "ضغوط إستثنائية تعرّض ويتعرّض لها لبنان في ملف الفاخوري، ومعلوماتي المستقاة من أوساط غربية تؤكد ورود كلام تهديدي واضح الى الدولة اللبنانية، أساسه أن واشنطن لن تقبل ولو مجرد الإستماع الى التداوُل بملف الفاخوري، وذلك انطلاقاً من حجّة أنه مواطن أميركي تم اعتقاله في لبنان". وأشار في حديث الى وكالة "أخبار اليوم" الى أن "واشنطن أرسلت كلاماً واضحاً الى كبار المسؤولين اللبنانيين، يقول إنها غير معنية بأي جانب قضائي لبناني، في قضيّته، ولا بأي شكل من الأشكال". وأوضح أن "الدولة اللبنانية قامت بصفقات متعدّدة ومزدوجة، وبسلسلة "إرضاءات"، وتقلّبات تكتيكية في هذا الملف، على حساب القضاء اللبناني ومصداقيته، منذ مرحلة ما قبل قدوم الفاخوري الى لبنان". وشرح المصدر:"ما كان الفاخوري ليجرؤ على القدوم الى لبنان أصلاً، لولا صفقة تمّت مع طرف لبناني، قدّم الضمانات اللّازمة على أنه لن يتمّ توقيفه".

وأضاف:"بدأت القصة بصفقة مع الأميركيين، فأتى الى لبنان. "ولعت" الأمور على المستوى الشيعي تحديداً، السياسي والشعبي، فتمّ توقيفه إرضاءً للشيعة. عندها، غضب الأميركيون من إخلال الجهة التي أعطتهم ضمانات بعَدَم توقيفه، بالإتّفاق. وحصل ما حصل من نقاشات لبنانية - أميركية حول هذا الملف، الى أن أتت التهديدات الأميركية الأخيرة المتعلّقة بهذا الملف، فتمّ نسج صفقة جديدة مع واشنطن في شأنه". وتابع:"ومن هذا المنطلق، حصل ما حصل منذ يومين والى اليوم، من قرارات قضائية وتخبّط كبير، وهو ما يعني أننا أمام مراحل عدّة من صفقات متعدّدة، وحفلة مساومات داخلية وخارجية. مع العلم أن كل شيء يحصل دون لفت أنظار الى الجهة التي كانت أعطت الضمانات الأولى على أنه لن يتمّ اعتقاله في لبنان". ولفت المصدر الى أنه "بحسب الأوساط الغربية، وصلت معلومات الى الدولة اللبنانية منذ يومين، تقول إنه إذا لم يتمّ تحريك ملف الفاخوري سريعاً، في الإتّجاه الذي تريده واشنطن، فإن لبنان سيكون على لائحة عقوبات أميركية وشيكة. ورأينا كيف أعلن بومبيو، عن رزمة جديدة من العقوبات على طهران، أمس. وكان سيتمّ الإعلان عن عقوبات على لبنان، في الوقت نفسه، لولا تحريك ملف الفاخوري أول من أمس". وقال:"لهذا السبب، اتُّفِقَ على مخارج سريعة منذ يومين. وبحسب الأوساط الغربية أيضاً، فإن الأميركيين باتوا يتعاملون مع ملفّ الفاخوري على أساس أنه أصبح في يدهم. ومن هنا، قد تُفتَح محاكمة جديدة ومستقلّة في حقّه في لبنان، بالفعل، ولكن إجراءاتها ستكون غيابية". ورداً على تداعيات كل هذا المشهد على عمل الحكومة مستقبلاً، أجاب المصدر:"توجد صفقة كبرى بين "حزب الله"من جهة، والدولة اللبنانية من جهة أخرى. ولا يُمكن لـ "الحزب" أن يمسّ بها أبداً، لأن ليس بإمكانه الإختلاف مع الدولة". وأضاف:"أي تحرّك زائد عن حدّه من قِبَل "الحزب" في ملف الفاخوري، سيكثّف الحصار الأميركي عليه وعلى الدولة اللبنانية، بموازاة أن الدولة نفسها لن تتمكّن من دعمه بعدما يكون جلب الجحيم الأميركي، وربما الدولي، إليها".

وختم:"التحالف بين "العهد" و"حزب الله" استراتيجي كبير، ولن يتمّ التفريط به، أو وضعه في خطر، بسبب الفاخوري".

 

لبنان ينعزل والاختبار الأصعب لكبح الإصابات

النهار/18 آذار/2020

اذا كانت الضجة الواسعة التي اثارها توقيت حكم المحكمة العسكرية بتخلية عامر الفاخوري ‏والظروف الغامضة التي أحاطت به تثبت تكرارا ان لبنان هو بلد المفارقات والغرائب ‏العجيبة، بدليل ان هذه الضجة كادت تحجب أخطر تهديد صحي للبنان اسوة بدول العالم ‏التي ترتجف تحت انتشار فيروس كورونا، فان ذلك لا يعني اطلاقا تجاهل الفترة الشديدة ‏الحرج والدقة والخطورة التي يجتازها لبنان في حربه مع زحف الفيروس وانتشاره السريع. ‏ففي اليوم الثالث بعد بدء تنفيذ حال التعبئة في لبنان، سيبدأ منتصف ليل الأربعاء - ‏الخميس (أي هذه الليلة) تنفيذ قرار وقف الرحلات الجوية في مطار رفيق الحريري الدولي ‏بين لبنان والعالم باستثناء حالات محددة، بما يعني ان لبنان سيُصبِح معزولا تماما عن العالم ‏الخارجي في سابقة لا مثيل لها الا في اعتى حقبات الحروب والاجتياحات. وهذا الإجراء ‏سيفتح الباب امام تزخيم الإجراءات والتدابير والخطط الجارية او التي ستبدأ لزيادة الضغط ‏حتى ذرواته لالتزام المواطنين التزاما صارما ومتشددا البقاء في المنازل وعدم مغادرتها الا ‏للضرورات القصوى، وهو الإجراء الذي تعول عليه السلطات الصحية والرسمية تعويلا ‏حاسما لكسر سلسلة العدوى السريعة التي يتسم بها فيروس كورونا وبداية تراجع الإصابات ‏بوتيرة اخف مع نهايات مهلة الأسبوعين التي حددها مجلس الوزراء لحال التعبئة.

ويقول ‏خبراء في القطاع الصحي وأطباء متخصصون بان لبنان يقف واقعيا امام الاختبار الأكبر ‏والأخطر لإنقاذ نفسه من الانزلاق نحو المرحلة الثالثة من اتساع انتشار الفيروس والتي غالبا ‏ما تحمل خطر ارتفاع الإصابات الى مستويات يصعب السيطرة عليها وينوء تحت أثقالها ‏الجسم الطبي والاستشفائي بما يخشى معه من تكرار تجارب مريرة تجتازها حاليا دول ‏متطورة وقادرة كإيطاليا، ومع ذلك تشهد ارتفاعا مخيفا في اعداد الإصابات والضحايا. حتى ‏ان هؤلاء الخبراء والأطباء المتشددون في تأييد اقصى التشدد في تنفيذ إجراءات الطوارئ ‏والتعبئة وما اليها من تسميات، يحذرون بشدة من انه ما لم يرتفع مستوى التزام المنازل ‏وعدم مغادرتها بشكل كثيف جدا، فان الامر سيستتبع حتما حصول مأساة.  ويقول هؤلاء انه ‏ربما لا يزال من الاحتمالات الضاغطة ان تعلن حالة منع التجول دفعة واحدة لان في اعتقاد ‏الخبراء ان منعا حديديا وقاسيا للتجول لفترة أسبوع فقط ستساهم بقوة في بدء الحد من ‏الإصابات وبداية تلمس النتائج الإيجابية للاستجابة الجماعية الواسعة لخطط التعبئة ‏ومكافحة انتشار الفيروس. وفي أي حال كشفت المصادر المعنية بالإجراءات الجارية منذ ‏اعلان حال التعبئة ان القوى العسكرية والأمنية تواكب بقوة تنفيذ الخطة لمنع أي أنواع من ‏التجمعات والحؤول دون خروقات خطيرة وجدية للقرارات المتعلقة بضرورة التزام ‏المواطنين منازلهم. ولفتت المصادر المعنية الى ان ما يتبعه لبنان حاليا في مواجهة إعصار ‏كورونا ينطبق تماما على توصيات وتوجيهات منظمة الصحة العالمية بما يعني ان التشدد ‏المطلق في خطة الطوارئ او التعبئة لمدة أسبوعين هو المعيار المعتمد عالميا كمحاولة ‏حاسمة لكسر سلاسل الانتشار البشري التي تعد الشريان الأخطر لانتشار الفيروس بسرعة ‏ولذا ستكون الإجراءات متدحرجة ومتصاعدة خلال الأسبوعين الحالي والمقبل من اجل ‏تحقيق هذا الهدف وعدم تفويت فرصة يمكن من خلالها فعلا بدء تراجع الإصابات تدريجا.

تجفيف المرض

وأفادت وزارة الصحة امس ان مجموع حالات الإصابة المثبتة مخبريا بكورونا بلغ 120 إصابة ‏فيما سجلت حالتا شفاء إضافيتان. وناشدت الوزارة المواطنين التقيد بالتدابير الصارمة ‏والتزام المنازل الا عند الضرورة القصوى.كما لفتت تكرارا الى "اننا امام أسبوعين مهمين ‏جدا ". وأوضحت انه مع اقفال المطار وعزل لبنان عن العالم ندخل في مرحلة الحجر ‏الصحي "وعلى اللبنانيين التزام منازلهم لتجفيف المرض"..‎ ‎ وأثير في جلسة مجلس الوزراء امس التي اتعقدت في السرايا وسط ترتيبات خاصة لجلوس ‏الوزراء متباعدين عن بعضهم مدى استجابة المواطنين للإجراءات التي قررتها الدولة فاظهر ‏ارتياحا لنسبة الاستجابة مشددا على ضرورة تصاعد هذه النسبة ومتابعتها بدأب. كما قرر ‏المجلس انشاء صندوق خاص لقبول التبرعات لمواجهة هذه الازمة وتقرر ان يقدم وزير ‏الصحة في الجلسة التي سيعقدها المجلس غدا جردة مفصلة بالمستشفيات الحكومية ‏والخاصة المجهزة لاستقبال المصابين وكذلك أماكن الحجر الصحي على ان تغطي الدولة ‏المصابين غير الخاضعين للهيئات الضامنة وتأكيد تحمل شركات التأمين مسؤولياتها في ‏تغطية المصابين لعملائها. ويشار في هذا السياق الى ان المواجهة التي حصلت بين وزير المال غازي وزني وجمعية ‏المصارف حول اقفال المصارف لأسبوعين أدت الى عقد اجتماع امس بين الفريقين أفضى ‏بناء على طلب الوزير الى توافق على فتح المصارف لبعض فروعها ابتداء من اليوم وتنظيم ‏دوام العمل والقيام بالإجراءات المطلوبة لتسيير الخدمات المصرفية من اجل تلبية حاجات ‏الناس في هذه الظروف الصعبة. واتفق ان يعلن كل مصرف لائحة الفروع المعنية بالقرار ‏وهو الامر الذي بدأ تنفيذه بعد الاجتماع.

وفي السياق المالي علمت "النهار" من مصادر وزارية مطلعة ان الحكومة فتحت من خلال ‏الاستشاري "لازارد" خطوط الاتصالات مع الدائنين سعيا الى اطلاق المفاوضات حول إعادة ‏برمجة الديون المستحقة. ولذا درس مجلس الوزراء المراحل التي بلغتها اعمال اللجان ‏الكلفة وضع الخطة الاقتصادية والتي ستنبثق منها مقاربة الحكومة لازمة الدين ‏والمعالجات التي تقترحها الحكومة لتحقيق امرين: خفض الدين والعجز في المالية العامة ‏وتامين الموارد المالية المطلوبة لسداد الدين.

عاصفة الفاخوري

وسط هذه الأجواء تصاعدت تداعيات حكم المحكمة العسكرية الذي قضى بتخلية آمر ‏معتقل الخيام إبان الاحتلال الإسرائيلي للجنوب عامر الفاخوري خصوصا ان المعلومات ‏المتوافرة عن مصيره رجحت ان يكون لجأ الى السفارة الأميركية في عوكر باعتبار انه يحمل ‏الجنسية الأميركية. كما ان معلومات أخرى ترددت ليل امس عن توجه طائرة خاصة من ‏اليونان الى بيروت لنقل الفاخوري الى أوروبا ومنها الى الولايات المتحدة. ولكن مفوض ‏الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي غسان خوري طلب من محكمة التمييز العسكرية ‏نقض الحكم وإصدار مذكرة توقيف في حق الفاخوري وإعادة محاكمته فيما لم تظهر دلائل ‏الى امكان أي تبديل في المسار الذي تبع صدور حكم المحكمة العسكرية بما يستبعد معه ‏امكان إعادة توقيف الفاخوري. ولفت في الاصداء السياسية لهذا التطور الموقف الحاد ‏الذي اتخذه رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط من تورط فريق العهد في اطلاق ‏الفاخوري.  وقال جنبلاط ان "محامي الشيطان في مركز القرار المزدوج الولاءات وجد ‏الفتوى المناسبة للافراج عن العميل عامر الفاخوري". وتساءل ما نفع التشكيلات القضائية ‏والحديث عن استقلالية القضاء وأضاف "انها جرعة السم للرئاسة".. ‎ ‎ومع ان الوزير السابق جبران باسيل رفض الرد على ما وصفه "بالافتراءات الإعلامية التي ‏طاولته زورا في هذه القضية فانه نفى عبر مكتبه ان يكون على أي معرفة بالفاخوري او ‏ان تكون له أي علاقة به..

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

مدير منظمة الصحة العالمية: كورونا «عدو للبشرية» وقال إن الفيروس يمثل تهديداً غير مسبوق وأعلن دعم التجارب على أدوية لمكافحته

جنيف: «الشرق الأوسط أونلاين»/18 آذار/2020

صنّف مدير عام منظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم غيبرييسوس، اليوم (الأربعاء)، فيروس كورونا المستجد «عدوا للبشرية». وقال، في مؤتمر صحافي، بحسب وكالة الصحافة الفرنسية، إنّ «هذا الفيروس يمثّل تهديداً غير مسبوق، ولكنّه يمنح أيضاً فرصة غير مسبوقة لكي نحتشد ضدّ عدو مشترك، عدو للبشرية».  وأوضح تيدروس أن المنظمة تقوم بتنسيق التجارب الخاصة بالعديد من الأدوية المحتملة لعلاج فيروس كورونا المستجد (كوفيد - 19)، في الوقت الذي تجاوز فيه عدد حالات الإصابة في أنحاء العالم 200 ألف حالة. وقال: «ربما لا تعطينا التجارب العديدة والمحدودة والتي تتم بوسائل مختلفة، الدليل الواضح والقوي الذي نحتاج إليه لمعرفة أي العلاجات يمكن أن تنقذ الأراوح». وأضاف: «تستهدف هذه الدراسة العالمية وواسعة النطاق، توفير البيانات القوية التي نحتاج إليها، لتحديد الأدوية الأكثر فعالية». وحتى الآن، قالت الأرجنتين والبحرين وكندا وفرنسا وإيران والنرويج وجنوب أفريقيا وإسبانيا وسويسرا وتايلاند إنها ستنضم إلى المشروع. وفي إطار متصل، قال تيدروس إن عدد حالات الإصابة المؤكدة بفيروس كورونا الذي بدأ تفشيه من الصين في ديسمبر (كانون الأول)، قد تجاوز 200 ألف حالة، فضلا عن 8 آلاف حالة وفاة. وتم تسجيل أكثر من 80 بالمئة من تلك الحالات في آسيا وأوروبا.

 

 25 مليون شخص مهددون بخسارة وظائفهم بسبب تفشي «كورونا»

جنيف: «الشرق الأوسط أونلاين»/18 آذار/2020

أعلنت الأمم المتحدة، اليوم الأربعاء، أن وباء «كوفيد 19» سيؤدي إلى خسارة عدد كبير من الأشخاص وظائفهم، وأن هذا العدد قد يصل إلى 25 مليوناً في العالم. وذكرت منظمة العمل الدولية في دراسة جديدة أن «الأزمة الاقتصادية الناجمة عن وباء (كوفيد 19) قد تزيد عدد العاطلين عن العمل في العالم ليصل إلى 25 مليوناً». وأضافت أن سياسة منسقة دولياً لمواجهة فيروس «كورونا» المستجدّ قد تساهم في «خفض هذا العدد إلى حد كبير». ودعت المنظمة إلى إجراءات عاجلة وواسعة النطاق ومنسقة لحماية العمال في أماكن العمل وتحفيز الاقتصاد ودعم الوظائف والدخول. وتقدر المنظمة أن البطالة حول العالم سترتفع بما يتراوح بين 5.3 مليون في أقل التقديرات، و24.7 مليون في أعلى التقديرات. وبالمقارنة فإن الأزمة المالية العالمية في 2008 و2009 زادت البطالة حول العالم بمقدار 22 مليون. وقال جاي رايدر المدير العام للمنظمة «هذه لم تعد مجرد أزمة صحة عالملية، إنها أزمة كبيرة لسوق العمل أيضا وأزمة اقتصادية لها تأثير ضخم على الناس».

 

ترمب يفعّل قانون الإنتاج الدفاعي... وسفينة طبية إلى نيويورك لاحتواء «كورونا» وإصابة 49 جندياً بالجيش الأميركي بالفيروس

واشنطن: «الشرق الأوسط أونلاين»/18 آذار/2020

أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترمب، اليوم (الأربعاء)، أنه قرر تفعيل قانون الإنتاج الدفاعي لاستخدامه في مواجهة تداعيات عدوى فيروس كورونا، وسن قانوناً يتيح للحكومة الأميركية تسريع إنتاج المعدات المطلوبة. وقال ترمب أيضاً، إنه سيتم إرسال سفينة طبية إلى مدينة نيويورك، أكثر المناطق تأثراً بالفيروس؛ لمساعدة الناس المتضررين بالعدوى، موضحاً أنه سيتم نشر مستشفى آخر مماثل في الساحل الغربي. إلى ذلك، قالت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، اليوم، إن عدد الجنود الذين أكدت الاختبارات إصابتهم بفيروس كورونا زاد إلى 49 بعد أن كانوا 36 جندياً مصاباً أمس. وأضافت الوزارة في بيان، أنه بالإضافة إلى الجنود أصيب بالفيروس 14 موظفاً مدنياً و19 من أسرهم وسبعة متعاقدين. وأعلن ترمب في وقت سابق اليوم اتفاق بلاده وكندا على إغلاق الحدود البرية بينهما مؤقتاً أمام «التنقلات غير الأساسية». وكتب ترمب على «تويتر»، «التجارة لن تتأثر. التفاصيل ستأتي لاحقاً!». وسجلت الولايات المتحدة 106 حالات وفاة بالفيروس، فضلاً عن 6340 إصابة، في حين سجلت كندا 375 حالة إصابة بالفيروس، من بينهم زوجة رئيس الوزراء جاستن ترودو، بحسب آخر إحصاء صدر الاثنين الماضي.

 

الزرفي... أصغر رئيس وزراء عراقي مكلف منذ 2003/ولد في النجف... وانتمى مبكراً إلى حزب «الدعوة»

بغداد: فاضل النشمي/18 آذار/2020

ينظر البعض إلى تكليف عدنان عبد خضير عباس مطر الزرفي بتشكيل الحكومة العراقية المقبلة كنوع من أنواع «الإزاحة الجيلية» التي تكللت بغياب الصف الأول من كبار الساسة في مرحلة ما بعد 2003، ليحل محلها الجيل الثاني من ساسة تلك المرحلة.

الزرفي، الذي ولد عام 1966 في محافظة النجف الدينية، أصغر من حيث العمر (54 عاما) بـ14 عاماً عن رئيس الوزراء السابق حيدر العبادي (68 عاماً) الذي كان بدوره أصغر من جميع من سبقوه في منصب رئاسة الحكومة، مثل (إياد علاوي، وإبراهيم الجعفري، ونوري المالكي، وعادل عبد المهدي). والمفارقة أن الزرفي هو الرئيس الحالي لكتلة ائتلاف «النصر» النيابية التي يتزعمها العبادي. على أن العمر الصغير نسبيا لرئيس الوزراء المكلف مقارنة بساسة الخط الأول، لم يمنع الزرفي من أن يحجز لنفسه مكانة مهمة في السياق السياسي بعد 2003، حيث شغل منذ عام 2004، منصب محافظ النجف، وعام 2006 فاز بعضوية مجلس محافظة النجف ورأس كتلة «الوفاء للنجف» المقربة من ائتلاف «دولة القانون» وزعيمها نوري المالكي، وبدعم من هذه الكتلة تمكن عام 2009 من العودة إلى منصب المحافظ واستمر فيه حتى عام 2015، قبل أن يقيله مجلس محافظة النجف من منصبه على خلفية فساد.

في المؤتمر الذي عقد عقب جلسة إقالة الزرفي من منصب محافظ النجف في 13 يوليو (تموز) عام 2015، قال رئيس مجلس محافظة النجف خضير الجبوري ما نصه: «يوم تاريخي يسجل في تاريخ مدينة النجف وفي تاريخ مجالس المحافظات. اليوم باسم أهالي النجف وباسم كل الشرفاء وباسم كل الخيرين، قرر مجلس محافظة النجف إقالة الأستاذ عدنان الزرفي من منصب محافظ النجف وإحالة كل ملفات الفساد إلى هيئة النزاهة». وأضاف أن «كل المشاريع العمرانية أعطيت إلى أشخاص قريبين من السيد المحافظ وأغلبهم من كتلته العامة (يقصد دولة القانون)». غير أن الزرفي رد في حينها على موضوع إقالته والتهم التي أثيرت ضده، بأنها «كيدية وتقف وراءها دوافع شخصية وسياسية». ولم يحل موضوع الإقالة والتهم دون مواصلة الزرفي لمسيرته السياسية، حيث تحالف بوصفه الأمين العام لـ«حركة الوفاء العراقية» مع رئيس الوزراء السابق حيدر العبادي في ائتلاف «النصر» وتمكن من الفوز بمقعد نيابي عن محافظة النجف في الانتخابات العامة التي جرت في مايو (أيار) 2018، واختير لمنصب رئيس الكتلة في البرلمان. تقول السيرة الذاتية لرئيس الوزراء المكلف إنه باشر العمل السياسي في وقت مبكر، حيث انتمى إلى حزب «الدعوة الإسلامية» عام 1983، لكن مصدرا مطلعا في حزب «الدعوة» ذكر لـ«الشرق الأوسط» أن «الزرفي لم يكن من الأسماء المعروفة وانقطعت صلته بالحزب بعد عام 2003». كما تشير سيرته الذاتية أيضا، إلى أنه اعتقل وحكم عليه بالسجن المؤبد بين الأعوام 1988 – 1991، وتمكن من الهروب من سجن أبو غريب عام 1991، ليلتحق بـ«الانتفاضة التي انطلقت في العام نفسه بعد هزيمة التحالف الدولي لنظام الرئيس الراحل صدام حسين وطرده من الكويت. وعقب انتهاء الحرب والقضاء على «الانتفاضة» الذي نشبت في 14 محافظة عراقية، فر عدنان الزرفي إلى مخيم «رفحاء» للاجئين العراقيين الفارين من بطش نظام صدام حسين في المملكة العربية السعودية. عام 1994 غادر الزرفي مخيم رفحاء مهاجرا إلى الولايات المتحدة التي حصل على جنسيتها وعاد عام 2003، ضمن فريق هيئة الإعمار العراقي الذي شكلته الولايات المتحدة لإدارة المرحلة الانتقالية بعد إطاحة نظام صدام حسين في العام نفسه. بقي أن يقال إن تكليف الزرفي الحاصل على إجازة في الفقه من جامعة الكوفة، لم يمر دون علامات استفهام واعتراض بعض الجهات؛ نظراً لجذوره في حزب «الدعوة» وعلاقته بائتلاف «دولة القانون» المتهمين بإدارة الدولة العراقية لنحو 15 عاما بطريقة خاطئة. إلى جانب الشكوك المتعلقة بعلاقاته المتينة بالولايات المتحدة كما يقول بعض خصومه من الفصائل الموالية لإيران في تحالف «الفتح» الحشدي. وفيما ينظر إليه بوصفه أحد أبرز الساسة الداعمين للحراك الاحتجاجي الذي انطلق في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، يشكك آخرون بدوافع ذلك الدعم ويضعونه في خانة «ركوب موجة المظاهرات للحصول على مكاسب سياسية».

 

مباحثات إيرانية ـ عراقية لتعاون قضائي حول مقتل سليماني

لندن: «الشرق الأوسط»/18 آذار/2020

أعلن المتحدث باسم القضاء الإيراني أمس عن مباحثات إيرانية - عراقية في إطار تشكيل ملف قضائي دولي لمتابعة قضية قاسم سليماني قائد «فيلق القدس» الذراع الخارجية لعمليات «الحرس الثوري» الذي قتل بداية يناير (كانون الثاني) الماضي بضربة جوية أميركية في مطار بغداد. وقال إسماعيلي إن العراق «رحبت» بمتابعة الملف القضائي، مشيرا إلى تشكيل هيئتين قضائية واستشارية لمتابعة مقتل سليماني. وأمر الرئيس الأميركي دونالد ترمب شخصيا بتوجيه ضربة جوية قتل فيها سليماني ونائب ميليشيا الحشد الشعبي، أبو مهدي المهندس، بسبب هجوم صاروخي على قاعدة عسكرية أميركية بالعراق، قامت به جماعة مدعومة من إيران في ديسمبر (كانون الأول)، في هجوم أسفر عن مقتل متعاقد أميركي ويعتقد أن سليماني لعب دورا في تدبيره. وقال مسؤولون أميركيون في يناير إن سليماني قُتل على إثر معلومات مخابراتية، مؤكدين أن القوات العاملة تحت قيادته تخطط لمزيد من الهجمات على أهداف أميركية في المنطقة.

وقال إسماعيلي في مؤتمر صحافي بطهران أمس إن الادعاء العام الإيراني شكل ملف اتهام خاصا بملاحقة من وجهوا أوامر بالهجوم على سليماني ومرافقيه، لافتا إلى تكليف أحد نواب المدعي العام الإيراني بمتابعة الملف القضائي، بالتعاون مع محكمة خاصة بالشؤون الدولية بحسب وكالة «إيلنا». وأشار إسماعيلي إلى تشكيل فريق استشاري مكون من الشؤون الخارجية للقضاء الإيراني ووزارة الاستخبارات و«الحرس الثوري»، إضافة إلى «فيلق القدس» ولجنة حقوق الإنسان التابعة للجهاز القضائي، لمتابعة ملف سليماني. ولفت إسماعيلي إلى اتصالات جرت بين الجهازين القضائي الإيراني والعراقي، مشيرا إلى زيارة وفد من القضاء العراقي إلى إيران وإجراء مباحثات في هذا الصدد. وذكر إسماعيلي أن الوفد الإيراني ينوي زيارة بغداد لمتابعة التعاون بين البلدين فيما يخص سليماني. يأتي هذا بعد أيام على هجوم صاروخي على قاعدة التاجي العراقية العسكرية شمال بغداد، الذي أودى بحياة جندي بريطاني وجنديين أميركيين. وألقت وزارة الدفاع الأميركية بمسؤوليته على عاتق جماعة كتائب «حزب الله» العراقية المدعومة من إيران.

 

شباب الانتفاضة يتحدون القمع ويضرمون النيران في دمى خامنئي ومعتقلو نوفمبر يُضربون عن الطعام... وواشنطن تعاقب "البتروكيماويات"

واشنطن – وكالات/18 آذار/2020

 رغم حالة التأهب القصوى، احتفل شباب الانتفاضة وأنصار منظمة “مجاهدي خلق” في طهران والمدن الإيرانية بليلة الأربعاء الأخير من السنة الإيرانية، بحرق دمى المرشد علي خامنئي وقائد “فيلق القدس” السابق قاسم سليماني وصورهما، وذلك استجابة لدعوة هيئة قيادة منظمة “مجاهدي خلق” لتحويل ليلة الأربعاء الأخير من السنة الإيرانية، إلى الاحتجاج ضد نظام الملالي. ودان المحتجون دور خامنئي ونظامه في نشر فيروس “كورونا”، عبر شعارات مثل “يا خامنئي أنت الفيروس”، “وباء ولاية الفقيه، عامل إبادة الشعب”، “ولاية الفقيه جلبت وباء كورونا للشعب”، “سنحاكمك يا خامنئي القاتل”، “الموت لخامنئي والتحية لرجوي”.

وجاءت هذه النشاطات، في وقت أعلن قائد شرطة طهران الكبرى “إنشاء أربعة معسكرات فجر وفتح ونصر ورمضان، وأن قوة الشرطة جاهزة بنسبة 100 في المئة، مع 1450 دورية آلية وبالدراجات النارية و 400 دورية مشاة، ولن يكون هناك أي تسامح، ونحذرهم من التجمع”. وأفاد متحدث باسم قوى الأمن الداخلي باعتقال 630 شخصًا في جميع أنحاء البلاد وإحالتهم إلى المحاكم، كما قال قائد قوى الأمن الداخلي في أصفهان إن “هناك دائمًا أشخاص يخلون بالنظام الاجتماعي والأمن والصحة العامة، وأن الشرطة ستتعامل معهم تعاملا جديًا”.

كما قال المدعي العام في قزوين إن من ينظم التظاهرات سيتم التعامل معه دون تسامح، وقال المدعي العام لأذربيجان الشرقية، إنه لن يسمح “لبعض المخالفين بالمس بأمن المواطنين وهدوئهم… أي مسيرة بما في ذلك احتفالات الاربعاء محظورة”. في غضون ذلك، أعلن الرئيس حسن روحاني أمس، أن الصناعة النووية الإيرانية في حلّ من جميع القيود التي فرضت عليها، زاعما أن بلاده “ردت وسترد على اغتيال واشنطن لقائد “فيلق القدس” التابع للحرس الثوري قاسم سليماني”. من جانبهم، أعلن سجناء سياسيون ومعتقلون جراء انتفاضة نوفمبر الماضي، في سجن فشافويه، إضرابهم عن الطعام للاحتجاج على ترك النظام لهم يموتون أحياءاً. وقالوا في بيان “توفي عدة أشخاص في نفس السجن نتيجة لفيروس كورونا. بالتأكيد سوف ينتشر هذا الفيروس إلى جناحنا”. في غضون ذلك، أعلنت وزارة الخارجية الأميركية، استهداف عدد من الشركات في الصين وهونغ كونغ وجنوب إفريقيا، في جولة جديدة من العقوبات المرتبطة بإيران فيما يتعلق بالبتروكيماويات. وذكرت في بيان أن من بين الكيانات المستهدفة ثلاث شركات صينية، وشركة الاستثمار للأمن الاجتماعي التابعة للقوات المسلحة في إيران.

 

“كوفيد 19 يقتل قيادات إيران… و”أتلانتك” تسأل: أين خامنئي؟

السياسة/18 آذار/2020

وضعت مجلة “أتلانتك” الأميركية عددا من علامات الاستفهام، بشأن الاختفاء المريب للمرشد الإيراني علي خامنئي، مؤكدة أن مشكلة فيروس “كورونا” في إيران أكبر بكثير مما هو معترف بها، وإن العدد الحقيقي للحالات ربما يكون أكبر بمئات المرات من العدد الرسمي. وفي ظل تواتر أنباء مرض كبار القادة، حيث توفي أخيرا عضو مجلس خبراء القيادة هاشم بطحاي غولبايغاني، ذكرت المجلة أن مركز التكهنات هو المرشد خامنئي، معتبرة غيابه يجعل الجميع، حلفاء وأعداء، يتساءلون عما إذا كان الفيروس التاجي أسقطه أيضاً. ولفتت إلى أنه في احتفالات السنة الفارسية الجديدة، أو عيد النوروز، ألغت إيران خطاب خامنئي قبل 10 أيام، متساءلة “ألم يستطع خامنئي أن يلقي خطابه من ستوديو؟”، مشيرة إلى أنه على مدى الأسبوعين الماضيين، كانت التكهنات متفشية، وشائعات إصابة خامنئي كبيرة. واعتبرت أنه “ما قد ينقذ خامنئي هو أن الأمة الإيرانية بأسرها تعاني معاً، وليس من الواضح ما هي المؤسسات الصحية بما يكفي لمنافسة قيادته. فضباط الحرس الثوري يُعانون من (كوفيد 19)، تماماً كما هي الحال مع المدنيين”.

 

وفاة عضو جديد بمجلس خبراء القيادة وضحايا “كورونا” إلى 1135

طهران، عواصم – وكالات/18 آذار/2020

 أعلنت إيران وفاة عضو مجلس خبراء القيادة هاشم بهتاي غولبايغني، جراء إصابته بفيروس “كورونا”، ليرتفع عدد الوفيات في صفوف المسؤولين الحاليين والسابقين بالمرض إلى نحو 12، بينما أصيب 13 آخرون خضع بعضهم للحجر الصحي، فيما تجري معالجة البعض الآخر. وذكرت وكالة “إسنا” شبه الرسمية أن الفيروس تسبب كذلك بوفاة خبير الاقتصاد البارز فاريبورز رايس دانا (71 عاما)، بعد ستة أيام على نقله إلى المستشفى. من جانبها، أعلنت وزارة الصحة الإيرانية أمس، ارتفاع عدد الوفيات الناجمة عن فيروس “كورونا” إلى 1135 حالة، بعد تسجيل 147 حالة وفاة جديدة. وقال مساعد وزير الصحة علي رضا رئيسي، إن عدد الإصابات ارتفع إلى 17361 حالة بعد تسجيل 1192 حالة إصابة جديدة، مضيفا أن 5710 من المصابين تعافوا. وأضاف أن نحو 18 مليون إيراني شاركوا في حملة أطلقتها الوزارة للفحص، من ضمنهم 13 مليونا عن طريق الوحدات الصحية، وخمسة ملايين عن طريق الموقع الالكتروني للوزارة. بدورها، منعت السلطات احتفالات عيد النوروز في طهران ومحافظات عدة، حيث قال مسؤول الشرطة في طهران حسين رحيمي إنه “سيتم منع كل تجمّع بمناسبة عيد النوروز، وستفرض الشرطة احترام المنع”، واتخذت محافظات عدة اجراءات مشابهة، على غرار أصفهان وغولستان وخوزستان. من ناحية أخرى، كشف مصدر في صندوق النقد الدولي، أن المفاوضات جارية بشأن منح قرض لإيران بقيمة خمسة مليارات دولار بشكل سريع، موضحا أن الصندوق يدرك حاجة إيران لهذه المبالغ لدعم حملتها لمكافحة “كورونا”. على صعيد متصل، رأت صحيفة “ذا هيل” الأميركية أن التوترات بين الولايات المتحدة وإيران، تتصاعد بدرجة مشابهة لتلك التي دفعت البلدين إلى حافة حرب في بداية العام الجاري، موضحة أنه وفيما يركز البلدان على مواجهة وباء فيروس “كورونا”، يرى الجيش الأميركي أن هذا الوضع يجعل إيران أكثر خطورة، فقد يدفعها إلى العمل في الخارج لتشتيت الانتباه عن أزمة تفشي الفيروس فيها.

 

4 كتل شيعية تعارض تكليف الزرفي تشكيل الحكومة الجديدة والقوات الأميركية انسحبت من قاعدة "القائم"... وسقوط صاروخين قرب المنطقة الخضراء

بغداد – وكالات/18 آذار/2020

 أعلنت أربع كتل شيعية ممثلة في البرلمان العراقي، أمس، عدم تأييدها لقرار الرئيس برهم صالح بتكليف عدنان الزرفي لتشكيل الحكومة الجديدة.

وذكرت الكتل، في بيان في ختام اجتماع عقد ليل أول من أمس، ضم “الفتح” و”دولة القانون” و”النهج الوطني” و”العقد الوطني”، أن عملية التكليف شهدت “مخالفات دستورية وتجاوزاً للأعراف والسياقات السياسية المعمول بها في الدولة العراقية الاتحادية”. واتهمت رئيس الجمهورية بتجاوز جميع السياقات الدستورية والأعراف السياسية “من خلال رفضه تكليف مرشح الكتلة الأكبر ابتداء بطريقة غير مبررة وإعلانه ذلك رسمياً.. وما يقلقنا هو أن حامي الدستور يعلن مخالفته الدستورية على الملأ”. وأكدت “نعلن رفضنا الواضح لهذا المسار وما نتج عنه من تكليف … وسنستخدم جميع الطرق والوسائل القانونية والسياسية والشعبية لإيقاف هذا التداعي الذي إن استمر فإنه سيهدد السلم الأهلي ويفكك النسيج الوطني”. وفي بيان مستقل، أبدى “تيار الحكمة”، بزعامة عمار الحكيم، اعتراضه على آلية تكليف الزرفي رئيساً للحكومة، وتحفظه على الطريقة التي اعتمدت في التكليف، متهماً صالح بـ”عدم الاكتراث لعدد مهم من القوى الأساسية في الساحة السياسية”. وأكد “حرصه الكامل على تجاوز المنعطف الذي تشهده البلاد في ظرفٍ دقيق، وسعيه الحثيث إلى لملمة المواقف وإنضاجها وتقريب الوجهات باتجاه الخروج من الأزمة السياسية القائمة”.

ودعا جميع الأطراف إلى “رأب التصدعات والالتزام بالدستور ومراعاة السياقات الوطنية التي بنيت على أساسها العملية السياسية وحكوماتها المتعاقبة، والمضي في مشوار الإصلاح”. وفي السياق، علق زعيم “التيار الصدري” مقتدى الصدر، أمس، على تكليف الزرفي، داعياً إلى عدم تدخل دول الجوار في آلية اختيار المكلف. وقال إنه “سواء أكان المرشح وفق الضوابط أم لم يكن كذلك، فهذا أمر راجع لنا نحن العراقيين لا غير”، مضيفاً إنه “لا داعي لتدخل أصدقائنا من دول الجوار أو غيرها، سيما المحتل، ولتعلموا أن صراع السياسيين الذي ما عاد يطاق، هو من غير آلية الاختيار”. وأشار إلى أن “اختيارهم، لأناس غير أكفاء أو اختلافهم وعدم توقفهم على مرشح، هو ما استدعى اختيار شخص غير مناسب غير مقرب لنا ولكم”، موضحاً “عموماً فلست بصدد إعطاء رأي بهذا المرشح أو غيره، بل جل ما يهمني سيادة العراق”. بدوره، أشاد رئيس ائتلاف “الوطنية” إياد علاوي، أمس، بشجاعة المتظاهرين، مناشداً إياهم بالصمود لتحقيق المطالب المشروعة. وكان الزرفي تعهد في وقت سابق، في أول خطاب له بعد إعلان تكليفه، بأنه سيعمل على التحضير “لإجراء انتخابات حرة ونزيهة وشفافة، بالتعاون مع ممثلية هيئة الأمم المتحدة العاملة في العراق وخلال مدة أقصاها سنة واحدة من تشكيل الحكومة”. وأعلن عن سعيه للانفتاح على دول الجوار في إطار سياسة تبتعد عن الصراعات الاقليمية والدولية، مؤكداً أنه سيعتمد سياسة خارجية قائمة على مبدأ “العراق أولاً والابتعاد عن الصراعات الإقليمية والدولية التي تجعل من العراق ساحة لتصفية الحسابات”.ووعد بالعمل على حصر السلاح بيد الدولة والقضاء على كل المظاهر المسلحة وبسط سلطة الدولة.

في غضون ذلك، أعلن وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، أول من أمس، الثلاثاء، أن الزرفي، سيحظى بدعم واشنطن والمجتمع الدولي إذا كان سيدعم سيادة العراق وينأى بنفسه عن الفساد ويحمي حقوق الإنسان ضمن أمور أخرى.

من جانبها، رحبت ممثلة الأمين العام للأمم المتحدة في العراق جينين هينيس بلاسخارت، بتكليف الزرفي بتشكيل الحكومة العراقية الموقتة. وقالت بلاسخارت “نرحب بتكليف مرشح رئاسة الوزراء لتشكيل الحكومة، في ظل أزمات أمنية وسياسية واقتصادية وصحية غير مسبوقة”.

وأضافت إن “العراق بحاجة ماسة لتشكيلة وزارية فاعلة أمامها عمل شاق، وأن الدعم من جميع القوى السياسية حاسم للوحدة الوطنية والنجاح”. من ناحية ثانية، انسحبت قوات التحالف الدولي ضد تنظيم “داعش”، بقيادة الولايات المتحدة، من قاعدة “القائم” الستراتيجية الواقعة على حدود العراق مع سورية، وسلمتها للجيش العراقي. وذكرت غرفة العمليات المشتركة التابعة للتحالف، في بيان، أنها أقامت مراسم رسمية لتسليم القاعدة إلى القوات العراقية، بمشاركة مدير شؤون قوات الدعم فينسنت باركر. وقال باركر، “يرمز هذا اليوم للحظة تاريخية لغرفة العمليات المشتركة لعملية العزم الصلب وشركائنا في قوات الأمن العراقية”.

وأضاف “خدمت قاعدة القائم كموقع حيوي في الحرب على داعش، للمرة الأولى عندما حررت القوات العراقية منطقة القائم من الوجود الشرير للدواعش، ولاحقاً كقاعدة مهمة خلال معركة الباغوز (في سورية)، الأراضي الأخيرة التي كانت تحت سيطرة داعش”.

وأشار إلى أن “تسليم القاعدة حالياً بات ممكناً بفضل جهود ونجاحات شركائنا في قوات الأمن العراقية”. على صعيد آخر، أفادت خلية الإعلام الأمني، في بيان، ليل أول من أمس، بسقوط صاروخين في حي الجادرية قرب المنطقة الخضراء وسط بغداد، من دون وقوع اصابات، فيما قال مصدر أمني إن خمسة أشخاص أصيبوا جراء سقوط قذائف “هاون” في قضاء طوزخورماتو شرق محافظة صلاح الدي. من جهة أخرى، أعلنت وزارة الداخلية، أمس، إلقاء القبض على سبعة عناصر من “داعش” جنوب الموصل.

 

داعش” يسرح ويمرح في مناطق سيطرة الجيش الأميركي شرق الفرات

بومبيو أكد أن روسيا قتلت عشرات الأتراك بسورية... وأنقرة قصفت شمال الرقة

محافظ إدلب: أردوغان والتنظيمات الإرهابية لن ينفذوا اتفاق موسكو ويتخذون السكان دروعاً

دمشق – وكالات/18 آذار/2020

 تحت سمع وبصر الجيش الأميركي و”قوات سورية الديمقراطية” (قسد)، بريف دير الزور الشرقي، تواصل خلايا تنظيم “داعش” عمليات القتل والخطف وفرض الضرائب المالية على السكان. وقالت مصادر محلية في ديرالزور، إن عناصر من “داعش” أعدموا أحد الشبان أمام جمهور من السكان المحليين ضمن ملعب لكرة القدم بالريف الشرقي، الذي ينتشر فيه الجيش الأميركي و”قسد”. وأضافت ان المجموعة “الداعشية” اقتحمت أول من أمس، ملعب كرة قدم شعبي في بلدة الحوايج، وأعدموا الشاب ثم أحرقوا جثته على مرأى نحو 200 مدنياً من جمهور المباراة، قبل أن ينادوا بالجميع، إن “هذا جزاء من يسلم الأخوة”، في إشارة الى عناصر “داعش”. وأوضحت أن عناصر “داعش”، وبعد سقوط دولتهم المزعومة في شرق الفرات، انقسموا إلى قسمين، أحدهما انضم إلى “قسد”، المدعومة أميركياً، وبعضهم بات قادة في التنظيم، في حين بقى القسم الثاني ضمن مناطقهم بشكل خفي وعلني، ومازلوا ينشرون تعاليمهم والبروشورات الخاصة بالتنظيم، إلى جانب فرض الضرائب المالية على الناس، وقتل وتهديد كل من يخالفهم وكل ذلك تحت مسع وبصر “التحالف الأميركي” الذي يدعي محاربة التنظيم. على صعيد آخر، شن الجيش التركي وميليشيات “المعارضة السورية التركمانية”، التابعة له، قصفاً عنيفاً، ليل أول من أمس، على نقاط للجيش السوري في قرية عريضة بريف الرقة، التي تشهد اكتظاظاً بالمدنيين النازحين من جوارها. في غضون ذلك، أكد مسؤول سوري، أمس، أن فتح الطريق الدولي “أم فور” في إدلب سيتم من خلال عمل عسكري يقوم به الجيش السوري بدعم من روسيا، لأن تركيا والتنظيمات الإرهابية لن ينفذوا اتفاق موسكو بشأن إدلب.

وقال القائم بأعمال محافظ إدلب محمد السعدون، إن “هناك احتمالا أن تكون العراقيل التي يضعها الإرهابيون لعدم تنفيذ اتفاق موسكو تتم بدفع من أنقرة، واحتمال آخر أن تركيا غير قادرة على تنفيذ الاتفاق، وفي تلك الحالة، يترك الأمر للجيش السوري لينفذ هذا الاتفاق من خلال عمل عسكري”. وأوضح أن “المعلومات تؤكد أن المجموعات الإرهابية اتخذت من السكان دروعاً بشرية لإعاقة مرور الدوريات على الطرق الدولية، كما نسفت ودمرت جسراً من أجل إعاقة تنفيذ الاتفاق ومنع تشغيل الطريق”.

وأشار إلى وجود معلومات تفيد بأن “هناك العديد من المدنيين تم تهديدهم بالسلاح وإغراؤهم بالمال من أجل تنفيذ تلك الاعتصامات لإعاقة تنفيذ الاتفاق”. من جهة أخرى، أعرب وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، أول من أمس، عن اعتقاد الإدارة الأميركية بأن روسيا قتلت عشرات الجنود الأتراك أثناء عملياتها العسكرية في سورية. وقال، إن الإدارة الأميركية تبحث “تقديم مساعدات لتركيا (شريكتها في حلف شمال الأطلسي) بعد مقتل العشرات من جنودها في سورية”، من دون أن يوضح أين أو متى سقط هؤلاء الجنود الأتراك قتلى.

 

الغارديان”: بوتين أذل أردوغان… والأخير يبتز أوروبا

لندن – وكالات/18 آذار/2020

 أكدت صحيفة “الغارديان” البريطانية أمس، أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قام بإذلال نظيره التركي رجب طيب أردوغان بشكل غير مسبوق ولم يحصل منه سوى على القليل، وهو ما دفع بأردوغان إلى الالتفات إلى أوروبا، وابتزازها باللاجئين السوريين من أجل الحصول على المال. وذكرت الصحيفة في تقرير، أن تركيا ضغطت على القادة الأوروبيين لتقديم تعهدات مالية جديدة لمنع عشرات الآلاف من اللاجئين من مغادرة البلاد، ومحاولة الوصول إلى أوروبا وسط هجوم روسي – سوري شمال غرب سورية. وأضافت إنه في مكالمة هاتفية، أول من أمس، جمعت الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، ورئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، والمستشارة الألمانية أنغيلا ميركل، وأردوغان، ناقش الزعماء إمكانية التوصل إلى اتفاق جديد للاجئين. وأشارت إلى أن أردوغان اتُهم بالابتزاز من قبل الأوروبيين، واستخدام المهاجرين لانتزاع المزيد من المال من أوروبا.

 

“صندوق النقد” يرفض مساعدة فنزويلا للشكوك في شرعية مادورو

كراكاس- وكالات/18 آذار/2020

 بعد أن تقدمت فنزويلا بطلب نادر، للحصول على مساعدة صندوق النقد الدولي، من أجل مواجهة فيروس كورونا المستجد، رفض الصندوق منح البلد اللاتيني قرضا بقيمة 5 مليارات دولار. وعلل الصندوق قراره بـ “الشكوك المحيطة بشرعية الرئيس نيكولاس مادورو، في نظر المجتمع الدولي”. وقالت المؤسسة المالية الدولية ومقرها واشنطن: “للأسف فإن الصندوق ليس في موقع يتيح له درس هذا الطلب”، لأن هناك “عدم وضوح” في الاعتراف الدولي بحكومة مادورو. ولا تزال أزمة الحكم في فنزويلا قائمة بين مادورو، وزعيم المعارضة خوان غوايدو الذي اعترفت به عشرات الدول، ومنها الولايات المتحدة، رئيسا شرعيا للبلاد العام الماضي. وقال غوايدو إنه على اتصال بدول “حليفة” لإيصال إمدادات طبية إلى فنزويلا، الذي بلغ عدد المصابين به رسميا 33 شخصا، من دون أي وفاة.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

عامر الفاخوري طليقاً: العمالة لأي “دولة أجنبية” ليست وجهة نظر!

الشفاف/18 آذار/2020

تنويه:

إذ يتناول « الشفاف » موضوع عامر الفاخوري فذلك ليس من زاوية « الإعلام الإيراني » في لبنان (من « الأخبار » الإيرانية إلى.. « الميادين » الإيرانية أيضاً، أو حتى « الإعلاميين » المشاركين في « حراك ١٧ تشرين الأول » والساعين مع ذلك لتقديم « براءة ذمة ».. لمن؟

انطلاقاً من شعار أن « العمالة ليست وجهة نظر »، نحن نندّد بأي « عميل » يفتح « معتقلاً » ليمارس فيه التعذيب ضد مواطنين لبنانيين، سواء كان « معتقل الخيام » و «العمايل » التي ارتكبت فيه، أو « معتقلات الضاحية »،  التي استضافت، « تحت التعذيب »، اللبناني « جوزيف صادر » (أين هو الآن؟)، واللبناني « الشيخ حسين مشيمش »، وشبّان لبنانيين « شيعة » كثيرين!

انسحب الجيش العربي السوري “الباسل” قبل ١٥ سنة! متى ينسحب “الحرس” الإيراني؟

لا فرق بين « معتقل الخيام » و »معتقل البوريفاج » بادارة السيء الذكر رستم غزاله ومعتقل عنجر » بادارة الاسوأ غازي كنعان و «معتقل الاميركان » في طرابلس و«»معتقل المدفون » في البترون، ومعتقل « فرع فلسطين » في دمشق الذي كان « مفتوحاً » للبنانيين والفلسطينيين! ‎‎

لا فرق بين عميل إسرائيلي وعميل إيراني وعميل أسدي! لا فرق بين « احتلال » و »احتلال »!

 ونقطة على السطر!

حتى الساعة لم يعرف اين هو قائد معتقل الخيام ايام الاحتلال الاسرائيلي للبنان، عامر فاخوري الذي اوقفته الساطات اللبنانية في مطار بيروت الدولي، في شهر ايلول سبتمبر الماضي.

وإثر توقيفه في المطار، أصدرت القاضية نجاة ابو شقرا مذكرة توقيف وجاهية في حقه بتهمة العمالة لدولة اجنبية. كما قام عدد من المعتقلين السابقين في “معتقل الخيام” برفع العديد من الدعاوى في حقه، مطالبين بانزل اشد العقوبات في حقه.

قصة الفاخوري تثير التساؤل، فهو اعاد بناء وترميم منزل له في مسقط رأسه، “الخيام”، التي غادرها مع قوات الاحتلال الاسرائيلي عام 2000. وانتقل بعد ذلك من اسرائيل الى الولايات المتحدة حيث استحصل على الجنسية الاميركية، واصبح ناشطا في صفوف الجالية اللبنانية، قبل ان يصبح ضيفا دائما على احتفالات السفارة اللبنانية احتفاءً بزوارها، من مدنيين وعسكريين.

الأوساط التي تعرف الفاخوري ترفض الاستخفاف بعقله وبذكائه. وهي ترفض الى اليوم التحدث عن كيفية تشجعه للقدوم الى لبنان، مع أنه معروف من المعتقلين الذين ما زال قسم كبير منهم احياء يرزقون، ولم ينسَ معاناته في المعتقل.

فمن اين أتته الجرأة ليعود الى لبنان، وليبني منزلا اشبه بالقصر في بلدته الخيام، وهو في المهجر؟

الاوساط نفسها تشير الى ان الفاخوري، اثناء تردده على السفارة اللبنانية كان يلتقي وزير الخارجية جبران باسيل، اسوةَ بسواه من المسؤولين الذين كانوا يترددون على السفارة، وانه فاتح باسيل برغبته بالعودة الى لبنان، وان الاخير شجعه. وتضيف ان الفاخوري لولا ان باسيل أعطاه الضوء الاخضر للعودة لم يكن ليفكر بها اصلا!

اما وقد عاد الفاخوري، فقد القي القبض عليه في مطار رفيق الحريري الدولي، واوقف على ذمة التحقيق، علما انه دخل بجواز سفر امريكي، وليس لبناني. فتحركت على الاثر السفارة الاميركية في لبنان، وطالبت بحضور موكله الاميركي جلسات الاستجواب، الى جانب موكله اللبناني. فرفضت القاضية ابو شقرا حضور ممثل عن السفارة الاميركية وكذلك محامٍ اميركي ليترافع عنه امام القضاء اللبناني الامر الذي ادى الى استنكاف محاميه اللبناني عن حضور الاستجواب.

مطلع العام الحالي، زار محامي الفاخوري الاميركي لبنان، والتقى عددا من السياسيين والمسؤولين وكذلك السفيرة الاميركية السابقة اليزابيت ريتشارد، إلا أنه أخفق في تحقيق اي ثغرة في جدار توقيف موكله الذي كانت نقل الى احد المستشفيات بسبب تدهور حاله الصحية.

وقبل ان تغادر السفيرة ريتشارد لبنان، التقت وزير الخارجية جبران باسيل، ونقلت اليه رسالة واضحة من الادارة الاميركية ومفادها ضرورة الافراج عن الفاخوري، دون قيد او شرط! الامر الذي عمل باسيل على تنفيذه، بعد ان تلقى جميع المعنيين بقضية توقيف الفاخوري، رسائل اميركية واضحة بأنهم سيكونون على لائحة العقوبات الاميركية، سواء العقوبات المخصصة للذين ينتهكون حقوق الانسان في العالم، او بموجب قانون “ماغنتسكي“، الذي يعود فيه الحق للرئيس الاميركي بتحديد الاشخاص الذين يجب معاقبتهم لفسادهم على اي مستوى كان.

المعلومات أشارت الى ان جميع المعنيين بتوقيف الفاخوري، من المدعي العام العسكري القاضي بيتر جرمانوس، ورئيس المحكمة القاضي حسين عبدالله، وجميع الضباط والسياسيين سيكونون على لائحة العقوبات، وسوف يتم منعم من دخول الولايات المتحدة الاميركية، وكذلك يمنع عليهم التعامل بالدولار الاميركي.

وتضيف المعلومات ان قرار القاضي العسكري العميد حسين عبدالله،يمكن قهمه من باب الرغبة بعدم التعرض للمعاقبة الاميركية.فعلى سبيل المثال لا الحصر،نجل المدعي العام بيتر جرمانوس يدرس في الولايات المتحدة الاميركية، وهو يزوره دوريا، فكيف الامر اذا وضع اسمه على لائحة العقوبات؟ وكذلك العديد من الضباط، والسياسيين،ومن ضمنهم وزير الخارجية جبران باسيل؟

وتضيف المعلومات ان قرار القاضي العسكري العميد حسين عبدالله، يمكن قهمه من باب الرغبة بعد التعرض للمعاقبة الاميركية، فعلى سبيل المثال لا الحصر، نجل المدعي العام بيتر جرمانوس يدرس في الولايات المتحدة الاميركية، وهو يزوره دوريا، فكيف الامر اذا وضع اسمه على لائحة العقوبات؟ وكذلك العديد من الضباط، والسياسيين، ومن ضمنهم وزير الخارجية جبران باسيل؟

وتشير المعلومات الى ان لا صفقة ولا من يحزنون وراء إطلاق سراح عامر الفاخوري، بل مجرد رسالة تهديد واضحة، عمل على إخراجها وتنفيذها وزير الخارجية جبران باسيل بالتنسيق مع امين عام حزب الله.

ولأن الخوف من العقوبات يبيح المحظورات، أصبحت العمالة في لبنان وجهة نظر يقرر فيها حسن نصرالله وفقا لمقتضيات عمل وزير الخارجية السابق جبران باسيل.

 

 

حرّية الفاخوري تبعد «كأس» العقوبات الأميركية عن لبنان

حسين عبد الحسين/ الرأي الكويتية/18 آذار/2020

علاقة فاخوري بالسفارة “بدأت في الغالب مع تولي عيسى، المستشار السابق للرئيس عون، موقع سفير في أميركا قبل عامين“

 واشنطن

قررت المحكمة العسكرية في لبنان، الإفراج عن عامر الفاخوري، المسؤول السابق في «جيش لبنان الجنوبي» الذي كان متحالفاً مع إسرائيل قبل انسحابها من لبنان في العام 2000.

والفاخوري مواطن أميركي يعيش في مدينة دوفر في ولاية نيوهامبشير، وتم اعتقاله أثناء زيارته للبنان في سبتمبر 2019. وأثناء فترة اعتقاله، حض المسؤولون الأميركيون نظراءهم اللبنانيين على الإفراج عنه، لكن إصرار اللبنانيين على محاكمته، دفع السناتور عن ولايته جين شاهين، وهي زوجة أميركي من جذور لبنانية، إلى العمل على استصدار قانون «صفر تسامح»، والذي ينص على فرض عقوبات اقتصادية على كل المسؤولين في حكومة لبنان عن عملية الاعتقال. وحصلت شاهين، الديموقراطية، على دعم من الجمهوريين ممثلين بالسناتور تيد كروز، الذي مهر القانون توقيعه. على أنه مع إفراج بيروت عن فاخوري، صار معلوماً أن شاهين وكروز سيمتنعان عن دفع قانونهما لإقراره في الكونغرس، وهو ما يعني أن صلاحية النص ستنتهي تلقائياً مع بدء ولاية الكونغرس الجديد في يناير المقبل.

وكان وصول الفاخوري الى لبنان أثار جدلاً، إذ طالب معتقلون سابقون في «سجن الخيام»، الذي كان يديره «الجيش الجنوبي»، بمحاكمة الفاخوري، الذي وصفوه بـ«جزار الخيام».

وقامت السلطات اللبنانية باعتقال الفاخوري، وتعذيبه، حسب المصادر الأميركية. وفي وقت لاحق، شخّص أطباء لبنانيون إصابة الفاخوري بسرطان بمرحلة متقدمة، وهو ما دفع الأميركيين الى زيادة الضغط للإفراج عنه، والسماح بعودته لإلى أميركا، لتلقيه العلاج برعاية عائلته.

على أن جدالاً أكبر اندلع حول الجهة اللبنانية التي كانت حضت الفاخوري على زيارة لبنان، وأقنعته بأن لا أحكام قضائية عليه، وأن أي أحكام ماضية سقطت بموجب مرور الزمن.

وإبان فترة الاعتقال، سرّبت جهات غير معروفة صوراً له أظهرته الى جانب قائد الجيش اللبناني العماد جوزف عون أثناء مراسم حفل استقبال كانت أقامته السفارة اللبنانية في واشنطن.

وفي وقت لاحق، نفى سفير لبنان لدى الولايات المتحدة غبريال عيسى أن تكون لديه أي علاقة مع الفاخوري، وقال إن عون لا يعرفه كذلك، وأن مراسم الاستقبال كانت مفتوحة للعموم، وأن الفاخوري دخل السفارة من دون دعوة.

لكن رواية عيسى بدا فيها ثغرات، إذ إن دوفر، تبعد 800 كيلومتر عن العاصمة، ومن غير المعقول أن يصدف أن يستقل الطائرة ليشارك في حفل كانت تنظمه السفارة على شرف قائد الجيش. ومن يعرف البروتوكول، يعلم أن السفارة غالباً ما توجه دعوات، إما بريدية كما في احتفال عيد الاستقلال، أو على الأقل عبر الهاتف أو الإيميل، مثل في حفل استقبال العماد عون.

وأن يتردد مقاتل سابق في «الجنوبي»، على سفارة لبنان، هو أمر غير مألوف، ماضياً «ويبدو انه بدأ في الغالب مع تولي عيسى، المستشار السابق للرئيس ميشال عون، موقع سفير في أميركا قبل عامين».

ولطالما رفع عون شعار عودة «المبعدين قسراً» الى لبنان، وهي العبارة التي صارت تعني عودة مقاتلي لحد من منفاهم، إن في إسرائيل أو في دول الشتات حول العالم.

وعيسى، من المجموعة العونية التي ساهمت في إقامة شبكة علاقات لعون يوم كان الأخير منفياً في باريس بين 1992 و2005. تلك الشبكة نسجت علاقات وثيقة مع أصدقاء إسرائيل في العاصمة الأميركية، الذين رعوا زيارة عون لواشنطن ومثوله في شهادة أمام لجنة الشؤون الخارجية في الكونغرس.

وفي لقاء مع «الراي» في بيروت في نوفمبر 2008، كشف السياسي ميشال قزي أن مسؤولين في نظام الرئيس السوري بشار الأسد طلبوا منه التواصل ورأب الصدع مع عون في باريس، في 2005، وهو دور يقول قزي انه قام به.

لكن قزي لم يكن القناة الوحيدة بين دمشق وعون، إذ تشير السيرة الذاتية لعيسى، على موقع الشبكة العونية في أميركا المعروفة باسم «الهيئة اللبنانية الأميركية للديموقراطية»، انه زار دمشق في 2005 كذلك للتفاوض مع أركان نظام الأسد.

ويقول العارفون في واشنطن، إن جزءاً من الاتفاقية بين الأسد وعون كانت تقضي بأن يوظف الجنرال، بعد عودته الى لبنان، شبكته الأميركية في ترميم صورة الأسد، الذي كان يعاني من عزلة دولية على اثر عملية اغتيال رئيس الحكومة اللبنانية رفيق الحريري في وقت سابق من 2005.

ولم تتأخر الشبكة العونية عن محاولة ترميم صورة الأسد في واشنطن. وفي 2010، زار دمشق، اللبناني الأميركي أكرم الياس، حسب مجلة «نيوزويك» التي نقلت في 2014 عن وثيقة كان موقع «ويكيليكس» سربها، وأشارت الى لقاء بين إلياس ومستشارة الرئاسة السورية بثينة شعبان. وقدم إلياس، لشعبان دليل «نقاط كلام» متعارف عليه في واشنطن، ووعدها بتقديم استشارات أخرى لها مقابل أجر شهري قدره 22 ألف دولار.

ماذا جرى في مؤتمر مسيحيي المشرق في واشنطن؟

وفي وقت لاحق، ولتبرير تحالف عون مع «حزب الله»، ولتبرير الانحياز للأسد في الحرب، استعادت الشبكة الحديث عن تحالف الأقليات في منطقة الشرق الأوسط، وهو تحالف يفترض ان يشارك فيه مسيحيو المشرق، وإيران والشيعة العرب، وإسرائيل. وتحت هذا العنوان، عقد مسيحيو المشرق مؤتمرهم في واشنطن في سبتمبر 2014، لكنه أتى بنتائج معاكسة، اذ قام السناتور كروز، الذي كان مدعواً للحديث أمام مسيحيي المشرق، بالثناء على إسرائيل، فصفق البعض وصفّر البعض الآخر مستهجناً، وهو ما دفع السناتور الى القول «انتم لا تقفون مع إسرائيل، إذاً أنا لا أقف معكم»، وغادر القاعة.

لم يدخل الفاخوري، السفارة مصادفة، ولم يعد الى لبنان بلا تنسيق مسبق، لكن من قدم له ضمانات بحمايته كمسيحي في حال عودته الى بيروت، لم يف بوعوده. على أنه تحت الضغط الأميركي، وبعد الكثير من الاستجداء الذي قام به مضيفو الفاخوري في لبنان لـ «حزب الله»، تم الافراج عنه، واقفال ملف إعادة «المبعدين المسيحيين قسراً» عن لبنان، على الأرجح من دون عودتهم.

 

والله أنكم أغبى خلق الله..

سيزار معوض/18 آذار/2020

عادي.. الوضع طبيعي جدا، لا شيء يوحي البتة أن حالة الطوارئ الصحية تطغى على بعض المناطق والأقضية.. بعضهم يعيش حياة الترف خلال الفترة المتبقية من هذا الشهر وفقا للمقولة الفرنسية المعروفة la vie en rose.. يعتمد ويتكل بعضهم على الله وعلى العناية الإلهية وعلى يسوع المسيح والعذراء مريم والأنبياء والمرسلين والقديسين من لبنان وصولا الى الصين، يصلون لهم ( وهو أمر ليس بسيء)، ويعيشون في المقابل حياة أكثر من اعتيادية وعادية.. في حين أنه عندما تقع الواقعة، وينتشر البلاء ويتفشى، يتنصلون من الانجيل والقرآن يلومون الله والأنبياء وكل من تضرعوا لهم واتكلوا عليهم لأنهم جميعهم دون استثناء، لم يحفظوهم ويرأفوا بأعوالهم من الوباء الطاغي على لبنان وجميع البلدان..

ترى كثر، من أبناء بعض المدن والبلدات، يفتحون المحال والمقاهي بشكل طبيعي، بدلا من ملازمة منازلهم، واعتماد الحجر الطوعي، متناسين خطورة الوضع والأيام القادمة، حيث الأزمات ستزداد تدريجيا مع تقدمنا أسابيعا وأشهر مقابل قدرتنا الخجولة على المواجهة والمجابهة.. فيما الشيب والشباب منهم، يقصدون المقاهي التي تفتح سرا في وقت متأخر من الليل، يطفئون الأضواء، يوصدون الأبواب ويشربون النرجيلة المترافقة ولعب الورق والميسر المسحوب ببعض الحركات الصبيانية والسخافات، من تبادل القبلات والعطس بطريقة بربرية جنونية مرفقة بالشرب من الكوب نفسه إلى ما هنالك من الأمور التي تحصل في الظلمات وفي جنح الظلام بعيدا عن أعين حرس البلدية والشرطة السياحية والمخابرات و..

عادي.. الوضع اعتيادي جدا، وكأن الإنقشاع طبيعي وتخطينا جبل المحن، الشباب هناك يهمسون ويتهامسون فيما بينهم وسط القهقهات والضحكات والصيحات وصوت الموسيقى الصاخبة، متناسين أنهم في نهاية المطاف سيشكون على رأسهم شكا وسينقلون الوباء لأهلم وعائلاتهم والأولاد.. يتصرفون على هذا النحو، للإيهام أنهم (قبضايات) وما ينطلي على الناس لا ينطبق عليهم.. أنتم والله أغبى الأغبياء وحمقى ومدعاة للشفقة.. أنتم في المعادلة الإجتماعية صفر على الشمال، أي لا محل ولا مكان لكم في الإعراب ومنه، أنتم طفيليين على مجتمعاتكم التي أضحت براء منكم ومن غبائكم.. أنتم بجد أغبى خلق الله..

تتصرفون هكذا للفت الأنظار، صحيح أنكم جذبتم الجميع ببهلوانتكم وتصرفاتكم، لكن كونوا على ثقة ويقين أنكم أضحيتم أضحوكتهم وممسحة تستعمل لمرة واحدة وترمى في سلة المهملات ومستوعب النفايات حيث مكانكم لا محال..

ان كنتم تريدون الموت فأبواب الجحيم والنار مشرعة (الله لا يردكن)، شرط ألا تلوموا في نهاية المطاف الله والأنبياء ويسوع والقديسين لأن صلواتكم المزيفة لم تستجاب من قبل رب العالمين.. فأنتم من وضع نفسه في النيران واحترق حتى الهلاك.. أنتم أغبياء تماما كأولياءكم، من وزراء ونواب ومنافقين.. أنتم لا تختلفون بشيء عن السلطة الحاكمة التي لا تملك ما يجعلها موضع اعجاب من هذا وذاك، ومن الداخل والخارج.. سلطة غبية، نكرة، جبانة تعاني من الجشع وحب الذاة، وأنتم من طينتها وعجينتها المسمومة..

افعلوا ما شئم، لكن لا تعتبوا على الأنبياء والقديسين في حال أصابكم الوباء والبلاء يا أغبى خلق الله.. أشفق عليكم يا أبناء المجون والجحود والفجور، لم يخطئ من نعتكم يوما وقال أنكم (قوم مجنون)..

تريدون الانتحار شأنكم، (درب تسد ما ترد) لكن لا تقتلوا غيركم بحماقتكم وهبلكم وجهلكم يا أغبى خلق الله.

سلام..

 

رجاء تكفينا "شحادة" و"بهدلة"... الأموال المنهوبة تشفي وتزيد...!!

حبيب شلوق/موقع المرصد/18 آذار/2020

من خلال تفكير هادىء في زمن موبوء وبعيداً عن الخلفيات، نجد أن ما قامت به الحكومة حتى اليوم جدير بالتقدير ولو جاء خجولاً ومتأخراً، بعدما عشـّـش فيروس "الكورونا" في كل المجتمعات محمولاً من خارج الحدود عبر مرافقنا الجوية والبرية وربما البحرية، وبعدما سبقها اللبنانيون في اتخاذ تدابير وقاية وحماية وحجر منزلي "على الصحة والسلامة"، بتشجيع غير مسبوق من مؤسسات إعلامية خصوصاً وجمعيات أهلية.

وحسناً فعل مجلس الوزراء بإعلان التعبئة متحاشياً اتخاذ قرار باعتماد حال الطوارئ لئلا يفلت "الوضع التنفيذي" عن السيطرة السياسية و"يتفرّق العشــّاق، كذلك كان مسلـّماً به ـــ ولو على مضض ــ فتح صندوق تبرعات من الداخل والخارج لدعم أعمال مكافحة الكورونا.

ولكن ما ليس حسناً أن هذه الحكومة (التي تألّفت منذ شهرين) كان عليها منذ اليوم الأول اتخاذ خطوة جبارة من خطوتين الأولى إطلاق يد القضاء وإبعاد القضاء عن السياسة ــ أو إبعاد السياسيين ــ عن القضاء، والثانية استرجاع الأموال المهرّبة إلى الخارج أوقسم منها، والمعلومات عن المصارف التي قامت بتحويلها معروفة، ثم استعادة الأموال المنهوبة علماً أن أسماء المرتكبين على كل شفة ولسان.

والطامة الكبرى أن تكون مكافحة الكورونا من خلال مناشدة اللبنانيين التبرع، مع أن المسؤولين على علم بالوضع المزري للشعب الذي يئن من البطالة وانهيار سعر العملة وارتفاع الأسعار وفقد كل معايير الطبابة والإستشفاء وانهيار كل ضمان صحي لهم. ومؤسفة دعوة اللبنانيين المنتشرين والأصدقاء إلى التبرع للصندوق في وقت يدرك المسؤولون ـــ وإذا لم يدركوا بعد فتلك مصيبة ــ تراجع الثقة الإغترابية والخارجية بالقيمين على الإدارة وهو ما ظهر جلياً في وقف الدعم المالي الخارجي وتدني الدعم الإغترابي للعائلات اللبنانية المحتاجة، والمثال الحي على ذلك تجميد أموال "سيدر" وتجميد المساعدات الخارجية عربية أو غربية للبنان، وسلسلة الشروط الموضوعة لفك الحظر وهي شروط لم ينفّذ منها شرط واحد حتى الآن.

مرتا ... مرتا ... إنك تهتمين بأمور كثيرة والمطلوب واحد.

أيها المسؤولون، رجاء بعض الحياء... أنتم مطالبون بخطوة أي خطوة، لكشف مهرّبي أموال اللبنانيين إلى الخارج واستعادتها، وكشف مرتكبي نهب أموال اللبنانيين والدولة معاً، وسوقهم أمام قضاء غير مسيّس ومحاكمتهم... ورجاء رجاء رجاء وقف "الشحادة" ...

لقد أذللتمونا بما فيه الكفاية فلدينا أموال منهوبة كافية لمكافحة الكورونا في العالم.

 

الكورونا وإبني وأنا...

المخرج يوسف ي. الخوري/18 آذار/2020

مبارح؛ سعادة إبني قال القعدي بالبيت مزهقِتو وبدو يروح يقضّيلو كم يوم عند خالتو بالبترون، قلنالو قعود بلا رَوْحات ومجيات؛ مش شايف الكورونا شو عم يعمل بالناس!؟ استحى وانضب بالأوضا وما شَوْفانا صورة وجّو كل النهار.

اليوم الصبح حضرتو ضابب الشنطة ومتأهّب مع وِجْو مش سئلان عن حدا. أنا عن اتروَّق بالمطبخ...

إبني : يلّا؛ بدّك شي؟

أنا : خير لوين مشهّل؟

إبني : لعند خالتي عالبترون.

أنا : ما حكينا مبارح بالموضوع وقِلنا أفيش رَوْحا عالبترون!

إبني : صحيح، بس من مبارح لليوم كتير إشيا تغيّرت.

إنا : متل شو بالله؟!!

إبني : طلع عامر الفاخوري براءة...

أنا : مين خبّرك؟

إبني : ما فلّتوه، يعني لا هوّي عميل ولا هوّي جزّار ...

أنا : نحنا قلنالك بْلا هالرَوحا لأنو الكورونا عن ينتشر بسرعا، شو علاقة الكورونا بالفاخوري؟

إبني : متل علاقة الطزّ بالمرحبا...

أنا : يعني أفيش علاقة..

إبني : هيك شي..

أنا : إيه انطزّ من خلقتي وأفيش رَوْحا عالبترون!

إبني : روق ما بدّا هالقد، قلتلّك كتير تغيّر إشيا من مبارح لليوم...

أنا : من الآخر هات شي إلو معنى...

إبني : نِعمي افرام...

أنا : (قاطعتو) إسم الزلمي "نعمَة" مش "نِعمي"...

إبني : (بسخريي) هيّي زاتا، نعمة بالنحوي يعني نعمي بالعاميّي...

أنا : آه صرت ضليع إنت بالنحوي؟!... إسمو نعمَة، كمّل...

إبني : انشالله يكون اسمو ضرّابة الجرس، الزلمي عبّا الـ "سوشال ميديا" إنّو استدعا المهندسين بشركتو وقلن يخترعو جهاز تنفس لأنّو في نقص بهالنوع الأجهزي بالبلد...

أنا : شو علاقة انتشار الكورونا بجهاز التنفّس تبع نعمة؟!

إبني : متل علاقة الطزّ بالمرحبا..

أنا : عم تتمقرع عليّي يا زُط؟!!

إبني : إذا أنا عم اتمقرع عليك؛ شو تركت لسعادة النايب اللي مشّى بروباغندا ما بتفهم إنّو عم يصنّع جهاز تنفس، ويا ريت عم يصنّع، شي إنّو عيّط للمهندسين تا يصنعوا بلش الطبل والزمر!

أنا : وشو برأيك كان لازم يعمل؟

إبني : يعمل بروباغندا بس يصنّع وينجح التصنيع...

أنا : طبّل هلأ، زمّر بَعدين، شيل هالشنطة عن كتافك وانسى روحتك عالبترون، قصّة الكورونا مش مزحا...

إبني : بطّل في كورونا بالبلد...

أنا : كيف هاي؟!! ما تكون طالعا حرارتك ولْا صبي وعم تطهوِج!

إبني : ليش عم طهوِج؟ ما حضرت أخبار الـ mtv مبارح؟

أنا : حضرتا..

إبني : يعني شفت الريبورتاج اللي عم يطالبوا فيه تسمح الحكومي يفتحوا محلات الزهور بمناسبة عيد الأم...

أنا : شو يعني؟

إبني : مين طَحَل ربنا إنّو هوّي سبق الحكومي وأعلن حالة الطوارئ بالبلد قبلها تا يحمي المواطنين من الكورونا؟

أنا : الـ mtv

إبني : ومين نقفنا عا زاوية شاشتو من فوق عالشمال جملي بتقول: "إلزموا منازلكم"؟

أنا : الـ mtv

إبني : طيب ساعة الـ mtv عم تطالب يسمحوا لمحلّات الزهور يفتحوا ويبيعوا زهور بعيد الأمهات، شو بيعني؟

أنا : أكيد ما بيعني إنّو بطّل في كورونا بالبلد!

إبني : واكيد بيعني إنو بهالكورونا فايت الطزّ بالمرحبا...

أنا : الـ mtv تناولت الموضوع من زاويي انسانيّي تا مزارعي الزهور ما يخسروا مواسمن...

إبني : آآآه.. الكورونا بيعرف إنو هيدا الشي إنساني وبيحيِّد عنّو وما بينتشر من خلالو؟

أنا : لوين ما بدّك توصل، عالبترون أفيش رَوْحا... فكّر إنّو بيت خالتك يمكن ينزعجوا منّك..

إبني : بيت خالتي ناطرينّي وعا قلبن متل العسل..

أنا : حِل عنّي روح حكي مع إمّك وخليها هيّي تقرّر...

إبني : ما إمّي رايحا معي...

أنا : كيف!!؟

شوي طلّت المدام وهيّي كمان حاملي شنطتها ومغادرتني مع حضرة إبني...

أنا : شوووو! "يبدو أن لا رأي للأباء في زمن الوباء"... قلكن شو، خلّيني ضب تيابي وروح معكن...

المدام : لا خلّيك إنت هَون أحسن ما تجبلنا شي فيروس عالبيت.

أنا : العما... هيك صارت!!!

إبني : بيّي حاج عطلان هَمّ.. مش معناتا إذا جبران من البترون يعني رح يجينا كورونا...

أنا : (بنرفزي) وشو دخّل جبران هلأ؟

إبني : متل ما دخّل الطزّ بالمرحبا... زات الشي.

وِميولي بالسلام من بعيد وبعتولي بوسات بالهوا ومشيوا... العما طْلَعِت أنا الكورونا!

 

الفاخوري وحزب الله والصندوق الدولي: سلطة الممانعة ونفاقها

وليد حسين/المدن/19 آذار/2020

من يتابع إدانات الرهط الممانع (من أعلى هرمه وحتى أصغر ميليشياته الحزبية) القرار الصادر عن المحكمة العسكرية، بكف التعقبات عن آمر سجن الخيام السابق عامر الفاخوري، يظن أن لبنان دولة قانون ومؤسسات، قولاً وفعلاً، وليست دولة محاصصة وتقاسم غنائم ولصوصية، وتتعطل عجلتها حتى عندما تعيّن "حراس أحراش" جراء فيتو طائفي من هنا، أو تعنت حزبي من هناك. وقد يظن المتابع نفسه أن القضاء منزّه، ولا تأمره القوى السياسية، ولا تتعطل فيه التعيينات (كما هو حاصل حالياً) بسبب رفض هذا الفريق أو ذاك حصة يعتبرها منتقصة.

حزب الله "البريء"

من يقرأ بيان حزب الله يظن أن أحداً في لبنان يستطيع الخضوع (إذا أراد فعلاً) للضغوط الأميركية من دون رضا الحزب عينه وأمره ذاك الأحد بالخضوع.

فقبل مضي ساعات على قرار المحكمة العسكرية الذي برّأ عملياً العميل الفاخوري، سارع حزب الله إلى إدانة هذا القرار معتبراً أن "الضغوط والتهديدات الأمريكية سرا وعلانية، لإجبار لبنان على إطلاقه رغم ثبوت كل الجرائم المنسوبة إليه، ومع كل ماضيه الأسود والدموي.. قد أثمرت اليوم".

وسال لعاب كتبة البيان بكلام دبق وأجوف، لا يشفي غليل الأسرى الذين اعتبروا أن حزب الله يرى "أن هذا اليوم يوم حزين للبنان وللعدالة، وهو قرار يدعو إلى الأسف والغضب والاستنكار، وكان من الأشرف والأجدى لرئيس المحكمة العسكرية وأعضائها أن يتقدموا باستقالاتهم بدلاً من الإذعان والخضوع للضغوط التي أملت عليهم اتخاذ هذا القرار المشؤوم".

دولة الحزب القائد

أما المواقف الممانعة فتوالت حتى "بلغ سيلها الزبى" شجباً وإدانات. وغمر رهط الممانعة، بأحزابه الكبيرة والمجهرية، الفضاء الافتراضي والوسائل الإعلامية، بسيل من الكلام الفارغ مستنكراً خضوع الدولة اللبنانية(؟!) لأميركا وهوانها حيالها. ومضى الممانعون بحفلة تبرئ حزبهم القائد من إطلاق سراح مجرم الخيام وقاتل السجناء.  وانبرى لقاء الأحزاب والقوى الوطنية والقومية وتجمع العلماء المسلمين وعلماء جبل عامل والروابط واللجان (الشعبية وغير الشعبية)، الممانعة بلعن هذا "التهريب المخزي لقرار تبرئة العميل عامر الفاخوري الذي لن تمحي جرائمه كل أحابيل وسمسرات السياسة اللبنانية المقيتة". كأنما هؤلاء يريدون إقناعنا أننا لا نزال في زمن ما قبل الحرب، وأن الدولة اللبنانية لا تزال في "أمرة المارونية السياسية العميلة"، وليست في إمرة حزبهم القائد.  وتأكد لهم بلا شك أن النظام اللبناني جائر ومستكبر وعميل، (على ما ترطن خطابات حزب الله). و"تم قطع الشك باليقين من أن لبنان أضحى مستعمرة أميركية خاضعة تابعة لسلطان البيت الأبيض وسياساته المسخرة بكليتها للمشروع الصهيوني في بلادنا"، على ما قال بيان تلك القوى.

الأمير المدلل

وبلغ الوساوس القهري عند حليف حزب الله المدلل الأمير طلال أرسلان من جور "النظام" اللبناني، حد التغريد و"بق البحصة" عن "عورات النظام" الذي "قلنا مرارًا وتكرارًا إنه لا يحمي إلا الفساد والمفسدين ولا يمت بصلة إلى بناء روح المواطنة الحقيقية...". واستنكر الأمير إخلاء سبيل العميل الفاخوري. كأنما "النظام" قائم في جزيرة معزولة عن الدولة، التي تحكمها حكومة لون سياسي واحد للطيف الحزبي الأصفر والبرتقالي. وكأن ليس للنائب الدرزي وزير ونصف في الحكومة، وتعطل تشكيل الحكومة مرات في السابق لمنحه وزيراً. وأخر حزب الله تشكيل الحكومة الحالية مصراً على منح الأمير وزيرين، فقضت التسوية منحه وزيراً ونصف وزير.

معزوفة المتصهينين

وفي غمرة هذا السيل من المواقف يُظن أن رئيس الحكومة الحالي ليس تكنوقراطي حزب الله والتيار الوطني الحر، بل السفير السابق نواف سلام، الذي استبعده "الحزب" لأنه "مشروع أميركي مئة في المئة" أو "مشروع فتنة كبيرة في لبنان"، كما قالت مصادر الحزب عنه بعيد طرح اسمه لترؤس حكومة حيادية عقب استقالة سعد الحريري.  رئيس الحكومة الحالية ليس سعد الحريري "المتآمر مع الأميركيين". وللمفارقة أن من كشف شبكة التجسس في لبنان سابقاً، وملفات العملاء، مثل فايز كرم وغيره، كانت شعبة المعلومات التي ترأسها وسام الحسن المقرب من الحريري (وكلنا يعرف من اغتاله). والحكومة الحالية لا يعرقلها سمير جعجع "الصهيوني، الصهيوني"، كما هتفت الرطانة الممانعة في تظاهرات انتفاضة 17 تشرين. بل هي حكومة حزب الله وحلفائه ويحميها "بأشفار عيونه". وحزب الله هو من سيسهل للحكومة طريق الوصول إلى صندوق النقد الدولي (الإمبريالي والمستكبر) شرط عدم "الخضوع لإملاءاته السياسية"، كما قال خطيب الحزب. وهذا يستدعي من اللبنانيين الخوف فعلاً على مستقبلهم المالي والاقتصادي، بعدما تبين أن لا أحد يتحمل مسؤولية خضوع لبنان، كما في حالة الفاخوري، للإدارة الأميركية.  سيتسابق الممانعون في إدانة تغريدة الوزيرة السابقة والقواتية مي الشدياق التي انتقدت فيها قرار إخلاء سبيل الفاخوري قائلة: "حزب الله يتلاعب على الوقائع. وفريق جبران (باسيل) دندله ورجع طبخ مع الأميركي طلعته. مقابل مدري شو سكت ونكر تورطه...". وستصنف شدياق في خانة التسييس وتسديد ضربات في ملعب "المقاومة"، فهي مثل رئيس القوات متصهينة بدورها(؟) لكن على من تتلو الممانعة مزاميرها؟!

 

الفاخوري مشروعٌ وليس شخصاً (2/1): هل يعود لينتقم؟

أحمد الأيوبي/موقع أساس ميديا/الخميس 19 آذار 2020

لا يمكن اعتبار عامر فاخوري شخصية عادية، فهو حظي بالاهتمام الشخصي والمباشر من الرئيس الأميركي دونالد ترامب، كما لقي دعم وإجماع نواب الحزبين الجمهوري والديمقراطي الذين كانوا في صدد التقدّم بمشروع قانون إلى الكونغرس ومجلس الشيوخ لفرض عقوباتٍ على لبنان بسبب احتجاز حرية مواطنين أميركيين. كذلك هدّد وزير الخارجية مايك بومبيو أكثر من مرة لبنان أنه سيواجه عقوباتٍ قاسيةً وعواقبَ وخيمة في حال استمرار احتجاز فاخوري، وهو أجرى أكثر من اتصال مع الرؤساء والمسؤولين اللبنانيين لتأمين المخارج الكفيلة بإطلاق سراحه، كما أنّ السفيرتين الأميركيتين السابقة اليزابيت ريتشارد والجديدة دورثي شيا، كانت آخر وأولى مهمات كلّ منهما الاجتماع بالرؤساء وتوجيه رسائل مباشرة لهم بضرورة إطلاق فاخوري قبل أن ينفد صبر الإدارة الأميركية. هذا الوزن الذي يتمتع به فاخوري لا يقتصر على الضفة الأميركية، وما لا يعلمه الكثيرون أنّه يتمتع بعلاقات واسعة في الأوساط السياسية والعسكرية والمدنية اللبنانية، فصوره مع الشخصيات العسكرية والسياسية، التي برزت بعد توقيفه، تدلّ على عمق تواصله مع هذه القيادات. بل إنّ صداقاته تمتدّ عميقاً أيضاً مع مجموعات واسعة من الضباط المتقاعدين، ومع رؤساء بلديات وفعاليات مختلفة، فضلاً عن مناصرين منتشرين وفاعلين، يتعاطون معه على أنّه مثل غيره من الذين سبق أن شاركوا في الحرب ينطبق عليهم مبدأ "العفو العام"، وعليه، لا إشكالية في التعاون معه على هذا الأساس، وربما يختصر كلّ هذا التوصيف الاستقبالُ الرسميّ الذي حظي به في مطار رفيق الحريري عندما تولى ضابط في الجيش برتبة عقيد استقباله ومرافقته عند وصوله من الولايات المتحدة.

عاد عامر فاخوري إلى لبنان في شهر أيلول من العام 2019، بعدما تلقـّى تطميناتٍ رفيعة المستوى بأنّ ملفاته القضائية قد طويت بحكم مرور الزمن وأنّ باستطاعته مواصلة حياته الطبيعية من دون عوائقَ أو قيود، خصوصاً أنّه كان قد أجرى سلسلةً طويلة من اللقاءات والاجتماعات مع قياداتٍ لبنانية رسمية وحزبية من دون أن يظهر أنّ تاريخه السابق كضابط في جيش العميل أنطوان لحد سيشكّل عقبة في وجه تطلعاته المستقبلية. لا يعرف اللبنانيون من أيقظ الأمن العام والقضاء العسكري على ملف عامر فاخوري الذي سبق له أن دخل لبنان وخرج منه من دون أيّ إشكال، وانتهى المشهد به موقوفاً ليصبح مادة تجاذب سياسي محليّ وإقليميّ ودوليّ، حيث كانت طموحات "حزب الله" أن يشكّل ملفـُه مكسباً في سياق الصراع المندلع بين طهران وواشنطن.كشف الوزير السابق وئام وهاب طموحات فريقه في حديث تلفزيوني وحدّد أهدافه على النحو الآتي:

ــ الدمج بين مصالح "حزب الله" الخاصة ومصالح الدولة اللبنانية العليا، واعتبار الفاخوري "أسير" حرب يجري التفاوض عليه على هذا الأساس.

ــ أن يتمكن الحزب (لبنانياً) من مقايضة الفاخوري بقاسم تاج الدين، رجل الأعمال الشيعي المدرج من قبل وزارة الخزانة على لائحة العقوبات بتهمة "تبييض الأموال واستخدامها في دعم نشاطات إرهابية وإدارة العديد من الشركات التي تغطي أعمال حزب الله في أفريقيا".

ــ أن يدفع الأميركيون الدول الخليجية، وتحديداً السعودية، إلى دفع الأموال للبنان.

كان هذا هو الطموح الأعلى لـ"حزب الله"، لكنّ الجانب الأميركي لم يكن مستعداً لأي نوعٍ من أنواع التفاوض، فأشهر سلاح العقوبات في وجه رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل أولاً، ثم في وجه الدولة اللبنانية بأسرها تالياً، فانتهت المواجهة بإعلان وهاب نفسه بأن لبنان لا يستطيع رفض الطلب الأميركي.

لا شكّ بأنّ الأسئلة الصعبة باتت تراكم نفسها في البيئة الشيعية التي باتت اليوم محاصرة بكل أنواع اللعنات من العقوبات إلى الانهيار وليس انتهاء بجائحة كورونا التي تفتك بهذه البيئة بصمتٍ مخيف

لا يستطيع "حزب الله" ادّعاء الغضب لإطلاق سراح فاخوري، لأنّ الجميع يعلم أنّ هذا القرار لا يمكن أن يصدر بدون موافقة تامة وكاملة وتفصيلية حول كلّ الخطوات من رأس الحزب، نظراً لأهمية وحساسية القضية، فهو كان بمثابة "أسير" لدى الحزب بعهدة الدولة اللبنانية، ولا شكّ أنّ الموقف مُحرِج بالنسبة إليه في لحظته الآنيـّة، لأنّه يمثل أحد المشاهد الكاشفة لحقيقة سلوك قيادة "حزب الله" وكيفية إدارتها للصفقات التي بموجبها تسقط قدسية دماء الشهداء وعذابات الأسرى، وتصبح متطلبات السلطة هي الأولوية المطلقة، خصوصاً أنّ المتهم بالعمالة فاخوري لم يكن الوحيد الذي شـُطب اسمه من النشرة الإجرامية، بل سبقه المئات ممن تمت تسوية ملفاتهم في إطار تنفيذ ورقة التفاهم بين الحزب وبين "التيار الوطني الحر" التي تنصّ على هذه التسوية.

عبّر عن هذه الحقيقة أبناءُ بيئة حزب الله قبل غيرهم، وكان النائب جميل السيّد السبـّاق بينهم عندما قال: "لا يمكن أن تجرؤ المحكمة (العسكرية) بمفردها على تبرئة فاخوري" كما شهدت وسائل التواصل الاجتماعي آلاف المنشورات والتغريدات التي تعبّر عن "الصدمة" من قرار إطلاق فاخوري.

لكن لا شكّ بأنّ الأسئلة الصعبة باتت تراكم نفسها في البيئة الشيعية التي باتت اليوم محاصرة بكل أنواع اللعنات من العقوبات إلى الانهيار وليس انتهاء بجائحة كورونا التي تفتك بهذه البيئة بصمتٍ مخيف.

قد يكون مفاجئاً لكثيرين الكشفُ بأنّ عامر فاخوري كان بصدد التحضير للعمل السياسي في لبنان وإطلاق تيار شعبي مستند إلى متانة علاقاته في الشارع المسيحي وإلى الغطاء الدولي الذي تؤمنه له علاقاته الأميركية، وهو كان قد باشر بتحضير كل ما يلزم من مقرّ إقامةٍ ومستلزماتٍ لوجستية، وكان مجيئه إلى لبنان لهذه الغاية. لكنّ الواضح أنّ هناك متضرّراً كان يعرف بخلفية ونيات فاخوري، فنصب له الفخّ وأوقع به لمنعه من استكمال هذا المسار.

فهل انتهى مشروع فاخوري بهذه الضربة، أم أنه سيعود لينتقم؟

 

حزب الله وعون رفضا الطوارئ لئلا يتسلم الجيش السلطة

منير الربيع/المدن/19 آذار/2020

وما تعنيه حال التعبئة العامة في النص هو التمهيد لحال الطوارئ في الحالات العسكرية، أو عندما تتعرض البلاد لأي تهديد خارجي. لا تقول المادة أي إشارة إلى حالة الطوارئ الصحية. وجهد المعنيون كثيراً لتفعيل هذه المادة وسحبها على حال لبنان في مواجهة فيروس كورونا. وذلك نظراً لغياب أي نص واضح ينطبق على الحال الراهنة، وللالتباسات المتعددة في النص الدستوري والقانوني حول حال الطوارئ التي تعلن في الحالات العسكرية، وتعني بديهياً تسلّم الجيش اللبناني السلطة والإدارات والوزرات. وهذا يؤدي إلى تغير جوهري في الحياة السياسية والمدنية في لبنان.

جدال متجدد

وللبنان مع فرض حال الطوارئ حكاية إبريق الزيت: في كل مفترق أمني أو مصيري يسود السجال حول إعلان الطوارئ. وهي غير واضحة في مضامينها وما ترمي إليه، بناء على قانون يعود إلى أيام الرئيس شارل حلو، فتشتبك لتطبيقه القوى التي تفسره. ففي العام 2003، ونتيجة النزاعات السياسية التي حصلت، حُضِّر لإعلان حال الطوارئ، على ما اقترح إميل لحود حينذاك. وطرحت الفكرة أكثر من مرة بين العامين 2006 و2009 من دون اتخاذ أي قرار لإعلانها فعلاً. وتجدد الجدال في الأيام القليلة الماضية لدى التداول في احتمال إعلان حال الطوارئ، ووصل إلى طاولة المجلس الأعلى للدفاع. وتشير المعلومات إلى أن ثمة أجهزة أمنية رفضت إعلان حال الطوارئ وما تقتضيه من تسليم السلطة إلى الجيش اللبناني، ولتصبح الأجهزة الأمنية كلها تابعة له وخاضعة لأمرته. ربما لذلك دُعي إلى إجتماع المجلس الأعلى للدفاع، قبل جلسة الحكومة، كي لا تحدث عرقلة في اتخاذ الحكومة القرار وحدها، وتؤول مسؤولية عدم اتخاذه إلى المجلس الأعلى للدفاع. فاجتُرح إعلان حال التعبئة العامة.

لا للجيش

طبعاً، لا علاقة للطوارئ بالتعبئة العامة. فالطوارئ تعني تسليم الجيش القرار في البلاد ومقدراتها، ليصبح هو الممسك بزمام السلطة. وهذا لا يناسب القوى السياسية. فحزب الله يرفض إعلان حال الطوارئ في البلاد، لأن السلطة بكليتها تكون آنذاك بيد الجيش اللبناني. وهذا يلبي ما اقترحته وروّجت له جهات عديدة من ثورة 17 تشرين: ضرورة تسلم الجيش السلطة، للخلاص من الطبقة السياسية، ومن ضمنها حزب الله. والإجراء نفسه لا يتوافق مع توجهات رئيس الجمهورية وتياره، فرئيس التيار العوني على علاقة غير جيدة بقائد الجيش، وكان يسعى في الفترة الأخيرة إلى إقالته وتعيين بديل منه. لذا لا يمكن أن يوافق على هذه الخطوة، وما تعنيه من تسليم السلطة إلى قائد الجيش.

نعم للغموض

لذا، جاء إعلان التعبئة العامة مبهماً. والقرارات التي اتخذت حملت الكثير من الاجتهادات والاستثناءات. وذلك بسبب عدم القدرة على اتخاذ أي قرار حاسم وواضح. كإعلان إقفال المؤسسات والإدارات الرسمية، واستمرار العمل في مرافق متعددة. فظلت الأمور غير واضحة، ولا تزال تنتظر صدور تعاميم عن الوزارات بشأن آليات استمرار العمل في الإدارات التابعة لها. وبما أن حال الطوارئ لم تُعلن، حصلت سجالات متعددة مع قيادة الجيش حول كيفية التعاطي مع الوضع على الأرض، لجهة ضبط حركة المواطنين وتجمعاتهم. وفيما أُعلن أن الجيش سيعمل على إقامة حواجز في المناطق والطرق للحد من حركة المواطنين ووقف عمل الباصات العمومية، سارع الجيش إلى نفي هذا الأمر. وكأنما كان يُراد للجيش أن يكون في مواجهة المدنيين، من دون قرار سياسي. لذا وضِع الأمر على عاتق الأجهزة الأمنية الأخرى.

 

إعادة هيكلة المصارف: حلف السياسة والمال ضد صغار المودعين

علي نور/المدن/19 آذار/2020

تعوّد اللبنانيون، منذ التسعينات، على سماع المديح للقطاع المصرفي اللبناني، بوصفه العمود الفقري والرافعة الماليّة للاقتصاد اللبناني. كما تعوّدوا على التقارير النقديّة والاقتصاديّة التي لطالما افتخرت بنسب النمو السنويّة في موجودات القطاع وودائعه.

فجأة، وبلحظة واحدة، بعد إعلان التخلّف عن دفع سندات الدين، تحوّلت نظرة الدولة إلى القطاع ليصبح عبئاً بحجمه وموجوداته، ولتصبح مسألة إعادة هيكلته مسألة وقت ليس إلا. ولم يخفِ رئيس الحكومة نفسه هذه التوجّه، حين تساءل عن جدوى وجود قطاع مصرفي يبلغ حجمه أربعة أضعاف الاقتصاد المحلّي، معلناً حاجة البلاد إلى إعادة هيكلة القطاع بأسره. لم يكن حديث دياب عن إعادة الهيكلة مسألة تحوّل في أولويّات أو توجهات الدولة اللبنانيّة، كما حاول أن يوحي بعض الذين يريدون تسويق حكومة دياب وقراراتها من باب تغييرها لوجهة السياسات الرسميّة. فمسألة إعادة الهيكلة في القطاع لم تكن قراراً اتخذه دياب، بل كانت محتّمة ماليّاً، في اللحظة التي أعلن فيها لبنان تخلّفه عن سداد السندات، بمعزل عن ما تريده الحكومة فعليّاً. وبات السؤال الفعلي يتعلّق بشكل إعادة الهيكلة هذه، والفئات التي ستتحمّل كلفتها. فإعادة الهيكلة لن تكون مسألة إيجابيّة أو سلبيّة لعموم اللبنانيين بالمطلق. بل سيعتمد ذلك على شكلها، والخيارات التي سيتم الاتجاه إليها عند المضي في هذا المسار.

لماذا إعادة الهيكلة؟

التحوّل من تبجيل القطاع المصرفي إلى إعتباره عبئاً، كان حقيقة فرضتها الأحداث، وتحديداً بفعل تراكمات صنعتها طبيعة النموذج الاقتصادي الذي تشكّل في لبنان، في الفترة السابقة. فالمصارف يترتب عليها اليوم ودائع بجميع العملات تقارب قيمتها الـ163.76 مليار دولار، حسب أرقام مصرف لبنان، لغاية نهاية السنة الماضية. وفي المقابل، استثمرت المصارف ما يقارب الـ70 في المئة من موجوداتها في أدوات الدين السيادي، من سندات خزينة بالليرة وسندات يوروبوند بالعملات الأجنبيّة، وتوظيفات لدى المصرف المركزي بالعملتين.

جزء كبير من هذه الموجودات، المرتبطة بالدين السيادي، هبطت قيمته بعض إعلان الدولة توقّفها عن سداد سندات اليوروبوند، كحال بعض إصدارات اليوروبوند التي خسرت ما يقارب الـ70 في المئة من قيمتها عند الإصدار في الأسواق. وبينما ستنتظر المصارف مسار التفاوض مع الدولة اللبنانيّة، لإعادة جدولة سندات اليوروبوند، سيعني ذلك عدم قدرتها على تحصيل قيمة هذه السندات أو تسييلها في المدى المنظور. أما بالنسبة إلى شهادات الإيداع لدى مصرف لبنان بالعملات الصعبة، فمن المتوقّع أن تواجه المصارف أيضاً مشكلة في تسييلها خلال الفترة المقبلة، مع الاستنزاف التدريجي لاحتياطي مصرف لبنان من العملات الصعبة، وتمسّك الدولة بالقيمة المتبقية منها. وفي ما يخص التوظيفات بأدوات الدين السيادي، سيكون هناك مشكلة أكبر تتخطّى مسألة القدرة على تحصيل قيمتها عند الاستحقاق أو تسييلها عند الحاجة. فالمعايير المحاسبيّة الدوليّة الجديدة، تفرض على المصارف تكوين مؤونات مقابل القروض بحسب درجة مخاطر هذه القروض. وعلى هذه المؤونات أن ترتفع تدريجياً مع ارتفاع درجة المخاطر. ومع تخلّف الدولة عن سداد سنداتها، ومع التدهور المرتقب لتصنيفها إلى درجة التعثّر، سيكون على المصارف إعادة تصنيف كل الموجودات المرتبطة بالدين السيادي اللبناني وتكوين مؤونات مقابلها، وهو ما لن تملك المصارف القدرة على فعله بالنظر إلى تضخّم هذه الموجودات في ميزانيّاتها.

بمعنى آخر، لن تكون مسألة إعادة الهيكلة خياراً بالنسبة إلى المصارف أو للدولة. فمشكلة السيولة التي يعاني منها القطاع اليوم ترتبط بشكل وثيق بواقع توظيفاتها في الدين العام بمختلف أشكاله. ومن المتوقّع أن يؤدّي التطوّر الأخير المتمثّل بتعثّر الدولة إلى مفاقمة هذه المشكلة بأشكال عديدة. وعمليّاً، فكل ما كان يتم الافتخار به في السنوات الماضية من تنامٍ للودائع والموجودات المصرفيّة، لم يكن سوى تنامٍ لعبء القطاع على الاقتصاد، عبر اعتماد نموّه على نمو الدين العام. ولم يكن سوى تضخيم للقنبلة الموقوتة التي انفجرت خلال الأشهر الماضية، سواء على شكل مشاكل سيولة القطاع أو مشكلة تعثّر الدولة في سداد إلتزامتها.

وعلى أي حال، وبمعزل عن مشكلة الديون السياديّة، فثمّة مشكلة أخرى تنامت خلال الفترة الماضية، ستشكّل دافعاً إضافيّاً باتجاه عمليّة إعادة الهيكلة. فنسبة التعثّر في قروض القطاع الخاص بلغت مستوى 14 في المئة، ومن المتوقّع أن ترتفع بنسب أعلى في المرحلة المقبلة، مع تزايد عوارض التدهور في الاقتصاد اللبناني. وهذه المشكلة ستمثّل عامل ضاغط إضافي على سيولة المصارف، التي تستنزفها أساساً مشكلة ارتباط موجوداتها بالدين العام.

من سيدفع ثمن إعادة الهيكلة؟

كل هذه العوامل أدّت إلى إجماع على ضرورة إعادة هيكلة القطاع. لكنّ إعادة الهيكلة بطبيعتها يمكن أن تتم وفق أشكال عديدة، وسيناريوهات مختلفة، تشترك جميعها في وجود خسائر معيّنة. بينما تختلف هويّة الذين سيدفعون هذا الثمن وفق كل سيناريو. فالشكل الذي سيتمناه أصحاب المصارف سيكون بالتأكيد القيام بعمليّة إعادة رسملة للقطاع، أي ضخ كميّة من السيولة الجديدة في رساميل المصارف، والتي يمكن أن يؤمّن جزء منها مصرف لبنان بالليرة اللبنانيّة، بواسطة عمليّات وهندسات استثنائيّة شبيهة بتلك التي يجريها منذ سنوات عدّة، بهدف تحصين ميزانيات المصارف، بينما يمكن أن يتم تأمين الجزء الآخر من هذه السيولة بواسطة مساهمين جدد، وبشروط وبضمانات مشجّعة. وخلال الفترة الماضية، جرى تداول مصطلح "إعادة الرسملة" على نطاق واسع، للتسويق لهذا النمط من العمليات، قبل التداول في السيناريوهات المطروحة لإعادة الهيكلة. لكنّ مشكلة هذه النوع من الحلول تكمن أوّلاً في إلقائها جزءاً من كلفة التصحيح في القطاع على ميزانية مصرف لبنان – أي المال العام- في حال تدخّل المصرف المركزي في هذا النوع من العمليّات. وحتّى لو كانت السيولة المطلوبة هنا بالليرة، فسيعني ضخّها التسبب بالمزيد من التضخّم والضغط على سعر الصرف، وهو ما يعني تكبيد الاقتصاد اللبناني بأسره كلفة هذه العمليات. وهذه الكلفة، لن تكون سوى الثمن المطلوب لإنقاذ المصارف من أزمة تسبب بها نموذج اقتصادي لطالما درّ على أصحابها الأرباح طوال سنوات. وإذا كان هذا الخيار سيعني إنقاذ المصارف من دون تكبّد أصحابها أي كلفة في عمليّة التصحيح، فالمشكلة الأكبر هي عدم وجود ضمانات تؤكّد أن المصارف لن تجد نفسها مستقبلاً في وضعيّة مماثلة مرّة أخرى، تتطلّب المزيد من السيولة لإنقاذها مجدداً. فديون القطاع العام المتعثّر، ولو تمّت إعادة جدولتها، ستبقى الثغرة الكبرى في الموجودات المصرفيّة إذا لم يُعالج حجمها. وستبقى مصدراً أساسياً لمشاكل السيولة في المصارف اللبنانيّة. وعمليّاً، أي إعادة هيكلة للقطاع المصرفي وللدين العام لن تشكّل حلّاً جذرياً ما لم يتم التعاطي بشكل حاسم مع هذه الفجوة في الميزانيّات.

خيارات أكثر جديّة

في المقابل، ثمّة خيارات أكثر جديّة يتم الحديث عنها، يمكن أن تؤسس على المدى الأطول لمعالجة جذريّة ونهائيّة لأزمتين في الوقت نفسه. أزمة هيكليّة القطاع المصرفي وسيولته، وأزمة الدين العام وتعثّر الدولة. وهذه الخيارات يمكن أن تبدأ بالدخول في عمليّة تحجيم لقيمة أدوات الدين السيادي التي تملكها المصارف، بعد عمليّة تفاوض وإعادة تقييم لها. وهنا، لن تكفي عمليّة إعادة هيكلة الدين القائمة على تأجيل دفعات الدين، بل تقتضي عمليّة إقتصاص من حجم هذا الدين بالدرجة الأولى، للتأكد من تخلّص الدولة والنظام المصرفي من هذا العبء المكلف على ميزانيّات الطرفين.

وبعد الإقتصاص من حجم الدين، من ناحية موجودات أو أصول الميزانيّات، يمكن هنا تحميل جزء من هذه الكلفة لرساميل المصارف عبر إعادة تقييمها من ناحية الأخرى من الميزانيّة. كما يمكن تحميل الجزء الآخر من الكلفة لبعض الودائع، بعمليّة إقتصاص تصاعديّة ومنظّمة. وهنا، إذا تبيّن أن رساميل بعض المصارف لم تعد كافية، يمكن التفكير في خيارات مختلفة، مثل تخيير أصحاب المصارف بين زيادة الرساميل أو الدخول في عمليّات دمج. يمكن لهذا السيناريو أن يوزّع خسائر إعادة الهيكلة بشكل منصف، بين كبار المودعين وأصحاب الرساميل، الذين استفادوا لسنوات طويلة من أرباح وفوائد المنظومة الماليّة القائمة. لكنّ وبموازاة ذلك، ثمّة خيارات أخرى يمكن أن تؤسس أيضاً لحلول جذريّة، مثل العمل على تحويل بعض ودائع كبار المودعين لأسهم في المصارف، لتحميلهم كلفة إعادة الرسملة، بالتوازي مع عمليّة التفاوض على الدين العام وإعادة تقييم حجم الرساميل التي يملكها أصحاب المصارف.

تتنوّع الخيارات المتاحة إذاً، وثمّة تجارب عديدة في العالم يمكن البناء عليها للحصول على تركيبة من إجراءات متنوّعة، يمكن أن تساهم في إعادة هيكلة القطاع المصرفي بشكل منصف وبعيدٍ عن إلقاء الكلفة على دافعي الضرائب أو صغار المودعين. لكنّ كل هذه الخيارات ينبغي أن تبدأ من قرار واضح على المستوى السياسي، يذهب بإتجاه تحديد نوعيّة الفئات التي ستدفع هذه الكلفة. وإذا قضى هذا القرار برمي العبء على أصحاب المصارف وكبار المودعين، بدل رميها على محدودي الدخل، فعلى أصحاب القرار أن يكونوا مستعدّين لمعركة أكبر مع الفئات التي لديها النفوذ المالي في البلاد. أما المشكلة الكبرى هنا، فهي تشابك مصالح هذه الفئة تحديداً مع مصالح صنّاع القرار السياسي، وهو ما يمكن أن يعيق الذهاب في هذا المسار منذ البداية.

 

طاعون أثينا

محمود الزيباوي/المدن/19 آذار/2020

مع تفشّي وباء كورونا القاتل، تحدّث أستاذ كرسي الإستراتيجية البحرية بكلية الحرب البحرية الأميركية، جيمس هولمز، مؤخراً، عن هذا الداء الغريب، وأشار في حديثه إلى الوباء الكبير الذي تفشّى في العصور القديمة في أثينا، ونصح الصين بأن تستقي العظة والعبرة من هذه الواقعة التاريخية التي اشتهرت باسم "طاعون أثينا". يُعتبر"طاعون أثينا" أقدم وباء مدمّر وصلتنا أخباره من خلال التاريخ المدوّن، وهو ليس بطاعون، ويظل إلى اليوم أحد الألغاز الطبية الكبيرة التي احتار العلماء في تحديد طبيعتها. وصلت أخبار هذا الداء الفتّاك من طريق المؤرخ الإغريقي الشهير ثوسيديديس، الذي شهد تفشيّه الرهيب ونقل وقائع هذا التفشّي في كتابه "تاريخ الحروب البيلوبونيسية"، وهي الحروب التي بدأت في عام 431 قبل الميلاد واستمرت 27 سنة، وفيها واجهت أثينا وهي في أوج مجدها عدوّدها إسبرطة، وذلك تحت قيادة بريكليس، رجل الدولة الكبير الذي قام بإنشاء الأكروبوليس، وبنى أربعة مبانٍ عظيمة الشأن، وهي معبد البارثنون، وبوابة بروبيليون، ومعبد أثينا، ومعبد أريخثيون.  رافق ثوسيديديس الحروب البيلوبونيسية، وتعرّض للوباء الذي انتشر في أثينا في تلك الحقبة، ونقل بعد ربع قرن رواية حيّة بالغة القِيمة عن تلك الأيام المرعبة التي عاشتها المدينة العريقة، "وكان غرضه الواضح أن يقدم وصفًا دقيقًا للمرض حتى يمكن التعرف عليه إذا عاود الظُّهور مرة أخرى"، كما اشار الباحثان، سوزان سكوت وكريستوفر دنكان، في كتابهما "عودة الموت الأسود". بحسب شهادة ثوسيديديس، ظهر هذا الداء أولاً في بلاد الحبشة، ثم انتقل إلى مصر وليبيا، قبل أن يصل إلى نواح عديدة من العالم اليوناني، ومنها جزيرة ليمنوس، شمال شرقي بحر أيجة، وذلك في بداية صيف 429. تفشي هذا المرض في مدينة بيرايوس، على بعد بضعة كيلومترات من جنوب العاصمة أثينا، يوم كانت هذه المدينة "ميناءً ومحطة لكثير من المسافرين والتجار الذين جلبوا المرض من الخارج"، ووصل "إلى عَلْيَاء المدينة حيث لَقِيَت عائلات بأكملها حَتْفَها، وكان معدل الوَفَيَات بين الأطباء وآخرين مِمَّن كانوا مصاحِبين للمرضى مرتفعة بدرجة واضحة".   يروي المؤرخ ان المصابين "كانوا يشكون فجأة من آلام حادَّة في الرأس وتلتهب عيونهم ثم يبدأون في السُّعال دمًا. كان يعقب هذا السعال عطس وآلام في الصدر، ثم تقلصات في المعدة، وقيء وإسهال شديدان وظمأ لا يُروى. وكان الجلد يحمَرُّ، وتطفح عليه بُثور صغيرة وتقيُّحات مفتوحة. كان الضحايا يعانون من حمى شديدة ولم يكونوا يتحملون الغطاء، مُؤْثِرين أن يظلوا عُراة. ولما أضْناهم الظمأ، انتابتهم رغبة عارمة في الإلقاء بأنفسهم في المياه الباردة، وقفز كثيرون في صهاريج المياه العمومية. معظمهم فقد صوابه، ومات في اليوم السابع أو الثامن من بدء هذه الأعراض. ومن بين الذين تعافَوا، فقد كثيرون أطرافَهم أو ذاكرتهم أو بصرهم".

أدرك الأثينيون بسرعة بأن هذا المرض مُعدٍ، فتحاشى الأصحّاء منهم الاحتكاك بالمرضى، وتوقّفوا عن إقامة شعائر الدفن، وتركوا جثث الموتى في الشوارع والمعابد، غير أن الداء استمرّ بالتفشّي في المدينة بسبب الحرب المستعرة. في الواقع، خشي بريكليس من هجمات الإسبرطيين المتكرّرة، وأمر أهل الريف المجاور بالانتقال إلى داخل المدينة المحصّنة، فاكتظّت أثينا بعدد كبير من السكان الذين لم يكن لهم مكان للعيش فيها، وكانت يومها تحت الحصار، وكان الصيف حاراً، ممّا ساهم في انتشار العدوى. هكذا واصل المرض زحفه، ولقي بريكليس حَتفَه نتيجة بعدما أصيب به. وعاد بقوة في الصيف التالي، بالتزامن مع حصارٍ آخرَ من الإسبرطيين، ثمّ خمد في شتاء 428، إلا أنه عاد وتفشّى مرة أخرى وأخيرة في خريف 427.

أسهب ثوسيديديس في وصف هذا الطاعون الذي أصابه هو أيضاً، ونجا منه، وقال إنه أتى على حين غفلة بقوة بالغة وجرف ربع سكان المدينة بعدما وقف الأطباء أمامه مكتوفي الأيدي، وأكّد بأنّ عدد السكان لم يعد قط إلى ما كان عليه قبل هذا الداء. استعاد جيمس هولمز في زمننا، هذه الواقعة، التي تعود إلى التاريخ القديم، ورأى "ان الاختباء خلف الأسوار العالية التي تحيط بأثينا وميناء بيرايوس الواقع في منطقة أتيكا الإدارية، على بعد تسعة كيلومترات باتجاه الجنوب، أفضى إلى عواقب وخيمة، فوباء الطاعون انتقل عبر البحر الأبيض المتوسط إلى بحر إيجة من شمال أفريقيا بواسطة بحارة على متن سفينة تجارية كانوا قد أُصيبوا بالعدوى، وما أن اجتاح الوباء مدينة بيرايوس، حتى انتقل من جماعة من الناس إلى أخرى، داخل المدينة المكتظة بالسكان".

احتار الخبراء في تحديد طبيعة هذا الداء الذي فتك قديماً بأثينا، وتبيّن لهم ان الأعراض التي وصفها ثوسيديديس لا تماثل أعراض الطاعون الدَّبْلِي، ولا أي مرض آخر من أمراض اليوم، والأغلب أنها أعراض لشكل من أشكال الطاعون النزفي. قبل الدخول في عهد هذه الأزمنة الحديثة، أُطلق على هذا الداء في القرون الوسطى اسم "طاعون أثينا"، وظلّت هذه التسمية شائعة في القرون التالية حيث استعاد العديد من الرسامين هذه الواقعة في لوحات تجمع معالمها بين الطاعون الإغريقي القديم والطاعون الذي عرفته أوروبا بأشكال مختلفة في مراحل عديدة من تاريخها.

في منتصف القرن السابع عشر، صوّر الرسام الفرنسي فرنسوا بيرييه "طاعون أثينا" في لوحة من الحجم الكبير دخلت متحف مدينة ديجون للفنون الجميلة، وفي هذه الزيتية ظهر عدد من المرضى والمحتضرين في الواجهة، وظهرت جثث الموتى في الخلفية، وبدا في الأفق ملاك يحلّق فوق الجموع. في طرف هذه الخلفية، ظهر جمع يرفع أيديه باتجاه نصب كبير يمثل اسقليبيوس، إله الطب في الميتولوجيا اليونانية الرومانية. وبحسب التقليد المتوارث، حضر الإله الشافي بشعره المتدلي على كتفيه وذقنه الطويلة، حاملاً عصا يلتف حولها ثعبان، وهي العصا التي ترمز للطب في زمننا.

وفي هذه الحقبة كذلك، صوّر الرسام البلجيكي، ميكايل سويت، هذا الطاعون في زيتية دخلت متحف لوس انجليس، وفيها ظهر حشد كبير من المرضى والمحتضرين والموتى في ساحة شاسعة تحدّها أدراج تقود إلى بناء من الطراز الإغريقي. ونقع على زيتية إيطالية من محفوظات غاليري نيفيان في أقليم أود الفرنسي، تماثل بعنصرها هذا التأليف، وهي من نتاج نهاية القرن السابع عشر، وفيها تتكرّر مشاهد السقم والاحتضار الجماعي بأسلوب الكلاسيكية الباروكية الذي ساد أنحاء أوروبا في هذه المرحلة.

 

الهرب من الحقيقة... في بيروت وطهران

خيرالله خيرالله/موقع أساس ميديا/الخميس 19 آذار 2020

هناك عبارة يبدو مفيداً التوقّف عندها في الخطاب الأخير لحسن نصرالله الأمين العام لـ"حزب الله". دعا نصرالله أميركا إلى  البدء بـ"رفع العقوبات عن إيران"... في حال كانت تريد بالفعل مساعدتها في مجال مكافحة وباء كورونا.

كلّ ما في الأمر أنّ هذا ليس وقت الخلط بين الدوافع الإنسانية والسياسة. العواطف والمبادرات الإنسانية شيء والسياسة شيء آخر. لكنّ المشكلة مع إيران أنّها تكلّف أدواتها العربية وغير العربية مناشدة أميركا مساعدتها حفاظاً منها على كبريائها وهروباً من الأسباب التي أدّت الى العقوبات.

عرضت الإدارة الأميركية مساعدة إيران في مواجهة وباء كورونا من منطلق إنساني. أمّا العقوبات الأميركية التي تصاعدت في السنوات الثلاث الماضية، خلال مرحلة شهدت تمزيق دونالد ترامب للاتفاق في شأن الملفّ النووي الإيراني، فهذا ملفّ مختلف، وهو مرتبط بالسياسة أوّلا وبشروط أميركية واضحة ومحدّدة، معروفة جيّداً، ثانياً وأخيراً. ملخّص هذه الشروط عودة إيران دولة طبيعية لا تتدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى عبر ميليشياتها المذهبية.    

يمكن اعتبار كلام الأمين العام لـ"حزب الله" بمثابة تأكيد، لا لبس فيه، فحواه أنّ العقوبات الأميركية أثرّت بشكل جدّي في إيران. في نهاية المطاف، ليس هناك ما يدعو إلى طلب رفع العقوبات الأميركية من دون امتلاك شجاعة مواجهة مجموعة من الحقائق بدءاً بسؤال في غاية البساطة: لماذا كانت العقوبات الأميركية على "الجمهورية الإسلامية"؟

يعبّر حسن نصرالله عن السياسة الإيرانية التي تتفادى طلب رفع العقوبات مباشرة. ترفض إيران ذلك نظراً إلى أنّها تعرف تماماً ما المطلوب منها في حال كانت تريد بالفعل أن تكون دولة طبيعية من دول المنطقة بعيداً عن وهم مشروع توسّعي لا يوجد أساس يمكن أن يستند إليه كي يحقّق نجاحاً ما. الّلهم، إلّا إذا كان النجاح من وجهة النظر الإيرانية يتمثّل في نشر البؤس والخراب والفقر والتخلّف على كل صعيد وفي كلّ مجال. من الطبيعي الوصول إلى هذه الخلاصة في الحكم على التجربة الإيرانية عندما تطلب إيران مساعدة بقيمة خمسة مليارات دولار من أجل مكافحة كورونا، في حين ممنوع على لبنان الدخول في مفاوضات جدّية مع الصندوق لأسباب مرتبطة بمصالح "حزب الله". ضمن هذا المنطلق، ليس كلام حسن نصرالله عن رفع العقوبات الأميركية، في سياق مساعدة إيران بمواجهة وباء كورونا، سوى محاولة أخرى لتفادي الواقع المتمثّل في أنّ إدارة دونالد ترامب قرّرت التكشير عن الأنياب الأميركية لا أكثر ولا أقلّ.

لعلّ أخطر ما يمرّ فيه لبنان، لبنان الذي عرفناه طوال مئة عام، هو ذلك الإصرار على الهرب من الحقيقة. هناك حقيقة لا جدل في شأنها، اسمها ازدهار لبنان. ما الذي جعل لبنان مزدهراً في مرحلة ما؟ الجواب بكلّ بساطة لأنّه كان بلداً منفتحاً على العالم، على الغرب تحديداً، من جهة، ويتمتّع باقتصاد حرّ عنوانه الثقة بنظامه المصرفي من جهة أخرى. الثابت الوحيد أنّ مزيداً من الأضرار ستلحق في لبنان في غياب من لا يزال مصرًّا على الهرب من الحقيقة أكان في بيروت المهزومة أو طهران المنتصرة

عندما تغيب هذه الحقيقة عن حسن نصرالله وغيره، يصبح من السهل الكلام الذي لا فائدة منه عن رفع العقوبات عن إيران وعن أهمّية الوحدة الوطنية والتضامن في الداخل اللبناني من أجل "مقاومة" كورونا.

عاجلاً أم آجلاً، سيتبيّن أنّ الكلام عن الوحدة الوطنية، يبقى كلاماً، وأنّ الخطابات القريبة من مواضيع الإنشاء في الصفوف الابتدائية التي يلقيها رئيس الجمهورية ميشال عون ليست أكثر من كلام صالونات. ما الحاجة إلى الوحدة الوطنية إذا لم تكن هناك مراجعة في العمق تشمل الهيمنة التي يمارسها "حزب اللّه" على القرار السياسي اللبناني في ظلّ رغبة حكومة حسّان دياب في تغيير طبيعة لبنان، خصوصا طبيعة نظامه الاقتصادي؟

لا شكّ أنّ "حزب الله" حقّق انتصاراً كبيراً على لبنان واللبنانيين. إنّه انتصار إيراني قبل أيّ شيء آخر. ستكون نتيجة هذا الانتصار مزيداً من الضربات القويّة يتلقاها البلد في غياب أيّ توازن سياسي على الصعيد الداخلي، في ظلّ الوضع الراهن لرئاسة الجمهورية ورئاسة مجلس الوزراء والحكومة ككلّ. الثابت الوحيد أنّ مزيداً من الأضرار ستلحق في لبنان في غياب من لا يزال مصرًّا على الهرب من الحقيقة أكان في بيروت المهزومة أو طهران المنتصرة. لا يزال في بيروت من يظنّ أنّ لبنان ورقة إيرانية وأنّه يكفي طلب حسن نصرالله برفع العقوبات الأميركية عن إيران كي ترتعد فرائص "الشيطان الأكبر". ولا يزال في طهران من يرفض الاعتراف بالهزيمة أمام "الشيطان الأكبر"، وأنّ من الأسهل الدخول في مفاوضات مباشرة مع واشنطن بشروطها بدل الاستمرار في المكابرة التي لا طائل منها...    

 

كوكب ما بعد الكورونا والحنين إلى تفاصيلنا المملّة

محمد بركات/موقع أساس ميديا/الخميس 19 آذار 2020

حول العالم، مئات ملايين البشر باتوا في سجون طوعية. العزل المنزلي الطوعي انتشر في معظم الدول التي ضربها فيروس كورونا. لبنان ليس استثناءً. ورغم أنّ الصين والولايات المتحدة الأميركية أعلنتا حالة الطوارىء، إلا أنّ بلداناً كلبنان ما زالت حكومته تكابر، وتخضع الأمر لنقاش ونقاش، قبل أن تستقرّ على طوارىء صحيّة غير شاملة. من لبنان إلى الصين وأوروبا وأفريقيا، هذا الوباء العالمي كشف هشاشة الجسد البشري، وأعاد التذكير بضعف الإنسان. وأعاد أوّلا تذكيرنا بأنّنا "واحد". أنّنا مصنوعون من الهشاشة نفسها، ومن الضعف نفسه، وأنّ ما يؤذي صينياً، نفسه يؤذي لبنانياً وأميركياً وفرنسيّاً وليبيّاً وأفريقيًّا جنوبيًّا...

فيروس الكورونا كشف ضعفنا كذلك في مواجهة أسئلة أخلاقية أساسية. منها أنّ "تطمينات" كثيرة، من منظمات عالمية، أكّدت أنّ "الأكبر سنّاً هم الذين سيموتون" به، أي من هم فوق الستّين وفوق السبعين وفوق الثمانين. ولئن كان هذا صحيحاً إحصائياً، إلا أنّ إعلانه، بهذا الوضوح، طمأن كثيرين، لكنّه كان بمثابة "حكم إعدام" لكثيرين من آباء وأجداد وكبار في السنّ، أرعبتهم هذه الإحصاءات وأحبطتهم. في حين أنّ الأمل كبير بالنجاة من الفيروس القاتل، حتّى لمن هم في عمر متقدّم. كما أنّ أخباراً كثيرة كانت معاكسة لهذا التعميم، منها عن مسنّين شُفُوا من كورونا، أحدهم فوق المئة، بحسب وكالة الأنباء الصينية "شينخوا" في 8 آذار/مارس الجاري، رغم أنّه كان يعاني من مشاكل صحية موازية، منها مرض الزهايمر وارتفاع ضغط الدم وفشل القلب. أبعد من هذا، فإنّ المتجوّل على مواقع التواصل الاجتماعي، بين "فايسبوك" و"تيكتوك" و"تويتر" و"إنستاغرام" وغيرها، وهي المواقع التي "يقيم فيها" جزءٌ كبيرٌ من سكّان كوكب الأرض هذه الأيام، المتجوّل هناك سيكتشف أنّ "أحلام" البشر انخفض سقفها كثيراً في الأسابيع الأخيرة. انخفض، وربما "ارتفع".

فالطالب اللبناني المحتجز في ووهان منذ 60 يوماً، أحمد السيد، والذي يتابعه مئات آلاف اللبنانيين، بات حلمه أن يرى والدته ليس أكثر. طالب كان حلمه التخرّج والعمل والنجاح، انخفض سقف طموحه، إلى أنّه يريد رؤية والدته، التي اختار الابتعاد عنها، وطلب العلم، ولو في الصين. أو قل "ارتفع" طموحه. فالكورونا أعاد ترتيب أولوياتنا، وذكّرنا بما هو "أهمّ". الأطفال المحتجزون في البيوت، لا شكّ أنّهم اكتشفوا "نعمة" المدرسة، وضرورتها في حياتهم. هم الذين كانوا يستيقظون إليها متثاقلين، ويعودون منها فرحين بـ"الانتهاء" من دوامها، ومن فروضها، ها هم يحلمون بالركض في ملاعبها ورؤية أصدقائهم، بعد أسابيع من "السجن" المنزلي مع الأهل. والأزواج المبعدون عن بعضهم البعض، بسبب عزل أو سفر، تراهم يحلمون بأن يغمروا بعضهم البعض. ليس أكثر. وهو أمر لم يكن يخطر على بال زوج في يوم من الأيام، أو زوجة. أما الأزواج "المحبوسون" سوياً في منزل واحد، في عزل زوجيّ واحد، فهم يكتشفون أنّهم بدأوا يتعرّفون إلى بعضهم البعض. يتحدّثون عن "كواليتي تايم Quality Time".

أحلامنا باتت صغيرة جداً، إلى درجة أنّها باتت "جميلة". أن نخرج إلى مطعم كنّا نحبّه. أن نغنّي مع أصدقاء في سهرة مشتركة. أن نضحك مع أقارب نحبّهم. أن نجتمع، كعائلات كبيرة، في منزل واحد. أن نزور مقهىً اعتدنا زيارته حتى نسينا فرادة طعم قهوته.

أحلام البشر، الذين كانوا يريدون غزو الفضاء، واستعمار الكواكب المجاورة، والبحث عن كواكب صالحة للحياة، والذين أعدّوا العدّة، منذ أكثر من نصف قرن، لمواجهة غزوات محتملة من كواكب "غازية" مفترضة، هؤلاء البشر أنفسهم، باتت تقتصر طموحاتهم على "البقاء"، والبقاء فقط، وهذه المرّة "في منازلهم". أقصى طموحهم اليوم هو "الصمود" في مواجهة عدوّ خرج عليهم من "الأرض" نفسها، من حيث لا يحتسبون، ولم ينتظروه، وراح يهدّد العرق البشري بأكمله، بالفناء ربّما.

الكورونا، هذا الوباء أعاد وضعنا وجهاً لوجه مع كلّ أسئلتنا عن الوجود والحياة والعمل والتطوّر والتكنولوجيا

أحلامنا بالترف الأقصى، انتقلت من سرعة السفر، بين البلدان، والرفاهية المطلقة في الفنادق والمطاعم، وفي التكنولوجيا المساعدة، إلى انحسار شديد، حيث نريد الخضار وما أمكن من لحوم أو أجبان وألبان وخبز وملح، مع عامل توصيلاتٍ آمن، يوصلها إلى البيت، من دون فيروسات عليها، من يديه أو من أيدي الذين سحبوها من الرفوف ووضعوها في الأكياس. لكنّها ذكّرتنا بالنعم التي ما كنّا لها بمدركين، ولا عليها بشاكرين.

نحنُّ إلى حياتنا التي كانت قبل أسبوع أو اثنين. الحياة نفسها التي كنّا مللنا منها، أو نعتبرها قاسية، أو نحلم بالخروج منها. نحنُّ إلى وظائفنا الروتينية التي كنّا نريد عطلة طويلة منها، والجلوس في المنزل، "بلا ولا شي"، للهروب منها. نحنُّ إلى الملل نفسه، الملل والتعب في الركض طوال النهار، وذلك بعدما بدأنا نتعرّف إلى الملل الحقيقي، بين جدرانٍ أربعة، وحيدين، إلا من انتظار فيروس، يأتينا على يدي عامل التوصيلات، أو في زرّ مصعد المبنى حيث نسكن، إذا قرّرنا النزول صوب دكّانٍ أو صيدلية...

الكورونا، هذا الوباء أعاد وضعنا وجهاً لوجه مع كلّ أسئلتنا عن الوجود والحياة والعمل والتطوّر والتكنولوجيا. وتحديداً التكنولوجيا، التي باتت قادرة على نقلنا إلى المرّيخ، وعاجزة عن حمايتنا من فيروس متناهي الصغر، يفتك حالياً بمئات الآلاف منّا ويهدّد مئات الملايين، وربّما يكون بداية عهد انقراض البشر، هو أو نسخة منقّحة منه في السنوات المقبلة.

 

عام الريح

سمير عطا الله/الشرق الأوسط/18 آذار/2020

الغريب في هذه المهنة «أن كل شيء يتحوّل إلى أدب» كما قال غارسيا ماركيز، العائد إلى بلدته بعد غياب. وإني خجل بالاعتراف أنه منذ تحول كورونا إلى وباء، لم أعد أتابع ضحاياه بقدر ما صرت أبحث عن أفضل المقالات وأجمل العناوين وأكثر التغطيات مهنيّة. وقد صُعقت بقوة الأدب، لا برهبة الحدث، عندما قرأت عنوان «نيو ستيتسمان» البريطانية «كورونا يغلق العالم». إذا كانت غاية العنوان الإخباري في الصحافة إيجاز الحدث في كلمات، فقد أوجز واضع العنوان وصف مرحلة تاريخية، في ثلاث كلمات. أي كلمة رابعة لا مكان لها ولا معنى.

هنا، الصحافة في ذروة امتحانها: ليس في المسألة رمز أو تلميح. بعوضة في حجم بعوضة تخاطب الذاهبين إلى المريخ والعائدين من القمر والمبحرين في أعالي المحيطات، قائلة، حاولوا أن تضبطوني. وأنتم من تظنون أنكم أسياد العالم، اعترفوا بأنكم تخافونني مثل قنبلة هيروشيما.

أفقت أمس لأجد أن العالم الغبي والعادي والبسيط لا وجود له. أول وأبسط عمل أقوم به هو الذهاب إلى المكتبة لشراء الصحف. أُلقي تحية الصباح، وأختار ما أريد، وأشكر وأمضي. أمس وجدت أمام المكتبة صفاً من الناس، وبابها مفتوح نصف فتحة، وكل مشترٍ يقول ما يريد، فيسلّم إليه من خلف الباب. لا وقت للتحيتين، في الوصول وفي المغادرة. ولا وقت للترحيب العفوي بالجميع، أهلين وسهلين. والمدينة فارغة مثل الحرب، وخائفة أكثر مما في الحرب. بيروت التي كانت تقسم إلى شرق وغرب بمجرد خناقة في الطريق، يتحكم بجهاتها الأربع ذعر واحد. من صفات الأوبئة الجائحة، أنها تمحو الماضي وتزعزع المستقبل. مجموعة ضعفاء، وما من قبضاي واحد. والزعران في بيوتهم مثل الصالحين والطيّبين. وما من مكان يهربون إليه في قصور الطوارئ في باريس ولندن. المطار مغلق في وجه الجميع. عبر القرون، نشأ شيء عُرف «بأدب الأوبئة». منها ما سمي «الموت الأسود» وما سماه جاك لندن «الموت الأحمر» عن الوباء الذي ضرب لندن أوائل القرن الماضي. وفي نهاية الرواية يتطلع إلى هذا العالم ويقول «زبد، لا شيء إلا الزبد». يذهب الكثير من العرب للعلاج في ألمانيا، ما بين مستشفيات ميونيخ الفائقة التقدم وجنات المدينة وجمالها. شعرت بالخوف عندما سمعت الفراو ميركل تعلن خوفها وتُغلق حدود ألمانيا مع أرقى جوار في العالم. ذات مرات كنت أحلم بالتجوّل عبر تلك الحدود وأتأمل الشرفات المليئة بأحواض «الجيرانيوم» الأحمر، والواقفات خلفها مثل زينة للزهر. أعادنا كورونا إلى أحزان القرون الوسطى وملاحم الإغريق وأساطير الآلهة الغاضبة والمجهول القادم في عام الريح.

 

من دروس «كورونا»

توفيق السيف/الشرق الأوسط/18 آذار/2020

في كل حادثة دروس وعبر، تستحقُّ أنْ يتوقَّفَ الناس عندها كي يعمقوا خبراتهم الحياتية. إن جانباً عظيماً من تقدم البشرية، يرجع إلى المشكلات التي واجهتها المجتمعات، فطورت حلولاً لها وأساليب للتخفيف من آثارها، وقواعد للوقاية من تكرارها. لو لم نواجه الأمراض، لما تطور علم الطب، ولا تطورت المختبرات التي أنتجت الأدوية والأمصال. وباء كورونا المستجد الذي يجتاح العالم اليوم، مثال على تلك الحوادث التي كشفت عن نقاط قوة جديرة بالتقدير، إلى جانب نقاط ضعف جديرة بالمعالجة. ثمة الكثير مما يستحق الذكر في هذا المجال. لكني أود التركيز على نقطة محددة، لفتت انتباهي بصورة خاصة، لأنها تكررت في أكثر من دولة خلال تجربة كورونا الأليمة. لقد أظهر الوباء أن فكرة كون «العالم قرية» لم تعد تعبيراً مجازياً عن سهولة التواصل وسرعته. تحول العالم في القرن الجديد إلى شبكة هائلة من الوحدات المتفاعلة، التي نسميها مجتمعات أو دولاً. هذه الوحدات، مستقلة عن بعضها من الناحية القانونية، لكنها متصلة على المستوى الاقتصادي والمعرفي، اتصالاً يجعل الحياة في كل منها، مشروطة – إلى حد ما – بانفتاحها وتواصلها مع الوحدات الأخرى. لاحظنا أن تفاقم وباء كورونا في الصين، أدى إلى أضعاف التبادل التجاري والسياحة والنقل على امتداد الكرة الأرضية. وتبعاً لذلك انخفض الطلب على البترول وأسعاره، وتهاوى العديد من البورصات في شرق الأرض وغربها. وقد حدث هذا حتى قبل أن ينتقل الوباء إلى دول أخرى، فينشغل العالم بمكافحته، من أجل البقاء على قيد الحياة. هذا الأمر طيب بطبيعة الحال، لولا أن الوباء كشف عن عنصر نقيض، أعني به شعور جميع الدول بالحاجة إلى العزلة، وقيامها فعلياً بإغلاق حدودها الخارجية، ثم قيام بعضها بإغلاق المدن المصابة. نعلم أن إغلاق الحدود الدولية وكذلك إغلاق المدن، يتسبب في إضعاف سلاسل الإمداد والتموين، ويقلّص الاستفادة المتبادلة من فائض الإمكانات المتوفرة على امتداد العالم. ولعل أبرز الأمثلة على هذا هو إعلان العديد من دول العالم حظر تصدير المواد الطبية اللازمة للتعامل مع الوباء، خشية التأثير على المخزون الوطني. ندعو الله أن لا يبتلي العالم بجائحة مثل كورونا في المستقبل. لكن الوباء القائم أثبت بالتجربة أن الاعتماد المتبادل مفيد وضروري، شرط أن لا نغفل الاستثناءات. كل دولة – ونحن بالتأكيد من بينها – بحاجة إلى منظومة إمداد محلية مستقلة مائة في المائة، خاصة بالمواد الضرورية للحفاظ على حياة السكان. يرد في ذهني الآن أمثلة محددة على هذا النوع من المواد، من بينها أدوات التعقيم ولوازم النظافة والوقاية الأولية. لكني أدعو لبحث تخصصي، يستهدف تحديد الحاجات الحرجة والضرورية، التي لا يصح الاعتماد في توفيرها على مصادر، لا يمكن التنبؤ بحساباتها في الظروف الحرجة، كالتي يمر بها العالم هذه الأيام. أظن أن من واجب كل دولة أن تسعى لتوفير هذه المصادر المحلية، آخذة في عين الاعتبار حياة الناس، بغض النظر عن الحسابات التجارية البسيطة. لا يصح السماح بأن تكون حياة ملايين المواطنين، عرضة لتقلبات السوق أو لسياسات وحاجات دول أخرى. وهذا يتطلب بالتحديد أن يعمل كل بلد على تحديد الحاجات الحرجة، والعمل على توفيرها من مصادر محلية مائة في المائة.

 

وداعاً لليسار الإسرائيلي القديم

حازم صاغية/الشرق الأوسط/18 آذار/2020

من يتخيَّل إسرائيل بلا يسار؟ حزب العمل (ماباي يومذاك) هو الذي أنشأها. لثلاثة عقود ظلَّ يحكمُها وحده. أبرز رموز الدولة جاءوا من بيئة اليسار العمَّالي: بن غوريون، غولدا مائير، رابين، آلون، دايان، بيريز... اليوم، هذا كلّه تاريخ. في الانتخابات الأخيرة، نال كلٌّ من حزبي اليسار، (العمل) و(ميريتز)، 3 مقاعد. هذا التحالف نفسه نشأ لتجنّب الفضيحة: ألا يتجاوز الحزبان حاجز الـ3، 25 في المائة من الأصوات الذي هو شرط التمثيل النيابيّ.

أين المشكلة؟

هناك، أوّلاً، أزمة تكيّف قاتلة: «العمل»، وقبله «ماباي»، قومي أكثر منه اشتراكيّاً، همّه إقامة الدولة. لم يدافع عن الحدّ الأدنى من زعمه الاشتراكيّ، أي المساواة بين اليهود والعرب. حقوق الإنسان وحقوق المواطنين لم تكن على أجندته. ثمّ إنّه مَن بدأ الاستيطان بعد 67. عدم تحوّله من يسار قومي ذي ميراث استعماري إلى يسار مدني ترافق مع ضمور عالمه العمّالي القديم في صفوف «الأشكناز». بيئة «الكيبوتز»، قاعدته التقليديّة، صغرت، ومؤسّسة «الهستدروت» ومجالسها العمّاليّة تقلّصت. قائد الحزب الحاليّ، عمير بيريتز، النقابي ومغربي الأصل، فشل مراراً في رهانه على كسب «الفقراء» و«الشرقيّين» في ضواحي المدن. أغلبهم صوّتوا لـ«الليكود».

الحزب بات يبدو قديماً جدّاً، تعصف به الوجهة «العالميّة» في الانزياح يميناً، التي رأيناها في عدد من بلدان أوروبا. هذا الانزياح وجد تعزيزه في التحوّل الديموغرافيّ. السكّان أصبحوا أكثر تقليدية، وبين الأسباب تزايد الاختلاط بين «المزراحيم السفرديّين» و«الأشكناز». اليسار العلماني «الأشكنازي» صار يبدو للكثيرين استفزازيّاً في علمانيّته. يصحّ هذا خصوصاً في «ميريتز» الذي تأسّس عام 1992 بأفكار تفوق أفكار العمل تقدّماً، حيال العرب وبالنسبة للحقوق والحرّيّات. لكنّ «ميريتز» ظلّ بالغ النخبويّة لشبّان تلّ أبيب. لم يغد حزباً يساريّاً ليبراليّاً على نطاق وطنيّ.

القاتل الثاني لليسار نتنياهو. من جهة، حملته المكارثيّة والمنهجيّة لربط اليساريّة بخيانة الوطن. حتّى ليبرمان، وزير دفاعه السابق وخصمه اللاحق، طالته «تهمة» اليساريّة. الآن بات منافسه بيني غانتس يساريّاً يتعاون مع الإرهابيّين!

الأهمّ، أنّ سياسة نتنياهو وشخصه صبغا السياسة عموماً بالشعبويّة. لم تعد أولويّة خصومه اختيار برنامج بديل بل التصويت لمن يستطيع إطاحته. هكذا صوّت يساريّون متزايدو العدد لأحزاب «الوسط» التي تراءى أنّها الأقدر على إسقاطه.

قبلاً، صوّت يساريّون لـ«كاديما» الذي أنشأه شارون وأولمرت، وعاش من 2005 إلى 2015، كما صوّتوا لـ«هناك مستقبل» (يش أتيد) كحزب «وسطيّ» يطمح إلى تمثيل الطبقة الوسطى العلمانيّة. وفي 2009 صوّتوا، للاعتبارات نفسها، لوزيرة الخارجيّة السابقة تسيبي ليفني، فلم ينل «العمل»، بقيادة إيهود باراك، سوى 13 مقعداً و«ميريتز» 3. يتكرّر الشيء نفسه الآن مع «أزرق أبيض» الذي غزا الطبقة الوسطى في معظم البيئات العمالية تقليدياً.

القاتل الثالث هو موضوع الاحتلال والتسوية، واستطراداً علاقة إسرائيل بمواطنيها العرب. صحيح أنّ اغتيال رابين في 1995 لم يحل دون انتخاب باراك، في 1999، مستفيداً من تصويت عربي كثيف له. لكنّ فشل «كامب ديفيد» في 2000، وتعاظم الكراهية المتبادلة، أطاحت مشروع «أوسلو». عنف الانتفاضة الثانية والعنف الأكبر الذي ردّ به باراك، أوهنا الصلة بين «العمل» والعرب. بدورهم، اندفع يساريّون يميناً محكومين بالهواجس الأمنيّة، حكمتُهم عبارة ألبير كامو الشهيرة إبّان حرب الجزائر: «بين أمّي والعدالة أختار أمّي». إلى ذلك تصدّع معسكر السلام ذو العمود الفقري اليساريّ. نظريّته كانت تقول: بالانسحاب من الأراضي المحتلّة ننهي الحروب. تجربة لبنان في 2000 لم تخدم هذه النظريّة. لقد انسحب الإسرائيليّون، لكنّ مقاومة «حزب الله»، المدعومة إيرانيّاً وسوريّاً، استمرّت.

الطلاق لم يكن بلا خلفيّات مصدرها معاملة إسرائيل لمواطنيها العرب: لا وجود لهم في قيادة «العمل»، ولا في الدولة إبّان سنوات حكمه. وعموماً، إذا كانت أحوالهم أفضل من أحوال العرب في بلدانهم، فهذا لا يلغي أنّها أسوأ من أحوال اليهود الإسرائيليّين.

بالتضامن مع مسألة الهويّة، تنامت رغبة العرب الإسرائيليّين في تمثيل خاصّ بهم، مستقلّ وموحّد. وضعهم في إسرائيل يحضّ على ذلك، وكذلك تكوين إسرائيل الجماعاتيّ، الذي يعكسه انتخابيّاً التمثيل البالغ النسبيّة.

هكذا وبعد تقليد مديد في انخفاض نسب التصويت، ارتفع التصويت العربي لوافد جديد هو «القائمة العربيّة المشتركة» (4 أحزاب). «القائمة» حصدت في الانتخابات الأخيرة 15 مقعداً، هو أعلى رقم تحرزه الأحزاب العربيّة في تاريخها وتاريخ الانتخابات. بين أبريل (نيسان) الماضي ومارس (آذار) الحالي، ارتفع عدد المصوّتين لها من 337 ألفاً إلى 577، كما ارتفعت نسبة التصويت العربي من 49 في المائة إلى 65. أيضاً صوّت للأحزاب العربيّة 30 ألف مقترع يهودي ينتخبون اليسار اليهودي تقليديّاً. «القائمة المشتركة» ليست مشروع حرب وإرهاب، كما يروّج نتنياهو. إنّها مشروع لتوطيد السلام الأهلي وجعله أشدّ عدلاً وديمومة، عبر مزيد من الاندماج المصحوب بتوسيع قاعدة التأثير في السياسات الحكوميّة. القبض على هذه الفرصة هو الحدث الذي يخشاه اليوم نتنياهو. إنّه ما يفتح الباب لسياسات أخرى قد تتجاوز الأحزاب والحزبيّات القديمة.

 

إلى الأمام... إلى عالم من دون تلامس

فيتالي نعومكين/الشرق الأوسط/18 آذار/2020

تكتسب اليوم الملاكمة وأنواع أخرى من القتال من دون تلامس، شعبية في الرياضة. يبدو كأن كل شيء هو نفسه، لكن الضربات الموجهة إلى الخصم لا تصل إليه وبالتالي لا تؤذيه.

في ظروف الوباء العالمي، أو جائحة فيروس كورونا، الضرر يأتي أيضاً عن طريق التواصل بين الناس. وبما أن البشرية لم تخترع عقاقير ولقاحات فعالة بعد (مع أنه ليس مؤكداً أن اللقاح سيخلصنا من هذا الوباء لفترة طويلة، لأن الفيروس قادر على التحول)، فقد بات الحظر على التواصل المباشر بين الناس هو الطريقة الرئيسية واقعياً لمكافحة طاعون القرن الحادي والعشرين هذا. على ما يبدو أننا بدأنا بالفعل في بناء عالم جديد - عالم العزلة أو «من دون تلامس»، وهو ما بدأت تظهر معالمه بوضوح في ممارسة عدد من الدول. فقد تم بالفعل إدخال ما يسمى الحجر الصحي الوطني في بعض البلدان، وإن كان بدرجات مختلفة. عند التفكير في هذا الوباء، الذي يختلف بوضوح عن جميع الأوبئة السابقة، يتساءل المرء بشكل لا إرادي: هل هذا مظهر من مظاهر انتصار العولمة أم هزيمتها؟ إذ إنه، من ناحية، لا يمكن هزيمة هذا الخطر إلا من خلال الجهود المشتركة. وبالفعل تتعاون الدول، بطريقة أو بأخرى، في هذا الصراع. ومن ناحية أخرى، يتم اتخاذ خطوات غير مسبوقة للحد من التواصل بين دول وأمم بأكملها. وصل الأمر إلى أن رئيس الولايات المتحدة الأميركية حظر دخول مواطني دول الاتحاد الأوروبي وبريطانيا إلى البلاد ورغم أنهم أقرب حلفائها.

لكن التنقل وحرية حركة الناس من العناصر الرئيسية للعالم في عصر العولمة. ولا أحد يعرف إلى متى ستستمر هذه الفترة من الحظر على حرية التنقل وإلى أي مدى ستذهب. فهل سيتعين على معظم دول الشرق الأوسط الانضمام إلى أولئك الذين انضموا بالفعل إلى نادي الحجر الصحي؟

من الواضح أن تدابير مكافحة الوباء العالمي تسبب ضربة مؤلمة للإنتاج والتجارة والأعمال. واقعياً، لقد تم اتخاذ فاصل زمني في الاقتصاد. إن إلغاء رحلات الطيران شكل ضربة قوية؛ ليس لشركات الطيران والسياحة والأعمال الفندقية فحسب، بل والتبادلات اللازمة للتقدم العلمي والتكنولوجي أيضاً، حيث إنها تتم عادة عن طريق عقد المؤتمرات والندوات واللقاءات في العروض و«خلف المائدة المستديرة». الأعمال التجارية الرائجة في الشرق الأوسط هي أيضاً ستعاني خصوصاً في المدن الصغيرة، حيث تعدّ وسيلة كسب العيش لفئة كبيرة من الناس. فهل ستكون الدولة قادرة على تحمل عبء مساندتها وتعويضها؟ في الوقت نفسه، يعتقد المحللون أننا نتحرك باتجاه سيناريو اجتماعي اقتصادي سلبي وتغييرات جذرية في عمل كثير من الشركات ناتجة عن المغادرة الجماعية للعمال أو عن قيود جديدة في المجال الإداري.

يؤدي الوباء إلى عواقب مدمرة للحياة الاجتماعية، لكن الأخطر هو وصول القيود المرتبطة بالوباء إلى منطقة حساسة مثل التنشئة الاجتماعية، أي بإغلاق «نقاط التنشئة الاجتماعية» مثل: المتاجر والمطاعم والمقاهي وصالونات حلاقة الشعر... إلخ، ما يشكل انتهاكاً لطريقة الحياة المعتادة. كل من زار الشرق الأوسط يعرف أن هذا جزء من هوية شعوبه. أما إغلاق المتاحف والمسارح ودور السينما، سيؤدي إلى الإضرار بالحياة الثقافية. إن تقييد التواصل بين الناس سيعيق التنشئة الاجتماعية للأطفال ولجيل الشباب خصوصاً في ظروف إغلاق المدارس والمؤسسات التعليمية الأخرى. والسؤال الذي يطرح نفسه مرة أخرى هو إلى أي مدى يمكن تعويض هذا الضرر عبر وسائل الاتصال الإلكترونية؟ وماذا عن مناطق الشرق الأوسط المتضررة من الصراعات التي لم يتم تطوير مثل هذه الوسائل فيها؟

لكن، مع ذلك فإن هذه التدابير التقييدية لمكافحة الوباء العالمي تعطي دفعة قوية لتطوير التقنيات الرقمية. إذ من الممكن تعويض الاتصال البشري المباشر، ذي الأهمية الحيوية للمجتمع والذي تم حظره أو تقييده، فقط من خلال التطوير الشامل للاتصالات الإلكترونية. ربما في هذه الحالة، لن يكون الوباء قاتلاً فقط، وإنما محرك للتقدم العلمي والتكنولوجي أيضاً؟

أما المشكلة الأكثر صعوبة فهي فرض قيود على الاتصال الجماعي الحي في الحياة الدينية للناس، خصوصاً بالنسبة للمسلمين، الذين يعتبر الحج من واجباتهم الرئيسية، والشيء نفسه بالنسبة للمسيحيين. فلدى الكاثوليك، بات البابا فعلياً يقدم خطبته ليس كالعادة مباشرة لجماهير الناس الذين تجمعوا في ساحة الفاتيكان، ولكن عبر شاشات التلفاز والكومبيوتر. فإلى أي مدى يمكن للرقمنة أو «عدم التواصل المباشر» أن تذهب بعيداً في هذا المجال الحساس والمقدس لدى الناس؟

يعتقد بعض الخبراء الروس المختصين في شؤون الشرق الأوسط أن هذا المرض الرهيب يهدد المنطقة كباقي المناطق، ويعبرون عن قلقهم من تستر بعض الدول التي تمر بأزمات في منطقة الشرق الأوسط على عدد الحالات أو من عدم استطاعتها إجراء الاختبارات اللازمة، بسبب نقص المعدات المناسبة. يبقى أمل وحيد فقط معلق على موسم الصيف، حيث، كما يُزعم، درجات الحرارة العالية تقتل فيروس كورونا.

إذا كان من المعروف أن الغالبية العظمى من ضحايا فيروس كورونا هم من كبار السن، فمن الواضح أن جميع أولئك الذين يعانون من مشاكل المناعة معرضون للخطر أيضاً: الأمراض السرطانية والإيدز والذين خضعوا لزراعة الأعضاء ومن لديهم أجهزة تنظيم ضربات القلب، وبصفة عامة الأشخاص الذين أصيبوا بأمراض مزمنة. لا تزال حالات المرض قليلة في روسيا. لكن رجل الأعمال الروسي المعروف، الملياردير أوليغ ديريباسكا، وصف روسيا بأنها ليست مستعدة لوباء فيروس كورونا بسبب عقلية سكانها، وتوقع عواقب مرعبة. اقترح إغلاق حدود الدولة مؤقتاً بالكامل وصرف جميع المواطنين في روسيا من العمل لمدة 60 يوماً وإرسالهم إلى الحجر الصحي المنزلي.

مرة أخرى نرى استخدام حظر التواصل بين الناس كوسيلة لمكافحة الوباء بصيغة متطرفة على شكل حجر صحي وطني شامل وتوقف مؤقت في أداء الاقتصاد. يقول ديريباسكا: «إن ثقافتنا وأسلوب حياتنا وموقفنا تجاه الوباء لا يعطينا أي بديل. إذا نزلت إلى مترو الأنفاق أو ذهبت إلى مركز تجاري - لا ترى أحداً يرتدي قناعاً». ومع ذلك، يعتقد البعض الآخر أن ارتداء الأقنعة أمر لا معنى له ولا فائدة منه. أما فيما يتعلق بالعقلية، فكما يبدو لي أنها تشبه إلى حد كبير عقلية منطقة الشرق الأوسط بوجود عنصر الإهمال وعدم الانضباط دائماً، وليس كما لدى الصينيين.

نحن اليوم جميعاً نغير قواعد الاتصال بين الأشخاص والأخلاق ومصفوفة التواصل التي استمرت لقرون وأصبحت جزءاً لا يتجزأ من حياتنا. نتعلم عدم مصافحة بعضنا وعدم التقبيل وعدم لمس بعضنا على الإطلاق أو حتى التحدث مع الحفاظ على مسافة فاصلة. نطمئن أنفسنا بالأمل أن يكون كل هذا هو تدابير مؤقتة.

في الواقع، عاجلاً أم آجلاً، سيهزم هذا الوباء، وسنتذكر هذه الفترة كحلم مرعب. ومع ذلك، فكلما طال أمده زاد خطر تغير حياة البلدان والشعوب. حتى الآن، نحن نتحرك بثبات نحو «عالم من دون تلامس» يشمل الشرق الأوسط أيضاً. فهل سنكون قادرين على العودة إلى الماضي أم ستبقى عناصر «عدم التلامس» معنا إلى الأبد؟

 

«كورونا» والمساجد... وتناقضات «الإخواني»

مشاري الذايدي/الشرق الأوسط/18 آذار/2020

سلسلة المواقف التي اتخذتها الدول المسلمة والعربية بإغلاق المساجد للوقاية من انتشار مرض كورونا، وآخرها السعودية التي تمّثل الثقل الإسلامي الأهم، تأسيساً على فتاوى من رجال الفتوى الدينية... أثارت الارتياح لدى غالبية الناس والعقلاء، لكنَّها في الوقت نفسه كانت فرصة لرصد مظاهر المزايدات المألوفة من أتباع التيار الإخواني وشبه الإخواني. الكويت كانت مبكّرة في اتخاذ هذه الخطوة بغلق المساجد، والاكتفاء بالصلاة في البيوت، والكويت أيضا تشتهر بمناخها السياسي المثير، ولجماعة الإخوان، وما تفرع عن الإخوان (ما أكثرهم!)، حضور كبير فيها، وخارجها أيضاً من لاجئي تركيا الإردوغانية.

ثمة شخص اسمه حاكم المطيري، وهو من أنشط المتطرفين الكويتيين لجماعات الإسلام السياسي، ويرى في نفسه منظّراً كبيراً، ويحظى بدعم قطر وتركيا طبعاً، سارع بالهجوم على قرار الكويت الاحترازي بغلق المساجد توقّياً من كورونا. قال حاكم على حسابه في «تويتر» مهاجما الإجراء الكويتي، وربما لو صدر الإجراء السعودي حينه لآثره في الهجوم! قال: «إغلاق المساجد ومنع المصلين منها في أوقات الصلوات، محرم بالنص والإجماع لقوله ومن أظلم ممن منع مساجد الله أن يذكر فيها اسمه وأن المساجد لله فليس للدول عليها ولاية». وتابع مهيّجاً ومحرّضاً: «ليس للجنة الفتوى أن تفتي بعدم وجوب صلاة الجمعة، بسبب الخوف من الوباء، وليس لها أن تفتي بعدم جواز الاستجابة للأمر القرآني إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله».لكنَّه غاص في مياه الصمت حين اتخذت السلطات التركية الإجراء نفسه، بعدما قال رئيس إدارة الشؤون الدينية التركية (علي إرباس) إن تركيا علقّت صلاة الجماعة في المساجد إلى أن ينحسر خطر فيروس كورونا. وكذلك الموقف القطري المشابه، علماً بأن قطر حتى اليوم، رغم قلة سكانها وصغر مساحتها، هي أكثر الأرقام سوءا، في سجل الكورونا، حمى الله شعب قطر ومن يقيم فيها، وكل البشر، من العلل والأمراض.

هذه الواقعة، واقعة تناقض المنّظر الكويتي الأصولي السياسي، الدكتور حاكم المطيري، تكشف عن سلوك قديم جديد، في آلة الدعاية الإخوانية ومتفرعاتها، في الانتقائية والتحريض في مكان والتهدئة في مكان آخر، حسبما يأمرهم الهوى ومصالح «الجماعة».

كل إعلام قطر، المباشر منه وغير المباشر، وكذلك منصّات الإخوان العالمية، والسرورية، ولنقل «الحاكمية» نسبة لفكرة الحاكمية القطبية، وليس لحاكم المطيري، منتج لهذا السلوك ومرّوج له منذ سنين وسنين.

حاكم... حالة شائعة، وليس شخصاً واحداً، لكن يبدو أن زخم الأحداث وسرعة التحولات، ضيّقا هامش التشويش والتهييج عليهم، ولله الأمر من قبل ومن بعد.

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

رئيس الجمهورية عرض مع فهمي الاوضاع الامنية ومشروع اعفاء المحكومين

وطنية - الأربعاء 18 آذار 2020

استقبل رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ظهر اليوم في قصر بعبدا، وزير الداخلية والبلديات العميد محمد فهمي وعرض معه شؤون وزارته والاوضاع الامنية في البلاد واوضاع السجون بعد التطورات التي شهدها مؤخرا سجن رومية. كما تم عرض مشروع القانون المعجل الذي وافق عليه مجلس الوزراء في جلسته التي انعقدت امس في السرايا الحكومية، والرامي إلى إعفاء المحكومين الذين أمضوا مدة العقوبة المنزلة بهم ولا يزالون في السجن، لعدم تسديد الغرامة المحكومين بها. وتطرق البحث الى ضرورة توفير الرعاية الصحية ووسائل التعقيم المفروضة للسجناء كافة، لا سيما في هذه الظروف الدقيقة التي يجتازها لبنان والعالم بسبب تفشي وباء "كورونا". وأوضح الوزير فهمي بعد اللقاء، انه افاد رئيس الجمهورية بالاسباب التي ادت الى "حصول بعض الاحداث في سجن رومية وتم العمل على ضبطها".

 

كوبيتش جدد من مجدليون دعم المنظمة الدولية لاستقرار لبنان وخروجه من ازماته

وطنية - الأربعاء 18 آذار 2020

استقبلت رئيسة كتلة "المستقبل" النيابية النيابية النائبة بهية الحريري، في مجدليون، المنسق الخاص للأمم المتحدة في لبنان يان كوبيتش ترافقه مساعدته لينا القدوة. وجرى خلال اللقاء عرض للأوضاع العامة والمستجدات في لبنان والمنطقة والعالم لا سيما ما يتصل بموضوع تفشي فيروس كورونا والتدابير التي تتخذ في مواجهته من قبل مختلف الدول والمنظمات التابعة للأمم المتحدة. وتم التطرق الى الإجراءات المتخذة للوقاية من مخاطر انتشار هذا الفيروس في لبنان على كل المستويات. وفي هذا السياق اطلع كوبيش من الحريري على صورة الوضع في مدينة صيدا وما يتم اعتماده من تدابير وقائية بالتنسيق بين كل الجهات المعنية الرسمية والبلدية والأهلية. كما تم التطرق الى الأزمة الاقتصادية والمالية الراهنة في البلاد وما تفاقمه من ازمات معيشية وحياتية. وجدد كوبيتش وقوف المنظمة الدولية الى جانب لبنان ودعمها لإستقراره الاقتصادي والاجتماعي ولكل ما يساهم في إخراجه من ازماته وتحقيق تطلعات الشعب اللبناني.

 

/New A/E LCCC Postings for todayجديد موقعي الألكتروني ل 18-19 آذار/2020

رابط الموقع
http://eliasbejjaninews.com

بالصوت/الياس بجاني: تأملات إيمانية ووجدانية في سيرة وفضائل ومهمات مار يوسف البتول

http://eliasbejjaninews.com/archives/63277/%d8%a8%d8%a7%d9%84%d8%b5%d9%88%d8%aa-%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%aa%d8%a3%d9%85%d9%84%d8%a7%d8%aa-%d8%a5%d9%8a%d9%85%d8%a7%d9%86%d9%8a%d8%a9-%d9%88%d9%88%d8%ac/

 

 

إلى السيد نصرالله: بإذن الله سوف تمثُل في يوم قريب أمام القضاء اللبناني الحر الإرادة والمطلق الولاء للبنان وسوف تدان بجرائم لا تُعد ولا تحصى

مواطن جنوبي/18 آذار/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/84259/%d9%85%d9%88%d8%a7%d8%b7%d9%86-%d8%ac%d9%86%d9%88%d8%a8%d9%8a-%d8%a5%d9%84%d9%89-%d8%a7%d9%84%d8%b3%d9%8a%d8%af-%d9%86%d8%b5%d8%b1%d8%a7%d9%84%d9%84%d9%87-%d8%a8%d8%a5%d8%b0%d9%86-%d8%a7%d9%84%d9%84/

 

نطالب الرئيس عون بالعودة إلى مواقفه ما قبل العام 2006 المتعلقة بالشريط الحدودي وبجيش لبنان الجنوبي وبملف أهلنا اللاجئين في إسرائيل/مرفق مواقف كتبها عون بنفسه عامي 2000 و1999 تحت عنوان “متى التحرير”، “ومن منكم بلا عمالة فليرجمهم بحجر”؟

http://eliasbejjaninews.com/archives/84262/%d9%86%d8%b7%d8%a7%d9%84%d8%a8-%d8%a7%d9%84%d8%b1%d8%a6%d9%8a%d8%b3-%d8%b9%d9%88%d9%86-%d8%a8%d8%a7%d9%84%d8%b9%d9%88%d8%af%d8%a9-%d8%a5%d9%84%d9%89-%d9%85%d9%88%d8%a7%d9%82%d9%81%d9%87-%d9%85%d8%a7/

 

عامر الفاخوري طليقاً: العمالة لأي “دولة أجنبية” ليست وجهة نظر/الشفاف/18 آذار/2020

حرّية الفاخوري تبعد «كأس» العقوبات الأميركية عن لبنان/حسين عبد الحسين/الرأي الكويتية/18 آذار/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/84265/%d8%a7%d9%84%d8%b4%d9%81%d8%a7%d9%81-%d8%b9%d8%a7%d9%85%d8%b1-%d8%a7%d9%84%d9%81%d8%a7%d8%ae%d9%88%d8%b1%d9%8a-%d8%b7%d9%84%d9%8a%d9%82%d8%a7%d9%8b-%d8%a7%d9%84%d8%b9%d9%85%d8%a7%d9%84%d8%a9-%d9%84/

 

صفقة تمّت مع طرف لبناني… هكذا تمّ شطب لبنان عن لائحة العقوبات على إيران!

أخبار اليوم/18 آذار/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/84265/%d8%a7%d9%84%d8%b4%d9%81%d8%a7%d9%81-%d8%b9%d8%a7%d9%85%d8%b1-%d8%a7%d9%84%d9%81%d8%a7%d8%ae%d9%88%d8%b1%d9%8a-%d8%b7%d9%84%d9%8a%d9%82%d8%a7%d9%8b-%d8%a7%d9%84%d8%b9%d9%85%d8%a7%d9%84%d8%a9-%d9%84/