المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكنديةLCCC/

نشرة الأخبار العربية ليوم 19 آذار/2019

اعداد الياس بجاني

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/eliasnews19/arabic.march19.19.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

                              

اقسام النشرة
عناوين أقسام النشرة

الزوادة الإيمانية لليوم/تعليقات الياس بجاني وخلفياتها/الأخبار اللبنانية/المتفرقات اللبنانية/الأخبار الإقليمية والدولية/المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة/المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود وغيرها

 

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

إِنَّ العَذْرَاءَ تَحْمِلُ وتَلِدُ ٱبْنًا، ويُدْعَى ٱسْمُهُ عِمَّانُوئِيل

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياته

بالصوت والنص/الياس بجاني/تأملات إيمانية ووجدانية في سيرة وفضائل مار يوسف البتول في ذكرى عيده السنوي

الياس بجاني/لا دين للإجرام ولا مذهب

الياس بجاني/بالصوت والنص/تأملات وجدانية وإيمانية في عبر ومفاهيم عجيبة شفاء النازفة

الياس بجاني/"من أرشيف سنة 2011/يا قادة 14 آذار اتعظوا، وكفى!

 

عناوين الأخبار اللبنانية

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الاثنين في 18/03/2019

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الاثنين في 18 آذار 2019

لا معنى لتهديد باسيل بلا حزب الله

تحت شعار الحرية للبنان..إطلاق الحملة الإنتخابية لنزار زكا

مجلس الوزراء في بعبدا الخميس وعلى جدول أعماله 54 بندا

رفع دعوى قضائية ضد يعقوبيان!

النائبة بولا يعقوبيان: هناك إجماع على حماية الفساد والفاسدين

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

بيان "لقاء سيدة الجبل" الإسبوعي

يا حُكَّام العرب : لماذا حزب حسن نصر الله الإجرامي الظلامي هو الأقوى/الشيخ حسن سعيد مشيمش

لسيد نصرالله .. ألن تُسأل يوم القيامة عن احتضان باسيل/د. أحمد خواجة/لبنان الجديد

ريفي التقى درباس وجمالي: يدنا بيد الحريري وكل شرفاء هذا الوطن

تشديد أممي على العودة الآمنة والطوعية للنازحين

اتصالات للتهدئة بين الحريري وباسيل حرصاً على الحكومة

جنبلاط: النظام السوري يرفض عودة النازحين

تفاصيل "ليلة الانقلاب" على بولا يعقوبيان... والردّ سيأتي سريعًا.

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

3 قتلى وجرحى بإطلاق نار في أوتريخت الهولندية ورئيس الوزراء يعرب عن قلقه إزاء الحادثة والشرطة لا تستبعد وجود {دافع إرهابي}

هولندا: الإرهاب يضرب أوتريخت… ويقتل 3 ويصيب 9 أبرياء في محطة ترام

الشرطة حدَّدت هوية القاتل... ويدعى غوكمان تانيس من أصل تركي

استنفار أوروبي… وأمستردام ترفع مستوى التهديد للدرجة الخامسة

الذعر يجتاح الملالي والأرجنتين تعتقل إرهابيين إيرانيين وروحاني كلّف حكومته بمقاضاة أميركا

بومبيو يزور إسرائيل في خضمّ الحملة الانتخابية

شرطة نيوزيلندا تؤكد أن مسلحاً واحداً فقط نفذ «مجزرة المسجدين» ومجلس الوزراء يتفق على إصلاحات لقوانين الأسلحة

انطلاق محاكمة سوري متّهم بقتل ألماني في كيمنتس

الحقوقية الإيرانية لن تستأنف حكماً ضدها

مجلس تشخيص مصلحة النظام يرهن امتثال طهران لقوانين دولية بضمانات أوروبية

رئيس الأركان الإيراني يزور دمشق للقاء نظيريه السوري والعراقي

إيران تحكم بالسجن 10 سنوات على جندي سابق بالبحرية الأميركية

حكومة ماي تبحث تأجيل التصويت الثالث على خطة «بريكست» وحذرت من تمديد طويل المدى في حال هزيمة جديدة في مجلس العموم

مالي: مقتل أكثر من 20 جندياً بهجوم إرهابي ضد ثكنة عسكرية والجيش قال إنه سيطر على الوضع وكبد المهاجمين خسائر

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

بومبيو في بيروت: أربع سنوات عجاف والعقوبات في تصاعد/علي الأمين/العرب

"فخامة" الوزير جبران باسيل: النوم بسرير العدو/منير الربيع/المدن

زيارة بومبيو: تاريخ من الخيبات الأميركية في لبنان/نبيل الخوري/المدن

النازحون السوريون والخوف من السياسة اللبنانية/يوسف بزي/المدن

السياسة هي "خبز" الحريري وشرط اقتصاده/منير الربيع/المدن

التهديد بالحكومة في جيب باسيل.. والقرار لـ"حزب الله"/أسعد بشارة/الجمهورية

والنظامُ أيضاً يَربُط العودةَ بالحلِّ السياسيِّ/سجعان قزي/الجمهورية

ماذا تحضّر بكركي والأحزاب المسيحية/راكيل عتيِّق/الجمهورية

يومَ تأخّرَ إعلان الحكومة ساعتين لإنجاز "الصفقة" في مصر/انطوان فرح/الجمهورية

بدأت مرحلة اللعب بالنار/بروفسور جاسم عجاقة/الجمهورية

تحذير "حريري" لباسيل: الهيكل سيسقط مئة "شقفة"/عماد مرمل/الجمهورية

الحافر والمسمار/ سناء الجاك/النهار

صانع الأحلام وبائعها/سام منسى/الشرق الأوسط

التعليم والإعلام ومناجم الكراهية/غسان شربل/الشرق الأوسط

وسادة نيوزيلندا/سمير عطا الله/الشرق الأوسط

وسادة نيوزيلندا/سمير عطا الله/الشرق الأوسط

{الحرس} ورجال الدين في إيران... من يسبق من/د. سلطان محمد النعيمي/الشرق الأوسط

اليمن... الشعارات لا تؤكل خبزاً/سلمان الدوسري/الشرق الأوسط

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

عون خلال اطلاق حملة فكر لبنان من قصر بعبدا: علينا المقاومة لنحسن اقتصادنا ولا حصانة لاحد في الحرب على الفساد وانا نموذج لاكبر متهم برأه القضاء

الحريري إستقبل كيدانيان وترأس اجتماعا بحث في أوضاع الصناعة ابو فاعور: طلبت رسميا من مجلس الوزراء إقرار مبلغ لدعم الصادرات

الحريري استقبل وزير المهجرين وعرض مع ابراهيم الاوضاع الامنية

الحريري استقبل وزيرالاشغال وعرض معه الاوضاع وشؤون وزارته

الراعي ترأس قداسا إحتفاليا في عينطورة: وجود النازحين لأجل غير معروف أكثر تهديدا إقتصاديا وسياسيا وإجتماعيا وأمنيا

ندوة حوارية حول مؤتمر CEDRE وما يجب أن نعرفه

محاضرة للدكتور سامي نادر/18 آذار/19

التقدمي اختتم مؤتمر لبنان والنازحون والتوصيات اكدت ضرورة إقرار خطة وطنية شاملة لعودتهم وإبعاد الأمر عن الحسابات الطائفية والفئوية

 

في أسفل تفاصيل النشرة الكاملة

الزوادة الإيمانية لليوم

إِنَّ العَذْرَاءَ تَحْمِلُ وتَلِدُ ٱبْنًا، ويُدْعَى ٱسْمُهُ عِمَّانُوئِيل

إنجيل القدّيس متّى01/من18حتى25/أَمَّا مِيلادُ يَسُوعَ المَسِيحِ فَكانَ هكَذَا: لَمَّا كانَتْ أُمُّهُ مَرْيَمُ مَخْطُوبَةً لِيُوسُف، وقَبْلَ أَنْ يَسْكُنَا مَعًا، وُجِدَتْ حَامِلاً مِنَ الرُّوحِ القُدُس ولَمَّا كَانَ يُوسُفُ رَجُلُها بَارًّا، ولا يُرِيدُ أَنْ يُشَهِّرَ بِهَا، قَرَّرَ أَنْ يُطَلِّقَهَا سِرًّا ومَا إِنْ فَكَّرَ في هذَا حَتَّى تَرَاءَى لَهُ مَلاكُ الرَّبِّ في الحُلْمِ قَائِلاً: يَا يُوسُفُ بنَ دَاوُد، لا تَخَفْ أَنْ تَأْخُذَ مَرْيَمَ ٱمْرَأَتَكَ، فَٱلمَوْلُودُ فِيهَا إِنَّمَا هُوَ مِنَ الرُّوحِ القُدُس وسَوْفَ تَلِدُ ٱبْنًا، فَسَمِّهِ يَسُوع، لأَنَّهُ هُوَ الَّذي يُخَلِّصُ شَعْبَهُ مِنْ خَطَايَاهُم وحَدَثَ هذَا كُلُّهُ لِيَتِمَّ مَا قَالَهُ الرَّبُّ بِالنَّبِيّ هَا إِنَّ العَذْرَاءَ تَحْمِلُ وتَلِدُ ٱبْنًا، ويُدْعَى ٱسْمُهُ عِمَّانُوئِيل، أَي ٱللهُ مَعَنَا ولَمَّا قَامَ يُوسُفُ مِنَ النَّوْم، فَعَلَ كَمَا أَمَرَهُ مَلاكُ الرَّبِّ وأَخَذَ ٱمْرَأَتَهُ ولَمْ يَعْرِفْهَا، فَوَلَدَتِ ٱبْنًا، وسَمَّاهُ يَسُوع

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياته وتغريدات متفرقة

بالصوت والنص/الياس بجاني/تأملات إيمانية ووجدانية في سيرة وفضائل مار يوسف البتول في ذكرى عيده السنوي

http://eliasbejjaninews.com/archives/73053/%d8%a8%d8%a7%d9%84%d8%b5%d9%88%d8%aa-%d9%88%d8%a7%d9%84%d9%86%d8%b5-%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%aa%d8%a3%d9%85%d9%84%d8%a7%d8%aa-%d8%a5%d9%8a%d9%85%d8%a7%d9%86-4/

بالصوت فورمات/MP3/الياس بجاني/تأملات إيمانية ووجدانية في سيرة وفضائل مار يوسف البتول/19 آذار/19/اضغط هنا للإستماع للتأملات

http://www.eliasbejjaninews.com/newmp3.17/elias.saint youssef 19 march.mp3

بالصوت فورمات/WMA/الياس بجاني/تأملات إيمانية ووجدانية في سيرة وفضائل مار يوسف البتول/19 آذار/19/اضغط هنا للإستماع للتأملات

http://www.eliasbejjaninews.com/newwma17/elias.saint youssef.wma

 

تأملات في ذكرى عيد ما يوسف البتول

سيرة القديس يوسف البتول

وُلد مار يوسف البتول في بيت لحم حوالي 25 ق.م.، هو ابن عالي بن متثاث. إنتقل مع أهله ليعيش في الناصرة، بالقرب من رجل وإمرأة طاعنين في السنّ لم يرزقا ولداً. ولما بلغ الخامسة من عمره، حملت الجارة وأنجبت ابنة دعتها مريم تعلّق قلبه بها ولمّا بلغ الثامنة عشرة من عمره، إقترن بها. وقبل أن يسكنا تحت سقف واحدٍ، وُجدت حاملاً من الرّوح القدس. همّ بتخليتها سرّاً لكنّ الربّ تدخّل في الحلم وطلب منه أن يأخذ مريم إلى بيته. فأنجبت يسوع الإبن الإلهي في بيت لحم. هرب به من وجه هيرودس إلى مصر ثمّ عاد وسكن في الناصرة. ولمّا بلغ يسوع سنّ الرّشد فارق يوسف الحياة مائتاً بين يدي يسوع ومريم. هو حارس الفادي ومربّيه، والمدافع عن بتولية مريم والبارّ الصدّيق الذي امتاز بصمته وتتميمه إرادة الله في كلّ مراحل حياته.

 

لا دين للإجرام ولا مذهب

الياس بجاني/17 آذار/19

أقيمت اليوم في كل الكنائس الكاثولوكية الكندية الصلاة لراحة أنفس ضحايا الجامعين في نيوزلندا والطائرة الأثيوبية. في مفهوم إيمان الدين المسيحي فإن جسد الإنسان هو هيكل الله وكل من يتطاول أو يؤذي هذا الجسد بأي شكل من الأشكال فهو يعتدي على الله سبحانه تعالى. يبقى أن لا دين للإجرام ولا مذهب. ليتغمد الله برحمته أنفس كل ضحايا العنف والإرهاب والكراهية في دول العالم.

 

من الأرشيف/الياس بجاني/بالصوت والنص/تأملات وجدانية وإيمانية في عبر ومفاهيم عجيبة شفاء النازفة

http://eliasbejjaninews.com/archives/73024/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%a8%d8%a7%d9%84%d8%b5%d9%88%d8%aa-%d9%88%d8%a7%d9%84%d9%86%d8%b5-%d8%aa%d8%a3%d9%85%d9%84%d8%a7%d8%aa-%d9%88%d8%ac%d8%af%d8%a7%d9%86/

 

بالصوت/فورمات/MP3/الياس بجاني/تأملات إيمانية في عبر ومفاهيم عجيبة شفاء النازفة/17 آذار/19/اضغط هنا أو على الرابط في أسفل للإستماع للتأملات

http://www.eliasbejjaninews.com/newmp3.17/nazfa.elias16.mp3

 

بالصوت/فورماتWMA/الياس بجاني/تأملات وإيمانية في عبر ومفاهيم عجيبة شفاء النازفة/17 آذار/ضغط هنا أو على الرابط في أسفل للإستماع للتأملات

http://www.eliasbejjaninews.com/newwma17/nazfa.elias16.wma

 

أحد شفاء النازفة ونزفنا الإيماني القاتل

الياس بجاني/17 آذار/19

http://eliasbejjaninews.com/archives/73024/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%a8%d8%a7%d9%84%d8%b5%d9%88%d8%aa-%d9%88%d8%a7%d9%84%d9%86%d8%b5-%d8%aa%d8%a3%d9%85%d9%84%d8%a7%d8%aa-%d9%88%d8%ac%d8%af%d8%a7%d9%86/

“فالتفت يسوع فرآها وقال: ثقي يا ابنتي، إيمانك شفاك، فشفـيت المرأة من تلك الساعة”. (متى9/22)

من منا لا ينزف بقيمه وعلاقاته وممارساته وإيمانه وأسس ومفاهيم الرجاء في هذا الزمن “المحل” الذي ابتعدنا فيه عن تعاليم الإنجيل المقدس.

نعم ابتعدنا وانحرفنا وتخلينا عن القيم والمبادئ وانغمسنا في مجتمع استهلاكي أغرقنا دون رحمة وحدود وقيود في أفخاخ الأنانية الشيطانية وأصابنا بعاهة “الأنا” القاتلة التي أمست قبلتنا ومرادنا.

مؤسف أننا على مقاس نزوات هذه “الأنا” الخادعة والمضللة نفصل حياتنا، وعلى هداها ننسق تصرفاتنا، وطبقاً لرغباتها نجير أقوالنا وأنشطتنا وعلاقتنا مع الآخرين.

الأنانية القاتلة فككت أواصل العائلة التي هي حجر أساس الأوطان والمجتمعات، وغيبت عن قلوبنا وضمائرنا المحبة فحل الظلام في داخلنا ووقعنا في التجارب وانحرفنا عن طريق الخلاص القويم الذي رسمه لنا السيد المسيح بدمه من على الصليب.

خسرنا كل شيء لأننا خسرنا أنفسنا وتعامينا عن قول المعلم: “ماذا ينفع الإنسان لو ربح العالم كله وخسر نفسه”.

نعم وقعنا في فخاخ إبليس وفي تجاربه بسبب قلة إيماننا وبنتيجة انجرارنا الأعمى وراء مقتنيات الدنيا من مال ونفوذ وسلطة. لهذا نحن ننزف دون انقطاع في كل مرة نرتكب فيها الخطيئة التي هي الموت.

ننزف عندما لا نقاوم الشر ونغرق أكثر وأكثر في أطماعنا والشهوات.

ننزف عندما لا نحب ونغفر ونسامح ونعمل الخير ونصلي ونبشر بكلمة الرب وتعاليمه.

ننزف في عقولنا ووجداننا وقلوبنا عندما نبتعد عن الإيمان ونقع في التجارب.

ننزف عندما نرضى أن تستهوينا وتغرينا ملذات هذا العالم الترابي الفاني.

ننزف عندما لا نخاف الله في علاقاتنا مع بعضنا البعض ومع أولادنا وعائلاتنا.

ننزف عندما نبتعد هن جوهر المحبة التي هي الله والتي بأبهى صورها تتجسد ببذل الذات في سبيل الآخرين.

ننزف عندما نسمح لنزوات الطمع والحسد والجشع أن تتحكم في حياتنا.

ننزف عندما نعبد ممتلكات هذه الدنيا الفانية ونبتعد عن عبادة الله ونكفر بتعاليمه.

ننزف عندما لا نحافظ على دم الشهداء ولا نحترم تضحيات الذين قدموا أنفسهم قرابين على مذبح وطننا وشهدوا للحق ولم يتجابنوا.

ننزف لأننا نوالي قادة وسياسيين وأحزاب يتاجرون بمصيرنا ولقمة عيشنا ووطننا.

نزف لأننا قبلنا وضعية العبيد والأغنام ورضينا العيش في الزرائب.

وهل نسأل بعد لماذا تحول وطننا الغالي لبنان إلى ساحة حروب للآخرين وفقدنا استقلالنا وسيادتنا؟

لا خلاص لنا ولا وقف لنزفنا إلا بالتوبة والصلاة والصوم وعمل الكفارات. إن الرب غفور ومسامح ومحب يريد مساعدتنا ووقف نزفنا إن قصدناه وطلبنا منه الشفاء بتقوى وإيمان ورجاء كما فعلت المرأة النازفة.

الرب افتدانا بابنه الوحيد واعتقنا من نير عبودية الخطيئة الأصلية ودلنا على طريق الخلاص، لكنه ترك لنا إما خيار السير عليه لإدراك البيت التي شيده لنا في ملكوته حيث لا وجع ولا عذاب ولا بغض، أو الضياع والإبتعاد عن هذا الطريق وسلوك مسالك الشر حيث يكون المنتهي في الجحيم حيث البكاء وصريف الأسنان والنار التي لا تنطفئ والدود الذي لا يهدأ.

في هذا الأحد دعونا نأخذ العِّبر من إيمان المرأة النازفة فنقوي إيماننا وثقتنا بالله وبقدرته وبمحبته وبنعمة المغفرة التي يعطيها لمن يسعى منا إليها صادقاً وتائباً “هو الذي يغفر جميع آثامك ويشفي جميع أمراضك” (مزمور 103: 3)

لنصلي من أجل خلاص وطننا الغالي لبنان، ومن أجل وقف النزف الذي أصاب مؤسساته، ومن اجل قادته إلى طرق الإيمان والعدل والشهادة للحق.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

رابط موقع الكاتب الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

*عنوان الكاتب الألكتروني

phoenicia@hotmail.com

 

من أرشيف سنة 2011/يا قادة 14 آذار اتعظوا، وكفى!

التعليق بالصوت/اضغط هنا أو على الرابط في أسفل للإستماع إلى التعليق

http://www.eliasbejjani.com/elias%20audio11/elias.revolution16.3.11.wma

الياس بجاني/17 آذار/2011

إن السكوت والمواقف الرمادية لم تعد مقبولة فيما لبناننا الحبيب تفترسه الذئاب وتنهش في جسده جماعات الإرهاب ويعيث فيه دماراً وفسقاً ربع المرتزقة من الفجار الذين يُعهِّرون كل شيء ويحللون كل المحرمات خدمة لمصالح الأغراب والمارقين من فرس وبعث وتجار تحرير ومقاومة، ومن واجب الجميع نجدة وطن الأرز عملاً بالقول الكريم: "من رأى منكم منكرا فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان".

مؤسف أن العديد من قادة لبنان وطاقمه السياسي الواقع في تجارب ابليس وفخاخه هم مصابون بعمى بصر وبصيرة في حين أن رزم الحقد والكراهية والجشع والنجاسة تملأ قلوبهم وتتحكم بعقولهم وفي كل ما ينطقون به ويفعلون. يقول النبي اشعيا عن الذين كفروا واغضبوا الله ووقعوا إلى الأبد في أفخاخ ابليس حتى أنه لم يعد يقبل توبتهم: "أعمى عيونهم وقسى قلوبهم، لئلا يبصروا بعيونهم ويفهموا بقلوبهم، ويتوبوا فأشفيهم" (يوحنا (40:12).

عيون هؤلاء القادة الخطأة سقيمة تحجب نور الله عن ضمائرهم وقلوبهم المخدرة: "سِرَاجُ الجَسَدِ هُوَ العَيْن. إِنْ كَانَتْ عَيْنُكَ سَلِيمَة، فَجَسَدُكَ كُلُّهُ يَكُونُ نَيِّرًا. وإِنْ كَانَتْ عَيْنُكَ سَقِيْمَة، فَجَسَدُكَ كُلُّهُ يَكُونُ مُظلِمًا". (متّى 6/22-23). عيونهم نهمة للشر والطمع والحسد والإجرام ولم يعد يشبعها شيء وقد جاء في أمثالنا الجبلية: "عين الحاسد تبلى بالعمى". هذه العيون لم يعد يشبعها سوى التراب يوم يستعيد الرب أرواح أصحابها حيث تعود هي إلى التراب التي جبلت منه.

محزن أن عيون جماعات المرتزقة حاجبة النور عن عقولهم لم ترَ المليون لبناني سيادي الذين تجمعوا في ساحة الحرية ليقولوا لا لسلاح حزب الله غير الشرعي والإجرامي، ولم يسمعوا أصواتهم المدوية المنادية بالحرية والسيادة والاستقلال والكرامة والعدل، ولم يفهموا رسالتهم الصارخة كصوت النبي يوحنا المعمدان في البرية التي قالت جهاراً وبشجاعة وصدق، ونبل، نعم للبنان وللمحكمة الدولية، ونعم لدولة القانون، ولا لإيران الفرس وسوريا البعث، وألف لا لكذبتي المقاومة والتحرير، ومليون لا لهرطقة الممانعة.

نعم تعاموا عن كل شيء لأن الله أعمى عيونهم وخدر أحاسيسهم وأنزل في قلوبهم قساوة ابليس، فانسلخوا طوعاً عن الواقع والحقيقة والنور، وتقوقعوا في جحور أوهامهم المرّضية بعد أن أوصدوا كل منافذها وأبوابها حتى لا يروا وجه الله.

محزن أن الأوباش هؤلاء ارتضوا العبودية صاغرين وتلونوا بمائة لون ولون أين منهم الحرباء. فقدوا كل نَعم وعطايا المصداقية وتخلوا عن صفاتهم الإنسانية وتنكروا بجحود وكفر للقيم والمبادئ والأخلاق، وفيهم يصح قول الإمام علي: "لا صديق لمتلون، ولا وفاء لكذوب، ولا راحة لحسود، ولا مروءة لدنيء".

الحقيقة المرة والصادمة تقول إن كل القيادات والأحزاب المرتزقة في وطن الأرز الذين يسوّقون لسلاح إيران وسوريا ولهيمنتهما الإرهابية على أهلنا هم عبيد تربوا على معالف الذل فأمسوا مجرد أبواق وصنوج يعرضون كراماتهم وألسنتهم ورقابهم للبيع في أسواق النخاسة لمن يدفع الثمن الأعلى. هم باختصار مداحون وقداحون بالأجرة وعبيد تخلوا عن نعمة الحرية. "المسيح حررنا لنكون أحراراً. فاثبتوا، إذا، ولا تعودوا إلى نير العبودية" (غلاطية 5/1)

أما هؤلاء المغرر بهم الذين لا يزالون رغم كل المصائب والبلاوي التي أصابتهم وحلت بوطننا اللبناني الغالي، الذين لا يزالون من أتباع القيادات والأحزاب المرتزقة والمأجورة، فقد ارتضوا وضعية الأغنام وقبلوا السكن في الزرائب، ولا يرون ضيراً في أن يساقوا إلى المسالخ ليذبحوا كالأغنام وباقي المواشي، وفيهم يقول الكتاب المقدس: "وأجعل الصبيان حكاماً لهم والسفهاء أسياداً عليهم. ويقوم الشعب بعضهم على بعض وواحدهم على الآخر ويستخف الصبي بالشيخ، واللئيم بالكريم" (اشعيا 4 و5).

أعداء لبنان السيادة والهوية والتاريخ والرسالة والشهداء عبدوا المال والسلطة والملذات وكل مقتنيات الدنيا فخسروا أنفسهم وهم يعلمون علم اليقين أن ما من إنسان مهما عظُمَ شأنه تمكن من أن يأخذ معه يوم مماته شيئاً أرضياً. تعاموا بسبب دناءة نفوسهم عن أن الزاد الوحيد الذي سيأخذونه معهم ليوم الحساب هو أعمالهم وفقط أعمالهم. نعم خسروا أنفسهم فاستحقوا عذاب جهنم ونارها التي لا تنطفئ: تعاموا عن قول المعلم: "ماذا ينفع الإنسان لو ربح العالم كله وخسر نفسه؟"

بفخر واعتزاز نحيي المليون من أهلنا الأحرار الذين افترشوا ساحة الحرية والشهادة في 13 آذار دفاعاً عن قيم وأهداف ومبادئ وقداسة ثورتهم المجيدة، ثورة الأرز، ونقول لقيادات هذه الثورة إياكم والعودة إلى الوراء، كفاكم أخطاءً وخطايا.

نقول لكل قيادات 14 آذار كفى مساومات، وخوفاً، وتلطياً، ومسايرةً، وذميةً وتقيةً، ولعباً على الكلام، وازدواجية في المواقف. نقول لهم إن "لبنان الوطن الحر" لن يسترد استقلاله وحريته وسيادته الناجزة قبل أقفال "لبنان الساحة" والتوقف كلياً عن المتاجرة بالمقاومة والتحرير وعن عزف سيمفونية "إسرائيل العدو" المملة التي صالحتها واعترفت بها مباشرة أو مواربة كل الدول العربية ومعها دولة الملالي الفارسية.

نقول لهم أن يكفوا عن اجترار هرطقة "سلاح المقاومة" تحت أي مسمى لا في الداخل ولا في الجنوب ولا في أي بقعة من بقاع لبناننا الحبيب لأن للدولة المستقلة جيشاً واحداً فقط هو جيشها الذي يدافع عن حدودها ويصون مؤسساتها ويلتزم قانونها ودستورها.

نقول لكل القيادات في لبنان وتحديداً لقيادات 14 آذار، إياكم والمناداة بدمج جيش حزب الله الإيراني والمذهبي والإرهابي في جيش الدولة اللبنانية لأن في هكذا تصرف أخرق وغبي نحراً مبيناً للبنان الكيان ولكل ما يجسده من تاريخ ورسالة وثقافة وحضارة وانفتاح.

يبقى: "إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ" (الرعد:11)

*الكاتب معلق سياسي وناشط لبناني اغترابي

*عنوان الكاتب الألكتروني

phoenicia@hotmail.com

*تورنتو/كندا في 17 آذار/2011

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الاثنين في 18/03/2019

* مقدمة نشرةاخبار "تلفزيون لبنان"

مارفن حبيقة طفل الخمس سنوات حديث الناس وبالطبع فإن وفاته شكلت كارثة لعائلته التي طلبت وقف الشائعات حول أسباب وفاته، فيما قالت مستشفى الروم إن العوارض التي انتابت الطفل كانت ارتفاعا في الحرارة وضيقا في التنفس، وأكدت وزارة الصحة أن تقصيا لأسباب الوفاة يتم حاليا.

في السياسة ترقب لجلسة مجلس الوزراء الخميس المقبل وسط تراجع حدة السجال الذي جرى بين تياري المستقبل والوطني الحر.

وفي الغضون برز مؤتمران الأول للنهوض بالإقتصاد، أكد فيه الرئيس عون أن لا حصانة لأحد في الفساد والثاني للنازحين وشدد فيه الزعيم وليد جنبلاط على أن النظام السوري يمنع عودتهم.

في الخارج احتدم الوضع في الجزائر وتراكم معه التحرك الشعبي المعارض لأي تمديد لولاية الرئيس بوتفيلقة.

كذلك استمر التحرك الشعبي في السودان مطالبا برحيل الرئيس عمر البشير عن سدة الرئاسة.

وفي سوريا تتواصل المعارك في آخر حلقة من الهجوم على الباغوز.

و في نيوزيلندا ترتيبات لدفن الخمسين ضحية الذين قضوا برصاص إرهابي.

عودة الى محلياتنا البارز مواقف الرئيس عون في موضوع الفساد خلال مؤتمر في القصر الجمهوري تحت عنوان النهوض الإقتصادي.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون ان بي ان"

مع عودة رئيس الحكومة سعد الحريري من باريس تتجه الأنظار الى ما ستحمله جلسة مجلس الوزراء المرتقبة الخميس المقبل في بعبدا ومضمون جدول أعمالها ولا سيما بعد ما طبع الأيام الأخيرة من تراشق بين التيارين البرتقالي والأزرق وسط معلومات تتحدث عن توجه للتهدئة.

وفيما كان رئيس الجمهورية ميشال عون يستنهض الاقتصاد اللبناني من خلال إطلاق حملة وطنية في هذا الإطار شدد على ألا حصانة على أحد في معركة مكافحة الفساد وكل متهم مرغم على المثول أمام القضاء.

في وزارة المالية فرض الوزير علي حسن خليل جمركا على احترام الصلاحيات والأصول القانونية في العلاقة بين المجلس الأعلى والمديرية العامة للجمارك وإلا......

وبعد اجتماع "أهل الجمارك" كشف خليل أن تعميما تفصيليا سيصدر في هذا الشأن ملوحا برفع القضية الى مجلس الوزراء لاتخاذ القرار المناسب إذا بقيت المشكلة موجودة.

وبعيدا من السياسة انشغل الرأي العام اللبناني اليوم بقضية الطفل مارفن حبيقة ابن الخمس سنوات الذي توفي إثر عدوى فايروس وفق ما يتم تداوله من معلومات لم يتم التأكد من صحتها بانتظار صدور نتائج الفحوص الطبية النهائية.

في فلسطين المحتلة "دوخ" عريس عملية ارئيل عمر ابو ليلى قوات الاحتلال خلال العملية وبعدها إذ فشلت أجهزتها واستخباراتها في العثور عليه رغم عمليات الاقتحام لبلدات وقرى عدة في سلفيت واعتقال عائلة ابو ليلى والتهديد بهدم منزلها.

هذا الأمر انعكس إرباكا في وسائل الإعلام الصهيونية التي نشرت خبرا عن استشهاد عمر خلال اشتباك مسلح مع جنود الاحتلال... ثم ما لبثت أن سحبته من التداول.

بعد مجزرة المسجدين في نيوزيلاندا طرق الارهاب باب هولندا من خلال عملية إطلاق نار في حي سكني ضمن نطاق مدينة أوتريخت التي تعد رابع أكبر المدن من حيث الكثافة السكانية ولم يتم الكشف حتى الساعة عن تفاصيل ما حصل في ظل حديث شهود عيان عن فرار من نفذ العملية وشبهات تدور حول شخص من اصول تركية.

* مقدمة نشرة "تلفزيون المنار"

انها الحرب الثالثة المفروضة على لبنان، التي اطلق مقاومتها اليوم رئيس الجمهورية العماد ميشال عون..

فبعد الصهاينة والتكفيريين، جاءت اخطاء السنين وارتهان البعض لقرارات اعداء اللبنانيين، مع السياسات الاقتصادية الريعية التي رهنت البلاد وجففت اقتصاده المنتج لصالح حيتان المال..

مقاومة وطنية، هي امتداد لتلك التي اعلنها الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله على الفساد، تحدث عنها رئيس الجمهورية مستعينا بثلاثية القرار والشعب والقضاء..

فانقاذ البلاد بشعب لا يأكل الا مما يزرع ولا يلبس الا مما ينسج، شعب لا يتطلع الى الخارج في كل استهلاكه.

ومع الشعب قرار متخذ بمحاربة الفساد حربا لا حصانة فيها على احد قال العماد ميشال عون، ومن يريد براءة فليلتمسها امام القضاء..

قضي الامر الرئاسي بموقف متقدم هو الاكثر دويا أمام مجلس الوزراء الخميس المقبل، المجلس المقبل على طاولة تراكمت ملفاتها وتساجلت مكوناتها ..

في فلسطين المحتلة ما كونته عملية بروقين البطولية في سجلات القوات الصهيونية ترجمه المستوطنون اليوم رعبا وشعورا بالخوف من المستقبل، واتبعه المحللون العسكريون والامنيون بالرعب من محاكاة هذه العملية التي اصابت هيبة الامن والجنود الاسرائيليين.. بل اصابت صفقة القرن ووعود ترامب وادواته في المنطقة بحسب بيان حزب الله،الذي هنأ الفلسطينيين، ورأى في العملية اضافة نوعية في تطور اسلوب المقاومة وقدرتها، وتأكيدا ان مستقبل فلسطين الحرية وطرد المحتلين..

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون او تي في"

شكلت التصريحات والمواقف الاخيرة والتي اتسم بعضها بالحدية ردا على مواقف جدية، شكلت انذارا مبكرا يطال الحكومة وعملها والامال المعلقة عليها والانتاجية المأمولة منها.

ما زال اللبنانيون يترجون انطلاقة قوية منتجة وليس ضعيفة ومهتزة بفعل تضارب الاولويات وتقديم الملفات السياسية على الاهتمامات الاقتصادية والمعيشية والحياتية التي سئم اللبنانيون حتى القرف انتظار الفرج منها والانفراج فيها.

بعض المواقف المبنية على سوء فهم وليس سوء تفاهم تمت معالجتها والتعامل معها من منطلق الحرص من جميع الاطراف على التفاهم الثابت وليس التأزم المتحرك والتواصل الدائم وليس الانقطاع العارض.

الاستعدادات الايجابية والاتصالات المستعادة افضت الى تكريس الخميس المقبل موعدا مبدئيا لجلسة مجلس الوزراء وفيها تعيينات ومعالجات للكهرباء والوضع الاقتصادي، الذي كان في صلب ومحور كلمة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون اليوم . رئيس البلاد كرس ثلاثية المقاومة الاقتصادية التي ثبتها اليوم : اولوية الاقتصاد ومكافحة الفساد واقفال ملف النزوح. وطالب اللبنانيين الذين قاوموا وصبروا وكابدوا دفاعا عن الارض والوطن والسيادة والحرية ان يكونوا مقاومين في الدفاع عن حقهم في عيش كريم وتحصين امنهم الاجتماعي وامانهم الاقتصادي . المناسبة لم تمر من دون تأكيد وتكرار الرئيس عون ان لا حصانة لاحد في ملف الفساد والمتهم يجب ان يمثل امام القضاء ويدافع عن نفسه. وقدم نفسه نموذجا لما اسماه اكبر متهم في لبنان عندما نسجت من حوله الشائعات وحيكت في مسيرته الافتراءات منذ عقود ثلاثة خلت وتبين ان الملف فارغ والاتهام باطل .

ومن بعبدا الخميس الى دير القمر السبت: قداس جبلي وطني جامع بين مكونات الجبل ولبنان في كنيسة سيدة التلة لتمتين المصالحة وتعميق المسامحة برعاية رئيس الجمهورية ومباركة البطريرك الماروني وحضور رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط للصلاة من اجل التعايش والسلام الحاضر والاتي وتجديد الاحترام والاجلال لذكرى الشهداء الابرار ، جميع الشهداء.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون المستقبل"

الملفات الساخنة التي تتردد أصداؤها في يوميات السياسة الداخلية لم تبرح أروقة بعبدا والسراي الكبير.

فأزمة النزوح السوري وتداعياتها على لبنان حطت في لقاء جمع رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري مع المنسق الخاص للأمم المتحدة في لبنان، إلى جانب الإصلاحات المدرجة في مؤتمر سيدر، في وقت سجل موقف لرئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط من قضية النزوح، مؤكدا أن عودة النازحين لن تتحقق طالما أن النظام السوري يرفضها، معلنا تأييده المبادرة الروسية ولكن بضمانات.

أما رئيس الجمهورية ميشال عون، فقال من بعبدا إن الفساد هو السبب الأكبر للضرر في لبنان، معتبرا أنه في المعركة ضد الفساد ليس هناك حصانة لأحد.

برلمانيا، تسلمت لجنة المال والموازنة مستندا من وزير الاتصالات ومن مدير عام أوجيرو تضمن الاجابات على موضوع التوظيفات والتعاقد في قطاع الاتصالات، فيما قضية الخلاف بين المجلس الاعلى للجمارك، ومدير عام الجمارك تتوالى فصولا وفي جديدها محاولة وزير المالية علي حسن خليل إيجاد حل بين الطرفين على قاعدة إحترام الأصول القانونية، خصوصا وأن الإشكالات قد تركت إنعكاساتها السلبية.

دوليا، وبعد يومين من العمل الإرهابي الذي هز نيوزيلندا والعالم، إستفاقت هولندا على إطلاق نار في محطة للقطارات في أوتريخت حصد ثلاثة قتلى وتسعة جرحى بعضهم في حال خطرة.

أما إقليميا فبرز تصريح لرئيس الاركان الجزائري أكد فيه أن الجيش مسؤول عن حل أزمات البلاد في وقت جدد الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة رفضه مطالب الاحتجاجات بالتنحي من خلال تقديم إستقالته.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون ال بي سي"

لا صوت يعلو فوق صوت المعركة... ولكن معركة الفساد لا أي شيئ آخر... ولا كلام يتقدم على الكلام عن الفساد الذي أصبح اللغم الأكبر في طريق الإصلاح على كل المستويات... ولعل اللغم الأكبر يتمثل في الحصانات، فكل شخص لديه حصانته، وكل ملاحق يتحصن وراء الحصانة، سواء السياسية او الوظيفية، وإذا استمر الحال على هذا المنوال فلا أمل بأن يحقق هذا الملف أي تقدم...

الكلام الأبرز اليوم كان لرئيس الجمهورية الذي اعلن ان "الفساد هو أكبر ضرر نواجهه في لبنان". الرئيس عون رفض كل الحصانات فأعلن ان "لا حصانة لأحد في معركة مكافحة الفساد،المتهم يذهب الى القضاء، ومن خلال القضاء فقط تثبت التهم او تؤخذ البراءة"....

ومن ملفات الفساد ما تضج به العدلية عن أدوار تتكشف عن مساعدين وسماسرة ومستشارين ومدراء مكاتب: فهذا مستشار للقاضي الفلاني وذاك سمسار في هذه العدلية او تلك، وثالث يدير مكتب أحد الوزراء، وله باع طويل في متابعة الدعاوى والملفات، ورابع مساعد يسهل الأعمال... هذه البدع في العدليات وفي القضاء تشكل سابقة لم يسبق ان شهدها القضاء اللبناني بهذا الحجم...

ومن علامات الأوضاع الإدارية غير الصحية، ما يجري على مستوى شركة أوجيرو التي حضرت اليوم أمام لجنة المال والموازنة مع وزير الاتصالات... الملف كبير ومتشعب خصوصا بعد المعطيات التي كشفها النائب جهاد الصمد...

وفي ملفات الفساد أيضا ما أثارته النائب بولا يعقوبيان في مؤتمر صحافي تحدثت فيه عن قضايا إدارية ومالية، فسألت: " لماذا يوجد في وزارة الطاقة منظمة غير حكومية تتقاضى 4 ملايين دولار سنويا من الدولة" ؟ الواضح من خلال المؤتمر الصحافي ان يعقوبيان في مواجهة مباشرة مع الوزير جبران باسيل حيث ان معظم المؤتمر الصحافي تركز عليه...

وسط كل هذه الأجواء، ترجح المعلومات ان ينعقد مجلس الوزراء الخميس المقبل، وأن تشهد الجلسة تعيينات المجلس العسكري بعدما تعثرت في الجلسة الأخيرة في الاسبوع ما قبل الفائت.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون ام تي في"

معركتان تهز الدولة الاولى شاملة تستهدف الفساد في كل القطاعات سلاحها الكثير من الكرم الطيب، لكنها تفتقر الى الاليات العملية والوسائل الفعالة، ربما لان مطلقيها لا يجدون زاوية نظيفة ينطلقون منها. والمعركة الثانية صورية كانت ام حقيقية هي عتبية ومدمرة ولا تجد من يقف في زجها لنزع صواعقها حتى باتت تهدد الدولة والحكومة ومصالح اللبنانيين على اختلاف طوائفهم وانتماءاتهم.

في السياق الرئيس عون اعلن مواصلة الحرب على الفساد محددا هلال رمضان المقبل موعدا للقضاء على معظم هذه الافة، ودعا اللبنايين مستعيدا من جبران الاديب طبعا الى الاقتداء به وهو الذي يلبس من انتاج خياط لبنان، واسس منزله على يد نجار بعلبكي.

بالانتظار السجالات مستعرة بين امستقبل والحر ولا ينفع التطمين بأن نارها لن تهدد التسوية الحكومية، فالمطلوب حكومة تنجز ولا حكومة انجازها انها لا تسقط وتجتمع الخميس.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون الجديد"

غاب مارفن حبيقة عن مدرسته قبل أن يبلغ مرحلة فك حروفها.. ابن السنوات الأربع سلم الروح لبكاتريا غامضة فارتفعت حرارة الجسم التربوي وبدأت الإجراءات الاحترزاية، لكن وزير الصحة جميل جبق خفض من حرارة الهلع واعلن بيان للوزارة قبل قليل أن سبب الوفاة ناجم عن باكتيريا حادة هي streptococcus A أصابت الجهاز التنفسي بشدة ما أدى إلى توقف عمل الرئتين وتوقف القلب عن النبض، وطمأن الى أن لا وجود لوباء H1N1 ولا لداء السحايا كما أشيع عقب خبر الوفاة.

نتائج علمية لها حقيقتها الواحدة غير الخاضعة للتأويل في وقت تبدو الفحوص العينية لأمراض الفساد وقد خضعت لنتائج طائفية وعلامات حمر وزرق وغدا ألوان أخرى وهلع الفحوص المخبرية في قطاع الفساد أصاب أولا دوائر قصور العدول في لبنان قبل أن تستحصل اللجان النيابية وتحديدا المال والموازنة على جزئيات للتدقيق والمطابقة وبحسب ما ظهر من أرقام فإن النائب جهاد الصمد.. قرأ باسم واحد أحد وتلا عليهم آيات من المصروفات البينات.. عن سفريات ونثريات و"مصريات" خيالية صرفت في أوجيرو على التنفيعات حدث ذلك بحضور وزير الاتصالات محمد شقير ومدير أوجيرو عماد كريدية الفار من وجه الشهادة أمام القضاء بإذن فرار من الوزير نفسه وليس بالصدفة كان شقير مستعما الى شهادة رئيس جمهورية، احتكم يوما إلى القضاء بعد معاناة في الاتهام وعلى مسامعه وآخرين من أهل الاقتصاد قال الرئيس ميشال عون: "أنا نموذج لأكبر متهم في لبنان، وعلى كل متهم أن يمثل أمام القضاء، وإلا نكون أمام مشكلة كبيرة"، وأضاف عون: الآن بدأت معركة الفساد، وهذا عهد قطعته على نفسي، وإن شاء الله قبل هلال رمضان المقبل، سيكون هناك قسم كبير منه قد صححناه.. وأعلن أنه في هذه المعركة ليس هناك حصانة لأحد كلام كان على بعد سنتمرات من وزير معني به.. لكن رئيس الجمهورية لم يستكمل "معروفه" ويسمه.. إلى أن أصبحت المواقف: عمومية وتصلح للجميع.

وبالاسم الثلاثي كان الفساد يتعرى في مؤتمر النائبة بولا يعقوبيان التي نفضت عنها "ذمة السبعة" وكشفت عن تجاوزات من قلب بيتها الانتخابي.. وصولا الى الإمبراطورية المهولة والفساد الميثاقي تخطت يعقوبيان مقولة "بيوت الزجاج" و"تهمة حيازة السيارة" وما يعد لها من ملفات شخصية وقالت "لست بالمجدلية ولا مريم العدرا.. لكنني سأكون القلق لكم" وبدا أن نائبة بيروت ستتحول إلى "محرقة" لمعارضيها من أصحاب الدولة فهي وعدت بالوقوف في وجههم وكشفت عن فساد في استيراد الفيول من عائلة الى عائلة وعن "ان جي اووز" تتلقى المليارات من وزارة الطاقة وعن فساد في البواخر يطعم قارة وعن مليارين للتقاسم في محرقة بيروت.. وعن منظمومة فساد نخرت البلد ولم يتسبب بها "بيت بولا" فهل تذهب هذه المعلومات الى التحقيق القضائي أم الدولة ستعتبر ما سمعته هو من "العوادم" لانه سيتسبب بفرز سياسي وطائفي مرة أخرى.

 

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الاثنين في 18 آذار 2019

النهار

استدعى وزير المال رئيس المجلس الأعلى للجمارك والمدير العام بعد استحكام الخلاف بينهما بما انعكس سلباً على عمل الجهاز.

يقول وزير سابق إن الحملة على اللواء عماد عثمان مصدرها من خارج الحدود لأنّه الأبعد إلى دمشق و"حزب الله" بخلاف قادة آخرين يعلنون الهدنة مع نظام الأسد أقلّه.

أوقف حزب عقائدي عريق التظاهرات التي دأب عليها أسبوعيّاً نظراً إلى غياب المشاركة الشعبيّة الواسعة والتباين مع حزب بارز كان جرى التنسيق معه على الحراك في الشارع.

الجمهورية

تلقى موظف كبير تأنيبا قاسيا من مسؤول بارز على خلفية تراكم أخطاء وإرتكابات في الإدارة التي ينتمي إليها.

أدرجت شخصية سياسية خطاب رئيس كتلة نيابية كبيرة في إطار المزايدات الشعبية لتطمين الشارع الذي ينتمي إليه.

يقول أحد الوزراء في معرض تقييمه للوزارة التي أسنِدت إليه: "قد ورثت مصيبة كبيرة وأجد صعوبة في مقاربة الكم الهائل من المشكالت فيها".

اللواء

تدخّل مرجع رسمي لتطويق الخلاف العلني بين تيار المستقبل والتيار الوطني الحر، إثر الرد الإعلامي العنيف من "المستقبل"، لمنع أي اهتزاز حكومي عشية زيارة وزير الخارجية الأميركي بيروت هذا الأسبوع!

اعتبر وزير قواتي أن طروحات الوزير باسيل الشعبوية الأخيرة، جاءت للتعويض عن فشل محاولات تقديم أوراق الاعتماد لدمشق، بسبب الضغوط الأميركية الأخيرة المعارضة لأي تقارب مع النظام السوري قبل التوصل إلى حل سياسي للأزمة السورية!

تبين أن تأخّر التعيينات في مراكز الفئتين الأولى والثانية سببه إصرار تيار سياسي فاعل على الاستئثار بالمراكز العائدة لطائفته، دون سائر القوى السياسية الأخرى، لا سيما المشاركة في الحكومة الحالية!

البناء

تداولت الصحافة "الإسرائيلية" بسخرية التبرير الذي صدر عن حكومة بنيامين نتنياهو لعدم الذهاب للردّ التصعيدي الكبير الذي وعد به على غزة بعد صواريخ سقطت على تل أبيب، فالحديث عن صورايخ أطلقت بالخطأ كما الحديث عن ملاحقة حماس لمن أطلقوا الصواريخ استعادته الصحف بالتعليق على العملية النوعية للمقاومة في الضفة الغربية، والتي سقط فيها ثلاثة جنود قتلى لجيش الإحتلال، فقالت التعليقات يبدو إنّ الرصاص قد أطلق بالخطأ أيضاً وثمة تحقيق سيجريه الفلسطينيون حولها...سامي الجميل سأل الحكومة عن موضوع الأنفاق في الجنوب وما إذا كانت التحقيقات اللازمة قد أجريت

الإثنين 18 آذار 2019 /وطنية - وجه رئيس حزب الكتائب اللبنانية النائب سامي الجميل سؤالا الى الحكومة في موضوع الأنفاق في جنوب لبنان، وسأل فيه الحكومة "بعد انكشاف موضوع الأنفاق، عما إذا كانت التحقيقات اللازمة قد أجريت لمعرفة الجهة التي تجاوزت السلطات اللبنانية والشرعية اللبنانية الممثلة بالجيش اللبناني والقوى الأمنية، وقامت بحفر الأنفاق وعن موقف الحكومة منها والإجراءات المنوي اتخاذها لجهة أقفال الأنفاق ومنع اعادة استخدامها"، طالبا "إجابة خطية على السؤال ضمن مهلة خمسة عشر يوما عملا بالنظام الداخلي لمجلس النواب".

واستند الجميل في سؤاله الى "مواد الدستور التي تضع القوات المسلحة و قرارات السلم والحرب تحت سلطة مجلس الوزراء، والى قانون العقوبات الذي يعاقب على القيام بأعمال لم تجزها الحكومة، اضافة الى القرار الدولي 1701 الذي يشدد على بسط سيطرة الحكومة اللبنانية على كامل الأراضي اللبنانية، وبشكل خاص في المنطقة جنوب الخط الأزرق".

 

لا معنى لتهديد باسيل بلا حزب الله

جنوبية/18 آذار/19/تهديدات باسيل بفرط عقد الحكومة لا يستطيع تنفيذها الا اذا توافق مع حزب الله على ذلك فال ١١ وزير بينهم ودائع لحزب الله عددهم ٣. اذن يجب التعامل مع هذا التهديد على انه صادر من حزب الله وذلك لمتابعة انخراط الحريري في ادارة عملية تدجين الاطراف السياسية التي تواجه الممانعة. سيتم مواجهة جنبلاط والحريري بالتعيينات وعزل القوات، سيتم متابعة الضغط للتطبيع مع النظام السوري، من خلال ملف النازحين، والمساهمة باعادة تاهيل النظام السوري عربيا، وهذه المواجهة هي رد على تضامن الحريري مع السنيورة وعلى مصالحته الجنرال ريفي. المطلوب من الحريري التخلص من متشدديه لا احتضانهم، وسيتم متابعة اكتشاف ملفات الفساد الى آخر مسؤول سني في الادارة. أما عن عودة النازحين الى بيوتهم فمن المهم قول الحقيقة والكف عن اكاذيب مكشوفة، النازحون لم يهجروا بفعل كارثة طبيعية بل بفعل تطهير مذهبي، والذي احدث التغيير الديموغرافي لن يقبل بعودتهم الى بيوتهم، التي حرق مستندات ملكيتها واصدر القانون رقم ١٠ لمصادرتها واصر على تبادل سكاني لحصر اسكان معارضيه في قمقم ادلب

 

تحت شعار الحرية للبنان..إطلاق الحملة الإنتخابية لنزار زكا

المركزية/18 آذار/19/عقدت الحملة الانتخابية للمرشح عن المقعد الشاغر في قضاء طرابلس نزار زكا، مؤتمر صحافيا بعد ظهر اليوم في فندق كواليتي إن خصصته لإطلاق حملة #الحرية_للبنان، وهي شعار الحملة الانتخابية.

وتلت مديرة الحملة السيدة مهى زكا اليافي البيان الآتي:

بإسم نزار وبإسم العائلة والأحباء والأصدقاء، أرحبُّ بكم في هذا المؤتمر الصحافي المخصَّص لاطلاق الحملة الانتخابية التي أرادَها الحبيبُ نزار انّ تتخذ شعارا من صِلبه ومن صِلب مبادئه وايمانه: #الحرية_للبنان".

نزار، كما تعرفون، هو خبيرٌ لبناني ودولي في تكنولوجيا المعلومات والاتصالات وهو من الداعمين الرئيسيّين ومؤسّسي مبادِئ حُرية الإنترنت في العالم. شَغَل مناصبَ دوليةً، آخرُها قبل خطْفِه، رئيسا للسياسة العامة في التحالف العالمي لتكنولوجيا المعلومات والخدمات "WITSA" وكان يُشرف على السياسة العالمية للتحالف، ليؤثِّر بالتالي في نشاط المجلس الاستشاري التابع له. ويُشكل هذا التحالفُ العالمي نحو 90% من الصِناعة العالمية لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات، ويضم 80 بلدا رائدا في هذا القطاع.

نزار هو ايضا الأمين العام للمُنظَّمة العربية للمعلوماتية (إجمع) وهي مُنظَّمة دولية غير حكومية مقرُّها الاقليمي في بيروت تأسست عام 2004 وتُمثِّل صناعة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في العالم العربي. كما تُمثل إجمع 19 دولة في الشرق الاوسط وشمال افريقيا، الى جانب مُنظمة "إجمع"- الولايات المتحدة وهي ايضا غير حكومية مقرُّها واشنطن تعمَل بصورة وثيقة مع المُنظمة الشقيقة إجمع - العربية. وقد عمِل نزار من موقعِه الريادي هذا في كل الاراضي اللبنانية دون تمييز، حيث إنصب جهدُه على الانماء وعلى ردْم الفجوة الرقمية يومَ كان لبنان بأمسّ الحاجة الى هذا الجهد، تماما كما عمل في دولٍ عربية وأجنبية كثيرة.

هذا هو نزار بإختصار شديد، لبنانيٌّ في الصميم، رائدٌ على مستوى المنطقة والعالم، مُدافِع شرسٌ عن حرية الانسان وحرية الانترنت والوصول اليه، وهذا هو السببُ الرئيسي والحقيقي الذي دفع النِظام الايراني الى خطفه واعتقالِه تعسفيا منذ 18 ايلول 2015، في أحد أبشع المُعتقلات في العالم. حينها ذهب نزار الى ايران بدعوةٍ رسمية من الرئاسة الايرانية للاستفادة من عِلمِه وخبرتِه الدولية، ليتمَّ في نهاية الزيارة إختطافه وهو في الطريق عائدا الى لبنان. ولا يزال منذ حينه مختطفاً رغم اعتِراف الرئاسة الايرانية المُوثَّق ببراءته وبالخطيئة التي ارتَكَبتْها الجهة الايرانية الخاطفة، أي الحرس الثوري. وهذا العمل الارهابي بحد ذاته سابقة لم تحصل في تاريخنا المعاصر، أن تَدعُو رسميا دولةٌ مواطنا من دولةٍ اخرى، ومن ثم تَخْتَطِفهُ.

الاهل والاصدقاء، لا أُخفيكُم أن نزار حاضِرٌ ذهنيا بيننا كلَّ يوم وكل ساعة، في كل تفصيل، رغم غيابِه في قبْر تحت الأرض في مُعتقل إيفين الايراني، أحد أبشع المُعتقلات في العالم ظُلما وكُرها وحِقدا.

أقول إن نزار حاضرٌ ذهنيا في كل جُزْئيةٍ. هو بِنفسِه من وَضع كلَّ تفصيلٍ في هذه الحملة الإنتخابية، من الشِعار الى المُلصقات والبيان الانتخابي وخِطة العمل، وليس انتهاءً بالمكان الذي يَحتَضِن هذا المؤتمر الصِحافي. أراد نزار ان يُعلن ترشُّحَهُ من قلب الشمال النابض، على مَقْرُبةٍ من مَعرَض رشيد كرامي الدَّولي أحد أبرز المَعالِم العُمرانية والحَداثية والجَمالية، هذا المِعْلَم الذي لا تَزال الدولةُ ترفُض، يا للأسف، استثمارَهُ، فتركَتْهُ للاهمال. مع الاشارة في هذا السياق الى ان الخاطفين يَسْمحون لنزار بالاتصال بنا 15 دقيقة في اليوم، لكنَّ زملاءَهُ في المعتقل من شِدّةِ تعلُّقِهم به وايمانهُم بمَظلومِيته، يَمنحونَهُ دقائق الاتصال الخاصة بهم، بما يُتيح له التحدُثَّ معنا أكثرَ من مرة في اليوم الواحد.

ونُشير هنا ايضا الى انه سيكون لنا مع الإعلام إيجازٌ أسبوعيّ لوضعِكُم في تطورات الحملة الانتخابية ومسارِها وأيِّ رسالةٍ يَوَدُّ نزار إيصالها عَبْركُم الى الرأي العام.

الاصدقاء والاحباء، إسمحوا لي أولا أن أحمِلَ سلامَ الحرية من نزار، سلاماً الى كُلٍّ منكم، الى أهلِنا الصابرينَ في الشمال، الى كل من وقف الى جانبِه في مِحنتِهِ وفي الظُلم الذي وقَع به منذ 4 اعوام، لا لِذنبٍ سوى لأنه على صورتِكُم متمسكٌ بما يؤمِن به حَدَّ التضحية.

الى هؤلاء، إليكم أقول إن معركتَنا الحقيقية هي الإنتصارُ للبنان، هي الإنتصارُ للحرية والكَرامة، للسِيادة ورفْض الهيمنة والإحتلال والوِصاية، وكل أوجُهِها ووجوهِها. أنتم السدُّ المنيع والأخير في مواجَهة التمدُّد وإختلال الصيغة وتَشرذُم السِيادة. أنتم القلعة التي تَحمي الاستقلال وتَرْدَعُ الطامِعَ وتكسِرُ المُحتل.

الأصدقاء والأخوة، المعركةُ التي نحن في صددِها هي معركةٌ شماليةٌ بِطَعم لبناني ونَكهةٍ عربيةٍ ودَوِيٍّ عالمي. أُكرِر: المعركة التي نحن في صددِها هي معركةٌ شمالية بطعم لبناني ونَكْهة عربية ودويٍّ عالمي. إنها معركة إستعادة الكرامة المفقودة والحرية المُصادَرة والحق المُنتهَك والتوازُن المختل، معركةٌ سياسية بإمتياز، لا تنموية كما يسعى البعض الى تصويرِها او جَعلِها. لماذا؟ لأنَّ مقعداً بالزائد او بالناقص لن يُقدِّم أو يؤخٍّر في مسيرة انماء هذه المنطقة المحرومة متى صَدَقَتْ النيات وصَفَت العقول وجادَتْ الجُيوب من نِعم المُقتُدِرين (وتعرِفون جيدا أصحابَ الجُيوب المُقتَدِرين). فيما مقعدٌ بالزائد يُشكّل عن حق فرْقا، بل كُل الفرق في معركة استِعادة الكرامة، معركة الحُرية للبنان، معركة استعادة مَخطوف مقْهور في ايران، بل معركة مَنْع كل دولة، اي دولة، من تَكرار ما فعلتْهُ ايران بنزار: دَعَتْهُ فخطَفتْه!

إنتصارُنا في طرابلس وقضائِها يبدأ من هنا تحديدا، هو الانتصار الوحيد والحقيقي في زَحمة الانتصارات المُصْطنَعة والوهمية التي ضَيّعَت البوصلة. البوصلةُ هي المواطن العادي، نَعَم المواطن العادي المخطوفةُ حقوقُه، المخطوفةُ حريتُه، المخطوفةُ كرامتُه، المخطوفةُ لُقْمتُه، المخطوفُ مستقبلُه. البوصلة هي أنتم المواطنون العاديون على شاكِلةِ نزار وصورتِه وطِيبتِه وصفائه وجَبينِه المرفوع، والأهم العين التي تقاوم المِخْرَز.

الإنتصار في طرابلس وقضائها هو انتصارٌ لأهلِنا الطيبين، للعيْنِ التي تكسِر المِخرز، للمُتَصَدّين للهيمنة والتطرف وقاتلي الاعتدال. لذا نحنُ جميعنا مدعوون الى جعل الانتصار الشمالي بِدَوِيّ عالٍ وعالمي لا سابقَ له، بما يعيدُ التوازنَ الحقيقي الى لبنان، ويقْطَعُ احلامَ الهيْمنة والوِصاية والاحتلال.

حملتُنا الانتخابية ليستْ ضِد أحد. ونحن نُنبّهُ ونحِضُّ الجِهات المعنية بالانتخابات، وخصوصا وِزارة الداخلية، على أن تحرَصَ على ان يكون سيرُ العملية الانتخابية سليما وشفافا وديمقراطيا، منذ فتْح باب الترشيح الى قبول طلبات المرشَّحين، وليس انتهاء بالاقتراع والفرز وإصدار النتائج. ونزار في المناسبة يكِنُّ كل الاحترام والتقدير والمَودَّة لمعالي الوزيرة ريا الحسن المشهودُ لها بالمناقبية والمِهنية الرفيعة.

لا يبحث نزار عن مركز نيابي للجاه والوَجاهة. هو يُدركُ ونحن ندرك انه قد لا يُتاح له الوقت الكافي لشغْلِ الكُرسي النيابي حَالَ فوزِه، لكنْ هذا الكُرسي الفارغ سيبقى رمزا لمُقاومة الارهاب الايراني وداعميه، لكسْر شوكتِه، سيبقى كُرسي نزار النيابي فارغا ليؤرِّقَ خاطفيه والمُتآمرين والمُغَطّين والمُحَرِّضين! سيبقى كُرسي نزار الخالي عنوانا لأي تشريعٍ الى حين تحريرِه، لا بل التشريعُ لا يجوز ولا يَستَقيم الا حين يكون في خدمة العدالة والانسانية ورفع الظُلم عن اي مواطن بريء.

حمْلتُنا الانتخابية سياسيةٌ – اخلاقيةٌ بإمتياز، ليستْ ضِدَّ أحدٍ من المرشَحين وكلهم فيهم الخير والبركة ونزار يكِنُّ لهم كل الاحترام. لكنَّ معركتَنا اليوم هي معركةُ إعادة التوازنِ وإن انتخابَ أيِّ مُرشح غيرِ نزار لن يكون له الوقعُ الذي يُحْدِثُهُ إنتخابُ نزار بما يُصحِّح هذا التوازن الوطني الذي فَقِدناهُ في المجلس النيابي الحالي.

إن خطَّ نزار هو داعمٌ لتيار المستقبل والرئيس سعد الحريري، ولتيار العَزْم والرئيس نجيب ميقاتي، واللواء اشرف ريفي، والجماعة الاسلامية، والصديق مصباح الاحدب، والكتائب والقوات اللبنانية، وكلِّ مَن يُؤيد سيادةَ لبنان ومن يمثِّل المواطنَ العادي وخصوصا هيئات المُجتمع المدني. وإننا على يَقين بأن كل هذه القوى ستأخذُ في الإعتبار، في نهاية المطاف، هذه الحقائق وهذا الواقع وستتصرَّفُ بما ينسجِمُ معه ومع الموقف الوطني الذي يُعيد الاعتبار الى اللبنانيين عموما، والى الشمال خصوصا.

حملتُنا تقومُ على حقيقةٍ واحدة: دَعُوهُ فخَطفوه. عليكُم المسؤوليةُ الكبرى في إستعادتِه من بَراثِن خاطفيه، ومَنْع ايٍّ كان التطاوُلَ على كرامةِ مواطنٍ عادي لا ناقةَ له ولا جمل سِوى أنه مُدافِع شرِس عن الحرية، خطَفَه ارهابيون وتخلّتْ عنه دولتُه للظُلم والقهْر والخطف.

حملتُنا تقومُ على إدراكِنا وادراكِكُم بأن نزار يُحاكي وَجَع كُلٍ منكم، كَل مواطن عادي يُقاتل لحماية حريته ولُقْمتِه وشرفِه وجَبينه العالي.

حملتُنا تقومُ على إدراكِنا وإدراكِكُم رمزيةَ ان تنهَض أصواتُكُم بنزار من قَبْره في سِجن ايفين الى الندوة النيابية بكل ديمقراطية، فتَمْنحوه، بعدما حصَل على الحَصانة الشعبية، الحَصانة السياسية التي تَلكّأت الدولة عن منحها اياه، نتيجة تلكُئِها لا بل تآمُرِها مع الخاطفين وهيمنَتِهم عليها.

فلْنتخيّل جميعُنا المشهد التالي: أصواتُكم في صندوقة الاقتراع يوم 14 نيسان لمصلحة نزار. هل تتخيلون المشهد؟ هل تتخيلون دَوِيَّهُ ومعنى ان تمْنَحوا نزار الحَصانة السياسية والنيابية بعد الحصانة الشعبية؟ هل تتخيلون العنوانَ العريض: نزار زكا المخطوف في ايران نائباً عن الأُمة اللبنانية؟! هل تتخيلون الفَخْر الذي سيكون عليه كُل شمالي ولبناني وكل حامل جواز سفر لبناني في العالم؟! هل تتخيلونَ ما أسْمى فِعلكُم هذا؟ هو يُضاهي أعظم الديمقراطيات في العالم! هو، على سبيل المثال، على صورةِ ما فعلتْهُ الحكومة البريطانية للرهينة من أصل إيراني السيدة نازانين زاغاري حين منَحَتْها الحَصانة الديبلوماسية في وجه خاطفيها منذ ايام قليلة! لا نعتقد ان ثمّةَ عملا ديمقراطيا وساميا أرقى وأشرف وأنبَل من أن يمنَحَ أهلُنا في قضاء طرابلس نزار الحصانة السياسية والنيابية في وجْه خاطفيه!

لا يبحثُ نزار عن منصَبٍ وَجَاه، هو فقط يُريد ان تُكرَّس الفيحاء عنوانا للكرامة الانسانية، للتصدّي لخاطفي الاعتدال والتوافُق وحرية الرأي، أن تُكَرَّس الفيحاء عنوانا لشعب حَضَن مخطوفا فيما دولتُهُ تخلَّتْ عنه. إنْ تَخلَّت الدولة عن نزار، أنتم اهلُه لن تفعلوا!

تَعِبْنا من الإستِغباء. تعِبْنا من إستفاقَة السياسيين علينا مرةً كل 4 سنوات. سئِمْنا محاولاتِهم تَسْطيح عُقولِنا. قَرِفنا من إعتقادِهم أن المواطن العادي بسيطُ العقل. لا، هو أذكى منهم كلِّهم، أذكى من كل واحد منهم. إستهدافُه في حريته ولُقمة عيشِه لا يعني ابدا أنهم يستطيعون إستهدافَ ذكائِه او السماح لهم بالتقليل من ذكائه.

نزار على صورتِكم، على صورةِ كل مواطن عادي. يقاوِم خاطفيه في كل يوم، بالدم، بالإضراب عن الطعام، بالكلمة، بالصبْر، بقهْر الظُلم، بالتمسُّك بمبادئه ومُعتقداتِه. هل تعرِفون أنهُ لو قبِل التنازُلَ عن هذه المبادئ ورَضيَ بالاعتراف بِما لم يرتكبْ عبر تسجيل فيديو تحت التهديد او توقيع اعترافٍ مزوَّرٍ وكاذب باللغة الفارسية، لَكَانَ عاد الى لبنان في اللحظة ذاتِها التي قَبِل بها التخلي عن حرية ضميرِه. فهل هكذا يُكافأ هذا الصامِد؟ هل يًكافأ بتجاهلِ دولته معاناتِه وتواطُئها وتصويتها في الامم المتحدة مع الخاطِف ضده ورغم ذلك تبنّى العالم القرار الذي يدين الخاطف، فيما دولٌ تُدين رسميا إختطافَه وتَسِن القوانين والتشريعات لنُصرتِه والمطالبة بحريته وتحريرِه من المُعتقَل؟! احباء نزار واصدقاءه، اهلَنا في قضاء طرابلس، نزار المواطن العادي يَتطلعُ من مُعتقلِه تحت الارض في إيفين، الى كسْب ثقتِكم في صندوقة الاقتراع، الى منحِكُم اياه الحصانة النيابية والسياسية التي سيقهَرُ بها خاطفيه. أصواتُكُم ستحرِّرُه، والأهم انها ستُتيحُ له كسْر الخاطفين وجَبَروتِهم والعودةَ الى هنا لزيارة قبر والدته، ابنة طرابلس - الفيحاء، التي رحلت أسىً عليه وهو في الاعتقال. أنتم على صورةِ تاريخِنا الصامد والضارب في جُذور الاعتدال والدفاع عن المظلوم. إنتصروا لنزار، إجعلوا صرختَكم قوية، هُزّوا بِدَوِيِّها عرْش المُستكبِرين والمُحتلين والطامعين والغُزاة المتمددِين في عواصمِنا العربية، مُصادِري الحرية ومُنتهِكي حقوق الانسان. إنتخبوا نزار زكا. إنتخبوا الحرية_للبنان.

 

مجلس الوزراء في بعبدا الخميس وعلى جدول أعماله 54 بندا

الإثنين 18 آذار 2019 /وطنية - يعقد مجلس الوزراء جلسته العادية في القصر الجمهوري في بعبدا برئاسة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، الخميس عند الحادية عشرة ظهرا، وعلى جدول أعماله 54 بندا.

 

رفع دعوى قضائية ضد يعقوبيان!

الوكالة الوطنية/الاثنين 18 آذار 2019/أعلنت شركة BUTEC في بيان أنها والسيد نزار يونس قرّرا "رفع دعوى قضائية بحق النائب بولا يعقوبيان بعدما كرّرت لأكثر من مرة وآخرها في مؤتمرها الصحفي اليوم التهجم على الشركة وإطلاق اتهامات مزعومة في حقها بموضوع المحارق". وأشارت الشركة الى أنها والسيد نزار يونس "يتهمان يعقوبيان بأنها تقوم بمعركة استباقية لصالح شركات أخرى ما يؤشر إلى أنها ضالعة في عملية سمسرة لصالح هذه الشركات". وأضاف: "نطالب برفع الحصانة عن يعقوبيان وندعوها إذا كان لديها الجرأة والشجاعة ان تقدم على هذه الخطوة من تلقاء نفسها". روحاني يدعو القضاء الإيراني إلى ملاحقة المسؤولين الأميركيين.

 

النائبة بولا يعقوبيان: هناك إجماع على حماية الفساد والفاسدين

الإثنين 18 آذار 2019

وطنية - عقدت النائبة بولا يعقوبيان مؤتمرا صحافيا في فندق "الكسندر" بعد ظهر اليوم، في حضور ممثي منظمات من المجتمع المدني ومناصرين، ردت فيه على الحملة التي تستهدفني بسبب فتحي ملف الفساد، والتي طالتني بالشخصي والعائلي والسياسي".

وقالت: "من يسمع كلمات النواب في جلسة الثقة للحكومة وتصريحات قادة الاحزاب يشعر كأن هناك اجماعا في البلد على محاربة جماعية للفساد، لكن هناك اجماعا على حماية الفساد وحماية الفاسدين"، معتبرة ان "الفساد صار ميثاقيا لاننا نختبىء وراء الطائفة لتبرير الفساد الواضح والذي يدفع ثمنه كل اللبنانيين من كل الطوائف". اضافت: "بعد كلمتي في جلسة الثقة في ملف التوظيفات والكهرباء والمحارق وسد بسري، فتحت علي في الملفات الثلاثة الاولى ابواب جهنم، وتزامنا، تبلغت دعوى قضائية من الوزير جبران باسيل يطالب فيها بعطل وضرر لتشويه سمعته وكرامته"، عارضة صورة لتغريدة للوزير باسيل على تويتر في موضوع الاهدار في بواخر الكهرباء، ولافتة الى انها تقدمت باخبار الى المدعي العام المالي ليسأل عن الموضوع، ومعتبرة ان وظيفتها كنائبة هي "الشك والظن".

وقالت نقلا عن جواد عدرة ان "استيراد الفيول من دولة الى دولة يؤمن وفرا على الدولة بقيمة 200 مليون دولار في السنة، والقانون ينص على استيراد الفيول من دولة لدولة، لكننا استمررنا في الاستيراد على مدى 11 سنة من خلال عائلتين فقط".

ورأت أن "الحملة التي اتعرض لها على وسائل التواصل الاجتماعي مدبرة وفيها تآمر ضدي لانني اقول لهم انتم فاسدون، والكلام على ممتلكاتي التي اكسبتها من عملي الخاص هو للتغطية على فسادهم". وعرضت شريط فيديو "صوره شخص من حزب سبعة" يظهر فيه سائقها السابق "يقبض ثمني"، معربة عن تخوفها على امنها الشخصي، ومتحدثة عن "توظيف ذباب الكتروني للنيل مني بالشخصي".

وسألت باسيل: "لماذا لم يرد او يرفع دعوى عندما قال وزير المال علي حسن خليل نصفهم حرامية، وعندما قالت جريدة المستقبل انك اشتريت منزلا في بريطانيا ب 5 ملايين استرليني عام 2013 "، مؤكدة انها تملك "خارج لبنان حصة من منزل في اميركا وبعت منزلا في باريس بعد اشهر من دخولي النيابة".

وأكدت تأييدها للجيش، مستنكرة اتهامها بأنها طعنت الجيش وبانها تبرر تصرفات فضل شاكر ضده، متهمة خصومها باتباع سلاح الاجتزاء والتحريف لتضليل الناس". واعتبرت ان "مصلحة اهل السلطة هي ان يبقى الشعب اللبناني مفرزا طائفيا ومتعصبا بهدف شد العصب وجذبه الى احزابهم"، رافضة ان "اوضع في خانة مذهبية لان لا علاقة لذلك بالعمل الوطني".

وسألت: "لماذا تدفع وزارة الطاقة والمياه 4 ملايين دولار سنويا لجمعيات غير حكومية"، واضعة السؤال برسم المجلس النيابي.

واستنكرت التشكيك في دفاعها عن الفقراء، وهي ميسورة، معتبرة ان "الدفاع عن حقوق الفقراء ليس مرتبطا بالمستوى المالي للشخص لان الموضوع ليس طبقيا".

وأكدت ان "الملفات في موضوع الدعوى المقامة ضدها ستقدم الى القضاء.

وفي موضوع الحصانة رأت ان "احزاب السلطة السياسية المختلفة جذريا على الحصص تواطأت ضدي"، داعية الناس الى "محاسبتهم والوقوف مع المعارضة"، ومؤكدة ان "حصانتي اخذتها من الناس والحصانة سلاح يعطى للنائب ليتكلم وليقوم بدوره في المحاسبة وليس ليتظلل بها للسرقة والصفقات، ولن اتخلى عن حقي في الظن والشك".

وقالت: "يتمسكون بالمواقع والوزارات التي شغلوها لسنين، لانهم بنوا شبكة ستذهب كلها الى القضاء مع اسماء الشركات التي توقع معها الاتفاقات. ويريدون اسكاتي في موضوع المحرقة، ويحضرون لتقاسم ملياري دولار للنفايات، بينها محرقة بيروت التي تقدر كلفة بنائها فقط ب 350 مليون دولار بالاضافة الى الكلفة التشغيلية والصيانة"، مؤكدة أن موقفها مستند الى رأي الخبراء البيئيين والمهندسين والصناعيين، وانها تتعرض "لحملة ترهيب للسكوت".

وجددت التأكيد ان "حملتها تطال الجميع، وان ما قالته عن الرئيس فؤاد السنيورة في موضوع ال11 مليار دولار قاله المدير العام لوزارة المال الان بيفاني".

وقالت: "سأزور كل المناطق اللبنانية لانني نائبة عن الامة"، مشيرة الى انها قدمت الى الان 35 مشروع قانون، اي نصف عدد مشاريع القوانين التي تقدمت الى المجلس، آخذة على الافرقاء السياسيين والاحزاب "المتاجرة بموضوع النازحين السوريين لشد العصب".

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

بيان "لقاء سيدة الجبل" الإسبوعي

18 آذار 2019

عقد "لقاء سيدة الجبل" اجتماعه الأسبوعي في مكاتبه في الأشرفية بحضور السيدات والسادة ايلي الحاج، اسعد بشارة، ايلي حاطوم، حُسن عبّود، ربى كبارة، سامي شمعون، سعد كيوان، سوزي زيادة، سيرج بوغاريوس، طوني الخواجه، طوني حبيب، فارس سعيد، غسان مغبغب، مياد حيدر، نوفل ضو وأصدر البيان التالي:

توقف اللقاء أمام هول المجزرة البشعة التي ارتكبت في نيوزيلاندا في تحد صارخ للإنسانية جمعاء بغض النظر عن أي انتماء ديني او جنس وعرق أو معتقد، وبدا لافتا في هذا المجال صمت معظم المراجع الدينية اللبنانية وعدم قيامها بأي خطوة تعكس معنى وجوهر لبنان "الرسالة" ونموذج العيش المشترك.

توقف اللقاء عند الزيارة المرتقبة لوزير الخارجية الاميركية مايك بومبيو الى بيروت متمنيا ان يكون هدفها الأساسي ما يريده معظم اللبنانيين أي دعم الشرعية اللبنانية التي تجسدها الدولة ومؤسساتها الامنية وسلطاتها الدستورية، ودعم الشرعية العربية التي تعبر عنها الجامعة العربية ومواثيقها وكذلك الشرعية الدولية وقرارتها من 1559 مرورا بال 1757 و1680 وانتهاء بال 1701. وفي هذا السياق يدعو اللقاء جميع الاحزاب والقوى السيادية الى تضافر جهودها لتجسيد هذا الموقف والتعبير عنه وايصاله للزائر الاميركي ولأي زائر دولي يهمه مصلحة لبنان.

أما فيما يخص مسألة النازحين السوريين فيرى اللقاء ان الطريق الاجدى والأقصر هو توجه رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الى دمشق والعودة بالتزام وضمانة من بشار الأسد بإعادتهم الى مدنهم وقراهم آمنين.

 

يا حُكَّام العرب : لماذا حزب حسن نصر الله الإجرامي الظلامي هو الأقوى؟

الشيخ حسن سعيد مشيمش/18 آذار 2019

ج : 1 – فحسن نصر الله يصل ليده كل آخر شهر 100 مليون دولار أميركي من إمامه خامنئي مسلوبة من أفواه الملايين من الفقراء الإيرانيين أسس بها حسن نصر الله مستوصفات ومستشفيات ومدارس وصيدليات (خاصة لأتباعه فقط) وقاعات وتلفزيونات وراديوهات وكشافا ونوادي رياضية واشترى بها ذِمَمَ وضمائر مئات الشعراء والصحافيين يُطبلون له ويُزمرون ويُصفقون كلما أطل من سرداب مخبئه ليتقيأ على جمهوره أكاذيب وتلفيقات وتحليلات تُضْحِك الثكالى ناهيك عن أجهزته الأمنية التي تقذف الرعب في قلوب الشيعة والشيعة بشر يوادعون ويسالمون ويخضعون كسائر البشر لكل من يملك القوة الأمنية والعسكرية  ( قوى الأمر الواقع)  واشترى بها أفواه نحو 2000 من رجال الدين لا يملكون ضميراً ولا وجدانا حتى يشتريهما منهم هم أئمة مساجد،  وقُرَّاء مجالس عزاء وظيفتهم تقديم الأكاذيب بوصفها حقائق، وتزيينها وزخرفتها بآيات الله سبحانه وتعالى وروايات رسول الله (ص) والأئمة الأطهار من آله، ولقد أفلحوا بتهييج الروح المذهبية في المجتمع الشيعي اللبناني وشحنه طائفياً حتى فقد نحو نصف الشيعة بصيرتهم بالكامل، ونجح رجال الدين بتزوير تفسير نصوص الآيات والروايات نجاحا باهراً،  والمجتمع الشيعي لا يملك وقتا لقراءة التفسير وسماعه بخلفية التحقيق به والتدقيق فيه لمعرفة صحته من عدمه وذلك نتيجة فقره وبؤسه وكثرة همومه وشدة أعباء حياته.

2 – وحسن نصر الله يملك دعما لا حدود له من نظام الديكتاتور  بشار أسد حاكم سوريا ولبنان بالحديد والنار والإغتيالات والسيارات المفخخات وبسيطرته على البوابة الوحيدة للبنان براً.

3 – وحسن نصر الله  خطف نصراً عظيما أنجزه أبطال من الشعب اللبناني على المحتل الإسرائيلي وزعم كذبا أنه يملك النصيب الأعظم منه وضَلَّلَ أتباعه حتى صاروا ينظرون إليه كقديس وبطل لا نظير له بالعالم العربي!

4 – ولا أعتقد بأن حسن نصر الله تاجر مخدرات لكنني أملك أدلة دامغة على رجال قادة في حزبه متورطين بتجارة المخدرات وجنوا ملايين الدولارات منها.

5 – ورجال قادة في حزبه يسيطرون على مرفأ بيروت ومطارها يُدْخِلون منهما  بضائعهم المباحة وغير المباحة من دون رقابة ولا ضريبة وصاروا من أغنى أثرياء لبنان ، فهذا هو حسن نصر الله.

وأما نحن فرغم كل الأكاذيب التي تنشرها ماكينة الدعاية في حزب نصر الله فإننا لا نملك سوى قوت يومنا والحمد لله على السراء والضراء .

ومع ذلك فأنا لست من المخلوقات التي تسمح لليأس أو الإحباط أن يغزو قلبي لِيُشِلَّ إرادتي ويوهن من عزيمتي فأنا حينما اقتنعت بمشروع المقاومة وانتميت لحزبها كان الحزب تحت غضب المجتمع الدولي وسخط المجتمع الإقليمي والمحلي وكان مرفوضاً من المجتمع الشيعي ولم أكترث لكل هذا الغضب ، واليوم ما زلت كما كنت وسأموت هكذا بإذن الله عازماً ومصمماً على الكدح والنضال حتى آخر لحظة بحياتي في مواجهة كل ظالم مهما كان دينه ومذهبه ونصرة كل مظلوم مهما كان دينه ومذهبه مُتَلذذاً ومُستمتعاً بشرف هذا النضال موقناً برضا رب المظلومين عني .

< ” وأعظم غاية سياسية عندي إقامة الدولة العلمانية الديمقراطية العصرية الحديثة ” >

وإنني أعتقد بأن حسن نصر الله هو عدو أخطر من كل الأعداء عليَّ أولاً

 وعلى وطني لبنان وبلدان العرب ثانياً

 وعلى الدين ثالثاً

 وعلى الطائفة الشيعية رابعاً

 ولا يُمثِّل شيئاً من الخطر على أميركا وأوروبا ( وعلى إسرائيل )  المُختبئ منها كالجرذون في سردابه تمثيلا ورياء ودهاء وخداعا لشعبي .

 

السيد نصرالله .. ألن تُسأل يوم القيامة عن احتضان باسيل؟

د. أحمد خواجة/لبنان الجديد/18 آذار 2019

  من حقّنا أن نقف لنتفكّر مليّاً ونسأل: من أوصل باسيل إلى هذه الذروة من المباهاة واحتقار مشاعر اللبنانيين وطموحاتهم وأمانيّهم.

 "كان من المفترض أن لا أكون وزيراً في الوزارة الحالية، لقد كنتُ مرغماً من أجل التيار والرئيس والبلد. (جبران باسيل خلال المؤتمر السنوي للتيار الوطني الحر ). ذروة التّعالي والتضحيات الزائفة والعنجهيات المكرورة والممقوتة، وتبخيس عقول الناس، يطلقها بالأمس الوزير جبران باسيل، فهو العبقريُّ الفذّ، والعالم النحرير، الحائز على جائزة نوبل للسلام، فضلاً عن نوبل للآداب والعلوم، يتنازل ليكون وزيراً في حُزمةٍ من ثلاثين وزيراً ( باهتاً في حكومة باهتة)، لكن لولا التيار الوطني الحر( والذي زرع البحبوحة والأمان في البلاد ) والرئيس( القوي الذي لا يُضاهيه رئيسٌ سابق) والبلد (والذي هو بأمسّ الحاجة لخدمات وتضحيات الوزير باسيل )، لولا هذا الثالوث المقدّس ( مع لُطف الله طبعاً) لما كان اليوم الوزير باسيل في عداد مجلس الوزراء، حيث هو مضيعة للوقت والجهد وتبديد الإمكانيات والطاقات، ولتفرّغ لخدمات التيار وخدمة صاحبه الذي أورثه إياه، خدمة ترقى إلى مستوى العبادة والفناء، بعيداً عن صغائر الدنيا وخبائث الأرض.

من حقّ الرئيس-الوزير باسيل أن يمُنّ على اللبنانيين قبوله رتبة الوزارة"الوضيعة" في هذه الدولة "المتهالكة"، ومن حقّه أن يتباهى على جمهوره الحزبي، وبالتالي على جمهور اللبنانيين، لكن، من حقّنا أن نقف لنتفكّر مليّاً ونسأل: من أوصل باسيل إلى هذه الذروة من المباهاة واحتقار مشاعر اللبنانيين وطموحاتهم وأمانيّهم، ها هنا من يعزو ذلك إلى الرئيس ميشال عون، والحقّ يُقال أنّ هذا جانب ضئيل من الحقيقة، ذلك أنّ من أفلت باسيل من عقاله،  حتى بات قدّيس الأمّة اللبنانية، وحامل صليبها وحامي حمى المسيحيين والناطق باسمهم،  والمتطاول يوميّاً على مقام رئاسة الحكومة "المستضعفة، هو حزب الله،  نعم حزب الله تحديداً، هو المسؤول الأول والأخير، وفي رأس المسؤولية السيد حسن نصر الله، والذي طالما كان يُردّد في مناسبات مختلفة: وهذا ما سنُسأل عنه يوم القيامة.

 لذا نرغب أن نسأل سماحته اليوم: هل ستُسأل-يوم لا ينفع مال ولا بنون- عن احتضان الوزير باسيل والسكوت عن ارتكاباته طوال السنوات العشر الماضية؟ أم أنّك ترجو أن يكون التّستُّر على كلّ ما يصدر عنه من قبيل الصغائر التي تجوز فيها الكفّارة والاستغفار.

 

ريفي التقى درباس وجمالي: يدنا بيد الحريري وكل شرفاء هذا الوطن

الإثنين 18 آذار 2019 /وطنية - استقبل الوزير السابق اللواء اشرف ريفي، في مكتبه في طرابلس، الوزير السابق رشيد درباس والمرشحة عن المقعد السني الشاغر في طرابلس ديما جمالي، وعرض معهما التطورات على الساحة اللبنانية وآخر مستجدات المعركة الانتخابية في المدينة.

جمالي

بعد اللقاء، قالت جمالي: "زيارتنا للواء أشرف ريفي هي زيارة مودة واحترام، ومن أجل شكره على خطوته النبيلة، بانسحابه من المعركة الانتخابية. شددنا سويا على مبدأ الوحدة والعمل يدا بيد، وطي صفحة الماضي وفتح صفحة جديدة، وهذا الامر سينعكس ايجابا على مدينتنا طرابلس، ونأمل ان تكون الانتخابات الفرعية انتخابات ديموقراطية". اضافت: "الطعن كان مجحفا بحقي، ولكن نحن بتنا نتطلع الى المستقبل، وما تم تحقيقه، بعد لم الشمل، يعتبر خطوة ايجابية نحو خوض المعركة الانتخابية بصف واحد وبقوة أكبر".

وردا على سؤال، قالت: "المعركة الانتخابية ما زالت مستمرة ولكننا اليوم بتنا أقوى، لاننا اصبحنا فريقا واحدا، والحرب النفسية لم تعد موجودة لان الشارع تنفس، ولكنني اؤكد ان المعركة مستمرة، ويجب ان لا نتهاون فيها، وأدعو اهلي في طرابلس للنزول الى صناديق الاقتراع والادلاء بأصواتهم بكثافة، وان يعبروا عن رأيهم بحرية".

وتابعت: "ثمة مرشحون على الساحة اليوم في المعركة الانتخابية، وطالما هؤلاء موجودون لا بد ان نخوض المعركة الانتخابية بكل قوانا، لان الطعن الذي حصل استهدف الرئيس سعد الحريري شخصيا، لذلك على كل مؤيديه ان يظهروا حبهم ووفاءهم لطرابلس واهلها له، وان يثبتوا ايضا اهمية وقوة تيار المستقبل في المدينة. وأعتبر ان المعركة هي رد اعتبار لي شخصيا، وأتمنى على الجميع المشاركة".

درباس

بدوره، قال درباس: "هذه الزيارة هي زيارة شكر للمبادرة النبيلة التي قام بها اللواء اشرف ريفي، فطرابلس توحدنا وهي بحاجة الينا جميعا، وان كانت المدينة بحاجة في هذه المرحلة لنيابة ديما جمالي فنحن ايضا بحاجة لسواعد اللواء اشرف ريفي ولسواعد جميع الطرابلسيين".

ريفي

اما اللواء ريفي، فقال: "تحديات المرحلة اليوم أكبر من ان نتلهى بالتنافس على مقعد نيابي، نحن اليوم أمام هجمة شرسة من قبل البعض وتحد كبير جدا يترجم بعملية انقضاض على الطائف وعلى الدولة اللبنانية ومؤسساتها، لاثبات ان هذه الدولة فاشلة بهدف وضع يد المشروع الايراني عليها. لذلك أوجه صرخة، بوجود الدكتورة جمالي ومعالي الوزير درباس، لكي نضع يدنا بيد بعضنا البعض، لان وجودنا وهويتنا العربية مستهدفة، وحتى دورنا في البلد معرض للخطر، وكما تعلمون نحن نعتبر من اكبر الطوائف في لبنان ولا يجوز للطرف الاخر ان يعاملنا بأننا ضعفاء، وسنثبت لهؤلاء باننا اقوياء ولسنا ضعفاء".

وانتقد ريفي وزير الخارجية جبران باسيل، وقال: "لا يحق له ان يدعي الشفافية وهو يدرك تماما اننا نمتلك ملفات تدينه". اضاف: "نقول لباسيل لا يمكن لك او لسواك ان تنال من حقوقنا نهائيا، نحن شركاء اساسيون في لبنان، وسندافع عنه سياسيا كما دافعنا أمنيا، واليوم يدنا بيد الرئيس الحريري وكل شرفاء هذا الوطن من مسيحيين ودروز وعلويين وشيعة، وسنثبت ان هذا البلد لن يخضع للمشروع الايراني". واتهم ريفي باسيل، بأنه "يوجه بعض المسيحيين باتجاه المشروع السوري الايراني"، وقال: "سيتحمل مسؤولية هذا الخيار كل من يقرر ان يمشي بهذا المشروع"، مضيفا: "كل من حاول غزو شعب لبنان خرج منه مذلولا وبقينا نحن كلبنانيين متوحدين نعيش معا تحت شعار العيش المشترك، لكن وللاسف هناك من يستكمل انقضاضه على الوطن ويحاول ان يثبت ان هذه الحكومة فاشلة". وفي الختام، دعا ريفي "جميع الطرابلسيين الى النزول بكثافة الى صناديق الاقتراع، وان ينظروا لهذه الانتخابات بمنظار استراتيجي، لا من منظار شخصي"، مؤكدا "اننا سنقف متحدين لاسقاط المشروع الايراني من طرابلس".

 

تشديد أممي على العودة الآمنة والطوعية للنازحين

بيروت ـ “السياسة” /18 آذار 2019/التقى رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري، أمس، المنسق الخاص للامم المتحدة في لبنان جان كوبيس، وعرض معه التطورات في لبنان والمنطقة. وبعد الاجتماع قال كوبيس: ناقشنا مؤتمر بروكسيل -3 والرسالة التي أكدها بضرورة تأمين العودة الطوعية والامنة للاجئين السوريين الى بلادهم وفقا للقوانين الدولية وباحترام كامل لها والتعاطي مع هذا الموضوع من منطلق انساني. ان اللجنة الانسانية التابعة للامم المتحدة ستتابع تسهيل هذه العودة وفي الوقت نفسه دعم المجتمعات المضيفة لهم بشكل موقت، منها هنا في لبنان، والذي يشكل موضوع اللاجئين حملا ثقيلا عليها. كذلك تطرقنا الى زيارة الجنرال لاكروا التفقدية لقوات اليونيفيل وكل الخطوات المطلوبة لاستمرار الهدوء في المنطقة والتاكيد ان لا تؤدي المشكلات الصغيرة الى مشكلات اكبر”. إلى ذلك، وجّه رئيس حزب الكتائب اللبنانية النائب سامي الجميّل سؤالاً الى الحكومة اللبنانية في موضوع الأنفاق في جنوب لبنان . وسأل رئيس الكتائب الحكومة بعد انكشاف موضوع الأنفاق عما إذا كانت التحقيقات اللازمة قد أجريت لمعرفة الجهة التي تجاوزت السلطات اللبنانية والشرعية اللبنانية الممثلة بالجيش اللبناني والقوى الأمنية وقامت بحفر الأنفاق وعن موقف الحكومة منها .

 

اتصالات للتهدئة بين الحريري وباسيل حرصاً على الحكومة

جنبلاط: النظام السوري يرفض عودة النازحين

بيروت ـ “السياسة” /18 آذار 2019/بالتزامن مع عودة رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري الى بيروت آتياً من باريس التي توجه اليها بعد حضوره مؤتمر “بروكسل 3” لإجراء بعض الفحوصات الطبية، نشطت الاتصالات السياسية لتهدئة الأجواء التصعيدية بين تيار المستقبل والتيار الوطني الحر، في أعقاب الانتقادات التي وجهها وزير الخارجية جبران باسيل للرئيس الحريري ومؤتمر بروكسيل 3، وما يمكن أن تتركه من تداعيات على عمل الحكومة التي تنتظرها استحقاقات سياسية واقتصادية تتطلب أداء حكومياً استثنائياً. وأكدت مصادر وزارية لـ”السياسة”، أن “المعالجات تتركز على تطويق ذيول التراشق الإعلامي الأخير بين المستقبل والتيار العوني، لأنه ليس هناك أي توجه لرفع منسوب التوتر، لأن ذلك ليس في مصلحة الحكومة في هذه الظروف بالذات، وبالتالي فإن الأمور تسير باتجاه تطويق ذيول ما حصل، انطلاقاً من الحرص على متانة الوحدة الداخلية والاستقرار الوطني”. وفيما يشكل ملف النازحين والعلاقات مع النظام السوري، أحد نقاط الخلاف الأساسية بين الرئيس الحريري والوزير باسيل، أشار رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط الى ان “عودة النازحين السوريين لن تتحقق طالما ان النظام السوري يرفض العودة”، معتبراً أن “هناك خوفاً لدى هؤلاء”. وسأل على هامش مشاركته في مؤتمر “لبنان والنازحون من سورية” الذي نظمه حزبه في بيروت: “من سيؤمن العودة الآمنة لهم كي لا يعودوا ويُعذيوا ويُقتلوا؟”، مشدداً على “اننا نؤيد المبادرة الروسية ولكن عليها ان تعطي ضمانات”. وتمنى أن “يبقى هذا الملف بعيداً عن الوزارات المعنية كي يؤمَن الحد الادنى لهم من العيش الكريم في التعليم وغير التعليم”. وشدد وزير التربية والتعليم العالي أكرم شهيّب، في كلمته بالمؤتمر على أن، “الدستور واضح لجهة رفض التوطين وكل القوى السياسية ترفضه، وتجمع على العودة”. وقال: “اعتقل النظام وأخفى وقتل الاف السوريين وهذه الاعمال مستمرة حتى اليوم، وأصدر قوانين وانظمة تؤكد نظرته في رفض العودة فمستقبل النازحين ليس في لبنان انما في سورية”، مشيراً إلى أن، “تعليم اولاد النازحين واجب انساني يصب في مصلحة لبنان والنازحين على السواء حيث نساهم من منع الشباب من الانغماس بالعنف والانفتاح على الآخر”. وأكمل: “اكثر من 83% من اللاجئين يرغبون في العودة و5% منهم فقط يريدون العودة هذا العام”. وتساءل: “اين البديل عن بروكسل؟ واننا نعلن تأييدنا لاي مبادرة توفر عودة آمنة للنازحين والمبادرة الوحيدة هي الروسية والتي نؤيدها ولكنها تحتاج الى المزيد من الضمانات”. وفي السياق، أعلن مدير عام الامن العام اللواء عباس ابراهيم انه “نقدر عدد النازحين السوريين في لبنان بمليون واربعمائة الف”، كاشفاً ان “حوالي 170 الف نازح عادوا الى سورية”.

 

تفاصيل "ليلة الانقلاب" على بولا يعقوبيان... والردّ سيأتي سريعًا.

لبنان 24 /18 آذار 2019/كانت المكالمة الهاتفية التي تلقاها "لبنان 24" من أحد الاعضاء البارزين في "حزب 7"، مجرّد ردّ على ما ورد في احدى مقالاتنا صباح أمس عن معلومات تفيد بأن لقاء قد جرى بين تحالف "كلنا وطني" وبعض الممثلين عن فريق 8 آذار في طرابلس، معتبراً أن هذا اللقاء، إن حصل فعلا، فهو ليس الا مبادرة فردية لا تمثل التحالف ابدا، الا أننا وفي "دردشة" استمرّت لمدّة ساعة، استطعنا الدخول خلف كواليس العلاقة المتصدعة مع النائبة پولا يعقوبيان، والغوص في أسرار الخلافات المتراكمة التي أدت أخيراً الى فكّ الارتباط بين الطرفين.

نصر الله أعلنها "حرباً مفتوحة" على الفساد.. وحدّد الخطّة!

كنعان يكشف سبب عدم توزيره!

وإذ عبّر المصدر عن أسفه عما آلت اليه الأمور، لكنّه اعتبر انه لا بدّ من تسليط الضوء، لا سيما في هذه المرحلة، على بعض ما وصفه بـ "الشوائب التي تمس بمبادىء "7"، وتسيء الى مسيرته النضالية من أجل التغيير.

فلماذا كثُرت علامات الاستفهام حول يعقوبيان وما هي طبيعة المواجهات التي حصلت بينها وبين معظم تحالف "كلنا وطني"؟

بدأت الحكاية حين أبدى "حزب 7" رغبته في أن تمثله پولا في البرلمان اللبناني كصوت حرّ ومستقل لا سيما بعدما اعلنت استقالتها من تلفزيون "المستقبل" ورفضها للطبقة السياسية الحاكمة التي أوصلت لبنان الى حالة الانهيار، وعلى رغم اعتراض مكوّنات تحالف "كلنا وطني" على طرح يعقوبيان كمرشحة رسمية لهم، انطلاقاً من كونها قد ترعرت في بيئة "الحريرية السياسية" مشككين بمدى صحّة انسلاخها عن العلاقة الوثيقة التي ربطتها طويلا بالرئيس الحريري وسائر قوى 14 آذار، لكنّ "حزب 7" وهو الحزب السياسي الأكبر المنخرط في تحالف "كلنا وطني" استطاع إقناع الجميع بتبنّي ترشيح پولا ودعمها للوصول الى مقعد نيابي.

وبعد فوز يعقوبيان في انتخابات ايار 2018 بدأت رحلة المصاعب التي لم تخلُ من المواجهات، حين لاحظ "حزب 7" أن مرشحتهم بدأت تحيد عن خطّ الأسس التي بني عليها التحالف، والتي كان أبرزها مشروع قانون "استعادة الأموال المنهوبة" للحدّ من الفساد المستشري في المؤسسات والدوائر الرسمية، اضافة الى ان هذا القانون يسمح بتشكيل لجنة تراقب حياة النواب والوزراء وسائر المسؤولين في لبنان، تحت شعار "من اين لك هذا"؟ هذا المشروع كان قد وقّع عليه أكثر من 15 الف مواطن، وتمّ إرسال نسخة عنه مرفقة بعريضة للتواقيع الشعبية الى مجلس النواب، وقد وافقت عليه بعض الكتل النيابية شفهياً، ولم يتبقّ سوى طرحه للتصويت داخل المجلس لكنّ پولا منذ توليها لمنصبها لم تأتِ على ذكره أبدا بل وذهبت نحو تجاهله معتبرة أنه "غير مهم"!

ما هي الأحزاب السياسية التي استثنتها بولا يعقوبيان من شعار "كلن يعني كلن" الذي كان من أُولى مبادىء "حزب ٧" بالتحالف مع "كلنا وطني"؟

"القوات اللبنانية"، هي إحدى القوى السياسية التي  حيّدتها يعقوبيان دائماً عن دائرة الفساد، وبحسب المصدر، فإن النائبة الوافدة حديثاً الى العمل السياسي قد خرقت أهم بنود تحالف المجتمع المدني، والذي اعتبر أن الجميع فاسدٌ حتى تثبت براءته، الا أن يعقوبيان قد بالغت في اعتبار أن  "القوات" تخوض تجربة جديدة في الحكومة و"بعد ما شفنا منن شي" لا سيما وأن وزير الصحة غسان حاصباني إتُّهم في أكثر من ملف فساد، الأمر الذي لا يفرض تورّطه ولكنه لا يلغي في الوقت عينه نظرية الشك في نزاهته!

الرئيس الأسبق فؤاد السنيورة، والذي اتهم مؤخرا بالهدر المالي لمبلغ 11 مليار دولار كانت قد أنفقتها حكومته ما بين العامين 2006 و 2008، بلا مستندات قانونية، هو أيضا من الشخصيات التي لم تشأ يعقوبيان أن توجّه نحوها سهام الفساد، هذا الأمر اعتبره المصدر طبيعيا لعدم امتلاك الأدلّة، الى أن مجاهرتها بفساد وزير الخارجية جبران باسيل من دون أدلة ملموسة، أبطل مصداقيتها أمام الرأي العام وأثار من حولها علامات استفهام كبيرة انطلاقاً من الرفض لسياسة الكيل بمكيالين!

 "المغلوب على أمرو"، هذه العبارة التي قصدت بها يعقوبيان رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري، في محاولة لإبعاده عن دائرة رموز الفساد في لبنان الذين اختارتهم يعقوبيان على ما يبدو وفقاً لاصطفافها السياسي غير المعلن!

وأنهى المصدر كلامه في إشارة الى أن النائب پولا يعقوبيان وبعد وصولها الى المجلس النيابي سجّلت انقطاعاً شبه كامل عن اجتماعات الهيئة التنفيذية لـ"حزب 7" مبررة غيابها عن أكثر من ثلاثين اجتماع بكثرة الانشغال، إضافة الى أنها باتت تغرّد خارج السرب بقرارات منفردة تحت اسم "بولا يعقوبيان" من دون التشاور مع الحزب، وختم بأن الشعرة التي قصمت ظهر البعير واضطرتهم الى فسخ الارتباط مع يعقوبيان، هو رفضها المستمر للاعلان عن اموالها واملاكها في لبنان والخارج، الأمر الذي يتعارض مع مطالب "حزب 7" بوجه السلطة السياسية الحاكمة!

"لبنان 24" إتصل بالنائبة يعقوبيان للوقوف على حقيقة ما يجري، فأشارت إلى أنها سيكون لها مؤتمر صحافي عند الواحدة من بعد ظهر اليوم للرد على كل هذه الإتهامات بالحقائق والأرقام، وستوضح حقيقة الحملة التي تشن عليها.

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

3 قتلى وجرحى بإطلاق نار في أوتريخت الهولندية ورئيس الوزراء يعرب عن قلقه إزاء الحادثة والشرطة لا تستبعد وجود {دافع إرهابي}

أمستردام/الشرق الأوسط/18 آذار/19/أفادت الشرطة الهولندية بوقوع إصابات نتيجة إطلاق النار في مدينة أوتريخت بوسط هولندا صباح اليوم (الاثنين). وذكرت وكالة الأنباء الهولندية، عن سقوط 3 قتلى على الأقل وإصابة 9 أشخاص في إطلاق النار على قطار في مدينة اوتريخت الهولندية

وأضافت الشرطة أن السلطات طوقت ميدانا في محطة للترام بوسط المدينة وانتشرت خدمات الطوارئ في المكان. فيما نقلت كالة حكومية عن السلطات الهولندية قرارها برفع مستوى التهديد الإرهابي إلى أعلى درجة في أوتريخت. وأعلنت الشرطة أنها أوقفت العمل بتحذيرها للمواطنين من النزول للشوارع. وأعلنت أنه يمكن للمواطنين الذين تمت مناشدتهم التزام بيوتهم، النزول إلى الشوارع مجدداً. من جهته، أعرب رئيس الوزراء الهولندي مارك روته عن قلقه إزاء واقعة إطلاق النار التي شهدتها مدينة أوتريخت الهولندية اليوم. وذكرت وسائل إعلام هولندية أن روته تحدث في لاهاي عن وضع "مثير للقلق"، مضيفة أنه تم تشكيل فريق لإدارة الأزمة. وكانت الشرطة الهولندية أعلنت على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" إصابة عدة أشخاص بطلقات نارية غرب مدينة أوتريخت. وذكرت الشرطة أنه تم إطلاق عدة أعيرة نارية في أحد قطارات الضواحي.، مضيفة ان "التحقيقات تجري على قدم وساق"، وأوضحت أنه ليس من المستبعد وجود دافع  إرهابي محتمل وراء الواقعة.

ولم تدل الشرطة ببيانات محددة حتى الآن عن الواقعة. وانتشرت قوات الأمن في مكان الحادث، مستعينة بثلاث مروحيات. من جانبها، ذكرت الإذاعة الهولندية عن تعزيز إجراءات الأمن عند مقر الحكومة في لاهاي. وفي تطور لاحق، قالت الشرطة الهولندية إن المسلح الذي فتح النار على ترامواي واصاب العديد من الأشخاص، لا يزال طليقا. وتحدثت الشرطة عن مسلح واحد، إلا أنها لم تستبعد وجود مسلحين آخرين، بحسب ما نقلت وكالة "ايه ان بي" الهولندية للأنباء عن الشرطة.

 

هولندا: الإرهاب يضرب أوتريخت… ويقتل 3 ويصيب 9 أبرياء في محطة ترام

الشرطة حدَّدت هوية القاتل... ويدعى غوكمان تانيس من أصل تركي

استنفار أوروبي… وأمستردام ترفع مستوى التهديد للدرجة الخامسة

أوتريخت، عواصم- وكالات/18 آذار/19/قتل 3 أشخاص على الأقل، وأصيب آخرون، في حادث إطلاق نار، وقع في محطة ترام، ومواقع أخرى قريبة بمدينة أوتريخت وسط هولندا، أمس. وأعلن عمدة البلدية جان فان زانين في تسجيل فيديو على «تويتر»: «عن سقوط 3 قتلى و9 جرحى، إصابة 3 منهم خطيرة».

وعقب الحادث، قال رئيس الوزراء الهولندي مارك روته، إن الحكومة تجري محادثات أزمة بعد هجوم إطلاق النار الذي لم يتضح بعد تفاصيله، أو دوافع منفذه. من جانبه، قال وزير العدل «تم رفع مستوى التهديد الأمني للدرجة الخامسة في مدينة أوتريخت في حين تظل باقي المناطق في مستوى التهديد الرابع».

وكان الهجوم وقع في الساعة 10:45 من صباح أمس، حسب التوقيت المحلي لهولندا. وقالت شاهدة عيان إن شاباً كان ضمن ركاب عربة الترام التي تقلها نهض وشهر مسدساً حال توقف الترام في محطة ميدان 24 اكتوبر في أوتريخت، وأطلق النار عشوائياً على الركاب وهرب بعض الركاب من نوافذ العربة بعد تحطيمها.

وخلال مطاردة المسلح، حذرت الشرطة الهولندية من الاقتراب من رجل تركي يبلغ من العمر 37 عاما ويدعى غوكمان تانيس». وأعلنت الشرطة تعزيز الأمن في المطارات والمباني الرئيسية في أوتريخت، كما شددت شرطة روتردام إجراءاتها الأمنية حول المساجد ومحطات النقل في المدينة.

ولم تستبعد الشرطة وجود «دافع إرهابي» وراء الحادث، وحددت هوية شخص من أصل تركي، ونشرت صورة له التقطت عبر كاميرا الترام وطلبت من السكان الإبلاغ عنه في حال رؤيته دون الاقتراب منه. في حين ذكرت تقارير إعلامية محلية ان السلطات تشتبه في ضلوع أشخاص آخرين في الهجوم. الى ذلك طوقت السلطات الامنية ميدانا في محطة للترام بوسط المدينة، حيث وقع الحادث الرئيسي، وانتشرت خدمات الطوارئ في المكان. وأفادت شرطة أوتريخت بأنه تم إرسال مروحيات إلى مكان الحادث، وناشدت المواطنين الابتعاد للسماح للمسعفين ورجال الإنقاذ بالقيام بعملهم، فيما طلبت من الجامعات والمدارس إغلاق أبوابها وعدم السماح للطلاب بالخروج. وفي وقت لاحق، قال قائد جهاز مكافحة الارهاب الهولندي إن إطلاق نار وقع في العديد من المواقع في أوتريخت، مضيفا «تقوم الشرطة بعملية واسعة للقبض على المسلح». وانتشر أفراد من وحدات مكافحة الإرهاب في بعض المواقع لمطاردة المشتبه به، وحاصروا مبنى يعتقد أن المسلح قد يكون متحصنا به. وعلى وسائل التواصل الاجتماعي، انتشرت صور تظهر توقف الترام في منتصف تقاطع، محاطا بمركبات خدمات الطوارئ. وقال جيمي دي كوستر، الذي يعيش في مكان قريب من الواقعة، لـ»آر تي في أوتريخت»، إن عدة طلقات تم إطلاقها، ورأى امرأة مستلقية على الأرض وهي تصرخ: «لم أفعل أي شيء». وأضاف: «كنت عائدا من عملي للتو عندما حدث ذلك».

 

الذعر يجتاح الملالي والأرجنتين تعتقل إرهابيين إيرانيين وروحاني كلّف حكومته بمقاضاة أميركا

طهران، عواصم – وكالات/18 آذار/19/أكد عضو المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية مهدي عقبائي، أن نظام الملالي يعيش حالة من الذعر قبل احتفالات الثلاثاء الأخير من العام الإيراني، لذلك عقد مؤتمرا أمنيا رفيعا بحضور قادة الشرطة وقوات الأمن والمدعي العام والسلطة القضائية، لإظهار مخالبهم وأنيابهم لإخافة الشباب. وقال إن النظام لم يكتفي بالتشديد الأمني وأطلق حملة “لا للثلاثاء الأخير” في الفضاء الافتراضي، مضيفا أن ذروة خوف النظام يمكن رؤيتها في تصريحات نائب القائد العام لقوات الشرطة والأمن الداخلي الذي أشار لدعوات منظمة “مجاهدي خلق”، مشيرا إلى أنه رغم فاشيته ووحشيته وقمعه، إلا أن النظام عالق في مأزق كبير. في غضون ذلك، أعلن الرئيس الإيراني حسن روحاني تكليفه وزيري خارجيته وعدله، إقامة دعوى قانونية في ايران ضد المسؤولين الأميركيين الذين فرضوا عقوبات على بلاده، كاجراء تمهيدي قبل نقلها الى محاكم دولية، معترفا بإضعاف العقوبات قيمة الريال الايراني ما تسبب في تفاقم التضخم، واصفا إياها بأنها “جريمة ضد الانسانية”. في المقابل، اقترح وزير الثقافة الإيراني السابق والعضو الحالي لمجلس تشخيص مصلحة النظام محمد حسين صفار هرندي، العمل بتوصية المرشد علي خامنئي، باستبدال النظام الرئاسي بالنظام البرلماني، مؤكدا أن شعبية روحاني انخفضت، ومن الأفضل أن يدير البلاد رئيس وزراء منتخب من البرلمان، لكنه اعتبر أن المشكلة هي أنه يجب تحمل الرئيس المنتخب نحو أربع سنوات أو ثمانية في كثير من الأحيان، حتى لو كان إنجازه ضئيلا أو انخفضت شعبيته. على صعيد آخر، لقي عنصر من حرس الحدود الإيراني حتفه خلال اشتباكات مع مسلحين بمدينة “بانه” المتاخمة للعراق. من جهة أخرى، اعتقل الأمن الأرجنتيني زوجين إيرانيين في بوينس آيرس، دخلا البلاد بجوازي سفر إسرائيليين مزورين، حيث تتعامل معهما السلطات باعتبارهما مشتبه بهما محتملان في الإرهاب. من ناحية أخرى، استدعت إيران سفيرها لدى كينيا هادي فرجواند، الذي عرض أمام القضاء لمحاولته الفاشلة في تهريب عنصرين من “فيلق القدس” الإيراني المسجونين بتهم التحضير لعمليات إرهابية. وقال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية بهرام قاسمي إنه تم استدعاء السفير للتشاور، كما تم استدعاء السفيرة الكينية لدى طهران إثر نقض المحكمة الكينية الإفراج عن المعتقلَين الإيرانيين.

 

بومبيو يزور إسرائيل في خضمّ الحملة الانتخابية

واشنطن/الشرق الأوسط/18 آذار/19/يزور وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو إسرائيل هذا الاسبوع وسط معركة انتخابية حامية يخوضها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو سعيا للفوز بولاية جديدة، قبل أن يتوجه بدوره إلى واشنطن للقاء الرئيس دونالد ترمب. ويبدأ بومبيو غداً (الثلاثاء) جولة جديدة في الشرق الأوسط تستمر حتى السبت ويزور خلالها الكويت والقدس وبيروت. ويتوقع أن يطغى ملف إيران على محادثاته في إسرائيل. وقال مسؤول أميركي كبير إن بومبيو "سيكرر الدعم الأميركي الراسخ لأمن اسرائيل وحقها في الدفاع عن نفسها". وزيارة بومبيو للقدس التي اعترفت بها الولايات المتحدة عاصمة للدولة العبرية رغم استياء القادة الفلسطينيين والمجتمع الدولي، ستكون فرصة للقاء نتنياهو قبيل الانتخابات التشريعية في التاسع من أبريل (نيسان). وهذا اللقاء يمنح نتنياهو دعما ثمينا في وسط معركته من أجل البقاء في السلطة رغم خطر توجيه التهمة إليه في قضايا فساد. ويشار في هذا السياق إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي تلقى في نهاية فبراير (شباط) الماضي دعماً من ترمب الذي قال عنه "إنه قام بعمل رائع كرئيس للوزراء، إنه حازم وذكي وقوي". ويتوجه نتنياهو إلى واشنطن لاحقاً لحضور الاجتماع السنوي لـ"لجنة الشؤون العامة الأميركية الإسرائيلية" (أيباك)، أكبر لوبي يهودي مؤيد لإسرائيل في الولايات المتحدة، وسيغتنم هذه الفرصة للظهور مع ترمب. ومع انتخابات 9 أبريل يبدأ العد العكسي لعرض خطة السلام الإسرائيلية الفلسطينية التي عمل فريق صغير بقيادة صهر الرئيس الأميركي وأحد كبار مساعديه جاريد كوشنر على إعدادها وسط تكتم شديد في البيت الأبيض، ويرجح تقديمها بحلول الصيف.

 

شرطة نيوزيلندا تؤكد أن مسلحاً واحداً فقط نفذ «مجزرة المسجدين» ومجلس الوزراء يتفق على إصلاحات لقوانين الأسلحة

ولينغتون/الشرق الأوسط/18 آذار/19/قال قائد الشرطة في نيوزيلندا اليوم (الاثنين)، إن السلطات متأكدة من أن مهاجماً واحداً فقط نفذ الهجوم على المسجدين في كرايستشيرش يوم (الجمعة) الماضي. وأضاف مفوض الشرطة مايك بوش في مؤتمر صحافي: «أريد أن أؤكد أننا نعتقد أن مهاجماً واحداً فقط هو المسؤول عن هذا الحادث الشنيع». وقال: «هذا لا يعني استبعاد إمكانية أن يكون أناس آخرون قدموا الدعم له، وهذا لا يزال جزءاً مهماً للغاية من تحقيقنا». وعلى الجانب الآخر، صرح المحامي السابق للأسترالي برينتون تارنت المتهم بتنفيذ الاعتداء، بأن تارنت «عاقل»، وقرر أنّه سيدافع عن نفسه، وذلك وفقاً لما ذكرته وكالة الصحافة الفرنسية.

وقال المحامي ريتشارد بيترز، الذي عينته المحكمة لتمثيل تارنت أثناء جلسة استماع أولية في المحكمة، لوكالة الصحافة الفرنسية، إنّ تارنت «أشار إلى أنه لا يريد محامياً». وتابع: «هو يريد أن يمثل نفسه في القضية»، مقللاً من مزاعم أن تارنت ربما لا يكون لائقاً عقلياً للمثول أمام المحكمة. وأكد أن «الطريقة التي قدمها كانت عقلانية و(تنبئ عن) شخص لا يعاني أي إعاقة عقلية. هكذا ظهر. بدا أنه يفهم ما الذي يحدث» حوله. وفي سياق متصل، قالت جاسيندا أرديرن رئيسة وزراء نيوزيلندا اليوم (الاثنين)، إن حكومتها اتفقت على قرارات مبدئية بشأن إصلاح قوانين الأسلحة. وأضافت في مؤتمر صحافي: «أعتزم إطلاع وسائل الإعلام والناس على مزيد من التفاصيل بشأن تلك القرارات قبل الاجتماع التالي لمجلس الوزراء يوم الاثنين المقبل». وقالت: «هذا يعني في نهاية المطاف أنه في غضون 10 أيام من هذا العمل الإرهابي المروع سنكون قد أعلنا إصلاحات أعتقد أنها ستجعل مجتمعنا أكثر أمناً».

وأضافت أن تحقيقاً سيبحث في الفترة التي سبقت الهجوم وما الذي كان يمكن فعله لتجنبه. وكانت التحقيقات قد توصلت إلى أن منفذ الاعتداء الإرهابي قد اشترى أسلحة نارية من متجر «جن سيتي» في نيوزيلندا. وقال ديفيد تيبل صاحب متجر «جن سيتي» إن برينتون تارنت منفذ هجوم كرايستشيرش الإرهابي اشترى 4 قطع أسلحة نارية عبر الإنترنت، لكنه اشترى السلاح نصف الآلي من مكان آخر. وأضاف تيبل: «لم نرصد أي شيء غير عادي بشأن حامل الترخيص»، مبيناً أن متجره كان يعمل وفقاً للقوانين الحالية ولديه طرق للتحقق من أن العملاء لا يقومون بتخزين الأسلحة والذخيرة.

 

انطلاق محاكمة سوري متّهم بقتل ألماني في كيمنتس

برلين/الشرق الأوسط/18 آذار/19/بدأت اليوم (الاثنين) في مدينة دريسدن الألمانية محاكمة طالب لجوء سوري بعد سبعة أشهر على اعتداء الطعن الذي أودى بحياة ألماني في مدينة كيمنتس في شرق ألمانيا. ويمثل المشتبه به، الذي لم يُكشف اسمه بمقتضى قوانين حماية المعلومات، في غرفة محكمة خاصة في مدينة دريسدن، لكن هيئة المحكمة تتبع للمحكمة الابتدائية لمدينة كيمنتس. ويوجه الادعاء العام إلى السوري تهمة قتل ألماني في الخامسة والثلاثين من العمر بطعنات سكين في نهاية أغسطس (آب) الماضي بالمشاركة مع آخرين فارين. كما تسبب المتورطون في إصابة رجلين آخرين بجروح بالغة.

ومعلوم أن هذه الجريمة أدت إلى تظاهرات لليمين المتطرّف واعتداءات على أجانب وقلق في المجتمع الألماني بشكل عام. ولأسباب أمنية والاهتمام الكبير للرأي العام لا تُجرى المحاكمة في كيمنتس، بل في مبنى المحكمة العليا لمدينة دريسدن الذي يحوي قاعة على درجة عالية من الأمان كانت مخصصة لمحاكمة أعضاء التنظيم الإرهابي اليميني المتطرف "مجموعة فرايتال". وقبل بدء المحاكمة، أخفق دفاع المتهم أمام المحكمة الاتحادية في طلبه إجراء المحاكمة خارج ولايات سكسونيا وتورينغن وبراندبورغ. كما رفضت المحكمة العليا لدريسدن إحالة المحاكمة من المحكمة الابتدائية لكيمنتس إلى المحكمة الابتدائية للايبتسيغ.

 

الحقوقية الإيرانية لن تستأنف حكماً ضدها

لندن/الشرق الأوسط/18 آذار/19/قررت المحامية والحقوقية الإيرانية نسرين ستوده عدم استئناف الحكم الصادر بحقها أخيراً، لأنها تعتبر أن «محاكمتها غير عادلة»، بحسب زوجها رضا خندان. وقال خندان لوكالة الصحافة الفرنسية عبر اتصال هاتفي بعد لقاء جمعه بزوجته في سجن افين بطهران: «قالت إنها لا تريد استئناف الحكم». وأضاف خندان أنها تعتبر «محاكمتها ظالمة وأن الاحتجاج عليها بهذه الطريقة (الاستئناف) لا طائل منه». وتابع: «إنها لا تريد القيام بأي تحرك قضائي لأنها غير موافقة على الإجراءات القضائية» بحقها. وتمضي الناشطة الإيرانية منذ يونيو (حزيران) 2018 عقوبة بالسجن 5 سنوات، إثر إدانتها بتهم تجسس، بحسب أحد محاميها. وفي قضية ثانية، قال خندان في 12 مارس (آذار) إن زوجته ملاحقة في 7 تهم ضمت إلى بعضها في ملف واحد وإنه حكم عليها بالسجن بما مجموعه 38 عاماً. غير أنه أوضح: «وحدها العقوبة (بالسجن) الأطول تطبق» وهي «التحريض على الفساد والفجور». وتضاف هذه العقوبة، كما قال، إلى حكم بـ148 جلدة بسبب تقدم ستوده إلى المحكمة دون التشاور المفروض على النساء في الأماكن العامة في إيران. وأوضح خندان أنه حكم على زوجته بالسجن 12 عاماً بعد إدانتها بـ«التحريض على الفساد والفجور»، مضيفاً أن العقوبة القصوى لهذه التهمة هي السجن 10 سنوات، لكن القاضي يمكنه تشديدها. وصرح بأنه في هذه الحال قرر القاضي تشديد العقوبة لتصبح 12 عاماً. يذكر أن ستوده (55 عاماً) كانت فازت في 2012 بجائزة ساخاروف التي يمنحها البرلمان الأوروبي. وكانت أمضت 3 سنوات في السجن (2010 - 2013) بعد أن دافعت عن معارضين تم توقيفهم إثر مظاهرات 2009 ضد إعادة انتخاب محمود أحمدي نجاد رئيساً.

وتولت أيضاً الدفاع عن كثير من النساء اللاتي قُبض عليهن بين ديسمبر (كانون الأول) 2017 ويناير (كانون الثاني) 2018 بسبب نزعهن الحجاب في الأماكن العامة احتجاجاً على إجبارهن على ارتدائه.

 

مجلس تشخيص مصلحة النظام يرهن امتثال طهران لقوانين دولية بضمانات أوروبية

لندن/الشرق الأوسط/18 آذار/19/دعا الرئيس الإيراني حسن روحاني، أمس، الجهاز القضائي الإيراني إلى ملاحقة المسؤولين الأميركيين بسبب فرض العقوبات على إيران، وقال إن الهدف من العقوبات الأميركية «إثارة القلق إزاء المستقبل» و«الانقسام» بين الإيرانيين، ووصفها بـ«الجريمة ضد البشرية»، مخاطباً الإدارة الأميركية بأنها لن تؤدي إلى انقسام أو استسلام الإيرانيين، في حين رهن سكرتير مجلس تشخيص مصلحة النظام انضمام إيران إلى اتفاقية مجموعة «فاتف» الدولية بضمانات أوروبية.

وشكل الهجوم على سياسات الولايات المتحدة محور خطابين ألقاهما روحاني أثناء زيارته إلى ميناء بوشهر جنوب البلاد أمس لتدشين مراحل جديدة لتطوير حقل «بارس» الجنوبي للغاز الطبيعي مع قطر. وطالب روحاني الجهاز القضائي الإيراني بملاحقة المسؤولين الأميركيين و«مصممي العقوبات» في الداخل والخارج الإيراني. وأشار روحاني إلى أن حكومته تنوي خوض معركة قانونية ضد الولايات المتحدة، وقال: «يجب أن نقدم شكوى في البداية أمام جهازنا القضائي ضد الولايات المتحدة ومن يساندونها في فرض العقوبات، يجب أن نحاكمهم قبل أن نطلب ذلك من محكمة العدل الدولية». واستند روحاني إلى حكم صادر من محكمة العدل الدولية بعد تقديم شكوى إيرانية ضد واشنطن يتهمها بانتهاك «معاهدة الصداقة والعلاقات الاقتصادية والحقوق القنصلية» لعام 1955 بين البلدين. وحكمت محكمة العدل الدولية في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي لصالح إيران، وأمرت بألا تفرض الولايات المتحدة عقوبات على السلع الإنسانية؛ ومنها الأغذية والدواء.

وفي خطاب آخر، قال روحاني إن الولايات المتحدة «لا يحق لها فرض العقوبات بموجب قرار محكمة لاهاي» متهماً الإدارة الأميركية بـ«منع وصول الغذاء والأدوية والمنتجات الزراعية للإيرانيين»، وتابع أنها «تظلم دول الجوار والتجار، ونحن نعدّ خطواتها ضد سلامة الشعب والبيئة». وقال روحاني إن «الولايات المتحدة كانت تعتقد أن العقوبات ستؤدي إلى وقف تقدم الإيرانيين، لكن شعبنا سيحبطهم»، وحاول أن يوجه أصابع الاتهام في الأزمة الاقتصادية إلى الولايات المتحدة، مشيرا إلى أن البلاد شهدت تراجعاً في الأسعار ومعدلات البطالة مع زيادة الاستثمار في بداية رئاسته في 2013 وقال: «عندما يقلق الناس من المستقبل والشهور المقبلة، فمن المؤكد أنه يؤثر على الاستثمار والإنتاج والهدوء النفسي للمجتمع وفرص العمل». وأضاف روحاني: «على الأميركيين أن يعلموا أنهم لن يبلغوا أهدافهم، لأن الشعب الإيراني لا يستسلم للضغوط».

وصرح روحاني في أول ظهور له بعد عودته من زيارة بغداد، بأن «العلاقات الجديدة مع الجيران في صالح جميع شعوب المنطقة»، لكنه في الوقت نفسه زعم أنها «تضر الولايات المتحدة وحليفتها إسرائيل»، مضيفا إن إيران «ستواصل هذا المسار الذي هو نجاح للشعب الإيراني».

وأشاد روحاني بتعاون وزارة النفط الإيرانية ومجموعة «خاتم الأنبياء» الذراع الاقتصادية لـ«الحرس الثوري»، وقال: «(التدشين) ضربة قوية لأعدائنا، خصوصاً الولايات المتحدة التي تفرض عقوبات غير إنسانية وغير قانونية وكانت تعتقد أنها توقف كل المشروعات وتقدم الشعب الإيراني».

ورغم تأكيده على مخاطبة الإدارة الأميركية، حاول روحاني أن يرد في الوقت نفسه على منتقدي سياسات حكومته في وقت تشهد فيه إيران دعوات إلى طرح الثقة بروحاني في البرلمان بسبب تدهور الوضع الاقتصادي والمعيشي، قائلاً: «إنتاج وقود البنزين تضاعف مرتين منذ بداية الحكومة الحالية» في سبتمبر (أيلول) 2017. وأوضح: «على أعداء إيران، خصوصاً الأميركيين، أن يعلموا أنه لو لم نحقق شيئاً خلال 5 سنوات فإنه يحسب لنا زيادة إنتاج وقود البنزين من 52 مليونا في 2013 إلى أكثر من 101 مليون».

وأفاد التلفزيون الإيراني عن الرئيس التنفيذي لـ«شركة حقل بارس الجنوبي»، محمد مشكين فام، بأن «التطوير سيسمح لإيران بتجاوز قطر في إنتاج الغاز الطبيعي».

وقال روحاني إن تدشين المراحل الأربع الجديدة يساعد إيران على إنتاج 100 مليون متر مكعب من الغاز، مشيرا إلى أن حكومته وصلت من 10 مراحل إلى 25 مرحلة في حقل «بارس» المشترك مع قطر.

وتبدأ المراحل الأربع باستثمار سنوي إجمالي قدره 5 مليارات دولار، وسوف ينتج كل منها 56 مليون متر مكعب إضافية من الغاز الطبيعي، و75 ألف برميل من المشتقات يومياً، وتنتج إيران حالياً أكثر من 600 مليون متر مكعب من الغاز، و200 ألف برميل من المشتقات يومياً.

وكشف سعيد محمد، قائد «مجموعة خاتم الأنبياء»، الذراع الاقتصادية لـ«الحرس الثوري» الإيراني، عن استثمار 12 مليار دولار في «حقل بارس الجنوبي» بحسب وكالة «تسنيم» الناطقة باسم «الحرس»، مشيراً إلى إمكانية تغطية النفقات من تصدير مشتقات الغاز خلال عام واحد.

وقال سعيد محمد إن إيران تمكنت من تنفيذ المشروع «في زمن العقوبات الجائرة»، لافتا إلى أنه يأتي في إطار «تحويل التهديدات إلى فرص».

ولفت القيادي في «الحرس الثوري» إلى وقوف قواته إلى جانب الحكومة الإيرانية في الحرب الاقتصادية الشاملة. وتأتي تصريحات القيادي بعد أقل من أسبوعين على خطاب دعا فيه روحاني إلى وقف النشاط الاقتصادي لقوات «الحرس»، لكن قائد «مجموعة خاتم الأنبياء» قال إنها ستواصل حضورها الاقتصادي تحت عنوان «مقاول عام». وأعلن عن تعيين سعيد محمد في قيادة الذراع الاقتصادية لـ«الحرس الثوري» في أكتوبر الماضي بدلاً من عباد الله عبادي المدرج على قائمة العقوبات الأميركية. وجاء تعيينه بين المرحلة الأولى من العقوبات الأميركية التي بدأت في أغسطس (آب) الماضي والمرحلة الثانية التي بدأت منذ نوفمبر (تشرين الثاني) وتستهدف مبيعات النفط الإيرانية. في سياق آخر، أفادت وكالات إيرانية أمس بأن وزير الخارجية محمد جواد ظريف سيتوجه اليوم إلى مدينة قم للقاء مع مراجع إيرانيين وذلك بعد أيام من لقائه المرجع الشيعي الأعلى علي السيستاني.

ومن المقرر أن يلتقي ظريف مكارم شيرازي ونوري همداني، أبرز المراجع الداعمين لسياسات المرشد الإيراني الحالي علي خامنئي، كما ستشمل أجندة ظريف لقاء بممثل السيستاني في مدينة قم، جواد الشهرستاني والمرجع الإيراني وحيد خراساني.

ولم تكشف الخارجية الإيرانية عن أسباب زيارة ظريف المفاجئة لملاقاة مراجع قم، لكن توقيت الزيارة قد يفسر على أنه خطوة لطمأنة المرجعية الإيرانية في ظل ما يتردد عن خلاف بشأن الموقف من ولاية الفقيه. في سياق آخر، طالب محسن رضايي سكرتير مجلس تشخيص مصلحة النظام، الدول الأوروبية بتقديم ضمانات بشأن «اتفاقية باليرمو للجريمة المنظمة»، و«اتفاقية مجموعة العمل المالي (فاتف)»، بحسب وكالة «إرنا» الرسمية. ولم يحدد رضايي الضمانات التي تطالب بها إيران، لكنه قال إن الأوروبيين «تعهدوا في الاتفاق النووي بشراء نفط إيران والسماح بتأسيس فروع بنكية والتبادلات البنكية مع إيران، لكنهم لم يعملوا بذلك».

وقال رضايي إن إيران «شاركت بسخاء في الاتفاق النووي، لكن الأميركيين نقضوا التعهدات، ولم يعمل الأوروبيون حتى الآن وفق تعهدات الاتفاق النووي». ووجه رضايي انتقادات شديدة اللهجة إلى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون من دون أن يذكر اسمه، وقال إن «رئيس إحدى الدول الأوروبية الذي يواجه وضعاً هشاً اليوم قال إنه لولا الاتفاق النووي لدخلنا حرباً مع إيران... إنه لن يرتكب أي غلطة». وزعم رضايي أن الأوروبيين «يصرون ليل نهار على تمرير لوائح الانضمام إلى اتفاقيتي (باليرمو) و(فاتف)، لكن الكلام المنطقي لمجلس تشخيص مصلحة النظام هو أخذ ضمانات مؤكدة من الأوروبيين»، مضيفا أن «الأعداء لا يفهمون اللغة الدبلوماسية، لأنه ثبت عملياً أنهم لن يلتزموا بأي تعهد أو اتفاق، ومن أجل ذلك فلن نقدم تنازلات لأعداء كهؤلاء». ومنحت «مجموعة العمل المالي (فاتف)» في منتصف فبراير (شباط) الماضي إيران مهلة أخيرة حتى نهاية يونيو (حزيران) المقبل للامتثال لمعايير المجموعة وإلا فستعود «الجزاءات» تلقائياً ضد البنوك الإيرانية.

 

رئيس الأركان الإيراني يزور دمشق للقاء نظيريه السوري والعراقي

دمشق - لندن/الشرق الأوسط/18 آذار/19/للمرة الثانية في غضون 6 أشهر، زار رئيس الأركان الإيراني محمد باقري دمشق، أمس، لحضور اجتماع ثلاثي عسكري بين سوريا والعراق وإيران. وأفادت وكالات أنباء تابعة لـ«الحرس الثوري»، أمس، بأن رئيس الأركان محمد باقري توجه على رأس وفد عسكري إلى دمشق لحضور اجتماع ثلاثي مع نظيريه العراقي والسوري. وقالت وكالة «تسنيم» إن اجتماع دمشق الثلاثي «سيبحث سبل مكافحة الإرهاب»، إضافة إلى «تعزيز التعاون الدفاعي والعسكري والاستشارة والتنسيق الثلاثي بين البلدان الثلاثة». ولفتت إلى أن زيارة باقري إلى سوريا تستهدف أيضاً «مناقشة آخر الحلول لاستقرار وثبات أمن المنطقة». وبينما تأخر لساعات طويلة إعلان وسائل الإعلام الرسمية التابعة للنظام السوري زيارة الوفد الإيراني، بثت صفحات إخبارية سورية غير رسمية مقاطع فيديو للوفد لحظة استقباله في مطار دمشق الدولي، من قبل كبار العسكريين السوريين في قاعة الشرف. كما نقلت وسائل إعلام سورية غير رسمية عن باقري تصريحه بأن «كل دولة تريد أن تكون لها قوات عسكرية في سوريا، ينبغي أن تنسق ذلك مع الحكومة السورية، وهذا الأمر ينطبق على القوات في شرق الفرات ومحافظة إدلب التي يتوجب عليها الخروج من سوريا في أسرع وقت». يأتي ذلك في ظل الحديث عن اتفاق روسي ـ إيراني، وإمكانية تشكيل مجموعة عمل دولية تعمل على إخراج جميع القوات الأجنبية من سوريا؛ بما فيها القوات الإيرانية، وسط ازدياد التصريحات الروسية بهذا الخصوص. من جانبه، كشف التلفزيون الإيراني عن أن برنامج زيارة باقري يتضمن زيارة منطقة الفرات ومدينة البوكمال ودير الزور شرق سوريا، والغوطة الشرقية في ريف العاصمة دمشق؛ أي حيث يوجد المستشارون العسكريون الإيرانيون وتتمركز الميليشيات الإيرانية في سوريا. مصادر سياسية متابعة قالت لـ«الشرق الأوسط» إن الاجتماع العسكري الثلاثي سيبحث على الأرجح «تأمين الحدود السورية ـ العراقية، وتأمين خطوط النقل البري بين إيران وسوريا عبر العراق، وفتح معبري القائم والوليد، على الحدود السورية ـ العراقية، وإزالة مخلفات تنظيم (داعش) من المناطق الحدودية... وغيرها من ملفات». ولفتت المصادر إلى أن إيران تضغط باتجاه تفعيل خطوط النقل البري وتأمينها بوصفها أولوية بعد فرض العقوبات الأميركية عليها قبل 5 أشهر. وينوي باقري تفقد القوات الإيرانية والقوات التي تحارب تحت لوائها في سوريا. وزار باقري دمشق في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي لمدة 4 أيام وتفقد مواقع القوات الإيرانية في ضواحي حلب عقب مشاورات أجراها مع الأسد ونظيره السوري. وتعد زيارة باقري أول زيارة لمسؤول عسكري إيراني عقب زيارة خاطفة للرئيس السوري بشار الأسد إلى طهران قبل نحو 3 أسابيع. والتقى الأسد المرشد الإيراني علي خامنئي والرئيس حسن روحاني بحضور قاسم سليماني قائد «فيلق القدس» الذراع الخارجية لـ«الحرس الثوري» الإيراني. ولم تعلم وزارة الخارجية الإيرانية بوصول الأسد، وهو ما دفع بوزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف إلى تقديم استقالته بعد لحظات من تداول المواقع الخبرية صوراً للقاء الأسد وروحاني. وتبدي إيران اهتماماً ملحوظاً بالوجود في مدينة اللاذقية ومينائها على الساحل السوري، والذي بدأت بالعمل عليه منذ 7 سنوات، كما تتطلع إلى إعطاء ميناء الحاويات في اللاذقية لإدارة إيرانية. وبحسب مصادر إعلامية غربية، بدأت الشركات الإيرانية نقل البضائع عبر ميناء اللاذقية الذي سيكون مصب الطريق البرية الواصلة بين إيران وسوريا عبر العراق.

 

إيران تحكم بالسجن 10 سنوات على جندي سابق بالبحرية الأميركية

لندن/الشرق الأوسط/18 آذار/19/قضت محكمة إيرانية بالسجن عشرة أعوام على الجندي السابق في البحرية الأميركية مايكل وايت بعد اعتقاله في يوليو (تموز) الماضي، بينما كان يزور صديقته الإيرانية في مدينة مشهد. وقال مارك زيد محامي وايت إنه أُدين بتهمتي إهانة المرشد الإيراني علي خامنئي، ونشر صورة خاصة على وسائل التواصل الاجتماعي في جلستين منفصلتين في السادس والتاسع من مارس (آذار). وأفادت «رويترز» عن المحامي بأن الأساس الذي استندت إليه التهمة الأولى ليس واضحاً. أما التهمة الثانية فقد وُجّهت له على ما يبدو بعدما نشر صورة له وهو جالس بجوار المرأة الإيرانية. ولم تنشر السلطات الإيرانية أيَّ تفاصيل عن التهمتين، وكانت مصادر إيرانية أشارت إلى احتمال توجيه تهمة التجسس إلى الجندي الأميركي السابق. وقالت الخارجية الأميركية إنها أُحيطت علما باحتجاز وايت (46 عاماً)، لكنها أضافت أنها لا يمكنها تقديم معلومات إضافية «لاعتبارات تتعلق بالحفاظ على الخصوصية»، وهو ما قالته الخارجية الإيرانية. وقال مسؤول بالخارجية الأميركية: «علمنا باحتجاز مواطن أميركي في إيران... ليس لدينا أولوية تفوق أمن وأمان المواطنين الأميركيين في الخارج». وعلمت العائلة بالحكم في وقت سابق من وزارة الخارجية الأميركية التي كانت قد حصلت على المعلومة من دبلوماسيين سويسريين.

وقالت والدة وايت لوسائل إعلام أميركية قبل أيام إن ابنها تلقّى معاملة سيئة، وهو ما رفض صحته المتحدث باسم الخارجية الإيرانية. وتمثل سويسرا المصالح الأميركية في إيران لعدم وجود علاقات دبلوماسية بين الولايات المتحدة وإيران. وأمضى وايت، وهو من كاليفورنيا، 13 عاماً في البحرية الأميركية. وقال زيد إن العائلة لا تزال تحاول، بالتعاون مع وزارة الخارجية الأميركية، تحديد ما إذا كانت هناك دوافع سياسية وراء التهمتين، أو أنهما نتيجة مقاضاة جنائية. وأضاف: «الأمر يتسم بالغموض». ولم ترد وزارة الخارجية الأميركية على طلب للتعليق، أول من أمس (السبت). وأدى اعتقال وايت إلى مزيد من التوتر في العلاقة بين إدارة ترمب وإيران، التي ازدادت سوءا بعد انسحاب الرئيس الأميركي من الاتفاق النووي مع إيران وإعادة فرض العقوبات على طهران. وسجن النظام الإيراني أكثر من عشرة أجانب من جنسيات مختلفة، بعد الاتفاق النووي في يوليو 2015، وبينهم الأميركيون باقر نمازي، ونجله سياماك نمازي، وشيوي وانج. والثلاثة متهمون بأنشطة تتعلق بالتجسس، وينفون جميعاً التهم المنسوبة لهم. ونددت الأمم المتحدة بالمحاكمات ووصفتها بأنها جائرة. وطالب ترمب إيران بالإفراج عن جميع الأميركيين المعتقلين لديها. وكانت إيران أفرجت عن أربعة أميركيين عشية دخول الاتفاق النووي حيز التنفيذ في منتصف يناير (كانون الثاني) 2016.

 

حكومة ماي تبحث تأجيل التصويت الثالث على خطة «بريكست» وحذرت من تمديد طويل المدى في حال هزيمة جديدة في مجلس العموم

لندن/الشرق الأوسط/18 آذار/19/وجّهت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي، أمس، تحذيرا إلى النواب أكّدت فيه أن البلاد «قد لا تخرج من الاتحاد الأوروبي لأشهر عديدة أو لا تخرج بتاتا»، في حال لم يدعموا خطتها لبريكست. فيما لمّح وزراء في حكومتها إلى احتمال تأجيل طرح خطتها للتصويت للمرة الثالثة، في غياب الدعم الكافي. وقال وزير الخزانة البريطاني، فيليب هاموند، لهيئة الإذاعة البريطانية إنه «من غير المؤكد» إجراء عملية التصويت في بداية الأسبوع المقبل كما هو مقرر. وأضاف: «لن نعرض اتفاقا جديدا إلا إذا تأكدنا أن عددا كافيا من زملائنا، ومن الحزب الوحدوي الآيرلندي الشمالي، مستعد لدعمه ليمر في البرلمان». في السياق نفسه، قال ليام فوكس الوزير المكلف شؤون التجارة الدولية في تصريح لشبكة «سكاي نيوز»: «سيكون من الصعب تبرير تنظيم تصويت، إذا كنّا متأكدين من الخسارة». وكان التصويت الأول في 15 يناير (كانون الثاني) على اتفاق بريكست المبرم بعد مفاوضات شاقة مع بروكسل والهادف إلى ضمان خروج مرن للمملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي، انتهى بهزيمة لماي إذ رفضه 432 نائبا مقابل 202. في حين جاءت نتيجة التصويت الثاني في 12 مارس (آذار) الحالي 391 صوتا ضد الاتفاق و242 لصالحه.

وقالت ماي إنها ستعيد عرض الاتفاق على النواب الثلاثاء أو الأربعاء، وذلك قبل قمة أوروبية مقررة الخميس. وتحاول في غضون ذلك إقناع معارضي الاتفاق داخل حزبها ونواب حليفها الحزب الوحدوي الآيرلندي الشمالي بتغيير موقفهم الرافض للاتفاق.

ويعارض هؤلاء خصوصا بند «شبكة الأمان»، وهو إجراء يتضمّنه اتفاق بريكست يهدف إلى منع عودة الحدود بين جمهورية آيرلندا العضو في الاتحاد الأوروبي ومقاطعة آيرلندا الشمالية البريطانية، وينص على بقاء المملكة المتحدة ضمن «منطقة جمركية موحدة» مع الاتحاد الأوروبي. ويخشى أنصار الخروج من الاتحاد، أن يربط ذلك المملكة بشكل دائم مع الاتحاد الأوروبي، كما يرفض الحزب الوحدوي الآيرلندي الشمالي منح المقاطعة وضعا خاصا. وتحتاج تيريزا ماي إلى 75 صوتا إضافيا ليمر اتفاق بريكست في البرلمان. وانضم بعض النواب إلى معسكرها، على غرار الوزيرة السابقة إيستر ماكفاي التي استقالت في نوفمبر (تشرين الثاني) 2018 من منصبها على رأس وزارة العمل، بسبب اعتراضها على نص الاتفاق. وقالت ماكفاي أمس لـ«سكاي نيوز» تبريرا لموقفها الجديد، إنه رغم أن النص يبقى «اتفاقا سيئا» فإن «الخيار القائم أمامنا هو هذا الاتفاق أو إلغاء بريكست». وغيّر «عدد مهم» من النواب موقفهم، لأن البدائل من الاتفاق الذي أبرمته تيريزا ماي بدت لهم «بالغة السوء» بحسب فيليب هاموند، لكن «لا يزال هناك جهد» يتعين بذله لإنجاح الاتفاق. ونشرت ماي مقالا في صحيفة «صنداي تلغراف»، أمس، دعت فيه بإلحاح النواب إلى الموافقة على اتفاق بريكست. وقالت محذرة إن هزيمة إضافية لها داخل مجلس العموم «قد تعني عدم مغادرة الاتحاد الأوروبي لمدة أشهر، وربما عدم مغادرته على الإطلاق»، لتضرب بذلك على وتر الخوف في وقت يتساءل فيه معسكر أنصار بريكست عما إذا كان تصويتهم للخروج من الاتحاد الأوروبي سيتجسد. وبدأ متظاهرون مؤيدون للخروج من الاتحاد السبت مسيرة احتجاجية طويلة من شمال شرقي إنجلترا حتى مقر البرلمان في لندن. كما حذّرت ماي في مقالها من أن إرجاء بريكست لفترة طويلة سيجبر المملكة المتحدة على المشاركة في الانتخابات الأوروبية المقررة في نهاية مايو (أيار). وقالت ماي في مقالتها إنه «من الصعب قبول فكرة توجه البريطانيين إلى صناديق الاقتراع لانتخاب نواب أوروبيين بعد ثلاثة أعوام على تصويتهم لمغادرة الاتحاد الأوروبي. سيشكل ذلك رمزا بالغ القوة على الفشل السياسي الجماعي للبرلمان». في المقابل، اعتبر زعيم المعارضة العمالية جيريمي كوربن أنه سيكون «من السخيف» عرض الاتفاق للمرة الثالثة على التصويت داخل مجلس العموم، مضيفا لـ«سكاي نيوز»: «أظن أنهم سيهزمون مجددا (...) وأعتقد أن طرح مذكرة حجب ثقة (لإسقاط الحكومة) سيكون مبررا». كما يبحث كوربن من جهة ثانية مع نواب من أحزاب أخرى إمكانية التوصل إلى بديل من اتفاق ماي لبريكست. وقال إن حزبه يمكن أن يؤيد تعديلا طرحه النائبان بيتر كيلي وفيل ويلسون،

 

مالي: مقتل أكثر من 20 جندياً بهجوم إرهابي ضد ثكنة عسكرية والجيش قال إنه سيطر على الوضع وكبد المهاجمين خسائر

نواكشوط: الشيخ محمد/الشرق الأوسط/18 آذار/19/شن مسلحون مجهولون، فجر أمس (الأحد)، هجوماً عنيفاً على ثكنة عسكرية تابعة للجيش الحكومي، في قرية ديورا وسط دولة مالي، وقد أسفر الهجوم عن سقوط أكثر من 20 قتيلاً في صفوف الجيش، بالإضافة إلى تدمير الكثير من المدرعات والآليات العسكرية.

وقالت مصادر مالية محلية لـ«الشرق الأوسط»، إن الهجوم شنه عشرات المسلحين المجهولين، بعضهم على متن دراجات نارية والبعض الآخر على متن سيارات رباعية الدفع عابرة للصحراء، دخلوا قرية ديورا عند نحو الساعة السادسة فجراً بالتوقيت المحلي، (هو التوقيت العالمي الموحد نفسه غرينتش)، وقد سبق دخولهم قصف مدفعي وقذائف هاون أحدثت حالة من الارتباك في صفوف الجيش، وأثارت الرعب في أوساط سكان القرية الصغيرة. وأضافت المصادر ذاتها أن منفذي الهجوم انقسموا لعدة فرق هاجمت الثكنة العسكرية من جهات متفرقة، وتمكنوا في غضون دقائق من السيطرة التامة على الثكنة، واستمروا فيها لنحو ساعة قبل الانسحاب من القرية، مرجحين إمكانية استيلائهم على معدات وأسلحة، وربما اختطاف جنود. وتشير المصادر المحلية إلى أن الحصيلة الأولية تشير إلى أنه في البداية تم إحصاء 16 قتيلاً، ولكن مع مرور الوقت ارتفعت الحصيلة لتصل إلى أكثر من 20 جندياً، بينما تم تدمير الكثير من الآليات العسكرية والمدرعات الحديثة، بعضها تسلمه الجيش المالي قبل أشهر فقط في إطار التعاون مع دول صديقة لمحاربة الإرهاب. الجيش المالي أكد خبر الهجوم عبر حسابه على موقع «تويتر»، وقال في تغريدة مقتضبة، «تعرضت ثكنة تابعة للجيش في قرية ديورا لهجوم فجر اليوم عند نحو الساعة السادسة فجراً من طرف إرهابيين»، وأضاف الجيش: «المعارك أسفرت عن خسائر في الجانبين»، من دون إعطاء تفاصيل أكثر حول طبيعة وحجم هذه الخسائر. من جهة أخرى، أكد الجيش أنه يسيطر على الوضع في القرية ومحيطها، وقال: «في الوقت الحالي (مساء أمس)، الطيران العسكري يحلق فوق القرية، وهنالك تعزيزات تتحرك على الأرض، الوضع ما يزال قيد التقييم، وكل المعلومات حول الهجوم سيتم الكشف عنها لاحقاً». ومع أن أي جهة لم تتبنّ الهجوم، حتى مساء الأحد، إلا أنه يحمل لمسات وبصمات جماعة «نصرة الإسلام والمسلمين»، وهي الجماعة التي توصف بأنها التنظيم الإرهابي الأكثر خطورة في منطقة الساحل الأفريقي، وهي عبارة عن تحالف بين أربع جماعات إسلامية مسلحة هي: «جماعة أنصار الدين»، و«إمارة الصحراء بتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي»، و«جماعة المرابطين»، و«جبهة تحرير ماسينا». وتفاقمت أعمال العنف التي تشنها جماعات متشددة عاماً بعد عام، منذ اندلاعها للمرة الأولى في مالي عام 2012 عندما سيطر إسلاميون متشددون ومتمردون طوارق موالون لهم على شمال البلاد، وتقدموا صوب العاصمة باماكو، حتى أجبرهم تدخل عسكري بقيادة فرنسا على التقهقر في العام التالي. واستخدمت جماعات على صلة بتنظيمي «القاعدة» و«الدولة الإسلامية»، شمال ووسط مالي، نقطة انطلاق لشن عدد متزايد من الهجمات في أنحاء منطقة الساحل، خصوصاً في النيجر وبوركينا فاسو، على الرغم من وجود 4500 جندي فرنسي. ووسط مالي هي منطقة نشاط «جبهة تحرير ماسينا» التي يقودها رجل الدين المتشدد أمادو كوفا، وقال الجيش الفرنسي في نوفمبر (تشرين الثاني) إن كوفا قُتل في غارة نفذتها القوات الفرنسية، لكن كوفا ظهر في أواخر الشهر الماضي في تسجيل مصور دعائي جديد سخر فيه من القوات الفرنسية والمالية.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

بومبيو في بيروت: أربع سنوات عجاف والعقوبات في تصاعد

علي الأمين/العرب/19 آذار/19

http://eliasbejjaninews.com/archives/73105/%d8%b9%d9%84%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d8%a3%d9%85%d9%8a%d9%86-%d8%a8%d9%88%d9%85%d8%a8%d9%8a%d9%88-%d9%81%d9%8a-%d8%a8%d9%8a%d8%b1%d9%88%d8%aa-%d8%a3%d8%b1%d8%a8%d8%b9-%d8%b3%d9%86%d9%88%d8%a7%d8%aa-%d8%b9/

يحمل بومبيو إلى لبنان سلة من العقوبات المغلفة بتمنيات استعادة الدولة لسلطتها، وهو لا يعد بخلاص قريب بل بالمزيد من الأزمات طالما أن الدولة ضعيفة ورهينة الدويلة.

الإدارة الأميركية ترفض خيار الحرب وتلجأ إلى سياسة الاستنزاف

وزير الخارجية الأميركي مارك بومبيو في بيروت هذا الأسبوع، في سياق جولة تشمل إسرائيل والكويت، والعنوان الأبرز في زيارته سيكون دور حزب الله في لبنان والمنطقة، ومسؤولية الحكومة اللبنانية تجاه هذا الدور، وتحذيرها من تنامي نفوذه في المؤسسات اللبنانية الشرعية التي تتحول إلى عنصر حماية لدوره غير الشرعي في لبنان وخارجه حسب وجهة نظر واشنطن.

في جعبة الوزير الأميركي ملف ما يتعلق بالحدود اللبنانية مع إسرائيل ولاسيما الحدود البحرية التي ترتبط بآبار الغاز المتنازع عليها بين لبنان وإسرائيل. ورغم الخطوات المتقدمة التي نفذتها إسرائيل وباتت قاب قوسين أو أدنى لتتحول إلى دولة مصدرة للغاز، فإن الحكومة اللبنانية تتلهى بصراعات أقطابها وعلى تقاسم جلد الدب قبل اصطياده، فيما ينتشي البعض الآخر من اللبنانيين ببروباغندا المقاومة التي صارت مجرد سوط لجلد اللبنانيين صباح مساء من أجل إضعاف الدولة، وتقديمها هدية إضافية لإسرائيل، بعد سلسلة الهدايا التي جرى تقديمها على مسرح مذبحة الشعب السوري.

يصل بومبيو بيروت، من دون أن تحمل هذه الزيارة تطورا في مسار الأحداث الداخلية، فليس لبنان على سلّم أولويات هذه الإدارة، وقصارى ما يَعني الأميركيين اليوم، على الرغم من الرسائل الاعتراضية على تنامي دور حزب الله، هو المحافظة على الاستقرار الأمني الذي يوفره الحزب ويلتزم به على طول الحدود مع إسرائيل، إلى جانب تعزيز الحصانة الأمنية تجاه المجموعات الإرهابية، وهذا ما تقوم به الأجهزة الأمنية والعسكرية، فيما يبقى دور حزب الله العسكري والأمني في سوريا وغيرها، عنوان احتجاج أميركي ومصدرا من مصادر التهديد والتحذير للحكومة اللبنانية.

يزور بومبيو بيروت في اليومين المقبلين، وهو يدرك أن لبنان أمام خطر انهيار مالي، فضلا عن تنامي الأزمات الاقتصادية والاجتماعية فيه، ولن يضيف على هذا المشهد إلا ما بات معروفا من أن خلاص اللبنانيين بأيديهم وليس بيد الخارج

ليس خافياً أن توصيف حزب الله انتقل في واشنطن من رتبة المنظمة الإرهابية، إلى إدراجه تحت توصيف المنظمات الإجرامية، وبحسب مصادر بحثية في واشنطن وقريبة من مؤسسات إنتاج القرار الأميركي في الشرق الأوسط، فإن ثمة وجهتي نظر متعارضتين في أوساط الإدارة الأميركية تجاه لبنان.

الأولى تنظر إلى لبنان باعتباره رهينة في يد منظمة إرهابية هو حزب الله، وبالتالي فإن الهدف هو إنقاذ الرهينة وليس قتلها حين اتخاذ أي إجراء أميركي ضد حزب الله، وهذه النظرة أبرز متبنّيها هما وزير الخارجية مايك بومبيو، ومستشار الأمن القومي جون بولتون، وهما الشخصيتان، بحسب المصادر نفسها، اللتان تلجمان أي محاولة إسرائيلية لتعزيز فرص الحرب ضد لبنان، لأن هذه الحرب ستكون حربا مدمّرة كما تشير المواقف والوقائع على هذا الصعيد.

أما النظرة الثانية فهي الأشد والأخطر على لبنان، والتي يتبناها فريق آخر داخل الإدارة الأميركية والكونغرس، والتي تعتبر أنه لم يعد هناك شيء اسمه دولة لبنانية، بل حزب الله فقط هو الموجود، وما مؤسسات الدولة إلا وسيلة لتمترس حزب الله بها، وهي الوظيفة الوحيدة التي تقوم بها.

الخلاف بين هاتين النظرتين داخل الإدارة الأميركية تجاه لبنان، لا يعني أن ثمة نقاشا داخل الإدارة باتجاه بلورة استراتيجية جديدة. فالإدارة الأميركية ليس لديها أي برنامج لتنفيذ خطة مواجهة في هذا البلد، بل إن الثابت الوحيد في لبنان والمنطقة العربية وتحديدا في المواجهة مع إيران، هو سياسة العقوبات.

وتنقل الأوساط البحثية الأميركية المعنية بالشرق الأوسط، أن الإدارة الأميركية فوجئت بسلاسة تنفيذ العقوبات على إيران، فالتزام الصين والهند بشروط العقوبات، وهما الدولتان الأهم بين الدول التي تستورد النفط من إيران، كان أكثر من المتوقع أميركيا، وحتى الاتحاد الأوروبي لم يخرج عن القواعد التي وضعتها واشنطن. أدى ذلك إلى أن واشنطن، التي لا تضع في برنامجها خيار الحرب مع إيران، قلّصت مدة تحقيق العقوبات للنتائج الإيجابية التي تتوخاها، من الفترة بين خمس سنوات إلى عشر سنوات، إلى مدة أدناها ثلاث سنوات وأقصاها خمس سنوات من تاريخ بدء العقوبات الأميركية بعد إلغاء الاتفاق النووي مع إيران.

أميركا تعتبر أن لبنان رهينة في يد حزب الله العميل الإيراني في المنطقةأميركا تعتبر أن لبنان رهينة في يد حزب الله العميل الإيراني في المنطقة

بهذا المعنى فإن السياسة الأميركية في تجربة المواجهة مع إيران، وبالتالي أذرعها في المنطقة العربية وعلى رأسها حزب الله، هي سياسة الاستنزاف، من خلال العقوبات المالية وتشديد الحصار، من دون التورّط في أي حرب سواء كانت بقرار إسرائيلي أو أميركي. وهذا التوجه الأميركي الذي يصطدم مع الموقف الإسرائيلي، الذي ينحاز إلى مشروع الحرب ضد النفوذ الإيراني بمظلة أميركية في سوريا ولبنان، لا يزال هو الأقوى ويلجم محاولات إسرائيل التي لا تزال تظهر قلقا من تمدد النفوذ الإيراني في سوريا وتحذر من ترسيخه. فالنظرة الإسرائيلية بحسب المصادر البحثية نفسها، تعتبر أنها تحقق انتصارات في معارك متعددة على إيران في سوريا، لكن هذه الانتصارات لا تؤدي إلى هزيمة إيران في هذا البلد، وهذا ما يجعل القيادة الإسرائيلية متمسكة بخيار الحرب، لكن بغطاء وضوء أخضر أميركيين، وهذا ما لن تقبله واشنطن في المدى المنظور إن لم يكن مرفوضا بالمطلق لديها.

يزور بومبيو بيروت في اليومين المقبلين، وهو يدرك أن لبنان أمام خطر انهيار مالي، فضلا عن تنامي الأزمات الاقتصادية والاجتماعية فيه، ولن يضيف على هذا المشهد إلا ما بات معروفا من أن خلاص اللبنانيين بأيديهم وليس بيد الخارج. فالخارج يساعد لبنان إذا ما أراد اللبنانيون مساعدة أنفسهم، وبالتالي فإن ترسيخ مؤسسات الدولة هو الطريق الوحيد لمواجهة المأزق اللبناني، ولا يمكن للدولة أن تقوم وتستقيم في ظل وجود ميليشيا متحكمة ومسيطرة وتتفوق في سلطتها على الدولة. لذا فإن مسار العقوبات سيتصاعد على حزب الله أميركيا، وثمة توقعات بصدور قرارات من وزارة الخزانة الأميركية، ستطال أحد البنوك اللبنانية بسبب ما تعتبره تغطية لنشاطات مالية لحزب الله، وهي خطوة في ما لو جرت، ستزيد من الإحراج للبنوك اللبنانية وللسياسة المالية اللبنانية على وجه التحديد.

يحمل بومبيو إلى لبنان سلة من العقوبات المغلّفة بتمنيات استعادة الدولة لسلطتها، وهو لا يعد بخلاص قريب بل بالمزيد من الأزمات طالما أن الدولة ضعيفة ورهينة الدويلة، وما يحذر منه بومبيو هو الحرب بمعناها العسكري، لكن حرب العقوبات مستمرة ولن تتوقف، وأمام اللبنانيين أربع سنوات عجاف وعليهم أن يقرروا ماذا يريدون؛ الدولة أم الدويلة؟

 

"فخامة" الوزير جبران باسيل: النوم بسرير العدو

منير الربيع/المدن/الإثنين 18/03/2019

يستمرّ وزير الخارجية جبران باسيل في إثارة الزوابع السياسية. لا يمرّ يوم في لبنان، دون أن يشغل باسيل البلاد والعباد بتصريح، يقلب الأمور رأساً على عقب. يضع باسيل نصب عينيه استهداف كل القوى السياسية، والتقارب معها في آن. يريد الحفاظ على التسوية مع تيار المستقبل، ولكنه في الوقت نفسه يتّهمه بالفساد وبضرورة المحاسبة. يسعى إلى تحجيم خصومه على الساحة المسيحية، لكنه يخرج بخطاب طائفي مسيحي، يهدف إلى شدّ العصب عنوانه مصلحة المسيحيين وأهمية توحدهم. يطلق مواقف تلائم المجتمع الدولي، لكنه يسارع إلى ضربها بمواقف تتلاءم وفق رؤية حزب الله ومصالحه الاستراتيجية. يقدّم المواقف لصالح النظام السوري في مختلف الملفات، ويدّعي السعي إلى وضع لوحة لجلاء الجيش السوري عن لبنان.

الرئاسة.. لا أقل

قول الشيء وفعل نقيضه سمته الواضحة. هذه هي خلاصة كلامه مثلاً في المؤتمر العام لـ"التيار الوطني الحر": "ما كان يجب أن أكون وزيراً. بل أُجبرت من أجل التيار والرئيس والبلد. وآمل بالخروج في أول فرصة من الوزارة، لمصلحتي وموقعي"، ثم يضيف قائلاً: "إن الحديث عن الرئاسة هو أذى للتيّار وللرئيس وللبلد. وهذا الحديث ممنوع معي والذين يفتحونه يريدون الأذى". ومجمل هذا التصريح يوحي ويلمح إلى معنى شديد الوضوح: "أنا جبران باسيل أهم من وزير. والحديث في رئاسة الجمهورية، أنا الذي يديره ويوقته ويصوغه". فمصلحته وموقعه (حسب كلامه) ليسا بالتأكيد مكتب الهندسة، ولا مجرد رئاسة حزب، بل قمة السلطة. ومن الأفضل السلطة كلها. يقود منطق الأمور إلى خلاصة لا لبس فيها. هذا الرجل لا يكل بنشاطه في سبيل جملة أهداف، يريد تحقيقها، على رأسها الوصول إلى رئاسة الجمهورية. ينطلق من موقع رئيس الكتلة المسيحية الأكبر، المتحالف مع القوتين الشيعية والسنّية. وبالتالي، كل الظروف المحلية سانحة له للوصول إلى ما يطمح، حالما تتوفر الظروف الإقليمية والدولية. وهو، لذلك، يطلق مواقف متناقضة ومتعارضة، سعياً لتحقيق هذا الهدف. يوائم باسيل بين متناقضات. تارة يتخذ مواقف متوافقة مع الرغبات الأميركية، والقول مثلاً بانه لا يريد الحرب مع إسرائيل، التي لديها الحق بأن تكون آمنة، كما للبنان الحق في أن يكون آمناً. ولكن في المقابل، لديه مواقف أخرى أكثر التصاقاً والتزاماً بالتحالف مع حزب الله.

تلميع الصورة

يحرص باسيل على السيادة، ويحيي ذكرى 14 آذار 1989 (ما سُمّي "حرب التحرير")، لكنه في الوقت نفسه يصرّ على تطبيع العلاقات مع النظام السوري. وهو بذلك يحرج حلفاءه وخصومه في آن، يربك الحريري والحكومة، كما يحشر رئيس تيار المردة سليمان فرنجية مثلاً، الذي يبدو حالياً خالياً من أي مبادرة أو خيار، وإن كان يُعتبر صديق بشار الأسد الشخصي، والشخص المفضّل لدى النظام السوري، لكن باسيل ينطلق في تحركاته تجاه دمشق، من موقع القوة وحاجة النظام في أن يكون له حليف يمتلك هذا الامتداد. ويعتبر باسيل أن نيل رضى النظام السوري مقابل الحصول على عدم ممانعة دولية على شخصه، بإمكانهما إيصاله إلى رئاسة الجمهورية. دولياً، يراهن باسيل على فرنسا، وعلى العلاقة الممتازة بينه وبين مسؤوليها، من أجل تحسين صورته وعلاقاته مع الدول الغربية. وكان قد استبق الجميع في مبادرته تجاه روسيا وزيارتها، مستنداً إلى منطق التوازنات الدولية، التي بإمكانها أن تتيح له فرصة الوصول إلى رئاسة الجمهورية، بعد انتهاء ولاية الرئيس ميشال عون. أميركياً، كان باسيل يعتمد على الحريري في تحسين صورته، وتوفير علاقات واسعة له، لكن ربما مساعي الحريري لم تصل إلى الهدف الذي يرجوه باسيل، فكان لا بد من الضغط عليه.

ابتزاز الحريري

لا شك أن الخلاف بين الحريري وباسيل والذي انعكس مؤخراً في حرب التصريحات والتسريبات، نابع من أكثر من سبب. وتلتقي عند جملة اعتبارات، يسعى باسيل عبرها للضغط على الحريري. داخلياً هناك اختلافات عديدة حول التعيينات العسكرية وغير العسكرية. كما أن الخلاف حول بواخر الكهرباء لا يزال قائماً. إذ أن باسيل يسعى إلى التجديد للبواخر، بينما الحريري يرفض ذلك. ويتوسع الخلاف ليطال ملف اللاجئين السوريين. فباسيل تقصّد إطلاق النار على الحريري وتخوينه في ملف اللاجئين، في لحظة مشاركته بمؤتمر بروكسل. وصل الأمر بباسيل إلى رفع سقف تهديداته، بأنه لن يكون هناك حكومة ما لم يكن هناك توافق حول رؤية التيار الوطني الحرّ للتعاطي مع الملفات. من الواضح أن الضغط  يستمرّ على الحريري بالاستناد استحقاقات، أولها ما يتعلّق بمؤتمر سيدر. وهناك من يعتبر أن ثمة ابتزازاً يتعرّض له الحريري، في ملفات مؤتمر سيدر، عبر التلويح بتعطيلها، ما لم يتخذ موقفاً واضحاً ومسانداً لحزب الله بمواجهة العقوبات. وهنا يعتبر "مستقبليون" أن باسيل هو الذي يشكّل رأس الحربة في هذا الضغط على الحريري. لن يصل هجوم باسيل على الحريري إلى النهاية. هو لا يريد إحراق السفن، لأن هذا الخيار سيؤدي إلى إضعافه. هو يريد الضغط في سبيل الإمساك بكل الحبال. هو لا يناسبه أن يتعارض مع الحريري ويتحول حزب الله إلى وسيط بينهما، فما يريده العكس تماماً، أي أن يستمر هو في لعب دور الوسيط بين الحزب والحريري. أما رئيس الحكومة، فلن يكون أمامه خيارات واسعة، فهو سيحاول التمسك بموقعه كرئيس للحكومة، وبأنه الذي يتخذ القرارات. لكن أيضاً ليس لديه أفق في الذهاب إلى مواجهة واسعة أو حادّة مع باسيل. ما يعني أن استمرار النقاش سيبقى حول الصلاحيات، ولن يتطور إلى فرط عقد التسوية. فكما باسيل أسير طموحه الرئاسي، فإن الحريري أسير إنجاح مؤتمر سيدر والحفاظ على موقعه في رئاسة الحكومة. ولذلك سيكون الحريري الأكثر حرصاً على عدم تدهور الأمور.

الرجلان يتقاطعان في مصالح مشتركة، مع فارق أن باسيل يتمتع بهامش مواجهة أوسع، لأن ظروف الحريري أصعب وحاله أشد ضيقاً.

 

زيارة بومبيو: تاريخ من الخيبات الأميركية في لبنان

نبيل الخوري/المدن/18 آذار/19

يعرف وزير الخارجية الأميركي، مايك بومبيو، أنه سيزور قريباً بلداً تمتلك أميركا فيه نفوذاً سياسياً واقتصادياً وثقافياً كبيراً. لكنه يدرك أيضاً أن هذا النفوذ يقابله عجز عن دفع ذلك البلد إلى تبني، أو حتى تأييد كل مواقف واشنطن وسياساتها، حيال مسائل وأزمات الشرق الأوسط. سيأتي بومبيو إذاً إلى لبنان، آملاً في جعله يريد ما تريده الدبلوماسية الأميركية: ضمان نجاح مشروع إمدادات النفط بين إسرائيل وأوروبا، وتجنب العراقيل التي يمكن أن تعترضه لبنانياً؛ المساهمة في سياسة عزل إيران وإضعاف حليفها حزب الله.

لا تبدو فرص نجاح بومبيو في الملف الأول معدمة بالمطلق. ولا يبدو الوزير الأميركي موهوماً في إمكانية النجاح في الملف الثاني. كل ما يمكنه القيام به، في هذا الصدد، هو الترحم على حقبة الرئيس كميل شمعون، حين كانت الدبلوماسية اللبنانية متناغمة ومتقاطعة مع السياسة الخارجية الأميركية. خسرت واشنطن إذاً بيروت في المنظور الدبلوماسي. ولهذه الخسارة تاريخها، الذي بدأت كتابته منذ أواخر ستينيات القرن الماضي ولم تنته فصوله بعد.

تغيّر موازين القوى

تكبدت الولايات المتحدة أول خسارة لها في لبنان عام 1969. صحيح أنها لم تفقد حلفاءها، ولا مصالحها ومصالح شركاتها. ولم تضعف علاقاتها مع الدولة ومؤسساتها، لا سيما الجيش اللبناني. لكن في تلك السنة، تغيرت موازين القوى في لبنان، حيث لم يعد لحلفاء أميركا اليد الطولى في تحديد خيارات البلد، بما يتعلق بالسياسة الخارجية، وبمواقفه من المسائل الإقليمية وفي مقدمتها المسألة الفلسطينية. منذ خمسين عاماً إذاً، فرضت حركة "فتح" و"منظمة التحرير الفلسطينية"، بالتحالف مع اليسار اللبناني وقوى سياسية ممثلة للطوائف المسلمة، أمراً واقعاً جديداً في لبنان. انتزعت من الدولة ما يسمى بـ"اتفاق القاهرة"، الذي "شرّع" العمل الفلسطيني المسلّح عبر الحدود اللبنانية في منطقة العرقوب. وبعدما كان لبنان البلد الوحيد الذي لم يشارك في حرب حزيران 1967، من بين الدول المحاذية لإسرائيل، تحوّل إلى ميدان لحرب عصابات كانت تشنّها ميليشيات المقاومة الفلسطينية ضد إسرائيل. هكذا، لم يعد لبنان بحكم الواقع، بلداً يدور بشكل كامل وشامل في الفلك الأميركي ـ الغربي. طبعاً، حاولت واشنطن تجاوز هذه الخسارة. دعمت عهد سليمان فرنجية والجيش، على أمل تمكّنهما من إنهاء الحالة الفلسطينية المسلحة، على غرار التجربة الأردنية أو ما يعرف بـ"أيلول الأسود" عام 1970. لكن خاب أملها عام 1973. حينها، لم يتمكن الجيش اللبناني من نسخ السيناريو الأردني. حسابات التوازن الداخلي والضغوط العربية حالت دون ذلك. امتعض كثيراً مهندس السياسة الخارجية الأميركية، هنري كيسنجر، من هذا الفشل. راح يبحث عن خيارات بديلة من أجل إنهاء الحالة الفلسطينية. واظب على إعطاء الضوء الأخضر الأميركي للضربات العسكرية الإسرائيلية ضد لبنان وضد الفلسطينيين فيه. لكنها لم تكن كافية للوصول إلى تلك الغاية.

الاستعانة بالسوريين

بعد اندلاع الحرب اللبنانية عام 1975، لم تجد واشنطن التي اغتيل سفيرها في لبنان، فرنسيس ميلوي، في حزيران 1976،  أفضل من "البندقية" السورية لضبط "منظمة التحرير الفلسطينية". لذلك، دعمت التدخل العسكري السوري في ربيع 1976. وأدى ذلك إلى إنهاء النفوذ الفلسطيني فقط في بيروت وجبل لبنان. ظلت القوى الفلسطينية تنعم بحرية التحرك في المناطق الواقعة جنوبي نهر الأولي. لأن ما يسمى بـ"اتفاق الخطوط الحمر" الضمني بين سوريا وإسرائيل، برعاية أميركية، كان يمنع عبور القوات السورية خط نهر الأولي لمتابعة مهمة "ترويض" الفلسطينيين. في المحصلة، لم تطوِ واشنطن صفحة خسارتها. فقد حلّ السوريون محل "منظمة التحرير". وأساساً، لا يمكن التفكير بالربح، وفقاً للمنظور الأميركي، إلا بعد إنهاء الوجود الفلسطيني المسلح بالكامل. من هنا، استفادت واشنطن من "العصا" الإسرائيلية مرتين، الأولى عام 1978 والثانية عام 1982، للحصول على النتيجة المرجوة. وكان لها مرادها. وبعد وساطة اضطلع بها المبعوث الأميركي الشهير فيليب حبيب، خرجت "منظمة التحرير الفلسطينية" مهزومة من لبنان في أيلول 1982. إلّا أن هذا البلد تحوّل عملياً إلى منطقة لتقاسم النفوذ بين إسرائيل وسوريا.

فشل استعادة النفوذ

اعتباراً من خريف 1982، وضعت الولايات المتحدة كل إمكاناتها الدبلوماسية والعسكرية من أجل إعادة لبنان إلى دائرة نفوذها. أرسلت جنودها إلى بيروت في إطار "قوات المتعددة الجنسيات". راهنت مجدداً على مبعوثها فيليب حبيب، الذي حاول (من دون جدوى) تطبيق خطة، تهدف لإخراج الإسرائيليين والسوريين من لبنان. بيد أن امتناعها عن الضغط على حليفتها إسرائيل لإلزامها بالانسحاب، تسبب آنذاك بفشل تلك الخطّة. فبقاء الاحتلال الإسرائيلي شكّل ذريعة استخدمتها سوريا لإبقاء جيشها. كما أتاح لها الفرصة لتقديم الدعم إلى مجموعات المقاومة اللبنانية ضد الاحتلال. ناهيك عن أنه فتح الباب واسعاً أمام تعاون دمشق وطهران، ما ساهم في نهاية المطاف بتعزيز النفوذ السوري ـ الإيراني في لبنان، منذ تلك الحقبة التي تبددت خلالها الأوهام الأميركية. مُنِيت واشنطن عام 1983 بهزيمة قاسية في بيروت. تم تدمير سفارتها في العاصمة اللبنانية، في شهر نيسان. ثم استُهدفت قاعدة عسكرية لها بتفجير أدى إلى مقتل 241 جندياً أميركياً في تشرين الأول. اعتبرت واشنطن أن طهران هي من يقف وراء هذه الصفعة المهينة. وسرعان ما سحبت قواتها مطلع العام 1984، بعدما لمست استحالة إعادة لبنان إلى مرحلة ما قبل 1969. هذا التصرف كان بمثابة اعتراف بالهزيمة، تبِعه تسليم بشروط المنتصر. والأخير يتمثل في كل من سوريا وإيران اللتين نجحتا بتجاوز تبايناتهما على الساحة اللبنانية في ثمانينيات القرن الماضي، لمصلحة سياسة مشتركة أدت إلى تكريس معادلة لم تتمكن واشنطن حتى الآن من تغييرها. يتعلق الأمر بتفوّق قوة حزب الله في لبنان، وما يترتب عن ذلك من نتائج سياسية ودبلوماسية وعسكرية، ومن خيبات أميركية. ذلك أن الولايات المتحدة بذلت جهوداً حثيثة لوضع حد لهذا الحزب وإضعافه. جعلت من نزع سلاحه مطلباً أممياً، مع صدور القرار 1559 في أيلول 2004. دعمت حرباً إسرائيلية مدمرة عام 2006، بهدف فرض هذا المطلب بالقوة. وكل ذلك لم ينفع. بل أتت النتيجة عكسية مع تزايد قوة الحزب لاحقاً. اليوم بدأت واشنطن بالضغط عليه بواسطة سياسة العقوبات المالية. افتتحت بالتالي جولة جديدة من "الكباش" معه. وما زيارة الوزير بومبيو إلا تعبيراً عن تعامل واشنطن بكل جدية مع هذه المبارزة. من المبكر التنبؤ بهوية الفائز. لكن على الأرجح لن يكون حزب الله خاسراً، ما يعني أن المعادلة المخيبة لآمال الدبلوماسية الأميركية في لبنان قد لا تتغير.

 

النازحون السوريون والخوف من السياسة اللبنانية

يوسف بزي/المدن/الثلاثاء 19/03/2019

هناك قضيتان متشابهتان لفظياً. قضية النازحين السوريين في لبنان، وقضية لبنانيين في النزوح السوري. الأولى، سيرة إنسانية لمئات آلاف البشر الذين هربوا من البطش والقتل على يد نظام بشار الأسد والميليشيات المتعاونة معه والحملة التدميرية الجوية الروسية، فلجأوا إلى لبنان. أما الثانية، فهي سيرة سياسية بالغة القدم، تستأنف خطاباً ديماغوجياً بائساً، جديده التزاوج بين لغة "الممانعة" المفعمة بالرياء، ولغة "اليمين" العنصري الموغل في الخبث. وواقع النزوح السوري، في كل الأحوال، ثقيل الوطء على أهله الذين يشعرون بمذلة التشرد والعوز والاقتلاع، كما على المجتمع المضيف بموارده الشحيحة أصلاً. وإزاء هذه الحقيقة، ترتبت مسؤولية كبيرة ومكلفة وشاقة لرعاية النازحين كما لمساعدة المجتمعات والبيئات المضيفة. وتتوزع تلك المسؤولية على عاتق المجتمع الدولي أولاً وعلى السلطات اللبنانية ثانياً. عدا عن المسؤولية الأساسية التي يتحملها المسبب بتلك المأساة أصلاً، أي النظام السوري وحلفاؤه (حزب الله وأمثاله..).

وفي المبدأ، ورفضاً لواقع تحويل السوريين إلى مجتمع نازحين، أو لواقع تحويل لبنان إلى أرض مخيمات، يتقدم "حق العودة" بوصفه بنداً سياسياً أولاً، أو بنداً قانونياً غير قابل للطعن أو المساومة. فكما عشنا منذ العام 1948 على قناعة راسخة بحق الفلسطيني في العودة إلى دياره، بالترادف مع "حق تقرير المصير"، فإن تلك القناعة تسري في أي مكان وزمان وعلى مطلق شعب أو جماعة وطنية. وحسب كل الاستطلاعات، التي أجرتها المؤسسات الدولية، فإن 95 في المئة من النازحين السوريين في لبنان أبدوا تمسكهم ورغبتهم بالعودة إلى بلادهم، من فور تحقق شروط العودة، البالغة الوضوح: أن لا تكون طريق العودة مؤدية لا إلى الهلاك والموت ولا إلى أقبية التعذيب ولا للتنكيل اليومي.

وببساطة تامة، يتفق اللبنانيون والنازحون على ضرورة تحقيق العودة. وهو واحد من العناوين الكبيرة التي أعلنتها الحكومة اللبنانية، وفق سياسة معلنة لا تتعارض مع الالتزامات الدولية والعربية، ولا مع حقوق النازحين الإنسانية، ولا مع المصلحة الوطنية العليا.

لكن كما حال الكثير من القضايا، تحولت قضية النازحين السوريين إلى عنوان جديد، لتغليف الصراعات اللبنانية - اللبنانية، الطائفية و"الأيديولوجية" (اصطلاحاً نسبياً)، فينسب أهل "الممانعة" من اللبنانيين أصل المأساة السورية هذه إلى مؤامرة كونية إمبريالية حتماً، وإلى مخططات غربية صهيونية لضرب المقاومة ومحورها، فيتطوعون إلى الدفاع عن "سوريا الأسد" ويمالئون نظامها في ابتزاز المجتمع الدولي والدولة اللبنانية والدول العربية، في قضية النازحين، علاوة عن ابتزاز النازحين أنفسهم. فيما رهط آخر من اللبنانيين، من أهل "اليمين" العنصري، النابش لنعرات "التوطين" وخواف الديموغرافيا الطائفية، والمعتاش على إحلال الغرائز في السياسة، يتعمد اللهج بكلمة "النازحين" صبحاً ومساءً، فقط لمناكفة الخصوم المحليين أو للمزايدة أو لتوسيع شعبية قائمة على محض أضاليل، وعلى مبدأ الكذب اليومي وتكراره إلى حد تحوله "حقيقة" معممة.

على هذا النحو، بات لدينا قضيتين: قضية النازحين السوريين في لبنان، وقضية لبنانيين في النزوح السوري. ورغم خطورة وجسامة ومأسوية الأولى، فإن الثانية مرشحة، إن استمرت على منوالها، أن تصير عامل تفجير لا للحكومة وحدها، بل في المجتمع اللبناني. إذ منها ستتناسل مجدداً كل القضايا الخلافية ذات السمة المصيرية، لما تضمره في سؤال هوية البلد واستقلاله وانتمائه، وفي سؤال علاقات الجماعات اللبنانية ببعضها البعض. وهو تماماً ما يذكرنا بقضية اللبنانيين ذات مرة مع الوجود الفلسطيني في لبنان، لينقسموا على خطأين: خطأ إنكار الحقوق الفلسطينية وخطأ استباحة لبنان وحقوقه.

هكذا، شيئاً فشيئاً، بدأت قضية النازحين تنقلب إلى مادة "سياسوية"، على النمط اللبناني، من النوع الذي لا يبعث لا على الاحترام ولا التقدير.

أظن أن أهم عمل سياسي (من النوع المحترم)، هو إزاحة قضية النازحين السوريين عن "السياسة اللبنانية". وأظن، أن ما فعله وليد جنبلاط ورفاقه وأصدقائه، يوم الإثنين 18 آذار ببيروت، عبر تدبير مؤتمر "لبنان والنازحون من سوريا" (الحقوق والهواجس وديبلوماسية العودة)، الذي ساهم فيه أساتذة في الحقوق والعلوم السياسية وباحثون من مراكز دراسات ومؤسسات دولية ومدنية ومن جامعتي اليسوعية والأميركية، إضافة إلى "المفوضية العليا لشؤون اللاجئين"، هو مقاربة أولى عقلانية وعملانية وديبلوماسية، تشكل اقتراحاً لمقاربات شبيهة.. إنقاذاً للنازحين وقضيتهم، وللبنان وطمأنينته. وهذا، على تواضعه، إن لم يفد كثيراً، يظل سياسياً أفضل من الأذى الكبير الذي يرتكبه أولئك الذين لا يقدمون سوى الكراهية والخوف.. والتخويف، للسوريين وللبنانيين في آن واحد.

فعلة جنبلاط، وإن كانت "حركة" سياسية لا تخلو من فطنة، لكنها تشير عن حق إلى خوفه الشديد على السلم الأهلي، من هذا السجال المندلع حول النازحين، والمخاطر المصيرية المترتبة عليه.. وأضألها عودة النظام السوري إلى لبنان لا العودة النازح السوري إلى سوريا.

وعلى سبيل الإفادة، ننشر هنا توصيات المؤتمر:

أولاً: ضرورة إقرار خطة وطنية شاملة، في شأن عودة النازحين السوريين إلى بلادهم، تشكل الأساس السياسي والعملي لنشاط الحكومة والوزارات والهيئات المعنية بهذا الشأن.

ثانياً: إعادة إمساك الحكومة اللبنانية بهذا الأمر، ووقف أشكال التداخل وضياع المرجعية المسؤولة عن ملف النزوح.

ثالثاً: التأكيد على دور الأمم المتحدة والمفوضية السامية لشؤون اللاجئين، في رعاية العودة، والنظر إلى مسألة الضمانات ومعايير الأمان المتعلقة بالعودة مع الجهات المعنية في سوريا.

رابعاً: إن الأساس في عودة آمنة وكريمة للنازحين، يكمن في إجراءات حقيقية تُتّخذ في سوريا، وتدفع إلى تحفيز وتشجيع عودتهم، وإزالة كل العوائق من أمامها. وهنا يكمن دور المبادرة الروسية في تأمين الضمانات المطلوبة والضغط لتأمين شروط العودة.

خامساً: إن تأمين عودة النازحين السوريين إلى بلادهم، تستدعي بالدرجة الأولى حلاً سياسياً عادلاً في سوريا، يقوم على ضمانات دولية، وإعلان صريح من السلطات السورية عن ترحيبها وتسهيلها وضمانها لعودة النازحين. وفي ظل غياب الحل السياسي، يبقى دور الأمم المتحدة بصفتها الجهة الموثوقة والراعية والمولجة التواصل مع السلطات السورية، أو مع الجانب الروسي بعد إعلانه المبادرة، لتنظيم عودة اللاجئين، هو الأساس في أي مقاربة لهذا الأمر.

سادساً: إن دور الديبلوماسية اللبنانية يجب أن يرتكز على الضغط باتجاه الحل السياسي العادل في سوريا، وتطبيق القرارات الدولية في كل المنصات والمنتديات الدولية، التي تناقش هذا الأمر، إضافة إلى الضغط من أجل إدراج عودة النازحين كشرط أساسي للاستقرار السياسي والاجتماعي في سوريا، وبينها وبين دول الجوار.

سابعاً: إن لبنان الذي تعرض إلى جولات دامية من الحروب الداخلية، وتعرض شعبه إلى موجات هجرة ونزوح، لا يمكن أن يجرّد نفسه من البعد الإنساني لهذا الملف. لذلك، يتوجب إبعاد هذا الأمر عن الحسابات الطائفية أو الفئوية الضيقة والتعاطي معه بروح المسؤولية الوطنية،  التي تُوازن بين الأبعاد الإنسانية والسيادية والديبلوماسية.

ثامناً: أهمية إشراف وزارة الداخلية والبلديات على أي تدابير، قد تتخذها بعض البلديات، للتضييق على النازحين، بغية الدفع باتجاه العودة القسرية بما يُناقض التزامات لبنان الإنسانية والدولية.

تاسعاً: إعتماد خطاب سياسي إعلامي تواصلي هادئ وهادف، يلتزم مبادئ السياسة العامة، ويبتعد عن الشعبوية والاستنفارات والاستقطابات، بما يضمن تفادي أي توترات بين النازحين والمجتمع المضيف أو بين اللبنانيين أنفسهم.

عاشراً: التأكيد على أن مصلحة لبنان الاستراتيجية، تتمثل في حل سياسي حقيقي وشامل في سوريا، يعالج آثار الحرب وتداعياتها، ويؤمّن عودة  كل اللاجئين من حيث لجأوا، بما يحافظ على هوية السوريين التعددية ونسيجهم المجتمعي.

 

السياسة هي "خبز" الحريري وشرط اقتصاده

منير الربيع/المدن/الأحد 17/03/2019

قرأتْ بعض القوى السياسية في "لقاء بلس" تطوّراً، لا بد من الوقوف عنده، وانتظار ما يمكن أن ينتج عنه. توقيت اللقاء كان لافتاً، بمعزل عن ارتباطه بالانتخابات الفرعية في طرابلس. أن يعود الرئيس سعد الحريري من المملكة العربية السعودية ويلتقي اللواء أشرف ريفي في منزل الرئيس فؤاد السنيورة تحديداً، فهذا يعني أن هناك بعض التفاصيل، التي لا بد من الوقوف عندها باهتمام.

أكثر من انتخابات

صحيح أن المشهد والتوقيت حدثا سابقاً، قبيل الانتخابات النيابية، يوم عاد الحريري من السعودية إلى منزل السنيورة في بلس فوراً، متمنياً على الأخير أن يترشح. وأبى السنيورة خوض المعركة، مفضّلاً البقاء خارج حلبة الصراع والتجاذب، محافظاً على موقفه المعارض للتسوية. يومها، كان السنيورة يفكّر بأن الحريري حريص على التسوية، ولا يمكنه الخروج منها، ومبادرته تجاهه هي عبارة عن ضرورة ظرفية ما قبل الانتخابات، بإيحاء سعودي ولإرضاء جمهوره. كان السنيورة يعلم أن هناك خسارة لأحد المقاعد في صيدا. فأبى على نفسه أن يدخل في تنافس مع النائبة بهية الحريري. ويومها تصرّف "بعقل كبير"، رافضاً الترشّح بقانون انتخابي وصفه بـ"قانون الغدر" أو الطعن بالسكين. مجدداً، بعد عودته من السعودية، زار الحريري منزل السنيورة، لعقد مصالحة مع اللواء أشرف ريفي، لترتيب انتخابات طرابلس. نجح السنيورة في جمع الرجلين، وتجنيب "المستقبل" معركة قاسية في طرابلس. فأصبحت المعركة شبه محسومة كما يشتهي الحريري. لكن هذه المرّة، هناك قناعة عند البعض بإمكانية حدوث تحولات في مواقف الحريري السياسية. فما قبل الانتخابات العامة في أيار الماضي وما بعدها، كان الرجل حريصاً على العودة إلى رئاسة الحكومة. أما بعد تشكيلها، فبإمكانه اتخاذ مواقف أكثر صرامة (إذا ما أراد طبعاً)، من أجل إعادة تعزيز قوته السياسية والشعبية. واللافت أن تحرّك الحريري تجاه السنيورة، جاء بعد حملة طاولت الأخير. لقد وجد الحريري نفسه مضطراً إلى التعاضد داخل بيئته، لأن تصفية الحساب لم تكن محصورة بالسنيورة فقط، بل بإرث رفيق الحريري السياسي. واستمرار الحملة سيكون قابلاً للوصول إليه لإضعافه أكثر، لا سيما أن حملة مكافحة الفساد من بوابة الأحد عشر مليار دولار، كانت تستهدف السنيورة بشكل مباشر.

"انكفاء" حزب الله

أسهمت تلك الحملة بإعادة تعويم فؤاد السنيورة، وتعزيز وضعيته، وإعادته إلى المشهد. فأطلّ بمؤتمره الصحافي، مقدّماً مطالعة مالية بالأرقام، ومطالعة سياسية تعيد وضع النقاط على الحروف، وصولاً إلى مسعاه الناجح بشأن انتخابات طرابلس. طوال الفترة السابقة، عمل السنيورة على تشكيل ظهير مساند للحريري، من لقاءات رؤساء الحكومات السابقين، إلى الدفاع عن صلاحيات رئيس الحكومة، وصولاً إلى التحركات الأخيرة، وما بينهما من تفعيل عمل "مجموعة العشرين" إلى جانب الحريري، وليس في مواجهته. كانت صورة بلس، والتعاضد بين الحريري والسنيورة للرد على قضية الأحد عشر مليار دولار، بارزة سياسياً، مقابل إنكفاء ظاهري لحزب الله على مدى أسبوعين. هذا الإنفكاء حصل بعد إشادة نصر الله بمدير عام وزارة المالية، الذي خرج وبرّأ السنيورة من الأحد عشر مليار دولار، ما اعتبر رد على نصر الله من الجهة التي أشاد بها. وإلى جانب هذه القضية، كان الردّ المدوي في قضية فتحها حزب الله بوزارة الصحة، بمحاولة لإدانة القوات اللبنانية، ليتبّين العكس فيما بعد. ففضل الحزب التهدئة حاليا،ً وإعادة حساباته، خصوصاً أن الحملة أعادت شد العصب بين خصومه.

نسخة جديدة

منذ أن أعلن سعد الحريري عن نسخة سياسية جديدة له، وهو يكتشف كل يوم جانباً جديداً في هذه النسخة. تفرض عليه الوقائع، متغيرات في لغته، ومبادرات عملية مختلفة. هو الذي قال إن السياسة لا تطعم خبزاً، بل الاقتصاد هو الأساس. وهي عبارة مفتاحية عنده للتأكيد على استمراره بالتسوية، التي عمادها التفاهم الاقتصادي. لكن في المقابل، وجد الحريري نفسه مضطراً إلى بعض التصلب السياسي أيضاً، مكتشفاً أن السياسة هي "خبزه" اليومي المحتاج إليه دوماً، وعند كل محطة وفي كل موقف وعمل، لتعزيز وضعيته في السلطة وفي التركيبة الاقتصادية. وعليه، فإن الحريري في المرحلة المقبلة، لن يكون المتنازل دوماً في السياسة وفي الثوابت.. في سبيل الاقتصاد. وتجربة الأشهر الأخيرة، من المفترض أن تكون قد فعلت فعلها، ليتأكد بأن السياسة في اليد المقبوضة والمرفوعة، يجب أن تكون موازية لسياسة اليد المفتوحة والمتساهلة اقتصاداً وتسويات.

 

التهديد بالحكومة في جيب باسيل.. والقرار لـ"حزب الله"

أسعد بشارة/الجمهورية/الاثنين 18 آذار 2019

لقاء الساعات الأربع بين رئيس الحكومة سعد الحريري والوزير جبران باسيل كان كفيلاً بخروج ألأخير الى العلن مهدِّداً باللاحكومة، وهو تهديد وصلت أصداؤه الى بروكسل، إذ فيما كان الحريري ينجز نتائج تساعد لبنان على استيعاب أزمة اللاجئين في انتظار توافر عودتهم، كان باسيل يطلق النار من بيروت على التسوية وحكومتها، مهدِّداً باستقالة الـ 11 وزيراً منها، أما «حزب الله» فقد اكتفى بالمراقبة من بُعد، مضيفاً الى حملة مكافحة الفساد، حملة عودة النازحين، لكن هذه المرة، بمبادرة «التيار الوطني الحر».

تقول المعلومات إنّ تيار «المستقبل» فوجئ بهجوم باسيل ولم يكن يتوقع منه أن يذهب الى حد التلويح بإسقاط الحكومة، كذلك فوجئ بعناوين الملفات التي طرحها وكان من المتوقع أن لا تُخالف البيان الوزاري وروحيّة التسوية.

وتؤكد اوساط «المستقبل» ان باسيل طرح فعلاً استئجار باخرة كهرباء جديدة، الامر الذي رفضه الحريري شارحاً له أنّ الدول المانحة في مؤتمر «سيدر» لن توافق على أيّ تمويل ما لم يكن لإنشاء معامل ثابتة ودائمة للكهرباء، وانّ ايّ توجّه الى استئجار بواخر جديدة سيؤثر على لبنان وصورته وعلى نجاح مؤتمر «سيدر»، لأنه يخالف الخطة الموضوعة لحلٍّ دائم للكهرباء بعيداً من سياسة استئجار البواخر، وعلى رغم ذلك أصرّ باسيل على استئجار بواخر جديدة، ما ادّى الى خلاف في ملف الكهرباء.

وتضيف الاوساط انّ الملف الثاني كان ملف التعيينات، اذ اصرّ باسيل على نيل كل التعيينات في المواقع المسيحية في الفئات الاولى والثانية والثالثة ايضاً وهو ما رفضه الحريري رفضاً قاطعاً، في اعتبار انّ هناك قوى مسيحية ومنها ممثلة في الحكومة يجب أن تنال من التعيينات حصتها، كما انّ هذه التعيينات لا يجب أن تُحجب عن قوى مسيحية خارج الحكومة. وتشير الاوساط الى انّ باسيل اعترض ايضاً على عدم دعوة وزير شؤون اللاجئين الى مؤتمر بروكسل، وهذا كان سبباً اضافياً لتصعيده الذي وصل الى حدّ التهديد باستقالة الحكومة، الامر الذي لم يكن متوقعاً خصوصاً انّ الحكومة لم تكد بعد، تسلك خطواتها الاولى.

وتشير مراجع سياسية الى انّ خطوة باسيل لم تأتِ من فراغ، فهو تقصّد الضغط على الحريري لحجز حصته الكاملة من التعيينات، في وقت يتعرض الحريري لضغط مماثل من «حزب الله» تحت عنوان مكافحة الفساد.

وتضيف انّ باسيل يعرف انّ حملته الحالية تفيد «حزب الله»، الذي ينتظر من الحريري اتخاذَ مواقف تغطيه في مرحلة العقوبات المتصاعدة، ولهذا لم يمانع في ايصال الحكومة الى حافة الهاوية، على أمل أن ينال مكاسب في الادارة، لكن في النهاية فإنّ تهديد باسيل بإسقاط الحكومة هو مجرد تهويل لفظي في حين انّ قرار إسقاطها هو في يد «حزب الله»، إذ لا يملك باسيل 11 وزيراً جاهزين للاستقالة، ويلزمه ضمان موافقة الوزراء مزدوجي الولاء الذين لا يتخذون قراراً بلا موافقة الحزب.

وعن تصاعد التوتر والتهديد تقول اوساط «المستقبل» إنّ ما قاله باسيل لا يُعدّ الى الآن اكثر من ابتزاز سياسي، ولم يرْقَ الى مستوى الخروج من الحكومة أو تهديدها،. وتشير الى انّ الحريري سيعود خلال 48 ساعة الى التحضير لجلسة لمجلس الوزراء، فإذا ما قرّر باسيل التصعيد فالجواب هو التصعيد، وإذا أراد أن يشلّ حكومة العهد الأولى في مرحلة التحضير لمؤتمر «سيدر» والخروج من الأزمة الاقتصادية، فهو يتحمّل المسؤولية، مع كل ما يترتّب عنها من نتائج اقتصادية وسياسية.

 

والنظامُ أيضاً يَربُط العودةَ بالحلِّ السياسيِّ

سجعان قزي/الجمهورية/الاثنين 18 آذار 2019

إذا كانت غايةُ تأخيرِ إعادةِ النازحين السوريّين إلى بلدِهم اسْتِدرارَ أموالِ الدولِ المانِحةِ وتشغيلَ النازحين، فهذه جريمةٌ إنسانيّةٌ بحقِّ النازحين لا تَقِلُّ عن جرائمِ الحربِ في سوريا. وإذا كانت غايتُه استجابةَ رغبةِ الدولِ الأجنبيّةِ المتآمِرةِ على شعوبِ الشرق، فهذا تواطؤٌ على مصلحةِ لبنانَ والشرق. وإذا كانت غايتُه استخدامَ النازحين ورَقةَ تفاوضٍ في النزاعِ مع النظامِ السوري، فهذا اتجارٌ بالبشرِ وخرقٌ لحياديّةِ لبنان يَفوق مشاركةَ حزبِ الله في الحربِ السوريّة. وإذا كانت غايتُه التلاعبَ بالديمغرافيا اللبنانيّةِ والعودةَ إلى العدِّ بين الطوائفِ والمذاهبِ بُغيةَ تغييرِ النِظام، فهذه خيانةٌ للحياةِ الميثاقيّة.

بعيدًا عن الاتّهامات بالجُمْلة، عودةُ النازحين السوريّين باتَت الآنَ أمامَ خِيارين وآليَّتين. الخِياران هما: تأمينُ العودةِ من خلالِ العملِ مع المجتمعِ الدوليِّ، أو من خلالِ التفاوضِ المباشَر مع النظامِ السوريِّ. رغمَ أنَّ أَحلى الخِيارين مُرٌّ، يُفترضُ بالدولةِ اللبنانيّةِ أنْ تأخُذَ الخِيارَ الذي يعيدُ النازحين سريعًا من دونِ أيِّ اعتبارٍ سياسيٍّ؛ فأسوأُ خِيارٍ يبقى أفضلَ من بقاءِ النازحين بسببِ الخلافِ السياسيِّ على الِخيار. أما الآليّتان فهُما: عودةٌ فوريّةٌ وآمِنةٌ، فتستعيدُ سوريا شعبَها الـمُشتَّت، أو عودةٌ طوعيّةٌ متأخِّرةٌ، فيحتَفِظُ لبنانُ بالنازحين السوريّين وديعةً استيطانيّةً في إطارِ صفقةِ العصرِ الأميركيّة التي لا تقتصر، بالمناسبةِ، على القضيةِ الفلسطينيّةِ، بل على مُجمَل قضايا الشرقِ الأوسط، بما فيها «الترانسفير» السكانيّ (مؤتمرِي الصحافي لإعادةِ النازحين ـــ 17 أيلول 2015)..

بين سنتَي 2015/2019، جَرَّبت الدولةُ اللبنانيّةُ الخِيارَ الدوليَّ وشاركَت في ستةِ مؤتمراتٍ حولَ النازحين السوريّين في نيويورك ولندن وباريس وبرلين والكويت وبروكسل. نتيجةُ تجربةِ الِخيارِ الدولي، بما فيه مؤتمرُ بروكسل (13/14 آذار الجاري) أتت سلبيّةً حيث ربَطت الدولُ المانحةُ عودةَ النازحين إلى سوريا بالحلِّ السياسيِّ هناك، واكتفَت بوعودٍ بتقديمِ مساعداتٍ إلى النازحين لتأمينِ حُسنِ إقامتِهم في لبنانَ والأردن والعراق وتركيا ومصر. بتعبير آخَر: لم يَعتمد مؤتمرُ بروكسل حتّى الآليّةَ الطوعيّةَ لأنّه انطَلق من مبدأِ كيفيّةِ دَمجِ النازحين بالمجتمعاتِ المضيفَة، لبنانَ ضِمنًا، لا من مبدأِ إعادتِهم إلى بلادهم.

لم تَختبِر الدولةُ اللبنانيّةُ بَعد ـــ على الأقلّ رسميًّا وعلنيًّا ـــ نيّاتِ النظامِ السوريِّ حيالَ مدى جُهوزيّتِه لاستعادةِ مواطنيه النازحين سريعًا وضمانِ أمنِهم. إنّها فرصةٌ ذهبيّةٌ لأصحابِ خِيارِ التفاوضِ مع سوريا ليُبيّنوا أنّهم يَنجَحون مع النظامِ السوريِّ حيثُ فَشِلَ الآخَرون مع المجتمعِ الدولي. هكذا، عوضَ أن يستمرَّ بعضُ المسؤولين اللبنانيّين بالتسلُّلِ إلى دمشق من دونِ تكليفٍ رسميٍّ، والإعلانِ من دونِ وَكالةٍ أنَّ عودةَ النازحين تُحتِّمُ تطبيعَ العَلاقاتِ مُسبقًا مع النظامِ السوريّ، فلتبادِر الدولةُ إلى تكليفِ وفدٍ سياسيٍّ/أمنيٍّ رسميٍّ رفيعِ المستوى السفرَ إلى سوريا ولقاءَ الرئيسِ بشّار الأسد لمعرفةِ حقيقةِ الموقفِ السوريِّ الفعليّ ـــ لا الإعلاميّ ـــ من عودةِ النازحين.

في حال التزمَ الرئيسُ الأسد بمشروعِ استعادةِ النازحين وأعطى الضماناتِ الأمنيّةَ للعائدين، تُـتَّخذُ الإجراءاتُ الفوريّةُ التالية: 1 ـــ تؤلَّفُ لَجنةٌ لبنانيّةٌ/سوريّةٌ مشترَكة لتَضَعَ في خلال شهرٍ الآليّةَ التنفيذيّةَ مُرفَقةً بجدولٍ زمنيٍّ للعودةِ لا يَتعدى السنةَ. 2 ـــ تُقرّرُ الدولتان اللبنانيّةُ والسوريّةُ مساحةَ دورِ روسيا (وغيرِها) في الإشرافِ على تنفيذِ العودةِ نظرًا للوجودِ الروسيِّ الفاعلِ في سوريا. 3 ـــ يُطالبُ لبنانُ الدولَ المانحةَ بتمويلِ «اتفاق العودة»، إذ لا يَستطيعُ المجتمعُ الدوليُّ، قانونيًّا وأخلاقيًّا، رفضَ دعمِ هذا الاتفاقِ الثنائيِّ المضمون طالما لم يُؤمِّن هو عودتَهم بوسائلَ أخرى.

إنَّ معارضِي تطبيعِ العلاقات مع النظام السوريِّ سيجدون صعوبةً في معارضةِ هذا الإنجازِ العظيمِ في حال حصوله. لكن، هل تُفاجِئُنا سوريا وتُستجيبُ للمبادرةِ اللبنانيّة، أم ستراوِغُ لتَزيدَ الشرخَ بين اللبنانيّين من جهة، وبينَهم وبين المجتمعِ الدولِّي من جهةٍ أُخرى؟

الأرجحُ، بل المؤكَّدُ أنَّ النظامَ السوريَّ سيُعلن استعدادَه لاسترجاعِ نازحيه من دون أنْ يَسترجِعَهم. فما خاضَ النظامُ هذه الحربَ الطويلةَ ليُعيدَ كلَّ شيءٍ كما كان قبلهَا. وما أَجرى هذا الفرزَ السكانيَّ الطائفيَّ ليعيدَ التركيبةَ الديمغرافيّةَ السوريّةَ إلى سابقِ عهدِها. وفي الـمُحَصِّلةِ، إنَّ موقفَ النظامِ السوريِّ من مشروعِ عودةِ النازحين يلتقي مع موقفِ المجتمعِ الدوليِّ، من حيثُ ربطُ العودةِ بالتسويةِ النهائيّةِ للحرب.

إذا كانت حساباتُ لبنانَ بشأنِ النازحين لبنانيًّةً صِرْفةً، فحساباتُ النظامِ السوريِّ مُتشعّبةٌ. وما لَم يُقدِّمْه الأسدُ لروسيا في مبادرتِها لعودةِ النازحين، وهي التي أَنقذَت نظامَه، لن يُقدِّمَه للحكومةِ اللبنانيّةِ المنقسِمةِ حيالَ التعاطي معه. رغمَ كلِّ الضُعفِ الذي أصابه، لا يزال النظامُ السوريُّ يَعتبرُ نفسَه لاعبًا إقليميًّا محوريًّا على غرارِ ما كان عليه قبلَ سنةِ 2011، ولا يزال يَتعاطى مع لبنانَ كأنَّ مخابراتِه في «البوريفاج» وعنجر وجيشَه موجودٌ في بلادِنا.

لنْ يقبلَ النظامُ السوريُّ إعادةَ نحو ستّةِ ملايينَ سُنٍّي إلى سوريا قبلَ أن يتأكّدَ من المعطياتِ التالية: 1) مصيرُ النظامِ ونيّاتُ الدولِ الكبرى حيالَ وِحدةِ الأراضي السوريّة. 2) الحصولُ على اعترافٍ عربيٍّ ودوليٍّ نهائيٍّ بالنظام. 3) التزامُ المجتمعِ الدوليِّ بتمويلِ إعادةِ إعمار سوريا. 4) استئنافُ المفاوضاتِ مع إسرائيل حولَ الجولان ومعرفةُ موقعِ سوريا في صفقةِ العصرِ. 5) مشاركتُه في صناعةِ القرارِ اللبنانيِّ بحيث تكونُ له كلمةٌ مؤثِّرةٌ في اختيارِ رئيسِ جمهوريّةِ لبنان المقبِل. لذلك إنَّ الرهانَ على قَبولِ النظامِ السوريِّ طوعيًّا عودةَ النازحين هو رهانٌ غيرُ آمِن، لكن، لا بد من وضع النظام أمام الاختبارِ ليتأكّدَ المطالِبون بتطبيعِ العَلاقاتِ معه بأنَّ التطبيعَ ليسَ طريقَ رجوعِ النازحين إلى سوريا، بل طريقَ عودةِ سوريا إلى لبنان. تجاه هذا الواقعِ/المأزِق، يَجد لبنان نفسَه أمام خيارين آخَريْن: السعيُ للمزاوجةِ بين المبادرتَين الروسيّةِ والدوليّةِ فتُعطي روسيا ضماناتٍ أمنيّةً لعودةِ النازحين ــــ وهي قادرةٌ على إعطائِها ــــ وتُقدِّمُ الدولُ المانحةُ الأموالَ لإسكانِهم، وذلك في إطارِ تبادلِ مصالحَ أميركيّةٍ/روسيّةٍ/أوروبيّة. وإمّا الاتّكالُ على الأجهزةِ الأمنيّةِ اللبنانيّةِ ومؤسّساتِ الرعايةِ الإنسانيّة، فيَتِمُّ تجميعُ النازحين في قوافلَ ويُرسلون إلى الحدودِ السوريّة. الّلهم أَشْهَدُ أنّنا بَلّغْنا.

 

ماذا تحضّر بكركي والأحزاب المسيحية؟

راكيل عتيِّق/الجمهورية/الاثنين 18 آذار 2019

شهران مرّا على «اللقاء الماروني» المُوسع الذي شهدته بكركي في 16 كانون الثاني 2019. كذلك، بلغ عمرُ لجنة المتابعة المُنبثقة منه شهرين عقدت خلالهما إجتماعها الأول، أما الثاني فموعده قريب. ولدى بكركي «أمل كبير» في هذه اللجنة ونتائج عملها.

عَقْد اللجنة إجتماعها الأول وتالياً استمرار إجتماعاتها وإنكباب أعضائها على العمل وتواصلهم بعضهم مع بعض ومع بكركي يعطي إشارة أمل أولى إلى أنّ عمل «الخلية» قد يُثمر فائدةً للبنانيين، فقد يأتي حلُّ أزمة النزوح السوري من إجتماعات بكركي، وكذلك التعيينات في الدولة... أمّا إشارة الأمل الثانية فهي أنّ «الهمَّ المشترك» يَجمع المجتمعين، وأنّ جوَّ لقاءاتهم إيجابي وقد كُسر كثيرٌ من الجليد في ما بينهم، فالنقاشات تتمّ بسلاسة والأفكار والمواضيع تُطرَح بموضوعية. اللجنة موزاييك من الأحزاب والشخصيات المسيحية، تضمّ 7 نواب: ابراهيم كنعان («التيار الوطني الحر»)، جورج عدوان («القوات اللبنانية»)، سامي الجميل («الكتائب اللبنانية»)، اسطفان الدويهي (تيار «المردة»)، فريد الخازن، هادي حبيش، ميشال معوض، إضافة الى المطران سمير مظلوم. عقدت اللجنة اجتماعَها الأول في بكركي في 25 كانون الثاني الماضي، وكان طويلاً وتابع خلاله المجتمعون العناوين التي طُرحت في اللقاء الموسّع، وكانت أجواء الإجتماع جيدة، وتبيّن خلاله أنّ هناك رؤية واحدة و نقاطاً مشتركة بين النواب حول كثير من المواضيع. واتُفق على أن تعمل اللجنة بعيداً من الأضواء والإعلام ليُثمر عملها نتيجة، وأن تبقى مُداولاتها «سرّية» لكي لا تأخذ منحىً طائفياً، فالمبتغى من عملها هو التوصّل إلى حلول وطنية لأزمات وقضايا عدة لمصلحة لبنان لا المسيحيين فقط، وإذا أُعلنت مداولات اللجنة وقراراتها قد يظهر مَن عَملُه اللعب على الغرائز الطائفية، فـ»يُطيّف» قرارات اللجنة وتُتهم بكركي بأنها تتفرّد، وبالتالي يُعرقل العمل الذي تفرض الأخطار المحدقة أن يؤتى بنتائج عملية. فمهمة هذه اللجنة «التفكير معاً» لتقريب وجهات النظر حول مواضيع وطنية كبرى، ونتيجة عملها ستكون في خدمة لبنان واللبنانيين لا المسيحيين فقط، وليست لغاية «التقوقع»، فحين يتوصل المجتمعون إلى رؤية موحّدة حول موضوع معيّن ينقلونها إلى كتلهم النيابية التي بدورها تنقلها إلى بقية الكتل والنواب.

المواضيع التي تطرحها اللجنة حساسة، «وكلما كان العمل عليها بعيداً من الإعلام كلما تعزّز الأمل في نجاحه». لكنّ، هناك إمكانية لدعوة الإعلام إلى اجتماع اللجنة المقبل أو أيِّ إجتماع آخر لها، إنما لالتقاط الصور فقط، فبالنسبة إلى بكركي «المطلوب من اللجنة ليس إصدار بيانات وإطلاق مواقف إنما العمل والإنتاج».

حتى الآن، عقدت اللجنة إجتماعاً واحداً ومن المُرتقب أن تعقد إجتماعها الثاني خلال الأيام العشرة المقبلة، لكنّ لقاءاتها مفتوحة ونشاطاتها مستمرة، كذلك التواصل بين أعضائها وبكركي مستمر، ومن أبرز المواضيع المُلحّة بالنسبة إليهما هو موضوع النازحين السوريين، ودار الحديث عنه في الإجتماع الأول وسيتوسّع النقاش فيه أكثر في الإجتماع المُقبل.

وترى بكركي أن «لا خلاف بين المسيحيين حول النزوح السوري، لا بل إنّ جميع اللبنانيين يريدون أن يعود النازحون إلى بلادهم وأن يحافظوا على تراثهم وتاريخهم وأرضهم ووطنهم، فهذا حقهم المشروع. ومن الناحية الإنسانية تعاطفنا جميعاً معهم، لكن لبنان لم يعد يتحمّل ثقل الموضوع عليه، وكذلك أيّ من اللبنانيين لم يعد يتحمّل. هناك غيبوبة، ولا أحد يعي خطورة النزوح السوري على لبنان، وكلما تأخرنا كلما إزداد الخطر. المجتمع الدولي غير مبالٍ، يتحدثون عن عودة آمنة ويراوغون وهذا يخيفنا من تكرار تجربة اللجوء الفلسطيني مع النزوح السوري. فمَن يتحمّل ذلك في لبنان؟ وكيف يتحمّل لبنان، إضافة إلى سكانه، نصف عددهم من النازحين؟». الموقف المُوحَّد حول هذا الموضوع الذي تسعى بكركي إليه هو «المطالبة بفصل عودة النازحين السوريين عن الحلّ السياسي السوري ومطالبة المجتمع الدولي بمساعدتهم وتشجيعهم على العودة، وأن يساعدوهم داخل سوريا التي تبلغ مساحتها 18 ضعفاً لمساحة لبنان وتوجد فيها مناطق آمنة، فيما المجتمع اللبناني لم يعد آمناً، وأين أمن اللبنانيين الإجتماعي والسياسي والإقتصادي والديموغرافي؟». لكنّ اللجنة لن تنضمّ إلى صفِّ طارحي المبادرات لتحقيق عودة النازحين، كذلك لن تطرح أيّ مبادرة لأيّ موضوع، بل إنّ عملها محصور في إجراء الأبحاث وعقد إجتماعات مع اختصاصيين وخبراء لدرس المواضيع بطريقة علمية ودقيقة، ثم توحيد موقف النواب حولها ونقلها إلى كتلهم النيابية. فاللجنة عبارة عن خلية عمل ومختبر، تُنتج أفكاراً ولا صفة لها لإتخاذ القرارات. ويبدو أنها تأخذ على عاتقها العمل المؤسساتي برعاية بكركي والبطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، بغية مساعدة مؤسسات الدولة وتقديم «الاقتراحات الوطنية» لمجلس النواب ليُشرِّعها ويُقرّها قوانيناً لجميع اللبنانين. كذلك، تطرح اللجنة قضايا مسيحية لكن بأبعاد وطنية، مثل التعيينات ووضع المسيحيين في الدولة والإدارات، وتسعى إلى أن «يتوحّد القادة المسيحيون حول هذه القضايا والتنسيق بعضهم مع بعض حولها وتغليب المصلحة الأعلى على المصالح الصغيرة، فالخلل داخل الدولة يهدد العيش المشترك والميثاق الوطني والدستور وكل الكيان والهوية اللبنانية». كل هذه الإجتماعات والإتصالات واللقاءات والأبحاث تتمّ برعاية الراعي الذي يتابع شخصياً عمل اللجنة «خطوة خطوة» ويستشير المتخصصين والخبراء ويطلب دراسات معيّنة ويعطي توجيهاته ويبدي رأيه، وهو «حازم» ومُتشدد في ضرورة نجاح عمل اللجنة، أملاً في درء الخطر والمساهمة مجدداً في الحفاظ على لبنان.

 

يومَ تأخّرَ إعلان الحكومة ساعتين لإنجاز "الصفقة" في مصر

انطوان فرح/الجمهورية/الاثنين 18 آذار 2019

ملف تصدير الغاز المصري الى لبنان عاد الى الواجهة من بوابة البحث عن السبل المتاحة للبدء في تنفيذ خطة خفض العجز في الكهرباء، وتالياً في الموازنة العامة. الرواية الكاملة لما حصل، تبدو مشوّقة، وتشبه الوضع اللبناني بغرائبه وعجائبه.

في العام 2008، وقّع كل من لبنان ومصر اتفاقية، تلتزم بموجبها مصر تزويد لبنان بالغاز لزوم تشغيل معامل الكهرباء. وتنصّ الاتفاقية على ضخ كمية 0.6 مليار متر مكعب من الغاز سنوياً، عبر خط الغاز العربي الذي يمر في الاردن وسوريا وصولاً الى شمال لبنان. مقابل سعر تنافسي، أقل من سعر الاسواق العالمية. ويسري مفعول الاتفاقية حتى العام 2022. كان الهدف من الاتفاقية تشغيل معمل دير عمار على الغاز بدلاً من الفيول، لتحقيق وفرٍ في كلفة الانتاج، وضمان بيئة أنظف. ولأنّ الاحوال السياسية بين دمشق والحكومة اللبنانية لم تكن في أحسن حالاتها، تولّت مصر مسألة التفاوض مع الجانب السوري لضمان مرور الغاز في أراضيها الى لبنان. بدأ تنفيذ الاتفاقية، ولكن كمية الغاز الذي ضخّته مصر طوال 11 شهراً، لم تصل الى الكمية المُتفق عليها. وتقول الرواية انّ السبب هو عدم قدرة مصر على توفير الكمية المنصوص عليها في الاتفاقية. ومن ثم توقف الضخ نهائياً، لأسباب غير واضحة، يقول البعض انها ترتبط بتأخير وزارة المالية اللبنانية دفع الفواتير المستحقة ثمناً للغاز، في ذلك الوقت. بعد ذلك، جرت محاولات خجولة لاعادة إحياء الاتفاقية بلا نتيجة. وبعد «ثورة يناير» في مصر توقفت كل المحاولات.

في العام 2018، وبعد مرور حوالى عشر سنوات على توقيع الاتفاقية، تغيّرت الظروف من نواحٍ عدة. أولاً، استقر الوضع السياسي المصري. ثانياً، حصلت اكتشافات غازية جديدة وتحسينات في الانتاج رفعت من قدرة مصر على تصدير الغاز حاضراً ومستقبلاً. ثالثاً، زادت الحاجة في لبنان الى البحث عن مصادر تخفّض العجز المالي في قطاع الكهرباء، خصوصاً في ظل الضغوطات الخارجية المرتبطة بمؤتمر «سيدر» والتي تضع مسألة إنهاء عجز الكهرباء أولوية مطلقة ومدخلاً إلزامياً لتنفيذ المشاريع التي اتُفق عليها في المؤتمر.

في هذه المرحلة، كان سيزار ابي خليل يتولى حقيبة الطاقة، وقد باشر اتصالاته مع الجانب المصري في محاولة جديدة لإحياء اتفاقية الغاز. ولمس تجاوباً مبدئياً شجّعه على المضي قدماً في هذا الاتجاه. وفي 31 كانون الثاني 2019، ورغم انّ الحكومة اللبنانية كانت في وضعية تصريف الاعمال منذ 8 أشهر واسبوع تقريباً، توجّه أبي خليل الى القاهرة لعقد محادثات مع نظيره المصري حول اتفاقية الغاز.

وفي المعلومات، انّ الجانب المصري كان متجاوباً من حيث المبدأ، على اعتبار انه أصبح قادراً على ضَخ الكمية المنصوص عنها في الاتفاقية، بل لديه القدرة على زيادة هذه الكمية في حال طلب الجانب اللبناني ذلك. وفيما كان أبي خليل يواصل محادثاته في القاهرة كوزير للطاقة، إكتمل عقد الوزارة الجديدة في لبنان، والتي طال انتظارها، وتشوّق الناس لسماع نبأ اعلان ولادتها. لكن، ولأنّ أبي خليل لم يكن قد أنهى محاثادته مع المصريين، ولا يستطيع إكمالها اذا تم إعلان الحكومة وانتفَت صفته الوزارية، قرّر من يمون على الحكومة في بيروت تأجيل اعلان ولادتها لساعة أو ساعتين إفساحاً في المجال لكي يُنهي أبي خليل المحادثات، ويُنجز الاتفاق. وهذا ما حصل. لكن ما يحول اليوم، دون البدء في استئناف تنفيذ اتفاقية الغاز، هو وجود مشاكل تقنية تتعلق بقوة الضغط المطلوبة لإيصال الغاز الى لبنان. وهناك حالياً محادثات لبنانية - مصرية للتفاهم حول سبل المعالجة، إمّا بإصلاح محطة الضغط، أو من خلال إيصال الغاز الى سوريا، على أن تقوم سوريا بضَخ الكمية نفسها الى لبنان. بما يعني أنّ عملية «سواب» تتولّاها سوريا. لكنّ السؤال ما الذي قد يدفع سوريا الى الموافقة على تسهيل هذا الامر للبنان؟

الجانب المصري الذي تكفّل في العام 2008 بإنجاز الاتصالات مع الجانب السوري بدلاً من لبنان، لم يعد قادراً على القيام بهذا الدور حالياً. وقد صارح المصريون الجانب اللبناني انّ قناة التواصُل بين مصر وسوريا محصورة في أجهزة المخابرات لدى الدولتين، وانهم سيكلّفون جهاز المخابرات لديهم لبدء الاتصالات مع الجانب السوري، لإقناعه بالموافقة على مرور الغاز في أراضيه في اتجاه لبنان. تبقى نقطة إضافية في الملف تتعلق بمشروع خط الغاز الساحلي المقترح لبنانياً لربط معامل إنتاج الكهرباء، والتمكّن من ايصال الغاز الذي قد يتدفق الى الشمال الى كل المعامل التي يمكن تشغيلها على الغاز. وقد أبدت مصر الاستعداد لزيادة الكمية بحيث يستطيع لبنان تشغيل كل معامل الانتاج على الغاز بدلاً من الفيول. واذا كان تشغيل دير عمار-1 على الغاز قد يوفّر على الخزينة بين 350 و400 مليون دولار في السنة، فإنّ تشغيل بقية المعامل قد يرفع حجم الوفر السنوي الى حوالى 700 مليون دولار. لكنّ مشروع خط الغاز الساحلي عالق في المحلس النيابي منذ العام 2012، وقد يكون الوقت مناسباً لإعادة تحريكه وإقراره بسرعة وإرساله الى التنفيذ.

 

بدأت مرحلة اللعب بالنار

بروفسور جاسم عجاقة/الجمهورية/الاثنين 18 آذار 2019

تسعة أشهر حتى نهاية العام 2019، وحتى الساعة لا يوجد أية إجراءات تصحيحية في المالية العامّة. هذا الأمر سيؤدّي حكماً إلى إرتفاع العجز ومعه الدين العام، لتبدأ معهما مرحلة المعاناة المالية للبنان. في الواقع تُشير نتائج المحاكاة لوضع المالية العامّة، إلى أنّ لبنان مقبل على مرحلة خطرة ستكون عواقبها وخيمة في غياب إجراءات سريعة. ثلاثة أشهر على بدء العام 2019 ولا يوجد حتى الساعة موازنة. ثلاثة أشهر بلغ فيها إجمالي الإنفاق العام (من دون خدمة الدين العام) 2.75 مليار دولار أميركي بحسب التقديرات، وبلغت إستحقاقات الدين العام في هذه الأشهر الثلاثة الأولى 614 مليون دولار أميركي، أي ما مجموعه 3.37 مليارات دولار أميركي. القاعدة الثلاثية لا يُمكن إستخدامها في حالة المالية العامّة لمعرفة إجمالي الإنفاق للعام 2019، بحكم أنّ استحقاقات اليوروبوند ليست موزّعة بشكل متساوٍ على أشهر السنة، وأنّ الإستحقاقات الكبيرة تأتي في شهري أيار وتشرين الثاني. لكن إذا ما أخذنا مُعدّل إنفاق شهري للعام 2018 (من دون خدمة الدين العام) بقيمة 2086 مليار ليرة لبنانية، فهذا يوصلنا إلى إنفاق سنوي في العام 2019 بقيمة 11 مليار دولار أميركي. أضف إلى هذا الرقم إستحقاقات الدين العام للعام 2019 أي 4.76 مليارات دولار أميركي، فإن مجموع الإنفاق لهذا العام سيبلغ 16.4 مليار دولار أميركي أي ما يوازي إنفاق العام الماضي.

هذا على الورق، اما الحقيقة فأصعب من ذلك!

إستحقاقات اليوروبوند العام الماضي كانت 3.6 مليارات د.أ، وهذا العام 4.76 مليارات د.أ. إذاً هناك زيادة في استحقاقات اليوروبوند بأقلّه مليار دولار أميركي، ما يعني انّ هناك إستحالة أن يكون إنفاق العام 2019 موازياً لإنفاق العام 2018 وبالتالي فهناك أقلّه زيادة بقيمة مليار دولار أميركي على إنفاق العام الماضي.

بالطبع، الصورة لم تكتمل بعد، فاستحقاقات الدين العام معروفة بدقة من الأسواق، إلا أنّ الغموض يأتي من بند الأجور في الدرجة الأولى، بند الكهرباء في الدرجة الثانية، والإنفاق التشغيلي في الدرجة الثالثة. هذه البنود مرشّحة بقوة إلى الإزدياد مع إرتفاع عدد الموظفين في القطاع العام، لكن أيضًا مع القرارات التي ستطال مؤسسة كهرباء لبنان، مما سيُرتّب عجزاً إضافياً عن العام 2018 بقيمة 3 مليارات دولار أميركي بحسب التقديرات، أي ما مجموعه 9 مليارات دولار أميركي.

سيناريو الـ9 مليارات دولار أميركي عجز في موازنة العام 2019 هو السيناريو في حال لم يتمّ القيام بأية إجراءات تصحيحية. وبفرضية الإستمرار على نفس النهج، فإنّ موازنة العام 2020 ستحمل عجزًا بقيمة 11 مليار دولار أميركي، ما يعني أنه في العام نفسه، سيكون مستوى الدين العام إلى الناتج المحلّي الإجمالي 200%. هذا السيناريو كارثي ولا يُمكن الإستمرار فيه. السيناريو الآخر، والذي أسميناه «سيناريو سيدر» والذي يتضمن إصلاحات وإستثمارات، ينصّ على أن مستوى العجز في الموازنة ونتيجة الـ momentum في الإنفاق، سيرتفع إلى 7.57 مليارات دولار في العام 2019، ليُعاود إنخفاضه إلى 7.34 مليارات دولار في العام 2020، مما يعني كسرّ وتيرة إرتفاع الدين العام إبتداءً من العام 2020. هذا السيناريو كما سبق الذكر، يضم إصلاحات أساسية تطال البنود الثلاثة الآنفة الذكر أي الأجور، الكهرباء والإنفاق التشغيلي.

على صعيد كتلة الأجور، ليس من السهل خفض هذا البند. إلا أنّ الأساس في العملية الإصلاحية يتمحوّر حول نقطتين:

الأولى: وقف التوظيف بكل ما للكلمة من معنى وتحت أي مُسمّى كان.

الثانية: عدم إستبدال الأشخاص الذين يبلغون السنّ القانونية إلا بمعدّل واحد لكل ثلاثة على التقاعد.

هذا الأمر سيسمح بلجمّ زيادة كتلة الأجور بمعدّل 435 مليون دولار أميركي سنويًا، وهو المُعدّل العام السنوي منذ العام 2007.

على صعيد الإنفاق التشغيلي، من الواضح أنّ خفض هذا البند بأقلّه 20% هو أمر ضروري، كما اقترحه الرئيس الحريري العام الماضي. لكن هذا الخفض لا يجب أن يكون على الورق فقط كما حصل في العام 2018، بل يجب أن يُطبّق على الأرض من خلال لجم بنود السفر، الإيجارات، التعويضات للجان، التجهيزات وغيرها. هذا الأمر سيسمح بتوفير ما لا يقلّ عن مليار دولار إذا ما طُبّق في كافة وزارات ومؤسسات الدوّلة.

على صعيد الكهرباء الأمور مُعقّدة أكثر، وذلك بحكم البُعد السياسي والكباش بين الأفرقاء السياسيين على هذا البند. فخيارات حلّ مُشكلة الكهرباء كثيرة، إلا أنّ المُشكلة الأساسية تبقى في الحلّ على الأمد القصير إلى المُتوسّط. أي خيار لحلّ وسطي ستكون له كلفة. من هنا يتوجّب مقاربة هذا الملف من وجهة نظر مُختلفة، أي إمكانية إعتماد خيارات مُوجعة (للجميع!).

الجدير ذكره، أنّ مُعدّل دعم مؤسسة كهرباء لبنان في العام 2018 بلغ 150 مليون دولار أميركي شهريًا. هذا الرقم يُمكن توفيره على المدى المتوسّط إلى البعيد.

التصاريح التي أدلى بها العديد من المسؤولين اللبنانيين حول عدم إحتواء مشروع موازنة العام 2019 أية ضرائب، تؤدّي إلى نتيجة حتّمية، وهي أنّ العجز سيزداد في موازنة العام 2019! لذا، باعتقادنا ونظرًا لحساسية الوضع التي وصلت اليه الأمور إلى حدّ اللعب بالنار، نرى أن هناك إلزامية لفرض عدد من الضرائب تأتي بزيادة 4% على إجمالي الإيرادات في العام 2019، و10% إبتداءً من العام 2020. هذا السيناريو هو الذي إعتمدناه في المحاكاة التي قمّنا بها، حيث أن السنوات التي ستلي، ستشّهد إرتفاعاً في مداخيل الدولة تلقائيًا نتيجة الإستثمارات من مشاريع «سيدر1».

ويبقى السؤال عن نوع الضرائب التي يُمكن فرضها؟ بالطبع، الضرائب إجراء غير شعبي وقد يرفضه العديد من السياسيين نظرًا إلى التعاطي الإعلامي الحالي مع ملف الفساد، والذي سيلعب ضدّ أي إقتراح ضريبي. إلّا أنّ هذا الواقع الأليم هو أمر حتمي نظرًا إلى أنّ محاربة الفساد لن تأتي بثمارها في العام 2019 ولا في العام 2020. توجّهات المُنظّمات الدوّلية أو بالأحرى توصياتها، تنصّ على فرض رسوم على البنزين أو زيادة الضريبة على القيمة المُضافة لما لهذه الإجراءات من مردود سريع على خزينة الدوّلة. لكن وكما سبق الذكر، من الصعب جدًا إقرار مثل هذه الضرائب إلا بفاتورة سياسية تكون على حساب شعبية من يُصوّت على هذه الضرائب. من هنا نقترح التوجّه نحو الضرائب على الموارد غير المُستخدمة في الماكينة الإقتصادية كالأملاك البحرية والنهرية، الحسابات المصرفية التي تفوق مستوى مُعيّن والتي لا تُستخدم في الإستثمارات، الضرائب على الشقق الشاغرة (مما يحلّ جزئيًا مُشكلة الإسكان)، وإعادة فرض رسوم على السلع والبضائع المُستوردة من الخارج والتي لها نظير في لبنان. في الختام، نرى أن من الضروري على الحكومة الإسراع في إيلاء الملفّ الإقتصادي إهتمامًا أكبر وأخذ القرارات الصائبة والموجعة في آن لإنقاذ المركب ومن فيه.

 

تحذير "حريري" لباسيل: الهيكل سيسقط مئة "شقفة"

عماد مرمل/الجمهورية/الاثنين 18 آذار 2019

لم يعد ملف النازحين السوريين يشكل فقط عبئاً اقتصادياً وأمنياً واجتماعياً و"ديموغرافياً" على لبنان، بل تحوّل مادة انقسام سياسي ووطني، الى درجة أنه تسبّب خلال الايام الفائتة باشتباك بين حليفي "التسوية الرئاسية"، الرئيس سعد الحريري وتيار "المستقبل" من جهة والوزير جبران باسيل و"التيار الوطني الحر" من جهة أخرى.

لم يتردد باسيل في إطلاق معادلة "عودة النازحين وإلّا لا حكومة"، موحياً أنّ تياره على استعداد للذهاب في تمسكه بأولوية إعادة النازحين الى حدّ التلويح بإسقاط حكومة العهد الاولى، كما سبق أن وصفها رئيس الجمهورية ميشال عون.

اراد باسيل من خلال دقّ جرس الإنذار أن يبلغ الى الحريري رسالة مفادها انّ التسوية التي رعت علاقتهما منذ التفاهم على انتخاب عون رئيساً ليست شيكاً على بياض ولا تفويضاً بلا قيد، كأنه يعيد تفسيرها مجدداً، بعدما استشعر انّ الحريري يجنح نحو تحويرها واستخدام "فائضها السياسي" في الاتجاه الذي يخدم مصالحه وحساباته. لم يتحمل الحريري "لسعة" باسيل، خصوصاً انّ الأخير اقتحم بكُرته النارية "منطقة الجزاء" الزرقاء، ضارباً على الوتر الحساس حين هدّد بإسقاط الحكومة، ومعيداً تذكير الحريري بكابوس إسقاط حكومته من الرابية اثناء اجتماعه مع الرئيس الاميركي باراك اوباما عام 2011.

وتؤكد مصادر قريبة من الحريري أن ليست لديه نية للتصعيد وهو أصلاً لم يكن مبادِراً اليه، خصوصاً أنه حريص على نجاح الحكومة التي يترأسها، لكنه في المقابل لن يسكت عن تشويه الحقائق والتجنّي السياسي، وبالتالي سيتم الرد على كل موقف يستهدفه، وفق ما يستحقه: مقدمة تلفزيونية في مواجهة مقدمة تلفزيونية، ومصادر في مواجهة مصادر، وهكذا..

وتشير الى انّ كلام باسيل التهويلي مستغرَب وبعيد كل البعد من الواقعية، معتبرة أنه يندرج في اطار اعتماد الشعبوية وخوض معركة دونكيشوتية ليس إلّا، ومستهجِنة إستسهاله التلويح بإسقاط الحكومة ما لم تتم الاستجابة لما يطرحه، علماً أنه لم تمرّ سوى اسابيع قليلة على نيلها الثقة، وهناك استحقاقات أساسية تنتظرها، مالياً واقتصادياً وإصلاحياً وسياسياً. وفي رسالة تحذيرية، تُنبّه مصادر الحريري الى انّ الخفة في اتخاذ بعض القرارات وعدم تقدير عواقبها قد يؤديان الى سقوط الهيكل على رؤوس الجميع من دون استثناء، وتفتّته الى "مئة شقفة". وتضيف: "نلفت مَن يهمه الامر، الى انّ الحريري سبق أن أكد منذ فترة أنه لم يعد يقبل أن يكون دائماً "بيّ الصبي" وأن يقدّم وحده التنازلات والتضحيات من اجل لبنان. ولذا، إذا اراد البعض أن يهدم الهكيل على رؤوسنا جميعاً فلا أحد يستطيع أن يمنعه، وعليه أن يتحمل مسؤولياته امام اللبنانيين".

ولئن كانت المصادر تقرّ أنّ في إستطاعة باسيل وفق حسابات الارقام إسقاط الحكومة، إلّا انها تلفت الى انّ "إحداث الخراب سهل اصلاً ولا يحتاج الى عناء كبير، في حين انّ البناء هو الصعب ويتطلب شعوراً بالمسؤولية يبدو أنه ليس مكتملاً لدى قوى معيّنة". وتتساءل هذه المصادر: "ما المطلوب من الحريري أن يفعله اكثر ممّا فعل حتى الآن؟ إذا كانوا يريدون التواصل مع النظام السوري لإعادة النازحين، فإنّ هذا التواصل قائم عبر رئيس الجمهورية وبعض الوزراء والمدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم، ولا أحد يمنعهم من تأمين عودة النازحين عبر هذه الطريقة، ثم انّ الحريري كان حريصاً في كلمته امام مؤتمر بروكسل على الالتزام الحرفي، نصاً وروحاً، بما تم التوافق عليه في البيان الوزاري حول العودة الآمنة، في حين انّ ما صدر عن باسيل هو انقلاب على هذا البيان".

وتلفت المصادر المحيطة بالحريري الى "انّ هناك تعقيدات تكمن في تفاصيل ملف النازحين لناحية اسباب نزوحهم وشروط عودتهم، وبالتالي لا يمكن أن تتمّ معالجة هذا الملف من خلال مواضيع الإنشاء والمعلقات الشعرية". وفي حين تستغرب إعتبار باسيل انّ مؤتمر بروكسل يهدف الى إبقاء النازحين في اماكن وجودهم، تتساءل: "إذا كانت نيات المؤتمر خبيثة، فلماذا أوفد وزير الخارجية مندوباً اليه، ولماذا اعترض وزير النازحين صالح الغريب ومَن معه على عدم دعوته؟"

وتعتبر المصادر "انّ السقف المرتفع في طرح باسيل ينسجم مع موقف النظام السوري الرامي من جهة الى التمويه على الحقيقة ورمي المسؤوليات في اتجاه الآخرين، ومن جهة أخرى الى استخدام ملف النزوح ورقة ضغط واستغلال لتبرير تطبيع العلاقة الثنائية"، مشيرة الى "انّ دمشق لا تريد عودة حقيقية وواسعة للنازحين وهي تمتنع عن بذل جهد حقيقي لاسترجاعهم، وإلّا كيف يُفسَر، على سبيل المثال، امتناع السفير السوري في بيروت عن زيارة أيّ من مخيماتهم في لبنان لتفقّد أوضاعهم وحضّهم على العودة؟" وتتوجه مصادر الحريري الى باسيل قائلة: "مشكلتك يجب أن تكون مع النظام السوري الذي لا يسهّل عودة النازحين وليس مع الحريري الذي يقوم بما يتوجب عليه في سبيل معالجة ازمة النازحين، وهو لا يزال يُظهر مقداراً كبيراً من الصبر وطول البال حرصاً على المصلحة العامة، ولكن ذلك لا يعني أنه لن يردّ على أيّ تحريف للوقائع، ليس لغرض السجال وانما لهدف توضيح الامور.

 

الحافر والمسمار

 سناء الجاك/النهار/18 آذار 2019 

http://eliasbejjaninews.com/archives/73103/%d8%b3%d9%86%d8%a7%d8%a1-%d8%a7%d9%84%d8%ac%d8%a7%d9%83-%d8%a7%d9%84%d8%ad%d8%a7%d9%81%d8%b1-%d9%88%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%b3%d9%85%d8%a7%d8%b1-%d9%88%d8%b8%d9%8a%d9%81%d8%a9-%d9%87%d8%b0%d8%a7-%d8%a7/

يطل وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو على لبنان حاملاً مشاريع دولته التي لا تثمر الا المزيد من الخراب أينما حلَّت، والتي تفتقر الى الواقعية حيال الواقع اللبناني، ولا تهتم الا بمصلحة إسرائيل على حساب كل العرب.

في المقابل، يصرِّح القائد العام لقوات الحرس الثوري الإيراني اللواء محمد علي جعفري أن صواريخ "حزب الله" اللبناني صارت تغطي جميع الأراضي الفلسطينية المحتلة. وينتقد حلم الصهاينة باحتلال المنطقة من الفرات إلى النيل، ناسياً ان الحلم الإيراني لا يختلف البتة عن غايات الشيطان الأصغر الاستعمارية والتوسعية، كما تدل الوقائع من العراق الى اليمن وسوريا فلبنان.

وفي حين يحتدم السباق بين الاميركيين والإيرانيين على الرقعة اللبنانية المتهالكة مع أزمات تتحكم بكل الملفات، وفيض من شعارات، ونبش ملفات فساد معروفة في الأصل، تحكي عن حالها، سواء في الإدارات او النفايات او السلك القضائي، مطلوب من المواطن اللبناني ان لا يستغرب او يسخر عندما يكاشفه مسؤول بمدى معاناته لأنه التزم صوت الضمير الذي ارغمه على القبول بحقيبة وزارية لا تناسب تعففه عن السلطة وكل وجع الرأس المرافق لها، بينما تصل تطلعاته الى أعلى السلم.

حينها أيضاً سيعاني لأنه سيضحي ويرضخ لصوت الضمير إياه. هذا هو قدره، وهو العبد المسكين الله تعالى المنصاع لنداء الواجب ولو كان مرغما.

الاهم ان يبتعد هذا المواطن عن التفكير والتحليل والاعتراض، فيغمض عينيه بعصبة، تماماً كما هي حال ساندرا بولوك وأطفالها في فيلم الرعب، "بيرد بوكس"، حيث تسيطر على الكرة الأرضية وحوش ومسوخ تجبر أي شخص يراها على الانتحار سريعاً. وتغري المرضى العقليين بقتل من تمكن من البقاء على قيد الحياة بعد حجب نظره عن المسوخ التي تهدده، ليقتصر الخلاص على العميان الذين لم يشاهدوا ما شاهده المبصرون، لذا استطاعوا انشاء عالم مسوّر ومعلّب لحماية انفسهم وحماية من يلجأ اليهم.

ليعصب هذا المواطن عينيه عندما يغرق في النفايات او يتسمم اطفاله ويموتوا بطعام ملوث.

الأهم، وحرصاً على صحته النفسية، يجب على هذا المواطن ان يعصب عقله عندما يسمع صوت المسؤول الذي ينقلب على مواقفه في كل لحظة ليربكه. فلا يعرف الحليف من الخصم لأن الطاحش على الزعامة يعتمد سياسة "ضربة على الحافر وضربة على المسمار".

ليس شغله ان يفهم.

وظيفة هذا المواطن ان يبقى في القطيع. ولا يسأل عن دراسات وأرقام وعلم ومنطق لمعالجة أي أزمة، وفتح أي ملف. وظيفته أن يبتلع عنصريته او يتقيأها على إيقاع ضربات الزعيم. وان يبرر له شراهته وجوعه الوقح الى المكتسبات، وعرقلته الأداء الطبيعي للحكومة عندما يتعلق الأمر بالتعيينات. فهو القادر على احتكار الجبنة واللعب على حبال السياسة والاقتصاد وتحصيل أدسم الصفقات والمكاسب له ولمن يرضى عليه.

في هذه النقطة تحديداً، لا يحق لهذا المواطن ان يعترض، فهو يحصد ما زرع، وزرعه فاسد. فهو صَنَعَ المسوخ والوحوش التي تتحكم به، وهو سمسار حاضر ليبيع بيته بسعر أعلى وينام بين القبور وتجتاحه الكوابيس.

لذا ليس غريباً ان يرى المسؤول الزاهد والمنهك من الوزارة والنيابة والزعامة ان هذا اللبناني السمسار ناكر للجميل، لا يقدِّر تضحيات زعيمه لتحسين حياته. ولا يستوعب ان عليه ان يسدد فاتورة فساده الصغير بالصمت والاذعان للفساد الأكبر. عيب عليه ان يطالب بالكهرباء 24 على 24 ساعة غير مكترث بالخسائر التي سيتكبدها الاتقياء جراء خسارتهم في صفقات الفيول والبواخر التركية والغاز وتسييله وتغويزه، ومعامل دير عمار وسلعاتا والزهراني والتنقيب عن النفط. وقس على ذلك يا قصير البصر والبصيرة.

فليصمت هذا الفاشل في امتحان المواطنة، وليكتف بالمراهنة على السباق بين الأميركي بومبيو والايراني محمد علي جعفري، وليتقصّ خيوط المؤامرات الانعزالية التي تتقاطع مع أحلام الأمبراطورية الفارسية مهما كبرت الخلافات الظاهرة، وليمعن في خضوعه للتدجين مع زعماء بارعين في الضرب على الحافر ومن ثم على المسمار حتى يصل الطموح الى منسوبه المطلوب.

 

صانع الأحلام وبائعها

سام منسى/الشرق الأوسط/18 آذار/19

قُدِّر لمؤتمر «بروكسل 3» حول مسألة النازحين السوريين، أن ينعقد بالتزامن مع ذكرى «14 آذار»، ولم يبق من هذا الحراك الشعبي الاستثنائي الذي شهدته الحياة السياسية في لبنان عام 2005 إلا الذكرى!

وأظهر المؤتمر أيضاً الدرك الذي وصلت إليه السياسة في البلاد، بعد مضي 14 عاماً على اغتيال الرئيس رفيق الحريري، والذي عكسه ما حمله الوفد اللبناني إلى بروكسل في الشكل والمضمون معاً: في الشكل، عبر الخلاف الذي رافق تشكيل الوفد، وفي المضمون عبر الخطاب الرسمي الذي أعقب المؤتمر، وأفشى التباين والارتباك اللبناني الحاد بين رئيس الحكومة ووزير خارجيته، بشأن القضايا البنيوية التي تواجه اللبنانيين، وأبرزها معضلة النازحين السوريين في لبنان، والتي قد تكون أخطر ما واجهه منذ نشأته في عام 1920.

إن النتائج التي تمخض عنها المؤتمر بقيت في إطار طلب لبنان العون المالي، ووعود دولية بالمساعدة على احتواء المشكلة دون مقاربة مسبباتها، بما يكشف العجز الدولي، أو عدم الرغبة في التوصل إلى حل سياسي مقبول للنزاع.

فما العوائق التي تقف أمام مقاربات جدية عملية لحل معضلة النزوح السوري؟ هل هي محلية أم إقليمية أم دولية، أم كلها مجتمعة؟

محلياً، فشلت الدولة اللبنانية مرتين، مرة في تنظيم دخول النازحين إلى لبنان ووجودهم فيه، ومرة أخرى في إدارة مسألة عودتهم إلى بلادهم. وسبب هذا الفشل المزدوج خلافات ظاهرها محلي وباطنها له امتدادات إقليمية وحتى دولية.

في الواقع لا يمكننا تجاهل عاملين لتفسير الاصطفاف الراهن حول مسألة النازحين السوريين، سواء لجهة إقامتهم في لبنان أو العودة إلى سوريا. العامل الأول يكمن في الدروس المستقاة من وجود اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، والعامل الثاني هو الموقف السياسي من النظام السوري. وفي حالة قد تعتبر استثنائية، يكاد اللبنانيون يجمعون على العامل الأول، ويرون في مسألة النزوح السوري تكراراً لتجربة اللجوء الفلسطيني بكل ما جره على لبنان من ويلات، آخرها الحرب الأهلية، ناهيك عن الخوف اللبناني المزمن من بعبع التوطين، والخلل الذي قد يصيب التوازن الديموغرافي جراءه. العامل الثاني هو أن كليهما يستخدم قضية النازحين كورقة ضغط: الطرف الداعم للنظام والذي قاتل إلى جانبه يستغلها كسبيل لدفع لبنان إلى التطبيع مع نظام الأسد، والطرف الثاني يحمل لواء التعاطف الإنساني مع النازحين، وضرورة تأمين شروط العودة الآمنة لهم، وهو مدرك أن هذا الأمر لا يحصل أقله على المدى القريب، هرباً من التطبيع مع النظام، وتتويج نصر «حزب الله» المزدوج داخلياً وخارجياً بإحياء «وحدة المصير والمسار»!

مها يكن، يبقى أن الحكومة اللبنانية؛ بل الدولة اللبنانية برمتها، أبعد ما تكون عن الدولة السيادية، وهي المستقطبة خارجياً والمكبلة بنزاع إقليمي ذي امتدادات دولية.

إقليمياً، لا تزال دول الإقليم تعيش في وهم المؤامرات، لتعلق عليها كل فشلها، موجهة التهم إلى الغرب، وعلى رأسهم أميركا، بالعمل على تغيير ديموغرافي في المنطقة. البعض يقول إن نظام الأسد لا يريد عودة النازحين؛ لا سيما من لبنان؛ لأنهم يشكلون كتلة وازنة يستطيع تحريكها عندما يشاء. ويقول الخبراء إن بين النازحين ما لا يقل عن 100 ألف رجل أنهوا الخدمة العسكرية، ويستطيعون حمل السلاح إذا طُلب منهم ذلك. ولإيران أيضاً أجندتها في مسألة عودة اللاجئين؛ لا سيما وسط التقارير الكثيرة التي تتحدث عن الجهود المجتمعية الحثيثة التي يبذلها الحرس الثوري الإيراني في الداخل السوري لتشييعه، أقله بالمعنى السياسي.

دولياً، تبدو الأمم المتحدة كمجرد واجهة دون أي مضمون، وبات دورها يقتصر على المجال الإنساني؛ لا سيما بعد الفشل الذريع لمسار جنيف؛ حيث كان النظام هو المأزوم وفي قفص الاتهام، ما سمح بولادة مسار آستانة؛ حيث باتت المعارضة هي المأزومة وفي قفص الاتهام. بالنسبة إلى أميركا؛ لا بد من إدراك نقطة في غاية الأهمية: الأزمة السورية لا تحظى بأولوية عند الإدارة الأميركية، وهي غير معنية بقضية النازحين السوريين إلا عرضاً، كونها ترتبط بمسائل مهمة للولايات المتحدة، أبرزها إيران وروسيا. إن المتابع للحوارات والسجالات السياسية في واشنطن على مستوى الإدارة والحكومة والباحثين، يدرك أن الالتفات إلى القضية السورية بكل تشعباتها قاصر جداً، والمشكلة لا تكمن في عدم قدرة أميركا على إدارة هذا الملف، أو السعي إلى فرض حل له؛ بل بعدم اهتمامها بذلك.

بالنسبة إلى روسيا، فقد طرحت مبادرة بشأن عودة اللاجئين، ولكنها بقيت حبراً على ورق؛ أولاً بسبب عدم وجود غطاء دولي لها، وإصرار المجتمع الدولي على ربط عودة اللاجئين بالحل السياسي، وثانياً لأنها قد تكون لا تحظى برضا حليفيها الإيراني والأسدي لأجندات أخرى لديهما في موضوع النازحين، وثالثاً لأنها عاجزة وحيدة عن تلبية المستلزمات المالية لهذه العودة.

لا شك في أن روسيا تتمنى نجاح مبادرتها؛ لأن هذا الأمر يخفف عنها التهمة التاريخية بمساندة نظام الأسد وتغطية جنوحاته، وتلميع صورتها. لكن خبيثاً قد يقول إن هذه المبادرة ليست إلا طعماً لجر المجتمع الدولي إلى الانخراط في إعادة إعمار سوريا.

الغائب الأكبر يبقى أوروبا، على الرغم من أن موضوع اللاجئين السوريين تحول عندها إلى مشكلة وجودية، وشكل مسألة خلاف عميق بين اليسار واليمين. فهي عجزت عن تغيير موقف حليفها الأميركي من الأزمة السورية، كما عجزت عن كبح الجموح الروسي، وها هي اليوم، وبسبب إنهاكها الاقتصادي، تلاطف إيران محاولة بشتى الطرق الالتفاف على العقوبات الأميركية. ويتهم البعض أوروبا بأنها لا تريد خروج النازحين السوريين من لبنان؛ خوفاً من أن يصلوا إليها، ولذلك تتمسك ومعها المجتمع الدولي بالعودة الآمنة والحل السياسي للأزمة، دون أن تبذل أي جهد يذكر في هذين المجالين.

أمام كل هذه الوقائع، وعلى وقع ما تشي به نتائج مؤتمر بروكسل، ماذا ينتظر لبنان واللبنانيين جراء ذلك؟

يصعب التكهن بإمكانية التوصل إلى حل سياسي يضمن عودة النازحين بالكامل؛ لكن الأكيد أنه لن يتحقق إلا بتوافق أميركي روسي على تسوية ضمن صفقة أكبر بينهما، ولا يزال هذا المسار مستبعداً، ضمن الظروف والمعطيات الإقليمية والدولية الراهنة.

يبقى أن الأكثر ترجيحاً بعد «بروكسل 3»، وعلى المديين القريب والمتوسط، هو استمرار دعم النازحين والمجتمعات المضيفة، مع محاولات خجولة بالضغط باتجاه تأمين ظروف العودة الطوعية والكريمة والآمنة. إلى ذلك، يخشى من عاملين: تردد المجتمع الدولي في تنفيذ كامل وعوده، وغياب قدرة الحكم في لبنان على إدارة الأزمة بسبب الانقسام السياسي اللبناني، وتالياً استمرار التراجع على المستويات كافة؛ لا سيما الاقتصادية والاجتماعية. كما يخشى نشوء توترات بين النازحين أنفسهم وبين اللبنانيين. إلى مخاطر بعيدة الأمد تؤرق اللبنانيين، على رأسها ملامح تغيير ديموغرافي في سوريا ولبنان.

آخر الكلام: عبثٌ البحث عن حلول من الخارج، ولن تستقيم الأمور دون دولة حقيقية لا متخيلة، كائناً من كان يحكم هذه الدولة. دولة تعرف ما تريد، لها رؤية وسياسة واضحة وقادرة على تنفيذها. دون ذلك يبقى مؤتمر بروكسل صانع أحلام، وسياسيو لبنان يبيعونها حقائق.

 

التعليم والإعلام ومناجم الكراهية

غسان شربل/الشرق الأوسط/18 آذار/19

لا غرابة أن يصابَ العالم بالذهول والغضب والذعر. المشاهد تفوق القدرة على الاحتمال على رغم التمرس بالقساوات والجرائم في الأعوام الأخيرة. شاهد ملايين الأشخاص شلالات الحقد تتدفق على الشاشات. إرهابي واحد أطلق «تسونامي» من الكراهية. بدت المسألة أخطر من انغماس شاب موتور في جنازة أو عرس والانفجار وسط الحاضرين وتطاير أشلائهم. بدت مذبحة مبرمجة ومروعة. قاتل محترف يتصرف بدم بارد. تساقط جثث الأبرياء يضاعف عطشه إلى المزيد. يعيد تلقيم سلاحه كأنه يتدرب في نادي الرماية. لا تلجمه صرخات المصابين. ولا حرمة المكان. ينتقل عن سابق تصور وتصميم إلى مسجد آخر ليضاعف عدد القتلى. بث حي مقزز. سبقه بيان سياسي طويل يحاول عبثاً تبرير ما لا يمكن تبريره. استباحة كاملة لحياة أبرياء كانوا يصلون. واستباحة لحرمة المسجد الذي يحتضنهم.

ليس من عادة العالم أن يلتفت إلى نيوزيلندا. لا تهز أمنه ولا اقتصاده. ثم إنها ليست ميداناً لـ«صراع الحضارات» ولا مسرحاً لخطوط تماس ملتهبة بين الأديان أو الأعراق. دولة صغيرة ومتواضعة وآمنة. جزر تقيم في جنوب غرب المحيط الهادي حالمة بأيام أفضل لسكانها. ديمقراطيتها قادرة على الرقابة والتصحيح والفساد لا يفسد اقتصادها أو يومياتها. دولة منهمكة بتطوير قدرتها على اجتذاب السياح مع انشغالها التقليدي بأسعار اللحوم وثروتها من الألبان. فجأة احتلت الموقع الأول على الشاشات. شاء سوء حظها أن تدفع إلى الأضواء على يد إرهابي أسترالي أحمق اختارها مسرحاً لثاراته الوافدة من كهوف التاريخ.

في بيانه الذي سعى من خلاله إلى تبرير جريمته اعتبر برينتون تارانت أن تدفق المهاجرين على الدول الغربية يشكل أخطر تهديد لمجتمعاتها ووجودها نفسه، لأنه يرقى إلى «الإبادة الجماعية للبيض». وصف المهاجرين بأنهم «غزاة» يجب إقناعهم بـ«أن أراضينا لن تكون لهم أبداً». وأكد أنه تحرك انتقاماً لـ«ملايين الأوروبيين الذين قتلهم الغزاة الأجانب عبر التاريخ وآلاف الأوروبيين الذين قضوا في هجمات إرهابية على الأراضي الأوروبية». وأكد تارانت أنه لا يشعر بالندم و«يتمنى فقط أن يستطيع قتل أكبر عدد ممكن من الغزاة والخونة أيضاً». وشدد على أنه «ليس هناك من بريء بين المستهدفين، لأن كل من يغزو أرض الغير يتحمل تبعات فعلته». ولفت إلى تراجع معدلات الخصوبة لدى البيض والتغيير الواسع الذي يحدق بهوية البلدان التي تستقبل المهاجرين. ولم يخفِ أنه استوحى فعلته من إرهابي آخر يعرف بسفاح النرويج وهو أندرس بريفيك الذي قتل 77 شخصاً في هجوم 2011 وهو ينتمي إلى اليمين المتطرف ومعروف عنه عداؤه للإسلام.

ليس سراً أن أمواج الهجرات الواسعة التي شهدها العالم في السنوات الأخيرة والتي ترافقت مع هجمات إرهابية لـ«القاعدة» وبعدها «داعش» أثارت قلقاً واسعاً لدى اليمين المتطرف في عدد من البلدان. وليس غريباً أن يسمع الزائر في عواصم غربية عدة كلاماً من قماشة أن «باريس لم تعد باريس» وأن «هولندا الحالية لا تشبه هولندا السابقة» وأن «ألمانيا لن تكون بعد عشر سنوات هي نفسها ألمانيا التي نعرفها حالياً». وقد ترجمت تلك المخاوف في صعود لليمين المتطرف والنزعات العنصرية في أكثر من مكان وفي تراجع في شعبية الأحزاب «التي فتحت أبواب اللجوء على مصراعيها».

وعلى رغم تأكيد قيادات أوروبية في طليعتها المستشارة الألمانية أن استقبال المهاجرين واجب إنساني، لكنه في الوقت نفسه حاجة اقتصادية، فإن اليمين المتطرف ذهب بعيداً في إثارة المخاوف على الهوية والتقاليد. ويمكنك سماع فرنسي يقول إن جاره الوافد إلى البلاد من ثقافة أخرى يرفض التكيف مع الثقافة الفرنسية أو «قيم الجمهورية» ويصر ليس فقط على العيش خارج هذه القيم، بل يحاول فرض أسلوبه في العيش على البلاد التي تتحمل عبء استضافته. وأبرزت وسائل إعلامية أكثر من مرة موضوع ارتفاع معدلات الجريمة بعد التدفق الكثيف للاجئين، مشيرة إلى نظرة هؤلاء المختلفة إلى الدولة وحكم القانون والنظرة إلى المرأة.

تتحمل أطراف كثيرة مسؤولية تصاعد المخاوف من الإسلام في بعض المجتمعات الغربية. غداة سقوط الاتحاد السوفياتي بدا الحديث عن «الحاجة إلى عدو جديد» وأن الإسلام «هو الخطر المقبل». وتكاثرت التحليلات التي تتوقع صداماً مروعاً بين الحضارات وحروباً بين الأديان. وجاءت بعض التمزقات لتغذي نظرية حروب الهويات الدامية وبينها صور الجثث الوافدة من الطلاق الصارخ بين مكونات ما كان يعرف بيوغوسلافيا. ثم تدافعت أمواج الهجرة باتجاه الغرب بفعل الفشل الاقتصادي أو القمع أو الغرق في مستنقعات حروب أهلية اتخذت أحياناً أشكالاً من الإبادة الجماعية.

في موازاة ذلك، لعبت القوى العمياء في العالم الإسلامي دوراً كبيراً في تدعيم حجج القوى العمياء في الأماكن الأخرى. ففي مطلع القرن نقلت «القاعدة» الحرب إلى الأراضي الأميركية نفسها عبر هجمات 11 سبتمبر (أيلول) واجتاحت صور الخراب والضحايا شاشات العالم، وأسهم الرد على تلك الهجمات في أفغانستان ثم حرب العراق في توفير مناخات حادة أججت المشاعر وساعدت المتشددين على مزيد من الاستقطاب. وكانت إطلالة «داعش» تطوراً فظاً في هذا السياق حين شاهد العالم سكاكين «الدواعش» تحز أعناق أفراد لا لشيء إلا بسبب انتمائهم المختلف. كما شاهد «داعش» يروع عبر خلاياه النائمة أو ذئابه المنفردة مدناً ودولاً وينادي بالعودة إلى كهوف التاريخ.

غداة «مجزرة المسجدين» توحد العالم في إدانة الإرهابي القاتل وفكره وتبريراته. أدرك العالم خطورة الانحدار إلى ممارسات ترمي إلى إشعال خطوط التماس بين الأعراق والحضارات والأديان. لكن الإدانات والإجراءات العقابية بحق المنفذين لا تكفي. لا بد من معركة يومية واسعة لإنقاذ قيم التعايش والتسامح. لا مخرج للعالم من مستنقعات العنصرية والتعصب إلا بمعركة يومية داخل المدارس والجامعات والمنابر الدينية والاجتماعية والسياسية لمنع المتعصبين من الاستيلاء عليها وإطلاق أمواج التعصب والكراهية. ولا بدَّ لوسائل الإعلام من سلوك طريق المسؤولية ومنع تحول منصاتها منابع للكراهية. إن السباق إلى استقطاب المتابعين باستخدام الصور الفظة والعبارات المثيرة يسقط وسائل الإعلام في يد المتطرفين الحالمين بنسف كل الجسور لبناء عالم الجدران العالية والهويات المسورة بالدم. والواجب يقضي بالوقوف ضد ينابيع الكراهية في المنزل والعمل والكتب و«تويتر» و«فيسبوك» وفي كل مكان. من دون قبول صريح بحق الآخر أن يكون مختلفاً سنشهد تدفق مزيد من أمواج الكراهية.

 

وسادة نيوزيلندا

سمير عطا الله/الشرق الأوسط/18 آذار/19

كلما وقعت مسفحة من هذا النوع، تحضر إلى الذاكرة روايات دوستويفسكي حول النفس البشرية الرهيبة: من هو المجرم الحقيقي: المحرض أم المنفذ؟ يقول في «الإخوة كارامازوف»: «لا يمكن لأي حيوان أن يجيد القساوة ويتفنن بها مثل الإنسان».

تفنن السفاح الأسترالي في رسم جريمته، وإعدادها وتنفيذها، كما لو أنه يعمل على لوحة للمتاحف. ووضع «كراساً» حول دوافعه وكأنه يضع مطالعة فكرية كبرى. هكذا كان «راسكولينكوف»؛ بطل «الجريمة والعقاب»، يعتقد أنه يقوم بعمل إنساني جليل، وفي الوقت نفسه يريد أن يثبت أنه يقوم بعمل يعجز عنه سواه. قبل أن يُقدم «راسكولينكوف» على جريمته، كتب مقالاً في إحدى المجلات حول أعمال القتل التي لا بد من أن تُرتكب في سبيل الإنسانية... المجرم يعد التبرير سلفاً. يتوازى الإجرام مع التفاهة والسخف. السفاح الأسترالي كلف نفسه مهمة كبرى لصالح البشرية. ولن تكون هذه مقتلة عادية، بل فيلماً سينمائياً بالألوان وبكل ما توفره تقنيات الزمان: من الرشاش إلى النقل المباشر. ولشدة ما هو تافه وسقيم لم يخترع شيئاً: نسخ ألوان «داعش» وجاء بها إلى المدينة. يكتشف السفاح بعد جريمته أنه مجرد وحش عادي ولا جديد في المسألة. الجديد الوحيد هنا أن المجرم الصغير استطاع أن يقلب حياة دولة برمّتها. لن تنام نيوزيلندا بعد اليوم على الوسادة نفسها، وسوف تراودها كل ليلة أحلام ترى فيها نفسها مَعرضاً للجثث البريئة والأطفال. ولن تغيب عن بالها بعد الآن صورة رئيسة وزرائها بثياب الحداد، تخاطب الأمة وتقدم العزاء لأهل الذين قتلوا وهم يصلّون. جريمة تافهة، لا أكثر، ويكفي أن تقرأ «مطالعته». لكن لم يكن يخيل لنيوزيلندا أنها تحتضن هذا النوع من المخلوقات. وهي فعلاً كذلك. فقد جاءها من الخارج، كما هي الموضة اليوم، أو مثل أفلام الـ«كاوبوي» القديمة، حيث ينزل خارج على القانون على قرية هانئة ويحول سكينتها إلى كابوس. يدب القلق في الجميع... يخافون على أبنائهم... يخافون على سمعتهم... يخافون أن يستدل المجرمون الآخرون على قريتهم، وأن تتحول إلى ساحة صراع فيما بينهم. لقد أصبحت على خريطة الخوف، وسوف تبقى. أسوأ شيء في الوحشية تفاهتها، والتنظير لها. فمن أجل أن تبرر تفاهتها، يجب أن تصورها على أنها عمل عظيم، ولها أهداف كبرى ومعانٍ كثيرة... لكنه في نهاية الأمر مجرم تافه، سواء كان اسمه راسكولينكوف أو تارانت!

 

{الحرس} ورجال الدين في إيران... من يسبق من؟

د. سلطان محمد النعيمي/الشرق الأوسط/18 آذار/19

من يسبق من؟ ومن له الأولوية في إيران أيها الأنام؟ بين الحرس الثوري ورجال الدين في إيران، من يقود النظام؟

سؤال يتكرر كثيراً في محاولة لفهم طلاسم النظام الإيراني ومستقبله في ظل عوامل داخلية وخارجية ضاغطة، تفرز بدورها تفاعلات داخل ذلك النظام، نناقشها في هذا المقال لعلنا نصل مع القارئ الكريم إلى مقاربات للإجابة عن ذلك السؤال.

لتحقيق نوع من المقاربة أدعو القارئ لنأخذ قضية تعيين المرشد الإيراني لسادن العتبة الرضوية في مشهد إبراهيم رئيسي رئيساً للسلطة القضائية ثم بعدها مباشرة يتم اختياره نائباً لرئيس مجلس الخبراء، مثالاً لوضع بعض المؤشرات.

بداية بدأ نجم إبراهيم رئيسي في الصعود التدريجي وظهور اسمه في وسائل الإعلام في الفترة الأخيرة مع توليه منصب سادن العتبة الرضوية في مشهد والتي تتميز بإيراداتها القوية ومداخيلها التي تقدر بالمليارات، ما ساهم بدوره في القيام بمشاريع تلامس الطبقات الفقيرة والمتوسطة، وبالتالي تعزيز موقف النظام الإيراني الحالي.

هذه المشاريع ما كان لها أن تبصر النور بعيداً عن التعاون مع الحرس الثوري وذراعه الهندسية «خاتم الأنبياء»، والتي تسعى دائماً إلى إنشاء المستشفيات والمدارس في المناطق البعيدة النائية. نتيجة لذلك نجد أن اللقاءات مستمرة بين سادن العتبة الرضوية ومسؤولي الحرس الثوري والتي تلامس أيضاً قضايا تهم النظام الإيراني على أصعدة مختلفة.

لم يتوقف الأمر عند الحرس الثوري فحسب، فها هو وزير الخارجية الإيراني في واجهة الدولة يقوم بزيارة إبراهيم رئيسي، ما يعطي دلالة على البعد السياسي لسادن العتبة الرضوية ومن يعتلي رئاستها.

ولكن مهلاً، أليس إبراهيم رئيسي هو ذلك الشخص الذي خسر الانتخابات الرئاسية أمام روحاني؟ صحيح؛ وهو ما يعطي مؤشراً على ضعف شرعية النظام في الداخل الإيراني والرغبة في التغيير والتي جعلت منه خياراً بعيداً عن الناخب الإيراني وتحديداً الكتلة غير المؤيدة للأصوليين، ناهيك عن أنه كان أحد القضاة الثلاثة الذي أصدر أحكام الإعدام ضد جماعة «مجاهدين خلق» في عام 1988.

رغم أن العلاقة ظلت ترتكز بين كل من التيار الديني الحاكم والحرس الثوري منذ بداية الثورة على الحفاظ على النظام الإيراني عن طريق حمايته بالحرس الثوري، إلا أنه ومع تصاعد قوة الحرس الثوري لم يعد هذا الأخير مجرد ذراع حماية للنظام ورجال الدين، بل بدأ ينتقل إلى أدوار سياسية واقتصادية مؤثرة أصبح بموجبها مشاركا في بعض الحالات وعنصراً مؤثراً في حالات أخرى في النظام الإيراني وقراراته. وهنا نعود من جديد للقول: من يقود النظام الإيراني؟

دعونا نستخلص بعض الدلالات من تولي رئيسي منصبين في فترة زمنية قياسية. إن خسارة إبراهيم رئيسي في الانتخابات الرئاسية لا شك أنها قد ألقت بظلالها على مقبوليته الشخصية لدى الشارع الإيراني، ورغم ذلك يمضي المرشد الإيراني قدماً في تعيينه في مناصب مهمة تمثلت بداية في تعيينه رئيساً للسلطة القضائية ومن ثم اختياره نائباً لرئيس مجلس الخبراء، وهو ما يعطي بدوره دلالات ومنها:

- محدودية الخيارات المتاحة للمرشد الإيراني. حيث يتضح وجود نقص ملموس في قيادات الصف الثاني من رجال الدين التابعين للنظام الإيراني، وربما تأتي إشكالية التراتبية في عدم المقدرة على تهيئة الصف الثاني من البداية والدفع بهم مبكراً إلى مناصب ومهام تؤهلهم لاستحقاقات لاحقة، وهو ما يأتي على خلاف الحرس الثوري الذي يتضح أن لديه مخزوناً من الصفوف القيادية ومقدرته على المناورة بهم سواء في المناصب السياسية أو العسكرية وغيرها.

- شيخوخة قيادات الصف الأول. فعدم وضع فترات زمنية محددة لتولي المناصب سواء مجلس الخبراء أو مجلس صيانة الدستور وغيرهما، دفع بالمرشد الإيراني إلى التركيز على أهل الثقة (ممن يجدهم داعمين له وللنظام الإيراني) على حساب تأهيل الصفوف القيادية اللاحقة، خصوصاً إذا ما وضعنا في الاعتبار احتكار رجال الدين لتلك المناصب لتأتي التراتبية في درجات رجال الدين عائقاً لتطوير الصفوف القيادية اللاحقة، على خلاف الحرس الثوري.

- افتقار رموز النظام للمقبولية لدى الشارع الإيراني. فإضافة إلى إشكالية شيخوخة الصف الأول للنظام الإيراني، نلاحظ وجود افتقار للمقبولية لعدد من رجال الدين في الصف الثاني للنظام الإيراني. فرئيس السلطة القضائية السابق على سبيل المثال صادق لاريجاني الذي دارت حوله التكهنات أن يكون خليفة للمرشد، وجهت له أصابع الاتهام بقضايا فساد وتستر على الكثير من القضايا بالإضافة إلى عدم حياديته، وهو ما دفع على الأغلب المرشد الإيراني لإبعاده عن السلطة القضائية وتوليه منصبا محدود التأثير ألا وهو رئيس مجمع تشخيص مصلحة النظام.

شيخوخة تنخر في تراتبية تيار رجال الدين الحاكم في إيران تدفع بدورها إلى تضييق الخناق على المرشد الإيراني في اختياراته، وفي مقابل اضمحلال نفوذ البازار ورجال الدين في الشق الاقتصادي، يأتي الحرس الثوري بعناصر قادرة على تجديد دمائها ويذهب بعيداً بتلك الكوادر للدفع بها لتولي مناصب سياسية، والتغلغل بعمق في الجانب الاقتصادي. ومع التسليم بأن النظام الإيراني ولكي يضمن بقاءه فإنه يحتاج إلى جناحيه سواء العسكري المتمثل في الحرس الثوري والديني المتمثل في رجال الدين المنضوين تحت التيار الديني الحاكم.

ويبقى الأمر هنا؛ أي الجناحين بات أقوى وقادراً على أن يقود اتجاهات النظام الإيراني؟

الإجابة لدى القارئ الكريم.

 

اليمن... الشعارات لا تؤكل خبزاً

سلمان الدوسري/الشرق الأوسط/18 آذار/19

أكثر الشعارات السياسية خطورة تلك التي تدعو إلى امتلاك الحقيقة المطلقة. ربما هو أمر مفهوم في بعض الأحيان، فالقاعدة الأولى في السياسة قائمة على المصالح، وليست الأخلاق أو المثاليات، كما فعل الكونغرس الأميركي، الذي كان أول الداعمين للمساعدات الأميركية للحرب في اليمن ضد الحوثيين، ثم تغيرت مواقفه ليصبح فجأة من أنصار تعليقها. ومن وقفوا ضد التمدد الإيراني في المنطقة هم أنفسهم من صوتوا لقرار يصفق للنظام الإيراني ويطرب له، فليست هناك هدية أفضل من هذه تقدم له من المشرعين الأميركيين. وبالطبع لم تكن هناك مبررات منطقية لهذا الموقف، سوى تكرار لمناكفة مجموعة من هؤلاء المشرعين للسعودية، في أعقاب أزمة مقتل خاشقجي. بالطبع السؤال الأكثر جدلية؛ ما دخل تلك الأزمة في حرب قامت أساساً بعد انقلاب الحوثيين المدعومين من إيران ضد الشرعية اليمنية؟! الإجابة هنا تعود إلى موضوع المصالح والتجاذبات السياسية بين الكونغرس من جهة، والإدارة الأميركية من جهة أخرى.

وبعيداً عن نية الإدارة الأميركية، استخدام الفيتو باعتبار أن هذا القرار يضرُّ العلاقة الثنائية في المنطقة، ويؤذي قدرة واشنطن على محاربة التطرف، فإن الجميع يرغب في انتهاء الصراع في اليمن، ودعم التحالف، الذي يقود مهمة دعم جهود الشرعية في حماية اليمن من تحولها إلى جمهورية إيرانية وحشية، وإذا كان هناك قلق حول حقوق الإنسان فيجب ألا يغفل أن هناك أيضاً أرواحاً سعودية مهددة، تُطلق صواريخ إيرانية عليها من قبل الحوثيين، فمبادئ حقوق الإنسان لا تتجزأ ولا تنفصل، ولا يمكن المضي في الدفاع عن الإنسان من دون دعم الجهود الدولية لكبح التمدد الإيراني في المنطقة، ولعل أبرز هذه الجهود هو حماية «اتفاق استوكهولم» الذي منذ 13 ديسمبر (كانون الأول)، مع سريان اتفاق وقف إطلاق النار في محافظة الحديدة، لا تزال جماعة الحوثيين، ومن خلفهم إيران، ترتكب العشرات من الانتهاكات اليومية لوقف إطلاق النار، بما فيها تحصين محظور وواسع النطاق للمناطق الحضرية، وعدم الوفاء بمواعيد الانسحاب النهائية التي حددتها الأمم المتحدة. أليس الاتفاق الدولي أجدر بحمايته والدفاع عنه، بدلاً من المضي في اتخاذ موقف مبني على تكهنات واتهامات غير مثبتة على الإطلاق؟!

نعرف أن المصالح في عالم السياسة تتعارض مع المبادئ، لكنه إذا حدث ذلك فلا يتم اختيار المصالح بطريقة سافرة وفجة وممجوجة، فمثل هذه التحولات لا يمكن أن تنعكس إيجاباً على إيقاف الحرب كما يدعون، وإنما هي فقط تضفي مزيداً من الدعم للانقلابيين، وتزيد من شوكة إيران بزيادة رقعة تمددها، وهو أمر تعتبره السعودية خطاً أحمرَ لا يمكن السماح به على حدودها الجنوبية، مهما كلف الأمر، فحماية حدودها وأرواح مواطنيها أحد أهم واجباتها ومسؤولياتها، ولا يمكن التلاعب به من أي طرف كان.

بالطبع، هؤلاء يغفلون مثلاً أن السعودية قدمت في عامي 2018 و2019 أكثر من «500 مليون دولار»، وبلغ عدد المشروعات التي أقامتها 127 مشروعاً متنوعاً، شملت مساعدات إغاثية وإنسانية وإيوائية ودعم برامج الزراعة والمياه. بالمقابل، إيران لم تقدم دولاراً واحداً حتى مشروعاً يتيماً واحداً. كما استقبلت السعودية 600 ألف لاجئ يمني مع عائلاتهم وسمحت لهم بحرية الحركة والانخراط في سوق العمل، كما سمح لـ285 ألف طالب بالالتحاق في المدارس الحكومية، بينما لم تستضف إيران يمنياً واحداً على أراضيها. الشيء الوحيد الذي قدمه النظام الإيراني هو مزيد من الصواريخ التي تصوب نحو العاصمة السعودية، انطلاقاً من مناطق الحوثيين، ومزيد من الأسلحة التي يقتل بها اليمنيون بعضهم بعضاً. الأكيد أن الشعارات السياسية لا تؤكل اليمنيين خبزاً، ولا تمنحهم أماناً، ولا تحميهم من تحكم جماعة انقلابية في قوت يومهم. هي فقط تزيد من تعميق أزمتهم. فرق كبير بين من يبحث عن مصالح اليمنيين قولاً وفعلاً، ومن ينظر إلى حقوق الإنسان من على بعد آلاف الأميال.

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود وغيرها

عون خلال اطلاق حملة فكر لبنان من قصر بعبدا: علينا المقاومة لنحسن اقتصادنا ولا حصانة لاحد في الحرب على الفساد وانا نموذج لاكبر متهم برأه القضاء

الإثنين 18 آذار 2019 /وطنية - اكد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون انه "علينا اليوم أن نقاوم لنحسن اقتصادنا"، لافتا الى ان "المقاومة لا تكون دائما بهدف الحصول على الحرية والسيادة والاستقلال، وهذه اعتدنا عليها وقدمنا دما لأجلها"، معتبرا ان "الشعب المقاوم هو الذي يشتري من انتاجه، ويأكل من ارضه، ولا يعمل على تهريب الخضار من الخارج الى الاسواق اللبنانية بحجة أن اسعارها أدنى"، متمنيا من جميع اللبنانيين "ان يكونوا قد سمعوا نداءه، ومن المؤكد أننا نستطيع، وبأسرع مما تتصورون، أن نتخطى الازمة الاقتصادية". واعاد الرئيس عون التشديد على ان "معركة الفساد بدأت ولا حصانة فيها لاحد"، لافتا الى انه النموذج لاكبر متهم في لبنان لم يدافع عن نفسه، بل برأه القضاء وعلى كل متهم المثول امامه. كلام الرئيس عون جاء في خلال اطلاق الحملة الوطنية لاستنهاض الاقتصاد اللبناني، ظهر اليوم في قصر بعبدا، بعنوان "فكر بلبنان" والتي اطلقتها جمعية تجار بيروت وتبنتها الهيئات الاقتصادية ودعمها بنك لبنان والمهجر ونالت مباركة السلطات اللبنانية، وذلك في حضور وزراء، الخارجية والمغتربين جبران باسيل، الداخلية والبلديات ريا الحسن، العدل البرت سرحان، الاتصالات محمد شقير، الاقتصاد والتجارة منصور بطيش وعدد من النواب ووزراء ونواب سابقين، حاكم مصرف لبنان الدكتور رياض سلامة ونوابه، رئيس المجلس الاقتصادي والاجتماعي شارل عربيد ، رئيس لجنة الرقابة على المصارف سمير حمود ، عميد السلك القنصلي جوزف حبيس وعدد من اركان السلك القضائي ومن المحافظين، الرئيس الفخري للاتحاد العام لغرف التجارة والصناعة والتجارة للبلاد العربية الوزير السابق عدنان القصار وعدد من نقباء المهن الحرة ورؤساء غرف الصناعة والتجارة ورؤساء البلديات وجمعيات التجار في لبنان، ورؤساء مجالس عدد من المصارف اللبنانية وفاعليات اقتصادية ومالية وتجارية ونقابية، اضافة الى المدير العام لرئاسة الجمهورية الدكتور انطوان شقير وعدد من مستشاري رئيس الجمهورية وكبار الموظفين في الرئاسة.

بدأ الاحتفال بالنشيد الوطني، قبل ان يعرض فيديو ترويجي للاقتصاد اللبناني بعنوان "فكر بلبنان".

 

الحريري إستقبل كيدانيان وترأس اجتماعا بحث في أوضاع الصناعة ابو فاعور: طلبت رسميا من مجلس الوزراء إقرار مبلغ لدعم الصادرات

الإثنين 18 آذار 2019 /وطنية - ترأس رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري ظهر اليوم، في السراي الحكومي، اجتماعا خصص للبحث في أوضاع الصناعة الوطنية، بحضور وزير الصناعة وائل ابو فاعور وممثلين عن قيادة الجيش، قوى الامن الداخلي، الامن العام، امن الدولة، وزارة الاقتصاد، ديوان المحاسبة، ادارة المناقصات، الهيئة العليا للاغاثة، مصالح المياه في المحافظات، مجلس الانماء والاعمار ومجلس الجنوب.

ابو فاعور

بعد الاجتماع، قال ابو فاعور: "في اطار سياسة الحكومة اللبنانية بدعم الصناعة اللبنانية وتأكيدا وسعيا من الرئيس الحريري لأجل هذا الامر، عقد هذا الاجتماع في حضور الإدارات اللبنانية التي تجري مناقصات عمومية او مشتريات عمومية".

أضاف: "هناك تعاميم ومراسيم سابقة صادرة تلزم الإدارات العامة في لبنان بإعطاء الأفضلية للصناعة المحلية مع هامش فارق أسعار بحدود 10% الى 15%، لكن للأسف بقي هذا الامر في السنوات السابقة حبرا على ورق، ولم يتم تطبيقه، وسبب ذلك يعود جزء منه للمناخ العام الذي كان سائدا والذي لا يعطي الصناعة اللبنانية الأحقية او المكانة التي تستحقها في عقل صانع القرار اللبناني. فبعد نقاش جرى تأكيد من قبل الرئيس الحريري على ضرورة دعم الصناعة اللبنانية عبر هذه الاجراءات لإعطاء الأفضلية الى الصناعات اللبنانية، وهذا الامر يعطي دعما غير مباشر للصناعة اللبنانية، ويخلق فرص عمل تساهم في التنمية الاقتصادية والاجتماعية".

وتابع: "في ختام الاجتماع تم الاتفاق على التأكيد، اولا من قبل الرئيس الحريري على دعم الصناعة اللبنانية، والقيام بكل الاجراءات الممكنة في الادارة اللبنانية لتنفيذ وتطبيق هذه المراسيم وهذه التعاميم مجددا، وذلك بإعطاء الأفضلية للصناعة اللبنانية في كل المناقصات والصفقات والمشتريات العمومية التي تجري، وسيصدر تعميم عن دولة الرئيس خلال اليومين المقبلين يطلب فيه من كل الإدارات اللبنانية التي لديها مشتريات ومناقصات ان يتم الالتزام بهذا الامر. كما تم الاتفاق على إيراد حق وشرط الافضلية للصناعة اللبنانية في دفاتر الشروط، حيث أبدت كل المؤسسات التي كانت حاضرة والتي هي مؤسسات بعضها يخضع لادارة المناقصات وبعضها الاخر لا يخضع لهذه الادارة، تم الالتزام واعلان ذلك بأنها سوف تلتزم في هذا الامر وفي دفاتر الشروط، وبالتالي هذا الامر يصبح ملزما في كل المشتريات".

وقال: "كذلك جرى الاتفاق والإيعاز من قبل الرئيس الحريري الى ادارة المناقصات، بالالتزام بهذا الامر والتدقيق في كل دفاتر الشروط التي تأتي الى ادارة المناقصات لضمان التزامها في هذا الامر. وأبلغ الرئيس الحريري ادارة المناقصات ممثلة برئيسها جان علية، ان اي دفر شروط لا يعطي الأفضلية للصناعة اللبنانية، بأن لديه الصلاحية لردها ورفضها وإعادتها الى المؤسسة المعنية. كذلك تم التأكيد على التزام كل المؤسسات بالمواصفات اللبنانية التي تصدر عن مؤسسة "لبنور" مؤسسة المواصفات والمقاييس اللبنانية. واكدت المؤسسات العسكرية والامنية التزامها بهذا الامر، وبعض هذه المؤسسات سبق وباشر في هذه الاجراءات على مستوى التغذية وغيرها في الجيش مثلا، وتم طلب إعطاء الأفضلية في مسألة الأدوية والمعدات والألبسة والأحذية والحاجات الخاصة للمؤسسات العسكرية والأمنية".

أضاف: "اخيرا، تم الاتفاق على ان ديوان المحاسبة سيدقق لاحقا في كل المناقصات والصفقات العمومية لجهة تأكيد التزامها بهذا الامر، واذا كان هناك مناقصات لا تلتزم بهذا الامر فلدى ديوان المحاسبة الصلاحية الكاملة بناء على التعميم الذي سيتم تأكيده وإرساله من قبل رئاسة مجلس الوزراء لرد هذه المناقصات".

وتابع: "أشكر الرئيس الحريري على هذا الاجتماع وعلى جهده ووقته واهتمامه بالموضوع، كذلك كل الإدارات المعنية، وآمل ان نكون في اجتماع اليوم دخلنا منعطفا مختلفا في التعاطي مع الصناعة اللبنانية بالحد الادنى، والدولة التي هي الأجدر والأولى والأكثر مسؤولية في تطبيق هذا الامر ودعم الصناعة اللبنانية".

سئل: ماذا عن تصدير الصناعة اللبنانية عبر المعابر البرية من خلال الاراضي السورية؟

اجاب: "هناك مشكلة مع سوريا، اعتقد انها ابتزاز سياسي لكل اللبنانيين، النظام السوري لا يريد ان يسمح للبنان بالتصدير الا من خلال وضع شروط سياسية وجدول اعمال سياسي اولها الاعتراف بالنظام، اقترحت تفاديا لهذا الامر وطلبت رسميا من مجلس الوزراء إقرار مبلغ لدعم للصادرات الصناعية اسوة بالمبلغ الذي اقر للصادرات الزراعية. وبذلك نكون نعفي انفسنا اولا من المخاطر الامنية لان ليست كل شركات التأمين توافق على تغطية مخاطر المرور عبر الأراضي السورية ولان الحرب لم تنته، ثانيا الكلفة العالية حيث أصبحت مضاعفة عشرات المرات وهذا جزء ايضا من الابتزاز، ولم يعد هناك فرق كبير بين التصدير عبر البر والبحر، ثالثا لكي لا نخضع انفسنا لهذا الامتحان من الابتزاز السياسي أرسلت هذا الامر الى مجلس الوزراء. لا اعتقد ان المشكلة محصورة في هذا الامر هناك إجراءات اخرى تقوم بها وزارة الصناعة كما ان هناك إجراءات تستطيع ان تقوم بها الإدارات اللبنانية ووزارة الأشغال ووزارة الصناعة والجمارك والمرفأ تخفف عن الصناعيين اعباء وتعفينا من الكثير من الامور".

وزير السياحة

واستقبل الرئيس الحريري وزير السياحة اواديس كيدانيان، وعرض معه الاوضاع العامة وشؤونا وزارية.

 

الحريري استقبل وزير المهجرين وعرض مع ابراهيم الاوضاع الامنية

الإثنين 18 آذار 2019/وطنية - استقبل رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري بعد ظهر اليوم في السراي الحكومي وزير المهجرين غسان عطالله وعرض معه شؤون وزارته.

والتقى ايضا المدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم وبحث معه الاوضاع الامنية العامة في البلاد.

 

الحريري استقبل وزيرالاشغال وعرض معه الاوضاع وشؤون وزارته

الإثنين 18 آذار 2019/وطنية - استقبل رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري مساء اليوم في السراي الحكومي وزير الأشغال العامة والنقل يوسف فنيانوس، وعرض معه الأوضاع السياسية في البلاد، وشؤونا تتعلق بالوزارة، والمهمات التي تقوم بها في مختلف المناطق لإصلاح وترميم الأضرار التي تسببت بها العواصف والسيول.

 

الراعي ترأس قداسا إحتفاليا في عينطورة: وجود النازحين لأجل غير معروف أكثر تهديدا إقتصاديا وسياسيا وإجتماعيا وأمنيا

الإثنين 18 آذار 2019/وطنية - ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، مساء اليوم، قداسا إحتفاليا دعا إليه معهد القديس يوسف في عينطورة بمناسبة عيد شفيعه، عاونه فيه المطرانان بولس صياح وحنا علوان ولفيف من المطارنة والآباء، في حضور وزير الاقتصاد والتجارة منصور بطيش والنواب شامل روكز، شوقي الدكاش، روجيه عازار، أنطوان حبشي وجوزف إسحاق ونواب ووزراء سابقين وفعاليات عسكرية ودينية ونقابية ومؤمنين.

حداد

في بداية القداس كانت كلمة ترحيبية للرئيس الإقليمي للآباء اللعازريين في الشرق الأب زياد حداد قال فيها:" في ظل الوضع الصعب الذي يعيشه لبنان، هذه الواحة الصغيرة من السلام النسبي التي تحيط بها الحروب وثمارها من البؤس والفقر والعنف، وفي ظل الأزمة الإقتصادية الخطيرة التي يمر بها وطننا والتي تضع 23% من سكانه تحت عتبة الفقر والتي ألقت بالفعل 25% من شبابه في مخاطر الهجرة، إنه لأمر معز حقا أن نرى أبا حاضرا بفعالية بين شعبه لقيادة البلاد، من دون خوف أو وهن، وعصا الراعي في يده."

عظة الراعي

بعد تلاوة الإنجيل المقدس ألقى الراعي عظة قال فيها:

"1. عاش يوسف، خطيب مريم وزوجها الشرعي بحسب الشريعة، حالة من الحيرة والقلق أمام سر حبل مريم ودعوتها السامية لتكون وهي عذراء، أم ابن العلي، إذ اعتبر نفسه خارج هذا التصميم الإلهي، فلكي لا يعرقل تحقيقه، قرر تخليتها سر بعيدا عن القضاء، حفاظا على كرامتها وقدسية المولود منها. "وما إن فكر بهذا، حتى تراءى له ملاك الرب في الحلم" (متى1: 19-20)، وكشف له دوره ومكانه في هذا التصميم الإلهي: فقد اصطفاه الله زوجا لمريم ليضمن حضورا أبويا ليسوع، وشريكا لها في تحقيق السر الإلهي. "فلما قام من النوم أتى بها إلى بيته" (متى 24:1). أخذها مع سر أمومتها كله، ومع الإبن الموشك أن يولد منها بفعل الروح القدس. وبذلك اؤتمن على أثمن كنوز الله الآب، أي الكلمة المتجسد وأمه الفائقة القداسة (راجع البابا يوحنا بولس الثاني: حارث الفادي، 1 و 2).

2. يسعدنا أن نحتفل معكم، جريا على العادة الحميدة، بهذه الليتورجيا الإلهية، إحياء لعيد القديس يوسف شفيع هذه المدرسة في عينطوره العزيزة. وقد شاء رئيس المدرسة عزيزنا الأب سمعان جميل وجمهور الآباء أن يكرم هذه السنة موظفو المدرسة التقنيون. فإني أحييكم أيها الأحباء وأشكركم على خدمتكم في هذه المدرسة الزاهرة، ومن بينكم من يعمل فيها منذ إحدى وخمسين سنة. ويطيب لي أن أحيي أبناءنا الأعزاء الآباء اللعازريين وعلى رأسهم الرئيس الإقليمي للشرق الأب زياد حداد الذي أشكره على الكلمة اللطيفة التي وجهها في بداية هذا القداس الإلهي. وأحيي رئيس المدرسة والقيمين عليها وهيئتيها الإدارية والتعليمية. إنا نهنئكم بعيد القديس يوسف الذي رافق هذا الصرح التربوي، في كل مراحله وظروفه، منذ تأسيسه سنة 1834 بعناية الأب فرنسيس Le Roy. ومن المعلوم أن القديس يوسف يحرس هذا المكان منذ سنة 1657 عندما أسس فيه الآباء اليسوعيون "إرسالية القديس يوسف" هنا في عينطوره. ثم في سنة 1783، وهي سنة وصولهم إلى لبنان، تسلم الآباء اللعازريون، المعروفة رهبانيتهم "بجمعية الرسالة"، هذه الإرسالية، بقرار من الكرسي الرسولي وحولوها إلى ملجأ لإيواء المصابين بالأوبئة والهاربين من الحروب، ثم إلى مركز لاستقطاب المستشرقيين أمثال: Volney و Lamartine و Benoit وسواهم، وأخيرا إلى مدرسة مع الأب فرنسيس Le Roy، بدعم من الفاتيكان وفرنسا والبطريركية المارونية.

3. إن القديس يوسف، الذي ارتضى بفرح حراسة يسوع وتربيته وإعالته، أصبح حارس جسده السري الذي هو الكنيسة. وبهذه الصفة كان حارسا على مدى السنين لهذا الصرح التربوي الذي ما زال يخرج الأجيال تلو الأجيال مزودين بالعلم الرفيع والقيم الروحية والأخلاقية والوطنية منذ مئة وخمس وثمانين سنة. هؤلاء الخريجون حلقوا في سماء الوطن وخارجه بما اكتسبوا فيما بعد من اختصاصات ومهارات واختبارات، وبما حققوا من إنجازات على كل صعيد، لا يستطيع أحد أن يحصيها. لكنها كلها معروفة عند الله، ويرتضيها. ويعود الفضل في تربية هذه الأجيال إلى الآباء الذين تعاقبوا حتى يومنا على الإدارة والتعليم والتوجيه في هذه المدرسة، وإلى الهيئات التعليمية التي تفانت في العطاء العلمي والتربوي إلى اليوم، وإليكم أنتم، أيها الموظفون التقنيون المكرمون اليوم، وإلى الذين سبقوكم.

إننا معكم جميعا نرفع هذه الذبيحة المقدسة، ذبيحة شكر لله على عنايته القدوسة، وذبيحة تكريم للقديس يوسف طالبين شفاعته لينعم الله عليكم بفيض من نعمه، وعلى المدرسة بالمزيد من التقدم والنجاح.

4. يعلمنا بيان الملاك ليوسف في الحلم أن الله يرافق خطوات كل إنسان خطوة خطوة ليلا ونهارا، لأنه يريده معاونا له بدور خاص في تحقيق تصميم الخلاص، على مثال مريم ويوسف، وأنه يكلمنا في اليقظة والنوم، موحيا إلينا مخططه. فلا بد من أن نكون دائما في حالة إصغاء لما يقول لنا الله ويوحي في كلامه وإيحاءات الروح القدس، وفي تعليم الكنيسة وأحداث الحياة اليومية.

5. في الليلة التي أخذ فيها يوسف قرار تخلية مريم سرا وحبيا من دون اللجوء إلى القضاء، ولو فعل عند الصباح، لكان عطل تصميم الله مع كل نتائجه الاجتماعية الوخيمة على مريم من دون زوج، وعلى يسوع من دون أب، تدخل الله عبر ملاكه في الحلم. هذا يعني من جهة يوسف أنه صلى في تلك الليلة الحاسمة مستلهما النور الإلهي، ومن جهة الله الحاضر إستجاب صلاته وكشف له السر المكتوم منذ الدهور. فكان القرار الإلهي الجديد الصائب البديل عن قراره الشخصي الهدام، فعمل بموجبه عند الصباح.

6. كم من أمثولة يترك لنا هذا الحدث! أولا، ينبغي أن نعود دائما إلى الله بالصلاة والاستنارة قبل اتخاذ أي قرار حاسم في حياتنا المسيحية والعائلية والاجتماعية والسياسية، وبخاصة عندما يتعلق الأمر بدعوتنا ورسالتنا ومسؤولياتنا، وعندما يكون لقرارنا نتائج على غيرنا. أقول هذا وببالي الأزواج المتسرعون في طلب إبطال زواجهم، وهو في الأساس سر مقدس كرسه الله، وارتضياه بعهد حب، وحصناه بعقد أمام الله والكنيسة والمجتمع، فأصبحا خادميه لا سيديه. وببالي أيضا الأشخاص الذين واللواتي دعوا إلى الكهنوت وكرسهم الله بالميرون والنعمة، أو دعوا إلى الحياة المكرسة فاعتنقوها بنذور أمام الله والكنيسة. هؤلاء أيضا مدعوون للصلاة واستلهام الروح القدس للثبات بوجه المصاعب، ولعدم التراجع والإخلال في واجبات الحالة.

والأمثولة الثانية هي أن الله يستجيب صلاتنا النابعة من القلب. ولكنه يلبي مطلبنا في ما هو الأفضل لنا ويندرج في تصميمه الخلاصي، كما فعل مع يوسف البار. هذا هو جمال الصلاة وسرها.إنها ضرورية في حياتنا، ولذلك علمنا المسيح بمثله كيف نصلي، وعلمنا صلاة "الأبانا" وفي ذروتها "لتكن مشيئتك".

والأمثولة الثالثة أن نقبل بما يوحيه لنا الله، وبما يطلبه منا، انطلاقا من واجب كل واحد وواحدة منا ومسؤوليته، ولو أتى مخالفا لتصميمنا ورغبتنا، وأن نضعه موضع العمل، مثل يوسف الذي "قام من النوم وصنع كما أمره ملاك الرب" (متى 24:1).

7. لو يصلي السياسيون عندنا إلى الله صلاة صادرة من القلب، ويستلهمونه في أقوالهم وأفعالهم وممارسة مسؤولياتهم، لكانت البلاد على غير ما هي اليوم من تراجع إقتصادي، وفقر مادي، وفوضى في الحكم، وإهمال للخير العام ولمصالح الشعب. ولو يصلون حقا إلى الله، ويصغون إلى نداءاته في ضميرهم ومن خلال حاجات الشعب والبلاد، ويستلهمونه، لوجدوا مخارج للأزمات السياسية والإقتصادية والإنمائية، ووحدوا الرؤية والقرار، وباشروا إلى العمل بدلا من المناكفات والخلافات والنزاعات والإنقسامات حول أبسط الأمور على حساب الوطن والشعب. هذه النزاعات والإنقسامات تعيدنا إلى ماض ظنناه قد انطوى بصفحاته السود.

8. إننا نكل إلى حماية القديس يوسف، الذي سهر على "البيت الإلهي" في الناصرة، حراسة بيتنا الوطني المشترك، ليحميه من العثرات، وهو أمام تحديات كبيرة تمس كيانه ومستقبله، أهمها: الأزمة الإقتصادية والمالية الآخذة في الخطورة، وقضية عودة الإخوة السوريين النازحين إلى بلادهم وقد أصبح وجودهم، لأجل غير معروف كما هو ظاهر، أكثر تهديدا إقتصاديا وسياسيا وإجتماعيا وأمنيا، والفقر المتزايد في صفوف الشعب مع تنامي حالات البطالة، وهجرة الشبيبة وخيرة قوى الوطن الحية إلى عوالم أخرى تضمن لهم مستقبلهم ومستقبل عائلاتهم. ونكل إلى حمايته كل عائلة مسيحية لكي تظل شعلة الإيمان حية فيها، فتحافظ على كيانها ككنيسة بيتية تصلي وتعلم الصلاة، وكمكان لتجليات إرادة الله وتحقيق تصميمه الخلاصي. وإذ نرفع إلى القديس يوسف البتول صلاتنا، نؤدي معه نشيد المجد والتسبيح للثالوث القدوس الذي اختاره وقدسه، الآب والابن والروح القدس، الآن وإلى الأبد، آمين.

 

ندوة حوارية حول مؤتمر CEDRE وما يجب أن نعرفه

محاضرة للدكتور سامي نادر/18 آذار/19

استضاف مركز Politica الدكتور سامي نادر في ندوة حوارية حول مؤتمر CEDRE وما يجب أن نعرفه، حيث ألقى محاضرة دقيقة تبعها نقاش مستفيض من المشاركين.

وذلك  يوم الخميس 14 آذار 2019. وقد حضر الندوة كلٌ من السيدات والسادة: احمد سنكري، احمد فتفت، بول موراني، توفيق كسبار، جاي السنكري، حسان قطب، حسن عبود، حنا صالح، خليل طوبيا، ربى كبارة، رجينا قنطرة، رضوان السيد، رلى موفق، سام منسى، سامي شمعون، سامي نادر، سمير عبد الملك، سمير مسعد، سوزي زيادة، سيرج بو غاريوس، صلاح حنين، طانيوس شهوان، طوني حبيب، علي ابو دهن، غازي يوسف، فاتنة السنكري، فارس سعيد، فيليب دو بسترس، لقمان سليم، لينا حمدان، محمد البارقي، منى العتيبني، مياد حيدر، ناجي سابق، نبيل دو فريج، وسام ابو حرفوش.

 في ما يلي النصوص والنقاشات.

رحّب الدكتور فارس سعيد بالضيوف وممثلي السفارة السعودية وقال انا من خلال هذه الندوة سنحاول الاجابة عن بعض الأسئلة حول موضوع مؤتمر CEDRE، وتابع:

منذ مؤتمر أصدقاء لبنان في واشنطن في 16 كانون الاول 1996 ينقسم الرأي العام السياسي حول وجهتيّ نظر:

الأولى، تدعو إلى ارتباط لبنان بمشاريع شراكة اقتصادية ومالية مع المجتمع الدولي وبالتحديد مع دول اوروبية وعربية مانحة ومسهّلة لمشاريع إنمائية وإنتاجية في لبنان؛

والثانية، تعتبر ان هذا الارتباط يشكّل خطراً على لبنان بحيث أنه يحدّ من حرية حركته السياسية بحكم الديون، ويعمل على إبقاء اقتصاد لبنان خارج "التدويل" بحجّة - "استقلال القرار السياسي"!

لقد عبّر عن هذا التباين بشكلٍ واضح وليد جنبلاط في صيف الـ2000 وبعد الانسحاب الاسرائيلي من الجنوب حين قال: "علينا أن نختار بين هانوي وهونكونغ"، من أجل تحديد البوصلة والاتجاه لاقتصادنا الوطني!

وبشكلٍ أوضح هناك من يقول "بتدويل" الاقتصاد لأن لا حلّ لأزمة الاقتصاد اللبناني إلا من خلال التدويل؛

بمعنى أنه حين يكون لبنان في مواجهة أو على عداء مع دوائر القرار العربية والدولية عندها لا يمكن ان ننقذ الاقتصاد اللبناني، على هذه الشراكة أن تكون قائمة وقوية.

وهناك من له وجهة نظر مختلفة ويعلن رفضه "التدويل". ونرى بالحد الأدنى في الاحداث السياسية زيارة الرئيس الايراني الاخيرة إلى العراق وبحثه عن فتح أسواق جديدة للمنتجات الايرانية في الاسواق العربية وربما أيضاً في هذه اللحظة السياسية الحرجة في لبنان هناك مسعى لمحاولة احتواء مؤتمر CEDRE ومحاولة ربط لبنان باقتصاد قد لا يكون مناسباً لوجهة النظر العربية والدولية. 

يناقش اليوم الدكتور سامي نادر وهو خبير اقتصادي.

وبكلمتين سأسرد عليكم كيف تعرّفت على سامي نادر: كنا في مرحلة التحضير لـ"قرنة شهوان" وكنا نعمل على كتابة البيان التأسيسي للتجمّع، والذي كان انطلق وقتها كتجمّع مسيحي لكن بهدف الحوار الوطني والتلاقي مع الشريك المسلم. وقد شمل البيان بطبيعة الحال الامور الداخلية لكنه تطرّق أيضاً للأمور العربية. وقد لا يتذكر البعض، إنما أتى البيان التأسيسي لـ"قرنة شهوان" على ذكر المطالبة باستقلال فلسطين وعاصمتها القدس. وقد وقّع على هذه البيان أركان المجتمع المسيحي في لبنان وقتها. وكان سامي نادر من الاشخاص الذين لعبوا دوراً أساسياً في صياغة النص، ولكنه خرج من التجمع على طلب من التيار الوطني الحرّ لأننا اعتمدنا في صياغتنا للبيان على اتفاق الطائف. آنذاك كان التيار معارضاً للاتفاق بشكل واضح. هذا الرجل دفع غالياً ثمن قناعاته خلال هذه المرحلة وهو من أشد المدافعين عن الشرعية الدولية والتي تؤكد وتؤمّن استقلال لبنان وتعطيه الفرص للخروج من محنته الاقتصادية اليوم. نحن طالبنا بالشرعية الدولية بعد اغتيال الرئيس رفيق الحريري وذهبنا إلى المحكمة الدولية لأننا اعتبرنا أن المحاكم اللبنانية آنذاك غير قادرة على البت في هذا الموضوع. اليوم وكما قلت في مقدمتي أنه هناك وجهتي نظر لمقاربة الازمة- تدويل الاقتصاد اللبناني من خلال شراكة متوازنة ولكن هذا لا يعني التحاق لبنان بمن يعطينا المال بل التدويل من أجل انقاذ هذا الاقتصاد وانقاذ ما تبقى لنا من استقرار مالي واقتصادي أو الحاق لبنان بمحور اقليمي يريد منّا ربما مواجهة العالم العربي اولاً ومن ثم مواجهة المجتمع الدولي.

يسرّنا في مركز Politica استضافته، أهلاً بالدكتور سامي، تفضّل الكلمة لك.

د. سامي نادر

صباح الخير، انا سعيد بوجودي اليوم معكم وتاريخ اليوم رمزي ايضاً وزيز جدا على قلوبنا، وهو أهم حدث في تاريخ لبنان الحديث، لكن الموضوع الذي ستناوله اليوم موضوع مهم جداً. ونحن كـ14 آذار لم نعط الجانب الاقتصادي الاهتمام اللازم ربما، بل كان الاهتمام بالجانب السيادي وعلى استرجاع مقومات السيادة الوطنية. ولكن الاخطار المحدقة اليوم لربما أهمها هو الخطر الاقتصادي أو حتى خطر الانهيار اللبناني إذا لم نستطع اقتناص الفرصة المعطاة والمتاحة لنا اليوم. ومن المهم لفت النظر إلى أن المجتمع الدولي مهتم بنا اليوم ليس من جانب اهتمامه بمصالحنا بقدر اهتمامه بمصالحه الخاصة لا سيما فيما يتعلّق بأزمة اللاجئين السوريين، لذلك قرر تقديم مساعدات من خلال مؤتمر CEDRE للدولة اللبنانية، وهذا سيكون مرتكز النقاش اليوم. أقول أن هذه الفرصة الوحيدة اليوم المتاحة، ولكنني لست متأكداً من قدرة السلطات اللبنانية على التقاط هذه الفرصة لأن المساعدات الاقتصادية المطروحة على لبنان مرتبطة بسلّة من الاصلاحات- هناك اصلاحات اقتصادية هيكلية ولكن هناك حد أدنى من الاصلاحات السياسية ايضاً. (سياسة النأي بالنفس وما هو ظاهر حتى اليوم منذ تشكيل الحكومة يناقض هذا الالتزام الذي أخذته الحكومة على عاتقها كما أن هناك أيضاً خطوات عملانية لم تقوم بها الحكومة أو حتى تناقض الشروط أو الالتزامات التي يجب أن يقوم بها لبنان هيكلياً على المستوى الاقتصادي). ولكن قبل الدخول في هذا النقاش لنقوم بقراءة اقتصادية لما هو الوضع اليوم، سأختصر قدر المستطاع مع التركيز على الامور الأساسية كمقدمة لمؤتمر CEDRE - ما هي الخلفية الاقتصادية لمؤتمر CEDRE، ما هو المؤتمر وماذا يطرح، ما هي المساعدات ومن هي الدول المانحة وما هي الاصلاحات المطلوبة.

على المستوى الاقتصادي يعاني لبنان اليوم من مشكلة أساسية تسمى TWINDEFFISIT أي توأمة العجزين. هناك عجز في خزينة الدولة اي نحن ننفق أكثر مما نجبي، هذا من جهة، وهناك عجز في ميزان المدفوعات أي هناك أموال (عملات صعبة) تخرج من لبنان أكثر من الأموال التي تدخل إليه.

ما هي مسببات عجز ميزان الخزينة: بداية في الارقام، العجز الذي كان متوقعاً لهذا العام (5 مليارات دولار) يبدو أنه سيتجاوز الـ 7 مليارات، أي تقريباً 11% من الناتج المحلي (الناتج المحلي هو 54 مليار دولار)، و11% وحسب كل المعايير هو رقم خطير جداً بينما في اوروبا المعيار هو 3% اي تخطينا المعيار بأربع مرات. (ملاحظة من د. احمد فتفت: هذا العجز في الخزينة أو في الموازنة؟) هذا الذي حُقق أي الخزينة اما الموازنة فهي ماذا يتوقّعون. ملاحظة بمكانها. بخصوص هذا العجز، في 2018 عندما كانوا في CEDRE وقبل موازنة الـ2018 التزموا تخفيض العجز بنسبة 1%، على ان خلال خمس سنوات المفروض تخفيض العجز بنسبة 5% (وهذا من شروط CEDRE) علماً انه كان 9%، ورغم هذا الالتزام أتت موازنة 2018 لتزيد النفقات بنسبة 30%. ويظهر من الارقام، ونحن ما زلنا ضمن موازنة 2018، أن العجز سيتجاوز الـ7 مليار دولار، ما يعني أننا قفزنا فوق الـ10% من الناتج المحلي. وما يعني أن الالتزامات التي اعطيت والتي هي ضمن شروط CEDRE لم يتم الوفاء بها وهذا امر مقلق جداً.

ما هو سبب العجز وكيف هو مركّب؟ هناك ثلاثة بنود تتآكل بسببها الموازنة، البند الاول هو الرواتب؛ وهو يشكّل 32-33% من نفقات الدولة (دون ذكر النفقات الادارية) تذهب رواتب أجور، البند الثاني هو خدمة الدين كذلك 32-33% ثالث بند هو قطاع الكهرباء ويأتي بنسبة 8%. ما يعني 74% من الموازنة وهذا لم يكن كذلك، ومع اضافة النفقات الادارية لا يبقى للنفقات الاستثمارية إلا 1.4%. وهذا الرقم أي 1.4% يذهب فقط إلى الاستثمار في الناتج المحلي! أي الاستثمار في خلق الثروة. وهنا تكمن أهمية مؤتمر CEDRE، وأنا أصور المؤتمر على أنه الفرصة الاخيرة ولكن هذا لا يعني انه لا توجد تحديات أساسية. للاختصار، آخر أربع سنوات ومع تراكم عجز الخزينة في هذه السنوات يصل لـ20 مليار دولار بينما زاد الناتج المحلي ب 4 مليار دولار، (اي الاقتصاد نما بـ4 مليار دولار بينما العجز نما بـ 20 مليار) وهنا السؤال الذي يُطرح هل هذه الاموال التي تُصرف تخلق الثروة بالطبع ليس بالنسب المطلوبة. وهنا لبّ المشكلة. نحن في اقتصاد لا يخلق ثروة، أن الدين الذي يتراكم لا يتراكم مع خلق ثروة في المقابل. ما يعني ان الاموال تذهب بغير الاتجاه المطلوب. انا أشدّد على هذه النقطة لانكم ستسمعون بالمقابل من يقول ولكن هذه الرواتب تصرف وهي بالتالي تزيد الانتاج، نعم ولكن ليس بالنسب المطلوبة. المطلوب خلق فرص عمل وليس حشو القطاع العام بالوظائف. وهنا الفرصة التي يعرضها CEDRE، فمع تقلص الهامش المالي FISCAL SPACE وهو اصبح غير موجود اليوم وهو الهامش الذي يسمح للحكومة  بالاستثمار بالاقتصاد هنا أتت الفرصة من المجتمع الدولي، ولولا وجود عامل اللاجئ السوري لما أتت. اذا هذا هو الوضع على مستوى المالية العامة.

على المستوى الثاني للعجز وهو الأمر الجديد على اقتصاد لبنان- العجز على مستوى ميزان المدفوعات. لطالما كان في لبنان عجزاً في الميزان التجاري. اليوم هو بحدود 17 مليار دولار، نستورد بحدود 20 مليار دولار وكنّا نصدّر بـ 4 مليار (مؤخراً 2018 اقل من 3 مليار دولار). هذا عجز هيكلي. هذه أموال تخرج من الجسد الاقتصادي اللبناني، ولكن كنا نعوض بالتحويلات (7 مليار دولار)، بالتصدير، بالتصدير الداخلي -السياحة وكنّا نحقق فائض يغطي بحدود 3-4 مليار دولار. منذ العام 2011 اصبح العجز يشكل رصيد سلبي. انعدمت السياحة أو خفّت بشكل كبير جداً التحويلات تقلّصت ايضاً في السنتين الاخيرتين ومع العقوبات ايضاً، كما ان التصدير تقلّص مع الازمة السورية وأزمة الخليج. اذا هذا العجز الجديد اصبح نمط مستدام على فترة ثماني سنوات باستثناء سنة 2017 بنتيجة الهندسة المالية. المشكلة اصبحت هيكلية تتطلب المعالجة. اعطاء الأمل انه اذا تم استخراج النفط يغطى هذا العجز غير جدّي فهذا الامر هو ليس قبل 5-6 سنوات وهذا اذا تم اقرار القوانين اليوم. وهذا العجز أصبح يشكل ضغط على الاقتصاد اللبناني وهذا العجز كان سبب خطة مكنزي أو السبب الذي دفع إلى اصدار تقرير مكنزي. وباختصار هذه الخطة هي ايجاد الحلول من أجل اصلاح الاقتصاد وايجاد السبل الكفيلة بجذب الاستثمار إلى القطاعات.

على المستوى الثالث يأتي الوضع النقدي ووضع المصارف. ليس خافياً على احد القول أن نسبة ارتفاع الفوائد في القطاع المصرفي تقوض القطاع الخاص وهو القطاع المحرك للنمو في البلد والقطاع المنتج. لقد أصبحت المصارف شبابيك للمصرف المركزي لا أكثر، أي ان المصارف تحوّل الودائع أو قسم كبير منها لتمويل سندات الخزينة، وهذا وجه من الاقتصاد الريعي. والاقتصاد الريعي له وجهان، الوجه الاول هو تحويل الاقتصاد لتمويل القطاع العام مع كل فساده وهدره والوجه الثاني هو تقاضي الناس لرواتب من الدولة: اين القيمة المضافة واين خلق الثروة؟ أين الاموال التي يجب أن تذهب إلى الاستثمار في القطاع الخاص والناتج المحلي؟ غير موجودة. ففي هذا الاقتصاد الريعي لدينا المصارف التي تحقق ارباح ولكن ارباح من العمليات المالية مع المصرف المركزي وليس في الاستثمارات. الاستثمارات في القطاع الخاص شبه معدومة اليوم. صحيح انه يوجد 30 مليار دولار استثمارات في القطاع الخاص ولكن هذا الامر قديم وفي السنوات الثمانية الاخيرة لم ينمو هذا الرقم إلا بشكل بسيط جداً. لقد تراجع الاستثمار في القطاع الخاص بنسبة 30% وهذا الرقم هو الذي قدّمته الحكومة في مؤتمر CEDRE، وايضاً النفقة الاستثمارية للحكومة في هذه السنوات كانت 1.4% وهذه الارقام هي للحكومة في تقريرها للمؤتمرين. اذا هذا الاقتصاد الريعي الذي يعيش على الربح من الاستثمار في سندات الخزينة والتي لا تذهب إلى استثمارات منتجة وجزء منها يمتصها الهدر والفساد. هذا هو الاقتصاد الريعي وهذه سياسة "لحس المبرد".

المستوى الرابع هو الاقتصاد. معدل نمو الاقتصاد منذ 2011 هو 1.5%. لكن هذا النمو يعتبر ركوداً بالمقارنة مع معدل النمو العالمي الذي هو 2.4-2.5%، وذلك دون الاخذ بالاعتبار 1.5 مليون لاجئ سوري الذين لو فقط أكلوا وشربوا قهم يحركون عملية النمو، وإذا اخذنا النمو Per Capita اي نسبة لعدد السكان فنحن نعيش في حالة ركود. نسبة البطالة في لبنان وفقاً لليونيسف هي 30% وهذا الرقم ايضاً في تقرير الحكومة في CEDRE. لبنان بحاجة سنوياً إلى 40 الف فرصة عمل بينما يقدم لبنان فقط 3500 فرصة عمل ما يعني أننا في نقص لـ 36.500 فرصة عمل.

فإذا تكلمنا عن ركائز الاقتصاد الوطني، ولبنان بحالة يمكن تشبيهها بالكرسي ذي اربع ركائز ثلاثة منها معطوب ويقف فقط على ركيزة واحدة التي تتمثّل بالاستقرار النقدي لكن الكلفة الذي يتكبدّها غالية جداً تمثّلت بارتفاع قيمة هذه الفائدة إلى 18%، ما يعني اننا نتجه إلى منطقة خطرة جداً اقتصادياً وتهدد بالانهيار. هنا أتى مؤتمر CEDRE، فما هي حسناته. بداية يربط المؤتمر المساعدات بالاصلاحات، أي لا مساعدات بدون اصلاح فلا مساعدات تذهب لتمويل الفساد والهدر. الاهمية تكمن في ان الاستثمارات توظّف في قطاع البنى التحتية اي هذه الاستثمارات ستزيد من الانتاجية وستشكل محرك للنمو الاقتصادي، وهناك ايضاً تركيز على خلق فرص عمل ودعم القطاع الخاص الذي كان مهمشاً في السنوات الماضية. هذه هي حسنات CEDRE. لكن هذا المساعدات هي ديون، ولقد كان افضل للبنان لو استطاع جذب الاستثمارات دون الاستدانة للقطاع الخاص، فلو كان لبنان بحالة سياسية مستقرة وهناك ثقة باستقراره لكان استطاع جذب هذه الاستثمارات ولكن بغياب هذه القدرة فهو مضطر للاستدانة وهذه الديون هي عبء على الاقتصاد اللبناني ولذلك يجب ان تكون ادارة هذه الديون شفافة ودقيقة.

كيف توزّع هذه الاموال. هناك مرحلتان، اول دفعة هي 11 مليار والثانية 6 مليارات. ما يعني 17 مليار دولار موزعة بالشكل التالي: قطاع الصرف الصحي والمياه بحدود 5.5 مليار، قطاع النفايات 1.5 مليار، قطاع النقل ويشمل الطرقات تحسين وتطوير والمطار الدولي 5.6 مليار، قطاع الكهرباء 3.5 مليار، قطاع الاتصالات 700 مليون وقطاع السياحة 339 مليون، المجموع 17 مليار 253 مليون دولار. مصادر التمويل مقسمة على الشكل التالي: البنك الدولي 4 مليار، البنك الاوروبي للاستثمار مليار دولار، البنك الاسلامي للتطوير 0.75 مليار، البنك الاوروبي 1.35 مليار، السعودية مليار، فرنسا 150 مليون باقي الدول 700 مليون وغيرهم.

د. غازي يوسف

يجب لفت النظر إلى ان التمويل لن يأتي على دفعة واحدة بل على عدة سنوات، بمعنى أن الـ17 مليار غير انها مقسمة على مرحلتين هناك خطة موضوعة للتمويل على فترة طويلة. فهناك فترة سنتين إلى ثلاث سنوات من اجل انشاء المعامل مثلاً، ومن أجل أن تكون عملية الانفاق هادفة لخلق فرص عمل وزيادة الانتاجية وتؤسس لأرضية خصبة من اجل جذب مزيد من الاستثمارات. يعني هذا برنامج طويل الامد وهو برنامج إذا نجحنا في تنفيذ الاصلاحات والوعود والالتزامات يمكن ان يساعد في الخروج من الازمة الاقتصادية في فترة لا تقل عن خمس سنوات.

د. سامي نادر

هذا صحيح. اريد ان اضيف أن اولوية الاولويات هي الاصلاحات. أول اصلاح مطلوب هو تخفيض العجز في المالية العامة 1% سنوياً لتصل بعد خمس سنوات 5% على الناتج المحلي. لكن ما قامت به الحكومة في 2018 هو عكس ذلك للأسف ولا يبدو انها تنوي التقيد بما وعدت به. فموازنة الـ2018 والتي هللوا بتقديمها أتت مع زيادة في النفقات وليس تخفيضها، فاذا كانت السلطة جديّة في الاصلاح الاول فيجب البدء اولا بإصلاح قطاع الكهرباء والعمل على مستوى الرواتب والاجور. فتخفيض العجز يمكن العمل عليه في هذين الاتجاهين الكهرباء والرواتب والاجور، اما خدمة الدين وهو الاتجاه الثالث فلا يمكن لنا تخفيضها للأسباب التي شرحتها في البداية مع زيادة الفائدة عالمياً وتنامي العجز. أولاً على مستوى الرواتب والاجور التي لا بد من اعادة النظر بأنظمة التقاعد والتي زاد بعضها بنسبة 120% وهذا امر لا يمكن للاقتصاد اللبناني ان يتحمّله وثانياً اصلاح قطاع الكهرباء. فلقد بدأ التراشق بتحميل المسؤولية من اليوم من قبل فريقين، فريق يقول بإيقاف التوظيف واعادة النظر بسلسلة الرتب والرواتب، مع العلم أن غالبية مجلس النواب صوت عليها برفع الأيدي، وفريق يدفع باتجاه إصلاح قطاع الكهرباء والصحيح أن يتم العمل بالاتجاهين سوياً بدون تأخير. واليوم اذا واكبتوا موضوع الكهرباء قضية البواخر لم نخرج منها، فقد طالعتنا الوزيرة المختصة بقطاع الكهرباء بأن موضوع البواخر سوف يتم تمديده لفترة سنتين كفترة انتقالية، علماً ان موضوع General Electric والذي ذكّر به السفير الفرنسي بمناسبة 14 تموز العام الماضي انه على طاولة CEDRE كان هناك طرح لتقليص عمل البواخر لفترة 9 اشهر مع طرح من شركة General Electric لتأمين التيار 24/24 خلال هذه الفترة وبكلفة أقل من 14 سنت للكيلو واط.

د. غازي يوسف

الحقيقة ان الذهاب الى اصلاح قطاع الكهرباء هو المخرج الوحيد. لانه لزيادة ايرادات الخزينة يجب ايجاد موارد. الضرائب التي ندفعها اليوم عالية جداً مقارنةً مع مستوى الدخل لدى المواطن. لذلك لا يمكن لوزارة المالية رفع الضرائب او خلق ضرائب جديدة. يمكن زيادة الايرادات من خلال معالجة ابواب الهدر والتي تلقائياً تزيد من الايرادات مثل المرفأ والمداخل الحدودية البرية ووقف التهريب وثانياً من خلال تحسين عملية الجباية. فوزارة المالية عليها تحسين موضوع الجباية حيث ان في لبنان مناطق لا تخضع لي جباية ضرائبية. فالمناطق الخاضعة لقوى "حزب الله" و"حركة أمل" لا يعرفون ما هي الـTVA، وهذه امور يجب التركيز عليها من أجل زيادة الايرادات. والدول المانحة لن تركّز فقط على موضوع الاصلاحات بل ايضاً على موضوع تحسين الجباية الضرائبية والجمركية. كما أن موضوع سلسلة الرتب والرواتب هو أسوأ مما حصل لنا في حرب تموز. وبرأيي انه صعب اعادة النظر بما اقريناه يمكن العمل على توحيد "الصناديق" (قوى الامن، الجيش، امن الدولة، القضاء الخ) وبالطبع كما تفضلت قطاع الكهرباء. وقطاع الكهرباء اذا كان هناك جدية في معالجته يمكن تخفيض العجز او حتى مَحيُه لكن الذي هو ظاهر انه لا جدية فكما قلت ان موضوع البواخر فُتح من جديد لجلب بواخر جديدة بقدرة 400 ميغاوات وبصرف النظر عن المعامل وفتح الكلام عن استجلاب الغاز من سوريا. والمشكلة هي وضوح عدم جدية الفريق في قطاع الكهرباء، فالوزيرة الجديدة طلبت فترة ثلاثة اشهر للدراسة ولتقديم مشروع التأهيل بينما هي كانت الشخص الاول في الوزارة بعد الوزير لفترة اكثر من اربع سنوات!

د. سامي نادر

انا ما احاول لفت النظر اليه في موضوع الاصلاحات، وبالطبع تحسين الجباية الضرائبية هي امر اساسي، لكن الاولوية هي حصر النفقات وتحسين قطاع الكهرباء. ففي موضوع تحسين الجباية برأيي كمرحلة اولى انه يجب الانتظار لحين رفع مستوى النمو لأن مطالبة الشركات اليوم بتسديد الديون المترتبة عليها يمكن أن يتسبب بإقفالها. واليوم يوجد شركات عديدة عليها مستحقات ولكن أذا ما طالبتها بتسديدها فإنها ستفلس وتغلق أبوابها وتطرح موظفيها في سوق العاطلين عن العمل. (ملاحظة من د. احمد فتفت: المطلوب تعميم موضوع الجباية فكما قال زميلنا ان هناك مناطق لا تدفع). صحيح لكن خوفي انا من ان يؤخذ هذا الموضوع، وكالعادة، حيث هو أسهل في التطبيق وبالتالي نكون في عملنا هذا زدنا من المشكلة ولم نعالجها. فصندوق النقد طرح علينا زيادة الضرائب وتحسين الجباية صحيح ولكن طلب منا حصر النفقات وهذا اولوية. وهناك مثال على ذلك السنة الماضية زادت الحكومة الضرائب فكانت النتيجة ان عائدات الدولة انخفضت ففي حالة الركود عندما ترفع الضريبة تقفل الشركات الضعيفة.

ثالث نقطة وهي النظام التشغيلي Operating System  وهو نظام المحاصصة والذي لا يؤمن قواعد الحد الادنى من الحوكمة الجيدة. وهذا النظام هو عمق المشكلة وأظن ان CEDRE لم يلحظ هذه المشكلة. وهنا دور مجموعة كمجموعتنا في الاضاءة على الخلل.  فلا يمكن ان يعمل نظام من دون ان يكون هناك محاسبة اي بتوازن السلطات اين هي سلطة المعارضة التي تحاسب. في النظام التوافقي الوزير يحاسب وزير ولا يوجد مراقبة إذا التصحيح يجب أن يكون اولاً بقانون انتخاب يؤمن وصول معارضة تستطيع ان تحاسب والكف عن الحكومات التوافقية. فمحاربة الفساد تكون بضرب منظومة الفساد اي نظام المحاصصة الموجود في بلدنا وهو نظام مسهّل. يجب العمل على ايجاد أو خلق اطار مراقب بانتظار تجديد النظام السياسي من أجل مراقبة عمل السلطة في غياب المعارضة.

د. احمد فتفت

يجب لفت الانتباه إلى امر خطير جداَ وممنهج. هناك قرار سياسي يعمل على افلاس البلد وليس اخطاء ادارية او سياسية اقتصادية او نظام محاصصة بدأ في 99 – 2000 قبل انتصار الرئيس الحريري ولم يستطع الاستمرار لكن عاد إلى الواجهة مع حكومة "القمصان السود" في 2011 وهو مستمر إلى اليوم. فاذا نظرنا إلى فترة ما قبل 2011، نلاحظ نمو بالرغم من: 2005 اغتيال رفيق الحريري، 2006 حرب اسرائيل على لبنان، 2007 حرب نهر البارد، 2008 اجتياح "حزب الله" لبيروت وقد كان نمو ملاحظ خلال هذه السنوات، بينما بعد 2011 نلاحظ زيارة في الواردات وانخفاض رهيب بالنمو وكأن الامر مقصود ومبرمج. اي وُضِعت اليد على البلد بشكل او بآخر وثبّت نظام محاصصة أُقِر في الدوحة مع شراكات وفيتوهات متبادلة من أجل اغراق البلد اكثر وبحيث لا يمكن محاسبة احد. الموضوع اعمق من مشكلة اقتصادية او مالية الموضوع، هناك قرار سياسي اقتصادي واضح لأخذ البلد باتجاه الافلاس والضغط من اجل تغيير التوجه الاقتصادي إلى اقتصاد موجه وممسوك كما في سوريا وبعكس التطور العالمي. وبرأيي ليست لدى هذا الفريق اي مشكلة اذا فشل CEDRE، وما الحملة التي قادها "حزب الله" مؤخراً "ضد الفساد" الا تأكيد على هذا المخطط، ليُقال في نهاية الامر في هذا البلد فساد محكم ولا يمكن انقاذه ولدفع الجهات المانحة والممولة الى العزوف عن التوظيف في لبنان. "حزب الله" لديه دورته المالية المستقلة وبالرغم من كل المشاكل التي تواجهه اليوم لا يهمه ما يحصل في البلد، فالقرار سياسي استراتيجي وللأسف لا احد في لبنان يعمل بشكل استراتيجي الا "حزب الله".

د. فارس سعيد

شكراً د. فتفت، سأعطي الكلام للأستاذ لقمان سليم لكن قبل ذلك باختصار، ما قاله د. فتفت هو ان ليس هناك فقط سوء تدبير في الادارة المالية لكن هناك قرار سياسي بأخذ البلد في الاتجاه الذي يذهب اليه اليوم وهناك من يريد عرقلة عملية الانقاذ وقيام اي اصلاح جدي يؤدي الى انقاذه. السؤال الذي يُطرح ماذا يريد هذا الفريق، اذا كان لا يريد انقاذ البلد إلى اين يريد أخذه؟

الاستاذ لقمان سليم

بشكل سريع مقدمة سريعة وسؤالين. في مقدمتي سأرتكز على موضوع تدويل الاقتصاد اللبناني الذي تكلم عنه د. سعيد، وعطفاً ما تفضّل به د. فتفت من أن هل من عاقل يمكن ان يصدّق أن "حزب الله" ومن ورائه سيقبل بتدويل الاقتصاد اللبناني ووضع لبنان تحت المجهر الدولي. سؤالي عن نظام المحاصصة أو النظام التشغيلي القائم وبالرغم من ما قاله د. نادر، ولكن لنكن صريحين اليس نظام المحاصصة هذا هو الشرط المشروط للحفاظ على الاستقرار أو ما يسمى الاستقرار، بين هلالين، وهذا الاستقرار هو أحد مطالب المجتمع الدولي كما ان هذا الاستقرار هو إحدى أوراق القوة التي يستخدمها "حزب الله" كلما دعت الحاجة لابتزاز هذا المجتمع؟ وثانياً، هل يمكن أن تعطينا د. نادر صورة عن ما يمكن أن يكون واقعياً السيناريو الاسوأ أو السيناريوهات الأسوأ؟

د. سامي نادر

بالطبع لبنان مركّب من مكونات طائفية تقاسمت السلطة وقوى سياسية من هذه الطوائف تتكلّم باسم كل طائفة تمثلها، وهم متفقون على تقاسم السلطة فيما بينهم ومتفقون على تقاسم غنائم السلطة وكل الصفقات والتسويات تتم على اساس هذه القسمة وهذا التوزيع، لكن ما أقوله هو، الا يمكن مع هذا التقاسم أن يذهب قسم من النفقات الى خلق ثروة أكبر وليس هدراً؟ (ملاحظة من لقمان سليم: لكن ما تقوله الا يعتبر تناقضاً؟) صحيح لكن انا اريد أن اعطي هذه السلطة فرصة، اليس ما تقوله هو انها تريد الاصلاح؟ كل هذه الاموال التي تؤخذ من مجال القطاع الخاص ألم يكن بالإمكان توظيف قسماً منها بالتجاه الصحيح لخلق مزيد من الثروة ومزيد من الانتاج؟ ولكن صريحين، حتى في الـتسعينيات كان هناك هدراً وسرقة وقوميسيونات (مجلس الانماء والاعمار، صندوق المهجرين، التوظيف المحسوب، الخ) ولكن كان هناك قسماً من الاموال يُستثمر في النمو والبنى التحتية ولو بالحد الادنى، في الثماني سنوات الاخيرة حتى هذا الحد الادنى لم يعد موجوداً. لقد كنت مخطأً عندما ظننت ان التسوية أتت لتحاول انقاذ ما تبقى، لكن بدا واضحا عكس ذلك. فعندما نرى اليوم حملة "حزب الله" الممنهجة على CEDRE وعلى الدول المانحة لأنه يرى ان الامر سيؤدي إلى عملية تحوير اقتصادي تكون على حسابه وهذا ما يجعلني متشائماً من فرص نجاح مؤتمر CEDRE. فيما يخص السيناريوهات السيئة. ممكن ان نصل لحد أن لا تتمكن الحكومة من تسديد مثلاً فاتورة النفط، أو يتقدم أحد المواطنين المودعين لسحب مبلغ من حسابه في احد البنوك ويرفض البنك ذلك لعدم وجود نقداً كافياً وهذا يمكن أن يولّد موجة من الذعر في البلد. عند بداية الازمة اليونانية، كنا دائماً نقول ان أوجه الشبه بين الدولتين متطابقة (عجز خزينة كبير، لا يوجد شفافية في الارقام...) إلا في امر واحد وهو أنه لدينا ملاءة مصرفية داخلية تمكننا من امتصاص عبء الدين العام ليست موجودة في اليونان الامر الذي اليوم لم يعد متوفراً بشكل قوي واصبحت مقيّدة. (ملاحظة من د. فتفت: اليونان كانت ديونها من الاتحاد الاوروبي الذي كان له مصلحة في تغطيتها نحن ليس لدينا احد ممن له مصلحة في انقاذ اقتصادنا!).

الاستاذ سام منسى:

اريد أن أبدأ بكلام د. فتفت ولكن اخالفه في التوصيف، فليس بالضرورة و"حزب الله" الذي هو مسيطر على القرار بلبنان أن يأخذ البلد نحو الانهيار او الافلاس لكنه بالتأكيد ينحو منحى استلام الدولة لتصبح على صورته ومثاله. أنا سؤالي هنا، ألا نكون حين نعمل على تحقيق كل ما يصبو اليه مؤتمر CEDRE الا نكون  نموّل دولة "حزب الله" في لبنان؟  بمعنى أننا نحاول حل المشكلة الاقتصادية التي يعاني منها لبنان ولكن هل هذا الحل سوف يساعد على حل المشكلة السياسية التي نعاني منها؟ وألم يكن السبب هو مسار سياسي أوصل لبنان إلى ما وصل اليه اليوم. وحتى اليوم الخطاب السياسي للرئيس سعد الحريري يمكّن دولة "حزب الله" في لبنان! وكل بحث آخر من مشكلة النفايات إلى معالجة الوضع الاقتصادي هو تحوير عن معالجة المشكل الاساسي، وCEDRE هو مهدئ من المهدئات. هذا إذا كان هناك امكانية لتنفيذ CEDRE. والاوروبيون لديهم هاجس واحد بـ11 أو 17 مليار عالجوا موضوع اللاجئين السوريين وسوف يتفاهمون مع دولة "حزب الله" هذا النقطة التي لا نراها. الغرب على استعداد للتفاهم والتعايش مع دولة "حزب الله" او مع اي فريق يستلم البلد وتأمين اسقراره خدمة لمصالحه فقط لا غير.

الاستاذ بول موراني

بالعودة إلى موضوع التوافقية. حقيقةً التوافقية هي ضرورة كي لا تتكرر الصدامات التي حدث من 58 إلى 69 إلى 75 إلى اليوم. وهي أساس المشكل الاقتصادي. في البلدان المشابهة مشاكلها لبلدنا كسويسرا مثلاً، التوافقية ليست نفسها في القرارات التي تتخذها الدولة. فالفيتو مثلاً لكانتون محدد يمكن ان يصل إلى غالبية 80% لحل مشكل ما وذلك كي يكون هناك مجال للمحاسبة. ما ينقصنا، والطائف لم يلحظ هذا الامر لأنه تم على عجلة من اجل ايقاف حمام الدم في لبنان، هو ان يكون هناك توافقية داخل عمل الوزارات السيادية الامن والسياسة الخارجية. برأيي انه يجب اعادة النظر في كل القرارات واتخاذها من جديد باستعمال التوافقية حيث يجب أو الاكثرية حسب نوع القرار وكلفة الجمود من اجل تصحيح الخطأ.

د. فارس سعيد

فإذا لدينا وجهتا نظر، واحدة تقول بضرورة تنفيذ شروط مؤتمر CEDRE لانقاذ الاقتصاد، وأخرى تقول بان إذا دعمنا الاقتصاد نكون في دعمنا هذا ندعم دولة "حزب الله". ما يعني أننا في مأزق. والدول المانحة همّها واحد وهو معالجة أزمة اللاجئ السوري كي لا يتحول عدم الاستقرار في لبنان إلى حالة شاذة تمتد إلى اوروبا. فدور ندوتنا هي تحديد المخاطر في كلا الحالتين والاضاءة عليها.

الاستاذ نبيل دو فريج

انا اوافق كلام د. فتفت وأريد ان اعود إلى كيف استطاع "حزب الله" أن يسيطر على لبنان. ما بين الـ1982 و1990 لم يكن لـ"حزب الله" الامكانية لفتح مركزاً واحداً في منطقة بعلبك الهرمل وهو كان موجوداً في الجنوب. والسبب كان أن منطقة بعلبك الهرمل كانت تعيش من زراعة الممنوعات وكان مدخول اهالي المنطقة كافي لتأمين احتياجاتهم على كافة الصعد الطبية والمعيشية وغيرها. في العام 1990 أتى جايمس بايكر إلى المنطقة للبحث عن دعم عسكري عربي للولايات المتحدة في حربها على صدام في الكويت، يومها استطاع الاتفاق مع حافظ الاسد الذي امن 5000 عسكري سوري لمحاربة القوات العراقية في الكويت وكان الثمن الذي قبضه الاسد هو السيطرة على لبنان. وهذا الكلام عشته في منزل الرئيس الياس الهراوي في زحلة عندما كان الرئيس عون في بعبدا في ذلك الوقت. وكان أول قرار للحكومة اللبنانية بعد استلام الاسد للبنان منع زراعة الممنوعات في منطقة بعلبك الهرمل. خلال سنتين إلى ثلاث تدنى المستوى المعيشي للناس واستطاع "حزب الله" الدخول من خلال المساعدات بفتح المستوصفات والمدارس إلى ما هنالك  وسيطر على الفقر ولكن المنطقة ما تزال فقيرة (من العام 1992) مع ان الحزب المسيطرة واحد ولديه الاموال ولكنه لا يريد للمنطقة ان تزدهر كي يبقي سيطرته عليها، وهذا ما قام ويقوم به من اجل السيطرة على كل لبنان. وبما يخص موضع CEDRE هم الجهة الاولى التي عارضت ومن اليوم الاول، لقد عارض وزير المالية حسن خليل في باريس وفي كلمته التي القاها في بداية الاجتماعات بقوله أن المجتمع الدولي بشروطه يمسّ بالسيادة الوطنية عندما يطلب منّا القيام بالإصلاحات. علماً أن هذه الاصلاحات كانت ضمن الورقة المقدمة من الحكومة اللبنانية. ما هي تسمية CEDRE؟ هي Conférence Economique pour le Développement et la Réforme et l’Entreprise  وأهم كلمة في الكلمات الخمس بالنسبة للأوروبيين والمجتمع الدولي هي Réforme. ألا تظنون أن جميع هؤلاء على علم بأن الاصلاح ممنوع في لبنان بسبب "حزب الله"، بالطبع هم على علم. منذ مؤتمر باريس 2 حين أقرّت الاصلاحات المطلوبة في مجلس النواب، تنظيم قطاع الكهرباء وتنظيم قطاع الاتصالات، كان ذلك في العام 2002 اي منذ 17 عاماً، والقانونان لم يطبقا إلى اليوم. ولم يقدّم قوانين بديلة. واضح كيف يؤكل البلد وكما قال صديقنا بـ11 أو بـ17 مليار المهم أن لا ينتقل اللاجئ السوري إلى قبرص التي تبعد نصف ساعة ومنها إلى اوروبا.

لقمان سليم

"حزب الله" والسكوت عن "حزب الله" هنا المسؤولية السياسية!

السيدة لينا حمدان

لدي سؤالان: الاول، عند قدوم الموفد الفرنسي صرّح أنهم سوف ينتظرون فترة ثلاثة او اربعة أشهر من أجل لمس أول بوادر للحكومة اللبنانية للتوجّه نحو تنفيذ ما هو مطلوب في CEDRE. والسؤال الثاني، من الشروط الموضوعة في CEDRE توظيف قسم من اللاجئين في المشاريع الممولة من المؤتمر. ما هي صحة هذا الكلام؟

د. سامي نادر

صحيح أن الفرنسيين والدول المانحة ليست في وارد المطالبة من اليوم الاول بتنفيذ الشروط وتخصيص قطاع الكهرباء مثلاً، والواضح ان الوضع القانوني في لبنان أصلاً مؤهّل للبدء بحيث أن مثلاً قانون PDP اشراك القطاع الخاص (2017) موجود وهو ليس بحاجة حتى إلى مراسيم تطبيقية. لكن الذي ظهر من اليوم الاول لتشكيل الحكومة هو عكس ذلك، هجوم على محاسبة الماضي، فتح ملف الـ11 مليار ولا يوجد شيء باتجاه بنود الاصلاح. من الطيران إلى البيئة والنفايات والقضاء... لكن هناك اشياء لم يلحظها CEDRE وعلينا نحن القيام بها، مثلاً بما يخص القضاء، لا يكفي ان نمكنن المعاملات القضائية في الوزارة علينا اولاً العمل على استقلالية القضاء (انتخاب القضاة مثلاً وليس تعيينهم). وهناك قرض من البنك الدولي بقيمة 400 مليون دولار باتجاه عمالة اللاجئ السوري (مشاريع البنى التحتية) وهنا يمكن ان يعمل المواطن السوري في الورش التي هو أصلاً يعمل فيها ولا يشكّل عامل منافس للمواطن اللبناني. ولكن الاموال المرصودة بهذا الاتجاه ليست كبيرة، المبالغ الكبيرة مثلاً مرصودة لمشاريع الصرف الصحي والمياه وهنا يستفيد اللبناني والسوري ايضاً و قطاع الكهرباء ايضاً. لكن مثلاً وجود اللاجئ السوري يشكل مصروف في قطاع الكهرباء بـ 870 ميغاوات بالسنة لكن هذا الاستهلاك ايضاً يشكل مدخول للبلد. أنا أرى إلى اين تريدين في سؤالك الذهاب وجوابي أن CEDRE إذا ما نجح سيعود بالفائدة على اللبناني أكثر من على السوري بالرغم من عبء وجودهم.

السيد جاي سنكري

انا اريد ان اعطي نظرة مختلفة تتعلّق بمستقبل علوم التكنولوجيا الذي يأخذ الاتجاه العام في العالم الغربي. المخاطر المستقبلية التي ستواجهنا هي اكبر من الموجودة - مثلاً في قطاع الاتصالات التي يعتبر مدخولها دعماً اساسياً في الخزينة، هناك أربع شركات عالمية اليوم تتنافس على موضوع توفير الانترنت مجاناً وهذا المشروع للخمس وعشر سنوات القادمة (ماذا سيحصل اذا فقدت الدولة هذا المدخول؟)، الامر الثاني هو الحكومة الالكترونية، اذا ما تحقق هذا الامر في لبنان فلن تعود بحاجة الدولة إلى الموظفين الذين يعملون في عدة قطاعات فما الحلول لهكذا مشكلة؟ هناك ايضاً موضوع D-printing يعني امكانية تصنيع داخل لبنان تلغي مدخول الجمارك، أيضاً ما هي الحلول المطروحة في هذا الاتجاه؟ يجب التفكير بقوانين تعوّض عن هذه الخسارات لكي نستطيع تأمين مداخيل بديلة للخزينة من اجل الاستمرارية.

الدكتور ناجي سابق

اريد الاضاءة على موضوع "حزب الله". فالحزب موجود De facto ولا يمكن القيام بشيء إلا بتطبيق القانون على "حزب الله" وعلى الجميع بالطبع، وفقط في هذه الحال يمكن تحجيم الخطر الذي يشكله الحزب على لبنان واللبنانيين. والقانون يجب تطبيقه في عدة مجالات لوقف الهدر، من الصناديق والمجالس إلى موضوع التلزيمات التي يجب ان تراقب من خلال ديوان المحاسبة ودائرة المناقصات إلى موضوع سفر الضباط والمسؤولين الذي يرصد له مبالغ كبيرة دون جدوى تذكر. فمثلاً لماذا الاستاذ في المدرسة الرسمية الذي أخذ سلسلة الرتب والرواتب يعلم اولاده في المدرسة الخاصة (وهو يقبض بدل تعليم)، لم1ا لا يُلزم بتعليم اولاده في المدرسة الرسمية التي يعلّم فيها؟ في الجباية يجب اجبار "حزب الله" على الجباية ودفع هذا الاموال للدولة.

الاستاذة رجينا قنطرة

هل يوجد الية لتدويل لبنان؟ بمعنى هل يمكن تشكيل لجنة تحقيق ومحاسبة في الاموال المهدورة؟

د. احمد فتفت

هناك لجنة في مجلس النواب.

د. فارس سعيد

من جديد اريد طرح السؤال بشكل آخر. نقول أن تقوية الجيش يدعم "حزب الله" لأن قرار الجيش اليوم عند الحزب، ونقول أذا أنقذنا الدولة نكون بعملنا هذا انقذنا "حزب الله". السؤال: هل نريد انهيار على الدولة كي لا يستطيع "حزب الله" السيطرة عليها، أم أننا بإنقاذنا للدولة سنعمل كي يكون للحزب بدل 90% سيطرة عليها اليوم 89% غداً؟ ثانياً موضوع ان الحزب قادر على تلبية شروط المجتمع الدولي بتحقيق الاستقرار بينما الدولة غير قادرة، برأيي أن هذا الرأي مع كل الاحترام هو CADUC اي لا تستقيم. القادر هي ايران وعلى حساب المصلحة العربية والتي لبنان يشكل جزءاً منها.

احب أن اضيف ان هدفنا من هذه الندوات هو أن نخرج بمجموعة من التوصيات تصلح لان تكون برنامج لمعارضة او لمجموعة من القوى من اجل اصلاح هذا البلد.

 

التقدمي اختتم مؤتمر لبنان والنازحون والتوصيات اكدت ضرورة إقرار خطة وطنية شاملة لعودتهم وإبعاد الأمر عن الحسابات الطائفية والفئوية

الإثنين 18 آذار 2019 /وطنية - اختتم الحزب التقدمي الاشتراكي المؤتمر الذي عقده بعنوان "لبنان والنازحون من سوريا: الحقوق والهواجس وديبلوماسية العودة"، وتلا مفوض الإعلام في الحزب رامي الريس التوصيات النهائية للموتمر شاكرا رئيس الحزب وليد جنبلاط جميع المحاضرين والباحثين والمشاركين على مساهمتهم في النقاش.

وجاء في البيان الختامي:

"منذ انطلاقة أزمة النزوح السوري عام 2011 عانى لبنان من غياب السياسة العامة الوطنية الواضحة لمواجهة هذا التحدي، واقتصرت معالجته للأزمة على القيام بخطوات موضعية وردات فعل خضعت بمجملها للتجاذبات السياسية أو للاستقطابات الطائفية، وذلك في ظل غياب الاستراتيجية الشاملة التي كانت لتضمن الحد من آثار هذه المشكلة وتعزز الإطار السيادي للدولة في تعاطيها مع الجهات الداعمة وهيئات الأمم المتحدة. لقد فشل لبنان في تنظيم وفود النازحين وبناء مراكز إيواء مؤقتة لهم تسهل عملية الإحصاء وتسجيل الولادات وتقديم المساعدات، بما يضمن للدولة إشرافها على تفاصيل هذا الملف بأبعاده المختلفة".

اضاف: "مع انقضاء ثماني سنوات على وجود النازحين تبقى مسألة التعامل مع تداعيات أزمة النزوح واحدة من أهم القضايا التي تعكس التزام لبنان بالواجب الإنساني، وبكونه عضوا مؤسسا في جامعة الدول العربية والأمم المتحدة وملتزما بالمبادئ التي ساهم في إقرارها في شرعة حقوق الإنسان، كما وبحماية المقيمين على أرضه. إن تفاقم الأثار الاقتصادية والاجتماعية الناجمة عن النزوح تستدعي قيام لبنان بكل ما يلزم لتأمين حاجاته الإقتصادية لإدارة هذا الملف بالتعاون مع المجتمع الدولي وهيئات الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية وكل الهيئات الإنسانية العاملة في هذا الإطار، وتستدعي التركيز على الدعم الذي تستحقه المجتمعات المضيفة والمسؤولية الكاملة الملقاة على المجتمع الدولي لتأمين ذلك. إن إدارة عودة النازحين من خلال المبادرات المتاحة ضمن شروط السلامة والعودة الآمنة وتأمين الضمانات المطلوبة، لا تغني عن التركيز على إدارة وجود النازحين وإدارة الحكومة اللبنانية لهذا الأمر ووقف حملات التحريض التي تهدد العلاقات بين اللبنانيين والنازحين وتنعكس على الاستقرار والسلامة العامة".

واكد البيان المنطلقات الرئيسية الاتية:

- احترام لبنان للمواثيق الدولية وشرعة حقوق الإنسان وإلتزامه بمبدأ عدم الإعادة القسرية عملا بالقوانين الدولية.

-التأكيد على رفض التوطين طبقا لما نص عليه الدستور اللبناني وعلى أن مواجهة أزمة النزوح السوري تحكمها قواعد الحرص على التزام اللبنانيين بالقواعد الدستورية التي تفاهموا عليها.

- أولوية تحصين لبنان في تعاطيه مع هذه الأزمة، داخليا عبر تأكيد مرجعية الحكومة والمؤسسات الرسمية، وخارجيا عبر تنسيق الجهود مع المجتمع الدولي، وتحميل هذا المجتمع أعباء تداعيات الحرب في سوريا ومسؤوليته لناحية تطبيق القرارات الدولية وإدارة العملية السياسية.

-التأكيد على أن تسهيل وتنشيط وتحفيز النازحين للعودة إلى سوريا لا يمكن أن يأتي في سياق التعنيف المعنوي أو إكراه النازحين على العودة في ظل غياب الضمانات الحقيقية، او افتعال توترات سياسية ومجتمعية لتبرير الإعادة القسرية.

- التأكيد على أن الحل السياسي في سوريا هو الحل النهائي لأزمة النزوح بتداعياتها المختلفة والذي يضمن للنازحين عودة نهائية وشاملة. وأنه في ظل غياب هذا الحل فإن توفير الضمانات القانونية والأمنية والاقتصادية - الاجتماعية الحقيقية والمؤكدة وقبول النازحين بهذه الضمانات هو المعيار الرئيسي للحكم على ظروف العودة.

- مطالبة الجهات الدولية الضامنة بالضغط لإزالة العقبات التي تضعها السلطات في سوريا أمام العودة من خلال القوانين الاعتباطية والإجراءات الأمنية والملاحقات والاستدعاءات والخدمة العسكرية الإلزامية وغيرها".

توصيات

واعلن المؤتمر التوصيات الاتية:

أولا: ضرورة إقرار خطة وطنية شاملة في شأن عودة النازحين السوريين إلى بلادهم تشكل الأساس السياسي والعملي لنشاط الحكومة والوزارات والهيئات المعنية بهذا الشأن.

ثانيا: إعادة إمساك الحكومة اللبنانية بهذا الأمر ووقف أشكال التداخل وضياع المرجعية المسؤولة عن ملف النزوح.

ثالثا:التأكيد على دور الأمم المتحدة والمفوضية السامية لشؤون اللاجئين في رعاية العودة والنظر إلى مسألة الضمانات ومعايير الأمان المتعلقة بالعودة مع الجهات المعنية في سوريا.

رابعا: إن الأساس في عودة آمنة وكريمة للنازحين يكمن في إجراءات حقيقية تتخذ في سوريا وتدفع إلى تحفيز وتشجيع عودتهم وإزالة كل العوائق من أمامها، وهنا يكمن دور المبادرة الروسية في تأمين الضمانات المطلوبة والضغط لتأمين شروط العودة.

خامسا: إن تأمين عودة النازحين السوريين إلى بلادهم تستدعي بالدرجة الأولى حلا سياسيا عادلا في سوريا يقوم على ضمانات دولية وإعلان صريح من السلطات السورية عن ترحيبها وتسهيلها وضمانها لعودة النازحين. وفي ظل غياب الحل السياسي يبقى دور الأمم المتحدة بصفتها الجهة الموثوقة والراعية والمولجة التواصل مع السلطات السورية، أو مع الجانب الروسي بعد إعلانه المبادرة لتنظيم عودة اللاجئين، هو الأساس في أي مقاربة لهذا الأمر.

سادسا: إن دور الديبلوماسية اللبنانية يجب أن يرتكز على الضغط باتجاه الحل السياسي العادل في سوريا وتطبيق القرارات الدولية في كل المنصات والمنتديات الدولية التي تناقش هذا الأمر إضافة إلى الضغط من أجل إدراج عودة النازحين كشرط أساسي للاستقرار السياسي والاجتماعي في سوريا، وبينها وبين دول الجوار.

سابعا: إن لبنان الذي تعرض إلى جولات دامية من الحروب الداخلية وتعرض شعبه إلى موجات هجرة ونزوح، لا يمكن أن يجرد نفسه من البعد الإنساني لهذا الملف. لذلك يتوجب إبعاد هذا الأمر عن الحسابات الطائفية أو الفئوية الضيقة والتعاطي معه بروح المسؤولية الوطنية التي توازن بين الأبعاد الإنسانية والسيادية والديبلوماسية.

ثامنا: أهمية إشراف وزارة الداخلية والبلديات على أي تدابير قد تتخذها بعض البلديات للتضييق على النازحين بغية الدفع باتجاه العودة القسرية بما يناقض التزامات لبنان الإنسانية والدولية.

تاسعا: إعتماد خطاب سياسي إعلامي تواصلي هادئ وهادف يلتزم مبادئ السياسة العامة ويبتعد عن الشعبوية والاستنفارات والاستقطابات بما يضمن تفادي أي توترات بين النازحين والمجتمع المضيف أو بين اللبنانيين أنفسهم.

عاشرا: التأكيد على أن مصلحة لبنان الاستراتيجية تتمثل في حل سياسي حقيقي وشامل في سوريا يعالج آثار الحرب وتداعياتها، ويؤمن عودة كل اللاجئين من حيث لجأوا بما يحافظ على هوية السوريين التعددية ونسيجهم المجتمعي".

 

/New A/E LCCC Postings for todayجديد موقعي الألكتروني ل18 و19 آذار/19

رابط الموقع

http://eliasbejjaninews.com

 

بالصوت والنص/الياس بجاني/تأملات إيمانية ووجدانية في سيرة وفضائل مار يوسف البتول في ذكرى عيده السنوي

http://eliasbejjaninews.com/archives/73053/%d8%a8%d8%a7%d9%84%d8%b5%d9%88%d8%aa-%d9%88%d8%a7%d9%84%d9%86%d8%b5-%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%aa%d8%a3%d9%85%d9%84%d8%a7%d8%aa-%d8%a5%d9%8a%d9%85%d8%a7%d9%86-4/

 

بومبيو في بيروت: أربع سنوات عجاف والعقوبات في تصاعد

علي الأمين/العرب/19 آذار/19

http://eliasbejjaninews.com/archives/73105/%d8%b9%d9%84%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d8%a3%d9%85%d9%8a%d9%86-%d8%a8%d9%88%d9%85%d8%a8%d9%8a%d9%88-%d9%81%d9%8a-%d8%a8%d9%8a%d8%b1%d9%88%d8%aa-%d8%a3%d8%b1%d8%a8%d8%b9-%d8%b3%d9%86%d9%88%d8%a7%d8%aa-%d8%b9/

 

سلاطين السكر وسلاطين القطران

الدكتورة رندا ماروني/19 آذار/19

http://eliasbejjaninews.com/archives/73076/%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%83%D8%AA%D9%88%D8%B1%D8%A9-%D8%B1%D9%86%D8%AF%D8%A7-%D9%85%D8%A7%D8%B1%D9%88%D9%86%D9%8A-%D8%B3%D9%84%D8%A7%D8%B7%D9%8A%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%83%D8%B1-%D9%88%D8%B3%D9%84/

 

سناء الجاك/النهار/18 آذار 2019 

http://eliasbejjaninews.com/archives/73103/%d8%b3%d9%86%d8%a7%d8%a1-%d8%a7%d9%84%d8%ac%d8%a7%d9%83-%d8%a7%d9%84%d8%ad%d8%a7%d9%81%d8%b1-%d9%88%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%b3%d9%85%d8%a7%d8%b1-%d9%88%d8%b8%d9%8a%d9%81%d8%a9-%d9%87%d8%b0%d8%a7-%d8%a7/