المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكنديةLCCC/

نشرة الأخبار العربية ليوم 16 آذار/2019

اعداد الياس بجاني

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/eliasnews19/arabic.march16.19.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

                              

اقسام النشرة
عناوين أقسام النشرة

الزوادة الإيمانية لليوم/تعليقات الياس بجاني وخلفياتها/الأخبار اللبنانية/المتفرقات اللبنانية/الأخبار الإقليمية والدولية/المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة/المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود وغيرها

 

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

مَثل شجرة التين: لِهذَا أَقُولُ لَكُم: كُلُّ مَا تَسْأَلُونَهُ في الصَّلاة، آمِنُوا أَنَّكُم نِلْتُمُوهُ، فَيَكُونَ لَكُم

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياته

الياس بجاني/"خطيئة وخطأ جعجع والحريري بضربهما تجمع 14 آذار

الياس بجاني/"حزب الله” جيش إيراني وليس من النسيج اللبناني

الياس بجاني/رابط مقالتي المنشورة في جريدة السياسة/“حزب الله” جيش إيراني وليس من النسيج اللبناني

الياس بجاني/أولوية مصالحة ريفي والحريري يجب أن تكون مواجهة حزب الله واحتلاله وليس العكس

 

عناوين الأخبار اللبنانية

فيديو مقابلة من تلفزيون المر مع الأب طوني خضرا يكشف من خلالها عن شكوكه المحقة والموثقة في جدية واستمرارية الحملة على الفساد والتي يرى أنها يجب أن تكون على الفاسدين

رئيس مؤسسة لابورا الاب طوني خضرا: أموال الدولة تتعرض للنهب

بومبيو إلى بيروت والقدس والكويت بين 19 و23 آذار

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الجمعة 15/3/2019

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

بيان لقاء سيدة الجبل حول جريمة المسجدين في نيوزيلاندا

قبل وصول بومبيو: إيران مستنزفة وأميركا تحصد المكاسب بهدوء/منير الربيع/المدن

حفل إطلاق اكاديمية بشير الجميّل في جامعة الروح القدس

الأب حبيقة: أكاديميةً تختزن منظومة أفكارِه وعقائدِه ومكوِّناتِ رسالته الوطنية

نديم الجميّل: حان الوقت لا لتنقية الذاكرة فحسب، بل لتنقية التاريخ مما ألصقوا به من تزوير وتشويه

حزب الله" يطمئن إلى وحدة الموقف اللبناني، في مواجهة الضغوط الأميركية

هجوم ريفي على حزب الله.. هل يُمثّل ريفي الحريري/د. أحمد خواجة/لبنان الجديد

الحريري يحذر في مؤتمر بروكسل من تهديد أزمة النازحين للاستقرار الداخلي

سليمان فرنجية يدعم موقف عون: سنقوم بأي شيء لإعادتهم إلى بلدهم

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

49 قتيلاً وعشرات الجرحى بهجوم استهدف مسجدين في نيوزيلندا/اعتقال مشتبه به... ورفع حالة التأهب الأمني إلى عالٍ

صاروخان من غزة يثيران الذعر في تل أبيب/«حماس» و«الجهاد» تنفيان مسؤوليتهما وتخليان مقراتهما العسكرية

نقلت صحيفة “معاريف” عن مسؤول عسكري إسرائيلي أن القبة الحديدية وقفت عاجزة أمام صواريخ الفصائل الفلسطينية

تعهدات بـ7 مليارات دولار لدعم السوريين في ختام مؤتمر بروكسل/تأكيد دعم العملية السياسية وجهود الامم المتحدة

370 ألف قتيل حصيلة 8 سنوات من الحرب في سوريا

عشرة آلاف «داعشي» في قبضة «قوات سوريا الديمقراطية» وتوقعات بحسم المعركة خلال ساعات

العراق: فتح مقبرة جماعية في منطقة الإيزيديين

تواصل الاحتجاجات المناهضة لبوتفليقة... ورئيس الوزراء يناشد المعارضة قبول الحوار/بدوي وعد بالانتهاء أوائل الأسبوع المقبل من تشكيل حكومة تتولى السلطة «لمرحلة قصيرة»

مقترحات من «الأزمات الدولية» لموسكو وأنقرة لـ«تجنب أفضل الخيارات السيئة» في إدلب

توسيع نطاق الدوريات التركية وتخلي «هيئة التحرير» عن الطرق... وضغوط على دمشق لوقف الهجمات

دمشق قلقة من «انتصار» منقوص... واحتدام تنافس موسكو وطهران

«داعش» يلفظ أنفاسه الأخيرة وقصف إدلب عشية الذكرى الثامنة للاحتجاجات السورية

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

عوامل ستُعيد الخليجي الى لبنان/ايفا ابي حيدر/جريدة الجمهورية

مخادعةٌ لبنانيةٌ حول النازحين... تنتهي بـ«التعايـش»/طوني عيسى/جريدة الجمهورية

ما لقيصر... وما لـ«حزب الله»/جوزف الهاشم/جريدة الجمهورية

عثمان: عشرات الضباط الى «التأديب» ولا غطاءَ لأحد بدءاً منِّي/عماد مرمل/جريدة الجمهورية

بين الرياض وواشنطن: الحريري يعود مشاكساً/هيام القصيفي/الأخبار

الإمارات تمنع بعثة لبنان من مقابلة المعتقلين اللبنانيين/ليا القزي /الأخبار

هل هذه هي نهاية العولمة/فؤاد السنيورة/الشرق الأوسط

عبدالله لـ"مستقبل ويب": كلام باسيل مشبوه وتعويم الأسد لن يمرّ/علي الحسيني/مستقبل ويب

وحدة البيت السني اللبناني في مواجهة أزمة اللجوء/موقع سوريا/شادي علاء الدين

ذئب نيوزيلندا… وذئبنا/حازم الأمين/موقع درج

بشار وإيران والهدف الكبير/مشاري الذايدي/الشرق الأوسط

«الدواعش» يأكلون الحصرم وأطفالهم يضرسون/الياس حرفوش/الشرق الأوسط

استرحام الذين لا يرحمون/رضوان السيد/الشرق الأوسط

إيران والجزائر وفنزويلا... المتشابهات والمتناقضات/أمير طاهري/الشرق الأوسط

بين 1919 و1952/سمير عطا الله/الشرق الأوسط

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

عون عزى بضحايا جريمتي نيوزلندا: لتضافر الجهود الدولية لمواجهة الخطر المتنامي للارهاب ولن نقبل بتقديم بعض الدول الحل السياسي للازمة النازحين

بري استقبل قائد الجيش وكوبيتش وعزى بضحايا مجزرة نيوزلندا: ليس في اللغة ما يتصف بهذه الوحشية

الأحرار: لابعاد مكافحة الفساد عن تصفية الحسابات

وزارة الخارجية دانت الجريمة الارهابية في نيوزيلندا وباسيل دعا الى الحفاظ على لبنان نموذجا للتعايش

جعجع: انحراف قضائي وتمييز عنصري في قضية ال LBCI وندعو الرؤساء لاتخاذ التدابير اللازمة لكي لا يتعرض لبنانيون مستقبلا لمثل ما تعرضت له القوات

باسيل في عشاء التيار السنوي: سنناضل لاستعادة دولتنا المنهوبة من الفساددول كبيرة تضغط لمنع عودة النازحين

 

في أسفل تفاصيل النشرة الكاملة

الزوادة الإيمانية لليوم

مَثل شجرة التين: لِهذَا أَقُولُ لَكُم: كُلُّ مَا تَسْأَلُونَهُ في الصَّلاة، آمِنُوا أَنَّكُم نِلْتُمُوهُ، فَيَكُونَ لَكُم

إنجيل القدّيس مرقس11/من19حتى25/لَمَّا حَلَّ المَسَاء، خَرَجَ يَسُوعُ وتَلامِيذُه مِنَ المَدِينَة. وفي الصَّبَاح، بَيْنَمَا هُم عَابِرُون، رَأَوا التِّيْنَةَ يَابِسَةً مِنْ جُذُورِهَا. فتَذَكَّرَ بُطْرُسُ وقَالَ لَهُ: «رَابِّي، أُنْظُرْ، إِنَّ التِّيْنَةَ الَّتي لَعَنْتَهَا قَدْ يَبِسَتْ!». فأَجَابَ يَسُوعُ وقَالَ لَهُم: «آمِنُوا بِٱلله! أَلحَقَّ أَقُولُ لَكُم: مَنْ قَالَ لِهذا الجَبَل: إِنْقَلِعْ وَٱهْبِطْ في البَحْر، وهُوَ لا يَشُكُّ في قَلْبِهِ، بَلْ يُؤْمِنُ أَنَّ ما قَالَهُ سَيَكُون، يَكُونُ لهُ ذلِكَ. لِهذَا أَقُولُ لَكُم: كُلُّ مَا تَسْأَلُونَهُ في الصَّلاة، آمِنُوا أَنَّكُم نِلْتُمُوهُ، فَيَكُونَ لَكُم. وإِذَا قُمْتُم لِلصَّلاة، وكَانَ لَكُم عَلى أَحَدٍ شَيء، فَٱغْفِرُوا لَهُ لِكَي يَغْفِرَ لَكُم أَيْضًا أَبُوكُمُ الَّذي في السَّمَاواتِ زَلاَّتِكُم».

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياته وتغريدات متفرقة

خطيئة وخطأ جعجع والحريري بضربهما تجمع 14 آذار

الياس بجاني/15 آذار/19

http://eliasbejjaninews.com/archives/72993/72993/

في السياسة والخيارات والمواقف النضالية فإن التاريخ لن يذكر د. جعجع والرئيس الحريري، هذا إن ذكرهما بغير الخطيئة المميتة التي وقعا في فخها وغرقا في وحلها والطمع يوم فرطا تجمع 14 آذار السيادي عن سابق تصور وتصميم، وذلك على خلفية قصر النظر وعمى البصيرة ومداكشتهما الكراسي بالسيادة وخيانتهما السياسية والوطنية لوكالة شعب ثورة الأرز والقفز بجحود فوق تضحيات ودماء شهدائها الأبرار.

بنتيجة طمعهما وقصر النظر والنرسيسية  وعشق الكراسي تمكن حزب الله الملالوي من السيطرة شبه الكاملة على لبنان بعد أن فقد البلد دوره ورسالته وبعد أن ضربت اسافين الفرقة والأنانيات والأبواب الواسعة عقول وقلوب قادة شرائحه المجتمعية.

في ذكرى انتفاضة 14 آذار العاشرة لا يمكننا إلا أن نصلي بخشوع من أجل راحة أنفس كل شهداء ثورة الأرز، وراحة أنفس كل الشهداء الأبرار والسياديين والإستقلاليين من أبطال وطن الأرز الذين سبقوهم إلى جنة الخلد حيث لا وجع ولا ألم ولا طمع، بل فرح دائم.

يبقى أن روحية 14 آذار السيادية والإستقلالية هي حية وفاعلة في نفوس وقلوب وضمائر الأحرار من أهلنا السياديين، فيما هي ميتة بالكامل عند أصحاب شركات الأحزاب كافة وطاقم السياسيين الذين خانوها وداكشوا الكراسي بالسيادة ودخلوا في الصفقات والتسويات اللا للبنانية واللاوطنية واللاسيادية.

*عنوان الكاتب الالكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

 

"حزب الله” جيش إيراني وليس من النسيج اللبناني

الياس بجاني/14 آذار/19

“حزب الله” كحزب مسلح، وكمشروع ملالوي، ودور حربي، وأداة إيرانية إرهابية، ليس من النسيج اللبناني كما يتبجح ويتحجج طاقمنا السياسي والحزبي والحكومي الذمي لتبرير صفقاته معه، وتنازلاته له مقابل مراكز سلطوية ومنافع مالية على حساب السيادة والاستقلال والقرار الحر.

http://eliasbejjaninews.com/archives/72962/%D8%A7%D9%84%D9%8A%D8%A7%D8%B3-%D8%A8%D8%AC%D8%A7%D9%86%D9%8A%D8%AD%D8%B2%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87-%D8%AC%D9%8A%D8%B4-%D8%A5%D9%8A%D8%B1%D8%A7%D9%86%D9%8A-%D9%88%D9%84%D9%8A%D8%B3/

هل فعلاً “حزب الله” هو من النسيج اللبناني، كما يشيّع مسؤولون وسياسيون لبنانيون بهتاناً وزوراً يدورون في فلك الحزب اللاهي، على خلفية المصالح والمنافع السلطوية الذاتية وغير الوطنية؟

بالطبع، لا لأن “حزب الله” هو تنظيم عسكري إيراني ومذهبي، من ألفه حتى يائه، ومن رأسه إلى أخمص قدميه، وليس فيه أي شيء لبناني غير كون عسكره وقادته يحملون الجنسية اللبنانية، وهذا وضع مشابه لحالة أي لبناني أو متحدر من أصول لبنانية يحمل الجنسية الأميركية أو الكندية أو الفرنسية أو الأسترالية، أو أي جنسية أخرى، ومنخرط في واحد من جيوش هذه البلدان.

فهل اللبناني الكندي المجند في جيش كندا، على سبيل المثال، هو من النسيج اللبناني عسكرياً وسياسياً؟ بالطبع لا.

صحيح ان “حزب الله” هو جيش إيراني مكون من لبنانيين وموجود في لبنان وغير لبنان، لكن قرار هذا الجيش ومرجعيته وسلاحه، وتمويله وعقيدته وثقافته، وحتى ثيابه كلها إيرانية وهو ذراع إيرانية تدور في الفلك الملالوي.

هل هذه الوضعية غير السوية واللا وطنية أمر غير مسبوق في التاريخ الحاضر والغابر؟

بالطبع لا، فمعظم أفراد عسكر الجيش الفرنسي، وكذلك الإنكليزي، الذي كان موجوداً في الشرق الأوسط وأفريقيا خلال الحربين العالميتين، الأولى والثانية، كان من المرتزقة، أي من غير الفرنسيين والإنكليز.

ولأن الحزب هو في هذه الوضعية اللا لبنانية فإن المنطق والعقل والتجارب، والتاريخ، كلها عوامل تؤكد أنه آني ومارق، ولن يقوى على الاستمرار بوضعيته المسلحة والإرهابية الحالية، لا في لبنان، او سورية، ولا في أي مكان آخر تحت أي ظرف، كما أن أسياده ورعاته الملالي قد يتخلصون منه في النهاية، ويتخلون عنه، ويتفاوضون على مصيره، عندما لا تعد هناك حاجة لدوره، والمسألة هي مسألة وقت.

كما أن إيران الملالي التي عملت على تصدير ثورتها وإرهابها لسنوات عبر”حزب الله” وغيره من الأذرع العسكرية المرتزقة هي حاليا في مرحلة تبدل مصيرية وجذرية، وذلك بعد أن ألغى الرئيس الأميركي دونالد ترامب الاتفاق النووي، واقر سلسلة شديدة وقاسية جداً من العقوبات التي بدأت نتائجها تظهر بجلاء، ولنا في خطاب السيد نصرالله الأخير الذي تطرق فيه للأزمة المالية التي يعاني منها حزبه خير دليل على فعاليتها.

من هنا من المؤكد أن رحلة أفول “حزب الله” الهجين قد بدأت، محلياً وإقليميا ودولياً، وسوف تستمر بتصاعدها لجهة وضعه على قوائم الإرهاب في غالبية الدول، العربية والاجنبية، مع رزم من العقوبات المالية والاقتصادية عليه وعلى رعاته الملالي.

يعلمنا التاريخ المعاصر أن الجماعات المسلحة، الإرهابية والإجرامية والمافياوية والمذهبية، وخصوصاً المرتزقة منها، كما هي وضعية “حزب الله” دمارها واندثارها، وتفككها، يكون باستمرار منها وفيها، لأنها تتورم وتنتفخ بسرعة سرطانية، وبما يفوق أحجامها وقدراتها وأدوارها.

هذا الحزب الملالوي، وعلى خلفية غياب وضعف وتفكك الدولة اللبنانية يهيمن حالياً، بالقوة والبلطجة والسلاح والمال والتمذهب، على شريحة كبيرة من مكونات لبنان وقد أخذها رهينة رغم إرادتها خلال حقبة الاحتلال السوري الغاشم لوطن الأرز منذ العام 1982، وذلك نتيجة مؤامرات سورية وملالوية خسيسة باتت معروفة وجلية أهدافها، التوسعية والاستعمارية والمذهبية، المعادية للكيان اللبناني ورسالته التعايشية والحضارية، لكل الشعوب العربية وأنظمتها.

الحزب اللاهي يستعمل شباب بيئته وقوداً لحروبه الملالوية في لبنان وسورية واليمن والعراق، وفي العديد من الدول العربية وغير العربية من دون رادع أو محاسبة، وكما يتوقع كثر من المتابعين للحالة الملالوية، ولأذرعتها الإرهابية، فإن نهاية “حزب الله” العسكرية سوف تنطلق شرارتها من داخل بيئته، طبقاً لتقارير نشرها قادة وإعلاميون وناشطون شيعة لبنانيون.

من هنا فإن المطلوب من الطاقم السياسي المعارض للمشروع الإيراني التوسعي أن يتوقف أفراده جميعاً عن تقديم المزيد من التنازلات المذلة وغير المبررة لـ”حزب الله”، وعدم الرضوخ لإرهابه وبلطجته، ورفع سقف المواجهة السلمية معه.

كما أن على هؤلاء أن يقفوا سداً منيعاً بوجه كل مطالب الحزب السلطوية التي تهدف إلى ضرب الدستور وإلغاء مبدأ التعايش بين الشرائح اللبنانية، وبالتالي تثبيت هيمنته دستورياً على المؤسسات، التنفيذية والتشريعية والأمنية والقضائية،

والأهم هو عدم الانجرار خلفه في مشروع المؤامرة الملالوية والسورية الهادفة إلى اقتلاع لبنان من محيطه الشرق أوسطي، ومن موقعه الدولي المميز، وربطه بالسياسة الإيرانية المعادية للسلام والحضارة والديمقراطية والتعايش والانفتاح.

“حزب الله” كحزب مسلح، وكمشروع ملالوي، ودور حربي، وأداة إيرانية إرهابية، ليس من النسيج اللبناني كما يتبجح ويتحجج طاقمنا السياسي والحزبي والحكومي الذمي لتبرير صفقاته معه، وتنازلاته له مقابل مراكز سلطوية ومنافع مالية على حساب السيادة والاستقلال والقرار الحر.

عنوان الكاتب الالكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

 

الياس بجاني/رابط مقالتي المنشورة في جريدة السياسة

 “حزب الله” جيش إيراني وليس من النسيج اللبناني/الياس بجاني/19/اضغط هنا أو على الرابط في أسفل لقراءة المقالة في جريدة السياسة

http://al-seyassah.com/%D8%AD%D8%B2%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87-%D8%AC%D9%8A%D8%B4-%D8%A5%D9%8A%D8%B1%D8%A7%D9%86%D9%8A-%D9%88%D9%84%D9%8A%D8%B3-%D9%85%D9%86-%D8%A7%D9%84%D9%86%D8%B3%D9%8A%D8%AC-%D8%A7%D9%84%D9%84/

 

أولوية مصالحة ريفي والحريري يجب أن تكون مواجهة حزب الله واحتلاله وليس العكس

الياس بجاني/13 آذار/19

http://eliasbejjaninews.com/archives/72957/%D8%A7%D9%84%D9%8A%D8%A7%D8%B3-%D8%A8%D8%AC%D8%A7%D9%86%D9%8A-%D8%A3%D9%88%D9%84%D9%88%D9%8A%D8%A9-%D9%85%D8%B5%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%A9-%D8%B1%D9%8A%D9%81%D9%8A-%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%B1%D9%8A/

عشية ذكرى 14 آذار، لا بد من حك ذاكرة البعض من أصحاب شركات أحزابنا، وكذلك أفراد طاقمنا السياسي السيادي والاستقلالي بأن غاية أي مصالحة أو لقاء أو تجمع بينهم يجب أن تكون أولويته رص الصفوف والتكفير عن ذنوب وأخطاء وخطايا سقطات الرضوخ والاستسلام والصفقات المعيبة وإلا فمسيرة بعضهم الاستسلامية والذمية مستمرة ومن درك إلى آخر.

في هذا السياق نتمنى أن تكون “الصلحة” التي تمت أمس بين اللواء أشرف ريفي والرئيس سعد الحريري في منزل الرئيس فؤاد السنيورة بحضور الوزر رشيد درباس هي لتقوية ورص وتوحيد صفوف السياديين والاستقلاليين والأحرار والشرفاء والوطنيين من كل مذاهب وطوائف وشرائح شعبنا المعذب والمقهور والمضطهد وذلك بهدف مواجهة احتلال حزب الله للبنان ومنع المشروع الإيراني الملالوي من إكمال سيطرته على الدولة ومؤسساتها.

على صعيد الانتخابات في طرابلس نحن نرى أن هناك فائدة كبيرة لهذه المصالحة وذلك لمنع نجاح أي مرشح للنيابة يدور في فلك المحتل الإيراني أو النظام الأسدي البراميلي.

أما على الصعيد الوطني فكل التمني أن تكون المصالحة هذه هي عابرة للطوائف والمذاهب بمعنى أن تشمل تدريجياً ومن ضمن مشروع سيادي واستقلالي ودستوري كل القوى من الأفراد والأحزاب والتجمعات السيادية تحت مظلة واحدة يكون هدفها الأول والأهم هو مواجهة الاحتلال الإيراني والسعي لتنفيذ القرارين الدوليين 1559 و1701 والعمل من ضمن أطر الدستور وفقط أطر الدستور بعيداً عن الصفقات والتسويات المشبوهة.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الالكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

فيديو مقابلة من تلفزيون المر مع الأب طوني خضرا يكشف من خلالها عن شكوكه المحقة والموثقة في جدية واستمرارية الحملة على الفساد والتي يرى أنها يجب أن تكون على الفاسدين

http://eliasbejjaninews.com/archives/73006/%D9%81%D9%8A%D8%AF%D9%8A%D9%88-%D9%85%D9%82%D8%A7%D8%A8%D9%84%D8%A9-%D9%85%D9%86-%D8%AA%D9%84%D9%81%D8%B2%D9%8A%D9%88%D9%86-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B1-%D9%85%D8%B9-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%A8-%D8%B7-2/

اضغط هنا أو على الرابط في أسفل لمشاهدة مقالة الأب طوني خضرا/15 آذار/19

https://www.youtube.com/watch?v=Yq8nhPrcqjc

رأي الأب خضرا بأن الحملة على الفساد ستكون مضيعة للوقت إن لم يكن هدفها الأول والأساس هو الفاسدين الحقيقيين، واعتبر في حديثه لتلفزيون المر بأنه لا يرى حتى الآن قراراً رسمياً وسياسياً فعلياً للسير في محاربة الفساد والفاسدين لكنه اكد بأن لا يأس مع الرجاء..والرجاء كل الرجاء أن تنجح الحملة لما في نجاحها من فائدة للوطن ولكل المواطنين. هذا وأكد الأب خضر بأن أخطر مشكلة في لبنان تكمن في أن صورة الزعيم تحكم البلد وبالتالي مجتمعنا لم ينضج بعد ولم يصل إلى فهم واجباته ومسؤولياته.

 

رئيس مؤسسة لابورا الاب طوني خضرا: أموال الدولة تتعرض للنهب

المركزية –15 آذار/19

 أوضح رئيس مؤسسة لابورا الاب طوني خضرا "أن الحرب يجب ان تكون على المفسدين وليس على الفساد في المطلق" مؤكداً "أن لا قرار حتى الساعة بمحاربة الفاسدين ولا صدقية لما يُحكى ولم نسمع حتى الآن بمحاكمة أحد".

وأضاف: "وصلتنا ارقام واسماء عن توظيفات في الدولة بلغ عددها 5000"، ولفت الى "أن أحد المرجعيات السياسية اتصل بي وهو غاضب مدعيا أنه وظف 300 فقط لا أكثر". وتابع: "بات واضحا بالجرم المشهود ان اموال الدولة تتعرض للنهب في لبنان"، وتساءل: "أي حزب أو تيار سياسي دخل إلى الدولة وأعطى بدل أن يأخذ؟" مشدّداً على "أن البلد لا يستطيع ان يستمر على هذا المنوال وهناك محاولة لاستغباء اللبنانيين". وعن الناجحين في مجلس الخدمة المدنية قال: "انا أؤيد أن تكون هناك سلة بشأن الناجحين في مجلس الخدمة المدنية على ان يصار لاحقا إلى اتباع طريقة معينة كي لا يكون هناك خلل طائفي في الوظائف"، ورأى أن "لفضح الفساد نحن بحاجة إلى رجال أبطال واعتماد الكفاءة وأن تكون الامتحانات شفافة بالإضافة إلى تعزيز مؤسسات الرقابة ضمن شروط التوازن الطائفي في الدولة".

وتابع: "قمنا بإنشاء هيكلية للدولة بكاملها بهدف وضعه في متناول الدولة اللبنانية عندما تطلبه وقد تبيّن معنا وجود تقريباً 350 ألف موظف".

ودعا الى "مكننة الدولة لا بدّ من توظيف أشخاص إضافيين من هنا تبرز الحاجة لتنظيف الدولة من التوظيفات العشوائية. هناك قسم كبير من الشيعة والسنة والدروز وحتى من المسيحيين غير راضين عن الوضع القائم والمتضرر لا يعرف طائفة ولابدّ من اعتماد الكفاءة".

وختم: "لن أشارك في انتخابات الرابطة المارونية لأنني لم أدفع إشتراكي فهي ليست بحاجة لي. ألوم المسيحيين والكنيسة إذا لم يشجعوا المؤسسات العامة أكانت جامعة أو مدارس رسمية".

 

بومبيو إلى بيروت والقدس والكويت بين 19 و23 آذار

أ ف ب/15 آذار/19/يقوم وزير الخارجية الاميركي مايك بومبيو الاسبوع المقبل بجولة جديدة في الشرق الاوسط بين 19 و23 اذار  تشمل أولا الكويت لاجراء "حوار استراتيجي" مع هذا البلد، ثم القدس وبعدها بيروت، وفق ما أفاد المتحدث باسمه روبرت بالادينو الجمعة. وصرح بومبيو لشبكة فوكس نيوز أن "القاسم المشترك في كل محطة سيكون مساعدة هذه الدول على تعزيز جهودها لاحتواء الجمهورية الاسلامية في ايران". وقال مسؤول اميركي كبير لصحافيين إن بومبيو "سيكرر" في القدس "لمحاوريه كما في شكل علني الدعم الراسخ" الذي تبديه إدارة دونالد ترامب "لامن اسرائيل وحقها في الدفاع عن نفسها". وزيارة بومبيو للقدس التي اعترفت بها الولايات المتحدة عاصمة للدولة العبرية رغم استياء القادة الفلسطينيين والمجتمع الدولي، ستكون خصوصا فرصة للقاء نتانياهو قبيل الانتخابات التشريعية المقررة في التاسع من نيسان. ولا يعتزم الوزير الاميركي لقاء خصوم نتانياهو في المعركة الانتخابية وبينهم رئيس الاركان السابق بيني غانتس والوزير السابق يائير لابيد اللذان يتزعمان تحالفا وسطيا يهدد طموحات رئيس الوزراء. وأوضح المسؤول الاميركي أن وزير الخارجية سيلتقي نتانياهو "بوصفه رئيس حكومة اسرائيل" و"لن يجتمع (تاليا) بمرشحين آخرين"، مؤكدا أن لواشنطن "مصالح رئيسية" تتقاسمها مع اسرائيل و"لن تعلق بسبب المعركة الانتخابية". وستركز زيارة بومبيو للبنان على حزب الله  الذي تعتبره الولايات المتحدة تنظيما "إرهابيا" و"تابعا" لايران، رغم مشاركته في حكومة رئيس الوزراء سعد الحريري.

 

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الجمعة 15/3/2019

* مقدمة نشرة اخبار"تلفزيون لبنان"

الإرهاب لا دين له ولا طائفة ولا حتى بلد.

الإرهاب الذي ضرب نيوزيلندا نفذه رجل بأعصاب هادئة وبأسلحة عدة في مسجدين.

العملية الإرهابية هذه أدت الى مقتل وجرح العشرات من المصلين.

هدف الإرهابي وفق ما قاله منع الغرباء واللاجئين من المجيء والإقامة في نيوزيلندا وأوروبا.

الإرهاب ضرب في مكان آخر من هذا العالم أيضا، فقد استهدف الطيران الحربي الإسرائيلي مئة موقع في قطاع غزة، والسبب سقوط صاروخين في تل أبيب حسبما قاله الناطق باسم جيش الحرب الإسرائيلي، رغم نفي حركتي حماس والجهاد المسؤرولية عن سقوط الصاروخين.

وعلى ما يبدو فإن الأمر مدبر في إطار الحرب الإنتخابية التي يخوضها نتنياهو.

محليا الطقس الماطر حديث الناس وهو يستمر غدا أيضا قبيل حلول فصل الربيع.

وهناك جانب آخر من حديث الناس يتعلق بدهم قوى الأمن أربع مستودعات فيها مواد فاسدة بالأطنان.

سياسيا لا جديد بإنتظار مجيء وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو وأيضا بإنتظار ورشتي العمل في مجلسي الوزراء والنواب.

* مقدمة نشرةاخبار تلفزيون "ان بي ان"

من مدينة الصلاة في فلسطين المحتلة الى مساجد الله في نيوزيلندا، محاولات اختراق مرض خبيث اسمه العنصرية بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه.

في المسجد الأقصى المبارك إرهاب دولة يقفل باب الرحمة أمام المصلين ويعتدي عليهم، وفي مسجد النور إرهابي ظلامي يستنسخ الجرائم الاسرائيلية ويفتح النار من خلف المصلين، فيقتلهم بدم بارد وهم يقفون بين يدي الله.

إنه الارهاب نفسه يثبت مجددا أنه لا ينتمي الى دين ولا يمر بجانب الانسانية، بيد انه خلطة من الشعبوية والقومية التي تولد تطرفا يمينيا يحول الموت الى لعبة.

إنه الارهاب نفسه والمفارقة بين مشهدي الأقصى والنور أن الإسرائيليين الغزاة يستبيحون الأرض وأهلها، في ظل سياسة التهجير وتحت رعاية وصمت دوليين، وأن سفاحي نيوزيلندا ينظرون الى مواطنين في دولتهم يختلفون عنهم فقط في الدين ويتساوون معهم في كل شيء على أنهم غزاة يجب ترحيلهم، هو فصل من فصول الكيل بمكيالين وسياسة الصيف والشتاء تحت سقف واحد هي النازية والصهيونية وجهان لارهاب واحد.

ولعل أبلغ ما يؤكد ذلك هو بيان منفذ المجزرة الذي أكد دعمه للرئيس الأميركي دونالد ترامب كرمز للهوية البيضاء المتجددة، في إشارة الى التطرف الذي يبديه الأخير إزاء المهاجرين وتحديدا المسلمين.

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون "المستقبل"

تصريحات تنسى البيان الوزاري الذي نالت الحكومة على اساسه ثقة المجلس النيابي، وتضرب عرض الحائط بمبدأ التضامن الوزاري، لتغطية السموات بالقبوات.

خطاب اعتبر ان مؤتمر بروكسل للنازحين السوريين هدفه تمويل بقائهم في مكانهم , وتجاهل ان معالجة هذا الملف تمر بالتفاهم مع المجتمع الدولي عبر العودة الآمنة التي اقرتها قمة بيروت , وتضمنها البيان الوزاري للحكومة، وعبر تأمين المساعدات , ليواجه لبنان الاعباء الاقتصادية والاجتماعية لهذا اللجوء.

فليتفضل مقدمو أوراق الاعتماد للممانعة بإعادة النازحين، فلا احد يمنعهم وهم يوفدون الوزراء الى دمشق، فوق التفويض الرسمي المعطى الى اللواء عباس ابراهيم بالتنسيق مع الجانب السوري، اضافة الى المبادرة الروسية التي تتعاون معها الحكومة.

الا يزعمون, ان العلاقة مع سوريا طبيعية، متجاهلين موقف الجامعة العربية، وان لبنان جزء من هذه الجامعة ويلتزم ميثاقها؟ فهم يريدون تطبيع العلاقة مع نظام بشار الاسد, الذي يضع رئيس حكومتهم على لوائح الارهاب , وأرسل ميشال سماحة محملا بمتفجرات الحب والعلاقات الاخوية، وهو نفسه من فجر مسجدي التقوى والسلام , حاصدا اكثر من خمسين شهيدا لبنانيا.

يعرفون ان هذا الملف غير قابل للمساومة، وأن الفساد يبدأ هنا، ولا تنازل عن الثوابتن قالها منذ زمن رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري.

اما الكلام عن محاسبة الفساد ,وادعاء البطولات, داخل مجلس الوزراء, في وقف صفقات ومناقصات , فهي مزحة سمجة , والأحرى الالتزام بالقوانين عبر الافعال , بدلا من الشعارات الفارغة، وهذا ملف فتح ولن نغلقه، مهما اشتدت محاولات الضغط ، وآخرها ما يحصل في القضاء عبر حصر صلاحية ملفات مكافحة الفساد, بالنواب العامين.

اخيرا، يقولون إن الابراء المستحيل أصبح قانونا، وهم يعرفون أنه الافتراء المستحيل، وأن واضعيه قدموه أوراق اعتماد لدى حزب الله، ضمن أجندات خاصة لا علاقة لها بالاستقامة السياسية. أوراق اعتماد متناثرة لن توصلهم الى مكان فيما هم غير آبهين انها قد تمنع البلد والعهد من اي انجاز.

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون "ال بي سي"

في حادثة لم تشهدها نيوزيلندا في تاريخها، مذبحة قام بها شاب لم يبلغ الثلاثين أدت إلى مقتل خمسين شخصا داخل أحد المساجد وإلى سقوط نحو اربعين جريحا.

حادثة إطلاق النار استغرقت نحو سبع عشرة دقيقة، وهزت العالم خصوصا انها وقعت في بلد يعتبر في الطليعة من حيث الإستقرار وهدوء الحياة اليومية، لكنه أثبت أن الإرهاب عابر للقارات وللجغرافيا وأنه إرهاب معولم بحيث لم يعد هناك أي بلد في مأمن منه.

في ملف آخر، الأسبوع المقبل أسبوع أميركي بامتياز في المنطقة، وزير الخارجية مايك بامبيو في جولة تشمل لبنان واسرائيل والكويت وقبرص، ويبدو من خلال بيان الخارجية الاميركية ان ملف الغاز سيكون أولوية حيث ورد في البيان ان بومبيو سيجري محادثات مع زعماء قبارصة ويونانيين في القدس في شان أمن الطاقة في البحر المتوسط.

لبنانيا، يتابع المسؤولون ما أسفر عنه مؤتمر بروكسل للنازحين السوريين، خصوصا انه لم يتوضح بعد حجم المساعدات التي ستخصص للبنان، وسيتوضح هذا الأمر بعد ان تكتمل عودة الوفد اللبناني من بروكسل إلى بيروت.

لبنانيا أيضا، سيكون الاسبوع الطالع محطة إضافية لمتابعة ملفات الغش والفساد، ولاسيما ملف الشهادات الجامعية المزورة، والتي في كل يوم يتكشف حجم الضرر التي سببته وتسببه هذه العمليات، وما تعني من تفلت على المستوى الجامعي واستعمال هذا الغش للوصول إلى أعمال وشركات بطرق ملتوية، ويبدو ان هذا الملف سائر إلى أبعد درجات التوسع.

وسط كل هذه الملفات، يطل بصيص أمل، جسر جل الديب يفتتح غدا، فبعد مضي نحو عشرة أعوام على تفكيك الجسر الحديد القديم، وبعد معاناة المنطقة والاوتوستراد من اختناق السير على مدى عشرة أعوام، بنهاراتها ولياليها وبكل فصولها، يفتتح الجسر صباح غد بعد عامين من الأشغال وبعد تأخير في موعد التسليم، وكل التضرعات والشفاعات من المارين أن يخفف اختناق السير في هذا الشريان الحيوي.

وسط كل هذه الملفات، من نيوزيلاند إلى جسر جل الديب، وما بينهما من ملفات تبدأ بجولة وزير الخارجية الاميركي وتصل إلى ملفات الغش والفساد، لم يجد رئيس الهيئة التنفيذية للقوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع سوى التركيز على ملف قال القضاء كلمته في حكم البداية.

لم يكتف جعجع بالإستئناف بل عاود الهجوم على القاضية فاطمة الجوني، فبعدما وصفها في تعليق له على الحكم بأن لديها "طعجة" عاود اليوم هجومه فوصف الحكم المحكي عنه بأنه "مختل المنطق، فاقد الشرعية".

لم يتوقف عند هذا الحد، أو الإكتفاء بتقديم الإستئناف بل تحدث عما قال إنه "الحق بمراجعة التفتيش القضائي لتقديم شكوى رسمية بحق القاضية في ما رآه عيوبا جوهرية في حكمها تستوجب اتخاذ التدابير اللازمة بحقها، كما لم يتوقف عند هذا الحد بل تحدث عن سلوك قضائي رأى فيه خطرا كبيرا".

من "الطعجة" إلى "حكم مختل المنطق" ثم مناشدة الرؤساء الثلاثة ووزير العدل "التوقف مطولا عند الانحراف الجوهري الذي طبع الحكم موضع الشكوى، واتخاذ كل التدابير اللازمة"، هذا الهجوم على القاضية الجوني، هل كان ليحدث لو أن الحكم جاء بغير ما صدر؟ هل يحق لأي سياسي موجود في السلطة أن يستغل هذه السلطة لشن حملة على حكم قضائي لم يأت وفق رغباته؟

أين كانت هذه الحملة على القضاء حين جاء قرار القاضي فادي عنيسي؟ هل يكون القضاء عادلا إذا جاء لمصلحته ويكون "مطعوجا" أو "مختل المنطق" حين لا يكون لمصلحته؟

في مطلق الأحوال انشغالات الناس في مكان آخر، وكذلك انشغالات السياسيين، ونسيان كل الملفات للتوقف عند حكم قضائي يعني أن معيار مقاربة الملفات ليس صحيا.

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون "الجديد"

الحدث المروع جاء من أكثر الدول سكونا، من نيوزيلندا عاصمة الهدوء في العالم ومنها أطل داعش الغرب ليحاور داعش الشرق في الإجرام، فكان مشهد الحقد الاستعراضي المنقول مباشرة عبر الفيسبوك لسفاح أسترالي أفرغ الكراهية ودللها بالموسيقى وبالكراهية.

الاقرب جغرافيا كانت إسرائيل - سيدة الإجرام الأولى، تختبئ تحت سابع أرض تخوفا من صاروخين فقط صاروخان فقط من قطاع غزة المحاصر إلى قلب تل أبيب، وحدهما هزا وهزأ كيان العنكبوت وبثا الخوف في أرجائه، وهددا المستقبل السياسي لنتنياهو الذي كان قبل يومين يتباهى بأن حكومته على اتصال بست دول عربية وإسلامية مصنفة من البلدان "المعادية لإسرائيل" وانفجار الصاروخين في قلب فلسطين المحتلة أصاب أصدقاء لإسرائيل من أهل وارسو، المتهافتين وجالسي القرفصاء على التطبيع المجاني مع العدو.

والفلسطينيون بصاروخين اثنين يستعيدون وهج المقاومة التي يسعى المطبعون لإطفائه، وهو النهج الذي سيدفع تل أبيب إلى طلب التفاوض، فعندما كانت منظمة التحرير ترفع البندقية والكفاح المسلح شعارا ونهجا وممارسة، استجدت إسرائيل السلام معها بأي ثمن وشغلت الوسطاء للقبول بمبدأ التفاوض، وعندما كانت مصر وسوريا تقودان المواجهة انهالت عروض السلام على أفكار لاسترجاع الارض المحتلة بما فيها القدس، وفي ذروة حرب الاستنزاف بين مصر وإسرائيل أواخر الستينيات كان ضرب العدو يضرب ألف حساب قبل وضع حجر واحد في المستوطنات.

صاروخان فقط يمكن أن يعيدا عقارب الساعة الى الوراء فماذا لو دخلت إسرائيل في حرب استنزاف بفرعها الثاني بعد أكثر من خمسين عاما، احتسب العدو أيامها بألف ليلة وليلة؟ والجواب لن تتحمله قبة حديدية منتهية الصلاحية أصابها الصدأ وبلغة العقارب تمكن مؤتمر بروكسل للنازحين من لدغ لبنان عبر خطة تبقي الحال على ما هي عليه، مع تعويض مالي تحت مسمى المساعدات، ومن المليارات السبعة الممنوحة افتراضيا في المؤتمر ستكون حصة لبنان مليارا وستمئة مليون دولار، لكن هذا المبلغ سيكون عربون صداقة لبقاء النازحين في البلدان المضيفة ومنها لبنان، حيث شدد البيان الختامي للمؤتمر على توفير الدعم المستدام لهم في دول الجوار، ولم يشر البيان الختامي الى أحد عشر مليونا داخل سوريا في حاجة الى مساعدات، من بينهم أكثر من ستة ملايين من المشردين في الداخل وأكثر من مليوني شخص خارج المدرسة في سوريا،. لكن البيان التفت في المقابل الى المعارضين السوريين النازحين الى الفنادق ومرفهي العيش، الذين يسافرون بين باريس وإسطنبول والرياض، وقرر الاجتماع بهم للاطلاع على مأساة نزوحهم وحاجاتهم.

ومن سطور بيان بروكسل يتضح أنه مؤتمر لدعم الدول الاوروبية وتجنيبها نزوح النازحين الى عواصمها، وهذه الدول مستعدة لدفع المال في مقابل بقاء السوريين حيث هم لذلك جاءت صواريخ جبران باسيل بالامس لتضرب في مكانها وتصيب اهدافها قائلا: اما عودة نازحين وإما لا حكومة لافتا إلى أن "دولا كبيرة تمنع عودة النازحين إلى بلادهم وان مؤتمرات مثل بروكسل تمول بقاء النازحين ونحن نريد مؤتمرات تعيدهم الى بلادهم ولا يعتقد أحد انه يقدر أن يغرينا بمساعدات مالية، أو ان يهددنا بحصار مالي فبالنسبة الينا "سيدر" هو رزمة إصلاحات لمصلحة بلدنا، وفي اليوم التي يستعملها احد ليفرض علينا قروضا مقابل النزوح، نجيبه: ما بدنا لا قروضك ولا نزوحك، فلبنان أرضه وهويته ورسالته أغلى من كل أموالك، وعلى جرأة هذا الموقف فإن مضمونه اغلى من المليارات السبعة ومن بروكسل واحد واثنين وثلاثة، وما سيتفرع عنها من مؤتمرات ورقية.

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون "او تي في"

مجددا، لا لون للارهاب ولا دين.

ومرة أخرى، لا خلاص من التطرف بالأمن فقط، بل بتعزيز نماذج العيش الواحد والشراكة، كما في لبنان كذلك في كل العالم، ومن هنا "أكاديمية الانسان للتلاقي والحوار" التي طرح رئيس الجمهورية العماد ميشال عون إنشاءها على ارض لبنان في خطابه امام الجمعية العمومية للامم المتحدة في ايلول 2017، والتي تابع وزير الدولة لشؤون رئاسة الجمهورية مسار تأسيسها في باريس قبل أيام.

ومن باريس إلى بروكسل، حيث لا تزال ارتدادات كلام رئيس الحكومة سعد الحريري حاضرة على الساحة الداخلية، اذ تحدث بوضوح عن التزام الحكومة اللبنانية أي مبادرة تحقق العودة الآمنة للنازحين السوريين، وهو موقف رأى وزير الدفاع الياس بو صعب في حديث للـ OTV أنه يشكل انتصارا للديبلوماسية اللبنانية، وأنه لا يتعارض بأي شكل من الأشكال مع مواقف وزير الخارجية جبران باسيل الذي حذر خلال عشاء التيار الوطني الحر أمس في ذكرى الرابع عشر من آذار، من الموقف الدولي من ملف العودة، ومن استخدام المساعدات الدولية في سياق لا يصب في مصلحة لبنان.

وفي الموازاة، لا يزال اللبنانيون يعلقون الآمال على تحقيق الحكومة خطوات نوعية على مستوى الداخل، في مكافحة الفساد وتفعيل الاقتصاد الى جانب ملف النزوح، وإلا فلا حكومة، كما قال باسيل أيضا أمس، علما أن ملف الكهرباء يشكل اشارة واضحة الى المسار الذي ستسلكه الامور فور طرح الخطة المحدثة على مجلس الوزراء. هذا مع الاشارة، الى ان ملف الفساد في العدلية خطا خطوة اضافية نحو الامام في المدة الاخيرة، اذ تشير معلومات الـ OTV الى ان مرافق المدعي العام التمييزي موقوف.

لكن، قبل الدخول في كل تلك التفاصيل، نشير إلى ان بعد انتظار دام اكثر من سبع سنوات، جسرا جل الديب الجديدان سيصبحان سالكين اعتبارا من السادسة من صباح الغد، على أمل أن يسهما في الحد من أزمة السير على الاوتوستراد الساحلي، الذي لا يزال يحتاج، مع الطرقات الداخلية في المنطقة، لاستكمال التأهيل حتى يعتبر المشروع منجزا بشكل كامل

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون "ام تي في"

هكذا وصفت رئيس الوزراء النيوزيلندية الاعتداء الارهابي الذي استهدف مسجدين في بلدها واسفر عن مقتل خمسين شخصا حتى الان، لكن الجمعة الاسود الذي اثار حالة استنكار في كل انحاء العالم يمكن ان يكون ليس احد احلك الايام في تاريخ نيوزيلندا فحسب، بل في تاريخ العالم اجمع، اذ ان المجزرة المزدوجة اثارت الخوف من تنامي ظاهرة العنف والكراهية مستقبلا، ومن تهديد نظرية التعايش بين الاديان وتثبيت نظرية صراع الحضارات.

في لبنان العاصفة الامنية القضائية مستمرة، فالفضائح تتوالى كاشفة الكثير من الوقائع والمواقع والاسماء، والابرز اليوم توقيف احد مرافقي المدعي العام سمير حمود بجرم تعاطي رشوات بالنسبة الى مؤتمر بروكسيل.

الجميع في انتظار عودة الرئيس الحريري لرصد حقيقة موقف الدول من مسألة النازحين، علما ان المؤشرات الاولية لا تبعث على الارتياح ولا سيما في ظل عدم وجود رؤية لبنانية رسمية واحدة لمعالجة الملف الشائك والمتفجر.

من مدينة الصلاة في فلسطين المحتلة الى مساجد الله في نيوزيلندا محاولات اختراق مرض خبيث اسمه العنصرية، بيوت امن الله ترفع، ويذكر فيها اسمه فإن المسجد الاقصى المبارك ارهاب دولة يقفل باب الرحمة امام المصلين ويعتدي عليهم وفي مسجد النور ارهابي ظلامي ستنسف الجرائم الارهابية ويفتح النار من خلف المصلين ويقتلهم بدم بارد وهم يقفون بين يدي الله.

انه الارهاب نفسه يثبت مجددا انه لا ينتمي الى دين ولا يمر بجانب الانسانية بيد انه خلطة من الشعبوية والتوجيه التي تولد تطرفا يمينيا يحول الموتى الى لعبة. انه الارهاب نفسه والمفارقة بين مشهدي الاقصى والنور.

ان الاسرائيليين الغزاة يستبيحون الارض واهلها في ظل سياسة التهجير وتحت رعاية وصمت دوليين، وان سفاحي نيوزيلندا ينظرون الى مواطنين في دولتهم يختلفون عنهم فقط في الدين ويتساوون معهم في كل شيء على انهم غزاة يجب ترحيلهم.

هو فصل من فصول الكيل بمكيالين وسياسة الصيف والشتاء تحت سقف واحد هي النازية والصهيونية وجهان لارهاب واحد. ولعل ابلغ ما يؤكد ذلك هو بيان منفذ المجزرة الذي اكد دعمه للرئيس الاميركي دونالد ترامب كرمز للهوية البيضاء المتجددة في اشارة الى التطرف الذي يبديه الاخير ازاء المهاجمين وتحديدا المسلمين.

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون "المنار"

لأن الارهاب فعل ثقافة عنصرية، وليس انتماء ديانة كان عابرا للمذاهب والاديان والمناطق والالوان، وابشع الوانه اليوم مذبحة نيوزيلندا غير المعزولة عن ذاك الفعل الذي ادمى العالم.

ليس صدفة ان يكون الارهابي هنا متأثرا بافكار الرئيس الاميركي دونالد ترامب العنصرية. والارهابيون في سوريا والعراق مدعومون من هذا الرئيس واترابه.

فتربة التطرف الخصبة المروية من ثقافة التحريض والعنصرية تنبت ما نشهده من قتل في مساجد نيوزلندا، كما قتلت وتقتل في مساجد باكستان وافغانستان والعراق وأكثر من مكان.

ثقافة تارة تحرك افرادا كما حدث اليوم واوقع نحو خمسين شهيدا، وطورا تحرك جماعات تحت مسميات داعش والنصرة وبوكو حرام وغيرها.،ثقافة منشؤها فعل كيانات ودول، وابرز تجلياتها ارهاب العدو الصهيوني ضد الفلسطينيين، وحرب الابادة على اليمنيين.

وبعيدا عن اليمين واليسار والشرق والغرب، فان فعل الاستنكار لم يعد يكفي، وان السكين التي شحذت لتفتيت الشعوب الفقيرة لن تنجو منها الدول الغنية، ومثال الرفاه الانساني نيوزيلندا وقبلها كندا وحتى اميركا خير دليل.

انها العنصرية الآفة المجتمعية التي تؤمن بالأحادية وترفض التعددية، انها داعش وترامب ونتنياهو والكثير الكثير من حلفائهم وصولا الى القاتل الاسترالي في نيوزلندا.

ولكي لا تقتل الفرادة اللبنانية التي يحتاجها العالم اليوم مثالا للتنوع، هل من امكانية لنبذ العنصرية التي يغذيها هؤلاء القتلة امتدادا لمشاريعهم التدميرية؟ هل من يسكت منابر الفتنة والتحريض المحلية والاقليمية والدولية؟ وهل من اجوبة قاطعة للرسائل التي سيحملها ممثلهم مايك بومبيو الى لبنان قريبا؟

ولكي لا يقترب اللبنانيون من اليأس مجددا مع ترنح الوعود وتناقض المقترحات والخطابات، اين حكومة الى العمل وفق الاجندة والاولويات اللبنانية، وابرز الملفات اليوم النازحون وما يريده العالم من توطينهم كما قال وزير الخارجية اللبنانية.

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

بيان لقاء سيدة الجبل حول جريمة المسجدين في نيوزيلاندا

15 آذار 2019

تتكرّر الاعتداءات الإرهابية على دور العبادة المسيحية والاسلامية واليهودية في العالم، وكان آخرها الاعتداء الجبان على مسجدين في نيوزيلاندا والذي قضى من جرّائه 49 بريئاً من المصلّين.

يستنكر "لقاء سيدة الجبل" هذا الاعتداء المجرم ويندّد به بشدة، ويؤكّد أن المبادرة الأخيرة التي قام بها البابا فرنسيس والشيخ أحمد الطيّب تتناقض تماماً مع الانحرافات وأعمال العنف والارهاب التي نشهدها في هذا البلد أو ذاك. فاستهداف الكنائس في مصر وبلاد أخرى كما المساجد في كل انحاء العالم وبيوت الصلاة اليهودية كذلك، لا تدلّ إلا على تخلّف من يرتكبون هذه الأعمال وشذوذهم عن طبيعتهم البشرية وابتعادهم عن تعاليمهم الدينية الاسلامية والمسيحية كما اليهودية.

ويؤكّد "اللقاء" أننا بحاجة إلى أمثال البابا فرنسيس والشيخ أحمد الطيّب في كلّ مدينة في العالم من أجل الخروج من دوامة العنف والارهاب هذه.

 

قبل وصول بومبيو: إيران مستنزفة وأميركا تحصد المكاسب بهدوء

منير الربيع/المدن/الجمعة 15/03/2019

بناء على "الإثارة" الإسرائيلية، حول اكتشافها خلية لحزب الله في الجولان السوري، وتقديم شكوى إلى الأمم المتحدة، وفيما يصر الأميركيون على نزع صفة "الاحتلال" عن الجولان، والتسليم بأنه جزء من السيادة الإسرائيلية.. يصبح مفهوماً سبب تأجيل وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو إلى بيروت.

كان من المفترض أن يصل الوزير الأميركي في الرابع عشر من آذار، لكنه أجّل الزيارة أسبوعاً. وحين سيأتي سيحمل بيده أكثر من ملفّ. وجميعها ستكون مرتبطة بترسيم الحدود البرية والبحرية، وتتعلق بملف النفط.

مساءلة لبنان

لكن السياسة الإسرائيلية، وبالأخص سياسة رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، على مشارف الانتخابات التي يبدو أن وضعه ليس جيداً فيها، تتركز على إثارة أكبر عدد من الملفات، لمناقشتها من قبل بومبيو في زيارته. وهكذا، يسعى الإسرائيليون، لأن يكون عنوان زيارة بومبيو ليس ترسيم الحدود، على الرغم من أهميتها بالنسبة إلى الإسرائيليين، لكن أن يصبح العنوان "مواجهة حزب الله".. على قاعدة الأسئلة الأميركية المعتادة للدولة اللبنانية حول "النأي بالنفس" والتزام القرارات الدولية، بما يناقض سلوك حزب الله، الذي لا يستبيح لبنان فقط، بل سوريا أيضاً، ولديه خلايا في الجنوب السوري كتهديد مباشر لحدود إسرائيل. ولأن نتنياهو يريد تعزيز وضعه الانتخابي بالتعاون مع الأميركيين، يحرص لأن تتخذ زيارة بومبيو إلى لبنان عنوان "إعلان الحرب على حزب الله"، لما في ذلك من فائدة انتخابية، بمعزل عن ماهية هذه "الحرب"، وإذا ما كانت ستبقى سياسية - اقتصادية، أم ستتدهور إلى الميدان العسكري.

سيركز بومبيو في الملفات التي سيطرحها مع اللبنانيين، على أدوار حزب الله، غير المقبولة في لبنان وخارجه. وتؤكد معلومات متابعة بأن الضغط الأميركي سيزداد في المرحلة المقبلة. وهناك رزمة عقوبات جديدة ستصدر. وتؤكد المصادر، أن المرحلة المقبلة ستشهد المزيد من التصعيد الأميركي تجاه لبنان وإيران وحزب الله. وذلك، بهدف إجبار طهران على تقديم المزيد من التنازلات. هذا التصعيد لا ينفصل عن احتمال حدوث تطور عسكري، سواء في سوريا أو في لبنان، عبر ضربة عسكرية خاطفة، قد تقع بعد الانتخابات الإسرائيلية.

تحولات في العراق

في مقابل هذا الضغط، يبدو واضحاً التأثّر الإيراني. إذ يستمر الأميركيون بتوجهاتهم في العراق وسوريا ولبنان. العنوان واضح وهو كف يد إيران عن سوريا. أما في العراق، فيعملون على تحجيم دور الحشد الشعبي. وفي لبنان، يسعون إلى إبقاء حزب الله تحت المجهر طوال الوقت. وبالتالي يجد الإيراني نفسه محاصراً، ما يدفعه للجوء إلى سلسلة خطوات، بدأت باستدعاء الأسد إلى طهران، وزيارة روحاني إلى العراق، لمواجهة هذا الحصار، والبحث عن سبيل للتهرب من الضغوط. الوسام الذي منحه مرشد الجمهورية الإسلامية، السيد علي خامنئي، لقائد فيلق القدس، قاسم سليماني، يمثّل تكريماً له على جهوده. ما قد يعني "تكريمه" حالياً، وتحييده عن الساحة لاحقاً، تمهيداً لتغليب منطق الديبلوماسية، إذ أصبح الخيار العسكري التصعيدي عبئاً على إيران. هذا النمط تعبّر عنه العلاقة الإيرانية - العراقية، التي تنتقل إلى تجربة جديدة، خصوصاً مع إعادة إبراز الدور الأساسي للديبلوماسية الإيرانية، حسب ما أوحت به تداعيات استقالة روحاني ومن ثم الرجوع عنها. كذلك، البيان الصادر عن السيستاني، الذي يتحدث بوضوح عن مبدأ الحفاظ على سيادة العراق، ومرجعية السلاح بيد الدولة، وتفكيك الميليشيات، بالإضافة إلى العلاقات المتوازنة مع الدول المحيطة. فبدا السيستاني وكأنه يحيي ذكرى 14 آذار اللبنانية، إذ تضمّن بيانه مختلف النقاط المتشابهة بين منطق السيستاني ومنطق 14 آذار.

الضيق الإيراني

المقارنة ليست بين سقوط إيران أو عدم سقوطها. هذه المعادلة غير قائمة، فالنظام لن يسقط، وحتى فكرة إسقاطه غير مطروحة. العقوبات تبقي إيران بحالة متدهورة على مختلف الصعد، وهي ليست أداة لإسقاط النظام، وبالتالي ينجح الأميركيون في فرض الضيق على الإيرانيين، الذين سيضطرون لبيع النفط بسعر بخس، وشراء البضائع بأسعار مرتفعة، وبالتالي هذه معادلة لا يمكنها الاستمرار، ولن تكون إيران في ظلّها قابلة للتطور. تسعى إيران إلى تحسين شروط التفاوض، وفق احتمالين، أولاً من خلال الصمود إلى ما بعد مرحلة ترامب، وتكرار تجربة أوباما، وثانياً الذهاب إلى مفاوضات مباشرة حالياً، وتقديم تنازلات لتحسين وضعها، خصوصاً أن الظروف المحيطة بها، داخلياً وخارجياً في الإقليم، تشكّل عبئاً ضاغطاً على طهران. ويبدو الإيراني حالياً عاجزاً عن القيام بخطوات، للإنتقال من مرحلة المواجهة إلى مسار التنمية الاقتصادية والإجتماعية.

"الصبر" الأميركي

قالها فرنسوا هولاند، خلال زيارته الأخيرة إلى لبنان، بأن هناك إتفاقاً روسياً - أميركياً حول إخراج إيران من سوريا. وكان يمكن إبرام تسوية محددة في سوريا قبل فترة، بالتساوق مع ظهور الاستعداد العربي للتطبيع مع النظام السوري، ما كان سيعتبر انتصاراً للإيرانيين. لكن الأميركي هو الذي تدخّل لوقف عملية التطبيع، وبالتالي، تأخير التسوية وإعادة تحديد الشروط وتشديدها. يعمل الأميركي وفق منطق الصبر والرهان على الزمن والعقوبات، لإنهاك كل الأطراف في المنطقة. فهو لا يُستنزف على الأرض، في المنطقة، وليس مستعجلاً للحل السياسي كما هو حال الروس، ولا يُستنزف اقتصاده أو عسكره، كما حال الإيرانيين، ولا يشكل له ملف اللجوء فزّاعة كما هو حال الاتحاد الأوروبي. وبالتالي، فإن رهان الأميركي على الوقت سيفيده، سواء لتوسيع المواجهة مع إيران، أو الوصول إلى تفاهم معها، بعد كل هذه الضغوط.

 

حفل إطلاق اكاديمية بشير الجميّل في جامعة الروح القدس

الأب حبيقة: أكاديميةً تختزن منظومة أفكارِه وعقائدِه ومكوِّناتِ رسالته الوطنية

نديم الجميّل: حان الوقت لا لتنقية الذاكرة فحسب، بل لتنقية التاريخ مما ألصقوا به من تزوير وتشويه

15 آذار/19

احتفلت جامعة الروح القدس – الكسليك بالتعاون مع مؤسسة بشير الجميّل بإطلاق "أكاديمية بشير الجميّل"، خلال احتفال حضره قدس الأب العام نعمة الله الهاشم الرئيس العام للرهبانية اللبنانية المارونية والرئيس الأعلى للجامعة، نائب رئيس مجلس الوزراء غسان حاصباني، السيدة صولانج الجميّل، النائب نديم الجميّل، السيدة يمنى الجميّل زكّار، النواب: هنري حلو ممثلًا النائب تيمور جنبلاط، إيدي أبي اللمع، أنيس نصار، شامل روكز وشوقي الدكاش، رئيس جامعة الروح القدس – الكسليك الأب البروفسور جورج حبيقة، والرئيس التنفيذي لمؤسسة بشير الجميّل المهندس الفرد ماضي، الوزراء السابقون: إدمون رزق، كريم بقردوني، بطرس حرب، سجعان قزي، وملحم الرياشي، نقيب المحرّرين جوزيف القصيفي، وأعضاء في المكتب السياسي الكتائبي، ورفاق بشير في مجلس قيادة القوات اللبنانية وفعاليات سياسية وحزبية ودينية وبلدية واجتماعية وإعلامية ومدنية... في مبنى مكتبة الجامعة.

الياس

النشيد الوطني افتتاحًا ثم كلمة تقديم للأستاذ المحاضر ومنسّق المشروع في مركز فينيكس للدراسات اللبنانية، إيلي الياس الذي شرح عن "البرنامج الأولي للأكاديمية الذي يضم ستة أو سبعة لقاءات مع شخصيات سياسية وفكرية رافقت وقاومت وقررت مع بشير، السادة: أنطوان نجم، الفرد ماضي، جورج فريحة، نعوم فرح، وفادي افرام وغيرهم... في حرم الجامعة". كما أعلن أن الأكاديمية ستضم 35 طالبًا، وهم مدعوون إلى تسجيل أسمائهم وتعبئة استمارة خاصة عبر زيارة موقع الجامعة الالكتروني، على أن تنطلق الحصة الأولى في 26 آذار الجاري".

ماضي

ثم كانت كلمة للرئيس التنفيذي لمؤسسة بشير الجميّل ورئيس الأكاديمية الفرد ماضي شكر فيها الجامعة بشخص رئيسها ومركز فينيكس على دعمهم الذي أثمر انطلاقة هذه الأكاديمية في وقت قليل. ثم أعرب عن فخره واعتزازه "لأنني أساهم، من خلال إنشاء هذه الأكاديمية، بردّ جزء صغير من دين بشير على لبنان الوطن والدولة، وعلى القضية وعلى كل واحد منّا. وأشعر بالفخر عندما أرى نديم يحمل شعلة والده وحلم البشير وهو يسلك الطريق نفسه ويتسلح بالأخلاق والحماسة عينها. وأشعر بالفخر عندما أرى أكاديمية بشير الجميل تبصر النور في جامعة الروح القدس، وكلنا نعرف العلاقة بين هذا الصرح الكبير وبشير". وأضاف قائلاً: "هناك عدد كبير من الأشخاص، ومن بينهم مقربين من الحزب والعائلة ولاسيما الجيل الجديد، لا يعرفوا الكثير عن بشير. لذا، أنشأنا هذه الأكاديمية انطلاقاً من رغبة الكثيرين ليتعرفوا أكثر على بشير. وهكذا، نكون قد أتحنا للجيل الجديد أن يعيش، من جديد، حلم البشير، وذلك، من خلال سلسلة من المحاضرات التفاعلية كي يعرفوا فكر ونضال بشير. وسيقدّم هذه المحاضرات أصدقاء بشير الذين حلموا معه. وستتمحور المحاضرات حول الأحداث والوقائع التي عايشوها سوياً، وسنكون على استعداد تام للإجابة على تساؤلاتكم وأسئلتكم مهما كانت صعبة، فكما قال بشير "جئت لأقول الحقيقة مهما كانت صعبة". وتابع: "إنّ شعار "بشير حي فينا" قد نبع من شعور عميق باطني يرفض موت بطلنا الأسطوري، هو شعور صادر من اللاوعي، هو شعور تحوّل إلى واقع من خلال هذه الأكاديمية". وختم بالقول: "نم قرير العينين يا شهيد المقاومة، يا شهيد الشهداء، يا شهيد الـ 10452 كم2، لأن بشير البطل الأسطوري لن يموت أبداً".

الأب حبيقة

وألقى رئيس جامعة الروح القدس- الكسليك الأب البروفسور جورج حبيقة، كلمة وجاء فيها: "في زمن اشتدّت فيه ثقافة إيلام الآخر المختلف واستشرست فيه محركات القتل الغرائزية، واستوطنت مقوّمات اليأس في ساحات لبنان محولة إياه من سويسرا الشرق وجوهرة الشرق إلى بلد مدثر بوشاح الحزن والكآبة يمشي الهوينى في موكب جنازة الحياة. في مثل هذه الأجواء المشحونة عنفاً، اجتمعت قوى البلاء في مهد الحضارات، وموئل الأديان السماوية، وأرض القديسين والأولياء، وأصدرت حكما مبرما بإعدام لبنان، ونزع رسولية كيانه، لأنه مصدر للإزعاج الإيجابي، يقضُّ بتناقضاته المتآلفة مضجعَ جميعِ دول المشرق التاعس، حيث البعضُ يحافظ على حضارة اسبارطة العقيمة في أحاديتها اللُّغوية والدينية والعرقية المجوّفة، والبعض الآخر يمعن تنعُّما مرضيا بسلطة قسرية لا تعرف إلى التناوب السلمي والديمقراطي سبيلا. فدفعت بلبنان إلى بوتقة صهر الغيرية في آحادية مدمرة، وأمعنت في دكّ خصائصه المميّزة التي توافقت عائلاتُ لبنان الروحية على المحافظة عليها وصونها من خدوش الزمن والممارسات اليومية، ليبقى لبنانُ هذه الفسيفِساءَ المشرقيّةَ الإنسانوية، وتلك المساحة الحرة لإنسانية متصالحة أبدا مع ذاتها في منطق اعتبار الآخر جزأ من الذات والطريقَ إليها، ضمن معادلة الأنا والنحن المكوّنتين للمواطَنة المتفاعلة والمتنوّعة. من هذا الرحم، رحم الأوجاع والقلق الوجودي، رحم الانتفاضة على ويلات الزمن ومصائبه، وُلد الرئيس الشهيد بشير الجميل".وأردف: "نجتمع اليوم في حرم جامعة الروح القدس الكسليك، جامعة الروح والعقل، في صرح جامعي عريق، صنفته المؤسسة الإنكليزية الشهيرة QS بين الست مئة وواحد وخمسين جامعة رائدة في العالم من أصل

ثمانية وعشرين ألف جامعة، نجتمع في جامعة هي ذاكرة الوطن ، كل الوطن، وذاكرة المشرق الذي نحن منه وفيه وله، ورسالتها الأولى أن تكون الحافظة للكلمة المكتوبة، والمسجّلة والمصوّرة، وفي زمن "وثيقة الأخوّة الإنسانية"، وبعد مرور سبعة وثلاثين عاماً على استشهاد الرئيس الشيخ بشير الجميل، وبعد إزالة خطوط التماس الذهنيّة والنفسيّة، وإعادة لحمة التلاقي والسير معا إلى جميع مكوّنات لبنان الأصيلة، لنطلق معا أكاديمية بشير الجميل، أكاديميةً تختزن منظومة أفكارِه وعقائدِه ومكوِّناتِ رسالته الوطنية التي استشهد من أجلها. ما زلت حتى اليوم مطبوعا بتصريحه المرجعي في مناقبيته، في ختام زيارته كرئيس منتخب إلى معهد المعاقين، الشهداء الأحياء، في بيت شباب حيث قال ما معناه أنه ينحني أمام كل شهيد لبناني قدّم حياتَه فداء عن فكرةٍ للبنان. كم هو عظيم هذا الموقف. في نظر الرئيس الشهيد، الجامعُ المشتركُ لجميع شهداء بلد الأرز إنما هو لبنان، على اختلاف عقائدهم ومشاربهم وتطلعاتهم. فهو ينحني أمام دم شهيد لبناني لم يكن يقاسمُه النظرةَ عينَها إلى لبنان. هذا هو الرئيس الاستثنائي الذي يجمع ويؤالف في شخصه الكارزماتي تناقضاتِ بلدِ الرسالة. فكما انحنى الرئيس الشهيد بشير الجميل أمام جميع شهداء الوطن من دون أي تمييز، كذلك على جميع نواب الأمّة وجميع اللبنانيين من دون أي استثناء أن ينحنوا إجلالا أمام دم استشهاد الرئيس الشهيد بشير الجميل".

وتابع قائلاً: "ما هي مواقف بشير الجميل في زمن مقاومته دفاعاً عن وطنه: سأستشهد ببعض أقواله:

1-بشير الجميل رجل الحوار مع المختلفين؛ وعلى رأسهم الفلسطيني والسوري: " نحن مع الحوار، نحن مع التفاهم إذا لقينا تجاوباً، ومع المقاومة والصمود إذا أجبرنا على استعمال السلاح. هذا أمرٌ بات معروفاً لدى كلّ الذين حاولوا أن يرمونا في البحر وفشلوا."

2-بشير الجميل المدافع عن الوطن: "وعدنا لكم، من الآن فصاعداً، الاّ يجرؤَ أحدٌ على التطاول على لبنان، لأنه من الواجب أن تكون عندنا القدرةُ والإمكانات وجميع الوسائل لكي نقنع الآخرين، في الداخل والخارج، بأن حيط لبنان ما عاد واطي".

3- وفي موقفه من حمل السلاح، يقول: "كان الهدف من حمل السلاح بصورة مستمرّة الدفاع عن النفس والأرض والشعب، كلّ الشعب، في وجه الغريب. ونحن على ثقة اليوم بأن إخواننا في المناطق الأخرى يأملون في مساعدتنا لهم للتخلص من الوسائل القمعية الغريبة التي تمارس عليهم لسلبهم قرارهم الذاتي وحرية تحرّكهم"

5- بشير الجميل في تصوّره شخصية الرئيس: " [...] الرئيس المنقذ هو الرئيس الذي يستطيع الإقدام على كلّ الإجراءات لإنقاذ لبنان. وقد لا يكون إنقاذُ لبنان من مصلحة كل الدول الكبرى".

6- بشير الجميل ومفهوم الوطن والهوية: "المطلوب إيجاد حلّ للقضية اللبنانية ككلّ، لا تقسيمَ لبنان إلى مناطقَ، تُحلّ مشاكلُ بعضها، والبعض الآخر يبقى بلا حلّ [...] فأنا مع حلّ شامل لكلّ القضية اللبنانية" [...]لأن اللبنانيين يتوقون إلى شيئين: الأوّل: أن يكون الحلّ للأزمة نتيجة مبادرة لبنانية [...]؛ الثاني: أن يكون الحلّ عبر مفاوضات سياسية تشمل الأطراف المعنيّة بعد أن أرهقتهم التجارب العسكرية [...]".

ثم أضاف: "أما موقفه الذي استخلصه، منذ أعلن ترشيحه لرئاسة الجمهورية وحتى استشهاده في 14/9/1982، فيتجلّى في فلسفة خاصة به، نقلته من المقاوِم إلى الرئيس، ومفادها: " [...] رئيس ينقل لبنان من حالة التعايش مع الأزمة ومشاريع الحلول إلى حالة اجتراح الحلول، فالحكم القوي يعني الحاكم القوي بديمقراطيته، بمؤسساته، بقراراته وبقدرته على تنفيذها عبر مؤسساته". هذا غيض من فيض استعنت به في هذه اللحظة الحاسمة من مخزون مكتبة الجامعة التاريخي كحافظة لذاكرة الوطن، وإن هي تشرّع أبوابها

اليوم لاحتضان أكاديمية بشير جميّل، فلا يفوتها أنها تضمّ إلى رحابها "ابن الحرب" وليس "أباها". فالمكتبة الجامعية تسترجع الضحية المؤمنة بالآخر من خلال التفاهم على المصير المشترك، لا من خلال الاستضعاف والإذلال المتبادلين، تسترجع الروح الخائفة منذ قرون إن هي عادت إلى وضعها ك"جماعة مهمشة ورصيفية"، وقد تكتّلت القوى في الداخل والخارج عليها، تسترجع الرؤية النزيهة والشفافة في الكيان اللبناني، الذي فات قسماً غيرَ يسير من اللبنانيين الإيمانُ به سيداً حرّاً مستقلاً".

ثم تساءل الأب حبيقة: "أوليست هذه الظاهرة الدفاعية عن الوطن الأم هي نفسها التي قامت عليها الأوطان السيادية في العالم، واستشهد في سبيلها الآلاف من الناس هنا وهناك؟ ألم يصبح شعار "لبنان أولاً" فلسفة وجود لبنان الوطن؟ ألم يكن بشير الجميّل سبّاقاً في رؤيته الإصلاحية والإنقاذية للبنان، عندما صرّح أنه يعمل جاهداً لبناء دولة العام ألفين؟ إن أبرز ما تتضمنه أكاديمية بشير الجميّل من إرث للأجيال القادمة، هو هذا الجانب الإنساني المغيّب للرئيس الراحل. ستفرغ الاكاديمية في المستقبل مساحة للبشير الإنسان، الفاضل، المؤمن، المضحّي من أجل الآخرين، المشارك في السراء والضراء، المتعالي عن أقسى الجروح نزفاً، النظيف الكفّ، المحبّ، الصادق، المخلص، المتواضع، الوفي، المحاور البارع، والمفكّر النيّر، والشريف". وخلص إلى القول: "لقد شكّل البشير بشخصه، وخلال الفترة القصيرة من عمر المناضل والمقاوم والزعيم والرئيس، مرحلة مفصلية من تاريخ لبنان، تضع حدّاً بين لبنان القديم ولبنان الحديث، لبنان الماضي ولبنان المستقبل، لتردّ أصالة معنى لبنان، لا إلى تاريخ لبنان المرزنم بالسنين بل إلى لبنان التاريخ الذي يزخِّم حاضرَنا ويتجاوزه. من أكاديميته في جامعة الروح القدس الكسليك، أتصور الرئيسَ الشهيد بشير الجميل يقول لنا: لا تدعوا أنبياء الويل يتسللون إلى مربّع أحلامِكم وانتظاراتكم. لا تدعوا التاريخ ومآسيه وخيباته يقتحم حاضرَكم ويحطّم اندفاعاتِكم نحو مستقبل زاهر. لا تنوحوا على أطلال الماضي، بل قولوا على الدوام اليومُ الأجمل هو الآتي".

النائب الجميّل

وفي ختام الاحتفال ألقى النائب نديم الجميّل كلمة قال فيها: "هذه هي المرّة الثالثة التي تحتضن جامعة الكسليك الرئيس الشهيد بشير الجميّل. المرّة الأولى احتضنته قائد المقاومة اللبنانية والمرّة الثانية اؤتـمنت على أرشيف حياته، والمرّة الثالثة بتأسيس أكاديمية تحمل اسمه. وفي المرّات الثلاث برز هذا الصرح العظيم ملاذ الذاكرة الوطنيّة ومركز تخمير الصمود من أجل لبنان". وأضاف: "لقد عرفت هذه الرهبانية اللبنانية المارونية، وبخاصة جامعة الكسليك أن تكون "الروح القدس" فعليًا، بمعنى أنها مع محافظتها على رسالتها الروحيّة والدينيّة والكنسيّة استطاعت، رغم كل الصعوبات التي واجهتها، أن تتجلّى بدورها الوطنّي المقاوم في سبيل لبنان. وطبيعي أن تلعب مؤسساتنا الروحيّة دور ناظم القيم لكل حركة وطنية في مجتمعنا. أليست الكنيسة المارونية هي من رعت تأسيس "دولة لبنان الكبير" وحفظت وجودنا قبل انطلاق الحياة السياسية المدنية في بدايات القرن الماضي؟

وأكد: "هناك مسؤولية أساسية لمرجعيّاتنا الروحية ــــ لاسيما لبكركي والرهبانيات ـــــ في حماية مستقبل لبنان بموازاة سعينا نحن لإقامة دولة مدنيّة تستوعب خصوصيّات كل مكوّنات لبنان. لكن الدستور المدني يستلزم شعبًا متحررًا من التعصّب والأصوليات المتنوعة. لا نريد إلغاء الطائفيّة السياسيّة فقط فخًّا لإلغاء المسيحيّة الوطنيّة في هذا البلد." وأشار إلى "ان هذه الجامعة هي الأولى التي تتبنّى أكاديميّة بشير الجميل. هنا كان بشير يأتي في الصبحيّات والليالي يتزوّد فكرًا ومعنويات. هنا كان بشير يشكو همومه ومعاناته من السياسيّين وحساباتهم الضيّقة، فيما كان لبنان أمام مصير قاتم. هنا كان بشير يتشارك والرهبان ومؤسّسة الدراسات الخطط الاستراتيجيّة التي أفسحت للبنان مكانًا لائقًا في لعبة الأمم آنذاك، لئّلا تنفّذ على حساب المسيحيّين ولبنان. فانتصرنا لكن بشير استشهد. لم تكن الكسليك جامعة بشير الدراسيّة بل كانت جامعته الوطنية."

ولفت إلى أن "الأكاديمية التي نطلقها اليوم هي مشروع تربوي وطني وإنسانيّ، إي أنه مشروع ثقافي وحضاري. فلبنان أردناه أساسًا كوكب حضارة يشع في هذا الشرق وعليه. ومن هذه النظرة السامية تهدف أكاديميّة بشير إلى أن تكون مركزًا لنشر فكر وطني يستوحي رسالة بشير، فيزيل التشويه الذي اعترى هويّة لبنان وتاريخه ودوره. لقد حان الوقت للأجيال اللبنانية أن تدرس تاريخ لبنان النقيّ، الصحيح، الشجاع،

المتمرّد على التسويات والتنازلات، فتتعرّف على نضال هذا الشعب وروّاده وعظمائه وأبطاله منذ ستة ألاف سنة، ومنذ ألف وستمائة سنة، ومنذ مئة سنة، ولتتعرف على عهد الواحد والعشرين يومًا. لقد حان الوقت لا لتنقية الذاكرة فحسب، بل لتنقية التاريخ مما ألصقوا به من تزوير وتشويه. هذا الفكر الوطني بات حاجة وطنية. صحيح أن لبنان لم يتعرّض إلى انقلابات عسكرية على الشرعية، لكنه يتعرّض يوميًّا لانقلابات فكريّة على هويّته وتاريخه ومقاومته اللبنانيّة الأصليّة والأصيلة وعلى رموز صنعوا مجده. بعد اليوم الحقيقة أصبحت ملازمة للقضية اللبنانية. من خلال هذا الفكر الوطني سيرفع شعب لبنان رأسه بتاريخه الحقيقي وهويّته الحقيقيّة وأبطاله الحقيقيّين وشهدائه الذين ماتوا من أجل لبنان". وأضاف: "كما تهدف هذه الأكاديمية إلى أن تكون أيضًا مركزًا لتدريس فن القيادة وحسن الحوكمة النزيهة. فالدولة اللبنانية تفتقر منذ عقود إلى قادة بمستوى التحديّات المصيرية وإلى قادة خرجوا من رحم القضية. لقد سيطرت السياسة على القضيّة الوطنيّة وأعطيت الطموحات الشخصية الأولويّة على مصلحة الشعب التاريخيّة. وليس من قبيل الصدف أن نسمع الناس تًردد عفويًّا كل يوم وأمام كل حدث: "وينك يا بشير". نعم وينك يا بشير. عهدي لكم أن نحمل معًا شعلة النضال الجديد. يكفي تجارب... ويكفي حياء... لقد أعطينا وقتًا أكثر من اللازم، فلم نر أي وزنة تصبح وزنات. إنما رأينا البعض يصبح وزنًا إضافيًّا علينا وحمولة زائدة. ونكاد نسقط. لكنّنا لن نسقط. قرّرنا رفع التحدّي واستنهاض طاقاتنا. يجدر أن تلتزم دولتنا وأحزابنا أصول الحوكمة الصادقة والديمقراطية وتؤمن بتداول السلطة في إدارة الشأن العام. إن مفهوم الحوكمة الذي بنى العالم الحديث في أوروبا وأميركا وآسيا غائب عن لبنان. نرفع شعاراته ونعمل بعكسها. نحكم من دون استراتيجية، ونسير من دون هدف، ونتخذ خيارات من دون بوصلة. إننا مدعوون إلى التغيير في مؤسساتنا السياسيّة والحزبية لتكون على مستوى التاريخ والمستقبل. ومن أجل ذلك، لن أتردّد في اتخاذ أي مبادرة من أجل إحداث هذا التغيير لأن لبنان أولاً والمصير أولاً والشهداء أولاً والشباب والشابات أولًا. هذه الروح المتمردة على الخمول والإحباط والتخاذل والأنانية هي الروح التي ستبثها فينا أكاديميّة بشير كما ضخ هو فينا روح الصمود والمقاومة والانتصار". وتابع: "كما تهدف الاكاديمية إلى أن تكون مركزًا توثيقيًا لحياة بشير الجميل الإنسان والزوج والأب والمقاوم والرئيس والشهيد والرمز والأسطورة. مات بشير وهو حي فينا، ذهب وهو باق فينا، يحاولون تجاهله فيزداد حضورًا. يتقصدوا تهميشه فيزيد شعبية. إنه ظاهرة في تاريخ أمّتنا. ومن حق الأجيال اللبنانية أن تتعرف عليه وتطلع على مواقفه وسيرته ووقفات الكرامة والعزة التي وقفها من أجل لبنان الحرّ السيّد المستقلّ الحضاري". وختم الجميّل مؤكدًا "إن إنشاء هذه الأكاديمية هي مسؤولية مشتركة بيني وبين الجامعة. وحين نلتقي نحن الإثنان يكون بشير".

 

حزب الله" يطمئن إلى وحدة الموقف اللبناني، في مواجهة الضغوط الأميركية

اللواء/15 آذار/19/أكدت مصادر سياسية بارزة لـ"اللواء" بأن "حزب الله" يطمئن إلى وحدة الموقف اللبناني، في مواجهة الضغوط الأميركية، وانه لن يعلق على أي كلام يصدر عن الوزير الأميركي، تاركاً للدولة اللبنانية بشخص رئيسها وضع النقاط على الحروف، وانه من غير المنتظر، وفقاً للحزب ان يسمع بومبيو في جولته المنتظرة كلاماً أقل وطأة مما سمعه موفده السفير ديفيد ساترفيلد من الرئيس برّي. وكشفت المصادر ذاتها عن ان هناك توجهاً لبنانياً رسمياً يفيد انه إذا لم يلتزم الوزير بومبيو بأصول التخاطب المتبعة بين الدول وحاول التحريض على أي فريق لبناني (والمقصود هنا حزب الله)، فإنه سوف يسمع نبرة مختلفة لم تسمعها الإدارة الأميركية مسبقاً من لبنان، مشيرة إلى ان موقف لبنان الرسمي موحد لجهة رفض تدخل أي طرف أميركي أو غيره بالشؤون الداخلية اللبنانية، أو محاولة فرض املاءات وشروط. وفي معلومات المصادر القريبة من "حزب الله"، فإن الزائر الأميركي سوف يضغط على لبنان لترسيم الحدود البحرية والبرية مع فلسطين المحتلة بما يتوافق مع مطالب العدو الاسرائيلي، علما انه قد سبق للبنان ان ابلغ اكثر من موفد اميركي بموقف حاسم لجهة عدم الاستعداد للتفريط باي حبة تراب او نقطة ماء وهو الموقف ذاته الذي سيسمعه بومبيو مجددا وبنبرة اعلى هذه المرة. ووفقا للمصادر، فان مبعوث بومبيو ساترفيلد قد تكفل مؤخرا في التمهيد لجدول اعمال رئيسه لجهة التشديد على رفض الادارة الاميركية اي تعاون عسكري او اقتصادي بين لبنان وروسيا فيما بدا انه تعليمات استباقية لزيارة الرئيس ميشال عون الى موسكو، وهو ما تعتبره الدولة اللبنانية تدخلا سافرا في الشأن اللبناني حيث ان لبنان حر في توقيع اتفاقيات اقتصادية وسياسية وعسكرية مع روسيا بما يناسب مصلحة لبنان.

 

هجوم ريفي على حزب الله.. هل يُمثّل ريفي الحريري؟

 د. أحمد خواجة/لبنان الجديد/15 آذار 2019

 هل يتحدث ريفي بإسم الحريري؟

 كما سبق وتنبأنا بأنّ مصالحة الحريري مع اللواء ريفي ستحمل معها للحريري متاعب جمّة، وهذا أولُ الغيث، فقد ظهر اليوم اللواء ريفي في مؤتمره الصحفي بمظهر المُتحدّي الأول لحزب الله وسلاحه  وهيمنته على  مختلف نواحي الحياة السياسية والأمنية في البلاد، بخلاف ما يعتمده الرئيس سعد الحريري ويحرص عليه من إخفاء أوجه الخلافات الحادة مع حزب الله، وتقديم واجب التهدئة الداخلية لتأمين حُسن انتظام عمل الحكومة الجديدة، والتي هبّت في وجهها أزمات عدّة في كافة القطاعات. نقول بأنّ اللواء ريفي، والذي برّر مصالحته مع الحريري بوحدة الصّف ووحدة الطائفة، ومصلحة الوطن وسيادته، فضّل أن يظهر أمام مناصريه وأتباعه بصورة الثائر الدائم ضد حزب الله وهيمنته، وهذه الثورة قد تُعيق إلى حدٍّ ما "تطبيع" علاقات الرئيس سعد الحريري مع حزب الله، وهذه الثورة قد تظلّ مفهومة ومقبولة داخل تيار المستقبل، وحتى عند الرئيس سعد الحريري نفسه، إلاّ أنّ الأمور قد تسوء إذا استمرت على هذا النحو وأكمل ريفي هجومه على التسوية الرئاسية التي جاءت بالجنرال عون رئيساً للجمهورية، ممّا يُحرج فعلاً الرئيس سعد الحريري المتوافقة مصالحه السياسية والشخصية والمالية مع رئيس التيار الوطني الحر الوزير جبران باسيل، وقد يُؤذن ذلك (لا سمح الله) إلى أن يُعاود  الرئيس سعد الحريري رفع البطاقة الحمراء بوجه اللواء ريفي مرّةً أخرى قائلاً: ريفي لا يُمثّلني، فيتمثّل ريفي عندها بقول الشاعر: يخيبُ الفتى من حيث يُرزقُ غيرُه ويُعطى الفتى من حيث يُحرمُ صاحبُهْ.

 

الحريري يحذر في مؤتمر بروكسل من تهديد أزمة النازحين للاستقرار الداخلي

سليمان فرنجية يدعم موقف عون: سنقوم بأي شيء لإعادتهم إلى بلدهم

الشرق الأوسط/15 آذار/19/حذّر رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري من «ازدياد أثر أزمة النازحين السوريين على لبنان، ما يفاقم على المدى القصير التحديات الاقتصادية والاجتماعية، ويؤدي إلى وضع العلاقة بين المجتمعات المضيفة واللاجئين في أجواء توتر شديد، ويهدد استقرار لبنان»، داعياً «المجتمع الدولي للعمل إلى جانب لبنان، وتكثيف الجهود لتقديم المساعدة الإنسانية للنازحين».

وأكد الحريري أن «الحل الوحيد لأزمة النازحين السوريين هو العودة الآمنة إلى وطنهم الأم، وفق القوانين والمعاهدات الدولية»، مجدداً «التزام الحكومة العمل مع مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين على أي مبادرة عملية تضمن العودة الآمنة لهم، بما في ذلك المبادرة الروسية».

وجاء تصريح الحريري خلال إلقائه كلمة لبنان في مؤتمر «دعم مستقبل سوريا والمنطقة» (بروكسل - 3)، الذي انعقد أمس في مقر المفوضية الأوروبية بالعاصمة البلجيكية. وبالتزامن، أظهر رئيس تيار «المردة» سليمان فرنجية مؤازرة جهود الرئيس ميشال عون لإعادة النازحين، إذ تساءل: «إذا كانت مصلحة لبنان تقتضي حواراً على أعلى مستوى لإعادة النازحين، فلماذا الرفض؟»، وقال: «يجب أن نعمل وفق مصلحة لبنان، لا أن نكون ورقة بيد أي دولة للعمل ضد أو مع النظام السوري»، معتبراً أن «على الأميركيين أن يتفهموا أننا سنقوم بأي شيء لإعادة النازحين».

واعتبر فرنجية، بعد زيارته مقر الرهبنة المارونية في غزير أن «هناك (صفر خلافات) بين الموارنة، ونحن دائماً بتصرُّف رئيس الجمهورية، ويمكنه أن يستدعينا متى يريد، ولا أستطيع أن أفرض عليه مَن يشارك في اللقاء». وأكد فرنجية أنه «متحالف مع رئيس مجلس النواب نبيه بري منذ عام 1990»، وقال: «حلفي معه ليس بوجه الرئيس عون أو أي أحد آخر، ونعتبر أننا في نفس المشروع السياسي الذي ينتمي إليه عون، لكن المشكلة أن (التيار الوطني الحر) يريد احتكار هذا المشروع». وأجرى الحريري على هامش زيارته إلى بروكسل سلسلة لقاءات استهلّها باجتماع عقده مع مفوض سياسة الجوار الأوروبية ومفاوضات التوسع جواهنس هان، وتم خلاله عرض الأوضاع العامة في المنطقة وآخر التطورات، ثم التقى الحريري مفوض الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين فيليبو غراندي، وعرض معه أوضاع اللاجئين السوريين في لبنان والدعم الذي يقدمه المجتمع الدولي للتخفيف من تداعيات هذه الأزمة على لبنان.

كما اجتمع رئيس مجلس الوزراء مع رئيس البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية سوما شاكرابارتي. بعدها التقى الرئيس الحريري وزير الدولة السعودي للشؤون الخارجية عادل الجبير، وعرض معه العلاقات الثنائية بين البلدين، ثم استقبل وزير الخارجية الكويتي صباح الخالد الحمد الصباح، وجرى بحث سبل تطوير وتوثيق العلاقات اللبنانية الكويتية، إضافةً إلى أوضاع النازحين السوريين في لبنان. وقال الحريري في كلمته بمؤتمر بروكسل: «إن أثر أزمة النازحين على لبنان يزداد حدة، ما يفاقم على المدى القصير التحديات الاقتصادية والاجتماعية القائمة. ولا تزال الاحتياجات كبيرة، وقد أدى التنافس على الموارد الشحيحة والوظائف إلى وضع العلاقة بين المجتمعات المضيفة واللاجئين في أجواء توتر شديد، ويمكن أن تؤدي هذه الظروف إلى استياء واسع النطاق، وإلى زيادة مخاطر العنف، ما يهدد استقرار لبنان ويعطي حافزاً للنازحين للذهاب إلى أماكن أخرى».

وأضاف: «لا مجال هنا للاستكانة أو لتعب المانحين. وينبغي لنا بدلاً من ذلك أن نعمل معاً وأن نكثف جهودنا لضمان تقديم المساعدة الإنسانية الحيوية فضلاً عن تمويل مشاريع تنموية لتحسين مستويات معيشة اللاجئين والمجتمعات المضيفة على حد سواء».

ودعا الحريري للتركيز على عدة أولويات، بينها تأمين التمويل الكافي لخطة لبنان للاستجابة للازمة، وتأمين التزامات لسنوات عدة من أجل ضمان استمرارية المشروعات كتأمين وصول التعليم إلى الجميع، فضلاً عن التخفيف من أثر العوامل السلبية، وزيادة الدعم المقدم إلى المجتمعات المضيفة بما لا يقل عن 100 مليون دولار سنوياً لتمويل المشروعات الصغيرة في البني التحتية، لا سيما في مجال إدارة المياه والنفايات الصلبة، ودعم وتطوير نظم الحماية الاجتماعية في لبنان، ودعم الإطار الاستراتيجي الوطني للتعليم والتدريب المهني والتقني الذي طورته الحكومة اللبنانية بدعم من منظمة «يونيسيف»، ومنظمة العمل الدولية لتعزيز مهارات العمال اللبنانيين.

وأكد الحريري أن «حكومتي ستظل ملتزمة بالعمل مع المفوضية السامية لشؤون اللاجئين على أي مبادرة عملية تضمن العودة الآمنة للنازحين السوريين، بما في ذلك المبادرة الروسية. ليس لدينا خيار آخر سوى توحيد الجهود والعمل معاً لمعالجة العقبات والتحديات التي تواجه عودة النازحين. إنها مهمة شاقة ومسؤولية جماعية وعلينا جميعاً أن نكون مبتكرين في إيجاد الحلول. إذ لا يمكن للبنان أن يستمر في تحمل الآثار الاقتصادية والاجتماعية والبيئية المترتبة على استضافة مليون ونصف مليون نازح». من جهته، أشار وزير التربية أكرم شهيب على هامش مشاركته في المؤتمر، إلى أن هناك 215 ألف طالب سوري يدرسون في المدارس الرسمية بلبنان، و60 ألفاً في التعليم الخاص، وهناك برامج خاصة للذين لم يلتحقوا حتى الساعة بالمدارس من أجل احتواء كل الأطفال والأولاد الذين هم دون 18 سنة. ورداً على سؤال قال: «هناك فجوة من السنة الماضية بقيمة 28 مليون دولار، وللمستقبل نأمل بدعم أكبر، حتى نستمر بتعليم جيد، لأن المجتمع الحاضن يستهلك أيضا، كمدارس وإنشاءات ومعلمين، وهناك مواليد بنسبة عالية في لبنان من النازحين السوريين، وهم يحتاجون إلى تعليم خاص. هناك عائلات أولادهم بوضع نفسي خاص في المدارس، وهم يحتاجون إلى رعاية، وهناك ذوو الحاجات الخاصة أيضاً، وبالتالي البيئة الحاضنة تحتاج إلى دعم، وكذلك النازحون».

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

49 قتيلاً وعشرات الجرحى بهجوم استهدف مسجدين في نيوزيلندا/اعتقال مشتبه به... ورفع حالة التأهب الأمني إلى عالٍ

ولنغتون/الشرق الأوسط/15 آذار/19/أعلنت الشرطة النيوزيلندية مقتل 49 شخصاً وإصابة 48 بجروح بالغة في هجوم مسلح استهدف مسجدين في كرايست تشيرش اليوم (الجمعة)، فيما أعلنت الشرطة اعتقال أربعة مشتبه بهم. وقالت رئيسة الوزراء النيوزيلندية جاسيندا أرديرن «من الواضح أنه لا يمكن وصف ذلك إلا بهجوم إرهابي». وأضافت أنه «تم التخطيط بشكل جيد بحسب معلوماتنا» للعمليتين، مشيرة إلى «العثور على عبوتين ناسفتين مثبتتين على سيارتين مشبوهتين وتفكيكهما». وقال شهود لوسائل الإعلام إن رجلا يرتدي ملابس مموهة تشبه الملابس العسكرية ويحمل بندقية آلية أخذ يطلق النار عشوائياً على المصلين في مسجد النور. وأعلنت أرديرن أيضاً رفع مستوى الإنذار في نيوزيلندا من متدنٍ إلى عالٍ، وقالت «رفعنا مستوى الإنذار من متدنٍّ إلى عالٍ (...) وعززنا رد وكالاتنا على الحدود وفي المطارات»، مؤكدة «لدينا مستوى رد مشدد على جميع المستويات». وأضافت رئيسة وزراء نيوزيلندا إنّ بلدها يعيش أحد "أحلك أيّامه" بعد إطلاق النار "غير المسبوق" على المسجدين. وقالت في خطاب وجّهته إلى الأمّة "من الواضح أنّ ما حدث هو عمل عنيف غير اعتيادي وغير مسبوق". وأعلنت الشرطة في بادئ الأمر أنّها اعتقلت شخصاً واحداً، لكنّها قالت لاحقاً إنّها اعتقلت أربعة أشخاص وعثرت على عبوات ناسفة.

وأشار المفوض مايك بوش إلى أنّ الجيش فكّك عبوات ناسفة عثر عليها في مركبات المشتبه فيهم. وأضاف أنّ الشرطة تطلب في يوم الصلاة هذا، من جميع المسلمين تجنّب التوجّه إلى المساجد "في كلّ أنحاء نيوزيلندا". وطوّقت قوّات الأمن مساحة كبيرة من المدينة. وقالت الشرطة في بيان إنّها "تستجيب بكامل قدرتها" مع ما يحدث، "لكنّ المخاطر ما زالت مرتفعة للغاية". وأثناء إطلاق النار، كان مسجد النور في شارع دينز يعجّ بالمصلّين، بمن فيهم أعضاء فريق بنغلاديش الوطني للكريكيت الذين لم يصبوا بأذى. وقال أحد الشهود لموقع "ستاف.كو.إن زي" الإخباري إنّه كان يصلّي في المسجد عندما سمع إطلاق نار. وأثناء فراره، رأى زوجته ميتة أمام المسجد. وقال المفوّض بوش: "الشرطة تدعو الجميع في وسط كرايست تشيرش إلى عدم النزول إلى الشارع، والإبلاغ عن أيّ تصرّف مشبوه". وخصّصت البلديّة خطاً هاتفيّاً لذوي الطلاب القلقين على مصير أبنائهم الذين كانوا يُشاركون في مكان غير بعيد بمسيرة ضدّ تغيّر المناخ. ونشرت الشرطة قوات أمنية مسلحة في مدينة كرايست شيرش، فور ورود أنباء عن تعرض مسجد لإطلاق نار. في أستراليا، أعلن رئيس الوزراء سكوت موريسون أن أحد منفذي الهجومين مواطن أسترالي وصفه بأنه "إرهابي متطرف يميني عنيف". واكتفى بالقول إن أجهزة الأمن الأسترالية تحقق بشأن روابط محتملة بين أستراليا والهجوم، مؤكدا دعمه الكامل لنيوزيلندا. وروى شهود أنهم رأوا جثثا مضرجة بالدماء، مشيرين إلى وجود أطفال بين القتلى. وطلبت الشرطة عدم تشارك "صور مؤلمة للغاية" بعد نشر مقطع فيديو يظهر فيه رجل أبيض يصور نفسه وهو يطلق النار على المصلين في مسجد. وكان مسجدا هذه البلدة الواقعة في الجزيرة الجنوبية، إحدى الجزيرتين الرئيسيتين في هذا البلد، يكتظان بالمصلين عند وقوع الهجومين. في أستراليا، أعلن رئيس الوزراء سكوت موريسون أن أحد منفذي الهجومين مواطن أسترالي وصفه بأنه "إرهابي متطرف يميني عنيف". واكتفى بالقول إن أجهزة الأمن الأسترالية تحقق بشأن روابط محتملة بين أستراليا والهجوم، مؤكدا دعمه الكامل لنيوزيلندا.

وروى شهود أنهم رأوا جثثا مضرجة بالدماء، مشيرين إلى وجود أطفال بين القتلى. وطلبت الشرطة عدم تشارك "صور مؤلمة للغاية" بعد نشر مقطع فيديو يظهر فيه رجل أبيض يصور نفسه وهو يطلق النار على المصلين في مسجد.

 

صاروخان من غزة يثيران الذعر في تل أبيب/«حماس» و«الجهاد» تنفيان مسؤوليتهما وتخليان مقراتهما العسكرية

نقلت صحيفة “معاريف” عن مسؤول عسكري إسرائيلي أن القبة الحديدية وقفت عاجزة أمام صواريخ الفصائل الفلسطينية

تل أبيب: نظير مجلي - رام الله: كفاح زبون/الشرق الأوسط/15 آذار/19/تسبب إطلاق صاروخين من قطاع غزة باتجاه وسط إسرائيل، أمس، بحالة هلع كبيرة بين سكان تل أبيب وضواحيها، التي تحوي ربع سكان الدولة العبرية ومطار بن غوريون الدولي. لكن الجيش أعلن أن الصاروخين، وهما من طراز «فجر» الإيراني الصنع، لم يكونا دقيقين وسقطا في مناطق مفتوحة، ولذلك لم يتم اعتراضهما بواسطة القبة الحديدية. وهرع رئيس الوزراء ووزير الدفاع، بنيامين نتنياهو، من مقره في القدس الغربية إلى مقر رئاسة أركان الجيش في تل أبيب، للمشاركة في جلسة تقييم تقرر على إثرها الرد بقسوة على إطلاق الصاروخين، في حين سارعت حركتا «حماس» و«الجهاد الإسلامي» إلى إخلاء مقراتهما العسكرية، تحسبا لغارات إسرائيلية. ويأتي هذا التصعيد في وقت وصل فيه الوفد الأمني المصري إلى غزة لاستكمال جهوده بشأن التفاهمات الجارية حول تثبيت الهدوء في قطاع غزة، حاملا إجابات عن مطالب «حماس» والفصائل التي تتركز حول تخفيف الحصار بشكل كبير تمهيدا لمرحلة أخرى تشمل بعد شهر يونيو (حزيران) المقبل، خطوات لبناء ممر بحري والتحرك نحو صفقة أسرى. ونفت «حركة الجهاد الإسلامي» اتهامات وسائل إعلام إسرائيلية بأنها تقف خلف إطلاق الصاروخين أمس. كما نفت «حماس» هي الأخرى مسؤوليتها. وتشير تقديرات فلسطينية وإسرائيلية إلى أن هناك جهات معنية بإحراج حركة «حماس» من خلال إطلاق هذه الصواريخ. وتشير المصادر إلى أن هناك خلافات بين «حماس» وبعض الفصائل أو الجماعات المتطرفة التي اعتقل بعض عناصرها في الأيام الأخيرة.

 

تعهدات بـ7 مليارات دولار لدعم السوريين في ختام مؤتمر بروكسل/تأكيد دعم العملية السياسية وجهود الامم المتحدة

بروكسل: عبد الله مصطفى - لندن/الشرق الأوسط/15 آذار/19/اعلن في ختام المؤتمر الدولي لدعم مستقبل سوريا عن تعهدات بقيمة سبعة مليارات دولار اميركي لدعم السوريين وتأييد العملية السياسية وجهود الامم المتحدة، في وقت أعرب ممثلو الوفود التي شاركت في المؤتمر عن أملهم في أن يكون هذا المؤتمر هو الأخير من نوعه، وأن تتضافر الجهود الدولية لتحقيق الحل السياسي. وأعلنت ألمانيا، الخميس، عن مساهمة بقيمة 1.44 مليار يورو للاجئين السوريين، في حين أعلن الاتحاد الأوروبي عن مساهمة بقيمة ملياري يورو خلال الاجتماع الوزاري لمؤتمر المانحين الذي ينظمه الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة في بروكسل. وقال وزير التنمية الألماني غيرد مولر، لدى وصوله: «نحن ملتزمون بتقديم 1.44 مليار يورو، ما يجعلنا ثاني أكبر المانحين». بدوره، أعلن المتحدث باسم المفوضية الأوروبية مرغريتيس سكيناس، أن الاتحاد الأوروبي «سيخصص ملياري دولار من الميزانية المشتركة». قبل ذلك، تعهدت المملكة المتحدة بمبلغ 400 مليون جنيه إسترليني (464 مليون يورو) والنمسا بـ9 ملايين دولار. وحددت الأمم المتحدة الاحتياجات المالية لسنة 2019 بنحو 5.5 مليار دولار (4.4 مليار يورو) لمساعدة نحو 5.6 مليون لاجئ سوري خارج بلدهم في تركيا ولبنان والأردن، وفي العراق ومصر، في حين قدرت أنها تحتاج إلى 3.3 مليار دولار (2.9 مليار يورو) للنازحين داخل البلاد. وكان مقرراً أن يعلن مساء أمس إجمالي التعهدات، في ختام المؤتمر الذي ستشارك في ترؤسه وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني، مع نائب الأمين العام للأمم المتحدة مارك لوكوك. وقال لوكوك: «ننتظر دعماً مالياً سخياً، في غياب التمويل ستتوقف الأنشطة الإغاثية».

وكانت المساهمات أقل من التوقعات في مؤتمر 2018. وقال ممثل الأمم المتحدة: «طلبنا 9 مليارات دولار، فيما بلغ إجمالي التعهدات 6 مليارات دولار».

وقالت موغيريني، إن المؤتمر لا ينبغي أن يكون لمجرد جمع التبرعات، «يجب أن تبقى سوريا على رأس جدول أعمال المجتمع الدولي». وحذرت من أن الأموال التي وفرها الاتحاد الأوروبي لإعادة الإعمار لن يتم صرفها إلا إذا بدأت عملية سلام ذات مصداقية في جنيف، تحت رعاية الأمم المتحدة.

وأكد وزير الخارجية البلجيكي ديدييه رايندرز: «يجب أن يجلس النظام السوري حول طاولة المفاوضات في جنيف». وأضافت بلجيكا والكثير من دول الاتحاد الأوروبي الأخرى، وهي فرنسا وألمانيا والمملكة المتحدة والسويد وهولندا والدنمارك، شرطاً آخر، هو مكافحة الإفلات من العقاب على الجرائم المرتكبة في سوريا. واجتمع ممثلوها لصياغة إعلان سيُرفق بنتائج المؤتمر. وقال ديدييه رايندرز: «الحرب لم تنتهِ في سوريا». وتحدث ممثل الأمم المتحدة في السياق نفسه، محذراً من أن «شن هجوم عسكري ضخم على إدلب من شأنه أن يتسبب بكارثة إنسانية».

تخضع مدينة إدلب، في شمال غربي سوريا، لسيطرة هيئة تحرير الشام، التي شكلها الفرع السابق لتنظيم القاعدة في سوريا، وتمثل آخر معقل مناهض للنظام. وسعت الأمم المتحدة لجمع مليارات الدولارات، في محاولة لكسر حالة السأم التي أصابت المانحين بعد 8 سنوات من الحرب الأهلية، والانقسامات حول أسلوب التعامل مع الرئيس السوري بشار الأسد. وتقول الأمم المتحدة، إن سوريا أصبحت أكبر أزمة لاجئين في العالم حيث فرّ أكثر من 5.6 مليون سوري إلى الأردن ولبنان والعراق ومصر.

وذكر مفوض الأمم المتحدة السامي لشؤون اللاجئين فيليبو جراندي، الذي زار سوريا مؤخراً، أن نحو 70 في المائة من اللاجئين السوريين يعيشون في فقر مدقع. ويجب على المانحين التعامل مع مطلب الرئيس الأميركي دونالد ترمب بأن يتحمل الحلفاء مزيداً من العبء. وقال دبلوماسيون من الاتحاد الأوروبي إن الإدارة الأميركية لم تقدم تعهدات العام الماضي في بادئ الأمر، لكن التزامات التمويل الأميركي جاءت في النهاية. وذكر الممثل الأميركي الخاص لسوريا جيمس جيفري، المتوقع أن يحضر مؤتمر بروكسل، في بيان، أنه «سيعيد التأكيد على دعم الولايات المتحدة للمساعدات الإنسانية لجميع السوريين».

ويقول دبلوماسيون إن المؤتمر يبرز أيضاً المعضلة التي تواجهها الجهود الأوروبية لعزل الأسد، مع سحب الولايات المتحدة قواتها من سوريا، وخروج الأسد منتصراً من الصراع، بدعم من روسيا وإيران.

وأكد الاتحاد الأوروبي مراراً أن أي مساندة لجهود إعادة الإعمار في الأجل الطويل مشروطة بعملية سلام تقودها الأمم المتحدة لإنهاء حرب أودت بحياة مئات الآلاف. لكن مع جمود العملية التي ترعاها المنظمة الدولية، جاء تدخل روسيا العسكري عام 2015 ليدير دفة الصراع لصالح الأسد. وتسعى دول عربية لإعادة العلاقات الدبلوماسية مع دمشق، بينما تواجه الدول الأوروبية انقساماً بشأن إعادة الإعمار.

وقال مسؤول ثانٍ في الاتحاد الأوروبي: «الولايات المتحدة تنسحب، والروس ليس لديهم المال. هذا هو الوضع».

وتدافع ألمانيا وفرنسا وهولندا بشدة عن سياسة حجب أموال إعادة الإعمار حتى تبدأ مرحلة انتقالية من دون الأسد. ومددت حكومات الاتحاد الأوروبي في يناير (كانون الثاني) العقوبات على رجال أعمال كبار وكياناتهم، متهمة إياهم بتنفيذ مشروعات عقارية فاخرة ومشروعات أخرى لصالح الحكومة السورية.

وفرض الاتحاد حظراً نفطياً على سوريا، فضلاً عن قيود على الصادرات، وتجميد أصول للبنك المركزي السوري، وأيضاً منع 27 شخصاً من السفر، وجمّد أصولهم وأصول 72 كياناً. لكن إيطاليا والنمسا والمجر، وجميعها تنتقد سياسة الهجرة الأوروبية بشدة، وتربطها علاقات أفضل بموسكو، تفضل الحديث مع السلطات السورية للسماح بعودة ملايين اللاجئين. وقال دبلوماسيون إن المفوضية الأوروبية بدأت في تخصيص بعض الأموال للمساعدة في عودة اللاجئين، بينما تستخدم خدمة العمل الأوروبي الخارجي صور الأقمار الصناعية لدراسة المناطق المحتملة لإعادة الإعمار.

 

370 ألف قتيل حصيلة 8 سنوات من الحرب في سوريا

بيروت/الشرق الأوسط/15 آذار/19/تسببت الحرب السورية منذ اندلاعها قبل 8 سنوات بمقتل أكثر من 370 ألف شخص، بينهم ما يزيد عن 112 ألف مدني، وفق حصيلة نقلها المرصد السوري لحقوق الإنسان اليوم (الجمعة). وتشهد سوريا منذ منتصف مارس (آذار) 2011 نزاعاً دامياً، بدأ باحتجاجات شعبية سلمية ضد النظام، سرعان ما قوبلت بالقمع والقوة قبل أن تتحول حرباً مدمرة تشارك فيها أطراف عدة. ووثق المرصد السوري مقتل 371.222 شخص منذ اندلاع النزاع في 15 مارس 2011، بينهم أكثر من 112 ألف مدني، موضحاً أن بين القتلى المدنيين أكثر من 21 ألف طفل و13 ألف امرأة.

وكانت الحصيلة الأخيرة لـلمرصد في 13 سبتمبر (أيلول)، أفادت بمقتل أكثر من 360 ألف شخص. وفيما يتعلق بالقتلى غير المدنيين، أحصى المرصد مقتل أكثر من 125 ألف عنصر من قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جنسيات سورية وغير سورية. في المقابل، قتل 67 ألفاً على الأقل من مقاتلي الفصائل المعارضة و«قوات سوريا الديمقراطية». كما قتل نحو 66 ألفاً من مقاتلي تنظيم «داعش» الإرهابي، إضافة إلى مقاتلين أجانب من فصائل متطرفة أخرى. ويقول المرصد إن هذه الإحصائيات تشمل من تمكن من توثيق وفاتهم جراء القصف خلال المعارك، ولا تضم من توفوا جراء التعذيب في معتقلات النظام أو المفقودين والمخطوفين لدى جهات عدة في سوريا. عدا عن الخسائر البشرية، أحدث النزاع منذ اندلاعه دماراً هائلاً في البنى التحتية، قدرت الأمم المتحدة كلفته بنحو 400 مليار دولار. كما تسبب بنزوح وتشريد أكثر من نصف السكان داخل البلاد وخارجها. ولا تزال مناطق عدة خارجة عن سيطرة النظام، أبرزها مناطق سيطرة الأكراد الغنية بحقول النفط والغاز في شمال وشمال شرقي البلاد. وتخوض «قوات سوريا الديمقراطية» بدعم من التحالف الدولي بقيادة أميركية آخر معاركها في شرق سوريا للقضاء على تنظيم «داعش». كما تسيطر «هيئة تحرير الشام» (جبهة النصرة سابقاً) على محافظة إدلب (شمال غرب) التي تؤوي نحو ثلاثة ملايين نسمة، نصفهم نازحون من محافظات أخرى.

 

عشرة آلاف «داعشي» في قبضة «قوات سوريا الديمقراطية» وتوقعات بحسم المعركة خلال ساعات

الباغوز - دير الزور (سوريا): كمال شيخو/الشرق الأوسط/15 آذار/19/من على تلة الباغوز الاستراتيجية الواقعة على ضفاف نهر الفرات شمالاً، تقف مجموعة من الجنود الأميركيين، ومسؤولون عسكريون من التحالف الدولي، ومقاتلون من «قوات سوريا الديمقراطية»، يرصدون خروج مسلحي تنظيم «داعش» المتطرف، عبر طريق جبلي وعر، صعوداً إلى أعلى القمة، يسلكه هؤلاء المقاتلون بعد استسلامهم من آخر رقعة أرض كانت خاضعة لمسلحي التنظيم قبل طردهم، يوم أمس. طُلب منهم الجلوس على الأرض في صفوف متراصة بانتظار دورهم للتفتيش. أُعطيت التعليمات إلى عائلاتهم بالابتعاد إلى نقطة قريبة، للخضوع بدورهم إلى الاستجواب. بعدها يبدأ عناصر من الحراسة يتبعون «قوات سوريا الديمقراطية» كانوا مقنّعين يلبسون نظارات سوداء، بأخذ بصمات اليد والعين بعد عمليات تفتيش دقيقة. يذهب المصابون والجرحى برفقة دورية عسكرية إلى مكان تشرف عليها نقطة طبية مؤلفة من ممرضين وطبيب ميداني. وكان المقاتلون السوريون يقفون في طابور طويل، فيما اصطفّ العراقيون والعرب في طابور محاذٍ، أما المقاتلون المتحدرون من جنسيات غربية وأوروبية كانوا يقفون في مكان ثانٍ قريب على قمة الجبل. يبدأ محققون باستجواب العناصر المتشبه بانتمائهم إلى تنظيم «داعش». يطرحون أسئلة عن البطاقات الشخصية واسم الدولة والجنسية التي يحملها كل شخص، والمكان الذي كان يعيش فيه قبل سفره إلى سوريا، ومطارات الدول التي عبر من خلالها حتى وصل إلى وجهته، والمناطق التي انتقل بينها في كل من سوريا والعراق خلال سنوات عمله مع التنظيم المتطرف.

وأوضح عدنان عفريني القيادي الميداني في صفوف «قوات سوريا الديمقراطية» لـ«الشرق الأوسط»، أن عناصر التنظيم، ومنذ إعلان الحملة العسكرية الحاسمة، ليل الأحد الماضي: «استسلم بشكل جماعي أكثر من 3 آلاف مسلح خلال الأيام الماضية، يومياً نلقي القبض على العشرات منهم، والبعض يستسلم خلال المعارك العنيفة التي لا تزال مستمرة»، ليرتفع عدد عناصر التنظيم لدى القوات إلى نحو 10 آلاف مسلح منذ بداية الهجوم في 23 يناير (كانون الثاني) الماضي، ونفى عفريني بشكل قاطع خروج أي مسلح من التنظيم عبر صفقة أو الهدن التي أُعلِنت مراراً خلال المعركة الأخيرة، مضيفاً: «لا توجد لدينا معلومات مؤكدة عن فرار عناصر (داعش) إلى مناطق النظام، أو نحو العراق، أنوه بأنهم يمتلكون شبكة أنفاق توصلهم إلى نهر الفرات والحدود العراقية، نعمل على اكتشافها وتدميرها».

ليس خافياً على أحد أنّ هؤلاء هم عناصر «داعش» المتطرف، الذين أثاروا الرعب بقواعده المتشدّدة وأحكامه المتوحشة، يتحدرون من دول روسية وبلدان غربية وعواصم أجنبية وعربية وتركية، فالتنظيم أصدر مناهجه الدينية وعُملته الخاصة في ذروة قوته، وقبل 5 أعوام كان «داعش» يسيطر على 88 ألف كيلومتر مربع تمتد بين شرق سوريا وغرب العراق، تعادل مساحة بريطانيا، معلناً خلافته المزعومة، وفرض سلطة متوحشة على قرابة 8 ملايين نسمة، وجمع مليارات الدولارات من النفط والسلب والسرقة والاختطاف.

بشعره الطويل غير المهذب ولحيته الحمراء، يقول مقاتل في بداية عقده الثالث (رفض ذكر اسمه) يُشتبه بانتمائه للتنظيم، يتحدر من المغرب، كان يعيش في مناطق «داعش» منذ خمس سنوات، انتقل بين إدلب والرقة وشمال الفرات، وقال: «بالبداية كنت مقاتلاً ثم توليتُ مهام إدارية وكنت أشرف على الرحبات العسكرية بحكم دراستي بالهندسة الميكانيكية، الجميع كان يرابط على الجبهات، وهذه تُعد من ركائز العقيدة لدى التنظيم».

أما خير الدين، القادم من أوزبكستان، البالغ من العمر 35 سنة، فكشف أنه كان يعمل «دعوياً في جهاز الحسبة الخاضع للتنظيم»، وادعى عدم مشاركته في المعارك القتالية، واقتصر عمله على تدريس وتنظيم الدوائر. وبكلمات عربية ركيكة ثقيلة قال: «لا أتكلم العربية كثيراً، كنتُ دعويّاً، توجد معي زوجتي وأطفالي، نحن نعيش في سوريا منذ 4 سنوات، كنا في دير الزور والميادين بعدها جئنا للباغوز قبل 6 أشهر»، ويدعي خير الدين أنه حاول الفرار أكثر من مرة من مناطق التنظيم لكنه تعرض للاحتيال: «حاولت الهروب كثيراً، المرة الأولى تعرضتُ للنصب بمبلغ ألفي دولار، المرة الثانية دفعنا المال والمهرّب أخذنا للحدود العراقية وهناك لم نعرف الطريق وكُشف أمرنا».

وتكبد تنظيم «داعش» خسائر فادحة في سوريا والعراق، وطُرد من جميع المدن والبلدات الحضرية، لكن عناصره يبسطون السيطرة على جيب صحراوي إلى الغرب من نهر الفرات في منطقة البادية الشامية، تحيط به القوات النظامية الموالية للأسد مدعومة من ميليشيات إيرانية والطيران الروسي، ومن الجهة العراقية، القوات الحكومية والحشد الشيعي. كما يوجد عدد كبير من المسلحين التابعين للتنظيم في أفغانستان ومصر وليبيا وجنوب شرقي آسيا وغرب أفريقيا، وعدد أقل في الصومال واليمن والساحل الأفريقي.

بينما أشار زاهد (25 سنة) المتحدر من دمشق، إلى أنه كان مسجوناً لدى التنظيم، وبعد الإفراج عنه لم يُسمح له بمغادرة مناطق التنظيم، وقال: «أدخلتُ بضاعةً مهرّبة من مناطق النظام بتدمر لمنطقة التنظيم، ألقوا القبض عليّ وسُجنت عندهم ثلاثة أشهر، حاولت مراراً الهروب دون جدوى. وكنت أخاف من افتضاح أمري، كنتُ سأتعرض للسجن مرة ثانية».

وعمدَ تنظيم «داعش» في ذروة نشاطه إلى بثّ الشعور بالرعب، من خلال نشر صور وأفلام مروعة، مثل مشاهد حرق الطيار الأردني معاذ الكساسبة حياً بشهر فبراير (شباط) 2015، وتعليق رؤوس وجثث عشرات الجنود السوريين (شبه عرايا) الذين أُسِروا في مطار الطبقة العسكري في يوليو (تموز) 2014، وتصفية عشرات الصحافيين الأجانب وعاملين في منظمات إغاثة من جنسيات غربية وأوروبية.

وأكد مقاتل روسي كان في بداية عقده الرابع أنّه قرر المجيء لسوريا قبل عامين ونصف العام بعد دراسة الأدب العربي في مسقط رأسه، لممارسة طقوسه الدينية بحرية، وتحدث بلغة فصحى وكلمات عربية مفهومة ليقول: «قررتُ أنا وعائلتي السفر لمناطق التنظيم لأنها أعلنت خلافة إسلامية، بعد أشهر شعرنا بالندم، خدعونا، قالوا لنا إن الطبابة بالمجان، ويدفعون رواتب عالية، لكن ذلك كله كان كذباً بكذب».

لكن المئات من مقاتلي التنظيم قرروا القتال حتى النهاية، ولا تزال تُسمع أصوات اشتباكات متقطعة في بعض المواقع شرق الباغوز، ويرجح مسؤولون عسكريون من «قوات سوريا الديمقراطية» وجود خلايا نائمة وعناصر مختبئين في أنفاق وخنادق تحت الأرض قد يشنون هجمات انتحارية.

وآخر جيب كان يسيطر عليه التنظيم كان بلدة الباغوز التابعة لناحية السوسة في منطقة البوكمال بمحافظة دير الزور، بلغ عدد سكانها نحو 11 ألفاً، بحسب إحصاء أجري في سوريا سنة 2004، لكن ومنذ شهر سبتمبر (أيلول)، العام الماضي، وبعد الهجوم الواسع الذي شنته «قوات سوريا الديمقراطية» لطرد عناصر التنظيم من آخر موطئ قدم، نزح إليها عشرات الآلاف من مدن وبلدات السوسة والشعفة وهجين الواقعة على حوض نهر الفرات شمالاً، إلى جانب المناطق العراقية المحاذية لسوريا التي طُرد منها عناصر التنظيم.

وأكد سليمان (28 سنة)، وهو مقاتل تونسي، أنّ المعاملة لدى التنظيم كانت بحسب الجنسيات، على الرغم من أنّ بلده كانت من بين أكثر الدول التي قدم منها عناصر التنظيم، فالعراقي يكون أميراً والشيشاني والإيغور والقادمون من دول روسيا الاتحادية كانوا قادة، أما باقي الجنسيات من العرب والأجانب يتولون مناصب متدنية، وتُوكَل لهم مهام إدارية وتنظيمية، وقال: «العراقيون نافذون، والشيشان والروس قادة، ومجلس الشورى كانوا بضع شخصيات مقربة من البغدادي، والأخير لم يشاهده أحد سوى في إطلالته على مسجد الموصل بخطبته الوحيدة والأخيرة، منتصف 2014».

وباستسلام مسلحي «داعش» يُسدل الستار على الفصل الأخير من بقاء التنظيم الإرهابي جغرافياً. مئات من الرجال يرتدون لباساً طويلاً ويجلسون في العراء وسط أرض جبلية قاحلة مع هبوب رياح مغبرة. من ملامحهم يبدو عليهم أنهم قادمون من مسافات بعيدة، قطعوا آلاف الكيلومترات لوجهتهم، سوريا، أكثر منطقة ساخنة في الشرق الأوسط منذ 2011، لطالما حلموا بالعيش في كنف «الخلافة» المزعومة، لكن انتهى بهم المطاف في نقطة تفتيش بانتظار تحديد مصيرهم بعد استسلامهم.ومع استمرار الاشتباكات العسكرية التي دخلت يومها الخامس، يرجح مسؤولون عسكريون من «قوات سوريا الديمقراطية» أن تنتهي خلال الساعات القليلة المقبلة، حيث يدافع مسلحو تنظيم «داعش»، غالبيتهم من جنسيات أجنبية، بعنادٍ عن آخر بقعة أرض، متحصنين في أنفاق وخنادق داخل ما تبقى لهم في الشرق السوري.

 

العراق: فتح مقبرة جماعية في منطقة الإيزيديين

بغداد/الشرق الأوسط/15 آذار/19/فتحت السلطات العراقية بالتعاون مع الأمم المتحدة اليوم (الجمعة) أول مقبرة جماعية تضم رفات إيزيديين قتلهم تنظيم "داعش" في منطقة كوجو في شمال البلاد، بحضور حائزة نوبل للسلام ناديا مراد. وترمي هذه العملية إلى "استخراج الرفات المتعلق بضحايا جرائم داعش" ومعرفة مصير مئات من سكان قرية كوجو في قضاء سنجار، كما أشارت الأمم المتحدة التي تحققة في عملية "إبادة محتملة". والإيزيديون أقلية تعدّ أكثر من نصف مليون شخص، ويتركز وجودها قرب الحدود السورية في شمال العراق. ويقول الإيزيديون إن ديانتهم تعود الى آلاف السنين وأنها انبثقت من الديانة البابلية القديمة في بلاد ما بين النهرين، في حين يرى آخرون أن ديانتهم خليط من ديانات قديمة عدة مثل الزرادشتية والمانوية. وفي العام 2014، قتل مسلحو "داعش" أعدادا كبيرة من الإيزيديين في سنجار بمحافظة نينوى، وفرّ عشرات الآلاف منهم، فيما احتُجزت آلاف الفتيات والنساء سبايا. وبحسب الأمم المتحدة، تشير الأدلة إلى أن المئات من سكان كوجو قتلوا بينما تم اختطاف أكثر من 700 امرأة وطفل. ومع سعي قوات سوريا الديموقراطية حاليا إلى طرد "داعش" من آخر جيب له في شرق سوريا، خرج العشرات من الإيزيديين، وخصوصا الأطفال، من منطقة الباغوز الحدودية مع العراق، حيث كان التنظيم يجندهم قسراً. وبين 550 ألف إيزيدي كانوا يسكنون العراق قبل دخول تنظيم "داعش"، ترك نحو مئة ألف منهم البلاد، فيما لجأ آخرون إلى إقليم كردستان. واليوم، تعد ناديا مراد أهم المدافعين عن حقوق الإيزيديين، وتكافح إلى جانب المحامية والناشطة اللبنانية البريطانية أمل كلوني لإحالة جرائم "داعش" على العدالة.

وقال رئيس فريق التحقيق في الأمم المتحدة كريم أسعد أحمد خان، الموجود في كوجو، إن "اليوم سيشكل لحظة مهمة ومنعطفا حاسما"، إذ أن "الداعشيين" تركوا وراءهم أكثر من مئتي مقبرة جماعية يمكن أن تحتوي على ما يصل إلى 12 ألف جثة من الإيزيديين وسواهم.

 

تواصل الاحتجاجات المناهضة لبوتفليقة... ورئيس الوزراء يناشد المعارضة قبول الحوار/بدوي وعد بالانتهاء أوائل الأسبوع المقبل من تشكيل حكومة تتولى السلطة «لمرحلة قصيرة»

الجزائر: بوعلام غمراسة/الشرق الأوسط/15 آذار/19/بينما ناشد رئيس الوزراء المعارضة قبول الحوار، استمرت أمس احتجاجات الجزائريين في الشوارع؛ حيث نظم العشرات من «ذوي الاحتياجات الخاصة» مظاهرة ضخمة بالعاصمة للتعبير عن رفضهم لقرارات السلطة الأخيرة. كما نظم قضاة «مجلس المحاسبة» (هيئة رقابية على المال العام تابعة للرئاسة)، لأول مرة احتجاجا كبيرا، معلنين التحاقهم بالحراك، وخرجوا إلى ساحات بسكرة (جنوب) وميلة (شرق)، والبليدة (وسط)، تعبيرا عن رفضهم لبقاء الرئيس في الحكم. فيما تكثفت الدعوات للتظاهر لنهار «جمعة رابعة» على مواقع التواصل الاجتماعي، من خلال هاشتاغ «حركة 15 مارس»، الذي انتشر بسرعة خلال الأسابيع الثلاثة السابقة. واحتجّ أمس عشرات المحامين والقضاة أمام المجلس الدستوري، تعبيرا عن عدم موافقتهم على ما جاءت به القرارات الأخيرة لبوتفليقة، واعتبروا أن تأجيل الانتخابات «غير قانوني».

بينما يتوقع المراقبون أن يكتسح المتظاهرون اليوم شوارع العاصمة في مظاهرات «قد تكون الأكبر منذ بدء الحراك الشعبي». في غضون ذلك، قال رئيس الوزراء الجزائري الجديد نور الدين بدوي، أمس، إنه سيتم الإعلان عن الحكومة الجديدة «في غضون مطلع الأسبوع المقبل على أقصى تقدير»، يقصد الأحد أو الاثنين المقبلين. لكن مصادر مطلعة لـ«الشرق الأوسط»، قالت إن بعضا من رموز الحراك الشعبي الجاري منذ 21 يوما، رفضوا عرض بدوي الالتحاق بالطاقم التنفيذي المرتقب.

وعلى مدار ساعة ونصف، استمع بدوي ونائبه رمضان لعمامرة، أمس، بالعاصمة خلال مؤتمر صحافي إلى عشرات الأسئلة، التي طرحها صحافيون من منابر إعلامية مختلفة، صبت أغلبها في «الصفة القانونية» التي سيحملها عبد العزيز بوتفليقة، بعد 28 أبريل (نيسان) المقبل، تاريخ نهاية ولايته الرابعة؛ حيث ستدخل البلاد حينها مرحلة شغور لمنصب الرئيس من وجهة نظر الدستور، بينما مدد بوتفليقة حكمه بقرار منه، وأجل انتخابات الرئاسة التي كانت مقررة في 18 من أبريل المقبل.

كما لم تكن إجابات نائب رئيس الوزراء رمضان لعمامرة مقنعة، بحسب صحافيين؛ حيث تمحور أغلبها حول وعود الرئيس التي تضمنتها «رسالته إلى الأمة» في 11 من الشهر الجاري، خاصة ما تعلق بتنظيم «ندوة وطنية» قبل نهاية العام، ينبثق عنها تاريخ رئاسية جديدة، ومسودة دستور جديد.

وقال بدوي للصحافيين: «نريد تشكيل حكومة خبراء بأسرع ما يمكن لإحداث التغيير، الذي يريده الشعب. فلم يعد أمامنا وقت كبير لعقد ندوتنا التي ستكون خلاصنا من هذه الأزمة». مشيرا إلى أن السلطة «أصغت جيدا لرسائل الحراك الشعبي، ونحن فخورون بسلمية المظاهرات والمسيرات، إذ لم نشهد أي حادثة أخلت بسلمية الحراك، ما يدل على الوعي الراقي للجزائريين». وخلال اللقاء الصحافي بدا بدوي متهربا من الإجابة عن سؤال حول قطع الإعلانات الحكومية عن فضائيتين خاصتين، تميزتا بتغطية واسعة ومركزة للأحداث خلال الأسابيع الماضية، وهو ما أزعج السلطات حسب بعض المراقبين، وقال بهذا الخصوص: «سندرس هذا الأمر برؤية متبصرة». وطالب بدوي «الجميع بالاتحاد من أجل بناء الدولة الجديدة»، مشددا على «ضرورة تحلي الجميع بالرصانة، وكسر كل حواجز التشكيك»، مشددا على أن الوضع العام للبلاد «يشهد ظرفا متميّزا، تطبعه تجاذبات تحول دون التوصل لحلول توافقية».

وفيما يبدو كخطاب لتهدئة الغاضبين والمحتجين، قال وزير الداخلية في حكومة أحمد أويحيى المستقيلة «رسالتنا اليوم إلى الشباب هي أننا فهمنا ما تريدون، ورسالتكم كانت قوية، والحراك كان قويا، وقد وجّهنا كحكومة. نريد الخروج (من المأزق السياسي) بسلام وهدوء لننتقل إلى بر الأمان. الحكومة تسعى للإبقاء على مؤسسات الدولة، وخاصة المؤسسات الأمنية التي تواجه تحديات كبيرة، خاصة جيشنا المرابط على الحدود».

ودعا بدوي قوى المعارضة إلى الانضمام إلى الحكومة، علما بأن قادة أحزاب وشخصيات معارضة أكدت خلال اجتماعها أول من أمس عدم استعدادها للانخراط في أي أجندة تضعها السلطة بخصوص ترتيب شؤون الحكم. وطالبوا باستقالة الرئيس وإبعاد كل المسؤولين، الذين كانت لهم مناصب في حكومات سابقة، وأولهم بدوي ولعمامرة. ورغم أن رئيس الوزراء فتح الباب واسعا لبعض رموز الحراك الشعبي لدخول الحكومة. فإن مصادر مطلعة أكدت لـ«الشرق الأوسط» أن أسماء بارزة كان لها دور في خروج الملايين إلى الشارع، رفضت الاستيزار، مثل المحامي البارز مصطفى بوشاشي، والناشطة السياسية زبيدة عسول.

من جانبه، هون لعمامرة من ردود فعل محلية على مواقف الحكومة الفرنسية تجاه الأحداث التي تعرفها البلاد، والتي اعتبرها البعض «تدخلا في شؤون الجزائر الداخلية»، ودعا بهذا الخصوص إلى «اليقظة لتفويت الفرصة على أي عابث بأمننا القومي وبسيادتنا».

وبخصوص الدبلوماسي الأخضر الإبراهيمي، الذي يتعرض لانتقاد شديد بحجة أنه «جاء من الخارج لنجدة نظام يحتضر»، قال لعمامرة الذي كان وزيرا للخارجية: «إنه شخصية وطنية تحظى بالاحترام، وهو يزور بلده باستمرار، وقد التقى بالرئيس، وهو مستعد لإجراء حوار مع الصحافة، ومع الجميع، ومستعد أيضا للنصح إذا طلب منه ذلك».

وكان الإبراهيمي قد نفى أول من أمس أي دور له في ترتيب شؤون البلاد في المرحلة المقبلة، وقال إنه لن يشرف على أشغال «الندوة الوطنية». بخصوص الندوة الوطنية التي تهدف إلى وضع خريطة طريق تعبر بالبلاد إلى بر الأمان، قال كمال منصاري، رئيس تحرير صحيفة «الشاب المستقل»، الناطقة بالفرنسية إن «ما يقترحه النظام هو ندوة وطنية بخريطة طريق وضعها وحددها، وبالتالي لن تكون مستقلة، والمشاركون فيها سيسمح لهم بالحوار وإبداء الرأي فقط. لكنهم لن يقرروا أي شيء. إذن الجميع سيكتفي بأدوار ثانوية الغرض منها تزكية مسعى اختاره صانع القرار، وبهذا سيوجهون طعنة في الظهر للمطالب الشعبية».

من جهته، قال الكاتب الصحافي البارز نجيب بلحيمر: «يجب أن نخرج غدا (اليوم) إلى الشارع بكثافة. سيكون ذلك أول مناسبة يرد فيها الجزائريون بشكل مباشر على القرارات التي اتخذتها الجماعة الحاكمة يوم الاثنين الماضي (تأجيل الانتخابات وسحب العهدة الخامسة)، وهذا سيكون إعلانا صريحا بأن المفاوضات تتم بشكل مباشر بين الشارع والسلطة. لقد صارت الجماعة الحاكمة الآن في مأزق بعد أن ألغت الانتخابات، ورفض الشارع للقرارات الأخيرة لا يترك أمامها إلا خيارات محدودة جدا، أسلمها هو خروج بوتفليقة والوجوه المحيطة به والمتحدثة باسمه».

وأضاف بلحيمر موضحا أن «المسيرات ستكون ردا مباشرا وصريحا على القوى الخارجية، وفي مقدمتها فرنسا التي تلعب دورا حاسما في الدفاع عن الجماعة الحاكمة. والرسالة هي: من كان يريد أن يحافظ على مصالحه في الجزائر فليضع عينه على الشارع. فالجزائريون يريدون بناء الدولة، والجماعة الحاكمة تريد أن تحافظ على السلطة». وحول تصريحات بدوي ولعمامرة، قال بلحيمر: «الإجابة السلطوية لا تصلح للرد على مطلب بناء الدولة، وهذا يعني أن هذه الجماعة لم تعد قادرة على الاستجابة لمطلب الشعب، وفي هذه الحالة يصبح الرحيل هو الحل». بدوره، أعلن الناشط فضيل بومالة، أحد أبرز وجوه الحراك، رفضه أن يكون متحدثا باسم المتظاهرين في حوار مرتقب مع السلطة. وكتب بهذا الخصوص: «بقدر امتناني لكل من يحترمني، وبقدر خجلي أمام الثقة التي يضعها في شخصي المتواضع ذوو النوايا الحسنة، فإن رجائي الصريح ألا يذكر أيا كان اسمي في الوقت الراهن، في أي قائمة كانت لتأطير حراكنا الشعبي، أو قيادته والحديث باسمه. وأي استمرار في الترويج لذلك، ولو عن محبة وتقدير، سأعتبره مساسا بمواقفي وتشهيرا بي يستغلان لإجهاض حراك الشعب بكل وعيه ومستوياته وشرائحه. إن العمل اليوم لحماية الهبة الوطنية الكبيرة، بالشعب ومعه وتكريسها، وإعطائها النفس الأطول لتحويلها إلى ميزان قوة، يفرض خيارات وإرادة الشعب وليس غير ذلك. وبعدها تأتي مرحلة مأسسة الحراك، وبروز نخب من رحمه لتقود مشروع دولة ومجتمع جزائر الغد».

 

مقترحات من «الأزمات الدولية» لموسكو وأنقرة لـ«تجنب أفضل الخيارات السيئة» في إدلب

توسيع نطاق الدوريات التركية وتخلي «هيئة التحرير» عن الطرق... وضغوط على دمشق لوقف الهجمات

لندن/الشرق الأوسط/15 آذار/19/اقترحت «مجموعة حل الأزمات الدولية» قيام تركيا بالمزيد في إدلب و«توسيع نطاق دورياتها بشكل يغطي كامل المنطقة منزوعة السلاح وتعزيز نقاط المراقبة الثابتة لقواتها، لثني مسلحي إدلب والنظام على حد سواء عن استعمال العنف»، إضافة إلى ضغط موسكو وأنقرة «على الطرفين معاً لوقف الهجمات المتبادلة بينهما وتخلي هيئة تحرير الشام عن سيطرتها على الطرق الرئيسية السريعة». وجاء في تقرير لـ«حل الأزمات الدولية» أن الاتفاق بين تركيا وروسيا الذي وقع في سبتمبر (أيلول) ويحمي محافظة إدلب السورية التي تسيطر عليها المعارضة المسلحة من هجمات النظام يتعرض لضغوط متزايدة؛ إذ تصاعدت الصدامات بين المتطرفين وغيرهم من المسلحين داخل إدلب من جهة وقوات النظام من جهة أخرى. الدوريات التي بدأت تركيا مؤخراً بتسييرها تشكل تقدماً نحو تنفيذ الاتفاق الثنائي، لكن ما يزال هناك المزيد مما ينبغي فعله. وقُتل 13 مدنيّاً على الأقلّ، بينهم ستّة أطفال، الأربعاء بضربات جوّية روسيّة على محافظة إدلب السورية هي «الأولى» منذ اتفاق موسكو وأنقرة، بحسب «المرصد السوري لحقوق الإنسان». وقال: «خلال الـ24 ساعة الماضية، استهدف الطيران الروسي بعشرات الصواريخ مناطق عدّة في محافظة إدلب، شملت مدينة إدلب التي تعرّضت لقصف الطيران الروسي لأوّل مرّة منذ نحو عام، بالإضافة لقصف طال بلدة سراقب». ولفت «المرصد» إلى أنّ تلك الضربات الروسيّة هي الأولى التي «تستهدف مدينة إدلب منذ أكثر من عام» بعد الغارات الروسيّة الأخيرة عليها في فبراير (شباط) 2018.

ومنذ مطلع فبراير، دفعت عمليات القصف التي يشنّها النظام أكثر من سبعة آلاف شخص إلى النزوح من مدينة خان شيخون في جنوب إدلب في اتجاه شمال المحافظة. وتشكل منطقة إدلب آخر المعاقل الرئيسية للمعارضة السورية، ويقطنها نحو ثلاثة ملايين نسمة. ليس هناك وسيلة واضحة لتحييد جهاديي إدلب دون أن يكون لذلك كلفة إنسانية مروّعة؛ حيث إن هجوماً للنظام سيرسل موجات من اللاجئين نحو الحدود التركية ويمكن أن يؤدي إلى نشر جهاديي إدلب حول العالم. في التفاصيل، تحاشت محافظة إدلب والمناطق المحيطة بها هجوماً عسكرياً شاملاً – لكن من غير الواضح إلى متى ستتمكن من تجنب ذلك، إذ أن روسيا والنظام السوري قالا إنهما «لن يسمحا باستمرار الوضع الراهن في إدلب وأنهما حريصتان على استعادة دمشق للمنطقة في أقرب فرصة ممكنة. لكن هجوماً للنظام مدعوماً من روسيا سيحدث كارثة إنسانية، ويخرج أعداداً كبيرة من اللاجئين بشكل يؤدي إلى زعزعة استقرار تركيا المجاورة ويبعثر مسلحين قد يحدثون فوضى عارمة عالمياً». منذ سبتمبر 2017. ساعد وقف جزئي لإطلاق النار بموجب اتفاق «خفض التصعيد» بين تركيا وإيران وروسيا في حماية إدلب. كما منع اتفاق تم التوصل إليه في سبتمبر 2018 بين تركيا وروسيا، وأعلن في منتجع سوتشي على البحر الأسود، ما كان يبدو هجوماً وشيكاً للنظام وعزز الاتفاق السابق.

لكن من المهم أن اتفاق «خفض التصعيد» الأصلي ألزم جميع الأطراف بعزل ومحاربة التنظيمات المتطرفة، وأن اتفاق سوتشي حدد إجراءات إضافية لتطهير منطقة منزوعة السلاح داخل إدلب من «التنظيمات الإرهابية المتطرفة». وأفاد التقرير: «يقع عبء تنفيذ اتفاق سوتشي بشكل رئيسي على تركيا، التي قصّرت حتى الآن في الوفاء بمسؤولياتها. في هذه الأثناء، تصاعدت الهجمات المتبادلة بين مسلحي إدلب وقوات النظام. إن تسيير دورية تركية في المنطقة منزوعة السلاح في 8 الشهر الجاري، يشكل تقدماً كبيراً، لكن اتفاق سوتشي يتطلب المزيد».

داخل إدلب، تشكل «هيئة تحرير الشام»، وهي النسخة الأحدث لـ«جبهة النصرة» فرع تنظيم «القاعدة» في سوريا، الفصيل المسلح الأكثر أهمية. بعد أن كسر خصومها المسلحون سيطرتها المطلقة على إدلب في مطلع العام 2018. أعادت «هيئة تحرير الشام» إحكام قبضتها على كل منطقة إدلب في يناير (كانون الثاني) 2019. إضافة إلى «هيئة تحرير الشام»، فإن بعض المجموعات المسلحة الأخرى في إدلب تضم متطرفين لهم أطماع عالمية، إلا أن معظمها إسلامية بشكل عام ولكن يمكن فهمها على نحو أفضل بوصفها تجليات شعبية مسلحة للمجتمعات المحلية في إدلب.

بالنسبة إلى «هيئة تحرير الشام»، ليس من الواضح تماماً ما تمثله اليوم. فمع عدم إمكانية تحقيق نصر عسكري في سوريا، استثمر الفصيل في مشروع حكم إسلامي محلي. ويعبّر كبار شخصياتها علناً عن الالتزام بـ«الجهاد»، لكنهم عملياً أظهروا بعض البراغماتية والمرونة. لقد توصلت «هيئة تحرير الشام» بشكل متكرر إلى تسويات مع تركيا تخالف المسلّمات بينما تضمن حتى الآن بقاء التنظيم. لا يبدو أن الهجوم العسكري على إدلب وشيك الحدوث؛ إذ إن هجوماً للنظام مدعوماً من روسيا سيكون مكلفاً جداً، عسكرياً، وبالنظر إلى الكلفة الإنسانية المرتفعة، سيكون ذا كلفة سياسية مرتفعة أيضاً. بدلاً من ذلك، تبدو روسيا ميالة لإعطاء الأولوية لعلاقتها مع تركيا والمحافظة على العملية السياسية في سوريا. «ما الذي ينبغي فعله؟»، تسأل «مجموعة حل الأزمات». تجيب: «ينبغي على تركيا أن تفعل المزيد في إدلب إذا أريد لوقف إطلاق النار أن يستمر. كما ينبغي على تركيا توسيع نطاق دورياتها داخل منطقة إدلب بشكل يغطي كامل المنطقة منزوعة السلاح وتعزيز نقاط المراقبة الثابتة لقواتها، لثني مسلحي إدلب والنظام على حد سواء عن استعمال العنف. كما ينبغي على تركيا وروسيا أن تضغطا على الطرفين معاً لوقف الهجمات المتبادلة بينهما. إضافة إلى ذلك، على تركيا أن تضغط على هيئة تحرير الشام كي تتخلى عن سيطرتها على الطرق الرئيسية السريعة التي تعبر المنطقة، وأن تقوم مع روسيا بتأمين الطرق أمام التجارة». «لا يشكل تجنب مواجهة عسكرية كارثية في إدلب واحتواء مسلحي المنطقة حلاً دائماً. لكن حتى الآن، يشكل ذلك أفضل خيار متوفر يحمي حياة السكان»، بحسب التقرير.

 

دمشق قلقة من «انتصار» منقوص... واحتدام تنافس موسكو وطهران

«داعش» يلفظ أنفاسه الأخيرة وقصف إدلب عشية الذكرى الثامنة للاحتجاجات السورية

لندن: إبراهيم حميدي/الشرق الأوسط/15 آذار/19/عشية الذكرى الثامنة لانطلاق الاحتجاجات السورية، تجد دمشق صعوبة في ترجمة «الانتصار العسكري» الذي تراكم خلال السنة الأخيرة ولم يصل إلى الاكتمال الجغرافي، إلى «انتصار سياسي»؛ ما يترك الباب مشرعاً حول مستقبل سوريا القلق وسط احتدام التنافس الروسي - الإيراني، وانخراط خمسة جيوش في البلاد. خلال السنة الأخيرة، استعادت قوات الحكومة السيطرة على غوطة دمشق وجنوب سوريا والجنوب الغربي، لتصل إلى 60 في المائة مساحة الأراضي التابعة للحكومة. ولا يزال ثلث مساحة البلاد تحت سيطرة حلفاء واشنطن، و10 في المائة منها تحت سيطرة حلفاء أنقرة. (مساحة سوريا 185 ألف كيلومتر مربع) سكتت أصوات النار ولم تعد تحلق الطائرات في أجواء العاصمة لقصف الغوطة، ولا تسقط قنابل على شوارعها، لكن المدينة تعاني من أزمة اقتصادية خانقة تزداد يوماً بعد يوم. ولم يكن الهدوء واستتباب الأمن كافيين لتشجيع دول عربية وغربية لإعادة فتح سفاراتها في دمشق، وتوقف مسيرة التطبيع العربي - الغربي وجهود إعادة دمشق إلى الجامعة العربية.

أربع حروب

وكان الرئيس بشار الأسد قال في خطاب الشهر الماضي: «ما زلنا نخوض أربعة أنواع من الحروب» هي: الحرب العسكرية و«الحصار» الاقتصادي والحرب ضد الفساد، و«معركة دعائية» على وسائل التواصل الاجتماعي. في الجنوب، حيث كان الأهالي ينتظرون عودة الخدمات والكهرباء، عادت المظاهرات إلى الظهور في درعا بعد نصب تمثال للرئيس حافظ الأسد بعدما نصب في حماة ودير الزور. ولا يزال التوتر مسيطراً على محافظة السويداء، ذات الغالبية الدرزية، المجاورة. وإذ عادت إيران و«حزب الله» إلى الجنوب لتجنيد عناصر سورية في ميليشيات تابعة لها بعدما سحبت العناصر غير السورية بموجب تفاهمات أميركية - روسية. كما أن التنافس بين موسكو وطهران يحتدم على تجنيد الشباب في ضوء دعم الجيش الروسي لنسخ عدة من «الفيلق الخامس» الذي يضم مقاتلين كانوا معارضين. ويشمل التنافس تقديم ضمانات للشباب الذين وقّعوا «تسويات» وترتيب أمور الخدمة العسكرية. لا يقتصر التنافس على الشباب، بل يشمل البعد الاقتصادي. وبعدما جمدت روسيا في بداية 2017 اتفاقيات اقتصادية بين دمشق وطهران تتعلق بالفوسفات والمشغل الثالث للهاتف النقال وميناء نفطي، عادت إيران لإعطاء زخم إضافي لهذه الاتفاق قبل أسبوعين، حيث بدا أن الكفة السورية تميل حالياً إلى الحضن الإيراني.

ويمتد التنافس الخفي إلى حدود نهر الفرات؛ إذ إن روسيا دعمت انتشار مقاتلين من «فيلقها الخامس» قرب النهر قرب ميليشيات سورية دربتها إيران في انتظار «اليوم التالي» للانسحاب الأميركي.

تمديد الاقامة

كان مقرراً أن ينسحب الأميركيون في نهاية الشهر المقبل، لكن الرئيس دونالد ترمب وافق على تمديد إقامة قواته مع حلفاء أوروبيين لإمساك أوراق تفاوض مع روسيا وضبط نفوذ إيران وحماية الأكراد ومنع عودة «داعش» ما بعد هزيمته الجغرافية. وتصادف الذكرى الثامنة للاحتجاجات مع قرب انتهاء التنظيم الذي كان يسيطر ذات يوم على نصف مساحة البلاد، أن «قوات سوريا الديمقراطية» الكردية - العربية تخوض المعارك الأخيرة ضده في الباغوز. ويعقد المبعوث الأميركي للتحالف الدولي ضد «داعش» جيمس جيفري اليوم مؤتمراً صحافياً لتقديم موقف واشنطن من مرحلة ما بعد «داعش». كان جيفري شارك في المؤتمر الدولي للمانحين في بروكسل، الذي شارك فيها مسؤولون من دول الجوار والمجتمع المدني؛ لتوفير الدعم المالي للاجئين والنازحين السوريين. وحددت الأمم المتحدة الاحتياجات المالية لسنة 2019 بنحو 5.5 مليار دولار (4.4 مليار يورو) لمساعدة نحو 5.6 مليون لاجئ سوري خارج بلدهم في تركيا، ولبنان، والأردن، وفي العراق، ومصر، في حين قدرت أنها تحتاج إلى 3.3 مليار دولار (2.9 مليار يورو) للنازحين داخل البلاد. سياسياً، بقي الربط بين المساهمة في الإعمار والحل السياسي. وإلى بقاء ملف السلاح الكيماوي على المائدة الدولية، أعيد طرح ملف العقاب والمحاسبة. ويسعى المبعوث الدولي الجديد غير بيدرسن إلى الاتفاق مع روسيا لتشكيل اللجنة الدستورية وقواعد عملها وإعادة طرح «السلال الأربع» التي تشمل الحكم، والدستور، والانتخابات، والأمن ومكافحة الإرهاب ضمن مهمته لتنفيذ القرار الدولي 2254. وأكد وزير الخارجية البلجيكي، ديدييه رايندرز، أمس «يجب أن يجلس النظام السوري حول طاولة المفاوضات في جنيف». وأضافت بلجيكا والكثير من دول الاتحاد الأوروبي الأخرى، وهي فرنسا، وألمانيا، والمملكة المتحدة، والسويد، وهولندا، والدنمارك، شرطاً آخر، هو مكافحة الإفلات من العقاب على الجرائم المرتكبة في سوريا.

مثلث الشمال

ولا يزال القلق مخيماً على مستقبل «مثلث الشمال» الذي يضم إدلب وأرياف حلب واللاذقية وحماة، حيث يعيش ثلاثة ملايين شخص. وتخضع مدينة إدلب، في شمال غربي سوريا، لسيطرة «هيئة تحرير الشام» التي شكّلها الفرع السابق لتنظيم «القاعدة» في سوريا، وتمثل آخر معقل مناهض للنظام. وتعرضت أول من أمس مدينة إدلب لأول قصف منذ سنة ولأعنف غارات منذ توصلت روسيا وتركيا إلى اتفاق خفض التصعيد في 17 سبتمبر (أيلول) الماضي بعد أيام من تسيير دوريات عسكرية تركية قرب 12 نقطة عسكرية في العمق السوري. وقال ديدييه رايندرز: «الحرب لم تنته في سوريا». وتحدث ممثل الأمم المتحدة في السياق نفسه محذراً من أن «شن هجوم عسكري ضخم على إدلب من شأنه أن يتسبب في كارثة إنسانية». خلال السنة المقبلة الحصول على إجابات تتعلق بالأمور التالية: مستقبل مناطق شرق الفرات وقاعدة التنف الأميركية، المفاوضات بين دمشق والأكراد، المنطقة الأمنية شرق الفرات بين أميركا وتركيا، مستقبل إدلب والاتفاق الروسي - التركي، التطبيع العربي - الغربي مع دمشق، منعكسات العقوبات والأزمة الاقتصادية في مناطق الحكومة، الغارات الإسرائيلية على مواقع إيرانية، وجهود تل أبيب للحصول على اعتراف أميركي بسيادة إسرائيل على الجولان، إضافة إلى مآلات التنافس الروسي - الإيراني في مناطق الحكومة.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

عوامل ستُعيد الخليجي الى لبنان 

ايفا ابي حيدر/جريدة الجمهورية/الجمعة 15 آذار 20195

بعد مرور حوالى الشهر على قرار السعودية رفع الحظر عن سفر مواطنيها الى لبنان، كيف يمكن تقييم مرحلة ما بعد القرار على الصعيد السياحي؟ وهل بدأت مفاعيلُ القرار في الظهور على الأرض؟ وما هي التوقعات لفصل الصيف المقبل؟

أكد رئيس إتحاد النقابات السياحية بيار الأشقر انّ الحجوزات السياحية الخليجية والسعودية الى لبنان سجّلت تحسناً محدوداً نتيجة إعلان السعودية رفع الحظر عن مجيء مواطنيها الى لبنان، عازياً ذلك الى غياب أيّ مناسبات أو أعياد أو عطل في فترة ما بعد إعلان رفع الحظر.

بالنسبة الى حجوزات الصيف، أشار الاشقر لـ»الجمهورية» الى أنّ هناك توقعات بأن يكون الموسم حافلاً وأن تسجَّل ارقام أفضل من السنوات الثمانية الماضية، لكن لا يزال من المبكر التكهّن كيف ستكون الصيفية، لأنّ السياح العرب لا يخططون للمجيء الى لبنان قبل فترة، بل هم في غالبيتهم يقرّرون ذلك فجأة، فقط الرحلات الى اوروبا يخطَّط لها مسبقاً.

وأكد الأشقر أنّ هناك على الاقل 5 عوامل تربط الخليجي بلبنان وتحثّه على العودة اليه دائماً: أولها قرب المسافة، ثانياً اللغة، ثالثاً تشابه العادات، رابعاً المطبخ المشترك، وخامساً أرزاق وممتلكات قسم كبير من الخليجيين في لبنان، وقد غابوا مرغمين عنها في السنوات السابقة وقصدوا وجهات سياحية أخرى، في حين لم يتمكنوا من تفقّد ممتلكاتهم في لبنان، واليوم باتت الفرصة سانحة. وعليه، فإنّ العوامل الخمسة هذه تؤكد أنّ هذا العام سيكون أفضل سياحياً وسيستقبل عدداً أكبر من الخليجيين، إلّا في حال حصلت حوادث غير متوقعة.

أما عن موسم التزلج وانعكاسه على الحركة السياحية في البلد، فكشف الأشقر أنّ هذا الموسم استقطب الكثير من السيّاح الأوروبيين المقيمين في منطقة الخليج العربي، ما حقق نمواً سياحياً ملحوظاً على كل المستويات أكان في بيروت أو في الجبال أو في السياحة الدينية. أما الخليجيون فلا تستهويهم رياضة التزلج بل يقصدون لبنان للعب بالثلج فقط.

يوم سياحي

من جهة أخرى، تعدّ النقابات السياحية يوماً سياحياً طويلاً الثلثاء المقبل في 19 آذار الجاري على الواجهة البحرية لبيروت. ويتضمّن برنامج اليوم السياحي شقين، ففي فترة قبل الظهر سيتمّ عرض قصص نجاحات بعض الدول وتمكنها من جذب السياح وبالتالي تحقيق نموّ في القطاع، ومن المتحدثين وزراء السياحة في اليونان والأردن والمغرب. أما في فترة بعد الظهر فسيكون هناك لقاء مع رئيس مجلس إدارة «الميدل ايست» محمد الحوت يفتح خلاله المجال للنقاش معه وطرح الأسئلة، لا سيما منها أسباب عدم فتح خطوط جوية مع عدد من البلدان يمكن أن تستقطب سياحاً الى لبنان وأسباب عدم إقدامها على تسيير طيران منخفض الكلفة، يليه لقاء مع وفد من شركة «ماكنزي» سيتم خلاله عرض للمشروع السياحي المدرج ضمن «الرؤية الاقتصادية» التي رفعوها الى الحكومة.

ويُختتم اليوم السياحي بلقاء مع رئيس الحكومة سعد الحريري.

حركة المطار

على صعيد آخر، حققت حركة المطار ارتفاعاً ملحوظاً في أعداد الركاب خلال شهر شباط الماضي، بنسبة قاربت 4%، اذ بلغ مجموع الركاب 524 الفاً و292 راكباً ليرتفع بذلك مجموع الركاب خلال الشهرين الأوّلين من العام 2019 الى مليون و131 ألفاً و76 راكباً (1,131,076 راكباً) بزيادة 2,57% عن الفترة نفسها من العام 2018.

كذلك سجّلت حركة الطائرات التجارية ارتفاعاً من والى لبنان خلال شباط بنسبة 2,14%.

وفي التفاصيل، ارتفع عدد الوافدين الى لبنان خلال شهر شباط الفائت بنسبة 2,13% وبلغ 259 ألفاً و81 راكباً، كذلك ارتفع عدد ركاب المغادرة بنسبة 3,57% وبلغ 259 ألفاً و979 راكباً، اما ركاب الترانزيت فبلغ عددهم 5232 راكباً ليرتفع بذلك مجموع الركاب خلال الشهر الثاني من العام الجاري الى 524 الفاً و292 راكباً (بزيادة 3,82% عن شهر شباط 2018).

وبلغ مجموع الرحلات التجارية لشركات الطيران الوطنية والعربية والاجنبية المستخدمة لمطار رفيق الحريري الدولي في شهر شباط الفائت 4385 رحلة (بزيادة 2,14%) حيث بلغ عدد الرحلات التجارية الآتية الى لبنان 2183 رحلة (بزيادة 2,06%) والرحلات التجارية المغادرة من لبنان 2188 رحلة (بزيادة 2,24%) ورحلات العبور الترانزيت 14 رحلة.

وانخفض عدد الرحلات الخاصة من والى مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت خلال شهر شباط الماضي بنسبة 20,12%، وسجّلت 202 رحلة منها 123 رحلة خاصة وصلت الى لبنان (بتراجع 17,45%) و128 رحلة خاصة أقلعت من لبنان (بتراجع 14,67%) و11 رحلة عبور ترانزيت (بتراجع 62%).

كما بلغ مجموع البضائع المنقولة جوّاً خلال شهر شباط 6073,7 طناً (بتراجع 8%) وبلغ حجم البضائع المستوردة 3913,3 طناً (بتراجع 8,48%) والبضائع المصدرة 2160,4 طناً (بتراجع 7,17%).

وبلغ حجم البريد المنقول جوّاً 65 طناً (بزيادة 30,7 بالمئة) منه 36,021 طناً من البريد الوارد بزيادة 16,69% و19 طناً من البريد الصادر (بزيادة نسبتها 84,8%).

 

مخادعةٌ لبنانيةٌ حول النازحين... تنتهي بـ«التعايـش»! 

طوني عيسى/جريدة الجمهورية/الجمعة 15 آذار 2019

الجميع يتوعَّد الجميع بالمحاسبة في مجلس الوزراء: الذين ذهبوا إلى دمشق بلا تشاور والذين ذهبوا إلى بروكسل بلا وزراء! ولكن، لا الرئيس سعد الحريري، ولا الوزير جبران باسيل، ولا «حزب الله» وحلفاؤه، مستعدون لزعزعة التسوية من أجل ملف النازحين، خصوصاً أنّ هناك شعوراً لدى الغالبية في أنّ الحراك الجاري - هنا وهناك - ليس سوى شيك بلا رصيد! في الجلسة المقبلة لمجلس الوزراء، سيقول كلٌّ كلمته سريعاً ويرفع الصوت قليلاً في ملف النازحين من باب رفع العتب، ثم ينصرف إلى «ملفاته الخاصة»، بدءاً بالتعيينات والكهرباء والنفط والنفايات. فالجميع مقتنع بأنّ تسوية أزمة النازحين لن تنضج إلّا على نار التحوُّلات الآتية إلى سوريا. وما مِن أحد مستعدٌّ للدفع بهذا الملف لكي يتسبَّب بإشعال النار داخل الحكومة. فـ»ما فيها يكفيها»، ويكفيها تعثُّرها في إطلاق الورشة المطلوبة لمنع سقوط البلد مالياً واقتصادياً وسياسياً.

في العمق، وبالكلام المباشر والصريح، هناك خلاف حقيقي وعميق في النظرة إلى النازحين بين كل فئة لبنانية وأخرى، سياسياً وطائفياً، بل مذهبياً. لكنّ أحداً لا يقول الأشياء كما هي.

عبثاً تحاول القوى المسيحية إخفاء أنّ عمق مشكلتها مع هذا الملف هو أنّ المليون ونصف المليون نازح سوري ونصف المليون نازح فلسطيني يكسرون التوازن الطائفي في البلد، ويهدّدون باتساع الخلل عاماً بعد عام بسبب الولادات الكثيفة واحتمال تدفّق المزيد إذا لم تتحقّق التسوية في سوريا.

وفي المقابل، عبثاً تحاول القوى السنّية إخفاء ارتياح معيَّن- وبالتفاوت بين شرائح سنّية وأخرى- لوجود المليوني نازح، لأنهم قد يساعدون على خلق توازن رُعب داخلي في وجه «حزب الله»: غلبة الديموغرافيا مقابل غلبة السلاح!

وطبعاً، عبثاً تحاول القوى الشيعية إنكار قلقها المذهبي. لكنها في الوقت عينه تدرس مواقيت إعادة النازحين وفق الروزنامة السورية أيضاً. فلا يمكن أن تتناقض برمجة العودة كما يراها «حزب الله» مع برمجة العودة كما يراها الرئيس بشّار الأسد.

هذه هي الحقائق الفجّة، وبعيداً من المواربة التي يلجأ إليها الجميع على الطريقة اللبنانية، لتمرير التسويات. وما يجري اليوم بين المحور الموافق على بقاء النازحين حتى يعودوا «طوعاً» والمحور الراغب في عودتهم الآن وبأيّ ثمن، هو ترجمة للمواقف الحقيقية ولكن بالمواربة.

ويمكن الحديث حالياً عن نوع غريب من التفاهم اللبناني الداخلي حول ملف النازحين، يصفه أحد السياسيين بـ»التواطؤ الإيجابي». فالحريري وحلفاؤه لا يشاركون في الانفتاح على دمشق في ملف النازحين، ويكتفون بالاعتراض سياسياً. و»التيار الوطني الحرّ» و»حزب الله» يقتنعون بعدم المشاركة في مؤتمر بروكسل ويكتفون بالاعتراض سياسياً. وفي النهاية، يدرس الجميع في هدوء ما يمكن تنفيذه والتزامه، بناءً على المصلحة المشتركة.

وهذا «التواطؤ الإيجابي» سيطر على مفاوضات الأشهر الـ9 لتأليف الحكومة، إذ تمّ التداول مراراً في سبل التعاطي مع ملف النازحين بين الحريري وباسيل. وحاول الرجلان تظهير مواقفهما وكأنها متقاربة.

موقف الحريري الحقيقي عبَّر عنه الوزير السابق لشؤون النازحين معين المرعبي الذي حذَّر من عودة هؤلاء إلى سوريا قبل ضمان أمنهم، وروى أنّ بعض العائدين تعرَّض للاستهداف الجسدي أو للاعتقال. وهذا الموقف تتبنّاه الأمم المتحدة والقوى الدولية التي تربط العودة بالحلّ السياسي وإعادة الإعمار.

في المقابل، يتبنّى باسيل، بتغطية رئيس الجمهورية، موقف الوزير الحالي صالح الغريب الذي بادر فور تأليف الحكومة إلى زيارة دمشق. وهو في صدد إعداد خطة متكاملة سيعلنها خلال الشهرين المقبلين لإعادة النازحين. وقد كانت لباسيل خطته للعودة عام 2014، وهي قيد التنقيح لتتلاءم والمعطيات الجديدة. ولكن، بالنسبة إلى «التيار»، التذرُّع بالعامل الأمني لتأخير عودة النازحين مرفوض. فهؤلاء في غالبيتهم الساحقة لا يستهدفهم النظام لأنهم إما موالون له أو محايدون. وحتى إنّ المعارضين الذين عادوا لم يتعرَّضوا لأيِّ أذى. وتبقى فئة الذين يُصنَّفون حتى اليوم في خانة العداء للنظام، وهم أقلية، فلا بأس في أن ينتظروا في مناطق نزوحهم إلى أن تتمّ معالجة أوضاعهم. ولا يجوز ربط مصير مليون ونصف مليون نازح بمصير هذه الأقلية. وبالنسبة إلى «التيار»، المعني بأزمة النزوح هو سوريا وحكومتها، ولا يمكن لبنان أن يتجاهل التواصل معها إذا كان يريد الحلّ فعلاً. فالقوى الدولية يمكن أن تساهم في توفير التغطية والتمويل وأن تأخذ على عاتقها تسهيل الحلّ، لكن المعني بالملف بالمعنى القانوني هو الحكومتان اللبنانية والسورية.

وإذا كانت المؤسسات الدولية تريد فعلاً دعم النازحين، فيبدو مشبوهاً إصرارها على تقديم الدعم لهم في مناطق النزوح وليس في سوريا، حيث هناك مناطق شاسعة باتت آمنة ويمكن أن تأويهم في مخيمات موقّتة، في انتظار إعمار مناطقهم الأصلية وعودتهم إليها. فالدعم المادي الذي تقدّمه المؤسسات الدولية يكون في هذه الحال أكثر فاعلية.

خلال المفاوضات لتأليف الحكومة، حَرِص الحريري وباسيل على تجاهل هذا التباين. وكان التفاهم على الحصص والحقائب أقوى. والأرجح أنّ الطرفين كانا مقتنعين بأن لا داعي للغرق داخلياً في أزمة النازحين ما دام الضوء الأخضر لمعالجة الملف أكبر من قدرتهما معاً وأكبر من لبنان وحده.

وقد أدرك الحريري وحلفاؤه مسبقاً أنّ انتقال وزارة شؤون النازحين إلى الفريق القريب من سوريا سيفتح باب التواصل واسعاً بين بيروت ودمشق. وهذا ما حصل. واعتراض هؤلاء على الزيارة أقرب إلى رفع العتب. وفي العمق، يرتاح «المستقبل» إلى نهج القوى الغربية ويتقاطع معها.

لكن فريق رئيس الجمهورية يستعدّ لاتصالات وزيارات على مستوى أرفع إلى دمشق، تحت عناوين النازحين ومسائل أخرى، بعد أن تتوافر ظروف أكثر ملاءمة داخلياً وعربياً ودولياً. فالحكومة لا تتحمّل خضّات بهذا الحجم في هذه المرحلة.

ورهان فريق رئيس الجمهورية هو إبرام صفقة متكاملة مع روسيا، تتولّى بموجبها رعاية العودة بتمويل دولي، لكونها صاحبة القرار والرصيد الدولي والإقليمي الأقوى في سوريا. ولا بأس في إمرار الأزمة في البيان الوزاري بالإحالة على المبادرة الروسية.

لقد كان الحريري موضوعاً في أجواء زيارة سيقوم بها الغريب لدمشق. وما لم يكن يتوقعه ربما الموعد العاجل ومضمون المحادثات مسبقاً. ولذلك، هو اعتبر أنّ الوزير «فاتح على حسابه»، وردّ عليه باستبعاده من الوفد إلى بروكسل. وليس طبيعياً تغييب وزير النازحين عن مؤتمرٍ للنازحين، كذلك ليس طبيعياً أن يزور الغريب دمشق من دون التنسيق الحثيث مع الحكومة ورئيسها. الأمور ستقتصر على «الزكزكة»، خصوصاً بين الحريري وباسيل. فلا أحد يريد أن يكسر التسوية الباقية على قيد الحياة منذ 2016، والتي دافع عنها بشراسة حتى اليوم، حتى في أزمة الاستقالة الشهيرة في خريف 2017، خصوصاً أنّ المرحلة المقبلة «كاملة الدسم» بالتعيينات والمحاصصات والغنائم الآتية من مؤتمرات الدعم، ولا أحد يريد تفويت الفرصة.

 

ما لقيصر... وما لـ«حزب الله» 

جوزف الهاشم/جريدة الجمهورية/الجمعة 15 آذار 2019

 يَـبْنونَ بالمالِ الحرامِ عروشَهُمْ   وبـهِ رؤوسٌ دُحْرِجَتْ وعروشُ.

مِنْ أجل المال الحرام قصَّتْ دليلةُ شعرَ شمشون...

ومن أجل المال الحرام قُتِلَ الإمام الحسن مسموماً بيـدِ زوجته...

ومن أجل التاج المرصَّع بالذهب خلعَتْ الأمبراطورة الروسية كاترين الثانية زوجها القيصر.

وبسبب العقد المذهَّب الذي اشترته الملكة الفرنسية ماري أنطوانيت من خزينة الدولة النازفة... تـمَّ إعدامها وإعدام الملك.

ومن أجل ثلاثين من الفضَّة سلّم «يهوذا» المسيحَ للجلاّدين...

ومن أجل هذا الربّ الوثني الذي إسمه المال، كان في لبنان حكومات «يهوذيَّـة» فاستشرى معها الفساد، ليصبح لبنان على مشارف السقوط أو يكاد.

قديماً، قصَّت دليلةُ شعـرَ شمشون فهدَم الهيكلَ على أعدائه... واستُشهد الحسن فانتصر الدين... وبفضل عقد ماري أنطوانيت كانت الثورة الفرنسية...

وبعد صلب المسيح كانت القيامة... وشَـنقَ يهوذا نفسه...

واليوم... تسقط الهياكل وتتساقط الضحايا ويستمر المال منهوباً... ويستمرّ الملوك على عروشهم، فلا ثورة، ولا مقصلة ولا قيامة، حتى ولا حُرمَةَ لأَساورِ الذهب النحيلة، تُنزَعُ من زنود الصبايا اليتامى، وبها يحتفِظْنَ هدايا متواضعة من آبائهنّ الشهداء.

واليوم، يعود الشعراء التكسبيُّون ليتخذوا من الفساد عروساً للشعر، والعرس لا يزال دائـراً، وربّ البيت يضرب بالطبل.

والذين ينظمون القصائد هم الشعراء وهم الخليفة، وهم الذين دخلوا هيكل الحكم فقراء فجعلوه مغارة للّصوص وخرجوا منه أغنياء، وهم: «الكتبة والفريسيون والمراؤون الذين يأكلون بيوت الأرامل»... وهم الذين يعبدون «ربيّن: الله والمال»...

أيها السيد... السيّد حسن، «ألاَ إنَّ نصرَاللهِ قريبٌ»، وأنت تعبده ربّـاً في السماء وتقود حزباً لهُ على الأرض، أعلنتها حرباً جهادية بكل أنواع الأسلحة على هذا الشيطان الأكبر الذي إسمه الفساد والذي «ظهـرَ في البرِّ والبحر» «ليهدد وجود لبنان».

أنت تعرف، وتعرف أنّ الناس يعرفون، أنَّ «الذين يسعون في الأرض فساداً» هم من كل الأحزاب وكل الطوائف وكل الفئات والكُتَل، وأسماؤهم معروفة، وجيوبهم مكشوفة، ووجوههم موصوفة.

إذا تلكَّـأ حزب الله عن مطاردة جميع المتورطين دونما استثناء أو تحيُّـز أو تمييز، يكون «حزباً منافقاً كاذباً» هكذا قلتَ أنتَ، ولا يصحّ أن يُنسب النفاق الى حزب يحمل إسم الله... «والله جامعُ المنافقينَ والكافرينَ في جهنّم جميعاً».

وإذا خسر الحزب معركته ضـدّ هذا العدوّ المبـين، فقد تسقط انتصارات معاركه السابقة ضـدّ الأعداء الآخرين.

وإذا استثنى الحزب أنصاره وحلفاءه مخافة أن يخسرهم، فقد يخسر نفسه، «وماذا ينفع الإنسان إذا ربح العالم كلَّهُ وخسر نفسه».

عليك الرهان يا سّيد، فكنْ أنت سيفَ الحق لا «سيفَ دولةِ» المتنبّي، الذي كان هو الخصم والحكم.

 

عثمان: عشرات الضباط الى «التأديب» ولا غطاءَ لأحد بدءاً منِّي 

عماد مرمل/جريدة الجمهورية/الجمعة 15 آذار 2019

يحاول المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء عماد عثمان أن يترك بصمته على هذه المؤسسة الأمنية التي تدرّج في صفوفها، الى أن أصبح على رأس قيادتها. وعلى رغم من أنه كان يشكو من عارض صحّي خلال مزاولته نشاطه في مكتبه أمس، إلّا أنّ مرضه لم يؤثر في «جهوزيّته» وقدرته على الإحاطة بكل الملفات والتفاصيل، لكنه دفعه الى تأخير اللقاء معه بعض الوقت، في انتظار انتهائه من فحص طبي في الغرفة المجاورة.

من ملف مكافحة «الفساد الداخلي» في قوى الامن الداخلي، انطلق نقاش وفد رابطة خريجي كلية الاعلام والتوثيق برئاسة الدكتور عامر مشموشي مع عثمان الذي أكد انه ماض حتى النهاية في هذا التحدي، وفق القوانين والاصول المرعية الاجراء، «ولن أتوقف قبل تنظيف «قوى الامن» من كل اشكال الفساد»، مشدّداً على انه لا يتأثر بالتدخلات السياسية وبالحصانات الطائفية والمذهبية التي يجب ان تتوقف كلها عند ابواب المؤسسة، «وأنا لن أسمح لها بتعطيل المهمة التطهيرية التي بدأت، وقد نجحت حتى الآن في إبعاد السياسة عن المؤسسة بنسبة 60 في المئة تقريبا، وسنواصل الجهد لزيادة هذا المعدل». ويضيف: «ليس طبيعياً ولا مقبولاً ان يكون هناك غطاء لأحد في «قوى الامن» غير غطاء القانون، ويجب أن يكون الغطاء السياسي او الطائفي مرفوعاً عن الجميع، بدءاً مني». ويشير الى «انّ هناك تحقيقات داخلية تجري في السلك»، موضحاً «انّ اكثر من 50 ضابطا تمّت إحالتهم الى المجلس التأديبي في قوى الامن، والعدد الى ازدياد، وأيّ شخص فاسد لن يبقى في المؤسسة».

ورداً على سؤال حول الخلاف الذي حصل مع رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط نتيجة إحالة أحد الضباط الى التحقيق، يجيب عثمان: «هذا الامر تجاوزناه، وأنا و»قوى الامن» انتصرنا في الموضوع بعدما رفضنا التدخلات السياسية»، وقال: «أنا الذي أُحدد وقت المحاسبة، والجميع تحت القانون بمن فيهم المدير العام لقوى الامن الداخلي».

ويلفت عثمان الى أهمية محاربة الفساد في «قوى الامن» لأنها تقع على تماس مباشر ويومي مع المواطن وحقوقه، وهي المؤسسة التي يلجأ اليها المواطن تلقائياً وبديهياً لأخذ الحق، مشيراً الى «انّ مكافحة الفساد مسألة متكاملة لا تتعلق فقط بنا وإنما ايضاً بالمجتمع الذي يجب ان يساعد ويتعاون في هذا المجال، لأن كل عملية فساد فيها طرفان، والمرتشي لا يمكن ان يقبض رشوة إذا لم يكن هناك أصلاً من راشٍ».

وبالنسبة الى موضوع مجلس القيادة، يوضح «انّ الامور محلولة، وقد حصلت محاولات لتدخلات السياسية، وانا لا أريد ذلك»، مؤكداً انّ اجتماعه مع رئيس «التيار الوطني الحر» الوزير جبران باسيل «لم يسفر عن نتيجة واضحة».

وبالنسبة الى حادثة الجاهلية، يؤكد عثمان انه التزم الاصول القانونية ونفّذ التعليمات القضائية، «حيث ذهبنا بإشارة قضائية وانسحبنا بإشارة مماثلة»، نافياً أن يكون قد تصرّف بناءً على طلب مباشر من الرئيس سعد الحريري، «بل إنني لم أبلغ الى رئيسي الجمهورية والحكومة بتحرك القوة الّا بعدما أصبحت في الدامور».

ويعتبر عثمان «انّ كل من يخطئ ينبغي ان يُحاسب وفق القانون، ولا يجب ان يكون هناك فارق بين الشخص العادي والمتعاطي في الشأن العام عندما يتعلق الأمر بالمحاسبة القانونية والقضائية، والمشكلة في البلد هي انّ كل ما يحدث يُقرأ ويُفسر في السياسة». ويشير الى «انّ مواقف الوزير السابق وئام وهاب وتصرفاته كادت توصل الى الفتنة، وأنا من موقعي لا أسمح بوقوع الفتنة، والموضوع لم يقتصر على تصريحات بل تعدّاه الى المواكب السيارة التي جابت الجبل، وقد اتخذ المدعي العام القرار بالتوقيف ونحن ذهبنا لتنفيذ المهمة لأنّ الجميع تحت القانون، وعندما وصلنا الى منزل وهّاب تبيّن أنه هرب ولو لم يهرب لكان قد تم توقيفه ومن ثم وقّع تعهّداً وبعدها تم اخلاء سبيله، إلّا ان ما حصل هو انه حصل اطلاق اكثر من 5000 طلقة وفي المقابل لم تطلق القوة الامنية طلقة واحدة». ويلفت الى ان لديه الحق في تقدير عديد القوة التي تكلف تنفيذ هذه المهمة او تلك «ونحن لم نكن نريد اطلاق النار او اقتحام الجاهلية، بل ذهبنا ضمن موكب علني، ولو أردنا الهجوم أو الاقتحام لتصرفنا بطريقة مختلفة تماماً، خصوصا أن لدينا عناصر محترفة ومدرّبة جيداً». ويضيف: «إذا سالتني عن رأيي الشخصي في ما يتوجب فعله الآن، فأنا اعتبر انه ينبغي الاصرار على اعتقال وهاب بفعل ما سبق حادثة الجاهلية وما تخللها وتلاها، والقضاء لم يطلب شيئاً سوى منعه من السفر. ونتيجة للتدخل السياسي توقف الموضوع عند هذا الحد».

وينفي عثمان بشدة ان يكون قد كُلِّف أحد ضمن القوة الامنية التي دخلت الى الجاهلية باغتيال وهاب، معتبراً «انّ هذا الاستنتاج يدعو الى الضحك والسخرية».

وعن قول وهاب إنّ علاء خواجا له صلة بحادثة الجاهلية، يرد عثمان مستغرباً: «أنا لا أعرف هذا الرجل ولم يحصل ان التقيت به قبلاً».

وبالنسبة الى الوضع الامني العام، يشدد عثمان على انه «تحت السيطرة والمراقبة، وهو مضبوط الى حد كبير»، وقال: «اذا كنا نعمل على مكافحة الفساد، فهذا لا يعني ان العمل على مكافحة الارهاب يتوقف. قد يتهيأ للبعض ان معركتنا ضد الفساد ستليهنا عن الملفات الأُخرى، لكن هناك اختصاصات في قوى الامن، والمكلفون متابعة الامن والارهاب مستمرون في مهمتهم ولا شيء يشغلهم عنها».

ويشيرعثمان الى ان «نسبة الخطر انخفضت بعد انهيار تنظيم «داعش» الارهابي في سوريا، والخطر الوحيد اليوم ناجم من العناصر الهاربة الى دول الجوار».

وعما يتعلق بالبلوكات والاجراءات الامنية في الضاحية الجنوبية لبيروت، يقول عثمان «ان قوى الامن تدرس نسبة المخاطر حتى تقرر كيف ستتعامل مع التدابير المتخذة (في الضاحية) وما إذا كانت ستبقى أم ستخفف، وهناك قناة اتصال مع «حزب الله» في هذا الشأن، الا ان القرار يعود الينا».

وحول التجربة مع وزيرة الداخلية ريا الحسن، يقول عثمان: «نحن عسكر ننفّذ القانون ونتقيّد بما تطلبه منا وزيرة الداخلية، وتجربتها جديرة بالتقدير، وهي تعطي دفعاً لحقوق الإنسان والمرأة».

 

بين الرياض وواشنطن: الحريري يعود مشاكساً

هيام القصيفي/الأخبار/15 آذار/19

بين عودته من الرياض واستقباله وزير الخارجية الأميركي، يستعيد رئيس الحكومة سعد الحريري موقعه، ويحاول مجدداً فرض إيقاعه وصلاحياته والتحرر من عبء ما فرضته عليه التسوية.

ليس الاشتباك السياسي حول النازحين والوفد الحكومي الى بروكسل الأول من نوعه، ولن يكون حتماً الأخير بين مكونات الحكومة. لكنه يأتي في توقيت دقيق، ما يرسم علامات استفهام حول موقع رئيس الحكومة سعد الحريري في المشهد السياسي.

لم يلتبس على أحد أن الحكومة كانت حاجة ماسة للحريري أكثر من أي قوة سياسية أخرى، وهو اضطر لهذا السبب الى أن يقدم تنازلات كثيرة على طريق التسوية الرئاسية، ومن بعدها الانتخابات النيابية، ومن ثم تأليف الحكومة الثانية له في عهد الرئيس ميشال عون. والأكيد أن عودته الى الحكومة ساهمت جدياً في بلورة صورته الإقليمية والدولية كرئيس حكومة، بصرف النظر عن عثرات كثيرة وعن دخول شركاء سنّة له، ليس من 8 آذار فحسب، الى طاولة مجلس الوزراء وهو ما لم يكن يرتضيه سابقاً. الحاجة المالية والسياسية، كانت ولا تزال لب المسألة الحريرية في القبول بتنازلات على طريق العودة رئيساً للحكومة بعدما أغلقت السعودية أمامه باب التسوية السياسية والمالية، ما كان يدفعه الى الزاوية فيرضخ لشروط يفرضها عليه العهد وحزب الله.

زيارة الحريري السعودية الأخيرة، أعادت بعضاً من الروح الى رئيس الحكومة، في وقت كان فيه يتلقى ضربات تتعلق «بمحاكمة» عهد الحريرية السياسية والمالية، لأن أي نبش لتلك المرحلة من أي باب أتى، هو استهداف لإرث والده الرئيس رفيق الحريري وللمرحلة الانتقالية التي عبر بها فريقه. في ظل المعركة التي طاولته، بقي الحريري صامتاً. بالنسبة إليه الاتفاق القديم قضى بتقاسم المرحلة التي تتعرض حالياً للانتقاد، بين الأمن والسياسة لفريق، والمال والاقتصاد لفريق. اليوم لا أحد يتحدث بالأمن والسياسة عن تلك المرحلة، لكن الجزء المالي يتعرض لحملة عنيفة، فيما هو نفسه يقع ضحية أزمة مالية، تجعله راضخاً لكل متطلبات التسوية التي شارك فيها.

السؤال، هل يستمر الحريري في الإيقاع نفسه، فيبقى على حالة صرف النظر، أو «التطنيش» السياسي عن كل ما يتعرّض له؟

في الأيام الاخيرة، بدأت تبرز شكوك حول استمرار الحريري في النهج ذاته. كلما فتحت له السعودية مجالاً ولو ضيقاً للحركة واستوعبته أكثر سياسياً ومالياً، ترتفع احتمالات تحوله من متفرج صامت الى رئيس حكومة يريد ممارسة صلاحياته فعلاً، فلا يجيّرها لأيّ من شركاء التسوية. وكلما عبّدت دول خليجية الطريق أمامه، وجيّرت سياستها اللبنانية إليه، سعى إلى الخروج من الجو الذي أقحم نفسه به، والتحرر شيئاً فشيئاً من الضغوط التي تمارس عليه. في الأساس، هو يريد تسوية أوضاع مالية، بعد أزماته المتفاقمة سياسياً وإعلامياً وإدارياً. وحين تظهر أمامه بارقة أمل، لن يفوّت الفرصة لالتقاطها، فكيف إذا جاءت من دول خليجية، والسعودية التي يتردد أنه سيزورها مجدداً؟ عاد الحريري يتمسك بالصلاحيات ويتحدث عنها كرئيس حكومة، ويفرض إيقاعه في تشكيل الوفد الحكومي الى بروكسل، على طريق وضع خريطة عمل تتعلق بكل القضايا الحساسة التي ستكون في برنامج عمل الحكومة. لكن هذا لن يكون سوى الخطوة الأولى.

فالحكومة أصلاً مهيأة لكل أنواع الفخاخ بين مكوناتها، والملفات العالقة بينها كثيرة، وكل فريق يختبئ وراء التسوية من أجل تسيير عملها، من العلاقات مع سوريا وملف النازحين الى الملف المالي العالق والتعيينات والكهرباء وجميع ملفات الداخل الحساسة. وكل هذه المواضيع قادرة على أن تفجر الحكومة من الداخل، مضافاً إليها العلاقات الشخصية السلبية أساساً بين مكوناتها، ما يجعل أي تصرف للحريري ومعارضيه داخل الحكومة على المحك، لأن الرجل يسعى الى أن يتحرر من عبء بعض ما فرضته التسويات المتتالية عليه، وهو بدأ يلمس بعض التشجيع العربي والدولي. فبين زيارة السعودية وانتظار زيارة وزير الخارجية الأميركي مارك بومبيو، تطفو الى السطح ملامح تشجيع الحريري على إبداء بعض المواقف الصارمة، فترتفع وتيرة تململه، ما يزرع شكوكاً في أن يكون مقبلاً على مواجهة الحملة التي يتعرض لها فريقه، ارتباطاً بتطور مسار احتضانه عربياً، مالياً وسياسياً. وهو يراهن على أن وجود حكومته بات حاجة للعهد ولحزب الله في ظل ارتفاع وتيرة حصاره أميركياً ودولياً، تماماً كما كانت حاجته إليها.

أما وقد حجز له مكاناً في المشهد العربي والدولي مجدداً، ويريد ترتيب «البيت السنّي» بأقل الأضرار كلفة عليه، فإنه يتهيأ لأن يبدأ مرحلة جديدة يتخلى فيها عن سياسة التحفظ التي مارسها طوال الأشهر الماضية، قبل أن يضمن عودته الى السرايا الحكومية. ويتوقف هنا على العهد وحزب الله كيفية مقاربة تبدل لهجة الحريري وأدائه، فهل سنكون أمام مشهد استيعابي، في انتظار تبلور أداء السعودية وحجم استيعابها لأزمة الحريري، أم تحمل المرحلة الجديدة ملامح اشتباكات متتالية في حكومة تحمل في طياتها كل أسباب الانفجار الداخلي بين مكوّناتها؟

 

الإمارات تمنع بعثة لبنان من مقابلة المعتقلين اللبنانيين

ليا القزي /الأخبار/15 آذار/19

حظّ بعض اللبنانيين سيّئ إلى درجة أن يُعتقلوا في دولة لا تعترف بأي حق من حقوق الإنسان. أبرز مثال على ذلك 11 لبنانياً مُعتقلين في دولة الإمارات، بتُهمة التجسّس لمصلحة حزب الله. بعضهم يُعامَل بطريقة وحشية، وآخرون يُمارس الترهيب النفسي عليهم. السفارة اللبنانية تُمنع من مقابلتهم، وتفاصيل القضية لا يُكشف عنها. أما في لبنان، فلا تزال المتابعة تفتقر إلى الضغط السياسي اللازم. إذا نجحت الإمارات العربية المتحدة في «غشّ» بقية الأنظمة وشعوب العالم، «بالتطور» و«الانفتاح» والتسبب بجلبة نتيجة إنشاء «وزارة السعادة»، وغيرها من الأمور «الشكلية»، فذلك لا يعني أنّها أجرت تغييرات بنيوية على تركيبتها، وتحديداً في نظرتها إلى «الإنسان» وحقوقه. يكفي تناول قضية اللبنانيين المسجونين في الإمارات، كمثالٍ عن تعامل هذه الدولة «باحتقار» وتعسّف، مع مواطنين ينتمون إلى «بلد عربي شقيق»، علماً بأنّ أبو ظبي، لا «تستقوي» إلا على الدول التي ليس لديها نفوذ سياسي ــــ اقتصادي. ففي تشرين الثاني الماضي، أجبرَت بريطانيا (تسعى الإمارات، بحسب وزارة الاقتصاد، إلى رفع مستوى التبادل التجاري مع لندن إلى 32.7 مليار دولار سنوياً، بحلول عام 2020)، على إصدار عفو عن مواطنها ماثيو هيدجز، بعدما حُكم عليه بالسجن المؤبد بتهمة التجسّس. أما تجاه لبنان، فتتخذ الأمور منحى آخر.

الإمارات العربية المتّحدة، تسجن منذ عام 2015 مواطنين لبنانيين، وتمنع السفارة اللبنانية في أبو ظبي من زيارتهم. والقضية تنقسم إلى ملفّين. الملفّ الأول، يضم المحكومين الثلاثة: علي حسن المبدر، عبد الله هاني عبد الله وأحمد علي مكاوي، المُتهمين بـ«التعامل مع حزب الله»، وتسليم أعضاء تابعين له «أسرار الدولة» الخليجية. سُرّب في تشرين الأول الماضي («الأخبار»، عدد 15 تشرين الأول 2018)، تسجيل صوتي لأحمد مكاوي يُخبر فيه عن التعذيب الوحشي الذي تعرّض له، ويُطالب بالتحقيق بكلامه. حاولت السفارة اللبنانية لقاء المُعتقلين الثلاثة في «سجن الوثبة المركزي» ــــ أبو ظبي، من دون نتيجة. إدارة السجن، أبلغت البعثة اللبنانية بضرورة الحصول على تصريح للزيارة من الجهات المختصة، فجرت في كانون الأول مراسلة النيابة العامة الإماراتية، التي ردّت في بداية كانون الثاني 2019 برفض الطلب.

حاولت السفارة مرّة ثانية، ليأتي الجواب الشفهي من النيابة العامة بأنّ الطلب يجب أن يوجّه إلى النيابة العامة الاتحادية، لأنّ القضية ترتبط «بأمن الدولة». نفذت السفارة اللبنانية المطلوب منها قانونياً، فراسلت النيابة العامة الاتحادية ووزارة الخارجية الإماراتية. إلا أنّ لبنان ينتظر منذ منتصف كانون الثاني جواباً عن مراسلاته الدبلوماسية! المؤسف، أن يكون طوال هذه المدّة، السفير الإماراتي حمد الشامسي (الآتي من خلفية استخبارية)، يسرح على راحته في البلد، ويتوجه برفقة محافظ الشمال وبعض «أصدقائه» الإعلاميين، إلى سجن القبّة في طرابلس، ليدفع غرامات مُتأخرة عن نحو 20 سجيناً، ويُصوّر الأمر بطريقة مُذلة للدولة ولكرامة المسجونين وعائلاتهم.

أما الملف الثاني، فيتعلق باللبنانيين الثمانية المُحتجزين في الإمارات (منذ شباط 2018). يُعاني هؤلاء من الرقابة التي تفرضها السلطات في أبو ظبي على ملف القضية، التي اتخذت «طابعاً سرياً». سنة كاملة من الاعتقال، ولم تتمكن الدولة اللبنانية، بشقيها الدبلوماسي والأمني، من الاطلاع على معلومات القضية. اقتصر الأمر على الفتات الذي أفرجت عنه أبو ظبي، بأنّ الاعتقال أتى على «خلفية أمنية». حتى إنّ محامي الدفاع عن اللبنانيين، مُنعوا من تكوين ملف كاملٍ عن موكليهم، وقد أُجبر المعتقلون على التوقيع على أوراق من دون معرفة مضمون ما كتب فيها، وقيل لهم إنّها لـ«إخلاء سبيل». المُفارقة، أنّهم لا يزالون بعد سنة في السجن! في 27 شباط الماضي، عُقدت الجلسة الثانية لمُحاكمة اللبنانيين الثمانية، الذين تبيّن أنّهم متهمون بتشكيل «خلية تابعة لحزب الله».

وكان من المفترض أن تُعقد في 13 الشهر الجاري، الجلسة الثالثة المُخصّصة للدفاع، لكنّها تأجلّت بعدما «انسحب» أحد المحامين من القضية. وبحسب المعلومات، طلب أحد المعتقلين من النائب العام الإماراتي أن يكون السفير اللبناني فؤاد دندن حاضراً في الجلسة. فردّ النائب العام: «البعثة لا تسأل عنكم، ولا أحد يُتابع قضيتكم». فما كان من أهالي المعتقلين في لبنان، إلا أن أخبروا وزارة الخارجية والمغتربين بالتطورات، طالبين موعداً من الوزير جبران باسيل. أما من كان موجوداً من الأهالي في أبو ظبي، فقد زار السفارة اللبنانية، واُخبر أنّه «لا يُمكن القيام بشيء، بسبب عدم وجود اتفاقية قضائية بين لبنان والإمارات». وقد وُعد الأهالي في السفارة بالتواصل مع «الخارجية» في لبنان من أجل تنسيق حضور جلسات المحاكمة، «ونُصحوا باللجوء إلى منظمات حقوق الإنسان، لأنها الوحيدة التي يُمكنها أن تتدخل، بسبب حياديتها». عائلات المعتقلين الثمانية، بدأت بالفعل التواصل مع «منظمة مراقبة حقوق الإنسان»، ومنظمة «العفو الدولية»، في محاولةٍ للضغط لإنقاذ أبنائهم. من جهتها، تنفي مصادر وزارة الخارجية الكلام الذي نُسب إلى النائب العام الإماراتي بأنّ الدبلوماسية اللبنانية لا تُتابع الملف، «السفير يطلب لقاء المعتقلين، من دون أن يُلبّى طلبه». حتى إنّه، «لا يوجد تفاصيل حول القضية». وتؤكّد المصادر أنّ الملف يحظى باهتمام الوزارة بكلّ أركانها، «لا يوجد تقصير أو إعطاء أولوية لقضية على حساب أخرى. ولكن، نصل إلى مرحلة، نصطدم بعقلية النظام القائم». فبالنسبة إلى مصادر «الخارجية»، لكلّ دولة خصوصيتها، «وهناك فرق بين أن تُطالب فرنسا أو سويسرا بقضية ما، وبين أن تُطالب دولة أقل ديموقراطية». أمام فشل الوسائل الدبلوماسية، ألا ينبغي تحويل الملف إلى قضية سياسية مع الإمارات، ورفعه إلى مصاف المسائل الوطنية التي تستحق المُطالبة بها من أرفع المسؤولين في الجمهورية؟ توافق مصادر وزارة الخارجية على ذلك، «سابقاً حاول المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم متابعة الملف، كما تناوله الوزير جبران باسيل، ومن واجبات الجميع في الدولة التكلّم به. فهذه مسؤولية الكلّ».

 

هل هذه هي نهاية العولمة؟

فؤاد السنيورة/الشرق الأوسط/15 آذار/19

إنها قضية جذبت انتباه واهتمام خبراء الاقتصاد وقادة الدول خلال السنوات الأخيرة، ألا وهي: مستقبل العولمة. وهي من القضايا المطروحة للنقاش في وقتها المناسب والملائم للتأمل والنظر، مع الدعوة إلى استكشاف السبل ووسائل الاستعداد للسنوات المقبلة. وتثور التساؤلات بشأن مستقبل العولمة في الوقت الذي بدأ العالم من حولنا يجابه مجموعة جديدة من المفارقات. ومع حقيقة أن العولمة والاتصالات الحديثة تجعلان من العالم مكاناً أكثر ترابطاً، فإن المجتمعات قد صارت أكثر تجزؤاً من ذي قبل. وعلاوة على ذلك، صارت التوترات بين البلدان وداخل البلاد أكثر تفشياً وانتشاراً. وهي تسافر من دون «تأشيرة» كما سبق أن أشار الأمين العام الأسبق للأمم المتحدة الراحل كوفي أنان، كما أنها تتكاثر كمثل «إنفلونزا الطيور» لتنشر الاضطرابات والاشتباكات في كل مكان، ومن ثم تسفر عن المزيد من الهجرة والنزوح، الأمر الذي يخلق الصدمات الحضارية والثقافية. وتغذي هذه الصدمات الثقافية في نهاية المطاف الحركات اليمينية المتطرفة والنزعات الشعبوية الراديكالية. وهذا بدوره ينعش من آفاق التطرف، وكراهية الأجانب، والشوفينية، والتوجهات العنصرية التي تنجب ردود الفعل العكسية التي تزيد من وتيرة التطرف، والعنف، والإرهاب.

أثار مستقبل العولمة المشاعر الخاصة لدى الدول المتقدمة والبلدان النامية على حد سواء، لا سيما مع اقتراب مغادرة بريطانيا للاتحاد الأوروبي، وانتخاب الرئيس الأميركي دونالد ترمب. ورغم ذلك، ومع استمرار حالة المناقشة والحوار، يبدو أنه في حين أن الاتجاه نحو العولمة بات يواجه الهجمات القوية في الغرب، فمن غير المرجح أن نشهد لذلك نهاية قريبة. وما نراه على وجه الحقيقة، هو انتشار للأفكار الشعبوية التي تتودد إلى مشاعر الجماهير وتعزف على غرائزها القومية. والنتيجة الحتمية المتوقعة هي المزيد من الانعزالية والتطرف، اللذين إن تركناهما من دون ضابط، يمكن أن يقودا الركبان إلى الصراعات الدولية الكبرى، واندلاع موجات الإرهاب، وربما نشوب الحروب المدمرة.

وجاء في الكلمة التي ألقاها الرئيس الصيني شي جينبينغ في المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس عام 2017: «صحيح أن العولمة الاقتصادية قد خلقت المشكلات الجديدة. إلا أنها ليست مبرراً كافياً لشطب العولمة الاقتصادية بالكلية من الأجندة الدولية للأمم. عوضاً عن ذلك، ينبغي علينا التكيف والمواءمة لقيادة ركب العولمة، وتفادي آثارها السلبية، والاستفادة من فوائدها الجمة لكل البلدان والأمم. كما ينبغي علينا الالتزام بمواصلة تنمية الاقتصاد العالمي المفتوح»، انتهى كلامه. وفي تقديري الشخصي، فإن الاقتصاد المفتوح يصب تماماً في صالح الدول المتقدمة والبلدان النامية.

وفي المنتدى ذاته، أكدت السيدة كريستين لاغارد، المديرة الإدارية لصندوق النقد الدولي، ضرورة تقاسم فوائد العولمة بقدر أكبر من الإنصاف إنْ أريد لها البقاء والاستمرار. وواصلت التأكيد على كلمتها السابقة في المنتدى نفسه قبل أربع سنوات حال تحذيرها من الآثار المترتبة على عدم المساواة. غير أن الاستجابة المنتظرة يجب ألا تكون بالنكوص إلى الخلف، أو الانكفاء على الذات، كما قالت. وإنني أذكر مقولتها: «هناك ما يقرب من 3.6 مليار نسمة حول العالم يتطلعون إلى دخل أفضل، وإلى وجبة غذائية مرتين فقط يومياً، وربما مرة واحدة في اليوم. والتخلي تماماً عن العولمة، مع التراجع عن مساندة التنمية ليست بالمقاربة السليمة في شيء. والإعلان عن سيئات العولمة لأنها تدمر فرص العمل ليس إلا طريقاً مختصراً للغاية لأمر يحتاج إلى إعمال العقل والتحليل المنطقي والمزيد من الفهم والإدراك»، انتهى كلامها.

ومما لا شك فيه، أنه في حين أن الفجوة بين البلدان الغنية والفقيرة قد تقلصت بعض الشيء، فإن الفجوة نفسها بين الأثرياء والفقراء داخل البلد الواحد في اتساع مطرد. وهذا يدعونا إلى ضمان تكافؤ الفرص بين الأغنياء والفقراء ذلك لأن الله القدير قد خلق البشر متساوين في الحقوق، وكما يقول القرآن الكريم: «إنَّ أكرمكم عند الله أتقاكم». والأتقياء، بطبيعة الحال، لا يشملون المتدينين فحسب، وإنما الأكثر عملاً والأكثر إنجازاً، والأكثر سخاءً.

وإنها المشكلة التي لا بد من تناولها ومعالجة آثارها. فإن تركت دونما حل معقول، فسنكون من المساهمين في زوال العولمة، وسنقضي على آمال الفئة الأقل حظاً من الشعوب في التنمية والازدهار اللذين تستحقهما.

في هذا السياق، أريد الاقتباس من كلمات وزير المالية الإيطالي السيد بيير كارلو بادون، الذي قال: «لا أعتقد أننا نغادر العولمة، بل أعتقد أننا ندخل مرحلة جديدة من العلاقات الدولية العالمية، حيث تعمل السياسات الوطنية على صياغة كيفية تطور وتنمية العولمة في نهاية المطاف». إن إعادة النظر في إصلاح العمليات الراهنة هو من التحديات الماثلة أمامنا. وعلى الرغم من ذلك، وكما كتب الخبير الاقتصادي كلاوس شواب، فإن «إصلاح العمليات والمؤسسات الحالية لن يكون كافياً بحال. بل يجب على قادة الحكومات، مع دعم المجتمع المدني والشركات، العمل بصورة جماعية على إنشاء بنية عالمية جديدة»، انتهى كلامه. والبنية العالمية الجديدة المشار إليها لا بد أن تؤسس على التعاون والتآزر الذي يفضي إلى توسيع قواعد اقتصادات البلدان النامية التي تشكل في خاتمة المطاف محركات تحفيز النمو في تطوير تلك البلدان.

بيد أن التدابير المتخذة حتى الساعة ليست كافية بحال رغم كل شيء. فلقد تعهدت الدول المتقدمة بتخصيص جزء مقسوم من الناتج المحلي الإجمالي خاصتها لمساعدة البلدان النامية على تفادي الآثار المباشرة للعولمة ثم اعتماد أفضل سبل الاستعداد لها. ومما يؤسف عليه، أن هذه التعهدات لم تتجاوز حد الكلام المرسل كي تتحول إلى أي شكل من أشكال التنفيذ الواقعي الملموس.

يلزمنا العمل سوياً على نشر ثقافة التعاون وحل الأزمات وتسوية الصراعات والحروب لأننا في نهاية المطاف جميعاً - سواء الأغنياء أو الفقراء - لا نزال نبحر في قارب واحد. فإما أن نطفو ونواصل الإبحار سوياً أو نغرق عن بكرة أبينا من دون منقذ.

وإذ نذكر أثر العولمة على البلدان النامية، فهنا تساؤلات عدة، بينها: ما الذي ينبغي فعله للتغلب على آثارها السيئة، ولتعزيز العولمة بغية تحسين حياة البشر في أرجاء العالم كافة؟ كيف يمكن أن نحول العولمة إلى وسيلة أكثر شمولية واستدامة؟ وهذا، بطبيعة الحال، يتوقف على مقدرة القادة والزعماء في تعضيد الأحكام المؤسساتية في بلدانهم دعماً لذلك، فضلاً عن تحسين شبكات الأمان الاجتماعية، وضمان استدامة النمو الاقتصادي لديهم. ومن الأهمية بمكان في هذا السياق أن نتذكر أن شعوب البلدان النامية هم الفئة الاستهلاكية الكبيرة المحتملة للعالم المتقدم، وأنهم يشكلون محركات النمو الجديدة حول العالم. ومع تطور الاقتصادات، ترتفع قدراتهم الشرائية سواء بسواء. وفي الأثناء ذاتها، ومع العمل على تسوية النزاعات الداخلية والصراعات الإقليمية، فإن خطرهم ينخفض على الاستقرار العالمي. ومن هذا المنطلق، حري بالعالم المتقدم العمل على تسوية الأزمات الإقليمية أينما اندلعت، بما في ذلك، وعلى وجه الخصوص، في منطقة الشرق الأوسط، التي يواصل الصراع العربي - الإسرائيلي فيها إعاقة مسيرة التنمية الاجتماعية والاقتصادية والنمو الاقتصادي للبلدان المعنية، كما أنه يزيد من وتيرة التطرف والإرهاب. وهذا الأمر يستلزم بذل الجهود المخلصة والدؤوبة لتسوية هذا الصراع، فضلاً عن الأزمة السورية الراهنة. ويجب ألا يُسمح للمحرضين ومرتكبي هذه الصراعات، من المساهمين في عدد لا بأس به من التداعيات السلبية، بمواصلة العمل من دون عقاب مناسب. إن العولمة في كنهها الأصيل سلاح ذو حدين. في حين أنها نعمة يفيد منها الأغنياء، لكن إذا تم تجاهل الخطوات المناسبة للتلطيف من آثارها السلبية على الفقراء، فقد تستحيل معضلة عصية على الحل. وقال أنان: «العولمة حقيقة من حقائق الحياة. ولكنني أعتقد أننا قللنا من تقدير هشاشتها كثيراً». وإنني آمل في أن نتمكن جميعاً من العمل على جعل العولمة من الظواهر الحياتية التي ترجع بالنفع على الجميع وأن نخرج بها عن كونها معادلة ذات محصلة صفرية.

- من خطاب ألقاه رئيس الوزراء اللبناني الأسبق في «منتدى باكو العالمي» في أذربيجان أمس

 

عبدالله لـ"مستقبل ويب": كلام باسيل مشبوه وتعويم الأسد لن يمرّ

علي الحسيني/مستقبل ويب/15 آذار/19

رداً على "الكلام المشبوه" الذي أطلقه وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل أمس وشدد فيه على أنه "إمّا عودة النازحين أو لا حكومة، أو نطرد الفساد عن طاولة مجلس الوزراء أو لا حكومة، وإما عجز الكهرباء صفر أو الحكومة صفر ولا حكومة"، أشار عضو كتلة "اللقاء الديمقراطي" النائب بلال عبدالله في حديث لـ"مستقبل ويب" إلى أنّ "كلام باسيل في الوقت الذي كان يتواجد فيه رئيس الحكومة سعد الحريري مع الوفد الوزاري في بروكسيل لتأمين أكبر قدر من المساعدات للإقتصاد اللبناني، هو ثاني أو ثالث مخالفة وخرق لما تم الإتفاق عليه حول أهمية أن تكون الحكومة مجتمعة وموحدة في خطابها السياسي على أن تُناقش الأمور الخلافية داخل مجلس الوزراء". ورأى عبدالله أن "الخروج بهذا الموضوع إلى خارج مجلس الوزراء وفي توقيت مشبوه يُذكّرنا وكأنّ هناك من يريد أن يُقدّم أوراق اعتماد لجهات محددة"، لافتاً الانتباه في المقابل إلى أنّ "تقديم هذه الأوراق والشحن الغرائزي في الداخل، لن يوصل إلى نتيجة، فليس لبنان هو الذي يُغيّر المعادلة الدولية لجهة التعاطي مع الأزمة السورية التي هي أبعد وأكبر منّا جميعاً".

وإذ شدد على أنه "إما أن نحتكم إلى البيان الوزاري للحكومة أو نبحث عن آلية عمل أخرى"، ذكّر عبدالله بأنّ هذا "البيان تحدث عن المبادرة الروسية (لإعادة النازحين السوريين إلى وطنهم) في وقت يستعد فيه فخامة رئيس الجمهورية ميشال عون للتوجه إلى روسيا للبحث في هذا الموضوع"، وأردف: "من هنا نقول، إذا كان الرئيس الحريري هو المُستهدف رغم المساعي التي يقوم بها فهناك مشكلة، أمّا إذا كان المقصود فخامة الرئيس فهناك مشكلة أكبر". وتابع: "في جميع الأحوال هذه ليست المرة الأولى التي يُحاول فيها البعض تخطّي إتفاق الطائف وصلاحيات الطائف وأتصور أنها لن تكون الأخيرة، وكون مسألة النزوح مسألة خلافية فيجب أن تبقى في إطار مجلس الوزراء لا أن تخرج على يد البعض إلى العلن ولا إلى اعتماد شحن سياسي وغرائزي مقصود وكأن المطلوب إضعاف الحكومة".

ورداً على سؤال، أجاب عبدالله: "إذا كان البعض في لبنان يعتبر أن إرضاء النظام السوري أهم من الحكومة فهناك مشكلة يجب على هؤلاء توضحيها وتفسيرها، وإذا كان هذا البعض يعتبرها عملية تشاطر من بوابة المفردات العربية بين "طوعية" و"آمنة"، فهذا لم ولن ينجح"، مشيراً في هذا المجال إلى "وجود تسوية دولية من مقوماتها إعادة الإعمار وعودة النازحين وتكوين السلطة السياسية" في سوريا، وأضاف: "لكن إذا كان المطلوب من لبنان أن يُعادي المجتمعين الدولي والعربي إرضاءً للنظام السوري وأهدافه، فهذا لم ولن يحصل، تماماً كما أنّ تعويم نظام بشار الأسد عبر لبنان لن يمرّ أيضاً".

وختم عبد الله بالتأكيد على كون "لبنان لا يحتمل هذا الكمّ الهائل من الأعباء سيما وأنّ هناك إجماعاً داخلياً على ضرورة إعادة النازحين إلى بلادهم لكن فلنبدأ بمناقشة الموضوع داخلياً ولننتظر عودة الرئيس الحريري من بروكسيل وعودة الرئيس عون من روسيا، إلا إذا كانت هناك حساسية لدى البعض من أن يُناقش هذا الملف في روسيا وليس في سوريا".

 

وحدة البيت السني اللبناني في مواجهة أزمة اللجوء

موقع سوريا/شادي علاء الدين/15 آذار/19

يكشف حال المشهد السني اللبناني عموما عن نهاية للتوجه الليبيرالي الذي كان يسمى تيار المستقبل ويطبع هويته. التحولات العميقة التي طالت الجسم السني قبل الانتخابات النيابية الأخيرة وبعدها والتي تبلورت في إعلان رئيس الحكومة سعد الحريري أنه "بي السنة"، كشفت عن نزوع نحو تبني التعريف الطائفي والهوية الطائفية.كان حزب الله يطمح منذ زمن بعيد بأن يفرض هذه المعادلة حتى تصبح الأمور عبارة عن صراع طوائف على تقاسم الحصص وتقاسم الدولة نفسها، وهو ما بدا جليا في الصراعات التي وسمت تشكيل الحكومة وتوزيع الحقائب فيها.

جاء الهجوم المدروس على رئيس الحكومة الأسبق فؤاد السنيورة في إطار حملة الحرب على الفساد التي فتحها حزب الله ليثبت جملة من الوقائع، أهمها أن الاستنفار الذي هب للدفاع عن السنيورة لم يكن تحت عنوان سياسي واضح المعالم، بل كان استنفارا سنيا خالصا دخلت دار الفتوى على خطه، وكذلك فعل الرئيس سعد الحريري، وذلك على الرغم من أن الرجل نجح في الرد على خصومه بالحجة والبرهان. بعد ذلك برزت الحاجة الى تعميق وحدة الصف السني، فخرجت المشكلة التي ترتبط بقضية اللجوء السوري في لبنان تتصل بأن عملية توحيد الصف السني لا تنظر إلى السوريين كسنة، بل تحرمهم من هذا الانتماء الذي يشمل معظم السوريين الموجودين في لبنان إلى النور المصالحة التي كانت تبدو مستحيلة بين الرئيس سعد الحريري والوزير السابق أشرف ريفي، برعاية الرئيس السنيورة.

أنجز هذا المشهد تحت سقف تغطية سعودية واضحة، تكرّر أصداء صيغة قديمة تعنى بترتيب البيت السني وتوحيده لمواجهة حزب الله، وهو سياق أثبتت مآلات الأمور أنه لايستقيم لبنانياً.

المشكلة التي ترتبط بقضية اللجوء السوري في لبنان تتصل بأن عملية توحيد الصف السني لا تنظر إلى السوريين كسنة، بل تحرمهم من هذا الانتماء الذي يشمل معظم السوريين الموجودين في لبنان، في حين أن الطوائف الأخرى تعتبر أن السوريين ليسوا سوى سنة، وأن تيار المستقبل يعمل عن سابق تصور وتصميم لتحقيق غلبة ديمغرافية، تخلخل التوازن بين مختلف المكونات اللبنانية لصالح المكون السني، من خلال توطين اللاجئين السوريين. يسود هذا التناقض في النظر إلى اللاجئين السوريين في الوقت الذي  يعلن فيه رئيس الحكومة في كل المؤتمرات الدولية والتي كان آخرها مؤؤتمر بروكسيل أن  السوريين  ليسوا سوى عبارة عن أزمة لم يعد لبنان قادرا على تحملها، ويطالب بدعم يقدر بحوالي 9،2  ملياردولار من أجل العمل على الحد من آثارها، مشددا على أن لبنان لا يستطيع أن يستمرّ بتحمّل الآثار الإقتصادية والاجتماعية لاستضافة مليون ونصف مليون نازح.

ويناشد سعد الحريري أصدقاء وحلفاء النظام السوري للضغط عليه في سبيل إتاحة الفرصة أمام اللاجئين للعودة، ولكن نظرة النظام إلى اللاجئين تماثل نظرة التيارات المسيحية والشيعية اللبنانية إليهم، فهو ينظر إليهم بوصفهم سنة، ما يعني تاليا أن عودتهم تعني أنه لم ينتصر، وأن مشروعه الرامي إلى تدمير الغلبة الديمغرافية السنية وتحويل السنة إلى شتات أقلوي متناثر قد فشل. واللافت أنه على الرغم من تكاثر الدعوات اللبنانية لحل أزمة اللجوء وتحميلها المسؤولية عن كل مشاكل البلد، إلا أن الدعم الذي لا يزال يصل إلى الدولة اللبنانية والمؤسسات التي تعنى بالتعامل مع قضية اللجوء، يشكل الكتلة المتحركة في الاقتصاد اللبناني الذي يسير بخطى حثيثة نحو الكارثة. وفي ظل هذا الواقع وبعد أن نجح حزب الله في جر الآخرين إلى اعتناق التعريف الطائفي، فإن عملية الفصل بين رئاسة الحكومة وبين الطائفة السنية لم تعد ممكنة، وعليه فان كل المال الذي يمكن أن يصل الى الحكومة أو التي تخصصه المؤتمرات الدولية سواء مر عبر الحكومة، أو عبر القطاع الخاص لن يكون سوى مال سني بالتعريف، يفتح الباب واسعا أمام شرعنة مال شيعي مقابل بغض النظر عن هويته ومصدره. المساعدات والهبات وكل دورة الاقتصاد اللبناني القائمة على اللجوء السوري ستتحول تاليا إلى جزء من السجال الطائفي، ومنطق المحاصصة الذي أحكم حزب الله رسم معالمه وتحديد تفاصيله وعناوينه العريضة. واذا كان المجتمع الدولي يعنى بالفصل بين الحكومة والقطاع الخاص، ويعلن أن أي استثمارات لن تمر عبر الحكومة خوفا معركة الحرب على الفساد التي فتحها حزب الله بشكل كاريكاتوري أنتجت سنية السنة في لحظة لا تمتلك فيها هذه السنية المستجدة تعريفا واضحا لمشروعها من أن يستفيد منها حزب الله، فإن الحزب لا يزال قادرا على اختراق هذه المعادلات بقوة وسلاسة، ففي الأساس لم يكن اختياره لوزارئه من خارج التنظيم الحزبي إلا لكي ينتج هذه المعادلة القائمة على الشراكة مع القطاع الخاص بشكل يعقّد رصد وتحديد علاقته به وبعناوين تمويله الخاضعة لقوانين محاربة الإرهاب. وهكذا فان معركة الحرب على الفساد التي فتحها حزب الله بشكل كاريكاتوري أنتجت سنية السنة في لحظة لا تمتلك فيها هذه السنية المستجدة تعريفا واضحا لمشروعها، بل تبدو وكـأنها تعاني من ولادة متعثرة وقيصرية في اللحظة التي يدفع فيها حزب الله إلى تعبئة قصوى لمواجهة الضغوطات المالية عليه وعلى راعيه الاقليمي إيران.  قضية اللجوء هي أحد الأسلحة التي يستخدمها في وجه الجميع وخصوصا بعد أن منحه خصومه الذين يعيدون استعمال وسم "بي السنة"بغزارة ترحيبا بالصورة الثلاثية التي تضم الحريري والسنيورة وريفي كل الذخيرة اللازمة لاستخدامها في هذه المعركة.

يقول لسان حال حزب الله بما أنه بات للسنة "بي" وأن البيت السني قد صار موحدا خلفه، فليصرف على أولاده من اللاجئين السوريين السنة من حصته أما كل شيء آخر فهو حق لنا.

 

ذئب نيوزيلندا… وذئبنا

حازم الأمين/موقع درج/15 آذار/19

فور انتشار خبر الجريمة التي ارتكبها الأسترالي برينتون تارانت (28 عاماً) في نيوزيلندا، وأدت إلى مقتل نحو 50 مصلياً في مسجدين، حضر النقاش مجدداً حول ما إذا كانت الجريمة عملاً إرهابياً أو “جريمة كراهية”، وبينما يفترض الاحتمال الأول تنظيماً وتخطيطاً وتمويلاً، يحتمل الثاني اضطراباً عصبياً وعقلياً غالباً ما يرافق تضخم الأنا الوطنية واختلالها. والحال أن الفصل بين صنفي الجريمة يبدو اليوم نوعاً من الفصل بين ذات المجرم الخاصة وبين وجدانه الجماعي، فهو بحسب الساعين إلى هذا الفصل، إما مجرم بدوافعه الخاصة والمريضة، وهذا ما ينطبق عليه وصف “جريمة الكراهية”، وإما أقدم على جريمته الهائلة بدافع من مشاعر جماعية، وهذا ما يرشح عمله ليكون عملاً إرهابياً! برينتون ما كان ليقدم على فعلته لو أن توازناً نفسياً يسوق أفعاله. هذا ما يصنع فارقاً بين شخصين يتبنيان نفس الأفكار، وبينما يستطيع الأول أن يحول أفكاره جريمة، يستطيع الثاني أن يفعلها. لكن الاختلال النفسي الذي يعانيه الأول ليس أمراً نادراً، ذاك أننا مرشحون لهذا النوع من الاضطراب على نحو مطرد. “داعش” بصيغته الغربية هو تماماً قدرة هذه الجماعة على تنظيم اختلالات نفسية هائلة أصابت أجيالاً من مسلمي الغرب وتحويلها طاقة شيطانية تدميرية. في سير غالبية منفذي الهجمات في المدن الأوروبية أثر لاضطراب نفسي. محمد سلمان الحويج الذي نفذ الهجوم بالشاحنة في مدينة نيس الفرنسية عام 2016، كان صاحب سجل في عيادات الطب النفسي، وعمر متين منفذ الهجوم على نادي المثليين الليلي في أورلاندو في الولايات المتحدة، عانى من اضطرابات نفسية كثيرة بحسب عارفيه. لكن القول بأن ذلك ينزع عن عملهما صفته الإرهابية لا قيمة له، ذاك أن الإرهاب هو تماماً من تولى توظيف محنتهما الشخصية في جريمة كبرى لا صفة شخصية لها. “داعش” في الغرب كان مصفاة أمراض التحديث والتعليم والبطالة وانهيار الأسر والتمييز. وهذه كلها غير متصلة بالإسلام بصفته ملهماً مباشرة لأفعال المرتكبين. الإسلام كان صلة وصل بينهم وبين جريمتهم، وهو وإن كان غير بريء من أفعالهم، لكنه يشترك في المسؤولية عنها مع قيم غربية كانت لصيقة بسيرهم.

 اليوم فعلاً صار بإمكاننا أن نقول إن “داعش” موازياً بدأ يلوح في الغرب. الفصام هو نفسه، أما الإسلام فيمكن استبداله بقيم التفوق والكراهية والخوف على الهوية، وهذه مشاعر تتنامى في الغرب، ولها ماضٍ فظيع ليست معاداة السامية آخر صوره، ولها ما يساعدها على مزيد من التضخم.

اليوم وبعد جريمة برينتون تارانت في نيوزيلندا، هل صار ممكناً الحديث عن ثقافة إرهابٍ في الغرب؟ شذاذ الآفاق والفصاميون متوافرون أينما كان، فهل يمكن الحديث عن وعاء سياسي يُنظم انهياراتهم ويوظفها في مشروع سياسي؟ التحولات الكبرى التي يشهدها الغرب وصعود اليمين الشعبوي، وتحول هذا اليمين إلى قوة شعبية وبرلمانية وحزبية، إنما ثقافية أيضاً، عوامل دفعت النقاش حول الهوية الإرهابية لجريمة نيوزيلندا في هذه الوجهة. واليوم فعلاً صار بإمكاننا أن نقول إن “داعش” موازياً بدأ يلوح في الغرب. الفصام هو نفسه، أما الإسلام فيمكن استبداله بقيم التفوق والكراهية والخوف على الهوية، وهذه مشاعر تتنامى في الغرب، ولها ماضٍ فظيع ليست معاداة السامية آخر صوره، ولها ما يساعدها على مزيد من التضخم. “داعش” كبنية تنظيمية لم يكن وراء الكثير من الجرائم التي ارتكبت باسمه في الغرب. واليوم، لا يكفي القول إن جريمة نيوزيلندا وقبلها هامبورغ والكثير من مظاهر العنف ضد اللاجئين، هي مجرد جرائم كراهية لنزع الصفة الإرهابية عنها، ذاك أننا أمام جريمة كبرى، وأمام تكرارٍ للجريمة وأمام أفكارٍ وراءها، لا بل نحن أمام أحزاب تنمو وتُنتخب وتتصدر وتحكم، وتصنع للجريمة أفقاً ووظيفة ومهمة، فلندقق بمانيفستو الجريمة ولنقارنه ببرامج أحزاب وشخصيات تتصدر اليوم برلمانات غربية.

ليس بلا معنى أن يكون مجرم نيوزيلندا معجباً بدونالد ترامب. ليس هذا تفصيلاً يجب إهماله. وترامب هنا ليس لوحده، الغرب ينضح اليوم بنماذج ترامبية شعبوية. في إيطاليا، انتصر هذا المزاج في الانتخابات، وكذلك في المجر والنمسا والبرازيل وغيرها. أما روسيا فلها حكاية أخرى مع هذا المزاج الغربي المتصاعد، ذاك أن ما كشفته تحقيقات موثقة كثيرة، يتمثل في وقوف موسكو إلى جانب هذا المزاج ودعمه وتمويله وتأمين منصات إعلامية وثقافية له بصيغ مراوغة، ولكن على نحو ينسجم مع “حرب القيم” التي لطالما خسرتها موسكو عندما كان الغرب غير هذا الغرب الخائف. موسكو البوتينية تريد هذا الوجه القبيح لخصمها الثقافي والسياسي، وتساعد بكل ما أوتيت من مكر على تصدره. قد يبدو تشبيه فعلة قاتل المصلين في نيوزيلندا بذئاب “داعش” المنفردة نوعاً من الابتذال، لكن الشبه واقع، والابتذال لا يكمن في التشبيه، إنما في توفر الشروط ذاتها التي أنتجت الجريمة هنا والجريمة هناك. ذئب منفرد واحد وشرط ثقافي يكاد يكون متطابقاً. اضطراب وفصام أتيح لهما جريمة في نيس الفرنسية عنوانها “دولة الخلافة”، وأتيح لهما هناك في نيوزيلندا جريمة مع مانيفستو رهاب اللاجئين والمسلمين، كتبه معجب بدونالد ترامب. 

 

بشار وإيران والهدف الكبير

مشاري الذايدي/الشرق الأوسط/15 آذار/19

هل يمكن الصلح والتطبيع مع نظام منخرط في المشروع والمعسكر الإيراني للنخاع، بحجة أنه نظام عربي، والانفتاح العربي عليه سيجعله يصحو من غفوته، ويَخرج من عثرته وتشرق عليه أنوار الوعي، وينتفض ضميره العربي الدفين تحت عمامات الخمينية الثقيلة؟

نظام بشار الأسد جزء من المحور الإيراني. وقد راهن بعض على أن الدور الروسي الراعي، بمعيّة عسكر الروس في اللاذقية والشرطة العسكرية الروسية الموجودة على الأرض، سيجعل بشاراً وجنرالاته وأسرته يجدون مخرجاً من القبضة الخمينية بشبكاتها السرطانية العقائدية (حزب الله اللبناني، والعصابات العراقية والأفغانية والباكستانية، وبقية الشذاذ من اليمن والبحرين حتى) وستجعل رأس النظام يقفز من المركب الإيراني الخميني. الخيارات في المأساة السورية ليست بين جيد وسيئ. بل بين سيئ وأسوأ. وربما لم يكن من الغلط سياسياً (تجريب) بعض الدول العربية الانفتاح على النظام السوري بدرجة أو أخرى، لعل سدنة النظام السوري يجدون مخرج عبور عربي من الرهان الإيراني، إن كان صادقاً في عروبته كما يقول. أقول، ربما، لكن من المهم التذكير بين فينة وأخرى بالثوابت الكبرى، وأهمها التي ذكَّرنا بها وزير الشؤون الخارجية السعودي عادل الجبير مؤخراً، حين تطرق إلى أن حل الأزمة السورية مربوط بانسحاب إيران وعصاباتها من سوريا، وأن الحل السياسي هو المؤدي لانسحاب القوات الإيرانية وميليشياتها، مضيفاً في كلمته أمام مؤتمر المانحين لسوريا المنعقد في بروكسل، أن هناك إجماعاً على بدء العملية السياسية في سوريا بعد تشكيل اللجنة الدستورية. أما بقاء بشار كشخص أو كنظام، أو رحيله فوراً أو بعد وقت انتقالي قليل، أو محاكمته ونظامه، فعلى جسامة ذلك وهوله، إلا أن بقاء سوريا محتلة من النظام الخميني، هو القضية الكبرى. شخصياً الحل الأخلاقي والعادل - بالنسبة لي - هو الذي لا يجعل القاتل الجماعي والمفرق لشعبه يفلت من العقاب هو ومن أعانه.

 

«الدواعش» يأكلون الحصرم وأطفالهم يضرسون

الياس حرفوش/الشرق الأوسط/15 آذار/19

من «دولة» سيطرت بالإرهاب والنار على بقعة واسعة من الجغرافيا ضمت أجزاء واسعة من سوريا والعراق، إلى أزقة صغيرة يقاتل فيها إرهابيو «داعش» للاحتفاظ بما تبقى من الحلم المجنون لهذا التنظيم الذي أقلق المنطقة والعالم. من الرقة والموصل إلى الباغوز ومخيم الهول في محافظة الحسكة. رحلة قصيرة في عمر الزمن لم تتجاوز 5 سنوات، لكنها كانت رحلة حافلة بالجرائم التي ارتكبها عناصر التنظيم الإرهابي، من دون رادع من دين أو أخلاق أو ضمير. وحافلة بالمآسي التي عانى منها الضحايا، من مختلف الجنسيات والديانات، وفي مختلف المواقع التي نُكبت بمرور الشارات السوداء لهؤلاء المجرمين.

اليوم نسمع أن «داعش» يحتضر ويعيش ساعاته الأخيرة في المنطقة الحدودية شرق الفرات بين العراق وسوريا. ونسمع أيضاً أن زعيمه أبو بكر البغدادي، الموهوم بالنصر، صاحب الشعار البالي «باقية وتتمدد»، يختبئ في جحر ما في تلك المنطقة، بانتظار اللحظة التي ستقضي عليه، مثلما قضت من قبله على سلفه أبو مصعب الزرقاوي، وقبلهما على من كان أشد خطراً وأكثر دهاء، أسامة بن لادن، الذي رافقه أيضاً حتى آخر أيامه حلم إقامة تنظيم عابر للحدود والدول، في ظل شعارات واهمة تغسل عقول السذّج، وتغري أصحاب الأفكار المتطرفة، لكنها في نهاية الأمر تقضي على صاحبها وتشرد أتباعه، بعد أن يكونوا قد نشروا الدمار والخراب. يحتضر «داعش» ويذهب إلى نهايته المحتومة غير مأسوف عليه. لكنه يترك خلفه أيتاماً وأرامل، وقرى وبلدات مهجورة، ومآسي إنسانية لا حصر لها. وفيما لم يتورع عناصر هذا التنظيم من عرب ومستوردين من مختلف بقاع الأرض عن ارتكاب الفظائع، التي ستدخل تاريخ الجرائم البشرية بأبشع صورها، من إحراق ضحاياهم أحياء إلى قطع الرؤوس وتعليقها فوق أعمدة الكهرباء وإشارات المرور، إلى سبي النساء واغتصابهن، نسمع اليوم من يستنجدون منهم أو من النساء اللواتي انضممن إليهم بهدف إنجاب «أشبال» لحماية مستقبل «الدولة» المزعومة، طالبين مساعدة العالم ومؤسساته الإنسانية (الغربية خصوصاً) على الخروج من الوضع المزري الذي انتهوا إليه.

هؤلاء الذين كان الغرب «الكافر» بالنسبة إليهم هدفاً مشروعاً، وكان رعاياه، بمن فيهم من زاروا سوريا والعراق للقيام بمهمات إنسانية، ينتهون قتلى على أيديهم، لا يتورعون اليوم عن طلب النجدة، مستغلين شعارات تدغدغ المشاعر الغربية، مثل ضرورة حمايتهم والدفاع عن «حقوقهم الإنسانية». هكذا سمعنا مثلاً النحيب الذي أطلقه والدا الفتاة البريطانية شميمة بيغوم، التي غادرت بريطانيا وهي في عمر الخامسة عشرة لتلتحق بصفوف «الدولة الإسلامية» وتتزوج من أحد مقاتليها، لتنجب أطفالاً منه. شميمة التي مات طفلها الرضيع قبل أسبوع (بعدما فقدت طفلين آخرين) في أحد المخيمات التي أقامتها «قوات سوريا الديمقراطية» قرب الحدود العراقية لمن غادروا ساحة المعارك من عائلات أفراد التنظيم الإرهابي، تشكو اليوم، كما يشكو أهلها، من سحب جنسيتها البريطانية، وحجتهم أن السماح لها بالعودة إلى بريطانيا كان يمكن أن ينقذ طفلها. وهذا في الوقت الذي أعلنت فيه هذه المرأة أمام الصحافيين الذين التقوا بها في المخيم الذي لجأت إليه، أنها غير نادمة على الانضمام إلى «داعش».

وينقل مراسل محطة «بي بي سي» عن أحد الأطباء الأكراد الذي عالج الطفل الذي أنجبته شميمة من زوجها «الداعشي» الذي يحمل الجنسية الهولندية، أن هذا الطفل كان يعاني من صعوبات في التنفس ونقل إلى المستشفى، لكن محاولات إنقاذ حياته فشلت. وكانت عائلة بيغوم كتبت رسالة لوزير الداخلية البريطاني ساجيد جاويد (الذي اتخذ القرار بسحب جنسية شميمة) جاء فيها «أن الطفل بريء ولا يصح أن يفقد الحق بالرعاية التي توفرها له بريطانيا». وبعد ذلك كتبت والدة شميمة رسالة أخرى إلى وزارة الداخلية تطلب فيها اتخاذ «قرار رحيم» بإعادة النظر في قرار سحب جنسية ابنتها، بسبب الظروف الصعبة التي تعيش فيها. وعلى رغم تشدد الوزير جاويد في قرار سحب جنسية شميمة، وهو القرار الذي تم ربطه بدوافع سياسية تعود إلى الصراع على خلافة تيريزا ماي في زعامة حزب المحافظين، فقد أعلن وزير الخارجية البريطاني جيريمي هانت أن الحكومة يمكن أن تنظر في إعادة أطفال «الدواعش» من آباء أو أمهات بريطانيين إلى بريطانيا. كما تدرس حكومات أوروبية أخرى اتخاذ قرارات مماثلة.

طفل شميمة ليس وحيداً. منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) تذكر أن نحو 3 آلاف طفل من أبناء «الدواعش» يعيشون في الوقت الحاضر في مخيم الهول شرق الحسكة، ويحمل أهلهم جنسيات 43 دولة على الأقل. كما أن هناك نحو ألف طفل يعيشون في العراق. وبين هؤلاء الأطفال من لم يتجاوزوا الخامسة من عمرهم. وفيما يواجه عناصر «داعش» القتل أو الاعتقال، على يد مقاتلي «قوات سوريا الديمقراطية» الذين تدعمهم الغارات الجوية الأميركية، يبقى هؤلاء الأطفال شهوداً على نوع آخر من الضحايا البشرية، التي خلّفها هذا التنظيم الإرهابي. أهل يأكلون الحصرم، فيما أطفالهم يضرسون.

وإذا كان التعامل مع نساء التنظيم كـ«مدنيين» يطرح أسئلة كثيرة، باعتبار أنهن كن يدركن ماذا يفعلن واخترن «وظيفة الإنجاب» كإحدى الطرق لتعزيز قوة «داعش» وحشد صفوف هذا التنظيم بـ«أشبال الخلافة»، فإن الذين يشرفون على مخيمات اللجوء يواجهون مشكلة أصعب مع الأطفال، تبدأ من الرعاية الصحية، وتصل إلى الهوية الضائعة لهؤلاء، وخصوصاً عندما ترفض الدول التي ينتمي إليها أهلهم منحهم جنسيتها. وهذا ما يفسر تحذير منظمة «يونيسيف» من ضرورة عدم معاملة الأطفال الذين أنجبتهم «الداعشيات» على أنهم إرهابيون.

شميمة ليست الزوجة الوحيدة التي التحقت بصفوف «داعش» وكانت شاهدة على الجرائم التي كان يرتكبها عناصره، كما كانت شاهدة على ما حلّ بأطفال ضحاياه وبأمهاتهن، من الإيزيديات في سنجار إلى الكرديات في عين العرب (كوباني)، إلى ما حل بأهل الرقة والموصل، والمحاكم وأعمال القتل الجماعي في ساحة القلعة التاريخية في مدينة تدمر. كثيرات غير شميمة اخترن هذا الطريق بكامل إرادتهن وبقناعة كاملة بما يفعلن. وإذا كان طبيعياً ألا يتحمل الأطفال مسؤولية الأفعال التي ارتكبها أهلهم، فإن وضعاً قانونياً وسياسياً يواجه الحكومات الغربية عندما ستتخذ قرارها بشأن استعادة هؤلاء الأطفال واحتضانهم في البلدان التي كان أهلهم يحملون جنسياتها. فهذه الحكومات لا بد أن تتخذ قرارها تحت ضغط أسئلة تتعلق بالبيئة التي سينشأ فيها أطفال «الدواعش» ومدى تأثير الأفكار المتطرفة التي يتبناها أهلهم على قدرتهم على الاندماج في المجتمعات الغربية التي يمكن أن تستضيفهم. وكلها قرارات لا بد أن تتخذها الحكومات آخذة في الاعتبار الجوانب الأمنية إلى جانب الاعتبارات القانونية والإنسانية.

 

استرحام الذين لا يرحمون!

رضوان السيد/الشرق الأوسط/15 آذار/19

ستة أحداثٍ لافتة هذا الأسبوع في العالم العربي، وهي جميعاً لا تبعث على الاطمئنان، ربما باستثناء الحدث الجزائري: مشهد نساء «داعش» والأطفال وهم يخرجون من الباغوز إلى بواغيز أُخرى. وعودة المظاهرات إلى درعا السورية. وحماسة الزعماء العراقيين للمزيد من الانضواء في الجيب الإيراني تحت أنظار روحاني واستحسانه. ومبادرة بوتفليقة في الجزائر. وتركّز الهجمات على أهل السنة في لبنان باعتبارهم الطائفة الوحيدة المتهمة بالفساد في وطن الأرز الخالد. وإصرار الرئيس السوداني على البقاء في منصبه رغم تخلّي كل الجمهور عنه بمن في ذلك الميرغني!

مشهد نساء «داعش» مأساوي بالفعل. فأكثرهنّ لا يزلن متمسكات بحلم «الدولة الإسلامية»، رغم أنه حلم كابوسي. لقد جئن من كل الأصقاع. وتزوجت كلٌّ منهنّ عدة مرات. وعشن ظروفاً غير إنسانية، وما فارق معظمهنّ ذلك الكابوس. وإذا تجاوزْنا المشهد الهستيري، فستكثر التساؤلات: هل صحيحٌ أنّ الدين الإسلامي يقتضي كلَّ ذلك؟! وهذا سؤالٌ أجاب عنه ملايين المسلمين بأنه غير صحيح وغير سليمٍ وجنوني. إنما السؤال أنّ هؤلاء وإنْ كانوا قلة ضئيلة جداً، فكيف يمكن الخلاص إسلامياً وعربياً من هذه المصيبة؟ وإذا التفتنا للمشهد القريب، كيف تجمّع هؤلاء، ومن أين أتوا، ولماذا أدخلتهم السلطات التركية وأقدرتْهم على التسلح والسرحان وفرض النموذج؟ إردوغان زعلان لأنّ السلطات المصرية تحاكم قتلة النائب العام المصري، لكن ألا يستحق هؤلاء البائسون والواهمون نظرة شفقة منه أيضاً، وقد تجمعوا بسماحٍ وأحياناً بطلبٍ من المخابرات التركية؟! ستظل الأسئلة تتكاثر بشأن ظاهرة «داعش»، لكنْ لا بد أن يُسأل الأتراك والإيرانيون والنظامان السوري والعراقي، وهم الفرقاء الرئيسيون الذين إن لم يكونوا قد أوجدوا الظاهرة فإنهم أفادوا منها بكل سبيل. أما التداعيات الناجمة عن ظواهر الميليشيات فستظل عبئاً على العرب لآمادٍ وآماد؛ وبخاصة أنها تزداد انتشاراً رغم الهزائم والمقاتل في كل مكان.

أما مظاهرات مدينة درعا السورية فإنّ أسبابها لا تقلُّ غرابة. هؤلاء الناس متعبون، وقد قُتل نصفهم أو تهجّر. لكنّ بشار الأسد ما رثى لحالهم، وعاد لنشر تماثيله وتماثيل والده في الأنحاء، كأن شيئاً لم يحدث. الأسد يريد أن تبقى شواهد الإذلال حاضرة، والناس يفضّلون التعرض للقتل والتهجير من جديد على أن يروا تماثيل حكامهم الخالدين.

مشهد درعا إذن هو مشهد البشر الذين لا يستطيعون القبول بانتهاك إنسانيتهم بعد حياتهم. وما يحدث في العراق عكس ذلك تماماً. فالمفروض أنّ سلطات جديدة منتخبة قامت بعد الهزتين: هزة «داعش»، وهزة الأكراد. لكنّ السلطات العراقية، ومدن العراق التي تُعاني من نقص الكهرباء والماء والأعمال؛ تخضع للابتزاز الإيراني. العراق أغنى الدول العربية بالبترول، يستورد الكهرباء والمشتقات النفطية من إيران، ويشتري منها السلع بالعملة الصعبة. ويجري اغتيال كل من يرفع صوته مطالباً بالحياة الكريمة والحرة من إيران ومن الميليشيات. لماذا يحصل ذلك؟ لأنّ لإيران يداً في وصول كل منهم إلى منصبه، وللحرية والكرامة ثمن لا يريد معظم السياسيين العراقيين دفعه!

وقد عاد الرئيس الجزائري إلى بلده من المستشفى السويسري. فتخلّى عن الترشيح للعهدة الخامسة، وشكّل حكومة جديدة، وأنشأ لجنة للحوار الوطني كلّف بها الدبلوماسي المعروف الأخضر الإبراهيمي. ومع أنّ ذلك ما أرضى المتظاهرين، إنما هذه بداية واعدة يستطيع المتظاهرون الشباب الإسهام في إنجاحها ولو من طريق استمرار الضغوط في الشارع. بيد أنّ ما حصل في الجزائر، ما حدث مثله في السودان الذي يحكمه الجنرال البشير منذ العام 1989، حيث يقول الرئيس للناس الذين في الشارع: لا وصول للسلطة من دون انتخاباتٍ بعد سنة أو أكثر، وإنه لن يترشح. إنما ما الفرق بين اليوم والغد، لماذا لا يفعل كما فعل سِوار الذهب، الذي أسقط النميري، وأجرى انتخابات وغادر السلطة. كل الوقت، ومنذ التسعينات يُجري الجنرال البشير كل الانتخابات الممكنة وغير الممكنة، وينجح فيها كلها بالطبع. فكيف سيصدق الشباب أنّ الانتخابات ستجري، وستكون حرة. إنّ الذي أخشاه مع طول مدة التوتر والتظاهر أن تقيم بعض الأقاليم النائية والثائرة أصلاً سلطاتها الخاصة بها، وتستعر الانفصاليات مثلما حدث مع جنوب السودان. وإذا استبعد أحدٌ ذلك؛ فإنّ انفصال الجنوب كان غير متصوَّر، لولا البشير والترابي وأمثالهما!

وفي لبنان قصة أُخرى. فـ«حزب الله» مسيطرٌ على القرار العسكري والسياسي والإداري. وهو متحالفٌ مع رئيس الجمهورية. وإدارة الدولة مفككة وفاسدة. ورئيس الحكومة الذي فقد معظم سلطاته بين نصر الله وعون، يأمل في استنهاض الأوضاع الاقتصادية والمعيشية من طريق القروض التي وعدت بها الدول في مؤتمر «سيدر» الباريسي. لكنّ الحزب يقول إنه ضد مؤتمر باريس، وإنّ أولويته هو وعون مكافحة الفساد. وهو وعون يذهبان إلى أنّ مكافحة الفساد ينبغي أن تبدأ من العام 1993 تاريخ تولِّي رفيق الحريري والد سعد الحريري لرئاسة الحكومة. وقد شنّ الجميع حملة على «فساد» الرئيس السنيورة الذي تولى رئاسة الحكومة بين العامين 2005 و2009؛ بينما المعروف أنّ الفساد الهائل إنما وصل إلى ذروته في العهد الحالي. ولكي يؤكدوا أنّ الفاسدين هم السنة فقط ومنذ أيام رفيق الحريري؛ فقد شنوا حملات على ستة أو سبعة وزراء وموظفين كبار كلهم من المسلمين السُّنة. ما عاد هناك طرفٌ معارض قوي لسلطة الحزب وعون غير الطرف السني. ولكي لا تتطور المعارضة، وتكتسب أبعاداً وطنية؛ فإنهم يريدون إشغال السنة بأنفسهم والدفاع عن سمعتهم، بدلاً من الالتفات إلى شرور الدويلة التي أقامتها الميليشيات، والفساد والإفساد للدستور وللحياة السياسية والاقتصادية، والذي يمارسه سياسيو الحزبيات والطائفيات المسيطرة.

وبالطبع، ليس ما ذكرته هو كل ما في العالم العربي من مشكلات. فهناك اليمن وهناك ليبيا وهناك الصومال. ولكل أزمة أو حربٍ في أي بلد أسبابها الخاصة. لكنْ: ما هو الجامعُ المشترك في كل الأزمات؟ الجامع هو الميليشيات وثقافتها المعادية للدولة والاستقرار وانتظام الحياتين الخاصة والعامة. وفي العراق وسوريا ولبنان واليمن هي الميليشيات ذات التوجه الإيراني . وهي أيضاً الميليشيات «المتأخونة» في ليبيا. ورجالات الدول وسياسيوها في هذه الأصقاع إما يعملون عند الميليشيات، وإما يخطبون ودَّها من أجل الوصول للمنصب بالتنسيق معهم. فمن أين يأتي الفَرَج ما دام حاميها حراميها، ويرضى القتيل وليس يرضى القاتل!

 

إيران والجزائر وفنزويلا... المتشابهات والمتناقضات

أمير طاهري/الشرق الأوسط/15 آذار/19

يشهد العالم المعاصر راهناً ثلاث أزمات في ثلاث قارات: إيران في آسيا، والجزائر في أفريقيا، وفنزويلا في أميركا اللاتينية. فهل هناك من قاسم مشترك يجمع بينها؟

الأمر الواضح المشترك بينها هو أن هذه الأزمات الثلاث ترجع في أصلها إلى حالة الانفصال الحادة بين الشخصيات الساخطة للغاية، والمتنافسة لأقصى حد، والمتعطشة للتغيير، في مواجهة النظم الحاكمة المنهكة سراً والمتغطرسة علناً، وعاقدة العزم قدماً على التمسك بالسلطة حتى آخر رمق ممكن.

وعلى الرغم من الفروقات التي قد تبدو ظاهرة للوهلة الأولى بين البلدان الثلاثة، فإن هناك الكثير من الأمور المشتركة التي تجمع بينها. لدى كل منها أسس آيديولوجية تنعكس في الأسماء الرسمية للبلدان. فالبلدان الثلاثة تطلق على نفسها مسمى «جمهورية»، لكنها تضفي تعديلات اصطلاحية تزيد من غموض المسمى. فالنظام الإيراني يحمل المسمى «الإسلامي» الذي يعني الحكم بواسطة رجال الدين من علماء المذهب الشيعي تحت زعامة المرشد الأعلى، في حين يستخدم النظام الجزائري مفتاحاً مزدوجاً لتعديل المسمى ليكون «الديمقراطية الشعبية»؛ مما يُفرغ مصطلح «الجمهورية» من مغزاه تماماً. وتصل فنزويلا إلى نتيجة مماثلة من خلال مسمى «الجمهورية البوليفارية». وترجع البلدان الثلاثة بتاريخها إلى القرن الماضي الذي شهد وفرة من النظم الحاكمة ذات الآيديولوجيات المؤسسة، مثل اتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفياتية، وجمهورية الصين الشعبية، والجمهورية العربية المتحدة، وجمهورية ميانمار البوذية الاشتراكية، من بين بلدان أخرى. وكانت الذريعة التي استندت إليها تلك الآيديولوجيات والأنظمة الحاكمة تتعلق بكيفية إيجاد حلول لمشكلات الناس، وكانت السياسة هي الوسيلة المثلى لتحقيق الغايات الحقيقية أو المتوهمة لهذه الآيديولوجيات.

وتستند الأنظمة الحاكمة الثلاث جميعها إلى الأساطير المصطنعة حديثة الصياغة.

تفخر الجمهورية الإسلامية في إيران بنشأتها من مخاض ما يسمى بالثورة الإسلامية لعام 1979، التي كانت عبارة عن أربعة أو خمسة أشهر من أعمال العنف والشغب التي توجت بقرار الشاه مغادرة البلاد ليخلق بذلك فراغاً في رأس السلطة سرعان ما احتله الملالي دونما صعوبة تذكر.

وعلى العكس من الثورات الكلاسيكية التي عرفها التاريخ والتي تشهد في كثير من الأحيان فترات ممتدة من الصراع بين الآيديولوجيات المتعارضة، اتسمت الثورة الإيرانية بسرعة وسهولة غريبة حالت دون تمكن قادة الثورة من مجرد صياغة السيرة الثورية الذاتية لأنفسهم.

أما الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية، فإنها تتصور جذورها من زاوية «الانتصار العسكري» على الجيش الفرنسي، ثاني أقوى الجيوش في منظمة حلف شمال الأطلسي في ذلك الوقت. ويتجاهل النظام الجزائري الحاكم تماماً حقيقة مفادها أن «جيش التحرير الوطني» الذي حاز السلطة في البلاد فور الاستقلال كان قد اضطلع بدور هامشي ولا مؤثر في القتال الفعلي ضد قوات الاستعمار الفرنسية هناك.

ولم تنل الجزائر الاستقلال إثر القتال المباشر في أي ميدان أو ساحة من ساحات المعارك، وإنما بفضل التغيير الجذري في وجهات النظر السياسية في فرنسا وحول العالم، بالإضافة إلى الصمود والعناد الحقيقي والأصيل للسكان المدنيين الجزائريين.

وفي فنزويلا، شيدت الأساطير الوهمية حول السيرة الذاتية المزيفة للزعيم سيمون دي بوليفار، الذي كان يحلم بالولايات المتحدة الكبرى في أميركا الجنوبية، وشغل منصب الرئيس الفعلي في كل من بوليفيا، والبيرو، وكولومبيا، في وقت كانت الهويات الوطنية لتلك البلدان لم تدخل بعد حيز التشكل المميز لها عن غيرها من الهويات الأخرى. ومن القواسم المشتركة التي تجمع بين أنظمة الحكم الثلاثة المشار إليها، أنها جميعاً من البلدان الغنية بالنفط والغاز الطبيعي مما يعني أنها - نظراً لأنها لا تعتمد في الدخل القومي على جباية الضرائب - يمكنها اعتبار الشعوب مثل المجاميع الشعبية المكلفة للغاية والمثيرة للإزعاج الشديد.

وتعد إيران والجزائر وفنزويلا أعضاء فيما يسمى بحركة عدم الانحياز التي استضافت عواصمها مختلف مؤتمرات القمة لتلك الحركة. وفي هذا السياق، تحتفظ تلك البلدان ببعض من ذكريات الحرب الباردة نظراً لحالة التعاطف التي جمعتها مع الكتلة السوفياتية السابقة ومعارضتها لما يُعرف بالعالم الحر الذي تتزعمه الولايات المتحدة. والاصطلاح الشامل لهذا «المزيج» كان «العالم الثالث»، الذي يعني نعت البلدان الديمقراطية الغربية بـ«معسكر الأعداء»، في حين محاولة الاستفادة القصوى من الإمكانات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية التي يوفرها ذلك «المعسكر»!

ويناصب النظام الخميني الإيراني الشيطان الأكبر الأميركي الكراهية والعداء الشديدين، لكنه يرسل أبناء وبنات المسؤولين الكبار إلى الولايات المتحدة للدراسة، ويرسل كبار السن من سدنة النظام إلى أوروبا للعلاج. والكثير من أموال كبار المسؤولين الإيرانيين، وهي أموال غير مشروعة المصادر في كثير من الأحيان، يجري غسلها عبر مختلف القنوات في أوروبا الغربية، وصارت المصارف الكندية.

يعلن النظام الجزائري الحاكم عن كراهيته الواضحة للدولة الفرنسية، القوة الاستعمارية السابقة، بيد أن كثيرين من صناع القرار السياسي الجزائري يملكون عقارات فاخرة في فرنسا، كما يقضي البعض حياة ما بعد التقاعد في فرنسا «البغيضة». أو على أقل تقدير خلال العقود الثلاثة الأخيرة كانت النخبة الجزائرية الحاكمة نفسها تبيع كميات الغاز الطبيعي الهائلة إلى فرنسا بأسعار أقل من المتوسط الدولي المعروف.

ولا يختلف الموقف في فنزويلا عن ذلك في شيء. فإن النخبة البوليفارية الحاكمة هناك كانت قد ربطت اقتصاد البلاد بالولايات المتحدة، وبإحكام أكثر من أي وقت مضى، في حين يستمر الخطاب السياسي والشعبي مناهضاً على طول الخط للإمبريالية الأميركية القميئة.

وكانت النظم الحاكمة في البلدان الثلاثة قد أنشأت طبقة جديدة تعرف بطبقة «أصحاب الدخل الاستثماري»، ووظيفتهم الرئيسية هي القيام مقام «القاعدة الشعبية» المؤيدة للنظام الحاكم في كل خطواته. وفي إيران، تضطلع فئة «الشهداء الأحياء»، و«عائلات الشهداء»، و«أنصار حزب الله» بلعب هذا الدور الخطير في دعم النظام. في حين أن فئة «تعبئة المحرومين»، البالغ عددهم 400 ألف فرد، يوفرون العمود الفقري العسكري للفئة المذكورة. وفي الجزائر، تُسمى هذه الفئة «شبكة المجاهدين»، وهي تلعب دوراً مماثلاً جنباً إلى جنب مع الميليشيات المسلحة المساعدة التي تشكلت خلال الأيام السوداء لعقد التسعينات.

وهناك في فنزويلا ما يقارب 600 ألف رجل، من الوحدات البوليفارية شبه العسكرية التي أشرف الرئيس الراحل هوغو شافيز على تشكيلها بنفسه، والتي تقوم بأداء وظيفة مماثلة في خدمة نظام البلاد. وفي البلدان الثلاثة جميعها، يحافظ الجيش النظامي على التوازن اللازم في القوى بين السلطات والنخب الحاكمة التي يشكل كبار ضباط الجيش جزءاً رئيسياً لا يتجزأ من «كتلة المواطنين» فيها. وتشير آخر التحليلات للأوضاع في إيران إلى أن السواد الأعظم من الجيش النظامي غير مستعد لتغيير مواقفه لصالح الجماهير المحتجة في شوارع البلاد. لكن هناك إشارات أيضاً تفيد بأن الجيش قد لا يكون مستعداً لسحق الانتفاضة الشعبية من تلقاء نفسه. وفي الجزائر، نأى الجيش النظامي، الوثيق الصلة بالأعمال الاقتصادية الكبيرة في البلاد، بنفسه عن الخوض في أعمال نخبة صناعة القرار السياسي، وأجبرهم على تقديم أول التنازلات من خلال سحب ترشح الرئيس عبد العزيز بوتفليقة من الانتخابات الرئاسية المقبلة.

ولا تزال فئة كبار ضباط الجيش الفنزويلي مترددة في الوقوف تماماً ومساندة الرئيس نيكولاس مادورو، الذي يعتبره الكثيرون مغتصباً للسلطة في البلاد؛ وذلك بغية الإبقاء على وحدة القوات المسلحة البوليفارية من دون تفكك.

وقد فشلت النظم الحاكمة الثلاثة في تطوير المؤسسات الحكومية الموثوقة والمستدامة والقادرة على التحكيم في صراعات واشتباكات الأفكار والمصالح الكامنة ضمن كل مجتمع بشري. وهذا هو السبب في أن نتائج الأزمات الحالية في تلك الأنظمة تعتمد على المواجهة المباشرة بين الشارع والثكنات.

وهذا ما يحدث لما يمكن أن نسميه النظم الاجتماعية السياسية القصيرة الأجل لما بين ألمانيا النازية إلى الاتحاد السوفياتي، إلى النزعة البيرونية الأرجنتينية. والنظم كافة «قصيرة الأجل» تنتهي دورة حياتها في فترة زمنية وجيزة للغاية من الناحية التاريخية على نطاقها الأوسع. وفي خضم النظم قصيرة الأجل، يتسم كل شيء بالتركيز الشديد، والكثافة العالية، وأعني كل شيء حتى «السقوط الحتمي» لتلك النظم.

 

بين 1919 و1952

سمير عطا الله/الشرق الأوسط/15 آذار/19

هذه مئوية ثورة 1919 وسعد زغلول، وسوف يكتب عنها الكثير في الاستعادة وفي المقارنة. ومصر أم الثورتين. مارس (آذار) 1919 و23 يوليو (تموز) 1952. الأولى ضد الإنجليز والثانية ضد فاروق. ولذلك تذكر الأولى بإجماع والثانية في شيء من النقاش. فقد ظل رفاق سعد زغلول من حوله يشاركونه مسؤوليات وقيادة الحركة حتى النهاية، بينما دب الصراع على السلطة بين «الضباط الأحرار». وفي ظروفها وطبيعتها ومرحلتها، لم تأخذ 1919 شيئاً من أحد وأعطت مصر كل ما تستطيع، بينما 23 يوليو، في ظروفها وطبيعتها ومرحلتها، أثارت عداء طبقة من الناس وولاء الطبقة الأوسع.

وأكثر ما أثر في ثورة 23 يوليو أنها كانت في البداية ثورة عسكريين، وهم عملوا للحرية القومية، لكنهم لم يهتموا بالمجتمع المدني وجذوره المصرية. وتناقضت مرحلة عبد الناصر ومرحلة السادات في كل شيء، إلا في ثقافة السجون. وحتى حسني مبارك، الأكثر انفتاحاً، لم يتقبل فكرة أن يفكر سواه في الرئاسة حتى بعد ثلاثة عقود. وكانت 1919 بلا خصوم، وسعد زغلول بلا منافسين، هو أب للمصريين وصفية أمهم. لكن مع 1952 كان قد ظهر «الإخوان المسلمون» كقوة سياسية وطرحوا بدائل العنف، وألغوا ثقافة القومية التي كانت عماد الدعوة في 23 يوليو.

طلب سعد زغلول الحرية ولا شيء آخر، بينما طلبت 23 يوليو تغييراً جوهرياً في المجتمع المصري، ورأت الخلاص في النظام الاشتراكي. بعدما كان الأقباط شركاء في حركة 1919 ورفاقية سعد، انحسر دورهم في 23 يوليو، خصوصاً مع خروج الأسر والجاليات الأجنبية من البلاد، بسبب إجراءات وخطوات التأميم، وخصوصاً إنهاء مرحلة الامتيازات التي كانت معطاة للأجانب. كان الطريق واحداً وواضحاً مع سعد زغلول. زحف خلفه جميع الناس، بلا تحفظ أو مخاوف أو هواجس. لكن 23 يوليو نادت بالطبقات الكادحة وحدها، ومن أجلها حاربت الطبقات الأخرى واعتبرتها غير وطنية وشككت في ولائها وإخلاصها. وعاملت 1919 الصحافة كما تعاملها دول الغرب. وسمح مصطفى النحاس، خَلَف سعد ورفيقه، لسيدة من لبنان تدعى فاطمة اليوسف، أن تقود المعارضة ضده، بينما أممت 23 يوليو الصحف ونفت كبار الصحافيين. الموقف من الحرية ومفاهيمها، كان الفارق الأساسي بين الثورتين. لم تعش 1919 طويلاً لكي نعرف كيف كانت ستواجه المحن الكبرى والتجارب المصيرية. وبالتالي، لم تتعرض للحساب. وظلت هي وسعد ذكرى طيبة بلا تساؤل. وأفضل سيرة تقرأها عن سعد، تلك التي وضعها العقاد.

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود وغيرها

عون عزى بضحايا جريمتي نيوزلندا: لتضافر الجهود الدولية لمواجهة الخطر المتنامي للارهاب ولن نقبل بتقديم بعض الدول الحل السياسي للازمة النازحين

الجمعة 15 آذار 2019 /وطنية - اكد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، ان "لبنان يعمل مع المراجع الدولية لتحقيق عودة آمنة للنازحين السوريين الى المناطق السورية التي تشهد استقرارا وامنا"، لافتا الى ان "لبنان يصطدم بمواقف من بعض الدول، تقدم الحل السياسي للازمة السورية على عودة النازحين، وهذا ما لا نقبل به لاننا استضفنا النازحين لاسباب انسانية نتيجة القتال الذي كان دائرا في سوريا والنقص في المواد الغذائية، الا ان القتال توقف اليوم على نحو شبه كامل، فيما تداعيات النزوح السوري مستمرة منذ ثماني سنوات على مختلف القطاعات الامنية والاجتماعية والصحية وخصوصا الاقتصادية".

كلام الرئيس عون جاء خلال استقباله قبل ظهر اليوم رئيس حزب "التحالف من اجل السلام الاوروبي" روبرتو فيوري على رأس وفد برلماني، ضم نوابا من دول اوروبية عدة، نقلوا اليه "دعم احزابهم للبنان والمواقف التي تصدر عن رئيس الجمهورية، لا سيما في ما خص مسألة النازحين السوريين والسلام في منطقة الشرق الاوسط، وضرورة بذل المجتمع الدولي، لا سيما الدول الاوروبية، جهودا اضافية لتحقيق هذه العودة الامنة".

وفي هذا السياق، أكد النائب فيوري "قلق الاوروبيين من مسألة النازحين"، مشددا على ان "الوقت قد حان لايجاد حل لها من قبل الجميع".

ورد الرئيس عون على اسئلة النواب، فأكد ان "التقارير التي ترد والمعطيات المتوافرة لدى مسؤولي المنظمات الدولية، تشير الى ان النازحين السوريين الذين عادوا الى بلادهم تتوافر لهم الظروف المناسبة للعودة امنيا واجتماعيا وصحيا".

وشدد رئيس الجمهورية على "اهمية دفع المنظمات الدولية المساعدات للنازحين العائدين"، لافتا الى ان "مؤتمر القمة العربية التنموية الاقتصادية والاجتماعية الذي عقد في بيروت في شهر كانون الثاني الماضي، اتخذ قرارا بضرورة دفع المساعدات للنازحين في اماكن عودتهم".

وفيما اقترح النائب فيوري "عقد مؤتمر دولي للسلام في بيروت"، ابلغه الرئيس عون انه طرح امام الامم المتحدة "انشاء "اكاديمية الانسان للتلاقي والحوار" بهدف اطلاق حوار بين مختلف الحضارات والاديان والاعراق والثقافات، وان هذا المشروع سيطرح للتصويت على الجمعية العمومية المقبلة للامم المتحدة، وان التجاوب الدولي مع هذه المبادرة قطع شوطا بعيدا".

وابدى الوفد البرلماني الاوروبي استعداده "لدعم الاقتراح اللبناني في المحافل الاقليمية والدولية".

المنسق الخاص الجديد للامم المتحدة

الى ذلك، استقبل الرئيس عون، المنسق الخاص الجديد للامم المتحدة في لبنان يان كوبيتش، قبيل سفره الى نيويورك لمناقشة التقرير الرقم 39 حول تنفيذ القرار 1701 في الجلسة المغلقة التي سيعقدها مجلس الامن في 27 آذار الجاري، وقد وضع الرئيس عون المسؤول الاممي في وجهة نظر لبنان "حيال المواضيع المتعلقة بالقرار 1701 وملاحظاته على مشروع التقرير المعد للعرض".

أبو فاعور

وزاريا، عرض الرئيس عون مع وزير الصناعة وائل أبو فاعور عمل الوزارة والاجراءات الواجب اتخاذها "لحماية الصناعة اللبنانية ودعمها في مجالات عدة"، موضحا أن "البحث تطرق ايضا الى التحضيرات الجارية لاقامة قداس في دير القمر في 23 آذار الجاري، تعزيزا للمصالحة التي تحققت في الجبل".

المجلس اللبناني الاميركي للديموقراطية

واستقبل الرئيس عون، وفدا من "المجلس اللبناني الاميركي للديموقراطية" برئاسة ايلي عازار، الذي اطلع رئيس الجمهورية على نشاطات المجلس في الولايات المتحدة الاميركية، لا سيما "التحرك الذي يقوم به اعضاء المجلس مع المسؤولين في الادارة الاميركية ومجلسي الشيوخ والنواب دعما للقضية اللبنانية ومواقف الرئيس عون".

ادانة جريمتي نيوزلندا

الى ذلك، دان الرئيس عون الجريمتين الارهابيتين اللتين استهدفتا مسجدين في نيوزلندا، وابرق الى رئيسة وزراء نيوزلندا جاسيندا ارديرن مستنكرا ومعزيا بالضحايا الذين سقطوا.

وجاء في برقية التعزية:

"ان لبنان الرسمي والشعبي الذي عانى طويلا من الارهاب ونجح في التغلب عليه بفعل ما بذله من تضحيات، يشاطركم الامكم واحزانكم على ضحايا الجريمتين المفجعتين، ويقف متضامنا معكم في محنتكم الاليمة، داعيا الى تضافر الجهود الدولية لمواجهة الخطر المتنامي للارهاب الذي لا دين ولا عرق ولا وطن له.

واني، باسمي الشخصي وباسم الشعب اللبناني، اتقدم منكم، ومن خلالكم الى حكومتكم وشعبكم الصديق، بأحرالتعازي بالضحايا، متمنيا ان يمن الله على الجرحى بالشفاء العاجل، وان يحفظ بلادكم وشعبكم بعيدا عن اي مكروه".

 

بري استقبل قائد الجيش وكوبيتش وعزى بضحايا مجزرة نيوزلندا: ليس في اللغة ما يتصف بهذه الوحشية

الجمعة 15 آذار 2019 /وطنية - ندد رئيس مجلس النواب نبيه بري بالمجزرة الارهابية في المسجدين في نيوزلندا وقال: "ليس في اللغة ما يتصف بهذه الوحشية، ولم يكتب التاريخ مجرما يمثل هذا المجرم. وقى الله الانسانية".

وابرق بري الى الحاكم العام لنيوزيلندا السيدة باتسي ريدي Patsy Reddy مدينا "المجزرة الإرهابية في المسجدين"، ومعزيا "الحكومة النيوزلندية بذوي ضحايا هذه المجزرة"، ومتمنيا "الشفاء للجرحى".

كما بعث ببرقية مماثلة الى رئيس مجلس النواب النيوزيلندي ترفور مالارد ورئيس الوزراء جاسيندا أرديرن.

وإستقبل الرئيس بري، ظهر اليوم، في عين التينة، الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في لبنان يان كوبيتش، وعرض معه للوضع في لبنان.

ثم إستقبل سفير فرسان مالطا Bertrand Besancenot والسيد فرنسوا ابي صعب.

وإستقبل، بعد الظهر، السفير القطري في لبنان محمد حسن جابر الجابر، إتحاد كرة القدم القطري برئاسة رئيسه الشيخ حمد بن خليفة بن احمد آل ثاني، رئيس اتحاد كرة القدم اللبناني هاشم حيدر وعدد من اعضاء الإتحاد، وقدم الوفد القطري درعا لدولته وقميص كأس العالم للعام 2020 التي ستستضيفها قطر.

وإستقبل الرئيس بري، بعد الظهر، قائد الجيش العماد جوزاف عون، وعرض معه الوضع الأمني وعدد من القضايا المتعلقة بشؤون الجيش.

 

الأحرار: لابعاد مكافحة الفساد عن تصفية الحسابات

الجمعة 15 آذار 2019 /وطنية - عقد المجلس السياسي لحزب الوطنيين الأحرار اجتماعه الأسبوعي برئاسة رئيسه دوري شمعون وحضور الأعضاء. بعد الاجتماع، طالب المجتمعون في بيان، "بالإسراع في التجاوب العملي مع الشروط التي يفترض توفيرها للبدء بتنفيذ بنود مؤتمر سادر".

وجاء في البيان: "نلاحظ على هذا الصعيد كثرة الكلام الذي يحذر من خطورة الوضع فيما تقل الأفعال ان لم نقل تغيب كليا بما يشبه السير الطوعي نحو الهاوية. ونلفت خصوصا الى واقع يتجلى بحماسة أصدقاء لبنان لمساعدته وحثه على إجراء الإصلاحات المتفق عليها مما يشكل أملا له بتفادي الأسوأ إذا هو استمر بالإحجام عن اتخاذ القرارات المنتظر منه اتخاذها. ان هذا الأمر يأتي في طليعة الالتزامات كوننا في سباق مع الوقت بعيدا عن فترة السماح للمبادرات الحكومية. لذا نحذر من الغرق في الجدال العقيم وفي التجاذبات والاتهامات والإنصراف الى العمل بتضامن تفرضه المصلحة الوطنية العليا: إنها ساعة الحقيقة وعلى الجميع تحمل مسؤولياتهم". ودعا المجلس السياسي الى "النظر لمكافحة الفساد كمسار دائم لا كردة فعل عابرة وصولا الى إحلال ثقافة التزام القانون والتشبث بتطبيقه". كذلك دعا الى "إبعادها عن الكيدية وعن إلصاق التهم جزافا لتصفية حسابات معينة او لتوظيفها في السياسة". وأشار الى أن "هيبة دولة القانون والمؤسسات هي الضمانة الأولى للتخلص من الفساد. في المقابل يجب النظر الى الظروف التي تحض على الفساد خصوصا في الإدارات العامة وفي مقدمها إعادة النظر برواتب الموظفين مما يقوي مناعتهم ويحضهم ضد الفساد. ومن الأهمية بمكان محاربة الزبائنية السياسية بمعنى التخلص من الحماية التي يحظى بها الفاسدون من قبل مرجعياتهم السياسية وأحيانا المذهبية ليصبح القانون المرجع الأول والأخير". وتوقف المجتمعون "أمام ذكرى 14 آذار المجيدة التي خطت صفحة في تاريخ لبنان بأحرف من ذهب كونها قد حررته من هيمنة النظام السوري وأعادت له استقلاله وسيادته". ولفتوا الى "الحالة المذرية التي بلغها لبنان تحت وطأة سيطرة دمشق على كل مفاصل السياسة اللبنانية الداخلية والخارجية حتى غدا شبه دولة ينفذ ما يطلب منه في المحافل الإقليمية والدولية خدمة للمصالح السورية". وختموا: "14 آذار كان المثال الذي أنار طريق الحركات العربية التي عرفت بالربيع العربي. ونؤكد على هذا الصعيد انه يظل في ضمير السياديين حتى لو غابت الأطر التنظيمية وكذلك هو دائم الحضور في اللاوعي الجماعي لدى اللبنانيين المؤمنين بوطن حر مستقل سيد ديمقراطي وطن حقوق الانسان والمساواة والعدالة".

 

وزارة الخارجية دانت الجريمة الارهابية في نيوزيلندا وباسيل دعا الى الحفاظ على لبنان نموذجا للتعايش

الجمعة 15 آذار 2019 /وطنية - دانت وزارة الخارجية والمغتربين في بيان اليوم، "الجريمة الارهابية البشعة التي حصلت في نيوزيلندا في مسجد اعتقد المصلون فيه انه آمن وملاذ للصلاة والتسامح، فإذ بيد التطرف تمتد إليه بأبشع الأعمال". وأكد البيان أن "وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل كان قد حذر سابقا من تصاعد اليمين المتطرف في المجتمعات الغربية وذلك لأسباب عدة، كما يحذر اليوم من تصاعد يسار متطرف كردة فعل عليه مما يضع المجتمعات في خطر كبير ومواجهة مباشرة لن تؤدي إلا إلى جر الويلات والحروب. ويبقى لبنان بلد الاعتدال والتسامح والنموذج في هذا العالم الذي يعج بالأفكار الراديكالية، حافظوا عليه نموذجا يحتذى في التعايش بين الأديان والثقافات".

 

جعجع: انحراف قضائي وتمييز عنصري في قضية ال LBCI وندعو الرؤساء لاتخاذ التدابير اللازمة لكي لا يتعرض لبنانيون مستقبلا لمثل ما تعرضت له القوات

الجمعة 15 آذار 2019/وطنية - أكد رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع أنه "ليس في تاريخ الشعوب وأحزابها تجربة تشبه تجربة حزب "القوات اللبنانية"، مشيرا إلى أنه "اذا كان يحق للقاضي ان يجتهد في تفسير القانون او في توصيف الوقائع فإنه ليس من حقه على الإطلاق ان يشوه التاريخ او ان يسبغ قناعات سياسية لديه على نزاع قانوني بحت، كان يتعين عليه ان يفصل به دون أي رؤى شخصية او تحاليل تاريخية فئوية من شأنها اضعاف الحجة القانونية، والأهم دون رأي مسبق لم يطلب احد منه أصلا ابداءه في تاريخ احد فرقاء النزاع ونضاله ومقاومته، الأمر الذي هو خارج النزاع موضع البحث تماما، وبالتالي خارج إطار صلاحياته تماما". ووجه جعجع، خلال مؤتمر صحافي عقده ظهر اليوم في معراب، رسالة مفتوحة إلى رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة سعد الحريري، فقال: "نخشى ان الحكم في قضية الـ"LBC" لم يصدر باسم شريحة واسعة من هذا الشعب، وهو لم ينصف الشريحة الواسعة عينها. فأتى مختل المنطق، فاقد الشرعية، ذاهلا عن جادة الحق"، داعيا "فخامة رئيس الجمهورية، دولة رئيس مجلس النواب، دولة رئيس مجلس الوزراء، ونواب الأمة كما وزير العدل بصفته وزير الوصاية على العدل في لبنان، بالإضافة الى مجلس القضاء، الى التوقف مطولا عند الانحراف الجوهري الذي طبع الحكم موضع الشكوى، واتخاذ كل التدابير اللازمة لكي لا يتعرض لبنانيون مستقبلا لمثل ما تعرضت له "القوات اللبنانية" حاضرا".

استهل جعجع مؤتمره الصحافي بالقول: "نحن لسنا هنا اليوم في صدد البحث في الإستئناف في قضية الـ"LBC" باعتبار أن لا مشكلة لدينا مع الجانب القانوني من القضية، وإنما لاحظنا أن هناك في حكم البداية انحرافا قضائيا ويمكننا القول إذا ما استطردنا إنه في مكان ما أننا تعرضنا للتمييز العنصري وهذا ما لا يمكننا أن نقبله لأنه بغض النظر عن القضية أو التلفزيون أو أي أمر آخر فهذا موضوع يرتبط بشكل كبير بالهوية، لذا نحن اليوم في صدد توجيه هذه الرسالة إلى الرئيس عون، الرئيس بري والرئيس الحريري".

وردا على سؤال قال جعجع: "إن الإستئناف هو متابعة قانونية لا مشكلة لنا معها وفي حكم البداية تبين حقنا القانوني إلا أنني ما أتكلم عنه اليوم هو أخطر بكثير من هذا الأمر وهو أن هناك قاضيا أو قاضية سمح لنفسه أن يذهب في حكم قضائي إلى حد أن يقول لطرف يمثل أمامه في المحكمة إنه لا يعترف به أو بوجوده. لذا نتوجه اليوم إلى المرجعيات السياسية والقضائية العليا في البلاد من أجل تدارك هذا الأمر لأن فيه تمييزا عنصريا غير مقبول".

وردا على سؤال عن الحملة التي تسوقها الـ"LBC" اليوم بحقه وبحق "القوات" ومطالبة رئيس مجلس إدارتها بتعويض من "القوات" مقداره 5 ملايين دولار، قال جعجع: "هو أخذ من "القوات" 500 مليون دولار فكيف له أن يطالب بتعوض المشكلة هنا أنه "طق شلش الحياء"، فمنطق الضاهر كان يقوم على أنه اشترى التلفزيون من "القوات" إلا أن حكم البداية أظهر عكس ذلك لذا من الأجدى على الأقل بالمعنيين الصمت".

نص الرسالة

وفي ما يلي نص الرسالة المفتوحة الى عون وبري والحريري:

"ليس في تاريخ الشعوب وأحزابها تجربة تشبه تجربة حزب "القوات اللبنانية".

هذا الحزب الذي نشأ من رحم حرب دارت رحاها على ارض لبنان، فكان نشوء القوات نتيجة للحرب لا سببا لها، مقاومة أهلية شعبية في بقعة جغرافية أولا، ثم تنظيم ومؤسسة غلب طويلا جناحها السياسي الاجتماعي على طابعها العسكري، ثم في لحظة من الزمن حزب يمثل معظم مسيحيي لبنان وقسما من مسلميه، أوصل رئيسا منتخبا وفق الأصول الدستورية للجمهورية.

هو نفسه الحزب الذي عمدت سلطة الوصاية الى حله واعتقال رئيس هيئته التنفيذية، تسهيلا لفرض قبضتها على لبنان، ونفت، للغاية عينها، قادة آخرين قسرا الى الخارج، ومنهم رئيس الجمهورية الحالي العماد ميشال عون.

وهو نفسه، اخيرا، الحزب الذي يشارك اليوم في اساس تكوين السلطة الحالية بكتلتين نيابية ووزارية وازنتين، مع كتل لأحزاب اخرى شاركت هي أيضا في الحرب اللبنانية التي امتدت لخمسة عشر عاما.

لا بد بعد هذه التوطئة، المؤكدة بالتاريخ والأحداث كما وبالوجدان الشعبي العام، ان نعود للتركيز على غلبة الطابع السياسي لحزب "القوات اللبنانية" منذ نشأته، اذ انه من المعلوم ان عقده لم ينفرط يوم سلم سلاحه المقاوم للدولة الشرعية المولودة بموجب اتفاق الطائف، ولم يخب وهجه يوم اعتقل قائده، لا بل نما في أوساط الناس يوم صار اكثر المتمسكين بوحدة الدولة وتعزيز المؤسسات وحصرية السلاح بيد الجيش اللبناني، واستمر نموه حتى بات يمثل الرأي العام اللبناني بخمسة عشر نائبا في مختلف المناطق اللبنانية منطلقا من عدد لم يتجاوز الخمسة نواب قبل أقل من عقدين من الزمن.

انه لمن ادبيات وقناعات كل فريق سياسي او كل شخصية عامة ان تختار طريقة تحمل مسؤوليتها عن المشاركة في الحرب، والقوات اللبنانية حزبا وقائدا، اختار ان يتحمل وحده وزر الحرب، عندما كان المعروض عليه الدخول في السلطة مقابل التخلي عن السيادة، وهو مقتنع بما انتهج، وقد زاده هذا الخيار مناعة وإيمانا بقضيته، الا انه، وبالمقابل، لمن العدالة والاخلاق معا ان لا يبقى اي حزب في دائرة الاستهداف، متى كان قد دفع ثمن الحرب وحيدا، كما ثمن السلم، ونكاد نقول وحيدا أيضا في المناداة بسيادة القانون بشكل كامل على كل أوجه الحياة في لبنان.

استهداف في إطار قضائي ظاهري هذه المرة، يستعيد لغة الماضي بشكل ممجوج، ويمنع على جماعة كاملة حق الاستمرار وينكر عليها حقوقا يجيزها لأمثالها ونظرائها في الوطن بصورة انتقائية عبثية بعيدة كل البعد عن الإنصاف والعدالة.

بموجب الحكم الصادر عن القاضي المنفرد الجزائي في بيروت بتاريخ 28/2/2019، في نزاع قائم بين حزب القوات اللبنانية ومن يستولي عنوة على محطة تلفزيونية أنشأها الحزب، تشويه صارخ لوقائع، ليست أحداثا عابرة تخص فريقي النزاع، بل هي تاريخ جماعة ووطن بكامله.

واذا كان يحق للقاضي ان يجتهد في تفسير القانون او في توصيف الوقائع فإنه ليس من حقه على الإطلاق ان يشوه التاريخ او ان يسبغ قناعات سياسية لديه على نزاع قانوني بحت، كان يتعين عليه ان يفصل به دون أي رؤى شخصية او تحاليل تاريخية فئوية من شأنها اضعاف الحجة القانونية ، والأهم دون رأي مسبق لم يطلب احد منه أصلا ابداءه في تاريخ احد فرقاء النزاع ونضاله ومقاومته، الأمر الذي هو خارج النزاع موضع البحث تماما، وبالتالي خارج إطار صلاحياته تماما.

لقد ارتكبت القاضية، مصدرة الحكم المذكور أعلاه، كل ذلك معا واستهدفت تاريخ القوات اللبنانية كما تاريخ شريحة واسعة جدا من اللبنانيين، وأقحمت عناصر ذاتية وآراء شخصية في حكم قضائي بغير وجه حق.

ان الأحكام تصدر بإسم الشعب، كل الشعب، وتعبر عن استمداد السلطة القضائية من سلطة الشعب، مصدر كل السلطات، كما ان صدور الأحكام على هذا النحو يعبر عن اطمئنان الشعب الى متولي السلطة القضائية وتوكيله النطق بالأحكام واحقاق الحق في المجتمع بإسمه.

نخشى ان الحكم المحكي عنه لم يصدر باسم شريحة واسعة من هذا الشعب، وهو لم ينصف الشريحة الواسعة عينها. فأتى مختل المنطق، فاقد الشرعية، ذاهلا عن جادة الحق.

اننا نعلم علم اليقين ان هذا الحكم سيراجع استئنافا مما يتيح تصحيح المسار القانوني للنزاع، ونعلم أيضا ان لنا الحق بمراجعة التفتيش القضائي لتقديم شكوى رسمية بحق القاضية للتحقيق في ما نراه عيوبا جوهرية في حكمها تستوجب التقصي واتخاذ التدابير اللازمة بحقها، الا أننا برسالتنا هذه نود الذهاب ابعد من مجرد استعمال حقوق حفظها القانون، نود التحذير من سلوك قضائي نرى فيه خطرا كبيرا، لأنه أعطى القاضي، في معرض نزاع يلزمه التقيد بنطاقه، حق التوسع باتجاه تقييم الخصوم وسلوكهم السابق خارج اطار النزاع، فأخرج نفسه، بالتالي، من منصة الحكم المحايد، ونزل عن محرابه يناصب فريقا من فريقي النزاع أمامه الخصومة السياسية.

فكيف لنا ان نطمئن الى العدالة في لبنان؟

ان حزب القوات اللبنانية ربح، بموجب الحكم، الحق القانوني الذي طالب به، ولكنه خسر في السياسة من قبل من صار -بارادته- الخصم والحكم في آن، حيث تظهرت لنا صورة الخصم فيه بعد فوات الأوان.

ان حزب القوات اللبنانية يحذر من هذا النوع من الاجتهادات القضائية، ويعتبر ان التقاضي في الدعوى التي انتهت بالحكم المشكو منه، قد اصبح تقاضيا على درجة واحدة بدل الدرجتين، بعد ان حرم من حياد قاضي الدرجة الاولى، الذي لم ير في الحزب مجرد خصم غير محق في دعواه بل استهدفه كخصم لم يستحق حتى علة الوجود وحق الاستمرار.

من هنا، أدعو فخامة رئيس الجمهورية، دولة رئيس مجلس النواب، دولة رئيس مجلس الوزراء، ونواب الأمة كما وزير العدل بصفته وزير الوصاية على العدل في لبنان، بالإضافة الى مجلس القضاء، أدعوهم جميعا الى التوقف مطولا عند الانحراف الجوهري الذي طبع الحكم موضع الشكوى، واتخاذ كل التدابير اللازمة لكي لا يتعرض لبنانيون مستقبلا لمثل ما تعرضت له القوات اللبنانية حاضرا".

 

باسيل في عشاء التيار السنوي: سنناضل لاستعادة دولتنا المنهوبة من الفساددول كبيرة تضغط لمنع عودة النازحين

الجمعة 15 آذار 2019 / وطنية - أقام "التيار الوطني الحر"، عند الثامنة والنصف من مساء اليوم، عشاءه السنوي برعاية رئيسه الوزير جبران باسيل وحضوره، في "بيال" - فرن الشباك، بحضور وزراء ونواب حاليين وسابقين ومدراء عامين وقضاة وفاعليات اقتصادية وسياسية واجتماعية وثقافية.

وقدم خبيرالماس ومصمم المجوهرات اندريه الزعني تمثالا إلى رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، من اجل وضعه كحجر أساس في بيت التيار الوطني الحر الجديد.

حداد

بداية ، ألقى منسق لجنة المال المركزية في "التيار الوطني الحر" رفيق حداد، كلمة قال فيها: "في مثل هذا اليوم من كل عام نجتمع معا للاحتفال بذكرى 14 آذار الأصلية، التي بدأت في العام 1989 وثبتت في 2005، ومستمرة من التحرير للتحرر. وعندما نتكلم عن التحرر، فهذا يعني الإستقلالية على عدة صعد، خصوصا على الصعيد المادي، حتى يبقى قرارنا السياسي حرا".

وأشار الى ان مصادر تمويل التيار "واضحة مثل عين الشمس"، وقال: "العشاء السنوي ما زال يشكل النسبة الأعلى من تمويلنا (أكتر من الثلث)، وأنتم أساس نجاحه.كل سنة يزداد عددنا، وهذه السنة أكثر من السنة الماضية".

اضاف: "تيارنا يكبر، ويضم حاليا 35,000 منتسب، ووجوده أصبح أقوى في كل الأقضية وخصوصا في الأطراف، لدينا وجود رسمي مع مكاتب في 25 قضاء على مساحة الوطن"، مشيرا الى انه "من الطبيعي ان تواكب المتطلبات المالية هذا النمو"، مؤكدا "أن خطة تفعيل النشاطات التمويلية انطلقت بقوة".

 وشكر، بإسم لجنة المال والإستثمارات المركزية، "كل متطوع وصديق يساهم معنا في حركة تمويلنا الذاتي، ويبقى الشكر الكبير لكم أحبابنا الموجودين معنا، والذين ساهموا في هذا العشاء ولم يستطيعوا ان يكونوا معنا الليلة".

باسيل

ثم ألقى الوزير باسيل كلمة قال فيها: "14 آذار 1989 لا احد منا ينسى هذا التاريخ حرب التحرير لاستعادة الحرية السيادة والاستقلال، 30 سنة، مسيرة النضال مستمرة لا تتوقف ولا شيء يوقفها! نحن العونيون في النضال 30 سنة، نحن وهو، اين ما كان واين كنا، لا نزال بالنضال. لن يكون التيار يوما جزءا من سلطة تتسلط على الناس.التيار هو سلطة الناس، التيار هو سلطة القانون، هو سلطة الدستور، هو سلطة الميثاق، هو سلطة الدولة على الفساد.

ناضلنا قبلا لنستعيد حريتنا المحجوزة من الخارج، سنناضل لنستعيد دولتنا المنهوبة من الفساد.معركتنا اليوم اصعب. قبلا كنا نعم لرفع ايدي الخارج عنا، اليوم يستأصل السرطان المتفشي في كل الجسد، كما ربحنا المعركة مع الخارج سنربحها بالتأكيد اليوم،

بالايمان بانفسنا وايمانكم انتم فينا.

منذ ايام قلت للطلاب، وجزء منهم معنا اليوم، وهذه السنة سنتهم في التيار. وعلى فكرة اطلب منكم ان تتركوا اولادكم ينتمون الى التيار الذي هو مدرسة يتربوا فيها على الوطنية والآدمية. قلت للطلاب ان الصلابة والمرونة تجعلاننا اقوى من كل العالم. وهي التي تجعلنا نصمد ونستمر... لا بل ننتصر ونكمل من معركة الى معركة.

بالامس ذكرت شانتال المرأة بالتيار بحقوقها "اذا اردت شيئا طالبي به واسعي اليه ولا تتوقفي حتى تحقيق غايتك".

اقول لكم هكذا اخرجنا الوصاية من لبنان، وهكذا هزمنا الاسرائيلي في لبنان.

وهكذا سيعود النازحون السوريون الى بلدهم، وهكذا سنمنع توطين الفلسطينيين في بلدنا.

هكذا انجزنا قانون انتخاب وحصدنا ما يفوق الـ 55 نائبا، وهكذا اصبحنا 15 وزيرا من 15.

هكذا عاد الجنرال الى لبنان، وهكذا اصبح رئيس جمهورية لبنان.

هكذا اصدرنا قانون استعادة الجنسية، وهكذا سننفذ اختيار الجنسية، هكذا بدأنا باعطاء مراسيم الجنسية، وهكذا سنصدر قانونا لتعطي المرأة اللبنانية الجنسية لأولادها.

هكذا اوقفنا ضرب التوازن بالادارة، وهكذا سنستعيد حضورنا فيها.

وهكذا بدأنا بتنفيذ خطة الكهرباء، وهكذا سنؤمن الكهرباء 24/24 ومن دون عجز.

هكذا بدأنا بتنفيذ 7 سدود مياه، وهكذا سنملأ لبنان سدودا وبحيرات.

هكذا وقعنا عقود الغاز في البحر، وهكذا سنعد قانون النفط في البر.

هكذا سنمد خط الغاز الساحلي، وهكذا سنسير السيارات على الغاز في لبنان.

هكذا عملنا الابراء المستحيل، وهكذا صار الابراء المستحيل قانونا.

هكذا حشرنا الفساد واضطر ان يتغطى بالمذهبية، وهكذا سنرفع الغطاء المذهبي عن الفاسدين.

هكذا اسقطنا منظومة Sukleen بالبلد، وهكذا سنمنع تركيب واحدة ثانية مثلها. هكذا سنزيل Cartel المال والنفط والترابة والزبالة والمولدات.

وتسألون لماذا يحاولون قتلنا بالشائعة التي هي اقوى من الرصاصة؟

لكننا لن نموت بالشائعة لأن الحقيقة دائما تنتصر!

هكذا انتصرت خلال 14 آذار الحقيقية، التي هي نحن، وهكذا سقطت، في سنوات عدة 14 آذارهم.

هكذا سنعيد النازحين، هكذا سنضرب الفساد، هكذا سننمي الاقتصاد وهكذا سنبني الدولة ونحافظ على لبنان.

هناك 3 اهداف في هذه المرحلة: 1 - النازحون - 2 - الفساد -3 - الاقتصاد.

هذه الاهداف لا تتحقق فاما حكومة او لا بلد.

او عودة النازحين او الحكومة، او نطرد الفساد عن طاولة مجلس الوزراء، او لا حكومة،

اما عجز الكهربا صفر، او حكومة صفر ولا حكومة. هذه الاهداف الثلاثة ، نعرف جيدا كيف تتحقق، لكن من الضروري ايقاف العرقلة والتعاون جميعا.

1 - النازحين

لا مساحة لبنان، لا موارده، لا بناه التحتية، لا قدراته الامنية الاجتماعية والصحية، ولا توازناته يمكن ان تتحمل 200 نازح ولاجئ بالكلم2.

لن نسمح بسقوط لبنان تحت ذرائع الانسانية، فاكبر عمل انساني هو باعادتهم الى وطنهم ومنازلهم، والعنصرية هي ببقائهم غير مندمجين في مجتمع او منعزلين بتجمع (او قاطنين في خيمة!)

من الضروري ان تدركوا ان دولا كبيرة تضغط لمنع عودتهم لبلادهم! ليست صدفة انا اليوم معكم ولست في مؤتمر النازحين ببروكسل، لأن هذه المؤتمرات تمول بقاء النازحين في مكانهم . ونحن نريد ان تمول عودتهم لبلدهم بكل بساطة.

الذي يريد عودتهم، فليتفضل وقف كذبة "التطبيع مع سوريا"، لأن علاقتنا قائمة وليست مقطوعة مع سوريا، وليست بحاجة الى تطبيع!

انا دائما اقول ان النازحين فئات، كل فئة تعود بطريقة: تطبيق القانون اللبناني - التواصل مع الدولة السورية - الاتفاق مع المجتمع الدولي.

فلنبدأ بتطبيق القانون اللبناني، ونقر بمجلس الوزراء ورقة سياسة العودة، نعيد بموجبها كل نازح اقتصادي يخالف القوانين اللبنانية: يعمل او يفتح محلا من دون اذن، يرتكب جريمة، او يدخل ويخرج من سوريا ومعه بطاقة نازح ويتلقى مساعدات، فلتترك الوزارات المعنية تقوم بعملها بهذا الخصوص.

نحن في التيار

1) وضعنا ورقتنا وخطتنا وقدمناها.

2) شكلنا لجانا وبدأنا بتفكيك مخيمات بالبلدات.

3) وبدأنا ببعض البلديات تقوم بصلاحيتها وتطبق القانون، وتضبط النزوح ولن نتوقف حتى تحقيق العودة.ولا يعتقد احد انه يستطيع ان يغرينا بمساعدات مالية، او تهديدنا بحصار مالي!Cedre بالنسبة الينا رزمة اصلاحات من الضروري القيام بها لمصلحة بلدنا، ويوم يستخدمها احدهم ليفرض علينا قروضا مقابل نزوح، نجيب لا نريد لا قروضك ولا نزوحك، لبنان ارضه هويته ورسالته اغلى من كل اموالك.

2 - الفساد

الفاسد ليس له دين ولا رب، وارتكابات الفرد لا تلزم الجماعة ولا تلوث الطائفة. مثلا اذا احدهم ارتكب وحماه التيار، لا سمح الله، عندها تلحق التهمة بالتيار. ولكن التيار لا يغطي فاسدين، بل يلاحقهم ويفضحهم، ويلاحق المضللين ومروجي الشائعات لأنهم يحمون الفاسدين الحقيقيين بتعميم تهمة الفساد ويضيعون الحقيقة ليمنعوا المحاسبة.

البعض يحاول، يسمعنا انو فلان اذا ادين فهو مسيحي او محسوب على التيار، نقول له: منذ الان ان الفاسد ليس مسيحيا وليس من التيار.

بالامس استبعدنا مدير مستشفى جزين المسمى من قبلنا لأنه اخطأ، وغدا سنصرف كل واحد اذا عيناه وارتكبنا خطأ بذلك. تتذكرون كم مرة حاولوا يعتبرونا اننا ساومنا لنصل للرئاسة؟ وعملنا تسويات كان منها الابراء المستحيل او تغطية صفقة نفط او ميكانيك او نفايات؟

الابراء صار قانونا، مناقصة الميكانيك اسقطناها، تجديد عقود النفط صوتنا ضدها، تجديد السوق الحرة من دون مناقصة منعناها واللائحة تطول ولكن هذا لا يكفي، الفساد اصبح في كل دائرة وفي كتير من النفوس.نحن منذ فترة نعمل كخلية لمقاومة الفساد. سمعتوا بملاحقات ومحاكمات وستسمعون كتيرا.الصراخ لن ينفع. الشائعات لن تحجب الحقيقة والمذهبية لن تنقذ احدا. بإسم التسوية لن نسكت عن احد، وباسم التفاهم والتحالف لن نتهاون مع احد نريد العهد والدولة ان ينجحا، ولكن ليس بابتزازنا. كل مرة يفتح ملف يقولون سيخرب العهد والوفاق . فكروا اننا سنتعب ونيأس ونتشارك معهم بمنظومة الفساد.الدولة واصلاحها اهم من اي تسوية وتفاهم وتحالف واهم من العهد ومن الرئاسة.الدولة اهم من رئيسها. هو بخدمتها وليست بخدمته.

3 - الاقتصاد

بكل بساطة، لا نستطيع ان نستمر بالسياسة المالية والاقتصادية نفسها. يلزمها تغيير!

اول شيء بالمال، الحل بتخفيض العجز بالموازنة والتقشف بالانفاق مثل الصوم بمفعوله، يجعلك تشعر بالجوع ولكن ينظف الجسم ويقويه ويزيد من مناعته لينطلق من جديد. تخفيض العجز هو من خلال:

1 - تخفيض حجم الدولة (الذي زاد من 17 الىـ 35% في كذا سنة): وايقاف الشعبوية ورشوة موظفي الدولة انتخابيا من جيوب اللبنانيين .موظفو الدولة لا يزيدون عن 5% من الشعب اللبناني، وليس من اجل ان نرضي 5% نعطب 95%.

ايضا يجب ان نعيد النظر بكل التقديمات والتعويضات. ليس مقبولا ان يكون المعاش التقاعدي 85% من العمل العادي، وليس مقبولا ان تدفع الدولة اقساط اولاد استاذ مدرسة رسمية في المدرسة الخاصة.

2 - تخفيض خدمة الدين:

لا نستطيع ان نبقى امام خيارين سيئين: انهيار الليرة مع انعكاساتها السيئة او حماية الليرة بتكلفة عالية وفوائد مرتفعة.

لا نستطيع ان نبقى بسياسة لتعبئة الجيوب الكبيرة وتفريغ الجيوب الصغيرة. ولا يمكن للدولة ان تفقر لصالح المقتدر، عليه هو ان يساهم اكتر. الحل هو بتخفيض الفوائد وزيادة النمو بالاقتصاد.

3 - الكهرباء:نريد للدولة ان تربح من الكهرباء وليس اصحاب المولدات وشركائهم!

من الضروري ان تقر الحكومة خطة تأمين الكهرباء بسرعة، ورفع التعرفة تدريجيا. كذبة البواخر اوقفوها، حبل الكهرباء صار قصيرا وقد بدأ يطبق على رقاب الفاسدين والكاذبين كلما ضاق الحبل على خناقهم، كلما بخوا فسادا وشائعات على التيار! ارقام سيمنز والبواخر وسوريا ومتعهد من هنا ومن هناك انكشفت، ولن يكون عندهم سم للكذب!

المعيار الوحيد هو السعر الأنسب، والوقت كلفته عالية كثيرا.

نحن نشتري كهرباء لا بواخر ولا معامل نشتريها من البر، من البحر او من الجو، ليس مهما من داخل لبنان او من خارجه، من سوريا،الاردن او مصر، ليس مهما المهم السعر الأرخص وبمناقصة علنية!.

الامر الثاني الاقتصاد/ والحل بالانتقال من الريع للانتاج - يعني وقف الاستعطاء والتوزيعات الطائفية والانتقال باللبناني للاتكال على قدراته وطاقاته وابتكاره.

نحن تيار بناء الاقتصاد المتوازن والمؤنسن.

نحن تيار الانفتاح على العالم لندخل اسواقه بنوعية انتاجنا وقدرة ابداعنا.

نحن التيار الذي يريد استخراج نفط وغاز ونضع عائداتهما في صندوق سيادي استثماري، ولا ننصت لأحد او نسمح له يستولي على ثرواتنا والا نسمح للفساد ان يسرق خيراتنا.

نحن تيار المزارعين الذي يحفظ الارض ويطور الزراعة لتصنع وتتصدر، نحن تيار الصناعيين الذين صمدوا بمصانعهم ويريدون ان يحموا اليد العاملة اللبنانية من كل مضاربة غير مشروعة.

نحن تيار اقتصاد المعرفة الذي ينشىء Start ups ويخلق فرص عمل جديدة لجيل ذكي بالفطرة يعرف كيف ينتج ذكاء اصطناعيا.

نحن تيار العدل والعدالة القاضي الآدمي من الواجب ان يتكرم ويرتفع والقاضي المرتشي ان يتحاسب.

نحن تيار البيئة النظيفة بالقرارات الجريئة، نحن تيار حاضن لأصحاب الارادة الصلبة الذين يحتاجون الى رعايتنا ونحن نحتاج لقوة ارادتهم. نحن تيار الشباب اللبناني المؤمن بوطنه وبكفاءته، نحن تيار تكافؤ الفرص والحقوق والمساواة. نحن تيار الطاقة الايجابية، الذي يرى بكل واحد منكم طاقة نقدر ان نستغلها للبنان، ونرى بكل مورد في لبنان ثروة لكل اهله. وثروات لبنان كبيرة بدءا بانسانه، انتشاره، نفطه، غازه، مياهه، طبيعته، طقسه، وارضه. للسلبيين نقول: سلبيتكم لن تقوى على ايجابيتنا مهما عملتم لاحباط الناس، لن نتعب لا نحن ولا انتم والبرهان هو حضوركم معنا اليوم مشكورين، كما السنين الماضية واكثر.الرئيس يقول:"لا دم على ضميرنا ولا عمولة في جيوبنا".

ونقول اكثر: لا انظمة خلفنا لا سفارات ولا صفقات... مالنا من النظفاء مثلكم.

مزعوجون من نموذجنا.لأن تمويلنا من الناس، من انفسنا. نحن تيار واسع يضم المقتدر والفقير، فلس الارملة غالي لدينا متل طوني وايفيت وعايشين على مبدأ العونة، بهذه العونة سنبني مقر التيار الوطني الحر بالضبية الذي اخذنا رخصته وستبدأ الاعمال فيه بعد شهر، وسنضع حجر الاساس فيه بذكرى 7 آب.

بمثل هذه العونة كانت ايدي اندريه الزعني مصمم وخبير المجوهرات،الذي قدم لنا تمثال سيكون في ساحة المقر وهو تمثال الجنرال . بمثل هذه العونة بدعمكم بـ Club Seven بدأ التيار يدخل بالمشاريع الاستثمارية برأسمال منكم، لا بعمولة ولا بتنفيعة.هكذا نبني مركزا للشبيبة، ومخيما دائما للكشافة.

وهكذا سنبني ناديا رياضيا واكاديمية vocational training.

اصدقائي،

نحن اليوم نحتفل باليوبيل اللؤلؤي بمناسبة 30 سنة على تيارنا، هذا التيار سيبقى لؤلؤة لبنان بفرادته، وسيبقى القوة الشعبية الكبيرة القادرة على صنع التغيير من خارج منظومة السياسة التقليدية.

اصدقائي،

سنصلح سنغير ونناضل للنبني لبنان القوي.

عشتم وعاش لبنان.

 

/New A/E LCCC Postings for todayجديد موقعي الألكتروني ل15 و16 آذار/19

رابط الموقع

http://eliasbejjaninews.com

 

فيديو مقابلة من تلفزيون المر مع الأب طوني خضرا يكشف من خلالها عن شكوكه المحقة والموثقة في جدية واستمرارية الحملة على الفساد والتي يرى أنها يجب أن تكون على الفاسدين

http://eliasbejjaninews.com/archives/73006/%D9%81%D9%8A%D8%AF%D9%8A%D9%88-%D9%85%D9%82%D8%A7%D8%A8%D9%84%D8%A9-%D9%85%D9%86-%D8%AA%D9%84%D9%81%D8%B2%D9%8A%D9%88%D9%86-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B1-%D9%85%D8%B9-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%A8-%D8%B7-2/