المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكنديةLCCC/

نشرة الأخبار العربية ليوم 15 آذار/2020

اعداد الياس بجاني

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/eliasnews19/arabic.march15.20.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

مثال توبة الولد الشاطر

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياته

الياس بجاني/استسلم الإبن الشاطر للشيطان ووقع في التجربة، ومن ثم تاب وعاد إلى أبيه طالباً المغفرة

الياس بجاني/قراءة في معاني أحد الابن الشاطر

الياس بجاني/خطيئة جعجع والحريري بخيانتهما تجمع 14 آذار بالقفز فوق دماء الشهداء والدخول في الصفقة الرئاسية الطروادية ومساكنة المحتل ودويلته وحروبه

الياس بجاني/أخر لبناني يحق له أن ينتقد الحكم والحكومة وحزب الله هو المعرابي

الياس بجاني/السيد من غير شر يتحول إلى مرشد صحي

الياس بجاني/استدعاء القضاء اللاقانوني والتخويفي لنوفل ضو ولغيره من الأحرار لن يسكتهم، بل سيقوي معارضتهم الحضارية

الياس بجاني/قادة وأصحاب شركات أحزاب وقطعان هم غربة عن كل ما هو اخلاق وخوف من يوم الحساب الأخير

الياس بجاني/ما يحق لملالي إيران يمنعه ويحرِّمُه حزب الله الإرهابي عن الشعب اللبناني

 

عناوين الأخبار اللبنانية

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم السبت في 14/3/2020

أسرار الصحف اللبنانية الصادرة في بيروت صباح اليوم السبت 14 آذار 2020

مهمة جديدة لـ “حزب الله” اللبناني في العراق/طوني بولس

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

ما ارتضاه الطبيب هادي مراد.. لا يرضاه الناشطون

الهلع يتصاعد والمصابون على أعتاب المئوية الأولى

جدل حول استعادة الجنسية لأشخاص من أصل لبناني/المرسوم شمل 423 يقطنون في دول بالأميركيتين ومصر وجنوب أفريقيا

مئات ملايين الدولارات خسائر لبنان جراء الأزمات المتتالية

وزير الخارجية يرد على منتقديه: استقبالي للمساعدات الفرنسية رسالة سياسية

السفيرة الأميركية: واشنطن تدعم المطالب المشروعة للمتظاهرين

لبنان يغلق حدوده مع سوريا اعتباراً من الاثنين ضمن إجراءات العزل واتفاقات مع منظمات دولية لتشييد مستشفيين ميدانيين في البقاع والشمال

تثبيت سعر صفيحة البنزين يطلق جدلاً قانونياً وشعبياً

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

واشنطن: لن نترك العراق.. وترمب أعطى الأوامر/بيير غانم/العربية

إسبر: لن نتسامح مع هجمات على شعبنا أو مصالحنا أو حلفائنا

هجوم صاروخي على قاعدة التاجي شمال بغداد للمرة الثانية خلال أسبوع/الجيش العراقي طالب جميع القوات الأجنبية بسرعة الانسحاب وفق قرار البرلمان

عملية «انتقام الصقر» الأميركية تربك المشهد السياسي في العراق أعادت إلى الواجهة ملف الوجود الأجنبي المعلق أصلاً بسبب الأزمة الحكومية

العراق يستنكر الضربات الأميركية... ويحذر من عواقب والبنتاغون أكد استهداف مخازن سلاح لـ«كتائب حزب الله»... وبغداد أعلنت مقتل 6 وإصابة 12

كورونا يضرب بقوة.. إيران تعلن وفاة 611 والمعارضة تؤكد 2000

موسكو وأنقرة تتفقان على مسار تنفيذ اتفاق إدلب

السيسي يطلب من ماكرون دوراً أوروبياً في ملف «السد الإثيوبي»/مصر وفرنسا تتفقان على استمرار التشاور في مكافحة الإرهاب

«سد النهضة» الإثيوبي و«الخيارات الحرجة» وتعثر مسار المفاوضات دفع مصر لتصعيد النزاع دولياً

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

كابوس "الكابيتال كونترول" بات واقعاً.. إليكم تفاصيله/عزة الحاج حسن/المدن

عندما يستجلب «حزب الله» الموت..ويعطي دروساً في مقاومته/د. هلا رشيد أمون/جنوبية

عندما يستجلب «حزب الله» الموت..ويعطي دروساً في مقاومته/د. هلا رشيد أمون/جنوبية

"النقد الدولي" وخبرات "حزب الله"/فارس خشّان/الحرة

هذا ما كشفه السيد نصر الله/هشام عليوان /موقع أساس

 عن التناقض بين 14 آذار و17 تشرين/وسام سعادة/موقع أساس

وباء الكورونا وجهوزية الدولة اللبنانية/شارل الياس شرتوني

عون لن يوقّع التشكيلات القضائية «ما لم تُصحَّح»/نقولا ناصيف/النهار

القرار الخاطئ/د. جوني بركات/ لبنان الجديد

نصر الله "ولي فَقِيه لبنان"/د. توفيق هندي/الكلمة أولاين

ركامُ بيوت وقبور.. بغلٌ يحتَرِقُ في الجُرد/محمد أبي سمرا/المدن

تجربة العمل والحياة/سمير عطا الله/الشرق الأوسط

تجدُّد معركة إدلب مسألة وقت/شارلز ليستر الشرق الأوسط

هل الولايات المتحدة دولة ذكيّة؟/د. آمال موسى الشرق الأوسط

بعد كل ما جرى ويجري... ما هي خيارات إيران؟/زهير الحارثي الشرق الأوسط

هل يغير «كورونا» من تفكير إيران الاستراتيجي؟/محمد الرميحي الشرق الأوسط

ما طار طير وارتفع/مشعل السديري/الشرق الأوسط

بات العراق ساحة صراع اميركي ايراني/ديفيد اغناتيوس/العربية

الجحيم المستمر: وفي آذار سوريا التاسع حلّ كورونا/يوسف بزي/موقع تلفزيون سوريا

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

النهار: طوارئ كورونا تتصاعد مع المئة الأولى للإصابات

الجمهورية:كورونا" يحبس لبنان و"التنِّين" يعصف به.. والاقتصاد ينتظر!

خلافات مادية تودي بحياة أب وابنه في منطقة الكرك في زحلة

 

في أسفل تفاصيل النشرة الكاملة

الزوادة الإيمانية لليوم

مثال توبة الولد الشاطر

إنجيل القدّيس لوقا15/من11حتى32/:”قَالَ الرَبُّ يَسُوع: «كانَ لِرَجُلٍ ٱبْنَان. فَقالَ أَصْغَرُهُمَا لأَبِيه: يَا أَبي، أَعْطِنِي حِصَّتِي مِنَ المِيرَاث. فَقَسَمَ لَهُمَا ثَرْوَتَهُ. وَبَعْدَ أَيَّامٍ قَلِيلَة، جَمَعَ الٱبْنُ الأَصْغَرُ كُلَّ حِصَّتِهِ، وسَافَرَ إِلى بَلَدٍ بَعِيد. وَهُنَاكَ بَدَّدَ مَالَهُ في حَيَاةِ الطَّيْش. وَلَمَّا أَنْفَقَ كُلَّ شَيء، حَدَثَتْ في ذلِكَ البَلَدِ مَجَاعَةٌ شَدِيدَة، فَبَدَأَ يُحِسُّ بِالعَوَز. فَذَهَبَ وَلَجَأَ إِلى وَاحِدٍ مِنْ أَهْلِ ذلِكَ البَلَد، فَأَرْسَلَهُ إِلى حُقُولِهِ لِيَرْعَى الخَنَازِير. وَكانَ يَشْتَهي أَنْ يَمْلأَ جَوْفَهُ مِنَ الخَرُّوبِ الَّذي كَانَتِ الخَنَازِيرُ تَأْكُلُهُ، وَلا يُعْطِيهِ مِنْهُ أَحَد. فَرَجَعَ إِلى نَفْسِهِ وَقَال: كَمْ مِنَ الأُجَرَاءِ عِنْدَ أَبي، يَفْضُلُ الخُبْزُ عَنْهُم، وَأَنا ههُنَا أَهْلِكُ جُوعًا! أَقُومُ وَأَمْضي إِلى أَبي وَأَقُولُ لَهُ: يَا أَبِي، خَطِئْتُ إِلى السَّمَاءِ وَأَمَامَكَ. وَلا أَسْتَحِقُّ بَعْدُ أَنْ أُدْعَى لَكَ ٱبْنًا. فَٱجْعَلْنِي كَأَحَدِ أُجَرَائِكَ! فَقَامَ وَجَاءَ إِلى أَبِيه. وفِيمَا كَانَ لا يَزَالُ بَعِيدًا، رَآهُ أَبُوه، فَتَحَنَّنَ عَلَيْه، وَأَسْرَعَ فَأَلْقَى بِنَفْسِهِ عَلى عُنُقِهِ وَقَبَّلَهُ طَوِيلاً. فَقالَ لَهُ ٱبْنُهُ: يَا أَبي، خَطِئْتُ إِلى السَّمَاءِ وَأَمَامَكَ. وَلا أَسْتَحِقُّ بَعْدُ أَنْ أُدْعَى لَكَ ٱبْنًا… فَقالَ الأَبُ لِعَبيدِهِ: أَسْرِعُوا وَأَخْرِجُوا الحُلَّةَ الفَاخِرَةَ وَأَلْبِسُوه، وٱجْعَلُوا في يَدِهِ خَاتَمًا، وفي رِجْلَيْهِ حِذَاء، وَأْتُوا بِالعِجْلِ المُسَمَّنِ وٱذْبَحُوه، وَلْنَأْكُلْ وَنَتَنَعَّمْ! لأَنَّ ٱبْنِيَ هذَا كَانَ مَيْتًا فَعَاش، وَضَائِعًا فَوُجِد. وَبَدَأُوا يَتَنَعَّمُون. وكانَ ٱبْنُهُ الأَكْبَرُ في الحَقْل. فَلَمَّا جَاءَ وٱقْتَرَبَ مِنَ البَيْت، سَمِعَ غِنَاءً وَرَقْصًا. فَدَعا وَاحِدًا مِنَ الغِلْمَانِ وَسَأَلَهُ: مَا عَسَى أَنْ يَكُونَ هذَا؟ فَقالَ لَهُ: جَاءَ أَخُوك، فَذَبَحَ أَبُوكَ العِجْلَ المُسَمَّن، لأَنَّهُ لَقِيَهُ سَالِمًا. فَغَضِبَ وَلَمْ يُرِدْ أَنْ يَدْخُل. فَخَرَجَ أَبُوهُ يَتَوَسَّلُ إِلَيْه. فَأَجَابَ وقَالَ لأَبِيه: هَا أَنا أَخْدُمُكَ كُلَّ هذِهِ السِّنِين، وَلَمْ أُخَالِفْ لَكَ يَوْمًا أَمْرًا، وَلَمْ تُعْطِنِي مَرَّةً جَدْيًا، لأَتَنَعَّمَ مَعَ أَصْدِقَائِي. ولكِنْ لَمَّا جَاءَ ٱبْنُكَ هذَا الَّذي أَكَلَ ثَرْوَتَكَ مَعَ الزَّوَانِي، ذَبَحْتَ لَهُ العِجْلَ المُسَمَّن! فَقالَ لَهُ أَبُوه: يَا وَلَدِي، أَنْتَ مَعِي في كُلِّ حِين، وَكُلُّ مَا هُوَ لِي هُوَ لَكَ. ولكِنْ كانَ يَنْبَغِي أَنْ نَتَنَعَّمَ وَنَفْرَح، لأَنَّ أَخَاكَ هذَا كانَ مَيْتًا فَعَاش، وَضَائِعًا فَوُجِد».”

http://eliasbejjaninews.com/archives/73259/73259/

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياته وتغريدات متفرقة

استسلم الإبن الشاطر للشيطان ووقع في التجربة، ومن ثم تاب وعاد إلى أبيه طالباً المغفرة

الياس بجاني/15 آذار/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/84187/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%a7%d8%b3%d8%aa%d8%b3%d9%84%d9%85-%d8%a7%d9%84%d8%a5%d8%a8%d9%86-%d8%a7%d9%84%d8%b4%d8%a7%d8%b7%d8%b1-%d9%84%d9%84%d8%b4%d9%8a%d8%b7/

الصوم هو زمن التغيير والولادة الجديدة.

الصوم هو الرجوع الطوعي إلى الجذور الإيمانية.

الصوم هو زمن مراجعة الذات والأفعال والتوبة وطلب المغفرة وعمل الكفارات.

أن الله هو أب رحوم وغفور ومحب وقادر على تحويل كل شيء وتبديله لما فيه خير الإنسان وسعادته إن سعى الإنسان واجتهد وطلب بصدق وبإيمان وتقوى.

الرب المتجسد الذي حول الماء إلى خمرة، وأقام ليعاز من القبر، وشفى ابنة الكنعانية، وقام بعمل مئات العجائب، هو نفسه لن يهملنا إن طلبنا منه التوبة بإيمان.

الرب عندما نسعى إليه ونطلب منه بإيمان فهو قادر على أن يحول عقولنا وضمائرنا وقلوبنا وأفعالنا من مسالك الخطيئة إلى طرق الخير والمحبة والتقوى.

الرب قادر أن يمنحنا رؤية جديدة بقلب متجدد ينبض بالمحبة والحنان والإرادة الخيرة إن أردنا وسعينا.

الرب الذي تجسد وقبل الصلب والعذاب من اجل خلاصنا، وحول الأبرص صاحب الجسد المشوه إلى حالة السلامة والعافية وطهره ونقاه، وهو كذلك قادر أن يخلص وينقي النفوس الملطخة بالخطيئة إن طلب أصحابها التوبة بصدق وإيمان وثقة.

الرب بقدرته ومحبته وعطفه أوقف نزف المرأة النازفة التي هي رمز كل نزيف أخلاقي وقيمي وروحي واجتماعي نعاني منه جميعاً أفراداً وجماعات.

الرب هو دائماً مستعد لقبول توبتنا ولاستقبالنا في منازله السماوية حيث لكل واحد منا منزل لم تشده أيدي إنسان… وحيث لا حزن ولا تعب ولا خطيئة.

تعلمنا الأناجيل أن الخلاص من الخطيئة والتفلت من براثنها لا يتم بغير التوبة والصلاة وعمل الكفارات وبالعودة إلى الله الذي هو محبة ونور.

في الأحد الرابع من آحاد الصوم تحدثنا الكنيسة عن واقعة الولد الشاطر/الضال أو المبذر/الذي شطر أي اقتسم حصته من ميراث أبيه ومن ثم وقع في التجربة وغرق في أعمال السوء والملذات حتى أضاع كل شيء.

وعندما أقفلت كل الأبواب في وجهه وعرف معنى الجوع والذل والغربة عاد إلى أبيه طالباً السماح والغفران.

فاستقبله والده وغفر له وأعاده إلى منزله معززاً ومكرماً.

من هذه الواقعة الإنجيلية علينا بوعي وإيمان وتجرد من كل ما هو ترابي وغرائزي أن نستخلص مفاهيم ومعاني الخطيئة والتجربة والضياع الأخلاقي والإيماني وكذلك التوبة والمصالحة وثمارها.

*عنوان الكاتب الالكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

 

خطيئة جعجع والحريري بخيانتهما تجمع 14 آذار بالقفز فوق دماء الشهداء والدخول في الصفقة الرئاسية الطروادية ومساكنة المحتل ودويلته وحروبه

الياس بجاني/14 آذار/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/72993/72993/

في السياسة والخيارات والمواقف النضالية فإن التاريخ لن يذكر د. جعجع والرئيس الحريري، هذا إن ذكرهما بغير الخطيئة المميتة التي وقعا في فخها وغرقا في وحلها والطمع يوم فرطا تجمع 14 آذار السيادي عن سابق تصور وتصميم، وذلك على خلفية قصر النظر وعمى البصيرة ومداكشتهما الكراسي بالسيادة وخيانتهما السياسية والوطنية لوكالة شعب ثورة الأرز والقفز بجحود فوق تضحيات ودماء شهدائها الأبرار.

بنتيجة طمعهما وقصر النظر والنرسيسية  وعشق الكراسي تمكن حزب الله الملالوي من السيطرة شبه الكاملة على لبنان بعد أن فقد البلد دوره ورسالته وبعد أن ضربت اسافين الفرقة والأنانيات والأبواب الواسعة عقول وقلوب قادة شرائحه المجتمعية.

في ذكرى انتفاضة 14 آذار السنوية لا يمكننا إلا أن نصلي بخشوع من أجل راحة أنفس كل شهداء ثورة الأرز، وراحة أنفس كل الشهداء الأبرار والسياديين والإستقلاليين من أبطال وطن الأرز الذين سبقوهم إلى جنة الخلد حيث لا وجع ولا ألم ولا طمع، بل فرح دائم.

يبقى أن روحية 14 آذار السيادية والإستقلالية هي حية وفاعلة في نفوس وقلوب وضمائر الأحرار من أهلنا السياديين، فيما هي ميتة بالكامل عند أصحاب شركات الأحزاب كافة وطاقم السياسيين الذين خانوها وداكشوا الكراسي بالسيادة ودخلوا في الصفقات والتسويات اللا للبنانية واللاوطنية واللاسيادية.

*عنوان الكاتب الالكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

 

سحب وزير الصحة رخصة مزاولة مهنة الطب من د.هادي مراد تظهر مقومات ثقافة حزب الله وهي: استكبار وعنف واتهامات وتخوين وإنكار وأوهام

الياس بجاني/14 آذار/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/84148/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%b3%d8%ad%d8%a8-%d9%88%d8%b2%d9%8a%d8%b1-%d8%a7%d9%84%d8%b5%d8%ad%d8%a9-%d8%b1%d8%ae%d8%b5%d8%a9-%d9%85%d8%b2%d8%a7%d9%88%d9%84%d8%a9/

بداية لا فائدة ولا رجاء من استنكار الهرطقة القانونية والإنسانية والصحية التي اقترفها وزير الصحة التابع لحزب الله د. حمد حسن، باتخاذه قرار سحب رخصة مزاولة مهنة الطب من د. هادي مراد بسبب تغريدة تنتقد مزاولته مهماته كوزير للصحة في مواجهة فيروس الكورونا.

نعم نتضامن مع الدكتور المعتدى على حقوقه التي كفلها له القانون ونؤكد بأن لا فائدة ولا رجاء من الإستنكار لأن الوزير عملياً وواقعاً ليس بمقدوره أن يعطي ما هو ليس عنده وذلك تماشياً مع القول المأثور: “فاقد الشيء لا يعطيه”

والوزير التابع لحزب الله أعطى ما عنده ولجأ لطريقة التعاطي مع الرأي الآخر من خلال الثقافة والمنطق والآليات التي نشأ وتربى عليها وأوصلته إلى الموقع الذي يشغله في حكومة حزب الله.

وفي نفس السياق الثقافي وبسبب ضيق صدر الوزير نفسه للانتقاد المُحق له تم استدعي الكاتب والصحافي نوفل ضو من قبل مكتب المباحث الجنائية المركزية للمثول أمامه يوم الاثنين في ١٦ آذار ٢٠٢٠ لأن ضو تجرأ وسأل الوزير بتغريدة عن قانونية إدخال أدوية إيرانية دون التقيد بالإجراءات المفترض إتباعها والمرعية الإجراء حفاظاً على سلامة صحة الشعب اللبناني.

البعض كتب يقول بأن وزير الصحة ارتكب سابقة خطيرة بسحبه رخصة مزاولة مهنة الطب من د. هادي مراد من دون أي مستند قانوني وفقط سبب انتقاده لتقصيره في مواجهة تفشي فيرس الكورونا.

هذا البعض أخطأ كون تصرف الوزير ليس سابقة وسجل الحزب الذي عينه في منصبه يعج ويحفل بكل اشاكل وألوان الممارسات العنفية والإرهابية المخالفة للقوانين المحلية والدولية داخل وخارج لبنان.

هذا وكان د. مراد شارك في مداخلة تلفزيونية يوم الخميس الفائت عبر تلفزيون المر (برنامج صار الوقت الذي يقدمه مرسال غانم) واتهم من خلالها “وزير الصحة أنه ارتكب جرم التسبب بمرض وبائي”، قائلاً: “الاستقالة للوزير”، ليعود ويُطلق عبر حسابه على توتير تغريدة تقول: “الاستقالة للوزيرالمجرم “. “لأنو الدولة تواطأت مع الڤيروس ضد الشعب ولأنو الوزير أجرم بالمواد ٦٠٤ و٦٠٥ و٦٠٦ من قانون العقوبات بحق صحة الشعب اللبناني”.

وبدلاً من تضييع الجهد في الاستنكار الذي لن يصل لمن يعنيهم الأمر، فإننا نكرر ما نقوله بشكل يومي وهو أن حزب الله  يحتل لبنان ودويلته أمست تتحكم بالدولة وبحكامها وبمؤسساتها وتسخرهم لخدمة الأجندة الإيرانية في المنطقة، وبالتالي لا حل أكان كبيراً أو صغيراً وعلى أي مستوى كان وفي أي مجال امني أو مالي أو قضائي أو صحي أو خدماتي دون تفكيك الدويلة وحل الحزب  وإعادته إلى الدولة بشروطها وتنفيذ القرارات الدولية الثلاثة الخاصة بلبنان 1559 و1701 واتفاقية الهدنة مع إسرائيل، وإلا فالج لا تعالج.

**الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الالكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الالكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

 

أخر لبناني يحق له أن ينتقد الحكم والحكومة وحزب الله هو المعرابي

الياس بجاني/14 آذار/2020

سمير جعجع يطل مزايداً ومدعياً العفة علماً أنه هو بطل الصفقة الخطيئة التي سلمت لبنان لحزب الله ولأذرعه المارونية الكورونية..يتضبضب

 

السيد من غير شر يتحول إلى مرشد صحي

الياس بجاني/13 آذار/2020

بقدرة قادر السيد يتحول إلى مرشد صحي. يا ريت بيريحنا من ارشاداته وبيسلم سلاحه للدولة وبيفكك دويلته وبيخلصنا من كذبة المقاومة

 

استدعاء القضاء اللاقانوني والتخويفي لنوفل ضو ولغيره من الأحرار لن يسكتهم، بل سيقوي معارضتهم الحضارية

الياس بجاني/13 آذار/2020

حزب الكورونا اللاهي يحتل لبنان ويسعى ع خلفية ثقافته الإيرانية البالية إرهاب اللبنانيين الأحرار لإسكاتهم..فشر وطويلي ع رقبتو

 

قادة وأصحاب شركات أحزاب وقطعان هم غربة عن كل ما هو اخلاق وخوف من يوم الحساب الأخير

الياس بجاني/13 آذار/2020

نعاني من 3 أنواع كورونا قاتلة هي احتلال حزب الله، وطروادية أصحاب شركات الأحزاب كافة، وبلاوي وهبل وصنمية قطعانهم التعتير.

 

ما يحق لملالي إيران يمنعه ويحرِّمُه حزب الله الإرهابي عن الشعب اللبناني

الياس بجاني/12 آذار/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/84097/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d9%85%d8%a7-%d9%8a%d8%ad%d9%82-%d9%84%d9%85%d9%84%d8%a7%d9%84%d9%8a-%d8%a5%d9%8a%d8%b1%d8%a7%d9%86-%d9%8a%d9%85%d9%86%d8%b9%d9%87-%d9%88/

رغم كل عنتريات وأوهام وأحلام يقظة ملالي إيران وحزب الله الفارغة من أي جدية أو مضمون،

ورغم كل النعوت الشيطانية التي يطلقونها على أميركا وعلى كل المنظمات والمؤسسات المرتبطة بها ومن ضمنها صندوق النقد الدولي،

ها هي إيران الملالي بذل وببلع طوعي مهين لكل ما هو استكبار وتعالي وكبرياء ونفخ صدور، ها هي إيران تطلب قرضاً مالياً من هذا الصندوق لمواجهة تفشي فيروس الكورونا الذي يهدد سلامة وصحة الشعب الإيراني.

أما الشيخ الفاجر والمتعالي نعيم قاسم نائب السيد حسن نصرالله، ومعه كل باقي فرقة الحزب اللاهي والإرهابي المتخصصين بالقدح والمدح  “والنتاق والهرار الإعلامي” غب الفرامانات الإيرانية فهي حرّمت بفجور وغباء أي تعاون لبناني مع صندوق النقد الدولي هذا بالتهديد والوعيد وبالإدعاءات الكاذبة، وتركوا عن سابق تصور وتصميم النظام المصرفي اللبناني يغرق وينهار واضعين الدولة اللبنانية برمتها ومعها الشعب اللبناني في خانة الإفلاس الحتمي.

نعيم قاسم ونبيل قاووق وحسن نصرالله وكل قادة حزب الله الإيراني قد ارتكبوا ويرتكبون كل يوم المزيد من الإجرام الممنهج والمُتعمد بحق شعب لبنان والدولة اللبنانية، وذلك لأنهم عملياً وواقعاً معاشا بكل كوارثه هم مجرد أبواق وصنوج وأدوات ومرتزقة تابعين للملالي الإيرانيين وأولوياتهم لا هي لبنان ولا هي اللبنانيين ولا هي حتى بيئتهم المذهبية المسماة “البيئة الحاضنة” للحزب.

يبقى أن حزب الله الإيراني الملالوي هو أخطر على لبنان واللبنانيين من فيروس الكورونا ومن كل باقي الفيروسات والسرطانيات وكل انواع وأشكال الأمراض التي عرفتها البشرية.

فهذا التنظيم المعسكر المسمى كفراً “حزب الله” يحتل لبنان ويدمره ويجره بالقوة إلى حقبات ما قبل العصور الحجرية ويضطهد أهله ويعزله عن العالم ويتحكم برقاب وألسنة وتحركات كل أفراد حكامه وطاقمه الحزبي والسياسي النرسيسيين والطرواديين والتجار والفجار.

يبقى أن حزب الله مُكون من مرتزقة لبنانيين لا يمتون للبنان بشيء لا من قريب ولا من بعيد، وبينهم وبين كل ما هو لبنان ولبناني وإنسانية وحضارة غربة قاتلة وعداء مستفحل.

من هنا فإن لا خلاص للبنان من أي أزمة ومعضلة ومشكل على أي مستوى وفي أية مجال حالي أ ومستقبلي قبل تفكيك هذا الحزب الإرهابي والملالوي وتجريده من سلاحه وإرجاع دويلته إلى سلطة الدولة اللبنانية ومحاكمة قادته وتنفيذ القرارات الدولية الثلاثة 1559 و1701 واتفاقية الهدنة مع إسرائيل وإلا فالج لا تعالج ولبنان وشعبه من كارثة إلى أخرى.

**الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الالكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الالكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم السبت في 14/3/2020

وطنية/السبت 14 آذار 2020

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

الجنرال كورونا يواصل غزوه العالم، وأعداد المصابين تبلغ المئة وأربعين ألف إصابة موزعة على عدد من القارات، وسط كلام على توصل علماء أميركيين وأوروبيين إلى علاج يحتاج إلى تعاون العلماء الصينيين للتوصل إلى لقاح سريع للفيروس.

وقد لجأ عدد من البلدان إلى إغلاق الحدود مع الخارج. فيما اتخذ العديد من البلدان المزيد من الإجراءات، من بينها حالات الطوارىء وحظر السفر ومنع التجول.

وفي لبنان، ارتفع عدد المصابين إلى أقل من مئة بقليل. وسيجتمع مجلس الوزراء بعد ظهر غد في القصر الجمهوري، لدرس المزيد من التطورات والتدابير التي من شأنها وقف تفشي الوباء. وتردد أن من بين الإجراءات سيكون إعلان حال طوارىء، لكن ذلك لم يتأكد بعد، إلا أن الجلسة سيعقبها اجتماع للمجلس الأعلى للدفاع قد يتم خلاله الإعلان عن تدابير مشددة.

وفي مستهل الجلسة الإستثنائية لمجلس الوزراء، يوجه رئيس الجمهورية العماد ميشال عون كلمة إلى اللبنانيين، يتناول فيها الإجراءات التي ستتخذ في مكافحة وباء الكورونا.

خارج هذا الإطار، تبدو كل القضايا الكبرى أصغر من الكورونا، ولا سيما سعر الدولار الذي تحاول الجهات الرقابية والأمنية ضبطه لدى الصيارفة، خصوصا العاملين منهم بلا ترخيص.

ويبقى موضوع النفايات على أهميته الصحية، مطروحا بإلحاح لأنه جزء من مكافحة الكورونا.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أن بي أن"

سباق محموم بين عداد كورونا الذي رفع عدد المصابين في لبنان اليوم إلى ثلاثة وتسعين، وبين مساعي تسخير كل الإمكانات لعدم السماح لهذا الوباء بالتفلت من دائرة السيطرة. المساعي تستهدف أيضا وباء سياسيا واعلاميا، من شأن التمادي فيه بث روح الاحباط والقلق لدى المواطنين، عوض توفير كل عوامل رفع معنوياتهم.

على أي حال، قافلة تشديد الإجراءات الوقائية تسير على مستوى الادارات والمؤسسات والمرافق العامة والخاصة، وأعداد المواطنين الداخلين طوعا إلى سجون منازلهم تتزايد، توقيا من شرور الفيروس المستجد.

وعلى نية هذا الفيروس، يعقد مجلس الوزراء بعد ظهر غد جلسة طارئة، يعقبها اجتماع للمجلس الأعلى للدفاع. ولا يستبعد أن ينتهي هذا الاستنفار الرسمي إلى قرارات كبيرة على خط مواجهة مخاطر كورونا.

على مستوى العالم، عداد الداخلين في لائحة ضحايا الفيروس المتوحش، يتحرك صعودا بين لحظة ولحظة، وآخر أرقامه أشارت إلى ارتفاع عدد الوفيات إلى نحو 5540 والإصابات إلى 147750 وحالات التعافي إلى 71700 على امتداد الكرة الأرضية.

اما بؤرة كورونا فقد باتت ساحتها أوروبا، فيما نجحت الصين بتطويق الوباء إلى حد بعيد. وبالنسبة للولايات المتحدة، فقد بدأت تخضع لحال طوارئ وطنية، أعلنها دونالد ترامب الذي لم ير داعيا لحجره شخصيا، لكنه سيخضع للفحص بعد تشخيص اصابة عدة أشخاص التقاهم أخيرا بالوباء. وفيما رأى أعضاء في الكونغرس أن الأميركيين على أبواب كارثة، نشرت صحف أميركية أرقاما مرعبة وصلت إلى حد التنبؤ ببلوغ عدد المتوفين في الولايات المتحدة خلال بضعة شهور مليونا وسبعمئة ألف شخص، والمصابين ما بين مئة وستين مليونا ومئتين وأربعة عشر مليونا.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المنار"

ليس من باب التكرار بل من أجل التوكيد، فإن تشخيص الواقع يثبت أن وباء اخطر من كورونا مستحكم ببعض السياسيين. وليس من باب السجال بل من أجل التصويب، فإن الاعتماد على المصادر الصهيونية لبث الاشاعات في الجسم اللبناني المصاب- وفي هذا التوقيت- جريمة مزدوجة بحق اللبنانيين.

وليس من باب المقارنة- حيث لا تصح المقارنة- وإنما من باب التوضيح، فإن قائدا وطنيا خرج بلغة انسانية جامعة وارشادات ومسؤوليات سامية، عابرا لكل الخلافات والخندقات من أجل إنقاذ البلاد من محنة الواقع المرير، فيما يصر آخرون على الاعتماد على إشاعات ومصادر صهيونية من أجل القسمة والتفرقة والحرتقة والتنكيل. فلما الإصرار على اعتلاء منابر الاستثمار السياسي حتى في المحنة الوطنية، فالوقت يحتاج حقا إلى حكيم، و"لو موند" الفرنسية التي تم الاعتماد عليها في خطابات البعض، تبين انها اسرائيلية، وفي النشرة نعرض التفاصيل.

كورونا العابر لأوهام التحريض والتفرقة، زاد العداد اليوم إلى ثلاثة وتسعين مصابا، والحكومة على أبواب جلسة استثنائية غدا لدرس رفع التدابير والاجراءات، سيستهلها رئيس الجمهورية بكلمة إلى اللبنانيين، وسيليها اجتماع للمجلس الأعلى للدفاع. وعلمت "المنار" من مصادر متابعة، أنه قد يتم إعلان حالة طوارئ صحية وطبية، لا حالة طوارئ عامة، وأن النقاش سيشمل امكانية تعطيل القطاع العام باستثناء القطاع الصحي والاستشفائي، على أن يتم تقييم الوضع بحلول الجلسة الحكومية الأسبوع المقبل، حيث سيصار إلى بحث الحاجة إلى اعلان حالة طوارئ مدنية.

حالة طوارئ أميركية، واستنفار أوروبي، فيما كورونا تمدد اليوم مجتاحا أسبانيا. أما الصين التي تواصل احتواء الوباء، وضعت كل امكاناتها وتجربتها لمساعدة الجمهورية الاسلامية الايرانية التي تكافح كورونا في ظل حصار أميركي حاقد، حتى عن أبسط الحاجات الطبية التي تحتاجها الجمهورية الاسلامية الايرانية لمواجهة كورونا.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أو تي في"

لأن مهمة القوى الحية في المجتمعات، ومنها التيارات والأحزاب، لا تقتصر على "تهبيط الحيطان"، وفق السياسة المعتمدة باستمرار من بعض الأفرقاء، جاءت كلمتا الأمين العام ل"حزب الله" أمس ورئيس "التيار الوطني الحر" اليوم، لتضعا النقاط على حروف المواجهة المطلوبة وطنيا مع فيروس كورونا، من خلال تحفيز الناس على المقاومة الصحية، عوض الاستسلام للقلق والخضوع للخوف، لأن الانتصار في المعركة ممكن وحتمي. على أمل ان تحذو سائر القوى حذو "حزب الله" و"التيار" في هذا السياق.

فبعد التوجهات التفصيلية التي تناولها السيد حسن نصرالله أمس، كان "التيار الوطني الحر" بشخص رئيسه جبران باسيل اليوم، وإثر اجتماع الكتروني للمجلس الوطني في "التيار"، يعلن حال الاستنفار، مطلقا لجنة طوارئ ستعمل على عشر نقاط محددة، مع التزام مرجعية الدولة وحدها في ادارة الأزمة، معيدا إلى الذاكرة تجرية "التيار" إبان حرب تموز 2006، حيث نجح بنشاط شاباته وشبابه في تحويل المآسي إلى عوامل قوة كثيرة، كان لها فضل في تعزيز التماسك الداخلي، تمهيدا للانتصار.

وفي غضون ذلك، لا صوت يعلو فوق أنين اللبنانيين في زمن كورونا، الذي قطع الأوصال وأعادنا إلى دوائر الحجر المنزلي بشكل لم نعرفه طوال عقود تخللتها سنين من الحرب.

غير فيروس كورونا كل المنظور، حتى أن من كان في الأمس القريب مستهزئا بالاجراءات الحكومية التي أدخلت البلاد في شبه حالة طوارئ، بات اليوم مطالبا بوضع حد لما تبقى من مظاهر طبيعية للحياة عبر الاعلان عن حال طوارئ كاملة.

فبماذا سيخرج مجلس الوزراء بعد جلسته الاستثنائية غدا، التي يليها اجتماع للمجلس الأعلى للدفاع؟، علما أنه وفي مستهل الجلسة الحكومية الاستثنائية، سيوجه رئيس الجمهورية العماد ميشال عون كلمة إلى اللبنانيين يتناول فيها التطورات المتعلقة بمكافحة وباء الكورونا والاجراءات التي ستتخذ في هذا السياق.

فهل ترضي الاجراءات جوقة المزايدين على الحكومة ورئيسها، أم يواصلون سياساتهم المعتادة، القائمة على التفرقة في زمن أحوج ما نكون فيه إلى الجمع والتضامن، بعيدا من السياسة، كما دعا باسيل اليوم؟.

في كل الأحوال تفيد المعلومات المتوافرة حتى الساعة، عن اتجاه إلى اقفال المؤسسات العامة والخاصة لمدة أسبوع كامل، كخطوة جديدة للحد من الانتشار السريع للفيروس الذي أرعب اللبنانيين والعالم على حد سواء، فلا يتحول لبنان إلى بؤرة موبوءة، كما هو الحال في بعض أوروبا التي استهتر بعض قادتها ومواطنيها بالخطورة المتأتية عن كورونا فأتت النتيجة صادمة.

إنه كابوس كورونا يشغل الجميع، ومنهم أيضا الرئيس الأمركي دونالد ترامب الذي خضع لفحص خاص بعيد تشديده على أن لا عوارض لديه، في وقت يتوالى إعلان كبار المسؤولين في أوروبا والعالم عن اصابتهم بالفيروس، وآخرهم وزيرة الزراعة الفرنسية.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أم تي في"

يبدو أن فيروس الكورونا لم يكتف بتهديد النظام الصحي في لبنان، المشدود على وتر مصالح "حزب الله"، بل أسقط العقيدة القتالية التي طالما انتهجها الحزب في مواجهة أعدائه. فاللبنانيون يذكرون جيدا أن الحزب ذهب إلى مقاتلة "داعش" والإرهاب في سوريا والعراق، وأفحم معارضي تدخله في الخارج بالترداد دائما بأن أحسن استراتيجية للدفاع هي مهاجمة العدو في عقر داره لا انتظاره كي يدخل منازلنا وغرف نومنا ويقتل أولادنا.

وكما سمعنا أمس، فالحزب يتعامل مع الفيروس على أنه عدو مكتمل الأوصاف مجهول الشكل والهوية، مقاتلته واجبة وبمختلف الأسلحة المتوفرة. فبربكم ألم يكن أجدى إقفال الحدود والسماح بإقفال المطار في وجه كل الرحلات الآتية من كل الدول المصابة، ومساعدة الحليف الإيراني على دفن الفيروس في بلاده، بدلا من استقباله معززا مكرما ينهمر علينا من الطائرات الموبوءة، وعبر الحدود المفتوحة مع سوريا، وقد استباح منازلنا وغرف نومنا، وقتل رجالنا وضرب اقتصادنا؟.

لا يتوقع اللبنانيون الجواب والإعتذار، ولا حتى نسخة ثانية من "لو كنت أعلم"، ولا هم يطلبون ذلك. يكفيهم أن الحزب سمح للدولة أن تواجه الفيروس بالصيغة التي تراها مناسبة، والصيغة المناسبة الوحيدة المتبقية هي إعلان حال الطوارىء، فهل ستستجيب الحكومة الأحد؟.

يبدو أنها ستستجيب، فزوال الموانع الاستراتيجية، ودعوات اللبنانيين ومطالبات القيادات الوطنية وضغط الـ mtv لإعلان حال الطوارىء، يبدو أنها ستلقى صدى إيجابيا في جلسة مجلس الوزراء الاستثنائية بعد ظهر الأحد، وقد ارتفع منسوب التوقعات التي تصب في هذا الاتجاه إثر دعوة المجلس الأعلى للدفاع للانعقاد عصر الأحد أيضا، إذ ما كان من داع لدعوته لولا قرار الحكومة بإعلان حال الطوارىء.

المعلومات المتقاطعة التي حصلت عليها الـ mtv، ترجح إعلان حال طوارىء صحية، مصحوبة بإقفال المعابر الجوية والبرية والبحرية والمؤسسات العامة والخاصة والتعليمية، وكل الأماكن التي يختلط فيها الناس، لمدة خمسة عشر يوما يستثنى منها المؤسسات الأساسية. على أن يبقى المطار مفتوحا في الأيام الأربعة الأولى للسماح لمن يرغب في العودة إلى لبنان أو مغادرته.

توازيا، رقعة الفيروس تتوسع وكذلك عدد الإصابات، ما دفع الدولة إلى رفع عدد مراكز الفحوص الطبية والمستشفيات، عل حال الطوارىء وإقفال المعابر ومنع الاختلاط توصل الدولة إلى وقف انتشاره تمهيدا للقضاء عليه.

أخيرا، يجب ألا ننسى أن المصيبة الصحية حجبت الأزمة المالية- الاقتصادية جزئيا، لكنها موجودة جدا وتتكافل مع الكورونا، وبقعة مآسيها تتوسع وتهدد اللبنانيين بصنف آخر من الموت.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أل بي سي آي"

كلما ارتفعت أرقام المصابين بفيروس كورونا، كلما تشددت الدول في الاجراءات المتخذة لمواجهته. والسباق بين الكورونا والاجراءت سريع، واي خطأ أو تباطوء يسبب كارثة صحية.

في لبنان، بلغ عدد الاصابات حتى الساعة 93، والاجراءات التي اتخذتها الحكومة، من وقف بعض الرحلات من البلدان الموبوءة إلى اغلاق المدارس والمطاعم، لم تعد كافية، فالمطلوب لوقف انتشار المرض أكثر بكثير.

الاجتماعات الطبية والوزارية لم تهدأ، وذروتها غدا، خلال الجلسة الاستثنائية لمجلس الوزراء التي يستهلها الرئيس ميشال عون بتوجيه كلمة إلى اللبنانيين، وخلال هذه الجلسة، لا تنسوا مسافة المتر على الأقل بين كل منكم.

بعد الجلسة، اجتماع للمجلس الأعلى للدفاع. وبعد هذين الاجتماعين، لن يكون الوضع كما قبله، فالاجراءات ستشدد تحت عنوان "خليك بالبيت".

بحسب معلومات للـLBCI، فإن اجتماعات الغد ستخلص إلى إعلان تعبئة النشاط الصحي والطبي، وهذه العبارة ترد في قانون المجلس الأعلى للدفاع، المادة 8 الفقرة د.

ماذا يعني ذلك؟.

يعني أن لبنان أصبح في حال طوارئ طبية، وأن كل المؤسسات ستتوقف عن العمل، باستثناء المستشفيات وطواقمها الطبية، مراكز القوى العسكرية وعناصرها، المؤسسات المعنية بالأمن الغذائي وهي تحديدا مراكز التموين بالأغذية من محلات صغيرة إلى سوبرماركت، الأفران والعمال فيها، وصولا إلى المؤسسات الاعلامية وفرقها، والمفترض أن تشارك الدولة في نشر الأخبار المتعلقة بانتشار الفيروس والتوعية منه.

قرار تنفيذ بدء سريان تعبئة النشاط الصحي والطبي سيستغرق أياما قليلة، وسيطبق متى أعلن عنه وبشدة، لأننا تحت سلطة فيروس قادر على الانتقال من شخص مصاب واحد إلى 34 بسرعة فائقة.

كل ما ستقوم به الدولة في مقلب، وإرادة اللبنانيين وقدرتهم على مواكبتها في مقلب آخر. فـ"خليك بالبيت" ليس شعارا، والدولة "ما فيا تكون ناطور عكل واحد منا"، خاصة وأن "خليك بالبيت" تعني حماية أنفسنا أولا، وعائلتنا الصغيرة ثانيا، ومجمتعنا ثالثا.

"خليك بالبيت" يعني نظافة قبل كل شيء، من غسل اليدين إلى التعقيم، من أغراض السوبرماركت إلى كل ما يمكن أن تلمسه يداك.

"خليك بالبيت" يعني المحافظة على مسافة، أقلها مترا بينك وبين من معك في البيت. خليك بالبيت"، يعني اعتذر عن استقبال الضيوف، وأجل "الغداوات والعشاوات". "خليك بالبيت" يعني "خفف تذاكي" على حالك وعلى عيلتك، وما تضهر إلا اذا في شي أكثر من ضروري.

وانت وبالبيت ما تقول: شو وقفت عليي، والله ما بني شي، ما انت أصلا ما بتعرف إذا انت مصاب ولا لا.

إيه، نعم وقفت على كل منا، مش نحنا منقول انو نحنا الشعب المثقف، العنيد، يللي ما بينكسر، اذا ما عملنا هيك، نعم، الكورونا ستربح السباق وتكسر قدراتنا الطبية وقدرات مستشفياتنا وتكسرنا كلنا.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "الجديد"

أوروبا التي راكمت وهج التاريخ وسحره، استبد بها المرض وصارت بؤرة وباء. أوروبا صبية الكرة الأرضية، اليوم فقط أصبحت "القارة العجوز"، بتوسع الكورونا إلى أكثر من سبع وعشرين دولة من اتحادها. حاناتها الحلوة انطفأ بريقها. ايطاليا الحالمة غنت مذبوحة من الألم. برج إيفل انحنى مهزوما، فيما الفيروس يحتل مكانه في الارتفاع وفي توزيع انتشاره من دون تمييز بين مواطن ومسؤول، ولن يكون وزير البيئة الفرنسي نيكولا اولو آخر المصابين بكوفيد-19، من وسط ما يربو على مئة وخمسين ألفا في مئة وخمس وثلاثين دولة.

والخطر يكمن في تنكر الكورونا أحيانا بمظهر صحي متعاف، إذ تؤكد الدراسات أن هناك مصابين صامتين قد لا تظهر عليهم عوارض المرض، ما يرفع الحالات إلى اكثر مما هي عليه حاليا,

ولم يترك كورونا قارة تعتب على أخرى، فبعد استحكامه في أوروبا، ضرب في إفريقيا وانتشر في الساعات الماضية بين رواندا وناميبيا والسودان وموريتانيا وكينيا وإثيوبيا وغينيا وسوازيلاند سابقا، ليصل بذلك عدد الدول الإفريقية التي ظهر فيها المرض إلى اثنتين وعشرين.

لا كبير تحت سقفه، وبعد التقليل من أهميته، اضطر الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى إجراء فحص كورونا، وهو الآن ينتظر النتائج. وقد أخضع كل المقربين إلى البيت الأبيض لهذا الفحص أيضا. فيما تعيش الولايات الأميركية بين حجر وعزل وحالات طوارئ.

وإعلان حال الطوارئ يقترب منه لبنان خطوة خطوة وبالتقسيط، حيث تتخذ الحكومة غدا تدابير جديدة متصلة بتطور فيروس كورونا، مع تسجيل وزارة الصحة اليوم خمس عشرة إصابة ليرتفع العدد إلى ثلاث وتسعين حالة. وسيتوجه رئيس الجمهورية العماد ميشال عون بكلمة إلى اللبنانين في مستهل جلسة الغد، مسبوقا بخريطة طريق أعلنها رئيس "التيار الوطني الحر" جبران باسيل اليوم في مؤتمر "عن بعد"، وقال: نحن على شفير الوصول إلى تفشي الوباء، مع احتمال تخطي قدراتنا الطبية على العناية بالحالات الحرجة، لذلك يبدو أن لا مفر من قرار الحجر العام، أي حال الطوارئ، ولو كان موجعا لانقاذ أكبر قدر من الأرواح.

 

أسرار الصحف اللبنانية الصادرة في بيروت صباح اليوم السبت 14 آذار 2020

وطنية/السبت 14 آذار 2020

النهار

عُلم أنّ مؤسّسين لتيار بارز انشقوا عنه، بدأوا في الآونة الأخيرة يكثّفون اجتماعاتهم ولقاءاتهم من أجل رفع مستوى معارضة التيار وسياساته ورئيسه تحديداً معتبرين أنّ ما حذّروا منه قد حصل وربما يُتوَّج ذلك بمؤتمر لهذه القيادات.

بدت الحكومة مربكة في موضوع الخطة الاقتصادية اذ فيما ضرب لها وزير الاسبوع الماضي موعدا قريباً جداً راوحت تقديرات زملائه ما بين ثلاثة وستة اسابيع لانجازها.

عطفاً على ما ورد في "أسرار الآلهة" أمس عن عدم مشاركة امينة عامة لحزب بارز في لقاء سياسي واعلامي عقده رئيس الحزب تبين انها لا تشارك اصلاً في أي من الاجتماعات المماثلة.

اللواء

تستعدّ الصين لتزويد الدول الحليفة، وبينها لبنان، بما يلزم للسيطرة على انتشار فيروس كورونا.

سُجلت حالة قصوى من الالتزام في إقفال المطاعم والمقاهي، بما في ذلك الحوانيت، عملاً بإنذارات مباشرة، لتلك التي لم تمتثل في اليوم الأول.

لجأت مؤسسات متعددة إلى إعطاء إجازات دورية لموظفين لديها، بما لا يؤثر سلباً على العمل والوظائف المناطة بهذه المؤسسات.

نداء الوطن

يُنقل عن مرجع قضائي سابق أنّ سبب الهجمة التي يشنها على رئيس تكتل مسيحي كان قريباً منه هو "تصفية حسابات قديمة" بسبب سلوكه وطريقة تعامله السابقة معه.

يقول بعض الخبراء الماليين إنّ الأزمة التي تعرضت لها الأسواق المالية العالمية، تسمح للحكومة بالوصول إلى تفاهم مع الدائنين الأجانب شرط الإسراع في المفاوضات.

تبدي مصادر مسؤولة خشيتها من احتمال إعلان بعض البلديات إفلاسها بسبب الأوضاع الاقتصادية فيما تزداد الحاجة راهناً إلى مواجهة "كورونا" في القرى والبلدات.

البناء

خفايا

تساءلت مصادر ماليّة عن سبب عدم قيام المصارف اللبنانيّة بما لديها من بعض الأموال في الخارج بشراء سندات اليوروبوند المملوكة لأجانب وتبلغ 11 مليار دولار من أصل 30 مليار لسندات اليوروبوند وقد بات سعر السند 30% من قيمته أي أن 3 مليارات تكفي لتحرير لبنان من التفاوض الخارجي وتضمّ السندات كلها للمصارف اللبنانية؟

كواليس

قالت مصادر تركية معارضة إن الوضع السياسيّ والشعبيّ والأمني في تركيا ينبئ بتطورات دراماتيكيّة بعدما نشأ عن هزيمة الرئيس التركي شمال سورية تصدّع كبير داخل حزبه وبينه وبين الجيش الذي يعتبر أنه تمّ توريطه بمعركة مهينة والتخلي عنه. وقالت المصادر إن كل شيء متوقع في الحالة التركية تحت عنوان الانفجار المقبل.

الجمهورية

أعطت مصادر طبية الدولة أقل من شهر لتأمين الات التنفس وشراء المستلزمات الطبية الضرورية وإلا سيخرج كورونا عن السيطرة في البلاد.

أكد نائب سابق أن إجراءات الدولة حالياً ً تراعي مصلحة دولة أخرى لا مصلحة اللبنانيين

تبلغت جهات إستخبارية عن استغناء أحد التنظيمات الكبرى عن خط دولي حيوي له لمدة أربعة أشهر على الأقل.

الانباء

لماذا عدم الإعلان؟

توقفت جهات طبية باستغراب شديد عند عدم إعلان الحكومة لحال الطوارئ الصحية رغم أن كل القوى السياسية أيّدت مثل هذه الخطوة استباقياً.

تبادل رسائل

عُلم أن قناة الاتصال المعتمدة بين زعيم سياسي وحزب فاعل شهدت تبادل رسائل في الأيام الماضية على غير ما تم تصويره في بعض الصحف ووسائل الإعلام.

 

مهمة جديدة لـ “حزب الله” اللبناني في العراق

طوني بولس/14 آذار/2020

المواجهة الأميركية الإيرانية دخلت مرحلة مفصلية في الشرق الأوسط منذ اغتيال قائد فيلق القدس قاسم سليماني في الأيام الأولى للعام 2020، وبدا واضحاً من خلال الرد الانتقامي “الشكلي” الذي نفذته إيران على القوات الأميركية في العراق ان ركن المواجه سيكون باستخدام الوكلاء الذين تمولهم إيران سواء في العراق او لبنان او اليمن. وفي هذا السياق كشف الصحفي العراقي معن الجيزاني معلومات ‏تفيد بأن قائد فيلق القدس “إسماعيل قآني” قام بتشكيل فصيل مسلح جديد مهمته القيام بعمليات نوعية ضد القوات الاميركية المتواجدة في العراق، لافتاً الى ان عديد التنظيم الجديد سيقارب الـ 2000 مقاتل ويحصل على تمويل مباشر من إيران، مشيراً الى ان النقاش يدور حول إمكانية ضمّه الى هيئة الحشد الشعبي حيث ترفض بعض الفصائل ذلك لتبعد عن نفسها اي رد أميركي محتمل. ‏وأضاف ان التنظيم سيحصل الجديد الذي يتكون عديده من مقاتلين عراقيين على تدريب مكثف من عناصر حزب الله اللبناني ويتم تسليحه بصواريخ واعتدة إيرانية ويتحرك حسب طبيعة المهام التي ينفذها على غرار تنظيمات ارهابية مثل داعش والقاعدة، معتبراً ان هذا التنظيم المستحدث سيعتمد على تصنيع صواريخ محلية بخبرات لبنانية. في المقابل تؤكد أوساط سياسية عراقية ان إيران تريد تحويل العراق الى ساحة المواجهة مع الولايات المتحدة والغرب، وتتخذ من تواجد قواعد للقوات الأميركية ذريعة لتحقيق مكاسب واستجلاب مفاوضات غربية معها عبر استخدام مقاتلين عراقيين. وتشير الى ان إيران ترى ان حزب الله اللبناني امسك بشكل كامل بالسلطة اللبنانية، لدرجة انه بات وكيلها الأول على مستوى العالم العربي ومن هذا المنطلق كان لأمينه العام حسن نصر الله تدخل مباشر في الشأن العراقي إضافة الى التواجد العسكري ايضاً سواء لأداء مهمات عسكرية او استشارية. وأضافت بأن قآني يسعى لتشكيل قوة خاصة تكون مطيعة له بعد ان ظهر ضعيفاً بقيادة المليشيات الحالية، متوقعة ان تواجهه قوة داخلية ما سيؤدي الى زيادة التناحر بين الفصائل وتصفية بعضها البعض.

الحكومة اللبنانية تناقض نفسها! وعن المهمة الجديدة التي اوكلتها إيران لحزب الله بدعم تشكيل مليشيا جديدة دورها تنفيذ هجمات على قواعد أمريكية، علقت مراجع لبنانية ان هذا الامر سيكون تهديداً كبيراً لاستقرار لبنان وزيادة في عزلته وحصاره الدولي. ورأت ان الولايات المتحدة دولة صديقة للبنان على الصعيد الرسمي وهي تقدم الكثير من المساعدات للبنان ومن ضمنها برنامج تسليح وتدريب للجيش اللبناني، معتبرة ان هذه الممارسات قد تدخل لبنان بمواجهة مباشرة مع الولايات المتحدة الأميركية وتحول لبنان مرة جديدة الى ساحة لحروب الاخرين على ارضه. وشددت على ضرورة ان تتخذ الحكومة اللبنانية مواقف حاسمة بشأن التشديد على مبدأ النأي بالنفس الذي اقرته في بيانها الوزاري وحصر نشاط حزب الله بمقاومة إسرائيل حصراً وفق البيان نفسه، مضيفة “استمرار تواجد الحزب على الجبهات السورية تارة وفي اليمن تارة أخرى وتدخله بالشأن الإيراني وتوكله الدفاع عن الحرس الثوري الإيراني يجعل من الحكومة الحالية مجرد واجهة يتستر خلفها ويستمد شرعية نشاطاته من خلالها، وبالتالي يضع لبنان بأسره اسير معادلات إيران الإقليمية”.

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

ما ارتضاه الطبيب هادي مراد.. لا يرضاه الناشطون

المدن/15 آذار/2020

التسوية التي حاول الطبيب هادي مراد طرحها بعد تسريب وثيقة ممهورة بتوقيع وزير الصحة حمد حسن، بانتزاع إذن مزاولة المهنة منه، والقاضية بمحاكمته، لا يرضاها الناشطون الذين وجدوا في الاستدعاء تقويضاً لحرية التعبير. ومراد، ظهر في برنامج "صار الوقت" مع مارسيل غانم، مساء الخميس، واعتبر في مداخلته أن وزير الصحة ارتكب جريمة بحق الشعب اللبناني في ما يتعلق بفيروس كورونا، وانتقد تقصير وزارة الصحة، وكشف عن تقصير في تأمين مستلزمات مواجهة الوباء. ثم دعا الوزير إلى الاستقالة. وسرعان ما ظهرت في مواقع التواصل وثيقة، تفيد بأن الوزير سحب منه إذن مزاولة المهنة. الوثيقة غير ممهورة بتاريخ أو برقم صادر، ما يعني أنها مسربة من الوزارة قبل توثيقها. وتبين بحسب معلومات "المدن" ان الوثيقة صحيحة، لكنها لا تتضمن قراراً بمنع مزاولته للمهنة، بل طلباً من القضاء ليبت بالطلب، وهي بمثابة دعوى من الوزارة كشخصية معنوية وليس من الوزير نفسه ضد مراد، على خلفية أن ما قاله مراد عدّته الوزارة عملاً "يوهن" الرأي العام، و"استهدافاً للوزارة ولإجراءات الحكومة" وليس للوزير نفسه. وبالفعل، أعلن مراد استدعاءه: "تلقيت اتصالًا من المباحث الجنائية المركزية يستدعونني فيه بناءً على دعوى قضائية مقدمة إلى القاضي عويدات بعد حلقة "صار الوقت" البارحة حيث اتهمنا الوزير بجرمه بحق صحة المواطن". والحال ان ما قامت به الوزارة، بدا وكأنه استجابة لما طلبه مراد، الذي قال في تصريحات لقناة "ال بي سي" ان "الموضوع كان يستدعي رفع الصوت، ومن حقّ وزير الصحة رفع دعوى قدح وذمّ".. أو لعل خطوة الوزارة تلتقي مع ما قاله مارسيل غانم، أن من حق الوزير رفع دعوى قضائية، وليس انتزاع إذن مزاولة المهنة منه، مناشداً وزير الصحة ورئيس الحكومة التدخل في الأمر... لكن الاستدعاء نفسه، الذي يتوقع أن تنفيذه مطلع الأسبوع المقبل، هو محل إدانة، وهو ما يعبر عنه الأطباء في تحرّك تضامني مع الدكتور مراد، صباح الاثنين، بموازاة تحرك في مواقع التواصل ضد قرار الاستدعاء. فقد تداعى المئات في حملة تضامن مع الطبيب هادي مراد، بعد استدعائه من قبل "المباحث الجنائية المركزية" للتحقيق معه في الدعوى المقدمة من وزارة الصحة، في مقابل حفلة تخوين وانتقاد له

 

الهلع يتصاعد والمصابون على أعتاب المئوية الأولى

نداء الوطن/14 آذار/2020

بأسلوب طغى عليه طابع "التشخيص الحربي" لوباء الكورونا… نزل السيّد حسن نصرالله بكامل ثقله إلى ميدان "المعركة" مع "العدو" معلناً قرار "المواجهة" حتى تحقيق "النصر أو الشهادة"… وإذا كان أوفى خطورة الموضوع حقها من خلال مضامين خطابه المحذّر من مغبة التساهل والميوعة في التعاطي الجدي والمسؤول مع سبل مكافحة الوباء و"الحد من خسائره"، وصولاً إلى إعلانه "التكليف الشرعي" لجمهور "حزب الله" بوقف الاحتفالات والاجتماعات واللقاءات وتجنب ارتياد الحسينيات وتحجيم مراسيم التشييع والمسيرات، فإنه في المقابل ساهم على المستوى الرسمي في تلقيم حكومة حسان دياب جرعة جرأة، على المبادرة واتخاذ القرارات مانحاً إياها "الضوء الأخضر" لفرض "حالة الطوارئ" في البلاد إذا لزم الأمر لمحاصرة انتشار الكورونا، وسط تصاعد وتيرة المخاوف من فقدان السيطرة على الوباء وتضاؤل القدرة الاستشفائية على استيعاب المصابين به، لا سيما وأنهم باتوا على أعتاب بلوغ "المئوية الأولى".

وكما في "الكورونا"، كذلك في ملف "صندوق النقد" الذي نال حيزاً من خطاب نصرالله وحمل في طياته "ضوءاً أخضر" آخر للحكومة، يحررها ويطلق يدها في الشروع نحو الاستعانة المالية بالصندوق الدولي، تحت سقف اشتراط شروط بديهية تفرض عليها "عدم مخالفة الدستور وعدم المسّ بالطبقات الفقيرة وذوي الدخل المحدود"، وأي شرط آخر يضمن احترام هذه المعايير "أهلاً وسهلاً به". وإذ تقاطع البعض عند الإشارة إلى كون الاستعانة الإيرانية بصندوق النقد الدولي ساهمت بشكل فاعل في تليين لهجة أمين عام "حزب الله" إزاء الاستعانة اللبنانية بالصندوق، غير أنّ مجمل المراقبين لهذا الموقف المتقدم لنصرالله، الذي نسف فيه بشكل غير مباشر كل خطابات تحريم الاستعانة بـ"الأداة المالية الاستكبارية"، كما تناوبت قيادات "حزب الله" على الترداد خلال الفترة الأخيرة، رأوا فيه بوادر رضوخ من جانب "الحزب" لواقع عدم وجود أي مفر أو بديل أمام الحكومة اللبنانية، خارج إطار اللجوء إلى الصندوق الدولي للحصول على النقد الكافي لإعادة تعويم الخزينة العامة، في ظل نبذها عربياً ودولياً وانسداد كل الآفاق المالية في وجهها تحت وطأة تصنيفها حكومة "اللون الواحد". أما في شق رسائله السياسية والمصرفية والدولية، فآثر نصرالله إلقاء عباءته فوق أكتاف وزير الصحة تأكيداً على تغطيته حزبياً، وذلك بالتوازي مع رفع المسؤولية عن كاهل إيران في نقل الفيروس إلى لبنان والتنويه بـ"صدقها وشفافيتها" في مواجهة الكورونا، مقابل اتهامه بريطانيا ورئيس الولايات المتحدة دونالد ترامب بـ"الكذب وانعدام الشفافية"، مع تمريره "رسالة مشفّرة" إلى البيت الأبيض في معرض الرد على وزير الخارجية مايك بومبيو قائلاً: "إذا كنتم تريدون فعلاً مساعدة إيران فارفعوا العقوبات عنها ولو بالشق الذي يمكّنها من مواجهة الفيروس". بينما ركّز الأمين العام لـ"حزب الله" لبنانياً على القطاع المصرفي مشدداً على وجوب أن تدفع المصارف الأموال للحكومة اللبنانية لمساعدتها، سواء في التصدي لكورونا أو في تطبيق خططها المالية والاقتصادية، متوجهاً إلى جمعية المصارف بالقول: "ربحتوا عشرات مليارات الدولارات خلال السنوات الماضية، لازم الآن تبادروا وتروحوا عند رئيس الحكومة وتتحملوا مسؤولياتكم". وعلى المقلب الآخر من المشهد، برزت أمس مناشدة البطريرك الماروني بشارة بطرس الراعي "الجميع وبإلحاح البقاء في المنازل وعدم الخروج إلا عند الحاجة القصوى"، في حين استرعى الانتباه الكلام العالي السقف الذي أضاء به رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع على تخاذل الحكومة في اتخاذ التدابير اللازمة لمواجهة وباء كورونا، لا سيما لناحية عدم مبادرتها إلى "إغلاق المعابر البرية والبحرية والجوية واعتماد وزير الصحة على ما يسمى بالحجر التلقائي"، ملوحاً بخيار اللجوء إلى "مقاضاة رئيس الحكومة حسان دياب ووزير الصحة حمد حسن". أما في السراي الحكومي، فاحتل استقبال دياب السفيرة الأميركية الجديدة دوروثي شيا المكانة الأبرز على شريط نشاطه الإعلامي أمس، لا سيما وأن شيا بدت في كلامها إثر اللقاء واضحة في إعلان الانحياز إلى مطالب الثورة الشعبية في لبنان، فحثت رئيس الحكومة على "الإصلاح ووضع حد للفساد والشروع بالعملية الصعبة لاستعادة الثقة الدولية"، وسط توجيهها رسالة بالغة الدلالة شجعت من خلالها الحكومة على "إحداث تغيير حقيقي في سياساتها (…) وبذلك تضمن دعم المجتمع الدولي".

 

جدل حول استعادة الجنسية لأشخاص من أصل لبناني/المرسوم شمل 423 يقطنون في دول بالأميركيتين ومصر وجنوب أفريقيا

بيروت: يوسف دياب/الشرق الأوسط/14 آذار/2020

سارعت رئاسة الجمهورية اللبنانية إلى نفي معلومات تداولها ناشطون عبر مواقع التواصل الاجتماعي، تحدَّثت عن صدور مرسوم تجنيس جديد لعدد من الأشخاص من جنسيات أجنبية وعربية. وأكدت رئاسة الجمهورية أن المرسوم الجديد هو لـ«استعادة الجنسية لمتحدرين من أصل لبناني». وشمل مرسوم استعادة الجنسية الجديد 423 شخصاً، أغلبهم من البرازيل والولايات المتحدة والمكسيك والأرجنتين ومصر والأورغواي وجنوب أفريقيا. ونشر مغردون عبر وسائل التواصل الاجتماعي مرسوماً صدر في الجريدة الرسمية، يتضمن أسماء مئات الأشخاص الذين جرى تجنيسهم من جديد، وهو ما أثار التباساً؛ خصوصاً أن هذه المعلومات تأتي بعد مرسوم التجنيس الذي صدر في شهر مايو (أيار) 2018. وشمل المرسوم الذي صدر قبل عامين أشخاصاً غالبيتهم من المتمولين من جنسيات سورية وفلسطينية وأردنية وعراقية، ومن دول غربية. وقد أثار ذلك المرسوم موجة غضب سياسية وشعبية واسعة.

وأكد مكتب الإعلام في رئاسة الجمهورية أمس، أن «لا صحة لما رُوِّج حول تجنيس غير لبنانيين». واعتبر أن هذه المعلومات «تدخل في إطار الأخبار الكاذبة التي ستعرِّض مرتكبيها للمساءلة القانونية»، مشيراً إلى أن «الرئيس ميشال عون أصدر مراسيم تجنيس لعدد من المتحدرين من أصل لبناني، واستند إلى قانون استعادة الجنسية اللبنانية الصادر في عام 2015». ودعا مصدر رسمي إلى عدم الأخذ بالشائعات التي تنشر عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وأكد لـ«الشرق الأوسط»، أن «المرسوم صدر بالفعل قبل أيام، ووقعه رئيس الجمهورية ميشال عون، وهو لا يشمل أشخاصاً لديهم جنسيات أخرى؛ بل أشخاصاً استردوا جنسيتهم اللبنانية، انسجاماً مع (قانون استعادة الجنسية) رقم 41 الصادر في عام 2015، والذي يهدف إلى إعادة ربط اللبناني المقيم باللبناني المغترب». وشدد المصدر على أن «طلبات استعادة الجنسية أخضعت لإجراءات وتحقيقات استغرقت وقتاً طويلاً، ولم تكن عشوائية أو متسرعة».

بدورها، أوضحت مصادر وزارة الداخلية لـ«الشرق الأوسط»، أن «إخضاع الأسماء الواردة في المرسوم للتدقيق حصل في عهد الحكومة السابقة، وهي حصلت ضمن أعمال روتينية بعيدة عن السياسة»، لافتاً إلى أن «إجراءات التحقيق والتدقيق استغرقت وقتاً طويلاً». ونفى وزير الداخلية محمد فهمي، في تغريدة على حسابه على «تويتر»، صدور أي مرسوم جديد للجنسية اللبنانية كما تردد عبر وسائل التواصل الاجتماعي، مؤكداً أن «الأسماء المذكورة في الجريدة الرسمية هي ضمن مراسيم استعادة الجنسية اللبنانية لمستحقيها، بناء على قانون استعادة الجنسية». ولاحقاً أصدر المكتب الإعلامي لوزير الداخلية بياناً جاء فيه: «تناقل البعض عبر وسائل التواصل الاجتماعي، لائحة أسماء نشرت في الجريدة الرسمية، على أنها ضمن مرسوم تجنيس جديد قد صدر، ويهم المكتب الإعلامي للوزير فهمي أن يوضح أن وزير الداخلية والبلديات لم يرفع أي مرسوم جديد للتجنيس، منذ توليه مهامه كوزير للداخلية، وأن هذه الأسماء المذكورة هي ضمن مراسيم استعادة الجنسية اللبنانية لمن يستحقها، وفق ما ينص عليه القانون 41 الصادر عام 2015»، مذكراً بأن «هذا التدبير معمول به منذ أكثر من خمس سنوات، والمراسيم تصدر دورياً بناء على دراسة تجريها لجنة برئاسة قاضٍ». ودعا المكتب الإعلامي لوزير الداخلية جميع المواطنين إلى «التأكد من المعلومات قبل نشرها، والتواصل مع الوزارة لاستيضاح أي خبر».

 

مئات ملايين الدولارات خسائر لبنان جراء الأزمات المتتالية

بيروت/الشرق الأوسط/14 آذار/2020

قدّر عضو المجلس الاقتصادي والاجتماعي محمد الجوزو، الخسائر التي تعرض لها الاقتصاد اللبناني بمئات الملايين من الدولارات من جراء الأزمة الاقتصادية والمالية والنقدية وتداعيات فيروس «كورونا». وعدّد الجوزو بعض الأرقام التي تدل على هذا التراجع في حجم الاقتصاد مع بداية الأزمة في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، موضحاً أن «الانكماش أكثر من 13% وتراجع القطاع التجاري نحو 60% ما بين التجارة العامة وتجارة التجزئة، ومع توقيف التسهيلات المصرفية والاعتمادات المستندية تراجع قطاع الصناعة نحو 50% وكذلك قطاع السياحة، حيث أعلنت نقابة أصحاب المطاعم والمقاهي عن إقفال 785 مؤسسة وصرف 25 ألف عامل وموظف في هذا القطاع». وأضاف: «مع بدء ظهور فيروس (كورونا) لم يكن هناك خطر على الاقتصاد اللبناني، خصوصاً أن لبنان لا يملك خطوط إنتاج وصناعات ضخمة، لكن مع تحول لبنان من مرحلة احتواء الفيروس إلى مرحلة الانتشار ازدادت خسائر الاقتصاد الوطني وخصوصا مع إقفال المطاعم والمجمعات وهذا قرار صائب وضروري لكنه سينعكس سلباً على الناتج المحلي». وطالب الجوزو الحكومة اللبنانية بإجراء الاتصالات اللازمة لتأمين المستلزمات والمعدات الطبية لكي تكون في جهوزية تامة والاستعداد لمواجهة هذا الفيروس الذي سيتكاثر خلال الأيام المقبلة والتزام المواطنين الحجر المنزلي الذاتي، ما سيؤدي إلى ارتفاع الفاتورة الصحية في بلد يعجز عن تأمين المواد الطبية لمكافحة الوباء.

 

وزير الخارجية يرد على منتقديه: استقبالي للمساعدات الفرنسية رسالة سياسية

بيروت: خليل فليحان/الشرق الأوسط/14 آذار/2020

حرص وزير الخارجية والمغتربين ناصيف حتي على التأكيد لمن انتقدوا رغبته في التوجه شخصيا إلى المطار ليتسلم المساعدة الطبية الفرنسية، بالقول إنه أراد توجيه رسالة تقدير لفرنسا التي اقتطعت من احتياطها الطبي مواد طبية وقدمتها إلى لبنان. وظهرت انتقادات خلال برنامج تلفزيوني لحضور الوزير حتي شخصياً إلى المطار لاستقبال المساعدات، بالنظر إلى أنها عبارة عن بدلات واقية للممرضين، كما تضمنت كمامات وموازين حرارة، علما بأن المساعدات خلت من ماكينات تنفس يحتاجها لبنان لتوزيعها على المستشفيات الحكومية التي هي قيد التجهيز في المحافظات الأخرى. وتوسع التهكم في الأوساط السياسية بسبب وجود القائم بالأعمال الفرنسي في استقبال المساعدة. ونُقِل عن حتي رده على منتقديه بالقول: «أردت أن أستقبل شخصيا في المطار المساعدة الطبية الفرنسية لدى وصولها من باريس كرسالة سياسية تقديراً لفرنسا التي اقتطعت من احتياطها الطبي مواد تزن 470 كيلوغراما مما نحتاجه لتقديمها لنا، وأنا أعرف أن البروتوكول لا يطلب مني الحضور، كما أن السفير الفرنسي برونو فوشيه غير موجود في بيروت ولن يعود إليها قبل فجر الاثنين». وتابع حتّي: «ليس بوسعي أن أطلب من فرنسا ما أريده من أدوات طبية. وبالمناسبة فإننا نناشد الدول أن تساعدنا للتمكن من السيطرة على وباء كورونا». وقال حتي: «بالنسبة لمستوى التمثيل الدبلوماسي للسفارة فكنت أعلم مسبقا أن السفير برونو فوشيه غائب عن لبنان ولن يعود إلى مركز عمله قبل فجر الاثنين المقبل». وأوضح حتي أن الوزارة تدرس مع السفارة اللبنانية في روما كيفية إعادة الطلاب اللبنانيين الذين كانوا في دورات تدريبية مع آخرين في مناطق من إيطاليا إلى بيروت عن طريق مجيئهم إلى مطارات أخرى تنقل الركاب إلى لبنان وذلك بعد إقفال الخط الجوي بين روما وبيروت. وأكد أنه «من حق كل لبناني العودة وأن تساعده الوزارة وهناك طلاب موجودون هناك طلبوا ذلك»، مشيراً إلى «إننا نسعى لإعادتهم بوسائلنا الشخصية إذا تعذر على الطلاب ذلك، لكن عليهم أن يخضعوا لفحص كورونا لدى وصولهم إلى بيروت». ولفت إلى أنه لا يمكن منع أي دبلوماسي لبلد أو لمنظمة دولية أو لديه بطاقة عمل في لبنان من العودة إلى لبنان عن طريق خط جوي آخر، وهذا قرار دولي. وردا على سؤال حول عدد من سائقي الشاحنات اللبنانيين العالقين على الحدود بين منطقة والعراق، أجاب بأن السفارة في أنقرة تتابع قضيتهم.

 

السفيرة الأميركية: واشنطن تدعم المطالب المشروعة للمتظاهرين

بيروت/الشرق الأوسط/14 آذار/2020

أعلنت السفيرة الأميركية في لبنان دوروثي شيا أن بلادها «تواصل دعم المطالب المشروعة للمتظاهرين بالفرص الاقتصادية والمساءلة والشفافية»، مشددة على أنه من خلال تلبية هذه المطالب فقط «يمكن للبنان الشروع بالعملية الصعبة لاستعادة الثقة الدولية». واستقبل رئيس مجلس الوزراء حسان دياب السفيرة شيا في زيارة بروتوكولية لمناسبة تسلمها مهامها الجديدة. وقالت السفيرة الأميركية بعد اللقاء: «أعرب عن خالص امتناني لرئيس الحكومة حسان دياب، وكذلك لرئيس الجمهورية العماد ميشال عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري ووزير الخارجية ناصيف حتي، على ترحيبهم الحار.

يشرفني أن أخدم كسفيرة للولايات المتحدة في لبنان وأن أعمل إلى جانب الشعب اللبناني الذي اشتهر ليس فقط بكرم ضيافته، ولكن أيضا بصموده وتنوعه وريادته». وأشارت إلى أنها بحثت مع رئيس الحكومة «قوة وإمكانات الشراكة الأميركية مع لبنان، ورهاننا المشترك على لبنان مستقر وآمن وذات سيادة». وقالت: «هذه شراكة ذات أهمية حيوية، ليس لكل من بلدينا فحسب، بل لجميع بلدان المنطقة». وإذ لفتت إلى أن شعب لبنان «دعا عن حق، إلى الإصلاح ووضع حد للفساد، وإلى فرض السياسات الفعالة اللازمة لانتشال لبنان من أزمته الاقتصادية التي لم يسبق لها مثيل»، أكدت مواصلة الولايات المتحدة «دعمها للمطالب المشروعة للمتظاهرين بالفرص الاقتصادية والمساءلة والشفافية، وفقط من خلال تلبية هذه المطالب يمكن للبنان الشروع بالعملية الصعبة لاستعادة الثقة الدولية». وقالت: «تفخر الولايات المتحدة بكونها شريكا ملتزما بلبنان منذ القرن التاسع عشر. لدينا روابط عميقة في التعليم، وفي الأعمال التجارية، وفي الأمن والعلاقات بين الأفراد والعائلات، ومن ضمنها عائلتي، التي تمس جميع نواحي الحياة. إننا نسعى إلى مستقبل مشرق للشعب اللبناني، الذي يستحق أن يكون بلدا مستقرا، آمنا وسيدا ومزدهرا». وأكدت: «إننا نقف إلى جانب الشعب اللبناني في تشجيع حكومته على إحداث تغيير حقيقي في سياساتها، ورسم مسار يكسب ثقة الذين تنوي أن تحكمهم، وبذلك تضمن دعم المجتمع الدولي».

 

لبنان يغلق حدوده مع سوريا اعتباراً من الاثنين ضمن إجراءات العزل واتفاقات مع منظمات دولية لتشييد مستشفيين ميدانيين في البقاع والشمال

بيروت/الشرق الأوسط/14 آذار/2020

قررت الحكومة اللبنانية إغلاق الحدود البرية مع سوريا لمدة أسبوع، اعتباراً من فجر بعد غد الاثنين، ضمن إجراءات الوقاية التي تكثفت خلال اليومين الماضيين، بما يشبه حالة طوارئ غير معلنة لمواجهة فيروس «كورونا»، بموازاة عقد اجتماعات مع ممثلي المنظمات الدولية المعنية باللاجئين السوريين، تحسباً لأي طارئ على صعيد انتشار المرض في صفوفهم. وقالت مصادر سياسية لبنانية لـ«الشرق الأوسط»، إن السلطات اللبنانية أبلغت السلطات السورية أنها ستغلق الحدود البرية فجر الاثنين المقبل، لمدة أسبوع، ضمن إجراءات عزل البلاد لمنع وصول فيروس «كورونا» إلى لبنان. وأشارت إلى أن الفترة المعطاة حتى يوم الاثنين المقبل «تهدف إلى السماح للبنانيين الراغبين في العودة إلى لبنان من دول أغلقت معابرها الجوية، لتتسنى لهم العودة عبر طريق البر». وشددت على أن هذا الإجراء الهادف لإغلاق الحدود يدخل ضمن «التدابير الوقائية»، ويُضاف إلى إغلاق الرحلات الجوية إلى دول موبوءة، وينسجم مع قرار الحكومة بخصوص دول يتفشى فيها المرض. وأكدت المصادر أن هناك «تشدداً على المعابر الشرعية وغير الشرعية التي أقفلت بالسواتر الترابية، وتخضع للمراقبة عبر أبراج المراقبة المثبتة على الحدود الشرعية والشمالية، إضافة إلى إجراءات تتخذها القوى العسكرية والأمنية».

وتضاف هذه التدابير إلى لقاءات عقدها مسؤولون حكوميون لبنانيون مع ممثلي المنظمات الدولية المعنية باللاجئين السوريين، من بينها «مفوضية اللاجئين» و«يونيسيف» ومنظمات أخرى، للتعامل مع مخيمات اللاجئين، في حال تفشى فيروس «كورونا» فيها.

وقالت المصادر إن الاتفاق مع المنظمات الدولية «قضى بإنشاء مستشفيين ميدانيين على وجه السرعة في منطقة البقاع ومنطقة الشمال (حيث كثافة انتشار اللاجئين السوريين)، فضلاً عن تعليمات مشددة بخصوص الوقاية». وبينما ترتفع المخاوف من تفشي الفيروس في مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين في جنوب لبنان، جرت اتصالات حكومية مع الجهات الفلسطينية والمنظمات الدولية لاتخاذ تدابير وقائية عاجلة وصارمة لمنع وصول الفيروس إليها، بالنظر إلى أن المخيم يعد أكبر المخيمات الفلسطينية في لبنان، كما أنه يقع في منطقة حيوية في صيدا على خط الجنوب – بيروت.

وشددت المصادر السياسية على أن «الأولوية الآن للتدابير الوقائية التي تحتل أهمية قصوى»، لافتة إلى أن الإجراءات الوقائية التي أعلنتها الحكومة «تعتبر حالة طوارئ غير معلنة، تشبه حالة طوارئ طوعية». وعلمت «الشرق الأوسط» أن المؤسسات الدولية «أبلغت موظفيها بضرورة العمل من المنزل وعدم الحضور إلى مكاتبهم» في الفترة الحالية، ضمن الإجراءات الوقائية، في وقت ترى فيه مصادر سياسية لبنانية أن التدابير الوقائية «تبقى العامل الأساس لمنع انتشار الوباء». وتستعد السلطات اللبنانية للأسوأ، عبر التحضير لتدابير علاجية إلى جانب التدابير الوقائية، تُرجمت في اتصالات مع المستشفيات الجامعية الخاصة التي استجابت وبدأت التحضير لعزل بعض الطوابق لديها، لاستقبال حالات خاصة، في حال فاقت المستشفيات الحكومية المجهزة قدراتها الاستيعابية. وفي ظل الانتقادات للحكومة لعدم إعلان حالة طوارئ، أعلن وزير الصناعة الدكتور عماد حب الله في تصريح، أن «لبنان لن يخلصه إلا الأمل والعمل، ونحن لا نعمل من دون أمل. ولا يمكن لأحد أن يتوقع من هذه الحكومة أو من أي حكومة أخرى، أن تقوم بأكثر مما قامت به حكومتنا على صعيد مواجهة (كورونا)»، لافتاً إلى أن «هناك عملية تجييش ضد الدولة والحكومة غير مقبولة». وبحسب «الوكالة الوطنية للإعلام» الرسمية اللبنانية، تساءل حب الله: «هل يدرك من يدعو إلى إعلان حال طوارئ تداعيات هذه الدعوة؟ هل يعلم هؤلاء أن حال الطوارئ تستدعي نشر الجيش ومنع التجول، وما إلى هنالك من قرارات وتدابير وإجراءات عديدة؟»، وقال: «هناك أسس لإعلان حال الطوارئ تعيها الحكومة تماماً، وتحسب انعكاساتها بدقة. نحن ندرك أن الأمور ستتطور، ونتصرف على هذا الأساس، ونقوم بما تقوم به دول العالم، وأحياناً أفضل، للمواجهة والمعالجة».

 

تثبيت سعر صفيحة البنزين يطلق جدلاً قانونياً وشعبياً

بيروت: بولا أسطيح/الشرق الأوسط/14 آذار/2020

فتح قرار الحكومة اللبنانية تثبيت سعر صفيحة البنزين للاستفادة من انخفاض سعر النفط عالمياً وبالتالي زيادة مداخيل الخزينة، الباب على جدل قانوني وشعبي في آن، خصوصاً في ظل اعتبار البعض أن هذا الإجراء يجب أن يرتبط بقانون يصدر عن مجلس النواب لأن تثبيت السعر أشبه بفرض ضريبة جديدة.

وانسحب الانتقاد على الجهات السياسية إذ رأى عدد من النواب أنه بدلاً من أن يستفيد اللبنانيون الذين يرزحون تحت أوضاع اقتصادية صعبة من انخفاض سعر النفط عالمياً سارعت الدولة للاستفادة منه. وأشار وزير الطاقة ريمون غجر، إلى أنه «ما دام استيراد البنزين يعتمد على نسبة كبيرة من الدولارات المتوافرة في مصرف لبنان، فإن انخفاض سعر برميل النفط سيؤدي إلى المزيد من الانخفاض في سعر الصفيحة»، موضحاً أن «قرار مجلس الوزراء تثبيت السعر هو للاستفادة من الفارق في تأمين المزيد من الموارد لخزينة الدولة ما يمكّنها من استخدامها في أي أمر طارئ يواجه البلاد».

وانتقدت النائبة بولا يعقوبيان القرار الحكومي، واعتبرت أنه «بدل أن يكون انخفاض سعر النفط العالمي سبباً لتخفيف الأعباء المادية الكثيرة على المواطن اللبناني، قررت الحكومة تثبيت سعر صفيحة البنزين والاستفادة من الفرق للخزينة تلك التي الداخل إليها مفقود والخارج منها ليس للمصلحة العامة بل لمصالح ضيقة حول الطغمة الحاكمة». وأوضح الخبير المالي والاقتصادي وليد أبو سليمان، أن «الدولة اللبنانية تفرض أصلاً على كل صفيحة بنزين رسوماً ثابتة تبلغ 5 آلاف ليرة لبنانية، إضافة إلى ضريبة 11% ليصبح مجموع ما تتقاضاه الدولة اليوم على الصفيحة نحو 8 آلاف ليرة، تضاف إليها تكاليف النقل وجعالة محطات المحروقات والشركات المستوردة وهي عوامل ثابتة، فيما التقديرات تشير إلى أنّ لبنان يستهلك أكثر من 200 ألف صفيحة بنزين يومياً». وأشار أبو سليمان في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إلى أنه بناءً على ذلك، فإن «مداخيل الخزينة العامة سترتفع بنسبة 20% مع كل دولار يخسره سعر برميل النفط عالمياً، إذا ما افترضنا أنّ الخزينة تُدخل أسبوعياً نحو ملياري ليرة». قانونياً، أشار رئيس منظمة «جوستيسيا» الحقوقية الدكتور بول مرقص، إلى أنه لا يُفترض أن يكون هناك أي إشكالية بقرار الحكومة ما دام أنه لا يفرض أو يستحدث ضريبة جديدة، لافتاً في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إلى أن المادة 81 من الباب الرابع من الدستور والمرتبطة بالمالية العامة واضحة، وتقول بعدم جواز إحداث ضريبة ما وجبايتها إلا بموجب قانون شامل تطبَّق أحكامه على جميع الأراضي اللبنانية. وشرح مرقص أن سعر صفيحة البنزين خاضع لتقلبات عالمية كبيرة وللدعم المحلي أيضاً، وبالتالي لا تُعقل العودة إلى مجلس النواب لتلبية حاجات ملحّة لا تحتمل الانتظار خصوصاً أن هناك حداً أدنى من التفويض التشريعي الضمني منحه البرلمان للحكومة ما دامت لا تستحدث ضريبة جديدة على المكلفين. وفي الوقت الذي انتقد فيه قسم كبير من اللبنانيين القرار الحكومي ورأوا أنه كان الأجدى أن يستفيدوا هم من الانخفاض العالمي الحاصل لا الدولة، وصف ممثل موزعي المحروقات فادي أبو شقرا، قرار الحكومة تثبيت سعر البنزين بـ«الشجاع والإيجابي»، موضحاً أنه «ستوازيه زيادة ضريبة الجمرك على استيراد المادة، وبالتالي فإن أي زيادة في السعر العالمي في المستقبل سيتم خصمها من ضريبة الجمرك المفروضة على الشركات المستوردة». ورأى أبو شقرا في حديث إذاعي، أن تثبيت السعر «أفضل من زيادة 5000 ليرة على الصفيحة»، موضحاً أنه بالموازاة سيستمر صدور جدول تركيب الأسعار لمادة المازوت التي لم يثبت سعرها، مضيفاً: «سيكون هناك جدول أسعار داخلي بين الشركات المستوردة للنفط، ويُتوقع أن تكون الزيادة هذا الأسبوع نحو 100 ليرة».

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

واشنطن: لن نترك العراق.. وترمب أعطى الأوامر

بيير غانم/العربية/14 آذار/2020

خلال الساعات التي أعقبت الهجوم على معسكر التاجي في العراق، ظهرت مؤشرات كثيرة على أن الأميركيين لن يسكتوا على الهجوم، فقد أوقع هذا الهجوم ليل الأربعاء الخميس قتيلين أميركيين وثالثا بريطانيا. ففي صباح الخميس، كان قائد المنطقة المركزية الجنرال كينيث ماكنزي يتحدّث إلى أعضاء لجنة الدفاع في مجلس الشيوخ، وأشار بوضوح إلى أن "كتائب حزب الله" هي التنظيم الوحيد الذي يملك القدرات على شنّ هذه الهجمات.

الردّ العسكري الأميركي

تبعه وزير الدفاع مارك إسبر ليقول من البنتاغون إن "الولايات المتحدة لن تتسامح مع الهجمات على شعبها ومصالحها أو أصدقائها"، وأضاف أن كل الخيارات على الطاولة وأنه تحدّث إلى الرئيس دونالد ترمب وحصل على "تفويضه للقيام بما هو ضروري". العاملون في الإدارة الأميركية كانوا أيضاً يتصرفون خلال تلك الساعات بحذر شديد، وبعض ما فعلوه كان تأجيل إعلان مواقف من الأوضاع في العراق ومن إيران إلى وقت لاحق، وتزامن كل هذا مع تلقي الرئيس الأميركي في البيت الأبيض الإيجاز الاستخباراتي الأسبوعي. بعد ساعات فقط شنّت القوات الأميركية هجوماً على "كتائب حزب الله العراقي"، وبدا كل شيء وكأنه ردّ على الهجوم.

أوامر ترمب

"العربية.نت" و"الحدث.نت" تحرّتا أكثر ما حصل، ومن الواضح الآن أن أشياء عديدة رافقت هذا الردّ الأميركي "المحدود".

مسؤول أميركي تحدّث إلى "العربية.نت" و"الحدث.نت" وأوضح "أنه ردّاً على الهجمات المتتالية من قبل المجموعات المدعومة من إيران، أصدر الرئيس الأميركي أوامره للقوات الأميركية بضرب 5 مخازن أسلحة تابعة لكتائب حزب الله لإضعاف قدرة هذه المجموعة بشكل كبير على شنّ هجمات في المستقبل".

ويتضح من كلام المسؤول الأميركي أن الرئيس ترمب يأخذ المسؤولية المباشرة عن هذا الردّ الأميركي، وليس وزير الدفاع أو القادة الميدانيين، كما شدّد المسؤول الأميركي في كلامه مع "العربية.نت" "الحدث.نت" على أن "الرئيس كان واضحاً أننا لن نقبل هجمات النظام الإيراني على الأميركيين أكان ذلك في العراق أو في أي مكان آخر، أكانت تلك الهجمات مباشرة أو على يد وكلاء النظام الإيراني".

لن نترك العراق"

ما يجعل ما يحدث في العراق على أهمية خاصة في هذه المواجهة الأميركية الإيرانية هو أن الأميركيين يرون في العراق فرصة ضخمة لصدّ إيران ويعتبرون أن الميدان لصالحهم، وليس لصالح طهران. فالأميركيون يتحدّون إيران في كل مناسبة، ويقولون "لن نترك العراق"، ويضيفون أن الإيرانيين يريدون مغادرتنا، لكننا في المقابل نتحدّث إلى العراقيين عن العلاقات الثنائية والاقتصاد والأمن والعلاقات العسكرية. يرى الكثير من الأميركيين في الإدارة الحالية وخارجها أن الولايات المتحدة بذلت المليارات والكثير من الضحايا والوقت في العراق، وليس من العقلاني ترك الميدان لـ"دولة عدوّة" فتزيد توسعها وتستغل العراق لكسر طوق العقوبات المفروض عليها.

العراقيون يريدون الأميركيين

يشعر الأميركيون أيضاً أن العراقيين يرحبون بهم، وأن الكلام عن أن العراقيين يريدون أن تخرج أميركا من بلادهم هو كلام القلّة التابعة لإيران. ويصنّف الأميركيون مواقف العراقيين بالقول "إن الأكراد يريدوننا أن نبقى، والسنّة أيضاً ونصف الشيعة يريدوننا أن نبقى". وفي حين تتمتع إيران بعلاقات وطيدة مع ميليشيات الحشد الشعبي، وهي في أغلبيتها الساحقة مجموعات تابعة لها، يردّ الأميركيون بعلاقات وطيدة مع الجيش العراقي وقوات مكافحة الإرهاب وغيرها من القوات الحكومية العراقية، بالإضافة الى علاقات تاريخية ومتينة مع البيشمركة العراقية، ويرون في كل هذه القوات عناصر صديقة توازي النفوذ الإيراني وتريد الإبقاء على الحضور العسكري الأميركي إلى جانبها في العراق. شعر الأميركيون أكثر أن العراقيين يرحبون بهم عندما قتلت القوات الأميركية قائد فيلق القدس قاسم سليماني، وينقلون عن مسؤولين عراقيين ترحيبهم بالعملية الأميركية مباشرة بعد شنّها وقولهم إن العراقيين عبّروا عن رضاهم عن مقتل سليماني "وكأنه هاجس وانتهى"، خصوصاً أنه كان رمزاً للاعتداء على سيادة العراق. والآن يريد الأميركيون رؤية حكومة عراقية جديدة، تستطيع أن تدخل الإصلاحات المطلوبة وتتجاوب مع مطالب المتظاهرين الذين خرجوا إلى الشوارع في الخريف الماضي، وأكثر ما تظاهروا ضدّه كان الفساد في الحكومة وتسلّط الإيرانيين على القرار العراقي. ربما يكون من اللافت، أن كل من يتحدّث إلى مسؤول في الإدارة الأميركية، أو يقرأ بياناً عن تشكيل الحكومة في العراق، يمرّ بتعبير "السيادة" أو رئيس وحكومة حريصة على "سيادة العراق"، فهذه الجملة تختصر الكثير أو كل الموقف الأميركي من العراق. شعر الأميركيون أكثر أن العراقيين يرحبون بهم عندما قتلت القوات الأميركية قائد فيلق القدس قاسم سليماني، وينقلون عن مسؤولين عراقيين ترحيبهم بالعملية الأميركية مباشرة بعد شنّها وقولهم إن العراقيين عبّروا عن رضاهم عن مقتل سليماني "وكأنه هاجس وانتهى"، خصوصاً أنه كان رمزاً للاعتداء على سيادة العراق. والآن يريد الأميركيون رؤية حكومة عراقية جديدة، تستطيع أن تدخل الإصلاحات المطلوبة وتتجاوب مع مطالب المتظاهرين الذين خرجوا إلى الشوارع في الخريف الماضي، وأكثر ما تظاهروا ضدّه كان الفساد في الحكومة وتسلّط الإيرانيين على القرار العراقي. ربما يكون من اللافت، أن كل من يتحدّث إلى مسؤول في الإدارة الأميركية، أو يقرأ بياناً عن تشكيل الحكومة في العراق، يمرّ بتعبير "السيادة" أو رئيس وحكومة حريصة على "سيادة العراق"، فهذه الجملة تختصر الكثير أو كل الموقف الأميركي من العراق.

 

إسبر: لن نتسامح مع هجمات على شعبنا أو مصالحنا أو حلفائنا

 دبي - العربية.نت/14 آذار/2020

تزامناً مع تنفيذ الولايات المتحدة ضربات انتقامية في العراق رداً على هجوم صاروخي على قاعدة التاجي شمال بغداد، شدد وزير الدفاع الأميركي، مارك إسبر، الخميس، على أن بلاده لن تتسامح مع هجمات على "شعبنا أو مصالحنا أو حلفائنا".وأكد البنتاغون الخميس أن الولايات المتحدة نفذت ضربات استهدفت 5 مواقع لتخزين الأسلحة تابعة لميليشيات مدعومة من إيران في العراق، وذلك بعد يوم من الهجوم الذي أودى بحياة أميركيين اثنين وبريطاني. كما قال البنتاغون في بيان: "نفذت الولايات المتحدة ضربات دفاعية دقيقة ضد مواقع كتائب حزب الله في أنحاء العراق". وأضاف أن "منشآت تخزين الأسلحة تلك تشمل منشآت كانت تضم أسلحة تُستخدم لاستهداف قوات أميركا والتحالف". إلى ذلك أوضح أن الضربات كانت "دفاعية ومتناسبة وكانت رداً مباشراً على التهديد الذي تشكله الميليشيات المدعومة من إيران".

كل الخيارات مطروحة

يشار إلى أن وزير الدفاع الأميركي، مارك إسبر، كان ذكر في وقت سابق الخميس، أن كل الخيارات مطروحة على الطاولة بعد هجوم الأربعاء، قائلاً إن ميليشيات تدعمها إيران تقف وراءه. وصرح إسبر للصحافة أنه تحدث مساء الأربعاء مع الرئيس الأميركي دونالد ترمب حول إجراءات الرد الممكنة، وأعطاه هذا الأخير كل الصلاحيات من أجل "القيام بما يجب فعله". كما أضاف: "هجوم الأربعاء الذي شنته جماعات مسلحة مدعومة من إيران تضمن نيراناً متعددة غير مباشرة انطلقت من منصة ثابتة واستهدف بوضوح قوات التحالف والقوات الشريكة في معسكر التاجي".

أكثر من 10 صواريخ يذكر أنه ليل الأربعاء، استهدفت أكثر من 10 صواريخ كاتيوشا قاعدة التاجي، شمال العاصمة العراقية، ما أسفر عن مقتل جنديين أميركيين وبريطاني. ولاحقاً شنت طائرات مجهولة غارات على قواعد تابعة للحشد الشعبي وفصائل إيرانية في مدينة البوكمال السورية على الحدود العراقية، بحسب ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، معتبراً أنها جاءت رداً على قصف التاجي.

 

هجوم صاروخي على قاعدة التاجي شمال بغداد للمرة الثانية خلال أسبوع/الجيش العراقي طالب جميع القوات الأجنبية بسرعة الانسحاب وفق قرار البرلمان

بغداد /الشرق الأوسط/14 آذار/2020

استهدفت صواريخ كاتيوشا اليوم (السبت) مجدداً قاعدة التاجي العسكرية العراقية شمال بغداد، والتي قتل فيها جنديان أميركيان وجندية بريطانية بهجوم مماثل الأربعاء، بحسب ما أكدت مصادر أمنية عراقية وأميركية لوكالة الصحافة الفرنسية. وقال ضابط عراقي داخل القاعدة لوكالة رويترز إنه سمع دوي سقوط عشرة صواريخ على الأقل في القاعدة وإنه يسمع الآن صفارات الإنذار. من جانبه، قال الجيش العراقي إن 33 صاروخ كاتيوشا أُطلقت على قاعدة التاجي العسكرية، مشيراً إلى أن الهجوم أدى إلى إصابة عدد من منتسبي الدفاع الجوي وأن حالتهم حرجة جدا. وقال الجيش إن قواته عثرت على «سبع منصات تم إطلاق الصواريخ منها في منطقة أبو عظام قرب التاجي شمالي العاصمة بغداد، ووجدت فيها 24 صاروخا جاهزا للإطلاق، حيث عملت على إبطال مفعولها»، مضيفاً أن القوات الأميركية أو القوات الأجنبية الأخرى «يجب ألا تستخدم الهجوم ذريعة للقيام بعمل عسكري دون موافقة العراق». كما طالب الجيش العراقي جميع القوات الأجنبية بسرعة الانسحاب وفق قرار البرلمان. والهجوم هو الثالث والعشرون منذ نهاية أكتوبر (تشرين الأول) ضدّ مصالح أميركية في العراق، ويأتي بعد مقتل ستة عراقيين، بينهم خمسة من عناصر الشرطة، في غارات أميركية ليل الخميس رداً على هجوم الأربعاء الدامي. وقالت القيادة المركزية الأميركية، في بيان الأربعاء، إن 18 صاروخا من نوع كاتيوشا استهدفت القاعدة العسكرية، ما أسفر أيضا عن إصابة نحو 12 من قوات التحالف الدولي.

 

عملية «انتقام الصقر» الأميركية تربك المشهد السياسي في العراق أعادت إلى الواجهة ملف الوجود الأجنبي المعلق أصلاً بسبب الأزمة الحكومية

بغداد: حمزة مصطفى/الشرق الأوسط/14 آذار/2020

بعد فترة الهدوء التي أعقبت عملية «البرق الأزرق» في يناير (كانون الثاني) 2020 التي أدت إلى اغتيال قائد «فيلق القدس» الإيراني قاسم سليماني، ونائب رئيس هيئة «الحشد الشعبي» العراقي، أبو مهدي المهندس قرب مطار بغداد، عادت المواجهة من جديد وبطريقة أكثر اتساعاً بين أميركا من جهة وفصائل «الحشد» من جهة أخرى. الجديد الذي لم يكن متوقعاً هذه المرة هو دخول بريطانيا على خط المواجهة، وذلك على خلفية مقتل جندي بريطاني خلال القصف الصاروخي الذي لم يعلن أحد تبنيه على معسكر التاجي الذي يضم أميركيين وبريطانيين. العملية الجديدة التي أطلق عليها التحالف الدولي تسمية «انتقام الصقر» لم تكن أميركية فقط؛ بل بمشاركة بريطانية، وهو ما يعني توسيع نطاق المشاركة، وإحداث مزيد من الإرباك في المشهد السياسي العراقي المنقسم على نفسه؛ سواء على صعيد التعامل مع الوجود الأجنبي في العراق، أو على صعيد الأزمة الخانقة التي تمر بها العملية السياسية، في ظل عدم اتفاق القوى السياسية الشيعية على اختيار رئيس وزراء جديد. الأمر الجديد الآخر في عملية «انتقام الصقر» هو ليس فقط اتساع نطاق الأهداف التي شملها القصف أو طبيعتها، وما خلفه من آثار تدميرية لا سيما في البنى التحتية؛ بل في نوعية الأسلحة التي جرى استخدامها، وهي طائرات حربية مقاتلة من نوع «إف 35» وليست طائرات مسيرة «درون» كتلك التي استخدمت في قصف مقرات «الحشد» عام 2019، أو التي قتلت سليماني والمهندس، أو صواريخ عن بعد. وبينما يعيد هذا القصف ملف إخراج القوات الأميركية إلى الواجهة من جديد، فإن هذا الملف يبقى معلقاً في الهواء، بسبب عدم وجود حكومة كاملة الصلاحيات يمكن أن تتعامل معه لكي يتم وضعه على الطاولة. وفي سياق ردود الفعل، فإنه في الوقت الذي دعا فيه الرئيس العراقي برهم صالح إلى أن «معالجة الأوضاع الأمنية تأتي من خلال دعم الحكومة العراقية للقيام بواجباتها، وتعزيز قدراتها وإرادتها لفرض القانون وحماية السيادة، ومنع تحول أراضيها إلى ساحة حرب بالوكالة»، فإن زعيم تيار الحكمة عمار الحكيم قد دعا الحكومة العراقية إلى أن «تأخذ دورها الصحيح والمناسب للحفاظ على هيبة الدولة وحماية سيادتها من أي انتهاك». وبينما يرى صالح أن «من شأن هذه المخاطر، إذا ما استمرت، الانزلاق بالعراق إلى حالة اللادولة والفوضى، لا سيما إذا ما تواصل التصعيد الأمني، مع توفر المؤشرات حول محاولة عناصر (داعش) الإرهابي استعادة قدرتهم على تهديد أمن الوطن والمواطن»، فإن الحكيم حذر من جانبه من أن مثل هذه الممارسات يمكن أن «تحول العراق إلى ساحة صراع وتجاذب سياسي وعسكري». زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، دخل على خط التعامل مع هذه الأزمة من زاوية بدت مختلفة؛ حيث دعا في تغريدة له إلى أهمية «ضبط النفس، ونشر السلام في ربوع العراق» حالياً. وأضاف الصدر: «إننا لسنا دعاة سلام مع المحتل؛ إلا أننا نراعي الظروف المحيطة بالشعب العراقي الأبي، الذي ندعو الله أن يخلصه من المحتل والفاسد على حد سواء».

إلى ذلك، أكد رئيس «مركز أكد للدراسات والرؤى الاستراتيجية»، الدكتور حسين علاوي، في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن «المواجهة بين الولايات المتحدة والفصائل المسلحة في العراق، لن يتم التصعيد فيها إلى مواجهة مفتوحة، وإنما هجمات تكتيكية لإعاقة مراكز الثقل، واستمرار حالة الردع المتفوق من قبل الولايات المتحدة والتحالف الدولي»، مبيناً أن «الحلقة الأضعف هي الحكومة العراقية التي لا يقودها رئيس مالك للشرعية الدستورية، فضلاً عن أن الصراع السياسي الداخلي قد انعكس على القرار العسكري بعدم قدرة الحكومة العراقية على تحييد نهج الضربة الثانية للطرف الدولي، سواء الولايات المتحدة أو دول التحالف الدولي، وخصوصاً بعد الهجمات على معسكر التاجي العراقي، الذي يحتضن بعثة عسكرية دولية للتدريب». وأضاف علاوي أن «الحل الأساسي يمكن في تسمية رئيس وزراء ناضج وقادر على إدارة السلم الأهلي والاقتصاد، وفرض القانون والعلاقات الخارجية المتوازنة مع الجميع». وأوضح علاوي أن «الرسالة الأميركية أنه ستتم معالجة أي تهديد بشكل منفرد لحين حسم الأمر بتنظيم عمل القوات الأجنبية، وإجلاء القوات، في ظل وضع داخلي مؤسف». ولفت علاوي إلى أن «من ينظم الوضع الداخلي هي الحكومة، وقدرة الناظم السياسي على استعادة الثقة من قبل الشعب والمحتجين الشباب بالسلطة السياسية».

 

العراق يستنكر الضربات الأميركية... ويحذر من عواقب والبنتاغون أكد استهداف مخازن سلاح لـ«كتائب حزب الله»... وبغداد أعلنت مقتل 6 وإصابة 12

بغداد/الشرق الأوسط/14 آذار/2020

أدان الجيش العراقي، أمس، الضربات الجوية الأميركية التي وقعت فجر أمس، وقال إنها أسفرت عن مقتل 6 أشخاص وإصابة 12، واصفاً إياها بأنها «اعتداء سافر» استهدف المؤسسة العسكرية العراقية و«انتهاك للسيادة». وحذر الجيش من أن الضربات الجوية ستكون لها عواقب، بينما قالت وزارة الخارجية إنها استدعت سفيري الولايات المتحدة وبريطانيا بشأن العدوان الأميركي، وعقدت اجتماعاً طارئاً لتحديد الإجراءات التي ستتخذها. وأعلنت الولايات المتحدة أنها نفذت سلسلة من الضربات على فصائل مسلحة موالية لإيران في العراق تتهمها بالمسؤولية عن هجوم صاروخي، في اليوم السابق، على قاعدة التاجي، شمال بغداد، أسفر عن مقتل جنديين أميركيين وجندي بريطاني. وقالت قيادة العمليات المشتركة العراقية، في بيان، «التذرع بأن هذا الهجوم جاء رداً على العمل العدواني الذي استهدف معسكر التاجي هو ذريعة واهية، وتقود إلى التصعيد، ولا تقدم حلاً». وحسب وكالة «رويترز»، أضاف البيان أنه «تصرف خارج إرادة الدولة العراقية واعتداء على سيادتها، ويقوي التوجهات الخارجة عن القانون، فلا يحق لأي طرف أن يضع نفسه بديلاً عن الدولة وسيادتها وقرارتها الشرعية». وتابع أنه، إلى جانب القتلى الستة، أصيب 12 شخصاً في الضربات الجوية الأميركية. وحسب وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، فإن الضربات استهدفت 5 مخازن للأسلحة استخدمها مقاتلو «كتائب حزب الله»، وتشمل منشآت تخزين أسلحة استخدمت في هجمات سابقة استهدفت قوات التحالف التي تقودها الولايات المتحدة. وقال الجيش العراقي، في بيان، إن بين القتلى ثلاثة جنود واثنين من منتسبي فوج الطوارئ، مضيفاً أن 11 مقاتلاً عراقياً أصيبوا بجروح، إصابة بعضهم خطيرة.

والمدني طاهٍ يعمل في مطار قرب كربلاء لا يزال قيد الإنشاء، فيما أصيب مدني آخر بجروح. وأكد المسؤول الإعلامي في المطار، غزوان العيساوي، في تصريحات لوكالة الصحافة الفرنسية، وفاة الطاهي، مضيفاً أن المطار تعرض لأضرار مادية. وقال العيساوي إن «خمسة صواريخ سقطت على المبنى الإداري في المطار نجمت عن أضرار مادية وتدمير 18 سيارة». وأضاف: «نحن بانتظار وصول الأجهزة الأمنية للتحقيق». وفي وقت سابق، أمس، أعطت قيادة العمليات المشتركة، في بيان، صورة تفصيلية عما حصل ليلة القصف العنيف، التي تتمثل بحصول ما سمته «اعتداءً سافراً من طائرات أميركية مقاتلة استهدفت قطعات الجيش العراقي: مغاوير الفرقة التاسعة عشر، ومقر لواء 46 الحشد الشعبي، وفوج شرطة بابل الثالث في مناطق محافظة بابل في جرف الصخر والسعيدات والبهبهاني، ومنشأة الأشتر للتصنيع العسكري السابق، ومطار كربلاء قيد الإنشاء الواقع على الطريق الرابطة بين كربلاء والنجف».

وطبقاً للبيان، فإن القصف أدى إلى «تدمير البنى التحتية بالكامل والمعدات والأسلحة في جميع المقرات التي استهدفت». وعدت القيادة العراقية المشتركة التي لديها تنسيق كامل وغرفة عمليات مع التحالف الدولي أن «هذا الاعتداء لا يمت لأي شراكة أو احترام لسيادة العراق، وسلامة أرضه وسمائه ومواطنيه، وستكون له عواقب ترتد على الجميع بأشد المخاطر، إن لم يتم السيطرة عليها واحترام الجميع لإرادة وسياسات الدولة العراقية». ووفق وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، استهدفت الضربات خمسة مواقع تخزين أسلحة تابعة لقوات «الحشد الشعبي». وجاءت الضربات رداً على هجوم صاروخي على قاعدة التاجي العسكرية شمال بغداد، مساء الأربعاء، أدت إلى ثلاثة قتلى، هم عسكريان أميركيان ومجندة بريطانية. والهجوم الذي وقع الأربعاء هو الهجوم الثاني والعشرون على منشآت أميركية في العراق، لكن الأكثر دموية. وتعرضت مكاتب دبلوماسية أميركية لهجمات، وكذلك القواعد التي ينتشر فيها 5200 جندي أميركي في العراق.

ولا يزال هناك نحو 5000 جندي أميركي في العراق، معظمهم بصفة استشارية، في إطار تحالف دولي أوسع تم تشكيله لمساعدة العراق على التصدي لمقاتلي تنظيم «داعش» وهزيمتهم. ونفذت جماعات مسلحة مدعومة من إيران هجمات بصواريخ وقصف بشكل منتظم للقواعد التي تستضيف القوات الأميركية والمنطقة المحيطة بالسفارة الأميركية في بغداد. من جانبها، شنت الولايات المتحدة عدة غارات جوية داخل العراق، ما أسفر عن مقتل الجنرال الإيراني الكبير قاسم سليماني، ومؤسس «كتائب حزب الله» أبو مهدي المهندس، على الأراضي العراقية في يناير (كانون الثاني). وأصدر البرلمان قراراً يدعو جميع القوات الأجنبية إلى مغادرة البلاد بعد مقتل سليماني.

 

كورونا يضرب بقوة.. إيران تعلن وفاة 611 والمعارضة تؤكد 2000

دبي - العربية.نت/14 آذار/2020

أعلنت السلطات الإيرانية، اليوم السبت، إحصائية رسمية جديدة بعدد المصابين بفيروس كورونا، حيث تم تسجيل 12729 إصابة في جميع أرجاء البلاد، فيما تم تسجيل 97 وفاة جديدة بكورونا ليرتفع عدد الوفيات إلى 611. فيما ذكر موقع "إيران إنترناشيونال عربي" على تويتر نقلا عن مصادر إيرانية، أن إجمالي عدد وفيات فيروس كورونا في إيران وصل إلى نحو 1950 شخصا. يأتي ذلك فيما أكد محمود رضا مرادي، رئيس جامعة کرمانشاه للعلوم الطبية بإيران، في رسالة أن مدينة كرمانشاه الواقعة غربي إيران "مليئة بفيروس كورونا الوحشي"، معلناً وصول مستوى تفشي الفيروس بالمحافظة للمستوى الأحمر، بحسب ما نقل عنه موقع "إيران انترناشيونال – عربي". وكانت وكالة إيران للأنباء "إرنا" ذكرت، الجمعة، أن قوات الأمن الإيرانية ستخلي شوارع المدن خلال الأربع والعشرين التي تلت الإعلان، وذلك في محاولة للتصدي لانتشار فيروس كورونا بالبلاد. وإيران من أكثر الدول الموبوءة بالفيروس بعد الصين، حيث تسبب في وفاة 514 شخصاً، وإصابة حوالي 11364 حتى اليوم الجمعة، بحسب الإحصاءات الإيرانية الرسمية. يأتي ذلك فيما اتهم وزير الخارجية الأميركي، مايك بومبيو، المرشد الإيراني علي خامنئي، بالإخفاق في حماية إيران من فيروس كورونا. وقال بومبيو، الجمعة، إنه "كان على خامنئي أن يحمي الشعب الإيراني بدلا من ترك الرحلات مفتوحة مع الصين". وأكد بومبيو أن "خامنئي يكذب على الشعب الإيراني ويسجن كل من يحاول توضيح حقيقة كورونا". وجاء ذلك ردا على قول خامنئي إن فيروس كورونا يمكن أن يكون سلاحا إرهابيا بيولوجيا ضد إيران.

 

موسكو وأنقرة تتفقان على مسار تنفيذ اتفاق إدلب

موسكو: رائد جبر/الشرق الأوسط/14 آذار/2020

بحث مجلس الأمن القومي الروسي، الجمعة، تفاصيل الترتيبات التي تم التوصل إليها مع الجانب التركي خلال المفاوضات التي جرت على مستوى الخبراء العسكريين خلال الأيام الماضية. ومع الإعلان عن وضع «آليات تفصيلية» لتنفيذ القرارات التي توصل إليها الرئيسان فلاديمير بوتين ورجب طيب إردوغان قبل أسبوع، أعربت موسكو عن ارتياحها لمسار الهدنة، وأعربت عن التعويل على تنفيذ الأطراف التزاماتها. وأعلن الكرملين، أن بوتين ترأس اجتماعاً لمجلس الأمن الروسي تم التركيز خلاله على مخرجات الحوار الروسي - التركي والترتيبات التي تم التوصل إليها لإطلاق الجزء الثاني من عملية تنفيذ اتفاق الرئيسين بعد أن تم تثبيت الشطر الأول المتعلق بوقف النار منذ الجمعة الماضي. وعلى رغم أن المستوى الرسمي الروسي لم يشر إلى تفاصيل الاتفاقات، لكن وسائل إعلام روسية سربت جانباً منها، وهي تتعلق بترتيبات ميدانية لتنفيذ الاتفاق على تسيير الدوريات المشتركة على الطريق الدولية المعروف بـ«إم 4» وتفاهمات على سبل مواجهة وجود المسلحين في المنطقة العازلة التي تم الاتفاق على إنشائها بعمق 12 كيلومتراً على جانبي الطريق الاستراتيجية. وفقاً لمسودة الاتفاق التي نشرت أمس، تستعد موسكو وأنقرة لبدء الدوريات المشتركة، الأحد، على طول 70 كيلومتراً من الطريق. ويتضمن الاتفاق تحديد مواقع تمركز الطرفين على امتداد الممر الأمن على كل من جانبي الطريق. وستقوم الوحدات التركية بمراقبة المنطقة من شمال الطريق بينما ستنشئ الشرطة العسكرية الروسية نقاط تفتيش عدة جنوب المنطقة الأمنية. وسيتم تزويد الدوريات المشتركة بطائرات مروحية عسكرية روسية وتركية.

ولم يتم توضيح طبيعة الإجراءات ضد الفصائل التي ترفض الهدنة، لكن موسكو أشارت إلى وضع آليات «للمواجهة بشكل مشترك ضد مجموعات من المتطرفين الذين لا يخضعون لشروط الهدنة». وقالت مصادر روسية، إن الوفدين الروسي والتركي «تمكنا من التوصل إلى اتفاق بشأن معظم القضايا، وأن المفاوضات بناءة». وكان بوتين استبق عقد الاجتماع مع مجلس الأمن القومي لمناقشة الاتفاقات مع أنقرة، بإجراء مكالمة هاتفية مع إردوغان. وأفاد الكرملين بأن الرئيسين «بحثا الاتفاقات التي تم التوصل إليها، وأعربا عن ارتياحهما تجاه التخفيض الملحوظ لمستوى التوتر في منطقة إدلب».

في غضون ذلك، نشرت وزارة الدفاع الروسية شريط فيديو على موقعها الإلكتروني ظهرت فيه مجموعة من الآليات العسكرية ترفع العلم الروسي وهي تسير دوريات على الطريق الدولية «إم 5» في منطقة تقع خارج مدينة سراقب جنوب شرقي محافظة إدلب. ولفتت الوزارة إلى أن دورياتها في المنطقة تأتي في إطار تطبيق التفاهمات الروسية التركية أخيراً. ورغم تأكيد موسكو على اطمئنانها لسير تنفيذ الاتفاقات، برزت لهجة تشكيك في التغطيات الإعلامية الروسية، ونقلت صحيفة «ازفيستيا»، الجمعة، تحذيرات من جانب روسيا، عكست عدم وجود قناعة بأن الهدنة يمكن أن تستمر طويلاً. وقال الخبير العسكري فلاديسلاف شوريغين «لقد أكدت تركيا خطورة نواياها». مشيراً إلى أن «الجماعات التي تسيطر عليها أنقرة أوقفت محاولات الهجوم، ولكن هل ستتمكن من كبح المتطرفين؟». وزاد، أن هذا السؤال مرتبط بسؤال آخر حول: هل من الممكن أن نشهد للمرة الأولى إجراءات جدية لأنقرة ضد جبهة النصرة؟

وأشار خبراء إلى أن «المتطرفين أعلنوا بالفعل رفضهم دعم الهدنة. ولم يوافقوا على مغادرة المنطقة الأمنة ودعوا السكان المحليين إلى مواصلة مقاومة القوات الحكومية».

كما دلت بعض التعليقات على عدم الثقة بنيات إردوغان، ولفت خبراء إلى أنه «لم يتوقف الرئيس ووزير الدفاع في تركيا عن التلويح بأنهما مستعدان لاستئناف العملية العسكرية على الفور في سوريا، إذا لم تفِ موسكو أو الرئيس بشار الأسد بوعودهما».

وقال الخبير العسكري دميتري بولتينكوف، إن «أنقرة تعد بالرد على أي قصف يستهدف نقاط التفتيش بضربات أقوى من ذي قبل. وفي فبراير (شباط)، أعلنت الإدارة العسكرية التركية عن تدمير العشرات من أهداف الجيش السوري وقتل مئات الجنود». وزاد الخبير، أنه «بالطبع هذه البيانات مبالَغ فيها إلى حد كبير، لكن لا يمكن تجاهل أن أنقرة يمكنها استخدام الطائرات من دون طيار بفاعلية كبيرة». وأوضح، أن الجانب التركي «أثبت أنه قادر على التسبب في أضرار جسيمة بسبب هشاشة الدفاعات الجوية السورية». وأضاف، أنه على رغم أن فترة الهدنة «أتاحت للحكومة السورية إمكانية زج أنظمة دفاع جوي إضافية إلى الخط الأمامي، لكن مع ذلك يجب أن تؤخذ التهديدات التركية على محمل الجد».

 

السيسي يطلب من ماكرون دوراً أوروبياً في ملف «السد الإثيوبي»/مصر وفرنسا تتفقان على استمرار التشاور في مكافحة الإرهاب

القاهرة: وليد عبد الرحمن/الشرق الأوسط/14 آذار/2020

سلم وزير الخارجية المصري سامح شكري، «رسالة من الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، تتعلق بتطورات (سد النهضة) الإثيوبي»، وذلك خلال جلسة مباحثات، أمس، بالعاصمة الفرنسية باريس، مع وزير أوروبا والشؤون الخارجية الفرنسي، جان إيف لودريان، تناولت «سبل تعزيز العلاقات الثنائية والقضايا ذات الاهتمام المشترك». وشدد وزير الخارجية المصري على «أهمية قيام فرنسا ودول الاتحاد الأوروبي، ببذل جهودهم لدفع إثيوبيا للتوقيع على اتفاق ملء وتشغيل السد، حفاظاً على الأمن والاستقرار بمنطقة القرن الأفريقي». ويقوم شكري بجولة أوروبية تشمل بلجيكا وفرنسا، تستهدف «التشاور حول الملفات الإقليمية والدولية، وبحث مستجدات السد الإثيوبي». وسبق أن أجرى شكري لقاءات مع مسؤولي مؤسسات الاتحاد الأوروبي، سبقتها جولة عربية شملت الأردن والعراق والكويت والسعودية والإمارات، بهدف حشد الدعم لبلاده في نزاعها مع إثيوبيا بشأن «سد النهضة».

وتعثرت المفاوضات بين مصر وإثيوبيا والسودان، الدائرة منذ نحو 4 أشهر، برعاية الولايات المتحدة والبنك الدولي، بعد تخلف إثيوبيا عن حضور اجتماع أخير في واشنطن، نهاية فبراير (شباط) الماضي، كان مخصصاً لإبرام اتفاق نهائي، بخصوص قواعد ملء وتشغيل السد، الذي تبينه أديس أبابا منذ 2011، وتتحسب مصر لتأثيراته على حصتها في مياه النيل. وتناول لقاء شكري ولودريان، أمس، «سبل دفع علاقات التعاون بين مصر وفرنسا في شتى المجالات، والملفات الإقليمية والدولية محل الاهتمام المشترك». واتفقا على «أهمية استمرار وتيرة اللقاءات رفيعة المستوى خلال المرحلة المقبلة». وقال المستشار أحمد حافظ، المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية، أمس، إن «الوزير شكري أشاد خلال المباحثات بالمستوى المتميز للتعاون الثنائي بين البلدين في مختلف المجالات، والتطلع لاستمرار التعاون الوثيق في دفع العلاقات الاستراتيجية بين مصر وفرنسا، ومواصلة التنسيق في الملفات الإقليمية والدولية»، موضحاً أن «الوزيرين استعرضا أهم ملامح علاقات التعاون على الأصعدة السياسية، والاقتصادية، والتنموية، والرعاية الصحية، والاستثمارية، والثقافية بين البلدين»، لافتاً إلى أن «المباحثات شهدت كذلك «اتفاقاً في الرؤى حول أهمية استمرار التنسيق والتشاور في ملف مكافحة الإرهاب في ضوء الجهود التي تقوم بها مصر في هذا المجال، وتعويلها على دعم الشركاء الدوليين، منهم فرنسا، في تكاتف الجهود الدولية، لمواجهة هذه الظاهرة، والتصدي للدول التي تقوم برعاية الإرهاب وتمويله وتقديم الدعم اللوجستي له، والتصدي لحركة (المقاتلين الأجانب)». وذكر حافظ، في بيان له، أمس، أن «النقاش حول القضايا الإقليمية، استحوذ على الجزء الأكبر من المباحثات، في إطار حرص القاهرة وباريس على مواصلة التشاور والتنسيق حول القضايا ذات الاهتمام المشترك، وتم تبادل الرؤى إزاء سبل إعادة الأمن وتسوية الأزمات في منطقة الشرق الأوسط، حيث اتفق الوزيران على أهمية استمرار التنسيق حول ليبيا، في ضوء التوافق على ضرورة الحل السياسي الشامل، ومكافحة الإرهاب، ورفض التدخلات الخارجية. كما تم التأكيد على الالتزام بالتسوية السياسية في سوريا بما يحافظ على وحدتها وسلامتها الإقليمية». وأوضح المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية، أن «وزير أوروبا والشؤون الخارجية الفرنسي، أعرب عن تقديره للدور المهم والمركزي، الذي تلعبه مصر لتعزيز الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط، واعتزاز بلاده بالعلاقات المتشعبة مع مصر، وأهمية العمل على تعزيز هذه العلاقات، والارتقاء بها إلى مستويات أفضل خلال الفترة المقبلة، بالإضافة إلى استمرار التنسيق والتشاور، إزاء كافة المسائل محل اهتمام الجانبين».

 

«سد النهضة» الإثيوبي و«الخيارات الحرجة» وتعثر مسار المفاوضات دفع مصر لتصعيد النزاع دولياً

القاهرة: محمد عبده حسنين/الشرق الأوسط/14 آذار/2020

يبدو أن انسداد الأفق الذي يواجه المسار التفاوضي بين مصر وإثيوبيا، بشأن «سد النهضة»، قد فتح الباب أمام خيارات عدة، بعضها «حرج» لم يكن مطروحاً من قبل للعلن على مدار السنوات التسع الماضية، منذ إعلان أديس أبابا تدشين السد على الرافد الرئيسي لنهر النيل بمصر. فقد أشعل الرفض الإثيوبي للتوقيع على مسودة اتفاق أميركي نهاية فبراير (شباط) الماضي «حرب تصريحات»، تراشق فيها البلدان بيانات تلقي الاتهامات على الطرف الآخر، وتعلن تمسك كل منهما بما يصفه بـ«حقوقه». وهكذا، أخذ النزاع منحنى تصاعدياً خطيراً، أعاد للأذهان تحذيرات سابقة مما يطلق عليه «حروب المياه»، كما يقول مراقبون لـ«الشرق الأوسط»، طرحوا سيناريوهات سياسية وقانونية أيضاً للحل. تخلفت إثيوبيا عن حضور اجتماع في العاصمة الأميركية واشنطن نهاية فبراير (شباط) الماضي، كان مخصصاً لإبرام اتفاق نهائي مع مصر والسودان، بخصوص قواعد ملء وتشغيل السد الذي تبينه أديس أبابا منذ 2011.

وحدها مصر، بين الدول الثلاث، أبدت تأييدها للاتفاق، واصفة إياه بأنه «عادل متوازن». وفي حين عدت القاهرة غياب أديس أبابا «متعمداً»، بهدف «إعاقة مسار المفاوضات»، ووصفته بأنه «مخالفة صريحة للقانون والأعراف الدولية، واتفاق إعلان المبادئ المبرم عام 2015».

الرفض الإثيوبي للاتفاق الذي جاء برعاية الولايات المتحدة والبنك الدولي تزامن مع لغة دبلوماسية أعنف لمسؤوليها، بدأت بإعلانها ملء خزان السد في يوليو (تموز) المقبل، أي بعد نحو 4 أشهر فقط، وهو الموقف الذي واجهته مصر بتكثيف تحركاتها الدبلوماسية لحشد دعم دولي لموقفها الرافض لأي إجراء «أحادي» يؤدي لأضرار على حصتها المائية في مياه نهر النيل. وإمعاناً في التعنت الإثيوبي، قال رئيس الوزراء آبي أحمد إن «سد النهضة أصبح قضية شرف وطني؛ لن نتخلى عنه». وسبق كلامه تصريح لوزير الخارجية الإثيوبي، جاء فيه أن «الأرض أرضنا، والمياه مياهنا، والمال الذي يبنى به سد النهضة مالنا، ولا قوة يمكنها منعنا من بنائه»، في خطابات شعبوية تستهدف حشد المواطنين.

- عامل توحيد وطني

تنظر إثيوبيا إلى السد بصفته عاملاً موحداً لمواطنيها الذين يعانون من صراعات إثنية وسياسية. وقالت الرئيسة ساهله - ورك زودي إن «سد النهضة الكبير هو نموذج لوحدتنا»، وأضافت: «هو أكثر من مجرد مشروع تنموي... إنه سلاحنا للتغلب على الفقر والأمل في التنمية المستقبلية». وتقول إثيوبيا إن بناء السد الذي يتكلف نحو 4 مليارات دولار، والذي اكتمل بأكثر من 70 في المائة، ضروري من أجل تزويدها بالكهرباء، بينما تخشى مصر أن يؤثر المشروع على إمداداتها من النيل التي توفّر أكثر من 90 في المائة من المياه التي تحتاج إليها للشرب والري. وقد شكل الغياب الإثيوبي ضربة قوية للمفاوضات التي ترعاها وزارة الخزانة الأميركية، ومعها البنك الدولي، منذ نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، خاصة بعد التوصل لمسودة اتفاق أولية. ويرى الدكتور هاني رسلان، رئيس وحدة دول حوض النيل في مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، أن موقف إثيوبيا يوضح أنها كانت تجلس للتباحث والتفاوض طوال السنوات الماضية بـ«سوء نيه كامل»، وتمارس عملية خداع واسعة النطاق، وأنها كانت تسعى فقط لاستهلاك الوقت وإتمام بناء السد. وكان من المنتظر أن يحسم الاتفاق النقاط الخلافية بين مصر وإثيوبيا، خاصة في قواعد ملء الخزان في وقت الجفاف والجفاف الطويل. ووفق وزير الخارجية المصري سامح شكري، فإن «المفاوضات على مدى الأشهر الماضية جرى خلالها وضع مواد محددة قانونية وفنية، شارك فيها كل من الجانب السوداني والإثيوبي بوفود كبيرة، تضم خبراء في المجالات كافة»، وتوصلت إلى «تفاهمات وتوافقات على الغالبية العظمى منها... لكن أتت إثيوبيا في الجولة قبل الأخيرة وتشككت في بعض ما كانت قد أخطرت بموافقتها عليه، بينما كان هناك توافق على كل العناصر، ومنها الاتفاق الفني المرتبط بسنوات ملء الخزان، وبأي معدل».

- أبرز النقاط الخلافية

تعد تعبئة خزان السد، الذي تصل قدرته الاستيعابية إلى 74 مليون متر مكعب من المياه، بين أبرز النقاط الخلافية. لكن شكري أكد أن بلاده أبدت «مرونة، وقبلت جدول الملء الذي طرحته إثيوبيا، ووجدت أنها تستطيع أن تتعامل مع فكرة الملء الأول الذي يستغرق عامين، ثم بقية مراحل الملء التي تستغرق 4 سنوات، وفقاً لجدول محدد». غير أنه استدرك قائلاً: «كان من الأهمية -فيما يتعلق بالملء- إدخال قواعد مرتبطة بما إذا أتى جفاف خلال فترة الملء، وكيف يؤثر هذا الجفاف على معدلات الملء»، مشيراً إلى أنه «تمت صياغة جميع هذه المحددات، والتوافق حولها، وتحديد جداول تحدد المياه القادمة، وكمية المياه التي يتم تصريفها، سواء في ظل الظروف الطبيعية أو في ظل ظروف الجفاف، ومراعاة ظروف الجفاف، حتى لا تتأثر كل من مصر والسودان بهذا الجفاف، ويتضاعف التأثر بعملية الملء». «المواقف الإثيوبية الأخيرة جعلتها فاقدة تماماً للمصداقية دولياً، وأظهرت بجلاء أنها لا تريد فقط توليد الطاقة، بل تتصرف بصفتها مالكة للنهر»، كما يقول رسلان، الأمر الذي «يعرّض منطقة حوض النيل الشرقي لخطر الانزلاق إلى صراع طويل المدى، بعدما أثبتت مصر طوال السنوات الماضية، وبكل الوسائل، مدى حرصها على نهج التعاون، واقتسام المصالح، والتشارك في التنمية».

ثم إن «تحليل الخطاب السياسي الإثيوبي، بتوجهاته الشعبوية، تفصح إلى أنه من غير المرجح أن تتنازل القيادة الإثيوبية عن المضي قدماً في خططها الخاصة بإتمام المشروع، والالتزام بالإطار الزمني لملء الخزان»، كما يقول أستاذ العلوم السياسية في جامعة القاهرة الدكتور حمدي عبد الرحمن، متابعاً أنه في حالة استمرار الجمود الراهن في المسار التفاوضي، يمكن أن تبدأ إثيوبيا عملية ملء سريعة للخزان، ما قد يتسبب في نقص كبير في نصيب مصر من مياه النيل، وربما يؤثر كذلك على إنتاج الطاقة الكهربائية. وتشير تقديرات إلى إمكانية نقص الموارد المائية في مصر بنسبة 25 في المائة، وتراجع إنتاج الطاقة الكهربائية بنسبة 30 في المائة، في حالة تبني إثيوبيا سيناريو ملء الخزان خلال فترة 5 - 7 سنوات.

- العودة إلى الإطار القانوني

ويوضح عبد الرحمن أنه لا سبيل أمام التعنت الإثيوبي سوى تصحيح المسار، والعودة إلى الإطار القانوني والسياسي الذي يحمي حقوق مصر المائية، وفقاً للقانون الدولي، وهو ما يعني التمسك بقاعدة الإخطار المسبق. وهنا، ينبغي رفض الإصرار الإثيوبي الخاص بملكيتها للنيل الأزرق، بصفته نهراً إثيوبياً خالصاً. كما ينبغي التوصل لترتيبات قانونية ومؤسسية مرنة سريعة الاستجابة في المعاهدة التي يتم التفاوض عليها بشأن سد النهضة. واستطاعت مصر أن تحصل على ثقة البنك الدولي والولايات المتحدة. ويقول مراقبون إن موقف القاهرة، وتوقيعها بالأحرف الأولى على مسودة الاتفاق الأميركي، في مقابل التعنت الإثيوبي، والانسحاب قبل التوقيع، «ورقة رابحة» يمكن استخدامها كتبرير لأي إجراء مستقبلي تعتزم مصر القيام به.

- خلاف مصري - سوداني

ومن ناحية أخرى، طرأ تغير كبير في المعادلة، بخروج الخلاف المصري - السوداني إلى العلن، ظهر بعدم توقيع السودان على اتفاق واشنطن، تبعه تحفظ السودان على قرار مجلس وزراء الخارجية العرب، برفض المساس بالحقوق التاريخية لمصر في مياه النيل، أو الإضرار بمصالحها، وعده جزءاً لا يتجزأ من الأمن القومي العربي؛ وهو الموقف الذي ووجه باستنكار مصري. وردّت الخارجية السودانية ببيان أنها فوجئت بقرار جامعة الدول العربية، وأنها تطلب من الدولتين (مصر وإثيوبيا) العودة للمفاوضات، فيما قالت الخارجية المصرية إن نص القرار وصل للسودان أول مارس (آذار)، ولم ترسل أي تعليق، وأن السودان سعى بعدها «لتفريغ النص من مضمونه». وبدا أن القاهرة تسعى إلى احتواء خلافها مع السودان بخصوص مفاوضات سد النهضة، من خلال زيارة خاطفة أجراها رئيس المخابرات العامة المصرية اللواء عباس كامل للخرطوم، الاثنين الماضي، كان عنوانها «الاطمئنان على رئيس وزراء السودان عبد الله حمدوك بعد تعرضه لمحاولة اغتيال». ويعتقد السفير صلاح حليمة، مساعد وزير الخارجية الأسبق، أن زيارة رئيس جهاز المخابرات قد تعيد التقارب بين البلدين، فيما يتعلق بمفاوضات سد النهضة مع إثيوبيا، مشيراً في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إلى أنه في الغالب جرى تشاور في الملف، بهدف إزالة أي سوء فهم واستيضاح المواقف، بجانب القضايا الأمنية. ووفق مراقبين، فإنه ما زالت أمام مصر حلول سياسية وقانونية، قبل الحديث عن أي خيارات خشنة، رغم ضيق الوقت، إذ يقول السفير جمال بيومي، مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق، إن مصر لم تستخدم أوراقها كافة حتى الآن، وإن إدخال الولايات المتحدة كان خطوة إيجابية، رغم تعثر الاتفاق، فقد أظهرت مصر أمام العالم تعنت إثيوبيا، وجعلت واشنطن والبنك الدولي في صفها.

- القانون الدولي

الدكتور مفيد شهاب، أستاذ القانون الدولي الوزير المصري السابق، يشير إلى أن حصة مصر من مياه النيل يحميها كثير من الاتفاقيات والمواثيق الدولية، وأن مصر ملتزمة بكل الإجراءات الدبلوماسية للحفاظ على حقوقها، نافياً احتمالية «استخدام القوة». ويضع الخبير القانوني بدائل أمام القاهرة، منوهاً بأن إشراك وسطاء دوليين جدد أمر مطروح، وكذلك الاستعانة بمنظمات إقليمية، يعقبها طرح المسألة على الجمعية العمومية للأمم المتحدة للحصول على إدانة ضد موقف إثيوبيا. ويقول شهاب إن الدبلوماسية المصرية تدرس كل البدائل للوصول إلى حل، وعلى المستوى نفسه تدرس إمكانية ترشيد استغلال مياه النيل، مؤكداً أن نهر النيل يعد نهراً دولياً يمر بـ11 دولة، ما يجعل استغلال مياهه مشروط بمصالح باقي الدول. ويتابع أن المفاوضات تنجح في علاج 90 في المائة من النزاعات الدولية، يليها تدخل القوى الإقليمية، ثم التحكيم أو القضاء الدولي الذي يصدر حكماً نهائياً ملزماً للأطراف. ومن جانب آخر «تستطيع إثيوبيا تسوية الخلاف فوراً، إذا ما قررت التخلي عن تعنتها، ووقعت على الاتفاق، بينما لا تملك مصر تقديم أي تنازلات أخرى»، بحسب الدكتور نصر الدين علام، وزير الموارد المائية والري المصري الأسبق. وأضاف علام، الذي تحدث لـ«الشرق الأوسط»، أن أديس أبابا حصلت بالفعل على اعتراف مصر بالسد بسعته الكبيرة، وكذلك تحمل أضرار الملء، لكنها ما زالت تطمع في الحصول على حصة مائية من «النيل الأزرق» (الرافد الرئيسي لنهر النيل في مصر)، لتوسعات زراعية مستقبلية، وبناء مزيد من السدود، وهو الأمر الذي يمثل خطاً أحمر للمفاوض المصري الذي لا يمكنه التخلي عن موارد الشعب من المياه. وحسب علام «إذا ما استمر التعثر، تمتلك مصر أوراقاً عدة، من بينها: تحييد دور الولايات المتحدة والغرب في القضية، وترويج مصر لقضيتها، بما يمكنها من تحقيق أمنها المائي، وعدم التفريط في حقوقها»، محذراً من مغبة أي تصعيد في النزاع، خاصة أن منطقة القرن الأفريقي تعاني من هشاشة أمنية، ولا تحتمل أي أزمات إقليمية، كما أن إثيوبيا لديها أزمات داخلية.

- تحديات... وقواعد

حالياً تعاني مصر من «ندرة مائية». ووفقاً لوزير الموارد المائية محمد عبد العاطي، تواجه مصر تحديات كبيرة نتيجة محدودية الموارد المائية، وزيادة الاستخدامات، التي انخفض على أثرها نصيب الفرد نتيجة النمو السكاني المتزايد لأقل من 570م3- عام، بينما من المتوقع أن تؤدي التغيرات المناخية لانخفاض كمية الأمطار، وزيادة احتياجات المحاصيل الزراعية. ويشير الدكتور محمد سامح عمرو، خبير القانون الدولي، إلى وجود قواعد دولية لا بد من احترامها، «وعلى أي دولة تريد عمل مشروع أياً كان على النهر، أن تخطر الدول الأخرى وتتشاور معها، وتتعاون معها للوصول إلى أفضل النتائج، مع الحفاظ على مبادئ الاستخدام المنصف العادل للنهر، وعدم الإضرار بالدول الأخرى، فلا يؤدي الموقع الجغرافي لدولة إلى الإضرار بدول أخرى». وأضاف عمرو أن قواعد استخدام مياه الأنهار أكدتها المحاكم الدولية في أكثر من قضية، ومنها حكم محكمة العدل الدولية عام 1937، في نزاع بين إسبانيا ودولة مجاورة لها، أرست خلاله المحكمة كل مبادئ استخدام الأنهار. وأردف أن محكمة العدل الدولية تناولت عدداً كبيراً من القضايا حول استخدام الأنهار خلال السنوات العشرين الأخيرة، وهذا مؤشر على وجود مشكلات في استخدام المياه، وهي قضايا في أوروبا وأفريقيا، وبشكل كبير في أميركا اللاتينية، وهذا دليل على وجود قواعد القانون الدولي.

- الخيار العسكري

رسمياً، ترفض مصر التكلم عن أي خيار عسكري للتعامل مع النزاع، بل إنها وجهت اللوم إلى أبي أحمد عندما تحدث في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي عن «استعداد بلاده لحشد الملايين للدفاع عن السد» في مواجهة أي حرب، الأمر الذي اضطره لتقديم توضيح يؤكد أنه حديثه فهم على وجه خاطئ. لكن أيضاً، رغم ذلك، فإن استبعاد التعامل العسكري تماماً في أي مرحلة مقبلة أمر غير صحيح، بحسب مراقبين يشيرون إلى تلميحات مبطنة من الجانبين -ربما مجرد تلويح أو تهديد- تؤكد استعداد كل طرف للدفاع عما يعتقد كل طرف أنه «حقوقه» إلى أبعد الحدود، أو تعرض مصر للجفاف جراء حجز المياه خلف بحيرة سد النهضة الإثيوبي. وتتعلق تلك التلميحات باجتماعات رفيعة عقدها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مع القادة العسكريين في بلاده لمراجعة استعداد وخطط تأمين البلاد مع احتدام الأزمة، وهو الأمر الذي كرره أيضاً وزراء إثيوبيا الأسبوع الماضي. وقد استبعد السيسي، في أكثر من مناسبة، اللجوء إلى الخيار العسكري، مشيراً إلى أن مصر تعول دائماً على الحلول السلمية والدبلوماسية لمشكلة سد النهضة. لكن وزير الخارجية المصرية، في حواره مع التلفزيون قبل أسبوعين، صرح بأن «القيادة المصرية، متمثلة في أجهزتها، سوف تعمل وتجد الحلول المناسبة التي تحافظ على مصلحة مصر العليا».

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

كابوس "الكابيتال كونترول" بات واقعاً.. إليكم تفاصيله

عزة الحاج حسن/المدن/15 آذار/2020

وضعت وزارة المال اللمسات الأخيرة على مشروع قانون معجّل حول تنظيم ووضع ضوابط استثنائية موقتة على العمليات والخدمات المصرفية. بمعنى آخر سلك الـ "capital control" طريقه القانوني. وبموجب مشروع القانون يُمنح مصرف لبنان صلاحيات استثنائية لتنظيم علاقة المصارف بعملائها، منعاً لأي استنسابية. لكن على حساب مَن ستُطبق تلك القيود؟  لقد تذرعوا بحماية أموال صغار المودعين فحجبوها عنهم ويعملون على قوننة حجبها. لم يتم التوصل إلى صيغة نهائية من مشروع القانون بسهولة، إنما مرّ بمسودّتين قبل أن ترسو وزارة المال على المسودة الثالثة، بعدما تصادمت أكثر من مرة مع مصرف لبنان والمصارف على خلفية الاختلاف حول بنود عدة، منها ما يتعلّق بآلية صرف الشيكات بالعملتين، الدولار والليرة، وأخرى مرتبطة بالتجارة الإلكترونية والتحويلات إلى الخارج. لكن النقاشات كافة انتهت إلى صوغ مشروع القانون هذا الذي سيُبقي الودائع الدولارية الصغيرة رهينة لدى المصارف، كما سيمكّن المصارف من استمرارها بالتسلّط على رواتب موظفي القطاع الخاص الموطنة بالدولار، وسيُبقيهم رهينة مزاج المصارف وقيودها الجائرة التي ستصبح قانونية بحكم هذا القانون، بموافقة وتواطؤ الأطراف كلها، وعلى رأسها وزارة المال.

وإليكم ما انتهت إليه القيود المصرفية بتفاصيلها:

صلاحيات استثنائية

يعطي مشروع القانون في مادتيه الأولى والثانية صلاحيات استثنائية لمصرف لبنان لإصدار تعاميم وقرارات استثنائية تطبيقية لهذا القانون، ويحدد نطاق تطبيقه في ما يخص حرية التصرف بالأموال، والسحوبات المالية، والتحويلات إلى الخارج، والعمليات المصرفية الداخلية وتحديد سقوف بطاقات الإئتمان، على أن تُستثنى من القانون أموال وإيداعات البعثات الديبلوماسية والسفارات والمنظمات الدولية، وأموال الدولة اللبنانية والمؤسسات المالية الدولية وصافي قيم بوالص التأمين العائدة لشركات إعادة التأمين.

العملة الطازجة

تتعلق المادة الثالثة من مشروع القانون بالأموال الجديدة أو (الطازجة) fresh money، وتعفي التحويلات الواردة من الخارج والإيداعات النقدية بالليرة اللبنانية أو بالعملة الأجنبية التي تتلقاها المصارف العاملة في لبنان بعد تاريخ 17 تشرين الثاني 2019 من أية قيود، ويجوز بالتالي لأصحابها الاستفادة من جميع الخدمات المصرفية المتعلقة بها، بما في ذلك التحويلات إلى الخارج والسحوبات النقدية وخدمات البطاقات المصرفية في لبنان والخارج.

وتورد هذه المادة العديد من التفاصيل المتعلّقة بالأموال الجديدة من دون سواها كالآتي:

1- إن استعمال الأموال الجديدة أو التصرف بها يخضع لمشيئة صاحبها أو لرغبة صاحب الحق المستفيد منها، ولا تخضع هذه الأموال إلى أي من الإجراءات والضوابط المنصوص عنها في هذا القانون.

2- على المصرف متلقي الأموال الجديدة أن يفتح لديه، باسم صاحبها، حساباً خاصاً جديداً أو متفرعاً عن حساب مفتوح سابقاً، يتم من خلاله إجراء القيود المحاسبية اللازمة لتتبع استعمال هذه الأموال (أي الحساب الخارجي) ويحصر العمل بالحساب الخارجي بالأموال الجديدة دون سواها.

3- بغية اعتبار أي تحويل لأموال جديدة واردة من مصرف في الخارج، يقتضي أن تكون هذه الأموال محولة عبر مصرف مراسل أجنبي إلى مصرف عامل في لبنان، أو مودعة نقداً بعملة أجنبية.

4- تبقى "الأموال الجديدة" خاضعة لأحكام البندين (1) و (2) من هذه المادة، في حال تم طلب تحويلها، كلياً أو جزئياً، الى أية عملة أخرى أو تحويلها من المصرف المتلقاة أصلاً فيه إلى أي مصرف آخر عامل في لبنان، وعلى المصرف في هذه الحالات أن يجري التحويل عبر مراسله الأجنبي.

التحويلات إلى لخارج

تنظم المادة الرابعة عمليات تحويل الدولارات إلى الخارج لسد الحاجات الشخصية، كالأقساط والطبابة والمعيشة وغيرها، في حين تحجب المادة السابعة رواتب اللبنانيين الموطنة بالدولار. وبحسب المادة الرابعة فإن قيام المصارف العاملة في لبنان بتأدية خدمة تحويل الأموال إلى الخارج لا يكون مصدرها الأموال الجديدة، يقتصر على تلبية النفقات التالية:

1- الأقساط الجامعية والمدرسية لغاية مبلغ 30 ألف دولار.

2- المعيشة في الخارج لغاية 15 ألف دولار.

3- الطبابة والاستشفاء لغاية 20 ألف دولار.

4- النفقات الملحّة والالتزامات المالية (كالقروض والضرائب على سبيل المثال) الناشئة قبل تاريخ نفاذ هذا القانون.

وتتم تلبية النفقات المذكورة أعلاه وإجراء التحويلات التي تقتضيها وفقاً للشروط والآليات التالية:

1‌- تقديم مستندات صحيحة وافية تثبت مقدار المبلغ المستحق المراد تحويله.

2- أن تكون قد جرت العادة على تحويل هذه المبالغ من لبنان، وذلك باستثناء نفقات الاستشفاء والطبابة.

3‌- أن تكون مرتبطة حصراً بالعميل أو أفراد عائلته.

4‌- أن يجري دفعها للجهة المستفيدة عند استحقاقها، باستثناء تلك العائدة لكلفة المعيشة.

5- أن لا يكون للمودع طالب التحويل حساب مصرفي خارج لبنان.

6- أن لايتعدى سقف التحويلات مبلغ 50 ألف دولار أو ما يعادلها بالعملات الأخرى سنوياً.

وهنا أبدى وزير الإقتصاد راوول نعمة ملاحظة مفادها أنه لا يمكن تحديد سقوف للتحويلات إلى الخارج إلا بعد التأكد من حقيقة الأرقام والإيداعات الأجنبية العائدة للمصارف اللبنانية في الخارج لأن ذكر أي سقف من دون هذه المعطيات قد يؤدي الى احتمال عدم تمكّن المصرف من الالتزام به.

تمويل الإستيراد

وتورد المادة الرابعة مسألة تمويل استيراد المواد الأولية الغذائية الأساسية والمواد الأولية للزراعة والصناعة وقطاع تكنولوجيا المعلومات والقطاعات الاقتصادية، إذ تسمح لكل مصرف عامل في لبنان أن يخصّص لتمويل هذا الاستيراد نسبة لا تقل عن 0.5 في المئة من مجموع الودائع لديه بالعملات كافة. وهذه النسبة المذكورة شكّلت موضوع تضارب بالآراء لاسيما أن قادة القطاعات الإنتاجية ومنها الصناعيين، يرفضون هذه النسبة على الإطلاق باعتبارها لا تكفي لاستيراد مواد أولية لفصل واحد من السنة.

التعاملات الداخلية والسحوبات بالليرة

بموجب المادة الخامسة من القانون تتحرّر العمليات بالعملات الأجنبية داخل لبنان بواسطة التحويلات أو الشيكات أو عن طريق البطاقات المصرفية، من أية قيود.

أما لجهة السحوبات النقدية بالليرة، فبحسب المادة السادسة، لا تخضع لاية قيود باستثناء وجوب إبلاغ المصرف قبل مدة لا تقل عن 48 ساعة بالنسبة للسحوبات التي تتجاوز قيمتها 25 مليون ليرة للمودع الواحد، وذلك بغية اتخاذ الإجراءات العملانية المقتضاة.

وعلى المصارف أن تسدد الرواتب والمعاشات والأجور والمعاشات التقاعدية بشكل كامل وفوري عند طلب صاحب العلاقة.

السحوبات بالدولار.. واستمرار التسلّط

في المادة السابعة المتعلّقة بالسحوبات بالعملات الأجنبية ما يجيز للمصارف الاستمرار بعمليات الحجر التي تمارسها اليوم، ووفق المادة فإنه "انطلاقاً من مبدأ التداول بالعملة الوطنية تحدّد السحوبات بالعملة الأجنبية لدى المصارف العاملة في لبنان بتعاميم دورية تصدر عن المصرف المركزي بالتنسيق مع جمعية المصارف والمصرف المعني". وقد وقع تضارب بالآراء حول هذه المادة بحيث رأى البعض وجوب إزالة أية قيود أو ضوابط شرط السحب بالليرة على أساس سعر الدولار الموازي، بينما رأى البعض الآخر وجوب تنظيم هذه المسألة من قبل مصرف لبنان بموجب تعاميم دورية.

البطاقات المصرفية

تحدّد المادة الثامنة الإجراءات المطبقة على خدمات البطاقات المصرفية وفق الآتي:

1- إن استعمال البطاقات المصرفية بالليرة اللبنانية أو بالعملة الأجنبية في عمليات داخل لبنان خاضع فقط للحدود المسموح بها أصلاً لكل بطاقة.

2- إن استعمال البطاقات المصرفية خارج لبنان، بما في ذلك عمليات التجارة الإلكترونية بواسطة هذه البطاقات يكون ضمن حدود يحددها كل مصرف استناداً الى سياسة المخاطر المعتمدة لديه، ويعود لمصرف لبنان تحديد السقوف العامة لهذا الاستعمال بموجب تعاميم دورية.

3- يمكن زيادة السقوف المسموح باستعمالها خارج لبنان عن طريق البطاقات المصرفية، إذا أودع بحساب هذه البطاقات أموال جديدة.

الشيكات... والسرقة المقوننة

تضمن المادة التاسعة المتعلّقة بإداع شيكات في الحساب، استمرار عملية "السرقة" من قبل المصارف لأصحاب الشيكات المحررة بالدولار، إذ بموجبها "لا يمكن قبض الشيكات المحررة بالعملات الأجنبية نقداً على شبابيك المصارف، بل يتم إيداعها في الحساب. أما الشيكات المحررة بالليرة فيمكن سحب قيمتها نقداً وفقاً لسقوف يحددها مصرف لبنان بموجب تعاميم دورية".

وقد تضاربت الآراء حول هذه المادة، فرأى البعض بوجوب السماح بقبض الشيكات ذات المبالغ الصغيرة نقداً سواء بالعملة الوطنية أم بالعملة الأجنبية، بينما رأى البعض الآخر وجوب منع هذا الأمر تماماً عبر اشتراط إيداعها في الحساب. ورأى آخرون أن الشيكات بالعملة الأجنبية يجب أن تودع في الحساب، بينما الشيكات ذات القيمة الصغيرة بالعملة الوطنية يجب السماح بقبضها نقدا.

قروض التجزئة

في ما خص قروض التجزئة فتفرض المادة العاشرة على المصارف قبول تسديد الأقساط أو الدفعات المستحقة بالعملة الأجنبية الناتجة عن قروض التجزئة (القروض الاستهلاكية وخطوط الائتمان المتجددة الاستهلاكية والشخصية والقروض السكنية...) بالليرة اللبنانية على أساس سعر الصرف الرسمي الصادر عن مصرف لبنان شرط أن لا يكون للعميل حساب بهذه العملة الأجنبية لدى المصرف المعني يمكن استعماله لتسديد هذه الأقساط أو الدفعات. وفي حال وجود وديعة للعميل بالعملة الأجنبية لدى المصرف الدائن بالاقساط أو الدفعات المذكورة أعلاه، فلا يمكن سحب هذه الوديعة أو تحويلها إلى مصرف آخر قبل سداد القرض.

أما المواد الحادية عشرة والثانية عشرة والثالثة عشرة فتتطرق إلى فرض عقوبات على المصارف المخالفة وفق قانون النقد والتسليف.

على أن يعمل بهذا القانون لمدة 3 سنوات بعد أن كانت 6 أشهر فقط.

 

عندما يستجلب «حزب الله» الموت..ويعطي دروساً في مقاومته!

د. هلا رشيد أمون/جنوبية/15 آذار/2020

التواطؤ بين كارتيل السلطة والمال والمصارف وفي ظل وجود سلاح "حزب الله"، حول لبنان الى دولة فاشلة ومعزولة انتجت حكومة اخيراً تقود البلد الى الهاوية.

لقد ولدت وتفاقمت في لبنان – بفضل التواطؤ الخطير بين العصابة السياسية الحاكمة وكارتل المصارف الجشع والقضاء غير المستقل – ارتكاباتُ الفساد بمختلف أنواعه: السياسية والاقتصادية والمالية والمصرفية والادارية والقضائية والتربوية والصحية، وذلك إنطلاقاً من مقايضةٍ غير وطنية وغير أخلاقية شارك فيها كل أركان السلطة من دون استثناء، لقضم المناصب والمواقع والامتيازات والمشاريع، ولو على حساب تثبيت الهيمنة والوصاية الخارجية على لبنان. وتتلخص المقايضة في تبادل الحمايات بين أرباب الفساد واصحاب السلاح الميليشاوي غير الشرعي.  وعلى الرغم من افتضاح الحجم الهائل لهذا الفساد، قبيل إندلاع الثورة وبعدها، إلا ان المؤشرات تؤكد بأن أهل السلطه ما زالوا متمسكين بنهج المحاصصة وحماية الفساد، إذ حتى اللحظة لم يُسجن فاسد واحد في “العهد القوي” الذي زعم أن أولى أولوياته محاربة الفساد، ولم يمثُل فاسد واحد امام قوس العدالة.

مسار اجرامي طويل

وبسبب مسار الفساد الاجرامي الطويل الذي انتهجته الطبقة السياسية اللبنانية على مدى عقود، كانت النتيجة الحتمية، تعرّض لبنان بشكل جدي لخطر الانزلاق بالكامل نحو الفقر والجوع والافلاس، بعدما أمعنت تلك الطبقة في نهب المال العام والخاص، كي يحقق الكارتل المافيوزي المصرفي – السياسي، أرباحاً خيالية، ما افضى إلى الإعلان الصريح عن انهيار نموذجٍ سياسي – اقتصادي قام على اساس المحاصصة التي تتلبس لبوس الطائفية كي تحمي فساد أركان السلطة المستعدين لتعطيل مؤسسات البلد سنواتٍ، من أجل توسيع حصصهم وتثبيت نفوذهم؛ والمستعدين أيضاً لوضع خلافاتهم جانباً والتحالف معاً، لتأمين ديمومة سلطتهم، ضد أي إرادة شعبية ترفع لواء الدولة المدنية والعدالة الاجتماعية والشفافية ومكافحة الفساد ومناهضة التبعية والوصاية الخارجية على لبنان .

الحكومة الفاقدة للشرعية تتعرض لمقاطعة من جانب العديد من الدول العربية والغربية التي تعلم ان الدولة اللبنانية باتت فاشلة وعاجزة عن إدارة مؤسساتها ومواردها بسبب سيطرة “حزب الله” على قرارها

بعيد اندلاع ثورة 17 تشرين، وتشكيل الحكومة من وزراء محسوبين على قوى الثامن من آذار، رغماً عن أنف الثوار، تبدو السلطة السياسية الحالية في لبنان متخبطة وعاجزة عن ابتكار أي مبادرات تتناسب مع حجم الكارثة المالية والاقتصادية والاجتماعية والصحية التي يعيشها لبنان. وهذه الحكومة التي حازت ثقةً ملتبسة من مجلسٍ نيابي فاقدٍ للشرعية الشعبية، والتي سُميت “حكومة حزب الله”، تتعرض لمقاطعة من جانب العديد من الدول العربية والغربية التي تعلم ان الدولة اللبنانية باتت فاشلة وعاجزة عن إدارة مؤسساتها ومواردها بسبب سيطرة “حزب الله” على قرارها. ولذلك فهي تمتنع عن تقديم أي مساعدات مالية لها، خاصة بعد نجاح اركان “العهد القوي”  وحلفاؤه في تعميق أزمات لبنان مع المجتمع العربي والدولي الذي قرر أن لا مساعدة للبنان إلا بعد إجرائه إصلاحاتٍ حقيقية طالب بها الثوار، والعودة الى تطبيق الدستور واتفاق الطائف وقرارات الشرعية الدولية.

دولة معزولة

ما حوّل لبنان الى دولة معزولة عن امتدادتها الحيوية، العربية والدولية، تواجه بمفردها أزماتها المتفاقمة التي تهدد بسقوط الهيكل على رأس الجميع.  ولم تتمكن حكومة “اللون الواحد” التي تشعر بأنها مستهدفة من جهات عدة، من تحقيق أي إنجاز في أي ملف من الملفات الساخنة والملحة : لا في موضوع “المصارف” التي تحتجز اموال المودعين؛ ولا في موضوع “القضاء المستقل” الذي يعتبر المدخل الحقيقي لأي عملية إصلاحية، بعدما قامت وزيرة العدل بردّ التشكيلات القضائية بعد تلقيها من مجلس القضاء الأعلى، بسبب اعتراض رئيس الجمهورية عليها؛ ولا في قضية “صندوق النقد الدولي”، الذي جاء رفض التعامل معه، بذريعة أنه يحمل أجندات سياسية ووصفات جاهزة وشروطاً تستهدف لبنان سياسياً وأمنياً. مع ان الحقيقة هي ان مَن روج لهذه الفكرة، إنما يسعى لإحكام سيطرته اكثر فأكثر على لبنان، وللحفاظ على مكاسبه ومداخيله، من خلال الإبقاء على المعابر الحدودية الشرعية وغير الشرعية مشرّعة امام نشاطاته، ومن خلال حماية عمليات التهرب الجمركي التي تحصل عبر المرافىء البحرية والجوية، والتي تفوّت على خزينة الدولة إيراداتٍ مالية تقدّر بمليارات الدولارات

هشاشة الحكومة

وقد شرح احد المسؤولين في “حزب الله” – الذي سبق لأمينه العام ان صرّح بأن مأكل الحزب ومشربه وسلاحه وماله يأتي من إيران – سبب موقف الحزب الحذر من الصندوق ، بالقول إن الحزب “يرحب بأي مساعدة خارجية لمنع الانهيار، شرط ان لا تتسلل من خلالها أي وصاية أو هيمنة خارجية على لبنان” ! وفي ظل الأزمة الحاليّة المتفجّرة بأبعادها الاقتصادية – المالية والاجتماعية التي وضعت الدولة على شفير الانهيار، والمجتمعَ على حافّة الفوضى والتّشظّي، والناس على حافة الجوع، اندلعت أزمه تفشي فايروس “كوفيد – 19” (كورونا) ، لتضيف حِملاً ثقيلاً على كاهل الحكومة التي سميت ايضاً “حكومة المستشارين”، ولتُظهر مدى هشاشتها وتخبطها وتبعية قرارها لمشيئة القوى السياسية التي شكّلتها (ولاسيما حزب الله) وعجزها عن اتخاذ إجراءات يتوقف عليها حياة اللبنانيين او موتهم . فقد نجح حزب الله في السماح بدخول طائرات الموت الموبؤءه القادمة من ايران، التي تنقل مصابين بالفايروس توزعوا في المناطق اللبنانية بشكل عشوائي، وشكلوا قنبلة جرثومية موقوتة هددت حياة كل اللبنانيين . وفي الوقت الذي كان اللبنانيون ينتظرون من حكومتهم ان تقوم بالحد الأقصى من واجباتها ومسؤولياتها في حماية حياتهم، عبر اتخاذ احتياطات وإجراءات وقائية جديّة وصارمة تقضي بإغلاق المطار وكل المعابر التي يتسلل الوباء من خلالها، فقد وجدوها تتبع سياسة الأجواء المفتوحة مع إيران ثاني اكبر دولة موبوءة بعد الصين، وتترك المنفذ الجوي والمنافذ البرية مفتوحة أمام استيراد هذا الوباء الخطير، وتعتمد خطة الحجر الصحي الطوعي للمصابين بدلاً من فرض الحجر الالزامي عليهم.

إستهانة بحياة الناس

وفي بلد مفلس لا توجد فيه استعدادات طبية او تجهيزات كافية في المستشفيات لاستقبال المصابين وإغاثتهم، فإن أقل ما يوصف به أداء الحكومة، هو بأنه يتسم بالكثير من الخفة والاستهانة بهذه الآفة المهلكة (الجائحة) وبأنه مقامرة بحياة اللبنانيين، تندرج اساساً في الخضوع لإملاءات حزب الله القائمة على تقديم مصالحه الحزبية الضيقة وولائه السياسي للخارج، على صحة وحياة عموم المواطنين في الداخل (وعلى رأسهم بيئته الشيعية الحاضنة) بعدما تحول الى قوة تتحكم بمصير الوطن، انطلاقا من قناعاته الإيديولوجية ومرتكزاته العقائدية التي تجعله يمضي في مغامرات غير محسوبة العواقب، ومعارك عبثية نذر نفسه لخوضها، حتى لو كلًف ذلك استجلاب المخاطر والمآسيَ والأوبئة التي تضع اللبنانيين وجهاً لوجه امام موتهم المحتم، دون أي خجل أو أسف أو ندم أو وخز من ضمير .وفي ظل أجواء الهلع التي يعيشها اللبنانيون جراء هذا الوباء الذي تتزايد اعداد ضحاياه بشكل مطرد؛ وفي ظل تقاعس القوى التي تسمي نفسها ” سيادية واستقلالية” عن إبداء أي معارضة ذات قيمة على الاستهتار الحكومي بحياة اللبنانيين، خاطب الأمين العام لحزب الله بالأمس اللبنانيين، باعتباره المرشد الروحي والسياسي والأمني والمالي والمصرفي والصحي والشرعي والفقهي في الجمهورية اللبنانية.

لا شفاء للوطن من هذه السلطة الفاسدة الطائفيّة التحاصصيّة غير الشرعية والمغتصبة للحقوق والدستور والمستورِدة عن سابق تصور وتصميم لفايروسات الموت إلّا بالتخلص منها نهائياً بفرحٍ عظيم دون ندم أو أسف وطالب مَن يعيش ويلات الانهيار المالي والاقتصادي، ويخشى تداعيات “ثلاثية” الفقر والجوع والموت، الاستعداد لمقاومة العدو الجديد، ومحملاً كل اللبنانيين مسؤولية “مواجهة” وباءٍ فتاك هو من استجلبه الى ديارهم، عن سابق تصور وتصميم .

سوء تعاطي السلطة مع “كورونا”

صحيح أن محنة سوء تعاطي السلطة مع هذا الوباء القاتل، قد دفعت البعض الى المطالبة باستقالة وزير الصحة الذي حمل لقب “وزير الكورونا”، ولكن الصحيح ايضاً، أنها كشفت الغطاء عن مأساة اهتراء البنى الأساسيّة المكوّنة للإدارات والمؤسّسات والسلطة والدولة، وعن أنّ السلطة الحالية لا تملك من مقوّمات السلطة إلّا ما هو نقيضها، ألا وهو التخبط وانعدام الرؤية والخطة والإرادة الحرة والاستقلالية عن أي ضغوطات خارجة عنها، واللامبالاة بالمصلحة العامة. وهذا ما اعاقها عن اتخاذ إجراءت سريعة وحاسمة لحماية امن اللبنانيين الصحي من الاستباحة.  ومن هنا تظهر مشروعية الثورة التي طالبت بتعزيز إستقلالية السلطة القضائية، والسير بخطّة لمكافحة الفساد ومحاسبة كل الفاسدين في دولة المزارع الطائفية، تمهيداً لاسترداد الجمهورية المخطوف قرارها والمستباحة سيادتها؛ ولإعادة تشكيل السلطة في لبنان من خلال إجراء انتخابات نيابية مبكرة على اساس قانون إنتخابي لا يكون مفصلاً على مقاس الطاقم السياسي والميليشاوي الحالي الذي يتألف من زعماء الطوائف وامراء الحرب ورؤوساء الاحزاب الذين عاثوا فساداً في البلاد، وباتت مسألة إزاحتهم عن السلطة واسقاطهم من الحياة السياسية، مطلباً شعبياً ملحاً. فلا شفاء للوطن من هذه السلطة الفاسدة، الطائفيّة، التحاصصيّة، غير الشرعية، والمغتصبة للحقوق والدستور، والمستورِدة عن سابق تصور وتصميم لفايروسات الموت، إلّا بالتخلص منها نهائياً بفرحٍ عظيم، دون ندم أو أسف .

 

"النقد الدولي" وخبرات "حزب الله"

فارس خشّان/الحرة/14 آذار/2020

شاء "حزب الله" أم أبى، رضي أم اعترض، غضّ الطرف أم وافق، سهّل أم قمع، فإن لبنان سيلجأ، عاجلا أم آجلا، إلى صندوق النقد الدولي، سواء كان منظمة منبثقة عن الأمم المتحدة تلعب دورا مركزيا في النظام النقدي الدولي، كما هي عليه الحال، أم كان من "أدوات الاستكبار" على ما نطق به نائب الأمين العام لـ"حزب الله" الشيخ نعيم قاسم. هذا الكلام لا يندرج في إطار تحدي حزب يملك ترسانة أسلحة ويسيطر على السلطة، بل هو نتاج طبيعي للأمور، لأن الخيارات أمام لبنان، بعد كل ما حدث له وفيه، ليست مفتوحة، بل تقتصر على حدّين لا ثالث لهما: الجوع أو الفقر.

والحديث عن الجوع ليس تهويلا، فماذا يعني قول رئيس الحكومة اللبنانية حسّان دياب، في خطاب "تعليق" دفع الدولة للمتوجبات "أن هناك أناسا على الطرقات وليس لديهم المال لشراء رغيف خبز"؟

إن استعانة لبنان بصندوق النقد الدولي، ليست ترفا

وإذا كان من يعادون النظام النقدي الدولي الحالي يعتبرون، بالاستناد إلى نظريات طالما أثارت الجدل، أن وصفات "الصندوق" تجلب الفقر للشعوب، فإن هؤلاء لا يتطرقون مطلقا إلى أن هذا "الصندوق"، وفي المقابل، يحول دون الوقوع في جهنّم الجوع.

ولبنان بفعل حاجياته الغذائية والتشغيلية والاستهلاكية، بالمقارنة مع عجزه الإنتاجي المعروف، لا يستطيع توفير الحد الأدنى من مستلزماته، من دون تدفق مستدام للعملات الصعبة. حتى أشهر خلت، كان لبنان يوفر هذا التدفق معتمدا على ثلاثة مصادر رئيسة بدأت تتآكل، رويدا رويدا، منذ العام 2011: تحويلات المغتربين اللبنانيين، جاذبية الإيداع في النظام المصرفي، تصدير وسياحة. وهذا يفيد بأن لبنان لم يعد لديه ما يعتمد عليه، في ظل توقف تدفق العملات الأجنبية، سوى احتياط المصرف المركزي الذي في حال تسييله للاستيراد ـ ولو كان مقنّنا ـ فإنه بالكاد يكفي سنتين. ولو جرى اعتماد خيار التصرف باحتياط مصرف لبنان في عمليات استيراد الضرورة، فهذا يعني أن العملة الوطنية ستقع في حفرة بلا قعر، وتاليا سيجد اللبنانيون أنفسهم فريسة الجوع والحرمان، وينتظرون "إعاشات" وكالات الغوث العالمية. ولكن لبنان، على الرغم من كل الويلات التي ألمّت به، ليس مضطرا أبدا للوصول إلى هنا، فهو مثله مثل شخص يعاني الجوع والحرمان لأنه لا يحوز على ما يكفيه من السيولة، في حين أنه يستطيع إنقاذ نفسه بتغيير إدارته لممتلكاته الكثيرة والمنتجة. وهنا، تحديدا يأتي الدور الذي لا بد منه لصندوق النقد الدولي.

إن النقاش المعلن في لبنان، حتى كتابة هذا المقال، حول هذه المؤسسة النقدية العالمية، يخرج عن الموضوع.

فالموضوع ليس، كما يحاول البعض الإيحاء به، أن الصندوق "مستقتل"، حتى يمنح الدولة اللبنانية قروضا ميسّرة مقابل شروط محددة، بل إن الدولة اللبنانية هي التي تحتاج، بأسرع ما يمكن، للحصول على هذه الأموال التي، كما هو معروف، غير ممكن توافرها، من دون الالتزام بمعايير "الحوكمة" السليمة.

وفي حال لم تكن الدولة مستعدة لهذا الالتزام، فإن أحدا في العالم، باستثناء شعبها الذي تتماثل الكارثة الوشيكة أمامه، لن يضربها على يدها لتفعل.

وعلى الدولة اللبنانية في هذه الحالة، أن تفتش عن بدائل تمويلية، فإذا كان "حزب الله"، مثلا يريد مساعدة بلا شروط تزعجه، فما عليه، والحالة هذه، سوى أن يطلب من راعيته العقائدية والعسكرية والمالية، تمويل لبنان، لتتمكن الدولة من الاستمرار في الانصياع لسياسات "المتراس الإقليمي" المفروضة عليها.

طبعا، إن هذا الطلب الموجه إلى "حزب الله" هو من باب الدعابة في سياق مناقشة الاحتمالات المستحيلة، على اعتبار أن إيران نفسها التي ترهق شعبها بفواتير الحروب والصراعات وأوهام السيطرة والعظمة، ومن أجل أن تتمكن من مكافحة فيروس كورونا ( كوفيد ـ 19) استجدت صندوق النقد الدولي أن يمنحها خمسة مليارات دولار. ولكن مهلا، ما هي شروط هذا الصندوق على لبنان والتي يستفظعها البعض بقيادة "حزب الله"؟

الإصلاح في وقته "قنطار"، مهما كلّف الحاكم شعبيا

باختصار، هي تلك التي سبق للبنان والتزم بتنفيذها في مؤتمر "سيدر" الباريسي في أبريل 2018، لا أكثر ولا أقل، وهذا يعني أنه، إذا رفض لبنان مساعدة الصندوق التقنية، فيكون، في الوقت نفسه، قد تراجع، وبخطوة واحدة، عن تعهداته في "سيدر".

والأهم من ذلك، ما هو المدرج في الموصوفة بعبارة شروط، ولم تطلبه المنابر والساحات، وبخاصة ثورة 17أكتوبر المصابة حاليا بـ"فيروس كورونا": القضاء المستقل؟ قوانين الشفافية ومكافحة الفساد؟ منع التهرب الضريبي؟ ضبط المعابر غير الشرعية برا ومرفأ ومطارا؟ جعل المصارف في خدمة الاقتصاد؟ تخفيض الفوائد؟ إصلاح الكهرباء؟ ترشيق الإدارة؟ يكفي في هذا السياق، إجراء مقارنة بين تقرير صندوق النقد الدولي الخاص بلبنان الصادر في العام 2019 من جهة وبين مرتجى اللبنانيين من جهة أخرى، للتأكد من أن "التخويف من الشروط"، هو عمليا خوف خفي لدى المخوّفين أنفسهم، من الإصلاح الشامل الذي ينقل لبنان من قائمة الدول الساقطة ليضعها في قائمة الدول الواعدة.

إن هذا التدقيق بين المطلوب من لبنان وبين ادعاءات "الخائفين" من شأنه أن يعطي صدقية للقائلين إن لبنان أمام احتمالين، فإما أن تنهض الدولة على حساب الدويلة، أو تستمر الدويلة ولكن على ركام الدولة.

وفي حقيقة الأمر، فإن لبنان، وصل إلى حيث لم يكن أبدا مقدرا له أبدا أن يصل، إذ إن الجميع كان قادرا، بلمحة بصر، ليس على تشخيص المشاكل المالية والاقتصادية والاجتماعية، فحسب بل على استعراض شامل لخطة الإنقاذ والنهوض، وذلك بدءا بمعطيات مؤتمرات باريس ـ 1 و2 و3، مرورا بـ"سيدر"، وصولا إلى خلاصات "المجموعة الدولية لدعم لبنان". إذن، أقله منذ العام 2001 يعرف لبنان مشاكله البنيوية كما الخطوات الواجب عليه اتخاذها للإنقاذ، ولكنه، ولأسباب سياسية، كان ممنوعا عليه أن يفعل، على اعتبار أن لبنان مع بشار الأسد بداية ومع علي خامنئي لاحقا، ممنوع عليه أن يكون دولة بكل ما تحمل هذه الكلمة من معان سيادية وسياسية ومالية واقتصادية وحياتية واجتماعية. وفي هذ السياق، لا بد من الإشارة إلى أن هناك دولا كبرى تتعاطى بجدية مطلقة مع توصيات صندوق النقد الدولي، وهي في مرحلة القوة، حتى لا تجد نفسها تلجأ إليه، لاحقا، أي حين تصل إلى مرحلة الضعف والهوان.

ففرنسا، على سبيل المثال لا الحصر، أنجزت إصلاحين كبيرين ولكن ضروريين لمستقبلها، وذلك على مستوى قانون العمل ونظام التقاعد. وقد لجأت الحكومة الفرنسية، لتمرير هذين الإصلاحيين الموصى بهما، إلى الأدوات التي تمنحها إياه "قوة الفرض" الدستورية، مدركة الأثمان السياسية والشعبية التي يمكن أن تتكبّده، في كل الاستحقاقات الانتخابية اللاحقة.

لبنان أمام احتمالين، إما أن تنهض الدولة على حساب الدويلة، أو تستمر الدويلة ولكن على ركام الدولة

والإصلاح في وقته "قنطار"، مهما كلّف الحاكم شعبيا. في لبنان يعتمد نقيض هذه الحكمة، فعلى سبيل المثال، فإن الإقرار المرتجل لسلسلة الرتب والرواتب الذي سرّع في ضرب ملاءة الدولة، كان مجرد رشوة انتخابية، كما أن إدارة ملف الكهرباء، وهي بالمحصلة إدارة سياسية تولاها مستقوون بـ"حزب الله" نفسه، يمكن وصفها بالفضيحة الكونية. إن استعانة لبنان بصندوق النقد الدولي، إذن، ليست ترفا، والمسؤولون عما آلت إليه الأمور كثر يتقدمهم "حزب الله" نفسه الذي، وبسبب "جبن" البعض سوف يصدّق نفسه أنه بريء من الكارثة الوطنية كما أنه، وبسبب "تواطؤ" البعض الآخر سوف يقتنع، وهو الملحق بفيلق القدس الإيراني، أنه خبير دولي محلّف في شؤون المال والاقتصاد و...صناعة الأمم. عاجلا أم آجلا، سوف يطلب لبنان الاستعانة بصندوق النقد الدولي، تماما كما عاد، في ظل أزمة "كوفيد ـ 19" واضطر، بعد تلكؤ سياسي، إلى قطع الرحلات الجوية مع إيران.

ولهذا من الأسلم أن تكون هذه الاستعانة عاجلة وليس آجلة. سيناريو انتشار الوباء في لبنان، بفعل التلكؤ السياسي المرتبط بحساسية العلاقة مع إيران، يمكنه أن يعطي فكرة واضحة عن كلفة الخوف والتردد.

 

هذا ما كشفه السيد نصر الله

هشام عليوان /موقع أساس/الأحد 15 آذار 2020

كانت رسالة مفعمة بالتلميحات والتصريحات، غير المباشر منها أدق مما هو مباشر، وحتى التوجيه المباشر إلى الحزبيين خاصة وإلى المؤمنين بهذا الخط عامة، تضمّن معاني كثيفة تستحق الوقوف عندها لاستخبار المشهد على نحوٍ شامل، فتبدو الأسباب والنتائج، الوسائل والعوامل. فمن يتأمل هذه الرسالة تنكشف له الحُجب، وترتفع من خلالها الأستار. هذا هو فحوى الخطاب باختصار، خطاب أمين عام حزب الله، السيد حسن نصر الله، لدى إعلانه الحرب على كورونا. وبما أن الخطاب كان بالغ الجدّية، فقد دوّن السيد نصر الله ملاحظات، فعاد إليها مراراً، بالنظر إلى ما يتصف هذا الخطاب من أهمية بالغة، ككل الخُطب التي هي على القدر عينه من الخطورة، كما كانت في مختلف الحروب والمواجهات. فانقسم خطابه إلى قسمين: الأول مرتجل يحمل نوع السجال السياسي والتبرير الخفيّ بامتياز، وهذا ما سيُلمح لاحقاً، وإن كان السيد أكد كثيراً على عدم رغبته في ذلك. والثاني متعمّد ومقصود بذاته، حرفياً ودون مواربة أو تأويل، لأنه توجيهي مباشر. ففي القسم الأول، بدا أمين عام حزب الله، وكأنه يستدرك على من تكلّم فأفاض في الأسابيع القليلة الفاصلة بين أول طائرة إيرانية حطّت في بيروت، بعد انتشار الأنباء الأولى عن الكورونا في إيران، وإلى وصول آخر طائرة إيرانية قبل أيام قليلة من خطابه، بعد أن فشا الفيروس وصار وباء، متعلّلاً بما وقع من استسهال واسترخاء في دول العالم الأول، من أوروبا إلى الولايات المتحدة، حتى باتت القارة القديمة بؤرة لكورونا، مع احتمال لحاق الولايات المتحدة بها، وكأنه يبرّر انتشار الفيروس في إيران، والتأخر في التصدي له في لبنان. فهذا العدو المستجدّ، مجهول في أصله وفصله، وما زال من المناكير المجاهيل. ولو كان العالم يعلم حقاً، خطورة الفيروس منذ البدء، لاتخذ أشد التدابير، ولما توانى لحظة واحدة. لكن حتى التجربة الصينية التي يُشاد بها الآن، بوصفها نموذجاً قميناً بالاقتداء به، سبقها تأخر غير معقول في إدراك الخطر أو إعلانه، أو هو استئخار للكارثة كما فعلت دول كثيرة متقدمة وغير متقدمة خوفاً على مصالح وحسابات، فأصبحت الصين بؤرة عالمية وكلّفها ذلك غالياً جداً في الأنفس والأموال، وهذا بالضبط ما وقع في إيطاليا وإيران، وربما في بريطانيا والولايات المتحدة وفي غيرهما من البلدان.

وفي القسم الثاني من الخطاب، يعالج السيد نصر الله مسألة الاستسلام للوباء في البيئة المتدينة على وجه الخصوص، وكل البيئات الدينية تتشابه في قضية التسليم والاستسلام، والتوكل أو التواكل، من باب أن هذا السلوك جزء لا يُجتزأ من الإيمان نفسه، أي أن تكون مسلّماً أمرك لله. فكان سرد لحجج وأدلة وفتاوى، لإقناع المتابعين والمريدين، بوجوب الالتزام التام بإرشادات وتوجيهات الجهات الرسمية المختصة، بشأن عدم التجمهر لأي سبب، حتى لو كان لتشييع أو عزاء، أو احتفال أو مناسبة، وأن هذا تكليف شرعي، يأثم من يتقاعس فيه أو يتغافل عنه، لأنه يهدد الأنفس بخطر الموت. حتى الهروب من المدينة إلى القرى، لا يحلّ الناس من واجب الالتزام، فالانتشار كما هو في الأماكن المكتظة فكذلك في المساحات الحرة، منتقداً تحويل العطلة الإلزامية إلى رحلات ونزهات عائلية، فالوقت ليس وقت سياحة. إنما نحن في حرب حقيقية ضد عدو جديد وغريب، وعلينا فعل أي شيء واعتماد أي احتراز، من أجل التوقي منه والقضاء عليه في نهاية المطاف.

ما يعني هذا من مفهوم المخالفة؟

معناه ببساطة، أن البيئة المتدينة في لبنان كما في إيران، فضلاً عن ساحات التدين في بلدان أخرى، كانت عصيّة نسبياً في الانصياع للإرشادات المطلوبة لمواجهة هذا الوباء الخطير من جهة، والسهل احتواؤه من جهة أخرى. وهذا ما أدى إلى الانتشار من حيث كان يمكن تدراكه مبكراً، وحصره في مناطق أو جهات، بدلاً من تغلغله عشوائياً بحيث لا يمكن تصوّر حجمه الآن، فيتعذّر اتخاذ الإجراءات الموازية لمواجهته بشكل فعّال. ولعلّ من اللافت جداً في خطاب الأمين العام، أن استعمل من بداية كلامه إلى الانتهاء، مصطلحات عسكرية محضة، لتوصيف الفيروس كعدو، وتصنيف أدوات المجابهة والمقاومة، كجيش فيه طليعة وميمنة وميسرة ومؤخرة وقوات احتياطية، واستشهاديون في المقدمة هم في هذه الحالة، الأطباء والممرّضون، بدلاً من قوات الصدم والاقتحام. لكن هذا الاستعمال الكثيف لأدبيات المقاومة المسلحة في مواجهة جرثومة جديدة ليس من دون معنى أو مغزى، وليس أسلوباً بلاغياً مجازياً وحسب. إنه باختصار مفيد، استنفار عسكري من الدرجة الأولى، ضد عدو مجهول برز فجأة من دون مقدمات. 

 

 عن التناقض بين 14 آذار و17 تشرين

وسام سعادة/موقع أساس/الأحد 15 آذار 2020

تعترضك صعوبة جديّة إذا ما تطرقت إلى 14 آذار 2005 اليوم. هذا الحدث الجماهيري التأسيسي الذي ظلّت تحييه الناس في الساحات ستة مرات من بعده يباعدنا عنه الزمن الآن حدّ المجافاة.

كنّا في 14 آذار 2005. كنتُ في 14 آذار 2005. كان الحدث غير مألوف، غير مألوف أبدا. مفاجىء بضخامة الحشد حّتى بالنسبة إلى للداعين إليه... ومقلقٌ لهم أكثر من كلّ ما أثاره من حنق وضيق في صفوف الأخصام.

كنّا وكنتُ... لكنّك تشعر اليوم بالحاجة إلى إعادة تسويغ ذلك الموقع اليوم، كي لا تدثره الطبقات المتراكمة من النقد الذاتي ومن التباعد الزمني والنفسي.

كان 14 آذار 2005 حدثا مقلقاً للجميع. ولمن دعا إليه ولمن شارك فيه. لكلّ واحد منّا. بدا كما لو أنّ الشعب كلّه يتحوّل إلى جسد حيّ جماعي هادر بالحرية إنّما محتوم أن يفقد نفسه ما إن يباشر الناس في العودة أدراجهم من الساحات. بدا كالطاقة الجمّة التي يحضر كابوسها معها من أن تذهب هباء. كالذروة الحاصلة قبل أوانها، ومن بعد الذروة انحدار. صارت كلّ أيامنا من بعدها محاولة ترميم، استعادة، استنهاض، هذا المشهد، وفي كل مرّة كنّا نحاول استجلابه من ظرفه، والمكابرة على مفارقاته وحدوده وعناصر العطب الكامنة فيه منذ البدء.

كنّا نحكم عليه بالنضوب بعد حين كمصدر إلهام، حتّى انتقل قسم من الناس من منازعة قيادات "14 آذار الجبهوية" عليه إلى رميه هو أيضاً لهم، والتبرّؤ منه.. ومثلما وجدنا بعيد الحرب الأهلية فئات تصطنع لنفسها رأسمالاً رمزياً من كونها لم تشارك بالحرب، كذلك اليوم هناك من يصطنع لنفسه رأسمالاً رمزياً بأنّه ما كان في 8 ولا 14.

 كذلك قسم كبير من شباب انتفاضة ١٧ تشرين كان عمره من ثلاث إلى عشر سنوات في ذلك الوقت. سيقولون لك إنّ 14 آذار 2005 كانت تحشيد قوى طائفية بين بعضها البعض، وإنّ 8 و14 خربتا البلد، وإنّ 17 تشرين هي علي النقيض من 14 آذار. فالأخيرة مبايعة للوراثة السياسية وكبار الأغنياء حين يتولون السياسة ولأمراء الحرب حين "يولدون بخطاب جديد". فيما 17 تشرين نقيض لكلّ هذا.

لم يعد ذلك اليوم الأكثر جماهيرية في تاريخ لبنان شعبياً اليوم. صار تسويغه والتذكير بمحامده "وجعة راس". هذا في وقت تروج فيه أنماط مختلفة من الإحباطية مجدداً لتطال ألق 17 تشرين نفسه.

في 14 آذار 2005 لم يكن سعد الحريري قد ظهر سياسياً بعد، ولا عاد ميشال عون من منفاه، ولا خرج سمير جعجع من سجنه. كان يوم التفاوت الرهيب بين مستوييه الجماهيري والخطابي. يوم حرّكته خمسة محاور: طلب إنهاء الوصاية السورية وإجلاء جيشها. وطلب الحقيقة لقضية اغتيال رفيق الحريري، وكانت سبحة الاغتيالات التالية، بدءاً من سمير قصير وجورج حاوي لم تبدأ بعد. وطلب تفكيك ومحاسبة جنرالات النظام الأمني الموالي للوصاية، ولأجل هذا رفعت صورهم في الساحة. والإحتقان من التمديد لاميل لحود، من دون أن يترجم ذلك في طلب على مستوى الحدث الجماهيري، بسبب الفيتوات على إسقاط رئيس الجمهورية في الشارع، بدءاً من البطريرك مار نصر الله بطرس صفير وقتها. والحاجة، خامساً، للرّد على منطق "لبنان ليس أوكرانيا ولا جيورجيا" الذي أشهر بوجه فعاليات "انتفاضة الاستقلال" يوم 8 آذار. وإن كان الطاغي على مناخ الاستقلاليين وقتها أنّهم عليهم طمأنة "حزب الله" على فترة ما بعد الجلاء السوري. إذ لم يفهم قسم كبير منهم وقتها أنّ الحزب ستتحرّر طاقته التغلبية على الصعيد الداخلي بعد رحيل الوصي، وسيعمد إلى وراثة دور الوصيّ. فالتعبير عن هاجس كهذا عام 2005 كان يبدو أشبه باستعادة بعض من الدعاية المناوئة للإنسحاب السوري وقتها.

لا 14 آذار 2005 و17 تشرين 2019 نقيضان، ولا هما من جوهر واحد. الأحرى القول إنّ التناقض بينهما فعلي، وحقيقي، وكبير، وإنّ كلّ واحد منهما يمتلك ما ليس عند الحدث الآخر. 14 آذار انتفاضة ضدّ جريمة، ضدّ عقل اجرامي ظلّ يتسلسل من اغتيال للآخر، ومن محاولة اغتيال مروان حمادة ثم اغتيال الرئيس رفيق الحريري إلى اغتيال محمد شطح. تسع سنوات من الاغتيالات المتسلسلة. من بعد خمسة عشر عاماً من الوصاية السورية التي نشهد اليوم مسعىً رهيباً لتبرئتها من كلّ مسؤولية في تخريب اقتصاد لبنان بعد الحرب – ولو أنّ هذه المسؤولية لا تختزل بها – إلاّ أنّها هي من فرض بالدرجة الأولى "تقسيم العمل" في الداخل اللبناني، بين نيوليبرالية "ممنوعة عن الخصخصة" ما دامت المحاصصة تقتضي تقاسم وإعادة تقاسم الوظائف العامة والمناقصات حول الأشغال العام، ونيوليبرالية لن تفهم بربطها فقط بالاستعداد إلى التسوية العربية الاسرائيلية، بل قبل كل شيء ربطاً بالوظيفة الاقتصادية المالية التي أمّنتها الحلقة اللبنانية بالنسبة إلى النظام السوري.

فالنظام السوري احتاجت وصايته في لبنان إلى هذا النوع من تقسيم العمل، بين مقاومة تبقى خارج الحكومات المتعاقبة، وخارج المحاصصة إلى حدّ كبير، إنّما تتشكل في نفس الوقت كجسم موازٍ على كافة الصعد، وبين نيوليبرالية حريرية تتمسك بمعيار النموّ فوق غيره من المعايير للدفاع عن نظرتها.

وتظلّ نكبة أخصام النيوليبيرالية الحريرية يومها بأنّهم إذ يسائلونها، ومعهم حقّ في كلّ ذلك، بمعايير الانتاجية، والتوازنية بين قطاعات الاقتصاد، والعدالة الاجتماعية، فإنّهم يجحدون تماماً بمعيار النمو. معيار النمو لا يمكن أن يكتفي بذاته لبناء اقتصاد متعافٍ، لكنّ الجحود به والاستبشار خيراً بالركود والكساد بعدُ اسوأ.

لأجل هذا، سيمضي وقت قبل ان يكون بالمستطاع استلهام محطات مختلفة وغير مترادفة كلها مع بعضها البعض في تاريخنا المعاصر، لإنتاج رؤية جديدة تفهم جيداً أنّ التوازن ليس نقيض التجذر في السياسة، بل من لزوم التجذّر الصحي، والمنهجي، والقادر على الفعل. التوازن بين الحاجة إلى النموّ، ويين الحاجة إلى تغليب الاقتصاد الفعلي على الاقتصاد الوهمي، والرأسمال المتحرك على الرأسمال الخامل. التوازن بين العددية والتعددية لفهم معنى الديموقراطية، بدلاً من كلّ نوبات الميثاقية الجاحدة بالعدد، والانصهارية غير القادرة على فهم الاختلافات بين الناس، وأنّ الاختلافات لا تلغي بعضها بعضاً، لا الاختلاف الديني يلغي الاختلاف في الموقع الاقتصادي ولا هذا وذاك يكفيان فقط لتحديد أصل وفصل كل فرد منّا.

في 14 آذار 2005 كان هناك نوع من ربط بين الحاجة إلى القطيعة مع زمن الوصاية وبين الحاجة إلى البحث عن توازنات داخلية جديدة. لكنها بقيت توازنات مبتورة. بدلا من أن تفتح جماهيرية الحدث المجال لاصطباغ حركة 14 آذار بالبعد الاجتماعي، حدث العكس. ودخلنا إلى تأجيل القضايا الاجتماعية مرّة باسم الحقيقة، ومرّة باسم ضرورة حلّ مشكلة سلاح حزب الله. وبدل مواصلة المحقّق يومها على صعيد إعادة إنتاج سردية كيانية إسلامية مسيحية مشتركة للبنان دخلنا بشكل سريع إلى فترة المكابرة على الشقاق المذهبي الداخلي والاقليمي بين السنّة والشيعة، والمكابرة على كون المناخ الأكثري بين المسيحيين، أي العونيين، إنتقل من ضفة سياسية إلى نقيضها، وقبل كل شيء لأنّ القوى الأخرى في 14 آذار ما كانت قابلة وقتها لتبني ما يطالب به هؤلاء، من حقّ يعتبرونه بديهيا للعماد ميشال عون في الرئاسة.

اليوم، ثمّة حاجة أيضا إلى الجمع بين التجذّر والتوازن، إنما على أرضية مختلفة عن ظرف 14 آذار. فالحاجة إلى كيانية وطنية لبنانية تعدّدية رحبة لا تغرق في خطاب الفرادة الكلية ولا تكابر على حجم البلد، كما الحاجة إلى نقلة نوعية، اجتماعياً وسياسياً، باتجاه التمثيل السياسي الفعلي للطبقات الشعبية المنحّاة عن المشاركة أكثر بعد ممّا هي منحّاة على الحدّ الأدنى من العدالة الاجتماعية تجاهها، وأيضاً الحاجة إلى رؤية بيئوية اجتماعية لامركزية شاملة، لا يمكن من دونها استصلاح الزراعة، ولا إيجاد حلول لمشكلة الطاقة، ولا لمشكلة النفايات، ولا لمشكلات القطاع الصحي، التي تظهر بحدّة اليوم، بإزاء فيروس الكورونا... كلّ هذا يستدعي جذرية توازنية، إنّما شرط أن تكون مدركة لشروطها.. وهذا بعد لم يتأمّن المدخل المباشر إليه.

 

وباء الكورونا وجهوزية الدولة اللبنانية

شارل الياس شرتوني/14 آذار/2020

ان ابرز ما ظهرته هذه الأزمة الوبائية الخطيرة هو هزال الإمكانيات الدولاتية في مجالات التعاطي مع هذا الوباء المعولم (Covid 19 Pandemic) على مستويات عدة بلورها التعامل مع هذه الأزمة بخفة تظهر انعدام تماسك السياسات الصحية، لجهة احتواء التفلتات الوبائية الوافدة من الخارج، والتخفيف من أضرارها المتعددة المندرجات، والسيطرة على تمددها سواء لجهة وتيرة التمدد، وسرعة التشخيص، وتقسيم اعباء العمل العلاجي بين مختلف بنيات العمل الاستشفائي في البلاد، والكل في ظل انهيار مالي واقتصادي عميم يضاعف من حجم الإشكاليات المطروحة وإمكانية مواجهتها. هذا القصور يتبلور على مستويات عدة نراجعها كالتالي:

أ- غياب المقاربة الاستدراكية لمدة قاربت الشهر والنصف من اعلان انتشار هذا الوباء والتعاطي معه كما لو انه خارج عن نطاقنا الاحترازي المباشر، والتصرف على هذا الأساس، هذا مع العلم ان علم الأوبئة قد اظهر، بشكل تجريبي وترجيحات احصائية، ان مدى الانتشار الوبائي في زمن العولمة قد اصبح تداخليا وذات وتيرة سريعة، ويتطلب منهجيات ومداخلات مبنية في فرضياتها وحيثياتها على هذه القاعدة، مما يلغي عامل المباغتة وعدم الاحتساب، وما يفترضه من جهوزية مبنية على هذا الأساس. ان المقاربة اللامسؤولة للحكومة مبنية على تخلف في مجال صياغة السياسات الصحية، وعلى مستوى المداخلة العملانية العائدة لضعف القطاع الاستشفائي الرسمي، وغياب التنسيق المؤسسي والدائم مع القطاع الاستشفائي الأهلي والخاص، وغياب خيارات جامعة في المجالات السياسية العامة بحكم الأزمات الوطنية المديدة، والطابع الزبائني للسياسات الصحية والعامة. ان التصرف الفئوي اللامسؤول لوزير الصحة، حمد حسن، قد اسس لآلية الانتقال الوبائي، سواء لجهة تنظيم وإقفال الجسور الجوية مع طهران ومن ثم ميلانو ومصر، والعمل التشخيصي الأولي في المطار وعند المعابر البرية والبحرية، وعلى مستوى اعلان حالة الطوارئ الممرحلة على أساس خطة عمل منسقة بين كل اجنحة العمل الصحي في البلاد.

ب- ان مقاربة الظواهر الوبائية كما لو انها عوامل طارئة، وغير متوقعة، وخارجة عن مفهوم ونطاق العمل الصحي والاستشفائي هو جزء من أزمة الحوكمة الرشيدة والسهر على الخير العام في هذه الجمهورية المتداعية. ان مجرد الكلام عن الأزمة الوبائية كما لو انها انحراف هامشي او حادث طارىء على مستوى فهم وإدارة مسائل الصحة العامة، هو هرطقة من الزاويتين الطبية والسياسية العامة، لانه من غير الجائز إستثناء مقاربة الأوبئة على خط غير استوائي مع اشكاليات الصحة العامة، والتعاطي معها على قاعدة مخارجات ظرفية تنتفي مع تبدد الأسباب المنشئة. هذه المقاربة خاطئة في مفاهيمها ومترتباتها على مستوى صياغة البروتوكولات الوقائية والعلاجية، وليست وليدة صدفة، بل نتيجة لسياسات تظهر مفارقات في مفاهيم وطبيعة العمل العام، وغياب الاجماعات القيمية، والتفاوتات المؤسسية، والطابع الزبائني والفئوي للعمل الوزاري، الذي هو دون مستوى الأداء المهني في القطاعات الاستشفائية الأهلية والخاصة على وجه الإجمال، ودون المعايير المهنية الناظمة دوليًا؛ لقد ظهرت حدة الأزمة واقع التفاوت في المعايير والاداءات العامة وفداحة قصور التدبير الحكومي ومواطنه.

ج- لا بد ان تحيلنا هذه الأزمة الى مقاربات في السياسة العامة متجددة قائمة على السلطات المهنية الناظمة المبنية على المشاركة العضوية بين الدولة (على مستوى العمل الوزاري وألانتر وزاري) والقطاعات المهنية ومؤسسات المجتمع المدني، على نحو ينقلنا من التعاطي الظرفي الى التخطيط والتوقع العلمي والسيناريوهات الاستباقية. ان حالة الهلع التي نعيشها لا تنسب فقط لحدة الأزمة الوبائية، بل لغياب مرجعيات ذات صدقية مهنية وعمل حكومي متماسك، يؤطر الإشكاليات المطروحة ويضع حدًا لها عبر تفكيك مندرجاتها، وطمأنة المواطنين لجهة مرجعياتهم المساندة. نأمل ان نجتاز الأزمة باقل أضرار ممكنة وان يفتح الملف الصحي، كما سائر الملفات ، على قاعدة نقاش وطني عام لتحديد السياسات البديلة وأطرها التنفيذية من خلال التداول بين كل الفاعليات المعنية (Stakeholder approach).

 

عون لن يوقّع التشكيلات القضائية «ما لم تُصحَّح»

نقولا ناصيف/النهار/السبت 14 آذار 2020

يوماً بعد آخر تكتشف حكومة الرئيس حسان دياب أن المرجعيات المقيمة وراء الستار أقوى ممن هم في الواجهة. تعويلها كما مجلس القضاء الأعلى على إعادة الاعتبار إلى القضاء واسترجاع الثقة العمياء به، يبدو أنه يحتاج إلى وقت أطول وإلى أكثر من امتحان

دون إبصار المناقلات والإلحاقات والانتدابات القضائية الجديدة التي أنجزها مجلس القضاء الأعلى في 5 آذار، عقبتان: أولى من وزيرة العدل ماري كلود نجم التي لم تقل، بعد ملاحظاتها الأخيرة عليها، بأنها ستُوقّعها إذا أصرّ المجلس عليها، ولم تقل أيضاً بأنها لن تُوقّعها على نحو صدورها. ثانية هي رئيس الجمهورية ميشال عون الذي جزم سلفاً بأنه لن يُوقّع التشكيلات ما لم يُعِد المجلس النظر في ما يعدّه الرئيس شوائب فيها.

العقبتان، القانونية والدستورية، تضعان مجلس القضاء في موقف حرج: إصراره على التشكيلات كما أقرها بالإجماع - وهو صلاحية قانونية له - دونما الإصغاء الى ملاحظات الوزيرة، سيُبقيها في أدراجه أو في أدراجها. الأمر نفسه بالنسبة الى رئيس الجمهورية، إذ تصدر التشكيلات في مرسوم عادي يُوقّعه هو ورئيس الحكومة والوزير المختص، من غير حاجته الى مجلس وزراء، ولا تسري عليه المهل المقيِّدة للتوقيع كي يمسي نافذاً. بذلك يكون مجلس القضاء في أول اختبار له برئاسة رئيسه سهيل عبود أمام امتحان صعب. ناهيك بأن ثمة ما سيُثقل عليه، هو إقراره بالإجماع من مجلس أعضاؤه معيّنون في وقت سابق تبعاً لقاعدة المحاصصة والتقاسم بين المرجعيات السياسية، وآخر عضوين كبيرين فيه عيّنتهما حكومة الرئيس سعد الحريري، هما رئيسه عبود والمدّعي العام التمييزي غسان عويدات. إبراز إقرار المشروع بـ«الإجماع» أوحى، لوهلة، أنه يحظى بموافقة المرجعيات السياسية التي تقف وراء تعيين أعضاء المجلس العشرة هؤلاء، وتالياً مراعاة متطلباتها واسترضائها في توزيع المناصب.

في الكتاب الذي وجهته الى مجلس القضاء الأعلى في 10 آذار، على إثر تلقيها مشروع التشكيلات، سجّلت نجم مآخذها من غير أن تشير الى ردها إياه. إلا أنها دعت الى اجتماع مع أعضاء المجلس عقد الأربعاء، آخذة بالصلاحيات القانونية الممنوحة لها بما في ذلك ما نصت عليه المادة الخامسة في المرسوم الاشتراعي رقم 150 الصادر في 16 أيلول 1983، القائلة بأن التشكيلات القضائية التي يعدّها المجلس لا تصبح نافذة إلا بعد موافقة وزير العدل. عند نشوء خلاف بينهما يعقدان جلسة مشتركة للنظر في نقاط الخلاف. إذا استمر الخلاف وأصرّ المجلس على التشكيلات بأكثرية سبعة من أعضائه، يكون قراره ملزماً ونهائياً. بيد أنها لا تصدر إلا بمرسوم يتخذ بناءً على اقتراح وزير العدل. بذلك يصبح مرسوم الوزير معبراً إلزامياً بدوره كي يُوقّعه - أو لا يُوقّعه - رئيس الجمهورية.

تذكير الوزيرة بصلاحياتها القانونية اقترن، في الكتاب، ببضع ملاحظات، أبرزها اثنتان:

أولاهما: «أنني وقفتُ مع مجلس القضاء الأعلى في وجه أي تدخّل سياسي أو غير سياسي في عملية المناقلات والتعيينات، ولم أطالب باسم ولا بمركز ولا بموقع، مع الإصرار على أن تحترم هذه المناقلات والتعيينات مبدأ الشمولية في تطبيق المعايير الموضوعية التي حدّدها المجلس. أما التأكد من تطبيق هذه المعايير فهو من صلب صلاحياتي كوزيرة للعدل، لا بل من واجبي الوطني».

ثانيتهما: «كنت أتطلع الى أن يكون مشروع التعيينات والمناقلات مناسبة لكسر الممارسة الخاطئة على مدى السنوات الماضية التي قضت بتكريس المواقع القضائية، على أنواعها ودرجاتها، للطوائف والمذاهب، ما أدى الى تحويلها الى مراكز نفوذ ومحاصصة في المناطق اللبنانية المختلفة، ومَنَع في كثير من الأحيان وصول القاضي المناسب الى الموقع المناسب، بغضّ النظر عن انتمائه الطائفي أو المذهبي».

إلا أن المراجعة المتأنّية لمشروع التشكيلات أفصحت عن بضعة معطيات، كانت مصدر تحفّظ الوزيرة رغم إشادتها بورود أسباب موجبة للمشروع، ترد للمرة الأولى في تاريخ تشكيلات مماثلة، التزم مجلس القضاء تطبيقها:

1 - عشية إصدار مجلس القضاء الأعلى التشكيلات في 3 آذار، رغبت نجم الى رئيسه في عقد اجتماع لمناقشتها مع المجلس والتحقق من مطابقتها مبدأي الشمولية والمعايير الموضوعية لتفادي أي ملاحظة لاحقة. إلا أن عبود فضّل عقد الاجتماع لاحقاً بعد إصدارها. مع أن قانون المجلس يشير الى مثل هذا الاجتماع بعد صدور مشروع التشكيلات (المادة 5 من المرسوم الاشتراعي 150)، غير أن رغبة الوزيرة توخّت تجنب أي مأخذ، ما لبثت أن تحققت من وجود ثغر بعد تسلمها المشروع. في اجتماع الأربعاء 11 آذار أبدى أعضاء المجلس آراءهم لنجم، من غير بتّ التباين في الرأي. ثم عقد المجلس في اليوم التالي الخميس اجتماعاً آخر على أن يعود الى الاجتماع الاثنين المقبل لتحديد موقفه النهائي: الأخذ بملاحظات الوزيرة توطئة لتوقيعها المرسوم، أو إصرار المجلس على الصيغة التي أقرها ما يفضي الى تجميد صدورها؟

2 - استمرار بعض قضاة النيابات العامة وقضاة التحقيق في مناصبهم يتناوبون على المواقع في ما بينهم، ومنهم مَن لزم المنصب نحو عشرين عاماً من غير أن يُقدم معظمهم - جراء انتماءاتهم الى مرجعيات سياسية - على ما تناولته الأسباب الموجبة للمشروع، وهو تعزيز مكافحة الفساد وهم المولجون النظر فيها.

فاجأ نجم عدم امتلاك هيئة التفتيش «داتا» ملفات القضاة

3 - عدم الأخذ بقاعدتي المعايير الموضوعية والشمولية على نحو ما يرميان اليه. أجرى المجلس مقابلات مع قضاة واستثنى آخرين، فأخلّ بالمساواة في ما بينهم. كذلك الأمر بالنسبة الى تشكيلات النيابات العامة إذ افتقرت الى الشمولية. استُبدل قضاة النيابة العامة في بيروت وجبل لبنان وصيدا والنبطية، وأُبقي قاضيا الشمال والبقاع، ما أعطى ذريعة للاحتجاج على إبدال أولئك والإبقاء على هذين، وأظهر الأمر كأنه استهدف قضاة قريبين الى فريق سياسي، شأن الغضب الذي عبّر عنه رئيس الجمهورية عندما تبلّغ إبعاد القاضية غادة عون فيما أُبقي سواها، ما جعله يقول بأنه لن يقبل بأن يكون «باش كاتب»، وهو آخر مَن يُوقّع مرسوم إصدار التشكيلات. تالياً لن يُوقّع الرئيس بالإكراه. تحفّظ الوزيرة ليس عن استبعاد القاضية عون بالذات، بل استثناء قضاة آخرين بإبقائهم في مناصبهم وعدم إخضاعهم للمناقلات، بعدما أصرّت على قاعدة الشمولية كي تطاول القضاة جميعاً بلا استثناء. وهو ما كانت توقّعته سلفاً.

4 - تدرك وزيرة العدل أن الحؤول دون إصدار التشكيلات القضائية يُرضي المرجعيات السياسية التي تفضّل إبقاء القديم على قدمه، كي تبقي إمساكها بمفاتيح السلطة القضائية ودوام المحاصصة فيها، رغم الخطوات الإيجابية المهمة التي تنطوي عليها التشكيلات. في المقابل تتمسك نجم بإبراز أول إنجاز معنية به، هو إقرار مناقلات وانتدابات خاضعة لمعايير التقت عليها ومجلس القضاء الأعلى. لم تتردّد في إطراء ما فعله، دونما إغفالها ملاحظاتها التي تحتّمها صلاحياتها القانونية المفضية الى تخويلها أول توقيع لمرسوم الإصدار. لذا لم تقل نجم بأنها ردّت المشروع، بل أبلغت الى المجلس ملاحظاتها تلك في الكتاب الذي وجهته اليه وطلبت بناءً عليه الاجتماع به.

5 - الأكثر مدعاة للاستغراب ما فوجئت به وزيرة العدل عندما طلبت من هيئة التفتيش القضائي الحصول على «داتا» ملفات القضاة. كان الجواب أن ليس عند الهيئة «داتا» شاملة بالقضاة، بنجاحاتهم وارتكاباتهم وانضباطهم، بل عوّل مجلس القضاء الأعلى عند تحضيره التعيينات على ذاكرة رئيسه بركان سعد بما يعرفه عن أولئك.

 

القرار الخاطئ

 د. جوني بركات/ لبنان الجديد/14 آذار/2020

أدعو نقابة الأطباء في بيروت إلى تحمل واجباتها في هذا المجال من خلال وضع اليد على هذا الملف، من خلال المراجعة أيضا أمام مجلس شورى الدولة لنقض القرار المتجاوز حد السلطة، وفي الوقت نفسه المبادرة إلى التحقيق في حيثيات الادعاء المسلكي بحق الزميل محمد هادي مراد صوناً للعدالة ومنعاً للاستفراد ولوضع الادعاءات ضمن إطارها القانوني الصحيح وفقاً لأحكام قانون الآداب الطبية.  أنا الدكتور جوني بركات أعلن رفضي قرار وزير الصحة سحب الترخيص بمزاولة مهنة الطب في الأرياف من الدكتور محمد هادي مراد، وذلك  لمخالفته احكام قانون ممارسة مهنة الطب في لبنان ، واعتبر ان القرار هذا هو تجاوز لحد السلطة مرتكب من قبل وزير الصحة بحق هذا الطبيب. واني أدعو الزميل محمد هادي مراد إلى تقديم طعن بهذا القرار  أمام مجلس شورى الدولة بمهلة ثلاثين يوما لربط النزاع مع الدولة بغية الوصول إلى حكم قضائي اداري مبرم باعتبار قرار الوزير هذا منعدم الوجود.

كما أدعو نقابة الأطباء في بيروت إلى تحمل واجباتها في هذا المجال من خلال وضع اليد على هذا الملف، من خلال المراجعة أيضا أمام مجلس شورى الدولة لنقض القرار المتجاوز حد السلطة، وفي الوقت نفسه المبادرة إلى التحقيق في حيثيات الادعاء المسلكي بحق الزميل محمد هادي مراد صوناً للعدالة ومنعاً للاستفراد ولوضع الادعاءات ضمن إطارها القانوني الصحيح وفقاً لأحكام قانون الآداب الطبية. وفي هذا السياق ، ونظرا للظروف الاستثنائية التي يمر بها البلد من تفشي وباء كورونا ، أدعو جميع الزملاء إلى تضافر  الجهود لمكافحة هذا الوباء، كل من موقعه، متحملاً مسؤولياته وفقا لما تمليه علينا تربيتنا وأخلاقنا وأدياننا وعلمنا ، مبتعدين كل البعد عن التشفي والمزايدات السياسية البالية والتصويب الفئوي العنصري والتخوين والتخويف والتحريض الذين لا يؤدون الا لبث التفرقة والهلع والرعب في نفوس الناس خاصة عندما يتوجه بعضنا إلى الناس عبر شاشات التلفزة أو مواقع التواصل الاجتماعي للتنكر لكل اجهزة الدولة الصحية ولتحطيم وتهشيم صورتها في هذا الظرف العصيب. حمى الله شعب لبنان الطيب والأطباء والممرضين الشجعان والعاملين في الأجهزة الطبية ، الذين يقفون اليوم وقفة الابطال ، بإمكانات ضئيلة بمواجهة هذا الوباء الكارثي.

 

نصر الله "ولي فَقِيه لبنان"

د. توفيق هندي/الكلمة أولاين/14 آذار/2020

نعم يتصرف السيد نصر الله ك"ولي فقيه لبنان"، علما" أن ولي الفقيه هو واحد لكل الشيعة أينما وجدوا.

أطل السيد نصر الله على اللبنانيين المسمرين على شاشات التلفزيون في منازلهم ل"يرشدهم" كيف تكون المعركة مع العدو كورونا، تماما" كما هي معارك المقاومة (وهو قائد "محور المقاومة") التي ينتصر فيها على الأعداء وعلى رأسهم العدو الشيطان الأكبر المستكبر الأمريكي وإلى جانبه العدو الصهيوني المغتصب والقادة العرب المستسلمين الخونة. على مدى أكثر من ساعة تحدث عن كورونا ليقول ما يعلم به غالبية اللبنانيين لكثرة ما سمعوه من أصحاب الشأن والمعرفة أو من يدعون بذلك.

بالشكل، كلامه معسول مليئ بالرأفة والإنسانية إلى حد أنك تخال أن أولوية الأولويات لديه هي لبنان وصحة "الإنسان" اللبناني وسلامته وحياته المقدسة الثمينة، علما" أن الإستشهاد من أجل القضية ومن أجل الله وإستخدام العنف في مواجهة الأعداء والأخصام ومن يقف في وجه تحقيق الأهداف الآهية هي في صلب أيديولوجية الحزب الذي يقوده. لقد تحدث السيد نصر الله من عليائه، راسما" للشعب خط مواجهة العدو كورونا وكأنه ماكرون أو ترامب التي تسمح لهم، لا بل تفرض عليهم، مسؤولياتهم الدستورية قيادة مواجهة كوروتا.

من ناحية ثانية، خصص حوالي ال15 دقيقة للتحدث عن المشكلة الإقتصادية-المالية-النقدية-الإجتماعية. فخلط الحابل بالنابل. أراد أن يوحي أنه ليس ضد تدويل الحل أكان من خلال صندوق النقد الدولي أو سادر. وأوقع نفسه في سلسلة تناقضات.

وقد أعلن مثلا" أنه قطعا" ضد رفع الTVA إلى 15% أو 20%، هذا الإجراء الذي هو في صلب برنامج صندوق النقد الدولي، لأنه يقول أنه يدافع عن مصلحة الفقراء، ويذكر أن الشعب إنتفض ضد الحكومة السابقة لمجرد الحديث عن تدفيعه ثمن بسيط لإستخدامه الوتس أب. ولكنه يتناسى أن نتيجة هذا الرفض، خسر الشعب حتى الآن أكثر من 50% من قدرته الشرائية، والحبل على الجرار.

وهو أيضا"، يغض الطرف عن إبقاء سعر البنزين والمحروقات على حالها في وقت تدهور سعر النفط الخام بشكل دراماتيكي في الأسواق العالمية. أليس هذا الإجراء أقصى من ما كان يطالب به صندوق النقد الدولي وهو زيادة سعر البنزين 5000 ليرة على التنكة؟!

المضحك-المبكي أن السيد نصر الله يستهتر بعقول اللبنانيين ويريد أن يوحي أنه ثمة مسافة بين حزب الله والحكومة والدولة. في حين أن الحكومة هي حكومته والدولة هي دولته والطبقة السياسية الفاسدة بشقيها من"حلفاء" و"خصوم"، هي تحت رعايته وحمايته وهو بحاجة لها كما هي بحاجة له.

أما تدويل الحل، أكان من خلال صندوق النقد الدولي أو سادر، فسيد نصر الله ضده بالمطلق، وإن حاول بالشكل الإيحاء بعكس ذلك، لأنه يعتبر أن شروط هذا التدويل هدفها محاصرته ماليا" وميدانيا" من خلال رقابة دولية على لبنان تفرضها وتتزعمها أميركا-ترامب التي هي بتناقض عدائي متفجر مع الجمهورية الإسلامية في إيران وإمتداداتها في المنطقة. وأخيرا"، خصص حوالي ثلاث دقائق فقط للموضوع العراقي لل"تضامن" مع الشعب العراقي في صراعه مع المحتل الأميركي. والملاحظ هنا أنه أبقى هذا الصراع بإطاره القطري ولم يضع التصدي العراقي للإحتلال الأميركي في إطار إستراتيجية "محور المقاومة" الهادفة إلى إخراج الجيش الأميركي من المنطقة والذي أعلن عنها بإسم هذا المحور إثر إغتيال قاسم سليماني. ولكن هذا موضوع آخر سوف نتطرق إليه لاحقا".

 

ركامُ بيوت وقبور.. بغلٌ يحتَرِقُ في الجُرد

محمد أبي سمرا/المدن/14 آذار/2020

ما الذي يفسِّر دفنَ موتى هذه القرية الجردية عراةً على تراب ضئيل في قبور كالأقبية؟ هل يفسّرُه أن ما وصلهم من دين التوحيد في تلك الشعاب الجردية العاصية، لا يتجاوز كلماتٍ قليلة يردِّدونها ببغائيًا، ممزوجةً بخرافات وثنيتهم؟ أم يفسِّرُهُ اقتداؤهم بالمسيحيين الأقدم زمنًا في لجوئهم إلى شعاب هذا السفح الصخري المنحدر عموديًا إلى الوادي السحيقة الوعرة، واستيطانهم عليه؟ قريبةٌ مقبرة المسيحيين من مقبرة المسلمين. وقبورها حجريّة كبيرة كلها. وليس من قبرٍ فيها إلا من حجر. وعلى خلاف مقابر المسلمين بنوها متباعدةً، كأنها بيوتٌ صغيرة تحت شجرات جوز معمِّرة على ضفة النهر أسفل الوادي، غير بعيد من مغارة نبع العين، ويعلوها شقيف صخري شيدوا عليه كنيسة بين بيوتهم الحجرية القديمة. وأُهملت مقبرة المسيحيين. ظلّت على حالها. ونادرًا ما يمر قربها أحد. أما مقبرة المسلمين القديمة فاتسعت، تجدَّدت وحاصرتها بيوت زمن الإسمنت. وعلى تلة صخرية مقفرة في الأعالي، أقاموا مقبرة جديدة، مثل الأولى شيدوا قبورها في العراء، فوضويًا وبلا حدود. الهجران المقيم في مقبرة المسيحيين، سبق بسنين كثيرة هجرانًا مثله في بيوتهم، فلم تعد تسكنها حتى ذكريات أصحابها، ولا يروي أحدٌ سِيَرَهم هنا، ولا هناك في المهاجر البعيدة.

معلمةُ الكنيسة الساحقة الجمال، وقع في غرامها المستحيل الشبانُ المسلمون الذين تعلموا خارج القرية وعادوا إليها.

أحدُهم دفعه تيهُهُ الغراميَّ بها إلى محاولة انتحار. وفي حوادث سنة 1958 قُتلتْ المعلمة خطأً، أو قضاءً وقدرًا، بطَلقة بندقية جندي. فشاعت حكايات تعيد مقتلها إلى أن الجندي مصابٌ بذلك الغرام المستحيل. ودُفنت معلمة الكنيسة في مقبرة المسيحيين. وبعد سنوات من هجرة أخيها الوحيد، أضيف بيتُ أهلهما إلى الخرائب. ولولا عودة يوسف، لكانت جنازتُها الجنازة المسيحية الأخيرة، قبل سنين كثيرة من انتشار بيوت الإسمنت المقابريّة، وقلاع العمائر الحجرية الشبيهة بتنانين أو أفيال على التلال الجرداء.

يوسف - شقيق سعاد وضحكتها وسنّها المكسورة - عاد من تيهِهِ في أميركا كهلًا، فباع بيت أهله الخَرِب وبساتينهم المهجورة، ثم اختفى سنواتٍ عشر في بيروت، ومات وحيدًا في مأوىً للعجزة.

وبعده لن يدفنَ أحدٌ في مقبرة المسيحيين. رحميَّةٌ كانت بيوتهم، كشعلة النار الأولى، كأحلام اليقظة السعيدة الهاربة، في حفريات غاستون باشلار للمخيلة البشرية. وكانت تلك البيوت في صمت طفولتي المنقطعة تَبْتَرِدُ بنسيمٍ ونور وظلال، وتغتسل بوحشة طنين النحل في ظهيرات الصيف. ومنها انتزع نداءُ العمل في المدينة وبلاد النفط الصحراوية شبانًا ورجالًا هبّت عليهم كلماتٌ وصور.  وها أنا بكلمات وصور أقتفي أثرَ حياتهم القديمة وطفولتي الخرساء المنقطعة.

وتركوا الزرع والرعي والفطرة والأميّة وحفظ القرآن. والمشي خلف بغالٍ وحمير وأبقار وقطعان ماعز في الجرد، تركوه لمهربين محترفين ورعاة لا يكلِّمون سوى الماعز والصخور، ورحلوا. ومن عاد منهم إلى دياره وأهله، لم يجد لا كلماتٍ ولا صور لما كسبه وتغيّر فيه هناك.

هل تغيَّر فيهم شيء حقًا؟ بلى، لقد مزجوا قوة شكيمتهم القديمة بضغينتهم المكتسبة على أنفسهم وعلى حجارة البيوت العتيقة وتراب سقوفها. وبهيامهم الأهوج بالإسمنت، رفعوا جدرانَهُ وسقوفه مقابر لإرث آبائهم وأجدادهم، فلم تعد مقابر موتاهم مخيفةً ولا مرعبة. وشعلات السّرج والقناديل والفوانيس اختفت من لياليهم في البيوت. وكذلك على دروب غير بعيدة من البيوت، عندما كانوا في الليل يروون بساتينهم القريبة بمياه معتمةٍ يجرونها من نبع الجوز العالي بأقنية أطول من نداءات نواطير تشق العتمة أصداؤها الأعتم من الظلام.

وتكاثروا. واستمروا يمدِّدون موتاهم على ترابٍ قليل في أقبية صغيرة كانت من حجر، فصارت من إسمنت أجرد كبيوتهم وطبقاتها المقابرية. على ترابٍ قليل يسجّون الموتى، يعرّونهم من أكفانٍ بيضاء كانوا يقايضونها ببيض الدجاج. وفي أماكن خفيّة في البيوت يخبئون الأكفان، منتظرين موتهم المنسي. بحجارٍ كانوا يسدّون الأقبية الحجرية على موتاهم. وفي زمن الإسمنت صاروا بأقفالٍ ومفاتيح يقفلون عليهم أبواب الحديد الصغيرة. ونصبوا على الأقبية الإسمنتية شواهد رخامية بيضاء اختطُّوا عليها بأسودٍ فاحم أسماء موتاهم، وعبارة أنهم لله وإنهم إليه راجعون. وفي ليلة رجعة الميت الأولى، كانت الأفاعي والعقارب، وظلت تقرض لحمَه، فيما الملائكة والشياطين تحاسبُه حسابَ القبر، فتشهد عليه أصابع يديه. من يقول إن طبيعة أرضهم الصخرية تفسّر تسجيتهم موتاهم على ترابٍ قليل يندر ويعزُّ في أرضهم، لا تصمدُ حجتُه هذه. فلدفنهم تحت التراب كان ولا يزال يسعهم الاستغناء عن قطعة أرض كالتي كانوا يدفنون فيها الحبوب، وبارت كلها سنين كثيرة، قبل بنائهم عليها عمائر حجرية جديدة كالقلاع. في نور الأصيل الشفيف الناعس، أُبصرُ فجأةً نيرانًا تلتهم بغلًا نافقًا على حافة الطريق الإسفلتية المعلقة على الشيّار الصخري، صاعدةً من منبسط بيادر الزمن القديم، ومنحدرةً إلى المقبرة. يشتعلُ البغل، كأنما دُلِقَ عليه سائل نفطي ملتهب. وعلى حجر، غير بعيد من السنة اللهب، يجلسُ راعٍ صبيٌّ محدقًا بلا اكتراث في بضعة عنزات تقضم نباتات شوكية صغيرة في الوعر الأجرد القريب.

أتَخيّلُ كَورسًا ينشد: أطلالٌ وثنية وركام، بغلٌ نافقٌ يشتعلُ في الجرد، صبيٌّ على حجر وسط الركام، يا للأطلال الوثنية. لم يبقَ من البغال ورجال البغال سوى قلة قليلة، سُقَماء هزيلين، كبقايا البساتين، كَرَوث البغال على باطون الأزِّقة تندلع رائحتُه بين البيوت المقابريّة المتراصّة.

أين رجال البغال، أولئك الأشداءُ بقاماتهم الجّافة مثل حبال نُقِعَتْ في الماء وقدَّدتها الشمس والرياح والثلوج في الجرود؟ كانت كوفياتهم الرمادية تعصب رؤوسهم الصغيرة، فتبرز وجوههم صلبةً متعظِّمة متيبِّسة الجلد، كأنها اقتُدَّت من صخور المقالع. كانوا في أصيل الغروب يمتطون بغالهم، وفي عتمات الجرود يتقافزون خلفها كالجنادب. ينقلون للرعاة وقطعانهم الماءَ في قِرَبٍ كبيرة وأوعية معدنية صدئة بلون القِرَب. وفي غلس الفجر يعودون خلف البغال تحمل في الأوعية الصدئة حليب الماعز.

بعد الظهر، في نهاراتٍ أخرى، يعودون بأحمال قمح على ظهور البغال، قادمين من رحلاتهم الطويلة ليومين أو ثلاثة إلى حوران، أو من الوعر بأحمال حطب. وقد يصادِرُ منهم الأحمالَ هذه، مع البغال، رجالُ درك مخافر الحدود المتربصين بهم أحيانًا على الدروب الآتية من الوعر والمنحدرة من الجرد. أما أحمال الثلج الذي يحتطبونَه من أعالي الجرد بفؤوسهم اللامعة، ويعبئونه في أكياس جنفيص كبيرة يحزمونها على ظهور بغالهم، فلا يصادِرُها منهم أحد. رجالُ بغال الحليب والقمح والحطب، هل ناموا وتحت نجوم بعيدة، على ترابٍ مهّدَتْهُ قطعانُ الماعز في مراحاتها بين صخور الجرد؟

وفي برد الفجر هل شربوا حليبًا يرغي دافئًا في طاسات نصف الرطل النحاسية؟ وفي ذهابهم وإيابهم، هل مروا قرب المقبرة خائفين، أم أخافَ عبورُهم في العتمة الموتىَ الجدُدَ في قبورهم، وتركوا الرعب للأولاد المرتاعين في ليل البيوت القريبة من المقبرة، فيما توقظُ الملائكةُ الميتَ الأخيرَ وتحاسبُه في الظلام؟

هل شرب رجال البغال القهوة بقشور البيض مع موتى اقتادتهم الجنيّات إلى مغارة مشعشعة، فتركوا بغالهم واقفةً مسربلة في درب أبصروا الجنيات تسحب عليه أفاعي شعرِهنّ الطويلة، بينما ينبعثُ من عريهن نورٌ قمري؟ وخمدتْ النارُ المشتعلة في بغل الجرد على طرف طريق الشيّار الإسفلتية. وعلى مثال أعراس التحرير في ضاحية بيروت الجنوبية وفي الجنوب، تخيّلْتُ أنهم احتفلوا بأعراس عداواتهم وسطوِهِم الاستعراضيّ المسلح على المشاعات والأرض البائرة، ورفعوا فيها مداميك بيوتِهم وجدرانها وطبقاتها المقابريّة، على هياكل أجدادهم العظميّة المفكّكة.

 

تجربة العمل والحياة

سمير عطا الله/الشرق الأوسط/14 آذار/2020

من باب التواضع، يسمّي عبد العزيز خوجة مذكّراته «التجربة»، متحاشياً التدليل على حكاية عمر حافل في السياسة والدبلوماسية والشِّعر والأدب وخصوصاً خصوصاً، في العلاقات الإنسانية. والمذكّرات قسمان، أوّلها الطفولة في مكّة، حيث يصوّر شاعر الدبلوماسية بوداعته، حكاية عائلة بسيطة: أبٌ يسعى من خلال دكّان بسيط، برد الشتاء وحرّ الصيف، ويمتنع حتى عن برودة الطائف في الأشهر القائظة، من أجل أن يوفّر لأبنائه الحياة الكريمة والعِلم. وتضرب العائلة المأساة غير مرّة، لكنّها تجد في مواجهتها أباً حامياً وأمّاً حاضنة كما تحتضن الطيور أفراخها.

يجتذبك عبد العزيز خوجة، في القسم الأوّل من المذكّرات، حتى تكاد تنسى أنّك مقبل على تجربة سياسية نادرة ومثيرة. سرده شِعر ونثر ومشاعر بلا حدود. وما بين الأحزان والفقدان تكاتف، محزن هو أيضاً، لشدّة صدقه. وكأنّما يريد الراوي أن يقول للذين عرفوه شاعراً أنّه شاعر في نثره أيضاً. وأحياناً شاعر مضاعف، وهو يجول في أرجاء مكّة في تلك المرحلة من الأربعينات والخمسينات، بل حتى عندما يذهب طالباً إلى القاهرة. فالفتى المبتعَث إلى دراسة الكيمياء، يجد نفسه تائهاً في مدينة الشِّعر والأدب والغناء. ويكتشف بعد حين أنّ مصر سوف تخطفه من واجبه إلى شغفه. فيتّخذ القرار الصعب بالعودة إلى جامعة الرياض، بعيداً عن ضفاف النيل وما حول تلك الضفاف، ليتخرّج دكتوراً في الكيمياء، ومن ثم مدرّساً للمادّة. لكنّ القدر ما لبث أن أعاده إلى عالم الفكر والأدب والثقافة، وكيلاً لوزارة الإعلام، إلى جانب أحد كبار الإعلاميين السعوديين، الشيخ محمد عبده يماني، نسيبه وصديقه. وبكلّ تواضع، يتحدّث عبد العزيز خوجة عن المحطّات التي تعلّم عندها أمثولات الحياة والعمل. أوّلاً في الجامعة، ثم في الإعلام، ثم في الخارجية، حيث شغل منصب السفير في مراكز سياسية شديدة الأهمّية، ما بين تركيا، وموسكو، والمغرب، ولبنان. كانت المرحلة الدبلوماسية مليئة بالأحداث. وعندما ذهب إلى الرئيس التركي تورغوت أوزال يودّعه ويبلغه أنّه منتقل إلى موسكو، ضحك الرئيس الصديق وقال له: «كنّا نتمنّى أن تبقى معنا مدّة أطول. ولكن ما دمت مسافراً، فأسرع في الوصول إلى موسكو قبل أن يسقط ما تبقّى من الاتحاد السوفياتي». وبالفعل، قبل أن يعثر السفير الجديد على مبنى لسفارته، ويقدّم أوراق اعتماده، كان الاتحاد السوفياتي قد انهار وقام مكانه الاتحاد الروسي. ولذلك تعيّنت عليه العودة إلى الرياض لإعداد أوراق اعتماد جديدة. يخلط السفير الجدّية القصوى بلحظة الدعابة الساخرة من النفس. يتّصل به الملك فهد عند منتصف الليل ليسأله عن تطوّرات الوضع في المواجهة بين الرئيس بوريس يلتسن والمعتصمين في البرلمان. ولمّا لم يكن لديه ما يقوله، أجاب بأنَّ يلتسن سوف يهاجم البرلمان بعد نصف ساعة. وكانت زوجته إلى جانبه فقالت له: «ماذا فعلت؟ من أين أتيت بمدّة الإنذار هذه؟» فجلس يندم ويقلق ويعدّ اللحظات. وبعد نصف ساعة بالضبط، كانت الدبابات الرئاسية تهاجم البرلمان. وبعد لحظات أيضاً، اتّصل الملك فهد من جديد يثني على سفيره وسعة اطّلاعه. «التجربة» قطاف ممتع في الشِّعر والسياسة والسرد.

 

تجدُّد معركة إدلب مسألة وقت

شارلز ليستر الشرق الأوسط/14 آذار/2020

قبل بضعة أسابيع، كان الجيش السوري – مدعوماً بالقوة الجوية الروسية – يتحرك سريعاً صوب الشمال إلى داخل محافظة إدلب، مخلّفاً شريطاً طويلاً من الموت والدمار وراءه أينما حل أو ارتحل. لقد سُحقت القرى والبلدات بالأرض سحقاً شديداً، ما أجبر تجمعات وأحياء بأكملها على الفرار نحو الحدود التركية.

وفي غضون 85 يوماً فقط، نزح ما يقارب مليون شخص إلى منطقة إدلب الحدودية، تلك المنطقة التي كانت تضم بالفعل قرابة 800 ألف نازح يقيمون في المخيمات المكتظة عن آخرها بالفارين واللاجئين. إنها كارثة إنسانية غير مشهودة من قبل، وليست خلال سنوات الحرب الأهلية السورية التسع الضروس، وإنما عبر التاريخ العالمي بأسره منذ الحرب العالمية الثانية. ولم تكن عشرات الاتفاقيات أفضل حالاً من صفقات سوتشي وآستانة مجرد كلمات بحبر جاف على ورق لا قيمة له. وعلى اعتبارهم «ضامنين» لتلك الاتفاقيات، جرى اكتساح الجنود الأتراك ومراكز المراقبة التركية المتقدمة داخل إدلب على أيدي جيش النظام السوري وبمعدلات تقدم غير مسبوقة. وعلى مدى الهجمات القاسية من جيش النظام السوري – التي اشتملت على التدمير شبه اليومي للمدارس والمستشفيات والأسواق – رُفضت مراراً المحاولات التركية لإجراء المفاوضات مع الجانب الروسي. وكانت عمليات الانتشار العسكري التركية داخل محافظة إدلب، فضلاً عن إمدادات الأسلحة إلى وكلاء أنقرة على الأرض، إلى جانب إسقاط العديد من المروحيات التابعة للجيش السوري، تهدف بالأساس إلى الردع، غير أنها أسفرت عن التصعيد العسكري الروسي والسوري غير المسبوق. وفي مواجهة أكبر كارثة إنسانية في التاريخ المعاصر مع أعمال العنف العدائية غير المسبوقة بين الدول، يبدو أن هناك حالة من اللامبالاة تشيع بين أوصال المجتمع الدولي.

وفي الأول من مارس (آذار) الجاري، أطلق الجيش التركي عملية «درع الربيع»، وهي عبارة عن حملة جوية واسعة النطاق من الطائرات المسيّرة لاستهداف القواعد الجوية، ومخازن الأسلحة، والأسلحة الثقيلة، وأنظمة الدفاع الجوي للنظام السوري. وأسقطت أنظمة الدفاع الجوي التركية العديد من مقاتلات النظام السوري، فضلاً عن القصف المدفعي التركي الكثيف على العديد من مواقع الجيش السوري في شمال غربي سوريا. وفي غضون بضعة أيام، سقط المئات من مقاتلي النظام السوري صرعى، واضطر النظام إلى إرسال رجال الشرطة والمجندين دون السن القانونية للقتال لملء أماكنهم على الخطوط الأمامية للقتال. وتخلت إيران عن موقفها السابق لمدة عام كامل من عدم الخوض في أعمال القتال في إدلب، وأرسلت عناصر من ميليشيات «حزب الله» و«فاطميون» لسد الفجوة المتكونة لدى القوات النظامية السورية. ثم أبرقت روسيا ودعت الرئيس التركي إردوغان إلى موسكو للتفاوض بشأن وقف إطلاق النار.

وإثر تحول ميزان القوى على الأرض مع وصول الأعمال العدائية إلى طريق مسدود، بلغت التدخلات العسكرية التركية غايتها. ففي الخامس من مارس الجاري، اجتمع الرئيسان فلاديمير بوتين وإردوغان معاً قرابة 6 ساعات كاملة وأعلنا على العالم قراراً شاملاً لوقف إطلاق النار مع إقامة ممر آمن يمتد بطول 6 كيلومترات على الجانبين الشمالي والجنوبي من طريق «إم 4» السريع. ولم يكن قرار وقف إطلاق النار مفاجئاً، غير أن الممر الآمن كان من التطورات المثيرة للحيرة. وعلى نحو ما أوضح المسؤولون الروس والأتراك ذلك اليوم، وكما صرح وزير الخارجية التركي في 10 مارس الجاري، فإن منطقة 6 كيلومترات إلى الجنوب من طريق «إم 4» السريع ستكون خاضعة للسيطرة الروسية. ويعني ذلك أن القطاع البالغ طوله 25 كيلومتراً إلى الجنوب من طريق «إم 4» السريع والخاضع راهناً لسيطرة قوى المعارضة السورية قد جرى التخلي عنه فعلياً من جانب القوات التركية. ولم يوضح أي من الجانبين كيفية تسليم وتسلم مقاليد السيطرة على المنطقة الواقعة إلى الجنوب من طريق «إم 4» السريع، ولكن الإشارات التركية كانت واضحة. وبعد الجهود المضنية المبذولة لاستعادة زمام المبادرة في إدلب، كان القرار التركي بالتخلي عن مثل هذه المساحة من الأراضي مثيراً للارتباك والحيرة.

وهناك العديد من التفسيرات المحتملة لنتائج قمة موسكو الأخيرة، بينها أن قرار وقف النار كان النتيجة الوحيدة ذات المغزى التي يمكن أن تتفق عليها روسيا وتركيا بالفعل، لكن بغية حماية العلاقات الثنائية التي يجري تعريفها بأكثر من مجرد إدلب، وتمت إضافة الممر الآمن كاقتراح يجري التفاوض بشأنه في وقت لاحق. ومن شأن ذلك أن يوضح عدم توافر أي تفاصيل بشأن التنفيذ المزمع والبدء اللاحق في المحادثات ذات الطبيعة العسكرية حول كيفية استحداث الممر الآمن.

وفي كل الاحتمالات، كانت تركيا مدركة تماماً لحقيقة مفادها أن وقف النار في سوريا لا يتسم بعادة الاستمرار طويلاً، وأن استئناف الأعمال العدائية في جولة جديدة ليست إلا مسألة وقت. وعبر الموافقة على وقف النار، ربما تكون تركيا قد فقدت الزخم العسكري الذي حازته من عملية «درع الربيع»، غير أنها اكتسبت في المقابل المزيد من الوقت لتعزيز الخط الأحمر النهائي على طريق «إم 4». وفي واقع الأمر، اندفعت مئات من الدبابات والمدرعات التركية إلى وسط محافظة إدلب في الأيام التالية على قمة موسكو. وفي الأسابيع السابقة على انعقاد القمة، أقام الجيش التركي سلسلة من نقاط المراقبة على طول الطريق السريع، في إشارة جليّة إلى رؤيتها طويلة الأمد لما قد يكون تسوية بحلول وسط مع روسيا في خاتمة المطاف.

وبالنسبة إلى تركيا، من المحتمل لهذا المنظور الأوسع للصفقة المستقبلية مع موسكو أن يشتمل على قضايا تتجاوز مسألة إدلب. وذاعت شائعات في الأوساط التركية بوجود ضوء أخضر «ضمني» من القيادة الروسية بشأن الهجمات التركية على المدن الخاضعة لسيطرة قوات سوريا الديمقراطية مثل عين العرب (كوباني) أو منبج في مقابل انخفاض مستويات القوات التركية في إدلب مع تقليص سيطرة قوى المعارضة على المناطق الخاضعة لها. ومن شأن ذلك، أن يتسق مع تفسير سبب حالة الهدوء المفاجئة التي انتابت معارضة الرئيس إردوغان في أنقرة في انتقادهم لنتائج قمة موسكو.

وكما فعلت الجهات الفاعلة الخارجية منذ عام 2011، يبدو أن الجانب التركي يمنح الأولوية للمصالح الذاتية في تعامله مع مسألة إدلب. فلم تكن الطائرات المسيّرة التركية تستهدف الجنود السوريين بالقتل مع تدمير أنظمة الدفاع الجوي السورية من أجل حفظ أرواح المدنيين كما يُشاع، بل كان المحرك الرئيسي لتلك الإجراءات هو الحاجة الماسّة والملحّة لوقف تقدم القوات الحكومية السورية مع المحافظة على مساحة كبيرة من الأرض تكفي للحيلولة دون تدفق المزيد من اللاجئين السوريين إلى داخل تركيا. وعلى نحو مماثل، لم يكن قرار وقف النار مدفوعاً في المقام الأول بالإصرار على وقف أعمال القتال بقدر ما كان مصمَّماً لتفادي الانهيار التام للعلاقات الاستراتيجية الروسية - التركية. وعلى افتراض دقة هذا التحليل، فإن احتمالات اندلاع موجة جديدة من أعمال العنف الشديدة في إدلب لا تزال مرتفعة، وربما وشيكة الحدوث. وحتى الآن، هناك سبب طفيف يدعو النظام السوري إلى عدم الاعتقاد بإمكانية تحقيق النصر الكامل، ما لم يكن الرد العسكري التركي في المرة المقبلة أكثر أهمية واستدامة. وإذا كان الأمر كذلك، فإن أفضل السيناريوهات المتاحة لإدلب ربما يكون ممكناً: تحويل المنطقة الشمالية من المحافظة إلى ما يشبه قطاع غزة الفلسطيني، تحت الحماية التركية. وستظل الأزمة الإنسانية ذات أبعاد غير مسبوقة، غير أنها ستسمح بدرجة أفضل باحتواء الموقف عند المقارنة بأسوأ الحالات: التقدم المستمر لقوات النظام السوري على طول الطريق حتى الحدود التركية.

* خاص بـ«الشرق الأوسط»

 

هل الولايات المتحدة دولة ذكيّة؟

د. آمال موسى الشرق الأوسط/14 آذار/2020

إنّ التفكير في ظاهرة الإرهاب وظهورها والمشروع الإرهابي نفسه والأهداف الخفية التي حملها يحتم من حين إلى آخر أن نفكر فيه بهدوء وروية وعمق بعيداً عن حالات الهلع التي تعقب العمليات الانتحارية والتفجيرات المجرمة التي يقوم بها الإرهابيون.

لقد التهمتنا الأحداث الإرهابية التهاماً وانشغلنا في وضع وصفات العلاج السريعة وتغافلنا مع الأسف عن قلب المشروع الإرهابي وعلاقة الأهداف بالأفعال التي قاموا بها وخلقوا زوبعة من التشويش عطلت مَلَكة التفكير وإعمال العقل بهدوء كما تشترط الحرب ذلك...

كل هذا كان يتطلب صفاء ذهنياً وعقلاً يلاحظ ويفكر ويربط ويحلل ويستنتج وينسب وينقد ولكن هذا لم يحدث مع الأسف. العمليات الإرهابية بدأت قبل تاريخ 11 سبتمبر (أيلول) 2001 واستمرت بقوة بعدها.

السؤال الذي كان يجب أن يكون بوصلة التفكير الأولى لمنهجية التفكير هو: من استهدفت الضربات الإرهابية؟ سؤال أهم بكثير من سؤال لماذا استهدفت طرفاً بعينه أكثر من أي طرف آخر؟ أو ذلك السؤال الرومانسي الاستنكاري: لماذا يكرهوننا؟

فمن هي الدولة المستهدفة من الإرهاب عموماً؟ أليست الولايات المتحدة؟ هكذا يجب أن يفهم تركيز التنظيمات الإرهابية على ضرب مصالح الولايات المتحدة وسفاراتها وآخرها المحاولة الانتحارية التي حصلت قرب مقر سفارة الولايات المتحدة الأميركية في تونس.

لا داعي لاستعراض قائمة المصالح الأميركية التي تم استهدافها إلى حد الآن. إذن هناك منطق قوي بين فعل الإرهاب وتحركاته وأهدافه والدولة المستهدفة.

لنواصل في نفس التحليل خطوة ففكرة. رؤوس الإرهاب المدبرة ليست غبية حتى يكون ضرب المصالح الأميركية في شتى بؤر التوتر اليوم هي الأهداف والمبتغى. بمعنى آخر ما نعتقده هدفاً الظاهر أنه وسيلة وأداة من أدوات وتكتيكات الاستدراج للولايات المتحدة. وعند هذه النقطة بالذات يتغير التفكير في قضية الإرهاب بشكل كبير ونوعي. ننخرط في هذا المنحى من التفكير لأنه يقلب عملية التفكير والتقويم رأساً على عقب. ووفقاً لما اعتمدناه من طريقة في التحليل فإن الشبكات الإرهابية الإجرامية كانت ناجحة مع الأسف في مخططاتها وتمكنت من إلقاء الطعم للولايات المتحدة فتم استدراجها وأخرجت جيشها من ثكناته وخلقت بؤر توتر وتكبدت خسائر. كان المسكوت عنه في المشروع الإرهابي هو استدراج الولايات المتحدة خارج ولاياتها وإضعافها تدريجياً وتشتيت جهودها وتعطيل طموحات بلد الأحلام. وهذا حصل إلى حد ما. حيث إن سرعة الرد غير العقلاني والمفكر فيه والتركيز على فكرة ضرب الرمز ومس أقوى بلد في العالم... كل هذا عطل العقل الأميركي وفوّت عليه فرصة فهم استراتيجية المشروع الإرهابي ومن ثم تلبية مآرب المشروع. والمشكلة الثانية أن نجاح حيلة المشروع الإرهابي عرّى الأسطورة الأميركية وأظهر ثغراتها وعمق الانحياز لصالح إسرائيل والدوس على الحريات وانحرافاتها في مجال حقوق الإنسان وفضيحة سجن أبو غريب...

يعني المشروع الإرهابي مع الأسف حقق البعض من أهدافه ونال من صورة الولايات المتحدة الرمزية. لنأتِ الآن إلى السؤال الثاني المرتبط بالأول: لماذا خطة استدراج الولايات المتحدة خارج حدودها نحو بلدان عربية خاصة وأخرى؟

في هذا المستوى من محاولة الإجابة ننتقل إلى الهدف المتمثل في إحراج الدول العربية وجعلها تحت ضغط الولايات المتحدة واتهاماتها ومواجهتها لمحاولات الابتزاز وتحمل تبعات إرهابيين خرجوا من جوف الثقافة العربية والدول العربية والإسلاميّة.

لماذا استهداف الدول العربية وتقوية الولايات المتحدة عليها؟ الجواب واضح جداً: كي ترمي على عاتقها فواتير الخسارات التي نتجت عن استهداف مصالحها.

إذن الهدف الحقيقي لمشاريع «الإرهاب الجهادي» هو ضرب الدول العربيّة وإرباكها وخلق توتر مع رجال الأمن والدفاع واعتبارهم طواغيت. وبالتالي فإننا أمام مشروع استراتيجي ممنهج إرهابي غايته تجسيد نمط المجتمع السلفي. ولقد وظف قيادات المشروع وعقله الجهنمي آليات الهوية والاستضعاف والفوبيا من الإسلام واستعداء الدين الإسلامي... طبعاً هناك من اليمينيين من يستثمر هذه المواضيع في حملاتهم الانتخابية داخل أوروبا خاصة ولكن بالنسبة إلى قيادات «المشروع الجهادي التكفيري» فنحن إزاء خطاب توظيفي يعتمد المناورة والمزايدات من أجل تحقيق أهداف مرتبة كرونولوجياً: استدراج الولايات المتحدة وهو ما حصل بقواعدها العسكرية المنتشرة سراً وجهراً ثم تضييق الخناق على الدول العربية وجعلها مضغوطة بإملاءات الولايات المتحدة التي بعد أن تفطنت إلى أنها أكلت طعم الشبكات الإرهابية وحولت العلاقة مع البلدان العربية إلى علاقة استثمار لقضية الإرهاب وصفقات للتعويض.

الفكرة التي تركتها إلى نهاية هذا المقال تتمثل في أن «التنظيمات الجهادية الإرهابية» كانت مجرمة لا شك في ذلك ولكنّها – وهذا المؤسف - أذكى من الولايات المتحدة التي استجابت لخطة استدراجها فأتعبت نفسها وأتعبت دولنا.

 

بعد كل ما جرى ويجري... ما هي خيارات إيران؟

زهير الحارثي الشرق الأوسط/14 آذار/2020

ليس من باب التجني القول إن طهران أثارت حفيظة العالم فما قامت وتقوم به من أساليب وتدخلات في شؤون دول الجوار وزرع خلايا نائمة فيها وتمويلها للإرهاب، كلها أمور خطيرة تجرها إلى مواجهة خيارات مؤلمة. إيران تمارس كل ما تريده من سلوكيات غير مشروعة ولم تترك شيئاً سيئاً لم تستخدمه. آخر تلك الممارسات ما فعلته طهران من سلوك غير مسؤول بتسهيلها إدخال مواطنين سعوديين إلى أراضيها، دون وضع ختم على جوازاتهم، في وقت تنتشر فيه الإصابة بفيروس كورونا الجديد؛ مما شكل خطراً صحياً هدد سلامة المواطنين والمقيمين في المملكة، وكانت محقة السعودية عندما وصفت أفعال إيران بأنها «تقويض للجهود الدولية لمكافحة الفيروس»، وبالتالي «تتحمل إيران بموجبه المسؤولية المباشرة وما سببه ذلك من تفشي الإصابة بالفيروس». خبر نُشر بالأمس أيضاً يؤكد سياسة إيران العدوانية، حيث امتنعت عن السماح بدخول المفتشين الدوليين إلى موقعين طلبت الوكالة الدولية التحقق من وجود أنشطة نووية محتملة فيهما. نعود للوراء قليلاً لنتذكر ما فعلته من استفزاز دول جوار وممارسة أفعال قرصنة مجرمة وزراعة ألغام واحتجاز ناقلات وتعطيل الملاحة الدولية في مكان يُعد شرياناً للاقتصاد العالمي؟ ومع ذلك لم يحرك المجتمع الدولي ساكناً وفي مقدمته المؤسسة الدولية المسؤولة قانوناً عن حمايته وأمنه. القراءة الواقعية لما يحدث في المنطقة تقول إن من أوصل الأمور إلى ما وصلت إليه هي إيران بأفعالها وأساليبها العدوانية وممارساتها التي تتعارض مع مبادئ القانون الدولي.

معضلة إيران المزمنة تكمن في تغليب النظرة الآيديولوجية العقائدية على المصلحة الوطنية، وذلك منذ نجاح الثورة الإيرانية في فبراير (شباط) عام 1979 بدليل استخدام أسلوب تصدير الثورة ولو بشكل مغاير. النظام أعاد وضع الخيارات الأمنية والعسكرية على سلم الأولويات على حساب الاستحقاقات الداخلية من وضع اقتصادي متردٍ وانفجار سكاني وترهل تعليمي واجتماعي. نحن نحترم الشعب الإيراني والمذهب الشيعي ولكننا نرفض سياسة نظام الملالي حيث التدخل في شؤون الغير من خلال رؤية طائفية وعبر حركات وأحزاب وعناصر للمراهنة على دور أكبر وخلق نفوذ له في تلك الدول. نسمع من حين لآخر من مسؤولين إيرانيين عن أهمية التعاون المشترك وقواسم الدين والأخوة والجوار، ثم يتبين لاحقاً أنها ما هي سوى عبارات إنشائية لا تثمر شيئاً، بل تدخل في باب الاستهلاك الإعلامي، كون العقلية الإيرانية السياسية توسعية وتميل للتصعيد والتأزيم. يحلو لبعض يساريي العرب المناداة بالحوار مع إيران من باب المناكفة والمماحكة بالمملكة ورغم أنهم يعلمون المسألة وخفاياها نعيد على أذهانهم أن إيران جزء من المشكلة لا الحل بدليل أنها طرف أصيل في نزاعات المنطقة ولا تريد السلام فكيف تطرح رأيها في نزاعات وخلافات ما كان لها أن تكون كذلك لولا تدخلها المباشر فيها؟ سبق للرئيس رفسنجاني قبل سنوات أن اتهم أطرافاً داخل بلاده بتحمل المسؤولية في تردي العلاقات بين الرياض وطهران وأنهم هدموا ما بناه من جهد لتحسين العلاقة. مقولته تلك أخلت مسؤولية دول الخليج ووضعت الحكومة الإيرانية آنذاك في موقف لا تحسد عليه. تصعيد طهران مع دول الخليج هو أسلوب معتاد وممنهج إذا ما عدنا للتاريخ، باستثناء الفترة الخاتمية التي شهدت تقارباً خليجياً - إيرانياً. الإيرانيون يصنعون الأعداء إذا لم يكن لديهم أحد لهدف استراتيجي يتمثل في إيهام الآخرين أن بلادهم دائماً في موقع المدافع عن حقوقها وتصوير البلاد بأنها مستهدفة وتحت ابتزاز الخارج وبالتالي عليها قمع أي مظاهرات أو احتجاجات في الداخل لأنه لا صوت يعلو على صوت المعركة وهو ما حدث فعلاً. السعودية تمثل، وما زالت، لإيران وللمحافظين تحديداً، هاجساً سياسياً وعقائدياً، فلجأوا إلى مختلف السبل من أجل تضييق الخناق عليها وحاولوا جاهدين الضغط والتأثير سلباً عليها مدركين بأن مخططهم التوسعي لن يتحقق له النجاح طالما أن السعودية تمثل الصوت المعتدل والخطاب المتوازن ولها نفوذها المؤثر في المنطقة والعالم. إذن ما الخيارات المطروحة لنظام إيران طالما أنه موقن ليس بمقدوره مقاومة استراتيجية واشنطن وحلفائها ناهيك عن عدم قدرته عسكرياً على المواجهة؟ الإجابة واضحة لا بد من الرضوخ لكل المطالب الأميركية والدولية العادلة فيما يخص برنامجها النووي أولاً والصاروخي الباليستسي ثانياً ووقف تدخلاتها في شؤون الدول الأخرى وعدم تمويل الإرهاب. إذا استمرت طهران في تعنتها فإن العقوبات المشددة ستأخذ طريقها للتطبيق بشكل صارم وستلحق بإيران كارثة اقتصادية لأنه سيكون انهياراً اقتصادياً غير مسبوق. ومع ذلك من يستمع للتصريحات الإيرانية يلمس أنهم لم يتخلصوا بعد من فيروس المكابرة. إيران قد تنحني أمام العاصفة ولكن هذا لن ينقذها من مواجهة الأيام الصعبة. كما أن الحرب كخيار سيبقى دائماً مطروحاً على الطاولة وإن كان لا أحد يرغبها وإيران تدرك أنها الخاسر الأكبر فيما لو اندلعت، فالكل يعلم حين الحديث عن توازن القوى العسكرية إلى أين ترجح الكفة بكل تأكيد. سلوك طهران هو بمثابة انتحار سياسي وعليها الارتهان للواقعية وتغيير سلوكها العدواني والتعاطي بمفهوم الدولة لا الثورة لأنه المخرج الوحيد لها إن أردنا الحقيقة.

 

هل يغير «كورونا» من تفكير إيران الاستراتيجي؟

محمد الرميحي الشرق الأوسط/14 آذار/2020

الافتراض أنه بسبب اشتباك النظام الإيراني في حروب ساخنة أو باردة في الجوار وما بعده، فقد كان ذلك على حساب الوضع الاقتصادي الإيراني الداخلي ولسنوات طويلة، ومنه تدهور البنية الصحية الإيرانية.

الخسارة المؤقتة بررت على توقع أن ثمة جائزة كبرى في نهاية الطريق (بناء الإمبراطورية) القائمة على فكرة حكم ولاية الفقيه، ومن ثم الاستفادة من كل ثروات وموارد الأرض الجديدة (من الفرات إلى البحر الأبيض) و(من الخليج إلى البحر الأحمر)، ذلك سيعود بالنفع العميم على الشعوب الإيرانية ثروةً وعزةً! فلا بأس أن تحرم تلك الشعوب من الكثير من مواردها ونقص في خدماتها الأساسية في سبيل تسخير تلك الموارد المتاحة أو المتوافرة من الجوار الذي سقط باليد كالعراق، واستثماره في بناء ترسانة عسكرية وتهيئة العديد من الرجال لخدمة ذلك المشروع وصرف الأموال في تمويل الأذرع الفاعلة في ترويج تلك الاستراتيجية في الجوار كما في لبنان واليمن، وأيضاً العراق وأماكن أخرى، كل ذلك على حساب الحاجات الإنسانية للشعوب الإيرانية، وفلسفت تلك المقولات بشعارات تراثية أو اجتماعية، على رأسها الرسالة الربانية آيديولوجيةً، والصبر طريقاً للوصول إليها، كما يصبر ناسج السجادة الإيرانية (التعبير الأخير محبب لبعض الكتاب الغربيين!) كي تُنال الجائزة في النهاية. قد يكون «كورونا» وانتشار وبائه الذي من المحتمل أن يحصد الآلاف من الإيرانيين، مع الأسف، جرس تنبيه لإعادة النظر في المشروع كله، فواحد من أهم أسباب انتشار الوباء في إيران واستوطانه، مع الأسف، ضعف خطير في البنية الهيكلية للمنشآت الصحية في إيران والتي لم تخصص لها الموارد الكافية ولا رأس المال البشري من أجل تحصين السكان في مدن وقرى إيران من أي نائبة صحية، ولا وفّرت الإمكانات لمواجهة الأمراض الخطيرة في ظل تردي الأوضاع الاقتصادية والشح في تمويل الخدمات العامة.

جرس التنبيه يقول إنه مهما خطط لبناء الإمبراطورية على حساب الموارد والسكان، فهو بالتأكيد في زماننا مؤدٍ إلى فشل. حتى الآن يجري تسويق خطط التوسع الإيراني في الجوار على مجموعة من الشعارات تتراوح بين «الدفاع عن المذهب» مثل «حراسة المراقد في دمشق»، وكأنها كانت مهددة! أو «الدفاع عن المستضعفين» أو حتى «مقاتلة إسرائيل وأميركا»! قد تكون هذه الشعارات جاذبة للبسطاء من جهة أو أصحاب المصالح المرتبطة بالمشروع من جهة أخرى، لكنها تبدو ساذجة للعقلاء، فكل تلك الشعارات تخفي أو تحاول أن تخفي أهداف المشروع الحقيقي وراء الجهد الإيراني الذي تؤمن به النخبة الحاكمة، وهو التوسع في الجوار والاستحواذ على السلطة والثروة في المنطقة. هل يعطينا التاريخ أمثلة يمكن الاستفادة منها في المقارنة في بعض الوجوه لفهم هذا التوجه، وإلى أي ميناء يمكن أن يرسو فيه؟ قد يكون الجواب نعم. ففي أوروبا اندلعت حرب ضروس تسمى حرب الثلاثين عاماً، وشملت صراعات دامية استمرت معظم سنوات النصف الأول من القرن السابع عشر، يعرفها كثيرون بتعجل، إنها حرب بين الكاثوليك والبروتستانت، أي حرب طائفية بالتعبير الحديث، وهو توصيف يرغب البعض في إسقاطه على الصراع بين إيران وجاراتها في مشروعها المتمدد في السنوات الأخيرة، ذلك التوصيف غير صحيح، فقد قامت قوى كاثوليكية كما حدث لفرنسا الكاثوليكية وحتى البابا بمناصرة البروتستانت، كما قامت قوى بروتستانتية بمناصرة الكاثوليك، كما يحدث اليوم من مناصرة بعض السنة مثل تنظيم الإخوان للمشروع الإيراني ومقاومة بعض الشيعة لذلك المشروع، هنا يسقط التنميط كلياً عن توصيف الصراع القائم بأنه سني شيعي أو طائفي، هو سياسي بامتياز كما كانت حرب الثلاثين عاماً في أوروبا صراعاً سياسياً من أجل السيطرة والاستحواذ، واستخدمت في جيوش تلك الحروب الأوروبية مرتزقة من أماكن أخرى من القارة، كما يحدث اليوم، من أفغان وباكستانيين وغيرهم، وبسبب تلك الحرب الطويلة انخفض عدد سكان بعض دول أوروبا إلى أقل من النصف، وتدنت نسبة الرجال في المجتمع إلى درجة أن سمح أمراء الحروب وقتها بتعدد الزوجات لتعويض الخسائر في الرجال، ودمرت مناطق واسعة، وهاجر السكان إلى الغابات والخلاء، وانتشرت المجاعات والأوبئة والأمراض، وهلك ملايين من البشر. إذا قبلنا المقارنة في الخطوط العريضة، فإننا أمام عشر سنوات حرباً في سوريا، وخمس في اليمن، وعشرين عاماً في لبنان ومثلها في العراق، كلها تدار تحت شعارات هدفها التوسع. الآلاف من السوريين ذهبوا ضحية القتل المباشر أو في أقبية السجون جراء التعذيب وملايين انتشروا لاجئين في الداخل والخارج، واستبيحت أرواح الآلاف من اليمنيين دون مبرر، وهُدمت قرى ومدن جراء عبث الحوثيين ودعمهم المستمر القادم من طهران، وأفلست لبنان الدولة تحت هيمنة «حزب الله» وإرهابه، وتوقف بناء الدولة في العراق ويتحكم في مستقبلها مجموعة من الميليشيات مدعومة سلاحاً وتدريباً من إيران.

هذا هو المشهد الماثل أمامنا قد يشابه في بعض ملامحه، مع اختلاف ضرورات الزمن، مشهد ذلك الصراع الدموي في النصف الأول من القرن السابع عشر الأوروبي، والآثار السلبية الرهيبة التي تركتها. ومع اندلاع وباء «كورونا» الجديد في إيران وتلك أخبار لا تسر أحداً، بل تقلق الجميع، هل تنتبه النخبة الحاكمة إلى حقيقة خواء المشروع ونتائجه الكارثية على الشعب الإيراني وأبناء المنطقة، وأن الحاجة أصبحت ملحة إلى أن تأخذ إيران الجانب الصحيح من التاريخ! لا يحتاج العقلاء إلى إثبات حقيقة أن تكديس الصواريخ والقوارب السريعة وتفعيل البرامج النووية، وتجنيد المرتزقة أو إرسال القوات المساندة إلى خارج الحدود، مع إفقار في الداخل وإضعاف في البني الخدمية والسياسية لا يؤدي إلا إلى ما آلت إليه المدن المتحاربة في الزمن الأوروبي القديم الخواء الكامل. ربما لا يعني ذلك الدرس الشيء الكثير للنخبة الإيرانية، أما انتشار العدوى التي أنكرها النظام في بداية الأمر، والقول إن الفيروس مصنّع في معامل الولايات المتحدة أو أنه عقاب من الله للصينيين، ثم اضطرار النظام إلى إطلاق سراح 70 ألف سجين تحوطاً من كارثة إنسانية، بسبب ضعف شديد في القدرة على التعامل مع الواقع المعاش والاعتراف بما يتوجب الاعتراف به، وهو أن بناء الإمبراطوريات تحت أي علم أو آيديولوجيا لم يعد ممكناً في زماننا، هو فقط استهلاك غير حميد للموارد وحروب دونكشوتية لا نتيجة لها إلا تخريب مدن وأوطان في المكان والجوار، فبالتأكيد يرغب السوريون في بناء دولة حديثة لهم يتساوى فيها المواطنون، وبالتأكيد يرغب اليمنيون في العيش في دولة ليست إمامية كما خبروا شرورها قروناً سابقة، كما أن العراقيين ضاقوا ذرعاً ببداية المشروع الإيراني، كما ساد التذمر قطاعات واسعة من اللبنانيين، في كل هذه المناطق زادت القناعة أن المشروع الإيراني يستطيع أن يُخرب، لكن ليس لديه القدرة على البناء! «كورونا» بدأ يفكك المشروع فتم قفل الحدود مع إيران من العراق وتركيا ولبنان والخليج، فهل يوقظ جرس الإنذار الذي يرتفع صوته الآن في أكثر من مكان قادة المشروع إلى الاعتراف بفشله! والسعي للنظر في خيارات أخرى للمستقبل؟ أو السير في هذه الطريق حتى الوصول إلى الهاوية؟

آخر الكلام: من الشاذ وغير المقبول في العلاقات الدولية أن يسمح لمواطنين الدخول إلى بلد دون أن تختم جوازات سفرهم، ذاك ما حدث للسعوديين في إيران؛ مما تسبب في وقوعهم في مصيدة المرض، فأصبحوا ضحايا التسييس والجهل معاً، وعرّضوا مواطنيهم للخطر!

 

ما طار طير وارتفع

مشعل السديري/الشرق الأوسط/14 آذار/2020

قالت مجموعة استشارية مقرها هونغ كونغ إنه من المتوقع أن يشكل المستهلكون الصينيون نحو نصف السوق العالمية للسلع الفاخرة والسياحة، وإن حصة الصين من المبيعات العالمية للسلع الفاخرة والسياحة سوف ترتفع من 15% اليوم إلى 44% طوال عام 2020 ليصل حجم إنفاقهم سنوياً إلى 74 مليار يورو.

ونحن الآن ما زلنا في بداية الربع الأول من عام 2020، عندما اجتاح فيروس «كورونا» الصين من دون إنذار، فهل سيصمد المستهلكون الصينيون في الاستحواذ على السلع الفاخرة والسياحة، وسيصعدون إلى 44% مثلما يخططون، أم أنهم سوف ينحدرون إلى ما دون 15%؟! وهل المبدأ أو الحقيقة القائلة «ما طار طير وارتفع، إلاّ كما طار وقع»، تنطبق أيضاً على الشعوب والأمم؟! الواقع التاريخي يؤكد لنا ذلك، فكم من أمة كانت هي سلطانة العالم، وأصبحت اليوم مجرد ممسحة للبلاط.

ولا أدري هل هذه الفيروسات ما هي إلاّ جنود مجنّدة ونحن لا نعلم؟! العلم عند الله وحده. بيعت سمكة تونة بمبلغ قياسي وصل إلى «1.76» مليون دولار، في أول مزاد في سوق «نسوكيجي» للسمك بطوكيو.

وللمعلومية فأهل البادية في أواسط الجزيرة العربية الذين لا يطلون على أي بحر، كانوا إلى وقت قريب لا يأكلون لا السمك ولا البقر. وأذكر قبل سنوات بعيدة أن أحدهم كان مصّراً على أن يعلمني ويقنعني بأن الجنة ليس فيها أي سمك أو بقر، وذلك من شدّة كراهيته وقرفه منهما، فكيف لو ذكرت له ثمن تلك السمكة؟!

أما الآن عندما أصبح بعض رعاء الشاة يتطاولون بالبنيان، فقد أصبحت أكلتهم المفضلة هي: «السوشي».

درجات الصداقة عند العرب:

التِّرب: هو مثيلك بالسن. الزميل: الذي يعمل معك. الجليس: من يصحبك في مجلسه. السمير: مَن يحدّثك ليلاً. النديم: من يكون معك في شراب القهوة. الصاحب: من يلازمك طوال الوقت. الرفيق: من يرافقك في سفرك. الصديق: مَن صدقك وصاحبك بودّ. الخِلّ: مَن أسكنك قلبه. الأنيس: من آنسك حضوره وأراح بالك. النجيّ: من أسرّ لك في الحديث بالأسرار. الصفيّ: صديقك المخلص. القرين: من كان وصله بك روحياً قوياً. ولو أن أحداً سألني: من الذي تصطفيه من هؤلاء الذين ذكرتهم؟

لأجبته دون تفكير: إنني لا أصطفي سوى من يشاركني شرب القهوة، على شرط أن أكون أنا وحدي الذي أشربها، وهو الذي يصبّها لي واقفاً طوال الليل.

 

بات العراق ساحة صراع اميركي ايراني

ديفيد اغناتيوس/العربية/14 آذار/2020

اشتعلت المواجهة بين الولايات المتحدة وإيران، مرةً أخرى هذا الأسبوع، إثر تبادل الهجمات المميتة بين ميليشيا مدعومة من إيران والقوات الأمريكية في العراق. ويحذر القادة الأمريكيون من أن النزاع قد يندلع مرة أخرى قريبًا إذا لم تكن إيران حذرة.

ويَرى القادة الأمريكيون هذا على أنه نقطة انعطاف خطيرة. حيث تعاني إيران من فيروس كورونا وقد تشتتت بعد القتل المستهدف للواء قاسم سليماني في يناير. ويبعث قادة البلاد المحاصرين، الذين يبحثون عن نقطة تجمع، الرسائل لأتباعهم بأنهم يريدون ضرب القوات الأمريكية وطردها من المنطقة.

ويعد العراق أكثر منطقة صراع متفجرة في الحرب غير المعلنة بين الولايات المتحدة وإيران. ففي ليلة الأربعاء، أطلقت كتائب حزب الله، أحد أقرب شركاء الميليشيات الشيعية في العراق، وابلاً من 30 صاروخ كاتيوشا على قاعدة في معسكر التاجي، على بعد 17 ميلاً شمال بغداد، مما أسفر عن مقتل جنديين أمريكيين.

وقد ردت القوات الأمريكية الخميس بضرب خمسة مواقع في العراق حيث تقوم كتائب حزب الله بتخزين الأسلحة، وفقًا للجنرال كينيث "فرانك" ماكنزي جونيور، قائد القيادة المركزية الأمريكية. وندد المسؤولون العراقيون بالهجمات زاعمين أن غارة واحدة أصابت مطار كربلاء المدني الذي يستخدمه الزوار الشيعة.

كان رد الولايات المتحدة استجابة محدودة لوفاة أمريكيين اثنين، بالنظر إلى قائمة الخيارات. حيث كان القادة الأمريكيون مستعدين لأمرٍ بضرب إيران مباشرة إذا قتل أمريكيون. لكن مثل هذه الضربة المباشرة على إيران من شأنها أن تكدر الأسواق المالية والنفطية التي كانت في حالة هبوط مستمر لمعظم هذا الأسبوع، وقد تفسر الرغبة في تجنب الاضطرابات الإضافية جزئياً حذر الولايات المتحدة النسبي.

هذا ويعتقد المسؤولون الأمريكيون أن تأثير كوفيد 19 كان شديدًا في إيران. ومن بين 429 حالة وفاة تم الإبلاغ عنها رسميًا كان هناك أعضاء في البرلمان ومستشار للمرشد الأعلى آية الله علي خامنئي. وبحسب ما ورد، فإن العشرة آلاف شخص المصابين بالفيروس رسميًا كان من بينهم نائبان للرئيس ونائب وزير الصحة. بينما يعتقد المسؤولون الأمريكيون أن السلطات الإيرانية اتخذت إجراءات صارمة في محاولة لحماية خامنئي. وقد أدى الوباء إلى مزيد من الصدمة لبلد هزته بشدة الإدارة الأمريكية بقتلها سليماني، قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني. ويعتقد المسؤولون الأمريكيون أنه بدون صوت سليماني المهيمن، فقد ظهرت خصومات داخل المؤسسة الأمنية، حيث تتحدى كل من وزارة المخابرات وقادة الجيش، الحرس الثوري الإيراني ويضغطون من أجل تولي أدوار أكبر.

وشبّه أحد المسؤولين الأمريكيين مقتل سليماني بمقتل الجنرال راينهارد هيدريش خلال الحرب العالمية الثانية. وربما كان هيدريش قائد ألمانيا الأكثر فعالية والوحشي للغاية، والذي وصفه أدولف هتلر بأنه "الرجل ذو القلب الحديدي". ولم يعثر الألمان على بديلٍ له قط. إذ يعتقد المسؤولون الأمريكيون أنه بعد اغتيال سليماني، تحولت إيران من تهديد السعودية والإمارات وحلفاء أمريكيين آخرين في الخليج - نحو تحدي أمريكا مباشرةً. وهذه استراتيجية عالية المخاطر، ولكن هدف إيران على المدى الطويل هو إخراج القوات الأمريكية من المنطقة، بدءًا بالعراق.

ويبدو أن القادة الأمريكيين مصممون على البقاء في العراق، على الرغم من تعليقات الرئيس ترامب في يناير بأنه مستعد للانسحاب. ويتوقع المسؤولون أن الولايات المتحدة قد تسحب قواتها بشكل قليل من 5000 إلى 3000، لكن مهمتها الرئيسية المتمثلة في تدريب وتقديم المشورة لخدمة النخبة العراقية لمكافحة الإرهاب ستستمر، مع قيام الولايات المتحدة بتركيب بطاريات صواريخ باتريوت في قاعدة الأسد الجوية واربيل لحماية القوات الأمريكية هناك. ويُقال إن كبار القادة العراقيين، بما في ذلك المؤثر زعيم الميليشيا الشيعية هادي العامري، قد أشاروا بهدوء إلى واشنطن أنهم لن يعارضوا الوجود الأمريكي المستمر، على الرغم من تصويت البرلمان العراقي غير الملزم بأنه يجب أن تغادر القوات الأمريكية. لكن هذا القبول الهادئ يمكن أن يتغير إذا اشتدت حدة المواجهة. تُراقب إيران السياسة الأمريكية بدقة، وسيكون العنصر المفاجئ في الأشهر المقبلة هو ما إذا كانت طهران قد تتخذ عمداً إجراءات من شأنها أن تزعزع استقرار الاقتصاد العالمي لدرجة أنها ستضر بآمال ترامب بإعادة الانتخاب وربما تؤدي إلى إدارة أمريكية جديدة وتخفيف للعقوبات. وسيكون هذا بمثابة استراتيجية "تغيير نظام" إيرانية، وهي واحدة من العديد من الشكوك المخيمة على الشرق الأوسط المتقلب باستمرار.

 

الجحيم المستمر: وفي آذار سوريا التاسع حلّ كورونا

يوسف بزي/موقع تلفزيون سوريا/15 آذار/2020

بلاء البشرية بوباء كورونا، أتى حدثاً منفرداً على دول ومجتمعات "طبيعية". بدأ فيها حالة ناشزة في سيرتها اليومية، ونافرة فوق مشاكلها وهمومها وهواجسها السياسية أو الاقتصادية والاجتماعية. خطر استثنائي غير معتاد في سياق المخاطر التي تكيفت معها: حوادث السير، جرائم القتل الفردية، انهيار ثلجي، سقوط طائرة، غرق سفينة، انهيار مبنى على سكانه، حريق غابات، إعصار عنيف، أو حتى وقوع زلزال.. هناك، في المجتمعات "الطبيعية" ثمة معايشة متوازنة مع حقيقة الموت. بل ثمة غلبة للحياة بكل متاعبها وصخبها وقلقها. هناك ثمة "غد أفضل" مأمول، وربما في متناول اليد. ويحدث أن نرى منسوباً معقولاً من الوئام الاجتماعي، من حضور للحب، وللتسامح والتعاطف. منسوب من الطمأنينة السياسية، إذا صح التعبير. وبالتأكيد هي موصوفة كمجتمعات "طبيعية" لتوافر الكرامة لمواطنيها وحقوق إنسانية أساسية غير معرضة للانتهاك، مصانة دستوراً وأعرافاً وقيماً أخلاقية. بعبارة أخرى هي بلاد "مستقرة".

فوق كل هذا، مغالبة الحدث الطارئ أو مواجهة الكوارث العارضة، وإدارة الأزمات، إنما هي "فرصة" تُمتحن فيها جدارة الدولة وأجهزتها كما جدارة النظام السياسي والاجتماعي وقيمه ومعتقداته وسلوكه العام.

أما نحن، أهل البلاد المنكوبة والمجتمعات المريضة والدول الفاشلة، فبلاؤنا بوباء كورونا جاء تتويجاً لكوارث متلاحقة ومترافقة مع بعضها البعض، على مثال العقاب التوراتي. فاجتماع الحقارة السياسية

مئات الآلاف من اللاجئين محشورون ومتكدسون في مخيمات بائسة، تفتقر إلى الحد الأدنى من الشروط الصحية. وتنعدم فيها القدرة على الحماية الشخصية أو الخصوصية الفردية.

والفساد الاقتصادي والاضطرابات والحروب والانهيار الأخلاقي عدا انحطاط الدولة ومؤسساتها، مع جائحة مثل "كورونا".. ليحيلنا كل هذا إلى كابوس يُضاف فوق كوابيسنا، ويرخّص حياتنا فوق رخصها الأول، ويحطمنا فوق حطامنا السابق، في مشهد قيامي (أبوكاليبسي) أشبه بأزمان الطواعين وأهوالها.

وعلى نحو عياني لما نحن فيه، سنجد مئات الآلاف من اللاجئين محشورين ومتكدسين في مخيمات بائسة، تفتقر إلى الحد الأدنى من الشروط الصحية. وتنعدم فيها القدرة على الحماية الشخصية أو الخصوصية الفردية. وتفتقر إلى مقومات النظافة العامة والبيئة الملائمة للعيش الكريم، وللأمن الغذائي وللطبابة والعناية. تتسم بالفقر المدقع والحاجة الدائمة للوقاية من المرض. هؤلاء نُكبوا بالتهجير وبضياع أرزاقهم وأموالهم ومواردهم، ومعظمهم فقدوا أفراداً من عائلاتهم أو حتى معيلهم وراعيهم، فكثر أيتامهم وأراملهم وتفاقم عجزهم وعوزهم. وقبل هذا، خسروا بلادهم وذاقوا الذل والهوان وانتهكت كرامتهم.. مشردين بائسين في بلدهم وفي منفاهم. هؤلاء الذين تعرضوا للاضطهاد السياسي، الجسدي والمعنوي، ولأهوال الحرب وصدماتها، وحُشروا في الفقر وسوء التغذية، وأُخرجوا من أرضهم، وتكاثرت بينهم الأمراض وانهالت عليهم مصائب لا تُحصى، إلى حد الاختناق باليأس.. يقفون اليوم عراة بلا حماية أمام جائحة كورونا.

وإذ نرى العالم كله يواجه فيروساً لئيماً، كحدث استثنائي وطارئ يجمع البشرية في مصابها، على صورة استنفار أنظمة الاستشفاء، وإجراءات التعقيم وحظر التجول أو التجمع، وإقفال الفضاءات العامة، والإجراءات في المطارات ووسائل النقل، واستنفار الأطقم الطبية، وتقارير أعداد الإصابات والوفيات اليومية، والحملات الإعلامية والميدانية.. فهناك أيضاً صورة أخرى خاصة بنا، في مخيمات اللاجئين وخارجها: صورةُ مضاعفةِ الجحيم والرعب والموت.

هناك في العالم سبب واحد وموت واحد. وهنا عندنا أسباب كثيرة وموت أكثر.

أن نُبتلى بمجرم كبشار الأسد، بجيش البراميل المتفجرة والصواريخ الكيماوية والمجازر وقصف المستشفيات واغتيال الأطقم الطبية، بعصابات مخابرات التعذيب والتنكيل والإعدامات الجماعية والاغتصاب والتوحش السادي. أن نُبتلى باحتلالات ميليشيات مذهبية تستبيح البشر والحجر والزرع. أن نُبتلى باحتلالات جيوش القسوة الأجنبية والقتل اليومي والمهانة الوطنية. أن نبتلى بجماعات التكفير والذبح والتعصب القاتل.. أن نُبتلى بغياب الرحمة والعطف وانعدام الوئام الاجتماعي وبعداء "الدولة" لمواطنيها.. أن نُبتلى بفقدان البيت والأمان وفقدان الأحبة والأصدقاء.. أن نبتلى بالفقر المدقع وضياع المستقبل وتبدد الأمل، إلى حد فقدان الرغبة بالحياة. وفوق كل هذا مصائب لا تُحصى، فردية وجماعية، في هذه الحروب المتناسلة منذ تسع سنوات.. ثم يأتي "امتحان" بلاء كورونا!

هذا هو جحيمنا الخاص، جحيم سوريا. وهذا ما يخرجنا عن العالم السوي ومشهده المريض اليوم.

على هذا النحو يستمر الاستثناء السوري، لعنة ونكبة مستمرتان، عقاباً يمارسه نظام آل الأسد تحطيماً وقتلاً بلا رحمة لتلك الـ"سوريا" التي أرادت ذات آذار أن تلاقي المستقبل، أن تفتح باباً للحرية وللكرامة، أن تبدأ السير نحو دولة لمواطنيها، نحو مجتمع موفور الكرامة والأمان والرعاية، مجتمع حكم القانون ومبدأ المساواة.

كان الحلم أن تصير سوريا، ببساطة، دولة "طبيعية"، تغلب عليها معاني "الحياة" بمتاعبها وصخبها وقلقها ومرحها ودموعها وضحكاتها، وتشعر أنها جزء من العالم، وتشاطره حتى المشاهد الأليمة أو القصص البطولية والإنسانية في مواجهة وباء كورونا أو غيره من الكوارث التي لا راد لها.

ما حُرم منه السوريون طوال عقود، وعوقبوا عليه منذ تسع سنوات، منذ التظاهرة الأولى والهتاف الأول، هو أن يكونوا "مواطنين" تقف همومهم عند مساءلة الحكومة في تقصيرها أو تقاعسها بحمايتهم من مرض أو أزمة. أن يبدو "كورونا" منغصاً لعيشهم واستقرارهم، وحدثاً طارئاً على عاديات يومياتهم ومخالفاً لنمط عيشهم، لا أن يأتي وكأنه شقاء إضافي.. نزولاً أكثر في طبقات جحيمهم.

في ذكرى ذاك الربيع المغدور، ومع كل الألم المخزون في نفوسنا، ليس للسوريين سوى مشاطرة العالم مآسيه وإبداء التعاطف صوناً لإنسانيتنا، لمعنى ثورتنا، عسى أن يبادلنا هذا العالم - في لحظة وعيه بوحدة المصير البشري - خيراً وعطفاً وخلاصاً من بلائنا.

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

النهار: طوارئ كورونا تتصاعد مع المئة الأولى للإصابات

السبت 14 آذار 2020

وطنية - كتبت "النهار" تقول:سواء اتخذت الحكومة الخطوة الحاسمة كلياً أو جزئياً أم تمادت في تأخيرها، فان التزام حال الطوارئ بات أشبه بأمر واقع واسع النطاق وربما على نحو غير مسبوق وإن ظلت مناطق تلتزمه بنسب أكبر من سواها بتفاوت الدرجات . ومع اقتراب عدد الاصابات بفيروس كورونا في لبنان من المئة أمس ومنها الضحايا الثلاث للفيروس حتى الآن بدأت تتصاعد للمرة الاولى معالم اقتراب الحكومة من الاقرار ولو متأخرة بحتمية اتخاذ القرار بإعلان حال الطوارئ وربما عبر تصعيد الاجراءات المتدرجة التي تبدأ بالزام المؤسسات الرسمية والخاصة الاقفال وضبط كل حركة المؤسسات السياحية والملاهي والمطاعم بلوغاً الى اقفال المعابر البرية مع سوريا، على ان تواكب كل الاجراءات دعوات متشددة الى المواطنين لالتزام المنازل. ومع ان المطلعين على الخطوات الجارية يستبعدون الوصول الى منع رسمي وعلني للتجول، فان الوقائع المتصلة باشتداد حال الذعر التي تسود البلاد في ظل ارتفاع عدد الاصابات كما في ظل الوقائع العالمية التي تشهدها معظم الدول جراء استفحال انتشار الفيروس واعداد الاصابات تشير الى ان لبنان مقبل تباعاً على شلل لم يعرف مثيلاً له حتى في حقب الحروب الشرسة وجولات التقاصف والمعارك القتالية والحربية. لكن قتامة الواقع واشتداد الاخطار باتا يؤسسان في رأي الاطباء والخبراء المختصين للمسار الوحيد المجدي لبدء كبح انتشار الفيروس من خلال التزام جماعي شامل للمنازل، الامر الذي سيخفف الى حدود كبيرة الاصابات ولو استلزم بدء ظهور انحسار الاصابات بعض الوقت بادئ الامر، خصوصاً ان هناك اصابات محتملة قد لا تكون قليلة ستظهر تباعاً في المرحلة الطالعة. وبرزت في هذا السياق دعوات لاختصاصيين واطباء الى جميع المستشفيات الخاصة للتأهب والاستعداد لاستقبال المصابين بالوباء كما بتوسيع عمليات التحري والبحث عن مصابين محتملين عبر اقارب المصابين المثبتين. وبرزت الخطوة الاولى في التزام الاجراءات المتشددة من خلال ما اعلنته المديرية العامة لقوى الامن الداخلي مساء أمس من أنّه "بناءً على توصيات لجنة متابعة التدابير والإجراءات الوقائية لفيروس كورونا، صدر قرار عن رئاسة الحكومة في شأن منع التجمعات في الأماكن العامة والخاصة، كذلك صدر قرار عن وزير السياحة بشأن الإقفال التام لجميع المطاعم والسناك بار والحلويات والمقاهي والنوادي الليّلية والمراقص والحانات، وذلك ضمن التدابير والإجراءات للحد من انتشار فيروس كورونا. وباشرت دوريات قسم الشرطة السياحية في وحدة الشرطة القضائية والقطعات الإقليمية كل ضمن نطاقها تنفيذ مضمون هذه القرارات، كما تم تنظيم محاضر ضبط إدارية عدة بحق المخالفين". ودعت المديرية المواطنين الى التقيد بقرارات منع التجمعات والإقفال التام.

وأعلنت وزارة الصحة العامة أمس أن العدد الإجمالي للحالات بلغ 77 إصابة. وأفادت الوزارة في تقريرها اليومي "انه حتى ظهر 13 آذار الجاري (أمس)، بلغ مجموع الحالات المثبتة مخبرياً 77 بما فيها تلك التي شخّصت في مستشفى رفيق الحريري الحكومي الجامعي والمبلغة من المستشفيات الجامعية الاخرى. كما أعلنت عن تشخيص حالة من العاملين لديها في الادارة المركزية التقطت العدوى من أحد اقربائها المشخّصين. وتتّبع الوزارة الاجراءات اللازمة لعزلها وتحديد المخالطين خارج الوزارة وداخلها ووضعهم في الحجر الصحي المنزلي وجمع العينات". وقد سجلت ست اصابات مؤكدة أمس في مستشفى رفيق الحريري الجامعي، بينها 5 ورد ذكرها في بيان وزارة الصحة. وفي ما بدا تراجعاً للمرة الاولى عن مكابرة الحكومة في اعلان حال الطوارئ، صرح امس وزير الصحة حمد حسن بأن "من الممكن إعلان حالة طوارئ مدنيّة أو صحية، وعلى المواطنين أن يتوقّعوا اليوم الإعلان عن زيادة حالات كورونا ?? حالة في لبنان". وشدّد على "ان الإجراءات في مطار بيروت موازية لإجراءات مطار شارل ديغول وجميع المطارات المتقدمة في العالم"، طالباً "تخفيف التنظير على وزارة الصحة واللجنة الوطنية لمواجهة كورونا، والحديث عن أن وزارة الصحة تقوم بإخفاء عدد الحالات الحقيقي هو أمر معيب ومرفوض وغير صحيح، ومسوّق الإشاعات يجب أن يُحاسب".

جعجع والمقاضاة

وفي أول موقف سياسي من نوعه، هدّد رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع بمقاضاة رئيس الوزراء ووزير الصحة، وقال أمس في مؤتمر صحافي: "إذا لم تقم الحكومة باتخاذ التدابير المطلوبة، وإذا ما وصلنا إلى ما برأينا نحن واصلون إليه، أي ازدياد عدد الإصابات بفيروس "كورونا" في لبنان بشكل كبير يفوق قدرة المستشفيات والطواقم والبنى التحتيّة الطبيّة على استيعابه وأصبح الناس يموتون في الطرق، سنقاضي جزائياً رئيس الحكومة حسان دياب ووزير الصحّة العامة حمد حسن فنحن لدينا توكيل شعبي عريض وبالتالي نحن مسؤولون وسنجد أنفسنا مضطرين الى مقاضاتهما وذلك انطلاقاً من خطورة الوضع، فنحن لسنا في صدد الكلام عن الاقتصاد أو الماليّة أو الإدارة وإنما عن موضوع من الممكن ان يؤدي إلى موت مواطنين لبنانيين". كذلك دعا البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي "الجميع، وبإلحاح، الى البقاء في المنازل وعدم الخروج الاّ عند الحاجة القصوى، والعيش في نوع من العزلة والابتعاد عن التجمّعات الكبيرة والزيارات". وقال: "أتوجّه الى المطارنة والكهنة طالباً منهم إعطاء التوجيهات واتخاذ التدابير اللازمة من أجل تجنّب التجمّعات الكبيرة في الأحزان والطلب من المحزونين أن يبادروا الى الاختصار في تقبّل التعازي والطلب من المعزّين الصلاة معهم من منازلهم، لأنه لا يمكن معرفة كيفيّة إنتقال هذا الفيروس الخبيث الذي قد يحمله أيّ كان ويقوم بنقله للآخرين". كما دعا جميع السياسيّين "الى نسيان حساباتهم الضيّقة وان ينفتحوا بوعي وتجرد على الواقع الجديد الذي نعيشه، وان يخرجوا من حساباتهم الرخيصة التي لا يزال يتمسك بها البعض، لأنه لا يحق لأحد أن يقوم بعمل سياسي يبغي من خلاله تعطيل البلد".

نصر الله: كورونا والازمة المالية

وليل أمس، رأى الامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصر الله ان مواجهة فيروس كورونا هي معركة عالمية وانه يجب عدم التستر على حالة أي مريض وان الحجر هو الزامي. ونوه بأداء وزارة الصحة نافياً ان تكون الوزارة او"حزب الله" يتستران على أي حالة.  وقال: "يجب ان نعتبر انفسنا في خضم معركة، بل بالحقيقة هي معركة عالمية تخوضها شعوب العالم وتشكل اولوية عمل الحكومات في كل العالم". واعتبر ان "الواجب الشرعي لكل شخص هو الحفاظ على النفس والعائلة ومن يتخلف عن ذلك يرتكب معصية". واذ شدد على ان الذهاب الى الحجر ليس اختياريا لان من يتستر على المرض قد يؤدي الى قتل النفس او قتل الاخر، دعا الى الصدق والشفافية وان المصاب يحب ان يكشف عن حالته ومن يعلم يجب ألا يتستر على ذلك وانما يذهب لاجراء الفحص. ولفت الى شفافية وزارة الصحة نافياً ان يكون هناك أي حالة تم التستر عليها. ودعا الى الالتزام الكامل للتعليمات الحكومية واضاف: "ان اهم نقطة في تلك التدابير هي وقف التجمعات وان لا يخرج من المنزل الا المضطر". ولمح الى خطوات حكومية قد تصل الى منع التجول وان "يتم التعاطي مع التدابير كما لو كنا في حالة حرب". ولفت انصاره الى عدم التجمع واحياء ذكرى الشهداء وكذلك المشاركة بالحد الادنى في أي تشييع محتمل. وتطرق الى المسألة المالية وشكر حكومة الرئيس حسان دياب، مشيراً الى الخطة الانقاذية وقال: "حزب الله" لم يقدم خطة اقتصادية للحكومة، وان كان لدينا خطة ورؤية وافكار اساسية ولكن لم نقدم أي خطة لان ذلك من مسؤولية الحكومة". وتحدث عن الاستعانة بالمنظمات الدولية لمساعدة لبنان واكد ان أي مساعدة مقبولة شرط ألا تتعارض مع الدستور ومنها على سبيل المثال تقديم قرض مقابل التوطين. وشدد على ان أي مساعدة لا تتنافى مع السيادة اللبنانية وليس فيها شروط تخالف الدستور مقبولة، وفي حال ربط القرض برفع الضريبة على القيمة المضافة الى ?? او ?? في المئة فإن "حزب الله" سيكون ضدها.

 

الجمهورية:كورونا" يحبس لبنان و"التنِّين" يعصف به.. والاقتصاد ينتظر!

وطنية - السبت 14 آذار 2020

كتبت "الجمهورية" تقول:مع الانتشار السريع لفيروس "كورونا"، ومع الوتيرة البطيئة التي تتم فيها محاولات احتواء هذا الفيروس الخبيث، حسناً فعل اللبنانيون بأغلبيتهم الساحقة بأن التزموا منازلهم في إجراء وقائي لا بد منه، ريثما تنجلي هذه الغمامة السوداء، علماً أنه لا يُعرَف حتى الآن كم سيستمر هذا الكابوس المرعب قابضاً على أنفاس الناس. والأعداد الرهيبة من الاصابات التي يُعلن عنها على امتداد الكرة الارضية تضع اللبنانيين جميعهم أمام مسؤولية التزام أقصى درجات الوعي، والتقيّد بالحد الاقصى من إجراءات الوقاية الذاتية، باعتبارها السبيل الوحيد المُتاح أمامهم لرد هذا الخطر عنهم. هي اكثر من حالة حرب يعيشها اللبنانيون في هذه الفترة، ولكن ليس كأيّ حرب، وأصوات المدافع والقذائف أخفّ وطأة عليهم من صوت الخوف المدوّي في كل بيت، لأنّ هذا الوباء أذهب النوم من عيون أهله. هي الحرب مع أشباح حكمت على اللبنانيين بالعقاب الجماعي، واستحال معها لبنان بلداً منكوباً، حزيناً، خائفاً، معطلاً، مشلولاً، بدأت مع لصوص الهيكل بإيصالهم الوضع الاقتصادي والمالي الى حال كارثي، واستكملتها "كورونا" بضرب الوضع الصحّي، ليأتي "التنّين" ويكمل إجهازه على ما تبقى، بعاصفة هوائية عاتية أحدثت خراباً وأضراراً رهيبة في المنازل والمزروعات والشوارع والسيارات والممتلكات في مختلف المناطق اللبنانية، وكاد صفيرها يقتلع الناس من بيوتهم، أو بالأحرى ملاجئهم التي لاذوا اليها هرباً من الوباء، ولولا العناية الالهية كاد "التنّين" يؤدي الى كارثة جويّة، بعدما علقت طائرة ركاب مدنية، في قلب العاصفة، لحظة محاولة هبوطها في المطار.

عبء جديد

وألقى هذا الهجوم المناخي، الذي ضرب لبنان في الساعات الماضية، عبئاً جديداً على اللبنانيين، واستنفزت الأجهزة الرسميّة لإحصاء الأضرار، في وقت اقترب الاعلان الرسمي عن حالة طوارىء صحيّة، خصوصاً انّ بورصة الفيروس الخبيث تسجّل مزيداً من الاصابات التي قاربت في لبنان أمس الـ80 اصابة، وهي بالتأكيد نسبة قابلة للارتفاع مع الانتشار السريع لهذا الفيروس، بالتوازي مع البطء الرسمي، وضعف إمكانات المواجهة والاحتواء.

جعجع يلوّح بالقضاء

هذا البطء الرسمي وضع الدولة في خانة الاتهام بالتقصير وعدم القيام بما يتطلّبه هذا الخطر من اجراءات سريعة، أسوة بما هو معمول به في كل الدول المنكوبة بـ"كورونا". ولفتت في هذا السياق الانتقادات التي وجّهها رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع للحكومة ووزارة الصحة، والتي خَلص فيها الى التلويح بالمقاضاة الجزائية لرئيس الحكومة ووزير الصحة، إن لم تقم الحكومة بما عليها.

حسن

في المقابل، أعلن وزير الصحة حمد حسن انّه من الممكن إعلان حالة طوارئ مدنيّة أو صحيّة، لافتاً الى انّ "الإجراءات في مطار بيروت موازية لإجراءات مطار شارل ديغول وجميع المطارات المتقدمة في العالم". ودعا الى "تخفيف التنظير على وزارة الصحة واللجنة الوطنية لمواجهة كورونا، والحديث عن أنّ وزارة الصحة تقوم بإخفاء عدد الحالات الحقيقي هو أمر معيب ومرفوض وغير صحيح، ومسوّق الإشاعات يجب أن يُحاسب".

إيجابيات

في الجانب الآخر للأزمة، يبقى الترقّب هو السيّد على الخط السياسي - الاقتصادي، لكيفية تعاطي الدائنين الخارجيين مع تعليق لبنان دفع سندات "اليوروبوندز"، وهو أمر ستتوضّح معالمه الاسبوع المقبل، على حد ما أكدته مصادر وزارية معنيّة لـ"الجمهورية"، حيث اشارت الى انّ الاجواء الاولية للتفاوض الذي يجري مع حملة السندات، تحمل بعض الايجابيات على هذا الصعيد، ولكن ليس في الامكان اعتبارها ايجابيات كاملة حتى الآن، وهو ما سيتوضّح أكثر في الفترة التي تلي انتهاء فترة السماح المحددة بأسبوع وتنتهي الاثنين المقبل في 16 آذار الجاري.

برنامج الحكومة

والتقصير الرسمي في توفير الامان الصحّي للبنانيّين، يوازيه ثبات الحكومة على رصيف الأزمة الاقتصادية والمالية، وعدم دخولها الفاعل حتى الآن الى ميدان العمل المباشر وما يتطلّبه من خطوات تنفيذية تخفف من وطأة الأزمة. وبحسب معلومات "الجمهورية" فإنّ تأخر الإجراءات الحكوميّة الموعودة، كان محلّ استغراب عدد من السفراء والديبلوماسيّين االغربيّين، وجرى التعبير عنه صراحة أمام كبار المسؤولين وعدد من الوزراء، حيث نبّه هؤلاء من "انّ الوقت ليس لصالح لبنان، وتأخره في بدء المعالجات الاصلاحية التي يعانيها في اقتصاده وماليته، ستصبح معه الأزمة في وضع ميؤوس منه".

وفي هذا السياق، قالت مصادر السراي الحكومي لـ"الجمهورية": ان الحكومة تدرك المهمة الموكلة اليها، ومنذ نيلها الثقة، وضعت نفسها في حالة طوارىء اقتصادية ومالية، وهي ماضية في برنامجها التنفيذي لمعالجة أزمة معقدة ومتشعبة، والايام القليلة المقبلة ستبرز مجموعة خطوات يلمسها المواطن اللبناني على كلّ المستويات. وبالتالي، كلّ كلام عن تأخّر الحكومة او تقصير من جانبها ينطوي على ظلم لها. بالتأكيد انّ السرعة مطلوبة، ولكن ليس التسرّع، خصوصاً أنّ الكثير من الإجراءات تتطلّب عناية فائقة ودراسة معمّقة لكي تأتي ثمارها بإيجابيات تريح اللبنانيين وتطمئنهم".

إعتمدوا على أنفسكم!

على انّ الحركة الديبلوماسية العربية والغربية التي نشطت في الايام الاخيرة، وإن كانت قد عكست الموقف التقليدي لجهة الوقوف مع لبنان ودعم استقراره السياسي والاقتصادي والامني، ودعوته الى الاستجابة الى المطالب الشعبية وتطبيق الاصلاحات ومكافحة الفساد، فإنها عكست في جوهرها تأكيداً على انّ باب المساعدات الخارجية للبنان، وتحديداً المالية، موصَد بالكامل، وتشجيعاً مباشراً بأنّ على لبنان أن يعتمد على نفسه في هذه المرحلة. وعرضت مصادر موثوقة لـ"الجمهورية" خلاصة للحركة الديبلوماسية، تضمّنت الآتي:

أولاً، بالنسبة الى الولايات المتحدة الاميركية، فهي تضع الحكومة اللبنانية تحت مجهرها، وتأخذ على الحكومة انها لم تقم بعد بأي خطوة في مجال الاصلاح. وبالتالي، هي ليست راغبة في تقديم اي نوع من المساعدات للبنان، ما خَلا استمرارها في برنامج دعمها للجيش اللبناني.

ثانياً، الموقف الروسي يعكس رفع موسكو لدرجة الاهتمام بلبنان، وانها على استعداد للمساعدة وللتجاوب مع أي طلب لبناني يأتي اليها، وهو ما تبلغته مباشرة شخصيات لبنانية من كبار المسؤولين الروس.

ثالثاً، الاتحاد الاوروبي، وفي مقدمته فرنسا، ملتزم بما قررته مجموعة الدعم الدولية تجاه لبنان، ولكن ربطاً بالخطوات الاصلاحية المطلوبة من الحكومة اللبنانية التي حدّدها "سيدر"، وبالتوازي لا مساعدات فرنسية نقدية للبنان، لكن باريس أعربت عن استعدادها لمساعدة لبنان للاستحصال على مساعدات على شكل استثمارات من بعض الدول الصديقة. رابعاً، الموقف العربي، الأمر الاساس الذي ينبغي على اللبنانيين ان يضعوه في حسبانهم هو انّ الدول الخليجية خصوصاً تلك التي لها تاريخ على خط المساعدات، لم تقدم حتى الآن - حتى لا نقول لن تقدم - ما يؤشّر الى انها تنوي أن تقدّم، أي نوع من المساعدة للبنان، سواء في فترة قريبة او في فترة لاحقة، لا حول مشاريع استثمارية ولا مساعدات نقدية مباشرة على شكل ودائع او ما شبه ذلك.

وفي هذا السياق الخليجي، تكشف المصادر الموثوقة بعضاً ممّا أبلغه مسؤول أميركي الى زوّار لبنانيين الى واشنطن بعد فترة قصيرة من نَيل حكومة حسان دياب الثقة، وحرفيّته: "خلال حكومة سعد الحريري، سألت واشنطن بعض دول الخليج ما اذا كانت راغبة في أن تؤمن للبنان بضع ودائع مالية، الّا انّ ما قاله المسؤولون الخليجيون عكسَ بشكل واضح عدم الثقة بالمسؤولين اللبنانيين، وشَكوا بأنّ الاموال الطائلة التي دفعوها على مدى سنوات طويلة، كانت تذهب في معظمها الى جيوب بعض المسؤولين، بدل أن تذهب الى مشاريع تستفيد منها الدولة اللبنانية".

ويضيف المسؤول الاميركي، بحسب المصادر: والآن، مع حكومة حسان دياب، لا توجد حماسة خليجيّة في اتجاهها، وحتى لو انّ الخليجيّين فكروا في تقديم اي اموال للبنان، فإنّهم في الوقت نفسه لا يثقون بأنّ هذه الاموال ستستخدم في مكانها الصحيح، بل انّ التجربة مع اللبنانيين جعلتهم يخشون من انّ هذه الاموال إذا قدّمت لهم، فإنها ستُهدر ويُساء استعمالها وستذهب الى تمويل الفساد". وتضيف المصادر الموثوقة على كلام المسؤول الاميركي قولها في هذا المجال: حتى ولو كان لدى دول الخليج الرغبة في مد يد المساعدة للبنان، فهي لا تستطيع ذلك في الوقت الراهن، وذلك بعد أزمة "كورونا" وهبوط الاسهم والانخفاض الحاد في أسعار النفط".

صندوق النقد

الى ذلك، كشفت مصادر وزارية لـ"الجمهورية" انّ لبنان تلقّى في الآونة الاخيرة نصائح من دول اوروبية واخرى في اميركا الشمالية يربطها تحالف وثيق مع الولايات المتحدة الاميركية بأن يتوجّه نحو صندوق النقد الدولي، باعتباره السبيل الوحيد المُتاح أمام لبنان لمساعدته على تجاوز أزمته. وأكدت هذه النصائح انّ من شأن اللجوء الى صندوق النقد، أن يفيد لبنان اولاً، وفي الوقت نفسه يطمئن الدول الغربية ويشجّعها على التعامل مع لبنان بفعالية وايجابية أكبر ممّا تكون عليه في وضعه الحالي. وعلمت "الجمهورية" انّ عدداً من الوزراء داخل الحكومة، يشدون في اتجاه الاستعانة بصندوق النقد الدولي، "باعتباره وحده القادر على ان يقدّم الاموال للبنان، الذي يحتاج الى جرعات متتالية من السيولة أو ما يعرف بـ"الفريش ماني"، ومن دون هذه الاموال لا مجال للبنان ان يستعيد حيويته وعافيته او يستعيد وضعه الذي كان عليه قبل 17 تشرين الاول 2019".

الى الصندوق… ولكن!

الّا أنّ مصادر وزارية معنية بالشأن المالي قالت لـ"الجمهورية": حتى الآن لا يوجد قرار بالتوجّه نحو صندوق النقد الدولي، وهذا لا يعني انه ليس مطروحاً. أضافت المصادر: "ولكن في حال قررنا اللجوء الى الصندوق، فإنّ الموقف سيتلخّص بأننا مستعدون للجوء الى صندوق النقد، إنما بشروط لبنان، بحيث نستطيع ان نتوجّه الى الصندوق، ونفاوض على أحسن الشروط التي تفيد الدولة اللبنانية". ورداً على سؤال عمّا اذا كان الثنائي الشيعي المتمثّل بحركة "أمل" و"حزب الله" يعارضان التوجّه الى صندوق النقد، قالت المصادر: لا مانع لدى ايّ طرف داخلي بأن يلجأ لطلب المساعدة من الصندوق، ولكن شرط ألّا تكون هذه المساعدة وسيلة للتسلّل ووضع البلد تحت وصاية الصندوق، وشرط الّا تؤدي هذه المساعدة ايضاً الى زيادة معاناة الشعب اللبناني، عبر شروط قاسية وفرض ضرائب جديدة.

معارضون

على انّ التوجّه الى صندوق النقد، هو محل انقسام حوله في الداخل اللبناني، ويُدرج "حزب الله" في خانة المعارضين. وقالت مصادر سياسية معارضة للتعاطي مع الصندوق لـ"الجمهورية": "انّ تاريخ صندوق النقد الدولي مأساوي، وثمّة تجارب عديدة تؤكد ذلك، إذ انّ دولاً عديدة واجَهت أزمات وتعثرت ولجأت الى صندوق النقد في ظل شروط كانت تسبّبت في الغالب بمزيد من "التغوّل" في هذه الدول، بسبب الالتزامات التي فرضت على هذه الدول".

مؤيّدون

وفي المقابل، قالت مصادر مؤيدة لهذا التوجه لـ"الجمهورية": لبنان حاليّاً في وضع ينطبق عليه القول إنّ الضرورات تبيح المحظورات، ولنفرض انّ اللجوء الى صندوق النقد من المحظورات، الّا انّ الضرورات اللبنانية الحالية توجِب اللجوء اليه، إذ لا بديل امام لبنان سوى هذا الطريق، وانّ الدولة اللبنانية لا تملك خطة لتوفير اموال للبنان من أي مصدر آخر، ولكن قبل الذهاب الى صندوق النقد يجب أولاً أن تعدّ الحكومة برنامجها الذي ستقنع من خلاله صندوق النقد بأن يساعد، فالصندوق في نهاية الامر يريد استرداد امواله، ويريد قبل ان يقرض المال ان يعرف كيف سيستردّه، وما هي الضمانات التي ستقدمها الحكومة لقاء ذلك. لذلك، الكرة هنا ليست في ملعب الصندوق بل في ملعب الدولة اللبنانية.

الاصلاحات أولاً

في السياق نفسه، كشفت مصادر نيابية لـ"الجمهورية" انّ لقاء مغلقاً عُقد قبل فترة قصيرة بين نواب من لجنتي المال والموازنة والشؤون الخارجية في مجلس النواب، مع ممثلين عن صندوق النقد الدولي، وجرى نقاش حول ما يمكن أن يقدّمه الصندوق للبنان.

وبحسب المصادر فإنّ ممثلي الصندوق كانوا متحفّظين حيال التجاوب او عدمه إذا ما طلب لبنان مساعدة الصندوق، مشيراً انّ الواجب أولاً هو ان تعدّ الحكومة اللبنانية خطتها، والتي يبني صندوق النقد قراره على أساسها. وأشارت المصادر الى انه بعدما استفسَر ممثلو الصندوق حول موضوع الضرائب، حرص النواب على التأكيد انه "ليس وارداً القبول بأن تُزاد الضرائب على الشعب اللبناني، قبل ان يرى بأمّ عينه ويلمس بيده انّ هناك إصلاحات قد بُدىء بها، وجديّة في العلاج والانقاذ، واللبنانيون نزلوا الى الشارع مطالبين بالاصلاحات، ولذلك الاصلاحات يجب ان تأتي قبل أي أمر آخر، ولن يقبل اللبنانيون بأي شكل من الاشكال ان يموّلوا الفساد.

المصرف والمصارف

الى ذلك، ورغم دقة الوضع المالي وخطورة المرحلة التي يجتازها لبنان في هذه الاثناء بانتظار يوم الثلاثاء، وهو موعد سريان مفعول التخلف عن دفع سندات "اليوروبوندز"، طغت أخبار فيروس كورونا على ما عداها، حتى على المستوى المالي والاقتصادي.

ولفت أمس، طلب حاكم مصرف لبنان رياض سلامة من المصارف اللبنانية كافة، "إعطاء الاولوية في التحويلات لشراء المواد والمستلزمات والمعدات الطبية لمكافحة فيروس كورونا". هذا الطلب على أهميته وأحقيته، أثار مخاوف من أن يؤدي ذلك الى إلغاء التحويلات الضئيلة الاخرى التي كانت المصارف لا تزال تقبل بإجرائها، ومنها على سبيل المثال تحويل الاموال الى الطلاب في الخارج. في سياق متصل، قرّرت جمعية المصارف أمس إغلاق أبوابها اليوم، "وذلك لتمكين المصارف من إجراء التعقيم الضروري لفروعها وتزويدها بمستلزمات الحماية الضرورية للعملاء والموظفين".وجاء قرار الجمعية بعدما كانت قد رفضت أمس طلب نقابة الموظفين الاغلاق بهدف التعقيم، لكنها بَدّلت موقفها وأعلنت إغلاق المصارف أبوابها اليوم، على أن تعاود نشاطها كالمعتاد بعد غد الاثنين.

 

خلافات مادية تودي بحياة أب وابنه في منطقة الكرك في زحلة

وطنية - السبت 14 آذار 2020

أفادت مندوبة "الوكالة الوطنية للاعلام" في زحلة، أن إشكالا وقع في منطقة الكرك، بسبب خلافات مادية، أقدم خلاله ج. الصفار على إطلاق النار على جورج سمعان المعلوف وابنه أنطونيو، وأرداهما. وتمكن عناصر مخابرات الجيش من توقيف الفاعل. ونقلت الجثتان الى مستشفى الهراوي الحكومي في زحلة.

 

/New A/E LCCC Postings for todayجديد موقعي الألكتروني ل 14-15 آذار/2020

رابط الموقع
http://eliasbejjaninews.com

 

استسلم الإبن الشاطر للشيطان ووقع في التجربة، ومن ثم تاب وعاد إلى أبيه طالباً المغفرة

الياس بجاني/15 آذار/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/84187/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%a7%d8%b3%d8%aa%d8%b3%d9%84%d9%85-%d8%a7%d9%84%d8%a5%d8%a8%d9%86-%d8%a7%d9%84%d8%b4%d8%a7%d8%b7%d8%b1-%d9%84%d9%84%d8%b4%d9%8a%d8%b7/

 

 

خطيئة جعجع والحريري بخيانتهما تجمع 14 آذار بالقفز فوق دماء الشهداء والدخول في الصفقة الرئاسية الطروادية ومساكنة المحتل ودويلته وحروبه

الياس بجاني/14 آذار/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/72993/72993/

 

Click On The Link Below to read the whole and detailed LCCC English News Bulletin for March 15/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/84179/detailed-lccc-english-news-bulletin-for-march-15-2020/

 

A Bundle Of English Reports, News and Editorials For March 14-15/2020 Addressing the On Going Mass Demonstrations & Sit In-ins In Iranian Occupied Lebanon in its 150th Day

Compiled By: Elias Bejjani

March 15/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/84181/a-bundle-of-english-reports-news-and-editorials-for-march-14-15-2020-addressing-the-on-going-mass-demonstrations-sit-in-ins-in-iranian-occupied-lebanon-in-its-150th-day/

 

بيير غانم: واشنطن تؤكد بأنها لن نترك العراق وترمب أعطى الأوامر/رزمة من التقارير والأخبار تغطي التطورات العسكرية في العراق بين الجيش الأميركي وميليشيات الملالي

واشنطن: لن نترك العراق.. وترمب أعطى الأوامر/بيير غانم/العربية/14 آذار/2020

إسبر: لن نتسامح مع هجمات على شعبنا أو مصالحنا أو حلفائنا

هجوم صاروخي على قاعدة التاجي شمال بغداد للمرة الثانية خلال أسبوع/الجيش العراقي طالب جميع القوات الأجنبية بسرعة الانسحاب وفق قرار البرلمان/بغداد

عملية «انتقام الصقر» الأميركية تربك المشهد السياسي في العراق أعادت إلى الواجهة ملف الوجود الأجنبي المعلق أصلاً بسبب الأزمة الحكومية

العراق يستنكر الضربات الأميركية… ويحذر من عواقب والبنتاغون أكد استهداف مخازن سلاح لـ«كتائب حزب الله»… وبغداد أعلنت مقتل 6 وإصابة 12

بات العراق ساحة صراع اميركي ايراني/ديفيد اغناتيوس/العربية نت/14 آذار/2020

Rocket Attack Hits Iraq Base Housing Coalition Troops

Several rockets hit Iraq’s Taji base housing international coalition troops

http://eliasbejjaninews.com/archives/84164/84164/