المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكنديةLCCC/

نشرة الأخبار العربية ليوم 15 آذار/2019

اعداد الياس بجاني

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/eliasnews19/arabic.march15.19.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

                              

اقسام النشرة
عناوين أقسام النشرة

الزوادة الإيمانية لليوم/تعليقات الياس بجاني وخلفياتها/الأخبار اللبنانية/المتفرقات اللبنانية/الأخبار الإقليمية والدولية/المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة/المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود وغيرها

 

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

مثال الملك الذي أراد أن يحاسب عبيده/حِينَئِذٍ دَعَاهُ سَيِّدُهُ وقَالَ لَهُ: أَيُّهَا العَبْدُ الشِّرِّير، لَقَدْ أَعْفَيْتُكَ مِنْ كُلِّ ذلِكَ الدَّيْن، لأَنَّكَ تَوَسَّلْتَ إِليَّ. أَمَا كَانَ عَلَيْكَ أَنْتَ أَيْضًا أَنْ تَرْحَمَ رَفيقَكَ كَمَا رَحِمْتُكَ أَنا

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياته

الياس بجاني/"حزب الله” جيش إيراني وليس من النسيج اللبناني

الياس بجاني/رابط مقالتي المنشورة في جريدة السياسة/“حزب الله” جيش إيراني وليس من النسيج اللبناني

الياس بجاني/أولوية مصالحة ريفي والحريري يجب أن تكون مواجهة حزب الله واحتلاله وليس العكس

 

عناوين الأخبار اللبنانية

فيديو وبالصوت/مقابلة مع نوفل ضو من صوت لبنان: شروط "سيدر" ليست فقط اصلاحات لمواجهة الفساد والفاسدين وإنما سيادة حدّد مؤتمر روما آلية تحقيقها بال١٥٥٩و١٧٠١/العرب والعالم لن يُمَوِّلوا سيطرة إيران على لبنان!

عندما يخاطب المرجع السيستاني الرئيس روحاني بشعارات 14 آذار/علي الأمين/جنوبية

14 آذار: ذكرى ثورة الأرز التي حررت لبنان وفككتها الطائفية/أحمد شنطف/جنوبية

14 آذار وأسئلة الإحباط/أحمد بيضون (فيسبوك/جنوبية

اللواء أشرف ريفي: المصالحة وقفة في وجه من يستهدفون طائفتنا والفاسد لا يحق له ادعاء محاربة الفساد

بعد خطفه قبل أسبوع.. "بوكو حرام" تقتل مواطناً لبنانياً في نيجيريا

الخارجية عزت عائلة السارجي : باسيل أعطى تعليماته إلى سفير لبنان في أبوجا لمتابعة التحقيقات

بريطانيا تعتقل موسى دقدوق القيادي في حزب الله يقود وحدة "ملف الجولان" العاملة في جنوب سورية

القوات الخاصة البريطانية تعتقل قياديا في حزب الله/نصر المجالي/ايلاف

لاكروا: ضمان تنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي 1701

قدرات "حزب الله" تضاعفت أكثر من 100 مرة

إسرائيل تشكو حزب الله.. لن نسمح له بتحويل لبنان وسوريا جبهة قتال

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الخميس 14/3/2019

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الخميس في 14 آذار 2019

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

المصالحة بين الحريري وريفي خطوة لبناء جبهة تتصدى لحزب الله

حزب إيران من يدعي (مكاومة) اسرائيل هو اخطر على لبنان والشعب اللبناني بكثير من اسرائيل نفسها/فادي نشأن السلمان/فايسبوك

تل أبيب: «حزب الله» ينشط في الجولان «من دون علم الأسد»

مكافحة الفساد تقتحم وزارة التربية اللبنانية وتوقيف مدير عام التعليم العالي

بطرس حرب: خسرنا قضيتنا في 14 آذار بسبب الانانيات والمصالح الشخصية وما يحصل اليوم يهدد بثورة جياع وبانفجار اجتماعي وسياسي كبيرين

لاكروا اختتم زيارته: لأهمية استمرار تعاون الحكومة اللبنانية مع اليونيفيل حفاظا على الهدوء في الجنوب

الحريري مرتاح لمحادثاته مع الملك سلمان ويستكملها بعد عودته من بروكسل ومصالحته مع ريفي تؤمِّن دعماً انتخابياً قوياً لمرشحة «المستقبل» ديما جمالي/محمد شقير/الشرق الأوسط

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

رئيس وزراء الجزائر: الحكومة الأسبوع المقبل… والمعارضة: لا تفاوض والمجلس الدستوري قرَّر حفظ ملفات 21 مرشحاً لانتخابات الرئاسة في أرشيفه

البرلمان الأوروبي يطلب وقف مفاوضات انضمام تركيا إلى الاتحاد لسجلها الفاسد

«سوريا الديمقراطية» تعلن تقدمها في جيب «داعش» الأخير والتحالف الدولي شن ضربات على الباغوز

«داعش» يعدّ أيامه بعد استسلام الآلاف من عناصره وشن «هجمات انتحارية» قرب معقله الأخير شرق سوريا

السيستاني يدعو أمام روحاني إلى الاعتدال واحترام دول الجوار وقال إن مكافحة الفساد وتحسين الخدمات العامة وحصر السلاح بيد الدولة أهم تحديات يواجهها العراق

غانتس يريد أن تبادر إسرائيل إلى طرح مشروع سلام

المحكمة العليا الإسرائيلية تنظر في «شطب الأحزاب العربية»

رئيس الحكومة الفلسطينية المكلف: سنتقاسم لقمة العيش ووزيرا الخارجية والمالية يلتقيان أبو الغيط لتفعيل «شبكة الأمان المالية»

الخارجية الأميركية تسقط صفة الاحتلال عن الجولان والضفة الغربية وغزة

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

بين زمنين... اللبناني والجزائري/حنا صالح/الشرق الأوسط

قراءة نقدية لمسار 14 آذار في مناسبة الذكرة 14/د. توفيق هندي

لماذا تحدّث نصرالله عن أزمة مالية ومحفظته لا تزال صامدة/احمد عياش/النهار

في استعادة 14 آذار المغرية/يوسف بزي/المدن

«14 آذار» في «خبر كان»/راكيل عتيِّق/جريدة الجمهورية

تفاهُم تحت سقف رفيق الحريري/أسعد بشارة/جريدة الجمهورية

«بروكسل 3» للنازحين وليس للبنان وحده/جورج شاهين/جريدة الجمهورية

البترون خالية من المخيمات/الان سركيس/جريدة الجمهورية

هذه نِسَب القوى التجييريّة في طرابلس/مرلين وهبة/جريدة الجمهورية

عون والحريري... و"العهد الأقوى"/عبد السلام موسى/جريدة الجمهورية

ليلة قبض الحريري على الزعامة السنّية بلا منازع/منير الربيع/المدن

أجواء "المصالحة" في طرابلس: الحماسة المفقودة/جنى الدهيبي/المدن

لجزائر... مخاوف حقيقية من العودة إلى «العشرية السوداء»/صالح القلاب/الشرق الأوسط

صائد المشاكل/سمير عطا الله/الشرق الأوسط

الهند وباكستان تتجنبان «النووي»... إلى متى/هدى الحسيني/الشرق الأوسط

إيران وسورية والتقاطع الروسي – الأميركي/وليد شقير/الحياة

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

عون استقبل وفد نواب اللقاء التشاوري ومراد

الحريري التقى في بروكسل غراندي ووزيري الخارجية السعودي والكويتي ومسؤولين

الحريري اجتمع في بروكسل بوزير خارجية الاردن والتقى بيدرسون ورايبرن

الحريري في مؤتمر بروكسل دعا المجتمع الدولي لتقديم المساعدة للنازحين: الحكومة تلتزم أي مبادرة تضمن العودة الآمنة لهم بما في ذلك الروسية

الراعي ناقش مع عطاالله سبل حل مشكلة النزوح السوري ومكافحة الفساد

الوفاء للمقاومة طالبت بإعطاء الحكومة الفرصة قبل الحكم عليها: مستمرون بالتعاون الايجابي لضبط العجز وكبح جماح الفساد والهدر

الكتلة الوطنية: لتتفرغ الحكومة للشأن المعيشي وحل الخلافات بحوار في مجلس النواب

سليمان فرنجيه زار الرهبانية المارونية في غزير وأكد دعم مكافحة الفساد: أنا بتصرف الرئيس يستدعيني ساعة يريد ونرفض اختراع الحجج لعدم إعادة النازحين

 

في أسفل تفاصيل النشرة الكاملة

الزوادة الإيمانية لليوم

مثال الملك الذي أراد أن يحاسب عبيده/حِينَئِذٍ دَعَاهُ سَيِّدُهُ وقَالَ لَهُ: أَيُّهَا العَبْدُ الشِّرِّير، لَقَدْ أَعْفَيْتُكَ مِنْ كُلِّ ذلِكَ الدَّيْن، لأَنَّكَ تَوَسَّلْتَ إِليَّ. أَمَا كَانَ عَلَيْكَ أَنْتَ أَيْضًا أَنْ تَرْحَمَ رَفيقَكَ كَمَا رَحِمْتُكَ أَنا

إنجيل القدّيس متّى18/من23حتى35/قالَ الرَبُّ يَسوع: «يُشْبِهُ مَلَكُوتُ السَّمَاوَاتِ مَلِكًا أَرَادَ أَنْ يُحَاسِبَ عَبِيدَهُ. وبَدَأَ يُحَاسِبُهُم، فَأُحْضِرَ إِلَيْهِ وَاحِدٌ مَدْيُونٌ لَهُ بِسِتِّينَ مَلْيُونَ دِيْنَار. وإِذْ لَمْ يَكُنْ لَهُ مَا يُوفِي بِهِ دَيْنَهُ، أَمَرَ سَيِّدُهُ بِأَنْ يُبَاعَ هُوَ وزَوْجَتُهُ وأَوْلادُهُ وكُلُّ مَا يَمْلِكُ لِيُوفِيَ الدَّيْن. فَوَقَعَ ذلِكَ العَبْدُ سَاجِدًا لَهُ وقَال: أَمْهِلْنِي، يَا سَيِّدِي، وأَنَا أُوفِيكَ الدَّيْنَ كُلَّهُ. فَتَحَنَّنَ سَيِّدُ ذلِكَ العَبْدِ وأَطْلَقَهُ وأَعْفَاهُ مِنَ الدَّيْن. وخَرَجَ ذلِكَ العَبْدُ فَوَجَدَ وَاحِدًا مِنْ رِفَاقِهِ مَدْيُونًا لَهُ بِمِئَةِ دِيْنَار، فَقَبَضَ عَلَيْهِ وأَخَذَ يَخْنُقُهُ قَائِلاً: أَوْفِنِي كُلَّ مَا لِي عَلَيْك. فَوَقَعَ رَفِيْقُهُ عَلى رِجْلَيْهِ يَتَوَسَّلُ إِليْهِ ويَقُول: أَمْهِلْنِي، وأَنَا أُوفِيْك. فَأَبَى ومَضَى بِهِ وطَرَحَهُ في السِّجْن، حَتَّى يُوفِيَ دَيْنَهُ.

ورَأَى رِفَاقُهُ مَا جَرَى فَحَزِنُوا حُزْنًا شَدِيْدًا، وذَهَبُوا فَأَخْبَرُوا سَيِّدَهُم بِكُلِّ مَا جَرى. حِينَئِذٍ دَعَاهُ سَيِّدُهُ وقَالَ لَهُ: أَيُّهَا العَبْدُ الشِّرِّير، لَقَدْ أَعْفَيْتُكَ مِنْ كُلِّ ذلِكَ الدَّيْن، لأَنَّكَ تَوَسَّلْتَ إِليَّ. أَمَا كَانَ عَلَيْكَ أَنْتَ أَيْضًا أَنْ تَرْحَمَ رَفيقَكَ كَمَا رَحِمْتُكَ أَنا؟! وغَضِبَ سَيِّدُهُ فَسَلَّمَهُ إِلى الجَلاَّدين، حَتَّى يُوفِيَ كُلَّ مَا عَلَيْه. هكَذَا يَفْعَلُ بِكُم أَيْضًا أَبي السَّمَاوِيّ، إِنْ لَمْ تَغْفِرُوا، كُلُّ وَاحِدٍ مِنْكُم لأَخِيْه، مِنْ كُلِّ قُلُوبِكُم».

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياته وتغريدات متفرقة

"حزب الله” جيش إيراني وليس من النسيج اللبناني

الياس بجاني/14 آذار/19

“حزب الله” كحزب مسلح، وكمشروع ملالوي، ودور حربي، وأداة إيرانية إرهابية، ليس من النسيج اللبناني كما يتبجح ويتحجج طاقمنا السياسي والحزبي والحكومي الذمي لتبرير صفقاته معه، وتنازلاته له مقابل مراكز سلطوية ومنافع مالية على حساب السيادة والاستقلال والقرار الحر.

http://eliasbejjaninews.com/archives/72962/%D8%A7%D9%84%D9%8A%D8%A7%D8%B3-%D8%A8%D8%AC%D8%A7%D9%86%D9%8A%D8%AD%D8%B2%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87-%D8%AC%D9%8A%D8%B4-%D8%A5%D9%8A%D8%B1%D8%A7%D9%86%D9%8A-%D9%88%D9%84%D9%8A%D8%B3/

هل فعلاً “حزب الله” هو من النسيج اللبناني، كما يشيّع مسؤولون وسياسيون لبنانيون بهتاناً وزوراً يدورون في فلك الحزب اللاهي، على خلفية المصالح والمنافع السلطوية الذاتية وغير الوطنية؟

بالطبع، لا لأن “حزب الله” هو تنظيم عسكري إيراني ومذهبي، من ألفه حتى يائه، ومن رأسه إلى أخمص قدميه، وليس فيه أي شيء لبناني غير كون عسكره وقادته يحملون الجنسية اللبنانية، وهذا وضع مشابه لحالة أي لبناني أو متحدر من أصول لبنانية يحمل الجنسية الأميركية أو الكندية أو الفرنسية أو الأسترالية، أو أي جنسية أخرى، ومنخرط في واحد من جيوش هذه البلدان.

فهل اللبناني الكندي المجند في جيش كندا، على سبيل المثال، هو من النسيج اللبناني عسكرياً وسياسياً؟ بالطبع لا.

صحيح ان “حزب الله” هو جيش إيراني مكون من لبنانيين وموجود في لبنان وغير لبنان، لكن قرار هذا الجيش ومرجعيته وسلاحه، وتمويله وعقيدته وثقافته، وحتى ثيابه كلها إيرانية وهو ذراع إيرانية تدور في الفلك الملالوي.

هل هذه الوضعية غير السوية واللا وطنية أمر غير مسبوق في التاريخ الحاضر والغابر؟

بالطبع لا، فمعظم أفراد عسكر الجيش الفرنسي، وكذلك الإنكليزي، الذي كان موجوداً في الشرق الأوسط وأفريقيا خلال الحربين العالميتين، الأولى والثانية، كان من المرتزقة، أي من غير الفرنسيين والإنكليز.

ولأن الحزب هو في هذه الوضعية اللا لبنانية فإن المنطق والعقل والتجارب، والتاريخ، كلها عوامل تؤكد أنه آني ومارق، ولن يقوى على الاستمرار بوضعيته المسلحة والإرهابية الحالية، لا في لبنان، او سورية، ولا في أي مكان آخر تحت أي ظرف، كما أن أسياده ورعاته الملالي قد يتخلصون منه في النهاية، ويتخلون عنه، ويتفاوضون على مصيره، عندما لا تعد هناك حاجة لدوره، والمسألة هي مسألة وقت.

كما أن إيران الملالي التي عملت على تصدير ثورتها وإرهابها لسنوات عبر”حزب الله” وغيره من الأذرع العسكرية المرتزقة هي حاليا في مرحلة تبدل مصيرية وجذرية، وذلك بعد أن ألغى الرئيس الأميركي دونالد ترامب الاتفاق النووي، واقر سلسلة شديدة وقاسية جداً من العقوبات التي بدأت نتائجها تظهر بجلاء، ولنا في خطاب السيد نصرالله الأخير الذي تطرق فيه للأزمة المالية التي يعاني منها حزبه خير دليل على فعاليتها.

من هنا من المؤكد أن رحلة أفول “حزب الله” الهجين قد بدأت، محلياً وإقليميا ودولياً، وسوف تستمر بتصاعدها لجهة وضعه على قوائم الإرهاب في غالبية الدول، العربية والاجنبية، مع رزم من العقوبات المالية والاقتصادية عليه وعلى رعاته الملالي.

يعلمنا التاريخ المعاصر أن الجماعات المسلحة، الإرهابية والإجرامية والمافياوية والمذهبية، وخصوصاً المرتزقة منها، كما هي وضعية “حزب الله” دمارها واندثارها، وتفككها، يكون باستمرار منها وفيها، لأنها تتورم وتنتفخ بسرعة سرطانية، وبما يفوق أحجامها وقدراتها وأدوارها.

هذا الحزب الملالوي، وعلى خلفية غياب وضعف وتفكك الدولة اللبنانية يهيمن حالياً، بالقوة والبلطجة والسلاح والمال والتمذهب، على شريحة كبيرة من مكونات لبنان وقد أخذها رهينة رغم إرادتها خلال حقبة الاحتلال السوري الغاشم لوطن الأرز منذ العام 1982، وذلك نتيجة مؤامرات سورية وملالوية خسيسة باتت معروفة وجلية أهدافها، التوسعية والاستعمارية والمذهبية، المعادية للكيان اللبناني ورسالته التعايشية والحضارية، لكل الشعوب العربية وأنظمتها.

الحزب اللاهي يستعمل شباب بيئته وقوداً لحروبه الملالوية في لبنان وسورية واليمن والعراق، وفي العديد من الدول العربية وغير العربية من دون رادع أو محاسبة، وكما يتوقع كثر من المتابعين للحالة الملالوية، ولأذرعتها الإرهابية، فإن نهاية “حزب الله” العسكرية سوف تنطلق شرارتها من داخل بيئته، طبقاً لتقارير نشرها قادة وإعلاميون وناشطون شيعة لبنانيون.

من هنا فإن المطلوب من الطاقم السياسي المعارض للمشروع الإيراني التوسعي أن يتوقف أفراده جميعاً عن تقديم المزيد من التنازلات المذلة وغير المبررة لـ”حزب الله”، وعدم الرضوخ لإرهابه وبلطجته، ورفع سقف المواجهة السلمية معه.

كما أن على هؤلاء أن يقفوا سداً منيعاً بوجه كل مطالب الحزب السلطوية التي تهدف إلى ضرب الدستور وإلغاء مبدأ التعايش بين الشرائح اللبنانية، وبالتالي تثبيت هيمنته دستورياً على المؤسسات، التنفيذية والتشريعية والأمنية والقضائية،

والأهم هو عدم الانجرار خلفه في مشروع المؤامرة الملالوية والسورية الهادفة إلى اقتلاع لبنان من محيطه الشرق أوسطي، ومن موقعه الدولي المميز، وربطه بالسياسة الإيرانية المعادية للسلام والحضارة والديمقراطية والتعايش والانفتاح.

“حزب الله” كحزب مسلح، وكمشروع ملالوي، ودور حربي، وأداة إيرانية إرهابية، ليس من النسيج اللبناني كما يتبجح ويتحجج طاقمنا السياسي والحزبي والحكومي الذمي لتبرير صفقاته معه، وتنازلاته له مقابل مراكز سلطوية ومنافع مالية على حساب السيادة والاستقلال والقرار الحر.

عنوان الكاتب الالكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

 

الياس بجاني/رابط مقالتي المنشورة في جريدة السياسة

 “حزب الله” جيش إيراني وليس من النسيج اللبناني/الياس بجاني/19/اضغط هنا أو على الرابط في أسفل لقراءة المقالة في جريدة السياسة

http://al-seyassah.com/%D8%AD%D8%B2%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87-%D8%AC%D9%8A%D8%B4-%D8%A5%D9%8A%D8%B1%D8%A7%D9%86%D9%8A-%D9%88%D9%84%D9%8A%D8%B3-%D9%85%D9%86-%D8%A7%D9%84%D9%86%D8%B3%D9%8A%D8%AC-%D8%A7%D9%84%D9%84/

 

أولوية مصالحة ريفي والحريري يجب أن تكون مواجهة حزب الله واحتلاله وليس العكس

الياس بجاني/13 آذار/19

http://eliasbejjaninews.com/archives/72957/%D8%A7%D9%84%D9%8A%D8%A7%D8%B3-%D8%A8%D8%AC%D8%A7%D9%86%D9%8A-%D8%A3%D9%88%D9%84%D9%88%D9%8A%D8%A9-%D9%85%D8%B5%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%A9-%D8%B1%D9%8A%D9%81%D9%8A-%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%B1%D9%8A/

عشية ذكرى 14 آذار، لا بد من حك ذاكرة البعض من أصحاب شركات أحزابنا، وكذلك أفراد طاقمنا السياسي السيادي والاستقلالي بأن غاية أي مصالحة أو لقاء أو تجمع بينهم يجب أن تكون أولويته رص الصفوف والتكفير عن ذنوب وأخطاء وخطايا سقطات الرضوخ والاستسلام والصفقات المعيبة وإلا فمسيرة بعضهم الاستسلامية والذمية مستمرة ومن درك إلى آخر.

في هذا السياق نتمنى أن تكون “الصلحة” التي تمت أمس بين اللواء أشرف ريفي والرئيس سعد الحريري في منزل الرئيس فؤاد السنيورة بحضور الوزر رشيد درباس هي لتقوية ورص وتوحيد صفوف السياديين والاستقلاليين والأحرار والشرفاء والوطنيين من كل مذاهب وطوائف وشرائح شعبنا المعذب والمقهور والمضطهد وذلك بهدف مواجهة احتلال حزب الله للبنان ومنع المشروع الإيراني الملالوي من إكمال سيطرته على الدولة ومؤسساتها.

على صعيد الانتخابات في طرابلس نحن نرى أن هناك فائدة كبيرة لهذه المصالحة وذلك لمنع نجاح أي مرشح للنيابة يدور في فلك المحتل الإيراني أو النظام الأسدي البراميلي.

أما على الصعيد الوطني فكل التمني أن تكون المصالحة هذه هي عابرة للطوائف والمذاهب بمعنى أن تشمل تدريجياً ومن ضمن مشروع سيادي واستقلالي ودستوري كل القوى من الأفراد والأحزاب والتجمعات السيادية تحت مظلة واحدة يكون هدفها الأول والأهم هو مواجهة الاحتلال الإيراني والسعي لتنفيذ القرارين الدوليين 1559 و1701 والعمل من ضمن أطر الدستور وفقط أطر الدستور بعيداً عن الصفقات والتسويات المشبوهة.*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الالكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

فيديو وبالصوت/مقابلة مع نوفل ضو من صوت لبنان: شروط "سيدر" ليست فقط اصلاحات لمواجهة الفساد والفاسدين وإنما سيادة حدّد مؤتمر روما آلية تحقيقها بال١٥٥٩و١٧٠١/العرب والعالم لن يُمَوِّلوا سيطرة إيران على لبنان!

http://eliasbejjaninews.com/archives/72940/%d9%81%d9%8a%d8%af%d9%8a%d9%88-%d9%88%d8%a8%d8%a7%d9%84%d8%b5%d9%88%d8%aa-%d9%85%d9%82%d8%a7%d8%a8%d9%84%d8%a9-%d9%85%d8%b9-%d9%86%d9%88%d9%81%d9%84-%d8%b6%d9%88-%d9%85%d9%86-%d8%b5%d9%88%d8%aa-%d9%84/

 

عندما يخاطب المرجع السيستاني الرئيس روحاني بشعارات 14 آذار

علي الأمين/جنوبية/14 مارس، 2019

أربعة عشر عاماً مرت على ذكرى 14 آذار، يوم امتزجت أحزان جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري، بتحقيق حلم خروج لبنان من سلطة الوصاية السورية. الاستقلال الثاني والسيادة هدفان اجتمع حولهما معظم اللبنانيين، وكانت ساحة الشهداء في ذلك اليوم من العام 2005 ترسل رسالة قوية مفادها أن اللبنانيين يتوقون للخروج من زمن الوصاية ومن سطوة النظام الأمني الذي كان يدير الحياة السياسية اللبنانية، ويتحكم المفاصل الدولة. ما جرى كثير خلال السنوات الماضية، منها أن القيادة السياسية من أجل تحقيق هدفي الاستقلال والسيادة وتثبيت سلطة الدولة، لم تكن على قدر المسؤولية لتحقيق المرتجى، كما أن الهجمة المقابلة التي قادها حزب الله أثمرت تنازلاً وخضوعاً في جبهة السياديين، فالاغتيالات لعبت دوراً فاعلاً للتطويع، وأثمر الخوف من خسارة الحصة من السلطة تنازلات جوهرية من قبل القوى المقابلة لحزب الله.

على هذا المنوال سارت الأمور بشكل عام، الذي تقدم فيه معيار السلطة وحصصها على ما عداه. لكن ثمة حقيقة لا يجب الاستهانة بها، ربما نسيها أو تناساها العديد من قوى 14 آذار في خضم الانهماك والغرق في لعبة السلطة والنفوذ الشكلي، هي هذه الحقيقة السيادية التي تكمن قوتها في أن المعادين لها على طول الخط، لا يستطيعون إلا تبنيها. فحزب الله يقاتل في سوريا باسم السيادة ويحمل السلاح باسمها، هذا ما يؤكد أن السيادة تبقى حاجة حتى لخصومها. أمس كنت أقرأ بيان المرجع الشيعي السيد علي السيستاني، إثر استقباله رئيس إيران حسن روحاني، ما قاله السيد السيستاني أن تحديات العراق تكمن في حصر السلاح في يد الدولة ومكافحة الفساد والعلاقة الإيجابية والمتوازنة مع محيطه، وليس خافياً أن سلاح الميليشيات في العراق هو سلاح ايراني، بهذا المعنى لفتني بيان السيد السيستاني، أنه لم يقل شيئاً يختلف عن ما قالته جماهير 14 آذار في لبنان منذ عام 2005، وهي شهادة من المرجع الشيعي في العراق تقول أن 14 آذار لا تزال حية، لأن قضيتها لم تمت وباقية كمعبر حيوي للانتقال من دولة المحاصصة والوصايات الى دولة المواطنة والسيادة والاستقلال هكذا هي في العراق كما هي في لبنان.

 

14 آذار: ذكرى ثورة الأرز التي حررت لبنان وفككتها الطائفية

 أحمد شنطف/جنوبية/14 مارس، 2019

14 آذار 2005، شكّل هذا التاريخ أول ربيع عربي ناجح، سُطّر بقوة أكثر من مليون لبناني ولبنانية انتفضوا بوجه من صادر سيادة وطنهم لأكثر من 30 سنة، وهو الإحتلال السوري. على وقع عملية إغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، التي كانت شرارة الثورة، رد اللبنانيون على تظاهرة “شكراً سوريا” التي دعا اليها حزب الله وحلفاؤه في الثامن من آذار 2005، بتظاهرة مليونية لم يشهد لها لبنان مثيلا في تاريخه، ولوح المشاركون بأعلام لبنان في وسط بيروت وسطروا يافطات ولوحات تطالب بخروج القوات السورية، ولما بات صوت قادة ثورة الأرز أعلى، فقد وصل بوضوح الى دمشق والى مسامع العالم.

وأخرجت هذه الثورة سوريا من لبنان، وشكل اقطاب حلف 14 اذار الذي ظهر كجبهة متراصة، جبهة قوية ومتينة فرضت نفسها على مدار سنوات، ودفع رموزها أثمان الكلمة بالدماء، الى أن وصلنا الى يوم نسأل فيه ماذا تبقى من 14 آذار؟ وبماذا نحتفل اليوم؟ هل بذكرى وجدت لتبقى؟ أم بثورة حجزت مكانها في التاريخ ومشت؟ في هذا الإطار، علّق عضو المكتب السياسي في تيار المستقبل راشد فايد، في حديث لجنوبية، على الذكرى قائلاً: “14 آذار هي لحظة وعي وطني عام وشامل، وهذه اللحظة لا تمتد، إلا أن سوء ترجمة هذه اللحظة هو الذي أدى الى أن تكون ليست أكثر من مرحلة في تاريخ لبنان”.

وأضاف: “انتهت 14 آذار ولا يتوقع منها شيئاً، ولم يعد هناك ما يسمى بقوى 14 آذار، فالمجموعة المغلفة باسم 14 آذار لم تعد مجموعة، فأصبحت قوى تلتقي وتختلف، ولم يعد هناك جبهة تجمعهم، بل ما يجمعهم اليوم مصالح سياسية ليس إلا”.

وأشار فايد الى أنه في العمق، هناك مواقف مبدئية، لا يختلفون عليها إلا أن الإختلاف يكمن في طريقة العمل في سبيل هذه المواقف.

الكاتب والصحافي راشد الفايد

وعن ترميم هذه الجبهة، قال: “صعب ترميمها مجدداً، ولكن لمن يفرح بذلك في الجهة المقابلة ويسألون أين 14 آذار علينا أن نسألهم أيضاً أين 8 آذار اليوم؟ فكل هذه الجبهات تفككت، وطغت المصالح الحزبية الضيقة والمكاسب الإنتخابية على سمو اللحظة الوطنية”.واوضح فايد “وكما أن البكاء على فلسطين لم يعد ينفع، وأصبح المطلوب اليوم البحث عن كيفية استعادتها، فأيضاً 14 آذار لم يعد ينفع البكاء عليها، والمطلوب اليوم أن نبحث عن كيفية إعادة صياغة الوطنية عند اللبنانيين. وأضاف: “الجميع بالكلام يحارب من أجل لبنان، إنما السؤال اليوم ليس كيف تقاتل لأجل لبنان، بل كيف تبني لبنان، وليس هناك جواب لدى أحد، لأنه في لحظة ما الكل يتذكر أن هناك انتخابات ومصالح للطوائف على اعتبار أن الأحزاب أصبحت طوائف والطوائف أصبحت أحزاب”. وفي ما يخص اعتبار الرئيس سعد الحريري أن البناء يتم عبر جلوس الجميع على طاولة واحدة، قال فايد: “هذا ما نقوله اليوم عن وجوب اعادة صياغة المواطنة، فما هو مفهوم المواطنة اليوم وكيف يكون الشخص مواطناً، وما هي حقوقه وواجباته والتزاماته والتزامات الدولة تجاهه”. وتعليقاً على المصالحة التي تمت بين الحريري واللواء أشرف ريفي، على اعتبارها جزء من اعادة الترميم ولو داخل البيت الأزرق، تمنى فايد أن تكون هذه المصالحة مبنية على وحدة الأهداف والرؤية، وأن تكون المصالحة أشمل من كونها داخل حزب أو طائفة أو منطقة. وقال: “يبقى ذلك مرتبطاً بمدى التفاهم على المضامين الحقيقية للعناوين التي يرفعها هذا الحزب أو ذاك، فلا يكفي القول اليوم أننا نحن مع سيادة لبنان، فما معنى سيادة لبنان؟ هل دخول الجيش السوري مجدداً الى لبنان يحفظ السيادة؟ أم فقط السيادة تتضرر من غارة اسرائيلية؟”.

إيجابيات ثورة الأرز

من جانب آخر، قال النائب عن كتلة اللقاء الديمقراطي بلال عبدالله، في حديث لجنوبية، أن 14 آذار هي محطة وجدانية عاطفية سياسية بعد استشهاد الرئيس رفيق الحريري، وعندها وقف الشعب اللبناني الوفي وقيادات 14 آذار حينها كانوا يقيسون حلم الحرية والاستقلال واعادة الكيان اللبناني تحت راية العروبة لبلد مستقل. وأضاف: “هذا الحلم وبفعل المعادلات الدولية والإقليمية المعقدة، كي لا نجلد أنفسنا دائماً، بقي حلماً”. أما عن ايجابيات هذه الثورة، قال عبدالله: “أولاً لا يجب أن ننسى أن لبنان تحرر من الوصاية السورية، ثانياً علينا أن نسأل هل كان لرئيس الجمهورية ميشال عون ليعود الى لبنان لولا 14 آذار؟”.

بلال عبدالله

وسأل أيضاً: “هل كانت القوات اللبنانية ستصبح قوة سياسية مثل ما هي اليوم لولا 14 آذار؟ وهل كان الرئيس سعد الحريري سيستمر بحكومات متعددة لولا 14 آذار؟”. ورأى عبدالله أن ما علينا أن نظهره هو أن الصيغة التنظيمية ل14 آذار لم تعد موجودة، وذلك لإختلاف أجندة مكونات 14 آذار، وقال: “السوسة الطائفية دخلت الى 14 آذار، وهذا ما سبب نهايتها التنظيمية، وليس السياسية، فللأسف لم تستطع هذه الثورة أن تتخطى الحاجز الطائفي”. وأشار الى أن من يريد المحافظة على روحية 14 آذار عليه محاربة هذا النظام الطائفي. وعن امكانية اعادة الجبهة الى ما كانت عليه، قال عبدالله: “علينا أن نواجه كل من يريد وضع اليد على لبنان، من أي جهة كان، واليوم هم كثر من يريدون ذلك، إلا أن امكانية اعادة ترميم هذه الجبهة صعب أن يحصل للأسف”. وأضاف: “اليوم تغلب التفاهمات الثنائية والثلاثية وما شابه ذلك، وأنا أتكلم عن الجميع وليس عن فريق معين”.لا شك أن التاريخ يبقى حكماً عادلاً يرسخ اللحظات الوطنية للبلاد والشعوب مهما حاولوا تشويهها والرقص على جثثها، إلا أن على هذه اللحظات أن تولد لدينا حكمة، ننطلق منها نحو مستقبل رأيناه مزهراً سابقاً، ونسعى لرؤيته مزهراً مجدداً.

 

14 آذار وأسئلة الإحباط

أحمد بيضون (فيسبوك/جنوبية/14 مارس، 2019

في 14 آذار 2005 (وهو قد تلا 8 آذار، بطبيعة الحال) كنتُ مقتنعاً كلّ الاقتناع بأنّه لا بدّ من النظر إلى المنصّتين وليس إلى الساحتين فقط… وأنّه إذا كانت الجماهير (أو معظمها) لبّت، في الحالتين، نداءَ الأشاوس  ِ الذين تعاقبوا على الخطابة، فلا أفقَ للحركتين سوى فصولٍ جديدة من التنازع الطائفي.

من حينه، قلتُ هذا وكتبته تكراراً. ولم يمنعني ذلك من التضامن مع ضحايا الاغتيال، وكانوا ينتمون إلى جهةٍ واحدة. بعض المحلّلين والنشطاء تعاموا حتّى عن التقابل المخيف بين التظاهرتين… فراحوا يكتبون ويخطبون وكأنّ تظاهرةً واحدةً قد حصلت، لا اثنتين! وهذا فضلاً عن نَفْخِ عددِ المحتشدين في تظاهرة 14، بمفعولٍ رجعيّ، بمعدّل مائة ألف في نهاية كلّ شهرٍ يمضي!..هذا كُلّه لم يَكُنْ إِلَّا لِيَبْعَثَ على الإحباط والأسف

 

اللواء أشرف ريفي: المصالحة وقفة في وجه من يستهدفون طائفتنا والفاسد لا يحق له ادعاء محاربة الفساد

الخميس 14 آذار 2019 /وطنية - طرابلس - عقد الوزير السابق اللواء اشرف ريفي مؤتمرا صحافيا في مكتبه بطرابلس، استهله بالقول: "أهلي في طرابلس، أيها اللبنانيون، أبدأ بالكلام عن اللقاء مع الرئيس سعد الحريري في دارة الرئيس فؤاد السنيورة وأقول: قمنا معا بخطوة كبيرة لطي صفحة الشرذمة والخلافات، وأنا مقتنع تمام الاقتناع أن هذه المصالحة التي أدت الى عزوفي عن خوض الانتخابات الفرعية في طرابلس، ربما كانت خسارة لمقعد نيابي، لكنها انتصار لقضيتنا ولاهدافنا في الاستقلال والسيادة ودولة المؤسسات، كما أنها وبكل وضوح وقفة في وجه من يستهدفون طائفتنا بتهمة الفساد بعدما سبق واتهموها بالارهاب".

أضاف: "أنا أشرف ريفي الذي يبدي الكرامة على الحياة اذا ما خير بينهما، والذي لا يرى في السلطة والمواقع أكثر من وسيلة لتحقيق هدف نبيل، أقول لكم وبكل ثقة، إن هذه المصالحة أغلى من مقعد فرعي، فعندما تهب العواصف سنكون رجلا واحدا في وجه المعتدين دفاعا عن وطننا وطائفتنا وقضيتنا، وأن عودة الوئام الى القلوب، هو الضمانة لاستمرار مسيرتنا وقضيتنا".

وتابع: "تعرفون أنني عزمت على الترشح للانتخابات الفرعية بعد التشاور مع أهلنا. وكان مقررا اليوم ان أعلن هذا الترشيح، لكن يعرف الجميع واولهم الرئيس السنيورة، أنني تجاوبت مع مبادرته منذ اليوم الاول، وتركت الباب مفتوحا وأعلنت ذلك، رغم ان الجهوزية كانت كاملة لخوض الانتخابات. وأكرر بكل قناعة: المصالحة لحماية طائفتنا ووطننا أغلى من 128 مقعدا نيابيا. علمت أن قوى 8 آذار تنتظر اعلان ترشحي كي تعلن مرشحا لها مستغلة انقسامنا لتخطف مقعدا نيابيا في مدينتنا الحبيبة".

وأردف: "لا ليس أشرف ريفي من يساهم بخسارة قضيته. لقد سبق ان عارضت قانون الانتخابات لأنه يمكن دويلة السلاح من اختراق الساحات السيادية، واليوم اتخذت القرار بالعزوف عن الترشح لعدم تمكين أي كان من تحقيق المزيد من هذا الاختراق. اتخذت قراري بضمير مرتاح وبقناعة عميقة ومن دون شروط او مكاسب ومن دون ابتزاز. وبالمناسبة، اوجه تحية كبيرة للرئيس فؤاد السنيورة وللوزير رشيد درباس لدورهما في انجاز هذه المصالحة".

وقال ريفي: "أهلي في طرابلس الأبية، للشيخ سعد الحريري دولة الرئيس أقول: تخاصمنا بشرف لمدة طويلة، واليوم نتصالح بنية صافية، صادقة، متبادلة لنواجه معا المخاطر المحدقة بالبلد باسم الاكثرية الساحقة التي أفرحتها هذه المصالحة. سنكون معا في الدفاع عن الدولة والدستور والطائف والعيش المشترك، وفي الحفاظ على طائفتنا اللبنانية العربية التي هي مكون اساسي من بنيان هذا الوطن. قناعاتي لا تتغير، ثوابتي لا تتبدل، إيماني باستقلال لبنان وبرفض السلاح غير الشرعي، نضالي من اجل المحكمة الدولية والعدالة وشهداء انتفاضة الاستقلال عهد علي حتى النهاية. اعتراضي على مسار التنازل امام السلاح غير الشرعي قائم ما دام هذا السلاح مستمرا بقضم الدولة والمؤسسات. وفي هذا اليوم العظيم، هذا اليوم المجيد، ذكرى انتفاضة اللبنانيين وطرد الوصاية السورية، أحيي الرئيس الشهيد رفيق الحريري وجميع شهداء انتفاضة الاستقلال. لارواحهم الطاهرة الرحمة وللبنان السيد الحر الانتصار".

أضاف: "تحاول دويلة السلاح التي تعمل لحساب ايران أن تسيطر على الدولة وتتوهم الانتصار. كلامي لا اوجهه للطائفة الشيعية الكريمة التي هي طائفة مؤسسة في لبنان، والتي تعتز بانتمائها العربي، فالدستور ملاذها وليس السلاح غير الشرعي. لقد اتهم حزب الله الرئيس فؤاد السنيورة بالفساد وبالمسؤولية عن ال 11 مليار دولار، فرد مفندا أكاذيبهم، فأربكهم وفضح مكرهم. ولا يزالون مستمرين في محاولة خداع الناس".

وتابع: "إن من يدعي محاربة الفساد واحترام القضاء لا يقوض الدولة ومؤسساتها. إن من يدعي محاربة الفساد واحترام القضاء عليه ان يسلم المتهمين باغتيال الشهيد رفيق الحريري. إن من يدعي محاربة الفساد واحترام القضاء عليه ان يسلم المتهمين بمحاولة اغتيال النائب بطرس حرب. ان من يدعي محاربة الفساد واحترام القضاء لا يؤسس ميليشيا سرايا المقاومة التي تضم اصحاب سوابق ومطلوبين للعدالة. إن من يدعي محاربة الفساد واحترام القضاء عليه ان يسلم قاتل الضابط الشهيد سامر حنا. إن من يدعي محاربة الفساد واحترام القضاء عليه ان يرفع قبضته عن المطار والمرفأ والمعابر البرية حيث يحصل التهرب الجمركي بمليارات الدولارات. إن من يدعي محاربة الفساد واحترام القضاء عليه ان يتوقف عن تبييض الاموال، وتهديد النظام المصرفي. إن من يحترم العيش المشترك لا يهجر اهل بلدة الطفيل ولا يتصرف بخلفية مذهبية في سوريا والعراق واليمن".

وأردف: "أنا اليوم أدعو لكشف فساد حزب الله والقوى التي تحتمي به، كما أدعو القضاء لوضع يده على ملفات الفساد كافة. فالفاسد لا يحق له ادعاء محاربة الفساد. لقد اتهم المحور السوري الايراني طائفة بأكملها بالعمالة وأعني المسيحيين، واليوم يتهم السنة بالارهاب والفساد، وتعلمون انه هو الارهابي الاول وهو الفاسد الاكبر لا بل انه مدرسة في الفساد. نقول لحزب الله: مخطىء اذا توهمت انك تستطيع استفرادنا، فنحن عندما تهب العواصف رجل واحد، وهذه المصالحة نضعها اليوم بتصرف الجميع لمواجهة كل الاخطار، وسنواجه العاصفة متحدين وسننتصر بإذن الله".

وقال: "أهلي في طرابلس: لقد قلت ما يكفي لشرح ظروف هذه المصالحة وأسبابها، وسأقول المزيد في المرحلة المقبلة. لقد اتفقنا مع الرئيس الحريري على ايلاء طرابلس ما تستحق بعد حرمان طويل ومزمن، مسؤوليتي أن أتابع مع المعنيين هذه المهمة التي لا تعلو عليها مهمة اخرى فالوضع لم يعد يحتمل، والجميع يجب ان يتحمل المسؤولية وان نضع الخلافات جانبا لإنماء المدينة، وبناء مرافقها، وتأمين فرص عمل ليعيش ابناؤنا بعزة وكفاية وكرامة فكفانا فقرا. ومع انني لست في سدة المسؤولية الآن، فإني أتحمل المسؤولية أمام اهلي. لقد سبق ان اعتذرت لهم عن اخفاق المجلس البلدي، وأنتهز المناسبة اليوم لأدعو جميع القيادات الطرابلسية الى التكاتف من اجل إنماء طرابلس والى فصل الخلافات السياسية عن الانماء".

أضاف: "ردا على من يتساءل ماذا يطلب اللواء ريفي من محبيه في طرابلس، أقول انتم عنوان الوفاء، انتم رفاقي واخوتي وعائلتي. وكما كان لدي شجاعة اتخاذ الموقف بختم جروح الماضي، لدي الثقة بأن اتوجه اليكم بالمشاركة في الانتخابات الفرعية، كأنني أنا المرشح لهذه الانتخابات. أدعوكم لتمارسوا قناعاتكم بحرية كما عرفتكم، ولكم القرار، آخذين بالاعتبار كل المخاطر التي ذكرتها آنفا ولكم القرار وانتم اهل للقرار. أهلي في طرابلس وكافة المناطق اللبنانية: نبدأ مرحلة جديدة بأمل وتفاؤل كبيرين، فالصعاب ليست في قاموسنا. نحن أقوياء بكم وبإيمانكم بعدالة قضيتنا، سنناضل من أجل طرابلس ومن اجل لبنان، بغض النظر عن الموقع الذي نحن فيه. ضميرنا منارتنا، عزيمتنا صلبة فاستعدوا للمرحلة المقبلة استعداد الأبطال المؤمنين بالله، المنتمين الى وطننا لبنان".

وتابع: "كلمة اخيرة أقولها من القلب: تعرفون من هو أشرف ريفي وتعلمون انني لا أجري مصالحات لمصالح شخصية. ما يجري اليوم على الساحة اللبنانية هو استهداف خطير لوطننا وطائفتنا وقياداتنا، فنحن نتعرض لمحاولات خبيثة لتفريقنا واستهدافنا منفردين لاستكمال وضع اليد على ما تبقى من مؤسسات الدولة. أقول وبكل صراحة اني اشعر بخطر كبير على وجود لبنان كدولة مستقلة، وهذا ما دفعني ويجب ان يدفعنا جميعا، لرص الصفوف ومواجهة هذه الهجمة الشرسة التي تستهدف وطننا وطائفتنا وقياداتنا".

وختم: "يدنا ممدودة للجميع لما فيه مصلحة لبنان ليبقى وطننا وطنا آمنا مستقلا مستقرا لكل ابنائه".

 

بعد خطفه قبل أسبوع.. "بوكو حرام" تقتل مواطناً لبنانياً في نيجيريا

موقع القناة الثالثة والعشرون/14 آذار/19/قُتل المواطن اللبناني أحمد السارجي في نيجيريا على أيدي جماعة "بوكو حرام" الارهابية، التي كانت قد خطفته قبل أسبوع، كما أعلن مسؤول في الشرطة النيجيرية.

والسارجي هو إبن بلدة حارة صيدا، ويعمل في مدينة كانو بشمال نيجيريا كعامل بناء لدى شركة "ترياكتا للبناء". وكان مسلحون قد خطفوا السراجي بعد إطلاق النار على رجل أخر يُدعى ألفونسوس أحمد ما أدى الى وفاته على الفور، في ما أُصيب رجل يدعى عبد الله محمد برصاصة

 

الخارجية عزت عائلة السارجي : باسيل أعطى تعليماته إلى سفير لبنان في أبوجا لمتابعة التحقيقات

الخميس 14 آذار 2019 وطنية - توجهت وزارة الخارجية والمغتربين في بيان، ب"أحر بالتعازي من عائلة المرحوم احمد علي السارجي الذي قتل في نيجيريا. وقد أعطى وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل تعليماته إلى سفير لبنان في أبوجا حسام دياب لمتابعة التحقيقات وإجراء كل ما يلزم لتسهيل نقل جثمان الفقيد إلى لبنان".

 

بريطانيا تعتقل موسى دقدوق القيادي في حزب الله يقود وحدة "ملف الجولان" العاملة في جنوب سورية

لندن- وكالات/14 آذار/19: كشف تقرير صحافي نشر في لندن النقاب عن أن اعتقال القوات الخاصة البريطانية (SAS) لأحد قيادي حزب الله يكشف عن وحدة سرية تنشط في جنوب سورية تخطط لهجمات في اسرائيل. وقال تقرير لصحيفة "ديلي تلغراف" إن القيادي في حزب الله علي موسى دقدوق يقود وحدة يطلق عليها "ملف الجولان" تضم خلية من حزب الله تخطط لشن هجمات على الحدود. ويأتي تقرير اعتقال دقدوق بعد نحو أسبوعين من قرار الحكومة البريطانية فرض حظر كلي على أجنحة حزب الله اللبناني العسكرية والسياسية، باعتبار أن الحزب "يشكل تأثيرا مشجعا على زعزعة الاستقرار" في منطقة الشرق…

 

القوات الخاصة البريطانية تعتقل قياديا في حزب الله

نصر المجالي/ايلاف/14 آذار/19

نصر المجالي: كشف تقرير صحفي نشر في لندن النقاب عن أن اعتقال القوات الخاصة البريطانية (SAS) لأحد قيادي حزب الله يكشف عن وحدة سرية تنشط في جنوب سوريا تخطط لهجمات في اسرائيل. وقال تقرير لصحيفة (ديلي تلغراف) إن علي موسى دقدوق القيادي في حزب الله يقود وحدة يطلق عليها "ملف الجولان" تضم خلية من حزب الله تخطط لشن هجمات على الحدود. ويأتي تقرير اعتقال دقدوق بعد نحو أسبوعين من قرار الحكومة البريطانية فرض حظر كلي على أجنحة حزب الله اللبناني العسكرية والسياسية، باعتبار أن الحزب "يشكل تأثيرا مشجعا على زعزعة الاستقرار" في منطقة الشرق الأوسط. وقالت وزارة الداخلية البريطانية إنها قررت اعتبار حزب الله تنظيما إرهابيا. وقال التقرير إن "علي موسى دقدوق سُجن سابقا في العراق في عام 2006 بتهمة التخطيط لهجوم استهدف جنودا أميركيين"، مضيفاً أن دقدوق اعتقل في البصرة في مارس في عام 2007 وأمضى 5 سنوات في السجن، ثم اطلق سراحه في عام 2012 على الرغم من معارضة إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما لهذا القرار.

دعم بشار

وتابع كاتب التقرير راف سانشيز قائلا إن الآلاف من عناصر حزب الله شاركوا في القتال إلى جانب الرئيس السوري بشار الأسد في حربه ضد الجماعات المعارضة في البلاد، إلا أن الاستخبارات الإسرائيلية تقول إن الوحدة التي يترأسها دقدوق سرية وأنشئت من دون علم الأسد. واشار إلى أن الوحدة لا تزال في طور الإنشاء والتجنيد وليست ناشطة حتى الآن، بحسب الجيش الإسرائيلي. وختم سانشير قائلا: إن إسرائيل تكشف عن هذه الخلية بهدف دفعها للتخلي عن أهدافها وعدم المغامرة باستهدافها وللعمل على عدم تصاعد حدة التوتر في هضبة الجولان. يذكر أن حزب الله الذي تأسس في عام 1982 إبان الحرب الأهلية اللبنانية، خاض حروبا مع اسرائيل، كان آخرها في عام 2006.

حفر انفاق

واتهمت اسرائيل في ديسمبر 2018 بحفر أنفاق من جنوب لبنان إلى أراضيها، ودمرت هذه الأنفاق في عملية عسكرية وكانت لندن قد حظرت وحدة الأمن الخارجي التابعة لحزب الله وجناحه العسكري في عامي 2001 و2008 على التوالي، ولكنها تنوي الآن حظر جناحه السياسي أيضا.

وقال وزير الداخلية في حكومة المحافظين البريطانية ساجد جاويد في قرار الحظر الذي أصدره يوم 25 فبراير 2018: "يواصل حزب الله محاولاته لزعزعة الاستقرار الهش في الشرق الأوسط، ولم يعد بإمكاننا التمييز بين جناحه العسكري المحظور وجناحه السياسي".

اهل الحق

وبشار إلى أن علي موسى دقدوق هو من أكبر قادة حزب الله وكان مستشارا لقائد عصائب أهل الحق العراقية قيس الخزعلي، واعتقل من قبل القوات الأميركية في البصرة في العراق في 20 مارس 2007 مع قيس الخزعلي وشقيقه ليث الخزعلي بعد مشاركتهم في هجوم ضد القوات الأميركية في كربلاء في 20 يناير 2007.

وآنذاك وجدت محكمتان عراقيتان أنهم مذنبون لكنها أفرجت عنهم. وقالت وكالة الاستخبارات الأميركية إن شهادة دقدوق أثناء احتجازه دليل أساسي على التعاون بين إيران وحزب الله.

وكانت تقارير قالت إن دقدوق ادعى خلال التحقيق أنه من الصم والبكم عندما تم القبض عليه ورفض التحدث لعدة أسابيع. وفي نوفمبر 2011 تفاوضت الولايات المتحدة مع الحكومة العراقية لاحتجاز دقدوق في الحجز الأميركي بعد انسحاب الولايات المتحدة من العراق في ديسمبر 2011، ولكن تم نقله لاحقا الى الحجز العراقي.  وفي 16 نوفمبر 2012 أفيد بأن علي موسى دقدوق قد أطلق سراحه من العراق لأن الحكومة العراقية قد نفذت خيارات قانونية لعقده.

 

لاكروا: ضمان تنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي 1701

المدن - لبنان | الخميس 14/03/2019 /اختتم وكيل الأمين العام للأمم المتحدة لعمليات حفظ السلام جان بيير لاكروا زيارته إلى لبنان التي استغرقت خمسة أيام، أجرى خلالها محادثات مع كبار المسؤولين اللبنانيين. وجاء في بيان صدر عقب هذه الزيارة أن لاكروا أكد خلال محادثاته مع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، ورئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس مجلس الوزراء سعد الحريري، ووزير الخارجية جبران باسيل، ووزير الدفاع الياس بو صعب، وقائد القوات المسلحة اللبنانية العماد جوزيف عون، ومدير عام الأمن العام اللواء عباس إبراهيم، أهمية استمرار تعاون الحكومة اللبنانية مع اليونيفيل للحفاظ على الهدوء في جنوب لبنان، وضمان تنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي 1701 الذي يشكل جوهر ولاية اليونيفيل. وأمل لاكروا بذل المزيد من العمل لتعزيز القوات المسلحة اللبنانية، بما في ذلك تعزيز وجودها في الجنوب حيث تعمل جنبا إلى جنب مع جنود حفظ السلام التابعين لليونيفيل، وكذلك تعزيز القدرات البحرية اللبنانية. وأضاف بإن توطيد التعاون بين القوات المسلحة اللبنانية واليونيفيل أمر حيوي للبناء على حوالى 13 عاماً من السلام، والمضي قدما نحو وقف دائم لإطلاق النار وفق القرار 1701. وأعلن أن اليونيفيل ستبذل قصارى جهدها لدعم الجهود الرامية إلى تحقيق وقف دائم لإطلاق النار، وإيجاد حل طويل الأمد للنزاع، مشدّداً على أهمية ضمان حرية حركة اليونيفيل، ما يسمح لها القيام بعملها بشكل مستقل وغير متحيّز داخل منطقة عملياتها في جنوب لبنان.

 

قدرات "حزب الله" تضاعفت أكثر من 100 مرة

موقع القناة الثالثة والعشرون/14 آذار/19/أكد قائد عسكري إيراني بأن قدرات "حزب الله" اللبناني تضاعفت أكثر من 100 مرة، عما كانت عليه خلال فترة حرب الـ33 يوما، التي شنتها إسرائيل على لبنان عام 2006. خلال مراسم أقيمت في مدينة كجساران بمحافظة كهكيلوية وبوير أحمد جنوب غربي إيران، تكريما لذكرى الشهداء، قال مسؤول مكتب فكر الإسلام الدفاعي، العميد عباس علي فرزندي، إن قدرات حزب الله قد ارتفعت اليوم. وذلك بحسب وكالة "فارس". وتابع العميد فرزندي، قائلا: " قدرات الحزب اللبناني تضاعفت بفضل دماء الشهداء أكثر من 100 مرة عما كانت عليه خلال فترة حرب الـ 33 يوما في التصدي للعدوان الذي شنه الكيان الصهيوني على لبنان عام 2006". وأضاف العميد الإيراني أن أكثر من 80 تيارا تكفيريا و150 ألف عنصر "داعشي"، قد تكالبوا على شعوب المنطقة، وفي سوريا قدم المدافعون عن المقدسات تضحيات عظيمة. وأكد بأن "الشهداء غيروا الأجواء الإقليمية والعالمية لمصلحة الإسلام المحمدي الأصيل، وهم في الحقيقة غيروا معادلة القدرة في العالم، وأضاف أن الرئيس الأميركي الأحمق، يقول إنهم أنفقوا أكثر من 7 تريليونات دولار في منطقة الشرق الأوسط، لكنهم من خوفهم مضطرون للدخول إلى المنطقة (العراق) خلسة وتحت جنح الظلام". وأضاف العميد فرزندي، أن "العديد من الدول أرادت إزاحة الرئيس السوري عن السلطة، إلا أن المقاومة أرادت أن تبقى الدولة السورية وأفشلت محاولات الأعداء".

 

إسرائيل تشكو حزب الله.. لن نسمح له بتحويل لبنان وسوريا جبهة قتال

الجمهورية/14 آذار/19/انه برز تطور لافت على خط التوتر بين اسرائيل و"حزب الله"، تمثّل في الاعلان الاسرائيلي عن نشاط للحزب للتموضع في الجولان. فيما التزم الحزب الصمت حيال هذا الموضوع. واللافت للانتباه في هذا السياق ملاحظة الاعلام الاسرائيلي لتزامن هذا الاعلام في فترة التحضير لانتخابات الكنيست المقررة الشهر المقبل، مشيراً الى انّ مستويات سياسية اسرائيلية أدرجت الخطوة الاسرائيلية في سياق محاولة "تلميع الصورة" وتحقيق إنجاز أمني من قبل رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو. ووصف نتنياهو، في تصريح، هذا الامر بالانجاز، وقال: "لديّ رسالة واضحة أرسلها إلى إيران و"حزب الله": نعلم ما تقومون به ونعلم أين تقومون بذلك"، مشدداً على أنّ "ما كشفنا النقاب عنه هذا الصباح ليس سوى غيض من فيض ممّا نعرفه، وانّ إسرائيل لن تسمح لكم بالتموضع عسكرياً في سوريا. سنواصل العمل بطرق مكشوفة وخفية من إجل إحباط مؤامراتكم". وليلاً قدمت إسرائيل شكوى ضد "حزب الله" في مجلس الأمن الدولي في شأن ما سمته "تشكيل خلية" في الجولان السوري، مشيرة الى "اننا لن نسمح للحزب بتحويل لبنان وسوريا جبهة قتال"

 

الناطق باسم «يونيفيل»: أولويتنا تقديم الدعم للقوات المسلحة اللبنانية

بيروت/الشرق الأوسط/14 آذار/19/أكد الناطق باسم قوات «اليونيفيل» أندريا تيننتي أن الأولوية تتمثل في تقديم الدعم للقوات المسلحة اللبنانية، نافياً إمكانية خفض أنشطتها أو مساعداتها. وعما ما إذا كانت الأمم المتحدة تنوي خفض قوة «اليونيفيل» البحرية، أشار في تصريح لـ«الوكالة الوطنية للإعلام» إلى أن «وكيل الأمين العام للأمم المتحدة لعمليات حفظ السلام جان بيير لاكروا الذي التقى أول من أمس المسؤولين اللبنانيين، ذكر أنه من المهم بالنسبة للحكومة اللبنانية أن تعزز قدراتها البحرية ولم يتطرق إلى خفض أنشطتها العملياتية ومساعدتنا للقوات المسلحة اللبنانية». وأوضح أن «الأولوية بالنسبة لليونيفيل تتمثل في دعم القوات المسلحة اللبنانية على اليابسة وفي البحر، إلى جانب العمل مع المجتمع الدولي لتقديم كل الدعم اللازم والإمكانات لهذه القوات».

 

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الخميس 14/3/2019

* مقدمة نشرةاخبار"تلفزيون لبنان"

عشرات الدول والمنظمات احتشد ممثلوها في مؤتمر بروكسل للنازحين السوريين في لبنان والاردن وتركيا والعراق، لتوفير اكثر من مليار دولار لمساعدة الملايين من هؤلاء النازحين.

وبرزت كلمة رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري أمام المؤتمرين خصوصا عندما قال إن لبنان لم يعد يحتمل أعباء النزوح.

وفي الوضع المحلي اليومي برزت مواقف في ذكرى الرابع عشر من آذار على لسان الرئيس الحريري واللواء أشرف ريفي، غير ان إحياء الذكرى جاء باهتا بما يشير الى رغبة جميع القوى في التمسك بالهدوء السياسي الحالي المفتوح على ورشتي مجلسي الوزراء والنواب الاسبوع المقبل.

وفي ظل ذلك تستعد المراجع اللبنانية لاستقبال وزير الخارجية الاميركي مايك بومبيو والتحادث معه في ملفات لبنان والمنطقة لاسيما في ما يتعلق بمسألتي حزب الله والغاز البحري.

وستبلغ المراجع اللبنانية بومبيو ضرورة استعجال ترسيم الحدود وتبلغه في الوقت نفسه أن لبنان آخر بلد يوقع في عملية السلام المفترضة أميركيا مع اسرائيل في سياق ما يسمى صفقة القرن.

إذن الرئيس الحريري شدد في مؤتمر بروكسل على أهمية العودة الآمنة للنازحين السوريين إلى بلدهم.

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون "ان بي ان"

كثيرون على امتداد دول المنطقة خصوصا ودول العالم عموما انجذبت اهتماماتهم اليوم الى مؤتمر بروكسل بنسخته الثالثة المخصصة للملف السوري.

ما يعني اللبنانيين على وجه التحديد هو النزوح الذي يكتوي بلدهم بناره الملتهبة منذ ثماني سنوات والحبل على الجرار.

وبالاستناد إلى تجربتي بروكسل الأولى والثانية فإن المحاذرة في إبداء تفاؤل مفرط بإعادة النازحين سريعا هي أمر مشروع، تماما كما بقطف لبنان التمويل الذي يمكنه من مواجهة أعباء الاستضافة.

هذا الحذر غذته مواقف في أروقة المؤتمر الحالي لا تشجع النازحين السوريين على العودة إلى بلادهم وإن لطفت تعابيرها بالقول إن المجتمع الدولي لن يقف عائقا أمام من يريد منهم الرجوع الى وطنه.

وبانتظار السقف الذي ستلامسه القرارات التي ستصدر عن مؤتمر "بروكسل ثلاثة" في ختام أعماله فإن ممثل لبنان رئيس حكومته سعد الحريري أبلغ المشاركين خلال الجلسة الافتتاحية بأن الحل الوحيد لأزمة النازحين هو العودة الآمنة الى وطنهم الأم وفق القوانين والمعاهدات الدولية.

الحريري قرع على مسامع المؤتمرين جرس التحذير من ازدياد أثر أزمة النازحين على الاقتصاد اللبناني ومن احتمال أن تتسبب بأجواء توتر شديد بين المجتمعات المضيفة واللاجئين ما يهدد استقرار لبنان.

وبلغة الأرقام قدرت الأمم المتحدة الاحتياجات المالية السورية للعام الحالي بنحو خمسة مليارات دولار ونصف لرفد حوالي ستة ملايين لاجىء إضافة الى 3,3 مليار دولار للنازحين داخل البلاد.

على أي حال سيكون لبنان بعد عودة الحريري على موعد مع استحقاق اقليمي - دولي يتمثل بما سيكون في جعبة وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو خلال زيارته المرتقبة لبيروت الأسبوع المقبل.

على المستوى الداخلي يستعد مجلس النواب لعقد جلسة أسئلة وأجوبة للحكومة سيدعو إليها الرئيس نبيه بري قريبا.

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون "المستقبل"

منذ العام 2005 وفي كل رابع عشر من اذار يستعيد اللبنانيون يوما تاريخيا لا يبرح ذاكرتهم والوجدان.

انه يوم لانتفاضة ثورة الارز التي اطاحت بالوصاية السورية ورسخت في تاريخ لبنان الحديث صورة الاجماع المليوني رفضا لجريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري الذي روى بدمائه الزكية تراب بيروت ووحد باستشهاده ارادة اللبنانيين الرافضة لكل اشكال الوصاية والمطالبة بالاستقلال.

وفي هذا اليوم الذي استعاد فيه اللبنانيون ذكرى ثورة الارز كان الوزير السابق اشرف ريفي يطلق من طرابلس تاكيدا جديدا بان المصالحة بينه وبين الرئيس الحريري هي انتصار لقضية ثورة الارز ولاهدافها في الاستقلال والسيادة ودولة المؤسسات.

وبعدما ذكر اللواء ريفي بان المحور السوري الايراني الذي اتهم الطائفة المسيحية باكملها بالعمالة ها هو يتهم السنة بالارهاب والفساد، مؤكدا ان هذا المحور هو الارهابي الاول وهو الفاسد الاكبر لا بل انه مدرسة في الفساد.وقال ان من يطالب بمكافحة الفساد عليه أن ينزع قبضته عن المطار والمرفأ و أن يتوقف عن تبييض الأموال وتهديد النظام المصرفي.

وفي مسار اخر متصل بتثبيت مسيرة الاستقرار الامني والاقتصادي شدد رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري خلال القائه كلمة لبنان في مؤتمر بروكسل ان الحل الوحيد لأزمة اللاجئين السوريين هو بعودتهم الآمنة الى بلادهم داعيا الى الضغط على نظام الاسد من قبل كل الأصدقاء والحلفاء، لكي يعود النازحون إلى سوريا.

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون "ال بي سي"

مقررات مؤتمر بروكسيل والحديث عنها ، تنتظر عودة الرئيس الحريري والوفد المرافق، ليعرف ما هي الأموال التي تقررت للدول التي تستضيف النازحين السوريين ، وما هي حصة لبنان منها ، علما ان البيان الختامي للمؤتمر تحدث عن أن المانحين الدوليين تعهدوا تقديم مساعدات لسوريا بقيمة سبعة مليارات دولار ، لكن لم تعرف آلية ترجمة هذا التعهد.

كما أن عودة الرئيس الحريري ستحيي السجال حول عدم مشاركة وزير الدولة لشؤون النازحين في المؤتمر ، علما أن أكثر من توضيح صدر من ان الموضوع يتعلق بالخارج وليس بالداخل، المحك سيكون في جلسة مجلس الوزراء الأسبوع المقبل بعدما طارت جلسة هذا الاسبوع لوجود الرئيس الحريري في بروكسيل، في غضون ذلك تضج الساحة الداخلية بالمزيد من المعطيات عن ملفات الغش والفساد ، سواء لجهة الشهادات الجامعية المزورة ، وجديدها ان أحدى الجامعات الخاصة في الجنوب أعطت نحو خمسمئة إجازة جامعية في إدارة الأعمال ، علما ان هذا العدد لا تقوى الجامعة اللبنانية بكل فروعها على القيام به، اما في ملف الغش في تقديم فواتير أدوية الضمان ، فإن هناك معطيات جديدة عن محام يتحدث عن دفع أموال لترتيب الأمور.

في غضون ذلك ، يتصاعد الحديث والاهتمام بموضوع الكهرباء لجهة توفير الطاقة، وجديد هذا الملف توسع الخيارات من بواخر التوليد وكلفتها وأسعارها إلى خيارات أخرى سيتم عرضها على طاولة مجلس الوزراء في الجلسات اللاحقة .

نشير قبل الدخول في تفاصيل النشرة إلى ان الشيخ بيار الضاهر وشركة الـLBCI تقدما باستئناف طعنا بحكم القاضية فاطمة جوني ، رد طلب إلزام القوات تسديد العطل والضرر للشيخ بيار وشركة الـLBCI نتيجة الإدعاء بحقهما والتشهير بسمعتهما على مدى إثني عشر عاما.

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون "المنار"

الحل الوحيد لأزمة النازحين السوريين عودتهم الآمنة الى وطنهم قال رئيس حكومة لبنان من بروكسل، والطريق الوحيد لهذه العودة الحكومة السورية وفق ما يعرفه الرئيس الحريري في بيروت، فلم اطالة الطريق؟ ولمصلحة من هذا الانتظار على قارعة المجتمع الدولي المعروف باجماع اللبنانيين انه احد اهم المعيقين لتلك العودة؟

وكيف سيتعامل رئيس الحكومة مع هذه الازمة المتفاقمة اقتصاديا واجتماعيا كما قال، واضاف اليها حذرا من ان تؤدي بالعلاقة بين المجتمعات المضيفة والنازحين الى أجواء توتر شديد.

اما الحل فان تكون الحكومة اكثر جدية بالتصدي لهذا الملف والمعالجة الموضوعية له بحسب كتلة الوفاء للمقاومة، بل ضرورة تغليب المصلحة الوطنية والحوار مع اعلى مستوى في سوريا بحسب رئيس تيار المردة سليمان فرنجية.

فرنجية الحاسم لموقفه العروبي المقاوم، أكد وجوده في المشروع السياسي نفسه مع الرئيس ميشال عون، والاقرب للتفاهم مع التيار الوطني الحر بعيدا عن سياسة الالغاء كما قال.

اقوال كثيرة وملفات تنتظر جلسة مجلس الوزراء المقبلة، من بحث زيارة الرئيس الحريري الى بروكسيل ونتائجها وما سبقها من توترات، الى التوتر العالي الكهربائي، فالموازنة، التي طالب مجلس النواب ورئيسه ان تكون متزنة وسريعة الانجاز كباب الزامي للاصلاح .

ولان صلاح الامة بمجابهة المشروع الاميركي كانت دعوة الامام السيد علي الخامنئي الى تعبئة القدرات والإمكانيات، وتوجيه الضربة للعدو من الجهة التي لا يتوقعها. فالعدو الحقيقي للجمهورية الاسلامية الايرانية هو الولايات المتحدة، قال الامام الخامنئي امام مجلس الخبراء، ويجب ألا نخطئ في معرفته.

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون "او تي في"

بعد ثلاثين عاما على الرابع عشر من آذار 1989، وأربعة عشر عاما على الرابع عشر من آذار 2005، الأجدى من العودة إلى الماضي، أن يترك للتاريخ بعد استخلاص العبر، وأن يتطلع اللبنانيون بأمل نحو المستقبل، الذي لن يبنى إلا بالوحدة الوطنية، التي أفضى غيابها إلى الثالث عشر من تشرين الأول 1990، فيما أنتج تكريسها اثر استشهاد الرئيس رفيق الحريري، السادس والعشرين من نيسان 2005، الذي توج مسارا نضاليا طرق أبواب عواصم القرار، تزامنا مع التحركات الداخلية، ليحط في بيروت.

أما اليوم، وفيما ترتقب الكلمة التي يلقيها رئيس التيار الوطني الحر حوالى العاشرة مساء خلال الاحتفال الذي يقام في الذكرى، والتي تنقلها الـ OTV مباشرة على الهواء، فاتجهت الأنظار نهارا نحو بروكسل، حيث مثل رئيس الحكومة لبنان في المؤتمر الخاص بالنازحين، معلنا بوضوح قبيل زيارة رئيس الجمهورية لموسكو ووصول وزير الخارجية الأميركية إلى بيروت، أن الحكومة اللبنانية تلتزم العمل مع المفوضية العليا لشؤون اللاجئين على أي مبادرة براغماتية تؤمن العودة الآمنة للنازحين السوريين، بما فيها المبادرة الروسية.

وفي غضون ذلك، الحرب على الفساد تجاوزت الحبر على الورق، وتخطت الأقوال إلى الأفعال، تحت سقف العدالة، واستنادا إلى القانون، والدليل في سياق النشرة

* مقدمة نشرة تلفزيون "الجديد"

بالمساواة في النسيان فإن الرابع عشر من آذار لحق بالثامن منه وكلا الرقْمين أصبح ذكرى لمرحلة غابرة، مرت الذكرى اليوم وبالكاد استحضرها صانعوها عبر تفقدها على وسائل التواصل وإلقاء تحية العبور، لكنه وفي مقابل انتهاء حقْبة "متصرفية" الرقْمين فإن الأسوأ قد حل مكانهما وهو العودة الى الجذور والاصطفاف طائفيا تحت مسميات الخطوط الحمر، وأكثر الخطوط احمرارا ستوضع كما يبدو على ملف التعيينات الآخذة بالاعتبارات الطائفية من دون الاحتكام إلى الآلية.

هذا التخوف أبداه الوزير السابق سليمان فرنجية اليوم من بوابة الرهبنة المارونية قائلا إن لدينا شروطا في موضوع التعيينات وما إذا كانت وفق معايير أكاديمية، ولكن إذا كانت المعايير لصالح فريق محدد فعندئذ من حقنا وضع الشروط والتعاون مع أي فريق آخر متضرر، ورهاب التعيينات سيصيب كل التيارات والاحزاب السياسية وكما اعتراض فرنجية اليوم سنكون أمام اعتراضات لمكونات أخرى غدا، لأن آلية التعيينات المتبعة في لبنان تقفز على مجلس الخدمة المدنية ولا تعير أدنى تقويم لهيئات الرقابة المختصة وتحكمها تدخلات سياسية تفتي بأسمائها وما دامت الأولوية هي لرأي المرجعيات، وأن المعينين يخضعون لفحوص "الجينات" السياسية فالسلام على الإصلاح وبعده التغيير لأن البلد سيصبح موظفا عند السياسيين، والموظفون ولاؤهم لمن عينهم وليس للدولة التي يفترض أنها بدأتْ بمحاربة الفساد والحرب على الفساد دين في ذمة الدولة مطلوب أن تسدده لمؤتر سيدر.

واليوم أعلن رئيس الحكومة سعد الحريري من مؤتمر النازحين في بروكسل أن لبنان التزم الإصلاحات لتحقيق سيدر، إلا أن أزمة النزوح تضاعف التحديات أمامه، لذلك جدد الحريري طلب الدعم المالي للنازحين مذكرا المجتمع الدولي بأنه لم يف بجميع تعهداته المالية السابقة وبتعهدات جديدة أبعد من لبنان، فإن الدول المانحة التزمت في مؤتمر بروكسل اليوم تقديم سبعة مليارات دولار لإعادة إعمار سوريا عام الفين وتسعة عشر، لكن ما دمرته الدول المتعددة الجنسية ليس سهلا بأن ينهض بسبعة مليارات غير أن هذه الأموال عينة على طريق طويلة.

* مقدمة نشرة تلفزيون "ام تي في"

كلام الرئيس الحريري في مؤتمر دعم مستقبل سوريا والمنطقة او مؤتمر بروكسيل للنازحين كان واضحا وصريحا، ولا يمكن الا ان يعكس رأي كل حر يغار على مصلحة لبنان وديمومته وهو اسقط كل كلام او موقف اخر معاكس من اي جهةاتى، لبنانية كانت ام اجنبية.

ما قاله رئيس الحكومة يمكن اختصاره بالاتي:ايها المؤتمرون لا يمكنكم دعم مستقبل سوريا والمنطقة عبر التسبب بتدمير حاضر لبنان ومستقبله والاستراتيجية، وتحقيق ذلك بسيطة وتتكون من نقطتين، الاولى دفع ثلاث مليارات دولار للبنان وهي المستحقات المتوجبة له على المجتمع الدولي، هو الذي يتحمل عن العالم اجمع مخاطر النزوح واعباءه، والثانية الضغط المباشر على النظام السوري لتسهيل عودة النازحين.

والمعادلة التي حذر الرئيس الحريري العالم من نشوئها ان اهمل مسالة النزوح السوري خطرة جدا، ومفادها ان عدم مساعدة لبنان ماديا ودبلوماسيا وسياسيا لانهاء الازمة، فإن لبنان سينهار اقتصاديا ما يرفع المخاطر الامنية التي بدورها قد تؤدي الى سقوط لبنان في الفوضى والحرب، عندها سيبحث النازحون عن ملاذات وملاجىء امنة والوجهات المثلى ستكون اوروبا خصوصا ودول الغرب عموما.

في الاثناء الحرب على الفساد على تواضعها مستمرة وهي تواجه عقبتين اساسيتين حتمية ان تنقي اجهزة الرقابة والقضاء والامن صفوفها كي تتفرغ لمحاسبة الفاسدين وضرورة وضع خطة شاملة واضحة المعالم تمنع الحملة المذكورة من الجنوح الى الانتقائية والفئوية والكيدية واستهداف الضعفاء.

 

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الخميس في 14 آذار 2019

النهار

بدأ تيّار سياسي التدخّل في إدارات تنمويّة في جبل لبنان عبر السعي إلى استبدال موظّفين ما يعتبره آخرون تصفية حسابات سياسيّة ويُنذر باشتباك وشيك.

تبيّن من فواتير المياه للسنة 2019 أنها زادت الرسوم على المشترك بقيمة 50 ألف ليرة في حين لم يتحسّن مستوى التغذية بالمياه.

لم يرد وزير الثقافة على النائب فريد الخازن الذي غرّد له: "إن الآداب يا معالي الوزير هي الأساس في بناء الوطن" تعليقاً على غياب الأخير عن حفل تنظّمه زوجة الأوّل.

الجمهورية

يحاول بعض الوزراء تقصّي المعلومات لمعرفة إذا ما كانت إجراءات التقشف في الموازنة المنتظرة تطاول وزاراتهم.

لاحظت أوساط سياسية أن أحد الأحزاب سيرفض ما كان متمسّكاً به حليف له في قضية شغلت اللبنانيين كثيراً ولا تزال.

قالت شخصية سياسية إن ذكرى "14 آذار" يجب أن تكون درساً للجميع بدلاً من أن تكون مناسبة إحتفالية سنوية لإلقاء الكلمات.

اللواء

تخضع عملية إعداد الموازنة، بعد أن كانت أنجزت إلى إعادة تدوير الحسابات، وإجراء تخفيضات فعلية، سواء في ما يتعلق بإلغاء الساعات الإضافية، أو السفر، أو التقديمات الاجتماعية!

سأل موفد فرنسي زار بيروت مؤخراً بعض المسؤولين الذين التقاهم، عن الخطة الفعلية لمعالجة ديون الكهرباء.

تتوقع جهات مسؤولة حصول تعيينات جديدة مع المؤتمر القضائي الشهر المقبل، لمواكبة مكافحة الفساد.

البناء

قالت مصادر عراقية قيادية أنها تلقت عشرات الإتصالات العربية والأجنبية التي حاولت مباشرة أو مداورة الحصول على معلومات تفصيلية حول حقيقة ما شهده الإجتماع الذي ضم المرجع علي السيستاني والرئيس الإيراني حسن روحاني سواء لجهة الأجواء وطبيعتها ودرجة الود أو التوتر فيها أو لجهة القدرة على صياغة مواقف موحدة من الوجود الأميركي في العراق ومستقبله ومصير سلاح الحشد الشعبي وموقف العراق من العقوبات الأميركية على إيران

الاخبار

قالت مصادر مصرفية إن الأنباء الواردة من الولايات المتحدة الأميركية "لا تبشّر بالخير" لجهة الدعاوى المرفوعة ضد 11 مصرفاً لبنانياً من قبل عائلات بعض قتلى جنود جيش الاحتلال الأميركي للعراق، بتهمة المشاركة في تمويل حزب الله. وتوقعت المصادر أن تقبل المحكمة الأميركية النظر في الدعاوى ضد المصارف اللبنانية.

بعدما كان موظفو تلفزيون لبنان يتوقعون من وزير الإعلام الجديد جمال الجراح، أن يعوّض السنوات التي أمضوها في المؤسسة بلا مجلس إدارة، ولا حتى مدير عام، فوجئوا قبل أيام بورود رسالة من الجراح تطلب من مديري الأقسام تفصيلات شاملة عن الموظفين مع إشارة إلى طلب أفكار جديدة لبرامج، الأمر الذي أقلقهم، لأن القانون منع الوزير السابق ملحم رياشي من فرض برامج جديدة، وسيمنع الجراح من ذلك. فهذه مسؤولية المدير العام الجديد المنتظر الذي يبدو أن الجراح يحاول الاستغناء عنه وتسلم مهماته بنفسه. ويُصادر تحرك الوزير الجديد حتى مهمات مفوض الحكومة، المدير العام لوزارة الإعلام حسان فلحة في التلفزيون، وهي معطاة لفلحة في القانون.

تبحث البعثة الصينية في لبنان عن عقار كبير المساحة في منطقة المتن الشمالي، من أجل إقامة مقر للسفارة، بكلفة قد تصل إلى نحو 200 مليون دولار أميركي، بحسب مصادر متابعة. أضافت المصادر أنّ المقر الجديد "سيكون من أضخم المقارّ الدبلوماسية في لبنان". ويأتي ذلك في سياق تعزيز الصين لوجودها التجاري في لبنان، وانفتاحها على السوق المحلية.

أعدّ النائب شامل روكز اقتراح قانون يهدف إلى إلغاء اللجنة المؤقتة لإدارة مرفأ بيروت، التي تدير هذا المرفق منذ قرابة 28 عاماً، وإعادته مؤسسة عامة. إلا أنّ المفاجئ كان وجود اعتراض من داخل تكتل لبنان القوي على اقتراح روكز، ودعوة البعض إلى تسليم المرفأ العام لشركة خاصة، على غرار ما يحصل في مرافئ عربية أخرى، كدبي.

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

المصالحة بين الحريري وريفي خطوة لبناء جبهة تتصدى لحزب الله

العرب/15 آذار/19

الرياض وأبوظبي تعملان على تشجيع التناغم بين حلفائهما في لبنان عشية استحقاقات هامة تنتظرها المنطقة، لاسيما تلك المتعلق بإيران وحزب الله.

في الاتحاد قوة

انفراط عقد تحالف 14 آذار شكّل عاملا رئيسيا في تغول حزب الله سياسيا في لبنان، وهناك اليوم جهود محلية تدعمها قوى إقليمية لإعادة تصويب الأمور سواء بترميم هذا التحالف أو خلق جبهة جديدة تكون بوصلتها التصدي لأجندات الحزب التي تخدم بالأساس تطلعات دمشق وطموحات طهران على حساب لبنان.

بيروت - قالت مصادر سياسية لبنانية مطلعة إن المصالحة التي جرت بين رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري ووزير العدل الأسبق أشرف ريفي تعد خطوة أولى نحو تشكل جديد داخل المشهد السياسي قد يتجاوز الحريرية السياسية. ورأت المصادر أن الأمر قد ينسحب على تيارات أخرى اجتمعت داخل تكتل 14 آذار سابقا وتصدعت العلاقات في ما بينها خلال السنوات الأخيرة. وأضافت أن الانتخابات الجزئية التي ستشهدها مدينة طرابلس، بعد أن أبطل المجلس الدستوري نيابة ديما جمالي عن تيار المستقبل، كانت مناسبة عجّلت بتحقيق هذه المصالحة، التي كانت ستحصل بكل الأحوال في ظل عوامل داخلية وخارجية تدفع بهذا الاتجاه.

فارس سعيد: حتى السنة الذين هم مدد وعدد وأمة يتحولون إلى طائفة إذا أرادوا وتروي مصادر من داخل تيار المستقبل أن الإعداد لمصالحة تنهي القطيعة بين الحريري وريفي منذ فبراير 2016، جرى بتكتم شديد ووفق إيقاع مدروس، وأنه اعتمد على إخراج يرضي كافة الأطراف ويرسل في الوقت عينه رسالة قوية إلى كافة التيارات السياسية اللبنانية، لاسيما تلك التي تدور في فلك حزب الله والنظام السوري. وقد أعلن عن هذه المصالحة مساء الثلاثاء إثر لقاء جرى في منزل رئيس الحكومة الأسبق فؤاد السنيورة. ورأى المراقبون أنّ لمكان المصالحة دلالات في حفظ مكانة ريفي والتعبير عن إقبال الحريري على تلك المصالحة، لكن المكان يعبّر كذلك عن الدور الذي يلعبه السنيورة داخل تيار المستقبل ومدى قربه من زعيم “المستقبل”.

وتقول المصادر إن إيجابية الحريري وريفي حيال المصالحة التي أشرف على رعايتها السنيورة والوزير الأسبق رشيد درباس، تأثرت بما رُصد من توجه لدى حزب الله لاستهداف صقور المستقبل من خلال تقصده التلميح بتورط السنيورة في قضايا فساد. وأضافت المصادر أن ما تعرّض له موقع رئاسة الوزراء، بشخص الحريري، خلال الـ9 أشهر التي استغرقها تشكيل الحكومة، رفع الحاجة إلى رصّ الصفوف داخل الطائفة السنية، على نحو بات فيه خلاف ريفي مع الحريري عامل ضعف لوحدة السنّية السياسية في مواجهة خطط حزب الله، بعد أن نجح الأخير في اختراق المسيحيين والدروز.

وكان رؤساء الحكومة السابقون، نجيب ميقاتي وفؤاد السنيورة وتمام سلام قد عبروا مرارا خلال مرحلة تشكيل الحكومة عن تضامنهم مع الحريري والدفاع عن موقع رئاسة الحكومة وصلاحياته.

ونشر منسق تحالف 14 آذار السابق فارس سعيد، الأربعاء، صورة للقاء المصالحة على تويتر معلقا “حتى السنّة الذين هم مدد وعدد وأمّة يتحولون إلى طائفة إذا أرادوا”.

ويعتبر مراقبون أن قانون الانتخابات ومسألة تعطيل تشكيل الحكومة من قبل حزب الله من أجل فرض وزير يمثل سنة 8 آذار المتحالفين مع حزب الله وفتح ملف فساد مسيّس ضد السنيورة، هي مؤشرات تهدف إلى إضعاف قدرة السنة السياسية على معاندة حزب الله وطهران ودمشق للهيمنة على البلد.

ورأوا أن توجه رئيس الجمهورية ميشال عون وصهره وزير الخارجية جبران باسيل يميل لمسايرة أجندة حزب الله، على نحو بات استهداف السنّة عنوان المرحلة المقبلة لإزالة العائق الأساسي من أمام جهود التطبيع اللبناني الكامل مع طهران ودمشق.

وكشفت مصادر عربية أن المصالحة تمت بعد تضافر عوامل داخلية ذاتية أملت ذلك، لكنها دعت إلى عدم إهمال العوامل الخارجية، لاسيما دعوات السعودية الدائمة لرصّ الصفوف داخل القوى والتيارات المناوئة لحزب الله والسياسة الإيرانية في المنطقة.

وقالت المصادر إن الرياض تدخلت مرارا لرأب الصدّع بين “المستقبل” و”القوات اللبنانية” و”التقدمي الاشتراكي” وشخصيات سيادية مسيحية مستقلة، فما بالك بتحصين اللحمة الداخلية للتيارات السياسية السنية الصديقة للرياض.

وعلى الرغم من رفض المراقبين الربط ما بين اجتماع الحريري مع العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز في الرياض الاثنين وحدث مصالحته مع ريفي، إلا أنهم كشفوا عن دعوات جرت باتجاه هذه المصالحة من قبل السعودية والإمارات في هذا الشأن.

جيهة جديدة في وجه حزب الله

وخلص المراقبون إلى أن الرياض وأبوظبي تعملان على تشجيع التناغم بين حلفائهما في لبنان عشية استحقاقات هامة تنتظرها المنطقة، لاسيما تلك المتعلق بإيران وسوريا وحزب الله. ونشر السفير السعودي في لبنان وليد بخاري، الأربعاء، في تغريدة على حسابه عبر “تويتر” صورة للقاء المصالحة تجمع الحريري وريفي والسنيورة دون أي تعليق. وتعبّر التغريدة، حسب مراقبين، عن البيئة السعودية الحاضنة للحدث وما بعده. وتتسق هذه المقاربة الإقليمية مع ما أشيع في الساعات الأخيرة عن ورشة جديدة لإصلاح ذات البين بين التيارات السياسية المسيحية السيادية والتي جمعها لقاء قرنة شهوان منذ عام 2001 الذي شكّل واجهة مبكرة لتحالف 14 آذار عام 2005. وتقول المعلومات إن مساعي في هذا الصدد تجري بين حزب الكتائب والقوات اللبنانية وأن مشاورات تجري مع شخصيات مسيحية مستقلة.

وتقول مصادر في شمال لبنان إن المصالحة بين الحريري وريفي ستسهل إعادة انتخاب ديما جمالي (بصفتها مرشحة الحريري شخصيا) مرة ثانية لاستعادة مقعدها النيابي في طرابلس بعد عزوف ريفي عن الترشح، وستعزز موقع تيار المستقبل في الشمال بعد عودة ريفي إلى خيمة الحريري، وستتكامل مع التحالف المستمر بين الحريري والوزير السابق محمد الصفدي ورئيس الوزراء الأسبق نجيب ميقاتي، ما سيضعف اختراق حزب الله لطرابلس وشمال لبنان. وتخلص مصادر مراقبة إلى أن المصالحة تعزز زعامة الحريري داخل الطائفة السنية وتقوي موقعه على رأس الحكومة وأن الأنباء التي تحدثت عن توجه الحريري مرة ثانية إلى السعودية خلال أيام تؤكد على دعم الرياض لشخص الحريري سواء داخل الطائفة السنية أو على رأس الحكومة في لبنان.

 

حزب إيران من يدعي (مكاومة) اسرائيل هو اخطر على لبنان والشعب اللبناني بكثير من اسرائيل نفسها...

فادي نشأن السلمان/فايسبوك/14 آذار/19

اسرائيل عدوة لبنان..ومن الطبيعي انها تجرب تدمروا بكل الطرق المتاحة لديها... ولكن حزب ايران موجود داخل الاراضي اللبنانية... (للأسف البعض يعتبره مكون لبناني)

وهو يستعمل تجارة وتشويه الدين ومن خلاله غسل ادمغة الشباب اللبناني من اجل ان يستعملهم وقود لتنفيذ المشروع الإرهابي الفارسي، يضرب الإقتصاد اللبناني من خلال دعم الفاسدين (حلفائه) وسرقة خزينة الدولة (تهرب من الضرائب والتهريب و سرقة أموال الدولة)، ضرب المجتمع اللبناني من خلال تجارة المخدرات والدعارة وغيرها من الإساليب، تجويع الشعب وإرهابه ليبقى تحت سيطرتهم، ضرب هيبة الدولة والاجهزة الأمنية والتستر على المجرمين على أنواعهم وحمايتهم من خلال خلق البؤر الأمنية الخاصة به، اغتيال كل لبناني حر يرفض ان ينصاع لهم او يتصدى لإرهابهم، (وبعد في كتير أمور اذا بدّي عدِدا او فصلا بدا صفحات) وكل ما يقوم به هو لمصلحة الإحتلال الإرهابي الفارسي، ومش عّم جيب شي من عندي هيدي اعترافاتهم من اكبر لأصغر إرهابي فيهم... وكل هذا يضرب الإقتصاد ويدمر الدولة اللبنانية، واليوم كل الحروب بالعالم هي حروب من اجل الاقتصاد، وازدهار لبنان وقيام الدولة اللبنانية القوية يشكل خطر كبير على اقتصاد اسرائيل وبعض الدول المجاورة... بالخلاصة الإرهاب الإيراني في لبنان يستعمل اسرائيل كذريعة لبقائه، ومصلحتهم مشتركة... وهي: إلغاء لبنان...

 

تل أبيب: «حزب الله» ينشط في الجولان «من دون علم الأسد»

تل أبيب: نظير مجلي/الشرق الأوسط/14 آذار/19/بعد يوم واحد من الجولة التي قام بها رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، في هضبة الجولان السورية المحتلة برفقة السيناتور ليندسي غراهام والسفير الأميركي لدى إسرائيل، وطرحه بإصرار ضرورة الاعتراف الأميركي بضم الجولان المحتلة إلى السيادة الإسرائيلية، عقد الناطق باسم الجيش الإسرائيلي مؤتمراً صحافياً بثلاث لغات، مدّعياً أن «حزب الله» استأنف جهوده لإقامة بنى تحتية عسكرية موجهة ضد إسرائيل.

وقال ناطقون باسم الجيش إنه قرر الكشف عن هذا النشاط ليحرج «حزب الله» أمام جمهوره وأمام حلفائه في دمشق، على أنه «سلاح أولي لمنع الاستمرار في هذا النشاط بسلام، وعدم الاضطرار إلى حرب جديدة لا أحد يريدها اليوم». وأكد أحدهم أن «هذه الطريقة مجربة ومجدية مع (حزب الله)» حيث إن نتنياهو كان كشف في خطابه بالأمم المتحدة أن «حزب الله» يقيم مخزن أسلحة وقاعدة عسكرية مصغرة قرب مطار بيروت، فأقدم «حزب الله» على إخلائها في غضون بضعة أيام.

وبحسب الجيش، فإن هذا التنظيم يسمى بلغة «حزب الله» الداخلية «وحدة ملف الجولان». ومهمته هي مهمة التنظيم نفسه الذي أقامه في الماضي الأسير المحرر سمير القنطار، والذي تم اغتياله مع ضباط إيرانيين وسوريين، وذلك عندما شنت طائرات يقال إنها تابعة للطيران الحربي الإسرائيلي غارة على مبنى مكون من 6 طوابق في مدينة جرمانا جنوب العاصمة السورية دمشق في سنة 2015. وقال إنه «سعيد بأن الكشف عن هذا التنظيم يتم اليوم والتنظيم ما زال في مراحل إنشائه الأولية، لكي يتيح للحزب أن يتراجع عن خطته لفتح جبهة عسكرية أخرى في الشمال ضد إسرائيل».

وقال أيضاً إن من يرأس وحدة «ملف الجولان» هذه؛ هو علي موسى عباس دقدوق؛ المعروف بـ«أبو حسين ساجد»، الذي تعدّه إسرائيل عميلاً لإيران. وقد التحق ساجد بصفوف «حزب الله» عام 1983، وشغل مناصب عدة ونفذ مهام مختلفة في منطقة جنوب لبنان، ومن ثم انتقل عام 2006 للعمل في العراق مسؤولاً عن عمليات وحدة «حزب الله - العراق»، وتم سجنه في معتقل تابع للقوات الأميركية عام 2007 بعد تحميله مسؤولية خطف وقتل 5 جنود أميركيين في كربلاء، ومن ثم تم الإفراج عنه بعد تدخل «حزب الله» أمام الحكومة العراقية ونقص في الأدلة. وفي صيف 2018 أرسل إلى سوريا بهدف إقامة «وحدة ملف الجولان».

وتبين أن السلطات الإسرائيلية اعتقلت عدداً من سكان الجهة الغربية من هضبة الجولان المحتلة، فتمكنت من سحب معلومات منهم عن «وحدة ملف الجولان»، وما قامت به من تعريف عن طبيعة المنطقة وتجميع المعلومات الاستخبارية عن إسرائيل ومنطقة الجدار الحدودي. وادعت أن عناصر الوحدة في الميدان انتموا سابقاً إلى جماعات تورطت في الماضي في نشاطات معادية بمنطقة الجولان تحت قيادة سمير القنطار وجهاد مغنية. وهم من سكان البلدات العربية الدرزية في المنطقة، خصوصاً بلدات حضر وعرنة وخان أرنبة والقنيطرة.

وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي إن بعض هذه النشاطات غير معروف للسلطات السورية ولا حتى لقيادة «حزب الله» العليا؛ «مما يدل على أن (حزب الله) بدأ يفقد السيطرة على عناصره الذين يحاولون إنشاء خطط ومغامرات غير محسوبة تهدد التنظيم». وأضاف أن الرئيس السوري بشار الأسد كان قد أعلن في شهر مايو (أيار) عام 2013، عن قراره فتح جبهة الجولان في محاولة لصرف الأنظار عن الحرب الأهلية في سوريا؛ إذ دعا ما سماها «تنظيمات المقاومة» إلى القدوم للجولان وتصعيد المقاومة للاحتلال الإسرائيلي. وقررت قيادة المحور الشيعي والإيراني محاولة إعادة إنشاء وتموضع وحدة سرية لتكون قادرة على العمل ضد إسرائيل وقت الحاجة. وأضاف المتحدث أن «وحدة ملف الجولان» تعتمد في تجميع المعلومات على مواقع قائمة وتابعة للجيش السوري؛ حيث يوجد في هذه المواقع جنود من الجيش السوري إلى جانب عناصر من «قيادة الجنوب» التابعة لـ«حزب الله» في سوريا، وأنه يُتوقع أن يتم استخدام هذه المواقع من دون علم عناصر الجيش السوري... «بالمقابل يتم تسيير دوريات في منطقة الحدود وتحديد مواقع معينة للعمل. وهي تحاول التموضع أمام إسرائيل تحت رعاية أحزاب وجمعيات مدنية سورية؛ من بينها الذراع العسكرية للحزب السوري القومي الاجتماعي المعروفة بـ(نسور الزوبعة) المكونة من ميليشيات من طوائف مختلفة، إضافة إلى منظمة (الحرس القومي العربي) التي تتشكل من قوة متطوعين ويتم استخدامهم من قبل عناصر (وحدة ملف الجولان). كما يحاول عناصر البنية استغلال جميع الموارد القائمة في المنطقة للحفاظ على سرية الوحدة؛ حيث يحاولون إخفاء النشاطات تحت أُطر معروفة لـ(حزب الله) في المنطقة مثل (قيادة الجنوب) والجيش السوري». ولكن صحيفة «هآرتس» العبرية أكدت أن «نشاط الوحدة لم يخرج إلى حيز التنفيذ، وبقي ضمن المسار التخطيطي، ومع ذلك، فإنه توجد بحوزتها وسائل قتالية ومتفجرات وأسلحة خفيفة ومدافع رشاشة وصواريخ مضادة للدبابات».

 

مكافحة الفساد تقتحم وزارة التربية اللبنانية وتوقيف مدير عام التعليم العالي

بيروت: يوسف دياب/الشرق الأوسط/14 آذار/19/توسّعت دائرة الملاحقات القضائية التي تطال ملفات الفساد المتحكم بالوزارات والإدارات الرسمية، لتصل إلى قطاع التعليم، بعد القرار المفاجئ الذي اتخذه النائب العام الاستئنافي في الجنوب القاضي رهيف رمضان، الذي أفضى إلى توقيف مدير عام التعليم العالي أحمد الجمال، بعد الاشتباه بدوره في منح شهادات جامعية مزوّرة لعشرات الأشخاص، لقاء أموال طائلة يتقاضاها، ومكّنت حامليها من الحصول على وظائف في مؤسسات حكومية. وشكّل توقيف مدير عام التعليم العالي، مدخلاً لفتح ملفات الفساد في القطاع التربوي، وأوضح مصدر قضائي مشرف على الملف لـ«الشرق الأوسط»، أن الملاحقات القضائية «لن تقتصر هذه المرّة على حاملي الشهادات المزوّرة، بل ستطيح بمن ساعدهم على نيلها، بدءاً من إدارات المعاهد والجامعات الخاصّة المتورطة بإعطاء تلك الشهادات، مروراً بالمسؤولين في وزارة التربية الذين قاموا بتصديق الشهادات». وكان النائب العام الاستئنافي في الجنوب القاضي رهيف رمضان، وجّه كتاباً إلى وزير التربية والتعليم العالي أكرم شهيب، طلب فيه بإعطائه الإذن لملاحقة الجمّال وبعض رؤساء الدوائر في الوزارة، فسارع شهيب إلى الموافقة على هذا الطلب، وتمّ استدعاء الجمّال الذي استجوب لساعات طويلة، وأفادت المصادر القضائية بأن القاضي رمضان أمر بتوقيفه على ذمة التحقيق. في حين كشفت مصادر متابعة لهذا الملف أنه «جرى استدعاء رئيس قسم المعادلات في وزارة التربية، ورئيسة قسم المصادقات، وموظفة في قسم الأرشيف، وبدأت التحقيقات معهم بإشراف المرجع القضائي المختص، كما جرى استدعاء ثلاثة ضبّاط مشتبه بدورهم في تسهيل الحصول على شهادات مزوّرة لبعض الأشخاص للتقدّم عبرها إلى مباراة دخول الكلّية الحربية». وأفادت المصادر بأن هؤلاء الأشخاص «يخضعون للتحقيق الأولي، للتثبت من وجود أشخاص آخرين متورطين في هذه العمليات، ليصار لاحقاً إلى اتخاذ القرار بشأنهم، فإما يصار إلى تركهم، وإما الادعاء عليهم بجناية تزوير شهادات رسمية واستعمال المزوّر، وإحالتهم على قضاة التحقيق». ومع تكشّف المزيد من المعطيات عن قضايا مشابهة في وزارات وإدارات رسمية أخرى، أكد مرجع قضائي لـ«الشرق الأوسط»، أن «ملف مكافحة الفساد تحوّل إلى كرة نار متدحرجة لا يمكن إيقافها»، معتبراً أن الملاحقات «لن تخضع للمساومات والتسويات، قبل أن تحقق هدفها، وتؤدي إلى تنظيف إدارات الدولة من الفاسدين». وفيما يواصل قضاة التحقيق في قصور العدل في بيروت وجبل لبنان والبقاع وفي المحكمة العسكرية تحقيقاتهم مع مساعدين قضائيين موظفين في المحاكم وقصور العدل، ومع عناصر أمن وسماسرة مدنيين في قضايا الفساد، وقبض ودفع الرشاوى المالية، فاق عدد الموقوفين خمسين شخصاً، في حين أعلن وزير العدل اللبناني ألبيرت سرحان، أنه يواكب التحقيقات، وطمأن المواطنين والموظفين والقضاة إلى أن «البريء ستظهر براءته، والمذنب سينال عقابه، ولن يكون هناك ظلم لأحد، والعدالة ستأخذ مجراها». وقال وزير العدل: «سنعمل على استئصال جذور الفساد في القضاء وسائر الإدارات الرسمية».

 

بطرس حرب: خسرنا قضيتنا في 14 آذار بسبب الانانيات والمصالح الشخصية وما يحصل اليوم يهدد بثورة جياع وبانفجار اجتماعي وسياسي كبيرين

الخميس 14 آذار 2019/وطنية - اعتبر النائب والوزير السابق بطرس حرب "أننا خسرنا قضيتنا في 14 آذار بسبب الانانيات والمصالح الشخصية وضربنا أعمال أجيالنا الصاعدة في إعادة دولة القانون والمؤسسات والسيادة، معربا عن أمله في "أن تنتهي الايام البائسة وينبلج الفجر لكي لا نخجل من من بذلوا دماءهم فداء على مذبح لبنان". ولفت الى ان ما يحصل اليوم "بات يهدد بثورة جياع، وبانفجار اجتماعي وسياسي كبيرين".

 

لاكروا اختتم زيارته: لأهمية استمرار تعاون الحكومة اللبنانية مع اليونيفيل حفاظا على الهدوء في الجنوب

الخميس 14 آذار 2019 /وطنية - اختتم وكيل الأمين العام للأمم المتحدة لعمليات حفظ السلام جان بيير لاكروا زيارته التي استغرقت خمسة أيام، أجرى خلالها محادثات مع كبار المسؤولين اللبنانيين، واطلع - بحسب بيان - عن كثب على العمل الحاسم الذي يقوم به حفظة السلام التابعين لليونيفيل في الجزء الجنوبي من البلاد. وأكد البيان أن "لاكروا أكد خلال محادثاته مع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، ورئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس مجلس الوزراء سعد الحريري، ووزير الخارجية جبران باسيل، ووزير الدفاع الياس بو صعب، وقائد القوات المسلحة اللبنانية العماد جوزيف عون، ومدير عام الأمن العام اللواء عباس إبراهيم، أهمية استمرار تعاون الحكومة اللبنانية مع اليونيفيل للحفاظ على الهدوء في جنوب لبنان، وضمان تنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي 1701 الذي يشكل جوهر ولاية اليونيفيل".

وقبيل اختتام زيارته، قال لاكروا: "بعد تأليف حكومة الوحدة الوطنية الجديدة في بيروت، نأمل أن نرى المزيد من العمل لتعزيز القوات المسلحة اللبنانية، بما في ذلك تعزيز وجودها في الجنوب حيث تعمل جنبا إلى جنب مع جنود حفظ السلام التابعين لليونيفيل، وكذلك تعزيز القدرات البحرية اللبنانية".

وأضاف:"إن توطيد التعاون بين القوات المسلحة اللبنانية واليونيفيل أمر حيوي للبناء على ما يقرب من 13 عاما من السلام والمضي قدما نحو وقف دائم لإطلاق النار على النحو المتوخى في القرار 1701".

يذكر أن ولاية اليونيفيل تشمل دعم القوات المسلحة اللبنانية والمساعدة في تعزيز قدراتها، بما في ذلك دعم نشر القوات المسلحة اللبنانية في جنوب لبنان. ومنذ تشرين الأول 2006، تواصل قوة اليونيفيل البحرية مساعدة البحرية اللبنانية في تأمين المياه الإقليمية للبلاد ورفع قدراتها.

وخلال اجتماعاته مع القادة اللبنانيين وتفاعلاته مع حفظة السلام التابعين لليونيفيل، أكد لاكروا على "دور اليونيفيل الوقائي القوي من خلال أعمالها على الأرض وترتيباتها ومن ضمنها الاجتماع الثلاثي وترتيبات الارتباط والتنسيق". وقال:"ستواصل اليونيفيل بذل قصارى جهدها لدعم الجهود الرامية إلى تحقيق وقف دائم لإطلاق النار، وإيجاد حل طويل الأمد للنزاع. إن عملية حفظ السلام تدبير يتيح للجهود الدبلوماسية الوصول إلى حل سياسي، ولا يمكن أن تكون بديلا عن الحل السياسي". وأكد لاكروا في كل لقاءاته مع المحاورين اللبنانيين، "أهمية ضمان حرية حركة اليونيفيل، ما يسمح لها القيام بعملها بشكل مستقل وغير متحيز داخل منطقة عملياتها في جنوب لبنان". وقام لاكروا خلال زيارته، بجولة على النقاط الساخنة الرئيسية على طول الخط الأزرق وتفاعل مع جنود حفظ السلام على الأرض، بما في ذلك جنديات حفظ سلام اللواتي يقمن بعمل أساسي لبناء علاقة ثقة مع السكان. كما ألقى كلمة أمام الموظفين العسكريين والمدنيين التابعين لليونيفيل في اجتماع عام في مقر البعثة في الناقورة.

 

الحريري مرتاح لمحادثاته مع الملك سلمان ويستكملها بعد عودته من بروكسل ومصالحته مع ريفي تؤمِّن دعماً انتخابياً قوياً لمرشحة «المستقبل» ديما جمالي

محمد شقير/الشرق الأوسط/14 آذار/19

الأجواء الإيجابية التي اتسم بها استقبال خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، لرئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري، كانت حاضرة بامتياز في لقاء المصالحة الذي عُقد بين الأخير والوزير السابق أشرف ريفي، بحضور رئيس الحكومة السابق فؤاد السنيورة، والوزير السابق رشيد درباس، اللذين لعبا دوراً في إنهاء الخلاف بين الحريري وريفي، وهو ما سيدفع في اتجاه إعادة خلط الأوراق لصالح مرشحة تيار «المستقبل» ديما جمالي، للانتخابات الفرعية التي تُجرى في طرابلس في 14 أبريل (نيسان) المقبل، والتي ستتيح لها استعادة مقعدها النيابي الذي شغر بقبول المجلس الدستوري الطعن في نيابتها الذي قدمه منافسها مرشح «جمعية المشاريع الخيرية في لبنان» - «الأحباش» طه ناجي. وعلمت «الشرق الأوسط» من مصادر وزارية ونيابية مواكبة للأجواء التي سادت استقبال الملك سلمان بن عبد العزيز، للرئيس الحريري في قصر اليمامة في الرياض بأن الذين التقوا الأخير فور عودته من المملكة العربية السعودية خرجوا بانطباع بأنه أعرب عن ارتياحه لهذا اللقاء الذي ستكون له نتائج إيجابية في دعم لبنان للنهوض من أزماته الاقتصادية والمالية.

وكشف زوّار الرئيس الحريري لـ«الشرق الأوسط» أنه سيتوجّه ثانيةً إلى الرياض في اليومين المقبلين ورجّحوا أن ينتقل إليها من بروكسل التي وصل إليها، أمس، على رأس وفد لتمثيل لبنان في المؤتمر السنوي الثالث للدول والمؤسسات المانحة المعنية بتوفير الدعم المالي للبنان لاستضافته أكثر من مليون نازح سوري. وأكد زوّار الحريري أن عودته ثانية إلى الرياض تأتي في سياق استكمال محادثاته المثمرة التي كان قد أجراها مع خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز. لذلك، فإن ارتياح الرئيس الحريري لمحادثاته في الرياض اقترن هذه المرة بارتياحه حيال إصراره واللواء ريفي على طي صفحة الماضي وفتح صفحة جديدة انطلاقاً من وجود شعور لديهما بأن استهداف أحدهما لا يعفي الآخر من الاستهداف، وبالتالي لا خيار أمامهما سوى مواجهة التحدّيات من موقع واحد. وعلمت «الشرق الأوسط» أن مصالحة الحريري - ريفي شكّلت مفاجأة للشارع الطرابلسي وكان للسنيورة ودرباس دور في العودة بعلاقة الحريري وريفي إلى بر الأمان، خصوصاً أنهما خاضا هذه المهمة بعيداً عن الأضواء. فقد قاما بدور الرافعة لإنهاء الخلاف بين الحريري وريفي، وارتأيا أنه من غير الجائز عدم الالتفات إلى الانتخابات الفرعية في طرابلس والتعامل معها على أنها الاستحقاق الذي يستدعي التحرّك لرأب الصدع بينهما.

وكان السنيورة ودرباس قد انطلقا لتهيئة الأجواء أمام إنجاز هذه المصالحة منذ أكثر من أسبوعين، وكانت البداية باتصال أجراه ريفي بدرباس أعقبه لقاء بينهما بعلم السنيورة. وأكد ريفي في هذا اللقاء، كما علمت «الشرق الأوسط»، أنه لا يبحث عن مقعد نيابي، و«لا أريد أن يُهزم الرئيس الحريري في طرابلس، وبالتالي لا أسمح لنفسي بأن أكون طرفاً لاستهدافه». لكن ريفي اقترح دعمه أي مرشح يمكن أن يختاره الحريري كبديل عن ترشُّح ديما جمالي. وكان رد درباس ولاحقاً السنيورة عندما التقى ريفي في بيروت بأن الحريري يتمسّك بترشّحها لأنها عنوان معركته السياسية. إلا أن ريفي سرعان ما أبدى مرونة وانفتاحاً تأكيداً منه على أن المعركة تستهدف الحريري الذي كان أُعلم خلال وجوده في الرياض بالأجواء الإيجابية التي سادت اجتماعات اللحظة الأخيرة وتحديداً لقاء السنيورة - ريفي.

ولدى عودته من الرياض كانت التحضيرات قد أُنجزت لمصالحته مع ريفي، وبادر إلى إعطاء الضوء الأخضر بأن تتوّج المصالحة في اللقاء الذي عُقد ليل أول من أمس، في منزل السنيورة. ومع تحديد ساعة الصفر لتحقيق المصالحة، ارتأى الحريري والسنيورة وريفي ضرورة دعوة درباس للمشاركة فيها، وهذا ما حصل فوراً بانتقال الأخير من طرابلس إلى بيروت وأيضاً بانضمام المستشار الإعلامي للرئيس الحريري هاني حمود، إلى اللقاء. وعلمت المصادر أن الأسباب التي أدت إلى الخلاف بين الحريري وريفي غابت كلياً عن المداولات التي جرت في اللقاء، ما يعني أنهما ليسا في وارد العودة إلى الماضي ما داما اتفقا على فتح صفحة جديدة. وفي هذا السياق أجمع معظم الذين شاركوا في لقاء المصالحة، أنهم لاحظوا بعد أقل من 3 دقائق على بدء الاجتماع، كأنّ لا مشكلة بينهما وكأن اجتماعهما يأتي استكمالاً لاجتماع عُقد قبل أيام.

ونقل هؤلاء عن الحريري قوله: «أنا أختلف مع فؤاد وأحياناً مع رشيد لكننا نبقى جميعاً في صف واحد ولا نسمح لهذا أو ذاك باستغلال الخلاف والعمل لخرق العائلة الواحدة». وردّ ريفي: «نحن نختلف لكننا لسنا في وارد شق الصفوف، ومَن يستهدف الرئيس الحريري يستهدفني».

وكانت للسنيورة ودرباس مداخلة قالا فيها: «المسيرة أمامنا طويلة، ولريفي حيثية ورأي ونحن نحترم رأيه، ولكن الخلاف في الرأي يبقى في إطار الحفاظ على وحدة الصف، لأننا جميعاً في خندق واحد». وعاد الحريري إلى الحديث عن الوضع السياسي مبدياً ارتياحه إلى محادثاته في الرياض ونُقل عنه قوله: «نشهد الآن اشتباكات سياسية وإعلامية، وأنا من جانبي أسعى قدر الإمكان لتحييد هذه الاشتباكات لتوفير الحماية لوضعنا الاقتصادي الذي يمر بلحظات دقيقة، ولهذا فإن اهتمامي الأول والأخير يكمن في التحضير للإفادة من مؤتمر (سيدر) لأنه لا مصلحة في تفويت هذه الفرصة، ولهذا أضغط للإبقاء على هذه الاشتباكات في حدودها الدنيا». وعليه، فإن قرار ريفي عزوفه عن خوض الانتخابات ودعمه لترشُّح جمالي سيكون العنوان الأول لمؤتمره الصحافي الذي يعقده، اليوم، في طرابلس ويتوجّه من خلاله إلى محازبيه وأنصاره شارحاً لهم الأسباب التي دفعته إلى اتخاذ موقفه هذا، إضافة إلى وضعهم في أجواء المصالحة.

وطبيعي أن يؤدي عزوف ريفي إلى سحب الرهان على أن ترشّحه سيؤدي إلى تشتيت الأصوات وتحديداً على يد من يتطلعون إلى إضعاف الحريري، وبالتالي فإن المنافسة في طرابلس ستعيد خلط الأوراق تحالفاً وترشُّحاً وستلقى جمالي دعماً انتخابياً «كامل الأوصاف»، ويبقى على القوى السياسية الداعمة لها أن تتعامل منذ الآن على أن المعركة هي معركتها، وهذا يتطلب منها ترجمة الدعم بالإقبال بكثافة على صناديق الاقتراع. وفي المقابل، لا بد من مواكبة القرار الذي سيصدر عن «جمعية المشاريع» وما إذا كانت ستعيد ترشيح طه ناجي أم أنها ستصرف النظر عن خوض الانتخابات لأن ملء المقعد النيابي الشاغر على أساس النظام الأكثري لن يكون لمصلحتها خلافاً لخوضها الانتخابات العامة في مايو (أيار) الماضي على أساس النظام النسبي، إلا إذا ارتأت أن هناك ضرورة للدخول في اختبار لقوّتها رغم أنها لن تتخذ قرارها بمعزل عن التنسيق مع حلفائها.

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

رئيس وزراء الجزائر: الحكومة الأسبوع المقبل… والمعارضة: لا تفاوض والمجلس الدستوري قرَّر حفظ ملفات 21 مرشحاً لانتخابات الرئاسة في أرشيفه

الجزائر، عواصم- وكالات/14 آذار/19/وقال رئيس الوزراء الجزائري نور الدين بدوي، أمس، ان حكومته الجديدة ستتشكل في أوائل الاسبوع المقبل، وستبدأ مشاورات لاختيار رئيس للندوة الوطنية للانتقال السياسي. وأوضح أن الحكومة الجديدة ستتولى السلطة لمرحلة قصيرة، وستدعم أعمال ندوة وطنية من أجل انتقال سياسي. وأضاف في مؤتمر صحافي في الجزائر العاصمة أن لجنة مستقلة ستشرف على الانتخابات الرئاسية. وطالب رئيس الوزراء الجميع بالاتحاد من أجل بناء الدولة الجديدة ، مشددا على ضرورة تحلي الجميع بالرصانة وكسر كل حواجز التشكيك. وقال بدوي، إن “الوضع العام للبلاد يشهد ظزفا متميّزا، تطبعه تجاذبات تحول دون التوصل لحلول توافقية”، مضيفا “من الواجب علينا جميعا التحلي بالرصانة وكسر كل حواجز التشكيك التي قد تراود أي شخص في صدق النيات”. وتعهد نور الدين بدوي بفتح أبواب الحوار أمام جميع أطياف المجتمع دون استثناء ولا إقصاء لتجسيد كل طموحات الشعب الجزائري، مؤكدا أن الجزائر تسع الجميع”. ودعا إلى إقامة دولة قانون جديدة، وقال إن تأجيل الانتخابات الرئاسية جاء استجابة لإرادة الشعب. وحول المظاهرات المقرر خروجها اليوم الجمعة أوضح بدوي أن “القيم التي يتحلى بها الجزائري، المتمثّلة في الاستماع والحوار هي التي ستسمح باحتواء كل الخلافات التي تجعلنا نتقدّم للأمام في هذه المرحلة “. من جهته، نفى نائب الوزير الأول رمطان لعمامرة حل البرلمان بغرفتيه، قائلا :” كل مؤسسات الدولة ستواصل عملها، ستستمر وتقوم بعملها كاملا مكتملا إلى أن ينتخب رئيس جديد”.

وبشأن الندوة الوطنية التي دعا إليها بوتفليقة قال لعمامرة :”ستنطلق مباشرة بعد تشكيل الحكومة” . وعن مطالب الشّعب بألا تمثله المعارضة اجاب: “سنحاول إيجاد صيغة ليكون هناك تمثيل لكل أطياف المجتمع الجزائري”. وعن رفض المعارضة للجلوس في طاولة الحوار مع السلطة ، أوضح لعمامرة أن ” التحدّيات التي تمر بها الجزائر، أكبر من أن تقوم مجموعة برفضها”. وأضاف لعمامرة: “نرفض التّدخل في الشؤون الداخلية، الاهتمام مفهوم والتدخل مرفوض رفضا باتا”، قائلا: “علينا ممارسة أقصى اليقظة لعدم السّماح لأي جهة بالدخول في شؤوننا الدّاخلية”. وذكر المجلس الدستوري الجزائري ان الفصل في صحة الترشيحات لانتخاب رئيس الجمهورية التي كان من المقرر اجراؤها في 18 ابريل المقبل اصبح بلا طائل وذلك بموجب المرسوم الرئاسي الصادر في 11 مارس الجاري المتضمن سحب احكام المرسوم الرئاسي المتعلق باستدعاء الهيئة الانتخابية لانتخاب رئيس الجمهورية. وقال المجلس الدستوري في بيان أول من أمس انه “اجتمع في اليومين الماضيين وقرر أن الفصل في صحة الترشيحات لانتخاب رئيس الجمهورية الذي كان مقررا في 18 أبريل 2019 أصبح بلا طائل”. واضاف ان “ملفات الـ21 مرشحا لانتخابات الرئاسة المودعة لدى الامانة العامة للمجلس الدستوري ستحفظ في أرشيف المجلس”. وعبرت الأحزاب المعارضة في لقائها التشاوري الخامس عن رفضها مجدداً لقرارات بوتفليقة، رافعة سقف طلباتها، وداعية إلى تصعيد أكبر على المستوى السياسي، ومطالبة النواب بالانسحاب من البرلمان، وبحسب نبض الشارع، فإن هذه المفاوضات، إن وجدت لها مكاناً، لن تتم على المدى القريب، فالتحضيرات تجري على قدم وساق لتظاهرة كبرى اليوم.

 

البرلمان الأوروبي يطلب وقف مفاوضات انضمام تركيا إلى الاتحاد لسجلها الفاسد

أنقرة – وكالات/14 آذار/19/طلب البرلمان الأوروبي تعليق مفاوضات انضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي، بسبب سجل تركيا السيئ في الفساد وحقوق الإنسان والنظام الرئاسي. وفي نصّ تمّ تبنّيه بغالبيّة 370 صوتًا مؤيّداً و109 أصوات معارضة وامتناع 143 عن التصويت، قال أعضاء البرلمان الأوروبي الذين اجتمعوا في جلسة عامّة في ستراسبورغ أول من أمس، إنّهم “قلقون جدًا من سجلّ تركيا السيّئ في مجال احترام حقوق الإنسان وسيادة القانون وحرّية وسائل الإعلام ومكافحة الفساد وكذلك من النظام الرئاسي”. ونتيجة لذلك، أوصى البرلمان الأوروبي بأن “يتمّ رسمياً تعليق المفاوضات الحاليّة لانضمام تركيا إلى الاتّحاد الأوروبي”. ويعود القرار إلى المجلس الذي يجمع حكومات الدول الأعضاء. وكان نوّاب حزب الشعب الأوروبي قد قدّموا تعديلاً يدعو إلى الوقف النهائي للمفاوضات، لكنّه قوبل بالرفض. وفي سياق آخر، شن الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، هجوما حادا على نظيره المصري، عبد الفتاح السيسي، واصفا إياه بمرتكب المجازر ومؤكدا رفضه المصالحة معه. وانتقد أردوغان، في خطاب ألقاه أول من أمس بالعاصمة التركية أنقرة، حسبما نقلته وكالة “الأناضول” الرسمية، مشاركة الزعماء الأوروبيين في قمة شرم الشيخ، مشيرا إلى إعدام مجموعة من الأشخاص في مصر خلال الآونة الأخيرة بقرار من القضاء، وقال: “إن مقتل هؤلاء الشباب لم يؤثر على قلوبهم”. وأضاف أردوغان: “وتم مؤخرا إعدام 9 شباب، وأنا أصرخ الآن من هنا، أيها الغرب، يا أوروبا، أين حظركم لتطبيق عقوبة الإعدام؟”.

وتابع الرئيس التركي: “كيف تستجيبون لدعوة السيسي رغم أن الإعدام محظور في الاتحاد الأوروبي؟ وذلك علما بأنه أيضا مرتكب مجزرة”. واتهم أردوغان الزعماء الأوروبيين بأنهم ليسوا نزيهين وليسوا ديمقراطيين حقيقيين، معتبرا أنهم لو كانوا كذلك لما استجابوا لدعوة السيسي.

وكان قد تواصل التراشق الكلامي بين رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، والرئيس التركي، رجب طيب أردوغان. وأكمل نتنياهو هجومه على أردوغان عبر حسابه الرسمي على “تويتر” أول من أمس، مغردا “أردوغان، الديكتاتور الذي يضع عشرات آلاف منافسيه السياسيين في السجون ويرتكب إبادة جماعية بحق الأكراد ويحتل قبرص الشمالية، يلقي لي ولإسرائيل وجيش الدفاع الإسرائيلي مواعظ حول الديمقراطية وأخلاقيات الحرب. كم هذا مضحك”. وأضاف “من الأفضل ألا يتدخل في شؤون القدس، عاصمتنا على مدار 3000 سنة، أردوغان لا يمكنه إلا أن يتعلم منا كيف يجب احترام كل الديانات وحماية حقوق الإنسان”. وعلى صعيد آخر، تشهد العلاقات التركية- القطرية تطورا مستمرا يوما بعد يوم، وخصوصا بعد الأزمة الخليجية، وكان الاتفاق بين الطرفين على شراء قطر لـ100 دبابة تركية، هو آخر ثمرات هذه العلاقة الثنائية. وكان نائب رئيس حزب العدالة والتنمية “إحسان يافوز” قد أعلن عن أن تركيا ستزود الجانب القطري بـ100 دبابة من نوع “ألتاي”، يتم تسليم 40 منها كمرحلة أولى.

 

«سوريا الديمقراطية» تعلن تقدمها في جيب «داعش» الأخير والتحالف الدولي شن ضربات على الباغوز

بيروت/الشرق الأوسط/14 آذار/19/أعلنت «قوات سوريا الديمقراطية» التي تحاصر الباغوز آخر جيب لتنظيم داعش شرق سوريا، أنها تقدمت داخل الجيب بعد اشتباكات وضربات جوية نفذها التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة. وقال المكتب الإعلامي لـ«قوات سوريا الديمقراطية» في بيان: «تقدّم مقاتلونا في عمق المناطق التي كان يسيطر عليها التنظيم الإرهابي، وثبّتوا عدداً من النقاط الجديدة، وذلك إثر اشتباكات تكبد فيها الإرهابيون عدداً من القتلى والجرحى». وأضاف البيان أن 15 من متشددي «داعش» قتلوا بعدما حاولوا مهاجمة «قوات سوريا الديمقراطية»، وهي قوات كردية وعربية تدعمها الولايات المتحدة في الحرب ضد التنظيم المتطرف. إلى ذلك، ذكرت «قوات سوريا الديمقراطية» أن التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة شن ضربات جوية جديدة على «داعش» في الجيب الأخير لـ«داعش». وكانت «قوات سوريا الديمقراطية» قد أعلنت أمس (الأربعاء) أنها نجحت في التصدي لهجومين مضادين شنهما مقاتلو «داعش» في الباغوز. وأضافت أنها أحبطت هجمات انتحارية للتنظيم خلال المعركة النهائية على الباغوز التي تضم مجموعة من القرى والأراضي الزراعية بالقرب من الحدود العراقية. وقال مصطفى بالي مدير المركز الإعلامي للقوات إن «اشتباكات مباشرة عنيفة» أسفرت عن «قتل 38 إرهابياً بينهم ثمانية انتحاريين» ومقتل 4 من القوات التي تقترب من السيطرة على الباغوز. وتصاعدت سحب كثيفة من الدخان الأسود فوق الباغوز بعد ظهر أمس وسُمع دوي طلقات نارية وانفجارات وأزيز طائرات في المعركة التي كانت «قوات سوريا الديمقراطية» قالت إنها منتهية أو بحكم المنتهية. وسوى القتال كثيراً من المنازل بالأرض تماماً في الباغوز، حيث تظهر أيضاً آثار الضربات الصاروخية على الطرق. وسيطرت «داعش» على نحو ثلث أراضي العراق وسوريا في أوج قوته عام 2014 حين أعلن أبو بكر البغدادي زعيم التنظيم إقامة ما سماه «دولة الخلافة». لكن التنظيم مُني بعد ذلك بهزائم متتالية في مواجهة هجمات من قوى مختلفة منها التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة. وكانت أكبر هزائم التنظيم في عام 2017 الذي فقد فيه سيطرته على مدينتي الموصل العراقية والرقة السورية.

 

«داعش» يعدّ أيامه بعد استسلام الآلاف من عناصره وشن «هجمات انتحارية» قرب معقله الأخير شرق سوريا

الباغوز (شرق سوريا) لندن/الشرق الأوسط/14 آذار/19/يعيش تنظيم «داعش»، شمال شرقي سوريا، «لحظاته الأخيرة»، بعدما دفع القصف العنيف الذي تشنه قوات سوريا الديمقراطية والتحالف الدولي بقيادة أميركية على جيب الباغوز المحاصر، ثلاثة آلاف من مقاتليه إلى الاستسلام في اليومين الأخيرين، ذلك بحسب تقرير لوكالة الصحافة الفرنسية من الباغوز شرق سوريا. وقالت قوات سوريا الديمقراطية إن عناصر «داعش» شنوا هجومين مضادين في الباغوز على القوات التي تقترب من فرض سيطرتها على آخر جيب للتنظيم في شرق سوريا، لكن التنظيم لم يحرز أيّ تقدّم وتم التصدي له. وقال المركز الإعلامي لقوات سوريا الديمقراطية في رسالة قصيرة إلى الصحافيين إن الهجوم الثاني الذي شنه التنظيم بعد ظهر أمس كان أقوى بكثير من الهجوم الأول. وأضاف أن «داعش» استغلّ تصاعد الدخان في سماء الباغوز، موضحاً أن القتال لا يزال مستمراً، لكن التنظيم لم يحرز أي تقدّم وجرى إيقافه. ولم يسقط أي قتلى أو مصابين في الهجومين. وقال المركز الإعلامي لقوات سوريا الديمقراطية إن «داعش» حاول تنفيذ هجمات انتحارية، لكنه لم ينجح في ذلك. وبعدما كان التنظيم أعلن في عام 2014 السيطرة على مناطق واسعة في سوريا والعراق المجاور تعادل مساحة بريطانيا، بات وجوده يقتصر اليوم على جيب محاصر داخل بلدة نائية على الضفاف الشرقية لنهر الفرات، خرج منه الآلاف من الرجال والنساء والأطفال خلال الأيام الأخيرة. وقال القيادي الكردي في قوات سوريا الديمقراطية جياكر أمد في الباغوز، أمس (الأربعاء): «بدأت اللحظات الأخيرة لـ(داعش)». ويقتصر وجود التنظيم في الباغوز حالياً على مخيم عشوائي محاط بأراض زراعية تمتد حتى الحدود العراقية. وتشنّ الفصائل العربية والكردية بدعم من التحالف الدولي منذ ليل الأحد هجومها الأخير للقضاء على ما تبقى من المتطرفين. فتستهدف مواقع التنظيم ليلاً، قبل أن تتراجع وتيرة قصفها خلال النهار. ورغم توقف الضربات الجوية، صباح الأربعاء، فإن القصف المدفعي ما زال مستمراً مع محاولة مقاتلي التنظيم الذين يختبئون بين خيام المدنيين شن هجوم معاكس. وقال جياكر: «يجري التصدي للهجوم حتى هذه اللحظة (...) قد يكون هذا آخر هجوم لهم». ويستخدم التنظيم وفق مقاتل في موقع متقدم في الباغوز «كثيراً من الانتحاريين» في هجوم بدأه قرابة السادسة صباحاً (4:00 ت.غ)، مستفيداً من عاصفة رملية تشهدها المنطقة. وشاهد فريق وكالة الصحافة الفرنسية، عند خطوط الجبهة الخلفية في الباغوز، وسط حقل غطته زهور برية صفراء، ثلاثة مقاتلين من قوات سوريا الديمقراطية وهم يطلقون قذائف الهاون باتجاه بقعة المتطرفين.

وكانت مقاتلة بينهم ترفع قذائف الهاون، الواحدة تلو الأخرى. وتضعها مع زميلها في القاذفة، ثم تبتعد عنها لتقف خلف ساتر قريب، وتشدّ حبلاً فتنطلق القذيفة نحو هدفها. عند مشارف الباغوز، شاهد صحافي من وكالة الصحافة الفرنسية، سحباً كثيفة من الدخان تتصاعد فوق البلدة، بينما أحاط مقاتلون من قوات سوريا الديمقراطية وعناصر من التحالف الدولي بعشرات الأشخاص غالبيتهم نساء وأطفال علقت الرمال المتطايرة بوجوههم وثيابهم. ويرجح أنهم خرجوا خلال الساعات الأخيرة من الجيب المحاصَر. وتأتي المعارك بعد ساعات من إعلان مدير المركز الإعلامي في قوات سوريا الديمقراطية، مصطفى بالي، أنه «خلال الساعات الأخيرة، استسلم ثلاثة آلاف إرهابي لقواتنا في الباغوز»، فيما اعتبره مؤشراً على أن «ساعة الحسم أصبحت أقرب من أي وقت مضى». و«استسلم مقاتلو التنظيم»، وفق بالي، «بشكل جماعي»، خلال الأيام الماضية. ولا تملك قوات سوريا الديمقراطية تصوراً واضحاً لعدد مقاتلي التنظيم الذين ما زالوا محاصرين في الباغوز، بعدما فاقت أعداد الذين خرجوا في الأسابيع الأخيرة كل التوقعات.

وقال أمد: «يبدو أنه لا يزال هناك كثير من المقاتلين في الداخل». واستأنفت قوات سوريا الديمقراطية الأحد بدعم من التحالف هجومها الأخير، بعدما أعلنت أن مهلة «استسلام» مقاتلي التنظيم قد انتهت. وأفاد المتحدث باسم التحالف شون راين للصحافة الفرنسية، أمس (الأربعاء)، بأنه بفضل عمليات قوات سوريا الديمقراطية وضربات التحالف «تم إحراز تقدّم وتدمير قدرات (التنظيم) بشدة». وقال إن طائرات التحالف «تواصل شن الضربات دعماً لعملية هزيمة (داعش)، كلما تطلب الأمر، وسمحت الفرصة، ليلاً أم نهاراً»، موضحاً أنه «لا يُسمح للعدو بحرية الحركة ليلاً». في الأسابيع الأخيرة، علّقت هذه القوات مراراً هجومها ضد جيب التنظيم، ما أتاح خروج عشرات الآلاف من الأشخاص، غالبيتهم نساء وأطفال من أفراد عائلات المقاتلين، وبينهم عدد كبير من الأجانب. وبدأت قوات سوريا الديمقراطية منذ سبتمبر (أيلول) هجومها في شرق سوريا. وعلى وقع تقدُّمها العسكري، خرج نحو 60 ألف شخص منذ ديسمبر (كانون الأول) من مناطق التنظيم. وخضع الرجال والنساء والأطفال وغالبيتهم من عائلات مقاتلي التنظيم لعمليات تفتيش وتدقيق في هوياتهم بعد خروجهم. وتمّ نقل الرجال المشتبه بأنهم متطرفون إلى مراكز اعتقال، فيما أرسل الأطفال والنساء إلى مخيمات شمال شرقي البلاد، أبرزها مخيم الهول الذي بات يؤوي أكثر من 66 ألفاً.

وتوشك مناطق التنظيم على الانهيار في سوريا، بعد سنوات أثار فيها الرعب بقوانينه المتشددة واعتداءاته الوحشية. ومُني التنظيم بخسائر ميدانية كبيرة خلال العامين الأخيرين. ولا يعني حسم المعركة في منطقة دير الزور انتهاء خطر التنظيم، في ظل قدرته على تحريك خلايا نائمة في المناطق الخارجة عن سيطرته واستمرار وجوده في البادية السورية مترامية الأطراف. وفي شريط مصوّر نشرته حسابات متطرفة على تطبيق «تلغرام» ليل الاثنين، دعا التنظيم أنصاره في الباغوز إلى «الثبات»، في مواجهة الحصار والقصف الذي يتعرضون له. وقال أحد المتحدثين في الشريط: «إن قُتلنا وإن أُبدنا عن بكرة أبينا، فهذا نصر». وأكد أن «الحرب سجال ولم تنتهِ المعارك». وتضمن الشريط صوراً لخيم وغرف من الطين وشاحنات، تشبه إلى حد بعيد صوراً سبق لوكالة الصحافة الفرنسية أن عاينتها من نقاط متقدمة على الجبهة قرب الباغوز.

 

السيستاني يدعو أمام روحاني إلى الاعتدال واحترام دول الجوار وقال إن مكافحة الفساد وتحسين الخدمات العامة وحصر السلاح بيد الدولة أهم تحديات يواجهها العراق

بغداد: حمزة مصطفى لندن/الشرق الأوسط/14 آذار/19/اختتم الرئيس الإيراني حسن روحاني زيارته إلى العراق، التي استغرقت 3 أيام، بلقاء المرجع الشيعي الأعلى في العراق علي السيستاني والمراجع الثلاثة الكبار الآخرين آيات الله: محمد سعيد الحكيم، وإسحاق الفياض، وبشير النجفي. وأبدى السيستاني في بيان صدر عن مكتبه، أمس الأربعاء، ترحيبه «بأي خطوة في سبيل تعزيز علاقات العراق بجيرانه وفقاً لمصالح الطرفين وعلى أساس احترام سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية». وأشار بيان مكتب السيستاني إلى «الحرب المصيرية التي خاضها الشعب العراقي لدحر العدوان الداعشي»، مذكّراً بـ«التضحيات الكبيرة التي قدمها العراقيون الأبطال في الانتصار على هذا التنظيم الإرهابي وإبعاد خطره عن المنطقة كلها»، منوهاً بـ«دور الأصدقاء في تحقيق ذلك». ولفت السيستاني أيضاً إلى أن «أهم التحديات التي يواجهها العراق في هذه المرحلة هي مكافحة الفساد، وتحسين الخدمات العامة، وحصر السلاح بيد الدولة وأجهزتها الأمنية»، مبدياً أمله في «أن تحقق الحكومة العراقية تقدماً مقبولاً في هذه المجالات». وشدد المرجع الأعلى على «ضرورة أن تتسم السياسات الإقليمية والدولية في هذه المنطقة الحساسة بالتوازن والاعتدال، لتجنب شعوبها مزيداً من المآسي والأضرار».

وبلقاء روحاني يكون السيستاني قد كسر قاعدة عدم لقائه السياسيين والاكتفاء بلقاء الأطراف أو الجهات الإقليمية والدولية التي تقوم بدور إنساني في العراق، مثل ممثلي بعثة الأمم المتحدة الذين درجوا على زيارة السيستاني بين فترة وأخرى. وأغلق السيستاني أبوابه منذ أواخر عام 2015 بوجه السياسيين العراقيين؛ بمن فيهم رؤساء الجمهورية والوزراء والبرلمان والوزراء والنواب وقادة الكتل، بينما رفض استقبال وزير خارجية فرنسا الذي زار العراق خلال شهر يناير (كانون الثاني) الماضي. وفي هذا السياق، قال رجل الدين الشيعي حيدر الغرابي، الأستاذ في الحوزة العلمية، لـ«الشرق الأوسط» إن «اللقاء الذي جرى بين الرئيس الإيراني حسن روحاني والسيد السيستاني له دلالاته في هذه المرحلة التي يمر بها العراق، والتي تتمثل في كثرة الأجندات؛ لا سيما الخارجية منها»، مبينا أن «إيران لاعب دولي مهم على صعيد المنطقة والعراق، وبالتالي، فإن التفاهم مع المرجعية الدينية العليا في النجف يدخل في هذا السياق، خصوصاً أننا نرى أن لإيران مواقف إيجابية حيال العراق». وأضاف الغرابي أن «المرجعية ممثلة بالسيد السيستاني لا يمكنها تجاهل هذا الدور وهذا التأثير، وبالتالي لا بد لها من تبادل وجهات النظر مع الرئيس الإيراني في كثير من القضايا، خصوصاً أن روحاني جاء إلى العراق والنجف وهو يحمل كثيراً من الأفكار سواء على صعيد المنطقة والعالم».

وأوضح الغرابي أن «روحاني التقى المراجع الكبار في النجف وذلك لكي يطّلع على رؤاهم حيال القضايا المختلفة، لأنه ليس بالضرورة أن تكون آراؤهم متطابقة حيال هذه المسألة أو تلك». من جهته، أكد حيدر الملا، القيادي في «تحالف الإصلاح والإعمار»، في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن «مسألة تعزيز علاقات العراق مع دول الجوار قضية إيجابية من خلال بناء علاقات متوازنة مبنية على أساس احترام السيادة وعدم التدخل في الشؤون الداخلية»، مشيراً إلى أن «(كتلة الإصلاح والإعمار) داعمة لمثل هذا التوجه في بناء العلاقات بين العراق ودول الجوار، غير أنه من المعروف أن إيران تعاني اليوم عزلة من قبل الولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي بسبب العقوبات المفروضة عليها، وبالتالي، فإن النظام في إيران يعدّ الساحة العراقية إحدى الساحات التي يمكن أن يلعب بها لتخفيف وطأة الحصار، وهو ما لاحظناه عبر التصريحات التي سبقت زيارة روحاني إلى العراق، ومن بينها تنشيط التعاون الاقتصادي ورفع التبادل التجاري من 12 مليار دولار إلى 20 مليار دولار سنوياً».

وأوضح الملا أن «هذه المسألة فيها بعدان: الأول البعد الاقتصادي؛ حين تعاني دولة من حصار اقتصادي فإنها تبحث عن منافع لتجنب أضرار هذا الحصار، مع حلفائها. أما البعد الثاني فسياسي، وهو أن العراق سيبقى ساحة لا تستطيع الولايات المتحدة الأميركية أن توظفها في مزيد من الحصار على النظام الإيراني، ولذلك فإن هذا البعد لا يمكن تجاهله». وكان وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف أعلن عن التزام العراق بـ«اتفاقية الجزائر» عام 1975 بينما هي اتفاقية مثار جدل داخل الأوساط العراقية. وقال ظريف عبر تغريدة في حسابه على شبكة التواصل الاجتماعي «تويتر»: «إن زعماء إيران والعراق أصدروا اليوم بياناً تاريخياً مشتركاً أدى إلى إزالة (واحدة) أخرى من مخلفات حرب صدام ضد إيران». أضاف: «هذا البيان أنهى (واحدة) أخرى من تداعيات حرب صدام»، في إشارة إلى البيان المشترك عن مباحثات الرئيس الإيراني حسن روحاني مع القادة العراقيين خلال اليومين الماضيين من زيارته الحالية إلى العراق؛ مع رئيسي الجمهورية برهم صالح والحكومة عادل عبد المهدي. وأوضح أن «رئيسي البلدين أصدرا بياناً تاريخياً مشتركاً تضمن الالتزام بتنفيذ معاهدة 1975 (وري) النهر الحدودي (شط العرب) على وجه السرعة، والذي أنهى (واحدة) أخرى من تداعيات حرب صدام». من جانبه، وصف رئيس لجنة الأمن والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني حشمت الله فلاحت بيشه لقاء روحاني بالمرجع السيستاني، الأربعاء، بـ«الفريد من نوعه». وقال فلاحت بيشه في تصريح صحافي نقلته وسائل إعلام إيرانية، إن «لقاء الرئيس روحاني بالمرجع الأعلى سيكون فريداً من نوعه، ويمكن أن يؤثر كثيراً على العلاقات بين البلدين»، مشيراً إلى أن «الإمام السيستاني له دور رئيس في التطورات السياسية داخل العراق». وكانت وسائل الإعلام المؤيدة لحكومة روحاني سبقت لقاء السيستاني وروحاني بحملة تدافع فيها عن توجهات روحاني قبل أيام من اللقاء.

وعشية اللقاء نشر الموقع الإعلامي الناطق باسم الحكومة الإيرانية «باد»، تسجيل «فيديو غراف» يسلط الضوء على 3 رسائل يوجهها لقاء السيستاني وروحاني، إلا إنه حذف التسجيل ونشر اعتذاراً بعد ساعات من ردود غاضبة في وسائل الإعلام المؤيدة لـ«الحرس الثوري» والمحافظين. وكان الفيديو يشير إلى أن أولى الرسائل «موجهة إلى قادة العراق، والتي تظهر أن روحاني يتمتع بقوة لافتة، وتخاطب العراقيين قائلة: (ليس من الضروري التفاوض مع الأجهزة الأخرى أو الشخصيات العسكرية ويمكن الاكتفاء بالتفاوض مع روحاني لأنه رئيس لإيران)»، وهو ما عُدّ محاولة لقطع الطريق على «الحرس الثوري» في ظل الجدل الدائر حول إدارة السياسة الخارجية الإيرانية والذي تأكد بعد خطوة وزير الخارجية محمد جواد ظريف المثيرة للجدل بشأن تقديم الاستقالة. والرسالة الثانية تخاطب كبار المسؤولين الإيرانيين وتفيد بأن «روحاني يستقبله المرجع الأكبر والأكثر نفوذاً في العراق»، وهي ما فسرت على أنها موجهة إلى رجال الدين المتنفذين في السلطة الإيرانية. أما الرسالة الثالثة؛ بحسب التسجيل الذي سحبه موقع الرئيس الإيراني، فموجّهة إلى الولايات المتحدة وحلفائها ومفادها بأن «العراق يفتح أبوابه لجميع الدول بهدف تأمين المصالح المتبادلة والمشتركة، ولن يسمح باستغلال أرض العراق من دولة ثالثة ضد إيران».

 

غانتس يريد أن تبادر إسرائيل إلى طرح مشروع سلام

تل أبيب/الشرق الأوسط/14 آذار/19/أعلن رئيس حزب الجنرالات، بيني غانتس، المنافس القوي لرئيس الوزراء الإسرائيلي في الانتخابات المقررة بعد شهر، أن الحكومة التي سيقيمها في حال فوزه سوف تسعى للانفصال عن الفلسطينيين، لكنه تعمد الامتناع عن ذكر حل الدولتين أو إقامة دولة فلسطينية. وعارض أن يتم بناء ميناء لقطاع غزة. وكان غانتس قد استقبل في مكتبه في تل أبيب، مساء الأول من أمس (الثلاثاء)، سفير الاتحاد الأوروبي إيمانويل جفرا، و26 سفيراً من دول الاتحاد الأوروبي، بادروا للتعرف عليه وعلى أفكاره. وعرض غانتس خلال الاجتماع مواقف حازمة ومتشددة، وكأنه يخاطب ناخبي اليمين الإسرائيلي.

وهاجم وهدد كلاً من «حماس» والنظام الإيراني. ومع أنه قال إن «الحل الصحيح هو الانفصال عن الفلسطينيين»، و«يجب على إسرائيل إيجاد مبادرة لحل القضية الفلسطينية»، إلا أنه تجاهل تماماً حل الدولتين أو إقامة دولة فلسطينية. وأعرب غانتس، الذي شغل في الماضي منصب رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، عن معارضته بناء ميناء بحري في غزة ولمح إلى أنه لو كان هذا الميناء موجوداً، فلن يتم استخدامه لأهداف شرعية. وقال غانتس إن «قادة (حماس) هم عصابة تحتجز مليوني رهينة، فهل تعتقدون أنه إذا كان هناك ميناء بحري، فهل كل ما سيستوردونه هو عصير البرتقال؟ وهل يريدون التنمية الاقتصادية؟ مسؤولية مستقبل غزة تكمن في أيدي (حماس)، وليس في أيدي إسرائيل». وحول النظام الإيراني، قال غانتس: «لن نسمح لإيران بأن تصبح قوة إقليمية، سنستمر في دعم عزل آثارها السلبية والجهود المبذولة لزعزعة استقرار المنطقة ومنع تطوير القدرات العسكرية النووية، وإسرائيل لا تستطيع تحمل امتلاك إيران الأسلحة النووية، إذا استطعنا استخدام الدبلوماسية فسنقوم بذلك، لكنني لن أستبعد بدائل أخرى».

 

المحكمة العليا الإسرائيلية تنظر في «شطب الأحزاب العربية»

تل أبيب/الشرق الأوسط/14 آذار/19/وسط أجواء صاخبة وتوتر شديد، باشرت المحكمة العليا الإسرائيلية، أمس الأربعاء، أبحاثها في قرار لجنة الانتخابات المركزية لانتخابات الكنيست الـ21 شطب ترشح الدكتور عوفر كاسيف، المتحالف مع العرب ضمن قائمة «الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة» برئاسة أيمن عودة و«العربية للتغيير» برئاسة أحمد الطيبي، والقائمة العربية الأخرى المؤلفة من «الحركة الإسلامية الجنوبية» برئاسة منصور عباس، و«التجمع الوطني» برئاسة مطانس شحادة. وانتهت الجلسة دون إصدار قرار فوري، ومن المقرر أن تصدر المحكمة قراراتها حتى يوم الأحد المقبل.

وكانت لجنة الانتخابات المركزية، وهي لجنة حزبية بالأساس يسيطر فيها اليمين، قد شطبت، يوم الأربعاء قبل الماضي، ترشح كاسيف لانتخابات الكنيست، في أعقاب طلب تقدّم به أعضاء كنيست من اليمين المتطرف وأتباع حزب «كهانا» المحظور، وكذلك القائمة العربية الأخرى. وحسب القانون الانتخابي، يجب أن تصادق المحكمة العليا على القرارات حتى تصبح نافذة وقابلة للتطبيق. وستنظر المحكمة نفسها اليوم في الاعتراض الذي قدمته أحزاب اليسار، ومنها «العمل» و«ميرتس»، ضد ترشيح أشخاص من حزب «كهانا». وشهدت المحكمة نقاشات حادة وصراخاً شديداً وتوتراً وتبادلاً للاتهامات، بين النواب العرب وبين ممثلي اليمين. وقال كاسيف إنه مستعد للاعتذار عن بعض تصريحاته إذا اعتذر رئيس حزب «إسرائيل بيتنا»؛ أفيغدور ليبرمان، عن أقواله المعادية لمواطني إسرائيل العرب (فلسطينيو 48). ورد ممثل حزب ليبرمان قائلاً إنه «من غير المعقول أن يدخل الكنيست شخص يدّعي أن إسرائيل دولة نازية، وأن المساس بجنود جيش الدفاع الإسرائيلي أمر جائز وليس عملاً إرهابياً». ويمثل الأحزاب العربية الثلاثة مركز «عدالة» القانوني، الذي طالب بسحب صلاحية شطب ترشيح قائمة أو شخص من لجنة الانتخابات المركزية، عادّاً هذه الصلاحية غير دستورية ويجب ألا تمنح لها من الأساس.

وأكد «تحالف الموحّدة والتجمّع» أنه «يرفض قرار لجنة الانتخابات المركزية، المُشَكّلة من ممثلي الأحزاب، لأنه قرار سياسي لا يستند إلى حقائق؛ بل إلى افتراءات وتحريض، ويهدف إلى ضرب الحركة الوطنية والتيار الإسلامي لشعبنا ونزع الشرعية عن ممثليه». وعدّ «التحالف» أن «من يجب أن يحاكَم ويخرج من الساحة السياسية والقانونية تماماً، هم العصابات العنصرية التي تتغذى على الأجواء العنصرية، والتحريض على العرب لإقصائهم عن العمل السياسي». وأكد التحالف أن «كل محاولة لضرب التمثيل السياسي للحركة الوطنية ستزيدها قوة، فنحن نمثل نضالاً عادلاً، هو النّضال الوحيد الذي يستند إلى مبادئ العدل التاريخي والسياسي، وإلى مبادئ المساواة القومية والمدنية، ولهذا السبب بالذات هو يهدد ليس فقط أحزاب اليمين، إنما أيضاً المنظومة السياسية الإسرائيلية برمتها». وختم «تحالف الموحدة والتجمع»: «نحن لا نأخذ شرعيتنا لا من أحزاب اليمين ولا من الإجماع الصهيوني؛ بل من شعبنا ومن تاريخه ومن حقه في وطنه، ونحن متمسّكون بطرحنا وبمواقفنا وبمبادئنا العادلة والديمقراطية، واضعين نصب أعيننا هموم وقضايا شعبنا اليومية والقومية».

 

رئيس الحكومة الفلسطينية المكلف: سنتقاسم لقمة العيش ووزيرا الخارجية والمالية يلتقيان أبو الغيط لتفعيل «شبكة الأمان المالية»

رام الله: كفاح زبون - القاهرة: سوسن أبو حسين/الشرق الأوسط/14 آذار/19/قال رئيس الوزراء الفلسطيني المكلف تشكيل الحكومة الجديدة، محمد أشتية، إنه سيعمل على تقاسم لقمة العيش بين الجميع في الأزمة المالية الحالية، متعهدا أن يضع خطة حكومية للتعامل مع هذه الأزمة.

وأضاف أشتية وهو عضو لجنة مركزية لحركة فتح: «أدرك صعوبة الظرف السياسي والاقتصادي، في ظل الحرب المالية التي تشنها لولايات المتحدة وإسرائيل ضدنا لدفعنا لقبول مسار سياسي لا يمكن قبوله بأي شكل من الأشكال، هذه الحرب عنوانها الابتزاز، ولكن نحن لن نقبل الابتزاز المالي بأي شكل من الأشكال». وتابع في حديث للإذاعة الرسمية: «مثلما هزمنا نتنياهو في بوابات القدس، فنحن قادرون على أن نصبر قليلاً كي نخرج من عنق الزجاجة، وقدرنا أن نصبر على هذه الأرض وألا نستسلم». وأكد أشتية مجددا أن السلطة أعادت إلى إسرائيل جميع أموال العوائد الضريبية بعدما اقتطعت جزءا منها، وهو ما تسبب في أزمة حادة للسلطة. وأردف: «الأمر غير متعلق بحجم الأموال، إسرائيل تجبيها عنا، ولا يحق لها اقتطاع أي قرش». وكانت السلطة الفلسطينية ردت هذا الشهر جميع أموال المقاصة إلى إسرائيل وتقدر بنحو 800 مليون شيقل بعد خصم إسرائيل 42 مليون شيقل مقابل الأموال التي تدفع لعائلات الشهداء والأسرى.

ورفضت السلطة القرار ودفعت هذا الشهر أموالا لعائلات «الشهداء والأسرى» وقالت إنها لن تتخلى عنهم نهائيا ثم دفعت نصف راتب للبقية. ويعد الوضع المالي التحدي الأول أمام حكومة أشتية التي انطلقت مشاوراتها فورا ويفترض أن تكون اللجنة المركزية لحركة فتح اجتمعت مساء أمس من أجل مناقشة أمر الحكومة. وقال أشتيه إن المشاورات ستشمل الجميع، والحكومة للكل الفلسطيني، وستشمل القطاع الخاص والمجتمع المدني والفصائل وحركة فتح وكل من له علاقة بالكل الوطني، والأبواب مفتوحة للجميع للمشاركة. وتشكل أموال المقاصة الدخل الأكبر للسلطة، ما خلق أزمة مالية حادة. ويتوقع أن تستمر أزمة تشكيل حكومة جديدة في إسرائيل بعد الانتخابات البرلمانية التي تجرى في العاشر من أبريل (نيسان) المقبل. ويحتاج تشكيل الحكومة إلى أسابيع طويلة بعد ذلك. ويقول الفلسطينيون إن القرار الإسرائيلي سيؤثر على الالتزامات المالية للسلطة، وسيرفع العجز في موازنة السلطة من 450 مليون دولار إلى 600 مليون دولار. ويفترض أن تبدأ السلطة سلسلة إجراءات لمواجهة العجز المحتمل تتعلق بصرف جزء من الرواتب وإطلاق خطة تقشفية. وإضافة إلى الخطوات المالية، طلبت السلطة من الجامعة العربية تفعيل شبكة الأمان المالية المقدرة بقيمة مائة مليون دولار، ومقاطعة البضائع الإسرائيلية والعمل مع فرنسا لتعديل أو إلغاء اتفاق باريس الاقتصادي إضافة إلى الذهاب للمحاكم الدولية لمحاسبة إسرائيل على سرقة أموال الضرائب. وبدأت وزارة المالية الفلسطينية تطبيق خطة تقوم على الاقتراض من البنوك وزيادة الإيرادات المحلية، إضافة إلى ترشيد الإنفاق. والتقى الرئيس الفلسطيني محمود عباس رئيس البنك الإسلامي للتنمية في عمان كما التقى وزير المالية الفلسطيني شكري بشارة محافظ البنك المركزي الأردني، بصفته مشرفا على نحو 7 بنوك عاملة في الأراضي الفلسطينية.

والتقى بشارة أمس كذلك أمين عام الجامعة العربية أحمد أبو الغيط إلى جانب وزير الخارجية رياض المالكي. وأطلع بشارة، الأمين العام على الأرقام المالية الخطيرة في فلسطين، بعد اقتطاع أموال المقاصة من الجانب الإسرائيلي. وطالب المالكي بضرورة تنفيذ قرارات القمم العربية السابقة والاجتماعات الوزارية بتفعيل شبكة الأمان المالية العربية، مؤكدا ضرورة أن تكون جادة وأكثر التزاما في هذه المرحلة من قبل الدول للإيفاء بالتزاماتها حيال شبكة الأمان المالية نتيجة قرصنة إسرائيل أموال الضرائب الفلسطينية. وأكد المالكي أن الأمين العام أبو الغيط سيرسل رسائل إلى وزراء الخارجية ووزراء المالية العرب، ليحثهم على الالتزام والوفاء بتغطية الشبكة المالية، بالإضافة إلى إرسال رسائل إلى الأمين العام للأمم المتحدة، والمنظمات الإقليمية، لوضعهم في صورة خطورة ما تقوم به إسرائيل والآثار المترتبة على هذه الخطوات. إلى ذلك, أكد وزير الخارجية، ضرورة التواصل مع الأردن، والمغرب، ومنظمة التعاون الإسلامي والدول الأخرى في المرحلة المقبلة، لكي تأخذ مواقف حيال ما تقوم به إسرائيل من الدفع تجاه حرب دينية والاعتداءات على المسجد الأقصى أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين، مضيفا أن اللقاء مع الأمين العام تطرق أيضا للاجتماعات التحضيرية للقمة العربية المقبلة في تونس نهاية الشهر الحالي، وضرورة أن تكون تلك الرسائل مسبقة من أجل أن يحضر وزراء المالية والخارجية العرب ويكون لديهم ردود بخصوص تلك المطالبات على أن يتم رفعها للقمة القادمة. وأضاف: «هناك مشاريع قرارات سترفع للقمة بشأن تلك المطالبات ومداخلة الأمين العام ستكون واضحة ومهمة حيال تلك القضية، وبالتالي سنحاول العمل جاهدا خلال قمة تونس على البعد الفلسطيني والقضية الفلسطينية وما آلت إليه الأوضاع الأخيرة، ويجب التأكيد على أن تلك الخطوات تأتي في سياق ما يتم التحضير له بما يسمى بصفقة القرن وما تمارسه إسرائيل الآن هو تسويق لها وهي في غاية الخطورة». ولفت المالكي إلى أن الرئيس محمود عباس وجه الدعوة للرئيس البرازيلي لزيارة فلسطين، مشيرا إلى أننا لا نعتقد أن يقدم الرئيس البرازيلي على خطوة نقل السفارة، خاصة أن هناك الكثير من الجهات البرازيلية ذات العلاقة بما فيها وزيرة الزراعة، ورجال الأعمال، الذين أشاروا إلى خطورة اتخاذ القدوم بتلك الخطوة في نقل السفارة البرازيلية من تل أبيب إلى القدس وتداعياتها على العلاقات العربية في البعد التجاري، مؤكداً على ضرورة أن يقوم وزراء الخارجية العرب بإرسال رسائل إلى الجانب البرازيلي لحثهم على الالتزام بالشرعية الدولية والقانون الدولي.

 

الخارجية الأميركية تسقط صفة الاحتلال عن الجولان والضفة الغربية وغزة

واشنطن: هبة القدسي/الشرق الأوسط/14 آذار/19/غيرت وزارة الخارجية الأميركية وصفها المعتاد لهضبة الجولان السورية، من «منطقة محتلة من قبل إسرائيل» إلى «منطقة تحت سيطرة إسرائيل»، في تقريرها السنوي حول أوضاع حقوق الإنسان، الصادر صباح أمس الأربعاء. كما لم يستخدم التقرير عبارة «المحتلة»، ولم يشر إلى مناطق الضفة الغربية وقطاع غزة بـ«المناطق المحتلة من قبل إسرائيل» كما درجت العادة. وقال مسؤول بوزارة الخارجية في رده على أسئلة «الشرق الأوسط» حول أسباب تغيير التسمية، إن الأمر يتعلق بالرغبة في أن يكون التقرير أكثر وضوحاً، مضيفاً: «كما ذكرنا في العام الماضي، قمنا بإعادة تسمية تقرير حقوق الإنسان، للإشارة إلى الأسماء الجغرافية الشائعة الاستخدام في المنطقة التي يغطيها التقرير، ومنها إسرائيل ومرتفعات الجولان والضفة الغربية وغزة». ولفت إلى أن هذا الأمر «يتوافق مع ممارساتنا بشكل عام، ونعتقد أنه يصبح أكثر وضوحاً وأكثر فائدة للقراء الذين يسعون للحصول على معلومات حول حقوق الإنسان في تلك المجالات المحددة». وشدد المسؤول في الخارجية الأميركية مرة أخرى، على أن الهدف من هذه التسميات هي أن تكون أكثر وضوحاً وأكثر فائدة للقراء، وأن تعكس الممارسات الأميركية الحالية في وزارة الخارجية. بينما قال مايكل كوزاك، سفير الولايات المتحدة لشؤون حقوق الإنسان، إن مصطلح «المناطق المحتلة» لم يتم استخدامه لأن التقرير يركز على حقوق الإنسان، وليس على القضايا القانونية. وتمارس إسرائيل ضغوطاً على الإدارة الأميركية للاعتراف بمرتفعات الجولان كأراضٍ إسرائيلية.  وخلال رحلة مستشار الأمن القومي الأميركي جون بولتون إلى إسرائيل، في يناير (كانون الثاني) الماضي، طرحت قضية الاعتراف بالجولان أراضي إسرائيلية. ومن المقرر أيضاً التصويت على كثير من مشروعات القوانين في الكونغرس التي تؤيد وتساند الاعتراف بالجولان إسرائيلية. وتسربت معلومات أخيرة، أن إسرائيل ترغب في تمرير هذه القوانين قبل الانتخابات الإسرائيلية المقررة في أبريل (نيسان) المقبل. ونقلت عدة تقارير عن السفير الأميركي لدى إسرائيل، ديفيد فريدمان، أن الأجواء مشجعة في الإدارة الأميركية لاتخاذ خطوة الاعتراف بضم إسرائيل لهضبة الجولان، وهو أيضاً ما صرح به السيناتور الأميركي ليندسي غراهام، معرباً عن مخاوفه من محاولات إيران و«حزب الله» السيطرة على المنطقة. وشدد على أن منطقة الجولان منطقة حيوية واستراتيجية لإسرائيل، ولا يمكن التنازل عنها. واحتلت إسرائيل الضفة الغربية وقطاع غزة ومرتفعات الجولان في أعقاب حرب 1967. وأعلنت الأمم المتحدة في كثير من قراراتها المتعلقة بالقضية الفلسطينية، أن الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية غير قانوني. ونص قرار الأمم المتحدة 2334 الذي تم تبنيه عام 2016 على أن النشاط الاستيطاني الإسرائيلي «يعد انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي، وليس له صلاحية قانونية».

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

بين زمنين... اللبناني والجزائري

في لبنان غابت السياسة وطويت صفحتها، ولم يبقَ أمام الفريق الحاكم من أولوية إلا اليوميات والمصالح الصغيرة، والموجع جداً أن «السياديين» السابقين تخلوا عن ناسهم، وهم قوتهم، ويغطون مواقعهم الجديدة بأحاديث عن «الاعتدال» وعن «العقلانية»، بعدما أسقطوا من حسابهم تلك الشعارات الجامعة والمدوية؛ حرية، سيادة، استقلال، رغم أنه من دونها كل استقرار هو زائف والبلد يستمر رصيف هجرة للشباب.

حنا صالح/الشرق الأوسط/14 آذار/19

http://eliasbejjaninews.com/archives/72971/%d8%ad%d9%86%d8%a7-%d8%b5%d8%a7%d9%84%d8%ad-%d8%a8%d9%8a%d9%86-%d8%b2%d9%85%d9%86%d9%8a%d9%86-%d8%a7%d9%84%d9%84%d8%a8%d9%86%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d9%88%d8%a7%d9%84%d8%ac%d8%b2%d8%a7%d8%a6%d8%b1/

تصادف اليوم الذكرى الـ14 لـ«انتفاضة الاستقلال»، يوم تجاوز نحو المليون ونصف المليون لبناني مربعاتهم الطائفية، والتقوا بوصفهم مواطنين وسط بيروت، قبضة واحدة ضد القتل والاحتلال، فنجحوا في هزِّ نظامين أمنيين في لبنان وسوريا، وهدروا بصوت واحد مطالبين بالعدالة للبنان. كان يجمعهم الأمل بأنه أزفّ زمن قيام الدولة المدنية السيدة التي تضمن الحقوق وتساوي الفرص، بحيث يتحول الكيان اللبناني إلى الوطن المنشود الذي يعيش فيه الجميع مواطنين لا رعايا ولا أتباعاً.

بعد 14 سنة، تتركز اليوم أنظار هؤلاء على الحدث الجزائري، تذكروا كيف تكوكبوا إلى وسط بيروت يستظلون العلم اللبناني دون سواه، وملأتهم المشهدية الجزائرية فرحة لا توصف وقد صنعها الملايين من نساء الجزائر وشبابها والمجاهدين وكل الفئات، استظلوا جميعاً العلم الجزائري، وقالوا كلمتهم الهادرة بثبات ورقي وهدوء وحزم. اللبنانيون اليوم يشعرون بالأسى والأسف على الزمن اللبناني، ويشعرون بالفخر بالزمن الجزائري.

لنبقَ في الحدث الجزائري؛ الرئيس عبد العزيز بوتفليقة توج مسيرته المشرفة كأحد رجال الثورة الجزائرية وأبرز بُناة الدولة، بالاستجابة إلى أصوات الملايين، فبادر إلى اتخاذ خطوات كبيرة تمهد لقيام الجمهورية الثانية، ويؤكد من خلالها أن مصلحة الجزائر فوق كل اعتبار.

طال بقاؤه في القصر، وربما فكر في بعض الأوقات بأن إقامته يجب أن تطول أكثر، لكن الرئيس الرمز انحنى أمام العاصفة من أجل الجزائر، وهو من ابتدع سابقاً الوئام الوطني لإخراج وطنه من «العشرية السوداء» وتحقيق المصالحة الوطنية، فقال للمعترضين - عن حق - على «العهدة الخامسة»، وصلت الرسالة، وأُعلن سحب ترشحي، وقراري هو الخروج من المشهد السياسي، ومهمتي الأخيرة المساهمة الجادة في تحقيق انتقال سياسي سلس.

غيره في ليبيا مثلاً استطاب حياة القصر، فوصف كل أبناء الوطن بالجرذان، والآخر في سوريا اتهم مواطنيه بالإرهابيين، فاستقدم جيوش الأرض وميليشياتها لقتل شعبه، الذي تجرأ على المطالبة بالرغيف والحرية والديمقراطية، وتفاخر بصفاء النسيج الشعبي بعد اقتلاع نصف السوريين وتهجيرهم.

طبعاً التحرك الشعبي الجزائري كان غير مسبوق، وبدت معه البلاد التي استكانت طويلاً إلى الهدوء منذ «العشرية السوداء» وكأنها استعادت حيويتها، وهي تزخر بالطاقات والكفاءات، فتلونت بالخروج الكثيف للنساء والشباب، في إشارة واضحة إلى استفحال الوضع، وقد رفعوا شعاراً مركزياً؛ لا لـ«عهدة خامسة»، ولا لهذا الاستئثار من جانب المجموعة المتحكمة. فكان رد بوتفليقة من نفس المستوى: «أتفهم ما حرّك تلك الجموع الغفيرة... ولا يفوتني مرة أخرى أن أنوّه بالطابع السلمي». وأعلن عن القرارات السبعة، وأبرزها انسحابه من الرئاسة والحياة السياسية، والتركيز على «ندوة وطنية مستقلة» تُعدُّ دستوراً جديداً وإصلاحات شاملة، ستشكل الأساس للانتقال إلى الجمهورية الثانية، التي ستكون بمثابة الإطار للنظام الجزائري الجديد، متعهداً بأن تشرف على أعمال الندوة هيئة تعددية، بات من شبه المؤكد أن رئاستها ستسند إلى الأخضر الإبراهيمي، عضو مجموعة «حكماء الاتحاد الأفريقي» ولجنة الحكماء التي أسسها مانديلا، وتواكب هذه الندوة حكومة كفاءات وطنية، تكفل الحرية والنزاهة والشفافية.

نجح السياسي المنهك جسدياً في تجديد الوئام الوطني، وقطع الطريق على التصعيد والمواجهة، وحال دون «سورنة» الجزائر؛ خصوصاً أن هناك فئات غير عابئة بالمصالح الحقيقية للجزائريين، وهي حاولت القفز على التحرك الشعبي واختطافه وفشلت!

ما تحقق في الجزائر بعد الهبة الشعبية المستمرة منذ 3 أسابيع مهم وكبير ومفرح، لكن لا شيء نهائياً بعد. والصحيح أن أكثر الممسكين بناصية السلطة لن يتراجعوا بسهولة، وسيعملون على إعادة إنتاجها، رغم أنهم خسروا جولة أساسية، والأسئلة تبدأ ولا تنتهي حول الجهات القادرة على التوظيف، والدور اللاحق للجيش، وهو الذي وقف إلى جانب الرئيس في كل الإجراءات التي أُعلن عنها، ما يعني أن الحاجة لدور الشارع ستكون أكبر، وأموراً كثيرة تتوقف على القدرة على إنتاج صيغة جبهوية موثوقة، بعدما تحرر شباب الجزائر من الخوف والترهيب، وأسقطوا التبعية، وهم على بينة أن الأحزاب الديمقراطية التقليدية في الجزائر على وجه العموم هي إطارات صالونات محدودة التأثير.

مفرح هو الزمن الجزائري، وبائس هو الزمن اللبناني، فمنذ اللحظة الأولى للحدث اللبناني في 14 مارس (آذار) 2005 حاصر المتسلقون الحدث، وتقدم الطائفيون، وفرضت القيود على الشارع، وتباعاً جرى إبعاد الديمقراطيين؛ تنظيمات ومستقلين، وهم كانوا يشكلون قلب التحرك وروحه، وبات التذمر علنياً من كل صاحب رؤية. وإلى إمعان أعداء لبنان باغتيال القادة الرئيويين، تقدمت الأحزاب الطائفية ووضعت يدها الثقيلة على الإنجاز... والهاجس الدائم لأحزاب الطوائف كان تحاصص البلد والسطو على مقدراته وإفقار شعبه، ومن أجل ذلك لم يقصر أركان الانقسام الآذاري العمودي، فاستثمروا في الانقسام الطائفي، وبرعوا في تحويل أتباعهم مطايا مصالح صغيرة ودنيئة، بحيث بات كل انتقاد للارتكابات يحولونه إساءة إلى الطائفة.

غاب عن حركة «14 آذار» مشروع إعادة بناء الدولة وإعادة الاعتبار للدستور، وكان يجب أن يكون الأساس بعد خروج الجيش السوري استكمال بسط سيادة الشرعية دون سواها وعدم الرضوخ للسلاح غير الشرعي، وتغول الدويلة على الدولة، فأخذهم «حزب الله» إلى الدوحة في العام 2008 وعادوا سوية يحكمون البلد بالتسويات والبدع على حساب الدستور والقانون، ليتوجوا هذا المنحى بالتسوية في العام 2016، وجوهرها الموافقة على الأجندة السياسية لـ«حزب الله»، مقابل مكاسب وحصص تُترجم بمقاعد وحقائب وزارية، وكل ما يجري منذ ذلك التاريخ حتى انتخاب برلمان العام 2018 وتشكيل حكومة «إلى العمل» هو الإمعان في مسار المحاصصة الطائفية والتخلي عن القرارات الرئيسية، ما عبّد الدرب لاستتباع البلد لمحور الممانعة، وكل طروحاتهم انطلقت من مقولة إن السلاح بات مسألة إقليمية فوق طاقتهم، ويتهمون كل من يرفض الواقع المفروض أنه يستخف بالسلم الأهلي، كي يتهربوا من مسؤولية نقاشه ولإبقائه على الطاولة.

في لبنان غابت السياسة وطويت صفحتها، ولم يبقَ أمام الفريق الحاكم من أولوية إلا اليوميات والمصالح الصغيرة، والموجع جداً أن «السياديين» السابقين تخلوا عن ناسهم، وهم قوتهم، ويغطون مواقعهم الجديدة بأحاديث عن «الاعتدال» وعن «العقلانية»، بعدما أسقطوا من حسابهم تلك الشعارات الجامعة والمدوية؛ حرية، سيادة، استقلال، رغم أنه من دونها كل استقرار هو زائف والبلد يستمر رصيف هجرة للشباب.

سمير قصير أحد أبرز رموز «انتفاضة الاستقلال» تصدى قبل اغتياله لمنحى هذا التوظيف للانتفاضة، فدعا إلى «العودة إلى الشارع كي يعود الوضوح». كل المؤشرات تشي الآن أن الجزائريين لن يتركوا الشارع، ولن يسمحوا بإعادة إنتاج صيغة الحكم نفسها، والتاريخ لن يعود إلى الوراء، وربما تلفح رياح الأطلس لبنان مجدداً، خصوصاً أن التوازن الشعبي ما زال قائماً.

 

قراءة نقدية لمسار 14 آذار في مناسبة الذكرة 14

د. توفيق هندي/14 آذار/19

http://eliasbejjaninews.com/archives/72969/%d8%af-%d8%aa%d9%88%d9%81%d9%8a%d9%82-%d9%87%d9%86%d8%af%d9%8a-%d9%82%d8%b1%d8%a7%d8%a1%d8%a9-%d9%86%d9%82%d8%af%d9%8a%d8%a9-%d9%84%d9%85%d8%b3%d8%a7%d8%b1-14-%d8%a2%d8%b0%d8%a7%d8%b1-%d9%81%d9%8a/

البعض يريد أن يقنع جمهور 14 آذار أن هذه الحركة السيادية اللبنانية التحررية الفريدة هي في أحسن أحوالها وأن المسيرة في تحقيق أهدافها أوصلت إلى أفضل ما يمكن تحقيقه نظرا" للظروف الموضوعية المحيطة، وكأن لا أخطاء إستراتيجية جسيمة إرتكبت من قبل من هيمن على قرارها في المراحل المتتالية لمسارها. والحقيقة هي أنه ليس قدرا" محتوما" أن يصل وضع لبنان إلى هذا الدرء، إنما هو نتاج هذه الأخطاء الإستراتيجية المتتالية التي إرتكبها أصحاب القرار في 14 آذار.

لا بد لتصحيح مسار الحركة السيادية من التوقف عند هذه الأخطاء لأخذ العبر.

ولكي لا أتسرع بتحديد هذه الأخطاء الإستراتيجية وتداعياتها وتأثيرها على تدحرج أوضاع لبنان إلى الهاوية التي بات فيها، لا بد من تحديد كل خطء وإجراء تحليل معمق له.

لذا ولكي لا تكون قرائتي متسرعة، سأسعى في هذا المقال إلى تحديد ما أعتبره خطأ" إستراتيجيا" لأتناوله بالتفصيل في مقالات لاحقة، قد تأخذ بعض الوقت لنشرها نظرا" لإنشغالاتي.

أما هذه الأخطاء الإستراتيجية بنظري، فهي التالية:

1) خطء غالبية أعضاء لقاء قرنة شهوان في التعاطي مع عون منذ تأسيسه وصولا" إلى مرحلة 14 آذار.

2) خطء المطالبة بتجميد الشق المتعلق بتسليم سلاح الميليشيات في القرار 1559 ووضعه في يد اللبنانيين.

3) خطء الإتفاق الرباعي الذي أوصل إلى حكومات المساكنة وعدم إعادة هيكلة الأجهزة الأمنية المورثة من الحقبة السورية وإلى الإغتيالات بالجملة وساهم في تعثر ثورة الأرز.

4) خطء القبول بالحوار حول الإستراتيجية الدفاعية ( وهو مطلب حزب الله بالأساس)، وقد كان هذا الحوار من أسباب حرب 2006 وفيما بعد أدى إلى تنكر حزب الله لإعلان بعبدا بعد أن وافق عليه.

5) خطء القرارات المتهورة للحكومة التي أدت إلى أحداث 8 أيار 2008 ، مما شكل تغيير أساسي في ميزان القوى داخل لبنان وأوصل إلى إتفاقية الدوحة.

6) الخطء المتجدد في تشكيل حكومة الحريري الأولى على قاعدة المساكنة المستحيلة، مترافقة مع تبرئة النظام الأسدي من إغتيال الشهيد رفيق الحريري ومع مباردة ال س - س المشؤمة، مما أدى إلى إسقاط حكومة الحريري بالثلث المعطل وتهجيره من لبنان لمدة تناهز الثلاث سنوات.

7) الخطء بالتعاطي مع الثورة السورية، مما سهل لحزب الله التدخل لإنقاذ النظام الأسدي بحجة العمل بالمثل، بدلا" من تحييد لبنان عن الأوضاع المتفجرة في سوريا والطلب من الأمم المتحدة حماية الحدود اللبنانية-السورية من خلال تطبيق القرار 1701 بإنتشار اليونيفل على طول هذه الحدود، مما كان قد حد من حركة السلاح والمقاتلين من كافة الأطراف من وإلى سوريا كما كان قد لجم حركة النزوح السوري إلى لبنان.

😎 الخطء المتجدد في تشكيل حكومة المساكنة مع تمام سلام بعيد إغتيال الدكتور محمد شطح (بتاريخ 27 كانون الأول 2013) بدلا" من إتباع سياسة الطلاق الحبي مع حزب الله التي كان يحبزها المغدور والتي كنا هو وأنا نتداولها ونناقشها، وذلك لقناعة منا أن حزب الله سوف يستفيد وحده من مشاركة 14 آذار في الحكومة بحكم أن ميزان القوى داخل الدولة وخارجها، داخل لبنان وخارجه، بات يميل بشكل واضح لصالحه. والبديل هو بتظهير صورة للبنان رافضة للأمر الواقع الإيراني المفروض عليه ورص صفوف القوى السيادية والمعارضة من الخارج وليس من الداخل كما يقول البعض الذي يهدف إلى الإستحصال على فتات مائدة السلطة دون التمكن من المساهمة في القرارت السيادية الأساسية. في هذه المرحلة المفصلية، تم تبني مفردات الواقعية وعقد النزاع والنأي بالنفس المورثة من حكومة الميقاتي،...

ملاحظة : جعجع رفض الدخول في حكومة سلام لأنه كان لا يزال متأثرا" بمقولة الطلاق الحبي عبر مداولاته مع شطح. ولكنه لم يبدي الجدية الكافية في تشكيل حالة سيادية حقيقية خارج الحكومة، لا بل حاول المساهمة من الخارج في تحديد مواقف مكون 14 آذار في الحكومة من خلال الإجنماعات التي كانت تعقدها 14 آذار لتحديد مواقفها داخل الحكومة.

9) خطء ما سمي بالتسوية، وهي في واقع حالها صفقة دونية مع حزب الله، أدت إلى فرط عقد 14 آذار وتقزيم القوى السيادية بحجج قد يكون لبعضعا بعض المصداقية وصدى لدى شعب لبنان المعذب، من ضرورة تخليص الوضع الإقتصادي والمالي من الإنهيار وضرورة الحفاظ على الإستقرار ومحاربة الفساد والواقعية والنأي بالنفس والمعارضة من الداخل،...

هذه الصفقة ساهمت، غلى جانب عوامل أخرى، بشكل كبير بوضع لبنان تحت الإحتلال الإيراني بوجه لبناني.

والسؤال هو : هل فعلا" هذا هو السبيل إلى خلاص لبنان أم أنه الطريق إلى مزيد من المآسي.

في مطلق الأحوال، سوف نكمل مسيرة خلاص لبنان بالرغم من كل الصعاب وسوف ننجح !

 

لماذا تحدّث نصرالله عن أزمة مالية ومحفظته لا تزال صامدة؟

احمد عياش/النهار/14 آذار/19

لم تتأخر "فرق الجباية" التابعة لـ"حزب الله" في تنفيذ توجيهات الامين العام السيد حسن نصرالله التي وردت في كلمته الاخيرة، فأطلقت حملة واسعة في مناطق سيطرة الحزب كي تجمع التبرعات من السكان تحت عنوان "دعم المقاومة".

في بداية الحملة، وزَّع عناصر الحزب آلاف الاستمارات على منازل بدءاً من الضاحية الجنوبية لبيروت، تتضمن أسئلة حول التبرعات التي يرغب السكان في تقديمها تمهيدا لترتيب وسائل جمعها في وقت لاحق. وعلمت "النهار" من قاطنين في الضاحية ان استجابة المواطنين كانت متفاوتة، وتراوح ما بين القبول والتحفظ المبرر بالضائقة المعيشية. وفي معلومات من اوساط شيعية متابعة، ان المعطيات العامة لا تفصح عن وجود أزمة مالية يعانيها الحزب بكل ما في الكلمة من معنى. فحتى الآن لم تتصاعد الاصوات اعتراضاً على شحّ في السيولة في صفوف المنتمين الى الحزب باعتبار ان الحاجات الاساسية لهؤلاء ما زالت متوافرة على كل الصعد. وما يحكى عن خفض الرواتب بمقدار خمسين في المئة، لم تظهر آثاره. وما زال رعايا الحزب يمارسون حياتهم كالمعتاد من دون أي تغيير في سلوكياتهم المعيشية. لكن ذلك لا يمنع من رصد ظواهر ركود في الدورة الاقتصادية في "دولة" الحزب تتمثل بتراجع أعمال المؤسسات التجارية فيها على نحو لم يعد خافيا، لاسيما ما يتعلق بتراجع حجم المبيعات.

وفي معلومات لـ"النهار" من مصادر بقاعية، ان "حزب الله" أنهى تعاملاته مع مؤسسة صيدلانية كبرى في المنطقة على خلفية تحقيق يتصل بحجم الفاتورة التي يسددها الحزب للمؤسسة من جراء تزويد أنصار الحزب الادوية، وسط شائعات ان هناك تضخيما في هذه الفاتورة يخفي مكاسب غير مشروعة. وفي موازاة ذلك، تبلّغ عناصر في الحزب انه لم يعد بالامكان توفير عمل لكل افراد أسرهم في وقت واحد في مؤسسات الحزب، وبالتالي يجب عليهم السعى وراء وظائف خارج هذه المؤسسات. علامَ تنطوي هذه التفاصيل؟ في رأي الاوساط الشيعية ان هناك" قطبة مخفية" في كل الموضوع، إذ ان القدرات المالية التي يتمتع بها الحزب تسمح له بالانفاق لشهور مقبلة إنطلاقا من ان هذه القدرات لا تخضع لتأثيرات مفاجئة كما أوحى بها نصرالله. ففي مراحل سابقة، جاهر الامين العام للحزب بالحديث عن المصاعب التي يجتازها تنظيمه بفعل العقوبات الاميركية، لكنه حرص في الوقت عينه على تأكيد قدرات الحزب على اجتياز هذه المصاعب بفعل موارد لا تخضع للعقوبات وتحديداً في النظام المصرفي.

لماذا دقّ نصرالله جرس الانذار المالي إذا كان حزبه لا يزال بعيداً من الازمة؟ قد لا يكون هناك جواب حاسم متوافر حتى الان. لكن غياب هذا الجواب لا يقفل الباب امام تكهنات واهمها في الوقت الراهن ما يتصل بإيران التي تمثل لـ"حزب الله" وسائر أذرع الجمهورية الاسلامية في المنطقة "حبل السرّة" لكي تبقى على قيد الحياة. وفي الايام الاخيرة ظهرت مؤشرات غير مسبوقة من طهران تتحدث عن الواقع المالي الجديد للجمهورية. فتحت عنوان "مجلس شورى إيران: على سوريا تسديد ديونها الكبيرة لطهران ويجب إقرارها قانونيا"، أورد موقع "روسيا اليوم" الالكتروني في الثامن من الجاري ما صرّح به رئيس لجنة الأمن القومي في مجلس الشورى الإيراني حشمت الله فلاحت بيشة. فقد نقلت وكالة "إرنا" الإيرانية الرسمية في نسختها باللغة الفارسية عن فلاحت بيشة قوله: "على مدى سنوات من التعاون بين إيران وسوريا خلال الحرب، أصبح على حكومة دمشق ديون كبيرة لإيران، ويجب على حكومتنا إقرار هذه الديون بشكل قانوني مع دمشق". وتابع البرلماني الإيراني: "خلال اجتماعي مع المسؤولين السوريين، أعلنت كأول مسؤول إيراني أن هذه الديون قانونية ويجب عليهم دفعها". ومن سوريا الى العراق، حيث أوردت الوكالة الفارسية "إرنا" في 12 الجاري تحت عنوان "العراق يسدد القسط الاول من ديونه لإيران" ما أعلنه محافظ المصرف المركزي الايراني عبد الناصر همتي من ان بغداد سدّدت القسط الاول من ديونها لطهران. واوضح همتي انه التقى نظيره العراقي علي العلاق وبحث معه في عدد من القضايا المالية بما فيها تسهيل الشؤون المصرفية لمصدّري السلع والخدمات الايرانية، وإنشاء فروع للمصارف الايرانية في العراق، واقامة العلاقات المصرفية بين البلدين، الى ضرورة القبول بضمانات المقاولين الايرانيين بالدينار بدلا من الدولار. وتبلغ قيمة صادرات ايران من الكهرباء والغاز الى العراق اربعة مليارات دولار من صادراتها الاجمالية اليه والبالغة 12 ملياراً.

ما يستفاد مما سبق ان إيران التي تواجه ضيقاً قلّ نظيره في تاريخها الذي بدأ بعد استيلاء الامام الخميني على السلطة عام 1979، تفتش عن موارد في انحاء "الهلال الفارسي" الممتد من بحر قزوين الى البحر المتوسط. وإذا كان المعلن من هذا التفتيش انه شمل العراق وسوريا، فهذا لا يعني ان لبنان سيكون بمنأى عنه. وسيكون دور "حزب الله" في هذا المجال في المدى المنظور "الجابي" الذي يوفر عائدات الجباية من هذا الجزء المهم من الهلال. ولمن يريد دليلا حديث العهد ما يتصل ببيع الحديد الايراني في لبنان على رغم الملاحظات الجوهرية حول نوعيته، كما أوردت بالامس قناة LBCI. غير ان موضوع الحديد الايراني بدا أقل أهمية من الرسالة التي بعثت بها مندوبة القناة من طهران وسجلت فيها شهادات حيّة لسكان العاصمة الايرانية خلال وقوفهم في طابور إنتظاراً للحصول على اللحم المدعوم من الحكومة. وفي هذه الرسالة قال رجل مسنّ للمندوبة انه انتظر من الرابعة فجرا حتى التاسعة صباحا لكي يحصل بواسطة بطاقة على كيلوغرام من اللحم. أما حصته المقبلة فسيحصل عليها الشهر المقبل! ماذا عسى نصرالله ان يقول غير ما قاله في زمن يجوع فيه الايرانيون؟ في معلومات لـ"النهار" ان "حزب الله" يقوم بعملية استباقية يحقق من خلالها تقليص النفقات بالتخلص من أعباء غير ضرورية في بيئته، ويساعد في آن مرجعيته الايرانية في توجيه رسالة الى الشعب الايراني انه ليس وحده مَن يجوع. وفي الوقت نفسه، يبدو ان نصرالله مطمئن الى ان محفظته المالية ما زالت ممتلئة.

 

في استعادة 14 آذار المغرية

يوسف بزي/المدن/14 آذار/19

لم يبق من 14 آذار 2005 إلا أمرين: الابتذال السياسي لها من قبل أحزابها وقادتها، والنوستالجيا العاطفية عند جمهورها المتنوع الأهواء والمتباين في تأويل تلك اللحظة.

http://eliasbejjaninews.com/archives/72983/%D9%8A%D9%88%D8%B3%D9%81-%D8%A8%D8%B2%D9%8A-%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D8%B3%D8%AA%D8%B9%D8%A7%D8%AF%D8%A9-14-%D8%A2%D8%B0%D8%A7%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%BA%D8%B1%D9%8A%D8%A9-%D9%84%D9%85-%D9%8A%D8%A8/

لو سئل أكثر من مليون ونصف مليون لبناني شاركوا في ذاك النهار الربيعي المجيد، عن أهم يوم في حياتهم وذاكرتهم، فستكون إجابتهم: 14 آذار 2005. فذاك الاجتماع بوسط بيروت، شبه المعجزة الوطنية، حقق أمنية مستعصية طوال تاريخ الاستقلال اللبناني، أي أن تتقدم "الهوية" اللبنانية وحدها، خالصة ونقية ومتفوقة على الهويات الطائفية والأهلية.

كان ذاك وجيزاً وهشاً، ولم يدم وقتاً طويلاً، رغم قوّته العاطفية والسياسية، ورغم وضوحه الجذّاب ووعده الخلاصي. ففي قلب هذه المرآة الكبرى للمشهد العظيم، كان يقبع التشقق غير المرئي، الذي سيتحول إلى صدع يهشّم الصورة برمتها. فالسذاجة الكرنفالية أعمتنا عن رؤية الضعف وخطر الانكسار، أعمتنا عن الانتباه إلى نقصان فادح يعتري هذا الاحتشاد البشري المنتشي بعنفوانه وبهجته: كانت الطائفة الشيعية، ككيان سياسي، ممتنعة عن الحضور. بل وعلى الضد منه.

ما بين 14 شباط و8 آذار 2005، نجح حزب الله في استنفار طائفته والتوحّد بها. وما ظنناه مجرد تباين سياسي بين جمهور اللبنانيين وخطاب الحزب إزاء "نظام الوصاية السورية"، كان وهماً أو إنكاراً لواحدة من أكثر حقائقنا الوطنية إيلاماً، هي حقيقة الترابط العضوي والعميق بين الشيعية السياسية والنظام السوري، والأسوأ هو شبك مصير لبنان على يد حزب الله، وعلى غفلة من اللبنانيين حينذاك، بمشروع صلب وعدائي بات يسمى "محور الممانعة"، الذي يتنكّب حروباً وصراعات تمتد من كوريا الشمالية إلى فنزويلا، وتقبع إيران وسوريا في نواته.

غفلتنا عن استلحاق لبنان بهذا المحور، جعلتنا أقل قابلية للتصديق أن حزب الله "متورط" كشريك أصيل في خطف "السيادة والحرية والاستقلال"، وأنه هو على قدم المساواة مع "الحرس الثوري" ومع نظام آل الأسد، على استعداد للذهاب في المواجهة إلى حد افتعال الحرب الأهلية وتجديدها إن لزم الأمر.

ما أن اكتشفنا ذلك، حتى انتهت عملياً الفعالية السياسية لـ 14 آذار، مكتفية بكرنفاليتها أو حُلميتها.

الاصطدام بتلك الحقيقة الصعبة، أي أن تتحوّل "انتفاضة الاستقلال" (أو "ثورة الأرز")، رغماً عنها، إلى حرب أهلية طائفية، أيقظت اللبنانيين مجدداً من الغفوة "الوطنية" لتعيدهم إلى وعي الطوائف.

هكذا حلّ الخواف الطائفي مجدداً. وبه سجل حزب الله أولى انتصاراته.

أي أن تمتثل الطوائف الأخرى لنموذج الطائفة الشيعية: الاعتصاب بالنفس والاستنفار بهوية الملّة وسلاحها، وإشهار الريبة والخصومة بوجه الجماعات الأخرى.

وكان التيار العوني أول المستجيبين لهذه الدعوة. ومعه كانت الاستجابة الانتخابية، إثر ما سمي "التحالف الرباعي"، الذي كان بدوره اقتراحاً قائماً على وهم "لبننة" حزب الله تحت شعار رفض "عزل الشيعة" (رفض تكرار خطيئة "الحركة الوطنية" عام 1975 بعزل حزب الكتائب).

فحينها، كان المبدأ الجوهري الذي راهنت عليه النخبة السياسية لحركة 14 آذار، هو إزالة التناقض المصطنع بين "التحرير" (عام 2000) والاستقلال "الثاني" (2005)، واعتبارهما حدثين متلازمين ومتسقين تماماً مع الطموح الوطني. لكن حتى هذا الرهان أسقطه الحزب عمداً لحظة اندفاعه إلى حرب تموز 2006، التي كان مآلها، في خريف ذاك العام، التلويح مجدداً بالحرب الأهلية واحتلال وسط بيروت، واستمرار نهج العنف والاغتيال.

لم يبق من 14 آذار 2005 إلا أمرين: الابتذال السياسي لها من قبل أحزابها وقادتها، والنوستالجيا العاطفية عند جمهورها المتنوع الأهواء والمتباين في تأويل تلك اللحظة.

صحيح أن اليوم المشهود كشف عن وجود كتلة "مواطنين" ينحازون إلى الفضاء الرحب لفكرة لبنان، ويصنعون مثالات الحياة المشتركة، وتلاوينها، لكن ذلك ارتكز سياسياً على شراكة مع المجتمع الدولي وقراراته الأممية، بل وعلى استدعاء مساعدته، مثلما ارتكز بعنوان بسيط وبديهي هو رفض الوصاية السورية، وبالتأكيد على تضامن مسيحي إسلامي، يرفض بقاء السلاح خارج الشرعية الرسمية، عبوراً نحو سيادة الدولة المستقلة. بمعنى آخر، كانت "ميزة" 14 آذار بوصفها أولاً حركة رأي عام، وحركة مواطنين لهم إرادتهم الحرّة، وحركة أفراد يقيمون ولاءهم السياسي وفق "قناعات عقلانية ونقدية". وهذا كان لا شك، من صنيع جمهور 14 آذار.

بالتأكيد، ليس ناس 14 آذار كلهم "أفراداً" و"مواطنين مستقلين" و"رأياً عاماً"، بل هم تجاورات لجماعات وطوائف وعصبيات أهلية ومحازبين تقليديين.

لكن الإنجاز هو في صنع هذا التجاور والمجاهرة به وعدم تمويهه، وفي نواة هذا التجمع "أقلية" الأفراد والمواطنين. فبفضل تلك الأقلية تمت صياغة ذاك "التجاور" ولغته وصورته.

وتلك الأقلية هي التي تتردد وهي التي تستجيب وهي التي تسبب القلق وهي التي يتبدل مزاجها أو تصاب بالحيرة، وهي تعريفاً "ميزة" 14 آذار.

إذ أن "جماهير" الممانعة و"جماهير" 8 آذار و"جماهير" البعث و"جماهير" القائد الملهم.. لا يصيبها تردد ولا يقربها الضعف ولا تتنوع أهواؤها ولا تنقص ولا تحتار، فهي كتلة مرصوصة كجسم واحد ورجل واحد في نسخ لا نهائية، وفي لون واحد لا يحول ولا يزول.

وتلك "النعمة" لا تنالها 14 آذار. وهذا جزاء من ينحاز لمسالك الديموقراطية المضطربة والهشة دوماً.

 

«14 آذار» في «خبر كان»؟

راكيل عتيِّق/جريدة الجمهورية/الخميس 14 آذار 2019

14 عاماً مرّت على لحظة 14 آذار 2005، التي توجّت نضالات واعتصامات جزء كبير من اللبنانيين، فأثمرت خروج الجيش السوري من لبنان. البعض يعتبر أنّ المجموعات السياسية التي شكّلت قوى 14 آذار فشلت في إكمال المهمة وتحقيق أهداف وتطلعات اللبنانيين الذين وثقوا بها وسلكت طريق المهادنة مع «الطرف الآخر» أو قوى 8 آذار. لكن لأحزاب 14 آذار وجهة نظر أخرى، فهي ترفض أن تكون مقاربة المحطة التاريخية بُكائية ونَدبية، وتعتبر أنّ «14 آذار الآن في روحيتها وقواها في أفضل لحظة سياسية». أين كنا في 14 آذار 2005 وأين أصبحنا في 14 آذار 2019؟ سؤال يطرحه بعض من شارك في ذلك اليوم أو أيّد هذا التوجّه الـ14 آذاري. لكن وجوهاً «14 آذارية» من «القوات اللبنانية» وتيار «المستقبل» ترى أنّ هذه المقاربة خاطئة، فـ14 آذار كحدث تاريخي مفصلي في لبنان حقق جملة من الأهداف المطلوبة منه. بالعودة إلى تلك اللحظة، نشأت هذه الانتفاضة نتيجة قهر لبناني بدأ أوائل التسعينات وصولاً إلى الـ2005، اللحظة التي فجّرت الغضب اللبناني، الذي تجسّد في الشارع للمطالبة بخروج الجيش السوري من لبنان، بعد مجموعة تراكمات بدأت بالإنقلاب على «اتفاق الطائف» مروراً بمجموعة محطات سياسية، وصولاً إلى اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري. فأتت ردة الفعل الشعبية العفوية من كل الطوائف والمذاهب والمناطق، صوتاً وفكراً وقلباً وخلفية موحدة لخروج الجيش السوري من لبنان والتأسيس للبنان جديد بعيد من النزاعات والأحقاد والحروب والوصايات والإحتلالات، سّيد، حر ومستقل، تحكمه دولة قانون ديمقراطية كما دول العالم. وبغض النظر عن تأييد هذه اللحظة أو عدم تأييدها، يجمع كثيرون على أنّ اللبنانيين، وللمرة الأولى في تاريخ لبنان الحديث، يجتمعون، مسلمون ومسيحيون، ويلتقون بهذا الحجم والاندفاع والقوة حول أهداف واحدة بعد انقسامات وخلافات دامت منذ ما قبل الـ 1975 وأدّت إلى حرب استمرت 15 عاماَ وإحتلال دام 15 عاماً، فأظهر اللبنانيون في 14 آذار 2005 أنهم موحدون بعيداً من انقساماتهم الطائفية والمذهبية تحت عنوان وطني واحد.

وهذا أمر أساسي وتاريخي. ففي عام 1943 التقى اللبنانيون قيادات لا شعباً، فالشوارع بعد الـ1943 ظلت مقسومة واختلفت في محطات عدة، في 1958 و1969 وغيرها.

هذا على صعيد روحية 14 آذار، لكن ماذا عن هيكلها الإداري الذي «تمزّق وتفتّت» بالنسبة إلى البعض؟

يرى «14 آذاريون» أن هناك مبالغة أو جهالة في هذا التوصيف، فالإطار الإداري لـ14 آذار، هو مثل أي إطار سياسي جبهوي تاريخي ينشأ في مفاصل معينة. وإذا راجعنا تاريخ لبنان منذ 1943 وصولاً إلى 14 آذار 2005، نرى انقسامات بين خطين أو جبهتين: دستوريون وكتلويون، جبهة لبنانية وحركة وطنية... 8 و14 آذار، ولكل نزاع أبعاد معينة تتغيّر عندما ينتهي النزاع أو يتبدّل، لكن تبقى الروحية والأهداف نفسها لـ«الجبهة» أو «الحركة» بمعزل عن الشكل الإداري الذي يخدم لمرحلة معينة فقط.

فوظيفة الشكل الإداري تخدم في لحظة أو مرحلة سياسية معينة، وهيكل 14 آذار الإداري «أدى مخدوميته» حينها وحقق توازناً حقيقياً، فلو لم تكن 14 آذار موجودة بروحيتها من جهة، وبهيكليتها الإدارية من جهة ثانية، لما تمكنت من الحفاظ على لبنان وعلى التوازن وعلى حقها في الحضور داخل الدولة اللبنانية، ولمواجهة محاولات إعادة عقارب الساعة إلى ما قبل 14 آذار 2005. فهذا الهيكل الإداري حفظ المواجهة بغية منع إخراج 14 آذار من السلطة وأن يكون هناك طرف واحد حاكم، إن كان النظام السوري أو «حزب الله». أما في المرحلة الراهنة، بالنسبة إلى أحزاب 14 آذار البارزة، فما من داعٍ للهيكل الإداري لـ14 آذار الذي كان له وقته المناسب. فالعلاقات بين القوى السياسية الحزبية الأساسية المكونة لـ14 آذار ما زالت قائمة، والقوى الثلاث الأساسية التي تشكّل العمود الفقري لـ14 آذار، أي تيار «المستقبل» و«القوات اللبنانية» و«الحزب التقدمي الاشتراكي» تلتقي على المواضيع والمحطات الأساسية الاستراتيجية المرتبطة بلبنان أولاً وبالسيادة والاستقلال ودور لبنان الحر والقرار الخارجي و«النأي بالنفس»، وتُواجه معاً حول هذه القناعات إلى النهاية.

ويرفض «المستقبليون» و«القواتيون» اتهامهم بمهادنة «حزب الله» وحلفاء النظام السوري. فهم يعتبرون أنّ اللحظة السياسية الراهنة في البلد مختلفة عن المرحلة السابقة، فكيف توجد 14 آذار إذا لم توجد 8 آذار في التوجه نفسه، وإذا إتخذ «حزب الله» قرار الانكفاء والتبريد؟

ويسأل هؤلاء: إذا 8 آذار لم تعد موجودة، بل على العكس ذهبت في اتجاه التبريد السياسي ووقف الانقسامات، ودخلت البلاد مرحلة جديدة، كيف تُكمل 14 آذار المواجهة؟ هل المطلوب منها ضرب التسوية والاستقرار وتهديد السلم الأهلي؟

يعتمد «المستقبل» و«القوات» الواقعية السياسية، ويعلمان أنه لا يمكن نزع سلاح «حزب الله» بالقوة. فأي محاولة من هذا النوع تجرّ البلد إلى حرب. كذلك «الطرف الآخر» اقتنع في أنه لا يمكنه إلغاء قوى 14 آذار، وعاد بعد أن أسقط حكومة سعد الحريري في 2011 إلى قواعد المشاركة في الحكومة مع 14 آذار التي حقها الأساسي الوجود في السلطة والدولة. أما بالنسبة إلى الأهداف التي حققتها 14 آذار، فتعتبر هذه القوى أن ما يُطبّق على مستوى الحكومة راهناً هو أكبر انتصار لـ14 آذار، عبر سياسة «النأي بالنفس» والذهاب إلى عقد مؤتمر «سيدر» مع المجتمع الدولي والتعاون مع الولايات المتحدة الأميركية، فضلاً عن تلقي المساعدات الغربية وتحقيق الاستقرار وحضور الدولة في المؤسسات ومكافحة الفساد... فبين 2005 و2010 كانت مرحلة تصفيات واغتيالات لقوى 14 آذار، وغابت الدولة في زمن التعطيل والفراغ.

كذلك تؤكّد هذه القوى أنّ هذا الانتصار هو انتصار للبنان واللبنانيين الذين شاركوا في 14 آذار وكانوا يريدون دولة. فحضور 14 آذار في الدولة هو إعادة الإعتبار إليها ومفهومها ودورها وثقافة القوانين والدساتير.

في السياسة لا يُمكن دائماً الذهاب إلى النهاية في المواجهة. ويعتبر الـ«14 آذاريون» أن «ما تحقق ممتاز، ونحن اليوم في أفضل لحظة سياسية مؤسساتية لـ14 آذار من خلال الدولة اللبنانية، فمع كثير من الملاحظات، الدولة تحاول توسيع حضورها وتثبيت فعاليتها ودورها وتطبيق قوانينها على جميع اللبنانيين. وللمرة الأولى منذ 14 آذار 2005 نحقق شراكة حقيقية، لم تتحقق سابقاً، وبالتالي نحن اليوم في أفضل مرحلة سياسية».

 

تفاهُم تحت سقف رفيق الحريري

أسعد بشارة/جريدة الجمهورية/الخميس 14 آذار 2019

لم تمضِ أيام على اللقاء الذي جمعه باللواء أشرف ريفي، حتى كان الرئيس فؤاد السنيورة قد أتمّ المصالحة بتفاصيلها البسيطة وغير المعقّدة. كانت مبادرته اجتهاداً شخصياً تسعفه فيه مكانته السياسية، وتجاوب كل من الرئيس سعد الحريري وريفي، ووضعت اللمسات النهائية على اللقاء قبل ساعات من حصوله.

لاختيار مكان اللقاء معانٍ كثيرة وأسباب، لكن القاسم المشترك الطارئ الذي حتّم الذهاب الى منزل السنيورة، الحملة المبرمجة التي تعرّض لها على يد "حزب الله"، والتي تردّدت أصداؤها سّنياً على انّها إستهداف مباشر.

فالحريري سجّل اطلالته المباشرة الاولى دعماً للسنيورة، التي تجاوزت الدعم السياسي والإعلامي لتيار"المستقبل". وريفي الذي سبق له أن خاض معركة السنيورة، كان سعيداً في أن تتم المصالحة في منزل المُستهدف.

تراوحت حسابات الطرفين لإتمام المصالحة، بين اعتبارات شخصية وعامة. فالخلاف الذي امتد لسنوات كان مُكلفاً، ليس على ريفي فقط. والمرحلة المقبلة في ظل "حملة مكافحة الطائفة السنّية تحت عنوان الفساد"، كما وصفها احد الاقطاب، تستلزم تنظيم الاتفاق وضبط الخلاف.

وكان الحريري دقيقاً بما قاله في اللقاء، حين تعاطى مع الخلاف السياسي كأمر طبيعي، انما من دون الجنوح الى العداء، ولا الحملات السياسية والاعلامية، وقبل كل ذلك، عدم السماح لأي تمايز سياسي أن يخرج من الغرف السياسية الى الهواء المفتوح، اذا ما كان هناك من نية، وقدرة تنسيق ووعي لخطورة الخلاف العلني، لدى المعنيين.

أمّا في الجانب الشخصي، فهو طوال فترة الخلاف الحاد لم يتأثر، الى درجة أن دقائق معدودة لبدء اللقاء كانت كافية لرسم الابتسامات على الوجوه، ولم تُعبّر الصور التي وزعت بعد اللقاء بما يكفي عن مضمون اللقاء. تجاوز لقاء الحريري ـ ريفي تجربة "أوعى خيك" بأشواط. فالتحضير للقاء لم يستلزم أشهراً ولا أوراقاً سياسية ولا جولات تفاوض ماراتونية، ولا شروطاً متبادلة، ولا اتفاقات غير مكتوبة. تمّ كل شيء تحت الضوء وبسرعة قياسية، وبلا أثمان شخصية أو مصلحية ولا وعود. كل ما حصل، انّ إقتناعاً متبادلاً تُرجم على طريقة رجال البادية، بفتح صفحة جديدة، هي نفسها ستفتح الطريق الى الانسجام في المواقف، والى التمايز السلمي، والى التعاون كل من موقعه. كل ذلك تحت سقف رفيق الحريري في لحظة تتطلب وحدة الصف بلا رياء بل بقول الحقيقة كاملة.

سيُعلن ريفي اليوم لطرابلس وللجمهور السيادي ما سبق هذه المصالحة وما سيليها، بشفافية، سيوجّه رسالة للمباركين والمعترضين، سيرسم خريطة طريق المرحلة المقبلة، سيشرح خلفيات الخطوة وما يتوقعه من نتائج، ولن يتغيّر في الأمر شيء، ولن يكون ريفي شخصاً آخر.

وسيكون للشق السياسي في المؤتمر حيّز كبير، بنحو يتجاوز الانتخابات الفرعية على اهميتها. اذ أنّ القاسم المشترك الذي حتّم المصالحة يتلخّص في وجود مخاطر حقيقية على الطائفة والوطن، وهذا هو سرّ المصالحة وهدفها.

إختار ريفي يوم 14 آذار لإعلان موقفه الذي كان سيشهد اليوم، لولا المصالحة، ترشحه للانتخابات النيابية. كان قد ترك الباب مفتوحاً لمبادرة السنيورة ولم يستبعد أن تؤدي الى نتائج وصَدق حَدسه.

14 آذار 2005 بالنسبة الى الضابط الرفيع في قوى الأمن الداخلي أشرف ريفي، كان حلماً وحقيقة، منها استمد قوة ممارسة مختلفة على رأس قوى الامن الداخلي، تُرجمت قرارات كبيرة في ملف التحقيق في اغتيال الرئيس رفيق الحريري وغيره من الملفات. وهو اليوم يستعيد الذكرى على وقع المصالحة ليقول: "انا أشرف ريفي أملك شجاعة الموقف وأتجاوز كل الإعتبارات من أجل المصلحة العامة..هذه هويتي".

 

«بروكسل 3» للنازحين وليس للبنان وحده

جورج شاهين/جريدة الجمهورية/الخميس 14 آذار 2019

يعتقد بعض اللبنانيين انّ مؤتمر بروكسل الخاص بدعم مستقبل سوريا والنازحين وُجد من أجلهم. لكنّ الحقيقة هي في مكان آخر، وعلى الجميع الاقتناع بأنّ الوضع في لبنان هو ورقة في الملف الكبير. فالمؤتمر الذي انعقد بنسخته الثالثة اليوم يناقش في مصير اكثر من 11 مليون نازح في الداخل السوري وخارجه، وما على اللبنانيين سوى التعاطي معه على هذا الأساس. تجمع مراجع ديبلوماسية وسياسية على الاعتقاد انّ الاهتمام اللبناني بمؤتمر «بروكسل 3» فاق كل التوقعات، إذ انه لم يرصد الأهمية عينها التي توليها الحكومات الأخرى ولاسيما منها الأردنية او التركية او تلك التي تعتبر من دول اللجوء باستثناء دول الإتحاد الأوروبي التي تعاني الأزمة بأبعادها المختلفة. فالأزمة تجاوزت حدود دول الجوار السوري الى القارات، وباتت معظم الدول الأوروبية في شمال البحر المتوسط وشرقه مسرحاً للنزوح. عدا عن موجات النزوح التي تسبّبت بها الحروب الداخلية.

وإن بقي المجتمع الدولي مُبعداً عن مناطق النظام السوري ومحصوراً بمناطق المعارضة وتلك التي يسيطر عليها الاكراد والشريط الأمني التركي والتي تحظى بالرعاية الأميركية، فإنّ الأوضاع ستبقى على حالها من الانهيار في الداخل السوري.

ولذلك بقيت الأمور مُناطة بالمؤسسات الإنسانية السورية المحلية التي استجلبت نوعاً من الدعم الخارجي الروسي والإيراني وبعض دول شرق آسيا والصين وكوريا الشمالية، في ظل غياب الحضور الدولي التام على رغم من كل الجهود التي بذلتها المؤسسات الأممية العاملة في إطار مكتب المبعوث الدولي الى سوريا غير بدرسون. وعليه، يعتقد خبراء شاركوا في التحضير للمؤتمر أنّ الداخل السوري سيكون الأقل عرضة لتدابير الإستجابة للأزمة التي يقاربها هذا المؤتمر. فهو، وحتى الأمس القريب، عاجز عن التفاهم مع النظام السوري لمقاربة حاجات النازحين في مناطقه بالنظر الى القيود المفروضة على حركتهم واعتبار انهم «عملاء» لدولهم. فإذا كانت الجمعية تحظى بالدعم الفرنسي أو السويسري أو الكندي مثلاً، فهي بالنسبة الى النظام تُدار بإرادة الحكومة الفرنسية أو السويسرية او الكندية، وهي بالنتيجة بنظرهم من دول الحلف المناهض للنظام الذي لا يعترف بالأبعاد والأهداف الإنسانية أو الاجتماعية لهذه المنظمات او لتلك المعايير التي يمكن ان تتجاوز حدود الدول والقارات والاعراق والطوائف.

وعليه، وعند مقاربة ما يمكن ان يجنيه لبنان من المؤتمر، فقد بات واضحاً انّ لبنان سيطالب المؤتمر باستكمال تنفيذ البرامج السابقة التي وضعت في المؤتمرين السابقين.

وهو أمر يرى لبنان انه يحتاج الى نحو المليار و100 مليون دولار لتمويل البرامج والمشاريع التي تخدم المجتمعات المضيفة للنازحين، ومليار لمقاربة شؤون وحاجات النازحين أنفسهم. هذا عدا عن تلك المساعدات التي تصل مباشرة من الدول والمؤسسات المانحة مباشرة الى النازحين عبر ممثلياتهم الخاصة، او عبر منظمات إقليمية ودولية تتجاهل القنوات الرسمية والمؤسسات الحكومية.

فلبنان الذي سيصرّ على مطالبه، سيوضح للمؤتمر انه التزم مقتضيات مقررات «بروكسل 2» ونجح في السنوات الماضية في تحقيق ما طلب منه. فهو سعى الى التخفيف من حالات الفقر التي يعانيها 70 % من النازحين عامَي 2017 و2018 فانخفضت النسبة بدرجة واضحة، كذلك تجاوب مع مقتضيات توفير التعليم لأكثر من 200 الف طالب سوري استوعبتهم المدارس الرسمية ببرامج خاصة في فترات بعد الظهر والمسائية منها.

ونجح لبنان أيضاً في تلبية المطالب الخاصة بتسهيل الإقامة في لبنان، فأعاد النظر في المهل لتسوية اوضاعهم من النواحي القانونية والإدارية والشخصية، وأعفاهم من رسوم الإقامة لتتحول مجانية وباتت معظم المعاملات تجري بلا رسوم ولا ضرائب فتوفّر الحماية القانونية لنسبة كبيرة من النازحين الذين لا يمتلكون أي وثيقة، بالإضافة الى تسوية أوضاع اكثر من 170 ألف نازح انتقلوا الى بلدهم العام الماضي وفق برامج العودة الطوعية التي تنسّقها المديرية العامة للأمن العام مع المنظمات الدولية والمحلية. كذلك استمر في عدم تطبيق قرارات الإبعاد الى سوريا التي طاوَلت المجرمين والمخالفين منهم.

وما عدا هذه الخطوات التي نفّذها لبنان، بَقي جزء كبير من السوريين متخفياً مفتقداً الأوراق القانونية ويمارس أعمالاً لا تسمح بها القوانين اللبنانية بتواطؤ لبناني في معظم الأحيان.

ولذلك اضطرت المراجع المعنية الى ضبط ما يمكن ضبطه من المخالفات التي انعكست سلباً على اليد العاملة اللبنانية والحركة الإقتصادية عموماً، ولكن ذلك لم يحل دون بقاء عدد منهم خارج كل قوانين العمل والإقامة، وهو ما حال دون تسجيل كثيرٍ من الولادات على رغم الإجراءات التي وضعتها وزارة الداخلية بالتعاون مع المنظمات الأممية، ولاسيما منها المفوضية السامية لشؤون اللاجئين. والى هذه المعطيات وغيرها يُصرّ بعض اللبنانيين على تجاهل المجتمع الدولي، ويسعون الى تسويق خطط وبرامج تدعو الى التعاون مع النظام السوري خارج الأطر القانونية والدولية، لكنها بقيت قاصرة عن تحقيق اي ممّا يجب القيام به لتسهيل العودة سواء كانت آمنة أو طوعية، وهو ما دفع بالجدل القائم الى الذروة بما رافقه من خلافات واتهامات خالية من أي مبرر طالما انّ الوضع في سوريا باق على ما هو عليه.

فلبنان الذي نجح في تأجيل التحاق العائدين من الشبّان السوريين الى الخدمة العسكرية لستة أشهر بعد العودة، لم يتمكن من إلغاء هذا القانون الذي يطبّق على السوريين أينما وجدوا، فهو قرار سيادي سوري لا يستطيع أحد مهما علا شأنه ان يغيّره.

والدليل انّ المبادرات الروسية والدولية الأخرى التي قاربت هذا الموضوع تمكنت فقط من تمديد المهل التي حددها القانون الرقم 10 الذي يُجبر السوريين على مراجعة دوائر الأمن والمخابرات قبل الدوائر العقارية لتثبيت ملكيتهم الى مطلع العام 2012، بدلاً من مهلة أولى قالت بـ3 اشهر انتهت في نيسان الماضي وأخرى قالت حتى نهاية العام المنصرم. وبناء على ما تقدّم، وجب على اللبنانيين ان يتناولوا الموضوع من زوايا مختلفة، فالخصومة مع المجتمع الدولي مُضرة ولا تفيد في شيء ليبقى المخرج الوحيد بالترتيبات التي يمكن النظام السوري ان يتخذها لاستعادة أبنائه اذا أراد، الأمر الذي يحوط به الشك والغموض الى درجة كبيرة.

 

البترون خالية من المخيمات؟

الان سركيس/جريدة الجمهورية/الخميس 14 آذار 2019

تتخذ قضية النزوح السوري في منطقة البترون طابعاً جديداً مع وجود توجّه جدّي من قبل المسؤولين لتخفيف إكتظاظ المنطقة بالنازحين. لكنّ الخوف يبقى من تواطؤ بعض الجهات المستفيدة مالياً من هذا الوجود ووقوفها عثرة في وجه إنهاء هذا الملف.

تُعتبر منطقة البترون من أكثر المناطق اللبنانية التي عانت من النزوح، وساهم هذا الأمر في ضرب إقتصادها وتضرر مناطق سياحية بأكملها جرّاء إنتشار مخيمات النزوح، كما إلحاق الضرر بنهر الجوز الذي يشكّل أهم الروافد الاقتصادية في المنطقة، إن على المستوى السياحي أو الزراعي.

في الأرقام الرسمية، لامس عدد النازحين في البترون الـ15 ألف نازح، ويُعتبر هذا الرقم كبيراً جداً نسبة الى عدد السكان هناك، علماً انّ بلدات البترون، باستثناء تنورين ومدينة البترون، هي بلدات صغيرة ومنتشرة في الجرود والوسط والساحل.

جديد هذا الملف، قيام القوى الامنية منذ أيام بإزالة مخيّم كوبّا في ساحل البترون، والذي كان يشكّل شوكة في خاصرة البلدة. فكان قرار محافظ الشمال رمزي نهرا وقائمقام البترون روجيه طوبيا حازماً في إنهاء هذه الظاهرة.

قد تكون منطقة البترون من أكثر المناطق التي دفعت ثمن الحرب الأهلية، وعلى الرغم من أنه لم يكن فيها مخيمات للفلسطينيين على أراضيها، إلا أنّ أهاليها، الذين كانوا في طليعة «قوات الجبهة اللبنانية» وأحزاب اليمين، قد سقطوا شهداء في حرب المخيمات وتحرير تل الزعتر، والدفاع عن زغرتا في حرب السنتين، والفاتورة الاكبر كانت أثناء الإجتياح الفلسطيني وارتكابه مجازر بحق أبناء المنطقة، وخصوصاً في بلدة شكا. وما يدعو للاستهجان، أنّ البعض لم يتعلّم من تجارب الماضي الأليم، خصوصاً مع استقدام البعض (بينهم متمولون ورؤساء بلديات) للنازحين السوريين وإسكانهم في البلدات للإستفادة منهم مادياً من خلال بدلات الإيجار، وهذا الأمر ضرب اليد العاملة البترونية، وحوّل المنطقة، من منطقة سياحية خضراء الى منطقة تنتشر فيها مخيمات النزوح.

لكن، ما نشهده اليوم يؤشر الى جدّية المسؤولين في العمل على التخفيف من اكتظاظ اللاجئين. في حين أن عدداً كبيراً من البلديات لم تقم بدورها في هذا الملف، وهناك عدد من المراسلات الموثّقة والمحاضر بين عدد من البلديات والمرجعيات المسؤولة تطالب البلديات بضبط النزوح، لكن دون أن تتمّ الإستجابة لهذا الامر. رمي المسؤوليات هذه المرّة ليس سهلاً، مع إصرار محافظ الشمال وقائمقام البترون على تنظيف محيط نهر الجوز، خصوصاً أن هناك قرارًا سياسياً كبيراً من أعلى المرجعيات السياسية إتُخذ بهذا الشأن.

من هنا، يتوجّب على رؤساء البلديات حسب مصادر رفيعة، التعاون مع هذا الواقع الجديد، وإلّا ستكون هناك محاسبة على المخالفات والمخالفين. وبعد إزالة مخيّم بلدة كوبّا، ستستمر الحملة مع إزالة مخيات للنازحين في بلدة آسيا في جرود البترون، إضافة الى مثلث كفرحلدا- بيت شلالا- بساتين العصي الذي فاق عدد النازحين فيه أعداد الأهالي بكثير، حيث يمرّ نهر الجوز. واتُخذ القرار بإبعاد كل الخيم عن ضفاف نهر الجوز كخطوة اوليّة وعلى بعد 30 متراً من مجرى النهر، فيما التجمعات السكنية التي تحوّلت الى مخيمات نزوح، ستطالها المرحلة الثانية.

وفي بلدة تنورين، فانّ حادثة إعتداء أحد النازحين على مواطنة من بلدة وطى حوب لا تزال ماثلة أمام أعين الأهالي، وسط المخاوف من تكرار مثل هذه الاحداث. وما يدعو للإستغراب أنّ العدد الأكبر من النازحين لا يعملون في البلدة، وقد كفلهم البعض مقابل تأجيرهم بيوتهم.

وأصدر رئيس بلدية تنورين بهاء حرب قراراً منذ 3 أشهر قضى بعدم السماح للسوريين الذين لا عمل لهم في البلدة بالبقاء فيها، لكن هذا القرار بقي حبراً على ورق بسبب عدم وجود الدعم المطلوب لتطبيقه.

لا شكّ أنّ قرار وزيرة الداخلية ريا الحسن، والذي أثار موجة إستغراب واسعة، بعدم فكّ أي مخيم نزوح من دون أخذ رأي وزارة الشؤون الإجتماعية، قدّ أخّر الخطوات بعض الشيء في البترون، علماً أن لا اموال لوزارة الشؤون للقيام بخدمات للبنانيين، فكيف ستؤمّن بديلاً وتستأجر مساكن للسوريين، الأمر الذي يطرح أكثر من علامة إستفهام حول نية بعض الجهات في الدولة اللبنانية بإبقاء النازحين حيث هم. وفي هذا السياق، لا تزال الجمعيات التابعة للأمم المتحدة والتي تهتم بشؤون النازحين تسرح وتمرح في البترون من دون أي حسيب ورقيب، وتحرّض النازحين على البقاء، منتهكة سيادة لبنان.

 

هذه نِسَب القوى التجييريّة في طرابلس

مرلين وهبة/جريدة الجمهورية/الخميس 14 آذار 2019

قد تكون قراءة توزّع القوى السياسية وقدراتها التجييرية في الشمال معقّدة بعض الشيء بعد الإنتخابات النيابية الأخيرة وصولاً إلى الإنتخابات الفرعية اليوم، وذلك نظراً لوجود كثير من العوامل المتداخلة في هذا الإطار، بالإضافة إلى المتغيّرات الجديدة التي برزت على الساحة الطرابلسية، وأهمها الغياب شبه الكلي لكثير من الخدمات عند قسم كبير من القوى السياسية الطرابلسية، بالإضافة إلى توقف عدد من التقديمات التي كانت موجودة لدى بعض القوى السياسية في الشمال. الملفت بعد الإنتخابات النيابية الأخيرة، كان التقارب المصلحي بين بعض القوى السياسية، والذي من الواضح أنه يراوح اليوم بين حاجة سياسية لدى فريق ومصلحة طرابلسية لدى آخر. هذه العوامل الظاهرة والمتغيّرات الحديثة كلها، سيكون لها أثرها الكبير على المعركة السياسية في الإنتخابات الفرعية، خصوصاً أنّ توزعاً كبيراً للقوى التجييرية للأطراف السياسية السنّية يسود الساحة الطرابلسية، كما يُظهر الرسم البياني الصادر عن دراسة مدير المؤسسة الوطنية للدراسات والإحصاء ذكريا حمودان. هذا التوزّع فرضته المعادلة الإنتخابية الأخيرة، والتي جعلت من رئيس الحكومة السابق نجيب ميقاتي الرقم الأصعب في المعادلة الطرابلسية. في المقابل، يوضح التقارب في الأرقام بين تيار «المستقبل» 17% والوزير السابق محمد كبارة 13%، أنَّ حاجة «المستقبل» لكبّارة حاجة ضرورية وليست خياراً، وأنَّ ثمناً ما سيدفعه «المستقبل» من أجل الإبقاء على «أبو العبد» على مقربة منه في المعركة الإنتخابية المقبلة. ولذلك تمّ إقناعه بعدم الإستقالة لمصلحة نجله كريم كبارة، الذي كان يطمح الى وراثة مقعد والده بعد وعود ما زالت مجهولة، لكنها تبقى في كنف تيّار «المستقبل».

وتجدر الإشارة الى النسبة التجييريّة للوزير محمد الصفدي، التي لا يمكن تحديدها، بعدما اضيفت على النسبة المئوية لتيّار «المستقبل» في الإنتخابات الأخيرة.

ريفي

أما نسبة الـ 10% التي يتمتع بها الوزيرالسابق اللواء أشرف ريفي، فهي رقم لا يُستهان به أبداً، لذلك تلمّس الرئيس سعد الحريري ضرورة إستيعاب «اللواء» داخل «المستقبل» مجددّاً، ووجوب إدارة ظهره لكلِّ من نصحه بغير ذلك، مستعيناً بتكتيك الرئيس فؤاد السنيورة وعلاقة الأخير مع ريفي، والتي أبقى عليها رئيس الحكومة السابق متميّزاً عن قرار كتلة تيّار «المستقبل». كما أنَّ النائب فيصل كرامي يتمتع بالنسبة المئوية عينها، أي 10%، وإلى جانبه «جمعية المشاريع الخيرية الاسلامية» (الأحباش) التي باتت اليوم تُعتبر رقماً أساسياً في المعادلة الطرابلسية السنّية بعد تثبيت نفسها فيها. في المقابل، لا يمكن تجاهل نسبة الـ 12% من السنّة الذين نزلوا إلى المعركة الإنتخابية وأخذوا خيارات مغايرة عن الخيار التقليدي أو صوّتوا لمصلحة مرشحين ضمن لوائح سياسية من غير الأقطاب. ولا يمكن أن نتناسى أيضاً عدد الأوراق البيضاء والملغاة، الذي سيكون مختلفاً في هذه المعركة، حيث كان من الملفت أن يتم إلغاء أكثر من 5 آلاف صوت في هذه الدائرة فقط، وسيكون من الصعب إلغاء هذه الأصوات في الإنتخابات الفرعية، نظراً لعدم وجود أي عقدة في عملية الإقتراع تعطي حجة بالإلغاء.

ومن الملاحظ أنَّ الرسم البياني إعتمد تقييم القوى السنّية في المدينة، نظراً لعدم وجود الحماسة الكافية في الشارع المسيحي للمشاركة في الإنتخابات الفرعية في طرابلس عموماً، علماً إنّها مرشحة لمزيد من التراجع، مع تزامن تلك الإنتخابات وتاريخ الإحتفالات بأحد الشعانين لدى الطوائف الغربية، الذي يصادف أيضاً في الرابع عشر من شهر نيسان المقبل. وهنا يستغرب البعض من أبناء المدينة عدم أخذ المعنيين، ووزارة الداخلية تحديداً، تزامن المناسبتين في عين الإعتبار! علماً أنّ الناخب المسيحي يشكّل رقماً لا يُستهان به في حال تحرّك نحو صناديق الإقتراع، خصوصاً في ظلّ إنتخابات فرعية تكون فيها نسبة الإقتراع متدنّية جدّاً، وقد لا تتعدّى 18%. ويبقى الشارع العلوي، الذي أثبت «الحزب العربي الديمقراطي» أنه ما زال يملك كلمة السر فيه، على رغم من الكم الهائل من الأموال والوعود التي ضُخّت له خلال المعركة الإنتخابية السابقة على يد المرشح الرابح في الإنتخابات، والذي على رغم من كل ما قام به، لم يصل إلى الرقم الأعلى الذي حصده مرشح «لائحة الكرامة» الذي تلقى الدعم المعنوي من الحزب العربي والفريق السياسي الداعم. أمّا في ما يتعلق بالتحالفات التي استُجدّت نتيجة المصالحة بين ريفي والحريري، فيتوقع البعض أن تكون لها انعكاساتها السلبية والإيجابية في الوقت نفسه على الساحة الطرابلسية، فيما يتساءل البعض عن موقف ميقاتي النهائي حول ترشّح ديما جمّالي، غير مستبعدين إحتمال أن يكون له مرشح آخر وحديث آخر، على رغم من تشديده على أواصر العلاقة التي تجمعه بالحريري... إنما الأولوية وفق تعداد ثلاثية ميقاتي، مصلحة طرابلس. ويُظهر الرسم البياني النِسب المئوية التالية التجييرية الترجيحيّة للقوى الأساسيّة في المدينة، مع الأخذ في الإعتبار أي عامل فُجائي قد يؤدّي الى تبدّل هذه المعادلة المفترضة: تيار «العزم» 29%، تيار «المستقبل» 17%، محمد كبّارة 13%، فيصل كرامي 10%، جمعية المشاريع الخيرية 6%، أشرف ريفي 10%، الجماعة الإسلامية 3%، قوى أخرى 12%.

 

عون والحريري... و"العهد الأقوى"

عبد السلام موسى/جريدة الجمهورية/الخميس 14 آذار 2019

لم يتردد رئيس الجمهورية ميشال عون في ضرب يده على الطاولة ليرفع جلسة مجلس الوزراء الأولى، بعد نيل الثقة، حاسماً الجدل الذي كان قائماً حول ملف النزوح السوري والعلاقة مع سوريا، قائلاً: "أعرف مصلحة لبنان... وأنا المسؤول"، والتي لا يزال يتردد صداها حتى اليوم. المشهد يعيد نفسه من المكان عينه، ولكن بتوقيت مختلف. بالأمس، أطلّ رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري، من قصر بعبدا، وحسم، بعد لقائه عون، وبكل هدوء، الجدل القائم حول عدم انضمام وزير الدولة لشؤون النازحين صالح الغريب الى الوفد اللبناني المرافق له إلى بروكسل، قائلاً: "انّ رئيس الوزراء يمثّل لبنان، ويتحدث باسمه، ويهتم بالشؤون ذات الصلة"، رافضاً ما عداه من كلام بالقول: "أنا كرئيس وزراء لن أقبل بأي كلام، ونقطة على السطر".

ليس كلام الحريري الحاسم من قصر بعبدا تفصيلاً عابراً، في هذه الأيام، بقدر ما يحمل في طياته أكثر من خلاصة ودلالة ترتسم في أفق هذين المشهدين والموقفين، لعل أولها وأبرزها أنّ كل محاولات اللعب على وتر الصلاحيات، ساقطة في حسابات، عون، رأس البلاد ورمزها، والحريري، رأس السلطة التنفيذية ويمثّلها خير تمثيل. الرئيسان عون والحريري يقرأان في كتاب واحد هو "دستور الطائف"، وما نصه لكل منهما من صلاحيات، تستمد قوتها من قوة التعاون والتنسيق بينهما، في كل صغيرة وكبيرة، تتعلق بإدارة شؤون الدولة، ورسم سياساتها الداخلية والخارجية، ولعل هذه الكيمياء تثير حفيظة بعض الجهات التي لا يناسبها الوفاق في علاقة الرئيسين، و"الحسم" في ممارستهما لصلاحياتهما، كي لا يصل دور الحسم إليهم، في قضايا اعتادوا فيها اللعب على وتر التناقضات، وبناء الأمجاد والدويلات على أنقاض دولة عاجزة لا حسم فيها.

أما الدلالة الثانية فلا شك أنّ عنوانها رفض الابتزاز وكل أشكال المزايدات، وما يتفرّع منهما من سجالات، من شأنها إن استمرت من دون حسم حيالها، أن تضرب المسار الذي يضع الحكومة على سكة الإنجاز، والذي يحرص عليه الرئيسان عون والحريري أشد الحرص، في ظل ورشة العمل المنتظرة، وما تحتاجه من مناخات سياسية إيجابية، تؤمن الغطاء المطلوب لمكافحة الفساد والهدر، وإنجاز التعيينات، وإعداد الموازنة، وإجراء الاصلاحات المطلوبة لتأمين تنفيذ مشاريع "سيدر"، بعد أن باتت تحت مجهر الانتظار، من قبل الدول الداعمة للبنان.

ما سبق من دلالات يقود إلى خلاصة واحدة لا ثانٍ لها، أنّ كلّاً من الرئيسين عون والحريري هو "ضمانة الآخر"، وأنّ كلاهما معاً "الضمانة الاقوى" لتسوية لـ"العهد الأقوى"، التي مدّت لبنان بمقومات حماية استقراره السياسي والاقتصادي والامني، وينتظر أن تمدّه بالمزيد منها، في ظل "مسيرة النهوض الثانية" التي يرعاها الحريري، عبر مؤتمر "سيدر"، باعتبار أنّ الثقة الدولية والعربية به "ضمانة العهد" لـ"تسييل" المشاريع على أرض الواقع إنجازات لبنان واللبنانيين بأمسّ الحاجة لها، وهو ما يؤكد كلام سابق قاله الحريري ومفاده: "الرئيس عون عندما يضع يده بيد أحد، لا يتراجع"، وكذلك الحريري.

 

ليلة قبض الحريري على الزعامة السنّية بلا منازع

منير الربيع/المدن/14 آذار/19

الضحكة التي ارتسمت على وجه فؤاد السنيورة، لحظة اللقاء بين الرئيس سعد الحريري واللواء أشرف ريفي، توحي بالكثير عن هذا الرجل. من اللحظة الأولى لقبول الطعن بنيابة ديما جمالي، بدأ السنيورة تحرّكه، وكان متيقناً بأن الأمور قد تنفلت من عقالها، على صعيد الترشيحات، خصوصاً إذا لم يتم لملمة الصراعات داخل البيئة السنية، وتحديداً بين ريفي والحريري. لعب السنيورة في الفترة الأخيرة أدواراً بارزة إلى جانب الحريري. يوم فُتِح الصراع على الصلاحيات، جمع السنيورة رؤساء الحكومات السابقين وذهب بهم إلى بيت الوسط، للقاء الحريري والالتفاف حوله، وحماية صلاحياته. وحينها أيضاً أجرى تواصلاً مع ريفي، نصحه فيه باتخاذ موقف إيجابي تجاه الحريري ودعم صلاحياته، لأن الوضع لا يحتمل أي شقاق.

حياكة السنيورة

استجاب ريفي في حينها. وعن قناعة، أطلق أكثر من موقف مؤيد للحريري، ومدافع عن رؤيته لتشكيل الحكومة، وعن صلاحياته. لكن ذلك لم يرقَ إلى إتمام مصالحة بين الرجلين، خصوصاً أن ريفي عاد وانتقد الحريري على بعض أعماله أو مواقفه. جاءت الحملة التي استهدفت السنيورة، تحت عنوان "مكافحة الفساد والبحث عن الأحد عشر مليار دولار"، فمثّلت لحظة تجديد لحراك السنيورة، ولتدب الحياة في عروق حياكته السياسية. وقد تزامنت تلك الحملة مع قبول الطعن من قبل المجلس الدستوري. فعندها أيقن الحريري أنه مستهدف، والغاية تطويعه. وكان لا بد له من الاستجابة إلى المواقف التي كانت ترفض تنازلاته، تحت شعار أن هذه التنازلات لا تؤدي إلى أي نتيجة، لا بل كلّما قدّم تنازلاً سيطالبه الآخرون بالمزيد (وفق رأي ريفي وأصحابه).

أعلن ريفي استعداده للترشح وخوض المعركة الإنتخابية في طرابلس. يومها، تعاطى فريق "المستقبل" مع ريفي باستخفاف، وبإلقاء الاتهامات تجاهه، خصوصاً عندما زار النائب فيصل كرامي. برر ريفي الزيارة بأنها سلسلة لقاءات لمن عادوه في المستشفى. لكن التوقيت بقي مريباً. عرف ريفي كيف يقدم على خطوته، إذ جاء توقيتها، بعد لقاء عقده مع السنيورة، وقبل لقاء مع النائب سمير الجسر. نجح ريفي في مناورته بزيارته إلى كرامي، وهو أوصل رسالة بأن لديه خيارات انتخابية بديلة. حينها شنّ "المستقبل" حملة واسعة على ريفي، واتهامه بالذهاب إلى حلفاء حزب الله والنظام السوري، هو الذي كان ينتقد الحريري على تنازلاته.

تحت جناح الحريرية

في نهاية المطاف، يبدو أن المناورة التي أقدم عليها ريفي، هي التي عجّلت في اللقاء بينه وبين الحريري، الذي استفاد من جملة عوامل، لاستعادة زعامته المهتزّة في الفترة الأخيرة، فاستجمع قواه، مع السنيورة، ميقاتي، الرئيس تمام سلام، وأخيراً أشرف ريفي. خطوة ريفي الناجحة في المناورة، لم يحسن استكمالها حتى النهاية. صحيح أنه استعاد مشروعية حريرية وشعبية، ستريح الشارع الطرابلسي، لكنه أخطأ في الإخراج. فمثلاً لو أقدم ريفي على الخطوة قبل إعلانه الترشّح وسلّفه موقفاً للحريري على غرار ما فعل ميقاتي، لكان كسب أكثر في السياسة، وتنازل عن ترشحّه وطموحه من موقع ندّي مع الحريري. أما وقد عارض بشدّة ترشيح جمالي، وعاد وتراجع عن معارضته، ويذهب إلى العمل لصالحها، فهذا بلا شك سيقود إلى طرح تساؤلات إعتراضية من قبل الطرابلسيين، الذين يلومون الحريري على خيار جمالي.

حاول ريفي، بالاستناد إلى مناورته، وتنازله بعد المصالحة مع الحريري، أن يضمن نفسه في الصورة السياسية للمرحلة المقبلة، فجلّ ما يريده الرجل، هو عودة التنسيق بينه وبين الحريري إلى ما كان عليه قبل الاستقالة. هذا الكلام، يعني أن ريفي لم يعد يفكّر بمنطق الزعامة أو المزاحمة عليها، بل العودة إلى تحت جناح الحريري، وقد يكون التنازل مقروناً بوعد من قبل الحريري بترشيح ريفي في الانتخابات المقبلة، ووقف الضغوط التي كانت تمارس على ريفي في طرابلس، والإفراج عن بعض المشاريع الخاصة به، والتي كانت معلّقة بفعل الخلاف مع الحريري، وإعادة فريق الحماية الخاص به.

الواقعية السياسية

نجح الحريري في الرهان على الزمن والظروف، لإعادة استجماع قواه، والتفاف مختلف "الرؤوس" السنية حوله. استعادة السنيورة لدوره، سيكون عامل تطور في العلاقة بينه وبين الحريري، وسيعزز وضع الرجلين معاً، بحيث يغيب التمايز أو الخلاف. وإشارة السنيورة إلى أن الحريري في المقدمة، لافتة، وتعتبر مكسباً للحريري، الذي أعاد تعزيز زعامته باعتراف كل القوى التي كانت تزاحمه أو تختلف معه. وهذه تؤكد ثابتة أساسية في هذه المرحلة، أن الواقعية السياسية عند مختلف القوى، وبخاصة في الشارع السنّي، تجد نفسها في النهاية مضطرة إلى التفاهم مع الحريري، وعدم الدخول في حروب خاسرة معه. لأن الوضعية السياسية والشعبية تبقى راجحة لصالح الحريري.

 

أجواء "المصالحة" في طرابلس: الحماسة المفقودة

جنى الدهيبي/المدن/14 آذار/19

أحدثت المصالحة التي عُقدت بين رئيس الحكومة سعد الحريري واللواء أشرف ريفي، في دارة الرئيس فؤاد السنيورة، مفعولًا كبيرًا باتجاهات مختلفة في عاصمة الشمال. رمزية توقيت المصالحة، عشية ذكرى مرور 14 عامًا على "ثورة الأرز" في 14 آذار 2005، صبّت في مصلحتها، أو بالأحرى، أعطت مبررًا لركنيّها أمام قاعدتهما الشعبيّة.

إيجابيات الصورة

العنوان العريض المشترك لهذين الركنين، هو "إراحة الشارع السنّي" من التشرذم، وضرورة رصّ صفّه، مع تفاقم الإحساس بالضيق والضعف والاستهداف. لكنّ هذه الخلاصة، ما كانت لتأتي لولا غطاءٍ إقليمي – سعودي، ترجمه السفير السعودي في لبنان، وليد البخاري، أمس بالصورة التي نشرها على حسابه في تويتر، تجمع الحريري والسنيورة وريفي، من دون التعليق عليها، وكأنّها دلالة للقول أنّ الصورة "وحدها تحكي". وكذلك، بفضل جهود حثيثة بذلها الرئيس السنيورة، وأطراف سنيّة أخرى. إذ تفيد المعطيات أنّ رئيس الحكومة الأسبق نجيب ميقاتي، كان على تنسيقٍ كاملٍ وتواصل دائم مع الرئيس السنيورة، لتأسيس أرضية المصالحة وعقدها. لا سيما أنّه كان أول من اعتكف عن خوض الانتخابات الفرعية في طرابلس، ضدّ مرشحة المستقبل ديما جمالي، تفاديًا للوقوع في فخّ المعركة والتشنجات البالغة الثمن في هذه المرحلة، وما قد يترتب عليها من تدحرج علاقته مع الحريري نحو نقطة الصفر، هما بغنى عنها. 

لكن، ما سعت هذه المصالحة السنيّة – السنيّة أن تبثّه من جوّ إيجابي، لم ينسحب كاملًا على الشارع الطرابلسي، الذي يتحضّر للانتخابات الفرعية في 14 نيسان 2019، وإنما أحدث انقسامًا واضحًا حيالها. بدا واضحًا أنّ القيادات تحاول التأثير على قواعدها الشعبيّة، بأنّ توافقَا يشمل الحريري – ميقاتي – ريفي – الصفدي، لمصلحة المرشحة الزرقاء، يعني ممارسة التحجيم والتضييق على سنة 8 آذار في المدينة، بعد تجاوز مرحلة الانشقاق الكبير داخل البيت السّني وتيار المستقبل، ولو شكليًا. غير أنّ الواقع، هو أنّ هذه القواعد الشعبية التي تستهدفها قيادتها في خطاباتها، ما زالت في مكانٍ آخر. إذ لم تبادر حتّى اللحظة إلى التعبير عن اندفاعٍ وحماسةٍ لخوض غمار الانتخابات بالتصويت لجمالي، التي تواجه قياداتها صعوبة "التسويق" لها من مختلف الأطراف، حتّى من تيار المستقبل نفسه، الذي لم يستطع تقديم حجّة مقنعة، حول سبب "التسرع" والإصرار على ترشيحها من دون غيرها.

كما أنّ ما آلت إليه المصالحة بين الحريري وريفي، إلى جانب السؤال عن المصير السياسي للأخير في المرحلة المقبلة، وعلى المدى البعيد، لا سيما أنّ حيثيّته بناها بخروجه "المعارض" من عباءة "المستقبل"..  أحدثت نوعًا من الإحباط لدى شريحة واسعة من قاعدته الشعبية. وحسب المعلومات، فإنّ الماكينة الانتخابية لريفي سمعت خبر مصالحته مع الحريري أثناء اجتماعها، تحضيرًا لخوض المعركة الانتخابية. إلّا أنّ الامتعاض الكبير، كان بعقد هذه المصالحة مع المضي بترشيح جمالي، بدلًا من إعلان مرشح توافقي، يكلل معناها العميق، خارج الإطار الشكلي. يدرك ريفي أنّه سيلقى ردودًا من هذا النوع داخل بيئته. وتشير أوساطه أنه ينتظر أن "تبرد النفوس"، وأنّه سيوضح موقفه كاملًا في المؤتمر الصحافي الذي سيعقده مساء يوم 14 آذار.

سامر كبارة وكرامي

هذا الجوّ، أعطى دافعًا لكثيرٍ من الشخصيات المستقلة، التي تنوي إعلان ترشيحها رسميًا تباعًا، رفضًا لما اعتبروه محاولة فرض مصالحات لتأمين مقعد جمالي بالتزكية، مع توقع أن تكون نسبة الإقبال على الإقتراع متدنيّة جديًا، في ظلّ غياب تشغيل الماكينات الانتخابية، "ماليًا" ودعائياً. وفي الأمس، عقد المرشح سامر كبارة، نجل شقيق النائب محمد كبارة مؤتمرًا صحافيًا بحضور شعبي، لتثبيت ترشحيه رسميًا. وإن بدا مرتبكاً ومتناقضًا إلى حدٍّ ما، بين علاقاته مع الأطراف السياسية والدخول في معركة ضدّها حاملاً شعارًا إنمائيًا، يتناوله جميع المرشحين المستقلين وغير المستقلين، فاستمر في تركيزه على شعاريّ "لا للتزكية لديما جمالي، على حساب حقوق المدينة وأهلها"، و"من أجل طرابلس". وفيما يخصّ تيّار الكرامة الذي يرأسه النائب فيصل كرامي، فهو لا يزال متريثًا. لكنّ أوساطه الشعبية أيضًا تصف المصالحة، وما تشهده التحضيرات للمعركة الفرعية، بـ"المسرحية المدبّرة"، التي تكللت بمصالحة تهدف إلى تزكية المقعد للمرشحة التي قبل المجلس الدستوري طعنهم بنيابتها. حاليًا، ينتظر كرامي القرار النهائي الذي سيتبلّغه من مرشح جمعية المشاريع طه ناجي، في هذين اليومين، سواء للترشح أو عدمه. وفي حال رفض ناجي الترشح، وهو الاحتمال المرجح، قد يكون كرامي أمام خيارين. إمّا أن يدعم أحد المرشحين المستقلين، وقد يكون ذلك مستبعدًا، أو أن يعلن مقاطعة الانتخابات. وحيال كلّ ما سبق، ثمّة آمالٌ يُحكى عنها، بأن تمتدّ المصالحة السنيّة إلى مختلف أطراف قوى 14 آذار، وإعادة لمّ شملهم تحضيرًا لإعادة تكوين جبهتهم "السيادية". لكنّ هذه الآمال، قد تتبدد كلّها، لمجرد السؤال عن المشروع السياسي لهذه القوى، في بلدٍ فرضت عليه التسويات، تقديم مصالح "الشراكات" الاقتصادية على أي عناوين سياسية أخرى، قد تطيح بها.

 

الجزائر... مخاوف حقيقية من العودة إلى «العشرية السوداء»!

صالح القلاب/الشرق الأوسط/14 آذار/19

بالتأكيد، وهذا أمر لا نقاش فيه، أن اشتداد عاصفة الاحتجاج في الجزائر، بعد نقل الرئيس عبد العزيز بوتفليقة إلى جنيف للعلاج في أحد المستشفيات السويسرية، لم يكن عفوياً من حيث القيادة والتوجيه والترتيب، فهناك جهات متعددة - من بينها التيار الإسلامي الذي تقوده منذ عام 1992 «الجبهة الإسلامية للإنقاذ» الـ(Fis) - لا شك في أنها استغلت الانتفاضة الشبابية العفوية، وبدأت في تصعيد متواصل، حتى بعد القرارات التي اتخذها الرئيس الجزائري، وهي سبعة قرارات، من بينها تأجيل الانتخابات الرئاسية التي كانت مقررة في 18 أبريل (نيسان) المقبل، وعدم ترشحه لعهدة خامسة، ومرحلة انتقالية تقودها حكومة كفاءات، وندوة وطنية ومستقلة تعد لإصلاحات تشكل الأساس لنظام جديد.

ويقيناً أن هذه «الانعطافة» التاريخية التي بادر إليها بوتفليقة لم تكن مناورة، ولا لعبة سياسية تنفيسية، ولا مجرد عملية «تلميع» للمجموعة الحاكمة، فهو قد أكد قبل كل شيء أنه لم يكن عازماً على ترشيح نفسه «مطلقاً» للانتخابات الرئاسية الجديدة، وأن عاملي المرض والتقدم في العمر يحولان دون ذلك، وهذا ما شكل قناعة مؤكدة للرأي العام الجزائري غير الخاضع للمناورات والألاعيب الحزبية، وبخاصة ألاعيب المجموعات التي تقودها «الجبهة الإسلامية للإنقاذ»، الـ(Fis) التي يقال إنها عادت للعمل غير المسلح في عام 2015، بقيادة عباسي مدني من الخارج، وبقيادة (المتشدد) علي بلحاج، الذي هناك معلومات غير مؤكدة تتحدث عن علاقات له بما يسمى «الدولة الإسلامية في العراق وبلاد الشام» (داعش). بعد كل هذا التطور الإيجابي، وبعد إعلان عبد العزيز بوتفليقة بيانه الآنف الذكر، الذي تبعته مباشرة إجراءات عملية، تمثلت بإقالة الحكومة السابقة، وتكليف وزير الداخلية بتشكيل حكومة كفاءات جديدة، وتحديد فترة انتقالية لمدة نحو عام، وتشكيل «ندوة» على رأسها السياسي المخضرم المبدع الأخضر الإبراهيمي، لإعداد دستور جديد، تجري وفقاً له انتخابات رئاسية وتشريعية وبرلمانية جديدة، كان المتوقع أن تتحول المظاهرات الشبابية إلى مظاهرات احتفالية وتأييدية، وألا يكون هناك تحريض منظم على الاستمرار في التظاهر والتجمعات، ولا تشكيك في هذه الخطوة التي من المنتظر أن تنقل هذا البلد العظيم من شرعية الثورة إلى شرعية دولة المؤسسات والأحزاب السياسية الاجتماعية البرامجية غير العقائدية.

لقد كان متوقعاً ألا يلائم هذا التحول الاستراتيجي المهم الذي أعلنه الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، بعد أقل من أربع وعشرين ساعة من انتهاء رحلة علاجية، والعودة إلى الجزائر، وهو عازم على إعلان ما أعلنه، بعض ذوي التطلعات غير الموضوعية الذين لم يلتزموا بما كانوا يلتزمون به عندما كانوا أعضاء قياديين في الحزب الحاكم (حزب جبهة التحرير الوطني الجزائرية)، والذين بادروا إلى المشاغبة على كل هذه المستجدات الواعدة فعلاً، والدعوة إلى الاستمرار في المظاهرات والاحتجاجات، التي كانت قد مضت عليها فترة تعتبر طويلة، ومثلهم مثل التشكيلات «الإسلامية» التي لا شك في أن بعضها يتلقى التعليمات من الخارج، من التنظيم العالمي لـ«الإخوان المسلمين» تحديداً.

ولعل ما تجدر الإشارة إليه، هو أنه في بدايات سبعينات القرن الماضي، قد بدأت تظهر في الجزائر مجموعات وجماعات إسلامية كثيرة متعددة، وأنه بداية بعام 1988 قد انتقلت هذه المجموعات إلى العمل العلني، ومن بينها ثلاث مجموعات، هي: جماعة «الإخوان الدوليين» بقيادة الشيخ محفوظ نحناح، وجماعة «الإخوان المحليين» بقيادة عبد الله جاب الله، وجماعة الطلبة (أتباع مالك بن نبي) محمد بو خلجة ومحمد العبد، وهكذا، فقد أعلنت «الجبهة الإسلامية للإنقاذ» الـ(Fis) عن نفسها في 18 فبراير (شباط) عام 1989، بقيادة عباسي مدني رئيساً، وعلي بلحاج نائباً للرئيس.

ثم لعل ما هو معروف، وبخاصة بالنسبة للأشقاء الجزائريين، أنه قد تم تعديل الدستور الجزائري، وتم السماح بالتعددية الحزبية بعد انتفاضة عام 1988 الشعبية، وتم الاعتراف بجبهة الـ«Fis» لاحقاً في عام 1989، بعدما حققت فوزاً ساحقاً بالفعل في انتخابات يناير (كانون الثاني) التشريعية، من هذا العام نفسه المشار إليه آنفاً. ولعل ما أقحم الجزائر فيما سمي «العشرية السوداء» هو أن الرئيس الشاذلي بن جديد قد فاجأ الجزائريين بالاستقالة من موقعه كرئيس للدولة الجزائرية، ليحلَّ محله الرئيس محمد بوضياف، وتم إلغاء الانتخابات التشريعية آنفة الذكر، التي كانت قد أحرزت فيها الـFis»» فوزاً كاسحاً، جعلها تصبح رقماً رئيسياً في المعادلة الحزبية والسياسية، فأعلنت حالة الطوارئ في البلاد، وجرت اعتقالات قيل إنه تم خلالها اعتقال خمسة وعشرين ألفاً في عشرة أيام. وهكذا فقد اتخذت «الجبهة الإسلامية للإنقاذ» قرار الصعود إلى الجبال، وبادرت إلى تشكيل جناح عسكري هو «الجيش الإسلامي للإنقاذ» الذي - حسب ادعاءات هذه الجبهة - قد ألحق خسارة فادحة بالجيش الوطني الجزائري (الرسمي)، وحيث قيل إن مواجهاته مع الدولة الجزائرية قد أسفرت عن خسائر تم تقديرها بمليارات الدولارات، هذا بالإضافة إلى 200 ألف قتيل من الطرفين.

ثم بعد هذه التطورات الآنفة الذكر كلها، فقد تم في عام 1992 حل حزب «الجبهة الإسلامية للإنقاذ» ومنعها من المشاركة في الحياة السياسية الجزائرية، ولا تزال. فكان أن قامت بانقلاب مسلح عام 1992، واضطر عباسي مدني بعد فشله إلى اللجوء إلى دولة خليجية، لم تبخل عليه ولا على «جبهته» بالمساعدات المجزية. والمؤكد أن المملكة العربية السعودية قد وقفت إلى جانب الدولة الجزائرية الشرعية، خلال ما سمي «العشرية السوداء»، وساهمت بدعمها في مواجهاتها لهذه المجموعة التي كانت وربما لا تزال تعتبر مجموعة إرهابية.

والمشكلة هنا هي أن بعض المعلومات التي يقال إنها مؤكدة، قد تحدثت ولا تزال تتحدث عن صلة لشيخ الـ«Fis» علي بلحاج بجماعات «داعش» الإرهابية، وبما يسمى «الدولة الإسلامية في العراق وبلاد الشام» الذي كان قد أعلن وأكثر من مرة أن الحرب المقبلة و«من دون توقف» ستكون على الجزائر وجيشها، وهذا مؤكد ومعلن، حيث رد علي بلحاج على إصدار علماء سعوديين فتاوى ضد هذه المجموعات «الداعشية» بالتأكيد على أنه سيتم قريباً إعلان قيام «الخلافة الإسلامية»!

وحقيقة، إن هذا هو بيت القصيد، وإن الخوف كل الخوف هو أن ترفض «الجبهة الإسلامية للإنقاذ» ومعها بعض المجموعات المتطرفة، وبعض الجماعات الانتهازية، هذا الحل المتقدم جداً الآنف الذكر، الذي أعلنه الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، وأن تستغل حماسة بعض الشباب الذين بادروا إلى هذه الانتفاضة السلمية النظيفة، لتحولها إلى مواجهات دامية، لتصير الأمور وبالتصعيد المستمر إلى ما كانت عليه «العشرية السوداء» التي بدأت عام 1992. إن هذه مسألة واردة بالفعل وهي غير مستبعدة، ما يعني أنه لا بد من مواجهة الشعب الجزائري بهذا كله، وأنه لا بد من أخذ كل هذا التحريض المتواصل بالجدية. والمثل يقول: «لا يلدغ المؤمن من جحرٍ واحد مرتين». وبالطبع فإن الـ«Fis» ومعها قوى أخرى مقنَّعة بقناع إسلامي زائف، ستواصل التصعيد لتسديد حسابات قديمة مع عبد العزيز بوتفليقة. وغير مستبعد يقيناً أن تلجأ إلى استخدام السلاح، لتغرق البلاد فيما كانت قد أغرقتها فيه عام 1992. ونسأل العلي القدير أن يحفظ الجزائر العظيمة، بلد الشهادة والشهداء.

 

صائد المشاكل

سمير عطا الله/الشرق الأوسط/14 آذار/19

في بدايات الاضطراب الجزائري الأخير ذكرت اسم الأخضر الإبراهيمي كأحد الإنقاذيين المحتملين في الرئاسة الجزائرية. ولم أذكر اسماً سواه لأننا لا نعرف الكثير عن ساسة الجزائر الجدد، ولا عن مدى ارتباطهم بالجيش، أو مدى تقبل الجزائريين الحقيقي للأسماء البارزة بينهم. وغني عن القول أنني اقترحت اسم الإبراهيمي كمرحلة انتقالية ومدخل في التهدئة، بسبب السن التي أصبح فيها. فالحل النهائي يفترض تأكيد أن تذهب الجزائر إلى انتخاباتٍ هادئة وتقترع لرئيسٍ غير متقدم في السن، قادر على معرفة ومواجهة التحديات الكبرى التي تراكمت منذ الاستقلال إلى اليوم. كانت هناك أسباب كثيرة للتفكير في الإبراهيمي في هذه المرحلة الشديدة الحساسية والهشاشة والدّقة. فهو رجل صلبُ الشخصية إلى حدٍ بعيد، وفي الوقت نفسه عاركته الدبلوماسية العالمية حيث تعلم الكثير في النجاح والفشل. من أفغانستان إلى سوريا مروراً بالحرب اللبنانية، تصدى لأكثر الأزمات السياسية تعقيداً ومرارة. ونحن نعرف من تجربته اللبنانية أنه خاطب المقاتلين بلغة المقاتل الجزائري وليس بلهجة الدبلوماسي الأممي. وسمعته مرة يروي أنه قال لأحد زعماء الميليشيات: «أنا هنا لكي أبلغك وليس لكي أسألك رأيك». خرج الإبراهيمي من البركان السوري غاضباً ومتذمراً. فقد هاجمه فرقاء النزاع كطرف وليس كوسيط. وأعتقد أنه قرر بعدها التخلي عن هذه المهمة الصعبة في أي مكان. وعندما التقيته في بيروت سألته لماذا يصرُّ الوسيط الدولي ستيفان دي ميستورا على الاستمرار برغم إدراكه أن مهمته مستحيلة، فقال في لهجة حاسمة كعادته: «هذه إرادة دولية وليست إرادته». في الجزائر الآن الأخضر الإبراهيمي ليس في مهمة بل في رسالة. فهذا وطنه الأم برغم السنوات الكثيرة التي أمضاها في الخارج مبتعداً عن صراعات الداخل. وقد طرح اسمه للرئاسة غير مرة، لكنه كان أدرى بشعاب البلاد ومواريث حرب التحرير. سوف يكتشف الإبراهيمي بالتأكيد أن الوضع في الجزائر لا يقل وعورة عن حرب أفغانستان أو لبنان أو سوريا. فهنا أيضاً المعضلة الكبرى هي في الصدأ والاهتراء الذي أصاب المؤسسات الوطنية الكبرى. وهي كما في الحالات المذكورة، تعاني من وباء الفساد المدمر. وعندما وصل الرئيس بوتفليقة إلى الحكم أعلن يومها أن على الجزائر أن تنسى اختفاء 12 مليار دولار في أَنفاق الهدر والاختلاسات، على أن تبدأ الحياة من جديد بكل نزاهة وجدّية. غير أن هذا لم يتحقق للأسف. وبقيت الشكاوى من دوائر الفساد المدني وغير المدني على ما هي. لذلك يبدو «صائد المشاكل» الدولي جزءاً أساسياً من الحل، أما الحل نفسه فطويل المراحل.

 

الهند وباكستان تتجنبان «النووي»... إلى متى؟

هدى الحسيني/الشرق الأوسط/14 آذار/19

الأزمة التي انفجرت بين الهند وباكستان أخيراً ما زالت تستعر، وكان أثارها تفجير انتحاري الشهر الماضي أسفر عن مقتل 40 جندياً هندياً في الجزء الذي تسيطر عليه الهند من كشمير. هذا التفجير أثار قلقاً حول الكيفية التي ستتطور بها الصراعات في المستقبل بين الجارتين المسلحتين نووياً.

في المواجهة الأخيرة أعلنت منظمة «جيش محمد»؛ ومقرها باكستان، مسؤوليتها. وتعود جذور المجموعة إلى جماعة أخرى متشددة ونشطة في كشمير؛ «حركة المجاهدين»، التي يُعتقد أن لها صلات بتنظيم «القاعدة»، ويقال إن قائد «جيش محمد» أمر بالعملية وهو بمستشفى عسكري في باكستان حيث يتلقى العلاج. بعد مثل هذه الاستفزازات يواجه القادة الهنود على الدوام خيارات صعبة حول كيفية الرد دون إثارة تصعيد عسكري خطير يمكن أن يؤدي في النهاية إلى استخدام الأسلحة النووية. هذه المرة صدرت تهديدات من الطرف الهندي؛ حيث هدد وزير النقل نيتين غادكاري بأن الهند ستوقف تدفق مياه النهر المخصصة لباكستان، بموجب معاهدة «نهر السند»، وتحويلها للاستعمال المحلي. كما تعهد ناريندرا مودي رئيس الحكومة بأن الجيش الهندي ستكون له «حرية كاملة في تحديد المكان والوقت وقوة وطبيعة الرد على العدو».

الاختلاف هذه المرة أن مودي لجأ إلى الجيش، وقد تصبح هذه سابقة بحيث تقرر القيادة العسكرية، وليست المدنية، الخيارات أثناء الأزمات المستقبلية، وهذا أمر كان صحيحاً على الجانب الباكستاني. الجيش الهندي رد في 26 فبراير (شباط) الماضي، بقصف مخيمات تدريب «جيش محمد»، وكانت تلك المرة الأولى التي تعبر فيها القوات الهندية الحدود الباكستانية، وردت باكستان بغارة جوية على طول خط المراقبة، لكن خلال المناوشات الجوية؛ وهي الأولى منذ عام 1971، أسقطت القوات الباكستانية طائرة هندية وأسرت طيارها ثم أطلقت سراحه في 1 مارس (آذار) الماضي. يقول محلل عسكري غربي: إن الأزمة الأخيرة تذكير واقعي بأنه لا يوجد قانون ينص على أن القوى النووية لا تستطيع أن تقاتل بعضها بعضاً بشكل تقليدي، واللجوء إلى اعتماد المخاطرة ظهر أكثر على مودي، فاتهمه البعض بأنه موجّه للجماهير المحلية قبل الانتخابات العامة المقبلة بالهند في أبريل (نيسان) المقبل. لكن، حسب محدثي، فإن هذه الأزمة تثير شبح الأزمات المستقبلية لأنها أكثر دموية وأكثر خطورة. اللافت، كما يقول، أنه في حين كانت الأزمات السابقة تدور رحاها على الأرض، فإن هذه الأزمة اعتمدت الغارات الجوية، ومن المرجح بالتالي أن تستعجل نيودلهي شراء طائرات مقاتلة حديثة؛ سلاح الجو الهندي في أمسّ الحاجة لها.

قد يبدو من الوهلة الأولى أن إطلاق سراح الطيار الهندي علامة خاتمة هذه الأزمة، لكن ليست هناك نهاية تلوح في الأفق للتنافس الأوسع بين البلدين. منذ أواخر التسعينات تولت الولايات المتحدة دور الوسيط وصانع السلام في شبه القارة الهندية، ولعب الرئيس الأميركي الأسبق بيل كلينتون دوراً أساسياً في إنهاء حرب «كارجيل» عام 1999. أيضاً خلال مواجهات ما تسمى «القمّتان التوأم» عامي 2001 و2002 لعبت أميركا دوراً في الحد من التوترات وتخفيف حدة الأزمة، لكن هذه المرة لم تقم بأي دور باستثناء تصريح لمايك بومبيو يدعو الطرفين إلى التزام الحذر.

يقول محدثي: يبدو أن التوترات بين الهند وباكستان تخف تدريجياً الآن، لكن الوضع في كشمير عرضة للتأثر في المستقبل. من هنا تنظر الدولتان إلى الصين! بطبيعة الحال تسعى باكستان للحصول على ضمانات من الصين في وقت الأزمة، فالأخيرة تحتفظ بصداقة فريدة مع إسلام آباد ازدادت قوة في السنوات الأخيرة مع ديناميكية الممر الاقتصادي الصيني - الباكستاني، وهو مشروع رائد في «مبادرة الحزام والطريق»، حيث تنتظر الصين من ورائه حقبة ذهبية على طول الممر الممتد من شينغيانغ إلى مرفأ غوادار الباكستاني، وهذا مشروع ترفضه الهند لأن جزءاً منه يمر عبر أراضٍ في كشمير تعدّها الهند تابعة لها.

لكن، يحذّر محدثي الباكستانيين بأن عليهم أن يدركوا أن الصين لن تسمح بتعرض الممر الاقتصادي الصيني - الباكستاني لأي تطورات إقليمية سلبية، وقد يكون هذا هو السبب الذي جعل الصينيين أول من طالبوا بحل سريع للأزمة الأخيرة بين الهند وباكستان.

ليس كل كشميري باكستاني مرتاحاً للعملية الأخيرة؛ إذ يقول طلعت بهات، الناشط الكشميري ومخرج الأفلام الوثائقية ومقره في السويد، إن الهجوم الأخير ألحق الضرر بالحركة السياسية السلمية من أجل حقوق الشعب الكشميري. تحتاج باكستان إلى التحرك ضد «جيش محمد» وغيرها من الجماعات الإسلامية. إن المراهنات الاستراتيجية للجيش الباكستاني تدمر قضية كشمير، وتساهم في جعل الهند تفلت من انتهاكاتها لحقوق الإنسان نتيجة مثل هذه الأفعال.

واعترف توكير جيلاني، رئيس «جبهة تحرير جامو وكشمير» في الشطر الخاضع لباكستان، بأن الهجوم لن يجلب أي تعاطف من المجتمع الدولي لمحنة كشمير، كما أنه سيزيد من سباق التسلح في جنوب آسيا ويبقي المنطقة متخلفة. من جهتها؛ طلبت الهند من جديد من الأمم المتحدة تصنيف منظمة «جيش محمد» وزعيمها مولانا مسعود أزهر، إرهابيين، لكن كالعادة؛ الصين أحبطت جهود نيودلهي. حسب محدثي، من المرجح ألا تتدخل بكين في سياسة إسلام آباد بالنسبة لدعم المتشددين، لكن قد يصبح رد الصين على «جيش محمد» وزعيمها حاسماً إذا تعلق الأمر بعمل دولي محتمل ضد المقاتلين الكشميريين، خصوصاً أن الدعوات في الهند تزداد للحكومة لاتخاذ إجراءات أحادية ضد هذه الجماعات، لكن عواقب أي عمل أحادي من جانب نيودلهي قد تكون مدمرة للسلام في الإقليم وكذلك للعلاقات بين البلدين النوويين المتنافسين في جنوب آسيا. على هامش الاجتماعات السنوية لـ«المجلس الوطني للشعب الصيني» التي انعقدت الأسبوع الماضي، قال وزير خارجية الصين وانغ يي يوم الجمعة الماضي، إن نيودلهي وإسلام آباد «يجب أن تلتقيا في منتصف الطريق» لتهدئة الأزمة، مصوراً دور الصين متوازناً بين جارتيها النوويتين، ووصف باكستان بأنها «أخو الصين الحديدي». يذكر أنه خلال اجتماعات العام الماضي استخدم وانغ يي عبارة لافتة إنما ملتبسة في وصف العلاقات بين الصين والهند، حيث قال: «إن التنين الصيني والفيل الهندي يجب ألا يتحاربا؛ بل عليهما الرقص معاً!». لا يزال هناك بعض من عدم اليقين بشأن ما حدث بالضبط بين الهند وباكستان الشهر الماضي، لكن من المؤكد أن أزمة مماثلة ستحدث مرة أخرى في المستقبل. والسؤال المطروح هو حول ما إذا كانت الجهات الفاعلة؛ إنْ في نيودلهي أو في إسلام آباد، أو واشنطن أو بكين، أخذت عبَراً من هذه الأزمة تقلل من خطر تصاعد الأزمة المقبلة التي حتماً ستقع.

 

إيران وسورية والتقاطع الروسي - الأميركي

وليد شقير/الحياة/15 آذار/19

تحت سقف الصراع الروسي الأميركي واتساع رقعة التنافس على النفوذ بين الدولتين الكبريين في الإقليم، يفرض سياق الأحداث في الأسابيع الأخيرة التفتيش عن نقاط التلاقي والتوافق، سواء تحت الطاولة أم فوقها أم تقاطع المصالح، بين القوتين الكبريين.

من التبسيط بمكان تصنيف كل ما يدور في الإقليم على أنه بسبب الصراع بين موسكو وواشنطن. ومن التبسيط أيضا اعتبار تحالفات كل منهما، على أنها تنسحب على الأزمات كافة. والبراغماتية الروسية باتت لا تقل عن تلك التي يمارسها الأميركيون. وبرهنت الوقائع على أن ما يبدو حلفا استراتيجيا بالنسبة إلى موسكو أو واشنطن مع دول أخرى في الإقليم، تصنف في خانة الخصومة مع إحداهما، ليس ثابتا على الإطلاق. من نافل القول إن سياسات الدولتين تتقاطعان عند حفظ مصالح إسرائيل الأمنية في المنطقة، بينما الدولة العبرية، حتى إشعار آخر، خصم شرس للحليف الإيراني لروسيا. وفي ظل العقوبات على طهران يصعب عليها أن تذهب نحو تفاوض تُبادل فيه ضمانها لأمن إسرائيل، مقابل إجازة توسعها في سورية، في وقت أحد أهداف العقوبات، إخراجها منها.

أكثر ما يفرضه التقاطع في المصالح بين روسيا وبين الولايات المتحدة هو حتمية التعاون في الميدان السوري من أجل تجنب اندلاع صدام عسكري واسع، يؤدي إلى تورط موسكو وواشنطن فيه، قد ينجم عن المواجهات شبه اليومية التي تقودها إسرائيل ضد جموح التوسع الإيراني. لذا هناك اختلاف في الأهداف، يضع موسكو وطهران في حال افتراق بالأولويات والوسائل والأدوات، على رغم حاجة كل منهما للآخر في الميدان. وقد يكون الأمر أكثر من ذلك بالنسبة إلى موسكو حين يتعلق الأمر بالبعد الاستراتيجي للسيطرة على سورية. وإذا كان الكرملين مطمئنا إلى التسليم الأميركي بنفوذه على سورية، وبالتالي إلى الشراكة معه في الشرق الأوسط أيا كان تقاسم هذا النفوذ لاحقا، فمن المؤكد أن فلاديمير بوتين ليس مطمئنا إلى نوايا إيران فيها. لسان حال بوتين أنه لولا تدخله في سورية في أيلول 2015 لكانت إيران خارج سورية حكما الآن. فحين تدخل هو كان جماعة إيران وبعض المقربين من النظام يهربون «كالأرانب» من دمشق. لكن الإصرار الإيراني على اقتطاع حصة الأسد من إنجاز الإبقاء على بشار الأسد في السلطة، بات يؤرق الدب الروسي، الذي قام في السابق بخطوات تحد من تغلغل طهران في الجيش والاقتصاد والإدارة السورية، من دون أن ينجح في الحؤول دون هذا التغلغل على الأصعدة الدينية والثقافية والتعليمية والجغرافية، وعلى صعيد الإفادة من بعض أوجه النشاط الاقتصادي، عبر التهريب والاشتراك في بعض مشاريع الإعمار المحدودة التي تتيح التهرب من العقوبات من جهة والمرتبطة بالفرز العمراني والديموغرافي والطائفي من جهة ثانية.

القلق الروسي من سياسة طهران في سورية يشكل نقطة التقاء مع الأميركي، يتجاوز تقاطع المصالح مع الولايات المتحدة في حفظ أمن إسرائيل. وزوار موسكو باتوا مقتنعين أنه يستحيل على قيادتها قبول وضع اليد الإيرانية على سورية لأسباب استراتيجية. فترسيخ الدور الإيراني يزيد الفرز المذهبي السني الشيعي فيها، وعلى الصعيد الإقليمي. وإذا كان هذا الفرز سيستمر تحت نظر الروس، سيحصدون أضراره على علاقاتهم بسائر الدول العربية ولاسيما الخليجية، ويشكل أرضية لامتداد صراع يمس بأمن روسيا ذاتها، على المديين المتوسط والبعيد. عندها يصبح الهدف الذي وضعته لتدخلها في سورية، أي استعادة دورها الإقليمي والدولي وبالاً عليها، بدلا من أن يكون مصدر فائدة استراتيجية بالمعنى العسكري، وبالمعنى الاقتصادي. فما فائدة أن تكون شريكا مسلّما به من الغرب في تحديد مصير المنطقة، وأن تتحول شريكا رئيسا في التحكم بسوق النفط والغاز العالميين بعد أن أصبحت فاعلة في استغلال الاكتشافات الجديدة في البحر الأبيض المتوسط لعصب الطاقة العالمي، كما هو حاصل الآن، إذا كانت إنجازات بوتين العسكرية وتحالفاته ستأتيها بالإرهاب الناجم عن تفاقم الصراع المذهبي؟

ليس عن عبث أن تتشدد موسكو راهنا في التعاطي مع وضع إدلب وأن يكون هاجسها التخلص من هيمنة «هيئة تحرير الشام» (النصرة سابقا) على جزء واسع منها. لكنها باتت على قناعة بأن معالجة وضع إدلب بالتنسيق مع تركيا على الصعيدين العسكري والأمني، يجب أن يوازيها ولوج الحل السياسي الذي يتطلب مساومة مع واشنطن والاتحاد الأوروبي على أساس القرار الدولي 2254 الذي يفرض انتقالا سياسيا وعدم الاكتفاء بالتلهي في الخلاف على تشكيل اللجنة الدستورية. وهو ما تعاكسه طهران بقوة، فتجمع روسيا مع أميركا وأوروبا والعرب ضدها.

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود وغيرها

عون استقبل وفد نواب اللقاء التشاوري ومراد

الخميس 14 آذار 2019 /وطنية - استقبل رئيس الجمهورية العماد ميشال عون وفدا من نواب "اللقاء التشاوري"، ووزير الدولة لشؤون التجارة الخارجية الوزير حسن مراد.

 

الحريري التقى في بروكسل غراندي ووزيري الخارجية السعودي والكويتي ومسؤولين

الخميس 14 آذار 2019 /وطنية - أجرى رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري سلسلة لقاءات اليوم، على هامش مشاركته في أعمال مؤتمر "دعم مستقبل سوريا والمنطقة" في بروكسل، استهلها باجتماع عقده مع مفوض سياسة الجوار الاوروبية ومفاوضات التوسع جواهنس هان حضره وزير الشؤون الاجتماعية ريشار قيومجيان وسفيرة الاتحاد الاوروبي في لبنان كريستينا لاسن والوزير السابق غطاس خوري، وتم خلاله عرض للاوضاع العامة في المنطقة وآخر التطورات. ثم التقى الرئيس الحريري مفوض الامم المتحدة لشؤون اللاجئين فيليبو غراندي وعرض معه أوضاع اللاجئين السوريين في لبنان والدعم الذي يقدمه المجتمع الدولي للمساعدة في التخفيف من تداعيات هذه الازمة على لبنان. كما اجتمع رئيس مجلس الوزراء مع رئيس البنك الاوروبي لاعادة الاعمار والتنمية سوما شاكرابارتي، وكانت جولة افق تناولت مجمل الاوضاع الاقتصادية في لبنان.

بعدها التقى الرئيس الحريري وزير الدولة السعودي للشؤون الخارجية عادل الجبير، وعرض معه العلاقات الثنائية بين البلدين من مختلف جوانبها. ثم استقبل وزير الخارجية الكويتي صباح الخالد الحمد الصباح، وجرى البحث في سبل تطوير وتوثيق العلاقات اللبنانية الكويتية، اضافة الى اوضاع النازحين السوريين في لبنان.

 

الحريري اجتمع في بروكسل بوزير خارجية الاردن والتقى بيدرسون ورايبرن

الخميس 14 آذار 2019 /وطنية - اختتم رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري لقاءاته التي عقدها في بروكسل باجتماع مع وزير خارجية الاردن ايمن الصفدي، في حضور وزير التربية اكرم شهيب، تم خلاله البحث بالاوضاع العامة في المنطقة واوضاع اللاجئين السوريين في كلا البلدين. كما التقى الرئيس الحريري المبعوث الاممي الى سوريا غير بيدرسون ثم نائب مساعد وزير الخارجية الأمريكية للشرق الأدنى والمبعوث الخاص لسوريا جويل رايبرن.

 

الحريري في مؤتمر بروكسل دعا المجتمع الدولي لتقديم المساعدة للنازحين: الحكومة تلتزم أي مبادرة تضمن العودة الآمنة لهم بما في ذلك الروسية

الخميس 14 آذار 2019 /وطنية - حذر رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري من "ازدياد اثر أزمة النازحين السوريين على لبنان، ما يفاقم على المدى القصير التحديات الاقتصادية والاجتماعية، ويؤدي الى وضع العلاقة بين المجتمعات المضيفة واللاجئين في أجواء توتر شديد ويهدد استقرار لبنان"، داعيا "المجتمع الدولي للعمل الى جانب لبنان وتكثيف الجهود لتقديم المساعدة الانسانية الحيوية للنازحين". وأكد الرئيس الحريري ان "الحل الوحيد لازمة النازحين السوريين هو العودة الآمنة الى وطنهم الأم وفق القوانين والمعاهدات الدولية"، مجددا "التزام الحكومة العمل مع مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين على اي مبادرة عملية تضمن العودة الامنة لهم بما في ذلك المبادرة الروسية". كلام الرئيس الحريري جاء، خلال القائه كلمة لبنان في مؤتمر "دعم مستقبل سوريا والمنطقة" -بروكسيل-3، الذي انعقد صباح اليوم في مقر المفوضية الاوروبية في بروكسيل. وفي ما يلي نص الكلمة:

"حضرة السيدة فيديريكا موغيريني، حضرة السيد مارك لوكوك، ايها السيدات والسادة

تستمر مأساه الشعب السوري ومعاناته للعام التاسع على التوالي. وخلال العام الماضي، وعلى الرغم من التحديات الهائلة التي ما زلنا نواجهها، وفي الوقت الذي أصبحت فيه قدرات المجتمعات المضيفة والبنى التحتية وخدمات الدولة مثقله ومنهكة، استمر لبنان بالتزاماته التي تعهد بها في مؤتمر بروكسل -2. وقد كان ذلك ممكنا بفضل الجهود الإستثنائية المشتركة التي بذلها المجتمع الدولي والمؤسسات العامة اللبنانية والمجتمع المدني والضيافة الاستثنائية وكرم الشعب اللبناني. وقد حققنا ذلك في الوقت الذي نواصل فيه حماية الاستقرار السياسي والاجتماعي والاقتصادي الدقيق في لبنان.

ايها السيدات والسادة، إن حكومة لبنان ممتنة لكل من الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة على عقد مؤتمر بروكسل الثالث، للتأكيد على أنه لا ينبغي نسيان الدول المضيفة في خضم الصراع السوري الذي طال أمده. ولا يزال لبنان يواجه تحديات اقتصادية واجتماعية متزايدة. ولا يزال النمو ضعيفا وبالكاد يصل الى نسبه 1 في المائة، ولا تزال مستويات البطالة والفقر مرتفعة، ويرزح التمويل العام تحت ضغوط شديدة.

وفي مؤتمر "سيدر"، قدمت الحكومة اللبنانية رؤية متوسطة وطويلة الأمد للتعامل مع هذه التحديات، استجاب معها المجتمع الدولي بشكل إيجابي وحشد موارد كبيرة للمساعدة في وضع هذه الرؤية على الطريق الصحيح للتنفيذ. ان حكومتي تدرك تماما الحاجة إلى المضي قدما في الإصلاحات المالية والهيكلية والقطاعية لتحريك الاقتصاد وخلق فرص العمل وتحسين نسب العجز والدين. وفي الواقع، سيتعين على حكومتي اتخاذ قرارات صعبة في الأسابيع المقبلة لخفض الانفاق. ولذلك، فإنه من الواضح والصريح جدا، انه لن يكون هناك تمويل اضافي في موازنة عام 2019 ولا في الموازنات اللاحقة، لتلبيه الاحتياجات الانسانيه للنازحين.

وفي الوقت نفسه، فان أثر أزمه النازحين على لبنان يزداد حدة، ما يفاقم على المدى القصير التحديات الاقتصادية والاجتماعية القائمة. ولا تزال الاحتياجات كبيرة وقد أدى التنافس على الموارد الشحيحة والوظائف إلى وضع العلاقة بين المجتمعات المضيفة واللاجئين في اجواء توتر شديد، ويمكن ان تؤدي هذه الظروف إلى إستياء واسع النطاق والى زيادة مخاطر العنف، ما يهدد استقرار لبنان ويعطي حافزا للنازحين للذهاب إلى أماكن أخرى. فلا مجال هنا للاستكانة او لتعب المانحين. وينبغي لنا بدلا من ذلك ان نعمل معا وان نكثف جهودنا لضمان تقديم المساعدة الانسانيه الحيوية فضلا عن تمويل مشاريع تنموية لتحسين مستويات معيشة اللاجئين والمجتمعات المضيفة على حد سواء.

ولتحقيق ذلك، يتعين علينا جميعا أن نركز على الأولويات التالية:

أولا، تأمين التمويل الكافي لخطة لبنان للاستجابة للازمة. طالب لبنان عام 2019 ب2,6 مليار دولار أميركي. وفي العام 2018 بلغت مساهمات المانحين لخطتنا 1,2 مليار دولار أميركي، تمثل حوالي 45% من اساس مبلغ 2,7 مليار دولار.

ثانيا، ينبغي تأمين التزامات لسنوات عدة من أجل ضمان إستمرارية المشاريع التي تستمر عدة سنوات كتأمين وصول التعليم إلى الجميع، فضلا عن التخفيف من أثر العوامل السلبية. وفي الواقع، شهد لبنان هذا الشتاء ظروفا مناخية قاسيه وعواصف متكررة، أدت إلى تفاقم أوضاع أكثر من 540,000 نازح سوري وعشرات الآلاف من اللبنانيين في المجتمعات المضيفة. لبنان ملتزم بالحد من ضعف المجتمعات المضيفة والنازحين على السواء واليوم، أكثر من اي وقت مضى، هناك حاجة ماسة إلى تحويل تركيزنا من ادارة الكوارث والازمات الى الاستثمارات الطويلة الامد في الحد من مخاطر الكوارث والازمات لحماية الأرواح وتعزيز القدرة على الصمود والتنمية.

ثالثا، زيادة الدعم المقدم إلى المجتمعات المضيفة بما لا يقل عن 100 مليون دولار سنويا لتمويل المشاريع الصغيرة في البني التحتية، ولا سيما في مجال إدارة المياه والنفايات الصلبة، لان لها تأثير مباشر على البيئة والصحة العامة. ومن المهم بنفس القدر الدعم المقدم إلى المؤسسات الصغيرة والمتوسطة الحجم، ولا سيما في القطاعات الانتاجية، فضلا عن تمكين المرأة وتنفيذ مشاريع التنمية البلدية.

رابعا، دعم وتطوير نظم الحماية الاجتماعية في لبنان، ولا سيما توسيع نطاق البرنامج الوطني لدعم الاسر الاكثر فقرا. وفي هذا الصدد، نثمن عاليا إستمرار إلتزام البنك الدولي وبرنامج الاغذية العالمي لهذا البرنامج.

ونحن ممتنون أيضا للحكومة الألمانيه والإتحاد الأوروبي لاستجابتهما لما طالب به لبنان في مؤتمر بروكسل -2 من خلال تعهدهما تقديم مساهمات لبرنامج دعم أفقر الأسر اللبنانية التي تستضيف النازحين. وهدفنا النهائي هو تأمين الغذاء لجميع الأسر التي تعيش تحت خط الفقر المدقع والذي يقدر بنحو 44,000 أسرة لبنانية، فضلا عن زيادة الدعم لعنصرالخروج التدريجي من الفقر، الذي يسمح لهذه الأسر تأمين إحتياجاتها من خلال التدريب المهني والتقني وفرص العمل. ولتحقيق ذلك، نحتاج إلى تأمين منح ومساهمات بقيمة 100 مليون دولار سنويا.

خامسا: دعم الإطار الاستراتيجي الوطني للتعليم والتدريب المهني والتقني الذي طورته الحكومة اللبنانية بدعم من منظمة اليونيسيف ومنظمة العمل الدولية لتعزيز مهارات العمال اللبنانيين.

وفي خضم جميع التحديات التي تواجه لبنان والمنطقة، ينبغي الا ننسى أن الحل الوحيد لأزمة النازحين السوريين هو العودة الآمنة إلى وطنهم وفقا للقوانين والمعاهدات الدولية.

وفي هذا الصدد، أود ان أكرر التأكيد ان حكومتي ستظل ملتزمة بالعمل مع المفوضية السامية للامم المتحدة لشؤون اللاجئين على أي مبادرة عملية تضمن العودة الآمنة للنازحين السوريين بما في ذلك المبادرة الروسية. ليس لدينا خيار آخر سوى توحيد الجهود والعمل معا لمعالجة العقبات والتحديات التي تواجه عودة النازحين. انها مهمة شاقة ومسؤولية جماعية وعلينا جميعا ان نكون مبتكرين في إيجاد الحلول. اذ لا يمكن للبنان ان يستمر في تحمل الآثار الاقتصادية والاجتماعية والبيئية المترتبة على استضافة مليون ونصف مليون نازح. وأخيرا، أود ان أنتهز هذه الفرصة لأكرر تقديري العميق وتقدير الحكومة اللبنانية لجميع الشركاء الدوليين والحكومات وممثلي المجتمع المدني على شراكتهم القوية ودعمهم المستمر لمساعدة لبنان على التعامل مع التحديات المرتبطة بأزمة النازحين السوريين الحادة والطويلة وغير المسبوقة".

المؤتمر

وكان استهل المؤتمر بكلمة للممثلة العليا للاتحاد الاوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الامنية فيديريكا موغيريني، كما تحدث كل من الامين العام للامم المتحدة انطونيو غوتيريس ونائب الامين العام للشؤون الانسانية، منسق شؤون الاغاثة في حالات الطوارئ مارك لوكوكو، وزير خارجية تركيا مولود جاويش اغلو ووزير خارجية الاردن ايمن الصفدي.

 

الراعي ناقش مع عطاالله سبل حل مشكلة النزوح السوري ومكافحة الفساد

الخميس 14 آذار 2019 /وطنية - بكركي - إستقبل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، قبل ظهر اليوم في الصرح البطريركي في بكركي، النائب جورج عطاالله في زيارة "التماس بركة في زمن الصوم المبارك". وتمنى عطاالله للبنان "قيامة حقيقية مع اقتراب عيد الفصح"، مؤكدا أخذه "بتوجيهات غبطته"، وعرضه "لعدد من الملفات الاساسية التي يتم العمل عليها في الوقت الراهن ولا سيما ملف النزوح السوري نظرا الى أهميته لكي نتمكن من ايجاد صيغة جامعة على المستويين الحكومي والشعبي." وأبرز "اهمية عدم تسييس هذا الموضوع وادخاله في زواريب ضيقة لما يشكله من مشكلة كبيرة على المستوى الاجتماعي الاقتصادي والديموغرافي، وانفجاره سيكون في وجه كل اللبنانيين، وليس في وجه فئة من دون أخرى. من هنا التشديد على الوصول الى صيغة موحدة على المستوى السياسي والحكومي. وطلبنا من البطريرك الراعي ان يكون للقادة الروحيين مبادرة في هذا المجال تمثل دافعا للسياسيين لكي يسيروا في هذا الإتجاه". وختم: "كذلك شددنا على موضوع اطلاق عملية مكافحة الفساد والمحاسبة بشكل جدي، على المستوى المالي وعلى مستوى اعادة انتظام مؤسسات الدولة المالية والاقتصادية والوظيفية، آملين ان نحقق ببركة غبطته ودعمه المعنوي الكثير من الامور على هذه المستويات". والتقى البطريرك الراعي الدكتور بول الجميل وايلي الجميل وبرنارد ابي رعد، وكان عرض لعدد من المواضيع المتعلقة بالشأنين الإجتماعي والثقافي وكان توافق على "اهمية انخراط الشباب المسيحي اكثر واكثر في اعمال ثقافية واجتماعية تفعل قدراتهم وتدر بالفائدة والخير العام على أبناء جيلهم عموما وعلى اللبنانيين خصوصا".

 

الوفاء للمقاومة طالبت بإعطاء الحكومة الفرصة قبل الحكم عليها: مستمرون بالتعاون الايجابي لضبط العجز وكبح جماح الفساد والهدر

الخميس 14 آذار 2019/وطنية - أعلنت كتلة "الوفاء للمقاومة" في بيان اثر اجتماعها الدوري بعد ظهر اليوم، في مقرها بحارة حريك، برئاسة النائب محمد رعد، أنه "رغم صعوبات كثيرة وتحديات كبيرة تواجه الحكومة الجديدة في انطلاقتها الاولى، فإن المطلوب أن تعطى الفرصة اللازمة قبل الحكم عليها، ومن جهتنا، سنستمر في سياسة التعاون الايجابي لتحقيق جملة من الاهداف التي يأتي في مقدمتها ضبط العجز وكبح جماح الفساد والهدر وإيجاد الحلول العملية، الاقتصادية والبيئية، للأزمات الضاغطة على المواطنين وفي طليعتها أزمة الكهرباء والنفايات". ورحبت الكتلة ب"زيادة الدرجات الست للأساتذة لأن فيها إنصافا ينسجم مع قانون السلسلة"، مشيرة إلى أن "المالية العامة في الدولة تحتاج الى مقاربة شاملة وهادئة ضمن خطة متكاملة لادارة الدين ومعالجة مخاطر الأزمة الاقتصادية التي يعيشها لبنان حاليا".

وفي ما يتعلق بموضوع النازحين السوريين وهو "موضوع مهم على الصعيدين الوطني والقومي"، فقد طالبت الكتلة الحكومة بأن "تكون فاعلة وأكثر جدية في التصدي لهذا الملف، ودفع الجهات المعنية الى المعالجة الموضوعية والكف عن اللامبالاة ازاء تداعيات هذا الموضوع على اقتصاد البلاد وأمنها".

وأكدت "وجوب ان ترفع الحكومة صوتها أمام المعنيين الدوليين ليترجموا دعواهم الحرص على امن واستقرار لبنان عبر منع العدو الصهيوني من أي تجاوز او اعتداء على منطقتنا الاقتصادية ومواردنا ومياهنا الاقليمية واجوائنا وحدودنا البرية". وطلبت من الحكومة "تفسيرا واضحا حول جدوى الذهاب الى فتح الدورة الثانية من المناقصات او المزايدات لبعض البلوكات النفطية المتبقية قبل تقييم نتائج التلزيمات النفطية السابقة". ودعت الى "اعتماد آلية التعيينات المقررة لملء شواغر المواقع الاولى في الادارات"، مؤكدة "ضرورة إعطاء الاولوية لملء الشواغر في الهيئات الرقابية عموما ليتسنى لها القيام بدورها في تحسين الاداء في الوزارات والادارات والمؤسسات العامة". وإذ رحبت الكتلة ب"جهود الزملاء النواب وباقتراحات القوانين التي تقدموا بها الى المجلس وخصوصا ذات البعد الاصلاحي"، اعلنت أنها "ستعمد الى ملاقاة هذه الجهود إما باقتراحات قوانين تتبناها وتتقدم بها الى المجلس النيابي عبر الآليات القانونية، واما من خلال تعاونها وموافقتها على اقتراحات الزملاء النواب التي تخدم سياسة ضبط الهدر والانفاق وكبح جماح الفساد". وأيدت "رفع السرية المصرفية عن كل العاملين في القطاع العام وكل من يشغل موقعا رسميا في البلاد"، داعية الى "درس الاقتراحين المقدمين من بعض الزملاء النواب للتوصل الى صيغة موحدة تؤدي الغاية المرجوة في هذا المجال".

وأملت الكتلة ان "يقر المجلس النيابي في أول جلسة تشريعية مقبلة، اقتراح القانون الذي تقدمت به مؤخرا لخفض الانفاق في عدد من البنود بما يوفر على الخزينة حوالي 400 مليار ليرة لبنانية". ودانت "كل تدخل اميركي في الشؤون الداخلية للدول والبلدان"، وحملت اميركا "مسؤولية عواقب اي تدخل وتداعياته على الامن والاستقرار الاقليمي والدولي". وأخيرا، دانت الكتلة "المجزرة الدموية التي اوقعها تحالف العدوان الاميركي - السعودي وسط المدنيين اليمنيين في الحجة الاسبوع الماضي"، محملة "النظام السعودي وداعميه الاميركيين مسؤولية الدماء البريئة التي أريقت، وإزهاق أرواح العشرات من الأطفال والنساء من الشعب اليمني المظلوم".

 

الكتلة الوطنية: لتتفرغ الحكومة للشأن المعيشي وحل الخلافات بحوار في مجلس النواب

الخميس 14 آذار 2019 /وطنية - جدد حزب "الكتلة الوطنية اللبنانية" في بيان، موقفه "لجهة وجوب الفصل بين العمل الحكومي الذي يستوجب التفرغ للشأن الاقتصادي والحياتي المعيشي للمواطنين، وبين الخلافات السياسية المتشنجة التي يفترض حلها بحوار يطلق في المجلس النيابي الذي يمكن أن يضم كل الأطراف السياسية في لبنان وحتى المجتمع المدني". ونبه من أن "التجاذبات السياسية داخل الحكومة تعطل إنتاجيتها، علما أنها تواجه استحقاقات خطيرة"، موضحا أن ذلك "ظهر في كل من موضوع العلاقات اللبنانية السورية وفي مسألة النزوح السوري والخلاف حول من يشارك في "مؤتمر بروكسل 3"، فضلا عن التقصير الفاضح في مقاربة ملفات "سيدر". وشدد البيان "مع تجاوز دعوته السابقة إلى تشكيل حكومة إنقاذ وطني على الرغم من ثبات موقفه لهذه الجهة، على أهمية خروج حوار داخل مجلس النواب بقرارات قابلة للتنفيذ يلتزم بها الجميع، تنهي الوضع القائم وتنقل لبنان إلى مرحلة سيادية جديدة".

 

سليمان فرنجيه زار الرهبانية المارونية في غزير وأكد دعم مكافحة الفساد: أنا بتصرف الرئيس يستدعيني ساعة يريد ونرفض اختراع الحجج لعدم إعادة النازحين

الخميس 14 آذار 2019 /وطنية - زار رئيس تيار "المرده" سليمان فرنجيه اليوم، مقر الرهبانية اللبنانية المارونية في غزير، حيث استقبله الرئيس العام للرهبانية الاباتي نعمة الله الهاشم والاباء المدبرون مع جمهور من الاباء.

وقد شارك في الزيارة وزير الأشغال العامة والنقل المحامي يوسف فنيانوس، عضوا "التكتل الوطني" النائبان فريد هيكل الخازن وطوني فرنجيه والوزير السابق يوسف سعادة.

فرنجيه

اثر الزيارة، أكد فرنجيه ان "المرحلة صعبة باعتراف الجميع، والكل خائف على الوضع الاقتصادي"، متمنيا ان تكون "نوايا المعالجة حسنة للخروج من المأزق".

وشدد على دعمه "أي موضوع اصلاحي في مسيرة مكافحة الفساد"، وقال: "في موضوع التعيينات لن يكون لنا شروط اذا كانت وفق معايير اكاديمية، ولكن اذا كانت المعايير لصالح فريق محدد فعندها من حقنا وضع الشروط والتعاون مع اي فريق آخر متضرر".

أضاف: "نحن هنا مع الشيخ فريد والاخوان كي نؤكد على انتمائنا لكنيستنا والحوار مع اخوتنا الرهبان حول المرحلة التي مررنا بها والمرحلة المستقبلية، وكانت هناك قراءة لكل الامور ونحن تحت رعاية سيد بكركي في هذا الموضوع. لقد طرحنا وجهة نظرنا واستمعوا إلينا والاكيد هم لديهم وجهة نظرهم. الجميع اليوم خائف على الوضع الاقتصادي والمرحلة صعبة، والجميع لديه النية الجيدة للخروج من موضوع مكافحة الفساد الى الاصلاح، نحن داعمون لاي مكافحة للفساد ولاي موضوع اصلاحي ولكل موضوع يخرجنا من المأزق الاقتصادي الذي نحن فيه. السياسة شيء والاقتصاد شيء آخر، ونتمنى ونصلي على نية ان نتمكن من الخروج من المأزق الاقتصادي الذي يطال كل مواطن لبناني".

وأكد ردا على سؤال، انه "لطالما ردد انه بتصرف رئيس الجمهورية"، وقال: "عندما يريدنا يستدعينا، وهو الرئيس وانا مواطن لست نائبا ولا وزيرا ساعة يشاء يستدعيني وأنا بتصرفه، وهو من سيقرر اللقاء سيكون بحضور من وانا لا أفرض عليه احدا".

وعن مسألة التعيينات، قال: "اذا كانت وفق معايير اكاديمية وضمن المعايير التي تطرح في اي دولة، لن نضع شروطا، اما اذا كانت لصالح فريق معين فعندها سنضع شروطنا ويصبح لنا الحق بالتعاون مع اي فريق متضرر او لديه نفس التوجهات التي لدينا لنتمكن من ان نأخذ حق الناس الذين لديهم نفس موقفنا السياسي، حق الناس الذي يدفعون ثمن انتمائهم في السياسة وهذا امر طبيعي. لننتظر ونر كيف سيطرح هذا الموضوع على الطاولة، لدينا شكوك وحتى الان لا شيء يبشر بالخير، وكل التصرفات تشير الى أن التعيينات مطروحة من اجل ان يأخذها فريق معين، نحترم نوايا فخامة الرئيس وسنرى اذا كانت ستتحقق".

وفي موضوع مكافحة الفساد، قال: "النوايا جيدة، والمكافحة تكون بإقفال ابواب الفساد في لبنان".

وعما اذا كان تحالفه مع الرئيس نبيه بري هو بوجه الرئيس ميشال عون، قال فرنجية: "الحلف مع الرئيس بري موجود منذ العام 1990 الى اليوم، ولم نختلف يوما، وهو غير موجه ضد الرئيس عون ولا في وجه احد غيره، نحن ننتمي الى المشروع السياسي الذي ينتمي اليه ايضا الرئيس ميشال عون، انما المشكلة ان التيار الوطني الحر يريد ان يحتكر هذا المشروع السياسي".

وقال ردا على سؤال: "لدي مشروعي السياسي الذي بدأت به منذ ثلاثين سنة، ومن يعتبر ان سليمان فرنجيه صمت او بدل موقفه، فأنا لا اقدم اوراق اعتمادي كل يوم او كل شهرين، هناك الكثيرون ممن يقدمون اوراق اعتمادهم يمينا ويسارا، انا اوراق اعتمادي في 8 آذار، في مشروع المقاومة ومشروع العروبة، ولا لزوم ان اعطي شهادة حسن سلوك، ومن يريد ان يعطينا شهادة حسن سلوك "بدو كتير"، فأنا من اعطي شهادات للآخرين. انا منفتح على الجميع، ورجل حوار وضد الالغاء، ومن يريد ان يلغينا نحن ضده ومن يريد التفاهم معنا نحن معه، واليوم لا مشكلة شخصية مع احد، لدينا خلافات سياسية ولدينا موقفنا السياسي، واكثر من يمكننا ان نتفاهم معهم هم التيار الوطني الحر ولكن المشكلة بالنسبة لهم اننا موجودون".

وعن العلاقة مع سوريا، قال: "نحن نعتبر ان على لبنان ان يعمل مصلحته، وعلى سوريا ان تفعل مصلحتها، في بعض الاوقات تلتقي المصلحتان واوقات اخرى تختلف، وعلينا اختيار مصلحة لبنان من اجل اعادة النازحين، عندما يكون الاميركيون والسعوديون وغيرهما يتحاورون، ويفتحون سفاراتهم عندها نحن لا نقدم ولا نؤخر كثيرا، يجب ألا نكون ورقة بيد اي دولة او اي مشروع للضغط لا مع النظام السوري ولا ضده، يجب ان نعمل مصلحة لبنان واذا رأينا ان مصلحة لبنان هي بإعادة النازحين الذين يشكلون عبئا ديموغرافيا وعبئا سياسيا واقتصاديا، فإن أي خطوة لاعادتهم هي حق".

واذ دعا فرنجيه الى "تغليب مصلحة لبنان على ما عداها"، لفت الى ان "هذه المصلحة تحتاج الى فتح حوار مع النظام السوري على اعلى مستوى". وقال: "أنا هنا مع فخامة الرئيس لإعادة النازحين، فلما نقول لا، لان وزير الخارجية الاميركي بومبيو آت الى لبنان ويخيفنا، ومع احترامي لاميركا فأجندتهم تختلف عن اجندتنا، الاجندة الاميركية هي كسب اوراق بوجه الاجندة الروسية في المنطقة والضغط على النظام السوري لبيع بعض الاوراق، نحن اليوم اجندتنا هي الوضع الاقتصادي في لبنان واعادة النازحين الذين اصبحوا عبئا اقتصاديا. لذلك اتمنى على الاميركيين ان يتفهموا هذا الامر، واننا سنعمل اي شيء لاعادتهم، والمشكلة اننا نقدم هدايا اكثر مما يطلب منا. اما عن القول اننا نشرع النظام السوري، فهذا غير ممكن لان النظام السوري يستعيد اليوم الشرعية الدولية من دون اي منة من احد، وخوفي ان نركض في المستقبل وراء هذه الدولة او تلك، او وراء هذا الشخص كي نذهب باتجاه سوريا. واقول لكم اذا كانت سوريا لديها رعاية دولية للعودة الى لبنان فليست بحاجة لنا، واذا لم يكن لديها هذه الرعاية ما من احد يستطيع إعادتها".

أضاف: "إننا مع استقلال وسيادة وعروبة لبنان ولكن لا يستطيع لبنان العيش من دون محيطه. بالنتيجة سوريا موجودة على حدود لبنان ويجب ايجاد صيغة للتفاهم معها. سوريا لا تريد ان تترك النازحين ورقة خارجية بيد الغرب لاستغلالها في كل الظروف، وهناك مصلحة كي نضغط لاعادتهم، وهذا يتطلب الحوار، هناك فريق في لبنان يستطيع التفاهم مع السوريين، ومنذ العام 2005 واستشهاد الرئيس رفيق الحريري كان هناك فريق في لبنان على خلاف مع سوريا وفريق آخر بقي حليفا، ويستطيع كل فريق ان يعمل حسب توجهه، كما نستطيع ان نتفاهم ونجد صيغة، ولكن ان يخترع فريق اي حجة كي لا يعيد النازحين لأعذار معينة، فهذا غير مقبول".

وردا على سؤال عن المسافة الى بعبدا، قال: "الظروف هي التي تقرر من سيكون الرئيس وكيف ستكون الرئاسة، المهم اليوم هو الوضع الاقتصادي وان تبقى الليرة ثابتة، والاهم ان يبقى البلد مرتاحا ويبقى الشعب اللبناني متمسكا ببلده وألا يهاجر كي يؤمن لقمة عيشه. واذا كان اليوم فخامة الرئيس على رأس هذه الدولة والحكومة يريدون اصلاح البلد، فنحن داعمون لهم بكل توجهاتهم. اما اذا كان المشروع هو "انو نشيل اللي ضدنا ونبقي اللي معنا" فنحن عندها سنرى اين تكون مصلحتنا".

واستبقى الهاشم ضيوفه الى مائدة الغداء.

 

/New A/E LCCC Postings for todayجديد موقعي الألكتروني ل14 و15 آذار/19

رابط الموقع

http://eliasbejjaninews.com

 

"حزب الله” جيش إيراني وليس من النسيج اللبناني

الياس بجاني/14 آذار/19

“حزب الله” كحزب مسلح، وكمشروع ملالوي، ودور حربي، وأداة إيرانية إرهابية، ليس من النسيج اللبناني كما يتبجح ويتحجج طاقمنا السياسي والحزبي والحكومي الذمي لتبرير صفقاته معه، وتنازلاته له مقابل مراكز سلطوية ومنافع مالية على حساب السيادة والاستقلال والقرار الحر.

http://eliasbejjaninews.com/archives/72962/%D8%A7%D9%84%D9%8A%D8%A7%D8%B3-%D8%A8%D8%AC%D8%A7%D9%86%D9%8A%D8%AD%D8%B2%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87-%D8%AC%D9%8A%D8%B4-%D8%A5%D9%8A%D8%B1%D8%A7%D9%86%D9%8A-%D9%88%D9%84%D9%8A%D8%B3/

 

الياس بجاني/رابط مقالتي المنشورة في جريدة السياسة

 “حزب الله” جيش إيراني وليس من النسيج اللبناني/الياس بجاني/19/اضغط هنا أو على الرابط في أسفل لقراءة المقالة في جريدة السياسة

http://al-seyassah.com/%D8%AD%D8%B2%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87-%D8%AC%D9%8A%D8%B4-%D8%A5%D9%8A%D8%B1%D8%A7%D9%86%D9%8A-%D9%88%D9%84%D9%8A%D8%B3-%D9%85%D9%86-%D8%A7%D9%84%D9%86%D8%B3%D9%8A%D8%AC-%D8%A7%D9%84%D9%84/

 

قراءة نقدية لمسار 14 آذار في مناسبة الذكرة 14

د. توفيق هندي/14 آذار/19

http://eliasbejjaninews.com/archives/72969/%d8%af-%d8%aa%d9%88%d9%81%d9%8a%d9%82-%d9%87%d9%86%d8%af%d9%8a-%d9%82%d8%b1%d8%a7%d8%a1%d8%a9-%d9%86%d9%82%d8%af%d9%8a%d8%a9-%d9%84%d9%85%d8%b3%d8%a7%d8%b1-14-%d8%a2%d8%b0%d8%a7%d8%b1-%d9%81%d9%8a/

 

في استعادة 14 آذار المغرية

يوسف بزي/المدن/14 آذار/19

لم يبق من 14 آذار 2005 إلا أمرين: الابتذال السياسي لها من قبل أحزابها وقادتها، والنوستالجيا العاطفية عند جمهورها المتنوع الأهواء والمتباين في تأويل تلك اللحظة.

http://eliasbejjaninews.com/archives/72983/%D9%8A%D9%88%D8%B3%D9%81-%D8%A8%D8%B2%D9%8A-%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D8%B3%D8%AA%D8%B9%D8%A7%D8%AF%D8%A9-14-%D8%A2%D8%B0%D8%A7%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%BA%D8%B1%D9%8A%D8%A9-%D9%84%D9%85-%D9%8A%D8%A8/

 

بين زمنين... اللبناني والجزائري

في لبنان غابت السياسة وطويت صفحتها، ولم يبقَ أمام الفريق الحاكم من أولوية إلا اليوميات والمصالح الصغيرة، والموجع جداً أن «السياديين» السابقين تخلوا عن ناسهم، وهم قوتهم، ويغطون مواقعهم الجديدة بأحاديث عن «الاعتدال» وعن «العقلانية»، بعدما أسقطوا من حسابهم تلك الشعارات الجامعة والمدوية؛ حرية، سيادة، استقلال، رغم أنه من دونها كل استقرار هو زائف والبلد يستمر رصيف هجرة للشباب.

حنا صالح/الشرق الأوسط/14 آذار/19

http://eliasbejjaninews.com/archives/72971/%d8%ad%d9%86%d8%a7-%d8%b5%d8%a7%d9%84%d8%ad-%d8%a8%d9%8a%d9%86-%d8%b2%d9%85%d9%86%d9%8a%d9%86-%d8%a7%d9%84%d9%84%d8%a8%d9%86%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d9%88%d8%a7%d9%84%d8%ac%d8%b2%d8%a7%d8%a6%d8%b1/

 

Hezbollah’s Deadly Lies
 
طوني بدران في تحليل له على خلفية وضع حزب الله في بريطانيا بالكامل على قوائم الإرهاب يبين حقيقة أكاذيب هذا التنظيم الإرهابي القاتلة
 Tony Badran/Tablet magazine/March 14/19
 
http://eliasbejjaninews.com/archives/72973/tony-badran-tablet-magazine-hezbollahs-deadly-lies%D8%B7%D9%88%D9%86%D9%8A-%D8%A8%D8%AF%D8%B1%D8%A7%D9%86-%D9%81%D9%8A-%D8%AA%D8%AD%D9%84%D9%8A%D9%84-%D9%84%D9%87-%D8%B9%D9%84%D9%89-%D8%AE/

 

Iranian women’s long battle for rights a threat to regime
 
د. ماجد رزادة/معركة المرأة الإيرانية الطويلة من أجل الحقوق هي تهديد لنظام الملالي
 Dr. Majid Rafizadeh/Arab News/March 14/ 2019
 http://eliasbejjaninews.com/archives/72986/dr-majid-rafizadeh-iranian-womens-long-battle-for-rights-a-threat-to-regime%d8%af-%d9%85%d8%a7%d8%ac%d8%af-%d8%b1%d8%b2%d8%a7%d8%af%d8%a9-%d9%85%d8%b9%d8%b1%d9%83%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d9%85/