المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكنديةLCCC/

نشرة الأخبار العربية ليوم 12 آذار/2019

اعداد الياس بجاني

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/eliasnews19/arabic.march12.19.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

                              

اقسام النشرة
عناوين أقسام النشرة

الزوادة الإيمانية لليوم/تعليقات الياس بجاني وخلفياتها/الأخبار اللبنانية/المتفرقات اللبنانية/الأخبار الإقليمية والدولية/المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة/المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود وغيرها

 

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

ما بَالُكَ تَنْظُرُ إِلى القَشَّةِ في عَيْنِ أَخيك، ولا تُبَالي بِالخَشَبةِ في عَيْنِكَ

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياته

الياس بجاني/حزب الله يريد استمرار الفساد ليحمي فساده الرهيب

الياس بجاني/ذميون أولئلك الذين يدعون نفاقاً بأن حزب الله خصم شريف

الياس بجاني/حكامنا وأحزابنا وطاقمنا السياسي لا يمكن أن يبنوا وطن

الياس بجاني/بالصوت: تأملات إيمانية ووجدانية في مفهوم عجيبة شفاء الأبرص

دويلة حزب الله هي وراء كل مصائب كوارث الدولة

 

عناوين الأخبار اللبنانية

عُمدَة كندي يرفض إزالة لحم الخنزير من لائحة طعام مطبخ مدرسة كنديّة

تذكير: حسرات تتصاعد من سكوت المدافن يطلقها شهداء هم قِطَعٌ منا هم فِلذُ اكبادنا/الأب سيمون عساف

الياس الزغبي: مستغلّو أزمة النزوح واقعون بين رفض النظام عودتهم وبقاء أكثرية غير ملائمة لهم

الحريري في ضيافة الملك سلمان

إسرائيل تزيل السياج الشائك المحاذي للحدود اللبنانية

ريفي: اي موقف سياسي او انتخابي يصدر عني حصرا او عبر تكليف مستشاري

رئيسة محكمة الحريري: التركيز منصبٌّ على إعداد الحكم الذي ينتظره المجتمع الدولي

تكريتي ممثلا بوصعب وقائد الجيش في تشييع المجند محمد الاشقر في عين الذهب: انضم الى قافلة شهداء رسموا طريق المجد

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الاثنين في 11/03/2019

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الاثنين في 11 آذار 2019

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

بيان لقاء سيدة الجبل

ارتفاع البطالة بين اللبنانيين يعيد جدل تنظيم عمل السوريين/سناء الجاك/الشرق الأوسط

لبنان: محاولات مصرفية لحماية الربحية عبر ضبط الفوائد وتمركز شديد للتوظيفات في الديون الحكومية والبنك المركزي

«حرب الفساد» تطرق أبواب القضاء اللبناني/النيابة العامة تطلب الإذن لملاحقة أطباء ومحامين... واتجاه لإسقاط حصانات

سجال لبناني حول «استبعاد» وزير من «مؤتمر بروكسل»

قيومجيان: وزارة النازحين سياسية... وقرار عودتهم لدى النظام السوري

نجل رجل دين متورّط بتزوير شهادات جامعيّة

أهلاً بعودتكم إلى سجون سوريا – الأسد/د. فادي شامية/جنوبية

الحريري حاول "ترقيع" الخلاف ولكن.. مؤتمر بروكسل من "نعمة" الى "نقمة"/التناقضات الرسمية تطيح الدعم المرجو وخشية من استغلال الحدث لتعويم دمشق!

توترات سياسية بسبب «الفيتو» الأوروبي على حضور «الغريب» الى بروكسل

أمر عمليات لتفكيك المنظومة الأمنية والقضائية للعهد/ميشال قنبور/ليبانون ديبايت

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

بوتفليقة يعود من جنيف مع تصاعد الحراك ضد «العهدة الخامسة» ومسيرات ومظاهرات كبيرة مستمرة في كل أنحاء البلاد للأسبوع الثالث

الجزائر تطوي صفحة بوتفليقة

استئناف آخر المعارك في الباغوز بعد انتهاء «مهلة استسلام داعش»

{قوات سوريا الديمقراطية}: لم يخرج أي مدني منذ السبت

هيئة أممية تواصل جمع أدلة على فظائع مرتكبة في سوريا

منظمة إغاثية: ثلث أطفال سوريا يشعرون بانعدام الأمان

الأسد: الحرب على سوريا تأخذ شكل «حصار اقتصادي»

بولتون: واشنطن مرتاحة لإبقاء لندن وباريس قوات في سوريا

ليبرمان: نتنياهو رفض اقتراحي اغتيال قادة {حماس}..قال إن على رئيس الحكومة تفسير {إصراره على تقوية} الحركة

عقوبات أميركية على بنك روسي بتهمة دعم مادورو

انقطاع الكهرباء يدخل حلبة الصراع السياسي في فنزويلا

كوريا الجنوبية تراقب «باهتمام» احتمال قيام جارتها الشمالية بتجربة صاروخية

العثور على الصندوقين الأسودين ومسجلات صوت للطائرة الإثيوبية المنكوبة

ترمب يطلب 8.6 مليار دولار لجداره

ماي تعلن أن محادثات «بريكست» وصلت لطريق مسدود

الجيش المصري يعلن مقتل 46 إرهابياً بشمال ووسط سيناء وقال إن الجهود أسفرت عن تدمير 15 وكراً

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

أميركا جديدةٌ ولبنانُ آخَر/سجعان قزي/جريدة الجمهورية

«إقصاء» وزراء عن مؤتمر بروكسل... وهذا السبب/عماد مرمل/جريدة الجمهورية

دروس وعِبَر من دولة ربحت الحرب على الفساد/روفسور غريتا صعب/جريدة الجمهورية

لبنان والمنطقة: خلط أوراق/نبيل هيثم/جريدة الجمهورية

موسكو «تُشارِطنا»: ندعمُكم إذا شرّعتم لنا الأبواب/طوني عيسى/جريدة الجمهورية

دروس من الجزائر والسودان إلى لبنان/سام منسى/الشرق الأوسط

الرئيس ميقاتي.. إذا ابتُليتم بالمعاصي فاستتروا/ د. أحمد خواجة/لبنان الجديد

حزب الله.. الرد على جولة ساترفيلد بإعلان الحرب على السنيورة/علي الأمين/العرب

حرية سيادة استقلال"/سناء الجاك/النهار

14آذار… ذكرى وعِبرة/ياسين شبلي/جنوبية

من الأرشيف: عون: هواجس “حزب الله” هي هواجسي والقبضاي يحارب خارج أرضه/ابراهيم الأمين ووفيق قانصوه و آمال خليل في “الأخبار”:

لبنان من جديد ساحة لتبادل الرسائل/فادي عيد/ليبانون ديبايت

مكافحة الفساد: لكل طائفة سنيورة تحميه/نقولا ناصيف/الأخبار

الكشف عن مصر... وصفة السيسي/مشاري الذايدي/الشرق الأوسط

هل من أمل في قطر/خالد البري/الشرق الأوسط

ملك في عالم تغير/غسان شربل/الشرق الأوسط

باقة في حقيبة/سمير عطا الله/الشرق الأوسط

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

عون عزى بضحايا الطائرة الاثيوبية وعرض مع فنيانوس مشاريع الاشغال والورشة الخاصة بالنقل ومع رائد خوري خطة النهوض الاقتصادي

سلام زار السنيورة: هناك جهات تحاول السيطرة على القضاء السنيورة: لتبرهن الدولة أنها حيادية لا مطية يستغلها البعض للنيل من الآخرين

 

في أسفل تفاصيل النشرة الكاملة

الزوادة الإيمانية لليوم

ما بَالُكَ تَنْظُرُ إِلى القَشَّةِ في عَيْنِ أَخيك، ولا تُبَالي بِالخَشَبةِ في عَيْنِكَ

إنجيل القدّيس متّى07/من01حتى12: قالَ الربُّ يَسوعُ: «لا تَدِينُوا لِئَلاَّ تُدَانُوا. فَبِمَا تَدِينُونَ تُدَانُون، وبِمَا تَكِيلُونَ يُكَالُ لَكُم. مَا بَالُكَ تَنْظُرُ إِلى القَشَّةِ في عَيْنِ أَخيك، ولا تُبَالي بِالخَشَبةِ في عَيْنِكَ؟ بَلْ كَيْفَ تَقُولُ لأَخِيك: دَعْني أُخْرِجُ القَشَّةَ مِنْ عَيْنِكَ، وهَا هِي الخَشَبَةُ في عَيْنِكَ أَنْتَ؟ يا مُرائِي، أَخْرِجِ الخَشَبَةَ أَوَّلاً مِنْ عَيْنِكَ، وعِنْدَئِذٍ تُبْصِرُ جَيِّدًا فَتُخْرِجُ القَشَّةَ مِنْ عَيْنِ أَخِيك. لا تُعْطُوا المُقَدَّسَاتِ لِلْكِلاب. ولا تَطْرَحُوا جَواهِرَكُم أَمَامَ الخَنَازِير، لِئَلاَّ تَدُوسَهَا بِأَرْجُلِها، وتَرْتَدَّ عَلَيْكُم فَتُمَزِّقَكُم. إِسْأَلُوا تُعْطَوا، أُطْلُبُوا تَجِدُوا، إِقْرَعُوا يُفْتَحْ لَكُم. فَمَنْ يَسْأَلْ يَنَلْ، ومَن يَطْلُبْ يَجِدْ، ومَنْ يَقْرَعْ يُفْتَحْ لَهُ. أَيُّ إِنْسَانٍ مِنْكُم يَسْأَلُهُ ٱبْنُهُ خُبْزًا فَيُعْطِيهِ حَجَرًا؟

أَو يَسْأَلُهُ سَمَكَةً فَيُعْطِيهِ حَيَّة؟ فَإِذَا كُنْتُم، أَنْتُمُ الأَشْرَار، تَعْرِفُونَ أَنْ تُعْطُوا أَوْلادَكُم عَطايا صَالِحَة، فَكَمْ بِالأَحْرَى أَبُوكُمُ الَّذي في السَّمَاواتِ يَمْنَحُ الصَّالِحَاتِ لِلَّذينَ يَسْأَلُونَهُ؟ فَكُلُّ مَا تُريدُونَ أَنْ يَفْعَلَهُ النَّاسُ لَكُم، إِفْعَلُوهُ لَهُم أَنْتُم أَيْضًا. هذِهِ هِيَ التَّوْرَاةُ والأَنْبِيَاء.

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياته وتغريدات متفرقة

حزب الله يريد استمرار الفساد ليحمي فساده الرهيب

الياس بجاني/11 آذار/19

حملة حزب الله ع الفساد هدفها إرهاب الجميع حتى لا يقتربوا من فساده الطاغي ع المؤسسات ومنها المرافيء والحدود وتصنيع وتصدير المخدر.

 

ذميون أولئلك الذين يدعون نفاقاً بأن حزب الله خصم شريف

الياس بجاني/11 آذار/19

هل فعلاً حزب الله خصم شريف كما يدعي أحدهم وربعه والأبواق؟ وهل محاولة الحزب اغتياله مرتين من البر والجو تندرج في هذا الإطار الذمي؟ الشكر كل الشكر لتلك الوردة المنقذة من الموت برصاص الإغتيال..لعلى في الذكرى عبرة؟

 

حكامنا وأحزابنا وطاقمنا السياسي لا يمكن أن يبنوا وطن

الياس بجاني/10 آذار/19

العلة ليست في النظام اللبناني التشاركي الذي يحترم التعددية المجتمعية المتنوعة بل هي في فساد وإفساد أهل النظام من أحزاب وحكام وتجار

 

الياس بجاني/بالصوت: تأملات إيمانية ووجدانية في مفهوم عجيبة شفاء الأبرص

http://eliasbejjaninews.com/archives/72850/%D8%A7%D9%84%D9%8A%D8%A7%D8%B3-%D8%A8%D8%AC%D8%A7%D9%86%D9%8A-%D8%A8%D8%A7%D9%84%D8%B5%D9%88%D8%AA-%D8%AA%D8%A3%D9%85%D9%84%D8%A7%D8%AA-%D8%A5%D9%8A%D9%85%D8%A7%D9%86%D9%8A%D8%A9-%D9%88%D9%88%D8%AC/

الياس بجاني/بالصوت/فورماتWMA/تأملات إيمانية في عجيبة شفاء الأبرص/10 آذار/19/اضغط هنا للإستملع للتأملات

http://www.eliasbejjaninews.com/newwma17/leper22.02.15.wma

الياس بجاني/بالصوت/فورماتMP3/تأملات إيمانية في عجيبة شفاء الأبرص/10 آذار/19/اضغط هنا للإستملع للتأملات

http://www.eliasbejjaninews.com/newmp3.17/elias%20leper22.02.15.mp3

 

دويلة حزب الله هي وراء كل مصائب كوارث الدولة

الياس بجاني/09 آذار/19

استحالة قيام دولة القانون والحريات واللافساد والسيادة دون تفكيك دويلة حزب الله واخضاعها للدولة ولدستورها ولكل الشرائع الدولية

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

* عُمدَة كندي يرفض إزالة لحم الخنزير من لائحة طعام مطبخ مدرسة كنديّة

Habib Flaha/Freethinker مفكر حر

* ويوضح سبب ذلك :

فبعدما طالب الآباء المسلمون بإلغاء لحم الخنزير من كلّ مطاعم المدرسة في إحدى ضواحي مدينة مونتريال، ورفض عمدة ضاحية دورفال في مونتريال ذلك، أرسل كاتب عُمدة المدينة مُذكرة إلى جميع الآباء ليشرح لهم السبب. وفق الملاحظات التالية:

” يجب أن يفهم المسلمون أن عليهم التكيّف مع كندا وكيبيك، وعاداتها، وتقاليدها، وطريقتها في الحياة، لأن هذا هو المكان الذي اختاروا الهجرة إليه. ” يجب أن يفهموا أن عليهم الاندماج وتعلّم العيش في كيبيك. يجب أن يفهموا أنه من أجل تغيير نَمط حياتهم جاؤوا الى هنا، وليس على الكنديين الذين رحبّوا بهم بسخاء أن يفعلوا ذلك التغيير. ” يجب أن يفهموا أن الكنديين ليسوا عنصريين أو كارهين للأجانب، لقد قبلوا الكثير من المهاجرين قبل المسلمين (في حين أن العكس ليس صحيحاً، لان الدول الإسلامية لا تقبل المهاجرين غير المسلمين..). ” مثل الأمم الأخرى، الكنديّون ليسوا على إستعداد للتخلي عن هويّتهم وثقافتهم. “فإذا كانت كندا هي أرض ترحاب، فليس عمدة دورفال من يرحّب بالأجانب، ولكن الشعب الكندي الكيبيكي ككل يفعل ذلك. “وأخيراً، يجب أن يفهم المسلمون أنه في كندا (وكيبيك) مع جذورها اليهوديّة والمسيحيّة، وأشجار عيد الميلاد، والكنائس والمهرجانات الدينية، يجب أن يبقى الدين في المجال الخاص.

كانت بلدية دورفال مُحقّة في رفض أيّ تنازلات للإسلام والشريعة. بالنسبة للمسلمين الذين لا يوافقون على العلمانيّة ولا يشعرون بالراحة في كندا، فهناك 57 دولة إسلاميّة جميلة في العالم، ومعظمها غير مأهول بالسكان، ومستعدة لاستقبالهم بأذرعٍ حَلال ومفتوحة وفقًا للشريعة.

” فإذا غادرت بلدك إلى كندا، وليس الى إحدى البلدان الإسلامية الأخرى، فذلك لأنك اعتبرت أن الحياة أفضل في كندا من أيّ مكان آخر. ” اسأل نفسك السؤال، مرّة واحدة فقط ،” لماذا هو أفضل هنا في كندا من حيث أتيت ؟ ” إن مطعماً أو مَقصفاً بلائحة طعام مع لحم الخنزير “هو جزء من الجواب “.

 

تذكير: حسرات تتصاعد من سكوت المدافن يطلقها شهداء هم قِطَعٌ منا هم فِلذُ اكبادنا

الأب سيمون عساف/11 آذار/19/نستشرف السنين التي تنطق باسمائهم والبسالات والبطولات معا. عارٌ علينا نسيان التضحيات المبذولة، ومن الأحياء من هم ايضا شهداء! ان الإجحاف يلحق بالاثنين معا والقادة يمشون على الجثث وحيد الهم كان الوصولية. هذا هو التاريخ المخجل الذي وصلنا اليسه وسيحمل وصمات الذل ولطخات الهزيمة ودمغات الإفلاس. استحضر هذا الشعر القائل بلسان الشهداء: لو كنت اعرف خاتمتي ما كنت بدأت. نعم هذه حقيقة يصرخها الراحلون من جراء النتائج الحاصلة والخزي الملحوظ. فقط لأحييكم قرَّائي متمنيا لكم تاملات مثمرة في هذا الصوم المبارك سلام المسيح يشملكم

حسرات تتصاعد من سكينة المدافن يطلقها شهداء سقطوا في سبيل الكرامة والكيان، هم قِطَعٌ منا وفِلذُ اكبادنا، لفَّ النسيان مآثرهم لأننا قوم من دون ذاكرة واحترام للتضحيات المبذولة ؟

نستشرف السنين التي تنطق باسمائهم والبسالات والبطولات معا. عارٌ علينا نسيانهم، ومن الأحياء من هم ايضا شهداء! ان الإجحاف يلحق بالاثنين معا، والقادة المزعومون يمشون على الجثث، وحيد الهم الوصولي الى الهدف. فقدوا عرفان الجميل بتنكرهم لمن كانوا السلم للارتقاء، هذا هو التاريخ المخجل الذي وصلنا اليه، سيحمل مع الأسف وصمات الذل ولطخات الهزيمة ودمغات الإفلاس. استحضر هذا الشعر المعبّر والقائل بلسان الشهداء: لو كنت اعرف خاتمتي ما كنت بدأت.

نعم هذه حقيقة يصرخها الراحلون من وراء الأرض نتيجة الخزي الملحوظ والاجحاف المهين. وضعٌ يدمي القلب في بلد يدعون باسمه الحضارة والثقافة والرقي، وقد عرَّوه بفسادهم وفسقهم من كل مستوى ومن مقومات القيم والحياء والاخلاق والادب. أحييكم قرَّائي متمنيا لكم تاملات مثمرة في هذا الصوم المبارك سلام المسيح يشملكم

ا.د. سيمون عساف 11/3/2019

 

الياس الزغبي: مستغلّو أزمة النزوح واقعون بين رفض النظام عودتهم وبقاء أكثرية غير ملائمة لهم

وطنية - رأى الكاتب السياسي الياس الزغبي أن "المعاكسات الداخلية في وجه الخطة العقلانية لإعادة النازحين السوريين تُضعف موقف لبنان في مؤتمر بروكسيل - ٣، سواء بافتعال مشكلة لفرض حضور وزير شؤونهم، أو بتوظيف قضيتهم لمصلحة نظام الأسد". وقال في تصريح: "إن الانتفاضة الشعبية الجديدة التي حصلت أمس في مهد الثورة السورية، مدينة درعا، ستزيد هواجس النظام وإصراره على رفض إعادة النازحين المعارضين له بأكثريتهم الساحقة، ما سيكشف الأزمة على حقيقتها". وأضاف: "كل العالم يدرك، ومعه أكثرية اللبنانيين، أن أزمة عودة النازحين تكمن لدى النظام الذي خطّط مع حلفائه لإحداث تغيير سكاني، ولا يقبل بأكثرية طائفية تخرّب خطته. وهذا الأمر يتجاهله حلفاء النظام في لبنان، ويرتبكون بين مشكلتين: بقاء أكثرية نازحة غير ملائمة لهم، ورفض حليفهم عودتها، فيحاولون التهرب من المأزق بتحرك استعراضي وضجيج إعلامي لا يقدّم ولا يؤخّر".

 

الحريري في ضيافة الملك سلمان

وكالة الأنباء السعودية (واس)/الاثنين 11 آذار 2019/استقبل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز في مكتبه بقصر اليمامة في الرياض اليوم، رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري. وجرى خلال الاستقبال، بحث سبل تعزيز التعاون الثنائي بين البلدين، ومستجدات الأوضاع في المنطقة، وبخاصة على الساحة اللبنانية. حضر الاستقبال، وزير الدولة عضو مجلس الوزراء الدكتور مساعد بن محمد العيبان، وزير الخارجية الدكتور إبراهيم بن عبدالعزيز العساف، والمستشار في الديوان الملكي نزار العلولا، وسفير خادم الحرمين الشريفين لدى الجمهورية اللبنانية وليد بن عبدالله بخاري، وسفير الجمهورية اللبنانية لدى المملكة فوزي كبارة.

 

إسرائيل تزيل السياج الشائك المحاذي للحدود اللبنانية

بيروت/الشرق الأوسط/الاثنين 11 آذار 2019/باشرت القوات الإسرائيلية، أمس، بإزالة السياج الشائك القديم المحاذي للجدار الفاصل الذي أقامته قبل فترة قبالة «بوابة فاطمة» وصولاً إلى بلدة العديسة عند الحدود اللبنانية الجنوبية، في ظل إقفال الجيش اللبناني للطرق المقابلة له. وقالت «الوكالة الوطنية للإعلام» إن إزالة السياج الذي يبلغ طوله نحو كيلومترين تتم وسط إجراءات أمنية مشددة اتخذها الجيش اللبناني وقوات «اليونيفيل» في المنطقة، مشيرة إلى حضور قائد القطاع الشرقي في «اليونيفيل» الجنرال أنطونيو روميرو لوسادا للاطلاع على سير الأعمال. ولفتت إلى «استئناف القوات الإسرائيلية أعمال شق الطريق وتوسيعها في الحرج المؤدي إلى موقع هونين العسكري ورفع سواتر ترابية في الجهة المقابلة لبلدة مركبا - قضاء مرجعيون».

 

ريفي: اي موقف سياسي او انتخابي يصدر عني حصرا او عبر تكليف مستشاري

الإثنين 11 آذار 2019/وطنية - غرد الوزير السابق اللواء اشرف عبر حسابه في "تويتر" فقال : "بثت قناة "الجديد" عبر نشرتها الإخبارية المسائية تقريرا حول الإنتخابات الفرعية في طرابلس تم التطرق فيه الى مواقف تفتقر الى الصحة نسبت إلي وأعلنت بإسمي، نؤكد أن أي موقف سياسي أو إنتخابي يصدر عني حصرا، أو عبر تكليف مستشاري السيد أسعد بشارة الإدلاء به. ونحيط الجميع علما أن بشارة هو المستشار السياسي والإعلامي وهو الوحيد المكلف متابعة هذه المهام".

 

رئيسة محكمة الحريري: التركيز منصبٌّ على إعداد الحكم الذي ينتظره المجتمع الدولي

بيروت ـ “السياسة/الإثنين 11 آذار 2019/أكدت رئيسة المحكمة الخاصة بلبنان القاضية إيفانا هردليشكوفا أن “تركيز المحكمة سينصب في العام المقبل، على المداولات القضائية وإعداد الحكم الذي ينتظر صدوره المتضررون من اعتداء 14 فبراير العام 2005، والجمهور اللبناني، والمجتمع الدولي عامةً”.

وأحالت المحكمة الخاصة بلبنان تقريرها السنوي العاشر إلى الأمين العام للأمم المتحدة وإلى الحكومة اللبنانية. ويقدم التقرير تفاصيل عن أنشطة المحكمة في الفترة الممتدة بين الأول من مارس العام 2018، و28 فبراير الماضي، وعن أهدافها العام المقبل، ويسلط الضوء على الإنجازات التي حققتها الأجهزة الأربعة، وهي الغرف، ومكتب المدعي العام، ومكتب الدفاع، وقلم المحكمة. وأفادت الغرف في التقرير، بأن أنشطتها القضائية العلنية ارتبطت بصورة رئيسية بإجراءات المحاكمة في قضية عياش وآخرين. وفي خلال الفترة المشمولة بالتقرير، عرضت جهة الدفاع عن عنيسي قضيتها، وطلبت غرفة الدرجة الأولى حضور شاهد واحد عملاً بالمادة 165 من قواعد الإجراءات والإثبات، مع الإشارة على الأخص إلى أن جلسات المحاكمة اختتمت باستماع غرفة الدرجة الأولى إلى المرافعات الختامية في الفترة ما بين 11 و21 سبتمبر العام2018.

وشُدِّد في التقرير على أن “المرافعات الختامية.. أكدت الدور المهم والفريد الذي تؤديه المحكمة في ضمان ألا يكون الإفلات من العقاب درعاً يحمي مرتكبي الاعتداء”. استعرضت غرفة الدرجة الأولى حالياً الأدلة المتوافرة لديها وتتداول في مسألة ما إذا كان الادعاء قد قدم أدلة تثبت قضيته ضد المتهمين الأربعة بلا شك معقول. وورد في التقرير أيضاً أن التوقيت الدقيق لصدور الحكم سيتوقف على الطابع المعقد للمسائل القانونية والوقائعية المطروحة في المداولات السرية لغرفة الدرجة الأولى. وسلط المدعي العام الضوء على الإنجازات التي حقَّقها مكتبه، فبعد الانتهاء من عرض الأدلة، أودع الادعاء المذكرة الختامية للمحاكمة، وقدم مرافعته الختامية في قضية عياش وآخرين ضد الأفراد الذين أسندت إليهم المسؤولية الجنائية عن الاعتداء على الشهيد رفيق الحريري.

 

تكريتي ممثلا بوصعب وقائد الجيش في تشييع المجند محمد الاشقر في عين الذهب: انضم الى قافلة شهداء رسموا طريق المجد

الإثنين 11 آذار 2019 /وطنية - شيعت بلدة عين الذهب في محافظة عكار، شهيد المؤسسة العسكرية وعكار المجند محمد عقل الاشقر بمأتم مهيب، تقدمه العميد الركن يوسف تكريتي ممثلا وزير الدفاع الوطني الياس بو صعب وقائد الجيش العماد جوزاف عون.

وام المصلين عن روح الشهيد، رئيس دائرة الاوقاف الاسلامية في عكار الشيخ مالك جديدة ممثلا مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان، بمشاركة حشد كبير من ابناء المنطقة ورفاق السلاح، الذين ادوا التحية العسكرية وحملوا نعش الشهيد الذي سجي بالعلم اللبناني، من منزله العائلي الى مثواه الاخير في مدافن العائلة، وسط حزن كبير.

تكريتي

بعد الصلاة، القى العميد تكريتي كلمة، نقل في مستهلها تعازي وزير الدفاع وقائد الجيش، وقدم نبذة عن حياة الشهيد، وقال: "شهيدنا من خيرة الرجال الابطال، استشهد خلال آدائه الواجب بكل شجاعة واخلاص في منطقة بعلبك، وافتدى استقرار الوطن وسلامة المجتمع، وانضم الى قافلة الشهداء الذين رسموا لنا طريق المجد وجادوا بانفسهم ليبقى بلدنا قويا منيعا. اننا نؤكد اعتزازنا باستشهادهم ونجدد الامل واليقين بأن وطننا خالد بخلود ابطاله وعزيمة ابنائه". ورأى أن "اكثر ما نحتاج اليه في هذه المرحلة الدقيقة من تاريخ البلاد، هو رص الصفوف وترسيخ اللحمة وتعزيز ارادة الصمود امام المصاعب والتحديات. وبهذا النهج نحبط مخططات العدو الاسرائيلي والارهابيين وجميع الاعداء المتربصين شرا بالوطن"، مؤكدا أن "الجيش لن يدخر جهدا من اجل الحفاظ على امن اللبنانيين جميعا. المجد والخلود لشهدائنا الابرار".

جديدة

ثم القى الشيخ مالك جديدة كلمة، نقل في مستهلها "تعازي المفتي دريان، الذي يشدد دائما على وحدة الوطن وامنه، وعلى تقدير المؤسسة العسكرية التي انتم نجومها ورجالها". وقال: "نحن اليوم في عرس من اعراس الشهادة، نكرم وطننا ونكرم هذه المنطقة وهذه العائلة الكريمة بهذا الوسام الاصيل، فأبناء هذه المؤسسة العسكرية اوسمة على صدورنا وعلى صدر الوطن وصدر كل شريف وغيور على حرمات اهله ووطنه. اننا من خلالكم نحيي المؤسسة العسكرية ونحيي قائد الجيش ووزير الدفاع وكل ابناء المؤسسة العسكرية الغالية على قلوبنا". اضاف: "الشهيد الاشقر وسام على صدر عائلته وصدر عكار وصدر كل الوطن، فهنيئا لكم هذه الشهادة، لأن الله لا يعطي الشهادة الا لمن يحب، والله يختار الشهداء اختيارا، وان شهيدنا البطل عنوان امل لهذا الوطن ولهذه الدولة والمؤسسات. أسأل الله ان يتغمد شهيدنا بواسع رحمته".

ثم تقبلت العائلة التعازي.

 

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الاثنين في 11/03/2019

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون لبنان"

هدوء سياسي أفسح في المجال أمام صوت العقل بالنسبة للفساد الذي ثبت انه لا يواجه إفراديا وإنما عن طريق تصحيح النهج المتبع في السياسة وقبلها في الاقتصاد. هذا الهدوء إن استمر من شأنه ان يشجع دول الخليج العربي على مجيء رعاياها الى لبنان في فترة الصيف والبعض تحدث عن تقدير مجيء مليون سائح من السعودية وحدها.

وقد لمس الرئيس سعد الحريري من العاهل السعودي توجها في هذا المجال فضلا عن دعم منتظر قريبا في إطار الهبات والودائع في لبنان ومن المقرر ان ينال لبنان من مؤتمر بروكسل خطة لدعم مواجهة أعباء النازحين السوريين في لبنان.

وسيلقي الرئيس الحريري كلمة امام المشاركين في المؤتمر يوم الخميس المقبل يتناول فيها بالارقام ما يتحمله لبنان من أعباء ثقيلة نتيجة النزوح السوري إليه.. ولقد إتضح ان غياب الوزير صالح الغريب عن الوفد اللبناني أتى نتيجة دعوات أوروبية من منظمي المؤتمر لم تشمله..

إذا الرئيس الحريري قابل العاهل السعودي في حضور وزراء ومسؤولين سعوديين وتناول البحث تطورات الاوضاع في المنطقة والعلاقات بين بيروت والرياض.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون ان بي ان"

على مسارين نيابي وقضائي تتوزع آليات مكافحة الفساد وبالتكافل والتضامن بين السلطتين.

وبعد تشكيل المجلس الأعلى لمحاكمة الرؤساء والوزراء، دعا رئيس مجلس النواب نبيه بري وزير العدل ألبير سرحان ورئيس مجلس القضاء الأعلى جان فهد إلى تشدد القضاء في كل ملفات الفساد.

هذا في وقت بقيت فيه الحرارة على خط ملف التوظيف غير القانوني حيث وصلت لجنة المال الى الاستماع لوزير الاتصالات ورئيس هيئة أوجيرو وتم التثبت من أكثر من 450 موظفا في أوجيرو و50 آخرين في الاتصالات وردت أسماؤهم في تقرير التفتيش المركزي.

رئيس لجنة المال النائب ابراهيم كنعان كشف عن اتصال تلقاه من الرئيس بري طلب خلاله إخضاع التوظيف في مجلس النواب لرقابة المال.

قبيل مشاركته في مؤتمر بروكسل ثلاثة حط رئيس الحكومة سعد الحريري في يمامة الرياض حيث استقبله الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز وبحث معه سبل تعزيز التعاون الثنائي ومستجدات الأوضاع في المنطقة.

وجود الحريري في العاصمة البلجيكية يومي الأربعاء والخميس المقبلين جعل جلسة الحكومة تنزح إلى موعد لاحق علما أن مؤتمر بروكسيل ستطغى عليه كل التشعبات الخاصة بالنازحين السوريين وسبقته سجالات حول عدم مشاركة وزير الدولة لشؤون النازحين صالح الغريب في عداد وفد الحريري الوزاري.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون المنار"

انه النزوح السوري المسبب لنزوح سياسي في لبنان . فكلما فتح هذا الملف تعددت الفصول السياسية فيه تحت سقف حكومة واحدة، وبات لكل مؤتمر او لقاء عدته من الوزراء المعروفين الوجهة والقرار. وحتى يقرر المعنيون ثبات موقفهم من ازمة يعترف الجميع بانها ترهق البلاد اقتصاديا واجتماعيا، فان فريقا ثابتا غير معني ببورصات السياسة الدولية يجدد القول عند كل مفترق، تعاونوا مع الحكومة السورية لحل هذا الملف.

اما مؤتمرات عطايا الوعود الدولية فلن تغير في الواقع اللبناني شيئا، وان حجب عن هذه المؤتمرات الوزراء المعنيون كوزير الدولة لشؤون النازحين صالح الغريب، فلن يغيب صوتهم كلما قررت الحكومة الاقتراب من الواقع. واقرب واقع، ما تحدث به المفوض السامي في الامم المتحدة لشؤون النازحين (فليبو غراندي) من ان جولته الميدانية في سوريا أكدت له سلامة واستقرار النازحين العائدين اليها.

وبالعودة الى الملفات غير السليمة في لبنان، فان الملف الذي سلمه النائب حسن فضل الل الى المدعي العام المالي لا يزال يتفاعل، على ان يتم غدا الاستماع الى ثلاثة موظفين في وزارة المال، فيما لم يسمع كلام المدير العام للوزارة آلان بيفاني عند القضاء على ما يبدو الى الآن، فأحد لم يطلب منه شهادة او معلومة..

في المنطقة طبيعة النتائج المنتظرة من زيارة الرئيس الايراني الشيخ حسن روحاني للعراق تربك خصوم ايران الدوليين وفي الاقليم..

على ان تقييم الزيارة وتفنيدها في الشكل قبل المضمون تظهر أهمية حضور رئيس يستقبل في بلاد الرافدين استقبال شريك النصر على الارهاب، الآتي اليهم بلغة الاخوة والصداقة وعهود التعاون، لا زيارة الرئيس المسترق مشهدا من بغداد لغايته السياسية كما دونالد ترامب، الذي زار جنوده في العراق متخفيا عن العراقيين وسياسييهم..

وكفى للمراقبين ان يقرأوا في المشهد، وبعدها ان يستمعوا الى ما سيلي من اتفاقات بين طهران وبغداد..

* مقدمة نشرة اخبار "لفزيون المستقبل"

هموم لبنان حملها رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري الى المملكة العربية السعودية، حيث استقبله خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، ووفقا للبيان الرسمي فانه جرى بحث سبل تعزيز التعاون الثنائي بين البلدين، ومستجدات الأوضاع في المنطقة، وبخاصة على الساحة اللبنانية.

اما في ما يتعلق بحملة "حزب الله" على الرئيس فؤاد السنيورة، فقد اعلن الرئيس تمام سلام ان السنيورة ليس بحاجة لا الى حصانة نيابية ولا حصانة طائفية ولا حصانة سياسية من اي جهة كانت، فهو لديه من الحصانة الوطنية الضامنة له ولنا ولكل من يريد مصلحة هذا الوطن. الرئيس سلام حذر من محاولات بعض الجهات السياسية السيطرة والتأثير على القضاء.

الرئيس السنيورة اعرب بدوره عن ثقته العميقة بما قام به، مؤكدا انه كان لمصلحة الدولة والخزينة العامة والحفاظ عليها. وشدد الرئيس السنيورة على انه لو عاد الزمن ثلاثين سنة الى الوراء، فانه سيقوم بالعمل نفسه الذي قام به على مدى السنوات التي كان يشغل فيها وزارة المالية، أو رئيسا للحكومة.

واعتبر الرئيس السنيورة ان هذه المعركة مقصود منها حرف انتباه الناس عن الاصلاح الحقيقي وعن توجيه بوصلة الدولة، وهي محاولة من البعض من اجل ان يكتسبوا ثقة لا يتمتعون.

ولكن على ما يبدو فإن من يعمل على محاربة الفساد ومكافحته قولا وفعلا، بات محل استهداف، وبرزت اليوم مجموعة تساؤلات اثارتها مصادر مطلعة لتلفزيون المستقبل عن الجهة التي تقف خلف الحملة الممنهجة التي تستهدف شعبة المعلومات، كما بشأن توقيتها.

وفي اطار معركة مكافحة الفساد، ذكرت مصادر قضائية ان مدعي عام جبل لبنان القاضية غادة عون ختمت التحقيقات في قضية الموقوف مهدي المصري والأطباء الشرعيين الذين أوقفتهم شعبة المعلومات نتيجة تزوير تقارير طبية للمصري.

وبحسب المعلومات فان القاضية عون قد ادعت على كل المتورطين، وطلبت الإذن من نقابة المحامين لملاحقة المحامية م. ع. لتورطها في القضية.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون او تي في"

على أرض واحدة هي أرض لبنان، يقيم منذ عام 2011 شعبان: شعب لبناني مضياف، وما بين المليون ونصف المليون والمليوني مواطن سوري ضيف، دفعت بهم ظروف الحرب في بلادهم إلى النزوح، على أمل عودة قريبة آمنة، فور استتباب الظروف.

ومنذ عام 2011، ومصائب اللبنانيين إلى ازدياد، في الديموغرافيا والاقتصاد والاجتماع والتربية والكهرباء والمياه والبيئة... وحتى الأمن، واللائحة تطول.

في مراحل سابقة من الأزمة في سوريا، كان الانقسام الداخلي سيد الموقف في لبنان، وهذا ما عرْقل ضبط الحدود، ومنع اجراءات كثيرة كان يمكن لها، لو اتخذت في حينه، أن تحد من الأضرار.

أما اليوم، فالواضح من التصريحات والمواقف والتوجهات العامة، أن الجميع في لبنان على محبته للمواطنين السوريين النازحين، وعلى تعاطفه مع قضيتهم، ومع حقوقهم الإنسانية والوطنية الكاملة في بلادهم. لكن الواضح أيضا، أن الجميع أدرك هول الكارثة، وأن مطلب العودة الآمنة بات جامعا، ليبقى الاختلاف لا الخلاف، قائما ربما، على الأسلوب.

فريق لا يرى مانعا في التواصل مع الحكومة السورية، طالما الهدف هو مصلحة لبنان، ويطالب بعودة الدولة السورية إلى حضن جامعة الدول العربية، في ضوء عضويتها المستمرة في الأمم المتحدة، والعلاقات الديبلوماسية التي لم تنقطع بينها وبين لبنان... وفريق ابتدع مصطلح التطبيع، وراح يطلق النار عشوائيا في السياسة، فأصاب مصلحة لبنان، عن طريق سوء التقدير، حتى لا نقول الخطأ.

غير أن الأساس، أن في لبنان اليوم، رئيسا يتمتع بالقدرة على التواصل مع جميع المعنيين في الداخل والخارج، وأن فيه رئيس حكومة علاقاته وطيدة بدول لها وزنها ودورها ورأيها في القرار.

وفي لبنان أيضا اليوم، حكومة وحدة وطنية كلف تشكيلها تسعة أشهر وأكثر. بين أعضائها وزير دولة لشؤون النازحين، خلفيته معروفة، وموقفه أيضا، وميزته قدرةٌ على التحرك في اتجاه سوريا والغرب معا، طرْقا للأبواب في سبيل الوصول إلى الحل المنشود.

في كل الأحوال، اللبنانيون لا يتوقعون من المسؤولين مزيدا من الخلافات، والتخبط في مكامن الانقسام والضعف. فهم يتطلعون راهنا إلى الاستثمار في عوامل القوة، وإلى إبقاء مصلحة لبنان فوق كل اعتبار داخلي أو اقليمي، آسفين لأن بعض المسؤولين يهتمون بأمور كثيرة، فيضطربون، ويتسببون بالاضطراب العام، فيما المطلوب واحد معروف: ترجمة الوحدة الوطنية في الموقف من ملف النزوح، وحدة في خطة العمل، وخارطة الطريق، والتطبيق.

وما ينطبق على قضية النزوح، يتمنى اللبنانيون انسحابه على قضية الفساد، فتقرن الأقوال بالأفعال، تماما كما تقرن الأوتيفي اعتبارا من هذا المساء، تقارير مراسليها وتغطياتها الإخبارية ومقدمة نشرتها، بريشة زميل سيضيف بألوانه، ألوانا على تنوع أخبارها، والتزاما،على التزامها الذي لا يتزحزح، بالحقيقة، قبل أي شيء آخر.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون ال بي سي"

أكثر فأكثر يتكشف جبل جليد الفساد سواء في ملفات المولدات والقضاء والتوظيف والتلوث. إنه فساد بلا حدود ، والخطير فيه أن فاسدين أو المعنيين في قطاعات تثار حولها شبهات فساد، يحاولون حرف الأنظار عن القضية الأساس، التي هي الفساد، بافتعال عناوين مثل المؤمرة وما شابه، ويحاول البعض لعب دور الضحية لأخفاء ارتكاباته.

في المولدات، الفساد فنون، فبعدما رضخ أصحاب المولدات لقرار تركيب العدادات، يحاول بعضهم اليوم الإلتفاف على القانون من خلال تشغيل العدادات على كهرباء الدولة، ولا غرابة في ذلك، فبعض اصحاب المولدات سيستمرون في المحاولة بغية العودة بعقارب الساعة إلى الوراء وشفط جيوب المواطنين. وفي ملفات قضائية فساد، أحد هذه الملفات بلغ الموقوفون فيه العشرات، وتستمر شعبة المعلومات في تعقب كل الخيوط، ويبدو ان الملف كبير، وما زال في فصوله الأولى.

وفي الضمان فساد حيث تم الكشف عن تلاعب طرفاه أطباء ومواطنون عاديون، وقد تم ضبط العملية وتوقيف المتورطين فيها. وفي الليطاني فساد، فحين تكون مياهه غير صالحة لا للري ولا لمياه الشفة، فما نفع كل أمطار الشتاء؟ ومن يلجم المجرمين الملوثين فيوقفهم عن ارتكاب جرائمهم اليومية؟ وفي التوظيف فساد، وإلا كيف يفسر فاسدو التوظيف من سياسيين ومسؤولين ما كشفه رئيس لجنة المال والموازنة عن توظيف 453 شخصا في "أوجيرو ، وتوظيف ما بين 400 او 500 شاب وصبية في شركتي الخلوي. وهم يتقاضون رواتب من دون عمل ؟ . للتذكير إن شركتي الخليوي تديرهما الدولة فكيف يمكن تبرير هذا التوظيف الهائل فيما فاتورة الخلوي هي من الأغلى ؟

بدل الإكتتاب بالسندات، لماذا لا يتم الإستثمار بالشفافية والوفر؟ أليس ما يهدر يوازي ما تطلبه الحكومة من قروض ؟ ؟ في كل جلسة للجنة نيابية ، يتكشف حجم الهدر والفساد ، لكن ما بعد انكشاف الفضائح، ما هي الإجراءات التي ستتخذ؟ إلى متى سيبقى بعض اصحاب المولدات اقوى من الدولة ؟ ماذا عن ملوثي الليطاني الذين لا يهابون الدولة ؟ أليست أوجيرو ومن وظف في شركتي الخليوي أقوى من الدولة ؟ كيف سيثق المواطن بالدولة وهي أضعف حلقة في الجمهورية ؟

أعذرونا يا سادة : الفساد يسير بسرعة صاروخية ومكافحته ببطء السلحفاة. يحصل كل ذلك في وقت تسود بلبلة في موضوع مشاركة لبنان في قمة مؤتمر بروكسيل 3 ، وقد تناسى الجميع ان من يحدد الدعوات هو الإتحاد الأوروبي ، ولبنان مغلوب على أمره ، مهما كابر.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون ام تي في "

لبنان الى بروكسيل ثلاثة غدا بوفد رسمي يمثل الفريق الذي يريد عودة النازحين من دون التطبيع مع النظام السوري، لأن المساعي لم تنجح في حل ازمة ضم زظير النازحين صالح الغريب اليه هو الذي يمثل الفريق الحكومي المنادي بضرورة التطبيه مع الاسد، قد يعتقد الغيارة على ظهور لبنان بمظهر الدولة الواحدة امام العالم ان عدم ذهاب الغريب قد يخفف مخاطر ان يتكلم قي مؤتمر النازحين كلاما نقيضا لموقف رئيس الحكومة، لكن هذا التفكير سابق لزمنالعولمة ويتجاهل ان غسيلنا الوسخ المنشور على سطوح بيروت خفاقا كالبيارق يشاهد بالعين المجردة من كل عواصم الكون.

اما الشق الوافد من المصائب ما سيحمله الينا وزير الخارجية الاميركية مارك بامبينو خلال ايام وتفيد التقارير بأنه سينقل الى المسؤولين رسائل ثقيلة تؤشر الى تخلي ادارة ترامب عن نظرتها المتفهمة لواقع الدولة المغلوب على امرها امام سطوة حزب الله.

في الانتظار محاربة الفساد متواصلة وهي تنقسم الامور الى محورين الاول صوتي صاخب يقوده حزب الله وهو يصوب مباشرة على فئة من اللبنانيين ويستثني نفسه وناسه من المحاسبة، وحور ثاني علمي لكنه غير عملي حتى الساعة بطلاها التيار الحر عبر النائب ابراهيم كنعان المتمرس في لجنة المال والموازنة والقوات عبر وزارئها ونوابها المنكبين على اعداد الدراسات الدقيقة وتحفيز اجهزة الرقابة وتعزيزها.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون الجديد"

على أونا وعلى دوي ومين بدو يشتري مين قالها شوشو ذات صرخة شحاذين يا بلدنا ومنذ تلك الآخ أمسك سماسرة السياسة بالبلد باعوا واشتروا فسدوا وأفسدوا وليس عبثا أن يتحول المرجع الطائفي الى "بادي غارد" مذهبي للزعيم السياسي وان ترسم الخطوط الحاجبة عن المساءلة .

ففي دهاليز المؤسسات الدينية فساد وتصرف بأوقاف لا يقلان أهمية عن فساد الوزارات والإدارات العامة فساد تخطى الخطوط الحمر إلى بيع بيوت الله الحرام وبأبخس الأثمان.

القصة ليست ابنة يومها وهي تعود إلى عام ألفين وستة لكن مسحا جرى أخيرا في المنطقة أظهر اختفاء جامع بلدة أنصار الأثري وبئر ماء عن الخريطة العقارية بالملاحقة والتقصي تبين بالوثائق أن رئيس المجلس الإسلامي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان باع الجامع ووقفه والبئر لمتمول من البلدة بألف دولار أميركي فقط لا غير .. ما يعني أن وراء الأكمة عقارات متصلة أو أسماء مموهة وبالتواصل مع المشتري طارق حسن فياض كان الجواب :" شو بدكن تصلوا بالجامع"، أما المجلس ومفتيه الممتاز فالتزما الصمت ولم يتبرعا بكفارة الرد ودفع البلاء بصدقة جارية على التصرف بالوقف وماله.

من الجامع إلى الكنيسة حيث تجاوز الصراع على خليج القديس جرجس محافظ بيروت وبلديتها ودخل متروبوليت بيروت المطران الياس عودة على خط التهديد قائلا إن خليج مار جرجس ليس خليج الدعارة وفي تفاصيل القضية أن محافظ بيروت زياد شبيب أصدر قرارا بإعادة تسمية الزيتونة باي باسمها الأصلي خليج مار جرجس فانتفضت بلدية بيروت ورفضت الاسم الأصيل متمسكة بالزيتونة الاسم الحركي التجاري للخليج لغاية في طمس الذاكرة الشعبية ولكي لا يعود المكان إلى سابق عهده مفتوحا أمام كل الفئات الاجتماعية. وعود على مسلسل العمالة المقنعة بفوائد انتخابية مزيد من الأرقام تتكشف في ملف الوظائف العشوائية وتحديدا في أوجيرو حيث تبين للجنة المال والموازنة في مناقشة تقرير التفتيش المركزي تجاوز نسبة التوظيف ما قبل فترة الانتخابات النيابية ثلاثة وخمسين في المئة بحسب مؤتمر صحافي عقده النائب جهاد الصمد مستندا إلى تقرير أعده وزير الاتصالات الأسبق بطرس حرب لكن الخطوط الحمر سترتفع غدا عند أي تصحيح أو مساءلة أو تحويل الملف الى القضاء المختص .. وهي خطوط لا تزال " تفلح" في السياسية وتلم شمل المرجعيات، وآخر اللقاءات دفعت الرئيس تمام سلام إلى زيارة " مواساة " قام بها الى مكتب الرئيس فؤاد السنيورة في " السادات تاور " .. وخرج سلام من الاجتماع بإعلان تقويم شامل للسنيورة واصفا إياه برجل الدولة ذي الحصانة

الوطنية الضامنة له ولنا " لكن البحث بين رجلي الدولة لم يتطرق الى " مكاتب السادات تاور " وظروف استملاكها . ومن التجمعات العابرة للطوائف إلى الانتخاب الفرعي والمعركة على أرض طرابلس فبعد الطعن بنيابة ديما الجمالي وانتزاع النائب محمد كبارة تعهدا من رئيس الحكومة سعد الحريري لترشيح نجله جاءت طعنة أبو العبد من ذوي القربى إذ أعلن ابن أخيه سامر كبارة ترشحه في وجه الوراثة السياسية لكن ابن أخ العم أبو العبد سيدخل السياسة من باب مصاهرة العم أبو مصطفى ولا زالت النيابة في دياركم عامرة.

والى شعوب حفظت ديارها .. ودفعت بالزعيم الى اتباع خطاها ..

حيث اعلن في الجزائر قبل قليل أن الرئيس عبد العزيز بوتفليقة لن يترشح لولاية خامسة . وقد جاء ذلك تحت ضغط الناس في الشارع .

لكن بوتفليقه نفسه. ما زال غائبا عن وعيه السياسي. فهو لا يعرف انه ترشح. وليس على دارية بانه تراجع عن الترشح. والحكم تديره حاشية.

 

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الاثنين في 11 آذار 2019

النهار

لوحظ أن أكثرية السياسيين زايدوا في مديح المدرسة الرسمية لمناسبة عيد المعلم علماً أن أي واحد منهم لا يرسل أولاده الى تلك المدرسة التي يشيد بمستواها ودورها.

سأل وزير سابق "اذا كانت وزيرة الطاقة الحالية رافقت الوزيرين جبران باسيل وسيزار ابي خليل في الوزارة فما حاجتها الى ثلاثة أشهر لاعداد خطة جديدة طالما أن أسلافها وضعوا خططهم؟".

تعددت التفسيرات حول مرافقة النائب سليم عون وزير الصحة خلال جولته في زحلة فيما كان زميله وزير البيئة أيضاً يتفقد مواقع في المدينة واعتبر البعض أن التنافس الزحلي على أشده بين أعضاء التكتل الواحد.

يؤكد مصدر في وزارة الصحة أن وعود الوزير برفع سقوف المستشفيات لا تزال كلاماً ولم تسجل أي معاملة في هذا الشأن حتى تاريخه.

الجمهورية

خطفَ موظف رسمي كبير الأضواء خلال مناسبة سياسية اجتماعية بعد المواقف التي أطلقها أخيراً.

لاحظت أوساط سياسية قريبة من حزب بارز حركة أمنية مكثفة واجتماعات مع رؤساء أجهزة أمنية فيما لم يُعرف الهدف وراء هذه الاجتماعات.

لاحظت أوساط دبلوماسية أن زيارة وزير خارجية دولة عظمى إلى لبنان لن تكون بمثابة التهويل والتهديد بقدر ما ستكون رسالة دعم الى الحكومة اللبنانية.

اللواء

تأخرت زيارة مسؤول رفيع إلى دولة كبرى بضعة أشهر، على خلفية زيارة قيد الإعداد.

استنتج أحد الوزراء المحسوبين على جهة من 8 آذار أن استبعاد أحد الوزراء عن وفد إلى دولة تستضيف مؤتمراً حول النازحين، هو بمثابة ردّ على زيارة لدولة معنية.

شكلت إحدى هيئات الرقابة فريق عمل لدرس الملفات وفقاً للأولوية بعيداً عن "الطنطنة" والأخذ والردّ.

البناء

قالت مصادر أوروبية إنّ عودة الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة بالصورة التي ظهر فيها في الإعلام في سيارته على قدر من الصحة ينافي الحديث عن احتضاره وعجزه الكامل سيمنح فرصاً تفاوضية لحلول سياسية للأزمة الجزائرية لا يكون فيها الحزب الحاكم في وضع ضعيف، وأنّ موقف الجيش كفريق وسطي سيتعزز في هذه المفاوضات التي تشكل المعارضة الطرف الأضعف فيها بينما الحراك الشعبي وازن وفاعل لكنه بلا قيادة...

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

بيان لقاء سيدة الجبل

11 آذار 2019/عقد "لقاء سيدة الجبل" اجتماعه الأسبوعي في مكاتبه في الأشرفية بحضور السيدات والسادة ايلي الحاج، اسعد بشارة، ايلي حاطوم، ايلي قصيفي، بهجت سلامه، توفيق كسبار، جوزف كرم، حُسن عبّود، ربى كبارة، سامي شمعون، سعد كيوان، سوزي زيادة، طوني الخواجه، طوني حبيب، فارس سعيد، غسان مغبغب، مياد حيدر، نقولا ناصيف وأصدر البيان التالي:

يحيّي "لقاء سيدة الجبل" "جيل 14 آذار" الذي ملأ الساحات في بيروت في العام 2005 سلمياً وديموقراطياً وحقّق الاستقلال الثاني مع خروج الجيش السوري من لبنان.

وينبّه اللبنانيين إلى أن معركة السيادة لا تزال قائمة، بعد ما تأكّد أن سلطة الوصاية الايرانية حلّت مكان الوصاية السورية من خلال إمساك "حزب الله" بمفاصل الدولة اللبنانية.

إن معركة الفساد الحقيقية هي معركة إزالة الدويلة واستعادة استقلال الدولة، ولا استقلال إلا من خلال الوحدة الداخلية. كما أن لا وحدة داخلية إذا كان هناك "حاكم" أو "مرشد" يصنّف اللبنانيين بين طوائف "فاسدة" وأخرى "طاهرة"، وطوائف "عميلة" وأخرى "مقاومة".

ويدعو "اللقاء" الجميع للعودة إلى الأساس – إلى المطالبة برفع وصاية ايران عن لبنان من خلال تطبيق الدستور وقرارات الشرعية العربية والدولية.

لبنان يناديكم ..14 آذار قضية شعب وهي تاريخ المستقبل.

 

ارتفاع البطالة بين اللبنانيين يعيد جدل تنظيم عمل السوريين

سناء الجاك/الشرق الأوسط/الاثنين 11 آذار

019/أعاد ارتفاع نسبة البطالة بين اللبنانيين إلى «أعلى مستوى خلال أكثر من 5 سنوات»، الجدل حول تنظيم عمل النازحين السوريين الذين يلجأ أصحاب مؤسسات لبنانية إلى توظيفهم في قطاعات حظرها القانون، سعياً إلى خفض كلفة الأعمال وزيادة الأرباح. وتوقعت دراسة للاتحاد العمالي العام تجاوز البطالة في صفوف اللبنانيين 20 في المائة، مقارنة بـ11 في المائة قبل موجة النزوح التي أعقبت اندلاع الأزمة السورية. ورأت الدراسة أن أسباب ارتفاع نسب البطالة تعود إلى «بطء النمو الاقتصادي، ومزاحمة اليد العاملة الأجنبية لليد العاملة اللبنانية، وعدم خلق فرص عمل جديدة». وأشارت إلى ارتفاع نسب التضخّم من معدل قريب إلى الصفر في عام 2016 إلى 4.5 في المائة في 2017 وإلى نحو 7 في المائة في العام الماضي. وكانت وزارة العمل قد بدأت في عام 2006 تنظيم العمالة السورية بالتحديد، وأعلنت تأليف «دائرة تنظيم العمال السوريين في لبنان» بعد محادثات مع الجانب السوري، إلا أن هذه الدائرة الجديدة لم تتمكن، حتى اليوم، من الانطلاق في مهماتها. ويفترض أن يقتصر عمل السوريين على قطاعي البناء والزراعة، وفق القوانين اللبنانية، إلا أن العمالة السورية اكتسحت معظم القطاعات. ويقول وزير العمل السابق سجعان قزي لـ«الشرق الأوسط»، إن «لبنان يحتاج إلى 250 ألف يد عاملة أجنبية في قطاعات الزراعة والبناء والنظافة، وتحديداً إلى عمال وليس مهندسين أو مراقبين أو ما شابه. ويمكن أيضاً أن تتوسع القطاعات حسب النقص في اليد العاملة اللبنانية، كقيادة شاحنات النقل عبر الحدود، فعدد السائقين اللبنانيين غير كافٍ في هذا القطاع، ما يستوجب الاستعانة بسائقين سوريين».

وأشار إلى أن «الحرب السورية غيرت واقع العمالة لجهة التمييز بين النازح والعامل. ففي السابق كان لبنان يستوعب عمالاً سوريين تعيش عائلاتهم في بلدها، أما اليوم فالعمال نازحون اصطحبوا عائلاتهم للإقامة في لبنان. وفي حين لا ينص القانون على منع اليد العاملة السورية في لبنان، فإن السوريين بحكم نزوحهم وحاجتهم إلى المال اكتسحوا كل قطاعات العمل بمعزل عن القوانين». ويؤكد قزي «عجز الوزارة عن المراقبة مقابل جشع أصحاب العمل الذين يدفعون للسوريين رواتب أقل ومن دون تكاليف الضمان الاجتماعي، هذا بالإضافة إلى إحجام اللبنانيين عن العمل في بعض المهن». وأضاف أن «الاكتساح أخذ طابع الهيمنة المهنية. ففي البقاع وحده 380 مطعماً سورياً، وفي كل مستشفيات لبنان أطباء ومساعدو أطباء سوريون. وفي قطاع البناء، وحده صاحب المشروع لبناني، في حين أن المهندسين ومساعديهم ورؤساء الورش ومراقبي العمال والعمال كلهم سوريون».

وأوضح أنه أنجز لدى توليه وزارة العمل من 2014 إلى 2016 «قانوناً حدد بموجبه نوعية الأعمال والقطاعات التي يجب أن يعمل فيها اللبناني دون سواه، وتلك التي تسمح بالعمالة الأجنبية، لكنه لم يطبق»، مشيراً إلى أن «العمالة السورية بلغت ذروتها في زمن الوصاية السورية على لبنان، وتجاوزت 800 ألف عامل سوري، وهي اليوم تقارب 750 ألف عامل. لكن لا أحد يستطيع إعطاء رقم دقيق».

وأشار إلى «التحايل على القانون الذي يتقنه من يستقدم اليد العاملة الأجنبية، إذ يقدم طلب الترخيص لعمال تنظيفات، وعندما يحصل على الموافقة، نجد أن الأجانب المستقدمين يعملون في قطاعات أخرى ممنوعة عليهم». وتعاني وزارة العمل من نقص يبلغ 57 في المائة في كوادرها. وهي لا تستطيع تنظيم العمالة الأجنبية. إذ يقتصر جهازها الرقابي على 11 مفتشاً لا يستطيعون تغطية ساعة عمل واحدة في منطقة معينة. ويؤكد قزي أنه «لا تطبيق لقانون العمل اللبناني، لا سيما تنظيم العمالة الأجنبية. ناهيك بالرشوة المتفشية، بحيث يتم تبليغ من ستبادر الوزارة إلى مداهمة عمله قبل يوم من المداهمة فيرتب أموره». ويضيف أن «التحايل على القانون يبدأ من اعتبار كفالة الأمن العام المطلوبة لإقامة السوريين كفالة لإجازة العمل، وبتغطية من مسؤولين كبار». وأشار إلى أنه لم يوقع أكثر من 3800 إجازة عمل سنوياً خلال الأعوام الثلاثة التي تولى فيها الوزارة، «في حين أن العمالة السورية من دون إجازات تشمل مئات الآلاف من العمال في السوق السوداء».أما الخبير في السياسات العامة واللاجئين زياد الصائغ فيقر بأن «النازحين العمال فاقموا أزمة البطالة»، إلا أنه يدعو إلى «وقف استغباء عقول الاختصاصيين تحديداً في مجال سوق العمل بالعودة إلى القواعد العلمية للنقاش بعيداً عن الشعبوية والديماغوجيا والارتجال». وتساءل: «هل ميزت الدولة اللبنانية من خلال أي سياسة عامة للعمل بين العامل السوري والنازح السوري؟ وهل تعلم أن بين العمال السوريين السابقين من سجلوا أنفسهم مع عائلاتهم نازحين، وبين النازحين الحاليين من وجدوا عملاً في القطاعات المسموحة لهم ما جعلهم خارج تصنيف النزوح؟». وأضاف الصائغ لـ«الشرق الأوسط» أنه يأمل بـ«إطلاق آلية تصنيف تحدد العامل من النازح، وتؤمن للعامل السوري أو غيره مسار ضمانات على ما تعتبره منظمة العمل الدولية معايير العمل اللائق، وتفعيل التفتيش الذي يحمي حقوق العامل اللبناني أيضاً، على أن تعتمد مكننة هادفة ومقاربة جديدة بعيداً عن التقارير والتدابير والقرارات غير الفاعلة». وتساءل: «هل يفرز الاقتصاد اللبناني أساساً 30 ألف فرصة عمل نحتاجها سنوياً؟ ثم من يشغِل السوريين النازحين وغير النازحين؟ أليس صاحب العمل اللبناني لتخفيف الكلفة والإنتاجية أو بسبب تراجع القدرة الشرائية ما يحتم تخفيض كلفة الإنتاج؟».

 

لبنان: محاولات مصرفية لحماية الربحية عبر ضبط الفوائد وتمركز شديد للتوظيفات في الديون الحكومية والبنك المركزي

بيروت: علي زين الدين/الشرق الأوسط/الاثنين 11 آذار 2019/تحاول «جمعية المصارف» في لبنان إعادة ضبط منظومة الفوائد على الليرة والدولار في سوق محمومة على «اجتذاب الودائع»، بعد إثبات تداعياتها السلبية على الأنشطة الرئيسية والربحية، مستفيدة في ذلك من الأجواء الإيجابية التي نتجت عن انتظام المؤسسات الدستورية ووعود الحكومة بالشروع في تنفيذ التزامات الإصلاح المالي والإداري، وفي البرنامج المقدم إلى مؤتمر «سيدر1» في أبريل (نيسان) من العام الماضي. وعلمت «الشرق الأوسط» أن اجتماعات واتصالات تجرى داخل الجمعية ومع إدارات المصارف بهدف التخفيف من ظاهرة «العروض الخاصة» التي تلاحق المودعين وتنتج منافسة في زيادة العوائد على الادخارات، بينما تواجه المصارف صعوبات حقيقية في إعادة توظيف الأموال المجتذبة في الاقتصاد لصالح الأفراد والمؤسسات، وتضطر بالتالي إلى زيادة انكشافها على الديون الحكومية بالليرة وبالدولار وعلى الأدوات المتوفرة لدى البنك المركزي.

وفي معلومات خاصة لـ«الشرق الأوسط»، تحمل المصارف اللبنانية ما يوازي نحو 18 مليار دولار من سندات الخزينة بالليرة اللبنانية، ومثلها من السندات بالعملات الأجنبية. كما توظف نحو 120 مليار دولار لدى البنك المركزي؛ بينها نحو 23 مليار دولار شهادات إيداع بالعملات الأجنبية. بينما تراجع جزئياً إجمالي التمويل الموجه للقطاع الخاص إلى نحو 58 مليار دولار، وما من إشارات جدية لإعادة تنشيط التسليفات في ظل ارتفاع الفوائد وشبه غياب الحوافز التي كان يمنحها البنك المركزي عبر القروض المدعومة، وبالأخص منها قروض الإسكان، والتي تسبب «تغييبها» في انكماش متواصل لكل الأنشطة العقارية.

ورغم هذه التحركات، فإن بعض المصارف لا يزال يقدم عروضاً على فوائد الودائع بالليرة وبالدولار. ولا تقتصر المنافسة المستمرة على المصارف الصغيرة التي تحاول تحسين نسب النمو في مؤشراتها الأساسية ضمن سعيها إلى زيادة رساميلها وجذب استثمارات جديدة إلى أموالها الخاصة؛ فبعض المصارف الكبيرة يبتكر مزيداً من البرامج الادخارية طويلة الأجل وعالية العوائد، مع استخدام تبرير تقوية موجة التحويل إلى الليرة وتعزيز الثقة بها بوصفها عملة ادخار، بعدما صارت الودائع المحررة بالدولار تماثل نحو 70 في المائة من الإجمالي.

وبحسب آخر الاستبيانات المجمعة لدى البنك المركزي، فقد ارتفع متوسّط الفائدة على الودائع بالليرة اللبنانيّة إلى 8.93 في المائة في الشهر الأول من العام الحالي، مقارنة بنسبة 8.3 في المائة في الشهر الأخير للعام الماضي، و6.53 في المائة في يناير (كانون الثاني) من العام السابق. وبالتوازي، زاد متوسّط الفائدة على الودائع بالدولار الأميركي إلى 5.58 في المائة، مقارنة بمعدلي 5.15 في المائة و3.91 في المائة على التوالي للفترات الموازية. كذلك تطوّر متوسّط الفائدة على التسليفات بالليرة اللبنانيّة إلى 10.41 في المائة في شهر يناير 2019، ترافقاً مع ارتفاع متوسّط الفائدة على التسليفات بالدولار الأميركي إلى 8.89 في المائة، ليصل بذلك متوسّط الهامش الشهري إلى 148 نقطة أساس ما بين التسليفات والودائع بالليرة، وإلى 331 نقطة أساس ما بين التسليفات والودائع بالدولار الأميركي.

ويتخوف المصرفيون من اضطرار وكالتي «ستاندرد آند بورز» و«فيتش» إلى اللحاق بوكالة «موديز» في خفض تصنيف الديون الحكومية إلى الدرجة «سي» ذات المخاطر الأعلى، مما سيضطر البنك المركزي إلى الإيعاز للمصارف بحجز مخصصات إضافية على إجمالي السندات السيادية بداية، وقد يتمدد الإجراء ذاته لاحقاً إلى التوظيفات المتنوعة لدى البنك ذاته. وهذا ما سيشكل ضغوطاً واسعة على ربحية المصارف، والتي تعاني أصلاً من الازدواج الضريبي.

وكانت وكالة «ستاندرد آند بورز» عدلت نظرتها المستقبلية للتصنيف السيادي اللبناني من «مستقرة» إلى «سلبية» مع حفظ الدرجة الأساسية عند المستوى «بي». وعللت موقفها بتقديرها أن تتعافى تدفّقات الودائع بعد أن تمّ تشكيل حكومة جديدة بعد تأخيرٍ استمر لمدّة 9 أشهر، إضافة إلى تعهدات خليجية بدعم لبنان ودور «مصرف لبنان» في المساعدة في خدمة الدين، مما يمكّن الدولة من تلبية حاجاتها التمويليّة والعجز التجاري لمدّة 12 شهراً.

وبالاستناد إلى التطبيق الجزئي لمشروع الاستثمار الرأسمالي للحكومة، والذي تم تحضيره بالتعاون مع البنك الدولي، توقعت الوكالة أن يصل متوسّط النموّ الاقتصادي إلى 2.5 في المائة مع حلول عام 2022، ليبقى بذلك أدنى من المتوسّط الذي تمّ تسجيله فيما بين عامي 2007 و2010، والبالغ حينها 9.2 في المائة. كما يفترض هذا النموّ الضعيف وهناً في محرّكات النموّ التقليديّة في لبنان، أي القطاع العقاري وقطاع البناء والقطاع السياحي. أمّا على صعيد الماليّة العامّة، فقد قدّر صافي نسبة الدين العامّ من الناتج المحلّي الإجمالي عند 133 في المائة في عام 2018، وهي ثالثة أعلى نسبة مديونيّة بين الدول التي تصنّفها الوكالة بعد فنزويلا واليونان. كذلك عدّت الوكالة أنّ القطاع المصرفي اللبناني لا يزال مصدر التمويل الرئيسي للحكومة، مع العلم بأنّ التسليفات الممنوحة من قِبَل المصارف للقطاع العامّ تشكّل نحو 40 في المائة من الدين العامّ، وأنّ حصّة البنك المركزي من سندات الخزينة اللبنانيّة تناهز 50 في المائة. ومن المفترض أن يعود نموّ ودائع العملاء إلى التحسّن بعد التراجع الذّي شهده في عام 2018، إلا إنّ الودائع من قبل غير المقيمين قد لا تكون كافية لتغطية حاجات التمويل الخارجيّة.

يذكر أنّ إعادة تحسين النظرة المستقبليّة من «سلبيّة» إلى «مستقرّة» تعتمد على الإصلاحات التي سوف تجريها الحكومة لتحسين النموّ الاقتصادي وتخفيض الدين العامّ على الأمد المتوسّط. في المقابل، حذّرت الوكالة من أنّ أي تفاقمٍ في الوضع السياسي والاقتصادي للبلاد الذي قد يؤدّي إلى انكماشٍ ملحوظٍ في تدفّق الودائع إلى القطاع المصرفي اللبناني أو إلى تراجعٍ كبيرٍ في احتياطات البلاد بالعملة الأجنبيّة، أو أي ضعفٍ في ربط العملة الوطنيّة، قد يدفع الوكالة إلى تخفيض تصنيفها السيادي للبنان. كذلك قد تقوم الوكالة بتخفيض تصنيفها السيادي للبنان في حال قرّرت الحكومة إعادة هيكلة الدين العام.

 

«حرب الفساد» تطرق أبواب القضاء اللبناني/النيابة العامة تطلب الإذن لملاحقة أطباء ومحامين... واتجاه لإسقاط حصانات

بيروت: يوسف دياب/الشرق الأوسط/الاثنين 11 آذار 2019/لم تعد الخطة التي أطلقتها الحكومة اللبنانية لمكافحة الفساد تقتصر على الجانب السياسي والإداري، بل بدأت تطرق أبواب السلطة القضائية ومتفرعاتها من موظفين في قصور العدل والمحاكم، إلى ضباط وعناصر أمن يصنفون في عداد الضابطة الأمنية المساعدة للنيابات العامة في مهامها، والأطباء الشرعيين، إذ بدأت أرقام الموقوفين تزداد يومياً مع إعلان توقيف أحد الضباط في قوى الأمن الداخلي بعد توفر شبهات عن دور له في قضية فساد، وتزويد محامية بمعلومات عن ملفات وكلائها الموقوفين بجرائم مخدرات.

هذه الخطة وضعت قيد البحث في الاجتماع القضائي الذي ترأسه وزير العدل اللبناني ألبيرت سرحان في مكتبه وحضره رئيس مجلس القضاء الأعلى القاضي جان فهد، والنائب العام التمييزي القاضي سمير حمود، ورئيس هيئة التفتيش القضائي القاضي بركان سعد، والمدعي العام المالي القاضي علي إبراهيم، ومفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي بيتر جرمانوس، والمدعون العامون في جميع المحافظات اللبنانية، وخصص للبحث في مهام النيابات العامة المتعلقة بمتابعة قضايا الفساد والمعوقات الإدارية التي تعترض عمل القضاء، مثل الحصانات التي يتمتّع بها موظفون، والحاجة إلى أذونات مسبقة للملاحقة، والتي تؤثر سلباً على آلية إطلاق الملاحقة القضائية وتعرقل محاربة الفساد. وأحيطت مقررات المجتمعين بالسرية، لكن الاجتماع شدد على «حصر إجراء التحقيقات الأولية في قضايا الفساد بالمدعين العامين الكل بحسب صلاحياته، إضافة إلى المهام التي يتولاها التفتيش القضائي فيما يخص القضايا التي تمت إثارتها أخيراً في وسائل الإعلام»، أي المعلومات التي تحدثت عن تورّط قضاة في عمليات فساد بالتواطؤ مع مساعدين قضائيين ومحامين وضباط وعناصر في أجهزة أمنية مختلفة.

ومع تحوّل ملف الفساد في قصور العدل إلى كرة ثلج تكبر يوماً بعد يوم، أكد مصدر قضائي لـ«الشرق الأوسط» أن «قرار الحرب على الفساد لا هوادة فيه». وشدد على أن «القضاء الذي توكل إليه سلطة ملاحقة المجرمين والفاسدين، أولى به محاسبة الفاسدين في صفوفه سواء كانوا قضاة أو موظفين، وكل من يتعاون معهم سواء كانوا محامين أو عناصر أمنية أو الأطباء الذين تؤثر تقاريرهم في مسار الملفات». وجزم بأن «القضاء سيذهب في النهاية إلى اجتثاث الفاسدين وتنقية السلطة القضائية من الشوائب، حتى لا تكون قراراتها وأحكامها موضع تشكيك وشبهات».

ويأتي هذا التطور استكمالاً لقرار وزير العدل الذي أعطى فيه الإذن بملاحقة ستة مساعدين قضائيين مشتبه بتورطهم بقبض رشى مالية، والتلاعب بملفات قضائية وتغيير الوصف الجرمي للاتهامات بهدف تخفيف وطأة الجرائم المنسوبة إليهم، فيما كشفت معلومات لـ«الشرق الأوسط» أن «ملفاً واحداً كلّف صاحبه المتهم بأنه من أكبر تجار المخدرات في لبنان، مبلغ 600 ألف دولار، مقابل تحريف مضمون الملف، والحصول على تقارير طبية مزورة تتحدث عن إصابته بمرض عضال ومميت، أسهمت في إطلاق سراحه، في حين أثبتت الصور والتحاليل الطبية التي أخضع لها أنه خالٍ من أي مرض». وفي حين تواصل هيئة التفيش القضائي تحقيقاتها حول شبهات تحوم حول قاضيين اثنين في هذا الملف، علمت «الشرق الأوسط» أن النائب العام الاستئنافي في جبل لبنان القاضية غادة عون «طلبت من نقابتي المحامين والأطباء رفع الحصانة عن عدد من المحامين المتدخلين في هذا الملف، والأطباء الذين أسهموا بتقديم تقارير طبية مزورة، من أجل ملاحقتهم قضائياً». واستكمالاً للملف الذي بدأ بتوقيف ثمانية مدنيين وعسكريين قبل ثلاثة أسابيع، أمر مفوّض الحكومة المعاون لدى المحكمة العسكرية القاضي هاني الحجار قبل يومين بتوقيف ضابط في شعبة المعلومات في قوى الأمن الداخلي برتبة نقيب، وعنصر في مكتب مكافحة المخدرات، بعد ثبوت تواصل واتصالات هاتفية مكثفة بينهما وبين محامية عدد من المتهمين بقضايا مخدرات، واستقاء معلومات متعلقة بموكليها. وأوضح مصدر مطلع على هذا الملف أن القاضي الحجار «طلب من نقابة المحامين إعطاء الإذن لملاحقة المحامية».

وفي سياق متصل أيضاً لا يزال قاضي التحقيق العسكري الأول فادي صوان يتابع تحقيقاته في ملفات دفع وقبض رشى مع مدنيين وعسكريين، من ضمنهم مرافق النائب العام الاستئنافي في جبل لبنان القاضية غادة عون المعاون في جهاز أمن الدولة حميد خ. وعدد من السماسرة الذين لعبوا دور الوساطة للتلاعب بملفات قضائية، وأصدر قبل أيام مذكرات وجاهية بتوقيف نحو 16 شخصاً، استناداً إلى مواد الادعاء كما أصدر مذكرتين غيابيتين بحق فارين من وجه العدالة، ويتابع استجواب باقي الموقوفين في هذه الملفات وعددهم 21 موقوفاً.

 

سجال لبناني حول «استبعاد» وزير من «مؤتمر بروكسل»

قيومجيان: وزارة النازحين سياسية... وقرار عودتهم لدى النظام السوري

بيروت: كارولين عاكوم - وخليل فليحان/الشرق الأوسط/الاثنين 11 آذار 2019/تتضاعف الخلافات اللبنانية - اللبنانية حول مقاربة قضية النازحين السوريين عشية انعقاد مؤتمر «بروكسل 3»، وهو الأمر الذي تحذّر مصادر أوروبية من انعكاسه على المطلب اللبناني بشأن عودتهم وتدعو إلى توحيد الموقف. وظهر آخر هذه الخلافات مع عدم دعوة وزير شؤون النازحين صالح الغريب ضمن الوفد اللبناني الذي سيرأسه رئيس الحكومة سعد الحريري إلى بروكسل، بمشاركة وزيري التربية والشؤون الاجتماعية أكرم شهيب وريشار قيومجيان الذي يشرف بموجب التفاهمات والاتفاقات السابقة على تنفيذ ما تقرر بشأن النازحين، وهو ما رفضه الغريب المحسوب على «الحزب الديمقراطي اللبناني»، حليف سوريا الذي اعتبر التنسيق مع النظام ممراً إلزامياً للعودة. ومع تأكيد الجهات المعنية أنه لا علاقة للبنان بالدعوات إلى المؤتمر، اعتبر الغريب أن «هناك إصراراً على العودة إلى سياسة الحكومة السابقة في ملف النازحين، وتجاوزاً لجميع الأصول والأعراف في الدعوة إلى مؤتمر بروكسل». ورأى أن تجاوز دور وزارته في المؤتمر هو «تجاوز لطريقة التفكير المغايرة والمقاربة الجديّة التي ننتهجها في معالجة هذا الملف بغية تحقيق العودة، وهذا ما لن نسمح به إطلاقاً».

وعلق وزير الدولة لشؤون رئاسة الجمهورية سليم جريصاتي على غياب الغريب، قائلاً: «لم نفهم استبعاد وزير الدولة لشؤون النازحين من الوفد الرسمي إلى مؤتمر بروكسل... التنكر لاختصاصات الوزراء المعنيين هو أمر لا يساعد في شيء في تضامن الحكومة والنتاج المنتظر منها».

في المقابل، أكد قيومجيان أن الدعوات أرسلت من الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة «ولا علاقة للبنان أو أي جهة لبنانية بها»، وهو ما عاد وأوضحه مستشار رئيس الحكومة النائب السابق عمار حوري، وكتب عبر حسابه على «تويتر»: «توضيحاً للبعض، الوزيران قيومجيان وشهّيب مدعوان مباشرة من الاتحاد الأوروبي للمشاركة في حوارات قبل يوم من زيارة الرئيس الحريري. أما الدعوة إلى المؤتمر فقد وجهت إلى رئيس الحكومة ووزير الخارجية فقط».

ورأى قيومجيان أن مشاركته كوزير للشؤون الاجتماعية التي لطالما كانت قضية النازحين من مهامها قبل استحداث وزارة شؤون النازحين «أمر طبيعي»، قائلاً لـ«الشرق الأوسط» إن «شؤون النازحين ليست أكثر من وزارة سياسية وتفتقد إلى الهيكلية اللازمة للعمل». وأكد أن «مصلحة لبنان العليا هي التي ستكون الأهم في موقف الوفد في بروكسل وفي الكلمة التي سيلقيها الحريري وتحديداً عبر المطالبة بمساعدة النازحين والمجتمعات المضيفة مع التأكيد على أهمية عودتهم إلى بلادهم»، داعياً في هذا الإطار إلى «الإقلاع عن المزايدات والأكاذيب التي يطلقها البعض».

ومع تأكيده أن موضوع التوطين «لم يطرح على لبنان، كما أن أي طرف لبناني لن يقبل به إن طرح»، شدّد قيومجيان على أن «قرار عودة النازحين هو لدى جهة واحدة تتمثل بالنظام السوري الذي لو كان يريد عودتهم لقام بالخطوات العملية وسهّل لهم ذلك بدل وضع العوائق أمامهم، وخير دليل على ذلك ما يحصل في عمليات العودة التي ينظمها الأمن العام اللبناني بحيث إنه يطلب الكشف على الأسماء ليعطي الموافقة عليها فيما مئات الأسماء يتم رفض عودتها».

وكان هذا الانقسام في الموقف اللبناني محط اهتمام الموفدين الأجانب إلى لبنان في الفترة الأخيرة، إذ دعوا إلى توحيد التعاطي الرسمي مع أزمة النزوح السوري بعدما لمسوا تبايناً لافتاً بين كبار المسؤولين، محذرين من أن يضعف هذا الأمر المطلب اللبناني الداعي إلى إعادة النازحين إلى بلدهم. وتكاد تنحصر الخلافات بين الأطراف اللبنانية، التي تجمع على أهمية عودة النازحين، في الآلية، ففي حين يدفع البعض للتطبيع مع سوريا يرفض آخرون هذا الأمر. وأكد موفدون أوروبيون، وفق ما أكدت مصادر مطلعة لـ«الشرق الأوسط»، أن «وحدة الموقف من معالجة معضلة النازحين السوريين تشكل ورقة قوية لإقناع معظم الدول الأوروبية، لا سيما الصديقة منها بموقف لبنان». وكان المفوض السامي في الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين فيلبيو غراندي أكد خلال زيارته للبنان، أول من أمس، أن مؤتمر بروكسل يهدف إلى «تأمين المساعدات للبنان، خصوصاً أن الشعب اللبناني بدأ يعاني من أزمة النزوح السوري على الصعيد الاقتصادي، لا سيما في المناطق اللبنانية التي يعاني سكانها صعوبات اقتصادية»، قالت مصادر لبنانية شاركت في اجتماعاته في بيروت إن أحد المسؤولين اللبنانيين اقترح عليه نقل التقديمات والتبرعات من مالية وعينية إلى النازحين في سوريا وليس في لبنان انطلاقاً من أن هذا الأمر قد يشجع على إقناعهم بالعودة.

 

نجل رجل دين متورّط بتزوير شهادات جامعيّة

 ليبانون ديبايت/الاثنين 11 آذار 2019/عَلِمَ "ليبانون ديبايت"، أنّ "مديريّة المخابرات في الجيش اللبناني، تمكّنت نتيجة التحريّات والتحقيقات المُكثّفة، من الكشف عن شبكة منظّمة تبيع شهادات جامعيّة مزوّرة تعود الى AUL وAUCE، استخدمت بهدف الحصول على ترقيات في بعض دوائر الدولة".

وإثر عمليّات رصد ومتابعة، أوقفت المديريّة "نجل أحد المشايخ في المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى، بعدما ثبت تورّطه في عمليّات التزوير، بالإضافة الى عدد من المدراء العاملين في مصلحة مياه بيروت وجبل لبنان، أقدموا على شراء هذه الشهادات لنيل الترقيات".

وفي إطار مكافحة الفساد في مختلف المرافق والقطاعات، تتابع مدعي عام جبل لبنان القاضية غادة عون الملفّ، وتستكمل التحقيقات، لكشف كامل أفراد الشبكة والمتورّطين وكلّ من عمد الى شراء شهادة مزوّرة، وما إذا كانت AUCE وAUL من المتورطين، أم جرى تزوير التوقيع العائد لهما، واستغلال اسم الجامعتين لإعطاء الإفادة شكلها الرسميّ.

 

أهلاً بعودتكم إلى سجون سوريا – الأسد!

د. فادي شامية/جنوبية/11 مارس، 2019

في إشارة إيجابية نحو السوريين في الخارج؛ من شأنها أن تشجعهم للعودة إلى “حضن الوطن”؛ أعلنت “رئيسة النيابة العامة المختصة بجرائم المعلوماتية والاتصالات” في القصر العدلي في دمشق؛ أحكام السجن السوري الكبير (9/2/2019): “كل من أذاع في الخارج أنباء كاذبة أو مُبالغاً فيها، من شأنها أن تنال من هيبة الدولة، فإنه يعاقب بالحبس ستة أشهر على الأقل”، أما إذا كانت “الإشاعات في مواقع التواصل، تتعلق بالتجنيد والاحتياط والرواتب. هذه الأنباء طالما أنها تذاع في سوريا في زمن الحرب وتثير ذعرا بين الناس، فإنها تعاقب بالأشغال الشاقة المؤقتة، من ثلاث سنوات إلى 15 سنة، وفقاً لتقدير القاضي”.

وبما أن حرية التعبير مكفولة وفقا للقانون، وبما أن سجل النظام السوري حافل باحترام القوانين وتطبيقها بما يتناسب مع الحريات الشخصية، وبما أن العقوبات التي أعلنت عنها النائب العام لا تتجاوز 15 سنة “فقط”، لكل من يوهن من “نفسية الأمة”، وبما أن “هيبة الدولة”، ورئيسها على وجه التحديد، عصية على الإذلال أو النيل منها.. فانتظروا عودة جحافل النازحين “إلى حضن الوطن” قريبا جدا.

 

الحريري حاول "ترقيع" الخلاف ولكن.. مؤتمر بروكسل من "نعمة" الى "نقمة"/التناقضات الرسمية تطيح الدعم المرجو وخشية من استغلال الحدث لتعويم دمشق!

المركزية/11 آذار/19/عشية انتقال الوفد اللبناني الرسمي الى مؤتمر "بروكسل 3" المقرر عقده في 13 و14 آذار الجاري، والمخصص لبحث ملف النزوح السوري بتشعّباته عموما، وتداعياته الاقتصادية و"الإنمائية" الثقيلة على الدول المضيفة، خصوصا، بدا ان المحطّة الدولية هذه- وبدل ان تكون "نعمة" يتطلّع لبنان اليها وينتظرها بـ"شغف" من عام الى آخر، كي ترفده بجرعات دعم تساعده على الصمود في وجه التحدي الابرز الذي يواجهه وهو أكثر الدول معاناةً من النزوح السوري- استحالت "نقمة" حقيقية عليه، ستفاقم وضعَه الهش هشاشةً بفعل التباينات السياسية التكتية والاستراتيجية، بين الجالسين داخل قمرة قيادته.

فوفق ما تقول مصادر سياسية "سيادية" لـ"المركزية"، كان الرئيس سعد الحريري يسعى الى تظهير موقف لبناني موحّد من ملف النازحين وكيفية التعاطي معه وحلّه، أمام المجتمع الدولي، من خلال تشكيله وفدا رسميا "منسجمًا"، يتكلّم بلسان واحد عن القضية الشائكة هذه، الى المؤتمر العتيد. وهو في الواقع، وخلافا لكل الأجواء السلبية "التهويلية"، التي حاول بعض اركان "الممانعة" السياسية والاعلامية، إشاعتها، كان سيتحرك في بلجيكا، وفق خط بياني واحد رسمه البيان الوزاري لحكومة "الى العمل" بشكل واضح، لا أكثر ولا أقلّ، ويقول حرفيا "إذ تؤكد الحكومة التزامها مواصلة العمل مع المجتمع الدولي لمواجهة أعباء النزوح السوري واحترام المواثيق الدولية، فإن الدولة تشير الى أنها لم تعد تستطيع وحدها تحمل هذا العبء الذي أصبح ضاغطاً على وضعها الاجتماعي والاقتصادي والبنيوي بعد أن وصل عدد النازحين الى أكثر من ثلث مجموع سكان لبنان. لهذا فإن المجتمع الدولي مُطالب أن يتحمل مسؤوليته تجاه التداعيات التي أصابت شرايين الخدمات والبنى التحتية من كهرباء وماء وطرقات ومدارس ومستشفيات وغيرها التي لم تعد تستوعب، والوفاء بالتزاماته التي أعلن عنها في المؤتمرات المتلاحقة خصوصاً في ما يخص دعم وتطوير هذه البنى. تعتبر الحكومة أن الحل الوحيد لأزمة النازحين هو بعودتهم الآمنة الى بلدهم ورفض أي شكل من أشكال اندماجهم أو إدماجهم في المجتمعات المضيفة والحرص على أن تكون هذه المسألة مطروحة على رأس قائمة الاقتراحات والحلول للأزمة السورية".

غير ان الضجة التي أثيرت حول استبعاد وزير شؤون النازحين صالح الغريب، أفشلت مسعاه لـ"ترقيع" الازدواج الحكومي، ودفعته الى إعادة النظر في تركيبة الوفد- تفاديا لتوسيع الشرخ السياسي في الداخل واصابة التضامن الوزاري المتهاوي، بضربة قد تكون قاضية. غير ان الخشية كبيرة، تتابع المصادر، من ان يكون ضم الغريب الى الوفد، من جهة، مصدرَ "متاعب" لبيروت امام الدول المانحة، والا يتمكّن أيضا من المساهمة في احتواء كباش سياسي محلي قديم –جديد حول النزوح، من جهة أخرى!

فوفق المصادر، تتعارض مقاربة ملف النازحين التي يحملها الغريب مع التوجّه الدولي العام في هذا الشأن، ونظرة الوزير لكيفية اعادة النازحين عمودُها الفقري "تفعيل دور النظام السوري وتزخيم التنسيق بين بيروت ودمشق لتحقيق هذا الهدف"، بدليل ان اول خطوة قام بها غداة تسلّمه مهامه، كانت زيارة الشام.

واذا كان "غسيل" الاختلاف اللبناني- اللبناني ازاء تصرّفه هذا، سيُنشَر هذه المرة على "سطوح" بروكسيل، بما سيقلّص حتما حجم الالتفاف والتعاطف الدوليين مع بيروت، فإن المصادر تعرب عن أملها في ان تقتصر الاضرار على هذه "الفداحة"، وألا يعمل بعض افراد الوفد على استغلال وجودهم في الحدث "الدولي" هذا، لتقديم خدمات اضافية "مجانية" لحليفهم النظام السوري، على حساب المصلحة الوطنية العليا!

 

توترات سياسية بسبب «الفيتو» الأوروبي على حضور «الغريب» الى بروكسل

اعداد جنوبية 11 مارس، 2019 /يبدو ان المسائل الخلافية ما زالت هي الطاغية على الساحة اللبنانية، فبعد توجيه الاتهامات بالفساد ضدّ الحريرية السياسية حصرا، استنفر معسكر حزب الله وحلفاؤه اثر الاعلان عن سفر الرئيس الحريري الى بروكسل مصحوبا بوزراء ومسؤولين استثني منهم وزير شؤون النازحين صالح الغريب. لم تحدد الاتصالات الجارية بين بيروت وواشنطن في شأن زيارة بومبيو لبيروت أيّ موعد نهائي لها. وعلمت «الجمهورية» انّ هذا الموعد يترجّح ما بين 15 و21 آذار الجاري بحيث تكون الزيارة في بداية جولته في المنطقة او في نهايتها، وهذا الامر الذي سيتّضح خلال الأيام القليلة المقبلة.

وقالت مصادر مطلعة انّ جدول اعمال الزيارة يتناول البحث في القضايا المطروحة على سلّم العلاقات الواسعة والشاملة بين بيروت وواشنطن، وهي متعددة تتناول مجمل التطورات في لبنان والمنطقة وكل ما يقال تحت هذا العنوان قد يكون موضوع بحث بين الجانبين.

بروكسل يستثني الغريب

وفيما بدأت التحضيرات على مستويات عدة لزيارة وزير الخارجية الاميركي مايك بومبيو المقررة في منتصف الجاري، توتر الجو الحكومي أمس بفعل «فيتو» أوروبي على حضور وزيرين معنيين لمؤتمر «بروكسل 3» للنازحين المقرر الاربعاء والخميس المقبلين، ما دفع المراقبين الى التخوّف من انعكاس هذا «الفيتو» سلباً على الحكومة المُراد لها أن تكون متضامنة وعاملة على منع البلد من الانهيار بفعل الأزمات التي يعانيها ومنها عبء النازحين السوريين. فيما هذه الحكومة التي ما تزال طرية العود تعرضت منذ جلستها الأولى لهزّة سياسية بفعل خلافات بين بعض مكوناتها حول هذا الملف والعلاقة مع سوريا على خلفية زيارة وزير شؤون النازحين صالح الغريب لدمشق، ثم تكرر الخلاف في الجلسة التالية حول موضوع منح «الدرجات الست» لأساتذة التعليم الثانوي، وفي الجلسة الثالثة كان خلاف حول بعض التعيينات، وكذلك حول التجديد لشركتي الهاتف الخلوي.

وكتبت صحيفة “النهار” تقول: بات واضحاً ان الخلافات السياسية ستبقي حصارها على الحكومة المتعثرة أصلاً والمتأخرة عن موعدها تسعة أشهر في ظل أوضاع سياسية واقتصادية ومالية معقدة.

فقبيل مؤتمر بروكسيل – 3 الذي يعقد ابتداء من غد الثلثاء بهدف البحث في قضية اللاجئين والنازحين السوريين الى الدول المحيطة بسوريا ومنها لبنان، وفي غياب رؤية موحدة وخطة واضحة لمعالجة هذه الازمة المرشحة للانفجار في لبنان بعد حين، ما يضعف الموقف الرسمي أمام المجتمع الدولي، انفجرت أمس ازمة جديدة تمثلت في استبعاد وزير الدولة لشؤون النازحين صالح الغريب عن الوفد الرسمي الى المؤتمر ما أثار حفيظته وفريقه السياسي، فحرك النائب طلال ارسلان تواصله الاجتماعي ليشن حرباً على رئيس الوزراء سعد الحريري. وبدا مستغرباً ملاقاة وزير الدولة لشؤون رئاسة الجمهورية سليم جريصاتي لارسلان والغريب من دون اتضاح مصدر الموقف ما اذا كان شخصياً أو يعبر عن الرئاسة، على رغم عدم صدور اعتراض واضح من رئيس “تكتل لبنان القوي” وزير الخارجية جبران باسيل الذي يشارك في الوفد الرسمي. وكانت الدعوة الرسمية من الاتحاد الاوروبي وجهت الى الرئيس الحريري والوزير باسيل، الى جانب وزيري التربية والشؤون الاجتماعية للمشاركة في جلسات متخصصة للجان المعنية بالملفين. وقد اسف الغريب لـ”توجه بعض القوى السياسية بغير المنحى المأمول منها وطنياً، حيث نرى أنّ هناك إصراراً على العودة إلى سياسة الحكومة السابقة في ملف النازحين وتجاوزاً لجميع الأصول والأعراف في الدعوة إلى مؤتمر بروكسيل”. وأشار الغريب إلى أنّ “تجاوز دور وزارة الدولة لشؤون النازحين في مؤتمر بروكسيل، ليس تجاوزاً لشخصنا، بل لطريقة التفكير المغايرة والمقاربة الجدية التي ننتهجها في معالجة هذا الملف بغية تحقيق العودة، وهذا ما لن نسمح به إطلاقاً”.

 

أمر عمليات لتفكيك المنظومة الأمنية والقضائية للعهد!

ميشال قنبور/ليبانون ديبايت/الاثنين 11 آذار 2019

تحت مسميات عدة وعناوين مختلفة، تتعرّض المنظومة الأمنية والقضائية التابعة للعهد لهجوم منظّم تمكن من شلّ بعضها، وتطويع البعض الآخر، فيما العمل جارٍ على ما تبقى منها لإخراجه من المعادلة، بما يشبه أمر عمليات انطلق منذ فترة وبشكل منظّم، تشير نتائجه إلى أنه حقّق الجزء الكبير من أهدافه، وهو مرشّح لتحقيقها بالكامل، ما لم يتدارك فريق العهد الموقف قبل فوات الأوان. أول أهداف أمر العمليات كان جهاز أمن الدولة، وصولاً إلى الحملة التي تُشَن اليوم على مفوّض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي بيتر جرمانوس، وما بينهما من استهداف لمديرية المخابرات وجهاز أمن المطار وقضاة، في ظل تضخّم دور شعبة المعلومات وأحد معاوني مفوّض الحكومة لدى المحكمة العسكرية. لم يكن أمر العمليات ليمرّ لولا الخطايا الكثيرة التي ارتكبها فريق العهد، وفي مقدّمتها تكبيل يدي جهاز أمن الدولة في الحملة التي شُنّت عليه، وعدم السماح له بالدفاع عن نفسه، بالرغم من أنه يمتلك ما يبرئ ساحته، ويُسكت كل مشكّك بمهنيته وحرفيته. وتتابعت الخطايا بإزاحة وزير العدل السابق سليم جريصاتي، العمود الفقري للمنظومة القضائية وضابط إيقاعها، والذي ترك غيابه ظهر تلك المنظومة مكشوفاً، يطعن بها مرافق قاضٍ من هنا، أو مساعد قضائي من هناك. وبالإنتقال إلى الشق الأمني، يبدو واضحاً الإستهداف الذي تتعرّض له مديرية المخابرات، ومحاولة كفّ يدها قضائياً في العديد من الملفات، وتحويلها إلى جهاز آخر، لا سيما في محافظة جبل لبنان، والتي كانت للمديرية فيها، بحسب الأعراف، الأولوية في متابعة الملفات الهامة. أما في مطار رفيق الحريري الدولي، فمحاولات التمرّد التي تقودها بعض الأجهزة على الصلاحيات التي أناطها القانون بجهاز أمن المطار كسلطة عليا، لم تعد خافية على أحد. والأخطر من ذلك، أن بعض الضباط والقضاة من مختلف الطوائف والأهواء الذين راهنوا على إمكانية الإحتماء بكنف الشرعية وعهدها القوي، بعيداً عن الحمايات الطائفية والحزبية، بدأوا يشعرون وكأنهم من دون غطاء حقيقي وصلب، في ظل الإستهداف المغرض للبعض منهم وابتزازه إما إعلامياً، أو عبر ملفات وهمية. وقبل أن ينهي العهد عامه الثالث، تم إنهاك "عدة شغل" الرئيس ميشال عون الأمنية والقضائية. والسؤال الذي يطرح نفسه، هو، هل سيتحرك الحريصون لوقف هذا النزيف القاتل؟

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

بوتفليقة يعود من جنيف مع تصاعد الحراك ضد «العهدة الخامسة» ومسيرات ومظاهرات كبيرة مستمرة في كل أنحاء البلاد للأسبوع الثالث

الجزائر: بوعلام غمراسة/الشرق الأوسط/الاثنين 11 آذار 2019/مع عودة الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة، من المستشفى في جنيف الذي دخله في 24 من الشهر الماضي، شهدت عاصمة الجزائر وكل مناطق البلاد بما فيها الجنوب «الهادئ»، إضرابا شلَ قطاعات واسعة من النشاط الاقتصادي والتعليمي. وجرى ذلك في سياق المظاهرات ضد ترشح الرئيس لولاية الخامسة، المتواصلة للأسبوع الثالثة. وحطت طائرة بوتفليقة في المطار العسكري في ضواحي العاصمة بعد الظهر بعدما ظل الجزائريون مشدودين إلى أخبار الرحلة منذ إقلاع الطائرة الرئاسية من جنيف حاملة بوتفليقة بعد إقامة في المستشفى السويسري استمرت أسبوعين وأثارت جدلا وتكهنات عن مدى قدرته على الترشح. وكانت الرئاسة تحدثت في 24 من الشهر الماضي عن «فحوصات طبية روتينية»، يجريها الرئيس بجنيف. وتسبب طول إقامته في الخارج في تأجيج الشارع الجزائري، الذي تشكلت لديه قناعة راسخة بأن الرئيس لن يمكنه الترشح لـ«عهدة خامسة»، وأن إصرار المقربين منه على تمديد حكمه، يعكس حرصا منهم على الحفاظ على مصالحهم الشخصية. وسبقت وصول الطائرة إلى الجزائر إشاعات ترددت في شبكة التواصل الاجتماعي عن أنها حملته إلى مصحة غرونوبل جنوب فرنسا، حيث درج على العلاج منذ إصابته بجلطة دماغية في 27 أبريل (نيسان) 2013.

«عصيان» يثير التباسا

وعلى صعيد «مظاهرات رفض العهدة الخامسة»، نزل الآلاف من طلاب الكليات والمعاهد التابعة لجامعة الجزائر العاصمة، إلى «البريد المركزي» وسط المدينة، في تحد واضح للحكومة التي أصدرت أمرا بخروجهم في عطلة الربيع بدءا من أمس، بينما كانت الإجازة مقررة كما هو الحال كل عام في 21 من الشهر. ومددتها الحكومة عشرة أيام كاملة، إذ كانت 10 أيام وأصبحت 20 يوما. ورفض الطلاب وأساتذة التعليم العالي وقف الدراسة، ونددوا بـ«خطة الحكومة الهادفة إلى كسر احتجاج الجامعة ومنعها من مواصلة انخراطها في الحراك الشعبي المندد بالنظام». وعرفت ولايات وهران وسيدي بلعباس ومعسكر بالغرب، والطارف وعنابة وقسنطينة بالشرق، والمدية وتيزي وزو بالوسط، وأدرار والوادي بالجنوب، مظاهرات ومسيرات جرت بالشوارع الرئيسية، وأمام المقار الحكومية تعبيرا عن استمرار الحراك الشعبي. وشلَ إضراب للتجار ولايات تشهد حركة اقتصادية وتجارية كبيرة، مثل سطيف وبرج بوعريريج بالشرق، وغرداية بالجنوب ووهران بالغرب. وحدث لبس كبير لدى الجزائريين، أمس، بين الإضراب على سبيل الاحتجاج ضد «العهدة الخامسة»، والدعوة إلى «عصيان مدني»، ما يعيد إلى الأذهان مشاهد احتلال الشارع على مدار الساعة، من طرف الإسلاميين مطلع تسعينات القرن الماضي. وحذَر قادة أحزاب وناشطون من الانسياق وراء التحريض على العصيان، على أساس أن ذلك «يصب في مصلحة السلطة التي تريد أن يخرج الحراك عن أبعاده السلمية». «والعصيان المدني»، عنوان كتاب شهير لقيادي «الجبهة الإسلامية للإنقاذ» المحظورة سعيد مخلوفي، ظهر عام 1992 وصار مؤلفه زعيم ما سمي «حركة الدولة الإسلامية»، التي دخلت في مواجهة مسلحة مع الجيش وقتلت رجال الأمن. ولهذا السبب، فنشطاء الحراك رفضوا بشدة تداوله.

الحل في حل البرلمان وإقالة الحكومة

وكتب المحلل ياسين عمران عن تطور حالة السخط الشعبي: «يمضي الوقت وتضيق مساحة فرصة الإنقاذ يوما بعد يوم... أتفهم تردد المؤسسة العسكرية حتى الآن والجيوش تتعامل مع المُعطى الخارجي وليس الداخلي ولا أرى في الأفق سوى مخرجين قانونيين أحلاهما مرّ هما: استقالة الرئيس وقبل ذلك إقالة الطاقم الحكومي وحل البرلمان بغرفتيه، ومن ثم تأجيل الانتخابات، وهنا سنكون أمام فراغ دستوري رهيب، أو إعلان حالة الطوارئ وهذا سيناريو مخيف، وكلاهما لا يأتيان إلا مع مزيد من التعفن في الوضع». وبحسب المحلل فإن «قبول المجلس الدستوري ملف ترشح الرئيس المريض يعني التوجه نحو الكارثة، ورفضه لدواع صحية يعني حتما إعلان حالة شغور منصب رئيس الجمهورية، ومن ثم سنكون تحت رئاسة رئيس مجلس الأمة (عبد القادر بن صالح) وهو من التجمع الوطني الديمقراطي (يرأسه رئيس الوزراء أحمد أويحيى غير المحبوب شعبيا)، وسنكون تحت رئاسة أويحيى للحكومة بقوة القانون، لأن الدستور يمنع إقالة الحكومة في حال إعلان عجز الرئيس، فتبقى تمارس مهامها حتى يبدأ الرئيس الجديد في ممارسة مهامه». وأضاف: «الشارع يضغط يوما بعد يوم، والسلطة تهرب إلى الأمام أكثر فأكثر، ودعوات العصيان المدني هي الانتحار ذاته في هكذا ظروف. الوقت يمر وما يمكن القيام به اليوم لن يكون متاحا غداً».

أما فضيل بومالة الكاتب الصحافي، الناشط بقوة في المظاهرات الشعبية، فيقول: «الدعوة للإضراب جاءت في سياق مطالب نقابية قديمة متجددة، لم تجد أي آذان صاغية من جهة السلطة. وهي حق دستوري وقانوني جاء في المرحلة الراهنة للانخراط في حراك الشعب الهادف للتغيير الجذري. وهو أمر طبيعي ورسالة هامة في العمل النقابي الحر، المدافع عن الشعب عموما والفئات العمالية خصوصا. أما ما يسمى بالعصيان المدني فمؤامرة من النظام، وجماعاته لضرب حراك الشعب والتشكيك في سلميته وروحه الحضارية ومحاولة الطعن في مصدره، وإحداث الارتباك والبلبلة في أوساط الناس. إنها استراتيجية واضحة من داخل النظام وأحزابه وعصابات المال الفاسد، للإيحاء بالرجوع لمطلع التسعينات من القرن الماضي».

وأضاف بومالة: «إن النظام العنيف لم يهضم بعد سلمية الحراك وأخلاق المتظاهرين العالية. كما لم يتقبل بعد الحراك الوطني وتجاوزه لكل أسباب التمييز والفرقة بين المناطق والجزائريين التي زرعها النظام وأجهزته في المجتمع. وإذا كان هذا النظام لا يقبل بأي تغيير، فإن جزائر الشعب بأجيالها المختلفة قد تغيرت وتطورت من حيث وعيها ووطنيتها، وإدراكها للرهانات الداخلية والإقليمية والدولية وتفهم جيدا استراتيجيات النظام وحلفائه».وقال الكاتب الروائي ورئيس حزب «الوطنيين الأحرار»، عبد العزيز غرمول: «فكرة الدعوة إلى إسقاط النظام فيها الكثير من الخطورة والمغامرة. فالنظام ليس أفرادا وإنما مؤسسات دولة، أو في الحقيقة مؤسسات الشعب، وإسقاطها يعني المساس مباشرة بأمن واستقرار البلد. وفِي رأيي أن المطلب الصحيح هو المطالبة بإسقاط «العصابة الحاكمة» وهي معروفة كأشخاص ومكروهة كممارسات. الفكرة الثانية هي فكرة «العصيان المدني» وهي بدورها خطيرة، تؤدي حتما إلى الصدام بين الشعب ومؤسساته الأمنية، وتخلق وضعا خطيرا لا يسمح للطرفين بالمشاركة السلمية في التغيير، والانتقال بالجزائر إلى ما يصبو إليه الشعب ومن ورائه هذا الحراك المبارك. وجهة نظري هي الضغط على الجماعة الحاكمة من خلال إضراب واسع وشامل، محدود في الزمان والقطاعات كي لا نمسّ بحاجات المواطنين».

من جهة أخرى، قال رئيس أركان الجيش، الفريق قايد صالح أمس، أثناء وجوده بمنشأة عسكرية بالعاصمة، بأنه «يعلم علم اليقين أن الشعب الجزائري الأصيل والواعي، الذي برهن في كافة الأوقات والظروف على أنه شعب مواقف، قد عرف وسيعرف كيف يحافظ على وطنه، ولا شك أن الجزائر محظوظة بشعبها ولا شك أيضا أن الجيش الوطني الشعبي هو أيضا محظوظ بشعبه». وعدَ كلامه «إعلانا غير صريح» عن دعمه للحراك الشعبي. وكان خطاب صالح خاليا من أي إشادة بالرئيس، على غير عادته. وهاجم العسكري النافذ في الحكم المتظاهرين، يوم 26 من الشهر الماضي، فوصفهم بـ«المغرر بهم» ودافع بشدة عن بوتفليقة. غير أن وزارة الدفاع طلبت من وسائل الإعلام عدم نشره خوفا من رد فعل شعبي سلبي.

 

الجزائر تطوي صفحة بوتفليقة

العرب/11 آذار/19/الجزائر - نجحت الاحتجاجات الواسعة في دفع الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة إلى التنحي، ودفعت الجهات التي تتمسك بترشحه إلى عهدة خامسة إلى التراجع. وقالت الرئاسة الجزائرية إن بوتفليقة سحب ترشحه للانتخابات وقرر تأجيلها إلى موعد لم يحدد بعد بعد أن كانت مقررة في أبريل القادم. كما أعلن أيضا عن إقالة الحكومة وتنظيم مؤتمر للحوار استجابة للحراك الشعبي الرافض لترشحه لولاية خامسة. وجاء في رسالة منسوبة إلى بوتفليقة أن انتخابات الثامن عشر من أبريل القادم لن تجرى، وأن الهدف “هو الاستجابة للطلب الملح” الذي وجهته الجماهير له، كاشفا عن أنه لم تكن لديه النية للترشح للانتخابات الرئاسية، في تأكيد لكون ترشيحه ناجما عن استفادة جهات نافذة من وجوده لتثبيت نفوذها. وقال الرئيس الجزائري إن “تأجيل الانتخابات الرئاسية يأتي لتهدئة التخوفات المعبّر عنها، قصد فسح المجال أمام إشاعة الطمأنينة والسكينة والأمن العام، ولنتفرغ جميعا للنهوض بأعمال ذات أهمية تاريخية ستمكّننا من التحضير لدخول الجزائر في عهد جديد، وفي أقصر الآجال”. وأشارت الرسالة إلى أنه "سيتم تشكيل حكومة كفاءات وطنية، تتمتع بدعم مكونات النّدوة الوطنية. والحكومة هذه ستتولى الإشراف على مهام الإدارة العمومية ومصالح الأمن، وتقدم العون للجنة الانتخابية الوطنية المستقلة"، وأن "المجلس الدستوري، بكل استقلالية، سيضطلع بالمهام التي يخولها له الدستور والقانون، في ما يتعلَّق بالانتخابات الرئاسية". وأعلنت الرئاسة الجزائرية كذلك أنه سيتم طرح دستور جديد للاستفتاء الوطني.

ضغوط الشارع تدفع السلطة الجزائرية للتراجع عن الولاية الخامسة لبوتفليقة

وعاد الرئيس الجزائري إلى بلاده، مساء الأحد، بعد قضاء أسبوعين في مستشفى سويسري "لإجراء فحوص طبية روتينية"، وهي الخطوة التي رتبت للتغييرات الجارية حاليا. وكان بوتفليقة، البالغ من العمر 82 عاما، قد سافر إلى جنيف في 24 فبراير بعد يومين من خروج عشرات الآلاف من الجزائريين في مظاهرات احتجاج ضد ترشحه. وأعلن رئيس الوزراء الجزائري أحمد أويحيى استقالته من الحكومة مباشرة بعد قرار بوتفليقة سحب ترشحه لولاية خامسة وتنظيم مرحلة انتقالية. ونقلت وكالة الأنباء الرسمية الجزائرية أن “أويحيى قدم استقالته لرئيس الجمهورية” دون الكشف عن خليفته في المنصب. فيما ذكرت مصادر إعلامية محلية أن وزير الداخلية نورالدين بدوي سيخلفه في المنصب. ولم تكن هذه التغييرات مفاجئة بعد أن حمل البيان الأخير الصادر عن مؤسسة الجيش خطابا هادئا وساعيا للتقرب من الشارع وتفهم مطالبه. كما بدا ذلك أيضا في تتالي الانسحابات والاستقالات وانضمام قطاعات حيوية محسوبة على السلطة إلى الاحتجاجات، وكان آخرها قطاع القضاة. وانضم قضاة وكُتاب ضبط في محاكم عنابة، شرق الجزائر، إلى الوقفة الاحتجاجية للمحامين وكذلك في بجاية بمنطقة القبائل، بالرغم من تحذيرات وزير العدل. وأكد أمين عام نقابة المحامين بناحية بجاية علي موساوي أن “هذه سابقة في تاريخ القضاء الجزائري. قضاة شجعان كسروا (…) واجب التحفظ المزعوم”. وأضاف موساوي في تصريحات له أن كُتّاب الضبط (مساعدو القضاة) قرروا هم أيضا التوقف عن العمل في محاكم بجاية. وشارك القضاة والمحامون في تجمع بعنابة معتبرين أنهم “كجزائريين ومواطنين وقضاة، واجباتهم أكبر من واجب التحفظ” بالنظر إلى الظروف التي تمر بها البلاد. ومنذ إعلان ترشح بوتفليقة في 10 فبراير الماضي، تشهد البلاد احتجاجات وتظاهرات رافضة مست كافة الشرائح وكانت أقواها الجمعة الماضية، بمشاركة مئات الآلاف في مظاهرات غير مسبوقة وصفت بـ”المليونية” ضد ولاية خامسة لبوتفليقة، وهي ضغطت على السلطة لتغيير خياراتها.

وفي 3 مارس الماضي، تعهد بوتفليقة، في رسالة للمواطنين، بمؤتمر للحوار وتعديل الدستور وإجراء انتخابات رئاسية مبكرة دون الترشح فيها.

 

استئناف آخر المعارك في الباغوز بعد انتهاء «مهلة استسلام داعش»

{قوات سوريا الديمقراطية}: لم يخرج أي مدني منذ السبت

حقل العمر النفطي (سوريا): /الشرق الأوسط/الاثنين 11 آذار 2019/استُأنفت المعارك على الجيب الأخير لتنظيم «داعش» في بلدة الباغوز، شرق سوريا، بعيد إعلان «قوات سوريا الديمقراطية» أن مهلة «استسلام» مقاتلي التنظيم قد انتهت، وفق ما أعلنه متحدثان باسمها.

وقال مدير المركز الإعلامي لـ«قوات سوريا الديمقراطية»، مصطفى بالي، إن ضربات جوية استهدفت مخازن ذخيرة لتنظيم «داعش»، في الوقت الذي بدأت فيه القوات هجوماً على آخر جيب للمتشددين في الباغوز، قرب الحدود العراقية. وأضاف بالي، في سلسلة تغريدات مساء أمس على «تويتر»، أن الهجوم بدأ الساعة السادسة (بتوقيت سوريا)، وأضاف أن «الاشتباكات المباشرة عنيفة». وكانت «قوات سوريا الديمقراطية» قد أعلنت، في وقت سابق (الأحد)، أن مهلة «استسلام» مقاتلي التنظيم في شرق سوريا قد انتهت، مؤكدة أن الهجوم ضد الجيب المحاصر سيبدأ «في أي لحظة»، بعد إجلاء آلاف الأشخاص منذ مطلع الأسبوع. وصرح مصطفى بالي، لـ«رويترز»، بأنه «لم يخرج أي مدني من الجيب منذ أمس (أول من أمس السبت)، وقواتنا لم تلاحظ وجود أي مدنيين». وقال بالي، في تغريدة: «مهلة استسلام (داعش) قد انتهت، وقواتنا تلقت الأوامر بالتحرك العسكري للقضاء على ما تبقى من إرهابيين في الباغوز». وأشار المتحدث باسم «قوات سوريا الديمقراطية»، على «تويتر»، إلى أن الآلاف من أعضاء تنظيم «داعش» استسلموا الشهر الماضي. وعلى بعد عشرات الأمتار من آخر نقطة لـ«قوات سوريا الديمقراطية» في بلدة الباغوز، تتصدّر راية تنظيم «داعش» السوداء والبيضاء مبنى اخترق الرصاص جدرانه. وفي محيطه، يتجول بضعة رجال يُرجح أنهم مقاتلون ونساء منتقبات بين خيم عشوائية. ومن نقطة متقدمة لـ«قوات سوريا الديمقراطية» في البلدة، تمكن فريق من «وكالة الصحافة الفرنسية» من معاينة الجيب الأخير للتنظيم المتطرف الواقع إلى جانب نهر الفرات. ويقول المقاتل أحمد سيان (24 عاماً) في المكان لفريق الوكالة: «نحن الآن في مخيم الباغوز، نبعد عشرات الأمتار عن (داعش)، هذه أقرب نقطة نصل إليها»، بينما يشير بيده إلى رجال بلباس رملي اللون، مرجحاً أن يكونوا من مقاتلي التنظيم. ويضيف المقاتل الأسمر البشرة ذو اللحية الكثة: «مع شروق الشمس، يحاول المدنيون التقدم، إنما هناك قناص (من التنظيم) يحاول استهدافهم، فيعودون إلى الخلف»، ملمحاً إلى أن مقاتلي التنظيم يريدون منع المدنيين من الخروج كلهم من البقعة المحاصرة. وتمكنت «قوات سوريا الديمقراطية»، نهاية الأسبوع الماضي، من التقدم والسيطرة على جزء صغير من المخيم المحاط بأراضٍ زراعية، قبل أن توقف عملياتها، بهدف خروج مزيد من المدنيين المحاصرين مع مقاتلي التنظيم. ويضيف سيان: «تمكنّا من سحب بعض المدنيين من المخيم ورحلناهم (...)، وأمسكنا (مقاتلاً) إماراتياً حاول اليوم (السبت) التسلل إلينا، لكننا قمنا بالالتفاف حوله».

وتوقف القتال على خطوط الجبهة منذ أسبوع، بعدما أبطأت «قوات سوريا الديمقراطية» وتيرة عملياتها. وفي المكان الذي تفقده فريق الوكالة الفرنسية، يمكن رؤية آثار مما تركه عناصر التنظيم وعائلاتهم على الأرجح في الخيم التي أخلوها، على وقع تقدم خصومهم. وداخل إحدى الخيم، لا تزال قدور ومدفئة وحقائب موجودة على الأرض، وقربها رماد من بقايا نيران استخدمت للطبخ، بالإضافة إلى حفر لا يتخطى عمقها المتر، تحيط بها أغطية من كل جانب، كان يتخذها المحاصرون ملجأً لهم. ويحوم الذباب في المكان: منشار مرمي هنا، وكنزة طفل زرقاء اللون هناك، وغسالة معطلة، وموقد على الحطب، فضلاً عن أشرطة كهربائية ودواليب وقدور طبخ. ويتخذ مقاتلو «قوات سوريا الديمقراطية» من مبنى صغير في المخيم مقراً لهم، يبدو أنه كان عبارة عن مستشفى ميداني استخدمه التنظيم، إذ يحوي كثيراً من الأدوية والمعدات الطبية. وبين الخيم المهجورة أيضاً خنادق وثياب مرمية على الأرض أو معلقة على الشجر المحترق، وذخيرة وبقايا رصاص وقذائف وأحزمة ناسفة، فضلاً عن عربات أطفال وحاسوب. وخرج عشرات الآلاف من النساء والأطفال والرجال منذ ديسمبر (كانون الأول) من جيب التنظيم في شرق سوريا، حيث فرّ بعضهم من المعارك والحصار، وتمّ إجلاء البعض الآخر في حافلات وشاحنات. وفي كل مرة كانت تخرج دفعة جديدة من آلاف الأشخاص، كانت «قوات سوريا الديمقراطية» تظن أن إطلاق هجومها الأخير بات قريباً، وأن انتهاء «داعش» أصبح وشيكاً، ليتضح بعدها أن آلاف المدنيين والمقاتلين لا يزالون في الداخل.

ويعلو الدخان الأسود من منطقة سيطرة التنظيم في المخيم، ويرجح أحد المقاتلين أن يكون ناجماً عن إقدام التنظيم على حرق الإطارات. وبعد وقت قصير، يتردد دوي انفجار لا يتضح ما إذا كان ناجماً عن تفجير لغم أرضي أو سقوط قذيفة. ورغم توقف المعارك، تدور اشتباكات متقطعة بين الحين والآخر، مع استهداف «قوات سوريا الديمقراطية»، والتحالف الدولي بقيادة واشنطن، بالغارات والمدفعية، تحركات عناصر التنظيم. وقرب آخر نقطة تتمركز فيها «قوات سوريا الديمقراطية»، شاهد صحافيون من وكالة الصحافة الفرنسية هياكل آليات محترقة، يعود أحدها لشاحنة ضخمة، ويقول مقاتلون إنها كانت عبارة عن مستودع ذخيرة تمّ تفجيره قبل 10 أيام، وتسبب باندلاع نيران استمرت يومين كاملين. ويقول شيفان الحسكة، وهو مقاتل في «قوات سوريا الديمقراطية» في العشرينات من عمره: «في كل مكان نتقدم إليه، نجد حزاماً ناسفاً أو اثنين، لكنني في هذا المكان عثرت وحدي على 10 إلى 15 حزاماً ناسفاً بأحجام مختلفة».

ويحذر مقاتلو «قوات سوريا الديمقراطية» من الألغام المزروعة في كل مكان. ويروي مقاتلون أنهم حين دخلوا إلى هذا الجزء من المخيم، وجدوا «أسلحة وذخيرة وجثث دواعش». ويشير أحدهم إلى حفرة وُضع داخلها خزان مياه، وتحيط بها سجادة محترقة، قائلاً: «كانوا يخبّئون أسلحتهم هنا».

وبات مقاتلو «قوات سوريا الديمقراطية» اليوم مرتاحين لانتصارهم القريب، آملين في أن تنتهي المعركة بسرعة بعد انتهاء خروج المدنيين، سواء عبر استسلام مقاتلي التنظيم أو هجوم عسكري. وبينما يسود الهدوء، يبدأ أحد مقاتلي «قوات سوريا الديمقراطية» بغناء موال شعبي، يردد فيه «إذا ذاب القلب، وين أضمك؟». ويقول مقاتل آخر اسمه شيفان: «لم يعد لديهم إلا المخيم، لقد خسروا (...) المعركة محسومة، وباتوا خاضعين للأمر الواقع».

 

هيئة أممية تواصل جمع أدلة على فظائع مرتكبة في سوريا

نيويورك/الشرق الأوسط/الاثنين 11 آذار 2019/تُواصل هيئة تابعة للأمم المتحدة منذ أبريل (نيسان) 2018 جمع أدلة على فظائع ارتُكبت على مدى السنوات الثماني الماضية في سوريا، بهدف تسهيل الأحكام المحتملة التي قد تصدر في المستقبل بحق المسؤولين عنها. وفي تقرير بُعث به إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة، تقول الهيئة: «الآلية الدولية المكلفة تسهيل التحقيقات بشأن أخطر الانتهاكات للقانون الدولي المُرتكبة في سوريا منذ مارس (آذار) 2011، فتحت ملفين في أواخر عام 2018». ولم يتم إعطاء أي تفاصيل تتعلق بالملفين. وأشارت «الآلية»، التي تؤكد أنها مستقلة ومحايدة، إلى أنها لم تتلقَّ بعد أي بلاغات تسلم أو ردود من السلطات السورية على طلباتها للحصول على معلومات. وتتمثل مهمة «الآلية»، التي يدعمها فريق من 30 اختصاصياً في مجال العدالة الجنائية، في إنشاء سجل مركزي للمعلومات والأدلة المتعلقة بالجرائم المرتكبة، على أن يلي ذلك إجراء تحليلات وتحقيقات.

وأقرت «الآلية»، بحسب «وكالة الصحافة الفرنسية»، بأنها لا تتوقع استنتاجات في مستقبل قريب. وحتى الآن، حصلت «الآلية» على أكثر من مليون وثيقة، بما في ذلك مستندات وصور فوتوغرافية ومقاطع فيديو وصور ملتقطة بالأقمار الاصطناعية وتصريحات لضحايا وشهود، بحسب ما جاء في التقرير الذي سيُقدم رسمياً في 23 أبريل المقبل إلى الجمعية العامة. ولفت التقرير إلى أن الأدلة التي جمعتها «الآلية» تم تخزينها في نظام حديث لإدارة المعلومات لم يُستخدم قبل ذلك في الأمم المتحدة.

 

منظمة إغاثية: ثلث أطفال سوريا يشعرون بانعدام الأمان

لندن/الشرق الأوسط/الاثنين 11 آذار 2019/بعد ثماني سنوات من الصراع المدمّر، يشعر أكثر من ثلث الأطفال السوريين بانعدام الأمان «بشكل دائم أو متكرر»، بالإضافة إلى إحساسهم بالقلق الشديد والوحدة، بحسب استطلاع للرأي أجرته منظمة إنقاذ الطفل كجزء من تقرير جديد بعنوان «غدا أفضل: للأطفال السوريين كلمتهم». وقبل انعقاد مؤتمر بروكسل الثالث لدعم مستقبل سوريا والمنطقة هذا الأسبوع، أجرت المنظمة مجموعات مناقشة واستبيانات رأي مع أطفال في أربع من المحافظات التي عانت بشكل مروّع من الحرب في سوريا. ووصف نصف الأطفال الذين شملهم الاستبيان العنف، وتفرق العائلات، ودمار المنازل والبنى التحتية الحيوية، بالإضافة إلى صعوبة الحصول على الخدمات الأساسية مثل التعليم والصحة، بالـ«تحديات غاية في الجدية» التي تواجههم وتواجه مجتمعاتهم. رغم هذا الوضع، عبّر أغلبية الأطفال عن تفاؤلهم بالمستقبل وبدورهم في بناء سوريا أفضل، شرط أن يستتب السلام والأمن. وقد ولد ما يقارب الأربعة ملايين طفل في سوريا منذ بداية هذا الصراع الدامي، ولم يعرف معظم الأطفال شيئا سوى الحرب. وقالت المنظمة «بالطبع، فإن هذا الاستبيان لا يوفّر إلا لمحة صغيرة عن الواقع، وعلينا أن نقوم بالمزيد من المشاورات في جميع أنحاء سوريا إذا أردنا التعمّق بمتطلّبات تعافي هؤلاء الأطفال ومجتمعاتهم».

ومع دخول الصراع عامه التاسع في 15 مارس (آذار)، بات أكثر من نصف الأطفال السوريين بحاجة للمساعدة الإنسانية، وما يقارب الثلث خارج النظام التعليمي. كما يعيش العديد منهم في مناطق تكاد تخلو من الخدمات الأساسية، وتعاني من تهالك البنى التحتية، وهذا مع وجود ما لا يقل عن 2.5 مليون طفل في حالة نزوح داخلي. وقال 365 طفلا من محافظات إدلب، حلب، الرقة، والحسكة في استبيانات الرأي: إن التحديات الأساسية التي تواجه مجتمعاتهم هي العنف وانعدام الأمان، بالإضافة إلى الظروف السكنية المتردية وصعوبة الحصول على الخدمات الأساسية. وإن الانفصال عن العائلة، أو تفكك العائلة هو من المخاوف الرئيسية. ففي ضوء أزمة النزوح الداخلي في سوريا، أفادت الأغلبية بنسبة 98 في المائة بأن وجودهم مع عائلاتهم هو من أهم أسباب سعادتهم. وأكد المستجوبون على إعادة تأهيل المدارس والحصول على التعليم، وأنهما أمران أساسيان لمستقبل سوريا، فقد كرر الأطفال الذين شملهم الاستبيان مخاوفهم من أن يكونوا غير متعلمين. قالت لينا، (13) سنة، التي نزحت من الغوطة الشرقية المحاصرة إلى إدلب: «أخذت الحرب كل شيء من الأطفال وتركتنا بدون أي شيء، لا تعليم ولا مستقبل! قتل والداي منذ أربعة أعوام بقذيفة أصابت منزلنا، وبعد أن فقدتهما، صرت أتمنى أن ألحق بهما. أريد لهذه الحرب أن تنتهي ليتسنى لنا العودة إلى بيوتنا ولكي نعيد بناء بلدنا. وبالنسبة لي، لا أريد شيئا من هذا العالم سوى أن أحصل على التعليم، أتمنى أن يرانا العالم وأن يساعدنا». وقالت سارة (14) سنة، والتي أصيبت في غارة جوية دمرت منزلها في دير الزور، وحاليا تعيش في مخيم للنازحين في سوريا، في المكان الذي أجابت فيه على الاستبيان: «قبل الحرب، حياتي كانت جميلة جدا! كنت سعيدة مع أهلي. الآن أنا لست سعيدة أبدا، أصبحت حياتي والحرب شيئا واحدا. يصعب علي أن أتخيل مستقبل بلدي ونحن ليس لدينا بيت». من جهتها، طالبت هيلي ثورنينغ شميد، المديرة التنفيذية لمنظمة إنقاذ الطفل العالمية «المسؤولين المجتمعين بمؤتمر بروكسل الثالث للمانحين هذا الأسبوع، بالاستماع إلى أطفال سوريا. وبأن يقر بالتزامه تجاه دعم مرحلة التعافي المبكر بما يتعلق بالأطفال بشكل خاص، وأن يقدم الدعم بشكل مستهدف ومستمر للقطاعات الأساسية للقيام بذلك».

 

الأسد: الحرب على سوريا تأخذ شكل «حصار اقتصادي»

دمشق/الشرق الأوسط/الاثنين 11 آذار 2019/اعتبر رئيس النظام السوري بشار الأسد، أمس (الأحد)، أن الحرب على بلاده بدأت تأخذ شكلاً جديداً يتمثل بالحصار والحرب الاقتصادية، وفق ما نقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية، في موقف يأتي مع اقتراب النزاع من إتمام عامه الثامن. وقال الأسد خلال استقباله مساعد وزير خارجية الصين تشن شياودونغ، إن «الحرب على سوريا بدأت تأخذ شكلاً جديداً أساسه الحصار، والحرب الاقتصادية»، وفق ما أوردت وكالة «سانا». وأوضح أن «أدوات السياسة الدولية تغيرت اليوم»، مشيراً إلى أن «الخلافات التي كانت تحل سابقاً عبر الحوار، باتت تعتمد أسلوباً مختلفاً يقوم على المقاطعة وسحب السفراء، والحصار الاقتصادي واستخدام الإرهاب». وتفرض الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي منذ بدء النزاع السوري في عام 2011 عقوبات اقتصادية صارمة على سوريا شملت أفراداً وكيانات، ما يعني تجميد أصولهم وعزلهم مالياً. كما يفرض الاتحاد الأوروبي عقوبات أخرى بينها حظر على الأسلحة والنفط وقيود على الاستثمارات. وغالباً ما تحث دمشق القوى الغربية على رفع الحصار الذي أسهم في استنزاف الاقتصاد. وشهدت دمشق ومدن عدة منذ مطلع العام أزمة نقص في المحروقات، لا سيما أسطوانات الغاز جراء وضع واشنطن قيوداً مشددة على عمليات شحن النفط إلى سوريا، في وقت لا تزال فيه أبرز حقول النفط والغاز خارجة عن سيطرة الحكومة. وأغلق كثير من الدول الغربية والعربية سفاراتها في العاصمة السورية، فيما خفضت أخرى تمثيلها الدبلوماسي، وتم تعليق عضوية سوريا في جامعة الدول العربية في عام 2011. وتسعى دول عربية كثيرة إلى إعادة علاقاتها مع دمشق بعدما حققت القوات الحكومية تقدماً ميدانياً خلال العامين الأخيرين. وتمثل ذلك بافتتاح كل من الإمارات والبحرين سفارتيهما في دمشق بعد إقفالهما منذ عام 2012. وقال الأسد أمس (الأحد)، بحسب وكالة الصحافة الفرنسية، إن «مكافحة الإرهاب هي التي تؤدي إلى حل سياسي في النهاية، وأي حديث عن حلول سياسية في ظل انتشار الإرهاب هو وهم وخديعة».

وتتهم دمشق الدول الغربية والولايات المتحدة بدعم الفصائل المعارضة لها. ومنذ بدء النزاع، تصنّف دمشق كل الفصائل من معارضة ومتطرفة «إرهابية». وفشلت كل محادثات السلام في التوصل إلى حل سلمي ينهي النزاع أو يوقف القتل رغم كثير من المبادرات وجولات المفاوضات بين الأطراف المتنازعة.

وتسبب النزاع منذ اندلاعه في عام 2011 بمقتل مئات الآلاف، وأحدث دماراً هائلاً في البنى التحتية وتسبب في نزوح وتشريد أكثر من نصف السكان داخل البلاد وخارجها.

 

بولتون: واشنطن مرتاحة لإبقاء لندن وباريس قوات في سوريا

واشنطن/الشرق الأوسط/الاثنين 11 آذار 2019/أعلن مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض الأحد، أن الولايات المتحدة «متفائلة جداً» حيال مشاركة فرنسا والمملكة المتحدّة في القوة التي قرر الرئيس الأميركي إبقاءها في سوريا.

وقال جون بولتون لقناة «إيه بي سي» الأميركية: «من خلال محادثاتي مع نظيري البريطاني والفرنسي، أنا متفائل جداً لمشاركتهم». ولا شيء رسمياً حتى الآن، لكن رئاسة الأركان الأميركية تواصل مشاوراتها، كما أوضح المسؤول في البيت الأبيض. وأكد بولتون أن لا تعارض بين التصريحات التي يكررها ترمب دون توقف منذ أسابيع، بأن «الخلافة» المعلنة من قبل تنظيم «داعش» قد انتهت مائة في المائة، وتصريحات قائد القوات الأميركية في الشرق الأوسط الجنرال جوزف فوتيل، الذي قال إن المعركة ضد التنظيم «بعيدة عن الانتهاء». ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية، قوله، إن ترمب «لم يتحدث أبداً عن أن القضاء على (داعش) على الأرض يعني نهاية التنظيم بشكل عام». وتابع: «نعلم أن الوضع ليس كذلك»، موضحاً أن «التهديد سيبقى، لكن واحداً من الأسباب التي من أجلها يلتزم الرئيس إبقاء وجود أميركي في العراق وقوة صغيرة من المراقبين في سوريا، هو التصدي لاحتمال عودة حقيقية لتنظيم داعش».

وأعلن الرئيس الأميركي دونالد ترمب بشكل مفاجئ في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، السحب الكامل والنهائي لألفي جندي أميركي منتشرين في شمال شرقي سوريا، معلناً انتصاراً تاماً على تنظيم «داعش».

ومنذ ذلك الحين، حاول الكونغرس والبنتاغون إقناعه بعدم التسرع في الانسحاب وإبقاء نحو 200 عنصر أميركي في هذه المنطقة التي لا يسيطر عليها النظام السوري، تدعمهم قوات من الدول الحليفة.

وتهدف هذه القوة المتبقية إلى ضمان أمن المقاتلين الأكراد السوريين، فيما يخشى الأوروبيون أن يجدوا أنفسهم في وضع صعب إذا قامت تركيا العضو في حلف شمال الأطلسي بعملية ضدّ المقاتلين الأكراد الذين تعتبرهم «إرهابيين».

 

ليبرمان: نتنياهو رفض اقتراحي اغتيال قادة {حماس}..قال إن على رئيس الحكومة تفسير {إصراره على تقوية} الحركة

تل أبيب/الشرق الأوسط/الاثنين 11 آذار 2019/كشف وزير الدفاع الإسرائيلي السابق، أفيغدور ليبرمان، أنه كان قد اقترح على رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، عدة مرات، اغتيال قيادات من «حماس» و«الجهاد الإسلامي» في قطاع غزة، لكنه رفض الاقتراح. وأوضح ليبرمان، في تصريحات أمام نخبة من مؤيديه الليلة قبل الماضية، أنه قدم اقتراحاته بهذا الشأن آخر مرة في شهر يوليو (تموز) من عام 2018، مشيراً إلى أنه سعى كثيراً لمحاولة إقناع نتنياهو بمثل هذه الخطوة، إلا أنه كان يرفضها باستمرار، وقال: «بدلاً من إحباط الإرهاب، أحبطوا وزير الدفاع، ورفضوا كل المخططات والمقترحات»، وأكد أنه كان باستمرار يسعى لتوجيه ضربات ضد البنية التحتية لـ«حماس» و«الجهاد» في قطاع غزة. واتهم ليبرمان نتنياهو بإهمال الموضوع الأمني الحقيقي، وقال: «عليه أن يسفر لنا، ليس فقط إصراره على تقوية (حماس)، بل أيضاً إهماله الوضع الأمني على الجبهة الشمالية». وتوقع ليبرمان أن يكون الوضع على الجبهتين الشمالية والجنوبية في غضون عامين من الآن «معقداً جداً، وأكثر خطورة من حرب يوم الغفران (أكتوبر | تشرين الأول) 1973)»، مبيناً أن «هناك فوضى أمنية على الجبهتين». وفسر ذلك بقوله إن «حركة حماس تطور مئات الصواريخ التي ستضرب منطقة غوش دان (أي منطقة تل أبيب)، وما زالت تنتج صواريخ دقيقة. وفي المقابل، الحكومة تسمح للقطريين بنقل مزيد من الدولارات، عبر حقائب أو بواسطة البنوك، التي تصل إلى (حماس)، وستنقل بضع ملايين منها هذا الأسبوع». وأضاف ليبرمان أن «كل من يقول إنه يعرف أين تذهب الأموال إنما يتحدث هراء، فقد ازدادت إمدادات الكهرباء، وتم توسيع مساحة الصيد 12 ميلاً، دون أن نحقق أي شيء، أو نعيد أسرانا وجنودنا المفقودين». يذكر أن اليمين المتطرف من خصوم ليبرمان كانوا يتهمونه بأنه نكث بوعوده للناخبين، عندما كان في المعارضة. فقد وعد بتصفية إسماعيل هنية خلال 48 من تسلمه منصب وزير الدفاع، لكنه عندما تسلم المنصب رضخ لإرادة الجيش، ولم يعد يتحدث في الموضوع، وهو اليوم يرد الهجوم عليهم. وقد تطرق نتنياهو إلى هذا الموضوع أمس، قائلا إنه «رغم معرفته بأن عناصر مارقة هي التي أطلقت قذائف صاروخية من قطاع غزة باتجاه جنوب إسرائيل، نتيجة لصراعاتها الداخلية، فإن حكومته تحمل حركة حماس المسؤولية عن كل ما يحدث في قطاع غزة، وستعاقب (حماس) على هذه الصواريخ». وقال نتنياهو، في بداية اجتماع حكومته الأسبوعي أمس: «شهدنا في الأيام الأخيرة استفزازات من قطاع غزة من عناصر مارقة، ولكن هذا لا يعفي (حماس) من تحمل المسؤولية عن تلك الاستفزازات؛ (حماس) تتحمل المسؤولية عن كل ما يخرج من قطاع غزة، ونحن نرد على ذلك بما يستوجب، من خلال غارات تشنها طائرات سلاح الجو على أهداف تابعة لـ(حماس)»، وأضاف: «سمعت أشخاصاً في غزة يقولون إنه بما أننا في حملة انتخابية، فإن عملية عسكرية واسعة النطاق غير واردة؛ أقترح على (حماس) ألا تعتمد على هذا، فسنفعل كل ما يلزم من أجل استعادة الأمن والهدوء إلى محيط غزة، وإلى الجنوب بشكل عام».

 

عقوبات أميركية على بنك روسي بتهمة دعم مادورو

واشنطن/الشرق الأوسط/الاثنين 11 آذار 2019/فرضت الولايات المتحدة اليوم (الاثنين)، عقوبات على بنك «افروفينانس موسناربنك» الروسي بتهمة دعم الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو. وقال وزير الخزانة الأميركي ستيفن منوتشن في بيان، إن «هذه الخطوة تؤكد أن الولايات المتحدة ستتخذ إجراءات ضد المؤسسات المالية الأجنبية التي تدعم نظام مادورو غير الشرعي وتساهم في الانهيار الاقتصادي والأزمة الإنسانية التي تشكل آفات (يعانيها) الشعب الفنزويلي». وعوقب المصرف الروسي بسبب مبادلاته مع مجموعة النفط الفنزويلية العامة «بي.دي.في.إس.ايه».

 

انقطاع الكهرباء يدخل حلبة الصراع السياسي في فنزويلا

كراكاس/الشرق الأوسط/الاثنين 11 آذار 2019/يعتزم المعارض الفنزويلي رئيس البرلمان خوان غوايدو الاستفادة من العطل الكهربائي الهائل الذي يُغرق فنزويلا في فوضى منذ ثلاثة أيام، لدعوة البرلمان اليوم (الإثنين) إلى التصويت على إعلان حالة الطوارئ على أمل أن يسهّل ذلك إدخال المساعدات الإنسانية. وقال غوايدو الذي اعترفت به أكثر من خمسين دولة بينها الولايات المتحدة رئيساً بالوكالة للبلاد: "سأطلب الإثنين من الجمعية الوطنية إعلان حالة الطوارئ لإتاحة دخول المساعدة الانسانية" للبلاد مما سيسمح "بطلب مساعدة دولية". وأضاف: "يجب أن نتصدّى الآن لهذه الكارثة". وعاد التيار الكهربائي الأحد إلى بعض أحياء كراكاس بعد عودة قصيرة السبت والجمعة لمرتين ولفترة محدودة. ومع تجاوز الانقطاع حد الـ72 ساعة بعد ظهر الأحد قبل العودة الجزئية، أعطت الحكومة اليوم إعطاء الموظفين والمدارس عطلة. ومع غياب وسائل النقل فإن التنقل اصبح صعباً جداً حتى في العاصمة. وحض غوايدو الناس على النزول إلى الشوارع "لأن هذا النظام يترك الفنزويليين يموتون"، ودعا القوات المسلحة إلى التوقف "عن حماية الدكتاتور" في إشارة إلى الرئيس نيكولاس مادورو. ويشلّ هذا العطل الذي وقع الخميس الحركة في البلاد المحرومة من الكهرباء والمياه ووسائل النقل والاتصال. وأفادت منظمات غير حكومية بأن انقطاع الكهرباء إدّى حتى الآن إلى وفاة 15 مريضاً في المستشفيات التي لا تملك إلا قلة منها مولّدات كهرباء.  وهذا الانقطاع الكهربائي غير مسبوق من حيث اتساعه وطول مدته في هذا البلد الذي يبلغ عدد سكانه 30 مليون نسمة.

 

كوريا الجنوبية تراقب «باهتمام» احتمال قيام جارتها الشمالية بتجربة صاروخية

سيول/الشرق الأوسط/الاثنين 11 آذار 2019/أفاد مسؤولون في وزارة الدفاع وهيئة أركان الجيش في كوريا الجنوبية اليوم (الاثنين) بأن سلطات كوريا الجنوبية تراقب عن كثب كل ما يجري في كوريا الشمالية، بما في ذلك احتمال قيامها بتجربة صاروخية محتملة. وكانت وسائل إعلام غربية وكورية جنوبية قد أوردت قبل أيام أن رصداً لأراضي كوريا الشمالية بواسطة قمر صناعي بيّن وجود نشاط للمعدّات قرب موقع سانومدونغ لاختبار إطلاق الصواريخ، وهو شبيه بعملية التحضير لإطلاق صاروخ. ونقلت وكالة "يونهاب" الكورية الجنوبية عن ممثل هيئة الأركان المشتركة للقوات المسلحة كيم جانغ راك قوله: "قواتنا المسلحة ترصد باهتمام، بالتعاون مع الولايات المتحدة الأميركية، التوجهات المتعلقة بتصميم الصواريخ في كوريا الشمالية". وصرحت الناطقة باسم وزارة الدفاع الكورية الجنوبية تشوي هيون سو أن التحليل الجاري يشمل احتمالات مختلفة لتطورات الأوضاع، متوقعة وصول مقاتلتي "إف - 35" أميركيتين إلى البلاد في نهاية مارس (آذار) الجاري. ويشار في هذا السياق إلى أن بيونغ يانغ طلبت من واشنطن وسيول عدم نشر أسلحة استراتيجية جديدة في شبه الجزيرة الكورية، تسهيلاً للحوار بين شطري كوريا. كما أوقفت بيونغ يانع في العام الماضي تجاربها النووية والصاروخية ممهدة الطريق نحو فتح الحوار مع الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية. إلا أن فشل القمة الأخيرة في فيتنام، يومي 27 و28 فبراير (شباط) الماضي، بين الرئيس الأميركي دونالد ترمب والزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون، قد يشجع الثاني على إعادة تفعيل البرنامج النووي الصاروخي. وفي الجانب الأميركي، تبنّى مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض جون بولتون أمس (الأحد) لهجة حذرة حيال الموضوع. وأجاب رداً على سؤال لشبكة تلفزيونية: "أفضل ألّا أخوض في تفاصيل هذه المسألة"، ممتنعاً عن الإفصاح عما إذا كانت الولايات المتحدة على علم بأي تحركات مشبوهة في المواقع العسكرية الكورية الشمالية. غير أنه أكّد أن نظام بيونغ يانغ لا يستطيع الإفلات من رقابة واشنطن. وقال: "نعرف جيداً ما الذي يقومون به. نحن نرى كل شيء (...)، وليس لدينا أوهام حول ماهيته".

 

العثور على الصندوقين الأسودين ومسجلات صوت للطائرة الإثيوبية المنكوبة

أديس أبابا/الشرق الأوسط/الاثنين 11 آذار 2019/أكد مسؤول بشركة الخطوط الجوية الإثيوبية العثور على الصندوقين الأسودين لطائرة الشركة التي تحطمت أمس وعلى متنها 157 شخصا. وكانت الطائرة، وهي من طراز «بوينغ 737 ماكس 8»، قد تحطمت بعد فترة وجيزة من إقلاعها من إثيوبيا متوجهة إلى كينيا أمس، ما أسفر عن مقتل جميع من كانوا على متنها. وأعلنت شركة الخطوط الجوية الإثيوبية في بيان انتشال مسجل أصوات قمرة القيادة ومسجل البيانات الرقمية للرحلة الجوية للطائرة التي سقطت أمس الأحد من موقع الحادث. وأقلعت الرحلة «إي تي 302» الساعة 8:38 صباحاً (6:38 بتوقيت غرينتس) أمس (الأحد) من أديس أبابا وفقد الاتصال بها بعد ست دقائق من الإقلاع. وضحايا التحطم هم من 35 جنسية مختلفة، بحسب أرقام تقريبية لشركة الخطوط الجوية. وقالت إن الطائرة كان على متنها 32 كينياً و18 كندياً و9 إثيوبيين و8 إيطاليين و8 صينيين و8 أميركيين و7 فرنسيين و7 بريطانيين و6 مصريين و5 ألمان و4 هنود. وأحد الركاب كان يحمل جواز سفر تابعا للأمم المتحدة.وأعلنت شركة الخطوط الإثيوبية أنّها أوقفت استخدام طائراتها من طراز بوينغ 737 ماكس 8، بعد كارثة تحطّم طائرة من الطراز نفسه. وقالت الشركة المملوكة للدولة في بيان على «تويتر»: «في أعقاب الحادث المأسوي الذي تعرّضت له الرحلة إي تي 302... قرّرت الخطوط الإثيوبيّة وقف استخدام جميع طائراتها من طراز بي - 737 - 8 ماكس اعتباراً من أمس، العاشر من مارس (آذار)، حتّى إشعار آخر». وأضافت الشركة التي تُعدّ أكبر ناقل جوّي في أفريقيا: «على الرغم من أننا لا نعلم حتّى الآن سبب الحادث، قرّرنا وقف أسطول تلك الطائرات بالتحديد، وذلك في إجراء احترازي». وتحطّمت الطائرة أمس (الأحد) بعد ستّ دقائق على إقلاعها من أديس أبابا متّجهة إلى نيروبي، ما أسفر عن مقتل جميع ركّابها الـ149 وأفراد طاقمها الثمانية. ومن بين الضحايا سيّاح ورجال أعمال وموظّفون في الأمم المتحدة. وأعلن البرلمان الإثيوبي اليوم (الاثنين) يوم حداد وطني، فيما بدأت هوّيات الضحايا تتكشّف. وتُعدّ طائرة «بوينغ 737 ماكس» من أحدث طائرات الركّاب في العالم وأكثرها تطوّراً. لكنّ الشركة تعرّضت لانتقادات عدّة لاحتمال وجود أعطال في الطائرة التي دخلت الخدمة عام 2017.

 

ترمب يطلب 8.6 مليار دولار لجداره

واشنطن/الشرق الأوسط/الاثنين 11 آذار 2019/سيطلب الرئيس الأميركي دونالد ترمب اليوم (الاثنين) تخصيص 8.6 مليار دولار في موازنة 2020 لتمويل الجدار الذي يريد تشييده على الحدود مع المكسيك، في اقتراح من شأنه إعادة إحياء التوترات بين البيت الأبيض والكونغرس. وقال لاري كادلو المستشار الاقتصادي لترمب لشبكة «فوكس نيوز» الإخبارية الأميركية إن الرئيس الأميركي متمسّك بالجدار وبالأمن على الحدود. ورداً على سؤال للشبكة بشأن المعارضة المتوقعة للكونغرس لتخصيص هذا المبلغ للجدار، قال كادلو: «أعتقد أن هذا ما سيحدث».

وبحسب وسائل إعلام أميركية، فإن ترمب يريد في موازنته لعام 2020 التي ستكشف الاثنين، تحويل خمسة مليارات دولار من موازنة وزارة الأمن الداخلي و3.6 مليار دولار من موازنة وزارة الدفاع، لتخصيصها لمشروع الجدار الذي يهدف ترمب بناءه لمنع الهجرة. ويتوقع أن تدور مفاوضات حامية بشأن هذه المبالغ بين الإدارة الأميركية ومجلس النواب الذي يملك الكلمة الفصل فيما يتعلّق بإقرار الموازنة.وطلب ترمب في العام المالي 2019 تمويلاً بقيمة 5.7 مليار دولار للجدار لكن الكونغرس لم يوافق على تخصيص سوى 1.375 مليار دولار. وبعد رفض طلبه، أعلن ترمب حالة طوارئ وطنية، في خطوة عارضها الديمقراطيون وبعض الجمهوريين، وأعاد توجيه 601 مليون دولار من الأموال التي صادرتها وزارة الخزانة و2.5 مليار دولار من مخصصات مكافحة المخدرات و3.6 مليار دولار من ميزانية البناء العسكرية.

 

ماي تعلن أن محادثات «بريكست» وصلت لطريق مسدود

لندن/الشرق الأوسط/الاثنين 11 آذار 2019/أعلنت حكومة رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي اليوم (الاثنين)، أن محادثات الخروج من الاتحاد الأوروبي «وصلت إلى طريق مسدود»، وذلك في وقت يحث فيه وزراء الحكومة الاتحاد الأوروبي لتقديم تنازلات في اللحظة الأخيرة لإنقاذ الاتفاق في التصويت البرلماني المرتقب عليه. ونقلت وكالة «بلومبرغ» للأنباء عن مكتب ماي القول إنها أجرت اتصالاً برئيس المفوضية الأوروبية جان - كلود يونكر الليلة الماضية، إلا أن رئيسة الوزراء لا تعتزم السفر إلى بروكسل لأنه لم يتم إحراز أي تقدم في المفاوضات. يأتي هذا التقييم المتشائم من جانب «داوننج ستريت» بعدما طالبت وزيرة شؤون البرلمان بالحكومة أندريا ليدسوم، وهي أحد أبرز المدافعين عن الخروج من الاتحاد الأوروبي، بـ«دَفعة أخيرة» من جانب مفاوضي بريطانيا والاتحاد الأوروبي للمساعدة في تمرير مشروع الاتفاق عند تصويت البرلمان عليه غداً الثلاثاء. كما حثت نواب البرلمان إلى دعم الاتفاق وإرجاء مساعي إدخال تعديلات عليه إلى حين مناقشة التشريعات ذات الصلة خلال الأسابيع المقبلة. وفي حال رفض البرلمان مقترح الاتفاق المقدم من ماي، فإنه سيتجه إلى التصويت على إرجاء الخروج لتجنب خروج من دون اتفاق قد يقود إلى حالة من الفوضى. ويتطلع المستثمرون إلى إرجاء الخروج، بما يتيح للمشرعين الوقت للاتفاق على خروج أكثر تنظيماً أو حتى إلغاء الخروج تماماً.

 

الجيش المصري يعلن مقتل 46 إرهابياً بشمال ووسط سيناء وقال إن الجهود أسفرت عن تدمير 15 وكراً

القاهرة/الشرق الأوسط/الاثنين 11 آذار 2019/أعلنت القيادة العامة للقوات المسلحة المصرية، اليوم (الاثنين)، مقتل ثلاثة جنود و46 شخصاً من العناصر الإرهابية شديدة الخطورة في إطار عمليات عسكرية قامت بها خلال الفترة الماضية بشمال ووسط سيناء. بالإضافة إلى تدمير 15 وكراً للعناصر الإرهابية. وذكر المتحدث العسكري للقوات المسلحة، عبر الحساب الرسمي على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، في بيان مصور أن «الجهود أسفرت أيضاً خلال الأيام الماضية عن اكتشاف وتدمير عدد من المخابئ والأوكار لإيواء العناصر الإرهابية عثر بداخلها على كميات من مواد الإعاشة وعدد من الأسلحة والذخائر مختلفة الأعيرة وكميات من المواد شديدة الانفجار التي تستخدم في تجهيز العبوات الناسفة شمال ووسط سيناء. بالإضافة إلى التحفظ على عدد (17) سيارة تستخدمها العناصر الإرهابية وعدد (14) دراجة نارية من دون لوحات معدنية خلال أعمال التمشيط والمداهمة، وإلقاء القبض على عدد (100) فرد من العناصر الإجرامية والمطلوبين جنائياً والمشتبه بهم، وجاري اتخاذ الإجراءات القانونية حيالهم». وذكر البيان، أن عناصر المهندسين العسكريين قامت باكتشاف وتفجير عدد (204) عبوات ناسفة، تم زراعتها لاستهداف قوات المداهمات على طرق التحرك بمناطق العمليات، كذلك ضبط عدد من دانات (RBG) والهاون التي تستخدمها العناصر التكفيرية للهجوم على الارتكازات الأمنية واكتشاف وتدمير عدد (10) فتحات نفق على الشريط الحدودي برفح. كما استمرت عناصر القوات البحرية في تأمين الشريط الساحلي ومنع أعمال التسلل والتهريب عبر البحرين المتوسط والأحمر. ويذكر أن الجيش المصري قد أطلق في فبراير (شباط) من العام الماضي، العملية العسكرية الشاملة «سيناء 2018»، بالمشاركة مع قوات الأمن، على كافة الاتجاهات الاستراتيجية للدولة.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

أميركا جديدةٌ ولبنانُ آخَر  

سجعان قزي/جريدة الجمهورية/الاثنين 11 آذار2019

مقالات خاصةخاص "الجمهورية": بين الخلف والسلف لم يتبدّل إلّا الإسمخاص "الجمهورية": درب السياسيين مقطوعةخاص "الجمهورية": مُساهمون... في الكلمةالمزيد

تَعتقد الإدارةُ الأميركيّةُ أنَّ مُجرَّدَ إضعافِ «حزبِ الله» تَتعافى الدولةُ اللبنانيّة، وأنَّ مُجرّدَ حصولِ انتفاضةٍ شعبيّةٍ ضِدَّه، بموازاةِ العقوباتِ عليه، تُودي به.

لكنْ غَفَلَ عنها أنَّ حزبَ الله يَـمون على هذه الدولةِ وهي لا تُزعِلُه. فبعضُ الدولةِ متحالِفٌ معه، وبعضُها الآخَرُ متواطئٌ معه، والباقي مُعجَبٌ به.

أما معارِضوه الحقيقيّون، فليسوا في موقِعٍ يَمنعُ الدولةَ من التجاوبِ مع حاجاتِه في مجالاتِ الأمنِ والدفاعِ والمالِ والسياسةِ الخارجيّة، ولا في مزاجِ القيامِ بتحرّكاتٍ شعبيّةٍ لا يُسيطرون على مسارِها ولا يَضمَنون نتائجَها؛ خصوصًا أنَّ هناك مَن يُفكِّرُ بِـجَرِّ لبنانَ إلى ربيعَيْ فنزويلا والجزائر.

إذا كانت واشنطن تواصلُ، مَشكورةً، دعمَ استقرارِ لبنان وتحييدَه عن بعضِ الصراعات وتزويدَ الجيشِ اللبنانيِّ بالأسلحةِ الضروريّة، فصراعُها المفتوحُ اليومَ مع إيران، وحزبِ الله استطرادًا، سيُحرجُ لبنانَ في حالِ رَغِبَت واشنطن باستدراجِ قِوى سياسيّةٍ لبنانيّةٍ إلى ساحةِ هذا الصراع.

صحيحٌ أنَّ غالِبيّةَ اللبنانيّين قلِقون من توغُّلِ إيران في الشرقِ الأوسط ومن بقاءِ سلاحِ حزبِ الله خارجَ الدولةِ اللبنانية، لكنَّ الصحيحَ أيضًا أنَّ لبنانَ يَتردَّدُ، لألفِ سببٍ وسببٍ، في المشاركةِ في الصراعِ الأميركيِّ/الإيرانيِّ من جِهة، وأنَّ اللبنانيّين رافضون الانزلاقَ إلى مواجهةٍ غيرِ سياسيّةٍ مع حزبِ الله من جِهةٍ أخرى.

لكنَّ واشنطن تُلاحظُ، بالمقابِل، أنَّ الفاعلين في السلطةِ اللبنانيّةِ مُنحازون إلى المحورِ السوريِّ/الإيرانيّ، وأنَّ حزبِ الله يُقاومُ أيَّ معالجةٍ لسلاحِه الطليق. لذا، تسعى واشنطن إلى إخراجِ لبنان من المحورِ السوريِّ/الإيرانيِّ/الروسيِّ أكثرَ ممّا تَبتغي زجَّهُ في المحورِ الخليجيِّ/الأميركيّ/الأطلسي. وأصلًا، مُجرَّدُ أنْ يَتحرَّرَ لبنانُ من المحورِ الأوّل يُصبحُ آليًّا جليسَ المحورِ الآخر. هذا جوُّه التقليديّ.

الحقيقةُ أنَّ الفاعلين في الدولةِ اللبنانيّةِ تحوّلوا، في كلِّ منتدى، جهازَ دفاعٍ لا عن حزبِ الله كجماعةٍ لبنانيّة، بل عن سلاحِه ودورِه العسكريّ في المِنطقة.

وآخِرُ مثلٍ على ذلك قولُ الرئيس ميشال عون لوزيرِ الدولةِ البريطانيِّ لشؤونِ الشرقِ الأوسط: «إنَّ امتدادَ حزبِ الله إقليميًّا لا يعني أنَّ تأثيرَه في السياسةِ اللبنانيّةِ يَتجاوز كونَه جُزءًا من الشعبِ اللبناني».

ربما توخّى الرئيسُ عون تغطيةَ تقصيرِ الدولةِ في احتواءِ حزبِ الله أكثرَ من تغطيةِ حزبِ الله. لكن النتيجةَ ذاتُها بالنسبةِ للمسؤولِ البريطانيِّ، ومن خلالِه لكلِّ المسؤولين الأوروبيّين والأميركيّين.

مصيرُ المِظلّةِ الدوليّةِ التي حَمت لبنانَ من نارِ حروب ِالمِنطقةِ في السنواتِ الأخيرةِ صار مرتبِطًا بمدى استعدادِ الدولةِ اللبنانيّةِ لتصويبِ موقفِها السياسيِّ والعودةِ إلى التموضُعِ الطبيعيّ القائمِ على ما يلي: الاحترامُ الكاملُ للدستورِ، النأيُ عن سياسةِ المحاور، استعادةُ القرارِ الوطنيِّ الحرِّ، حصرُ السلاحِ بالقِوى الشرعيّة، إجراءُ الإصلاحاتِ الاقتصاديّةِ والإداريّةِ، وقفُ الهدرِ والفساد، والتزامُ القراراتِ الدوليّة بشأنِ لبنان.

ما كان مَوضِعَ تسامحٍ دوليٍّ سابقًا أصبحَ اليومَ موضِعَ حسابٍ بسببِ خيبةِ أملِ المجتمعِ الدوليِّ من الطبقةِ السياسيّةِ، وتنامي نفوذِ حزبِ الله في الدولة، وتهاونِ السلطةِ الحاكِمةِ معه.

تجاه هذا الـمُعطى الدوليِّ الجديد، يُفترَضُ بالحكمِ اللبنانيِّ أن يَتحضَّرَ لسَماعِ موقفٍ حازمٍ من وزيرِ الخارجيّةِ الأميركيّةِ، مايكل بومبيو، الآتي هذا الأسبوعِ. فقـبْــلَ تحذيراتِ الموفدين الأميركيّين، كان الوزيرُ بومبيو أوّلَ مسؤولٍ أميركيٍّ يُحذّر لبنانَ أمامَ الكونغرس من وقفِ المساعداتِ العسكريّةِ إذا استمرّت الدولةُ في تشجيعِ نشاطاتِ حزبِ الله (23 أيار 2018).

وفي خِطابٍ ألقاه في الجامعةِ الأميركيّةِ في القاهرة (10 كانون الثاني 2019)، أعلن «أنَّ الولاياتِ المتّحدةَ لن تَقبَلَ بالوضعِ الحالي في لبنان بسببِ حزبِ الله».

لا خضوعًا لمشيئةِ الولاياتِ المتّحدة، بل عَملًا بمصلحةِ لبنان، حَريٌّ بالمسؤولين اللبنانيّين أن يؤكّدوا للوزيرِ الأميركيِّ أنَّ لبنانَ لا يزالُ جُزءًا من ديمقراطيّاتِ العالَم ومن العالمِ الحرِّ عمومًا وصديقًا دائمًا لواشنطن.

وأصلًا، هكذا يجبُ أن يكونَ لبنانُ بتحذيراتٍ أميركيّةٍ أو بدونِها. لبنانُ الحالي ليس لبنان. وجديرٌ بالمسؤولين اللبنانيّين، بالمقابِل، أن يسألوا الوزيرَ بومبيو: كيف لأميركا أنْ تَدعوَ لبنانَ إلى الحربِ فيما هي راجعةٌ منها خاسرةً. انسحَبت من أفغانستان والعراق وسوريا، تركَت الفِلسطينيّين أمام قَدَرِهم، نَقلت سفارتَها إلى أورشليم، تخلّت عن الأكرادِ في المثلّثِ العراقيّ ــ التركيّ ــ السوريّ، حَثّت السعوديّةَ على وقفِ عاصفةِ الحزمِ في اليمن، إلخ...

لو حَصلَ أن قَرّر لبنانُ تلبيةَ نداءِ أميركا، فما هي استراتيجيّتهُا؟ وما هي سياستُها؟ وما مدى استعدادِها للدفاعِ العَمَلانيِّ عن الشرعيّة؟ وما مدى ثَباتِ الرئيس ترامب على عهدٍ ووعد؟ من دونِ التقليلِ من مسؤوليّتنا كلبنانيّين، تَتحمّل أميركا مسؤوليّةَ هروبِـها من لبنان سنةَ 1983 وتسليمِه إلى سوريا سنةَ 1990، والسماحِ بتسلُّحِ حزبِ الله طَوالَ ثلاثينَ سنةٍ، والتغاضي عن نُموِّ الإرهابِ التكفيريِّ والجِهاديِّ في المِنطقةِ منذ سنةِ 2011، والقَبولِ بالتسويّاتِ الرئاسيّةِ في لبنانَ، والترحيبِ بتأليفِ حكوماتٍ يُسيطرُ عليها حزبُ الله وسوريا... هل تَنتظرُ أميركا بعدَ كلِّ ذلك أنَ يكونَ لبنانُ الولايةَ الأميركيّةَ الحاديةَ والخمسين؟

من هنا، ليس لبنانُ وحدَه مدعوًا لتصويبِ سياستِه تجاه أميركا، بل أميركا تجاه لبنانَ والمِنطقة أيضًا. حبّذا لو تكونُ زيارةُ الوزيرِ الأميركيِّ مناسبةً لإجراءِ تقويمٍ لسياستَي البلدَين وتصويبِهما.

يَبقى أنَّ معيارَ نجاحِ زيارةِ بومبيو يَكمُن بما يلي:

1) وضعُ إطارٍ جديدٍ لعَلاقاتٍ لبنانيّةٍ/أميركيّةٍ تَرتكز على استراتيجيّةٍ واضحةٍ وطويلةِ الأمَد.

2) دعمُ أميركا مشروعَ عودةِ النازحين السوريّين إلى بلادِهم دونَ إبطاء.

3) مساعدةُ لبنانَ على إعادةِ إسكانِ اللاجئين الفلسطينيّين في دولٍ أخرى قادرةٍ على استيعابـِهم.

4) رعايةُ وضعِ استراتيجيّةٍ دفاعيّةٍ بمنأى عن الحلِّ السياسيِّ في سوريا ومسارِ الملفِّ النوويِّ الإيرانيّ.

5) نهيُ إسرائيل عن عرقلةِ استخراجِ لبنان النفطَ والغاز.

6) ضمانُ استقلالِ لبنانَ وسيادتِه واستقرارِه.

7) تَبنّي مشروعِ حيادِ لبنانَ في الأممِ المتّحدة.

 

«إقصاء» وزراء عن مؤتمر بروكسل... وهذا السبب  

عماد مرمل/جريدة الجمهورية/الاثنين 11 آذار 2019

ينعقد مؤتمر بروكسل - 3 المتعلق بالنازحين السوريين منتصف هذا الاسبوع، في حضور ممثلين عن الدول والجهات المانحة، والدول المضيفة للنازحين، وفي طليعتها لبنان الذي يستضيف أعداداً ضخمة منهم. لكنّ المفارقة انّ الوفد الرسمي اللبناني يذهب الى المؤتمر «مبتوراً»، بفعل غياب او تغييب وزراء عنه من جهة، ونتيجة انقسام داخلي حول آلية معالجة هذا الملف من جهة أخرى. لعلّ من «غرائب» مؤتمر بروكسل - 3، انّ وزير الدولة لشؤون النازحين صالح الغريب لم يُدع إليه، ما دفع رئيس «الحزب الديموقراطي» النائب طلال ارسلان الى التغريد عبر «تويتر»، قائلاً: «لا مؤتمرات ولا زيارات ولا ندوات ولا وفود تشرّفنا ان يكون وزيرنا في عدادها، إلّا على القواعد الصريحة والشفافة بتبنّي توجهات رئيس الجمهورية والبيان الوزاري لجهة مقاربة موضوع النازحين السوريين. كفى متاجرة بمصالح البلد العليا من أي كان. مصلحة لبنان يجب ان تكون فوق الجميع، لا ان يبقى شغلنا الشاغل الشحاذة».

ما هي قصة استبعاد الغريب من الوفد الرسمي؟

يتولى الاتحاد الاوروبي، في العادة، توجيه الدعوات الى حضور مؤتمر النازحين في بروكسل، كما حصل خلال المرتين السابقتين بنسختيه الاولى والثانية.

وعلى سبيل المثال، شملت مروحة الدعوات الاوروبية العام الماضي، إضافة الى رئيس الحكومة، كلّاً من وزراء «الصحة» و«التربية» و«النازحين» و«الشؤون الاجتماعية»، ربطاً ببرامج المساعدات التي يناقشها المانحون. هذه السنة اختلف المعيار والمقياس، إذ تمّ تجاهل وزيري «النازحين» صالح الغريب و«الصحة» جميل جبق من اللائحة الاوروبية للمدعوين الرسميين، وهو الامر الذي أعطاه البعض تفسيرات سياسية ترتبط بـ«التموضع الاستراتيجي» لكل من الوزيرين «المغضوب» عليهما، ذلك انّ جبق يمثّل «حزب الله» في الحكومة وبالتالي لا يمكن فصل دوافع تغييبه عن هذا التمثيل، فيما يعكس استبعاد الغريب الحليف لدمشق انزعاجاً أوروبياً من السياسات التي يعتمدها منذ تسلّمه وزارة الدولة لشؤون النازحين، وتحديداً لجهة اعتراضه على سلوك المجتمع الدولي وسعيه الى تفعيل قناة التواصل المباشر مع الجانب السوري كونها تشكّل، في رأيه، الممر الاسهل والاسرع لتأمين عودة النازحين.

كذلك يغيب وزير الخارجية جبران باسيل عن مؤتمر بروكسل الذي بات على ما يبدو من «اختصاص» الحريري وفريقه، بينما يستعد باسيل لمرافقة رئيس الجمهورية ميشال عون في زيارته المقررة هذا الشهر الى موسكو، حيث ستكون المبادرة الروسية لإعادة النازحين حاضرة بقوة في النقاشات مع الرئيس فلاديمير بوتين والمسؤولين الروس الآخرين.

وفي المعلومات، انّ الغريب استفسر مباشرة من الحريري عن أسباب استبعاده، فأوضح له الحريري أن ليس هو من يحدّد الدعوات، بل انها تأتي من الجانب الاوروبي، «وانت تعرف ذلك يا صالح..».

لكن ما يعرفه الغريب أيضاً هو انّ من حق رئيس الحكومة وصلاحيته ان يضم الى الوفد اللبناني من يشاء، وهذا ما تبلّغه وزير النازحين من جهات معنية في الاتحاد الاوروبي بعد استيضاحه لها حول هذه المسألة تحديداً، وبالتالي فقد كان في استطاعة الحريري ان يضيف الغريب الى الوفد الرسمي، لو أراد، إلّا انه لم يفعل ما يؤشّر الى فتور في العلاقة بين الرجلين.

بهذا المعنى، شعر الغريب أنّ الحريري اتخذ من «التقنين» الاوروبي للدعوات الموجهة الى الطرف اللبناني «ذريعة» لكي يتملّص من اصطحابه معه الى مؤتمر بروكسل، في إشارة تعبّر عن امتعاض رئيس الحكومة من بعض تصرفات وزير النازحين او خياراته.

وتؤكد أوساط الغريب انّ الرد الافضل على محاولات «الاقصاء»، سواء كانت اوروبية ام محلية، يتمثّل في الدفع نحو تكثيف وتيرة عودة النازحين وتطوير التعاون مع الدولة السورية في هذا الاتجاه، لافتة الى انّ هناك شيئاً ما يجري تحضيره بين الغريب ودمشق في سياق خطة شاملة، قيد الاعداد، لمعالجة ملف النزوح، «مع الاخذ في الاعتبار انّ الكرة في ملعبنا بالدرجة الاولى».

وحتى ذلك الحين، توضح مصادر الحريري انّ لبنان يأمل في الحصول من الدول والجهات المانحة المشاركة في مؤتمر بروكسل على مساعدات تتراوح بين مليار و200 الى 500 مليون دولار، للتخفيف من أعباء استضافة النازحين، «علماً انّ ما طلبناه أساساً هو مليارين و500 مليون دولار».

وتشير المصادر الى انّ رئيس الحكومة سيؤكد «ضرورة العودة الآمنة والكريمة للنازحين السوريين»، كما ورد في البيان الوزاري، إلّا انه سيشدد في الوقت ذاته على وجوب ان يتحمّل المجتمع الدولي مسؤولياته الاخلاقية والاممية بالمساهمة في مساعدة لبنان ودعمه لتحمّل أعباء النازحين، ما داموا موجودين جزئياً او كلياً على أرضه. وتلفت المصادر الى انّ مؤتمر بروكسل تحديداً ليس معنياً بالبحث في مسألة العودة، من دون ان يمنع ذلك احتمال التطرق اليها في مداخلات بعض المشاركين.

وتعليقاً على تلميح ارسلان الى انّ مؤتمر بروكسل هو لـ«الشحاذة»، تجيب مصادر الحريري: «إذا كانت لديه وسائل تمويل أخرى لتغطية أعباء النزوح، فليفصح عنها، لكن ما نعرفه حتى الآن انه لا يمكن قطف الدولارات من الاشجار»!

 

دروس وعِبَر من دولة ربحت الحرب على الفساد  

روفسور غريتا صعب/جريدة الجمهورية/الاثنين 11 آذار 2019

إنّ نصف الفساد هو سرطان أيّ دولة وأسوأ الأمراض التي يمكن أن تواجه المجتمعات، كونه يؤدّي الى سوء أداء الاقتصاد وارتفاع الأسعار والجريمة المنظّمة حتى إنه يمكنه إحداث ثورات وحروب أهلية.

هناك ثمة عوامل ينبغي النظر اليها لا سيما وان البيئة اللبنانية مؤاتية، والمجتمع بات يعتقد الفساد من الأمور العادية. والسؤال من اين لك هذا، بات من الامور البالية:

اولا- الفساد يحدث من الاعلى الى الاسفل ما يعني ان كبار مسؤولي الدولة يتغاضون عن الفساد فيكون متفشياً. ثانيا- تنفيذ القوانين بصرامة اذ على الافراد اظهار ان ثرواتهم اتت بالطرق القانونية واذا تعذّر عليهم ذلك فهم فاسدون، الامر بسيط جداً. ثالثا- انشاء لجنة ومنحها صلاحيات وامكانات ضخمة تسمح لها بالتحقيق مع ايّ شخص، ما يعني انه من غير المسموح حصول أي نوع من الرشوة او الفساد.

رابعا- نشر شعور مكافحة الفساد في المجتمع والاستعداد للإبلاغ عن ممارسات الفساد عندما يلاحظها المواطن. في الجلسة الافتتاحية للقمة التي عقدت في لندن منذ ثلاث سنوات تقريباً عرض رئيس الوزراء السنغافوري لي هسين لونغ لأربعة عوامل رئيسة سارت فيها بلاده من اجل انجاح خطة مكافحة الفساد والعوامل التي عرضها لونغ هي التالية:

اولا- ورث السنغافوريون نظام عمل نظيفا من حكم الاستعمار البريطاني ومؤسسات سليمة وقوانين عمل فعالة وقضاءً حازما ومستقلا.

ثانيا- الحاجة الماسة الى منع الخدمة العامة من الفساد وتصميم الحزب مواصلة العمل من اجل حكومة نظيفة. ثالثا- ارادة سياسية مؤسسية شاملة لمكافحة الفساد وسنّ القوانين وإنشاء (Prevention corruption act (PCA

رابعا- تنمية ثقافة تتجنّب الفساد والاستعداد للابلاغ عن ممارسات الفاسد ومواجهته.

يدرك السنغافوريون ان القانون يسري على الجميع وان الحكومة سوف تنفّذه من دون خوف او محاباة حتى عندما يكون محرجا. هكذا نرى ان سنغافورة استطاعت في العقود الماضية خلق سياسة شفافة وبناء قضاء سليم وحققت نجاحا كبيرا في القضاء عليه، لكنها تعتبر لغاية الآن الفساد مشكلة يجب مواجهتها، وعدم الركون للأوهام كون الطبيعة البشرية جشعة.

كلها امور وضعتها سنغافورة على السكة وتابعتها ولم تزل من اجل مكافحة هذه الآفة. ولكي تكون الامور شفافة تمّ رفع الحصانة عن المسؤولين، وسمحت لعملاء حكوميين في تفتيش الحسابات المصرفية والممتلكات وليس فقط للموظفين وكذلك لأولادهم وزوجاتهم والاقارب حتى الاصدقاء، ومنح المحاكم السلطة المطلقة في مصادرة تلقائية لأية إيرادات متأتّية من أفعال الفاسد.

يكمن العنصر الاساسي في هذا المجال في عاملين مهمين لا سيما عدم المساومة والعيش بقدر استطاعتك بما يعني انك متهم حتى تبرز براءتك وانك لم تستخدم مركزك او صلاحياتك من اجل تمرير ايّ عملية حتى ولو كانت بسيطة.

هكذا اصبحت سنغافورة في اقل من ستة عقود احدى ابرز الدول في مجال محاربة الفساد ومعتمدة في ذلك على وسائل اعلام مستقلة وموضوعية تغطي جميع حالات الفساد وحيث يصبح المرتشي على الفور «بطل» صفحاتها الاولى. هذه الخطوات تنظيمية تحوّلت معها دولة فقيرة الموارد الطبيعية الى احدى اكبر اقتصادات العالم في اقل من اربعين عاماً.

هذه الخطوات التنظيمية قد تكون مثالا يحتذي في جميع دول العالم علما ان عملية مكافحة الفساد باعتراف السنغافوريين بالذات عملية غير مكتملة ابدا وبحاجة دائمة الى متابعة وتفعيل.

هذه الامور والخطوات يمكن لأي بلد تطبيقها اذا ما اعتبرنا ان لا محاصصة ولا قوانين تحمي الفاسد والمرتشي ولا سيما المحسوبيات. واذا كان لبنان يتطلع مع هذا العهد لمكافحة الفساد لا بد من دراسة معمّقة للتجربة السنغافورية والتي ادّت كما سبق وذكرنا، الى اقتصاد يعتبر من اهم اقتصادات العالم.

ان عملية مكافحة الفساد هذه أتت في وقت دقيق وحاسم للبنان حتى ان الامور بدأت تأخذ منحى خطيرا جدا وطالت اسماء اعتبرناها لغاية الآن منزّهة عن اي فساد. وما تزال الامور لغاية الآن حساسة ولكنها بدأت تتبلور. واذا كنا نتساءل عن وجود اموال ضائعة، فإن المهم هنا هو ان تنجلي الامور ويتبين الفاعل والمفعول به ويتم استرداد الاموال للتخفيف من حدة ديوننا، واعادة الاعتبار لدولة باتت بحاجة الى هكذا عملية. كلها امور تتطلب ارادة صلبة لا توافقا سياسيا انما دعما شعبيا غير مسبوق، وليس لأشخاص انما لفكرة اجتثاث الفساد من دولة اقل ما يقال فيها انها منهوبة، واذا لم تستقم الامور قريبا قبل بدء عملية التنقيب عن النفط تصبح الدولة قبائل تتحكم وتتقاسم الحصص ولا يصل للشعب فيها سوى الفتات.

وهنا تبرز عملية مهمة وعلى المسؤولين ادراكها وهي اهمية انشاء الصندوق السيادي وتحصينه في قوانين صارمة واختيار قضاة للاشراف عليه، كونه سيكون الاداة الفاعلة لإنقاذ البلد من مديونيته.

إنّ خبرة سنغافورة في هذه الامور جديرة في الاخذ بعين الاعتبار مع رئيس حكمها لمدة 40 سنة واستطاع ايصالها الى مصاف الدول العظمى من حيث الاقتصاد والاستثمار والتعليم حتى اصبحت تضاهي دول العالم المتقدم. لن يكون الاصلاح فاعلاً في لبنان ما لم يكن الجسم القضائي نظيفا وتُفتح ابواب السجون لكبار الفاسدين وهكذا تكون سنغافورة درسا وعبرة للبنان.

 

لبنان والمنطقة: خلط أوراق  

نبيل هيثم/جريدة الجمهورية/الاثنين 11 آذار 2019

أيام قليلة، ويصل وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو إلى لبنان، في سياق جولة تقوده أيضاً إلى إسرائيل والكويت، وتأتي استكمالاً لجولته الأولى التي قادته قبل أسابيع الى بعض دول المنطقة.

درجت العادة اللبنانية، أنه فور وصول أيّ زائر اقليمي أو دولي، تدور الاسطوانة، وتعيد تكرار الكلام ذاته؛ «انّ هذه الزيارة تعكس مدى الاهتمام بلبنان، ولتأكيد دعمه واستقراره». ومع مغادرته تتوقف الاسطوانة لتعود إلى الدوران مع زائر جديد!

اكثر من ذلك، يصاب بعض اللبنانيين من سياسيين وغير سياسيين بما تُسمى بالعامية «الفرحة»، إذ كلما حضر زائر يبالغون في الاحتفاء به، ويجعلونه حائط مبكى، ويحيطون زيارته بآمال لا سقف لها، وكأنه آتٍ محمَّلا بالمنِّ والسلوى وحاملاً في يده مفتاح باب الخروج من الازمة.

حضر الاوروبيون؛ الايطاليون، الفرنسيون، الالمان، البريطانيون، وغيرهم، وسيأتي غيرهم، وحضر الايرانيون أيضاً، وثمة كلام عن حضور عربي وشيك من مستوى وزير فما فوق، وأما الأميركيون فكانوا أكرم من غيرهم بزيارات متتالية لمسؤولين من مختلف الرتب العسكرية والمالية والدبلوماسية ستُستكمل بعد أيام مع وصول بومبيو. وخلاصة أبحاثهم مع المسؤولين اللبنانيين أن لكل زائر اجندته، وينظر إلى لبنان من منظار مصالحه لا اكثر. وفي الخلاصة تنتهي الزيارة بلا منِّ أو سلوى، وما بعدها نفسه كما قبلها، اي يعود لبنان الى التموضع في أزمته، وأما المبالغون فيبلعون ألسنتهم!

حالياً تطغى على البلد أجواء زيارة بومبيو، وثمة سؤال يسبقها: ماذا يحمل للبنان؟

يقول مرجع سياسي: بومبيو هو صاحب مقولة أن وشنطن ستضع لبنان بعد تشكيل حكومته، تحت المجهر الاميركي. واما هدف زيارته فيُقرأ من زيارة دافيد ساترفيلد، ثمة أجندة اميركية واضحة مرسومة لكل المسؤولين الاميركيين، وتتمحور حول ما يلي:

- التأكيد على شيطنة «حزب الله»، وهذا هو التوجه الدائم لواشنطن، واعتباره مصدر قلق على مستوى المنطقة والعالم، وعامل تهديد لاستقرار لبنان.

بومبيو نفسه نظّر لعقوبات خانقة على الحزب، ولإخراجه من الحياة السياسية في لبنان، كما فعل في كلمته في جامعة القاهرة قبل فترة قصيرة حيث قال: «واشنطن لن تقبل بالوضع الحالي الذي يمر به لبنان بسبب «حزب الله»، وإنّ الإدارة الأميركية تعمل على تقليل تهديد ترسانة «حزب الله» الصاروخية على إسرائيل».

- المزيد من التشدّد حيال ايران كنظام يشكل في نظر الاميركيين وحلفائهم، خطراً وتهديداً لكل دول المنطقة، وبالتالي تحذير لبنان من تزايد النفوذ الإيراني فيه.

- المزيد من التشدّد حيال سوريا، التي يقال إنّ واشنطن فرملت اندفاعة بعض العرب لإعادتها الى الجامعة العربية. وبالتالي إسداء «نصيحة» للبنانيين بكبح أي ّمحاولة لبنانية رسمية للانفتاح على النظام السوري. حتى من باب النازحين السوريين، الذين ما زالت عودتهم معطلة بالـ«فيتو» الدولي.

- إعادة تسويق المنطق الإسرائيلي في ما خص الحدود البحرية المختلف عليها مع لبنان، لناحية حمل لبنان على الموافقة على ما يُسمى «خط هوف»، الذي يحرم لبنان من مساحات واسعة من حدوده البحرية التي تكتنز على ثروة هائلة من النفط والغاز.

- التأكيد للمسؤولين اللبنانيين بأنّ واشنطن هي الحاضر الأول والأساس في الملف اللبناني، وليست مصادفة ابداً تزايد الموفدين الاميركيين في زمن «سيدر»، وكذلك ليست مصادفة توقيت زيارة بومبيو عشية زيارة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون إلى موسكو.

هذا في الجانب اللبناني من جولة بومبيو، ولكن ماذا عن الجوانب الاخرى؟

الحراك الأميركي المكثف في المنطقة، بحسب قراءة ديبلوماسية، يعكس تصاعداً في صراع النفوذ بين الولايات المتحدة وروسيا على الشرق الأوسط، ضمن نطاق واسع يتجاوز الميدان السوري. الذي عاد ليشكل عنواناً للتنافس بين القوّتين العظميَين، خصوصاً بعد تراجع الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن قراره بالانسحاب من سوريا.

هذا التنافس، تضيف القراءة، يجري التعبير عنه على اكثر من ساحة إقليمية ودولية، فالديبلوماسية الأميركية ناشطة في الاتجاهات كلها، والموقف يتعقّد مع موسكو تحت اكثر من عنوان.

وأما الروس فيعتبرون أنّ المعادلة في سوريا تغيّرت لصالحهم، ومن هنا وفي موازاة الحراك الاميركي، رفعت موسكو من وتيرة مقارعتها واشنطن في مناطق نفوذ أخرى لها في الشرق الأوسط، لا سيما في الخليج العربي.

وفي هذا السياق، تندرج الجولة الخليجية لوزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، بعد نحو شهرين على جولة نظيره الأميركي إلى دول الشرق الأوسط. وتبدو جولة لافروف جسَّ نبض لخطوات لاحقة قد تترجم بزيارة يقوم بها الرئيس فلاديمير نفسه إلى عدد من الدول الخليجية، خصوصاً أنّ ثمة دعوات موجّهة إليه من أكثر من جهة. وبحسب القراءة الديبلوماسية، فإنّ واشنطن منزعجة من «محاولة» الحضور الروسي في الخليج، وخصوصاً ممّا حُكي عن محادثات اجراها لافروف حول صفقات شراء منظومة «أس-400» الدفاعية الجوية.

بعض المحللين قال إنّ الحراك الروسي تجاه الدول الخليجية، إن نجح فسيؤدي إلى حضور روسي اعمق في الخليج، وتقارب سياسي روسي خليجي في أكثر من ملفّ إقليمي.

ولكن في هذا الكلام بعض المبالغة، إذ إنّ القول عن تمدد روسي جدي في الخليج على حساب الاميركيين، لا يعدو اكثر من «فرضية غبيّة»، لا تستطيع موسكو مهما شعرت بالقوة، أن تغامر بالذهاب اليها.

في خلاصة القراءة الديبلوماسية انّ المنطقة على خط النار، وما بين حراك اميركي تارة، وحراك روسي تارة اخرى، تبدو معرّضة لاهتزازات تهدّد التسويات، ما يرسم علامات استفهام حول مستقبل المنطقة، خصوصاً وأنّ كل هذه الحراكات تؤشّر الى توجّه لإعادة خلط للأوراق على المستوى الإقليمي، وبشكل اكثر حدة على خط العلاقات الروسية – الأميركية.

 

موسكو «تُشارِطنا»: ندعمُكم إذا شرّعتم لنا الأبواب!  

طوني عيسى/جريدة الجمهورية/الاثنين 11 آذار2019

ستكون زيارة الرئيس ميشال عون لموسكو في 25 و26 آذار مِحكّاً مفصلياً. فلبنان في حاجة ماسّة إلى روسيا لمساعدته على الخروج من مأزق كياني يتسبَّب به ملف النازحين. وروسيا في حاجة ماسّة إلى لبنان لأنّ موقعه حيوي في مشروعها التوسّعي في الشرق الأوسط. ومن حيث المبدأ، الطرفان يتمنّيان حصول الصفقة: إنتهاء كابوس النازحين مقابل فتح الأبواب لروسيا. ولكن، هل يستطيعان إبرامها؟ خلاصة ما تبلَّغه الجانب اللبناني من الروس حتى الآن هو الآتي: مسألة النازحين قابلة للمعالجة، ونحن مستعدون لأخذها على عاتقنا والضغط لتحقيق خطوات فيها. ولكن، في المقابل، نريدكم أن تفتحوا لنا الأبواب. نحن لا نريد أن تقفلوها مع أي كان. ولكن، لماذا لا يكون لنا حضور كما لسوانا؟

الروس يطلبون من لبنان أن يكون لهم دور أكبر في 3 مجالات، مالية واقتصادية وعسكرية:

1- أن ينهي لبنان حالة الحذر في التعامل مع شركات الأموال الروسية، من جانب مصرف لبنان المركزي خصوصاً، لتتمكن من الانخراط في السوق اللبنانية. فبالنسبة إلى موسكو، ليس هناك أفضل من لبنان نقطة التقاء محورية بين الشرق الأوسط والعالم.

ويَطْمَئِنُّ الروس كثيراً إلى الرصيد الذي يتمتع به القطاع المصرفي اللبناني. واللبنانيون كذلك مرتاحون إلى هذا التقدير. لكنهم قلقون من عواقب التعاون مع موسكو، في ضوء العقوبات التي تفرضها عليها الولايات المتحدة. ولم تنجح الجهود التي بذلتها حاكمية المصرف المركزي الروسي إلفيرا نابيولينا في إحداث أي ثغرة في الجدار المسدود.

ولم تنجح فكرة إيجاد إطار وسيط، في أوروبا، للتعاون المالي بين لبنان وروسيا. كما لم تنجح فكرة أن يكون للبنان رصيد مالي بعملات أجنبية أخرى، غير الدولار، يمنحه القدرة على تسديد أكلاف العقود مع موسكو، من دون الوقوع في مأزق مع الأميركيين.

2- تريد موسكو أن تكون لها شراكة وازنة في النشاط الاستثماري اللبناني في المرحلة المقبلة. وفي أي حال، هي حجزت موقعاً من خلال شركة «نوفاتك»، ضمن تحالف مع شركتي «توتال» الفرنسية و«إيني» الإيطالية، التي وقعت عقوداً للتنقيب عن النفط والغاز في المياه الإقليمية اللبنانية.

وأخيراً، وقّعت شركة «روسنفط»، أكبر منتج للنفط في روسيا، عقداً لتطوير منشآت تخزين النفط في طرابلس. كذلك ستكون لروسيا أولوية في المناقصة التي ستُفتح قريباً في قطاع الغاز والنفط. وتريد روسيا أيضاً أن يكون لها دور أكبر في تطوير البنى التحتية اللبنانية، ولاسيما منها قطاع الكهرباء.

ويرغب الروس في التعاطي مع لبنان كجسرٍ في ورشة إعادة إعمار سوريا، هذه العملية التي سيكون لهم فيها حضور قوي. فيكون لبنان معبراً أساسياً بين أوروبا وسوريا. لكنّ العقوبات الأميركية وتردُّد القطاع المصرفي اللبناني في الانفتاح على القطاع المصرفي الروسي لا يتيحان أن تتحقق هذه الرغبة بسهولة.

3- يريد الروس من لبنان إبرام اتفاق التعاون العسكري العالق منذ أكثر من عام، والقاضي بتزويد الجيش اللبناني معداتٍ بقيمة مليار دولار يسدِّدها لبنان خلال 15 عاماً. وفترة الاتفاق 5 سنوات قابلة للتجديد، وهو يتضمن إقامة تدريبات مشتركة وتنسيقاً في مجال المعلومات العسكرية والمواجهة مع الارهاب.

لكنّ لبنان يحاذر الدخول في هذه المغامرة لئلّا يثير استياء الولايات المتحدة التي قدَّمت للجيش مساعدات مجانية بما يقارب الملياري دولار على مدى أكثر من عقد، إضافة إلى التدريب والتعاون اللوجستي. وسلاح الجيش عموماً يبقى حتى اليوم أميركياً في الدرجة الأولى.

إذاً، هذه هي مطالب روسيا، بل الشروط التي تطرحها على لبنان، مقابل أن ترمي بثقلها في ملف النازحين، وفق المبادرة التي أطلقتها، والتي تعهدت من خلالها بتأمين عودة ما يقارب الـ900 ألف نازح، علماً أنّ الرقم اللبناني يصل إلى مليون ونصف مليون.

ووفق المطلعين، يطمح عون إلى الاتفاق مع الرئيس فلاديمير بوتين، في القمة المنتظرة، على برنامج تتعهّد موسكو ضمانه، في ملف عودة النازحين. وثمة مَن يتحدث عن أفكار يجري تداولها في هذا الشأن، وتتضمن الخطوات الآتية:

1- يُصدِر الرئيس بشّار الأسد عفواً عن المطلوبين، خصوصاً في ما يتعلق بالمتخلفين عن الخدمة العسكرية، ما يتيح لكثيرين منهم أن يعودوا إلى بلادهم.

2- يتعهّد الأسد بتوفير الأمن لجميع العائدين، أيّاً تكن انتماءاتهم، هم وعائلاتهم، من خلال شمولهم بالعفو.

3- تبعث الحكومة السورية بتطمينات وتتخذ إجراءات توفّر للعائدين الثقة في أنّ أملاكهم ما زالت ملكاً لهم.

4- إنشاء منطقة آمنة على الأراضي السورية، تحت إشراف الحكومة السورية وروسيا، يجري نقل العائدين إليها في مرحلة انتظار الإعمار. ويتم إيواء هؤلاء، في هذه المنطقة، ضمن بيوت جاهزة ومخيمات سكنية موقّتة يجري تمويل بنائها من تبرعات الجهات الدولية المانحة. ويتردّد أنّ ألمانيا وبولونيا في طليعة الدول التي أبدت استعدادها للمشاركة في التمويل.

وفي هذه الحال، يصبح دور المفوضية العليا للاجئين تقديم المساعدات للنازحين داخل بلدهم، لا في بلدان النزوح، في انتظار استكمال عملية الإعمار وعودة هؤلاء إلى المناطق التي نزحوا منها. وهذا هو الطرح الذي تقدّم به وزير الخارجية جبران باسيل في مؤتمر بروكسل أخيراً.

وكانت تقارير تحدثت، في صيف 2017، عن أنّ مستشار الأمن القومي الروسي طرح على نظيره الأميركي في جنيف فكرة أن تدخل قوات روسية من سوريا إلى البقاع، في مهمة تستمر 3 أشهر، وبالتنسيق مع الجانبين اللبناني والسوري، يتم خلالها توفير معبر يعود من خلاله النازحون إلى المناطق الآمنة في سوريا. لكنّ الجانب الأميركي لم يقتنع بصوابية هذه الفكرة.

إذاً، عون، الآتي بعد لقاء وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو (إذا لم يُلغِ زيارة بيروت في اللحظات الأخيرة)، سيكون أمام التحدّي: هل يمكن للبنان أن يستجيب للشروط الروسية؟

على الأرجح، لن تُبرَم الصفقة. فلا يمكن للبنان المغامرة بأن يحصل من روسيا (كما من إيران) على دعم، أو وعود بالدعم، فيما هو يطلب النجدة من الولايات المتحدة وأوروبا والعرب للخروج من مأزقه المالي والاقتصادي الخانق وتوفير التغطية السياسية.

ولكن ذلك لا يمنع من أن تأتي الزيارة بإيجابيات في تطوير العلاقات بين لبنان وروسيا، خصوصاً على المستوى الاستثماري، تحت السقف الذي لا يستفزّ واشنطن.

وهنا يبدو لبنان مجدداً أمام المعادلة السحرية التي كُتِبَ عليه أن يفتِّش عنها دائماً، معادلة الحلول الوسطى التي تُرضي الجميع. وهذا ليس سهلاً: حلول وسطى بين الولايات المتحدة والأوروبيين وروسيا والصين، وحلول وسطى بين السعودية وإيران.

المهم أن يُوفَّق بهذه المعادلة السحرية، فلا يذهب «فرق عملة» أو يضع رِجلاً هنا ورِجلاً هناك فـ«ينفسخ

 

دروس من الجزائر والسودان إلى لبنان

سام منسى/الشرق الأوسط/11 آذار/2019

يتردد المتابع للحراك الشعبي المتصاعد في الجزائر والسودان في كيفية مقاربته. مشاهد الربيع العربي المدمر الذي اندلع بدءاً من مطلع العقد الأخير في أكثر من دولة أخرى لا تزال حية في الذاكرة، كما الثورات المضادة التي أجهضته، وأسفرت عنفاً لم يشهده العالم في تاريخه الحديث.

أظهر الربيع العربي مكامن الوهن في الدول التي اجتاحها، وهو وهن في الأنظمة كما الشعوب. فالأولى لم تستطع الصمود على الرغم من حديديتها واستبدادها، ومَن صمد منها فبفعل تدخلات خارجية عسكرية وسياسية. والثانية، جاء تحركها اعتباطياً خالياً من أي أهداف مستقبلية خارج إسقاط النظام، ومجموعة من الشعارات حول الحرية والديمقراطية أبعد ما تكون عن معاشها اليومي وعن ثقافتها المجتمعية.

الحصيلة الأولى للربيع العربي كانت سقوط الأنظمة والشعوب معاً كما في ليبيا واليمن ومصر بسبب الاقتتال الداخلي، وحتى تونس التي نجت من ذاك وتلك، فهي لا تزال تائهة تبحث عن نفسها.

على الرغم من ذلك حصل تغييرٌ ما تجسد في انكسار رابط الخوف الذي كان يميز علاقة معظم شعوب المنطقة بأنظمتها، واليقظة الشعبية التي نراها اليوم في الجزائر والسودان تستحق المراجعة والتفكير. يقول البعض إن ما نشهده هي الموجة الثانية من الربيع العربي الذي لم تنطفئ نيرانه بعد، وهي موجة تحاول البناء على الموجة الأولى من الحراك الشعبي السلمي، إذ يبدو أنها تعلمت من أخطاء وخطايا ما جرى في دول أخرى، يقابلها وعي للأنظمة بتقديم بعض التنازلات، وإن كانت لا تتخطى وعود الإصلاح. الثورة الشعبية تعلمت القليل والثورة المضادة تعلمت القليل.

في الجزائر، تحول بطل التحرير والدبلوماسي اللامع عبد العزيز بوتفليقة إلى طالب شغوف للسلطة لا يردعه عنها مرض، ولا عجز عن التواصل مع شعبه منذ نحو ستة أعوام، فاختزل تاريخه في صورة معلّقة على الجدران وواجهة لحكم لا يحكم فيه. حاولت السلطة في الجزائر استذكار سنوات الحرب الأهلية العجاف لترهيب الشعب وثنْيه عن مواصلة حراكه، كما حاولت قطع الوعود بإجراء انتخابات مبكرة بعد مرور عام على «الولاية الجديدة» لبوتفليقة في حال فوزه بالانتخابات. وبدلاً من أن يثني تكتيك الجزرة والعصا هذا الناس عن النزول إلى الشارع، شهدت الجزائر في أول مارس (آذار) أكبر مظاهرة احتجاجية يشهدها وطن عربي منذ اندلاع الربيع العربي قبل ثماني سنوات.

في السودان، وبعد 30 سنة من حكم قسّم السودان إلى شطرين في كل شطر حرب مستترة ونزاعات مكشوفة، يتشبث الرئيس بالسلطة إلى حد الهوس. على مدى الأشهر الثلاثة الماضية، واصل السودانيون التظاهر ولم يثنهم لا الاعتقالات ولا استخدام الشرطة للرصاص الحي والمطاطي ضدهم. في أواخر شهر فبراير (شباط) الماضي، أعلن الرئيس عمر البشير حالة الطوارئ في جميع أنحاء البلاد وحل الحكومة وعيّن في مناصب محافظي الولايات السودانية شخصيات عسكرية وأمنية. في المقابل، أجّل مشروع تعديل الدستور الذي كان سيسمح له بالترشح مرة أخرى للرئاسة عام 2020، وتخلى عن رئاسة حزب المؤتمر الوطني الحاكم، منتهجاً سياسة العصا والجزرة نفسها مع أن العصا السودانية كانت أغلظ!

مع التحفظ والحذر مما قد تؤول إليه الأحوال في كلٍّ من الجزائر والسودان، يبقى أن الحراك الشعبي أثبت فعاليته، كما ثبت أن الإدارة الفولاذية للشأن العام لم تعد قادرة على إسكات المواطنين. فإبعاد الرئيس بوتفليقة في الجزائر لا يضمن عدم بقاء التركيبة السياسية القائمة، على الرغم من أن الجيش قد يمسك بالدولة والنظام ويفرض أكثر فأكثر موقعه ودوره. وفي السودان، لم تعد تنازلات الحاكم الشكلية مقنعة للمجتمع المدني، كما أن الشعارات العتيقة والمواقف الخطابية فقدت صلاحيتها، خصوصاً بعد زيارته دمشق طلباً للمشورة في سبل إجهاض الحركات الشعبية.

من جهة أخرى، يبدو أن الموجة الثانية من الربيع العربي تعلمت شيئاً ما من أخطاء الموجة الأولى، لكنه ثبت أيضاً أن المجتمعات العربية تفتقر إلى الممارسة السياسية الحديثة، ولا تزال تعيش ضمن منظومة قيم تقليدية تتغلب فيها الانتماءات الفرعية على الانتماء الوطني، الأمر الذي يُبقي الغموض سيد الموقف لجهة ما ستُفضي إليه الأمور في كلا البلدين.

في المقلب الآخر، لا يسعنا سوى لحظ الحالة اللبنانية التي تبدو عصية على الحراك المدني، باستثناء تحرك 14 آذار الذي أعقب اغتيال رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري عام 2005، والذي أخفتت خطايا مطلقيه بريقه، مفوّتين على البلاد فرصة تاريخية يصعب تكرارها، كان من شأنها إحداث تغيير في بنية البلد السياسية والاجتماعية كما في موقعه ودوره في المنطقة. فعلى الرغم من الحروب والاحتلالات التي عاشها لبنان ولا يزال، وعلى الرغم من الاغتيالات والفراغات السياسية التي شهدها على مدى أكثر من عقد ونيف، وعلى الرغم من حالته الاقتصادية المتدهورة، وكثرة الانشقاقات التي نخرت نسيجه الاجتماعي، وعلى الرغم من التدخلات الأجنبية السافرة في شؤونه، والتي أدخلته في أتون المحاور الإقليمية والدولية، يبدو أن سياسة النأي بالنفس «الشكلية» التي اعتمدتها الحكومات اللبنانية المتعاقبة قد انسحبت على الشعب، فنأى بدوره «فعلياً» عن مشكلاته السياسية والاجتماعية والاقتصادية.

قيل الكثير عن تميز لبنان في محيطه كواحة للحرية والديمقراطية، وقد يعيد البعض غياب الحراك المدني إلى قدرة الشعب على التغيير عبر الآليات الديمقراطية ومبدأ تداول السلطة المعتمد. يغيب عن هؤلاء عاملان أساسيان يُفقدان هذه الآليات أي معنى لها وهما: الطائفية البنيوية في النظام والمجتمع اللبناني، والانقلاب الذي نجح فيه «حزب الله» وأحكم من خلال هذه الآليات نفسها قبضته على البلاد. حوّل العامل الأول الوطن إلى مساحة جغرافية لا أكثر تعيش فيها مجموعات متناحرة ومتنافسة تجمعها مصالح آنيّة وسريعة المردود، فإن تداعى المجتمع المدني سرعان ما يخنقه استبداد العامل الطائفي والتناحر المذهبي، وذهب العامل الثاني بالبلاد إلى محور غريب عن ماضيه وحاضره ولن يقوده في ولاءاته العابرة للحدود إلا إلى الهاوية. يبقى للأسف فقدان الشعور بالهوية وهشاشة الرابطة الوطنية هما أبرز مسببات غياب الحراك الشعبي المدني في لبنان، لمواجهة القضايا والمعضلات التي يعيشها من أصغرها إلى الكيانية منها. الإفادة من أخطاء موجة الربيع العربي الأولى ضرورة، بدءاً من النخب المحلية التي تعود إليها مهمة تحصين حركة الشارع، مروراً بالأنظمة المستبدة التي لن تستطيع الاستمرار في اجترار نفسها، وصولاً إلى الغرب المصرّ على السياسات قصيرة النظر عبر غض النظر عن المستبدين متلطياً وراء الخوف من شياطين ورقية.

 

الرئيس ميقاتي.. إذا ابتُليتم بالمعاصي فاستتروا

 د. أحمد خواجة/لبنان الجديد/11 آذار 2019

 حكاية أهالي طرابلس مع رؤوس الأموال في الشمال تبدأ مع الحريري وتستمر مع الأخوين ميقاتي حكاية لا تتعدى الشعارات والخطب الفارغة.

 في آخر قائمة منشورة لمواطنين لبنانيين تفوق ثروة واحدهم  المليار دولار، أي أنهم في عداد "المليارديرات" الذين  يبلغ عددهم في العالم حوالي ثلاثة آلاف شخص، ستّة اسماء فقط، بعد سقوط إسم الرئيس سعد الحريري من هذه القائمة الذهبية، مع بقاء أسماء ثلاثة من الأسرة الحريرية تفوق ثروة واحدهم المليار دولار، في حين يتربّع على رأس القائمة السيد طه ميقاتي، وبعده أخيه الرئيس السابق نجيب ميقاتي، بثروة مُعلنة تقدّر بما لا يقل عن مليارين ونصف المليار. حتى هنا، لا غبار على آل ميقاتي ولا مآخذ، فالثروة نعمة لا نقمة، والأخوَان ميقاتي في عداد رجال الأعمال البارزين والمالكين لشركاتٍ عدة، أبرزها شركات الاتصالات في لبنان والمهجر، وجنيُ المليارات يؤشّر وحده على مدى مغامرة الأخوين ونجاحهما الباهر، وقد يأخذ بعض اللبنانيين من أهل الشمال، وبالأخص أهل مدينة طرابلس على الرئيس ميقاتي شدّة بُخله وشحّه في أعمال البرّ والخير، الاّ انّ هذا لا يُرتب عليه مع أخيه مسؤوليات أدبية وأخلاقية ودينية وإنسانية اتجاه أهل السنة والجماعة في طرابلس ونواحيها،  وذلك من قبيل انّه "ما لك على المُحسن حتى يُحسن"، أو "من حكم في ماله فما ظلم "، امّا أن يخرج الرئيس ميقاتي مؤخراً ليصرح في إطلالة تلفزيونية بأنّه يخجل من مناداته بالزعيم في ظل بكاء الأم من أجل تأمين إيجار المنزل، أو توسل الأب هنا وهناك من أجل دفع الأقساط المتأخرة على أبنائه، كذلك في ظل عجز الناس عن تأمين بدلات الماء والكهرباء، فها هنا الطّامة الكبرى، فلو كان قد تلفّظ بهذا القول أحد أصحاب الملايين من الطرابلسيين، لا أصحاب المليارات لهان الأمر و"بلعتها" الناس الصابرة والتي يستعد ميقاتي هذه الأيام لدعوتها للاقتراع إلى جانبه الشهر المقبل. هكذا تخيب آمال وأحلام..الفقراء في طرابلس مرة أخرى على أيدي آل ميقاتي، كما خابت قبلاً على يد آل الحريري، ويكفي خزياً وإذلالاً ما حصل قبل أشهر قليلة، عندما انتقل سفير دولة الإمارات العربية المتحدة إلى الشمال لدفع كفالات  بعض السجناء الذين انتهت مدة محكوميتهم ولا يستطيعون دفع الغرامات  المتوجبة عليهم، ليدفعها السفير في إطلالة تلفزيونية معيبة بحق الجميع، خمسون مليون ليرة فقط لا غير، أي أكثر بقليل من ثلاثين ألف دولار، مبلغ زهيد وتافه، وهو أعجز من أن يحرك ثروة آل ميقاتي بصفر فاصلة عدة أصفار، لم يخجل يومها الرئيس ميقاتي، أما اليوم فهو يخجل بعباراتٍ عامّة، ومواقف استعراضية تفضح أكثر مما تستُر. دولة الرئيس..إذا بُليتم بالمعاصي فاستتروا.

 

حزب الله.. الرد على جولة ساترفيلد بإعلان الحرب على السنيورة

علي الأمين/العرب/12 آذار/19

http://eliasbejjaninews.com/archives/72904/%D8%B9%D9%84%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%85%D9%8A%D9%86-%D8%AD%D8%B2%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87-%D8%A7%D9%84%D8%B1%D8%AF-%D8%B9%D9%84%D9%89-%D8%AC%D9%88%D9%84%D8%A9-%D8%B3%D8%A7%D8%AA%D8%B1/

استهداف السنيورة من قبل حزب الله في ملف الفساد، رسالة مفادها أن الكيدية السياسية هي التي تحرك حزب الله، وهي محاولة لتقويض أي مشروع جدي للإصلاح من خلال الدفع بالسجال اللبناني نحو متاهات طائفية ومذهبية.

ما سر هدوء نصرالله أمام العقوبات

مساعد وزير الخارجية الأميركية دايفيد ساترفيلد غادر بيروت، بعد إنجاز مهمة اتسمت بتحذير الحكومة اللبنانية من معاونة حزب الله على الالتفاف على العقوبات الأميركية، حيث جدّد خلال لقاءاته بالمسؤولين اللبنانيين على أن واشنطن تراقب نشاط حزب الله في الحكومة، وهي لن تتهاون في شأن العقوبات التي قال إنها ستتصاعد في المرحلة المقبلة ضد الحزب، ورغم تأكيده على أن العقوبات هي حصرا على حزب الله، وليس هدف واشنطن الإضرار بالدولة اللبنانية بل بترسيخ وجودها، فقد قال إن ذلك يتطلب عدم السماح لحزب الله باستغلال وجوده داخل المؤسسات الشرعية للالتفاف على العقوبات.

زيارة ساترفيلد إلى بيروت تمهد لزيارة مرتقبة لوزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو إلى بيروت في سياق جولة شرق أوسطية يُتوقع حصولها منتصف الشهر الحالي، وهي الزيارة التي يرجح أن يحمل فيها الزائر الأميركي المزيد من التحذيرات للحكومة اللبنانية من السياسة التي تعتبرها واشنطن عنصر تغطية لدور حزب الله الأمني والعسكري في لبنان وخارجه، ولعل أهم مقدمات الرسائل الأميركية تجاه المسؤولين اللبنانيين ذات الدلالة، هي أن ساترفيلد تقصّد على ما تشير المعلومات عدم زيارة رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري، وهما الحليفان الأقرب إلى حزب الله رغم العلاقة الباردة المثقلة بالريبة المتبادلة بينهما، أي عون وبري.

المسؤول الأميركي على غير عادة الزائرين الأميركيين الرسميين إلى لبنان، لم يطلب لقاء رئيس الجمهورية ولا رئيس مجلس النواب، ورغم أن المصادر الرسمية أشارت في شأن الرئيس بري إلى أنه كان في زيارة رسمية إلى الأردن خلال زيارة ساترفيلد، إلا أنّ وجود الأخير في بيروت استمر إلى ما بعد عودة بري من الأردن، ورغم ذلك لم يجر أيّ لقاء بين الرجلين.

عدم اللقاء لم يكن عفويا ولم تمنع حصوله عوائق لوجستية، بل لم يجر المسؤول الأميركي أي اتصال لتأمين موعد للقاء أي من الرئيسين، واكتفى بلقاء رئيس الحكومة سعد الحريري ووزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل، إلى جانب لقاءات غير رسمية مع جهات سياسية مما كان يسمى قوى 14 آذار.

وفي قراءة سياسية لهذه الخطوة غير المسبوقة في زيارات المسؤولين السياسيين الأميركيين إلى لبنان طيلة السنوات الماضية، فإن استثناء ساترفيلد لرئيسي الجمهورية والنواب من جولته، يندرج في إطار الرسائل الجدية التي باتت واشنطن حريصة أن تصل إلى المسؤولين اللبنانيين بقوة.

فواشنطن التي طالما حذرت الحكومة اللبنانية من تصاعد نفوذ حزب الله الأمني والعسكري، لم تقم بخطوات عقابية محرجة للدولة اللبنانية، بل ركزت في عقوباتها على استهداف حزب الله مباشرة.

وفي الإشارة الأخيرة ما يدل على أن واشنطن ترفع من سقف التحذيرات، وتلوّح بأن تنفيذ قانون العقوبات الصادر عن الكونغرس ضد حزب الله، سينتقل إلى مرحلة تنفيذ عقوبات على حلفاء حزب الله، لذا فإن الرئيسين عون وبري هما من أقرب الحلفاء لحزب الله كما يؤكد حسن نصرالله نفسه، الذي طالما أشاد بدور الرئيس ميشال عون كداعم لدور الحزب الأمني والعسكري، وطالما تغنى بالتحالف الوثيق مع الرئيس نبيه بري وحركة أمل التي يرأسها.

مهّد ساترفيلد على طريقته لزيارة وزير الخارجية الأميركي، وأعلن بوضوح أنّ مسار العقوبات على إيران وحزب الله مستمر وسيتصاعد في المرحلة المقبلة، ومن المرجح أن يلتقي بومبيو رئيسي الجمهورية ومجلس النواب في جولته، لكنها هذه المرة فهي مسبوقة بالرسالة التي وجهها مساعده، بأن موضوع دور حزب الله ونفوذه، ليس أمراً قابلا للتغاضي من قبل الإدارة الأميركية، بل سيكون عنوانا رئيسا للسياسة الأميركية في لبنان والمنطقة.

هذه الرسائل الأميركية إلى لبنان وحزب الله، لم يقابلها الحزب بخطاب تصعيدي أو تهديدي ضدّ الأميركيين والإسرائيليين، كما كان الحال في سنوات سابقة، إذ يمكن أن يلاحظ اللبنانيون أن لا تظاهرات احتجاجية تجري أمام السفارة الأميركية، طالما كان حزب الله ينظمها عند صدور أي قرار أميركي يتصل به أو بقضايا إقليمية تهمه، ولا شعارات في بيروت اليوم تدعو إلى “الموت لأميركا”، ولا أفلام مصورة لحرق العلم الأميركي، ولا أي مظهر احتجاجي على ما قامت به بريطانيا بإدراج جناح حزب الله السياسي، كما تسميه، على لائحة الإرهاب، بعد أن كانت أدرجت مع الدول الأوروبية جناحه العسكري على لائحة الإرهاب.

عدم حصول أي احتجاجات في الشارع أو مهرجانات منددة بالقرارات الأميركية أو البريطانية، أمر يجب التوقف عنده، وهو لا يتناغم مع الطريقة التي كان يعتمدها حزب الله في مواجهة مثل هذه الخطوات.

كما لم يذهب أمين عام حزب الله بعد كل هذه الرسائل الشديدة إلى التهديد والوعيد، كان شديد الهدوء حيال النوايا العدوانية من قبل واشنطن وبريطانيا، واكتفى بالقول “إننا أقوياء ومظلومون”، وحضّر جمهور الحزب لعقوبات جديدة وقال إن “أياما صعبة ستمر علينا” وأن دولاً أخرى ستدرج حزب الله على لائحة الإرهاب والعقوبات.

ولكن نصرالله الذي يعاني من تزايد الضغوط الدولية على حزبه، وبات شديد الحذر في توجيه التهديد لـ“الشيطان الأكبر” ولـ“المستكبرين” في العالم وحتى لإسرائيل التي تحتل مزارع شبعا اللبنانية، صبّ جام غضبه على “الفساد في لبنان”، في خطوة غير مسبوقة أيضا تشبه “التهذيب” غير المعهود حيال تهديدات “الاستكبار العالمي” وعقوباته.

أولا، حزب الله منذ نشأته حتى اليوم لم يضع في برنامجه أولوية بناء الدولة أو ترميمها، وطالما كان يعتبر أن تحرير الأرض والمقاومة ضد المحتل وضد التكفيريين هي مهمته، لكنه اليوم يقول إنه يريد أن يطهر البلد من الفساد والمفسدين، وهي مقولة لا يمكن أن تقنع اللبنانيين، فحزب الله لم يكن يوما خارج دائرة الفساد والإفساد، فهو مشروع قام ويقوم على ثنائية الدولة – الدويلة.

ضعف الدولة كان ولا يزال شرط نفوذه وتمدده، وطالما أنه كذلك فإن الفساد في الدولة وضعفها، سيظل هدفا واجب التحقق لاستمراره كذراع إيرانية في لبنان والمنطقة.

ثانياً، الرسالة التي أطلقها لإظهار اهتمامه بمحاربة الفساد، جرى توجيهها لأشد خصومه السياسيين رئيس الحكومة الأسبق فؤاد السنيورة، الذي كانت حكومته وراء تأسيس المحكمة الخاصة باغتيال رفيق الحريري، ووراء صدور القرار 1701، والذي بقي متمسكا بموقفه حيال سلاح حزب الله والعديد من القضايا التي تتصل بسيادة الدولة واستقلاليتها.

استهداف السنيورة من قبل حزب الله في ملف الفساد، هو رسالة مفادها أن الكيدية السياسية هي التي تحرك حزب الله، إذا سلمنا بنواياه الإصلاحية، وهي محاولة لتقويض أي مشروع جدي للإصلاح من خلال الدفع بالسجال اللبناني في هذا الشأن نحو متاهات طائفية ومذهبية، ولو كانت النوايا صادقة لكان حزب الله بدأ بفتح ملف مفسدين من مؤيديه أو من حلفائه وهم كثر، فبذلك كان الجميع سيصدق أنه جاد، أما أن يختار أشد خصومه السياسيين ليتهمه بالفساد فهذا ما لا يمكن أن يكون اختياراً غايته الإصلاح.

الجدل حول الفساد والإصلاح يراد له أن يملأ الإرجاء اللبنانية، ولكن من دون مكافحة حقيقية أو معالجة جديّة له، فغاية الجدل أن حزب الله الذي يقف عاجزاً ومربكاً حيال العقوبات الأميركية والغربية، يريد أن يستعرض قوته في الداخل اللبناني، فيداوي ضعفه تجاه الخارج بمزيد من الاستقواء في الداخل، شأن الأنظمة الأمنية والدكتاتورية التي يعرفها الجميع.

 

"حرية سيادة استقلال"

سناء الجاك/النهار/11 آذار 2019  

http://eliasbejjaninews.com/archives/72898/%D8%B3%D9%86%D8%A7%D8%A1-%D8%A7%D9%84%D8%AC%D8%A7%D9%83-%D8%AD%D8%B1%D9%8A%D8%A9-%D8%B3%D9%8A%D8%A7%D8%AF%D8%A9-%D8%A7%D8%B3%D8%AA%D9%82%D9%84%D8%A7%D9%84/

لم تولد لحظة "14 آذار" مبتدئة ومتعثرة تبحث عن هويتها. فهي ولدت ناضجة عاقلة وواضحة تعرف الى اين تريد ان تصل لذا كان لا بد من اغتيالها.

وسريعاً جداً، بل أسرع مما كان يتصور أصحاب المخطط الذين ساهم إجرامهم في انطلاقتها وقدرتها على حشد أكثر من مليون لبناني لا طائفة لهم الا الوطن وحريته وسيادته واستقلاله، ولا مطلب لهم الا خروج وصاية النظام الأسدي ومحاسبة مرتكبي جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري ورفاقه.

كان القائمون على تلك اللحظة واثقين مما يريدون والى اين يجب ان تذهب بمفاعيلها ووهجها ونصاعتها.

لذا كان لا بد من فكفكتها، كأيّ بناء صلب وشامخ، فاستهدف المجرمون القائمين عليها بالتفجيرات وهذا ما حصل.

عبوة من هنا لسمير قصير وأخرى من هناك لجورج حاوي وثالثة من هنالك لجبران تويني ورابعة وخامسة وسادسة لبيار الجميل ووليد عيدو ووسام عيد واستفراس في عشوائية القتل.

ومن ثم عودة الى الانتقائية مع وسام الحسن ومحمد شطح.

وقبل ان يلتقط جمهور "14 آذار" أنفاسه من الجريمة الأولى تكون الثانية قد وقعت.

وبدأ توزيع البقلاوة، لأن القاتل يعرف بماذا يحتفل ولماذا.

اغتال مفكري "14 آذار" ومنظّريها، وترك سياسييها ليرتعبوا ويتعظوا وينصاعوا.

علم ان التفاهم مع أصحاب المصالح أسهل وأجدى من التفاهم مع أصحاب المبادئ وكم كان أصحاب المخطط بارعين، سواءً بافتعال "أحداث شغب" تهدد البيئة المسيحية احتجاجاً على "الرسوم الدانماركية"، ليصار الى قطف محصول هذه الاحداث في المساء ذاته وفي كنيسة مار مخايل التي كانت خط تماس بين الشياح وعين الرمانة، من خلال تفاهم "6 شباط"، وذلك بعدما كان الترتيب لهذا التفاهم قد طبخ حتى قبل اغتيال الرئيس رفيق الحريري.

واستُكمل المخطط بحرب تموز 2006، التي كانت تهدف الى ارغام الوطنيين على اجراء فحص دم بالوطنية وفق مقاييس المحور وأذرعه، لأنهم ارادوا القول ان الاغتيالات تفاصيل تافهة مقابل معادلة قوامها إما العداء لإسرائيل وإما العداء للمقاومة، ليتوالى اختراع المقاومات التي بعدما انتهت من التنكيل بنا بحجة العدو الصهيوني واعتصام وسط بيروت و7 أيار المجيد، أُعلِنت مقاومة القضاء على الإرهاب الذي اخترعه المحور وغذّاه، وها هو اليوم يتنطح لإعلان أحدث التقليعات، أي مقاومة الفساد وبتكليف شرعي.

يبقى السؤال: مَن في البيئة المنكوبة بهذه المقاومة سيصدّق ان في الإمكان النيل من أثريائها الجدد الذين امعنوا في الفساد بحجة انهم مقاومون؟

في المقابل، بدأ الاستسلام التدريجي للأحزاب التي استثمرت في بهاء الحركة لتكريس حيثيتها، وامتهنت العدّ التنازلي وخلع كل مقوّمات "14 آذار" ورميها على قارعة المصالح.

هكذا أعطى المخطط ثماره، وبنجاح جعل الغرور يتملك المحور الذي أمسك بكل خيوط اللعبة. تشارك وتواطأ مع من يفترض انهم ضحاياه، فأقنعهم، وهم، بكل أسف، اقتنعوا بأن نقل أزمة وجوده خارج الدولة الى الإقليم أجدى وأفعل، معتبرين ان هذا الوجود أكبر من طاقتهم على التصدي له. لذا هادنوه وعقدوا معه الصفقات والتسويات.

بليت "14 آذار" بقتل صنّاعها وتهميشهم، وتسلّم زمام أمورها زعماء أحزاب منحهم التاريخ فرصة الخروج من الطائفة الى الوطن، لكنهم تراجعوا من الطائفة ليتقوقعوا في المذهب.

ربما هالهم ان جمهورهم نسي الحاجة الى مرجع يحميه، فلا يستغني عنه فخافوا من حلم هذا الجمهور بوطن أكبر من الطوائف والمحسوبيات.

أقلقهم خروجه الى مساحة رحبة منحته إياها لحظة "14 آذار"، لذا اعادوه الى حيث يمكنهم ان يتحكموا به.

المؤسف انه عاد وارتضى ربط مصيره بما يقرره الزعيم.

لم يؤمن او يصدّق بأن "14 آذار" اذا ما تابعت خطها الواضح وسع مساحة الوطن، قادرة على توليد مسؤولين يعملون ضمن مؤسسات، بعيداً من الوراثة السياسية والاحتكار واختصار الطوائف والمذاهب بأشخاص.

لكن، على رغم الإحباط المهيمن على مسيرة 14 عاماً منذ لحظة "14 آذار"، لم ينتبه أصحاب المصالح الى ان هذه الحركة لم تطعن في السن.

الواقع انها تبتعد وتنتظر على قارعة مصالحهم لحظة انبعاث تبدو اليوم شبه مستحيلة.

فهي، وإن حسبوا انهم اعادوها الى لحظة ما قبل الولادة، وساروا بها عكس الطبيعة وعكس الزمن، الا ان هذه اللحظة لا تزال في مكان ما تنتظر مَن يحقق ربيع سمير قصير وقَسَم جبران تويني وتجاوز سمير فرنجية زمانه الى حيث يجب ان تكون الحرية والسيادة والاستقلال.

 

14آذار… ذكرى وعِبرة

ياسين شبلي/جنوبية/11 مارس، 2019

...يصادف هذا الأسبوع ذكرى مرور أربعة عشر عاما على يوم 14 آذار 2005 هذا اليوم المجيد والفريد من نوعه في تاريخ لبنان المعاصر والمنطقة.

لا نغالي إن قلنا أن هذا اليوم كان بحق بداية الربيع العربي الذي أزهر في العام 2011 ولا يزال بغض النظر عن النتائج الذي وصل إليها هذا الربيع لبنانيا وعربيا بفعل الثورات المضادة حتى الآن على الأقل. فمنذ بداية تفتح وعينا على اﻷحداث السياسية ونحن نعيش اﻹنقسامات السياسية والطائفية والمذهبية، إلى أن كان هذا اليوم والذي يمكن القول أن شرارته إنطلقت يوم 14 شباط يوم إغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري ورفاقه.

هذا اليوم الذي ارادوه واعتقدوا أنهم سينجحون في جعله يوما عاديا كبقية اﻷيام التي أغتيل فيها سياسيون قادة ومفكرين وصحافيين ورجال دين إلا أن السحر إنقلب على الساحر في 14 شباط وكانت شرارة إنتفاضة اﻹستقلال وثورة اﻷرز التي حاولوا وأدها في مهدها عبر يوم 8 آذار الذي جعلوه يوم شكر للطاغية على جرائمه ،في محاولة لتخويف الناس باﻷعداد الكبيرة من المتظاهرين فكان أن جاء الرد صاعقا في 14 آذار لينقلب مرة أخرى السحر على الساحر وتولد حركة 14 آذار . في هذه الذكرى نقف لنستذكر الأحداث في محاولة للإضاءة على بعض الظروف والمواقف التي أدت بالوضع إلى ما هو عليه اليوم، وفي محاولة لأخذ العبرة من كل هذه التطورات والأحداث التي أدت في النهاية إلى موت 14 آذار كتحالف على الأقل إن لم يكن كفكرة باقية كغيرها من الأفكار التي لا تموت بموت أو بتخاذل أصحابها وتراجعهم. قد لا يختلف إثنان على ما أعتقد بأن ثورة اﻷرز حققت ونجحت في تنفيذ برنامجها المرحلي الذي على أساسه إنطلقت وهو تشكيل لجنة تحقيق دولية في جريمة اﻹغتيال ما لبثت أن تحولت إلى محكمة دولية، ومطلب خروج قوات النظام السوري من لبنان، وكذلك إقالة قادة اﻷجهزة اﻷمنية اللبنانية . إلا أن حركة 14 آذار وبعد نجاحها في تحقيق هذه المطالب بدت وكأنها إستكثرت على نفسها هذه اﻹنجازات ولم تكمل طريقها ربما ﻷنها لم تكن بعد جاهزة فجريمة اﻹغتيال فاجأتها وتسارعت اﻷحداث بطريقة دراماتيكية ما دفع بالبعض إلى التهيب من إتخاذ الخطوات التكميلية ونتحدث هنا عن الجناح المسيحي بقيادة البطريرك صفير الذي رفض يومها المسير إلى بعبدا ﻹسقاط الرئيس الممدد له قسرا كي لا تكون سابقة بإسقاط الرئيس المسيحي في الشارع. فكان أن لجأت 14 آذار إلى الدخول في مساومات بغض النظر عن النوايا فأدت هذه المساومات إلى الغلطة الثانية الا وهي اﻹتفاق الرباعي في الوقت الذي كانت اﻹغتيالات مستمرة لقيادات وكوادر ثورة الأرز.

أما الخطأ الثالث والذي أعتبره خطيئة فكان إهمال وإقصاء المكون الشيعي الوطني اللبناني والعروبي والديمقراطي عن المشهد الوطني لـ14 آذار والذي أكل كثيرا من رصيد هذه الحركة ومصداقيتها لدى الرأي العام الشيعي بحيث بدت وكأنها قامت ضد المكون الشيعي تحديدا وهذا ما أفاد منه الثنائي الشيعي كثيرا في خطابه السياسي وأستثمره خير إستثمار، ما أوصلنا إلى اﻹتفاق الرباعي والذي كان لﻷسف إتفاقا طائفيا بدل أن يكون وطنيا وكان المطلوب على ما بدا إرضاء طرفي المعادلة الشيعية على حساب المكون الشيعي المستقل بينما كان المفروض أن يتم التعامل بهذا الموضوع من منطلق وطني كأن تتمسك قوى 14 آذار بمكونها الشيعي وتفرضه في المعادلة الوطنية حتى ولو خسرت أو باﻷحرى إستبدلت بعض مقاعدها الوزارية والنيابية السنية بأخرى شيعية ما دامت في الخط السياسي الوطني ولتأخذ قوى 8 آذار بعض المواقع السنية، وهذا ما لم تفعله هذه القوى ودفعت ثمنه لاحقا عندما إستقال الوزراء الشيعة من حكومة السنيورة وأدَّعوا أن الحكومة غدت بتراء وغير ميثاقية، وهو قرار لا زالت مفاعيله قائمة حتى اليوم عبر إثارة موضوع ال 11 مليار دولار الشهيرة. وكان ما كان يومها حتى وصلنا إلى 7 أيار 2008 والذي كان المسمار الأول الذي دق في نعش تحالف 14 آذار حين بدت المعركة يومها وكأنها معركة شيعية ضد السنة والدروز وتم تحييد الطرف المسيحي في 14 آذار بحيث كان همه الأول الدفاع والصمود في مناطقه في وجه التنمر والمزايدة العونية بحقوق المسيحيين يومها وفي الحديث عن إعادة الأمور إلى السكة الصحيحة، وكان مؤتمر الدوحة الذي جاء بالإتفاق الذي حمل إسمه والذي كان من المفروض أن يكون موقتا إلى حين إنتخاب رئيس جديد أتفق عليه يومها وإجراء الإنتخابات النيابية على أساس قانون الستين الذي طالبت به قوى الثامن من آذار وأعتبر يومها إنتصارا وإعادة للحقوق إلى أصحابها.

ولكن كما جرت العادة، فالموقت في لبنان يصبح دائما بفعل موازين القوى والإتفاقات، فكان أن أدخل إتفاق الدوحة تقاليد وأعراف جديدة على السياسة اللبنانية منافية للتقاليد السياسية اللبنانية كما انها تعد ضربا وتجويفا لإتفاق الطائف الذي دفع لبنان واللبنانيون ثمنا باهظا من حياتهم مقابل التوصل إليه، هذه الأعراف والتقاليد التي ما أنزل الله بها من سلطان كالثلث المعطل والوزير الملك والوزير مقابل أربعة نواب وغيرها من الهرطقات ، وهكذا كان كلما تقدمت قوى الثامن من آذار خطوة إلى الأمام تراجعت قوى الرابع عشر من آذار خطوتين إلى الوراء، ووصلنا إلى إنتخابات الـ2009 وكان الإنتصار من نصيب 14 آذار وحلفائها رغم كل الظروف الآنفة الذكر بما يوحي بأن الشعب كان وفيا للمبادئ ولم يتخاذل ولم يتراجع، وكان الشعار يومها هو العبور إلى الدولة وهو الشعار والامل المنشود. بعد الإنتخابات ورغم النصر كانت الصدمة الأولى هي خروج جنبلاط من 14 آذار وإعادة تموضعه في الوسط كما قال يومها، وقد يكون يومها إستشعر القادم من التطورات التي أعادت او حاولت إحياء السين – السين الشهيرة فكان أن ذهب الحريري إلى “عرين” الأسد وتبين أن العبور إلى الدولة لم يكن عبورا من المعابر اللبنانية عبر السعي لتحقيق آمال وتطلعات الشعب، بل كان يمر عبر السين – السين، وهذا كان المسمار الثاني في نعش التحالف الذي دفع ثمن تراجعه وتخاذله أمام الداخل والخارج ضاربا بعرض الحائط تطلعات جماهيره وإستعدادهم للتضحية كما في العام 2005 مع كامل وعينا وتقديرنا للتأثيرات الإقليمية والدولية على الوضع اللبناني، إلا أن الممارسة كانت سيئة وإنبطاحية.

وأيضا كما هي العادة مع قوى الثامن من آذار وداعميها الإقليميين حيث لا وفاء بعهد ولا إحترام لإتفاق، وكان أن إنهارت السين – السين مجددا وتم الإنقلاب على سعد الحريري وهو في واشنطن لتسقط حكومته ويخرج هو من المشهد السياسي ومن لبنان حتى لسنوات قبل أن يعود ليعقد التسوية الرئاسية والتي كانت هي المسمار الثالث والأخير في نعش حركة 14 آذار لتكون العبرة أن النضال السياسي والوطني بحاجة لصبر ونفس طويلين ، كما أنه بحاجة “لسلاح” الجماهير وقوتها حين يدعو الواجب، وليس لإتفاقات وصفقات بعيدا عن أعين وسمع ونبض الجماهير التي ومنذ أن خرجت من الشارع بعد الإتفاق الرباعي، لم يدعوها أحد سوى للمناسبات الإحتفالية والإستعراضية التي كانت تستخدم في المساومات السياسية بعيدا عن مصلحتها وهمومها ومطالبها وآمالها التي خرجت لأجلها يوم 14 آذار 2005. قد يكون ما قلناه وإستنتجناه قاسيا بعض الشيء ولكنه لا شك فيه الكثير من الحقيقة، والعبرة كما يقال بالنهايات، والنهاية التي وصلنا إليها من إجهاض لهذه الحركة التي قد لا تتكرر في لبنان قبل سنين طويلة، هي نهاية صادمة ومؤلمة على كل المستويات خاصة عندما نستذكر شهداء هذه الحركة من خيرة قيادييها ومفكريها. ومع كل ما سلف نعود ونؤكد أن يوم 14 آذار 2005 كان يوما تاريخيا بكل ما للكلمة من معنى من حيث رمزيته والوحدة الوطنية التي تجلت فيه وكيف أن اللبنانيين تجاوزوا فجأة كل إنقساماتهم وخاصة الطائفية وإن ننسى لا ننسى قسم الشهيد جبران تويني وهو قسم سيدخل التاريخ حتما ويبقى تعويذة حب وإخلاص ووفاء للبنان العظيم… رحم الله شهداء ثورة اﻷرز …

 

من الأرشيف: عون: هواجس “حزب الله” هي هواجسي والقبضاي يحارب خارج أرضه.

كتب كل من ابراهيم الأمين ووفيق قانصوه و آمال خليل في “الأخبار”:

11 آذار 2015

أكد رئيس تكتل التغيير والاصلاح النائب ميشال عون انه لم يقدّم تنازلات من أجل التقارب السياسي مع الرئيس سعد الحريري ورئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع. ولفت عون في حديث لصحيفة “الاخبار” الى ان كتاب “الإبراء المستحيل” هو اليوم علم وخبر وحُوّل الملف الى المدعي العام المالي، وقال: “في وزارة الاتصالات أعددنا أيضاً ملفّاً بالمخالفات، وحوّلناه الى المدعي العام المالي”، مشيراً الى انه إذا انتخب رئيساً فسيحرّك نظام المحاسبة، ويفعل التفتيش القضائي.

ثمانون ميشال عون

ثمانون عاماً. ألم تملّ بعد؟

ـــ كل عمري كنت خائفاً من أن أقرف، لكنني أتذكّر دائماً انني يجب ألّا أفعل. عليّ واجبات تمليها خيارات الناس السياسية وحجم المؤيدين. من يكن في وضعي فعليه أن يعمل ويعمل ويعمل حتى يُستشهد سياسياً. عندما يُستشهد يكون قد خسر المعركة، وعندها عذره معه. بالطبع وصلت الى درجة القرف، لكنني آخذ حبوباً ضد «اللعيان».

أنت صاحب مقولة: «يستطيع العالم ان يسحقني، ولكن لن يأخذ توقيعي». منذ عدت من المنفى، ألم توقّع لأحد؟

ــــ بلى. وقّعت لميشال سليمان في الدوحة. كانت تجربة غنية جداً، وكل الوعود نُفّذت!

ألم تقدّم تنازلات من أجل التقارب السياسي مع الرئيس سعد الحريري والدكتور سمير جعجع؟ لم نعد نسمع بكتاب «الإبراء المستحيل»، ولا باتهاماتكم لجعجع بتضييع حقوق المسيحيين. أليست هذه تنازلات؟

ـــ لا. أبداً. «الإبراء المستحيل» هو اليوم علم وخبر وحُوّل الملف الى المدعي العام المالي. في وزارة الاتصالات، مثلاً، أعددنا أيضاً ملفّاً بالمخالفات، وحوّلناه الى المدعي العام المالي.

هل تقول بذلك للرئيس سعد الحريري إنه إذا انتخبك رئيساً فستحرّك ملفات كـ «الإبراء المستحيل» وملف الـ 11 مليار دولار؟

ــ إذا انتخبت رئيساً فسأحرّك نظام المحاسبة. أفعّل التفتيش القضائي. وعندها النظام هو من يتابع هذه الأمور أوتوماتيكياً لأن هذا عمله أصلاً

ألا يخيف مثل هذا الكلام خصومك، وبالتالي يبعدك عن الرئاسة؟

ـ أنا أحاسب الجميع على ما يقولونه. الجميع يريد تغيير النظام.

هناك شعور بأنك تطرح قضايا وشعارات كبرى، لكنك تتراجع عنها في سبيل الوصول الى بعبدا؟

ــ هذا ليس صحيحاً. نطرح العناوين الكبيرة لتوعية الناس وجعلها موضع نقاش. في النظام الديموقراطي لا يمكنك أن تصفّق وحدك. لا أتراجع أبداً، والدليل أنني عندما تسنح الفرصة أعيد طرحها.

الوصول الى السلطة، بالنسبة اليك، هل اصبح هدفاً في حد ذاته، تجري حوارات وتعقد تحالفات من أجله؟

ــــ الوصول ليس غاية، وانما وسيلة لنحقق ما نطمح اليه. في لبنان أينما تضع يدك تجد أموراً تحتاج الى اصلاحها. «ماشي» البلد كسفينة تائهة تحتاج الى بوصلة. في الوزارات التي تسلّمناها قاتلنا من أجل إقرار طريقة عمل، ولكن هناك دائماً سدود في وجهنا. خذ الكهرباء، مثلاً. خسّرت الدولة 28 مليار دولار. وضعنا خطة شاملة في 2010 كانت تكلف اربعة ملايين دولار وتعطينا 4 آلاف ميغاوات. مع التأخير فاقت خسارتنا السنوية بين الدولة والقطاع الخاص الستة مليارات. لم نستطع أن نمرّر هذه الفكرة. في المياه الأمر نفسه كذلك. هل يعقل أن اكبر خزان مياه في الشرق الاوسط يعطش في الصيف؟ وضعنا خطة للمياه لكنها عُرقلت أيضاً. عملنا على مشروع غاز يخفض كلفة الطاقة من الدخل من 15 في المئة الى ما بين سبعة وثمانية في المئة، لكنه جُمّد أيضاً في اللجان المشتركة. اقترحنا قانوناً لمحكمة متخصصة في الجرائم المالية، فنام في الأدراج، وكذلك الأمر بالنسبة الى قانون فصل النيابة عن الوزارة وخطة ضبط النفقات وإعادة النظر في نظام الضرائب بما يوقف سرقة الدولة. هذه كلها ليست افكاراً، وانما مشاريع قوانين. لكنها كلها عرقلت. ماذا يمكنني أن أفعل؟

لكنك لن تحكم وحدك، وإنما بالمشاركة مع الطبقة السياسية نفسها التي سبّبت كل هذا التسيّب. هل تتوقّع فعلاً أن تنفّذ ما تعد به؟

ـــ أنا لست كغيري. لديّ سلطة تمثيلية و25 نائباً أفعّلهم في مجلس النواب. عندما أكون رئيساً لن يكون أحد قادراً على العرقلة. الكل في حاجة الى توقيعي.

هل حان وقت تغيير النظام السياسي؟

ـــ في النظام علل كثيرة، ولكن عند المطالبة تقوم القيامة، كما يحدث عندما يهبّ الجميع مع كل اشارة الى تعديل، ولو فاصلة، في اتفاق الطائف.

هل يحفظ النظام الطائفي للمسيحيين ثباتهم واستقرارهم أم أننا بحاجة الى شيء آخر؟

ــــ جرّبنا كل الأنظمة. في النظام الطائفي، ما «في طائفة مشي حالها». نعم نحن في حاجة الى شيء آخر، ولكن هل نمهّد لهذا الشيء الآخر بالتمديد؟ أي نظام جديد يجب أن نمهد له انطلاقاً من النظام الطائفي، ولكن وفق مبدأ الكفاءة، أي أن تأتي كل طائفة بالأكفاء، لا وفق الولاء السياسي. عندما يُطبق مبدأ الكفاءة، نصل الى اطمئنان إلى أن الكفاءة هي المعيار، وعندها يصبح الخروج من الطائفة سهلاً. اليوم هذا لا يحصل. ما يحصل هو، على ما يقول الرئيس نبيه بري: عالسكين يا بطيخ. كلّ يأخذ حصته.

مراجعة المرحلة الماضية

بين العماد عون في الثمانينيات، والعماد عون اليوم، نلاحظ فرقاً. المرونة التي تقارب بها الأمور اليوم لم تكن موجودة يوم قررت تحدي الجميع، وأعلنت «حرب التحرير»؟

ــــ ليس الأمر كذلك. الظروف مختلفة. يومها وُضعت أمام خيارين: إما ان أقبل ما يحدث او أرفض، وقد رفضته بوعي. كقائد للجيش، طرح عليّ الأميركيون (ريتشارد مورفي وديفيد نيوتن وديفيد ساترفيلد) أن فلاناً سيكون رئيساً للجمهورية، وطلبوا مني تأمين إجراء الانتخابات، وحاولوا إقناعي بأنهم بذلوا جهوداً جبارة لاقناع دمشق بالأمر، وهذا لم يكن صحيحاً، لأن السوريين هم من رشحوه. «كانوا جايين يضحكوا عليي». قلت لهم: ليست المرة الأولى في لبنان التي ننتخب فيها رئيساً، وكلنا يعرف أن موظفاً من الدرجة الثالثة في السفارة الأميركية «بيعمل» رئيس، وأن السوريين وحدهم «بيعملوا» رئيس، ولكن احفظوا لنا قليلاً من ماء الوجه ليقال إن اللبنانيين انتخبوا رئيسهم. أعطونا شهراً او شهرين. نعلن مهلة انتخابية للإعداد. ومن يرد ان يترشح يفعل، ومن ينجح فليكن، لأننا لا يمكن أن نعترف علناً، لكم أو لغيركم، بأنكم من تعيّنون الرئيس مهما كان السبب. كان جوابهم: لا.That is a Deal! بما معناه: ليس أمامك إلا أن تقبل أن تمسح نفسك وتمسح الشعب اللبناني من دون أن تحفظ ماء الوجه. قلت لهم: طالما أنه Deal، إذاً نفّذوه وحدكم. لولا ذلك ما الذي كان بقي منا؟

كم تغيّر الغرب من وقتها حتى الآن؟

ــــ «انتزع» (فسد) أكثر. باتت حقوق الإنسان ورقة تواليت يتاجرون بها.

كيف تستعيد مرحلة القرار 1559؟

كنا نسعى الى قرار من مجلس الأمن بتطبيق القرار 520. كنا نعمل في اتجاه معين فصدر القرار في اتجاه آخر. هناك بنود تخرق سيادة لبنان مثل مسألة رئاسة الجمهورية، وهذا تدخّل سافر في دستورنا لأن رؤساء الجمهورية الآخرين مددوا لأنفسهم حتى سميناها «جمهوريات المغّيط».

لكن القرار مرتبط في أذهان الناس بنزع سلاح المقاومة؟

ــــ لم يكن هذا ما كنا نسعى اليه. في اللقاء مع لجنة الشؤون الخارجية في الكونغرس، تكلم أحد الأميركيين عن أن حزب الله منظمة إرهابية. فأجبته بأن ليس في لبنان منظمات إرهابية، بل دول إرهابية. وقلت إننا لا نريد أن نفجّر حرباً أهلية. اكتشفت أن هناك فخاً. القرار 1559 كان مشبوهاً.

أنا خرجت من لبنان لأنني حاربت السوريين، والغرب يريد مني أن أعود الى لبنان لكي احاربهم مجدداً! في تشرين الثاني 2004، دعينا الى احتفال لمناسبة استقلال لبنان في باريس. ودعونا اللبنانيين، موالين ومعارضين، الى مؤتمر لمناقشة الوضع في لبنان بعد الانسحاب السوري. وزّعنا الدعوات. الرئيس الراحل رفيق الحريري والنائب وليد جنبلاط، استقبلاً من سلمهما الدعوة بأسلوب ساخر. أحدهما قال: أي انسحاب؟ لسنا قادرين على أن نخرج السوريين إلى ضهر البيدر! قطعت الأمل، فنصحني الوزير السابق كريم بقرادوني بأن أتصل بالسوريين لكي يضغطوا على اللبنانيين للمشاركة. كتبت رسالة الى الرئيس بشار الأسد في 2 كانون الثاني 2005 (نصّها مرفق وتنشر للمرة الأولى) للبحث في التفاهم على عدم تفسير القرار 1559 بما لا يحتويه، وطلبت مشاركة موفد من دمشق في اللقاء لتبديد أي هواجس سورية. الرسالة أوصلها أحد الأصدقاء، غابي عيسى، وهو التقى لهذه الغاية نائب وزير الخارجية السوري آنذاك وليد المعلم. كان هذا قبل 14 شباط 2005 وقبل التفاهم مع حزب الله. كنت متحمساً لانعقاد المؤتمر، حتى إنني كتبت مسودة للبنان الختامي، وفيه نشكر سوريا على كل ما قدمته إلى لبنان. كان هذا مخرجاً مشرفاً لسوريا، ولأنني أؤمن بأن سيادة لبنان تستأهل أن نفعل ذلك.

إذاً تتبرّأ من القرار 1559؟

ــــ كنت أؤيده لسبب واحد، هو أنه يؤمن خروج السوريين من لبنان، لكنه في جوهره كان يرمي إلى أمور أخرى. عاتبني سفير أميركي مرة على التفاهم مع حزب الله، أجبته: البند العاشر في التفاهم يحكي عن الاستراتيجية الدفاعية التي تنزع سلاح حزب الله. «شو بدك أحسن من هيك»؟ أنا أطبّق القرار 1559. بقيتم 22 عاماً حتى نفذ القرار 425 بالقوة. أعطونا كم سنة حتى ننفّذ القرار 1559.

الموقف من المقاومة

متى قمت بمراجعة موقفك من حزب الله؟

ــــ هناك نقطة لم تكن تحتاج الى مراجعة بل الى توضيح تتعلق بالدولة الدينية. كنت في فرنسا ولم أكن أعرف الأشخاص، لكنني، أساساً، مقاوم عن قناعة، وأكثر من يعرف ذلك هو السيد حسن نصر الله. قبل عودتي من المنفى، سُئلت في مقابلة على قناة «المنار»: إذا شنت اسرائيل حرباً على لبنان، فمع من ستكون؟ أجبت مستغرباً السؤال: بالتأكيد مع المقاومة ومع وطني. قلت ذلك ولم أكن أعرف ميزان القوى العسكرية على الأرض. وهذا الموقف كان قبل توقيع ورقة التفاهم. أصلاً، في الورقة ما من تفاهم على الموقف من الحرب، ولكن عندما بدأت حرب تموز 2006 اتخذت موقفي، لأن القذائف التي تسقط تقتل لبنانيين.

من الخارج، هل كنت ترى أن كلام المقاومة عن قدرتها على التصدي لإسرائيل مبالغ فيه؟

ــــ برغم أن العالم كله كان ضد المقاومة، كنت اول سياسي في لبنان، في حرب تموز، من يقول إن حزب الله سيربح. قلت ذلك بعدما تعرفنا على الحزب وعلى بيئته. سئلت في مقابلة يومها على قناة «الحرة» الأميركية، عن كلام السيد عن الحرب المفتوحة، فأجبت بأن حزب الله هو الأفضل، ولذلك سيربح في الحرب المفتوحة.

قلت ذلك على قاعدة أن الإنسان هو من اخترع الآلة، وهو من يعطّلها. والأميركيون يدركون ذلك جيداً بعد تجربتهم في فييتنام.

وقت توقيع التفاهم، هل كنت تستشرف ما وصلنا اليه اليوم؟

ــــ يومها حدّدت خياراتي. إما أن تختار الخط الشرقي، أو أن تختار الخط الإسرائيلي ــــ الأميركي. توجهت شرقاً، لأن جذوري هنا، ولست من مخلّفات الغزوات الصليبية.

ألا يحرجك السيد حسن نصر الله عندما يعلن أن المقاومة ستكون حيث يجب ان تكون، وعندما يقاتل حزب الله في سوريا، ويرسل خبرات الى العراق؟

ــــ أنا عسكري وتاريخي جيد في الأكاديميات وميدانياً. الشاطر هو من يحارب خارج أرضه. سبب «التعصيب» الاسرائيلي اليوم أن الحرب وصلت إلى أرضهم، بعدما كانوا سابقاً يضربون أينما ومتى شاؤوا. «القبضاي» يحارب خارج أرضه. سابقاً، كنا إذا دخل أحد أرضنا نقفز عن صخرة الروشة. «داعش» و»النصرة» صارا على حدودنا، ودخلا إلى أرضنا.

لا يمكن أن نفصل العراق عن سوريا أمنياً، ولا سوريا عن لبنان. ألم يأت فيلتمان وليبرمان الى وادي خالد للاستطلاع؟ في السياسة، يمكن القول إنه ممنوع التدخل أو القتال في الخارج، ولكن هل استأذنونا عندما استخدموا مرفأ طرابلس (باخرة لطف الله). في الغبيري، كان قديماً تاجر مواش. عندما كانوا يريدون أن يضعوا أختاماً على البقر والثيران كانوا يعدّون لها الطعام. وفيما هي تأكل يحمّون الختم و»يلطشون الثور من ورا فيجعر، ثم يرجع ويحطّ راسو بالأكل»؟ وهكذا كل بمفرده. لا يختمونها كلها معاً حتى لا تثور. وهناك «ناس متل البقرات» ما بتشوف الخطر طالما هو لا يؤثر فيها شخصياً.

نقلت المقابلةًالمنار وصحافة بشار الأسد الرسمية.

 

لبنان من جديد ساحة لتبادل الرسائل

فادي عيد/ليبانون ديبايت/الاثنين 11 آذار 2019                                                                           

تكشف معلومات متقاطعة من أكثر من شخصية سياسية، عن أن المتغيّرات على الصعيدين الإقليمي والدولي، ستنعكس في المرحلة المقبلة على الساحة اللبنانية بشكل مغاير عن كل المراحل السابقة، لافتة إلى أن الإنقسام العامودي ما بين فريقين سياسيين شكّلا سابقاً فريقي 8 و 14 آذار، ينذر بتصاعد حرب الإتهامات التي تركّز اليوم على الفساد، وربما تتطوّر لاحقاً إلى واقع سياسي متوتّر يبدو فيه وكأن التاريخ يعيد نفسه، كما في العام 2005 وما تلاها.

ووفق المعلومات نفسها، وبعد المواقف والإجراءات الأميركية والبريطانية بحق "حزب الله"، وعلى أثر الهجمة الديبلوماسية الغربية على بيروت، فإن لبنان تحوّل ساحة مباحة لتبادل الرسائل، خصوصاً وأن هذه التحوّلات ترافقت مع حملات سياسية تصعيدية ضد الحزب في بعض الإعلام الأميركي وأيضاً الخليجي، ومن شأن هذا الأمر أن يعمّق مستوى الخلاف الداخلي، وينعكس على مؤتمر "سيدر"، لأن المملكة العربية السعودية، كما دول مجلس التعاون الخليجي، ملتزمة بمواقف عواصم القرار الغربية بالنسبة للعقوبات ضد إيران والحزب، وبالتالي، فإن المساجلات التي تجري حول الملفات الداخلية، سترتدّ أيضاً على العمل الحكومي، فيما لو انخرط الرئيس سعد الحريري في الصراع الدائر حول ملف الهدر والفساد، على الرغم من "الهدنة " الحالية في مجلس الوزراء، مع العلم أن المؤشّرات التي سُجّلت أخيراً، لا توحي بإمكان التوصّل إلى قواسم مشتركة لمواجهة انعكاسات الصراعات الخارجية.

وفي هذا السياق، تابعت المعلومات ذاتها، يندرج التوتر المتصاعد بين المختارة وحارة حريك على أثر الإنتقادات التي وجّهها الأمين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصرالله لزعيم المختارة النائب السابق وليد جنبلاط من دون أن يسميه. لا سيما وأن احتفال تكريم الرئيس الفرنسي السابق فرانسوا هولاند، والحضور أل14 آذاري الذي طغى على المشهد الإحتفالي، إضافة إلى المواقف التي أعلنت في هذه المناسبة، أظهر وكأن هناك محاولة لإقامة حلف سياسي جديد مناهض للسياسة الإيرانية والسورية، كما ل"حزب الله"، بما يشبه إعادة تعويم لقوى 14 آذار، ما يوحي بأن النائب السابق جنبلاط مستمر في اعتماد سياسة التصعيد والمواجهة، لا سيما مع النظام السوري. وأخيراً، فإن هذه الإشكاليات السياسية الناتجة عن الخلاف حول ملف الفساد من جهة، وجولات الموفدين الدوليين في لبنان من جهة أخرى، من شأنها تعميق الشرخ، لا سيما وأن الساحة الداخلية مقبلة على سلسلة خضّات قد تصل إلى الصدام السياسي الداخلي، الأمر الذي قد ينعكس على صورة الحكومة الجديدة، ويهدّد مصيرها، لا سيما في ظل حديث البعض، عن أن حكومة "إلى العمل" لن تعمّر طويلاً.

 

مكافحة الفساد: لكل طائفة سنيورة تحميه

نقولا ناصيف/الأخبار/الإثنين 11 آذار 2019

انتظم تعيين اعضاء المجلس الاعلى لمحاكمة الرؤساء والوزراء منذ عام 1992، مع أول انتخابات نيابية اعقبت صدور قانون انشائه عام 1990. مذذاك لم تلتئم هيئته مرة برئاسة قاض وعضوية سبعة قضاة الى سبعة نواب

لمرتين فقط منذ اتفاق الطائف، أٌفسِح في المجال امام توقّع التئام المجلس الاعلى لمحاكمة الرؤساء والوزراء. كلتاهما بُنيتا على موقف سياسي، وبدتا محاولتين فاشلتين لتصفية حساب اكثر منهما ولوجاً جدياً الى محاسبة. لم تكونا سوى تشفّي عهد من سلفه، ورجالات عهد جديد من رجالات عهد منصرم. السلطة نفسها، مذذاك، لا تزال قائمة الى اليوم ــ وإن بتغيير بعض وجوهها ــ هي الاكثر شبهة، إذ تمثّل الاصل والفرع في الارتكاب والمحاسبة.

أولى المرتين كانت للبحث عن وسيلة لمنع الرئيس امين الجميّل من العودة الى لبنان، وتخويفه من ملاحقة قضائية بذريعة صفقة طوافات البوما الفرنسية من ايام عهده، ثبت للجنة تحقيق نيابية طوال سنتين (1993 ــ 1995) أن لا ادلة على تورّط الرئيس السابق للجمهورية في عمولة غير قانونية. ثانيتهما مع الوزير السابق للنفط شاهي برصوميان بتهمة بيع رواسب نفطية لوحق بها امام القضاء العادي عام 1999 قبل ان يستعيد مجلس النواب الملف ويضعه لديه برسم المجلس الاعلى لمحاكمة الرؤساء والوزراء.

في المرتين هاتين، عُدت ملاحقة مسؤولين سابقين ــ وكلاهما الجميّل وبرصوميان كانا خارج منصبيهما ــ تصفية حساب سياسي. في الاولى جانب منها سوري بغطاء لبناني في عهد الرئيس الياس هراوي الذي كان رأس حربته وآخر متني وقف وراءه الوزير حينذاك ميشال المر عندما عمد الى تكوين الملف حينما كان لا يزال في وزارة الدفاع. في الثانية كان برصوميان السهم المصوَّب الى الهدف الاصل الذي هو الرئيس رفيق الحريري في مطلع عهد الرئيس اميل لحود. بعد اقصائه الحريري عن السرايا، بدأ لحود ملاحقة رجالات عهده بأولهم برصوميان وثانيهم وزير المال فؤاد السنيورة في وقت متزامن، قبل ان يسقط هذا المسعى تماماً. وخلافاً لما كانت عليه دمشق في تشجيعها ملاحقة الجميّل لمنعه من العودة، وقفت على الحياد ما بين لحود والحريري.

كلتا السابقتين وقفتا عند ابواب مجلس النواب وانتهتا تماماً، لكن لسببين متباينين ومتناقضين:

في الملف الاول لم يثبت الاتهام ضد الرئيس السابق في ضوء عمل لجنة تحقيق نيابية انشئت في كانون الاول 1992 وعقدت 17 جلسة ما بين كانون الثاني وتشرين الثاني 1993. في 24 تشرين الثاني 1993 والاول من كانون الاول، التأم البرلمان وناقش تقرير اللجنة، ومن دون تصويتٍ تبنّى توصيتها احالة الملف على النيابة العامة التمييزية، بعد مداخلتين للنائبين جوزف مغيزل ومخايل ضاهر قالا ان الاتهام ــ بحسب المادة 60 من الدستور ــ يوجب تصويت ثلثي النواب كي يحال الملف على المجلس الاعلى للمحاكمة. يقتضي ايضاً بموجب المادة 19 من قانون انشاء المجلس الاعلى (18 آب 1990) اقتران الاتهام بالجرم والادلة والقرائن. كل هذه لم تعثر عليها قشرة التسييس. افاق لحود مجدداً على الملف عام 2000 ـــ بعد سبع سنوات على وجوده في الادراج ـــ عندما تردد ان الجميّل عائد الى بيروت. ثم نام نهائياً. كان ذلك التسييس اول مسمار في نعش المجلس الاعلى، قبل ان يُجرَّب حتى.

الملف الثاني أتى اطفاؤه في مرحلة انقلاب موازين القوى في البلاد رأساً على عقب، بعد اغتيال الحريري عام 2005 ونشوء برلمان جديد بأكثرية مناوئة للمرحلة السابقة. اجتمع المجلس في 16 آب وناقش تقرير لجنة التحقيق النيابية التي التأمت في 14 جلسة بين كانون الثاني ونيسان 2004 وانتهت الى القول إن الافعال المنسوبة الى برصوميان «غير ثابتة الثبوت الكافي، ولا مبرّر قانونياً لاتهامه او ملاحقته». في الحصيلة، قرّر البرلمان اغلاق ملف برصوميان وتبرئته، باقتراع 56 نائباً ضد اتهامه، في مقابل 10 اصوات اتهمته، و27 ورقة بيضاء الى ورقة ملغاة.

مذذاك تأكدت الثلاثية الآتية: استحالة الوصول الى المجلس الاعلى لمحاكمة الرؤساء والوزراء من خلال مجلس النواب اولاً، وجرّاء مقاربة اي ملف من باب سياسي لا قضائي بغرض تصفية حساب ثانياً، وارتباط كل ملف بتوازن القوى السياسية الناظرة فيه ثالثاً.

الا ان جلسة البرلمان عام 2005 افضت الى نتائج اخرى كرّست تلك الثلاثية:

1 - حسم اختصاص الملاحقة بمجلس النواب على انه مرجع الاتهام، وطريق الوصول الى المجلس الاعلى، بعد الاخذ باجتهاد محكمة الجنايات وقرارها في 16 كانون الاول 2002، بعدم صلاحية القضاء العدلي النظر في قضية اعتبرت انها متصلة بمهمات وزير، تندرج في مفهوم الاخلال بالواجبات الوظيفية المنصوص عليها في المادة 70 من الدستور. تالياً محاكمته امام المجلس الاعلى لمحاكمة الرؤساء والوزراء. كان الحريري عاد بقوة الى السرايا، وتقلّصت عضلات لحود، وفُتح باب التسويات بينهما.

وضع المحاسبة بين يدي المجلس الاعلى لمحاكمة الرؤساء والوزراء يجعلها مستحيلة

في وقت سابق، في عزّ اطلاق لحود حملته على الفساد وإهدار مال، وكان المقصود ملاحقة رجال عهد سلفه الرئيس الياس هراوي ورئيس معظم حكوماته الحريري، اصدرت محكمة التمييز الجزائية في 24 آذار 1999 قراراً قال بصلاحية القضاء العادي النظر في ملاحقة برصوميان. بموجب هذا القرار سُجن الرجل 11 شهراً بلا محاكمة او قرار ظني ما بين آذار 1999 وشباط 2000 قبل إطلاقه، ووضع مجلس النواب في وقت لاحق عام 2004 يده على ملفه من خلال لجنة التحقيق النيابية.

2 - تكريس الاتهام في مجلس النواب بنصاب الثلثين، تمهيداً للمحاكمة امام المجلس الاعلى تبعاً لآلية قانون انشائه. يُوقع خُمس النواب على الاقل (36 نائباً) عريضة توجيه الاتهام، ويصير الى التصويت عليها بالنصاب الموصوف، المماثل لنصاب انعقاد جلسة انتخاب رئيس الجمهورية في المادة 49. شأن استحالة انتخاب الرئيس خارج توافق عام يضمن حضور 86 نائباً، كذلك حال اتهام الرئيس او الوزير يتطلب توافقاً عاماً بات منذ عام 2005 مستحيلاً لسببين على الاقل: اولهما تفادي تكريس سابقة استسهال الاتهام، وثانيهما وجود كتل نيابية مذهبية اضحى اي موقف تتخذه احداهما حيال الاخرى مرتبطاً مباشرة بالتسعير المذهبي. اضف ان اياً من الكتلتين المذهبيتين المتماسكتين، السنّية والشيعية ــ الحال التي لا نظير لها لدى الكتل المسيحية المنقسمة على نفسها ــ يتعذّر انتزاع موافقتها على احد مرتكب فيها.

ما شهدته في الايام الاخيرة المواقف المتناحرة من الرئيس فؤاد السنيورة بعدما سارعت مرجعيتا الطائفة، السرايا ودار الافتاء، الى وضع طائفته امامه للدفاع عنه على ان استهدافه هو استهداف لها هي، يصحّ على كل طائفة اخرى وفي كل وقت.

يفصح الواقع ايضاً ــ وإن بدا الرئيس السابق للحكومة النموذج ــ عن ان من السهولة بمكان العثور في طائفته، كما في كل طائفة، على سنيورة مماثل واكثر.

 

الكشف عن مصر... وصفة السيسي

مشاري الذايدي/الشرق الأوسط/11 آذار/2019

الفكرة التي طرحها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، في كلمته أمام جمع من القوات المسلحة المصرية بمناسبة يوم الشهيد، أمس (الأحد)، ضرورية وماسّة. الفكرة، حسب نص الرئيس، هي المطالبة بـ«تشكيل لجنة لدراسة الأحداث التي تمت في أعوام 2011 و2012 و2013، لنضعها أمام الشعب والجميع بأمانة وشرف». صحيح أن كتابة التاريخ، خصوصاً بلحظاته المصيرية، تحتاج إلى سنوات مديدة بعد «برودة» الحدث، وتحوله من لحظة سياسية ساخنة إلى حقل علمي موضوعي، فالروائي الروسي العظيم تولستوي، في ملحمته «الحرب والسلام»، احتاج أكثر من نصف قرن حتى يكتب روايته عن حروب نابليون الروسية 1812، وروايته نشرت من 1865 حتى 1869 على دفعات، غير أن عماد الدرس العلمي، والتناول الإبداعي حتى (روايات، وأفلام، ومسلسلات)، هو توفير المادة الوثائقية «الخام». قدّم الرئيس السيسي في هذه الندوة روايته هو لما جرى في تلك السنوات الرهيبات بمصر، بوصفه هو شخصياً صانعاً، من موقعه، للحكاية كلها. رواية الرئيس السيسي، الذي كان مديراً للمخابرات الحربية ثم وزيراً للدفاع حينها، بعهدي المجلس العسكري و«الإخوان»، فتحت النقاش المهم حول بعض القضايا. من ذلك «أحداث محمد محمود»، وهي الاشتباكات الدامية في ميدان محمد محمود، واتهم السيسي صراحة «الإخوان» بافتعال تلك الأحداث للوقيعة بين الجيش والشعب، كما صار أيضاً في ماسبيرو وبورسعيد. السيسي قال إن الدولة والجيش كانا حريصين على عدم سقوط أي مصري في «أحداث محمد محمود»، مشيراً إلى أن مصر شهدت أكثر من 200 مظاهرة خلال 4 سنوات كانت كفيلة بتوقف عجلة الإنتاج. وأضاف - تذكّر أنه كان مديراً للمخابرات العسكرية ووزيراً للدفاع - أن الهدف كان إيقاع القتل بين المواطنين والمتظاهرين باسم المجلس العسكري، لإجباره على الابتعاد عن المشهد. هذه رواية الرئيس المصري لدور جماعة الإخوان بسنوات الغليان المصرية، وهو طالب بتشكيل لجنة علمية سياسية توثق كل ذلك. ليت اقتراح الرجل يجد طريقه للتنفيذ، خصوصاً أن الدولة المصرية هي الحافظ الأكبر للمعلومات والوثائق، إن كان لدى الأمن الوطني أو المخابرات العامة أو المخابرات العسكرية أو رئاسة الجمهورية، وغير ذلك من أوعية المعلومات. وليقدّم «الإخوان»، ومن يناصرهم أو يصدقهم أو يهمّش دورهم، راويته أيضاً، ففي النهاية المستفيد الأكبر من هذا الإفصاح هو المواطن المصري، وكل مهتم بتحصيل الحقيقة، أو بعضها، فلا حقيقة مطلقة بالمرة. الكشف عن المعلومات، من دون حساسيات أمنية، هو الترياق الشافي من أراجيف «الإخوان»، ومن معهم من «المفسدين في المدينة».

 

هل من أمل في قطر؟

خالد البري/الشرق الأوسط/11 آذار/2019

عبارة «لا يملك قراره» مستخدَمة كثيراً في السياسة، وغالباً بشكل إنشائي غرضها الإشارة إلى تأثير دولة كبرى على دولة أصغر. لكنني لا أسعى خلف هذا الغرض الإنشائي حين أقول إن «قطر لا تملك قرارها». أقصد أنها فعلاً لا تملك قرارها. لا تملك حتى قرار الانصياع ولو ضغطت عليها أكبر قوة في العالم. قرار قطر تسرب خطوة خطوة، حتى وصل إلى الباب العالي. كانت البداية قبل عقود. في الوقت الذي كان طُرَدَاء الإخوان المسلمين يساومون على موطئ قدم في مجتمعات الخليج الأخرى، كانت قطر بالنسبة إليهم ملعباً مفتوحاً. شكَّلوا عقل المجتمع، ورسموا له تفكيره الديني.

الكاتب القطري عبد العزيز آل محمود فصّل هذا في مقال في جريدة «العرب» القطرية تحت رئاسة تحرير عبد الله العذبة. فلا مجال لأن يكون فيه تقوُّل بما لم يحدث. ثم خلص بعد التفصيل إلى: «وكانت بداية انتشار ذلك التيار في المعهد الديني الثانوي الذي خرّج خيرة شباب قطر في تلك المرحلة… ويعود الفضل إلى دور النخبة الإخوانية…». يوسف القرضاوي، الذي أفردت له «الجزيرة» برنامجاً على مدار سنوات، ونقلت خطب الجمعة له على الهواء كل أسبوع، ثم أنشأت له هيئة دينية عالمية موازية لكي يرأسها، يشرح بنفسه في مذكراته كيف صيغت المناهج التعليمية في المعاهد الدينية على يده لكي تخرّج نشئاً قطرياً على الصورة التي يرضاها. نشكو في مصر من الأثر السيئ الذي خلّفته خمسة عقود من الدعاية الإخوانية في المجال العام، وفي المدارس والجامعات، فما بالك بستة عقود من تخطيط المناهج، وتربية النشء، في إمارة ثم دولة قطر المحافِظة بطبيعتها، التي عدد سكانها 10% من عدد سكان حي بولاق الدكرور على أطراف العاصمة المصرية.

لكن على الرغم من ذلك، وحتى مع بوادر تحقق حلمهم العثماني بحكم منطقتنا من الباب العالي، ظل أمير قطر آمناً على كرسيه داخل الولاية التي يحكمها. الإخوان لا يملكون القدرة على الاستغناء عن الأسرة الحاكمة. لأنها عنوان الشرعية. تماماً كما كان وضع المماليك مع الوالي العثماني في مصر. هم أصحاب السلطة الكبرى في مفاصل الدولة، لكن لا بد من وجوده. وهذا يعني أنه في ظل ذلك الوضع كانت قطر، رغم كل شيء، قادرة على المناورة لو أرادت، قادرة على مساومة الإخوان العثمانيين في الداخل على الأمان مقابل المصلحة السياسية القطرية. لكن كل هذا تغير منذ أرسل الباب العالي جنوده مباشرةً لـ«حماية» القصر الأميري. لم يعد هنا القول بأن قطر لا تملك قرارها، في أي اتجاه، تحليلاً. لقد صار أمراً واقعاً، مرئياً، ملموساً. قطر لم تعد أكثر من «أمين خزنة»، وميكروفون بترجمة عربية. السقوط في هكذا مستنقع لا يجرّ إلا مزيداً من الغرق. ولحظة انسداد الأنف بالطين هي لحظة السقوط. بالتفكير السياسي المنطقي، كان يمكن لقطر أن تحسب حساب تلك اللحظة، وأن تتعلم من تجربة سوريا، بالحفاظ على خط رجعة مع جاراتها في الخليج. لكنها لم تفعل. بل اختارت أن تعمل على تأجيل لحظة سقوط الخليفة بتكريس مزيد من الجهد في التأليب على جاراتها في الخليج. عسى أن تمنحه زعزعة الاستقرار في المنطقة أملاً إضافياً.

وهكذا زادت في الغرق. تعدت الخطوط الحمراء السياسية في الأعراف الخليجية. صارت تتصرف بمنطق ومظهر ومخبر مَن لا يملك غداً، مَن كل أمله أن ينفجر كل مَن حوله اليوم. في أقرب فرصة، إذ أيقن أنه هالك لا محالة. بعد أن أوثق نفسه بثقل آخر.

هل يعني هذا أنْ لا أمل من حل المشكلة القطرية؟! نعم. لا أمل إلا بفقدان الحزب التركي الحاكم السلطة. تعلم قطر أن المشاريع التوسعية مرتبطة بزعيم أو قيادة. وأن مَن يأتي بعده ينأى بنفسه عنه. يصح هذا حتى على ستالين، بطل الحرب العالمية، وراسم حدود الإمبراطورية. اكتمال المشروع في حياته لم يمنع خلفاءه من الانقلاب عليه. فما بالك بالمشروع الإردوغاني الذي لم يتحقق منه شيء، لا اتحاد أوروبي، ولا علاقات أفضل مع الأكراد، ولا أمجاد عثمانيين... لا شيء.

ولاية قطر، إنْ نظرنا إليها من زاوية إردوغان، هي «مكسبه» الوحيد بعد 17 عاماً. أثبتت له تونس أنها رقم صعب. ورأى في ليبيا أن البعيد عن العين بعيد عن القلب. وعلم في سوريا أن عام 1516 مختلف عن 2016. الرجل الذي ظن نفسه سليم الأول يصارع الآن لكي يحافظ على الليرة وعلى نفسه. وفي هذه الظروف، لا يمكن له بأي حال أن يستغني عن أمين الخزنة. الميكروفون العربي لم يعد موجهاً بصفة أساسية إلى أهل اللغة العربية. أعداد متزايدة من متحدثيها تعلم زيف ما يصدر عنه، لأنها تستمع إلى أصوات أخرى باللغة نفسها. الميكروفون العربي صار موجهاً إلى الأتراك. لكي يظنوا - بعد الترجمة إلى التركية والإنجليزية - أن شعوب المنطقة لا تزال تنادي إردوغان بلسان عربي مبين. المتابع لتصريحات إردوغان الداخلية يلاحظ أن إردوغان القديم، المخطط الاقتصادي، الساعي إلى أوروبا، المنفتح على الأكراد، اختفى. ولم يبق إلا إردوغان الذي يروج لجمهوره حكايات عن الملائكة التي تحميه، وعن الأمانة التي يجب على الناخب «المؤمن» أن يردها. هذه علامة يأس وتخبط. اليأس والتخبط في عرف الجماعات الآيديولوجية يعبّر عن نفسه بمزيد من الصياح. وهذا يفسر لماذا تخلى بعض وسائل الإعلام العالمية المخترَقة من قبل هذا التحالف عن تنكرها مؤخراً. هذا الصياح سيعلو أكثر وأكثر كلما ضاق الوقت. ولن يستكين إلا بالسقوط الحاسم. والاستقرار والهدوء والثقة على الجانب الآخر. مع مزيد من الإعلام الناطق بالتركية الموجه ضد إردوغان. لأن هذه قواعد العالم الذي نعيش فيه.

 

ملك في عالم تغير

غسان شربل/الشرق الأوسط/11 آذار/2019

أخذتني المهنة في 1999 إلى مكتبي شابين عربيين آنذاك لمحاورتهما. كان قدر الأول قد ارتسم وقدر الثاني قيد الارتسام. اسم الأول عبد الله الثاني واسم الثاني بشار الأسد. وهما من جيل واحد، فحين ولد بشار في 1965 كان عبد الله الثاني في الثالثة من عمره. دخلت مكتب الشاب الأردني في عمان بعيد توليه المصير الأردني. ودخلت مكتب الشاب السوري في قاسيون قبل عام من توليه المصير السوري. وأفرحني أن تتاح لي، وللمطبوعة التي أعمل فيها، فرصة مواكبة تجربة جيل جديد من الحكام العرب. وقد اعتبر وصول الجيل الجديد يومها مناسبة لإطلاق مقاربات جديدة في الحكم توفر قدراً من العصرنة في السياسة والاقتصاد. وعلى عادة الصحافيين كنت أفكر في حجم المهام الملقاة على عاتق كل من الرجلين. ولأنَّ أبناء المهنة يحبون المقارنات كنت أقول في نفسي ما أصعب أن تكون وريثاً للاعب استثنائي أقام طويلاً ورسخ زعامة وكرس أساليب. كان الملك حسين بن طلال بارعاً في ممارسة مهنته الصعبة كملك. تعلم فن مداراة الرياح لينتقل لاحقاً إلى القدرة على استشفاف اقترابها وتوفير مظلات النجاة منها. أدرك أن البلد الصغير الذي ألزمته الجغرافيا بقدر صعب يحتاج إلى صيانة دائمة في الداخل والخارج. صيانة الاستقرار وصيانة الدور الذي يحميه والقدرة على الإيحاء أن الضمانة الأخيرة موجودة مهما عصفت الأنواء بالمركب. وكان الرئيس حافظ الأسد لاعباً ماهراً تدرب باكراً على فنون السباحة في المياه المضطربة. يحالف موسكو ولا ينسى واشنطن. يحظر على أي لاعب أجنبي امتلاك أوراق على الملعب السوري ويتقدم لامتلاك الأوراق على ملاعب جيرانه كما الحال مع لبنان. وكان على الرجلين أن يفكرا دائماً برجل ثالث صعب اسمه صدام حسين كان يعتبر نفسه موازياً لجمال عبد الناصر ومتميزاً عنه بثروة النفط أيضاً. والعراق أصلاً جار صعب مرة حين يكون قوياً وأخرى حين يكون ضعيفاً. وكان صدام وحافظ الوافدان من حزب ميشال عفلق يختلفان في كل شيء إلا في الإعجاب بصلاح الدين الأيوبي. وكان الرئيس جلال طالباني يعلق ضاحكاً: «لدى الأكراد قائد تاريخي استثنائي اسمه صلاح الدين لكن البعث استولى عليه».

لنترك المقارنات جانباً. دخلت قبل أيام مكتب الملك عبد الله الثاني. وجدته مرتدياً الزِّي العسكريَّ. وفهمت أنه عائد للتو من زيارة مفاجئة لإحدى الوحدات العسكرية. ولا غرابة في الأمر. إننا في منطقة الشرق الأوسط وهي ولادة للمفاجآت والأخطار. وإذا كان على الحاكم أن يتحسس باستمرار أرقام اقتصاد بلاده فإن عليه التأكد دائماً من جهوزية جيشه. ومن الثوابت في جيش الأردن أنه لا يستطيع الاستقالة من المصير الفلسطيني، والأمر نفسه تقريباً بالنسبة إلى المصيرين العراقي والسوري. وفي العقدين الماضيين كانت الملفات الثلاثة صعبة وشائكة.

تترك أزمات الجوار آثارها في قلب البيت الأردني. علاوة على الفلسطينيين الذين هجّرهم الاحتلال الإسرائيلي استقبل الأردن أمواجاً من العراقيين، ولا يزال نحو أربعمائة ألف منهم يقيمون في أراضيه. واستقبل نحو مليون وأربعمائة ألف سوري لا يزيد عدد من عاد منهم إلى بلاده على 12 ألفاً. أنهكت هذه الأعباء الاقتصاد الأردني وعرّضت البنية التحتية لضغوط شديدة، وكانت المساعدات الدولية أقل بكثير من الحاجات. إطلالة «داعش» المدوية لم تكن بسيطة على الإطلاق. كان على الأردن البقاء في استنفار دائم كي لا تتعرض حدوده للاختراق على غرار ما حصل لحدود العراق وسوريا. كان لا بدَّ من الاستعداد لمواجهة هجمات «داعش» وكان لا بدَّ من التصدي لجاذبيته، خصوصاً حين يسعى إلى استقطاب الشباب الغاضب أو اليائس بفعل البطالة، أو الوقوع في فخ التشدد في منطقة كانت تشهد مناخاً مذهبياً ملتهباً.

الطمأنينة نبتة لا تعيش في تربة الشرق الأوسط. لم تبدأ الأخطار مع «داعش» ولا تنتهي بنهايته. ثم من قال إن «داعش» قد انتهى. خسرت «دولة الخلافة» وجودها على أرض العراق وسوريا، لكنها انتقلت بالكامل إلى «دولة الخلافة الافتراضية». عبر شبكات التواصل الاجتماعية والتطبيقات مثل «تلغرام» و«واتساب» وغيرها يدير «داعش» عملية مستمرة للتطويع والتدريب على القتال وصناعة المتفجرات وإصدار التوجيهات بشن العمليات. التحقيقات الأردنية أظهرت أن أعضاء «خلية الفحيص الإرهابية» الذين جاءوا من خلفية جرمية تأدلجوا عبر الإنترنت خلال شهر واحد وانتقلوا إلى التنفيذ. وقد تمكنت الأجهزة الأردنية من قتل ثلاثة منهم واعتقال الباقين في غضون أقل من 24 ساعة. ثم إن انحسار «داعش» يترافق مع إطلالة جديدة لـ«القاعدة»، خصوصاً لتنظيم «حراس الدين» الذي ولد على الساحة السورية في فبراير (شباط) 2018 من عناصر من «القاعدة» كانوا مع أبو مصعب الزرقاوي، ويقال إن تعليمات أيمن الظواهري تصل إليهم عبر سيف العدل المقيم في إيران. بعد عقدين من توليه مهامه يدرك عبد الله الثاني أنه ملك في عالم تغير وفي منطقة تتغير. عراق اليوم لا يشبه أبداً ذاك الذي كان قائماً عشية القرن الحالي. ويكاد الأمر نفسه ينطبق على سوريا. والميليشيات الإيرانية تقيم قرب حدود الأردن عبر الخريطتين العراقية والسورية. وأفق السلام مسدود و«صفقة القرن» لن تعثر على توقيع فلسطيني. في هذه المناخات الصعبة يواصل عبد الله الثاني مهمة صيانة الاستقرار والكيان والدور. علاقته الوثيقة بأميركا على تبدل الإدارات ثابتة، خصوصاً في ضوء قدرته على مخاطبة الكونغرس ومعرفته بقوانين اللعبة هناك. أسعفته في الأزمة السورية علاقة قوية سابقة مع جار جديد اسمه فلاديمير بوتين، خصوصاً فيما يتعلق بالوضع في الجنوب السوري. وفي الداخل حيث يصطاد المغردون كل تقصير أو فساد يواصل الملك الحوار مع السياسيين والأحزاب والنقابات والإعلاميين والناشطين. وخير دليل أن مغردين كانوا بين من شملتهم جلسات الحوار الدوري المفتوح في بلد يعاند رغم قلة إمكاناته الاقتصادية للحفاظ على استقراره، ولا يتردد في اتخاذ القرارات المؤلمة لإنقاذ اقتصاده.

 

باقة في حقيبة

سمير عطا الله/الشرق الأوسط/11 آذار/2019

ضمت حكومة الرئيس سعد الحريري أربع مفاجآت حلوة: وزيرة للطاقة؛ حقل الرجال، ووزيرتان قادمتان من الإعلام، إحداهما عزيزتنا وجميلتنا مي شدياق، التي طالتها محاولة اغتيال شديدة القباحة، فكان الجمال في نجاتها. المفاجأة الأهم كانت تكليف سيدة بوزارة الداخلية في بلد مثل لبنان؛ الأمن فيه منه، وحالة السير فيه مثل غابات الكونغو، مع الاعتذار من التشبيه؛ أي الاعتذار من غابات الكونغو. وزيمبابوي، والبنغال. جلس اللبنانيون يترقبون، ماذا ستفعل ريا الحسن في هذه الأدغال؟ أين سوف تبدأ؟ بأي جرأة؟ كيف، بالدرجة الأولى، سوف تتعامل سيدة مع الآلاف من رجال الأمن الذين في إمرتها؟ وإذ أطرح هذه الأسئلة، أحب أن أذكّر جنابكم، بأننا في لبنان، ولسنا في ألمانيا أو فرنسا أو كندا، حيث تولت امرأة وزارة الدفاع وإمرة الجيوش... فهذا لبنان، وفيه نحو ثلاثة ملايين غير لبناني، والباقي لبنانيون؛ مليونان منهم، يقودون سياراتهم مثل سباق القطط البرية في غابات الكونغو، ويرمون على الطرقات فوارغ القناني الغازية وبقايا الطعام وأوراق السعال المستخدمة. تقدمت الروائية التشيلية الشهيرة إيزابيل الليندي، الحركة النسوية في أميركا الجنوبية، ثم في الشمالية، عندما انتقلت إلى العيش في كاليفورنيا. وكانت تدعى إلى إلقاء كلمات الافتتاح في المناسبات الدولية الكبرى؛ من أفريقيا إلى الدنمارك. وبصرف النظر عن موضوع المناسبة، كانت تضمّن خطابها شيئاً من ميزات المرأة: إنها تحمل الجمال والترتيب والسلام إلى أي مكان تذهب إليه. وفي إحدى رواياتها تقول رئيسة المدرسة الآتية حديثاً لتسلم مسؤولياتها، إن سلفها كان أكاديمياً عظيماً، لكنه كان ينسى أن يغير الورود في مكتب الإدارة كل يوم.

لست ممن يتابعون أمور الحكومات - ولا غيرها - في لبنان. صحيح أن اليأس خيانة وطنية، لكن الملل مسموح. وجيلي قد ملّ وضجر، ولا ننتظر شيئاً... ولذلك، تتخذ المفاجآت الحسنة أحجاماً احتفالية. أول قرار اتخذته ريا الحسن كان إصدار الأمر بإزالة الأكشاك المخالفة والمشبوهة عن الطرقات السريعة.

المزهرية أولاً. أول ما تفعله المرأة عندما تدخل بيتاً جديداً، أنها تقوم بتنظيفه. سلفها، الوزير نهاد المشنوق، اتخذ القرارات الأشد خطورة: نظف السجون وأدخل إليها القانون والحزم. اللمسة النسائية ليست أقل حزماً، لكنها تبدأ دوماً بالمزهرية. لعل هذا ما خطر للرئيس الحريري وهو يكلف امرأة حمل أثقل الحقائب.

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود وغيرها

عون عزى بضحايا الطائرة الاثيوبية وعرض مع فنيانوس مشاريع الاشغال والورشة الخاصة بالنقل ومع رائد خوري خطة النهوض الاقتصادي

الإثنين 11 آذار 2019 /وطنية - شهد قصر بعبدا قبل ظهر اليوم سلسلة لقاءات، تناولت شؤونا وزارية واقتصادية واجتماعية.

فنيانوس

وزاريا، استقبل رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، وزير الاشغال العامة والنقل يوسف فنيانوس وعرض معه في حضور مستشاره للشؤون الهندسية المهندس انطوان سعيد، مشاريع الوزارة في المناطق اللبنانية كافة وورشة العمل التي تحضرها حول سياسات النقل في لبنان، اضافة الى الشواغر في الوظائف الرئيسية في الوزارة. واشار الوزير فنيانوس الى انه لمس من الرئيس عون "متابعته المباشرة للمشاريع التي تنفذ واستعداده لتقديم الدعم اللازم لاستكمالها".

خوري

وعرض الرئيس عون مع الوزير السابق رائد خوري، الاوضاع الاقتصادية في البلاد، لا سيما متابعة خطة النهوض الاقتصادي التي وضعتها الحكومة السابقة انطلاقا من التقرير الذي اعدته مؤسسة "ماكينزي" بالتعاون مع الوزارات والادارات والهيئات اللبنانية المختصة. كذلك تطرق البحث الى الاجراءات التي اتخذت في موضوع المولدات الكهربائية الخاصة وضرورة متابعتها، لا سيما وان اللبنانيين تلقوا بارتياح كبير الاجراءات التي كانت اتخذت في الحكومة الماضية لضبط عمل اصحاب المولدات لما فيه مصلحة المواطنين.

حمود

قضائيا، استقبل الرئيس عون المدعي العام التمييزي القاضي سمير حمود وعرض معه شؤونا قضائية وعمل النيابات العامة.

عائلة العميد الطيار الشهيد سليمان مظلوم

وتلقى الرئيس عون دعوة من عائلة العميد الطيار الشهيد سليمان مظلوم لرعاية وحضور احتفال ازاحة الستار عن تمثال العميد الطيار الشهيد في مسقط رأسه في بلدة القعقور في قضاء المتن، لمناسبة الذكرى الرابعة والثلاثين لاستشهاده في 2 حزيران 1985.

التعزية بضحايا الطائرة الاثيوبية

الى ذلك ابرق الرئيس عون الى رئيسة اثيوبيا ساهلي ورك زويدي، والامين العام للامم المتحدة انطونيو غوتيريس، والمفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين فيليبو غراندي، معزيا بضحايا الطائرة الاثيوبية التي سقطت بألأمس.

 

سلام زار السنيورة: هناك جهات تحاول السيطرة على القضاء السنيورة: لتبرهن الدولة أنها حيادية لا مطية يستغلها البعض للنيل من الآخرين

الإثنين 11 آذار 2019/وطنية - زار الرئيس تمام سلام اليوم، الرئيس فؤاد السنيورة في مكتبه - السادات، وكان عرض للاوضاع والتطورات في لبنان والمنطقة.

بعد اللقاء، قال الرئيس سلام: "لقائي اليوم مع دولة الرئيس فؤاد السنيورة يأتي بداية في سياق التداول بالشأن العام بشكل مستمر بيننا لما فيه مصلحة البلاد، وأنا كنت منذ فترة غائبا، وقد تخلل تلك الفترة عاصفة حول ما تم التداول به من فساد وما له علاقة بالفساد، وضمن هذه العاصفة حصل استهداف، ازعج الجميع باتجاه شخصية وطنية كبيرة، هي الرئيس فؤاد السنيورة وهو كان له موقف واضح على مستوى ما تتطلبه هذه المرحلة وهذا الملف بالذات من معالجة، والسنيورة ليس بحاجة لا الى حصانة نيابية ولا حصانة طائفية ولا حصانة سياسية من اي جهة كانت، فهو لديه من الحصانة الوطنية الضامنة له ولنا ولكل من يريد مصلحة هذا الوطن". أضاف: "أنا علاقتي بالرئيس السنيورة قديمة وليست جديدة، قبل تبوؤ المسؤوليات والمناصب وقبل خوضه عالم السياسة، كان دائما نموذجا للمناقبية وللاخلاق وللاداء الشفاف والمنضبط خصوصا في ما يتعلق بالمال وكل ما فيه خير لبلدنا الحبيب لبنان. والرئيس السنيورة كانت له محاولة قد تكون فريدة من نوعها عام 1998، عندما تقدم بتصور اصلاحي على المستوى الاداري والمالي، لو اعتمد وطبق في وقتها لكان وضعنا اليوم على مستوى ادارة البلد افضل بكثير مما نحن فيه، ولكن مع الاسف كما اليوم غرق الامر بالمتاهات السياسية وفي ما نعرفه اليوم اكثر من اي وقت مضى من مزايدات وتناتش مع الاسف في مستويات غير لائقة لا في معالجة ملفاتنا ان كان في الفساد او غيره، ونحن نتطلع الى مرحلة جديدة في ظل حكومة جديدة وانطلاقة جديدة، نأمل منها ان تنتشل البلد لا ان تغرقه في المزيد من المتاهات. ونعول في ذلك على قياداتنا الوطنية والرئيس السنيورة في مناسبات محتلفة ما كان الا داعما لذلك، ونستمر نحن واياه في هذه المسيرة". وتابع: "أنا أشدد على ضرورة إبعاد السياسة عن كل ما فيه عدالة وحق في هذا البلد. أناشد وأرفع الصوت عاليا وأقول ارفعوا يد السياسيين عن العدل والعدالة، حرروا القضاء، أعطوه ما يجب ان يأخذه من حق لنتمكن من وضع الامور في نصابها وليشعر المواطن ان عنده مرجعية يمكن ان يستند اليها وهي قضاء شفاف ونزيه، وهو كذلك في غالبية أدواره وأدائه، ولكن لا ننفي ان بعض الجهات السياسية تحاول السيطرة والتأثير على هذا القضاء وبالتالي تضعنا جميعا في موقف حرج لا يخدم وطننا. من هنا سأتابع مع الرئيس السنيورة في كثير من القضايا كما كنا في الماضي، وأتمنى للبلد مستقبلا اكثر اشراقا واكثر متانة وثباتا في خط وطني واضح يحتضن الجميع ويتعاون فيه الجميع".

الرئيس السنيورة

من جهته، قال الرئيس السنيورة: "أنا سعيد جدا بزيارة الاخ والصديق دولة الرئيس تمام سلام، وايضا بالكلام الطيب الذي عبر عنه من خلال هذه التجربة الطويلة التي كنا فيها سوية على مدى عدة عقود. والحقيقة انه دائما وحسب تجربتي بالعمل العام، ان الشجرة المثمرة دائما تتعرض للرشق. وأنا على مدى ثلاثين سنة من العمل بالشأن العام وقبل ذلك عندما كنت رئيسا للجنة الرقابة على المصارف، كان هدفي الدائم ولا يزال هو الاصلاح والعمل ضد تفشي الفساد وبالتالي محاولة مستمرة من اجل ان تكون بوصلة الدولة اللبنانية هي البوصلة الصحيحة. وهذا يشهد عليه ما قمت به من إنجازات جمة خلال الفترات التي كنت فيها وزيرا للمالية ورئيسا للحكومة". أضاف: "أنا واثق جدا بما قمت به، وأعرف ان ما قمت به كان لمصلحة الدولة والخزينة العامة والحفاظ عليها. ولو عاد الزمن ثلاثين سنة الى الوراء، لقمت بنفس العمل الذي قمت به على مدى السنوات التي كنت اشغل فيها وزارة المالية، وكنت فيها رئيسا للحكومة".

وتابع: "أدرك كل الادراك ان هذه معركة مقصود منها حرف انتباه الناس عن الاصلاح الحقيقي وعن توجيه بوصلة الدولة، وهي محاولة من البعض من اجل ان يكتسبوا ثقة لا يتمتعون بها بسبب ما يقومون به من ممارسات وانهم سيخوضون معركة النزاهة ومحاربة الفساد وغيرها، وهم لا ينتمون الى هذا العمل لانهم اذا أرادوا فالباب مفتوح لكي يقوموا بهذا العمل. ومن المهم ان يصار الى ان تتمكن الدولة اللبنانية ان تبرهن من خلال ادائها على انها حيادية بالتعامل مع كافة الفرقاء في لبنان، لا ان تكون الدولة مطية للبعض من اجل ان يستغلوها بهدف النيل من الاخرين. هذا هو الطريق الصحيح للاصلاح، هو في العودة الى إثبات حيادية الدولة في التعامل مع كافة الفرقاء". أردف: "أمر آخر، إنني وقبل ثلاث عشرة سنة مضت، أرسلنا مشروع قانون الى مجلس النواب بحكومة مكتملة آنذاك، وهو هذا المرسوم الذي وقعناه في الحكومة التي كنت أرأسها وأرسل في 25 ايار من العام 2006 وهو الذي يخضع جميع حسابات الدولة اللبنانية الى التدقيق من قبل المؤسسات الدولية، وهذا إثبات على ان حكومتي آنذاك وانا شخصيا، كنت ألتزم بهذا الموقف الذي يحرص على ان يكون هناك تدقيق وبالتالي ألا تكون هناك خيمة على اي انسان في الدولة، ويجب ان يكون الجميع خاضعا للرقابة. وهذا الامر هو لإثبات هذا الموقف ولتأكيد اهمية حيادية الدولة اللبنانية في التعامل مع كافة الفرقاء. هذا هو الامر الذي حاولت ان اؤكد عليه". وختم: "أود في هذه المناسبة أن أشكر الاخ والصديق دولة الرئيس تمام سلام على هذه الزيارة وهذه الكلمات الطيبة التي أبداها، والتي تنم عن ايمانه العميق بحقيقة ما كنا نقوم به ونحن مستمرون في السعي لإنجازه".

 

 

/New A/E LCCC Postings for todayجديد موقعي الألكتروني ل08 و09 آذار/19

رابط الموقع

http://eliasbejjaninews.com

 

"حرية سيادة استقلال"

سناء الجاك/النهار/11 آذار 2019  

http://eliasbejjaninews.com/archives/72898/%D8%B3%D9%86%D8%A7%D8%A1-%D8%A7%D9%84%D8%AC%D8%A7%D9%83-%D8%AD%D8%B1%D9%8A%D8%A9-%D8%B3%D9%8A%D8%A7%D8%AF%D8%A9-%D8%A7%D8%B3%D8%AA%D9%82%D9%84%D8%A7%D9%84/

لم تولد لحظة "14 آذار" مبتدئة ومتعثرة تبحث عن هويتها. فهي ولدت ناضجة عاقلة وواضحة تعرف الى اين تريد ان تصل لذا كان لا بد من اغتيالها.

 

حزب الله.. الرد على جولة ساترفيلد بإعلان الحرب على السنيورة

علي الأمين/العرب/12 آذار/19

http://eliasbejjaninews.com/archives/72904/%D8%B9%D9%84%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%85%D9%8A%D9%86-%D8%AD%D8%B2%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87-%D8%A7%D9%84%D8%B1%D8%AF-%D8%B9%D9%84%D9%89-%D8%AC%D9%88%D9%84%D8%A9-%D8%B3%D8%A7%D8%AA%D8%B1/

استهداف السنيورة من قبل حزب الله في ملف الفساد، رسالة مفادها أن الكيدية السياسية هي التي تحرك حزب الله، وهي محاولة لتقويض أي مشروع جدي للإصلاح من خلال الدفع بالسجال اللبناني نحو متاهات طائفية ومذهبية.