المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكنديةLCCC/

نشرة الأخبار العربية ليوم 11 آذار/2019

اعداد الياس بجاني

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/eliasnews19/arabic.march11.19.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

                              

اقسام النشرة
عناوين أقسام النشرة

الزوادة الإيمانية لليوم/تعليقات الياس بجاني وخلفياتها/الأخبار اللبنانية/المتفرقات اللبنانية/الأخبار الإقليمية والدولية/المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة/المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود وغيرها

 

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

أحد شفاء الأبرص/«أَمّا هُوَ، فَٱنصَرَفَ وَأَخَذَ يُنادي بِأَعَلى صَوتِهِ وَيُذيعُ ٱلخَبَر»

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياته

الياس بجاني/حكامنا وأحزابنا وطاقمنا السياسي لا يمكن أن يبنوا وطن

الياس بجاني/بالصوت: تأملات إيمانية ووجدانية في مفهوم عجيبة شفاء الأبرص

دويلة حزب الله هي وراء كل مصائب كوارث الدولة

الياس بجاني/حزب الله الإيراني هو الفساد والإفساد

الياس بجاني/ما دام الإحتلال الإيراني للبنان قائماً لا اصلاح ولا من يحزنون، بل رزم من الكوارث المتتالية

الياس بجاني/احترام القضاء لا يكون انتقائياً وغب فرمانات حزب الله

 

عناوين الأخبار اللبنانية

رسالة بومبيو لبيروت: لا تساهل!

عبثاً تكافحون الفساد في دولة بلا سقف/الياس الزغبي

أبو جمرة: الفساد لا يتوقف الا بالبدء فورا بمعاقبة الفاسد

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الأحد في 10/3/2019

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

لبنان: توقعات باشتداد الصراع بين “المستقبل” و”حزب الله” بشأن الفساد

الحريري يترأس وفد لبنان إلى مؤتمر بروكسل بغياب وزير النازحين

تحرُّك لريفي محوره انتخابات طرابلس الفرعية

دمشق تسعى لتعزيز نفوذها في بيروت من خلال نشاط «المجلس الأعلى اللبناني ـ السوري»

أمينه العام قال لـ«الشرق الأوسط» إن عمله لم يتوقف في السنوات الماضية

سماحة السيد..ما لك من ملاذ سوى حضن الدولة/ د. أحمد خواجة/لبنان الجديد

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

تكتم شديد يحيط بعودة بوتفليقة من سويسرا

بوتفليقة عاد إلى مطار “عسكري” وسط غموض حول حالته الصحية/استجابة متباينة لنداء الإضراب... ورئيس الأركان: الجيش والشعب لديهما رؤية موحدة للمستقبل

المعارضة تحشد قواها ضد مادورو

خيبة في دمشق جراء 8 تطورات... وواشنطن تتسلح بـ«الصبر الاستراتيجي»/إبراهيم حميدي/الشرق الأوسط

سلسلة تفجيرات دامية تهز أطراف الموصل ومخاوف من صراع سياسي و«داعش» يفاقم الشكوك حول دوافعها بالتزام الصمت حيالها

مصر: السيسي يدعو للرقابة على الأسواق وضبط الأسعار

غرينبلات: إعلان خطة السلام للشرق الأوسط تنتظر الانتخابات الإسرائيلية

السلطة الفلسطينية تتجه إلى الاقتراض من البنوك... ولا رواتب حتى الآن

فتح» تتهم «حماس» بمحاولة اغتيال أحد قيادييها في غزة والحركة الإسلامية تلمّح إلىخلافات داخلية وتعلن اعتقال اثنين من منفذي الهجوم

تحطم طائرة ركاب إثيوبية ومقتل 157 شخصا على متنها كانت متجهة من أديس أبابا إلى نيروبي

ماكرون في شرق أفريقيا لتعزيز النفوذ الفرنسي في المنطقة

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

سفارة عوكر: برنامج ساترفيلد كان ضيقاً ولقاءاته مع الحريري وباسيل مثمرة/سيمون أبو فاضل/الكلمة أونلاين

سامر كبارة يعلن ترشّحه بطرابلس عبر"المدن": معركة لا تزكية/جنى الدهيبي/المدن

'حزب الله'.. دون كيشوت الفساد/منى فياض/الحرة

لبنان يبدأ حفر أول بئر بحرية بترولية في 2019/وليد خدوري/الحياة

صراع روسي ـ إيراني داخل عائلة الأسد/سوسن الشاعر الشرق الأوسط

الثالوث العربي: الحسرة والارتباك والعجز/د. آمال موسى الشرق الأوسط

نحن العرب... وجارتنا السمراء/الشرق الأوسط/إياد أبو شقرا الشرق الأوسط

تركيا: عشْ عجباً ترَ «رجباً»/عبدالله بن بجاد العتيبي/الشرق الأوسط

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

الراعي في قداس الاحد: أسوأ ما يشوه القضاء فضلا عن الرشوة المالية التدخل السياسي في الأحكام أو في الحيلولة دون تطبيقها أو في البحث عن كبش محرقة حفاظا على الكبار

 

في أسفل تفاصيل النشرة الكاملة

الزوادة الإيمانية لليوم

سِرَاجُ الجَسَدِ هُوَ العَيْن. إِنْ كَانَتْ عَيْنُكَ سَلِيمَة، فَجَسَدُكَ كُلُّهُ يَكُونُ نَيِّرًا. وإِنْ كَانَتْ عَيْنُكَ سَقِيْمَة، فَجَسَدُكَ كُلُّهُ يَكُونُ مُظلِمًا

 إنجيل القدّيس متّى06/من22حتى24/قالَ الربُّ يَسوعُ: «سِرَاجُ الجَسَدِ هُوَ العَيْن. إِنْ كَانَتْ عَيْنُكَ سَلِيمَة، فَجَسَدُكَ كُلُّهُ يَكُونُ نَيِّرًا. وإِنْ كَانَتْ عَيْنُكَ سَقِيْمَة، فَجَسَدُكَ كُلُّهُ يَكُونُ مُظلِمًا. وإِنْ كَانَ النُّورُ الَّذي فِيْكَ ظَلامًا، فَيَا لَهُ مِنْ ظَلام!  لا يَقْدِرُ أَحَدٌ أَنْ يَعبُدَ رَبَّين. فَإِمَّا يُبْغِضُ الوَاحِدَ ويُحِبُّ الآخَر، أَو يُلازِمُ الوَاحِدَ ويَرْذُلُ الآخَر. لا تَقْدِرُونَ أَنْ تَعْبُدُوا اللهَ والمَال.

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياته وتغريدات متفرقة

حكامنا وأحزابنا وطاقمنا السياسي لا يمكن أن يبنوا وطن

الياس بجاني/10 آذار/19

العلة ليست في النظام اللبناني التشاركي الذي يحترم التعددية المجتمعية المتنوعة بل هي في فساد وإفساد أهل النظام من أحزاب وحكام وتجار

 

الياس بجاني/بالصوت: تأملات إيمانية ووجدانية في مفهوم عجيبة شفاء الأبرص

http://eliasbejjaninews.com/archives/72850/%D8%A7%D9%84%D9%8A%D8%A7%D8%B3-%D8%A8%D8%AC%D8%A7%D9%86%D9%8A-%D8%A8%D8%A7%D9%84%D8%B5%D9%88%D8%AA-%D8%AA%D8%A3%D9%85%D9%84%D8%A7%D8%AA-%D8%A5%D9%8A%D9%85%D8%A7%D9%86%D9%8A%D8%A9-%D9%88%D9%88%D8%AC/

الياس بجاني/بالصوت/فورماتWMA/تأملات إيمانية في عجيبة شفاء الأبرص/10 آذار/19/اضغط هنا للإستملع للتأملات

http://www.eliasbejjaninews.com/newwma17/leper22.02.15.wma

الياس بجاني/بالصوت/فورماتMP3/تأملات إيمانية في عجيبة شفاء الأبرص/10 آذار/19/اضغط هنا للإستملع للتأملات

http://www.eliasbejjaninews.com/newmp3.17/elias%20leper22.02.15.mp3

 

دويلة حزب الله هي وراء كل مصائب كوارث الدولة

الياس بجاني/09 آذار/19

استحالة قيام دولة القانون والحريات واللافساد والسيادة دون تفكيك دويلة حزب الله واخضاعها للدولة ولدستورها ولكل الشرائع الدولية

 

حزب الله الإيراني هو الفساد والإفساد

الياس بجاني/08 آذار/19

حزب الله هو الفساد والإفساد بعينه وقبل حله وتسليم سلاحه إلى الجيش وتحرير لبنان من احتلاله وانهاء نفوذ أيران من وطننا فإن الفساد باق ومن سيء إلى أسوأ.

 

ما دام الإحتلال الإيراني للبنان قائماً لا اصلاح ولا من يحزنون، بل رزم من الكوارث المتتالية

الياس بجاني/07 آذار/19

بظل احتلال حزب الله لا يمكن أن يتم أي اصلاح أو أن يحترم الدستور أو القضاء وتصان الكرامات.الحلول تبدأ بعد التحرر من هذا الإحتلال

 

احترام القضاء لا يكون انتقائياً وغب فرمانات حزب الله

الياس بجاني/06 آذار/19

أن كان فعلاً الحزب اللاهي يحترم القضاء فليسلم له كل المطلوبين من عناصره ويرفع الغطاء عن وئام وهاب وعن كل المرتكبين من أمثاله المحيين من قبله

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

رسالة بومبيو لبيروت: لا تساهل!

ليبانون فايلز/الأحد 10 آذار 2019 /على وقع عدم الارتياح الفرنسي لتباطؤ الحكومة اللبنانية بشأن الإصلاحات التي التزمت بها في مؤتمر “سيدر”، ما يجعل استفادة لبنان من الأموال المرصودة منه مهددة فعلياً، تستمر حركة الموفدين الأجانب باتجاه بيروت التي سيزورها الأسبوع المقبل وزير الخارجية الأميركية مايك بومبيو، في سياق جولته في المنطقة والتي ستقوده إلى الكويت وإسرائيل، حيث ستكون الزيارة مناسبة لبحث تطورات الأوضاع في المنطقة. وأشارت معلومات ديبلوماسية لـ” السياسة”، إلى أن “رئيس الديبلوماسية الأميركية يحمل في جعبته رسائل متشددة تدعو لبنان إلى مزيد من الالتزام بسياسة النأي بالنفس التي وحدها الكفيلة بتحييده عن صراعات المنطقة، وأن بلاده لن تتساهل إزاء أي انحراف عن هذه السياسة، في الوقت الذي سيزداد تشددها حيال “حزب الله” الذي يمعن في توريط لبنان في صراعات الآخرين، من خلال مشاركاته العسكرية في عدد من الدول العربية، وهو الأمر الذي أساء إلى علاقات لبنان الخارجية وزعزع الثقة العربية والدولية به، من دون استبعاد أن يترك ذلك انعكاساته السلبية على مؤتمر سيدر لناحية تعهد الدول المانحة بالإيفاء بما تعهدت به”. وكشفت مصادر وزارية لـ”السياسة”، أن “زيارة بومبيو إلى لبنان تكتسي أهمية كبيرة بعد تشكيل الحكومة، ولما تحمله من رسالة دعم أميركية للبنان الذي يبقى حاجة عربية ودولية”، مشيرة إلى أن “المسؤولين اللبنانيين ينتظرون ما سيحمله معه بومبيو من أفكار ومقترحات لمعالجة مشكلات المنطقة، سيما ما يتصل منها بمصالح لبنان، وتحديداً في موضوع اللاجئين وملف الحدود البرية والبحرية مع إسرائيل، حيث أن باستطاعة واشنطن القيام بدور هام على هذا الصعيد”.

وشددت على أن “الموقف اللبناني سيكون موحداً وثابتاً من هذين الموضوعين، دفعاً باتجاه محاولة الحصول على تعهد أميركي إذا أمكن من أجل العمل على المساعدة في حل قضية اللاجئين والعمل على معالجة أزمة الحدود مع إسرائيل”.

وكان رئيس مجلس النواب نبيه بري كشف أن مساعد وزير الخارجية الأميركية دايفيد ساترفيلد لم يطلب موعداً للقائه في زيارته الأخيرة، إلا أنه قال “وحتى لو طلب هذا الموعد، فسأرفض استقباله”. وبحسب المعلومات فإن ما بدر عن ساترفيلد في لقاء سابق بينهما، دفع بري إلى مقاطعته والقول له بطريقة حادة، “أنا نبيه بري، تقول لي هذا الكلام، وما دمت تقول ذلك، فإن الطرح الأميركي غير مقبول، وموقفنا ثابت ومعروف بالتمسك بحقنا الكامل، ومساحة الـ860 كيلومتر مربع في البحر، التي تحاول اسرائيل ان تسطو عليها، وعلى الثروة النفطية الغازية التي تكتنزها، هي ليست وحدها ملك للبنان وضمن مياهه الإقليمية وحدوده البحرية، بل تضاف إليها مساحة بنحو 500 كيلومتر مربع جنوباً، هي أيضاً ملك للبنان”. إلى ذلك، أشار رئيس حزب “الكتائب” النائب سامي الجميل “ملتزمون بمبادئنا وثوابتنا، ونعارض وجود والٍ على لبنان، يحجم البعض ويحدد للبعض الآخر حقيبته الوزارية وحجمه وطريقة انتخابه ويملي على الدولة خياراتها”. وأكد أن “الكتائب حزب مقاوم، يناضل لبناء دولة حرة سيدة مستقلة، حضارية تعددية”.

 

عبثاً تكافحون الفساد في دولة بلا سقف.

الياس الزغبي/الأحد 10 آذار 2019

عبثاً تكافحون الفساد في دولة بلا سقف. السقف هو السيادة، والقرار المستقل، والدستور، والسلاح الشرعي، والحكم الصالح، والعدالة والنزاهة، ونظافة الكف، ونقاء الهوية والطوية. فإذا تشقّق السقف تزعزعت الجدران وانهارت، وإذذاك، عن أي إصلاح تبحثون؟

وأيّ فسادٍ تلاحقون؟ و... إذا فسُد ملحكم فمباذا تُملِّحون؟!

 

أبو جمرة: الفساد لا يتوقف الا بالبدء فورا بمعاقبة الفاسد

الأحد 10 آذار 2019 /وطنية - اعتبر رئيس "التيار المستقل" النائب الأسبق لرئيس الحكومة اللواء عصام أبو جمرة، في بيان، أن "الفساد آفة سريعة الإنتشار وسرطان علاجه الكي، والفعل الفاسد ليس فقط سرقة المال، إنما يشمل كل فعل مخالف للقانون يؤدي الى ربح مالي، كالتهريب والإتجار بالممنوعات مثل الحشيشة والكبتاغون وحتى البشر". ورأى أن "الفساد لا يتوقف الا بالبدء فورا بمعاقبة الفاسد الذي يتم ضبطه مهما كان مستواه او الحزب او الطائفة التي ينتمي اليها. وهذا، على الوزير ان يقوم به بمساعدة الإدارة والأجهزة الأمنية، وإلا يقال أو يستقيل من الوزارة. وهكذا يتم وضع النقطة على السطر".

 

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الأحد في 10/3/2019

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

مرة أخرى مسألة عودة النازحين السوريين تحدث توترات سياسية في لبنان. ففيما الأنظار هذا الاسبوع، تتجه صوب بروكسل، إلى مؤتمرها الثالث الخاص بالنازحين السوريين، حيث يرأس رئيس الحكومة سعد الحريري وفد لبنان، بمشاركة وزير الشؤون الاجتماعية ريشار قيومجيان الذي يشرف ووزير التربية أكرم شهيب بموجب التفاهمات والإتفاقيات السابقة، على تنفيذ ما تقرر بشأن النازحين، سيغيب عن الوفد وزير شؤون النازحين صالح الغريب.

حيال ذلك، غرد الوزير السابق طلال أرسلان بالآتي: لا مؤتمرات ولا زيارات ولا ندوات وليس من وفود تشرفنا بأن يكون وزيرنا في عدادها، إلا على القواعد الواضحة بتبني توجهات رئيس الجمهورية العماد عون، والبيان الوزاري لجهة مقاربة موضوع عودة النازحين السوريين، داعيا إلى الكف عن المتاجرة بالنازحين ماليا.

الوزير الغريب من جهته غرد عصرا: هناك إصرار لدى البعض، على العودة إلى سياسة الحكومة السابقة في ملف النازحين، كما أن تجاوز دور وزارة شؤون النازحين في مؤتمر بروكسل، ليس تجاوزا لشخصنا، بل لطريقة التفكير المغايرة، وللمقاربة الجدية التي ننتهجها من أجل معالجة هذا الملف، بغية تحقيق العودة، وهذا ما لن نسمح به إطلاقا.

وفي جدول الأسبوع المقبل أيضا محطة اقتصادية في الخليج، حيث يتوجه وفد تقني لبناني مؤلف من مديرين عامين وممثلين عن كل الوزارات المعنية إلى المملكة، تحضيرا لاجتماع اللجنة العليا المشتركة اللبنانية- السعودية التي يرأسها عن الجانب السعودي وزير المال محمد الجدعان، وعن الجانب اللبناني وزير الاقتصاد والتجارة منصور بطيش، ويبحث المجتمعون في تفعيل العلاقات التجارية وتنظيمها وتفعيل الاتفاقات المشتركة، إضافة إلى تذليل العقبات التي تواجه العلاقات التجارية.

وفي لبنان أيضا استعدادات للزيارة المرتقبة لوزير الخارجية الأميركية مايك بومبيو لبيروت.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أن بي أن"

ركود واضح على مستوى الحراك السياسي في عطلة نهاية الأسبوع، بمثابة هدوء يسبق عاصفة أسبوع جديد حافل بالمحطات المتصلة بملاحقة قضايا الفساد والرقابة البرلمانية والانتخابات الطرابلسية الفرعية.

وفي الأسبوع المقبل أيضا زيارة لوزير الخارجية الأميركية مايك بامبيو إلى بيروت في إطار جولة في بعض دول المنطقة.

وتتجه الأنظار الأربعاء والخميس المقبلين إلى بروكسل، التي تستضيف المؤتمر الدولي الثالث المخصص لملف النزوح السوري. المؤتمر سيشارك فيه لبنان الذي تكويه نار هذا الملف بوفد يرأسه رئيس الحكومة ولا يضم الوزير المعني وزير شؤون النازحين.

وفيما يستعد رئيس الجمهورية لحمل ملف النزوح في زيارته المرتقبة إلى موسكو، كال رئيس "حزب القوات اللبنانية" سمير جعجع الاتهامات للحكومة السورية بأنها لا تريد عودة النازحين، وبالتالي ثبت رفضه أي حوار معها.

بعيدا من الشؤون اللبنانية، كارثة جوية حلت بطائرة تابعة للخطوط الأثيوبية خلال رحلة إلى العاصمة الكينية نيروبي. حادثة التحطم لم يخرج منها أي ناج من بين المئة والسبعة والخمسين شخصا الذين كانوا على متنها، والذين ينتمون إلى ثلاثة وثلاثين بلدا.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المستقبل"

الأسبوع السياسي، أقفل على محاولات لإغراق البلاد بكلام عن مكافحة الفساد، وعن حرب مقدسة أطلقها إزاءه الأمين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصر الله، متبوعة بكلام لمن يدور في فلكه، حول آليات هذه الحرب، وكأنهم لا يسبحون فيها حتى النخاع، تهريبا وتشبيحا على المرافئ العامة الشرعية. وكذلك من خلال استحداثهم للمعابر غير الشرعية على طول الحدود اللبنانية- السورية، وما ينتج عنها من تهريب يفقد الدولة مئات الملايين من الدولارات.

وفي بوادر الملفات الخلافية للآتي من الأيام، الكلام عن محاولات لإعادة إحياء المجلس الأعلى اللبناني- السوري الذي يجسد زمن الوصاية السورية، وتصريحات وزير الدولة لشؤون النازحين بشأن مؤتمر بروكسل والذي سيطالب لبنان خلاله، عبر كلمة لرئيس مجلس الوزراء سعد الحريري، بدعم المجتمعات المضيفة للنازحين، وسيجدد التأكيد بأن حل قضية النازحين تكون بعودتهم الى بلادهم.

إقليميا، الجزائر على صفيح ساخن مع عودة الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة الذي وصل مطار بوفاريك العسكري جنوب غربي العاصمة الجزائر. وقبيل وصوله، برز تعاطف قادة الجيش مع الجزائريين الذين يريدون تنحي بوتفليقة، إذ قال رئيس أركان الجيش الفريق قايد صالح: إن الجيش والشعب، لديهما رؤية موحدة للمستقبل.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المنار"

تقريبا غابت السياسة وملوثاتها في نهار بيئي أخضر، في اليوم الوطني للمحميات الطبيعية التي استقبلت الزوار في فسحة أمل قصيرة، بعيدا عن الهموم المعيشية. إلا أن الحدث، وعلى أهميته، يدق ناقوس الخطر، فالمساحة الخضراء التي تشكلها هذه المحميات لا تتعدى ثلاثة بالمئة من مساحة البلاد. فالمحميات السياسية تنمو وتتنوع على حساب لبنان الاخضر. وليس أدل على ما يمكن أن تتسبب به هذه المحميات السياسية من تصحر مالي وأضرار جسيمة، الأرقام التي تكشف تباعا عن اختلاسات ومحسوبيات، وجديدها ما أعلنه النائب السابق اسماعيل سكرية من أن مليارات الدولارات من الهبات والمساعدات والقروض لم تصل إلى الجهة المعنية، إلى وزراة الصحة على مدى ربع قرن من الزمن وضاعت هدرا، وتنفيعات، وسرقات.

وإلى ملف النازحين السوريين، إذ يبدو أن هناك من يصر على حبسه في محميته خلافا للقانون والمنطق، وهو ما أثار استهجان الوزير المختص، فأصدر بيانا أسف فيه لإصرار البعض على العودة إلى سياسة الحكومة السابقة في هذا الملف تجاوزا لجميع الأصول والأعراف. الوزير صالح الغريب كان يشير إلى مؤتمر بروكسل حول النازحين الذي سينعقد في الثالث عشر من الشهر الجاري، ويتمثل فيه لبنان بوفد يرأسه رئيس الحكومة سعد الحريري وبعضوية عدد من الوزراء.

وفيما غيب وزير النازحين عن ملفه في لبنان، غيب العدوان الأميركي- السعودي نازحين يمنيين في محافظة حجة. طائرات العدوان ترتكب مجزرة راح ضحيتها العشرات من النساء والأطفال إثر استهداف منازل مواطنين ونازحين، وأشار مراسلنا في اليمن إلى وجود عشرات الضحايا تحت الأنقاض، وأن القصف الجوي حال دون انتشالهم بعدما عمدت الطائرات إلى استهداف سيارات الإسعاف والطرقات.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أو تي في"

يختتم وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو ثلاثية الزيارات الأميركية إلى لبنان في الأيام المقبلة، بعد دايفيد هيل ودايفيد ساترفيلد، ويضيف المجتمع الدولي والأوروبي موضوع التصنيف البريطاني ل"حزب الله" إلى قائمة اهتماماته الأساسية بلبنان، المتمثلة بملف النازحين ومؤتمر "سيدر"، ليصبح اهتماما ثلاثي الركائز، ويحدد السيد حسن نصرالله الفساد عدوا مثل اسرائيل والإرهاب تجب محاربته ومقاومته، فتكون معادلة ثلاثية جديدة: مقاومة اسرائيل والارهاب والفساد.

ويزور الرئيس ميشال عون روسيا في محطة استثنائية، حاملا جملة قضايا وهموم واهتمامات، أبرزها ثلاث: النازحون، تأكيد موقع لبنان كملتقى حوار وحرية وتعددية في هذا الشرق والتعاون بين البلدين والعلاقات الثنائية بين بيروت وموسكو.

وإلى العاصمة البلجيكية بروكسل، يتوجه رئيس الحكومة سعد الحريري لحضور مؤتمر بروكسل للنازحين من دون أن يصطحب وزيرهم- حتى الساعة- في عداد وفد لبنان الرسمي، ما حدا برئيس كتلة "ضمانة الجبل" طلال ارسلان ووزير شؤون النازحين صالح الغريب إلى إطلاق مواقف منتقدة، استعادت ولو بشكل معكوس السجال الذي رافق زيارة الوزير الغريب إلى دمشق عقب تأليف الحكومة. وكان لافتا موقف وزير الدولة لشؤون رئاسة الجمهورية سليم جريصاتي الذي استغرب استبعاد الغريب عن الوفد الرسمي إلى بروكسل بما لا يساعد التضامن الحكومي والانتاجية المنتظرة منها، كما غرد.

وعلى المقلب الحكومي، ورشة لا بل ورش عمل، وأمل يتطلع إليه اللبنانيون في الأسابيع المقبلة على المستوى الانمائي والاقتصادي والبيئي والمالي والقضائي، ومواصلة التعيينات والمباشرة بالاصلاحات كشرط أساسي لاستعادة التوازن الداخلي واستكمال الدعم الخارجي في أجواء من الحوار والتواصل والتفاهم حتى في أدق الملفات وأشدها حساسية.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أم تي في"

إنتهى شهر العسل الحكومي، ومعه انتهت فترة السماح، وما عاد اللبناني يقبل أن يتم التعاطي مع حاجاته، وهي كلها من النوع الطارئ والملح، وكأنما لا نزال في أزمة تشكيل الحكومة، فالوزراء اكتشفوا مكاتبهم وتعرفوا إلى مهامهم، والمطلوب منهم الآن الإنكباب على العمل.

والمفارقة أن الكل فوجئ بواقع أن الخزائن فارغة، وأن الموازنة غير متوازنة، تستنزفها رواتب القطاع العام وخدمة الدين، المهم أن يدرك المسؤولون قبل فوات الاوان، أن لا سبيل إلى الخروج من المأزق إلا عبر ثلاث خطوات متلازمة ومترابطة، إن تعثرت إحداها توقفت عجلة النهوض: محاربة حقيقية للفساد، خلق الأجواء والتشريعات المحفزة للاستثمار، والتماهي الكلي مع شروط "سيدر".

لكن ما نلاحظه ويلاحظه العالم معنا أن محاربة الفساد تتأرجح بين مشروع خاص تختلط فيه الديموغوجيا بالشعوبية، وإعلانات لفظية تطلق من منابر المقرات الرسمية، لكنها لا تجد ترجمة عملية أو جدية لها على الأرض، وهذا يعني أن ثلاثية إطلاق عجلة النمو والنهوض ستبقى متوقفة إلى أجل غير مسمى.

في هذه الأجواء يصل وزير الخارجية الأميركي بومبيو إلى بيروت منتصف آذار، حاملا حقيبتين، الأولى تتضمن لائحة شروط يتعين على الدولة تنفيذها لإحكام الحصار على "حزب الله"، والثانية محشوة بكمية "هوبرة" على الدولة للانحناء أمام الرغبات النفطية والغازية لإسرائيل، ما سيتسبب بإرباك إضافي للدولة هي في غنى عنه.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أل بي سي آي"

دقيق سيكون هذا الأسبوع مع كل ما يحمله من ملفات لبنانية شائكة. أول هذه الملفات، قضية النزوح السوري في لبنان، والتي ستبرز في مؤتمر بروكسل 3، إلى حيث سيتوجه رئيس الحكومة سعد الحريري على رأس وفد تقني، فيما وجه الاتحاد الأوروبي دعوة لوزيري الشؤون الاجتماعية والتربية للمشاركة في المؤتمر على اعتبار أنهما أكثر الوزراء المعنيين بملف النزوح.

غياب وزير شؤون النازحين صالح الغريب عن المؤتمر لم يمر مرور الكرام، ففي وقت يتسلح الرئيس الحريري ببنود البيان الوزاري ليطلب من المؤتمرين مزيدا من المساعدات للنازحين ومجتمعاتهم المضيفة، خاض النائب طلال ارسلان معركة افتراضية عبر "تويتر"، استخدم فيها أسلحة المتاجرة بالنازحين، لينتقد اختصار وفد لبنان إلى بروكسل بوزيرين اثنين.

وفيما ينعقد مؤتمر بروكسل 3 الثلاثاء، تتوجه الأنظار إلى الرسائل التي سيحملها وزير الخارجية الأميركي مارك بومبيو إلى بيروت منتصف الشهر الحالي، مع كل ما قد تحمله من مطالبات بضرورة تضييق الخناق على "حزب الله"، وذلك قبل أيام قليلة من توجه رئيس الجمهورية العماد ميشال عون إلى موسكو أواخر الشهر الحالي.

هاتان القضيتان على أهميتهما، لن تحجبا الضوء عن مكافحة الفساد، وضبط حسابات الدولة، فكرة ثلج التحقيقات التي تجريها شعبة المعلومات تكبر، وآخر معطياتها حسب معلومات ال"LBCI"، توقيف سمسار يقول إنه مدير العلاقات العامة لقاض، في بدعة أقل ما يقال فيها إنها فضيحة، فمنذ متى كان للقضاء مدراء علاقات عامة، والأخطر ما هي مهمات هذا المدير؟.

أما ملف حسابات الدولة، فيتمحور حول نقطة أساسية: متى سيسلم وزير المالية علي حسن خليل تقريره المالي إلى مجلس النواب لتناقشه لجنة المال والموازنة، وهل سيقدم على هذه الخطوة، أم يحول التقرير إلى مجلس الوزراء ليناقش مع الموازنة العامة؟، وهل رفع التقرير مرتبط برأي ديوان المحاسبة، الذي تسلم من جهته التقرير وبدأ دراسته، كونه الهيئة الرقابية المكلفة المراقبة اللاحقة؟.

كل هذه الملفات، ستشغل الأيام المقبلة، أما الليلة، فلا شيء أهم من مأساة انسانية عن شاب عشريني قضى أياما من حياته في عتمة "تتخيتة"، وقد أغلقها عليه والده وزوجته.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "الجديد"

في البدء كانت الكرسي، والمتحرك فيها هو تداول السلطة، لكنها في الجزائر انقلبت "رئيسا على عقب" ومقعدا متحركا ينقل الزعيم إلى مشفاه السويسري ويرده كالسندريلا النائمة إلى الرئاسة.

هذه هي حال بلد المليون شهيد منذ أسابيع. وطن المقاومة والاستقلال والذي يقاوم بعضه بعضا اليوم وينقسم في الشارع. ومنذ أن قرر القيمون على الرئيس ترشيح بوتفليقة لولاية خامسة، والجزائريون لم يسمعوا سوى بالكرسي الناعسة والشاحنات المستوردة أوراقا للدستوري، واليوم الطائرة التي قد تقل الرئيس إلى مسقط الرأس، أما هو شخصيا فلا خطاب يوثق علامات الظهور.

وبعودة الرئيس الصامتة، فإن الشارع لا يبدو أنه سيعود إلى الوراء، وسط توقعات بالاضراب العام والعصيان المدني، في حال استمرت السلطة متمسكة بالولاية الخامسة لرجل سخرت منه مواقع التواصل ومنحته اسم "بوتلزيقة". لكن الرئيس، ليس في هذا العالم، ووضعه الصحي لم يسمح له بالمعرفة، فيما تأخذ حاشيته السياسية وعائلته عنه القرار، تحكم وتترشح باسمه، وتدعو إلى الهدوء باسمه، وهذا ما استعجله رئيس أركان الجيش الفريق قايد صالح معلنا أن "الجيش الجزائري والشعب لديهما رؤية موحدة للمستقبل".

هي حال دول عربية ما تزال تعاند شعوبها، ولا نية لها بأن تتعظ من شوارع قريبة سقطت لمجرد أن الشعب "أراد"، وليست السودان بأقل اضطرابا مع تمديد حال الطوارئ واستمرار حملات الاعتقالات والمحاكمات "المهداوية"، وأبرزهم مريم الصادق المهدي ابنة زعيم "حزب الأمة" المعارض وتسعة عشر آخرين من أعضاء الحزب، لمشاركتهم في احتجاجات تدعو الرئيس عمر البشير إلى التنحي.

وإذ كانت شعوب السودان والجزائر تجد لها مساحات تظاهر، فإن هذه الحريات ممنوعة من أساسها في دول أخرى، حيث يتم التعبير عن الرأي "بالتخاطر" وعن بعد وعبر الاشارات والايماءات ووسائل التواصل، كما يحصل في حملة "إطمن_إنت_مش_لوحدك".

وعلى ضفة لبنان، فإن سياسة "لوحدك" تبدو الرائجة، لاسيما في التوجه إلى مؤتمر النازحين في بروكسل من دون اصطحاب الوزير المختص. ووفقا لوزير شوؤن النازحين صالح الغريب، فإن الحكومة تتجاوز جميع الأصول والأعراف في الدعوة إلى مؤتمر بروكسل. واعتبر أن البعض لا يروق له عودة النازحين إما نزولا عند رغبة بعض الأطراف الخارجية بشق الموقف الوطني الموحد، وإما تغليبا لبعض المصالح المشبوهة الضيقة أو الإثنين معا، وهذا يدل على الإصرار في اتباع سياسات مشرذمة لا تمت إلى مصلحة لبنان بصلة.

وكلام الوزير المختص ينبه إلى سلوك "غريب" لدى الحكومة في مقاربتها ملف النازحين. فالأموال والمساعدات مطلوب منحها لهم دوليا، لكن على قاعدة ضمان عودتهم إلى بلادهم واجراء الترتيبات اللازمة لايصال المعونات إلى حيث انتقالهم في المناطق السورية الآمنة، ومن خلال المواقف يتبين أن هذا الملف أحدث رأيين منقسمين: الأول تتبناه الحكومة ورئيسها، والثاني يدعمه رئيس الجمهورية من خلال تغريدة الوزير سليم جريصاتي الذي استغرب استبعاد وزير الدولة لشؤون النازحين من الوفد الرسمي إلى مؤتمر بروكسل، وقال إن التنكر لاختصاصات الوزراء المعنيين أمر لا يساعد على التضامن الحكومي.

والتضامن لن يكون سوى سياسي يتصل بالحرب على الفساد للوقوف ضد المساءلة على مستويات عليا. واليوم نكشف أن الوزير الوحيد الذي دخل السجن بمضبطة اتهام، ظل للآن بلا حكم في القضية منذ ستة عشر عاما. ومن مآثر الماضي، كلام سيكشفه علي عجاج عبدالله ل"الجديد" عن "جنون البقر" وجنوح القضاء إلى القدر.

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

لبنان: توقعات باشتداد الصراع بين “المستقبل” و”حزب الله” بشأن الفساد

بيروت ـ “السياسة/10 آذار/19/وسط توقعات باشتداد الاشتباك الداخلي بين “تيار المستقبل” و”حزب الله” على خلفية ملف الفساد الذي يشغل حيزاً واسعاً من الاهتمام السياسي، استمر التساجل قائماً بين الفريقين. وقال عضو كتلة “المستقبل” النائب محمد الحجار “تنطح الغارقون بالفساد لوصف الغير بالفساد وحالياً ومن على شاشة تلفزيونهم يصفون شرفاء بلدتي برجا والناعمة – حارة الناعمة بأنهم ميليشيات متناسين أفعالهم الميليشيوية في السابع من مايو، وغيرها والتي كادت تأخذ البلد إلى فتنة لولا حكمة قادة شرفاء همهم الوطن فقط”. وأضاف “فعلاً اللي استحوا ماتوا”. من جهته، أشار منسق عام “التجمع من أجل السيادة” نوفل ضو على حسابه بموقع “تويتر”، إلى أن “آخر المعادلات التي سيعمل حزب الله على فرضها على اللبنانيين في الأشهر المقبلة بعد صدور حكم المحكمة الدولية في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري، تسوية جديدة تقضي بعدم اعتراف المستقبل بحكم المحكمة في مقابل إسقاط حزب الله اتهاماته للمستقبل وأركانه الأحياء والشهداء بالفساد”. وشدد البطريرك بشارة الراعي في عظة الأحد، أمس، على أن “أسوأ ما يشوه القضاء، فضلاً عن الرشوة المالية الرخيصة التدخل السياسي في الأحكام أو في الحيلولة دون تطبيقها نفوذاً أو في البحث عن كبش محرقة حفاظاً على الكبار وهذا ما نشهده بكل أسف عندنا في لبنان”. وأضاف أن “الأمر الذي يطعن المواطنين في الصميم، ويزعزع ثقتهم بالقضاء، ويُفقد الدولة هيبتها”.

 

الحريري يترأس وفد لبنان إلى مؤتمر بروكسل بغياب وزير النازحين

بيروت ـ “السياسة/10 آذار/19/أعلن المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين فيليبو غراندي، أنه سيجدد الطلب إلى الجهات المانحة في مؤتمر ببروكسل، المقرر عقده الأسبوع الجاري، “بدعم كل من اللاجئين، والمجتمعات المحلية التي تؤويهم، بالإضافة إلى الحكومة اللبنانية”، التي ما زالت تستضيف اللاجئين للسنة الثامنة على التوالي. ويشارك لبنان في المؤتمر بوفد وزاري مصغر برئاسة رئيس الحكومة سعد الحريري وفريق من المستشارين والتقنيين، في مقدمهم وزير الشؤون الاجتماعية ريشار قيومجيان، الذي يشرف بموجب التفاهمات والاتفاقيات السابقة على تنفيذ ما تقرر بشأن اللاجين ، فيما سيغيب وزير النازحين صالح الغريب المعني الأول بهذا الملف لأسباب سياسية. وفي السياق، أكد عضو “كتلة المستقبل” النيابية نزيه نجم أن “أحداً لا يريد بقاء اللاجئين في لبنان، لأنني كلبناني لم أعد أستطيع أن أتحمل هذا الموضوع، خصوصاً على الصعيد الاقتصادي، وأنا كلبناني لم أعد مجبراً على استقبالهم كل هذه السنوات، خصوصاً مع تزايد أعداد الولادات السورية”، معتبراً “أننا ننتظر الدور الروسي في هذا الاطار”، معولاً على زيارة الرئيس عون إلى موسكو لحل هذا الموضوع. وغرد رئيس “الحزب الديمقراطي” الأمير طلال أرسلان قائلاً، “لنكن واضحين من أول الطريق لا مؤتمرات ولا زيارات ولا ندوات ولا وفود تشرفنا بأن يكون وزيرنا في عدادها إلا على القواعد الواضحة والصريحة والشفافة بتبني توجهات رئيس الجمهورية والبيان الوزاري لجهة مقاربة موضوع الاجئين السوريين”. وأضاف “كفى متاجرة بمصالح البلد العليا من أي كان رئيساً أو وزيراً ومن يمثلون بالخارج، مصلحة لبنان يجب أن تكون فوق الجميع … لا أن يبقى شغلنا الشاغل الشحاذة في كل المواضيع … كفى متاجرة باللاجئين مالياً، وكلنا نعلم لجيوب من تذهب المساعدات”.

 

تحرُّك لريفي محوره انتخابات طرابلس الفرعية

بيروت ـ “السياسة/10 آذار/19/ يواصل “تيار المستقبل” التحضير لمعركة الانتخابات الفرعية في طرابلس، من خلال اجتماعات يعقدها لماكينته الانتخابية لخوض هذا الاستحقاق الذي حدد موعده في 14 أبريل المقبل، وسط حديث توجه لدى اللواء أشرف ريفي لخوض هذه المعركة في وجه مرشحة المستقبل ديما الجمالي، إذا وجد حظوظه مرتفعة، إلى جانب إمكانية ترشح مرشح “الأحباش” السابق طه ناجي. واعتبر في هذا الإطار وزير الاتصالات محمد شقير أن “القرار بإبطال نيابة جمالي أتى على خلفية سياسية”، سائلاً “لماذ لم يتخذ أي قرار من المجلس الدستوري، مع العلم أن ثمة نحو 17 طعناً مقدماً له”، وقال إن “خلفيات قرار المجلس الدستوري، أقل ما يقال فيها إنها جاءت على خلفيات سياسية وكيدية بامتياز، وحصل تدخل في عمل المجلس وتبديل الوجهة القانونية، التي اختارها للنظر في الطعن”. أضاف إن سبب اتخاذ هكذا قرار، يعود إلى خطة موضوعة، لتحجيم الحريري وإضعافه في طرابلس، خصوصاً أن الحريري، يحمل في جعبته مشروعاً كبيراً، لإنقاذ البلد من المحنة، التي يمر بها”. وفي سياق متصل، تمنى وزير الدولة لشؤون تكنولوجيا المعلومات عادل افيوني تجنب الخلافات السياسية والابتعاد عن خوض معارك انتخابية في طرابلس في هذا الوقت بالتحديد، إلا أن القرار يبقى بيد القوى السياسية، مؤكداً التزام الرئيس نجيب ميقاتي التعاون والاتفاق مع الحريري.

 

دمشق تسعى لتعزيز نفوذها في بيروت من خلال نشاط «المجلس الأعلى اللبناني ـ السوري»

أمينه العام قال لـ«الشرق الأوسط» إن عمله لم يتوقف في السنوات الماضية

بيروت: بولا أسطيح/الشرق الأوسط/10 آذار/19

بدا لافتا في الأسابيع القليلة الماضية استعادة الأمين العام للمجلس الأعلى اللبناني – السوري، نصري خوري، نشاطه في لبنان بعد سنوات من تعليق تلقائي لدور المجلس نتيجة اندلاع الأزمة في سوريا. ويرى خصوم دمشق في بيروت، الذين ينظرون بريبة وامتعاض إلى هذا النشاط المستجد، أن سوريا تحاول استعادة نشاطها السياسي المباشر في لبنان الذي تراجع إلى حدوده الدنيا في السنوات الـ8 الماضية. وبدأ خوري بعد تشكيل الحكومة اللبنانية الجديدة جولة على الوزراء الذين طلب مواعيد من القسم الأكبر منهم، وهو يزور حاليا من يحدد له موعدا لتفعيل العمل بعدد من الاتفاقيات بين لبنان وسوريا بعدما باتت الظروف مؤاتية، على حد تعبيره. ويؤكد خوري في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن عمل المجلس الأعلى والأمانة العامة لم يتوقف في السنوات القليلة الماضية وإن لم يكن بارزا في الإعلام سابقا، لافتا إلى أنه كانت تتم متابعة تنفيذ الاتفاقيات الموقعة بين البلدين ضمن الحدود التي كانت تسمح بها الظروف بحينها.

ويشير خوري إلى أن الأمانة العامة ساهمت في العامين 2013 و2014 بوضع «خطة مشتركة لإعادة النازحين، لكن الأمور تعثرت بعدما كنا توصلنا إلى صيغة معينة نتيجة تراجع الجانب اللبناني»، موضحا أن المحاولات مستمرة لإيجاد قواسم مشتركة ووضع خطة جديدة لإعادة النازحين، خاصة بعدما تم تعيين وزير جديد لشؤونهم.

وانبثق المجلس الأعلى اللبناني – السوري عن «معاهدة الإخوة والتنسيق» بين لبنان وسوريا والتي تم توقيعها في العام 1991 وشكلت «منعطفا كبيرا» في تاريخ العلاقات بين البلدين بعدما كان لبنان يخضع لـ«الوصاية السورية». ويتألف هذا المجلس من رئيسي جمهورية الدولتين، ومن رئيس مجلس الشعب السوري ورئيس مجلس النواب اللبناني، بالإضافة إلى رئيسي مجلس الوزراء ونائبيهما في البلدين. وبحسب المهام الرسمية المنوطة به، يضع هذا المجلس السياسة العامة للتنسيق والتعاون بين الدولتين في كافة المجالات (السياسية والاقتصادية والاجتماعية وغيرها) ويشرف على تنفيذها. وتُعتبر قراراته إلزامية ونافذة المفعول في إطار النظم الدستورية في كل من البلدين. لكن إقامة علاقات دبلوماسية بين لبنان وسوريا في العام 2008 واتخاذ قرار بفتح سفارتين في الدولتين الجارتين، طرحا أكثر من علامة استفهام حول جدوى استمرار المجلس الأعلى، إلا أنه اتخذ قرار واضح في حينه بوجوب استكمال عمله. وقال نصري خوري إن المهام المنوطة بالمجلس تختلف عن تلك المنوطة بالسفارتين، وبالتحديد لجهة متابعة تطبيق الاتفاقيات الموقعة بين البلدين.

ويعتبر الوزير السابق إبراهيم نجار أن «السجال حول جدوى المجلس الأعلى قديم جديد إلا أن ما يمكن تأكيده هو أن إعادة أحيائه راهنا، تتزامن مع اتساع حقل التحرك السوري في لبنان»، لافتا في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إلى أن ما يحصل «دليل واضح على محاولة سوريا استعادة نشاطها السياسي المباشر في لبنان بعدما كان هذا النشاط في السنوات القليلة الماضية يتم عبر حزب الله». وترى مصادر الحزب «التقدمي الاشتراكي» أن «النظام السوري يحاول بوضوح التغلغل مجددا في الساحة السياسية اللبنانية، إن كان عبر اللعب على الوتر الطائفي حتى من داخل الطوائف أو من خلال ملف النازحين عبر محاولة فرض شروطه واستدعاء وزراء لبنانيين إلى دمشق، وصولا لإحياء مؤسسات مضى عليها الزمن كالمجلس الأعلى»، مشددة في تصريح لـ«الشرق الأوسط» على أن «اللبنانيين لن يفرطوا في التضحيات الكبيرة التي بذلوها ولن يقبلوا بإعادة عقارب الساعة إلى الوراء».

وتتطابق وجهة النظر «الاشتراكية» مع موقف حزب «القوات اللبنانية»، الذي تعتبر مصادره أن «هذا المجلس الذي أنشئ في مرحلة الاحتلال والوصاية السورية يُعتبر باطلا وهو أصبح لزوم ما لا يلزم خاصة بعد إقامة علاقات دبلوماسية بين البلدين»، داعية في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إلى «إبقاء العلاقات بالمرحلة الراهنة بين لبنان وسوريا بحدودها الدنيا، إذ لا يمكن إحياء هذا المجلس أو استعادة العلاقات الطبيعية مع دمشق، قبل استعادتها مقعدها في جامعة الدول العربية ورفع الحظر عنها، وإلا نكون نضع أنفسنا في مواجهة مع المجتمعين العربي والدولي».

 

سماحة السيد..ما لك من ملاذ سوى حضن الدولة

 د. أحمد خواجة/لبنان الجديد/10 آذار 2019

 نرغب  رغبة صادقة في تصديق مقولة امين عام حزب الله  السيد  حسن نصر الله بأنّه كان  متفرغاً لمعارك التحرير ومجابهة  العدو الصهيوني، وبعد ذلك الدخول إلى سوريا لمقارنة والتكفيريين( بغضّ النظر عن دعم نظام بشار الأسد )، وترك  الالتفات إلى معظلات الوطن الداخلية،  باعتبارها  من المسائل الثانوية التي  لا تستحق العناية  الكافية، فالاموال الإيرانية " النظيفة " تُغني تيار المقاومة عن غمس الأيادي بأموال الدولة اللبنانية " المشبوهة " حتى لا نقول كلاماً جارحاً، إلا أنّ ما نودُّ لفت سماحته له اليوم  أنّ بعض  " المعارضين " لنهج حزب الله، لطالما  نبّهوا  إلى ضرورة  الاهتمام الكافي بأوضاع الوطن المأساوية،  فالدّين العام إلى تصاعدٍ مخيف، والفساد  مستشرٍ في كافة القطاعات،  والبيئة في خطر، وأموال السياسيين الفاسدين باتت أرقاماً خيالية، وأنّ قيام " دويلة" يأتيها رزقها من الخارج، وتقتاتُ من فًتات  الدولة اللبنانية  الأم،  حتى  وصلنا اليوم إلى ما نحن فيه من مأزق يطال الجميع، ويعلم السيد بالتأكيد مع أقطاب حزبه أنّ دوام الحال من المحال،  وأن الأموال الإيرانية لا بدّ لها أن تنضب في يومٍ من الأيام، ولمئة سببٍ وسبب،  وأنّه وقد رهن الطائفة الشيعية بين يديه لمدة تقارب الثلاثة عقود، وبات مسؤولاً عن مصيرها ومآلها، فلن يجد أمامه سوى الدولة كحضنٍ دافئٍ وملاذٍ آمن، إلا أنه  وعلى ما يبدو فقد صحّت مخاوف المعارضين،  الصادقين الأوفياء، لتتوارى  تبجّحات و "فرقعات" المطبّلين والمزمرين،  والذين  افقدتهم صوابهم روايات  الانتصارات  والتفوق والتعالي، ليظهر سماحته بالأمس والخيبة ظاهرة على ملامحه، والأسى في نبرة صوته. ها قد عُدنا  إلى الدولة، إلا أنّها اليوم خرابٌ على خراب، وهذا جزاء ما اقترفته أيادي الجميع، هؤلاء الذين تُركت الدولة  بين  أيديهم وتحت أرجلهم يستبيحونها،  والذين خُيّل لهم أن النّأي بالنفس عن  المناصب والصفقات والعقارات  وشركات النفايات والطاقة  وبيوت المال والمصارف، سجايا متأخرين كثيرا ً يحاربون فساداً كان يجري تحت أنظارهم وعلمهم وربما برعاية بعضهم وتورُّط البعض الآخر.  وهذا هو السيد اليوم ولأول مرة يقولها : سنحارب الفساد، وبات في منزلة الجهاد،  ولعلّ المسكوت عنه هو القول: لم يعد لنا من حيلة أو سبيل، سوى هذه الدولة التي  طالما نهش الجميع بلحمها، ولا نُبرّئ انفسنا، فهي كغيرها وعلى عادتها  أمّارةٌ بالسوء.

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

تكتم شديد يحيط بعودة بوتفليقة من سويسرا

العرب/11 آذار/19Lالجزائر- حطت طائرة تابعة للرئاسة الجزائرية صبيحة الأحد بمطار جنيف السويسري حيث يتواجد الرئيس عبد العزيز بوتفليقة في رحلة علاجية منذ أسبوعين كما نقل موقع متخصص في مراقبة حركة الطيران بالمدينة، فيما أفادت تقارير صحفية عن انتشار أمني مكثف بين مطار الجزائر والقصر الرئاسي في منطقة زرالدة. وكان تطبيقان لتتبع حركة الطائرات قد أظهرا أن الطائرة الحكومية الجزائرية التي نقلت بوتفليقة إلى جنيف الشهر الماضي للعلاج غادرت المجال الجوي الجزائري في وقت سابق الأحد واتجهت شمالا ثم هبطت في مطار كوينترين في جنيف. بدورها أكدت صحيفة "لا تريبون دو جوناف" السويسرية نقلا عن مصادر وصفتها بالمطلعة وصول الطائرة الرئاسية الجزائرية أيضا. ونقلت ان الرئيس عبد العزيز بوتفليقة يستعد لمغادرة مستشفى جنيف الجامعي. وفي وقت لاحق نشرت هيئة الإذاعة والتلفزيون السويسرية صورة لطائرة بوتفليقة بمطار جنيف مؤكدة أنه لا وجود لموكب رسمي أو سيارة إسعاف بالمكان، في إشارة إلى عدم احتمالية نقله بالطائرة قريبا إلى بلاده. عودة الطائرة الرئاسية الجزائرية إلى جنيف تؤشر لاقتراب عودة بوتفليقة الذي يواجه ترشحه لولاية خامسة رفضا داخليا انعكس في حراك شعبي غير مسبوق ولم يصدر عن الجزائر أي تعليق فوري عن الموضوع. وفي 24 فبراير الماضي أعلنت السلطات الجزائرية أن الرئيس عبد العزيز بوتفليقة قد غادر إلى جنيف السويسرية لإجراء "فحوصات طبية روتينية". وتعطي عودة الطائرة الرئاسية الجزائرية إلى جنيف مؤشرات حول قرب عودة الرئيس بوتفليقة الذي يواجه ترشحه لولاية خامسة في انتخابات 18 أبريل القادم رفضا داخليا انعكس في حراك شعبي غير مسبوق ومتواصل منذ أسابيع. وكانت وسائل إعلام سويسرية قد نقلت الخميس الماضي معلومات عن إمكانية عودة بوتفليقة إلى بلاده نهاية الأسبوع (السبت او الأحد) وسط تضارب أنباء عن وضعه الصحي الذي قالت إنه في تدهور فيما قالت حملته الانتخابية أنه في حالة جيدة. وتنتهي الأربعاء 13 مارس المهلة القانونية للإعلان عن القائمة النهائية للمرشحين للرئاسة من قبل المجلس الدستوري من 20 شخصية أودعت ملفاتها في مقدمتهم بوتفليقة. وانسحبت أغلب الشخصيات المعارضة من السباق ودعت إلى تأجيله وإقامة مرحلة انتقالية استجابة للمطالب الشعبية برفض ترشح الولاية الخامسة للرئيس وسط صمت رسمي حول طريقة التعامل مع هذه المطالب.

 

بوتفليقة عاد إلى مطار “عسكري” وسط غموض حول حالته الصحية/استجابة متباينة لنداء الإضراب... ورئيس الأركان: الجيش والشعب لديهما رؤية موحدة للمستقبل

الجزائر، عواصم- وكالات/10 آذار/19/ من مطار “كوينترين” بجنيف في سويسرا، الى مطار بوفاريك العسكري وسط العاصمة الجزائر، حطت طائرة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، أمس.

ومن غموض الى المزيد من الغموض… استقرت طائرة الرئاسة في المطار العسكري، وليس المطار المدني كما كان متوقعا. وأدى عدم ظهور الرئيس الجزائري في المطارين، السويسري، والجزائري، الى تضارب الانباء حول حمولة الطائرة الثمينة.. هل هي الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة المرشح الرئاسي الذي اجرى فحوصات روتينية في المشفى السويسري، وعاد ليخوض غمار الانتخابات، ام هو الرئيس الجزائري عبدالعزيز بو تفليقة الغائب عن الوعي والادراك، الذي عاد الى تراب الوطن انتظارا للحظة الحقيقة، أم هو “جثمان” الرئيس الجزائري عبدالعزيز بو تفليقة، الذي تمت اعادته الى البلاد ليدفن في ثرى الوطن؟

وكان رئيس أركان الجيش الفريق قايد صالح، قال أمس، أن هناك رابطة قوية نابضة بالحياة بين الشعب والجيش. وفي أوضح مؤشر حتى الان على تعاطف قادة الجيش مع عشرات الالاف من الجزائريين الذين يريدون تنحي بوتفليقة، قال قايد صالح، “الجيش الجزائري والشعب لديهما رؤية موحدة للمستقبل”، ولم يشر للاحتجاجات. وأشار إلى أن “الجيش يفتخر أنه من صلب هذا الشعب” وأن “الشعب الجزائري الأصيل عرف ويعرف كيف يحافظ على وطنه”. من جانبه، تعهد مدير الحملة الانتخابية للرئيس الجزائري عبدالعزيز بو تفليقة عبدالغني زعلان بإجراء انتخابات رئاسية مسبقة في ظرف سنة وتعديل الدستور عبر جلسات وفاق وطني تكون بمنزلة الانطلاقة الحقيقية للاصلاحات السياسية. واكد زعلان في لقاء توجيهي مع المنسقين الولائيين، أمس، بالجزائر العاصمة تمسك الرئيس بوتفليقة بدخول المعترك الانتخابي المقرر يوم 18 أبريل المقبل. ووجه زعلان تحية خاصة للمتظاهرين واصفا المسيرات السلمية “بالحضارية” والتي بحسبه “قد سمع نداءها وتعهد من خلال رسالة الثامن مارس بتغيير النظام وإجراء انتخابات رئاسية سابقة في ظرف سنة وتعديل الدستور من خلال عقد ندوة وفاق وطني. ودعا الى الاستعداد للحملة الانتخابية التي ستنطلق بعد أيام قليلة من إعلان المجلس الدستوري المرشحين الرسميين للانتخابات الرئاسية المقبلة التي قال إنها “تحتاج الى تعاون الجميع وتوفير كل الإمكانيات لتمكين الرئيس بوتفليقة من تجسيد تعهداته”.

وفي السياق، خرج الالاف الى الشوارع أمس مرددين هتافات تقول “لا للعهدة الخامسة” وأغلقت العديد من المتاجر في الجزائر العاصمة وقال سكان ان خدمة القطارات توقفت. وشهدت المدن الجزائرية استجابة متباينة لنداء الاضراب العام لأربعة أيام في البلاد من أجل تلبية مطالب المتظاهرين الرافضين لترشح الرئيس عبد العزيز بوتفليقة للانتخابات الرئاسية المقررة في 18 ابريل المقبل. واحتشد تلاميذ ثانويات قلب العاصمة، أمس، بشارع ديدوش مراد وقرب البريد المركزي، للتظاهر ضد ترشح الرئيس بوتفليقة، وكانت بداية الاحتجاج بالقرب من ثانوية خير الدين بربروس، قبل أن يلتحق بهم تلاميذ باقي ثانويات وسط العاصمة. وجابت مسيرات متعددة لتلاميذ الثانويات شوارع وهران بالغرب الجزائري، الذين غادروا مؤسساتهم التربوية والتحقوا بالشارع الرافض للعهدة الخامسة، وفي ولاية المسيلة أيضا خرج تلاميذ الثانويات في مسيرة حاشدة واتجهوا إلى مقر الولاية مرددين شعارات مناهضة للعهدة الخامسة. وأمام مقر الولاية ظلوا معتصمين وسط حضور أمني مكثف، وشكل عدد من التلاميذ حاجزا بشريا فاصلا بين المتظاهرين وقوات الأمن لتفادي أي احتكاك. وشهدت العاصمة توقفا كليا لوسائل النقل من حافلات وقطارات، كما أغلقت أبواب العديد من المحلات. وتعيش ولاية بجاية حالة من الشلل، حيث قرر عمال مؤسسات عامة وخاصة منها مطار وميناء بجاية، بالإضافة إلى الناقلين والتجار، الالتحاق بالإضراب الشعبي. ودخل عمال الشركة الوطنية للسيارات الصناعية بالمنطقة الصناعية في العاصمة في إضراب عن العمل. وفي جهة أخرى، تفاعل سكان وتجار مدن و قرى ولاية البويرة أمس مع الاضراب الذي دعي إليه عبر مواقع التواصل الاجتماعي حيث أغلقت أغلب محلات التجار أبوابها و هجر أصحاب الحافلات مواقفهم كما أغلقت أغلب المرافق العامة والخاصة على غرار الوكالات التجارية لسونلغاز والمياه و مكاتب البريد بنسبة وصلت إلى 80 في المئة وفق تقديرات نشطاء في المدينة. ورداً على دعوات على مواقع التواصل الاجتماعي للبدء بعصيان مدني في الجزائر، لإجبار المجلس الدستوري على رفض ملف ترشح الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة لعهدة خامسة، أكد رئيس الجمعية الوطنية للتجار والحرفيين أن القطاع التجاري لا سيما تجار الجملة والتجزئة غير معنيين بالنداءات الداعية إلى عصيان مدني وإضرابات أطلقت عبر مواقع التواصل الاجتماعي. وفي غضون ذلك، ندد أساتذة التعليم العالي بقرار الحكومة الجزائرية إغلاق الجامعات وتبكير الموعد المقرر للعطلة الرسمية لمنع استمرار الاحتجاجات، وهددوا بتنظيم مسيرات حاشدة أمام الجامعات والزحف إلى مقر وزارة التعليم العالي والبحث العلمي بالعاصمة.

 

المعارضة تحشد قواها ضد مادورو

كراكاس - بوغوتا/الشرق الأوسط/10 آذار/19/دعا كل من زعيم المعارضة خوان غوايدو والرئيس نيكولاس مادورو، اللذين يخوضان صراعاً مريراً على السلطة، أنصارهما للنزول إلى شوارع كاراكاس ومدن أخرى ما زالت معظمها غارقاً في الظلام بعد انقطاع التيار الكهربائي عنها مما أحدث فوضى عارمة في البلاد، وأثّر على تواصل العمل في المستشفيات، وغيرها من الخدمات العامة. أعلن وزير الدفاع الفنزويلي، فلاديمير بادرينو لوبيز، عن نشر قوات الجيش لتأمين محطات الطاقة الكهربائية في البلاد. وأرجع لوبيز، في تصريحات نقلتها وكالة «سبوتنيك» الروسية، أمس (السبت)، السبب في انقطاع الكهرباء في بعض المناطق بفنزويلا إلى «هجوم إلكتروني استهدف نظام التحكم الآلي بمحطة توليد الطاقة الكهرومائية، مما استدعى إغلاقها مؤقتاً، ما تسبب في انقطاع إمدادات الطاقة». وقال لوبيز إن مصدر الهجوم الإلكتروني ربما يكون الولايات المتحدة.

وعلّقت السلطات الفنزويلية العمل والدراسة، أمس (الجمعة)، واتخذ مادورو هذا القرار «بغرض تسهيل إعادة خدمة الكهرباء في البلاد التي تتعرض لحرب كهرباء إمبريالية»، بحسب تغريدة لديلسي رودريغيز التي تشغل منصب نائب الرئيس. لكنّ وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو استنكر اتهام مادورو لبلاده بالتسبب في انقطاع الكهرباء. وقال على «تويتر» إنّ «انقطاع الكهرباء والجوع نتيجة لعجز نظام مادورو».

انقطاع التيار الكهربائي الذي بدأ ليل الخميس يعد أحد الانقطاعات الأطول مدة والأوسع نطاقاً في تاريخ البلاد التي يعاني سكانها من تداعيات أزمة خانقة. واضطر آلاف الأشخاص عند مغادرتهم عملهم للسير كيلومترات للعودة إلى منازلهم. وتشكلت طوابير طويلة عند محطات التزود بالوقود التي هرع إليها المواطنون، بحثاً عن وقود لتشغيل مولدات الكهرباء المنزلية. وقطعت الخطوط الهاتفية والإنترنت أيضاً فجأة، وكذلك توزيع المياه في المباني الذي يتم عبر مضخات تعمل على الكهرباء. وانقطعت المياه عن آلاف المنازل في كراكاس البالغ عدد سكانها نحو مليوني نسمة.

وعادت الكهرباء تدريجياً في مناطق واسعة من العاصمة بعد ظهر أمس (الجمعة)، وكذلك أجزاء من ولاية ميراندا وفارغاس. لكن ذلك لم يدم إلا لوقت قصير، كما نقلت الوكالة الألمانية للأنباء في تقريرها من كاراكاس، ومع حلول المساء، سُمع أشخاص يقرعون على أواني الطبخ في أرجاء العاصمة، وهو أحد أشكال الاحتجاج الاجتماعي المعروف في أميركا الجنوبية. وقالت وكالة الهجرة الكولومبية إن كولومبيا ستسمح لمواطني فنزويلا بعبور الحدود بجوازات سفر منتهية الصلاحية، وذلك بسبب صعوبة تجديد وثائق السفر في فنزويلا في خضم أزمتها الاقتصادية.

وهاجر إلى كولومبيا خلال السنوات الأخيرة أكثر من 1.2 مليون فنزويلي بسبب نقص الغذاء والدواء والأزمة السياسة المعقدة، مما أثقل كاهل البلد الواقع في أميركا الجنوبية، الذي يعاني من محدودية القدرة على الإنفاق على قطاعات الرعاية الصحية والإسكان والمرافق. ويصل كثيرون من فنزويلا إلى كولومبيا دون تأشيرات، بسبب عدم قدرتهم على تجديد جوازات سفرهم. وقال كريستيان كروجر رئيس الوكالة الكولومبية للهجرة، أول من أمس (الجمعة)، إن تجديد جوازات السفر في فنزويلا «يكاد يكون مستحيلاً بسبب التكلفة الباهظة لهذه الوثيقة وبسبب نقص المواد الأساسية لصنع هذه الوثائق، وبسبب إجراءات أخرى من الجانب الفنزويلي للحد من مغادرة الفنزويليين (لبلادهم)». وأعلنت الحكومة الأميركية توجيه اتهامات جنائية لوزير في حكومة الرئيس مادورو فيما يتعلق بانتهاك عقوبات فُرضت قبل عامين عندما كان الوزير متهماً بتهريب المخدرات. واتُهم وزير الصناعة الفنزويلي طارق زيدان العيسمي بالالتفاف على العقوبات التي فُرضت في فبراير (شباط) 2017 عبر توظيف شركات أميركية لتوفير خدمات الطائرات الخاصة، بما في ذلك رحلة من روسيا إلى فنزويلا في 23 فبراير، كما ذكرت «رويترز» في تقريرها. ووجهت الحكومة الأميركية أيضاً اتهامات جنائية إلى رجل الأعمال سامارك خوسيه لوبيز بيلو الذي فرض عليه مكتب مراقبة الأصول الأجنبية التابع لوزارة الخزانة الأميركية أيضاً عقوبات كشريك للوزير، ضمن متهمين آخرين. ويواجه العيسمي ولوبيز بيلو (عمر كل منهما 44 عاماً)، خمسة اتهامات بالالتفاف على العقوبات وانتهاك قانون للمخدرات معني باستهداف الأشخاص الذين يُعتقد أنهم يهددون المصالح الاقتصادية والسياسة الخارجية الأميركية. وقد تصل العقوبة القصوى لكل تهمة من التهم الخمس إلى السجن لمدة 30 عاماً.

 

خيبة في دمشق جراء 8 تطورات... وواشنطن تتسلح بـ«الصبر الاستراتيجي»

دول عربية توقف التطبيع وأميركا ترجئ الانسحاب من سوريا ودول أوروبية تفرض عقوبات

لندن: إبراهيم حميدي/الشرق الأوسط/10 آذار/19

http://eliasbejjaninews.com/archives/72873/%D8%AE%D9%8A%D8%A8%D8%A9-%D9%81%D9%8A-%D8%AF%D9%85%D8%B4%D9%82-%D8%AC%D8%B1%D8%A7%D8%A1-8-%D8%AA%D8%B7%D9%88%D8%B1%D8%A7%D8%AA-%D9%88%D9%88%D8%A7%D8%B4%D9%86%D8%B7%D9%86-%D8%AA%D8%AA%D8%B3%D9%84/

تسود خيبة في دمشق بعد نكسة في المزاج الذي كان سائداً نهاية العام جراء تطورات سياسية وعسكرية واقتصادية عدة حصلت أو لم تحصل في الربع الأول من العام الجاري، ما ساهم في تفسير قيام الرئيس السوري بشار الأسد بأول زيارة إلى طهران الأسبوع الماضي لبحث سبل التعاطي مع هذه التطورات مقابل تركيز دول غربية وواشنطن على «الصبر الاستراتيجي» للحصول على تنازلات من موسكو، بحسب أجواء نقلها دبلوماسيون زاروا العاصمة السورية. كانت نهاية العام الماضي، شهدت زيارة الرئيس السوداني عمر حسن البشير إلى دمشق وفتح الإمارات والبحرين سفارتيهما وتبادل زيارات مع عمان وقيام مدير مكتب الأمن الوطني اللواء علي مملوك بزيارة القاهرة وحديث عن انفتاح سياسي عربي وأوروبي وإعادة الحكومة السورية إلى الجامعة العربية ومساهمة عربية في إعمار سوريا و«دور عربي ضد إيران وتركيا»، إضافة إلى قرار الرئيس الأميركي دونالد ترمب في 14 ديسمبر (كانون الأول) الانسحاب من شرق سوريا واستعجال مسؤولين أكراد التفاوض مع دمشق. وساهمت هذه الأمور في رفع مستوى التفاؤل في دمشق، لكن المشهد الراهن مختلف حالياً حيث تسود خيبة لثمانية أسباب، بحسب دبلوماسيين:

1 - التطبيع العربي: بات واضحاً، أن قرار عودة دمشق إلى الجامعة لن يحصل في القمة العربية المقبلة في تونس نهاية الشهر الجاري. كما أن مسيرة التطبيع بين دول عربية ودمشق تجمدت. وأظهرت الجولة التي قام بها وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في الخليج ربط دول عربية رئيسية استئناف العلاقات الدبلوماسية بالحل السياسي بموجب القرار 2254. وإذ تريثت دول عربية بتعيين دبلوماسيين في سفاراتها في دمشق، بقي الأردن مستمرا في مسيرته الثنائية.

بحسب دبلوماسيين غربيين، تعود فرملة التطبيع إلى أسباب بينها: الأول، «فائض ثقة» من بعض المسؤولين في دمشق بالحديث عن أن «العرب يجب أن يعودوا إلى سوريا وليس العكس» وأن دمشق لن تقدم طلبا إلى الجامعة لإعادتها إلى الجامعة العربية التي كانت سوريا بلدا مؤسسا فيها. الثاني، ضغوط الإدارة الأميركية على دول عربية بـ«وقف التطبيع مع النظام» بالتزامن مع إقرار مشروع قانون في الكونغرس يعاقب «المتعاملين مع الحكومة السورية». ثالثاً، زيارة الرئيس الأسد إلى طهران ولقاؤه المرشد الإيراني علي خامنئي. وإذ كانت الزيارة ردا على وقف التطبيع وعوامل أخرى، فسرت في عواصم عربية وغربية بقرار دمشق عدم الابتعاد عن طهران وتوقيع اتفاق طويل الأمد. وقال مسؤول غربي: «في ظرف كهذا تعني عودة سوريا إلى الجامعة دخول إيران إلى الجامعة العربية وليس دخول العرب إلى سوريا».

2 - الانسحاب الأميركي: أحدثت تغريدة الرئيس ترمب في نهاية ديسمبر (كانون الأول)، صدمة بين حلفائه وأصدقائه. وإذ ساهمت في استعجال دول التطبيع، دفعت دمشق إلى «مزيد من الثقة» بالتعاطي مع ملف التطبيع العربي أو التفاوض مع الأكراد. لكن القرار الحالي لترمب هو إبقاء 400 جندي شرق سوريا والإبقاء على قاعدة التنف. وتضغط واشنطن على عواصم أوروبية لإرسال «قوات حفظ سلام» إلى شرق سوريا. بحسب معلومات، فإن مسؤولا أميركياً أبلغ محاوريه قبل أيام، أن واشنطن لن تسمح لـ«قوات سوريا الديمقراطية» بالتفاوض حالياً، بل إن التفاوض سيكون من موقع القوة للوصول إلى «وضع خاص» للمنطقة الخاضعة لسيطرة الحلفاء.

كما تتفاوض واشنطن مع أنقرة لإقامة «منطقة أمنية» شرق الفرات في محاذاة حدود تركيا وسوريا. وتبحث في نشر «قوات حفظ سلام» فيها مع بقاء الحظر الجوي. وعقد رئيسا الأركان الأميركي والروسي اجتماعا في فيينا قبل أيام لتجديد العمل بـمذكرة «منع الصدام» والتمسك بخط التماس الذي هو نهر الفرات: شرقه لحلفاء واشنطن، إضافة إلى قاعدة التنف ومنبج. غربه لحلفاء موسكو.

3 - معركة إدلب: ضغطت دمشق مرات عدة لجر موسكو إلى هجوم في إدلب، كما حصل في مناسبات سابقا عندما فرضت الحكومة السورية أجندتها على روسيا أو قادت وزارة الدفاع الروسية العملية في سوريا على حساب وزارة الخارجية، لكن موسكو وأنقرة نجحتا في تمديد العمل في اتفاق سوتشي لخفض التصعيد في إدلب. ونجحت تركيا في فرض مبدأ تسيير دوريات متوازية وليس مشتركة في محاذاة «المنطقة العازلة» في «مثلث الشمال» السوري.

لا يعني هذا إمكانية عدم حصول «عملية محدودة» ضد المتطرفين في إدلب والعمل على فتح الطريقين الرئيسيين بين حماة وحلب وبين اللاذقية وحلب. لكن روسيا تعطي أولوية حالياً للإطار الاستراتيجي لعلاقاتها مع تركيا. ولم تكن صدفة إعلان أنقرة بدء تشغيل منظومة «إس - 400» الروسية في أكتوبر (تشرين الأول) مع بدء تسيير دوريات متوازية. ونقل عن مسؤول روسي قوله: «ما بين روسيا وتركيا أكبر بكثير من إدلب».

4 - اتفاق أضنة: في الأشهر الماضية، وضع الرئيس فلاديمير بوتين بمهارة «اتفاق أضنة» على طاولة التفاوض مع الرئيس رجب طيب إردوغان بديلاً من «المنطقة الأمنية» الجاري التفاوض عليها بين واشنطن وأنقرة. لكن أنقرة تحفظت على بندين في الاتفاق: عدم التعاطي سياسيا مع دمشق وأن يكون عمق التوغل التركي شمال سوريا هو نحو 30 كيلومترا وليس خمسة كيلومترات كما نص «اتفاق أضنة».

الاتفاق، الذي يعود إلى يوليو (تموز) 1998. كان يسمح بفتح نافذة في التطبيع بين أنقرة ودمشق، لكن يبدو أنه وضع على الرف حالياً. وربما يعود الحديث عنه لاحقاً بعد الانتخابات المحلية التركية في نهاية الشهر الجاري، التي تشغل المسؤولين الأتراك.

5 - اللجنة الدستورية: في الأيام الأخيرة للمبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا، بدا أن «الضامنين» الثلاثة (روسيا وتركيا وإيران) في حالة هجوم لفرض أسماء القائمة الثالثة الممثلة للمجتمع المدني. لكن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش رفض الموافقة على هذه القائمة في 18 ديسمبر (كانون الأول). كان هذا بين الأسباب، التي دفعت لافروف إلى التعاطي بمرونة مع مطالب المبعوث الدولي الجديد غير بيدرسون. طلبت موسكو من الأمم المتحدة ترشيح ستة أسماء جديدة إلى القائمة. كما أن بيدرسون متمسك بالتفاوض على «قواعد عمل» اللجنة بالتوازي مع الاتفاق على الأسماء الستة، ضمن تصوره لـ«مقاربة شاملة» لتطبيق القرار 2254.

وأبلغت موسكو الجانب السوري عدم الارتياح لانتقادات الرئيس الأسد في خطابه الأخير لمسار سوتشي - جنيف الذي سعى الجانب الروسي لتعويمه، في وقت تسعى دول غربية للتمسك بمسار جنيف. وتزامن هذا مع عودة في الخطاب السياسي العربي لموضوع «الانتقال السياسي» كما حصل في البيان الختامي للقمة العربية - الأوروبية في شرم الشيخ في 25 الشهر الماضي. وقال معارض سوري: «باتت دول عربية تعتقد أن الانتقال السياسي هو المدخل لإخراج إيران من سوريا».

6 - العقوبات والإعمار: عادت موجة العقوبات الأوروبية والأميركية التي شملت فرض الاتحاد الأوروبي العقوبات على شخصيات ومؤسسات مقربة من دمشق ومنخرطة بالإعمار في 21 ديسمبر (كانون الأول) وضم سبعة وزراء سوريين إلى «القائمة السوداء»، إضافة إلى إقرار الكونغرس قانونا يربط الإعمار بالحل السياسي بالتزامن مع ترك ملف السلاح الكيماوي مفتوحاً. بحسب المعلومات، فإن مؤتمر الدول المانحة في بروكسل بين 12 و14 الشهر الجاري، سيؤكد على الموقف نفسه بربط المساهمة بالإعمار بـ«حل سياسي ذي صدقية». وقال دبلوماسي غربي: «الدول الغربية تعتقد أن ملفات العقوبات والشرعية والإعمار هي الأوراق التي تملكها أميركا والدول الأوروبية للتفاوض مع روسيا حول سوريا، ولن تتخلى عن هذه الأوراق مسبقاً». اللافت، أن مسؤولا روسيا رفيع المستوى سيشارك في مؤتمر بروكسل الذي كان وزير الخارجية السوري وليد المعلم بعث برسالة إلى غوتيريش للمطالبة بعدم رعايته أو دعوة الحكومة إليه.

7 - الأزمة الاقتصادية: الحديث الرئيسي في دمشق ومناطق سيطرة الحكومة وتشكل 60 في المائة من مساحة سوريا، يدور حول الأزمة الاقتصادية وانقطاع الكهرباء والغاز وقسم من الخدمات والمواد الاستهلاكية. ويعتقد دبلوماسيون غربيون أن الأزمة تعود إلى: «الآثار الارتدادية للعقوبات الغربية على إيران من جهة ورغبة طهران بالضغط على دمشق لإظهار أولوية هذه العلاقة، إضافة إلى العقوبات المفروضة على دمشق». وقال أحدهم: «استعادة الحكومة السيطرة على الجنوب والغوطة ساهم بالأزمة بسبب توقف التمويل الذي كان يأتي إلى مناطق المعارضة ويعبر إلى مناطق الحكومة»، لافتا إلى أن جلسات عقدت في عواصم غربية لبحث منعكسات الأزمة على اتخاذ القرار في موسكو ودمشق وطهران. وكان لافتا، أن أصوات الانتقاد ظهرت بين موالين للحكومة الذين كانوا «ينتظرون قطف ثمار الانتصارات العسكرية اقتصاديا وخدماتيا».

8 - الغارات الإسرائيلية: لم تتوقف الغارات الإسرائيلية في سوريا في السنوات الأخيرة، لكن زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الأسبوع الماضي نجحت في طي صفحة توتر بين موسكو وتل أبيب بعد إسقاط القوات الجوية السورية طائرة روسية في سبتمبر (أيلول) الماضي، بحسب مسؤولين. وكان بين الطلبات الإسرائيلية، عدم تسليم قيادة منظومة «إس - 300» الجديدة إلى الجيش السوري. والرد على الضربات الإسرائيلية، كان ضمن الأمور التي بحثها الرئيس الأسد مع خامنئي في طهران.

وإذ ساهمت هذه العناصر الثمانية في خيبة بين مسؤولين في دمشق وقلق لدى آخرين وتعب بين موالين، فإنها عززت تفكير مسؤولين غربيين باستخدام مصطلح «الصبر الاستراتيجي» القائم على عدم استعجال تقديم تنازلات بل انتظار نتائج هذه الضغوطات في دفع موسكو لتقديم تنازلات ومرونة للبحث عن حل سوري. وهناك رهان على التركيز على الملف السياسي والتفاوض بعد القضاء على «داعش» شرق سوريا.

في المقابل، تواصل موسكو العمل على مستويات عدة: دفع الدول العربية لاستئناف التطبيع، استخدام ورقة اللاجئين مع الدول الأوروبية، تفاهمات عسكرية مع الأميركيين والأتراك والإسرائيليين.

 

سلسلة تفجيرات دامية تهز أطراف الموصل ومخاوف من صراع سياسي و«داعش» يفاقم الشكوك حول دوافعها بالتزام الصمت حيالها

بغداد: حمزة مصطفى/الشرق الأوسط/10 آذار/19/بينما تعتزم لجنة تقصي الحقائق البرلمانية الخاصة بمحافظة نينوى تقديم تقريرها النهائي إلى القضاء، تزايدت في الآونة الأخيرة الهجمات المسلحة في أطراف مدينة الموصل وراح ضحيتها عشرات القتلى والجرحى من المدنيين والعسكريين. فبعد نحو ثلاثة أيام من الكمين الذي قيل إن تنظيم داعش نصبه لعناصر من «الحشد الشعبي» العشائري التركماني في منطقة مخمور جنوب الموصل وأدى إلى مقتل 6 وجرح 31 آخرين، أدى انفجار سيارة مفخخة استهدفت مساء أول من أمس مطعما شعبيا في حي المثنى بالجانب الأيسر من الموصل إلى مقتل وجرح 12 شخصا من المدنيين. وأعلنت خلية الإعلام الأمني أن «الاعتداء الإرهابي الجبان الذي حصل مقابل أحد المطاعم في حي المثنى بالجانب الأيسر في مدينة الموصل كان بواسطة عجلة مركونة من نوع كيا»، مضيفا أن «الانفجار أدى إلى مقتل رجل أمن وفتاة وإصابة 10 أشخاص آخرين من المدنيين».

كما أدى انفجار عبوة ناسفة صباح أمس إلى مقتل وجرح 4 أشخاص. وقال مصدر أمني إن «حصيلة انفجار العبوة الناسفة بناحية تلول الباج أدت إلى مقتل وجرح 4 مدنيين»، مبينا أن «جهاز مكافحة المتفجرات تمكن من تفكيك عبوتين ناسفتين مزروعتين بالقرب من إحدى المدارس بالناحية نفسها».

وتأتي هذه التفجيرات بعد 10 أيام من انفجار سيارة مفخخة في 28 من فبراير (شباط) الماضي كانت مركونة بجانب السياج الخارجي لمنطقة المجموعة الثقافية في المدينة أسفرت عن مقتل مدني وإصابة 24 شخصاً.

وفي وقت لايزال تنظيم داعش يلتزم الصمت حيال عمليات من هذا النوع فقد انتشر سوق الاتهامات بين الأطراف السياسية في المحافظة سواء كانت الحكومة المحلية مقابل لجنة تقصي الحقائق، أو فصائل وجهات مسلحة ضالعة في عمليات من هذا النوع بهدف تصفية الحسابات وإثبات النفوذ. وفي هذا السياق يقول عضو البرلمان العراقي عن محافظة نينوى أحمد الجبوري لـ«الشرق الأوسط» إن «تزامن مثل هذه التفجيرات مع تقرير لجنة تقصي الحقائق التي طالبت بسحب يد المحافظ يضع كثيرا من علامات الشك والسؤال حيال ما يجري في الموصل»، مبينا أن «المسؤولية تقع على عاتق القادة الأمنيين في الموصل الذين يتوجب عليهم الإجابة بشأن من هو المسؤول عن هذه التفجيرات».

من جهته، يرى الخبير المتخصص بشؤون الجماعات المسلحة الدكتور هشام الهاشمي في حديثه لـ«الشرق الأوسط» أن «وجود خلافات سياسية ذات بعد اقتصادي في داخل نينوى بين إدارات الحكومة المحلية والأحزاب السياسية النافذة، يؤكد احتمالية صراع التخادم وغض البصر المتجذر بين الفاسدين والخلايا الإرهابية على وجه التحديد». ويضيف الهاشمي أن «الخلاف الموصلي - الموصلي وما تبعه من إهمال برامج التمكين الأمني والاستقرار وعودة النازحين وتعويض الأسر المنكوبة وإزالة المواد المتفجرة ورفع الجثث، وتطور إشكاليات معروفة وموثّقة ومُعترف بها، وصعود قضايا الفساد والتنافس على مشروعات ومقاولات الأعمار التي لم يتم حسمها بين طرفي الخصومة داخل محافظة نينوى، تشير إلى أن التفجيرات الإرهابية الأخيرة التي لم تعلن عن تبنيها (داعش)، تفضح خيوط التآمر على الموصل خاصة ونينوى بشكل عام وتوضح حقيقة عودة التفجيرات ودوافع استدعائها من جديد ودلائل توظيفها». ويرى الهاشمي أن «ما حصل يعد نقلة جديدة في العمليات الإرهابية مع استغلال الاستقرار النسبي للأمن في الأحياء الحضرية المكتظة بالسكان للقيام بالعمليات بهدف الثأر ومعاقبة الأهالي ورفع مستوى الشكوك بين رجل الأمن والمواطن وصدع الثقة التي صنعت»، موضحا أن «هذه العمليات تكمن خطورتها في أنها حدثت بسيارات مفخخة مركونة، وهذا يشير إلى أن هناك مصنع تفخيخ وورشة كهربائية للتشبيك وعنصرا للمراقبة والاستخبار وعنصر إدارة وناقلا للانتحاري إلى داخل الموصل، وأن هذه الخلية ليست منفردة ومعزولة فهي جزء من شبكة، وأن الانفجار لم يتم بواسطة متفجرات بدائية الصنع».

ويتابع الهاشمي أن «الهدف من مثل هذه العمليات هو الترهيب وتهديد السلم المجتمعي ورمي مسؤولية الفشل الأمني على المواطن، ويمكن تصنيف هذا النوع من العمليات نوعيا بالنظر إلى رمزية الأحياء المستهدفة وعجلة تتبع مدير الأمن الوطني. وأن التفجير يصب دون شك في مصلحة (داعش) الذي يسعى للانتقام من الأهالي وزرع البلبلة». ولا يستبعد الهاشمي أن «تلقي هذه العمليات بظلالها على التغييرات التي أزف وقتها في أعلى مناصب الإدارات والقيادات داخل قيادة عمليات نينوى وقيادة الشرطة وكذلك في دوائر المعلومات والاستخبارات المحلية، خاصة في ظل تبادل الاتهامات مع كل عملية إرهابية، وتحميل مسؤولية صعود نسب الفساد السياسي والأمني والحكومي داخل محافظة نينوى».

 

مصر: السيسي يدعو للرقابة على الأسواق وضبط الأسعار

القاهرة/الشرق الأوسط/10 آذار/19/في الوقت الذي دعا فيه الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، أمس، إلى تشديد الرقابة على الأسواق لوقف الممارسات الاحتكارية وضبط أسعار السلع في البلاد، أعلن وزراء بالحكومة عن تخصيص 1.2 مليار جنيه للقرى الأكثر احتياجاً. واستعرض السيسي، خلال اجتماعه، أمس، مع الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء، وعدد من أعضاء الحكومة، ومحافظ البنك المركزي، ورئيس المخابرات العامة، ورئيس هيئة الرقابة الإدارية «الموقف بالنسبة للمخزون الاستراتيجي من السلع التموينية الأساسية، وجهود الحكومة في توفيرها للمواطنين، إلى جانب إجراءات ضبط الأسواق وحماية المستهلك، فضلاً عن آخر المستجدات الخاصة بتنقية قوائم المستفيدين من البطاقات التموينية؛ بهدف تطوير منظومة الدعم على نحو أكثر فاعلية وكفاءة». وأوضح المتحدث الرئاسي المصري، السفير بسام راضي، أن السيسي كلف «الاستمرار في بذل الجهود لتوفير السلع الأساسية وتلبية احتياجات المواطنين بأسعار مناسبة، وذلك من خلال استراتيجية متكاملة تتضمن الرقابة المشددة على الأسواق للقضاء على الممارسات الاحتكارية وضبط الأسعار، خاصة في المناطق الأكثر احتياجاً». وبحسب بيانات الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء (جهة رسمية) فإن نحو 30 مليون مصري (يمثلون 28 في المائة من إجمالي السكان تقريباً) كانوا يعيشون بمعدل دخل تحت خط الفقر حتى عام 2015، ويُعتقد على نطاق واسع زيادة هذه النسبة بعد قرارات تعويم العملة المحلية التي أقدمت عليها مصر قبل أكثر من عامين، وإجراءات رفع الدعم عن كثير من الخدمات، ما تسبب في زيادة غير مسبوقة في معدلات التضخم تجاوزت 30 في المائة. وعلى صعيد قريب الصلة، أعلنت الدكتورة هالة السعيد وزيرة التخطيط، إنه تم وضع معايير للقرى «الأكثر احتياجا» بحيث يكون عدد سكانها 5000 نسمة فأكثر، موضحة أنه تم تخصيص نحو 1.2 مليار جنيه (69 مليار دولار تقريباً) للنهوض بتلك القرى بخطة العام المالي 2018 - 2019. وأكدت السعيد، في بيان أمس، أن التنمية المستهدفة من قبل الحكومة «تتم على مستوى المحافظات وليس بشكل مركزي، مع الإشارة للميزة التنافسية المختلفة لكل محافظة عن غيرها ومواردها الخاصة». ونوهت بأنه تم مراعاة اختلاف وتباين «نسب البطالة، ومعدلات السكان، والشباب» بين كل محافظة وأخرى عند وضع خطة التنمية.

وأفادت بأن برنامج استهداف الفجوات التنموية للقرى الأكثر احتياجا خلال العامين الماليين، الحالي والمقبل، يخدم نحو 413 قرية يصل عدد السكان بها إلى 6.6 مليون نسمة، إلى جانب تعداد القرى المستفيدة من التجهيزات الطبية بالمستشفيات الواقعة بمراكز المحافظات المستهدفة، وسكان المناطق المستفيدة من مشروعات مياه الشرب والصرف الصحي بالمدن. وشددت السعيد على أن «الاهتمام بتنمية صعيد مصر يأتي ضمن أهداف رؤية مصر عام 2030، وكذلك الخطة متوسطة أو طويلة المدى». وأوضحت أن «إجمالي عدد القرى الأكثر احتياجا التي تسجل نسبة فقر أكبر من 60 في المائة يقدر بنحو 722 قرية تتركز في 8 محافظات بالصعيد». وكذلك قال اللواء محمود شعراوي، وزير التنمية المحلية، إن «الحكومة تضع نُصب أعيُنها محافظات الصعيد، حيث يوجد بالصعيد نسبة كبيرة من القرى الأكثر احتياجاً على مستوى الجمهورية».

وتعهد أن «هذه القرى ستأخذ نصيباً عادلاً من التنمية وفقاً لمنهجية تقوم على الشراكة الكاملة مع المواطن في تحديد وتنفيذ ومتابعة المشروعات التنموية، سواءً في مجال البنية الأساسية أو الخدمات أو التنمية الاقتصادية المحلية».

 

غرينبلات: إعلان خطة السلام للشرق الأوسط تنتظر الانتخابات الإسرائيلية

نيويورك: علي بردى/الشرق الأوسط/10 آذار/19/كشف الممثل الأميركي الخاص للمفاوضات الدولية المبعوث الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط، جايسون غرينبلات، في جلسة مغلقة مع أعضاء مجلس الأمن في نيويورك، أن إدارة الرئيس دونالد ترمب لا تزال تواصل جهودها الدبلوماسية بين الفلسطينيين والإسرائيليين، متوقعاً إعلان خطة السلام الأميركية التي طال انتظارها فور انتهاء الانتخابات الإسرائيلية في أبريل (نيسان) المقبل. وأكد غرينبلات أنّ خطّة السلام الأميركيّة المستقبليّة للشرق الأوسط ستكون «مفصّلة للغاية»، وذلك خلال اجتماع لمجلس الأمن الدولي يوم الجمعة، لم يَكشف خلاله أي تفاصيل، بحسب ما أفاد دبلوماسيّون. وعلى أثر الاجتماع المغلق الذي عقد في مقرّ الأمم المتّحدة، أكد المندوب الكويتي لدى المنظّمة الدوليّة منصور العتيبي أنّ غرينبلات «لم يُعطِ تفاصيل»، مضيفاً في المقابل أنّه «كان هناك نقاش من جانبنا حول الخطّة». وأكد غرينبلات أنّ خطّة السلام لن يتمّ إعلانها إلا بعد الانتخابات التشريعية الإسرائيلية في 9 أبريل وبعد تأليف حكومة جديدة، وهي عملية قد تستغرق شهوراً عدّة. وشدّد غرينبلات الذي يعمل على الخطّة مع كلّ من جاريد كوشنر صهر الرئيس الأميركي، وديفيد فريدمان السفير الأميركي لدى إسرائيل، على أنّ هذه الخطّة ستكون مفصّلة في بُعديها السياسي والاقتصادي. وقال: «نعرف تطلّعات الفلسطينيّين والإسرائيليّين، ونحن نعمل في هذا الإطار». ونقل أحد الدبلوماسيين عن غرينبلات قوله أيضاً إنّه «عندما تصبح رؤيتنا علنيّة لن نرغب في تنفيذها منفردين، وسيكون هناك دور للأمم المتحدة واللجنة الرباعية (الولايات المتحدة وروسيا والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة)». وأبدت دول مثل الكويت وإندونيسيا وحتى الصين أسفها لعدم وجود مزيد من العناصر لتدعيم النقاش. ولوحظ أن غالبية الدول الأعضاء في مجلس الأمن، بمن فيهم الأوروبيون لم يحضروا على مستوى المندوبين الدائمين، بل على مستويات متدنية دبلوماسياً. وقال دبلوماسي لـ«الشرق الأوسط» إن «جل ما قاله غرينبلات أن الجهود التي تبذلها الإدارة الأميركية في شأن خطة السلام متواصلة»، وهي «خطة مهمة وتفصيلية ربما لن يرضى عنها الطرفان، ولكنها تقدم خطة واضحة لسلام قابل للتحقيق، وفيه كثير من المنافع للجانبين، لا سيما للجانب الفلسطيني، فضلاً عن أنه مفيد للمنطقة بأسرها»، بحسب غرينبلات الذي «لم يفصح عن أي تفاصيل حول جوهر هذه الخطة، بما في ذلك عندما سأله بعض الدبلوماسيين عما إذا كانت الخطة مبنية على مبدأ حل الدولتين». ورأى دبلوماسي آخر أن «الأهم فيما قاله غرينبلات هو موعد إعلان الخطة الأميركية مباشرة بعد الانتخابات الإسرائيلية»، بالإضافة إلى طلبه الدعم من دول مجلس الأمن لهذه الخطة الأميركية.

 

السلطة الفلسطينية تتجه إلى الاقتراض من البنوك... ولا رواتب حتى الآن

رام الله/الشرق الأوسط/10 آذار/19/اتهمت الولايات المتحدة السلطة الفلسطينية باختلاق أزمة مالية، فيما هددت حركة «فتح»، الإدارة الأميركية والحكومة الإسرائيلية باحتمال خروج الأمور عن السيطرة، قائلةً إن على واشنطن وتل أبيب تحمُّل تبعات ما سيجري بعد قراراتهما المالية التي خلقت وضعاً إنسانياً صعباً في الأراضي الفلسطينية. وقالت الإدارة الأميركية إن الفلسطينيين خلقوا الأزمة برفضهم أول مبالغ شهرية يتم تحويلها من الضرائب من إسرائيل في 2019، وذلك في جلسة لمجلس الأمن الدولي عُقدت لبحث هذه القضية بناءً على طلب الكويت وإندونيسيا. وحتى أمس لم تدفع السلطة رواتب موظفيها عن الشهر الفائت ولم تعلن موعداً محدداً لذلك. ويُتوقع أن تدفع السلطة جزءاً من الراتب لعدة شهور لحين تشكيل حكومة جديدة في إسرائيل بعد الانتخابات البرلمانية التي ستُجرى في العاشر من الشهر المقبل. ويحتاج تشكيل الحكومة إلى أسابيع طويلة بعد ذلك. كما بدأت وزارة المالية الفلسطينية تطبيق خطة تعتمد على الاقتراض من البنوك وزيادة الإيرادات المحلية وترشيد الإنفاق. وتفكر السلطة في مقاضاة إسرائيل بسبب الخطوة التي وصفتها بقرصنة أموالها. وقال جيسون غرينبلات، المبعوث الأميركي الخاص للسلام في الشرق الأوسط، لأعضاء مجلس الأمن «إنه من غير الملائم تماماً التركيز على إسرائيل بوصفها سبب الأزمة، وأن السلطة الفلسطينية هي التي اختارت اختلاق الأزمة الحالية». وكانت السلطة الفلسطينية قد ردت هذا الشهر جميع أموال المقاصة إلى إسرائيل، والتي تقدر بنحو 800 مليون شيكل، بعد خصم إسرائيل 42 مليون شيكل مقابل الأموال التي تُدفع لعائلات الشهداء والأسرى. ورفضت السلطة القرار ودفعت هذا الشهر أموالاً لعائلات الشهداء والأسرى، مؤكدة أنها لن تتخلى عنهم نهائياً. وتشكل أموال المقاصة الدخل الأكبر للسلطة الفلسطينية (أكثر من النصف)، مما تسبب توقفها في خلق أزمة مالية حادة. ونقل دبلوماسيون عن غرينبلات قوله إن ما يدفعه الفلسطينيون لأسر النشطاء (الشهداء والأسرى) «يوفر حوافز للقيام بمزيد من أعمال الإرهاب»، وأضافوا أن غرينبلات دعا أعضاء مجلس الأمن الآخرين إلى الانضمام إلى الولايات المتحدة في حثها السلطة الفلسطينية على وقف دفع هذه الأموال. ويقول الفلسطينيون إن القرار الإسرائيلي سيؤثر على الالتزامات المالية للسلطة، وسيرفع العجز في موازنة السلطة من 450 مليون دولار إلى 600 مليون دولار. ويُفترض أن تبدأ السلطة سلسلة إجراءات لمواجهة العجز المحتمل تتعلق بصرف جزء من الرواتب وإطلاق خطة تقشفية. وإضافة إلى الخطوات المالية، طلبت السلطة من الجامعة العربية تفعيل شبكة الأمان المالية المقدرة بـ100 مليون دولار، ومقاطعة البضائع الإسرائيلية، والعمل مع فرنسا على تعديل أو إلغاء اتفاق باريس الاقتصادي، إضافة إلى اللجوء إلى المحاكم الدولية لمحاسبة إسرائيل على سرقة أموال الضرائب. والتقى الرئيس الفلسطيني محمود عباس مع رئيس البنك الإسلامي للتنمية في عمان، كما التقى وزير المالية الفلسطيني مع شكري بشارة محافظ البنك المركزي الأردني، بصفته مشرفاً على 7 بنوك عاملة في الأراضي الفلسطينية. وقال بشارة إنه حتى نهاية العام الماضي بلغ إجمالي القروض والتسهيلات المصرفية للحكومة الفلسطينية نحو 1.3 مليار دولار، تشكل 10% من إجمالي الودائع لدى الجهاز المصرفي، ونحو 15% من إجمالي التسهيلات الائتمانية، «وهي نسبة قليلة، ما يعني أنه يوجد أمام المالية فسحة للمزيد من الاقتراض». وحذرت حركة «فتح»، أمس، من أن الرئيس الأميركي دونالد ترمب، ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، سيتحملان مسؤولية ونتائج الوضع الإنساني الصعب في أراضي دولة فلسطين المحتلة، بعد قراراتهما المتتالية بمعاقبة «شعبنا الفلسطيني من خلال خنق الوضع الاقتصادي وتجويع الأطفال ومنع الدواء عن المستشفيات». وقال عضو المجلس الثوري والمتحدث باسم حركة «فتح» أسامة القواسمي: «إن ترمب من جانبٍ أخذ قرارات متتالية لخنق الشعب الفلسطيني وذلك من خلال قطع المساعدات عن المستشفيات في القدس، وإغلاق وكالة التنمية الأميركية، وقطع 800 مليون دولار عن الشعب الفلسطيني، ووقف مساهمة واشنطن في وكالة (أونروا) بمبلغ 350 مليون دولار، ثم جاء نتنياهو من الجانب الآخر واتخذ قراراً بسرقة وقرصنة أموال شعبنا الفلسطيني». وأردف: «إنهما يتحملان المسؤولية الكاملة وما يمكن أن يحدث».

 

فتح» تتهم «حماس» بمحاولة اغتيال أحد قيادييها في غزة والحركة الإسلامية تلمّح إلىخلافات داخلية وتعلن اعتقال اثنين من منفذي الهجوم

رام الله: كفاح زبون/الشرق الأوسط/10 آذار/19/دان الرئيس الفلسطيني محمود عباس ومنظمة التحرير وحركة فتح وفصائل فلسطينية ونقابات ومسؤولون، محاولة اغتيال أحمد حلس، وهو مسؤول في حركة فتح في قطاع غزة عضو اللجنة المركزية للحركة. واتهمت حركة فتح، التي ينتمي إليها حلس، حركة حماس الحاكمة في القطاع بالمسؤولية عن هذه المحاولة، بينما ردت حماس بتلميحات حول خلافات داخلية في «فتح» مطالبة وزارة الداخلية التابعة لها بكشف خيوط الجريمة قبل أن تعتقل داخلية حماس شخصين من المنفذين، دون أن تعلن عن خلفياتهم على الفور. ويتوقع أن تعمّق هذه الحادثة الانقسام بين الفصائل الفلسطينية عبر اتهامات متبادلة حول الجهة التي تقف خلف محاولة الاغتيال. وقال الرئيس الفلسطيني إن «محاولة الاغتيال جبانة، وتشكّل خطراً حقيقياً على وحدة شعبنا الوطنية، وعلى مشروعه التحرري، وعلى السلم المجتمعي الفلسطيني». وطالب عباس أبناء الشعب الفلسطيني «وقواه الحية في الوطن والشتات، بنبذ هذه الجريمة وهذا السلوك وهذا الفعل الإجرامي»، مشدداً على تحريم هذا النهج «الغريب على عادات وتقاليد شعبنا».

وتعرضت سيارة حلس إلى إطلاق نار مباشر في إحدى طرق قطاع غزة، حيث أصيبت السيارة فيما نجا هو دون الإصابة بأي أذى. ورغم أن عباس لم يتهم جهة بعينها، بانتظار تأكيدات كما يبدو، حملت حركة فتح حركة حماس المسؤولية عن محاولة اغتيال حلس. وقالت فتح في بيان «إن هذه الجريمة جزء من سياسة انتهجتها حركة حماس منذ تأسيسها وتجلت في انقلابها الأسود عام 2007. وتمثلت باغتيال المئات من مناضلي وكوادر وقيادات الحركة وأبناء شعبنا في قطاع غزة، التي كان آخرها محاولة اغتيال رئيس الوزراء رامي الحمد الله، ورئيس جهاز المخابرات العامة اللواء ماجد فرج». وأضافت فتح «أن هذه الجريمة رغم خطورتها إلا أنها أيضاً رسالة واضحة من حماس تهدف من ورائها إلى اغتيال الجهود المصرية الهادفة لإنهاء الانقسام وإنجاز الوحدة الوطنية الفلسطينية».

واعتبرت «فتح» أن محاولة الاغتيال تمثل موقف «حماس» الحقيقي من المصالحة ككل، وأضافت «أن سياسة الاغتيال الجسدي والمعنوي هي جزء من ممارسة وسلوك استخدمته حماس منذ تأسيسها وحتى الآن، في التعامل مع أبناء شعبنا المخالفين لها في الرأي». وقال المتحدث باسم «فتح» في قطاع غزة، عاطف أبو سيف، إن ما جرى لحلس هو جزء مما تتعرض له حركة فتح في غزة من اعتقالات وملاحقات لقياداتها وكوادرها. واصفاً ما يجري بالفلتان المنظم ضد فتح. وأردف «أن من يرفض تمكين الحكومة ويواصل الانقسام ويرفض خروج الشعب من نفق الانقسام إلى فساحة الوحدة الوطنية هو المسؤول عن هذه الجرائم». واتهم أبو سيف حركة حماس بالسعي لإفشال إجراء الانتخابات في قطاع غزة عبر محاولة الاغتيال التي هي المفتاح الأسرع لإنجاح الانقسام. كما أدانت أمانة سر المجلس الثوري لحركة «فتح»، محاولة الاغتيال التي تعرض لها حلس «وحملت حركة حماس المسؤولية الكاملة عن هذا الاعتداء وما سيترتب عليه». واتهم ثوري فتح حركة حماس بإعطاء الأوامر لعصابات القتلة. ودعا ثوري فتح حركة حماس إلى إعادة حساباتها والعودة للصف الوطني وفك ارتباطها بصفقة القرن ووهم إقامة الإمارة بهذا التساوق مع إسرائيل والإدارة الأميركية. من جانبها، لم ترد حماس مباشرة على اتهامات فتح، بل طالبت وزارة الداخلية الخاضعة لها بكشف تفاصيل الجريمة و«الضرب بيد من حديد على كل من يريد نشر الفوضى أو خلط الأوراق والوقيعة بين أبناء شعبنا الفلسطيني». لكن مسؤولين في الحركة، بنيهم يحيى موسى، لمحوا إلى وجود خلافات داخلية في حركة فتح تقف وراء محاولة اغتيال حلس الذي قالوا إنه تعرض لتهديدات داخلية، رافضين اتهامات السلطة. وبعد ساعات قليلة من تأكيد إياد البزم، الناطق باسم وزارة الداخلية التي تديرها حماس، أن الأجهزة الأمنية تتابع حادث تعرّض سيارة حلس لإطلاق نار في منطقة دير البلح وسط قطاع غزة، أعلن البزم اعتقال شخصين. كما أعلنت وزارة الداخلية في غزة أنها اعتقلت اثنين من المشاركين في إطلاق النار على سيارة أحمد حلس. وأوضح إياد البزم أنه تم ضبط السيارة المستخدمة في الحادثة، ويجري البحث عن اعتقال اثنين آخرين شاركوا في الحادثة. وأضاف أن «الوزارة لن تسمح لأحد بالعبث في الساحة الداخلية»، مشدداً على أنه سيتم اتخاذ كل الإجراءات اللازمة في سبيل المحافظة على حالة الأمن والاستقرار في قطاع غزة. ولم يبقَ فصيل أو مسؤول أو تجمع إلا أدان محاولة اغتيال حلس. واستنكر أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، صائب عريقات، الاعتداء وحمّل حركة «حماس» (سلطة الأمر الواقع) المسؤولية الكاملة عن هذا الاعتداء الآثم، وعن جملة الممارسات التي تتعرض لها القوى الوطنية. كما أدانت حكومة تسيير الأعمال محاولة الاغتيال، قائلة إنها «تأتي ضمن حالة الفوضى الواسعة التي يفرضها الانقسام». ورفضت «الجهاد الإسلامي» والجبهتان الشعبية والديمقراطية وفصائل أخرى محاولة الاغتيال. وعلّق عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي، خالد البطش، على حادثة إطلاق النار على سيارة حلس، قائلاً إن «هذا عمل مرفوض ومدان، وخارج عن تقاليد وأخلاق وأعراف شعبنا المجاهد، ومحاولة لخلط الأوراق، وإشاعة البلبلة والفتنة في صفوف شعبنا الفلسطيني». ورأى عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير أحمد مجدلاني أن الهدف من هذه المحاولة هو خلق حالة من الفوضى لإطالة أمد الانقسام، وضرب السلم الأهلي والمجتمعي عبر استهداف الحالة الوطنية. كما دانت المنظمة والمجلس الوطني والنقابات هذه المحاولة

 

تحطم طائرة ركاب إثيوبية ومقتل 157 شخصا على متنها كانت متجهة من أديس أبابا إلى نيروبي

أديس أبابا/الشرق الأوسط/10 آذار/19/تحطمت طائرة تابعة للخطوط الجوية الإثيوبية، وعلى متنها 157 شخصا، وفقا لما أعلنه مكتب رئيس وزراء إثيوبيا وشركة الطيران اليوم (الأحد). وأعلن التلفزيون الإثيوبي اليوم (الأحد) عدم وجود ناجين بين الذين كانوا على متن الطائرة المنكوبة وعددهم 157 شخصا والتي تحطمت وهى في طريقها لنيروبي. من جانبها، قالت الخطوط الجوية الاثيوبية، في بيان، إن الرحلة رقم أي تي 302 بين أديس أبابا والعاصمة الكينية نيروبي تحطمت بالقرب من بلدة بشوفتو، على بعد 50 كيلومتراً جنوب شرق أديس أبابا. وأضاف البيان أن الطائرة من طراز «بوينغ 737»، التي يعتقد أنه كان على متنها 149 راكبا وطاقم عمل مؤلف من 8 أشخاص، قد أقلعت الساعة 8.38 دقيقة صباحا بالتوقيت المحلي (0538 بتوقيت  غرينيتش) من مطار بولي الدولي، وانقطع الاتصال بها بعد دقائق من إقلاعها. وقال التلفزيون إن الركاب الذين كانوا على متن الرحلة رقم أي تي 302 بين أديس أبابا والعاصمة الكينية نيروبي ينتمون لـ33 دولة. وأشارت الشركة أنه تم تدشين عمليات بحث وإنقاذ، ولكن لم تتوافر بعد  معلومات حول الخسائر البشرية. وكتب مكتب رئيس وزراء إثيوبيا آبي أحمد على صفحته على موقع تويتر  للتواصل الاجتماعي: «مكتب رئيس الوزراء بالنيابة عن الحكومة وشعب إثيوبيا يعربون عن خالص تعازيهم لأسر الذين فقدوا أرواحهم على متن طائرة  بوينغ 737 التابعة للخطوط الجوية الإثيوبية التي كانت في رحلة مدرجة إلى نيروبي بكينيا صباح اليوم ».

 

ماكرون في شرق أفريقيا لتعزيز النفوذ الفرنسي في المنطقة

باريس/الشرق الأوسط/10 آذار/19/لدى إثيوبيا وكينيا حاجات هائلة في مجال البنى التحتية، ولهذا ينتظر البلدان من زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لشرق أفريقيا أن «يتم ضمان قيام شراكة مع المؤسسات الفرنسية من دون زيادة ديون البلدين»، كما قال الإليزيه في بيانه أمس حول زيارة ماكرون الأسبوع المقبل لعدد من دول المنطقة. زيارة ماكرون تستمر إلى الخميس، وتبدأ من جيبوتي وإثيوبيا وكينيا لتعزيز النفوذ الفرنسي في هذه الدول، بعد أن باتت تثير اهتمام قوى كبرى أخرى خاصة الصين. ويصل ماكرون إلى جيبوتي مساء الاثنين حيث سيزور القاعدة العسكرية الفرنسية، الأكبر في العالم. وجيبوتي بلد صغير يقع على المدخل الاستراتيجي للبحر الأحمر، وهو يستضيف أيضاً القاعدة العسكرية الأميركية الوحيدة في القارة الأفريقية. كذلك، افتتحت الصين في عام 2017 في جيبوتي قاعدتها العسكرية الأولى في الخارج، وتعمل في هذه المنطقة نحو 50 شركة فرنسية، مثل «توتال» و«كاستيل» و«سان غوبان» و«ديكاتلون» و«بولوريه» و«أورانج» و«سي إم إي - سي جي إم» و«سوفليه» و«بيجو» و«إسيلور» و«بوندويال» و«لوريال» و«إي دي إف» و«أنجي» و«دانون» و«شنايدر». ومن بين مديري الشركات المرافقين لماكرون، ستيفان ريشار مدير شركة أورانج وجان - برنار ليفي مدير شركة الكهرباء الفرنسية «إي دي إف». وسيتحدث ماكرون خصوصاً باللغة الفرنسية دفاعاً عن الفرنكوفونية، لكن من المقرر أن يقول بعض الكلمات باللغة السواحلية. ويتابع ماكرون من هناك طريقه إلى إثيوبيا، ثاني أكبر بلد أفريقي من حيث عدد السكان (أكثر من 100 مليون نسمة)، حيث سيزور بلدة لاليبيلا المعروفة بكنائسها المنحوتة في الصخر والتي تعود إلى القرن الثالث عشر. ويكون ماكرون بذلك أول رئيس فرنسي يزور هذه المنطقة المهمة بالنسبة للمسيحية، والمصنفة جزءا من التراث العالمي من قبل منظمة اليونيسكو.

وفي أكتوبر (تشرين الأول) وعد ماكرون لدى استقباله رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد، بأن تقترح فرنسا حلولاً لحماية تلك الآثار، المهددة بالتآكل، فيما السياحة تزدهر بقوة في إثيوبيا. ويوجد في إثيوبيا منذ خمسين عاماً اختصاصيون وباحثون وعلماء آثار فرنسيون.

وبرفقة وفد من مديري الشركات، يتوجه ماكرون لاحقاً إلى العاصمة أديس أبابا، حيث يلتقي الرئيسة ساهلي ويرك زويدي ورئيس الوزراء البالغ من العمر 42 عاماً والذي ضاعف الإصلاحات منذ وصوله إلى السلطة قبل عام. وبلغت قيمة الصادرات الفرنسية إلى إثيوبيا 791 مليون يورو في 2017 مقابل 386 مليون يورو في العام الذي سبقه، ويعود ذلك خصوصاً إلى بيع فرنسا لطائرات «إيرباص آي 350» إلى الخطوط الجوية الإثيوبية. وبعيداً عن تجارة الطائرات، تضاعفت قيمة الصادرات الفرنسية إلى هذا البلد منذ عام 2014. خصوصاً في قطاع الصيدلة، فيما تستورد فرنسا ما قيمته 40.5 مليون يورو من إثيوبيا، خصوصاً السلع الزراعية. وفي اليوم التالي، يزور ماكرون مقر الاتحاد الأفريقي حيث يثير خصوصاً مسألة التعاون في مجال المدينة المستدامة. وينهي ماكرون جولته بزيارة نيروبي. وهناك يلتقي الرئيس الكيني أوهورو كنياتا حيث من المتوقع أن يثير معه مسألة تمويل قوة الاتحاد الأفريقي في الصومال التي تقاتل المتمردين الإسلاميين المتطرفين في تنظيم حركة الشباب، والتي تشارك فيها قوات كينية. ومن المقرر أيضاً أن يثير الرئيسان مسألة المشاريع المشتركة للبنى التحتية للنقل، قبل عشاء رسمي. وكينيا شريك اقتصادي صغير لفرنسا، حيث تراوحت قيمة صادرات فرنسا إليها بين 150 و200 مليون يورو في عام 2017. لكن من المقرر أن توقع فرنسا مع كينيا بمناسبة الزيارة عقوداً بقيمة 3 مليارات يورو في قطاعات الطاقة والبنى التحتية والمدينة المستدامة. ويجتذب الاستقرار النسبي للبلاد، التي تعتبر منفذاً إلى سوق مجموعة شرق أفريقيا البالغ عدد سكانها 200 مليون نسمة، أكثر فأكثر الشركات الفرنسية. ولدى مجموعة كارفور الفرنسية فروعاً عديدة في نيروبي، فيما تستعد مجموعة ديكاتلون للسلع الرياضية إلى فتح متجرها الأول في المدينة. ويشارك ماكرون الخميس الرئيس الكيني في افتتاح النسخة الأفريقية من «قمة كوكب واحد» المتعلقة بالمناخ، كما ينضمّ إلى افتتاح اجتماع أممي حول المناخ. وأخيراً، يعقد ماكرون لقاء مع طلاب جامعة نيروبي.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

سفارة عوكر: برنامج ساترفيلد كان ضيقاً ولقاءاته مع الحريري وباسيل مثمرة

سيمون أبو فاضل/الكلمة أونلاين/10 آذار/19

http://eliasbejjaninews.com/archives/72878/%D8%B3%D9%8A%D9%85%D9%88%D9%86-%D8%A3%D8%A8%D9%88-%D9%81%D8%A7%D8%B6%D9%84-%D8%B3%D9%81%D8%A7%D8%B1%D8%A9-%D8%B9%D9%88%D9%83%D8%B1-%D8%A8%D8%B1%D9%86%D8%A7%D9%85%D8%AC-%D8%B3%D8%A7%D8%AA%D8%B1%D9%81/

لم يطلب نائب مساعد وزير الخارجية لشؤون الشرق الاوسط ديفيد ساترفيلد ابان زيارته لبنان موعدا من رئيس الجمهورية ميشال عون لافتقاد الود من جانبه تجاه عون منذ أن كان دبلوماسيا في سفارة بلاده في عوكر في العام 1989 وتمّ تطويق مبنى السفارة يومها ودفع بطاقمها للمغادرة وهو لا يزال يردد بانتقاد مغامرات عون المتعددة، وكذلك لم يطلب موعدا من رئيس مجلس النواب نبيه برّي نتيجة خلاف شخصي (خاص) معه على خلفيات سياسية، بل لأن ادارته المطلعة على الواقع اللبناني حددت له أعماله.

فالتقى اذا ساترفيلد الحريري بصفته رئيسا للحكومة التي ترسم سياسة البلاد عملا بنص اتفاق الطائف، وكذلك التقى وزير الخارجية جبران باسيل في لقاء لم يكن جيدا في جانب له صلة بحزب الله والنازحين حسب المعلومات الدبلوماسية، اذ كانت زيارته الخارجية نظرا لموقعه المفترض أن يتداول معه في المواضيع التي تعني البلدين كما هو الحال مع الحريري. وكذلك لابلاغه زيارة نظيره وزير الخارجية الأميركي مارك بومبيو إلى بيروت بعد أسبوع.

وقد أرادت واشنطن عبر هذه الزيارة التي حملت بعدان واحدا رسميا من خلال لقاء من يجب أن يلتقيه الدبلوماسي الأميركي في منظومة السلطة، والثاني سياسي بلقائه الحلفاء أو الأصدقاء على الساحة اللبنانية.

فقد حسمت واشنطن خيارها بأن تبدأ التعاطي مع لبنان بمنطق جديد منذ البيان المكتوب الذي أذاعته السفيرة الأميركية إليزابيت ريتشارد بعد زيارتها الحريري وتضمنه اعتراضا على تمدد «حزب الله» على القرار اللبناني.

ورغم مقاطعة ساترفيلد لبعبدا، فان رئيس الجمهورية يصر على الدفاع عن المقاومة، وهذا ما اكد عليه الرئيس عون لوزير الدولة لشؤون الخارجية البريطانية أليستير برت بأن تمدد حزب الله الاقليمي لا يؤثر على السياسة الداخلية وهو جزء من الشعب اللبناني وممثلا في السلطتين التشريعية والتنفيذية موجها كلامه إلى كل من واشنطن ولندن بعد موقفها الأخير من الحزب

اذ أنّ عون الذي كان أوصل رسائل عن رغبته بلقاء الرئيس الأميركي دونالد ترامب في الأمم المتحدة إبان تواجده في نيويورك لم يلق اي تجاوب، وبات يعي بأن لبنان بات أمام مرحلة جديدة من السياسية الأميركية التي ستترافق مع اجراءات تصاعدية لواشنطن تجاه لبنان، وتحديدا تجاه حزب الله الذي لم يخف أمينه العام في خطابه الأخير عن مدى قوتها وتأثيرها على البيئة الحاضنة له في موقف يعكس التركيز الاميركي على لبنان وواقعه السياسي.

أما في الجانب السياسي للزيارة، فكان اللقاء مع النائب السابق وليد جنبلاط من خلال العشاء الذي اقامه الأخير للوفد الاميركي ،في خطوة تعكس نوعية تواصله مع هذا الحليف الذي يبقى على صداقة لواشنطن رغم كلّ تحولاته أو تقليصه لتحالفاته معها مرتكزا ساترفيلد على روحية جنبلاط المعارضة وعلى المبادرات التي يتميز بها لاسيما ابان حركة 14 آذار، ويأتي اللقاء مع رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل استمرارية لتواصل واشنطن مع هذا الحزب بنهجه الحالي على الصعيدين السياسي والاقتصادي والمعارض لحزب الله وتحالفاته الحكومية الى حد يتقارب مع نظرتها لجنبلاط، سيما أنّ ساترفيلد عبر عن الموقف السياسي أكثر وضوحا بعد زيارته مقر البيت المركزي الكتائبي، اذ تعوّل الادارة الأميركية على حزب الكتائب واللقاء الديموقراطي وعدد من المستقلين حسب المعلومات الذين لا يزالون يعبرون عن موقف معارض للتسوية الرئاسية ومندرجاتها على أكثر من صعيد.

ولم يخل لقاء ساترفلد الذي تصادف حضوره في لبنان مع عشاء تكريمي يقيمه وزراء القوات اللبنانية للسفيرة الأميركية من تأكيده على ثوابت بلاده ونظرتها الى كيفية حماية الشرعية اللبنانية وكأنه بذلك أراد أن يوجه للقوات اللبنانية كلاما سياسيا مختلفا نظرا لتموضعها الحالي وواقعها المستجدة منذ التسوية الرئاسية التي أتت بعون رئيسا للجمهورية.

وفي حين يقول مصدر في سفارة الولايات المتحدة الاميركية في لبنان بان ساترفيلد لم يتمكن من زيارة غير مسؤولين رسميين نظرا لضيق الوقت واصفا المصدر اللقاءات مع الحريري وباسيل بالمثمرة والجيدة يرى المراقبون بأن واشنطن قد تحوّلت عن فكرة مفادها بانه على اللبنانيين أن يواجهوا «حزب الله» بعد التسوية الرئاسية والخطاب السياسي الجديد لكل من تيار المستقبل والقوات اللبنانية لاعتبار بأن خياراتهما المستجدة لا تشكل «ضبطا» لأداء حزب الله، لذلك عادت تكثّف تحركاتها المباشرة تجاه لبنان حيث تندرج زيارة بامبيو في هذا الإطار.

لذلك، سيأتي كلامه الذي دلت عليه مواقف توزعت بين ترامب وصولا الى دبلوماسييه في لبنان بحيث ستذكر الإدارة الاميركية باتخاذ اجراءات لاتعاب حزب الله باعتباره أن ذلك يرهقه ويضعفه بما يجعل الدولة ومؤسساتها والشرعية في موقع أقوى. ولان تداعيات ما سيعلنه أو يبلغه للمسؤولين سيكون مفصلا في المسار السياسي اللبناني لذا لم يعلن ساترفيلد أي موقف عالي السقف ليكون «الكلام الكبير» على عاتق رئيس الدبلوماسية الاميركية الذي ينفذ سياسة ترامب.

 

سامر كبارة يعلن ترشّحه بطرابلس عبر"المدن": معركة لا تزكية

جنى الدهيبي/المدن/الأحد 10/03/2019

هو سامر طارق كبارة، ابن شقيق النائب محمد كبارة، يعلن ترشيحه رسميًا عبر "المدن"، عن المقعد السّني الخامس في طرابلس، الذي أصابه الشغور إثر إعلان المجلس الدستوري قرار إسقاط النيابة عن ديما جمالي. خطوة سامر كبارة، التي تأتي بعد تحديد موعد الإنتخابات الفرعية في طرابلس بتاريخ 24 نيسان 2019، ليست مبادرة عادية، وإنّما تحمل دلالات سياسية في اتجاهات مختلفة. إنّها خطوة فتح باب المعركة الانتخابيّة على مصراعيه، بقصد المواجهة، ليس ضدّ المرشحة الزرقاء، وإنّما ضدّ "التزكية": "من أجل طرابلس وأبنائها"، وفق تعبير كبارة.

"لا للتزكية"

تحت شعار "لا للتزكية"، يقدم الشاب البالغ من العمر39 عامًا، في حديثٍ مع "المدن"، شرحًا مفصلًا عن دوافع ترشحه "الجريء"، وهو ابن عائلةً حمل لواءها السياسي النائب أبو العبد كبارة لأكثر من ربع قرن، الذي تلقى وعدًا بتوريث مقعده في الدورة المقبلة لنجله كريم محمد كبارة. وهو أيضًا، الصهر المرتقب لرئيس مجلس النواب نبيه بري، وينوي الزواج من ابنته هند برّي. لكن كلّ هذه الاعتبارات، التي تربطه مع عمّه النائب وابن عمّه، ومع الرئيس بري، والتي تتردد على مسمعه منذ أن بدأ التفكير والتحضير لخوض المعركة الانتخابية، كأداة ضغطٍ نفسي عليه، لا يعتبرها سامر كبارة قاعدةً يُبنى عليها، لأنّ القضيّة هي "معركة حقوق طرابلس بامتياز".

يجلس سامر كبارة في مزرعته الكائنة في أبي سمراء في طرابلس، المليئة بالأشجار والفائضة الخضرة، ومساحة واسعةً لركوب الخيل. للوهلة الأولى من استقباله، يطغى حضوره وقوّة شخصيته على وسامته وأناقته. يبدو الشاب طليقاً، واثقًا، متمرسًا في المحادثة، ويعرف ما يريد من دون تلكؤٍ أو تردد. لا يخشى من مصيدة الأسئلة المحرجة. فهو جاهزٌ وأجوبته حاضرة، لدرجةٍ استبق أسئلتنا بالقول: "رح بلّش وقول كل شي عندي". فـ"القضيّة هي قضيّة حقوق هذه المدينة، التي يجري تهميشها على كلّ المستويات. واليوم هناك مقعد طرابلسي شاغر، المفروض أن يتمثل بالشخص المناسب. وما نحتاجه، هو مرشحٌ يعيش في المدينة، يعرف شوارعها وأزقتها ومشاكلها ومعاناتها. وعلى هذا الأساس، يشرّع النائب لصالح البيئة التي يعيش فيها". لكن، "كيف يشرّع لمصلحة مدينته المهمشة، إذا كان لا يعرفها ولا يعيش فيها، ويزورها في المناسبات والحملات الانتخابية فقط؟"، يسأل كبارة مستنكرًا، ويذكّر أنّ طرابلس ليس لديها مدير عام واحد قوي، لتخليص معاملاتها، ولا ضابط أمني رفيع في مؤسسة عسكرية، ولا تأخذ حصّتها من الموازنات والمشاريع.

عتب سامر على الحريري

يؤكد كبارة أنّه وفيٌّ لإرث عمّه، صاحب السيرة الطويلة في مدينته طرابلس، التي يحبّها وتحبّه. غير أنّه يعتبر أنّ ثمّة فرصةً ذهبيّةً بمقعدٍ خامس، ليكون "صوتًا صارخًا في مجلس النواب". فـ"لماذا يريدون تهميش المقعد بهذه الطريقة؟" عتب سامر كبارة على رئيس الحكومة سعد الحريري كبير، لا سيما أنّه سبق أن آمن بنهجه، ووضع نفسه وخبرته في خدمة تيّاره، وخدمة عمّه في انتخابات أيار 2018. هو "عتبٌ محقّ ونقد بناء لتصويب المسار"، على حدّ وصفه. يقول: "يدرك الرئيس الحريري أنّ الجميع انزعج من طريقة إعادة ترشيحه لجمالي، حتى نوابه وقيادات المستقبل. وإذا أكمل بالطريقة نفسها في التعاطي مع الناس، لن يبقى للتيار شيئًا بعد 10 سنوات". فـ"لو انتظر الرئيس الحريري أسبوعًا واحدًا، قبل إعلان ترشيح جمالي لاستشارة المعنيين بهذا المقعد، ولو رشّح شخصيةً تعرفها المدينة وعلى احتكاك مباشر مع أهلها، كنت وقفت إلى جانبه وما كنت ترشحت". لكنّ القرار، وفقه، كان لاتخاذ موقفٍ ورفض فكرة ترشيح شخصيات بطريقة استعلائية، من دون الرجوع إلى الناس، وفرضه عليهم فرضًا. بينما في المقابل: "هناك طبقة طويلة عريضة في طرابلس، لا أحد يستشيرها ويسأل عنها. ونحن نريد القول لهم أنّ ثمّة طبقة صامتة لا يتواصلون معها، نتيجة الفجوة الكبيرة الواقعة بين سياسيي المدينة وأهلها، التي نسعى إلى ردمها".

مرشح مستقل

السؤال الجوهري، إذا كان سامر كبارة يعتبر نفسه مرشحًا مستقلًا أو مرشح توريث سياسي لآل كبارة، وإذا كان عمّه النائب راضٍ عن إعلان ترشيحه، من دون أن يسبب له إحراجًا. يتباهى بجوابٍ تلقائي قائلًا: "أنا لستُ مرشح آل كبارة وإنّما مرشح طرابلس". وفيما يخصّ عمّه، يستبعد سامر أن يكون منزعجًا، لأنّ المقعد النيابي لا يخضع لـ"سياسة العشائر"، وكلّ واحدٍ "حرّ بتفكيره وموقفه". فـ"ثقافة التنوع في الخيارات، يجب أن تتطور في طرابلس، وأنّ لا تكون الناس خاضعة في خياراتها السياسية لأي اعتبار عائلي يقيّدها. وأن أكون من عائلة كبارة، شكلّ ضغطًا عليّ، وعلى الناس أن تقدّر هذه الجرأة"، يقول: "أنا مرشّح ضدّ التوريث السياسي وضدّ التزكية". يعبّر سامر كبارة عن امتعاضه الكبير من التوافق شبه الجماعي بين القوى الأساسية في طرابلس، على خيار ترشيح جمالي، والذي بدا وفقه، على هيئة تواطؤ سياسي على حساب أهل المدينة. فـ"هذا ما دفعني للانتفاضة من دون حسابات عائلية، للقول أنّ طرابلس تحتاج من يمثلها حقّ تمثيل".

يرفض كبارة فكرة أن تكون الانتخابات الفرعية في طرابلس معركة "تحديد أحجام" في عقر دار الطائفة السنيّة. يسأل: "لو كانت معركة تحديد أحجام لماذا توافقوا مع بعضهم البعض؟". يستطرد قائلًا: "اليوم يجب على طرابلس أن تقوم هي بتحجيم كلّ الأقطاب السياسية المتوافقة على حسابها". 

يقدّم كبارة نفسه على أنّه "خيار آخر"، وأنّ معركته ليست ضدّ السياسيين، وإنّما يطمح أنّ يكون صوت الناس الصارخ، لا سيما أنّه محبوب في المدينة، وضليع ومتمرّس في خدمة أهلها، منذ سنواتٍ طويلة في شتّى القطاعات التي يُعنى بها، من دون أن يلجأ للترويج الإعلامي.

يعرّج كبارة في حديثه على  سلوك الأجهزة الأمنية الذي يستنكره. وما يفعله الآخرون، هو "أنهم يعلنون مرشحهم بدعم من جهاز أمني ما، بعد أن أصبحت الأجهزة الأمنية تشتغل سياسة أكثر من السياسيين أنفسهم، وصاروا يؤمنون الخدمات الانتخابية الشخصيّة، وهذا ما يهدد فعليًا النظام الديموقراطي في لبنان".

خطّ 14 آذار

يجاهر كبارة بخطّه السياسي "الواضح" كما يصفه، لا سيما أنّ خبرته السياسية في لبنان تتأصل جذورها في مدرسة الراحلين جبران تويني وسمير قصير، منذ 14 آذار 2005، "تاريخ الثورة الحقيقية، التي كانت كفيلة أن تغيّر النظام اللبناني للأحسن، لو لم يُجهضها أركانها"، يقول كبارة. ولدى سؤاله إن كان سيدخل في خطاب "حقوق الطائفة السنيّة"، يسارع سامر كبارة للإجابة: "كفى استغلال للشعارات ومتاجرة بأهالي طرابلس وإثارة العصبيات الطائفية، وفيما هم يجلسون مع حزب الله في الحكومة على طاولة واحدة". وإذا أرادوا الدفاع عن حقوق الطائفة، وفق كبارة، فليشتغلوا جديًّا على ملف الموقوفين الإسلاميين، المسجونين من دون إصدار أحكامٍ بحقّهم، بدل أن يُوهموا الناس أنّهم يخوضون معركةً ضدّ حزب الله وضدّ النظام السوري. يتابع: "طرابلس دفعت ثمنًا وشهداءً في سبيل 14 آذار، ماذا فعلوا لهم في المقابل؟ لا تعليم، لا موازانات، لا مشاريع، لا محاكمات ولا استقرار اجتماعي واقتصادي، بينما يصرون على الناس أن تصدق أن معركة مدينتهم ضدّ حزب الله، وهذه خدعة كبيرة".

مشروع سامر

سامر كبارة، الذي قضى سنواته الدراسية الأولى في طرابلس، ثم انتقل وتخرج في مدرسة داخلية في لندن، وسافر إلى أميركا 7 سنوات لدراسة إدارة الأعمال، قبل عودته إلى لبنان، يعمل مع عائلته في العقارات، ولديه علاقات تجارية قوية في الإمارات، ويملك في بيروت شركة إعلانات. وأول شيءٍ يهدف أن يقدمه إلى طرابلس، هو "دمّ جديد يستطيع أن يأتي بمشاريع تنموية صغيرة ومتوسطة، مستفيدًا من علاقاته، لا أن يعلّق آمال أبناء المدينة على تشغيل المرافئ، مثل المعرض والمطار، وهي وعود من أيام الرئيس رشيد كرامي لم يُنفذ منها شيء بقرار سياسي". فـ"ما أستطيع فعله، هو التشبيك مع الجهات الدولية المانحة، التي تربطني علاقات وثيقة بها، وجذب المشاريع وفق خطط معدّة واضحة ومدروسة، والتشريع لمصلحة المدينة، من أجل تحسين أوضاع المناطق المحرومة في طرابلس، الأمر الذي يحتاج إلى حركةٍ واتصالاتٍ ومجهود. وذلك، بهدف الخروج من فكرة النائب التقليدي الذي يكتفي بالتجول وتقديم واجبات العزاء والتهاني في الأفراح. لذا، على المقعد الخامس أن لا يكون من دون طعم ولا لون  ولا فائدة".

دعم العائلة

يتلقى سامر كبارة دعمًا من عائلته الصغيرة، ومن والده طارق كبارة، المشهود له في طرابلس بعمله المُدني والنقابي لمدّة تفوق 40 عامًا. وعند سؤاله إن كان سيترشح في الدورة المقبلة، إذا ترشح كريم كبارة، يجيب من دون حسم: "كلّ شي بوقتو حلو". إلى ذلك، من المنتظر أنّ يعقد نهار الأربعار في 13 آذار 2019، مؤتمرًا صحافيًا لإعلان ترشيحه، قبل يومٍ واحد من القرار الذي من المنتظر أن يعلنه اللواء أشرف ريفي في 14 آذار، سواء لجهة ترشحه أو اعتكافه عن خوض الاستحقاق النيابي. وكبارة، الذي يؤكد أنّ خياراته مفتوحة لما تُخبئه الأيام القليلة المقبلة، من الواضح أن طرابلس تتحضر إلى معركة انتخابية حامية، ستربك "المستقبل"، وتشكل صدمة كبيرة له، وتلخبط أوراقه، بعد أن كان يسعى لضمان مقعد جمالي بـ "التزكية" المجانيّة.

 

'حزب الله'.. دون كيشوت الفساد

منى فياض/الحرة/10 آذار/19

http://eliasbejjaninews.com/archives/72867/%d8%af-%d9%85%d9%86%d9%89-%d9%81%d9%8a%d8%a7%d8%b6-%d8%ad%d8%b2%d8%a8-%d8%a7%d9%84%d9%84%d9%87-%d8%af%d9%88%d9%86-%d9%83%d9%8a%d8%b4%d9%88%d8%aa-%d8%a7%d9%84%d9%81%d8%b3%d8%a7%d8%af/

ترى هل كان حزب الله وأجهزته السياسية والإعلامية الضليعة في سبر غور الجماهير وسوقها، غافل عن أن اتهام الرئيس السابق للحكومة في لبنان فؤاد السنيورة سيؤدي إلى عاصفة مذهبية؟ أم أن الحزب وماكينته تغافلوا كي نصل بالضبط إلى ما وصلنا إليه من تصعيد إضافي للتوتير المذهبي لغاية في نفس يعقوب؟!

فبعد أن أمعن الحزب، على مدى سنوات، في إثارة النعرات المذهبية؛ من غزوة بيروت وصولا إلى تدخله العسكري في سوريا؛ أصبحت المذهبية سياسته ولو أصر على إنكار هذا الأمر.

برر تدخله في سوريا لحماية مقام السيدة زينب. ولكي يعطي الزخم لمقاتليه خلال معاركهم، لم يجد أفضل من شعارات: "الله أكبر، لبيك يا حسين، لبيك يا صاحب الزمان، لبيك يا زينب، يا حيدر كرار، يا زهراء"... وصولا إلى شعارات أكثر تحريضا مثل: "لن تسبى زينب مرتين".

يتعرض حزب الله لهجوم حاد ولعقوبات غير مأمونة، ويرى أن يحتمي بالدولة اللبنانية ويبتزها كي لا يغرق وحده!

عمد فوق ذلك إلى تجييش مناصريه وعموم الشيعة أو ما يسمى البيئة الحاضنة، فلجأ إلى خطاب تعبئة أيديولوجي مذهبي مستندا إلى التراث الشفهي والطقوس الممارسة في مراكز التعبئة الدينية، مثل مجالس العزاء والحسينيات، روّج عبرها القصص الدينية المستقاة من أخبار آخر الزمان وصاحبه والثأر لآل البيت وانتظار المهدي المنتظر؛ ناهيك عن الكرامات والمعجزات التي تظهر لمقاتليه على غرار ما شاع في حرب 2006.

استعاد حزب الله بذلك بعض الأساليب التي اعتمدتها القيادة الإيرانية في العراق خلال حربها مع صدام حسين لما لهذا الخطاب الشفهي التحريضي من تحشيد انفعالي وحماسي لغرائز الجمهور.

تحولت الاستماتة في الحفاظ على نظام الأسد، إلى حرب للدفاع عن مقامات دينية وعن العقيدة الشيعية مقابل أغلبية من المسلمين السنة، بزعم أنهم راغبون بطرد الشيعة وهدم المقامات. وهي حرب دعائية كاذبة فالمقامات ظلت مئات السنين محفوظة ومصونة من هؤلاء السنة أنفسهم ولم تمس. لكن حاجتهم للتعبئة دفعتهم للجوء إلى المبالغة واستخدام "التكليف الشرعي" من المرشد الأعلى الإيراني لمزيد من الإقناع والضغط على مقلديه من الشيعة بأنها الخيارات الدينية الواجب اتباعها.

كل هذا لم يكن كافيا لإخافة الجمهور وربطه به. فكان تضخيم دور تنظيم القاعدة ومن ثم داعش وبدأت جيوشه الإعلامية المبالغة في إظهار "الخطر التكفيري السني" الذي يريد القضاء على الشيعة. مع أن معظم ضحايا هذين التنظيمين من غير الشيعة. ناهيك عن مراحل التنسيق بينهما، بدءا من الدفاع عن وجودهم في مخيم البارد في طرابلس (في العام 2007) وصولا إلى صفقة الباصات المكيفة إثر معركة جرود عرسال.

في المقابل، انعكس هذا التجييش المذهبي الشيعي سلبا على الجمهور السني؛ فأثار المشاعر والغرائز المذهبية ليس في لبنان فقط بل وفي المنطقة عموما؛ خصوصا أن الحزب اعتمد، في غمرة دفاعه عن إيران، خطابا تحريضيا معاديا للأمة العربية ولدول الخليج وللسعودية، واتهمها بالتقاعس تجاه فلسطين ناعتا إياهم بـ"العربان الذين لا حضارة لهم".

ولا يهم أن روايته تتغير وتتعدل باستمرار. فالبروباغندا وازدواجية الخطاب هي من سمات الخطاب الفاشي تبعا لنصيحة الدعائي النازي غوبلز: "اكذب ثم اكذب ثم اكذب"... تفوقت عليه مهارة ماكينة حزب الله. فالكلمة في عقيدتها كالرصاص.

وبالرغم من الانقسام المذهبي الحاد الذي ساهم في نبشه والدماء التي أسالها، يغرقنا حزب الله بخطب رنانة عن الوحدة الإسلامية وعن المقاومة والتزامه بقضايا المسلمين وهمومهم ومستقبلهم.

الآن في طريق عودته من سوريا، وبدل أن يقوم بمراجعة نتائج تدخله أو تقديم تفسير أو اعتذار عما أصاب بيئته وعما نتج عن تورطه سواء في لبنان أو في سوريا من تهجير وحرب إبادة، يعود إلينا زاعما إنقاذنا من براثن الفساد. فيمارس سياسة الكيد والفساد السياسيين تحت شعارات الوحدة والحفاظ على مصالح الشعب ذاتها. فبماذا يبدأ "دون كيشوت محاربة الفساد" النائب فضل الله؟ بالهجوم على حكومة السنيورة والأحد عشر مليار دولار "الضائعة"!.

ليست مهمتي هنا الدفاع عن الرئيس السنيورة، فهو كفيل بذلك. وليقم القضاء بمهامه تجاه جميع المسؤولين، دون استنساب، بعد أن تكشف حساباتهم في الخارج، وليس في الداخل على ما يذهب وزير خارجيتنا. ولننتظر حكم القضاء.

لكن المسألة هنا تتعدى صحة الاتهام من عدمه. ذلك أن من يريد محاربة الفساد حقا عليه أن يتمتع بالشفافية، وأن يبدأ بنفسه أولا، وبحلفائه قبل الخصوم؛ وليعالج الهدر الواقع حاليا تحت سمعه وبصره وفي جميع الملفات بدل الهروب إلى الدفاتر العتيقة والتي كان شريكا فيها في جميع الأحوال.

وإذا افترضنا جدلا صحة الاتهام لحكومة السنيورة بمسؤوليتها عن إهدار 11 مليار دولار؛ ماذا عن التسعين مليار دولار الباقية التي ينوء تحتها الاقتصاد؟ ومعظمها تراكم بعد العام 2009، أي منذ أن وضع حزب الله يده على الحكومات بعد مؤتمر الدوحة، وخصوصا بعد أن أسقط مع حليفه، التيار الوطني الحر، حكومة سعد الحريري خلال زيارته للبيت الأبيض!

أين ذهبت تلك الأموال؟

أين تذهب الأموال التي تخصص سنويا لوزارة الطاقة والبالغة ملياري دولار سنويا وتسببت بما يقارب الأربعين في المئة من عجز الموازنة؟ دون أن تتحسن التغذية الكهربائية بل العكس! ألا يجمع الخبراء أن السبب الأساسي للعجز والذي يهدد بانهيار الدولة هو ملف الكهرباء؟

تقدمت وزارة الطاقة بطلب سلفة خزينة لمؤسسة كهرباء لبنان وقدرها أكثر من 2700 مليار ليرة أي نحو مليار و800 مليون دولار، (أقر المجلس منها سلفة بقيمة 794 مليار ليرة من أجل المحروقات) بانتظار خطة الوزيرة. ويبدو أن طلب السلفة لم يلحظ ضرورة إصلاح قطاع الكهرباء. وعزت المصادر السبب إلى أن وزيرة الطاقة ندى البستاني (التيار الوطني الحر) لا تحبّذ أي ذكر للإصلاح بذريعة أن أي حديث عنه يعني أن أسلافها من الوزراء الذين تعاقبوا منذ 10 سنوات على تسلّم وزارة الطاقة وجميعهم من "التيار الوطني" أخفقوا في إصلاح قطاع الكهرباء وهذا ما ترفضه!".

يعود إلينا من سوريا زاعما إنقاذنا من براثن الفساد، فيمارس سياسة الكيد والفساد السياسيين

أليس الأجدى مكافحة الفساد في هذا الملف؟

وبعد هذه السياسة الهجومية الكيدية التي يمارسها حزب الله والتي نبشت أعمق الغرائز المذهبية نجد جوقتهم الإعلامية تتحول إلى مبشرين علمانيين يقطرون ديمقراطية، فيهاجمون زيارة المفتي لبيت الوسط وتصريحه من هناك دفاعا عن السنيورة واعتباره التعرض له خطا أحمر.

لا شك أن موقف المفتي هذا، والذي نتج عن ضغط الشارع السني المستفَزّ، قد أضعف موقف السنيورة وأكد خلط الدين بالسياسة.

لكن هل يحق للغانية ادعاء العفة! واتهام الغير بالزنى؟

أم أن المقصود، كما تشير الدلائل، إثارة الشوارع ضد بعضها واتخاذها ذريعة تغطي العجز عن محاربة الفساد!

وربما المقصود التهديد بتعطيل مؤتمر سيدر ومفاعيله لمواجهة الضغوط الممارسة عليه!

فبعد تصنيف بريطانيا للحزب كإرهابي ووقف التعامل معه، وربما يلحق بها الاتحاد الأوروبي؛ وبعد الرسائل الصارمة للمبعوث الأميركي والإعلان عن زيارة وزير خارجية أميركا إلى لبنان قريبا؛ يستنتج الحزب أنه يتعرض لهجوم حاد ولعقوبات غير مأمونة. وعليه أن يحتمي بالدولة اللبنانية ويبتزها كي لا يغرق وحده!

بات الشعار إذا: فعلي وعلى أعدائي يا رب!

 

لبنان يبدأ حفر أول بئر بحرية بترولية في 2019

وليد خدوري/الحياة/10 آذار/19

بعد سنوات من الخلافات السياسية والكيدية التي أدت الى تأخير البرنامج البترولي اللبناني طوال هذا العقد، يتضح الان ان الكونسورتيوم المتكون من شركات "توتال" الفرنسية و "ايني" الإيطالية و "نوفاتيك" الروسية سيبدأ الحفر خلال الفصل الرابع من عام 2019 في بلوك رقم 4 في المياه الشمالية للمنطقة الاقتصادية الخالصة. واتفق أعضاء الكونسورتيوم أن تقوم "توتال" بالحفر في بلوك رقم 4. ومن المعروف ان الكونسورتيوم كان فاز أيضاً بالاستكشاف والتنقيب في بلوك رقم 9 الجنوبي. وعكف الكونسورتيوم منذ اختياره أوائل عام 2018 على دراسة بيانات المسح السيزمي التي أعدتها شركات متخصصة لمصلحة الحكومة خلال السنوات الماضية. ودأب الكونسورتيوم على دراسة الاثار البيئية المترتبة على التنقيب والإنتاج في البلوك رقم 4، كما هو منصوص عليه في الاتفاقات مع السلطات البترولية اللبنانية.

لقد أعطيت الأولوية للحفر في بلوك 4 الشمالي لأسباب عدة، منها أمني وسياسي نظرا الى احتلال إسرائيل جزءاً من البلوك رقم 9، وأيضاً لأسباب مهنية حيث يتيح التنقيب في بلوك 4 دراسة الأجزاء الشمالية من الصخور المكمنية "اوليغوسين" و"ميوسين" حيث هناك تركيبات رملية فيها شبيهة لما هو متواجد في بعض الحقول المكتشفة في قبرص وإسرائيل، والصخور المكمنية "كاربونيت" المتواجدة في حقل "ظهر" العملاق في مصر الذي اكتشفته شركة "ايني " صيف عام 2015.

وبحسب العقد الموقع ما بين السلطات اللبنانية والكونسورتيوم في أوائل عام 2018، يتوجب حفر بئر استكشافية واحدة على الأقل خلال السنوات الثلاث الأولى من تاريخ العقد، وان يتم حفر البئر الاستكشافية الثانية خلال الفترة المتبقية. وسيتم تحديد برنامج الكونسورتيوم بعد الانتهاء من حفر البئرين الاستكشافيتين، فيما اذا هناك مؤشرات لاستكشاف تجاري ام لا. وفي حال اكتشاف كميات بترولية تجارية (نفطية او غازية) يبدأ العمل على تطوير الحقل للتهيئة للإنتاج.

ويواجه لبنان صعوبات عدة حتى الآن في ترسيم حدوده البحرية الجنوبية والشمالية حيث المناطق الاقتصادية الخالصة. واحتلت إسرائيل أجزاءً من بلوكات 8 و9 و10 الجنوبية الحدودية، كما لم يتم ترسيم رسم الحدود البحرية الشمالية مع سورية، ما قد يؤثر في وضع بلوك رقم 2، الذي يقع شمال بلوك رقم 4 ويحاذي المياه السورية، وبلوك رقم 1 شمال بلوك رقم 3 والذي يحاذي أيضاً المياه السورية.

وبالفعل منحت السلطات البترولية السورية خلال السنوات الماضية عقداً للاستكشاف والإنتاج لشركة روسية في مياهها الجنوبية، ما تداخل مع احدى البلوكين اللبنانيين رقم 1 أو 2. وتم تجاوز هذا الأمر في حينه، بالذات لانسحاب الشركة الروسية من تنفيذ العقد بعد فترة وجيزة من التوقيع عليه.

ولكن الامر أكثر تعقيداً في الجنوب. فبعدما أعلنت الحكومة اللبنانية رسمياً عن حدودها البحرية وأودعت الخريطة واحداثها مع الأمين العام للأمم المتحدة، قامت إسرائيل برسم حدودها البحرية التي تتداخل في المياه اللبنانية وتدل على احتلال أجزاء من البلوكات الجنوبية الثلاث 8 و9 و10. وبالذات بلوك رقم 8 حيث يتضح احتلال مساحة ضخمة من هذا البلوك الواقع في اقصى الجنوب الغربي من المنطقة الاقتصادية الخالصة اللبنانية، ما سيجعل من الصعب جداً استثمار الثروة الطبيعية لهذا البلوك. وتشكل المطامع الإسرائيلية في البلوكين 9 و10 تحديات أخرى. وعلى رغم عدم إعلان إسرائيل عن عمليات اكتشافية في المياه اللبنانية المحتلة، الا ان إسرائيل اكتشفت حقولاً قريبة جداً منها، أحدها حقل "كارين" الذي يبعد نحو 5 أميال عن منطقة رأس الناقورة اللبنانية الجنوبية. وهناك أيضاً بالقرب من المياه اللبنانية حقول "تنين" و"تامار" الضخم الذي بدأ الإنتاج. وهناك حذر من قيام إسرائيل بالحفر الافقي من حقولها هذه لشفط البترول من المياه اللبنانية المجاورة. وحاولت الولايات المتحدة خلال السنوات الماضية التفاوض مع الطرفين اللبناني والإسرائيلي لإيجاد حل، لكن من دون جدوى.

وتعمل السلطات البترولية اللبنانية على إمكان طرح 4 بلوكات أخرى للمزاد للشركات البترولية العالمية قبل نهاية العام الحالي، اذا سمحت الأوضاع السياسية في البلاد، وعدم تعطيلها أو تأجيلها كما حدث سابقاً. وتجري الاتصالات حالياً لجس نبض الشركات المهتمة بالعمل في المياه اللبنانية. ويتوقع ان تطرح في الجولة الثانية 4 بلوكات موزعة ما بين الشمال والوسط والجنوب.

*كاتب عراقي متخصّص في شؤون الطاقة.

 

صراع روسي ـ إيراني داخل عائلة الأسد

سوسن الشاعر الشرق الأوسط/10 آذار/19

http://eliasbejjaninews.com/archives/72875/%D8%B3%D9%88%D8%B3%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%A7%D8%B9%D8%B1-%D8%B5%D8%B1%D8%A7%D8%B9-%D8%B1%D9%88%D8%B3%D9%8A-%D9%80-%D8%A5%D9%8A%D8%B1%D8%A7%D9%86%D9%8A-%D8%AF%D8%A7%D8%AE%D9%84-%D8%B9%D8%A7%D8%A6/

أمن الدول الخليجية هو بوصلتها التي يجب أن ترشدها لكيفية وطبيعة إعادة العلاقات الدبلوماسية مع سوريا، لذلك من المهم أن نعرف ما هو السر وراء مرافقة قاسم سليماني لبشار الأسد لطهران للمثول أمام خامنئي؟

هذا ما يجيب عنه تقرير نشره «المرصد الاستراتيجي» يتناول تفاصيل الصراع داخل أسرة الأسد، وحروب الوكالة الإيرانية الروسية داخل الأسرة!!

وفقاً لهذا التقرير، فإن الصراع الروسي الإيراني تحول إلى معارك داخل بيت آل الأسد، وبالتالي داخل القوات المسلحة السورية بين فرق وفيالق محسوبة على ماهر الأسد رجل إيران في الجيش السوري من جهة، وبين فرق وألوية تدين بالولاء للقوات الروسية تحت غطاء شرعية بشار الأسد من جهة أخرى، وكأن التاريخ يعيد نفسه في المعارك التي دارت بين حافظ الأسد ورفعت أخيه اعتراضاً على ازدواجية مراكز القوى بينهما، داخل القوات المسلحة السورية، وأسفرت عن نفي رفعت الأسد.

ولأن صراع النفوذ الإيراني الروسي نجم عنه استقطاب ثنائي بين

ماهر وبشار، كان من الضروري أن يؤكد سليماني لروسيا أن بشار لن يخرج عن طاعتهم، وأنه مع أخيه في صف واحد يقفان مع إيران!

أما على أرض الواقع فتجري حرب الوكالة والمعارك والتصفيات بين القوتين الإيرانية والروسية تقوم بها وحدات من الجيش السوري موالية للاثنين.

«فمنذ الإطاحة بوزير الدفاع السابق العماد فهد جاسم الفريج، واستبداله بالعماد علي أيوب، عمدت القوات الروسية إلى حجب منصب رئاسة الأركان لمدة 15 شهراً، وذلك في سابقة لم يعرف لها مثيل في تاريخ المؤسسة العسكرية السورية منذ تأسيسها عام 1946، وبادرت إلى تنفيذ خطة شاملة لإعادة هيكلة المؤسسة العسكرية السورية، وتعزيز شبكة الضباط الموالين لها، حيث أحكمت قبضتها على القطاعات والأسلحة المختلفة، وعلى رأسها: سلاح الجو، والدفاع الجوي، والفيالق: الثاني والرابع والخامس، بالتزامن مع حل الميلشيات التابعة للنظام، وعرقلة مشروع (جيش الدفاع الوطني) الذي تبناه (الحرس الثوري الإيراني)».

ثم يتطرق التقرير إلى التنسيق الروسي الإسرائيلي لمواجهة المد الإيراني ووحداته الموالية لماهر الأسد، وللرد على رسالة قاسم سليماني التي وجهها من طهران أثناء جلبه للأسد للسلام على خامنئي «إذ تتجه القوات الروسية في شهر مارس (آذار) الحالي نحو تطهير منطقة السيدة زينب والريف الجنوبي لدمشق حتى مطار دمشق الدولي، وتفكيك عشرات الثكنات ومراكز التدريب والحواجز العسكرية التي أقامها الإيرانيون تحت إشراف ماهر الأسد، وتسليمها إلى الفيلق الخامس».

التصفيات شملت شبكة التمويل الإيراني مع الجانب الأميركي «وفي هذه الأثناء، تعكف جهات مقربة من القصر الجمهوري على إعداد خطط للاستئثار بالتمويل الدولي المرتقب تحت عنوان: (إعادة الإعمار)، في حين تعد إيران العدة للدخول في مشروعات الإنشاءات المدنية والعسكرية والصناعات والتبادل التجاري تحت مظلة الشبكة المالية التابعة لماهر الأسد. ويتوقع أن تشهد المرحلة المقبلة معركة محتدمة بين جهات محسوبة على بشار الأسد من جهة، وشقيقه ماهر من جهة ثانية، لمد شبكات التمويل والحوالات المالية وغسيل الأموال والتحايل على العقوبات الدولية، حيث يرغب بشار في تمكين شركات النفط الروسية للاستحواذ على نفط المشرق العربي من خلال إبرام اتفاقيات مع حكومات بغداد وأربيل ودمشق وبيروت، الأمر الذي يتعارض بصورة مباشرة مع مصالح ماهر الأسد وشبكاته المالية في دمشق وبيروت ودبي، والكثير من العواصم الغربية. ويمكن أن تفضي تلك المخالفات إلى استهداف شبكة ماهر التي تعمل من خلال رجال أعمال يمثلون واجهات للشركات العملاقة التي يمتلكها هو أو تلك التي يمتلك فيها حصصاً كبيرة، ومن أبرزهم: رئيس غرفة صناعة دمشق وريفها سامر الدبس وزوجته غالية ميداني اللذان يعتمد عليهما ماهر في إدارة أعماله التجارية، ويرتبطان بشراكات متعددة مع رجل الأعمال محمد حمشو وخالد قدور الذي يقوم بإدارة الكثير من أعمال ماهر التجارية، حيث تولى مسؤولية إدارة المجموعات التجارية ومصانع البلاستيك العائدة لماهر، كما يدير شركة مختصة بالمناقصات الخارجية المتعلقة به، ويقوم بدور السفير التجاري لماهر الأسد خارج سوريا.

ونظراً لخضوع ماهر الأسد للعقوبات الدولية، فإن الكثير من المصادر تتهم قدور بتسخير مؤسساته لتحايل ماهر على تلك العقوبات، وعلى رأسها: (شركة الشهباء للاتصالات)، و(شركة آبار للاستثمار)، و(شركة سيف الشام للآليات)، وذلك بالشراكة مع محمد حمشو وسليمان معروف في شركة (تطوير). كما تشير أصابع الاتهام إلى رئيس (الهلال الأحمر السوري) خالد حبوباتي بالعمل مع زوجة ماهر، منال جدعان، عبر (الجمعية السورية للخيول العربية الأصيلة) لتسهيل حركة نقل أموال ماهر إلى سويسرا، وتغطية أنشطته في حركة تبييض الأموال». انتهى

على الدول العربية أن تلم بتفاصيل تلك التقسيمات، إن كانت تسعى لتقييد النفوذ الإيراني في سوريا، خصوصاً حين يتعلق الأمر بتقديم المساعدات من أجل إعادة الإعمار بعد الإعلان عن القضاء على «داعش»، فخروج إيران من سوريا يعنينا، وأهم لأمننا ألف مرة من فلول «داعش».

 

الثالوث العربي: الحسرة والارتباك والعجز

د. آمال موسى الشرق الأوسط/10 آذار/19

هل نحن مجتمعات ذات علاقة جيدة بالمستقبل؟ هل جرَّبنا الشغف بالمستقبل، وهل أن الغد في مدوناتنا الأدبية والفنية حاضر حضور القوة والأمل والبهجة، أم أنه يكاد يكون غائباً وغير مفكر فيه؟ وإلى أيّ حدٍّ يمكن الدفاع عن وجود علاقة جيدة بما يسمى المستقبل أو الآتي أو الغد؟

أولا: لماذا خطر لنا طرح مثل هذه التساؤلات وما محلها من الإعراب؟ فمن المهم الإجابة عن هذا السؤال قبل غيره من الأسئلة التي جعلناها مدخلاً لهذا المقال.

الإجابة سهلة جدا ولا تتطلب جهداً كبيراً. فالمستقبل، إلا ما ندر، يكاد يكون غائباً في سياساتنا وخططنا وتخطيطنا للغد. نعيش من دون اهتمام حقيقي وجدي ومسؤول بالمستقبل.

إن الانشغال بالمستقبل من أهم مظاهر جدية المجتمع ومن أهم المؤشرات التي نقيس بها مسؤوليته التاريخية والأخلاقية. ذلك أن التفكير في المستقبل والبرمجة للغد القريب والبعيد والأكثر بعداً ومسافة زمنية، إنما يفيد بكل بساطة ووضوح أننا لا نفكر في الأجيال القادمة، وماذا سنؤسس لهم على الأصعدة كافة. بل إنّ عدم التخطيط للغد يعني أننا لا نرى غير جيلنا، وكأن نسل المجتمع يتوقف عند جيلنا لا أكثر، وهو سلوك يعكس عدم الوعي بقيمة المستقبل وبدورنا تجاه الأجيال القادمة، وتجاه المستقبل الذي سيكون حاضرهم. أما إذا كنا واعين بذلك ولا نكترث لهذه المسألة فذاك يشكل مثالاً قوياً على أنانيتنا وعدم شعورنا بالمسؤولية التاريخية تجاه التأسيس للمستقبل. إضافة إلى ما يرمز إليه، مثل هذا التفكير من تحجيم لقدراتنا وكفاءتنا في إقامة علاقات طبيعية ومتوازنة على أبعاد الزمن الثلاث المتمثلة في الماضي والحاضر والمستقبل.

هذا أولاً. إذن فنحن نتساءل عن طبيعة علاقة مجتمعاتنا العربية الإسلامية بالمستقبل، لأن مؤشرات عدة تبيّن وجود عطب حقيقي في هذه العلاقة، وأهم مؤشر يعكس ذلك هو حاضرنا، باعتبار أن ما نصبو إليه في المستقبل يبوح به الحاضر ويكشفه ويعلن عنه. بمعنى آخر، فإن واقعنا في الحاضر وما تتخلله من توترات ومشاكل وما يعلن عنه الأداء في مختلف المجالات من ارتباك وعدم قدرة على التحكم في الواقع وضبطه.... كل هذا يؤكد وجود أزمة تفكير وتخطيط ورؤية ووضع تصور ورسم أفق. ومن يعرف مثل هذه الأزمة المركبة المعقدة لا يستطيع البناء، ولا يستطيع الانشغال بالمستقبل، لأن الحاضر مضغوط وخانق ومانع للتنفس، حيث إن الحديث عن الغد والتخطيط له دليل أن الرئتين تعملان بشكل جيد. هكذا نستطيع أن نفهم لماذا نحن نُعوِّض ارتباك علاقتنا بالحاضر وعجزنا بخصوص التخطيط الجدي والمسؤول للمستقبل بالارتماء في أحضان الماضي، وإغراقه بالمديح والتمجيد والحنين إلى حد الحسرة على مضيه. إذ أن المبالغة التي تعرفها علاقة الثقافة العربية بالماضي، هي في أحد أهم محدداتها ناتجة عن محاولة التعويض من أجل استبدال خسارتي العلاقة بالحاضر والماضي.

المشكلة أن الاستمرار في قطع العلاقة مع المستقبل واعتبار التفكير فيه والتخطيط له ترفاً وعملاً تكميلياً لا أساسياً ووجوبياً، لم يعد من الأمور المقبولة. فالعالم اليوم منشغل بالغد والمجتمعات المسؤولة تخطط من خلال النخب التي تمثلها في السياسة والأخرى الثقافية الفكرية النابعة منها، وتنتقدها لتكون أفضل ... تخطط للمستقبل، وترسم طريق المستقبل في شكل خطوات وانجازات وآفاق، وتحدد لنفسها رزنامة دقيقة مضبوطة طبقاً لتقديرات مبنية بدورها بشكل علمي.

نحن اليوم في عالم كشفت فيه المجتمعات المتقدمة عن خطة طريقها، وأصبح مكشوفاً للجميع وصفة النجاح والتقدم وقائمة الرهانات الجديرة بأن ترفع قبل غيرها. ومن لا يمتلك اليوم خريطة طريق واضحة ومدروسة ومحددة بالتواريخ والأرقام في النماء، هو في الحقيقة خارج العالم ويعيش على هامشه.

وحتى المؤسسات الدولية على غرار منظمات الأمم المتحدة هي تعمل للمستقبل وتضبط تواريخَ للشعوب لتحقيق تقدم في مجالات عدة. وهو جهد نعتقد في وجه من وجوهه، إنما يهدف إلى تحسين ظروف التعامل بين الشعوب من منطلق أنه كلما كان المستقبل نقطة التقاء، تأكدت الحاجة للتبادل، وانخفضت أسباب التباين والتوتر، لأن الملامح ساعتها تتماهى والمستقبل يصير فضاء للمصالح المشتركة أو القريبة من بعضها بعضاً. فالتباين بين الشعوب لا يخلق أرضية تواصل ولا يؤسس لشروط الحوار الحقيقي.

فهل نعرف نحن اليوم إلى أين سائرون؟ لا أظن لا سياساتنا تظهر ذلك ولا اقتصادياتنا تؤكد انشغالها وتخطيطها للمستقبل. فما نعيشه اليوم في معظم دولنا من مشكلات اقتصادية وارتفاع أرقام الفقر والبطالة، وشبه الخضوع للصدفة والارتجال والقرارات السريعة الآنية، يدل على غياب رؤية ومخططات واستراتيجيات. كما نلاحظ أن الاقتصاد مثلاً الذي من المفروض أنه يخضع آلياً للمستقبل نجده في غالبية بلداننا يحتكم إلى الغد القريب جداً ويربط مشاريعه وآفاقه بالبيئة التي يتحرك فيها والتي تتميز بعدم الاستقرار.

لذلك فإن غياب أسباب الاستقرار في بلداننا يجعل من العلاقة بالمستقبل ضبابية وغامضة، حيث لا مجتمع يستطيع البناء والحلم ورسم الأفق وهو غير مستقر سياسياً ولا اقتصادياً ولا اجتماعياً.

إن تهميش المستقبل كمسألة رئيسة في العقلية العربية يجعل من حديثنا عن التقدم والتنمية حديثاً يفتقد إلى المصداقية. فالمجتمعات التي لا ترنو للمستقبل يقل فيها الإبداع، ويضيق فيها الحلم ويجف فيها الأمل وتتلاشى فيها جاذبية فكرة النجاح.

نحتاج إلى نقاشات مطولة حول المستقبل في الفضاء العربي، لأن هذه النقاشات ستمكننا بطريقة غير مباشرة من نقد الحاضر ووضع الإبهام في جوف الثغرات لتأمين الطريق المثلى للمستقبل، المعبر عنا وعن قدرتنا على التفكير والتخطيط والهندسة للغد.

لذلك فإن الأحزاب السياسية التي لا تبرمج لمستقبلنا ورجال الاقتصاد الذين لا يحددون ملامح الثروة على المدى القريب والبعيد، والنخب التي لا تولي فكرها قبلة المستقبل ... جمعيهم يقومون بإقصاء شعوبهم، قبل أن تفعل الشعوب التي يحكمها المستقبل أولا وأخيراً.

 

نحن العرب... وجارتنا السمراء

الشرق الأوسط/إياد أبو شقرا الشرق الأوسط/10 آذار/19

دعاني أحد أعضاء مجلس العموم البريطاني لزيارته في مكتبه قبل بضعة أشهر. ولدى وصولي استقبلني أحد مساعديه الشباب عند المدخل، وكان من أصول أفريقية.

على الطريق إلى المكتب - كعادتنا كعرب - سألته عن أصله وفصله، فأخبرني أنه من سيراليون، وحسب أن الموضوع انتهى عند هذا الحد. ولذا فوجئ عندما سألته عما إذا كان من الميندي أو التيمني، وهما المكوّنان القبليان الأكبر في بلاده. فرد مبتسماً: «من الجانبين، فأبي من التيمني وأمي من الميندي... ولكن ما سرّ اهتمامك بسيراليون؟». عندها أخبرته عن اهتماماتي السياسية وعن أقارب ومعارف لي هاجروا إلى أفريقيا وعرفوها وأحبوها... فأحبتهم.

بالمناسبة، شهد الأسبوعان الماضيان انتخابات رئاسية في كل من نيجيريا والسنغال. الدولتان مهمتان تاريخاً وحاضراً في أفريقيا والعالم الإسلامي. ثم إن في الدولتين جاليات عربية قديمة وفاعلة. وأخيراً لا آخراً تشكل الدولتان - أو بعض شعوبهما - التُخمين البشريين الغربي والشرقي لمنطقة الساحل والصحراء التي تفصل شمال أفريقيا عن باقي القارة السمراء. شعوري الخاص أننا لا نعرف ما فيه الكفاية عن جارتنا الجنوبية السمراء. لم نلم بتاريخها وتراثها، ولا نتفاعل كما يجب مع حاضرها، ولا نتأهب لمستقبلها كما تقضي مصلحتنا. وهنا أتذكر منذ الصغر حواراتي الفضولية مع بعض الأقارب والأصدقاء والمعارف الذين هاجروا إلى أفريقيا وعملوا هناك. وأذكر أنهم في الأغلب كانوا طموحين لكنهم محدودو الثقافة.

كانت كثرة منهم ذات مستوى تعليمي متواضع، وما كانت مكترثة للشق الحضاري من مغامرتها الأفريقية، حيث أولوية الأولويات للكفاح الشريف من أجل لقمة العيش. وبالتالي، كان على التفاعل الثقافي... الانتظار.

قلة ضئيلة منهم، كانت تميّز بين الشعوب والقبائل داخل الكيانات التي هاجروا إليها، وأقل منهم من يستطيعون التفريق بين لغاتها. والحقيقة، أنه حتى معظم المتعلمين في بلداننا كانوا أيضاً يجهلون هذه التفاصيل قبل عقد الخمسينات من القرن الماضي عندما انطلقت حركة التحرّر الأفريقي، وأخذت هذه الكيانات تستقل تباعاً عن مستعمريها الأوروبيين، وصارت أسماء القادة الاستقلاليين مثل كوامي نكروما وأحمد سيكوتوري وجومو كينياتا تتردد في الإذاعات وتتناقلها الصحف.

أيضاً كانت مجهولة لغير المتخصّصين في التاريخ والجغرافيا والسياسة الدولية أسماء حواضر مثل تمبكتو في مالي (السودان الفرنسي سابقاً)، وحركات إسلامية نهضوية كحركة عثمان دان فوديو في شمال نيجيريا، وتنظيمات ثورية مثل «المؤتمر الوطني الأفريقي» في جنوب أفريقيا... ناهيك بـ«الماو ماو» في كينيا.

اليوم، أحسب أن الوضع اختلف من حيث الشكل بفضل ثورة الإعلام والاتصالات والتواصل، لكنه لم يختلف كثيراً من حيث الجوهر. ففي العمق ما زلنا بعيدين جداً عن إدراك أهمية الإحاطة بما تخفيه لنا أفريقيا، بعكس قوى باتت تعي أهمية التنافس على كسبها.

الصراع الأميركي - الفرنسي ما عاد جديداً، والاختراق الصيني لوسط القارة وجنوبها غدا حقيقة واقعة، والاستثمارات الإسرائيلية تتنامى وتترسخ في كل مكان.

كل هذا، مع أننا - كعرب - معنيون مباشرة بأحداث القارة. معنيون بالثروة النيلية المائية التي تمسّ أمن مصر والسودان الغذائي. ومعنيون بآفات التطرف والإرهاب والهجرة غير الشرعية التي تهدّد غرب السودان وجنوب ليبيا والجزائر والمغرب وموريتانيا من خلف رمال الصحراء الكبرى. وهذا، من دون أن ننسى الأهمية الاستراتيجية للصومال وجيبوتي وإريتريا شرقاً وعلاقة القرن الأفريقي بأمن بحر العرب ومضيق باب المندب.

لوضع الأمور في نصابها وإدراك حجم التحدّي لنأخذ بعض الأرقام اللافتة، وجلّها من تقارير الجهات المتخصصة في منظمة الأمم المتحدة والمؤسسات الإحصائية المحترمة. ولنبدأ بتقديرات نمو سكان العالم.

حالياً يزداد عدد سكان العالم بنحو 83 مليون نسمة سنوياً. وعلى الرغم من احتساب التفاوت واحتمال التباطؤ في النمو هنا وهناك، يتوقع بحلول 2070 أن يسجل أعلى نمو سكاني عالمي في أفريقيا. ومن زيادة 2.4 مليار متوقعة بين عامي 2015 و2050 سيكون نصيب أفريقيا وحدها 1.3 مليار نسمة. وعلى صعيد النسب المئوية، ستزداد نسبة أفريقيا من مجموع سكان العالم من 16 في المائة عام 2015 إلى 25 في المائة عام 2050، ثم 39 في المائة عام 2100.

كذلك، تشير الأرقام إلى أنه في عام 2050 ستكون بين أكبر عشر دول في العالم ثلاث دول أفريقية هي: نيجيريا (411 مليون نسمة) وجمهورية الكونغو الديمقراطية (195.3 مليون) وإثيوبيا (188.5 مليون). وسيتجاوز التعداد السكاني حاجز الـ100 مليون في ثلاث دول أخرى.

ولندع الدول جانباً، وننظر إلى نمو المدن. هنا يتوقع بحلول عام 2025 أن تحتل ثلاث مدن أفريقية هي - على التوالي - كينشاسا (الكونغو الديمقراطية) ولاغوس (نيجيريا) والقاهرة (مصر) المراتب الـ11 والـ12 والـ13 عالمياً. وفي عام 2050 ستحتل كينشاسا المرتبة الرابعة، ولاغوس المرتبة السادسة، والقاهرة المرتبة الـ11. ثم في عام 2075 ستقفز كينشاسا إلى المرتبة الأولى عالمياً (58.42 مليون نسمة) وتحتل لاغوس المرتبة الثالثة (57.2 مليون)، ودار السلام (تنزانيا) المرتبة الثامنة، والقاهرة المرتبة التاسعة. ثم في عام 2100 ستصبح لاغوس كبرى مدن العالم بأكثر من 88 مليون نسمة، تليها مباشرة كينشاسا في المرتبة الثانية (83.53 مليون)، ثم دار السلام في المرتبة الثالثة (بأقل بقليل من 73.7 مليون)... أما اللافت فهو أن مدينتين أخريين ستشقان طريقهما صعوداً إلى مصاف المدن العشر الأكبر في العالم، هما العاصمة السودانية الخرطوم ونيامي عاصمة النيجر.

طبعاً، هذه توقعات قد تصحّ أو لا تصحّ على المدى البعيد، مع أنها تعتمد أحدث التقنيات العلمية في الاستقراء والرصد والإحصاء. غير أن ما أرمي إليه هو ضرورة أن نتنبه إلى أفريقيا... التي هي ليست فقط «جارة» جغرافية، نتأثر بأوضاعها وتتأثر بأوضاعنا، بل هي عملاق نائم، وينطبق عليها اليوم التحذير الذي أطلقه نابليون بونابرت في الماضي عن الصين عندما قال: «الصين عملاق نائم. دعوها نائمة لأنها إذا استفاقت ستحرك العالم».

نعم. أفريقيا، أيضاً، عملاق نائم. عملاق ديموغرافي واقتصادي وسياسي وأمني نائم... وقريب منا جداً.

 

تركيا: عشْ عجباً ترَ «رجباً»

عبدالله بن بجاد العتيبي/الشرق الأوسط/10 آذار/19

بعض تصرفات القادة السياسيين تدعو للتساؤل والتثبت قبل التعليق عليها، وقد انتشر مقطع مصور يتحدث فيه الرئيس التركي رجب طيب إردوغان عن قصة حدثت له في طائرة، وأنه حدث معه مثل ما حدث مع الرسول الكريم وصاحبه أبي بكر في الغار، حيث أعمى الله عيون خصوم إردوغان عن رؤيته داخل الطائرة فتركوه وذهبوا. هذا مضمون المقطع المترجم للغة العربية، ولست أحسن اللغة التركية، ولكن المقطع يليق بهذا التفكير، وقد سبق لكاتب هذه السطور التشكيك في صور سابقة عند افتتاحه للقصر الرئاسي في أنقرة، الذي حشد فيه جنوداً بملابس من مراحل مختلفة عثمانية وتركية، غير أن مقطع فيديو واضحاً أثبت أن تلك الصور كانت حقيقية وليست مفبركة. تحدث وزير داخلية تركيا عن حلب وغيرها من المدن العربية بوصفها تحت الحكم التركي، وصولاً إلى الحرمين الشريفين، وهو نفس الوزير المتهوّر الذي حذّر زوَّار تركيا بأنهم سيُعتقلون في المطارات إن قَدِموا إلى تركيا ولهم مواقف معارضة لحكم إردوغان، ما أدى إلى تحذير عددٍ من الدول ومنها ألمانيا لرعاياها من زيارة تركيا، وهو نهج مستمرٌّ للسياسة التركية.

حلم إردوغان هو أن يعود لحكم العالم العربي، وقدّم نفسه طويلاً كخليفة عثماني جديدٍ، وظنّ أنه قادرٌ على إعادة الاستعمار التركي للدول العربية، بعدما طردت الشعوبُ العربية الأتراك المحتلين شر طردة، وبعدما ترسخت الدولة الوطنية، وظن أنه بامتطائه لجماعة الإخوان المسلمين الإرهابية قادرٌ على تحقيق وهمه الكبير غير المبرر، خصوصاً بعدما أصبح لـ«الإخوان» دولة في الخليج العربي تدعم كل جماعات الإسلام السياسي، وكل جماعات العنف الديني وهي قطر. الغرور مَهْلَكَة، وقد دفع تركيا إلى رفض الاعتراف بمذابح الأرمن التي يعرفها العالم بأسره إلا تركيا ونخبتها الحاكمة، هذه النخبة التي أعماها حلم استعادة الخلافة العثمانية إلى الغفلة عن إرث مؤسس تركيا الحديثة مصطفى كمال أتاتورك، الذي أنقذ تركيا بنقضه لإمبراطورية بني عثمان من أساسها وتدمير إرثها الإمبراطوري، لتأتي هذه النخبة الحاكمة بكل ما ينسف مبادئ وأفكار أتاتورك المؤسس، مع التستر خلف وضع أكاليل الزهور على قبره في كل مناسبة.

تمالئ النخبة الحاكمة في تركيا جماعة الإخوان الإرهابية وتدعمها وتوفر لها الملجأ، لإدارة حروبٍ أهلية وإرهابية طاحنة في مصر وليبيا وسوريا وغيرها، بينما كان زعيمها يقدم النصائح إبان الربيع الأصولي لقيادات الإخوان في مصر وتونس بتبني العلمانية خوفاً من انتفاض الشعب التركي ضده، وقد اكتشف العالم، وبخاصة الشعوب العربية أنه يرفع عقيرته دائماً بالشعارات الجوفاء تجاه القدس وفلسطين، وهو الذي يبني أقوى العلاقات السياسية والاقتصادية، بل والعسكرية مع دولة إسرائيل، ويزايد على الدول العربية في قضيتهم الأساس.

إن ناقض عهده مع القريب لا يجديه استحضار القديم، وربما ظنّ أن دفاعه عن العثماني «فخر الدين» الذي ارتكب جرائم في حق الإنسانية تجاه أهل المدينة النبوية سيُنسي الأتراك انقلابه على معلِّمه وداعمه الأكبر الداعية المعروف فتح الله غولن، وانقلابه قبله على نجم الدين أربكان، وانقلابه على كل حلفائه.

تعاند النخبة الحاكمة في تركيا حين تصرّ على صفقة صواريخ «إس 400» مع روسيا وتثير الشعارات والخطابات في وجه الولايات المتحدة، ويعلم العالم أجمع أنها شعارات لا تسمن ولا تغني من جوع، فالعهد ليس بعيداً، والأحداث لم تزل حاضرة، فحين أسقط طيارٌ تركي قاذفة روسية سارعت النخبة التركية الحاكمة بالخضوع والاعتذار المذلّ للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، فانتصر الواقع وتبخرت الشعارات، وفي قضية القس الأميركي خضعت النخبة التركية الحاكمة، وخرج القس، واحترقت الخطب الرنانة وتلاشى الحديث عن السيادة التركية.

تركيا تبني السدود لتجويع العراق وسوريا، ودعمت تنظيم النصرة في شمال سوريا وهو تنظيم «القاعدة» فرع سوريا، واستفادت مليارات من خلال تصدير النفط من المناطق التي كان يسيطر عليها تنظيم «داعش» في العراق وسوريا، والعمليات الإرهابية في مصر يقبع قادتها في تركيا، حيث يخططون ويدعمون عناصر جماعة الإخوان الإرهابية لتنفيذ إرهابهم في مصر. تركيا تهرِّب الأسلحة بأنواعها لقيادات التنظيمات الإرهابية في ليبيا، وهو ما يكشف عنه الإعلام الليبي تباعاً، ما يشكِّل منهجاً ثابتاً في السياسة التركية ضد الدول العربية وشعوبها.

وفي هذا السياق التركي المعادي للدول العربية تمكن قراءة تصريحات إردوغان المعادية للسعودية ودول الخليج، فهي تتسق بشكل كامل مع توجهات النخبة التركية الحاكمة، والمحاولات المستميتة لاستفزاز السعودية، ودفعها إلى قطع العلاقات مع تركيا لإنقاذ النخبة الحاكمة هناك بافتعال أزمة خارجية تغطي بها على الأزمات الداخلية، وهو منهج معروفٌ في المنطقة، وخير من يمثله النظام الإيراني في سياساته خلال العقود الأربعة الماضية.

تركيا تمارس عنصرية سياسية وعرقية تجاه الأكراد من مواطنيها في جنوبها وشرقها، بل وفي برلمانها ومؤسساتها السياسية، وهي تهدد أكراد سوريا بالتدخل العسكري لولا خوفها من أميركا والقوات الأميركية هناك، وهي تنتهك سيادة العراق في ملاحقة الأكراد العراقيين وتهديدهم وضرب بعض المواقع في كردستان العراق.

تركيا الضائعة في هويتها بين تركيا الدولة العلمانية الحديثة وتركيا الإمبراطورية العثمانية، هي تركيا العضو في «حلف الناتو» التي تسعى للتسلح من روسيا، وتركيا الحليفة لأميركا هي تركيا التي تتقرّب من النظام الإيراني، وتركيا التي تنشر الدمار في الدول العربية هي تركيا التي تستنزف خزينة الدولة القطرية لمصالحها الخاصة، تناقضات دينية وثقافية وسياسية واقتصادية تؤشر على التفتيش عن النجاة، أكثر مما تعبّر عن استراتيجيات للفعالية والتأثير. «بيت العنكبوت» الواهي ليس خيالاً مَرضياً يراد به حشد الجموع والتأثير على الجماهير المسكونة بالخرافة والوهم، وأن الزعيم السياسي يشبه النبي الكريم في أفعاله، ولكنه كامن في السياسات المتناقضة والمواقف المتضادة والحرص الشديد على تصدير الأزمات الداخلية للخارج هرباً من الاستحقاقات الداخلية المؤلمة. ربما نسيتْ النخبة الحاكمة في تركيا أن كل الدول العربية وشعوبها تريد علاقاتٍ صحية مع دولة حديثة وجارة، ولكنها ترفض رفضاً تاماً أي استحضارٍ لتاريخٍ استعماري مشينٍ، طردته شرّ طردة من بلادها، وإن تمّ تغليفه بمسمياتٍ تاريخية كالخلافة وغيرها.

أخيراً، ففي مثل هذه الحال الغريبة ليس أصدق من المثل العربي -مع التعديل- عش عجباً ترَ «رجباً».

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود وغيرها

الراعي في قداس الاحد: أسوأ ما يشوه القضاء فضلا عن الرشوة المالية التدخل السياسي في الأحكام أو في الحيلولة دون تطبيقها أو في البحث عن كبش محرقة حفاظا على الكبار

وطنية - ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي قداس الأحد في كنيسة السيدة في الصرح البطريركي في بكركي، عاونه فيه المطرانان رفيق الورشا وبولس عبد الساتر، أمين سر البطريرك الأب شربل عبيد، في حضور الهيئة التنفيذية للرابطة المارونية برئاسة النقيب انطوان اقليموس، مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي بيتر جرمانوس، القنصل ايلي نصار، عائلة المرحوم مارون بو عبد الله، رئيس المجلس الاغترابي في بلجيكا السفير مارون كرم، نجل الشهيدين صبحي ونديمة الفخري باتريك الفخري وحشد من المؤمنين.

العظة

بعد الانجيل المقدس ألقى الراعي عظة بعنوان "تحنن يسوع عليه ومد يده ولمسه وطهره من برصه"، قال فيها: "1. عندما أقبل الأبرص إلى يسوع، وجثا وتوسل إليه قائلا: إن شئت، أنت قادر أن تطهرني! تحنن عليه يسوع ومد يده ولمسه وقال: قد شئت فاطهر. وللحال زال برصه (مر1: 41-42). هذه هي رحمة الله التي ترافقنا في زمن الصوم المقدس: تلمسنا وتشفينا من خطايانا ومعاناتنا الحسية والمعنوية، ومن ضيقاتنا النفسية والعائلية والاجتماعية. رحمة الله تريدنا أن نكون نحن أيضا رحومين تجاه إخوتنا وأخواتنا في ضيقاتهم ومعاناتهم المتنوعة. إن أعمال الرحمة تواكب صيامنا وصلاتنا في هذا الزمن المقبول.

2. يسعدنا أن نحتفل معكم بهذه الليتورجيا الإلهية التي نلتمس فيها رحمة الله الشافية، كما التمسها الأبرص، ونعمة عيشها بدورنا تجاه بعضنا البعض. فالرحمة هي حاجة جيلنا بنوع خاص. ويطيب لي أن أرحب بكم جميعا، وأن أحيي على الأخص المجلس التنفيذي للرابطة المارونية، رئيسا وأعضاء. وإذ هو في نهاية ولايته بعد أسبوع، أود أن أعرب له ولسائر أعضاء الرابطة عن تقديري وشكري لما أنجزوا من أعمال ونشاطات، ولما اتخذوا من مواقف في سبيل الخير الوطني العام. نسأل لهم المكافأة من جودة الله، وللرابطة المارونية النجاح والازدهار، فيما هي تستعد لانتخاب مجلس تنفيذي جديد السبت المقبل. كما احيي الوجوه القضائية الحاضرة معنا ولاسيما مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي بيتر جرمانوس. وارحب بعائلة المرحوم مارون وديع بو عبدالله وقد ودعناه معها في بداية شهر شباط المنصرم، اننا نذكره بصلاتنا ونجدد التعازي لزوجته وبناته وشقيقاته وسائر انسبائهم الكرام.

3. كانت شريعة موسى تأمر بأن يعيش الأبرص في البراري، عندما يتضح للكاهن برصه، لأن هذا المرض معد. وبالتالي لا يحق له أن يخالط الناس كي لا يلمسه أحد. لكن المصاب بقروح البرص التي تتآكل وجهه ويديه وكل جسمه، يظل إنسانا منفتحا بإيمانه وقلبه على الله. ذاك الأبرص سمع بيسوع، فآمن به أنه المسيح الآتي الذي يطهر البرص. وتجرأ وأتى بإيمان إلى يسوع، متخطيا الشريعة، إدراكا منه أن يسوع سيد الشريعة. وتوسل إليه بتواضع: إن شئت فأنت قادر أن تطهرني (مر40:1).

4. إنه يعلمنا كيف نؤمن بقدرة النعمة الالهية التي تشفينا، وكيف نلتمس بتواضع وتسليم لمشيئة الله هذه النعمة. كلنا على تنوعنا نعاني من برص الخطيئة الروحية والأعمال الشريرة التي نخالف بها وصايا الله ورسومه؛ ومن برص الخطيئة الاجتماعية التي نسيء بها إلى الغير ظلما، أو سلبا لحقوقه، أو إهمالا لواجب تجاهه، أو اعتداء على كرامته وصيته؛ كما ومن برص الخطيئة السياسية التي يمارس فيها التسلط سواء إفراطا بالسلطة، أم تدخلا في الإدارة العامة والقضاء بقوة النفوذ، أم سلبا لأموال الدولة، أم إهمالا للخير العام، أم سعيا إلى المكاسب الشخصية أم تقاعصا عن واجب الالتزام بالنهوض الاقتصادي بكل قطاعاته من اجل تحرير الشعب من حرمانه وفقره.

كل هذه الخطايا، الروحية والاجتماعية والسياسية، هي خطايا شخصية سندان عليها، وتشكل برصا بالمعنى المجازي القياسي، وتحتاج إلى توبة وغفران إلهي عبر سر التوبة المؤتمنة عليه الخدمة الكهنوتية في الكنيسة.

5. ويسوع عندما لمس الأبرص، تجاوز الشريعة الناهية عن لمس المصاب لكي لا تنتقل إليه عدوى البرص. لقد كان بإمكان يسوع أن يطهره بكلمة كما فعل مع غيره. لكنه أراد أن يبين أن الشريعة ليست حرفا ميتا، وأنها وضعت للإنسان، لا الانسان للشريعة. وخالفه الفريسيون بتفضيل حفظ شريعة السبت على شفاء المرضى، وشكوه لدى السلطات المدنية على أنه لا يحفظ شريعة السبت (راجع مر6:3). سيقول بولس الرسول: الحرف يقتل والروح يحيي (2كور6:3).

ولأن يسوع تحنن عليه، لمسه بيده. فحنانه لطف الشريعة، ووصل بها إلى مبتغاها. فلم تنتقل عدوى البرص إلى يسوع. بل على العكس، باللمس الحنون انتقلت قوة الشفاء من يسوع إلى الأبرص فأزالت برصه. نفهم من تصرف يسوع أن الشريعة والعدالة بحاجة إلى روح الإنصاف والرحمة والمشاعر الانسانية. في القضاء ليس القاضي الجالس على القوس ديانا، بل خادما للعدالة، وليس أمام ملفات من الورق فقط، بل أمام شخص بشري له مشاعره وينتظر حقوقه. وهو أيضا إنسان مسؤول عن أن يطبق القانون، تعليما واجتهادا مجبولين بالإنصاف، على الحالة المطروحة أمامه.

إن أسوأ ما يشوه القضاء، فضلا عن الرشوة المالية الرخيصة، التدخل السياسي في الأحكام، أو في الحيلولة دون تطبيقها نفوذا، أو في البحث عن كبش محرقة حفاظا على الكبار. هذا ما نشهده بكل أسف عندنا في لبنان. الأمر الذي يطعن المواطنين في الصميم، ويزعزع ثقتهم بالقضاء، ويفقد الدولة هيبتها.

6. ومن ناحية أخرى حافظ الرب يسوع على الشريعة، عندما قال للأبرص: إذهب إلى الكاهن وأره نفسك، ثم قدم عن شفائك ما أمر به موسى، شهادة لهم (مر44:1). فسفر الأحبار كان يوجب أن يتأكد الكاهن من زوال البرص عن المصاب، لكي يعلن إعادة دخوله إلى حياة الجماعة (راجع أحبار 14: 2-32)، تماما كما كان الكاهن يتأكد من الإصابة بالمرض، فيأمر بفصل الأبرص عن الجماعة، والإقامة منفردا خارج المحلة، ما دامت الإصابة (راجع أحبار 13: 44-46). نحن بخطايانا نكسر الشركة الروحية مع الجماعة، وبالتوبة ومغفرة الخطايا والمصالحة مع الله نستعيدها. إن علامتها المشاركة في تناول جسد الرب ودمه. ثم نقدم ذبيحة القداس قربان شكر لله على غفرانه.

إن تصرف يسوع تجاه الشريعة يفهمنا قوله في الإنجيل لا تظنوا إني جئت لأبطل الشريعة وتعاليم الأنبياء. ما جئت لأبطل بل لأكمل (متى17:5).

7. لمس الرب بحنان يد الأبرص فأزال برصه. أما اليوم فيلمس عقولنا وضمائرنا بكلام الإنجيل وتعليم الكنيسة لتنويرها، وإراداتنا وحرياتنا بنعمة غفران خطايانا لتحريرها، وقلوبنا بجسده ودمه للحياة الجديدة. إنه بهذا اللمس الحنون يشفينا، ويريدنا أن نلمس بحنان كل إنسان وفق حاجته. فليكن زمن الصوم المقدس زمن رحمة، لمجد الثالوث القدوس، الآب والابن والروح القدس، الآن وإلى الأبد، آمين.

بعد القداس، استقبل الراعي المؤمنين المشاركين في الذبيحة الالهية.

 

 

/New A/E LCCC Postings for todayجديد موقعي الألكتروني ل08 و09 آذار/19

رابط الموقع

http://eliasbejjaninews.com

 

What We Can Learn From The Miracle Of Healing The Man With Leprosy
 
Elias Bejjani
 http://eliasbejjaninews.com/archives/72843/elias-bejjani-what-we-can-learn-from-the-miracle-of-healing-the-man-with-leprosy/

 

الياس بجاني/بالصوت: تأملات إيمانية ووجدانية في مفهوم عجيبة شفاء الأبرص

http://eliasbejjaninews.com/archives/72850/%D8%A7%D9%84%D9%8A%D8%A7%D8%B3-%D8%A8%D8%AC%D8%A7%D9%86%D9%8A-%D8%A8%D8%A7%D9%84%D8%B5%D9%88%D8%AA-%D8%AA%D8%A3%D9%85%D9%84%D8%A7%D8%AA-%D8%A5%D9%8A%D9%85%D8%A7%D9%86%D9%8A%D8%A9-%D9%88%D9%88%D8%AC/

 

سفارة عوكر: برنامج ساترفيلد كان ضيقاً ولقاءاته مع الحريري وباسيل مثمرة

سيمون أبو فاضل/الكلمة أونلاين/10 آذار/19

http://eliasbejjaninews.com/archives/72878/%D8%B3%D9%8A%D9%85%D9%88%D9%86-%D8%A3%D8%A8%D9%88-%D9%81%D8%A7%D8%B6%D9%84-%D8%B3%D9%81%D8%A7%D8%B1%D8%A9-%D8%B9%D9%88%D9%83%D8%B1-%D8%A8%D8%B1%D9%86%D8%A7%D9%85%D8%AC-%D8%B3%D8%A7%D8%AA%D8%B1%D9%81/

 

'حزب الله'.. دون كيشوت الفساد

منى فياض/الحرة/10 آذار/19

http://eliasbejjaninews.com/archives/72867/%d8%af-%d9%85%d9%86%d9%89-%d9%81%d9%8a%d8%a7%d8%b6-%d8%ad%d8%b2%d8%a8-%d8%a7%d9%84%d9%84%d9%87-%d8%af%d9%88%d9%86-%d9%83%d9%8a%d8%b4%d9%88%d8%aa-%d8%a7%d9%84%d9%81%d8%b3%d8%a7%d8%af/

 

خيبة في دمشق جراء 8 تطورات... وواشنطن تتسلح بـ«الصبر الاستراتيجي»

دول عربية توقف التطبيع وأميركا ترجئ الانسحاب من سوريا ودول أوروبية تفرض عقوبات

لندن: إبراهيم حميدي/الشرق الأوسط/10 آذار/19

http://eliasbejjaninews.com/archives/72873/%D8%AE%D9%8A%D8%A8%D8%A9-%D9%81%D9%8A-%D8%AF%D9%85%D8%B4%D9%82-%D8%AC%D8%B1%D8%A7%D8%A1-8-%D8%AA%D8%B7%D9%88%D8%B1%D8%A7%D8%AA-%D9%88%D9%88%D8%A7%D8%B4%D9%86%D8%B7%D9%86-%D8%AA%D8%AA%D8%B3%D9%84/

 

صراع روسي ـ إيراني داخل عائلة الأسد

سوسن الشاعر الشرق الأوسط/10 آذار/19

http://eliasbejjaninews.com/archives/72875/%D8%B3%D9%88%D8%B3%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%A7%D8%B9%D8%B1-%D8%B5%D8%B1%D8%A7%D8%B9-%D8%B1%D9%88%D8%B3%D9%8A-%D9%80-%D8%A5%D9%8A%D8%B1%D8%A7%D9%86%D9%8A-%D8%AF%D8%A7%D8%AE%D9%84-%D8%B9%D8%A7%D8%A6/

 

Why is Iran salty over the UK banning Hezbollah as terrorists?
 
طلحة عبد الرزاق: لماذا إيران منزعجة جداً من بريطانيا لوضعها حزب الله بجناحيه على قائمة الإرهاب
 Tallha Abdulrazaq/The Arab Weekly/March 10/19

 http://eliasbejjaninews.com/archives/72887/tallha-abdulrazaq-why-is-iran-salty-over-the-uk-banning-hezbollah-as-terrorists%d8%b7%d9%84%d8%ad%d8%a9-%d8%b9%d8%a8%d8%af-%d8%a7%d9%84%d8%b1%d8%b2%d8%a7%d9%82-%d9%84%d9%85%d8%a7%d8%b0%d8%a7-%d8%a5/

 

Is Lebanon a money laundering hub?
 
دان قزي/النهار: هل لبنان هو مركز لغسيل الأموال؟
 Dan Azzi/Annahar/March 10/2019
 http://eliasbejjaninews.com/archives/72884/dan-azzi-annahar-is-lebanon-a-money-launderi

 

Human rights violations on the rise in Iran
 
د. ماجد ربيزاده/تصاعد انتهاكات حقوق الإنسان إيران
 Dr. Majid Rafizadeh/Arab News/March 10/19
 http://eliasbejjaninews.com/archives/72882/dr-majid-rafizadeh-human-rights-violations-on-the-rise-in-iran%d8%af-%d9%85%d8%a7%d8%ac%d8%af-%d8%b1%d8%a8%d9%8a%d8%b2%d8%a7%d8%af%d9%87-%d8%aa%d8%b5%d8%a7%d8%b9%d8%af-%d8%a7%d9%86%d8%aa%d9%87/