المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكنديةLCCC/

نشرة الأخبار العربية ليوم07 آذار/2020

اعداد الياس بجاني

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/eliasnews19/arabic.march07.20.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

كُلُّ مَا تَسْأَلُونَهُ في الصَّلاة، آمِنُوا أَنَّكُم نِلْتُمُوهُ، فَيَكُونَ لَكُم

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياته

الياس بجاني/ميشال الحايك كغيرة من المهرطقين والدجالين هو منافق وعيب على وسائل الإعلام التسوّيق له

الياس بجاني/كذب المنجمون ولو صدقوا/هل حل ميشال حايك وليلى عبد اللطيف وباقي الممتهنين أعمال التنجيم والنبوءات والكذب والنفاق مكان الله سبحانه تعالى وأصبحوا قادرين على قراءة المستقبل ومعرفة كل هو في الغيب؟

الياس بجاني/جعجع وباسيل في غربة متعمدة عن احتلال لبنان وهما من نفس الخامة الواهمة والطروادية والفاجرة

الياس بجاني/حرب حزب الله على القطاع المصرفي مستمرة

الياس بجاني/الخجل أقل ما هو مطلوب من كل منخرط بحزب شركة ويقدس صاحبه ع عماها وبغباء

الياس بجاني/المعرابي المتفرسن واللاهث للجلوس على كرسي بعبدا بأي ثمن

الياس بجاني/لا ثقة بمن يبدل جلده وهويته لا اليوم ولا في أي يوم

الياس بجاني/حزب الله هو سرطان وكورونا وكل بلاوي الدني ربنا يخلص لبنان من احتلاله

الياس بجاني/جماعات الإرهاب والإجرام تحارب بعضها البعض في ادلب والضحية هو شعب سوريا

 

عناوين الأخبار اللبنانية

هل سيتم عزل لبنان؟/ابو ارز. اتيان صقر

عون يتنصل من حملة حزب الله على النظام المصرفي اللبناني

بعد قتل وانتحار متهمي «حزب الله» بإغتيال الحريري.. ما الجدوى من صدور الأحكام؟

محكمة الحريري تصدر حكمها في منتصف مايو

محكمة أميركية تتهم مترجمة في العراق بالتجسس لصالح «حزب الله» اللبناني وهي اعترفت بتسريب معلومات تتضمن أسماء مخبرين يعملون لصالح الجيش الأميركي

"جاسوسة حزب الله" تابع.. كشفت أسماء 8 مخبرين وسرّعت التسريبات بفترة حساسة (صورة)

سفير فرنسا: حكومة دياب هي حكومة الفرصة الاخيرة وقررنا العمل معها

خوجة: «حزب الله» موكّل إيرانياً بالسيطرة على لبنان والتسلّط على إرادته وأهله

الحلقة الثانية والأخيرة من كتاب مذكرات الوزير السعودي السابق السفير عبد العزيز خوجة: قال في كتابه «التجربة: السعودية حذّرت رفيق الحريري من محاولة لاغتياله ونصحته بالمغادرة لكنه رد بأن «الوطن ليس فندقاً»

نجم عن التشكيلات القضائية: موقفي ثابت... ووزير العدل ليس مجرد ساعي بريد

السفيرة الأميركية الجديدة قدمت أوراق اعتمادها إلى وزير الخارجية

السفارة الاميركية وزعت نبذة عن دوروثي شيا

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الجمعة 06/03/2020

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الجمعة في 6 آذار 2020

مواقع التواصل تعري قمع حزب الله لاحتجاجات الضاحية

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

مَن وراء محاولة الانقلاب الفاشلة على المصارف؟

الحكومة اللبنانية تقرّ رفع السرّية المصرفية عن المسؤولين وجلسة أخرى غداً لاتخاذ قرار بشأن الديون

الاحتجاجات تعود رفضاً لارتفاع سعر الدولار في السوق السوداء

تعاون بين وزارتي العدل والاقتصاد لضبط فوضى ارتفاع الأسعار

الشرق : الحزب العظيم يضغط على القضاء: للقضاء على المصارف… وعويدات ينقذ لبنان

أغلبية النواب يرفضون دفع السندات المستحقة على لبنان وبري حمّل المصارف مسؤولية خسارة 75 % من الدين

الاحرار: على السلطة مصارحة اللبنانيين بالحقيقة بدل الانزلاق نحو مواقف مترددة وغامضة

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

مقتل إرهابيين اثنين في تفجير انتحاري قرب السفارة الأميركية بتونس

الاتحاد الأوروبي للمهاجرين: لا تذهبوا إلى حدود اليونان لأنها مغلقة

اتفاق بوتين وإردوغان... «ضربات» من التاريخ وألغام بالتنفيذ

اتفاق جديد حول إدلب بعد محادثات «صعبة» بين بوتين وإردوغان ويبدأ بوقف النار ثم دوريات روسية ـ تركية على طريق حلب واللاذقية

الطائرات الحربية تغيب عن سماء إدلب مع سريان وقف إطلاق النار

"كورونا"... وفاة السفير الإيراني السابق في سوريا

إيران: 17 وفاة جديدة بـ«كورونا»... و«رقم قياسي» للإصابات

الصحة العالمية» تتوقع استمرار انتشار «كورونا» وتأمل انحساره صيفاً

«سد النهضة»: أديس أبابا تستقوي بالداخل والقاهرة تحشد دولياً لتأمين «مصالحها المائية»

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

كيف نكمل حياتنا بلا دلع... يا وزير الصحّة؟/رامي الأمين/موقع أساس ميديا

أميركا تتريث في تقديم الدعم للبنان: "نريد أفعالا لا أقوالا/دنيز رحمة فخري/انديبندت عربية

بكوات الجبل وقتيل سوق بيروت العمومي سنة 1912/محمد أبي سمرا/المدن

الدولار سيعاود الارتفاع: مصرف لبنان فاقد للسيطرة/خضر حسان/المدن

مَنعاً لجَلد القضاة بملف المصارف.. الحقيقة في مكان آخر/نذير رضا/المدن

نداء عاجل إلى المهندسات والمهندسين: النقابة تنتفض الأحد فادحروا مندوبي السلطة/عقل العويط/النهار

«كورونا» وتدمير سلسلة الإمداد العالمية/تيلر كوين/الشرق الأوسط

هل «كورونا» خارج نطاق السيطرة؟/مارك غونغلوف/الشرق الأوسط

ولكن ما الذي بقي لـ«جبهة النصرة» كي تقوله؟!/أكرم البني/الشرق الأوسط

محمد عمارة وتحولات المثقفين العرب!/رضوان السيد/الشرق الأوسط

تحوُّلات شرق أوسطية ستهزُّ لبنان!/طوني عيسى/الجمهورية

غسلُ الدماغ والأمعاء الخاوية/بسام أبو زيد/نداء الوطن

لبنان المنهوب صار مكسوراً لأن نهبه لم يتوقّف/اميل خوري/النهار

المواجهة الأميركية .. لحزب الله الغُنم وللبنانيين الغُرم!/يوسف مطر/جنوبية

منال عبدالصمد.. وزيرة لبنانية أنيقة لمواجهة شارع غاضب/صلاح تقي الدين/العرب

تشريعات أم فوضى الشعبوية؟/نبيل بومنصف/النهار

حزب الله بين المأزق والمواجهة المباشرة/هيام القصيفي/الأخبار

نضال المرأة الحتميّ/الأب د. نجيب بعقليني/الكلمة اونلاين

التعليم الأخطبوطي/سوسن الأبطح/الشرق الأوسط

مصر تتذكّر عمالقتها/سمير عطا الله/الشرق الأوسط

إيران: القطار يصطدم بشيء صلب/أمير طاهري/الشرق الأوسط

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

مكتب الإعلام في رئاسة الجمهورية دعا وسائل الاعلام إلى مراجعته في ما يتعلق بمواقف عون: لا دور له في اجراء المدعي العام المالي

حتي من بكركي: ليس من السهل التعامل مع التحديات واذا اتحدنا سننجح

الراعي ترأس اجتماعا للجنة البطريركية للاغاثة

الراعي: التسييس وباء لا يقل خطورة عن كورونا

وزيرة الإعلام لوفد تلفزيون لبنان: الأولوية ليست فقط لمجلس الإدارة وإنما للاصلاح الإداري الشامل

قاووق من ميدون: لبنان يعيش حالة طوارئ قصوى وأي إعاقة لعمل الحكومة يسرع الإنهيار الإقتصادي والمالي

مأتم لنقيب السابق للمحامين عصام كرم في دير القمر ورئيس الجمهورية منحه وسام الأرز الوطني نجم: آمن باستقلالية القضاء وجسد اقتناعه بها في عمله وحياته

 

في أسفل تفاصيل النشرة الكاملة

الزوادة الإيمانية لليوم

 

كُلُّ مَا تَسْأَلُونَهُ في الصَّلاة، آمِنُوا أَنَّكُم نِلْتُمُوهُ، فَيَكُونَ لَكُم

إنجيل القدّيس مرقس11/من19حتى25/:”لَمَّا حَلَّ المَسَاء، خَرَجَ يَسُوعُ وتَلامِيذُه مِنَ المَدِينَة. وفي الصَّبَاح، بَيْنَمَا هُم عَابِرُون، رَأَوا التِّيْنَةَ يَابِسَةً مِنْ جُذُورِهَا. فتَذَكَّرَ بُطْرُسُ وقَالَ لَهُ: «رَابِّي، أُنْظُرْ، إِنَّ التِّيْنَةَ الَّتي لَعَنْتَهَا قَدْ يَبِسَتْ!». فأَجَابَ يَسُوعُ وقَالَ لَهُم: «آمِنُوا بِٱلله! أَلحَقَّ أَقُولُ لَكُم: مَنْ قَالَ لِهذا الجَبَل: إِنْقَلِعْ وَٱهْبِطْ في البَحْر، وهُوَ لا يَشُكُّ في قَلْبِهِ، بَلْ يُؤْمِنُ أَنَّ ما قَالَهُ سَيَكُون، يَكُونُ لهُ ذلِكَ. لِهذَا أَقُولُ لَكُم: كُلُّ مَا تَسْأَلُونَهُ في الصَّلاة، آمِنُوا أَنَّكُم نِلْتُمُوهُ، فَيَكُونَ لَكُم. وإِذَا قُمْتُم لِلصَّلاة، وكَانَ لَكُم عَلى أَحَدٍ شَيء، فَٱغْفِرُوا لَهُ لِكَي يَغْفِرَ لَكُم أَيْضًا أَبُوكُمُ الَّذي في السَّمَاواتِ زَلاَّتِكُم».”

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياته وتغريدات متفرقة

ميشال الحايك كغيرة من المهرطقين والدجالين هو منافق وعيب على وسائل الإعلام التسوّيق له

الياس بجاني/06 آذار/2020

المهرطق والشيطان ميشال الحايك يستغل الوضع الكارثي ويكمل في نفاق قراءة المستقبل. الإعلام الغبي يطبل له. الله وحده يعرف المستقبل

 

الياس بجاني: كذب المنجمون ولو صدقوا/هل حل ميشال حايك وليلى عبد اللطيف وباقي الممتهنين أعمال التنجيم والنبوءات والكذب والنفاق مكان الله سبحانه تعالى وأصبحوا قادرين على قراءة المستقبل ومعرفة كل هو في الغيب؟

http://eliasbejjaninews.com/archives/70666/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d9%83%d8%b0%d8%a8-%d8%a7%d9%84%d9%85%d9%86%d8%ac%d9%85%d9%88%d9%86-%d9%88%d9%84%d9%88-%d8%b5%d8%af%d9%82%d9%88%d8%a7/

كذب المنجمون ولو صدقوا

الياس بجاني/02 كانون الثاني/19

“لا يكن فيما بينكم من يحرق ابنه أو ابنته ذبيحة في النار، ولا من يتعاطى العرافة، ولا الشذوذ، ولا الفأل ولا السحر، ولا من يرقي رقية، ولا من يسأل جانا أو تابعة، ولا من يستشير أرواح الموتى، هذه كلها رجس عند الرب إلهكم وبسببها سيطرد أولئك الأمم من أمامكم. كونوا كاملين عند الرب إلهكم. فأولئك الأمم الذين تمتلكون أرضهم يسمعون للمشعوذين والعرافين، وأما أنتم فلا يجيز لكم الرب إلهكم مثل ذلك”. (سفر التثنية من العهد القديم 18/09-14).

مما لا شك فيه أن بعض أصحاب الإذاعات والتلفزيونات في لبنان لا يخافون الله ولا ساعة حسابه الأخير لأنهم بوقاحة يروجون للكفر وللخزعبلات والأكاذيب عبر برامج قمة في الإنحطاط الإيماني يدعي أصحابها أنهم يعرفون المستقبل فيما هم حقيقة جماعة من النصابين والمنافقين المحترفين، كما أن بعضهم مرتبط بمجوعات مخابراتية إقليمية ومحلية تسوّق من خلال أضاليلهم لمؤامرات مختلفة. من هنا فإنه فعلاً معيب ومحزن ومقزز ومخيف وهدام الحال الهرطقي بامتياز الذي غرقت في أوحاله وتجاربه بعض المؤسسات الإعلامية اللبنانية من تلفزيونات وإذاعات.

نسأل القيمين على الوسائل الإعلامية هذه التي تسوّق لخزعبلات وأكاذيب وتفاهات مهرطقين يمتهنون أعمال السحر والتنجيم وقراءة الأبراج والنبوءات، نسأل هل يخافون الله ويؤمنون بالكتب المقدسة ويعرفون مصير من يمارس أعمال مثل أعمالهم التي تحرّمها كل الكتب السماوية المسيحية واليهودية والإسلامية؟

ونسأل المرجعيات الدينية اللبنانية كافة لماذا لا يقاضون كل وسيلة إعلامية تسوّق للكفر والأبلسة من خلال برامج التوقعات والنبوءات ومعرفة الغيب التي تستخف بكل الشرائع السماوية وتكفر بها؟

ونسأل النواب والوزراء وكل المسؤولين في الدولة لماذا لا يتحركون ويصدرون القوانين التي تمنع هذه الهرطقات التي تكفرها وتحرمها كل الأديان السماوية؟

فمن يتابع من أهلنا في الوطن الأم وبلاد الانتشار الهرطقات التي تروج لها معظم وسائل الإعلام اللبنانية في مجال النبوءات للسنة الجديدة لا بد وأنه سوف يستذكر بحزن وقرف وغضب حقبة سادوم وعامورة وزمن نوح وعنتريات واستكبار نمرود.

ترى هل حل ميشال حايك وليلى عبد اللطيف وباقي الممتهنين أعمال التنجيم والنبوءات والكذب والنفاق مكان الله سبحانه تعالى وأصبحوا قادرين على قراءة المستقبل ومعرفة كل هو في الغيب؟

ألا يعي رجال الدين والسياسيين والإعلاميين والمهرطقين جميعاً أن الله سبحانه وتعالى هو وحده من يعرف المستقبل وهو جل جلاله لم يعطِ هذه النعمة حتى للرسل والأنبياء؟

تعلمنا كتب الأديان السماوية التي تؤمن بالإله الواحد وجوب إدانة ورفض ونبذ كل أعمال تحضير الأرواح، والوساطة، والشعوذة، والعرافة، والرقي، والأبراج، والتنجيم وقراءة الحظ والكف والمستقبل وتعتبرها كلها ممارسات إبليسيه وتطالب المؤمنين أن يبتعدوا عنها ويتجنبوا كل من يقوم بها لأنها التجاء لأشياء وقوى أخرى غير الله من أرواح وغيرها.

في الإسلام التنجيم وكل باقي أشكال قراءة المستقبل محرمة وقد قيل، “كذب المنجمون ولو صدقوا، وقد جاء في حديث نبوي نقلاً عن صحيح مسلم: “من أتى عرافاً فسأله عن شيء لم تقبل له صلاة أربعين ليلة”. فإذا كان الذي يسأل العراف لا تقبل صلاته أربعين يوماً فما بالكم بالعراف نفسه؟

في المسيحية واليهودية وطبقاً للكتاب المقدس في العهدين القديم والجديد فإن الشيطان يتظاهر بأنه طيب وخدوم فيقوم بإعطاء العرافين والمنجمين والسحرة وكل المشعوذين الكفرة بعض المعلومات عن أشخاص معينين لكي يقع هؤلاء في فخاخ التجربة ويبتعدوا عن الله ويقتنعوا بخدعة وشعوذة تحضير الأرواح وقراءة المستقبل مما لا يتفق مع تعاليم الكتب المقدسة.

في كثير من الأحيان يكون المنجم أو العراف ومدعي قراءة المستقبل هو نفسه مخدوعاً وواقعاً في التجربة فيسكنه الشيطان ويعمل شروره من خلاله دون أن يدرك ما يقوم به من أعمال كفر وشعوذة لا ترضي الله. من المهم في مكان أن يعرف الإنسان أن الله وهو أبيه السماوي لا يقبل له أن يلجأ لأي نوع من أنواع العرافة والشعوذة والتنجيم لأننا كبشر مخلوقين على صورته ومثاله ولا يمكننا أن ندرك ونعي إرادته في حياتنا بغير الصلاة والخضوع لمشيئته والتقيد بتعاليمه.

يبقى إن كل من يصدق ما يقوله منافق ودجال تحت مسمى نبوءات هو خارج عن مفاهيم كل الأديان ويرتكب خطيئة مميتة لأن الله وحده هو من يعرف المستقبل وليس سواه ولا حتى الأنبياء والرسول.

وهل نستغرب بعد أن وطننا يمر بمحن وصعاب ومشقات؟ لا والله لأنه إذا كان هذا حالنا وقد أصبحنا في زمن لا يختلف عن زمن سادوم وعامورة فقليل حتى الآن ما نراه من غضب الله علينا.

في الخلاصة إن كل الذين يمارسون أعمال التنجيم والعرافة والرقي وقراءة المستقبل بكل أشكالها وتفرعاتها هم يخالفون تعاليم الأديان السماوية ويتحدون إرادة الله ويرضون أن يكونوا أداة للشيطان وعبيداَ لإرادة الخطيئة والكفر والجحود، كما أن من يصدق هؤلاء ويسوّق لإعمالهم الشيطانية فهو شريك لهم ومعهم في كفرهم وارتكاباتهم والذنوب.

نختم بما جاء في سفر اللاّويّين من العهد القديم 20/27: “أي رجل أو امرأة كان مستحضر أرواح أو عرافا، فليقتل قتلا؛ وليرجموا بالحجارة”.

 

جعجع وباسيل في غربة متعمدة عن احتلال لبنان وهما من نفس الخامة الواهمة والطروادية والفاجرة

الياس بجاني/05 آذار/2020

سخافة الحرب الإعلامية بين باسيل وجعجع بواسطة الأبواق تبين اسخريوتيتهما ونرسيسيتهما وتعاميهما المتعمد والذمي والمصلحي عن احتلال حزب الله المسبب لكل الكوارث

 

حرب حزب الله على القطاع المصرفي مستمرة

الياس بجاني/05 آذار/2020

حرب حزب الله على القطاع المصرفي مستمرة دون هوادة للإلتفاف على العقوبات الأميركية وتعطيلها وتحميلها لكل لبنان وقد أخذت هذه المرة توجهاً خطير جداً بوكالة اعطاها الحزب لبري وللقضاة التابعين له. الحزب يحتل لبنان

 

الخجل أقل ما هو مطلوب من كل منخرط بحزب شركة ويقدس صاحبه ع عماها وبغباء

الياس بجاني/05 آذار/2020

زمن محّل واسخريوتيين..السؤال إلى متى ستبقى القطعان من أهلنا المغرر بهم تسير وراء سياسيين فجار وتجار وأصحاب شركات أحزاب أبالسة؟

 

المعرابي المتفرسن واللاهث للجلوس على كرسي بعبدا بأي ثمن

الياس بجاني/04 آذار/2020

جعجع مرشح للرئاسة. يا حرام منسلخ عن الواقع ويعيش في كوكب آخر ومتناسي انه أول وأهم وأخطر كلن يعني كلن. تعتير ع الآخر وربنا يشفي

مع النيو لوك للمعرابي المتفرسن والمستلم منقول الله يلعن ابو الكراسي والمال والنرسيسية وأوهام العظمة شو بيذلوا وبيبدلوا احوال

 

لا ثقة بمن يبدل جلده وهويته لا اليوم ولا في أي يوم

الياس بجاني/02 آذار/2020

لا ثقة بسياسي ماروني انتهازي ووصولي من زمن المِّحل غير جلده وهويته ويعمل فقاسة تجمعات ومؤتمرات واوراق كلها تنتهي بعد الإعلان عنها.

 

حزب الله هو سرطان وكورونا وكل بلاوي الدني ربنا يخلص لبنان من احتلاله

الياس بجاني/01 آذار/2020

بيضل حزب الله مضيع طريق القدس وما بدو يلاقيها. بيهوبر ع إسرائيل بس ولكن بيخرب لبنان وبيقتل شبابه بسوريا كرمى لعيون الملالي

 

جماعات الإرهاب والإجرام تحارب بعضها البعض في ادلب والضحية هو شعب سوريا

الياس بجاني/01 آذار/2020

جماعات الإرهاب تحارب بعضها البعض في ادلب.اردوغان الإخونجي والأسد الكيماوي وحزب الله وكل اذرع إيران المذهبية. السوري هو الضحية.

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

هل سيتم عزل لبنان؟

ابو ارز. اتيان صقر/07 آذار/2020

بينما يغزو وباء الكورونا معظم المحافظات الأيرانية، ويرتفع عدد الأصابات فيها الى ارقام عالية أدرجت ايران على لائحة الدول الأكثر احتضاناً لهذا الوباء بعد الصين وكوريا الجنوبية.

وبعد ان علًقت معظم الدول رحلاتها الجوية من والى أيران.

ما زال لبنان وحده يستقبل الطائرات الأيرانية، ويسمح بدخول المسافرين على متنها، وذلك في أطار من السرية والتكتم الشديد وبعيداً من الأعلام وأعين المراقبين والطواقم الطبية.!!!

ان ثقافة الأستهتار في صحة المواطنين التي درجت عليها هذه الدولة الفاجرة، وانصياعها الأعمى الى أرادة الدويلة الحاكمة بأمرها، والأمتناع عن تطبيق التدابير الوقائية المعمول بها عالمياً للحد من انتشار هذا الوباء القاتل...

لا تعرض حياة اللبنانيين الى الخطر الشديد فحسب، بل تعرض ايضا كل لبنان لعقوبات قاسية قد يفرضها عليه المجتمع الدولي وتصل ربما الى حد تعليق الرحلات الجوية من والى لبنان، وبالتالي عزله عن العالم الخارجي.

اننا ندق ناقوس الخطر، ونحذر هذه الدولة الفاجرة والفاشلة معا،ً ان تماديها في قهر الشعب في حياته وماله وصحته ولقمة عيشه وكرامته، سيؤدي حتما الى التعجيل في عودة الثورة الى سابق عزها، بل بزخم ٍأقوى، ولكن هذه المرة كل الأسلاك الشائكة والجدران العالية لن تمنع الثوار من الوصول الى معاقل السلطة والتعامل معها كما يجب وبأسلوب يختلف عن السابق ويتماهى مع شعارهم الأخير "اذا جعنا أكلناكم".

لبيك لبنان/ابو ارز.

 

عون يتنصل من حملة حزب الله على النظام المصرفي اللبناني

العرب/07 آذار/2020

بيروت - سارع الرئيس اللبناني ميشال عون إلى التنصل من قرار للمدعي العام المالي علي إبراهيم الذي جمد أصولا لعشرين مصرفا لبنانيا.

وجاء موقف الرئيس اللبناني من القرار، الذي تعتقد مصادر سياسية لبنانية أن حزب الله يقف خلفه، بعدما اكتشفت الرئاسة اللبنانية أن تجميد أصول المصارف الكبرى في لبنان ستكون له تداعيات على مستوى تعامل المؤسسات المالية والمصارف الدولية مع لبنان ككل.  وسارعت رئاسة الجمهورية إلى نفي أيّ علاقة للرئيس ميشال عون بقرار المدعي العام المالي علي إبراهيم تجميد أصول عشرين مصرفا، وممتلكات رؤساء مجالس إداراتها، علما أن الإجراء لم يصمد لساعات، إذ جمّده قرار آخر لمدعي التمييز غسان عويدات. وسيوجه رئيس الحكومة اللبنانية حسان دياب كلمة إلى اللبنانيين السبت متوقعة بعد جلسة لمجلس الوزراء، يرجح أن تخصص لحسم قرار تأجيل تسديد 1.2 مليار دولار، تستحق الاثنين المقبل. وفيما شهدت بيروت وبعض المناطق شمالا وجنوبا، تظاهرات غاضبة بسبب استمرار القيود المصرفية على ودائع المواطنين والغلاء الفاحش وانهيار قيمة الليرة، زار وزير الشؤون الاجتماعية والسياحة في حكومة دياب رمزي المشرفية العاصمة السورية دمشق. وأبدى قيادي في حزب الله تفاؤلا بـ”وعود من جهات” لم يحددها لدعم لبنان في مواجهة أزماته المتراكمة. وكان قرار المدعي العام المالي القاضي علي إبراهيم، تجميد أصول عشرين مصرفا وممتلكات رؤساء مجالس إداراتها، أثار بلبلة في الشارع اللبناني رغم النقمة على المصارف، وضاعف قلق المودعين الصغار على مدخراتهم التي تخضع لقيود مشددة على السحب منها. واعتبرت مصادر سياسية أن قرار المدعي العام المالي جاء بعد حملات من “أحزاب السلطة” على المصرف المركزي والمصارف التي كان علي إبراهيم استمع إلى أقوال رؤساء مجالس إداراتها في شأن التحويلات المالية للخارج بعد اندلاع الانتفاضة في الـ17 من أكتوبر الماضي. وانتقدت المصادر بشدة تمويل المصارف للدولة (عبر سندات الخزينة) وذلك من ودائع المواطنين. وبعد ساعات على قرار القاضي علي إبراهيم “شقيق مدير الأمن العام اللواء عباس إبراهيم”، أصدر مدعي عام التمييز القاضي غسان عويدات ليل الخميس قرارا بتجميد التدبير الأول، مشيرا إلى الحاجة “لدرس تأثيره على النقد الوطني والمعاملات المصرفية وأموال المودعين، وعلى الأمن الاقتصادي”. وشدد على أن الاستمرار في التدبير الأول من شأنه “إدخال لبنان وقطاعاته المالية والمصرفية والاقتصادية في فوضى”. الرئاسة تنفي أيّ علاقة لعون بقرار المدعي العام المالي علي إبراهيم تجميد أصول عشرين مصرفا

الرئاسة تنفي أيّ علاقة لعون بقرار المدعي العام المالي علي إبراهيم تجميد أصول عشرين مصرفا

وأعلن المكتب الإعلامي في رئاسة الجمهورية أن “لا دور للرئيس ميشال عون في الإجراء الذي اتخذه المدعي العام المالي في حق عدد من المصارف” علما أنها تشمل البنوك البارزة في القطاع المصرفي.  وكان رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع اعتبر أن النائب العام المالي “اتخذ تدبيرا من دون أيّ تبرير ومن دون الاستناد إلى أيّ مواد قانونية، ما يجعل القرار أقرب إلى قرار تأميم”. ولفت إلى أن “محاسبة بعض المصارف على إهمالها لودائع الناس شيء، وضرب القطاع المصرفي عن بكرة أبيه للتغطية والتعمية السياسية شيء آخر”. في غضون ذلك نُقِل عن قيادي بارز في حزب الله الخميس قوله إن الوضع الاقتصادي خانق ومعقد لكنه “ليس مستحيلا (للعلاج) ولا بديل من حكومة دياب وإعطائها فرصة للعمل، وإلا ستكون العاقبة وخيمة “. وذكر أن لبنان “موعود بمساعدة من جهات محددة، عبر ضخ أموال لتحريك البلد”. وفي سياق السجالات السياسية ازدادت الشكوك في رضوخ الحكومة للحزب ودوافعها من استعجال فتح قنوات اتصال رسمية مع الحكومة السورية. إذ كشف عن زيارة وزير الشؤون الاجتماعية والسياحة رمزي المشرفية لدمشق ولقائه مسؤولين عرض معهم “كيفية تحقيق شبكة أمان اجتماعي تساهم في عودة النازحين” السوريين إلى بلادهم، علما أن عددهم في لبنان يقارب مليونا ونصف مليون.

 

بعد قتل وانتحار متهمي «حزب الله» بإغتيال الحريري.. ما الجدوى من صدور الأحكام؟

جنوبية/07 آذار/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/83908/%d8%a8%d8%b9%d8%af-%d9%82%d8%aa%d9%84-%d9%88%d8%a7%d9%86%d8%aa%d8%ad%d8%a7%d8%b1-%d9%85%d8%aa%d9%87%d9%85%d9%8a-%d8%ad%d8%b2%d8%a8-%d8%a7%d9%84%d9%84%d9%87-%d8%a8%d8%a5%d8%ba%d8%aa%d9%8a/

أعلنت المحكمة الخاصة بلبنان في قضية اغتيال الرئيس رفيق الحريري، في بيانٍ أن "غرفة الدرجة الأولى في المحكمة قدمت إشعارًا بأنها ستصدر حكمها في قضية المتهم سليم عياش وآخرين خلال جلسة علنية في منتصف شهر أيار 2020، ويتساءل اللبنانيون عن فائدة صدور هذه الأحكام بعد ان تم قتل غالبية المتهمين عن ادارة وتنفيذ عملية اغتيال الحريري. المتهمون الخمسة باغتيال رئيس الحكومة اللبناني الاسبق رفيق الحريري، وفق المحكمة الدولية هم المسؤولون العسكرين والأمنيون في حزب الله: سليم جميل عياش ومصطفى أمين بدر الدين وحسين حسن عنيسي وأسد حسن صبرا حسن حبيب مرعي.

المتهمون الخمسة باغتيال رئيس الحكومة اللبناني الاسبق رفيق الحريري، وفق المحكمة الدولية هم المسؤولون العسكرين والأمنيون في حزب الله: سليم جميل عياش ومصطفى أمين بدر الدين وحسين حسن عنيسي وأسد حسن صبرا حسن حبيب مرعي.

العد العكسي للحكم على قتلة الرئيس الحريري بدأ وكان تم اسقاط اسم القائد الجهادي العام للحزب مصطفى بدر الدين من مضبطة الاتهام (وهو المسؤول الأعلى رتبة في مجموعة الاغتيال بحسب المجكمة الدولية)، بعد الاعلان عن مقتله بصورة غامضة في سوريا بشهر ايار 2016، وهو كان خلف صهره الذائع الصيت عماد مغنية الذي اغتيل في سوريا عام 2008، بعد مطاردة المخابرات الاميركية والغربية له مدة سنوات، اثر اتهامه بتفجير السفارة الاميركية في بيروت وتفجير مقرات دبلوماسية وعسكرية عدة لأميركا حول العالم، وبحسب معلومات صحافية غربية تم نشرها عام 2015 ومقربة من التحقيقات، فإن “محققي المحكمة الدولية الخاصة بلبنان توصلوا إلى معلومات مفادها أن مصطفى أمين بدر الدين أجرى اتصالا هاتفيا بمغنية قبل دقائق فقط من التفجير الذي وقع وسط بيروت بواسطة سيارة ملغمة، وأسفر عن مقتل الحريري و21 آخرين، بينهم الوزير الأسبق باسل فليحان”.

حزب الله يحمي المتهمين

ومنذ ان اتهمت المحكمة الدولية الخاصة باغتيال الحريري هؤلاء المسؤولين عام 2011، رفض السيد حسن نصر الله أمين عام حزب الله كل ما يصدر عن المحكمة الدولية الخاصة بلبنان والناظرة في جريمة اغتيال رفيق الحريري رئيس الوزراء اللبناني السابق واصفا هذه المحكمة بأنها أمريكية – اسرائيلية ” . في أول رد فعل من حزب الله حينه قال الأمين العام للحزب حسن نصر الله ان الاتهام” لا يتضمن أي دليل مباشر، وأن المتهمين الأربعة مفترى عليهم ومظلومون”، وأعلن حمايته لهم، وتحدى اية قوة ان تتجرأ وتقترب منهم.

وحول الجهة السياسية التي أمرت بتنفيذ عملية اغتيال الحريري قالت صحيفة “نيويوركر” الأميركية أن المدعين في المحكمة الدولية الخاصة بلبنان يملكون أدلة مقنعة بأن حكومة الرئيس بشار الأسد متورطة في اغتيال الرئيس رفيق الحريري ، وذلك في سياق تحقيق مطوّل عن قاسم سليماني قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني. ونقل كاتب التحقيق ديكستر فيلكنز عن مسؤول كبير في المحكمة الدولية لم يذكر اسمه أن هناك أسبابا للشك في الايرانيين أيضا وبأن حزب الله هو الذي ضغط على الزناد، ولم يكن ليفعل ذلك من دون مباركة سوريا وإيران ودعمهما اللوجستي، بحسب مصدر “نيويوركر”. وتعليقاً على هذه المعلومات، نقل فيلكنز عن روبرت باير المسؤول السابق في وكالة الاستخبارات الاميركيةCIAقوله: “إذا كانت ايران فعلا متورطة، فلا بد من أن يكون قاسم سليماني في قلب هذه العملية”.

لا إفلات من العقاب

منذ تاريخ اغتيال رفيق الحريري في 14 شباط 2005، وتحت شعار “لا افلات من العقاب” تحركت الدول الكبرى وامرت اجهزتها الامنية والعسكرية بتتبع المتهمين، فتم اغتيال المسؤول الجهادي العام لحزب الله عماد مغنية، ثم  نائبه قائد المجموعة المنفذة لاغتيال الحريري بحسب لائحة الاتهام الدولي مصطفى بدرالدين، وكانت الخاتمة بعملية اغتيال قائد فيلق القدس الايراني قاسم سليماني وهو كان القائد الأعلى للعمليات الامنية والعسكرية  لمحور الممانعة في العراق وسوريا وايران ولبنان واليمن، والمتهم انه اعطى الأمر بالتنفيذ، بحسب ما تسرب من التحقيقات كما ذكرنا آنفا. أما على الصعيد السوري فقد تم الاعلان عن انتحار رئيس جهاز الامن والاستطلاع للقوات السورية في لبنان اللواء غازي كنعان عام 2005، وبعد عشر سنوات عام 2015 تم اغتيال خليفته رستم غزالة قرب بلدته خربة غزالة جنوب سوريا بشكل غامض، وكذلك اعلن عن مقتل العميد جامع جامع في معارك دير الزور مع المسلحين عام 2013، الذي كان مسؤولا للمخابرات السورية في بيروت عام 2005! وبهذا يكون قد تم اقفال ملف اغتيال الرئيس رفيق الحريري في الوعي اللبناني، ولذلك مرّ خبر موعد صدور الحكم بقضية الاغتيال أمس مرور الكرام ولم يجرِ التعليق عليه حتى من الصحافة اللبنانية، فالجلاد الدولي نفّذ الحكم في قتلة رفيق الحريري قبل صدور الاحكام، والقضية حفظت في الذاكرة اللبنانية مثلها مثل سائر عمليات الاغتيال الكبرى بالمتفجرات المقيّدة ضدّ مجهول والمعروفة جيّدا من قبل الناس منذ لحظة وقوع التفجير.

 

محكمة الحريري تصدر حكمها في منتصف مايو

بيروت/الشرق الأوسط/06 آذار/2020

أعلنت المحكمة الدولية الخاصة بلبنان التي تنظر باغتيال رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري ورفاقه أنها حددت موعدا للنطق بالحكم علنا في منتصف مايو (أيار) المقبل. وقالت المحكمة في بيان لها «قدّمت غرفة الدرجة الأولى في المحكمة الخاصة بلبنان إشعارا بأنها ستصدر حكمها في قضية (المسؤول في «حزب الله» سليم) عياش وآخرين خلال جلسة علنية في منتصف شهر مايو 2020». ولفتت إلى أن «القضاة أفادوا بأنهم سيحدّدون تاريخ النطق بالحكم علناً في أقرب وقت ممكن». وفي بداية شهر فبراير (شباط) الماضي، كانت قد أعلنت المحكمة أن غرفة الدرجة الأولى أصدرت قرارا، بالشروع في محاكمة غيابية لسليم جميل عياش، وذلك بعد تعذّر توقيفه من قبل السلطات اللبنانية التي وجهت المحكمة إليها المذكرة لتوقيفه بتهمة «الإرهاب والقتل».

 

محكمة أميركية تتهم مترجمة في العراق بالتجسس لصالح «حزب الله» اللبناني وهي اعترفت بتسريب معلومات تتضمن أسماء مخبرين يعملون لصالح الجيش الأميركي

واشنطن: «الشرق الأوسط أونلاين»/06 آذار/2020

اتهمت محكمة فدرالية في واشنطن، الأربعاء، مترجمة عسكرية أميركية في العراق بتمرير معلومات تتضمن أسماء مخبرين يعملون لصالح الجيش الأميركي إلى أشخاص مرتبطين بحزب الله اللبناني. وأفاد القرار الاتهامي أن مريم طه طومسون، البالغة 61 عاماً، تعاقدت للعمل كمترجمة مع القوات الأميركية الخاصة في أربيل في العراق منتصف ديسمبر (كانون الأول)، وتصريحها الأمني كان «بالغ السرية». وأضاف القرار، أنه بعد يوم من شن مقاتلات أميركية في 29 ديسمبر، غارات على مراكز لميليشيا عراقية متحالفة مع إيران، بدأت مريم بالدخول إلى ملفات خاصة بالجيش الأميركي على الحاسوب تضم هويات مصادر للجيش الأميركي إضافة إلى معلومات قاموا بتزويدها. وبعد إلقاء القبض على مريم في 27 فبراير (شباط) الماضي، اعترفت للمحققين بأنها سرّبت إلى مواطن لبناني كانت «مهتمة به عاطفياً» معلومات متعلقة بالمخبرين، بالإضافة إلى تحذير بشأن هدف للاستخبارات الأميركية مرتبط بحزب الله، وفق قرار الاتهام. وقالت وزارة العدل الأميركية في بيان، إن المواطن اللبناني مرتبط بمسؤول حكومي لبناني وله «صلات واضحة بحزب الله». وأضاف البيان، أن مريم طه طومسون «تصفحت عشرات الملفات المتعلقة بمصادر بشرية للاستخبارات، بما في ذلك الأسماء الحقيقية وبيانات الهويات الشخصية ومعلومات عن خلفيات العملاء وصور لهم، فضلاً عن مراسلات سرية تفصّل معلومات قدمها العملاء الى حكومة الولايات المتحدة

 

"جاسوسة حزب الله" تابع.. كشفت أسماء 8 مخبرين وسرّعت التسريبات بفترة حساسة (صورة)

لبنان 24/06 آذار/2020

نشرت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية تقريراً تناولت فيه تفاصيل محاكمة المترجمة مريم طه تومسون (61 عاماً) التي وُجهت إليها تهمة التجسس لصالح لبناني مرتبط بـ"حزب الله".وأوضحت الصحيفة أنّ طه مثلت أمام محكمة واشنطن الفدرالية يوم الأربعاء الفائت، مشيرة إلى أنّها ارتدت سترة حمراء اللون وحضرت جلسة الاستماع من دون تصفيد يديها. وتابعت الصحيفة بالقول إنّ المحققيين قالوا إنّها عرّضت حياة عناصر في الجيش الأميركي ومعلومات سرية للخطر. وبيّنت الصحيفة أنّ تومسون، وهي مترجمة متعاقدة، متّهمة بإعطاء رجل لبناني تربطها علاقة عاطفية معه أسماء 8 مخبرين أميركيين (يعملون لصالح الحكومة الأميركية)، بما في ذلك أسماؤهم الحقيقية وصورهم ومعلومات عن خلفياتهم، بحسب ما كشفته مستندات المحكمة. وتابعت الصحيفة بالقول إنّ حكماً بالمؤبد سيصدر بحقها، إذا ما تبيّن أنّ المعلومات التي كشفتها أدّت إلى وفاة أي من المخبرين؛ علماً أنّها ستظل موقوفة لحين موعد جلسة الاستماع المحدد في 11 آذار الجاري. ولفتت الصحيفة إلى أنّ تومسون، وهي تقيم في مدينة روتشستر (ولاية مينيسوتا)، أوقفت في 27 شباط الفائت في إربيل، حيث كانت تعمل تحت جناح العمليات الخاصة. وأفادت الصحيفة بأنّ تومسون أجرت أبحاثا وسرّبت الأسماء خلال فترة 6 أسابيع امتدت من نهاية شهر كانون الأول الفائت، وذلك عندما استهدفت غارات جوية أميركية القوات المدعومة إيرانياً في العراق، مشيرةً إلى أنّ وتيرة تسريب المعلومات تسارعت خلال الضربات الأميركية التي طالت القوات الإيرانية.

وبحسب ما أوردته وزارة العدل الأميركية، فإنّ تومسون شاركت لائحة الأسماء هذه مع لبناني مرتبط بـ"حزب الله"، حيث كانت تخبئ لائحة بأسماء المخبرين السريين تحت فراش سريرها. وقالت الوزارة إنّ التحقيقات كشفت عن "تغيّر ملحوظ" في أنشطة المترجمة الشبكية على أنظمة وزارة الدفاع السرية. وأضافت الوزارة بالقول إنّ تومسون بحثت عن نحو 60 ملفاً خاصاً بعناصر في الاستخبارات، وهي معلومات لم تكن بحاجة إليها، بما فيها أسماؤهم وصورهم وغيرها من المعلومات الشخصية. وأضافت الصحيفة بأنّ أمر تومسون كُشف في 30 كانون الأول الفائت، أي بعد مرور يوم واحد على الغارة الأميركية التي طالت القوات المدعومة إيرانياً في العراق. وتابعت الصحيفة بأنّ عناصر في مكتب التحقيقات الفدرالي فتشت شقتها وعثرت على مذكرة باللغة العربية دُوّنت عليها أسماء المخبرين الأميركيين. وجاء في المدوّنة أنّ المخبرين كانوا يجمعون معلومات لصالح الولايات المتحدة الأميركية، حيث اقترحت تومسون مراقبة هواتفهم وتحذير أهدافهم. وخلال استجوابها، قالت تومسون إنّها لا تعلم إذا كان الشخص الذي سرّبت له المعلومات منتمياً لـ"حزب الله"، موضحةً أنّها عمدت إلى حفظ المعلومات السرية غيباً ومن ثم كتبتها وبعثتها عبر تطبيق مراسلة آمن حمّلته على هاتفها. ولاحقاً، عدّلت تومسون إفادتها، إذ قالت إنّها واثقة بنسبة 70% بأنّها لم ترسل المذكرة. من جهتهم، قال المحققون إنّهم كوّنوا دليلاً دامغاً يشير إلى أنّ تومسون كانت ترسل معلومات شخصية عن المخبرين، بما في ذلك معلومات دوّنتها على مذكرة كتبتها باللغة العربية. وبعد توقيف تومسون، قال المدّعون إنّها اعترفت بتسريب معلومات سرية لرجل كانت مرتبطة به عاطفياً، لكنها قالت إنّها لم تكن تعلم أنّه مرتبط بـ"حزب الله". وفي هذا الإطار، قالت الصحيفة إنّ تومسون شددت على أنّها اعتقدت أنّه كان مرتبطاً بـ"حركة أمل"، على الرغم من أنّها قالت في ما بعد أنّها تعتبر الحزب والحركة جهة واحدة. ونقلت الصحيفة عن تومسون قولها أثناء التحقيقات: "لا. أنا لا أعرف شيئا عن حزب الله. أنا أكره حزب الله"، واصفةً أعضاء الحزب بأنهم "إرهابيون (..) يمكنهم الوصول إلى أي كان مثل الأخطبوط". وقالت الصحيفة إنّ لقطة لشاشة (screenshot) لمحادثة بالفيديو حصل عليها مكتب التحقيقات الفدرالي أظهرت تومسون وهي تعرض لرجل لبناني مذكرة باللغة العربية تصف فيها التقنية التي يستخدمها أحد المخبرين الأميركيين لجمع المعلومات. يُذكر أنّ موعد جلسة الاستماع المقبلة حُدّد في 11 آذار الجاري، بحسب "ديلي ميل".

 

سفير فرنسا: حكومة دياب هي حكومة الفرصة الاخيرة وقررنا العمل معها

وطنية - الجمعة 06 آذار 2020

أكد السفير الفرنسي برونو فوشيه، عشية القرار المتوقع أن يعلنه لبنان بشأن استحقاقات اليوروبوندز، أن "حكومة حسان دياب هي حكومة الفرصة الأخيرة"، وقال: "قررنا العمل معها، والمطلوب منها اتخاذ قرارات حازمة لمعالجة أزمة الدين. وأوضح فوشيه في مقابلة خاصة للotv أنه تحدث مع دياب، الذي التقاه بمناسبات عدة عن "3 أمور، أبرزها: أهمية تنفيذ الإصلاحات وتغيير نمط العمل ليصبح جماعيا - ويبدو أنه ينفذ هذا الأمر، كما قال - وضرورة التواصل لأن الشعب يعاني". وعن أموال "سيدر"، قال فوشيه: "إن سيدر موجود، وهناك 280 مشروعا، لكن لبنان لم يحدد حتى الساعة أولوياته، وعليه تنفيذ الاصلاحات المطلوبة سريعا، وحتى اللحظة لم نحصل بعد على جواب من لبنان حول برنامج اولوياته". وعن خشية البعض في لبنان من أن تتحول المساعدة التقنية التي طلبها لبنان الى برنامج مالي لصندوق النقد، قال: "لا أرى أن تخوف البعض من برنامج صندوق النقد مبرر، لكن الاخير لا يفرض شيئا على لبنان. أما إذا أراد لبنان ذلك، فالأمر يتم بالتفاوض، لا بالفرض". وعما إذا كانت هناك وجهتا نظر مختلفتين بين فرنسا والولايات المتحدة الأميركية في شأن لبنان، قال فوشيه: "إن هناك تباينا بالرأي بين فرنسا والولايات المتحدة في مقاربتهما للامور في المنطقة، فلطالما فضلت فرنسا مقاربة الأمور من الزاوية التي تضمن استقرار لبنان. وإن تصريح وزير المال الفرنسي أعاد تأكيد خط فرنسا الداعم للبنان منذ سنوات. وإذا رغب لبنان في الحصول على مساعدة فعلية من فرنسا وشركائها، يمكن لفرنسا سحب شركائها في الاتجاه الصحيح بما في ذلك الولايات المتحدة، لكن عليه بذل الجهود".

 

خوجة: «حزب الله» موكّل إيرانياً بالسيطرة على لبنان والتسلّط على إرادته وأهله

الحلقة الثانية والأخيرة من كتاب مذكرات الوزير السعودي السابق السفير عبد العزيز خوجة: قال في كتابه «التجربة: السعودية حذّرت رفيق الحريري من محاولة لاغتياله ونصحته بالمغادرة لكنه رد بأن «الوطن ليس فندقاً»

لندن: «الشرق الأوسط»/06 آذار/2020

يسلط الوزير السعودي السابق السفير عبد العزيز خوجة في مذكراته التي تصدر قريباً بعنوان «التجربة... تفاعلات الثقافة والسياسة والإعلام»، الضوء على مرحلة مهمة من عمله الدبلوماسي عندما تولى منصب سفير الملكة العربية السعودية في بيروت، وهي مرحلة شهدت اغتيال رئيس الوزراء اللبناني رفيق الحريري عام 2005. ويتحدث خوجة عن تلك المرحلة بتفاصيلها، كاشفاً جانباً من اللقاءات الكثيرة التي أجراها آنذاك مع الأمين العام لـ«حزب الله» اللبناني حسن نصر الله، وحواراته معه في الضاحية الجنوبية لبيروت. ويتضمن الكتاب الصادر عن دار «جداول» للنشر والترجمة والتوزيع في بيروت، تفاصيل عن مرحلة تولي خوجة منصب وزير الثقافة والإعلام، والجهود التي قام بها لتحسين أداء الإعلام السعودي. يتناول خوجة في كتابه مرحلة توليه منصب سفير المملكة في بيروت بين العامين 2004 و2009. شارحاً الخلفيات التي سبقت اغتيال الرئيس رفيق الحريري في 14 فبراير (شباط) 2005 بسيارة مفخخة في بيروت.

وقبل الدخول في حادثة الاغتيال وتداعياتها، يشير السفير خوجة إلى مرحلة صعود نجم رفيق الحريري في أعقاب انتهاء الحرب اللبنانية، ويقول إن الأخير كانت له «علاقة خاصة وحميمة مع قادة السعودية»، لكن «في المقابل، لم تكن علاقته مع سوريا على ما يرام في عهد بشار الأسد، رغم جهوده في رأب الصدع، وما بذله في سبيل إصلاح علاقات سوريا مع فرنسا وأميركا في عهد حافظ الأسد، إذ اعتبر رفيق الحريري وقتها وزير خارجية سوريا». ويلفت إلى أن سوريا آنذاك كانت تحاول فرض هيمنتها بشكل كامل، و«كان ممثلها في لبنان غازي كنعان، ومن بعده رستم غزالة، أشبه بالمندوب السامي أيام الاستعمار، هو الحاكم الفعلي، يأمر وينهى، يمنح ويمنع، يهدد وينفذ». ويقول خوجة إن لبنان كان يمر في التسعينات بمرحلة شديدة التحول حيث تعاظم نفوذ «حزب الله» وبدأ نصر الله «يلفت النظر بصورة مذهلة، في خطاباته العروبية النارية، وبتأثيره الجذاب في المستمعين. وافتتن به الناس، وخصوصاً بعد نجاح المقاومة في عام 2000 بإخراج الإسرائيليين من الجنوب اللبناني، عدا مزارع شبعا».

ويشير إلى «التحالف الواضح» للحزب مع سوريا «المعبر الرئيسي لتدفق المال والسلاح إليه، من حليفه وراعيه الأول، إيران. وكان واضحاً أن نصر الله يعتنق بكل وضوح مذهب ولاية الفقيه، وبالتالي يعلن التبعية الكاملة للحكم في طهران، وخرج بذلك عن مذهب بقية الشيعة اللبنانيين، وعن السيد محمد حسين فضل الله، أحد أكبر علماء الشيعة. كما أنه خالف في ذلك صديقه اللدود الذي سبقه في قيادة الشيعة نبيه بري، رئيس حركة أمل». ولفت إلى أن الطرفين «أمل» و«حزب الله»، حصلت بينهما «صراعات عسكرية دامية... حول مصالح سياسية ومذهبية»، لكنهما «اجتمعا على التحالف مع سوريا». ونقل عن نصر الله قوله عن بري: «لا يمكنني أن أستغني عنه، لكنني لا يمكن أن أنسى أنه أرسل لي خلال الحرب الأهلية شاحنة معبأة بجثث رجالي». ويتحدث خوجة عن مسعى رفيق الحريري إلى إحياء لبنان بعد الحرب المدمرة، مشيراً إلى أن الخلاف بين الحريري و«حزب الله» بدأ «بإيعاز من القيادة السورية التي سعت إلى دعم تكتل في البرلمان يقوده (حزب الله) يعارض علاقات الحريري العربية والدولية ويعرقل خطط الإعمار بعذر أنها مكلفة... كل هذه المعارضة أخفت تخوف سوريا وإيران من مشروع الأرض مقابل السلام في الشرق الأوسط». وتناول العلاقة السيئة بين الحريري ورئيس الجمهورية الأسبق إميل لحود الذي كان قبل توليه الرئاسة قائداً للجيش. وينقل خوجة هنا عن نصر الله قوله له في أحد اللقاءات بينهما: «إننا سندافع عن الرئيس إميل لحود دفاعاً شرساً لكي يبقى ويُجدد له، لأن هذا الرجل كان مخلصاً للمقاومة».

ويؤكد خوجة أنه سعى إلى نسج علاقات مع الأطراف اللبنانية كافة خلال عمله سفيراً، قائلاً إن «علاقتي لم تقتصر على جهة واحدة، فقد كان لبنان كله صديقاً لي، ولذا انفتحت على جميع الجهات. كانت علاقتي تتسم بالدفء مع نصر الله، وشعرت في البداية أنه صاحب كاريزما وله شخصية جذابة وعنده اطلاع واسع على مجريات الأمور، ويحمل روح الدعابة. كانت لقاءاتي به متكررة، وتستمر لفترات طويلة». وتحدث عن اللقاءات التي كان يجريها مع نصر الله في ضواحي بيروت، قائلاً: «للقاء نصر الله كنت أركب في سيارة مظللة، تذهب السيارة إلى ( كاراج) تحت بناية في الضاحية الجنوبية، وهناك أغيّر السيارة، ثم نتجه إلى ( كاراج) بناية ثانية، وأغيّر السيارة مجدداً، واتجه إلى البناية موقع الموعد، أنزل في (كاراجها) تحت الأرض، ثم استقل المصعد إلى الدور الذي سألتقي فيه نصر الله». ويزيد: «كنا نعتقد، وكذلك حلفاؤنا اللبنانيون، أن (حزب الله) ليس إيرانياً تماماً، بل له بعد لبناني وعربي يجعلنا نقف معاً وجميعاً على أرضية مشتركة أياً تكن مساحتها، لكن بعد اغتيال الرئيس الحريري وبعد حرب يوليو (تموز)، وأحداث مايو (أيار) بالذات، اكتشفنا أن الحزب ليس حليفاً لإيران في لبنان، بل هو إيران نفسها، وربما كان أسوأ ما في إيران، لأنه موكل بالسيطرة على لبنان والتسلط على إرادته وأهله».

ويذكر خوجة أنه سأل نصر الله في أحد اللقاءات معه: «ما الذي يجمعكم مع السوريين... فردّ بأنه لا يجمعنا سوى شيء واحد... أي دعم من إيران لا يمكن أن يصلنا إلا عبر سوريا». وتحدث السفير السابق عن 3 محاولات اغتيال استهدفته في لبنان «كانت نهاية العلاقة المباشرة بحسن نصر الله».

ووصف رئيس البرلمان نبيه بري بأنه «شخصية ذكية وعاقلة ودبلوماسية بارعة»، مشيراً إلى أنه «صاحب نظرية أن التقارب السعودي - السوري هو المدخل الوحيد لاستقرار المنطقة». وعن وليد جنبلاط، يقول: «ليس له موقف ثابت، فمواقفه تتغير في أي لحظة حسبما يرى مصلحته... جنبلاط زعيم بالفعل، يمضي وراءه أتباعه وطائفته بلا تردد أو مساءلة»، مشيراً إلى أن الملك عبد الله بن عبد العزيز رحمه الله «كان يوده من مودة والده كمال جنبلاط... وكان الملك يعطف على وليد، وكثيراً ما يتجاوز هفواته ومزاجيته». ويرى خوجة أن الثورة السورية «أعادت إلى جنبلاط نصف البوصلة، وبقي النصف الآخر أسيراً في أحداث أيار مع (حزب الله) لتخوفه من فتنة درزية - شيعية».

ويشير إلى الأحداث التي رافقت التجديد لإميل لحود في الرئاسة بضغط سوري مباشر، وهو أمر كان رفيق الحريري يسعى إلى منع حصوله حتى لقائه الأخير مع الرئيس السوري بشار الأسد، ويقول خوجة عن هذا اللقاء «الذي لم يستمر أكثر من 15 دقيقة في مكتب الرئيس السوري بدمشق»، إن الأسد أبلغ الحريري «بوضوح شديد رغبته في التمديد للحود، وقال؛ أنا لحود ولحود أنا، ويجب أن تمددوا له، وإذا رفضتم فسأحرق لبنان، ما دفع برفيق الحريري إلى إعلان موافقته على التمديد للحود في البرلمان اللبناني، لكن وليد جنبلاط تمسك برفضه». ويقول خوجة إن لحود سعى إلى «التضييق» على الحريري بعد خروجه من الحكومة عام 2004 (عندما تولاها عمر كرامي)، معتبراً أن الأجواء كانت «مضطربة وتنذر بشرّ، فنصحناه ألا يبقى في البلد، لكنه لم يتصور أن سوريا يمكن أن تقتله، أو أن حسن نصر الله يمكن أن يشارك في ذلك». ويضيف: «وصلتنا معلومات من مصادر متعددة، أميركية، فرنسية، بريطانية، سعودية، بوجود تخطيط لعملية اغتيال لرفيق الحريري، فنصحناه بأن يخرج من لبنان ليحظى بإجازة طويلة في فرنسا أو المملكة العربية السعودية حتى تتضح الصورة. لكنه لم يستجب لنصائحنا، وقال كلمته الشهيرة؛ الوطن ليس فندقاً، وبقي معارضاً في البرلمان». ويتابع: «كان ملوكنا يثقون به ثقة كاملة. زارنا الأمير خالد بن سعود، مساعد وزير الخارجية، وذهبنا لزيارة الحريري والاستنارة برأيه في بعض الشؤون، فوجدناه مهموماً وحزيناً ومحبطاً على غير عادته. وبعد خروجنا سألني الأمير عما إذا لاحظت ذلك، فأجبته بالإيجاب... بعدها بأسبوع، في يوم 14 فبراير، عيد الحب، اغتيل الرئيس رفيق الحريري عند مدخل السان جورج، قرب فندق فينيسيا، بسيارة مفخخة كبيرة، وُضع فيها طن من المتفجرات».

ويتناول الكتاب المرحلة التي تلت اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق، وكيف اقترح موضوع إقامة محكمة دولية في قضية الحريري على السفيرين الأميركي جيفري فيلتمان والفرنسي برنار إيميه «فرحّبا بالفكرة». ويوضح: «كانت فكرة المحكمة الدولية لمعت في ذهني بفضل حسن نصر الله، حين اقترح عليّ تأسيس محكمة عربية للنظر في جريمة الاغتيال. بعدما تركت نصر الله، واختليت بنفسي، قلت إن هذه الفكرة لن تصل إلى مكان، لأن الخلافات العربية ستخنق المحكمة، فلتكن محكمة دولية إذن»، وهو ما وافقت عليه السعودية وسعد الحريري. ويضيف أنه اجتمع مع حسين خليل، المعاون السياسي لنصر الله، لإبلاغه بمشروع المحكمة الدولية، فردّ عليه قائلاً: «إذا قامت المحكمة الدولية فسنحرق البلد». ويتذكر أن نصر الله قال له في أحد اللقاءات إن رفيق الحريري «وقّع على وثيقة إعدامه حين أمر بنزع سلاح المقاومة عام 1993». ويلفت السفير السعودي إلى أن الرئيس السوري نفى آنذاك علاقة بلاده بالاغتيال، وزار المملكة في مارس (آذار) 2005 حيث سأله ولي العهد السعودي وقتها الأمير (الملك) عبد الله «بصراحته المعهودة عن سبب إقدام سوريا على اغتيال رفيق الحريري»، فأجاب بشار بأنه «يجوز أن هناك أيادي لاستخباراته تصرفت من دون علمه، لم يصدق ولي العهد ذلك الإنكار، فقد كان يدرك أن لبشار دوراً كبيراً»، مضيفاً أن ولي العهد السعودي طلب من بشار الانسحاب بأسرع وقت من لبنان وإلا فإن العلاقات ستقطع بين الرياض ودمشق. ويلفت السفير إلى أن الملك عبد الله «كان يمقت الكذب، وفي آخر زيارة لبشار إلى المملكة، قال له أمام الأمراء سلطان ونايف وسلمان وبندر بن سلطان؛ أنا أعرف عمك قبل والدك، ثم عرفت والدك، الفرق بينك وبين والدك أن حافظ صادق، لكن أنت كذاب كذاب كذاب». ويتناول خوجة تداعيات حرب 2006 بين «حزب الله» وإسرائيل، والجهود التي قامت بها السعودية لإعادة إعمار ما دمره القصف الإسرائيلي، مشيراً إلى أن موقف المملكة من تصرف «حزب الله» الذي أدى إلى انفجار الحرب (خطف جنود على الحدود) أثار استياء الحزب. ونقل خوجة عن نصر الله أنه قال له بعد البيان السعودي عقب الحرب: «قد نكون أخطأنا، لكن النصيحة في العلن فضيحة».

ويشير إلى «الفرق» بين حافظ الأسد ونجله بشار، قائلاً إن الأول «بقي في المعسكر العربي، واستفاد من علاقته بإيران»، في حين أن الأسد الابن «تورط مع إيران، فخسر حلفاء سوريا العرب، وأغضب الغرب، كما خسر لبنان، وأدخل شعبه وبلده في حرب أهلية أكلت الأخضر واليابس».

وعن رأيه في بعض السياسيين اللبنانيين، يقول خوجة إن جان عبيد «من مثقفي لبنان البارزين ورجل دولة محنك، مرشح دائم للرئاسة، لبناني قبل أن يكون عربياً، وعربي قبل أن يكون مسيحياً، وأقول بلا تردد إنه لو أصبح جان عبيد رئيساً لكان ذلك من حسن حظ لبنان».

وروى أجواء لقاءاته مع الرئيس ميشال عون (قبل أن يصبح رئيساً)، قائلاً إنه كان «إما متوتراً وإما شارد الذهن خلال الاجتماعات»، إذ «ظن أنني عقبة أمام رئاسته ولم يستوعب أنني أمثل شبه إجماع عربي ودولي». وعن سعد الحريري، يقول خوجة إنه «صديقي المفضل... نقي ومخلص، واحترمته وأكبرته حين تحرر من رهبة الموت». وينقل خوجة عن الرئيس السوري بشار الأسد قوله له بعدما ترك بيروت: «انتهت صلاحيتك يا عبد العزيز»، مضيفاً أنه وهو يتابع أخباره بعد الثورة تخيل اتصاله به للقول له: «انتهت صلاحيتك يا بشار».

وزارة الثقافة والإعلام

في 14 فبراير 2009، عيّن الملك الراحل عبد الله بن عبد العزيز، خوجة وزيراً للثقافة والإعلام، وكان وقتها ما زال في نهاية عمله في السفارة في بيروت. ويقول خوجة عن تلك المرحلة إن الملك عبد الله «كان يمقت الكذب، ولو أخطأت واعترفت بخطئك، فعلى الأرجح سيعفو عنك ويوجهك، لكن إذا كذبت عليه فستسقط من عينيه تماماً. ومن ضحايا الكذب على الملك عبد الله - غير بشار الأسد - رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي». وينقل عن الملك عبد الله قوله عندما فاتحه بموضوع العراق، وضرورة ألا تتركه المملكة «غارقاً في الفراغ»، إن «نوري المالكي كذاب وعميل إيراني، ولا تعامل معه نهائياً». ويضيف خوجة: «أعتقد أن الأيام أثبتت صحة رأي الملك في المالكي». ويزيد: «ومن ضحايا الكذب على الملك عبد الله، أمير قطر حمد بن خليفة، ووزير خارجيته حمد بن جاسم». ويتحدث خوجة أيضاً عن الجهود التي قام بها لتحسين أداء الإعلام السعودي ومساعدة الإعلاميين والتحديات التي باتت تمثلها وسائل التواصل الاجتماعي. ويقول خوجة عن الملك سلمان إن «هذا الرجل خلاصة تجربة لا تتكرر، فقد تربى على يد الملك عبد العزيز، وكان عوناً لكل ملوك المملكة من بعد الملك المؤسس، كما كان الملك سلمان دائماً ملجأ الأسرة، وملجأ مؤسسة الحكم، لحل القضايا المعقدة». ويضيف: «يمتاز الملك سلمان بأنه إداري حازم ومحنك، يؤمن بأن أقصر الطرق بين نقطتين هو الخط المستقيم، والإنجاز هو أهم معاييره الإدارية. لذلك لا يحب السياسات المراوغة، ولا الشخصيات المراوغة أو الضعيفة. وأهم صفة في سلمان بن عبد العزيز، إنساناً وأميراً ووزيراً وملكاً، أنه إذا قال لك إن هذا الأمر سيحدث، فتأكد أن حدوثه مسألة وقت حتماً وقطعاً، وإذا قال لك إن هذا الأمر لن يحدث فتأكد بأنه لن يحدث أبداً. وهنا أؤكد أنه كان يحيطني دائماً بالرعاية والنصح والتوجيه في كل مراحل مسيرتي المهنية».

ويقول إن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان «رجل عملي جداً، لديه ملكات القيادة، وأخذ كثيراً من صفات والده العظيم». ويضيف: «أنصح كل من يعتقد بأن العمل العام تشريف لا تكليف، بألا يعمل مع محمد بن سلمان، وأنصح كل من لا يعمل 25 ساعة كل 24 ساعة بألا يعمل مع محمد بن سلمان».

 

نجم عن التشكيلات القضائية: موقفي ثابت... ووزير العدل ليس مجرد ساعي بريد

مواقع الكترونية/06 آذار/2020

كتبت وزيرة العدل ماري كلود نجم على حسابها عبر "تويتر" التالي: استغرب ما ورد الامس في صحيفة الأخبار حول "تغيير" موقفي من التشكيلات القضائية. موقفي ثابت منذ البدء، حرصا على استقلالية القضاء: لا لأي تدخل يصب في المحاصصة السياسية-الطائفية، واصرار على الشمولية في تطبيق المعايير الموضوعية للكفاءة. وهذا من واجبي الوطني وضمن صلاحياتي، اذ ان وزير العدل ليس مجرد ساعي بريد، خاصة في الظروف الحالية التي تستلزم تغييرا وصرامة".

 

السفيرة الأميركية الجديدة قدمت أوراق اعتمادها إلى وزير الخارجية

وطنية - الجمعة 06 آذار 2020

قدمت السفيرة الاميركية الجديدة دوروثي شيا نسخة عن اوراق اعتمادها الى وزير الخارجية والمغتربين ناصيف حتي، بعيدا عن الاعلام، ودام اللقاء بينهما نصف ساعة. وستقدم شيا أوراق اعتمادها الى رئيس الجمهورية العماد ميشال عون في وقت لاحق.

 

السفارة الاميركية وزعت نبذة عن دوروثي شيا

وطنية - الجمعة 06 آذار 2020

وزع المكتب الإعلامي لسفارة الولايات المتحدة الاميركية السيرة الذاتية للسفيرة دوروثي شيا، جاء فيها:

"دوروثي شيا، موظفة في الكادر العالي في السلك الدبلوماسي مع خبرة 28 عاما. تمت تسميتها من قبل الرئيس دونالد ترامب كسفيرة لدى الجمهورية اللبنانية في 14 شباط 2020. عملت سابقا كنائبة لرئيس البعثة في السفارة الأميركية في القاهرة. كما عملت ايضا ما بين عامي 2014 و 2017 كنائب للمسؤول الرئيسي في القنصلية الأميركية العامة في القدس. وقبل ذلك عملت ما بين عامي 2011 و 2014 كمديرة لدائرة آسيا والشرق الأدنى في مكتب وزارة الخارجية الأميركية لشؤون السكان واللاجئين والهجرة. درست السيدة شيا في الكلية الحربية الوطنية National War College، حيث حصلت على درجة ماجستير في استراتيجية الأمن القومي.

بين عامي 2009 و 2010 شغلت منصب كبيرة الموظفين في لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ، حيث غطت قضايا الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. ما بين عامي 2006 و 2009 شغلت منصب مستشارة الشؤون السياسية والاقتصادية في السفارة الأميركية في تونس.

كما أن مناصبها السابقة في الخارج، شملت مركز المسؤول السياسي في السفارة الأميركية في تل أبيب، حيث عملت على موضوع "عملية السلام الإسرائيلية الفلسطينية"، وقد كان أول منصب لها في الخارج في جوهانسبرغ، جنوب إفريقيا، أثناء انتقال ذلك البلد من نظام الفصل العنصري إلى الديموقراطية.

عملت السيدة شيا أيضا في العديد من المناصب في وزارة الخارجية، منها: المسؤولة عن مكتب نيجيريا وموظف مراقب ومساعد لموظفي "تخطيط السياسات"، ومساعد خاص في مكتب "قضايا جرائم الحرب". وبين عامي 2000 و 2001 عملت مع مجلس الأمن القومي كمديرة لحقوق الإنسان. وفي العام 1998 كانت لديها فرصة الحصول على منصب في مركز ابحاث مجلس العلاقات الخارجية "Council on Foreign Relations"، حيث حاضرت خلالها في جامعة ويتواترسراند "Witwatersrand" في جوهانسبرغ جنوب إفريقيا، وألفت كتابا عن موضوع "لجنة الحقيقة والمصالحة" في جنوب إفريقيا.

حصلت السيدة شيا على العديد من جوائز الشرف والأوسمة الرفيعة في مجرى حياتها المهنية. كما أنها، بالإضافة إلى شهادتها من الكلية الحربية الوطنية، حصلت على شهادات من جامعة فرجينيا وجامعة جورج تاون وهي تتكلم اللغتين الفرنسية والعربية".

 

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الجمعة 06/03/2020

وطنية/الجمعة 06 آذار 2020

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون لبنان"

تملك الذعر نفوس اللبنانيين وهم يستمعون الى وزير الصحة حول تفلت انتشار الكورونا، لا سيما بعد اعلان مستشفى رفيق الحريري عن تسجيل ست حالات جديدة ليصبح عدد الحالات المسجلة حتى هذه الساعة اثنتين وعشرين حالة.

وفي هذا الاطار، لجنة متابعة التدابير والإجراءات الوقائية للفيروس بعد اجتماعها في السراي الحكومي اخذت سلسلة مقررات:

إستمرار إلتزام المؤسسات التعليمية الرسمية والخاصة بمراحلها كافة (مدارس، معاهد، جامعات) بالإقفال حتى 14 آذار 2020. وإستمرار إلتزام دور الحضانة كافة بالإقفال حتى 14 آذار الحالي 2020.

-كذلك إغلاق مراكز الترفيه (أندية رياضية ملاه ليليةو دور سينما والمعارض والمسارح والمؤتمرات)، والطلب من المواطنين تفادي الأماكن المكتظة.

وتملك الذعر نفوس الصيارفة وهم يتابعون تعميم مصرف لبنان بعدم زيادة بدل شراء الدولار عن الثلاثين بالمئة أي الألفي ليرة للدولار الواحد.

وغدا، جلسة لمجلس الوزراء في القصر الجمهوري وصفت بالمهمة بعد إجتماع مالي إقتصادي.

ومساء غد، يوجه رئيس الحكومة كلمة الى اللبنانيين حول القرار المتعلق بمستحقات اليوروبوند.

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون "ان بي ان"

انتهى الدلع... والوقاية خير من الهلع.

من الاحتواء إلى الإنتشار انتقل فيروس كورونا في لبنان بعدما تم تشخيص أربع حالات مجهولة المصدر تسربت من بلدان غير مصنفة على أنها موبوءة.

وفي التقرير اليومي لمستشفى رفيق الحريري الجامعي أن ثمة ست إصابات جديدة ما يرفع العدد الإجمالي للمصابين إلى إثنتين وعشرين حالة.

تحت وطأة الإنتقال من الأحتواء إلى الإنتشار إتخذت لجنة متابعة التدابير الوقائية للفيروس خلال إجتماعها في السرايا الحكومية جملة قرارات من بينها إستمرار إلتزام المؤسسات التعليمية الرسمية والخاصة بكافة مراحلها بالإقفال حتى الرابع عشر من آذار الحالي.

وزير الصحة حمد حسن دق ناقوس الخطر ودعا إلى تحمل المسؤوليات بعيدا من الجدل البيزنطي العقيم لافتا إلى أن خمسين بالمئة من المناعة هي معنوية.

وبانتظار صرف المعنويات صحيا فإن تسديد سندات اليوروبوندز من عدمه ينتظر قرارا حكوميا يوم غد السبت قبل أن يطل الرئيس حسان دياب في كلمة متلفزة إلى اللبنانيين عند الساعة السادسة والنصف مساء.

وفيما يتصل بصدور قرار منع تصريف أصول عدد من المصارف ومن ثم بتجميده فإن المدعي العام المالي القاضي علي إبراهيم أشار في اتصال مع الـNBN إلى أن القرار الذي اتخذه هو من أجل حماية الإقتصاد الوطني اللبناني وإعادة العمل بالنظام الإقتصادي الحر لأن المصارف خرجت عن هذا النظام باتباعها الـ "كابيتال كونترول" وأكد إبراهيم أن ليس هناك أي تدخلات سياسية في قراره وهو قضائي محض ولا خلفيات سياسية له.

وفي هذا الإطار أكد المكتب الإعلامي لرئيس الجمهورية أن لا دور للرئيس ميشال عون في الإجراء الذي اتخذ حيال المصارف.

وكانت صحيفة الجمهورية قد نقلت عن رئيس مجلس النواب نبيه بري أنه لم يعرف بقرار القاضي إبراهيم إلا بعد صدوره مشددا على أن لا صحة بتاتا لإدعاءات البعض بأنه يقف شخصيا خلف القرار وقال: "نحن ليست لنا أي علاقة بما صدر لا من قريب ولا من بعيد" وأضاف الرئيس بري: "فليكن معلوما أنني منذ أن توليت في الماضي وزارة العدل وحتى الآن لا أتدخل في عمل القضاء وأحرص على احترام خصوصيته ولن أحيد عن هذا السلوك".

وبعدما وصل سعر صرف الدولار إلى أرقام غير مسبوقة في الأيام الماضية تدخل حاكم مصرف لبنان انطلاقا من صلاحيات بضبط مهنة الصيرفة وأصدر تعميما بتقيد مؤسسات الصيرفة بسعر شراء العملات الاجنبية مقابل الليرة بنسبة لا تتعدى الثلاثين بالمئة الأمر الذي ولد إرباكا في أسواق الصيرفة ما دفع بعض الصرافين إلى عدم بيع الدولار أو اللجوء إلى الإقفال.

سوريا هدوء نسبي يسيطر على جبهة إدلب بعد إعلان وقف إطلاق النار الذي خلصت إليه قمة الرئيسين بوتين وأردوغان في موسكو أمس.

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون "أم تي في"

الكورونا في لبنان من " لا داعي للهلع" الى "انتهى الدلع". هكذا يمكن اختصار تطور الوضع الصحي من أسبوعين إلى اليوم، وفي الحالين على لسان وزير الصحة. فالوزير " حمد حسن " أعلن بكل صراحة أننا خرجنا من مرحلة احتواء كورونا الى مرحلة الإنتشار، وهناك أربع حالات مجهولة المصدر.

السبب الرئيس الذي دفع الوزير حسن إلى إطلاق جرس الإنذار هو تأكده أن ثمة اصابات من التي ظهرت اليوم، وعددها ست، تسربت من بلدان مصنفة على أنها ليست موبؤة، وبالتالي لا شيء يمنع أن تكثر الحالات المكتشفة من دون أن تكون هناك قدرة على تدارك حصولها أو حتى على توقع حصولها. كما أن التوسع الجغرافي يصعب عملية الإحتواء. نحن إذا في مرحلة جديدة من مراحل حرب لبنان مع الكورونا. وفي هذه المرحلة الجديدة سنشهد المزيد من الإجرءات الوقائية، وخصوصا في الأماكن العامة والمؤسسات. وعليه ستمدد العطلة التربوية القسرية أسبوعا آخر على الأقل، وستتمدد العطلة لتشمل قطاعات كثيرة أخرى غير المدراس والجامعات وقصور العدل. فهل نكون في الأسبوع الطالع أمام إقفال شبه تام للمؤسسات وأمام إلغاء شبه عام للتجمعات تجنبا لما هو أسوأ. ماليا، التردد سيد الموقف، وحتى الان لا قرار نهائيا بشأن سندات اليوروبندز. وعليه فان الدخان الابيض لن يصدر على ما يبدو قبل السادسة والنصف من مساء الغد في مؤتمر صحافي يعقده رئيس الحكومة، اي بعد انتهاء الجلسة الاستثنائية لمجلس الوزراء. وقد بات شبه مؤكد ان الحكومة لن تسدد أصل سندات اليوروبندز، وقد تستعيض عن ذلك بتسديد الفوائد، بما يشكل بادرة حسن نية تجاه الجهات الدائنة. وسيواكب التدبير المذكور اطلاق مفاوضات مع الجهات المذكورة للتوصل الى تسوية والى اعادة جدولة للدين. قضائيا، التداعيات المتعلقة بالقرارين المتناقضين للمدعي العام المالي ومدعي عام التمييز بشأن اصول المصارف استمرت وتفاعلت ، وهي حملت كثيرين على المطالبة بالاسراع في تحقيق مشروع استقلالية القضاء. وهي استقلالية بدأت خطوتها الاولى مع التشكيلات القضائية التي رفعها مجلس القضاء الاعلى قبل منتصف ليل امس الى وزيرة العدل. التشكيلات التي جاءت نتيجة شهرين من الدراسة، أتت بعيدة من التدخلات السياسية، وهي ظاهرة لم يعهدها لبنان على الاقل في مرحلة ما بعد الطائف. فهل تستكمل التعيينات رحلتها وتحصل على تواقيع وزراء العدل والمال والدفاع ورئيس الحكومة ورئيس الجمهورية؟ ام ان شيطان السياسة سيتدخل في اللحظات الاخيرة ليمنع قيام سلطة قضائية مستقلة؟ القرار التاريخي في عهدة المسؤولين، فلننتظر

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون "او تي في"

السبت 7 آذار 2020 يوم تاريخي...

ليس فقط لأن مجلس الوزراء سيجتمع بعد اجتماع اقتصادي ومالي في قصر بعبدا لاتخاذ القرار في شأن اليوروبوندز، بل لأنه سيطلق صافرة الانطلاق لإعادة النظر جديا بالواقع الاقتصادي والمالي السيء برمته، لوضعه على السكة الصحيحة مرة أولى وأخيرة، على ما يأمل اللبنانيون.

ساعات قليلة ونعرف القرار، ولا داعي لاستباق الجلسة بمزيد من التحليلات أو التكهنات، لأن المطلوب في هذه المرحلة أعلى قدر من الوحدة الوطنية حتى يبدأ تجاوز البلاد للمحنة، التي أوصلتها إليها سنوات ثلاثون من سوء الادارة السياسية والاقتصادية والمالية، حتى لا نقول أكثر.

وفي الموازاة، شكل تجميد قرار القاضي علي ابراهيم في حق المصارف، إلى جانب ملف التشكيلات القضائية، مادتين دسمتين للمواقف السياسية اليوم، في وقت يتركز اهتمام اللبنانيين قبل كل شيء على الموضوع الصحي، خصوصا أن وزير الصحة أعلن اليوم أننا انتقلنا من مرحلة احتواء فيروس كورونا إلى مرحلة انتشاره.

وعشية الجلسة المفصلية لمجلس الوزراء، خص السفير الفرنسي في لبنان الـ OTV بحديث خاص، فند فيه موقف بلاده من التطورات اللبنانية، مشيرا في سياقه إلى أن حكومة الرئيس حسان دياب هي حكومة الفرصة الأخيرة، ومؤكدا أن باريس قررت العمل معها، إذ لديها مهمة معقدة، والمطلوب أن تأخذ قرارات حازمة لمعالجة أزمة الدين.

* مقدمة شنرة اخبار تلفزيون "المنار"

وفق بورصة الازمات المحلية، فان مؤشر كورونا عاود الارتفاع، متخطيا كل المؤشرات المنافسة من مصارف وقضاء وسندات اليوروبوندز وغيرها.

وقد افتتحت اسهمها اليوم – متجاوزة تعداد الحالات المصابة – بتصريح واضح ومسؤول لوزير الصحة حمد حسن صارح فيه اللبنانيين بأن بلدنا خرج من مرحلة احتواء الكورونا، وبات لدينا انتشار لهذا الفايروس، وعلينا مضاعفة نشر الوعي، والانتباه، والحيطة والجدية والمسؤولية، وتقليص مستوى الاستثمار السياسي والاعلامي للازمة، والعمل الجماعي للتغلب على هذا الواقع المستجد.

فالحالات التي تسربت الى لبنان خلال اليومين الماضيين جاءت من بلدان غير مصنفة على انها موبوءة كما قال الوزير، فوقع ما لم يكن بالحسبان .

وتحسبا للاخطر، اوصت لجنة متابعة التدابير والاجراءات الوقائية لفايروس كورونا التي اجتمعت في السراي الحكومي اوصت بتمديد اقفال جميع المؤسسات التعليمية حتى الرابع عشر من آذار الحالي، واغلاق جميع الاندية الرياضية والملاهي والمعارض والمسارح ودور السينما، والطلب من المواطنين تفادي الاماكن المكتظة والتجمعات، كما اضيف اليها العديد من الاجراءات.

الفزع من تفشي كورونا لم يذهب الوجع الاقتصادي، والذي زاده ما كشفته الاجراءات القضائية للمدعي العام المالي علي ابراهيم بحق المصارف، من انها – اي المصارف – اقوى السلطات.. فبغض النظر عن القرار وتداعياته الاقتصادية والمالية، فان تداعياته السياسية والاعلامية أثبتت أن لهذا القطاع اوراقا كثيرة بل اياد عدة، لا زالت قادرة على التحكم بالواقع.

فيما البلد الواقع امام استحقاقات مصيرية يترقب غدا الجلسة الحكومية واللقاءات الرئاسية والاقتصادية المقررة في قصر بعبدا، لتكون القرارات النهائية من مسألة التعامل مع سندات اليورو بوندز، والاجراءات الحكومية الالزامية خطة انقاذية..

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون "ال بي سي"

وفي اليوم الخامس عشر على تسجيل أول إصابة بفيروس كورونا، "إستحقتها" الحكومة، وخرج وزير الصحة ليعلن: خرجنا من مرحلة احتواء الفيروس إلى مرحلة انتشار الفيروس"... كلام وزير الصحة تزامن مع بلوغ الإصابات إثنين وعشرين إصابة، بزيادة ست إصابات عن أمس...

هذا الواقع دفع "بلجنة كورونا" هذا المساء إلى اتخاذ سلسلة تدابير أبرزها: تمديد إقفال المدارس والجامعات ودور الحضانة أسبوعا آخر، أي إلى 14 آذار... إقفال الأندية الرياضية والملاهي الليلية ودور السينما والمعارض والمسارح... وإجراءات أخرى...

"فيروس الدولار" حاول حاكم مصرف لبنان إحتواءه من خلال تعميم يضبطه عند حدود معينة... لكن الصيارفة خرقوا هذا الإحتواء لينتشر فيروس التوقف عن تقديم الخدمات، فهل سيسير الحاكم بتعميمه إلى الآخر؟ أم "يعمل الصيارفة اللي براسن"؟

الجواب رهن بالأيام القليلة المقبلة ولاسيما غدا إذ يجتمع مجلس الوزراء يعقبه توجيه رئيس الحكومة حسان دياب كلمة إلى اللبنانيين عند السادسة والنصف لاعلان موقف لبنان من استحقاق "اليوروبوند"، وخصوصا الدفعة المستحقة يوم الاثنين المقبل في التاسع من الجاري، والبالغة نحو 1.2 مليار دولار.

في ظل تلاحق الأزمات استجدت قضية التشكيلات القضائية: التشكيلات أنجزها مجلس القضاء الأعلى ليل أمس بالإجماع، وحين تسربت بعض الأسماء بدأت الإعتراضات...

هذه الإعتراضات سجلت وجهة نظرها، فيما مجلس القضاء الأعلى لم يرد عليها، فهل سيرد مجلس القضاء الأعلى على هذه الإعتراضات؟ أم يبقى على صمته؟

في سياق هذا الملف، كانت لافتة تغريدة وزيرة العدل التي كتبت فيها: " لا لأي تدخل يصب في المحاصصة السياسية - الطائفية، واصر على الشمولية في تطبيق المعايير الموضوعية للكفاءة". وأضافت: "هذا من واجبي الوطني وضمن صلاحياتي، اذ ان وزير العدل ليس مجرد ساعي بريد، خصوصا في الظروف الحالية التي تستلزم تغييرا وصرامة".

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون "الجديد"

تم اليوم تشريع الهلع ليصدر بقانون صحي مع شهادة منشأ فنحن بموجب وزارة الصحة بلد انتشار وقد خرجنا من حالة الاحتواء واذا كان العالم قد دخل اليوم رقم مئة الف مصاب فإن حصة لبنان ارتفعت الى اثنتين وعشرين حالة بتسجيل ست حالات جديدة في الساعات الماضية وبالتوازي كان فقدان المناعة القضائية امام السياسيين يسجل اعلى نسبة من الاصابات سواء في القرار المالي حيال المصارف او بصدور التشكيلات القضائية التي يفترض خضوعها الى تدابير الحجر لتبيان خطورة التهاباتها السياسية. والسياسية تدخلت حتى في حالات الغضب كإعلان القاضية غادة عون مثلا انها ستضع استقالتها بتصرف رئيس الجمهورية فيما ان مرجعيتها هي مجلس القضاء الاعلى وليس الرئيس ميشال عون لكنها قررت العودة الى " الاصول".هي تشكيلات بالدفع السياسي وان سعى رئيس مجلس القضاء الاعلى القاضي سهيل عبود الى فرض ما امكن من معايير الدرجات القضائية والسمعة والانتاجية ومهما بلغت معايير عبود فإن " المجوز" السياسي سيؤلف ويلحن التشكيلات لكون القضاة قد جاؤوا اصولا من فروع التعيينات السياسية .. ولكل مقال مقام وزعيم ومرجعية. وهذه المرجيعات تحكمت في القرار المالي الشهير يوم امس .. فالسياسة اتخذت قرارا والسياسية تراجعت عنه واستخدمت القضاء آداة تنفيذ وسرعان ما نفض الرئيسان ميشال عون ونبيه بري التهمة عنهما فقال رئيس الجمهورية أن لا دور له في الإجراء الذي اتخذه المدعي العام المالي وان الرئيس يسهر على احترام القوانين ومنع أي خلل في تطبيقها من دون أن يكون له أي موقف تجاه هذا الفريق أو ذاك اما رئيس مجلس النواب نبيه بري فقد نفى صحة إدعاءات البعض بأنه يقف شخصيا خلف قرار ابراهيم. وقال فليكن معلوما أنني منذ ان توليت في الماضي وزارة العدل وحتى الآنلا أتدخل في عمل القضاء ومنذ ذلك التاريخ .. لم يسجل بري سابقة في التعيينات القضائية .. لم يسم قاضيا واحدا .. لم تكن له حصة من ميزان العدل على مر الاعوام الاربعين .. ومن انتفض آنذاك على " زويك وحويك " كان في العدلية مثالا للحياد ..حتى انه قال يوما " ضعيف من يلجأ الى القضاء ".وكذلك لم تسجل لبري اية مآثر او علامات جرمية في التدخل ,, فهو لم يعرف يوما مسجونا اسمه هنيبغل القذافي ولم يأمر قضاته بالاستمرار في حجزه .. لم "يفرك " إذن حسن يعقوب ويبقيه سجينا .. ولم يبق على محمد عبيد بتصرف رئيس الحكومة اكثر من خمسة وعشرين عاما ولا يزال يخصعه للحجر المنزلي علما انه حاصل على شهادة عودة من شورى الدولة. وحتى لا نذهب بعيدا فإن قناة الجديد وحدها اختبرت حيادية الرئيس نبيه بري في القضاء حيث اثبتت التحقيقات براءة كل من اعتدى على القناة او بالحد الادني فقد اتضح ان كل الاعتداءات كانت مجرد تهيئات من الحرق الى الرصاص فزمرة الجمارك العصية على التوقيف. وبدافع البراءة لبري .. والنأي بالنفس لميشال عون والحرتقة عن بعد لسعد الحريري تدار البلاد بهلع تام .. ويخشى على هذه الادارة من مهوار آخر لاسيما عشية السبت الكبير الذي ستتخذ فيه حكومة حسان دياب قرارها المالي. غدا سبت اليوروبوند والذي ينصح ان يبقى محييدا عن الآراء القضائية والسياسية على حد سواء لأن نصائح الامس هدمت هيكل الغد. وكفى اللبنانيين قرارات " غبية " إذا احسنا الظن .. و" مسرطنة " إذا ما اتبعنا سوء النوايا. واتركونا " بهلع " واحد.

 

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الجمعة في 6 آذار 2020

وطنية/الجمعة 06 آذار 2020

البناء

خفايا

قالت مصادر قانونية إن لائحة المصارف المستثناة من إجراءات المدعي العام المالي لا تقل أهمية عن لائحة ‏المصارف التي طالتها الإجراءات فهي تؤكد أن للأمر علاقة بارتكابات موثقة ومحددة تمّ التحقق من قيام بعض ‏المصارف بها ولو كانت اللائحة طويلة والمصارف كبيرة بينما تمّ التحقق من عدم قيام الباقي بها. وهذا ينفي ‏كونها مجرد إجراء احترازي مبدئي أو سياسي أو إعلامي.

كواليس

قالت مصادر عراقية إن تصريحات حزب الله في العراق حول تورط مدير المخابرات ورئيس الجمهورية بقضية ‏اغتيال القائدين قاسم سليماني وأبي مهدي المهندس لن تتوقّف بمجرد استبعاده كخيار من فرص تشكيل الحكومة ‏المقبلة بل ستتم ملاحقة الأمر لدى الجهات القضائية وصولاً إلى إقصائه عن مهمامه وتقديمه للمحاكمة.

الجمهورية

يستعد أحد الوزراء لاتخاذ سلسلة من القرارات لتصويب الأداء في وزارته بعدما اختلت العلاقات بين موقعه ‏وإحدى المؤسسات التي يمارس الوصاية عليها.

توقعت مراجع معنية أن تشتد الحملات المتبادلة بين مسؤولين في قطاع حيوي وقياديين في فريق سياسي بعدما ‏تجاوزت الاتهامات كل الخطوط الحمر.

تندر أحد المسؤولين على ما سماه الثلث اللطيف في الحكومة أمام أحد كبار المسؤولين الذي علق قائلا: "كل َمراة ‏بهالحكومة بتسوى 10 رجال".

النهار

ربطت مصادر سياسيّة واقتصاديّة قرار المدّعي العام المالي القاضي علي ابرهيم في حق المصارف بالحملة ‏الحادة التي سبقته والتي شنّها الرئيس نبيه برّي على المصارف.

"علّق سياسي بارز وواسع الاطلاع على إصرار الرئيس حسان دياب على مهاجمة مُنتقديه أخيراً بأنّه "أوان ‏الاستحقاق" الذي كان وراء تكليفه من قوى معروفة.

أعربت جهات معارضة عن اعتقادها أن "حكم 8 آذار" بدأ يتّجه نحو اختراق مُحرّمات ميثاقيّة من دون التبصّر ‏في العواقب الخطيرة لذلك.

اللواء

لم تُقرّر أيّ من دول "سيدر" التعامل إيجاباً، أقله إلى أمد غير بعيد، مع السلطة الحالية، لحسابات تتعدّى قدرتها ‏على المواجهة لقرارات كبرى مضادة.

يخشى خبراء ماليون أن يتمادى الدولار في تفلته، حتى يتعذر تحديد سقف له..

ليس بإمكان نافذ في حزب عقائدي السيطرة على اتساع المعارضة لنفوذه في نظر كوادر ناشطة.

نداء الوطن

لوحظ أنّ مسؤولاً بارزاً في مصرف لبنان وجّه انتقادات علنية للمصارف بشكل يوحي وكأنّه لا علاقة للمصرف ‏المركزي بالمصارف الخاصة، وذلك عشية بتّ التعيينات المالية.

استغربت أوساط قانونية الإعلان عن قرارات قضائية مهمة عبر صفحات صحافيين محسوبين على طرف ‏سياسي معروف، قبل صدورها رسمياً عن الجهات القضائية المعنية، الأمر الذي يشي بأنها صادرة لتحقيق غايات ‏سياسية.

نائب من قوى "8 آذار"، اشتهر بأسلوبه الخطابي، أكد في مجالسه الخاصة أنه يحمّل هذه القوى مسؤولية كبيرة ‏عن الانهيار وأنّ كتلته ستتمايز من الآن وصاعداً عن بقية الحلفاء مثلما فعلت في استحقاق سابق

الأنباء

المرجع ينتظر

ينتظر مرجع سياسي أجوبة على أسئلة تتعلق بالموقف من قضايا شائكة قدٌمها إلى ممثل ‏حزب فاعل زاره قبل أيام.

فريق مستثنى

تستغرب جهات مالية إقرار الحكومة لمشروع رفع السرية المصرفية الذي سيطال جميع ‏المودعين، باستثناء فريق سياسي لن يطاله القرار لأنه لا يتعامل مع المصارف

 

مواقع التواصل تعري قمع حزب الله لاحتجاجات الضاحية

بيروت اوذرفر/06 آذار/2020

تولى ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي مهمة تغطية الاحتجاجات التي اندلعت في معقل حزب الله، بالضاحية الجنوبية في العاصمة بيروت، والذي جابهها بدوره بالقمع واقتحام بيوت ناشطين. وشهدت عدة مناطق لبنانية، الأربعاء، مظاهرات وقطعا للطرقات ووقفات احتجاجية، فانضمت الضاحية الجنوبية للثوار رفضا للغلاء والفقر والأوضاع المتردية التي يعاني منها المواطن اللبناني.  وتفاعل رواد الشبكات الاجتماعية مع هاشتاغ #الضاحية تثور، #الضاحية_تنتفض، مبدين تضامنهم مع الثوار الذين انتفضوا على سيطرة حزب الله على مناطقهم، واعتبروا أنها نتيجة طبيعية لحالة الغضب الشعبي في المناطق التابعة لحزب الله وحركة أمل البيئة الحاضنة للأحزاب، وهؤلاء المتظاهرون استطاعوا كسر جدار الخوف والصمت ضد القمع. وأكدوا أن الانتقادات بدأت تتزايد في بيئة حزب الله بسبب طريقة تصرف القيادة مع جمهورها وتكبيده خسائر الصراعات الإقليمية، في بلد يئن تحت الضغوط الاقتصادية. وأوضحت تعليقات الناشطين أن هناك نقمة متصاعدة في الضاحية والمناطق الأخرى، التي يهيمن عليها حزب الله وتعتبر حاضنته، بسبب كمّ الأفواه وقمع أي تحركات احتجاجية ضدّ الغلاء والوضع المعيشي القائم مع ارتفاع سعر صرف الدولار إلى 2700 ليرة لبنانية، واقتحام منازل المواطنين العزل وتهديدهم.

وتحدث ناشطون عن اقتحام عناصر مخابراتية من حزب الله، عملوا على قمع المتظاهرين ومنعهم من التجمع، منزل ناشطة بعد مشاركتها في المظاهرات، مساء الأربعاء، احتجاجا على الأوضاع الاقتصادية. وقامت الناشطة رولا سلمان بتصوير المقتحميْن في بث مباشر على فيسبوك حتى تراجعا وغادرا المنزل. وهي شقيقة أحد الشباب الذين قتلوا بيد حزب الله إثر مشاركته في تظاهرة ضدّ تدخل الحزب في سوريا، أمام مبنى السفارة الإيرانيّة في عام 2013. وانتشرت مقاطع فيديو عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ينتقد فيها الناشطون الممارسات القمعية لحزب الله، عبر اقتحام منازل المواطنين وتهديدهم، في ظلّ الغياب الكلّي للدولة اللبنانية عن الضاحية الجنوبية والمناطق الخاضعة لسيطرة الحزب عموما. وأظهر أحد المقاطع تهجما من قبل عناصر حزب الله وحركة أمل على منازل كلّ من شارك في تظاهرات الضاحية، مرفقا بتعليق: من لا يكفه جلب الذلّ لحاضنته الشعبية وامتهان كراماتها لا يرْوِه بحر من دمائها.واستعاد مغردون أيضا حادثة اقتحام عناصر حزب الله لمنزل الناشط علي جمّول والتعدي على شقيقه بسبب منشور له على مواقع التواصل الاجتماعي ينتقد فيه التدخل في سوريا بعد سقوط عدد من مقاتلي الحزب في المعارك الدائرة في سوريا، وممارسة الابتزاز والضغط من أجل الاعتذار وحذف المنشور.

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

مَن وراء محاولة الانقلاب الفاشلة على المصارف؟

النهار/06 آذار/2020

من وقف وراء محاولة الانقلاب الاولى في تاريخ لبنان على المصارف ولماذا فشلت ‏وأحبطت؟ هل كانت "هزة عصا" ثقيلة للمصارف من جهة سياسية - قضائية تجاوزت ‏الخطوط الحمر والسقوف التي لا يزال النظام السياسي والاقتصادي والمالي يعمل تحتها ‏على رغم التداعيات الزلزالية للازمة المالية؟ أم تراها كانت "بروفة انقلابية" غير مسبوقة ‏تركت ايحاءاتها ورسائلها تتردد ساعات قليلة قبل لملمة الردود المتفجرة التي كانت تنذر ‏باقحام البلاد في متاهة بالغة الخطورة؟ الواقع ان القرار الذي اتخذه المدعي العام المالي علي ابرهيم بمنع 20 مصرفاً لبنانياً من ‏التصرف بممتلكاتها وأصولها ومنع رؤساء مجالس اداراتها من التصرف بممتلكاتهم، لم يكن ‏في واقعه العملي والقضائي أقل من انقلاب غير مسبوق لم تعرف الجمهورية اللبنانية ‏سابقة له منذ قيامها ولا عرف القطاع المصرفي اجراء يشبهه منذ تأسيس المصرف الاول ‏في لبنان.

ومع انه لا يمكن تجاهل تصاعد السخط والغضب الشعبيين من الاجراءات ‏المتشددة التي تتخذها المصارف منذ نحو خمسة أشهر حيال عمليات سحب الاموال العائدة ‏للمودعين والتحويلات الى الخارج، اضافة الى ما يمكن ان تتحمله من جزء من مسؤولية ‏بلوغ الحائط المسدود في الملفات المالية التي تتحمل تبعتها الاساسية السلطة السياسية، ‏فان ذلك لم يكن ليبرر اطلاقاً المغامرة الشديدة الخطورة التي تمثلت في قرار "الحجر" من ‏جانب القضاء المالي على أصول المصارف كأنه بداية تأميم واقعي للقطاع المصرفي ينذر ‏بانقلاب موصوف على القطاع الاعرق في تدعيم النظام المصرفي والاقتصادي خلال عقود ‏طويلة و"تجهيل" مسؤولية السلطة السياسية عن الانهيار المالي. ولعل العامل الاكثر اثارة ‏للهواجس حيال القرار تمثل في ربطه بالمواقف المتعاقبة الأخيرة لرئيس مجلس النواب ‏نبيه بري من المصارف وحملته الحادة عليها، الامر الذي دفع بري الى نفي أي علاقة له بقرار ‏ابرهيم.

أما التطور المفاجئ الذي برز في هذا السياق، فتمثل في معلومات توافرت ليلاً بعد الاتجاه ‏الى طي قرار ابرهيم بان هذا الاجراء جاء بطلب بل باصرار من رئيس الجمهورية العماد ‏ميشال عون الذي اراد توجيه رسالة صارمة وقاسية الى المصارف وان الرئيس بري كان قد ‏وضع في جو هذا الاجراء.

لكن توقيت القرار عشية اتخاذ الحكومة القرار الحاسم في شأن سداد استحقاق ‏‏"اليوروبوندز" لم يترك ادنى شك في ان الصراع بين بعض السلطة السياسية والقطاع ‏المصرفي قد بلغ مستويات متقدمة وخطيرة جاء القرار ليكشف جانباً أساسياً منها مهدداً ‏بتداعيات بالغة الخطورة لو لم يجر تدارك الامر ليل أمس من خلال الاتصالات والمشاورات ‏السريعة التي فعلت فعلها بسرعة بـ"تجميد" قرار المدعي العام المالي تمهيداً لالغائه في ‏مقابل صمت جمعية المصارف وصرفها النظر عن اضراب كانت ستعلنه لولا التوصل الى ‏احتواء تداعيات "الانقلاب" المقنع.

والواقع ان جمعية المصارف اجتمعت إستثنائيّاً مساء لاتخاذ القرارات المناسبة ردّاً على ‏القرار الذي أعلنه المدعي العام المالي، وكانت تبحث في إمكان إتخاذ قرار بإقفال ‏المصارف حتّى تاريخٍ غير محدّد. وبناء على اتصالات بين رئيس جمعية المصارف سليم ‏صفير والمراجع الرسمية، زار وفد من الجمعية المدعي العام التمييزي القاضي غسان ‏عويدات للبحث في قرار القاضي علي ابرهيم والتشاور في موضوع اقفال المصارف. ‏وعلمت "النهار" ان الوفد شرح تداعيات القرار على أكثر من صعيد بدءاً بالعلاقة مع ‏المصارف المراسلة التي ستعمد الى اقفال كل الاعتمادات المفتوحة لتمويل استيراد النفط ‏والدواء والقمح. كما ان القرار يشكل خطراً على السمعة المصرفية بحيث يتوقف التعامل ‏مع المصارف اللبنانية بسبب الظن برؤساء مجالس اداراتها مما يؤثر بشكل غير مباشر على ‏زبائنها. كما ان منع بيع العقارات التي في حوزة المصارف ومنها ما هو استيفاء لدين ‏سيؤدي الى تجفيف السيولة.

وأفيد لاحقا أن القاضي عويدات زار السرايا الحكومية وان ثمة توجهاً الى تجميد قرار القاضي ‏علي ابرهيم في حق المصارف وسحبه. وأصدر المكتب الاعلامي لرئيس مجلس النواب بياناً ‏جاء فيه: "تناولت بعض شاشات التلفزة المشبوهة خبراً مفاده أن رئيس المجلس النيابي ‏كان وراء القرار الذي اتخذه المدعي العام المالي علي ابرهيم حيال المصارف. ويؤكد ‏المكتب ان الرئيس نبيه برّي لم ولن يتدخل في عمل القضاء في يوم من الأيام وكل ما ‏أوردته تلك الشاشات غير صحيح جملة وتفصيلاً".. وأثار قرار ابرهيم موجة ردود فعل رافضة ومحذرة من استهدافاته وكان أبرزها للرئيس ‏سعد الحريري الذي غرد عبر حسابه على موقع "تويتر": "وضع اليد على المصارف ‏بالطريقة التي جرى الاعلان عنها انقلاب على النظام الاقتصادي وخطوة تعيد لبنان إلى ‏زمن الأنظمة الشمولية". وأضاف: "قرار المدعي العام المالي علي إبرهيم، رسالة سياسية ‏شعبوية غير محسوبة النتائج لا على مستوى حقوق المودعين صغاراً وكباراً ولا على ‏مستوى ثقة الأصدقاء والأشقاء بلبنان".. كما ان رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط غرّد بدوره: "المنطق السائد يقول ‏بالتفاوض وفق شروطنا مع المؤسسات الدولية ومنها صندوق النقد الدولي ووضع خطة ‏اصلاحية شاملة ابتداء من الكهرباء وغيرها من القطاعات. جواب علي إبرهيم هو بداية خطة ‏لتأميم المصارف وغير المصارف في بلد فيه ازدواجية سلطات. يبدو المطلوب دفن لبنان ‏الكبير في مناسبة المئوية".. وليلاً اصدر القاضي عويدات قراراً جمد بموجبه قرار المدعي المالي وأبرز ما استند فيه الى ‏معطيات وردته من مصادر موثوقة بان السلطات المالية الدولية تنوي وباشرت في إيقاف ‏التعامل مع المصارف والهيئات المالية اللبنانية وفرضت ضمانات للعمل معها. ولفت الى ‏ان من شأن الاستمرار في قرار المدعي العام المالي ادخال البلاد في الفوضى.

جلسة السبت

في غضون ذلك، كشفت مصادر وزارية ان الحكومة تضع اللمسات الاخيرة على قرار عدم ‏تسديد استحقاق "اليوروبوندز" الذي تقرر ان تعقد جلسة لمجلس الوزراء بعد ظهر السبت ‏لاعلانه رسميا. وكانت المصارف التي تداعت الى جمعية عمومية أمس للبحث في تداعيات ‏قرار المدعي العام المالي، تلمست تنامي الضغوط الحكومية عليها، بعدما رفضت استجابة ‏طلب الحكومة بتمويل اصدار "اليوروبوندز" من اموالها الخاصة. ذلك ان الاقتراح الذي ‏قدمته المصارف تجلى في تأمين التمويل عبر تحرير المبلغ المجمد لحسابها لدى المصرف ‏المركزي. وقد رفضت الحكومة هذا الاقتراح كما رفضه حاكم مصرف لبنان رياض سلامة ‏لأنه سيؤدي عملياً الى اقتطاع المبلغ من الاحتياطات المتبقية لدى المركزي بالعملات ‏الاجنبية. وأفادت المصادر الوزارية ان الوقت المتبقي والفاصل عن موعد اعلان قرار التخلف لم يعد ‏كافياً للدخول في مفاوضات مع الدائنين الاجانب، وهو ما أبلغه الى الحكومة صراحة ‏المكتب الاستشاري "لازار" المكلف ادارة المفاوضات، ما يعني عملياً ان لبنان ذاهب السبت ‏الى اعلان تخلف غير منظم عن السداد. وتجمع ليل أمس عشرات من المحتجين أمام مبنى مصرف لبنان في شارع الحمراء رفضاً ‏للسياسات المالية القائمة وللحالة الاقتصادية والمالية المزرية التي وصلت اليها البلاد، ‏وهتفوا ضد السلطة وحملوها مسؤولية الانهيار الحاصل، وطالبوا بانتخابات نيابية مبكرة ‏ومحاسبة السارقين والفاسدين واسترجاع الاموال المنهوبة والمهربة الى خارج لبنان.

حكم الحريري

ووسط هذه الاجواء، برز اعلان المحكمة الخاصة بلبنان الناظرة في اغتيال الرئيس رفيق ‏الحريري أمس ان غرفة الدرجة الاولى في المحكمة قدمت اشعاراً بانها ستصدر حكمها في ‏القضية خلال جلسة علنية في منتصف شهر ايار المقبل. وقال القضاة في انهم سيحددون ‏تاريخ النطق بالحكم علنا في اقرب وقت ممكن. أما في تطورات أزمة انتشار فيروس كورونا في لبنان، فاعلن مستشفى رفيق الحريري ‏الجامعي أمس ارتفاع عدد الاصابات الى 16. وأجريت فحوص مخبرية لـ52 حالة، جاءت نتائج ‏‏51 منها سلبية، وواحدة ايجابية وهي الحالة التي نقلت الى مستشفى الحريري ليل ألاربعاء ‏من مستشفى الجامعة الأميركية.

 

الحكومة اللبنانية تقرّ رفع السرّية المصرفية عن المسؤولين وجلسة أخرى غداً لاتخاذ قرار بشأن الديون

بيروت: «الشرق الأوسط»/06 آذار/2020

أقرّت الحكومة اللبنانية في جلسة عقدتها أمس برئاسة رئيس الجمهورية ميشال عون مشروع قانون رفع السرّية المصرفية عمّن يتولون مسؤولية عامة، وتعقد الحكومة جلسة أخرى يوم غد السبت لمتابعة الأوضاع المالية ودرس موضوع استحقاق سندات «اليوروبوند»، فيما لم تخلُ جلسة أمس من هجوم متواصل من قبل رئيس الحكومة حسان دياب على منتقديه، عادّاً أن هناك من يريد أن يمنع الحكومة من إنقاذ البلد. وأعلنت وزيرة الإعلام منال عبد الصمد بعد انتهاء الجلسة إقرار مشروع قانون يهدف إلى رفع السرية المصرفية عن كل من يتولى مسؤولية عامة بالانتخاب أو بالتعيين، وعن كل من يتحمل مسؤولية تنفيذية أو رقابية في المصارف والصناديق والمجالس بأنواعها والجمعيات السياسية وغير السياسية ووسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمكتوبة والرقمية، وكل من تتعاقد معه الدولة لتنفيذ التعهدات، إضافة إلى إقرار حضور الاجتماعات والندوات والمؤتمرات في الخارج. وكشفت أيضاً عن مشروع يتعلّق بموضوع التهرّب الضريبي سيتم طرحه الأسبوع المقبل، على أن يحسم موضوع تمديد عطلة المدارس بسبب انتشار فيروس «كورونا» يوم الأحد. وأعلن الرئيس ميشال عون خلال الجلسة أن الحكومة ستجتمع غداً السبت لدرس الأوضاع المالية ومسألة «اليوروبوند» لاتخاذ القرار المناسب في شأنها. ونوّه، من جهة ثانية، بالجهود التي يبذلها وزير الصحة وفريق عمله لمعالجة قضية ظهور أعراض فيروس «كورونا» على بعض الأشخاص، داعياً إلى استمرار هذه الجهود لتأمين السلامة الصحية العامة في البلاد. من جهته؛ قال دياب: «لقد اخترنا أن نحمل كرة النار، لأن البلد في خطر كبير، ولا يمكن أن نبقى متفرجّين أمام كل ما يحصل. نفعل المستحيل لنعالج تراكمات كبيرة وكثيرة أدت إلى الوضع الحالي. وبكل أسف هناك أشخاص في المقابل، يفعلون المستحيل ليخنقوا البلد ويقطعوا شرايينه ويمنعوا الحكومة من إنقاذه. ما يحصل معيب، واللبنانيون باتوا على علم بهذه اللعبة. والعجيب أنهم يحاسبون الحكومة وعمرها 3 أسابيع، على تراكم مشاكل عمرها عشرات السنين». وأضاف: «على كل حال؛ الناس يميزون بين الحق والباطل. نحن مستمرون بمهمتنا الوطنية لإنقاذ البلد، ولن نتأثّر بكل التهويل الذي يمارسونه، ولن تتغيّر الحقيقة رغم كل التزوير والتزييف الذي يقومون به». ودعا رئيس الحكومة الوزراء إلى «أن يكونوا على مستوى المسؤولية لخدمة اللبنانيين، حتى نخفّف عنهم الأذى الذي يصيبهم نتيجة السياسات التي أدت إلى حالة البلد المالية والاقتصادية والمعيشية التي يعيشها، لأن مسؤوليتنا كبيرة وتاريخية ولا تتحمل أي تردّد أو ضعف أو اجتهاد. إن قيمة هذه الحكومة هي بتماسكها، وبخوضها معركة إنقاذ لبنان موحّدة، ووزراؤها يدركون مسبقاً هذه التحدّيات». وأكد: «لأن مفتاح الإنقاذ هو عبر وضع حد للواقع السائد، كان قرارناً واضحاً بمحاربة الفساد وملاحقة الفاسدين حتى نبني دولة تستحق ثقة اللبنانيين». ووصف دياب إقرار مشروع قانون رفع السرية المصرفية، بـ«إنجاز مهم للحكومة التي لن تتراجع عن قرارها بمحاسبة أي مسؤول عن الانهيار المالي والاقتصادي والمعيشي». وفي رد على سؤال عما إذا كانت هناك وقائع وإثباتات حول من يعرقل عمل الحكومة بعد إشارة رئيس الحكومة للمرة الثالثة إلى هذا الموضوع، أجابت عبد الصمد: «أعتقد أن لدى رئيس الحكومة معطيات معينة، ونرحب بما تملكون أيضاً من معطيات».

 

الاحتجاجات تعود رفضاً لارتفاع سعر الدولار في السوق السوداء

بيروت: «الشرق الأوسط»/06 آذار/2020

عادت الاحتجاجات إلى المناطق اللبنانية على خلفية المطالب الاجتماعية والأزمة الاقتصادية، ومع تسجيل ارتفاع سعر صرف الدولار إلى أعلى مستوياته، حيث وصل في اليوم الماضيين إلى حدود الـ2700 ليرة في السوق السوداء لدى الصرافين. وفيما سجّل، مساء أول من أمس (الأربعاء)، قطع طرقات في مناطق عدة من بيروت إلى الشمال والبقاع وطريق الجنوب، نظمت أمس تحركات احتجاجية أمام عدد من المؤسسات الرسمية والمصارف ومحلات الصيرفة. ونفذت مجموعة من الناشطين وقفات احتجاجية أمام عدد من الدوائر والمؤسسات الرسمية في حلبا بالشمال، منها مبنى المالية وأمانة السجل العقاري ودائرة المساحة، ومؤسسة «مياه لبنان الشمالي»، ومركز وزارة العمل، ومؤسسة «كهرباء لبنان»، احتجاجاً على ارتفاع سعر الدولار، وللضغط على الحكومة من أجل تحقيق مطالب الحراك الشعبي، رافعين شعارات ضد الفساد و«حكم المصرف». وخلال احتجاجهم في محطة التحويل الرئيسية للكهرباء في حلبا، أجبر المحتجون الموظفين على تأمين الطاقة فوراً لجميع البلدات التي تتغذى منها. وفي صيدا نفذت أيضا مظاهرة من ساحة تقاطع إيليا في المدينة، باتجاه المصارف، ورفض المشاركون القيود التي تفرضها المصارف، وطالبوا بإعطاء صغار المودعين أموالهم، كما اعتصموا أمام محال الصيرفة، وأجبروها على الإقفال رافعين شعار «التزم بسعر صرف الدولار الرسمي وإلا»، احتجاجاً على عدم التزام هذه المحلات في تعاملاتها المالية سعر صرف الدولار الرسمي، مما يشكّل مزيداً من الانخفاض في سعر صرف الليرة مقابل ارتفاع الدولار. وفي النبطية وكفرمان في الجنوب أيضاً، نظمت مظاهرة انطلقت من خيمة الحراك في المدينة أمام السرايا الحكومية، باتجاه فروع المصارف حيث توقف المتظاهرون لفترة أمام كل فرع ورددوا شعارات: «يسقط يسقط حكم المصرف»، ورفعوا الأعلام اللبنانية، وسط انتشار لقوى الأمن الداخلي أمام كل فرع، باستثناء فرع «فرنسبنك»، الذي حصل أمامه هرج ومرج وأُقفِلت أبوابه، الأمر الذي دفع بشبان الحراك إلى الضرب بأيديهم على واجهة مدخله. وكتبوا شعارات أمام مدخله، مما دفع مديره إلى إعادة فتح الأبواب والاستماع إلى مطالب شبان الحراك الداعين إلى مواجهة السوق السوداء، و«وقف السرقة الممنهجة بالتواطؤ مع المصارف ومالكيها مع مافيات المال». ودعا المحتجون الجميع للنزول إلى الشارع والاعتصام، سائلين عن دور الجهات المعنية في مراقبة كل ما يحصل. كذلك نفذ المحتجون مظاهرة جابت شوارع النبطية باتجاه محال الصيرفة في السوق التجارية، حيث أجبروها على الإقفال احتجاجاً على التلاعب بسعر صرف الدولار. وطالب المحتجون الصيارفة في بيان تلاه أحدهم باعتماد السعر الرسمي، متهمين أصحاب البنوك والصيارفة وحاكم مصرف لبنان بـ«إذلال الناس ورفع سعر الدولار لتحقيق أرباح غير مشروعة».

 

تعاون بين وزارتي العدل والاقتصاد لضبط فوضى ارتفاع الأسعار

بيروت: «الشرق الأوسط»/الجمعة 06 آذار 2020

أعلنت وزيرة العدل ماري كلود نجم ووزير الاقتصاد راؤول نعمة عن تعاون تقوم به الوزارتان لضبط فوضى ارتفاع الأسعار في السوق وتحدث الأخير عن العمل على قانون قاس لكسر سيطرة المافيات. وفي مؤتمر صحافي مشترك، تحدث نعمة عن شكاوى كثيرة تصل إلى الوزارة عن غش وارتفاع الأسعار في أماكن عدة، مؤكدا «في الظرف الراهن الصعب الذي نمر به يجب علينا بذل كل الجهد لضبط الأسعار، ولكي نتمكن من ذلك يجب أن نتعاون مع القضاء ومع وزارة العدل لأن محاضر الضبط تُحوّل للقضاء وعليه بالتالي العمل سريعا وأن تكون الغرامات موجعة». وقال نعمة إنه يوقع أسبوعيا على عشرات محاضر الضبط، مضيفا: «علينا حماية المستهلك، لكن يجب أيضا ألا نظلم التاجر وبالتالي علينا التأكد أن هامش الربح لدى التاجر لم يرتفع، وعلينا متابعة حركة الدولار في الأسواق لأن التاجر يشتري بضاعته بالدولار، لكن يجري دفع الرواتب بالليرة». ومع إقراره بأن المراقبة غير كافية، لفت وزير الاقتصاد إلى «طلب التعاون مع متطوعين كما مع موظفين من مؤسسات ووزارات وإدارات أخرى لا يقومون بعمل فعلي حيث هم، كما أنه بإمكان المواطن المساعدة من خلال الاتصال على رقم هاتف سيعمم لاحقا بحيث يتمكن من تصوير المخالفة مع عنوان المكان لكي نتمكن من تسطير محضر ضبط بحق المخالف، أما البلديات فيمكنها المساعدة من خلال تسطير المخالفات المتعلقة بمولدات الكهرباء، كما أن عناصر جهاز أمن الدولة تؤازر مفتشي وزارة الاقتصاد في الأماكن الصعبة». من جهتها، قالت وزيرة العدل إن «الغش والتلاعب بالأسعار يحصل بشكل مخالف للقوانين وقد أصدر المراقبون محاضر ضبط بحق المخالفين وهم يتساءلون عن الملاحقة والمتابعة، من هنا سأحيل الكتاب في هذا الخصوص إلى رئيس هيئة التفتيش القضائي للتأكد من حسن سير العدالة والتسريع بالمحاكمات». وإذ أشارت إلى أن «حماية المواطن والمستهلك من أولويات وزير الاقتصاد»، اقترحت على وزير الاقتصاد أن يتم «إصدار لائحة بشكل دوري على موقع الوزارة بالمؤسسات أو المحال التي تصدر بحقها محاضر ضبط مما يردع بعض المؤسسات حول مخالفة القانون». يذكر أن جمعية المستهلك أعلنت عن ارتفاع مؤشر الأسعار بنسبة 45.16 في المائة منذ بداية أكتوبر (تشرين الأول) 2019، وحتى 15 فبراير (شباط) 2020.

 

الشرق : الحزب العظيم يضغط على القضاء: للقضاء على المصارف… وعويدات ينقذ لبنان

وطنية - الجمعة 06 آذار 2020

كتبت صحيفة "الشرق " تقول : هل فاجأ القرار الذي اتخذه النائب العام المالي القاضي علي إبراهيم الناس بشكل عام باستثناء مجموعة الحزب الشيوعي ‏لأسباب حزبية مبدئية؟! اما الحزب العظيم فلم يفاجأ لسبب بسيط لأنه هو الذي يقف وراءه ولسنا بحاجة الى أي إثبات، ‏فمجرد العودة الى الوراء وتحديداً منذ ستة أشهر وإلى يومنا هذا، فهناك حملة شعواء شبه يومية على حاكم مصرف ‏لبنان، وحملة ثانية على البنوك. طبعاً لا يمكن أن تكون هذه الحملة بريئة، لأنّ هناك مخططاً لوضع اليد على جميع مراكز القوى في الدولة ابتداءً من ‏عدم انتخاب رئيس للبلاد إلاّ كما يريد الحزب العظيم، وهذا ما جرى بالنسبة لانتخاب رئيس الجمهورية العماد ميشال ‏عون، لا مشكلة، كما قلنا سابقاً، بالنسبة لرئيس مجلس النواب ولكن طبعاً الرئيس بري يتميز عن الجميع بأنه هو ‏صاحب قراره ولا يمكن لأحد أن يفرض عليه أي رأي أو قرار.

أما بالنسبة لرئاسة الحكومة فبعد قانون إنتخابات هجين استطاعوا أن ينجحوا في الحصول على ستة نواب في المجلس ‏يشكلون المعارضة السنّية ومن هنا فرضوا على أهل السنّة معادلة جديدة أتت برئيس حكومة ليس عنده أي قاعدة ‏شعبية ولا حتى في الحد الأدنى.

نعود الى قرار القاضي علي إبراهيم الذي ترك لوحده بعدما تبرّأ منه الرئيس نبيه بري، وهنا لا بد من القول إنّ الذي ‏حاول أن يرمي هذه التهمة على الرئيس بري فشل فشلاً ذريعاً لأنّ الرئيس نبيه بري الذي أعلن مكتبه ان بعض ‏شاشات التلفزة المشبوهة تروج ان رئيس المجلس كان وراء القرار الذي اتخذه المدعي العام المالي حيال المصارف، ‏فالرئيس بري لم ولن يتدخل في عمل القضاء في يوم من الأيام، وما أوردته تلك الشاشات غير صحيح جملة وتفصيلاً. من يلعب بالدولار صعوداً أم هبوطاً؟ طبعاً الجواب هو: مَن يملك الدولار، وهذه ليست تهمة خصوصاً أنّ السيّد حسن ‏نصرالله وفي غير مناسبة أعلن ان الحزب لا يتعامل مع البنوك لذلك أي قرار أميركي ضد "حزب الله" على صعيد ‏العقوبات لا تأثير له عليه لأنّ أمواله تأتي من إيران، وللعلم ان ميزانية الحزب كانت تأتي الى دمشق وتنقل الى ‏بيروت وفي بعض الأوقات تأتي عبر مرفأ بيروت في "كونتينر"، لذلك هناك معلومات تفيد ان ارتفاع أسعار الدولار ‏يتحكم بها الحزب.

وهناك سؤال عن ان أموال النفط في سوريا (والتي لفترة طويلة كانت مع "داعش") هذه الأموال أين هي؟ طبعاً في ‏الظروف التي يمر بها لبنان والبنوك في لبنان بعد 17ت بحاجة الى تبييض وأفضل توقيت لتبييض الأموال هو هذه ‏الأيام.

في أي حال، فإنّ ردود الفعل على القرار كانت شاملة وعامة باعتباره ذا نتائج سلبية إضافة الى خلفياته التي طرحت ‏حولها علامات استفهام عديدة.

وإضافة الى موقف الرئيس نبيه بري الحاسم غرّد الرئيس سعد الحريري على موقع تويتر كاتباً: وضع اليد على ‏المصارف بالطريقة التي جرى الإعلان عنها إنقلاب على النظام الاقتصادي وخطوة تعيد لبنان الى زمن الأنظمة ‏الشمولية… وقال الحريري في تغريدة ثانية: مثل هذه القرارات هي رسالة سياسية شعبوية غير محسوبة النتائج لا ‏على مستوى حقوق المودعين صغاراً وكباراً ولا على مستوى ثقة الأصدقاء بلبنان.

في أي حال، فإنّ هذا القرار يناقض قانون النقد والتسليف لجهة مرجعية حاكم مصرف لبنان، إذ ينبغي إعلام حاكم ‏‏"المركزي" عن اي تدبير يتعلق بأصول الموجودات في المصارف، الأموال المنقولة وغير المنقولة… وهذا القرار ‏لم يراع هذه الاصول القانونية المتبعة فضلاً عن ان هذا القرار يجب أن يصدر عند الانتهاء من التحقيقات العدلية ‏واستماع الاشخاص تحت مسمى "مستجوب" اما الاستماع الى أشخاص على سبيل التوضيح لا يعطي الحق للنائب ‏العام المالي ولا أي مرجع قضائي ان يتخذ إجراء إلقاء الحجز، لأنّ إلقاء الحجز يجب أن يترافق مع الدعوى بالأساس، ‏وهذا غير الموجود في هذه الحالة.

وحفاظاً على المصالح العليا (استقامة الوضع المالي ومصالح الناس ومصالح الدولة…) يجب العودة عن القرار فوراً، ‏نظراً للأسباب الخطيرة المترتبة على القرار.

وقد لطف الله بلبنان بوجود مدعي عام تمييز مثل القاضي غسان عويدات الذي تدارك تداعيات قرار المدعي العام ‏المالي علي ابراهيم فجمّده بإصداره القرار الآتي:

نحن، غسان منيف عويدات، النائب العام لدى محكمة التمييز،

بعد الإطلاع على الأوراق كافة ولا سيما على محاضر الاستجواب،

وبعد إستجواب جمعية المصارف،

وحيث ان التدبير المتخذ من حضرة النائب العام المالي وبمعزل عن صوابيته او عدمه هو تدبير إداري موقت يمكن ‏الرجوع عنه أو تجميده متى أصبحت المصلحة الوطنية مهددة،

وحيث أنه وردنا من مصادر موثوقة ان السلطات المالية الدولية تنوي وباشرت في إيقاف التعامل مع المصارف ‏والهيئات المالية اللبنانية وفرضت ضمانات للعمل معها.

وحيث ان الاستمرار بهكذا تدبير من شأنه إدخال البلاد وقطاعاته النقدية والمالية والاقتصادية في الفوضى ومن شأنه ‏إرباك الجهات المعنية بدراسة سبل الحلول والسيناريوهات المالية التي هي قيد الإعداد لمواجهة الازمة التي تمر بها ‏البلاد.

لذلك، وعملاً بأحكام المادتين 13 و21 من قانون أصول المحاكمات الجزائية، نقرر تجميد القرار المتخذ ومفاعيله الى حين ‏درس تأثيره على النقد الوطني وعلى المعاملات المصرفية وعلى أموال المودعين وعلى الامن الاقتصادي.

أغلبية النواب يرفضون دفع السندات المستحقة على لبنان وبري حمّل المصارف مسؤولية خسارة 75 % من الدين

بيروت: كارولين عاكوم/الجمعة 06 آذار 2020

حمّل رئيس البرلمان اللبناني، نبيه بري، المصارف مسؤولية الخسارة في الدين، مؤكداً أن غالبية الشعب والكتل النيابية ترفض دفع سندات «يوروبند» المستحقة على لبنان، وشدّد على أن «المسّ بالودائع من المقدسات». وقال بري خلال لقائه ممثلين عن الكتل النيابية «أغلبية الشعب اللبناني، وكذلك المجلس النيابي، ترفض رفضاً مطلقاً الدفع المسبق. والمطلوب دعم الحكومة من قبل الجميع لهذا الموقف ولو أدى إلى التعثر». وأضاف: «إن المصارف التي أوصلتنا إلى خسارة نسبة الـ75 في المائة من الدين تتحمل المسؤولية مع الشارين الأجانب، فإذا أرادوا إعادة الهيكلة دون قيد أو شرط ودون دفع أي مبلغ أو نسبة من المبلغ أو فائدة فليكن، عدا ذلك فإننا مع أي تدبير تتخذه الحكومة ما عدا الدفع، ومرة أخرى المس بالودائع من المقدسات». وأكد بري على «وحدة الموقف الداخلي معارضة وموالاة، ووحدة وطنية لمجابهة هذه الأزمة». وأوضحت مصادر مشاركة في الاجتماع النيابي أن كلام بري بأن المجلس يرفض دفع السندات ينطلق من مواقف معظم الكتل النيابية، على اختلاف توجهاتها السياسية التي تدعم خيار عدم الدفع. وقالت المصادر لـ«الشرق الأوسط» إن «دعوة بري الجميع لدعم الحكومة في خيارها يعود لقناعته بأن الخلافات السياسية والسجالات طالما انعكست سلباً على كل المجالات في لبنان، وبالتالي أي أزمة وطنية تتطلب مقاربتها بإجماع وموقف موحد لمواجهتها وقطع الطريق أمام أي تداعيات، مع تأكيده على أن المرحلة لا تحتمل المناكفات السياسية». ولفتت المصادر إلى أنه خلال البحث في الاجتماع النيابي أمس كان شبه إجماع على أهمية اتخاذ القرار الأقل ضرراً وسوءاً بالنسبة إلى دفع استحقاق (اليوروبند)، وذلك بما يحمي ودائع المواطنين، ولا سيما المودعين الصغار، كما على المصارف التي اشترت السندات أن تتحمل المسؤولية».

وفيما سبق لكتل نيابية عدة أن أيدت خيار عدم دفع استحقاق «اليوروبند»، وهو ما يتعارض مع موقف المصارف، تدعم «كتلة اللقاء الديمقراطي» الموقف الداعي إلى التفاوض والاتفاق على إعادة الجدولة، بحسب ما يقول النائب هادي أبو الحسن، مشيراً في الوقت عينه إلى أن الكتلة ستصدر موقفها بشأن دفع سندات «اليوروبند» في وقت لاحق. وقال أبو الحسن الذي كان حاضراً اللقاء النيابي مع بري، لـ«الشرق الأوسط»: «في اجتماع النواب مع رئيس البرلمان الكلام كان واضحاً وصريحاً حول القضية التي تشغل لبنان اليوم بمسؤوليه والرأي العام، وأن خيار لبنان ليس عدم الدفع، إنما القيام بهذه الخطوة من شأنه أن يرتّب على الدولة تداعيات كثيرة، أهمها شحّ السيولة وعدم ضمان تأمين المواد الأولية». وفيما يتعلق بموقف «الاشتراكي» أوضح أبو الحسن: «نترك المهمة للحكومة لاستكمال مناقشاتها بهذا الشأن واتخاذ القرار بما يحفظ مصداقية لبنان، وسنعلن عن موقفنا الرسمي بعد اجتماع للكتلة النيابية»، مضيفاً: «لم نعط الثقة للحكومة، لكن موقعنا الوطني يحتّم علينا اتخاذ القرار المسؤول، وهو ضرورة التضامن لمواجهة المخاطر وإعطاء فرصة للحكومة بعيداً عن العرقلة في هذه المرحلة الدقيقة التي يمر بها لبنان، مع تأييدنا إجراءات (صندوق النقد الدولي)، ورفض الاقتطاع من ودائع الناس والذهاب باتجاه الإصلاحات الجدية والحاسمة، وعلى رأسها أزمة الكهرباء». وكان جنبلاط قال يوم أول من أمس: «في ظلّ هذه الأزمات الهائلة المتمثلة بـ(الكورونا) والكهرباء والـ(يوروبند) لا بد من دعم الحكومة فوق الاعتبارات الضيقة، لأنّه إذا حلّ الفراغ مجدّداً سقطنا جميعاً في المجهول».

 

الاحرار: على السلطة مصارحة اللبنانيين بالحقيقة بدل الانزلاق نحو مواقف مترددة وغامضة

وطنية - الجمعة 06 آذار 2020

أكد المجلس الأعلى لحزب الوطنيين الأحرار في بيان اثر اجتماعه الأسبوعي في البيت المركزي للحزب - السوديكو، برئاسة رئيس الحزب دوري شمعون، أنه "طفح الكيل لدى اللبنانيين من الواقع المزري الملقى عليهم، وبات لزاما على السلطة المتحكمة بمصير الوطن ومستقبل ابنائه، الكف عن عبثها وانكارها لمسؤولياتها ومصارحة اللبنانيين ومواجهتهم بالحقيقة بدلا من التلطي خلف ستار العجز والانزلاق نحو مواقف مترددة وغامضة تتسم بالارتجالية حينا والخوف من غضب الولي عليها دائما". وسأل: "كيف يفسر القائمون على صحة الناس، موقفهم من مواجهة وباء الكورونا، ونحن نرى تفشيه وخطره الداهم من جراء تخبطهم وترددهم في اتخاذ التدابير الفورية الصارمة، ومن استجرارهم الطائفية والوصاية والولاية لتبرير اجراءاتهم؟ وكيف نفهم موقف الحكومة المتعثر بثقل كرة النار الملتهبة، جراء ممارسة وفساد من أولاهم نعمة الحكم، هل بالتهديد بإجراءات قاسية غير شعبية ستتخذها، هو الحل السحري لحماية اللبنانيين؟ وكيف نصدق من ارتكب الأخطاء في احتساب الهدر العام في كافة قطاعات الدولة (الكهرباء، الصحة، الاتصالات، الاشغال...) وفي كلفة سلسلة الرتب والرواتب، وفي تخطي اصول الموازنات العامة وتصديق قطع الحسابات السنوية، والاستنسابات في اصول التلزيمات، بأن يرمي المسؤولية كاملة على مصارف ومؤسسات مالية مولت هذه الاخطاء بدل الدلالة أيضا على من يحمي هذا الفساد بسلاحه ليضمن غطاءهم له وصمتهم عن ممارساته الداخلية والخارجية؟". كما سأل: "كيف يبرر المطالبون والحريصون، من اهل الحكم والسياسيين على محاربة الفساد والمحاصصة وعلى استقلالية القضاء، تدخلهم في إجراء التشكيلات القضائية المرتقبة سعيا لإسناد مراكز حساسة في جبل لبنان والجنوب لقضاء ينتمون اليه سياسيا. أليس من واجبهم الكف عن التدخل في الشؤون القضائية وتركها لرئيس واعضاء المجلس الاعلى للقضاء ليتمكن هذا الاخير من منح كل قاض المركز الذي يعود له على اساس مصداقيته وعلمه ونزاهته تمهيدا لاستقامة باقي مؤسسات الدولة؟".

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

مقتل إرهابيين اثنين في تفجير انتحاري قرب السفارة الأميركية بتونس

تونس: «الشرق الأوسط أونلاين»/الجمعة 06 آذار 2020

أعلن التلفزيون الرسمي التونسي، اليوم (الجمعة)، أن عنصرين إرهابيين قتلا في تفجير انتحاري قرب مقر السفارة الأميركية، وقال مصدر أمني إن الانفجار أسفر عن مقتل شرطي وإصابة عدد آخر.  ونقل التلفزيون عن مصادر أمنية، بحسب وكالة «رويترز» للأنباء، قولها إن شخصين اثنين قتلا في التفجير الذي وقع قرب السفارة الواقعة بمنطقة البحيرة على طريق الضاحية الشمالية للعاصمة. وطوقت فرق مكافحة الإرهاب مكان التفجير بينما سادت حالة من الهلع في صفوف المواطنين الذين تجمعوا قرب السفارة الأميركية ومبنى يتبع السفارة المصرية. وقع الانفجار بالقرب من البوابة الرئيسية للسفارة الأميركية حيث شاهد مراسل من «رويترز»  دراجة نارية محترقة ومهشمة وسيارة شرطة لحقت بها أضرار فيما تجمع أفراد الشرطة وحلقت طائرة هليكوبتر فوق المكان. وأغلقت الطرق حول المنشآت الأمنية في بعض أنحاء العاصمة كما جرى إغلاق أو إخلاء مقرات بعض المؤسسات الدولية، وأظهرت صور منشورة على مواقع التواصل الاجتماعي حطاما متفرقا حول نقطة تفتيش أمنية عند السفارة وسيارات محطمة. وقال مسؤول في الشرطة لوكالة الصحافة الفرنسية إن الانفجار «عملية فاشلة». من جانبها، نشرت السفارة الأميركية، بيانا مقتضبا، قالت فيه إن «فرق الطوارئ بصدد التعامل مع الانفجار الذي وقع بالقرب من السفارة الأميركية في تونس، يرجى عدم التواجد بالمنطقة ومراقبة وسائل الإعلام واتباع التعليمات الأمنية».

 

الاتحاد الأوروبي للمهاجرين: لا تذهبوا إلى حدود اليونان لأنها مغلقة

زغرب/الشرق الأوسط/06 آذار/2020»

دعا وزير خارجية الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، اليوم (الجمعة)، المهاجرين واللاجئين الذين يحاولون مغادرة تركيا إلى عدم التوجه نحو الحدود مع اليونان «لأنها ليست مفتوحة» بخلاف ما قيل لهم. وأعلن بوريل في رسالة موجهة إلى المهاجرين بعد اجتماع لوزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في العاصمة الكرواتية زغرب: «أود أن أوصل رسالة واضحة: لا تذهبوا إلى الحدود. الحدود ليست مفتوحة». وتدفق آلاف اللاجئين والمهاجرين إلى الحدود اليونانية التركية بعد قرار الرئيس التركي رجب طيب إردوغان فتح حدود بلاده أمامهم المغلقة منذ العام 2016. وأعاد ذلك إلى الأذهان في أوروبا أزمة الهجرة عام 2015. وعلى الاثر، أغلقت اليونان حدودها وطلبت من شركائها في الاتحاد الأوروبي مساعدتها. واستخدمت الشرطة اليونانية الجمعة الغاز المسيل للدموع لدفع المهاجرين الذين حاولوا العبور بعيداً، وفق وكالة الصحافة الفرنسية. وكرر وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي تنديدهم بـ«استخدام تركيا لورقة ضغط الهجرة لأهداف سياسية».وقال بوريل: «إذا قال لكم أحدهم أنه بإمكانهم الذهاب لأن الحدود مفتوحة وبإمكانكم التوجه بحرية إلى اليونان أو إلى قبرص، فهذا أمر غير صحيح». وأضاف: «تفادوا وضعاً يمكن أن تكونوا فيه بخطر. تجنبوا تصعيداً للأزمة. تفادوا التحرك نحو باب مغلق ولا تقولوا للناس إنه بإمكانهم الذهاب لأن الأمر غير صحيح».

 

اتفاق بوتين وإردوغان... «ضربات» من التاريخ وألغام بالتنفيذ

لندن: إبراهيم حميدي/الشرق الأوسط/06 آذار/2020

لم يترك الرئيس فلاديمير بوتين طريقة، عسكرية أو رمزية، إلا وبعثها إلى الرئيس التركي رجب طيب إردوغان لـ«إقناعه» باتفاق حول إدلب يتضمن تراجعاً عن السقف الذي رسمه مقابل بعض من «حفظ ماء الوجه» وقبول الرئيس السوري بشار الأسد «تجميد» قرار استعادة فورية لمناطق شمال غربي سوريا.

لعب الرئيس بوتين دور «الحكم» بين الرئيسين الأسد وإردوغان والميزان بين سقفين، للوصول إلى اتفاق خفض طموحات التفاهمين السابقين في أستانة وسوتشي ويتضمن كثيرا من الأفخاخ، ما يرجح أن يكون «تفاهم موسكو» مؤقتا بانتظار جولة جديدة من الصراع.

إشارات رمزية

في الطريق إلى موسكو، عرض كل من بوتين وإردوغان أوراقه السورية وغير السورية. ومن يعرف الماكينة الروسية الموروثة من الذهنية السوفياتية، يعرف أنه لا مكان للصدف وأن كل تفصيل له يقرر في الكرملين، لذلك فإن الإشارات الرمزية التي أقدمت عليها موسكو تحمل كثيرا من المعاني... فما هي؟ عسكرياً، قصف أو لم يعرقل قصف قوات الحكومة السورية عشرات من عناصر الجيش التركي في جبل الزاوية جنوب إدلب. في ذلك، استفادة من تجربته مع واشنطن، عندما قتل الجيش الأميركي عشرات من «مرتزقة فاغنر» الروسية لدى محاولتها عبور نهر الفرات. الرسالة الأميركية لموسكو كانت أن نهر الفرات هو خط التماس. والرسالة الروسية لتركيا في جبل الزاوية، كانت أن هذا هو خط التماس. كما عزز الجيش الروسي معداته في البحر المتوسط مقابل السواحل السورية، وأرسل عبر مضيق الفوسفور الفرقاطة «الأدميرال غريغوروفيتش» و«الفرقاطة ماكاروف» مع ثلاث سفن حملت عشرات ومئات الجنود والمدرعات والدبابات. الرسالة الأبلغ إلى أنقرة، جاءت من اسمي الفرقاطتين الروسيتين اللتين ترتبطان بالحروب العثمانية - الروسية. ستيبان ماكاروف، هو الأدميرال الذي وجّه الضربة للبحرية العثمانية في الحرب الثنائية بين 1877 و1878، وإيفان غريغوروفيتش، آخر وزير لبحرية الإمبراطورية الروسية؛ من عام 1911 إلى 1917، لدى قصفها السواحل العثمانية في الحرب العالمية الأولى. المفاجأة «السوفياتية» الأخرى التي كانت في انتظار الوفد التركي في الكرملين، هي تمثال كاترين الثّانية أو «كاترين العظيمة» القيصريّة. معروف عنها أن تحالفت مع كثر لوقف «مد العثمانيين» وخاضت حروبا معهم في 1768 وانتزعت جزيرة القرم في 1771 وصولاً إلى اتفاقية بعد ثلاث سنوات (إردوغان أعلن لدى زيارته كييف قبل أيام رفضه الاعتراف بضم موسكو لشبه جزيرة القرم). «كاترين العظيمة»، هي صاحبة المقولة المشهورة: «سوريا الكبرى هي مفتاح البيت الروسي» في المنطقة. توسعت في المنطقة تحت مظلة حماية مسيحيي الشرق وامتد نفوذها قبل أن يوقفها السلطان عبد الحميد الأول. تمثال «كاترين العظيمة»، كان يقف وراء الوفد التركي وأمام أعين «السلطان» الذي حرص على القول علنا إنه كان من المفروض ذهاب بوتين إلى إسطنبول أو عقد قمة رباعية روسية - تركية - ألمانية - فرنسية «لكن جئت إليكم بسبب انشغالكم بالتعديلات الدستورية» لعقد لقاء ثنائي فقط، كما أراد «القيصر».

السقف التركي

أعلن الرئيس إردوغان أكثر من مرة أنه في حال لم تنسحب قوات الحكومة السورية في نهاية فبراير (شباط) إلى ما وراء خطوط اتفاق سوتشي الموقع في سبتمبر (أيلول) 2018، فإن جيشه سيبدأ «عملية عسكرية واسعة» للقيام بذلك مع فصائل موالية. وبالفعل في بداية الشهر، أطلق وزير الدفاع خلوصي آكار عملية «درع السلام» لدفع قوات الحكومة وميليشيات إيران المحمية بالغطاء الروسي إلى وراء خطوط سوتشي بعدما تعرض لضربة موجعة بقتل عشرات من جنوده في 27 فبراير. وبعد اختبار حدود الدعم الأوروبي والأميركي والتصميم الروسي، خفض إردوغان السقف في 1 مارس (آذار) بالقول: «آمل بأن يتخذ بوتين التدابير اللازمة هناك في قمة موسكو (الخميس الماضي)، مثل وقف إطلاق النار وأن نجد حلاً لهذه القضية». كما قال آكار إن عملية أنقرة ضد قوات دمشق و«الهدف لم يكن الدخول في مواجهة مع روسيا». وتحت حملة من استعراض المعدات العسكرية شملت تصوير طائرات «درون» التركية هجماتها وإسقاط ثلاث طائرات سوريا وإعادة قوات الحكومة عن بعض النقاط في جنوب إدلب وتبادل السيطرة، عقدت القمة الروسية - التركية.

التسوية

بعد محادثات لست ساعات، توصل بوتين وإردوغان لاتفاق تنفيذي لاتفاق سوتشي، تضمن: وقف النار على خطوط التماس في منطقة خفض التصعيد بإدلب. إنشاء ممر أمني بعمق 6 كلم على جانبي طريق حلب - اللاذقية، أي منطقة عازلة بعرض 12 كلم. تسيير دوريات روسية - تركية بين ترمبة غرب سراقب وعين حور في ريف اللاذقية على الطريق السريع. قبول إردوغان بذلك يعني أنه تراجع عن مطالبته بعودة قوات دمشق إلى حدود سوتشي وقبوله تشغيل الطريقين الدوليين بين حلب ودمشق وبين حلب واللاذقية ويعني تحمل أنقرة مسؤولية إقامة المنطقة العازلة وإبعاد فصائل معارضة أو متشددة من جانبي الطريق الدولي. لكنه حصل في المقابل، على «شرعنة» الوجود العسكري التركي المعزز في الفترة الأخيرة في شمال طريق حلب - اللاذقية، كما هو الحال في مناطق «درع الفرات» و«غضن الزيتون» و«نبع السلام». كما أبقى على نقاط المراقبة جزرا معزولة في مناطق سيطرة الحكومة «تحت رحمة المظلة الروسية». يفسر قبول دمشق التراجع عن خطة استعادة الطريقين بعملية عسكرية واسعة و«عدم التوقف عن محاربة الإرهاب» و«دحر العدوان التركي»، إضافة إلى الموافقة على قرار موسكو تسيير دوريات تركية في شمال غربي سوريا كما هو في شمالها الشرقي. لكن في المقابل، «شرعنت» دمشق المناطق التي «قضمتها» مؤخرا وحققت هدفها الاستراتيجي في «فتح شرايين الاقتصاد» وثبتت السيطرة على طريق حلب - سراقب - معرة النعمان - خان شيخون - حماة، إضافة إلى «سيطرتها» بالأمر الواقع على مناطق جنوب طريق سراقب - عين حور.

الألغام

تضمن اتفاق بوتين - إردوغان الجديد، كثيرا من الألغام التي يمكن أن تفجره في مرحلة لاحقة، هي:

1- تضمنت مقدمته «إعادة التأكيد على التزامهما القوي بسيادة الجمهورية العربية السورية واستقلالها ووحدتها وسلامتها الإقليمية»، ما يعني أن «شرعنة» الوجود التركي ستبقى محل تساؤل في موسكو ودمشق، وهي خاضعة للمقايضات السياسية الكبرى بين روسيا وتركيا. وكان لافتا أن الاتفاق لم يتضمن القول إنه «مؤقت» كما هو الحال في اتفاق سوتشي.

2- تضمن «تأكيد تصميمهما على مكافحة جميع أشكال الإرهاب، والقضاء على جميع الجماعات الإرهابية في سوريا على النحو الذي حدده مجلس الأمن الدولي مع الاتفاق على أن استهداف المدنيين والبنية التحتية المدنية لا يمكن تبريره تحت أي ذريعة». يعني هذا أن لدى موسكو ودمشق «المبررات لاستئناف محاربة المتطرفين». يعني أيضا أن لأنقرة ذخيرة تفاوضية بـ«ضرورة عدم استهداف المدنيين أو البنية التحتية تحت أي ذريعة».

3- لم يتضمن الاتفاق أي إشارة إلى آلية رقابة على وقف النار وتنفيذ الخطوات اللاحقة، وترك ذلك إلى تقدير الجانبين الروسي والتركي من دون انخراط دمشق أو فصائل المعارضة.

4- إقامة «منطقة عازلة» على جانبي طريق حلب - اللاذقية تشبه تحدي إقامة «منطقة عازلة» بين قوات الحكومة وفصائل المعارضة بعمق 20 كلم بموجب اتفاق سوتشي، الأمر الذي لم يتحقق. كما لم تنجز مهمة تسيير دوريات مشتركة أو «متزامنة».

5- تضمن عدداً من «النقاط الغامضة» ومسائل يصعب التعامل معها، خصوصاً بشأن الانسحاب من الطريق الدوليين وترتيبات ذلك.

6- أعطى الاتفاق تركيا «حق الرد على أي هجمات من النظام» بالقدر نفسه الذي أعطاه لدمشق لـ«محاربة الإرهاب والرد على أي استفزازات»، ما يترك وقف النار عرضة لاختبارات عدة.

7- العقدة الرئيسية مرة ثانية، هي أن تفسير أنقرة لهذا الاتفاق يختلف عن تفسير موسكو ودمشق. الأولى، تريده بوابة لإقامة مديدة في شمال سوريا. بوتين يريده محطة للإبقاء على تركيا في الحضن الروسي واحتمال فتح أقنية بين دمشق وأنقرة. أما دمشق، فإنها تعتبره «استراحة قبل استئناف المعركة لاستعادة إدلب قبل التوجه شرقا لاستعادة جميع الأراضي».

 

اتفاق جديد حول إدلب بعد محادثات «صعبة» بين بوتين وإردوغان ويبدأ بوقف النار ثم دوريات روسية ـ تركية على طريق حلب واللاذقية

موسكو: رائد جبر/الشرق الأوسط/الجمعة 06 آذار 2020

أسفرت جولة محادثات مطولة بين الرئيسين فلاديمير بوتين ورجب طيب إردوغان عن اتفاق على إعلان وقف لإطلاق النار ابتداءً من منتصف الليلة الماضية (الجمعة)، ووضع ترتيبات مشتركة للمراقبة ومتابعة الاتصالات. وعقد الرئيسان جولة محادثات ثنائية بشكل منفرد «وجهاً لوجه» بناءً على طلب من الجانب التركي، قبل أن ينضم إليهما وفدا البلدان على المستويين العسكري والدبلوماسي، وقال الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف، إن جولة المحادثات الموسعة استمرت كذلك نحو ثلاث ساعات، بلور خلالها الطرفان ملامح اتفاق على شكل «بروتوكول إضافي» يُضم إلى اتفاق سوتشي الموقع بينهما في صيف عام 2018. وتلا وزيرا خارجية البلدين نص الاتفاق الذي شمل ثلاثة بنود أساسية، أولها وقف جميع الأعمال القتالية عند كل خطوط التماس بدءاً من منتصف ليل الجمعة. والثاني إنشاء شريط أمن بمسافة 6 كيلومترات إلى الشمال والجنوب من الطريق الدولية «إم4»، والثالث إطلاق العمل لتسيير دوريات مشتركة بين روسيا وتركيا على طول هذا الخط بدءاً من 13 مارس (آذار) المقبل. ونص البروتوكول على أن الطرفين انطلقا للتوصل إلى هذا الاتفاق من مبادئ الالتزام بسيادة سوريا، ووحدة أراضيها وسيادتها، والعمل المشترك في مكافحة الإرهاب، ومن القناعة بأنه لا يمكن إيجاد أي تبرير لتدمير البنى التحتية، وأنه لا حل عسكرياً للأزمة السورية، والحل الوحيد المقبول هو الذي يديره السوريون بأنفسهم وفقاً للقرار الدولي 2254، وكذلك بهدف وقف التهجير القسري للنازحين وإعادة المهجرين إلى مناطقهم. وكان الرئيس الروسي استبق إعلان الاتفاق بتأكيد موقف موسكو حول تحميل المسلحين مسؤولية التصعيد الذي شهدته إدلب خلال الأشهر الماضية، وقال إنهم واصلوا الهجمات على المنشآت المدنية، وعلى قاعدة حميميم الروسية. وقال بوتين، إن بلاده «لا تتفق مع كل آراء تركيا حول الوضع في سوريا، لكنها تنطلق من أن الطرفين نجحا في كل اللحظات الحاسمة، ونظراً للعلاقات الوثيقة بينهما في التوصل إلى اتفاقات وتجاوز الخلافات». وأكد استعداد البلدين لمواصلة العمل في إطار مسار آستانة. معرباً عن أمل في أن توفر الوثيقة التي تم التوصل إليها أساساً لوقف العنف وتخفيف معاناة المدنيين. وتطرق بوتين إلى جولات النقاش التي جمعت خبراء من البلدين خلال الأسابيع الماضية، وقال إن الحوار الذي حصل بين الرئيسين استند إلى النقاشات المكثفة السابقة وإلى مستوى الثقة بين البلدين.

وشدد إردوغان على الأهمية التي توليها أنقرة لتعزيز التعاون مع موسكو وتجاوز النقاط الخلافية، لكنه حمّل من جانبه النظام مسؤولية التصعيد، وقال إن أنقرة «لن تسمح لاستفزازات النظام السوري أن تؤثر على علاقاتها مع موسكو أو أن تلحق الضرر بها». وكرر التحذير من مخاطر وقوع كارثة إنسانية إذا واصلت القوات الحكومية تحركاتها، مذكراً بوجود 4 ملايين نسمة في إدلب ومحيطها وقال إن مليون ونصف المليون منهم باتوا قرب حدود تركيا. وشدد إردوغان على أن بلاده كانت نسقت مع موسكو مسألة زيادة عدد نقاط المراقبة وزج قوات إضافية في سوريا. في تأكيد بدا لافتاً، خصوصاً أنه أضاف أن تركيا سيكون لها الحق مع الاتفاق الجديد على أن ترد على أي انتهاك لوقف النار من جانب القوات الحكومية. وكان بوتين شدد في مستهل اللقاء على أن الأوضاع في إدلب توترت إلى درجة تتطلب حديثاً مباشراً بيننا، وأكد على ضرورة تجاوز هذا التوتر والعمل على عدم تكراره. وحول مقتل العسكريين الأتراك في سوريا، قال بوتين، إن خسارة الناس دائما مأساة كبيرة، موضحاً أن العسكريين الروس والسوريين لم يكونوا على علم بموقع الجنود الأتراك، والجيش السوري خلال هذه الفترة تكبد أيضاً خسائر كبيرة. وأضاف، أنه بات من الضروري مناقشة الوضع المتشكل اليوم والعمل على عدم تكراره «ولكي لا يلحق ضرر بالعلاقات الروسية - التركية التي نثمنها عالياً». وخاطب بوتين ضيفه قائلاً: «مثلما طلبتم، نحن مستعدون لنبدأ بالحديث وجهاً لوجه ثم ينضم إلينا فيما بعد المسؤولون في الحكومتين الروسية والتركية». من جانبه، أشار إردوغان إلى متانة العلاقات التركية - الروسية، مؤكداً أن العمل على تطوير هذه العلاقات يعد مسألة مهمة. وقال الرئيس التركي «وصلت علاقاتنا حالياً إلى الذروة، وهذا ينطبق على الصناعات الدفاعية والعلاقات التجارية. ونحن نعتبر أن المهمة الأساس تتمثل في تطوير هذه العلاقات، وأعتبر أننا قادرون على ذلك».

 

الطائرات الحربية تغيب عن سماء إدلب مع سريان وقف إطلاق النار

لندن: «الشرق الأوسط أونلاين»/الجمعة 06 آذار 2020

تشهد محافظة إدلب في شمال غربي سوريا غياباً تاماً للطائرات الحربية عن أجوائها منذ دخول وقف إطلاق النار الذي أعلنته روسيا وتركيا حيز التنفيذ، وفق ما أفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» ومراسلو الوكالة الفرنسية للأنباء اليوم (الجمعة). وبدأ عند منتصف ليل أمس (الخميس) - الجمعة وقف لإطلاق النار أعلنه الرئيسان الروسي فلاديمير بوتين والتركي رجب طيب إردوغان، في محاولة لوضع حد لأكثر من ثلاثة أشهر من تصعيد عسكري دفع بنحو مليون شخص إلى الفرار، في إحدى أكبر موجات النزوح منذ بدء النزاع قبل تسعة أعوام. وأفاد «المرصد» صباح الجمعة عن «غياب تام للطائرات الحربية التابعة لقوات النظام وحليفتها روسيا عن أجواء إدلب» منذ بدء الهدنة. ودارت، وفق «المرصد»، «اشتباكات متقطعة مع تبادل لإطلاق النار في الساعات الثلاث الأولى من يوم الجمعة، من دون تسجيل أي خسائر بشرية، ثم توقفت لاحقاً». وقال مدير «المرصد» رامي عبد الرحمن «يسود الهدوء الحذر والهدنة لا تزال صامدة حتى الآن». وأفاد مراسلو الوكالة الفرنسية للأنباء عن هدوء تام قرب جبهات القتال. وتعهد إردوغان وبوتين إثر لقاء استمر ست ساعات في الكرملين الخميس، بالعمل على أن يكون وقف إطلاق النار «مستداماً». ووفق نص الاتفاق، ستُسيّر الدولتان دوريات مشتركة، بدءاً من 15 مارس (آذار)، على مسافة واسعة في محيط طريق «إم4» الدولية التي تربط محافظة اللاذقية الساحلية بمدينة حلب، ثاني كبرى مدن البلاد. ويتطلع الطرفان إلى إنشاء «ممر آمن» بمسافة ستة كيلومترات من جانبي الطريق؛ ما يعني ضمنياً منطقة عازلة بطول 12 كيلومتراً. وأعلن إردوغان، أن الهدف «منع تفاقم الأزمة الإنسانية في إدلب»، محذراً في الوقت نفسه من أن أنقرة تحتفظ «بحق الرد بكل قوتها وفي كل مكان على أي هجوم» تشنه دمشق. وكان بوتين الذي تحدث قبل نظيره التركي، أمل في أن يشكّل نص الاتفاق «أساساً صلباً لوضع حد للمعارك» و«لوقف معاناة المدنيين». وتسبب الهجوم الذي بدأته قوات النظام بدعم روسي منذ مطلع ديسمبر (كانون الأول) بكارثة إنسانية كبرى مع نزوح نحو مليون شخص. وتسبب في مقتل نحو 500 مدني بحسب «المرصد». وتمكنت دمشق بموجب الهجوم من التقدم والسيطرة على مناطق واسعة في جنوب إدلب وغرب حلب. وتوتر الوضع في المنطقة الأسبوع الماضي إثر مقتل 34 جندياً تركياً بضربة جوية نسبتها أنقرة إلى دمشق، ليرتفع عدد قتلى جنود تركيا إلى أكثر من خمسين منذ مطلع فبراير (شباط). وأعلنت أنقرة مقتل جنديين، أحدهما الخميس بعد إعلان وقف إطلاق النار. وأفادت وزارة الدفاع التركية عن «تحييد» 21 عنصراً من قوات النظام السوري عبر طائرة مسيرة من دون طيار، رداً على مقتله. واستبق الرئيس السوري بشار الأسد إعلان الهدنة بتأكيده أن استعادة محافظة إدلب تشكل «أولوية» في الوقت الراهن. ويوشك النزاع الذي تسبب في مقتل أكثر من 380 ألف شخص على بدء عامه العاشر منتصف الشهر الحالي، بعدما ألحق دماراً هائلاً بالبنى التحتية وأدى إلى تهجير وتشريد أكثر من نصف السكان داخل البلاد وخارجها.

 

"كورونا"... وفاة السفير الإيراني السابق في سوريا

ليبانون ديبايت/الجمعة 06 آذار 2020

أعلن التلفزيون الرسمي الإيراني وفاة حسين شيخ الإسلام، السفير السابق في دمشق، والمستشار السابق لوزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، إثر إصابته بفيروس كورونا الجديد. وأكدت وكالة "إرنا" مساء أمس الخميس، أن شيخ الإسلام (67 عامًا) توفي في مستشفى "مسيح دانشوري" بالعاصمة طهران، الذي نقل إليه للعلاج من المرض.وأفادت الوكالة بأن حسين شيخ الإسلام، أحد السياسيين البارزين في إيران، كما لعب دورًا مهمًا خلال اقتحام السفارة الأميركية بطهران، في الرابع من شرين الثاني 1979. وتأتي وفاة شيخ الإسلام بعد وفاة محمد مير محمدي، عضو مجلس تشخيص مصلحة النظام، إثر تدهور وضعه الصحي جراء كورونا، بالإضافة إلى وفاة النائب محمد علي رمضاني، السبت الماضي. وفي السياق نفسه، أعلنت السلطات الإيرانية أمس الخميس، تعطيل الدراسة في الجامعات والمدارس لنهاية العام الفارسي الجاري، بسبب انتشار فيروس "كورونا".

 

إيران: 17 وفاة جديدة بـ«كورونا»... و«رقم قياسي» للإصابات

لندن: «الشرق الأوسط أونلاين»/الجمعة 06 آذار 2020

أعلنت إيران، اليوم (الجمعة)، تسجيل 17 وفاة جديدة بسبب فيروس «كورونا» المستجد، ما يرفع الحصيلة الإجمالية للوفيات إلى 124. وقال المتحدث باسم وزارة الصحة، كيانوش جهانبور، في مؤتمر صحافي: «تأكدنا من وجود 1234 حالة جديدة، وهو رقم قياسي في الأيام القليلة الأخيرة»، ويرفع ذلك عدد الإصابات الإجمالي إلى 4747. وأضاف أن الحالات الجديدة تخص «على الأرجح مَن أُصيبوا بالفيروس قبل أسبوعين... وجاءوا إلينا بعد ظهور الأعراض عليهم». وأشار المسؤول إلى إجراء إيران أكثر من 15980 فحصاً، منذ ظهور الفيروس في البلاد. وشدد على أن «عدد الذين تعافوا من الوباء يفوق 913 شخصاً». وتسعى إيران لاحتواء التوسع السريع لفيروس «كورونا» المستجد الذي أصاب أشخاصاً في جميع محافظات البلاد الواحدة والثلاثين. وقال جهانبور إنه توجد حتى الآن 1413 إصابة مؤكدة في طهران، وهو الرقم الأعلى بين جميع المحافظات ما يجعلها «بؤرة» للفيروس. وتأسف على وجود «ازدحام مروري شمال البلاد»، بسبب تدفق الإيرانيين على المواقع السياحية الشعبية «رغم التحذيرات العديدة والمخاطر التي يطرحها ذلك». وتوجه إلى الإيرانيين بالقول: «أرجوكم، لا تسافروا إلى المحافظات الشمالية... عبر قيامكم بذلك تسهلون انتقال الفيروس إلى عائلاتكم وأصدقائكم». وأغلقت إيران المدارس والجامعات إلى بداية أبريل (نيسان) لاحتواء الفيروس، لكن وفقاً لجهانبور يبدو أن العطلة الطويلة شجعت الإيرانيين على السفر إلى شمال البلاد. ولم تفرض إيران حظراً رسمياً على أي محافظة، لكنها حاولت الحد من الحركة المحلية ووضعت نقاط مراقبة في أرجاء البلاد. وشددت الإجراءات يوم الجمعة، إذ أعلنت الشرطة أنه سيتم إرجاع المسافرين إلى محافظتي مازندران وغيلان، باستثناء المقيمين فيها العائدين من محافظات أخرى. وتمثل غيلان إحدى أكثر المحافظات تضرراً من الفيروس.

 

الصحة العالمية» تتوقع استمرار انتشار «كورونا» وتأمل انحساره صيفاً

جنيف: «الشرق الأوسط أونلاين»/الجمعة 06 آذار 2020

توقَّعت منظمة الصحة العالمية اليوم (الجمعة)، استمرار انتشار «كورونا» الجديد «كوفيد - 19»، داعية لتضافر الجهود الدولية لمواجهة الفيروس الذي يثير هلعاً في العالم ويهدد اقتصاده. وتجاوز عدد الأشخاص المصابين بالفيروس على مستوى العالم، الجمعة، 100 ألف، وفق إحصاء وكالة «رويترز» للأنباء الذي استند إلى بيانات من وزارات الصحة ومسؤولين حكوميين. وبينما تأمل منظمة الصحة العالمية انحسار «كورونا» الجديد الصيف المقبل؛ فإنها لا تتوقع اختفاءه فيه، وقالت خلال مؤتمر صحافي حول آخر التطورات: «أمامنا عمل كبير حول العالم لمواجهته، والتعاون هو الأسلوب الوحيد» لذلك.

وكشفت المنظمة الدولية أنها تعمل على تطوير لقاحات «كورونا»، وتواصل العمل لإنشاء خريطة طريق لمكافحته، مؤكدة وجوب «تنسيق البحوث» لذلك. وأضافت: «هناك وفد صيني حالياً بطهران، ونأمل أن تؤدي الإجراءات في إيران إلى تراجع انتشار الفيروس»، مشيرة إلى أن «حظر السفر احترازياً إجراء متبادل بين الدول في حالات الوباء».

 

«سد النهضة»: أديس أبابا تستقوي بالداخل والقاهرة تحشد دولياً لتأمين «مصالحها المائية»

القاهرة: محمد عبده حسنين/الشرق الأوسط/06 آذار/2020

ما زال النزاع بين مصر وإثيوبيا حيال «سد النهضة»، آخذاً منحنى تصاعدياً، بعد أن أخفقت مفاوضات، عقدت جولتها الأخيرة في «واشنطن» الأسبوع الماضي، في إبرام اتفاق نهائي. وفي أعقاب «حرب تصريحات» تراشق فيها البلدان ببيانات تلقي الاتهامات على الطرف الآخر، واصلت إثيوبيا حشد مواطنيها حول المشروع بوصفه «سلاحا للتغلب على الفقر»، كما أشارت رئيسة البلاد ساهلورك زودي، معلنة المضي قدماً في تدشينه وملء خزانه، متجاهلة التحذيرات المصرية. فيما كثفت القاهرة تحركاتها الدبلوماسية الدولية، أمس، لدعم موقفها الرافض لأي إجراء «أحادي» يؤدي لأضرار على حصتها المائية في مياه نهر النيل. وتخلفت إثيوبيا عن حضور اجتماع في واشنطن، نهاية فبراير (شباط) الماضي، كان مخصصاً لإبرام اتفاق نهائي، مع مصر والسودان، بخصوص قواعد ملء وتشغيل السد، الذي تبينه أديس أبابا منذ 2011. وبين الدول الثلاث المعنية بالمفاوضات، وحدها مصر أبدت تأييدها للاتفاق، واصفة إياه بأنه «عادل ومتوازن». فيما عدت القاهرة غياب أديس أبابا، «متعمدا» بهدف «إعاقة مسار المفاوضات». وتقول إثيوبيا إن السد، الذي يتكلف نحو 4 مليارات دولار، واكتمل أكثر من 70 في المائة، بناؤه ضروري من أجل تزويدها بالكهرباء، بينما تخشى مصر أن يؤثر المشروع على إمداداتها من النيل، والتي توفّر أكثر من 90 في المائة من المياه التي تحتاج إليها للشرب والري. وتنظر إثيوبيا للسد باعتباره موحداً لمواطنيها، الذين يعانون من صراعات إثنية وسياسية، وقالت الرئيسة ساهلورك زودي إن «سد النهضة الكبير هو نموذج لوحدتنا»، وأضافت في تصريحات نشرتها الوكالة الإثيوبية، أمس، «هو أكثر من مجرد مشروع تنموي... هو سلاحنا للتغلب على الفقر والأمل في التنمية المستقبلية». وتحدثت زودي خلال إطلاق برنامج جمع التبرعات من المجتمع لدعم السد، ودعت جميع الإثيوبيين إلى استكمال بناء السد قبل الموعد المحدد. وأعلن وزير الري الإثيوبي، قبل أيام، بدء تخزين بحيرة السد بـ4.9 مليار متر مكعب في يوليو (تموز) المقبل، يليه اختبار توليد الطاقة في مارس (آذار) 2021، على أن يكتمل المشروع كاملا عام 2023». في المقابل، واصلت مصر تحركاتها الدبلوماسية، للحصول على تأييد دولي واسع لموقفها. وغداة نجاحها في إصدار قرار وزاري عربي، يدعم «حقوقها المائية» ويطالب إثيوبيا بوقف أي إجراءات أحادية في هذا الشأن، عقد وزير الخارجية المصري سامح شكري، أمس، لقاءً مع سفراء الدول الأفريقية في القاهرة، تناول آخر تطورات الملف والرؤية المصرية للحل. ووفق أحمد حافظ، المتحدث الرسمي باسم الخارجية المصرية، أفاد بأن شكري «عرض آخر تطورات الملف، وما بذلته مصر من جهود جادة وصادقة نحو التوصل لاتفاق عادل ومتوازن يحقق مصالح الأطراف الثلاثة».

وتلقت مصر دعما أميركيا لافتاً وتعهداً بتدارك الأزمة، عقب رفض إثيوبيا الحضور وتوقيع الاتفاق. وقال وزير الخزانة الأميركي ستيفن منوشين، إن بلاده «شعرت بخيبة أمل شديدة لغياب إثيوبيا»، فيما أكد الرئيس الأميركي دونالد ترمب، في اتصال هاتفي أجراه مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، الثلاثاء الماضي، استمرار إدارته في بذل «الجهود الدؤوبة» والتنسيق مع مصر والسودان وإثيوبيا، وصولاً إلى انتهاء الدول الثلاث من التوقيع على الاتفاق. لكن الموقف الأميركي ووجه باتهامات إثيوبية لواشنطن بـ«الانحياز». وقال وزير الخارجية الإثيوبي غيدو أندرغاتشاو، قبل يومين، «الولايات المتحدة والبنك الدولي لديهما مصلحة في صياغة اتفاق يتجاوز المشاركة بصفة مراقب»، مؤكدا أن بلاده تبني السد لأنها «تملك الحق الكامل في ذلك». من جهة أخرى، أثارت مواقف السودان وعدم توقيعه على اتفاق واشنطن أولاً، ثم ما أثير عن تحفظه على القرار الوزاري العربي، الذي طالب إثيوبيا بـ«عدم الإضرار بحقوق مصر والسودان المائية»، تساؤلات عن «دعم» سوداني لإثيوبيا، على حساب مصر، وقال مراقبون مصريون لـ«الشرق الأوسط»: «على حكومة السودان حساب تداعيات هذه المواقف التي تسترضي إثيوبيا». ولم يوقع السودان على مسودة اتفاق واشنطن، بدعوى وجود ملاحظات، فضلا عن انتظاره حضور جميع الأطراف. كما تحفظ السودان على مشروع قرار «مصري» أقره مجلس وزراء الخارجية العرب، الأربعاء الماضي، يدعو إثيوبيا للحفاظ على الحقوق المائية لدولتي المصب، بحسب مصادر تحدثت لوكالة «أنباء الشرق الأوسط» المصرية، علما بأنه تمت موافاة الجانب السوداني به مسبقاً. وأثار عدم توقيع السودان «اتفاق واشنطن»، ثم ما أثير عن تحفظه على القرار الوزاري العربي الذي طالب إثيوبيا بـ«عدم الإضرار بحقوق مصر والسودان المائية»، تساؤلات عن «دعم» سوداني لإثيوبيا على حساب مصر. وقال متابعون مصريون لـ«الشرق الأوسط» إن على السودان حساب تداعيات مواقفه التي «تسترضي إثيوبيا».

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

كيف نكمل حياتنا بلا دلع... يا وزير الصحّة؟

رامي الأمين/موقع أساس ميديا/الجمعة 06 آذار 2020

"انتهى الدلع". قالها بكل ثقة وزير الصحة اللبناني حمد حسن. والعبارة على بساطتها، صارمة وحاسمة. يمكن بسهولة تصديق الوزير وهو يقولها. لأن الدلع، على ما يظهر من نبرته، انتهى حقاً. وانتهاء الدلع، يعني بالضرورة، أنه كان حاضراً في حياتنا، ثم أنتشر فيروس كورونا ما تسبب بانتهاء الدلع.

قبل انتشار الفيروس، كان الدلع حاضراً في كل تفاصيل حياتنا. في صباحتنا الحلوة والممتعة في طوابير المصارف لنأخذ مصروفنا من "أولياء نعمتنا". على أبواب المستشفيات قبل الكورونا كنّا نموت من الدلع. جرعات من الدلع تعطيها المستشفيات بالمصل للمرضى الذين لا يملكون المال. يعلّقون الدلع لينقّط في شراييننا نقطة نقطة. الدلع كان في البطاقة الصحية الشاملة التي تؤمن لجميع المواطنين الحق في الطبابة المجانية. كنا نفرز النفايات ونستخرج منها الدلع. كنا نقطّر الدلع، فخر الصناعة الوطنية، في قوارير زجاجية ونوزعها على السيّاح في المطار. كنا نفتح الحنفيات، فيخرج منها الدلع. نشغّل التلفزيون على الأخبار فنسمع الدلع في التصريحات. وكانت وزارة الطاقة تنير بيوتنا بالدلع. والمدارس الرسمية تدلّع طلابها أيّما دلع. والجامعة الوطنية تمارس مع الطلاب اقصى درجات الدلع. اسألوا مكتب مكافحة جرائم المعلوماتية عن الدلع. اسألوا القضاء. واسألوا الأحزاب التي دلّعت ناخبيها بآلاف الوظائف. اسألوا سوق العمل. والبحبوحة. ولو كان الراحل سعدالله ونّوس حياً، لعدّل ربما في حكمته الشهيرة لتصير "نحن محكومون بالدلع"!

رئيس الجمهورية قال إن من لا يعجبه الدلع، فليهاجر. ولم يهاجر أحد. فمن تراه يتخلى عن كل هذا الدلع من أجل فيزا اوروبية أو كندية أو اميركية. مستحيل! ليس قبل ظهور كورونا. الآن ربما البعض يفكّر في الهجرة المؤقتة، إلى الصين، أو إلى إيطاليا أو إلى ايران، ريثما تتغلب وزارة الصحة على الفيروس الملعون ابن الملعونة، الفيروس الذي جاء لينغّص علينا دلعنا. أتانا من حيث لا ندري، وكنا غارقين في استقرارنا وهدوئنا وسلامنا الداخلي، فخرّب علينا لحظاتنا الحلوة. اقتحمنا الملعون كما يقتحم ذئب قطيع غزلان يرعى على حافة بحيرة فأرعبنا وفرّقنا وأصابنا الهلع. فكيف، بالله عليكم، نكمل حياتنا بلا دلع؟

 

أميركا تتريث في تقديم الدعم للبنان: "نريد أفعالا لا أقوالا"/تحرص واشنطن على أهمية الاستقرار وتدرك أن تفاقم الوضع المعيشي قد يؤدي إلى

فوضى لا تحمد عقباها

دنيز رحمة فخري/انديبندت عربية/06 آذار/2020

الأميركيون لا يثقون بالسلطة اللبنانية وبالسياسيين اللبنانيين، وهم لن يقدموا أي مساعدات إلا إذا أتت مؤسسة تتمتع بثقة عالمية كصندوق النقد الدولي وأخذت لبنان على عاتقها، وقدمت برنامجاً إنقاذياً إصلاحياً واضحاً تتعهد المؤسسات اللبنانية أن تلتزم به.

أميركا تريد أفعالاً لا أقوالاً

مصادر مطلعة على موقف الإدارة الأميركية أكدت لـ "اندبندنت عربية"، أن عبارة we will do التي كان يرددها المسؤولون اللبنانيون في اللقاءات والاجتماعات لدى الاستفهام عن الإصلاحات وكيفية تخفيض العجز المتفاقم في خزينة الدولة، لم تعد تنفع. فالأميركيون لن يقبلوا أن يتحركوا باتجاه لبنان إلا بعد سماع عبارةwe have done ، والخطورة أن عدم مساهمة الولايات المتحدة في إنقاذ لبنان من أزمته المالية والاقتصادية سينسحب على بقية الدول المانحة الغربية والعربية، وبطبيعة الحال على مؤتمر "سيدر".

وبينما تتجه الحكومة اللبنانية إلى اتخاذ قرار في شأن عدم دفع سندات اليوروبوند المستحقة في التاسع من مارس (آذار)، والتي تبلغ قيمتها ملياراً و200 مليون دولار أميركي، وبدء التفاوض على هيكلة الدين الخارجي الذي يبلغ حتى يونيو (حزيران) أربعة مليارات و870 مليون دولار، فإن الدولة اللبنانية تجد نفسها عالقة بين مطرقة غياب الدعم الدولي والعربي وسندان الاضطرار إلى اللجوء لصندوق النقد الدولي، وإن كانت هذه الخطوة تبدو حتى الساعة مستحيلة بعد إعلان "حزب الله" على لسان الشيخ نعيم قاسم، رفض طلب مساعدة الصندوق الدولي وعدم الانصياع لشروطه، الأمر الذي ترد عليه مصادر أميركية بالقول، "فليأت إذاً حزب الله بالبديل قبل أن يضطر الدائنون إلى حجز كل أملاك الدولة اللبنانية بما فيها احتياطي الذهب الذي يصل إلى حوالى 286.8 أطنان.

17 أكتوبر فرصة للتغيير

ولا تتوقف الإدارة الأميركية عند شكل الحكومة الجديدة وتركيبتها، وإن كانت تصفها بحكومة اللون الواحد وحكومة "حزب الله"، فقد قررت أن تحكم على حكومة حسان دياب من خلال تصرفاتها، لا مانع لديها من التعامل معها إذا نفذت الإصلاحات المطلوبة وحققت ما لم تتمكن حكومة الرئيس سعد الحريري من تنفيذه على المستويين المالي والاقتصادي وطبعاً السياسي. فالإدارة الأميركية تنتظر من الحكومة أيضاً أن تلتزم بمبدأ النأي بالنفس فعلاً لا قولاً، وأن لا ترتكب أخطاء استراتيجية سياسية، كالتعاون والتنسيق التجاري والسياسي مع النظام السوري لأن ذلك سيعرضها للعقوبات، عملاً بالقانون المعروف بقانون "قيصر".

في المقابل، يجد الأميركيون في الانتفاضة الشعبية التي انطلقت في 17 أكتوبر (تشرين الأول) فرصة حقيقية للتغيير، وقد عبروا مراراً عن دعمهم لها، ووجهوا رسائل واضحة للأجهزة الأمنية التي يدعمونها بالسلاح والعتاد، بضرورة حماية المتظاهرين وعدم التعرض لهم. وقد لخصت السفيرة الأميركية في لبنان خلال زيارتها الوداعية لقصر بعبدا، الموقف الأميركي من الواقع اللبناني، وبلهجة صارمة قالت "لبنان يقف أمام نقطة تحول ولا يوجد سبب يمنعه من التمتع بنظام حديث في العام 2020، لإدارة النفايات وتأمين الكهرباء 24 على 24 وحصر السلاح بيد الدولة واقتصاد متنامٍ".

تشدد عربي

وبحسب المصادر المطلعة على موقف الإدارة الأميركية، تحرص الولايات المتحدة على استقرار لبنان، وتدرك أن تفاقم الوضع المعيشي قد يؤدي إلى فوضى لا تحمد عقباها، وهي من هذا المنطلق، سعت إلى العمل على شبكة أمان اجتماعية حاولت تأمين فرص نجاحها عبر دعم عربي.

إلا أن دول الخليج أبلغت الأميركيين بأنها غير مستعدة لتقديم أي مساعدة لسلطة تعتبرها "ممسوكة بالكامل من قبل حزب الله"، وهو ما يفسر غياب سفراء دولها وفي مقدمهم سفير السعودية وليد البخاري عن زيارة رئيس الحكومة حتى الآن، والذي يبدو محاصراً في ظل غياب أي دعم عربي. حتى أنه لم يتمكن من تحديد موعد لجولة عربية قال إنها ستبدأ من الرياض.

ولكن لماذا تتعاطي الولايات المتحدة الأميركية بواقعية في لبنان فيما تتصلب وتتشدد في إيران؟

تشرح المصادر نفسها أن الرئيس الأميركي دونالد ترمب اتبع سياسة إضعاف طهران، واتخذ قرار شل حركتها في المنطقة من خلال اعتماد الضغط المالي والاقتصادي على النظام الإيراني. لكنه في المقابل، أبدى استعداداً للمساعدة في أي عملية عسكرية من شأنها إضعاف حلفاء طهران في المنطقة وإن بشكل غير مباشر، كما حصل في اليمن والعراق وسوريا. وتذكّر المصادر بالاتفاق الذي أبرم خلال زيارة ترمب إلى السعودية في أبريل (نيسان) عام 2017، الذي قضى بتشكيل جيش عربي جامع يضم 39 ألف جندي لتسلم المناطق التي سينسحب منها مسلحو "داعش" في سوريا. إلا أن الاتفاق بقي على الورق ولم يؤمّن جندي واحد من الجيش الجامع.

وعندما سأل مسؤولون في الإدارة الأميركية رئيس الحكومة السابق سعد الحريري خلال زيارته واشنطن في أغسطس (آب) 2019 عن سبل مساعدته لإضعاف "حزب الله"، الذي يعتبره البيت الأبيض من أهم أدوات إيران في الشرق الأوسط، وكيفية الحد من توسيع نفوذه داخل مؤسسات الدولة، كان جواب الحريري "لا يمكن أن نفعل شيئاً".

"خرافات لبنانية"

وفي الموازاة، كانت العقوبات الأميركية على "حزب الله" مستمرة، وفي ظل الحديث عن شمولها حلفاء الحزب من غير الطائفة الشيعية، تكشف المصادر المقربة من البيت الأبيض، أن لائحة الأسماء باتت جاهزة وهي أصبحت لدى الخزانة الأميركية التي تتريث في الإعلان عنها قبل التأكد من كل التفاصيل والمعلومات المرتبطة بهذه الأسماء، وإن كان للإعلان توقيته المناسب، وفق الحسابات الأميركية.

هذا بالإضافة إلى انشغال الكونغرس والخزانة الأميركية في الوقت الحالي، بدراسة لائحة من الشخصيات التي ستشملها العقوبات عملاً بقانون "ماغنيتسكي"، الذي يطال الفاسدين والمتورطين في تجاوزات تتعلق بحقوق الإنسان. وهنا تكشف المصادر المطلعة على السياسة الخارجية الأميركية، أن وزير الخارجية السابق جبران باسيل قد يكون من الأسماء المتورطة بالفساد والتي قد تطالها العقوبات.

وبالنسبة إلى زيارة وكيل وزارة الخارجية الأميركية للشؤون السياسية ديفيد هيل الأخيرة إلى لبنان والتي شغلت المجتمع اللبناني، خصوصاً الساعات الثلاث التي أمضاها هيل في منزل باسيل، والكلام عن اتفاق حصل بينهما يقضي بوصول رئيس "التيار الوطني الحر" إلى موقع رئاسة الجمهورية، ردت مصادر أميركية بالقول، "كل هذا تكهنات لبنانية لا بل خرافات".

العلاقات الأميركية - اللبنانية تدخل مرحلة مختلفة مع تسلم السفيرة الأميركية الجديدة في لبنان دوروثي شيا مهامها في الأسابيع المقبلة. والمعروف عن شيا أنها من الفريق المقرب من ترمب، وستكون مكلفة بتنفيذ سياسة الخارجية بشكل مباشر، لا سيما أنها تعرف جيداً الملف اللبناني وقد كانت مكلفة به أثناء عضويتها في لجنة الشؤون الخارجية في الكونغرس.

 

بكوات الجبل وقتيل سوق بيروت العمومي سنة 1912

محمد أبي سمرا/المدن/07 آذار/2020

عندما كان خليل خالد الفغالي فتىً صغيراً في المريجة (ولد فيها سنة 1934)، كان شغوفاً بالاستماع إلى مرويات المسنين في مجالسهم في قريته الزراعية الساحلية، ومنهم جار أهله قيصر أسعد موسى الحاج عساف (أبو أسعد) الذي روى في العام 1969، حكاية تعود حوادثها إلى العام 1912.

خمّارات المريجة والحارة

مساء نهار من تلك السنة (1912) قصدَ أبو أسعد - حسب روايته إلى الفغالي - خمارة داوود عوكر بين كروم الزيتون والبساتين في مزرعة الليلكي، الخالية بعدُ من العمران، والقريبة من المريجة، فشربا كأسين من العرق. راوٍ آخر هو ميشال الأبيض (ولد سنة 1930 في حارة حريك) كان يتردد إلى خمارات في الحارة في أواسط أربعينات القرن العشرين، ووصف تلك الخمارات على النحو التالي: غرفة أمامها مصطبة، يقصدها "الشوفيرية" (سائقو سيارات وبوسطات نقل عمومي وشاحنات)، فيجلسون مع غيرهم من زبائنها على كراسٍ واطئة صغيرة من خشب وقش، ويقدِّمُ لهم صاحبُها كؤوسًا من العرق، يتراوح ثمن الكأس ما بين 5 و10 قروش. ويذكر الأبيض خمارتين في حارة حريك، كانتا خارج دائرة السكن القديم في الحارة: واحدة منهما في الرويس، لصاحبها حنا بطرس دكاش الذي كان يصنع العرق في خمارته، ولقِّب عرقه، لقوته، "عرق هاغانا" (تيمنا بالعصابات اليهودية المسلحة المعروفة بهذا الإسم، آنذاك، في فلسطين).

وكانت الخمارة هذه تضم دكانًا صغيرًا في ركنها، وفي ركنها الآخر طاولة للمقامرة. وكانت كثرة من زبائنها وزبائن الخمارة الأخرى في بئر العبد، لصاحبها يوسف غنيمي، من شيعة برج البراجنة الذين لم يكن في ضيعتهم خمارة قط ويمتنعون، بل يُمنع عنهم الخمر في ديارهم، فيقصدون خمارات جيرانهم من مسيحيي الحارة والمريجة، فيكثرون من شرب العرق، حتى السُّكر، فيضطر جلاَّسُهم المسيحيون في الأمسيات المتأخرة، إلى مساعدتهم في الوصول إلى بيوتهم. لكن أصحاب الخمارات أخذوا يمتنعون عن تلبية طلبات زبائنهم هؤلاء، تلافيًا لبلوغهم السكر الذي يلحّون بعده، على غير هدىً، في طلب كؤوس إضافية، غالبًا ما لا يستطيعون تسديد ثمنها، فتحصل مناكفات وأحيانًا شجارات بينهم وبين أصحاب الخمارات.

الغريب ضحية الأهل

الراوي الأول أبو أسعد في رواية الفغالي، بعد تناوله مع رفيقه سمعان بو نكد كأسين من العرق في خمارة الليليكي في ذلك المساء من العام 1912، خرج من الخمارة "بحجة نفسه"، أي ليقضي حاجته. كان يرتدي لباسًا عربيًا (شروالًا وغمبازًا). وحين التفتَ نحو الطريق، أبصر في وسطها سمعانًا يعارك رجلًا، فسارع في "تحصيل" (رفع) شرواله، ثم دكّه بالشملة (حزَمَهُ على وسطه بزنار من الصوف غالبًا)، وركض لنجدة رفيقه، حاملًا في يده عصاه الخيزرانية، فانهال ضاربًا بها الرجلَ المتعارك مع سمعان، فجرحه في وجهه، قبل هرب الرجل مدمَّى الوجه. وتابع أبو أسعد روايته لجلاَّسه المستمعين: بعد وقت قليل علمنا أن الرجل الغريب من آل شيبان، وقادم من زحلة، وترك في الطريق سلة عنب وصندوق تفاح، هاربًا إلى بيت أنسبائه آل الطويل في المريجة. وكان سمعان بونكد قد اعترض سبيل الرجل الغريب لدى مروره أمام الخمارة، بحجة أنه لم يلقِ تحية المساء، ربما طمعًا بسلبه ما يحمله، ما دام عابرًا غريبًا لن يهّب لنجدته أحد. لكن آل الطويل، وهم أصحاب حظوة وعزوة في المريجة، علموا من صاحب الخمارة بما حدث، ومن اعتدى على نسيبهم، فقدّموا شكوى بالفاعلين للضابطية التابعة لمديرها الأمير حارث شهاب في ديوان متصرفية جبل لبنان في سرايا بعبدا. وسرعان ما قبضت شرذمة من عسكر الضابطية على المعتديين، فحُكم عليهما بالسجن لمدة سنة، وفقًا لأحكام القانون العثماني المتعلقة بما يسمى جريمة ضرب وتشليح.

الطيّاح الهائمون

أمضى المتهمان محكوميتهما، وبعد خروجهما من السجن، هاجر سمعان بونكد إلى أميركا. أما قيصر أسعد موسى الحاج عساف (أبو أسعد) فحمله غلُّ السجن على تصريف غضبه وشعوره بالغبن الممزوج باعتداده بنفسه وفتوته، بالمشاكسة والميل إلى "القبضنة". كأنه في هذا يؤكد فكرة رائجة عن أن السجن مدرسة لتربية الأحقاد على النفس والآخرين، المؤدية إلى إنجاب جانحين، ومنهم في ذلك الزمن الطيّاح الهائمين، محترفي دهم عابري الطرق المقفرة وسلبهم. وهؤلاء تكثر أخبارهم في الأدب الشعبي اللبناني، ويعود تكاثرهم إلى الحقبة الأخيرة من عهد السلطنة العثمانية، لاسيما في سنوات الحرب العالمية الأولى التي حملت السلطنة على فرض التجنيد الإجباري (سفر برلك) والأحكام العرفيّة أو حال الطوارئ، فشدّدت حملات الدهم والمطاردة لملاحقة المتخلفين عن التجنيد، والفارين منه، لاعتقالهم وسوقهم إلى جبهات الحرب. ومن مرويات منصور الرحباني أن والده حنا عاصي، بعد عودته من مصر إلى موطنه، فرّ من إنطلياس، هاربًا من حملات التجنيد والدهم، وصار من الطيّاح السلّابين في ظهر البيدر. لكن ما أن انتهى عهد السلطنة العثمانية وانتهت أحكامها العرفية، حتى أقام مقهى قرب نبع فوار انطلياس، فأخذ يتردد إلى مقهاه هذا صحبه من سمّيعة الطرب، قدامى الطيّاح المعتدّين بالرجولة وقيمها الذكورية.

وفي جلساتهم في "مقهى الفوار" كان الطرب والعزف على البزق والعود حاضرين، إلى تراويهم حكايات عنترة والزير سالم وأبو زيد الهلالي. والمقهى وساحة الضيعة وشخصيات تلك الجلسات لها حضورها في مسرح الأخوين رحباني، أمثال "هولو" و"راجح" والمختار وسواهم، فيما صوّر فيلم "سفر برلك" الرحباني تصويرًا فولكلوريا بلديا ما يُفترض أنه حال اللبنانيين مع التجنيد الإجباري العثماني.

أطياف الزمن العثماني

بعد خروجه من السجن اشترى راوي حادثة سنة 1912 (أبو أسعد) مسدسًا من تاجر سلاح مشهور يدعى عبدو الأنكيدار الذي كان محله في زاروب بوسط بيروت كان يعرف باسمه هذا. وأمام شبان المريجة ومعهم أخذ الراوي يستعرض مسدسه ويتباهى به، في لقاءاتهم في الخمارة، فأطلق مرة من على مصطبتها طلقات عدة تجريبية، وضع مضاريفها الفارغة في جيب سترته العربية الطراز (السوكا). لكن شرذمة من العساكر الخيالة راحت تبحث عن مطلق النار، فاهتدت اليه وطوّقت منزله ودهمته بعد منتصف الليل، وعثرت على المضاريف في جيبه.

كان الضابط اليوزباشي الأرثوذوكسي حليم بك شقير على رأس الخيالة الذين اقتادو أبو أسعد مكبلًا إلى سرايا الشويفات، مرورًا بصحرائها. في حضور الأمير توفيق أرسلان (والد الأمير مجيد، وزير الدفاع في حكومات لبنانية استقلالية كثيرة) المعيّن حديثًا قائمقامًا على المتن في نهايات عهد متصرف جبل لبنان الأخير، أوهانس باشا، بدأ اليوزباشي التحقيق مع المعتقل قائلًا له: هاتِ أخبرنا - أنت صاحب السوابق في السطو والسلب وعثرنا في بيتك على مسدسك ومضاريف رصاصاته الفارغة - كيف هاجمت مع رجالك موكب الأمير قبلان أبي اللمع وسلبته ومرافقيه ساعات جيوبهم، وسلبت نساء الموكب حليِّهنَّ الذهبية؟ وذلك قرب مجرى النهر اليابس (مثلث خلدة اليوم)، فيما كان موكب عربات خيل الأمير قبلان، القائمقام الأسبق، في طريقه إلى قصر الأمير توفيق إرسلان في خلدة، لتهنئته بتنصيبه قائمقامًا جديدًا. قال المتهم إن لا علم له بالحادثة.

وفي النهار التالي أحضر الجند الخيّالة زوجته وقريبتها المسنّة المقعدة البسيطة، واسمها فنّي حنين التي وعدها المستنطق اسكندر خالد (من بحمدون) بأنه سيخلي سبيل قريبها في حال إقرارها بفعلته، فأقرت بها. لكنها لاحقًا، بعد ظهور الفاعل الحقيقي والقبض عليه وتبرئة قريبها، سُئلت عن سبب فعلتها، فقالت: هيك (هكذا) قلّي (قال لي) المستنطق، أنا شو خصني؟ (ما علاقتي بالأمر؟).

ضحايا ضغائن البكوات

وشاع خبر حادثة السّلب التي اتُهم بها أبو أسعد، فانتشر بين الناس في قرى الساحل، قبل أن تؤدي مصادفةٌ حصلت بعد أيام، إلى اكتشاف فاعليها. كان ابن كفرشيما، سعيد وهبي (والد الفنان فيلمون وهبي الحاضر دوما في المسرح الرحباني)، بائع الكشّة الجوال خلف كديش (حصان هرم) يحمّل عليه أقمشة للخياطة ومستلزماتها لبيعها في ساحات قرى الساحل، قد أوقف الكديش في ساحة عرمون، فتحلّقت حوله بعض نسائها بينهن زوجة المختار، عندما أبصر فجأة رجالًا ثلاثة أو أربعة مسلحين ملثمين يركضون وسط الساحة ويختفون سريعًا في ناحية منها.

ثار لغط بين البائع والنسوة عن هوية المسلحين، فقالت زوجة المختار: ناس يأكلون الدجاج، وناس يقعون في السياج. هني (هم، أي المسلحين) عملوها (قاموا بها)، وغيرهم المعتر (العاثر أبو أسعد) صار بالحبس. فاستنتج البائع الجوال أنها تقصد مرتكبي حادثة سلب موكب الأمير قبلان أبي اللمع، والسجين البريء المتهم بها زورًا وبهتانًا. لذا سارع البائع الجوال إلى إبلاغ الضابطية في سرايا الشويفات، بما رأى وسمع في ساحة عرمون، فدهمت القرية شرذمة من الخيالة، وعثرت على المسلحين مختبئين في أحد بيوتها، وقبضت عليهم، فانكشفت دوافع الحادثة.

كان الفاعلون من أتباع نسيب بك جنبلاط، أحد أقطاب الزعامة أو الغرضية الجنبلاطية المناوئة للزعامة أو الغرضية الإرسلانية. وكان هدف البيك الجنبلاطي من دفعه رجاله إلى الهجوم على موكب الأمير اللمعي، الانتقام من خصمه الإرسلاني الأمير توفيق، القائمقام الجديد، الذي حاز منصبًا كان البيك الجنبلاطي يطمح إلى حيازته، وأحبط المتصرف طموحه هذا. مدفوعًا بإحباطه أراد نسيب بك جنبلاط بفعلته أن يبرهن للمتصرف أنه أخطأ في اختياره، وأن خصمه القائمقام الجديد عاجز عن حفظ الأمن في القائمقامية. أُطلق سراح أبو أسعد. أما رجال نسيب بك جنبلاط فقد قُبض عليهم، لكن أحدهم تمكن من الفرار إلى مدينة بيروت، وهي آنذاك عاصمة ولاية عثمانية خارج صلاحيات سلطات المتصرفية، فكُلّف شاويش من ضابطية بعبدا باقتفاء أثر الرجل الهارب. تمكن الشاويش (وهو من آل الشوفياتي في حارة حريك) من الاهتداء إلى الرجل، فقتله في سوق بيروت العمومي للبغاء. وقيل إن الرجال الآخرين المشاركين في الهجوم على موكب الأمير قبلان أبي اللمع، أُعدموا تنفيذًا لحكم قضائي صادقت عليه السلطات العثمانية في اسطمبول. وحين سئل الراوي أبو أسعد إن كان صدر حكم ما على نسيب بك جنبلاط بصفته محرضًا على الهجوم، أجاب: من يستطيع جلب البيك إلى محكمة! عملٌ من هذا النوع يثير العصبية الجنبلاطية الدرزية، وقد يؤدي إلى فتنة تحرق الجبل.

 

الدولار سيعاود الارتفاع: مصرف لبنان فاقد للسيطرة

خضر حسان/المدن/07 آذار/2020

يقفز حاكم مصرف لبنان رياض سلامة متنقّلاً بين القرارات والتعاميم والاتفاقات والقوانين، علّه يجد حلاً يخفف من أزمة ارتفاع سعر صرف الدولار مقابل الليرة. وآخر محطّات القفز، إصدار سلامة، يوم الجمعة 6 آذار، قراراً وسيطاً حمل رقم 13207، طلب خلاله من كافة مؤسسات الصرافة، وتحت طائلة تطبيق العقوبات القانونية والإدارية، "التقيّد، استثنائياً، بحد أقصى لسعر شراء العملات الأجنبية مقابل الليرة اللبنانية لا يتعدى نسبة 30 بالمئة من السعر الذي يحدده مصرف لبنان في تعامله مع المصارف. الامتناع عن إجراء أي عملية صرف لا تراعي النسبة المحددة. عدم اعتماد هوامش بين سعر بيع وسعر شراء العملات الأجنبية يخرج عن العادات المألوفة. عدم التوقف عن القيام بعمليات الصرافة بكافة أنواعها بحيث تبقى حركة هذه العمليات متماشية مع نمط النشاط الذي درجت على القيام به خلال السنتين السابقتين (2018-2019) تحت طائلة تعرضها للشطب من لائحة مؤسسات الصرافة. التقيد بمبادىء الاستقامة والنزاهة واتّباع الأصول المتعارف عليها في التعامل مع الجمهور. يُعمَل بهذا القرار لمدة 6 أشهر من تاريخ صدوره".

لا داعي للقلق!

جادَلَنا سلامة مطوّلاً بعدم اختصاص المصرف المركزي في تثبيت سعر صرف الدولار في السوق، مؤكداً منذ بدء أزمة شح الدولار أن المركزي مسؤول عن الليرة وليس الدولار. وحينها، أطلق سلامة شعاره الذي تحوّل لاحقاً إلى "نكتة"، وهو "لا داعي للقلق"، مستنداً إلى إجراء 95 بالمئة من العمليات النقدية عبر القطاع المصرفي، وبالتالي لن تتضرر الليرة من عمليات تتم بنسبة 5 بالمئة عبر مؤسسات الصرافة. ومع مطالبة أهل القطاعات بتوفير الدولار للاستيراد، دعا سلامة المستوردين (وخاصة في القطاع النفطي) إلى "إيجاد طرق للوصول إلى حل، فسعر صرف الليرة بالمصارف هو واحد، والفرق يمكن أن يكون موجوداً لدى الصرافين". وكلّما اشتدّت الأزمة وخسرت الليرة المزيد من قيمتها مقابل الدولار، كان سلامة يرفع يده متنصلاً من مسؤوليته تجاه خفض ارتفاع سعر الدولار، أو بصورة معاكسة، رفع انخفاض سعر الليرة. ومنذ أيلول الماضي، يريد سلامة إقناعنا أن الدولار هو سلعة كأي سلعة أخرى، يتحدّد سعرها وفق قاعدة العرض والطلب. وتالياً، لا يحق للمصرف المركزي التدخّل لتحديد السعر. فما الذي دفع سلامة لتحديد سعر صرف الدولار لدى الصرافين؟ هل بات قلقاً على الليرة بعد أن أيقن الترابط بين سعر صرفها مع سعر صرف الدولار، أم أن أمراً آخر قد طرأ؟

تجاهل القانون

الإجابة عن التساؤلات، يجب أن يسبقها لفت النظر إلى المسؤولية المباشرة لمصرف لبنان، استناداً إلى القوانين الواضحة. فليس صحيحاً عدم قدرة حاكم مصرف لبنان على التدخّل لدى الصرافين للسيطرة على سعر صرف الدولار. إذ هناك جملة من الطرق القانونية التي تبيح التدخّل، وأبرزها المادة 19 من القانون رقم 347 الصادر عام 2001 والمتعلق بتنظيم مهنة الصرافة. وتلك المادة تنص بحرفيّتها على أنه "يحق لحاكم مصرف لبنان، بعد أخذ موافقة المجلس المركزي، إصدار قرار بايقاف عمل مؤسسات الصرافة أو الحد من نشاطها بصورة مؤقتة، إذا استدعت ذلك ظروف اقتصادية أو نقدية استثنائية". سلامة تجاهل تلك المادة لنحو 9 أشهر، كان خلالها يشاهد تفاقم الأزمة الاقتصادية والاجتماعية والنقدية. لكنه استفاق فجأة وأيقن وجودها، أو ربما استغرق 9 أشهر ليشعر بوجود "الظروف الاستثنائية التي أثّرت بشكل كبير على سعر صرف العملات الاجنبية"، التي تقتضي بحسب حيثيات قراره "تنظيم العمليات التي تقوم بها مؤسسات الصرافة توصلاً لحماية استقرار سعر صرف الليرة اللبنانية". وعليه، شعر سلامة فجأة أنه يجب "اتخاذ الإجراءات الكفيلة للحؤول دون استغلال حرية التداول بالعملات الأجنبية بما يؤدي للاضرار بمصلحة المتعاملين مع مؤسسات الصرافة".

قرار بلا معنى

حيثيات القرار تعني أن سلامة بات قلقاً، أي أن الأزمة تفاقمت إلى حد يستدعي التدخّل، أي أن المصرف المركزي كان باستطاعته فعل شيء منذ بداية الأزمة، ولم يفعل. أيضاً، لا يمكن الاستناد إلى مقولة أن تأتي متأخراً خير من ألاّ تأتي أبداً، لأن تأخير معالجة أزمة كالتي نحن بصددها، يرتّب آثاراً كارثية، تماماً كالتي نعيشها، ويجعل المعالجة اللاحقة مستحيلة. وعليه، فإن قرار سلامة بلا معنى. ففي أحسن الأحوال سيخفّض سعر صرف الدولار بنسبة ضئيلة، ولفترة زمنية قصيرة جداً سيعاود بعدها السعر الارتفاع، لأن القرار لم يعالج أسباب الأزمة، وإنما يحاول يائساً معالجة نتائجها. والمثير للسخرية والغرابة، هو صدور القرار بعد اختبار سلامة لنتائج تجربة مماثلة خيضَت مطلع العام الجاري، حين توافق الحاكم مع نقابة الصرافين لتخفيض سعر صرف الدولار، وما لبث السعر أن ارتفع بعد وصوله لأيام معدودة إلى حدود 2000 ليرة. والارتفاع لم يحصل إلاّ نتيجة قرار من الصرافين الذين يحددون سعر الصرف، أما معادلة العرض والطلب، فليست سوى خدعة يُثبتها قرار سلامة نفسه، لأنه يُثبّت سعر الصرف بصورة ما، بمجرد وضع سقف للربح.

فات الأوان

يحاول سلامة لعب دور المنقذ والمهتم بعملة الدولة والخائف على مواطنيها، لكنه أتى متأخراً رغم النداءات المتكررة التي توجّهت إليه لحثّه على التدخّل منذ بداية الأزمة. والتأخّر حمّل سلامة مسؤولية أكبر، أولاً لأنه ساعد المصارف والسياسيين على استنزاف مالية الدولة وشح الدولار، وثانياً لأنه امتنع عن ضبط سعر صرف الدولار، تأميناً لحماية الليرة. لذلك، فات أوان التدخّل، من جهة، وأتى التدخّل المتأخر ليزيد الطين بلّة من جهة أخرى، لأنه يدل على استمرار النهج السابق الذي يضمن مصلحة السياسيين والمصارف والصرافين وأصحاب رؤوس الأموال، على حساب الناس عموماً وصغار المودعين خصوصاً. فبدل خفض سقف سعر شراء وبيع الدولار بنسبة تجعل السعر لدى الصرافين موازياً لسعر الصرف الرسمي، فضّل سلامة ترك مجال للتلاعب بالأسعار. كما أن دعوته إلى "التقيد بمبادىء الاستقامة والنزاهة"، يُظهر السذاجة التي تتعاطى وفقها منظومة السلطة، فهل تُقابَل العمليات الاقتصادية والنقدية بالحديث عن النزاهة، وهل ساهمت الاستقامة بخفض سعر الصرف في الاتفاق السابق؟ وبعيداً عن النزاهة والتأخير القيام بأي إجراء، سيُعمَل بقرار سلامة لمدة 6 أشهر، فماذا بعد تلك المدة؟ واقع الحال يؤكد أن سعر الصرف لن ينتظر 6 أشهر ليعاود الارتفاع، لأن الخوف واستمرار الطلب على الدولار وشحّه الذي يستدعي تأمينه لاستيراد المستلزمات في كل القطاعات، مستمر. ومع سقف 30 بالمئة، يعني أن الدولار لن ينخفض لأقل من 2000 ليرة، ما يُبقى على وجود سعرين للصرف.. أي أن الأزمة ما زالت مفتوحة على كل الاحتمالات.

 

مَنعاً لجَلد القضاة بملف المصارف.. الحقيقة في مكان آخر

نذير رضا/المدن/07 آذار/2020

لا يتعدى القرار الذي اتخذه المدعي العام المالي، القاضي علي ابراهيم، بحق 20 مصرفاً، ونقضه من قبل مدعي عام التمييز، القاضي غسان عويدات، بعد ساعات، كونه مزحة سمجة من أرفع السلطات القضائية في لبنان. ذلك أن القرار ونقيضه، سياسيان بامتياز، لا يمكن فصلهما عن التجاذبات، وعن العلاقة التشابكية بين السياسة والمال. فالقاضيان، عُرفاً، عينتهما السلطة السياسية بتزكية من زعماء طائفتيهما، لا يمتلكان هامشاً واسعاً من النفوذ المستقل عندما تطاول الاجراءات القضائية سياسيين أو مصارف، وهو واقع لا ينفيه كبار المسؤولين الذين يتحدثون دائماً عن ضرورة تعزيز استقلالية القضاء ومنع التدخلات فيه.

كذلك، ليس بوسعهما أن يتجاوزا الى أمد بعيد تلك الحدود المرسومة بين الاتفاقات والتوافقات بين السلطة والمال. وبالتالي فإن جَلدهما، أو الدفاع عنهما في مواقع التواصل، ينطوي على سذاجة شعبية تتمنى ما يتخطى الواقع، وتحلم بما يتجاوز القدرة، وتجتهد بما لا سلطة لها على اقتراحه.

كان واضحاً منذ صدور قرار القاضي ابراهيم، أن هناك خلفية سياسية مرتبطة بمناكفات بين المصارف وجناح سياسي، ظهر في تصريحات علنية، وواجهته مصادر مصرفية بلهجة تصعيدية حمّلت السلطة السياسية مسؤوليات مرتبطة بالموازنة وغيرها، ولمّحت الى أدوار للسياسة في الأزمة المالية. التصعيد، قوبل بتصعيد أيضاً، بلغ القرار القضائي الذي جرى نقضه. قُرئ القرار على أنه رسالة للمصارف، عشية الاستحقاق الأول لـ"اليويوروندز" (9 آذار الجاري)، وهو ما نفته مداولات الأسبوع الماضي، التي أفضت إلى أن إعادة هيكلة الدَّين المستحق بعد يومين، مستحيلة، بالنظر إلى أن الجهة الأجنبية حاملة 27% من قيمة الدَّين، ترفض ذلك، فتم التوافق مع المصارف على صيغة جديدة بعد أن تدفع الحكومة السندات المستحقة.

والواقعة الأخيرة، تنفي الرسالة المروّج لها، كما ينفيها القرار اللاحق الصادر عن مدعي عام التمييز، والذي يعد أرفع سلطة ادعائية في القضاء اللبناني، والقائل بتجميد القرار المتخذ ومفاعليه عملاً بأحكام المادتين 13 و21 من قانون أصول المحاكمات الجزائية، على ضوء أن قرار القاضي ابراهيم هو "تدبير إداري مؤقت يمكن الرجوع عنه أو تجميده متى أصبحت المصلحة الوطنية مهددة". علماً أنه، بموجب تعميم أصدره رئيس الحكومة السابق سعد الحريري، يُمنع على أي نيابة عامة أن تخاطب جهة حكومية أو إدارية منفردة من غير الرجوع الى النيابة العام الاستئنافية التي تمتلك حق النقض والقرار بالاستدعاءات (لها تجارب في استدعاءات كانت القاضية غادة عون أصدرتها). وعليه، يبقى القرار الأول في إطار الرسالة السياسية التي استدعت تدخلاً وتحذيراً لاحتوائها، على قاعدة أن المصارف، في حال أرادت أي جهة تحميلها كامل المسؤولية، ستدافع عن نفسها بمحاسبة الشركاء في السياسة، بالنظر الى العلاقة التشابكية بينهما.

فالمال، بلا مواربة، هو الحاكم الفعليّ في البلاد. ويصنع، مع رجاله، في أغلب الأحيان، السياسة الاقتصادية.. إلا في ما ندر. وحين وقع الاستثناء، تخطياً لنصيحة حاكم مصرف لبنان رياض سلامة في ملف "سلسلة الرتب والرواتب" مثلاً، انحدرت البلاد إلى أزمة اقتصادية يجري الآن احتواؤها بمقترحات عُرضت خلال الاجتماعات مع بعثة صندوق النقد الدولي، ومن بينها خفض سعر العملة رسمياً 25%، بما يمكّن الحكومة من خفض العجز الذي تسببت به السلسلة، وتقليص حجم الدَّين العام بالليرة اللبنانية وقيمة خدمته كجزء من الإجراءات المحتملة للنهوض بالاقتصاد.

مجمل الوقائع تلك، يفضي إلى قناعة بأن الهجوم على المدعي العام المالي، في وسائل الإعلام ومواقع التواصل، غير مبرر. كذلك الهجوم على مدعي عام التمييز، غير مبرر. فما صدر عنهما يمثل إجراءات لا تنفصل عن السياسة. ما يجري، هو شد حبال بين المصارف والسياسيين، رغم أن الجهة الثانية تمتلك سلطة القرار في الجهة الأولى، واستفادت منها إلى حد كبير. هذا التشابك، هو الجهة التي تحكم مسارات البلد وسياسته الاقتصادية. لذلك، فإن أي اجتهاد خارج هذا التوصيف، ينطوي على أحلام لا تُصرف.. إلا في مواقع التواصل الاجتماعي.

 

نداء عاجل إلى المهندسات والمهندسين: النقابة تنتفض الأحد فادحروا مندوبي السلطة

عقل العويط/النهار/الأحد 8 آذار 2020.

المهندسات والمهندسون في لبنان مدعوّون في مرحلة أولى إلى انتخاب مجلسٍ جديدٍ للمندوبين في نقابتهم، تمهيدًا لانتخاب نقيبٍ جديد وخمسة أعضاء جدد في 4 نيسان المقبل. لقد استولت السلطة السياسيّة – الطائفيّة وأحزابها، في العقود الأخيرة، على النقابات في لبنان، في غالبيّتها الساحقة، في إطار خطّةٍ متكاملةٍ للاستيلاء على الدولة، كلّ الدولة، وعلى الحقّ، وعلى الحرّيّات، وللقبض على مفاصل المؤسّسات والإدارات ومكامن الانتفاع في الجمهوريّة. المطلوب تحرير هذه النقابات، لتعود تضطلع بدورها الطليعيّ المسروق والمشوّه والمستتبع والملتحق بمنطق السلطة وبمشاريعها القاتلة. نقابة المهندسات والمهندسين أمامها فرصة. نريدها نقابةً للانتفاضة – الثورة، ومنصّةً طليعيّةً من منصّات الانقلاب الديموقراطيّ السلميّ على سلطة الفساد والنهب والسرقة والانتفاع والمقايضة والتسليع والتشويه المدنيّ والعمرانيّ والبيئيّ. أيّها المهندسات والمهندسون، شارِكوا بكثافةٍ غير مسبوقة في التصويت يوم الأحد 8 آذار هذا، لمرشّحات الانتفاضة ومرشّحيها، لأنّ النقابة مدعوّةٌ إلى الانتفاض على ذاتها، وإلى المشاركة في الانتفاض على الوضع المهنيّ القائم، ولأنّها مدعوّةٌ إلى الانخراط في عمليّة التغيير النقابيّ والسياسيّ والوطنيّ على كلّ المستويات وفي كلّ المجالات.

إلى المهندسات والمهندسين، أجرفوا من أمامكم المرشّحات والمرشّحين الذين ينتمون إلى أحزاب السلطة والملتحقين بطبقة المنتفعين والمستفيدين.

واكسروهم كسرًا مدويًّا. أمامكم فرصةٌ من ذهبٍ، وهي فرصةٌ لا تتكرّر. نريد في مجلس المندوبين، مهندساتٍ ومهندسين يحاسبون ويسألون، ويكونون منتفضين، أحرارًا، ثوّارًا، أوادم، أباةً، نظافًا، لا ترتخي مفاصلهم أمام ارتشاء، ولا أمام صفقة، ولا أمام ترغيب أو ترهيب.

لقد سقطت أحزاب السلطة وتيّاراتها ونقاباتها وتكويناتها في المستنقع المقرف المنتن المهين الذليل. فماذا تنتظرون، أيّها المهندسات والمهندسون، لتكونوا أسًاسًا من أسس التغيير البنيويّ العميق والعميق جدًّا؟! تفضّلوا، وأذهبوا إلى صناديق الاقتراع، ونظِّفوها من هؤلاء، ومن أتباعهم. وطهِّروها تطهيرًا. وعقِّموها تعقيمًا.

ولتكن صناديق الاقتراع، بكنّ وبكم، منتفضةً، ثائرةً، نضرةً، أبيّةَ، أنوفةً، خلّاقةً، رؤيويّة، وحاملةً لمشروع المحاسبة والمساءلة والتطهير والتغيير النقابيّ والوطنيّ. كلّ متلكّئٍ عن القيام بهذا الدور، وساكتٍ، وغافلٍ، ومتغافلٍ، ينبغي له أنْ يعرف أنّ مشاركته أساسيّوٌ، وأنّ لبنان الثائر المنتفض هو نفسه في حاجةٍ إليه، لا نقابة المهندسين فحسب. نقابة المهندسين رخوةٌ الآن، "بلا ركب"، وقد تكون شبه غائبةٍ، أو في شبه غيبوبة، فاجعلوها مشدودةً ومتوثّبةً ومتحفّزةً وحاضرةً لتشارك في عمليّة التغيير. لا تستخفّوا بدور نقابتكم، ولا بدور النقابات مطلقًا. لم تستطع السلطة السياسيّة وطبقة أهل الحكم أنْ تكون على ما هي عليه من طغيان واستبداد وفساد ونفوذ وسرقة ونهب، إلّا بعدما وضعت يدها جيّدًا على النقابات. نقابة المهندسين، يمكنها إذا حُرّرتْ، أنْ تكون، بالتعاون مع نقابة المحامين، رافعةً ديناميّةً في عمليّة التغيير الشاملة. أيّها المهندسات والمهندسون، لا تتركوا أحدًا من مرشّحات السلطة ومرشّحيها يتسلّل إلى مجلس المندوبين. ادحروهم دحرًا يوم الأحد هذا، تمهيدًا لدحرهم النهائي في انتخاب النقيب والأعضاء في 4 نيسان المقبل. هكذا تنتفض النقابة. وهكذا تستعيد دورها التاريخيّ المجيد. فاذهبوا إلى الاستحقاق ولا تعودوا منه خائبين. إيّاكم أنْ تعودوا خائبين. عودوا منتصرين. فقط منتصرين!

 

«كورونا» وتدمير سلسلة الإمداد العالمية

تيلر كوين/الشرق الأوسط/06 آذار/2020

تواجه سلسلة الإمداد العالمية، التي ترزح بالفعل تحت ضغط الحرب التجارية التي يشنّها الرئيس ترمب، حالياً ضغطا أكبر بسبب فيروس كورونا؛ ففي الوقت الذي تتمتع فيه سلاسل الإمداد العالمية بقوة أكبر مما تبدو عليه، إذا انهارت، فسوف يحدث ذلك فجأة ودون سابق إنذار.

فلننظر في سلسلة الإمداد الخاصة بـ«آبل آي فون»، والتي تضم وتمتد عبر عشرات الشركات وعدة قارات؛ تدرّ سلاسل الإمداد العالمية المعقدة أرباحا كبيرة نسبيا مما يمنحها نوعا من الحصانة من صور العرقلة البسيطة. في حال فرض ضريبة، أو تعريفة جمركية، أو تحول في أسعار الصرف بشكل مفاجئ، يمكن لسلسلة الإمداد بوجه عام تحمل التكاليف ومواصلة العمل. سوف تكون الأرباح أقل داخل سلسلة الإمداد، لكن الإنتاج سوف يستمر، فهي مربحة بدرجة تحول دون اللجوء إلى إغلاق كل شيء ببساطة. مع ذلك لا تنخدع بكل ذلك، فسلاسل الإمداد تلك ليست محصنة ضد الدمار، ففي حال كانت التكاليف الجديدة مرتفعة كثيرا أو المخاطر كبيرة جدا، فسوف ينهار هذا البناء تماما. لا تنهار سلاسل الإمداد ببطء بحكم طبيعتها، لأنَّ كل جزء من السلسلة يعتمد على أجزاء أخرى ليضيف قيمته. على سبيل المثال، لن يكون من المفيد كثيرا توافر مكونات دائرة كهربائية لهاتف «آي فون» إذا لم يكن من المتاح إنتاج الشاشات الزجاجية الخاصة به. بهذه الطريقة تكون سلاسل الإمداد أضعف في ظل الظروف القاسية. كذلك لم تتفكك سلاسل الإمداد العالمية حتى الآن؛ ويُعزى ذلك بدرجة كبيرة إلى ازدهار التجارة والرخاء، لكن وللمرة الأولى منذ الحرب العالمية الثانية، يواجه الاقتصاد العالمي حاليا احتمالا حقيقيا لانقطاع كثير من الصلات والعلاقات التجارية.

طبيعة سلسلة الإمداد العالمية تجعلها ضعيفة وهشة بشكل خاص أمام الصدمات الناتجة عن فيروس كورونا. لا تستطيع تلك السلاسل التكيف بما يكفي لسدّ أي عجز أو نقص في المواد أو القوى العاملة، وهو ما قد يحدث إذا استمرت الإصابات بفيروس كورونا في الصين، وشهدت أماكن العمل صعوبة في مواصلة عملها بشكل فعّال.

تصور عدم تمكن المصانع الصينية المغلقة من إنتاج مكونات كثير من الأدوية الأميركية. لا تتمثل المسألة في خسارة سلسلة الإمداد قدرا من الأرباح، بل عدم توافر عناصر مهمة وحيوية في عملية الإنتاج، فلن تنفع العقاقير دون تلك المدخلات والعناصر. ربما تحاول المؤسسة الطبية الأميركية الحصول على تلك المكونات من مصدر آخر، لكن ليس من السهل على الموردين الآخرين إنتاج ما يكفي منها على نطاق كافٍ، وبجودة عالية. وربما يحاول منتجو العقاقير الأميركيون التنافس بدرجة أكبر على مكونات العقاقير الصينية، لكن إذا تم منع العمال من الذهاب إلى المصانع، فلن يكون هناك أي سعر تصفية معقول يجعل هذا الترتيب ناجحا، حيث لن يكون هناك أي إنتاج. كذلك يمكن للممارسات الشائعة الرائجة، التي تتضمن عدم الاحتفاظ بأي مخزون من السلع، أن تساعد في ظهور هذا النقص في المعروض من المواد بسرعة أكبر. تعتمد نحو 80 في المائة من المواد الدوائية الفعالة التي تدخل في تصنيع العقاقير الأميركية على مكونات صينية أو هندية، وهذا يمثل في حد ذاته خطرا حقيقيا على الصحة العامة بالنسبة للولايات المتحدة، وحتى وإن لم يمثل فيروس كورونا خطرا عليها. بطبيعة الحال ربما يتبين ضعف وضع الهند أمام فيروس كورونا بسبب كثافتها السكانية المرتفعة، والمستوى المتدني نسبيا للمؤسسات الطبية العامة. تشغل الصين المركز الثاني من حيث الاقتصاد على مستوى العالم، لكنَّها ليست الحلقة الوحيدة الضعيفة في سلسلة الإمداد العالمية في هذا السياق. على العكس من ذلك، كانت سلاسل الإمداد الأقل عالمية أقل ضعفا وهشاشة أمام هذه الأنواع من المخاطر. لو كان إنتاج مكونات العقاقير يواجه خطرا داخل حدود الولايات المتحدة، لكان بمقدور المسؤولين الأميركيين اتخاذ إجراءات تنظيمية أو تتعلق بالشركات الخاصة للمساعدة في استمرار عملية التوريد، لكن ليس لدى المسؤولين الأميركيين أي قدرة على التحكم في الظروف والأوضاع الموجودة في الصين أو الهند. الأمر المرجح بدرجة أكبر حتى هذه اللحظة، هو أن سلاسل الإمداد الدولية سوف تظل صامدة وقادرة على توفير السلع في أغلب الأحوال، لكن يتزايد احتمال إخفاقها في ذلك بدرجة كبيرة مع تعزيز الحرب التجارية، وانتشار فيروس كورونا لقوة مؤيدي تفكيك الشبكات التجارية العالمية. وفي حال حدوث ذلك فسيكون من المرجح أن يتم بشكل مفاجئ من دون أي حماية، من خلال أسعار السوق أو أي إنذار مسبق. كلما ازداد اعتقاد الناس بأن سلاسل الإمداد العالمية المعقدة المحفوفة بالمخاطر، ستبدو أكثر هشاشة.

* بالاتفاق مع «بلومبرغ»

 

هل «كورونا» خارج نطاق السيطرة؟

مارك غونغلوف/الشرق الأوسط/06 آذار/2020

الأسهم الأميركية تتراجع بأكثر من 3 % وسط مخاوف من فيروس «كورونا»، والأسهم تنتعش بين عشية وضحاها بفضل جهود مكافحة الفيروس، والرئيس دونالد ترمب يقول إن الفيروس «تحت السيطرة في بلادنا»، مضيفاً: «نحن قريبون جداً من اللقاح»، والبيت الأبيض يعتذر: ترمب كان يقصد لقاحاً للإيبولا، لا لفيروس كورونا. وتقول مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها: فيروس كورونا قادم إلى أميركا و«قد يكون سيئاً». كتب جوناثان بيرنشتاين أن النتيجة النهائية هي شعور لا مفر منه بأن هذا الشيء بعيد كل البعد عن «السيطرة التامة». تتمثل إحدى المشكلات الضخمة في طمأنة الأسواق والجمهور العام بأن ترمب قضى فترة ولايته في تجريد الأجهزة الأميركية الوبائية من أدواتها، بمحاولات تقليص ميزانية «مركز السيطرة على الأمراض»، وفكّك فرقاً كاملة من الخبراء. وبحسب شولي رين، القضية ليست أن أداء الرئيس الصيني شي جينبينغ كان أفضل بكثير في تعامله مع الوباء في بؤرته ومركز انتشاره. فقد أصدر ترمب والمسؤولون المحليون سلسلة طويلة من التصريحات المربكة التي أضعفت ثقة الناس في تعاملهم مع الموقف. يقول تايلر كوين: يبدو أن ترمب كان مدفوعاً برغبة في جعل سوق الأسهم (صديقه الحميم حتى 24 ساعة الماضية) ينسى كل ما يتعلق بهذا الفيروس. لكن هذا المرض وجّه لكمة شديدة للاقتصاد العالمي. أولاً تسبب في تعطيل حركة السفر والتسوق وغيرها من الأنشطة بسبب عزل المشتبه بهم، ثانياً عطل سلاسل التوريد في الصين وفي غيرها من الدول، ما تسبب في توقف الإنتاج. ولذلك، فإن شبكات التجارة هذه بدت أكثر هشاشة مما نعتقد، ومن الممكن أن تنهار بسرعة.

وكتب مارك بوكانان يقول إن احتواء المرض، المعروف باسم «Covid - 19» سيتخذ على الأرجح تدابير أكثر جرأة مما رأيناه حتى الآن، وهذا جيد لصحة الإنسان، لكنه ليس كذلك بالنسبة للنشاط الاقتصادي.

وكتب جون أوترز يقول إن هذا يمثل لغزاً لسوق الأوراق المالية؛ حيث سيدفع التباطؤ الاقتصادي إلى مزيد من أموال البنوك المركزية الرخيصة، التي تتوق إليها الأسواق، «وقد لا يكون الاحتياطي الفيدرالي بعيداً عن اقتراح خفض سعر الفائدة، بحسب بيل دودلي»، لكن الأموال الرخيصة ليست علاجاً فعالاً للأضرار التي سيحدثها الفيروس. وكتب محمد العريان يقول؛ نحن لا نعرف إلى أي مدى يمكن أن يذهب هذا الضرر أو مدى عمقه. نحن لا نعرف كثيراً عن المرض نفسه حتى الآن. ثم هناك الدومينو الأخرى التي تنتظر السقوط، بما في ذلك الائتمانات المهزوزة في الصين وغيرها. فحالة الارتباك لا تزال في ازدياد في وقتنا الحالي.

السبعينيون الثلاثة؛ ساندرز، جو بايدن، مايكل بلومبرغ (مؤسس ومالك أغلبية الأسهم في مؤسسة بلومبرغ إل بي)، سيكونون أقدم رؤساء على الإطلاق منذ يومهم الأول في الرئاسة، بحسب ملاحظة جوستين فوكس. وسوف يحطم ترمب الرقم القياسي عام 2024. لكن على الرغم من بعض المشكلات، القلب بالنسبة لبلومبرغ وساندر، والنظام الغذائي بالنسبة لترمب، يجب أن يعيش كل هؤلاء المرشحين فترة أطول قليلاً. بالنسبة لشركة تصنع الآلات العملاقة التي تطير مئات الأميال في الساعة، من المؤكد أن شركة «بوينغ» تتحرك ببطء. أولاً، كانت هناك استجابة بطيئة لمشكلة الطائرة «ماكس 737». والآن، فإن الشركة تعمل على الارتقاء بعملها قليلاً، مع تغيير مجلس إدارتها. قد يكون هذا مفيداً، لكنه لا يكفي ولا يزال أقل مما تحتاجه «بوينغ»، بحسب بروك ساذرلاند. يمكن قول الشيء نفسه عن الشروط الإضافية لشركة «بوينغ»، لحصول مديرها التنفيذي ديفيد كالهون على مكافأة خاصة بقيمة 7 ملايين دولار. لا بأس، لكن لا يزال من غير الواضح لماذا يحصل على مكافأة نظير قيامه بعمله الأساسي.

* بالاتفاق مع «بلومبرغ»

 

ولكن ما الذي بقي لـ«جبهة النصرة» كي تقوله؟!

أكرم البني/الشرق الأوسط/06 آذار/2020

لا تزال ردود الفعل والأسئلة تتواتر بين السوريين حول اللقاء المطوّل الذي أجرته مجموعة الأزمات الدولية مع أبو محمد الجولاني، القائد العام لهيئة تحرير الشام («جبهة النصرة» سابقاً)، ونُشر مؤخراً على موقعها، وبدا فيه الأخير كأنه يقوم بمراجعة نقدية لبعض ممارسات تنظيمه ويوضح موقفه من بعضها الآخر، في الوقت الذي تشتد فيه المعارك حول أرياف إدلب وحلب ويحقق فيها النظام السوري وحلفاؤه تقدماً لافتاً. ثمة من يعتقد أن غرض الجولاني من الحضور الإعلامي، توقيتاً ومحتوى، هو مخاطبة الخارج لإظهار بعض الاعتدال وحسن النية، ربما كمحاولة لتخفيف أسباب تصنيف «جبهة النصرة»، كمنظمة إرهابية، من قِبل المجتمع الدولي وحكومات غربية لا مصلحة لها بالحرب على إدلب أو بانتصار النظام، متوخياً إضعاف الحصار المفروض عليها، وهتك راية مواجهة الإرهاب التي تستمد منها قوات النظام «الشرعية» لتصعيد عملياتها العسكرية، وربما تلبية لرغبة إردوغان الذي يتطلع اليوم للاستقواء بمرونة الجولاني للدفاع عن تدخله العسكري المباشر في سوريا ولتبرير تهربه من تفكيك «جبهة النصرة»، ما دامت صالحة للاستخدام في تحسين موقع حكومة أنقرة داخل سوريا وعلى الصعيد الإقليمي، وربما كرسالة ممالأة وتطمين لمنظمات الإغاثة الدولية، التي حاربها الجولاني وأنهى وجودها في مناطق سيطرته، أو دفعها لتجميد نشاطها أو تقليصه إلى الحد الأدنى، مبدياً رغبته في التصالح معها وتسهيل عمل أي منظمة أممية ترغب في العودة إلى إدلب، بما في ذلك كفّ يد «هيئة تحرير الشام» عن الاستيلاء والاستئثار بما يقدَّم من معونات للمعوزين.

وفي كل الأحوال فالأمر ليس بعيداً عن فكر الجولاني البراغماتي وأساليبه الالتفافية، فهو الذي كرر لنفس الغاية تغيير جلده، مرة أولى، عندما بالغ في إشهار اشتراطه للانضمام إلى تنظيم «القاعدة» عام 2013 بأن تبقى جبهته محلية ومحكومة بأجندة داخلية، ولا تغدو سوريا مركز انطلاق لأي عملية خارج البلاد ضد أطراف إقليمية ودولية معادية لـ«القاعدة»، ومرة ثانية، بإعلانه المفاجئ عام 2016 فك ارتباطه بتنظيم «القاعدة» وتشكيل فصيل جديد تحت اسم «جبهة فتح الشام» متوخياً أن يساعده الاسم الجديد على التخلص من وصمة الإرهاب، ومرة ثالثة بتوسل المعارك التي أُجبر على خوضها ضد تنظيم «داعش»، لإظهار تميزه ورفضه لنهج الأخير، ثم ضم جماعات إسلاموية مسلحة تُحسب على الاعتدال إلى جبهته وتحويل اسمها عام 2017، إلى «هيئة تحرير الشام» عساها تلقى تفهماً وقبولاً.

وفي المقابل، ثمة من يجد أن الظهور الإعلامي للجولاني موجه أساساً نحو الداخل، بدليل اعترافه بارتكاب أخطاء فرضتها ظروف الحرب ولا بد من إصلاحها الآن، ربطاً بانتقاد بعض اندفاعاته العسكرية التي أنهت بالقوة وجود جماعات إسلاموية مسلحة لم تتفق مع جبهة «النصرة»، ثم دعوته الصريحة للحوار مع المعارضة على أساس أن هيئته لا تستطيع حكم إدلب بمفردها، كذا ليبدو من خلال هذه المواقف كأنه يضرب أكثر من عصفور بحجر واحد: أولاً، رص صفوف تنظيمه بعد وضوح تذمر قواعده من مواقف مهادنة للقيادة ومسلكيات انهزامية غير مفسَّرة، خصوصاً أن جُلّ العناصر المنضوية فيه من السوريين، وغالبيتهم التحقت به لتأمين الدعم المادي والعسكري الذي يمكّنها من الاستمرار في مناهضة النظام. وثانياً، لاستمالة أطراف من المعارضة لا تزال تراهن على الجماعات الإسلاموية ودورها العسكري في التغيير. وثالثاً، لإعادة الهيبة لهيئته التي باتت شعبياً موضع ازدراء وسخرية بعد ادعاءاتها عن قدرة فريدة في مواجهة قوات النظام وتكبيدها خسائر لا تخطر ببال، حيث صارت موضع تخوين ما عُرف بانسحاباتها العسكرية غير المبررة من بعض المناطق لتستولي عليها قوات النظام السوري بسهولة، والأنكى منعها جماعات أخرى من المعارضة المسلحة من الوصول إلى جبهات القتال، ومصادرة أسلحتها.

والحال، فقد قال الجولاني ما يعتقد أنه يفيده، لكن ماذا عن إمعانه في تصفيته خيرة الناشطين والإعلاميين والمعارضين المدنيين وإنهاء وجودهم ودورهم في مناطق سيطرته؟ وماذا عن أساليبه الدموية في الرد على المظاهرات المناهضة له التي تكررت في مدن مورك وسراقب ومعرة النعمان، قبل أن تستولي قوات النظام عليها؟! وأيضاً ماذا يمكن أن يقول عن دور هيئته القمعي والإرهابي في اضطهاد الناس في المناطق التي سيطرت عليها وإخضاعهم بإنزال مختلف أنواع القصاص بحقهم، أو عن تلك المقابر الجماعية التي تم اكتشافها تباعاً واعترفت «جبهة النصرة» بمسؤوليتها عنها على أساس أنها جثامين لمن أعدمتهم من أعوان للنظام أو من المرتدّين، أو ممن اعترفوا بجرائمهم عن تفجيرات ضد المدنيين أو طالت مقرات المعارضة؟ ثم ماذا يمكن أن يقول عن استهداف هيئته لجماعات أهلية من العلويين والدروز والمسيحيين والشيعة وقتلهم على أساس طائفي إما بالرصاص وإما بقطع الرأس، كان أبرزها اعتراف «النصرة» بقتل العشرات من الشيعة والدروز القرويين في ريف إدلب لإرهاب أبناء الأقليات ودفعهم إلى الهروب والهجرة؟ وأخيراً ماذا يمكن أن يقول عن ممارساته العدوانية بحق أبناء الشعب الكردي، وتحويل جبهته إلى أداة رخيصة وطيّعة بيد إردوغان يستخدمها كيفما يشاء ضدهم؟!

واستدراكاً، إذا كان البعض يعارض مبدئياً تسخير الدين لخدمة السياسة ويرفض كل الجماعات التي تحمل مشروع سلطة دينية وتجاهر بإقامة دولة الخلافة، وإذا كان البعض الآخر يطالب بتمييز واصطفاء قوى سياسية يسربلها رداء ديني، لكنها ترفع شعارات وطنية تهم عموم السوريين، وتتطلع للمشاركة في بناء دولة ديمقراطية ديدنها الحرية والعدالة والمساواة، فإن الغالبية تتفق اليوم على التحذير من مخاطر تمرير هذا الظهور الإعلامي للجولاني وتطالب بفضحه وعدم مهادنة أو مساكنة هذا النوع من الجماعات الإسلاموية التي وقفت ولا تزال ضد حقوق السوريين في الحرية والكرامة، وتعتاش على مناخ حاضن يتميز بتفاقم الصراع المذهبي في المنطقة وبتراجع ملموس للسياسة على حساب تقدم العنف. أخيراً، وبعد سنوات مريرة من دور مخرب وخطير لعبته جبهة «النصرة» وداعميها في تشويه ثورة السوريين والاستهتار بحيواتهم وممتلكاتهم ومطالبهم وتمكين أعدائهم منهم، لن يختلف اثنان على أنه لم يعد ثمة ما يقال من الجولاني أو «جبهة النصرة» لهذا الشعب المنكوب!

 

محمد عمارة وتحولات المثقفين العرب!

رضوان السيد/الشرق الأوسط/06 آذار/2020

توفي الدكتور محمد عمارة بالقاهرة قبل أيامٍ عن عُمرٍ عالٍ قضاه ليالي وأياماً في الكتابة والتأليف. فقد ترك الدكتور زهاء الثلاثمائة كتاب، متفوقاً بذلك على مثقفين مصريين آخرين مثل عبد الرحمن بدوي وحسن حنفي، على اختلاف الأصول الثقافية والسياسية. وقد أفاد جيلنا وجيل تلامذتنا من تلك الهمة العالية والنشاط الهائل لعمارة في الستينات والسبعينات من القرن الماضي عندما أقبل على جمع كتابات النهضويين العرب مثل جمال الدين ومحمد عبده وعلي مبارك والكواكبي وقاسم أمين في صعيدٍ واحدٍ، والتقديم لها بمقدماتٍ مبسوطة، تتضمن استنتاجاتٍ شاملة، وتضعهم جميعاً في قالبٍ واحدٍ أو متشابه: قالب النهوض العربي والإسلامي في مواجهة الغرب وحداثته واستعماره الثقافي والسياسي. وقد كانت لي معه فيما بين السبعينات والتسعينات مواقف تصاعد فيها الجدال بيننا، لكنه كان طيّب الخلق، عفّ اللسان، وما أظنه حمل في نفسه شيئاً ضدّي. كانت المشكلة معه سياسة الأبيض والأسود والتي لا تُفرّق بين المراحل والأفكار والأبعاد، وتبدو في مجملها دفاعاً عن الإسلام، وعن العربية، وعن ماضي الأمة وحاضرها ومستقبلها، رغم المراحل الفكرية التي مرَّ بها: من اليسار إلى القومية العربية فإلى الإسلام. فعندما كان يسارياً كان ابن رشد والمعتزلة وأحمد بن حنبل والأشاعرة وابن تيمية كذلك. وعندما غلبت عليه النزعة القومية غلبت في نظرته إليهم جميعاً الرؤية الأصالية والعربية في وجه اليونان وفي وجه الشعوبية. وعندما صار إسلامياً في الثمانينات وما بعد صار هؤلاء جميعاً أيضاً أعلاماً للإسلام الأصيل وانضمّ إليهم بالطبع ابن خلدون وابن حزم والشاطبي. وفي كل المراحل وحتى سنوات حياته الأخيرة، ظلَّ الإمام محمد عبده عنده علماً على كل جميلٍ وقيّمٍ وأصيل. ولأنه كتب في كل شيء وعن كل شيء، فقد كان مُريحاً للتيار الفكري السائد بين المتعلمين المتدينين، والذين كانوا يقرأون كتبه ويستخدمونها في كل ما يواجههم من قضايا ومشكلات الدين والحداثة والعصر والعلاقة بالموروث. ويريد بعض مؤرّخي الفكر العربي الحديث والمعاصر، اعتباره ممثلاً للثقافة العربية والإسلامية المصرية التي لا تحب النقائض والجدالات، وتجد إجاباتٍ جاهزة على كل التساؤلات، التي كان المثقفون المغاربة يثيرونها في العقود الخمسة الماضية. ولستُ على يقينٍ أنّ ذلك صحيح، لأنّ مصر في النصف الثاني من القرن العشرين، تعايشت فيها تيارات فكرية مختلفة ومتنوعة، وكان فيها جدالٌ عظيمٌ بعضه معرفي وبعضه سياسي، وما كان المتصارعون والمتجادلون يعدُّون الدكتور عمارة واحداً منهم؛ لكنهم كانوا يعترفون له بالتأثير الكبير في الجمهور المتعلّم والمتدين!

ولنذهب من العام إلى الخاص. أذكر أنّ أول النقاشات التي دارت بيننا في حضور جمهور كانت حول كتبه في المعتزلة والحرية الإنسانية ونظام الحكم. وكنتُ أُفضّل كتاب أستاذه وأستاذنا محمد ضياء الدين الريّس: «النظريات السياسية الإسلامية». والريّس يرى أنه كانت هناك مدارس في التفكير السياسي في الإسلام الكلاسيكي، بينما كان هو يرى أنه ما كان هناك تفكيرٌ يمكن اعتباره سياسياً إلاّ عند المعتزلة وابن رشد. ولدى عمارة ذاكرة حديدية، لكنه ما كان قد قرأ بعد كتب المتكلمين المسلمين مثل مقالات الإسلاميين للأشعري، والملل والنحل للشهرستاني. ولأنّ معرفة النصوص (وحتى حفظها) كانت ميزتنا نحن الأزهريين فقد دارت بيننا (أنا وزملاء لي) حواراتٌ محتدّة وتضارُبٌ بالنصوص أواخر الستينات، فصرنا نحن (وبمساعدته على نحوٍ ما!) إلى أنّ النظريات السياسية التاريخية لا ينبغي التماسها عند الفلاسفة ولا عند المتكلمين، بل عند الفقهاء مثل الماوردي. وظلَّ هو مصراً على أنّ المعتزلة هم أهل التفكير السياسي الإسلامي الأصيل، وإذا كان لا بد من ذكر الماوردي في هذا السياق، فهو جائز لأنّ الماوردي كان معتزلياً أيضاً! ويومها تجرأ بعضنا بالقول: إنّ المسلمين مثلهم مثل غيرهم من الشعوب والأُمم فكروا كثيراً في الشأن السياسي، لكنّ الدين الإسلامي، لا يملك نظاماً معيناً للحكم، والخلافة هي نظام حكم تاريخي مثلما قال علي عبد الرازق! وكان ذلك من المحرمات لدى الأستاذ عمارة حتى آخر حياته، وظلَّ يزعم أن كتاب علي عبد الرازق: «الإسلام وأصول الحكم» (1925) إنما كتبه له طه حسين! وهي نزعة علمانية يأباها الإسلام، لأنها تقول بالفصل بين الدين والدولة!

أما النقاش الآخر الذي دار بيننا فكان بعد عودتي من ألمانيا، وحول العقلانية وماذا تعني. وكان النموذج لديه للعقلانية كلٌّ من ابن رشد والمعتزلة على التوالي. وعندما ذكرتُ له أنّ للعقلانية الحديثة نماذج أُخرى لا تنطبق على الطرفين وينبغي مراعاة السياق؛ احتدّ كثيراً وقال: أنتم تعلمتم رطانات أجنبية وقد طهّر الله منها عقلي ولساني!

ما كان الدكتور عمارة حتى في حقبة إسلاميته الصحوية، متطرفاً. فقد كتب في الرد على المودودي وعلى سيد قطب. لكنّ مقولة «تطبيق الشريعة» نالت منه كما نالت من كثيرٍ من المثقفين الحزبيين وغير الحزبيين. وقد قلت له مرة: ما هي الشريعة؟ هي العقائد والعبادات والأخلاق والمعاملات، وهي جميعاً مطبقة في حياة المسلمين. وقد أدخلنا السنهوري في فيلم طويل بمسألة تقنين الفقه، والذي تطور لدى الإحيائيين والصحويين إلى تقنين الشريعة، وهو وهمٌ من الأوهام التي يستند إليها الإسلام السياسي! فخفض صوته كأنما هو يسارُّني وقال: لماذا تكره يا أخي تطبيق الشريعة، وأنت أزهري؟!

هل يمكن اعتبار الأستاذ عمارة نموذجاً لتحولات المثقف العربي فيما بين الستينات والتسعينات؟ هو تحول باتجاه الحلّ الإسلامي. لكنْ بقيت معه آثار من المراحل السابقة، ولذلك ظلَّ مختلفاً عن الحزبيين. لكنك لو جادلْتَهُ لذهب صادقاً إلى أنه لم يتغير منذ ولادته. هكذا كان وعيه، ولذا لا يمكن اعتباره نموذجاً لتحولات الثقافة والمثقف في ديار العرب والمسلمين!

 

تَحوُّلات شرق أوسطية ستهزُّ لبنان!

طوني عيسى/الجمهورية/06 آذار/2020

عندما كشف الرئيس الأميركي دونالد ترامب ورئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو عن بنود «صفقة القرن»، وسط تصفيق عربي واسع، علني ومستتر، كان واضحاً أنّ لحظة جديدة قد حلَّت في الشرق الأوسط. وفي عبارة أخرى، أنّ هناك أفقاً بدأ يظهر في سماء الساحات الملتهبة منذ اندلاع «الربيع العربي» في 2010.

ليست إسرائيل مستعجلة لتنفيذ بنود «الصفقة». فأمامها المزيد من عمليات إحراق الوقت والمراحل… والناس، قبل ذلك. ولكنها بإعلان «الصفقة» رفعت سقف الإعتراف العربي والدولي بطموحاتها التوسعية: القدس والجولان والضفة الغربية وغور الأردن.

ويُرتقَب أن تمارس حكومة نتنياهو المقبلة - إذا اكتملت له فرص تأليفها- ضغوطاً استثنائية لإنجاز عمليات الضمّ والسيطرة على الغور والمنطقة «ج» والمستوطنات وجوارها في الضفة، ما يكرِّس الأمر الواقع الديموغرافي الجديد.

فـ»الصفقة» تستبعد تماماً حقّ الفلسطينيين في العودة، إذ تغيِّر في صفة اللاجئ بإنكار حقّ لاجئي 1947 و1948 و1949 في توريث صفة «اللجوء» لأولادهم وأحفادهم. وهذا ما يحصر أعداد اللاجئين ببضعة آلاف فقط.

ولذلك، ستتفاقم أزمة «الأونروا»، لجهة حصولها على حصص التمويل الكافية، ما يهدِّد بإسقاطها وفقدان خصوصية الهوية التي يحملها اللاجئ الفلسطيني، لينضمّ اللاجئون الفلسطينيون المسجّلون (قرابة 5.5 ملايين) كسواهم في العالم، إلى المفوضية العليا للاجئين.

هذا الأمر سيستثير قضية ساخنة في بلدان الشتات الفلسطيني، هي طريقة توزيع هؤلاء اللاجئين، والأثمان المطلوبة لذلك، وما تفرضه من خلافات بين الدول العربية المعنية حول هذا الملف، ومنها لبنان، الذي يستضيف ما بين 300 ألف فلسطيني و500 ألف (التباين في الأرقام متعمَّد لغاية في نفس يعقوب).

وقد تثير إسرائيل في المرحلة المقبلة مسألة التعويضات المالية ليهود البلدان العربية الذين غادروا إلى هذه الدولة بعد نشوئها، لإقامة توازن مع مطالبة الفلسطينيين بتعويضات. وهذا ما يستثير قضية شائكة إضافية، تتداخل مع ملفات سياسية واقتصادية، بدأت تزداد سخونة بين إسرائيل والدول العربية. ومن هذه الملفات:

- تَوَزُّع موارد الغاز والنفط في المتوسط وخطوط الإمداد نحو أوروبا.

- مقدار مساهمة الدول العربية الغنيّة في تمويل «صفقة القرن».

- ملفات ترسيم الحدود بين إسرائيل والبلدان المجاورة وما يُثار عن مقايضات جغرافية بين بعضها لتسهيل «التسوية».

- التداخل بين «صفقة القرن» ونزاع المحاور الإقليمية: إيران - الولايات المتحدة، وأدوار تركيا وروسيا والأوروبيين.

كما تدخل في المعادلة نزاعات شمال إفريقيا، ولا سيما منها ليبيا، ودخول إسرائيل والولايات المتحدة على خطّ الخلاف بين أثيوبيا والسودان ومصر حول «سدّ النهضة» على النيل، وطبعاً مسائل التطبيع والتجارة والترانزيت بين إسرائيل والدول العربية ثم أوروبا وإفريقيا وآسيا.

إذا استطاع نتنياهو أن يشكّل حكومته بعد هذه الانتخابات التشريعية، الثالثة، فعلى الأرجح ستتبنّى اتجاهات يمينية. وأساساً، عبَّرت الزيادة في مقاعد «الليكود» عن مزاجٍ أكثر انحيازاً إلى الطروحات التي نصَّت عليها «صفقة القرن».

ولكن، كان لافتاً نمو الكتلة العربية أيضاً إلى 15 مقعداً. وهذا يترجم ردَّ فعل رافضاً لهذا الجنوح نحو التطرُّف من جانب فلسطينيي 1948. ولذلك، ثمة مَن يعتقد أنّ نتنياهو والقوى اليمينية قد تتّجه في المرحلة المقبلة إلى قوانين انتخاب تُقلِّص من تأثير الكتلة الفلسطينية الناخبة، بالتوازي مع تدعيم فكرة «يهودية الدولة».

وعلى الأرجح، ستفتح إسرائيل ورشة ذات طابع جغرافي- ديموغرافي للتخلُّص من الواقع الذي يقضّ المضاجع، أي النمو الديموغرافي المتسارع للفلسطينيين في إسرائيل.

وربما يكون على الأردن أن يتلقّى الشحنة الأكبر من الديموغرافيا الفلسطينية، من خلال «الترانسفير» المقرَّر منذ ما قبل نشوء إسرائيل. وثمة مَن يعتقد أنّ استقرار الأردن ونظامه السياسي مرهونٌ بمدى موافقته على أداء الدور المطلوب منه في «صفقة القرن».

في كل هذه الورشة، الاستحقاق الأول سيكون مواجهة إيران. فإسرائيل لن تهادن في مسألة التوسّع الإيراني ليبلغ حدودها ويشرف على البحر الأبيض المتوسط وموارد الغاز والنفط وخطوطها نحو أوروبا.

وفي المرحلة السابقة، ربما بقي نتنياهو يتجنّب أي مواجهة واسعة ومباشرة مع النفود الإيراني في لبنان أو سوريا، لأنّه ينتظر الإنتخابات التشريعية وتشكيل حكومة يحظى فيها بالقدرة على اتخاذ القرار.

ويعتقد بعض المتابعين، أنّه بعد تشكيل الحكومة سيكون أكثر تشدّداً في مواجهة إيران. ولا يمكن استبعاد المغامرة العسكرية في هذا المجال، خصوصاً إذا كانت تخدمه لتخفيف الضغط في ملف فساده المفتوح أمام القضاء.

واللافت، أنّ الضربات المتتالية التي يوجّهها الإسرائيليون إلى المواقع الإيرانية في سوريا تمرّ من دون ردّات فعل تُذكَر لا من جانب روسيا، ولا حتى من جانب نظام الأسد. وكذلك مرَّ اغتيال الأميركيين اللواء قاسم سليماني. ومن الواضح أنّ القرار بإبعاد إيران متّخذ ومنسّق وينفّذه الجميع.

كل هذه الاستحقاقات ستؤدي إلى إحداث تحوّلات مهمّة في عدد من دول الشرق الأوسط، ولا سيما منها الجوار الإسرائيلي وصولاً إلى العراق ودول الخليج وإيران.

وطبعاً سيكون لبنان في طليعة المستهدفين من خلال: ملفات النازحين الفلسطينيين والغاز وترسيم الحدود براً وبحراً... وفكّ الارتباط بنفوذ إيران. وسيكون على لبنان أن يواجه نتنياهو العائد إلى السلطة مستقوياً بدعم أميركي متجدّد.

في ظل هذه المنظومة السياسية المهترئة، ليس واضحاً كم يستطيع لبنان أن يصمد في وجه الاجتياح الكاسح لغطرسات القوى الإقليمية المتنازعة على النفوذ فيه، وهل هو قادر على أن يقول «لا» إذا فُرِضت عليه الخيارات.

هذه المنظومة المهترئة جرَّدت لبنان من كل أوراق القوة. لكنها طبعاً لا تنسى التشدُّق، كل لحظة، بشعارات الوطنية والقومية والصمود والتصدّي!

 

غسلُ الدماغ والأمعاء الخاوية

بسام أبو زيد/نداء الوطن/06 آذار/2020

كي يستعيد لبنان توازنه على الصعيدين المالي والاقتصادي فهو يحتاج وبسرعة إلى ضخ أموالٍ في شكل مباشر تعيد انتظام العجلة في القطاع المصرفي وتساهم في وقف انهيار المالية العامة.

هذه الأموال لا يمكن ضخها إلا من خلال مصدرين: الأول عن طريق دول الخليج، والثاني عن طريق صندوق النقد الدولي شرط الالتزام ببرنامجه.

هذان المصدران معطلان حتى الآن بحكم السياسة، فدول الخليج لن تضخ أموالاً في ظل استمرار الحملة ضدها من قبل “حزب الله”، وبرنامج صندوق النقد الدولي مرفوض أيضاً من قبل هذا الحزب ومن قبل مؤيديه في السلطة وخارجها.

إزاء هذا الواقع تقف الحكومة اللبنانية عاجزةً عن اتخاذ أي قرارٍ يساهم في ضخ الأموال، فهي في البداية عاجزة عن مصارحة اللبنانيين بهذا الواقع، وعاجزة عن الصدام مع “حزب الله”، فلم يتبقَ أمامها سوى أن تتذرع بـ”التركة الثقيلة” للحريرية السياسية كي تبرّر عجزها عن اتخاذ قرار.

إن هذه الحكومة أصابها ما أصاب رجلاً مريضاً أتى من نَصَحه بالذهاب إلى طبيب قيل إنه يجترح العجائب، فذهب إليه حاملاً معه ملفه الطبي، وعندما اطلع هذا الطبيب المشهور على الملف أخذ يشتم الطبيب السابق، وعندما سأله المريض عن الدواء الناجع، كرر الطبيب شتم زميله مرات ومرات من دون أن يستجيب لطلبات المريض بوصف الدواء، فخرج “لاعناً الساعة” التي لجأ فيها إليه.

إن التذرع بالتركة الثقيلة للحريرية السياسية ليس أمراً ممنوعاً أو غير محقٍ ولكنه لا يجوز أن يكون الذريعة لعدم اتخاذ قرارٍ أو مواجهة المعرقلين للقرارات، فاللبنانيون لا يحتاجون إلى من يذكّرهم بما مضى وبمن أوصلهم إلى الحالة التي هم فيها، وهم لا ينسونهم ويعرفونهم جيداً، لكن اللبنانيين يحتاجون قرارات وخطوات تنتشلهم من الأزمة التي يعانونها، لا سيما أن من هم في السلطة لم يتركوا وعداً إلا وأطلقوه، وعندما يُسألون عن ترجمة هذه الوعود يعيد أهل السلطة الناس إلى ما جرى سابقاً من دون وصف العلاج والدواء. لن يسكت الناس عن هذه الحال طويلاً، فلبنان واللبنانيون لن يقبلوا بالتراجع في كل مستويات معيشتهم كما هو حاصل في دولٍ أخرى تحكمها ديكتاتوريات لا همَّ عندها سوى غسلِ أدمغة شعوب أمعاؤها خاوية.

 

لبنان المنهوب صار مكسوراً لأن نهبه لم يتوقّف

اميل خوري/النهار/06 آذار/2020

عندما ارتفع سعر الدولار ارتفاعاً جنونياً في عهد الرئيس الياس الهراوي اضطرّت حكومة الرئيس عمر كرامي إلى الاستقالة تحت ضغط إضراب عام في لبنان. لكن ما أن أعلن عن تكليف الرئيس رفيق الحريري تشكيل حكومة جديدة حتّى بدأ سعر الدولار بالهبوط حتى قبل تشكيل الحكومة وقبل اتخاذ أي إجراء لأن الثقة مهمة وكانت كاملة بالرئيس الحريري ولا نجاح في معالجة أي أزمة إذا كانت الثقة مفقودة بالمعالج، وإن أي إجراء يتخذ لمواجهة الأزمة يبقى بدون مفعول ولا نتائج إيجابيّة حتّى وإن كان الإجراء جيّداً فالمعالجون يتفقون على تشخيص الداء لكنّهم يختلفون على وصف الدواء. وهذا هو حال الحكومة اليوم التي تبحث عن العلاج الشافي في مجموعة الخطط الإصلاحيّة وقد لا تحصل عليه إلّا بعد أن يكون لبنان المريض قد فارق الحياة… لا سمح الله.

وعندما أكّد الرئيس ميشال عون أن لبنان ليس مكسوراً بل منهوباً فقد صار الآن مكسوراً لأن النهب لم يتوقف. فحكومة الرئيس سعد الحريري كانت حكومة وحدة وطنية، وأقرّت ورقة إصلاحية وكان اجتماع عقد على مستوى رفيع في القصر الجمهوري قد وافق عليها… وهذه الورقة لا تزال حتّى الآن بدون تنفيذ لأن الحكومة استقالت عندما واجه رئيسها سعد الحريري آفاق مسدودة على حد قوله واستجاب بالتالي لطلب الحراك في الشارع. وها إن الحكومة الحالية، وهي حكومة اختصاصيين ولكنّهم غير مستقلّين بمعظمهم وقد سمّاها رئيسها بـ”حكومة مواجهة التحديات”. لم تعد إلى تلك الورقة ولم تنفّذها ولم تتّفق بعد على خطة إصلاحية شاملة تحظى بثقة الداخل وينتظر أعمالها وبثقة الخارج فتحصل على المساعدات التي تنهض بلبنان في شتّى المجالات. وها إن مهلة المئة يوم التي حدّدتها الحكومة لنفسها للحكم على أعمالها بدأت تستهلك ولا يزال البحث جار عن الخطّة الإصلاحيّة الأفضل بين مجموعة الخطط في الأدراج حتّى انها استعانت بخبراء أجانب لهذه الغاية، فهدر الوقت في البحث عن خطّة لا يحتاج إقرارها خاصة مع حكومة اختصاصيّين إلى أكثر من جلسة واحدة لمجلس الوزراء. وقبل أن ينهي مهلة الـ 100 يوم فاجأ رئيس الحكومة حسّان دياب الناس عند لقائه أعضاء السلك القنصلي بكلمة نعى فيها وجود الدولة وقال فيها: “إن الدولة اليوم في حالة ترهُّل وضعف إلى حدود العجز وإن الوطن يمر بمرحلة عصيبة جدّاً واللبنانيّون قلقون على حاضرهم ومستقبلهم، والخوف من الوضع المالي والاقتصادي والمعيشي وصولاً إلى الهموم الصحيّة الداهمة. ولم تعد الدولة في ظل وضعها الراهن قادرة على حماية اللبنانيين وتأمين الحياة الكريمة لهم بكل شفافيّة، وفقدت ثقة اللبنانيّين بها وبواقعها وتراجع بعض علاقة الناس الدولة إلى حدود التوقف الكامل”…

عندما سمع الناس هذا الكلام الخطير من رئيس حكومة تعلّق عليها آمال إخراج لبنان من أزماته، وهو ينعي وجود الدولة ويدعو إلى السير في جنازتها، فأي أمل يبقى لديهم وما نفع قوله في ختام كلمته: “إن الحكومة تعلم أن حملها ثقيل ومهمّتها مُعقّدة لكنّنا مُصمّمون على تفكيك هذه العقد والانتقال بلبنان إلى مفهوم الدولة، وأن لا خيار إلّا السير في طريق الجلجلة مهما كان الوجع لأن الخيارات الأخرى أخطر”.

إنّ الناس برغم هذا الكلام ينتظرون انتهاء مهلة المئة يوم في أيار المقبل، فإمّا تحطّ الحكومة لبنان على طريق الخلاص أو تنط وتدخل البلاد في المجهول.

لقد اختار الرئيس دياب السير في طريق الجلجلة علّ بعد الصلب تكون قيامة. ونحن هل ما زلنا في زمن المعجزات…

 

المواجهة الأميركية .. لحزب الله الغُنم وللبنانيين الغُرم!

يوسف مطر/جنوبية/07 آذار/2020

يبدو ان مصلحة لبنان في واد، ومصلحة "حزب الله" في وادٍ آخر، وذلك بسبب اصرار الحزب على مؤازرة ايران ومواجهة خصومها انطلاقا من لبنان. تشتد الأزمة التي يواجهها لبنان منذ سنوات يوماً بعد يوم وذلك من خلال الحصار الاقتصادي والنقدي الذي فرضت واقعه العقوبات الأميركية على حزب الله” من جهة، وما ينتظر لبنان من استحقاقات صحية ومالية قد يعجز عن مواجهتها بدون دعم الدول الكبرى في المدى القريب بالرغم من محاولاته استيعاب مطالب الانتفاضة وإرهاصات التشكيلة الحكومية وما يُنتظر منها

اذا كان لبنان يراهن على إمكاناته الذاتية لتجاوز الأزمة الاقتصادية عبر إعادة هيكلة الأزمة الاقتصادية من جانب، ومن جانب آخر عبر الاستعانة بالمغتربين اللبنانيين والتعويل عليهم والرهان على تحويلاتهم المالية لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من الوضعين النقدي والمصرفي في ظل قلة المرافق الإنتاجية حالياً وضعف مردودها.

فساد السياسيين

هكذا ينظر اللبنانيون لسياسييهم بعين اللعنة ، لأن أحداً منهم لم يبادر بالتضحية لأجل الوطن وأبنائه وإنقاذ البلد من الانهيار، بل وقفوا موقفاً يشبه المتفرج في المحصلة مترافقاً مع كثرة الثرثرة الإعلامية لتخدير القاعدة الشعبية بالوهم الكاذب ليقع الناس في فخ خداعهم مرة بعد مرة، فمالية عشرة من السياسيين في لبنان كافية لسد الدين العام وتفعيل عجلة المصارف وإنقاذ الوطن برمته لو توافرت الإرادة الصادقة والحرة التي تُحَتِّم على هؤلاء استرداد أموالهم من البنوك الخارجية ، ولا نقول هبتها للدولة ، بل إقراضها بصفر فائدة أو فائدة ميسرة بحيث يستعيد البلد عافيته شيئاً فشيئاً وتعود الثقة للنظام المالي والمصرفي وتتوقف حالة الهلع والخوف التي تجتاح مصير نصف الشعب اللبناني على ودائعه، والنصف الآخر يجتاحه قلق الرعب من المجاعة والفقر وتفشي الأمراض ، فلو فعل السياسيون ذلك بصدق لساهموا في إنقاذ ما يمكن إنقاذه من وضع البلد المتعثر إلى حد كبير في المرحلة الراهنة ريثما يتمكن البلد من استغلال ثروته النفطية والغازية قبل فوات الأوان .

غنائم “حزب الله” وحلفائه

وفي ظل كل هذا الجو المعقد مالياً واقتصادياً يقع الغرم على كل اللبنانيين الذين يتحملون وزر الضغوطات الدولية وعقوبات الولايات المتحدة الأمبركية  ضدّ حزب الله الذي يصرّ على اتخاذ لبنان ساحة للمواجهة، مؤازرة لإيران التي تموّله بالمال والسلاح نصرة لمحور الممانعة الذي تقوده، وقد ظهر جليا قبل ايام في قتاله دعما لنظام الأسد وخسائره البشرية الفادحة في شمال سوريا ضدّ القوات التركية.  و”حزب الله” في ظل هذا الجّو له غنم ما يكسبه من منابعه ومغانمه المالية والتسليحية الإيرانية وغير الإيرانية التي هي له وحده لا شريك له ولا يشاركه فيها بقية اللبنانيين، وهي وإن أضرَّت بها العقوبات بنسبة كبيرة ، ولكنها ما زالت تتدفق بما يضمن حفاظ حزب الله على قواه التسليحية والتنظيمية والتعبوية للمعركة الكبرى الشاملة التي يتم التحضير لها … وبعض الحلفاء في الدائرة الخاصة يشاركون جزئياً في الإفادة من مغانم حزب الله فقد استطاع “حزب الله” تجنيد هؤلاء الحلفاء فيها – ولو مرحلياً – بالدعم المادي والمعنوي في مشروعه السياسي الداخلي والخارجي ، وقد وقف بعض هؤلاء الحلفاء المستفيدين في “بوز المدفع” في المواجهة السياسية مع الولايات المتحدة الأميركية لكي يحافظ على مكاسبه المادية والمعنوية من تحالفه مع الحزب، وهذا من الأمور التي لا تحتاج إلى كثير من الحديث لإدراكها.  فالغنم لحزب الله وبعض من حوله والغرم على كل اللبنانيين الآخرين الذي يعانون من تداعيات هذه المواجهة بين الحزب وأميركا على الصعيدين المحلي والدولي ، فمتى تتفكك منظومة الارتباط بين مغانم حزب الله ومغارم سائر اللبنانيين ليواجه كل مصيره بكل مرونة وإيجابية ؟ أو متى يكون كل اللبنانيين شركاء في ثروة “حزب الله” وثمرات انتصاراته في الداخل والخارج بعدما تحملوا معه ما تحملوا من ويلات المقاطعة والمواجهة باللحم الحي التي جنى وحده مغانمها على كل صعيد ؟

 

منال عبدالصمد.. وزيرة لبنانية أنيقة لمواجهة شارع غاضب

صلاح تقي الدين/العرب/07 آذار/2020

الملف الذي تحمله عبدالصمد لا يقل أهمية عن سائر الملفات الملحة

ربما أحسن رئيس الحكومة اللبنانية حسان دياب صنعا باختيار منال عبدالصمد كي تكون الناطقة باسم حكومته، فقد أجبر اللبنانيين على اعتياد مشاهدة سيدة جميلة وأنيقة وهي تتلو مقررات مجلس الوزراء دون أن يبذلوا اهتماما كافيا بمضمون بيانها، فقد اعتادوا على سماع الأقاويل دون الأفعال، لكنهم هذه المرة على الأقل، يشاهدون وجها حسنا يحاول التخفيف عن كاهلهم المشاكل الكثيرة التي يتكبدونها في هذه الأيام. غير أن الملف الذي أوكلت به عبدالصمد لا يقل أهمية عن سائر الملفات الملحة التي على حكومة دياب أن تعالجها سريعا لكي تحاول تجنيب لبنان واللبنانيين المصير القاتم الذي يلوح في الأفق. فالأزمة الاقتصادية الخانقة التي تسببت فيها سياسات التسلط والهيمنة أدّت في ما أدت إليه إلى إفلاس الوضع الإعلامي برمته، فلم يعد غريبا سماع إقفال هذه المؤسسة الإعلامية أو تلك نتيجة الشح في المردود الإعلاني ناهيك عن التراجع الكبير في انتشار الصحافة الورقية التي يحلّ مكانها ببطء مدروس الإعلام الإلكتروني.

إعلام ينهار

وبعدما كان لبنان رائدا في عالم الصحافة والإعلام العربيين، بدت الصحافة الورقية أولى ضحايا الأزمات المتلاحقة التي أصابته في صميمه، فأقفلت العديد من المؤسسات الإعلامية وتعيش المؤسسات الباقية من “حلاوة الروح”، رغم الدعوات المتكررة لنقابة محرري الصحافة اللبنانية إلى إنقاذ البقية الباقية من خلال مشروع قانون عرضت تفاصيله مع وزير الإعلام الأسبق ملحم الرياشي وتقدمت به لكنه نام في أدراج رئاسة الحكومة، بحيث لم  يتم إقراره في مجلس الوزراء لتحويله إلى مجلس النواب لدرسه وإقراره، فهل ستقدم الوزيرة عبدالصمد على “استخراجه” من “درج” الرئيس دياب والدفع باتجاه إقراره وتحويله إلى مجلس النواب؟

إن معالجة الوضع الإعلامي ليست بالسهولة التي تتحدث عنها وزيرة الإعلام التي أعربت في بيان عقب إعلان صحيفة “الدايلي ستار” التي تصدر باللغة الإنجليزية التوقف عن صدور نسختها الورقية عن “أسفها لاضطرار جريدة الدايلي ستار اليوم إلى وقف طبعتها الورقية بسبب الأزمة المالية الخانقة التي تعانيها الصحافة المكتوبة خصوصا، والإعلام المرئي والمسموع عموما، وقد طالت أيضا إذاعة راديو وان التي أوقفت البث أخيرا تحت وطأة الضائقة نفسها. وأعلنت عبدالصمد نيتها الاجتماع بالقيمين على وسائل الإعلام المتعثرة “للبحث في سبل التغلب على المشاكل المالية ووضع الخطط الكفيلة بكبح الانهيار المتسارع، في قطاع يُعتبر المخزون الثقافي الأكبر والأبقى للبنان”، داعية “من لديه تصوّر للحلول في هذا المجال فليطرحه على طاولة النقاش لدرسه ووضعه موضع التنفيذ، تلافيا للمزيد من الخسائر الموجعة”.

الأزمة الاقتصادية الخانقة التي تعود أسبابها إلى سياسات التسلّط والهيمنة أدّت في ما أدت إليه إلى إفلاس الوضع الإعلامي برمته، فلم يعد غريبا سماع إقفال هذه المؤسسة الإعلامية أو تلك نتيجة الشح في المردود الإعلاني

لا شك أن الوزيرة الجديدة للإعلام الآتية من عالم الأرقام في وزارة المالية، تتمتع بمواصفات أكاديمية رفيعة، فوفقا للسيرة الذاتية التي وزعتها رئاسة الحكومة فإن عبدالصمد من مواليد عماطور وحائزة على شهادة دكتوراه دولة في القانون، من جامعة باريس السوربون بباريس، بتقدير ممتاز مع مرتبة الشرف الأولى وتنويه من اللجنة الفاحصة على أطروحتها التي حملت عنوان “تفعيل النظام الضريبي في لبنان”. وتتابع عبدالصمد حاليا دراساتها التنفيذية في كلية كينيدي بجامعة هارفرد الأميركية، في تخصص السياسة العامة، وقد أنجزت أول برنامج من هذه الدراسات حول “السياسات والإدارات الضريبية في دراسة مقارنة” في أغسطس 2019، كامبريدج بماساتشوستس. التحقت عبدالصمد بوزارة المال منذ العام 1997 وشغلت مركز رئيس مصلحة التدقيق والسياسات الضريبية، وعيّنت بعدها عضوا في أول فريق عمل اهتم بإحداث وتطبيق ضريبة القيمة المضافة في لبنان ولها مساهمتها في هذا المشروع، كما كانت عضوا في لجنة الاعتراضات على ضريبة القيمة المضافة.

من يقف خلفها؟

وواجهت وزيرة الإعلام شائعات عديدة تتعلق بانتمائها السياسي واعتبرتها مقربة من رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب السابق وليد جنبلاط، غير أن الحزب الاشتراكي الذي أعلن عدم مشاركته في حكومة دياب وهو قاطع الاستشارات التي أجراها دياب قبل تشكيل حكومته، نفى أن تكون عبدالصمد قد سمّيت من قبله، حتى أن الوزيرة نفسها أعلنت أنها كانت خيار الرئيس دياب شخصيا بعدما اجتمع معها واقتنع بمؤهلاتها. وكانت وسائل التواصل الاجتماعي تداولت صورا نشرتها عبدالصمد على صفحتها الخاصة على موقع فيسبوك قبل أن تقوم بإغلاقه بعد توليها منصبها الوزاري، تظهر خلالها وهي في قصر المختارة إلى جانب رئيس اللقاء الديمقراطي النائب تيمور جنبلاط ما عزّز فرضية توجهاتها السياسية المؤيدة لجنبلاط. لكن مصادر متابعة أشارت إلى أن عبدالصمد التي أثبتت نجاحا في عملها في مصلحة الضريبة على القيمة المضافة في وزارة المال، حظيت بتقدير رفيع من المعاون السياسي لرئيس مجلس النواب نبيه بري وزير المالية السابق، علي حسن خليل، الذي زكاها لتولي منصب حكومي في حكومة دياب، وأن بري نفسه اقتنع بذلك فارتأى عدم إسناد حقيبة حكومة ثانية مخصصة للدروز تكون معادية لجنبلاط وهو أبلغ دياب بهذا الموقف. أول اختبار خضعت له الحكومة الجديدة كان أزمة اليوروبوند ”السندات المالية“ المتوجب عليها تسديدها في التاسع في مارس الجاري، فقد تولت عبدالصمد عقب كل اجتماع مالي مخصص للبحث في كيفية تجاوز هذا الاستحقاق، الإعلان عن نتائج الاجتماعات المتتالية التي تعقدها الحكومة، فكانت تدلي بلزوم ما لا يلزم، إذ أن القرار النهائي لم يصدر بعد وهي تجنبت مرارا الإجابة عن أسئلة الصحافيين “تنفيذا لرغبات رئيسي الجمهورية والحكومة” بعدم تداول هذا الموضوع في الإعلام قبل البت به.

يوروبوند وكورونا

ولأن لبنان لا يكفيه ما يعانيه من أزمات مالية واقتصادية واجتماعية، انتقلت إليه عدوى فايروس كورونا الذي أظهرت الحكومة “مراهقة” متوقعة في معالجة هذه الأزمة المستجدة، رغم أن أعضاءها من “الأخصائيين”، فكان أن تولت عبدالصمد، الناطقة باسم الحكومة، “ترشيد” الإعلام والطلب من اللبنانيين متابعة الأخبار المتعلقة بتطورات هذا الفايروس على “الساحة” اللبنانية حصرا من خلال الوكالة الوطنية للأنباء التابعة لوزارتها.

وتمنت خلال اجتماع في مكتبها مع مديري الأخبار في الوسائل الإعلامية المرئية العاملة في لبنان من مديري المحطات المرئية “التعاون المثمر ووضع سياسة عامة مبنية على الإيجابية في نقل الخبر لإيصال الصورة بشكل حضاري”، مؤكدة أن “الأولوية هي للوطن ولخيره”.

تشير عبدالصمد إلى أن دور الوزارة هو التنظيم والنهوض بالقطاع، بالإضافة إلى الدور التواصلي بين الحكومة والجمهور، أي الشعب، وبين الشعب والحكومة، مؤكدة “أهمية معالجة مشاكل المواطن”. وتشدد على “أهمية دقة الأخبار بدءا من كورونا مرورا باليوروبوند وصولا إلى التحقيقات المالية”، لأن الأهم، على حد قولها  ”في ملف كورونا ليس قمع الأخبار إنما تنظيمها، لذا اعتمدنا خبر الوكالة الوطنية للإعلام مصدرا رئيسيا لتكون الصدقية هي الهدف وليس تحويل الإعلام إلى رسمي، لأن الأهم في نقل الخبر هو الدقة وليس السرعة“. وهي تعتبر أن ما يجب فعله، بالدرجة الأولى في تغطية أخبار كورونا، هو “التوعية بخطر هذا الفايروس وكيفية الوقاية منه عبر تقارير تعرض يوميا”، مشيدة بمبادرة وسائل الإعلام ببثّ إرشادات في هذا المجال، مشيرة إلى أن “التعاون بين الإعلام العام والخاص أمر صحي”، وأن “الحكومة تقوم بواجباتها بشهادة دول كبرى”، متمنية “عدم فتح المجال للإشاعات حول اليوروبوند، بل نقل الخبر من المصدر الرسمي لأن الوضع العام في البلد لا يحتمل أي زعزعة، والأهم هو السلم الأهلي“. تزعج الأخبار الكاذبة وزيرة الإعلام اللبنانية الجديدة التي تقول “الأخبار الكاذبة التي تنشر على مواقع التواصل الاجتماعي هي مشكلة عالمية وليست فقط محلية، لذا الأهم هو الصدقية والشفافية وشمولية التغطية، ونحن في الوزارة نعمل على خطة لتنظيم الأخبار وضبط الكاذبة منها”. مقابل نجاح عبدالصمد مع الأرقام، يبقى أنها أخضعت نفسها لامتحان جديد يتعلق بتعاطيها مع الإعلام والصحافة خاصة وأن المعلومات التي حصلت عليها “العرب” تشير إلى أن وزيرة الإعلام بدأت، بالفعل، تعد مجموعة مشاريع تتعلق بأوضاع الإعلام في لبنان والأزمة الصعبة التي يمرّ بها، وقد شكلت فريقا مكلفا من أجل إعداد برامج للنهوض بالقطاع الإعلامي، فهل ستنجح؟

 

تشريعات أم فوضى الشعبوية؟

نبيل بومنصف/النهار/06 آذار/2020

تطالع اللبنانيين في يوميات الكارثة المالية والاجتماعية نماذج لا تتوقف عن الفوضى الخيالية التي يغرق فيها لبنان الدولة (اذا كانت التسمية لا تزال جائزة) اي المجتمع السياسي والمجتمع المدني.

رأينا ونرى النموذج الاكثر سخونة عن تخبط الطاقم الحاكم في الارتباك حيال ملف سداد سندات الاوروبوند فاذا بنا امام تحولات جعلت اقطابا من قوى 8 آذار خبراء استراتيجيين ماليين يطلقون علينا الدروس والقرارات الجاهزة في ما يجوز ولا يجوز وصولا الى ترجمة قرار سياسي متخذ سلفا سيملى على الحكومة بلا زيادة او نقصان. رأينا وسنرى تباعا الفضائح المتدحرجة في ملف الكهرباء والتي زادت الآن تشويقا وإبداعاً في ملف محطات التغويز (الكلمة البشعة المشتقة من الغاز) والتي ستعيدنا الى مآثر الذين يمسكون بخناق الطاقة والكهرباء منذ اكثر من عقد وهم يرشقون الآخرين بالفساد ويغسلون أيديهم من نحو 50 مليار دولار تشكل نصف الدين العام. وها نحن على موعد مع عناوين طالعة براقة تتصدرها التشريعات المالية التي تتطاير مشاريعها المرتجلة في كل اتجاه بفعل اشتداد الازمة بما يستتبع حكما اشتداد الحاجة الى قوانين محدثة ترسم اطار لبنان ما بعد الكارثة على افتراض ان لبنان سيخرج منها في المدى المنظور!

واذا كان بديهيا ان يواكب مجلس النواب الازمة الوجودية هذه باستنفار تشريعي مفتوح لإقامة البنى القانونية الضرورية لحماية الدولة والمواطن والنظام ومنع تمدد الانهيار الى آخر معالم الانتظام الدستوري فان ذلك لا يحجب النظرة المقلقة للغاية الى موسم مزايدات نراه اخطر ما يمكن ان يواجه المجلس والدولة كلا اذا تمادت الامور في ظله وراحت التشريعات والقرارات تتناسل في ظل فوضاه كأننا في شريعة الشعبوية المطلقة.

تقف البلاد الان عند مشارف قرارات وتشريعات اهمها يتصل بأخطر ما أنتجته الازمة المصرفية والمالية لجهة تهديد ودائع معظم اللبنانيين والتي ستكون محور مشروع قانون “الكابيتال كونترول” (التسمية المشؤومة الاخرى) كما مشروع مرتجل لاسقاط السرية المصرفية بالكامل كما مشروع استعادة الأموال المنهوبة والمهربة الى مجموعة أخرى من المشاريع. ان الناظر الى عناوين هذه المشاريع والحال التشريعية المواكبة للازمة سيسره ان يرى برلمانا نشطا متفاعلا مع موجبات أخطر ازمة عرفها لبنان في تاريخه. ولكن ما بدأ يفيض عن جوانب الصراخ والمزايدات والمنابر المفتوحة امام المزايدين يطرح النقطة الاخطر من كل ما سبق وهي المتصلة بخطر تحول الفوضى السائدة والمتطايرة بين المشرعين الذين يتنافسون على المزايدات بين مجلس النواب ومجلس الوزراء والشاشات الى ما يشبه حقل ألغام من شأنه الإطاحة نهائيا بالنظام السياسي والاقتصادي سواء بسواء بدل تطوير القوانين والانظمة والقرارات الصدئة وإخراج البلد من محنته. تتصاعد هذه الفوضى من دون اي بوصلة دقيقة وبلا اي استراتيجية موحدة بين الحكومة والمجلس كأننا في نظام قبلي وعشائري يبيح لكل جماعة اطلاق أحكامها الجاهزة بارتجال خيالي.

فهل تراهم يصدقون ان ملء الشاشات المملة بأطروحات التنظير والمشاريع التجريبية سيكون القوت الكافي للبنانيين الذين بدأ الفقر المتسع يتهدد النسبة الساحقة منهم ويحولهم الى ثوار بالقوة ان لم يكن بالاقتناع؟

 

حزب الله بين المأزق والمواجهة المباشرة

هيام القصيفي/الأخبار/06 آذار/2020

في الأيام الأخيرة، تضاعف تسليط الضوء الدولي السياسي والإعلامي مجدداً على وضع حزب الله وتأثير العقوبات والتطورات الداخلية عليه. وهو ما كانت تركز عليه قوى سياسية محلية منذ 17 تشرين الأول في تشديد اهتمامها بالحزب، محاولة استكشاف المدى الذي سيأخذه في تعاطيه الداخلي، بعد تعرضه لحملات ضغوط تتفاوت قوتها. لكن واقع الحزب الإقليمي والدولي، أعطى في هذه المرحلة أبعاداً أخرى من الصعب تخطّيها في الكلام على وضعيته الراهنة.

ليس مشكوكاً في قدرة حزب الله على تحكمه بإدارة اللعبة الداخلية، لكنه أخذ حيزاً أكبر في ظل انحسار الرهان على أي دور فعال للعهد في معالجة الملفات الداخلية. لكن هذه القدرة تعرضت في مرحلة ما بعد 17 تشرين الأول لهزات مباشرة، لا تنحصر بالتظاهرات الشعبية التي ساوته في تنديدها بالطبقة الحاكمة، إنما أيضاً لبروز حالات شعبية في مناطق نفوذه، تماهت مع المطالب الشعبية التي تلتقي وإياها، وكذلك ارتفاع عدد الأصوات السياسية فيها، المؤيدة للحركة الشعبية، بعيداً عن الثنائية الشيعية التقليدية. كان يمكن للحزب تخطّي كل ذلك، لو لم تحصل لحظات سياسية داخلية، أصابته في أدائه السياسي الداخلي، منذ ما قبل استقالة الرئيس سعد الحريري وما بعدها. إذ لا يمكن للحزب أن ينكر أن مرحلة حكومة الحريري كانت مريحة له بالمعنى الخاص وليس العام فحسب. واطمئنانه الى التسوية التي أرساها ثنائياً مع الحريري جعلته منصرفاً براحة الى ملفاته الإقليمية، من دون احتساب أي خطر داخلي، بعدما تجاوز قطوع التوتر السني ــــ الشيعي، الذي كان ولا يزال هاجسه الأول. مشكلة الحزب أنه سمح لحليفه التيار الوطني الحر ومعه العهد بأن «يسحباه» الى حيث يريدان، فخسرا معاً مرحلة تهدئة كان يمكن له وللبنان الإفادة منها، ولو مع تدحرج الأوضاع المالية والاقتصادية الى هذا الدرك. جارى الحزب التيار كثيراً في مرحلة الكباش الحكومي ومن ثم الشعبي، الى الحد الذي أصبح ملتزماً معه في قرارات واتجاهات ظهرت سيئاتها لاحقاً. لكنه في المقابل لم يقبض كثيراً من المستحقات السياسية لحظة الحسم والأزمة الكبيرة.

حاول الحزب بعد استقالة الحريري وما قبل تشكيل الحكومة الحالية أن يحافظ على رصيده مع رئيس الحكومة المستقيل، فقلص من خسائره. لكن خروج الحريري من السلطة وعدم حيازة رئيس الحكومة حسان دياب التغطية السياسية، معطوفاً على عودة الحريري الى أسلوب خضّ الشارع السني، أعادا تعويم المخاوف من دعسات داخلية ناقصة قد تعيد رسم خطوط تماس بينه وبين الحريري. لكن الأخير تمكن بفعل ردة فعله الحادة ضد التيار من قمع أي انفلات غير محسوب، وأعطى للحزب ورقة اطمئنان لا تزال سارية حتى الآن، ولا سيما أنه أصبح متفلتاً بفعل مغادرته السرايا من أي ضغوط خارجية على الحزب تضعه في موقف حرج. وهو الأمر نفسه الذي أعطاه رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط له، فلم ينقلبا عليه في لحظة حساسة.

وفيما كان الحزب يخرج من مأزق التظاهرات وتشكيل الحكومة الحالية، تضاعفت الأزمة المالية والاقتصادية، التي لم توفر الحزب ولو أن لديه قنواته المالية الخاصة. فالشريحة الاجتماعية والقاعدة الأساسية طاولتها الإجراءات المالية التعسفية للمصارف، إضافة الى التعثر المصرفي والمالي الذي أصاب المغتربين في أفريقيا وسواها. كل ذلك في وقت تتمدد فيه الأزمة الاجتماعية والصحية العامة وتتفاقم لتتحول عنصراً شعبياً ضاغطاً يطاول بيئة الحزب كما كل بيئات الأحزاب السياسية الأخرى. ومع اغتيال قائد قوة القدس اللواء قاسم سليماني، كبرت دائرة الضغوط الإقليمية والدولية، وجاءت لاحقاً تطورات سوريا وسقوط عدد من عناصر الحزب فيها، ومن ثم أزمة تفشي وباء كورونا والضغط في موضوع وقف الرحلات من إيران، لتضع الحزب مجدداً في مقدمة الحدث المحلي، وخصوصاً بعد تحميل خصومه له مسؤولية عدم اتخاذ الحكومة قرار وقف الرحلات الجوية منها. كل ذلك يضاف الى استمرار الضغط الأميركي في العقوبات على الحزب ومناصرين له.

ليس سهلاً على أي قوة سياسية أو حزبية، وكل الأحزاب شهدت ضغوطاً متنوّعة في مسارها السياسي، تلقّي هذا الكمّ من التحدّيات في مرحلة زمنية عمرها أشهر، فكيف الحال إذا جرى كل ذلك، في ساحة محلية تتخبط بكل أنواع المشكلات والفضائح، وفي ساحة إقليمية تشهد تحديات يكبر خطرها تدريجاً، وفيما تحاول واشنطن مضاعفة الضغط عليه باعتبار أن ما جرى حتى الآن أعطى «مفعولاً إيجابياً» بحسب توصيفها. لكن الحزب يشهد للمرة الأولى هذا الحجم من المشكلات دفعة واحدة، في ظل أزمة سياسية ومالية حادة، من دون أن يجد في حلفائه سنداً أساسياً في هذه المرحلة، لا بل إن بعضهم يغسلون أيديهم من الوقوف معه، وكل منهم غارق في أزماته الخاصة، ولا سيما تيار العهد، المشغول بإعادة تعويم نفسه ومعالجة مشكلات داخلية وترتيب أوضاعه الداخلية. فدخول الحزب بقوة علانية في موضوع صندوق النقد وتسديد استحقاق اليوروبوند، ولا سيّما على لسان الأمين العام للحزب الشيخ نعيم قاسم، يعني أنه بات مضطراً الى أن يواجه في الصف الأول أزمة متعددة الرؤوس، تبرز منها بحدّة أزمة المصارف مع المودعين، من دون حلفاء أو حكومة سياسية قادرة على امتصاص الضربات عنه، مهما كان لونها. ولأن الضغوط الدولية ستتضاعف وكذلك الأزمة السياسية والمالية الحادة، يكمن التحدي من الآن وصاعداً أمام الحزب، في الأخذ في الاعتبار المتغيّرات الشعبية والسياسية في ضوء أداء حلفائه وخصومه، من أجل وضع إطار للإنقاذ مع القوى السياسية الأخرى، أو رسم ملامح المواجهة محلياً على الأقل، لأن المواجهة الإقليمية لها حسابات وأدوار مختلفة.

 

نضال المرأة الحتميّ

الأب د. نجيب بعقليني/الكلمة اونلاين/06 آذار/2020

تناضل المرأة، يومًا بعد يوم من أجل الحَدّ من نظرة بعض الرِّجال، الَّذين يعتبرونها قاصر وعليها الخضوع، كما تعاني من الكثير من التَّعتيم، والدّوران في فلك الرَّجل كأنّها من ضمن حياته الخاصّة. أَوَليس هذا العمل عنصريًّا ضدّ المرأة؟ أَوَليست التَّربية والثّقافة عاملان أساسيّان يؤثّران في عمق أعماق تركيبة عقل بعض الرِّجال؟ هل بعض المفاهيم الدينيّة المشوّشة والعادات البالية والتَّقاليد الفارغة إلاّ من التزمُّت والمحدوديّة حَتَّمت على بعض النِّساء القبول الارغامي، والاكتفاء التَّسَطُّحيّ، والخنوع الاستسلاميّ، والخمول التكيُّفي؟ أَلا يُطلب من المرأة الاندفاع والتّوجُّه أكثر فأكثر نحو التَّطوّر والحداثة والتغيير؟ بالتَّأكيد يُطلب اليوم من المرأة، لا سيّما في البلدان النامية، والَّتي تسعى نحو الحداثة، الانفتاح المُطلق والايجابيّ نحو الفكر الإنسانيّ الصَّحيح والسَّليم، المبنيّ على المُشاركة الفعّالة، والعدالة الإجتماعيّة، واحترام الفوراق والحقوق، وتطبيق المساواة، ممّا يعزّز الخطوات التقدّميّة، الَّتي تسمح لها بتحقيق ذاتها من خلال تحرّر فكرها، على الرُّغم من وجود صعوبات كثيرة، وعوائق متنوّعة، وعقبات متشعّبة، تواجه بعض المُجتماعات "المتخلّفة".

تناضل المرأة اليوم، بعمق وجديّة، من أجل تحسين أوضاعها على جميع الصُّعُد، الَّتي تُسهم في عمليّة التَّنمية ومنها: الصحّة والتَّربية، فرص العمل، تقاسم الأدوار والمهمّات وتفعيل العجلة الإقتصاديّة، المُشاركة في الحياة السياسيّة وتحقيق العدالة والمُساواة.

يمكننا التَّأكيد، أنّ التَّعلّم هو المصدر الأوّل والأساس لنهضة المُجتمعات في شتّى الميادين. تنطلق النّهضة من الفكر والثّقافة والتَّربية واحترام سُلَّم القِيَم، الَّتي تُسهم بدورها في تحسين حياة المواطن، كلّ مواطن، ووضعه الاجتماعيّ والثّقافيّ لا سيّما الاقتصاديّ.

تكافح المرأة في نضالها المُستمرّ، بتثقيف ذاتها بواسطة طرائق متعدّدة ووسائل متنوّعة، كي تواجه بشكلٍ واع، التّحديّات المُلقاة على عاتقها. تساعد التّربية والعِلم، المرأة على تنشئة أجيال جديدة تعي دورها في تنمية الإنسانيّة والمجتمع. "الثّقافة تحضّر للمستقبل من خلال حاضرٍ زاخم بحركةٍ مستمرّةٍ من التحوّلات الخلاّقة والمُبدعة، والَّتي لا تنفكّ في الاندفاع نحو التطوّر الدّائم، الَّذي يرفض أن يضع حدًّا له. فهي تهتمّ بالماضي بما يتلاءم مع المستقبل، وتتفاعل مع الحاضر في اتّجاه تحوّلات المستقبل الحامل الوعود المفتوحة على الزّمن، الَّذي يعزّز إمكانات الابداع الذّاتي الَّذي يطاول البشريّة ومناخاتها".

نعم، تقتحم المرأة مُعترك الحياة، مُزوّدة بالمؤهّلات اللازمة، والمُقدّرات الضّروريّة. نعم، بمثابرتها ونضالها، يمكنها اختراق أفكار المجتمع البطريركيّ- الأبويّ، ومبادئه، وتغيير المنظورات الإيديولوجيّة الرّاسخة وتصحيحها، وتعديل البُنى الإجتماعيّة، وتبديل الشّروط المَعرفيّة لفهم الواقع الَّذي لا ينمّ عن حقيقة، من المفترض أن تُعاش. وهذا لن يتحقّق إلاّ بتقويض المجتمع الأبويّ الَّذي يرسّخ التّقليد، ويثبّت العادات، ويحافظ على ما هو قائم، ومنها الجندر (Gender). أَلا يشعر الرَّجل بالمُطلق أحيانًا، أنّه يبحث عن ذاته، من خلال المرأة؟ وإن لم يبحث عن نصفه الضّائع، فهل تبقى حياته مرضيّة؟ أَوَليس معيار الفرد، رجلاً كان أم إمرأة، الحريّة و"الاستقلاليّة" والفضائل الأخلاقيّة والقِيَم، لتحقيق التّوازن والمُساواة بين أفراد المجتمع، أي بين المرأة والرَّجل؟

تحاول المرأة تثقيف ذاتها جاهدةً في نضالها المُستمرّ، من أجل تحسين مكانتها وموقعها على جميع الصُّعُد، من خلال الفُرَص الكفيلة المُتاحة.

لا بدّ من أن تأخذ المجتمعات على عاتقها، المبادرة للحدّ من الاجحاف بحقّ المرأة. كما أن يناضلوا معًا، أيّ المرأة والرَّجل، لتغيير الاوضاع، حتّى تتحقّق المُساواة بين الرَّجل والمرأة، ممّا يعزّز التّوازن والانسجام والتّعاون والتّعاضد والأُخوّة في شتّى الميادين، الَّتي يحتاجها الإنسان في مسيرته اليوميّة.

لنَقِف باحترام وتضامن مع نضال النِّساء في شتّى الميادين، وعليه من غير المقبول أن تقف النِّساء وتتراجع عن نضالها أمام الصُّعوبات والمُعضلات والقضايا، وأن تبقَين حائراتٍ، مذهولاتٍ، خجولاتٍ، مضطّرباتٍ. بل ينبغي عليهنّ، بدعمٍ من الرَّجل اليَقظ والمُهتمّ لمصير البشريّة، المُثابرة في النِّضال على الرُّغم من عدم تكافؤ الفرص مع الرِّجال، إن على الصَّعيد السِّياسيّ، أو الاقتصاديّ والاجتماعيّ. أَوَليس هذا ما يدفعهُنَّ، أكثر من أي وقتٍ مضى، للتمسّك بهذا النِّضال من أجل الوصول إلى تحقيق أهدافهنَّ بواسطة التَّعاضد والتَّعاون فيما بينهنَّ؟

*الأب د. نجيب بعقليني- رئيس جمعيّة عدل ورحمة

 

التعليم الأخطبوطي

سوسن الأبطح/الشرق الأوسط/06 آذار/2020

«رب ضارة نافعة»، ومن قلب الوباء تولد الابتكارات. خلال أسبوعين فقط، ومن دون الخروج من المنازل، عقدت الصين سلسلة من المؤتمرات على الإنترنت، وأنجزت المنصات، وأطلقت أكبر عملية تعليم رقمية عرفتها البشرية حتى اللحظة، جمعت أكثر من 200 مليون تلميذ، بمقدورهم متابعة دروسهم من بيوتهم، وبكفاءة عالية. خبراء في التربية وصفوا التجربة بأنها «مذهلة»، و«لا سابق لها». الفرادة أيضاً هي في التنسيق الأخطبوطي بين هيئات ووزارات وأساتذة وطلاب، دون أن يلتقي أحدهم الآخر. تقوية للشبكة، تدريب للمعلمين، تحديد للبرامج، تقييم للمواد المطلوبة وساعات التدريس، ولا تنس التوجيهات الصحية لمكافحة كورونا. كل شيء وضع ليجعل الجالس خلف شاشته، يتلقى المعلومات ويسير في العام الدراسي، وكأنما لا وباء في الخارج. الإنجاز الصيني سيفتح النقاش حول التعليم الرقمي على مصراعيه، رغم المقاومة الشديدة له في بقاع كثيرة. سيتبين أنه ليس خياراً تنتهجه الدول أو تذهب إلى غيره. من فرنسا إلى إيطاليا ولبنان والإمارات الجميع يتحدث اليوم عن ضرورة متابعة التعليم في المنازل بسبب كورونا، وغداً ستكون محن أخرى، لكن أي تعليم؟ ولماذا يبقى حكراً على المحظوظين؟ أميركا مثلاً، رقمنت تعليمها، ولا مشكلة لديها في الأزمات. مع انقضاء الوباء، ستكون العيون قد فتحت على نمط تربوي جديد، يعود به التلامذة إلى صفوفهم، في دول أنضجتها الأزمة، وأمدتها بخبرة استثنائية. المنطقة العربية ليست من بين هؤلاء، من الصعب أن تكون، وهي لا تزال مغلولة إلى التلقين. العادات القديمة آسرة ومطمئنة. واللجوء إلى التكنولوجيا، بقي في كثير من المرات، مجرد انتقال شكلي من الورق إلى الشاشة، تغيير في الأدوات دون تحول عميق في العملية التعليمية نفسها.

الرقمنة التعليمية تعني أكثر من تزويد كل تلميذ بلوح ذكي. هي أيضاً التطبيقات التحفيزية، التي تتيح التفاعل، ومشاهدة الصور والأفلام، وتصحيح الإملاء للطلاب، وتقييم امتحاناتهم، وقياس تطور مكتسباتهم ومهاراتهم آلياً. هي تحول للأستاذ من آمر للفريق إلى قائد أوركسترا في الصف، جل ما يفعله هو أن يحدد مهمة كل مجموعة أو تلميذ منفرد، ويترك لهم مهمة الإبحار، ويتدخل حين تُطلب منه المساعدة. هي بناء مواطن يعرف ما يريد، وكيف يبحث عن الإجابة ويقارنها بغيرها، ليصل إلى الأكثر إقناعاً.

في الدول الاسكندنافية التي تتقدم أوروبا، المحور في الصف هو المعلومة وليس المعلم كما كان الحال أيام الكتاتيب. الأساس هو الرد على فضول الطفل وأسئلته، وليس فرض منهج عليه أن يبتلعه خلال العام. تحاول فرنسا الخروج من شرنقتها وتتعثر. بالطبع تسبقنا بلاد موليير سنوات ضوئية. مع ذلك الصعوبات هناك، قد تفيد في فهم ما سيواجهنا، لحظة نقرر تغيير جلودنا التربوية التي حشرنا أنفسنا فيها دهراً. يواجه الفرنسيون صعوبات مالية جمّة لتبديل الأدوات العتيقة، لكن الأهم هي المعارضة داخل الكادر التربوي نفسه، وعدم القناعة بأن الشاشة تستطيع أن تحل مكان الورق. هناك مقاومة دور النشر، المستفيد الأول من المداخيل الباهظة. والأصعب هو المعدات التكنولوجية نفسها وتطبيقاتها الأذكى من الذكية التي يجب أن تنطق بالفرنسية، وتكون صناعة وطنية، لا دخيلة من إحدى الشركات الأميركية الكبرى. التعليم أمن قومي، وشأن وطني. يكتشف الفرنسيون لوبي «ميكروسوفت» الذي يحاول اختراق سوقهم التعليمية، ويجدون في ذلك فضيحة تتوجب جبهة مقاومة عريضة. الطفل الفرنسي تعليمه يجب أن يكون صناعة فرنسية خالصة، وبمعدات محلية. في بلادنا نستورد الكتاب والمنهج وربما الأستاذ ولغته أيضاً وتقاليده كذلك. الأصالة في التعليم ليست من بين همومنا. لدينا كثير مما يحتل أولوياتنا. لكن الوقت لن يطول قبل أن نصل إلى قناعة مفادها أن لا مستقبل من دون تعليم تفاعلي وطني، وباللغة العربية تحديداً. هذا سيفتح الباب واسعاً أمام تعليم لغات أجنبية عدة، لا لغة واحدة. التجربة مشجعة، فالتواصل المباشر مع الأستاذ الذي يمكن يعطي دروسه وهو في بلده الأم، ويجعل التلامذة على تواصل مع أقرانهم في دول أخرى، هذا هو السبيل الأسرع لتعليم لغات الغير من ينابيعها. أكثر من 100 مليار دولار حجم سوق المعدات التعليمية التكنولوجية. السوق العربية لا تزال بكراً. لحظة تتخذ وزارات عربية، خاصة إذا كان القرار شاملاً لعدة دول، الخطوة الكبرى للذهاب نحو التعليم التفاعلي بالعربية، ستجد المستثمرين المحليين ينتظرونها. نقص الأموال ليس سبباً للتقاعس. مئات الدولارات يدفعها كل تلميذ سنوياً، ثمناً للكتب والأقلام والدفاتر، هذا يمكن أن يوظف في المعدات الذكية. ما نحتاجه بالفعل، هو تضامن بين أهل الضاد، تفاهمات تربوية بينية على نموذج تعليمي حديث يشتركون في تمويله وتطويره، كل بحسب ما يملك وما يقدر. السياسة تبث سمومها في أنفاسنا. لنحرر أطفالنا من خلافاتنا العابرة. بمقدورنا أن نتناحر على أي شيء، أن نتقاذف التهم قدر ما نشاء، على أن نحيد المعرفة جانباً، أن نجنب أطفالنا تجرّع مرّ الكأس الذي جربناه. تمكنت كارولينا الشمالية، أكثر الولايات الأميركية فقراً وفشلاً في مدارسها، من التغلب على عاهاتها، بتبني التعليم التفاعلي الماهر. صارت مشتهى الأهالي الراغبين في رؤية تفوق أبنائهم. نحن أمة فقيرة، وقريباً قد نقترب من العدم. الهوة تتسع بشكل مخيف بين من يتعلم ومن يتلقن، ولا خلاص لنا من الجهل والعوز ورؤية مزيد من أنهار الدماء المريعة، بغير تحرير أطفالنا بدءاً من الحضانات، من عبودية لا تزال تتحكم بكثير من أنظمتنا التعليمية الجائرة. لا أريد أن أصدق، ونحن في هذا الزمن الذي صارت فيه الآلات تحلل وتستنتج، أن طلابي في الجامعة يسألونني بعد كل محاضرة، إن كان ما شرحته هو للحفظ أم للفهم؟ هذا سؤال سوريالي، يضرب على العصب، ويستدعي الجنون!

 

مصر تتذكّر عمالقتها

سمير عطا الله/الشرق الأوسط/06 آذار/2020

تصادفت ذكرى غياب محمد حسنين هيكل ومصطفى وعلي أمين في أسبوع واحد. ثلاثة أسماء طبعت صحافة مصر والعرب خلال قرن كامل، بدءاً من الزمن الملكي وانتهاءً بمقتضيات العمر، مع انتهاء حقبة الرئيس الراحل حسني مبارك. عملوا معاً وتنافسوا معاً وتصارعوا معاً وترك كلّ منهم مدرسة صحافية خلفه، بعدما تخرّجوا على نحو ما، من مدرسة العملاق المجدّد محمد التابعي. تلك العلاقة المضطربة والمضطرمة بين باشاوات الصحافة المصرية، كانت أمراً طبيعياً. فمصر كانت في واجهة العالم العربي، والصحافة كانت في واجهة مصر. وقد اشتعلت المواهب في الثلاثة بحيث تزاحمت الواحدة مع الأخرى. وفيما انقضّ هيكل على ماضيه الملكي البسيط، بقيت الملكية ظاهرة في فؤاد التوأمين. عاداتهما، طريقة الحياة، وماضي الصداقات الغربية منذ الأيام التي نشآ فيها في بيت سعد زغلول. أمّا هيكل، فمن أجل عبد الناصر، ذهب في اتجاه السوفيات، مستبقياً بمهارة علاقاته الخاصّة مع لندن، وما نشأ من صداقات في باريس وغيرها. انعكست مواقف الثلاثة على سياساتهم ومواقعهم وصداقاتهم في العالم العربي. وإذ غاب علي أمين مبكّراً قبل غياب توأمه باثنين وعشرين عاماً، ظلّ مصطفى في الفناء الملكي يكتب عموده اليومي السحري في صحف الخليج ويقيم المودّات مع أهله في السياسة والصحافة، في حين اختار هيكل الصدام الدائم وعدم الخروج من الاشتباك. الظاهرة الأخرى في هذه الظاهرة المثلّثة، أنّهم تجاوزوا مبدأ الربح والخسارة أو الفوز والهزيمة. فقد ظلّ مصطفى وعلي أمين في لمعانهما برغم الاضطهاد خلال الحقبة الناصرية. واستطاع هيكل الاستمرار والبقاء على شهرته، برغم إبعاده كلّياً عن صحافة مصر. وما بين الثلاثة، ظهر عدد من كبار الصحافيين، لعلّ أبرزهم أحمد بهاء الدين، الذي نُظر إليه دائماً على أنّه منافس هيكل أو خلَفه. ولا أريد أن أقع في فخّ النسيان عندما أذكر فتحي غانم ولطفي الخولي وأنيس منصور وإحسان عبد القدّوس وأحمد رجب ورفاقهم. لكنّهم، لسبب أو لآخر، ظلّوا دون وهج تلك القافلة التي تقدَّمها محمد التابعي. تمرّ الذكرى في مرحلة شديدة القلق من عمر الصحافة، خصوصاً في البلدين اللذين، عاشت فيهما، أهمّ مراحل الازدهار. أي مصر ولبنان. ويبدو المجهود الذي يبذله المصريون جباراً حقاً في سبيل البقاء المهني، فيما تضعف قوّة الصمود في لبنان. وقد أبدعت الصحافة المصرية طوال عقود، برغم افتقارها في مرحلة ما إلى العنصر الأساسي، وهو نسبة الحرّية التي تمتّع بها اللبنانيون، وما زال القارئ العربي يعثر في صحف القاهرة دائماً، على مادّة يقرأها، أو موضوع يتلاقى مع اهتماماته وثقافاته. لكن من الواضح والطبيعي أن تنسحب الصحافة المصرية أكثر فأكثر نحو الشؤون الداخلية. إنّها طبائع الأشياء وقدر الانتقال من زمان إلى آخر.

 

إيران: القطار يصطدم بشيء صلب

أمير طاهري/الشرق الأوسط/06 آذار/2020

إحدى الحجج التي يطرحها منتقدو سياسة «الضغط لأقصى مدى» التي يتبعها الرئيس ترمب في تعامله مع إيران، هي أنه بعيداً عن إقناع الجمهورية الإسلامية بتغيير سلوكها، فقد ساعد ذلك على تهميش ما يسمى «الفصيل المعتدل»، ودفع «المتطرفين» إلى تبني موقف أكثر عدوانية.

قد يبدو النقد مبرراً للوهلة الأولى؛ ففي الانتخابات البرلمانية التي شهدتها البلاد الشهر الماضي جرى تحويل الفصيل «المعتدل» الذي كان دائماً ما ينظر له على أنه «سندريلا النظام»، إلى فأر في المطبخ الخميني. فبعد أن جرى عرض الرئيس حسن روحاني وحكومته على أنهما ليسا سوى دُمَى، الثلاثاء الماضي، قرر المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي إعادة تأكيد موقفه بوصفه محرك الدُمَى، وذلك بإلغاء قرار «المجلس الإسلامي» بشأن الميزانية الوطنية الجديدة. وبعد أسابيع من النقاش، رفض المجلس السابق الميزانية بأغلبية واضحة. إلا إن المرشد الأعلى احتاج إلى ميزانية للإنفاق على مختلف الهيئات العسكرية والأمنية التي بني عليها النظام، ناهيك برواتب بشار الأسد وحسن نصر الله والحوثيين و«حماس» و«الجهاد الإسلامي» والميليشيات العراقية، وغيرها من الجماعات في جميع أنحاء العالم. وفيما يطلق عليه «مرسوم الدولة» الموجز، وهو نوع من الفتوى، أعلن المرشد الأعلى الموازنة الوطنية المعتمدة، التي أوضحت أن الرئيس ومجلس الوزراء و«المجلس الإسلامي»، جميعهم يسيرون وفق نزواته. وبعبارة أخرى، أجبرت سياسة ترمب الجمهورية الإسلامية على كشف هويتها الحقيقية بوصفها نظام «عالم ثالث» قائماً على جهاز الأمن العسكري ذي الواجهة الثيوقراطية المزيفة.

أعتقد أن ذلك تطور مهم وإيجابي، والسؤال الوحيد هو: هل ستؤدي نهاية اللعبة المعتدلة - المتشددة إلى تغيير السلوك في طهران؟

يمكن أن يكون الجواب مؤقتاً «نعم»، ويمكن اعتبار نهاية ثنائية «الاعتدال» و«التشدد» جزءاً من تغيير السلوك المعني. فهناك دلائل تشير إلى أن النظام بدا حريصاً دائماً على عدم فقد ماء وجهه في تعديل سلوكه في عدد من المجالات. ولأول مرة منذ عقود؛ قامت طهران بتقليص مؤتمراتها الدولية السنوية التي تحمل عناوين؛ مثل: «النهاية لأميركا» و«النهاية لإسرائيل»، التي اجتذبت المعارضين للولايات المتحدة ومنكري محرقة اليهود من مختلف أنحاء العالم. وانتظرت الحشود المعتادة من كارهي الولايات المتحدة التي يحضرها شخصيات مثل لويس فاراخان وابنة وصهر تشي غيفارا، وصول دعوات للسفر إلى الجمهورية الإسلامية لحضور حفل السباب الجماعي لـ«الشيطان الأكبر»، لكن انتظارهم جاء بلا جدوى. العام الحالي، لم تكن هناك معارض لرسوم كاريكاتورية تنكر محرقة اليهود (الهولوكوست)، فيما انتظر أوليفر ستون وشخصيات أخرى دون جدوى دعوة لحضور مهرجان «الفجر» السينمائي للتنافس في رياضتهم المفضلة في تقريع أميركا.

الأهم من ذلك، أن مشكلات التدفق النقدي أجبرت طهران على خفض المدفوعات للعملاء الإقليميين في العراق ولبنان وسوريا واليمن وأفغانستان وغزة. وقد أدى ذلك إلى تخفيض الوجود العسكري لـ«حزب الله» اللبناني في سوريا، في حين أن الحوثيين في اليمن دخلوا مرحلة اتسمت ببطء الحركة. كذلك أغلقت جميع المكاتب في 30 مدينة وبلدة إيرانية تجند «متطوعين» للقتال في سوريا وتدعي ظاهرياً أن هدفها حماية المراقد الشيعية، فيما خفض البعض الآخر تمثيله إلى حضور رمزي.

كما توقفت الجمهورية الإسلامية عن تشكيل وحدات قتالية جديدة من المرتزقة الأفغان والباكستانيين، ولم تتحقق المزاعم القوية بأن طهران ستساعد الفنزويلي نيكولاس مادورو على إعادة تأكيد سلطته بمبالغ هائلة من النقد.

في الوقت نفسه، لم تسعَ طهران لاعتقال أي رهائن جدد، بل أطلقت سراح ثلاثة؛ منهم أميركي. وخلال لقاء جرى في زيوريخ مع براين هوك، المكلف من قبل ترمب التعامل مع الملف الإيراني، نقل وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف رسالة مفادها بأن طهران كانت مستعدة لإطلاق سراح مزيد من المعتقلين.

ولقلقهم من احتمال اضطرارهم للتعامل مع ترمب خلال فترة ولاية ثانية، تراجع مساعدو خامنئي عن التمني علناً بأن طهران تتطلع إلى رئيس من الحزب الديمقراطي، ويفضل أن يكون جو بايدن، ليحل محله في البيت الأبيض عام 2021.

ظهرت علامة أكثر دراماتيكية على تغيير السلوك من جانب طهران في أعقاب مقتل الجنرال قاسم سليماني في هجوم أميركي بطائرة من دون طيار. وصف خامنئي سليماني بأنه «قرة عيني»، وتوقع كثيرون أن يخلف الجنرالُ سليماني روحاني رئيساً للجمهورية الإسلامية العام المقبل. ما من جنرال واحد من بين 12 من كبار الجنرالات الإسلاميين يستطيع ملء الفراغ الذي تركه سليماني. ومع ذلك، اضطرت طهران إلى تجاهل الدعوات لتصعيد الموقف بشن هجمات انتقامية خطيرة. الأهم من ذلك، أنه ربما تجري إثارة فكرة استرضاء ترمب علناً في طهران؛ وإن كان ذلك في إطار الخطاب السلبي المعتاد. فقد زعمت صحيفة «كيهان» اليومية، التي يعتقد أنها تعكس آراء خامنئي، الثلاثاء الماضي، في خطاب أرسله السفير السويسري، أن طهران «قد أشارت إلى اتفاق» للعودة إلى الاعتراف الفعلي بـ«النظام الصهيوني»، ونزع سلاح فرع «حزب الله» اللبناني والتوقف عن دعم جماعة «حماس». لم تذكر «كيهان» من قام بتوقيع الرسالة ومتى ولمن قام بنقلها السفير السويسري؛ الذي يمثل المصالح الأميركية في إيران. كانت إيران واحدة من أول دولتين ذواتَيْ أغلبية مسلمة تعترفان بتأسيس دولة إسرائيل. وفيما اعترفت تركيا بإسرائيل اعترافاً كاملاً بحكم القانون، فقد اختارت إيران خيار الأمر الواقع الأدنى درجة. جاء اعتراف تركيا على هيئة إعلان من وزارة الخارجية في أنقرة، بينما أقرت إيران قانوناً صدر عن البرلمان، مما أعطى قرارها مهلة قانونية أكبر. ولأن هذا الفعل لم يتم إلغاؤه تحت أي قانون في الجمهورية الإسلامية، فإنه يمكن لطهران العودة إلى الاعتراف بإسرائيل بإعلان بسيط.

لم تعد إيران تتمتع بميزة الوصول إلى تلك الكميات الهائلة من المال السهل الذي تجلبه صادرات النفط، ولذلك؛ فإن اليأس يتمكن من القيادة الخمينية من أن تخفف إدارة ترمب من قبضتها. ولأن المرشد الأعلى حريص دائماً على عدم فقد ماء وجهه، فقد قام بتعديل بعض من سلوكه، مؤكداً وجهة النظر القائلة بأن القطار الخميني، الذي لم يكن لدى محمود أحمدي نجاد أي وسيلة عكسية له، لن يتوقف إلا إذا كان أمامه جسم صلب سيصطدم به. ولأن الأنين بات عالياً في طهران، فيبدو أن القطار الشارد قد اصطدم بشيء صلب بالفعل. وبالتأكيد فقد ساعدت انتفاضتان شعبيتان متعاقبتان على زعزعة أركان النظام الذي يبدو غير قادر على إعادة الاتصال بالمجتمع الإيراني الأوسع.

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

مكتب الإعلام في رئاسة الجمهورية دعا وسائل الاعلام إلى مراجعته في ما يتعلق بمواقف عون: لا دور له في اجراء المدعي العام المالي

وطنية - الجمعة 06 آذار 2020

صدر عن مكتب الاعلام في رئاسة الجمهورية البيان الآتي: "نشرت صحيفتا "النهار" و "نداء الوطن" في عدديهما الصادرين صباح اليوم، معلومات خاطئة عن دور لفخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون في ما خص الاجراء الذي اتخذه المدعي العام المالي في حق عدد من المصارف. كما تناولت وسائل اعلام اخرى الموضوع نفسه من زاوية مختلفة. يهم مكتب الاعلام في رئاسة الجمهورية ان يوضح ان رئيس الجمهورية، انطلاقا من مسؤولياته الدستورية ولا سيما بموجب القسم (المادة 50)، يسهر على احترام القوانين ومنع أي خلل في تطبيقها وفي كل ما يمكن ان تكون له مضاعفات سلبية على الاستقرار الامني والاقتصادي والمالي في البلاد، من دون ان يكون لفخامته أي موقف تجاه هذا الفريق أو ذاك او أن يكون طرفا في النزاعات عموما، والقضائية منها خصوصا. إن مكتب الاعلام في رئاسة الجمهورية يهيب مجددا بوسائل الاعلام على أنواعها، مراجعته في كل ما يتعلق بمواقف رئيس الجمهورية، لئلا يؤدي تكرار نشر معلومات كاذبة او مختلقة الى اللجوء الى القوانين المعتمدة والتي ترعى مقاربة الخبر الكاذب والرواية المختلقة".

 

حتي من بكركي: ليس من السهل التعامل مع التحديات واذا اتحدنا سننجح

وطنية - الجمعة 06 آذار 2020

استقبل البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، في بكركي، وزير الخارجية والمغتربين ناصيف حتي، الذي قال: "تشرفت بلقاء البطريرك الراعي لأستمع الى توجيهاته واقتراحاته، وهو دائما يقدم الكثير في هذا المجال خصوصا للخروج من هذه الازمة الوجودية وهي ازمة اقتصادية خانقة وضاغطة تمثل التحدي الاول حاليا في لبنان، وقد عرضت له ما تقوم به الحكومة وما تنوي القيام به لمواجهة هذه التحديات ذات التداعيات الاجتماعية والسياسية الحادة في حال لم يتم التعامل بنجاح مع هذه الازمة". واضاف: "نبذل كل الجهود، نتطلع الى الدول الشقيقة والصديقة للحكومة اللبنانية لمساعدتنا ولو انها مسؤولية اساسية لبنانية، لا نطلب من احد ان يقف مكاننا ولكن ان يساعدنا بعد ان نضع البرنامج ونطوره، خصوصا وان التحديات ليس من السهل التعامل معها. ولكن اذا اتحدنا كلبنانيين في هذا المجال سننجح". وتابع: "عرضت هذه الامور على البطريرك الراعي واستمعت الى ما طرحه، وكنت مسرورا لدعمه بما نقوم به وترحيبه وبضرورة انفتاحنا على الجميع في الحراك ومكونات الرأي العام اللبناني لمدنا بالافكار. ونحن ندعو الى حوار مستمر لان هذه الازمة تطال جميع اللبنانيين، والمشكلة والتحدي الاساسي في مواجهة الازمة الاقتصادية. فالتنوع السياسي في لبنان مهم ومصدر غنى للبنان ونريد الحفاظ عليه، ولكن اذا غرقت السفينة ستغرق الجميع ويدنا ممدودة ونحن منفتحون للاستماع الى كل الآراء والافكار لاخراج لبنان من النفق". وردا على سؤال عن زيارته الاخيرة الى الخارج، قال: "الاتصال مع الدول الصديقة والشقيقة امر اكثر من ضروري، نحن في بداية الطريق وانا متفائل سواء بالنسبة لزيارتي الى فرنسا او في لقاءاتي في اطار جامعة الدول العربية في مؤتمرين، الدورة الاستثنائية لوزراء الخارجية العرب ثم الدورة العادية لوزراء الخارجية العرب والدورة الاستثنائية لوزراء خارجية منظمة التعاون الاسلامي وفي ما يتعلق بوضع الجامعة العربية بالنسبة الى صفقة القرن سمحت لي هذه المؤتمرات بعقد العديد من اللقاءات مع عدد من وزراء الخارجية العرب، وتحدثنا بعقل منفتح بحيث يمكن مواجهة التحديات. وكررت اننا ننوي القيام بواجباتنا وهي مسؤولية الحكومة ومكونات الشعب اللبناني كافة في حوار مستمر للوصول الى بر الامان. واكدت ان استقرار لبنان مصلحة لبنانية اولا ولكنه مصلحة عربية اقليمية ودولية. وهنالك تفاعل وبداية ايجابيات ونعلق الآمال على الحصول على الدعم من الاشقاء والاصدقاء". وعن ثقة الخارج بلبنان، قال: "الامور في نهايتها وتداعياتها، كيف يمكن بلورة هذا البرنامج نحن نمر في ظروف صعبة جدا، لا اريد ان ابرىء الحكومة لاقول لم نكن موجودين نعم لم نكن موجودين هذه تداعيات سنوات، واقول ذلك لاذكر اننا امام ازمة خطيرة جدا يمر بها لبنان، ونحن كحكومة وفريق عمل نعمل كفريق للخروج من المأزق، يدنا ممدودة ونستمع وندعو من يسمي نفسه معارضة من هنا او هناك، لمدنا بالاقتراحات الممكنة لبلورة خارطة الطريق ضمن فترة زمنية وقد تحدثنا عن مئة يوم للخروج من هذا النفق المظلم ومن مسؤوليتنا جميعا كلبنانيين". وردا على سؤال عما اذا لمس حظرا ماليا وسياسيا على الحكومة الحالية في الخارج، قال حتي: "هناك ترقب وحذر، لكنها مسؤولية أبناء البيت اللبناني للبدء ببرنامج العمل وبعد ذلك يأتي الدعم المشروط". وتابع: "انتظرونا يوم، يومين، نحن لا نتهرب من المسؤولية، ورثنا وضعا صعبا ونعمل على التفكير كما يقال "خارج الصندوق" لبلورة برنامج خروج من النفق المظلم الذي قد نذهب اليه اذا لم ننجح وعندي ثقة اننا سننجح". وسئل عما اذا سيتم تسديد اليوروبوندز، قال حتي: "كل شيء في وقته، غدا مجلس الوزراء وستعرفون كل الاخبار".

 

الراعي ترأس اجتماعا للجنة البطريركية للاغاثة

وطنية - الجمعة 06 آذار 2020

ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي اجتماعا للجنة البطريركية للاغاثة التي تم تشكيلها لمواكبة تداعيات الأزمة الاقتصادية والمالية والاجتماعية والاستشفائية في لبنان، واطلع على تقارير اللجان المصغرة وآلية عملها في المرحلة المقبلة.

خوري

وكان الراعي التقى أمس، سفير لبنان السابق لدى الكرسي الرسولي العميد جورج خوري، ممثل بطريركية موسكو وسائر روسيا في لبنان الأرشمندريت فيليب فاسيليتسيف، ثم وفد المركز الحبري لحوار الأديان، الذي عرض للراعي نشاطه في لبنان والتحضير للمؤتمر الذي سيشارك فيه في حاضرة الفاتيكان، بدعوة من الكرسي الرسولي.

المركز الثقافي الماروني

كما ترأس الراعي اجتماعا للمركز الثقافي الماروني، الذي يعمل على التشبيك والتواصل بين الموارنة في لبنان والعالم.

 

الراعي: التسييس وباء لا يقل خطورة عن كورونا

وطنية - الجمعة 06 آذار 2020

واصل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي الصلاة اليومية مع المؤمنين من كنيسة الصرح البطريركي.

وقال في مستهل صلاة المسبحة وزياح الصليب مساء اليوم، خلال التأمل الروحي: "نقدم صلاتنا هذا المساء أيضا على نية شفاء المصابين بفيروس كورونا، الذين يزدادون مع الاسف. ونتقوى بإيماننا الذي اعتدنا أن نحارب فيه الأمراض المستعصية كالطاعون في ما مضى، واليوم كورونا هو طاعون العصر، ولكن بشفاعة مريم العذراء ما من شيء مستحيل، ونحن نسأل الله التدخل ونلتمس الشفاء منه ووضع حد لانتشار هذا الفيروس الذي عزل العالم وخلق حالة من الهلع والشلل على المستوى العالمي".

أضاف: "نصلي أيضا وأيضا على نية المسؤولين السياسيين، الذين سيتخذون غدا قرارا يتعلق بالشؤون المالية، على أمل أن يتخذوا القرار المناسب للبنان، بعيدا عن أي ضغوط سياسية أو مصالح سياسية. ونسأل الله أن ينجينا من وباء التسييس الذي يعطل كل شيء وأوصلنا الى الحضيض، فالتسييس هو وباء لا يقل خطورة عن وباء كورونا". وعن قرار المناولة باليد الذي اتخذه مجلس المطارنة الأربعاء الفائت، قال الراعي: "لقد تلقينا اتصالات عدة من المطارنة والكهنة بخصوص موضوع المناولة، في ظل انتشار فيروس كورونا، وكان جوابنا واضحا بأن القرار سيتخذ بالاجماع في اجتماعنا الشهري الاربعاء الماضي، وهذا ما جرى حيث طرحنا الموضوع من مختلف جوانبه في سلبياته وايجابياته وفي تاريخه ولاهوته، واتخذنا قرارا بأن تتم المناولة في اليد، وذلك نتيجة الخوف الذي يتملك الناس من أن ينتقل الفيروس من يد الكاهن التي تلامس بطبيعة الحال فم المؤمنين، وقد تنقل الفيروس. وفي كل حال، فإن جسد المسيح واحد، ولا يتغير أكانت المناولة في الفم أم في اليد، وهذا الأمر ليس جديدا على كنيستنا. ففي البداية كانت المناولة تتم باليد. وكنا نضع القربان على اعيننا كي نستنير بنور المسيح. ونرتل في ترتيلة "قد اكلت جسدك": "وعينايا التي مست به، رحمتك تبصر". ولكن تم إيقاف هذه العادة لأن بعض اعداء الكنيسة والقربان كان يعمد الى أخذ القربان وتدنيسه، أو رمي البقايا التي تسقط من القربان المقدس". أضاف: "لا داعي للبلبلة والمزايدة في هذا الموضوع، وحول هذا القرار، فالرب يسوع حاضر في القربان، وأنت أيها المؤمن ستحصل على نعمة القربان إن كان في اليد أم في الفم. وفي الفترة الحالية، إن القرار الموقت هو أن تكون المناولة في اليد. ولذا، نطلب الوعي والمسؤولية في التعامل مع القربان المقدس وتناوله امام الكاهن مباشرة، وعدم رمي أي بقايا منه، لان المسيح حاضر في كل جزء. ويستمر هذا التدبير الى حين ينتهي زمن كورونا ونعود الى المناولة في الفم، والتي هي أفضل. أما في الوقت الحالي فلنلتزم بفضيلة الطاعة لأن هذا القرار صدر عن الكنيسة ومجلس المطارنة مجتمعا، والطاعة واجب على الجميع، وأنا أول المؤمنين. لذا، دعونا نوقف المزايدات لأنها ليست علامة إيمان وطاعة للكنيسة".

 

وزيرة الإعلام لوفد تلفزيون لبنان: الأولوية ليست فقط لمجلس الإدارة وإنما للاصلاح الإداري الشامل

وطنية - الجمعة 06 آذار 2020

اجتمعت وزيرة الإعلام الدكتورة منال عبد الصمد نجد مع وفد من نقابة موظفي "تلفزيون لبنان"، برئاسة النقيب حنا بواري.وقد تمحور الاجتماع حول هموم ومطالب النقابة، وواقع الحال في "تلفزيون لبنان" والمرتجى، بحيث استمعت عبد الصمد إلى آراء ومطالب الموظفين، وذلك من باب المساحة الأسبوعية التي تعطيها كل يوم جمعة للمراجعات. وعبرت عبد الصمد لموظفي "تلفزيون لبنان"، عن إيمانها بأنهم "جزء من النهضة المرتقبة للمحطة"، وقالت إن "كل موظف مهما صغر دوره أو كبر، بمقدوره حيث هو أن يساهم في النقلة النوعية التي نريدها جميعا للشاشة العامة". من جانب آخر، تطرقت وزيرة الاعلام إلى أهمية تعيين مجلس إدارة جديد لـ"تلفزيون لبنان"، وقالت: "الاولوية ليست فقط لمجلس الإدارة وإنما للإصلاح الإداري الشامل "، وشرحت أنها تعكف على وضع آلية شفافة تحظى بدعم من رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة، كي "يصل الأكفأ والأكثر قدرة على العطاء".

 

قاووق من ميدون: لبنان يعيش حالة طوارئ قصوى وأي إعاقة لعمل الحكومة يسرع الإنهيار الإقتصادي والمالي

وطنية - الجمعة 06 آذار 2020

وطنية - أكد عضو المجلس المركزي في "حزب الله" الشيخ نبيل قاووق خلال حفل تأبيني أقامه الحزب في حسينية بلدة ميدون في البقاع الغربي، في حضور علماء وقيادات من حزب الله وممثلين عن الأحزاب وفاعليات، أن "كل التكفيريين تجمعوا من الغوطة إلى جرود عرسال وغيرها في إدلب".

أضاف :"هناك من أراد أن يطلق مشروعا جديدا للارهاب التكفيري وهذا المشروع يهدد لبنان كما يهدد سوريا والمنطقة وليس مقبولا أن نقف متفرجين أمام ولادة جديدة للارهاب التكفيري الذي يهدد المنطقة ويهدد أهلنا ووطننا في لبنان فكانت المعركة وكانت المشاركة، أبناؤنا الأبطال كانوا في الخطوط الأمامية وهم خاضوا أشرس معركة ولم يستشهدوا في البيوت والمراكز، شهداؤنا استشهدوا في الميدان مقبلين ومستقبلين غير مدبرين يصنعون أعظم هزيمة لقوات النخبة التكفيرية وغيرها، وليصنعوا أعظم إنتصار للأمة على الخطر التكفيري، هؤلاء هم شهداؤنا بهم نفتخر وبهم نعتز، جيوش الدنيا بدأت تكتب عن هذه المواجهة وكيف أن هذه القوة من حزب الله إنتصرت على قوات النخبة، نخبة التكفيريين وغيرهم". واعتبر "أننا أمام أزمة صحية إنسانية عالمية تتجاوز كل الحدود الجغرافية والسياسية والدينية والمذهبية، والخطر من كل ما حصل أن هذا الوباء قد ينتشر ليصيب الملايين ومئات الملايين من البشر إذا لم نكافح لنضع حدا لهذا لانتشار وهذا الخطر، المسؤولية الشرعية والدينية تفرض علينا أن نواجه هذا الوباء بالإجراءات والتوصيات الصحية الوقائية، ولا نقبل تساهلا، والذي يصاب بالمرض والعدوى حقه علينا أن نساعد وأن ندعم معنويا وأن يحظى بالرعاية من أجل شفائه، وأبدا لا تصح الشماتة ولا تجوز".

وقال: "أما الذين يستغلون هذا المرض من أجل تحقيق مكاسب سياسية أو تصفية حسابات سياسية فهذه جريمة أخلاقية وسياسية لا تغتفر". وفي الشأن الإقتصادي الداخلي قال قاووق: "من البلاء الذي نعيشه في لبنان الأزمة المالية والإقتصادية والمعيشية، هذا بلاء يصيب جميع اللبنانيين ولا يقف عند حدود مناطقية وحزبية وسياسية ومذهبية، والأزمة المالية التي يعيشها لبنان اليوم هي الأسوأ منذ الإستقلال، مررنا بالحرب الأهلية ولم تكن الليرة اللبنانية مهددة بالإنهيار مثل اليوم، لبنان يعيش حالة طوارئ قصوى وهناك حالة إستنفار قصوى من الرؤساء الثلاثة ومن الوزراء من القوى السياسية الحريصة على إنقاذ الوطن، هناك إستنفار من أجل إنقاذ لبنان من الإنهيار الذي لن يوفر أحدا، هذه هي المسؤولية الوطنية، فأي إعاقة لعمل الحكومة في هذه المرحلة وأي إساءة وعرقلة لعمل الحكومة في مشروعها الإنقاذي، لها نتيجة واحدة هي تسريع الإنهيار الإقتصادي والمالي الذي سيصيب جميع اللبنانيين". وختم: "المسؤولية الوطنية في هذه المرحلة الحساسة من تاريخ لبنان، توجب إتخاذ قرارات جريئة قضائيا وماليا واقتصاديا والمطلوب من جميع القوى السياسية قرارات وطنية مسؤولة، والوضع لا يتحمل كيديات ومناكفات ولا تصفية حسابات لأن هذه الفرصة المتاحة الآن لن تتكرر، نحن أمام فرصة وحيدة والوقت ضيق وهناك حكومة تتصدى لوقف الإنهيار وعلى الجميع أن يساعد ونحن في طليعة من يساعد لكن بشروط، لا نستطيع أن نعمل لوقف الإنهيار بإجراءات تكون على حساب الفقراء والطبقات الفقيرة، ولا نستطيع أن نتخذ قرارات في الحكومة تتصل بأموال المودعين، لا نقبل بأن يكون هناك قرارات مالية لصالح المصارف أو لصالح أصحاب الديون في الخارج على حساب أموال المودعين الللبنانيين وهذا خط أحمر ونحن سنبقى في موقع المسؤولية لإنقاذ بلدنا".

 

مأتم لنقيب السابق للمحامين عصام كرم في دير القمر ورئيس الجمهورية منحه وسام الأرز الوطني نجم: آمن باستقلالية القضاء وجسد اقتناعه بها في عمله وحياته

وطنية - الجمعة 06 آذار 2020

منح رئيس الجمهورية العماد ميشال عون النقيب السابق للمحامين عصام كرم وسام الأرز  الوطني من رتبة ضابط أكبر، وضعته على نعشه في يوم وداعه في دير القمر وزيرة العدل الدكتورة ماري كلود نجم.

وقد ودع لبنان ومحاموه النقيب عصام كرم، في مأتم رسمي وشعبي مهيب في دير القمر، في كنيسة سيدة التلة. وترأس الصلاة لراحة نفسه رئيس أساقفة صيدا ودير القمر للموارنة المطران مارون العمار ممثلا البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، يحيط به المطران بولس مطر، راعي أبرشية صيدا ودير القمر للروم الملكيين الكاثوليك المطران إيلي بشارة حداد ورئيس مدرسة الحكمة الخوري شربل مسعد ممثلا رئيس أساقفة بيروت للموارنة المطران بولس عبد الساتر ولفيف من الكهنة والرهبان. وشاركت في الصلاة الوزيرة ماري كلود نجم ممثلة الرئيس ميشال عون ورئيسي مجلسي النواب نبيه بري والوزراء حسان دياب، الرئيس حسين الحسيني، الوزير السابق غسان عطاالله ممثلا رئيس "التيار الوطني الحر" النائب جبران باسيل، دريد ياغي ممثلا رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط ونجله النائب تيمور، النائب سيزار المعلوف ممثلا رئيس "حزب القوات اللبنانية" سمير جعجع والنائبة ستريدا، النائب فريد البستاني، الوزير السابق إدمون رزق، الى نقيبي المحامين في بيروت وطرابلس ملحم خلف ومحمد المراد، نقيب محرري الصحافة اللبنانية جوزف القصيفي، كما شارك النقباء السابقون للمحامين وممثلو هيئات قضائية وقانونية ومدنية وإجتماعية ورئيس جامعة قدامى الحكمة فريد الخوري ومحامون من كل لبنان تقدمهم النقيبان خلف والمراد، حملوا نعش الفقيد إلى داخل الكنيسة وإلى مثواه الأخير.

الرقيم البطريركي

وبعد الإنجيل المقدس، تلا أمين سر الكاردينال الراعي الخوري شربل عبيد الرقيم البطريركي، جاء فيه:

"البركة الرسولية

تشمل بناتنا وأبناءنا الأعزاء: سوزان ومهى شقيقتي المرحوم النقيب عصام كرم كرم، وأولاد المرحوم شقيقه النقيب ملحم كرم وعائلاتهم وسائر ذويهم وأنسبائهم في الوطن والمهجر ومجلس نقابة محامي بيروت وجامعة آل كرم المحترمين".

نودع معكم بالأسى الشديد وصلاة الرجاء عزيزكم وعزيزنا النقيب عصام، وهو وجه لامع في الأدب والمحاماة والنقابة والخطابة والكتابة التحليلية الصحفية، وفي ثقافته التاريخية الواسعة اللبنانية والإسلامية والفرنسية. وقد أدى رسالته المتنوعة على أكمل وجه.

إنه تلميذ مدرسة الحكمة التي تخرج منها ضليعا باللغة العربية على يد كبار الأساتذة المعروفين آنذاك، وفي عهد رئيسين مميزين هما المونسنيور يوحنا مارون والمرحوم اغناطيوس مارون. وكان يغرف من معين المرحوم والده الكاتب والأديب كرم ملحم كرم صاحب مجلة "ألف ليلة وليلة".

درس الحقوق والعلوم السياسية في جامعة القديس يوسف. وأثناء دراسته دخل الحركة الطلابية وتقلب في عضوية ورئاسة اتحاد طلاب الحقوق ولجنة العلوم السياسية. وبعد أن تخرج بإجازة الحقوق سنة 1958 وتدرج في مكتب النقيب ميشال عقل، أسس مكتبه الخاص وكان لامعا فيه حتى انتخب عضوا في مجلس نقابة محامي بيروت، ثم نقيبا لمدة أربع سنوات بسبب أحداث الثمانينات الدامية في لبنان.

في ولايته النقابية، كانت مصونة حقوق المحامي وكرامته، ووحدة النقابة التي وقفت مثل مؤسسات دستورية أخرى كسد منيع بوجه رياح التقسيم آنذاك. وأثناء ولايته أنشئ تأمين المحامين ويوم المحامي، وبدأت المككنة في النقابة، وتم التنسيق بين نقابتي بيروت وطرابلس. وفوق كل ذلك طبع النقابة بغنى ثقافته وحكمته ونبل مقاربته ملفات الدعاوى الموكولة إليه.

المرحوم النقيب عصام عشيق الأدب والكتابة مثل شقيقه المرحوم النقيب ملحم، وعلى خطى والدهما بدأ فن الكتابة مذ كان تلميذا ثانويا، واستمر في كتابة افتتاحيات الصحف حتى انتخابه نقيبا للمحامين حرصا منه على إبقاء مركز النقابة بعيدا عن السياسة.

أما الصحف والمجلات التي كتب فيها وهي تحفظ إرثه الفكري، فهي على التوالي: رقيب الأحوال، المجالس المصورة، البيرق، "La Revue du Liban"، "Monday Morning" والحوادث. إنه بالحقيقة لؤلؤة في تاج نقابة المحامين.

تميز النقيب عصام بإحساسه المرهف وعاطفته وأخلاقيته. أحب الحق ودافع عنه بدون أي مساومة، إذ كانت حية دائما في ذهنه كلمة المرحوم والده: "علمتني الحقيقة أن أكرهها، فما استطعت". ونسج أطيب علاقات الأخوة مع شقيقه المرحوم النقيب ملحم وشقيقتيه وأولادهم الذين بادلوه العاطفة وأحاطوه بكل عناية وأخلص لبيت المرحوم خاله.

على الصعيد الاجتماعي، كان صاحب حضور رفيع مميز بكلمته ورأيه السديد ونظرته الثاقبة. وهي صفات كنا نكبرها فيه في كل مرة كان يتردد إلى الكرسي البطريركي في مناسبات مختلفة. تميز أيضا بحبه للبنان وللبطريركية المارونية بسبب الرابط العضوي بينهما، الأمر الذي جعله ينتسب إلى الرابطة المارونية.

وفيما نحن نسير عبر زمن الصوم المبارك نحو العبور الفصحي إلى حياة جديدة بالمسيح الفادي، نرجو معه أن تكون وفاته عبورا إلى ملكوت السموات في أحضان أمنا مريم العذراء سيدة التلة التي أحبها ككل الديريين.

على هذا الأمل واكراما لدفنته وإعرابا لكم عن عواطفنا الأبوية، نوفد اليكم سيادة أخينا المطران مارون العمار رئيس أساقفة صيدا السامي الإحترام ليرئس باسمنا حفلة الصلاة لراحة نفسه وينقل اليكم جميعا تعازينا الحارة.

تغمد الله روح فقيدكم الغالي بوافر الرحمة وسكب على قلوبكم بلسم العزاء.

عن كرسينا في بكركي في الخامس من شهر آذار سنة ألفين وعشرين.

الكاردينال بشاره بطرس الراعي بطريرك انطاكية وسائر المشرق".

نجم

وفي ختام صلاة الجنازة وقبيل وضعها الوسام الرئاسي على نعش الفقيد، ألقت الوزيرة ماري كلود نجم كلمة، جاء فيها: "الحضور الكريم بمن سعى ودعا ورعى، طوى لبنان بغياب نقيب محاميه الأسبق عصام كرم صفحة مشرقة من تاريخه العامر بشخصيات وقامات طبعوا بمسيرتهم بصمات مجلية في العطاء والخلق والإبداع، نقيب الجرأة العادلة والعدالة الجريئة، كان قريبا من الجميع بقدر قربهم من مبادئه وبعيدا عن الجميع متى ابتعدوا عن مبدأ الاستقامة، كان لسانه ينطق بالحق متى ترافع، وكان متى ترافع ارتفع وترفع عن كل كلام مسيء".

نقيب من زمن الكبار علما وأخلاقا ونبلا وشهامة، غاب في زمن أكثر ما نحتاج فيه إلى العلم وألاخلاق والنبل والشهامة لإنقاذ لبنان الحبيب من أزمته.

نقيب الانتفاضة الهادئة والرصينة على كل أشكال التسلط والوصاية واخطرهما التسلط والوصاية على العدالة. بأمثاله تكون الثورة هادئة وهادفة والانتفاضة صادقة وعاقلة.

سليل العائلة الكرمية هو، من جارة القمر حيث الدير الشاهد على حقيقة جبله، بما يختزنه من تاريخ مؤسس وغنى ثقافي وتراثي أضفى على نشأته تميزا، فزاد تنورا، وتربى على المباديء والقيم.

نهل من معين والده كرم كرم لباقة الكلمة وأناقة التواصل ومضى مع شقيقه النقيب ملحم كرم في رحلة العمر، فتكاملا على ضفتي الحقوق والإعلام.

تبوأ عصام كرم سدة نقابة المحامين في بيروت في مرحلة دقيقة فحمل مشعل الحق مضاء. ما أقعدته صعوبة عن المبادرة، وما سلم لاستحالة، وما خضع ليأس. حافظ على الأمانة التي أعطيها، لا بل زاد عليها بقرارات حكيمة ومقاربات رؤيوية، فجمع حوله المحامين على تنوع الاراء والمشارب. ثبت وحدة نقابته التي ظلت هاجسه اليومي في مرافعاته وكتاباته وتجليات أعماله، حتى بعد انقضاء ولايته. ظل على جهوزيته في خدمة نقابته والوطن برأيه السديد وجرأته الموزونة وثقافته الواسعة.

آمن النقيب عصام كرم بدولة الحق الذي يعلو ولا يعلى عليه، فكانت إستقلالية القضاء في صميم ايمانه، وقد جسد اقتناعه بها في عمله وحياته؛ وكلنا يقين بأنه لا خلاص للبنان إلا بقضاء مستقل يستعيد ثقة اللبنانيين بوطنهم ويسترد ثقة العالم بلبنان. رحم الله النقيب عصام كرم الذي نذر حياته للبنان وللمحاماة بالكلمة الهادفة، بالكتابة الراقية والأفعال الصائبة.

وتقديرا لذكراك أيها النقيب، قرر فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون‏ منحك وسام الأرز الوطني من رتبة ضابط أكبر، وكلفني وشرفني أن أضعه على نعشك في يوم وداعك وأن أتقدم من عائلتك بأحر التعازي".

خلف

ثم ألقى النقيب ملحم خلف كلمة النقابتين جاء فيها:" نسر هوى، رحل عصام كرم، رحل النقيب، هوت أرزة من أرز لبنان، من لحم ودم. انكسرت سنديانة من غابات دير القمر، من قيم وعز. طار نسر من نقابة المحامين، طار، طار، طار ثم هبط. ماذا تستطيع أن تفعل النسور في عالم الأقدار والصدف العمياء والأعمار المحدودة"؟

لم يودع، بل ابتسم بوداعة البسطاء الطيبين ومشى. حمل شمخة الرأس وأصالة الجبل وأنين الجراح وانسحب الى المستحيل. "فإذا كانت النفوس كبارا تعبت في مرادها الأجسام". أيها الأحباء، ويموت الإنسان. من الطبيعي أن يموت. وهذه هي إرادة الله.

ويرحل عصام كرم ليرقد في أرض دير القمر التي أحب، متظللا ببركة "سيدة التلة" وجوار "مربع" كرم ملحم كرم الذي رممه واستطاب السكنى فيه. يصمت عن الكلام سيد من أسياد الكلام، يغيب وجهه يدير ظهره ويمشي. وماذا تبقى؟ تبقى الكثير. وحده المحامي - المحامي يموت، ولا يدري أنه يترك نتفا هنا ونتفا هناك. وحده المحامي - المحامي يتوزع حضورا وشهادات ومواقف وذكريات وأسماء وصورا وحكايات. وحده المحامي - المحامي يتفعل، حياة وموتا وفي حضوره انتصار على الحياة والموت. فكيف إذا كان، هذا الراحل، نقيبا للمحامين؟ فكيف إذا كان هو عصام كرم؟ أليس بعض الأنام يرحلون وينتهون والسلام عليهم؟ وبعضهم يرحلون، وفي رحيلهم حضور عجائبي غريب؟. فكأنهم يرحلون عنا ولا يرحلون منا؟ النقيب عصام كرم، كان من هؤلاء، ذاك الضمير الذي لا يغيب.

أيها الأصدقاء، كثيرون منكم يعرف النقيب عصام كرم، فلن أعرف به. كثيرون تعلموا على يديه ومن قلبه، فلن أعلمكم إياه. كثيرون رافقوه، صاحبوه، ساهروه، سمروا معه، وهم الأدرى بطيب مجلسه. دعوني فقط أقول: هذا الرجل النقيب - المعلم، هذا العنقود العتيق، في أطيب عرائش نقابة المحامين، هذا المثقف المثقف، على خفر ووداعة، هذا الموسوعة المتنقلة، هذا النبيل الكريم يعطيولا منة، عاش على ثلاثة: القلم، الكلمة، الحق. فكان رجل الصفات الإستثنائية المميزة: رجل الحق، فلا يهاون ولا يهادن، ولا يختبئ وراء إصبع أو حجاب. رجل الشجاعة، مهما كانت مكلفة ومتعبة. رجل البذل، لا يكل ولا يتعب، لا يهدأ ولا يستريح، همه أن يعطي ويجود متحديا قهر الزمان. رجل الصلابة والعناد، يجهر في وجه الظلم والفساد والوصولية، فلا أنصاف حلول لديه ولا استسهال مواقف، يغضب، يصرخ، ولا ينحني.

الرجل الصعب في زمن التراخي والنفاق وتؤخذ عليه الصعوبة، فإن انتقد بها كانت وساما على صدره. رجل الصبر والجهاد، فلا تذمر او إستلشاقا، يعد ويفي، يتحمل المسؤولية ويؤدي الدور تماما. رجل النبل والشهامة، يساند زملاءه وأصدقاءه في كل حين، مهما كانت التضحيات كبيرة. رجل الكبرياء، صوته يجلجل بالحق، وأعصابه ثورة تمرد، وكأن بعض بطولات أبناء الجبل تسكن مواقفه، أبي كما الضمير، نقي كما شجرة زيتون على سفوح دير القمر، يعصف إن لمح استخفافا ولا يمهل أو يهمل.

أيها الراحل الكبير، عصام كرم، أنت العظامي والعصامي في آن. أنت النقيب الإنسان المتكامل والمحامي الذي يجسد شرف المحاماة. رحم الله والدك كرم ملحم كرم، الذي أورثك الحسب والنسب وهداك إلى رياض المحاماة والأدب غرسة باسقة نعتزبها نحن زملاءك وذويك ومواطنيك، فبقيت طوال حياتك على قول والدك: "علمتني الحقيقة ان أكرهها فما استطعت".

لقد تآخت في شخصك المحاماة وموهبة الأدب واللغة، وعلق على صدور صفحات الصحف، ما سال عليها من نفثاتك واستقرت على جدران قاعات دور العدل، أطايب أنفاسك. سألت نفسي غير مرة أي حسن أكمل فيك: عقل نير أو لطف حديث، أو صدق، أو وفاء وولاء لا حدود له، للوطن، للمهنة، للنقابة التي نذرت نفسك لها؟ هو كل هذا بل أكثر. نلجأ إليك، عند كل صعوبة، فإذا أنت رجل المشورة وصاحب القرار. تقف، تعظ، تتكلم، تترافع على المنابر، على أقواس المحاكم، في مجالس النقابة والتقاعد وخارجهما. وكنا نحن نكاد نتسابق الى القول: كونوا في سكوت أيها الحاضرون. فنسمع كلماتك التي كانت إشراقة في وجه العتمة، قوة في وجه الظلم، رقيا في أزمنة التخلف والجهل.

لكم سعدت يوم السبت الماضي، وقد تقصدت قبيل انتهاء الخلوة النقابية، مناداتي باسم "ملحم" تحببا - وكأنك العالم أنه اللقاء الأخير - وقد قلت لي إنه يطيب لك مناداتي باسم شقيقك، رحم الله النقيب ملحم كرم، لما أكن لك من مودة وتقدير، ليتني أستحقهما... فأعاهدك، أن أبقى أمينا على وصاياك وإرشاداتك وتعاليمك، يا أشرف الراحلين.

أيها الزميل الآدمي، أنا أعرف تماما حبك الكبير للبنان. وقد قلت في مقال لك بعنوان "Vox populi Vox dei"، في شهر كانون الأول 2019: "نريد حكم الأوادم، هكذا قال الشعب. وصوت الشعب هو صوت الله". فأؤكد لك، مستعينا بروحك الطاهرة: إن لبنان الموعود آت، إن لم نصنعه نحن، اصطنعه لنا الآخرون، سيصنعه الأوادم ولا أحد غير الأوادم مهما طال الزمن... لا النصابين، لا الوصوليين، ولا الإنتهازيين. والأوادم أمثالك هم ليسوا نوادر في دير القمر وفي الشوف وفي لبنان والمهجر. بمثل هؤلاء سيكون لنا وطن والوعد ليس بعيدا.

يا أكرم الراحلين، لقد أعطيت من قلبك، "فخذ من قلوبنا لك مسكنا". إذ أتشارك ومجلس نقابة المحامين الأسى والحزن مع ذويك الأكارم وسائر عارفي فضائلك ومحبيك، أنحني أمام نعشك تقديرا ومحبة، وأقول: إذا كان الأموات يعيشون بقدر ما يحبهم الأحياء، فما أبقاك يا عصام، يا نقيب المناقب. أما نحن، ففي لحظتنا الموجعة الكئيبة، يحق لنا أن نبكي لأننا نحبك".

رزق

وألقى الوزير السابق إدمون رزق كلمة بإسم "أصدقاء عصام كرم"، جاء فيها: "لأول مرة يخذلني عصام كرم، لأني كنت أمني النفس بأن يقف هو في وداعي، لكنه خذلني. أنا من وقف في وداع كرم ملحم كرم في دير القمر وفي الأونيسكو وفي الحكمة، وأنا من وقف في وداع ملحم كرم في نقابة المحررين وفي الأونيسكو. كنت أنتظر عصام أن يقف هو في وداعي. هذا الذي عرفته جارا من قبل أن يولد لزمالة بين والده كرم ملحم كرم ووالدي أمين رزق. زمالة الكلمة والصحافة والأدب والفكر والقوافي. ثم كان لنا أن نتجاور على مقاعد الحكمة لسنوات طويلة كنا فيها أخوين، وكان عصام بارزا ومتقدما ولامعا في زمن كان فيه ملحم كرم رحمه الله يقود الطلاب ويحمل المشعل. دخلت وعصام نقابة المحامين وحصلنا على الدرع الذهبية اليوبيلية. وخلال هذه السنوات كلها كنا معا، أمام الأقواس، أحيانا مواجهة وأحيانا في الجهة نفسها. عصام كرم ظاهرة وطنية فكرية وأدبية، فإنه علامة في اللغة العربية. هو مدمن قراءة وخطابة. أشعر بنفسي اليوم يتيما بفقد أخ لي مرة ثانية بعدما فقدت منذ عشر سنوات ملحم كرم".

وألقيت كلمات لكل من كاهن الرعية الراهب المريمي الأب جوزف بو عون، الأديب رياض حلاق وجورج يزبك بإسم أبناء دير القمر، والمحامي الياس شديد بإسم العائلة تحدث فيها عن عصام كرم المحامي والإنسان والصديق والمرجع.

التعازي

وتواصل العائلة تقبل التعازي في بيت المحامي اليوم وغدا السبت من الساعة الحادية عشرة حتى السادسة مساء.

 

/New A/E LCCC Postings for todayجديد موقعي الألكتروني ل 05-06 آذار/2020

رابط الموقع
http://eliasbejjaninews.com

 

ميشال الحايك كغيرة من المهرطقين والدجالين هو منافق وعيب على وسائل الإعلام التسوّيق له

الياس بجاني/06 آذار/2020

المهرطق والشيطان ميشال الحايك يستغل الوضع الكارثي ويكمل في نفاق قراءة المستقبل. الإعلام الغبي يطبل له. الله وحده يعرف المستقبل

 

 

الياس بجاني: كذب المنجمون ولو صدقوا/هل حل ميشال حايك وليلى عبد اللطيف وباقي الممتهنين أعمال التنجيم والنبوءات والكذب والنفاق مكان الله سبحانه تعالى وأصبحوا قادرين على قراءة المستقبل ومعرفة كل هو في الغيب؟

http://eliasbejjaninews.com/archives/70666/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d9%83%d8%b0%d8%a8-%d8%a7%d9%84%d9%85%d9%86%d8%ac%d9%85%d9%88%d9%86-%d9%88%d9%84%d9%88-%d8%b5%d8%af%d9%82%d9%88%d8%a7/

 

 

Click Here to read the whole and detailed LCCC English News Bulletin for March 07/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/83905/detailed-lccc-english-news-bulletin-for-march-07-2020/

 

A Bundle Of English Reports, News and Editorials For March 06-07/2020 Addressing the On Going Mass Demonstrations & Sit In-ins In Iranian Occupied Lebanon in its 142th Day

Compiled By: Elias Bejjani

March 07/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/83902/a-bundle-of-english-reports-news-and-editorials-for-march-06-07-2020-addressing-the-on-going-mass-demonstrations-sit-in-ins-in-iranian-occupied-lebanon-in-its-142th-day/

 

 

بعد قتل وانتحار متهمي «حزب الله» بإغتيال الحريري.. ما الجدوى من صدور الأحكام؟

جنوبية/07 آذار/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/83908/%d8%a8%d8%b9%d8%af-%d9%82%d8%aa%d9%84-%d9%88%d8%a7%d9%86%d8%aa%d8%ad%d8%a7%d8%b1-%d9%85%d8%aa%d9%87%d9%85%d9%8a-%d8%ad%d8%b2%d8%a8-%d8%a7%d9%84%d9%84%d9%87-%d8%a8%d8%a5%d8%ba%d8%aa%d9%8a/

 

 

 

 

هل سيتم عزل لبنان؟

ابو ارز. اتيان صقر/07 آذار/2020

اننا ندق ناقوس الخطر، ونحذر هذه الدولة الفاجرة والفاشلة معا،ً ان تماديها في قهر الشعب في حياته وماله وصحته ولقمة عيشه وكرامته، سيؤدي حتما الى التعجيل في عودة الثورة الى سابق عزها، بل بزخم ٍأقوى، ولكن هذه المرة كل الأسلاك الشائكة والجدران العالية لن تمنع الثوار من الوصول الى معاقل السلطة والتعامل معها كما يجب وبأسلوب يختلف عن السابق ويتماهى مع شعارهم الأخير “اذا جعنا أكلناكم”.

http://eliasbejjaninews.com/archives/83911/%d8%a7%d8%a8%d9%88-%d8%a7%d8%b1%d8%b2-%d8%a7%d8%aa%d9%8a%d8%a7%d9%86-%d8%b5%d9%82%d8%b1-%d9%87%d9%84-%d8%b3%d9%8a%d8%aa%d9%85-%d8%b9%d8%b2%d9%84-%d9%84%d8%a8%d9%86%d8%a7%d9%86%d8%9f/