المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكنديةLCCC/

نشرة الأخبار العربية ليوم 05 آذار/2019

اعداد الياس بجاني

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/eliasnews19/arabic.march05.19.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

                              

اقسام النشرة
عناوين أقسام النشرة

الزوادة الإيمانية لليوم/تعليقات الياس بجاني وخلفياتها/الأخبار اللبنانية/المتفرقات اللبنانية/الأخبار الإقليمية والدولية/المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة/المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود وغيرها

 

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

إذْهَبَا وَأَخْبِرا يُوحَنَّا بِمَا رَأَيْتُما وَسَمِعْتُما: أَلعُمْيَانُ يُبْصِرُون، وَالعُرْجُ يَمْشُون، وَالبُرْصُ يَطْهُرُون، والصُّمُّ يَسْمَعُون، والمَوتَى يَقُومُون، والمَسَاكِينُ يُبَشَّرُون، وَطُوبَى لِمَنْ لا يَشُكُّ فِيَّ

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياته

اليلس بجاني: رابط مقالتي المنشورة في جريدة السياسة/أحزاب لبنان شركات ووكالات وكوارث وغنمية

الياس بجاني: قراءة إنجيلية في معاني ومفاهيم عرس قانا وزمن الصوم

الياس بجاني/مطلوب قيام تجمع 14 آذار جديد بعد مؤتمر السنيورة

الياس بجاني/هل يُعقل أن يحارب حزب الله الفساد وهو الفساد بلحمه وشحمه؟

 

عناوين الأخبار اللبنانية

"صومنا" نهجٌ متجدِّدٌ

الأب د. نجيب بعقليني/الكلمة أونلاين

بيان للمجلس العالمي لثورة الأرز يحمل السنيورة مسؤولية تعاظم حزب الله ويتضامن معه

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الاثنين 04/03/2019

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الاثنين في 4 آذار 2019

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

البيان الإسبوعي ل"لقاء سيدة الجبل

لا فساد في لبنان/وفيق الهواري/جنوبية

نديم الجميّل... تابع

أسرار الصفقة بين الحريري وباسيل

بطاقات النظام السوري للمشايخ الدروز: غارة على جنبلاط/منير الربيع/المدن

«حزب الله» يحاول احتواء عاصفة ردّ السنيورة على الاتهامات بالفساد

حماية الشخصيات والمسؤولين اللبنانيين... مظاهر بعشرات ملايين الدولارات/أعداد المرافقين تتجاوز المحدد قانوناً والاستنسابية تتحكم بطريقة توزيعهم

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

وعد من بوتين لنتنياهو بعدم نقل {إس 300} إلى النظام السوري

الجيش الإسرائيلي يطلب من واشنطن عدم الاعتراف بضم الجولان

إيران تُشكِّل ميليشيات جديدة في سورية تُمهِّد الطريق إلى لبنان

"قسد" فتحت ممرات لخروج عناصر "داعش" من الباغوز والتنظيم نشر سيارات مفخخة في البلدة

لماذا قصفت اسرائيل مواقع لـ"نسور الزوبعة"؟

تصعيد إسرائيلي في القدس بالتزامن مع تخفيض واشنطن تمثيلها الدبلوماسي

الجيش التركي ينتظر الأوامر لعملية عسكرية بمنبج وشرق الفرات

«داعش» يرواغ الهزيمة شرق سوريا بسيارات ملغومة وسترات ناسفة/متحدث باسم التحالف: وتيرة التقدم انحسرت... والتنظيم مازال يحتجز مدنيين

بوتفليقة يترشح... ويتعهد تقصير ولايته و«تغيير النظام»/تجدد احتجاجات الطلاب... وغالبية أقطاب المعارضة تقاطع الانتخابات

غوايدو يدعو إلى التظاهر اليوم لمواكبة عودته إلى فنزويلا/يواجه اعتقالاً محتملاً رغم تحذيرات واشنطن لنظام مادورو

بولتون يرفض وصف قمة هانوي بـ«الفاشلة»/دعا بيونغ يانغ إلى توضيح «ما حصل» للطالب الأميركي وارمبير

«بوكو حرام» تعلن مقتل 10 جنود نيجيريين

قرقاش يؤكد أن طهران تحرج نفسها دولياً باحتلالها الجزر الإماراتية

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

ولن يرضى القاتل/سناء الجاك /النهار

التماسك الاجتماعي المنهار والسلم الأهلي الهش/منى فياض/النهار

هكذا فُتحت طريق موسكو أمام عون/ألان سركيس/جريدة الجمهورية

إعادةُ ترتيبِ بيتِ الفساد/سجعان قزي/جريدة الجمهورية

فرنسا شديدة الاستياء لبنانياً من حلفائها وخصومها معاً/نبيل الخوري/المدن

هل بات مصير "سيدر" والحكومة معلّقاً بمصير السنيورة؟/منير الربيع/المدن

المعلم بطرس البستاني.. أعظم أدباء لغة الضاد/حبيب البستاني/جريدة الجمهورية

من أجل محاربة جدية للفساد: لتنهض نخبة لبنانية تواجه الاكاذيب والخداع/ د. حارث سليمان

جنوبية/أخطر من... تعويمه/علي الرز/الراي

الولايات المتحدة تشدّد الحصار على إيران ونظام الأسد في سوريا/علي الأمين/العرب

سوريا لكل السوريين/طارق الشناوي/الشرق الأوسط

عهد سياسات الحزبين ولَّى/ليونيد بيرشيدسكي/الشرق الأوسط

تكتيك إيراني آخر يفشل في العراق/عدنان حسين/الشرق الأوسط

الجزائر... صحة الرئيس وصحة البلاد/غسان شربل/الشرق الأوسط

الجزائر أكبر من بوتفليقة/عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط

نتنياهو وبوتين ومرحلة المراوحة/سام منسى/الشرق الأوسط

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

عون:اللحظة مواتية للانطلاقة الفعلية للمعركة ضد الفساد وسنربحها وملف النازحين سيادي ولن نتراجع عن العمل لعودتهم الى بلادهم

دريان من السراي: السنيورة خط أحمر أعاد الى مالية الدولة الشفافية والصداقية

الحريري استقبل وفد اللقاء الديموقراطي ابو الحسن:الإصلاح يبدأ بملف  الكهرباء وتطبيق القانون وسنعمل معا من خلال لجنة مشتركة

جعجع اعلن عن طرح الورقة الاقتصادية للقوات : ما شهدناه في الجلسة الأخيرة للحكومة لا يدل على أنهم جديون في مسعاهم للاصلاح ومكافحة الفساد

 

في أسفل تفاصيل النشرة الكاملة

الزوادة الإيمانية لليوم

إذْهَبَا وَأَخْبِرا يُوحَنَّا بِمَا رَأَيْتُما وَسَمِعْتُما: أَلعُمْيَانُ يُبْصِرُون، وَالعُرْجُ يَمْشُون، وَالبُرْصُ يَطْهُرُون، والصُّمُّ يَسْمَعُون، والمَوتَى يَقُومُون، والمَسَاكِينُ يُبَشَّرُون، وَطُوبَى لِمَنْ لا يَشُكُّ فِيَّ

إنجيل القدّيس لوقا07/من18حتى30/“دَعَا يُوحَنَّا ٱثنَينِ مِنْ تَلامِيذِهِ، وَأَرْسَلَهُما إِلى الرَّبِّ يَقُول: «أَنْتَ هُوَ الآتِي، أَمْ نَنْتَظِرُ آخَر؟». فَأَقْبَلَ الرَّجُلانِ إِلَيهِ وَقَالا: «يُوحَنَّا المَعْمَدانُ أَرْسَلَنا إِلَيْكَ قَائِلاً: أَنْتَ هُوَ الآتِي، أَمْ نَنْتَظِرُ آخَر؟». في تِلْكَ السَّاعَة، شَفَى يَسُوعُ كَثِيرِينَ مِنْ أَمْرَاضٍ وَعاهَاتٍ وَأَرْوَاحٍ شِرِّيرَة، وَوَهَبَ البَصَرَ لِعُمْيانٍ كَثِيرِين. ثُمَّ أَجابَ وقالَ لِلرَّجُلَين: «إِذْهَبَا وَأَخْبِرا يُوحَنَّا بِمَا رَأَيْتُما وَسَمِعْتُما: أَلعُمْيَانُ يُبْصِرُون، وَالعُرْجُ يَمْشُون، وَالبُرْصُ يَطْهُرُون، والصُّمُّ يَسْمَعُون، والمَوتَى يَقُومُون، والمَسَاكِينُ يُبَشَّرُون، وَطُوبَى لِمَنْ لا يَشُكُّ فِيَّ». وٱنْصَرَفَ رَسولاَ يُوحَنَّا فَبَدَأَ يَسُوعُ يَقُولُ لِلجُمُوعِ في شَأْنِ يُوحَنَّا: «مَاذا خَرَجْتُم إِلَى البَرِّيَّةِ تَنْظُرُون؟ أَقَصَبَةً تُحَرِّكُها الرِّيح؟ أَوْ مَاذا خَرَجْتُم تَرَون؟ أَرَجُلاً في ثِيَابٍ نَاعِمَة؟ هَا إِنَّ الَّذِينَ يَلْبَسُونَ المَلابِسَ الفَاخِرَة، وَيَعِيشُونَ في التَّرَف، هُمْ في قُصُورِ المُلُوك. أَوْ مَاذا خَرَجْتُم تَرَون؟ أَنَبِيًّا؟ أَقُولُ لَكُم: نَعَم! بَلْ أَكْثَرَ مِنْ نَبِيّ! هذَا هُوَ الَّذي كُتِبَ عَنْهُ: هَا أَنَا مُرسِلٌ مَلاكِي أَمَامَ وَجْهِكَ لِيُمَهِّدَ الطَّرِيقَ أَمَامَكَ. أَقُولُ لَكُم: لَيْسَ في مَوالِيدِ النِّسَاءِ أَعْظَمُ مِنْ يُوحَنَّا، وَلكِنَّ الأَصْغَرَ في مَلَكُوتِ اللهِ أَعْظَمُ مِنْهُ». وَلَمَّا سَمِعَ الشَّعْبُ كُلُّهُ والعَشَّارُون، الَّذِينَ ٱعْتَمَدُوا بِمَعْمُودِيَّةِ يُوحَنَّا، إِعْتَرَفُوا بِبِرِّ ٱلله. أَمَّا الفَرِّيسِيُّونَ وَعُلَمَاءُ التَّوْرَاة، الَّذِينَ لَمْ يَعْتَمِدُوا، فَرَفَضُوا مَشِيئَةَ ٱلله.”

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياته وتغريدات متفرقة

اليلس بجاني: في اسيفل رابط مقالتي المنشورة في جريدة السياسة

أحزاب لبنان شركات ووكالات وكوارث/إلياس بجاني/03 شباط/19/اضغط هنا أو على الرابط في أسفل لقراءة المقالة

http://al-seyassah.com/%D8%A3%D8%AD%D8%B2%D8%A7%D8%A8-%D9%84%D8%A8%D9%86%D8%A7%D9%86-%D8%B4%D8%B1%D9%83%D8%A7%D8%AA-%D9%88%D9%88%D9%83%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%AA-%D9%88%D9%83%D9%88%D8%A7%D8%B1%D8%AB/

 

الياس بجاني: قراءة إنجيلية في معاني ومفاهيم عرس قانا وزمن الصوم

Elias Bejjani/The Holy Journey Of The Lent

http://eliasbejjaninews.com/archives/72670/%D8%A7%D9%84%D9%8A%D8%A7%D8%B3-%D8%A8%D8%AC%D8%A7%D9%86%D9%8A-%D9%82%D8%B1%D8%A7%D8%A1%D8%A9-%D8%A5%D9%86%D8%AC%D9%8A%D9%84%D9%8A%D8%A9-%D9%81%D9%8A-%D9%85%D8%B9%D8%A7%D9%86%D9%8A-%D9%88%D9%85%D9%81-2/

 

مطلوب قيام تجمع 14 آذار جديد بعد مؤتمر السنيورة

الياس بجاني/02 آذار/19

من المفروض أن لا يكون الحال بعد مؤتمر السنيورة كما قبله. المطلوب من ال 14 آذارين من غير جماعة الصفقة وأصحاب شركات الأحزاب أن يشكلوا جبهة معارضة فورا

 

لمواجهة احتلال حزب الله للبنان

هل يُعقل أن يحارب حزب الله الفساد وهو الفساد بلحمه وشحمه؟

الياس بجاني/28 شباط/19

هل يعقل أن يتبرع الفاسد طوعاً إلى محاربة نفسه؟ بالطبع لا.. وألف مليون مرة لا!!

http://eliasbejjaninews.com/archives/72593/%D8%A7%D9%84%D9%8A%D8%A7%D8%B3-%D8%A8%D8%AC%D8%A7%D9%86%D9%8A-%D9%87%D9%84-%D9%8A%D8%B9%D9%82%D9%84-%D8%A3%D9%86-%D9%8A%D8%AD%D8%A7%D8%B1%D8%A8-%D8%AD%D8%B2%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87-%D8%A7/

ومن هنا فإن حزب الله اللاهي والإرهابي والملالوي الذي يحتل لبنان ويقهر ويرهب ويفقر ويهجر شعبه منذ العام 2005، هو يستثمر بإبليسية فاقعة في شعار محاربة الفساد، وبفجور ووقاحة، وبهز أصابع، وبكل أساليب الاستكبار والتخويف والسلبطة، وذلك كله بهدف ضرب وإسقاط وتفكيك وتعهير ما تبقى من مؤسسات لبنانية حكومية وغير حكومية، وتركيع وتدجين كل الطبقة السياسية والحزبية بمن فيهم حتى الملحقين به والتابعين له.

هو وبكل وضوح وعلناً يريد ضرب هيبة الدولة اللبنانية والهيمنة على البلد كله عقب سيطرته شبه الكاملة على مجلسي النواب والوزراء وإيصال رئيس جمهورية متحالف معه استراتجياً 100%.

هو يتوهم أن الساعة قد حانت لإسقاط النظام اللبناني التعايشي والحضاري والديمقراطي والدستوري وتحويل وطن الأرز إلى ولاية فقيهية تابعة كلياً لملالي إيران، ووكراً شرق أوسطياً لمؤامراتهم الخبيثة والعدائية، ومنطلقاً وقاعدة ورأس حربة لمشروعهم الإمبراطوري التوسعي والإرهابي والمذهبي.

ولأن أصحاب شركات أحزاب 14 آذار كافة الواحد تلوى الآخر قد استسلموا له وقبلوا بجحود وكفر القفز فوق دماء شهداء ثورة الأرز، وداكشوه بذل وعلى خلفية الفجع السلطوي والمالي الكراسي بالسيادة، وارتضوا صاغرين مساكنة سلاحه ودويلاته وحروبه وإرهابه، فهو الآن يريد إذلالهم أكثر، وتركيعهم أكثر واستفرادهم بالمفرق كما هو حاصل مع الرئيس فؤاد السنيورة، وجعلهم أدوات طيعة بيده من خلال فتح ملفاتهم وتهديدهم بالتهميش السياسي وبالسجن والمحاسبة… وكيف لا وجلهم فاسد حتى العظم ومتورط بكل ما هو فساد وإفساد وطروادية!

حزب الله ومن موقع المستقوي والمتجبر، وبنفس الوقت الواهم والمصاب بداء العظمة والفوقية، هو مستمر في تهميش وتقزيم وتقليم أظافر الطاقم السياسي والحزبي التجاري المرت، الذي اصلاً هو مضروب بسوس الفساد والإفساد، وبثقافة النرسيسية، وبكل غرائز  وحيوانية الجشع والفجع، والمنخور عقله بمبدأ التجارة بكل شيء، والعاشق للأبواب الواسعة بمفهومها الإنجيلي والتي تؤدي بكل من يدخلها دائماً وأبداً إلى أتون نار جهنم وإلى أحضان دودها الذي لا يهدأ.

باختصار فإن حزب الله الإرهابي 100% هو الفساد بلحمه وشحمه وبالتالي فإن فاقد الشيء لا يعطيه، وكما يقال في الأمثال فإن إبليس لن يعمل تحت أي ظرف على هدم مملكته.

المطلوب وقفة عز بشجاعة وعنفوان وبتجرد من كل ما هو منافع ذاتية وأطماع سلطوية، الوقوف في وجه هذا المحتل الفارسي المستقوي والفاجر ومنعه من إسقاط لبنان ومن ضرب تعايشه وإعادته إلى القرون ما قبل الحجرية.

بإختصار فأنه إن لم نساعد نحن أبناء لبنان الأحرار والسياديين أنفسنا فإنه لن يأتي أحداً من الخارج لمساعدتنا…

يبقى أن ذمية وباطنية وتشاطر بعض أصحاب شركات الأحزاب ال 14 آذارية المرتدين والمستسلمين والرفعين يافطات نفاق الواقعية من جماعة الصفقة الخطيئة، وتطويل لحاهم والتملق لحزب الله وبعث الرسائل الذمية له والقول بأنهم معه وإلى جانبه في محاربة الفساد..هذا كله لن يحميهم من شره وقد يعمل  في حال تمكن على إعادة بعضهم إلى السجون وفتح كل ملفاتهم…

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الالكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

"صومنا" نهجٌ متجدِّدٌ

الأب د. نجيب بعقليني/الكلمة أونلاين/04 آذار/19

تُعتبر فترة "زمن الصوم الكبير"، من الأزمنة الكبرى والمهمّة والضروريّة للإنسان المُعمَّد والمؤمن والمُمارس لإيمانه. إنّها حالة "شعب" يسعى من خلال مسيرته الزمنيّة والإيمانيّة، نحو التوبة والارتداد، والمصالحة والتجدّد، والغوص بالعمق بعلاقته مع الخالق وبيسوع المسيح المخلّص. بالمُطلق، تتغيّر أساليب الصوم وعيشه وممارسته، وعاداته وتقاليده، بحسب الأزمنة المتراكمة على السنين؛ إنّما يبقى مضمونه وجوهره واحدًا ومتجدّدًا. ماذا يقدّم الصوم لنا؟ أو بالأحرى ماذا نقدّم ونفعل خلال فترة الصوم؟ أَوَليس الصوم دخولاً في "صحراء الذّات"، للوقوف أمام الله من جديد وبطريقة متجدّدة؟ أَلاَ يقودنا نحن المؤمنين، صالحين كنّا أم خاطئين، إلى العيش مع الله بسلامٍ وحبٍّ؟ أَلاَ نَجدُّ السير نحو أرض الميعاد الجديدة؟ أَليس هو "الزمن" المؤاتي والأقوى، للتوبة والارتداد والرجوع إلى الله والمصالحة مع الآخر؟ بالرغم من مرور "زمن الصوم" بمراحل كثيرة ومتعدّدة، حيث بنية الإنسان تمرّ من حالة القوّة إلى حالة الضعف، جسديًّا وروحيًّا ومعنويًّا وأخلاقيًّا، تؤثّر على ممارسة الصوم. مع ذلك يبقى الإنسان منجذبًا، من خلال تقواه، إلى طلب الصفح والتكفير والتعويض عن أعماله السيّئة، والدّخول من جديد في حالة من التجدّد الروحيّ والأخلاقيّ، أي عيش الأخوّة الإنسانيّة. أَلسنا بحاجةٍ اليوم إلى تقوية الإرادة أمام مُغريات وتجارب "عصرنا"؟ "ولكن ستأتي أيّامٌ فيها يُرفع العريس من بينهم، فحينئذٍ يصومون" (متّى 8: 15). يساعد "الصوم الماديّ"، أي الانقطاع عن أشياء كثيرة، على الدّخول في الراحة النفسيّة والفرح الروحيّ، وحبّ الحياة وفهمها، والترفّع عن أمورٍ دنيويّةٍ وماديّةٍ، لا تُسهم في عمليّة الخلاص. هل نعرف كيف نعيش "صومنا"؟ "وإذا صمتم فلا تكونوا ]...[ فادهن رأسكَ واغسل وجهكَ، لكيلا يظهر للناس أنّكَ صائمٌ، بل لأبيكَ الذي في الخِفية..." (متّى 6: 16-17). يُدخلنا "زمن الصوم" المقدّس، في الصلاة العميقة، التي يعَبَّر عنها بالصدقة والتوبة، حيث يكتسب الإنسان قوّةً عظيمةً "هذا الجنس من الشياطين لا يُطرد إلاّ بالصلاة والصوم" (متّى 17: 21).

هل إنسان عصرنا مستعدّ للدخول في عمليّة التحوّل والتجدّد؟ أي إخضاع جسده وروحه وفكره وقلبه لتعاليم الربّ يسوع؟ نعم، يتجدّد الصوم ويُجدِّد ويتجدَّد الإنسان معه. ألا يتجدّد مسلكنا وأداؤنا مع الله والذّات والآخر؟ لندخل في هذه "الفسحة الزمنيّة"، التي تهبنا القوّة والشجاعة والمثابرة والصَّبر على تحمّل بعض الصِّعاب والمشقَّات، والآلام و"الاعتداءات"، والظلم وغيرها من الأوضاع النفسيّة والروحيّة، التي تطال حياتنا اليوميّة على كافة الصُّعُد.

نعم، أحيانًا نكرّر طريقة ممارسة "صومنا"، ولكن كلّ مرّة بطريقة متجدّدة، فيجدّدنا نحو الأفضل، أي نحو "المسيرة الصياميّة"، التي تقودنا إلى المشاركة في آلام وموت وقيامة السيّد المسيح. نعم، نكرّر طريقة ممارسة "صومنا"، لكنّنا على ثقة تامّة، أنّ ثمار تلك الفترة، تعود بالخير على "تصرّفاتنا" وأدائنا ونظرتنا الإيجابيّة، لمسيرة حياتنا الروحيّة والعلائقيّة مع الربّ المخلّص، ولاسيّما مع الآخر. نعمّ، نكرّر طريقة ممارسة "صومنا"، لكنّنا نتجدّد من خلال تقوية مقدّراتنا ومؤهّلاتنا، التي تقودنا نحو علاقة ناضجة وعميقة وثابتة، مع الله والقيم والمبادئ، وممارسة الأخوّة الإنسانيّة. نعم، نكرّر طريقة ممارسة "صومنا"، لكنّنا نتجدّد من خلال توبتنا الصادقة ومقاصدنا الحقيقيّة، ونوايانا السليمة، وإرادتنا القويّة، وعزيمتنا الصلبة، كي نكون شهودًا لقيامة السيّد المسيح. نعم، نكرّر طريقة ممارسة "صومنا"، لكنّنا سنعبر بامتياز، الحواجز التي تمنعنا من العيش مع الله، والخلاص المُعطى لنا، بطريقة جدّية، متّكلين على عمل الروح القدس.

نعم، نحن نكرّر طريقة ممارسة "صومنا"، لكنّنا نلتزم ونعي تلك الحقيقة: "أُذكر يا إنسان، أنّكَ من التراب وإلى التراب تعود" و"اذكر يا إنسان، أنّكَ من الحياة وإلى الحياة تعود" و"أنّكَ من الله، وإلى الله تعود". لنتجدّد كي يجدّدنا الروح القدس... جدّدنا يا روح الله كي نتجدّد...

 

بيان للمجلس العالمي لثورة الأرز يحمل السنيورة مسؤولية تعاظم حزب الله ويتضامن معه

الأمانة العامة – واشنطن/04 آذار/19

http://eliasbejjaninews.com/archives/72734/%D8%A8%D9%8A%D8%A7%D9%86-%D9%84%D9%84%D9%85%D8%AC%D9%84%D8%B3-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%8A-%D9%84%D8%AB%D9%88%D8%B1%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%B1%D8%B2-%D9%8A%D8%AD%D9%85%D9%84-%D8%A7/

صدر عن المجلس العالمي لثورة الأرز تعليقا على ما جاء في المؤتمر الصحافي للرئيس السنيورة ما يلي:

-نحن نلوم الرئيس السنيورة لأنه عن حسن نية أو سؤ تقدير، لا فرق، قام بؤد ثورة الأرز عندما قبل التحالف مع حزب الله في ما سمي الحلف الرباعي بدل أن يقصيه عن الساحة السياسية ويتحالف مع الكثير ممن يمثل الطائفة الشيعية يومها.

-ونلومه أكثر يوم قام حزب الله باعلان الحرب على اسرائيل سنة 2006 وبدل أن يقف الرئيس السنيورة موقفا بطوليا ويطلب من الأمم المتحدة تنفيذ القرار 1559 وتجريد حزب الله من سلاحه لم يقبل حتى بوضع القرار الدولي 1701 تحت البند السابع ما أدى إلى استفحال هذا السرطان بالجسد اللبناني وقيامه بتخريب البلد والهجوم المضاد الذي أجهض ثورة الأرز وقتل قادتها الواحد تلو الآخر ومن ثم منع العملية الديمقراطية وبالقوة سيطر على الشارع في غزوة 7 ايار "المجيدة"وأفشل كل مشاريع أعادة الحياة للدولة ومؤسساتها.

-نحن لا نعجب إذا ما قام هذا الحزب بسجن الرئيس السنيورة ليعلّم غيره كيف يكون الرضوخ فهو تلميذ ناجح للنظامين السوري والإيراني وقد قام النظام السوري قبله بسجن الدكتور جعجع فور الانتهاء من ترتيب أموره بعد اتفاق الطائف وضمن بذلك عدم وجود أي اعتراض على قراراته وقيادته للبلاد بعدها.

-نحيي كل من تجرأ على الوقوف بجانب الرئيس السنيورة ليس لإعطائه الفرصة للدفاع عن حكومته ولكن لكي يعرف الطغات بأن اللبنانيين لم يرضخوا بعد ولن يخيفهم التهديد أو الوعيد ولن يقبلوا باقل من نزع سلاح جيش الاحتلال الإيراني هذا الذي يجنّد اللبنانيين ويستغل سذاجة البعض ويؤلب المجموعات الحضارية على بعضها ليبدو البلد فاشلا بنظامه ومؤسساته بدل أن يكون مثالا يحتزى للديمقراطية التي وحدها تحمي وتؤمن حقوق هذه المجموعات المختلفة والتي يجب أن تسعى إلى التكاتف للدفاع عن ملجئها الوحيد في غابة الرجعية والمذهبية الضيقة التي تتفشى في هذا الشرق.

 

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الاثنين 04/03/2019

* مقدمة نشرة اخبار" تلفزيون لبنان"

تناغم اشتراعي - تنفيذي هذا الأسبوع بجلسة نيابية الأربعاء في سياق العقدالإستثنائي، وجلسة لمجلس الوزراء الخميس في إطار البحث في آليات تنفيذ مقررات سيدر، وسيتم خلالها تعيين أربعة أعضاء في المجلس العسكري وأمين عام مجلس الوزراء وفق ما كشفت مصادر وزارية.

توازياآلية تنفيذ مؤتمر سيدر محور جهود رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري، في وقت تراجعت حدة السجالات التي تؤثر على عمل الحكومة، وعلى أموال سيدر وعلى سمعة لبنان في الخارج.

وعلم أن رئيس الجمهورية العماد ميشال عون أكد في اتصالات عدة ضرورة وضع حد للسجالات، والشروع في ما هو مفيد للبنان واللبنانيين.

ومع عودة رئيس المجلس النيابي نبيه بري من مؤتمر الإتحاد البرلماني العربي في عمان، ينتظر أن تكون هناك أبحاث حول مبادلة المياه اللبنانية بالكهرباء الأردني، وفق ما اتفق عليه الرئيس بري مع الملك عبدالله الثاني.

في الخارج الإهتزاز الجزائري مستمر في تظاهرات شعبية رفضا لترشح الرئيس بوتفليقة لولاية خامسة، وثمة من يتوقع أن يصار الى تعديل دستوري وتمديد للرئيس الحالي لمدة سنة يكون بعدها انتخاب رئاسي من دون ترشح بوتفليقة.

وفي سوريا معارك في آخر جيب لداعش في الباغوز السورية، في وقت قال وزير الخارجية السعودي عادل الجبير إنه بعد محادثات مع نظيره الروسي من السابق لآوانه إعادة سوريا لعضوية الجامعة العربية، وفتح السفارة في دمشق يعتمد على تقدم العملية السلمية، أما لافروف فرأى أن الهدف الرئيسي في هذه المرحلة تشكيل اللجنة الدستورية السورية.

لافروف كان زار الدوحة التي أعلنت عزمها شراء صواريخ أس 400.

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون "ان بي ان"

قبل أن يعود رأس الدبلوماسية البرلمانية اللبنانية الرئيس نبيه بري الى بيروت في الساعات القليلة المقبلة، صدحت مواقفه القوية ليس فقط في أروقة مؤتمر الاتحاد البرلماني العربي في عمان، بل ترددت أصداؤها على مساحة عربية أبعد ولا سيما أنها ارتقت لتلامس عمق الجرح العربي الممتد من فلسطين الى سوريا.

اللمسات الوطنية والقومية للرئيس بري ظهرت جلية في أجزاء كثيرة من البيان الختامي للمؤتمر.

رئيس المجلس النيابي اللبناني اعترض على سبيل المثال على عبارة "القدس الشرقية عاصمة لدولة فلسطين العربية"، مشددا على القدس كاملة فحصد موقفه تأييدا جامعا ثم تعديلا للبند ذات الصلة بناء لطلبه.

وفي بند وقف التطبيع أشار الرئيس بري الى القرار الذي صدر عن قمة بيروت العربية عام 2002 "بوقف كل أشكال التطبيع مع اسرائيل حتى انسحاب العدو من كامل الأراضي المحتلة وبناء دولة فلسطين وعاصمتها القدس".

ومرة أخرى لقي موقف الرئيس بري تأييدا واسعا، ولا سيما من رئيس الاتحاد عاطف الطراونة والوفد الفلسطيني.

أما الهموم اللبنانية التي حملها الرئيس بري الى الأردن فكانت عناوينها كثيرة وليس أقلها عودة النازحين السوريين، والمساعدة في موضوع ترسيم الحدود البحرية وتبادل فائض الكهرباء الأردنية بفائض المياه اللبنانية.

هذه الأفكار حصدت ترحيبا واسعا في لبنان وخصوصا في ما يتعلق بالتبادل الكهربائي - المائي، وهي تستحق المتابعة والبلورة بما يصب في مصلحة لبنان أولا وثانيا وأحد عشر كوكبا.

في الداخل ينتظر اللبنانيون أسبوعا برلمانيا غنيا، تتصدره جلسات لمجلس النواب من أبرز بنودها الستة والثلاثين التي وزع جدول أعمالها اليوم، تشكيل حصته في المجلس الأعلى لمحاكمة الوزراء والنواب بما يحصن عملية مكافحة الفساد.

وفي البرلمان كانت لجنة المال اليوم على موعد مع وزير الاتصالات لمناقشة التوظيف المخالف في الإدارات التابعة لها، لكن لا الوزير حضر ولا أي ممثل لهيئة أوجيرو، فطارت جلسة اللجنة التي سيكون موعدها غدا مع وزارة التربية التي سبق أن تغيب وزيرها عن الجلسة السابقة.

على المستوى الحكومي لم يتم بعد تحديد موعد لجلسة مجلس الوزراء هذا الأسبوع، واللافت أن الجلسة المرتقبة سبقتها أجواء اعلامية متشنجة ليس على خط حزب الله تيار المستقبل فحسب، بل ايضا على خط التيار الوطني الحر - المستقبل، وذلك على خلفية الأموال الملتبس وضعها أثناء رئاسة فؤاد السنيورة الحكومة، ومن رحم هذه الأجواء موقف لمفتي الجمهورية من السرايا الحكومية: السنيورة خط أحمر.

وفي حمأة الاشتباك البرتقالي - الأزرق، استرعى الانتباه ما نشر عن اتصال رئيس التيار الحر الوزير جبران باسيل برئيس الحكومة وإبلاغه بأن المقدمة ذات الصلة التي وردت في محطة OTV مساء السبت هي اجتهاد شخصي، فهل سيكون هذا الاتصال كافيا للجم التشنجات؟.

في غضون ذلك كان رئيس الجمهورية يقول إن اللحظة مؤاتية للانطلاقة الفعلية للمعركة ضد الفساد وسنربحها ولا حصانة لأحد مهما علا شأنه.

أما ملف النازحين السوريين فهو ملف سيادي ولن نتراجع عن العمل لعودتهم، يضيف الرئيس ميشال عون الذي يستعد لزيارة موسكو حيث سيكون هذا الموضوع على رأس أولويات محادثاته مع الروس.

بعيدا من السياسة عملت شرطة مجلس النواب على إزالة بعض المكعبات الاسمنتية من محيط مقر الرئاسة الثانية في عين التينة، بإيعاز من الرئيس بري الأمر الذي سيترك أصداء ايجابية.

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون "ال بي سي"

"الحق على الإعلام " ... أو على الأقل ، سقف الخلاف في وسائل الإعلام ...

هكذا حاول كل من تيار المستقبل والتيار الوطني الحر لملمة ذيول "حرب المقدمات" بين تلفزيون "أو تي في" وتلفزيون المستقبل .

لكن المحاولة لم تكن ناجحة كليا، هناك توضيحات غير معلنة أن ما حصل هو بين مقدمة في تلفزيون "او تي في" ومقدمة في تلفزيون المستقبل ...

لكن هذا الصراع له خلفيته منذ صدر كتاب "الإبراء المستحيل عام 2013 والذي كتب مقدمته العماد ميشال عون ... ثم جاء الرد من تيار المستقبل من خلال كتاب "الإفتراء في كتاب الإبراء" الذي ، وللمفارقة ، اعده الرئيس السنيورة بمعاونة بعض نواب المستقبل.

ولكن بين "الإبراء" و"الإفتراء" مسافة ست سنوات ، اصبح فيها العماد ميشال عون في قصر بعبدا ، وعاد فيها الرئيس سعد الحريري إلى السرايا ، فلماذا انفجرت إذا ؟

إذا كانت "الشراكة" هي التي تحكم العلاقة بين بيت الوسط وميرنا شالوحي ، فكيف تنفجر بين "الاو تي في" وتلفزيون "المستقبل"؟ هل طيف حزب الله والرئيس السنيورة هو الذي تقدم على التوافق؟

ما هو مؤكد ان التيار متمسك بالإبراء المستحيل، وأن المستقبل متمسك بأنه "افتراء" ، وبين الموقفين المتباعدين جاء التباين بين المقدمتين, لكن الطرفين محكومان بالتعايش, خصوصا في ظل الإستحقاقات الداهمة ، فهناك ترجمة مقررات "سيدر" وهناك "دجاجة التعيينات" التي ستبيض ذهبا لاسيما في وظائف الفئة الأولى ، فكيف يختلف المعنيون بها مباشرة؟ بالتأكيد ستكون هناك لملمة لأي خلاف, وحرص على تصويره أنه عابر.

* مقدمة نشرةاخبار تلفزيون "المستقبل"

عدم إضاعة الوقت، والتأكيد على ضرورة الايمان بمؤسسات الدولة الدستورية، لإحداث الاصلاحات المطلوبة، محوران في الرهان على تحقيق الاصلاحات، للدخول في مندرجات مؤتمر سيدر.

وفي هذا السياق تأكيد لمفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد الطيف دريان من السراي الكبير، بأن موضوع محاربة الفساد أمر مهم وضروري في السعي لإقامة الدولة العادلة والقادرة، داعيا إلى معالجة هذه الملف ضمن مؤسسات الدولة، واضعا حدا للمزايدات السياسية بتأكيده أن الرئيس فؤاد السنيورة هو خط أحمر لأنه هو رجل دولة بامتياز.

وفي عز الحديث عن مكافحة الفساد، شدد رئيس الجمهورية ميشال عون على دور الهيئات الرقابية والقضائية. وقال: "عليها أن تقوم بواجباتها". أما رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، فدعا إلى إصلاح ميزانية الدولة وإلا فان أموال سيدر ستصبح عبئا، معتبرا أن خفض الموازنة يأتي من خلال تخفيض العجز في قطاعي الكهرباء والاتصالات.

إقليميا، جدد وزير الدولة للشؤون الخارجية السعودي عادل الجبير التاكيد على أنه من المبكر الحديث عن فتح سفارة للسعودية في سوريا. وقال إن إعادة سوريا إلى الجامعة العربية "مرتبط بالتقدم الذي يتم إحرازه في العملية السياسية".

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون "ام تي في"

الخلافات التي تتوسع وتكبر بين اهل الدولة حول كل المسائل والملفات، من النأي بالنفس والتطبيع مع سوريا وعودة النازحين، مرورا بملفات الكهرباء والماء والنفايات واستخراج الغاز والنفط، وصولا الى محاربة الفساد، هل هي شاملة وعلمية، ام هي خاصة وانتقائية؟.

هذا الفيض من السلبيةلا يعطل عمل الحكومة فحسب، بل يعطل ماكينات الدولة ويدمر فرص سيدر ويخيف المليون سائح سعودي المتوقع مجيئهم الى لبنان هذا العام، وربما وصل الى حد تهديد السلم الاهلي.

هذا الواقع البركاني دفع اهل الحكم الى عقد هدنات شفوية ووقف الحملات الاعلامية، اهمها تنصل الوزير باسيل من مضمون مقدمة "او تي في" في اتصال بالرئيس الحريري.

الصمود المرجو للهدنات يمهد لازالة الاورام الحديثة الولادة، بما يعيد فتح ابواب العمل امام مجلس الوزراء، فتكون جلسته الثالثة ثابتة وبناءة وتبرهن ان حكومة الى العمل ذاهبة الى العمل.

وكان الوضع السجالي اخذ منحى طائفيا مذهبيا على خلفية التصويب على الرئيس السنيورة في ملف الفساد، الامر الذي دفع المفتي دريان الى الاعلان من السراي ان الرئيس السنيورة هو خط احمر.

تزامنا كان الرئيس ميشال عون يؤكد ان معركة محاربة الفساد تتعرض لمقاومة كما حصل في الايام الاخيرة لكننا مصممون على ربحها.

في اي حال جلسة مجلس الوزراء الخميس ستشكل الاختبار الاول لصمود الحكومة، ولدى قدرتها على تصحيح مسارها لملاقاة تحديات الاصلاح التي يفرضها مؤتمر سيدر، والا تكون البلاد انحرفت الى مسار انحداري شديد الخطورة.

على الصعيد المالي قال الوزير علي حسن خليل لل "او تي في" انه انجز موازنة 2019، وارسل الى الوزارات موازنات وزاراتهم لوضع الملاحظات، واذ شكى تضخم هذه الموازنات وضعف البنود الاصلاحية فيها، وهذا ما لاحظه المبعوث الفرنسي بيار دوكين. اكد خليل في المقابل ان الاصلاح لا يعني مطلقا فرض ضرائب جديدة على الناس.

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون "المنار"

كل الطرق والمحافل العربية والدولية، باتت تؤدي الى نتيجة بديهية، الثلاثي السعودي الاماراتي البحريني في مكان، والامة وخياراتها في مكان آخر، وكل ما هو خلاف ذلك مواقف استحصل عليها هؤلاء من بعض العرب بالترغيب او الترهيب..

مؤتمر البرلمانيين العرب آخر دليل على استشراس الثلاثي هذا لحماية التطبيع مع الاحتلال الصهيوني، رغم رفض كل البرلمانيين الحاضرين، بمن فيهم من تقيم بلاده علاقات دبلوماسية ومعاهدات مع تل ابيب..

فلم هذا الدور الذي يلعبه هؤلاء؟ ولمصلحة من بهذا الشكل، وفي هذا التوقيت بالذات؟ وان صدق رئيس مجلس الشورى السعودي المعين بامر ملكي، بتفريقه بين الشعوب والحكام، مطالبا بالابتعاد عن التوصيات للحكام بمنع التطبيع وابقائها توصية للشعوب، فان الاوفياء للقضية من برلمانيين مقاومين كالرئيس نبيه بري ونظرائه الكويتي والسوري وحتى الاردني، لم يدعوا لهؤلاء مساحة لرفع صوت التطبيع الذي وقع على نفوس المقدسيين وكل الفلسطينيين كوقع رصاص الصهاينة المحتلين.

ولن تعبر افكار هؤلاء نهر الاردن الممزوج بدماء الآلاف من شهداء القضية الفلسطينية، ولن ترحب حارات القدس واحياؤها بسياح السياسة القادمين على متن ناقلة ترامب الجديدة المسماة بصفقة القرن..

في لبنان لا صفقات ستغير المسار الهادر بمكافحة الفساد، ولا خطوط ستمنع القضاء من محاسبة المتورطين مهما علا شأنهم، فلا حصانة لاحد أكد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، اللحظة مؤاتية اليوم لانطلاقة فعلية للمعركة ضد الفساد قال الرئيس، وسنربحها مهما بلغت التحديات..

والتحدي الاول ما بدأه البعض بنفض الغبار عن الجلابيب الطائفية والمذهبية لاستحضارها علها تنفع في تغطية من يثبت للرأي العام يوما بعد يوم، وممارسة بعد اخرى، انه شرب الشوربا واللبن، وتكاد تخنقه الحقائق والوثائق، والكلمة عند القضاء..

* مقدمة نشرةاخبار تلفزيون "او تي في"

العلاقة بين التيار الوطني الحر وتيار المستقبل على أفضل ما يرام، تماما كما هي الحال مع غالبية القوى السياسية الراغبة في العمل معا من أجل الدفع بمشروع الدولة إلى الأمام. أما الاشتباك الإعلامي إذا حصل، فحدوده إعلامية، وسببه قد يكون سوء فهم، أو سوء تفسير، أو وضعا للأمور خارج السياق.

هذه هي الخلاصة التي يمكن التوصل إليها بعد يوم طويل من الاستنتاجات الخاطئة، أو ربما التمنيات، التي ذهب إليها البعض، قبل أن تأتي الحقائق لتكذب التأويلات، وتعيد الخيال الواسع إلى أرض الواقع.

وبناء عليه، الأنظار إلى تفعيل عمل المؤسسات على نطاق واسع هذا الأسبوع، سواء على صعيد السلطة التشريعية التي تستعد لجلسة تشريعية الأربعاء والخميس، على جدول أعمالها ستة وثلاثون بندا، او السلطة التنفيذية التي تلتئم الخميس، حيث من المتوقع أن تشهد أكبر تعاون بين الأطراف، من المرجح أن يترجم بتعيين اعضاء المجلس العسكري، كما اكد وزير الدفاع الياس بو صعب للـ "OTV".

واليوم برز من جديد كلام رئيس الجمهورية في موضوع مكافحة الفساد، حيث أكد بأن المعركة التي اعتقد البعض انها منسية... بدأت، وإن تأخرت بعض الشيء، مشددا على ربحها مهما بلغت التحديات، لا سيما وان لا حصانة لاحد مهما علا شأنه ولا تمييز.

وفي الموازاة، كان وزراء تكتل لبنان القوي الأحد عشر يعرضون لمشاريعهم للأيام المئة الأولى، وسط تأكيد الوزير جبران باسيل على أن وقف "البعزقة" يتطلب قرارا سياسيا كبيرا، وإلا سنكون أمام مشكل كبير، ولن نقف حينها متفرجين.

أما رئيس لجنة المال والموازنة النائب ابراهيم كنعان الذي يلاحق ملف التوظيف المخالف للقانون، فشدد اليوم على ان أي تساهل في موضوع الاصلاح هو موت.

* مقدمة نشرةاخبار تلفزيون "الجديد"

الفساد يصارع الطائفية .. فمن الأقوى؟ فلوثة الحمايات المذهبية دخلت طرفا على معركة لا دين لها ... وألبس الرئيس فؤاد السنيورة عباءة دار الفتوى والرجل الذي نفي نيابيا من صيدا يكاد اليوم " يولى " نيابة طرابلس لولا التزام المستقبل بالوعد لديما جمالي.

لكن الحرب على الفساد لا علاقة لها بكل ما يراد تحويره .. والأرقام التي ستكشفها الجديد في هذه النشرة ستبين أن الفساد والهدر وضياع المليارات قد تشاركت فيها كل الحكومات، منذ التسعينيات وحتى عام ألفين وسبعة عشر و"ما حدا ع راسو خيمة "، ووفقا لتدقيق مالي داخل الوزارة تبين أن هناك فواتير مسروقة، وأن قيمة الهبات غير المسجلة بين عامي سبعة وتسعين وألفين وعشرة بلغت نحو مليارين ونصف مليار دولار.

الهبات غير مسجلة سلف الموازنة لم تخضع لقانون المحاسبة العمومية، ومن ثم فإن الاموال المصروفة لم تعد إلى الخزينة نفقات موقتة . نفقت .. أموال لم تظهر في قطع الحساب.. قروض موزعة على وزارات .. وهبات ذهبت مع الريح وفي النتائج أن نحو سبعة وعشرين مليار دولار بين عامي ثلاثة وتسعين وألفين وسبعة عشر غير معروفة الصرف والوجهة، وبالتواريخ فإن الطريقة الملتوية ظلت متبعة حتى العام القريب .. وبيانات عام ألفين وسبعة عشر توثق عددا من المخالفات .. وذلك وفق جدول حصلت عليه الجديد وكان معدا ليرسل الى أحد المرجعيات السياسية الكبرى .

وتظهر الجداول أن مالية الدولة " سلة " مثقوبة .. فلماذا نعرت المسلة الرئيس السنيورة وحده من دون غيره من الرؤساء والوزراء الذين شهدت عهودهم " المزاريب" نفسها ؟

فمكافحة الفساد لا تحتاج الى استقدام جيوش طائفية جرارة، وكل ما تتطلبه هو الركون الى حكم القضاء لا استنفار العصبيات من جهة ولا الاستعانة بالدفتردار والخازندار في الجهة المقابلة .. وأول الذين نزعوا الحمية الطائفية عن معركة الفساد كان رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع الذي وافق على أن أول بند في الإصلاح يقتضي اتباع الاجراءات القانونية كما يجب، ولم يعد في إمكاننا أن نسكت عن أي أمر صغيرا كان أو كبيرا، ولكن جعجع سجل بأن الفصل الأول من مكافحة الحكومة للفساد أظهر عدم جدية، وشدد على أن " الإصلاحات يجب أن تبدأ بقطاعي الكهرباء والاتصالات وقال إن الأرقام تشير الى تضخم في التوظيف في إدارات الدولة، وعلينا سد عجز الخزينة وإلا فنحن ذاهبون للهلاك".

وإذا كان المفعول الرجعي في الحرب على الفساد قد أوقع ضحايا .. فماذا عن المفعول اللاحق والحرب الاستباقية على أموال مشاريع سيدر ؟

فالنائب حسن فضل الله هدر مجددا .. وأعلن أننا " رح نفلي النملة " فلا يبنوا آمالهم ولا الأحلام على أموال سيدر .. فكل ملف بملفه وكل مشروع بمشروعه و"ما حدا يزعل" لا صديق ولا حليف ولا خصم في السياسة والاولوية هي المال العام.

 

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الاثنين في 4 آذار 2019

النهار

في حين ألغت الامارات العربيّة المتّحدة العطلة القضائيّة بشكل كامل تيسيراً لأمور المواطنين رفض قضاة لبنان في وقت سابق اقتطاع أي جزء من عطلتهم التي تمتدّ لشهرين.

يزداد تهريب البضائع والمحروقات من لبنان إلى سوريا بسبب النقص الهائل في المواد الأوّليّة في المدن السوريّة.

لفت وزير في مجلس خاص أمس إلى أن معهد عصام فارس في الجامعة الأميركيّة يُخطّط حاليّاً "لمسارات تعليم الأولاد السوريّين اللاجئين في لبنان والأردن" في إشارة إلى طول إقامة هؤلاء وعدم عودتهم قريباً إلى بلادهم.

الجمهورية

لفتت أوساط إقتصادية إلى أن عدداً من رجال الأعمال اللبنانيين بدأ بالتحضير والإستعداد للمرحلة المقبلة ولوحظ أن البعض إشترى المعدّات والآليات اللازمة لهذا الغرض.

يُجري وفد أميركي محادثات في عاصمة إقليمية حالياً حول موضوع حسّاس كثُر الحديث عنه في الفترة الأخيرة.

لاحظت أوساط سياسية أن الوفد اللبناني لحضور أي مؤتمر في الخارج يبدأ بعشرين شخصا وما فوق، فيما الوفود الغربية تتمثل بشخصين أو ثلاثة فقط لا غير.

اللواء

يقوم سفراء عرب وأوروبيون باتصالات بين قيادات رسمية ومراجع سياسية لتبردة الأجواء السياسية في البلد وتوفير الأجواء المناسبة لانطلاقة الحكومة، وذلك بعيداً عن الإعلام!

يردد مسؤول كبير أمام زواره إنه لن يسمح بإجهاض عملية مكافحة الفساد، بتسييس بعض الملفات، وإضفاء الاستنسابية على ملفات أخرى!

تساءل نائب بيروتي سابق عن مصير التحقيقات بفضائح مجروري الرملة البيضاء وبلس والمخالفات الحاصلة في مطامر النفايات، والتي أُحيطت بصمت مطبق منذ إحالتها إلى القضاء!

البناء

توقعت مصادر متابعة في العاصمة الفنزويلية كراكاس أن ترافق محاولات الشغب موعد العودة المفترضة لرئيس البرلمان خوان غوايدو زعيم الإنقلاب إلى البلاد لقطع الطريق على تنفيذ المذكرة القضائية الصادرة بحقه، والتي تدعو لتوقيفه، وقالت المصادر إنّ نتيجة المواجهة المتوقعة اليوم ستقرّر مستقبل الوضع في فنزويلا، فالنجاح بتوقيف غوايدو بداية نهاية الإنقلاب ودخوله فنزويلا دون توقيف تعبيرعن توازن قوى خطير وعدم عودته يعني قراره بالفرار من المواجهة والعدالة معاً…؟

الاخبار

فيما كان الأمين العام للمجلس الأعلى للخصخصة في الولايات المتحدة الأميركية لإجراء مقابلات بصفته "مرشّح لبنان" لرئاسة البنك الدولي، فوجئ بأن وزير المال، علي حسن خليل، بعث برسالة إلى البنك الدولي يسحب فيها ترشيح حايك، من دون علم الأخير!

تواصل رئيس الحكومة سعد الحريري مع قيادة حزب الله، معبّراً عن استيائه من بعض التعابير التي استخدمها النائب حسن فضل الله خلال حديثه في جلسات مناقشة البيان الوزاري. وأكد الحريري أنه معني بالمعركة ضد الفساد، لكن لا بدّ من التنبه إلى الخطاب السياسي "الذي يُمكن أن يثير حساسيات في الشارع أو يؤثر في عمل الحكومة".

تستمر الورشة التنظيمية داخل القوات اللبنانية، منذ انتهاء الانتخابات النيابية، فأصدر رئيس الحزب سمير جعجع قراراً يُكلّف فيه رئيس هيئة التفتيش في "القوات" إدغار مارون "القيام بكافة مهام التفتيش من دون الحاجة إلى قرارٍ خاص من رئيس الحزب". وقد طُلب من كلّ الهيئات الحزبية التعاون مع عمل رئيس وأعضاء هيئة التفتيش. ونصّ القرار أيضاً على أنّه على رئيس هيئة التفتيش أن يرفع إلى جعجع "مُباشرةً تقريراً شهرياً يتضمن المهام المنفذة والتوصيات إذا ما وُجدت".

يفرض المجلس البلدي لعين سعادة رسم 10 آلاف ليرة لبنانية شهرياً على كل منزل لقاء جمع النفايات منه، وذلك بواسطة إحدى الشركات التي تعاقد معها، بعد أن أزالت البلدية كل حاويات النفايات. وبات لزاماً على السكان الدفع حتى لا تبقى نفاياتهم أمام منازلهم.

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

البيان الإسبوعي ل"لقاء سيدة الجبل

/4 آذار/19/عقد "لقاء سيدة الجبل" اجتماعه الأسبوعي في مكاتبه في الأشرفية بحضور السيدات والسادة ايلي الحاج، اسعد بشارة، ايلي حاطوم، ايلي قصيفي، بهجت سلامه، توفيق كسبار، حُسن عبّود، ربى كبارة، سامي شمعون، سيرج بو غاريوس، طوني حبيب، غسان مغبغب، مياد حيدر، وأصدر البيان التالي:

تابع "اللقاء" التطورات السياسية الداخلية الأسبوع المنصرم بعد تأليف الحكومة العتيدة ، ويلفت إلى استمرار أهل السلطة بالتأكيد على أن الحكومة ليست حكومة "حزب الله"، فيما العالم يؤكّد على ذلك، وما القرار الذي اتخذته بريطانيا إلّا مثلاً على ذلك.

وفي هذا السياق تأتي "معركة محاربة الفساد" التي يقودها "حزب الله" لتبيّن أن هدف المعركة تحوير الرأي العام، كما تعكس ضمناً حرباً غير معلنة على مؤتمر "Cedre" لعدم رضا "الحزب" عن شروط الدول المانحة. ويتمنى "لقاء سيدة الجبل" التوفيق لرئيسه الدكتور فارس سعيد في لقاءاته في روما ممثّلاً اللقاء.

 

لا فساد في لبنان

وفيق الهواري/جنوبية/4 مارس، 2019

من فترة والموضة اللبنانية تتحدث عن الفساد المستشري في كل مؤسسات السلطة، والاخرى التي على علاقة بها. حكومة العهد الاولى ضمت وزيرا لمكافحة الفساد، الحكومة رحلت ولم يكشف ملف فساد واحد ولم يتابع اي ملف مما يتم التحدث عنها في وسائل الاعلام المختلفة. 54 نائبا تحدثوا في جلسات الثقة بالحكومة الجديدة عن الفساد وضرورة محاربته. الا ان احدا لم يكشف ملفا واحدا حتى الملفات التي اعلن عنها النائب حسن فضل الله هي ملفات سياسية تتعلق بالسياسات التي تتبعها اطراف السلطة مجتمعة. لذلك لا فساد في لبنان، لان الفساد يمكن ان يصيب خاصرة مؤسسة تسير بشكل طبيعي ويعيق تحركها. ولكن في لبنان لا يوجد مثل هذا الوصف. الفساد هنا يرتبط بنظام المحاصصة الطائفي الذي جرى ارسائه بعد اتفاق الطائف والتي تجري تحت خيمته كل عمليات النهب للمال العام والتخلي عن مسؤولية السلطة بتقديم الخدمات الاساسية للناس والتي هي حق من حقوقهم. وتجري عمليات النهب تحت غطاء قانوني يحتمي بقوانين نافذة من خلال التلاعب بالمناقصات وعقد الصفقات بالتراضي وغيرها . النائب ابراهيم كنعان تحدث عن 15700 توظيف غير قانوني، احدهم رد ان قرارات التوظيف اتخذت في مجلس الوزراءالتي تشارك به كل القوى السياسية. لذلك لا جدوى من مكافحة الفساد او الحديث عن مكافحته من ضمن النظام القائم على المحاصصة بين القوى السلطوية، وكل حديث من قوة مشاركة بالمحاصصة لا يصل الى الهدف. الفساد لا يمكن محاربته من داخل النظام نفسه ومن يود مكافحته ليبادر بالخروج من هذا النظام الطائفي الى رحاب الوطن ويتحدث عن بناء نظام وطني خارج المحاصصة.ما يحصل في لبنان شيء طبيعي ملازم للسلطة والايام القادمة ستظهر المزيد وخصوصا بعد ان تتحول مؤسسات الدولة الى شركات خاصة تملكها وتديرها جهات مرتبطة باطراف المحاصصة. ايها المواطنون لا تخافوا ولا تفرحوا من خطابات السياسيين في مكافحة الفساد بل حضروا انفسكم للأسوء القادم بنزاعات الاطراف على مزيد من نهب المال العام. لا تخافوا، لا فساد في لبنان، عندنا ما هو اسوء من الفساد.

 

نديم الجميّل... تابع

الكلمة أونلاين/04 آذار/19/علم موقعنا ان مشاداة كلاميه حصلت في "المكتب السياسي الكتائبي" بين النائب نديم الجميل وعضوين من المكتب السياسي مواليين لرئيس الحزب، حيث طالبا بمحاكمة نديم على خلفيه اعتراضاته الاخيرة على نهج القياده ورئيس الحزب، فما كان من النائب نديم الجميّل الا ان كرر موقفه قائلا "ان اكثريه الحزب باتت معارضة وان غالبيه قياداته البارزه اصبحت في الخارج"، لترتفع النبرة بعد ذلك بينه وبين مجيد العيلي الذي كرر هجومه ليُفاجأ بنديم الجميل وهو يقول له "بكفي تبييض وجه مش انت يلي كنت تقول انو الحزب حاكمينه اولاد؟؟".من ناحيه أخرى، وفي معلومات مؤكده لموقعنا، تعقد قيادات كتائبيه بارزه اجتماعات ولقاءات لطرح خطه انقاذيه تنتشل الحزب من الحاله التي وصل اليها.

 

أسرار الصفقة بين الحريري وباسيل

أحرار لبنان/الكلمة اونلاين/4 آذار/19

نشر موقع أحرار لبنان مقالة جاء فيها أسرار صفقة بين رئيس الحكومة سعد الحريري ووزير الخارجية جبران باسيل:

كشف مصدر إطلع على الصفقة بين جبران باسيل وسعد الحريري عن بنود الاتفاق الذي جمع بين الرجلين وهي الصفقة التي ستؤثر على الوضع في لبنان وتحكم النظام السياسي فيه لعقود قادمة فهي من أهم وأخطر الاتفاقات السياسية في تاريخ الجمهورية حيث ان ممثلي اقوى الاطراف في طائفتين كبيرتين إتفقوا معا على حكم لبنان.  ويشير المصدر الى أن ثلاثة أطراف أثارت الصفقة حفيظتهم وجعلت كل منهم ينظر بعين الريبة اليها ويعتبرها تهديدا شخصيا لزعامته وهم سمير جعجع ووليد جنبلاط ونبيه بري. في حين لم يكشف حزب الله حتى الآن عن موقفه من الصفقة. والبعض يميل الى أن الحزب لا يمانع اي تحالفات داخلية واي تقاسم للسلطة طالما لا يمس الامر بسلاحه ومقاومته ولا يسعى اطرافها لعزله شعبيا ورسميا. المصدر يقول بأن الخلاف كاد أن يقع بين سعد الحريري وجبران باسيل اثناء زيارتهما الاخيرة الى باريس قبل اعلان الحكومة وكان الطرفان قد عقدا اجتماعا لإبرام تفاصيل الصفقة الشاملة بينهما وهي الثانية بعد صفقة الرئاسة التي أوصلت ميشال عون الى القصر الجمهوري واعادت الحريري رئيسا للحكومة. وقد حضر آخر الاجتماعات بينهم كل من ريمون رحمة وعلاء الخواجة واحتدم الخلاف حين أصر باسيل على تمثيل اللقاء التشاوري بوزير في الحكومة وقد خرج باسيل غاضبا من الاجتماع ورافضا لتعنت الحريري وعناده لكن علاء الخواجة صديق الطرفين وراعي تنفيذ العلاقات التجارية بينهما بما يخص الصفقات الحكومية المستقبلية مع شريكه رحمة لحق بباسيل واقنعه بالعودة وضغط على الحريري فأبرمت الصفقة بينهما. ووصف المصدر اجواء المفاوضات بالعاصفة حتى ان الحريري بعد خروج باسيل من الاجتماع غاضبا كال له شتائم لا تعد ولا تحصى لكن الخواجة لين الموقف بما له من "مونة" مالية وسياسية على الحريري ودفعه للقبول بمسألة الوزير السني الذي يمثل اللقاء التشاوري حتى ان حزب الله فوجيء بقبول الحريري وإستغرب الأمر كون باسيل كان قد سمع من السيد نصرالله إصرارا على هذا الامر لكنه في الزيارة الاخيره له الى حارة حريك لم يلتزم بهذا الامر. وإثر عودة باسيل مجددا الى الاجتماع توصل الطرفان الى اتفاق استراتيجي ابرز بنوده بحسب المصدر هي:

- يتعهد سعد الحريري بالسير بمشروع ايصال جبران باسيل الى رئاسة الجمهورية بعد نهاية ولاية الرئيس الحالي ميشال عون.

- يتعهد الحريري بتسويق باسيل رئيسا في واشنطن ان استطاع وكذا في دول اوروبية وازنة وفي الخليج حيث يستطيع.

- يسعى الحريري لفتح ابواب واشنطن لباسيل كون الاخيرة ترفض منحه موعدا مع شخصية من الصف الاول فيها وهي ترفض ان يستقبله اي مسؤول كبير في الخارجية.

- يتولى علاء الخواجة عراب النفوذ السعودي حاليا في لبنان تسويق باسيل لدى محمد بن سلمان ويتعهد الخواجة بمعالجة رأي بن سلمان بباسيل الذي يعتبره غير جديرا بالثقة لانه برأيه ممسوك من حزب الله.

- افامة حلف ثابت بينهما داخل الحكومة والعمل معا على عدم استفزاز حزب الله حتى لا يخرب عليهما اتفاقهما.

- العمل معا على عزل جنبلاط وجعجع ومحاصرة نبيه بري على مدى متوسط والتعاون معه في الصفقات عبر ادخال صديقه الشخصي وممثله المالي غسان غندور في الصفقات الخاصة بمحطات الكهرباء سواء في دير عمار او في الزهران وكذا في مشاريع سيحصل عليها الثنائي عبر (الخواجة – رحمة) من خلال قروض سيدر وغيرها من القروض الاجنبية لمشاريع بنية تحتية في لبنان.

- انجاز التعيينات في المناصب الشاغرة الادارية في الدولة بما يعزز نفوذ الطرفين ويضرب نفوذ الاطراف الاخرى.

- الامساك معا بملفات الكهرباء والهاتف والنفايات والتلزيمات الكبيرة في الدولة والتي ستمول عبر سيدر.

 

بطاقات النظام السوري للمشايخ الدروز: غارة على جنبلاط

منير الربيع/المدن/الإثنين 04/03/2019

لا يمرّ يوم من دون إحداث جلبة ما، في الوسط الدرزي. غالبية الأحداث، لا تطفو على سطح العلن إلا بعد إنفجارها. وسريعاً، ما يتمّ اللجوء إلى إخمادها ولملمتها. منذ الانتخابات النيابية، والمعركة مفتوحة بين محورين درزيين، الأول بقيادة وليد جنبلاط، والآخر بقيادة النظام السوري وحلفائه، الذين أصرّ على جمعهم، بعد خلافات عديدة في ما بينهم، على قاعدة الغاية تبرر الوسيلة: لا بد من تجاوز الخلافات بين هؤلاء لمواجهة الأحادية الدرزية التي كرّسها جنبلاط انتخابياً، بحيث لم يتمكن خصومه من خرقه. انعكاس المعركة واضح، وأبعاده تتخطّى حدود الشوف، وحدود لبنان.

تسهيل مرور أمني

قبل يومين، تجدد السجال الدرزي الدرزي، على خلفية إقدام النظام السوري على إنشاء معبر إلزامي، للمشايخ الدروز الراغبين بزيارة سوريا. وذلك، لتسهيل عملية انتقالهم وعدم انتظار الإجراءات التي ينتظرها عامة الناس. بطاقة تسهيل مرور على المعابر اللبنانية السورية، تخوّل حاملها العبور من معبر خاص بالمشايخ، تشبه بطاقات تسهيل المرور "الأمنية"، وفق توصيف بعض المتابعين. البطاقة يجب أن تكون ممهورة بختم وتوقيع الشيخ نصر الدين الغريب. والغريب هو شيخ العقل بالنسبة إلى مكونات سياسية درزية حليفة لدمشق، لكنه ليس شيخ العقل الرسمي بالنسبة إلى الدولة اللبنانية. الانقسام بين مشيختي العقل قائم منذ سنوات طويلة، وهذا يعود إلى الانقسام الدرزي. لكن في الانتخابات الأخيرة التي حصلت، انتُخب الشيخ نعيم حسن المحسوب على جنبلاط، وهو صاحب المنصب الرسمي، أما الغريب فيمثل رمزية دينية ومعنوية غير رسمية. الغاية من إصدار هذه البطاقات باسم الغريب، هي استقطاب المشايخ الدروز، عبر تسهيل عمليات انتقالهم إلى سوريا أو منها إلى لبنان. وهي تندرج في إطار استمرار المحاولات لتطويق جنبلاط، خصوصاً أن هذه التسهيلات لا تنفصل عن سياق الضغط السياسي المستمر منذ أشهر. اللافت بالنسبة إلى الاشتراكيين، هو أن هذه البطاقات التي تسرّبت، يوجد عليها ختم الجمهورية اللبنانية، وهنا ثمة من يسأل عن دور الدولة اللبنانية في هذا المجال، وهل هي تكملة لسياسة رسمية بدأت مع توجيه دعوة إلى الشيخ الغريب لحضور القمة الإقتصادية في بيروت، وهو الذي لا يتمتع بأي صفة رسمية لدى الدولة اللبنانية؟

الطريق إلى دمشق

يقرأ الاشتراكيون الرسالة بكثير من الإهتمام، ويتيقنون من أن المحاولات ستكون مستمرة لتطويقهم أكثر، ما بين لبنان وسوريا، على الرغم من إرساء حالة التهدئة، التي يسارع جنبلاط إلى الإلتزام بها، سواء على الصعيد السياسي بعد تشكيل الحكومة، أو على صعيد الداخل الدرزي. إذ استجاب سريعاً لدعوة المشايخ بوقف السجال بهذا الأمر. ومسح كل تعليقاته حول الموضوع، قائلاً إن الأمر لا يعنيه. قصة بطاقات تسهيل المرور لم تكن وليدة لحظتها، هي نتاج مسار وتطورات حصلت على مراحل. في أعقاب الهجمات المتعددة التي تعرّض لها جنبلاط، ولا سيما بعد أحداث الجاهلية، واجتماع كل خصومه السياسيين ضده، وبعد تشكيل الحكومة، استمرّت محاولات تطويقه استناداً إلى العلاقة مع النظام السوري. وحينها بدأت حملة داخل البيئة الدرزية لتحفيز الناس على الذهاب إلى سوريا، وتحسين العلاقات مع النظام. وشملت هذه الحملة العديد من المشايخ. حينها استقبل جنبلاط وفداً كبيراً من المشايخ في المختارة، وأطلق موقفه الشهير أمامهم، بأنه يعلم أن كثراً منهم يرغبون في زيارة سوريا، لأن لديهم علاقات اجتماعية هناك، وأعلن حينها أنه لا يمانع ذلك، لكنه لن يسلك هذه الطريق بنفسه.

الكرامات

كان جنبلاط يومها يقرأ الرسالة التي تصله، وعمل على منع وقوع أي شرخ بين الدروز، على الصعيد الاجتماعي. في مقابل تولّدت فكرة إصدار بطاقات تسهيل المرور لدى النظام وحلفائه اللبنانيين. استندت الفكرة إلى معرفة تامة حول الأهمية التي يوليها الدروز، لاستمرار ترابط العلاقات الاجتماعية مع دروز سوريا، إذ أن هناك الكثير من العائلات الواحدة ما بين لبنان وسوريا، والترابط في ما بينها لا يزال موجوداً، وممتداً منذ الحرب القيسية اليمينة، وصولاً إلى المجاعة التي اجتاحت جبل لبنان في الحرب العالمية الأولى، فأجبرت بعض دروز لبنان إلى اللجوء إلى جبل العرب.

دخل المشايخ على خطّ السجال، طالبين من الطرفين السياسيين المتناقضين وقف التداول فيه، وذلك لتجنّب المزيد من الخلافات، التي قد تنعكس هذه المرّة على الأرض، فاستجاب الجميع لهذا المسعى. وأعلن جنبلاط سحب تغريداته، وبأن الأمر لا يعنيه. وأبعاد هذه الكلمة الأخيرة، تعني أن جنبلاط أراد الإشارة إلى أن المحسوبين سياسياً عليه غير متحمسين للذهاب إلى سوريا، خصوصاً إذا ما كان الذهاب إلى هناك سيكون "بشفاعة" الشيخ الغريب. وهناك من يعتبر أن الدروز لا يقبلون بهذه النمطيات من السلوك، لأن الأمر فيه تجاوز للكرامات، خصوصاً وأن يتم إيقافهم بالصفوف أو الطوابير في معبر واحد بانتظار الدخول إلى سوريا.

ماذا يحدث في السويداء؟

ما يجري هو حلقة في سلسلة مستمرّة منذ فترة ليست قصيرة، وبلا شك أنها ستستمر بأشكال متعددة في الأيام المقبلة، لأن القرار لدى النظام السوري واضح، ويتعلّق بالانتقام من جنبلاط على كل مواقفه، خصوصاً بعد موقف أخير أطلقه بأنه لن يزور سوريا لا هو ولا تيمور، طالما هو على قيد الحياة، إلى جانب المواقف التي أطلقها تجاه رئيس النظام السوري بشار الأسد. والأهم من ذلك، أن وقع السجالات الدرزية اللبنانية، كان يحصل بالتزامن مع إستمرار النظام بتضييق الخناق على أبناء السويداء، وحشد المزيد من القوات العسكرية التابعة له في محيط المحافظة. منذ أيام يعمل النظام السوري على زيادة عديد قواته في محيط السويداء، بالإضافة إلى استقدام قوى حليفة للنظام، لتعزيزات إلى محيط تلك المنطقة، من جهة درعا. هذه التحركات لا يمكن فصلها عن نجاح جنبلاط بمبادرتين بخصوص السويداء اضطلع بهما مع روسيا، الأولى اطلاق سراح المعتقلين لدى تنظيم داعش، والثانية تعهّد الروس بعدم جرّ أبناء السويداء إلى الخدمة العسكرية الإلزامية خارج المحافظة، كي لا يستخدموا وقوداً في معارك النظام. استقدام النظام لقواته العسكرية، يمثّل خروجاً على موقف روسي سابق، قضى بعدم السماح بانتشار قوات تابعة للنظام أو للإيرانيين في محيط السويداء، وهذا يمثّل تجاوزاً للموقف الروسي، ما قد يؤشّر إلى احتمال وقوع تطور عسكري في تلك المنطقة، خصوصاً أن المجزرة التي اقترفها تنظيم داعش قبل أشهر لا تزال ماثلة في الأذهان، والتنظيم ليس بعيداً جداً عن هذه المنطقة، إذ أنه موجود في مواقع ونقاط مشرفة عليها.

 

«حزب الله» يحاول احتواء عاصفة ردّ السنيورة على الاتهامات بالفساد

بيروت/الشرق الأوسط»/04 آذار/19/حاول «حزب الله»، أمس، احتواء العاصفة التي أثارها المؤتمر الصحافي الذي عقده أحد ممثليه في البرلمان النائب حسن فضل الله، والردّ العنيف من رئيس الحكومة الأسبق فؤاد السنيورة يوم الجمعة الماضي حول ملفات قديمة متعلقة بالمالية العامة؛ إذ أكد قياديو الحزب أنهم لا يستهدفون شخصاً بعينه، أو حزباً أو طائفة، وأنهم ماضون في مشروع «مكافحة الفساد». وكان الحزب كال اتهامات للحقبة السياسية التي كان يترأس فيها السنيورة الحكومة في عامي 2006 و2007، من باب فتح ملفات الحسابات المالية للدولة وتضييع الأموال، وقال الحزب إن هناك 11 مليار دولار ضاعت في فترة حكمه. ورد السنيورة يوم الجمعة الماضي، قائلاً: «هناك من يحاول أن يحرف انتباه الناس نحو مسائل أخرى ليغطي ما يفعله وليمنع الإصلاحات الحقيقية»، مؤكدا أن «الفاسد السياسي هو كل من يقيم دويلات داخل الدولة ويسيطر على مرافقها».

وحاول مسؤولو الحزب، أمس، إعادة احتواء عاصفة رد السنيورة؛ إذ قال عضو المجلس المركزي في «حزب الله» الشيخ نبيل قاووق إن «المسؤولية الوطنية كما الدينية والأخلاقية تفرض على الحزب أن يكمل مسار مكافحة الفساد إلى أبعد حد، ولا نريد بذلك أن نستهدف شخصاً أو مسؤولاً أو حزباً أو طائفة أو منطقة، لأن مكافحة الفساد لا تصلح أن تكون منصة لتصفية الحسابات». ورأى قاووق أن «(حزب الله) يشهر هدفه بمكافحة الفساد»، مضيفاً: «هدفنا التدقيق في الحسابات المالية، وليس تصفية الحسابات السياسية، فضلاً عن حماية المال العام، ونحن لسنا بوارد الانتقام من أحد أو إضعاف فريق سياسي أياً كان، ولذلك فإن (حزب الله) لا يستهدف أي شخص أو حزب محدد تحت عنوان مكافحة الفساد، لأن الفساد لا دين له ولا طائفة، وهو وباء كالخيانة التي لا تعرف طائفة ولا منطقة ولا ديناً». كما قال نائب رئيس المجلس التنفيذي في «حزب الله» الشيخ علي دعموش: «إننا جديون في متابعة هذا الملف من أجل الحد من الفساد واستعادة أموال الدولة المهدورة إلى الدولة والشعب اللبناني، ولا نتحرك بخلفيات سياسية ولا لتصفية حسابات مع أحد، ولا لتسجيل نقاط في مرمى أحد، أو لاستهداف أحد بتهم لم يرتكبها، ولا نريد أن ندخل في سجال مع أحد، كما لا نريد أن نسمي أحداً»، مضيفاً: «من يريد أن يعتبر نفسه متهماً ويسمي نفسه، فهذا شأنه، ولكن هو من يكون قد وضع نفسه في دائرة الشبهة والتهمة وليس نحن من وضعه في هذه الدائرة».

 

حماية الشخصيات والمسؤولين اللبنانيين... مظاهر بعشرات ملايين الدولارات/أعداد المرافقين تتجاوز المحدد قانوناً والاستنسابية تتحكم بطريقة توزيعهم

بيروت: كارولين عاكوم/الشرق الأوسط»/04 آذار/19/بين كثرة عدد المرافقين وسيارات المواكب، تتحوّل حماية الشخصيات والسياسيين في لبنان إلى أحد أبرز المظاهر التي يتباهى بها أي مسؤول مجرد توليه لمنصب معين.

وفي حين يتيح القانون لبعض المسؤولين الحصول على مرافقين فإنه يشرّع «الفساد» عبر بند يسمح لأي شخصية لا تشغل موقعاً رسمياً أو حزبياً أو سياسياً الاستفادة من الحماية بحجة تعرضها للخطر، وهو ما تتحكّم فيه الاستنسابية، فيما يأتي الخرق الأبرز من الأجهزة الأمنية نفسها التي تفرز مرافقين لضباط بعيداً عن أي نص قانوني، وهم الذين يفترض أنهم يتولون مهمة الأمن. وهذه الاستنسابية تنسحب أيضا على زيادة عدد المرافقين الذي عادة ما يكون ظاهرا للعلن بشكل لافت رغم أن مرسوم حماية تنظيم الشخصيات يحدد عددا معينا وفق كل منصب، ما يكلّف خزينة الدولة سنويا نحو 40 مليون دولار أميركي، بحسب تقديرات «الدولية للمعلومات». والمرسوم الأساسي الذي ينظم حماية الشخصيات هو ذلك الذي يندرج تحت الرقم 2512. ويحصر المرافقين بجهاز أمن الدولة وتحديداً في مديرية حماية الشخصيات إلى جانب ما يعرف بلواء الحرس الجمهوري الذي يعنى بحماية رئيس الجمهورية وعائلته والقصر الرئاسي وحماية ضيوف الرئيس من ملوك ورؤساء، ويتولى المهمة عناصر الجيش اللبناني، والأمر نفسه بالنسبة إلى حرس رئاسة الحكومة، من جهاز الأمن الداخلي، إضافة إلى شرطة مجلس النواب التي تتولى حماية مقر البرلمان ومقرات إقامة رئيس المجلس. وهنا تشير مصادر مطّلعة إلى أن عدد عناصر الحماية في أمن الدولة يقدّر بنحو 1200 عنصر، وعسكريي الحرس الجمهوري بـ1500 وشرطة المجلس بـ450 وسرية رئاسة الحكومة بـ600 عنصر، والمعروف أن الانتساب أو الترقية في شرطة المجلس محصورة بقرار رئيس المجلس ولا تخضع لأي ضوابط أو قواعد عسكرية.

ووفق مرسوم حماية الشخصيات، يحق لكل رئيس جمهورية سابق 10 عناصر للحماية ولرؤساء مجلس النواب والحكومة السابقين 8 عناصر ويتساوى الوزراء والنواب الحاليون بـحصول كل منهم على 4 عناصر فيما يحق لكل زوجة رئيس جمهورية سابق متوف عنصران ولكل رئيس طائفة مقيم في لبنان 6 عناصر، كما يحق لعدد من القضاة (164 قاضيا) الذين يتولون مواقع محددة بالحصول على مرافق واحد. لكن التنفيذ لا يمت إلى هذه الأرقام بصلة، بحيث إن عدد مرافقي بعض الشخصيات يصل إلى العشرات وهو ما تظهره المواكب ويؤكد عليه وزير الداخلية السابق مروان شربل والباحث في الدولية للمعلومات محمد شمس الدين، فيما تأخذ «الحماية القانونية» هذه وغير القانونية أشكالا مختلفة في التنفيذ، فيتحوّل رجل الأمن والعسكري إلى سائق للعائلة والأولاد حيناً ومرافقا لزوجة هذه الشخصية أو لأقاربه حيناً آخر وتصل إلى درجة توكيله مهمة شراء الحاجيات. ومع انتقاده المبالغة في مواكب المسؤولين وعدد مرافقيهم، معتبرا أن ضخامة الموكب تكشفه بشكل أكبر، يؤكد شربل لـ«الشرق الأوسط» أن حماية الشخصية لا ترتبط بحجم الموكب وعدد المرافقين بقدر ما هي ترتبط بأهمية العمل على تأمين سلامة الطرقات التي سيسلكها المسؤول ومفارز الاستقصاء، ويعطي مثالا على ذلك عمليات الاغتيال التي طالت شخصيات لبنانية عدة في السنوات الماضية رغم ضخامة مواكبها. ويسجّل لشربل أنه اتخذ عام 2013 خلال توليه وزارة الداخلية قرار تخفيض حماية الشخصيات نظراً لتجاوز العدد المحدد قانونا بالمرسوم رقم 2512، رابطا قراره بتعزيز المخافر وتدريب العناصر وهو ما أثار موجة استياء لدى السياسيين الذين حملوه مسؤولية أمنهم. من جهته، يقول شمس الدين لـ«الشرق الأوسط»: «في لبنان الجميع يخرق القانون ولا يتقيد به، ويتحول البند الذي ينص على منح كل شخصية معرضة للخطر الحماية، إلى باب لحصول شخصيات غير موجودة حتى في موقع المسؤولية لمرافقين وذلك من خلال العلاقات الشخصية وهي قد تكون بالحصول على مرافق واحد وقد تصل إلى العشرات، وهو الأمر الذي ينسحب أيضا على من هم في موقع مسؤولية، وبالتالي بدل أن يكون عناصر الأمن في الثكنات والمراكز العسكرية يتحولون إلى مرافقين، في وقت تشكو الأجهزة الأمنية بشكل دائم من نقص في عددها».

والقول بأن فرز المرافقين يخضع للعلاقات الشخصية، ينفيه مصدر أمني لـ«الشرق الأوسط»، ويؤكد أن قرارا كهذا لا يمكن أن يتم إلا بموافقة مجلس الأمن المركزي، موضحا أنه «يقوم الشخص بتقديم طلب يشرح فيه الأسباب التي تقف خلف مطلبه، فتتم دراسته بشكل دقيق وحجم الخطر المعرّض له لاتخاذ القرار المناسب، إما برفضه أو الموافقة عليه مع تحديد عدد العناصر».

أما السيارات المعتمدة في المواكب والتي اعتاد اللبناني على رؤيتها يوميا وتقفل الطرقات لأجل مرورها، فهي بدورها غير خاضعة لقانون معين، بحسب تأكيد شمس الدين وشربل، إنما تقدم كهبات أو يعمد الوزير مثلاً إلى شراء سيارة من الميزانية المخصصة لوزارته ويضعها باسمه أو باسم الوزارة ويتم تسجيل مصروفها على حساب الدولة لحصولها على المحروقات والصيانة مجانا، فيما يحق لكل نائب أن يستورد سيارة من الخارج كل سنتين، تكون معفية من بدل التسجيل والجمرك. وهنا يلفت شمس الدين إلى أن بعض الوزراء الذين يعمدون إلى تسجيل السيارات باسمهم تبقى ملكاً لهم حتى بعد انتهاء فترة توليهم الوزارة، مشيرا إلى أن هناك 120 ألف سيارة مدنية تابعة لمؤسسات وإدارات الدولة والأجهزة الأمنية في وقت أن العدد الذي ينص عليه القانون لا يزيد عن 11 سيارة موزعة بين الرئاسات والوزارات، بينما يقدّر عدد التي تشترى على نفقة الدولة ويستعمل منها في المواكب بالمئات. ووفق «الدولية للمعلومات» فإن المبالغ التي تصرف على المحروقات لكل هذه السيارات تبلغ 120 مليون دولار سنويا. في موازاة كل ذلك، فإن أبرز خرق للقانون يأتي من الأجهزة الأمنية نفسها بحسب ما يؤكد شمس الدين، وهو ما يبدو واضحا في مرسوم حماية الشخصيات الذي لا ينص على حصول الضباط على مرافقين، في حين أن هؤلاء يحصلون على مرافق أو سائق على الأقل وليس بالضرورة أن يكونوا من ذوي الرتب العليا، وهنا تشير المصادر الأمنية إلى أن كل جهاز أمني يؤمن الحماية لضباطه. ولا توجد أرقام محددة عن مرافقي وسائقي الضباط، الحاليين والسابقين منهم، في موازاة تفادي الجهات المعنية الحديث أو الإفصاح عنه، فيما تقدّر نفقات مرافقي الضباط سنويا بنحو 6 ملايين دولار أميركي، بحسب شمس الدين. ووفق العرف الذي بات يتم العمل عليه، تشير المصادر الأمنية إلى أن الضباط من رتبة نقيب إلى عقيد يحصلون على مرافق واحد، فيما يعطى العميد مرافقين. وهنا يسأل شمس الدين: «لا يمنح القانون العاملين في الأجهزة الأمنية حق الحصول على مرافقين وحماية، فهؤلاء من يفترض أن يقوموا بمهمة الأمن كيف يكون لهم من يحميهم؟» مشيرا في الوقت عينه إلى أنه يستثنى من هؤلاء القيادات الأمنية التي لها أن تختار عدد مرافقيها مثل قائد الجيش أو رئيس الأركان وغيرهما، وبالتالي فإن حصول الضباط على مرافقين هو خارج القانون وبات عرفا ليس أكثر. وخير مثال على ذلك، أن قائد منطقة برتبة عميد في قوى الأمن الداخلي كان لديه 60 عنصرا بينما لا يرافق من خلفه في المنصب نفسه إلا عنصر واحد، وهو ما يؤكد أن الأمور غير مقيدة وتبقى مفتوحة على مصراعيها وبطريقة استنسابية.

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

وعد من بوتين لنتنياهو بعدم نقل {إس 300} إلى النظام السوري

الجيش الإسرائيلي يطلب من واشنطن عدم الاعتراف بضم الجولان

تل أبيب: نظير مجلي/الشرق الأوسط»/04 آذار/19/ادعت مصادر سياسية مقربة من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أنه خلال لقائه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في موسكو، الأربعاء الماضي، حصل على ثلاثة ضمانات تتعلّق بسوريا، هي: عدم نقل منظومة صواريخ S - 300 إلى جيش النظام السوري، وإنشاء طاقم سياسي روسي إسرائيلي لإخراج القوات الأجنبية «التي دخلت إلى سوريا قبيل الحرب الأهلية»، بالإضافة إلى استمرار حرية عمل إسرائيلية في سوريا. ونقلت هذه المصادر، بحسب صحيفة «معريب» الإسرائيلية، هذه المعلومة عن مكتب نتنياهو نفسه. وقالت إن البند الأول في التفاهمات يعني أنّ منظومة صواريخ S - 300 المثبّتة في الشمال السوري، لن تخضع لسيطرة النظام السوري، ولن يكون قادراً على استخدامها بمفرده ضد الغارات الإسرائيلية. وقال المحلل العسكري لصحيفة «معريب»، طال ليف رام، إنه «من وجهة النظر الإسرائيلية، فإن البند المتعلّق بإخراج القوات الأجنبية من سوريا هدفه إخراج القوات الإيرانية، إلا أن البند أكثر تحفظاً وغموضاً، من وجهة النظر الروسية». ومع ذلك، فقد قلّل ليف رام من أهمية التفاهمات التي أبرمت في موسكو، قائلاً إن «الروس يعملون أمام اللاعبين المركزيين في المنطقة انطلاقاً من زاوية نظر ضيقة تتعلق بالمصالح الروسية، ولذلك، يجب النظر إلى التفاهمات مع موسكو على أنها محدودة الضمان»، لافتاً إلى أنّ التقديرات الحالية في الجيش الإسرائيلي هي أن الروس لن يمارسوا ضغوطاً لإخراج القوات الإيرانية من سوريا، «وسيواصلون لعب دور مزدوج ومركّب لتحقيق مصالحهم». وينسجم هذا التقرير مع ما كان مسؤول إسرائيلي كبير قد صرح به في الأسبوع الماضي، بأن «نتنياهو يعود من موسكو بعد اجتماعه المطوّل ببوتين من دون أن يتلقى أي قيود على العمليات العسكرية الإسرائيلية في سوريا». وأشار إلى أنه بعد هذا اللقاء، «يمكن القول إنه تم تجاوز الأزمة» التي نشبت بين الطرفين إثر سقوط طائرة عسكرية روسية ومقتل 15 كانوا على متنها في سبتمبر (أيلول) الماضي. وأفاد المسؤول الإسرائيلي بأن «السياسة الإسرائيلية التي تم نقلها للجانب الروسي بوضوح، هي، أننا سنواصل العمل في سوريا، وقد تم قبول ذلك بتفهم»، وذلك في إحاطة نقلتها جميع وسائل الإعلام الإسرائيلية، والتي تشير إلى أن المسؤول الذي صرح لوسائل الإعلام دون الإفصاح عن هويته، هو نتنياهو نفسه.

وقال المسؤول الإسرائيلي، إنه لا يظن أن هناك بالفعل «محوراً منظماً ومتماسكاً يضم كلا من سوريا وإيران وروسيا. لست متأكدا من أن هذا هو الحال. ربما يوجد هناك توافق في بعض الأمور. نعم، لكن هناك في الكثير من المسائل لا أعتقد ذلك حقاً». وشدد على أن «الهدف الروسي يقضي بخروج جميع القوات الأجنبية من سوريا، والتي دخلت إليها خلال الحرب. وهذا هو هدفنا أيضا. لا أعتقد أن هذا هو هدف إيران». من جهة ثانية، وجهت أوساط مقربة من نتنياهو الاتهامات لما سمته بـ«قادة أمنيين إسرائيليين يؤدون خدمتهم في الولايات المتحدة الأميركية»، بأنهم وجهوا رسائل لأعضاء مجلس الشيوخ الأميركي يحثونهم فيها على رفض مشروع قانون للاعتراف بـ«السيادة الإسرائيلية على الجولان». وبحسب صحيفة «يسرائيل هيوم» اليمينية، أمس الأحد، فإن جهات في الأجهزة الأمنية الإسرائيلية في الولايات المتحدة فضلت عدم تمرير مشروع القانون المشار إليه، والذي عرضه السيناتوران الجمهوريان تيد كروز وتوم كوتون، الأسبوع الماضي. وقد طلبوا منهما بصراحة ووضوح «عدم تمريره، على الأقل في هذه المرحلة»، وذلك لأن «الوجود الإسرائيلي في الجولان حقيقة لا يمكن التشكيك بها، ولذلك من غير الواضح ما الهدف من تمرير قانون سيُنشط النقاش حول الموضوع».

 

إيران تُشكِّل ميليشيات جديدة في سورية تُمهِّد الطريق إلى لبنان

"قسد" فتحت ممرات لخروج عناصر "داعش" من الباغوز والتنظيم نشر سيارات مفخخة في البلدة

دمشق – وكالات/ الإثنين 04/03/2019 / كشفت مصادر مطلعة أمس، عن قيام إيران بتشكيل ميليشيا جديدة في سورية يبلغ قوامها نحو ألف ومئتي رجل، ويشرف عليها بشكل مباشر مستشارون عسكريون إيرانيون.

ونقل موقع “صوت أميركا” عن مصادر إيرانية قولها: إن “مسؤولي إيران والنظام السوري يبحثون منذ وقت طويل بناء مثل تلك القوى العسكرية الجديدة”. وقال مصدر دفاعي إيراني: “كان هذا جزءاً من اتفاق أبرمته طهران ودمشق في مايو العام 2017، مضيفاً ان تشكيل أي تحالف يهدف إلى تعزيز قوة تحالف محور المقاومة ضد إسرائيل مرحب به”. وأضاف إنه “منذ اندلاع الحرب الأهلية في سورية العام 2011، كانت إيران الداعم الرئيسي للرئيس بشار الأسد، وشارك الحرس الثوري الإيراني في معارك كبيرة في جميع أنحاء البلاد، وقدم الدعم لقوات النظام السوري ضد المتمردين، كما نشرت طهران ميليشيات شيعية في سورية، بما في ذلك حزب الله اللبناني، ومجموعات باكستانية وأفغانية”. وقال المدير التنفيذي لمؤسسة الشرق الأوسط للإعلام سيث فرانتزمان: إن “خطط إيران لتشكيل ميليشيات إضافية في سورية هي جزء من ستراتيجية شاملة تهدف إلى إرساء جذورها على المدى الطويل”، مضيفاً ان “المزيد من القواعد والمزيد من الميليشيات بما في ذلك الميليشيات السورية المتحالفة مع إيران يهدف الى تعزيز هدف طهران ببناء ممر نفوذ عبر العراق وسورية إلى لبنان”.

في سياق متصل، ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان أن “أن الغالبية العظمى من مقاتلي الميليشيا الجديدة هم مواطنون سوريون يعملون بشكل مختلف عن الألوية الأخرى التي شكلت في السنوات الأخيرة بهدف القتال في سورية ورعتها إيران”. في المقابل، زعمت إيران أمس، عدم وجود أي قوات عسكرية أو معسكرات لها في سورية. من ناحية ثانية، أعلنت “قوات سورية الديمقراطية” (قسد) أمس، عن فتح ممرات آمنة لخروج من يرغب من عناصر تنظيم “داعش” من بلدة الباغوز. وقال مدير المكتب الإعلامي في “قسد” مصطفى بالي: “خصصت القوات محوراً ليس فيه اشتباكات لخروج من يرغب من عناصر داعش”، مضيفاً ان “المعارك مستمرة ولكن التقدم بطيء وبحذر”. من جانبه، أكد القائد العسكري لـ “جيش الثوار” دجوار إدلب أن عدداً من عناصر “داعش” سلموا أنفسهم عن طريق معبر الباغوز تحتاني، متوقعاً وصول دفعات أخرى خلال الساعات المقبلة.

وفي السياق، قال مقاتلون من “قسد”: إن “داعش” نفذ تفجيرات بسيارات مفخخة ضد القوات التي تهاجم الباغوز في مسعى أخير لتجنب الهزيمة. واستسلم نحو 150 من مقاتلي “داعش”، فيما اشار المرصد إلى أنهم من بين 400 شخص غادروا المنطقة أمس. في غضون ذلك، لقى أربعة أشخاص مصرعهم جراء استهداف انتحاري من “داعش” لمكان تواجد وجهاء عشائر وقادة من “قسد” في قرية جديدة الخابور بريف الرقة. من جهة أخرى، وصل المبعوث الأميركي الخاص إلى سورية جيمس جيفري أمس، إلى أنقرة، حيث سيعقد اليوم الثلاثاء، لقاءات مع نائب وزير الخارجية التركي سادات أونال ومسؤولين عسكريين أتراك، لبحث عملية انسحاب القوات الأميركية من سورية، وتطبيق خريطة الطريق المتعلقة بمنطقة منبج. كما بحث قائدا الجيشين الأميركي والروسي أمس، في فيينا، في تفادي حصول تصادم خلال عمليات التحالف والعمليات الروسية في سورية، وتبادل وجهات النظر بشأن أوضاع العلاقات العسكرية الأميركية – الروسية، والأوضاع الأمنية الدولية الحالية في أوروبا، ومواضيع أساسية أخرى.

وفي السياق السياسي، شدد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أمس، على أنه لا حاجة لتشكيل أي مجموعات عمل جديدة بشأن سورية في ظل وجود إطار فاعل متمثل في عملية أستانا، من دون أن يستبعد إمكانية توسيعها. إلى ذلك، أطلق الجيش الإسرائيلي ليل أول من أمس، أطلق عددا من القذائف الصاروخية من مواقعه في الجولان، باتجاه المزارع الشمالية لمدينة القنيطرة، فيما قصف التحالف الدولي ضد “داعش” ليل أول من أمس، الباغوز بالفوسفور الأبيض. من جهة أخرى، اعتقلت قوات الأسد عدداً من الضباط المنشقين سابقاً بمحافظة درعا، بعد تسليم أنفسهم بناءً على مرسوم العفو الرئاسي الأخير.

 

لماذا قصفت اسرائيل مواقع لـ"نسور الزوبعة"؟

المدن - عرب وعالم | الإثنين 04/03/2019 /استهدف الطيران الإسرائيلي بالصواريخ، ليل الاثنين/الثلاثاء، مواقع بالقرب من بلدة حضر شمالي القنيطرة، وتبعها قصف بقذائف الهاون استهدف محيط تلك المواقع، من دون معرفة حجم الخسائر التي خلفها القصف، بحسب مراسل "المدن" سليمان الحوراني.

وعُرِفَ من المواقع المستهدفة؛ سند البصار ونقطة الوسيط المهجورة وقرص النفل، وجميعها مواقع عسكرية بالقرب من بلدة حضر، وتسيطر عليها مجموعات تتبع لمليشيا "نسور الزوبعة"، التشكيل المسلح التابع لـ"الحزب السوري القومي الإجتماعي".وقالت مصادر "المدن"، إن سبب الاستهداف يعود إلى التعاون بين "نسور الزوبعة" و"حزب الله"، وتسهيل دخول عناصر الحزب إلى المنطقة بهدف الرصد والاستطلاع. وتنتشر عناصر مليشيا "حزب الله" على طول الشريط الحدودي مع الجولان المحتل، في أكثر من 15 نقطة عملت على التمركز فيها منذ العام 2015. بعض تلك النقاط باتت قريبة من الحدود بعد سيطرة قوات النظام على المنطقة. وتستخدم مليشيا الحزب تلك النقاط بهدف التجسس والمراقبة. مليشيا الحزب نشرت في بعض النقاط القريبة من الحدود، قواعد صواريخ مضادة للدروع، بعضها أميركي من نوع تاو، كانت قد اشرتها من فصائل المعارضة بعد سيطرة النظام على المنطقة. وجاء الاستهداف الأخير عقب تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، التي أعلن فيها اتفاقه مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على إخراج إيران من سوريا، وتشكيل طاقم مشترك روسي-إسرائيلي لتحقيق ذلك. وسبق عملية القصف انتشار شائعات عن إلقاء إسرائيل منشورات ورقية تدعو فيها أهالي القرى الحدودية مع الجولان لمغادرتها خلال 4 شهور. وتبيّن أن تلك الشائعات غير صحيحة، وقد جاءت عقب إطلاق إسرائيل بالونات بغرض التجسس وصلت إلى بلدات الرفيد وصيدا الجولان القريبتين من الحدود.

 

تصعيد إسرائيلي في القدس بالتزامن مع تخفيض واشنطن تمثيلها الدبلوماسي

القدس - واشنطن/الشرق الأوسط»/04 آذار/19/أطلقت القوات الإسرائيلية النار على شبان فلسطينيين في رام الله بدعوى أنهم نفذوا عملية دهس. وذكرت مصادر محلية أن الشبان الثلاثة لم يقصدوا دهس جنود إسرائيليين بسيارتهم، وأن ما جرى هو حادث سير وليس عملية متعمدة، حسبما نقلت وكالة «وفا» الفلسطينية.

وقالت وزارة الصحة الفلسطينية، إن الشابين أمير محمود جمعة دراج (20 عاماً) من قرية خربثا المصباح، ويوسف رائد محمد عنقاوي (20 عاماً) من بيت سيرا قد قتلا، فيما أصيب الشاب هيثم باسم جمعة علقم من قرية صفا بجروح، لم تحدد طبيعتها بعد، جراء إطلاق قوات الاحتلال الرصاص الحي صوبهم.

وأوضح رئيس مجلس قروي كفر نعمة خلدون الديك أن عملية إعدام الشابين وقعت نحو الساعة الرابعة فجراً، وفي منطقة تضاريسها الطبيعية صعبة، ما يرجح أن ما وقع هو حادث سير، بسبب المنعطف الخطير في الشارع هناك، حيث أطلق جنود الاحتلال النار على المركبة.

وأشار إلى أن قوات الاحتلال اقتحمت بعد منتصف الليل القرية، واعتقلت الشاب يوسف محمود الديك، وتبعها إطلاق النار على إحدى المركبات ومن بداخلها، وما زالت المنطقة عسكرية مغلقة، وتدور بين الفينة والأخرى مواجهات، حيث أصيب كثير من المواطنين بحالات اختناق نتيجة الغاز الكثيف الذي يطلقه جنود الاحتلال صوب منازل المواطنين القريبة. وذكرت الوكالة الرسمية الفلسطينية أن التصعيد الإسرائيلي وصل إلى أن قوات الاحتلال اعتقلت، فجر اليوم (الاثنين)، 10 مواطنين على الأقل من مدينة القدس المحتلة. ومن جهتها، ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية إصابة ضابط في جيش الاحتلال بجروح خطيرة، وجندي آخر بجروح طفيفة بسبب ما حدث، وأوضح المتحدث باسم الجيش أن الجنود أطلقوا النار على المهاجمين وقتلوا اثنين منهم وأصابوا الثالث بجروح. يأتي ذلك بالتزامن مع إعلان وزارة الخارجية الأميركية في بيان، أن قرار الولايات المتحدة خفض تمثيلها الدبلوماسي لدى الفلسطينيين سيدخل حيز التنفيذ اليوم (الاثنين)، عبر دمج قنصليتها في القدس بسفارتها في إسرائيل. وقال البيان: «في 4 مارس (آذار) 2019، سيتم دمج قنصلية الولايات المتحدة العامة في القدس بسفارة الولايات المتحدة في القدس لتشكلا بعثة دبلوماسية واحدة». وأكد وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو أن هذه الخطوة التي أعلن عنها في أكتوبر (تشرين الأول) لن تشكل تغييراً في السياسة وتهدف إلى تحسين «الفاعلية». لكن المسؤولين الفلسطينيين اعتبروا أن هذا القرار هو خطوة أخرى ضدهم من قبل إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب التي جمدوا الاتصالات معها بعد قراره في 2017 الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل. وكان مسؤول أميركي أعلن السبت، عن دخول هذا القرار حيز التنفيذ اليوم (الاثنين).

 

الجيش التركي ينتظر الأوامر لعملية عسكرية بمنبج وشرق الفرات

أنقرة: سعيد عبد الرازق/الشرق الأوسط»/04 آذار/19/قال وزير الدفاع التركي خلوصي أكار إن جميع الاستعدادات للعملية العسكرية في منبج وشرق الفرات اكتملت وإن الجيش بانتظار أمر من الرئيس رجب طيب إردوغان لإطلاقها في أي وقت.

وأضاف أكار، في تصريحات أمس (الأحد)، أن القوات التركية متأهبة ومستعدة تماما للبدء في العملية التي تستهدف مسلحي وحدات حماية الشعب الكردية، التي تعتبرها تركيا «تنظيما إرهابيا». وأكد أن تركيا ليست لديها مطامع في أراضي الدول المجاورة، وفي مقدمتها الجارتان سوريا والعراق، بل تحترم وحدتها، لكنها لن تسمح بظهور أي «ممر إرهابي» شمال سوريا قرب الحدود التركية. وكان إردوغان، قرر في 21 ديسمبر (كانون الأول) الماضي إرجاء إطلاق عملية عسكرية شرق الفرات، بسبب إعلان الرئيس الأميركي في 19 من الشهر ذاته عن بدء سحب القوات الأميركية من سوريا. لكن عدم تحديد جدول زمني للانسحاب ولإقامة المنطقة الآمنة في شرق الفرات التي أعلن عنها ترمب والتي ترغب تركيا في السيطرة عليها يثير قلق أنقرة. ويسيطر تحالف قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، المكون من مجموعات مقاتلة أبرزها «وحدات حماية الشعب» الكردية، على مدينة منبج في ريف حلب الشرقي وعلى مناطق واسعة شمال شرقي سوريا قرب الحدود التركية. وأقرت أنقرة وواشنطن في 4 يونيو (حزيران) الماضي خريطة طريق تتضمن سحب عناصر الوحدات الكردية من منبج، والإشراف المشترك على الأمن والاستقرار في المدينة لحين تشكيل مجلس محلي من أهلها لإدارتها، واتهمت تركيا الولايات المتحدة بالتباطؤ في تنفيذ الاتفاق. وأجرى وزير الدفاع التركي، مؤخرا، مباحثات في واشنطن مع نظيره الأميركي، صرح بعدها بأن واشنطن وافقت على التسريع بتنفيذ اتفاق خريطة الطريق في منبج بغض النظر عن موعد انسحاب القوات الأميركية من سوريا. وقال أكار إن بلاده ستواصل كفاحها ضد حزب العمال الكردستاني وامتداده في سوريا (وحدات حماية الشعب الكردية) ولن تسمح بأي ممر إرهابي شمال سوريا. وأضاف أن العالم كله يعلم هذا، وقلنا ولا نزال نقول ذلك لنظرائنا في كل لقاءاتنا. من الضروري أن توجد تركيا في هذا الممر. لماذا؟ لحماية أمن بلادنا. في السياق ذاته، عبرت تركيا عن أملها في أن تدرج الولايات المتحدة حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي في سوريا وذراعه العسكرية (وحدات حماية الشعب الكردية) على قائمة المنظمات الإرهابية، على غرار التنظيم الأم (حزب العمال الكردستاني). وأثنى المتحدث باسم وزارة الخارجية التركية، حامي أكصوي، على قرار واشنطن، إبقاء حزب العمال الكردستاني على قائمة المنظمات الإرهابية الأميركية، وتأكيد الخارجية الأميركية عزمها بشأن مكافحة نشاطه، داعيا إلى اتباع النهج نفسه بشأن امتدادات الحزب في سوريا. وقال أكصوي، في بيان: «نتطلع أن تتتبع حليفتنا الولايات المتحدة النهج نفسه حيال امتدادات العمال الكردستاني في المنطقة». وأعلنت الخارجية الأميركية، أول من أمس، الإبقاء على حزب العمال الكردستاني على قائمة المنظمات الإرهابية الأجنبية، وأكدت التزامها القوي بشراكتها مع تركيا حليفتها في حلف شمال الأطلسي (ناتو) في مكافحة نشاطه. وأشارت الخارجية الأميركية، في بيان، إلى أنها أجرت تقييما لحزب العمال الكردستاني المدرج على قائمة التنظيمات الإرهابية الأجنبية منذ العام 1997، لافتة إلى أن الولايات المتحدة عملت مع تركيا وحلفائها منذ أكثر من 20 عاماً ضد تهديدات العمال الكردستاني. وتجري الخارجية الأميركية تقييما كل 5 سنوات للتنظيمات المدرجة على قائمة الإرهاب في الولايات المتحدة.

 

«داعش» يرواغ الهزيمة شرق سوريا بسيارات ملغومة وسترات ناسفة/متحدث باسم التحالف: وتيرة التقدم انحسرت... والتنظيم مازال يحتجز مدنيين

الباغوز (سوريا): /الشرق الأوسط»/04 آذار/19/قال مقاتلون من قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من الولايات المتحدة، إن تنظيم داعش، نفذ تفجيرات بسيارات ملغومة ضد القوات التي تهاجم الباغوز، في مسعى أخير لتجنب الهزيمة في آخر قطعة من الأراضي يسيطر عليها.

وستتوج السيطرة على قرية الباغوز، الواقعة بشرق سوريا على ضفاف نهر الفرات، أربع سنوات من الجهود الدولية لطرد المتشددين من أراضي ما أسموها «دولة الخلافة» التي أعلنوها من جانب واحد وشملت نحو ثلث مساحة سوريا والعراق تقريبا في عام 2014.

وتشنّ قوات سوريا الديمقراطية الأحد، بدعم من طائرات التحالف الدولي بقيادة واشنطن، قصفاً مدفعياً عنيفاً وضربات جوية على الجيب الأخير لتنظيم «داعش» في شرق سوريا، في معركة من شأنها أن تمهّد لإعلان انتهاء التنظيم. وبدأ تحالف الفصائل الكردية والعربية المدعوم من واشنطن، الجمعة، هجومه الأخير على الرافضين للاستسلام بعد انتهاء عمليات إجلاء آلاف الأشخاص، غالبيتهم من نساء وأطفال المقاتلين، من بلدة الباغوز، حيث حوصر التنظيم في بقعة صغيرة منها بعدما كان يسيطر في العام 2014 على مساحات واسعة في سوريا والعراق المجاور.

وقالت قوات سوريا الديمقراطية إنها تتوقع «معركة حاسمة» أمس الأحد، بعد تقدم تدريجي دام 18 ساعة لتفادي الألغام المزروعة على الأرض التي نشرها التنظيم، والذي يستخدم مقاتلوه أنفاقا تحت الأرض لإقامة كمائن قبل أن يختفوا. إلا أنه بحلول الظهيرة، لم تظهر إشارات على أن المعركة انتهت. وقال متحدث باسم التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة ويدعم قوات سوريا الديمقراطية إن وتيرة التقدم انحسرت. وقال الكولونيل شون رايان لـ«رويترز»: «يستخدم مقاتلو التنظيم سترات ناسفة وسيارات ملغومة لإبطاء هجوم قوات سوريا الديمقراطية، والاختباء من ضربات التحالف في منطقة الباغوز. ما زالوا يحتجزون مدنيين ويغطون الأنفاق أيضا بشحنات ناسفة بدائية الصنع». وقال القائد الميداني في قوات سوريا الديمقراطية رستم حسكة لوكالة الصحافة الفرنسية، «تدور اشتباكات هي الأعنف التي نشهدها هنا». وأكد أن «الدواعش المحاصرين في هذه المساحة الضيقة يرفضون الاستسلام وغالبيتهم من المهاجرين، بينهم فرنسيون ومن جنسيات أخرى». وأضاف «يقاتلون بشراسة ويستخدمون كافة الوسائل من سيارات مفخخة وانتحاريين». واستهدفت قوات سوريا الديمقراطية بحسب حسكة، «مستودعات ذخيرة عدة وسيطرت على نقاط مختلفة». وعلى بعد 400 متر من خطوط الجبهة الأمامية، سمع صحافي في الوكالة، صباح الأحد، أصوات رشقات نارية ودوي قصف مدفعي كثيف وغارات جوية، ما يؤشّر إلى استئناف التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة ضرباته على التنظيم المتطرف. وتصاعد دخان أسود كثيف وسُمع دوي انفجارات قوية بعد غارة جوية استهدفت مخيماً سكنياً قرب نهر الفرات. وعلى سطح مبنى مجاور لساحة المعركة، شرح قائد ميداني آخر للوكالة، أن مقاتلي «داعش طُردوا من القسم الأكبر من المخيّم، ولم يبقَ تحت سيطرتهم إلا ما تبقى من المخيم بالإضافة إلى جزء من بلدة الباغوز». وأضاف «ثمة أنفاق تحت الأرض. لا نعرف طول هذه الأنفاق. لا نعرف عدد عناصر «داعش» المتبقين في الداخل» مشيراً إلى أنهم «محاصرون بالكامل». وأكد أنهم «زرعوا الكثير من الألغام في المنازل وعلى الطرق». داخل الباغوز، واصلت قوات سوريا الديمقراطية عملياتها العسكرية خلال الليل.

على إحدى تلات الباغوز الواقعة على بعد 800 متر من الجبهة الأمامية، كان حسكة ليل السبت الأحد ينسّق الضربات ضد مواقع التنظيم. ويتلقى حسكة بواسطة جهاز اتصال لا سلكي معلومات حول أحد مواقع التنظيم على بعد كيلومتر واحد. فيستخدم جهازاً لوحياً إلكترونياً لنقل إحداثيات موقع المقاتلين وفقاً لنظام تحديد المواقع العالمي (جي بي إس) ويطلب شنّ غارة جوية، وسرعان ما يُسمع هدير مقاتلة أميركية تحلق في السماء. ما هي إلا دقائق حتى يرفع حسكة عينيه عن الجهاز ويقول مبتسماً «موقع داعش، انتهى». ويضيف باللغة الكردية «منذ استئناف المعارك، تمكنا من استعادة 13، 14 موقعاً» من التنظيم، متابعا «يستخدم مقاتلو التنظيم عددا كبيرا من الانتحاريين وخصوصاً نساء. نحن في مواجهة عدو يشنّ هجمات ضدنا عبر سيارات ودراجات نارية أو هوائية مفخخة». ويقول «نسمع محادثاتهم، وتبادلاتهم عبر (ترددات) الراديو، نسمعهم يتحدثون خصوصا باللغة الروسية».

وأكدت عائلات فرنسية عديدة تواصل معها صحافي في وكالة الصحافة الفرنسية، أن نساء وأطفالا لا يزالون داخل جيب التنظيم المتطرف.وبحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، خرج نحو 53 ألف شخص منذ ديسمبر (كانون الأول) من مناطق سيطرة التنظيم. واعتقلت قوات سوريا الديمقراطية أكثر من خمسة آلاف عنصر من التنظيم كانوا في عداد الخارجين. ومنذ 20 فبراير (شباط)، أجلت قوات سوريا الديمقراطية الآلاف غالبيتهم من عائلات المقاتلين وبينهم عدد كبير من الأجانب، وأخضعتهم لعمليات تفتيش وتدقيق في هوياتهم في نقطة فرز استحدثتها على بعد أكثر من عشرين كيلومتراً قرب الباغوز. وتمّ نقل النساء والأطفال إلى مخيم الهول شمالاً، بينما أُرسل الرجال المشتبه بأنهم جهاديون إلى مراكز اعتقال للتوسع في التحقيق معهم. ولا يعني حسم المعركة في دير الزور انتهاء خطر التنظيم، في ظل قدرته على تحريك خلايا نائمة في المناطق المحررة وانتشاره في البادية السورية المترامية الأطراف. وقال المتحدث باسم حملة قوات سوريا الديمقراطية في دير الزور، السبت «نستطيع أن نقول إن «داعش» ينتهي جغرافيا بانتهاء سيطرته على بلدة الباغوز، لكنه لم ينتهِ أيديولوجيا وفكرياً ومن ناحية الخلايا النائمة».وتشكل المعركة ضد تنظيم داعش حالياً إحدى الجبهات الرئيسية في النزاع السوري الذي أسفر عن أكثر من 360 ألف قتيل وملايين النازحين واللاجئين منذ العام 2011.

 

بوتفليقة يترشح... ويتعهد تقصير ولايته و«تغيير النظام»/تجدد احتجاجات الطلاب... وغالبية أقطاب المعارضة تقاطع الانتخابات

الجزائر: بوعلام غمراسة/الشرق الأوسط»/04 آذار/19/على رغم تجدد الاحتجاجات ضد ترشح الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة لولاية خامسة في مدن عدة، فإن بوتفليقة ترشح، أمس، للانتخابات المقررة في 18 الشهر المقبل. لكنه تعهد في حال فوزه بتنظيم استحقاق رئاسي مبكر، تُحدد تاريخه «ندوة وطنية» تعقد قبل نهاية العام الحالي، وتشارك فيها المعارضة والأحزاب الموالية للسلطة وتنظيمات المجتمع المدني. وجاء في «رسالة إلى الأمة» قرأها نيابة عن الرئيس مدير حملته الانتخابية الجديد عبد الغني زعلان، أمس، أن بوتفليقة لن يترشح في الانتخابات المبكرة التي يعد بها، معتبراً أن «من شأنها ضمان استخلافه في ظروف هادئة، وفي جو من الحرية والشفافية». ووعد بوتفليقة بـ«تنظيم ندوة وطنية شاملة جامعة ومستقلة لمناقشة وإعداد واعتماد إصلاحات سياسية ومؤسساتية واقتصادية واجتماعية، من شأنها إرساء أسس نظام إصلاحي جديد للدولة الوطنية الجزائرية، ينسجم كل الانسجام مع تطلعات شعبنا».

وبين ما تعهد به بوتفليقة في الرسالة «إعداد دستور جديد يُزكّيه الشعب الجزائري عن طريق الاستفتاء، يكرسُ ميلاد جمهورية جديدة ونظام جديد، ووضع سياسات عمومية عاجلة كفيلة بإعادة التوزيع العادل للثروات الوطنية، وبالقضاء على أوجه التهميش والإقصاء الاجتماعيين كافة، ومنها ظاهرة الحرقة (الهجرة غير الشرعية)، بالإضافة إلى تعبئة وطنية فعلية ضد جميع أشكال الرشوة والفساد».

وقال إنه سيتخذ «إجراءات فورية وفعالة ليصبح كل فرد من شبابنا فاعلاً أساسياً ومستفيداً ذا أولوية في الحياة العامة، على جميع المستويات، وفي كل فضاءات التنمية الاقتصادية والاجتماعية، ومراجعة قانون الانتخابات، مع التركيز على إنشاء آلية مستقلة تتولى دون سواها تنظيم الانتخابات».

وأضاف أن «الالتزامات التي أقطعها على نفسي أمامكم، ستقودنا بطبيعة الحال إلى تعاقب سلس بين الأجيال، في جزائر متصالحة مع نفسها، وأدعو الجميع في هذه اللحظة، إلى كتابة صفحة جديدة من تاريخنا، وأن نجعل من الموعد الانتخابي لـ18 أبريل (نيسان) المقبل شهادة ميلاد جمهورية جزائرية جديدة كما يتطلّع إليها الشعب». ووجّه التحية إلى «المسيرات الشعبية الأخيرة التي تميزت بالتحضر، والتعامل المهني المثالي والراقي، الذي تحلَّت به مختلف أسلاك الأمن مع المظاهرات، وبموقف المواطنين الذين فضّلوا التعبير عن رأيهم يوم الاقتراع عن طريق الصندوق».

وحيّا الجيش على «التعبئة في شتى الظروف للاضطلاع بمهامه الدستورية، وإنني كلي آذان صاغية لكل الآراء التي ينضحُ بها مجتمعنا، وأعاهدكم هاهنا أنني لن أترك أي قوة، سياسية كانت أم اقتصادية، لكي تحيد بمصير وثروات البلاد عن مسارها لصالح فئة معينة أو مجموعات خفية».

وشدّد على أن الجزائر «في حاجة إلى استكمال مسيرتها نحو الديمقراطية والتطور والازدهار من دون وقف المسار الذي غنِمت بفضله مكاسب جمة عبر السنين»، مشيراً إلى أن بلاده «في أمس الحاجة إلى قفزة نوعية وهبّة رفيعة لكل قواها السياسية والاقتصادية والاجتماعية، بل لكل أطياف المجتمع، سعياً إلى فتح الأفق أمام آمال جديدة». وأضاف: «لقد نمت إلى مسامعي، وكلي اهتمام، آهات المتظاهرين، ولا سيما تلك النابعة عن آلاف الشباب الذين خاطبوني في شأن مصير وطننا، غالبيتهم في عمر تطبعُه الأنفة والسخاء اللذان دفعاني وأنا في عمرهم إلى الالتحاق بصفوف جيش التحرير الوطني المجيد، أولئك شباب عبروا عن قلقهم المشروع والمفهوم تجاه الريبة والشكوك التي حركتهُم. وإنه لمن واجبي، بل إنها لنيتي، طمأنة قلوب ونفسيات أبناء بلدي. وإنني إذ أفعل ذلك اليوم، أفعله كمجاهدٍ مخلص لأرواح شهدائنا الأبرار وللعهد الذي قطعناه، أنا وكل رفقائي الأخيار في الملحمة التحريرية، والذين لا يزالون اليوم على قيد الحياة، بل أقوم به أيضاً كرئيس للجمهورية يقدس الإرادة الشعبية التي قلدتني مسؤولية القاضي الأول بالبلاد، بل أيضاً عن قناعة بصفتي مرشحاً للانتخابات الرئاسية المقبلة». وأعرب عن «تصميمه» في حال انتخابه «على الاضطلاع بالمسؤولية التاريخية بأن ألبي مطلب الشعب الأساسي، أي تغيير النظام».

غير أن اللافت أن الوعود التي تتضمنها «رسالة بوتفليقة» لا تلبي أهم مطلب يرفعه ملايين المتظاهرين منذ 10 أيام، وهو سحب الرئيس ترشحه لولاية خامسة. وأودع زعلان أوراق ترشح بوتفليقة للانتخابات لدى المجلس الدستوري قبل ساعات من انتهاء مهلة تقديم ملفات الترشح، فيما لا يزال الرئيس في جنيف حيث سافر قبل 10 أيام بغرض العلاج. ووصلت مساء أمس 8 شاحنات إلى المجلس الدستوري، حاملة استمارات التوقيعات الخاصة بالرئيس المترشح، لكنه لم يرافقها لعلاجه في سويسرا. وقال موالون للرئيس إنه جمع 4 ملايين توقيع.

المعارضة تقاطع

من جهة أخرى، أعلن حزب «حركة مجتمع السلم» (حمس) الذي يرأسه عبد الرزاق مقري مقاطعة الانتخابات الرئاسية التي كان رئيسه سيترشح لها. وقال في بيان إنه «انحاز في موقفه إلى الحراك الشعبي الذي انطلق عبر كامل التراب الوطني، بمشاركة جميع الفعاليات الشعبية الرافضة للعهدة الخامسة ومحاولة فرضها كأمر واقع». ودعا السلطة إلى «الاستجابة لمطالب الشعب، وفي مقدمتها التراجع عن العهدة الخامسة»، محذراً من أن «الإصرار على هذا الخيار هو إدخال للبلد في متاهات لا تحمد عقاباها». وقالت مصادر من الحزب الإسلامي لـ«الشرق الأوسط» إن «إصرار الرئيس بوتفليقة على الترشح كان حاسماً في سحب مرشحنا». وراهن مقري على أن تلتفّ أحزاب المعارضة حوله لدعمه، لكنه فشل بسبب مقاطعة غالبية رموزها للاستحقاق. وكانت رئيسة «حزب العمال» اليساري المرشحة في انتخابات 2014 لويزة حنون أعلنت أول من أمس انسحابها. وانسحب رئيس الوزراء السابق علي بن فليس من السباق. وقال في مؤتمر صحافي إنه يرفض «المشاركة في انتخابات غير قانونية، لأن ترشح الرئيس غير دستوري». وندّد بالمجلس الدستوري «الخاضع بشكل كامل لرئيس السلطة التنفيذية». واعتبر ترشيح بوتفليقة «خرافياً وسريالياً وصادماً واغتصاباً مكشوفاً للإرادة الشعبية». وأضاف: «لقد كسر شعبنا جدار الخوف، وهو الشعب الذي يقف اليوم ليقول بعبارة صريحة وقطعية؛ لا لتخييرٍ صنَع منه حكام الساعة استراتيجيةً سياسية ثابتة تتمثل في القبول بمنظومة حكم جائرة أو التعرض لصدع الاستقرار والفوضى». ورأى أنه «بمجرد أن ثبت فراغ أعلى هرم السلطة، وشغور مركز صنع القرار الوطني، سارعت قوى غير دستورية إلى الاستحواذ عليهما وتوظيفهما في خدمة طموحاتها الكاسحة وشهيتها الجشعة للجاه والمال والسلطة ومصالحها. والجلي للعيان في هذه الساعات المفصلية أن هذه القوى غير الدستورية مع اقتراب نهاية العهدة الرئاسية قد غمرها القلق والارتباك، وخلصت إلى أنه لا حيلة ولا ملاذ لها سوى في ترشيح خرافي لعهدة رئاسية خرافية كسابقتها»، في إشارة إلى رجال أعمال ومجموعة من القادة السياسيين المحيطين بالرئيس.

غديري يقدم أوراقه

في المقابل، حضر العسكري المتقاعد علي غديري، الذي دخل في خصومة حادة مع رئيس الأركان قايد صالح، إلى المجلس الدستوري أمس، وقدّم أوراق ترشحه. وقال لعدد كبير من الصحافيين تجمعوا حوله: «لقد أعطى شعب الجزائر درساً للذين راهنوا على موته... فجر جديد بدأ اليوم. فمثلما هزم الشعب الاستعمار في الثورة، هو قادر أيضاً على بناء جمهورية جديدة بإحداث قطيعة مع النظام». وقالت حملة غديري إنه «أودع ملف ترشحه و120 ألف إستمارة توقيع (القانون يشترط 60 ألف توقيع من 25 ولاية)، وقد استقبله رئيس المجلس الدستوري (الطيب بلعيز) الذي وقّع أمامه على إستمارة رسمية تلحق بالملف. كما قام منسق الحملة الانتخابية مقران آيت العربي بتفحص ملف المترشح مع رئيس مصلحة الدراسات بالمجلس الدستوري. وبعد تأكد هذا الأخير من وجود جميع الوثائق المطلوبة قانوناً، سلّم له وصلاً بذلك كما هو معمول به منذ سنوات عدة». وانتقد «تبرير غياب بوتفليقة عن تقديم أوراق ترشحه للمجلس الدستوري»، مشدداً على أن «القانون يلزم جميع المترشحين بالتوجه شخصياً إلى مقر المجلس لتوقيع إستمارة رسمية أمام رئيس المجلس».

احتجاجات متواصلة

وخرج أمس طلبة الجامعات في غالبية الولايات في مظاهرات حاشدة تنديداً بـ«إصرار الرئيس على الترشح ضارباً عرض الحائط بالإرادة الشعبية»، بحسب ما جاء في لافتة حملها طلاب كلية الحقوق في العاصمة. وطوّقت قوات الأمن مظاهرات الطلبة للحؤول دون تحولها إلى مسيرات في الشوارع. وتعد المرة الثانية التي يستعرض فيها الطلبة غضبهم من الولاية الخامسة خلال أسبوع. ونظّم المحامون في ولايات عدة مظاهرات أمام مقار المحاكم، رافعين شعارات ضد ترشح الرئيس وضد رئيس الوزراء أحمد أويحيى الذي صرح للصحافة بأن «الشعب الجزائري سعيد بترشح الرئيس». وانتهت مظاهرات الطلبة كما احتجاج المحامين في أجواء هادئة. لكن قوات الأمن فرّقت بخراطيم المياه مجموعة منهم توجهت إلى مقر المجلس الدستوري.

 

غوايدو يدعو إلى التظاهر اليوم لمواكبة عودته إلى فنزويلا/يواجه اعتقالاً محتملاً رغم تحذيرات واشنطن لنظام مادورو

كراكاس/الشرق الأوسط»/04 آذار/19/أعلن المعارض الفنزويلي خوان غوايدو، في رسالة أمس عبر «تويتر»، أنه سيعود إلى كراكاس، اليوم (الاثنين)، داعياً أنصاره إلى التظاهر لمواكبة هذه العودة. وكتب غوايدو، الذي قام بجولة في عدد من دول أميركا اللاتينية، رغم قرار بمنع خروجه من البلاد: «أعلن عودتي إلى البلاد. أدعو الشعب الفنزويلي إلى التجمع في كل أنحاء البلاد غداً (الاثنين)». وتشكل عودة غوايدو تحدياً للرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو، الذي عليه أن يقرر ما إذا كان سيوقفه، مع مخاطر رد فعل دولي، خصوصاً من واشنطن، أم سيسمح له بالعودة بلا مشكلات، ما يشكل صفعة لسلطته.

ويواجه غوايدو في حال عودته تهديدات، وصفها حلفاؤه بـ«الجدية» و«تتمتع بالصدقية». وكان الرئيس نيكولاس مادورو قد أكّد في مقابلة مع شبكة «إيه بي سي» الأميركية الأسبوع الماضي: «يمكنه أن يذهب (خارج البلاد)، ويعود، وسيواجه القضاء، لأن القضاء يمنعه من مغادرة البلاد».

في المقابل، حذّر نائب الرئيس الأميركي مايك بنس خلال اجتماع في بوغوتا النظام الفنزويلي من الاعتداء على غوايدو وأفراد عائلته، متوعدّاً برد أميركي «حاسم». من جهة أخرى، قالت فالنتينا ماتفيينكو رئيسة مجلس الاتحاد الروسي، أمس، إن موسكو ستبذل قصارى جهدها لمنع أي تدخل عسكري أميركي في فنزويلا. فيما أضافت فالنتينا لديلسي رودريغيز، نائبة رئيس فنزويلا، في موسكو، إن روسيا تشعر بقلق كبير من أن تقوم الولايات المتحدة بأي استفزازات لإراقة الدماء، وذلك لإيجاد مبرر واختلاق أسباب للتدخل في فنزويلا، كما نقلت وكالة «رويترز». وتابعت فالنتينا، وهي حليفة مقربة من الرئيس فلاديمير بوتين: «لكننا سنبذل قصارى جهدنا كي لا نسمح بذلك». وكانت ديلسي، قالت بعد محادثاتها مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، الجمعة، إن الرئيس نيكولاس مادورو أصدر أمراً بنقل مكتب شركة النفط المملوكة للدولة «بي دي في سي إيه» في لشبونة إلى موسكو، في تحرك قالت إنه يهدف إلى المساهمة في حماية أصول بلدها. واستشهدت ديلسي بإحجام بنك إنجلترا المركزي عن تسليم بعض أصول فنزويلا المودعة لديه. وتدعم موسكو مادورو في مواجهة تحدٍ سياسي من زعيم المعارضة خوان غوايدو، الذي أعلن نفسه رئيساً مؤقتاً للبلاد في يناير (كانون الثاني)، في خطوة لقيت دعماً من الولايات المتحدة ومعظم الدول الغربية.

بدوره، أبلغ وزير الخارجية الروسي نظيره الأميركي مايك بومبيو باستعداد موسكو لإجراء محادثات ثنائية مع واشنطن بشأن فنزويلا. وذكرت وزارة الخارجية الروسية على موقعها على الإنترنت أن الوضع في فنزويلا كان الموضوع الرئيسي لمحادثة هاتفية بين لافروف وبومبيو، مساء أول من أمس (السبت). وأضافت الوزارة في بيان: «فيما يتصل باقتراح واشنطن إجراء مشاورات ثنائية بشأن موضوع فنزويلا، فقد أكّدنا استعداد روسيا للمشاركة في ذلك». وتابع البيان: «بما أن شعب فنزويلا فقط هو من له الحق في تقرير مستقبله، فإنه من الضروري الالتزام الصارم باتباع مبادئ ميثاق الأمم المتحدة». وأضافت الوزارة، أن لافروف ندد، خلال الاتصال الهاتفي الذي أجرته الولايات المتحدة، بتهديدات واشنطن «للقيادة الشرعية لهذا البلد» في إشارة إلى مادورو. وكانت الولايات المتحدة فرضت هذا الشهر عقوبات جديدة على 6 مسؤولي أمن فنزويليين، وألغت تأشيرات عشرات الأشخاص ممن لهم صلة بمادورو وعائلاتهم، في أحدث خطوة للضغط عليه للتنحي.

واتفق لافروف وبومبيو أيضاً على استمرار المحادثات بين البلدين على مستوى الخبراء، فيما يتعلق بسوريا وأفغانستان وشبه الجزيرة الكورية. يشار إلى أن الاتحاد الأوروبي سبق أن عبّر عن قلقه من احتمال تحرك عسكري في الأزمة الفنزويلية، كما يخشى الأوروبيون من أن واشنطن تتجّه إلى ترجيح الحل العسكري، وتنتظر الذريعة اللازمة والوقت المناسب، رغم تأكيدها في بوغوتا من خلال بيان «مجموعة ليما» أن الانتقال إلى الديمقراطية في فنزويلا يجب أن يتمّ «بواسطة الفنزويليين أنفسهم، وبالطرق السلمية، وفي إطار الدستور والقانون الدولي، ومن غير اللجوء إلى القوة». وتقول أوساط قريبة من المندوبة الأوروبية للعلاقات الخارجية فيديريكا موغيريني، إن الاعتقاد السائد في بروكسل هو أن الولايات المتحدة باتت مقتنعة بأن الضغط الدبلوماسي والعقوبات الاقتصادية وحدهما لن يكفيا لإسقاط نظام نيكولاس مادورو، وأن التدخّل العسكري الذي تلوّح به واشنطن منذ فترة، والذي أكّد عليه نائب الرئيس مايك بنس مجدداً في بوغوتا، إلى جانب الرئيس الفنزويلي بالوكالة خوان غوايدو، «أصبح أكثر من مجرّد خيار في الأيام الأخيرة».

 

بولتون يرفض وصف قمة هانوي بـ«الفاشلة»/دعا بيونغ يانغ إلى توضيح «ما حصل» للطالب الأميركي وارمبير

واشنطن/الشرق الأوسط»/04 آذار/19/نفى مستشار الأمن القومي الأميركي جون بولتون، أمس، أن تكون القمة الثانية بين الرئيس الأميركي دونالد ترمب والزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون «فاشلة»، رغم خروج الجانبين منها خاليي الوفاض.

وكانت قمة هانوي هي الثانية بين الزعيمين، وعُقدت بهدف التوصل إلى اتفاق، إلا أنها انتهت الخميس دون إصدار بيان مشترك. واعتبر بولتون في تصريحات لشبكة «سي بي إس» أن عدم حصول ترمب على التزامات من بيونغ يانغ بشأن تدمير قدراتها النووية، يجب أن يعتبر «نجاحاً، لأن الرئيس حمى المصالح القومية الأميركية وعزّزها». وأضاف بولتون أن المسألة كانت حول ما إذا كانت كوريا الشمالية ستقبل بالنزع الكامل للأسلحة النووية، أم بشيء أقل «وهو الأمر غير المقبول بالنسبة إلينا». وقال أيضا: «لذلك تمسك الرئيس برأيه بحزم. وعمّق علاقته بكيم جونغ أون. لا اعتبر ذلك فشلاً على الإطلاق، (خاصة) عندما تتم حماية المصالح الأميركية القومية»، كما نقلت عنه وكالة الصحافة الفرنسية. وأحبطت نتائج قمة هانوي التوقعات التي سبقتها، بعد أن قال الناقدون إن القمة الأولى بين الزعيمين في سنغافورة في يونيو (حزيران) الماضي ركزت على المظاهر ولم تعالج الجوهر. ولم تثمر هذه القمة سوى عن التزام غامض من كيم باتجاه «الإزالة الكاملة للأسلحة النووية من شبه الجزيرة الكورية». وأشار آخرون إلى تقصير في الاستعدادات، بحيث لم يتمكن الجانبان من سد الفجوات بينهما بحلول القمة.

وبحسب مسؤولين أميركيين كبار، فقد طالب الكوريون الشماليون خلال الأسبوع الذي سبق القمة برفع جميع العقوبات الاقتصادية التي فرضها مجلس الأمن الدولي على بلادهم منذ مارس (آذار) 2016. في المقابل، عرضت بيونغ يانغ فقط إغلاق جزء من مجمع يونغبيون الضخم الذي يضم كثيراً من المرافق، ويعتقد أنها تمتلك عدداً آخر من منشآت تخصيب اليورانيوم. وصرح ترمب للصحافيين الخميس بلهجة غير حماسية على غير المعتاد، أنه «في بعض الأحيان، تضطر إلى أن تخرج (من المحادثات)، وهذه كانت إحدى هذه المرات»، مضيفاً أنه يفضل «أن يفعل الأمور بشكل صائب بدلاً من الاستعجال».

وعقب عودته إلى واشنطن، كتب ترمب على «تويتر» أن علاقاته مع كيم «جيدة جدا». وذكر مسؤول أميركي بارز أن العملية مستمرة، وأنه لا تزال هناك فرص وفيرة لإجراء محادثات. وقال بولتون: «ما يحاول ترمب أن يفعله هو دراسة ما هو ممكن لهما» وأضاف: «هو لا يزال متفائل بما يمكن تحقيقه. وكيم جونغ أون بنفسه قال في آخر لقاء إننا سنمر بكثير من المحطات قبل أن نتوصل إلى هذا الاتفاق. ولقاء هانوي كان إحدى هذه المحطات». وقوبل الحديث عن حدوث تقدم بالرفض من قبل ديمقراطيين بارزين، من بينهم رئيس لجنة الاستخبارات في مجلس النواب آدم شيف، الذي وصف لقاء هانوي بأنه «فشل ذريع».

وقال شيف إن «الرئيس تخلّى عن كثير جداً عندما ذهب إلى هذه القمة؛ حيث إنه عزّز مكانة كيم جونغ أون على الساحة الدولية، وتخلى عن التدريبات العسكرية في الصيف الماضي، ولم يحصل على شيء». وأضاف في تصريح لشبكة «سي بي إس»: «أعتقد أن هذا نتيجة رئيس غير مستعد لمثل هذه المفاوضات، وموظفين ليسوا مستعدين بالشكل المناسب». وإضافة إلى الانتقادات للقمة، أثار ترمب جدلاً واسعاً بتصريحاته بشأن قضية الطالب الأميركي أوتو وارمبير (22 عاما) الذي تعرض للتعذيب ودخل في غيبوبة في كوريا الشمالية وتوفي بعد أيام من إعادته لبلاده في 2017. وقال الرئيس إنه يصدّق مزاعم كيم بأنه «لا يعلم ما الذي حدث» للشاب. وبعد توبيخ قاسٍ من والدي وارمبير، أكّد ترمب على «تويتر» أنه يحمّل كوريا الشمالية مسؤولية وفاة الطالب، ولكن دون أن يلقي باللوم مباشرة على كيم حتى يتطرق لاسمه. وعلق بولتون على ذلك بالقول أمس، إن «الرئيس كان واضحاً جداً، فقد اعتبر ما حدث لأوتو وحشياً وغير مقبول». وأضاف: «أعتقد أن أفضل ما يمكن أن تفعله كوريا الشمالية الآن هو تقديم تفسير كامل لما حدث له بالضبط». وظهر بولتون على كثير من البرامج الحوارية السياسية بعد يوم من إعلان الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية وقف التدريبات العسكرية السنوية الواسعة النطاق، التي يشارك فيها ما يقرب من 30 ألف جندي أميركي. وحذّر معارضو إلغاء التدريبات من أن ذلك قد يؤثر على الاستعدادات القتالية للبلدين، ويوفر لكوريا الشمالية ميزة استراتيجية في شبه الجزيرة المقسمة. وسعى بولتون إلى التقليل من أهمية إعلان السبت، وقال إنه لم يتغير أي شيء منذ قمة سنغافورة. وأضاف: «لم يتم اتخاذ قرار جديد... لقد اتخذ الرئيس هذا القرار بشأن التدريبات في صيف العام الماضي، ولا يزال القرار قائماً».

 

«بوكو حرام» تعلن مقتل 10 جنود نيجيريين

نواكشوط: الشيخ محمد/الشرق الأوسط»/04 آذار/19/بعد أيام قليلة من إعلان فوز الرئيس محمد بخاري بولاية رئاسية ثانية مدتها أربع سنوات، عادت جماعة «بوكو حرام» الإرهابية إلى شن هجماتها، والضغط الإعلامي على الرجل الذي تعهد بالقضاء عليها قبل أربع سنوات. فقد أصدرت الجماعة أول من أمس (السبت) بياناً قالت فيه إنها شنت هجوماً أسفر عن مصرع 10 جنود من الجيش النيجيري.«بوكو حرام» التي بايعت تنظيم داعش قبل عدة سنوات، بعد انشقاقات في صفوفها، قالت إنها شنت هجوماً يوم الخميس الماضي 28 فبراير (شباط)، في ولاية بورنو، شمال شرقي نيجيريا، وهي الولاية الأكثر تضرراً من هجمات «بوكو حرام»، وسبق أن وقعت تحت سيطرة مقاتلي الجماعة لعدة أشهر، قبل أن يحررها الجيش الحكومي، مدعوماً من طرف قوة عسكرية إقليمية.

وقالت «بوكو حرام» في بيان صدر عن مؤسسة «أعماق» التي تمثل الجناح الإعلامي للتنظيم الإرهابي: «قُتل نحو 10 من الجيش النيجيري، وتم تدمير آلية رباعية الدفع، في هجوم شنه مقاتلو الدولة الإسلامية في قرية (تدماري) قرب مدينة مايدوجوري في (ولاية) بورنو يوم الخميس الماضي».

ولكن المتحدث باسم الجيش النيجيري نفى جميع المعلومات التي أوردتها «بوكو حرام»، مؤكداً أنه لم يحدث أي هجوم أوقع هذا القدر الكبير من الخسائر في صفوف الجيش، وقال إن «الوضع في الشمال الشرقي هادئ في الوقت الحالي»، قبل أن يضيف: «الجيش النيجيري يعزز جهوده ويحقق نجاحات».

وتلقت جماعة «بوكو حرام» في السنوات الأخيرة ضربات موجعة، من طرف تحالف عسكري بين جيوش أربع دول هي: نيجيريا، والنيجر، وتشاد، وبنين، شكلت قوة عسكرية مهمتها محاربة الجماعة الإرهابية، التي تعد تهديداً حقيقياً للأمن والاستقرار في منطقة بحيرة تشاد وخليج غينيا بشكل عام.

كما عانت الجماعة من انشقاقات قوية بعد خلاف حاد بين زعيمها السابق أبو بكر شيكاو، وهو ثاني قائد للجماعة بعد مقتل مؤسسها محمد يوسف على يد الجيش النيجيري، عندما كان في السجن عام 2009، وأبو مصعب البرناوي، الذي التحق بالجماعة وهو شاب صغير؛ لأنه نجل مؤسس الحركة، وقد تم تنصيبه قائداً للجماعة من طرف «داعش»، وتمكن القائد الجديد من بسط سيطرته على مفاصل الحركة وجمع صفوفها مؤخراً، لتعود إلى شن هجمات قوية، فيما لم يعرف أي شيء عن مصير سابقه أبو بكر شيكاو، المشهور بخطاباته الفكاهية والتحريضية، وعملياته الدموية التي أغلب ضحاياها من المدنيين، حيث يستهدف المدارس والأسواق والمستشفيات. وتسببت «بوكو حرام» خلال السنوات العشر الأخيرة في مقتل عشرات الآلاف، وتشريد الملايين، أغلبهم توجه إلى الكاميرون المجاورة، فيما تشير آخر التقارير إلى أن أكثر من 35 ألف مواطن نيجيري قد فروا إلى الكاميرون على مدار الشهرين الماضيين، هرباً من اعتداءات حركة «بوكو حرام» والاشتباكات بين قوات الجيش النيجيري وعناصرها. وقالت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، الخميس الماضي، إن نحو 30 ألف نيجيري عادوا منذ الثلاثاء من الكاميرون، إلى بلدة ران التي استهدفها مسلحون من جماعة «بوكو حرام» على نحو متكرر هذا العام، وأضافت المفوضية أنهم عادوا بعدما زارهم مسؤولون نيجيريون شجعوهم على ذلك، وقدموا لهم ضمانات على أن السلطات ستعيد الأمن إلى المنطقة، وأكدت السلطات الكاميرونية أيضاً لمسؤولين بالمفوضية أنها لن تجبر اللاجئين على العودة إلى بلدهم.

ونفى مسؤول كاميروني إجبار بلاده المواطنين النيجيريين النازحين إليها هرباً من أعمال العنف، على العودة إلى بلادهم. ونقلت وسائل إعلام محلية وعالمية عن حاكم إقليم الشمال الأقصى الكاميروني ميدجياو بكري، قوله إن «أي عودة للنازحين من نيجيريا إلى بلادهم تتم بشكل طوعي»، مؤكداً أن السلطات الكاميرونية لا تجبر أحداً منهم على العودة. وأضاف بكري أن «الكاميرون دولة قانون تحترم تعهداتها الدولية، ولن تجبر أياً من اللاجئين على العودة، ولكنها تحرص في الوقت ذاته على وجودهم في أماكن آمنة». وكثيراً ما أثارت أمواج اللاجئين مخاوف الدول المجاورة لنيجيريا، إذ تحاول «بوكو حرام» تسريب بعض مقاتليها مع اللاجئين إلى هذه الدول، من أجل شن هجمات إرهابية انتقامية ضد الجيوش التي تقاتلها، وهي خطة نجحت في جنوب النيجر، وتحديداً في منطقة ديفا؛ حيث يوجد أكبر مخيم للاجئين الفارين من «بوكو حرام».

 

قرقاش يؤكد أن طهران تحرج نفسها دولياً باحتلالها الجزر الإماراتية

أبوظبي/الشرق الأوسط»/04 آذار/19/اعتبر أنور قرقاش وزير الدولة للشؤون الخارجية في الإمارات، أن احتلال إيران للجزر الإماراتية الثلاث رسالة واضحة على السياسة التي تنتهجها في الخليج العربي. وقال قرقاش عبر سلسلة تغريدات على حسابه في موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» اليوم (الاثنين)، إن «الحساسية الإيرانية المفرطة حول احتلالها لجزر الإمارات، طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبوموسى غير مفهومة»، مضيفاً أن «طهران تحرج نفسها في كل منتدى دولي لأن احتلالها يبقى غير قانوني وغير شرعي وغير معترف به، والإمارات منذ اليوم الأول تدعو لحل القضية سلمياً وعبر الحوار والتحكيم».

وأشار وزير الدولة الإماراتي، إلى أن قضية جزر الإمارات المحتلة مثال واضح على أن منطق الاحتلال والقوة والأمر الواقع لا يصنع شرعية دولية ولا يقنن الاحتلال، وأن رفض دعوات الإمارات السلمية لحلّ هذه القضية يضع إيران في خانة حرجة، مبيناً أن «تعامل إيران مع هذه القضية يرسل رسالة أشمل حول توجهها في منطقة الخليج العربي». وتابع: «هناك كثير من الخلافات الدولية حول جزر متنازع عليها، وتتعامل معها الدول ضمن إطار التوجه الإماراتي السلمي والقانوني والعقلاني، بالمقابل الموقف الإيراني، وللأسف، غير منطقي لأن أساسه احتلال بالقوة يسعى لفرض الأمر الواقع ولا يدعمه سند قانوني أو تاريخي».

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

ولن يرضى القاتل

المهادنة والتسليم بالأمر الواقع لا ينفعان ولن يثنيا "الشرفاء" قيد انملة عن مسارهم القاضي بإطباق قبضة محور الممانعة على كل ما في هذا البلد الذي لم يعد أميناً لمن يفكر في السيادة او استبدال السيادة بالسلطة.

سيصله الدور، كلّ من يصمت ويستكين او يظن نفسه في مأمن من هذا الخبث الموظف للقضاء النهائي على كل من يقف حجر عثرة في مسيرة مشروع المحور الإقليمي.

سناء الجاك /النهار/04 آذار/19 

http://eliasbejjaninews.com/archives/72740/%D8%B3%D9%86%D8%A7%D8%A1-%D8%A7%D9%84%D8%AC%D8%A7%D9%83-%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%87%D8%A7%D8%AF%D9%86%D8%A9-%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%B3%D9%84%D9%8A%D9%85-%D8%A8%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%85%D8%B1-%D8%A7/

يعيش لبنان اليوم ما عاشه منذ دخوله في سلم أهلي مفخخ مع تسليمه دولياً وعربياً الى النظام الاسدي. الفخ يختار طرائده. فهو لا يزال قائماً وملغّماً بأسلوب مكشوف فيه الخبث المكثف المقنع بـ"المبادئ الشرعية والأخلاقية". سيصله الدور، كلّ من يصمت ويستكين او يظن نفسه في مأمن من هذا الخبث الموظف للقضاء النهائي على كل من يقف حجر عثرة في مسيرة مشروع المحور الإقليمي.

المهادنة والتسليم بالأمر الواقع لا ينفعان ولن يثنيا "الشرفاء" قيد انملة عن مسارهم القاضي بإطباق قبضة محور الممانعة على كل ما في هذا البلد الذي لم يعد أميناً لمن يفكر في السيادة او استبدال السيادة بالسلطة.

من يراقب محاور الهجوم المتعددة الأبعاد، فسيرى بعين مجردة وحيادية ان من يدعي النزاهة والحياد ومصلحة الناس لدى تسليم ملفاته الى القضاء، يرمي الى أبعد من ذلك بكثير، ولا سيما ان تاريخه حافل بكل ما يخالف القضاء. اللائحة تطول ولا تنتهي.

لنبدأ من مافيا الادوية التي وصل مستوى الإجرام فيها الى تزوير توقيع وزير المال. المزوِّر الذي قيل انه أخضع نفسه للتحقيق، دخل الى المخفر معززاً مكرماً وخرج معززاً مكرماً، وأصبح على رأس أمبراطورية الدواء في لبنان.

لنعد قليلاً الى تزوير شيكات المتضررين من العدوان الإسرائيلي على لبنان في العام 2006، وتوقيف بعض المزورين. فقد تبين بالمصادفة ان هؤلاء ممانعون أشاوس، على الرغم من ان الصحافة الصفراء فضحت الملفّ، عندما علمت بانكشاف أمرهم، والتفّت على التحقيق السري الهادف الى تعقب جميع المتورطين، وطعنت بنزاهة القضاء واتهمت بالجريمة من رفض تسليم المساعدات الى المتحكمين بالبيئة الحاضنة. بالطبع تم دفن الملف وانتهى توقيف المتهم الرئيسي بعد أشهر، تماماً كما كانت الحال مع جريمة اغتيال الضابط سامر حنا.

لننعطف على سوق الكبتاغون. الموقوف في أحد ملفاته هو الشاري. لكن ماذا عن البائع الذي أوصل البضاعة الى الطائرة؟ هذا يدل انه يتجول في حرم مطار بيروت ومدرّجاته كما يتجول في بيته. لماذا بترت التحقيقات عند الموقوف، وأين القضاء والقدر في هذه الواقعة؟

لا تنتهي اللائحة، وآخرها يصل الى الدعارة، وإثارتها بعد انكشافها، ليست سوى حملة مضللة يقوم بها "المبغضون". إن لم تصدقوا، راقبوا هذه اليقظة غير المفهومة على تجار المخدرات. وتابعوا المراقبة لنرى كيف ستنتهي الخواتيم، سواءً بطيّ الملف، او بخطة مرسومة تسهّل تشريع زراعة الحشيشة!

الا ان الضجيج العالي لفتح ملفات الفساد يجب ان لا يحجب النظر عن الخطوات الملغومة المترافقة، وإن بضجيج أقل. لنراقب الى أين سيقود دسِّ الفتنة المستمرة والملتهب جمرها في المجتمع الدرزي، وهدفها ليس ترويض المتمرد على المحور، وإن هادن، ولكن لإردائه اذا استطاع المتسلل من الخاصرة الرخوة الى ذلك سبيلاً، مع انه لم يوفر السبل منذ الكزدرة بالسلاح في المختارة، مروراً بإراقة الدم واستغلاله، وليس انتهاء بالتصاريح المطلوبة لقطع الطريق بين الجبل اللبناني وجبل الدروز في السويداء، الا لمن يقدم فروض الطاعة.

وأيضاً في الحكم على "القوات اللبنانية" في شأن ملكيتها محطة "ال بي سي" بحجة "المال الميليشيوي". كأن تمويل كل وسائل اعلام ميليشيات الحرب والممانعة وصحافتها الصفراء وجيوشها الالكترونية خارجة عن هذا القياس وتعيش من الاعلانات.

المعادلة لا تزال على حالها. والاستخدام بكثير من القداسة المفتعلة لوجع اللبنانيين يكرسها ويجذرها في مسارها.

هي الدائرة تدور وتطبق على كل من ناهض ويناهض ويمكن ان يناهض محور الممانعة. لا أكثر ولا أقل. الفخ يكمن في القول ان "الفاسد" لا يمثل الا نفسه، ولا يمثل طائفته أو حزبه أو حتى عائلته، ويشبه اغتيال سمير قصير وجبران تويني ومحمد شطح، الذي كان فقط للقضاء على فكرة "14 آذار" وروحها.

او ان الفاسد "الفردي" محتقر، حيال خطة "الفساد الأكبر، الذي يتجاوز الطائفة والحزب والعائلة الى القيادة العليا التي تدير المحور، وتستخدمه، كما السلاح، في قضايا مصيرية، لتسيير أمور مشروعها المافيوزي من خلال تجارة المخدرات وتبييض الأموال ووضع اليد على مطار بيروت الممسوك بكاميرات مراقبة ممانعة ليفلت الوضع على غاربه، فتنقض بين حين وآخر على صغار المستفيدين، ليبقى الفلتان الممنهج على حاله في المطار، وكذلك في المرفأ والحدود البرية السائبة.

ما يحصل من ضجيج في شأن موضوع شعبوي، وما يرافقه من استهدافات لشخصيات قدَّر الممانعون انها قد تعيق الدخول بسلاسة الى المرحلة المقبلة، ليس سوى استكمال لمسلسل الاغتيالات الذي لم يتوقف منذ بدايته في خضم الحرب الاهلية. قد يتغير الأسلوب والأدوات، لكن الاغتيال باقٍ. وكل ما يحصل يشير الى ان القتل لا يعني بالضرورة معناه الجسدي، وقد يعني ... الله يستر. لا شيء توقف. لا أحد في مأمن. وكل ترويكا زائفة عند اللحظة المناسبة للانقضاض على من حسب انه في مأمن.

أبعد من الفساد وملفاته ما يجري. لبنان يغرق، والقتيل الراضي بموته، سواء هادن او انتفضى او أذعن، لن يرضي القاتل.

 

التماسك الاجتماعي المنهار والسلم الأهلي الهش

منى فياض/النهار/04 آذار 2019  

http://eliasbejjaninews.com/archives/72744/%D8%AF-%D9%85%D9%86%D9%89-%D9%81%D9%8A%D8%A7%D8%B6-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D9%85%D8%A7%D8%B3%D9%83-%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%AC%D8%AA%D9%85%D8%A7%D8%B9%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%86%D9%87%D8%A7%D8%B1-%D9%88/

فلتة اللسان العنيفة والعصبية (والصادقة خصوصا) التي تفوه بها النائب عن حزب الله في البرلمان اللبناني حول ظروف انتخاب الراحل بشير الجميل، كادت تتحول إلى فلتان أمني في الشارع المسيحي. لم يكتف الحزب بالاعتذار عما تفوه به النائب نواف الموسوي خارج الحدود المرسومة، بل جمد كل أنشطته النيابية والسياسية والحزبية والإعلامية. إذ بعد أن وضع الحزب يده فعليا على الدولة اللبنانية، ما حاجته للتبجح وزيادة الطين بلة!

وخصوصا أن من كانوا "قيادات 14 آذار" يوما، يدافعون عنه ويغازلونه جهارا! لذا يتصرف حزب الله حاليا كالحمل الوديع إلى أن يحين أوان استحقاق جديد! وفي هذا السياق من غير الواضح بعد ماذا الذي سيجد بعد استقالة ظريف ورفضها! وعلى ماذا سترسو بورصة التوازنات الإيرانية.

لكن في غمرة "نفض" يده من غضبة الموسوي، الذي أبطل شرعية رئيس منتخب، قضى الحزب الديني على سيادة البرلمان نفسه؛ وعيّن نفسه فوق السلطة التشريعية. هذا في زمن النعومة والمهادنة! فما بالك لو طرأ أمر جلل؟

فحالنا كحال الضفدع الشهير، الذي يوضع في ماء فاتر ترفع درجة حرارته ببطء شديد وهو لا يشعر بالسخونة المتدرجة إلى أن تأتي لحظة يموت فيها.

الجميع من حولنا يطمئن نفسه: "لا خوف على لبنان"، "لا خوف على الحريات"، "ما حدا بيقدر ياخد البلد.. إلخ". وفي هذا الوقت تستمر الصفقات وخرق القوانين وإعاقة تطبيق دستور الطائف. وعندما نستفيق سيكون لبنان الذي نعهده قد انتهى.

لنعد إلى انعكاس ما تفوه به الموسوي على الشارع؛ حُرق أحد مقار حزب الكتائب (الذي كان يرأسه بشير الجميّل) وحصلت تجمعات في الأشرفية، وصرح النائب نديم الجميل: "مستعدون لحمل السلاح". وأردف النائب عن حزب القوات اللبناني عماد واكيم: "نحن وقت الحرب قوات". ونقلت صحيفة إلكترونية أنه "منذ مطلع شباط/فبراير تتناقل مواقع التواصل الاجتماعي "تغريدات" مسيئة للمقدسات المسيحية".

وإذا دلّ ذلك على شيء فعلى هشاشة الوضع الأمني وعلى مدى ضعف التماسك الاجتماعي وهو ما يهدد السلم الأهلي. ناهيك عن أن السلم الأهلي الذي يقوم على خلفية القهر والإكراه اللذان يمارسان يوميا من مؤيدي حزب الله، لن يلبث أن ينفجر وقد يتحول إلى عنف أهلي.

أجرت جمعية "واي" في العام الماضي في طرابلس استفتاء حول التماسك الاجتماعي تبين في نتيجته أن 55.5 في المئة من الإجابات كانت إيجابية لصالح التماسك الاجتماعي مقابل 44.5 في المئة سلبية. وهو تماسك وسطي أو ضعيف. مع الأخذ بعين الاعتبار أن الاستمارة توجهت إلى النخبة، أي قادة رأي وشخصيات اجتماعية وليس إلى الجمهور الواسع.

وهذا أمر مفروغ منه في لبنان في لحظة الانقسام هذه التي نعيشها والمستمرة منذ اغتيال الرئيس رفيق الحريري. ويتفاقم هذا الانقسام مع الوقت ومع الممارسات غير المسؤولة لمن هم في مراكز المسؤولية.

يتبين لنا يوميا أنه كلما ازداد تماسك أعضاء الطائفة، ضعف التماسك الاجتماعي على المستوى الوطني. والدليل على ذلك فشل كل تحرك مطلبي أو نضالي وانقسام الحراك المدني.

فإذا كانت الهوية الوطنية نفسها مهددة والنقابات منقسمة طائفيا ـ في جزء كبير منها ـ فكيف يمكن الحديث عن تماسك اجتماعي أو سلم أهلي؟

السلم الأهلي لا يقوم فقط على مجرد إيقاف الحرب، بقدر ما يهدف إلى تدعيم نظام القيم وحسن العلاقات بين الأفراد والجماعات وتدعيم التماسك الاجتماعي.

لكن ما المقصود بالتماسك الاجتماعي ومتى برز المفهوم ولماذا؟

أول من استخدمه دوركهايم؛ وعنى به الحالة المعبرة عن حسن سير المجتمع، معتبرا في أطروحته في العام 1893 أن تقسيم العمل هو الذي يساعد على التماسك الاجتماعي الذي يعني التضامن بين الأفراد، ووجود وعي أخلاقي جماعي.

ووجد أن تقسيم العمل يزيد التضامن الاجتماعي ويدعمه، لأنه يعمل على التقريب بين العمال بواسطة المشقة والتعب الناتج عن النشاط المتقاسم بينهم. إن الفصل بين المهام في ممارسة النشاطات ينوعها بقصد التكامل والاعتماد المتبادل ويزيد الروابط بين البشر.

لكن ما يؤطر تقسيم العمل، قانون أخلاقي وليس طبيعي. والصلة الاجتماعية الناتجة يمكن نعتها بالصلة الأخلاقية لأنها تعبر عن حاجة التوازن والرغبة بنظام اجتماعي مثالي. فالتآزر يحصل في مؤسسة عامة بين كل نشاط من النشاطات رغم اختلاف مجالات التخصص، الأمر الذي ينتج عنه الشعور بالتضامن فيصير أحد مقومات التماسك الاجتماعي. ويمكن تشبيه المجتمع اللبناني والعلاقة بين طوائفه كالعلاقة بين مجموعات عمالية تتشارك العمل.

وكما أن تقسيم العمل يقوي التماسك الاجتماعي، فما بالك بتقاسم العيش المشترك والمتوازن بين الطوائف والجماعات بما يدعم التماسك الاجتماعي ويساهم بتحقيق مصالحها! شرط احترام المساواة العادلة دون طغيان من أي طرف؟

يؤكد دوركهايم الصلات بين الجماعات والفئات الاجتماعية؛ فكلما ترسخ أوجه التشابه بينها كلما تعمق التماسك الاجتماعي، والعكس صحيح. ونحن نعلم أن حزب الله نمّى ثقافة خاصة بالبيئة الشيعية، مستجلبة من إيران وغريبة عن الاجتماع اللبناني المعتاد، فسلخ "بيئة" حزب الله ومحازبيه عن الثقافة اللبنانية التقليدية.

هناك نوعان من التماسك الاجتماعي بنظر دوركهايم: الأول يقوم على التضامن الميكانيكي، والذي يميز النظام القديم في مجتمع غير ديمقراطي؛ يضم فيه أفرادا (Heteronomy) غير مستقلين، يؤمنون بمعتقدات غيبية خارجة عنهم، ويكون لديهم نفس القناعات والإيمان والعادات والقيم.

وبين "التضامن العضوي" والخاص بالنظام الاجتماعي الجديد في مجتمع ديمقراطي، يختار فيه الشخص الأطر التي تناسبه ليلتحق بها كالنقابات والجمعيات الأهلية والنوادي وغيرها. والتضامن الجديد يرتكز على الترابط المتبادل الذي يوجده تقسيم العمل أو تقاسم السلطات والعيش المشترك. وهذا النوع لا يمكن أن يكون أوتوماتيكيا.

النوع الأول من التماسك هو الذي عمل حزب الله على تقويته داخل بيئته، مبعدا إياها عن باقي المكونات الوطنية ومضعفا التماسك الاجتماعي الوطني. وأراد الطرف المسيحي تقليده في ذلك في اتفاق معراب (الاتفاق بين حزب القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر) وفشل. والثاني هو الذي يساهم في تمتين علاقات التضامن والتماسك على المستوى الوطني.

ولا يبدو أن بمقدور حزب الله الحفاظ على التماسك الاجتماعي ما دام مستمرا في ممارساته العرجاء والمنحازة؛ والدليل أن المقصود بأنشودة محاربة الفساد هو الانتقام من خصومه وعلى رأسهم الرئيس فؤاد السنيورة الذي يتعرض لهجمة شرسة من جوقة الحزب. والحزب الذي كان شريكا في السلطة (في الفترة التي يتهم فيها السنيورة في الفساد)، يريد تحميل السنيورة مسؤولية 11 مليار دولار، صرفت قبل عام 2011. فيما بلغ العجز في زمن استلامه السلطة أضعاف ذلك المبلغ الذي صرف بعد حرب "لو كنت أعلم" عام 2006. من يريد الإصلاح يبدأ من نفسه، ويبدأ بملف الكهرباء الذي يستنزف أموال الدولة علنا.

نفتقد العامل الذي يلعب دور الإسمنت الجامع لمكونات المجتمع اللبناني؛ وجود الدولة السيدة الحرة والمؤسسات والنقابات... لبنان، المحتلة إرادته، بات يفتقر إلى جميع هذه العوامل.

 

هكذا فُتحت طريق موسكو أمام عون  

ألان سركيس/جريدة الجمهورية/الاثنين 04 آذار 2019.

مقالات خاصةخاص "الجمهورية": لن يعودوا إلى سوريا؟خاص "الجمهورية": إقفال الحصة المسيحيةعون الى موسكو... و"الموعد النهائي"؟ المزيدإذا لم يحدث أيّ طارئ أو مفاجأة، فإنّ زيارة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الى روسيا ولقاءه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سيحصلان في هذا الشهر، وسيكون جدولُ الأعمال حافلاً بملفات حسّاسة. تأخرت زيارة عون لموسكو كثيراً، إذ كانت يجب أن تحصل بعد 31 تشرين الأول 2016، تاريخ إنتخابه رئيساً، لكنّ أموراً عدة حصلت و«خربطت» الزيارة، أبرزها أنّ مَن كان يعمل لتحقيقها لم يفلح في تحديد الموعد، إذ تمّت عرقلة إتمام هذه الزيارة مراراً.

وطوال هذه المدّة، قصد رئيس الحكومة سعد الحريري موسكو مرّات عدّة، والتقى بوتين، وذلك يعود الى تاريخ العلاقات بين آل الحريري والكرملين، حيث لعب الرئيس الشهيد رفيق الحريري دوراً بارزاً بعد عام 1990 في إعادة وصل علاقات موسكو بالدول الإسلامية وعلى رأسها السعودية وباكستان وماليزيا.

لقد تقرّرت زيارة عون الى موسكو، وتؤكّد معلومات حصلت عليها «الجمهورية» أنها ستحصلَ أواخرَ آذار الجاري، وتحديداً في 26 آذار.

ويُطرح سؤال عمّا حصل ليعطيَ الكرملين موعداً لعون في هذا الظرف، وما هي التغيّرات التي سرّعت موعدَ الزيارة؟

في التفاصيل، ووفق معلومات «الجمهورية»، فإنه على رغم جهود وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل والنائب السابق أمل ابو زيد لتحديد الموعد منذ نحو سنتين، فإنّ مَن لعب الدور الأساس والحاسم في تأمين موعد اللقاء مع بوتين هو بطريرك موسكو وسائر روسيا كيريل حيث تمت الزيارة بطلب من الكنيسة الأرثوذكسيّة ومن البطريرك شخصياً نتيجة الخلاف داخل الكنيسة بين الروس والأوكرانيين.

ولعب أيضاً ممثل بطريركية أنطاكيا وسائر المشرق للروم الأرثوذكس لدى بطريركية موسكو وعموم روسيا المطران نيفون صيقلي دوراً بارزاً للوصول الى هذه النتيجة، حيث عمل منذ أكثر من شهرين على الموضوع وعقد إجتماعات مع الكنيسة الروسية ذات الدور الواسع والنفوذ الكبير في موسكو، والتي تملك علاقات قوية مع الكرملين. وكان صيقلي يتحدث معهم ويحضّهم على تحديد موعد لعون كونه الرئيسَ المسيحيّ الوحيد في المنطقة، خصوصاً أنّ كل المحاولات السابقة لم تؤتِ ثماراً، في حين أنّ المطران صيقلي كان مستغرِباً عدم الإستعانة به لأنّ رجال العهد يعلمون بعلاقاته الواسعة في روسيا ومع بطريركية موسكو وسائر روسيا كونه ممثلَ البطريركية الأنطاكية في موسكو منذ 45 عاماً.

وبعد جهود مضنية من صيقلي تمّ إبلاغُه قبل 3 أسابيع أنّ الكرملين سيحدّد موعداً لعون لأنه الرئيسُ المسيحيّ الوحيد في الشرق وموسكو يهمها الوجود المسيحي، وهكذا حصل.

ويحمل عون معه ملفات كثيرة الى روسيا أبرزها قضية النازحين السوريين، حيث بات معلوماً أنّ موسكو هي مَن تسيطر على سوريا وصاحبة النفوذ الأكبر، كذلك إنّ بوتين هو مَن أبرم إتفاق هلسنكي مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب في تموز الماضي، والقاضي بعودة نازحي دول الجوار.

وسيركّز عون على أهمية عودة النازحين لأنّ لبنان ليس قادراً على تحمّل الأعباء، ولأنّ إستمرارَ وجود النازحين أو توطينهم سيؤثر على الديموغرافيا اللبنانية وسيضرب تركيبة البلد القائمة على التوازن المسيحي- الإسلامي، في حين أنّ روسيا تبدي كل الحرص على الوجود المسيحي في الشرق وعلى أمن لبنان وإستقراره.

إلى ذلك، ستحضر ملفات إقتصادية ذات إهتمام مشترَك. ففي آخر زيارة للحريري الى الكرملين في 13 حزيران الماضي ركّز بوتين على التعاون الإقتصادي والتبادل التجاري مع لبنان.

وإذا كانت موسكو ترغب في الحفاظ على علاقاتها مع جميع اللبنانيين فإنّ هذا الأمر لا يعني أنها تهمل الملف الإقتصادي، فقد دخلت إحدى الشركات النفطية في مجال التنقيب عن الغاز في البحر مع الشركتين الإيطالية والفرنسية، كذلك فإنّ الشركات الروسية تستثمر في مجال الطاقة في طرابلس.

ولم يُعرف حتى الآن هل سيُطرَح الملفُّ العسكري على طاولة البحث بين الرئيسين، مع معرفة موسكو جيداً أنّ لبنان يدخل ضمن دائرة النفوذ الأميركي، لكنّ الأساس أو نقطة الإلتقاء بين كل اللبنانيين هي على أهمية الدور الروسي بالنسبة الى تنظيم العلاقات اللبنانية- السورية، لأن لا أطماعَ سياسية روسية في لبنان، فما تريده موسكو هو الحفاظ على العلاقات مع الدولة اللبنانية وليس كسب قوى وأحزاب وتيارات موالية لها.

 

إعادةُ ترتيبِ بيتِ الفساد  

انتهَت الحملةُ على الفسادِ قَبلَ أنْ تبدأ. سَيَّسوها فسَرَّحوها. شَخْصَنونها عِوضَ أن يُعمِّمُوها فأَعَمَوْها. وأصلًا هي حملةُ رفعِ عَتب. نَبشوا التاريخَ، ولولا الحياءُ لنَبشوا الضريحَ.

سجعان قزي/جريدة الجمهورية/الاثنين 04 آذار 2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/72742/%d8%b3%d8%ac%d8%b9%d8%a7%d9%86-%d9%82%d8%b2%d9%8a-%d8%a5%d8%b9%d8%a7%d8%af%d8%a9%d9%8f-%d8%aa%d8%b1%d8%aa%d9%8a%d8%a8%d9%90-%d8%a8%d9%8a%d8%aa%d9%90-%d8%a7%d9%84%d9%81%d8%b3%d8%a7%d8%af-%d8%a7%d9%86/

انتهَت الحملةُ على الفسادِ قَبلَ أنْ تبدأ. سَيَّسوها فسَرَّحوها. شَخْصَنونها عِوضَ أن يُعمِّمُوها فأَعَمَوْها. وأصلًا هي حملةُ رفعِ عَتب. نَبشوا التاريخَ، ولولا الحياءُ لنَبشوا الضريحَ.

تناسَوْا الفسادَ الحاليَّ وهو طافٍ على سطحِ القصورِ والبيوتِ والمقارّ والوزاراتِ والمؤسّساتِ والإداراتِ، ويَتنقَّلُ في العائلاتِ من جيلٍ إلى جيل.

إنّه الفسادُ الوِراثيّ. لكنَّ حزبَ الله، فَضّل أن يَستعيرَ "الإبراءَ المستحيلَ" من "التيّارِ الوطنيِّ الحرّ" فأساءَ إلى موضوعيّةِ حملتِه.

رَبطَ الفسادَ بـــ 14 آذار، وتحديدًا بـــ"تيّارِ المستقبَل" وإسميًّا بالرئيسِ فؤاد السنيورة. أين الآخَرون يا حِزب؟ أهُمْ فوقَ الشُبهاتِ؟ أهُم أنبياءٌ ورسلٌ وقِدّيسون؟ نَعرِفُك حزبًا جِدّيًا، لـِمَ هذه الزَّلّة؟

مكافحةُ الفسادِ سياسيًّا هو فسادٌ. وملاحقةُ الفاسدين انتقائيًّا هي فسادٌ أيضًا. والتمييزُ في الفسادِ بين 14 آذار و8 آذار والوسطيّين هو فسادٌ كذلك. واستباقُ القضاءِ بالاتّهامِ هو فسادٌ آخَر. إنْ لم تكن الحملةُ على الفسادِ جُزءًا من معركةٍ أخلاقيّةٍ تكون انتقامًا.

والفارِقُ بين الانتقامِ والعدالةِ كبيرٌ كالفارِقِ بين الميليشيا والمقاومة.

وفيما الشعبُ يريد عدالةً، بدأت مكافحةُ الفسادِ تأخذُ منحىً انتقاميًّا تُبطِل الهدفَ، إذ حين تَجري المحاكماتُ إعلاميًّا تُحرِجُ المحاكماتِ القضائيّة.

الشعبُ يريدُ وقفَ الفسادِ الحالي لا العودةَ إلى عهدِ الاحتلالِ العُثمانيّ ومرحلةِ الانتدابِ الفرنسيِّ وسنواتِ الحروب.

صحيحٌ أنَّ الفسادَ ازدهَر أثناءَ الاحتلالِ السوريِّ لاسيما في التسعينات، وصحيحٌ أنَّ قولَ "عفا عما مضى" مُحبِطٌ للرأيِ العامّ، لكنَّ التوغّلَ في الماضي يُنسينا الحاضرَ، مَوْضِعَ الشكوى الآنَ.

الشعبُ يريدُ كشفَ الفسادِ الطازَج في قضايا الماءِ والكهرباءِ والنفاياتِ والاتّصالاتِ والمواصلاتِ والمخالفاتِ والتَلزيماتِ والصفقاتِ الكُبرى والنفطِ والغازِ والتعدّياتِ على الأملاكِ العامّة.

والشعبُ يريدُ كشفَ الهدرِ المتصاعِدِ في المرافئِ والمطاراتِ وعلى الحدود، وهو يَتفوّقُ على الفسادِ كمًّا ونوعًا. لا يريدُ الشعبُ كتابةَ تاريخِ الفساد ورَسمَ شجرةِ عائلتِه.

لكن ما نَشهَدُه حاليًّا لا يزال بعيدًا عن وقفِ الفساد. إنّه إعادةُ ترتيبِ بيتِ الفساد من أجلِ انطلاقةٍ جديدة.

نَشهَدُ: إحالةَ أشخاصٍ انكَشفوا على التقاعد، إدخالَ وافدين جُددٍ إلى سوقِ الفساد، الإفادةَ من وسطاءَ بَرعوا في الفسادِ في أوطانِهم الأمّ، إعادةَ توزيعِ الحِصَصِ مع وعدٍ برفعِ الغبنِ عن المحرومين من الفسادِ مستقبَلًا، فتحَ البابِ أمامَ مساهِمين جددٍ لاستيعابِ الفسادِ الآتي، الاستعانةَ بتِقنيّاتِ فسادٍ جديدةٍ كاعتمادِ الذَكاءِ الاصطناعيِّ والفسادِ الـمُمَغْنَط. إنْ وُلِد الفسادُ مع البشريّة، فهو يُحبُّ العيشَ الرغيدَ ويَحرِصُ على مواكبةِ العصرِ والحداثة.

قد أَصدُمُ القارئَ إذا أَنبَأتُه بأنَّ معركةَ الفسادِ خاسرةٌ سلفًا. فعدا أنّ الفاسِدين لا يحاكِمون أنفسَهم، لا نَنتَظِرنَّ انخفاضَ نسبةِ الفسادِ في لبنان قبلَ بناءِ الدولة وتحسينِ التربيّة. فخِلافًا لما نَعتقدُ، لم نَبنِ دولةً بعدَ "اتفاقِ الطائف"، بل نَقلنا دويلاتِ الميليشياتِ إلى دولةٍ مُنهارة. فظلَّ ولاءُ أركانِ الميليشياتِ لدويلاتِهم أكثرَ من ولائِهم للدولة. ولقد أثبتَت تجربةُ المائةِ سنةٍ من عمرِ دولةِ لبنانَ الحديث أنَّ ارتفاعَ نِسبةِ الفسادِ ترافقَ مع تراجعِ الشعورِ بالانتماءِ إلى الدولة ومع سيطرةِ طبقةٍ سياسيّةٍ مُتخرِّجةٍ من عالمِ الفساد.

قبلَ الحرب ِكان الفسادُ استثناءً والنزاهةُ قاعدة. بعدَها صار العكسُ.

ورغمَ نقصِ الولاءِ الوطنيِّ، الشعورُ بلبنانَ الوطن اليومَ أقوى من الشعورِ بلبنانَ الدولة. نقاوِمُ من أجلِ لبنانَ ونُستَشَهد، لكنّنا نَسرُق دولتَه. أثناء الحروبِ سَرَقناها كقِوى أمرٍ واقِع، وبعدَ "الطائف" نَسرِقُها كقوى شرعيّةٍ وميثاقيّة.

بين الطبقةِ السياسيّةِ توجدُ شخصيّاتٌ شريفةٌ، لكنَّ تأثيرَها في محاربةِ الفسادِ شِبهُ معدومٍ ويَقتصِرُ على تسجيلِ اعتراضٍ في الإعلامِ أو مجلسِ الوزراء.

هذا الواقِعُ المعيبُ سيَطول لأنَّ معالجةَ الفسادِ ليست حُكمًا قضائيًّا فقط، بل هي مسيرةٌ تربويّةٌ وأخلاقيّةٌ ووطنيّة.

القضاءُ يحاكِمُ نماذجَ فاسِدةً بينما الفسادُ في لبنان حالةٌ اجتماعيّةٌ عامّة. وأصلًا، لا توجد في العالمِ حلولٌ نهائيّةٌ للفسادِ.

إنه لصيقٌ بالإنسانِ ويَنتقل إلى الشخصِ حسبَ الواقعِ الاجتماعيّ.

إنه أحدُ أوجُهِ الشرِّ الكامنِ في طاقتِنا السلبيّة.

يَظلُّ دفينًا في جوفِ النفسِ في المجتمعاتِ الشفّافةِ ويُطِلُّ برأسِه في البيئاتِ السيّئة.

ولذلك، يَجدُر بالدولةِ أنْ تُطلِقَ يدَ القضاءِ في محاربةِ الفسادِ على المدى القصير، ويدَ الشعبِ في تغييرِ الطبقةِ السياسيّةِ على المدى المتوسّط، ويدَ التربيّةِ في تنشِئةِ المواطنِ على المدى البعيد.

بانتظارِ الحلولِ الكبرى أو "رجلِ العنايةِ" (l’Homme providentiel)، يجبُ سحبُ ملفِّ الفسادِ من أيدي القِوى السياسيّةِ والطائفيّةِ، وحَصرُه في قضاءٍ استثنائيٍّ مستقلٍ. وهذا يَقتضي ما يلي:

1. تأليفُ الهيئةِ الخاصّةِ لمكافحةِ الفساد، وتَضُمُّ عشرةَ قضاةٍ وقانونيّين تَشهَدُ سِجلّاتُهم بالكفاءةِ المهنيّةِ والنزاهةِ الأخلاقيّةِ والمناعةِ أمام ضغطِ السلطاتِ السياسيّةِ والطائفيّة.

2. يَنتخِب أعضاءُ الهيئةِ رئيسًا منهم بأكثريةِ الثُلثين، وتَتّخذُ الهيئةُ قرارتِـها بالثُلثين أيضًا (سبعةُ أعضاء).

3. يختارُ مجلسُ القضاءِ الأعلى أعضاءَ الهيئةِ العشرةَ ولا يَحِقُّ لمجلسِ الوزراء تغييرَ أكثرَ من ثلاثةٍ منهم بعد تقديمِ أسبابٍ مُقنعةٍ على أنْ يُصوِّتَ مجلسُ الوزراء على البُدلاء بأكثريّةِ الثُلثين، وإلا يَبقى اختيارُ مجلسِ القضاءِ الأعلى ساريًا.

4. تُمنحُ الهيئةُ صلاحيّاتٍ تحقيقيّةً وإجرائيّةً وتَعمل بالتنسيقِ مع هيئاتِ الرقابةِ في الدولة: التفتيشُ المركزيُّ، ديوانُ المحاسبةِ، مجلسُ الخِدمةِ المدنيّة، هيئةُ المناقصاتِ العامّة، ومع رئيسِ مجلسِ القضاءِ الأعلى والمدّعي العامّ التمييزيِّ والمدّعيِ العامِّ الماليّ، ومع مَن تَقتضيه الحاجة.

5. تُشَكّلُ فصيلةٌ أمنيّةٌ مستقلةٌ وموقّتة (فترةُ عملِ الهيئة)، مُهمّتُها تنفيذُ ما تَطلُبه الهيئةُ منها خطّيًا من دونِ العودةِ إلى الأجهزةِ الأمنيّة القائمة.

6. تَضعُ الهيئةُ آليّةَ عملِها في خلالِ أسبوعين وتُقدّمها إلى مجلسِ الوزراء للإقرارِ في مهلةِ أسبوعين.

7. يَستمر عملُ الهيئة مُدّةَ سنةٍ على أنْ تُصدِرَ الأحكامَ بحقِّ المتَّهمين في خلال هذه المدّة.

8. يُسهِّلُ المجلسُ النيابيُّ رفعَ الحَصانات بناءً على طلب الهيئة.

9. طوالَ مدّةِ عملِهم، يلتزمُ أعضاءُ الهيئةِ تقنينَ عَلاقاتِهم الاجتماعيّة والابتعادَ عن الأضواءِ تعزيزًا لهيبَتِهم وحِرصًا على حيادِهم المُطلق.

من حقِّ اللبنانيّين أن يعيشوا في ظلِّ دولةِ القانون وفي مجتمعٍ ديمقراطيٍّ شفّاف. ومن حقّهِم أنْ يَحلُموا أيضًا. طالَ هذا الكابوس... كثيرًا طال.

 

فرنسا شديدة الاستياء لبنانياً من حلفائها وخصومها معاً

نبيل الخوري/المدن/الثلاثاء 05/03/2019

التعاطي الدبلوماسي الفرنسي مع القوى السياسية اللبنانية، سواء كانت في موقع الحليف أو الخصم، يتسم بمفارقة. فالدبلوماسية الفرنسية تكون حازمة مع الحليف، إذا اقتضت الضرورة. ولا تتردد في إظهار المرونة مع الخصم، إذا لزم الأمر. اليوم، تبدو شديدة الاستياء من حلفائها وأصدقائها قبل خصومها. هذا ما يظهره الموقف الذي عبّر عنه أخيراً السفير الفرنسي، المشرف على تطبيق خطط مؤتمر "سيدر"، بيار دوكان، أثناء زيارته إلى بيروت، حيث أبدى انزعاجاً واضحاً من غياب دينامية لبنانية فعلية، للتصدي لتحدي الإصلاحات ومكافحة الفساد. لكنها ليست المرة الأولى التي تتعامل فيها فرنسا بهذه الطريقة مع أطراف حاكمة قريبة منها، وتحظى بدعمها وبرعايتها. ثمة أمثلة عديدة في تاريخ العلاقات الفرنسية اللبنانية عن ازدواجية الحزم والمرونة في تعامل فرنسا مع الشأن اللبناني.

العودة عام 1978

بدأ التأثير الفعلي والمباشر للدبلوماسية الفرنسية، على عملية إدارة الصراعات اللبنانية، بعد الاجتياح الإسرائيلي الأول للجنوب عام 1978. فقد شارك جنود فرنسيون في قوات "اليونيفيل" التي أنشأتها الأمم المتحدة بعد الاجتياح، في إطار مهمة حفظ السلام. هكذا، تكرست عودة فرنسا إلى لبنان من بوابة "القبعات الزرق"، بعد خروجها منه في أربعينيات القرن الماضي إثر نهاية الانتداب. ليست "اليونيفيل" قناة التأثير الوحيدة، لأن لفرنسا نفوذاً اقتصادياً وثقافياً لا يستهان به. لكن مشاركة قواتها في عملية حفظ السلام، وفّرت لها ورقة رابحة وعزّزت دورها في إدارة أزمات لبنان.

بغض النظر عن النتائج أو المكاسب التي حققتها الدبلوماسية الفرنسية منذ حصول ذلك التحوّل في حضورها ومكانتها في لبنان، يبقى أسلوب تعاملها مع الأطراف المعنية بالصراعات اللبنانية، علامة فارقة. ميزته تكمن في عدم التساهل أحياناً مع الحلفاء والأصدقاء، والضغط عليهم، حتى لو تطلب ذلك نبرة مرتفعة الحدة وسلوك دبلوماسي حازم. وكذلك في الاستمرار بالانفتاح على خصوم لها، واستعدادها للتحاور معهم أو لملاقاتهم، أياً يكن حجم الخلاف معهم.

عهد الياس سركيس

الاختبار الأول لهذا الأسلوب كان عام 1978، بعد انتشار قوات "اليونيفيل" في الجنوب. آنذاك كان الجميع يطمح لإعادة بسط سلطة الدولة على تلك المنطقة بعد انسحاب قوات الاحتلال الإسرائيلي منها. كانت فرنسا تنتظر من السلطة اللبنانية الشرعية بقيادة الرئيس الياس سركيس الإسراع في هذه الخطوة، من خلال إرسال الجيش الشرعي. أحد أبرز أهداف المشاركة الفرنسية في "اليونيفيل" كان يتمثل في المساعدة على تحقيق تلك المهمة. لكن ما إنّ لاحظت فرنسا تردد السلطة اللبنانية وعجزها عن اتخاذ قرار حاسم في هذا الشأن، حتى بدأت تشديد اللهجة تجاهها وتوجيه الانتقادات لها، وتهديدها بالانسحاب من "اليونيفيل"، من دون تجاهلها للعراقيل الإسرائيلية والفلسطينية والتعقيدات والتناقضات الداخلية اللبنانية، التي كانت تشل عهد سركيس وحكومته. وعلى الرغم من ثبات سياسة الرئيس الفرنسي الأسبق فاليري جيسكار ديستان، في الدفاع عن حقوق الفلسطينيين وفي مساندتهم على الساحة الدولية، إلا أن باريس كانت شديدة الامتعاض من ممارسات الفلسطينيين في جنوب لبنان، وانتهاكهم لسيادة وسلطة الدولة اللبنانية، ناهيك عن إدانتها ورفضها لممارسات الاحتلال الإسرائيلي، مع أن موقفها الرسمي يدين أي اعتداء كان يستهدف الداخل الإسرائيلي.

عهد أمين الجميّل

الاختبار الثاني أتى بعد الاجتياح الإسرائيلي الثاني للبنان عام 1982، حين شاركت فرنسا في "القوات المتعددة الجنسيات" مع الولايات المتحدة وإيطاليا، والتي انتشرت في ما كان يسمى بـ"بيروت الغربية" بعد خروج "منظمة التحرير الفلسطينية" منها. الهدف الأساسي لتلك القوات كان يتمثل في مساعدة القوى الأمنية اللبنانية الشرعية، في عهد الرئيس أمين الجميل، على ضبط الأمن، وإعادة بسط سلطة الدولة على أرضها. كانت فرنسا شديدة الحرص على نجاح المهمة. ولهذه الغاية، لم تتوان عن تقديم الدعم للقوى الأمنية الشرعية. لكنها لم تتردد في انتقاد ممارسات انتقامية، كانت تلجأ إليها تلك الأجهزة الأمنية الموالية للجميل في "بيروت الغربية"، والتي كانت الدبلوماسية الفرنسية تصفها باعتبارها انتهاكات لحقوق الإنسان، حسب تقارير يمكن الاطلاع عليها في الأرشيف الدبلوماسي الفرنسي.

معضلة ميشال عون

أثناء "حرب التحرير" عامي 1989 ـ 1990، كان الدعم الفرنسي للعماد ميشال عون واضحاً ضد القوات السورية. لكن مع مرور الوقت، وتطور الظروف الإقليمية والدولية بشكل ملائم لمشروع الحل، الذي كانت دمشق تروج له لإنهاء الحرب الأهلية اللبنانية، بالتنسيق مع السعودية وبمباركة ضمنية أميركية، لم يكن بوسع الدبلوماسية الفرنسية سوى التكيف مع هذا الواقع. أدى ذلك إلى دعمها لاتفاق الطائف الذي عارضه ورفضه العماد عون. فوضعت بالتالي نفسها أمام اختبار التوفيق بين ما تقتضيه مصالحها الاستراتيجية في الشرق الأوسط، وعدم التضحية بطرف لبناني حليف وصديق بدأت تتباين معه. كانت باريس تأمل من عون أن يصادق على اتفاق الطائف، باسم البراغماتية والواقعية السياسية. لكن على الرغم من امتناعه عن ذلك، لم يتطور هذا التباين إلى توتر علني ومباشر، ولم يؤد إلى تخلي فرنسا عنه.

مع حزب الله

في المقابل، ثمة اختبار لتعامل فرنسا على قاعدة الانفتاح والملاقاة عند منتصف الطريق، مع طرف لبناني، هو بحكم الواقع خصمها، وذلك خلال "عدوان نيسان" الذي شنته إسرائيل ضد لبنان عام 1996. يتعلق الأمر بحزب الله، الذي كانت تربطها به علاقة مواجهة عنيفة ومأساوية على المسرح اللبناني، في ثمانينات القرن الماضي. نجحت الوساطة الفرنسية في رعاية ما يسمى "تفاهم نيسان" عام 1996. بموجبه لم يعد بإمكان قوات الاحتلال الإسرائيلي استهداف المدنيين في جنوب لبنان رداً على عمليات حزب الله. وبفضله ضاق هامش التحرك العسكري الإسرائيلي، ما ساهم بالإسراع في قرار الانسحاب من جنوب لبنان، حسب استنتاج للمؤرخ الفرنسي، هنري لورانس. كل هذا لا يعني أن فرنسا كانت متفقة مع سياسات وخيارات حزب الله، لكنها كانت حريصة على مد الجسور معه. وبعد تحرير الجنوب، تبين بوضوح أن موقف باريس مؤيد لنزع سلاح الحزب، على أن يتم ذلك في إطار الحوار والتوافق حصراً، بعيداً عن استخدام القوة، وفق مقاربتها الدبلوماسية لهذه المسألة الخلافية في لبنان، المتمسكة بها منذ عام 2004 وحتى اليوم.

ضمان الاستقرار

هذه التجارب لا تختصر كل تاريخ تصرف الدبلوماسية الفرنسية حيال لبنان وتحدياته. لكن العِبَر التي يمكن استخلاصها منها، تتمثل في أنه لا يمكن لحلفاء فرنسا وأصدقائها في لبنان أن يستفيدوا من مساعداتها، من دون القيام بالعمل المطلوب، لمعالجة الوضع والتخلص من الأسباب، التي تخلق الحاجة المستمرة لمساعدات كهذه. في المقابل، يمكن الاستخلاص من تجارب فرنسا في لبنان أنها تبقي خطوط التواصل مفتوحة مع الخصم، ولا تطعن في الظهر، كما أنها لا تستقوي على أحد، لا في الظروف العادية ولا في وقت الأزمات، لأنها تدرك خصوصية التركيبة اللبنانية، وتحرص على ضمان شروط استقرار هذا البلد على المدى الطويل.

 

هل بات مصير "سيدر" والحكومة معلّقاً بمصير السنيورة؟

منير الربيع/المدن/الثلاثاء 05/03/2019

بعث الرئيس سعد الحريري رسالة إلى مختلف القوى السياسية، تقول أن "الكيل قد طفح".

الحريري الذي تعامل مع الجميع، طوال الفترة الماضية، بـ"طيبة قلب"، وأراد التغاضي عن بعض الملفات السياسية، في سبيل الإقتصاد، اكتشف أخيراً أن كل الضغوط تصب عليه، وغايتها تطويقه وتحجيمه أكثر.

كرامة السنيورة وضرب "سيدر"

الهجوم على الرئيس فؤاد السنيورة هو الذي دفع الحريري إلى الانتفاض، والتعبير في أحد المجالس بأن "كرامة السنيورة من كرامته"، وأكّد أنه مع مكافحة الفساد ويجب الشروع بالإصلاح، وهذا في أساس مؤتمر سيدر، وللحصول على مندرجاته. واعتبر أن هذا النمط من التهجم والاستنسابية في مكافحة الفساد، لن يوصلا إلى المبتغى المطلوب. بل، ستدخلان البلاد في انقسام سياسي جديد، لا يؤدي جدياً لمكافحة الفساد. في معركة مكافحة الفساد، يتجه الحريري إلى الارتكاز على مؤتمر سيدر، والذي يفرض على الدولة اللبنانية الشروع بتنفيذ الإصلاحات، بينما هناك من يتحدث في "تيار المستقبل" عن أن حزب الله لا يريد سيدر. ولذلك، استبقه بإطلاق حملة مكافحة الفساد، التي سيكون لها أهداف سياسية وتقنية. وفي تقدير المستقبليين، أن الحزب لا يريد برنامج مؤتمر سيدر، لأن كل الأعمال الرقابية على المشاريع الموافق عليها، ستكون من قبل لجان دولية. وهذا ما لا يمكن للحزب أن يوافق عليه، لأنه سيؤدي إلى انكشافه تقنياً، وإدارياً، وأمنياً.

دوكان والكهرباء و"التيار"

لذا، يبرز عامل أساسي، هو موقف "التيار الوطني الحرّ" في التعامل مع شروط مؤتمر سيدر، خصوصاً أن زيارة الموفد الفرنسي، المتخصص بكل بنود المؤتمر، بيار دوكان، لم تكن إيجابية، إذ نقل أجواء دولية سلبية تجاه الدولة اللبنانية، وأوصل رسائل عدم ثقة دولية بالتزام لبنان بهذه الشروط. وتكشف المصادر، أن دوكان، طالب الحكومة اللبنانية بإعداد خطة واضحة لمكلف الكهرباء، وتشكيل الهيئة الناظمة للقطاع، لكن طلبه رفض من قبل المعنيين بهذا الملف، لأن هناك تعزيز لصلاحيات الهيئة الناظمة وتخفيف صلاحيات الوزير، ما يعطي إنطباعاً سلبياً من جانب "التيار الوطني الحرّ".

المعركة التلفزيونية

وصل الحريري إلى قناعة أنه هو الهدف. ولذلك، كان لا بد من شنّ هجوم مضاد، بدأ سياسياً بعيداً من الإعلام، وانتقل إلى العلن من خلال مقدمة تلفزيون المستقبل، والتي عبّرت إلى حدّ بعيد عن توجهات الحريري، ليس بالضرورة للدخول في هجوم يقضي على التسوية الرئاسية ومندرجاتها، إنما لإعادة التوازن، والقول للجميع إنه "لا يمكن القفز فوق جداره". مع بداية الحملة على السنيورة، أبى الحريري أن يدخل في هذا السجال بشكل مباشر، باعتباره رئيساً للحكومة، لكنه أيضاً لم يرد أن يتخلى عن السنيورة، لا سيما بعد تأكده من أن الهجوم على المحسوبين على الحريرية السياسية يستهدفه هو، والغاية منه تطويقه وحصاره.

كان الحضور السياسي "المستقبلي" في مؤتمر السنيورة، إشارة لافتة، لكن لم يلتقطها المهاجمون، فاعتبروا أن الحريري معروف بنفسه القصير، أو أنه لن يستمرّ طويلاً في معركة الدفاع عن السنيورة. واللافت أنه بالتزامن مع الهجوم، الذي بدأه حزب الله على الحريري، كان التيار الوطني الحرّ أكثر المنتشين بهذه الحملة، خصوصاً أن الودّ مفقود كلياً مع السنيورة، الذي كان من أشد المعارضين للتسوية الرئاسية. دخل المسؤولون في التيار الوطني الحرّ ووسائل الإعلام التابعة له على خطّ شن الحملات على السنيورة. فما كان من الحريري، إلا أن اتخذ موقفاً واضحاً، عبّرت عنه مقدمة المستقبل. وحسب ما تؤكد المصادر المتابعة، فإن الحريري لن يتراجع في الدفاع عن السنيورة، باعتباره دفاعاً عن نفسه وعن مسيرة تياره، وبالتالي لا مجال للتراجع لديه، أولاً من الناحية المبدئية، وثانياً من الناحية السياسية، خصوصاً ان هناك معركة انتخابية مرتقبة في طرابلس، ولا يمكن التساهل معها، ولا بد من إعادة إعلاء نبرة الخطاب السياسي.

السنيورة لنيابة طرابلس؟

ولهذا كله، تكشف المصادر، تلقى الحريري الكثير من النصائح، بوجوب ترشيح السنيورة في طرابلس لخوض معركة الانتخابات الفرعية، أولاً لرمزية طرابلس سنياً، وثانياً لأن السنيورة سيكون قادراً على تحفيز الناخبين في انتخابات فرعية، وثالثاً يتم ردّ الاعتبار للسنيورة.. وإدخاله إلى المجلس النيابي سيمثّل ضربة لكل الشامتين والمستفردين، وبذلك يؤكد الحريري شد العضد في بيئته وتياره. لكن بلا شك أن أي خطوة من هذا النوع، ستعني أن الحريري يستعد لقلب الطاولة على بعض القوى التي دخل في تفاهمات وتحالفات معها. وقد تكون خطوته التالية استفزازية بالنسبة إليهم. ولذا، عليه أن يزنها بميزان بالغ الدقة، لمعرفة مدى فوائدها من خسائرها. لكن، بمعزل عن قرار ترشيح السنيورة في طرابلس من عدمه، فإن التطورات الأخيرة فرضت على الحريري أسلوباً مغايراً في التعاطي السياسي، وهذا سيتعزز في المرحلة المقبلة. بداية، دخل الحريري بالتسوية الرئاسية من منطلق عدم وجود أي حيلة أخرى، أو خيارات سياسية بديلة. فكان لا بد من العودة إلى السلطة من بوابة "التسوية المرّة"، التي تبقى مرارتها أفضل من مرارات الغياب. وأبرم توافقات كان حريصاً عليها، لكن شركاءه فيها غالباً ما انقلبوا عليه، أو أرادوا تحويلها إلى محاولة لاستنزافه وابتزازه وتطويقه. بينما في المقابل، لم تكن هناك رؤية واضحة بينه وبين حلفائه التقليديين، فاختلف مرات مع "التقدمي الإشتراكي" في قضايا ومواقف، وكذلك فعل مع القوات اللبنانية، ومعظم الأحيان بما يرضي "الشريك" جبران باسيل.

"مجموعة العشرين"

مع دخول الحريري في التسوية، تشكّلت على يسار "تيار المستقبل" ما يسمى "مجموعة العشرين" الرافضة لهذه التنازلات. وكانت في مرحلة معينة على خصومة مع خيارات الحريري نفسه. اليوم، أصبح لدى الحريري فرصة أساسية، قادر من خلالها على تعزيز دوره السياسي، القائم على أساس التوازن مع الخصوم، كأن يستمرّ هو في إدارة الملفات الاقتصادية والحكومية، مقابل إعادة حلقة "مجموعة العشرين" إلى جانبه، على نحو يكون لديهم ملف الإدارة السياسية عند أي مواجهة أو معركة مفترضة، على غرار ما كان يحدث عند حصول اشتباك على الصلاحيات، في مرحلة مفاوضات تشكيل الحكومة.

خيارات أخرى

يعني ذلك، أن يستخدم الحريري يديه الاثنتين. في اليمنى، خياراته الهادئة والساعية إلى تمرير الأمور، والحفاظ على التسوية ومندرجاتها. وفي اليسرى، عصا التصعيد السياسي، بالاستناد إلى السنيورة وغيره من الشخصيات السياسية، السنية تحديداً، لمواجهة أي محاولة لتطويقه أو توجيه ضربة إليه داخل بيئته الاجتماعية. وأيضاً، يبقى أمام الحريري خيار آخر، هو الاستمرار بالحفاظ على التسوية، ولكن الحفاظ كذلك على تحالفاته التقليدية، أوسع من الإطار السنّي، والعودة إلى الإطار الوطني، كحال تحالف 14 آذار، وتعزيز علاقته أكثر مع الاشتراكي والقوات، من أجل الحفاظ على التوازن السياسي العام، وحماية نفسه من أي محاولة حصار أو استضعاف.

 

المعلم بطرس البستاني.. أعظم أدباء لغة الضاد  

حبيب البستاني/جريدة الجمهورية/الاثنين 04 آذار 2019

يعتبر المعلم بطرس البستاني، ليس فقط واحداً من أهم أدباء عصر النهضة لا بل رائد رواد النهضة، وقد لقّبه أقرانه والذين جاؤوا من بعده بأبو التنوير.

المعلم بطرس هو سليل الدوحة البستانية التي أنجبت عمالقة الكتّاب والشعراء والمفكّرين واللغويين الذين أسهموا مساهمة كبرى بنشر وتحديث ووضع اللغة العربية في متناول الجميع، والذين أغنوا الفكر المشرقي والقومي بأفكارهم النيّرة.

ويعتبر المعلم بطرس واحداً من أنجب البساتنة وأعظم أدباء لغة الضاد وأوسعهم علماً وأدباً ومعرفة، وقد جمع في شخصية واحدة كل ما تميّز به أولئك، فكان الأديب والعالم اللغوي والمترجم والمفكّر السابق لعصره لاسيما في المطالبة بتثقيف النساء وتزويدهنّ بالعلم والمعرفة لتمكينهنّ من لعب دورهنّ كاملاً ومساواتهنّ بالرجال، وكان الوطني الذي نادى بالدولة المدنية واحترام الأديان السماوية والخطيب الذي دعا أبناء بلده لا بل كل أبناء سوريا الطبيعية لنبذ الحقد والتفرقة والخلافات الطائفية التي عصفت بهم، فكان من أوائل من أسّس الصحف والمجلّات الحرّة التي كانت تحمل أفكاره.

كذلك كان المعلم معلم الأجيال، فأسّس المدرسة الوطنية التي كانت تنادي بحبّ الوطن والوحدة بين كلّ مكوّنات المجتمع إلى أي دين أو طائفة انتموا.

ولعل الإنجاز الأكبر الذي حققه للغة العربية، إلى جانب ترجمته للكتاب المقدس من لغته الأصلية، هو محيط المحيط، القاموس الذي يعتبر من أشهر كتبه وقد شكّل في حينه معجزة المعجزات اللغوية، والذي سيبقى لأمد طويل مرجعاً من أهم المراجع التي أغنت لغة الضاد.

ويعتبر المعلم بطرس البستاني واحداً من أهم الأدباء الأكثر غزارة والمفكرين الأكثر رقيّاً، ليس في لبنان فحسب بل وفي كل دنيا العرب. وإنه لفخر للبنان أن يُصار إلى تكريمه وإعادة إحياء تراثه ونشر كتبه وخطبه وتعاليمه التي ما أحوجنا اليوم إليها.

ولعلّه من المفيد لنا أن نتوقف عند بعض النقاط والأفكار التي نادى بها المعلم، فهو قد حاول في طريقة التعبير عن أفكاره الابتعاد قدر الإمكان عن الكلمات الصعبة والمفردات المعقدة وهو الضليع بلغة الضاد والعالم بكل خفاياها، فهو لم ينحو في كل كتاباته لإبراز سعة علمه وعمق معرفته بقدر ما أراد أن يحمل أفكاره في كل خطبه ومقالاته لكي تصل ليس فقط إلى أقرانه من المثقفين ولكن إلى السواد الأعظم من أبناء جلدته، وذلك لكي تعم الفائدة منها ولكي تكون بمتناول الجميع، وعندما يسهل فهمها يسهل تطبيقها. وهكذا في خطبه للنساء التي لم يكن المقصود منها التعبير فقط عن رؤيته إنما دعوة الناس إلى تنفيذ تعاليمه والعمل على إفساح المجال الواسع للنساء، ودعوتهنّ إلى أخذ حقوقهن في العلم والمعرفة.

وكما في الخطابة كذلك في الصحافة، وهو الذي وضع شعاراً على صدر مجلة الجنان يقول «حب الوطن من الإيمان» فهل من لغة وأسلوب أسهل من ذلك؟ وهل يمكن الدخول إلى أذهان الناس بأسلوب أبسط من ذلك؟

لقد اشتهر المعلم البستاني بالتواضع والوفاء وحب البساطة وبانفتاح القلب وصدق العاطفة وسعة الصدر، فكان متواضعاً في النصح يعطي النصيحة من دون منّة أو كبرياء ويفتح قلبه لكل طالب علم أو معرفة لا يبخل بالأفكار ولا يخشى أن ينقلها الناس عنه، فهو كان يشكّل خزان فكر لا ينضب، وإذا نطق بفكرة تكون المئات منها جاهزة في فكره، وقد عرف بارتجاله الخطب وفي شتى المناسبات وشتى الظروف، فبنات أفكاره تسبق لسانه بالتعبير فهو من المفكرين القلائل الذي يؤمن بما يقول ويقول ما يؤمن به، وهذه الصفة تميز بها معظم الأدباء والمفكرين البساتنة وهي وليدة اضطلاع عميق ومعرفة شاملة تمكنهم من الولوج والاستنتاج وأخذ العبر من أي موضوع يتطرقون إليه. فكان المعلم بطرس البستاني لا يعيش مع العلم والمعرفة بل إنّ العلم كان دائماً برفقته، وهو قد أفنى عمره كله بدون كلل أو ملل وبصورة شبه متواصلة واصلاً نهاره بليله على ضوء شمعة أو قنديل يواصل الإبداع والكتابة، وكأنه كان خائفاً أن يمضي العمر ولا يستطيع أن ينهي ما بدأه، وهذا ما حصل معه بالفعل فالمعلم الذي لم يعش إلا حوالى ٦٤ عاماً، فهو ولد في 1 أيار ١٨١٩ وتوفي في 1 أيار ١٨٨٣، لم يستطع إنهاء دائرة المعارف التي كتب منها ٦ أجزاء ووضع إبنه سليم الذي توفي شابّاً بعد سنة من رحيله الجزءين السابع والثامن، ليكمل بعده السلسلة إبنه الثاني نجيب بالتعاون مع نسيبه العلامة سليمان البستاني ليصلا إلى الجزء الـ١١، لتتوقف عندها السلسلة في العام ١٩٠٠. من ثم ليكمل كتابتها في عصرنا الحاضر العلامة فؤاد افرام البستاني الذي نشر منها ٦ أجزاء لغاية وفاته، وذلك بالتعاون مع وزارة الثقافة والدولة اللبنانية. وهنا نشير إلى وجود ٧ أجزاء توقفت طباعتها بعد وفاته لأسباب مادية، لأنّ الحكومة اللبنانية تراجعت عن دعم الموسوعة.

فصل الدين عن الدولة

أمّا المبدأ الذي أطلقه المعلم كضرورة لقيام الدولة العصرية، فهو فصل الدين عن الدولة. وهو المبدأ الذي تعارض بشدة مع المبادىء التي قامت عليها الدولة العثمانية، لاسيما بعد سقوط القسطنطينية في العام ١٤٥٣ على يد محمد الثاني، والتي تعتبر أنّ دين الدولة هو الإسلام، ولم ينته ذلك إلّا مع مجيء أتاتورك.

لذا، لم يذهب المعلم إلى العلمنة الشاملة مع العلم أنّ أفكاره كانت تشير إلى هذا المنحى لديه، إنما مجرد المناداة بفصل الدين عن الدولة كان يعدّ إنجازاً كبيراً آنذاك.

كذلك فللمعلم بطرس البستاني مخطوطات تتضمن خطباً كثيرة لم يُصَر إلى نشرها في حينه لأسباب عديدة، ويقال انّ مكتبة نسيبه العلامة سليمان البستاني، مترجم الإلياذة، كانت تحتوي على عدد منها، إلّا أنّ هذه المكتبة العظيمة، التي لم يزل بناؤها الكبير أو ما بقي منه شاهداً عليها حتى الآن، والتي تقع في منطقة بكشتين في بلدة الدبية موئل القسم الأكبر من البساتنة وموئل المعلم بطرس البستاني، قد تمّ إحراقها إبّان الحرب الأهلية في العام ١٩٧٦ ونهبت كل محتوياتها، ويأمل الباحثون العثور عليها أو على بعضها.

تكريم المعلم

إنه لمن غريب الصدف أن لا يلقى المعلم بطرس البستاني التكريم الذي يستحق، علماً أنه جرى تكريس جائزة سنوية باسمه مباشرة بعد وفاته، فقد أعلن المجمع العلمي الشرقي في العام ١٨٨٥ إنشاء الجائزة البستانية، التي كان من المفترض أن تمنح لأفضل مقال حول موضوع معين يقترحه المجمع، إلّا أنّ ظروفاً عديدة، ومنها فرط عقد المجمع وتشتت أعضائه حالت دون ذلك. لذا، فإننا نتطلع بشغف إلى يوم تكريمه في 2 أيار المقبل الذي يشكل الذكرى المئوية الثانية لولادته، هذا العمل الكبير وهذه الظاهرة الحضارية التي من المؤمل أن يحتفل بها عدد كبير من دور العلم والثقافة، وعلى سبيل المثال لا الحصر الجامعة الأميركية في بيروت والحركة الثقافية في انطلياس، كذلك هناك نشاط مميز ستقوم به جمعية المعلم بطرس البستاني الثقافية والفكرية والاجتماعية التي أنشئت خصيصاً لنشر تراث المعلم وأفكاره النيّرة، حيث سيُقام في بيروت، المدينة التي أحبّها المعلم بطرس البستاني، مهرجان ثقافي كبير تحضره شخصيات فكرية وأدبية ودينية وأكاديمية من مختلف أنحاء العالم، وذلك لإحياء المئوية الثانية لولادة المعلم في ٢ أيار المقبل.

 

من أجل محاربة جدية للفساد: لتنهض نخبة لبنانية تواجه الاكاذيب والخداع

 د. حارث سليمان/جنوبية/ 4 مارس، 2019

تحاول الانظمة الأمنية البوليسية، في سعيها الدؤوب، لفرض خوة مالية، على رجال الاقتصاد والاعمال، ان تصوّر معركة مواجهة الفساد، على أنها مطاردة بسيطة، بين شريف يحمل مسدسه ويطارد رجلا يحمل كيسا يحتوي مالا حراما.

بذلك يصبح كل صاحب مال او مشرف على صندوق موضع شبهة، وكل حامل مسدس او سلاح موسوما بشرف لا يليق بغيره، يفاقم هزال مسرحة معركة الفساد وتحويلها الى مسخرة، أن تكون القبضة الأمنية تلك، تعتمر لفة وعمامة تضيف الى المسدس، ليس غلاظة وهول رصاصاته فحسب، بل اطلاقية تعسفه وقداسة أحكامه.

تلك كارثة خادعة تفرغ مقارعة الفساد من مضمونها وآلياتها القانونية والقضائية، وتحولها الى تقاذف ملفات فضائحية، لا تنجز اي واحدة منها ولا تصل الى نتيجة مسلم بها، وتنزع عن العملية شموليتها الضرورية، التي تهدف لارساء “نظام وآليات عمل دائمة وتقاليد نزاهة شاملة” تفصل الخاص عن العام، وتحفظ موارد الدولة واملاكها، وتمنع التربح من اشغال المنصب للعام، وصرف النفوذ، وتحظر الاثراء من السلطة ومحاباة الاقارب وتنهي الزبائنية السياسية .

 اقرأ أيضا: السنيورة يدفع الاتهامات ويهاجم «الفساد السياسي» الذي يقيم الدويلات

لذلك، ‏لا يجب الوقوع في شباك خدع، برع في حبكها_ بداية_ الجهاز الأمني اللبناني السوري، ثم حزب الله، وهو ان الفساد هو سرقة صندوق المال ببساطة. والحقيقة ان هذا فساد بدوي لا يمارسه الا القليل. ولمزيد من الاضاءة لنرى الامثلة التالية:

١_ ٧٠٠ مليار ل.ل. من (الاغاثة) #تعويضات_حرب_تموز . التعويضات نصفها فاسد . المستفيد مسؤولو حزب الله وامل وليس وزارة المال.

٢_ ٩٠ مليار ل.ل. لصندوق #مجلس_الجنوب هل صرفتها وزارة المال ام نافذو حركة امل وهل كانت مشاريع ذات جدوى اقتصادية؟ وما هي نسبة الاثراء غير المشروع منها؟.

٣_ ١٨٠ مليار ل.ل. ل صندوق المهجرين صرفت بادارة مقربين من وليد جنبلاط والخلل في صرفها مسؤوليته واضحة.

٤_ ٣١٣٩ مليار ل.ل. #سلف_مؤسسة_كهرباء لبنان وهذه البقرة الحلوب احتكر استيراد الفيول التي تستعمله وربحيته الغير مبررة هي عائلات ابي عازار في مرحلة اولى ثم عائلات البستاني ورحمة ومعوض، على الارجح لاحقا، بعد تحويل الاستيراد من دولة الى دولة اي من الكويت والجزائر ، بهدف توفير تسهيلات دفع مالية للدولة اللبناني.

وللتذكير فقط فقد تم سجن الوزير شاهي برصوميان من قبل الجهاز الامني اللبناني بذريعة محاربة الفساد، متزامنا مع سعيه حصر استيراد المازوت بوزارة النفط والدولة.

ويطرح هنا سؤال بديهي؛ لماذا خصخصة قطاع النفط الرابح حلالا ذكيا، فيما خصخصة الكهرباء الخاسرة حراما رديا؟، ولماذا الاحتفاظ بالكهرباء ملكا للدولة وهي قطاع خاسر ؟ بينما ارباب الفساد مع الخصخصة في النفط ياخذون ارباحه!!. ويشكل استمرار المحاولات لاستئجار بواخر كهرباء ببدل تأجيري يفوق ثمنها الفعلي فضيحة مدوية بلغت اسماع كل مسؤولي العالم! .

٥_ الموازنة تعدها وزارة المال وتتبناها الحكومة وليس لها صلاحية انجازها واقرارها الا في حال واحدة، هي ان يخولها المجلس، عند تأليفها، صلاحيات اصدار مراسيم تشريعية، وهو لم يحصل الا في حكومة الحريري الاولى ومن يومها لتاريخه، لا يستطيع الوزير او الحكومة فرض ضرائب او رسوم الا باقتراح قانون يصدر عن مجلس النواب.

الخدعة الكبرى الثانية تبرئة مجلس النواب لنفسه من مسؤولية فرض الضرائب ورمي نقمة ذلك على وزارة المال وعلى السنيورة منفردا يوم كان في السلطة والانكى استمرار ذلك بعد سنوات عشر من خروجه منها تحديدا.

٦_ الخدعة الكبرى الثالثة هي ان يقوم زعماء الميليشيات بتوزيع تقديمات ترضي الناس ، واختلاق وظائف لمحاسيبهم، وقيام مشاريع وتلزيمات تزيد النفقات، وتفاقم عجز الموازنات المتلاحقة، ثم يتبرؤون من زيادة الدين او زيادة الضرائب، جاعلين من الدين فقط مؤامرة من جمعية المصارف والبنوك، ومن الضرائب اعتداء على المواطنين يتوجب التهرب من موجباته.

وللانصاف والموضوعية قد يكون الاعتراض على النظام الضريبي واستسهال فرض ضرائب غير مياشرة، تطال الغني والفقير على حد سواء، والاصرار على خلق جنات ضريبية، بزعم تشجيع الاستثمار والميل الشديد لليبرالية مالية واقتصادية متمادية، والتملص من اعتماد ضريبة دخل تصاعدية تعيد توزيع الثروة، قد يكون تصويب كل هذه السياسات مطلوبا وضروريا، لكن موقعها هو في باب الاصلاح المالي والضريبي وفي اصلاح توازن قوى الانتاج ومساهماتها في تمويل جهاز الدولة ووظيفتها السيادية والاجتماعية، لكنه باية حال ليس موضوعا يدخل في الفساد او يشكل بندا من بنوده.

٧_ في قضية النفايات التي تتفاقم منذ سنوات، من الواضح ان شركة سوكلين كانت تقدم خدمة سيئة، غالية الثمن، و تنتهك دفتر الشروط البيئية الذي على أساسه تم تكليفها بهذه المهمة، لكن وصف الحقيقة كما هي ان شركة سوكلين كانت تدفع خوة مالية لكل الاطراف السياسية، مكنتها من أن تخالف شروط العقد دون ان تخضع لاي رقابة فاعلة، والحقيقة الاخرى هي ان الوضع الحالي هو اننا امام خدمة اكثر سوءا من سوكلين، اغلى تكلفة من سوكلين، واكثر تلويثا للبيئة من سوكلين! وكل الصراخ الذي شهدناه في هذا الملف لم يكن سوى اعادة اقتسام عائد النفايات على اطراف جديدة.

٨_ اما تلزيمات الجامعة اللبنانية ومرائب المطار فقصتها لا تحتاج الى تبيان ، حيث تسيطر عليها في التجهيزات والصيانة والحراسة والنظافة جهة واحدة تموه نفسها، تارة بشركة كويتية، وطورا بثلاث شركات مختبرية، و ثالثا بشركة مقاولات تتنقل من الانشاء والتعهدات الى الصيانة في خدمة السيدة.

٩_ أما عن استباحة واردات الدولة وجماركها وضريبة القيمة المضافةTva عليها فان خسائر الدولة واضحة لا لبس فيها، وهي تصل الى ملياري دولار سنويا بسبب اعمال التهريب التي يسيطر عليها نافذ لجنة الارتباط الامنية بين الدولة والدويلة وتستعمل المرفأ والمطار ومعبر مشتى حسن الى ميناء طرطوس، اضافة الى تهريب البيض والاجبان والحليب الطازج والفروج من سورية والذي دفع بالمزارعين في منطقة البقاع الى حافة الافلاس.

١٠_ ومن ناحية اخرى يشكل ملف الكسارات والمقالع جريمة مزدوجة الابعاد، تهدد جبالنا وبيئتنا واوديتنا ومياهنا الجوفية وجودة هوائنا وتتقاسم القوى الميليشياوية بما في ذلك نافذو الدويلة وعملاء الوصاية السورية وغيرهم عوائد المقالع والكسارات وتقدر عائدات هذا القطاع بمليار دولار سنويا. فيما تستمر موجة النهب الشامل للشواطئ والاملاك البلدية والمشاعات الخاصة وانتهاك المجال العام للكل المواطنين من قبل الجماعات الطائفية ومرجعياتها.

١١_ يضاف لكل ما تقدم تشكل دولة المحاسيب وتضخم ادارة غير كفوءة وغير منتجة تضم ٣٠ % من القوى العاملة اللبنانية ( اليابان ٦% وفرنسا ١٢%) وكلفتها السنوية تتعدى ٥ مليارات دولار.

١٢ _ وفي وقت يتآكل الداخل اللبناني سياسة واتتاجية، ويفقد اقتصاده اغلب وظائفه الاقليمية التقليدية وتنفتح فئاته السياسية على تبعية متفاقمة لرعاته في الاقليم، يتدنى تصنيف السندات السيادية للدولة اللبنانية وترتفع كلفة دين خزينته العامه بما يقارب ٥ مليارات دولار لهذه السنة

لكل ما تقدم يصبح دق ناقوس الخطر والتحرك من اجل العمل لورشة انقاذ حقيقية على جدول اعمالها مكافحة فساد يجري يوميا ويتفاقم، ويصبح الذهاب الى ملفات مضى عليها سنوات عشر ترفا كيديا، ولن يقوم بهذه المهمة اي طرف من اطراف سلطة المحاصصة القائمة بل نخب تستطيع ان تعد ملفاتها وتذهب بها الى الناس اولا والى القضاء ثانية.

 

أخطر من... تعويمه!

علي الرز/الراي/04 آذار/19

كتب أحدهم متمنياً على «حزب الله» أن يبتعد عن العنجهيّة في خطابه وسلوكه، وأن يقرأ بعينِ الواقع تجارب كبيرة قامت على فائض القوة ثم انهارتْ... عدا عن سيلِ شتائم الذباب الإلكتروني الذي تلقّاه الرجل، إلا ان اللافت في مختلف ردود أنصارِ الممانعة عليه كان الإجماع على عبارةٍ واحدة صيغت بطرق مختلفة: «لو كان حزب الله عنجهياً كما تقول لما تَرَكَكَ تكتب أصلاً وتعبّر عن رأيٍ كهذا».

هذه المقدّمة، مدخلٌ الى الموضوع الأساسي... تستعاد لاحقاً.

ينطلق أنصار تعويم بشار الأسد من خلفياتٍ متعدّدة، بعضها من معطياتٍ ميدانية كون القوات الإيرانية (وأخواتها اللبنانية والعراقية وأحياناً الأفغانية) والقوات الروسية استطاعتْ استعادة الأراضي من المعارضين، والطرفان - الإيراني والروسي - ما عدما مناسبةً إلا للتباهي بأنه لولاهما لَسقط الأسد بعد أشهر من الثورة.

كما ينطلق هؤلاء من أن خطة محور الممانعة لـ «شيْطنة» الثورة نجحتْ بشكل كبير، عبر تفريخ وتوليد جهات متطرّفة أُخْرِجَتْ نواتُها الصلبة من السجون وأُعْطِيَتْ الأرض وحقوق استيراد المجانين من مختلف أنحاء العالم. وعندما أكل هؤلاء الثورة السلمية أولاً وفُتحت لهم مسالك أممية لتنفيس سمومهم، تَكرّستْ أولوياتٌ جديدة لدى العالم أهمّها أن بشار الكيماوي والبراميل سيّئ لكن التنظيمات الإرهابية أسوأ.

ويذهب هؤلاء إلى أن المَسْرح السوري اليوم الغائب الأكبر عنه هو الدولة السورية نفسها أولاً والعرب ثانياً، وأن مثلّثاً غير سوري وغير عربي يتحكّم بمسار البلد ومستقبله (إيران - روسيا - تركيا)، وأن تجربة تحويل المثلّث إلى مربّع عبر الضلع الأميركي فشلتْ استكمالاً لفشل (أو تواطؤ) إدارة باراك أوباما.

ويرى آخَرون أن من نتائج الأزمات والصفقات أيضاً تحويل الدول إلى سوق أممية تموج بمئات المليارات تحت شعار إعادة الإعمار واصطفاف الشركات والوكلاء في طابور الانتظار والحظوة.

وهناك في المنطقة مَن يخوض أيضاً معركة ضدّ «الإسلام السياسي»، ويرى في «خطْفِ» تياراتٍ بعيْنها لمطالبِ الناس وطموحاتها في التغيير والإصلاح تأسيساً لمنظومةِ تَخَلُّفٍ مبنيّة على معيار «التكهيف» لا التحديث.

ويجْنح تيارٌ إلى القول إنه بناءً على كل ما سبق يستحقّ السوريون «وقفة تعريبية» حتى لو باعَ رئيس النظام كل ثوابت الانتماء ورَهَنَ البلاد لسنواتٍ بأقساط ميسّرة لروسيا وإيران... في رهانٍ متجددٍ على شخصٍ يرسل مدير مخابراته ليقول للزعماء العرب إن عليهم إعانة سورية على العودة إلى محيطها فيما يذهب هو إلى طهران ليجزم أمام الإيرانيين بأنه يضحك على العرب كما ضحك عليهم قبلاً.

مهما تعدّدتْ مبرراتُ تعويم بشار الأسد، يكمن الخطرُ في أنها كلها محاولاتٌ مجانية لا يرتبط أيّ منها بتعهداتٍ دستورية أو سياسية أو أمنية او اقتصادية اجتماعية. بل أكثر من ذلك، لم توظّف هذه الدولة او تلك علاقاتها الضخمة سياسياً واقتصادياً بدولةٍ مثل روسيا في تأمين حد أدنى من الضمانات للشعب السوري الذي كان سَحْبُ أظافرِ أطفال درعا نقطةَ الإفاضة من وعاء المعاناة والقهر والقمع.

لكن الأخطر من ذلك كله، هو أن نظاماً خارجاً على كل القوانين الإنسانية، ومنظومةَ مُساعِدَةً هي عبارةٌ عن ميليشياتٍ أصبحت بالفعل أقوى من الدول التي تعيش فيها، يفهمان الانفتاح بطريقة واحدة: «انتصارٌ مقابل استسلام»، إضافة إلى أنهما يفهمان «الانتصار» على الناس مزيداً من القمع والتنكيل والقهر. فمَن كان موالياً بالكامل هو المواطن الصالح، ومَن كانت لديه وجهات نظر يُعتبر خائناً وجرثومة وعميلاً... ولكم في خطاب بشار الأخير ومواقف إيران وأتباعها ما يدلّ ضمنياً على «الندم» لعدم اعتماد الإبادة نهجاً منذ اليوم الأول للثورة السورية.

عودٌ الى المقدّمة، فأخطر مِن تعويم بشار هو حلول قيَمِ المُمانعةِ محلّ الدساتير والمبادئ والحريات. القانون هو ما يقوله بشار وإيران و«حزب الله» وميليشيات العراق وأفغانستان المُسانِدة والحوثيون، ولذلك فلو كان المُمانِعون مثلاً لديهم «عنجهية» لما سمحوا لشخصٍ بأن يبدي رأياً سياسياً يطالب «حزب الله» بالتواضع، وكأن لا دولة ترعى ولا قانون يسمح ولا دستور يكْفل حريةَ التعبير ولا مؤسسات رسمية تصون الحقوق. أخلاقُهم وسِعةُ صدْرهم ومسامحتُهم وعطْفهم صارتْ هي القانون والدستور والمؤسسات، وبالتالي كُتب على أبناء هذه المنطقة أن يبقوا أسْرى صبر بشار وإيران وميليشياتهم الحاكِمة وألا يغامروا بدفْع هذا الصبر الى النفاد كي لا يبيتوا ليلهم في... مقبرة جماعية.

 

الولايات المتحدة تشدّد الحصار على إيران ونظام الأسد في سوريا

علي الأمين/العرب/05 آذار/19

http://eliasbejjaninews.com/archives/72754/%d8%b9%d9%84%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d8%a3%d9%85%d9%8a%d9%86-%d8%a7%d9%84%d9%88%d9%84%d8%a7%d9%8a%d8%a7%d8%aa-%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%aa%d8%ad%d8%af%d8%a9-%d8%aa%d8%b4%d8%af%d9%91%d8%af-%d8%a7%d9%84%d8%ad/

الخطر الذي يهدد إيران في سوريا، يجعل من طهران أكثر تمسكا بالأسد، كما يجعل الأسد أكثر اطمئنانا لإيران، طالما أنهما عنوان الأزمة في الاستراتيجية الأميركية، وطالما أن روسيا ليست في هذه الوضعية.

الحلول ليست قريبة

لم تكن زيارة رئيس النظام السوري الأولى إلى طهران منذ انطلاق الثورة السورية، سوى إعلان صريح عن نهاية فرصة عودة سوريا بصورتها الأسدية غير المنقحة إلى الجامعة العربية.

تحاشى الأسد القيام بهذه الزيارة طيلة تلك السنوات، رغم الدعم الكبير الذي تلقاه من طهران في مواجهة الثورة، ورغم القطيعة شبه الكاملة مع المنظومة العربية، فضلا عن قيامه بعدة زيارات إلى موسكو التي بدت بالنسبة إليه، الدولة الكبرى التي لا تشكل زيارتها تحديا أو استفزازا للعديد من الدول الكبرى ولاسيما الولايات المتحدة الأميركية، بل أملا بإمكانية إعادة الاعتبار الدولي والإقليمي إلى النظام الذي تورط بقتل مئات الآلاف من السوريين وتهجير الملايين فضلا عن تدمير معظم المدن والحواضر السورية.

وصل الأسد إلى طهران في خطوة تعكس الإعلان عن نهاية فرص تحسين الشروط الإقليمية والدولية للنظام، فالدول العربية تراجعت خطوة إلى الوراء، سحبت دولة الإمارات العربية المتحدة القائم بأعمال سفارتها في دمشق، بعد أن تراجعت عن خطوة تعيين سفير جديد فيها، ومصر التي كانت وزارة الخارجية فيها تنشط لإعادة سوريا إلى الجامعة العربية، انكفأت عن هذه الدعوة، ولم تقم البحرين بما كان متوقعا منها بفتح سفارتها في دمشق.

باختصار ثمة ما خفف من الاندفاعة العربية تجاه سوريا، بل فرملها وهي رسائل أميركية واضحة لجهة عدم إضفاء أيّ شرعية إقليمية أو دولية على نظام الأسد، طالما لم يجر الانتقال إلى مرحلة التغيير في صيغة النظام ودستور البلاد استنادا إلى مقررات جنيف، والأهم هو أن نظام الأسد لم يقدم شيئا حيال التخلص من النفوذ الإيراني، ولم يقم بأيّ خطوة يشتم منها أنه في وارد الخروج من الحضن الإيراني.

ما تنقله أوساط سورية معارضة للنظام في هذا السياق، أن زيارة الأسد لطهران، تتصل بجانب آخر، له علاقة بالتنافس الروسي- الإيراني، وهذا التنافس الذي لم يخرج إلى حدود التناقض بين مصالح الدولتين في سوريا حتى اليوم، إلا أن ذلك لا يقلل من شأن أن الدولتين تعملان كل بمفردها على تعزيز نفوذها داخل الدولة السورية والجيش، إلى حد أن ذلك ساهم في حدوث صدامات في أكثر من مكان، بين الجزء الذي تشرف عليه روسيا عبر اللواء سهيل الحسن، والفرقة الرابعة التي يقودها ماهر الأسد الذي يوصف بأنه حصة إيران في المؤسسة العسكرية.

وتضيف هذه المصادر نقلا عن مصادر روسية، أن الجيش السوري غير قادر على الدخول إلى منطقة شرق الفرات، فيما تفسر قوى معنية الموقف الروسي، باعتبار أن موسكو غير متحمسة لخوض معركة في شرق الفرات لأن نتيجتها ستكون لصالح سيطرة الميليشيات الإيرانية والقوى التابعة لها، على حساب سيطرة النظام وقواته التي تصفها المصادر بالهشة.

الموقف الروسي يبقى أقرب إلى الموقف التركي حيال عدم الدخول في مواجهة في هذه المنطقة التي تتداخل فيها مصالح إقليمية ودولية تطال الأكراد والمنطقة الآمنة، والحضور الأميركي الذي لا يزال في هذه المنطقة استراتيجيا رغم إعلان الرئيس الأميركي الانسحاب من سوريا.

جاءت زيارة الأسد إلى طهران في ظل خطوات إحكام الحصار الأميركي، ومع رسوخ قناعة لدى طهران من أن مسار التصعيد الأميركي لن يتوقف، وسيمتد هذه المرة إلى نظام الأسد

ومن ضمن المعلومات التي تؤكد أن خطة أميركية يجري تنفيذها على صعيد التضييق على النظام السوري، أن الإدارة الأميركية ألزمت قوات سوريا الديمقراطية في شمال شرق سوريا، بوقف تزويد النظام بالمشتقات النفطية، وهي خطوة تهدف إلى تضييق الخناق على النظام، ومنعه من إعادة ترميم علاقاته مع البيئة السورية الحاضنة له، وما يؤكد هذا التوجه، هو ما أكدته مصادر سورية معارضة في القاهرة بأن الحكومة المصرية تلقت طلبا من الإدارة الأميركية مفاده منع البواخر الإيرانية المتجهة إلى السواحل السورية من العبور عبر قناة السويس.

جاءت زيارة الأسد إلى طهران في ظل خطوات إحكام الحصار الأميركي، ومع رسوخ قناعة لدى طهران من أن مسار التصعيد الأميركي لن يتوقف، وسيمتد هذه المرة إلى نظام الأسد، وبالتالي فإن التغيير في سوريا وإعادة إعمارها، باتا محكومين بشرطين لازمين. الأول يتصل بإنهاء النفوذ الإيراني أو تقليصه نوعيا. والثاني الانتقال من النظام الدكتاتوري إلى نظام بديل يتيح مشاركة قوى ومكونات سورية معارضة ومستقلة.

كلا الشرطين قاتلان للنفوذ الإيراني ونظام الأسد، فالأول لن يحتمل مشروع خروجه من سوريا، والثاني عاجز عن البقاء في السلطة في حال وافق على إجراء أي تعديل ولو بسيط في بنية النظام.

لذا تفيد المؤشرات في سوريا اليوم، بأن الأزمة مستمرة والحلول ليست قريبة، هذا ما تكشفه الإجراءات الأميركية الآنفة، وهذا ما يؤكده عجز طهران وحتى روسيا عن خوض غمار إعادة الإعمار وترسيخ وجود النظام، بمعزل عن حاضنة دولية وعربية، وقد أكد الرئيس الروسي قبل أيام على ضرورة وجودها وقال إن روسيا تعمل على قيامها.

يدرك الرئيس السوري أن فرص بقائه تكمن في استمرار الأزمة، طالما أن الحلول ليست بيده ولا بيد حلفائه فقط، وهو يدرك بعمق أكثر أن بقاءه في السلطة واستمرار دعم حلفائه له، يتطلبان أيضا بقاء الأزمة لأنها الوحيدة التي تجعل روسيا وإيران متمسكتين به، وأي انتقال لتسوية دولية سيكون هو كبش فدائها، سواء طاله مباشرة أو من خلال تغيير النظام أو تعديله.

الخطر الذي يهدد إيران في سوريا، يجعل من طهران أكثر تمسكا بالأسد، كما يجعل الأسد أكثر اطمئنانا لإيران، طالما أنهما عنوان الأزمة في الاستراتيجية الأميركية وطالما أن روسيا ليست في هذه الوضعية، بل هي التي لديها خيارات عدة يمكن أن تعتمدها طالما أن الدول المؤثرة تسلم بدور موسكو المرجعي في سوريا.

 

سوريا لكل السوريين

طارق الشناوي/الشرق الأوسط»/04 آذار/19

لسوريا في قلبي وعقلي مساحة من الحب تجعلني أشعر أن أي قضية سورية هي أيضاً بالضرورة قضيتي، ولي في دمشق كثير من الأصدقاء الذين لهم في وجداني مكانة خاصة وذكريات دافئة.

قبل بضعة أشهر، التقيت بأحد نجوم الدراما السورية في مهرجان «قرطاج» السينمائي، وهو من هؤلاء الذين لم يغادروا سوريا في أثناء الثورة، كما أنه أيضاً كان حريصاً في كل تصريحاته على أن يؤكد ولاءه لبشار، ولهذا ستجده مطلوباً بقوة للعمل في كل المسلسلات والأفلام التي صورت في السنوات الأخيرة داخل دمشق. وقد استشعرت بعد حواري معه أن الفنان السوري المعارض صار من الصعب عودته لأرض الوطن، في ظل تلك الحالة من التنمر والاستقطاب التي تحرك المنظومة الفنية. في سوريا الأسد (الأب ثم الابن) - كما يطلق الموالون للنظام على الوطن اسم الرئيس - لا شيء يعلو على صوت الهتاف لرأس النظام، كما أن كل تفاصيل الحياة لها مذاقها السياسي، حتى مهرجان «دمشق» السينمائي، قبل توقفه عام 2011، كان يعبر عن تقسيم للعالم: معنا أو علينا؛ الجوائز والتكريمات مغموسة بالسياسة، ومساحة وجود أي دولة في المهرجان يتأثر صعوداً وهبوطاً بالموقف السياسي لهذه الدولة تجاه النظام السوري.

صار الآن التوجه السياسي للفنان السوري هو المؤشر الذي يجري على أساسه الاستعانة به أو استبعاده، ليس فقط كما قد يتبادر للذهن الشركات الحكومية، ولكن شركات القطاع الخاص في سوريا لا تعمل إلا في ظل موافقات أمنية تعيد تصنيف الفنان تبعاً لتوجهه الفكري.

اختصار الوطن في شخص الرئيس يظل هو المأزق الذي يضرب في مقتل تقدم أي مجتمع، وهكذا صار في الوسط الفني والثقافي السوري فريقان: مؤيد ومعارض. وهناك فريق ثالث رمادي، لم يؤيد أو يعارض بصوت واضح النبرات، وهؤلاء معرضون للوشاية التي على أساسها يعاد مجدداً تصنيفهم.

النظام السوري يجب أن يضع في حسابه أن الظرف السياسي الذي تعيشه سوريا الآن أدى إلى توافق بين أغلب الدول التي صار مصير سوريا بيدها؛ هذه الدول توافقت على بقاء الأسد لفترة زمنية هي قطعاً محل خلاف، إلا أن الحد الأدنى هو بقاء الوضع بقيادة الأسد على ما هو عليه؛ المعادلات السياسية بطبعها لا تعرف الثبات. وفي ظل متغير آخر، قد تنقلب موازين القوى. على الأسد أن يفتح الباب لكل المعارضين، ومن طالب بالحرية ووجدها لا تتحقق مع بقاء الأسد في السلطة لا يمكن اعتباره من أعداء الوطن. ولا يوجد مثقف ولا فنان من الممكن أن ننعته بأنه من مؤيدي ظلام «داعش» لمجرد أنه هتف يوماً بسقوط بشار؛ كل التنظيمات الإرهابية في الأساس تعادي الفن والثقافة، ومن طالبوا بالحرية هم بالضرورة يقفون في الصف الأول، مستباحة رؤوسهم من «داعش» وإخوانه. ما يجري في سوريا هو أن البعض من الموالين للنظام يعتقدون أن من حقهم مع عودة الإنتاج الدرامي أن يقطفوا هم الثمار بمفردهم، بحجة أن الآخرين لم يدفعوا مثلهم الثمن. شاهدنا من بدأ في تجميع قصاصات الصحف، ومقاطع من المواقع الإلكترونية وتسجيلات تلفزيونية، يتقدم بها للجهات المعنية، لتشير إلى أن هذا الفنان كان مؤيداً يستحق الحفاوة، وذاك معارضاً يجب أن توصد دونه الأبواب.

النظام السوري إذا أراد حقاً الاستقرار والبقاء، فليس أمامه سوى أن يفتح الباب لكل الأصوات، لا فرق بين فنان وفنان إلا بالإبداع. حتى تعود سوريا للجميع، يجب أن تتسع مظلة النظام للجميع.

 

عهد سياسات الحزبين ولَّى

ليونيد بيرشيدسكي/الشرق الأوسط»/04 آذار/19

يطرح ظهور «المجموعة المستقلة» في المملكة المتحدة، حيث انشق 11 نائباً عن سيطرة الحزبين الكبيرين لتشكيل كيان وسطي جديد، تساؤلات مهمة بالنسبة للنظم السياسية القائمة على التحزب المزدوج في غير دولة من دول العالم: هل هذه النظم لا تزال تحظى بالأهمية، والاستدامة، والملاءمة للأغراض المرجوة منها؟ من الممكن أن يكون نظام الحزبين الكبيرين قد عفى عليه الزمن، وبات الأمر في حاجة إلى من يضرب بمطرقة الحزم لضبط الأمور. ولقد ولدت «المجموعة المستقلة» من رحم الإحباط الذي يستشعره سياسيو تيار الوسط إزاء المطالب التحزبية القائمة. ويجب على مؤيد حزب المحافظين في بريطانيا اليوم أن يناصر دعوى «بريكست» حتى وإن كان لا يؤمن بجدواها، وذلك بغية الحفاظ على الوحدة الحزبية دون تفكك. وإن كان من أنصار حزب العمال، من جهة أخرى، فعليه الوقوف، وربما الموافقة التامة، مع جيريمي كوربين زعيم الحزب وآراء أقصى اليسار السياسية، وكذلك ما يعتبره بعض أعضاء الحزب من الوجهات المعادية للسامية. ولكن ماذا لو كان المرء يعتبر «بريكست» من الدعاوى الحمقاء المحضة، وأن الشيوعية هي حافة الهاوية؟ فهل هناك من مأوى سياسي له في المملكة المتحدة اليوم بعيداً عن الحزب الليبرالي مبتور الصلة بالواقع الراهن في البلاد؟ يمكن لمثل هذه المسألة أن تخلق بداية جديدة هناك، تماماً كما حدث في فرنسا عام 2017 عندما فشل نظام الحزبين المتزمت في الاستجابة لتحديات تيار أقصى اليسار وأقصى اليمين، وتحتم على إيمانويل ماكرون تشكيل تيار الوسط من الصفر والانتقال به إلى الانتصار في معترك الاعتدال السياسي المرير.

وهناك أوجه للتشابه بين الموقف الفرنسي وقتذاك والموقف البريطاني الراهن – ويُشاهد موقف مماثل في الأجواء السياسية الأميركية قبل الانتخابات الرئاسية المقررة لعام 2020. إذ يجادل البعض في الولايات المتحدة فعلا بأن التشكيل السياسي على الصورة الائتلافية للحزبين الكبيرين، والتي استمرت منذ الثلث الأخير للقرن العشرين، قد بات يتخذ منحى جديداً تماماً. ومن الواضح، ومن الصعب على مؤيد تيار الوسط، من أصحاب الحس السياسي السليم، أن يجد له موئلاً سياسياً يؤويه. ولنذكر هجمات اليسار الشرسة على هوارد شولتز، الديمقراطي المخضرم ومؤسس سلسلة مقاهي ستاربكس الشهيرة، والذي يعاني صعوبة بالغة في الانضمام إلى قائمة مرشحي الحزب الحالية للانتخابات الرئاسية المقبلة، فضلا عن الازدراء الواضح، وربما الكراهية لدى أنصار دونالد ترمب ضد السيناتور السابق جيف فليك المناهض لمعسكر ترمب الجمهوري.

والالتزام بهياكل الأحزاب القائمة من المغريات السياسية بالنسبة لهؤلاء السياسيين. فإنهم ينعمون هناك بأريحية جمع التبرعات السخية، وآليات الحملات الانتخابية المعنية، والدعم القوي من جانب العلامات التجارية الثرية ذات التوجهات الحزبية الراسخة. وفي الولايات المتحدة، لا تزال فكرة أن مرشح «الطرف الثالث» ليس أكثر من «مثير للفساد السياسي» هي فكرة عميقة وقوية. ويحرص الكثيرون على تثبيط هوارد شولتز من الترشح للانتخابات الرئاسية حتى لا يمد يد المساعدة، عن غير قصد بالطبع، إلى دونالد ترمب ومعاونته على الفوز في الجولة القادمة من الانتخابات بطريق سرقة أصوات الديمقراطيين.

أما بالنسبة إلى «المجموعة المستقلة» البريطانية على أقل تقدير، فإن التخاصم مع أفكار ورؤى الحزب السائدة كان قويا بدرجة تكفيهم للانسحاب من «منطقة الراحة والأمان» السياسي. وأعتقد أن مثل هذا التوجه سوف يجد له مثيلا لدى نظام حزبي مزدوج آخر عما قريب.

بحلول نهاية القرن التاسع عشر في الولايات المتحدة، طرح الباحث القانوني أبوت لورانس لويل رأيه بأنه ينبغي وجود حزبين اثنين فقط في مجلس النواب الوطني وذلك «حتى يتسنى للنظام الحكومي البرلماني أن يخرج بنتائج مفيدة». (وبوصفه رئيساً لجامعة هارفارد ذلك الوقت، قال لورانس لويل أيضاً بقبول حصة من الطلاب اليهود ورفض حصة الطلاب السود، الذين كانوا يشاركون أقرانهم البيض المهاجع الجامعية. وكان من الواضح أن الرجل لم يكن يتمتع بحس التنوع الاجتماعي أو السياسي على الإطلاق).

ثم، وفي حقبة الخمسينات من القرن الماضي، زعم عالم الاجتماع الفرنسي موريس دوفيرجيه أن نظم الحزبين السياسيين تحافظ على وجود معسكر المعارضة (وبصفة ضمنية، بقاء الحكومة أيضاً) ضمن محيط الاعتدال السياسي، وقال: «إن طبيعة المعترك السياسي التي تتضمن تبادلاً معيناً بين الأحزاب، واحتمال أن الطرف المعارض باليوم هو الطرف الحاكم بالغد، يحفظ للمعترك السياسي من المبالغة والإفراط الذي قد لا يصبَّ في صالحه في قابل الأيام». ويكفينا قراءة نصف دزينة من تغريدات السيد ترمب السياسية أو الاستماع إلى خطب من خطب السيد كوربين العصماء، كي ندرك مدى الخطأ الذي احتمله رأي المسيو دوفيرجيه. افترض الأكاديميون ولفترة طويلة، إلى جانب السيد دوفيرجيه، أن النظم الانتخابية القائمة على قاعدة الأولوية بالأسبقية، أو الفوز بأكثرية عدد الأصوات، كمثل ما هو مشاهد في الولايات المتحدة والمملكة المتحدة، تفضي بطبيعتها إلى النظام السياسي مزدوج الأحزاب. فإن لم تكن الأصوات والمقاعد موزعة بشكل متناسب، فإن الأحزاب الكبيرة، كما يقول المنطق، تحظى بفرصة ممتازة للفوز بالأغلبية التعددية وتحظى بعدد أكبر من مقاعد البرلمان، وبالتالي فلا معنى لدى السياسيين من الانضمام إلى الأحزاب الصغيرة أو تأييد الناخبين لهذه الأحزاب المهمشة.

لكن، وفي عام 2017. خلص أستاذ العلوم السياسية الاستوني رين تاغبيرا وزميله الأميركي ماثيو شوغارت، إثر استخدام البيانات الواردة عن عدة انتخابات أجريت في 49 دولة، إلى أن عدد الأحزاب المعنية سياسياً التي فازت بمقاعد البرلمان كان متنبأً به بقوة بسبب عاملين اثنين: عدد مقاعد البرلمان، وعدد النواب المنتخبين في كل دائرة انتخابية. والعوامل الأخرى، على سبيل المثال، التنوع الإثني بالبلاد، ليست ذات أهمية كبرى، رغم أنها قد تؤثر على شكل النظام السياسي القائم كذلك.

ووفقا لنموذج تاغبيرا - شوغارت المطروح، على سبيل المثال، لا ينبغي لإسبانيا ونظامها السياسي أن تحظى بحزبين كبيرين فحسب، وهي لم تعد كذلك كما ظهر مؤخرا.

ومن المتوقع، بدرجة كبيرة، بالنسبة إلى كندا وعدد من دول الكاريبي أن تنتهج نفس الخط تماماً. ووفقاً للنموذج المذكور، ينبغي أن يكون هناك 2.94 حزب كبير في برلمان المملكة المتحدة، و2.75 حزب كبير في كونغرس الولايات المتحدة. فلماذا لم يحدث ذلك حتى الآن؟ لا أحد يعرف!

* بالاتفاق مع «بلومبرغ»

 

تكتيك إيراني آخر يفشل في العراق

عدنان حسين/الشرق الأوسط»/04 آذار/19

تراجعت في الأسبوعين الأخيرين حدّة حملة إيرانية انخرطت فيها أطراف عراقية ظلّت تدعو إلى السحب العاجل لقوات التحالف العاملة في العراق، في إطار الحرب ضد تنظيم داعش الإرهابي. أهم مغزى لهذا التراجع فشل تكتيك آخر في سياق سياسة إيرانية مقصودة على هذا الصعيد.

في الأساس، ما كانت رصينة ولا واقعية الأطروحة التي تقدّم بها البعض من أعضاء مجلس النواب العراقي وقوى سياسية إسلامية عُرِفت بخطابها الشعبوي وبتناغمها مع السياسة الإيرانية الخارجية، وهم يضغطون لاستصدار قرار أو تشريع بأن وجود قوات التحالف الدولي في العراق - الأميركية خاصة - لم يعد لازماً أو مرغوباً فيه، ويتوجب بالتالي إنهاؤه فوراً أو بعد حين قصير، رغم استمرار تهديد التنظيم الإرهابي، بل عملياته القاتلة والمزعزعة للأمن الوطني في مناطق عدة متفرقة. الأطروحة استندت إلى عنصر وحيد هو السيادة الوطنية، وهذا بالمقارنة مع عناصر أخرى ضعيفة، لذا لم تلق الأطروحة التأييد الكافي الذي ابتغاه أصحاب الحملة في الأوساط الشعبية خصوصاً، فلم تتحوّل إلى قضية رأي عام ضاغطة، ذلك أن العراقيين مشغولون بأشياء أخرى تتّصل بحياتهم اليومية ومتطلباتها وأمنهم، ومن أجلها نظّموا حركات احتجاجية عاصفة في السنوات الأخيرة غيّرت بعضاً من قواعد اللعبة في العملية السياسية. من أهم هذه الشواغل نظام الخدمات العامة المنهار والحال المعيشية المتردية التي يعكسها ارتفاع مستويات الفقر والبطالة، وتفشّي الفساد الإداري والمالي الذي «يشفط» ما يزيد على نصف تخصيصات الموازنات العامة ليضعها في أرصدة البيروقراطيين الفاسدين المتراوحة مناصبهم بين رئاسات الإدارات العليا وقيادات الإدارات المتوسطة، فلا يبقى للناس العاملين في ميادين الإنتاج، النفط والزراعة والصناعة والخدمات، غير الفتات الذي لم يزل مئات الآلاف من العراقيين يجمعونه من مكبّات القمامة في المدن رغم بحر النفط الذي تعوم فيه بلادهم.

وبجانب هذا فإن السيادة الوطنية لم تكن مما يمكن أن يستفزّ العراقيين ويستنهضهم إلى درجة الثورة، فعلى مدى عقود اختفى كل أثر لها تقريباً، منذ إعلان الحرب على إيران ومواجهة الخسارة الجسيمة فيها، ثم باحتلال الكويت وما نجم عنه، وعن حرب إيران من كارثة وطنية شاملة أدّت إلى موت وأسر وفقدان أكثر من مليون عراقي وإهدار كرامتهم، فضلاً عن خروج أراض لهم ومصادر ثروة وطنية، بينها نصف شط العرب ومناطق حدودية واسعة، من السيادة الوطنية، وإذلال الدولة العراقية وجيشها والشعب العراقي بفرض عقوبات اقتصادية قاسية للغاية دفعت بكثير منهم إلى بيع حتى أبواب بيوتهم ونوافذها، وهجرة الملايين منهم إلى الخارج، وهي حلقة جهنمية استكملت بحرب إسقاط نظام صدام 2003، وإحلال طبقة سياسية فاسدة إدارياً ومالياً محله تدير البلاد الآن على نحو لم يقلّ مأساوية عن إدارة نظام صدام.

والآن فإن سيادة العراق الوطنية ليست في حصن مكين تحت حكم أصحاب الصوت العالي، فهي مُنتهكة على مدار الساعة من إيران وتركيا، فضلاً عن الولايات المتحدة وغيرها.

ليس هذا هو السبب الوحيد لعدم ملاقاة الحملة ضد القوات الأميركية التأييد من الرأي العام العراقي، فالعراقيون يعرفون أن الحملة مدفوعة الثمن سلفاً، سياسياً ومالياً، لصالح جهة إقليمية منخرطة في صراع مع الولايات المتحدة على النفوذ في العراق ومنطقة الشرق العربي كلها، هي إيران، وأنه ما من مصلحة للعراق الآن في إنهاء وجود قوات التحالف التي جاءت لردّ خطر الإرهاب «الداعشي» على أعقابه، وهو ما حصل بطلب من الحكومة العراقية، استناداً إلى اتفاقية رسمية موقّعة بين حكومتي البلدين.

والعراقيون لم يغب عن بالهم أن هذا الإلحاف في الدعوة لسحب القوات يمكن أن يؤول إلى ما انتهى إليه سيناريو مماثل في 2011 عندما أنهت حكومة نوري المالكي وجود قوات التحالف رغم الاتفاقية، لتفتح أبواب العراق أمام أكثر الجماعات الإرهابية تطرفاً، تنظيم داعش الذي أقام دولته المزعومة على امتداد ثلث مساحة العراق من مناطق الحدود مع تركيا وسوريا إلى مشارف العاصمة بغداد والحدود الشرقية مع إيران التي كانت هي أيضا، كما النظام السوري وتركيا، ممن ساعدوا في تمكين «داعش» من السيطرة بدعوى مواجهة الاحتلال الأميركي، وهو ما تطلّب من العراق شنّ حرب مهلكة ومدمرة لمدة زادت على الأربع سنوات لم تنته أو تتلاش أخطارها إلى اليوم في الواقع، فمجاميع مسلّحة من «داعش» لم تزل تتحرك داخل الأراضي العراقية وعبر الحدود مع سوريا، مهددة بالسيطرة من جديد على بعض المواقع وإلحاق خسائر بالمدنيين والقوات العسكرية والأمنية، وبغداد لم تزل تعتبر «داعش» مصدر الخطر الأول للأمن الوطني والمهدّد الرئيسي للسيادة والاستقلال الوطنيين. إيران والجماعات السياسية والميليشياوية التابعة لها في العراق استخدمت على الدوام قضية وجود القوات الأميركية ورقة للضغط والابتزاز، من دون اعتبار لمصالح العراق الوطنية. هذا بالضبط ما يدركه الرأي العام العراقي الآن أكثر من السابق، وهو ما يفسّر عدم سريان حمى الحملة المطالبة بالانسحاب من دوائر هذه الجماعات إلى الأوساط الشعبية، وهذا تطور مهم في الوعي الشعبي العراقي سيكون من الخطأ الجسيم عدم الاكتراث به.

 

الجزائر... صحة الرئيس وصحة البلاد

غسان شربل/الشرق الأوسط»/04 آذار/19

لا غرابة أن يخونك سياسي تسلق تحت مظلتك. أو جنرال زينت صدره بالأوسمة. أو «رفيق» في الحزب كان يشحذ خنجره ويغطي نواياه بابتسامات التملق. لا غرابة، فالخيانة إحدى مواهب الزملاء و«الرفاق» والأصدقاء. الأكثر إيلاماً أن تأتيك الخيانة من أقرب الناس إليك. من جسدك نفسه. وأن تغدر بك صحتك عند المنعطفات الصعبة حيث تحتاج إلى تنبهك وبراعتك وصورتك بلا خدوش. تحتاج إلى مهارتك القديمة في الإمساك بتلك الخيوط المعقدة في هذه البلاد الصعبة.

ها هو الجسد يكرر خياناته عشية عيد ميلاده (ولد في 2 مارس | آذار 1937، في وجدة). وشاءت الصدفة أن تكون الذكرى عشية الموعد المقرر لتقديم ترشيحه للحصول على «العهدة الخامسة». أرغمته صحته على التوجه إلى عيادة سويسرية. والحقيقة أنه لم يكن يتوقع أن يلهب قراره ترشيح نفسه حماسة قسم من الشارع، على غرار ما فعله حديث التوريث في مصر قبل ثمانية أعوام. لا يقبل هذا النوع من المقارنات أو الإيحاءات. قصته لا تشبه إلا قصته. لم يدر بخلده يوماً أن يستقل طائرة للنجاة بنفسه من غضب الناس. وكانت الجزائر هادئة حين تسلل زين العابدين بن علي إلى طائرة حملته إلى المنفى. وكانت بلاده هادئة حين اندفع ليبيون إلى الشوارع مطالبين بإنهاء الحكم المديد للعقيد. وحين بثت الشاشات صور القائد يلهث راكضاً يتداوله الغاضبون بقسوة غير مسبوقة قبل أن يحتفلوا بجثته. ولم يتخوف يوماً من أن تتمزق خريطة الجزائر على غرار ما حل ببلاد «ثورة الفاتح»، وأن تتقاسم الميليشيات الجهات والتراب والآبار. ولم يشعر بأي قلق حين سمع حسني مبارك يعلن تخليه عن الرئاسة. أو حين رآه لاحقاً في قبضة العمر والقضاة والقضبان. ولم يكن هناك ما يدعوه للخوف على الجزائر من مصير سوري أو يمني. ثم إنه لا يجوز عقد أي مقارنة بين مظاهرات الجزائر ومظاهرات الخرطوم. ففي عهد الرئيس عمر حسن البشير خسر السودان جزءاً غير متواضع من أرضه فضلاً عن معظم نفطه. للجزائر أسلوب مختلف في السلم والحرب وفي الاستكانة والغضب.

يجد صعوبة بالغة في تفسير المشاهد التي تبثها الشاشات. وعلى عادة الرؤساء الوافدين من الأحزاب يسأل نفسه: من غرر بهؤلاء الشبان والشابات ودفعهم إلى الشارع؟ من هي الأيدي الخفية التي تحركهم؟ ومن هي الجهات التي تريد إيقاع الجزائر في ربيع عربي متأخر؟

يتذكر. كان في مثل سنِّهم (19 عاماً) حين سمع نداءً أطلقه الجناح العسكري في «جبهة التحرير الوطني»، ودعا فيه الطلاب إلى الالتحاق بالمقاومة. انضم إلى المقاتلين. ومذذاك، اختلطت قصته بقصة بلاده. هل يتذكر جيل الهواتف الذكية أن بلاده هي «بلاد المليون شهيد»، وأن تحريرها أنجب بحراً من الشهداء والمعوقين والأرامل والأيتام. وإذا كانت تلك التضحيات تقيم فقط في ذاكرة أجيال سبقتهم، فهل ينسون أحداث «العشرية السوداء» والقتل والذبح والخطف وبقر البطون، وكيف خافت البلاد على هويتها ووحدتها، وشعرت أن التطرف يقودها إلى الهاوية؟ وهل يحق لهم أن ينسوا اسم من رعى العودة إلى السلام، وبلور قرارات العفو وتعويض الأسر من الفريقين وإغلاق نوافير الدم؟ كان اسم الرجل عبد العزيز بوتفليقة الذي يزعمون اليوم أن البلاد تعبت من تكرار اسمه وصوره.

ينسى المتظاهرون أن الجزائر المترامية الأطراف تحتاج رجلاً قوياً كي يمنع لحمها من التطاير في النزاعات الإثنية والجهوية واللغوية. يتوهمون أن ما يصلح في أوروبا يصلح عندنا. يضحك. لا يعرفون الفارق بين قصر المرادية وقصر الإليزيه ومقر «10 داونينغ ستريت». تستطيع تلك البلدان العيش بلا ديغول أو تشرشل. الجزائر لا تستطيع العيش بلا رجل قوي، ولا تستطيع إبقاء سيف انتهاء الولاية مسلطاً على عنقه. يتذرعون بالبطالة وهي كانت دائماً موجودة، وينسون أن الدولة لم تبخل بالمشاريع الكبرى يوم كان سعر النفط في أفضل أيامه. يكررون كلمة التغيير من دون أن يتنبهوا إلى أن غياب الرجل القوي يجعل التغيير محفوفاً برائحة الفوضى وخطر الانهيار. يتحدثون عن استشراء الفساد وأزمة السكن وانسداد الأفق وهشاشة الأحزاب واستمرار الوصايات.

يغرق الرئيس في الذكريات. تجربته مع أحمد بن بيلا الذي كان يمتلك فيضاً من الحماسة، ونقصاً فادحاً في الواقعية وشروط إدارة الدولة. يذكر بالتأكيد كيف انضم إلى المجموعة التي أطاحت الرئيس - الرمز. تعود إليه صور العمل مع الرئيس هواري بومدين الصامت والصارم والمتجهِّم. ولا ينسى بالتأكيد يوم دفعوه لاحقاً إلى المنفى بعدما كالوا له الاتهامات. يبتسم. كل المكائد والعداوات لا تستطيع اليوم حجب حقيقة ساطعة، مفادها أنه صاحب الأرقام القياسية في الإقامة في منصب الرئيس ومنصب وزير الدفاع ومنصب وزير الخارجية. دوره كان حاسماً في وضع الجزائر على الخريطة الدولية. العلاقة جيدة اليوم مع روسيا، وكذلك مع الولايات المتحدة، والأهم مع الصين الحاضرة في مشاريع استثمار عملاقة. يعرف الرئيس أن فرنسا تراقب قلقة سير الأحداث في بلاده. تخشى من أن يؤدي أي اضطراب واسع إلى أمواج هائلة من اللاجئين، خصوصاً أنه يمكن أحياناً العثور على جثث لجزائريين بين رواد «قوارب الموت».

يتذكر الرئيس حياته الحافلة. كان وزيراً للخارجية في ديسمبر (كانون الأول) 1975، حين هبطت طائرة استثنائية في مطار الجزائر. كان كارلوس الشهير يصطحب معه 11 من وزراء «أوبك» خطفهم من مقر المنظمة في فيينا. صاحب الفكرة كان العقيد معمر القذافي. وكانت لدى كارلوس الذي كان يعمل تحت إمرة وديع حداد أوامر صارمة بإعدام الوزيرين السعودي والإيراني. وكان بوتفليقة بارعاً وصارماً في ذلك اليوم، ما سهّل الإفراج عن الرهائن. حياته حافلة. ليته يكتب مذكراته حرصاً على صحته وصحة الجمهورية. لكن الظاهر هو أنه يرى الجلوس في قصر المرادية، ولو لولاية أخيرة قصيرة، أفضل من الانكباب على استحضار ذكرياته من موقع الرئيس السابق. لم يرضخ الرئيس لخيانة صحته. في السنوات الأخيرة، لم يتردد في تطويع أصعب الجنرالات، وبينهم من كان يلقب بـ«صانع الرؤساء». لم يتعب من الجزائر، ولا يعتقد أنها تعبت من الرئيس الذي يتكرر. إنه صاحب الأرقام القياسية. لم يعاند رئيس خيانات صحته كما يعاندها السيد الرئيس المرشح. وحدها الأسابيع المقبلة ستقدم التقرير الأدق عن صحة الرئيس وصحة البلاد.

 

الجزائر أكبر من بوتفليقة

عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط»/04 آذار/19

الفارق بين مظاهرات الجزائر ومظاهرات السودان هو في طبيعة التحدي الموجه للنظام السياسي. فالرئيس عمر البشير هو النظام في السودان، أما الرئيس عبد العزيز بوتفليقة فهو رأس الحكومة. إن خرج بوتفليقة من جراء ضغط الشارع، أو نتيجة صراع التوازنات العليا، سيكون التغيير محصوراً فقط في داخل القصر. أما في الخرطوم فإن التغيير المنشود هائل وشامل لكامل النظام، مثل الحالة الليبية في ثورة 2011. والتغيير الرئاسي في الجزائر ممكن سلماً، ولن يؤثر كثيراً في كيان الجزائر، الدولة. في حين أن التغيير في السودان لن يتم إلا بالعنف وحمام من الدم؛ الحالة السورية.

عرفنا الرئيس بوتفليقة شخصية وطنية وتاريخية، يحظى باحترام الجيل القديم من الشعب الجزائري. لكن معظم سكان الجزائر اليوم، الأربعين مليون نسمة، هم شباب لا تعني لهم مرحلة التحرير ولا رموزها كثيراً. ولا شك بأن الإصرار على ترشيح بوتفليقة والدفع به إلى الواجهة رئيساً للمرة الخامسة، وهو مريض، لا يخدم صورة بوتفليقة الوطنية الزاهية. ويذكرنا بما حدث للرئيس التونسي التاريخي العظيم، الحبيب بورقيبة، فقد أدى الإصرار على استمراره رئيساً، وهو كبير وشبه عاجز، إلى تبرير إسقاطه لاحقاً من قبل وزير الداخلية، زين العابدين بن علي، في عام 1987 ونهاية حقبة الحكم المدني.

النظام في الجزائر قوي، يشبه إلى حد كبير النظام في مصر، يقوم على مؤسسة عسكرية راسخة، تعتبر العمود الفقري للدولة، ولا يمكن أن تحدث تغييرات دون موافقتها، وستتدخل لو شعرت أن هناك خطراً على استقرار البلاد. وحتى الآن، فإن الدعوات إلى التغيير والقطيعة مع الماضي وإعلان الجمهورية الثانية لم تصل إلى درجة المساس بصلب النظام وهياكله، ما يعني أن الأزمة في الجزائر تظل في الإطار المسموح به مهما علت الأصوات المطالبة بالتغيير. والإشكالات المحتملة من استمرار الأزمة الرئاسية، واتساع حراك الشارع الجزائري؛ أن تهز العلاقة بين الأطراف المختلفة، وأن تتسع بسببها دائرة الانقسامات. والدعوة إلى تأجيل الانتخابات وتبني مرحلة انتقالية ستعمق من الخلافات في وقت يمكن فيه حسمها وفق النظام الانتخابي الذي توافق عليه الجميع. وكلها تبدو عاصفة في فنجان. أما المنطقة المحيطة بالجزائر فكلها ملتهبة؛ السودان في اضطراب خطير، وليبيا في حرب دامية واسعة منذ ثماني سنوات، وفي تونس استقرار هش. الجزائر محل رصد الجميع، كونها أكبر دولة في أفريقيا مساحة، ومفتاح استقرار شمال أفريقيا ووسطها، وكل المنطقة هناك مهمة لأمن أوروبا واستقرارها.

 

نتنياهو وبوتين ومرحلة المراوحة

سام منسى/الشرق الأوسط»/04 آذار/19

من قمة دونالد ترمب وكيم جونغ أون إلى قمة فلاديمير بوتين وبنيامين نتنياهو، يبدو أن المراوحة باتت السمة النافرة للمرحلة الراهنة. الرئيس ترمب يعود إلى واشنطن حاملاً آمالاً ووعوداً ليس إلا، ونتنياهو يعود إلى تل أبيب بتفاهم غامض رمادي على غرار سابقاته يقضي بتشكيل فريق عمل يمثل الكثير من الدول ليعكف على قضية إخراج القوات الأجنبية من سوريا، دون تخصيص علني لإيران. زيارة نتنياهو إلى موسكو هي الرقم 11 منذ التدخل الروسي المباشر في الحرب السورية، والأولى بعد إسقاط الطائرة الروسية التي تتهم موسكو إسرائيل بالتسبب في ذلك، وتأتي في سياق عدد من العوامل المؤثرة؛ أهمها ثلاثة: الانتخابات البرلمانية في إسرائيل في شهر أبريل (نيسان) المقبل، والعلاقات الأميركية الروسية المتشنجة، لا سيما بالنسبة إلى الأزمة السورية، والتباينات الروسية - الإيرانية التي بدأت تطفو على السطح.

تتميز الانتخابات البرلمانية الإسرائيلية المقبلة بتطورين لافتين في تاريخ إسرائيل السياسي؛ الأول هو تشكّل تحالف معارض في وجه نتنياهو يضم لأول مرة ثلاثة من قادة الجيش السابقين، والثاني الاتهام العدلي الجرمي الذي قد يصدر ضد نتنياهو. فالتنافس الانتخابي يجري بين حصاني سباق رئيسيين هما تكتل «الليكود» وتكتل «الأزرق والأبيض»، وعلى رأسه الجنرال غانتس. ومن نافل القول إنه لا تمكن مقاربة زيارة نتنياهو إلى موسكو خارج المحاولات المستميتة التي يقوم بها للاحتفاظ برئاسة الحكومة، ليكون في حال تحقق له ذلك أول رئيس حكومة إسرائيلي يحتفظ بمنصبه خمس ولايات. هذه الاستماتة قد تدفعه إلى افتعال إشكال أمني لتعزيز مقولة إنه الأقدر على الدفاع عن أمن إسرائيل، والأكثر ترجيحاً أن يستهدف غزة كونها الأقل تكلفة على عسكره. وقد تدفعه أيضاً إلى التحالف مع الحزب اليميني المتطرف والعنصري من أتباع مائير كاهانا، على الرغم من أنه مكروه ومنبوذ من غالبية الإسرائيليين واليهود، لا سيما الأميركيين منهم، ما قد يعرض مصالح إسرائيل العليا مع واشنطن للاضطراب.

إضافة إلى ذلك، تكتسي نتائج هذه الانتخابات أهمية كبرى لجهة تأثيرها على مسار الأوضاع الإقليمية. فإذا تحقق الفوز لغانتس، من المرجح أن يضع حداً لسياسة نتنياهو في الملف الفلسطيني، والقائمة على المراوحة و«الستاتيكو»، ويطلق مفاوضات جديدة في محاولة لإيجاد تسوية مع الفلسطينيين، وإذا لم يقدر لهذه التسوية أن تتم بفعل معوقات كثيرة؛ أبرزها التعطيل الذي قد تمارسه قوى «الممانعة» في المنطقة، فإن القيادة الإسرائيلية الجديدة قد تعمد إلى محاولة تغيير الأوضاع في المنطقة بالعامل العسكري، وفي الحالتين، سواء التسوية مع الفلسطينيين (في سياق ما يروج عن «صفقة القرن»)، أو العمل العسكري في ظل الوجود الإيراني على الحدود الإسرائيلية، فالمعادلات في المنطقة مرجحة إذن للتغير بشكل جذري وغير مسبوق.

في السياق نفسه، لا يستطيع غانتس رفض «صفقة القرن» لتسوية النزاع العربي الإسرائيلي، المزمع إطلاقها بعد الانتخابات، التي من المتوقع ألا ترضي الجانب الفلسطيني، رغم أنها أقل مما قد يقدمه للفلسطينيين، بينما قد يوافق نتنياهو عليها لسبب وحيد، وهو إحراج الجانب الفلسطيني والانتقام منه والإمعان في عزله.

بالنسبة إلى العامل الثاني المؤثر في هذه الزيارة، أي العلاقات الأميركية الروسية، لا سيما بالنسبة إلى الأزمة السورية، فهي ما تزال ملتبسة. فسياسة واشنطن يتنازعها اتجاهان؛ الأول هو الرئيس ترمب والبنتاغون، والمبني على القناعة بإمكانية التفاهم مع موسكو على تسوية الأزمة السورية، أو إدارتها وفق الحد الأدنى الذي يرضي واشنطن، والثاني اتجاه فريق وزير الخارجية مايك بومبيو ورئيس مجلس الأمن القومي جون بولتون، وكلاهما لا يؤمن بذلك ولا يرغب فيه. إضافة إلى أن روسيا غير مقتنعة أن واشنطن راغبة حقاً في أن تقدم لها بالمقابل ما يرضيها ويضمن مصالحها. إلى هذا، فإن الوقائع اليومية ترجح وجود إشكالات كثيرة بين الأجهزة الروسية والأميركية في سوريا وخارج الساحة السورية، وكل ذلك يشكل عوائق جدية أمام تفاهمات واقعية أميركية روسية.

أما العامل الثالث، أي التباينات التي بدأت تظهر إلى العلن بين موسكو وطهران، التي وعلى الرغم من ضرورة عدم الإسراف والمبالغة في توظيفها، فقد تجاوزت حدود التململ الروسي من عنجهية الأداء الإيراني في سوريا وغطرسته، وقد تكون الضغوط التي تتعرض لها إيران جراء العقوبات الأميركية، وتأثيرها على الأوضاع الداخلية، قد فاقمت هذه التباينات. وفي هذا الإطار، تبرز زيارة الرئيس بشار الأسد إلى طهران، اللافتة بالشكل، والمفاجئة بتدعياتها كاستقالة وزير الخارجية الإيراني جواد ظريف، والعودة عنها، ووصف الأسد في صحيفة «غانون» المقربة من الإصلاحيين بأنه «زائر غير مرغوب فيه». هذه الزيارة تشير إلى أجواء التشدد التي تميز الأداء الإيراني الحالي، وستظل في المستقبل القريب على أقل تقدير، سواء في الداخل الإيراني، كما في سياسة النظام خارج إيران، لا سيما في المناطق الذي يسعى إلى التمدد فيها.

إن هذا السرد قد يؤدي أقله إلى انطباع مفاده انعدام الخطوات الاستراتيجية لدى الأطراف المنغمسة في المنطقة كافة، وهذا ما يريح ويساعد اللاعبين الذين يتقنون ويفضلون الخطوات التكتيكية على الاستراتيجيا والرؤية بعيدة الأمد، أي روسيا وإيران ورئيس الحكومة الإسرائيلية نتنياهو في حال فوزه في الانتخابات المقبلة، ما قد يعني في المحصلة أن الوصول إلى وضع مستدام ومستقر لا يزال متعثراً. إلا أن خلاصة ما تقدم تبقى أن المراوحة طاغية، والمستقبل قد ترسمه عوامل ثلاثة سوف تحدد مسار الأحداث في الإقليم، وهي:

1 - نتائج الانتخابات الإسرائيلية، التي قد تجدد السياسة الإسرائيلية الحالية المبنية على احتواء الوضع الراهن في سوريا ولبنان، واعتماد الضربات المحددة لمنع اختلال ميزان القوى في المنطقة، وعدم السماح بتهديد جدي لأمن إسرائيل. أما فوز غانتس، فسوف يفتح الأبواب أمام تطورات جديدة على صعيد التسوية أو الحرب والتداعيات المتأتية عن كل منهما.

2 - ما سوف يصدر عن إدارة الرئيس ترمب إزاء النظر في العقوبات ضد إيران، المتوقع أن يجري في مايو (أيار) المقبل، الذي قد يسفر إما عن تشديد العقوبات والمزيد من الضغوط، أو تخفيفها، لا سيما في الجانب المتعلق بالإعفاءات لبعض الدول، والاتجاه تالياً نحو الليونة وفتح مسار جدي لتفاهمات في المستقبل.

3 - مستقبل الرئيس ترمب جراء ما قد تتضمنه نتائج تقرير المحقق مولر وتداعياتها على مصير ولاية الرئيس الأميركي.

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود وغيرها

عون: اللحظة مواتية للانطلاقة الفعلية للمعركة ضد الفساد وسنربحها وملف النازحين سيادي ولن نتراجع عن العمل لعودتهم الى بلادهم

الإثنين 04 آذار 2019 /وطنية - أكد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، ان "اللحظة مواتية اليوم للانطلاقة الفعلية للمعركة ضد الفساد وسنربحها لان كل اللبنانيين يدعموننا فيها ولا حصانة لاحد مهما علا شأنه". وشدد على ان "ملف النازحين السوريين هو ملف سيادي ولن نتراجع عن العمل لعودتهم الى بلادهم".

مواقف الرئيس عون جاءت خلال استقباله قبل ظهر اليوم في قصر بعبدا، وفد المجلس التنفيذي للرابطة المارونية برئاسة النقيب انطوان قليموس لمناسبة انتهاء ولاية المجلس واجراء انتخابات جديدة.

قليموس

في مستهل اللقاء، تناول النقيب قليموس ما حققته الرابطة طيلة الفترة المنصرمة، متقدما من الرئيس عون بالشكر "على كل التضحيات والجهود التي يبذلها في سبيل الوطن، ولحمله والفريق الذي يعاونه، القضايا التي اطلقتها الرابطة"، وقال: "لقد كنتم اب الصبي فيها، بدءا من قضية النزوح السوري مرورا بقضية الغبن الذي كان يمكن ان يلحق ببعض الموظفين المسيحيين الاكفاء ونظيفي الكف والاهتمام بالقرى الاطراف في الشمال والجنوب، وصولا الى المواقف من الصرح البطريركي، وهو الصرح الثاني الى جانب رئاسة الجمهورية، الذي لطالما كانت الرابطة حريصة على ان تقف الى جانبه".

واكد ان "مواقف الرابطة كانت مخلصة وصادقة على الدوام وقد نقلت نبض الشعب اكان الى فخامتكم او الى الصرح البطريركي بشفافية". وقال: "ان اللبنانيين لطالما تمنوا ان يحدث تشكيل الحكومة الجديدة صدمة ايجابية على الساحة الداخلية، ونتمنى ان تترجم هذه الصدمة الموعودة بالتعيينات في اقرب وقت، لكي تتمكن الدولة من الانطلاق في مسيرتها المقبلة"، معربا عن ثقته "بمتابعة الرئيس عون ملف النزوح السوري باهتمام وتصميم بالغين".

رئيس الجمهورية

ورد الرئيس عون مرحبا بالوفد، مثنيا على ما قدمه رئيس الرابطة ومجلسها التنفيذي في فترة ولايتهما، متمنيا للنقيب قليموس واعضاء المجلس التنفيذي "التوفيق في المرحلة المقبلة". وتناول رئيس الجمهورية ما تحقق حتى الآن، فلفت الى انه سعى في الفترة الاولى لولايته "الى اعادة تنظيم القوى الامنية والعسكرية التي تشكل الارضية الصالحة التي يمكن البناء عليها للمستقبل وضمان استتباب الامن في البلاد، الامر الذي بات يترجمه الارتياح الذي تبديه البعثات الدولية لما تحقق على هذا الصعيد". وقال: "كذلك سعينا الى اعادة تفعيل عمل المؤسسات، اكان في الداخل او الخارج، من خلال تفعيل عمل السفارات اللبنانية وتعيين ملحقين اقتصاديين فيها، حيث احرز لبنان تقدما في التسويق لبعض منتجاته، كالنبيذ وغيره من الصناعات اللبنانية ذات الجودة العالية، على امل ان تلتزم الصناعات المحلية الاخرى بالمواصفات التي تتيح لها احراز التقدم الملموس". اضاف: "اما معركة الفساد التي لطالما اعتقد البعض انها معركة منسية، فقد بدأت وان تأخرت بعض الشيء، حيث بوشر بفتح عدد من الملفات، كما اننا نواصل العمل على حل ملف النازحين بعد تنامي عددهم"، لافتا الى لقائه الاخير مع وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني وتأكيده امامها "استغراب لبنان للموقف الدولي الرافض لاستضافة النازحين او مساعدة لبنان على اعادتهم الى بلدهم، وتمسك لبنان في المقابل بموقفه السيادي من هذه القضية وعدم قبوله أي توصية في هذا الصدد". ولفت الرئيس عون الى ان "ثمة اندفاع ومقاومة لمعركة الفساد كما لاحظتم في الايام الاخيرة، الا اننا مصممون على ربح المعركة مهما بلغت التحديات ولن تثبط عزيمتنا في ذلك، لا سيما وان لا حصانة لاحد مهما علا شأنه كما لن يكون فيها تمييز"، مشددا على "اهمية الرأي العام في ربح المعركة والذي يميز بين المتهم والبريء"، مشددا على ان "الهيئات الرقابية والقضائية امام تجارب واضحة وعليها ان تقوم بواجباتها". واكد رئيس الجمهورية ان "لبنان سيبدأ سلوك طريق النهوض من ازمته الاقتصادية الموروثة"، مشددا على "ضرورة ان يواكب المواطنون الجهود الي تبذلها الدولة لتسريع هذه العملية".

وزير الدفاع

الى ذلك، شهد قصر بعبدا سلسلة لقاءات تناولت شؤونا وزارية وسياسية وثقافية. وفي هذا الاطار، استقبل الرئيس عون، وزير الدفاع الوطني الياس بو صعب وعرض معه اوضاع المؤسسات التابعة للوزارة وشؤونا وطنية عامة. كما تطرق البحث الى التعيينات المرتقبة لاربعة اعضاء في المجلس العسكري، هم: رئيس الاركان العامة، الامين العام للمجلس الاعلى للدفاع، المفتش العام والعضو المتفرغ، والتي ستعرض في الجلسة المقبلة لمجلس الوزراء.

السيد

سياسيا، استقبل الرئيس عون، النائب اللواء جميل السيد، واجرى معه جولة افق تناولت الاوضاع العامة في البلاد والمستجدات السياسية، بعد مرحلة تشكيل الحكومة الجديدة. وتطرق البحث الى موقف رئيس الجمهورية من ملف النازحين السوريين والسبل الايلة الى انجاح عملية مكافحة الفساد على مختلف الصعد.

الهاشم

والتقى الرئيس عون، النائب السابق عباس الهاشم، وعرض معه الاوضاع العامة والتطورات السياسية الاخيرة.

محفوظ

كذلك استقبل رئيس الجمهورية، رئيس المجلس الوطني للاعلام المرئي والمسموع عبد الهادي محفوظ، وعرض معه شؤونا اعلامية وعمل المجلس. بعد اللقاء قال محفوظ: "لفت انتباهي في اللقاء مع فخامة الرئيس العماد ميشال عون انه يتطلع الى ان يكون ل"العهد" ثلاث مسائل بارزة في ثلاث قضايا تهم كل اللبنانيين وهي الاقتصاد والفساد والنزوح"، ورأى ان "معالجة هذه المسائل تنعكس ايجابا على بنية الدولة وحال اللبنانيين. والمقاربة للمعالجة تفترض عزل العامل الطائفي السياسي الذي يشكل عائقا فعليا امام الاصلاح، لان هذا العامل هو الذي يحصن الفساد الاقتصادي والمالي والسياسي ويحول البلد الى محميات مذهبية في كل طائفة، بحيث ان من لا مكان له في هذه المحميات لا غطاء له، ومن هنا فان فخامة الرئيس يتطلع الى تكوين رافعة اجتماعية وفكرية ومدنية ونخبوية من كل المناطق والطوائف للوصول الى الاهداف المرجوة. وشدد فخامته على ان الامن ممسوك في لبنان وهو افضل مما عليه في اوروبا ودول الغرب".

مجلس ادارة صندوق التعاضد الموحد للفنانين

وعرض الرئيس عون مع وفد من مجلس ادارة صندوق التعاضد الموحد للفنانين برئاسة النقيب صبحي سيف الدين، عمل الصندوق والمساعدات التي يقدمها للفنانين اللبنانيين.وخلال اللقاء، شرح سيف الدين والمستشار القانوني للصندوق المحامي جوزف غانم "الواقع الذي يمر فيه الصندوق الذي يتغذى من رسمين، الاول يقع على الفنان الاجنبي الذي يدفع رسما يوازي 10% من قيمة عقده، انطلاقا من المعاملة بالمثل للفنانين اللبنانيين في الخارج، والرسم الثاني يبلغ 2% من بطاقات الحفلات الفنية في لبنان". وشكر الوفد الرئيس عون للاهتمام الذي ابداه بمطالبه منذ ما قبل توليه رئاسة الجمهورية، متمنيا ان "يستمر هذا الدعم، لا سيما لجهة عدم التجاوب مع الدعوات الى الغاء رسم العشرة بالمئة الذي يدفعه الفنان الاجنبي الذي يشارك في مهرجانات تقام في لبنان". واكد الرئيس عون اهتمامه بمطالب الفنانين وب"ضرورة استمرار عمل الصندوق وفق الاسس المحددة له في انظمة انشائه".

وضم الوفد الى النقيب سيف الدين والمحامي غانم النقباء: جورج ابو انطون ، نعمة بدوي، فريد ابو سعيد، جهاد الاطرش نزار ضاهر، ريتا مكرزل وهادي غمراوي.

يونس

وفي قصر بعبدا، الشاعر حبيب يونس والمدير العام لمطابع الكريم الحديثة الاب شربل مهنا، حيث اهدى يونس رئيس الجمهورية كتابه الجديد "فليسفاء - كي يبقى لبنان الكبير كبيرا"، الذي اصدره عشية الاحتفال بالذكرى المئوية الثانية لقيام دولة لبنان الكبير، والذي سيوقعه يوم السبت المقبل في جناح جمعية "تجاوز" في معرض الكتاب في انطلياس.

والكتاب الجديد يضيء على مواقف كثيرة لرئيس الجمهورية، وهو متنوع بين الادب والفن والسياسة واللاهوت والاعلام ومؤلف من 800 صفحة.

 

دريان من السراي: السنيورة خط أحمر أعاد الى مالية الدولة الشفافية والصداقية

الإثنين 04 آذار 2019 /وطنية - استقبل رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري، في مكتبه في السراي الحكومي، مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان، الذي قال بعد اللقاء: "زيارتي اليوم هي لتقديم التهنئة بإنجاز البيان الوزاري ومناقشته في مجلس النواب ومنح الحكومة الثقة. هذه الزيارة طبيعية جدا مع بدء العمل الحكومي الذي أتمنى ان يكون هناك انسجام بين أعضاء الحكومة من أجل حل الأزمات الكبيرة والمتراكمة في لبنان، والتي تهم المواطنين بشكل اساسي. انا متفائل خيرا ان شاء الله بأداء هذه الحكومة، طالما ان الجميع يضع مصلحة لبنان فوق أي اعتبار، والامر الاخر يضع مصلحة اللبنانيين ايضا قبل أي اعتبار آخر، الأولوية هي لاستنهاض لبنان واستنهاض هموم ومشاكل المواطنين". أضاف: "ان كان لي من توجيه او إسداء النصح لأعضاء الحكومة، أقول لهم، ان يضعوا الكيديات السياسية جانبا، وان يقدموا العمل الحكومي الجاد الذي يستنهض بالوطن والمواطنين، لان الازمة الاقتصادية والحياتية التي نعاني منها في لبنان هي كبيرة جدا".

سئل: انت تتحدث عن التضامن الوزاري في ظل الحديث عن مواجهة الفساد فما تعليقكم على الموضوع؟

اجاب: "موضوع محاربة الفساد هو امر مهم وضروري، طالما نحن نسعى لاقامة الدولة العادلة القوية، ولكن هذا الملف يجب ان يعالج ضمن أطر مؤسسات الدولة لان هناك هيئات رقابية وهيئات محاسبة، عليها ان تقوم بواجباتها. اما موضوع المزايدة في هذا الامر او النيل السياسي من هذا الملف او ذاك فهذا امر مرفوض. وبهذا الموضوع بالذات، أقول وهذه رسالة واضحة مني،ان دولة الرئيس فؤاد السنيورة هو خط احمر، لانه هو رجل دولة بامتياز وهو الذي أعاد الى مالية الدولة الشفافية والمصداقية، ورد في مؤتمره الصحافي على كل الاتهامات والافتراءات والأكاذيب وكان موفقا جدا. انا اقول ان فؤاد السنيورة هو رئيس مجلس الوزراء السابق، هو قيمة وقامة كبيرة، نحن نعتز بها وندافع عنها ضد أي افتراء".

هيئة الاشراف على الانتخابات

وكان الرئيس الحريري استقبل هيئة الاشراف على الانتخابات برئاسة القاضي نديم عبد الملك الذي قال بعد اللقاء: "قدمنا للرئيس الحريري التهنئة بتشكيل الحكومة الجديدة، وسلمناه التقرير النهائي الذي يتضمن محصلة عمل الهيئة في مراقبة الاعلام والإعلان والإنفاق والتمويل الانتخابي. وأوضحنا له بان هناك توصيات يتضمنها التقرير وستقوم الهيئة مستقبلا بتنفيذها. كما تطرق الحديث الى موضوع إجراء الانتخابات الفرعية في طرابلس".

مجلس الاعمال الجزائري

والتقى الرئيس الحريري وفدا من مجلس الاعمال الجزائري- اللبناني برئاسة وسام العريس، الذي قال بعد اللقاء: "أطلعنا الرئيس الحريري على تأسيس المجلس برعاية غرفة التجارة والصناعة وتطوير العلاقات الاقتصادية مع الجزائر. وطلبنا دعم الحكومة لمساعدة رجال الاعمال اللبنانيين، خصوصا ان الجزائر بلد واعد وصديق ومحب للبنان ووقف الى جانبه في أصعب الظروف منذ اتفاق الطائف الى تمويل "سونتراك" للفيول. وهناك مجالات كبيرة للاستثمار في الجزائر ولنقل مهاراتنا الى جميع القطاعات المصرفية والسياحية والصناعية والتجارية. وقد لمسنا دعما وترحيبا من قبل الرئيس الحريري لعملنا ونحن في طور التحضير لجدول اعمال وتأليف وفد رسمي لزيارة الجزائر نهاية العام الحالي".

 

الحريري استقبل وفد اللقاء الديموقراطي ابو الحسن:الإصلاح يبدأ بملف  الكهرباء وتطبيق القانون وسنعمل معا من خلال لجنة مشتركة

الإثنين 04 آذار 2019 /وطنية - اجتمع رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري مساء اليوم في السراي الحكومي بوفد من اللقاء الديموقراطي ضم: وزير الصناعة وائل أبو فاعور والنائبين بلال عبد الله وهادي أبو الحسن وعدد من التقنيين والمستشارين، في حضور الوزير السابق غطاس خوري. وتركز النقاش حول خطة الكهرباء، كما أطلع الوفد رئيس الحكومة على وجهة نظر وملاحظات اللقاء حيال هذا الموضوع. بعد اللقاء، قال أبو الحسن: "قمنا اليوم بزيارة دولة الرئيس، استكمالا للمشاورات الدائمة، وتأكيدا على العلاقة الطيبة والمستمرة بين المختارة وبيت الوسط. وقد جرى البحث في موضوع محدد، وهو ملف الكهرباء. وكان النقاش عميقا ودقيقا وعلميا، بوجود اختصاصيين في هذا الملف، وكان البحث مشتركا، وتم الاتفاق على جملة خطوات".

أضاف: "المرتكز الأساسي في البحث يقوم على كيفية العمل سريعا من أجل إنقاذ قطاع الكهرباء من الحالة التي يتخبط بها، وبداية الحل تكون بتطبيق القوانين. هناك قوانين أقرت في المجلس النيابي، وهناك خطة يسعى رئيس مجلس الوزراء إلى تطبيقها مع المجلس. ونحن سنعمل معا من خلال لجنة مشتركة، بين الفريقين أولا، على أن نرفع التوصيات إلى مجلس الوزراء. وهناك رغبة ونية لدى دولة الرئيس بتشكيل لجنة وزارية معنية بشكل أساسي بملف الكهرباء. وقد أكدنا اليوم أهمية تطبيق القانون، أولا لجهة تعيين مجلس إدارة جديد لمؤسسة كهرباء لبنان، وعلى ضرورة وأهمية تعيين الهيئة الناظمة لقطاع الكهرباء. وسنستكمل البحث لاحقا من خلال تلك اللجنة المشتركة التي توافقنا عليها اليوم".

سئل: هل ستذهبون إلى مجلس شورى الدولة في ملف دير عمار؟

أجاب: "لقد قدم الرئيس الحريري وجهة نظره حول موضوع دير عمار، وأبدينا نحن من جهتنا وجهة نظرنا، وإن كان ما جرى في مجلس الوزراء بهذا الخصوص قد حصل على سبيل التسوية. المسألة ليست هنا، بل كانت منذ البداية في كيفية طرح الموضوع. على كل حال، كان لدينا طرح معين في هذا الموضوع، ونحن نضعه في عهدة دولة الرئيس، والأهم هو أن ننظر إلى موضوع الكهرباء نظرة شاملة، وأن نخرج من منطق محاربة الهدر والفساد إلى منطق آخر هو كيفية بناء ثقافة إصلاح وطني شامل. هذا الإصلاح يبدأ بملف الكهرباء وتطبيق القانون، ولم يكن هناك من تعارض بيننا وبين دولة الرئيس حول هذه النظرة على الإطلاق. وما زال البحث مستمرا، وهناك خطوات في هذا الملف، ولا بد من العودة إلى مجلس الوزراء للبحث بالصيغة النهائية حول هذا الموضوع".

 

جعجع اعلن عن طرح الورقة الاقتصادية للقوات : ما شهدناه في الجلسة الأخيرة للحكومة لا يدل على أنهم جديون في مسعاهم للاصلاح ومكافحة الفساد

الإثنين 04 آذار 2019 /وطنية - عقد تكتل "الجمهورية القوية" اجتماعه الدوري، في معراب، برئاسة رئيس حزب "القوات اللبنانية" الدكتور سمير جعجع وحضور نائب رئيس مجلس الوزراء غسان حاصباني، الوزراء: كميل ابو سليمان، مي الشدياق وريشار قيوميجيان، نائب رئيس الحزب النائب جورج عدوان، النواب: ستريدا جعجع، أنيس نصار، ماجد إدي ابي اللمع، بيار بو عاصي، وهبي قاطيشا، سيزار معلوف، فادي سعد، زياد حواط، جورج عقيص، أنطوان حبشي، عماد واكيم وجوزيف اسحق، النواب السابقين فادي كرم، إيلي كيروز وطوني زهرا، الأمينة العامة د. شانتال سركيس، رئيس جهاز الإعلام والتواصل شارل جبور وعضو الهيئة التنفيذية إيلي براغيد، فيما تغيب عن الإجتماع النائبان: شوقي الدكاش وجان تالوزيان، الوزيران السابقان ملحم الرياشي وجو سركيس والنائبان السابقان طوني أبو خاطر وجوزيف المعلوف.

جعجع

وعقب الاجتماع ألقى جعجع كلمة اعلن فيها عن طرح حزب "القوات اللبنانية" والتكتل لورقة إقتصادية تحت عنوان: "تخفيض العجز المالي في الموازنة العامة" ستكون بمثابة خارطة طريق في المرحلة المقبلة خلال عمله الحكومي والنيابي.

وشدد جعجع على ان "الفصل الاول من فصول العمل الحكومي لم يكن مشجعا"، وقال: "إن جميع الأفرقاء ينادون بمحاربة الفساد والإصلاح إلا أن ما شهدناه في الجلسة الأخيرة للحكومة لا يدل على أنهم جديون في مسعاهم للاصلاح ومكافحة الفساد، فالأخير انقلب إلى صراع سياسي شامل فيما الأول لا يتم على خلفية تطبيقه باعتبار أنه يقتضي إتباع الإجراءات القانونية بشكل صحيح. ولفت الى انه تم البحث في الجلسة الأخيرة في بند كبير جدا من خارج جدول الأعمال من دون إرفاق هذا البحث بجميع الملفات اللازمة من أجل أن يتمكن أي شخص من اتخاذ الموقف الصحيح منه، هذا البند يرتبط بإمكان إعطاء قرابة الـ2000 أستاذ في وزارة التربية الدرجات الست الإستثنائية، الامر الذي يرتب على الخزينة العامة، من حيث ندري أو لا، 7 أو 8 ملايين دولار شهريا في ظل الأوضاع الإقتصادية المأزومة، في وقت نقاتل من أجل توفير "القرش" على الخزينة، لذلك لا يمكنني أن أفهم أي عملية إصلاح ممكن أن تحصل، في حين أننا نرى ان الأكثرية في مجلس الوزراء وافقت على إعطاء قرابة الـ2000 أستاذ الدرجات الست ولا نعرف حتى الساعة من من بين هؤلاء قد نجح في كلية التربية رغم أننا لم نتمكن من الحصول على الوثائق التي توضح لنا ذلك وقد تم إقرار هذا البند "قشة لفة" وعلى طريقة "أبو العبد" "فليسقط واحد من فوق". وسأل جعجع: "في ظل خطوة مماثلة كيف تريدون من المجتمع الدولي أو الدول المانحة في "سيدر" أن تثق بأننا عازمون على الإصلاح، فبغض النظر عن حجم الخطوة إلا أنها تدل على الاسلوب المتبع في كيفية التعاطي مع الشأن العام"، مؤكدا ان "هذه الطريقة بالتعاطي لن توصلنا إلى أي مكان في ظل الوضع الإقتصادي العام الذي أصبح في مكان من الخطورة يحتم علينا عدم السكوت عن أي امر مهما كان حجمه فهو مهم جدا إنطلاقا من دلالاته غير المشجعة، داعيا فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الى رد هذا المرسوم ومجلس النواب الى تحمل مسؤولياته في هذا الإطار".

وشرح جعجع جوهر الورقة الإقتصادية التي طرحها حزب "القوات" وتكتل "الجمهورية القوية"، قائلا: "الجميع مهتمون جدا بمؤتمر "سيدر" ونحن ايضا نعتبره مهما جدا شرط تخفيض العجز في الموازنة العامة، باعتبار أنها اليوم بمثابة "دلو مثقوب" وإذا ما استمر وضعها على ما هي عليه فلا "سيدر" ولا 100 "سيدر" يمكنه من تغيير الواقع الذي نعيشه لان وضع ليتر من المياه في "دلو مثقوب" كوضع 50 ليترا وستذهب هدرا مهما كان حجمها فكما تبددت أموال "باريس 1" و"باريس 2" و"باريس 3" ستتبدد أموال "سيدر" أيضا لا بل أكثر من ذلك ستتحول أموال هذا المؤتمر عبئا كبيرا علينا إن لم يتم ترتيب وضع الموازنة وبكل صراحة نحن لسنا مستعدين لتحمل هذا العبء". ورأى جعجع ان: "الخطوة الأولى الضرورية والأساسية التي لا يمكن من دونها القيام بأي أمر آخر هي تخفيض العجز في الموازنة العامة، في حين يؤسفني جدا أننا بعد شهر من إنطلاق العمل الحكومي لا نعرف أين هي الموازنة. فالوضع الاول الذي يجب أن يبحث في الحكومة وبسرعة قصوى هو الموازنة العامة، حيث يجب أن نجد جميع الطرق الكفيلة لتخفيض العجز الذي حسب قبيل مؤتمر "سيدر" بنسبة 8%، فيما وصلت هذه النسبة في العام 2018 إلى ما يوازي الـ11% في وقت ان الحد الأقصى المقبول دوليا هو 3% وكنا نعتبر أنفسنا بعيدين عن هذه النسبة بـ5% فقط، ولكن نحن اليوم أبعد من الهدف بقرابة الـ8% وبالتالي علينا هذه السنة بذل مجهود مضاعف من أجل تخفيض هذا العجز من الـ11% أقله إلى الـ8% كي نعود إلى المكان الذي وضعنا فيه أنفسنا، من هنا الإمتحان الأساسي الذي يجب أن تقوم به الحكومة ولم تبدأ به حتى الآن هو إنجاز الموازنة حيث يكون العجز فيها لا يتعدى الـ7% وهذا ما لم نشهد على تحقيقه حتى اليوم".

واستطرد جعجع: "لن أتطرق إلى كامل الوضع الإقتصادي إلا أنني سأتناول قطاعين أساسيين تناولتهما ورقتنا الإقتصادية وهما ملفا الكهرباء والإتصالات، حيث أقله يجب ان يتم تطبيق القوانين في مسألة الكهرباء كقانون الـ64 والهيئة الناظمة ومجلس إدارة كهرباء لبنان الذي انتهت ولايته، فنحن نحاول منذ مدة معالجة هذه المسألة ولم نصل إلى أي نتيجة فهل من المقبول الإستمرار بالمحاولة بالطريقة نفسها التي كنا نحاول فيها بالسابق"؟ وشدد جعجع على أننا بحاجة إلى "ثورة في قطاع الكهرباء منذ البداية، بالاضافة الى مقاربة مختلفة تماما عن كل ما كان حاصلا من أجل محاولة سد عجز الدولة فالكهرباء تشكل 40% من عجزها سنويا وهي في متناول أيدينا وبالتالي يمكننا التحكم فيها". ولفت جعجع إلى أن "القطاع الثاني الذي يمكن أن يساعدنا على سد العجز في الإنطلاقة هو قطاع الإتصالات حيث القانون 431 الذي يحكم هذا القطاع، إلا أنه للأسف لا يتم تطبيق القوانين في لبنان، وبالتالي لا يمكننا الإستمرار على هذا النحو فنحن في السابق كنا نسمح لأنفسنا التغاضي عن بعض الأمور باعتبار أنه كان هناك بعض من الأوكسيجين في رئتنا إلا أنها اليوم فرغت منه، وبالتالي لا يمكن التغاضي عن أي كبيرة أو صغيرة وهنا نسأل لماذا لا يتم إعادة تكوين الهيئة الناظمة لقطاع الإتصالات؟".

وأكد جعجع وجوب اشراك القطاع الخاص في الإتصالات، الأمر الذي يمكن أن يساعدنا على إدخال مليارين أو 3 مليارات إلى خزينة الدولة سنويا، فهذان الملفان يدخلان حوالى 4 مليارات سنويا كمعدل وسطي، الأمر الذي يمكن أن يخرج البلد من الأوضاع المأزومة التي يتخبط فيها".

وأشار جعجع إلى ان "كل ما يقال اليوم عن "سيدر" لا يعدو كونه شعرا لن يفيد بأي أمر إن لم نقم بالإصلاحات اللازمة ونغير نهج التعاطي في الدولة من أجل سد العجز في الموازنة العامة".

ورد جعجع على بعض من يقول "ما علاقة القوات بقطاعات كالإتصالات والكهرباء من أجل عقد الحلقات الدراسية وورش عمل بشأنها، قائلا: "نحن قبل أن نكون وزراء عمل وشؤون إجتماعية ودولة للتنمية الإدارية نحن حزب سياسي معني بكامل شؤون البلاد عدا عن ان القطاعات التي نقوم بالدراسات حولها هي من افشل القطاعات في العالم بشهادة الجميع وكل المحافل الدولية وهذا تحديدا ما استدعى دراسات وورش عمل من قبلنا. نحن كنا نتمى أن تكون قطاعات الكهرباء والإتصالات والمياه وسواها من أنجح القطاعات في العالم كي لا نضطر لعقد الحلقات الدراسية بشأنها، باعتبار أن لدينا أمورا أخرى كثيرة بحاجة للدرس، إلا أنه وللأسف عندما نرى قطاعات وضعها مذر نضطر للقيام بالدراسات من أجل المساعدة قدر الإمكان في إصلاحها".

وختم جعجع: "لسنا في وضع يسمح لنا بإضاعة الوقت او العودة إلى التعامل مع مسائل كمسألة الـ2000 أستاذ بالشكل الذي تعاملنا به عشوائيا، في الوقت الذي تشير جميع الأرقام إلى تضخم في التوظيف في الدولة، وفي هذا الإطار آمل من لجنة المال والموازنة الإستمرار حتى النهاية في العمل الذي تقوم به من أجل أن نضع أيدينا على مكامن الخلل ونحاول في أقرب وقت ممكن سدها وتقليص العجز في الموازنة من أجل إنطلاقة جديدة في الدولة ماذا وإلا فنحن ذاهبون إلى الهلاك".

 

/New A/E LCCC Postings for todayجديد موقعي الألكتروني ل03 و04 آذار/19

رابط الموقع

http://eliasbejjaninews.com

 

 

What is The Ash Monday
 Elias Bejjani/March 04/19
 http://eliasbejjaninews.com/archives/72716/elias-bejjani-what-is-the-ash-monday/

 

 

بيان للمجلس العالمي لثورة الأرز يحمل السنيورة مسؤولية تعاظم حزب الله ويتضامن معه

الأمانة العامة – واشنطن/04 آذار/19

http://eliasbejjaninews.com/archives/72734/%D8%A8%D9%8A%D8%A7%D9%86-%D9%84%D9%84%D9%85%D8%AC%D9%84%D8%B3-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%8A-%D9%84%D8%AB%D9%88%D8%B1%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%B1%D8%B2-%D9%8A%D8%AD%D9%85%D9%84-%D8%A7/

 

 

 

إعادةُ ترتيبِ بيتِ الفساد  

انتهَت الحملةُ على الفسادِ قَبلَ أنْ تبدأ. سَيَّسوها فسَرَّحوها. شَخْصَنونها عِوضَ أن يُعمِّمُوها فأَعَمَوْها. وأصلًا هي حملةُ رفعِ عَتب. نَبشوا التاريخَ، ولولا الحياءُ لنَبشوا الضريحَ.

سجعان قزي/جريدة الجمهورية/الاثنين 04 آذار 2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/72742/%d8%b3%d8%ac%d8%b9%d8%a7%d9%86-%d9%82%d8%b2%d9%8a-%d8%a5%d8%b9%d8%a7%d8%af%d8%a9%d9%8f-%d8%aa%d8%b1%d8%aa%d9%8a%d8%a8%d9%90-%d8%a8%d9%8a%d8%aa%d9%90-%d8%a7%d9%84%d9%81%d8%b3%d8%a7%d8%af-%d8%a7%d9%86/

 

 

ولن يرضى القاتل

المهادنة والتسليم بالأمر الواقع لا ينفعان ولن يثنيا "الشرفاء" قيد انملة عن مسارهم القاضي بإطباق قبضة محور الممانعة على كل ما في هذا البلد الذي لم يعد أميناً لمن يفكر في السيادة او استبدال السيادة بالسلطة.

سيصله الدور، كلّ من يصمت ويستكين او يظن نفسه في مأمن من هذا الخبث الموظف للقضاء النهائي على كل من يقف حجر عثرة في مسيرة مشروع المحور الإقليمي.

سناء الجاك /النهار/04 آذار/19 

http://eliasbejjaninews.com/archives/72740/%D8%B3%D9%86%D8%A7%D8%A1-%D8%A7%D9%84%D8%AC%D8%A7%D9%83-%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%87%D8%A7%D8%AF%D9%86%D8%A9-%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%B3%D9%84%D9%8A%D9%85-%D8%A8%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%85%D8%B1-%D8%A7/

 

الولايات المتحدة تشدّد الحصار على إيران ونظام الأسد في سوريا

علي الأمين/العرب/05 آذار/19

http://eliasbejjaninews.com/archives/72754/%d8%b9%d9%84%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d8%a3%d9%85%d9%8a%d9%86-%d8%a7%d9%84%d9%88%d9%84%d8%a7%d9%8a%d8%a7%d8%aa-%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%aa%d8%ad%d8%af%d8%a9-%d8%aa%d8%b4%d8%af%d9%91%d8%af-%d8%a7%d9%84%d8%ad/

 

 

التماسك الاجتماعي المنهار والسلم الأهلي الهش

منى فياض/النهار/04 آذار 2019  

http://eliasbejjaninews.com/archives/72744/%D8%AF-%D9%85%D9%86%D9%89-%D9%81%D9%8A%D8%A7%D8%B6-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D9%85%D8%A7%D8%B3%D9%83-%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%AC%D8%AA%D9%85%D8%A7%D8%B9%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%86%D9%87%D8%A7%D8%B1-%D9%88/

 

Analysis/The Plot Against Zarif – and How Iran's Hardliners Failed
 
زفي بارئيل/هآرتس: المؤامرة ضد جواد ظريف وكيفية فشل المتشددين في إيران
 Zvi Bar'el/Haaretz/March 04/19

 
http://eliasbejjaninews.com/archives/72737/zvi-barel-haaretz-the-plot-against-zarif-and-how-irans-hardliners-failed-%D8%B2%D9%81%D9%8A-%D8%A8%D8%A7%D8%B1%D8%A6%D9%8A%D9%84-%D9%87%D8%A2%D8%B1%D8%AA%D8%B3-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%A4/