المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكنديةLCCC/

نشرة الأخبار العربية ليوم 03 آذار/2019

اعداد الياس بجاني

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/eliasnews19/arabic.march03.19.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

                              

اقسام النشرة
عناوين أقسام النشرة

الزوادة الإيمانية لليوم/تعليقات الياس بجاني وخلفياتها/الأخبار اللبنانية/المتفرقات اللبنانية/الأخبار الإقليمية والدولية/المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة/المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود وغيرها

 

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

عجيبة تحويل الماء إلى خمرة في عرس قانا

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياته

الياس بجاني/مطلوب قيام تجمع 14 آذار جديد بعد مؤتمر السنيورة

الياس بجاني/هل يُعقل أن يحارب حزب الله الفساد وهو الفساد بلحمه وشحمه؟

الياس بجاني/أحزاب لبنان شركات ووكالات وكوارث وغنمية

 

عناوين الأخبار اللبنانية

إدارة ترمب تُعدّ لعقوبات جديدة ضد «حزب الله»/مسؤول أميركي أكد لـ «الشرق الأوسط» أن الجيش اللبناني ليس مستهدفاً

نوفل ضو: حزب الله يحاول ومن معه تحميل مسؤولية الانهيار للنظام الاقتصادي لتحويل الانظار عن مسؤولية سلاحه

حصار السراي أم "قمصان السرايا"/الياس الزغبي

عون والحريري إلى موسكو لبحث قضية النازحين

استنكار درزي للإجراءات السوريّة: محاولة لشقّ الصفّ

مسلسل الفساد تابع: صفقة جديدة في مرفأ بيروت!

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم السبت في 2/3/2019

أسرار الصحف الصادرة في بيروت صباح اليوم السبت 2 آذار 2019

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

المنلا لـ«جنوبية»: ما نقل عن تشاؤم «دوكان» واستيائه غير صحيح.. وهذا ما سمعناه منه/أحمد شنطف/الجنوبية

فضيحة المطار تتصدر ملفات الفساد..ومطالبة دولية بالإصلاحات

محامي نموش يربط موكله بالمخابرات الإيرانية و«حزب الله»/جلسات تعقيب الدفاع في محاكمة المتهمين بملف الهجوم على المتحف اليهودي

السنيورة يرد على اتهامات «حزب الله»: الفاسد من يقيم دويلات ويسيطر على مرافق الدولة

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

عبدالعزيز بوتفليقة.. أما آن لهذا الفارس أن يستريح/د. أحمد خواجة/لبنان الجديد

الاتحاد الأوروبي يرفض إدراج السعودية على قائمة سوداء لتمويل الإرهاب

الرياض جرّدت حمزة نجل أسامة بن لادن من جنسيته... وأحالت مخلين بأمنها إلى المحاكمة

اليمن يدعو إيران للتوقف عن زعزعة أمنه والحوثيون يخرقون الهدنة

الإمارات تدعو للتعامل بشكل حاسم مع جهات دعم الإرهاب

شيخ الأزهر: التعدد يظلم المرأة والأصل الزوجة الواحدة

مجلس الأمن يخفق في التعامل مع أزمة فنزويلا/مشروع القرار الروسي لم يحظ بالدعم المطلوب... و«الأميركي» يسقط بـ«الفيتو»

الشرطة الكندية تحقق في اتهامات بالفساد تطال رئيس الوزراء/القضية تخص شركة هندسية عملت في مشاريع إنشائية بليبيا خلال حكم القذافي

كندا تبدأ إجراءات تسليم مسؤولة «هواوي» لواشنطن... وبكين تحتج

موسكو تشدد على «ضمان مشاركة الأكراد» في العملية السياسية

أنقرة تواصل اتصالاتها مع واشنطن وموسكو حول الملف السوري وتقارير عن رغبة 15 ألفاً من «هيئة تحرير الشام» في الانضمام إلى فصيل تدعمه تركيا

«قوات سوريا الديمقراطية» تبدأ الهجوم الأخير على «جيب داعش» استكمال إجلاء المدنيين المحاصرين في ريف دير الزور... وتوقعات بـ«معركة شرسة»

تراجع نسبي للتصعيد العسكري بين الهند وباكستان

أنقرة: نتفاوض مع واشنطن بشأن صفقة «باتريوت»

البنتاغون يؤكد مقتل «داعشي» فرنسي {أبو أنس} قُتل الأسبوع الماضي

أميركا «راضية» عن إمدادات النفط في ظل العقوبات على إيران

حركة «السترات الصفراء» لم تغيّر المعادلات الانتخابية في فرنسا

واشنطن وسيول تعتزمان «وقف» مناورات عسكرية مهمة

كيم يستقل القطار عائداً إلى كوريا الشمالية بعد قمة مع ترمب لم تسفر عن اتفاق في فيتنام

تساؤلات حول جدوى دبلوماسية واشنطن بعد فشل قمة هانوي

مسؤول بالخارجية: كوريا الشمالية غير راغبة في تجميد برنامجها النووي

مطالبات متزايدة لنتنياهو بالاستقالة لانشغاله بتهم الفساد واستطلاع بيّن تراجعه في مقابل تقدم غانتس

إصابة 17 فلسطينياً بمواجهات غزة واعتداء مستوطنين على متظاهرين في الضفة وآلاف المصلين في الأقصى وانهيارات في مبانٍ تاريخية نتيجة الحفريات الإسرائيلية

جمعة غضب» في الجزائر احتجاجاً على سعي بوتفليقة إلى ولاية خامسة/جرحى وحالات إغماء بعد استخدام قوات الأمن الغاز المسيل للدموع لتفريق المتظاهرين

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

هدية “حزب الله” لفؤاد السنيورة/حازم الأمين/موقع درج

(لا) مكافحة الفساد: تراث لبناني منذ بشارة الخوري/نقولا ناصيف/الأخبار

بعد النفط و"إعادة" اللاجئين.. روسيا تتولى ترسيم الحدود/منير الربيع/المدن

حزب الله” ورمال البقاع المتحركة/ احمد عياش/النهار

هكذا خُطّت «حملة الضوابط» بين برِّي ونصرالله/كلير شكر/جريدة الجمهورية

لبنان من الإقطاع إلى " الأوليغارشية "/توفيق شومان

لهذه الأسباب يستهدف «حزب الله» السنيورة/أسعد بشارة/جريدة الجمهورية

أنطوان سعد يمسّ بـ«الأيقونة»: شهاب يتحمَّل مسؤولية عن الخراب/طوني عيسى/جريدة الجمهورية

لندن وحظر «حزب الله».. ماذا عن تنظيم الإخوان/عقل العقل/الحياة

الشتاء قادم على حزب الله في أوروبا/ماثيو زويغ

الغرب قرأ ابن خلدون وتعلَّم … والعرب يُعيدون مهازل التاريخ/أحمد عبد العزيز الجارالله/السياسة

أدوار إيران الإقليمية في مبارزة قاسم سليماني ومحمد جواد ظريف/راغدة درغام

ماذا لو «صدّق» المجتمع الدولي تهديداتنا/جورج شاهين/جريدة الجمهورية

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

قيومجيان يشرح مبادرة حل وزراء القوات لعودة النازحين: لعدم انتظار الحل السياسي

الذكرى السنوية للبطريرك الماروني الأول مار يوحنا مارون (685- 707)

لائحة بأسماء البطاركة ال 77 للطائفة المارونية من القديس يوحنا مارون إلى البطريرك مار بشارة بطرس الراعي

القديس مار يوحنا مارون، أو بطاركة الموارنة

بقلم/الفيلسوف والمؤرخ فؤاد أفرام البستاني

ائحة بأسماء البطاركة ال 77 للطائفة المارونية من القديس يوحنا مارون إلى البطريرك مار بشارة بطرس الراعي

 

في أسفل تفاصيل النشرة الكاملة

الزوادة الإيمانية لليوم

عجيبة تحويل الماء إلى خمرة في عرس قانا

إنجيل القدّيس يوحنّا 02/01-11/وفي اليَوْمِ الثَّالِث، كَانَ عُرْسٌ في قَانَا الجَلِيل، وكَانَتْ أُمُّ يَسُوعَ هُنَاك. ودُعِيَ أَيْضًا يَسُوعُ وتَلامِيذُهُ إِلى العُرْس. ونَفَدَ الخَمْر، فَقَالَتْ لِيَسُوعَ أُمُّهُ: «لَيْسَ لَدَيْهِم خَمْر». فَقَالَ لَهَا يَسُوع: «مَا لِي ولَكِ، يَا ٱمْرَأَة؟ لَمْ تَأْتِ سَاعَتِي بَعْد!». فقَالَتْ أُمُّهُ لِلْخَدَم: «مَهْمَا يَقُلْ لَكُم فَٱفْعَلُوه!».وكَانَ هُنَاكَ سِتَّةُ أَجْرَانٍ مِنْ حَجَر، مُعَدَّةٌ لِتَطْهيِر اليَهُود، يَسَعُ كُلٌّ مِنْهَا مِنْ ثَمَانِينَ إِلى مِئَةٍ وعِشْرينَ لِيترًا، فقَالَ يَسُوعُ لِلْخَدَم: «إِملأُوا الأَجْرَانَ مَاءً». فَمَلأُوهَا إِلى فَوْق. قَالَ لَهُم: «إِسْتَقُوا الآنَ، وقَدِّمُوا لِرَئِيسِ الوَلِيمَة». فَقَدَّمُوا. وذَاقَ الرَّئِيسُ المَاءَ، الَّذي صَارَ خَمْرًا – وكانَ لا يَعْلَمُ مِنْ أَيْنَ هُوَ، والخَدَمُ الَّذينَ ٱسْتَقَوا يَعْلَمُون – فَدَعَا إِلَيْهِ العَرِيسَ وقَالَ لَهُ: «كُلُّ إِنْسَانٍ يُقَدِّمُ الخَمْرَ الجَيِّدَ أَوَّلاً، حَتَّى إِذَا سَكِرَ المَدعُوُّون، قَدَّمَ الأَقَلَّ جُودَة، أَمَّا أَنْتَ فَقَدْ أَبْقَيْتَ الخَمْرَ الجَيِّدَ إِلى الآن!». تِلْكَ كَانَتْ أُولَى آيَاتِ يَسُوع، صَنَعَهَا في قَانَا الجَلِيل، فَأَظْهَرَ مَجْدَهُ، وآمَنَ بِهِ تَلامِيذُهُ.

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياته وتغريدات متفرقة

مطلوب قيام تجمع 14 آذار جديد بعد مؤتمر السنيورة

الياس بجاني/02 آذار/19

من المفروض أن لا يكون الحال بعد مؤتمر السنيورة كما قبله. المطلوب من ال 14 آذارين من غير جماعة الصفقة وأصحاب شركات الأحزاب أن يشكلوا جبهة معارضة فورا

 

لمواجهة احتلال حزب الله للبنان

هل يُعقل أن يحارب حزب الله الفساد وهو الفساد بلحمه وشحمه؟

الياس بجاني/28 شباط/19

هل يعقل أن يتبرع الفاسد طوعاً إلى محاربة نفسه؟ بالطبع لا.. وألف مليون مرة لا!!

http://eliasbejjaninews.com/archives/72593/%D8%A7%D9%84%D9%8A%D8%A7%D8%B3-%D8%A8%D8%AC%D8%A7%D9%86%D9%8A-%D9%87%D9%84-%D9%8A%D8%B9%D9%82%D9%84-%D8%A3%D9%86-%D9%8A%D8%AD%D8%A7%D8%B1%D8%A8-%D8%AD%D8%B2%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87-%D8%A7/

ومن هنا فإن حزب الله اللاهي والإرهابي والملالوي الذي يحتل لبنان ويقهر ويرهب ويفقر ويهجر شعبه منذ العام 2005، هو يستثمر بإبليسية فاقعة في شعار محاربة الفساد، وبفجور ووقاحة، وبهز أصابع، وبكل أساليب الاستكبار والتخويف والسلبطة، وذلك كله بهدف ضرب وإسقاط وتفكيك وتعهير ما تبقى من مؤسسات لبنانية حكومية وغير حكومية، وتركيع وتدجين كل الطبقة السياسية والحزبية بمن فيهم حتى الملحقين به والتابعين له.

هو وبكل وضوح وعلناً يريد ضرب هيبة الدولة اللبنانية والهيمنة على البلد كله عقب سيطرته شبه الكاملة على مجلسي النواب والوزراء وإيصال رئيس جمهورية متحالف معه استراتجياً 100%.

هو يتوهم أن الساعة قد حانت لإسقاط النظام اللبناني التعايشي والحضاري والديمقراطي والدستوري وتحويل وطن الأرز إلى ولاية فقيهية تابعة كلياً لملالي إيران، ووكراً شرق أوسطياً لمؤامراتهم الخبيثة والعدائية، ومنطلقاً وقاعدة ورأس حربة لمشروعهم الإمبراطوري التوسعي والإرهابي والمذهبي.

ولأن أصحاب شركات أحزاب 14 آذار كافة الواحد تلوى الآخر قد استسلموا له وقبلوا بجحود وكفر القفز فوق دماء شهداء ثورة الأرز، وداكشوه بذل وعلى خلفية الفجع السلطوي والمالي الكراسي بالسيادة، وارتضوا صاغرين مساكنة سلاحه ودويلاته وحروبه وإرهابه، فهو الآن يريد إذلالهم أكثر، وتركيعهم أكثر واستفرادهم بالمفرق كما هو حاصل مع الرئيس فؤاد السنيورة، وجعلهم أدوات طيعة بيده من خلال فتح ملفاتهم وتهديدهم بالتهميش السياسي وبالسجن والمحاسبة… وكيف لا وجلهم فاسد حتى العظم ومتورط بكل ما هو فساد وإفساد وطروادية!

حزب الله ومن موقع المستقوي والمتجبر، وبنفس الوقت الواهم والمصاب بداء العظمة والفوقية، هو مستمر في تهميش وتقزيم وتقليم أظافر الطاقم السياسي والحزبي التجاري المرت، الذي اصلاً هو مضروب بسوس الفساد والإفساد، وبثقافة النرسيسية، وبكل غرائز  وحيوانية الجشع والفجع، والمنخور عقله بمبدأ التجارة بكل شيء، والعاشق للأبواب الواسعة بمفهومها الإنجيلي والتي تؤدي بكل من يدخلها دائماً وأبداً إلى أتون نار جهنم وإلى أحضان دودها الذي لا يهدأ.

باختصار فإن حزب الله الإرهابي 100% هو الفساد بلحمه وشحمه وبالتالي فإن فاقد الشيء لا يعطيه، وكما يقال في الأمثال فإن إبليس لن يعمل تحت أي ظرف على هدم مملكته.

المطلوب وقفة عز بشجاعة وعنفوان وبتجرد من كل ما هو منافع ذاتية وأطماع سلطوية، الوقوف في وجه هذا المحتل الفارسي المستقوي والفاجر ومنعه من إسقاط لبنان ومن ضرب تعايشه وإعادته إلى القرون ما قبل الحجرية.

بإختصار فأنه إن لم نساعد نحن أبناء لبنان الأحرار والسياديين أنفسنا فإنه لن يأتي أحداً من الخارج لمساعدتنا…

يبقى أن ذمية وباطنية وتشاطر بعض أصحاب شركات الأحزاب ال 14 آذارية المرتدين والمستسلمين والرفعين يافطات نفاق الواقعية من جماعة الصفقة الخطيئة، وتطويل لحاهم والتملق لحزب الله وبعث الرسائل الذمية له والقول بأنهم معه وإلى جانبه في محاربة الفساد..هذا كله لن يحميهم من شره وقد يعمل  في حال تمكن على إعادة بعضهم إلى السجون وفتح كل ملفاتهم…

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الالكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

 

أحزاب لبنان شركات ووكالات وكوارث وغنمية

الياس بجاني/27 شباط/19

http://eliasbejjaninews.com/archives/72574/%D8%A7%D9%84%D9%8A%D8%A7%D8%B3-%D8%A8%D8%AC%D8%A7%D9%86%D9%8A-%D8%A3%D8%AD%D8%B2%D8%A7%D8%A8-%D9%84%D8%A8%D9%86%D8%A7%D9%86-%D8%B4%D8%B1%D9%83%D8%A7%D8%AA-%D9%88%D9%88%D9%83%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%AA/

عملياً وواقعاً معاشاً لا وجود لأحزاب ديمقراطية وحرة بالمفهوم الغربي في لبنان حيث مقومات القوانين والأنظمة والانتخابات والمحاسبة والمشاريع والكفاءات والمساواة وتبادل السلطة كلها مغيبة عنها بالكامل.

ما هو موجود حالياً في لبنان هي شركات أحزاب يملكها أفراد أو عائلات يتم توارثها، أو أحزاب هي حقيقة وكالات لقوى وبلدان أجنبية أو لجماعات دينية .

وهنا لا استثناء واحد، ونعم ولا استثناء واحد.

وبالتالي فإن المنتمين للأحزاب، لكل الأحزاب، وأيضاً دون استثناء هم مجرد أتباع أو منتفعين ولا دخل لهم ولا قول بأي شكل من الأشكال في مطابخ القرارات.

في حين أنه يتم فصل وتخوين وشيطنة من يتجرأ ويعارض صاحب أي شركة حزب ولو صورياً والأمثلة بالمئات.

إضافة إلى أن هناك شرائح من شعبنا “الغفور” لا بأس بها من المنتمين للأحزاب كل ما يهمهم الزر أو الشال الحزبي أي التشاوف ليس إلا وهؤلاء  مجرد هوبرجية وزقيفة وزلم يتصرفون بالكامل على خلفية ثقافة الأغنام والقطعان.

نعم هذا هو واقع ما يسمى زوراً وبهتاناً أحزاب في لبنان..

إنه وضع غنمي ومحزن ومخيف لكنه هو الحقيقة.

أما أخطر ما في واقع هذه الأحزاب الشركات والوكالات هو بند تمويلها حيث من يمولها هو من يتحكم بكل مفاصلها وبرقاب وألسنة أصحابها أكان الممول هذا من داخل لبنان أو خارجه.

ولنا هنا في واقع هرطقة وإرهاب حزب الله خير مثال نافر ولابط لكل ما هو حريات وديموقراطية حيث يجاهر ويفاخر القيمون على هذا الحزب “الوكالة” بأنهم جنود في جيش الولي الفقيه الفارسي وأنهم حتى لا يفكرون بل هناك من يفكر عنهم وهم ينفذون…

وتطول وتطول هرطقات وخزعبلات أجندات الأحزاب الشركات والوكلاء الطروادية والنرسيسية ومعها تغيب وتُغيب قسراً وإرهاباً كل ما هي مفاهيم لأحزاب ديمقراطية.

وفيما يخص الأحزاب المسيحية الشركات التجارية “التعبير والبهدلة” فهي وبدلاً من أن تكون نموذجاً حراً وديمقراطيا، فهي للأسف تتشبه 100% بوضعية حزب الله الملالوي والمذهبي والإرهابي وتستنسخ نموذج هرطقاته ودكتاتوريته.

باختصار فإن ما يسمى أحزاب في لبنان هي كوارث على كل المستويات، وهي وأصحابها عملياً وواقعاً مأساوياً التي تمنع قيام دولة القانون والمواطنة والحريات والعدل والمساواة.*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الالكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

إدارة ترمب تُعدّ لعقوبات جديدة ضد «حزب الله»/مسؤول أميركي أكد لـ «الشرق الأوسط» أن الجيش اللبناني ليس مستهدفاً

Report: U.S. Preparing New Batch of Hizbullah Sanctions

واشنطن: إيلي يوسف/الشرق الأوسط/02 آذار/19

http://eliasbejjaninews.com/archives/72664/u-s-preparing-new-batch-of-hizbullah-sanctions-%d8%a5%d8%af%d8%a7%d8%b1%d8%a9-%d8%aa%d8%b1%d9%85%d8%a8-%d8%aa%d9%8f%d8%b9%d8%af%d9%91-%d9%84%d8%b9%d9%82%d9%88%d8%a8%d8%a7%d8%aa-%d8%ac%d8%af%d9%8a/

سلّط قرار الحكومة البريطانية تصنيف «حزب الله» اللبناني بجناحيه السياسي والعسكري «منظمة إرهابية»، بسبب ما وصفته بنفوذه المزعزع للاستقرار في الشرق الأوسط، الضوء على ملف شهد نقاشات داخل الاتحاد الأوروبي أو مع الولايات المتحدة، التي سبق أن صنفت الحزب «إرهابياً» منذ مدة طويلة.

وتزامن صدور القرار البريطاني مع إجراء اتخذته سويسرا، وجمّدت بموجبه تسليم الأسلحة إلى لبنان، إثر فقدان قطع سلاح قالت إنها باعتها لوزير دفاع لبناني سابق، كما جاء بعد فترة وجيزة من رفع أسر ضحايا أميركيين سقطوا نتيجة هجمات وقعت في لبنان في القرن الماضي دعاوى ضد المصارف اللبنانية بعد اتهامها بتسهيل تمويل «حزب الله»، المتهم في تلك الهجمات.

«حزب الله» الذي أدان قرار الحكومة البريطانية اعتبره «انصياعاً ذليلاً» للولايات المتحدة، واصفاً نفسه بأنه «حركة مقاومة ضد الاحتلال الإسرائيلي»، وأن الخطوة هي «إهانة لمشاعر وعواطف وإرادة الشعب اللبناني الذي يعتبره قوة سياسية وشعبية كبرى».

وفي حين يسود اعتقاد بأن ما جرى يأتي في سياق حملة تتجه للتوسع ضد «حزب الله» وإيران، فإنه يشير أيضاً إلى أن الاختلافات التي كانت تمنع دولاً أوروبية عدة من التعامل مع «حزب الله» بصفته قوة عدم استقرار، في طريقها إلى الزوال.

وفي السياق، أكد مسؤول أميركي لـ«الشرق الأوسط» أن إدارة الرئيس دونالد ترمب تستعد لإصدار عقوبات جديدة ضد «حزب الله»، وأنها ستناقش مخاوفها من تزايد سيطرته على الحكومة مع المسؤولين اللبنانيين، نافياً أن يكون هناك أي استهداف للجيش اللبناني.

ويقول ماثيو ليفيت مدير برنامج «ستاين» لمكافحة الإرهاب والاستخبارات وكبير الباحثين في معهد واشنطن في حوار مع «الشرق الأوسط»، إن الإجراء الذي اتخذته سويسرا منفصل تماماً عن القرار البريطاني. وأضاف أن الولايات المتحدة لم يكن لها أي دور لكنها رحَّبت بالقرار البريطاني، الذي كان من المفترض أن يصدر قبل ذلك بكثير.

وأضاف: «هناك جهود من الولايات المتحدة للحصول على دعم الحلفاء لاحتواء أنشطة إيران المزعزعة، ليس فقط ضد برنامجها النووي ولكن أيضاً دورها في المنطقة وبرامجها الصاروخية».

وقرار بريطانيا ضد «حزب الله» لم يُتخذ بسبب نشاط محدد للحزب في بريطانيا، ولكن بسبب أنشطته في المنطقة. وهذا يُظهِر أن هناك تغيراً في الموقف الأوروبي بعد خروج الولايات المتحدة من الاتفاق النووي، وهو ما برز أيضاً في «اجتماع وارسو» على الرغم من اعتبار البعض أنه لم يكن ناجحاً، ولكنه طرح ملف إيران وأنشطتها، بما فيه دورها في اليمن بقوة.

وأعرب ليفيت عن اعتقاده بأن هناك رغبة لدى العديد من الدول الغربية للقيام بخطوات لا تقتصر فقط على مواجهة تنظيم «القاعدة» أو استكمال القضاء على «داعش»، ولكن أيضاً على تبني نظرة مختلفة للصراع الدائر في سوريا والعراق. وأضاف أن التركيز كان يتمّ على المقاتلين السنّة، وبعضهم قدم من الغرب، وقد يعودون إليه. ولكن هناك أيضاً المقاتلون الشيعة، ورغم أنهم لم يأتوا من الغرب وليس بالضرورة سيعودون إليه، فإنهم أتوا من المنطقة حيث سيسببون حالة من عدم الاستقرار. وهذا ما قد تكون له عواقب المصالح الغربية.

وبالنسبة إلى لبنان، توقّع ماثيو ليفيت صدور قرارات جديدة من دول أخرى وجولة ثانية من العقوبات الدولية التي ستستهدف «حزب الله» من الآن فصاعداً. وأضاف أن تطبيق اتفاقية «هافتا» الخاصة بمكافحة تبييض الأموال سيكون محط متابعة، وهناك كثير من أعضاء الكونغرس يتحدثون عن لائحة جديدة من العقوبات.

والفكرة هنا أنه ينبغي جعل الأمر أكثر صعوبة على «حزب الله» عند استخدام النظام المالي اللبناني. وهذا سيؤدي إلى فرض عقوبات على أي شخص متورط مع الحزب أو يساعده.

واعتبر ليفيت أن الهدف هو حماية النظام المصرفي من ممارسات واعتداءات «حزب الله»، كما حصل مع البنك اللبناني الكندي.

وأضاف ليفيت أن القرار البريطاني لا يتعارض مع علاقات لندن وبيروت. وبريطانيا لديها علاقات دبلوماسية متينة، بما فيها مع سياسيين من «حزب الله». لكن تصنيفه منظمةً إرهابيةً سيؤدي إلى جعل الأمور أكثر صعوبة عليه للقيام بالنشاطات والمظاهرات في لندن وجمع الأموال، وأوضح ليفيت: «حتى الآن، لبنان ليس (حزب الله)، لكن الحزب يعمق من إمساكه بالقرار السياسي فيه وبالهيمنة على مؤسساته، وهو الآن يدير وزارة الصحة، إحدى الوزارات المهمة جداً، لكن هذا لا يعني أن اتخاذ الإجراءات ضده يستهدف لبنان واللبنانيين عموماً». ويقلل ليفيت من أثر تلك العقوبات على الاقتصاد اللبناني قائلاً إنه يعاني في الأصل من مشكلات عميقة.

 

نوفل ضو: حزب الله يحاول ومن معه تحميل مسؤولية الانهيار للنظام الاقتصادي لتحويل الانظار عن مسؤولية سلاحه

السبت 02 آذار 2019 /وطنية - غرد منسق "التجمع من اجل السيادة " نوفل ضو في تغريدة على حسابه على تويتر:"‏يحاول حزب الله ومًن معه تحميل مسؤولية الانهيار للنظام الاقتصادي لتحويل الانظار عن مسؤولية سلاحه. ‏نظامنا الاقتصادي منذ الاستقلال جعل لبنان سويسرا الشرق! ‏حتى خلال الحرب حافظ هذا النظام الاقتصادي على رفاهية اللبنانيين، ولم يأتِ الانهيار الا مع الاحتلال السوري وبعده الاحتلال الايراني".

 

حصار السراي أم "قمصان السرايا"؟

الياس الزغبي/02 آذار/19

واضح أن "حزب الله"، وتحت شعار "مكافحة الفساد"، يفتعل أزمتين:

- سياسية داخلية ذات خلفية مذهبية، قد تُنذر بأبعد من السياسة.

- وانتقامية خارجية ضدّ التراكم الدولي في تصنيفه "إرهاباً".

فبعد نجاح الرئيس السنيورة في ردّ كيد "حزب الله" إلى نحره، وتعاظم ضغط العقوبات والتصنيفات الدولية،

يترقّب الجميع كيف سيفرّج الأخير عن كربه، وأي الوسائل سيعتمد: حصار السراي، أم "قمصان السرايا"؟!

 

عون والحريري إلى موسكو لبحث قضية النازحين

بيروت ـ “السياسة/02 آذار/19/يلبي رئيس الجمهورية ميشال عون دعوة زيارة موسكو، في زيارة هي الأولى من نوعها لدولة كبرى يتوقع ان تتناول المبادرة الروسية لإعادة النازحين السوريين إلى بلادهم، بالتزامن مع معلومات أخرى أن على جدول رئيس الحكومة سعد الحريري زيارة لروسيا، قد يرافقه فيها وزير الدولة لشؤون النازحين صالح الغريب. وفي السياق، تقدم وزير الشؤون الاجتماعية ريشار قيومجيان باسم “القوات اللبنانية” بحل إلى مجلس الوزراء، عرض فيه مبادرة لعودة النازحين، وقال إن “النظام السوري لا يريد عودة النازحين ويحاول أخذ التطبيع من الحكومة اللبنانية على حساب عودة النازحين، ونحن كقوات مع عودة النازحين من دون انتظار الحل السياسي في سورية”.

 

استنكار درزي للإجراءات السوريّة: محاولة لشقّ الصفّ

بيروت ـ “السياسة/02 آذار/19/أفاد مصدر مطلع أن حجم الاستنكار كبير جدا في أوساط الهيئة الروحية لدى طائفة الموحدين الدروز، جراء الاجراءات المتخذة من قبل الدولة السورية بحقّ رجال الدين الدروز القادمين من لبنان، لما فيها من محاولة لشقّ صفّ المشايخ الدروز وفرزهم على خلفيات سياسية. ونقل موقع “إم تي في” الالكتروني عن المصدر، التأكيد أن المرجع الرسمي في لبنان للطائفة الدرزية هي مشيخة العقل المتمثلة بالشيخ نعيم حسن، في حين أن الدولة السورية تحيل المشايخ الدروز في لبنان الى مرجعية لا صفة رسمية ولا شرعية، رغم ان لها مكانتها لدى فريق سياسي الا انها ليست الممثل الرسمي للدروز لدى الدولة اللبنانية.

 

مسلسل الفساد تابع: صفقة جديدة في مرفأ بيروت!

 الكلمة اونلاين/02 آذار/19/كل القوى السياسية ترفع شعار مكافحة الفساد ووقف الهدر وتفتح ملفات بهدف البازار السياسي، لكن مسلسل الصفقات لم ولن يتوقف كما يبدو. وعرابو هذه الصفقات هم القوى السياسية والتابعون والقريبون منهم. احد مظاهر هذه الصفقات حل في مرفأ بيروت، الصفقة تتشارك فيها اطراف عدة تقتضي بتمرير مناقصة بالتراضي لاحدى الشركات التي تعود الى شخص مقرب من احد المسؤولين السياسيين لتركيب اجهزة "سكانير" في مرفأ بيروت، لفحص كل البضائع الخارجة والقادمة من والى المرفأ عبر البحر والبر. وتفيد المعلومات ان رسم صورة السكانير الواحدة لكل شاحنة هو 200 دولار اميركي ستقبضها الشركة المالكة للسكانر. وبحسب الموقع الإلكتروني للجمارك، بلغ حجم الإستيراد العام في العام 2018 11.8 مليون طن عبر مرفأ بيروت مقابل 887 ألف طن تصدير عام. وبإعتبار أن مُعدّل حمولة الشاحنة هو 20 طنّ (معلومة مأخوذة من مراجع على الإنترنت)، فإن عدد الشاحنات الإجمالي الذي سيمرّ عبر السكانر هو 634,372 شاحنة وهذا يؤدّي إلى رقم تقديري لمدخول السكانر السنوي بـ 127 مليون د.أ لمرفأ بيروت فقط!! لاشك ان تركيب الات سكانير هو مطلب امني دولي الا ان السؤال لماذا اعطاء هذا الحق الى شركة خاصة ؟ لماذا لا تكون بعهدة الدولة واجهزتها الامنية؟ هذه الصفقة تزيد عنواناً اضافياً على ملفات الهدر والفساد في هذا المرفق الحيوي الذي من المفترض ان يدر اموالا باهظة لخزينة الدولة، اذ ان اللجنة المؤقتة لادارة مرفأ بيروت برئاسة الاستاذ حسن قريطم، تستفيد من قانون الامتياز الذي كان سابقا كي تتحكم بكل شيء في المرفأ من دون محاسبة او مراقبة او تدقيق. وتفيد المعلومات ان هناك اتفاقاً سياسياً بين فريقين سياسيين كبيرين لبقاء هذه اللجنة، باستثناء رئيسها، رغم حديثهما عن وقف الهدر والفساد في كل مرافق الدولة لما فيها من زواريب للهدر من دون رقابة. وبحسب المعلومات فان رئيس اللجنة حسن قريطم استبق خطوة اقالته من رئاسة اللجنة وابلغ مرجعيته السياسية انه يريد الاستقالة. واحدى تجليات اعمال اللجنة لتبرير صرف الاموال الباهظة، شراء اربع رافعات بقيمة 54 مليون دولار اميركي خلال صفقة مناقصة بالتراضي، الا ان هذه الرافعات لا تعمل ومرمية في احد الاماكن داخل حرم المرفأ.

 

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم السبت في 2/3/2019

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

لبنان غارق في السجالات المحلية، فيما منسقو مقررات "سيدر" ينتظرون الإصلاحات والموازنة لتنفيذ ما أقره المانحون خلال أسبوعين.

وفي السجالات ما يتعلق بالمالية والإنفاق والأحد عشر مليار دولار، إضافة إلى السجال المحلي داخل الطائفة الدرزية. وقد رد النائب حسن فضل الله على الرئيس فؤاد السنيورة. كما أن الأمين العام لتيار "المستقبل" أحمد الحريري، طلب من "حزب الله" أن يبدأ بمعالجة فساده.

وما يزيد من حراجة مرحلة تنفيذ مقررات مؤتمر "سيدر"، هو ان مؤسسة standard and poor's أبقت على التصنيف الائتماني السيادي للبنان عند B-، وخفضت النظرة المستقبلية من مستقرة إلى سلبية.

وفي حال الطقس، إستمرار للأمطار الغزيرة، وإفاضة نهر الليطاني ومطاولة عشرات المنازل بذلك.

في هذا الوقت، السفير الفرنسي في الأمم المتحدة أكد على دعم لبنان.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أن بي أن"

في نهاية الأسبوع، بداية زيارة لرئيس مجلس النواب نبيه بري إلى الأردن للمشاركة في مؤتمر الاتحاد البرلماني العربي، الذي تستضيفه المملكة الهاشمية تحت عنوان "القدس عاصمة أبدية لدولة فلسطين".

عنوان هذا المؤتمر، يتحمله الأردن بشخص الملك والشعب عامة، قال الرئيس بري لدى وصوله إلى عمان حيث أحيط بحفاوة لافتة، إذ كان في استقباله نظيره عاطف الطراونة ونائبه وعدد كبير من النواب الأردنيين، إلى جانب أركان الجالية اللبنانية.

رئيس مجلس النواب اللبناني أسف للاختلافات والتباينات القائمة في المنطقة العربية، لكنه أمل أن تستطيع الحقيبة الدبلوماسية تحمل جمع كل الأطراف، مشددا على أن الأردن جدير في هذه القلادة العربية أن تكتمل حول العقد العربي.

الرئيس بري أمل أن يجد البرلمانيون في هذا المؤتمر نوعا جديدا من المؤتمرات التي تقترن بالأفعال.

من جانبه خاطب الطراونة ضيفه قائلا إن مجيئك هو إضافة نوعية للمؤتمر البرلماني، وتمنى أن تكون للرئيس بري زيارة ثانية وثالثة إلى الأردن، لأن له مكانة في قلب المملكة ملكا وحكومة وشعبا.

مع عودة الرئيس بري إلى بيروت، بعدما يشارك في مؤتمر الاتحاد البرلماني العربي، تكون الاستعدادات قد اكتملت لأسبوع برلماني بامتياز، فيه جلسات يومي الأربعاء والخميس المقبلين، سيكون نجمها انتخاب سبعة نواب كأعضاء في المجلس الأعلى لمحاكمة الرؤساء والوزراء، في إطار إطلاق عملية مكافحة الفساد وتفعيل الهيئات الرقابية والقضائية.

تصميم الرئيس بري على تشكيل المجلس الأعلى سريعا، يبدو جليا، وذلك لمحاكمة أيِّ وزير يخالف القانون، ودائما خارج أي حماية سياسية.

على خط الحسابات المالية، تعليق للنائب حسن فضل الله على المؤتمرِ الصحفي للرئيس فؤاد السنيورة. عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" قال إن زمن الأستذة على اللبنانيين في الأمور المحاسبية ولى. ولاحظ أن رئيس الحكومة الأسبق سمى نفسه ووضعها في قفص الإتهام بتوتر وعصبية تثير الكثير من علامات الاستفهام، وخصوصا أنها ترافقت مع عراضة إعلامية جعلها منصة للتجييش السياسي والمذهبي وسوق الاتهامات لحرف الأنظار عن القضية الأساسية وهي ملف الحسابات المالية للدولة.

وعلى خط الحسابات الائتمانية، أبقت "ستاندرد أند بورز" على تصنيفها السيادي للبنان عند "-B"، وذلك في تقرير للوكالة اعتبره وزير المال علي حسن خليل بمثابة تذكير بأن لدينا فرصة لإنقاذ الوضع الاقتصادي والمالي، عبر اجراءات إصلاحية جدية تضعنا على مسار جديد يفتح المجال للخروج من الأزمات، مؤكدا أن المراهنة كبيرة على الحكومة لكن من دون مهل مفتوحة.

هذا الأمر كان قد تبناه الناظر الفرنسي لمؤتمر "سيدر" بيار دوكين، في تحذيراته من ترف إهدار الوقت والتراخي في سلوك درب الاصلاح، وخصوصا في الكهرباء والاتصالات والطيران المدني، داعيا الحكومة اللبنانية إلى تحديد أولويات مشاريعها، ومؤكدا استعداد المانحين لتمويل هذه المشاريع.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المستقبل"

لن يخرج كل ما سيقوله "حزب الله" ردا على الأرقام والحقائق التي كشفها الرئيس فؤاد السنيورة، عن كونه إتهامات زائفة لن تقدم ولن تؤخر في قلب الحقائق التي باتت واضحة للقاصي والداني.

هذا ما أكدت عليه مصادر سياسية، لافتة إلى أن "حزب الله" بفائض قوته لن يسلم بأن الأكاذيب والأضاليل التي يطلقها لن تنطلي على الناس، بل سيمضي في سياسة دفن الرأس في الرمال وبإلهاء البلاد، في محاولة جديدة لتحوير الأنظار عن الاستحقاقات الحقيقية.

وفي هذا السياق، لفت الأمين العام لتيار "المستقبل" أحمد الحريري من طرابلس إلى أن الأجدر ب"حزب الله" الذي يتحدث عن مكافحة الفساد أن يبدأ بنفسه، بدل الافتراء على الآخرين، وأن يسأل عن كلفة الهدر الذي كان شريكا فيه، وعن كلفة تعطيل الدولة والمؤسسات في السنوات الماضية، فضلا عن الأكلاف الباهظة للحروب والمعارك المتنقلة في الداخل والخارج.

إفتراءات "حزب الله" وتضييع المزيد من الوقت، يقابلها المطالبة بعمل حكومي حثيث لإنجاز الإصلاحات المطلوبة في الطريق إلى الحصول على المساعدات المدرجة في مؤتمر "سيدر".

وفيما أكد المبعوث الفرنسي لمتابعة مؤتمر "سيدر" بيار دوكين، في ختام محادثاته في بيروت، أن على الحكومة أن تربح الوقت، وأن ترسل إشارات إيجابية إلى المجتمع الدولي، كان مستشار رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري الدكتور نديم المنلا يوضح لتلفزيون "المستقبل" أن دوكان أشاد بالبيان الوزاري الذي تضمن جميع مندرجات "سيدر"، كما دحض الاجواء السلبية التي بثتها بعض وسائل الاعلام.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المنار"

هل مشت الجامعة العربية إلى سوريا، فكانت الدعوة الأردنية لدمشق لحضور مؤتمر البرلمانيين العرب في عمان، السلم الذي ينزل الجامعة عن شجرة المكابرة، أم أنه اجتهاد أردني يراعي المصلحة الوطنية والحاجة للبوابة السورية في شتى الميادين الاقتصادية والتجارية وحتى السياسية؟.

ولأن في السياسة لا مصادفة، فإن كلتا الاجابتين تضيف لبعض المسؤولين اللبنانيين سؤالا: سقطت ذريعة المقاطعة العربية فأي ذريعة ستختلقون؟. لو مشت الأردن بدافع مصالحها مع سوريا، فلم لا تمشي بيروت بعنوان مصالحها نحو دمشق، وهي تكاد تفوق بكثير كل المصالح العربية معها؟.

لا مصلحة لأحد من اللبنانيين بدفن رأسه في رمال التحايل على الواقع، ولا داعي لسلوك طرق التفافية لايجاد مبررات شعبوية، فالحقيقة المطلوبة: التنسيق الرسمي بين الحكومتين اللبنانية والسورية لعودة النازحين، وتصدير المنتجات اللبنانية، وتأمين الكهرباء، وتحريك الشركات اللبنانية على خط إعادة إعمار سوريا، وإن كان دافع البعض ليس حبا بسوريا بل توخيا للربح بعد ضيق أبواب الكسب غير الشرعي في ميادين الدولة اللبنانية، الدولة الواقعة بين تصنيف ائتماني وآخر، وكلها لا تبشر بالخير إن استمرت السياسات الاقتصادية والادارية على ما هي عليه الآن.

أول التحديات اقناع البعض بأن محاربة الفساد ليست شعارا انتخابيا، وأن الصادق في ميدان تقديم الدم لحفظ الكرامات، لن يبخل بتقديم أي جهد لحفظ كرامة اللبنانيين من حيتان الفساد، شركاء شبح الفقر المميت الذي يتهدد البلاد والعباد.

فلن تنفع محاولات تسييس موضوع مالي- قضائي في تحوير الحقائق، كما جاء في بيان عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب حسن فضل الله، ردا على المؤتمر الصحافي لرئيس الحكومة الأسبق فؤاد سنيورة، ولن يؤثر كل هذا الكلام على الدعم الشعبي للحرب على الفساد، ولا على عزمنا متابعة هذا الملف ضمن الأطر القانونية لدى القضاء المختص، كما قال فضل الله، فنحن لم نوجه الاتهام لأحد لكن السنيورة سمى نفسه ووضعها في قفص الاتهام.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أو تي في"

ربما تأخر "حزب الله" والحلفاء بفتح النار على الفساد، لكن فؤاد السنيورة لم يتاخر أبدا في الرد على النيران الأولى. حول دفاعه المالي المشوب بالعثرات، المليء بالثغرات، إلى هجوم سياسي على "حزب الله"، مطلقا القذائف الدخانية للتعمية، والقنابل المسيلة لدموع التعاطف واستدرار العطف، واستجرار الرد على الدويلة من حراس الحريرية السياسية، الذين اتخذوا مواقع لهم في الصفوف الأمامية، والمواجهة الالتحامية الوهمية الخيالية مع "حزب الله"، طبقا للقول السائر: يطعمك الحج والناس راجعة.

"حزب الله" تحاشى التسميات، لكن السنيورة يخشى تسوية الحسابات السياسية قبل الحسابات المالية والقيود الدفترية. يخوض معركة استباقية بأسلحة الماضي، ورجالات الماضي الغابر والربيع العابر الذين أضحوا في خريف المسيرة وسن اليأس السياسي.

لم يسم "حزب الله" من هو الدفتردار والخازندار وكاخيا القصر الذي صال وجال في حمى الأمير لعقدين، لكن السنيورة يخشى سوء العاقبة وفتح الأوراق القديمة في عهد الأب، بعدما تخلى عنه الابن وأفرد من النيابة والوزارة ورئاسة الوزارة، واستفرد في الفساد من دون سائر العباد.

"حزب الله" الذي لم ينس دور السنيورة في حرب تموز وما تلاها من انهيار حكومي، و7 أيار وما سبقها من تلاعب بالخيار وتوجيه القرار، يتطلع إلى السنيورة العائد إلى الخطاب الهجومي للحريرية السياسية على "حزب الله"، مدفوعا بتململ الشارع ومشفوعا بغضب القواعد، نافيا أن يكون لوحده في المعركة، رافضا أن يكون لوحده في قفص الاتهام.

السؤال الأكثر حساسية في الأيام الأخيرة كان: هل يكون التراشق بتهم الفساد مدخلا لمشكلة سياسية أكبر بين مكونات الحكومة، وإيقادا للخلاف السني- الشيعي واحراجا لرئيس الحكومة واستدراجه لمعركة لا يريدها ولا يخطط لها؟، أم مبررا للتهدئة وإعادة النظر بالتوقيت، تقديرا للظروف والعواقب والافساح في المجال للحكومة كي تقلع بملفات منتظرة ومنتجة قبل أن تطيح بها عاصفة الملفات؟.

السنيورة وصف موقف "حزب الله" بالزوبعة في فنجان، والحزب رد بأن العاصفة آتية لكنها لا تستهدف شخصا أو حزبا أو طائفة، أما الذي يتصرف وكأن المستهدف فهذه مشكلته.

ومن سجال الفساد إلى حكومة البلاد، الرئيس الحريري يقطع الطريق على المطبلين والمزمرين للصلاحيات، رافضا اللعب على وتر الخلافات المتخيلة مع رئيس الجمهورية، بعد ما جرى في الجلسة الأخيرة وانهائها على طريقة الرئيس عون، مع التأكيد على أن لا حرب صلاحيات بين بعبدا والسراي.

أما اللفتة الثانية، فهي للتقاطع بين "القوات اللبنانية" و"التيار الوطني الحر" في موضوع الدرجات الست للأساتذة الثانويين. والتصويت ضده لما له من انعكاسات مالية سلبية على المالية العامة، وهو ما يؤمل منه أن يفتح الباب لمزيد من التعاون بين مختلف الأفرقاء في المرحلة المقبلة، وخصوصا التعيينات الآتية في آذار وما يليه.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أم تي في"

أيها اللبنانيون، لبنانكم ليس في صحة جيدة، ورغم أن هناك من سينبري لاتهامنا بأننا ندفع الناس إلى اليأس، إلا أننا لن نكسر مرآتنا، لأنها لا تعكس إلا الصور غير الجميلة لبعض القيادات التي تتحكم بمصائرنا.

ولنفرض أننا سكتنا عن الوطن المستباح، فمن يسكت الدول الصديقة المعنية بنهضة وطن الرسالة؟، ومن يسكت مبعوثيها عن انتقادنا والتقريع لمسؤولينا المقصرين عن القيام بأبسط واجباتهم تجاه لبنان، وليس آخرهم بيار دوكان المبعوث الفرنسي المكلف متابعة مندرجات "سيدر"؟، فقد كان دوكان واضحا مع من التقاهم من مسؤولين لبنانيين أمس، إذ قال لهم مباشرة: إن البيان الوزاري، وإن تضمن نفسا إصلاحيا، إلا أن ذلك لا يكفي، بل يتعين الشروع فورا بإعداد القوانين الإصلاحية وإقرارها وتطبيقها، كما يتعين إعداد الخطط التنفيذية للمشاريع الإنمائية، وفي مقدمها الكهرباء والنفايات.

وأضاف أن شيئا من ذلك لم يحصل، بل بالعكس فإن الخلافات مستحكمة على كل مشاريع "سيدر"، وأصداء التراشق بتهم الفساد تضج بها عواصم العالم. وقد حدد دوكان لهم مهلة شهرين وإلا تفكك "سيدر" وسقط لبنان في المحظور.

وما لم يقله دوكان، قاله تقرير وكالة "ستاندرد أند بورز" التي خفضت التوقعات المستقبلية للبنان من مستقرة إلى سلبية، ولو أنها حافظت على تصنيفنا الإئتماني عن "-B".

توازيا الوضع السياسسي الداخلي أصيب ب"نقزة الميت" جراء الصاعقتين الدوليتين، لكن شيئا لم يظهر حتى اللحظة يدل على أن القادة اتعظوا وقرروا سلوك دروب الإنقاذ، فاستمرت المناكفات عنيفة بين "حزب الله" الذي يصر على لعب دور الشريف الذي يلاحق اللصوص في أفلام الغرب الأميركي، وتيار "المستقبل" الذي رفض دور الهندي الشرير، ولم يكتف بالوقوف إلى جانب الرئيس السنيورة وتأييد مضبطته الإتهامية ل"حزب الله"، بل ذهب أبعد من ذلك، داعيا الحزب إلى بدء الإصلاح من نفسه.

في الإثناء، اندلعت معركة فرعية "تويترية" متجددة بين رئيس "التقدمي" وليد جنبلاط والثنائي ارسلان- وهاب، على خلفية منح سوريا دورا قنصليا للشيخ نصر الدين الغريب، إذ أعطته وحده صلاحية المصادقة على صحة هويات المشايخ الدروز الراغبين في دخول أراضيها.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أل بي سي آي"

قال بيار دوكان، السفير الفرنسي المكلف متابعة مؤتمر "سيدر"، كلمته ومشى. كل من التقاه تفاجأ بحجم المعلومات التي في حوزته، وتفاجأ من اطلاعه على تفاصيل الملفات اللبنانية. لكن الأهم من كل ذلك، ما خلفه دوكان وراءه، إذ هو قال للبنانيين ما مفاده: أموال واستثمارات "سيدر" من مسؤوليتكم، وأولوية مشاريعه كذلك، وخط البداية واضح: الاصلاحات. أما أولوياتنا نحن، أي الدول المانحة فواضحة أمامنا، فنحن نعرف أننا غير قادرين على الاتكال على لبننة مراقبة أموال "سيدر" بسبب انتشار الفساد في لبنان.

كلام دوكان، صحيح أنه مهين لكل دولة دولة، ولكل شعب حر، إلا أن شدة وضوحه أراحت اللبنانيين، الذين فهموا أن سلطاتهم فقدت القدرة على التذاكي هذه المرة، كما فقدت القدرة على تناتش الاستثمارات، فهي تعرف أن الوضع أكثر من خطير، وأن صدمة تشكيل الحكومة الايجابية تلاشت، فيما المطلوب التحرك بسرعة، وهو ما أكده نديم المنلا مستشار رئيس الحكومة للـLBCI، إذ أعلن أن الحريري على تواصل مع الجميع وأن الأمور ستتظهر في الأيام المقبلة.

"حزب الله" ومن جهته، بعدما أعلن النائب محمد رعد تأييد مؤتمر "سيدر"، يجدد موقفه وبشروطه السابقة: مناقشة المشاريع واحدا واحدا، وأولوياتها وجدواها، والأهم ضبط مسارب الفساد من خلالها.

دوكان إذا مشى، وترك للبنانيين أشهرا لاصلاح ما يمكن إصلاحه، فهل يبدأ عمل الحكومة المنوط بها وضع "سيدر" على سكة التنفيذ سريعا، أم تصل درجة الاستهتار بنا بأن نعيد نفس الأمور بنفس الطريقة، ونتوقع نتائج مختلفة؟.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "الجديد"

إذا صحت التصريحات من أعلى المرجعيات، فإن الحرب على الفساد قد خطت أولى دروبها في رفع الغطاء عن كل مشارك ومرتكب وجاني أرباح، ولم تعد القضية تستهدف شخصا بعينه أو فتح ملفاته تمييزا دون غيره.

وفي حصاد اللقاءات السياسية ومواقف القياديين منذ عام حتى اليوم، سجل لبنان أولى التصنيفات الهادفة إلى خوض هذه الحرب بلا هوادة، والتي لا ينقصها سوى أن يأخذها القضاء المختص على محمل الحرب والجد، وألا تخضع لتسويات اعتاد عليها اللبنانيون. وعملا بقرار الأمين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصرالله، فقد احتاجت معركة الفساد اجراء مباحثات مع الحلفاء، فكان لقاء نصرالله برئيس مجلس النواب نبيه بري في شهر أيار من العام الماضي، ومنذ ذلك الحين وجد بري نفسه أمام حتمية إبداء التعاون، ووقف الحمايات والعمليات المصنفة بيعا وشراء.

والرسالة نفسها أبلغها نصرالله احترازيا إلى رئيس "التيار القوي" جبران باسيل، ومنذ لقائهما في تشرين الثاني من العام 2018، غرقت صفقات البواخر في بحرها، ولم نعد نسمع بأخبارها.

أما الرئيس سعد الحريري ف"مجبر أخاك لا بطل"، حيث أن ما يطلبه نصرالله قد اشترطته بنود مؤتمر "سيدر"، وكرمال "عين سيدر" تكرم "مرجعيون". والعيون الدولية أصبحت تراقب الحريري وحكومته وأداءها ومجرى مشاريعها وطريقة "مصب" أموالها. لذا فإن رئيس الحكومة سار على درب محاربة الفساد، متنكرا بدور الرئيس الاصلاحي، ومن هنا تبرز الاشارة إلى أن مؤتمر الرئيس فؤاد السنيورة، لم يعقد في "بيت الوسط"، بل اختار نقابة الصحافة "مرتعا" للظهور المظفر المؤلل سياسيا وطائفيا.

ومن بين كل هؤلاء الذين كانت لهم أسبابهم التي أجبرتهم على دعم الحرب ضد الفساد، كانت "القوات" "قدا" وسبقت الجميع إلى إعلان المعركة وخوضها داخل مجلس الوزراء بواسطة الوزير غسان حاصباني، وتحديدا في ملف البواخر. واستكمل رئيس حزب "القوات" سمير جعجع هذا المسار، بتمرير إشارات دعم إلى النائب حسن فضل الله، فيما كان نائبه جورج عدوان يخوض معارك موزاية داخل اللجان النيابية، وبمد جسور تلاق مع نواب يحملون "البندقية" نفسها.

والعزم على بدء عهد خال من الفساد، كان يكرره الرئيس ميشال عون أمام زواره، حتى كاد أن يصاب باليأس، فانتظر أولى حكومات ما بعد الانتخابات لتنفيذ ما وعد به.

وبعرض السيرة الذاتية لكل فريق عن محاربة الفساد، كيف استنتج الرئيس فؤاد السنيورة أنه وحده المستهدف؟، وهذا كمين مالي أوقعه في شركه النائب حسن فضل الله الذي واجه صعوبات وعقبات حتى وصل إلى ما وصل إليه وأودعه القضاء. وفي رد مكتوب، اختار فضل الله اليوم ألا يستعين بالعراضة السياسية وتوابعها الطائفية، وخاطب السنيورة ورقيا قائلا: نحن لم نوجه الاتهام لأحد، أو نسمي أحدا، ولكن رئيس الحكومة السابق فؤاد السنيورة سمى نفسه ووضعها في قفص الاتهام، بتوتر وعصبية تثير الكثير من علامات الاستفهام، خصوصا أنها ترافقت مع عراضة إعلامية جعلها منصة للتجييش السياسي والمذهبي.

وسجل فضل الله على السنيورة خلطه بين الحسابات المالية وإنفاق الأحد عشر مليارا، وقال: لقد فاته أن زمن الأستذة على اللبنانيين قد ولى، وهم الذين باتوا أساتذة في علم الحساب لأنهم تعلّموا دروسا عليا في الدفع من جيوبهم، وعلى حساب مستقبل أولادهم.

 

أسرار الصحف الصادرة في بيروت صباح اليوم السبت 2 آذار 2019

النهار

أوفد "حزب الله" ممثّلاً عنه للقاء مرجعيّات رسميّة لتأكيد أن حملته لمحاربة الفساد لا تهدف إلى إدانة أو استهداف اسم بعينه.

اشترى نائب جديد شركة نفط وغاز سورية متوقّفة عن العمل بنحو 12 مليون دولار وسجّلها باسم نجله.

قال مصدر مُتابع أن أمام الحكومة فترة سماح تمتد لثلاثة أشهر لا تُهدّد ديمومتها، أمّا ما بعد ذلك فيُدخلها في المجهول إذا ما فشلت في التقدّم خطوات.

يتردّد أن وزيراً أقام له "صندوقاً أسود" على حساب أحد المصارف خدمة لمشاريعه.

أسرار اللواء

تجري تغييرات مفاجئة لدى جهات عليا، من دون أن تتوضح الأبعاد والاعتبارات. بدأت صعوبات تواجه وزيراً طامحاً إلى بناء "نموذج تجربة" ناجحة، في إطار تقديم أوراق اعتماد للجهات الدولية!احتضن مؤتمر مرجع رسمي سابق بحضور لافت من قوى سيادية، رافقت الحقبة الصعبة، التي حكم فيها البلاد.

أسرار الجمهورية

دخلت مرجعية رئاسية مباشرة على خط تقريب وجهات النظر وتهدئة الجبهات بين نائب حالي ونائب سابق محسوبين على هذه المرجعية.

طلب مرجع بارز من شخصية سياسية التحدث الى الإعلام من مقره الخاص إلّا أن الأخير فضّل التحدّث من مقر إعلامي معروف.

لاحظت أوساط سياسية أن تهديداً مباشراً صدر من مبعوث غربي إلى الحكومة اللبنانية إذا لم تقم بما هو مطلوب منها لجهة تعهّداتها ووعودها.

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

المنلا لـ«جنوبية»: ما نقل عن تشاؤم «دوكان» واستيائه غير صحيح.. وهذا ما سمعناه منه

أحمد شنطف/الجنوبية/ مارس، 2019

على الرغم من تشكيل الحكومة، ووجوب انعكاس ذلك بشكل ايجابي على الحركة الإقتصادية وزيادة ثقة المستثمرين، إلا أن تصنيف لبنان الائتماني السيادي استقر عند (B-)، في حين أن النظرة المستقبلية للبنان انخفضت من مستقرة الى سلبية، بحسب وكالة "ستاندرد آند بورز".

وتوقعت الوكالة أن تبقى المخاطر الأمنية الخارجية مرتفعة في لبنان، وأن تبقى محركات النمو التقليدية في لبنان مثل السياحة والعقارات والبناء ضعيفة. وتعليقاً على ذلك، أراد وزير المال علي حسن خليل أن ينظر بإيجابية الى التصنيف كونه يذكرنا بأن لدينا فرصة لإنقاذ الوضع الاقتصادي والمالي عبر إجراءات إصلاحية جديّة تضعنا على مسار جديد يفتح المجال للخروج من الأزمات، والمراهنة كبيرة على الحكومة لكن من دون مهلٍ مفتوحة، بحسب ما غرّد عبر تويتر. إلا أن أجواء لقاءات المسؤول عن تنفيذ مقررات مؤتمر سيدر السفير بيار دوكان مع بعض المسؤولين اللبنانيين لم تكن مشجعة، ونقل عنه استيائه من عدم جدية المسؤولين هنا، وعدم قدرتهم على تنفيذ الإصلاحات المطلوبة، معتبراً أنّهم “يُضيعون وقت شعبهم ووقتنا”. وأوضحت مصادر أن المقاربات التي سمعها دوكان من بعض الجهات نمّت عن عدم إلمام جدي بملف “سيدر”، وعدم وجود خريطة طريق واضحة لدى لبنان لطريقة الاستفادة منه، معتبراً أن الواقع اللبناني مثقل بأزمات شديدة الصعوبة تثير القلق من أن لا يتمكن لبنان من الإيفاء بالالتزامات التي قطعها على نفسه ربطاً بالاصلاحات التي يفرضها المؤتمر عليه. وعُلم أيضاً أن الموفد الفرنسي دوكان حمل رسالة واضحة الى كل المسؤولين اللبنانيين مفادها أن على الحكومة أن تقوم بما طُلب منها من خطوات إصلاحية وتشريعات تؤدّي الى حسن تنفيذ المؤتمر، طالباً مراقبة دولية لا لبنانية لأموال سيدر تمارسها بعض الدول المشاركة، نتيجة انتشار الفساد في لبنان. وتضمنت الرسالة أيضاً وجوب توظيف هذه الأموال في مشاريع انتاجية وانمائية وعمرانية لإنقاذ الاقتصاد والمالية اللبنانية، بالإضافة الى طلب من الدولة اللبنانية أن تكون لها القدرة الادارية لاستيعاب تنفيذ مشاريع بقيمة نحو مليار دولار كل سنة، على مدى سنوات. إلا أن الطلب الأخير، وبحسب خبراء اقتصاديين أرسلوا تقارير لفرنسا، غير قابل للتنفيذ لعدم قدرة لبنان بهيكليته الحالية وخلافاته الداخلية.

أما بحسب منسق البرنامج الاستثماري لسيدر مستشار الرئيس سعد الحريري، نديم المنلا، فقال في حديث لجنوبية، أنه صحيح أن هذه النقطة تشكل تحدياً على الإدارات الرسمية اللبنانية لتنفيذ المشاريع الواردة في برنامج الاستثمار الوطني، لكن للتذكير ففي التسعينات، استطاعت هذه الإدارات تنفيذ مشاريع كثيرة بنفس الحجم والأهمية. وعن ما نقل عن الموفد الفرنسي دوكان حول استيائه من عدم جدية المسؤولين اللبنانيين، وعدم إلمامهم بسيدر، قال المنلا: “هذا الكلام غير صحيح، وليس هذا ما سمعناه من الموفد الفرنسي، بل ما سمعناه هو أولاً تهنئة لرئيس الحكومة بالتشكيل رغم التأخير الذي حصل، وثانياً سمعنا إشادة بالبيان الوزاري وخصوصاً أنه يتضمن جميع مندرجات سيدر لا سيما الشأن الإصلاحي”. وأشار المنلا الى أن دوكان تمنى على الحكومة أن تقدم في الأسابيع القادمة إشارات إيجابية الى المجتمع الدولي بتسريع أخذ قرارات بموضوع إقرار الموازنة، وتعيين الهيئات الناظمة في المرافق الحيوية، بالإضافة للبدء بتنفيذ خطة الكهرباء، وبعض الأمور المتعلقة بوضع استراتيجية لمكافحة الفساد وإعادة هيكلة القطاع العام. وقال المنلا: “هذه المقترحات اذا حصلت تعطي إشارات ايجابية للدول المانحة حول استعداد الحكومة للبدء بورشة تغيير كبيرة، وكل هذه النقاط موجودة في البيان الوزاري، ويبقى لمجلس الوزراء أن يحدد جدول أعماله والبنود المنتظر إقرارها”. وعن رد الرئيس الحريري على تمنيات الموفد الفرنسي، أكد المنلا أنه وعد بمباشرة العمل على حل هذه الأمور، فموضوع خطة الكهرباء موضوعة على سكة قطار سريعة، وكذلك الأمر بالنسبة لموازنة 2019، ومن المتوقع أن تكون التعيينات خلال أسابيع.

وفي ما يخص طلب فرض رقابة دولية على أموال سيدر، نفى المنلا أن يكون دوكان قد طلب ذلك، ولكن جميع المناقصات التي ستتم هي بإشراف الجهة المانحة، فمثلاً إذا موّل البنك الدولي مشروع ما، سيقوم هو بمراقبة حسن تنفيذ المناقصة، وكذلك الأمر بالنسبة للبنك الأوروبي للإستثمار وغيرهما.

 

فضيحة المطار تتصدر ملفات الفساد..ومطالبة دولية بالإصلاحات

اعداد جنوبية 2 مارس، 2019 /ما ان انهى رئيس الحكومة الاسبق فؤاد السنيورة مؤتمره الصحفي، وانجلت الغبرة عن الاتهامات السياسية الموجهة له بلبوس اتهامات مالية، حتى بدأت وسائل الاعلام اللبنانية تتناقل المعلومات الجديدة هن أخبار فضيحة الرشاوى التي طالت جهاز أمن المطار.

بحسب صحيفة النهار، فان التطور الابرز الذي سجل بعد نحو أسبوعين من الانطلاقة العملية للحكومة الجديدة تمثل في التحرك القوي الذي تولته فرنسا لدعم رئيس الوزراء سعد الحريري في مسعاه المركزي والمحوري المتعلق بتقديم تنفيذ مقررات مؤتمر “سيدر” كأولوية أساسية لا ينبغي ان يضيع زخمها وسط تشتت الملفات والقضايا الداخلية الاخرى بالغاً ما بلغت أهميتها. وشكلت جولة المحادثات التي اجراها الموفد دوكان مع عدد من المسؤولين في مقدمهم الرئيس الحريري والمواقف التي اعلنها بعد هذه اللقاءات والتي توجها بمؤتمر صحافي عقده مساء في قصر الصنوبر وأجمل فيه خلاصة الزيارة والاتجاهات التي ستعتمد لاطلاق عجلة تنفيذ مقررات “سيدر”، تطوراً بارزاً لجهة المعطيات التي توافرت عن المواقف التي نقلها دوكان باسم بلاده وكذلك معظم الدول المانحة التي ساهمت في تجميع اموال مشاريع “سيدر” التي تفوق 11 مليار دولار.

وتفيد هذه المعطيات ان لقاء بعيداً عن الاضواء عقد بين دوكان وممثلي الدول المانحة والمنظمات الدولية المعنية في قصر الصنوبر خلال وجود المبعوث الفرنسي في بيروت تخلله عرض للاستعدادات القائمة لاطلاق تنفيذ مقررات “سيدر” استناداً الى استعدادات الحكومة اللبنانية. وبدا التقويم العام ايجابياً ولو مشوباً بحذر وبضرورة مصارحة الجانب اللبناني بمحاذير التأخير الاضافي في اطلاق آليات الاصلاح بعد طول المدة التي استهلكتها عملية تأليف الحكومة وتركت آثاراً سلبية على الزخم المطلوب لتنفيذ مقررات “سيدر”. ويبدو ان دوكان صارح المسؤولين اللبنانيين بضرورة اعطاء دلائل سريعة في الاسابيع المقبلة على الجدية الحاسمة في التزام الاصلاحات وخصوصا في القطاعات الاكثر الحاحاً كالكهرباء والاتصالات والنفايات. وهو امر يستتبع تحريك الاليات الادارية بسرعة في هذه القطاعات سواء لجهة تشكيل الهيئة الناظمة في الكهرباء أو خصخصة بعض القطاعات في الاتصالات أو الشروع في وضع الخطط التنفيذية لازمة النفايات. وكان دوكان واضحا في قوله بعد لقائه الرئيس الحريري إن “على الحكومة أن تقوم بالعمل اللازم لتحديد الأولويات لديها. فهناك العديد من المشاريع التي عرضت خلال المؤتمر، وقد مرت فترة طويلة، وعليه لا بد من تحديد ما هي المشاريع التي يجب أن تنفذ في السنة الأولى ثم في السنة الثانية، وما هي المشاريع ذات الأولوية القصوى. من هنا لا بد من التحديد، وهو أمر طبيعي مع تشكيل الحكومة الجديدة”.

فضيحة الرشاوى في جهاز أمن المطار وتصاريح الدخول

قالت الـ “MTV” انه بناءً على إشارةٍ قضائيّة، قامت أمس عناصر من المخابرات في الشرطة العسكريّة بتوقيف الجندي م. ش.، وهو أحد مرافقي قائد جهاز أمن المطار العميد جورج ضومط في منزله في زحلة.

توقيف م. ش. أتى في سياق تهاوي أحجار الدومينو في “ملف السماسرة” الذي كشف تورّط مدنيين وعسكريين، أحدهم مرافق مدعي عام جبل لبنان القاضية غادة عون، في قبض رشاوى مقابل خدمات وتسهيلات وتلاعب في مستندات قضائية خارج إطار القانون، وهو ملف بات في عهدة النيابة العامة العسكرية بعد إنهاء “شعبة المعلومات” تحقيقاتها الاوليّة بشأنه. وتنفي أوساط العميد ضومط بشكلٍ قاطع بأن يكون م. ش. من مرافقيه، بل هو أحد عسكريي الجهاز. ويؤكد مطلعون أنّ التحقيقات بدأت معه وهي كفيلة بكشف تورّطه من عدمه، مع التأكيد أنّه ليس من ضمن العناصر التي تخدم الى جانب ضومط في المطار.

بالمقابل، تفيد معلومات أنّ إعترافات الموقوفين في “ملف السماسرة” المشبوهين قاد الى كشف تورّط الجندي م. ش. الذي تؤكد مصادر مطلعة أنه كان يعمل لدى العميد ضومط منذ كان الاخير في مخابرات زحلة، وحين تمّ تعيينه قائداً لجهاز أمن المطار كان من ضمن العسكريّين الذي عملوا الى جانبه.

ويؤكد عاملون في مطار بيروت أنّ م. ش. كان لديه نوعٌ من السطوة والنفوذ، ووفق التحقيقات هناك تسجيلات صوتيّة ورسائل “واتساب” تدينه وتكشف تورّطه في تقديم خدمات خارج إطار القوانين في المطار، وبشكلٍ خاص تسهيل الحصول على تصاريح الدخول الى المنطقة المحرّمة لمدنيّين مقابل مبالغ ماليّة، إضافةً الى خدماتٍ أخرى. ويجزم مطلعون أنّ م. ش. سهّل الحصول على الآف التصاريح في السنوات الماضية. مع العلم أنّ كلّ تصريح دخول “شرعي”، أي لحالات الضرورة المنصوص عليها قانوناً، يُدخِل الى ميزانية الدولة عشرة آلاف ليرة قيمة الطابع الذي يوضع عليه، ما يعني أنّ هناك هدراً بقيمة مئات الاف الدولارات حرمت منها خزينة الدولة في السنوات الماضية.

 

محامي نموش يربط موكله بالمخابرات الإيرانية و«حزب الله»/جلسات تعقيب الدفاع في محاكمة المتهمين بملف الهجوم على المتحف اليهودي

بروكسل: عبد الله مصطفى/الشرق الأوسط/02 آذار/19/تواصلت أمس الجمعة في بروكسل، جلسات التعقيب المخصصة للدفاع عن المتهمين في ملف الهجوم على المتحف اليهودي. وبعد أن استمعت المحكمة، أول من أمس، للمحامي المكلف بالدفاع عن المتهم الرئيسي مهدى نموش، خصصت جلسة الجمعة للاستماع للمحامي المكلف بالدفاع عن المتهم الثاني نصير بندرار، الذي يواجه اتهامات تتعلق بتقديم الدعم للمتهم الرئيسي من خلال توفير السلاح المطلوب لتنفيذ الهجوم الذي أسفر عن مقتل أربعة أشخاص.

وكان بندرار قد أكد في جلسة استماع سابقة أنه غير مذنب، ولم يقدم أي مساعدة للمتهم الرئيسي، كما أدان الهجوم، وقال إنه لا يحترم الذين خططوا لتنفيذ هذا الاعتداء، وقالت مصادر إعلامية إن هذه الجلسات تأتي قبل أسبوع من جلسة النطق بالحكم في القضية.

وفي جلسة أول من أمس، دفع سيباستيان كورتوا، محامي الفرنسي نموش المتهم بمهاجمة المتحف اليهودي في بروكسل عام 2014، بأن موكله «وجد نفسه متورطاً في عملية للاستخبارات الإيرانية أو اللبنانية ضد الموساد». وناشد محامي نموش عقب ساعات من المرافعات، القضاة، بألا يقعوا في «خطأ» إدانة موكله، مجدداً بأن نموش تم «الإيقاع» به. إلا أن الدفاع عن الطرف المتضرر في هذه القضية وصف هذه الحجة بأنها أقرب إلى «الهلوسة». ووفقاً لتقارير إعلامية، فإنه من دون تقديم دليل ملموس، زعم المحامي أن موكله جُند في لبنان في يناير (كانون الثاني) 2013 من قبل الاستخبارات الإيرانية أو اللبنانية للانضمام إلى تنظيم داعش في سوريا. وتساءل سيباستيان كورتوا في هذا السياق عمن جند موكله، قائلاً: «هل هم من الاستخبارات الإيرانية»، مضيفاً: «هم لا يأتون ومعهم شهادة» بالخصوص.

قبل ذلك، أشار محامي نموش إلى «الأجهزة اللبنانية»، وقال إن موكله بعد عودته إلى أوروبا استمر في «العمل» لحساب هذه المجموعة. كما سبق أن أشار في هذا الصدد إلى إمكانية تورط «حزب الله» اللبناني في هذا الملف، علاوة على ذلك شكك المحامي في صحة أشرطة فيديو التبني التي عثر عليها في كومبيوتر ضبط لدى المتهم ساعة توقيفه، لافتاً بالخصوص إلى أن «الشخص الذي أعلن التبني لا يجيد اللغة (الفرنسية)». وأكد المحامي أيضاً أن رجالاً آخرين دخلوا الشقة التي استأجرها نموش في بروكسل قبل الهجوم، ونجحوا في التلاعب بجهاز الكومبيوتر الخاص به، وبأغراضه بهدف توريطه، وأن هؤلاء «من الأجهزة التي عمل مهدي لحسابها»، وسعوا من ذلك إلى «توريطه».

وجدد القول بأن الهجوم ليس اعتداءً من قبل تنظيم داعش، بل «إعدامات محددة لعملاء الموساد» بهدف تصفية الزوجين ريفا، أول شخصين قتلا. بالمقابل وصف محامي أسرة ريفا مرافعة محامي نموش بأنها «تهيؤات وهذيان»، وبأنها «غير متماسكة وغير متناسقة».

وخلال مرافعات الادعاء العام، قال المدعي العام إيف مورو، بالنسبة لنا نموش هو منفذ الاعتداء، وهو من أطلق النار على الضحايا، وإلى جانب ذلك هناك من قدم له المساعدة في تنفيذ الهجوم، وهو نصر بندرار الذي وفر له السلاح، وبالتالي يعتبر شريكاً في التخطيط للهجوم، وليس شريكاً في التنفيذ، وعن المتهم الثاني بندرار قال المدعي إن الشخص الذي يوفر السلاح لشخص آخر، دون أن يستفسر منه عن الهدف من استخدامه، يعني أنه سيكون شريكاً معه في الخطط الذي يريد استخدام السلاح فيها، منوهاً إلى أن من يقدم المساعدة للجاني يعتبر في معظم الحالات شريكاً له في الجريمة، ولكن في هذه الحالة يمكن اعتبار بندرار شريكاً له في التخطيط وليس في التنفيذ. وفي 31 يناير الماضي انتهت فترة الصمت التي التزم بها مهدي نموش لفترة زادت عن أربع سنوات، وتحدث أمام المحكمة لينفي تورطه في هذا الهجوم، وقال إنه يأمل في محاكمة عادلة بعد كل هذه السنوات التي أمضاها في الحبس، واصفاً إياه بـ«المقبرة». كما نفى نموش أي علاقة بينه وبين هجمات باريس التي وقعت في نوفمبر (تشرين الثاني) 2015، وأيضاً هجمات بروكسل التي وقعت في مارس (آذار) 2016، وأدان تلك الهجمات. وفي جلسة سابقة قال المحامي هنري لاكوي، المكلف بالدفاع عن المتهم الرئيسي، إن موكله ليس هو من قام بإطلاق النار داخل المتحف، وأضاف أن منفذ الهجوم هو شخص آخر لم يتم تحديد هويته حتى الآن. وإذ أيدت محكمة الجنايات فرضية الادعاء، فإن عملية الاغتيال هذه تعد أول هجوم يرتكب في أوروبا من قبل مقاتل جهادي عائد من سوريا، قبل 18 شهراً من الاعتداء الدموي الذي وقع في 13 نوفمبر 2015، والذي أوقع 130 قتيلاً في باريس. ويواجه المتهمان مهدي نموش (33 عاماً) ونصر بندرار (30 عاماً) عقوبة السجن المؤبد، حسب تقارير إعلامية. وهز الاعتداء المجتمع الدولي قبل أربعة أعوام ونصف العام.

 

السنيورة يرد على اتهامات «حزب الله»: الفاسد من يقيم دويلات ويسيطر على مرافق الدولة

بيروت/الشرق الأوسط/02 آذار/19/رأى رئيس الحكومة السابق فؤاد السنيورة أن هناك من يحاول أن يحرف انتباه الناس نحو مسائل أخرى ليغطي ما يفعله وليمنع الإصلاحات الحقيقية، مؤكدا أن «الفاسد السياسي هو كل من يقيم دويلات داخل الدولة ويسيطر على مرافقها ومن يعطل الاستحقاقات الدستورية ويحول دون تطبيق القانون». وأتى كلام السنيورة ضمن رد مفصّل له على اتهامات «حزب الله» للحقبة السياسية التي كان يترأس فيها الحكومة في عامي 2006 و2007، من باب فتح ملفات الحسابات المالية للدولة وتضييع الأموال، وقول الحزب إن هناك 11 مليار دولار ضاعت في فترة حكمه.

وفي مؤتمر صحافي عقده في نقابة الصحافة؛ حيث بدا لافتا حضور عدد كبير من شخصيات من فريق «14 آذار»، أبرزهم نواب «كتلة المستقبل» الحاليون والسابقون، ورئيسة الكتلة بهية الحريري، إضافة إلى وزراء كانوا في حكومته، وعد السنيورة بتقديم دراسة مفصلة لرئيس الجمهورية ميشال عون ومجلس الوزراء ومجلس النواب توضح كل التفاصيل. ووصف «قصة الـ11 مليار دولار بـ(العاصفة في فنجان)، وهي مُحاولة يقوم بها فريق مُعيّن لحرف انتباه الناس نحو مسائل أخرى تخفي ما يقوم به من ممارسات»، مؤكدا أنها «أنفقت جميعها بما يتفق مع الأصول وأحكام الدستور والقوانين المالية، وبما يؤمن تسيير المرافق العامة وتلبية حاجات الدولة والمواطنين». وأوضح السنيورة: «لم يجر قطع الحساب منذ 1979 حتى العام ،1992 ومنذ العام 1993 بدأ الانتظام يعود للمالية العامة وبدأنا نرى الموازنات تتحضر وترسل إلى المجلس النيابي في المواعيد الدستورية ويصار إلى إقرارها كما يصار إلى إعداد قطوع الحسابات وحسابات الخزينة»، مضيفا: «حكومتي في العام 2006 أعدت مشروع قانون من أجل إخضاع جميع حسابات المالية العامة والمؤسسات للرقابة التي يمكن أن تقوم بها مؤسسات دولية متخصصة»، وأكد: «حكومتي كانت بعيدة النظر عندما حضرت هذا المشروع وأرسلته إلى مجلس النواب، منعا للاستغلال السياسي، وهذه هي الطريقة السليمة التي اعتمدتها، لكنها ما زالت قابعة في الإدراج». واعتبر رئيس الحكومة السابق أن ما يجري فعليا اليوم بما مررنا به في لبنان قبل نحو 20 عاماً، حيث انفجرت فضيحة سميت «برج حمود»، حينما حصل تركيب ملفّات وتسخير للقضاء واستعمال وإثارة لكلّ الصحف التي تُعتبر «صفراء» من أجل «عاصفة» لا وجود لها. وأكد: «إن إعادة العمل بالقاعدة الاثني عشرية هي من قبيل الهرطقة القانونية والمالية والسياسية، لأن التوازن في الأنظمة عندما يختل تتغير الأحوال وعندها لا يمكن اعتماد القاعدة نفسها»، مشددا: «هذا الإنفاق الذي تم أكان من اعتمادات الموازنة أو الخزينة لم يكن أنفاقا مخالفا للقانون بل كان قانونيا كامل الأوصاف بموجب قوانين صادرة عن المجلس النيابي وخضع لذات الأصول والآليات المنصوص عليها في قانون المحاسبة القانونية».

وأشار إلى «إن الكلام عن عدم وجود مستندات نكتة سمجة هدفها تشويه صورة كل الحكومات التي رأسها رفيق الحريري والنيل منه ومن كل رؤساء الحكومات الذين أتوا بعده بمن فيهم سعد الحريري»، مضيفا: «الفساد الأكبر هو الفساد السياسي، ويعتبر فاسدا سياسيا كل من يقيم دويلات داخل الدولة ويسيطر على مرافقها ومن يعطل الاستحقاقات الدستورية ويحول دون تطبيق القانون». وأوضح: «أعددت دراسة كاملة سأزود بها رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ومجلس الوزراء ومجلس النواب توضح كل التفاصيل، للانتهاء من القصص التي تشوه عقول الناس وليكون الأمر واضحا لدى الجميع».

وعن الهبات التي قدّمت إلى لبنان بعد الحرب الإسرائيلية عام 2006، أشار السنيورة إلى أنها «أودعت في مصرف لبنان ومعروف كيفية إنفاقها ولمن دفعت تلك المبالغ، وهي مسجلة في حسابات الهيئة العليا للإغاثة، إذ تظهر التقارير الدورية الصادرة عنها كل المعلومات المتعلقة بالإنفاق»، مضيفا: «كل مبلغ دفع من قبل الهيئة كان بموجب شك يصدر باسم المستفيد الأول، وذلك خلافا لما كان يرغب فيه الحزب وغيره. ولمن يريد أن يتحقق من ذلك فلديه كل الإمكانية ليتثبت من كل قرش تسلمته الحكومة اللبنانية وكل قرش دفع للمتضررين».

وفي نهاية حديثه، رد السنيورة بشكل مباشر على «حزب الله» قائلا: «الفساد الأكبر والشر الأعظم هو الفساد السياسي وكل من يقيم دويلات داخل الدولة ويسيطر على مرافقها ويعطّل الاستحقاقات الدستورية»، مضيفا: «من أدخل نفسه وتورط في نزاعات إقليمية ودولية معرضاً مصالح لبنان واللبنانيين وأخذ الدولة رهينة وعرّضها للمخاطر وعطّل المؤسسات ومواعيدها الدستورية والعجلة الاقتصادية لا يحق له أن يستتر في مأزقه أمام غبار لا يدوم ولدينا ما يكفي من الضوء لتبديده».

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

عبدالعزيز بوتفليقة.. أما آن لهذا الفارس أن يستريح

د. أحمد خواجة/لبنان الجديد/02 آذار 2019

قال الشاعر: كلُّ امرئٍ بطوال العيش مكذوبُ... وكلُّ من غالب الأيام مغلوبُ.

ها هو الشعب الجزائري الأبيّ يخرج للشارع رافضاً إذلاله وإهانته بترشيح الرئيس الجزائري الحالي عبدالعزيز بوتفليقة لفترة رئاسية خامسة، الرئيس المقعد والمُصاب بحالات شللٍ في أعضائه تمنعهُ من الحركة، والقيام بالنشاط المفترض بأيّ حاكمٍ أن يقوم به، ومع ذلك تُصرُّ طغمة حاكمة مُحيطة بالرئيس، وتتولّى مقاليد الحكم بالفعل، على إعادة ترشيحه مُتحدّية مشاعر الجزائريّين ومصالحهم وأمانيّهم بانتخابات حُرّة وديمقراطية تأتي برئيس جزائري مُعافى ونشيط، مُؤهّل لقيادة البلاد والحفاظ على مؤسساتها الدستورية ورعاية سائر المؤسسات الحكومية، والسّهر على مصالح الشعب الجزائري الذي سبق له أن ثار ضد أعتى استعمار استيطاني فرنسي أواسط الخمسينات من القرن الماضي، كان يهدف فيما يهدف إلى طمس الهوية الوطنية الجزائرية ببُعدها القومي العربي ومعتقداتها الإسلامية، ودفع في سبيل ذلك أغلى الضحايا، وعانى ويلات الاعتقال والدمار والعُسف، وما لبث أن وقف في وجه الهجمة الأصوليّة التّكفيرية التي ضربت الجزائر مطلع التسعينيات من القرن الماضي، وتمكّن من القضاء عليها بفضل وعي أبنائه وتضحياتهم، وهو في سبيل استكمال نهضته وتطوّره وعزّته لن يقبل بالطبع أن يُهان بفرض رئيسٍ عليه لا حول له ولا قوّة ولا إرادة، وبالتأكيد لا دليل على توفّر نيّة جادّة لدى الرئيس بوتفليقة على تجديد ولايته، فهو غير قادرٍ للأسف (وذلك  بعد تاريخه النضالي الطويل والمُشرّف) اليوم على العناية بجسده، فما بالكم بقيادة البلاد! هذا في حال كونه لم يفقد قواه العقلية، إذ لو أنّها ما زالت سليمة ومُعافاة لوقف بنفسه ضدّ "المتآمرين" لإعادة ترشيحه وإهانته، ولعلّ لو قُيّض له أن ينزل اليوم مع المتظاهرين للاحتجاج على ترشيحه لفعل، ووقف بجانب شعبه الرافض لسياسة الإذعان والتّسلُّط والتّفريط بالمسؤولية الوطنية ومصالح البلاد العليا.

قال الشاعر: كلُّ امرئٍ بطوال العيش مكذوبُ وكلُّ من غالب الأيام مغلوبُ.

 

الاتحاد الأوروبي يرفض إدراج السعودية على قائمة سوداء لتمويل الإرهاب

الرياض جرّدت حمزة نجل أسامة بن لادن من جنسيته... وأحالت مخلين بأمنها إلى المحاكمة

الرياض، عواصم – وكالات/02 آذار/19/رفضت دول الاتحاد الاوروبي بالاجماع مقترحا يدعو لوضع السعودية وأربع مناطق أميركية، بقائمة سوداء لجهات موصومة بضعف الرقابة على تمويل الارهاب وغسل الأموال. ووافق ممثلو دول الاتحاد الاوروبي خلال اجتماعهم في بروكسل أول من أمس، على بيان حول القضية ويتوقع أن يقره رسميا وزراء العدل والشؤون الداخلية في اجتماعهم يوم الخميس المقبل. وقال البيان: “لن ندعم المقترح الحالي الذي لم يتم إعداده وفقا لعملية تتسم بالشفافية والمصداقية، تحفز الدول المعنية على اتخاذ اجراءات حاسمة وتحترم في نفس الوقت حقها في أن يكون صوتها مسموعا”.

واعترضت وزارة الخزانة الأميركية أيضا على المقترح، قائلة إن عملية الادراج كانت معيبة، ورفضت ادراج مناطق تابعة لها هي ساموا الاميركية وجزر العذراء الاميركية وبويرتوريكو وجوام. في غضون ذلك أعلنت وزارة الداخلية السعودية، أن السلطات جردت حمزة نجل أسامة بن لادن زعيم تنظيم “القاعدة” الراحل من الجنسية السعودية.وبعد يوم من إعلان وزارة الخارجية الأميركية عرض مكافأة تصل إلى مليون دولار لمن يدلي بمعلومات تقود إلى تحديد هوية أو مكان حمزة في أي بلد، واصفة اياه بأنه قيادي رئيسي في تنظيم “القاعدة”، ذكرت صحيفة “أم القرى” الرسمية في بيان: إن أمرا ملكيا صدر بتجريد حمزة بن لادن من جنسيته السعودية في نوفمبر الماضي. على صعيد آخر، أعلنت النيابة العامة السعودية، انتهاء التحقيقات مع المتهمين بالتواصل مع منظمات معادية للدولة، للإضرار بأمن المملكة واستقرارها وسلمها الاجتماعي، موضحة أنها بصدد إحالة المتهمين إلى المحكمة المختصة، ومؤكدة أنهم “يتمتعون بكل حقوقهم التي كفلها لهم النظام”. وقالت في بيان أوردته وكالة الأنباء السعودية “واس” إنه “بشأن الاشخاص الذين تم القبض عليهم من قبل رئاسة أمن الدولة، بعد رصد نشاط منسق لهم وعمل منظم للنيل من أمن واستقرار المملكة وسلمها الاجتماعي والمساس باللحمة الوطنية، فإن النيابة العامة تود الايضاح أنها انتهت من تحقيقاتها ومن إعداد لوائح الدعوة العامة ضد المتهمين فيها، وهي حاليا بصدد إحالتهم للمحكمة المختصة”. وشددت على أن “جميع الموقوفين في هذه القضية يتمتعون بحقوقهم كافة التي كفلها لهم النظام”. من جانبه، أكد وكيل النيابة العامة السعودية شلعان بن شلعان أن جميع الموقوفين في سجون المملكة يعاملون بصورة حسنة وفق القوانين، نافياً بشكل قاطع تعرض أي من الموقوفين، سواء من النساء أو الرجال لتعذيب. وقال إن “النيابة العامة وهيئة حقوق الإنسان والجمعية الوطنية لحقوق الإنسان، حققوا فيما ورد في وسائل إعلام بشأن إحدى الموقوفات ولم يثبت ما يؤكده، علماً أن الموقوفة وسائر الموقوفين يتمتعون بكل حقوقهم، بما فيها الاتصالات والزيارات”. من جهة أخرى، بحث وزير الخارجية السعودي إبراهيم العساف، مع وزير خارجية بريطانيا جيرمي هنت بالرياض، في المستجدات الإقليمية والدولية والجهود المبذولة تجاهها، والعمل المشترك في محاربة التطرف والإرهاب. واستعرض الطرفان العلاقات التاريخية والشراكة بين البلدين الصديقين، إضافة إلى مناقشة عدد من الموضوعات ذات الاهتمام المشترك.

 

اليمن يدعو إيران للتوقف عن زعزعة أمنه والحوثيون يخرقون الهدنة

عواصم – وكالات/02 آذار/19/دعا وزير الخارجية اليمني خالد اليماني أمس، إيران، إلى الالتزام بمبادئ منظمة التعاون الإسلامي والتوقف عن دعم ميليشيات الحوثي بالأموال والأسلحة وزعزعة أمن المنطقة. وأوضح اليماني في كلمة بالمؤتمر الوزاري لمنظمة التعاون الإسلامي في أبوظبي، أن اتفاق السويد مضى عليه نحو شهرين ونصف الشهر ولا يزال الانقلابيون يماطلون ويراوغون، ويرفضون مبدأ الانسحاب وفتح الممرات الإنسانية، إضافة إلى إعاقة عمل الأمم المتحدة. من جانبه، عبر وزير الدولة للشؤون الخارجية السعودي عادل الجبير عن أسفه لاستمرار انقلاب الحوثيين، مجدداً الدعم لمساعي الأمم المتحدة للوصول لحل سياسي ودعم اتفاق السويد، الذي يعد خطوة مهمة في عودة الشرعية. ودعا الدول العربية إلى تكثيف التعاون من أجل القضاء على الإرهاب وتجفيف منابعه، مضيفاً أن إيران تواصل نهجها في التدخل في شؤون الدول ودعم الإرهاب. في غضون ذلك، أكد الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، أن “ميليشيات الحوثي تماطل في تنفيذ اتفاق الحديدة رغم مرور نحو ثمانين يوماً على اتفاق ستوكهولم”. وقال خلال لقائه وزير الخارجية البريطاني جيريمي هانت في الرياض: إن “الميليشيا المتمردة تعنتت في الإفراج الشامل والكامل عن المعتقلين والمحتجزين والأسرى، كإجراء إنساني وخطوة من خطوات بناء الثقة تم الاتفاق عليها في استوكهولم، وكذلك استمرار حصار مدينة تعز”. من جانبه، قال عضو فريق الحكومة اليمنية في مشاورات السلام عسكر زعيل: إن اتفاق تبادل الأسرى والمختفين قسرياً متعثر ولم يحقق أي تقدم، بسبب عدم التوافق مع الحوثيين في هذا الملف الإنساني، مضيفا أن اللجنة الإشرافية المعنية بمتابعة تنفيذ الاتفاق لن تجتمع قريباً، إذ لا يوجد حتى اللحظة أي مؤشرات إيجابية تحفز لعقد جلسات. وكشف أن “الحوثيين قدموا عرضاً غير مباشر لإطلاق بعض المختطفين السياسيين مقابل إطلاق مجموعة من أسراهم، لكن القيادة السياسية ردت بالمطالبة بإطلاق الكل مقابل الكل من الطرفين، على اعتبار أن الجميع مواطنون يمنيون والدولة لا تفرق بين مواطن وآخر”. من جهته، قال رئيس لجنة تنسيق إعادة الانتشار في الحديدة الجنرال مايكل لوليسغارد، إن ميليشيات الحوثي تضع عراقيل أمام خطة إعادة الانتشار بالحديدة والموانئ، مؤكدا أنه سيبلغ الأمم المتحدة بذلك.

 

الإمارات تدعو للتعامل بشكل حاسم مع جهات دعم الإرهاب

أبو ظبي، عواصم – وكالات/02 آذار/19/ دعا وزير الخارجية الإماراتي الشيخ عبد الله بن زايد، إلى التعامل بشكل حاسم مع الجهات التي تدعم وتمول التطرف والإرهاب. وشدد الشيخ عبدالله بن زايد خلال افتتاح أعمال المؤتمر الـ46 لمجلس وزراء خارجية دول منظمة التعاون الإسلامي في أبوظبي، الذي اختتم، أمس، تحت عنوان “50 سنة من التعاون الإسلامي: خارطة طريق للازدهار والتنمية”، على ضرورة اعتماد التدابير اللازمة لمنع التحريض على الإرهاب والتطرف خاصة عبر وسائل الإعلام”، مضيفا أن “انتشار الفكر المتطرف واستمرار النزاعات، يتطلب التصدي للتحديات المدمرة”، ومطالبا بدور أكبر لمنظمة التعاون الإسلامي في صون الأمن والسلم بفعالية. ودعا إيران إلى وقف دعم الجهات التي تؤجج النزاعات في المنطقة، قائلا “ندعو إيران إلى مراجعة سياساتها وعدم التدخل في شؤون الدول ووقف نشر الفوضى والطائفية”، مؤكدا وقوف بلاده إلى جانب الشعب الفلسطيني ومطالبه، وعلى رأسها إقامة دولته المستقلة على حدود 1967 وعاصمتها القدس. في غضون ذلك، أكد وزير الخارجية البحريني الشيخ خالد بن أحمد أمس، أن هناك شبكات إرهابية تعمل بدعم من بعض الدول ويجب العمل على تفكيكها. وقال إنه يجب التركيز على مكافحة التطرف والإرهاب، ووضع نظرة شاملة للتعامل مع التنظيمات الإرهابية ومن ضمنها تنظيم “الإخوان” الإرهابي، لافتا إلى أنه على الدول الإسلامية محاربة الإرهاب والتنظيمات الإرهابية. وأضاف أن إيران تمارس إرهاب الدولة وتدعم التنظيمات الإرهابية في المنطقة، وأن قطر لم تعدل من سياساتها ولم تغير أي خطوة في إطار دعمها وإيوائها للجماعات الإرهابية، مشددا على أن مقاطعة قطر من قبل الدول الأربع الداعية لمكافحة الإرهاب مستمرة حتى تغير الدوحة من سياساتها.ورحب بقرار بريطانيا الخاص بإضافة “حزب الله” اللبناني بجناحيه السياسي والعسكري على لائحة الإرهاب، داعيا الاتحاد الأوروبي وبقية الدول لتصنيف “حزب الله” على لائحة الإرهاب.

 

شيخ الأزهر: التعدد يظلم المرأة والأصل الزوجة الواحدة

القاهرة – وكالات/02 آذار/19/أكد شيخ الأزهر الإمام الأكبر الشيخ أحمد الطيب، أن تعدد الزوجات يظلم المرأة والأولاد في كثير من الأحيان، وهو من الأمور التي شهدت تشويها للفهم الصحيح للقرآن الكريم والسنة النبوية. وقال في برنامجه الأسبوعي المتلفز: “علينا أن نقرأ الآية التي وردت فيها مسألة تعدد الزوجات بشكل كامل، فالبعض يقرأ مثنى وثلاث ورباع، وهذا جزء من الآية، وليس الآية كاملة، فهناك ما قبلها وما بعدها”. وأضاف أنه “لا يوجد تشريع أو نظام توقف واهتم بقضية ظلم المرأة مثلما توقف القرآن، ومثلما توقفت الشريعة الإسلامية، فمن يقولون إن الأصل في الزواج هو التعدد مخطئون، وعلى مسؤوليتي الكاملة، فإن الأصل في القرآن الكريم هو: “فَإِنْ خِفْتُمْ أَلا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً”. وتساءل: “هل المسلم فعلا حر في أن يتزوج ثانية وثالثة ورابعة على زوجته الأولى؟ أم أن هذه الحرية مقيدة بقيود وشروط؟ بمعنى أن التعدد حق مقيد أو نستطيع أن نقول إنه رخصة، والرخصة تحتاج إلى سبب”، مضيفا أنه “إذا لم يوجد العدل يحرم التعدد”. في غضون ذلك، أكد مصدر قضائي أن ستة متهمين في قضية حادث قطار الموت الذي تسبب في مقتل 22 شخصا، وإصابة نحو 40 آخرين بعضهم في حالة خطيرة، أقروا أمس، بأن مشاجرة تسببت في الحادث. وقال إن المتهمين وهم سائق الجرار المنكوب ومساعده وعامل مصاحب لهما وسائق جرار آخر ومساعده وعامل مصاحب لهما، اعترفوا في جلسة تجديد حبسهم أمام قاضي المعارضات بمحكمة شمال القاهرة، بأن مشاجرة تسببت في الحادث، وأمر القاضي بتجديد حبسهم 15 يوما على ذمة التحقيق. من جانبها، قررت محكمة النقض تأجيل نظر الطعن على إدراج رئيس حزب “مصر القوية” والمرشح الرئاسي السابق عبدالمنعم أبوالفتوح ونجله وآخرين، على قوائم الشخصيات الإرهابية، إلى 15 يونيو القادم. بدورها، أجلت محكمة جنايات القاهرة إلى السبت المقبل، محاكمة 213 متهمًا من أخطر عناصر تنظيم “أنصار بيت المقدس” الإرهابي، في قضية اتهامهم بارتكاب نحو 54 جريمة إرهابية تضمنت اغتيالات لضباط شرطة ومحاولة اغتيال وزير الداخلية السابق محمد إبراهيم، وتفجيرات طالت منشآت أمنية بعدد من المحافظات. من ناحيته، طالب الطبيب قاتل زوجته وأولاده خلال محاكمته في القضية البشعة التي هزت الشارع المصري، قاضيه بإعدامه. وخلال جلسة محاكمة الطبيب أحمد عبدالله زكي سليمان، والتي قررت إعدامه بعد موافقة مفتي الجمهورية، حاول محاميه إقناعه بالعدول عن رفض نقض القضية في محكمة النقض، ولكن المتهم رفض بإصرار مطالبا بإعدامه على الفور.

 

مجلس الأمن يخفق في التعامل مع أزمة فنزويلا/مشروع القرار الروسي لم يحظ بالدعم المطلوب... و«الأميركي» يسقط بـ«الفيتو»

نيويورك: علي بردى/الشرق الأوسط/02 آذار/19/أخفق مجلس الأمن في التعامل مع الأزمة المتفاقمة في فنزويلا، إذ دُعي إلى التصويت على مشروعي قرار متعارضين؛ قدمت أحدهما روسيا والثاني الولايات المتحدة، لكن لم يحالف أيٌ منهما النجاح، بسبب استخدام حق «الفيتو» التي تتمتع به كل من روسيا والصين، حليفتي الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو، ضد اقتراح واشنطن، حليفة زعيم المعارضة خوان غوايدو، الذي نصب نفسه رئيساً مؤقتاً بالوكالة إلى غاية إجراء انتخابات رئاسية وتشريعية في البلاد. وعكس القراران المتضاربان الانقسامات العميقة في مجلس الأمن حول الأزمة السياسية في فنزويلا الغنية بالنفط، التي تواجه أزمة إنسانية شديدة وانهياراً اقتصادياً. ويرجح أن تظل أقوى هيئة تابعة للأمم المتحدة مشلولة عندما يتعلق الأمر باتخاذ إجراء حيال الوضع في فنزويلا. وحسب دبلوماسيين، إذا كانت روسيا والصين مضطرتين لاستخدام «الفيتو» لمنع صدور المشروع الأميركي، فإنّ واشنطن لم تضطر لأن تحذو حذوهما كي تمنع صدور مشروع القرار الروسي، لأنه لن يتمكن من الحصول على الأصوات التسعة المطلوبة لإقراره. واستخدمت روسيا والصين حق النقض ضد مشروع قرار الولايات المتحدة الذي حظي بدعم فرنسا وبريطانيا ودول أخرى، ويطالب بإجراء انتخابات رئاسية شفافة ونزيهة في هذا البلد من أميركا الجنوبية. كما فشلت في استقطاب أصوات كافية لمشروع قرار روسي مضاد يرفض التدخل الخارجي ضد حكومة مادورو لمصلحة منافسه غوايدو. وكشف دبلوماسي غربي لـ«الشرق الأوسط»، أن «إخفاق مجلس الأمن في التعامل مع الأزمة في فنزويلا يفتح الباب أمام تشكيل مجموعة اتصال دولية لمتابعة الوضع الخطير في فنزويلا»، رافضاً الاتهامات الروسية بأن الدول الغربية تسعى إلى التدخل العسكري في هذا البلد. وصوّت مجلس الأمن أولاً على مشروع القرار الأميركي الذي يحض على «الاستعادة السلمية للديمقراطية» في فنزويلا بما يؤدي إلى انتخابات رئاسية حرة ونزيهة وذات صدقية «بإشراف دولي وفق الدستور الفنزويلي». ويشدد على الحيلولة دون زيادة تدهور الأوضاع الإنسانية وتيسير وصول المساعدات إلى جميع المحتاجين الفنزويليين. ويعبر عن «القلق العميق بسبب استخدام قوات الأمن العنف والقوة المفرطة ضد المتظاهرين السلميين العزل».

وخلافاً لنص سابق كانت اقترحته واشنطن في بداية فبراير (شباط)، لا ينصّ مشروع القرار الأميركي الجديد على «الدعم التام» للبرلمان الذي يرأسه المعارض خوان غوايدو، الذي نصّب نفسه رئيساً بالوكالة، بل يكتفي «بالإشارة إلى السلطة الدستورية» للبرلمان. ويحضّ النص الأميركي على «المبادرات السلمية وذات المصداقية» لإنهاء الأزمة التي تشهدها فنزويلا، وهو ما لم يكن موجوداً في النص السابق، ويطلب من الأمين العام للأمم المتحدة استخدام «وساطته» لتأمين اقتراع رئاسي موثوق.

وعلى الرغم من ذلك، فإن النص الأميركي المحدث، الذي حصل على غالبية الأصوات التسعة المطلوبة، بيد أنه لم يمر بسبب تصويت روسيا والصين، اللتين تحظيان بامتياز «الفيتو»، ضده. وكذلك فعلت جنوب أفريقيا. وامتنعت عن التصويت كل من إندونيسيا وساحل العاج وغينيا الاستوائية.

وقبل التصويت على النص الأميركي، قال المندوب الروسي الدائم لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا إن مشروع القرار «ليست لديه فرصة نجاح» في مجلس الأمن، متهماً الولايات المتحدة بأنها «تريد استخدام ذلك ذريعة للتدخل في الشأن الداخلي لبلد آخر ذات سيادة». وأضاف أن بلاده تدعو إلى «نهج بناء قائم على احترام ميثاق الأمم المتحدة ومبادئ القانون الدولي»، معتبراً أن مشروع القرار الروسي يتضمن دعوة إلى حل سلمي للأزمة على أساس حوار داخلي بين السلطات والمعارضة، بما في ذلك، في إطار الخطة التي اقترحتها المكسيك والأوروغواي ومجموعة الكاريبي، والمعروفة بـ«آلية مونتيفيديو». ورفض فكرة حل الأزمة بالقوة، مشيراً إلى أن موسكو «لا تساورها أي أوهام بخصوص عدم استعداد واشنطن للاستماع إلى صوت العقل واتباع نهج بناء تجاه فنزويلا». واعتبر أن القرار الأميركي، لو صدر، كان سيشكل سابقة لأنه «يعزل رئيساً ويعين رئيساً آخر» في دولة ذات سيادة. وأضاف أن «الولايات المتحدة تتعنت في تصعيدها (...) والهدف منه هو تغيير النظام». وقال المبعوث الأميركي أليوت أبرامز، إن «نظام مادورو حشد العصابات المسلحة والبلطجية والمجرمين من السجون» للسيطرة على الحدود الفنزويلية، ما أدى إلى إضرام النيران في المساعدات الإنسانية واستهداف الفنزويليين بالرصاص والضرب والقتل، لأنهم حاولوا إدخال الطعام والدواء إلى فنزويلا. وعبر المندوب البيروفي غوستافو ميزا - غوادرا، الذي صوت مع القرار الأميركي عن الأسف لاستخدام حق «الفيتو». ويعرب المشروع الروسي عن قلقه من التهديدات باستخدام القوة ضد فنزويلا، والتدخل في الشؤون الداخلية للبلاد، ويحث على التوصل إلى تسوية سلمية لنزاع سياسي، معيداً تأكيد دور الحكومة الأساسي في إطلاق المساعدة الدولية.

 

الشرطة الكندية تحقق في اتهامات بالفساد تطال رئيس الوزراء/القضية تخص شركة هندسية عملت في مشاريع إنشائية بليبيا خلال حكم القذافي

أوتاوا/الشرق الأوسط/02 آذار/19/في قضية تحوّلت إلى أزمة سياسية تهزّ الحكومة الليبرالية الكندية، قبل أشهر قليلة من الانتخابات التشريعية، أكدت الشرطة الفيدرالية الكندية أنها تسلمت رسالة من المعارضة الكندية تطالبها بإجراء تحقيق حول رئيس الوزراء جاستن ترودو والمقربين منه، بعد تصريحات ضده واتهامات بالفساد أدلت بها وزيرة سابقة للعدل. واتهمت جودي ويلسون رايبولد، ترودو والدائرة القريبة منه، بممارسة ضغوط «غير مناسبة عليها للتوصل إلى اتفاق ودي مع (إس إن سي - لافالان)»، وتجنيب هذه المجموعة الهندسية الكندية للأشغال العامة التعرض إلى المحاكمة. وتخضع هذه المجموعة للتحقيق بشأن فضيحة فساد واسعة مرتبطة بليبيا. وكان قد قدّم جيرالد باتس، كبير مستشاري ترودو، استقالته من الحكومة لكي ينصرف «للدفاع عن نفسه» في مواجهة الاتهامات للحؤول دون محاكمة الشركة. وباتس الذي يعتبر الساعد الأيمن لرئيس الوزراء ومهندس الانتصار الذي حقّقه ترودو في انتخابات 2015، أكّد لدى إعلانه استقالته من الحكومة أنّه لم يحاول البتّة الضغط على النيابة العامّة لتجنيب شركة «إس إن سي - لافالين» المحاكمة، والاستعاضة عن ذلك باتفاق ودّي بين الشركة الهندسية العملاقة والقضاء الكندي. وقال باتس في كتاب الاستقالة، «أنفي نفياً قاطعاً المزاعم التي تفيد بأنني، أو أي فرد آخر من الحكومة، حاولنا أن نؤثّر على قرار السيدة ويلسون - إيبولد. نحن نحترم الدور الفريد الذي يؤدّيه وزير العدل». وأضاف: «لكنّ حقيقة الأمر أنّ هذه المزاعم موجودة. لا يمكن لهذه المزاعم، ولا ينبغي لها، بأي حال من الأحوال، أن تعرقل العمل الأساسي الذي يؤدّيه رئيس الوزراء ومكتبه باسم جميع الكنديين. إنّ سمعتي هي مسؤوليتي، ومن واجبي أن أدافع عنها». وسارع ترودو إلى التعليق على استقالة كبير مستشاريه، مؤكداً في تغريدة على «تويتر» أن «جيرالد باتس خدم حكومتنا، وبلدنا، بنزاهة وحكمة وتفانٍ. أودّ أن أشكره على خدمته وصداقته الراسخة». وتضغط المعارضة على رئيس الوزراء لحمله على الكشف عن كل ما يتعلّق بهذه القضية. وفي رسالة وجهها الخميس إلى مفوضة الشرطة بريندا لوكي، التي تترأس الدرك الملكي في كندا، قال زعيم الحزب المحافظ أكبر حزب معارض في كندا، أندرو شير، إنه «يحق للكنديين التخوف من مخالفة لقانون العقوبات» ارتكبها رأس هرم السلطة في الدولة الكندية.

وقالت الشرطة الفيدرالية الكندية لوكالة الصحافة الفرنسية، «نؤكد أننا تسلمنا الرسالة (...) ونقوم بدراستها». وأكدت الوزيرة السابقة التي انسحبت قبل أسبوعين من الحكومة الليبرالية، أمام أعضاء لجنة العدل في مجلس النواب أنها واجهت «تهديدات مبطنة» تدعوها إلى تنفيذ توصيات مكتب رئيس الوزراء. ولم تستسلم الوزيرة السابقة للضغوط فيما التحقيق مستمر في هذه الفضيحة. وكانت صحيفة «غلوب آند ميل» نشرت هذه المعلومات في السابع من فبراير (شباط)، قبل أن تؤكدها وزيرة العدل السابقة في مجلس النواب.

وهذه أسوأ أزمة سياسية تشهدها كندا منذ تسلّم ترودو مقاليد الحكم، كما أنّ ارتدادات هذه القضية انعكست سلباً على حزبه الليبرالي قبل أشهر قليلة من الانتخابات التشريعية المقرّرة في أكتوبر (تشرين الأول).

وكتب شير الذي دعا قبيل ذلك إلى استقالة ترودو، في رسالته، أن «القضية تبدو مخالفة فاضحة للقانون» تستحق أن يجري الدرك الملكي «تحقيقاً عادلاً وشاملاً في كل عمل جنائي ورد فيها».

وحسب الشرطة، فإن شركة «إس إن سي لافالين» قدّمت لمسؤولين ليبيين وشخصيات أخرى، 48 مليون دولار كندي، «لإقناعهم باستخدام مناصبهم للتأثير على أعمال أو قرارات» الحكومة الليبية. وحصلت وقائع الاتهامات المفترضة بين 2001 و2011، العام الذي سقط فيه نظام العقيد الليبي الراحل معمّر القذافي. وأشرفت الشركة الكندية على مشروعات بمليارات الدولارات في ليبيا، بما في ذلك بناء سجن خارج طرابلس ومطار في بنغازي. وتتعلق الاتهامات بمشروع «النهر الصناعي العظيم» لتوفير المياه العذبة لمدن طرابلس وبنغازي وسرت، الذي يعدّ من أكبر المشروعات المائية في العالم. وتوظف الشركة 50 ألف شخص في أنحاء العالم، وفي حال أدانها القضاء الكندي ستكون ممنوعة من التقدّم بعروض لمشروعات حكومية كندية. وأشار استطلاع للرأي نشرت نتائجه الأسبوع الماضي إلى أن المحافظين يتقدمون على الليبراليين بقيادة ترودو في نوايا التصويت، قبل 8 أشهر من الانتخابات التشريعية.

وأكد ترودو، الخميس، أنه هو والدائرة المقربة منه «تصرفوا بشكل لائق ومهني دائماً» عندما ناقشوا ملف المجموعة الكندية مع وزيرة العدل السابقة. وكان لاتفاق ودّي بين «إس إن سي - لافالان» والقضاء أن يسمح لهذه المجموعة العملاقة للأشغال العامة بالإفلات من حكم قد يؤثر على مستقبلها. وقال ترودو: «لست موافقاً إطلاقاً على استنتاجات ويسلون ريبولد». وأضاف: «كافحنا دائماً من أجل الوظائف، ونحن قادرون على القيام بذلك في إطار احترام القانون». وكانت صحيفة «غلوب آند ميل» التي فجّرت هذه الفضيحة قبل أسبوعين، أفادت بأن مكتب رئيس الحكومة مارس عبثاً ضغوطاً لكي يبرم المدعون العامون اتفاقاً مع الشركة الهندسية تدفع بموجبه الأخيرة غرامة مالية مقابل تجنيبها المحاكمة التي يمكن أن تطول، وأن تكون عواقبها كارثية عليها. وحسب الصحيفة الصادرة في تورونتو، فإنّ وزيرة العدل السابقة «تجاهلت» أوامر مكتب رئيس الوزراء بأن تطلب من النيابة العامة إجراء تسوية مع الشركة.

ولكنّ رفض جودي ويلسون رايبولد الامتثال لأوامر رئاسة الوزراء، لم يمرّ مرور الكرام، بل كلّفها منصبها، إذ إنّ ترودو بدّل حقيبتها في منتصف يناير (كانون الثاني) من العدل إلى شؤون قدامى المحاربين، في خفض لمرتبتها لم يستمر طويلاً، إذ إنّ الوزيرة استقالت من الحكومة برمّتها.

 

كندا تبدأ إجراءات تسليم مسؤولة «هواوي» لواشنطن... وبكين تحتج

أوتاوا/الشرق الأوسط/02 آذار/19/بدأ القضاء الكندي، أمس (الجمعة)، إجراءات تسليم المديرة المالية لمجموعة «هواوي» الصينية للاتصالات، مينغ وانتشو، ما يثير غضب الصين التي رأت في ذلك «حادثاً سياسياً خطيراً» يمكن أن يعمق الأزمة الدبلوماسية بين البلدين. وبعد شهر من نشر القضاء الأميركي محضر اتهام المجموعة ومديرتها المالية وانتشو التي أوقفت في ديسمبر (كانون الأول) الماضي في فانكوفر، أعلنت حكومة أوتاوا أن «الموظفين في وزارة العدل الكندية أصدروا مذكرة تمهد لعملية التسليم». وتتهم وزارة العدل الأميركية «هواوي» ومديرتها المالية بالالتفاف على العقوبات الأميركية المفروضة على إيران، وكذلك بسرقة أسرار صناعية من مجموعة «تي موبايل» الأميركية للاتصالات، عبر فرعين لها. ونفت المجموعة الصينية مرات عدة أن تكون ارتكبت أي مخالفة، وتؤكد أنه «لا علم لها بأي أفعال مسيئة ارتكبتها وانتشو». واحتجت الصين رسمياً، اليوم (السبت)، لدى السلطات الكندية، وأكدت ناطقة باسم وزارة الخارجية الصينية لو كانغ: «الاستياء الشديد والاعتراض الحازم» لبكين على ذلك. وذكر القضاء الكندي أن قرار بدء إجراءات التسليم «يأتي بعد دراسة معمَّقة ودقيقة للدليل في هذه القضية». وأضافت النيابة الكندية: «هناك أدلة كافية ستُقدم إلى القاضي المختص لاتخاذ قرار»، مشددةً على أن «الاستماع إلى طلب التسليم ليس جلسة محاكمة». وأفرج عن مينغ وانتشو ابنة مؤسس مجموعة «هواوي»، بشروط في منتصف ديسمبر في فانكوفر حيث تملك منزلين، بعدما سلمت جواز سفرها. وقد دفعت كفالة قدرها عشرة ملايين دولار كندي (6.6 مليون يورو) ووافقت على وضع سوار إلكتروني. وأوضح القضاء الكندي أنها ستمثل الأربعاء المقبل أمام قاضٍ «لتأكيد صدور مذكرة تمهيدية وتحديد موعد لجلسة النظر في طلب تسليمها». وتسبب توقيف وانتشو في أزمة دبلوماسية غير مسبوقة بين أوتاوا وبكين. وترى الصين في هذه الخطوة استهدافاً لمجموعة «هواوي»، رغم أن رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو نفى منذ البداية حصول «أي تدخل سياسي» مؤكداً أن كندا «دولة قانون». وأكدت النيابة العامة الكندية أن قرار أمس «اتخذ من قبل موظفي وزارة العدل في كندا الذين ينتمون إلى إدارة عامة غير حزبية»، مشددة على أن «كندا بلد تحكمه أولوية القانون». ومنذ توقيف وانتشو، أوقفت السلطات الصينية كنديين، فيما قضت محكمة صينية بإعدام ثالث. لكن بكين تؤكد أن هذه الإجراءات لا صلة لها بقضية «هواوي». ويعود القرار النهائي في قضية تسليم وانتشو إلى وزير العدل الكندي الجديد ديفيد لاميتي. وتأتي هذه القضية بينما تمر حكومة ترودو بأسوأ أزمة سياسية منذ وصوله إلى السلطة في 2015. فقد طلب زعيم أكبر حزب معارض في كندا من الشرطة الفيدرالية في البلاد إجراء تحقيق حول رئيس الوزراء والمقربين منه بعد تصريحات ضده أدلت بها وزيرة سابقة للعدل. واتهمت جودي ويلسون رايبولد الأربعاء ترودو والأوساط المقربة منه بممارسة ضغوط «غير مناسبة عليها للتوصل إلى اتفاق ودي مع إس إن سي - لافالان»، وتجنيب هذه المجموعة الكندية للأشغال العامة التعرض إلى المحاكمة. وتخضع هذه المجموعة لتحقيق بشأن فضيحة فساد واسعة.

 

موسكو تشدد على «ضمان مشاركة الأكراد» في العملية السياسية

موسكو: رائد جبر/الشرق الأوسط/02 آذار/19/جددت موسكو التزامها بضمان مشاركة المكون الكردي في العملية السياسية في سوريا «بشكل متساو مع كل المكونات الإثنية والدينية الأخرى». وأجرى المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى الشرق الأوسط ودول أفريقيا نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف جولة محادثات، أمس، مع القيادي في حزب «الاتحاد الديمقراطي» خالد عيسى، ركزت على تطورات الوضع في سوريا، وآفاق إطلاق العملية السياسية، وفق ما جاء في بيان أصدرته الخارجية الروسية.وأفاد البيان بأنه تمت خلال اللقاء «مناقشة التطورات في سوريا، مع التركيز على وحدة أراضيها، وضمان مشاركة ممثلي الأكراد في عملية التفاوض، بشكل متساوٍ مع المكونات الإثنية والدينية الأخرى في سوريا». وشكلت المحادثات استكمالاً لحوار بدأته موسكو مع أطراف عدة تمثل الأكراد السوريين، إذ كان بوغدانوف قد استقبل قبل يومين وفداً ضم سياسيين، بينهم سعد الدين ملا وصلاح درويش وأحمد علي. وأكد الدبلوماسي الروسي خلال اللقاء «موقف موسكو المبدئي بشأن ضرورة مشاركة ممثلي الأكراد في تقرير مصير سوريا». وجاء في بيان أصدرته الخارجية بعد اللقاء أنه جرى «تبادل الآراء حول آفاق تسوية الأزمة السورية، مع الحفاظ على وحدة وسيادة وسلامة أراضي البلاد». وكانت موسكو قد أكدت في وقت سابق أن التزامها مع أنقرة بضمان المصالح الأمنية لتركيا، بما في ذلك على صعيد الترتيبات التي يمكن التوصل إليها في منطقة الشمال السوري، لا يتعارض مع الموقف الثابت حيال ضرورة تمثيل كل مكونات الشعب السوري في الحوارات السياسية الهادفة إلى وضع أسس التسوية النهائية في البلاد.

وتعد هذه واحدة من النقاط التي لم يتم التوصل إلى توافقات نهائية بشأنها بين موسكو وأنقرة التي تعارض مشاركة ممثلي حزب «الاتحاد الديمقراطي» وعدد من الأحزاب الكردية الأخرى في الحوارات السياسية، وتصنفها ضمن المنظمات الإرهابية.

وعلى صعيد آخر، أعلن رئيس مركز الدفاع الوطني الروسي ميخائيل ميزنتسيف أن وزارة الدفاع الروسية طلبت من الخارجية الروسية العمل ضمن القنوات الدبلوماسية مع ممثلي الولايات المتحدة، لضمان دخول ست قوافل إنسانية إلى مخيم الركبان من دون عوائق. وقال ميزنتسيف: «أطلب على الفور من جميع المنابر الدولية، خصوصاً في نيويورك وواشنطن وجنيف وعمّان، توسيع نطاق العمل مع الزملاء الأميركيين بشأن وصول جميع قوافل السيارات الست إلى منطقة التنف التي يوجدون فيها بشكل غير قانوني. أطلب منكم إبلاغي بالنتائج قبل الساعة 14:00 من اليوم (أمس)». كما طلب رئيس مركز الدفاع الوطني الروسي «عن طريق الخط الدبلوماسي الروسي، تقديم كل المساعدات اللازمة للزملاء السوريين لإعلام المنظمات الدولية والحكومات الأجنبية عن أنشطة القيادة السورية، لحل الأزمات الإنسانية لمخيم الركبان» على الحدود مع الأردن. وقال إن مركز الدفاع الوطني خاطب رئيس المركز الروسي للمصالحة سيرغي سولوماتين بطلب إطلاق «عمل متكامل عبر كل السبل الممكنة لإبلاغ المواطنين السوريين الموجودين في مخيم الركبان بوصول قوافل السيارات لإجلائهم». وكانت موسكو قد اتهمت واشنطن أكثر من مرة بعرقلة وصول المساعدات الإنسانية إلى المخيم الذي يقيم فيه نحو 50 ألف نازح في ظروف معيشية قاسية، وطالبت بتفكيك المخيم ونقل النازحين منه إلى مواقع جهزتها الحكومة السورية. وفي المقابل، نفت موسكو في الوقت ذاته اتهامات أميركية بأنها تعمل على تعقيد الوضع الإنساني في مخيم الركبان، وتستعد لتعريض المدنيين فيه إلى تهديد، عبر تأييدها تلويح دمشق بشن عملية عسكرية لإخلائه.

 

أنقرة تواصل اتصالاتها مع واشنطن وموسكو حول الملف السوري وتقارير عن رغبة 15 ألفاً من «هيئة تحرير الشام» في الانضمام إلى فصيل تدعمه تركيا

أنقرة: سعيد عبد الرازق/الشرق الأوسط/02 آذار/19/واصلت تركيا اتصالاتها مع كل من واشنطن وموسكو حول الوضع في سوريا والانسحاب الأميركي والمنطقة الآمنة المزمع إقامتها في شرق الفرات والتي ترغب تركيا في أن تكون السيطرة عليها لها وحدها.

وفي هذا الإطار، أجرى وزير الدفاع التركي خلوصي أكار اتصالاً هاتفياً مع نظيره الأميركي بالوكالة باتريك شاناهان لبحث آخر التطورات في سوريا، بحسب ما جاء في بيان لوزارة الدفاع التركية. وأوضح البيان أن الاتصال بين الوزيرين جرى ليلة الخميس - الجمعة، وتم خلاله بحث آخر التطورات في سوريا، وسحب واشنطن قواتها منها، والمنطقة الآمنة، وتنفيذ اتفاق خريطة الطريق في منبج.والأسبوع الماضي، التقى الوزيران الأميركي والتركي بالإضافة إلى رئيسي أركان البلدين في واشنطن والأسبوع الماضي، وتناولت المباحثات خطة الانسحاب الأميركي من سوريا والمنطقة الآمنة ومنبج.

وعشية الاجتماع أجرى الرئيس التركي رجب طيب إردوغان اتصالاً هاتفياً بنظيره الأميركي دونالد ترمب لمناقشة الملف السوري. وأعلن ترمب الأسبوع الماضي أن القوات الأميركية ستنسحب من سوريا، لكنه أشار إلى إمكانية الإبقاء على 400 من عناصرها، 200 منهم في المنطقة الآمنة المقترحة.

في السياق ذاته، أجرى وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو اتصالاً بنظيره الروسي سيرغي لافروف لبحث الملف السوري. وكان لافروف تحدث الثلاثاء الماضي عن إقامة منطقة عازلة على الحدود التركية - السورية وإمكانية نشر عناصر من الشرطة العسكرية الروسية فيها بالتنسيق مع دمشق، داعياً أيضا إلى مراعاة حقوق الأكراد. وأشار إلى أن بلاده لا تنظر إلى القوات الكردية على أنها تنظيم إرهابي. واعتبر الرئيس التركي إردوغان أن لافروف خانه التعبير باستخدام تعبير «القوات الكردية».

في سياق متصل، قال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» إن «قوات سوريا الديمقراطية» التي تشكل «وحدات الشعب الكردية» غالبية قوامها، شددت الإجراءات على الحواجز الممتدة من منبج إلى الحدود السورية – العراقية للتصدي لعمليات تهريب عناصر من تنظيم داعش الإرهابي نحو تركيا.

وذكر «المرصد» أن قوات «سوريا الديمقراطية» نشرت عناصر من شرطتها العسكرية على أغلب حواجزها في منطقة شرق الفرات ومنطقة منبج عند الضفاف الغربية لنهر الفرات، وبالأخص تلك المنتشرة على الطرق الواصلة من دير الزور ومزارع الباغوز إلى منبج ومناطق سيطرة قوات عملية «درع الفرات» في القطاع الشمالي الشرقي من ريف حلب. وأشار «المرصد» إلى أنه حصل على معلومات من عدد من المصادر الموثوقة عن عمليات نقل متواصلة لعناصر تنظيم داعش من مناطق ًوجوده في ريف دير الزور، وصولا إلى مناطق سيطرة قوات عملية «درع الفرات» المدعومة من تركيا.

وقالت المصادر إن عدد العائلات التي خرجت من المزارع التي يوجد فيها التنظيم بين منطقة الباغوز ومناطق سيطرة قوات عملية «درع الفرات» في الريف الشمالي الشرقي لحلب، وصل لأكثر من 142 عائلة. وأكدت أن عناصر «داعش» المتجهين إلى تركيا يحملون مبالغ مالية ضخمة، وأن عمليات التهريب تشمل أيضا الآثار. على صعيد آخر، ذكرت تقارير صحافية تركية أن ما يقرب من 15 ألف مقاتل من «هيئة تحرير الشام» (التي تشكل «جبهة النصرة» سابقاً غالبية قوامها)، من أصل نحو 20 ألفاً، يرغبون في الانضمام إلى فصيل «الجيش الوطني»، القوة التي أنشأتها تركيا في محاولة لتوحيد المعارضة في شمال غربي سوريا. وذكرت التقارير أن أنقرة تعمل على التمييز بين ما تعتبره عناصر معتدلة ضمن «الهيئة» وأخرى متشددة في إطار صيغة لإقناع موسكو بالعدول عن القيام بعملية عسكرية موسعة في إدلب.

 

«قوات سوريا الديمقراطية» تبدأ الهجوم الأخير على «جيب داعش» استكمال إجلاء المدنيين المحاصرين في ريف دير الزور... وتوقعات بـ«معركة شرسة»

دير الزور (سوريا) - لندن/الشرق الأوسط/02 آذار/19/أعلن متحدث باسم «قوات سوريا الديمقراطية»، مساء أمس، بدء الهجوم على آخر جيب لتنظيم داعش في بلدة الباغوز بريف دير الزور شرق سوريا. جاء هذا الإعلان وسط توقعات بـ«معركة شرسة» مع المقاتلين المتحصنين في الجيب، وبعد جدل حول قول الرئيس الأميركي دونالد ترمب، إن المتشددين طُردوا من جميع الأراضي التي كانوا يسيطرون عليها، وهو أمر نفاه مسؤولون ميدانيون في بداية الأمر، قبل تأكيد انطلاق الهجوم النهائي. وكتب المتحدث باسم «قوات سوريا الديمقراطية» مصطفى بالي، في تغريدة، «بعد أن استكملت قواتنا إجلاء المدنيين من الباغوز وتحرير مقاتلينا الذين كانوا مختطفين لدى (داعش)، لم يتبق في الباغوز سوى الإرهابيين»، حسب وكالة الصحافة الفرنسية. وأضاف: «لذلك بدأت قواتنا التحرك العسكري والاشتباك مع الإرهابيين لاستكمال تحريرها نهائياً».

ولفتت وكالة «رويترز»، من جهتها، إلى أن «قوات سوريا الديمقراطية» الكردية - العربية، تتأهب منذ أسابيع لاقتحام آخر جيب لـ«داعش» في الباغوز المحاصرة بالقرب من الحدود العراقية، لكن العملية تعطلت بسبب جهود إجلاء آلاف المدنيين من هناك.

وقالت الأمم المتحدة، أمس الجمعة، إن ما لا يقل عن 84 شخصاً، نحو ثلثيهم من الأطفال، لقوا حتفهم منذ ديسمبر (كانون الأول)، وهم في طريقهم إلى مخيم الهول في شمال شرقي سوريا الذي استقبل آلاف النازحين بعد خروجهم من الجيب الخاضع لسيطرة «داعش» في الباغوز.

ويعد هذا الجيب، الذي يقع على الضفة الشرقية لنهر الفرات، آخر منطقة مأهولة لا تزال تحت سيطرة المتشددين. وعلى الرغم من أن استرداد الباغوز يمثل نصراً كبيراً في الحرب ضد «داعش»، فإن التنظيم ما زال يشكل تهديداً أمنياً، حيث يستخدم أساليب حرب العصابات، ولا يزال يسيطر على بعض الأراضي في منطقة نائية غرب نهر الفرات، حسب ما أشارت «رويترز». وقال مصطفى بالي رئيس المكتب الإعلامي لـ«قوات سوريا الديمقراطية»، لـ«رويترز»، إن متشددي «داعش» لا يزالون متحصنين داخل المنطقة، ولم يستسلموا، وما زال هناك مدنيون أيضاً داخل الجيب. وأضاف أن «قوات سوريا الديمقراطية» تعتزم إجلاء مجموعة كبيرة أخرى من المدنيين (وهو أمر يتوقع أن يكون حصل أمس الجمعة، قبل بدء الهجوم الأخير). وأضاف: «لن نقتحم القرية ونعلنها محررة إلا إذا تأكدنا تماماً من خروج المدنيين. نتوقع معركة شرسة».

وقالت «قوات سوريا الديمقراطية»، من قبل، إن الكثير من المتشددين الذين غادروا الباغوز من المقاتلين الأجانب. وغادر نحو 40 ألف شخص المنطقة التي يسيطر عليها المتشددون في الشهور الثلاثة الماضية، بينما تسعى «قوات سوريا الديمقراطية» لطرد التنظيم المتشدد من الجيوب المتبقية تحت سيطرته. وفاق عدد النازحين من الباغوز التقديرات الأولية بشأن عدد الموجودين بالداخل.  وصرح قائد في «قوات سوريا الديمقراطية» لـ«رويترز»، أول من أمس، الخميس، بأن الكثير من الأشخاص الذين غادروا الباغوز كانوا يختبئون في كهوف وأنفاق.

وقال متحدث باسم التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة، ويدعم «قوات سوريا الديمقراطية»، إن القوات التي يقودها الأكراد تتبع منهجاً «متأنياً ومدروساً» في الباغوز، حسب «رويترز». وقال الكولونيل شون رايان «إنهم يتعاملون مع عدة مشكلات، ويحاولون تحقيق الاستقرار في المنطقة».

وأعلن التحالف، الخميس، مقتل المتشدد الفرنسي فابيو كلان في الباغوز. وكان كلان سجل بصوته إعلان المسؤولية عن الهجمات التي وقعت في باريس في نوفمبر (تشرين الثاني) عام 2015.

ويوجد نحو 2000 من القوات الأميركية في سوريا يدعمون بشكل أساسي «قوات سوريا الديمقراطية» في معركتها ضد «داعش». وأعلن ترمب في ديسمبر (كانون الأول) أنه سيسحب جميع القوات الأميركية من سوريا، لأن تنظيم داعش هُزم بالفعل، وهو القرار الذي صدم حلفاء الولايات المتحدة وكبار مساعدي ترمب ودفع وزير الدفاع جيمس ماتيس للاستقالة. لكن البيت الأبيض تراجع بعد ذلك عن هذا القرار جزئياً، معلناً بقاء نحو 400 جندي أميركي في سوريا.

 

تراجع نسبي للتصعيد العسكري بين الهند وباكستان

إسلام أباد/الشرق الأوسط/02 آذار/19/تراجع نسبياً التصعيد بين الهند وجارتها باكستان اليوم (السبت) بعدما سلمت إسلام اباد طيارا هنديا أسيرا، وسط جهود من قوى عالمية لمنع نشوب حرب بين الجارتين المسلحتين نووياً. وفي مراسم تسليم رفيعة المستوى بثّها التلفزيون، عبر الطيار أبهيناندان، الذي صار رمزا لأقوى اشتباك بين الهند وباكستان منذ سنوات، الحدود عائدا إلى بلاده مساء أمس (الجمعة). وتواصل القصف اليوم على جانبي خط المراقبة الذي يفصل بين الجزء الواقع تحت سيطرة الهند من كشمير والجزء الواقع تحت سيطرة باكستان، وهو ما تكرر على مدى الأسابيع الماضية. وقال الجيش الباكستاني اليوم إن سلاحي الجو والبحرية "ما زالا في حالة تأهب وحذر"، مع مقتل اثنين من جنوده بعد تبادل لإطلاق النار مع قوات هندية بمحاذاة خط المراقبة. وفي المقابل، أفاد الجيش الهندي اليوم بأن باكستان أطلقت قذائف هاون عبر الخط. واعتبرت باكستان أن إطلاق الطيار الأسير هو "بادرة حسن نية بهدف خفض التوتر المتصاعد مع الهند" والمستمر منذ أسابيع مما هدد بنشوب حرب بين البلدين اللذين تبادلا شن الضربات الجوية قبل أيام. وأثار هذا التصعيد قلق قوى عالمية منها الصين والولايات المتحدة اللتان حضّتا الهند وباكستان على ضبط النفس لتجنب نشوب صراع جديد بين الجارتين اللتين خاضتا ثلاث حروب منذ الاستقلال عن بريطانيا عام 1947. وتصاعد التوتر بينهما سريعا بعد تفجير سيارة مفخخة في 14 فبراير (شباط) الماضي أسفر عن مقتل 40 من قوات الأمن الهندية على الأقل في الشطر الهندي من كشمير. واتهمت الهند باكستان بتوفير ملاذ لجماعة "جيش محمد" التي كانت وراء هذا الهجوم، وهو ما نفته باكستان، وتوعد رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي برد قوي. وقُتل أمس أربعة جنود هنود ومدني واحد في اشتباك مع متشددين في كشمير الهندية، كما قُتل ثلاثة آخرون وأصيب رابع بقصف باكستاني. وقال الجيش الباكستاني إن مدنيين قُتلا وأصيب آخران منذ ظهر أمس في الشطر الباكستاني من كشمير بقذائف أطلقتها القوات الهندية.

 

أنقرة: نتفاوض مع واشنطن بشأن صفقة «باتريوت»

أنقرة/الشرق الأوسط/02 آذار/19/قال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو أمس (الجمعة) إن تركيا والولايات المتحدة تتفاوضان بشأن عرض واشنطن بيع نظام «باتريوت» الدفاعي الصاروخي لأنقرة.  ونقلت وكالة أنباء «الأناضول» الرسمية التركية عن جاويش أوغلو قوله: «الولايات المتحدة قالت إنها يمكن أن تبيع صواريخ (باتريوت) والوفدان يتفاوضان». جاءت تلك التصريحات بعد أن ذكرت وكالة بلومبرغ أن تركيا رفضت عرضا أميركيا لتسليم نظام باتريوت بنهاية العام. وأضاف جاويش أوغلو، وفق «الأناضول»، أن الولايات المتحدة ذكرت خلال المفاوضات أنها يمكن أن تسلم نظاما في موعد أقرب وذلك بعد اعتراض تركيا على مواعيد التسليم، مشيرا إلى أن إمكانية الإنتاج المشترك أو نقل التكنولوجيا أمر مهم أيضا لأنقرة. وحذرت الولايات المتحدة شريكتها في حلف شمال الأطلسي تركيا من شراء نظام دفاع صاروخي روسي، وقالت إنه لا يمكن أن يتكامل مع الدفاعات الجوية للحلف. وقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن بلاده لا تزال ملتزمة بصفقة شراء منظومة صواريخ «إس-400» من روسيا. وقال جاويش أوغلو إن منظومة إس-400 «ستُسلم قرب نهاية العام في الخريف. اشترينا أنظمة (إس-400) لأننا لم نتمكن من شراء أنظمة (باتريوت)». وقال مسؤولون أميركيون إن مضي تركيا قدما في صفقة أنظمة «إس-400» الروسية سيدفع واشنطن لسحب عرض بيع صواريخ باتريوت التي تصنعها رايثيون لأنقرة، وقد يمنع أيضا بيع مقاتلات لتركيا ويتسبب في فرض عقوبات عليها. وتقدر قيمة صفقة صواريخ باتريوت بنحو 3.5 مليار دولار.

 

البنتاغون يؤكد مقتل «داعشي» فرنسي {أبو أنس} قُتل الأسبوع الماضي

واشنطن: «الشرق الأوسط»/الشرق الأوسط/02 آذار/19/أكد البنتاغون، يوم الجمعة، قتل الداعشي الفرنسي فابيان كلان، الذي كان اعتنق الإسلام، وسمى نفسه «أبو أنس الفرنسي»، الذي يعتبر متورطاً في هجمات إرهابية في فرنسا قبل سفره إلى سوريا والعمل مع «داعش». وكان البنتاغون اشترك في إصدار بيان باسم التحالف الدولي، يوم الخميس، أكد فيه القتل. وقال التحالف في تغريدة بموقع «تويتر»، إنه شنّ غارة بالباغوز، المعقل الأخير لـ«داعش» في شرق سوريا، وإن الغارة قتل فيها «مسؤول فعّال عن الدعاية في تنظيم داعش، يسمى أبو أنس الفرنسي، ويعرف أيضاً باسم فابيان كلان». وأكد التحالف بهذه التغريدة معلومات رددتها الأسبوع الماضي، مصادر إخبارية. وقال بيان أصدره التحالف، إنه «يواصل استهداف تنظيم داعش في سوريا». وفي الوقت نفسه يعمل لمنع أعضاء التنظيم من العودة مجدداً إلى القتال. وفي الأسبوع الماضي، قالت مصادر أمنية فرنسية إنّ كلان، الذي تبنى في تسجيل صوتي باسم تنظيم داعش هجمات نوفمبر (تشرين الثاني) في عام 2015 في باريس، قُتل في ذلك الأسبوع، خلال غارة جوية، وأن عمره 41 عاماً، وأنه ولد في تولوز، جنوب غربي فرنسا. وحسب إذاعة «فرانس إنتر» الفرنسية، التي كان أول مصدر إعلامي أعلن القتل، فإن شقيق فابيان، جان ميشال، وهو متطرف فرنسي أيضاً، أصيب بجروح بالغة خلال الضربة الجوية، وأنهما استهدفا عندما دخلا معاً منزلاً كانت تراقبه طائرات «درون» (من دون طيار). وأضافت الإذاعة أن خبراء استخبارات وإرهاب فرنسيين كانوا أكدوا أن فابيان هو الذي سجل الإعلان الصوتي للإرهابيين عن هجمات عام 2015. وكانت الهجمات أسفرت عن قتل 130 شخصاً، وجرح المئات. وبعد إثبات تورّطه، مع شقيقه، أصدر قضاة التحقيق مذكرة توقيف بحقهما في عام 2018. قبل ذلك، كان فابيان اعتنق الإسلام في التسعينيات، وأصبح متشدّداً، وأن شقيقه، أيضاً، اعتنق الإسلام، وصار متشدداً، وفي 2009 حكم على فابيان بالسجن خمس سنوات مع متطرف آخر فرنسي يدعى توماس بارنوان. وبعد خروجه من السجن، صار، مع شقيقه، من عناصر التنظيم المتطرف، وكانا مقرّبين من الخلية التي نفذت هجمات باريس وبروكسل في عامي 2015 و2016. وهما، عكس غيرهما، صمما على القتال حتى النهاية، ورفضا الاستسلام، أو الهروب من سوريا، حتى حاصرتهما القوات الدولية في آخر معاقل «داعش».

 

أميركا «راضية» عن إمدادات النفط في ظل العقوبات على إيران

واشنطن/الشرق الأوسط/02 آذار/19/قال فرانك فانون مبعوث وزارة الخارجية الأميركية المعني بالطاقة، أمس الجمعة، إن إدارة الرئيس دونالد ترمب تشعر بارتياح لوجود نفط كاف في السوق العالمية مع مضي أشهر على برنامجها لإعادة فرض عقوبات أحادية الجانب على إيران العضو بمنظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك)، بحسب ما أوردت وكالة «رويترز» في تقرير من واشنطن. ويقضي القانون الأميركي بأن تدرس إدارة معلومات الطاقة، الذراع الإحصائية لوزارة الطاقة، ما إذا كانت الإمدادات في سوق النفط وفيرة بما يكفي لتنفيذ العقوبات. وأعادت إدارة ترمب فرض عقوبات على صادرات إيران من النفط الخام في نوفمبر (تشرين الثاني) بسبب برنامجها النووي ونفوذها في سوريا ودول أخرى في الشرق الأوسط. وتسببت العقوبات في خفض صادرات إيران بنحو النصف مقارنة مع أبريل (نيسان) الماضي إلى نحو 1.25 مليون برميل يومياً. وقال فانون متحدثاً في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن: «نحن نشعر بارتياح تام... بالنظر إلى أن إدارة معلومات الطاقة تواصل تعديل توقعاتها على أساس شهري... في الاتجاه الصعودي»، بحسب «رويترز». وأضاف قائلاً: «أعتقد أن هذه إشارة قوية جداً». وكان فانون ومسؤولون أميركيون آخرون قالوا إن هدف إدارة ترمب هو دفع صادرات إيران النفطية إلى الصفر. لكن وكالة «رويترز» قالت إن ذلك قد يكون صعباً في الواقع في ظل طلب قوي على الخام في الصين والهند على وجه الخصوص. ويرتفع إنتاج النفط بوتيرة سريعة في الولايات المتحدة، أكبر مستهلك للنفط في العالم، وهو ما يساهم في إبقاء أسواق النفط العالمية في حالة توازن. وزاد إنتاج النفط الأميركي أكثر من مليوني برميل يوميا على مدار السنة المنقضية ليسجل مستوى قياسيا مرتفعاً عند 12 مليون برميل يومياً. وفي نوفمبر (تشرين الثاني)، منحت الولايات المتحدة إعفاءات للصين وسبعة مستوردين آخرين، وهو ما يسمح لهم بالاستمرار في استيراد النفط الإيراني ما داموا يخفضون مشترياتهم بدرجة كبيرة. ومن المنتظر أن تتخذ الإدارة الأميركية قراراً في الرابع من مايو (أيار) بشأن ما إذا كانت ستجدد الإعفاءات للدول المستهلكة للنفط.

 

حركة «السترات الصفراء» لم تغيّر المعادلات الانتخابية في فرنسا

باريس/الشرق الأوسط/02 آذار/19/أحدث المحتجون من حركة "السترات الصفراء" انقلابا في المشهد السياسي الفرنسي، لكنهم لم يتمكنوا من بلبلة التوازنات الانتخابية، كما كشفت استطلاعات للرأي أظهرت حزب الرئيس إيمانويل ماكرون واليمين المتطرف في طليعة نوايا التصويت في الانتخابات الأوروبية. وبيّنت مجموعة استطلاعات للرأي أجريت في فرنسا ونشر البرلمان الأوروبي نتائجها أمس (الجمعة)، أنه إذا شكّلت حركة "السترات الصفراء" التي تهز احتجاجاتها فرنسا منذ نوفمبر (تشرين الثاني) ونجحت في فترة ما في حشد مئات الآلاف في الشارع، قائمة لخوض الانتخابات الأوروبية، فإنها لن تحصل سوى على 3.6 في المائة من الأصوات. وقال مدير "مركز العلوم السياسية للأبحاث السياسية" مارسيال فوكو: "بين مؤيدي السترات الصفراء، هناك أشخاص من خارج اللعبة السياسية وأشخاص يمتنعون عن التصويت بشكل منتظم"، مضيفاً: "ربما بالغنا بعض الشيء في فكرة أن تأييد الحركة يعني تلقائيا معارضة سياسة إيمانويل ماكرون".

وتشير الاستطلاعات إلى أن فرنسا مقبلة على مواجهة شبيهة بالتي شهدتها الدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية عام 2017 بين ماكرون ومارين لوبن، إذ توقعت لانتخابات 26 مايو (أيار) تنافساً بين "الجمهورية إلى الأمام" و"التجمع الوطني" يفوز فيها الحزب الرئاسي بـ23.5 في المائة مقابل 19.4 في المائة لليمين المتطرف. وحصل ماكرون في الدورة الأولى من الانتخابات الرئاسية الفرنسية في 23 أبريل (نيسان) 2017 على 24.01 في المائة من الأصوات، ومارين لوبن على 21.30 في المائة من الأصوات.

وقالت المحاضرة في العلوم السياسية في جامعة أفينيون كريستيل لاجييه إن "المشهد السياسي عرف انقلابا خلال الفترة الانتخابية في 2017، وحركة السترات الصفراء تندرج ضمن هذا الخط ذاته"، لكنها استدركت أن "الذين اختاروا ماكرون سيختارونه مجددا على الأرجح، وهم الذين يدلون بأصواتهم".

من جهته، أشار فوكو إلى أن "استمرار حركة السترات الصفراء لهذه الفترة الطويلة حمل بعض الأشخاص على اتخاذ موقف مؤيد لماكرون في نوايا التصويت، وهم يثقون به لطيّ صفحة هذه الحقبة".

ويظهر ناخبو "التجمع الوطني" ولاء كبيرا لحزبهم، إذ يبدي 69 في المائة من الذين انتخبوا مارين لوبن عام 2017 استعدادهم للتصويت للوائح الحزب في مايو، وفق استطلاع للرأي أجراه معهد "إيبسوس" في فبراير (شباط) وشمل 10 آلاف فرنسي. ونوايا التصويت بين مؤيدي الحزبين في هذه الانتخابات التي لا تثير تعبئة كبيرة في فرنسا، أعلى من المعدل الوطني، إذ يؤكد 56 في المائة من مؤيدي "الجمهورية إلى الأمام" و50 في المائة من مؤيدي "التجمع الوطني" أنهم سيدلون بأصواتهم، مقابل 42 في المائة من مجمل المستطلعين. كما يشير التقرير ذاته إلى أن 71 في المائة من مؤيدي الحزب الرئاسي واثقون من خيارهم، وتصل هذه النسبة إلى 77 في المائة بين أنصار اليمين المتطرف. في المقابل، يقول 28 في المائة فقط من مؤيدي تشكيل قائمة من "السترات الصفراء" إنهم واثقون من خيارهم. وأوضحت الباحثة لاجييه أن "ترجمة غضب السترات الصفراء إلى أصوات في الانتخابات الأوروبية يبدو في غاية الصعوبة"، وعزت ذلك إلى أن الحركة تعبّر عن "تراكم من مشاعر الغضب يمكن التعبير عنها بسهولة أكبر بارتداء سترة صفراء لا بتعيين ممثلين قادرين على نقل مطالب وتجسيد الغضب من خلال أصوات". وإن لم يكن من الممكن بعد وضع "توصيف عام" للمتظاهرين، رأت لاجييه أنه "يمكننا القول إن قسما كبيرا منهم لم يكونوا يعبرون عن آرائهم قبل النزول إلى الشارع في نهاية كل أسبوع لأنهم لم يكونوا يشعرون أو لم يعودوا يشعرون بأنّهم ممثَّلون". واستبعدت أن تدخل الحركة في مسار تمثيل سياسي تقليدي.

والمحتجون مختلفون منذ أسابيع على خوض الانتخابات الأوروبية، مع قيام مبادرات غير منسقة أو موضع جدل داخل الحركة. غير أن ترشحهم للانتخابات لن يكون له على ما يبدو تأثير كبير على النتائج، إذ يشير استطلاع للرأي أجراه "إيبسوس" و"سوبرا ستيريا" في 25 فبراير أنه في حال تشكيل "السترات الصفراء" قائمة، فإن "الجمهورية إلى الأمام" سيحصل على 23 في المائة من الأصوات مقابل 19.5 في المائة للتجمع الوطني، بالمقارنة مع نتيجة مماثلة للحزب الرئاسي و21 في المائة لليمين المتطرف في غياب قائمة للمحتجين.

 

واشنطن وسيول تعتزمان «وقف» مناورات عسكرية مهمة

واشنطن/الشرق الأوسط/02 آذار/19/أعلن مسؤول أميركي أن الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية تعتزمان «وقف» مناوراتهما العسكرية السنوية المشتركة، في وقت يُواصل فيه الرئيس الأميركي دونالد ترمب جهوده لتحسين العلاقات مع كوريا الشمالية، حسبما أفادت وكالة الصحافة الفرنسية. وجاءت تصريحات المسؤول الأميركي الذي اشترط عدم كشف هويته، بعد يومين من قمة بين ترمب والزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ - أون في هانوي لم تُسفر عن أي اتفاق. غير أن كلا الطرفين راغب في إبقاء باب الحوار مفتوحاً. وكان موقع «إن بي سي نيوز» الأميركي قد نقل في وقت سابق عن مسوؤلَين دفاعيَين أميركيين أنه تم تأجيل مناورات «فول إيغل» العسكرية التي تُجرى عادةً في الربيع. وتُثير المناورات العسكرية المشتركة التي يُنظمها الحليفان بانتظام، غضب بيونغ يانغ التي ترى فيها تهديداً لها. وفي السابق، كان 200 ألف جندي من كوريا الجنوبية وزهاء 30 ألف جندي أميركي يشاركون في مناورات «فول إيغل» و«كي ريسولف» العسكرية المشتركة. لكن منذ أول قمة بين ترمب وكيم في سنغافورة في يونيو (حزيران)، قلصت الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية أو ألغتا تدريبات عسكرية مشتركة عدة، ولم تعد القاذفات الأميركية تحلق فوق كوريا الجنوبية. واشتكى الرئيس الأميركي مراراً من كلفة هذه التدريبات. وأشارت «إن بي سي» إلى أن التدريبات السنوية سيُستعاض عنها بمناورات «محصورة وأكثر ارتباطاً بالمهمة».

 

كيم يستقل القطار عائداً إلى كوريا الشمالية بعد قمة مع ترمب لم تسفر عن اتفاق في فيتنام

هانوي/الشرق الأوسط/02 آذار/19/غادر قطار الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون محطة دونغ دانغ الفيتنامية اليوم (السبت) متوجهاً إلى الصين، في ختام قمة عقدها في هانوي خلال الأسبوع الحالي مع الرئيس الأميركي دونالد ترمب. وصعد كيم في هذه المحطة الواقعة في شمال فيتنام، إلى القطار الذي تحرك ببطء في هذه الرحلة الطويلة عبر الصين، كما ذكرت وكالة الصحافة الفرنسية. وكان الزعيم الكوري الشمالي قد زار في وقت سابق اليوم ضريح هو شي منه في هانوي، في اليوم الأخير من زيارته لفيتنام. وكان كيم في العاصمة الفيتنامية للقاء ترمب من أجل التوصل إلى اتفاق حول نزع السلاح النووي في شبه الجزيرة الكورية، لكن المحادثات انهارت يوم الخميس، وتم إلغاء غداء بين الزعيمين في اللحظة الأخيرة. وأفاد ترمب قبيل مغادرة فيتنام إن المحادثات انهارت بسبب مطالب كيم برفع جميع العقوبات المفروضة على بلاده قبل البدء في نزع السلاح النووي. وبعد مغادرة ترمب، بدأ كيم زيارة رسمية لفيتنام أمس (الجمعة) اجتمع خلالها مع الرئيس نجوين فو ترونغ في القصر الرئاسي.

 

تساؤلات حول جدوى دبلوماسية واشنطن بعد فشل قمة هانوي

مسؤول بالخارجية: كوريا الشمالية غير راغبة في تجميد برنامجها النووي

واشنطن: عاطف عبد اللطيف/الشرق الأوسط/02 آذار/19/أثار فشل قمة هانوي، التي جمعت الرئيس الأميركي دونالد ترمب والزعيم الكوري كيم يونغ أون، كثيرا من التساؤلات من المشرعين والمسؤولين الأميركيين، حول مدى فاعلية النهج الدبلوماسي الذي يتبعه الرئيس ترمب في المفاوضات مع الدول الأخرى. فالقمة التي جذبت كثيرا من الأنظار قبل انعقادها، وعقد عليها كثير من الآمال لوضع نهاية لشبح التهديدات النووية الكورية، لم تخرج بجديد ولم يتمكن الرئيس الأميركي حتى من انتزاع التزام واضح من الزعيم الكوري بنزع السلاح النووي بناء على جدول زمني محدد.

فيما يتعلق بالجانب الأميركي، هناك شبه إجماع على أن قرار ترمب بمغادرة القمة دون التوصل إلى اتفاق كان أفضل من التوقيع على اتفاق سيئ قد تكون عواقبه أسوأ من الوضع الراهن، ولكن محور الجدل في واشنطن الآن هو، لماذا ذهب الرئيس إلى قمة ثانية مع الزعيم الكوري إذا لم يكن هناك ضمانات، أو على الأقل مؤشرات، للتوصل إلى اتفاق مع الجانب الكوري؟ وأثير كثير من التساؤلات حول جدوى دبلوماسية ترمب التي يتبعها في علاقاته ومفاوضاته مع رؤساء الدول الأخرى.

من جانبه، أكد الرئيس ترمب، كعادته، أن القمة كانت مثمرة والمناقشات مع كيم يونغ أون كانت بناءة للغاية. وغرد، عقب عودته من فيتنام أمس الجمعة: «رائع أن أعود من فيتنام، مكان رائع. أجرينا مفاوضات جوهرية مع كيم جونغ أون. نعرف ما يريدونه وهم يعرفون ما يجب أن نحصل عليه. العلاقة جيدة جدا، دعونا نر ما يحدث!». وأكد مسؤول بالخارجية الأميركية أن كوريا الشمالية ليست لديها الرغبة في تجميد برنامجها النووي. وأضاف في إفادة صحافية أمس: «أود أن أقول إن المعضلة التي واجهناها هي أن الكوريين الشماليين في هذه المرحلة غير راغبين في فرض تجميد كامل لبرامج أسلحة للدمار الشامل. وإعطاء كثير من مليارات الدولارات، في إطار تخفيف العقوبات، من شأنه أن يضعنا في وضع كأننا ندعم التطوير المستمر لأسلحة الدمار الشامل في كوريا الشمالية. هم لم يطلبوا منا القيام بذلك، ولكن هذا هو ما يعنيه فعليا الخيار الذي عرض علينا».

وأوضح أن الكوريين اشترطوا أن أي خطوات مستقبلية لنزع السلاح النووي تتطلب رفع العقوبات، مشيرا إلى أن ما طرحه الكوريون على مدى الأسابيع الماضية من المفاوضات، هو رفع العقوبات المفروضة من مجلس الأمن منذ مارس (آذار) 2016. وأضاف أن المسؤولين الأميركيين طالبوا من نظرائهم الكوريين تحديد العقوبات التي يطالبون برفعها، وتبين أنها تشمل جميع العقوبات التي تعوق الاقتصاد المدني ومعيشة المواطنين. وتابع: «إذا قمت بمراجعة قرارات مجلس الأمن، فإن العقوبات نفسها تشمل مجموعة واسعة من المنتجات، بما في ذلك المعادن والمواد الخام والنقل والمأكولات البحرية وصادرات الفحم والواردات البترولية المكررة وواردات البترول الخام»، بمعنى أن العقوبات المطلوب رفعها «تشمل جميع العقوبات باستثناء التسلح»، وهو ما يمثل مليارات الدولارات.

وقال إنه تم «عرض هذا الطلب لأول مرة خلال المفاوضات على مستوى العمل في الأسبوع الذي سبق القمة، وقمنا بتقييمه من كثب وشرحنا لهم أن ذلك لن ينجح. وما عرضوه في المقابل كان تفكيك مجمع يونغبيون النووي، لكن مجمع يونغبيون النووي هو أيضا كيان مهم يستلزم تعريفه، لأن مجمع يونغبيون منذ أوائل التسعينات كان في مركز برنامج الأسلحة النووية لكوريا الشمالية، وبه كثير من المؤسسات والمباني الملحقة. إنها مجموعة كبيرة من المرافق في كيان واحد ومن المهم أن تكون دقيقا جدا بشأن ذلك، وحاول الكوريون الشماليون أن يعطونا تعريفا دقيقا به».

وأضاف أن الرئيس ترمب ضغط في مناقشاته على الكوريين الشماليين ليذهبوا إلى مستوى أكبر في المفاوضات، وشجع الزعيم كيم على المضي قدما، وقال: «لم نتمكن من التوصل إلى اتفاق في هذا الوقت، لكننا توصلنا إلى مستوى من التفاصيل التي استعصت علينا لفترة طويلة، بما في ذلك أشياء مثل: ما هو تعريف مجمع يونغبيون النووي، وهي قضية مهمة للغاية بالنسبة لنا ونحن نتطلع إلى تفكيك كامل برنامج أسلحة الدمار الشامل في كوريا الشمالية».

على جانب آخر، أثارت تصريحات الرئيس ترمب حول الطالب الأميركي الذي كان معتقلا في كوريا الشمالية، موجة غضب في واشنطن، بما في ذلك المشرعون من الحزبين. حيث نفى الرئيس ترمب المسؤولية عن الزعيم الكوري كيم يونغ أون في التعذيب الذي تعرض له الطالب أوتو وارمبير.

وقال ترمب في المؤتمر الصحافي إنه لا يحمل كيم المسؤولية عن وفاة وارمبير، وقال: «لقد أخبرني أنه لا يعرف عن ذلك، وسوف آخذه في كلمته». وأضاف أن الزعيم الكوري الشمالي كان على دراية بقضية وارمبير «لكنه عرفها في وقت لاحق». وكان الرئيس قد قال في وقت سابق إن وارمبير «تعرض للتعذيب بشكل يفوق الاعتقاد» أثناء وجوده في السجن في كوريا الشمالية. وتم احتجاز وارمبير في كوريا الشمالية لأكثر من عام وأُعيد إلى الولايات المتحدة في يونيو (حزيران) 2017 في حالة صحية متدهورة للغاية، وتوفي بعد أيام من عودته.

وانتقد والدا أوتو وارمبير تصريحات ترمب، وكتبا في بيان أمس: «لقد التزمنا الصمت خلال القمة. الآن يجب أن نتحدث. كيم ونظامه الشرير مسؤولان عن وفاة ابننا أوتو. إن كيم ونظامه الشرير مسؤولان عن القسوة اللاإنسانية التي لا يمكن تصورها. لا يمكن لأي عذر أو مدح أن يغير ذلك».

وحذر السيناتور الجمهوري روب بورتمان (ولاية أوهايو)، ترمب ألا يكون «ساذجا» بشأن «الطبيعة الوحشية» للنظام الكوري الشمالي. وقال أمس: «أريد أن أوضح أنه لا يمكننا أبدا أن ننسى أوتو. إن المعاملة التي تلقاها على أيدي من أسروه كانت لا تغتفر وإنها تخبرنا كثيراً عن طبيعة النظام». وقال السيناتور بوب مينينديز، وهو أعلى ديمقراطي في لجنة العلاقات الخارجية، إن تصريحات ترمب «تلحق ضررا هائلا بالموقف الدولي للولايات المتحدة».

 

مطالبات متزايدة لنتنياهو بالاستقالة لانشغاله بتهم الفساد واستطلاع بيّن تراجعه في مقابل تقدم غانتس

تل أبيب: نظير مجلي/الشرق الأوسط/02 آذار/19/بعد قرار المستشار القضائي للحكومة الإسرائيلية أفيحاي مندلبليت، تقديم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، إلى المحاكمة بتهمة تلقي الرشا وخيانة الأمانة وغيرهما من الاتهامات بالفساد، ارتفعت عدة أصوات تطالبه بالاستقالة. ولم تقتصر هذه المطالبة على المعارضة، بل انضم إليها عدد من كبار الوزراء والمسؤولين السابقين في الليكود الحاكم. وقال وزير المالية ووزير الشؤون الاستراتيجية دان مريدور، إن نتنياهو يدوس على ميراث عريق من اللبرالية اليمينية الديمقراطية وقدم أسوأ نموذج للقائد السياسي. وانطلقت دعوة من الأوساط العسكرية في إسرائيل، التي شككت في وجود مصلحة إسرائيلية ببقاء نتنياهو رئيسا للحكومة في هذا الظرف، وقالت إن قراراته لن تكون سوية. ولكن هذه الأصوات خرجت بحزم خاص في مسألة منصب حساس آخر يتبوأه نتنياهو، هو وزارة الأمن. فقد اعتبر استمراره في هذا المنصب «خطرا استراتيجيا» و«يتوجب على قادة الأجهزة الأمنية إبداء المزيد من اليقظة والحساسية»، كما قال أحد المسؤولين العسكريين، أمس الجمعة، لوسائل الإعلام العبرية.

وأشار المحلل العسكري لصحيفة «هآرتس»، عاموس هرئيل، إلى أن رئيس الحكومة السابق إيهود أولمرت، قد استقال قبل قرار المستشار القضائي للحكومة توجيه لائحة اتهام ضده. ومع ذلك، ففي الفترة التي مرت ما بين استقالة أولمرت (الثالثة الأخيرة من 2008) والانتخابات التي جرت بعدها وتسليمه الحكم لنتنياهو (في عام 2009)، وهي فترة 9 أشهر، شنت حكومة أولمرت حربا على قطاع غزة، أطلق عليها اسم: «عملية الرصاص المصبوب». وبحسب المحلل العسكري، فإن «نتنياهو يستعد لما هو أكبر من ذلك». وأضاف: «نتنياهو يصرح بأنه يعتقد أن بإمكانه إدارة شؤون الدولة حتى لو اقتضت محاكمته المثول أمام المحكمة المركزية في القدس 3 أو 4 مرات في الأسبوع، الأمر الذي من شأنه أن يستدعي إبداء المزيد من اليقظة من الآن، حيث إن نتنياهو سيضطر إلى إيجاد طريقة لدمج حملته الانتخابية ومعركته القضائية مع القيام بمهام منصبه رئيسا للحكومة ووزيرا للأمن». ويشير هرئيل إلى أن أحداث الأيام الأخيرة هي خير مثال على ذلك، حيث إنه اضطر لتقصير مدة زيارته «المهمة» لموسكو بهدف العودة إلى البلاد قبل نشر قرار المستشار القضائي للحكومة.

وقدم الكاتب مثلا على ذلك في تواصل سفر نتنياهو خارج البلاد المرتبط بالحفاظ على صورته أمام الجمهور تمهيدا للانتخابات التي يسعى لتكريسها، وكأن «زعماء الدول العظمى ودول أخرى كثيرة، من ضمنها الدول العربية، يصغون لآرائه ومواقفه». وقد شكك بمدى صدقية ادعاءات نتنياهو بتحقيق إنجازات خلال لقائه الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين. وقال: «المسألة الأهم بالنسبة لإسرائيل لم يتم التطرق إليها في بيانات تلخيص هذا اللقاء، ألا وهي تزويد سوريا ببطاريات صواريخ (إس 300). ومن المهم بالنسبة لنتنياهو أن يواصل بوتين تأخير تحويلها إلى عملانية، وأن يبقيها تحت الرقابة الروسية، ذلك أن استقلالية استخدام بطاريات الصواريخ قد يعجل استخدامها، بما يلزم طائرات سلاح الجو الإسرائيلي بتدميرها حتى لا تشكل خطرا عليها، الأمر الذي من شأنه أن يؤدي إلى التصعيد مع سوريا والقوات الإيرانية في الجبهة الجنوبية. وهذا فضلا عن التوتر مع قطاع غزة وربما الضفة الغربية».

وفي ضوء ذلك، خرجت المعارضة الإسرائيلية بمطلب إجماعي وهو أن يستقيل نتنياهو من رئاسة الحكومة ومن المعركة الانتخابية بالكامل. وصرح منافسه الأساسي بيني غانتس، بأنه لن يجلس في حكومة واحدة مع نتنياهو وهو متورط بقضايا فساد وينتظر المحاكمة. وانطلقت مظاهرة بمشاركة المئات أمام بيته تطالبه بالاستقالة. ونشرت غالبية الصحف الإسرائيلية مقالات وتحليلات تناديه بالاستقالة. وحتى في الولايات المتحدة، انطلقت انتقادات ضده، وقالت السيناتور إليزابيث وورن، المرشحة الدمقراطية للرئاسة الأميركية، إن «نتنياهو سياسي خطير. فقد تبنى اليمين المتطرف المشتبه بأعمال إرهابية وتورط في تهم خطيرة بالفساد تنطوي على تلقي الرشوة وخيانة الأمانة والمتاجرة بالامتيازات الحكومية». وأضافت: «الفساد في الحكم، في إسرائيل أو الولايات المتحدة أو أي دولة أخرى، سرطان يهدد الديمقراطية. وعلينا أن نحاربه، أيضا لدى حلفائنا».

وأما نتنياهو، فقد خرج بخطاب عصبي حاد ضد إعلان المستشار القضائي عن نيته تقديمه إلى المحاكمة. وقال إنها حرب عليه من اليسار بالتعاون مع وسائل إعلام ومسؤولين في المستوى القضائي، هدفها إسقاط حكم اليمين بقيادته في محاولة لصعودهم إلى السلطة. وتعهد نتنياهو بتفنيد جميع الشبهات الجنائية، التي وصفها بـ«افتراءات ليس لها أساس»، وقال: «أؤكد لكم، كل الادعاءات سوف تنهار وتنسف لن يتبقى منها ولو حتى ذكرى غبار، وذلك عندما أواجه شهود الملك الذين شهدوا زورا ضدي وأدلوا بشهادات كاذبة». واعتبرها «حملة مطاردة لم يسبق لها مثيل، وملاحقة سياسية بهدف وحيد هو إسقاط الحكومة اليمينية تحت قيادتي، وإيصال السلطة لحزب لبيد وغانتس اليساري. الذي سيحظى بدعم الأحزاب العربية». واختتم نتنياهو بالوعد بأن «القضايا كلها ستسقط في المحكمة. وأنا أعتزم أن أواصل خدمة الدولة من منصب رئيس الحكومة، سأحكم لسنوات كثيرة». وسخر المحلل السياسي في صحيفة «معريب»، بن كسبيت، من ادعاءات نتنياهو أنه يتعرض لملاحقة، وتوجه إلى نتنياهو قائلا: «جميع الضالعين في التحقيقات هم رجالك، من دمك ولحمك. والشهود الملك هم حلفاؤك منذ سنين طويلة. هل يلاحقك آري هارو الذي يعتمر قلنسوة، واليميني الذي يقدس الأرض التي تسير عليها}؟

وفي أول استطلاع للرأي، أجري في تل أبيب، عقب الإعلان عن تقديم نتنياهو إلى المحاكمة، حقق تحالف «أزرق أبيض» برئاسة الرئيس السابق لأركان الجيش الإسرائيلي «بيني غانتس»، تقدما واضحا على الليكود بقيادة نتنياهو.

وأظهر الاستطلاع، الذي بثته إذاعة 103 العبرية، أمس الجمعة، حصول تحالف «أزرق أبيض» برئاسة غانتس على 37 مقعدا (من إجمالي 120)، في مقابل 29 مقعدا فقط لحزب «الليكود» اليميني برئاسة نتنياهو. ويدل هذا على أن الليكود خسر 4 مقاعد على الأقل، مقارنة مع ما كان عليه الوضع قبل إعلان قرار المستشار القانوني للحكومة أن يحاكم نتنياهو.

 

إصابة 17 فلسطينياً بمواجهات غزة واعتداء مستوطنين على متظاهرين في الضفة وآلاف المصلين في الأقصى وانهيارات في مبانٍ تاريخية نتيجة الحفريات الإسرائيلية

رام الله/الشرق الأوسط/02 آذار/19/أفاد الناطق باسم وزارة الصحة في قطاع غزة الذي تديره حركة «حماس» بأن 17 فلسطينياً أُصيبوا، أمس (الجمعة)، برصاص الجيش الإسرائيلي، في مواجهات قرب الحدود بين القطاع وإسرائيل، خلال احتجاجات «مسيرات العودة». وقال الناطق أشرف القدرة: «أُصيب سبعة عشر مواطناً بجروح مختلفة بالرصاص الحي الذي استخدمته قوات الاحتلال ضد المشاركين السلميين في فعاليات الجمعة الـ49 لمسيرات العودة وكسر الحصار شرق قطاع غزة»، موضحاً أن من بين المصابين «حالة خطيرة». وأضاف: «تم استهداف 3 مسعفين وصحافي بقنابل غاز (مسيل للدموع) مباشرة في القدم من قبل قوات الاحتلال»، موضحاً أن «عشرات المواطنين أُصيبوا بالاختناق واستنشاق الغاز» المسيل للدموع «وقد عولجوا في النقاط الطبية الميدانية». وفي بيان قالت جمعية «الهلال الأحمر الفلسطيني» إن «إجمالي الحالات التي تعاملت معها طواقم الهلال الأحمر الفلسطيني في قطاع غزة 179 إصابة، منها 15 بالرصاص الحي و11 بالرصاص المطاطي خلال الجمعة الـ49 لمسيرات العودة». وشارك آلاف الفلسطينيين في هذه الاحتجاجات، حيث أشعل عدد من المتظاهرين إطارات سيارات، ورشقوا بالحجارة العربات العسكرية الإسرائيلية المصفحة قرب الحدود.

وقال إسماعيل رضوان القيادي في «حماس» إن الهيئة العليا لمسيرات العودة «قررت مواصلة فعاليات مسيرات العودة حتى رفع الحصار وعودة اللاجئين إلى ديارهم التي هُجّروا منها (قبل نحو سبعين عاماً)».

وبدأ الفلسطينيون احتجاجاتهم على طول السياج الفاصل شرق القطاع في 30 مارس (آذار) الماضي. وأكد رضوان أن الهيئة «تحشد الطاقات وتواصل ترتيباتها لفعالية الثلاثين من مارس الحالي بمناسبة مرور عام على مسيرات العودة، حيث ستكون مسيرة مليونية». وقال مسؤول في الهيئة: «سنقيم الفعاليات في يوم الثلاثين الذي يصادف يوم السبت، وليس الجمعة». وشدد على أن «فعاليات الإرباك الليلي ستتصاعد يومياً، وسيتم استئناف إطلاق البالونات الحارقة». ومنذ أسبوعين، ينظِّم متظاهرون فلسطينيون احتجاجات قرب السياج الحدودي في ساعات الليل يومياً، يتم خلالها إشعال إطارات السيارات وإلقاء قنابل صوتية.

وفي الضفة الغربية والقدس الشرقية المحتلتين، تم إحياء «جمعة باب الرحمة» بسلسلة نشاطات جماهيرية سلمية، لنصرة المسجد الأقصى المبارك وأبوابه. واستهلّ اليوم بمشاركة أكثر من ثلاثين ألفاً في صلاة الجمعة في رحاب الحرم الشريف، رغم أحوال الطقس العاصفة الباردة. وأفادت دائرة الأوقاف الإسلامية، بأن آلافاً آخرين أدّوا الصلاة في مصلى الرحمة داخل المسجد الأقصى، وفي الساحتين الأمامية والعلوية. وكان آلاف المُصلين تدافعوا يوم الجمعة الماضي، ليشاركوا في إعادة فتح مبنى ومصلى «باب الرحمة» في الجهة الشرقية داخل المسجد الأقصى المبارك، بعد إغلاقه من قبل سلطات الاحتلال الإسرائيلي في عام 2003. وقد حرص المقدسيون على أداء صلواتهم في مصلى الرحمة للحفاظ على ديمومة فتحه وإعماره من المصلين، وتحدياً لتصريحات قادة الاحتلال الذين يحرضون لإعادة إغلاق المصلى و«عدم تحويله لمسجد داخل الأقصى».

وكان عدد كبير من المقدسيين، الذين أبعدهم الاحتلال عن المسجد الأقصى على خلفية المشاركة في افتتاح مصلى الرحمة، أدوا صلاة الجمعة في باب الأسباط وأمام مقبرة «باب الرحمة» الملاصقة لسور المسجد الأقصى الشرقي. وقد خرج المصلون إلى وادي حلوة في بلدة سلوان، جنوبَ المسجد الأقصى المبارك، بعد أن أدى هطول الأمطار إلى تشققات وانهيارات أرضية وتصدعات جديدة في المباني، نتيجة الحفريات «الإسرائيلية» المتواصلة، وما يرافقها من تفريغ أتربة من أسفل الحي، لاستكمال أعمال حفر «شبكة الأنفاق» الموصلة إلى أسوار المسجد الأقصى المبارك وساحة البراق من الجهة الغربية.

واعتبرت دائرة الأوقاف هذه الانهيارات خطيرة. ولفتت إلى أن انهيارات أخرى وقعت في أرض خاصة تابعة لكنيسة الروم الأرثوذكس، الملاصقة لمسجد «عين سلوان»، وتُستخدم موقفاً لمركبات الأهالي القاطنين بالحي. ووصف سكان حي وادي حلوة فصل الشتاء «بفصل الانهيارات»، وأكدوا أن أكثر من 70 منزلاً في الحي تضررت من الحفريات بشكل متفاوت، إضافة إلى أضرار في الشوارع والأراضي. وأوضح أن أهالي حي وادي حلوة توجهوا لمحاكم الاحتلال لإيقاف أعمال الحفر، واتخاذ الإجراءات اللازمة لسلامة المواطنين وعقاراتهم. وعلى صعيد المسيرات الجماهيرية، أُصِيب عدد من المواطنين بالاختناق، عقب قمع قوات الاحتلال الإسرائيلي مسيرة قرية نعلين، غرب مدينة رام الله، أمس (الجمعة). وقالت مصادر محلية إن المتظاهرين نجحوا في إحداث ثغرة في جدار الفصل والتوسع العنصري، ما أدى لاندلاع مواجهات مع قوات الاحتلال التي أطلقت وابلاً من قنابل الغاز المسيل للدموع وقنابل الصوت صوب المتظاهرين، ما أدى لإصابة عدد منهم بالاختناق. وأقدم المستوطنون، أمس (الجمعة)، على سلسلة اعتداءات على الفلسطينيين؛ فقد سيَّجوا مساحات شاسعة من الأراضي في منطقة عين الحلوة بالأغوار الشمالية، وأقاموا «كرفانين» في المنطقة. وقال الناشط الحقوقي عارف دراغمة، إن الأرض المنهوبة ضُمّت إلى مستوطنة «مسكيوت» والبؤرة الاستيطانية المقامة في منطقة السويدة، ما من شأنه منع الأهالي من الوصول لآلاف الدونمات في المنطقة. وأضاف أن المستوطنين طردوا رعاة الأغنام في منطقة السويدة، ومنعوهم من الرعي. وأكد دراغمة أن هناك تخوفات من قيام المستوطنين وسلطات الاحتلال بربط المستوطنات والبؤر الاستيطانية في المنطقة ببعضها، ما يؤدي للسيطرة على مساحات إضافية من الأراضي وطرد سكانها منها. وهاجم مستوطنون، في الوقت نفسه، منطقتي عين سامية ومرج الذهب في قرية المغير شمال شرقي مدينة رام الله. وذكرت مصادر محلية أن عدداً من مستوطني «جبعيت» المقامة على أراضي القرية، هاجموا المزارعين وحاولوا رعي أغنام في أراضيهم، حيث تصدى لهم الأهالي وطردوهم من المكان. وأضافت المصادر أن القرية تتعرض بشكل دائم لهجوم من قبل المستوطنين المدعومين والمحميين من جيش الاحتلال الإسرائيلي، وذلك بهدف الاستيلاء على أراضي القرية.

 

جمعة غضب» في الجزائر احتجاجاً على سعي بوتفليقة إلى ولاية خامسة/جرحى وحالات إغماء بعد استخدام قوات الأمن الغاز المسيل للدموع لتفريق المتظاهرين

الجزائر: بوعلام غمراسة/الشرق الأوسط/02 آذار/19/جابت حشود غفيرة من المواطنين الجزائريين، أمس، كل مدن البلاد، وصاحت بصوت عال موحد: «لا لعهدة خامسة»، و«الجزائر أكبر من الرئيس بوتفليقة»، وذلك في ثاني أكبر موعد سياسي يضربه الجزائريون عبر وسائل التواصل الاجتماعي والمنصات الرقمية للتعبير عن حالة غير مسبوقة من السخط في «جمعة الغضب». وشهدت المظاهرات مشاركة رموز من ثورة التحرير، ومن المجتمع عامة، وعرفت وجوداً كبيراً للنساء، فيما أظهرت قوات الأمن حرصاً شديداً على منع المتظاهرين من بلوغ المباني والمقار الحكومية، خصوصاً المباني الأمنية.

وقبل احتجاجات الجمعة، كان كل شيء يوحي بأن المظاهرات ستكون ضخمة في كل الولايات، غير أن رهان المتظاهرين على العاصمة كان أكبر، لأن السلطات ظلت لنحو 20 سنة تمنع المظاهرات فيها بذريعة «الانزلاق الأمني». وكلما حاول حزب أو تنظيم مهني الخروج إلى الشارع لرفع مطالب اجتماعية وسياسية ومهنية، لوحت الحكومة في وجهه بـ«فزاعة الإرهاب». وهكذا، فقد تمكن سكان العاصمة من خلال مسيرات أمس من كسر حاجز نفسي كبير كتم على أنفاسهم لسنوات طويلة، وذلك للمرة الثانية في ظرف أسبوع واحد فقط. وقبل صلاة الجمعة، شهدت مدينتا غرداية وتيارات، وبلدة بني ورتيلان بولاية سطيف، وبلدة مشدالة بولاية البويرة، مظاهرات تطالب برحيل بوتفليقة ونظامه، وتعطلت خدمات الإنترنت بشكل كبير، تزامناً مع انطلاق المظاهرات بعد صلاة الجمعة. وفي العاصمة، تدفقت سيول بشرية جارفة على «ساحة أول مايو» و«البريد المركزي» و«ساحة موريس أودان»، وهي أماكن عامة كانت قبل سنوات طويلة رموزاً للاحتجاج الشعبي، وقد استرجعت «جمهورها» أخيراً. وأطلقت قوات الشرطة الغاز المسيل للدموع لتفريق المتظاهرين في ساحة أول مايو، مما أسفر عن جرح بعض المحتجين، وحدوث حالات إغماء بين المتظاهرين. كما شوهد رجل الأعمال الملياردير يسعد ربراب وسط المتظاهرين وهو يطالب بـ«قطيعة مع أساليب النظام البالية»، علماً بأن ربراب يواجه مشاكل كبيرة مع الحكومة التي يتهمها بـ«عرقلة مشروعاته»، ويعتبر نفسه «مستثمراً عصياً على النظام»، وهو نقيض رجل الأعمال الكبير علي حداد المعروف بولائه الشديد للرئيس بوتفليقة.

وتلقى رجال الأمن تعليمات صارمة للحيلولة دون مغادرة المتظاهرين الساحات العامة. وكانت خطة السلطات واضحة، وهي إتاحة الفرصة للمحتجين للتعبير عن مطالبهم في الأماكن التي يوجدون فيها، مع الحرص على منعهم من السير حتى لا تكبر المظاهرة وتصبح ككرة ثلج ويصعب احتوائها. غير أن رجال الأمن لم يتمكنوا من تنفيذ هذه الخطة، بسبب كثرة أعداد المتظاهرين، وإصرارهم على المشي في الشوارع الرئيسية للعاصمة، حيث توجد مكاتب كل الوزراء الذين ظلوا بداخلها يتابعون أطوار الحدث الكبير. وقال إبراهيم عيسوان، من مدينة الحراش المجاورة، وهو بائع هواتف جوالة: «كان لزاماً أن أشارك أبناء بلدي هذا الحفل البهيج؛ لقد دقت ساعة رحيل هذا النظام، ولم يعد مقبولاً أن يختفوا وراء رجل مريض عاجز عن تسيير البلاد»، في إشارة إلى الرئيس وحاشيته. أما راضية، وهي طالبة بجامعة العلوم والتكنولوجيا، فقالت مبتهجة: «جاء ردنا اليوم قوياً ضد أويحيى... يا أويحيى، الجزائر لن تكون أبداً سوريا؛ لن تسيل الدماء أبداً»، في إشارة إلى تصريحات رئيس الوزراء، أول من أمس بالبرلمان، التي حذر فيها من «سيناريو سوري بالجزائر». من جهته، قال سليم، وهو عضو نشط في الحزب اليساري «الحركة الديمقراطية والاجتماعية»: «رسالتنا لهم اليوم واضحة لا لبس فيها؛ نحن لا نطالب بإصلاحات سياسية عميقة، كما يزعمون، بل نريدهم أن يرحلوا عن الحكم. لم نعد نطيق رؤيتهم». وبحسب تقارير صحافيين بوهران، كبرى ولايات الغرب الجزائري، فقد سار مئات الآلاف من الأشخاص في شوارع المدن الكبيرة، كوهران وسيدي بلعباس، وتلمسان القريبة من الحدود المغربية، وهي معقل بوتفليقة حيث يملك عدداً كبيراً من الأنصار. وجرت المظاهرات التي عرفها شرق البلاد في جو هادئ. كما شارك مئات الآلاف من سكان قسنطينة وعنابة وسطيف في مظاهرات كبيرة، رفعت خلالها شعارات معادية للرئيس بوتفليقة ومحيطه المباشر. وخلال مظاهرات أمس، ترددت على ألسنة المتظاهرين بقوة «الفضيحة» التي تداولها الإعلام أول من أمس، التي تتمثل في محادثة تم تسريبها بين عبد المالك سلال، مدير حملة الرئيس، ورجل الأعمال حداد، والتي أظهرت مدى استعداد النظام لإطلاق النار على المتظاهرين. كما ظهر من المحادثة أن بوتفليقة سيودع ملف ترشحه بالمجلس الدستوري غداً (الأحد)، مهما كانت الظروف. يشار إلى أن الرئيس يوجد بجنيف منذ أسبوع، حيث «تجرى له فحوصات طبية روتينية»، بحسب بيان للرئاسة. ومنذ أن قضى بوتفليقة 80 يوماً في باريس للعلاج عام 2013، إثر إصابته بجلطة دماغية، لم تتعد سفرياته الطبية إلى فرنسا وسويسرا لاحقاً 5 أيام على أكثر تقدير. وكتب الفلسطيني وليد عبد الحي، أستاذ العلوم السياسية الذي عاش في الجزائر مدة طويلة ودرس في جامعاتها، عن أحداث أمس، فقال مخاطباً الرئيس: «بكل ما يمور من وجد في صدور كل عربي أو ثوري حر تجاه الجزائر، شعباً وثورة وتاريخاً ومواقف مشرفة مع كل قضية عادلة، وبكل ما أتحسسه في لا وعيي من هواجس ومخاوف تجاه الجزائر، بكل هذا أناشدك شخصياً أن تستجيب لنداء شعبك الصادق، وأن تصم آذانك عن (وشوشات) أسرى الكراسي، لكي تجنب بلدك العظيم جولة جديدة من العنف، على غرار ما جرى في حقبة التسعينات من القرن الماضي، التي كنت أنا قد تنبأت بها قبل سنين من وقوعها».

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

هدية “حزب الله” لفؤاد السنيورة

 حزب الله” لا يصلح إلا للقتال، أو لا يجيد أكثر من القتال. فسريعاً ما انهارت مقولة أمينه العام عن مكافحة الفساد. صارت جزءاً من ضغينة أهلية، وشُهر في وجهها فساد موازٍ.

حازم الأمين/موقع درج/02 آذار/19

http://eliasbejjaninews.com/archives/72660/%D8%AD%D8%A7%D8%B2%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%85%D9%8A%D9%86%D9%87%D8%AF%D9%8A%D8%A9-%D8%AD%D8%B2%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87-%D9%84%D9%81%D8%A4%D8%A7%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%86%D9%8A%D9%88/

لم يبدِ “حزب الله” فطنة توازي حضوره في موضوع ما أطلق عليه أمينه العام حسن نصرالله “مكافحة الفساد”! مسخ قضية الفساد في لبنان بضغينة صغرى اسمها فؤاد السنيورة. علماً أنها ضغينة منقضية ولا مضمون سياسياً لها اليوم، ذاك أن السنيورة رئيس حكومة متقاعد، لم يترشح  للانتخابات النيابية، ولا يبدو أن ثمة أفقاً لـ”مستقبله” السياسي.

نصرالله وعد اللبنانيين بأن الحزب، ومثلما حرر لهم بلدهم، سيحررهم من الفساد! وإذ بهذا الوعد يقتصر على فؤاد السنيورة. الحزب الذي لم يعد بمنأى عن الفساد، محاط بالفاسدين من كل حدبٍ وصوب. حلفاء فاسدون، وخصوم فاسدون. الجميع أعفي من تعقب الحزب له، باستثناء فؤاد السنيورة! يؤشر هذا إلى حقيقة “المقاومة”، فالأخيرة سبق أن أعفت حلفاءها من تُهمٍ العمالة في سياق مواظبتها على تخوين خصومها. صورة بشير الجميل مع أرييل شارون قرينة ثابتة على عمالته، بينما صورة ميشال عون مع ضباط إسرائيليين لا تستدرج سوى الصمت!

هذا المزاج الانتقائي يؤشر إلى أن ليس لدى الحزب سوى ضغائنه. لا مشروع لبنانياً له، ذاك أن اندراجه في مشروع ولاية الفقيه، يعفيه من هموم من هذا النوع. “مكافحة الفساد” ليست أكثر من عبارة يجب أن تُوظف في هذا السياق. فؤاد السنيورة يصلح ليكون كبش فداء هذه المهمة الصغرى. أن يُتهم سعد الحريري أو وليد جنبلاط أو نهاد المشنوق بالفساد، فهذا لن يفيد نفوذ ولاية الفقيه في لبنان هذه الأيام، ذاك أنهم جزء من توازن لا يضيرها. أما ميشال عون ونبيه بري وجبران باسيل، فاتهامهم بالفساد سيعني تشكيكاً بخيارات ولاية الفقيه، وهذا ليس مطروحاً على الإطلاق. إنهم جزء من “أشرف الناس”، ولا فساد يعتري مساراتهم. هذا امتداد للصفح عن الصورة، كان مارسه الحزب عندما أعفى حليفه من تبعات صورته مع الضباط الإسرائيليين.

على هذا النحو يمارس “حزب الله”، “مكافحة الفساد”! وهذا هو الطريق إلى مزيد من الفساد. قد لا يكون السنيورة من “أشرف الناس”، لكنه محصن اليوم بطائفة أراد الحزب أن يفتح حرباً بوجهها عندما قصر الفساد على ممثل من ممثليها. مكافحة الفساد بوصفها أداة في حربٍ أهلية. الحزب لا يجيد السياسة خارج الحروب الأهلية. قرر أمينه العام أن “يكافح الفساد”، فحوّل هذا الفعل حرباً أهلية صغرى ضمن حزمة الحروب الأهلية التي يخوضها حزبه من المحيط إلى الخليج!

حزب الله” لا يصلح إلا للقتال، أو لا يجيد أكثر من القتال. فسريعاً ما انهارت مقولة أمينه العام عن مكافحة الفساد. صارت جزءاً من ضغينة أهلية، وشُهر في وجهها فساد موازٍ. هذا المسار سيجعل للفساد وظيفة أهلية، وسيعطيه شرعية كان سبق للحزب أن أعطاه إياها، عندما أعفت المقاومة حلفاءها من فسادهم الذي يعرفه كل اللبنانيين.  هذه هي المقاومة، فهي ليست أكثر من ضغينة أهلية، يمارسها أهلها على نحو يومي.

سيجد فؤاد السنيورة من يدافع عنه على نحو لم ينله في ذروة تعاطف الطائفة السنية معه. حصل مثل هذا الأمر قبل نحو أسبوعين حين قرر نائب “حزب الله” نواف الموسوي أن يتعرض لبشير الجميل ولابنه النائب في البرلمان نديم الجميل. حظي نديم باحتضان نادر من معظم القوى المسيحية، واعتذر الحزب وغاب الموسوي عن البرلمان في اليوم الثاني.

هذه هي المقاومة، فهي ليست أكثر من ضغينة أهلية، يمارسها أهلها على نحو يومي. فؤاد السنيورة فاسد، أما ميشال عون ونبيه بري وجبران باسيل، فهم خارج دائرة استهداف الحزب. وليد جنبلاط اليوم أيضاً خارج هذه الدائرة، ذاك أن الوقت لا يتسع لمواجهة مع الدروز هذه الأيام.

إنه ابتذال لمكافحة الفساد، ومرة أخرى يحار المرء بهذا الحزب الذي ما أن قرر ممارسة السياسة حتى كشف عن حجمه الضئيل. الحزب الممتد من لبنان إلى فنزويلا يخوض معاركه الصغرى مزوداً بذاكرة سمكة. مرة يستحضر رئيساً قتل قبل أربعين عاماً، ومرة أخرى يمسخ الفساد برئيس متقاعد. أي حزب هذا، وأي ذكاء يحركه؟ يعيدنا هذا إلى واقعة مؤسِسة لهذا الوعي، أي الوعي الضغائني، فثمة يوم لا يُنسى شهر فيه نصرالله أصبعه عام 2009، قبل الانتخابات النيابية بأيام، وقال في لحظة أدرينالية أن يوم 7 أيار/ مايو، وهو اليوم الذي اجتاح فيه حزب الله أحياء بيروت وأهان أهلها، “يوم مجيد”. قبل هذا القول لم يكن سعد الحريري في أحسن أيامه، والاستطلاعات كانت تؤشر إلى عدم تقدمه في الانتخابات، وبعد هذا القول فاز الحريري في الانتخابات وخسر الحزب وحلفاؤه الأكثرية النيابية! الموسوي فعل ذلك مع نديم الجميل، وها هو فضل الله يكررها مع فؤاد السنيورة.

والحال أن “حزب الله” بوصفه صدعاً أهلياً، لا يصلح لمكافحة الفساد. الحزب نشأ لخوض حروب لا لخوض السياسة. نوابه في مجلس النواب مقاتلون لا برلمانيون. فلندقق بوجوههم، ولنصغِ إلى خطبهم. فحين قرر نائبهم الشاب أن “يكافح الفساد” اختار هدفاً “أهلياً”. الخطوة مثلت طلقة في رأس أي راغب في مكافحة الفساد. من غير الشائع في لبنان أن فؤاد السنيورة غير فاسد، لكن من غير الشائع، لا بل من المثبت أن حلفاء الحزب الأهليين فاسدون، وهم طبعاً خارج دائرة استهدافه في “الحرب على الفساد”.

والحزب وفي سياق ابتذاله “مكافحة الفساد” يتولى مهمة ابتذال صورته أيضاً. فلا أحد في لبنان غير فاسدٍ، ولدى الجميع وثائقه، والحزب انغمس في حفلة “تقاسم الجبنة”، وسقطة نواف الموسوي الخطابية قد تتكرر في مشهد حسن فضل الله أثناء رفعه سبابته في وجه “خصوم الطائفة”.  

 

(لا) مكافحة الفساد: تراث لبناني منذ بشارة الخوري

 نقولا ناصيف/الأخبار/السبت 2 آذار 2019

غالباً ما ردّد الرئيس سامي الصلح عبارة «السمكة تفسد من رأسها». عنى بها - والكثيرون الذين ردّدوها من بعده - أن الفساد يُستأصل أولاً في الرؤوس الكبيرة قبل الصغيرة التي تقتدي بأولئك

منذ أول رئيس استقلالي، هو الشيخ بشارة الخوري، ظهر تعبير «الفساد» وشاع. قيل إنه سمح بالسابقة، منذ ولايته الثانية عام 1948، ثم راحت لعنتها تلاحق العهود التالية.

ثمة ما هو أول أيضاً مع الشيخ بشارة بعيد استقالته عام 1952، وتردّد آنذاك أن من أسباب إرغامه على الاستقالة - والواقع أنه هو الذي قرّر التنحّي ولم يُرغم عليه وإلى جانبه غالبية نيابية - تفشّي الفساد. منذ عام 1950 كان مألوفاً أن يُسمع أن في لبنان «سرايا البرج» مقر رئاسة الحكومة، و«سرايا فرن الشباك» بيت شقيق الرئيس الشيخ سليم الخوري الملقّب بـ«السلطان». عندما خلفه الرئيس كميل شمعون، أول خلافه مع حليفه كمال جنبلاط سببه الرئيس المتنحّي. جنبلاط يريد محاكمته وسجنه، وشمعون بعدما تحمّس لمحاسبته قبل انتخابه عدل وأعاد التفكير في مغزى الموافقة عليها. رفض محاكمة سلفه بتهمة الفساد، استناداً إلى وجهة نظر صارت قاعدة نموذجية بل مثالية للعهود المتعاقبة: لأن كل عهد قد يكون مفطوراً على تجاوزات وارتكابات ومخالفة القوانين، وصولاً إلى استغلال السلطة، وكانت تعني كلها آنذاك فساداً، قرّر شمعون أن لا يكرّس السابقة، فلا يأتي من بعده عهد يحاكمه أو يُحاكم أي رئيس لاحق. مذذاك، قبل أن تبصر النور، سقطت نهائياً فكرة المحاسبة والمحاكمة. عندما أتى الرئيس فؤاد شهاب قال المحيطون به إن سلفه - وكانا خصمين لدودين - جمع من حوله فاسدين، فلم يتخذ قرار المحاسبة ولا التحقيق حتى في ما حدث جراء استمرار نفاذ القاعدة النموذجية تلك. مع الرئيس شارل حلو كان ثمة مَن يتهم الشعبة الثانية، لمجرد تدخّلها في السياسة وشؤون السياسيين، بالفساد ايضاً، فلم توجّه إلى أيٍّ من ضباطها لدى محاكمتهم عامي 1971 و1973 تهمة الإثراء. في عهد حلو اقترن الإصلاح بالتطهير عام 1965 بإقالة موظفين كبار من مناصبهم، بينهم قضاة بارزون، أحدهم رئيس مجلس الشورى، والآخر رئيس ديوان المحاسبة، وسفراء، مع أن حلو فضّل القول إنه إصلاح وليس تطهيراً. لم يسلم الرئيس سليمان فرنجية من التهمة نفسها، مذ قال العميد ريمون إده - وهو أحد مَن اقترعوا بحماسة له وناوأه لاحقاً - إنه «عهد كول واشكور». حينذاك قيل إن الزغرتاويين اجتاحوا الإدارة اللبنانية وأصبحوا أقوى النافذين فيها. باندلاع الحرب في السنة ما قبل الأخيرة من عهد فرنجية، سقط تعبير الفساد من الاصطلاح السياسي مذ باتت الميليشيات هي المسيطرة.

حتى الحرب استُعيض عن المحاسبة والمحاكمة في كل ما هو فاسد بعبارة «عفا الله عمّا مضى». كان أيضاً ثمة عقاب مستتر يتبع شفاعة العبارة تلك في غضّ النظر عن ارتكابات العهد السابق، بتوجيه الأنظار أولاً إلى رئيس الجمهورية على أنه «سيد العهد»، بسبب تمركز معظم الصلاحيات والتعيينات الرئيسية عنده ونفوذه القوي، من غير أن يؤتى على ذكر فساد رئيس حكومة أو وزير أو نائب حتى يحظى بحماية الرئيس. إذذاك، كان على كل عهد جديد يخلف «العهد الفاسد» الذي سبقه، أن يُقدِم على إطاحة رجالاته في الإدارة والأسلاك العسكرية والأمنية والقضاء والسفارات والمناصب الرئيسية. مع العهد الجديد يأتي رجالاته، ويذهبون بانطواء ولايته. يفسّر هذا التصرف من دون أن يبرّره بالضرورة، أن الرئيس الخلف كان خصم الرئيس السلف، وأحياناً عدوّه وليس منافسه فقط، كما أن الغالبية النيابية الموالية للسلف تتحوّل غداة انتخاب الخلف بسحر ساحر إلى موالاته. بذلك، راحت صفحات العهود تتقلّب من غير خضات.

وحدها، على مرّ العقود الماضية، لبثت في الذاكرة سابقة التطهير في عهد حلو، ولم يكن المُحاسِبون رئيس الجمهورية أو مجلس الوزراء أو مجلس النواب - على غرار ما يبدو الآن - بل هيئتين إحداهما قضائية وأخرى إدارية، أمرتا بصرف المشمولين بالتطهير. أولى الخطوات الحتمية والضرورية كانت رفع الحصانة عن الموظفين، فآلت إلى إخراج عشرات القضاة ومئات من السفراء والأطباء والمهندسين والموظفين من مناصبهم.

ما تشهده التجربة الحالية في مرحلة ما بعد اتفاق الطائف، لا يشبه التجربة المنصرمة.

حينما قال حلو إن أول الإصلاح رفع الحصانة

منذ عام 1992 الذي أذِنَ بالبدء الفعلي المقرِّر للحقبة السورية، طبقة سياسية واحدة أحكمت السيطرة على الحياة السياسية اللبنانية وسلطاتها والمؤسسات، هم رجالات الحقبة السورية. هي نفسها استمرت بعد جلاء السوريين، ولا تزال نفسها الآن. تغيّر رئيسان للجمهورية في ظل السوريين، ورئيسان للجمهورية بعدهم، وستة برلمانات، و15 حكومة على رأسها سبعة رؤساء حكومة، ومئات من النواب والوزراء، إلا أن الطبقة السياسية لا تزال نفسها برموزها. رموزها الأولى في الحقبة السورية الزعماء الأولون في طوائفهم (السنّة والدروز والشيعة). بعد مغادرة الجيش السوري، وصولاً إلى ما بعد اتفاق الدوحة، دخل رمز مسيحي مؤثر وفاعل هو التيار الوطني الحر، بعدما كانت القوات اللبنانية وحزب الكتائب قد تظلّلا بتيار المستقبل عام 2005 لدخول السلطة الإجرائية للمرة الأولى منذ عام 1992.

لم تحتج الطبقة السياسية الحالية إلى شعار «عفا الله عمّا مضى» لسبب بسيط بديهي، أن أفرقاءها - وإن في ظل تناحرهم على التفاصيل - متحالفون، أرسوا أكثر من معادلة بغية تبرير تماسك هذا التحالف والبقاء داخل السلطات والمؤسسات: أولاها في الحقبة السورية أنهم جميعاً تحت سقف دمشق في كل خياراتها الاستراتيجية وهي التي توزّع عليهم الحصص والمكاسب. ثم معادلة ثانية منذ عام 2005 طرفاها فريقا 8 و14 آذار قبل أن ينطفئا من تلقائهما. ثم معادلة ثالثة قضت بتوازن النزاع السنّي - الشيعي منذ عام 2008، وصولاً إلى المعادلة الرابعة الحالية، وهي تسوية 2016 بين الرئيسين ميشال عون وسعد الحريري وثالثهما ثنائي حزب الله وحركة أمل. ولأنها منبثقة من اتفاق الطائف، أصبحت الطبقة السياسية الحالية القائدة الفعلية، والجماعية، للدستور والنظام وآلة الحكم ومصالح الدولة.

منذ عام 1992 أنشأت الطبقة السياسية هذه، طبقة موازية من الموظفين الموالين لها، المنتسبين إلى شخصياتها أو أحزابها، في الإدارة والأسلاك العسكرية والأمنية والقضاء وفي المناصب الرئيسية، وفرضت مرجعياتها صاحبة الحقوق الصارمة في تقاسم الوظائف والحصص على الطوائف، ومن خلالها على أحزابها. على نحو كهذا، ولأنهم واحد، يصعب العثور على عهد خلف خصم لعهد سلف كي يحاسبه ويحاكمه، مقدار ما يصعب على المرجعيات معاقبة رجالها في مؤسسات الدولة، خصوصاً أن السجال الأكثر رواجاً لدفن ملف الفساد والارتكابات، ينبثق من فكرة تتحوّل تدريجاً «ميثاقية»: معاقبة موظف يتحوّل للتو إلى معاقبة طائفة برمتها واستهدافها. سبب كافٍ وحتمي كي لا يُفتح أبداً. إذذاك يكمن مغزى ما قاله حلو يوماً عن الإصلاح الذي توخاه، وأوله رفع الحصانة.

 

بعد النفط و"إعادة" اللاجئين.. روسيا تتولى ترسيم الحدود

منير الربيع/المدن/السبت 02/03/2019

بعد النفط و"إعادة" اللاجئين.. روسيا تتولى ترسيم الحدود

في اليوم الذي جرى فيه توقيع الاتفاق بين لبنان وشركة روسنفت، لتلزيمها خزانات النفط في طرابلس، برز موقف صيني غير علني، معني بالملفين اللبناني والسوري. الموقف أطلقه أحد المسؤولين الصينيين المهتمّين بالشرق الأوسط وتحديداً في سوريا ولبنان، ويقول:" الآن أصبح بإمكاننا التقدّم والعمل." والمقصود بهذه الجملة أن بكين كانت تنتظر نوعاً من الغطاء السياسي لتأمين دخولها العملي، وفتح طريق إعادة إعمار سوريا. يركّز الصينيون على طرابلس، في شمال لبنان، كقاعدة أساسية للإنطلاق منها إلى الداخل السوري، والمقصود بتلك الجملة التي قالها المسؤول، إن أي عملية من هذا النوع كانت بحاجة إلى قواعد أمان. وبمجرد دخول روسيا على الخطّ النفطي، فإن هذه القاعدة قد تأمنت.

من سوريا إلى لبنان

ثلاثة ملفّات أساسية تركّز موسكو على إمساكها في لبنان. بدأت بالدخول إلى المجال النفطي من خلال شركة نوفاتيك، إلى جانب شركتين فرنسية وأخرى إيطالية. وفيما بعد أطلقت مبادرة تتعلّق بإعادة اللاجئين إلى مناطق آمنة في سوريا. أما الملف الثالث وربّما سيكون الأهم سياسياً، هو استعداد موسكو لتقديم مخطط، في مبادرة لترسيم الحدود اللبنانية سواء مع سوريا شرقاً، أو مع الأراضي الفلسطينية المحتلة جنوباً. الهدف من تلك المبادرة الروسية الجديدة، يطال أبعاداً متعددة، أمنية وعسكرية، سياسية، ونفطية. ما لا شك فيه، أن أي خطوة روسية ستصبّ في هذا الإطار، هي دليل جديد على مدى التنسيق المباشر أو غير المباشر مع الأميركيين. وهذا التنسيق لا ينفصل عن الاتفاق الذي تمّ بين الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والأميركي دونالد ترامب، في قمة هلسنكي، والذي مهد الطريق أمام الانسحاب الأميركي من سوريا، ولو صورياً، مقابل توسيع النفوذ الروسي هناك. أي انسحاب أميركي سيحدث من شرق سوريا، وهو بالمناسبة لن يكون انسحاباً كاملاً، سيكون مشروطاً بتوفير المصالح الأميركية. وروسيا هي التي ستلعب دور تأمين هذه المصالح. من هذا الباب، بدأت موسكو بتوسيع مبادراتها ونفوذها السياسي في سوريا، ومنها باتجاه لبنان. وعلى قاعدة الاستفادة الروسية من هذا الغياب الأميركي عن لبنان، أو الانسحاب من سوريا، تستمرّ روسيا بطرح المبادرات، ولا سيما المبادرة المرتقبة، خلال الفترة المقبلة، من أجل إنجاز ترسيم الحدود. هذه الخطوة، ستأتي بعد غياب أميركي شبه كامل عن هذا الملف، منذ الزيارة الأخيرة التي أجراها مساعد وزير الخارجية الأميركي، ديفيد ساترفيلد، قبل الانتخابات النيابية اللبنانية، الذي لم تصل مساعيه إلى أي حلّ. حينها، قيل أميركياً، أن الزيارة ستتكرر. وبعدها، نحّي ساترفيلد من منصبه، وعيّن مكانه ديفيد شينكر، الذي كان من المفترض أن يزور لبنان فور تسلّمه لمنصبه، لكنه حتّى الآن، لم يتسلّم منصبه عملياً، ما يعني أن الزيارة لن تحدث في المدى المنظور.

المقترح الأميركي بصياغة روسية

الابتعاد الأميركي عن المشهد، هو الذي سيدفع روسيا، وربما بالتنسيق مع الأميركيين والإسرائيليين، للتقدم بمبادرة جديدة لترسيم الحدود، خصوصاً أن المبادرة الأميركية قد رُفضت لبنانياً، فلم يوافق لبنان على خطّة هوف، ولا على التعديلات التي اقترح ساترفيلد إدخالها. وتنص الخطتان على وجوب تقاسم المخزون النفطي والغازي في البلوكات النفطية الجنوبية (9 و10 مستقبلاً) مع الكيان الإسرائيلي، بنسبة 60 بالمئة للبنان وأربعين بالمئة للإسرائيليين. وهو الأمر الذي يرفضه لبنان بشكل قاطع. يعتبر الروس أن اللبنانيين رفضوا هذه المقترحات لأنها أميركية، بينما لو اقترحها أحد غير الأميركيين، فستكون مقبولة لبنانياً، نظراً لتأثير روسيا على إيران وحلفائها. وعلى هذا الأساس، تكشف معلومات متابعة، عن إعداد دراسة روسية حول ترسيم كل الحدود البرية والبحرية، وتقديمها إلى اللبنانيين والإسرائيليين في المرحلة المقبلة. وهي لن تكون بعيدة جوهرياً عن مضمون الخطط الأميركية. وأكثر من ذلك، فمثلاً، الشركة النفطية الروسية التي ستنقّب عن النفط في لبنان، سيكون من حقها جرّ الغاز أو النفط إلى حقل كاريش الإسرائيلي مثلاً، وتخزينه هناك مع النفط المستخرج من قبل الإسرائيليين من الأراضي المحتلة، واستخدام هذه الأنابيب من كاريش لتصديره إلى الخارج، على قاعدة أن النفط اللبناني قد تم شراؤه من قبل الشركة الروسية أو الفرنسية، من الدولة اللبنانية التي لم يعد لها علاقة به، ويمكن للشركات أن تسيّله وتجرّه إلى حيث تريد.

إدارة الظهر للأميركيين

لا شك أن دخول روسيا على خطّ ترسيم الحدود، وتقديم مبادرة في هذا المجال، سيعزز من حضورها وتأثيرها في لبنان، خصوصاً بعد دخولها إلى المجال النفطي في الشمال، وبفعل التنسيق وتقاطع المصالح بينها وبين فرنسا في هذا الملف، والذي أدى بشكل أو بآخر إلى تشكيل الحكومة اللبنانية، التي ولدت في لحظة تقاطع فرنسي روسي إيراني. ويوم حصل الاتفاق بالتراضي على تلزيم شركة روسنفت لخزانات النفط في طرابلس، سجّل عتب أميركي على الخطوة، التي أقدمت عليها الحكومة اللبنانية، بينما لم يعر المسؤولون اللبنانيون الاهتمام لهذا الموقف الاميركي، الذي لا يرون فيه أي جدية، على اعتبار أن روسيا تتمدد في المنطقة تحت السقف الأميركي، وأن واشنطن ستتخلى عن كل بيادقها، لحظة الاتفاق الكامل مع الروس. وبالتالي، لا بد من التشبيك مع موسكو استعداداً للمرحلة المقبلة. يعّول لبنان على المبادرة الروسية لترسيم الحدود، وتأمين حدّ أدنى من الشروط الجدية، لحماية النفط في البحر، خصوصاً بعد مواقف عديدة أطلقها رئيس مجلس النواب، نبيه برّي، أمام مسؤولين دوليين، حول التجاوزات الإسرائيلية في هذا المجال، وصولاً إلى حدّ اعتبار أن إسرائيل تعتدي على المياه الإقليمية اللبنانية. وهذا الملف سيكون حاضراً في زيارة مرتقبة سيجريها الرئيس سعد الحريري إلى موسكو، للقاء الرئيس الروسي، والتي ستؤشر إلى مدى التدخل الروسي على خطّ ترسيم الحدود، بدلاً من المساعي الأميركية.

 

حزب الله” ورمال البقاع المتحركة؟

 احمد عياش/النهار/02 آذار/19/

ماذا يدور في البقاع؟ سؤال فرضته حوادث أمنية خلال الايام الماضية ذات صلة بالحزب بصورة مباشرة وغير مباشرة. فبعد أيام قليلة من الانباء عن شبكة دعارة تم الكشف عنها في بعلبك، توّرط فيها مسؤول أمني تابع للحزب، جرى الاعلان عن عملية مداهمة نفذتها القوى الامنية لمصنع مخدرات في البقاع الشمالي يعود الى مطلوب تباهى مراراً بانه من البيئة الحاضنة لـ”حزب الله”. قبل القفز الى الاستنتاجات، لا بد من التعامل مع الاوضاع التي يعيشها البقاع الذي اعتبره الحزب ولا يزال الخزان الرئيسي للمقاومة التي أطلقتها إيران بعد العام 1982 من تلك المنطقة. ووفق معطيات خبراء تحدثت اليهم “النهار”، يعيش هذا الجزء من لبنان ضائقة شديدة الوطأة على مستويات عدة. ففي بعلبك مثلا، عانت المدينة الامريّن من الانفلات الامني والاخلاقي والاجتماعي، ما حتم تدخل الحزب لكي يحقق مصالحات ويرفع الغطاء عن متجاوزين. لكن ذلك، لم يداو معضلة توفير فرص العيش التي تقلصت بالتوازي مع الشح الهائل في موارد الحزب.

الى أين يتجه تعاطي الحزب مع بيئته الحاضنة عموما، وفي البقاع خصوصاً بعد الكشف عن شبكة دعارة ومداهمة مصنع للمخدرات؟ وفق معطيات الخبراء، يتبيّن ان حلولاً نهائية للتردي في البقاع لم يحن اوانها بعد. ففيما يتعلق بشبكة الدعارة، فهي نموذج لحالة مستمرة تتعلق بمبدأ “المتعة” الذي يكتسب الشرعية في الجمهورية الاسلامية التي صدّرت هذا السلوك الى لبنان. ولم تكن الشبكة التي جرى فضح سرّها سوى احد المراكز التي وفّرت الخدمات الجنسية لعدد هائل من الشبان الذين يدورون في فلك الحزب، والذين مثّلوا قوته الضاربة في الحرب السورية. أما مصنع المخدرات الذي جرت مداهمته، فقد تم القبض على الاطنان من إنتاجه. فيما توارى صاحب المصنع، عن الانظار بفضل معلومات تردد انها وصلته قبل المداهمة وانتقل بعدها عبر معبر حدودي للحزب الى سوريا!

ما يزيد من وطأة أثقال “حزب الله” في البقاع أيضاً، ان زمن سيطرته الاحادية على المعابر الحدودية بين لبنان وسوريا قد ولّت. وبإستثناء معابر قليلة، وفق معطيات الخبراء، لا تزال تحت سيطرة الحزب في منطقة القصير يستخدمها قياديون في الحزب كمعابر للبضائع في الاتجاهين، فان هناك مسافة طويلة على الحدود الشرقية صارت تحت سيطرة الجيش اللبناني بمؤازرة بريطانية تتمثل بتقنيات متقدمة حصل عليها لبنان منذ أعوام. أما سائر الحدود، التي تفصل لبنان عن منطقة دمشق، فقد باتت تحت رقابة روسية لا وجود للحزب على خطوطها بإستثناء وجود عناصر تابعين له في إطار الفرقة الرابعة للجيش السوري بإمرة ماهر الاسد شقيق رئيس النظام. لا جدال في ان انحسار رقعة سيطرة “حزب الله” على مقدرات الدولة اللبنانية يؤدي تلقائيا الى إنكماش قدراته. وبعدما كان البقاع أرضاً صلبة لنفوذ الحزب داخليا وإقليميا صار اليوم رمالاً متحركة؟

 

هكذا خُطّت «حملة الضوابط» بين برِّي ونصرالله  

كلير شكر/جريدة الجمهورية/السبت 02 آذار 2019

للمرة الأولى منذ إثارة قضية الـ11 مليار دولار، قرّر رئيس الحكومة السابق فؤاد السنيورة الخروج عن صمته لشن «حملة استباقية» تسبق كلمة المدّعي العام المالي القاضي علي ابراهيم.

السنيورة نفسه اعترف أنّ رئيس مجلس النواب نبيه بري طرح المسألة قبل نحو تسع سنوات، فيما «التيار الوطني الحر» وثّق ما اعتبرها «التباسات» و«ارتكابات» تلك الحقبة في كتاب «الإبراء المستحيل». لكن السنيورة لم يجد نفسه مضطراً للرد شخصياً، بالورقة والقلم وبالسياسة، إلاّ حين قرّر «حزب الله» الانتقال في حملته لمكافحة الفساد من المنبر إلى مكتب المدّعي العام المالي.

يُشهَد لرئيس الحكومة السابق أنّه «ملِك الأرقام والفتاوى المالية»، وأنّ في استطاعته أن يحاضر لساعات وساعات عن قواعد إدارة المالية العامة وخزينتها وموازنتها، وتلقين من حوله دروساً في الانتظام المالي والسياسات الضريبية. ولهذا لم يتمكن من قمع «الأستاذ» الذي في داخله، فبدا في جزء من مؤتمره الصحافي محاضراً في الإدارة المالية، عائباً على منظّمي حملة الـ11 مليار، «جهلهم» في التمييز بين مفهوم الموازنة والميزانية، وأنّ «مسطرتهم» للقياس «معطوبة»، وأنّ الكيل بمكيال الليمون (حساب الخزينة) لا يشبه الكيل بمكيال التفاح (حساب الموازنة)!

أما القسم الثاني من مؤتمره فكان مطالعة دفاعية بالأرقام والقواعد المنطقية، التي تجعل من الاستحالة إسقاط موازنة الـ2006، التي بلغت نفقاتها حوالى 10 الآف مليار ليرة على السنوات التي تلتها، مع تعاظم حجم النفقات التي بلغت في موازنة 2017 نحو 25 ألف مليار ليرة، وأن هناك أكثر من 22 برنامج انفاق أقرُّت في العام 2005 ولم تُلحظ، كون الحكومات المتعاقبة لم تحضّر موازناتها أو لم تقرّ.

اما القسم الثالث والأخير من المؤتمر فبدا أشبه بمضبطة اتهامية هجومية، ولكن في السياسة، مركزّة ضدّ «حزب الله»، معتبراً أنّ «الفساد الأكبر والشر الأعظم هو الفساد السياسي، ويُعتَبَر فاسداً سياسياً كل من يُقيم دويلات داخل الدولة».

في الشكل، يُلاحظ أنّ السنيورة تقصّد فلش اثباتات «براءته» وجداولها على منبر نقابة الصحافة، وليس في «بيت الوسط»، لما لهذا البيت من رمزية سياسية، على رغم من تأكيده أنّ رئيس تيار «المستقبل» سعد الحريري إلى جانبه. في اختصار، حاول السنيورة وضع خطوة النائب حسن فضل الله في خانة الاستهداف الشخصي «المُفبرك» له ولفريقه السياسي من خلفه، ما يستدعي السؤال حول موقف الحريري من هذه الحملة. ورغم من أنّ «عمّته» النائب بهية الحريري كانت في الصفوف الأمامية للمشاركين في المؤتمر، لكن أداء رئيس تيار «المستقبل» قبل الانتخابات النيابية وخلالها وبعدها يفتح باب الشكوك على مصراعيه.

بحسب «حزب الله»، المسألة لا تتحمّل السجال في الإعلام، وترفض مصادره الدخول في متاهة الردود الاعلامية، وتكتفي بالقول إنّ «الحزب» يجهّز سلسلة ملفات في إطار مكافحة الفساد، سلّم بعضها إلى المدّعي العام المالي ويجهّز البعض الآخر. «ومن لديه كلام آخر فليتوجّه إلى القضاء المختص».

ولكن المطلعين على خفايا الأمور، يعرفون جيداً أنّ ما يقوم به «حزب الله» ليس ابن ساعته، وغير مبني على استهدافات شخصية أو فئوية، وإنما اعتباراته أبعد من الـ11 ملياراً.

تفيد المعلومات، أنّ مسألة مكافحة الفساد تمّ التفاهم عليها بين بري والأمين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصرالله، في اللقاء الأخير الذي جمعهما بعد طول انقطاع في 28 أيار الماضي، وذلك عقب الانتخابات النيابية، حيث تمّ الاتفاق على تفاصيل مرحلة ما بعد تأليف الحكومة، ومن بين عناوينها الأساسية حملة مكافحة الفساد التي ستكون هدفاً مركّزاً للحزب بالتعاون مع رئيس مجلس النواب.

وتضيف المعلومات، أنّ رئيس «التيار الوطني الحر» جبران باسيل سبق له أن أثار هذه المسألة أيضاً في اللقاءات التي جمعته مع السيد نصرالله قبيل الانتخابات، حيث أبلغ باسيل إلى مضيفه أنّ «التيار» مصرّ على الشروع في حملته لمكافحة الفساد جدياً، بحيث لا تستثني أي طرف، طالباً مساندته في «حرب التحرير الداخلية». هكذا، ثمة من يعتبر أنّ «حزب الله» يسعى من خلال فتح ملفات الماضي إلى حماية بيته الشيعي اذا ما قرّر حليفه العوني رشق هذا البيت بحجارة الفساد، على قاعدة أنّ «حليفك «المستقبلي» ليس أفضل حال». ولكن ثمة وجهة نظر أخرى تقول إنّ «حزب الله» يسعى فعلياً إلى حماية المالية العامة من الانهيار، كونه سيكون أكثر المتضررين من غرق السفينة. فمشروعه الاستراتيجي سيُصاب في صميمه اذا ما تعرّض «القلب» لنوبة مالية قاسية.

ويشير أصحاب وجهة النظر هذه، إلى أنّ حملة «حزب الله» ليست استهدافاً سياسياً، خصوصاً وأنّ الحاجة إلى «الحريرية» السياسية لا تزال ضرورة قصوى، وإنما تسعى أساساً إلى وقف مزاريب الهدر والفساد ووضع ضوابط مسبقة لـ«حكومة الى العمل» التي سيتسنى لها صرف مليارات الدولارات في مشاريع استثمارية، وبالتالي إذا لم تُصرف هذه المبالغ بحكمة ودقة فإنّ الدين العام سيهدّد كل الاستقرار الداخلي، وهذا ما يخشاه «الحزب» ويتجنّب بلوغه.

 

لبنان من الإقطاع إلى " الأوليغارشية "

توفيق شومان/السبت 02 آذار 2019

طالب اللبنانيون بإصلاح نظامهم السياسي والإقتصادي قبل العام 1975، فوقعوا في إثم الحرب وجحيمها .

لم تنته الحرب بعد

إنما يعيشها اللبنانيون بأشكال مختلفة وانقسامات متعددة ، وخطابات وممارسات تفقأ عيون أيامهم وتجعل أصابعهم مستنفرة وحاضرة وجاهزة على زناد الكراهية والبغضاء .

الخارج الذي فجر الحرب اللبنانية هو نفسه من يمنع انفجارها ثانية .

اللبنانيون جاهزون للحرب والخارج غير جاهز أو لا يريدها .

مع ذلك يأبى اللبنانيون " حكمة الخارج " ويريدون حربه وحرابه واحتراباته.

سألتُ أغلب القيادات الحزبية ذات القرار العالي ، التي أسهمت في إشعال الحرب واشتعال اللبنانيين ، يمينا ويسارا ، عما إذا كان يمكن تحاشي وقوع الحرب في العام 1975.

شي لا يصدقه العقل في إجابات اليسار واليمين.

الإجابات أو الإجابة القطعية والقاطعة كانت واحدة :

طبعا ... كان يمكن تحاشي وقوع الحرب .

لماذا وقعت إذا ؟

هنا تتعقد الإجابة و " تفلت " نظرات العيون وتسرح في فضائها المفتوح.

ماذا أنتجت الحرب ؟

أنتجت بيتا ـ وطنا من خراب يعجز اللبنانيون عن ترميمه مثلما عجزوا عن صب الماء على الحريق الأول ، فصبوا زيتا بدل الماء ، ومن كاد يشح زيته كان يأتي بزيوت من الخارج.

قبل الحرب ، كان خطاب اليمين واليسار يصوب سهام أدبياته ونار شعاراته نحو الإقطاع والزعامات التقليدية .

هكذا كان يقال .

وهكذا كان السائد والشائع

وإلى حدود اختلط بها حابل خطاب اليمين بنابل خطاب اليسار .

نقرأ مثلا :

في الموسم الثقافي لعامي 1968ـ 1969، أقام "النادي الثقافي العربي " ، سلسلة ندوات حوارية ـ فكرية ،شارك فيها كبار مثقفي ومفكري أحزاب تلك الفترة ( إصدار دار الطليعة ـ بيروت ـ أيار 1970)، ومن ضمنهم : رشاد سلامة عن حزب الكتائب اللبنانية ـ خليل احمد خليل عن الحزب التقدمي الإشتراكي ـ رمزي أبي فرح عن حزب الكتلة الوطنية ـ جوزيف مغبغب عن حزب الوطنيين الأحرار ـ محمد كشلي عن منظمة الإشتراكيين اللبنانيين ـ كريم مروة عن الحزب الشيوعي اللبناني ـ نقولا الفرزلي عن حزب البعث الموالي للعراق ـ انعام رعد عن الحزب السوري القومي الإجتماعي ـ محي الدين سلهب عن حزب النجادة ـ اميل الكك عن حزب الإتحاد الدستوري ـ سميح عسيران عن الجبهة الديمقراطية البرلمانية ـ محمد كامل طبارة عن حزب الهيئة الوطنية .

هذه الأحزاب ، ما عدا قلة منها ، كانت لها اسهاماتها " العظمى " في حربنا الضروس ، وفيما فرقتها حروب الخنادق ، فقد جمعتها شعارات وبرامج مواجهة " الإقطاع " ، وهنا في زيادة القراءة إفادة :

ـ حزب الكتائب مثلما قال رشاد سلامة : " لقد عاش الإقطاع على حساب السذاجة والتخاذل ، وما زال يؤلف قوة سياسية في لبنان لها حصونها وأبراجها وأسوارها الخاصة ، وهو يتمثل ببعض البيوتات اللبنانية التي لها ضلع مزمن في حكم لبنان بالواسطة أو بدون الواسطة ".

ـ حزب الكتلة الوطنية وعلى لسان رمزي أبي فرح : " حزب الكتلة الوطنية لم تزده تجاربه إلا إيمانا بأن السبيل الوحيد لتحقيق ازدهار لبنان وتطوره وإزالة اقطاعية المال والإحتكار والإستغلال والزعامة ، لن يكون الا بتطبيق النظام الديمقراطي بمفهومه الحقيقي ".

ـ الحزب التقدمي الإشتراكي وكما قال خليل احمد خليل : " تترتب على نهج الحزب سياسة مكافحة الطبقية والإقطاعية والتمهيد لقيام القيادات الصحيحة ، فلا طبقية ولا اقطاعية " .

قد لا يكون مهما إيراد مقولات الأحزاب اليسارية حيال الطبقية والإقطاع ، فتلك روح اليسار ونبضه ، بصرف النظر عن " طبقية المكتب السياسي واللجنة المركزية " التي عرفتها تجارب الحكم والسلطة في الدول اليسارية الحمراء ، فمقاصد القول محصورة بما كان عليه اجتماع الخطاب السياسي اللبناني ، بيمينه ويساره على مواجهة الإقطاع وزعامات الوراثة .

حسنا ... اندلعت الحرب

وانقرضت الإقطاعية والإقطاع

ماذا في المشهد الآن ؟

ـ زعامات سياسية جديدة يحيطها رجال المال والأعمال .

ـ أحزاب قديمة وأحزاب جديدة تربط الحدود الدنيا لمصالح الناس الإقتصادية ، بالمصالح الإقتصادية الكبرى للنافذين داخل الأحزاب .

ـ يحتكر رجال المال والأعمال النافذون والحزبيون الثروة والدورتين الإقتصاديتين العليا والوسطى .

ـ يصعب إقامة مشروع استثماري وانتاجي خاص ، بدون النسبة الكبرى "المعلومة " التي يطلبها النافذون من أعضاء الحلقات الحزبية ـ المالية الضيقة .

ـ تتم مصادرة أراضي الدولة ، عنوة أو " بالتي هي أحسن " أو ب " التفسير الإستقوائي " للقانون .

ـ يجري تلزيم الصفقات العامة لطبقة مالية محدودة جدا ونافذة طائفيا وحزبيا ، فينتج عن ذلك احتكار مالي يحجب الفرص والثروة عن العموم .

ـ تزاحم هذه الطبقة المالية ـ الحزبية في السوق العقاري المفتوح ، فتبز وتبتز أي منافس لها ، فتكون لها غلبة شراء العقارات وغلبة التغول في امتلاك العقارات على أنواعها .

ـ تتمدد هذه الطبقة المالية ـ الحزبية أو المتحزبة والمستحزبة ، إلى مفاصل الدولة برمتها ، فمن سلالة الآباء والأبناء والأشقاء والأصهار والزوجات ، يتحدر وزراء ونواب .

لم يكن لبنان على هذه الصورة

كان التوريث معتمدا في نطاق فردي ضيق يسمح للطامحين الماليين والسياسيين وأصحاب الوجاهة أن يكونوا إلى جانب الوريث.

لم يكن الوريث يحتكر كل المال و كل السياسة و كل النفوذ .

كان يحدد مساحته المالية والسياسية ويترك مساحات معتبرة للمتحلقين حوله .

كان يحتكر القرار ولا يحتكر النفوذ

كان الوريث على قدر معقول من الثقافة والرجاحة

إذا تحدث كان يحسن حديثا

وإذا صمت كان يقلق أتباعه بما يدور في فلك صمته وخلده.

وكان الوريث يحيط نفسه بأصحاب الكفاءة ، من ضمن معادلة المكاسب المتبادلة ، يعترفون بزعامته الموروثة ويعترف بكفاءاتهم وطموحاتهم بالوصول والنفوذ.

كان الوريث " يصطاد " مثقفي خصومه

لم يكن " يلبط " أنصاره " المثقفين " إلى حاضنة مناوئيه.

لم يكن يحتقر الثقافة ويحتكر المال

كان مثل أسد الغابة حين يشبع من لحم فريسته يتركها لأصحاب النصيب .

وما أكثر أصحاب النصيب .

أبدا ... لم يكن لبنان بهذا السوء

سوء هذا الزمان .

كان الإقطاع سيئا

ولكن الطبقة المالية ـ السياسية الجديدة التي يمكن تسميتها ب" الأوليغارشية " ، أسوأ مما كان عليه الإقطاع .

هذه الطبقة تأكل ولا تشبع

تنهب ولا تشبع

تحتكر ولا تشبع

لا تترك شيئا لأنصارها الذين يطالبونها برغيف

فترد عليهم بالقول والفعل : ولا كسرة رغيف .

قديما قال أفلاطون :

اثنان يجب ألا يحكموا : الجيش وكبار الأغنياء

الجيش يحمي ولا يحكم

وكبار الأغنياء ينتجون ولا يحكمون .

بعض الحكماء قال إن أفلاطون كان نبيا .

لا أدري ...

ولكن ما أراه أن أفلاطون كان على حق .

عشتم وعاش لبنان

 

لهذه الأسباب يستهدف «حزب الله» السنيورة  

أسعد بشارة/جريدة الجمهورية/السبت 02 آذار2019

لماذا فتح «حزب الله» المواجهة ضد الرئيس فؤاد السنيورة، في هذا التوقيت معطياً أياها عنوان مكافحة الفساد، وتحديداً في قضية الـ11 ميار دولار التي استفاض السنيورة خلال مؤتمره الصحافي أمس في شرح أرقامها التي صُرفت بفعل غياب الموازنات وتراكم موجبات الدولة المالية طوال فترة إقفال المجلس النيابي ومنع اقرار الموازنات في حكومته وفي الحكومات التي تلتها، أي حكومات الرؤساء سعد الحريري ونجيب ميقاتي وتمام سلام؟

تشير المعلومات الى جملة اسباب ستظهر تباعاً، لكنّ أبرز في ما يحوط بهذه الحملة هو الآتي:

ـ أولاً، اختار «حزب الله» قضية الـ11 مليار التي تشبه الضرب بحجر «مش صييب» لأنه لا يملك أيَّ ملف حقيقي على السنيورة إذ كان من الأسهل لو وجد هذا الملف سواء كان اختلاساً بملايين الدولارات، او ما شابه أن يعمد الى نبشه وتسليط الضوء عليه، وكان من الأسهل طبعاً أن يربح الحزب هذه المعركة لو قدّم ملفاً محدّداً في حق السنيورة مدعماً بالأدلّة، لكنه اختار ملفّ الـ11 مليار غير القابلة للتصديق، لإحداث عاصفةِ اتّهام كبرى لا تصيب السنيورة فقط، بل تصل الى الحريري على طريقة محاكمة مرحلة بكاملها، فالحريري لن يُمكنه التبرُّؤ من السنيورة، وهو ليس في هذا الوارد، وبالتالي سيكون امام تحدي الدفاع عنه، وبالتالي الدفاع عن فساد مزعوم لا يمكن إلّا أن يصيب المُدافِع عنه بشظايا قاتلة.

ـ ثانياً، ما هو الهدف من استنزاف الحريري؟ تشير المعلومات التي رشحت من أكثر من جهة داخلية وخارجية الى انّ «حزب الله» الذي استشعر خطورة وضعه على لوائح الارهاب بجناحيه السياسي والأمني، وخصوصاً في بريطانيا، يريد من الحريري أن يتبنّى الدفاع عنه كرئيس للحكومة بنحو كامل وغير ملتبس، تماماً كما فعل الوزير جبران باسيل.

وتضيف المعلومات أنّ «حزب الله» تبلغ أنّ دولاً أوروبية أُخرى تستعد لوضعه على لوائح الارهاب، ومنها ألمانيا التي إن اتّخذت هذه الخطوة فهي ستؤثر مباشرة على الحزب وقاعدته وبيئته الموجودة تجارياً في هذا البلد، وهذا ما يحتسب له الحزب الذي يريد وقف كرة الثلج قبل أن تكبر، والمطلوب من الحريري أن يأخذ بصدره هذه القضية وأن يعلن موقفاً باسم الحكومة اللبنانية يرفض فيه قرارات الدول الاوروبية، وإلاّ فإنّ الحملة على الفساد، ستطاول فريقه واركانه، وليس السنيورة فقط.

ـ ثالثاً، حملة الحزب على السنيورة لا تصيب الحريري سياسياً بل تستهدفه اقتصادياً، وهو الذي يستعدّ لمؤتمر «سيدر». فالمانحون في هذا المؤتمر، وضعوا معايير عالية الصرامة في طريقة صرف أموال القروض، والتلزيمات، ويستعدّ الحريري لاستقبال وفد فرنسي للتحضير لـ«سيدر» وسط تشدّد ورقابة مسبقة على أيّ قرش سيتم دفعُه، وما فعله «حزب الله» في قضية الـ11 مليار وعلى الرغم من انّ الدول المانحة تملك معلومات مفصلة عن الوضع الاقتصادي، يعطي صورة سلبية ويؤثر على الإعداد للمؤتمر، ويوجّه رسالة الى المانحين مفادها أنّ اموالهم سيكون مصيرها كمصير الـ11مليار دولار، وهذا في حدّ ذاته ضغط اضافي على الحريري، لإجباره على الرضوخ لشروط الحزب، علماً انّ ايّ التصاق للخطاب الرسمي اللبناني مع «حزب الله»، في مرحلة تعرضه للحصار العربي والدولي، يعني انّ لبنان سيدفع ثمن هذا الالتصاق سياسياً واقتصادياً، وهو ما يحاذر الحريري فعله لأنه يدرك النتائج، في وقت تزداد العزلة العربية والدولية، وهو ما ترجم في قمة شرم الشيخ التي بدا فيها الوفد الرسمي اللبناني خارج الاهتمام العربي والاوروبي. ويبقى السؤال: هل نجح السنيورة خلال مؤتمره الصحافي في دحض اتهامات «حزب الله»؟ وهل سيوفر على الحريري التعرض لمزيد من الابتزاز السياسي؟ الواضح أنّ مضمون مؤتمر السنيورة، نسف اسطورة سرقة الـ11 مليار دولار، بما اورده من وقائع وارقام، لكن الأكيد انّ استهداف السنيورة هو حلقة في مسلسل «مكافحة الفساد»، ستتلوها محطات أُخرى.

 

أنطوان سعد يمسّ بـ«الأيقونة»: شهاب يتحمَّل مسؤولية عن الخراب؟  

طوني عيسى/جريدة الجمهورية/السبت 02 آذار2019

ليس سهلاً ما فعله أنطوان سعد. ربما يكون كتابه «مسؤولية فؤاد شهاب عن اتفاق القاهرة» أول دراسة، مبنيّة على شهادات ووثائق، تمسُّ- إلى حدود معيَّنة- بصورة الرجل الشائعة «تقليدياً»، صورة الرئيس العسكري المتجرِّد، «الأيقونة»، المُنزَّه عن الغايات.

إذا كان شهاب مسؤولاً كلّياً أو جزئياً عن الاتفاق، والاتفاق مسؤولاً كلياً أو جزئياً عن خراب لبنان ومئات الآلاف من ضحايا الحروب المستمرة فيه منذ نصف قرن، فأيّ مسؤولية ثقيلة يتمّ إلقاؤها على ذاك الذي يعتبره كثيرون «قديس الجمهورية» وباني الدولة والإدارة والمؤسسات؟

ولكن، وفيما يوجّه الكاتب أصبع الاتهام إلى شهاب بالمسؤولية عن اتفاق القاهرة، العام 1969، فإنه يرسل إشارات أخرى تبرِّر خياره في مكان ما، لكنها في مكان آخر تتكفّل بإثبات الاتهامات.

هو يشير إلى أنّ شهاب كان مستاءً من اتفاق القاهرة، ومقتنعاً بأنه لا يراعي مصالح البلد. وفي معنى آخر، أظهَر الرجل نادماً على ما تسبَّب به. كما برَّر خيار شهاب باضطراره إلى استمالة الشارع الإسلامي في لبنان ومحاولة دفعه لينخرط أكثر في الخيار اللبناني.

في معنى آخر، هو استنتج أنّ شهاب لجأ إلى صفقة بينه وبين الزعيم المصري جمال عبد الناصر: يتنازل لبنان عن بعض الهوامش للعمل الفدائي الفلسطيني، في مقابل أن يمارس عبد الناصر «مَوْنته» على الشارع الإسلامي في لبنان ليتقدَّم أكثر في خيار اللبننة.

ويَستدلّ الكاتب إلى ذلك، واستناداً إلى وثائق وشهادات، حتى من أقرب المقرّبين من شهاب، كفؤاد بطرس وسامي الخطيب. فمخفر واحد بثلاثة دركيين كان قادراً على ضبط أيِّ مخيم فلسطيني في لبنان منذ العام 1948. ولكن، بعد هزيمة العرب في حرب 1967، تغيَّر نهج الفلسطينيين وأرادوا أن يعتمدوا على سلاحهم في مواجهة إسرائيل. وبعد الضربة التي تلقّوها في الأردن، في مواجهات «أيلول الأسود» عام 1970، كان الخيار، بتشجيع من القوى العربية والمعسكر السوفياتي، أن يتحرّكوا في لبنان.

ولكن، يُستشفّ من هذا التبرير أنّ طموحات شخصية، رئاسية، على أبواب انتخابات 1970، أضيفت إلى العوامل الخارجية والداخلية الضاغطة على لبنان، وأدت إلى التساهل والتغاضي عن تسليح الفلسطينيين ونموّ نفوذهم في لبنان والوقوع في فخّ اتفاق القاهرة.

فالبحث الذي أجراه الكاتب، وهو رسالة ماستر في التاريخ من الجامعة اللبنانية، استند إلى الإشكالية الآتية: ما مسؤوليّة الشهابية، وتالياً شهاب، عن تنامي قوّة التنظيمات الفلسطينية بحيث أصبحت في غضون أشهر، أمراً واقعاً قادراً على شلّ البلد، وفرض معادلات سياسية على لبنان... وهل من علاقة بين التساهل والاستحقاق الرئاسي في العام 1970؟

ويطرح الكاتب فرضيات عدّة:

1- إنّ نتائج الانتخابات النيابية في العام 1968، أضعفت الشهابيين في البرلمان وحملتهم على التساهل مع التنظيمات الفلسطينية، استرضاءً للكتلة النيابية المسلمة.

2- إنّ الاستحقاق الرئاسي سنة 1970 أرخى بثقله بقوّة على مجرى الأحداث، خلال العامين 1968 و1969، وأثّر في أداء قيادة الجيش والمكتب الثاني.

3- إنّ الخلافات المتراكمة بين الرئيس شارل حلو وسلفه شهاب جعلت الأخير، على الأقلّ، غير مهتمّ في مساعدته على حلّ مشكلاته مع رئيس الحكومة رشيد كرامي وقائد الجيش، للتمكّن من ضبط الوضع الأمني والسياسي في لبنان.

4- إنّ علاقة ملتبسة بين الجيش والتنظيمات الفلسطينية سبقت أزمة نيسان 1969 التي أدّت إلى اتّفاق القاهرة واستمرّت خلالها وبعدها، وحتى بعد إقالة قائد الجيش العماد إميل البستاني المتّهم بالتساهل، بسبب طموحاته الرئاسية.

تلقائياً، بتسليط الضوء على دور شهاب، يصبح حلو وأركان عهده في منأى في هذا الملف، علماً أنه هو نفسه جاء بدعم قوي من الشهابية.

فقد كان حلو رئيس السلطة التنفيذية والقابض على الصلاحيات الدستورية كافة في غياب الحكومة. وقائد الجيش العماد إميل البستاني هو الذي وقّع الاتّفاق عن الجانب اللبناني في العاصمة المصرية، في رعاية مباشرة من رئيس الجمهورية العربية المتّحدة جمال عبد الناصر.

وطوال أربعة عقود من الزمن، كان جميع الأطراف «مكْتَفين أو مرتاحين للانطباع العام بمسؤولية الرجلين، فيما كان حلو مهتمّاً بالدفاع عن نفسه عبر الاستحصال على فتاوى قانونية من مراجع لبنانية وفرنسية تُبيّن أنّ «اتّفاق القاهرة» ليس سوى ترتيبات أمنية لا تُلزم إلّا الحكومات التي تتبنّاها، وكذلك فعل البستاني».

ولكن، يقول الكاتب، «لفظت الأراشيف الأميركية والفرنسية أسرارها، بعد مرور الزمن المحدّد للإفراج عن الوثائق، كاشفة عن حقائق كثيرة غير معروفة متعلّقة بالفترة الواقعة ما بين العامين 1967 و1970، وبالظروف والمواقف المواكبة لتوقيع «اتّفاق القاهرة»، والتي من شأنها أن تبدّل في المعطيات والحيثيات السائدة. وهي تستند بشكل خاص على المراسلات بين كلٍّ من البعثتَين الديبلوماسيتَين الفرنسية والأميركية ووزارة الخارجية في بلدها».

وتُظهِر هذه المصادر «معطيات مهمّة عن أدوار ملتبسة متعلّقة بطموحات شخصية أو أوليغارشية خلال مرحلة الإعداد للانتخابات الرئاسية سنة 1970، تضاف إلى العوامل الطائفية والمطامع الإقليمية والظروف الدولية وتعقيدات الواقع الجيو-استراتيجي التي قادت لبنان إلى «اتّفاق القاهرة»، على الرغم من فداحة هذه العوامل والمطامع والظروف والتعقيدات الكبيرة، ودورها الذي ليس من السهل، القول إنّه كان في الإمكان الحؤول دون وطأتها على لبنان.

وإذا كانت حرب العام 1975 نتيجة حتمية لواقع لبنان الجيوسياسي، وتركيبته الاجتماعية والطائفية المتنوّعة، ولمغامرات اختلط فيها الشخصي بالعامّ».

وفي تقدير الكاتب، وكما يظنّ الكثير من الباحثين، فإنّ هذه المعطيات الجديدة تطرح تساؤلات حول «إمكان نجاح أو إنجاح النظام السياسي اللبناني في تأمين حكم رشيد مستقرّ وفي الوقت نفسه، تأمين المؤالفة بين مجموعاته الطائفية، وتحقيق المشاركة العادلة لكلٍّ منها في عملية إدارة الدولة وأجهزتها، وتحديد خياراتها المحلية والإقليمية والدولية». في عبارة أخرى، المهم في كتاب سعد، الصادر عن دار «سائر المشرق»، أنه يقرأ الرئيس شهاب ومرحلة الاحتقان السابقة لحرب 1975 من زاوية جديدة، واستناداً إلى وثائق وشهادات. لكن الخلاصة الأقوى هي أنه يسلّط الضوء على عمق أزمة الكيان اللبناني وتشققاته السياسية والطائفية والمذهبية الخطرة، وتحدّي السقوط أو الاستمرار.

 

لندن وحظر «حزب الله».. ماذا عن تنظيم الإخوان؟

عقل العقل/الحياة/03 آذار/19

بعد سنوات من العبث الإيراني في منطقة الشرق الأوسط، نلحظ التزام «حزب الله»، الذي هو من أهم أدوات إيران في مشروعها التوسعي، الحرفي بسياسة النظام الإيراني في منطقتنا وتنفيذه لايديولوجيته، وكلنا يتذكر الخطابات الرنانة لأمينه العام حسن نصرالله وانخراط الحزب في مشاريع إيران، ولعل أوضحها زج «الحزب» بكوادره في الوضع السوري، على رغم أن نصرالله كان ولا يزال يناصر الشعوب كما يدّعي في ثوراتها العربية، إلا أنه يقتل الشعب السوري بكل همجية ووحشية، ويدّعي في المقابل وقوفه ودعمه لحركة الحوثي في اليمن.

الحكومات العربية وكثير من المتابعين كانوا يطالبون بريطانيا وعواصم غربية آخرى بتجريم مثل هذه المنظمات الإرهابية، ولكن لا حياة لمن تنادي، بل إن بريطانيا أصبحت مركزاً للمعارضة الإسلاموية، وخاصة تنظيم الاخوان المسلمين وبقايا قيادات تنظيم القاعدة، ولا يمكن تبرير وجود هذه التنظيمات في العواصم الغربية بدعوى الحرية والديموقراطية وهذه الجماعات تدعو للكراهية والتطرف في دولنا، قد أتفهم أن هذه التيارات تستخدم من أجهزة الاستخبارات الغربية في الضغط على حكومات المنطقة وتهديدها بأن البديل لها هي هذه المنظمات المتشددة، بل إن البعض يرجع إنشاء هذه الأحزاب الإسلاموية لتلك القوى في الماضي كأداة لمحاربة المد الشيوعي في مرحلة الحرب الباردة والخوف من اجتياح تلك الأفكار الثورية المعادية للغرب للمجتمعات العربية في تلك الحقبة، الآن تغيرت المعادلة وأصبح الغرب الديموقراطي يدعم هذه الأحزاب ويقدمها كبديل في عملية التغير في المنطقة.

هل ما أقدمت عليه بريطانيا «صحوة» حقيقية في التصدي لهذه المنظمات المتشددة والتي عبرت عنها لندن بأنها تقوض الاستقرار الهش أصلا في منطقة الشرق الأوسط؟

أرى أن تصنيف «حزب الله» سياسياً وعسكرياً منظمةً إرهابيةً هو رسالة وبداية سياسية في الضغط على النظام الإيراني لـ «البدء» في تقليم أظافره في المنطقة من دون تدخل عسكري مباشر، ومن يراهن على الموقف الروسي في الوقوف إلى جانب إيران عليه أن يعود إلى ما قاله الرئيس بوتين بعد زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي لموسكو، إذ قال: «إننا نعمل على خطة لإخراج القوات الأجنبية من سورية»، والمقصود هنا هي القوات الإيرانية والأحزاب التابعة لها وعلى رأسها «حزب الله». نعم، لا يوجد تناغم في أوروبا حول إدراج حزب الله منظمةً إرهابيةً وهذا ما عبر عنه الرئيس الفرنسي ماكرون، معللاً بصعوبة التعاطي مع لبنان مع وجود وزراء من حزب الله في الحكومة اللبنانية. لعل هذه الخطوة البريطانية المتأخرة تفيق البعض في عالمنا العربي ممن يعتقدون وحتى الآن أن هذا الحزب الإرهابي هو من قوى المقاومة والتي لا يمكن وصفها إلا بـ «الكرتونية» ولا تتعدى استوديوات بعض المحطات التلفزيونية «عربية اللسان إيرانية الولاء».

جزئية أخيرة الجديرة بالملاحظة، وهي أن هناك بعض المحطات العربية، خاصة الــ بي بي سي العربية، لم تركّز في تغطيتها الإخبارية على قرار تصنيف حزب الله منظمة إرهابية، وأنا لا أملك أدلة تشهد باختراقها إيرانياً، ولكن تخيلوا لو أن الخبر صغير لكنه يخص المملكة، لوجدناها تخصص البرامج والحوارات وتفتح الاتصالات التلفونية لمشاهديها لمناقشته. في حالة هذا القرار البريطاني نجد الصمت المريب تجاهها من هذا الذراع الإعلامية البريطانية الرسمية.

 

الشتاء قادم على حزب الله في أوروبا

ماثيو زويغ/02 آذار/19/

تمكنت المنظمة الإرهابية اللبنانية المدعومة إيرانيا من العمل بشكل أكثر انفتاحا في القارة من أي مكان آخر لأن الاتحاد الأوروبي ومعظم الحكومات الأوروبية يشتركون في الخيال بأن لحزب الله أجنحة عسكرية وسياسية متميزة. وينفي حزب الله نفسه وجود مثل هذا الانقسام الداخلي ، ولكنه يستفيد من التمييز الأوروبي السخي في تجنيد وجمع الأموال هناك. ومع ذلك ، فإن تشريع الحزبين الذي تم توقيعه قانونًا من قبل إدارة ترامب قد يجبر الاتحاد الأوروبي على العمل ضد حزب الله. أوروبا لديها مشكلة في حزب الله. إلى جانب عملائه السريين ، يحتفظ حزب الله بوجود دولي أكثر عمومية من خلال قسم العلاقات الخارجية للحزب (FRD). في عام 2013 وضع الاتحاد الأوروبي على القائمة السوداء ما أسمته الجناح العسكري لحزب الله كرد فعل على تفجير منظمة إرهابية في يوليو 2012 لحافلة في بورغاس ، بلغاريا ، لنقل السياح الإسرائيليين. أسفر الهجوم الذي نفذه عناصر من حزب الله من مواطنين أستراليين وكنديين وفرنسيين عن مقتل 6 أشخاص وإصابة أكثر من 24 آخرين. أسفرت محاولة هجوم في قبرص على يد مواطن سويدي وعضو في حزب الله عن إدانة في عام 2013. ومع ذلك يستمر حزب جبهة التحرير في العمل ، ولم تضع القائمة السوداء للجناح العسكري لحزب الله نهاية للأنشطة السرية.

على الرغم من اسمها، فإن FRD ليست منظمة دبلوماسية غير ضارة. عند تسمية زعيم "FRD" علي داموش في يناير / كانون الثاني 2017 ، أشارت وزارة الخارجية إلى أن FRD "ينخرط في عمليات إرهابية سرية في جميع أنحاء العالم نيابة عن حزب الله ، بما في ذلك تجنيد نشطاء الإرهاب وجمع المعلومات الاستخبارية." بالنظر إلى أن FRD ، على النقيض من سرية حزب الله السرية نشطاء ، ويحافظ على المزيد من التعريف العام ، من المفترض أن يسهل التعرف على عملياتها للمسؤولين الأمريكيين.

على الرغم من التمييز المفترض للاتحاد الأوروبي بين الأجنحة العسكرية والسياسية التابعة لحزب الله ، فإن عمليات المجموعة في أوروبا وسجلها في جمع الأموال وربما التوظيف هناك تجعل عمليات حزب الله العسكرية ممكنة. على سبيل المثال ، أفيد في العام الماضي أن مركز المصطفى المجتمعي في بريمن ، ألمانيا ، هو مركز رئيسي لجمع التبرعات لحزب الله. إن إحجام الاتحاد الأوروبي عن تسمية "حزب الله" كمنظمة إرهابية لم يعد له أهمية بعد الآن. إن الاتحاد وأي من الدول الأعضاء فيه التي لم تعين حزب الله بشكل كامل ، قد يجبر الآن فعليًا على ذلك. في أكتوبر 2018 ، وقع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قانون تعديل قانون منع تمويل تمويل حزب الله الدولي (HIFPAA). وافق مجلس الشيوخ على مشروع القانون بموافقة إجماعية في حين أكد مجلس النواب ذلك من خلال التصويت الصوتي.

HIFPAA يفرض عقوبات ثانوية على FRD. في حين أن العقوبات المفروضة من قبل FRD تمت بالفعل من قبل الولايات المتحدة ، إلا أن العقوبات الثانوية تتطلب من الإدارة فرض عقوبات على "أي شخص أجنبي يحدده الرئيس يوفر عن علم دعمًا ماليًا أو ماديًا أوًا تقنيًا هامًا لـ" FRD "أو إلى جانبه ، بالإضافة إلى الجهات الأخرى المشاركة في حزب الله. في جمع الأموال والتوظيف. يمكن أن يشمل ذلك أي فرد أو شركة أوروبية تقوم بتأجير المرافق ، أو تقديم الخدمات المصرفية ، أو أي إجراء آخر يساعد شخصًا أو كيانًا تم تعيينه على أنه FRD. وهذا يعني أنه بغض النظر عما إذا كان الاتحاد الأوروبي يضع اللوم على كل حزب الله أو جزء منه فقط ، فإن الأفراد والشركات الأوروبية الذين يقدمون عن عمد دعماً ماديا لحزب الله يواجهون عقوبات أمريكية.

في الواقع، فإن خيال "جناحي" لن يحمي الأوروبيين بعد الآن من العقوبات الأمريكية ضد حزب الله. في حين أن واشنطن لم تعترف أبدا بهذا التمييز ، إلا أن القانون الأمريكي لم يفرض أبدا فرض عقوبات على أطراف أخرى في أوروبا تتفاعل تجاريا مع قوات الدفاع عن الديمقراطية.

سيتعين على الاتحاد الأوروبي الآن تحديد ما الذي ستفعله في الرد. وأفضل خطوة يمكن أن تتخذها هي اتباع مثال وزير الداخلية في المملكة المتحدة وتسمية حزب الله بكامله كمنظمة إرهابية. ومع ذلك ، إذا كانت الدول الأعضاء غير قادرة على القيام بذلك ، فسيكون البديل هو البقاء سلبيًا بينما تصبح العقوبات الأمريكية نافذة المفعول ، وتحث بهدوء على طرد "الجناح السياسي" لحزب الله. من أجل القيام بذلك ، يجب على أعضاء الاتحاد الأوروبي أن يفرضوا بشكل فعال متطلبات HIFPAA لضمان أن يتم تحديد وتصفية جميع المكاتب وعمليات الميسرين لمكاتب حزب FRD التابعة لحزب الله. قد تختلف الولايات المتحدة وأوروبا حول سياسة إيران ، لكن يجب أن نتفق على مسألة بسيطة تتمثل في إغلاق إرهاب حزب الله في مجمله. *ماثيو زويغ: صحافي في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات، ومساهم في مركز FDD للقوة الاقتصادية والمالية (CEFP)، وأحد كبار الموظفين الفنيين السابقين في لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب.

 

الغرب قرأ ابن خلدون وتعلَّم … والعرب يُعيدون مهازل التاريخ

أحمد عبد العزيز الجارالله/السياسة/02 آذار/19

 هناك من يتساءل: ماذا تغير في القرن الماضي عربيا، عما كانت عليه الحال في أيام الخلافة العثمانية، التي حكمت حوالي 400 عام، وهل استفاد العرب، أقله في نصف القرن الماضي من تجاربهم، أم أنهم لايزالون على سيرتهم الأولى، يبنون فيهدمون ما بنوه ليعيدوا البناء مرة جديدة بشكل مشوه، وأكثر بشاعة مما مضى؟ اليوم حين يقرأ المرء ما كتبه عبدالرحمن بن خلدون في مقدمته عن حال الدول عندما تنهار، ويقلب النظر في واقع الأمة، لا يجد فرقاً كبيراً بين أمس غابر وحاضر نعيشه بكل مراراته.

قبل نحو 700 عام كتب الرجل ” عندما تنهار الدول، يسود الرعب ويلوذ الناس بالطوائف، وتظهر العجائب وتعم الشائعات، ويتحول الصديق إلى عدو والعدو إلى صديق، ويعلو صوت الباطل، ويخفتُ صوت الحق”.

في الكويت، مثالا، سادت في العقود الأربعة الماضية أكذوبة ما سمي”الصحوة الدينية” ومن خلالها جرى تمرير أفكار جماعات متطرفة، همها الإمساك بزمام الدولة، وتطويعها وفقاً لرؤاها، وفي سبيل ذلك ارتفعت الأصوات بالتخوين، وإهانة كرامات الناس، فيما اصطفت مجموعة من الذين نصبوا أنفسهم أوصياء على المجتمع قضاة السماء على الأرض، ويدخلون من يشاؤون الجنة اذا اقترب من خطهم، ويخرجون كل مناوئ لهم الى النار.

في تلك المرحلة” ظهرت على السطح وجوه مريبة، واختفت وجوه مؤنسة”، كما كتب ابن خلدون، الى أن سقطت الأقنعة عن الوجوه الكالحة لتظهر لحى الزيف، المتاجرة بكل القيم، وحرفت مسار المجتمع عندما هيمنت على التعليم، وجعلته سلعتها الرابحة، فـكثر المنجمون، وازدادت غربة العاقل، فشحت الأحلام ومات الأمل، حين أصبح الانتماء الى القبيلة أشد التصاقاً، وإلى الأوطان ضرباً من ضروب الهذيان، وضاع صوت الحكماء، في ضجيج الخطباء، والمزايدات على الانتماء وعلى مفهوم القومية والوطنية والعقيدة وأصول الدين”، هذه الحقيقة سطرها ابن خلدون ونعيشها واقعا اليوم، وبدأت تتراجع وحدة المجتمع حين راح يتقاذف أهل البيت الواحد التهم بالعمالة والخيانة، وتسري الشائعات عن هروب كبير، وتحاك الدسائس والمؤامرات، وتكثر النصائح من القاصي والداني، وتطرح المبادرات من القريب والبعيد، ويتدبر المقتدر أمر رحيله والغني أمر ثروته، ويصبح الكل في حالة تأهب وانتظار”.

لسنا نبالغ إذا قلنا إن الخطيئة الوحيدة التي تتحمل وزرها الكويت هي حين أسلمت قيادها الى تلك الجماعة الشاذة عن كل القيم، أعني “الإخوان” التي عملت طوال العقود الاربعة الماضية على خطف المجتمع ودفع الناس الى اليأس من المستقبل، وركبت موجة التحريض حين لاحت لها بادرة منفذ إلى السيطرة، فخرجت في نوفمبر العام 2011 معلنة أن ما سمي “الربيع العربي” سيبدأ في الخليج من الكويت، فأقدمت على ارتكاب الجرائم ضد الكويتيين، عبر تظاهرات ومحاولات زعزعة للأمن الداخلي، وخرق الدستور، فيما قادتها كانوا، للأسف من المحسوبين انهم مشرعون، الذين يجب أن يكونوا قدوة للناس، في التزام القانون، وليس الخروج عليه.

كنت اتمنى أن يقرأ الفارون الى تركيا من وجه العدالة كلام ابن خلدون، وينظروا الى حال الكويت، وكيف يمكن أن يساعدوا على عدم الوقوع في ذلك الفخ، لكنهم للأسف شبوا على الانحراف عن الحقيقة، ووظفوا كل مازرعوه حين هيمنوا على التعليم في إنتاج متطرفين، واستطاعوا التغرير بشباب، كانت تعقد عليهم الآمال في بناء وطن يليق بهذا الشعب المعطاء. بدلا من العمل على سيادة القانون، كانوا دعاة الى الخروج عليه، وبدلا من احترام المؤسسات، اقتحموا مجلس الامة وكسّروه، كأنهم يعلنون سقوط الديمقراطية التي ساروا تحت مظلتها من أجل تحقيق مآرب دنيئة، اعتدوا على القضاء بأبشع الصور، وحاولوا اخضاعه لمشيئتهم، لكنهم فشلوا في كل ذلك. في المقابل تعاملت معهم السلطات كافة برأفة، وأفسح لهم القضاء الدفاع عن أنفسهم، طوال سبع سنوات ونصف السنة، فيما لو كانوا ارتكبوا هذه الجريمة في دولة يحكمها نظام، كالذي يحكم الدولة التي لجأوا اليها لكانوا الآن قابعين في السجون بأحكام ثقيلة، اذا لم تعلق لهم المشانق.

هؤلاء غرروا بشباب كثر، وتسببوا بسجنهم، فيما هم استغلوا حصانتهم في الفرار الى الخارج، الى حيث يمكنهم التحريض على الحكم والمؤسسات، عاملين بقول الشاعر العباسي:

“يلقاكَ يحلفُ أنه بكَ واثقٌ وإذا توارَى عنكَ فهوَ العقرَبُ”،

ووفقا لهذا البيت من الشعر علينا أن ننظر الى من يسعى للعفو عنهم، نظرة صالح بن عبدالقدوس في قوله:

“يُعطيكَ من طَرَفِ اللِّسانِ حلاوةً  ويَروغُ منكَ كما يروغُ الثّعلبُ”

لأنهم يسعون في أمر لا بد أن يجلب الويل على الكويت، فالذين ارتكبوا هذه الجرائم وفروا من البلاد لا شك حين يعفى عنهم سيعودون كالأبطال ليعيدوا سيرتهم الأولى، فيكملوا مخططهم الذي وضعته جماعة إرهابية، هي “الإخوان”، و عاثت دمارا وخرابا في مصر وعدد من الدول العربية، ودفعت الى حرب أهلية في سورية، وبعض الدول الأخرى. لا شك أن هؤلاء لن يجدوا أرضاً أكثر حنواً عليهم من بلادهم، ولا أعتقد أن تركيا ستغامر بعلاقاتها مع الكويت برفض تسليمهم، فيما لو أن الأخيرة طلبت ذلك، وبالتالي لن يجدوا مفراً من الأنصياع الى حكم القضاء، اذا كانوا فعلاً يسعون الى إصلاح.

رحم الله عبدالرحمن بن خلدون الذي عمل الغرب بنصائحه، فيما العرب الذين تكلم بلغتهم لم يقرأوا ما كتب الرجل، وإن قرأوا فلم يعتبروا ويتعلموا رغم أن التاريخ بدأ يعيد نفسه، لكن هذه المرة كمهزلة.

 

أدوار إيران الإقليمية في مبارزة قاسم سليماني ومحمد جواد ظريف

راغدة درغام/02 آذار/19

مَن هو المستفيد الأكبر من عودة وزير خارجية الجمهورية الإسلامية الإيرانية، محمد جواد ظريف، عن استقالته هذا الأسبوع احتجاجاً على تهميشه بالذات أثناء زيارة الرئيس السوري بشار الأسد الى طهران؟ للوهلة الأولى، يبدو جناح المعتدلين المستفيد الأوّل لأنه تصدّى لمحاولات إلغاء وجوده وأعاد فرض نفسه في ساحة الصراع على السلطة التي يهيمن عليها المتشدّدون. عملياً، أتى الإجماع على عودة ظريف عن الاستقالة برسائل أساسية، منها أن ديبلوماسية الابتسامة العريضة التي يمثلها جواد ظريف هي سترة حماية من المحاسبة الدولية على السياسات المتصلّبة التي يمثلها "الحرس الثوري" وبالذات قائد "فيلق القدس" قاسم سليماني. أي أن ابتسامة ظريف وأسلوبه الناعم يشكلان وقاية ضرورية لخشونة قاسم سليماني وإجراءاته المتطرِّفة ومصادرته صنع القرار الخارجي وفي مقدمته دور إيران الإقليمي التوسّعي لتصدير نموذج الثورة الإيرانية. استِفادة المعتدلين تعيد نوعاً من التوازن بين القوى الداخلية المتصارعة بعدما تحوّل الميزان لصالح المتشدّدين. إنما أين تُنفّق هذه الاستفادة على صعيد السياسة الخارجية بعدما كان سليماني أعلن قبل أسبوع من استقالة ظريف أن التفاوض على دور إيران الإقليمي ممنوع؟ هل العودة عن الاستقالة تعني أن ظريف استعاد ملف السياسة الخارجية جدّياً، أو أن سليماني اضطر لإعادة هذا الملف الى ظريف مرحلياً وتكتيكياً مع حجب الترخيص له للتفاوض جدّياً مع الأوروبيين على الدور الإقليمي لنظام الجمهورية الإسلامية الإيرانية؟ الأكيد هو أن إيران الداخل تشهد معارك إعادة تموضع للقوى المتصارعة فيما إيران الخارج تتخبَّط في مغامراتها ومشاريعها في الجغرافيا العربية كما في علاقاتها مع شركائها الأتراك والروس في سوريا. بشار الأسد يكاد يكون التحّفة الوحيدة في أيادي حكام إيران لأنه في زيارته لطهران نفخ فيهم روح الطمأنة في خضمّ الشكوك الإيرانية – الروسية. فروسيا على لسان رئيسها فلاديمير بوتين تبنّت خطاباً جديداً  في أعقاب استقباله رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو هذا الأسبوع إذ أعلن بوتين اطلاق "خطة دولية" ذات "آلية" للتسوية النهائية في سوريا تشمل "مجموعة عمل" لضمان انسحاب القوات الأجنبية ووضع ترتيبات تضمن سيطرة الدولة على كامل أراضي سوريا.

يطيب للبعض أن ينظر الى تموضع كل من قاسم سليماني وجواد ظريف بأنه مبارزة بين الرجلين وبين تياريّ المعتدلين والراديكاليين، أي بين الجناح المدني للنظام في طهران وجناح العسكريتارية بقيادة الحرس الثوري. ظريف يتقن فن التفاوض وهو بارع في الإيحاء للأوربيين بالاعتدال لإغرائهم بوهم وجهةٍ مختلفة للنظام في طهران عن تلك التي يمارسها ميدانياً. البعض يصف قدراته بأنها تضليلية بامتياز ويزعم أن ظريف في عمقه يوافق سليماني على التمدد في العراق وسوريا واليمن ولبنان. إنما البعض الآخر يرى العكس ويعتبر ظريف صادقاً في رغبته وتمنياته أن يقلّص النظام توسّعاته ويركز على علاقات طبيعية مع العالم، بما في ذلك مع جيرة إيران المباشرة.

بغض النظر عن رأي هذا أو ذاك، ان محمد جواد ظريف ديبلوماسي كان دائماً مفيداً لأركان النظام في طهران على صعيد العلاقات الخارجية – المعتدلون منهم والراديكاليون. انما محمد جواد ظريف ليس قاسم سليماني. بالرغم من اثباته عبر الاستقالة والعودة عنها انه ضرورة، يبقى ظريف منفّذاً وليس صانعاً للقرار، كما هو سليماني.

وزير الخارجية الأميركي، مايك بومبيو، اعتبر ظريف واجهة لـ "مافيا دينية فاسدة" إذ قال ان ظريف ومعه الرئيس الإيراني الذي يوصف بأنه من الإصلاحيين والمعتدلين "ما هما الا واجهتان لمافيا دينية فاسدة. ونحن نعرف أن خامنئي هو صاحب كل القرارات النهائية" اشارة الى مرشد الجمهورية آية الله علي خامنئي. كثيرون يوافقون بومبيو الرأي، لكن هذا لا ينفي أن الصراع على السلطة داخل إيران جدّي وان استقالة ظريف هزّت المعادلة وأن الصراع سيتّخذ أشكالاً جديدة قد تغيّر قواعد الاشتباك في مرحلة التموضع الداخلي وأبعاده الخارجية.

"الحرس الثوري" في حال استقواء ليغطّي على الضعف الذي أصابه وأصاب إيران بعدما انقلب الرئيس الأميركي دونالد ترامب على سلفه باراك أوباما الذي وقع في غرام الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وأغدق عليها المكافآت، وشرّع أدوارها الإقليمية التوسّعية، وغض النظر عن اضطهاداتها الداخلية، وجعل منها الشريك الاستراتيجي البديل عن حلفاء الولايات المتحدة العرب التقليديين.

الحرس الثوري يبالغ بقوّته لكنه ليس بلا أسنان. فلقد تمكَّن من بسط سلطته في الداخل وقوّته العسكرية في الخارج وأنجز للمتشددين ازدياد روحاني ضعفاً حتى وهو يقدّم التنازلات الكبرى أمام الراديكاليين لدرجة تبنّيه خطاب الحرس الثوري في أكثر من مناسبة. ما حدث نتيجة اللااستقالة هو ان المعتدلين استعادوا أنفاسهم وتحدثوا بلغة توصيف وتهديد بغرق الجميع، إذا ما غرقت السفينة الإيرانية لأن الجميع على متنها.

إنما ما تخشاه إيران العميقة هو أن يؤدي تحالف خامنئي وسليماني الى امتلاك العسكريتارية كامل السلطة في الجمهورية الإسلامية الإيرانية. حينذاك، يقول الخبير في الشؤون الإيرانية، أسعد حيدر "ستصبح العمامة مجرد نجمة على كتف الحرس الثوري" بعدما كانت "عمامة خامنئي الغطاء للنظام".

الجميع يراقب صراع القوى داخل إيران وعينه على المعركة على الخلافة لمرشد الجمهورية. إفرازات وتداعيات الجبهة الداخلية على السياسة الخارجية لن تنتظر معركة الخلافة، لذلك يدقّق المراقبون في المعركة على السياسة الخارجية وأدوار إيران الإقليمية بين الرجل القويّ العضلات قاسم سليمان وبين رجل ديبلوماسية الابتسامة العريضة جواد ظريف.

لعل عنوان الإجماع على عودة ظريف عن استقالته ان القرار في طهران هو عدم التخلي عن الديبلوماسية في هذا المنعطف. إنما ليس واضحاً ما إذا كان هذا بناءً على إفهام ظريف ان الرخصة المؤقتة له للمضي بالديبلوماسية مشروطة بموافقته على أنه من الممنوع عليه وضع دور إيران الإقليمي على أجندة التفاوض، لا مع الأوروبيين ولا مع غيرهم. فكلام قاسم سليماني الأسبوع الماضي جاء بلهجة تحذير حكومة بلاده من التفاوض على دور إيران الإقليمي لأن أي نوع من الاتفاق على تقليص أو احتواء هذا الدور هو "محاولة لتجفيف روح وحركة إيران الإسلامية" وهو سعي لأن "تخسر البلاد هويتها في المضمون". الأرجح أن ظريف سمع جيداً ما قاله سليماني، ووافق. لذلك من المستبعد جداً أن تنخرط طهران في أية مفاوضات جدّية على أدوارها الإقليمية، أو أن تربط ذيلها بين ساقيها وتلبّي ما تريده واشنطن أو تفكّر به موسكو أو تتمناه أوروبا الغارقة في أوهام وتضليلات ديبلوماسية الابتسامة العريضة. هذا ما لم تضطر لإصلاح النظام نتيجة تطويقها بالعقوبات الأميركية القاتلة وبمعادلات استراتيجية جديدة كتلك التي أشار اليها الرئيس الروسي.

المفاجأة التي أتى بها بوتين كانت موجّهة الى شركائه في عملية "استانا"، تركيا وإيران. كلاهما غير راغب بمغادرة سوريا وإنما يريد أن يحصد ما استثمره فيها عندما خاض معاركه هناك. فهو تحدث عن خطة لإنشاء "مجموعة دولية" جديدة، تشمل الدول المنخرطة في النزاع السوري، لتتولى تطبيع الأوضاع ومهمة "الاستقرار النهائي" بعد استئصال الإرهاب. وأشار الى ان "هذا مرتبط، من بين أمور أخرى، بسحب كل القوات المسلحة من أراضي الجمهورية العربية السورية".

كلام بوتين أخرج العملية السياسية البعيدة المدى من اطار استانا الثلاثي في اتجاه "خطة دولية". كلامه أتى بعد مرور يوم على لقائه مع نتانياهو الذي أعلن أن محادثاته في الكرملين تُوِّجت بالاتفاق على تشكيل "مجموعة عمل" هدفها اطلاق جهود لخروج جميع القوات الأجنبية من سوريا. نتانياهو قال أيضاً أن بوتين لم يضع أي قيود على العمليات العسكرية الإسرائيلية ضد التموضع الإيراني في سوريا، وأنه لا يظن أن "هناك بالفعل محوراً منظّماً ومتماسكاً يضم كلاً من سوريا وإيران وروسيا".

كل هذا الكلام لا يريح فريق "الحرس الثوري" وقائد "فيلق القدس" وقيادة "حزب الله" اللبناني الذي ينفّذ سياسات الحرس الثوري في سوريا ولبنان وأينما طُلِبَ اليه أن يدخل معركة. "حزب الله" واضح في الموازين الإيرانية – الإيرانية، فوجهته هي قاسم سليماني بكل علنية وبلا أي اعتذار.

إنما معركة هذا الفريق لا تتوقف عند آخر التطوّرات في العلاقات الروسية – الإسرائيلية أو في العلاقات الروسية – الإيرانية. فهذا الفريق يتباهى بخبرة وطول بال حياكة السجّاد كمرجع للصبر الإيراني الاستراتيجي. فليس هناك أية مؤشرات على استعداد معسكر المتشددين والراديكاليين لإعادة اختراع الذات أو للتأقلم مع المستجدات. انهم في صدد حرب بقاء ومعركة وجودية لأن اصلاح النظام وتقليص دور إيران الإقليمي التوسّعي سيلغي منطق وجودهم. انهم ماضون في حروبهم الداخلية والخارجية لكنهم مستفيدون جداً من غطاء ديبلوماسية الابتسامة العريضة.

 

ماذا لو «صدّق» المجتمع الدولي تهديداتنا؟  

جورج شاهين/جريدة الجمهورية/السبت 02 آذار 2019

مقالات خاصةخاص "الجمهورية": لهذا... الحكومة "مش مطولة"خاص "الجمهورية": ماذا يجري في منظمة العمل الدولية؟ خاص "الجمهورية": مطار بيروت وليس دمشقالمزيدينظر ممثلو الهيئات الأُممية في لبنان بكثير من التروّي الى بعض المواقف اللبنانية التي تمسّ مهمّتَهم. فإلى اتّهامهم بعرقلة عودة النازحين، يدركون المعطيات الداخلية التي تقود البعض الى هذا الاتّهام ظنّاً بأنّ هناك محوراً قد انتصر ويستعجلون الحصاد في الداخل من دون النظر الى البعيد المؤلم. فما هو الدافع الى هذه القراءة؟

لا يخفي كثيرون من ممثلي المجتمع الدولي ما لديهم من عتب وسخرية لدى التوقف عند بعض المواقف الراهنة التي تتناول ملف النازحين السوريين.

وقد زاد من نسبة هذا الشعور الممزوج بالخيبة والقلق على مستقبل هذا الملف الخطير انّ البعض يتناوله بخلفيات سياسية داخلية باهتة لا تُغني فقيراً ولا تعيد نازحاً سورياً واحداً الى بلاده.

فلمثل هذه العودة شروط وعلى اللبنانيين الإلتزامُ بمقتضياتها سعياً الى التوفيق المطلوب بين شروط العودة المفروضة دولياً وأممياً من جهة، والشروط السورية التعجيزية التي تعوق كل المبادرات الدولية والمحلية لإعادة النازحين والتي تتهاوى واحدة بعد أخرى.

ففي رأي الخبراء المتعاطين مع المجتمع الدولي ومسؤوليه، أنّ هناك مَن يلعب بالنار نتيجة إستخفاف البعض بما أُنجز حتى الآن من خطوات تحت شعار «التغيير الكبير» المُحدث في استراتيجية وزارة النازحين، تدعمها توجهات صارمة لوزارة الخارجية وبعض القوى السياسية التي امسكت بالملف في غفلة من الزمن على قاعدة انها قادرة على ترتيب هذه العودة، متجاوزة ما يقول به المجتمع الدولي من دون تقدير حجم المعوقات الكبرى التي تحول دونها سواءٌ وُصفت بأنها «طوعية» أو «آمنة» أو أيّ صفة أخرى يرغب البعض بسبغها عليها. فشروط استدامتها غير متوافرة والتجارب المريرة السابقة خير دليل الى كثير لمَن أراد أن يرى. فما تحقق من خلال البرامج التي قادها المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم بالتنسيق مع المنظمات الدولية والسلطات السورية المعنية يجب أن يُقرأ في هدوء وتمعّن بغية تقدير ما يمكن القيام به مستقبلاً بواقعية.

وفي الحالين هناك شرط واجب يقول بالإبتعاد عن المواقف «الشعبوية المتشنّجة» التي تفرضها معادلات سياسية ومذهبية وحزبية داخلية في لبنان لتقدير الموقف قبل الوقوع في فخّ «الرهانات القاتلة» التي لا يمكن تجاوزها متى ثبتت، ولا الخروج من أنفاقها بسهولة بعد فوات الأوان.

ويتفهم خبراء معنيّون الظروفَ السياسية التي دفعت ببعض المسؤولين الجدد في هذا الملف الى الحديث عن استراتيجية جديدة لا تأخذ في الإعتبار مختلف الدراسات والبحوث السابقة التي وُضعت على خلفية الإعتقاد بأنّ الحرب السورية انتهت، وأنّ هناك منتصراً وخاسراً فيها وآن اوان القطاف والحصاد في لبنان.

فالواقع يدعو الى إجراء مقارنة بين المواقف الدولية من جهة والداخلية من جهة أخرى وما ظهر أخيراً من فوارق شاسعة بين المقاربتين يثير قلقاً كبيراً. فالأولى بنيت على قواعد استراتيجية كبرى مالية وسياسية وعسكرية فيما الثانية تقدّم الحال الإجتماعية والإنسانية التي يعيشها النازحون والأوضاع الإقتصادية التي تعانيها الدولة اللبنانية المضيفة.

وكان واضحاً الخلاف في النظرة التي عبّرت عنها الممثل الأعلى لسياسة الأمن والشؤون الخارجية في الإتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني أثناء زيارتها الى بيروت عند مقاربتها الملف، وخصوصاً لجهة تأكيدها صعوبة العودة قبل الحلّ السياسي وقبل توفير الضمانات التي تؤكد أنها ستكون آمنة ومستدامة.

فيما يرى لبنان انّ العودة ممكنة في ظلّ سيطرة النظام على معظم اراضيه وانتفاء الحاجة الى المساعدات التي تقدّم للنازحين في لبنان، بحيث يمكن تقديمُها لهم في سوريا عند عودتهم على رغم صعوبة التحرّك الأممي على الساحة السورية.

وعلى خلفية الاعتقاد انّ الاتصالات مع سوريا تسهّل برامج العودة، فإنّ الجميع يعرفون انّ مثل هذه الاتصالات لم تتوقف يوماً منذ سنوات، ولكن ما يعوقها هو عدم تراجع السلطات السورية عن الإجراءآت المتشددة المفروضة لتوفير العودة. فالقادة الروس بعد المسؤولين الأمميّين عجزوا عن تعديلها سواء على مستوى القانون الرقم 10، ويأتيك في لبنان مَن يقول إنه «بلا قيمة» على رغم العوائق التي تسبّب بها معطوفاً على برامج التجنيد الإجباري التي لا ينوي النظام تعديلها لا بل هو يسعى الى التشدّد فيها حتى النهاية التي تضمن له توفير القوى الداخلية لضمان الإستقرار والأمن في المناطق المستعادة تحت سيطرته.

وبعيداً من كل هذه المعادلات يجدر التوقف عند موقف رئيس الحكومة سعد الحريري الذي طلب في جلسة مجلس الوزراء أمس الأول حصر الإتصالات بالجهات الدولية برئاسة الحكومة، وعدم فتح أيّ قنوات أخرى تحت شعار حماية «سيدر 1» الذي وضعته الحكومة السابقة التي «استنسخت» بالجديدة.

وهي رسالة يجب ان تؤخذ في الإعتبار في وجود السفير الفرنسي فيليب دوكان المكلّف متابعة الملف في بيروت، وفي انتظار وصول مفوض الأمم السامي لشؤون اللاجئين فيليبو غراندي للقاء المسؤولين الكبار خلال الأيام المقبلة.

فـ «سيدر 1» هو البوابة الإجبارية لمقاربة أزمة النزوح والتي تحوّلت ملفاً ضمن ملفاته ومشاريعه، وهو امر يقود حتماً الى تحاشي المواجهة المحتملة مع المجتمع الدولي مخافة أن يُحدث تصرّفُ البعض ازمة لا يمكن تجاوزها او تجاهلها.

فهل طرَح ايٌّ من هؤلاء السؤال يوماً على نفسه: ما هو المتوقع لو «صدق المجتمع الدولي» تهديداتهم؟ وماذا يمكن بعض المواقف المتشنجة أن تقود اليه؟

وهل في امكان أيٍّ منهم اقناع السلطات السورية بتسهيل عودة النازحين الى بلدهم؟ وهل إنّ النظام السوري مستعد لتقديم التنازلات المطلوبة للسلطات اللبنانية في ظل المواجهة الدولية والإقليمية التي ما زال في خضمّها؟

من لديه أيُّ جواب على هذه الأسئلة فليتفضّل..

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود وغيرها

قيومجيان يشرح مبادرة حل وزراء القوات لعودة النازحين: لعدم انتظار الحل السياسي

السبت 02 آذار 2019 /وطنية - عقد وزير الشؤون الاجتماعية ريشار قيومجيان مؤتمرا صحافيا في الوزارة في بدارو، عرض فيه مبادرة حل لعودة النازحين السوريين الى بلادهم، مقدمة منه الى مجلس الوزراء باسم وزراء حزب القوات اللبنانية الخميس الماضي.

ولفت إلى أن "هذا الموضوع شكل أزمة في الأسابيع الماضية ومادة دسمة للمزايدات السياسية والشعبوية، ولكن هذا لا يلغي حقائق عدة، أولاها أن اللبنانيين من مختلف المناطق والطوائف يرغبون بعودة النازحين السوريين الى بلادهم، ثانيتها أن 90 % من النازحين وفق الدراسات يرغبون بالعودة الى ديارهم، وثالثتها إن كان النظام السوري وحلفاؤه يرغبون فعلا بعودة النازحين، فليسهلوا عودتهم وليؤمنوا المتطلبات الأمنية والسياسية والاجتماعية والاقتصادية للعودة. ورابعتها ان العائق الاساسي هو بشار الاسد نفسه اذ انه لا يريد عودتهم وهناك عملية خداع وغش كبيرة تحصل. ففي ظل العزلة الداخلية التي يعاني منها النظام نتيجة تهجير ملايين الناس من شعبه والعزلة الدولية المفروضة عليه والعقوبات الدولية من مجلس الامن، يحاول النظام أخذ التطبيع من الحكومة اللبنانية على حساب العودة في وقت لا يرغب بالعودة ولا بتسهيلها. والحقيقة الخامسة أن القوات اللبنانية مع عودة النازحين بالامس قبل اليوم او غدا، نحن مع عودتهم من دون انتظار الحل السياسي النهائي في سوريا، نحن مع أي طرح أو مبادرة أو مشروع يطرح لتسهيل العودة". وأوضح أنه يطلق هذه المبادرة باسم وزراء القوات اللبنانية، وكان سبق أن سلمها للامين العام لمجلس الوزراء، آملا "بعرضها في الجلسة المقبلة لوضع خطة كاملة وشاملة لعودتهم الى ديارهم".

المبادرة

ثم تلا نص المبادرة: "انطلاقا من ان موضوع النازحين السوريين في لبنان بات يشكل أزمة وطنية كبرى ذات انعكاسات ثلاثية الأبعاد تطاول الأمن القومي، الاقتصاد والبنى التحتية والنسيج الاجتماعي-الديموغرافي، وانطلاقا من ان اللبنانيين بمختلف طوائفهم ومناطقهم يعولون على الحكومة لايجاد حل لهذه الأزمة، وخلافنا السياسي العميق على التطبيع والعلاقة مع النظام الحاكم في سوريا يجب ألا ينعكس على إرادتنا المشتركة لإيجاد الحلول الآيلة لعودة النازحين الى بلادهم. ارتضينا جميعا ما ورد في البيان الوزاري عن النأي بالنفس عن أزمات المنطقة وصراعاتها، وبخاصة عن الوضع في سوريا، حرصا على وحدتنا الداخلية وسلامة وطننا لبنان واستقراره". أضاف: "عليه نتقدم باقتراحات عدة أولها أن طاولة مجلس الوزراء هي المكان الوحيد للبحث في حل عودة النازحين. ثانيها، تفعيل قرار مجلس الوزراء الرقم 72 تاريخ 23-5-2014 المعدل بتاريخ 11-1-2017 والقاضي بتشكيل لجنة وزارية لمتابعة مختلف أوجه موضوع نزوح السوريين الى لبنان برئاسة رئيس مجلس الوزراء وعضوية وزراء الصحة العامة، التربية، المال، الخارجية، الداخلية، الشؤون الاجتماعية، الاقتصاد والتجارة والدولة لشؤون النازحين، ونقترح إضافة وزارة العمل نظرا إلى ارتباطها بأذونات العمل وتنظيم العمالة السورية. ثالثها، الإناطة بهذه اللجنة الوزارية البحث في موضوع عودة النازحين الى ديارهم وإيجاد الحلول والآليات والمعايير بالتنسيق مع الجهات الدولية المعنية ولا سيما هيئات الأمم المتحدة، وذلك لتحفيز السوريين على العودة عبر إمدادهم بالمساعدة داخل سوريا، كما التنسيق مع الدول الكبرى ولا سيما دولة روسيا الاتحادية، صاحبة المبادرة الروسية في هذا الشأن". وتابع: "تشجيعا للعودة، على الحكومة أن تطلب من المجتمع الدولي مزيدا من الضغط على النظام السوري لتسهيل العودة وإظهار حسن النية عبر إلغاء الخدمة العسكرية الإلزامية والغرامات المالية في حال التخلف عن الخدمة، وإعادة النظر بقوانين إثبات ملكية العقارات كالقانون 42 وغيره، وضمان عدم التعقب والملاحقات والاستدعاء الى التحقيق والاعتقالات التعسفية. ومن ضمن حملة وطنية لتسجيل ولادات السوريين، يتم الضغط على النظام لإلغاء الرسوم المتوجبة عند تسجيل الولادات في السفارة السورية والاعتراف بوثائق الولادة الصادرة عن السلطات اللبنانية".

وقال: "رابع هذه الاقتراحات، بما أن عودة النازحين ستتم عبر الحدود البرية اللبنانية-السورية وبما أن قنوات الاتصال عن العودة مفتوحة أصلا مع الجانب السوري المختص من خلال الأمن العام اللبناني، فإن الأخير هو الجهاز الصالح لتنسيق عودتهم عبر الحدود. ولتحفيز العودة، تلغي الحكومة اللبنانية كل رسوم تسوية أوضاع الإقامة للسوريين العائدين الى بلادهم". أضاف: "خامس هذه الاقتراحات، منذ بدء أزمة النزوح، كلفت وزارة الشؤون الاجتماعية تنسيق المساعدات الإنسانية للنازحين مع الجهات الدولية المعنية، والوزارة بما تملك من خبرات متراكمة وانتشار على الأراضي اللبنانية عبر مراكز الخدمات الإنمائية في المناطق، هي على استعداد، وفق الخطة التي ستقرها الحكومة، للطلب من الفرق العاملة في خطة الاستجابة للازمة السورية، المساهمة أولا في حث النازحين على العودة وثانيا أخذ أسماء العائلات الراغبة بذلك".

وختم النص: "تنسق وزارة الشؤون الاجتماعية عملها عملانيا مع وزارة الداخلية والبلديات عبر المحافظين ومديرية الأمن العام. وتؤمن الحكومة موازنة خاصة لعمل وزارة الشؤون المواكب لعودة النازحين".

أسئلة

وردا على سؤال عن تشكيكه بكلام الرئيس العماد ميشال عون، شدد على أنه لا يشكك على الاطلاق بكلامه وكل ما يقوله انه "إذا كان فعلا النظام السوري وحلفاؤه في لبنان يرغبون بعودة النازحين فلتبدأ العودة فورا وما من عائق امامهم". أضاف: "نحن كل ما قلناه ان التواصل يجب ان يتم بعد قرار من مجلس الوزراء، اذ بعد نيلنا الثقة وقبل اول اجتماع رسمي للحكومة تبين ان بعض الوزراء بدأ بالذهاب الى سوريا والتنسيق مع المجلس الاعلى اللبناني - السوري وهذا ما طرحناه في الجلسة التزاما منا للنأي بالنفس، ولكن اذا قرر مجلس الوزراء أن يذهب وزير الى سوريا للمعالجة التقنية أسوة بما يقوم به المدير العام للامن العام فلا مانع لدينا، إذ نحن مع التنسيق التقني". وعن الموازنة المطلوبة لوزارة الشؤون الاجتماعية التي ذكرتها المبادرة وشمول المهام المقترحة إحصاءات عن أعداد النازحين، قال: "اذا طلب من وزارة الشؤون الاجتماعية مهام اضافية فستحتاج الى موازنة اكبر بالطبع، والتفاصيل تبحث لاحقا".

 

الذكرى السنوية للبطريرك الماروني الأول مار يوحنا مارون (685- 707)

لائحة بأسماء البطاركة ال 77 للطائفة المارونية من القديس يوحنا مارون إلى البطريرك مار بشارة بطرس الراعي

http://eliasbejjaninews.com/archives/72655/%d8%a7%d9%84%d8%b0%d9%83%d8%b1%d9%89-%d8%a7%d9%84%d8%b3%d9%86%d9%88%d9%8a%d8%a9-%d9%84%d9%84%d8%a8%d8%b7%d8%b1%d9%8a%d8%b1%d9%83-%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%a7%d8%b1%d9%88%d9%86%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d8%a3/

القديس مار يوحنا مارون، أو بطاركة الموارنة

بقلم/الفيلسوف والمؤرخ فؤاد أفرام البستاني

من كتاب معاني الأيام

تخص الكنيسة المارونية اليوم الثاني من شهر آذار كل لأول بطاركتها القديس يوحنا مارون. وخلاصة الأبحاث في هذا القديس أنه ولد في قرية سروم في منطقة السويدية، قرب انطاكية، على العاصي، في النصف الأول من القرن السابع، ونشأ في أسرة مسيحية تقية. كان اسم أبيه اغاتون، وأمه أنوهامية.

تلقى دروسه في إنطاكية وهناك رواية تقول انه أُرسل على القسطنطينية وعاد منها على اثر وفاة والده ثم دخل دير مارون الشهير على العاصي، بقرب أفامية، بينها وبين حماة. فلبس الثوب الرهباني ورقي إلى درجة الكهنوت، وسمي يوحنا مارون.

ويقال أنه في هذه المدة وضع كتابه في عقيدة الكنيسة الصحيحة من “إن في المسيح طبيعتِّين، ومشيئتين، وفعلين كاملين في أُقنوم واحد،”. وفقاً لتعليم المجمع المسكوني الخلقدوني (451).

وكان ما كان من الفتوحات الإسلامية، وسقوط انطاكية سنة 638، وبالتالي انقطاع الكنيسة الأنطاكية عن القسطنطينية، وتعذُّر انتخاب بطاركة شرعيين في “مدينة الله” إنطاكية. حتى أن البطاركة الذين كانوا يُسَمّون على إنطاكية، وهم في القسطنطينة، أمثال جاورجيوس الأول (640/655)، ومكاريوس (656/681)، وتيوفانوس الأول (681/687)، ولم يستطيعوا الوصول إلى كرسيّهم في إنطاكية. وتعاقب بعد ذلك، ثلاثة بطاركة، سُمّوا على كرسي إنطاكية. ولكنهم عاشوا وماتوا في القسطنطينية. وكانت وفاة آخرهم جاورجيوس الثاني، أو الكسندروس سنة 702.

ولم تُكلّف بيزنطية نفسها إيجاد خلف له، فخلا الكرسي الإنطاكي. فكان طبيعيّاً، والحالة هذه، أن تفكّر الكنيسة المارونية، وقد انقطعت ماديّاً وروحيّاً عن الكرسي الإنطاكي، بانتخاب بطريرك من أساقفتها يتولى كرسي البطريركية، ويظلّ منتسباً إلى إنطاكية، رمز الوّلاء والشراكة في الإيمان. وهكذا كان.

فأجمعت، على اختيار الأسقف يوحنا مارون، وكان اسقفاً على البترون منذ سنة 676.

وكان انتخابُه بطريركاً سنة 687، في رأي بعض المؤرّخين، على اثر وفاة البطريرك تيوفانوس، الإنطاكي الاسم، والقسطنطيني الإقامة. وفي رأي غيرهم أن انتخاب البطريرك يوحنا مارون كان سنة 702، على اثر وفاة آخر بطريرك إنطاكي الاسم، وشغور المركز البطريركي المذكور، لإحجام القسطنطينية عن إيجاد خّلّفِ له. ولعلّه الأرجح.

ومهما يكن من أمر، فإن يوحنا مارون أولُ بطريرك على الموارنة، وقد اختار إقامته في دير مار مارون في كفَرحي قرب البترون، فسُمّي الدير ومن ثم دير مار يوحنا مارون. وساس الطائفة روحياً وزمنياً حتى وفاته سنة 707، ودفن في دير كفرحّي نفسه. فانتخُب خلفاً له ابن أخته قورش.

وجرى التقليد منذئذِ باستقلال الموارنة، بانتخاب بطريركهم، دون الاتصال بالسلطة الزمنية استشارةً أو استئذاناً أو طلباً للاعتراف به بعد الانتخاب ولا يزال هذا التقليد سارياً حتى اليوم. وهو من مظاهر استقلال لبنان المدني والديني. وقد تأيد حتى في عصر الدولة العثمانية، إذ كان السلطان يُرسل براءة الاعتراف، وفرمان ملء الصلاحية، لجميع بطاركة الطوائف الشرقيّة، بناءً على طلبهم، إلا البطريرك الماروني، الذي لم يشأ يوماً أن يطلب مثل هذه البراءة، إنما كان ينال ملء السلطة الروحيّة، وتمام الصلاحية، من براءة الحبر الأعظم، المعروفة “بدرع التثبيت”.

ولنا في كلام المؤرخ البطريرك ميخائيل السرياني، اليعقوبي، منقولاً عن المؤرّخ البطريرك ديونيسيوس التلمحري، ما يدلّ على استقلال الموارنة بانتخاب بطريركهم، وعلى استغنائهم عن إذن السلطة الزمنية، كما يُفيد أنهم كانوا السابقين في انتخابهم بطريركاً خاصاً بطائفتهم، بعد سقوط إنطاكية في يد المسلمين، وانقطاع الصلة بينها وبين القسطنطينية. قال، في الإشارة إلى أن الملكيين أرادوا أن يُجروا على غرار الموارنة في انتخاب بطريرك خاص بهم، فطلبوا الإذن بذلك من الخليفة: “في نحو السنة 746، سمح مروان ملك العرب (أراد به مروان الثاني آخر خلفاء بني أمية) للملكيّين، فانتخبوا توافيليوس ابن قِنّبرة بطريركاً عليهم فأخذ ابن قِنّبرة عسكراً من رجال الملك مروان لأجل إكراه الموارنة على الخضوع لسلطته وأتى به إلى دير مار مارون وأخذ يضايق الرهبان لكي يقبلوا به بطريركاً. وكان معه راهب متقدّم في السن شديدُ الحماسة والتعصُّب. فدخل إلى كنيسة الدير، وضرب بيده على المذبح قائلاً: “متى تتقدّس أيها المذبح النجس؟”، وفي الحال وقع ميتاً. فاستولى الخوف على ابن قِنّبرة، وترك الدير وعاد بجيش الخليفة خائباً.

وظلَّ الموارنة على ما هم عليه حتى اليوم (أي حتى زمن البطريرك التلمحري المؤرخ 818/845)، يُقيمون بطريركاً وأساقفة من ديرهم هذا”.

ومع هذا، فقد شكَّ بعضهم بوجود ما يوحنا مارون، فقام البحّاثة الفرنسي رينودو (1646/1720)، واستنتج من عدم ذكر يوحنا مارون في لوائح البطاركة المتداوّلّة في الكنائس غير المارونية، كاليعقوبية، والملكية، أنه لم يوجد. فرد عليه الكثيرون من علماء الموارنة، مشيرين إلى أن إغفال ذكرِ حدثِ تاريخي في مصدر من المصادر – ولاسيما إذا كان هذا المصدر لفئة مناوئة للفئة القائلة بصحة الحدث المذكور – لا يكون برهاناً قاطعاً، ولا حجّة مرجّحة، على نفيه.

بيد أن الخطب أيسرُ من هذا، ولولا النِزاعات الطائفية في الشرق، ومن يَلَذُّهم تغذيتُها من بَحَّاثة الغرب، لما كان هناك مشكلة في قضيّة مار يوحنا مارون. إذ أن المنطق البسيط، وبادي الرأي البديهي يقول إن هذه السلسلة الطويلة من بطاركة الموارنة التي بلغت 77 بطريركا (حتى البطريرك بشارة الراعي)، لا بد أن تكون قد بدأت ببطريرك أول، حمل الرقم الواحد. فهذا البطريرك البدء أو الأول، أو رقم واحد، نسميه يوحنا مارون. والسلام على من لاذ بالمنطق.

 

لائحة بأسماء البطاركة ال 77 للطائفة المارونية من القديس يوحنا مارون إلى البطريرك مار بشارة بطرس الراعي

• 1 – يوحنا مارون 685 – 707.

• 2 – قورش: 707.

• 3 – جبرائيل

• 4 – يوحنا مارون الثاني

• 5 – الدملصي

• 6 – غريغوريوس الأول

• 7 – إسطفانوس

• 8 – مرقس

• 9 – أوسابيوس

• 10 – يوحنا الرابع: (في عهده عقد المجمع القسطنطيني في العام 869).

• 11 – يشوع الأول: • 12 – داود: • 13 – غريغوريوس الثاني: (في عصر العباسيين).

• 14 – ثاوفيلقطوس (حبيب)

• 15 – يشوع الثاني • 16 – دوميطوس (في عهده ظهر المذهب التوحيدي الفاطمي عام 1017).

• 17 – إسحق • 18 – يوحنا الخامس: سيم بطريركاً في الخمسينات الأولى بعد الألف.

• 19 – سمعان: سيم في الخمسينات الأخيرة بعد الألف.

20- أرميا الأول

21- يوحنا السادس

22- شمعون الأول

23- شمعون الثاني (ورد ذكرهم عند الدويهي، ولم يرد ذكرهم عند السمعاني ولم يذكرهم المجمع اللبناني).

• 24– يوسف الجرجسي: 1100 – 1120 (جرت في أيامه الحملات الصليبية الأولى).

• 25– بطرس الأول (1121 – 1130.

• 26 – غريغوريوس الحالاتي: 1130 – 1141 (من بلدة حالات في جبيل).

• 27– يعقوب الراماتي: 1141 – 1151 (نقل مقر البطريركية إلى ميفوق وفي أيامه ترجم الإنجيل إلى العربية على يد القس عبد الله أبو الفرج المعروف بابن الطيب – من بلدة رامات).

• 28– يوحنا اللحفدي: 1151 – 1154 (نقل البطريركية إلى بلدته لحفد في جبيل).

• 29- بطرس الثاني:1154-

30- بطرس السادس :….

31- بطرس الرابع:…..

32– بطرس: … – 1173.

33– بطرس اللحفدي: 1173 – 1199 (من لحفد في جبيل).

•34– أرميا العمشيتي: 1199 – 1230 (هو أول بطريرك سافر إلى روما وكان ذلك في العام 1215 وحضر المجمع الذي تقرر فيه إيفاد حملة صليبية جديدة لاسترجاع الأراضي المقدسة وهو من عمشيت في جبيل).

• 35– دانيال الشاماتي: 1230 – 1239 (من شامات جبيل).

• 36– يوحنا الجاجي: 1239 – 1245 (من جاج جبيل).

• 37– شمعون: 1245 – 1277.

• 38– دانيال الحدشيتي: 1278 – 1282 (من حدشيت).

• 39– أرميا الدملصي: 1282 – 1297 (زار روما في العام 1282 – من دملصا).

• 40– سمعان: 1297 – 1339.

• 41– يوحنا العاقوري: 1339 – 1357 (من العاقورة).

• 42– جبرائيل (أبي خليل): 1357 – 1367 (من أبناء حجولا وهو شهيد أحرقه المماليك في طرابلس).

• 43– يوحنا: 1367 – 1404.

• 44– يوحنا الجاجي: 1404 – 1445 (من جاج).

• 45– يعقوب الحدثي: 1445 – 1468.

• 46– يوسف الحدثي: 1468 – 1492.

• 47– سمعان الرابع الحدثي: 1492 – 1524.

• 48– موسى العكاري: 1524 – 1567 (من قرية الباردة في عكار).

• 49– مخايل الرزي: 1567 – 1581 (من قرية بقوفا).

• 50– سركيس الرزي: 1582 – 1597 (شقيق مخايل – في عهده ظهر الأمير فخر الدين المعني الكبير).

• 51– يوسف الرزي: 1597 – 1608 (أمر أتباعه بسلوك الحساب الغريغوري – من بقوفا).

• 52– يوحنا مخلوف الإهدني: 1608 – 1633 (من إهدن).

• 53– جرجس عميرة الإهدني: 1633 – 1644 (من إهدن).

• 54– يوسف حليب العاقوري: 1644 – 1648 (من العاقورة).

• 55– يوسف البواب الصفراوي: 1648 – 1656. (عند وفاة الصفراوي انتخب جرجس حبوق (الهارب من البطريركية)، وسمي الهارب لأنه عند انتخابه هرب من المجمع واختبأ في قلاية أحد الرهبان، لكن الشعب كسر باب القلاية وحمله إلى الكنيسة، وهناك غافل الشعب وهرب إلى وادي قنوبين وظل هناك إلى حين انتخاب جرجس السبعلي – وهو من بلدة الصفرا).

• 56– جرجس السبعلي: 1657 – 1670 (من سبعل).

• 57– إسطفان الدويهي: 1670 – 1704 (المؤرخ الشهير) (من إهدن).

• 58– جبرائيل البلوزاني: 1704 – 1705 (مؤسس الرهبانية الأنطونية) (من بلوزا).

• 59– يعقوب عواد: 1705 – 1733 (أقاله مجمع الأساقفة ثم أعاده بأمر من روما، نقله إليهم السمعاني الشهير من حصرون).

• 60– يوسف ضرغام الخازن: 1733 – 1742 (من غوسطا).

• 61– سمعان عواد: 1742 – 1756 (عند انتخابه حصل خلاف بين المطارنة وانتخب فريق منهم المطران الياس محاسب. لكن روما حكمت ببطلان الانتخابين وأعيد انتخاب سمعان عواد بطريركاً – من حصرون).

• 62– طوبيا الخازن: 1756 – 1766 (من بقعاته كنعان).

• 63– يوسف إسطفان: 1766 – 1793: (ملفان الكنيسة المارونية.

وقف ديراً يخص عائلته وحوله إلى مدرسة عين ورقة المعروفة بأنها أول مدرسة في لبنان وقد تخرج منها المعلم بطرس البستاني والشدياق وعدد من البطاركة اللاحقين والمطارنة. وقع خلاف بينه وبين روما بسبب الراهبة هندية ونحي عن الكرسي البطريركي مدّة سنة ونصف سنة، نفي خلالها إلى فلسطين ثم أعيد إلى كرسيه في احتفال فخم – من بلدة غوسطا).

• 64– ميخائيل فاضل: 1793 – 1795 (من بيروت).

• 65– فيليبس الجميل: 1795 – 1796 (من بكفيا).

• 66– يوسف التيان: 1796 – 1809 (عاصر الأمير بشير وعقد صلحاً بين الأمير وجرجس باز في سيدة التلّة، وعندما غدر بشير بجرجس باز اعتزل السدة البطريركية وتوفي في قنوبين (من بيروت).

• 67– يوحنا الحلو: 1809 – 1823 (من غوسطا).

• 68– يوسف حبيش: 1823 – 1845 (أُنشئ في أيامه نظام القائمقاميتين، وهو الذي نصح بتعيين الأمير حيدر اللمعي قائمقاماً للنصارى من بلدة ساحل علما).

• 69– يوسف راجي الخازن: 1845 – 1854 (من عجلتون).

• 70– بولس مسعد: 1854 – 1890 (مؤرخ وكاتب من مؤلفاته “الدر المنظوم في الرد على البطريرك مكسيموس مظلوم”. في أيامه جرت ثورة الفلاحين بقيادة طانيوس شاهين على الإقطاع الخازني وحوادث 1860 وثورة يوسف كرم على العثمانيين. وطلب من السلطان إعفاء المسلمين المقيمين في جبل لبنان من الخدمة العسكرية فأجيب طلبه – من عشقوت).

• 71– يوحنا الحاج: 1890 – 1898 (باني دير سيدة بكركي المقر البطريركي كما هو اليوم. وكان بوشر بناؤه في أيام البطريرك يوسف حبيش – من دلبتا).

• 72– الياس الحويك: 1899 – 1931 (باني كرسي الديمان الذي سماه (كرسي جديدة قنوبين). زار السلطان عبد الحميد في العام 1905 وجرى له استقبال عظيم. وكان قبل ذلك زار الفاتيكان وباريس. اضطهده جمال باشا وكاد أن ينفيه. رأس أول وفد لبناني إلى مؤتمر الصلح في العام 1919 – من حلتا البترون).

• 73– أنطون عريضة: 1932 – 1955 (اشتهر بخلافه مع المفوض السامي الفرنسي دو مارتيل بسبب امتياز الريجي وأقام حواراً مع الكتلة الوطنية في سوريا وأطلق عليه في جوامع دمشق لقب حبيب الله. ساهم في إنشاء صناعة الترابة في لبنان – من بشري).

• 74– بولس المعوشي: 1955 – 1975 (عينه البابا بيوس الثاني عشر واتسمت بداية عهده بمعارضة قوية من معارضي حكم الشيخ بشارة الخوري لكنه حظي في السنين الأخيرة من عهده بتأييد كبير. تولى ترميم الصرح البطريركي في بكركي – من جزين).

• 75– أنطونيوس خريش: 1975 – 1986. (عندما استقال وعيّن المطران إبراهيم الحلو مدبراً رسولياً وهو لا يزال على قيد الحياة).

• 76– نصر الله صفير 1986 – 2011 (من ريفون – كسروان قبل قداسة البابا بنديكتوس السادس عشر استقالته في 26 شباط 2011).

77- بشارة الراعي: 2011- (من حملايا – المتن انتخب بطريركا في 15/3/2011)

لقراءة تفاصيل أخرى عن تاريخ الموارنة/اضغط هنا

 

 

/New A/E LCCC Postings for todayجديد موقعي الألكتروني ل01 و02 آذار/19

رابط الموقع

http://eliasbejjaninews.com

 

الذكرى السنوية للبطريرك الماروني الأول مار يوحنا مارون (685- 707)

لائحة بأسماء البطاركة ال 77 للطائفة المارونية من القديس يوحنا مارون إلى البطريرك مار بشارة بطرس الراعي

http://eliasbejjaninews.com/archives/72655/%d8%a7%d9%84%d8%b0%d9%83%d8%b1%d9%89-%d8%a7%d9%84%d8%b3%d9%86%d9%88%d9%8a%d8%a9-%d9%84%d9%84%d8%a8%d8%b7%d8%b1%d9%8a%d8%b1%d9%83-%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%a7%d8%b1%d9%88%d9%86%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d8%a3/