المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكنديةLCCC/

نشرة الأخبار العربية ليوم01 آذار/2020

اعداد الياس بجاني

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/eliasnews19/arabic.march01.20.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

أحد شفاء الأبرص/أَمّا هُوَ، فَٱنصَرَفَ وَأَخَذَ يُنادي بِأَعَلى صَوتِهِ وَيُذيعُ ٱلخَبَر

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياته

الياس بجاني/حزب الله عصابة مسلحة خارجة عن القانون وتسبب بمقتل مواطنين لبنانيين داخل وخارج لبنان

الياس بجاني/جوني منير ونفخة الصدر وأوهام ينابيع المعلومات

الياس بجاني/قطعان أصحاب شركات الأحزاب هم رزم من الكوارث القاتلة

الياس بجاني/حبذا لو يصمت الثلاثي جنبلاط والحريري وجعجع ويتوقف عن نتاق وهرار التصريحات والتغريدات

بالصوت والنص/الياس بجاني: تأملات إيمانية في مفاهيم وأخطار غريزة الطمع القاتل ويوم الحساب

 

عناوين الأخبار اللبنانية

بين قداسة الأمس ونجاسة اليوم/اتيان صقر ـ أبو أرز

مجهولون قتلوا جندياً وجرحوا آخر بالرصاص في البقاع اللبناني

7 إصابات بـ"كورونا"في لبنان.. و50 حالة في الحجر الصّحي!

لبنان يغلق المدارس لكبح انتشار «كورونا»

دعوات لبيع جزء من احتياطي الذهب اللبناني لإعادة هيكلة الاقتصاد وتُقدر قيمته بـ16 مليار دولار... ويوجد جزء كبير منه في أميركا

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم السبت في 29/2/2020

أسرار الصحف اللبنانية الصادرة في بيروت صباح اليوم السبت 2922020

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

نيوزويك: مخطط إسرائيلي لضرب حزب الله في لبنان

معلومات «جنوبية»: وساطة إبراهيم تتجاوز إجلاء قتلى «حزب الله» من إدلب! خاص جنوبية

مقتل 48 من النظام وحلفائه بقصف تركي على ريفي حلب وإدلب بينهم 11 ضابطاً و14 عنصرا من «حزب الله»

تفاصيل الإشتباك المباشر الأول بين حزب الله وتركيا... شخصية لبنانية توجّهت إلى أنقرة!

فيديو لعنصر من حزب الله عن ضربات تركيا بسراقب: "حصدونا حصد"

مقتل قياديين في حزب الله بهجوم تركي في سوريا

لماذا تأخر رفع التأهب وما حقيقة الإصابات؟

انتقادات لـ«محاولة تعويم» باسيل على خلفية استكشاف النفط

من مدريد إلى الدولتين فصفقة القرن.. حرب لبنانية فحرب تموز والإنهيار

لبنانيون ممنوعون من العودة الى اعمالهم

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

كورونا يصيب حفيد خامنئي

غارات روسية على إدلب.. وقصف متبادل بين تركيا وقوات دمشق

أردوغان يطلب من روسيا التنحي في سوريا/أعلنت أنقرة أنها دمرت "منشأة للأسلحة الكيميائية" تابعة للنظام السوري

إردوغان يبلغ بوتين بتوسع استهداف النظام السوري وينتظر أفعالاً من واشنطن/أنقرة طالبت بحظر جوي في ادلب بعد مقتل 33 من جنودها

إردوغان: طلبت من بوتين «الابتعاد عن طريقنا» في إدلب

إردوغان يتعهد بإبقاء الحدود مع أوروبا مفتوحة أمام المهاجرين

تركيا تعلن تدمير «منشأة للأسلحة الكيميائية» في سوريا

واشنطن و«طالبان» وقّعتا اتفاق السلام الموعود في أفغانستان

هل سيكون هناك سلام حقيقي في أفغانستان بعد اليوم؟ والشرطة الأفغانية انتظرته طويلاً وتتطلع إلى هدنة دائمة

بومبيو: أميركا قضت على القاعدة في أفغانستان

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

الضربة التركية لحزب الله: إغراء لأميركا ودول الخليج/منير الربيع/المدن

مسيرة بيروت: "ستدفعون الثمن"... اليوم أو غداً/نادر فوز/المدن

"فورين بوليسي": لبنان عاجز عن مواجهة كورونا/سامي خليفة/المدن

عذابات النساء و"دفتر شروط" المحاكم الجعفرية: الإصلاح قنبلة صوتية/إيمان العبد/المدن

المدرسة بين جمال باشا وقاسم سليماني/يارا دبس /اساس ميديا

بيان بعبدا أُنزل على دياب/زياد عيتاني/موقع اساس ميدي

مسؤولية انهيار لبنان تقع على الرؤساء الثلاثة ميشال عون ونبيه بري وحسان دياب/راغده درغام /ايلاف

عقدة نقص تجاه إيران كلّفت لبنان كثيرًا!/اندريه قصاص/لبنان 24/

صفّوا حساباتكم مع جبران خارج قدسيّة الرهبان؛/المخرج يوسف ي. الخوري

ملاحظات سريعة حول مسألة "الدين البغيض" (Dette Odieuse) ومصادرة الاموال المنهوبة/شارل الياس شرتوني

العقوبات على حزب الله تضعه أمام احتمالين/علي الحسيني/"ليبانون ديبايت"/

15 سنة على اغتيال الحريري ولا أحكام بحق المتهمين/لماذا التأخير؟ وهل من علاقة بين توقيت إعلانه والوضع السياسي في لبنان؟/دنيز رحمة فخري/انديبندت عربية

للبنانيون والأفعال… والأوهام/خيرالله خيرالله/العرب

«فرِّق تَسد»…هل أُدخلت الطائفة السنّية في اللعبة؟/مرلين وهبة/الجمهورية

تقرير لـ"بلومبرغ" يتساءل: هل اقتربت نهاية أردوغان؟/بندر الدوشي العربية.نت

يا هلا بـ«كورونا»… ابقوا تذكرونا!/راجح الخوري/الشرق الأوسط

العالم وفوبيا «كورونا»/د. جبريل العبيدي/الشرق الأوسط

وباء مدينتين/سمير عطا الله/الشرق الأوسط

أميركا والطريق إلى الثلاثاء الكبير/إميل أمين/الشرق الأوسط

اليمين واليسار... ولكن أين الناس؟/عبد الرحمن شلقم/الشرق الأوسط

الاجتماع السري والمأزق الفكري!/محمد الرميحي/الشرق الأوسط

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

سفارة السعودية دعت مواطنيها الى تأجيل السفر الى لبنان بسبب الكورونا

اللواء: الكورونا تقفل المدارس والجامعات.. وتجميد القرارات المصرفية اللجان الوزارية في أزمة.. ودياب ينأى عن السجالات ويستعد لتحرك عربي

النهار: لماذا تأخر رفع التأهب وما حقيقة الإصابات؟

نداء الوطن:هل يرفض عون توقيع تشكيلات القضاء؟ الـ"كورونا" يدقُّ أجراس المدارس والحـكومة "تُفقِّس" لجاناً

 

في أسفل تفاصيل النشرة الكاملة

الزوادة الإيمانية لليوم

أحد شفاء الأبرص/أَمّا هُوَ، فَٱنصَرَفَ وَأَخَذَ يُنادي بِأَعَلى صَوتِهِ وَيُذيعُ ٱلخَبَر

إنجيل القدّيس مرقس01/من35حتى45/قَامَ يَسُوعُ قَبْلَ طُلُوعِ الفَجْر، فخَرَجَ وذَهَبَ إِلى مَكَانٍ قَفْر، وأَخَذَ يُصَلِّي هُنَاك. ولَحِقَ بِهِ سِمْعَانُ وَالَّذين مَعَهُ، ووَجَدُوهُ فَقَالُوا لَهُ: «أَلْجَمِيعُ يَطْلُبُونَكَ». فقَالَ لَهُم: «لِنَذْهَبْ إِلى مَكَانٍ آخَر، إِلى القُرَى المُجَاوِرَة، لأُبَشِّرَ هُنَاكَ أَيْضًا، فَإِنِّي لِهذَا خَرَجْتُ». وسَارَ في كُلِّ الجَلِيل، وهُوَ يَكْرِزُ في مَجَامِعِهِم وَيَطْرُدُ الشَّيَاطِين. وأَتَاهُ أَبْرَصُ يَتَوَسَّلُ إِلَيْه، فجَثَا وقَالَ لَهُ: «إِنْ شِئْتَ فَأَنْتَ قَادِرٌ أَنْ تُطَهِّرَنِي!». فتَحَنَّنَ يَسُوعُ ومَدَّ يَدَهُ ولَمَسَهُ وقَالَ لَهُ: «قَدْ شِئْتُ، فَٱطْهُرْ!». وفي الحَالِ زَالَ عَنْهُ البَرَص، فَطَهُرَ. فَٱنْتَهَرَهُ يَسُوعُ وصَرَفَهُ حَالاً، وقالَ لَهُ: «أُنْظُرْ، لا تُخْبِرْ أَحَدًا بِشَيء، بَلِ ٱذْهَبْ وَأَرِ نَفْسَكَ لِلْكَاهِن، وَقَدِّمْ عَنْ طُهْرِكَ مَا أَمَرَ بِهِ مُوسَى، شَهَادَةً لَهُم». أَمَّا هُوَ فَخَرَجَ وبَدَأَ يُنَادِي بِأَعْلَى صَوْتِهِ ويُذِيعُ الخَبَر، حَتَّى إِنَّ يَسُوعَ لَمْ يَعُدْ قَادِرًا أَنْ يَدْخُلَ إِلى مَدِينَةٍ عَلانِيَة، بَلْ كانَ يُقِيمُ في الخَارِج، في أَمَاكِنَ مُقْفِرَة، وكانَ النَّاسُ يَأْتُونَ إِلَيْهِ مِنْ كُلِّ مَكَان.

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياته وتغريدات متفرقة

حزب الله عصابة مسلحة خارجة عن القانون وتسبب بمقتل مواطنين لبنانيين داخل وخارج لبنان

الياس بجاني/29 شباط/2020

آتٍ اليوم الذي سيحاكم فيه نصرالله وقادة عصابته للتسبب في مقتل لبنانيين خدمة لدول واجندات ومخططات اجنبية خلافاً للقانون اللبناني

 

جوني منير ونفخة الصدر وأوهام ينابيع المعلومات

الياس بجاني/28 شباط/2020

عندما استمع لجوني منير يتخيل لي بأنه إما موهوم ويهلوس أو هو خارق يتعشى مع ترمب ويتعصرن مع بوتين ويتناول الترويقة مع قادة أوروبا.

 

قطعان أصحاب شركات الأحزاب هم رزم من الكوارث القاتلة

الياس بجاني/29 شباط/2020

قطعان أصحاب شركات الأحزاب كافة هم كوارث وطنية وفكرية. اغبياء وجهلة وعبدة اصنام وهوبرة "بروح وبالدم منفديك" تلخص ثقافتهم الغنمية.

 

حبذا لو يصمت الثلاثي جنبلاط والحريري وجعجع ويتوقف عن نتاق وهرار التصريحات والتغريدات

الياس بجاني/28 شباط/2020

تصريحات وتغريدات جنبلاط والحريري وجعجع المنتقدة للحكم هي سخيفة وغبية ولا مصداقية لها لأنهم 100% هم شركاء في كل الإرتكابات. تضبضبوا

 

بالصوت والنص/الياس بجاني: تأملات إيمانية في مفاهيم وأخطار غريزة الطمع القاتل ويوم الحساب

http://eliasbejjaninews.com/archives/55354/%d8%a8%d8%a7%d9%84%d8%b5%d9%88%d8%aa-%d9%88%d8%a7%d9%84%d9%86%d8%b5%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%ba%d8%b1%d9%8a%d8%b2%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%b7%d9%85%d8%b9-%d8%a7/

بالصوت/فورماتMP3/الياس بجاني: غريزة الطمع القاتل ويوم الحساب/28 شباط/2020/اضغط هنا

بالصوت/فورماتWMA/الياس بجاني: غريزة الطمع القاتل ويوم الحساب/28 شباط/2020اضغط هنا

 تأملات إيمانية في مفاهيم وأخطار غريزة الطمع القاتل ويوم الحساب
الياس بجاني
/28 شباط/2020
"ويل لك أيها المخرب وأنت لم تخرب، وأيها الناهب ولم ينهبوك. حين تنتهي من التخريب تخرب، وحين تفرغ من النهب ينهبونك” (إشعياء33/01)
من منا لا يعرف شخصياً العشرات من الذين أعماهم الطمع وافقدهم البصر والبصيرة وحولهم إلى مخلوقات بشعة مجردة من كل ما هو أحاسيس ومشاعر إنسانية، وأبعدهم عن الله، وانتزع من قلوبهم الإيمان، وغربهم شر غربة عن كل مقومات ومرتكزات القيم والأخلاق والمبادئ.
للأسف، فإن كثر من هؤلاء المرّضى بخطيئة غريزة الطمع قد يكونون في الغالب من أهلنا ومن اٌقرب، أقرب، الناس إلينا… أصدقاء وأقارب ومعارف، وحتى أبناء وأخوات وإخوان، وربما أباء
ً وأمهات أحياناً..
هؤلاء المرّضى بقلة الإيمان والجحود، وعندما يُنعم عليهم الله بعطايا المال أو السلطة والنفوذ، أو العلم والمعرفة، فجأة يفقدون ذواتهم الإنسانية ويختل توازنهم الأخلاقي والقيمي وذلك لقلة إيمانهم ولشح رجائهم.
بجحود وجهل وتسرع ودون كوابح وضوابط إيمانية يعبدون النّعم والعطايا متناسين أن الله هو الذي رزقهم بها وأعطاهم إياها، ومتعامين عن جهل وغباء أنها ترابية وزائلة.
خير مثال نقتدي به في هذا السياق ونأخذ منه العبر يتجسد في مصير ونهاية المئات من الملوك والحكام المعاصرين والغابرين الذين سكنهم الجشع وجرهم هم وعائلاتهم إلى نهايات مأساوية ودموية.
إن الجشع أي الطمع هو غريزة إنسانية حيوانية تُولد مع الإنسان كما غيرها من الغرائز الأخرى من مثل الحب والكراهية والجنس والخوف..
الجشع عزيزة مدمرة وصعب جداً التحكم بها والسيطرة عليها دون إيمان ورجاء وأحاسيس إنسانية وخوف من الله، ومن عواقب حساب يوم الحساب الأخير..
هذه الغريزة تتفلت من عقالها بشكل فاضح وإبليسي عند 99% من البشر الذين يصلون إلى السلطة والنفوذ والثروة والمعرفة والعلم.
والمحزن والمخيف في آن، أنها غريزة  توقع صاحبها في التجارب وتودي إلى الهاوية بمن تتحكم به، وتبعده وتضلله عن الطريق القويم، وتجره إلى نهاية مأساوية وتعيسة وغالباً مهينة.
كما أن من تسيطر عليه هذه الغريزة وتتحكم به يفقد البصر والبصيرة، ويبني لنفسه قصوراً من الأوهام وأحلام اليقظة، ويغلق أبوابها والنوافذ، وينسلخ عن الواقع، مما يُعجل بعزلته وبسقوطه وبالتالي حتمية نهايته..
في الخلاصة إن الثروات والنفوذ والسلطة هم من تراب كما هو جسد الإنسان.
"فَحَيْثُ يَكُونُ كَنْزُكُم، هُنَاكَ يَكُونُ أَيْضًا قَلْبُكُم".(إنجيل القديس لوقا12/34)
وكل ما هو من التراب إلى التراب يعود.
هذا، وعندما يسترد الله الخالق وديعته من مخلوقه الذي هو الإنسان لا يمكنه أن يحمل معه من تراب الأرض أي شيء يوم يقف أمام خالقه يوم الحساب الأخير ليؤدي جردة الحساب.
يقول المثل الشعبي الشائع: “لو دامت النعم لغيرك لما وصلت إليك”..
في خضم كل ما نعيشه من فجور وغرائزية وتحديداً على مستوى القادة والحكام لا يسعنا إلا ان نصلي ونطلب من الرب أن يحمينا من شرور وفخاخ وتجارب الطمع والغرور والجحود، ولا تقسي قلوبنا ولا تخدر ضمائرنا.
ربي قوي إيماننا، ولا تفقدنا نعمتي البصر ولا البصيرة حتى لا يغيب عن فكرنا وأقوالنا وأفعالنا يوم الحساب الأخير، حيث لا ينفعنا لا مال ولا نفوذ ولا سلطة ولا علم ولا معرفة، وحيث يكون البكاء وصريف الأسنان.
نختم بتذكير كل صاحب نعمة أكانت مال أو سلطة أو نفوذ أو معرفة بما جاء في إنجيل القديس متى 10/08/: ”مَجَّانًا أَخَذْتُمْ، مَجَّانًا أَعْطُوا”.
*الكاتب ناشط لبناني اغترابي
*عنوان الكاتب الألكتروني
phoenicia@hotmail.com
رابط موقع الكاتب الالكتروني
http://www.eliasbejjaninews.com

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

بين قداسة الأمس ونجاسة اليوم

اتيان صقر ـ أبو أرز/29 شباط/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/83661/%d8%a7%d8%aa%d9%8a%d8%a7%d9%86-%d8%b5%d9%82%d8%b1-%d9%80-%d8%a3%d8%a8%d9%88-%d8%a3%d8%b1%d8%b2-%d8%a8%d9%8a%d9%86-%d9%82%d8%af%d8%a7%d8%b3%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%a3%d9%85%d8%b3-%d9%88%d9%86%d8%ac%d8%a7/

صدر عن حزب حرَّاس الأرز ـ حركة القوميّة اللبنانية، البيان التالي:

العارف في تاريخ لبنان يروي كيف عاش أجدادنا مع رهبانهم في تلك الجبال القاسية، حياة زهد وتقشّف وورع وصلاة، قرّبت المسافة بينهم وبين السماء، فعمّت الأرجاء رائحة القداسة وظاهرة القديسين.

ولشحّ الموارد ووعورة الأرض وضيق المكان، نقبوا الجبال، وطحنوا الصخور، وأقاموا الجلال، فتحوّلت الجرود إلى حقول زاهرة وجنائن معلّقة.

ويضيف التاريخ ان الحروب الكثيرة التي خاضها أجدادنا كانت كلها دفاعاً عن النفس ومن أجل البقاء، والغزو لم يكن يوماً من شيَم اللبنانيين... وعند اشتداد الخطر، كان يحلو لبعض البطاركة، ولرفع المعنويات، أن يتقدّم الفرسان ويقودهم إلى المعركة بعصاه المصنوعة من خشب السنديان...فاستحقوا عن جدارة لقب مجد لبنان أعطي له .

وهكذا بقيت جبالنا عِبرَ العصور نظيفةً، حصينةً وعصيّةً على الغزو والغزاة، رافعةً راية الحرية والبطولة وكرامة الإنسان.

ولما ذاعت شهرتهم في العالم، جاءَهم الزوّار والمستشرقون من بلاد الغرب، فدُهشوا بروعة البلاد وجمالها، وأُعجبوا بشجاعة شعبه، وتقاليده وطقوسه وحبه للضيافة، وكرمه رغم ضيق الحال؛ ولما وصلوا إلى وادي قنّوبين خشعوا أمام هيبة المكان وقداسة المقار؛ ولدى عودتهم إلى بلادهم كتبوا الكثير عن بلاد الأرز، وقالوا عن البطاركة "قلوبهم من ذهب وعُصيّهم من خشب".

اليوم تغيّرنا، وتغيّر معنا الزمن، فتخلّينا عن القيَم، وابتعدنا عن المبادىء التي صنعت عَظَمة هذا الوطن، فبدأنا بالتراجع والإنحدار حتى وصلنا إلى الحضيض.

تراجعنا وانحدرنا يوم استبدلنا القداسة بالنجاسة، والورع بالفجور، والتقشّف بالبذخ و البطر والزهد بالسطو على المال الحرام، والكِبَر بالكبرياء، والصدق بالدجل، والتضامن بالتشرذم والإنقسام.

إنحدرنا يوم استبدلنا الرعاة الصالحين بالرعاة الطالحين من زمنيين وروحيين.

وصلنا إلى الحضيض يوم وقع رعاتنا الزمنيون في لعبة المال والسُلطة والدم.

ويوم انحرف رعاتنا الروحيّون عن مسيرة وادي قنّوبين، فصارت عُصيّهم من ذهب وقلوبهم من خشب.

لبَّـيك لبـنان

اتيان صقر ـ أبو أرز

 

مجهولون قتلوا جندياً وجرحوا آخر بالرصاص في البقاع اللبناني

بيروت: «الشرق الأوسط أونلاين»/29 شباط/2020

أفادت «الوكالة الوطنية للإعلام» اللبنانية الرسمية بأن مجهولين يستقلون سيارة من دون لوحات، أقدموا اليوم (السبت) على ملاحقة سيارة في منطقة الكروم في الهرمل، ثم أطلقوا النار في اتجاه شخصين، تبين أنهما من الجيش بلباس مدني، مما أدى الى مقتل أحدهما على الفور وإصابة الثاني بجروح. ومنطقة الهرمل تقع في البقاع الشمالي، وغالباً ما يطارد فيها الجيش عصابات مخدّرات وسرقة سيارات، وتحصل صدامات واشتباكات بين الجانبين. من جهتها، أوردت وكالة الأنباء «المركزية» أن الجنديين هما من عديد اللواء الخامس في الجيش الذي ينتشر في الجنوب، وهما من منطقة عكار في شمال لبنان وكانا في زيارة رفيق لهما في الجيش.وفيما لم تعرف أسباب الجريمة تردد أن الحادث يرتبط بأعمال ثأرية.

 

7 إصابات بـ"كورونا"في لبنان.. و50 حالة في الحجر الصّحي!

ليبانون ديبايت/السبت 29 شباط 2020

عَلِمَ موقعنا أنّ "عدد المصابين بـ"كورونا" في مستشفى رفيق الحريري، إرتفع إلى 7 إصابات مؤكدّة". وفي المعلومات، أنّ "غرف الحجر الصّحي، لم تَعُد تستوعب الحالات المُشتبه بإصابتها إذ بلغ عددها حتى السّاعة 50 حالة ظهرت عليها عوارض "الفيروس"". وتعقيباً على ذلك، تُطرح عدّة تساؤلاتٍ حول مصير الحالات الجديدة، وخاصةً وأنّ المستشفيات الأخرى ليست على إستعداد لإستقبال تلك الحالات لأسبابٍ خاصةٍ بها.

 

لبنان يغلق المدارس لكبح انتشار «كورونا»

بيروت: «الشرق الأوسط أونلاين»/29 شباط/2020

قالت وزارة التربية اللبنانية في بيان أمس (الجمعة) إنها ستغلق المدارس حتى الثامن من مارس (آذار)، كإجراء احترازي لكبح انتشار فيروس كورونا، وفقاً لوكالة «رويترز». وجاء الإعلان عقب بيان لمستشفى أكد تسجيل رابع حالة إصابة بالفيروس داخل البلاد، وهو مواطن سوري قيد الحجر الصحي بالمستشفى الواقع بالعاصمة بيروت. وذكرت وزارة التربية في بيان: «حرصا على صحة التلاميذ والطلاب وأهاليهم... يطلب وزير التربية الدكتور طارق المجذوب من جميع المؤسسات التعليمية من روضات ومدارس وثانويات ومعاهد مهنية وجامعات الإقفال». وأشار البيان إلى أن الإجراء سيصبح ساريا اعتبارا من اليوم (السبت). وارتبطت أول ثلاث حالات إصابة في لبنان بركاب وصلوا في رحلات جوية قادمة من إيران، التي سجلت أكبر عدد للوفيات بالفيروس خارج الصين. وقالت وزارة الأشغال العامة والنقل اللبنانية، أمس، إن لبنان أوقف نقل القادمين من دول تفشى فيها الفيروس، ومنها الصين وإيران وإيطاليا وكوريا الجنوبية. ويشمل القرار النقل جوا وبحرا، ويستثني المواطنين اللبنانيين والأجانب المقيمين في لبنان.

 

دعوات لبيع جزء من احتياطي الذهب اللبناني لإعادة هيكلة الاقتصاد وتُقدر قيمته بـ16 مليار دولار... ويوجد جزء كبير منه في أميركا

بيروت: بولا أسطيح/الشرق الأوسط/29 شباط/2020

مع تدهور الوضع المالي اللبناني وبلوغه مستويات غير مسبوقة جعلت المسؤولين اللبنانيين يبحثون في إعادة هيكلة أو جدولة الدين العام ووضع خطط بالتعاون مع صندوق النقد الدولي للنهوض باقتصاد ومالية الدولة من جديد، تتجه الأنظار إلى احتياطي الذهب الذي ظل مجرد الحديث عن إمكانية المساس به خلال السنوات الماضية من المحظورات لاعتباره من قبل البعض ضمانة لليرة اللبنانية وثبات سعر صرفها.

وبعد أن كان مجرد الحديث عن بيع كمية من الذهب لسداد جزء من الدين العام من «المحظورات» قبل سنوات قليلة، أصبح اليوم يطرحه بعض الاقتصاديين والمعنيين بالشأن المالي. على سبيل المثال، يعتقد رئيس مركز «الدولية للمعلومات» جواد عدرا أنه «حان الوقت للتفكير باستخدام الذهب لإعادة هيكلة الاقتصاد وحماية الناس وحفظ سيادتنا، شرط أن لا نبدده لتسديد الدين ولا لتمويل الهدر وأن يكون ضمن خطة شاملة»، متسائلا: «لماذا لا نبدأ بالذهب في نيويورك وقد يكون ثلث الكمية؟»، وذلك في إشارة إلى كمية الذهب التي يحتفظ بها لبنان في الولايات المتحدة كجزء من احتياطيه.

وأشار النائب السابق لحاكم مصرف لبنان، غسان العياش، إلى أنه «كان الاعتقاد سائداً في الماضي، ولفترة طويلة، بأن احتياطي الذهب ضمانة الليرة اللبنانية وثبات سعرها، وقد يكون ذلك صحيحاً عندما كان حجم الذهب متناسباً مع حجم الكتلة النقدية والناتج المحلي القائم، وعندما كان النظام النقدي العالمي قائماً على التغطية الذهبية للعملات. أما وقد تضخم حجم الكتلة النقدية وأصبحت التغطية بالذهب هزيلة، فلا شك أن احتياطي الذهب لم يعد يشكل ضمانة لليرة على الإطلاق»، لافتا إلى أن «بيع قسم منه بعدما تم التفريط في قسم كبير من الاحتياطات بالعملات الأجنبية، قد يساعد جزئياً في إعادة تكوين الاحتياطي النقدي لمصرف لبنان الذي جرى هدره لتمويل الميزان التجاري والطلب الخاص على العملات الأجنبية». وأوضح العياش في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن «لبنان يحتاج، لكي يخرج من أزمته النقدية، إلى ما يقارب 50 مليار دولار لاستعادة الكتلة المفقودة بالدولار وإعادة رسملة المصارف التي تعرضت رساميلها إلى تآكل بسبب إفراطها في إقراض القطاع العام». وأضاف: «إذا بعنا قسماً من الذهب بنحو 7 مليارات دولار ضمن برنامج إصلاحي شامل، قد يشكل ذلك جزءاً من الحل، وإن كنا لا نزال بحاجة للمصارف».

وللمفارقة فإن لبنان الذي يتصدر قائمة الدول المدينة في العالم نسبة لناتجه المحلي الإجمالي بعد اليابان، بحسب «معهد التمويل الدولي»، هو من بين الدول العشرين الأولى في العالم الأكثر استحواذا على الذهب، كونه يملك نحو 286.6 طن من الذهب بقيمة 16 مليار دولار. وبدأ لبنان تجميع الذهب بعد سنوات قليلة من نيله الاستقلال عام 1943، واستمر حتى عام 1971، ومع اندلاع الحرب الأهلية عام 1975 أرسل لبنان إلى ولاية كنتاكي الأميركية جزءاً من احتياطي الذهب لحمايته، مثلما فعلت الكثير من البلدان الأخرى، وهو لا يزال هناك، ولم تحاول الدولة استعادته طوال السنوات الماضية.

وبحسب دراسة موسعة عن الذهب اللبناني لحركة «مواطنون ومواطنات في دولة»، فإنه محمي بقانون صدر عام 1986 يمنع بيعه أو رهنه، لكن المخاوف هي من عدم سريان القانون اللبناني على الذهب الموجود بالخارج، باعتبار أنه في حال عجزت الدولة عن سداد دينها لحاملي سندات «اليوروبوند» فإن بعض هؤلاء قد يقدمون على رفع دعاوى أمام محاكم نيويورك، ما قد يؤدي إلى وضع اليد على الكميات المحفوظة في الولايات المتحدة، والتي تقدرها الحركة بثلثي الكمية الإجمالية، علما بأنه لا أرقام رسمية حول الموجودات من الذهب في لبنان والكميات التي تم نقلها إلى أميركا.

ويخشى عدد من الاقتصاديين والمعنيين بالشأن المالي من الحجز على احتياطي الذهب الموجود في الولايات المتحدة الأميركية في حال رفع عدد من الدائنين دعاوى على الدولة اللبنانية إذا تلكأت عن سداد ديونها لحاملي سندات اليوروبوند، ويعتبر العياش أن «هذا الأمر وارد لكنه سيخضع في نهاية المطاف لجدل قانوني في محاكم نيويورك، لن نعرف ما ستكون نتيجته». ويضيف: «إذا أعلنا أننا غير قادرين على دفع ديوننا من دون إتمام اتفاق مع الدائنين، فإن الدعاوى ستنهال علينا سواء في الخارج أو في الداخل، لذلك لا أعتقد أن الدولة ستتجه لإعادة الهيكلة أو الجدولة من دون أن تأخذ موافقة الدائنين من خلال عرضها لبرنامج متكامل لحل الأزمة». ويتفق الخبير المالي والاقتصادي مرون إسكندر مع العياش على وجوب أن يكون أي قرار ببيع قسم من الذهب جزءاً من برنامج متكامل لإيفاء الدين لعام كامل، مشدداً في تصريح لـ«الشرق الأوسط» على أنه «لم يعد يصح الحديث عن احتياطي الذهب كأمر مقدس، لأنه آن الأوان للاستفادة من قسم منه، ولو كان صغيراً». وأضاف: «الاحتياطي اللبناني من الذهب موجود بجزء منه أيضاً في سويسرا، وليس حصراً في لبنان والولايات المتحدة الأميركية. أما المخاوف من حجز الذهب الموجود في أميركا في حال تم رفع دعاوى قضائية على الدولة اللبنانية، فليست في مكانها، لأن ذلك غير موجود في شروط العقد لحاملي سندات اليوروبوند».

 

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم السبت في 29/2/2020

وطنية/السبت 29 شباط 2020

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

فيما أكدت رئاسة الجمهورية أن لا صحة للأخبار التي يتم الترويج لها، عن أن الرئيس عون تسلم من حاكم مصرف لبنان لائحة بأسماء الأشخاص الذين حولوا أموالهم إلى الخارج، أكدت أوساط معنية أن عددا من القيمين على المصارف، سيمثلون الأسبوع المقبل وتباعا أمام المدعي العام المالي القاضي علي إبراهيم، ليستمع إليهم في تحقيق مفتوح حول الأموال التي جرى تهريبها إلى الخارج. والتحويلات التي يجري البحث عنها، تتضمن تلك التي جرت خلال فترة الـ15 يوما التي أغلقت فيها المصارف، وتلك التي تم تحويلها إلى مصارف خارجية قبل شهرين من 17 تشرين.

أما في موضوع استحقاق سندات اليوروبوندز، فالخيارات المتاحة مازالت محور بحث، والقرار الحاسم أيضا الأسبوع المقبل. في وقت تستمر الأصوات الدولية المطالبة لبنان بالاصلاح ومحاربة الفساد كي يفوز لبنان بالدعم الخارجي.

الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، أعرب في اتصال بوزير الخارجية والمغتربين ناصيف حتي، عن استعداد المجتمع الدولي لمساعدة لبنان في حال تم إنجاز الإصلاحات المنشودة.

وكان السفير الفرنسي في لبنان برونو فوشية، قد أكد موقفا فرنسيا مماثلا وداعما للبنان، لدى لقائه الرئيس حسان دياب.

وفي باريس، استقبل وزير الخارجية الفرنسية جان إيف لودريان، وزير الخارجية اللبنانية ناصيف حتي، وأكد بيان الخارجية الفرنسية التزام فرنسا مساعدة لبنان، شرط إجراء الاصلاحات الضرورية، والتجاوب مع تطلعات اللبنانيين بعد 17 تشرين. وقد نقل عن أوساط فرنسية مسؤولة أن لودريان أكد لحتي أن فرنسا مستعدة دائما لمساعدة لبنان، بدليل اتصالات وزير المال الفرنسي برونو لوكلير، الذي أكد في اجتماع وزراء مالية دول مجموعة العشرين، كما في لقاءاته مع المسؤولين في أبو ظبي، وجوب مساعدة لبنان للحؤول دون عدم الاستقرار، مذكرة بوجوب القيام بالإصلاحات ووجوب فصله عن صراعات المنطقة.

في التوازي، لبنان سيتحرك باتجاه دق أبواب الدول العربية. وقد أعلن الرئيس دياب أن أول زيارة عربية له ستكون في النصف الثاني من آذار.

في الغضون، لا صوت يعلو فوق صوت الكورونا، مع اعلان مستشفى رفيق الحريري الجامعي تسجيل ثلاث اصابات جديدة بالفيروس بدأوا بتلقي العلاج. فيما تستمر مزيد من الاجراءات والقرارات للحد من تفشي فيروس الكورونا، وتواصل وزارة الصحة عند نقطة المصنع اجراءاتها الطبية لكل شخص قادم إلى لبنان عبر سوريا، مع الاشارة إلى أنه لم يسجل اليوم دخول أي طالب لبناني موجود في ايران من طريق دمشق.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أن بي أن"

الهلع من كورونا يسيطر على العالم كله. مزيد من الاصابات تتكشف يوميا، والفيروس المخيف آخذ في الانتشار، رغم الاجراءات الصحية الوقائية وحملات التوعية. الوفيات إلى ارتفاع ودول جديدة تدخل نادي فيروس كورونا.

في لبنان، ارتفع عدد المصابين إلى سبعة، بعد إعلان وزارة الصحة رسميا عن تسجيل ثلاث حالات جديدة وهي لأشخاص مخالطين لمصابين سابقين. وذلك بموازاة سلسلة تدابير وقائية، منها إقفال المدارس والجامعات لمدة أسبوع قابل للتمديد.

سياسيا، لا جديد في المواقف والتحركات، فيما الجميع ينتظر قرار الحكومة اللبنانية بشأن سداد اليوروبوند من عدم سداده. وعلمت الـ NBN أن الرئيس حسان دياب على وشك الإنتهاء من خطة طريق مالية واقتصادية للخروج من الأزمة الراهنة. لكن لم يرشح حتى الآن أي معلومات عن هذه الخطة، التي ستظهر معالمها الأسبوع المقبل، بحسب المعطيات.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المنار"

لبنان يسابق كورونا كما الشائعات التي تملأ الفضاء، والحكومة تكافح بأعمال مضنية رغم ضيق الامكانات، وكثرة المنظرين من شتى الميادين. فيما منظمة الصحة العالمية تؤكد أن الوضع الوبائي في لبنان لا يزال في مرحلة الاحتواء.

لكن الواقع الذي وصل إليه العالم ومن ضمنه لبنان، يفترض أعلى درجات المسؤولية، وتظافر الجهود لمواجهة مستجد زاد الأزمة المستفحلة في كل مكان. والمطلوب لبنانيا عند هذا المنعطف، استنفار الجهود الطبية واللوجستية لدى الجميع لمساندة الدولة باجراءاتها، بدل هروب البعض من ميدان المسؤولية إلى التنظير والتجريح على الشاشات التلفزيونية. والمطلوب من المواطنين أن يكونوا أفعل المكافحين لهذا المرض، عبر التحلي بالمسؤولية والتعاطي بجدية، لا بذعر أو استخفاف.

أقفلت المدارس والمعاهد والجامعات أبوابها ليلزم طلابها البيوت وليبتعدوا عن التجمعات، ويلتزموا بما هو مطلوب من اجراءات. وتوقفت الرحلات من الدول المصابة من أجل حصر المرض، لا تفعيله لبنانيا بعادات وموروثات اجتماعية، أو نمط عيش معتاد، فاكثر ما تحتاجه المرحلة هو التأني والانتباه.

وفيما العالم يسعى إلى ايجاد مضاد لهذا الفيروس القاتل، يواصل البعض لا سيما الولايات المتحدة الأميركية الاستغلال السياسي للواقع المأساوي، ويواصل كورونا التمدد مخترقا حدود دول جديدة، أو مفعلا حضوره في دول كان قد وصلها.

ماليا، وصلت فضيحة الأموال اللبنانية المهربة إلى عناوين أهم الصحف السويسرية، وفيها كشف لبعض الآليات التي اعتمدت لتهريب تلك الأموال إلى البنوك السويسرية.

في سوريا لم ينفع الرئيس التركي رجب طيب اردوغان هروبه إلى الأمام، داعما الجماعات الارهابية تحت مسمى المنطقة العازلة. فيما منطقه المأزوم داخليا وخارجيا زاد من ورطته، فعاد ليلعب بورقة النازحين السوريين تجاه الدول الأوروبية لانتزاع الدعم منها، بعد أن نزف كثيرا في السياسة وفي الميدان.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أو تي في"

من حيث اهتمامات الناس، السجالات السياسية في أدنى سلم الأولويات، ومعها كل الشعارات الفارغة التي ترفع بين حين وآخر، سواء على مستوى بعض السياسيين وهواة الإعلام والتواصل الاجتماعي، أو على ألسنة بعض ممتهني أعمال الشغب والاعتداء على القوى العسكرية والأمنية، في مشهد تكرر اليوم في وسط بيروت، وكاد ينسي اللبنانيين المطالب المحقة المرفوعة منذ السابع عشر من تشرين الأول الفائت.

وإذا كانت السجالات السياسية تحل في المرتبة الأخيرة، فالصدارة المطلقة هذه الأيام لسبل الوقاية من فيروس كورونا، في ضوء الاجراءات غير المسبوقة المتبعة، ولاسيما على الخط التربوي.

وإذا كان خطر تفشي الفيروس في لبنان بصورة أوسع، يولد خوفا مشروعا بين الناس، فهو يزيد حكما من نسبة الركود الاقتصادي. وهذا الضغط الإضافي يستوجب تضامنا وطنيا لمواجهته.

فأي تردد إزاء الإجراءات المطلوبة اقتصاديا وماليا، يعمق الانهيار ويصعب الحلول. لذلك، ووفق أوساط سياسية للـ OTV، على الحكومة أن تبادر، فإذا إصابت في خطواتها، يكون على اللبنانيين أن يدعموها في وجه المتضررين، وإذا أخطأت، يمكن مطالبتها بتصويب المسار، لكننا في كل الأحوال لسنا في مرحلة تنافس على السلطة، بل في مرحلة ادراك الصعوبات وبدء الإنقاذ، ما يتطلب تخطيا للأنانيات السياسية، أو على الأقل، صمتا من جانب الذين تسببت سياساتهم العقيمة على مدى ثلاثين عاما بالوصول إلى هذا الوضع.

المطلوب من الحكومة في ظل هذا الوضع، ودائما وفق الأوساط السياسية، المزيد من الخطوات العملية في الملف الاقتصادي والمالي، خصوصا أنها حققت في وقت قصير خطوات انتظرها اللبنانيون طويلا من رئيس الحكومة السابق سعد الحريري، لناحية تأليف لجان متخصصة وبدء الدراسات والخطط، لأن الوقت داهم.

وفي الاطار المالي، تؤكد الأوساط عينها أن "التيار الوطني الحر" تلقى من مصرف لبنان جوابا على سؤاله عن التحويلات المالية، لكنه اعتبره غير كاف، وهو يتجه إلى متابعة الموضوع للحصول على كامل المعلومات. وتتابع الأوساط بالتشديد على أن السؤال القضائي عن التحويلات المالية خلال فترة اقفال المصارف، لا يجوز أن يبقى في الاطار الشكلي، بل أن يتخطاه إلى فضح أسماء الذين هربوا الأموال ثم العمل لإعادتها، خصوصا أنها حولت بينما كان ولا يزال ممنوعا على الناس، أن يحصلوا على الحد الأدنى من ودائعهم ومعاشاتهم وتحويلاتهم الضرورية لأشغالهم أو لصحتهم وتعليم أولادهم.

يبقى أن مواقف بعض القوى السياسية من بدء التنقيب عن النفط والغاز، وبالتحديد "الاشتراكي" و"القوات، أظهرت، وفق الأوساط السياسية أيضا، حجما من الخفة والنكد واللامسؤولية في التعاطي مع ملف وطني بهذا الحجم، حيث عكست التصريحات وقاحة في التعبير عن التمني بعدم ظهور النفط والغاز، فقط لأن ذلك حصل بفضل جهود وزراء "التيار"، تماما كما هو الموقف في موضوع الكهرباء، التي يفضلون ألا تأتي أبدا، على أن تأتي على أيام وزراء "التيار".

إنهم سلبيون: لا يعملون ولا يترددون في عرقلة من يعمل وفي منع الناس من الاستفادة من العمل، تختم الاوساط.

هذا على المستوى المحلي، أما إقليميا، فكانت لافتة التصريحات الأخيرة للرئيس التركي رجب طيب اردوغان من ملف النزوح، ولاسيما تهديده لأوروبا بإرسالهم إليها إن لم تسدد ما يتوجب عليها، وما يحصل اليوم على الحدود التركية- اليونانية يدل على صحة موقف "التيار" منذ تسع سنوات، وما فوته لبنان نتيجة ارتهان قوى معروفة للخارج، ولجوء البعض إلى اتهامات بالعنصرية لتغطية "السموات بالقبوات".

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أم تي في"

ثلاثة أصناف من الموت تترصد لبنان، صنف نستورده وصنف نذهب إليه، وصنف ننتجه. أما الصنف الأول فهو الكورونا الذي نستورده، والذي بدأ يأخذ بعدا وبائيا. فقد تعددت أسباب فقدان السيطرة عليه، علما بأن وسائل ضبطه متوفرة طبيا ودوائيا وإداريا، لكنها على ما يبدو غير متوفرة أخلاقيا، الأمر الذي رفع عدد المصابين به المصرح عنهم إلى سبعة.

فالحكومة لم توقف الرحلات من إيران وإيطاليا وإليهما، إلا بعد فوات الأوان واستفحال الفيروس. وهي لم تعمد إلى التعاون مع السلطات في البلدين لاستيعاب الراغبين في العودة من اللبنانيين، بحيث تبطىء عودتهم ريثما تسيطر على الوضع طبيا في لبنان، علما أن حقهم في العودة إلى وطنهم ساعة يشاؤون أمر غير قابل للجدل.

أما الكارثة الأكبر فتكمن في امتناع الحكومة و"حزب الله"، عن فرض تدابير جدية للحجر على العائدين في منازلهم، وهنا نفتح الهلالين لنشير إلى أنه إذا لم تتوفر الإمكانات ولا الجرأة لدى الدولة، فإن الحزب ومن دون أي لبس يملك السلاحين، لكنه لم يفعل، وجارته الدولة في هذا التراخي. وبعد استفحال الكارثة تماديا في الخطأ باستسهالهما التكتم وعدم الشفافية وعمدا إلى تقنين التصريح عن المصابين، كمن يسعى إلى إخفاء حمل امرأة فيما بطنها لا ينفك يكبر.

الصنف الثاني من الموت، هو الذي نذهب إليه بأرجلنا بل نغترب من أجله إلى خارج لبنان، فنعود من هناك بجملة كوارث: أولها، ضرب علاقات لبنان بالجوار. ثانيها، استدراج المصائب والحروب والأزمات والعقوبات على لبنان. ثالثها وأقساها، المواكب الأفقية التي تضم مئات الشباب العائدين إلى وطنهم في النعوش. هذه المأساة الإغريقية الدموية التي حسبناها انتهت فصولا، عادت وتجددت بسقوط ثمانية مقاتلين من "حزب الله" في معارك مع الجيش التركي ومسلحي "النصرة" في إدلب شمال سوريا، وتحديدا على الحدود مع تركيا حيث كانوا يقومون بدعم قوات بشار الأسد.

أما الصنف الثالث من الموت الذي يهدد الوطن وشعبه، فهو من صنع حكومته والسلطة. وإذا كانت الكورونا تقتل أو تصيب نسبة مئوية عالية أم متدنية من اللبنانيين، فإن استنكاف الحكومة عن مواجهة الواقع المالي- الاقتصادي المأزوم، سيؤدي من دون أدنى شك إلى وضع اللبنانيين ومن دون استثناء، تحت حفافي الفقر وفي قلب العوز وعين المرض وشدق الموت، وهي تقودهم في هذا الاتجاه لمجرد أنها تمتنع عن الأخذ بالنصائح العلمية التي يسديها الأصدقاء، وتمعن في المكابرة وتغرق في تجريب المجرب من الوسائل البلدية الفاسدة. والأخطر، أنها ورغم الكارثة التي حلت بنا، لا تزال تجد كل الوقت للمناكفات والكيد والمحاصصات والتلهي بتشكيل اللجان، ولنا في مجلس الوزراء أمس أفقع دليل.

وتكرارا نردد معكم قائلين: حمى الله لبنان من البشر الكورونيين الذين يقودون سفينته.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أل بي سي آي"

ليس الوقت وقت هلع، إنما وقت عمل لمحاربة فيروس الكورونا، الذي تضيق فرصة القضاء على انتشاره يوما بعد يوم، بحسب منظمة الصحة العالمية. المطلوب وبشكل طارىء من كل الحكومات القيام بكل ما يلزم، لاحتواء المرض والأهم الاستعداد له والوقاية منه، ومن بين هذه الحكومات طبعا، الحكومة اللبنانية.

حتى الساعة، في لبنان سبع حالات مؤكدة، أربع منها كانت على متن الطائرة التي وصلت من مدينة قم الايرانية، وثلاثة ممن اختلطوا بهؤلاء المصابين، الأمر الذي يستدعي وحده رفع الراية الحمراء.

فالحكومة التي تخبطت قراراتها في الأيام الأولى لاعلان وصول الفيروس، حتى خلصت إلى منع السفر من البلدان الموبوءة، ووقف التدريس لأسبوع كامل اعتبارا من اليوم، لا تملك "ترف الوقت ولو لساعات" لاتخاذ اجراءات أكثر من صارمة، سواء على مستوى المعابر الجوية والبرية والبحرية، أو على مستوى تأمين الحجر الصحي الالزامي أو على الأقل مراقبته بشدة.

بحسب المعطيات التي أكدها منذ بعض الوقت وزير الصحة حمد حسن للـLBCI، فإن الاجراءات المتعلقة بالوافدين جوا تكثفت منذ ما بعد ظهر اليوم، إذ أصبحت كل الطائرات القادمة من الدول المعلنة موبوءة، خاضعة للتفتيش الدقيق، بحيث تمكن الفريق الطبي من الصعود اليوم إلى متن طائرتين تابعتين لخطوط الشرق الأوسط قادمتين من ايطاليا، ومراقبة أوضاع المسافرين وقياس حرارتهم، في وقت يعمل على تأمين الصعود على متن الطائرة الايرانية المرتقب وصولها الاثنين المقبل، وعلى متنها لبنانيون فقط. كما رفع عديد الفريق الطبي العامل في المطار إلى ستة اخصائيين يتناوبون كل ساعات العمل، تزامنا مع تأكيد الأمن العام اللبناني جمع استمارات الوافدين جميعا مع ختم جوازات السفر.

وفيما يبدو أن اجراءات المطار إلى تحسن، ماذا عن اجراءات المعابر البرية لا سيما مع رفع عديد الفرق الطبية هناك، والأهم، ماذا عن العزل المنزلي والتشدد في تطبيقه، وهو ما يثبت يوما بعد يوم، أنه ثغرة خطيرة قد يتسلل منها انتشار المرض بسرعة كبيرة، فيما القاعدة الذهبية للقضاء على أي وباء، تتمثل باتخاذ اجراءات الوقاية والمتابعة ونشر الوعي وتوفير العزل المناسب، وصولا إلى تكريس الجهود لمعالجة المرضى.

لبنان، بقدراته الضئيلة المادية والتقنية والعلمية، يحاول تأمين التدابير اللازمة لوقف انتشار الكورونا، إنما ما يهم الآن تنظيم الجهود ليس فقط على مستوى وزارة الصحة، إنما كل الوزارات المعنية، ومعها البلديات والمنظمات غير الحكومية، لمكافحة الوباء جديا، ولاستعادة المواطن ثقته بدولته، حماية لنا جميعا ومنعا لعزلنا كلنا وكليا.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "الجديد"

العالم يحارب عدوا واحدا ومن دون سلاح، فكل أسلحة البشرية والصناعات العسكرية وتطوير رائحة البارود، انهزمت أمام عدو فتاك هو الكورونا المتسلل إلى أجساد ودول بلا تمييز. ورحلة هذا الوباء تستمر في حفر الصدور والطرق على رئة العالم الواهنة، يأخذ نفسا عميقا فيخلف وراءه ضحايا باتوا بالآلاف. هو المرض الذي ألغى الحدود بين الدول، وتطاير في الهواء وحشا لم يصطدم بعقاقير تضعه عند حده إلى الآن، وسط تجارب للقاحات محدودة النتائج.

وحصة لبنان من استيراد الكورونا ارتفعت اليوم إلى سبعة، مع تسجيل ثلاث حالات أخرى انضمت إلى مرضى مستشفى بيروت الحكومي. والحالات هي لأشخاص مخالطين مصابين سابقين، وكانوا موضوعين في الحجر الصحي، وهم حاليا في غرف العزل وحالتهم مستقرة، بحسب بيان وزارة الصحة التي أعلنت أن الوضع الوبائي في لبنان لا يزال في مرحلة الاحتواء لهذا الفيروس المستجد.

أما في إجراءت حظر الطيران من البلدان المنكوبة بالكورونا، فقد جاءت "مهلهلة" حيث تصل الطائرات تباعا من دون أوامر صارمة بتعليقها للحد من الاستنزاف. ففيما أعلنت وزارة الأشغال العامة والنقل، أنه تقرر وقف النقل للقادمين من بلدان الوباء جوا وبرا وبحرا، استمرت الرحلات من إيطاليا. وأوضح رئيس مطار بيروت فادي الحسن، في اتصال ب"الجديد"، أن القرار الذي اتخذ لا يعني أبدا وقف الرحلات، إنما يستهدف منع دخول القادمين من تلك البلدان، باستثناء اللبنانيين والأجانب المقيمين في لبنان.

وإذا كان الكورونا مرضا يبحث عن ضحاياه بين المدن، فإن وباء الرئيس التركي رجب طيب أردوغان تفشى بين إدلب، وعلى حدود اليونان، في رسائل تركية إلى أوروبا التي يقلقها تسلل اللاجئنين. واليوم أتم أردوغان إنذار شباط، الشهر الذي أراده إنذارا لسوريا والعالم في إدلب، لكنه انتهى على حصاد من دماء ونزوح وسقوط.

وعلى خطى حليفه السابق، خصم اليوم، أحمد داود أوغلو، في معادلة "صفر مشكلات"، فقد بلغ أردوغان الصفر في كل اتجاه فهو: خسر خمسة وخمسين جنديا تركيا في شهر واحد، وقضى شهره على الهاتف مع بوتن وترامب وميركل وماكرون، من دون أن ينجح في ترتيب لقاء قمة مع أي من زعماء هذه الدول. وصفر المشكلات قاد أردوغان أيضا إلى خسارة السيطرة على أراض سورية استعادها النظام وراقبت حمايتها الدولة الروسية.

وفي شباطه البارد، خاض أردوغان حربا على روسيا وسوريا، فوجد نفسه وحيدا من دون دعم أميركي أو عربي أو أوروبي. وانتهى به الشهر إلى ليرة تركية بلغت أدنى مستوى لها منذ سبعة أشهر. ولما خسر الأرض وأصبحت نقاط المراقبة لديه مهددة بضربات الجيش السوري، استعاض عن الخسارة بضربة غدر أصابت حلفاء سوريا في إدلب، فتلقى "حزب الله" نبأ استشهاد تسعة من شبابه الذين انتشرت صورهم اليوم على وسائل التواصل الاجتماعي، رجال يغار منهم النهار.

 

أسرار الصحف اللبنانية الصادرة في بيروت صباح اليوم السبت 2922020

السبت 29 شباط 2020

النهار

حركة لافتة ...

سجلت حركة لافتة للامين العام للمجلس الاعلى اللبناني السوري نصري خوري في الايام الاخيرة في مؤشر الى امكان اعادة تفعيل عمل المجلس الذي دخل في موت سريري منذ اعوام طويلة.

شريكان ...

تؤكد جهة سياسية فاعلة أنّ العهد يحاول بقوة أن يكون رئيس الحكومة مشاركاً في كل المحطات إلى جانب رئيس الجمهورية ويحتضنه، في رسالة الى الحريري ورؤساء سابقين وقيادات معارضة.

تجارة جديدة ...

روج برنامج تلفزيوني لفحص الكورونا المعتمد في عدد من المختبرات ما اثار شكوك نقابة اصحاب المختبرات التي شككت في الفحص وتساءلت عن المغزى من تكليف اللبنانيين اعباء اضافية من دون نتيجة.

الجمهورية

ينوي قطب بارز السفر إلى دولة مؤثرة في الشرق إلاّ أن الجواب من تلك الدولة أتاه غير ما يتمنى.

توقفت مراجع معنية أمام عدم نشر أي معلومة عن زيارة قام بها مرجع سابق الى دولة إقليمية رغم استمرارها أكثر من أسبوع.

أدت ضغوط كبيرة الى إبعاد عدد من المقرّبين من مرجع مسؤول بالتقسيط بعد استفرادهم واحداً واحداً

نداء الوطن

إستغربت أوساط سياسية تصرفات وزير الاتصالات في الوزارة، ففي الوقت الذي تتجه فيه الدولة إلى مرحلة تقشف راح إلى زيادة عدد سيارات موكبه لتصبح 5 سيارات أخذ ثلاثاً منها من "أوجيرو".

نصح أحد المسؤولين رئيس الجمهورية بعدم الحديث عن ملف النفط كإنجاز حصري لـ"التيار الوطني الحر" لكنه رفض.

توقعت مصادر مطلعة أن يشمل ملف العقوبات الاميركية شخصية أمنية كان لها دور في الاعتداء على متظاهرين أخيراً.

البناء

خفايا

سجلت مصادر إعلامية مقارنة بين مستوى تفشي كورونا في لبنان وكل من فرنسا وإيطاليا بالقياس لطريقة التعامل الإعلامي مع الجهود الحكومية الوقائية ودرجة التفشي للفيروس، ولاحظت حملات تشكيك لبنانية قاسية ونشر للهلع مقابل حملات تضامن أوروبيّة ونشر للثقة، رغم فوارق النمو للفيروس لحساب نجاح لبنان بالاحتواء والسيطرة. وقالت هذا هو الفارق بين الوطنية والسياسة.

كواليس

قال دبلوماسي أوروبي متابع للاجتماعات على مستوى حلف الناتو إن تمنيات أغلب المشاركين كانت مخالفة لتصريحاتهم التضامنية مع الرئيس التركي. فالغالبية تتمنى أن تنتهي أحداث شمال سورية بدرس قاسٍ يتلقاه رجب أدروغان بعد الغطرسة التي تعامل من خلالها مع القادة الأوروبيين واستخدامه لقضية اللاجئين للابتزاز.

اللواء

همس

نقل عن مسؤول "شرقي" أن بلاده لن تتراجع عمّا وصفتها حدود حمايتها في الشرق الأوسط، بدءًا من إدلب..

غمز

يخشى مصدر مطلع أن تكون التشكيلات القضائية حجر عثرة أمام ملء الشواغر في كل إدارات الدولة..

لغز

تبالغ جهات مناوئة للإستقرار في ضخ معلومات، لا صلة لها مباشرة بأدنى مؤشر على الأرض!

الأنباء

-الهمّ الصحي

طلب مرجع سياسي من فريق العمل الحزبي التفرغ في هذه المرحلة إلى متابعة الهمّ الاجتماعي والصحي مع الناس.

- خيار وحيد

عُلِم أنّ مرجعاً نيابياً وضع موفد تيار سياسي أمام خيار وحيد للسير بخطة مقترحة لقطاع عام حيوي، وهو التخلي عن مطلب مرفوض يتعلق بإقامة منشأة جديدة في منطقة محددة.

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

نيوزويك: مخطط إسرائيلي لضرب حزب الله في لبنان

مواقع الكترونية/29 شباط/2020

كشفت مجلة “نيوزويك” عن مخطط إسرائيلي لضرب حزب الله، الذي يعتبر أهم شريك لإيران في الشرق الأوسط، كجزء من استراتيجية جديدة للضغط على خصمها. وقالت المجلة إن إيران تعلم بالمخطط، وحذرت من عواقب وخيمة في الانتقام إذا كانت مستهدفة. وأكدت “نيوزويك” نقلاً عن مسؤول عسكري في جيش الاحتلال الإسرائيلي أن هذا المخطط هو جزء من إستراتيجية إعادة الهيكلة العسكرية الإسرائيلية، ومدتها خمس سنوات، والتي يُطلق عليها اسم “الزخم”، وهي تهدف إلى مواجهة ما وصفه المسؤول “أعداء إسرائيل ” في المنطقة، وخاصة إيران. وأوضح هذا المسؤول أن أحد الأهداف الرئيسية هو تعطيل جهود حزب الله اللبناني لتطوير ذخائر موجهة بدقة من شأنها أن تعطي الجماعة ميزة استراتيجية في القتال. وزعم هذا المسؤول، الذي لم تفصح المجلة عن اسمه، أنه إذا تم الاعلان عن “احداث قتالية” في إسرائيل، فهذا يعني أن الأمر مرتبط بمشروع حزب الله للذخائر الموجهة بدقة، في اشارة إلى صواريخ حزب الله ، التي يتجاوز عددها 130 ألف، وتُعد “جوهرة التاج” لقوة القدس التابعة للحرس الثوري الإيراني. وحذر مسؤول إيراني تحدث للمجلة بأن إيران سترد بالقوة إذا تجاوزت إسرائيل “الخطوط الحمراء”. وأشارت المجلة إلى أن العمليات الإسرائيلية اصبحت حدثاً شبه منتظم في سوريا، بما في ذلك الهجوم الأخير قرب مرتفعات الجولان. وقال المسؤول العسكري إن إسرائيلي نفذت حتى الآن أكثر من 250 غارة ضد أهداف عسكرية إيرانية مشيراً إلى أن إيران تحاول تقريب قدراتها العسكرية الكبيرة إلى “إسرائيل”.

 

معلومات «جنوبية»: وساطة إبراهيم تتجاوز إجلاء قتلى «حزب الله» من إدلب! خاص جنوبية

جنوبية/29 شباط/2020

فتحت معركة إدلب الطاحنة التطورات على مصراعيها في شمال سوريا، وتوحي الخسائر الكبيرة لـ"حزب الله" انه هو من طلب التوسط لوقف المعركة وليس العكس وفق ملعومات متقاطعة لـ"جنوبية". تحولت معركة إدلب لليوم الثاني على التوالي الى معركة طاحنة بين ميليشا “حزب الله” والجيش التركي بعد إنكفاء الجيش السوري وفق ما تؤكد المعلومات. واليوم تم تداول معلومات ان  لقاءً جرى صباحاً بين مدير امن عام لبنان  اللواء عباس ابراهيم  ورئيس جهاز المخابرات التركية هاكان فيدان في اسطنبول وتمحور حول وساطة يقوم بها إبراهيم بين تركيا و”حزب الله” لإجلاء القتلى الاتراك.

اتصالات ايرانية- تركية

في حين تؤكد معلومات متقاطعة لـ”جنوبية” ان “حزب الله” هو من طلب الوساطة لإجلاء قتلاه وللانسحاب “تدريجياً” من محور سراقب-الطليحية وتثبيت هدنة لوقف إطلاق النار على خلفية اتصالات اجراها الرئيس الايراني حسن روحاني بالرئيس التركي رجب طيب اردوغان صباح اليوم بينما خضع الروس للصغط الاميركي وحلف الناتو ولمنع تمدد المواجهات نحو صراع روسي- تركي في إدلب وكل الشمال السوري.

طبخة دولية لسوريا!

وتقول المعلومات ان “طبخة” روسية- اميركية – تركية جديدة تتم على نار هادئة وبشكل ممرحل لإنهاء الصراع في الشمال السوري بتثبيت مواقع عسكرية لتركيا اشبه بنقاط امنية او مراكز مراقبة وتمركز قوات روسية كقوات فصل بين الجيشين السوري والتركي. وهذا ما يعني إبعاد “حزب الله” والمليشيات الايرانية من الشمال وتقليص نفوذ ايران في سوريا في المرحلة المقبلة وهذا يؤكد البعد الاستراتيجي لإنهاء مشروع إيران في المنطقة بقتل اللواء قاسم سليماني.

 

مقتل 48 من النظام وحلفائه بقصف تركي على ريفي حلب وإدلب بينهم 11 ضابطاً و14 عنصرا من «حزب الله»

بيروت: «الشرق الأوسط أونلاين»/29 شباط/2020

أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان ارتفاع حصيلة الخسائر البشرية في صفوف قوات النظام السوري وحلفائه جراء القصف الجوي والبري من قبل القوات التركية، خلال الـ24 ساعة الفائتة، إلى 48، بينهم 11 ضابطاً، كما قُتل 14 عنصرا وقياديا في «حزب الله» اللبناني؛ قُتلوا جميعاً باستهدافات جوية وبرية تركية على مواقع متفرقة ضمن ريفي حلب وإدلب. وحسب المرصد السوري فإن عدد الذين قُتلوا مرشح للارتفاع، لوجود عشرات الجرحى «بعضهم في حالات خطرة»، بالإضافة لوجود معلومات عن قتلى آخرين. وتسببت الاستهدافات التركية كذلك بتدمير ما لا يقل عن 13 آلية عسكرية لقوات النظام.

ويتواصل القصف التركي المكثف على مواقع تابعة لقوات النظام والمسلحين الموالين لها في ريف مدينة سراقب ومناطق أخرى بالريف الإدلبي، رداُ على هجمات نُسِبَت إلى دمشق (الخميس) الماضي، وقُتِل فيها بحسب أنقرة 34 جندياً تركياً. وتتواصل المعارك في محيط سراقب، وسط قصف مدفعي تركي، وقصف من طائرات الروس؛ حيث استهدفت سرمين وقميناس في محيط سراقب. وبذلك، يرتفع عدد الغارات إلى 114، استهدفت مدينة سراقب ومحيطها والترنبة ومناطق في جبل الزاوية وغرب إدلب. كما ارتفع عدد الغارات من طائرات النظام الحربية إلى 12، استهدفت سراقب وسرمين بريف إدلب. ووثّق المرصد السوري مقتل 14 عنصرا من «حزب الله» اللبناني، بينهم قياديان، خلال المعارك والاشتباكات في مدينة سراقب ومحيطها، ورصد كذلك حشوداً عسكرية لقوات «حزب الله» في محيط سراقب وريف حلب الجنوبي.

 

تفاصيل الإشتباك المباشر الأول بين حزب الله وتركيا... شخصية لبنانية توجّهت إلى أنقرة!

الهديل/29 شباط/2020

دارت معاركٌ يوم أمس على منطقة الحدود الإدارية لمحافظة حلب من جهة الريف الجنوبي على التماس مع محافظة إدلب، بين الجيش النظام السوري مدعومًا بوحدات قتالية من قوات الرضوان التابعة لحزب الله من جهة وعناصر حركة النجباء العراقية، وفصائل المعارضة المسلَّحة المدعومة عسكريًا وميدانيًا من الجيش التركي. وأشارت المعلومات حصل عليها موقع الهديل، فإنَّ الإشتباكات إندلعت بعدما حاولت المجموعات المعارضة الموالية لأنقرة مدعومةً ميدانيًا وجويًا من الجيش التركي، من دخول الحدود الإدارية لمحافظة حلب من جهة الجنوب المتاخم لإدلب وتحديدًا جهة بلدة «طلحية» قرب سراقب، والتي سيطرت عليها قوات النظام وحلفاؤها بمن فيهم قوات الرضوان التابعة لحزب الله وعناصر من المليشيات العراقية (احركة النجباء) قبل 3 أسابيع تقريبًا.

وبحسب المصادر الميدانية المطّلعة، فإنَّ الإشتباكات العنيفة دارت عند هذه النقطة حيث قام عناصر حزب الله بالتصدي للمعارضة والجيش التركي بعد انسحاب بعض القوات من المنطقة وحالوا دون إقتحام البلدة ودخول الحدود الإدارية لريف حلب الجنوبي.

أفادت المعلومات الأوَّليّة التي حصلت عليها الهديل الى سقوط 10 مقاتلين لحزب الله نتيجة المواجهات المباشرة والقصف المدفعي والجوي التركي، عرفَ منهم: "عيسى علي البرجي، علي عيسى قاسم، محمد جمال ترشيشي، وعلي أحمد أبو خضر". كما نعت تنسيقيات مسلحي المعارضة الموالية لتركيا أكثر من 50 قتيلًا، قالت أنَّهم قُتِلوا خلال مواجهاتٍ بمحيط بلدة طلحية ريف حلب الجنوبي، كما أشارت مواقع التنسيقيات إلى تسجيل خسائر للجيش التركي حيث تمّ تداول معلومات تفيد عن إصابة العديد من الآليات التركية بصواريخ موجّهة أطلقها عناصر الحزب (قيل أنها بلغت 20 آلية مختلفة)، ما يدل على عنف المعارك التي دارت من غروب يوم أمس إلى ساعات متأخرة من الليل.

وعلى إثر هذه المعارك، علم موقع الهديل أنّ شخصية أمنية لبنانية رفيعة المستوى تحظى باحترام وتقدير لدى جميع الدول توجّهت إلى أنقرة للقاء رئيس المخابرات التركية حقان فيدان، بمحاولة لتهدئة الأوضاع ومنع تجدد الإشتباك بين حزب الله والجانب التركي.

 

فيديو لعنصر من حزب الله عن ضربات تركيا بسراقب: "حصدونا حصد"

دبي - العربية.نت/29 شباط/2020

https://twitter.com/i/status/1233682336677597184

أفاد المرصدُ السوري بارتفاع قتلى قوات النظام والميليشيات الموالية له جراء القصف الجوي والبري التركي على مواقع متفرقة بريفي حلب وإدلب إلى 48 شخصاً وأوضح المرصد أن بين القتلى 11 ضابطاً من قوات النظام و14 عنصرا وقياديا في ميليشيا حزب الله. وكان إعلام ميليشيا حزب الله قد نعى سبعة من عناصره في معارك سراقب. هذا وتداول ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي تسجيلاً صوتياً منسوبا لعنصر من ميليشيا حزب الله يكشف فيه عن وجود تسع جثث لعناصر الميليشيا لا تزال تحت الأنقاض. وكان موقع التلفزيون الإيراني أكد أن علي زنجاني قتل يوم أمس إثر غارة من طائرة بدون طيار شنتها القوات التركية على إدلب شمال سوريا. وفي تغريدة على تويتر مقرونة بصور لـ"زنجاني" إلى أن والده كما يظهر لقبه إيراني الجنسية فيما والدته لبنانية.. وأقام زنجاني في لبنان قبل أن ينتقل إلى سوريا. وفي مقطع فيديو متداول لعنصر آخر من ميليشيا حزب الله وهو يقول "حصدونا حصد" في إشارة إلى هجوم الجيش التركي على مواقع الميليشيا قرب سراقب.. قال فيه إن تركيا حصدت حزب الله وفقا لتعبيره في إشارة منه إلى ارتفاع عدد قتلى الميليشيا بشكل كبير والذي فاق الأربعة عشر وفقا للمرصد.

 

مقتل قياديين في حزب الله بهجوم تركي في سوريا

دبي - العربية.نت/29 شباط/2020

أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، ليلة الجمعة إلى السبت، بمقتل أربعةِ ضباط في النظام السوري وقيادييْن في حزب الله اللبناني في محيط بلدة "الزربة" بريف حلب الجنوبي، بعدما استهدفت القوات التركية بطائرات مسيرة تجمعاتٍ لقوات النظام والمسلحين الموالين لها في ريفي حلب وإدلب ودمرت تلك الطائرات عدة عربات عسكرية. كما وثق المرصد السوري مقتل ما لا يقل عن أحد عشر عنصرا من قوات النظام جراء استهداف القوات التركية بطائرات مواقعَ قوات النظام في المنطقة الممتدة من معرة النعمان وصولا إلى سراقب على طريق M5. في المقابل، أعلن المرصد السوري مقتل عنصر من القوات التركية بقصف مدفعي لقوات النظام استهدف تجمعات للقوات التركية في محيط بلدتي تفتناز ومعارة النعسان شرق إدلب.

 

لماذا تأخر رفع التأهب وما حقيقة الإصابات؟

النهار/29 شباط/2020

ما الذي دفع الحكومة الى الاعلان فجأة عقب جلسة مجلس الوزراء أمس رفع مستوى التأهب في الاجراءات الصحية المتصلة بانتشار فيروس كورونا، فيما كانت الانتقادات تتصاعد للبطء الحاصل في معظم هذه الاجراءات ولا سيما منها تعليق الرحلات الجوية بين لبنان ودول عدة انتشر فيها الفيروس على نطاق واسع؟ هل زاد خطر انتشار الفيروس في لبنان في الايام الاخيرة بوتيرة أكبر مما هو معلن فعلاً، أم ان الحكومة استفاقت فجأة على ضرورة اللحاق بدول سبقت لبنان باشواط في اتخاذ الاجراءات الوقائية المتشددة؟ ولعل السؤال الاكثر اثارة للقلق هو عن صحة الانطباعات والمعطيات المتداولة على نطاق واسع عن عدد للاصابات يتجاوز العدد الرسمي وان هذه الاصابات تنتشر في مناطق محددة اكثر من مناطق اخرى؟ التطور الجديد الذي سجل أمس تمثل في تأكيد اصابة رابعة في مستشفى رفيق الحريري الجامعي، إذ اعلن المستشفى انه تم تشخيص حالة جديدة من التابعية السورية مصابة بفيروس كورونا المستجد وقد أدخلت إلى وحدة العزل لتلقي العلاج اللازم في حين تصاعدت المخاوف جراء شائعات عن اصابات عدة لم يكشف عنها، إلى تسريبات عن اصابات بالعشرات في القرى، خصوصاً بين الذين جاؤوا على متن الرحلات من إيران. وما عزز احتمال وجود اصابات بالفيروس في لبنان أكثر مما أعلنته وزارة الصحة العامة، هو كلام وزيرة الاعلام منال عبد الصمد بعد انتهاء جلسة مجلس الوزراء أمس من ان "وزير التربية والتعليم العالي طارق المجذوب سيصدر خلال 48 ساعة، قراراً حول إمكان إقفال المدارس لفترة اسبوع قابلة للتجديد، أو عدم الاقفال، وذلك بعد التنسيق مع وزير الصحة ولجنة التدابير الوقائية لمواجهة مرض الكورونا"، وهو ما أكده المجذوب في تصريح لاحقاً. وبالفعل أصدر الوزير المجذوب ليلاً بياناً أعلن فيه الطلب من جميع المؤسسات التعليمية الإقفال ابتداءً من صباح اليوم وحتى مساء الأحد 8 آذار.

وفي الإجراءات الجديدة لمكافحة فيروس كورونا، قررت الحكومة أخيراً وقف الرحلات من الدول التي تشهد تفشياً للفيروس الى لبنان، وهي الصين، كوريا الجنوبية، إيران، وإيطاليا وعند الإقتضاء دول أخرى. لكنه قرار متأخر بعدما دخل لبنان نادي الدول المصابة، وقد جاء بعد اسبوع من تسجيل الاصابة الأولى بالفيروس، حيث أعلن المكتب الاعلامي لوزير الاشغال العامة والنقل في بيان انه "بناء لتوصية وزير الصحة وتنفيذاً لقرار مجلس الوزراء المتضمن ضبط حركة الطيران والسفر مع الدول التي تشهد تفشي (فيروس كورونا) ونظراً الى الضرورة القصوى، عمم وزير الاشغال العامة والنقل الدكتور ميشاّل نجار قراراً يحمل الرقم 104 بوقف النقل جواً وبراً وبحراً لجميع الاشخاص القادمين من الدول التي تشهد تفشياً لفيروس الكورونا (الصين، كوريا الجنوبية، إيران، إيطاليا وعند الإقتضاء دول أخرى تحددها لجنة متابعة التدابير والإجراءات الوقائية لفيروس الكورونا)، على أن يُستثنى من ذلك فقط المواطنون اللبنانيون والاشخاص الأجانب المقيمون في لبنان. وبناء على ذلك كلفت المديرية العامة للطيران المدني تعميم القرار على كل شركات الطيران ووجوب تطبيق هذا القرار، ووقف رحلاتها من المناطق المذكورة الى مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت بإستثناء الرحلات التي تنقل حصراً المواطنين اللبنانيين والمقيمين في لبنان".

وكان دخل لبنان براً عبر نقطة المصنع الحدودية مع سوريا، ليل الخميس الماضي، 54 لبنانياً وافدون من إيران، هم طلاب يدرسون في الجامعات الإيرانية، وعادوا الى البلاد بعد إقفال جامعاتهم. ويشكل هؤلاء دفعة من 400 طالب جامعي لبناني يدرسون في ايران، من المتوقع ان يعودوا بالطريقة نفسها، على ما أعلن وزير الصحة العامة حمد حسن لدى تفقّده، للمرة الثانية في غضون أربعة أيام، الإجراءات المتخذة عند هذا المعبر الحدودي، مشدداً على الطاقم الصحي التابع للوزارة أن يتصرف بحسب المسؤولية التي تفرضها حالة الطوارىء من جراء فيروس كورونا. وقد أُخضع الطلاب الـ 54 العائدون للإجراءات التي تطبق على الوافدين من بلدان تفشّى فيها الفيروس. فبعد قياس حرارتهم، عبّأوا استمارة تتضمن معلومات شخصية عنهم، وطُلب منهم تطبيق الحجر الذاتي الإلزامي وزُوّدوا أوراقاً تتضمن الإرشادات المتوجب عليهم تطبيقها في حجرهم المنزلي، وأرقام هواتف مستشفى رفيق الحريري الجامعي للتواصل معه اذا ظهرت عليهم أعراض مرضية، على ما شرح طبيب الصحة المناوب لـ"النهار".

التعيينات

ووسط طغيان تطورات ازمة انتشار فيروس كورونا على الملفات الداخلية، بدت خطوات الحكومة متثاقلة حيال الاولويات المطروحة ولا سيما منها اتخاذ القرار النهائي في ملف "الاوروبوند" كما في موضوع آلية التعيينات الادارية. وعكس ذلك كلام وزيرة الاعلام عقب جلسة مجلس الوزراء اذ صرحت في موضوع استحقاق سندات "الاوروبوند" "نحن نتابع دراسة الخيارات المتاحة أمامنا، ولم نتخذ أي قرار في هذا الخصوص، وكل الكلام الذي يتم تداوله غير دقيق. سيكون الأسبوع المقبل حاسما لجهة القرار قبل موعد استحقاق سندات شهر آذار، وسنعود إلى مجلس الوزراء". أما بالنسبة إلى آلية التعيينات الإدارية، فقالت: "بما ان هذه الحكومة هي حكومة تكنوقراط، من الضروري اعتماد آلية واضحة وشفافة للتعيينات الإدارية، لاختيار الأكثر كفاءة في المواقع الإدارية، بمعزل عن أي اعتبار سياسي. فنحن لا نريد استهداف أحد ولا مراعاة أحد، فالمعيار الوحيد هو الكفاءة". وبدا واضحاً ان التحدث في العموميات المبهمة في هذا الشان عكس عدم بت الية التعيينات على نحو وحاسم.

اجراءات للمصارف؟

الى ذلك، مصادر مطلعة "النهار" ان مشاورات تجري بعيداً من الاعلام تمهيداً لاتخاذ بعض الخطوات حيال المصارف وتصب في خدمة المودعين والحفاظ على أموالهم وستتضح معالمها في وقت قريب. يتناول شق من هذه الخطوات جانباً قضائياً يتعلق بعملية تحويل مبالغ مالية الى الخارج بعد 17 تشرين الاول الماضي. وفي هذا الاطار تقول المصادر ان المدعي العام المالي القاضي علي ابرهيم سيستدعي مسؤولين مصرفيين ويطلب منهم الرد على جملة من الاسئلة لمعرفة كيفية تحويل هذه الاموال حتى لو تمت بطريقة شرعية وقانونية. وشدد رئيس مجلس النواب نبيه بري أمام زواره على وجوب الحفاظ على اموال المودعين في المصارف وضرورة اتخاذ مجموعة من الاجراءات السريعة الكفيلة بتسهيل عملية السحوبات المالية للمودعين. وأصر على "التوقف عن عملية ابتزاز اللبنانييين ورفض اذلالهم في المصارف". في غضون ذلك، تحدثت معلومات عن مسودة مشروع قانون يناقشه مجلس الوزراء في انتظار احالته على مجلس النواب يتعلق باعتماد الـ"كابيتال كونترول" على ان يصار الى اقراره في جلسة للهيئة العامة لمجلس النواب، تعقد خلال العقد العادي الذي يفتتح في اول ثلثاء بعد 15 آذار المقبل. من جهة اخرى، أوضح الرئيس بري أنه لا يمانع في اعتماد الالية المتبعة في التعيينات الادارية وفق الاصول في عملية اختيار الاشخاص المعنيين باتباع معايير الكفاءة وفي اشراف مجلس الخدمة المدنية، منعاً لأي محسوبية. وعن المأخذ التي توجه الى الحكومة ومنها أنها تأخرت في اتخاذ خطوات اصلاحية، قال رئيس المجلس أمام زواره إن "مثل هذا الكلام ليس في محله خصوصاً إن الحكومة تقوم بالجهود المطلوبة على أمل ان تظهر خطواتها الايجابية في وقت قريب". وأبدى ارتياحه الى اقرار بعض البنود في الجلسة الاخيرة لمجلس الوزراء في ما يتعلق بالكهرباء والتغويز.

 

انتقادات لـ«محاولة تعويم» باسيل على خلفية استكشاف النفط

بيروت: «الشرق الأوسط»/29 شباط/2020

سحب رئيس «الحزب التقدمي الاشتراكي»، وليد جنبلاط، انتقاده للمشهد الذي واكب الإعلان عن انطلاق أعمال الحفر لاستكشاف النفط والغاز في المياه الاقتصادية اللبنانية، معتبراً أنه سواء خرج النفط أم لم يخرج فإن «كل شيء أصبح ثانوياً بوجود فيروس كورونا». وانتقاد جنبلاط، يمثل جزءاً من الانتقادات السياسية اللبنانية لخطاب رئيس الجمهورية ميشال عون مساء الأربعاء الذي «حاول فيه تعويم رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل من خلال تسميته كشخصية عاملة على الوصول إلى هذا الإنجاز»، بحسب ما قالت مصادر نيابية معارضة لـ«الشرق الأوسط»، مشيرة إلى أن عون «تجاهل جهود الجميع التي أدت إلى إقرار مراسيم النفط والغاز في وقت سابق تمهيداً لتلزيم الرقعتين النفطيتين (رقم 4 ورقم 9) وانطلاق التنقيب الاستكشافي في إحداهما (رقم 4) أول من أمس الخميس». وكان عون قال في كلمة وجهها للبنانيين عشية إطلاق الحفر في البلوك رقم 4: «كان التزامنا من خلال تكتل التغيير والإصلاح النيابي الذي ترأسته لسنوات، والوزارات التي تولينا تحمل مسؤولياتها، لا سيما وزارة الطاقة التي تسلمها الوزير جبران باسيل، والذين تعاقبوا من بعده، أن نعمل ليل نهار، ومن دون هوادة، من أجل تحقيق هذا الحلم». واستغربت المصادر تنكر الاحتفالية لجهود رئيس مجلس النواب نبيه بري في إقرار القانون قبل سنوات، والهيئة العامة للبرلمان والنواب الذين بذلوا جهوداً في إقرار المراسيم، وتنكرها أيضاً لجهود حكومة الرئيس سعد الحريري، ومحاولة حصر جهود الإنجاز في التيار الوطني الحر وفريقه الوزاري الذي تسلم وزارة الطاقة منذ عام 2010. واعتباره إنجازاً حصرياً لهم دون الآخرين، علما بأن إقرار مراسيم النفط والتحضير لهذه اللحظة يعتبر جهداً مشتركاً من قبل الجميع. كما استغربت المصادر أسباب غياب أعضاء هيئة إدارة قطاع النفط عن الاحتفالية التي حصلت على متن سفينة الحفر، وحصر الحضور في رئيس الهيئة وليد نصر، وسألت عما إذا كان حضوره دون غيره «لأنه مقرب من التيار الوطني الحر؟» مع أن الهيئة انتهت ولايتها. وكان جنبلاط انتقد في تغريدة له السلطات اللبنانية، إذ قال: «تجاهلوا كلمة إصلاح في البيان الوزاري كي لا يغضب الحاكم الفعلي، وبالأمس غيبوا هيئة إدارة النفط عن مشهدية الحفر إرضاء للحاكم الفعلي والحبل على الجرار، وكل هذا في غياب الصندوق السيادي للأجيال المقبلة». وإذا جاء سؤال عن المستفيد من النفط، قال «العائلة الحاكمة طبعا». وسرعان ما حذف جنبلاط تغريدته، ليستبدلها بتغريدة ثانية، قال فيها: «في كل الأحوال خرج النفط أو لم يخرج أو الغاز فإن كل شيء أصبح ثانوياً بوجود الكورونا الذي يجتاح الحدود والقارات». ودعا جنبلاط لتوحيد الجهود الوقائية بالحد الأقصى وفوق كل اعتبار «في انتظار إمكانية وصول العلماء إلى اللقاح المناسب، لكن يبدو أن الأمر وفق المعطيات ليس بقريب

 

من مدريد إلى الدولتين فصفقة القرن.. حرب لبنانية فحرب تموز والإنهيار

- Lebanon24/29 شباط/2020

منذ إنشاء دولة إسرائيل، تأثر لبنان بشكل أو بآخر نتيجة قربه الجغرافي من فلسطين المحتلة، وتعرض لهزات سياسية وأمنية وعسكرية بشكل مستمر بهدف إحتوائه حيناً، وتطويعه أحياناً. فكانت الحرب الأهلية التي ساهمت بتحويل البندقية الفلسطينية إلى الداخل اللبناني وتشتيت القوى الوطنية وتهشيم الحواضن الشعبية في لبنان خلال 15 عاماً من القتال والتدمير والإنهيار الإقتصادي، الذي إستفادت منه تل أبيب بجوانب أخرى أيضاً، كالسياحة والتجارة بعد خسارة بيروت لهذه الميّزة. الإنهاك الذي تعرض له لبنان، إقتصادياً وشعبياً وسياسياً بسبب الحرب الأهلية، دفعه للقبول بحلّ "الأرض مقابل السلام" الذي نظّر له في مؤتمر مدريد، وعلى هذا الأساس وصل الرئيس الراحل رفيق الحريري إلى السلطة ومعه حُزَم من المساعدات والهبات والديون الدولية. يومها تعهد الحريري الأب، بناءً على قراءته للمشهد الإقليمي الذاهب إلى السلام مع إسرائيل بعد مدريد، بأن يكون لبنان جزءاً من "مدريد"، ورأى أن التوطين الذي سيُفرض على لبنان من قبل الغرب والعرب يجب أن يكون له ثمن، فذهب الحريري بعيداً من خلال الإستدانة التي كانت بنظره ستُلغى ضمن سلّة التسوية المقبلة، آنذاك، خلال سنوات. لأسباب كثيرة سقط مدريد، ليعود لبنان ساحة للإشتباك مع إسرائيل من 1993 إلى 1996 و1999، وجاءت المبادرة العربية للسلام عام 2002، التي وافق عليها العرب على اساس حلّ الدولتين، ليأتي الردّ الأممي بالقرار 1559 الذي كان تنفيذه شرطاً لتعويم لبنان مجدداً، وهذا ما حصل بعد إغتيال الرئيس رفيق الحريري ليبدأ مشروع سياسي جديد قائم على الضغط السياسي لتطبيق هذا القرار، ترافق الأمر مع حرب تموز 2006، غير أن أسباب كثيرة أدت إلى فشل القوى السياسية اللبنانية المتحالفة مع واشنطن على القيام بتعهداتها، لكن المحاولات بقيت حتى العام 2009 موعد الإنتخابات النيابية التي فازت بها قوى الرابع عشر من آذار. بعد العام 2009 جاء الربيع العربي، وبات سياق الضغط مختلفاً وكان القرار واضحاً بضرب الخواصر العربية القريبة من إسرائيل، من مصر التي كان رئيسها بدأ يُزعج الإسرائيليين بسبب التوازن النسبي الذي خلقه في علاقته مع المقاومة الفلسطينية من جهة، والكيان العبري من جهة أخرى، فسقط حسني مبارك وإنتخب محمد مرسي الذي قام، بالرغم من كل ما قيل، نقلة نوعية في علاقة مصر مع غزّة، فسقط هو الآخر.

إلى سوريا الدولة التي كانت إحدى أسباب فشل حرب تموز، إلى العراق العمق الإستراتيجي العربي في الإقتصاد والديمغرافيا، وصولاً إلى لبنان الذي كان هدفاً إن لم يكن في الأمن، فبالإقتصاد.

يقول الخبراء إن لحظة التراجع الدراماتيكي في ميزان المدفوعات في لبنان بدأت عام 2011 وتوجت عام 2016، بالتزامن مع تغيّر الرؤية الإسرائيلية والصهيونية للحلّ في الشرق الأوسط، وهذا ما برز بدعم الإنجيليين الأميركيين للرئيس الأميركي دونالد ترامب للوصول إلى الرئاسة بشرط أن يتولى هو السياسة الداخلية في الولايات المتحدة، ويتولّوا هم كامل تفاصيل السياسة الأميركية في الشرق الأوسط، وهذا ما حصل، وظهرت صفقة القرن عام 2018. في لحظة الإعلان الأولى لصفقة القرن، كانت المملكة العربية السعودية مرهقة بعد حرب طويلة في اليمن، وكانت سوريا تكاد تنهي حربها لكن من دون إقتصاد ومجتمع، وكان العراق مفتتاً، وكانت المدن العربية مدمرة من حلب إلى حمص فالموصل وغيرها، وكان لبنان يخطو خطواته السريعة نحو الإنهيار. يعود مشهد الحرب الأهلية مجدداً في لبنان، لكن من دون نار ودمار، إنهاك إقتصادي غير مسبوق، فقر وبطالة، قوى سياسية تتعرض لهزّات شعبية حقيقية، ودول صديقة ترفض المساعدة المالية.. إلا بشروط. هكذا هو المشهد، في المقابل ولأسباب مبدئية وواقعية، لم تتوافر أي شخصية سياسية في لبنان، حتى اللحظة، موافقة على صفقة القرن، أو قادرة على الذهاب بعيداً في تقديم تعهدات خارجية على تنفيذ حصة لبنان من هذه الصفقة، ومنعاً للإحراج إبتعد جميع القادة عن تولي رئاسة الحكومة وكُلّف حسان دياب. من ينظر إلى الشروط الأميركية المُعلنة والتي يُناقش بها المبعوثون الأميركيون إلى بيروت، يجدها متصلة بطريقة أو بأخرى بصفقة القرن، أو الأصح بإزالة عقبات تطبيق هذه الصفقة في لبنان: صواريخ "حزب الله" الدقيقة مثلاً ومنع تدخل الأخير بصراعات الإقليم، وترسيم الحدود مع فلسطين المحتلة التي حُددت على الخريطة الأميركية الموزعة عن صفقة القرن بخطٍ متقطع، والغاز في البلوك رقم 9. هكذا جاء دياب رئيساً للحكومة في مرحلة عنوانها تقطيع الوقت بإنتظار الحلّ في الإقليم. فلا الرجل قادر على الإلتزام بالشروط الأميركية ولا هو قادر على النهوض الإقتصادي في البلد من دون دعم مالي دولي، وبالتالي فإن مرحلة المراوحة قد تطول ومرحلة الإنجاز لا تلوح في الأفق ومرحلة إتخاذ القرارات لم تحن بعد.

 

لبنانيون ممنوعون من العودة الى اعمالهم

"ليبانون ديبايت"/السبت 29 شباط 2020

عَلِمَ "ليبانون ديبايت"، أنّ شخصيات لبنانية بينهم رجال أعمال ومديري مؤسسات لم يتمكّنوا من العودة الى أشغالهم في دول عربية وغربية فرضت حظراً على الطيران اللبناني بعد انتشار فيروس "كورونا" في لبنان. وأوضحت المعلومات، أنّ هذه الشخصيات كانت وصلت إلى لبنان قبل انتشار "كورونا" بأيّامٍ من أجل تمضيةِ إجازاتٍ مع عائلاتها، لكنها اليوم تُعاني من صعوبةٍ في العودة إلى اعمالها الأمر الذي قد يتسبَّب بخلقِ مشكلةٍ بينهم وبين المؤسسات التي يعملون فيها.

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

كورونا يصيب حفيد خامنئي

 روسيا اليوم/السبت 29 شباط 2020  

تم تسجيل إصابتين جديدتين بفيروس كورونا في إيران، حيث أصيب عضو بمجلس تشخيص مصلحة النظام، كما أصيب نجل صهر ومستشار المرشد الإيراني. ونقل مراسل "روسيا اليوم" عن مجمع تشخيص مصلحة النظام في إيران إعلانه في بيان عن إصابه محمد مير محمدي العضو في المجلس بفيروس كورونا، مضيفا أن حالته مستقرة. ونفى المجلس الأنباء التي نقلتها بعض وسائل التواصل الاجتماعي عن تدهور حالته الصحية أو دخوله في غيبوبة. وتوفيت والدة محمدي أمس في أحد مشافي مدينة قم نتيجة إصابتها بالفيروس، وهي شقيقة المرجع الديني موسى شبيري زنجاني الذي يخضع للحجر الصحي بعد وفاة المسؤول التنفيذي والمالي في مكتبه جراء الإصابة بالفيروس. كما ذكرت وكالات أنباء إيرانية إصابة نجل غلام رضا حداد عادل مستشار وصهر المرشد الأعلى للشؤون الدولية بالفيروس. ووفق وزارة الصحة الإيرانية تم تسجيل 205 حالات إصابة جديدة في إيران خلال الـ 24ساعة الماضية، بينما ارتفع عدد الوفيات إلى 43 والإصابات إلى 593، فيما تم تعافي 123 حالة إصابة مؤكدة بالفيروس.

 

غارات روسية على إدلب.. وقصف متبادل بين تركيا وقوات دمشق

دبي - قناة العربية/29 شباط/2020

أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان عن سقوط 55 قتيلا في معارك بين قوات النظام السوري من ناحية، والفصائل المسلحة من ناحية أخرى، في مواقع استراتيجية بإدلب، شمال غرب سوريا، وتحديدا في جبل الزاوية وسهل الغاب، حيث استعادت قوات دمشق 4 قرى من المعارضة. وإلى ذلك قال المرصد إن المقاتلات الروسية شنت، الأحد، غارات في محيط كفرنوران والأتارب بريف حلب الغربي وبلدات أخرى وقرى بريف سراقب في ريف إدلب. كما تبادلت القوات التركية وجيش النظام السوري قصفاً برياً على محاور في منطقة سراقب وريفها شرق إدلب. واستهدفت طائرات مسيرة تركية مواقع تابعة لقوات النظام في ريفي إدلب وحماة مخلفة خسائر بشرية ومادية. وأفاد المرصد أنه لم ترد معلومات عن خسائر بشرية من جراء القصف الروسي على ريف حلب الغربي وريف إدلب وأكد المرصد ارتفاع حصيلة الخسائر البشرية في صفوف قوات النظام السوري وحلفائه جراء القصف الجوي والبري من قبل القوات التركية خلال الـ 24 ساعة الفائتة إلى 48 بينهم 11 ضابطاً، كما قُتل 14 عنصرا وقياديا في حزب الله، باستهدافات جوية وبرية تركية على مواقع متفرقة ضمن ريفي حلب وإدلب، وعدد الذين قتلوا مرشح للارتفاع لوجود عشرات الجرحى بعضهم في حالات خطرة بالإضافة لوجود معلومات عن قتلى آخرين. كذلك تسببت الاستهدافات التركية بتدمير ما لا يقل عن 13 آلية عسكرية لقوات النظام.

 

أردوغان يطلب من روسيا التنحي في سوريا/أعلنت أنقرة أنها دمرت "منشأة للأسلحة الكيميائية" تابعة للنظام السوري

 وكالات/انديبندت عربية/29 شباط/2020

قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، اليوم السبت، إنه طلب من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن تتنحى روسيا جانباً في سوريا وتترك لتركيا التعامل مع قوات الحكومة السورية بمفردها، وذلك بعد مقتل 34 جندياً تركياً الأسبوع الماضي.

وبدعم من سلاح الجو الروسي، بدأت القوات السورية هجوماً كبيراً لاستعادة محافظة إدلب، التي تقع شمال غربي البلاد وتعد آخر منطقة متبقية في أيدي مقاتلي المعارضة المدعومين من أنقرة. ومع إخفاق الدبلوماسية التي ترعاها موسكو وأنقرة في سبيل خفض التوتر، اقتربت تركيا من مواجهة مع روسيا في ساحة المعركة أكثر من أي وقت مضى. ومع تصاعد التوتر، أجرت روسيا وتركيا ثلاث جولات من المحادثات لم تتوصل أول جولتين منهما إلى وقف لإطلاق النار. وقالت وزارة الخارجية الروسية، السبت، إن الجانبين اتفقا خلال محادثات الأيام الماضية على خفض التوتر على الأرض في إدلب مع استمرار الأعمال العسكرية هناك. وكانت تركيا أعلنت أنها دمرت "منشأة للأسلحة الكيميائية" تابعة للنظام السوري في شمال شرقي البلاد. وتقع المنشأة على بعد 13 كلم جنوب حلب، كما أعلن مسؤول تركي كبير رفض الكشف عن هويته لصحافيين، من دون أن يعطي مزيداً من التفاصيل.

مقتل 48 مسلحاً/قال المرصد السوري لحقوق الإنسان، السبت، إن ضربات جوية وبرية تركية على القوات الحكومية السورية وحلفائها في إدلب أسفرت عن مقتل 48 من "قوات النظام والمسلحين الموالين لها" في الساعات الأربع والعشرين الماضية. وأضاف أن الطائرات الحربية السورية والروسية واصلت الضربات الجوية اليوم السبت على مدينة سراقب الاستراتيجية في إدلب، التي تمثل بؤرة للقتال المتصاعد في الأيام القليلة الماضية بين دمشق ومقاتلي المعارضة المدعومين من تركيا. وأشار قائد عسكري في التحالف الإقليمي الداعم للرئيس السوري بشار الأسد إلى أن ضربات نفذتها تركيا على شمال غربي سوريا في وقت متأخر من مساء يوم الجمعة أدت إلى مقتل تسعة من أعضاء جماعة "حزب الله" المدعومة من إيران وإصابة 30 آخرين.

 

إردوغان يبلغ بوتين بتوسع استهداف النظام السوري وينتظر أفعالاً من واشنطن/أنقرة طالبت بحظر جوي في ادلب بعد مقتل 33 من جنودها

أنقرة: سعيد عبد الرازق/الشرق الأوسط أونلاين/29 شباط/2020

أبلغ الرئيس التركي رجب طيب إردوغان نظيره الروسي فلاديمير بوتين بأن كل عناصر النظام السوري أصبحت أهدافاً مشروعة للقوات التركية، وسيتم ضربها رداً على مقتل 33 جندياً تركياً في قصف جوي سوري على نقطة مراقبة تركية في جنوب إدلب الليلة قبل الماضية، أسفر أيضاً عن إصابة 32 جندياً آخرين. وقال رئيس دائرة الاتصالات في الرئاسة التركية، فخر الدين ألطون، في تصريحات، إن إردوغان دعا بوتين، خلال اتصال هاتفي بينهما أمس، إلى أن تفي روسيا، التي تدعم دمشق بالضربات الجوية، بمسؤولياتها في إدلب، وتوقف هجمات جيش النظام السوري. وأضاف ألطون أن الرئيسين التركي والروسي اتفقا على عقد لقاء بينهما في أقرب وقت ممكن، مشيراً إلى أن إردوغان أبلغ بوتين بأن وضع اللاجئين الحالي على طول الحدود التركية كان بسبب إهمال النظام السوري وأعماله المتعمدة، وأكد بوضوح أن دماء الجنود الأتراك لن تضيع سدى. وأضاف أن إردوغان أبلغ بوتين أيضاً بأن تركيا تتوقع أن تعمل روسيا على جعل النظام يمتثل لتفاهم سوتشي الموقع بين تركيا وروسيا في 17 سبتمبر (أيلول) 2018، بشأن إقامة منطقة عازلة منزوعة السلاح للفصل بين قوات النظام والمعارضة في إدلب، مشيراً إلى أن الهجمات التي يشنها النظام على الجنود الأتراك لا يمكن أن تغير موقف تركيا من إدلب، وذكر روسيا بالوفاء بمسؤوليتها عن طريق إيقاف نظام الأسد على أساس المادة 3 من مذكرة التفاهم في سوتشي. وتابع ألطون أن إردوغان سيبلغ نظيره الأميركي دونالد ترمب، في اتصال هاتفي، بأن الدعم الشفهي فيما يتعلق بمنطقة إدلب السورية لا يكفي، وأن أنقرة تتوقع دعماً «فعلياً»، مشيراً إلى أن إردوغان سيجري اتصالات أيضاً مع قادة فرنسا وألمانيا وبريطانيا حول التطورات في إدلب. وفي السياق ذاته، قال الكرملين إن بوتين وإردوغان اتفقا، خلال الاتصال الهاتفي، على ضرورة اتخاذ إجراءات جديدة لتخفيف التوتر، وإعادة الوضع لطبيعته في شمال غربي سوريا. وذكر الكرملين، في بيان، أن بوتين وإردوغان اتفقا على ترتيب اجتماع رفيع المستوى لبحث الوضع في إدلب السورية الذي قال الرئيسان إنه مبعث «قلق بالغ». وقال وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، إن الرئيسين الروسي والتركي بحثا، عبر مكالمة هاتفية، مستجدات الوضع الراهن في إدلب، في اتصال تم بناء على طلب من الجانب التركي، مشيراً إلى أن المحادثات بين تركيا وروسيا مستمرة. وواصل الوفدان التركي والروسي، أمس، اجتماعاتهم حول إدلب، لليوم الثالث على التوالي، في مقر وزارة الخارجية التركية في أنقرة، في محاولة للتوصل إلى اتفاق حول التهدئة.

وكانت تركيا قد رفضت الرواية الروسية حول مقتل جنودها في سوريا، حيث أعلنت موسكو أن الجنود كانوا برفقة عناصر مسلحة أخرى (في إشارة إلى مسلحين من الفصائل السورية) عندما تم استهدافهم. وقال وزير الدفاع التركي خلوصي أكار إن الضربات الجوية على منطقة إدلب السورية، التي أسفرت عن مقتل 33 من الجنود الأتراك، حدثت رغم التنسيق مع المسؤولين الروس على الأرض، وإن الهجمات استمرت بعد تحذير صدر عقب الضربات الأولى. وأضاف أكار، في تصريحات أمس من غرفة عمليات الجيش التركي في ولاية هطاي الحدودية مع سوريا، أن تركيا ردت على الضربة السورية، وأن 309 من جنود الجيش السوري المدعومين من موسكو قتلوا في إطار الرد التركي، وتم أيضاً تدمير كثير من المروحيات والدبابات والآليات التابعة للنظام. وأمضى أكار وقائد القوات البرية التركية الساعات الأولى من صباح أمس في مركز العمليات، حيث أدار أكار بنفسه عملية الرد على الضربة السورية، وقال: «استهداف جنودنا وقع رغم التنسيق الميداني مع المسؤولين الروس حول إحداثيات مواقع قواتنا. ورغم تحذيراتنا عقب القصف الأول، استمرت الغارات الجوية، وطالت حتى سيارات الإسعاف... نؤكد أنه لم تكن هناك أي مجموعة مسلحة في محيط وحداتنا خلال الهجوم الأخير على قواتنا في إدلب». كانت وزارة الدفاع الروسية قد ذكرت، في بيان أمس، أن جنوداً أتراكاً كانوا وسط المسلحين السوريين، وأن تركيا لم تبلغ الجيش الروسي بوجود جنودها هناك، وما كان ينبغي أن يكون الجنود الأتراك في المنطقة، وفقاً للمعلومات التي قدمتها تركيا. وأضافت أن الطائرات الروسية لم تنفذ ضربات على منطقة في إدلب كانت الوحدات التركية موجودة بها، مشددة على أن روسيا فعلت كل شيء لفرض وقف كامل لإطلاق النار من جانب الجيش السوري، بعدما علمت بمقتل جنود أتراك. وأشارت إلى أن مسلحين سوريين في منطقة خفض التصعيد بإدلب حاولوا شن هجوم كبير على القوات الحكومية أول من أمس.

وقال وزير الدفاع التركي إنه جرى قصف أكثر من 200 هدف للنظام السوري بعد الهجوم «الغادر» على جنود تركيا، بشكل مكثف، عبر مقاتلات وطائرات مسيرة مسلحة، ووسائط الإسناد الناري البرية، وتم تحييد 309 من عناصر قوات النظام السوري، وتدمير 5 مروحيات، و23 دبابة، و23 مدفعية، ومنظومتين للدفاع الجوي من طراز (إس إيه 17) و(إس إيه 22). كما تم تدمير 10 مدرعات، و5 شاحنات لنقل الذخيرة، و3 مستودعات للذخيرة، ومستودعين لمستلزمات عسكرية، وأحد المقرات التابعة لقوات النظام.

وأكد أكار أن القصف في إطار الرد على هجوم النظام «ما زال مستمراً»، مضيفاً: «ستتواصل عملياتنا لحين كسر الأيادي الملطخة بالدماء التي تتطاول على جنودنا والمظلومين في المنطقة».

وفي مقابل تصريحات أكار حول مقتل 309 من قوات النظام السوري، أفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بمقتل 16 عنصراً من قوات النظام في قصف مدفعي وبالطائرات المسيرة نفذه الجيش التركي في إدلب، غداة مقتل 33 جندياً تركياً في غارات جوية نسبتها أنقرة إلى دمشق. وكان الرئيس إردوغان قد ترأس، في وقت متأخر ليل أول من أمس، اجتماعاً أمنياً استمر 6 ساعات. وأعلنت الرئاسة التركية، فجر أمس، أنه تقرر خلال الاجتماع الرد بالمثل على النظام السوري «غير الشرعي» الذي يوجه سلاحه صوب جنودنا الذين يدافعون عن حقوق الجمهورية التركية ومصالحها.

وقال رئيس دائرة الاتصال في الرئاسة التركية، فخر الدين ألطون، عقب الاجتماع الأمني، إن بلاده «استهدفت جميع أهداف النظام السوري المحددة بنيران عناصرنا المدعومة جواً وبراً، وسنواصل الاستهداف». وطالبت تركيا القوى العالمية بفرض منطقة حظر طيران في سوريا لحماية مئات الآلاف من النازحين بسبب الاشتباكات، بعد مقتل 33 من جنودها في ضربات جوية سورية في إدلب. وكتب فخر الدين ألطون، على «تويتر»، أن روسيا وإيران اللتين تدعمان الرئيس السوري بشار الأسد ستفقدان كل مصداقيتهما إذا لم يوقفا القتال في إدلب، وأن نظام الأسد مثل شبكة إجرامية يمارس أعمالاً إرهابية بحق شعبه، ويشكل تهديداً على الأمن القومي التركي وأمن أوروبا. ودعا ألطون أطراف اتفاق آستانة، والمجتمع الدولي عموماً، للالتزام بالمهام الواقعة على عاتقهم إزاء تنفيذ الاتفاق، قائلاً: «لا يمكن السماح بوقوع مجازر في إدلب مشابهة لتلك التي وقعت في رواندا والبوسنة والهرسك، لن تذهب دماء جنودنا الأبطال سدى، وستستمر أنشطتنا العسكرية بالأراضي السورية حتى كسر جميع السواعد التي تطاولت على العلم التركي». وذكر أن «نظام الأسد يجري تطهيراً عرقياً بحق شعبه، ويسعى لإجبار ملايين السوريين في إدلب على ترك ديارهم. وسيحاول هؤلاء الأشخاص اللجوء إلى تركيا والقارة الأوروبية، حيث يوجد في الوقت الحالي نحو 4 ملايين سوري على الأراضي التركية، وبالتالي ليست لدينا القدرة على استيعاب مليون سوري إضافي». ومن جانبه، قال المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم كالين إن الأزمة في إدلب «تجاوزت جميع الحدود»، داعياً المجتمع الدولي لاتخاذ خطوات ملموسة تجاه الأزمة الإنسانية في إدلب، وسوريا عموماً. وأضاف كالين، في تصريح أمس، أنه تم الرد بشكل قوي على الهجوم على الجنود الأتراك اعتباراً من منتصف ليل أول من أمس، وأن دماء الجنود الأتراك «لن تذهب سدى»، وستتم محاسبة النظام السوري «الملطخة يديه بالدماء».

وداخلياً، دعا حزب الشعب الجمهوري، أكبر أحزاب المعارضة التركية، البرلمان لبحث تداعيات مقتل عشرات الجنود الأتراك في قصف بمحافظة إدلب في جلسة مغلقة، وأيدت رئيسة حزب «الجيد»، ميرال أكشنار، الدعوة. وتقدم حزب العدالة والتنمية الحاكم إلى البرلمان أمس بطلب لعقد هذه الجلسة يوم الثلاثاء المقبل، بعد ضغوط المعارضة ومطالبتها بتوضيح ما يجري في إدلب. وحجبت سلطات تركيا عدداً من وسائل التواصل الاجتماعي، منها «فيسبوك» و«تويتر» و«إنستغرام»، عقب الهجوم الذي استهدف قواتها في إدلب، وجعلت الوصول إلى تطبيقات أخرى، مثل «واتساب» و«يوتيوب»، مقيداً بشكل جزئي.

 

إردوغان: طلبت من بوتين «الابتعاد عن طريقنا» في إدلب

أنقرة/الشرق الأوسط أونلاين/29 شباط/2020

أعلن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، اليوم (السبت)، أنه طلب من روسيا «الابتعاد من طريقنا» في سوريا، خلال مكالمة هاتفية، أمس (الجمعة)، مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في أعقاب مقتل أكثر من 30 عسكرياً تركياً في سوريا. وقال إردوغان في خطاب بإسطنبول: «قلت لبوتين: ماذا تفعلون هناك؟ إذا كنتم تريدون إنشاء قاعدة، فهيا افعلوا ذلك، لكن ابتعدوا من طريقنا. اتركونا لوحدنا مع النظام (السوري)»، مضيفاً أن القوات السورية «ستدفع ثمن» هجماتها ضد القوات التركية، وفقا لما نقلته «وكالة الصحافة الفرنسية». وكانت الخارجية الروسية قد أعربت، اليوم (السبت)، عن أملها في «خفض التصعيد» بسوريا، خلال لقاءات بين مسؤولين كبار من البلدين في الأيام الأخيرة، وأعلنت الخارجية الروسية في بيان أنه «جرى التركيز من الجانبين على خفض التصعيد على الأرض، مع مواصلة مكافحة الإرهابيين المعترف بهم كذلك من مجلس الأمن الدولي في الأمم المتحدة». كما أبدى مسؤولو البلدين عزمهم على «حماية المدنيين في داخل وخارج منطقة خفض التصعيد (محافظة إدلب شمال غربي سوريا) وتوفير مساعدة إنسانية عاجلة إلى كل الذين يحتاجون إليها». وذكرت موسكو أن موفد الكرملين لسوريا ألكسندر لافرنتييف ونائب وزير الخارجية سيرغي فيرشينين وممثلين عن وزارة الدفاع الروسية أجروا لقاءات الأربعاء والخميس مع وفد تركي. وشهدت الأيام الأخيرة تصعيداً لا سابق له بين دمشق وأنقرة بعد مقتل 34 عسكرياً تركياً على الأقل خلال أسبوع، في قصف للجيش السوري. كما تشهد محافظة الدب أزمة إنسانية مع فرار نحو 700 ألف شخص من المعارك. وفي قلب هذا التوتر محافظة إدلب شمال غربي سوريا، حيث يشنّ الجيش السوري مدعوماً من سلاح الجو الروسي منذ أشهر حملة لاستعادة السيطرة على هذه المحافظة، وذلك رغم اتفاق خفض التصعيد المبرم بين روسيا وتركيا فيها. وتخضع إدلب لمقتضيات اتفاق لـ«خفض تصعيد» جرى التوصل إليه سابقاً بين أنقرة وموسكو، ولكنّه تحوّل إلى اتفاق نظري إثر التطورات الأخيرة.

 

إردوغان يتعهد بإبقاء الحدود مع أوروبا مفتوحة أمام المهاجرين

أنقرة/الشرق الأوسط أونلاين/29 شباط/2020

تعهد الرئيس التركي رجب طيب إردوغان بإبقاء حدود تركيا مع أوروبا مفتوحة للسماح للمهاجرين بالعبور، مع تأكيده أن بلاده لم تعد قادرة على التعامل مع موجات جديدة من النازحين الهاربين من الحرب في سوريا، وفقاً لوكالة الصحافة الفرنسية.

وسمحت تركيا للاجئين السوريين بعبور حدودها نحو اليونان، كوسيلة للضغط على الحكومات الأوروبية بعد مقتل 34 عسكرياً تركياً بضربات لقوات النظام المدعوم من موسكو. وقال إردوغان، في خطاب من إسطنبول، في أول تعليق له على مقتل الجنود الأتراك في محافظة إدلب السورية: «ما قمنا به أمس... هو فتح أبوابنا»، مضيفاً: «لن نغلق أبوابنا... لماذا؟ لأن على الاتحاد الأوروبي الوفاء بتعهداته». ووقعت تركيا والاتحاد الأوروبي اتفاقاً في عام 2015 يهدف إلى وقف تدفق المهاجرين عبر الحدود. وأفاد إردوغان بأن 18 ألف مهاجر تجمّعوا على الحدود التركية مع أوروبا منذ أمس (الجمعة)، مضيفاً أن عددهم قد يرتفع إلى 30 ألفاً. وأكد إردوغان: «لسنا في وضع يسمح لنا بالتعامل مع موجة جديدة من المهاجرين» القادمين من سوريا. بدورها، قالت اليونان اليوم إنها مصممة على حماية حدودها، بعد أن حاول مهاجرون العبور إلى أراضيها من تركيا، وفقاً لوكالة «رويترز». وقال المتحدث باسم الحكومة ستيليوس بيتساس للصحافيين: «ستفعل الحكومة كل ما يلزم لحماية حدودها». وأضاف أن السلطات اليونانية أحبطت خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية محاولات أربعة آلاف شخص لعبور الحدود. وتابع: «هذا الأمر ليس له علاقة بإدلب السورية». وازداد التوتر بين روسيا وتركيا على خلفية مقتل العسكريين الأتراك، لا سيما أن روسيا تدعم النظام السوري في عمليته العسكرية لاستعادة ما تبقى من محافظة إدلب، فيما تدعم تركيا المجموعات المعارضة للنظام. وبموجب اتفاق تم التوصل إليه عام 2018 مع روسيا، أنشأت تركيا العضو في حلف شمال الأطلسي 12 نقطة مراقبة في إدلب، تحاصر معظمها حالياً قواتُ النظام. وأعطى إردوغان دمشق مهلة حتى نهاية الشهر الحالي للانسحاب، تحت طائلة تحمل العواقب ما لم تستجب. وتنتهي المهلة مساء اليوم الساعة 21:00 ت.غ. ومشيراً إلى مكالمة هاتفية مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، أعلن إردوغان: «قلت لبوتين: ماذا تفعلون هناك؟ إذا كنتم تريدون إنشاء قاعدة، فهيا افعلوا ذلك، لكن ابتعدوا من طريقنا. اتركونا وحدنا وجهاً لوجه مع النظام السوري». وأكد إردوغان كذلك تنفيذ تركيا ضربات ضد مواقع للنظام، قال مسؤولون إنها استهدفت، من بين مواقع أخرى، منشأة للأسلحة الكيميائية. وحذر إردوغان: «لا نريد أن تصل الأمور إلى هذه النقطة، لكن يرغموننا على ذلك، سوف يدفعون الثمن»، في إشارة واضحة إلى قوات النظام السوري.

 

تركيا تعلن تدمير «منشأة للأسلحة الكيميائية» في سوريا

الشرق الأوسط أونلاين/29 شباط/2020

يوم الخميس، وفقاً لوكالة الصحافة الفرنسية.وليل الجمعة - السبت، دمرت القوات التركية «منشأة للأسلحة الكيميائية واقعة على بعد 13 كلم جنوب حلب، فضلاً عن عدد كبير من الأهداف الأخرى التابعة للنظام»، كما أعلن مسؤول تركي كبير رفض الكشف عن هويته لصحافيين، دون أن يعطي المزيد من التفاصيل.

من جهته، أكد قائد عسكري في الفصائل السورية المدعومة من أنقرة لوكالة الأنباء الألمانية، «قصف الجيش التركي بصواريخ أرض أرض معامل الدفاع ومركز البحوث العلمية في منطقة سفير جنوب شرقي مدينة حلب مساء أمس، وقد دمرت الكثير من المباني نتيجة القصف والانفجارات، كما سقط قتلى وجرحى أغلبهم من (الحرس الثوري الإيراني)». وأوضح القائد العسكري أن «الانفجارات العنيفة طالت معامل الأسلحة والذخيرة وهزت مدينة حلب التي تبعد حوالي 25 كلم، وتوجهت فرق الدفاع المدني والإسعاف إلى المنطقة».

 

واشنطن و«طالبان» وقّعتا اتفاق السلام الموعود في أفغانستان

لندن/الشرق الأوسط أونلاين/29 شباط/2020

وقّعت واشنطن اتفاقاً مع حركة «طالبان» في الدوحة ، اليوم (السبت)، لسحب الجنود الأميركيين من أفغانستان ضمن فترة 14 شهراً، وذلك بعد 18 سنة من اندلاع أطول الحروب في تاريخ الولايات المتحدة. ويأمل الأفغان أن يؤدي الاتفاق إلى إنهاء أربعة عقود من النزاعات وكذلك فتح باب الحوار بين حكومة  كابل والحركة المتطرفة بهدف وضع حد للمعاناة في البلد الفقير. ووقع الاتفاق المفاوض الأميركي زلماي خليل زاد ورئيس مكتب السياسي لـ «طالبان» ونائب زعيمها الملا عبد الغني برادر بحضور وزير الخارجية الأميركي مارك بومبيو وممثلين لعشرات الدول. ووفق بيان مشترك لواشنطن وكابل، ستقوم الولايات المتحدة وحلفاؤها بسحب جميع القوات من أفغانستان خلال 14 شهراً إذا التزمت حركة «طالبان» بضمانات أمنية ينص عليها اتفاق الدوحة. وستبدأ القوات الاميركية فوراً عملية الانسحاب التدريجي من أفغانستان بعد توقيع الاتفاق، على أن ينخفض عديد الجنود من 13 الفا إلى 8600 خلال أشهر معدودة، بحسب الاتفاق. وقال مسؤول أميركي لوكالة الصحافة الفرنسية: «إذا فشل الحل السياسي، وفشلت المفاوضات، فلا شيء يجبر الولايات المتحدة على سحب جنودها». وتزامنا مع عملية الانسحاب، من المفترض أن تبدأ مفاوضات سلام مباشرة غير مسبوقة بين حركة «طالبان» وسلطات كابل بحلول 10 مارس (آذار)، وفقاً لمسؤولين أميركيين. وستتبادل الولايات المتحدة والحركة  آلاف الأسرى قبل انطلاق المفاوضات. وحض بومبيو «طالبان» على الالتزام «بوعودها بقطع العلاقات» مع تنظيم «القاعدة» ومواصلة محاربة تنظيم «داعش». وكان استقبال حركة «طالبان» لتنظيم «القاعدة» على أرض أفغانستان السبب الرئيسي للغزو الأميركي عقب هجمات 11 سبتمبر (أيلول) 2001. وطرد تحالف دولي بقيادة الولايات المتحدة الحركة من السلطة بعد الهجمات، ونفذ المتمردون الذين كانوا يحكمون  كابل منذ 1996 وحتى أكتوبر (تشرين الأول) 2001، هجمات متواصلة أودت بأكثر من 2400 جندي أميركي وعشرات الآلاف من أفراد قوات الأمن الأفغانية. وأنفقت واشنطن أكثر من ألف مليار دولار في الحرب التي قُتل وأصيب فيها أكثر من مائة ألف مدني أفغاني منذ 2009، بحسب أرقام الأمم المتحدة. من جهته، رحب حلف شمال الاطلسي (ناتو)، وفق وكالة الأنباء الألمانية، بالتقدم الذي أُحرز صوب تحقيق السلام في أفغانستان وأعلن أن الاتفاق سيؤدي إلى تقليص الوجود العسكري للحلف في البلاد.

 

هل سيكون هناك سلام حقيقي في أفغانستان بعد اليوم؟ والشرطة الأفغانية انتظرته طويلاً وتتطلع إلى هدنة دائمة

كابل: مجيب مشعل/الشرق الأوسط أونلاين/29 شباط/2020

عضهم فقد أصابع يديه والبعض الآخر فقد ساقا أو عينا. تحمل أجساد كثير منهم ندبات ولا تزال يتردد في آذانهم رنين الانفجار الأخير الذي لم يبرح رؤوسهم. معظمهم لم يعد إلى بلداته منذ سنوات، إذ إن العودة إلى الديار تعني المرور وسط الأراضي التابعة لحركة «طالبان»، لذلك كثيرا ما تأتي أمهاتهم لزيارتهم بين الفينة والأخرى محملات بالفواكه المجففة أو السترات المطرزة. جلبت الهدنة القصيرة التي أعلن عنها قبل أسبوع قبل التوقيع الرسمي على الاتفاق اليوم بعض الراحة لأفراد وحدة الشرطة الأفغانية بعد قتال دموي رغم تحصنها بقمم التلال في مقاطعة «زابل»، وهي فترة راحة غير متوقعة من الهجمات اليومية التي اعتبروها لا مفر منها. كانت تلك هي الأيام الأخيرة التي سبقت توقيع اتفاق سلام بين الولايات المتحدة وحركة «طالبان»، ويبدو أن وقف إطلاق النار الجزئي الذي وضع كشرط مسبق لا يزال مستمرا. فقد بات لقوة الشرطة في ساحة القتال الجنوبية النائية وقت لطرح الأسئلة التي كان من الصعب تخيل طرحها مثل: هل سيكون هناك سلام حقيقي؟ يستند قائد الوحدة العقيد موسى كليم ردوال إلى رؤية دامت نحو 15 عاماً على الأقل في تحمل الضربات والخسائر، وقال إن الحياة التي عاشوها والاعتداءات والقنابل زرعت في طريقهم على الطرقات أثناء الخدمة جعلت الخوف يعتريهم ويلفهم من كل اتجاه. أضاف، بينما كان يقودنا بين المخافر، أن «الحرية هي أهم شيء بالنسبة للبشر في الحياة. ما نعيشه ليس حقا حياة». رصد المسؤولون تراجعا في وتيرة الاعتداءات بواقع 80 في المائة خلال هدنة الأيام السبعة التي سعى الطرفان إلى تقليص وتيرة العنف خلالها كفترة تجريبية. درجة الالتزام كانت مقبولة بدرجة كافية لتوقيع الصفقة اليوم السبت في دولة قطر، كما أعلن وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو قبل أيام.

ومن شأن الاتفاق الرسمي الجديد أن يضع نهاية لأطول حرب خاضتها الولايات المتحدة، مع تحديد جدول زمني مشروط لانسحاب القوات الأميركية البالغ عددها 12000 جندي. لكن بالنسبة للأفغان، سيكون الاتفاق بداية تحد طويل وصعب، إذ يتعين على الأعداء اللدودين شق طريقهم نحو السلام وربما تحقيق المصالحة يوما ما، وهو ما لم يحدث من قبل ولم تره الأجيال السابقة. بالنسبة للشرطة الأفغانية في «كابل»، فإن الهدنة تعني أن الهجمات التي تشنها «طالبان» بواسطة راكبي الدراجات النارية ليلا قد توقفت. لكن «طالبان» لا تزال تتربص بالأقارب الذين يقومون بزيارات لذويهم من رجال الشرطة، وهو ما لم يكن ممكنا في السابق، حسبما ذكرت الشرطة. وفي المقابل، بحسب العقيد رودوال، فإن رجاله ملتزمون بأوامر الحكومة المركزية ويقاومون الرغبة في المبادرة بإطلاق النار قدر استطاعتهم.

لم تصادف قوة الشرطة أي قنابل على جانبي الطريق، حيث إن لدى العقيد رودوال ما يقرب من 300 رجل موزعين على 14 موقعاً على طول الطريق. وفي كل صباح تقوم كل مجموعة بتمشيط طريقها السريع الذي تحيطه أعمدة الخيزران الطويلة لتفحص نحو 200 متر على كل جانب من الطريق بحثاً عن الأسلاك المخفية، ويفتشون أسفل كل جسر دمر وأعيد بناؤه مرات ومرات. ولأول مرة منذ سنوات، بات الرجال قادرين على جلب المياه إلى مواقعهم دون خوف من القناصة. وقال العقيد رودوال، «لقد فقدت كثيرا من الرجال الذين يجلبون المياه في القتال المباشر». ففي العقد الثاني من هذا الصراع الذي بدا كعمل انتقامي من قبل الولايات المتحدة عام 2001 وفي ذروته، حيث وجود أكثر من 100 ألف جندي أميركي، باتت الحرب تثقل كاهل الشباب الأفغاني بشكل متزايد.

فعلى مدار السنوات الخمس الماضية وحدها، قتل نحو 50 ألف ضابط شرطة وجندي أفغاني نتيجة للقتال، وهو الرقم نفسه الذي تكبدته طالبان، إن لم يكن أكبر. فقد كان القتال وحشياً، وغالباً ما دخلت القوات في قتال داخلي ليقتل أفرادها بعضهم بعضا على مدار فترات زمنية طويلة.

لا تتعدى أعمار غالبية المقاتلين في وحدة شرطة طريق «زابل» السريع أوائل العشرينات، لكنهم بالفعل باتوا متمرسين على القتال. كان من بين المنضمين حديثا فتى يبلغ من العمر 18 عاماً من مقاطعة «لغمان» الشرقية ويحمل على ذراعه وشما لقلب مع كلمة «أم» تحته. كثير منهم كسب قوته من خلال البندقية، فيما قتل آخرون بسببها أيضا في سن المراهقة. فقد كانت الحرب محتدمة بالفعل قبل ولادتهم. من بين المقاتلين ثلاثة أشقاء من منطقة «ديهرود» بمقاطعة «أوروزجان» فقدوا والدهم محمد صادق، الذين كان ضمن الفريق الهندسي للشرطة المحلية هناك، في انفجار قنبلة زرعت على جانب الطريق العام الماضي، بعد أن اكتشف الآلاف والآلاف منها على مدار أكثر من عقد من العمل. وقال زلماي جان، 20 عاماً، الذي قال إنه خدم منذ أن كان عمره 12 عاماً: «لقد نزع (أبي) فتيل قنبلتين ثم انفجرت الثالثة». جاءت الخسائر الأولى للعائلة مباشرة في بداية الحرب عندما أسفرت غارة جوية أميركية خاطئة عن مقتل 13 من أقاربهم كانوا مع حميد كرزاي، الرجل الذي أصبح رئيساً لأفغانستان بعد ذلك بفترة قصيرة. لقد عانوا من أنواع أخرى من الخسائر أيضاً، فقد كان أحد الأخوة في إجازة بعد أن فقد ساقه في انفجار قنبلة، وبات من الصعب على ثلاثتهم الوصول إلى بيتهم، إذ يتعين عليهم المرور وسط أراضي المتمردين. كذلك تأخر زلماي أسبوعا كاملا عن حفل زفافه ولم يستطع استخدام طائرة عسكرية. واستغرق الأمر وقتاً طويلاً للعثور على سائق شاحنة مستعدا لتهريبه في رحلة استغرقت يومين على طريق ترابي تسيطر عليه حركة «طالبان» حتى وصل بعد انتهاء الحفل وكان عليهم إقامة احتفال ديني لإشهار الزواج.

* خدمة «نيويورك تايمز»

 

بومبيو: أميركا قضت على القاعدة في أفغانستان

الدوحة - وكالات/29 شباط/2020

قال وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، السبت إن الولايات المتحدة قضت على القاعدة في أفغانستان، وذلك عقب توقيع اتفاق تاريخي مع حركة طالبان، في الدوحة، قد يمهد الطريق نحو انسحاب كامل للقوات الأجنبية من أفغانستان. وكان بومبيو حث حركة طالبان على الالتزام "بوعودها بقطع العلاقات" مع تنظيم القاعدة ومواصلة محاربة تنظيم داعش، وذلك خلال حفل التوقيع على الاتفاق التاريخي بين العدوين اللدودين.وقال بومبيو أمام ممثلين عن الحركة "التزموا بوعودكم حيال قطع العلاقات مع القاعدة والتنظيمات الإرهابية الأخرى وواصلوا محاربة تنظيم الدولة الإسلامية حتى الانتصار عليه". وكان استقبال حركة طالبان لتنظيم القاعدة على أرض أفغانستان السبب الرئيسي للغزو الأميركي في أعقاب هجمات 11 سبتمبر عام 2001. ووقعت واشنطن الاتفاق التاريخي مع حركة طالبان مما يمهد الطريق لانسحاب الولايات المتحدة على نحو تدريجي من أفغانستان في غضون الأربعة عشرة شهرا المقبلة، ويمثل خطوة نحو إنهاء الحرب المستمرة منذ 18 عاما. إلا أن كثيرين يتوقعون أن تكون المحادثات بين الأطراف الأفغانية المتعددة أكثر تعقيدا بكثير. ووقع الاتفاق في العاصمة القطرية الدوحة مبعوث الولايات المتحدة الخاص بأفغانستان زلماي خليل زاد والمسؤول السياسي في طالبان الملا عبد الغني بارادار. وحضر وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو مراسم التوقيع.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

الضربة التركية لحزب الله: إغراء لأميركا ودول الخليج

منير الربيع/المدن/01 آذار/2020

عاد وجود حزب الله في سوريا إلى الواجهة مجدداً. هذه المرة، كان عبر الاستهداف التركي لمجموعة من مقاتلي الحزب، ما أدى إلى سقوط أكثر من 14 قتيلاً وعدد من الجرحى. وحسب المعلومات، تعرض الحزب لتسع هجمات في منطقة طلحية بالقرب من سراقب، من دون أن يلقى الحزب أي مساندة من القوات الروسية، التي بقيت على الحياد بعد الضربة التي وجهتها إلى القوات التركية بعد ظهر الخميس 27 شباط المنصرم.

الحضور في الجغرافيا

منذ فترة، يشارك حزب الله في المعارك العسكرية الدائرة في ريفي إدلب وحلب. فإلى جانب الغاية العسكرية المتمثلة بالعودة إلى بلدتي كفريا والفوعة الشيعيتين، واشتغال الحزب (ومن خلفه الإيرانيين) على إعادة أهالي البلدتين إليهما، هناك أهداف سياسية لقتال الحزب في تلك المنطقة، منها تأكيد حضوره على مساحات واسعة من الجغرافيا السورية، وليس منحصراً فقط في منطقة دمشق وريفها والحدود اللبنانية السورية. يريد حزب الله من خلال معاركه الجديدة في سوريا أن ينقض كل التقارير التي تحدثت سابقاً عن انسحاب عناصره من سوريا. وهو الذي يؤكد دوماً أنه سيكون حيث يجب أن يكون، تبريراً لهذا لاستمرار وجوده العسكري هناك، على الرغم من كل الضغوط والضربات التي يتعرض لها من قبل الأميركيين والإسرائيليين والخليجيين. ويقول إنه لا يزال مستمراً في مهمته ومعاركه، وليس في وارد الانسحاب حالياً، مع أنه أجرى الكثير من عمليات إعادة التموضع في سوريا، وسحب العديد من فرقه ومقاتليه إلى لبنان، لأسباب واعتبارات عديدة، منها تجنب المزيد من الضربات الإسرائيلية، ومنها تخفيف الأعباء المالية والاقتصادية وإراحة كوادره العسكرية.

"رسالة" إلى إيران

لكن الجديد في ما حدث في الشمال السوري، هو أنها المعركة الأولى والمباشرة التي تكون بين الأتراك وحزب الله. خصوصاً أن الضربة التي تلقاها الحزب، أدت إلى اندلاع معارك بين قوات الحزب وقوات المعارضة المدعومة من تركيا. وترجح المعلومات أن هذه المعارك ستتوسع في المرحلة المقبلة. فتركيا تريد الانتقام من الضربة التي تلقتها، والتي أودت بأكثر من 33 جندياً تركياً، من دون الاصطدام المباشر مع الإيرانيين أو الروس. لذا، ستستهدف قوات النظام وحلفاءه (حزب الله من بينهم). ضربة حزب الله تعوض الأتراك، معنوياً وشعبياً، لما لها من صدى. فضرب قوات النظام السوري يعتبر من الأمور الروتينية، بينما توجيه ضربة إلى الحزب لها سمة نوعية، خصوصاً في ظل الحصار الذي تعيشه أنقرة. أيضاً، تريد تركيا من خلال هذه الضربة توجيه رسالة إلى الإيرانيين مغزاها أن تركيا لن تسكت ولا تخضع لهذا الاختناق الذي تتعرض له، من قبل الحلفاء والخصوم. فأنقرة كانت تعتبر أن هناك مستوى رفيعاً من التواصل مع الإيرانيين، وثمة  مراعاة دائمة بين الطرفين، لا سيما التسليف التركي لإيران في الكثير من الملفات، خصوصاً في ظل العقوبات القاسية التي تتعرض لها طهران.

تداعيات مذهبية

ولا بد من الإشارة إلى أن تركيا تعمل على إظهار قدرتها في مواجهة حلفاء إيران في سوريا، وخصوصاً حزب الله، ربما من أجل استدراج الدعم الأميركي الجدّي للأتراك في عملياتهم العسكرية في الشمال السوري. لا سيما أن واشنطن لا تترك فرصة إلا وتؤكد فيها سعيها إلى تحجيم النفوذ الإيراني في سوريا، ومن ضمنه حزب الله الذي تصنفه منظمة إرهابية. كذلك، تتوجه الرسالة التركية إلى دول الخليج (السعودية والإمارات خصوصاً)، التي تدعي مواجهة إيران وحزب الله ونفوذهما، وفي الوقت نفسه تضع تركيا في مصاف العدو الأول، الذي يتقدم على إيران وحلفائها. إذاً، تأتي الضربة التي تلقاها الحزب في الشمال السوري، بعد سلسلة ضربات تعرض لها في الجنوب السوري أيضاً. لكن معارك الشمال سيكون لها طابع مذهبي سنّي – شيعي. وهذا ما بدأ ينعكس على بيئتي الطرفين من خلال عملية التحشيد والتجييش، التي ستكون لها آثار بعيدة المدى، وستنعكس على تركيا في ظل عدم وجود حليف حقيقي داعم لها.

 

مسيرة بيروت: "ستدفعون الثمن"... اليوم أو غداً

نادر فوز/المدن/01 آذار/2020

في بيروت، تكرّر مشهد المسيرات مجدداً. وهذه المرة بعنوان "ستدفعون الثمن". تحدّى الآلاف المطر ورذاذ كورونا، وساروا في شوارع العاصمة مردّدين شعارات ثورة 17 تشرين الأول. هذه المسيرات الأسبوعية لم تفقد حماستها بعد، ولو أنّها تحوّلت إلى موعد أسبوعي روتيني قد يملّ منه الثوار أو المشاهدين. لكنّ الثورة تضرب الملل، بشعاراتها وردّياتها المبتكرة. فتجدّد نفسها طبقاً للواقع اليومي. فكان آخر إبداعات الهتافات "كورونا، كورونا، ميشال عون كورونا". وأبرز ما في مسيرة السبت، أنها اخترقت مجدداً شوارع بيروت الشعبية. من البربير إلى وسط البلد، مروراً بالنويري والبسطة التحتا. وفي هذه الشوارع سطوة حزبية تكرّسها الأعلام واللافتات السلطوية، واجهها الثوار بالشعارات اللازمة. وانتهت المسيرة بلحظات من المشاغبة على مدخل البرلمان في شارع ويغان، وأخرى طفيفة في ساحة رياض الصلح. لم يكن المطلوب مواجهة قوى الأمن بالأمس، بل التأكيد على أنّ في الثورة نبض باقٍ وسيرتفع بعد سُحابة منح فرصة للحكومة. وما فشل الحكومة وعجزها إلا دليلين على ذلك. وفي مسيرة أمس، بقي المشهد الأول لمواجهة كورونا. فالفيروس دخل على خط الثورة أيضاً.

كمامات ثورية

رفع رجل خمسيني لافتة مكتوب عليها "على الكورونا النزول إلى المجلس". أي مجلس؟ أي مجلس كان، كل مجلس، لا يهم. دعوة واضحة وصريحة لا حاجة إلى تحليلها. ومن تبعات وصول الفيروس إلى لبنان أنّ كمّامات بعض المشاركين في المسيرة تلوّنت بألوان العلم اللبناني. وكُتبوا عليها بعض الشعارات السياسية: ثورة، حرية، لا ثقة. فيمكن تطويع كل شيء لخدمة الثورة. تسلّوا بزخرفة الكمامات قبل ساعات. فعلوا ذلك عن سابق إصرار وتصميم تلبية للموعد الأسبوعي. وإذ بالكمامة، التي رافقت أغلب المتظاهرين منذ 17 تشرين لردّ شرّ قنابل الغاز المسيل للدموع، تتحوّل إلى أداة يومية لمواجهة رذاذ كورونا. عصفوران بحجر واحد: مواجهة شر غاز القوى الأمنية والفيروس. وعصفور إضافي طرأ بعد الملاحقات الأمنية المتصاعدة، يتمثّل بتغطية الوجوه من كاميرات رجال الأمن التي تعتمد عليها الأجهزة لتوقيف الناشطين. والكورونا هاجس أساسي، تحديداً في ظل الضعف والعجز اللذين أثبتهما أداء الحكومة في مواجهة الفيروس. فانضم الأخير إلى سلّة مطالب المتظاهرين وبات سهماً إضافياً يوجّه إلى السلطة واستهتارها بحياة اللبنانيين.

نحن الكابوس

انطلقت المسيرة من البربير تحت مطر خفيف لم يمنع التجمهر ولا قطع الطريق. في المكان كانت سبع آليات هامفي للجيش اللبناني قد استبقت وصول المتظاهرين. توزّع عناصرها في مداخل الأبنية وتحت شوادر المحال التجارية هرباً من المطر. وهكذا فعل الثوار بادئ الأمر. عند هذه النقطة الحساسة، طائفياً وحزبياً، لم يتردّد مشاركون في المسيرة في إطلاق هتاف "حرامي حرامي، نبيه بري حرامي". جاء ذلك بعد وقوف بعض الشبان عند زوايا الشوارع، بين النويري وبربور، لمتابعة ما يحصل. هوياتهم الحزبية واضحة، وكذلك تعليقاتهم الساخرة. تصدّرت المسيرة لافتة سوداء مكتوب عليها باللون الأحمر "نحنا الكابوس الجايي". شعار على منوال شعارات رابطات مشجعي كرة القدم، الألتراس. الثورة كابوس أتى في 17 تشرين، وسيأتي من جديد، سيجدّد نفسه طالما أنّ من في السلطة باقون ومعهم كل الفساد وسوء الإدارة وتجويع اللبنانيين وسرقة أموالهم.

شعارات ورديّات

عدا هتاف "كورونا، كورونا، ميشال عون كورونا"، غنّى المتظاهرون هتافات عديدة أبرزها على لحن "بين العصر والمغرب". أعطوا الأغنية قالباً ثورياً خاصاً، فأضحت "بين القصر والمجلس، قاعد حرامي بلادي، نزلوا ثوارِك تشرين ضد الفساد تنادي". وتبعها مقطع آخر على اللحن نفسه "رح منسقّطهم كلهم 14 و8، سقطنا أول رئيس وجايي دوره للتاني، وميلي يا ثورة تشرين خلصت خلصت الحكاية". والأصح أنّ الحكاية أصبحت معروفة، وتقول إنّ السلطة فاسدة يجب أن ترحل حرصاً على اللبنانيين. لكن يبقى ترجمتها على أرض الواقع، ولا سبيل لذلك إلا بالعودة إلى الشارع والاستمرار برفع مطالب اللبنانيين وحقوقهم. لكن الأكيد أنّ من خلال هذه الردّيات، أثبت الثوار أنّ الثورة تضرب الملل، فكيف إذا اكتمل المشهد بهتاف "هيلا هو".

بيان سياسي

بين رشق ماكينات سحب الأموال على مداخل المصارف بالبيض من جهة، والتوقّف عند مبنى المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي في البسطة، لرفض الاعتقالات والملاحقات و"تشبيح الأمن" من جهة أخرى، مضت المسيرة باتجاه وزارة المال (بشارة الخوري) ووزارة الاقتصاد (اللعازارية). وهناك تُلي بيان سياسي طويل جدّد وجهة الثورة ضد "السلطة الطائفية وتحالفها مع المصارف لإفقار اللبنانيين وتجويعهم وتشريع النهب المنظم لثرواتنا وأموالنا". أكد البيان على رفض تحميل الفئات الشعبية تبعات الانهيار الاقتصادي والنقدي وما أنتجته سياسات السلطة وتشريعاتها. صوبّت على استهتار السلطة بحياة اللبنانيين من خلال "تعاطيها باستخفاف مع خطر كورونا وإمكانيةِ تفشيه في لبنان". فجمع كل هذه العناوين في بيان واحد يتطلّب جهداً، كتاباً، أو مجلّداً حتى! ورفعوا سلسلة من المطالب بعنوان "ستدفون الثمن"، أولها هيكلة الدين العام واستعادة الأموال المنهوبة، وتحرير القضاء وإقرار مشاريع وقوانين تضمن الحماية الاجتماعية للبنانيين، إضافة إلى تسكير الصناديق والمجالس الزبائنية، وإقرار قانون انتخابي جديد.

 

"فورين بوليسي": لبنان عاجز عن مواجهة كورونا

سامي خليفة/المدن/01 آذار/2020

مع انتشار الخوف في الشرق الأوسط من تفشي فيروس كورونا المستجد، ولا سيما بعد أن سجلت إيران عدداً كبيراً من الإصابات بالمرض، نشرت مجلة "فورين بوليسي" الأميركية تقريراً، يتحدث عن عدم جهوزية "بلاد الأرز" التي تعاني من كارثة اقتصادية لمواجهة هذا الوباء الجديد.

نظام صحي مترهل

يواجه لبنان اليوم أسوأ أزماته الاقتصادية منذ الحرب الأهلية، ولديه استحقاقات داهمة أهمها سندات يوروبوندز بقيمة 1.2 مليار دولار تستحق في 9 آذار الجاري. وإذا تخلت الحكومة عن سداد ديونها كما هو متداول، فإنها ستعاني من مشاكل كبيرة، بصرف النظر إن كان خيار عدم الدفع صائباً أم لا.

تعيق هذه التحديات، حسب "فورين بوليسي"، قدرة البلاد على مواجهة فيروس كورونا، ولا سيما توظيف ما يكفي من الكوادر الصحية المدربة، لإجراء فحوصات الحمى في المطار، وصولاً إلى تجهيز المستشفيات بمعدات متخصصة، مثل أجهزة التنفس لمناطق الحجر الصحي. لذلك فإن تأمين الموارد البشرية والمالية اللازمة للتعامل مع حالات الفيروس الشديدة من شأنه أن يضع نظام رعاية صحية مترهل بالفعل، في ضائقة شديدة. تتزامن هذه المشاكل مع عدم تمكن الموردين الطبيين من استيراد المنتجات التي يحتاجون إليها، بسبب شح الدولار الأميركي. ويُضاف إليها احتجاج الأطباء أيضاً على إخفاق الحكومة في سداد تكاليف المستشفيات، مقابل الرعاية المقدمة للمرضى الذين يجب أن يكونوا مشمولين بضمان اجتماعي وصناديق عسكرية.

أسابيع حاسمة

حظرت الحكومة اللبنانية تصدير الإمدادات الطبية للحماية من الأمراض المعدية، مثل أقنعة الوجه. ويتم حالياً فحص الأشخاص الذين يصلون إلى لبنان من البلدان التي تفشى فيها المرض، ويُطلب منهم الحجر الصحي في المنزل، واتباع إرشادات وزارة الصحة. لكن أهم ما لفتت إليه المجلة الأميركية هو عدم اتباع وزارة الصحة نظاماً لمراقبة الأشخاص بمجرد مغادرتهم المطار، على عكس دول مثل كوريا الجنوبية، حيث كان يتعين على المصابين المحتملين استخدام تطبيق إلكتروني لتتبع تحركاتهم. وتضيف المجلة الأميركية، أن الدولة اللبنانية تمتلك موارد محدودة متاحة لتدابير العزل الشامل، إذا ظهر على الأشخاص أعراض الفيروس. وعند استفسارها عن الموضوع من السلطات اللبنانية، أشار سليم أديب، وهو طبيب مختص في علم الأوبئة ومستشار بوزارة الصحة، أن الأسابيع القليلة المقبلة ستكون حاسمة لتحديد قدرة النظام الصحي على التعامل مع تفشي المرض. وأضاف: "لا توجد أموال لفعل أي شيء، بما في ذلك تدابير الصحة العامة الجديدة. أما إذا احتجنا إلى عزل الكثير من الناس، فإننا سنقع في حيرة وارتباك".

سوء إدارة

لسوء الحظ، تزامنت الاضطرابات السياسية في لبنان مع انتشار فيروس كورونا المستجد. وبينما ركزت السلطة في لبنان على إعادة الهيكلة السياسية والأزمة الاقتصادية، يمكن القول أن فرصة حاسمة لوضع خطة طوارئ كاملة، استجابة للأزمة الصحية الوشيكة، قد أصبحت متأخرة بعض الشيء.

كان ينبغي أن تتضمن تلك الخطة، كما ترى المجلة، إجراءات للحجر الصحي الشامل، ومراقبة الأشخاص العائدين من البلدان التي تفشى فيها المرض. وهذا ما يؤكده فادي الجردلي، أستاذ ورئيس قسم الإدارة والسياسات الصحية في الجامعة الأميركية في بيروت، بقوله للمجلة أن الأزمة لم تتم إدارتها بالطريقة الصحيحة.

وناشدت الحكومة اللبنانية منظمة الصحة العالمية للمساعدة في بناء مرافق إضافية للحجر الصحي. لكن مكافحة الوباء تتطلب مستوى من التنسيق الحكومي قال الجردلي إنه لم يره حتى الآن من قيادة البلاد. واستطرد شارحاً "عند التعامل مع تفشي الأمراض والأوبئة، فإن العمل لا يجب أن يكون كالمعتاد. ليس لدينا رفاهية التعلم من الأخطاء هنا. ليس لدينا سوى وقت للتحرك، والقيام بما هو صحيح".

فقراء لبنان

يستضيف لبنان عدد ضخم من اللاجئين، بما في ذلك أكثر من 1.5 مليون لاجئ سوري، وأعداد كبيرة من الإثيوبيين والعراقيين والفلسطينيين والسودانيين. وتُعتبر الظروف المكتظة وضعف النظام الصحي في مخيمات اللاجئين والنازحين، مؤشراً خطيراً يمكن أن يجعل هذه المناطق أرضاً خصبة للأمراض.

ويمتد الخطر، حسب المجلة، إلى فقراء لبنان، خصوصاً بعد تحذير البنك الدولي من أن حوالي نصف سكان لبنان يمكن أن يرزحوا تحت خط الفقر، إذا تفاقمت الظروف الاقتصادية. وهنا تشير المجلة إلى أن احتمالات الإبلاغ عن أعراض الفيروس في المجتمعات التي تقل فيها فرص الحصول على الرعاية الصحية الرسمية هي ضعيفة، وهذا بحد ذاته يشكل تحدياً آخر لمواجهة وباء لبنان.

 

عذابات النساء و"دفتر شروط" المحاكم الجعفرية: الإصلاح قنبلة صوتية

إيمان العبد/المدن/01 آذار/2020

لم يهدأ نحيب لينا جابر على قبر ابنتها، التي حُرمت منها في الحياة والممات. صورتها جاثية على ركبتيها أمام السياج الفاصل بينها وبين قبر مايا، صعبٌ محوها من ذاكرة من شاهد مقطع الفيديو. قصة لينا بدلاً من أن تكون شرارة الثورة على فتاوى المحكمة الجعفرية، أضحت فرصة للانقضاض عليها، ومحاولة تشويه سمعتها. أبرز تلك المحاولات جاءت عن طريق الشيخ عباس حطيط، الذي دافع عن المحكمة الجعفرية بشراسة، واتّهم لينا بخيانة الشراكة الزوجية، ووصف بكاءها بـ"العواطف المهترئة والعفنة". مأساة لينا جابر، وكثيرات غيرها، كرّستها فتاوى المحكمة الجعفرية التي اعتادت اضطهاد نساء الطائفة وحرمانهن من أطفالهن. فتتوالى قصص الاضطهاد هذه، وتكاد لا تنتهي، وقصة زينب واحدة منها.

قصة زينب

تحمل زينب (اسم مستعار)، منذ أربع سنوات، عبء قضيتي طلاقها وحضانة أولادها. كقصص العديد من النساء، ضغط عليها زوجها بمختلف الطرق لدفعها إلى طلب الطلاق والتنازل عن مستحقاتها ومؤخرها. وبعد سنوات تفاجأت المرأة بوصول ورقة الطلاق إلى بيتها عبر شيخ. فتوجّهت إلى المحكمة الجعفرية لتثبيت الطلاق، وعلقت في دهاليزها وسيرة الابتزازات المتكررة في الحالات نفسها: النفقة والمستحقات مقابل الحضانة. ابتزها زوجها بعد أن رفعت دعوى لحضانة أولادها، طالباً منها التنازل عن حقوقها المالية كافة، مقابل تثبيت الطلاق وتثبيت الحضانة. تسرد زينب تفاصيل حياة بوليسية عاشتها وابنتيها على مدى سنة، خوفاً من تهديد الزوج بخطفهما أو أخذهما عنوةً. لكن هذا الخطر تبدّد وزالت ملاحقاته بعد زواجه وانشغاله بعائلته الأخرى. طيلة هذه السنوات والقضية عالقة في المحكمة. يتمنّع عن حضور جلساتها وبوادر الحل معدومة. قضية زينب لا أفق لها. أما المحكمة الجعفرية، فكل ما قامت به مجرّد إصلاحات وهمية، التفّت من خلالها على صرخات النساء وطوّقتها. وآخر هذه الإصلاحات الصورية "دفتر شروط الزواج" الجديد.

حوار الطرف الواحد

تحت عنوان "عدم وضوح المفاهيم الدينية والتشريعات الناظمة للحياة الزوجية"، عمم رئيس المحاكم الجعفرية، القاضي محمد كنعان، دفتر شروط الزواج الجديد على قضاة المحاكم الجعفرية في 8 شباط الماضي. جاءت خطوة كنعان في إطار إصلاحات جديدة، كان قد وعد بها في أيلول الماضي، خلال مؤتمر "تجمّع تع نحكي". في ذلك المؤتمر رفض كنعان الاستماع إلى مداخلات الأمهات ومعاناتهنّ من إجحاف قوانين المحكمة الجعفرية. ما حصل تأكيد على أنّ "تع نحكي" حوار من طرف واحد، يحكي ويحلّل ويبرّر من دون ردّ. وما على الطرف الآخر سوى الإصغاء والمصادقة على أنّ تغييراً حصل، أو أنّ واقعاً قد تغيّر. وما يمكن أن تراه المحكمة الجعفرية على أنه "نقلة نوعية" على مستوى التشريعات، ليس سوى قنبلة صوتية ألقتها لجذب انتباه المجتمع المدني من جهة، ومحاولة امتصاص غضب النساء الذي يضجّ ويتكاثر في أورقة المحكمة.

بندان فارغان

يقرّ دفتر الشروط، في بنده الأول، بحق المرأة في أن تكون وكيلة نفسها في الطلاق بحالات محددة، كالعنف الجسدي والغياب عنها عامين وسجن الزوج وغيرها. أما البند الثاني المتعلّق بسن الحضانة بعد الطلاق، فلم يحدّده النص. اكتفى بالإشارة إلى سن البلوغ وسن السبع سنوات، أي حسب ما يتم الاتفاق عليه من قبل الزوجين. يعني أنّ الأمور على حالها في ما يخص هذه المعضلة - هذا الحق. وغياب طابع الإلزامية أفقد الدفتر قيمته على المستوى التطبيقي. إذ أنّ القاضي في المحكمة الجعفرية يلزم الزوجين الاطلاع على دفتر الشروط من دون إلزامهما توقيعه. الأمر الذي يضع المرأة في حالات عديدة أمام حرج اجتماعي خاضعة فيه لبعض المعايير والقيم السائدة، تمنعها من التوقيع على هذه الشروط. وما يجعل دفتر الشروط بلا قيمة فعلية ولو معنوية، تأكيد الشرع على حق النساء في إضافة بنود محدّدة في عقد الزواج. وفي هذا الصدد يؤكد المفتي الجعفري، الشيخ أحمد طالب، لـ"المدن" أنه "بإمكان المرأة أن تشترط في عقد الزواج الشرعي ما تريده حول سن الحضانة وطلب الطلاق، وأيضاً بنود أخرى تتعلق بالحقوق الاقتصادية وغيرها، من دون الرجوع إلى دفتر الشروط أو حتى إقراره".

إبرة مورفين

ويشدّد طالب على أن هذا الدفتر هو "محاولة إلهاء للمطالبين والمطالبات برفع سن الحضانة وهو لا يغني عن تعديل لقوانين المحكمة". فلا يقدّم الدفتر حلولاً ملزمة للنزاعات القائمة على رفع سن الحضانة. ويبقى أنّ الحل الوحيد لهذه المشكلة يكمن في إصدار قانون تشريعي خاص بالأحوال الشخصية، يصدر عن مجلس النواب، ويضفي صفة الإلزامية ويحمي حق الحضانة. وهو ما يؤكده طالب أيضاً، الذي يشير إلى أنّ "ذكورية بعض القضاة في المحكمة الجعفرية تحول دون تعديل سن الحضانة". وفي الإطار نفسه، تؤكد رئيسة حملة "رفع سن الحضانة لدى المحكمة الجعفرية"، زينة إبراهيم، لـ"المدن" على كون "دفتر الشروط إبرة مورفين قدمتها المحكمة للنساء اللواتي يطالبن برفع سن الحضانة". واعتبرت إبراهيم أنّ هذا النص "لا يرتقي إلى مستوى خطوة نحو الأمام في مسار إصلاحات المحكمة الجعفرية" على اعتبار أنّه "يحمّل المسؤولية لبعض النساء، اللواتي لا يملكن الوعي الكافي أثناء إجراء عقد الزواج، للتوقيع على هذه الشروط.. ما يهدر حقوقهن في حال الطلاق".

 

المدرسة بين جمال باشا وقاسم سليماني

يارا دبس /اساس ميديا/الأحد 01 آذار 2020

أثارت الاستهجان نسخة عن امتحان في مادة التاريخ لطلاب "مدرسة المهدي" في لبنان، تتمحور فيه الأسئلة حول قائد "فيلق القدس" السابق في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني جرى تداولها على فيسبوك، وهي ذكّرتنا بنسخة تظهر خضوع تلامذة إحدى المدارس المحسوبة على حركة "أمل" لامتحانٍ يتمحور حول رئيس مجلس النواب نبيه بري ودوره "الوطني"، ولا يغيب عنه السؤال عن هواياته. لطالما أخبرني أصدقائي السوريين عن مدراس حزب "البعث"، وكيف كانوا مجبرين على تحيّة "الرئيس القائد" يوميًا، كما لو أنّهم في حالة عبادة لا تنتهي. عاينت الأمرعن قرب خلال فترة عملي في التعليم مع اللاجئين السوريين، عندما غنّت لي طفلة في عمر الثامنة: "حافظ أسد يا عيوني، لابس طقم ليموني، لما بينزل عالجبهة، بيقتل ألف صهيوني". كان الأطفال يظهرون نضجاً كاذباً، ما اختبروه وسمعوه في سنّ صغيرة. إذ تشكّل وعيهم في الحرب وسط القتل والدمار والموت، وكنت أتساءل كيف أنّهم "يفهمون" في السياسة وبعضهم يخاف منها، لكن سرعان ما تداركت الأمر، وقلت لهم: "خلّونا ننسى شو حافظين، رح نتعلّم قصص جديدة". وسارت الأمور بيني وبينهم على نحوٍ ممتاز طيلة فترة المشروع.

كتبت نينار حسن في "الجمهورية" عن التعليم في سوريا، وشرحت كيف أن المدرسة في لاوعيها السوري ترتبط بساحة معركة. في لبنان، ليس الأمر في ذاكرتي أشبه بمعركة بل بعقاب، وكلّما صادفت أمرًا متعلقًا بالنظام التربوي أو مررت بمحاذاة مدرستي السابقة، أكرّر أنه لو عُرض علي العودة إلى المدرسة ولو لدقيقة واحدة، لرفضت. إذ ترتبط المدرسة في وعيي ولا وعيي بألم في معدتي، وشعور بالهلع. فيها شيء من أساليب البعث السوري، والفرق اليوم أن وسائل التواصل الاجتماعي سمحت أكثر بالكشف عمّا يحصل داخل صفوفها. كنت في الحادية عشرة من عمري عندما أصبت بحالة نفسية رافقتني لستة أشهر، ولم أستطع أن أعرّفها إلا فيما بعد. جلّ ما عرفته حينذاك أنني كنتُ أعيش حالة دائمة من القلق تمنعني من التركيز وتمضية يومياتي بشكل طبيعي كطفلة. كان منسوب القلق يرتفع بالتزامن مع بعض الأحداث العادية، كرؤية صبي مقعد، أو عجوز مريض. تتسارع دقّات قلبي، وتحمرّ وجنتاي وأصاب بنوبة هلع تدفعني للركض إلى المنزل والاختباء في غرفتي. لم أكن أجيد سبل السيطرة على ما يصيبني ما يدفعني للجوء إلى القرآن، أقبّله مرات عدّة، أو أقرأ فيه قليلاً، ثمّ أجبر نفسي على النوم، وهناك كان كابوس يرافقني ويتكرّر بشكل يومي أرى فيه نفسي معلّقة في الهواء، ومن تحتي بركة نار كبيرة. وأن حبلاً عريضاً ملتفًا حول عنقي، يفلت أحياناً لأهوي تجاه البركة قبل أن يعود ويرفعني لتعود وتتكرر عملية السقوط والارتفاع بوتيرة متسارعة.

بدأ كل ذلك بعد أن قرّرت مدرّسة الرسم أن تلغي حصّة الرسم استثنائياً وتعرض لنا فيلماً تتمحور قصّته حول شابّ عصى ربّه وعانى "عذابات القبر" بعد الموت. ساعتان ونحن في الحادية عشرة من العمر نشاهد فتىً في قبره يختنق، بعد أن كان في البرّاد، تحلّق روحه بين أحبائه الذين يبكون، وهو يحاول التحدّث معهم دون أن يراه أحد، فينهار بكاءً. يضعونه في التابوت ويسيرون به إلى المقبرة، يتقدّمهم ملاك الموت الذي يضرب بجنازيره الحديدية ويصبّ غضبه عليه بلباسه الأسود، لأنّه فضّل لعب الورق على النهوض لأداء صلاة الفجر. وينتهي الأمر بالشاب في القبر وهو يختنق، ثمّ يتحول إلى كلب قبيح، ونختنق معه وتختنق في داخلنا براءة الأطفال وتتحول إلى رعب يومي ومشكلات نفسية.

جسّدت تلك المعلمة صورة الشبح في مخيّلتي. خصوصًا أنّها كانت ترتدي دائماً اللباس الأسود. تشبه ملاك الموت في الفيلم، علماً أنها بفرض الفيلم علينا تسعى إلى النجاة منه بعد موتها، بفرضها إيمانها المشوّه علينا. لكن لطالما رغبتُ بإخبارها أنّها وإيّاه متحدّان في لا وعيي، خصوصًا أن ترهيبها لم يقتصر على فيلم رعب أرادت من خلاله التأثير في الأطفال، إذ إنها أخبرتنا غير مرّة عن تحوّل فتاة إلى حيوان بعد تمزيقها القرآن أمام عيني أمّها المؤمنة. كنا أطفالاً وكانت تمعن في تخويفنا، سعياً منها لتسجيل حسنات على حساب صحّتنا النفسية، لكنّها لم تعرف أنّها أسهمت بزيادة جفائي مع الدين.

أرغب بإخبارها أيضاً أنني خضت وأخوض حرباً معها وعليها دون علمها، حرباً على ما تمثّله وعلى المنظومة التي تنتمي إليها، وأنني استردّيتُ بعضاً مما سلبتني إياه في طفولتي عندما جلست في المدرسة نفسها والصفّ نفسه خلال الانتخابات البلدية الأخيرة، حيث علّقت على بعض جدرانه شعارات دينية. عملتُ لمصلحة اللائحة المستقلّة التي نافست لائحة "الثنائي الشيعي" وما تمثّله. هي لائحة أختلف معها في بعض القضايا السياسية إلا أنّه ليس للبعد الديني أيّ مكان في نهجها ومسار عملها.لم نخضع لأيّ امتحانات حول شخصيات سياسية أو دينية، لكنّ أساتذتنا لطالما عبّروا عن انتماءاتهم الحزبية مفترضين أننا جميعاً نلتقي معهم في النهج السياسي كوننا أبناء منطقة واحدة. أمّا فيما يختصّ بالشقّ الديني، فقد تراجعت وتيرة الترهيب مع الوقت لتتحوّل إلى محاولات إقناع بالطرق الدبلوماسية والكلام المحبّب. في مدرستي طُلب مرةً من الفتيات ارتداء الحجاب في حصة الدين، احتراماً للشيخ الذي يدرِّس المادة، فعبّرت عن رفضي دون إفساح أي مجال للتفاوض: "كيف بدك ياني كذّب ع الله وحطّ ع راسي احتراماً إلك".

اعتُبرت وقحة حينها لأنّني رفضت مسايرة رجل دين حفاظاً على قناعاتي، لكنّ طالباً يكبرني في السنّ رفض مرّة الاستمرار في التمرينات لتقديم مسرحية عن المقاومة بعد أنّ رُفض طلبه باستخدام سلاح حقيقي على المسرح. اعتبره أحد الأساتذة "مبدئياً" وجريئاً وأُعجب به وبصرامته، علمًا أنني أستغرب في ذلك الوقت تجرّؤه على طلب أمر مماثل، ولو أنه كان منتميًا إلى حزب الله. لو لم يُطرح على طلاب مدرسة المهدي أسئلة حول قاسم سليماني، لكانوا مضطرين للإجابة عن أسئلة تتمحور حول الجراد الذي نهش لبنان قبل قرن من الزمن لم نتعلّم الحب في المدرسة وكانت قاسية عقوبة التعبير عنه أو عن الإعجاب بأحدهم. فهو كان يعتبر عيبًا وشذوذًا عن القاعدة، كيف لا ونحن نخضع لعملية ترهيب يومية ويجري العمل على غسل أدمغتنا وتحضيرنا لمواجهة معارك وجودية وأمور "أكبر مني ومنك عم تصير". لا أذكر شيئاً من دروس التاريخ التي حفظناها غيبًا، كما أنّني لا أذكر من الأدب والشعر سوى قصيدة للشاعر خليل حاوي عنوانها "الجسر". لم تجذبني يوماً المواد العلمية وكنت أعاني للحفاظ على الحدّ الأدنى من الانتباه والتركيز أثناء شرحها. كنت أنتظر حصص مادتي الاجتماع والفلسفة لا غير. أشعر أحياناً أنّ ذهابي إلى المدرسة لم يكن ليصنع فارقًا، وإن وجب عليّ يوماً شكر من علّمني حرفاً كما يقول القول المأثور، لقدّمت شكري إلى شبكة الانترنت، والسينما والكتب والسفر. لماذا عليّ أن أشكر نظاماً تعليمياً يشبه أغنية الأسد الكاذبة؟ ليست خيارات أسئلة امتحان التاريخ في لبنان متشعبة. لو لم يُطرح على طلاب مدرسة المهدي أسئلة حول قاسم سليماني، لكانوا مضطرين للإجابة عن أسئلة تتمحور حول الجراد الذي نهش لبنان قبل قرن من الزمن، أو عن الدولة العثمانية، لأنّ الدولة اللبنانية ببساطة عاجزة عن تطوير كتاب تاريخ يحكي قصة لبنان الحديث، ويعلّم الأجيال عن سفاحي الحرب الأهلية الأقرب إلى هذا الجيل من نجم كتب التاريخ الذي لا يعطي شعبيته لأحد: جمال باشا السفاح.

 

بيان بعبدا أُنزل على دياب

زياد عيتاني/موقع اساس ميدي/السبت 29 شباط 2020

الأسبوع الفائت، كان أسبوع الأخطاء لرئيس الحكومة حسان دياب. هي أربعة أخطاء في أقلّ من خمسة أيام. وهذه المرة، بلغ الرقم القياسي في زمن يسير، أي منذ نيله ثقة النواب المتسللين بين جموع الثوار في الشوارع المحيطة بالبرلمان.

الخطأ الأول كان في التنازل عن بعض صلاحياته الدستورية وتفويضها لمدير عام رئاسة الجمهورية أنطوان شقير. وحتّى لو سبق لرؤساء حكومة سابقين أن فوّضوا بعض صلاحياتهم، بالطريقة نفسها، كأنه عُرف دستوري يراد تكريسه، فبماذا يختلف دياب عن رؤساء الحكومات السابقين وهو جاء تحت عنوان مختلف، أي الاستقلال عن الطبقة السياسية، ومن أجل تنفيذ الدستور والقوانين؟.

أما الخطأ الثاني، فكان سياسياً محضاً، وذلك حين استقبل السفير السوري علي عبد الكريم علي في السراي الحكومي للمرة الأولى منذ العام 2014. ومعلوم أنّ من المهمات الرئيسة لهذه الحكومة اكتساب ثقة الداخل والخارج، والبرهنة على أنها ليست حكومة اللون الواحد التي تنفذ أجندة فريق سياسي معلوم، ففي أي خانة يمكن وضع هذا الاستقبال؟ وهل يندرج في خطة إنقاذ لبنان؟ لا سيما وأن الدول المانحة المفترضة، التي على الرئيس دياب أن يقنعها لتقديم الدعم للبنان، لديها مشكلات معقدة مع النظام السوري الحالي. فهل قرّر رئيس الحكومة اعتماد الخيارات السياسية والاقتصادية لمحور الممانعة نزولاً عند رغبات الفريق السياسي الذي جاء به؟ وهل هو مقتنع بتلك الخيارات؟ أم يبغي اللعب على الحبلين؟ أم أنّه لا يعرف ماذا يفعل؟

ثم جاء الخطأ الثالث، لجهة سكوته عن تفويض رئيس الجمهورية له التفاوض مع خبراء صندوق النقد الدولي، استناداً إلى المادة 52 من الدستور. مع العلم، أنّ المادة المذكورة تنصّ على أنّ رئيس الجمهورية يتولّى المفاوضة في عقد المعاهدات الدولية وإبرامها بالاتفاق مع رئيس الحكومة بعد عرضها على مجلس الوزراء، أي لا ينفرد بالتفاوض، بل بالاتفاق مع رئيس الحكومة. فما معنى تفويضه رئيس الحكومة؟ وهل هو إلا من أجل القول إنّ لرئيس الجمهورية الحقّ المطلق بالتفاوض، في المقام الأول، حتى يتسنّى له عندما يرى ذلك مناسباً التفويض بالتفاوض، في حين أنّ رئيس الحكومة بعد تعديلات الطائف، هو الذي يمثّل الحكومة، والحكومة مجتمعة بيدها السلطة التنفيذية، وهو الناطق باسم الحكومة والمسؤول عن تنفيذ سياساتها. وثمة شراكة بينه ورئيس الجمهورية في التوقيع على المراسيم، في موازنة دقيقة بين صلاحيات الرئيسين. وعليه، فإنّ رئيس الحكومة لا يفوَّض بصلاحية ما، ولا يكلَّف بمهمة ما. وكأنّ هناك في القصر الجمهوري من يستعجل إظهار دياب مكلفاً أو مفوضاً وليس صاحب صلاحيات حقيقية، في عودة عملية إلى ما قبل اتفاق الطائف.

هل هناك من يستضعف الرئيس دياب لدرجة التصريح عنه؟ وكأنّ من صاغها، وكتبها، لا يُعير الحكومة ورئيسها أي اعتبار والأرجح أكثر أنّ الرئيس دياب لم يقل هذا الكلام في مجلس الوزراء بل "أُنزل" على البيان الذي قرأته وزيرة الإعلام بعد الجلسة

أما الخطأ الرابع وهو الأشد غرابة، فهو لجوء الرئيس دياب، في الكلام المنقول عنه خلال الجلسة، إلى افتعال مشكلة مع جهة مجهولة أو جهات لم يسمّها تسمّمم علاقات لبنان مع دول صديقة وشقيقة من خلال ما أسماه "ممارسة الألاعيب ومحاولات تشويه الحقائق والتزوير والتزييف والاستهداف الشخصي عبر ‏اختلاق أكاذيب وروايات ورمي اتهامات وتغيير في الحقائق". وكل هدف هؤلاء كما يقول، هو التحريض على البلد ومحاولة قتل كل أمل بإنقاذه وأنها لا تهتم بأنه ‏ينهار، بل "المهم عندهم أن تفشل الحكومة وأن لا تنكشف عوراتهم والموبقات التي ‏ارتكبوها وأدت إلى الأوضاع الخطيرة التي يعيشها البلد اليوم على كل ‏المستويات: المالية والاقتصادية والاجتماعية والمعيشية". وهي عبارات لم يعهدها اللبنانيون منه، أولاً، لأنه أصلاً قليل الكلام، وإن تكلم ففي خطاب مكتوب ومرصوف. وهي ثانياً لا تليق بمقام رئاسة مجلس الوزراء، وهي غير معهودة في تصرفات رؤوساء الحكومة من قبله، فمن هم الذين يتآمرون عليه؟ وهل ما نُقل عنه صادر عنه حقاً أم أن هناك من أسقط الكلام عليه؟ هل هناك من يستضعف الرئيس دياب لدرجة التصريح عنه؟ وكأنّ من صاغها، وكتبها، لا يُعير الحكومة ورئيسها أي اعتبار والأرجح أكثر أنّ الرئيس دياب لم يقل هذا الكلام في مجلس الوزراء بل "أُنزل" على البيان الذي قرأته وزيرة الإعلام بعد الجلسة.

إنّ الدول العربية، وتحديداً منها الدول الخليجية التي أعلن رغبته بزيارتها، تعرف تماماً، وهو يعرف أنها تعرف، أنّه وحكومته نتاج رغبة طرف واحد من الأطراف اللبنانية، يقوده حزب الله دون غيره، وأنّ التشكيلة الحكومية، ما كانت لتبصر النور لولا الضغوط التي مارسها على حلفائه في اللحظات الأخيرة.

لقد سعى الرئيس دياب إلى استباق طلبه بتحديد مواعيد جولته الخليجية، بإطلاق هذا الاتهام، آملاً في أن تجد تلك الدول نفسها مضطرة إلى تحديد مواعيد له للقاء الزعماء فيها نفياً لهذه الاتهامات. هي محاولة ابتزاز بدائية، على مواعيد خليجية، خارج إرادة عواصم هذه الدول، وحساباتها السياسية.

 

مسؤولية انهيار لبنان تقع على الرؤساء الثلاثة ميشال عون ونبيه بري وحسان دياب

راغده درغام /ايلاف/29 شباط/2020

حال الاختلال الوظائفي والتفكك البنيوي dysfunctional للبنان أتى عليه من الطَبقة السياسية التي نهبته وتسلّطت على موارده ومستقبله، وهو الآن قد دخل خانة الخطر بسبب مباشر من إيران و"حزب الله" عنوانه سياسي واقتصادي ووبائي. نظام الرؤساء الثلاثة يضع اليوم المسؤولية على عاتق كل من رئيس الجمهورية ميشال عون، ورئيس مجلس النواب نبيه بري، ورئيس الحكومة حسان دياب، ويتطلب منهم مواجهة "حزب الله" بواقع فيروس كورونا وتداعياته المدمِّرة وكذلك بواقع الانهيار الكامل للبنان إذا استمر "حزب الله" في رفض مساعدة "صندوق النقد الدولي" IMF لإنقاذه.

هذه مسؤولية أخلاقية ووظائفية تقع على عاتق الرؤساء الثلاثة.

فإذا لم يُسرعوا الى التصرّف بجدّية وبدون مماطلة أو محاصصة، يجب إذن محاسبتهم محلياً ودولياً لأن تلكؤهم في أداء هذه المسؤولية يُعرّض الشعب اللبناني للخطر ويسلبه من حقوق الإنسان الأساسية.

الولايات المتحدة بدأت فعلياً بتحضير ملفات فرض العقوبات الجدّيدة الموسّعة لمحاسبة حلفاء "حزب الله" والمقرّبين منه والذين يؤمنون له التغطية وذلك بموجب قانون ماغنيتسكي العالمي Global Magnitsky law and sanctions.

هذا القانون الذي له البُعد الأمني وبُعد حقوق الإنسان لا يُطبَّق حصراً أميركياً وإنما هو عابر للحدود حيث بوسع الإدارة الأميركية معاقبة ومحاسبة المتورّطين في انتهاكات جدّية لحقوق الإنسان أو في الفساد من خلال تجميد أموال الكيانات والأفراد ومنعهم من السفر، أو من خلال إلزام الحكومات بالتعاون – وإلا أمامها عقوبات شديدة. الرئاسات الثلاث لن تكون فوق المحاسبة الشعبية العنيفة والمصيرية إذا استمرت في استقبال الطائرات من إيران وتقاعست في إجراءات احتواء فيروس كورونا أو في اللجوء الى صندوق النقد الدولي خوفاً من "حزب الله" أو إيران بكلفة باهظة على الشعب اللبناني.

السفارات الأوروبية يجب أن تتوقف عن تضليل الرئاسات الثلاث، وبالذات حكومة دياب، من خلال ديبلوماسية إعطاء الفرصة والاختبار ولغة الإيحاء وكأنها تعتزم الانفصال عن السياسة الأميركية والتفضّل بملياراتها من العملة الأوروبية في حين انها تعرف تماماً انها لن تساعد لبنان بدون الموافقة الأميركية.

كفى تضليل في هذا الزمن العسير.

ما يتطلبه إنقاذ لبنان من الوباء هو الجرأة على الوقوف في وجه "حزب الله" ومطالبته بالكشف عن مدى الاحتكاك بين صفوفه وصفوف "الحرس الثوري" و"فيلق القدس" والمستشارين الإيرانيين من قم الى ساحة القتال في سوريا الى لبنان مع الكشف عن أية إصابات قليلة أو كثيرة – وهذه مسؤولية الرؤساء الثلاثة.

أما إنقاذ لبنان من الانهيار فإنه يكمن فقط في تجرّأ حسان دياب وحكومته على تجاهل رفض "حزب الله" لـ "صندوق النقد الدولي" بخطى ثابتة.

فهكذا يمكن له أن يكسب ثقة اللبنانيين ويصبح حليفاً للثورة على الفساد، وأن يحصل على الثقة الإقليمية والدولية لينفّذ شروط الإنقاذ والإصلاح. هكذا يمكن لهذه الحكومة أن تكون تاريخية تتصرّف بمسؤولية تجاه الشعب، فتنفض عنها سمعة التبعية لـ"حزب الله" وتساهم في تفكيك النظام المخّتل واستبداله بنظام المسؤولية. هكذا يمكن تجنيب لبنان الانهيار التام وتمكينه من الحصول على المعونات المالية الضرورية لمنع الانهيار.

أما الاحتفاءات الغريبة على مستوى رئيس الجمهورية ببدء الحفر تنقيباً عن النفط المرجو للبنان، فإنها في غير محلها لأن مردود ثروة النفط – إذا ثبتت وإذا لم يتقاسمها أهل السلطة مُسبقاً – لن يدرّ على الناس قبل 5 سنوات على الأقل.

وبالتالي، انها توريقٌ على واقع فتّاك اقتصادياً وقد يكون أيضاً فتّاكاً وبائياً.

أحسنت الحكومة اللبنانية اليافعة بلجوئها الى الاستشارة القانونية والمالية لأفضل الشركات العالمية لإعادة هيكلة الدين على كل المستويات وليس فقط على مستوى سندات "اليورو بوندز".

هذا الجهد اصطدم بموقف "حزب الله" الذي عبّر عنه نائب الأمين العام لـ"حزب الله" الشيخ نعيم قاسم بفتوى تحريم امتثال الحكومة اللبنانية لبرامج "صندوق النقد الدولي" والاكتفاء فقط بـ "المشورة التقنية، لا أكثر ولا أقل".

قال ان "حزب الله" لن يخضع "لأدوات استكبارية في علاج" الأزمة النقدية والاقتصادية، وتحدّث بلغة تحذير حكومة دياب من التجرؤ على عدم الالتزام بفتوى "حزب الله".

وفد "صندوق النقد الدولي" أتى الى لبنان لاستكشاف الوضع المهترئ بسبب فساد النظام وأهل السلطة وحلفائهم بعدما طلبت حكومة لبنان المساعدة التقنية.

دور الصندوق هو إعادة هيكلة الديون ووضع شروط واضحة تحت مراقبة شديدة وآليات وأنظمة تمنع الفساد كي يطمئن الدائنون فيقبلون بإعادة الهيكلة وكي يتمكّن الصندوق من أن يديّن الدولة ضمن برنامج دقيق أساسه الإصلاحات وإجراءات تنظيف الدولة من الفساد.

الموقف الأميركي الواضح – والأوروبي المماثل في جوهره مع سوء الإخراج – هو الاستعداد لتوفير المال للبنان إنما ضمن وعبر "صندوق النقد الدولي" وذلك لأسباب اقتصادية ومالية وإصلاحية جدّية، وكذلك لأسباب سياسية لها علاقة بسيطرة "حزب الله" على القرار في لبنان.

الأميركيون والأوروبيون وكذلك الخليجيون الذين يملكون مفاتيح الأموال الإنقاذية، كلهم يريدون تطبيقاً عملياً "لحياد" لبنان مما يعني توقف "حزب الله" عن لعب دور المنفّذ للسياسات الإيرانية في الجغرافيا العربية.

فليس سرّاً – ولا أحد يتظاهر عكس ذلك – ان الرئيس الأميركي دونالد ترامب ووزير خارجيته مايك بومبيو وكامل الطاقم المعني بلبنان في وزارة الخارجية وفي وزارة المالية كلهم اتخذوا القرار بأن الحلول السياسية هي شرط للحلول الاقتصادية، وان "حزب الله" هو العرقلة الرئيسية أمام إنقاذ لبنان من الانهيار المالي.

أي ان إخراج لبنان من تحت سيطرة "حزب الله" الذي كان في الماضي هدفاً مؤجلاً بات اليوم شرطاً مُسبقاً لمساعدة لبنان.

فلقد افترض اللبنانيون من مختلف الفئات والطبقات داخل السلطة وخارجها، ان الأميركيين ليسوا جدّيين بتحذيراتهم للسنتين الماضيتين مع أن الأميركيين كانوا في منتهى الوضوح. دفنوا الرؤوس في الرمال بالرغم من تنبيههم مراراً وتكراراً أن مقولة "ما فينا" انتهى مفعولها وان الاختباء وراء الأصبع كان غباءً قاطعاً. فمنطقياً، ليس مفهوماً كيف توقّع اللبنانيون من إدارة ترامب أن تتأقلم مع "الخصوصية" اللبنانية بعدما كانت أوضحت مواقفها من إيران وأذرعتها وعلى رأسهم "حزب الله". وواقعياً، أوصل النكران لبنان الى شفير الهاوية وما زال نصف اللبنانيين تقريباً يطالب أميركا أن "تتفهّم" وتُعدّل مواقفها فيما عليهم عملياً وتجنباً للانهيار أن يطالبوا "حزب الله" أن يتفهّم ويتأقلم.

مصلحة القاعدة الشعبية لـ"حزب الله" محاربة الفساد ومنع انهيار لبنان، وليس فقط مصلحة الطائفة الشيعية الأوسع التي هي ليست ضمن القاعدة الشعبية لـ "حزب الله". وكما لفت أحد الذين يَدعون الى جرعةٍ واقعية، أن المسيحي والسنّي والدرزي اللبناني ما زال قادراً على السفر و"له ظهر" في مكان ما، أمّا الشيعي فإنه بات مُلاحقاً ومرفوضاً وممنوعاً بسبب "حزب الله".

خوف قيادات "حزب الله" هو أن إدخال "صندوق النقد الدولي" الى لبنان سيسلب السلطة من يده، وان الإصلاح الحقيقي القاسي سيؤدي الى انهيارٍ مالي لـ"حزب الله". لذلك تنظر قيادات "حزب الله" الى المسألة من مُنطلق الخطر الوجودي على "حزب الله".

أمام "حزب الله" خيار إصلاح سياساته ليصبح حزباً داخلياً وطرفاً لبنانياً محضاً، وهذا يقتضي التوقّف عن عنصر التوسّع الخارجي بناءً على تحالف "حزب الله" مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية. فإذا لم يفعل، أمامه احتمال الانهيار.

الأمر الواقع للبنان اليوم هو: اما انهيار "حزب الله" برفضه إصلاح الذات. أو انهيار لبنان بكل من فيه بما في ذلك شيعة لبنان وكذلك "حزب الله".

فالخطر الوجودي واضح المعالم في حال التعنّت ودفن الرؤوس في الرمال ورفض المعونة الدولية بشروطه الإصلاحية.

ثم هناك ناحية تفشي فيروس "كورونا" بسبب العلاقة الوطيدة مع إيران وأجهزتها الأمنية والعسكرية.

عسى أن تتمكن إيران من السيطرة على هذا الفيروس رأفةً بِشعبها وعسى أن يتعافى المصابون أينما كان.

إنما أداء وزير الصحة اللبنانية، حمد حسن، التابع لـ"حزب الله" غير مقبول وخطير ويجب أن يُحاسب عليه لأنه لا يحق له أن يعرّض الشعب اللبناني للخطر برفضه الإقرار بضرورة وقف الطيران مع إيران واتخاذ إجراءات الوقاية الكافية.

فإذا كانت إيران قد وضعت نفسها – بإنكارها الأرقام الحقيقية – على مسار تدمير الذات التلقائي، لا يجوز لوزير التبعية أن يضع لبنان على نفس المسار.

وليس وزير الصحة وحده من يتحمّل المسؤولية وإنما أيضاً كامل القيادة لـ"حزب الله" عندما يتعلق الأمر بإمكانية وجود إصابات غير مُعلنة في صفوف المقاتلين من "حزب الله" الذين هم في الصفوف ذاتها مع عسكريي "فيلق القدس" في العراق وسوريا ولبنان على السواء. فإذا تواجد هؤلاء المقاتلون في لبنان، تكون الجمهورية الإسلامية الإيرانية قد صدّرت اليه الكورونا وليس فقط الثورة الإيرانية.

إيران أوقفت صلاة الجمعة إنما في لبنان لم تُتَخذ إجراءات مماثلة وكأن النفي والأنكار أهم من حياة الناس.

في نهاية المطاف، ان المسؤولية تقع على أكتاف رئاسة الجمهورية ورئاسة البرلمان ورئاسة الحكومة.

فإذا اكتسبت الرئاسات الثلاث الثقة، وبالذات رئاسة الحكومة، باستدعائها مساعدة "صندوق النقد الدولي" – واتخاذ إجراءات منع تفشي الكورونا – تكون حصلت على الثقة اللبنانية والإقليمية والدولية وحققت الإنقاذ من الانهيار وأخذت البلد الى الإصلاح الحقيقي.

أما إذا استمر الرضوخ لـ"حزب الله" فإن الآتي أعظم ومصيريٌ حتماً.

 

عقدة نقص تجاه إيران كلّفت لبنان كثيرًا!

اندريه قصاص/لبنان 24/29 شباط/2020

كان في الإمكان تفادي أزمة جديدة تُضاف إلى الأزمات المعيشية الضاغطة التي يعيشها اللبنانيون لولا عقدة النقص التي تلازم البعض تجاه إيران، أو خشية ردّة فعل "حزب الله" داخل الحكومة، التي يعتبرها البعض، وحتى إشعار آخر، تابعة له.

فلولا عقدة النقص هذه لكان وزير الأشغال العامة قد إتخذ القرار المناسب في وقته ومنع حركة الطيران من لبنان وإليه مع الدول الموبوءة، وهي الصين وكوريا الجنوبية وإيران وإيطاليا وغيرها من الدول المصنّفة عالميًا دولًا ينتشر فيها فايروس "كرونا" بكثرة.

 ولولا هذه العقدة لكان من الممكن أن يكون لبنان قد احتوى ربما هذا الفايروس الخطير في انتظار اللقاح، مما إستلزم قرارًا من قبل وزير التربية بتعطيل المدارس والمعاهد والجامعات لمدة أسبوع قابل للتمديد وفق ما تقتضيه الظروف.

مقدمات نشرات الاخبار المسائية

الـ"الكورونا" في لبنان غير مميت!

ولولا هذه العقدة لكان فرض وزير الصحة على كل مسافر آت من إيران، وبالتحديد من مدينة قم، الحجر الصحي في مستشفى رفيق الحريري الحكومي، للتأكد من صحة المسافرين وعدم تعريض عائلات هؤلاء لخطر إنتقال الفايروس إليهم، وقد يكون الحجر المنزلي بدعة لم يسبقنا أحد إليها، خصوصًا في غياب الرقابة الطبية على من يكون مصابًا بهذا الفايروس وهو موجود في منزله.

الوزراء الثلاثة، أي وزير الأشغال ووزير التربية ووزير الصحة، هم تكنوقراط، أي إختصاصيون ويعرفون أكثر من غيرهم كيف كان يجب أن يكون عليه تصرّفهم قبل وقوع لبنان في المحظور، مع ما يترتب على ذلك من مضاعفات تجعل لبنان يدخل من ضمن الدول المحظورة والممنوع زيارتها.

وكأنه كان ينقص لبنان مصيبة جديدة تُضاف إلى سلسلة مصائبه الناتجة في أغلبها عن قصور في الرؤية وقلّة دراية في التدبير والتصرّف بمهنية بعيدًا من كل عِقد النقص التي تتحكم بتصرفات بعض المسؤولين، الذين كان عليهم إتخاذ إجراءات فورية ومن دون تردّد وعدم الأخذ في الإعتبار أي عامل آخر سوى عامل الحفاظ على صحّة اللبنانيين، التي باتت مهدّدة.

فلو تصرّف هؤلاء الوزراء بما تمليه عليهم خطورة التطورات المتسارعة، والتي فرضت عليهم إتخاذ إجراءات لاحقة بعدما أصبح لبنان موبوءًا لكانوا وفرّوا عليهم وعلى اللبنانيين همًّا بالناقص، ولما كان الآف الطلاب مجبرين على ملازمة منازلهم أسبوعًا كاملًا، وهو قابل على التمدّد، خصوصًا إذا ظهرت حالات جديدة مصابة بفايروس "كورونا".

فلو كان على رأس هذه الوزارات أشخاص سياسيون وغير تقنيين، ولهم خبرة في التعامل مع هكذا حالات هل كان لبنان مجبرًا على تحمّل نتائج قرارات خاطئة ناتجة عن عقد نقص واضحة وجلية، وهل كانوا إتخذوا ما يُفرض عليهم إتخاذه من إجراءات فورية وسريعة قبل إنتظار إشارة ما من أي جهة سياسية، وهل كان في إمكانهم تجنيب لبنان كل هذه التداعيات جراء سوء تقدير وعدم خبرة في التعامل مع هكذا حالات؟

اسئلة تُطرح وهي مشروعة، وقد تكون مقدمة لإسئلة أخرى تتعلق بسلوكيات أخرى وبمشاكل داهمة تفرض سرعة في التحرّك وسرعة في إتخاذ القرارات.

 

صفّوا حساباتكم مع جبران خارج قدسيّة الرهبان؛

المخرج يوسف ي. الخوري/29 شباط/2020

تمتلئ وسائل التواصل الاجتماعي منذ يومين أو أكثر بالانتقادات الموجّهة ضد الرهبانيّة اللبنانيّة المارونيّة لمنحها قطعة أرض للتيار الوطني الحر، لُزوم بناء مركزه الرئيسي عليها. بتمعّني في هذه الانتقادات وجدت مَن يُقارب الموضوع "غيرةً منه" على البيئة و"خوفًا" على تدمير معالم أثرية يعود تاريخها لقرون خلت. ورأيت أيضًا مَن يتناوله من زاوية أن ما تملكه الرهبانيّة من أراضٍ هو أوقاف من أهلنا القدامى لهذه الرهبانية ولا يحقّ لها التصرّفُ به. ويذهب بعضُ غيارى الدين إلى المطالبة بمحاسبة رئيس الرهبانية الحالي الأباتي نعمة الله الهاشم وتوجيه اللوم إليه على "تفريطه بالأوقاف"، وليس إلى التيار الوطني الحر.

بمطالعتي أسماء المزايدين في الانتقادات، وجّدت من بينهم اليساريين ومدّعي العلمنة الحاقدين الذين لا يُفوّتون فرصة للانقضاض من خلالها على الكنيسة المارونيّة، كما وجدت بعض الموارنة والمسيحيّين الأغبياء، الذين يعتقدون بأنّهم بمهاجمتهم الرهبان يُصبحون مفكّرين وينالون حظوة لدى روّاد التواصل الاجتماعي. أمّا المُلفت بين التمعّن والمطالعة هو أنّ هؤلاء المنتقدين أنفسهم كانوا بالأمس القريب جدًا يُطالبون الكنيسة ببيع ما تملكه من أراضٍ لإطعام "شعبها الجائع".

أن يشنّ اليساريون "العلمانيّون" حملة على رئاسة الرهبانيّة، فهذا مقدور على فهمه بأنّه حقد مبيّت، وآليّة التعامل مع هؤلاء ولجمهم هي بغاية السهولة لأنّهم فاقدون للحجج المقنعة. أما أن ينجرّ بعض أبناء الطائفة خلف الإشاعات والحملات الموجّهة ضد الرهبانيّة، فهذا غباء ما بعده غباء ولا سبيل لردعه، إذ من الصعب مناقشة الأغبياء. وهنا تحضرني بعض الأسئلة قبل أن أحسم موضوع الملكيّات الرهبانيّة وحقّ التيار الوطني الحرّ ببناء مركزه:

- أين كنتم يا غيارى يا مأجورين يوم انتهكت سوليدير آثار عاصمتنا بيروت واغتصبت ممتلكات أهلها؟

- أين كنتم لما ركض بالبيجاما عالم الآثار إبراهيم القوتلي ووقف أمام الجرّافة التي كانت تجرف الآثار في وسط العاصمة، ما اضطُر متعهّد سوليدير إلى أمر سائق الجرافة بدهسه، فدهسه وأجلسه طريح الفراش ثلاثة أشهر بين الحياة والموت؟ وأين كنتم يوم لم يدافع وزير الثقافة ميشال إدّه عن القوّتلي المكلّف منه شخصيًّا بالسهر على آثار بيروت؟

- أين كنتم وأين كان نوّابكم يوم مرّر رفيق الحريري في ظلام الليل قانون إلغاء حقّ الشفعة؟! وأشكّ أنّكم ونوابكم حينها كنتم تُدركون ماذا يعني حقّ الشفعة!

- أين كنتم يوم سقط اسم بيروت عن مطارها الدولي ليحلّ مكانه اسم رفيق الحريري؟

- أين كنتم يوم تحوّل قصر القنطاري إلى مكاتب حزب عروبي، وهو القصر الرمز لصدّ الهجمة العروبيّة الناصرية على لبنان إبّان ثورة الـ 1958؟

- ماذا فعلتم لردع الشيعة، بحماية ثنائيَيْهم المسلحَيْن، من قضم أملاك الموارنة ومطرانيّة لاسا المارونيّة نواحي جبّة المنيطرة؟

- لماذا لم تعترضوا يوم وهبت الرهبانيّة الأرض المجاورة للأرض المؤجّرة من التيار للاجئين الفلسطينيّين لإيوائهم في مخيّم صار اليوم بلدة؟ أوَيحقّ للفلسطينيّين ما لا يحقّ لغيرهم؟

- أين كنتم يوم خطّط رفيق الحريري وأزلامه "الموارنة" لتحويل جامعة الكسليك، الرمز الماروني وقدس المقاومة اللبنانيّة، إلى سوق تجاري؟ هل اعترضتم أو حتّى علمتم أنّ المخطّط كان يشمل نقل الجامعة وبناءها على نفس العقار المؤجّر اليوم من التيّار؟ وهل ساهمتم يومها بالدولارات الملايين التي تكبّدتها الرهبانيّة لوقف هذا المخطّط؟

فيا أيّها المزايدون الأغبياء الحاقدون، تُلهون أنفسكم بما لا يعنيكم، بينما كان مطلوبٌ منكم أمورًا كثيرة لم تقووا حتى على التلميح إليها.

أمّا لأختم، فللعلم أقول الحقيقة القاطعة التالية:

أملاك الرهبانيّة اللبنانيّة المارونيّة تقع في ثلاثة أنواع: 1- أملاك اشتراها الرهبان من مالهم وتعبهم. 2- أملاك هي أوقاف، بمعظمها كانت توهب للرهبان للحفاظ عليها، خصوصًا لما كان الأهل يخافون من أن يفرّط أولادهم بها، وهذه "الوقفيّات" تُسمّى ذرّية ولا يحقّ للرهبان التصرّف بها. 3- أملاك كانت تُعطى للرهبان بأثمان غير مباشرة، كتلك التي كان يعجز أصحابها عن تسديد ميرتها، مقابل أن يتولّى الرهبان دفع الميرة واستصلاحها وتقديم العناية الطبيّة والرعاية الاجتماعية لعائلة من أعطاهم إيّاها.

إذًا نحن أمام أنواع مختلفة من "الوقفيّات"، واحدة منها فقط لا يحقّ للرهبان التصرّف بها، مع العلم أن قرار بيع أي وقف يجب العودة به إلى الكرسي الرسولي في روما، أمّا الاستثمار فالغاية منه خدمة المجتمع وتامين استمراريّة الرهبانية.

وعليه،

إن الأرض المؤجّرة من التيار الوطني الحرّ هي أرض صخرّية جرى استثمارها في السابق أكثر من مرّة، وأنا شخصيًّا فاوضت على استئجارها عام 2004 لبناء استوديوهات تلفزيونيّة عليها، وكان الرهبان مشجّعين للخطوة قبل أن أعدل عن قراري. إذًا ما الضرر من تأجيرها للتيّار طالما في النهاية بعد انقضاء مدّة العقد ستسترجعها الرهبانيّة بما شُيّد عليها من أبنية؟

القصّة ليست قصّة غيرة على الأوقاف أو البيئة أو الآثار، القصّة هي قصّة قلوب "مليانة" من جبران باسيل، لكن أن يُستخدم جبران لإطلاق السهام على الرهبان الموارنة، فهذا تعدّي على القدسيّات اللبنانيّة قبل المارونيّة ولن يمرّ! ولمن لا يعرف؛ إذا كنتم تتغنون يا لبنانيّين بتعايشكم ووحدتكم ولبنانكم الصيغة والميثاق، فاعلموا أن كل هذا ما كان ليكون لولا الرهبان!

على الهامش في اليوم الخامس والثلاثين بعد المئة لانبعاث الفينيق.

ملاحظات سريعة حول مسألة "الدين البغيض" (Dette Odieuse) ومصادرة الاموال المنهوبة

شارل الياس شرتوني/29 شباط/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/83677/%d8%b4%d8%a7%d8%b1%d9%84-%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%b4%d8%b1%d8%aa%d9%88%d9%86%d9%8a-%d9%85%d9%84%d8%a7%d8%ad%d8%b8%d8%a7%d8%aa-%d8%b3%d8%b1%d9%8a%d8%b9%d8%a9-%d8%ad%d9%88%d9%84-%d9%85%d8%b3/

استحقاقات الدين الداهمة تطرح أسئلة عديدة ليس فقط حول اداء الحكومة الحاضرة الملتبس والمفتقد الخبرة والقدرة والاستقلال المعنوي، بل حول اداء تراكمي عمره من عمر جمهورية الطائف، ثلاثون سنة من السياسات الفاسدة، وغير المسؤولة، وغير الرشيدة على أي مستوى من مستويات صياغة السياسات العامة وبلورة أهدافها وآلياتها وتقدير نتائجها. هذا الإفلاس المالي العميم هو نتيجة لتراكمات أدت اليها سياسات الاستدانة العامة المشبوهة والمضللة والمستندة الى فرضيات إرادية كاذبة، تضع اداء المسؤولين عنها موضع المساءلة الجرمية والأخلاقية، في ما يعود لعمليات النهب الطوعية للأموال المستدانة بحجة سياسات اعادة الإعمار، ذات الكلفة المضخمة، والأولويات الخاطئة، والمترتبات المفارقة والكارثية، والمؤديات التمييزية على كل المستويات. المقلق في الأمر هو اصرار هذه الطبقة السياسية متابعة سياسة الاستدانة لتغطية السياسات العامة الفاشلة والفاسدة والزبانيات، ودون أي تعديل في معاشاتها ومخصصاتها، ومتابعة تحميل المواطنين نتائج سياساتهم الكارثية، بغياب أي خطة لإعادة النظر بمسألة الدين العام على ضوء رؤية اصلاحية شاملة وتوافقية وخارجة عن إملاءاتها.

هذه الملاحظات تؤدي بنا الى ضرورة اعادة النظر بمقاربة الدين العام المعتمدة في النقاشات القائمة، وإعادة توصيفها وتحديد سبل التعاطي مع نتائجها العينية والجزائية. يصنف الدين التراكمي الذي بني على مدى ثلاثة عقود " بالدين البغيض "حسب مفهوم القانون الدولي الذي يعرفه كدين عقد على أسس مضللة تدعي استعماله من اجل أهداف تخدم الخير العام، في حين ان استعماله الفعلي يرمي خدمة سياسات واداءات نافية لحقوق المواطنين ومصالحهم ومصالح الدولة، لحساب الطبقة السياسية، وبالتواطؤ مع الدائنين الذين نفذوا العقد وهم على علم بالحيثيات المضللة لهذه السياسات. هذا العقد هو باطل بحكم ثغرات قانونية ثلاث : أ- انتفاء التوافق حول سياسات القروض المعتمدة، ب- عدم إثبات جدواها من النواحي الاقتصادية والاجتماعية والبيئية … ؛ ج- المعرفة المسبقة بالنوايا غير المستقيمة التي تظلل سياسة الاستدانة. ان مجمل المؤشرات المعتمدة في هذه المقاربة القانونية لمسألة الدين العام تنطبق في أحوالنا، وتصلح ان تكون قاعدة في مجال مقارعة الديون الجارية لجهة استرداد الاموال المستلبة، والتمنع عن عقد ديون جديدة خارجا عن خطة إصلاح مالي واقتصادي واجتماعي وبيئي وتربوي واستشفائي متكامل. ان سياسات التفرد بالقرار الاقتصادي من قبل الرئيس رفيق الحريري، واقرار سياسة الاستدانة عبر الاكتتابات بسندات الخزينة وفوائدها المبالغة ( Vulture Funds )، وعلى قاعدة المشاركة مع الأوليغارشيات المالية المحلية والإقليمية، والتفاهم مع سلطة الاحتلال السورية التي أتت به، وإسقاط كل البدائل لجهة القروض الميسرة وذات الآجال الطويلة والمعدلات الرمزية، والهبات العينية، وتحفيز سياسات الاستثمارات المباشرة من خلال سياسات اعادة الإعمار المتماسكة والخطط الانمائية التداخلية وتثبيت الاستقرار السياسي، أسست لنهج اعتمدته الطبقة السياسية، بمختلف أجنحتها، من بعده.

ان الحركة التصاعدية للديون العامة وما رافقها من هندسات مالية مضللة ( Ponzi Scheme )، بنيت على قاعدة ريعية، وليس على أساس اعادة بناء اقتصاد ما بعد الحرب على مرتكزات إنمائية توازن القطاعات، والتحولات التكنولوجية المفصلية وتبدلات تقسيم العمل. الديون الحالية ( ٩٠ مليار دولار / ١٥٠ بالمئة من الناتج المحلي، مقارنة مع ال ٤٠٠ مليون دولار / ١-٣ بالمئة من الناتج المحلي في مرحلة ما قبل الحرب، و ٤،٢ مليار دولار في ال ١٩٨١ / ٤ بالمئة من الناتج العام، ومع معدل زيادة ٣ مليارات دولار سنويا منذ بداية التسعينات ) صرفت بمعظمها على تغطية فوائد الاكتتابات بسندات الخزينة، وعلى سياسات إعمار مشبوهة في أولوياتها، وقواعد التعاقد والتلزيم، وصياغة المشاريع وتقويمها، ومن خلال كلفة مضخمة، ومواصفات مهنية غير سوية. سياسة الاقتراض هذه تمت بالتواطؤ التام بين المصرف المركزي واقطاب الاوليغارشيات السياسية-المالية وشركائهم في الأوساط المالية المحلية والإقليمية، الذين استعادوا سياسة التفرد في القرارين المالي والاقتصادي من رفيق الحريري على قاعدة المحاصصة في اقتسام الريوع الناشئة عن سياسة الدين التفاضلية المعتمدة، والقبض على مفاصل سياسة اعادة الإعمار، الذي تختصره مقولة، السياسيون مقاولون والمقاولون سياسيون، دون اي اكتراث لمبادىء تعارض المصالح، والتلزيمات الشفافة والتدقيق المالي والمهني الملازم للتعاقد والتلزيم والتسليم والتقييم.

ان عناصر تعريف " الدين البغيض" متوافرة كلها في اوضاعنا الحاضرة، وتملي علينا مقاربة مسألة الدين العام من هذه الزاوية لجهة التفاوض بشأنه أو التمنع عن دفعه، والحؤول دون متابعة السياسات التي أدت اليه، ودراسة حيثيات وسبل المقاضاة لاسترداد ومصادرة الاموال العامة على اساسها، محليًا ودوليًا، بالتعاون مع الدول المعنية، والمؤسسات المالية الدولية والمنظمات غير الحكومية. يتطلب التعاطي مع مسألة الدين العام مقاربة شاملة لآليات القرار السياسي والمالي الذي انتظمت على اساسه السياسات العامة في جمهورية الطائف، التي انعقدت على خطوط تقاطع سياسات النفوذ السنية والشيعية ومحاور انتظاماتها الإقليمية، ودوائر شراكاتها في الأوساط المالية الداخلية والخارجية، وتبعياتها في الأوساط المسيحية. ان اي مقاربة مواربة او تسطيحية للإشكاليات العائدة لهذا الشأن هي مضيعة لوقت لم نعد نملكه، ولهوامش حراكات ضاق مداها.

 

العقوبات على حزب الله تضعه أمام احتمالين

علي الحسيني/"ليبانون ديبايت"/السبت 29 شباط 2020

يشتد الخناق المالي على حزب الله نتيجة العقوبات المتتالية التي تفرضها الولايات المتحدة الاميركية عليه بين الحين والآخر، ومعه تشتدّ الأزمات على لبنان الدولة والمؤسسات والتي تضيف عنصرًا مربكًا على المشهد السياسي والاقتصادي يُصعب من خلاله توحيدِ الرؤيةِ العامة للخروج من حالاتِ الاختلال كلّها التي تُعاني منها البلاد، أو أقله الوقوف على ضفّةٍ آمنةٍ بانتظار مرور العاصفة المالية والاقتصادية بأقل الأضرار المُمكنة.

لا يدل واقع الحال على قرب انتهاء العقوبات الأميركية التي تُفرض على حزب الله بين فترة وأخرى وآخرها تلك التي طاولت شخصيات وكيانات أبرزها مؤسسة "الشهيد" التي يوليها الحزب أهميّة واسعة لما تمثّله سواء في وجدانه العقائدي بحيث يستمد منها ومن أهالي شهدائه القوّة والدفع للاستمرار في عملهِ العسكري على وجهِ الخصوص، أو في بنيته المالية بحيث تقوم هذه المؤسسة بتغطية تكاليفٍ كبيرة من خلال التبرعات التي تصلها من خارج لبنان وداخله وتحديدًا من رجال اعمال ومتمولين من الطائفة الشيعية.

من هنا، وأمام هذا الإستهداف الجديد قد يجد "الحزب" نفسه أمام اختبارٍ هو الأصعب، لأن من شأنه أن يُرخيَ بثقل أعبائهِ على بنيتهِ الاجتماعية والسياسية والعسكرية.

القلقُ يزداد تمامًا كما هو حال ازدياد المسؤوليات. إذ يشعر حزب الله اليوم وكأنّه يعوم في بحرٍ من الأزماتِ أو أشبه بمركبٍ تتخبطه الأمواج يُحاول ربّانه قدر الإمكان الاحتفاظ بما تبقّى له من قوّة، علّها تساعده في طريق العودة، لكن يبدو أن هذه العودة يُمكن إن تضعه في مواجهاتٍ جديدةٍ إمّا مع خصومهِ السياسيين في البلد، وإمّا مع جمهورٍ واسعٍ وعريضٍ لن يصبر بالطبع على جوعٍ كان ساهم بتأسيسهِ يوم راحَ يُساعد في بناء "الدويلة" على حساب الدولة، وكان جزءٌ كبيرٌ من هذا الجمهور قد اختُبر عندما هُدِّد بلقمةِ عيشهِ في حيّ السلّم وفي السابع عشر من تشرين الأول الماضي.

والسؤال الذي يطرح نفسه اليوم، إلى أي مدى يُمكن أن يتحمّلَ حزب الله هذه العقوبات، وإلى أي مدى يُمكن أن تؤثّرَ على لبنان الدولة والشعب وعلى بيئتهِ الحاضنة بشكلٍ خاص.

مقربون من حزب الله يعتبرون، أنّ هذه العقوبات وإن أثّرت إلى حدٍّ ما في الشكل فإنها لن تؤثر حتمًا في المضمون، الذي هنا هو النهج المقاوم ودعم حركات المقاومة وإفشال المشاريع الأميركية ــ الإسرائيلية في المنطقة وأبرزها "صفقة القرن".

ويرى هؤلاء، أنه رغم تصريحات المسؤولين الأميركيين بأنّ العقوبات هذه لن تُؤثر على الدولة اللبنانية ومصالحها إلا أن الجميع يعلم بأن ما يُريده الأميركي خلق حالة من الفوضى في لبنان والدفع باتجاه حصول حالة من المواجهة بين "الحزب" واللبنانيين.

أمّا الأمر الآخر بالنسبة إلى المقربين، أنّ الضغوطات التي تُمارس على حزب الله والعقوبات المالية التي تُفرض على مؤسساته، هي أيضًا بهدف إيجاد شرخٍ بين "الحزب" وجمهوره ويُعتبر اقفال "جمّال ترست بنك" من أبرز العناوين التي جهدت الإدارة الأميركية لخلق حالة من الاستعداء داخل الطائفة الشيعية وتقليب جمهور المقاومة على حزب الله بعد تصويره أنه الحاجز الأساس أمام لقمة عيشهم. في المقابل، يرى خصوم "الحزب"، أنّ الوقائع تدل على أن العقوبات تستهدف بنيته ومؤسساته، لكن هذا لا يعني برأيهم أنه لا يوجد خوف من انعكاسات هذه العقوبات على الوضع الاقتصادي اللبناني وعلى قيمة العملة الوطنية وصمود ما تبقّى من الوضع المالي كله. ويعتبر هؤلاء، أن حكومة الرئيس حسّان دياب لن تقف بالتأكيد إلى جانب أي دولة تفرض عقوبات على "الحزب"، لكنها بكل تأكيد لن تقبل بأن تكون أكياس رمل في معركة سياسية يُمكن أن يفتحها حزب الله ضد أي دولة من خلال استغلال وجود تمثيل له في مجلسي النواب والوزراء.

 

15 سنة على اغتيال الحريري ولا أحكام بحق المتهمين/لماذا التأخير؟ وهل من علاقة بين توقيت إعلانه والوضع السياسي في لبنان؟

دنيز رحمة فخري/انديبندت عربية/29 شباط/2020

في الأول من مارس (آذار) 2009، بدأت المحكمة الدولية الخاصة بلبنان أعمالها في مقرها بمدينة لاهاي بهولندا، وعلى مشارف الأول من مارس (آذار) 2020 لم يصدر بعدُ الحكم، ولم يعرف اللبنانيون مَنْ اغتال رئيس حكومة لبنان رفيق الحريري و21 شخصاً، إضافة إلى إصابة 226 آخرين.

15 سنة مرّت على اغتيال صنّفته المحكمة الدولية بـ"الاغتيال السياسي"، والمتهمون الأربعة وهم من مناصري حزب الله، ووصفهم الأمين العام حسن نصر الله بـ"القديسين"، ما زالوا يتابعون محاكمتهم، بصفة غيابية، بعدما رفض الحزب تسليمهم، والتعاون مع المحكمة ومكتب الدفاع.

في الـ21 من سبتمبر (أيلول) 2018، أي بعد تسع سنوات من المحاكمات الغيابية للمتهمين الأربعة في الاغتيال، انتهت المرافعات الختامية، وتحوّلت الجلسات إلى مغلقة، تمهيداً لإعلان الحكم، واللبنانيون ينتظرون منذ ذلك الحين حكماً سيكون له أثره في المشهد السياسي اللبناني.

أسئلة كثيرة تدور في خواطر المترقبين الحكم والحقيقة، لماذا التأخير؟ وهل من علاقة بين توقيت إعلانه والوضع السياسي في لبنان؟

حتى الآن لا موعد محدداً بعدُ، ويحكى في الكواليس عن شهر مارس (آذار) بعدما كانت التوقعات تدعو إلى رصد أكتوبر (تشرين الأول)، وتتجه الأنظار إلى غرفة الدرجة الأولى التي تقع عليها مهمة إصدار قرار بتحديد موعد لعقد جلسة علنية للنطق بالحكم النهائي، بعد انتهاء المداولات.

في سياق متصل، تشرح الناطقة باسم المحكمة الدولية الخاصة بلبنان وجد رمضان، لـ"اندبندنت عربية"، "أنّ أولوية غرفة الدرجة الأولى تنحصر قبل إصدار أي حكم، في التأكد من أنّ المدّعي العام أثبت إدانة المتهمين الأربعة باغتيال الحريري، وهم سليم جميل عياش، وحسن حبيب مرعي، وحسين حسن عنيسي، وأسد حسن صبرا. وقد توجّب على غرفة الدرجة الأولى أن تتناول بالتحليل الدقيق كل قطعة من الأدلة التي كانت تلقتها خلال المحاكمة، والحجج المقدّمة من قبل الادعاء، والدفاع، والممثلين القانونيين للمتضررين".

وتؤكد رمضان، "أنّ غرفة الدرجة الأولى تسير بعملها بما يمكّنها من سرعة الإنجاز"، موضحة "يجب أن لا ننسى بأن المحاكمة استغرقت أربع سنوات ونصف السنة، والأدلة ضخمة ومعقدة. ولا بدّ لقضاة غرفة الدرجة الأولى من أن يكونوا مقتنعين بلا أي شك بأنّ المتهم أمامهم مذنب ليجوز لهم أن يدينوه بأي تهمة واردة في قرار الاتهام".

سيصدر الحكم بأكثرية القضاة في كل تهمة من التهم الواردة في قرار الاتهام، ويعلن فيه إمّا براءة وإمّا إدانة المتهم، وذلك بموجب القانون الدولي لحقوق الإنسان والنظام الأساسي للمحكمة الخاصة بلبنان، وعلى القضاة أن يبينوا الأدلة التي يقوم عليها حكمهم، وأن يعللوا هذا الحكم، وهذا الإجراء لا يمكن التعجيل فيه، وفق الناطقة باسم المحكمة.

قد لا يقتنع بعض اللبنانيين بالتبريرات القانونية أو الإجرائية التي تؤخّر حكماً انتظروه 11 عاماً، هم يبحثون في المقابل عن الدوافع السياسية التي حالت من دون إعلان الحكم بعدُ.

 في المقابل، توضح الناطقة باسم المحكمة، أنّ "الفصل في القضايا أمام المحاكم الدولية عموماً يتطلب وقتاً أطول من المحاكم الوطنية. المحكمة الخاصة بلبنان هي أول محكمة ذات طابع دولي تحاكم الجرائم الإرهابية، وتتعامل مع أدلة تقنية ومعقدة للغاية. الجرائم التي تجرى مقاضاتها على المستوى الدولي هي جرائم خطيرة، لا يمكن مقاضاتها على المستوى الوطني لأسباب عدة". في هذا الصدد، عندما وافق مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة على طلب لبنان بإنشاء محكمة دولية، اعتبر أنّ الاعتداءات التي تقع ضمن اختصاص المحكمة الخاصة بلبنان تهدد السلم الدولي والأمن، وليس فقط استقرار لبنان.

وتضيف، "أمّا فترة المداولات فليست واحدة، بل هي خاصة بكل قضية، وكل محكمة. قد تختلف هذه المداولات بناءً على عوامل عدة، مثل الطبيعة المعقّدة للقضايا، وقضية عياش وآخرين هي قضية معقدة، تقيّم غرفة الدرجة الأولى في الوقت الحالي أكثر من 3000 بيّنة (مواد جرميّة) وأدلة قدمت من 307 شاهدين كانت تلقتها في أثناء المحاكمة، كما تعمل على تقييم محاضر الجلسات التي استغرقت 415 يوماً، وتتجاوز البينات 140 ألف صفحة، ويبلغ عدد صفحات محاضر الجلسات في اللغات الرسمية الثلاث المعتمدة في المحكمة، العربي والإنجليزي والفرنسي، نحو 90 ألفاً".

من جهة ثانية، تنفي الناطقة باسم المحكمة أي تأثير سياسي في قرار القضاة، وترد على الاتهامات في هذا المجال بالقول، "إنّ المحكمة الخاصة بلبنان تعمل وفقاً لأحكام نظامها الأساسي، ولا يمكن أن تتأثر بالسياسة، ويتمتع القضاة بالاستقلالية في أداء مهامهم، ولا يجوز لهم أن يقبلوا أو يلتمسوا تعليمات من أي حكومة أو من أي مصدر آخر. وهم يبنون قراراتهم على الأدلة والقانون بما في ذلك المعايير الدولية لحقوق الإنسان".

وبانتظار الحكم، وما سيحدثه من ترددات على الساحة الداخلية، يبقى على السلطات اللبنانية مهمة الاستمرار في البحث عن المتهمين وتوقيفهم واحتجازهم ونقلهم إلى مقر المحكمة في لاهاي، كما يتعين على النائب العام التمييزي اللبناني تزويد رئيسة المحكمة بتقارير شهرية عن الجهود المبذولة في هذا الإطار من قِبل السلطات اللبنانية المعنية، الأمنية والقضائية والسياسية.

وفي حين تتجنّب رمضان الدخول في تفاصيل الحكم ومضمونه، وما تصفه بالتكهنات حول ما سينتج عنه، تؤكد أنه "في حال أي إدانة، يجوز للمدعي العام والدفاع تقديم أي معلومات ذات صلة يمكن أن تساعد غرفة الدرجة الأولى في تحديد العقوبة المناسبة، وقد تمنح غرفة الدرجة الأولى المتضررين المشاركين في الإجراءات الإذن بإعطاء ملاحظاتهم، ويُتلى الحكم كما العقوبة (لاحقاً) في جلسات علنية"، جازمة بأن رئيس القلم في المحكمة "سيتخذ جميع الخطوات المعقولة لتبليغ المتهمين الحكم، وأي عقوبة محتملة".

داريل مونديس

وتشير رمضان إلى أن رئيس القلم داريل مونديس زار لبنان أخيراً، وهي زيارة قالت عنها إنها "في إطار الزيارات التي يقوم بها رئيس القلم عادة لإطلاع المسؤولين اللبنانيين على آخر المستجدات في عمل المحكمة"، والمحادثات التي تُجرى بين رئيس قلم المحكمة والمسؤولين لا يجرى الكشف عنها علنياً، لكن هل يمكن أن يتضمّن الحكم بدلاً مالياً على الجاني؟

تجيب رمضان باقتضاب، "في ما يتعلّق بالجرائم المسندة في القرار الاتهامي في قضية عياش وآخرين، ووفقاً لقواعد الإجراءات والإثبات الخاصة بالمحكمة، يجوز الحكم على الشخص المدان بالسجن فترة معينة، يمكن أن تكون مدى الحياة".

في مطلع العام الحالي، ومع دخول لبنان أزمة اقتصادية ومالية، استحقّ المبلغ السنوي الذي تُسهم به الحكومة اللبنانية سنوياً في تمويل موازنة المحكمة، الذي نسبته 49 في المئة، وأقرّت لجنة الإدارة (بما في ذلك لبنان) ميزانية المحكمة للعام 2020، وهي تبلغ 55.1 مليون يورو.

لم تتخلف الدولة اللبنانية يوماً عن دفع ما يتوجّب عليها لتأمين استمرار عمل المحكمة الدولية، حتى في عز الانقسامات السياسية، ابتدع الرئيس نجيب ميقاتي حلاً تجنب فيه فيتو حزب الله وحلفائه فلجأ إلى الهيئة العليا للإغاثة التابعة إدارياً لرئاسة الحكومة، وعمد إلى تمويل المحكمة من موازنتها الخاصة، لكن السؤال: هل ستقوم حكومة حسّان دياب، المُصنفة حكومة اللون الواحد سياسياً، بدفع ما عليها للمحكمة؟

توضح رمضان، "لا يمكننا أن نؤكد في هذه المرحلة أن لبنان دفع مساهمته لعام 2020. لا تزال المناقشات بين المحكمة الخاصة بلبنان والحكومة المُشكّلة أخيراً مستمرة"، لتخلص إلى القول بجملة مُعبرة "نحن على ثقة بأن لبنان سينفّذ التزامه بتمويل ميزانية المحكمة الخاصة بلبنان لعام 2020".

انتظار الحكم

وبانتظار الحكم في قضية اغتيال الحريري ورفاقه ومواطنين تصادف مرورهم في مكان الانفجار، حكم آخر يتوقّع صدوره لقضية متلازمة مع قضية الحريري.

المحكمة الخاصة بلبنان تدرس حالياً قضية أخرى، STL-18-10، هي قضية المدّعي العام ضد عياش، بعد تأكيد قرار الاتهام، والبدء بمرحلة الإجراءات التمهيدية.

وتتعلّق القضية باعتداءات ثلاثة تقع ضمن اختصاص المحكمة، واستهدفت الوزير السابق مروان حمادة (2004)، وجورج حاوي (2005)، والوزير السابق إلياس المر (2005) على التوالي.

القضية الجديدة أدّت إلى إنشاء غرفة الدرجة الأولى المُخصصة للإجراءات في القضية المتلازمة، وقررت الغرفة الشهر الماضي الشروع في محاكمة غيابية، وتفيد معلومات بأنّ في هذه القضية أدلة تستند إلى إفادات شهود عيان تتحدث عن وجود أحد المتهمين أمام منزل حمادة قبل وقوع الانفجار بدقائق.

والمتهمون في القضايا الثلاث هم المتهمون أنفسهم بقضية الحريري، والمرتبطون بشكلٍ أو بآخر بحزب الله.

 

اللبنانيون والأفعال… والأوهام

خيرالله خيرالله/العرب/01 آذار/2020

في حال سارت الأمور على ما يرام، سيباشر لبنان استخراج النفط والغاز من آبار في مياهه الإقليمية بحلول السنة 2029. من الآن إلى حلول 2029، ومعرفة ما إذا كان البلد سيبقى على رجليه، يريد اللبنانيون العاديون سماع شيء آخر غير الخطب ذات الطابع الفولكلوري التي لا تقدّم ولا تؤخر بمقدار ما تكشف ضحالة ليس بعدها ضحالة. تكشف مثل هذه الخطب التي تعتبر اللبنانيين أغبياء، أي في مستوى المنتمين إلى التيّار العوني، غياب أيّ وعي سياسي أو فهم في الحدّ الأدنى لقواعد الاقتصاد وما يدور في المنطقة والعالم.

ما يريد اللبنانيون سماعه هو متى تفرج المصارف عن ودائعهم ومتى تستعيد دورها الطبيعي في مجال توفير النقد الذي يسمح بتحويلات إلى الخارج. في غياب الدور الذي تلعبه المصارف، لا مستقبل للبنان ولا اقتصاد ريعيا أو منتجا لا فارق. هناك فقط تكريس لحال الانهيار التي بدأت تأخذ بعدا جديدا مع بداية “العهد القويّ” الذي ليس سوى “عهد حزب الله”، وذلك ابتداء من خريف العام 2016.

هذا لا يعني أن الأمور كانت تسير على نحو طبيعي قبل انتخاب ميشال عون رئيسا للجمهورية. كان التدهور تدريجيا، خصوصا منذ اغتيال رفيق الحريري في الرابع عشر من شباط – فبراير 2005 وما استتبع ذلك من اغتيالات وانقلابات، بما فيها غزوة بيروت والجبل. توجت الانقلابات في 2016 بوصول مرشّح “حزب الله” إلى موقع رئيس الجمهورية، وهو موقع مسيحي، ثم في 2020، حين أصبحت إيران، عبر “حزب الله”، تقرّر أيضا من هو رئيس مجلس الوزراء السنّي في لبنان.

إن دلت أحداث الشهور القليلة الماضية على شيء، خصوصا منذ اندلاع الثورة الشعبية في السابع عشر من تشرين الأوّل – أكتوبر على شيء، فهي تدلّ أوّلا على فراغ في السلطة على كلّ المستويات. لا يوجد في رأس هرم السلطة من هو قادر على التعاطي مع التعقيدات الداخلية أو الإقليمية. هناك على العكس من ذلك سعي إلى الهرب من الواقع. كان الإعلان عن بدء الحفر بحثا عن نفط وغاز آخر محاولة لجعل اللبنانيين ينسون أن بلدهم انهار وأنّهم أصبحوا فقراء وأنّ جني العمر، لدى الفقير والغني والمتوسّط الحال قد تبخّر.

ماذا ينفع النفط والغاز، هذا في حال وجد نفط وغاز، في حال لم يكن هناك بلد يمتلك اقتصادا قابلا للحياة بعيدا عن وهم الزراعة والصناعة. في النهاية، تبقى موارد الزراعة والصناعة محدودة لأسباب كثيرة، اللهمّ إلّا إذا استطاع لبنان تطوير نفسه ودخول عالم التكنولوجيا الذي برع فيه شبان لبنانيون يعيشون خارج لبنان. هل يمكن أن يعود هؤلاء إلى لبنان يوما وأن يجدوا مستقبلا في بلد صار فيه المواطن شحاذا ينتظر أن يوفّر له المصرف مئة أو مئتي دولار في الأسبوع، إن لم يكن أقلّ من ذلك، من المال الخاص به؟

آخر ما يريد اللبنانيون سماعه هو أخبار النفط والغاز. يريدون أموالهم، لكنّهم يريدون أيضا ماء وكهرباء ومن يجمع النفايات. يريدون طرقات وبنى تحتيّة لائقة ومن يوفّر مستقبلا لأولادهم ومن يوفّر أدوية فعّالة، وليس أدوية مستوردة من إيران، وأدوات طبّية حديثة كي يستمر عمل المستشفيات… وكي يكون الكلام عن سياحة طبّية في مكانه!

معيب أن يصل لبنان إلى هذا الدرك. معيب أكثر غياب أيّ نوع من المنطق مع ما يعنيه ذلك من استيعاب لواقع يتمثّل في أن لبنان يعاني من انهيار اقتصادي في إطار أزمة سياسية ذات وجوه متعدّدة. في أساس الأزمة السياسية تحوّل البلد إلى مستعمرة إيرانية. كلّ ما في الأمر أنّ الوصاية الإيرانية خلفت في 2005 الوصاية الإيرانية – السورية التي أسّس لها السلاح غير الشرعي الفلسطيني ثمّ سلاح “حزب الله” المذهبي والميليشيوي.

لا مخرج للبنان من حال الانهيار في غياب الحدّ الأدنى من المنطق. ماذا يعني المنطق؟ يعني أنّ لبنان لا يمكن أن يعيش على الأوهام، مثل وهم النفط والغاز. لن يستطيع لبنان الحصول على مساعدات في غياب سلطة قادرة على إجراء الإصلاحات المطلوبة داخليا. كان كافيا مراقبة تصرّف حكومة حسّان دياب في مواجهة أزمة “كورونا” للتأكّد من ذلك. هناك حال من الفوضى على كلّ المستويات وكلام غير مسؤول تتحكّم به الرغبة في مراعاة إيران إلى أبعد حدود بعيدا عن مصلحة اللبنانيين.

الأهمّ من ذلك كلّه أن لا مساعدات عربية أو أوروبية أو أميركية للبنان، ولا تعاطي للمؤسسات الدولية معه بشكل جدّي من دون ترميم للعلاقات اللبنانية مع العرب أوّلا ومع الأميركيين ثانيا وأخيرا. ليست هناك دولة عربية قادرة على مساعدة لبنان ما دام البلد في ظلّ سلطة تعتبر نفسها جزءا لا يتجزّأ من محور الممانعة.

هذا ليس وقت البطولات المضحكة المبكية والرهانات الخاسرة مثل رهان ميشال عون على صدّام حسين في وجه حافظ الأسد في العامين 1989 و1990 عندما كان على رأس حكومة مؤقتة ذات مهمّة محصورة بانتخاب رئيس جديد للجمهورية.

إن الرهان على إيران والنظام السوري في السنة 2020، رهان خاسر سلفا. بدل خوض مثل هذا النوع من المغامرات، لا بدّ من وجود وعي لما هو على المحكّ. اللبنانيون يريدون أفعالا وليس أحلاما. الخطوة الأولى في هذا الاتجاه واضحة كلّ الوضوح. ثمّة حاجة إلى ترميم العلاقة مع العرب ومع الإدارة الأميركية.

هل لبنان عضو في جامعة الدول العربية أم هو لسان حال إيران في مجلس الجامعة؟ هل لبنان، بالنسبة إلى أميركا وأوروبا، منفتح على العالم أم أنّه مجرّد تابع لإيران التي تفعل فيه ما تشاء؟

قبل الإجابة عن مثل هذا النوع من الأسئلة، لن تفيد لبنان أي وعود من أيّ نوع. هذا ليس وقت مواضيع الإنشاء التي كنا نكتبها في الصفوف الابتدائية. هذا ليس وقت الأفكار الساذجة التي لا سوق لها في العالم ولا الشعارات الفارغة. لن تسمح أميركا باستخراج نقطة من النفط أو حفنة من الغاز، في يوم من الأيّام، في حال لم تعرف إلى جيب من سيذهب كلّ دولار يدخل لبنان؟

يفترض أن يكون في لبنان من يعرف البديهيات، بما في ذلك أن العقوبات الأميركية على إيران أدّت مفعولها وهي ضربت المصارف اللبنانية بسبب استخدام “حزب الله” لهذه المصارف. لبنان يعاني انهيارا اقتصاديا في إطار أزمة سياسية في غاية التعقيد لا أكثر…

 

«فرِّق تَسد»…هل أُدخلت الطائفة السنّية في اللعبة؟

مرلين وهبة/الجمهورية/29 شباط/2020

«فرّق تسد»، هي المعادلة التي اعتمدها النظام السوري في لبنان مع الأطراف السياسيين وفق شهادتهم، لأنّها انسحبت عليهم جميعاً وتذوّقوا لوعتها. فالذاكرة اللبنانية المتّقدة لا تنسى آداء»قوات الردع» أو مخابراتها في زمن الوصاية السورية أو ما يشبههما من فصائل حَكَمَت وتَحَكَّمَّت في اللعبة السياسية اللبنانية وفي الكيان اللبناني. معادلة «فرّق تسد» لم يعتمدها النظام السوري على الأطراف المسيحية فقط بل انسحبت على كافة الأطراف السياسية في لبنان، في كل مرحلة كان يشعر فيها هذا النظام انّ تقارباً جمع أو قد يجمع بين طرفين أو أكثر من الأقطاب اللبنانيين المتباعدين، فكان يعمد إمّا إلى ترهيبهم أو «ترحيلهم».

فنظام الوصاية إعتمد شرذمة الأطراف الوطنية اولاً وانتقل بعدها الى الشرذمة بين الطائفة الواحدة، مجيزاً لنفسه إستخدام كافة الوسائل لتحقيق الهدف. إستمر النظام السوري في اتباع هذه المنهجية حتى ما بعد استبعاد اللواء غازي كنعان من لبنان، أو الأصح الى ما بعد «نحر كنعان»، الذي أجاد اللعب في الساحة اللبنانية. إلاّ أنّ وريثه اللواء رستم غزالي، الذي وافاه لاحقاً الى دنيا الآخرة، وبالرغم من فرض سطوته على أغلبية الاقطاب الاساسية المؤيّدة للنظام آنذاك، رسب في مدرسة كنعان وسقط بالضربة القاضية بعد استشهاد رفيق الحريري.

لم يستطع غزالي الإمعان في شرذمة اللبنانيين. فبعد استشهاد الحريري عاد الأمل بتموضع جديد للعلاقات السياسية الداخلية، المسيحية – الاسلامية السنّية تحديداً، والمسيحية – المسيحية. فتحرّر سمير جعجع من سجنه الصغير وعاد الجنرال ميشال عون من المنفى. وبذلك سجّل التاريخ للطائفة السنّية تمكّنها من جمع أقطاب انتمت الى اليسار العروبي المتطرّف مع اليمين اللبناني المتطرّف، وتحوّل نوعي للطائفة السنّية، تمثّل بتموضع لبناني صرف بل أكثر تطرّفاً في القضايا الايديولوجية، كذلك بدا المشهد مُذذاك في الساحة اللبنانية متّجهاً الى مزيد من التلاقي بين مختلف الأطراف المسيحية. كذلك انسحب الامر على الطائفة السنّية، التي وحّدها اغتيال الرئيس رفيق الحريري، فالتفّت حول ابنه سعد الحريري، فيما قدّم له الداخل والخارج جرعات دعم إضافية، وهو ما أعطى الحريري والطائفة السنّية زخماً وقوة مضاعفة. أمّا دار الافتاء فأبقت مباركتها للزعامة الحريرية السنّية حتى يومنا هذا… فهل تغيّرت المعادلات؟

ماذا عن الغد؟

صحيح أنّ اصواتاً سنّية كانت تعلو من هنا وهناك، معترضة على حصر الزعامة السياسية السنّية في لبنان بالحريرية، إلاّ أنّ تلك الاصوات لم تكن فعّالة لأنّها لم تكن مدعومة بمخطط «المعادلة الدائمة» فرِّق تسُد، التي اعتمدها النظام السوري مع الطائفة المسيحية في حقبة الوصاية، عندما نجح في تعميق الشرخ بين الأقطاب المسيحيين، لأنّه لم يتمكن من استخدام المعادلة ذاتها مع الطائفة السنّية بعد استشهاد الحريري، بل انّ الاستشهاد زعزع النظام فأخرجه من اللعبة ومن الحلبة اللبنانية الى الأبد…

واذا سلّمنا جدلًا بنظرية رئيس حزب «القوات» سمير جعجع، الذي راهن بأنّ النظام السوري لم يعد له سيطرة حتى في سوريا وليس فقط في لبنان! فلمصلحة من في الداخل اليوم شرذمة الطائفة السنّية؟

السنّة يتموضعون!

يشعر اليوم المواطن السنّي بأنّه يمرّ في حالة ضياع، لأنّه لا يدرك من هي المرجعية الفاعلة التي يمكنه اللجوء اليها في اوقات الشدّة: بيت الوسط، أم السراي الحكومي ام الأفضل له التوجّه الى دارالإفتاء؟

والأسئلة التي تُطرح، هل بدأ التشرذم في الطائفة السنّية بعد 15 عاماً على استشهاد الحريري؟ هل ما نشهده اليوم هو انقسام داخلي لأهل السنّة فقط أم تأثّير لعوامل خارجية؟ وهل تنقسم الطائفة السنّية في لبنان عامودياً، ولمصلحة من سيكون هذا الإنقسام؟

ولماذا التصعيد المفاجئ من قِبل الرئيس دياب والردّ من كتلة «المستقبل»، ومن خلفها الحريري، في وقت كانا سوياً يترقبان نتائج ملموسة من آداء حكومة الإنقاذ التي رئسها دياب واستقال منها سعد؟! فهل السبب فشل الاول في مهمته ام جرعة دعم رشفها الثاني في جولته الخارجية، بعد وعده اللبنانيين في 14 شباط بأنّه سيجوب العالم لمساعدة لبنان؟

فيما تكشف أوساط مطلعة، انّ جولة الحريري الأخيرة كانت لحلحلة امور شخصية وترتيب وضعه المالي ووضع شركاته، ولم يكن طابعها سياسياً، والدليل انّها لم تترافق مع اي تغطية اعلامية.

في المقابل، تساؤلات عدة تُطرح في الكواليس!

1 – كيف يمكن قراءة تصعيد دياب بعد صمت طويل، ولماذا التصويب المباشر على الحريري، مع إدراك دياب لحجم الدعم الذي ما زال يرعى الحريري ويثبّته الزعيم السنّي الاول شعبياً وخارجيّاً، والدليل كان بالصوت والصورة في ذكرى 14 شباط، عندما اجتمع الثلاثي، سفير السعودية والإمارات ومفتي الطائفة السنّية؟

2 – هل طُلب من دياب التصعيد أم كان موقفاً محض شخصياً؟ في وقت اعتبره البعض موقفاً متسرّعاً، ولاسيما انّه اتى قبل جولته العربية المُفترضة وقبل حصوله على مباركة كاملة من دار الإفتاء ومن المملكة على حد سواء، وهي حتى الساعة لم تتجاوب مع دياب، بل اكتفت بالتمنّي له بالتوفيق مترقبة آداؤه.

دياب فاجأنا!

تقول مصادر التيار الأزرق، إنّ مواقف دياب الأخيرة مرفوضة ومفاجئة. في وقت يستغرب هؤلاء أن يعزف دياب على وتر النغمة التي ردّدها العهد وما زال، بحق الحكومات السابقة والسياسات الخاطئة والحريرية السياسية، فيما المطلوب من رئيس حكومة الإنقاذ خطة وليس الغناء على إيقاع العهد نفسه هروبًا من الإعتراف بالفشل .

وتضيف تلك المصادر: «تفاجأنا ولم نكن نتوقع منه ذلك».

من جهة أخرى، يقول المخضرمون من أهل السنّة، «لا شك أنّ زمن القوة الحريرية كان افضل بوجود صقورها…ولا يمكن لأحد تجاهل قوة الحضور التي ميّزت هؤلاء في السنين الماضية، والتي كانت «حاضرة ناضرة» للدفاع عن الحريرية السياسية وعن تيار المستقبل عند الشدّة. ويضيف هؤلاء: «مَن مِن اللبنانيين لا يتذكر مواقف نهاد المشنوق النارية، ومشاكسة النائب أحمد فتفت في جلسات الهيئات العامة، وغضب اللواء أشرف ريفي وتهديداته المستمرة بعظائم الأمور، في كل مرة يتمّ فيها المساس بالرئيس رفيق الحريري وحتى بتيار المستقبل! فإذا استذكرنا مآثر هؤلاء الذين غابوا لأسباب متفاوتة ومختلفة، وقارناها بالمواجهة الحريرية اليوم، ندرك ما تفتقد اليه حقيقة الحريرية السياسية راهناً».

الحريري والكاريزما السياسية

لكن أنصار الرئيس الحريري يرفضون الإقرار بواقع الحال، وما زالوا يراهنون على «الكاريزما الحريرية»، التي ساهمت الى حد كبير بالحفاظ على شعبية «سعد». الّا انّ هذه الكاريزما لا تكفي وحدها اليوم بحسب العالمين بخفايا أزمة التيار الأزرق، ولاسيما بوجود المتربصين كما يبدو، ولأنّ الحريري اليوم لم يعد في موقع القوة المالية ولا السياسية، ولأنّ اقطاب المواجهة في تيار المستقبل وكتلته البرلمانية غابوا، بالرغم من تمكّن البعض بالمسائل القانونية والأكاديمية، انما لا يستطيع هذا البعض مجاراة أو مواجهة الحزب الالهي ولا اللواء المخضرم السيّد اذا حكى… في وقت يبدو من يتربّص بالحريرية السياسية «ينتظر على الكوع» للإستمرار في شرذمة صفوف السنّة.

في السياق، تقرّ أوساط مقرّبة من التيار الازرق بأنّ هناك اكثرية سنّية انبثقت بعد اغتيال الحريري، لكن الجو السنّي المشدود تاريخياً للنظام السوري ولمحور المقاومة بقي قائماً.

وللمرة الاولى نجح «حزب الله» في انتخابات 2018 نتيجة القانون النسبي من جهة ونتيجة ضعف تيار المستقبل من جهة اخرى، واستطاع إدخال كتلة نيابية الى البرلمان لنواب سنّة يدورون في فلكه على المستوى الاستراتيجي، وهو الخرق الاستراتيجي الأول الذي حققه «حزب الله» في صلب الطائفة السنّية بعد اغتيال الحريري. الّا انّ هؤلاء النواب، بحسب تلك الاوساط، لم يُحرزوا تقدماً على مستوى الممارسة.

هل تفرقة السنّة لمصلحة الحزب؟

قبل طرح هذا الاحتمال يجب التساؤل عمّا يريده الحزب من حسان دياب. وبحسب الأوساط نفسها، الجميع يعلم انّ ما يهمّ الحزب في المرحلة الراهنة هو بقاء سلاحه بأمان وبمنأى عن التجاذب السياسي، وان يوفَّر له اي قانون انتخابي الاكثرية النيابية وان يحظى بغطاء سنّي.

من جهة اخرى، يرى البعض انّه قد تكون للحزب مصلحة في ان يحقق اختراقاً اضافياً على صعيد البيئة السنّية، لأنّ الضرر الاكبر الذي حصل في الماضي بالنسبة اليه كان هذا التحوّل في الاستراتيجية السنّية بعد اغتيال الحريري، ولذلك هو يرغب بالتأكيد اليوم بعودة الحالة السنّية الى الحضن العربي القومي ومنظومته. لكن تستبعد تلك الاوساط في الوقت نفسه ان تكون للحزب يد في التصعيد السنّي – السنّي، لأنّه في العمق اراد بقوة ان يترأس الحريري حكومة الإنقاذ. وترجّح بأنّه صراع بين اهل السنّة ومرتبط بشكل اساسي بشخص الرئيس دياب، الذي ربما اراد تثبيت نفسه في بيئته السنّية، في وقت لا تستبعد الاوساط نفسها ان تكون للعهد أيضاً علاقة بهذا التصعيد، بسبب العداء الحاد الذي نشب أخيراً بينه وبين الحريري. ولانّ نغمة السياسات الخاطئة منذ 30 عاماً «يغنيها» العهد عادة وليس دياب. لكن يبدو بأنّها اصبحت اليوم متلازمة معهما بسبب تقرّبهما من بعض اي بين عون ودياب.

الحزب والحريري

وفي السياق، تلفت أوساط مطلعة الى انّ الحزب يدرك انّ الحريري هو الوحيد الذي يمكن له مساندته في ردّ الفتنة السنّية – الشيعية، وبأنه ما زال وحده يمثل الاكثرية السنّية، وهو الزعيم السنّي الوحيد القادر على توحيد كلمتها، بالرغم من كل المستجدات. كما يُدرك الحزب انّ الحريري هو الأقدر اليوم على فتح القنوات بين بيروت والرياض وواشنطن، ولذلك يستبعد هؤلاء تدخّل الحزب بهذه المسألة، بل ترجّح ان يكون موقف دياب الاخير تصعيداً منه لاعتبارات شخصية، وهذه الاعتبارات تتقاطع مع العهد بشكل اساسي. وعليه يمكن طرح التساؤلات التالية:

– لماذا يتموضع دياب، وهل يملك معطيات جديدة دفعته الى التصعيد؟

– لماذا سارعت كتلة المستقبل للردّ ولم يردّ عليه الحريري شخصياً؟

تطمئن اوساط مطّلعة، أنّ قوة الحريري ما زالت في صلب المعادلة السياسية ولو صعّد البعض. كما تكشف تلك الاوساط، أنّ الاتفاق الضمني بين الحزب والرئيس بري والحريري ما زال قائمًا، وهو اقتضى على أن لا يُمسّ بكافة ادوات الحريري في السلطة وفي الادارة وحتى في القضاء، مقابل أن يحيّد الحريري الحزب عن الهجوم في اطلالاته، الامر الذي تظهّر في خطاب 14 شباط، وهذا ايضًا ما اشارت اليه تسريبات التشكيلات القضائية، التي لم تنقل او تشكّل اي محامٍ او قاضٍ تابع للتيار الازرق بل ظلوا ثابتين في مراكزهم.

انا الزعيم !

يبقى السؤال الأهم، هل لمصلحة الحريري نجاح حسان دياب في مهمته، ليصبح هذا النوع من رؤساء الحكومات هو القاعدة، اي الرجل الأكاديمي وليس الزعيم؟

يجيب العالمون بالخفايا، «لا نعتقد بأنّ هذه القاعدة هي مطلب الطائفة السنّية كما هي بالطبع ليست رغبة الحريرية السياسية».

 

تقرير لـ"بلومبرغ" يتساءل: هل اقتربت نهاية أردوغان؟

بندر الدوشي العربية.نت/29 شباط/2020

ذكرت وكالة "بلومبرغ"، في تحليل لها عن الوضع في تركيا بعد مقتل عدد كبير من الجنود الأتراك في سوريا مؤخراً، أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بات في وضع صعب داخلياً وخارجياً، معتبرة أن هذا الموقف هو نتيجة سنوات من السياسات الخاطئة التي تركته وحيداً معزولاً وسط انهيار اقتصادي غير مسبوق.

واعتبر التقرير أن فتح معابر تركيا لمرور اللاجئين السوريين إلى أوروبا ليست ورقة رابحة وسوف تفشل سريعاً. وجاء في التقرير أن أردوغان كان معزولاً بينما كان يفكّر بالرد التركي المحتمل على مقتل جنوده في سوريا، في هجوم هو الأكثر دموية على جيشها منذ عقود. ورجّحت "بلومبرغ" أن يكون الافتقار إلى الدعم الدولي حاسماً في تراجع أردوغان عن الرد على هذا الهجوم. وقد اجتمع أردوغان بمجلس الأمن التركي لمدة ست ساعات بعد مقتل ما لا يقل عن 33 جندياً تركياً في غارة جوية شنها النظام السوري في وقت متأخر من يوم الخميس. وكان أردوغان حينها على علم بأن رفاقه في حلف شمال الأطلسي (الناتو)، بما في ذلك الولايات المتحدة، ليسوا مستعدين للخوض في هذا المستنقع. كما كان مدركاً بأن حليفه الآخر، موسكو، يدعم في هذه المعركة خصم أنقرة بقوة. وانتهى الأمر بأردوغان إلى تجنب أي تحدٍّ مباشر لروسيا، بعدما قال وزير الدفاع التركي إن القوات التركية ردت على هجوم النظام السوري.

الظروف الميدانية تعاكس تركيا

وبحسب "بلومبرغ"، كانت الظروف كلها تصب عكس مصلحة تركيا. الطائرات الحربية الروسية وأنظمة الصواريخ الروسية التي يستعين بها النظام السوري تجعل من الصعب للغاية توفير غطاء جوي لـ10 آلاف جندي تركي الذين أرسلهم أردوغان عبر الحدود لوقف انهيار آخر معقل للفصائل في سوريا في إدلب ومنع ملايين اللاجئين المحتملين من التوجه لحدود تركيا. وقد تحدث أردوغان مع الرئيس الأميركي دونالد ترمب والمستشارة الألمانية أنغيلا ميركل يوم الجمعة، وكان من المتوقع أن يتحدث إلى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، "لكن المكالمات لم تكن لتغيّر من واقع من يسيطر على سماء سوريا"، على حسب تعبير الوكالة. وأضافت أن "خيارات أردوغان للانتقام" من قوات النظام السوري "كانت محدودة في غياب الدعم الجوي". وأوضحت أن الغارة التي قتلت جنوداً أتراكاً "كانت تهدف إلى ردع تركيا عن التوغل في عمق إدلب"، وأن من شأن أي انتقام من طرف أنقرة أن يضع المواقع التركية تحت تهديد أكبر. وتوقع مسؤول رفيع المستوى على دراية مباشرة بسياسة تركيا في سوريا أن "يكون أردوغان قد استثمر الكثير في هجومه بسوريا بحيث لا يمكن أن يتراجع الآن، وسيسعى إلى الانتقام العسكري المستمر"، حسب ما جاء على "بلومبرغ". لكن في مكالمته مع ترمب، قال أردوغان إن "الرد اللازم قد تم على مرتكبي الهجوم الشنيع على جنودنا الأبطال"، وفقا لبيان صادر عن مكتب الرئيس التركي. واتفق الرئيسان على اتخاذ "خطوات لمنع حدوث مأساة إنسانية ضخمة في إدلب دون تأخير"، كما جاء في البيان. ومع ذلك، لا تزال تركيا مصممة على إنهاء هجوم النظام السوري على إدلب، ويمكن أن يتبع ذلك المزيد من الأعمال العسكرية التركية.

أردوغان يبعد تركيا عن حلفائها التقليديين

وفى وقت سابق أمس الجمعة، كان وزير الدفاع التركي خلوصي أكار قد مهد الأسس لموقف أردوغان اللاحق، حيث قال إن "الانتقام التركي الشديد دمر المروحيات والدبابات السورية وقتل مئات الجنود". وقد ألقى أكار بعض اللوم على روسيا، قائلاً إن الروس "كانوا على علم بمكان تواجد القوات التركية في سوريا".

وأضافت "بلومبرغ" في تقريرها أن "عزلة أردوغان هي إلى حد كبير من صنع يده. لسنوات، كان (أردوغان) يبتعد بسياسته الخارجية عن حلفاء تركيا التقليديين في الغرب. وقد تسارع هذا التغيير في الاتجاه بعد أن قدم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين دعمه في ليلة الانقلاب العسكري الفاشل ضد أردوغان في عام 2016 في حين بدت العواصم الغربية غير مبالية. وقد أقام الزعيمان علاقة شخصية قوية حتى في الوقت الذي اختلفت فيه أجندتهما في الشرق الأوسط". وذكّرت الوكالة بأن أنقرة اختارت العام الماضي شراء نظام دفاع صاروخي روسي متقدم، مفضلة الخيار الروسي على البديل الأميركي الصنع الذي كان سيأتي مع قيود على مكان وزمان استخدامه. وأدى هذا الأمر إلى توتر العلاقة بين أنقرة وواشنطن، وطردت وزارة الدفاع الأميركية تركيا من برنامج صناعة الطائرات المقاتلة "اف. 35".

التهويل بفتح المعابر مع أوروبا

أما في ما خص علاقة تركيا بالاتحاد الأوروبي، فتتعمق المشاكل بسبب عقود من الخلافات حول مسائل أساسية مثل جزيرة قبرص حيث توجد جمهورية تركية منفصلة منذ اجتياح تركيا شمال الجزيرة في 1974 رداً على محاولة انقلاب قام بها أنصار الاتحاد مع اليونان. وجلبت الحرب السورية، التي تستمر منذ تسع سنوات، تحديات جديدة إلى العلاقات التركية الأوروبية. واتهم أردوغان الدول الأوروبية بعدم القيام بما فيه الكفاية لتغطية نفقات رعاية 3.6 مليون لاجئ استقروا في تركيا بسبب الصراع. وهدد مراراً وتكراراً بإرسالهم شمالاً إلى حدود الاتحاد الأوروبي. وفي أعقاب هجوم يوم الخميس، حذر المسؤولون الأتراك أوروبا مرة أخرى من أن تركيا "ممتلئة" باللاجئين وسيتعين عليهم استقبال جزء منهم إذا ما استمر القتال في إدلب. من جهته، قال مراد أردوغان، الأستاذ في "الجامعة التركية الألمانية" في إسطنبول والمتخصص بملف الهجرة، إنه من غير المرجح أن تنجح هذه الخطوة. وأضاف: "اللاجئون اليائسون قد يحاولون العبور إلى أوروبا، لكن هذا الأمر سيتوقف قريباً جداً.. ولينجح تكتيك فتح المعابر الحدودية، ينبغي أن يكون هناك معبر مفتوح على الجانب الآخر من الحدود أيضاً، لكن هذا الأمر غير مطروح".

مخاطر المغامرة العسكرية على اقتصاد تركيا

وعند دراسة الخيارات المتاحة أمام تركيا، كان على أردوغان أيضاً أن يضع في الحسبان حالة الاقتصاد المتداعية في بلاده. وقد خرجت تركيا من الركود الاقتصادي العام الماضي ويشهد اقتصادها نمواً مرة أخرى، لكن عملتها لا تزال هشة على الرغم من التدخل القوي من قبل البنوك المملوكة للحكومة لدعمها.

كما أن مستويات التضخم والبطالة مرتفعة، واختلالات الموازين التجارية الخارجية في تزايد، مما يضع البلد على مسار انهيار آخر للعملة. وفي هذا السياق، قالت أناستازيا ليفاشوفا، مديرة "صندوق بلاكفريرز لإدارة الأصول"، إن أي مغامرة عسكرية تركية في سوريا، في ظل غياب الدعم من حلف شمال الأطلسي والولايات المتحدة، قد تزيد من تداعيات السوق في تركيا. وقد أظهرت هزائم أردوغان العام الماضي في الانتخابات البلدية بالمدن الرئيسية أن قاعدته الانتخابية، مهما كان ولاؤها له، متململة من الاقتصاد المتعثر. وهذا مؤشر مهم للزعيم التركي الذي يمكنه الترشح لإعادة انتخابه في عام 2023.وفي هذا السياق، قال هوسين باجي، أستاذ العلاقات الدولية في "جامعة الشرق الأوسط التقنية" في أنقرة: "إن التورط بشكل أعمق في الحرب الأهلية في سوريا لن يؤجج التوترات مع روسيا ذات القوة الإقليمية فحسب، بل قد يؤثر أيضاً على الاقتصاد الضعيف"، مشيراً إلى أن هذا قد يؤثر في نهاية المطاف على صناديق الاقتراع في تركيا.

 

يا هلا بـ«كورونا»… ابقوا تذكرونا!

راجح الخوري/الشرق الأوسط/29 شباط/2020

قبل أسبوعين كانت عاصفة «كورونا» تجتاح دول العالم، وكانت أخبار ووهان وصور المصابين والممرضين الذين يرتدون ثياباً واقية وكأنهم نزلوا من الفضاء الخارجي، وكذلك المصابون الذين يساقون إلى العزل، تسيطر على كل وسائل الإعلام، لكن وزير الصحة اللبناني الدكتور محمد حسن، في «حكومة الاختصاصيين»، ذهب إلى مطار بيروت وقام بجولة وعراضة تلفزيونية، ولم يتردد في القول، أن لا داعي للذعر؛ فكل شيء مراقب وتحت السيطرة، وفي أي حال إن لبنان يملك لقاحاً لفيروس كورونا!

جاء الكلام محيراً ومثيراً للذهول، «لبنان يملك لقاحاً»؟!

لكن كيف ومن أين، في حين نقرأ أن علماء في الصين والولايات المتحدة ودول أوروبية متقدمة، ينكبّون في المختبرات بحثاً عن علاج لهذا الفيروس الذي بدا الآن أقرب إلى وباء بات يهدد دول العالم كلها؟

ربما استسهل الوزير حسن يومها الأمر، قبل انفجار الذعر على مستوى دولي فظنّ أننا أمام مجرد إنفلونزا معروفة، تتوافر لها لقاحات حتى في كهوف أفريقيا، لكن الأمر سرعان ما بدا صادماً بعدما نشرت فتاة لبنانية فيلماً لها قصيراً على «فيسبوك»، تتحدث فيه كيف أنها وصلت إلى مطار بيروت من الصين واضعة الكمامة، وأنها دخلت إلى المطار ولم تتعرض إلى أي فحص أو تدقيق، وأهلاً وسهلاً، ثم ذهبت إلى بيتها لتفرض على نفسها حجراً صحياً في غرفتها، ولتبث ذلك الفيلم عبر ما أثار ضجة كبيرة، كان من نتيجتها أن وزارة الصحة الموقرة أرسلت لها سيارة إسعاف ونقلتها إلى غرفة في مستشفى رفيق الحريري الحكومي في بيروت لتضعها في حجر صحي وتحت المراقبة.

ومرة جديدة نشط وزير الصحة ناشراً سلسلة طويلة عريضة من تصريحات الاطمئنان، وذهب مع ثلة من أطباء وزارته إلى المطار ليعلن أن لا داعي للخوف؛ فكل الإجراءات الضرورية متخذة، ولبنان خالٍ من أي إصابة بـ«كورونا»، لكن حيرة الناس وحذرهم وشكوكهم استمرت، وخصوصاً بعدما سيطرت تطورات الوباء الكوروني على أخبار الصحف ونشرات الأخبار ووسائل الاتصال الاجتماعي.

لكن الذعر كان يقترب على مهل، فجأة قبل عشرة أيام، حطت طائرة إيرانية أقلعت من إيران حاملة 164 راكباً، بعضهم كان يزور العتبات المقدسة في قمّ، وتم اكتشاف سيدة كانت على متنها مصابة بالفيروس، فجرى نقلها إلى مستشفى الحريري لتخضع للعلاج.

بعد هذا بساعات انفجرت قصة مدوية حول الإهمال العجيب، وانعدام الحد الأدنى من المسؤولية الصحية والوطنية عند الحكومة اللبنانية، على خلفية مجموعة من الأسئلة لم يكن في وسع الوزير حسن إعطاء أجوبة مقنعة عنها:

أولاً: إذا كانت السيدة مصابة، فكيف سمحت لها السلطات الإيرانية بأن تستقلّ طائرة على متنها 164 راكباً كما قيل؟ وجاء ردّ الوزير: ربما لم تعلم السلطات في طهران بإصابتها فسمحت لها بالسفر!

ثانياً: عظيم، إذا كانت السيدة تعرضت لوعكة في الطائرة لماذا لم يتم إخطار مطار بيروت؟ والجواب: ربما لم يعلم قائد الطائرة بهذا.

ثالثاً: أيضاً عظيم، لكن بعدما اكتشفتم إصابتها حرارياً في المطار، كيف سمحتم لباقي الركاب بالذهاب إلى بيوتهم والحمد لله على السلامة؟ ويأتيك الجواب الغريب العجيب من المسافرين هذه المرة: الإجراء الوقائي العظيم المستمر حتى الآن بشهادة ركاب قدموا من الصين ومن إيران ونشروا شهاداتهم على وسائل التواصل الاجتماعي، هو أن أمن الجوازات وهو يطبع إشارة الدخول يطرح سؤالاً على الراكب: هل معك حرارة؟ والجواب: لا يا أفندي، إذن الله معك، الحمد لله على السلامة!

وذهب الركاب الـ164 إلى بيوتهم، طبعاً عانقوا أفراد أسرهم والجيران، ولم تحاول الدولة العظيمة أن تستدعيهم خوفاً من احتضان بعضهم للفيروس الذي يحتاج إلى 14 يوماً لظهور أعراضه!

لكن القصة لم تتوقف هنا، فعلى امتداد عشرة أيام وحتى كتابة هذه السطور، يستمر هبوط الطائرات التي تجيء من إيران الثانية بعد الصين، ومن إيطاليا الثالثة بعد الصين بالإصابات، ومن دول أخرى، والدولة الساهرة على حماية لبنان من «كورونا» تواصل سياسة أهلاً وسهلاً، على ما يقول الركاب القادمون: فقد بثّت إحداهنّ فيلماً على «فيسبوك» يقول: ها أنا وصلت للتو إلى المطار، إنني أنتظر حقيبتي، دخلت لم يفحصني أحد ولم يطرح عليّ أحد سؤالاً... عجيب!

نعم عجيب وأكثر، وخصوصاً أنه في حين كانت السلطات غارقة في نقاش حول ضرورة وقف الرحلات من الدول المصابة مثل الصين وإيران وغيرهما، كانت الأقنعة الواقية تختفي من الأسواق، كان ثمن القناع ألفين وخمسمائة ليرة صار فجأة 15 ألف ليرة وعشرين ألفاً، ثم تبيّن أن التجار باعوا أربعة أطنان من الكمامات إلى الخارج، وأن بعضهم يخفي الموجود بانتظار رفع الأسعار.

قبل إعلان وقف الرحلات الدينية أخيراً، كانت الطائرات تستمر في الوصول من إيران، في وقت تم تخصيص طبقة من مستشفى الحريري لاستقبال المصابين، ثم أعلن عن تخصيص كل المستشفى لمثل هذه الحالات، يوم الأربعاء أعلن عن إصابة ثانية مثبتة مخبرياً مصابة بفيروس كورونا «covid - 19»، وهي حال مرتبطة بالحال الأولى على متن أول طائرة جاءت من إيران، لكن الطيران من طهران لن يتوقف؛ وهو ما زاد من المخاوف، خصوصاً مع تواتر الأخبار عن اتساع دائرة الإصابات هناك؛ ما دفع كل الدول المجاورة لإيران إلى وقف السفر معها، باكستان، وأفغانستان، والعراق الذي أغلق حدوده الجوية والبرية معها.

يوم الخميس أعلن في إيران أن 106 أشخاص أصيبوا في 24 ساعة، وأن عدد الوفيات وصل إلى 26، وبعد النائب الإصلاحي محمود صادقي الذي أصيب وكتب «ليس لدي أمل كبير في الاستمرار في هذا العالم»، أعلن رئيس لجنة الأمن القومي في البرلمان مجتبي ذي النور إصابته بالفيروس، وذلك بعد إصابة نائب وزير الصحة أبراج حريجي. في الأسبوعين الماضيين دخل إلى لبنان 200 شخص جاءوا من الصين دون اتخاذ أي حجر صحي عليهم، وأكثر من أربعة أضعاف هذا العدد من طهران، وهو ما يشكّل خطراً كبيراً؛ لأن بعضهم على الأقل يمكن أن يكون في حال حضانة المرض التي تمتد من يومين إلى 14 يوماً، ويقول الأطباء الاختصاصيون في بيروت، إن خوف اللبنانيين مبرر؛ فالحكومة تأخرت في اتخاذ تدابير الوقاية وفي ضبط حركة الطيران مع الدول الموبوءة!

لكن وزير الصحة يواصل العمل على قاعدة «لا داعي إلى الهلع، بعد الإعلان عن ضبط حركة الطيران السفر مع الدول الموبوءة، واقتصار الرحلات منها وإليها حسب الحاجة الملحة، وبعد وقف الرحلات الدينية». لكن ما هي هذه الحاجات الملحة، حين تعلن البحرين يوم الخميس تعليق كل الرحلات من وإلى لبنان والعراق حتى إشعار آخر؟ رغم العدد الكبير من الناس الذين دخلوا لبنان من الصين، وإيران، وإيطاليا، وكوريا الجنوبية، والذي يرفع منسوب الخوف عن المواطنين اللبنانيين، لم تجد الحكومة الواعية سوى القول إن في استطاعة البلديات، أن تراقب حالات الذين عادوا ويمكن أن تبدوا عليهم علامات العدوى... ولهذا؛ يردد الكثير من اللبنانيين الآن وبكثير من الخوف ومرارة السخرية: يا هلا بـ«كورونا» ابقوا تذكرونا!

 

العالم وفوبيا «كورونا»

د. جبريل العبيدي/الشرق الأوسط/29 شباط/2020

الفوبيا والقلق حول فيروس كورونا المستجد «المرعب» هما المحركان الرئيسيان وراء الإجراءات الاحترازية التي تتخذها بعض دول العالم. هي إجراءات مقبولة، خاصة في منع التجمعات المجتمعية أو مناسبات احتفال أو التقاء جماعي، سواء كان دينياً كالحج والعمرة أو ثقافياً أو رياضياً؛ لأنَّها تعتبر مصدراً خطيراً ومهماً لانتقال الفيروس المرعب حالياً. دار الإفتاء المصرية ومنظمة التعاون الإسلامي دعمتا الإجراءات الاستباقية والوقائية التي اتخذتها المملكة العربية السعودية، لحماية وسلامة كل من يقدم لأداء مناسك العمرة أو زيارة المسجد النبوي، من فيروس كورونا الجديد «كوفيد – 19».

فالتحرك العربي على أعلى المستويات يعتبر خطوات جادة ومهمة لحماية مواطنيها من الفيروس القادم من الصين؛ فقد قرَّر وزراء الصحة العرب عقد اجتماع طارئ على مستوى الخبراء لوضع برنامج مشترك لمواجهة الخطر القادم (فيروس كورونا المستجد «كوفيد – 19»)، خاصة بعد انتشاره في الصين، بشلٍ لافت، وإصابة 78500 ألف شخص بالفيروس، توفي منهم قرابة 2744، والعدد في ازدياد.

هذا التخوف أصبح مثيراً، خاصة بعد اقتراب وظهور بؤر جديدة في تماس مباشر مع بلاد العرب، خصوصاً بعد أن أصبحت إيران البؤرة الثانية في العالم بعد ووهان الصينية، بعد انتشار الفيروس في 22 محافظة إيرانية، في ظل غموض وغياب وتغييب الحقيقة في إيران، خاصة بعد التستر المفضوح عن إصابة معصومة ابتكار، نائبة الرئيس الإيراني، بفيروس كورونا المستجدّ، والإعلان عن إصابة 245 شخصاً؛ ممَّا يجعل الرقم مشكوكاً فيه في ظل غياب الشفافية من الجانب الإيراني، وفي ظل تخبط حكومي في مواجهة الفيروس، بعد أن أكد الرئيس الإيراني حسن روحاني، أنه لا يعتزم فرض حجر صحي كامل على أي مدن وبلدات رغم تفشي فيروس كورونا الجديد، لدرجة إصابة مسؤول حكومي كبير. «كل ما هو حي يؤكل» شعار شعبي صيني فيما يخص الطعام، قِيل عنه إنه قد يكون من أهم مسببات انتشار المرض في الصين، فمدينة شنغن جنوب الصين تتَّجه إلى تجريم تناول الكلاب والقطط، والخفافيش، وإن استبعدت والسلاحف والضفادع والثعابين؛ كونها أطباقاً من التراث الشعبي الصيني، ما تتهم بنقل الفيروس «المرعب».

الفيروس المرعب لم يسلم انتشاره من الإشاعات والتفسيرات «المتطرفة» التي ذهبت لدرجة «المؤامرة»، بعضها استشهد بإغلاق معامل بيولوجية حول العالم، وبعضهم استشهد بقصة فيلم سينمائي عرض عام 2011 وهو فيلم «Contagion» من إخراج ستيف سوديربيرج، تحدث قبل سنوات عن كارثة مشابهة، حيث أظهر الفيلم الخفافيش، معتبراً أنها أصل تفشى الفيروس. إنَّ البعض فتش في دفاتر رسائل الماجستير والدكتوراه، وتحدَّث عن رسالة ماجستير تحكي عن احتمالية مشابهة لسيناريو «كورونا» الحالي.

البعض ضمن تفسير «المؤامرة» استشهد بتصريحات منسوبة إلى القائد السابق لحلف الناتو، جيمس ستافريديس، الذي تحدث عن أسلحة بيولوجية وأوبئة، يمكن أن تقضي على خُمس سكان الأرض، في مقال نشرته مجلة «فورين بوليسي» في ظل اتهام مباشر لشركات الأدوية كونها المستفيد الأوحد من المصيبة من باب مصائب قوم عند قوم فوائد، سواء كانت محض الحظ أو التآمر. فيروس «كورونا»، أياً كان السبب في انتشاره، وباء عالمي أم «حرب بيولوجية وتآمر» لصالح شركات الأدوية كما يظن ويتكهن البعض، يحتاح إلى إجراءات استباقية فهي الخطوة الناجعة والصحيحة لحين تجلي الحقيقة المغيبة.

وفي ظل فوبيا «كورونا» يبقى الأمر المطمئن هو أن معدل الوفيات من فيروس كورونا لا يزال منخفضاً، أقل من 2 في المائة في الحدود المقبولة رغم سرعة انتشاره.

 

وباء مدينتين

سمير عطا الله/الشرق الأوسط/29 شباط/2020

حتماً إنّها مجرّد مصادفة في صدور كتاب «فلورنسا تحت الحصار» للمؤلّف جون هندرسون عن جامعة ييلّ، وبين مأساة «كورونا» التي تلفّ العالم لفّة بعد أخرى، يوماً بعد آخر. يصف هندرسون كيف امتدّ وباء الطاعون في إيطاليا خريف 1629؛ إذ حمله المرتزقة الألمان المتقدّمون في جبال بييمونتي. كلّما تقدّموا تقدّم الوباء معهم وانتشر. ودبّ الذعر في فلورنسا من اقترابه إلى المدينة، فكتبت دائرة الصحة إلى زملائها في ميلانو وفيرونا والبندقية، تستفسر الأحوال لاتخاذ الإجراءات الوقائية. وجاءها الردّ من مدينة بالما بأنّ السكّان «أصبحوا في حالة يحسدون معها الموتى». وعلمت المؤسسة أيضاً، أنّ المسؤولين في بوبونيا، منعوا أي كلام حول الطاعون خوفاً من استدعاء الموت بلفظ اسمه. وساد الاقتناع بأنّ الوباء ينتشر في الهواء الملوّث من أنفاس المرضى والمصابين، أو عبر الملابس والأخشاب. فأصدرت وكالة الصحّة أمراً بمنع التجارة، لكنّ شيئاً لم يمنع الطاعون من التقدّم. ومع حلول شهر أغسطس (آب)، راح الموت يحصد أهالي فلورنسا. وأمر مطران المدينة بقرع جميع الأجراس والتضرّع في الكنائس والساحات. وانتشرت الإشاعات مثل الوباء أيضاً. ومنها أنّ طبيباً من صقلّية هو الذي زرع الجرثومة في مياه الأجران التي توضع أمام الكنائس. وفي شهر أكتوبر (تشرين الأول)، كان عدد الموتى قد جاوز الألف فأقامت الوكالة محجراً صحّياً على تلال فلورنسا. وبعد شهر كان العدد قد وصل إلى ألفين ومائة. وفي عام 1631، صدر الأمر بالحجر على معظم السكّان ومنعهم من مغادرة بيوتهم. وفي كتاب «الطاعون في فلورنسا»، يصف جيوفاني بالدينوتشي المشهد في المدينة وكأنّه يصوّر مدينة ووهان الصينية هذه الأيّام: «كان محزناً أن ترى الشوارع والكنائس خالية تماماً من أي إنسان. وأصبح ممنوعاً على الناس أي مظهر من أشكال الصداقة. وهاجمت أمّ، أمام المحكمة ابنتيها لأنّهما خرجتا لزيارة الجيران وشهدتهما الشرطة بالجرم المشهود».

يروي المدوّنون في تلك الأيام أنّ تبادل الكلام بين الجيران والمحجور عليهم أصبح هو أيضاً يؤدّي إلى السجن. وكالعادة، أُنحي باللائمة على الفقراء في انتشار الوباء. وأصبحت ممارسة الرحمة والشفقة صعبة. فقد ذهبت امرأة لمساعدة شقيقتها المريضة في بلدة أخرى، ولمّا عادت تبيّن أنّها أصيبت هي أيضاً، فانتشر الموت في العائلة مودياً بسبع ضحايا. التواصل ممنوع بين الأهالي والجيران في ووهان اليوم. وأدّى الوباء في القرن السابع عشر إلى ارتفاع الأسعار في أوروبا وانهيار بعض الاقتصادات والتجارات، كما يحدث في الصين اليوم. وعمّت المجاعة وصارت الناس تأكل ما يمكن أن تصل إليه من خضراوات وغيرها، وبلغ الأمر بوكالة الصحة أن حظرت ممارسة الجنس؛ لأنّ ارتفاع الحرارة في الجسم يضعفه ويعرّضه للعدوى. وكان عقاب المرأة التي تُضبط بتلك الفعلة أن توضع على حمار، ظهرها إلى الأمام، يصفّق لها المؤنّبون في الشارع. إذا توافر وجودهم هناك.

 

أميركا والطريق إلى الثلاثاء الكبير

إميل أمين/الشرق الأوسط/29 شباط/2020

على بُعد ساعات من الثلاثاء الكبير يتساءل المرء: إلى أين تمضي مسيرة الانتخابات الرئاسية الأميركية في نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل، ومَن سيوفي الحظ له من الحزبين الكبيرين الديمقراطي والجمهوري، ومن سيخلفه؟ نهار الثلاثاء المقبل تصحو أميركا على يوم تقليدي تاريخي، حيث تجري الانتخابات الأولية في نحو أربعَ عشرةَ ولاية ومنطقة، يتم خلالها اختيار مندوبي الحزبين، الذين بدورهم تقع عليهم مسؤولية اختيار المرشح الذي سيخوض غمار الانتخابات، وعادة ما يشهد الثلاثاء العظيم انسحابات ونشأة تحالفات بين المرشحين. يمكن القطع بأن ثلاثاء انتخابات 2020 مثير جداً لأسباب كثيرة، ربما أولها وأخطرها أنه يأتي في توقيت تجد الولايات المتحدة روحها منقسمة في داخلها، وبعد عدة إجراءات ومحاولات لعزل الرئيس ترمب من منصبه، كلها باءت بالفشل، وجميعها - قولاً واحداً - اختصمت من رصيد الديمقراطيين في الشارع الأميركي، إذ بدا وكأن شهوة الانتقام تتغلب على موضوعية الطرح، وعلى الجانب الجمهوري، يوقن كثير من الأميركيين أن الموثوقية في محاكمة ترمب، والمصداقية في إجراءات المحاكمة، قد غابتا عن الأجواء، والأمران معاً شكَّلا طعنة واضحة لديمقراطية أميركا التي تفاخر وتجاهر بها داخلياً، وتسعى لتصديرها إلى ما وراء البحار.

على أن المقاربة الأولية بين أحوال الديمقراطيين والجمهوريين تأتي بديهياً لصالح الأخيرين، فيما البيت الديمقراطي يتصدَّع يوماً تلو الآخر، وبصورة غير مسبوقة، ما يعيد التذكير بأن كل بيت ينقسم على ذاته يخرب، وكل مملكة تنقسم على ذاتها لا تثبت.

الحديث عن الحزب الديمقراطي على عتبة الثلاثاء العظيم يستدعي فرز أوراق مرشحيه، وجلهم في السبعينات من العمر أو أزيد، فيما عدا المرشح بيت بوتجيج، الذي جاهر بمثليته، ولا يعرف المرء ما إذا كان الأميركيون يمكن لهم القبول برئيس على هذا النحو، لا سيما من قبل الجماعات المحافظة، حتى داخل الحزب الديمقراطي، إذ لا تزال أميركا دولة علمانية الهوية مغرقة في الهوى الديني. الذين قدر لهم متابعة المناظرة الأخيرة التي جرت بين رموز الديمقراطيين الساعين إلى الفوز بترشيح الحزب لهم لخوض سباق الرئاسة، تلك التي جرت بها المقادير في ولاية كارولينا الجنوبية، قبل بضعة أيام، وضح لديهم أن المشهد، وعن حقّ، جنوني وفوضوي، وأن الصراع الداخلي بين أعضاء الحزب يعلو فوق أي وحدة توجه أو خطوط استراتيجية تبغي تجميع القوى لمقارعة دونالد ترمب والنيل منه.

لم تسفر المناظرة إلا عن مكاسب إضافية للرئيس ترمب، الذي يتقدم بثقة يوماً تلو الآخر، ويحقق استفادة واضحة من التراجعات الديمقراطية، لا سيما على صعيد تنظيراتهم للسياسة الخارجية للدولة، وهذه مسألة غاية في الأهمية.

يكاد المراقب والمتابع لتوجهات الناخبين الديمقراطيين يرصد عودة متخفية لسياسة «القيادة من وراء الكواليس»، تلك التي آمن وعمل وعلم بها باراك أوباما، والتي قادت إلى المشهد الأميركي المأساوي طوال ثماني سنوات خلت.

خلف الديمقراطيين، ومن أسف شديد، علاقات منسوجة بقوة مع أنصار تيار الإسلام السياسي في الداخل الأميركي، ولا تزال هناك ثقوب تصل إلى حد الاختراقات في جسد الحزب من جراء التحالفات الخفية لأوباما، ووزيرة خارجيته هيلاري كلينتون، مع جماعة الإخوان المسلمين والجمعيات التي تمثلها في الداخل الأميركي، وجلّ هؤلاء يسكنون وزارة الخارجية الأميركية، وكثير من المؤسسات البحثية والأكاديمية. لا نوفر في تحليل مشهد الثلاثاء الكبير والانتخابات الأولية إشكالية كبرى يمثلها المرشح بيرني ساندرز اليهودي الديانة الاشتراكي التوجه، وحين نشير إلى ديانته، فلسنا هنا نتناول الأمر من باب المحاصصة الطائفية، بل من قبيل الإشارة إلى توجهاته لجهة إسرائيل، وهذه نقطة جوهرية، فهو لا يعد صديقاً للدولة العبرية، ويطالب بإحقاق حقوق الفلسطينيين، وإعادة السفارة الأميركية إلى تل أبيب، أي أن ساندرز يكاد يبدو في عيون اللوبي اليهودي الأميركي والتجمعات اليمينية الداعمة لإسرائيل بمثابة «نعوم تشومسكي آخر»، أو اليهودي الكاره لذاته. على أن صعود نجم ساندرز في الاقتراعات الأولية الأخيرة يضع الديمقراطيين في زاوية خطيرة، وقد تبدّت تلك المخاوف، من خلال الهجوم الضاري عليه في مناظرة كارولينا الجنوبية الأخيرة، الأمر الذي دفعه للقول: «أنا أسمع اسمي يتردد بشكل كبير الليلة».

إشكالية الديمقراطيين مع ساندرز في واقع الحال أعمق وأكبر من مجرد موقفه من إسرائيل. إنها معضلة رجل يؤمن بقيم تزلزل أساسات النيوليبرالية الاقتصادية الأميركية، فساندرز أقرب إلى الاشتراكية اليوتوبية، وأميركا اليوم تشعر بخطر كبير من جراء «الاشتراكيين الجدد»، أولئك الذين يرتفع صوتهم ويمتد أثرهم يوماً تلو الآخر، وعندهم أن الرأسمالية أخفقت في بناء مجتمع التواصل الإنساني، بل إنها عمّقت الشروخ في جدار النسيج الاجتماعي الأميركي، وعليه، لم تضحَ أميركا دولة الفرص المتساوية، وهو حديث يجد صدى طيباً عند جماهير غفيرة تتزايد بشكل تدريجي وبمعدل سريع، ما يجعل الدولة الرأسمالية الأميركية العميقة تسعى بكل قدراتها لإزاحة ساندرز من على خريطة التوقعات. ما نقول به عبّر عنه عمدة نيويورك السابق، مايك بلومبرغ، حين وجّه حديثه إلى ساندرز في المناظرة الأخيرة بالقول إن «روسيا سوف تساعدك ليتم اختيارك مرشحاً للحزب». يعني هذا أن قصة روسيا واختراق صفوف الديمقراطيين تعود من جديد إلى سماوات انتخابات الرئاسة 2020. وإلى حين ظهور نتائج الثلاثاء الكبير يمكن القطع بأن الديمقراطيين هم مَن يدفع ترمب للبقاء أربع سنوات أخرى في البيت الأبيض.

 

اليمين واليسار... ولكن أين الناس؟

عبد الرحمن شلقم/الشرق الأوسط/29 شباط/2020

ما زالتْ كلمتَا اليمينِ واليسارِ تطوفان في ملاعب السياسة والثقافة، محلياً ودولياً. صفة تُعلَّق على رؤوس متصدري المشهد الحزبي والحكومي والسياسي بصفة عامة. ذهب الزمن والرجال الذين صنعوا الكلمتين في حدث عفوي بوقت مفصلي في تاريخ التحولات الإنسانية الكبيرة. كان ذلك في خضم الثورة الفرنسية، عندما اجتمع أعضاء الجمعية التأسيسية في عهد لويس السادس عشر في جلسة لتحديد صلاحيات الملك. جلس المطالبون بتحديد صلاحياته إلى يسار القاعة، في حين جلس المؤيدون له إلى اليمين، وهكذا وُلِدَ تعبيرٌ سياسيٌّ عفويٌّ في سنة 1789 بفرنسا. رحل ذلك الزمن والناس، وبقيت الكلمات التي لا ترحل، وتعيد إنتاج ذاتها عابرة للقارات والزمن والأجيال. كان اليسار حمَّالاً لمفاهيم وتوجهات وشعارات سياسية واجتماعية، له ألوان تتنقل من عصر إلى آخر. الاشتراكية بكل تفاصيلها السياسية والاقتصادية والثقافية كانت الرافعة العالية لمصطلح اليسار. تعدَّدت التنظيمات التي تبنتها، ومع مرور الزمن وامتدادات المكان أنجبت تفاصيل متنوعة، وفي كثير من الأحيان متضاربة.

بعد ظهور الشيوعية، وإقامة أول كيان سياسي لها في الاتحاد السوفياتي، تمدد الفكر الذي هيمن عالمياً على مفهوم اليسار. كان المضمون هو القضاء على الاستغلال، وتحقيق العدالة، واستعادة حقوق العمال الذين ينتجون بجهدهم ما يستحوذ على قيمته الحقيقية أصحاب رؤوس الأموال، ولا بد أن تكون وسائل الإنتاج مملوكة للعمال عبر سيطرة الدولة عليها. الأممية الشيوعية جعلها حكام الكيان السوفياتي شعاراً وتنظيماً استوعب القوى المؤمنة بحتمية القضاء على الرأسمالية، وإحلال الاشتراكية مكانها، والثورة هي الوسيلة لتحقيق هذا الأمل الذي انبثق من فلسفة ماركس وإنغلز، ووضع له لينين الخريطة العملية لتكريسه على الأرض. لكن العنف والدم الذي رافق تلك الرحلة ظلَّ لصيقاً بالفكر والتطبيق، وصدق عليه القول: «نبدأ بطلب العدالة، وننتهي بتشكيل جهاز للشرطة». منذ بداية العقد الثالث من القرن الماضي، انتشرت التنظيمات الشيوعية في كثير من دول العالم، كثير منها عبأ قوته لمقاومة الاستعمار، رافعاً شعار الحرية للوطن، وتحقيق العدالة للمواطن، بالقضاء على الاستغلال والإقطاع. كانت الأمية تغشى آسيا وأفريقيا وأميركا اللاتينية، بل حتى أجزاء من أوروبا، وخاصة الشرقية، فكانت الشعارات والحماسة هي اللغة التي تهيج العامة، ويجد الشيوعيون الوسط البشري الذي يمكنهم من تحريك الجماهير التي تعاني من العوز والاستغلال. لكن مصطلحاً آخر برز مع الزمن لينافس الشيوعية، وهو الاشتراكية التي تلتقي مع الشيوعية، وتختلف معها في الوقت ذاته. تبعية الأحزاب الشيوعية للاتحاد السوفياتي، وكذلك قضية الدين، وغيرها من التباينات، أسس لمسافة بين التيارين، ولكن مصطلحاً قديماً ولد في القرن الثامن عشر في خضم الثورة الفرنسية، وهو اليسار، استعيد ليجمع التيارين الاشتراكي والشيوعي.

في البلاد العربية، تأسست أحزاب شيوعية منذ عشرينات القرن الماضي، في فلسطين ومصر والسودان وسوريا ولبنان، وكانت مرتبطة بموسكو، فكراً وسياسة. خاضت تلك الأحزاب، مع غيرها من القوى، معارك الاستقلال، وكذلك مواجهة المشروع الصهيوني لإقامة دولة في فلسطين. الاتحاد السوفياتي فتح جامعاته للطلاب العرب لدراسة الآداب والفنون والطب والتقنيات، وعاد هؤلاء الطلاب إلى أوطانهم، وحمل بعضهم معه الشيوعية، فكراً وتنظيماً وثقافة، وكان من بينهم كتاب وأدباء وشعراء ترجموا الأعمال الأدبية من الروسية إلى العربية. انقسام الشيوعيين في الصين والاتحاد السوفياتي وجد أثراً له في العالم العربي، لكن الجناحين لم يصل أي منهما إلى السلطة سوى في اليمن الجنوبي. في خمسينات القرن الماضي، وبعد ثورة يوليو (تموز) في مصر، وانقلاب عبد الكريم قاسم في العراق، وبروز حزب البعث، دخل مفهوم اليسار إلى الحلبة العربية، خاصة مع ظهور حركة القوميين العرب، وهيمنة القضية الفلسطينية على التيارات السياسية العربية، ونشوب صدام نظري وحركي بين هذه التيارات. هزيمة حرب يونيو (حزيران) هزَّت كلَّ شيء، وانهالت الأسئلة، وهجم كل المسكوت عنه شاخصاً أمام النخب، بل تعداها إلى دوائر العامة من الناس. تهاوت كثير من الأفكار، وغابت الشعارات التي كانت في يوم ما تملأ وعاء العاطفة.

تحرك كل شيء في كل مكان، وانهار الاتحاد السوفياتي، ودخل العالم في دنيا القطب الواحد الغربي الرأسمالي، بزعامة الولايات المتحدة، وغاب في العالم العربي ما كان يسمى اليسار إلى حد كبير. السؤال الذي يمكن أن يُطرح: هل كان هناك يمين عربي مقابل لليسار؟ بعيداً عن المفاهيم والآيديولوجيات السياسية، كان الخطاب اليساري يُنتج في حلقات نخب حزبية تقافزت إلى دوائر النشاط السياسي، فكرياً وتنظيمياً، ولم ينسب إلى حلقات العامة من الناس، في حين كانت الغالبية الساحقة من فئات الشعب تعيش في موروث اجتماعي وديني أنتج منظومته القيمية الراسخة غير المستوردة. الأنظمة العربية التي أطلق عليها بعض اليساريين صفة المحافظة والرجعية والتقليدية لا يمكن تصنيفها موضوعياً باليمين، فقد وفر أكثرها فرصاً للتعليم والخدمات الصحية وإنجاز البنى التحتية. وفي الوقت الذي كان بعض من يسمون أنفسهم التقدميين اليساريين يهاجمون الرئيس التونسي الأسبق الحبيب بورقيبة، ويصفونه باليميني والرجعي، كان الرجل يقود تغييراً اجتماعياً في تونس شمل كل المجالات، في حين تقاتل القادة اليساريون في اليمن الجنوبي على السلطة، والبعثيون في العراق وسوريا حارب بعضهم بعضاً، وصفوا رفاقهم. الخلاصة، كانت وصفة اليمين واليسار في البلاد العربية مستوردة ومغالِطة، ولم تزد عن كونها مادة مضافة إلى سلة معركة التيه في شعارات بلا مضمون. اليوم، هناك دنيا جديدة بأناس جدد لا ينقادون إلى نخب تصنف نفسها. في عصر انتشار التعليم والإعلام، واتساع واقع الذاتية الفردية التي يحدد كل فرد فيها خياراته، تغادر الزمان والمكان قاعة الجمعية التأسيسية الفرنسية، بيمينها ويسارها، بكل ما حملته عبر التغييرات التي شهدها العالم، لتحل مكانها تكوينات سياسية وفكرية يبدعها الناس دون توقف في كل الدنيا التي صارت قاعة بلا يمين أو يسار.

 

الاجتماع السري والمأزق الفكري!

محمد الرميحي/الشرق الأوسط/29 شباط/2020

تساءلتُ وأنا أخطط لكتابة هذا المقال: ترى ما الفائدة العامة التي يمكن أن تُجنى من مناقشة رأي لشخص واحد، قيل ربما تحت حماس الساعة في غرفة مغلقة؟! خطورته أنه قيل نيابة عن حركة الإسلام السياسي ذات الجذر الواحد والرؤوس المتعددة، من إيران إلى تركيا إلى السودان إلى تونس، إلى أماكن أخرى في الفضاء السياسي العربي. وجدت أن الأمر يحتاج إلى وقفة؛ لأنه أمر عام، وفي رأيي خطير؛ ليس من منظور الفعل الذي دمر مجتمعات بأسرها، ولكن من منظور الفكر أيضاً، وربما هو الأهم. تلك الأفكار تستولي على عقول كثيرة من عقول الشباب وتضللهم. أشير إلى ما أذاعه تلفزيون «العربية» الأسبوع الماضي، وأصبح اليوم متاحاً على «يوتيوب» تحت عنوان: «أجندة الفوضى»، والقائل هو السيد طارق سويدان من الكويت، الذي يقدّمُ نفسه كداعية من جهة، ومدرب من جهة أخرى، ومبشر بالمشروع «الإخواني» من جهة ثالثة. قال إن فرع حركة «الإخوان» في الكويت استطاع أن يحقق هذا وذاك من النجاح السياسي! وإن الحركة في السودان (التي يتوجه إلى أعضائها بالقول) يمكن أن تحقق هذا الهدف وذاك، بسبب مخزونها من الكوادر! إلى آخر ما قال في ذلك الشريط! المفارقة أنه لولا سقوط حكم الحركة في السودان لما كان لنا - كمتابعين - الحصول على ذلك الشريط الذي تُرك مع ثروة من المعلومات لأجندة الحركة، عندما فقدت قدرتها على البقاء وتشتت جمعها في السودان.

خطورة القول أن السيد طارق يتحدث كونه واحداً من جماعة «الإخوان» في الكويت، ويمكن أن يكون ذلك ادعاءً، كادعائه وقف مساعدات حكومية لمصر، دغدغةً لمشاعر مستمعيه وقتها! أو ادعائه في أشرطته المتاحة فهم الإسلام! ذلك الاعتراف بالانتماء لم تصدر الحركة حوله رأياً أو نفياً، ما يؤكد انتماؤه للحركة والحديث باسمها. من هذه الزاوية تأتي أهمية الرصد. حكومة «الإنقاذ» في السودان التي احتضنت ذلك المؤتمر السري سقطت، وتتساوى الأسباب التي عملت على سقوطها مع الأسباب القائمة التي تواجه «النهضة» الذراع الأخرى من الحركة السياسية الإسلامية في تونس، أو المشكلات التي يواجهها نظام أنقرة في السير بعيداً عن الواقع، والانجراف إلى الأدلجة، مع كل ما يتبعها من بروز الدولة الشمولية. أما الفشل القائم في نظام الجمهورية الإسلامية الإيرانية فلا يحتاج إلى دلائل مهما كابر تابعوه. أما صراع الميليشيات في ليبيا باسم الإسلام السياسي، فإنه يأخذ ليبيا سريعاً إلى التفكك! تلك حصيلة مشروع الإسلام السياسي في فضائنا الشرق أوسطي وعلى الأرض، وهي حصيلة ليس فيها أي ذبالة تدل على نجاح، كونها فاقدة للمشروع الحداثي، ومنقسة فكرياً، ومتنازعة عملياً، كل فريق منها يدعي وصلاً بالإسلام، وجميعها مختالة فكرياً بأنها تملك وحدها الحقيقة المطلقة.

القصة الأهم والأكبر والأكثر إلحاحاً، أنها تحمل طاقة مستندة إلى دين الأمة، فيصر كل فريق منها على أن تتعاطى بالسياسة من زاوية «فهمها الضيق للإسلام» وعند مناقشة قيادتها، وعرض مسيرة الفشل القائم أمام الأبصار، يأتي الرد: «إنهم لم يمكنونا من الحكم»! والإشارة في الغالب إلى «مقاومة» الأوروبيين والأميركيين وغيرهم من القوى! دون استعداد لعرض مقولاتهم السياسية على ساحة العقل والنقد والمراجعة والتبصر. منهجهم في ذلك تضييق ما اتسع، واستحواذ لما هو عام (الإسلام) إلى ما هو خاص بـ«الجماعة»، أكانت في الكويت أو تونس أو إيران أو لبنان، أو غيرها من البلدان! المنهج المكمل أنهم يتمتعون بطاقة، على الأقل في أوساطهم، دائبة على نفي من يخالفهم على أنه «خارجي»؛ ليس فقط مخالفاً في السياسة، ولكنه مخالف في الدين!

جماعة «الإخوان» هي الحاضنة تاريخياً لكل الفصائل المتحدرة من جذرها، من دعاة إلى مسالمين إلى جهاديين وإلى إرهابيين؛ حسب الظروف والإمكانيات، هم الناقلون الجدد (من مدرسة النقل) وجدد؛ لأن نقلهم لا يتعدى أدبيات مائة عام مضت مع كتابات السيد حسن البنا، ومن جاء بعده من مُنظِّري الطوائف، معتمدين على الانتقاء من سيولة المرويات التاريخية التي تزدحم بها كتب الأولين، والتي بعضها متناقض ومعارض حتى للعقل السليم. يمارسون السياسة عن طريق الاستقطاب الديني العاطفي، في بحر من المؤمنين تعاطوا تثقيفاً دينياً انتقائياً وطويل الأمد (في الخليج مُكِّنت طلائعهم - ربما عن حسن نية – من الاستيلاء على المنظومة التعليمية الوليدة التي لا يزال بعضها في الأغلب تحت جناحهم الفكري)، بحر المؤمنين هذا سهل التجنيد والحشد للفرق السياسية المختلفة التي تتخذ من الدين شعاراً سياسياً، وبمقولات مبسطة وبقيادات محدودة الكفاءة.

أفضل ما تذهب إليه حركة «الإخوان» في الارتكان الفكري، هو كتابات حسن البنا، وبعده سيد قطب، ومن جاورهما في التنظير للحركة الأم أو إفرازاتها، وهي كتابات تبسيطية وانتقائية في الوقت نفسه، تفتقر اطلاع أصحابها على المنهج العقلي الذي تركه السلف في وقت صعود الفكر الإسلامي، وهو تراث كثير وعميق وغني. الفكرة الأساسية للحركة هي تبني فكرة «الانقلاب» سبيلاً لبناء إمبراطورية، إما عثمانية في مكان، أو (قورشية) في مكان آخر، كما تقول الأدبيات الإيرانية من السند إلى غزة!

الانقلابية جذبت الجماعة الدينية الإيرانية مبكراً، فترجم علي خامنئي عدداً من كتب سيد قطب، وعلى رأسها كتاب «المستقبل لهذا الدين» للاسترشاد الانقلابي بها! الإسلام السياسي المعاصر بألوانه المختلفة، لديه ما يشتكي منه، ولكن ليست لديه القدرة أو المنهج لبناء البديل، لذلك كلما بدأ في مكان بناء سلطة تتعثر وتسقط، حتى لو استخدم كل ما تتيحه السلطة من إرهاب وترغيب. تواضع الحصيلة المعرفية والتاريخية للمؤسسين أوصل التابعين في حركات الإسلام السياسي، بكل فروعها، إلى مأزق معرفي لا يستطيعون الفكاك منه. لقد سجنوا أنفسهم في بنية ثقافية ماضوية وانتقائية، وانتهوا بتنافس في داخل الحركات وبينها على قاعدة الاستخدام الآيديولوجي للدين؛ بل زاد عن ذلك في بعض بيئتهم - كما في البيئة الخليجية - أن أدمجوا العادات والموروث الاجتماعي على أنه من صلب الدين، وفي الوقت نفسه أسبغوا على المخالفين تسميات عدائية واحتقارية تحط من قيمتهم!

لم تظهر في أجندتهم أي أفكار تنموية لها علاقة بالدولة الوطنية، فهم أمميون. لم يتبنوا خططاً لاستئصال الفقر أو رفع مستوى معيشة المواطنين أو مخاصمة الفساد. عدا الإيمان بالمساواة والشراكة في المواطنة، كلها مفردات ارتهن حلها إلى الغيب عندهم، وتراجعت ممارساتها إلى ما قبل العقد الاجتماعي الحديث الذي أخذت به شعوب ومجتمعات العالم، بما فيها مجتمعات إسلامية على قاعدة الدولة الوطنية الحديثة. محصلة ما سمعناه من الأشرطة التي تركتها حركة «الإنقاذ» السودانية، ومن استضافتهم في المؤتمرات الحزبية المغلقة، الخلط الجاهل بين الإسلام كدين من جهة وبين اجتهاد بعض المسلمين الشاذ في السياسة على أنه «الإسلام» من جهة أخرى، ذلك الخلط الذي سبب كل تلك الضجة العالمية السلبية فيما عرف بـ«الإسلاموفوبيا»، والتي هي نتاج مباشر للخلطة الفكرية المسمومة لتلك المجاميع السياسية ذات البعد الواحد والساذج، معتبرين أفكارهم المحدودة هي تعاليم الإسلام الحضارية، ودون مواجهة تلك الخلطة تفسيراً ونقداً سوف يبقى بعض المسلمين - وليس الإسلام - خارج المسار الحضاري، ومكاناً للتصويب السلبي من أكثر من مكان.

آخر الكلام: تضارب وتناقض أفكار «الدعاة» التي تظهر لنا تباعاً اليوم، والذين برزوا في العقود الأخيرة، خير دليل على الاستخدام السلبي لما سموه الفكر الإسلامي. لم تكن المشكلة قاصرة على أنهم ضلوا، ولكن الأفدح أنهم ضللوا!

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

سفارة السعودية دعت مواطنيها الى تأجيل السفر الى لبنان بسبب الكورونا

السبت 29 شباط 2020

وطنية - أصدرت سفارة المملكة العربية السعودية بيانا أعلنت فيه أنه "انطلاقا من حرص سفارة المملكة العربية السعودية لدى الجمهورية اللبنانية على سلامة المواطنين السعوديين من انتقال عدوى فيروس كورونا الجديد COYID - 19 والمنتشر في دول عديدة، تأمل السفارة من المواطنين السعوديين تأجيل خطط السفر غير الضرورية للجمهورية اللبنانية، وتهيب بالمواطنين السعوديين في لبنان اتخاذ الحيطة والحذر والابتعاد عن الاماكن المزدحمة، واتباع الاجراءات الصحية المعلنة للوقاية من الاصابة بهذا الفيروس، وعدم التردد بالاتصال في السفارة لطلب المساعدة عند الحاجة. حمى الله الجميع من كل مكروه".

 

اللواء: الكورونا تقفل المدارس والجامعات.. وتجميد القرارات المصرفية اللجان الوزارية في أزمة.. ودياب ينأى عن السجالات ويستعد لتحرك عربي

وطنية - السبت 29 شباط 2020

وطنية - كتبت "اللواء" تقول:حسمت الحكومة امرها، وقررت بقرار من وزير التربية والتعليم العالي اقفال المدارس والثانويات الخاصة والرسمية والجامعات مُـدّة تبدأ اليوم، وتنتهي الأحد في الثامن من الشهر المقبل.. فضلا عن توقف التدريس والامتحانات في عدد من معاهد وكليات الجامعة اللبنانية والجامعات الخاصة..

وجاء هذا القرار بعد جلسة طويلة لمجلس الوزراء، تطرق خلالها إلى انتشار مرض الكورونا في لبنان، وما يتعين فعله على هذا الصعيد.. لجهة رفع منسوب التأهب، لمواجهة تحدي الهلع، الذي يصيب اللبنانيين في أعمالهم ومدارسهم وجامعاتهم التي تقرر اقفالها لمدة أسبوع على الأقل.. وعدا التعيينات المتوقعة الأسبوع المقبل لنواب حاكم مصرف لبنان ولجنة الرقابة على المصارف وهيئة الأسواق المالية من خارج الآلية المتبعة، بالإضافة إلى القرار النهائي في ما خص سندات "اليوروبوند".كشفت مصادر وزارية ان رئيس الحكومة حسان دياب مستاء من أداء بعض اللجان الاستشارية التي شكلها مؤخرا،لكي تتولى دراسة ووضع الاقتراحات اللازمة للمسائل والملفات المطروحة على جدول أعمال الحكومة للبت فيها واقرارها،بعد خلافات وتشابكات ومناكفات حصلت بين بعض الأعضاء فيها ومحاولة البعض الآخر الاستئثار بمهمات وصلاحيات لجان اخرى،والاهم هو عدم كفاءة لجان محددة القيام بالمهمات المنوطة بها. وأشار المصدر إلى أن رئيس الحكومة هو الان في صدد دراسة اصدار قرار بالغاء اللجان العديمة الجدوى ودمج لجان ببعضها البعض لتفادي تكرار الخلافات نفسها ولاسيما تضارب الصلاحيات وتمكينها من تسريع انجاز المهمات المنوطة بها بالسرعة الممكنة. وكشف مصدر مطلع لـ"اللواء" ان الاتجاه لإصدار مرسوم Capital control تأخر أو صرف النظر في ضوء الاجتماعات الرسمية والمالية بين كبار المسؤولين وانتظار بت مصير الموقف من "اليوروبوند".

مجلس الوزراء

وعلى الرغم من البنود القليلة التي كانت مدرجة على جدول أعماله (9 بنود)، فإن مجلس الوزراء، لم يُنجز أي بند، ربما باستثناء الهبات.. والسفر، مع ان هذا البند الأخير أخذ جولة، نظرا لحال التقشف التي تعيشها الدولة، وتحول دون تلبية حضور كثير من المؤتمرات والمناسبات، إلا إذا كانت على حساب الدولة المضيفة، وبالتالي لم يخرج مجلس الوزراء، بأي قرار، لا على صعيد تعديل آلية التعيينات الرسمية، ولا على صعيد منشآت تخزين الغاز السائل، وكانت النتيجة بطبيعة الحال، تشكيل لجنتين وزاريتين للموضوعين المشار إليهما، اضيفا إلى 18 لجنة أخرى جرى تشكيلها لترجمة عناوين البيان الوزاري، ما يعني ان كل هذه العناوين ستبقى مؤجلة، تبعاً للمثل اللبناني الشائع والمعروف بأن "اللجان مقبرة المشاريع". لكن مصادر وزارية، حرصت على تطمين المشككين بقدرة الحكومة على الإنجاز، بأن تعين لجنة درس تعديل آلية التعيينات لا تعني وقف التعيينات الملحة في الدولة، خصوصاً نواب حاكم مصرف لبنان، لأن هؤلاء لا يخضع تعيينهم بأي آلية، وسيتم هذا الأمر على الارجح الأسبوع المقبل، وانه في الإمكان أيضاً اعتماد الآلية التي وضعها الوزير السابق محمّد فنيش في العام 2010، وتقضي بأن يقترح الوزير ثلاثة أسماء للمنصب الشاغر الذي يراد ملؤه، على ان يختار مجلس الوزراء واحداً منهم، وهي نفس الآلية التي اعتمدت في حكومة الرئيس نجيب ميقاتي، وكان الرئيس حسان دياب وزيراً للتربية آنذاك. وإلى جانب بنود جدول الأعمال التسعة، فقد فرض فيروس "كورونا" نفسه ملفاً اساسياً في مداولات مجلس الوزراء، انطلاقاً من انتشار موجة الخوف منه، في ضوء التوقعات عن ارتفاع حالات الإصابة به في لبنان، خاصة بعدما ترامى للوزراء انباء عن تسجيل إصابة رابعة في مستشفى رفيق الحريري الجامعي، وعلى ما يبدو فإن هذا الفيروس سيشكل مادة متواصلة للبحث بفعل التطورات التي تسجل، مع العلم ان اللبنانيين باتوا يعيشون هاجس الوباء منذ لحظة الإعلان عن الإصابة الأولى.

وفي معلومات المصادر الوزارية، فإن وزير التربية والتعليم العالي طارق المجذوب اثار الاتصالات التي ترده من الأهالي والمؤسسات التربوية بشأن وضع المدارس والتلاميذ والاحتمالات التي يُمكن ان تحدث، وفتح هذا الأمر نقاشاً امام ضرورة اتخاذ قرار، وعرض وزير الصحة العامة حمد حسن داخل الجلسة تطورات الموضوع، فيما اطلع وزير الاشغال ميشال نجار مجلس الوزراء على قراره بوقف النقل جواً وبراً وبحراً لجميع الأشخاص القادمين من الدول التي يتفشى فيها الفيروس، وهي تحديداً الصين وكوريا الجنوبية وإيران وإيطاليا، باستثناء المواطنين اللبنانيين والأجانب المقيمين في لبنان.

ونفت المصادر الوزارية ما تردّد من معلومات خطيرة قيل ان وزير الصحة أدلى بها بشأن هذا الفيروس، واثر البحث تقرر ان يصدر وزير التربية بالتنسيق مع وزير الصحة ولجنة التدابير الوقائية قراراً بإقفال المدارس لمدة أسبوع قابلة التجديد، على ان يتم التشاور كذلك مع منظمة الصحة العالمية.

وفهم من المصادر نفسها ان هذا الاقفال سيسمح لادارات المدارس الرسمية والخاصة لتعقيم جميع الصفوف وتنظيفها تماماً، بحيث تتنقي احتمالات انتشار الفيروس في حال اتبعت الإدارات والأهالي والطلاب ارشادات الوقاية منه. وقضى القرار بإقفال كل المؤسسات التعليمية من روضات ومدارس وثانويات ومعاهد مهنية وجامعات بدءاً من اليوم السبت وحتى مساء الأحد في 8 آذار، وترك المهلة بعد ذلك مفتوحة تبعاً للمستجدات الصحية".

جدول الأعمال

وكانت الجلسة استهلت بكلمة للرئيس ميشال عون عن أهمية بدء العمل في حفر أوّل بئر نفطي استكشافي في البلوك (4)، مكرراً اعتبار ذلك اليوم "باليوم التاريخي" ثم اعقبه كلام في السياسة للرئيس دياب، نقلته المعلومات الرسمية التي اذاعتها وزيرة الإعلام منال عبد الصمد، قبل ان ينتقل البحث إلى جدول الأعمال، بدءاً من البند الأوّل المتعلق بإنشاء محطات الغاز الطبيعي السائل، حيث تولى وزير الطاقة ريمون غجر عرض المراحل التي قطعها هذا الملف، والذي يُمكن ان يوفّر على الدولة مبالغ كبيرة، وأفيد ان التفاوض سيتم مع شركتي "إيني" الإيطالية و"قطر بتروليوم" باعتبارهما شركة مشتركة.

وذكرت مصار المعلومات لـ"اللواء" ان نقاشاً تقنياً حصل بين الوزراء حول بند منشآت تخزين الغاز السائل في ثلاث مناطق هي سلعاتا والبداوي والزهراني، لكن بعض الوزراء اعترض على ثلاث منشآت وطلب الاكتفاء بأثنتين في الزهراني والبداوي من دون سلعاتا، حصراً للإنفاق. ونفت المصادر ما تردد عن خلافات بين الوزراء حول الموضوع، وقالت ان النقاش كان تقنياً بين وجهتي نظر لكنه كان هادئاً، وتقرر بعده تشكيل لجنة وزارية لتقرير الموقف بناء للمعطيات التقنية.

ثم ناقش المجلس، ودائماً وفق المصادر موضوع آلية التعيينات، متوقفاً عن التعيينات التي لا تتطلب آلية، مثل لجنة الرقابة على المصارف، وهيئة الأسواق المالية، ونواب حاكم مصرف لبنان، ومفوض الحكومة لدى المصرف المركزي.

وقرر المجلس أن يتم البحث في التعيينات العاجلة في الفئة الاولى، على ان يتم فيها اعتماد آلية التعيينات التي اقرت في العام 2010 مع بعض التعديلات والتحديث، التي ستتولاها لجنة سيتم تشكيلها لهذا الغرض، مع اعتماد الشفافية والموضوعية.

وعلمت "اللواء" ان لجنة درس تعديل آلية التعيين ستكون برئاسة نائبة رئيس الحكومة وزيرة الدفاع زينة عكر، وسيتولى رئيس الحكومة حسان دياب تشكيلها اليوم على الارجح. كما عُلم ان مجلس الوزراء قرر تشكيل 18 لجنة وزارية للبحث في تطبيق كل مضامين البيان الوزاري وتحضير القرارات حول كل موضوع او مشروع وعرضه على مجلس الوزراء لاتخاذ الموقف بشأنه.

وبالنسبة إلى موضوع استحقاق سندات اليوروبوند، فقد كان مدار بحث بين الرئيسين ميشال عون ودياب في الخلوة بينهما قبل الجلسة، حيث تقرر الاعلان عن الموقف بشكل رسمي خلال أيام قليلة بعد الانتهاء من دراسة كل المعطيات وتقرير لجنة الخبراء الدوليين. وقال رئيس الحكومة خلال الجلسة حول الموضوع: "نحن نتابع دراسة الخيارات المتاحة أمامنا، ولم نتخذ أي قرار في هذا الخصوص، وكل الكلام الذي يتم التداول به غير دقيق. سيكون الأسبوع المقبل حاسما لجهة القرار قبل موعد استحقاق سندات شهر آذار، وسنعود إلى مجلس الوزراء".

وكانت وزيرة العدل ماري كلود نجم قد نفت في الجلسة ان تكون إحدى الشركتين اللتين تمّ اختيارهما للمساعدة في موضوع الدين العام تعاني من تعثر مالي. وأكدت ان الشركتين تتميزان بالخبرة، وتأخذان بالاعتبار كل المعلومات والنقاط الإيجابية والسلبية.

كذلك، نفى مكتب الإعلام في رئاسة الجمهورية صحة المعلومات التي تمّ الترويج لها عن ان الرئيس عون تسلم من حاكم مصرف لبنان رياض سلامة الذي استقبله قبل يومين لائحة باسماء الأشخاص الذين حولوا اموالهم إلى الخارج خلال الأشهر الماضية.

ولوحظ ان الرئيس دياب، حرص في استهلالية الجلسة أيضاً على نفي الأبعاد السياسية التي أعطيت للكلام الذي قاله في الجلسة الماضية حول "اوركسترا" التشويه لحكومته، وقال، بحسب ما نقلت عنه الوزيرة عبد الصمد، انه "مُصر على عدم الدخول في السجالات"، مؤكدا ان عمل حكومته ليس سياسيا، ولا نريد ان نكون جزءاً من أي خلاف سياسي مع أي طرف، وانه يطمح إلى العمل كفريق واحد، من دون إلغاء حق أي وزير في إبداء رأيه أو الاعتراض على أي قرار على طاولة مجلس الوزراء.

وبالنسبة لما تردّد عن قيامه بجولة عربية قريباً، كشف الرئيس دياب، بحسب الوزيرة عبد الصمد، انه يتمنى ان يقوم بأول زيارة في النصف الثاني من شهر آذار، لكنه لم يُحدّد أية دولة عربية سيزور أولاً، مؤكداً ان الجولة ستكون عند الانتهاء من الملف المالي بكل تشعباته.

وقال: "نحن نعرف ان العرب لم يتخلوا عن لبنان في الماضي، ولن يتخلوا عنه في المستقبل، سندق أبواب الدول العربية وسندخل من الأبواب المفتوحة، وضعنا لا يحتمل الانتظار كثيراً لأننا بحالة طوارئ قصوى".

وأضاف بأنه "يحرص على فصل أي زيارة سيقوم بها عن أي حساب سياسي، ولن نكون جزءاً من سياسة المحاور، لأن لبنان نأى بنفسه عنها، لكننا نقف دائماً إلى جانب اشقائنا العرب، كما يقفون دائماً إلى جانب لبنان".

دعم فرنسي

وكان الرئيس دياب تبلغ أمس من السفير الفرنسي في لبنان برونو فوشيه دعم فرنسا للبنان، في وقت كان فيه وزير الخارجية ناصيف حتي يلتقي في باريس نظيره الفرنسي ايف لودريان، حيث عقدا خلوة طويلة استمرت أكثر من ساعة ونصف الساعة، تناولا فيها الأوضاع اللبنانية وسبل مساعدة فرنسا للبنان وكيفية تطبيق الإصلاحات اللازمة لتنفيذ مقررات مؤتمر "سيدر" والإمكانات المتاحة للبنان لمواجهة الأزمة الاقتصادية الحادّة.

والتقى حتي أيضاً المنسق الفرنسي لمؤتمر "سيدر" السفير بيان دوكان، وناقش معه كيفية وضع الإصلاحات اللازمة لتطبيق مقررات "سيدر". وشارك وزير الخارجية في غداء عمل مع رؤساء لجان الصداقة البرلمانية اللبنانية - الفرنسية، وهو كان تلقى اتصالاً هاتفياً من الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيرس، اعرب فيه عن استعداد المجتمع الدولي لمساعدة لبنان في حال تمّ إنجاز الإصلاحات المنشودة.

من ناحية ثانية، علم ان الرئيس سعد الحريري الذي عاد أمس إلى بيروت سيزور القاهرة اليوم للتعزية بوفاة الرئيس المصري السابق حسني مبارك.

"كورونا": إصابة رابعة

في هذا الوقت، بدأ عداد الإصابات المعلنة رسمياً بـ"فيروس كورونا المستجد" يرتفع، ويخشى ان ينكشف ضعف الإجراءات الوقائية التي اعتمدتها وزارة الصحة، لدى انتشار هذا المرض في لبنان، مع انتهاء فترة الحضانة بعد أسبوعين، بدءاً من تاريخ وصول أوّل إصابة مع امرأة لبنانية كانت في إيران في الـ20 من شباط الجاري، أي انه مع أوائل شهر آذار، ستبدأ نتائج احتضان هذا الفيروس بالظهور لدى الحالات التي تمّ عزلها سواء في مستشفى رفيق الحريري الجامعي، أو التي ارتضت بأن تعزل نفسها في منازلها، خصوصاً مع إعلان أوّل وفاة بالفيروس في لبنان، وهو ما المح إليه تقرير مستشفى الحكومي، عندما أشار إلى ان حالة المريض الإيراني الجنسية الذي تمّ تشخيص اصابته بالفيروس غير مستقرة، بمعنى انه يُعاني من مضاعفات المرض لا سيما وهو متقدّم في السن ويعاني من أمراض مزمنة.

وكان تقرير المستشفى اليومي الذي تأخر عن موعد صدوره من الخامسة حتى السابعة مساءً، أعلن انه تمّ أمس تشخيص حالة جديدة من التابعية السورية مصابة بفيروس كورونا وقد ادخلت إلى وحدة العزل في المستشفى لتلقي العلاج اللازم، وأشار إلى ان وضع أوّل حالتين للمصابين بالفيروس مستقرة، وهما في وحدة العزل وتتلقيان العلاج اللازم.

وقال التقرير ان المستشفى استقبل خلال الـ24 ساعة الماضية 25 حالة في قسم الطوارئ وخضعوا جميعهم للكشوفات الطبية اللازمة، وقد احتاج 16 منهم إلى دخول الحجر الصحي، فيما التزم الباقون الحجر المنزلي.

وأجريت فحوصات مخبرية لـ34 حالة جاءت نتيجة 33 حالة منها سلبية وحالة واحدة إيجابية، ويوجد في منطقة الحجر الصحي حتى اللحظة 20 حالة، علماً ان نتائج المختبر للفحوصات التي اجريت لهؤلاء أتت سلبية.

تجدر الإشارة إلى ان وزير الاشغال ميشال نجار عمم أمس قراراً بوقف النقل جواً وبراً وبحراً لجميع الأشخاص القادمين من الدول التي تشهد تفشياً لفيروس كورونا وهي الصين وكوريا الجنوبية وإيران وإيطاليا، وعند الاقتصاء دول أخرى تحددها لجنة المتابعة، بعد أسبوع كامل على تسجيل أول إصابة، واستثنى القرار المواطنين اللبنانيين والأشخاص الاجانب المقيمين في لبنان، موضحاً بأن قراره جاء بناءً على توصية وزير الصحة وتنفيذاً لقرار مجلس الوزراء الذي تحدث عن "ضبط" حركة الطيران والسفر.

وأعلن رئيس الجامعة اللبنانية البروفسور فؤاد أيوب، مساء أمس تعليق الامتحانات والدروس في كافة الكليات والفروع والشعب ابتداء من صباح اليوم السبت ولغاية صباح الاثنين 9 آذار، حرصاً من الجامعة على سلامة الطلاب وذويهم، على ان تستمر الأعمال الإدارية في الجامعة خلال الدوام الرسمي.

وافيد أمس عن دخول العشرات من الطلاب اللبنانيين الذين يتابعون دراستهم الجامعية في مدينة قم الإيرانية عبر نقطة المصنع الحدودية، آتين من إيران عبر مطار دمشق، حيث خضعوا إلى فحوصات من فيروس كورونا سواء في مطار دمشق أو في المصنع، على الرغم من الإرباك الذي شهدته هذه النقطة، ليلاً من جرّاء دخول خمس حافلات ركاب من دون ان تكون الإجراءات الوقائية الصحية مطمئنة لعناصر الأمن العام الذين اضطروا إلى ختم جوازات سفر الوافدين من خلال إحتياطات اتخذوها لعدم اصابتهم بعدوى.

وبلغ عدد هؤلاء الطلاب 54 طالباً من أصل 400 طالب يتوقع عودتهم من إيران عبر مطار دمشق في الايام المقبلة.

 

النهار: لماذا تأخر رفع التأهب وما حقيقة الإصابات؟

وطنية - السبت 29 شباط 2020

كتبت "النهار" تقول:ما الذي دفع الحكومة الى الاعلان فجأة عقب جلسة مجلس الوزراء أمس رفع مستوى التأهب في الاجراءات الصحية المتصلة بانتشار فيروس كورونا، فيما كانت الانتقادات تتصاعد للبطء الحاصل في معظم هذه الاجراءات ولا سيما منها تعليق الرحلات الجوية بين لبنان ودول عدة انتشر فيها الفيروس على نطاق واسع؟ هل زاد خطر انتشار الفيروس في لبنان في الايام الاخيرة بوتيرة أكبر مما هو معلن فعلاً، أم ان الحكومة استفاقت فجأة على ضرورة اللحاق بدول سبقت لبنان باشواط

في اتخاذ الاجراءات الوقائية المتشددة ؟ ولعل السؤال الاكثر اثارة للقلق هو عن صحة الانطباعات والمعطيات المتداولة على نطاق واسع عن عدد للاصابات يتجاوز العدد الرسمي وان هذه الاصابات تنتشر في مناطق محددة اكثر من مناطق اخرى؟

التطور الجديد الذي سجل أمس تمثل في تأكيد اصابة رابعة في مستشفى رفيق الحريري الجامعي، إذ اعلن المستشفى انه تم تشخيص حالة جديدة من التابعية السورية مصابة بفيروس كورونا المستجد وقد أدخلت إلى وحدة العزل لتلقي العلاج اللازم في حين تصاعدت المخاوف جراء شائعات عن اصابات عدة لم يكشف عنها، إلى تسريبات عن اصابات بالعشرات في القرى، خصوصاً بين الذين جاؤوا على متن الرحلات من إيران. وما عزز احتمال وجود اصابات بالفيروس في لبنان أكثر مما أعلنته وزارة الصحة العامة، هو كلام وزيرة الاعلام منال عبد الصمد بعد انتهاء جلسة مجلس الوزراء أمس من ان "وزير التربية والتعليم العالي طارق المجذوب سيصدر خلال 48 ساعة، قراراً حول إمكان إقفال المدارس لفترة اسبوع قابلة للتجديد، أو عدم الاقفال، وذلك بعد التنسيق مع وزير الصحة ولجنة التدابير الوقائية لمواجهة مرض الكورونا"، وهو ما أكده المجذوب في تصريح لاحقاً. وبالفعل أصدر الوزير المجذوب ليلاً بياناً أعلن فيه الطلب من جميع المؤسسات التعليمية الإقفال ابتداءً من صباح اليوم وحتى مساء الأحد 8 آذار.

وفي الإجراءات الجديدة لمكافحة فيروس كورونا، قررت الحكومة أخيراً وقف الرحلات من الدول التي تشهد تفشياً للفيروس الى لبنان، وهي الصين، كوريا الجنوبية، إيران، وإيطاليا وعند الإقتضاء دول أخرى. لكنه قرار متأخر بعدما دخل لبنان نادي الدول المصابة، وقد جاء بعد اسبوع من تسجيل الاصابة الأولى بالفيروس، حيث أعلن المكتب الاعلامي لوزير الاشغال العامة والنقل في بيان انه "بناء لتوصية وزير الصحة وتنفيذاً لقرار مجلس الوزراء المتضمن ضبط حركة الطيران والسفر مع الدول التي تشهد تفشي (فيروس كورونا) ونظراً الى الضرورة القصوى، عمم وزير الاشغال العامة والنقل الدكتور ميشاّل نجار قراراً يحمل الرقم 104 بوقف النقل جواً وبراً وبحراً لجميع الاشخاص القادمين من الدول التي تشهد تفشياً لفيروس الكورونا (الصين، كوريا الجنوبية، إيران، إيطاليا وعند الإقتضاء دول أخرى تحددها لجنة متابعة التدابير والإجراءات الوقائية لفيروس الكورونا)، على أن يُستثنى من ذلك فقط المواطنون اللبنانيون والاشخاص الأجانب المقيمون في لبنان.

وبناء على ذلك كلفت المديرية العامة للطيران المدني تعميم القرار على كل شركات الطيران ووجوب تطبيق هذا القرار، ووقف رحلاتها من المناطق المذكورة الى مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت بإستثناء الرحلات التي تنقل حصراً المواطنين اللبنانيين والمقيمين في لبنان". وكان دخل لبنان براً عبر نقطة المصنع الحدودية مع سوريا، ليل الخميس الماضي، 54 لبنانياً وافدون من إيران، هم طلاب يدرسون في الجامعات الإيرانية، وعادوا الى البلاد بعد إقفال جامعاتهم. ويشكل هؤلاء دفعة من 400 طالب جامعي لبناني يدرسون في ايران، من المتوقع ان يعودوا بالطريقة نفسها، على ما أعلن وزير الصحة العامة حمد حسن لدى تفقّده، للمرة الثانية في غضون أربعة أيام، الإجراءات المتخذة عند هذا المعبر الحدودي، مشدداً على الطاقم الصحي التابع للوزارة أن يتصرف بحسب المسؤولية التي تفرضها حالة الطوارىء من جراء فيروس كورونا. وقد أُخضع الطلاب الـ 54 العائدون للإجراءات التي تطبق على الوافدين من بلدان تفشّى فيها الفيروس. فبعد قياس حرارتهم، عبّأوا استمارة تتضمن معلومات شخصية عنهم، وطُلب منهم تطبيق الحجر الذاتي الإلزامي وزُوّدوا أوراقاً تتضمن الإرشادات المتوجب عليهم تطبيقها في حجرهم المنزلي، وأرقام هواتف مستشفى رفيق الحريري الجامعي للتواصل معه اذا ظهرت عليهم أعراض مرضية، على ما شرح طبيب الصحة المناوب لـ"النهار".

التعيينات

ووسط طغيان تطورات ازمة انتشار فيروس كورونا على الملفات الداخلية، بدت خطوات الحكومة متثاقلة حيال الاولويات المطروحة ولا سيما منها اتخاذ القرار النهائي في ملف "الاوروبوند" كما في موضوع آلية التعيينات الادارية. وعكس ذلك كلام وزيرة الاعلام عقب جلسة مجلس الوزراء اذ صرحت في موضوع استحقاق سندات "الاوروبوند" "نحن نتابع دراسة الخيارات المتاحة أمامنا، ولم نتخذ أي قرار في هذا الخصوص، وكل الكلام الذي يتم تداوله غير دقيق. سيكون الأسبوع المقبل حاسما لجهة القرار قبل موعد استحقاق سندات شهر آذار، وسنعود إلى مجلس الوزراء".

أما بالنسبة إلى آلية التعيينات الإدارية، فقالت: "بما ان هذه الحكومة هي حكومة تكنوقراط، من الضروري اعتماد آلية واضحة وشفافة للتعيينات الإدارية، لاختيار الأكثر كفاءة في المواقع الإدارية، بمعزل عن أي اعتبار سياسي. فنحن لا نريد استهداف أحد ولا مراعاة أحد، فالمعيار الوحيد هو الكفاءة". وبدا واضحاً ان التحدث في العموميات المبهمة في هذا الشان عكس عدم بت الية التعيينات على نحو وحاسم.

اجراءات للمصارف؟

الى ذلك، مصادر مطلعة "النهار" ان مشاورات تجري بعيداً من الاعلام تمهيداً لاتخاذ بعض الخطوات حيال المصارف وتصب في خدمة المودعين والحفاظ على أموالهم وستتضح معالمها في وقت قريب. يتناول شق من هذه الخطوات جانباً قضائياً يتعلق بعملية تحويل مبالغ مالية الى الخارج بعد 17 تشرين الاول الماضي. وفي هذا الاطار تقول المصادر ان المدعي العام المالي القاضي علي ابرهيم سيستدعي مسؤولين مصرفيين ويطلب منهم الرد على جملة من الاسئلة لمعرفة كيفية تحويل هذه الاموال حتى لو تمت بطريقة شرعية وقانونية. وشدد رئيس مجلس النواب نبيه بري أمام زواره على وجوب الحفاظ على اموال المودعين في المصارف وضرورة اتخاذ مجموعة من الاجراءات السريعة الكفيلة بتسهيل عملية السحوبات المالية للمودعين. وأصر على "التوقف عن عملية ابتزاز اللبنانييين ورفض اذلالهم في المصارف". في غضون ذلك، تحدثت معلومات عن مسودة مشروع قانون يناقشه مجلس الوزراء في انتظار احالته على مجلس النواب يتعلق باعتماد الـ"كابيتال كونترول" على ان يصار الى اقراره في جلسة للهيئة العامة لمجلس النواب، تعقد خلال العقد العادي الذي يفتتح في اول ثلثاء بعد 15 آذار المقبل. من جهة اخرى، أوضح الرئيس بري أنه لا يمانع في اعتماد الالية المتبعة في التعيينات الادارية وفق الاصول في عملية اختيار الاشخاص المعنيين باتباع معايير الكفاءة وفي اشراف مجلس الخدمة المدنية، منعاً لأي محسوبية. وعن المأخذ التي توجه الى الحكومة ومنها أنها تأخرت في اتخاذ خطوات اصلاحية، قال رئيس المجلس أمام زواره إن "مثل هذا الكلام ليس في محله خصوصاً إن الحكومة تقوم بالجهود المطلوبة على أمل ان تظهر خطواتها الايجابية في وقت قريب". وأبدى ارتياحه الى اقرار بعض البنود في الجلسة الاخيرة لمجلس الوزراء في ما يتعلق بالكهرباء والتغويز.

 

نداء الوطن:هل يرفض عون توقيع تشكيلات القضاء؟ الـ"كورونا" يدقُّ أجراس المدارس والحـكومة "تُفقِّس" لجاناً

وطنية - السبت 29 شباط 2020

كتبت "نداء الوطن" تقول:على وقع الهلع من فيروس "كورونا" الذي ساد أمس خصوصاً لدى أهالي تلاميذ المدارس، وتناقل الأخبار عن مخالطة عائدين من ايران أو ايطاليا لمواطنين آخرين، تحرك أخيراً ضمير مجلس الوزراء فبحث الموضوع في جلسته في بعبدا بعدما قرر، ولو بعد فوات الأوان، وقف الرحلات من الدول الموبوءة واليها. ولعلّ ما عمَّق خوف اللبنانيين اكتشافهم هشاشة الاجراءات، سواء في ما يتعلق بالحجر المنزلي غير المضبوط أو بعدم وجود اماكن ايواء جاهزة وكافية للعزل، في حال زادت أعداد المصابين بالوباء. وزاد الطين بلة انكشاف ضعف المراقبة على الحدود البرية والمعابر "الشرعية" حيث شهد معبر المصنع دخول 400 طالب لبناني قادمين من ايران. وإذ أفيد أمس عن إصابة رابعة لسوري في مستشفى رفيق الحريري الحكومي وعن عدم استقرار حال المصاب الايراني، طلب وزير التربية طارق المجذوب من كل المؤسسات التعليمية بما فيها الجامعات الإقفال ابتداء من صباح اليوم السبت حتى مساء الأحد في 8 آذار المقبل. وفي ظل استمرار مناخ ثورة 17 تشرين متمثلاً بتظاهرات ومسيرات في المناطق وآخرها طرابلس وصيدا وصربا (جونية) ضد افلاس البلد والتجويع، يبدو ان الحكومة دخلت أمس في امتحان التعيينات بعد رسوبها في امتحان وقاية اللبنانيين، بالحد الأدنى، من تفشي الكورونا. وفيما غابت عن جلستها القرارات، عُلم أنها شكلت 19 لجنة لمتابعة كل وعود البيان الوزاري. وأبرزها واحدة ستدرس عدد محطات التغويز وأخرى لآلية التعيينات، التي ستجري دفعتها الأولى بلا آلية و"حسب الكفاءة" التي يراها فريق اللون الوزاري الواحد.

وأوضحت وزيرة الاعلام منال عبد الصمد لـ"نداء الوطن" أن هناك تعيينات تقتضي العجلة وهي تلك المتعلقة بالأمور المالية، أي تعيين نواب حاكم مصرف لبنان وأعضاء لجنة الرقابة على المصارف ومفوض الحكومة في مصرف لبنان، وهي لا تخضع للآلية وسيتم اقتراح ثلاثة اسماء لكل منصب لأخذ القرار بشأنها في أول جلسة لمجلس الوزراء.

وقالت: "أما التعيينات وفق الآلية فالمقصود بها العودة الى تلك التي أقرت في العام 2010، وتشكيل لجنة وزارية لدرس امكانية اعادة النظر فيها، بالاضافة عليها وتعديلها في أماكن معينة أو اعتمادها كما هي في أماكن اخرى، على أن الاساس في أي تعيينات مقبلة بالنسبة للحكومة هو معايير تراعي العدالة من دون تفرقة". وأكدت عبد الصمد أن الحكومة وضعت التعيينات الادارية على نار حامية وأدخلتها ضمن أولوية عملها وبينها المتعلقة بالملف الاعلامي، وأولها ملف تلفزيون لبنان حيث عرضت موضوع تعيين مجلس ادارة جديد على مجلس الوزراء.

وذكرت مصادر مطلعة أن "وزير المال لم يحضِّر ملفه في ما خص نواب الحاكم. فطلب مجلس الوزراء منه تجهيز سير ذاتية لثلاثة مرشحين لكل مركز، لتختار الحكومة الأفضل".

وأوضحت أن "تعيين نواب الحاكم تَجمّد في الحكومة السابقة بسبب الخلاف على المرشحين الدرزي والأرمني. وستجري اتصالات لمعالجة الخلاف القائم في الأيام المقبلة. كما أن هناك اتجاهاً لتعيين مجلس إدارة لشركة كهرباء لبنان، في وقت يدعو وزير الطاقة ريمون غجر إلى تعديل قانون الكهرباء قبل تعيين الهيئة الناظمة للقطاع، والتي تعتبر الدول المانحة أن التأخر في تعيينها يعيق تقديم الدعم للبنان، نظراً إلى أنها ضمانة للشفافية والفعالية، حيث يتولى اختصاصيون إدارة القطاع بدلاً من حصر هذه الإدارة في يد وزير الطاقة".

من جهة أخرى وفي موضوع التشكيلات القضائية، أكد مصدر قضائي رفيع لـ"نداء الوطن"، أن "مجلس القضاء الأعلى برئاسة القاضي سهيل عبود سينتهي من التشكيلات خلال ساعات، معتمداً معايير ثابتة ولا يقبل خرقها". وأبرز التحديات ملف مدعي عام جبل لبنان القاضية غادة عون. فوفق المعلومات أن "تدخلات سياسية تحاول ثني المجلس عن نقل عون إلى موقع آخر"، وبحسب المصدر القضائي فإن رئيس الجمهورية ميشال عون وفريقه غير موافقين على نقلها، "لكن المجلس ورئيسه لن يلتفتا الى التدخلات السياسية"، ما دفع بالقاضية عون إلى "التهديد بالاستقالة كردّ على خطوة نقلها إذا تمّت"، ويشدّد المصدر على أن "هذه الأساليب لن تنفع مع مجلس القضاء الأعلى الذي سيعامل كل الأطراف سواسية ولن ينصاع إلى أي تدخل سياسي"، مؤكداً أن "القاضية عون ستكون مشمولة بالتشكيلات". ويلفت إلى أن "ما قد يعرقل التشكيلات هو عدم توقيع أحد المعنيين عليها".

ورجّحت مصادر قضائية أن "تتم إحالة التشكيلات إلى المعنيين لتنال التواقيع مطلع الأسبوع المقبل، والأمور ماضية في طريقها إيجابياً". ومعلوم أن التشكيلات تحتاج إلى تواقيع: وزير العدل، وزير المال، رئيس الحكومة ورئيس الجمهورية.

وهل سيوقّع عون على نقل القاضية عون؟ تجيب المصادر القضائية: "الرئيس يعلم أن الأنظار شاخصة ولن يقدم على عمل كهذا (عدم التوقيع)".

 

/New A/E LCCC Postings for todayجديد موقعي الألكتروني ل 28-29 شباط/2020

رابط الموقع
http://eliasbejjaninews.com

 

بين قداسة الأمس ونجاسة اليوم

اتيان صقر ـ أبو أرز/29 شباط/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/83661/%d8%a7%d8%aa%d9%8a%d8%a7%d9%86-%d8%b5%d9%82%d8%b1-%d9%80-%d8%a3%d8%a8%d9%88-%d8%a3%d8%b1%d8%b2-%d8%a8%d9%8a%d9%86-%d9%82%d8%af%d8%a7%d8%b3%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%a3%d9%85%d8%b3-%d9%88%d9%86%d8%ac%d8%a7/

 

 

صفّوا حساباتكم مع جبران خارج قدسيّة الرهبان/المخرج يوسف ي. الخوري/29 شباط/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/83673/%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%ae%d8%b1%d8%ac-%d9%8a%d9%88%d8%b3%d9%81-%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d8%ae%d9%88%d8%b1%d9%8a-%d8%b5%d9%81%d9%91%d9%88%d8%a7-%d8%ad%d8%b3%d8%a7%d8%a8%d8%a7%d8%aa%d9%83%d9%85-%d9%85%d8%b9/

 

 

مسؤولية انهيار لبنان تقع على الرؤساء الثلاثة ميشال عون ونبيه بري وحسان دياب

راغده درغام /ايلاف/29 شباط/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/83675/%d8%b1%d8%a7%d8%ba%d8%af%d9%87-%d8%af%d8%b1%d8%ba%d8%a7%d9%85-%d9%85%d8%b3%d8%a4%d9%88%d9%84%d9%8a%d8%a9-%d8%a7%d9%86%d9%87%d9%8a%d8%a7%d8%b1-%d9%84%d8%a8%d9%86%d8%a7%d9%86-%d8%aa%d9%82%d8%b9-%d8%b9/

 

 

ملاحظات سريعة حول مسألة "الدين البغيض" (Dette Odieuse) ومصادرة الاموال المنهوبة

شارل الياس شرتوني/29 شباط/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/83677/%d8%b4%d8%a7%d8%b1%d9%84-%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%b4%d8%b1%d8%aa%d9%88%d9%86%d9%8a-%d9%85%d9%84%d8%a7%d8%ad%d8%b8%d8%a7%d8%aa-%d8%b3%d8%b1%d9%8a%d8%b9%d8%a9-%d8%ad%d9%88%d9%84-%d9%85%d8%b3/