المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكنديةLCCC/

نشرة الأخبار العربية ليوم 01 آذار/2019

اعداد الياس بجاني

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/eliasnews19/arabic.march01.19.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

                              

اقسام النشرة
عناوين أقسام النشرة

الزوادة الإيمانية لليوم/تعليقات الياس بجاني وخلفياتها/الأخبار اللبنانية/المتفرقات اللبنانية/الأخبار الإقليمية والدولية/المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة/المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود وغيرها

 

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

فَأَهْلُ الإِيْمَانِ هُمُ الوَارِثُون، لِكَي تَكُونَ الوِرَاثَةُ هِبَةً مِنَ الله

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياته

الياس بجاني/هل يُعقل أن يحارب حزب الله الفساد وهو الفساد بلحمه وشحمه؟

الياس بجاني/أحزاب لبنان شركات ووكالات وكوارث وغنمية

الياس بجاني/حزب الله ييهمش ويقزم وينتقدم من أصحاب شركات أحزاب 14 آذار وربعهم بالمفرق بعد دخولهم الصفقة الخطيئة

الياس بجاني/حتى لا يُضيع أحد البوصلة السيادية: حزب الله مجموعة من المسلحين الخارجين عن القانون

 

عناوين الأخبار اللبنانية

البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي:  الزواج المدني عقد اجتماعي لا علاقة له بالاسرار المقدسة والإختياري طرح لشق المسيحيين وتفريق اللبنانيين

التجمع من اجل السيادة: حزب الله هو المُدَّعى عليه الأول في الفساد!

البرلمان البريطاني يقر حظر "حزب الله"  

السعودية رحبت بقرار بريطانيا تصنيف حزب الله منظمة "إرهابية"

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الخميس 28/2/2019

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الخميس في 28 شباط 2019

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

القاضية جوني تبطل التعقبات بحق الـ"ال بي سي" والضاهر في دعوى القوات

جعجع: القوّات أسست الـ LBC ولم يحصل أي عملية بيع.. والقاضية أضاعت البوصلة!

لهذه الأسباب جمّد "حزب الله" الموسوي

“حزب الله” يرفض تسليم قيادي شبكة الدعارة

جنبلاط: “حزب الله” يُحرِّك دروزاً لإحداث فتنة

بري: البرلمان سيمارس دوره الرقابي لأقصى الدرجات وسيدعو إلى جلسة لانتخاب مجلس محاكمة الرؤساء والوزراء وأخرى لإقرار قوانين منجزة

عون يدعو إلى مواجهة التطرف وحماية {الغنى الروحي} في المنطقة

الراعي يطالب بالفصل بين الحل السياسي في سوريا وعودة النازحين

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

روسيا وإسرائيل تشكلان فريق عمل لإبعاد القوات الأجنبية من سورية/طهران طلبت من بشار استقبال ظريف... و"قسد" تعلن القضاء على "داعش" خلال أسبوع

جيروزاليم بوست”: السيسي يدعو اليهود للعودة إلى مصر ويتعهد بناء معابد لهم

ترامب وكيم يفشلان في الاتفاق على نزع السلاح النووي من شبه الجزيرة الكورية/غادرا المحادثات دون حضورغداء كان مقرراً

رئيس وزراء كندا يرفض الاستقالة رغم اتهام حكومته بالضغط على القضاء

سوريا: مقبرة جماعية وجثث بلا رؤوس قرب الباغوز والقتلى قد يكونون من الإيزيديين

الأمم المتحدة: رد إسرائيل على تظاهرات غزة قد يشكل جرائم حرب وتل بيب وصفت التقرير بأنه «عدائي ومنحاز»... وقصف مواقع لـ«حماس» في القطاع

ترمب يرى «فرصة لتحقيق السلام» في الشرق الأوسط

خادم الحرمين وولي العهد التقيا كوشنر في الرياض/اللقاء بحث تعزيز التعاون وعملية السلام في الشرق الأوسط

نتنياهو يقطع زيارته لموسكو لمواجهة قرار اتهامه بالفساد

نتنياهو ناقش مع بوتين «خريطة مواقع إيرانية» في سوريا

جهود روسية ـ إسرائيلية لـ«تطبيع العلاقات» وتعزيز التنسيق

تركيز إسرائيلي على الملف الإيراني

عباس مستعد للقاء أي رئيس وزراء إسرائيلي

نتنياهو يمنع وزراءه من التعليق على الخطة الأميركية للسلام... ورفض فلسطيني

القاهرة تُصعّد ضد أنقرة وتندد بسجلها الحقوقي

سائق القطار يقر بمسؤوليته عن حادث «محطة مصر»

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

جنبلاط: أعطوني تعييناتي... وخذوا «رواقي»/كلير شكر/جريدة الجمهورية

هذا ما قاله برِّي للسفير البريطاني/نبيل هيثم/جريدة الجمهورية

الحريري لكبّارة: بلاها يا «أبو العبد»/مرلين وهبة/جريدة الجمهورية

ولا يبقى إلاّ الوطن/الياس المر/جريدة الجمهورية

التجنّي على السنيورة لإذلال سعد الحريري/منير الربيع/المدن

لندن تؤيد نعيم قاسم/محمد قواص/العرب

لا مُساعدات تنهض بلبنان ما لم تُفصَل عنها الخلافات السياسيّة/اميل خوري/النهار

«حزب الله» يشن حملة على السنيورة ويصور نفسه «بطل مكافحة الفساد»/محمد شقير/الشرق الأوسط

”الضيق المالي” في حزب الله يبرز مجدداً… نصرالله: ترامب ”يجوعنا”/ابراهيم بيرم/النهار

الرئيس بين يدي عمه المرشد/حازم الأمين/الحرة

ويحاضرون في النزاهة/علي حمادة/النهار

مجلس محاكمة الرؤساء والوزراء مصمَّم للتغطية لا المحاسبة/أكرم حمدان/المدن

سياسة خامنئي أضعفت روحاني وهزت ظريف/هدى الحسيني/الشرق الأوسط

طريق هوشي منه/سمير عطا الله/الشرق الأوسط

خطة إعادة الانتشار في الحديدة: انطلاقة بطيئة في اليمن/إلينا ديلوجر/معهد واشنطن

هكذا... أصبحت «الشقيقة» قطر خارج الدائرة العربية/صالح القلاب/الشرق الأوسط

معاقل الانتفاضة الإيرانية … كابوس يرعب نظام الملالي/المجازر والإعدامات والأحكام الجائرة فشلت في إيقاف مسيرة الحرية/نزار جاف/السياسة

خامنئي - الأسد مقابل بوتين – نتانياهو/وليد شقير/الحياة

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

عون استقبل مخزومي وفهد وزوارا ورابطة النواب السابقين وضعت امكاناتها بتصرفه

مجلس الوزراء أقر الدرجات الست للاساتذة الحريري: لعدم اللعب على وتر الخلاف بيني وبين رئيس الجمهورية

بري ترأس اجتماع هيئة مكتب المجلس الفرزلي: جلسات اللجان المشتركة ستعقد دائما الأربعاء

الحريري استقبل وفد الجماعة واطلع من مال الله على مشاريع المعهد العربي للتخطيط الحوت: للتعاطي مع موضوع الفساد بعيدا عن الاستعراض الاعلامي

الراعي استقبل القصيفي ولويس لحود وتجار جونية ووفدا من رجال اعمال في استراليا والفليبين والصين وزوارا

الراعي في رسالة الصوم: لنعش زمن الصوم بالصيام والصلاة والصدقة ونسأل الله لاوطاننا الاستقرار والسلام

فضل الله يسلم مستنداته للمدعي العام المالي: لم نتّهم أحدًا ونريد حماية مال الشعب اللّبناني!

 

في أسفل تفاصيل النشرة الكاملة

الزوادة الإيمانية لليوم

فَأَهْلُ الإِيْمَانِ هُمُ الوَارِثُون، لِكَي تَكُونَ الوِرَاثَةُ هِبَةً مِنَ الله

رسالة القدّيس بولس إلى أهل رومة04/من13حتى25/“يا إِخوَتي، الْوَعْدُ لإِبْرَاهيمَ أَوْ لِنَسْلِهِ بِأَنْ يَكُونَ وَارِثًا لِلعَالَم، لَمْ يَكُنْ بِواسِطَةِ الشَّرِيعَة، بَلْ بالبِرِّ الَّذي نَالَهُ بالإِيْمَان. فلَوْ كَانَ أَهْلُ الشَّرِيعَةِ هُمُ الوَارِثِين، لأُبْطِلَ الإِيْمَان، وأُلْغِيَ الوَعْد؛ لأَنَّ الشَّرِيعَةَ تُسَبِّبُ غَضَبَ الله؛ وحَيْثُ لا شَرِيعَة، فَلا تَعَدِّيَ لِلشَّرِيعَة. لِذَلِكَ فَأَهْلُ الإِيْمَانِ هُمُ الوَارِثُون، لِكَي تَكُونَ الوِرَاثَةُ هِبَةً مِنَ الله. وهكَذَا تَحَقَّقَ الوَعْدُ لِكُلِّ نَسْلِ إِبْرَاهيم، لا لِلنَّسْلِ الَّذي هُوَ مِنْ أَهْلِ الشَّرِيعَةِ فَحَسْب، بَلْ أَيْضًا لِلنَّسْلِ الَّذي هُوَ مِنْ أَهْلِ الإِيْمَان، إِيْمَانِ إِبْرَاهِيم، الَّذي هُوَ أَبٌ لَنَا أَجْمَعِين؛ كَمَا هُوَ مَكْتُوب: «إِنِّي جَعَلْتُكَ أَبًا لأُمَمٍ كَثِيرَة». فَإِبْرَاهِيمُ الَّذي آمَنَ بٱللهِ هُوَ أَبٌ لَنَا أَمَامَ الله، الَّذي يُحْيي الأَمْوَات، ويَدْعُو غَيْرَ المَوْجُودِ إِلى الوُجُود. وقَدْ آمَنَ إِبْرَاهيمُ رَاجِيًا عَلى غَيرِ رَجَاء، بِأَنَّهُ سَيَصيرُ أَبًا لأُمَمٍ كَثيرَة، كَمَا قِيلَ لَهُ: «هكَذَا يَكُونُ نَسْلُكَ». ولَمْ يَضْعُفْ بِإِيْمَانِهِ، بِرَغْمِ أَنَّهُ رأَى، وهُوَ ٱبنُ نَحْوِ مِئَةِ سَنَة، أَنَّ جَسَدَهُ مَائِت، وأَنَّ حَشَا سَارَةَ قَدْ مَات. وبِنَاءً عَلى وَعْدِ الله، مَا شَكَّ وَلا تَرَدَّد، بَلْ تَقَوَّى بالإِيْمَان، ومَجَّدَ ٱلله. وأَيْقَنَ مِلْءَ اليَقِينِ أَنَّ اللهَ قَادِرٌ أَنْ يُنْجِزَ مَا وَعَدَ بِهِ. فَلِذلِكَ حُسِبَ لَهُ إِيْمَانُهُ بِرًّا. ولَمْ يُكْتَبْ مِنْ أَجْلِهِ وَحْدَهُ أَنَّهُ «حُسِبَ لَهُ بِرًّا»، بَلْ كُتِبَ أَيْضًا مِنْ أَجْلِنَا، نَحْنُ الَّذِينَ سَيُحْسَبُ لَنَا بِرًّا، لأَنَّنَا نُؤْمِنُ بِالَّذي أَقَامَ مِنْ بَيْنِ الأَمْوَاتِ يَسُوعَ رَبَّنَا، الَّذي أُسْلِمَ مِنْ أَجْلِ زَلاَّتِنَا، وأُقيمَ مِنْ أَجْلِنا.

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياته وتغريدات متفرقة

هل يُعقل أن يحارب حزب الله الفساد وهو الفساد بلحمه وشحمه؟

الياس بجاني/28 شباط/19

هل يعقل أن يتبرع الفاسد طوعاً إلى محاربة نفسه؟ بالطبع لا.. وألف مليون مرة لا!!

http://eliasbejjaninews.com/archives/72593/%D8%A7%D9%84%D9%8A%D8%A7%D8%B3-%D8%A8%D8%AC%D8%A7%D9%86%D9%8A-%D9%87%D9%84-%D9%8A%D8%B9%D9%82%D9%84-%D8%A3%D9%86-%D9%8A%D8%AD%D8%A7%D8%B1%D8%A8-%D8%AD%D8%B2%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87-%D8%A7/

ومن هنا فإن حزب الله اللاهي والإرهابي والملالوي الذي يحتل لبنان ويقهر ويرهب ويفقر ويهجر شعبه منذ العام 2005، هو يستثمر بإبليسية فاقعة في شعار محاربة الفساد، وبفجور ووقاحة، وبهز أصابع، وبكل أساليب الاستكبار والتخويف والسلبطة، وذلك كله بهدف ضرب وإسقاط وتفكيك وتعهير ما تبقى من مؤسسات لبنانية حكومية وغير حكومية، وتركيع وتدجين كل الطبقة السياسية والحزبية بمن فيهم حتى الملحقين به والتابعين له.

هو وبكل وضوح وعلناً يريد ضرب هيبة الدولة اللبنانية والهيمنة على البلد كله عقب سيطرته شبه الكاملة على مجلسي النواب والوزراء وإيصال رئيس جمهورية متحالف معه استراتجياً 100%.

هو يتوهم أن الساعة قد حانت لإسقاط النظام اللبناني التعايشي والحضاري والديمقراطي والدستوري وتحويل وطن الأرز إلى ولاية فقيهية تابعة كلياً لملالي إيران، ووكراً شرق أوسطياً لمؤامراتهم الخبيثة والعدائية، ومنطلقاً وقاعدة ورأس حربة لمشروعهم الإمبراطوري التوسعي والإرهابي والمذهبي.

ولأن أصحاب شركات أحزاب 14 آذار كافة الواحد تلوى الآخر قد استسلموا له وقبلوا بجحود وكفر القفز فوق دماء شهداء ثورة الأرز، وداكشوه بذل وعلى خلفية الفجع السلطوي والمالي الكراسي بالسيادة، وارتضوا صاغرين مساكنة سلاحه ودويلاته وحروبه وإرهابه، فهو الآن يريد إذلالهم أكثر، وتركيعهم أكثر واستفرادهم بالمفرق كما هو حاصل مع الرئيس فؤاد السنيورة، وجعلهم أدوات طيعة بيده من خلال فتح ملفاتهم وتهديدهم بالتهميش السياسي وبالسجن والمحاسبة… وكيف لا وجلهم فاسد حتى العظم ومتورط بكل ما هو فساد وإفساد وطروادية!

حزب الله ومن موقع المستقوي والمتجبر، وبنفس الوقت الواهم والمصاب بداء العظمة والفوقية، هو مستمر في تهميش وتقزيم وتقليم أظافر الطاقم السياسي والحزبي التجاري المرت، الذي اصلاً هو مضروب بسوس الفساد والإفساد، وبثقافة النرسيسية، وبكل غرائز  وحيوانية الجشع والفجع، والمنخور عقله بمبدأ التجارة بكل شيء، والعاشق للأبواب الواسعة بمفهومها الإنجيلي والتي تؤدي بكل من يدخلها دائماً وأبداً إلى أتون نار جهنم وإلى أحضان دودها الذي لا يهدأ.

باختصار فإن حزب الله الإرهابي 100% هو الفساد بلحمه وشحمه وبالتالي فإن فاقد الشيء لا يعطيه، وكما يقال في الأمثال فإن إبليس لن يعمل تحت أي ظرف على هدم مملكته.

المطلوب وقفة عز بشجاعة وعنفوان وبتجرد من كل ما هو منافع ذاتية وأطماع سلطوية، الوقوف في وجه هذا المحتل الفارسي المستقوي والفاجر ومنعه من إسقاط لبنان ومن ضرب تعايشه وإعادته إلى القرون ما قبل الحجرية.

بإختصار فأنه إن لم نساعد نحن أبناء لبنان الأحرار والسياديين أنفسنا فإنه لن يأتي أحداً من الخارج لمساعدتنا…

يبقى أن ذمية وباطنية وتشاطر بعض أصحاب شركات الأحزاب ال 14 آذارية المرتدين والمستسلمين والرفعين يافطات نفاق الواقعية من جماعة الصفقة الخطيئة، وتطويل لحاهم والتملق لحزب الله وبعث الرسائل الذمية له والقول بأنهم معه وإلى جانبه في محاربة الفساد..هذا كله لن يحميهم من شره وقد يعمل  في حال تمكن على إعادة بعضهم إلى السجون وفتح كل ملفاتهم…

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الالكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

 

أحزاب لبنان شركات ووكالات وكوارث وغنمية

الياس بجاني/27 شباط/19

http://eliasbejjaninews.com/archives/72574/%D8%A7%D9%84%D9%8A%D8%A7%D8%B3-%D8%A8%D8%AC%D8%A7%D9%86%D9%8A-%D8%A3%D8%AD%D8%B2%D8%A7%D8%A8-%D9%84%D8%A8%D9%86%D8%A7%D9%86-%D8%B4%D8%B1%D9%83%D8%A7%D8%AA-%D9%88%D9%88%D9%83%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%AA/

عملياً وواقعاً معاشاً لا وجود لأحزاب ديمقراطية وحرة بالمفهوم الغربي في لبنان حيث مقومات القوانين والأنظمة والانتخابات والمحاسبة والمشاريع والكفاءات والمساواة وتبادل السلطة كلها مغيبة عنها بالكامل.

ما هو موجود حالياً في لبنان هي شركات أحزاب يملكها أفراد أو عائلات يتم توارثها، أو أحزاب هي حقيقة وكالات لقوى وبلدان أجنبية أو لجماعات دينية .

وهنا لا استثناء واحد، ونعم ولا استثناء واحد.

وبالتالي فإن المنتمين للأحزاب، لكل الأحزاب، وأيضاً دون استثناء هم مجرد أتباع أو منتفعين ولا دخل لهم ولا قول بأي شكل من الأشكال في مطابخ القرارات.

في حين أنه يتم فصل وتخوين وشيطنة من يتجرأ ويعارض صاحب أي شركة حزب ولو صورياً والأمثلة بالمئات.

إضافة إلى أن هناك شرائح من شعبنا “الغفور” لا بأس بها من المنتمين للأحزاب كل ما يهمهم الزر أو الشال الحزبي أي التشاوف ليس إلا وهؤلاء  مجرد هوبرجية وزقيفة وزلم يتصرفون بالكامل على خلفية ثقافة الأغنام والقطعان.

نعم هذا هو واقع ما يسمى زوراً وبهتاناً أحزاب في لبنان..

إنه وضع غنمي ومحزن ومخيف لكنه هو الحقيقة.

أما أخطر ما في واقع هذه الأحزاب الشركات والوكالات هو بند تمويلها حيث من يمولها هو من يتحكم بكل مفاصلها وبرقاب وألسنة أصحابها أكان الممول هذا من داخل لبنان أو خارجه.

ولنا هنا في واقع هرطقة وإرهاب حزب الله خير مثال نافر ولابط لكل ما هو حريات وديموقراطية حيث يجاهر ويفاخر القيمون على هذا الحزب “الوكالة” بأنهم جنود في جيش الولي الفقيه الفارسي وأنهم حتى لا يفكرون بل هناك من يفكر عنهم وهم ينفذون…

وتطول وتطول هرطقات وخزعبلات أجندات الأحزاب الشركات والوكلاء الطروادية والنرسيسية ومعها تغيب وتُغيب قسراً وإرهاباً كل ما هي مفاهيم لأحزاب ديمقراطية.

وفيما يخص الأحزاب المسيحية الشركات التجارية “التعبير والبهدلة” فهي وبدلاً من أن تكون نموذجاً حراً وديمقراطيا، فهي للأسف تتشبه 100% بوضعية حزب الله الملالوي والمذهبي والإرهابي وتستنسخ نموذج هرطقاته ودكتاتوريته.

باختصار فإن ما يسمى أحزاب في لبنان هي كوارث على كل المستويات، وهي وأصحابها عملياً وواقعاً مأساوياً التي تمنع قيام دولة القانون والمواطنة والحريات والعدل والمساواة.*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الالكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

 

حزب الله ييهمش ويقزم وينتقدم من أصحاب شركات أحزاب 14 آذار وربعهم بالمفرق بعد دخولهم الصفقة الخطيئة

الياس بجاني/25 شباط/19

حزب الله الإحتلال والمذهبية والإرهاب هو الفساد بلحمه وشحمه وبالتالي هو لن يهدم مملكته ويقوم عملياً بأي إصلاح. هو يحاول من خلال كذبة محاربته للفساد اكمال هيمنته ع البلد بعد أن فرط 14 آذار ودجن أصحاب شركات احزابها الثلاثة واغراهم بمداكشة السيادة بالكراسي ونجح والآن هو عقب صفقتهم الخطيئة والعار يقزمهم ويهمشهم بالمفرق

 

حتى لا يُضيع أحد البوصلة السيادية: حزب الله مجموعة من المسلحين الخارجين عن القانون

الياس بجاني/25 شباط/19

http://eliasbejjaninews.com/archives/72474/%D8%A7%D9%84%D9%8A%D8%A7%D8%B3-%D8%A8%D8%AC%D8%A7%D9%86%D9%8A-%D8%AD%D8%AA%D9%89-%D9%84%D8%A7-%D9%8A%D9%8F%D8%B6%D9%8A%D8%B9-%D8%A3%D8%AD%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D8%A8%D9%88%D8%B5%D9%84%D8%A9-%D8%A7%D9%84/

“لو وقف العالم بأجمعه وقال إن المقاومة إرهاب، فهذا لا يجعل منها إرهابا بالنسبة إلى اللبنانيين، وطالما أن الأرض محتلة تبقى المقاومة محتضنة من مؤسسات الدولة وكل الشعب اللبناني”..(وزير الخارجية اللبناني جبران باسيل بتاريخ 25 شباط/19)

عقب إعلان بريطانيا اليوم أنها بصدد وضع حزب الله ككل بفرعية الحزبي والعسكري على قوائم الإرهاب لدوره الهدام في زعزعة وتهديد الاستقرار والسلام في الشرق الأوسط خرج إلى العلن وزير الخارجية اللبناني جبران باسيل ليقول في مؤتمر صحفي:”لو وقف العالم بأجمعه وقال إن المقاومة إرهاب، فهذا لا يجعل منها إرهابا بالنسبة إلى اللبنانيين، وطالما أن الأرض محتلة تبقى المقاومة محتضنة من مؤسسات الدولة وكل الشعب اللبناني”.

كلام الوزير غير دستوري وغير قانوني 100%  وعملاً بالدستور اللبناني وبكل القوانين المرعية الشأن في وطننا المحتل فإن تنظيم حزب الله في مفهوم القوانين كافة هو عصابة خارجة عن القانون..

وهو حتى ليس لديه علم وخبر من وزارة الداخلية .

باختصار، فإن كلام الوزير باسيل اليوم، كما كل الفقرات التي وردت في البيانات الوزارية المتعاقبة منذ العام 2005 بما يتعلق بهرطقة ما يسمى مقاومة تحت بند “جيش ومقاومة وشعب” وكل ما هو مشابه بنصوصه لهذه الهرطقة كما هو الحال مع بيان الحكومة الحالية فهو هراء ومجرد هراء وهرطقات وخزعبلات لا قيمة قانونية أو دستورية لها.

كلام الوزير باسيل اليوم وكل كلام من أي كان في لبنان عن شرعية حزب الله كتنظيم مقاوم هو كلام غير قانوني وغير دستوري ومخالف للدستور اللبناني كلياً، وكذلك متناقضاً ومتعارضاً بالكامل مع بنود كل القرارات الدولية الخاصة بلبنان ومنها اتفاقية الهدنة والقرارين 1559 و1701 ..

علماً أن البيانات الوزارية لا مشروعية تشريعية لها وهي مجرد خطط عمل ووعود لا أكثر ولا أقل وكل ما يريد فيها هو غير ملزم قانونياً.

إبليس الإحتلال اللاهي لن يخرب مملكته

الياس بجاني/25 شباط/19

حزب الله هو الفساد بعينه وبالتالي كل حزعبلاته فيما يخص محاربته الفساد والفاسدين هي تماماً كخزعبلات نفاق ودجل مقاومته . ابليس لن يهدم مملكته ومملكة الحزب هي الفساد. والفساد هذا باق طالما بقي الحزب محتلاً للبنان ومهيمناً على قراره.

محاربة الفاسد استحالة دون تطبق القوانين والمحاسبة وهذا حلم لن يتحقق مع الاحتلال الإيراني. مع الحزب اللاهي فالج لا تعالج.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الالكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي:  الزواج المدني عقد اجتماعي لا علاقة له بالاسرار المقدسة والإختياري طرح لشق المسيحيين وتفريق اللبنانيين

الخميس 28 شباط 2019

 http://eliasbejjaninews.com/archives/72614/%d8%a7%d9%84%d8%a8%d8%b7%d8%b1%d9%8a%d8%b1%d9%83-%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%a7%d8%b1%d9%88%d9%86%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d9%83%d8%a7%d8%b1%d8%af%d9%8a%d9%86%d8%a7%d9%84-%d9%85%d8%a7%d8%b1-%d8%a8%d8%b4%d8%a7/

 وطنية - أكد البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، في كلمة القاها، خلال حلقة التنشئة المسيحية الأسبوعية على شاشة تيليلوميار، في كنيسة الصرح البطريركي في بكركي، "ان الزواج الكنسي هو سر مقدس (sacrement) من أسرار الكنيسة السبعة وهو تأسيس الهي يحمل نعمة الهية. اما الزواج المدني فهو عقد اجتماعي لا علاقة له لا بالأسرار المقدسة ولا بالله ولا بالروح القدس. وانا كمسيحي، باعتمادي الزواج المدني اضع الله جانبا، لأنني قررت تحويل هذا السر المقدس الى مجرد عقد اجتماعي".

وقال الراعي: "مع انطلاق الكنيسة لم يكن هنالك سوى الزواج الكنسي، ثم مع تطور المجتمعات ودخول العلمنة ووجود الملحدين وغيرهم برز الزواج المدني وهما يلتقيان في أمرين: أهلية طالبي الزواج، بحيث لا توجد موانع، والرضى الزوجي السليم على صعيد العقل والارادة والحرية. ولكنهما يختلفان في الصيغة القانونية لتبادل الرضى الذي يتم في الزواج الكنسي، أمام كاهن يبارك وشاهدين ضمن رتبة طقسية، وهنا يتم السر المقدس. اما الزواج المدني فيتم امام موظف الأحوال الشخصية وشاهدين، وهنا ينتفي السر".

وأضاف: "ان المسيحي ملتزم بالأسرار السبعة، وهي المعمودية والميرون والقربان والتوبة ومسحة المرضى والكهنوت والزواج، ولا يمكنه انتقاء ما يعجبه منها. لذلك كمسيحيين علينا الإلتزام بها كاملة. وانا كمسيحي لا يمكن ان يكون زواجي مدنيا والا فانا اكون في حالة خطيئة ضد السر. اي انني أخطىء ضد الله الذي اسس سر الزواج. وهذا امر مخالف للإرادة الإلهية وبالنتيجة لا يحق لي ان اتناول جسد الرب ودمه تماما كوضع الإنسان الذي يكون في حالة خطيئة جسيمة هو ايضا لا يمكنه تناول جسد المسيح ودمه لأنها اهانة وبالتالي لا يمكنني التقدم من المناولة".

وتابع: "نعم الزواج المدني هو خطيئة ضد السر ولكنه ليس مساكنة وليس حالة زنى انما هو عقد مدني خطيئته انه ضد السر المقدس. والكنيسة بلسان القديس البابا يوحنا بولس الثاني تعلم: "غالبا ما يتأتى ان يفضل الكاثوليك عقد زواج مدني فقط او ارجاء الزواج الديني الى ما بعد على الاقل وذلك بدافع من اسباب عقائدية او عملية. فلا يمكن مساواة وضعهم بوضع من يتساكنون دون اي ميثاق زوجي.

ذلك ان لديهم على الأقل قصدا في اتباع نمط حياة محدد ومستقر على الأرجح ولو بقي لديهم على الغالب مجالا لطلاق محتمل. لكن الكنيسة لا يمكنها ان تسلم بهذا الوضع فتسعى الى افهام الزوجين واجب التوفيق بين ما اختاراه من حياة وما يعترفان به من ايمان. وتبذل الكنيسة ما بوسعها ليعمل امثال هؤلاء الأزواج على تصحيح وضعهم وفقا للمبادئ المسيحية اي بعقد زواج كنسي. وبالرغم مما يعاملهم به رعاة الكنيسة من محبة بالغة ويحثوهم على الإشتراك في حياة جماعتهم الكنسية فلا يجوز ويا للأسف ان يسمح لهم باقتبال الأسرار. (الارشاد الرسولي : في وظائف العائلة المسيحية، 95 )".

وقال الراعي: "في لبنان اليوم يغنون اغنية الزواج المدني، فما هو المطلوب؟ اولا تعديل المادة 9 من الدستور التي تقول ان الدولة اللبنانية بعد الإجلال لله تعالى تحترم جميع الأديان وتقر بقوانين احوالها الشخصية، وهذه تتضمن قضايا الزواج ومفاعيله المدنية. الدولة تقول أنها تقر بقوانين الطوائف، ثم تقول باقرار الزواج المدني. في هذه الحالة يجب على الدولة ان تعدل المادة 9 من الدستور. ولتعديلها- كما تنص المادة 65 من الدستور - تحتاج الى التوافق واذا اقتضى الامر التصويت بثلثي الاصوات قبل ارساله الى المجلس النيابي".

وتابع: "لماذا تعديل الدستور صعب في هذا الخصوص؟ ولماذا صعب التوافق؟ ان اخواننا المسلمين اعلنوا منذ 1936 وفي سنة 1998 وبالامس، انهم يرفضون الزواج المدني بالمطلق فكيف يمكن التوافق على اقراره. في العام 1936 في عهد الإنتداب الفرنسي أقر المفوض السامي قانون 60 ل. ر. القائل انه اذا عقد اللبنانيون زواجا مدنيا خارج لبنان، فالدولة اللبنانية تعترف به. هذا القانون لا يزال ساريا حتى اليوم، ويخضع عقد الزواج لاحكام قوانين الدولة التي عقد فيها. اعترض المسلمون فاضطر المندوب السامي سنة 1939 اي بعد 3 سنوات الى اصدار قانون آخر يقول فيه ان قانون ال60 لا يطبق على المسلمين وحتى اليوم لا يقبل المسلمون بالزواج المدني في لبنان اينما عقد".

واضاف: "في عهد المغفور له الرئيس الياس الهراوي الذي قدم مشروع قانون الزواج المدني، أعلن المسلمون موقفهم الرافض بالمطلق. وبالامس جددوا موقفهم هذا من دار الفتوى. اذا لا مجال للتوافق. وفي كل حال الزواج المدني يقتضي تعديل المادة 9 من الدستور فلا يحق للدولة تحريض المؤمنين والقول لهم يمكنكم التقيد بالدستور كما يمكنكم عدم التقيد به، وليس بامكانها أن تقول: انا كدولة يمكنني التقيد بالمادة 9 كما يمكنني مخالفتها. انه كلام غير منطقي".

وأردف: "أما مشروع الزواج الإختياري الذي طرحوه فهو ايضا يحتاج الى تعديل المادة 9 من الدستور. نحن نرفض الزواج الإختياري ونقول انها لعبة لأن فريقا كبيرا في لبنان رفض الزواج المدني الإلزامي، لذلك طرح الإختياري لشق المسيحيين لانه يفرق بين اللبنانيين. ثم، هل يحق للدولة أن تخير المسيحي بين اتباع شريعة دينه أو مخالفتها؟ هل لدى الدولة سلطة للعب بضمائر المؤمنين. هذا امر خطير جدا. لقد قلنا لهم اعطونا قانونا واحدا في العالم يكون اختياريا فالقانون بطبيعته الزامي. تعلمنا منذ دراستنا للحقوق ان ميزة القانون الزامية. هل تستطيع المدرسة السماح بمخالفة قوانينها، وتخير الطلاب بين التقيد بها ومخالفتها؟ وهل يقبل اي حزب ان يخالف المنتمون اليه قوانينه؟ لماذا الدين وحده خاضع للخيار، وهل يحق التلاعب بالضمير والقيم الروحية؟".

وتابع الراعي: "لقد اعربت عن رأيي في القصر الجمهوري وقلت، اذا أرادت الدولة اقرار القانون فليكن الزاميا ولتبدأ العمل بتعديل المادة 9 من الدستور. فعندما يكون القانون الزاميا يمكننا الطلب الى الميسحي بتصحيح وضعه وعقد زواج كنسي، فإما يرفض ايمانه والالتزام به، واما يصحح وضعه، وعندئذ تعرف المؤمن من غير المؤمن. ولكن في حال الزواج المدني الاختياري، يصعب جدا اجراء هذا الطلب".

وختم: "لقد قلنا لهم ثمة من جحد دينه فلا يمكننا منحه سر الزواج، والا كان الزواج باطلا. أمثال هؤلاء بحاجة الى زواج مدني. ماذا نقول لهم؟ اذهبوا الى قبرص؟ الموضوع على هذا القدر من الخطورة. فليتفضلوا في المجتمع اللبناني ويتعمقوا فيه اكثر، وليكفوا عن التحدث بسطحية لا تدل الا على جهل مدقع. يؤلمنا ان نسمع من نعتبرهم مثقفين يتكلمون بطريقة خالية من الموضوعية والمعرفة، ويختمون حديثهم بان رجال الدين ضد الزواج المدني لأن الزواج الكنسي يدر عليهم الأموال ويؤمن لهم الهيمنة. هذا امر معيب تماما فالموضوع اكبر واخطر ويجب عدم التلاعب بالشؤون الإيمانية او ليعلن كل واحد عدم التزامه باي دين".

 

التجمع من اجل السيادة: حزب الله هو المُدَّعى عليه الأول في الفساد!

28 شباط/19

http://eliasbejjaninews.com/archives/72586/%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%AC%D9%85%D8%B9-%D9%85%D9%86-%D8%A7%D8%AC%D9%84-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%8A%D8%A7%D8%AF%D8%A9-%D8%AD%D8%B2%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87-%D9%87%D9%88-%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%8F%D8%AF/

عقد "التجمع من اجل السيادة" اجتماعه الدوري الأسبوعي، في حضور أعضاء المكتب التنفيذي والمنسقين المركزيين والمناطقيين. وبعد مناقشة المستجدات السياسية، أصدر المجتمعون البيان الآتي:

١- يرى "التجمع من أجل السيادة" أن محاربة الفساد ومحاسبة الفاسدين هما حاجة ملحّة وضرورية لوقف الانهيار الاقتصادي والمالي، لكن مثل هذه العملية لا يمكن أن تتم في ظل غياب سيادة الدولة والقانون، وفي ظل سيطرة السلاح غير الشرعي على المؤسسات الدستورية وقراراتها. إن الحملة السياسية والإعلامية التي أطلقها حزب الله وبعض حلفائه في السلطة تحت شعار محاربة الفساد ومحاسبة الفاسدين ليست سوى محاولة لتجميل صورته القبيحة أمام الرأي العام اللبناني، وتحويل الأنظار عن حقيقة دوره في إفلاس حزينة الدولة، وتسيّب إداراتها، ووضع اليد على مقدراتها ومرافقها الحيوية، ومصادرة قراراتها السيادية، وعن حقيقة دور سلاحه وحروبه في تدمير الاقتصاد الوطني وإفلاس المؤسسات الإنتاجية وإفقار الناس. إن حزب الله هو المُدَّعى عليه الأول في ملفات الفساد المالي والسياسي، ولا يمكنه بالتالي أن يضع نفسه في موقع المدَّعي العام، ولا في موقع الحاكم والحَكَم في هذا الملف.

٢- يؤكد "التجمع من أجل السيادة" على أن لا حصانة لأي مسؤول سياسي أو إداري تمنع القضاء النزيه والدولة المطلقة السيادة من مساءلته وفقا للقواعد القانونية العادلة عن مرحلة تولّيه السلطة والمسؤولية وكيفية إدارته المرفق العام. لكن "التجمع" يدعو اللبنانيين الى مواجهة محاولة حزب الله لتزوير التاريخ، من خلال تصوير مرحلة "ثورة الأرز" وكأنها مرحلة فساد مالي وأخلاقي، للتغطية على حقيقة كونه سبباً للفساد السياسي والمالي، ولاستكمال انقلابه على الدولة والدستور والديموقراطية، وتحويل القضاء الى محاكم ميدانية لإعدام خصومه السياديين سياسياً وأخلاقياً ومعنوياً، بما يسمح له بإحكام السيطرة على الدولة اللبنانية ومؤسساتها ومقدراتها وباستنساخ دور "حرس الثورة" في إيران!

٣- إن مواقف وزير الخارجية جبران باسيل، وتسخير أجهزة الوزارة، والسفارات اللبنانية عبر العالم للدفاع عن حزب الله وسلاحه، لا تعبّر عن رأي كل الشعب اللبناني، وإنما هي موقف حزبي وفئوي ومصلحي يخصّ التيار الوطني الحرّ، وطموحات رئيسه السلطوية، وارتهاناته التاريخية المعروفة لحزب الله وسلاحه.

إن إداء الوزير جبران باسيل بتبني سياسة حزب الله، يعرّض مصالح الدولة اللبنانية والشعب اللبناني لأفدح الأخطار والأضرار، ويهدّد بوضع الدولة اللبنانية في دائرة العقوبات والحصار الذي يستهدف حزب الله عربياً ودولياً، ويستدعي ممن ارتضى لنفسه الشراكة معه ومع حزب الله في السلطة، موقفاً حاسماً وواضحاً يضع حدّاً للسياسات التي تعزل لبنان عن محيطه العربي والشرعية الدولية وتجعل منه دولة مارقة وفاشلة ملحقةً بنظام إيران وسياساتها المعادية للعرب والعالم!

 

البرلمان البريطاني يقر حظر "حزب الله"  

وكالات/28 شباط/19/صادق مجلس اللوردات البريطاني على قرار وزارة الداخلية حظر "حزب الله" بجناحيه العسكري والسياسي وإدراجه في قائمة التنظيمات الإرهابية، بحسب ما أفاد مراسل "الحرة" في لندن. وبمصادقة مجلس اللوردات الخميس بعد إقراره من طرف مجلس العموم يوم الثلاثاء، يدخل القرار حيز التنفيذ ابتداء من يوم الجمعة الأول من آذار.

 

السعودية رحبت بقرار بريطانيا تصنيف حزب الله منظمة "إرهابية"

روسيا اليوم/الخميس 28 شباط 2019 /أعلنت رئاسة أمن الدولة في السعودية عن ترحيب المملكة بقرار بريطانيا تصنيف "حزب الله" اللبناني بجناحيه السياسي والعسكري، منظمة إرهابية. وقالت المتحدثة باسم رئاسة أمن الدولة السعودية أن "المملكة تعرب عن تقديرها لجهود المملكة المتحدة في اتخاذ هذا القرار الاستراتيجي الذي يعكس حرصها الشديد على محاربة الإرهاب بكل أشكاله والتصدي للجماعات الإرهابية والأيدولوجيات المتطرفة". وأضافت المتحدثة أن: "المملكة تحث المجتمع الدولي والمنظمات الدولية ذات العلاقة على اتخاذ مثل هذه الخطوة وتكثيف التعاون المتبادل وتعزيز التنسيق المشترك بما يكفل القضاء على الإرهاب بكافة أشكاله وأنواعه". وأكدت أن الرياض ستواصل وبالشراكة مع حلفائها العمل على "وقف تأثير "حزب الله" وإيران المزعزع للاستقرار" في المنطقة بما يكفل حفظ الأمن والسلم الدوليين.

 

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الخميس 28/2/2019

* مقدمة نشرةاخبار "تلفزيون لبنان"

تناغم بين السلطتين التشريعية والتنفيذية بدا واضحا اليوم من خلال هيئة مكتب المجلس النيابي وإعلان الرئيس بري عن انعقاد جلسة يوم الاربعاء المقبل وايضا من خلال نجاح جلسة مجلس الوزراء في إقرار جزء كبير من جدول الاعمال وأهمه الدرجات الست للمعلمين الثانويين وإصدار سندات بالعملات الاجنبية.

وفي الأثناء تستمر التحضيرات لثلاث محطات:

- الأولى للجنة اللبنانية - السعودية انعقادا حول التعاون والوديعة المالية.

- الثانية للرئيس بري زيارة لباريس وطلب تدخل ماكرون في الضغط من أجل لجم إسرائيل عن سرقة الغاز اللبناني.

- الثالثة للرئيس الحريري زيارة لموسكو في سياق موضوع الغاز كذلك.

وفي موضوع فتح الملفات المالية يعقد الرئيس فؤاد السنيورة قبل ظهر غد مؤتمرا صحافيا يتحدث فيه ايضا عن التطورات السياسية.

وقبل الدخول في التفاصيل المحلية نشير إلى أن البرلمان البريطاني صوت قبل قليل لصالح اعتبار حزب الله بجناحيه العسكري والسياسي منظمة إرهابية.

إذن جلسة مثمرة لمجلس الوزراء في السراي الكبير.

* مقدمة نشرةاخبار "تلفزيون nbn"

لا حديث يعلو هذه الأيام على حديث مقارعة الفساد وإطلاق يد المساءلة والمحاسبة والمراقبة والتشريع وتطبيق القوانين.

هذه العناوين تتربع على عرش الورشة النيابية الواسعة التي أطلق العنان لها رئيس مجلس النواب نبيه بري وعلى نيتها ترأس اجتماعا لهيئة مكتب المجلس في عين التينة لبرمجة الجلسات المكثفة التي تم تحديد موعدها يومي الاربعاء والخميس المقبلين وسيكون على رأس جدول أعمالها تشكيل المجلس الأعلى لمحاكمة الرؤساء والوزراء.

وبموازاة هذه الجلسات تزخيم لتحرك اللجنة النيابية المكلفة متابعة موضوع تطبيق القوانين التي سبق أن أقرها المجلس ولم تنفذ بعد وارتفع عددها من تسعة وثلاثين الى اثنين وأربعين بحسب ما أبلغ أحد أعضاء اللجنة النائب مروان حمادة الـNBN.

وقد أمل الرئيس بري أن تنجح اللجنة في مهمتها وخصوصا أن القوانين المعطلة حيوية جدا وترتد بفائدة كبرى على البلد وتؤدي الى إنقاذه من القسم الأكبر من الفساد المشكو منه.

حملة مكافحة الفساد قادت النائب حسن فضل الله اليوم الى المدعي العام المالي متأبطا مستندات حول الحسابات المالية للدولة على شكل إخبار أكد القاضي علي إبراهيم فورا أن التحقيق فيه سلك طريقه وكشف في اتصال مع الـNBN أنه قام باستدعاء موظفة في وزارة المال لأخذ إفادتها وقال إن ذلك بداية تسبق خطوات لاحقة.

أما النائب فضل الله فحرص على الإشارة الى أنه لم يتهم أو يسم أحدا كمرتكب وأن من يريد أن يبرىء نفسه عليه اللجوء الى القضاء واستشهد بكلام الرئيس بري الذي يعتبر فيه أن مساءلة الوزير لا تنطوي على إهانة له، وأكد فضل الله أن العيب هو التهرب من القضاء.

على الخط الحكومي أول جلسة لحكومة "إلى العمل" عقدت في السراي برئاسة الرئيس سعد الحريري في أجواء هادئة لا مشاحنات سياسية فيها كتلك التي طبعت الجلسة السابقة في ظل دعوة اليوم من الحريري إلى عدم اللعب على وتر الخلاف بينه وبين الرئيس ميشال عون معتبرا أن هناك شراكة مع رئيس الجمهورية ومجلس النواب للبدء في العمل.

مجلس الوزراء أقر الدرجات الست للأساتذة ووافق على طلب وزارة المالية بإصدار سندات خزينة بالعملات الأجنبية، فيما شدد الوزير علي حسن خليل على ضرورة الإسراع بإنجاز الموازنة.

في فلسطين المحتلة يراكم بنيامين نتنياهو الإخفاق تلو الآخر والجديد توجه النائب العام الإسرائيلي لإتهامه بقضية رشوة.

* مقدمة نشرةاخبار "تلفزيون الجديد"

غابت شمس القوات عن المؤسسة اللبنانية للارسال وتغير كل الموضوع ولو قرأ العرافون الطالع للشيخ بيار الضاهر لما توقعوا أنه سيكون الرجل الذي سيضرب بالكف سيفوز مرتين في أقل من أسبوع واحد وسيقطف أوراقا رابحة من أمير وحكيم بفارق أيام .

خسر سمير جعجع جولة حرب إعلامية وجاءت توقعاته كتلك التوقعات السياسية التي لم يكتب لها التحقيق على الرغم من أن الحكيم يعتد بنظرية " ما يصح إلا الصحيح ". والصحيح اليوم جاء ليعطي الشيخ بيار أحقية ملكية ال "ال بي سي اي" في حكم البداية الصادر عن القاضية فاطمة جوني.

هذا الاسم لم يهضمه جعجع الذي أدرجه في خانة الجنوح السياسي مسجلا عليها حكمها بأنه لا يحق لميليشا التملك في حين أن هذه المليشيا أتت برئيس جمهورية كما قال.

وتحت تغريدات العدالة المسروقة أعلن رئيس حزب القوات أنه سيستأنف القرار بأسرع وقت ممكن. وسيكون الدكتور جعجع في اتصال مباشر خلال هذه النشرة لمزيد من الاستيضاح حول القرار القضائي وبالقضاء المالي فإن أوراق المالية العامة موضع الهدر اصطحبها النائب حسن فضل الله إلى خزنة المدعي العام علي ابراهيم وسلمه الوديعة المفتوحة على فساد مفتوح على مرحلة زمنية طويلة وتشمل رؤساء ووزارء ومديرين، وليست محصورة بشخص دون سواه وقد أدت عملية التوسع الى بدء تحسس الرؤوس والرقاب لاسيما أن القاضي ابراهيم أعلن عزمه على استدعاء كل من يثبته التحقيق متورطا أو فاعلا مهما علا شأنه، لكن من بين مجموع من تعاقبوا على السرايا ووزارة المال وجد المريب نفسه في موضع الشك وحزم الرئيس فؤاد السنيورة ملفاته الى مؤتمر يعقد يوم غد في نقابة الصحافة لكشف حسابات الماضي وطريقة إنفاق الأحد عشر مليار دولار، والخشية كل الخشية أن يطالب السنيورة بعطل وضرر، وبإصلاح أضرار عربية اتضح أن كل ما "هول " به على اللبنانيين لناحية خسائر تولي حزب الله وزارة الصحة كان من باب الحرب الاستباقية غير المدرجة في لوائح التنفيذ فالوزير جميل جبق حصد في مؤتمر وزارء الصحة العرب المنعقد في القاهرة أول تعاون على مستوى الجامعة العربية رافعا بذلك " السقف العربي "للشراكة الطبية مع حكومة : وزيرها من روح حزب الله.

وبروح وزارية كبتت الخلافات سلكت الدرجات الست للأساتذة الثانونيين طريقها إلى الإقرار من دون المفعول الرجعي وباعتراض التيار والقوات وفي الجلسة كانت " خبطة " اليد هذه المرة حريرية بعدما أبدى رئيس الحكومة الحرص على التضامن الوزاري ودعا الى عدم اللعب على وتر الخلاف بينه وبين رئيس الجمهورية، وبالوتر التشريعي التأمت هيئة مكتب مجلس النواب استعدادا للجلسة العامة التي ستعقد قريبا ويدرج في جدول أعمالها تأليف المجلس الأعلى لمحاكمة الرؤساء والوزراء لكن جلسة مجلس النواب العامة لم يتضح بعد ما إذا كان سيحضرها " النائب المغيب" السيد نواف الموسوي أعاده الله وحزبه سالما الى ساحة التشريع بعد انتهاء المحكومية الحزبية.

* مقدمة نشرةاخبار "تلفزيون المنار"

اخذت الادلة مجراها، والتحقيق والتدقيق بيد القضاء..

بعض من وثائق حول الفضائح المالية للدولة اللبنانية في حقبة حكومية ليست قليلة، سلمها النائب حسن فضل الله الى المدعي العام المالي القاضي علي ابراهيم، ومن هناك يبدأ المسار المفترض للبحث عن مال الشعب المنهوب، وفق الدستور والقانون .

في النهاية، نريد كلمة القضاء في حق من تلاعب بمالية الدولة وقيودها اكد النائب فضل الله مثمنا للوزير علي حسن خليل دوره في انجاز الحسابات المالية تصحيحا لسلوك من سبقه الى الوزارة..

هي ثلاثون الف صفحة وما يزيد حجم الملف الذي أعدته وزارة المالية ومن المفترض ان يسلك طريقه الى القضاء، والمرتكبون يتحملون بانفسهم المسؤولية وليس اولادهم ولا احزابهم ولا طوائفهم قال النائب فضل الله، ولا تعليق على الكلام الذي يصدر يمينا وشمالا..

وعلى طريق مكافحة الفساد، المجلس الاعلى لمحاسبة الرؤساء والوزراء لم يعد كلاما، فجلسة انتخاب اعضائه حددها رئيس مجلس النواب في السادس من اذار المقبل، وفي السابع منه جلسة تشريعية.. موعدان يضفيان جدية معتبرة في التعاطي مع مكافحة الفساد التي لا يتوجس منها الا المريبون ..

حكوميا، جلسة اولى لمجلس الوزراء في السراي، كانت لتوصف بالعادية، لولا تسلل بند الاساتذة المتمرنين من خارج جدول اعمالها، فأنجز الاتفاق على اقرار درجاتهم الست وفق قانون سلسلة الرتب والرواتب..

دوليا لم يستطع الرئيس الاميركي ان يعود الى بلاده بانجاز يتستر به من التهم التي تلاحقه امام الكونغرس، فألحق بادارته اخفاقا جديدا بلقاء خال من اي اتفاق مع الزعمي الكوري الشمالي (كيم جونغ اون)، اما سبب الفشل فعدم تمكن ترامب من رفع العقوبات عن كوريا الشمالية كما قال، رغم تعهد كيم بتفكيك سلاحه النووي. انه الدجل الاميركي الذي يتنصل من التعهدات، ويتمسك بلغة العقوبات، حتى دون ايجاد المبررات..

* مقدمة نشرةاخبار "تلفزيون ال بي سي"

صحيح " لا يصح إلا الصحيح "...

الصحيح أن "بيار الضاهر" صاحب ضمير قبل أن يكون صاحب حق.

الصحيح أن "بيار الضاهر" صاحب وفاء بمقدار ما هو صاحب قضية.

الصحيح ان "بيارو" يؤتمن... هو ائتمن على تاريخ وعلى مصير، فكيف في "ساعة تخل تلصق فيه تهم يعرف مطلقها أنها قد تنطبق على كثيرين إلا على "بيارو".

الصحيح أن " بيارو" هو بيار الضاهر، الشيخ بيار الضاهر، إبن البيت، وإبن العائلة التي نذرت نفسها قبل ان تكون هناك قضية وقبل ان تكون هناك مؤسسات، فكانت عنوانا للعطاء، ومثالا للوفاء...

الصحيح ان بيار الضاهر وكما يعرف القاصي والداني هو ابن بيت، من صفاته اليد الممدودة للناس لا اليد الممدودة على أموال الناس، لتصرف منها وأحيانا لتبذر منها.

الصحيح ان بيار الضاهر هو الذي استحصل على رخصة "ال بي سي آي"، وهو الذي مولها وجعل منها المحطة الأولى لبنانيا والمتألقة عالميا. ومذ بلغت هذا المستوى كثر الطامعون والطامحون والجشعون، سواء أكانوا في السلطة أو في "السلبطة"، وسواء أكانوا لبنانيين معروفي القيد أو مجنسين مكتومي القيد: فمن أراد جاها ووجاهة، كان يريد الـ " ال بي سي آي " إلى جانبه، ومن أراد تجارة ومالا، كان يريد الـ " ال بي سي آي " معه... ومن أراد ان يصل إلى بعبدا او الى السرايا، كان يريد ان تكون الـ " بي سي آي " معه.

بيار الضاهر خذلهم، ومعه الـ " ال بي سي آي "، لا طامح بقي ولا طامع نجح، ولا جشع فاز، ولا مجنس استطاع استخدامها جسر عبور لأهدافه المستحيلة...

بقي بيار الضاهر على رأس الـ " ال بي سي آي " ، كما بقيت الـ "ال بي سي آي " لبيار الضاهر، مؤسسة تخضع للقوانين اللبنانية المرعية الإجراء، فيها مساهمون وفق قانون المرئي والمسموع، وبهذا المعنى، التاريخ لا يعود إلى الوراء، مهما حاول المحاولون ذلك.

الجميع يعرف منذ رفع الدعوى، حقيقة ملكية " ال بي سي آي "، اليوم تعززت هذه المعرفة بعد تثبيتها بالقضاء وبقوة القانون، ولاسيما بحكم القاضية (فاطمة جوني)، القاضية المنفردة الجزائية في بيروت، والذي جاء بـ 112 صفحة ليرد الدعوى ويبطل التعقبات.

وبمناسبة الحديث عن القضاء والقانون، يقول رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع اليوم، في تعليقه على القرار: "الحكم لم يعد الـ"LBC" لـ"القوات" لأسباب سياسية لا لأسباب قانونية".

القوات اللبنانية رفعت مئات الدعاوى في حق الإعلام، وربحت عشرات الدعاوى، فهل ربحها الدعاوى هو لأسباب سياسية لا قانونية؟

يكون القضاء نزيها حين يناسبهم، ويكون مسيسا حين لا يناسبهم؟

لا يصح إلا الصحيح... والصحيح أن "الحق معنا" ... أما الباقي فمن الأباطيل.

* مقدمة نشرةاخبار "تلفزيون المستقبل"

لن تترك الساحة للحسابات الوهمية، وللذين يفبركون التلفيقات، التي يراد منها الاستهداف السياسي. تحت هذا العنوان، يعقد الرئيس فؤاد السنيورة غدا، مؤتمره الصحافي ليفند بالارقام والوثائق، الاكاذيب والاضاليل الهادفة إلى النيل من إرث الرئيس الشهيد رفيق الحريري وفريقه السياسيي وتحت عنوان: محاربة الفساد.

ففي اللحظة التي يروج فيه حزب الله لنفسه بأنه حامي لبنان من الفساد عبر مداخلات يتولاها نائب الحزب حسن فضل الله والذي سلم اليوم مستندات الحسابات المالية إلى المدعي العام المالي، كانت الاسئلة تتلاحق عن الفساد والاموال المهدورة تحت عباءة حزب الله إنطلاقا من التهريب عبر المطار أوالمرافىء والحدود البرية والتي تقدر بمليارات الدولارات،ولم تتوقف الاسئلة عند هذه الحدود، بل تركزت عمن يقف وراء صناعة الحبوب المخدرة، كالكبتاغون وتهريب المخدرات ومن يعمل على إنشاء المؤسسسات الوهمية المسجلة في المؤسسات الضامنة، مما يؤدي إلى تضييع المليارات من المال العام .

أما في الحيز العملاني لعمل الحكومة، فكان رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري يؤكد خلال جلسة مجلس الوزراء التي إنعقدت في السراي الكبير على الالتزام بالتضامن الوزاري. وقال؛ كلنا شركاء مع رئيس الجمهورية و مع المجلس النيابي للمباشرة بالعمل.

إقليميا، أعلن المتحدث الرسمي لرئاسة أمن الدولة في المملكة العربية السعودية، أن بلاده ترحب بعزم بريطانيا تصنيف ميليشيات ما يسمى بحزب الله منظمة إرهابية بجناحيها السياسي والعسكري. ووصفت الخطوة، بأنها مهمة في جهود مكافحة الإرهاب وتمويله؛ داعية المجتمع الدولي والمنظمات الدولية إلى إتخاذ مثل هذه الخطوة. كما أكد المتحدث السعودي أن بلاده ستواصل وبالشراكة مع حلفائها، العمل على وقف تأثير حزب الله وإيران.

* مقدمة نشرةاخبار "تلفزيون او تي في"

باستعادة التاريخ الذي لا اتفاق حوله بين اللبنانيين، وخصوصا بين المسيحيين، استند رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع في تعليقه اليوم على القرار القضائي المتعلق بملكية الـ LBCI... وباسترجاع الماضي بتجاربه التي أوصلت البلاد إلى ما وصلت إليه اليوم، ولاسيما على الصعيدين الاقتصادي والمالي، انطلق البعض في مجلس الوزراء، في مقاربة موضوع الدرجات الست الذي أقر، على رغم الاعتراض.

وفي هذا الاطار، علمت الـ OTV أن الجلسة شهدت مداخلة طويلة للوزير جبران باسيل تميزت بالحدة أحيانا، اذ توجه الى ‏الوزراء من دون استثناء بالقول: "البلد راح يروح من بين أيدينا وانتو بعدكن عم تقدموا المصالح الانتخابية على المصلحة العامة". واضاف باسيل أن "الاستمرار في اتخاذ قرارات شعبوية ‏كسلسلة الرتب والرواتب وزيادة الرواتب والدرجات قد يرضي قسما من الناس لبعض الوقت، لكنه يهدد مصير كل الناس كل الوقت، لأن استمرار هذا النهج يعني حكما أن الوضع الاقتصادي والمالي يتجه إلى التدهور".

وتابع باسيل: "أقول لكم ذلك، وأنا أعرف ان كلامي يخسرني شعبيا، لكن ضميري لا يسمح لي بالسكوت عن الحقيقة، ‏ومسؤوليتي تدفعني إلى مصارحة الجميع، فماذا يعني ان تؤمن حقوقا مالية لفئة من الناس وانت تعلم أنها سترتد سلبا على وضع جميع الناس"؟

ولفت باسيل إلى "أننا لسنا بحاجة إلى النصائح الدولية ‏لنفهم ان رفع سقف الانفاق العام من دون تأمين الموارد وضبط الهدر هو نوع من الانتحار، فالمال أرقام لا تحتمل التأويل، وعلينا أن نواجه بجرأة لكي لا يحملنا الناس مسؤولية الانهيار لا سمح الله".

وختم باسيل كلامه قائلا: "لن نسكت أبدا عن أي قرار او إجراء يهدد المصلحة الوطنية العليا مهما كانت تكلفة هذا الموقف شعبيا علينا، ونحن كفريق سياسي لن نقف متفرجين ولن نشارك في المسرحية الخبيثة، لأن الآتي أعظم".

وفي الموازاة، برز اليوم تقدم النائب حسن فضل الله بإخبار أمام النيابة العامة المالية في ملف الحسابات، عشية المؤتمر الذي يعقده رئيس الحكومة السابق فؤاد السنيورة للرد، منطلقا من المناشدة التي وجهها إلى الرأي العام العربي والدولي، ومصورا ما يحدث على أنه استهداف سياسي، أو حتى مذهبي... في وقت كان استهداف حزب الله يتكرس اليوم من لندن، بتصويت البرلمان البريطاني لصالح اعتباره بجناحيه السياسي والعسكري منظمة إرهابية.

* مقدمة نشرةاخبار "تلفزيون ام تي في"

مجلس الوزراء الاول بعد نيل الحكومة الثقة شكل عن قصد او صدفة نوعا من فك اشتباك ناعم بين الرئاستين الاولى والثالثة، وتذكيرا لطيفا بالدور الذي منحه اتفاق الطائف لرئيس الحكومة وجاء جدول الاعمال الخالي من المواد الخلافية يعزز الهدوء، ما سهل امرار عددا من المشاريع وفي مقدمها اقرار الدرجات الست لاساتذة الثانوي المتمرنين والموافقة لوزارة المال على اصدار سندات خزينة بالعملات الاجنبية.

كذلك اخذت بالاعتبار الملاحظات التي ابداها وزراء القوات حول ضرورة تخفيض عدد الوفود المرافقة للوزراء في اسفارهم تخفيضا للنفقات، وكذلك تحذيراتهم من ان لا يشكل اقرار الدرجات الست سابقة وحافزا لكل صاحب حاجة وينزل الى الشارع للحصول على مبتغاه، وقد ايد الوزير باسيل هذا الطرح، وكان الرئيس الحريي شدد على ضرورة إلاء التحضيرات ل"سيدر" كل الاهتمام، علما ان كلامه يتزامن مع وصول المبعوث الفرنسي بيار ديكون المولج متابعة تنفيذ مقررات "سيدر".

هذا من الجانب الهادىء اما في الجانب الساخن فالخشية تتصاعد من ان ترتدي الحملة على محاربة الفساد لباسا طائفيا مذهبيا بعد دخول مرجعيات دينية على خط المعترضين على ما تعتبره استهدافا لشخصيات سنية في هذه الحرب.

في السياق يعقد الرئيس فؤاد السنيورة مؤتمرا صحفيا يوم الجمعة يوضح فيه بالارقام والشواهد كيفية ادارته مالية الدولة واوجه انفاق الاحد عشر مليار دولار، تزامنا سلم نائب حزب الله حسن فضل الله المدعي العام المالي القاضي علي ابراهيم المستندات المتعلقة بالحسابات المالية للدولة وتقدم بإخبار خطي عززه بالمستندات والوثائق رابطا اقرار الموازنة وانتظام الواقع بكشف مصير الاموال ووقف الفساد. ونفى فضل الله اي تسييس او تطييف او استهداف كامن وراء حركة حزب الله.

ومن خارج السياق دخل قرار حظر حزب الله في بريطانيا حيز التنفيذ بعد مصادقته في مجلس اللوردات بعد مجلس العموم.

في هذه الاجواء استدعى اسقاط القاضية فاطمة جوني دعوى القوات على بيار الضاهر بالاستيلاء على "ال بي سي" ردود فعل شاجبة لدى مناصري القوات، ووصف الدكتور جعجع لل"ام تي في" الحكم القضائي بالمتناقض، واعتبر ان القاضية جوني غلبت انتماءاتها السياسية على الحق.

 

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الخميس في 28 شباط 2019

النهار

لوحظ أن تقرير المُتعاقدين والموظّفين الذي رُفع إلى لجنة المال والموازنة لم يشمل مجلس النوّاب المعني الأوّل بالشفافيّة قبل المحاسبة.

في جدول أعمال مجلس الوزراء قبول هبات عبارة عن سيارات تعود إلى العامين 2005 و2006 من دون اتّضاح أسباب التاريخ القديم الذي تعود إليه.

يُردّد الوزير السابق وديع الخازن أن شطف الدرج يبدأ من فوق ولا يشعر السياسيّون الذين يُكرّرون العبارة أنّهم معنيّون.

بدأ عدد من الوزراء يشكون من أداء مديرين عامّين في وزاراتهم وعدم مُطابقتهم للمواصفات قبل أن يقلعوا في عملهم.

الجمهورية

فوجئت مراجع طبّية بزيارة قام بها مرجع ديني الى مرجع لبناني كبير وهو لم يتعافَ بعد من وعكة صحيّة ألمّت به.

لاحظت أوساط سياسية أن وزيرا سيطرح على طاولة مجلس الوزراء اليوم بندا أثار جدلا بين الوزراء في الحكومة السابقة كان رفضه الوزير السابق فيما هما من التيار ذاته.

تتحدث معلومات عن أن اسرائيل استقدمت حفارة بترول إضافية وستبدأ العمل في المنطقة المحاذية المتنازع عليها ما يُشكّل تطوراً خطيراً في سرقة نفط لبنان.

اللواء

لاحظ دبلوماسي غربي، أن الاهتمام اللبناني باستقالة "وزير أجنبي" كاد يفوق اهتمام بلاده بهذا الموضوع!

يستغرب موظفون رقابيون كبار كيف أن السلطة السياسية، ترمي بأثقال تجاوزاتها وتصرفاتها على مؤسساتهم التي تحتاج إلى إعادة بناء للاضطلاع بهذه الملفات الثقيلة..

بدأ يتضح أكثر فأكثر، لماذا ترك الحبل على غاربه في جلسات مناقشة البيان الوزاري؟ الجواب: بانتظار الخطوات اللاحقة، بدءًا من تأليف المجلس الأعلى لمحاكمة الرؤساء والوزراء!

البناء

توقعت مصادر دبلوماسية عربية أن يكون تعيين ريما بندر بن سلطان سفيرة للسعودية في واشنطن بدلا من خالد بن سلمان محاولة مزدوجة لإبعاد خالد المتهم بالتورط بقضية قتل جمال الخاشقجي من وجه مخاطر الملاحقة القضائية وبالتوازي السعي للإستفادة من علاقات والد السفيرة الجديدة بالوسط الأميركي لضمان نجاح إبنته خصوصا أن بندر يقول في مجالسه أن التدهور في العلاقات الأميركية السعودية بدأ منذ توقفه عن متابعتها

الاخبار

تحضيراً للانتخابات الرئاسية في عام 2022، والتي من المفترض، قانوناً، أن تسبقها في العام نفسه انتخابات للمجلس النيابي الذي سينتخب رئيس الجمهورية المقبل، وعلى رغم عدم إتمام المجلس النيابي عامه الأول، بدأ كل من التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية تحضير ماكينتيهما الانتخابية. وعلمت "الأخبار" أنّ القوات قرّرت تفريغ عددٍ من القياديين في الحزب، للعمل في جهاز الانتخابات (النيابية والبلدية)، مع وضع ميزانية كبيرة في تصرفهم. أما التيار فباشر تحضيراته للانتخابات من خلال تجهيز وتحديث قوائم الناخبين في الاغتراب، لإعداد لوائح بالذين ستُضاف أسماؤهم إلى "لوائح الشطب" قبل العام 2022. ويتجّه التيار أيضاً إلى تفعيل العمل الحزبي على مستوى الطلاب والشباب، بعد أن تبيّن وجود خللٍ على هذا الصعيد (من بين الأفكار المقترحة تأسيس كشاف حزبي).

ملف اللبنانيين الثمانية المُحتجزين في الإمارات العربية المتحدة منذ شباط الـ2018، سلك مساره القضائي في 13 الشهر الجاري، مع عقد أول جلسة لمُحاكمة "المُتهمين بتشكيل خلية إرهابية وتمويل حزب الله". إلا أنّه تقرّر إرجاء المحاكمة إلى جلسة ثانية عُقدت أمس في 27 شباط، "لأنّه في الجلسة الأولى، لم يكن كلّ الموقوفين برفقة وكلائهم القانونيين". وتُعلّل المصادر غياب المحامين لثلاثة من الموقوفين، "لعدم إبلاغ الموقوفين بموعد عقد الجلسة الأولى، بل تفاجأوا باقتيادهم إلى المحكمة". وقد عرِف بعض الأهالي بها "صدفةً أثناء وجودهم في أبو ظبي للقاء أبنائهم". حتى أنّ المحامين الذين حضروا المحاكمة "مُنعوا من الاطلاع على الملّف". وتقول المصادر إنّه طيلة سنة من الاحتجاز، "لم يتمّ التحقيق رسمياً مع الموقوفين سوى مرّة، في حين أنّ عدداً منهم تعرّض لتعذيب جسدي، وآخرون لضغوط نفسية، كإجبارهم على التوقيع على أوراق من دون أن يعرفوا مضمونها". ويتخوّف معنيون بالقضية من أن تكون الأوراق التي أُجبر الموقوفون على التوقيع عليها، تتضمن اتهامات واعترافات لم يدلوا بها.

بعدما كانت قيادة القوات اللبنانية قد أوكلت إلى النائب شوقي الدكاش متابعة ملف الرابطة المارونية منذ ما قبل دخوله الندوة البرلمانية، سحب الملف في الأيام الأخيرة منه وبات بعهدة أنطوان مراد، مستشار رئيس الحزب سمير جعجع. ويبدو أن التفاوض الذي قاده الدكاش مع شخصيات في الرابطة حول حصة القوات والمراكز التي يمكن لقواتيين الحصول عليها لم يرض معراب، التي باتت أكثر تشدداً في مقاربتها للملف لجهة طريقة تعاملها مع النائب السابق نعمة الله أبي نصر، المرشح الأبرز لرئاسة الرابطة في الانتخابات التي ستجرى في 16 آذار المقبل.

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

القاضية جوني تبطل التعقبات بحق الـ"ال بي سي" والضاهر في دعوى القوات

وكالات/الخميس 28 شباط 2019 /أصدرت القاضية فاطمة جوني قرارا بإبطال التعقبات في حق الـ"ال بي سي" وبيار الضاهر في دعوى "القوات اللبنانية" ضدهما وبرّد كل ما زاد أو خالف وبتضمين "القوات اللبنانية" النفقات.

وتعليقا على القرار، غرد رئيس جزب "القوات" سمير جعجع على تويتر قائلا: "LBC قوات ... مهما كتب الأسود..." وأضاف: "تعرضنا قبل اليوم لكثير من الأحكام الجائرة ولم نتوقف... مكملين..."، مشيرا الى ان "القوات اللبنانية" لم تكن ميليشيا، لأن الدولة اللبنانية انهارات بعد العام 1975، بل كانت مقاومة وهي التي دفعت غالياً لكي تعود الدولة من جديد ما بعد العام 1990". واكد جعجع ان "كثير من وسائل الاعلام الحالية كانت تابعة لتنظيمات عسكرية إبان الحرب وما زالت حتى الساعة، فلماذا تنحرم "القوات اللبنانية" وحدها من ذلك، خصوصاً انها تحولت الى حزب سياسي يمثله 15 نائباً في البرلمان و4 وزراء في الحكومة؟". وتابع: "تبيّن من خلال هذا الحكم بالذات بانه لم تتم اية عملية بيع لـ"ل.بي.سي" الأساسية، مما يؤكد ملكية "القوات اللبنانية" للـ"LBC"، ولكن الحكم لم يُعِد الـ"LBC" لـ"القوات" لأسباب سياسية وليس لأسباب قانونية".

 

جعجع: القوّات أسست الـ LBC ولم يحصل أي عملية بيع.. والقاضية أضاعت البوصلة!

وكالات/28 شباط/19/غرّد رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع مجدداً حول قرار القاضي فاطمة جوني مرفقاً التغريدات بهاشتاغ “العدالة المسروقة”، وقال: “تفاجأت كثيراً في القرار القضائي الصادر في قضيّة الـ”LBC” وخصوصاً عندما قرأت الحكم مع أخذي بعين الإعتبار أن نيّة القاضية سليمة، إلّا أن للجميع منا جنوح سياسي إلى مكان ما وآرائها السياسيّة طغوا على قرارها”. وأضاف: “في جوهر القضيّة حكمت القاضية لصالح القوّات ونحن ادعينا عليه بسوء الامانة باعتبار أن الـ”LBC” لنا ونحن قمنا بتعيين بيار الضاهر مديراً عليها وهو يدعي ملكيتها الآن والقاضية أقرّت بذلك وأنه لم يحصل أي عمليّة بيع أو تسديد أي مال وكل واقعة الشراء غير ثابتة. إن أسست القوّات التلفزيون ولم يحصل أي عملية بيع فلم هو هذا التلفزيون؟ إن هذا الجواب واضح إلا أن القاضية أضاعت البوصلة وتصرّ على أن الدولة لها الحق في تأسيس القوّات المسلّحة وهل هي يحق لها محاكمتنا على هذه المرحلة؟، لا أعرف أين كانت تعيش القاضية ما بين العامين 1975 والعام 1990 وكأنها لا تعترف بكل ما حصل في تلك المرحلة، ولو لم أقم أنا ورفاقي بما قمنا به في تلك المرحلة لكنا اليوم نعيش في ظل دولة بديلة ولما كانت القاضية قادرة على العمل كقاضية وتتقاضى أجرها من الدولة”. وتابع جعجع: “القاضية أعطتنا حقنا في القانون وتعود لتسلبنا إياه في السياسة، في حكمها تقول إنّه لا يحق للميليشيا بالتملك في حين أن هذه الميليشيا أتت برئيس جمهوريّة وهي من أبرز داعمي اتفاق الطائف. وتدعي القاضية أننا لا يحق لنا التملك في حين لدينا 15 نائباً و4 وزراء في الحكومة هي أعطتنا حقنا بالمكليّة لاننا نحن أسسنا الـ”LBC” ولم يحصل أي عمليّة بيع في حين أنها أعادت وسلبتنا إياه معتبرةً أن هذه القوّات ليست تلك التي أسست الـ”LBC”، في حين أن هناك حكماً من مجلس شورى الدولة بشكل واضح ردّ الطعن الذي قدّم عندما كنا نعيد إحياء رخصة الحزب معتبراً أن هذه “القوّات” هي نفسها التي كانت في حينه”. وقال جعجع: “أنا لا أعتقد أن هناك تدخلات سياسيّة جرت في القضية وأعتبر أن القاضية لها إنحناءات سياسيّة في هذا الإتجاه وهي لا تعترف بكل ما حصل في لبنان أو أن حرباً وقعت في لبنان. هناك عدد كبير من الأفرقاء السياسيين الذين لا يناسبهم أن نربح القضيّة إلا أنّي لا أعتقد أن هناك جهّة سياسيّة تدخلت في القضيّة وإنما ميول القاضية الشخصيّة”. وختم: “لو كانت وزارة العدل بيد القوّات لكان القرار صدر على ما هو عليه. واتمنى على مجلس القضاء الأعلى اتخاذ هذه القضيّة بعين الإعتبارات للتناقضات التي تعتريها. سنقوم بالإستئناف بالدرجة الأولى فهذا هي باب المراجعة القانونيّة لدينا. وأساس الدعوى هو إذا ما تم عمليّة بيع أو لا وهي اعترفت أنه لم تحصل أي عمليّة بيع. وقرارها غير منسسجم لأنه كان بالأجدى أن تعيد الملكيّة للدولة بعد افتراضها أن هذه المؤسسة أسست من مال الناس”.

 

لهذه الأسباب جمّد "حزب الله" الموسوي

علي الحسيني/موقع تيار المستقبل/28 شباط/19/يتفاعل موضوع تجميد نشاط النائب نوّاف الموسوي بقرار من قيادة "حزب الله" لأسباب وخلفيات عديدة، وتحديداً بين جمهور "الحزب" الذي رأى بالقرار هذا، "مظلومية" لحقت به، إذ أن السبب الجوهري لا يستوجب على الإطلاق اتخاذ قرار بالتجميد.

لكن الموسوي ومن خلال ما تفوّه به حول رئيس الجمهورية ميشال عون ووصوله إلى الرئاسة بـ"بندقية المقاومة"، يكون بحسب مصادر مطلعة لـ"مستقبل ويب"، قد "أكد مواقف خصومه بأن سلاح "المقاومة" قد استخدم فعلاً في الداخل اللبناني وأحدث تغيرات في المعادلة السياسية وأيضاً فرض وجهات نظره عبر فائض القوّة الذي يتمتع به من خلال هذا السلاح". لكن ورغم التحليلات والنقاشات التي دارت حول الأسباب التي أدت إلى تجميد عضوية الموسوي المعروف بأنه احد من أبرز صقور "حزب الله" السياسيين، الغوص في الأسباب القانونية لجهة القرار سواء قانونيته من عدمه، كشفت هذه المصادر أن "أحد أبرز الأسباب التي أدت الى اتخاذ "حزب الله" قراراً بتجميد النائب الموسوي هو أن الأخير ومن خلال كلامه حول وصول عون الى الرئاسة عبر "بندقية المقاومة"، أدان الحزب بشكل قاطع وتحديداً أمام الرأي العام، بإقراره أن "حزب الله" فعلاً يستخدم سلاحه بالحياة السياسية من اجل احداث تغييرات تصبّ في مصلحته ولصالحه والمشروع الإقليمي الذي ينتمي إليه". (خاص "مستقبل ويب")

 

“حزب الله” يرفض تسليم قيادي شبكة الدعارة

السياسة/28 شباط/19/لا تزال فضيحة شبكة الدعارة التي تم الكشف عنها في لبنان قبل أيام، تشهد تطورات خلف الكواليس، رغم محاولة المتورّطين فيها لفلفتها وإبعادها عن التداول الاعلامي. ونقل موقع “العربية. نت” الالكتروني عن مصادر أن “حزب الله يواصل تحقيقاته مع مساعد مسؤول اللجنة الأمنية بالحزب (أ. ص. ط) المتورط في الفضيحة بعد توقيفه، رافضاً تسليمه إلى الجهات الأمنية اللبنانية الرسمية التي طلبت مباشرة التحقيقات معه”. ورغم أن المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي اللبناني نفت في بيان خبر شبكة الدعارة في مدينة بعلبك، وتوقيف العقيد في الشرطة القضائية (ف.ح) من بلدة بالقرب من مدينة بعلبك المتورط بالفضيحة، إلا أن معلومات “العربية.نت” أشارت إلى “أن العقيد المذكور لا يزال رهن التوقيف لدى شعبة المعلومات اللبنانية ويخضع للتحقيقات، ووُضع بتصرّف المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء عماد عثمان، علماً أنه أوقف منذ أسابيع في التّهمة نفسها لكن أخلي سبيله لعدم وجود ادلة”.

 

جنبلاط: “حزب الله” يُحرِّك دروزاً لإحداث فتنة

بيروت ـ “السياسة” /28 شباط/19/عبر رئيس “الحزب التقدّمي الاشتراكي” وليد جنبلاط عن القلق “لأنّ السوري وحقده الدفين، وفي مكان ما حزب الله، يحرّكون بعض الأوساط الدرزية ربّما لإحداث فتنة”. وعزا تراجع علاقته برئيس الحكومة سعد الحريري، إلى “نفوذ وصّي العرش جبران باسيل الذي يملي كل شيء على الجميع. هذا هو شعوري، ربّما هو خاطئ”. واعتبر أن باسيل صاحب “صيغة أن كل خمسة نواب يشكّلون كتلة نيابيّة”، مضيفاً: “اخترع هذا النظام الذي يمكن ان يسقط الحكومة في أي وقت. واحتفظ لنفسه بالثلث المعطّل مجبراً وزرائه على توقيع استقالة مسبقة. بعد كل ذلك هل يمكن أن لا ينتابني الشّك؟”. وأشار إلى أن “مشاريع مؤتمر سيدر قد تكون سبب التقارب بين الرئيس سعد الحريري وباسيل. ولكن ليس هذا السبب الوحيد، بل أنّ إحتمال ان يكون باسيل الرئيس المقبل سبب آخر”، مضيفاً:”في مطلق الأحوال، باسيل يتصّرف على هذا الأساس، ويبدو أنه نسي أن الرئيس ميشال عون ما زال موجوداً”.

 

بري: البرلمان سيمارس دوره الرقابي لأقصى الدرجات وسيدعو إلى جلسة لانتخاب مجلس محاكمة الرؤساء والوزراء وأخرى لإقرار قوانين منجزة

بيروت/الشرق الأوسط/28 شباط/19/أكد رئيس مجلس النواب نبيه بري، أن «البرلمان سيمارس دوره الرقابي لأقصى الدرجات»، كاشفا أنه سيدعو إلى جلسة لانتخاب المجلس الأعلى لمحاكمة الرؤساء والوزراء وأخرى لإقرار القوانين المنجزة والملحة. ونقل النواب الذين التقوا بري في لقاء الأربعاء عنه قوله: «ما قبل جلسة الثقة للحكومة شيء وما بعدها شيء آخر»، لافتاً إلى «أن إجماع 54 نائباً من كل الكتل النيابية في الجلسة على مكافحة الفساد يفترض إقران القول بالفعل والذهاب في هذا الموضوع إلى النهاية». وكشف أنه تشاور مع رئيس الحكومة سعد الحريري وسيدعو إلى جلستين متتاليتين في النصف الأول من مارس (آذار)، واحدة لانتخاب المجلس الأعلى لمحاكمة الرؤساء والوزراء، والثانية تليها مباشرة وهي جلسة تشريعية لإقرار القوانين المنجزة والملحة، لافتا إلى «أن المجلس سيعقد جلسة رقابية في النصف الثاني من مارس المقبل في إطار ما التزم به بعقد جلسات رقابية شهرية». وأكد: «لا يوجد إهانة على الإطلاق في طلب أي وزير للمساءلة أو التحقيق في أي ملف من الملفات». وبالنسبة لموضوع التعيينات، قال بري إن «على الحكومة اعتماد الآلية التي اتبعت سابقا»، مجددا التأكيد على تطبيق القوانين، لافتا إلى أن «اللجنة التي شكلها برئاسة النائب ياسين جابر ستتابع عملها ولقاءاتها في إطار العمل على تطبيق القوانين التي لم تنفذ».

 

عون يدعو إلى مواجهة التطرف وحماية {الغنى الروحي} في المنطقة

الراعي يطالب بالفصل بين الحل السياسي في سوريا وعودة النازحين

بيروت/الشرق الأوسط/28 شباط/19/دعا رئيس الجمهورية اللبنانية ميشال عون إلى مواجهة التطرف، محذراً من محاولات التأسيس لمشرق جديد، في وقت طالب فيه البطريرك الماروني بشارة الراعي المجتمع الدولي بأن يفصل بين الحل السياسي في سوريا، وعودة النازحين، كي لا يكون مصيرهم كمصير اللاجئين الفلسطينيين. وجاءت مواقف عون والراعي في افتتاح مؤتمر المكتب الإقليمي لمؤسسة «كاريتاس» بمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وشدد عون على أن «مشرقنا هو مزيج ثقافات وحضارات ومهد الديانات السماوية، وهو نموذج فريد للغنى الروحي والثقافي والمعرفي، وضرب أي مكون من مكوناته هو ضرب له ولفرادته». ورأى أن أهم أهداف الأحداث التي جرت في السنوات الماضية، هو «تحويل مجتمعات مشرقنا إلى مجتمعات عنصرية أحادية الطابع، متنافرة ومتقاتلة»، مضيفاً: «النزف البشري الحاصل في المشرق والهجرة القسرية لبعض المكونات، مضافة إلى تهجيرات الحقبة الماضية وتقسيم فلسطين وتشريد أهلها، واستكمال الضغوط لتوطينهم في البلدان التي هُجّروا إليها، تؤسس كلها لمشرق جديد، غريب عن هويته الجامعة، وبعيد كل البعد عما يمتاز به من تنوّع ديني ومجتمعي وثقافي». وشدد رئيس الجمهورية على أن «أرض المشرق يجب ألا تُفرّغ من أهلها، ومهد المسيح لا يمكن أن يكون من دون مسيحيين، كما لا يمكن للقدس وللمسجد الأقصى أن يكونا من دون المسلمين، فلا مياه تنساب إذا جفت ينابيعها». بدوره، تطرق الراعي إلى قضية اللاجئين بالقول: «لا ننسى التأثير الاقتصادي والاجتماعي والإنمائي والثقافي والأمني الذي أوجده المليون ونصف المليون نازح من سوريا، بالإضافة إلى نصف مليون لاجئ فلسطيني... ما يشكل نصف سكان لبنان، غير المهيأ لاستقبال مثل هذا العدد الباهظ، وهو غير القادر على استيعاب سكانه الأربعة ملايين»، مشدداً على أن «من الضرورة الملحة أن يعود النازحون السوريون إلى وطنهم لكي ينعموا فيه بحقوقهم المدنية ويواصلوا تاريخهم ويحافظوا على ثقافتهم وحضارتهم. ومن الواجب بالتالي حماية لبنان من مخاطر هذا الوجود المرهق فيما ثلث سكانه تحت مستوى الفقر، و40 في المائة من أبنائه في حالة بطالة. ويجب على المجتمع الدولي أن يفصل بين الحل السياسي في سوريا وعودة النازحين، وإلا كان مصيرهم مثل اللاجئين الفلسطينيين الذين ينتظرون الحل السياسي منذ 71 سنة، والكل على حساب لبنان وشعبه. وهذا لا يمكن قبوله».

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

روسيا وإسرائيل تشكلان فريق عمل لإبعاد القوات الأجنبية من سورية/طهران طلبت من بشار استقبال ظريف... و"قسد" تعلن القضاء على "داعش" خلال أسبوع

عواصم – وكالات: كشف مصدر حكومي إسرائيلي رفيع أمس، أن روسيا وإسرائيل ستشكلان فريق عمل بمشاركة عدد من الدول، لدراسة مسألة إبعاد القوات الأجنبية من سورية. وقال المصدر في أعقاب محادثات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، الذي قام بأول زيارة لروسيا بعد حادثة إسقاط طائرة روسية قرب السواحل السورية في سبتمبر العام 2018، حملت موسكو إسرائيل المسؤولية عنها، إنه “تم اتخاذ قرار بتشكيل فريق عمل بمشاركة روسيا وإسرائيل وعدد من الدول الأخرى لدراسة مسألة إبعاد القوات الأجنبية من سورية”، من دون أن يكشف عن مزيد من التفاصيل بشأن فريق العمل أو الدول التي ستنضم إليه. من جانبه، أكد مصدر في الحكومة الإسرائيلية أمس، أن إسرائيل تخطت الأزمة في العلاقات مع روسيا التي جاءت بعد حادثة الطائرة، وأنها مستمرة بإجراءاتها ضد إيران في سورية. وقال إن “الأزمة في العلاقات مع روسيا تم تخطيها”، مضيفاً إن “إسرائيل ستواصل الإجراءات الضرورية ضد محاولات العدوان الإيراني، مع الحفاظ على آلية تفادي الحوادث مع روسيا”. وفي السياق، قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس، إن الأوضاع في سورية شهدت استقراراً وسيتم القضاء على آخر بؤر للإرهاب في القريب العاجل، فيما ذكرت وزارة الخارجية الروسية في بيان، أن “جبهة النصرة” تحاول توسيع نطاق تأثيرها في سورية والسيطرة على إدلب. من ناحية ثانية، طلبت القيادة الإيرانية من رجلها الحاكم في سورية بشار الأسد توجيه دعوة إلى وزير الخارجية محمد جواد ظريف، الذي استقال يوم الاثنين الماضي لعدم مشاركته في استقبال المرشد الأعلى علي خامنئي للأسد.

وذكرت وكالة “فارس” الإيرانية للأنباء أن الأسد وجه أول من أمس، دعوة لظريف إلى زيارة دمشق من دون تحديد موعد للزيارة. وأضافت إنه بعد الاتصال الهاتفي الذي جرى بين وزيري الخارجية الإيراني والسوري، أعلن السفير السوري في طهران في اتصال هاتفي مع ظريف، أن الأسد وجه دعوة له لزيارة سورية.

على صعيد آخر، أكدت “قوات سورية الديمقراطية” (قسد) في بيان، استمرار عملية إجلاء المدنيين من بلدة الباغوز آخر جيب لتنظيم “داعش” شرق الفرات، وأعلنت تحرير 24 مقاتلاً لها احتجزهم التنظيم قبل شهر. في سياق متصل، قال قائد في “قسد” إن “القوات ستعلن النصر الكامل على داعش خلال أسبوع”.

وعثرت “قسد” أمس، على مقبرة جماعية تحوي عشرات الجثث التي يعتقد أنها ليزيديين كانوا محتجزين لدى “داعش”. وقال عدنان عفرين إن كثيراً من الجثث التي عثر عليها في منطقة الباغوز لنساء، مضيفاً “طبعا هي موجود بها نساء ورجال مقطوعو الرؤوس أو بها طلقات نارية طبعا هي حالات وفاة إما بقطع الرأس وإما بطلقات نارية”. من جهة أخرى، خرج نحو 700 شخص، بينهم الكثير من التركستان والآسيويين، من ضمنهم نحو 40 من عناصر “داعش” نحو مناطق سيطرة “قسد”، على متن 15 شاحنة.

 

جيروزاليم بوست”: السيسي يدعو اليهود للعودة إلى مصر ويتعهد بناء معابد لهم

السياسة/28 شباط/19/كشفت صحيفة “جيروزاليم بوست” الإسرائيلية، أن الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي أبلغ وفدا أميركيا، أن اليهود إن كانوا يرغبون بتأسيس طائفة في مصر فإن الحكومة ستبني لهم معابد ومؤسسات مجتمعية. وبحسب الصحيفة، فإن اللقاء الذي استمر ساعتين الأسبوع الماضي في القاهرة جمع بين السيسي ووفد من أعضاء اللجنة الأميركية، التي دعمت منح الرئيس المصري الراحل أنور السادات ميدالية الكونغرس الذهبية، مشيرة إلى أن الوفد وجه الدعوة للسيسي لحضور الاحتفال في الخريف بمنح الميدالية لزوجة السادات، جيهان. وترأس المجموعة، مؤسس اللجنة عزرا فريدلاندر، وهو مستشار أرثوذكسي متشدد من نيويورك قاد جهودا لإعطاء الجائزة للسادات. وقال فريدلاند: “تحدث الرئيس السيسي باعتزاز ليس فقط عن الطائفة اليهودية النابضة بالحياة التي كانت موجودة بمصر سابقا، بل قال أيضا إنه في حال عودة الطائفة اليهودية إلى مصر، ستقدم الحكومة كل الضرورات الدينية المطلوبة، كان هذا قبولا حارا للغاية”. وأضاف أن “السيسي قال بشكل أساسي إنه في حالة عودة المجتمع اليهودي من جديد، ستقوم الحكومة ببناء المعابد وغيرها من الخدمات ذات الصلة. وأفاد بأن السيسي وعد كذلك بإجراء عملية تنظيف وتنظيم لمقابر البساتين القديمة في القاهرة، وهي مقبرة يعود تاريخها إلى القرن التاسع ويُعتقد أنها ثاني أقدم مقبرة يهودية في العالم.

 

ترامب وكيم يفشلان في الاتفاق على نزع السلاح النووي من شبه الجزيرة الكورية/غادرا المحادثات دون حضورغداء كان مقرراً

هانوي – وكالات/28 شباط/19/ كشف الرئيس الأميركي دونالد ترامب أمس، أنه امتنع عن إبرام اتفاق نووي مع زعيم كوريا الشمالية كيم يونغ أون، بسبب مطالب بيونغ يانغ غير المقبولة برفع العقوبات الأميركية. وقال ترامب في مؤتمر صحافي بعد تقليص مدة المحادثات، “كانوا يريدون في الأساس رفع العقوبات كلية، لكننا لا نستطيع فعل ذلك”، مضيفا “أحياناً يتعين عليك الانسحاب وهذه واحدة من تلك المرات”، مشيراً إلى أنه “كان انسحاباً ودياً”. من جهته، ألمح كيم بأنه مستعد للتخلي عن قنابله النووية، وقال للصحافيين “لو لم أكن راغباً في ذلك لما كنت هنا الآن”.ورداً على ذلك قال ترامب “ربما تكون تلك أفضل إجابة تسمعونها على الإطلاق”. بدوره، قال وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، في إشارة لكيم “طلبنا منه المزيد لكنه لم يكن مستعداً لفعل ذلك”.وأوضح أن هناك منشآت نووية ضخمة غير منشآت يونغبيون النووية ولم تدرج في نظام الأسلحة نووية، مضيفاً “لهذا لم نتوصل إلى اتفاق ولم نتفق على قائمة الأسلحة النووية والإبلاغ عنها وغيرها من الأمور المتعلقة بها”. وغادر ترامب وكيم مقر المحادثات في فندق متروبول من دون حضور غداء كان مقرراً، وعاد كل منهما إلى فندقه، ولا يوجد أي مؤشر على موعد لقاء ترامب وكيم مجدداً، لكن البيت الأبيض ذكر أن “الفريقين يتطلعان للاجتماع في المستقبل”.

وأعلن البيت الأبيض في بيان، أمس، أن القمة الأميركية- الكورية الشمالية انتهت من دون إبرام اتفاق. وأضاف أن ترامب وكيم أجريا اجتماعات “جيدة جداً” و”بناءة”، إلا أنها لم تسفر عن إبرام اتفاق فيما يتعلق بالقضية الشائكة المتمثلة في نزع السلاح النووي. وكان ترامب قال في مستهل اليوم الثاني من المحادثات في هانوي، إنه مسرور طالما أن كوريا الشمالية لا تجري المزيد من الاختبارات النووية أو اختبارات الصواريخ البالستية العابرة للقارات. وأضاف إنه ناقش مع كيم تفكيك المنشأة النووية الرئيسية لكوريا الشمالية في يونغبيون وهو ما يميل كيم لتنفيذه لكنه يريد تخفيف العقوبات. وكشف عن منشآت نووية جديدة في كوريا الشمالية بعد أن فشلت محادثات القمة الثانية بين الجانبين. وقال “توقعنا تفكيك كوريا الشمالية للمنشآت النووية في يونغبيون، فضلاً عن إجراءات أخرى، لكننا اكتشفنا أن هناك أشياء لم يتم الكشف عنها”. وأضاف إن “هذه المنشآت الجديدة متعلقة بتخصيب اليورانيوم ومعرفتنا بها أدهشت الجانب الكوري الشمالي”. في غضون ذلك، عبرت كوريا الجنوبية أمس، عن أسفها لعدم التوصل إلى اتفاق خلال قمة ترامب وكيم. وذكر المكتب الرئاسي الكوري الجنوبي في بيان، أن ترامب وكيم أحرزا “تقدماً ملموساً أكبر مما تحقق في أي وقت مضى”، وأن رغبة ترامب في مواصلة الحوار تزيد من احتمالات عقد اجتماع آخر. على صعيد آخر، أعلنت وكالة الأنباء الكورية المركزية أمس، أن وفداً من كوريا الشمالية برئاسة مساعد الوزير ري كيل سونغ سافر إلى الصين بعد انتهاء اجتماع ترامب وكيم.

 

رئيس وزراء كندا يرفض الاستقالة رغم اتهام حكومته بالضغط على القضاء

أوتاوا – وكالات/28 شباط/19/رفض رئيس وزراء كندا جاستن ترودو، دعوة وجهها له زعيم الحزب المحافظ المعارض أندرو شير بالاستقالة، على خلفية فضيحة اتهامه بالتدخل في شؤون القضاء والضغط على المحاكم. وقال ترودو أول من أمس، إن الشعب الكندي هو الذي سيحدد طبيعة حكومته وشخصية رئيسها بعد أشهر في إشارة إلى الانتخابات البرلمانية المقررة في أكتوبر المقبل. وقالت مصادر مطلعة إن دعوة شير جاءت بعد شهادة وزيرة العدل والمدعي العام السابقة جودي ويلسون ريبولد أمام لجنة العدل في مجلس العموم أول من أمس، بأن 11 مسؤولاً، بينهم ممثلو حكومة ترودو، تواصلوا معها على هامش محاكمة شركة متورطة في فضيحة فساد بليبيا. وقالت ريبولد إنه منذ ديسمبر العام 2018، أواجه ضغوطاً مستمرة وملحة تصدر عن الكثير من الشخصيات في الحكومة بهدف التأثير في سلطاتي بصفتي المدعي العام لكندا، وذلك في مسعى غير مناسب للحفاظ على الاتفاق وتأجيل مقاضاة شركة “أس أن سي لافالين”.

 

سوريا: مقبرة جماعية وجثث بلا رؤوس قرب الباغوز والقتلى قد يكونون من الإيزيديين

بيروت/الشرق الأوسط/28 شباط/19/عثر مقاتلون من قوات سوريا الديمقراطية "قسد" على مقبرة جماعية تضم عشرات الجثث التي يعتقد أنها لإيزيديين كانوا محتجزين لدى تنظيم "داعش" في منطقة الباغوز. وقال المسؤول في "قسد" عدنان عفرين اليوم (الخميس) إن كثيرا من الجثث التي عثر عليها في منطقة الباغوز لنساء. وأضاف: "طبعا في المقبرة جثث نساء ورجال، مقطوعة الرؤوس أو مصابة بطلقات نارية. هي حالات قتل إما بقطع الرأس أو بطلقات نارية". وأضاف: "لكن إلى الآن التحقيقات جارية، ولم يثبت إن كان هؤلاء إيزيديين أم من ملة أخرى". وتعرضت آلاف من نساء الأقلية الإيزيدية في العراق للاحتجاز والسبي عندما سيطر مسلحو "داعش" على مساحات واسعة من أراضي العراق عام 2014، وقتلوا أكثر من ثلاثة آلاف إيزيدي في حملة وصفتها الأمم المتحدة بأنها إبادة جماعية. وفر آلاف آخرون من الإيزيديين سيراً على الأقدام ولا يزال كثيرون منهم بعيدين عن ديارهم بعد مرور أكثر من أربع سنوات. ويتحصّن مسلحون من "داعش" في بلدة الباغوز في شرق سوريا قرب الحدود مع العراق، ومعهم مدنيون.

 

الأمم المتحدة: رد إسرائيل على تظاهرات غزة قد يشكل جرائم حرب وتل بيب وصفت التقرير بأنه «عدائي ومنحاز»... وقصف مواقع لـ«حماس» في القطاع

غزة/الشرق الأوسط/28 شباط/19/قال محققون تابعون للأمم المتحدة اليوم (الخميس) إن قوات الأمن الإسرائيلية ربما ارتكبت جرائم حرب فيما يتصل بقتل 189 فلسطينيا وإصابة أكثر من 6100 خلال احتجاجات أسبوعية في قطاع غزة العام الماضي. وقال تقرير اللجنة «قتلت قوات الأمن الإسرائيلية وأحدثت عاهات مستديمة بمتظاهرين فلسطينيين لم يشكلوا خطرا وشيكا على آخرين سواء بالقتل أو بإلحاق إصابة خطيرة عندما أطلقت النيران عليهم كما لم يكونوا يشاركون بشكل مباشر في اشتباكات». وأضاف التقرير أن اللجنة لديها معلومات سرية بشأن من يعتقد أنهم المسؤولون عن القتل وبينهم قناصة وقادة عسكريون وستقدمها إلى ميشيل باشليه المفوضة السامية للأمم المتحدة لحقوق الإنسان كي تحيلها للمحكمة الجنائية الدولية. من جانبها، رفضت إسرائيل النتائج التي توصلت إليه لجنة التحقيق الأممية، ووصفته بأنه «عدائي وخادع ومنحاز». وصرح القائم بأعمال وزير الخارجية إسرائيل كاتز، في بيان، رداً على التقرير الذي قال إن الجنود ربما ارتكبوا جرائم ضد الإنسانية «إسرائيل ترفض التقرير رفضا تاما». وأضاف «لا يمكن لأية مؤسسة أن تنكر حق إسرائيل في الدفاع عن النفس وواجبها في الدفاع عن مواطنيها وحدودها من الهجمات العنيفة»، على حد قوله. من جهة أخرى، أعلن الجيش الإسرائيلي صباح اليوم، استهداف عدداً من المواقع التابعة لـ«حماس» في غزة بعدما ألحق «بالون متفجر» أطلق من القطاع الذي تسيطر عليه الحركة، أضراراً بمنزل. وأفاد الجيش، في بيان، بأن «بالوناً متفجراً أطلق من قطاع غزة ألحق أضراراً بمنزل في إسرائيل، بعدما انفجر في الجو على ما يبدو». وأضاف: «رداً على ذلك، استهدفت مقاتلات ومروحيات تابعة للجيش عدداً من المواقع في مجمع عسكري لـ(حماس) في وسط قطاع غزة». وذكر شهود عيان في غزة أن القصف طال موقعاً لكتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لـ«حماس» في دير البلح جنوب مدينة غزة في وقت متأخر من أمس (الأربعاء). ولم يُعلن عن خسائر في غزة. ويطلق الفلسطينيون بشكل متقطع بالونات تحمل عبوات حارقة أو ناسفة على جنوب إسرائيل، بالتزامن مع احتجاجاتهم الأسبوعية قرب السياج الحدودي بين القطاع وإسرائيل. ومنذ بدء هذه الاحتجاجات في 30 مارس (آذار) الماضي، قتل 251 فلسطينياً على الأقل غالبيتهم على الخط الحدودي الفاصل مع إسرائيل، والآخرون بقصف مدفعي أو ضربات جوية.

 

ترمب يرى «فرصة لتحقيق السلام» في الشرق الأوسط

هانوي/الشرق الأوسط/28 شباط/19/أكد الرئيس الأميركي دونالد ترمب اليوم (الخميس)، أن «هناك فرصة لتحقيق السلام» بين إسرائيل والفلسطينيين. ولم يعط ترمب، خلال مؤتمر صحافي في هانوي عقب قمة مع زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون، أية تفاصيل بشأن خطة السلام التي تشير تقارير إلى أن بلاده ستعلنها قريبا، إلا أنه قال: «نريد أن نصنع اتفاق سلام» بين الجانبين. ووصف ترمب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بأنه «زعيم عظيم» وأشاد بدوره في بناء القدرات العسكرية الإسرائيلية، بالتعاون مع الولايات المتحدة، على حد قوله.

 

خادم الحرمين وولي العهد التقيا كوشنر في الرياض/اللقاء بحث تعزيز التعاون وعملية السلام في الشرق الأوسط

الرياض - واشنطن/الشرق الأوسط/28 شباط/19/أعلن البيت الأبيض، أمس، أن جاريد كوشنر، مستشار الرئيس الأميركي، أجرى محادثات مع خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، في الرياض، بحثوا خلالها دعم العلاقات الثنائية.

وقال البيت الأبيض في بيان، إن المباحثات التي جرت يوم الثلاثاء، تناولت «زيادة التعاون» بين الولايات المتحدة والسعودية، وجهود السلام في الشرق الأوسط. وأشار البيان إلى أن لقاء كوشنر مع القيادة السعودية، يأتي استكمالاً لمحادثات سابقة، تم النقاش فيها حول زيادة التعاون بين الرياض وواشنطن وجهود إدارة الرئيس ترمب لتيسير «التوصل إلى سلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين». ويقوم كوشنر بجولة حالياً، في المنطقة، رفقة المبعوث الأميركي الخاص لعملية السلام جايسون غرينبلات، وزار عددا من دول المنطقة من بينها، الإمارات والبحرين وسلطنة عمان، ووصل أمس إلى تركيا.

وبموجب مبادرة السلام العربية التي طرحتها السعودية في عام 2002، عرضت الدول العربية تطبيع العلاقات مع إسرائيل مقابل اتفاق مع الفلسطينيين على إقامة دولة والانسحاب الإسرائيلي الكامل من الأراضي التي احتلتها عام 1967.

 

نتنياهو يقطع زيارته لموسكو لمواجهة قرار اتهامه بالفساد

تل أبيب/الشرق الأوسط/28 شباط/19/على أثر انكشاف قرار المستشار القضائي للحكومة الإسرائيلية أفيحاي مندلبليت، الإعلان خلال أيام عن توجيه لائحة اتهام ضده في قضايا الفساد، قطع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو زيارته لموسكو، وألغى لقاء مهماً كان مقرراً مع قادة اليهود الروس وعاد إلى تل أبيب فور انتهاء لقائه مع الرئيس فلاديمير بوتين. كانت مصادر مقربة من مندلبليت قد قالت إنه سيعلن قراره النهائي حول تفاصيل لائحة الاتهام ضد نتنياهو قبل الاثنين المقبل، وأن قراره سيشمل حتماً إشارات على أن نتنياهو ارتكب مخالفات فساد خطيرة. وأوضحت أنه عقد في الأيام الماضية مناقشات مكثفة في مكتبه، ركز جزء كبير منها على «الملف 2000» الذي يُشتبه فيه بأن نتنياهو حاول إبرام صفقة مع ناشر صحيفة «يديعوت أحرونوت» أرنون موزيس، يوقف بموجبها النشر ضده في صحيفته ويحسن صورته، مقابل وعد من نتنياهو بتقليص حجم وقوة الصحيفة المقربة منه «يسرائيل هيوم» التي توزَّع مجاناً وتتخذ خطاً سياسياً يمينياً يهدد مكانة وسائل الإعلام الإسرائيلية الأخرى. وأكدت المصادر أن مندلبليت «ختم وأغلق» قراره في ملفي الفساد «الملف 1000» و«الملف 4000»، وهو تقديم لائحة اتهام ضد رئيس الحكومة بعد إجراء جلسة استجواب مشفوع بالقَسم. وستشمل لائحة الاتهام «تلقي الرشوة» في إطار «الملف 4000» على خلفية دفع مصالح رجل الأعمال الإسرائيلي شاؤول ألوفيتش المتعلقة بدمج شركتي «ييس» و«بيزك» مقابل تغطية إعلامية داعمة لنتنياهو في موقع «والا» الإلكتروني الذي يملكه ألوفيتش. كما يعتزم مندلبليت تقديم لائحة اتهام أخرى ضد نتنياهو في «الملف 1000» تشمل تهمة الحصول على منافع شخصية من رجل الأعمال والمنتج الإسرائيلي أرنون ميلتشين، والمعروفة أيضاً باسم «قضية الشمبانيا والسيجار». وفي المقابل، يتوقع أن يعلن المستشار القضائي عن إغلاق الملف ضد سارة نتنياهو زوجة رئيس الحكومة، في «الملف 4000». وفي ما يتعلق بـ«الملف 2000»، أشارت المصادر إلى أن المداولات شهدت انقساماً، إذ يؤيد الادعاء العام تقديم لائحة اتهام ضد نتنياهو في هذا الملف، لكن مندلبليت لم يعبّر عن رأيه حيال ذلك خلال المداولات، ولا يزال متردداً بشأنه. وحسب «القناة 13» التلفزيونية، فإن الترجيحات تشير إلى أن مندلبليت سيتجنب تقديم لائحة اتهام ضد نتنياهو في «الملف 2000»، مع أن كبار المسؤولين في مكتب المدعي العام يعتقدون أن الملف قضية رشوة واضحة ويمارسون ضغوطاً شديدة على مندلبليت من أجل تقديم لائحة اتهام. وأوضحت أن هناك «خيطاً دقيقاً» يربط «الملف 2000» و«الملف 4000» اللذين يتعلقان بتغطية إيجابية لنتنياهو الذي أقدم على الاتصال بألوفيتش بعد وقت قصير من فشل المحادثات مع موزيس. وكانت الشرطة الإسرائيلية والنيابة العامة قد أوصت بتقديم لوائح اتهام ضد نتنياهو في جميع ملفات الفساد المشتبه بها.

 

نتنياهو ناقش مع بوتين «خريطة مواقع إيرانية» في سوريا

جهود روسية ـ إسرائيلية لـ«تطبيع العلاقات» وتعزيز التنسيق

موسكو: رائد جبر/الشرق الأوسط/28 شباط/19/أجرى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أمس، جولة محادثات خلف أبواب مغلقة مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، سعى خلالها الطرفان إلى تطبيع العلاقات بعد فترة فتور أعقبت إسقاط طائرة الاستطلاع الروسية في سبتمبر (أيلول) الماضي. واستبق الكرملين اللقاء بالتأكيد أن الوضع في سوريا بين أبرز محاور البحث، في حين شدد الجانب الإسرائيلي على الأهمية الخاصة التي توليها تل أبيب لمناقشة ملف التموضع الإيراني في سوريا. وأفادت وسائل إعلام روسية نقلاً عن مصادر مطلعة أن نتنياهو سلّم الرئيس الروسي «خريطة المواقع الإيرانية» في سوريا. وشدد نتنياهو على أهمية استئناف التنسيق الأمني والعسكري لتحركات الجانبين في الأجواء السورية. وكان لافتاً أن رئيس الوزراء الإسرائيلي شدد في الشق المفتوح من اللقاء على أن «إسرائيل ستواصل مواجهة تحركات إيران في سوريا» وأضاف: «سنعمل كل ما بوسعنا للحيلولة دون وقوع مزيد من التهديد الإيراني (...) سنواصل العمل».

وقال للرئيس الروسي إن «التواصل المباشر بيننا، أمر مهم يضمن غياب المشكلات، والتصادمات، وضمان الاستقرار والأمن في منطقتنا»، في حين تجنب بوتين التعليق على هذه النقطة واكتفى بالإعراب عن ارتياحٍ لعمق العلاقة الروسية - الإسرائيلية. ورأى أن اليهود الذين هاجروا من الاتحاد السوفياتي السابق «ساهموا بشكل كبير في نهوض إسرائيل، وهم يشكّلون اليوم همزة وصل بين روسيا وإسرائيل». وأشار الرئيس الروسي إلى أن موسكو تقدِّر هذا الدور الذي يلعبه الناطقون بالروسية الذين وصفهم بأنهم «ليسوا مواطني إسرائيل وحدها بل هم مواطنو روسيا أيضاً». وحملت هذه الإشارة دعماً كبيراً لنتنياهو الذي يأمل، كما قالت أوساط إسرائيلية، في توظيف اللقاء لخدمة أغراضه الانتخابية داخلياً. وبرز ذلك بشكل واضح من خلال إعلان بوتين قبوله دعوة نتنياهو لزيارة القدس قريباً، لحضور مراسم افتتاح نصب تذكاري لضحايا حصار ليننغراد خلال الحرب العالمية الثانية.

لكنّ حضور الملف الإيراني في المحادثات كان طاغياً، وهو ما عبّر عنه كلام نتنياهو قبل اللقاء مباشرة، عندما قال إن «محور المحادثات يدور حول موضوع منع التموضع الإيراني في الأراضي السورية. نحن نتكلم عن تموضع دولة تعلن بصورة لا تقبل التأويل أنها تبتغي إبادتنا. وأنتم تعلمون أنه حينما أصرح بأننا نتخذ الإجراءات ضد هذا الأمر فهذا كلام صادق».

وأضاف أنه سيناقش «التفاصيل مع الرئيس بوتين، على غرار ما نقوم به عادةً، بغرض ضمان التنسيق ما بين الجيشين الروسي والإسرائيلي على النحو الذي يمنع الاحتكاك والاشتباك بيننا. لغاية الآن فإن ذلك قد حقق نجاحاً، ومن الأهمية أن ينجح ذلك مستقبلاً أيضاً. إنه الهدف الرئيسي وراء زيارتي لموسكو. وهناك مزيد من الأهداف». ورافق رئيس الوزراء الإسرائيلي كل من عضو الكنيست زئيف إلكين، ورئيس مجلس الأمن القومي مائير بن شبات، ورئيس هيئة الاستخبارات العسكرية اللواء تامير هايمن. واللافت أن صحيفة «كوميرسانت» الروسية نقلت عن مصدر مطلع أن نتنياهو «جاء إلى موسكو حاملاً معه خريطة الأهداف التي ستقصفها إسرائيل في سوريا». ورأت أن نتنياهو سيعمل على الحصول على ضوء أخضر من بوتين للتصعيد ضد إيران في سوريا لمواجهة تردي شعبية الحزب الذي يقوده والتهديد بتقديمه للعدالة بتهم الفساد.

ووفقاً لمصادر روسية، فإن المهم بالنسبة إلى موسكو تطبيع العلاقات وتعزيز التنسيق الأمني والعسكري، لاستبعاد تعرض العسكريين الروس للنار في أثناء القصف الإسرائيلي لسوريا، كما حدث في سبتمبر الماضي، عندما أسقطت قوات الدفاع الجوي السورية في أثناء تصديها لهجوم جوي إسرائيلي، طائرة روسية.

وكان المكتب الصحافي للكرملين قد أفاد في بيان بأن الرئيس الروسي سيركز على بحث المسائل الملحّة للتعاون الثنائي، «في المقام الأول في المجالات التجارية والاقتصادية والإنسانية، وكذلك تبادل الآراء حول الوضع القائم في الشرق الأوسط، بما في ذلك التسوية الفلسطينية - الإسرائيلية، والوضع في سوريا».

اللافت أن وسائل إعلام روسية ربطت زيارة نتنياهو والتركيز على ملف الوجود الإيراني في سوريا بالزيارة التي قام بها أخيراً إلى طهران الرئيس السوري بشار الأسد. ورأت صحيفة «نيزافيسيمايا غازيتا» الواسعة الانتشار أن «دمشق تميل عن موسكو نحو الحضن الإيراني». ولاحظت أن زيارة الأسد جاءت على خلفية اتساع هوة تباين المواقف بين موسكو من جانب ودمشق وطهران من جانب آخر، مشيرةً إلى تعمد المرشد الإيراني علي خامئني خلال استقباله الأسد أن يصف إنشاء منطقة عازلة بأنها مؤامرة من قِبل الولايات المتحدة، في حين كان الوزير سيرغي لافروف قبل يوم واحد من هذه الزيارة، قد أكد ضرورة أن تتم «مراعاة موقف دمشق، مع أقصى قدر ممكن من الأخذ في الاعتبار مصالح تركيا الأمنية». وفي إشارة واضحة إلى عدم اعتراض موسكو على الموضوع من حيث المبدأ، أعرب لافروف عن استعداد بلاده لنشر الشرطة العسكرية في المنطقة العازلة على الحدود بين تركيا وسوريا. ولفتت مصادر روسية إلى أن إسرائيل تراقب الموقف من جانبها بدقة، وتسعى لتنسيق مواقفها مع روسيا من جانب ومع التحالف الدولي الذي تقوده واشنطن من الجانب الآخر في إطار مواجهة تصرفات إيران في سوريا. وقالت «نيزافيسيمايا غازيتا» إن التناقضات الخفية بدأت تظهر للعلن، ليس فقط داخل «مسار آستانة»، ولكن أيضاً بين موسكو ودمشق. لافتةً إلى أنه «ما زالت الهجمات الجوية الإسرائيلية على المرافق الإيرانية في سوريا متواصلة ومن دون عقاب. وليس من الواضح ما إذا كان السبب انخفاض القدرات والمهارات القتالية لدى الدفاعات السورية، أم أن موسكو لم تمنح دمشق ضوءاً أخضر لاستخدام التقنيات العسكرية الحديثة ضد الهجمات الإسرائيلية. في الوقت نفسه، واصلت موسكو استئناف الاتصالات النشطة مع تل أبيب».

ونقلت عن الخبير العسكري الكولونيل يوري نتكاشيف: «إذا بدأت دمشق في الانصياع تماماً لمتطلبات مصالح طهران، لا يمكن تجنب حرب جديدة بين سوريا وإسرائيل. لكن روسيا لا تحتاج إلى تطور من هذا النوع، وسيكون عليها أن تمنع اندلاع هذه المواجهة». هنا تبرز المخاوف الروسية من اقتراب الأسد أكثر من إيران في هذه المرحلة. على صعيد آخر، أعلن مركز تنسيق عودة اللاجئين السوريين التابع لوزارة الدفاع الروسية أن الولايات المتحدة تعيق خروج النازحين من مخيم الركبان الواقع تحت السيطرة الأميركية. وأفاد البيان الذي وصفته موسكو بأنه «بيان روسي - سوري مشترك»، بأن «قيادة القوات الأميركية في منطقة التنف تعرقل الخروج، وتقوم بتضليل النازحين بشأن عدم إمكانية مغادرة المخيم، وتنشر شائعات بأن ما ينتظرهم في الأراضي الخاضعة لسيطرة الحكومة السورية، هو الدمار والتجنيد الإجباري في الجيش والاعتقالات». وأضاف البيان: أنه «انطلاقاً من المبادئ الإنسانية العليا، ستنظم الحكومة السورية بالاتفاق مع الجانب الروسي يوم 1 مارس (آذار) 2019، قوافل إنسانية إضافية لإعادة النازحين في مخيم الركبان طوعاً ودون عائق إلى أماكن إقامتهم الدائمة»، مشيراً إلى أن دخول القوافل إلى المنطقة المحتلة من قبل الولايات المتحدة سيتم بالتوافق مع الأمم المتحدة. ودعت روسيا وسوريا، في البيان المشترك، الولايات المتحدة لسحب قواتها من سوريا، وزاد أن القوات الروسية وقوات النظام السوري جهّزت حافلات لنقل اللاجئين في المخيم بمنطقة الركبان، وستضمن لهم العبور الآمن حتى يتسنى لهم بدء حياة جديدة. وقال البيان: «ندعو الولايات المتحدة التي توجد وحدات عسكرية لها على الأراضي السورية بصفة غير مشروعة إلى الرحيل عن البلاد».

 

تركيز إسرائيلي على الملف الإيراني

تل أبيب: نظير مجلي/الشرق الأوسط/28 شباط/19/أبرزت تل أبيب، أن الموضوع الرئيسي في محادثات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في موسكو كان الملف الإيراني، ثم العلاقات الثنائية، وتجاهل تماماً الموضوع الفلسطيني، في وقت نشر الروس بياناً عن جدول أبحاث اللقاء، ظهر فيه أن الأمر الأساسي هو العلاقات الثنائية بين البلدين، ومن ثم قضية السلام في الشرق الأوسط، وبعدها فقط الموضوع الإيراني في سوريا. واعتبر الإسرائيليون هذا الاختلاف دليلاً على أن مضمون اللقاء ليس ذا أهمية؛ فهذا هو اللقاء الحادي عشر بين الرجلين منذ سنة 2015، ولن يأتي بجديد، وأن الهدف منه كان رغبة نتنياهو في إبراز علاقاته مع كبار زعماء العالم ضمن معركته الانتخابية أولاً، وضمن معركته القضائية في مواجهة قضايا الفساد ثانياً. واستهل بيان مكتب نتنياهو عن اللقاء، بالتأكيد أن «العلاقة المباشرة بين الطرفين منعت احتكاكات بين الجيشين الروسي والإسرائيلي (في سوريا) وساهمت في أمن واستقرار المنطقة». وأن «التهديد الأكبر لاستقرار وأمن المنطقة وهو إيران والقوى التابعة لها؛ لذلك فإن إسرائيل مصممة على مواصلة العمل ضد محاولات إيران التموضع في سوريا». واستهل نتنياهو بيانه لإبراز الدعوة التي وجهها للرئيس بوتين لحضور مراسم تدشين النصب التذكاري الذي سيقام في إسرائيل لتخليد ذكرى ضحايا حصار لنينغراد بصفة ضيف شرف، وتلبية الرئيس بوتين دعوته. وقال نتنياهو لبوتين: «يا سيادة الرئيس، لقد عددت 11 لقاءً عقد بيننا منذ سبتمبر (أيلول) 2015. إن العلاقة المباشرة بيننا تشكل بُعداً حيوياً ساهم في منع المخاطر والاحتكاكات بين كلا جيشينا، وكذلك في إحلال الأمن والاستقرار في المنطقة. إن إيران وتوابعها تشكل الخطر الأكبر على الاستقرار والأمن في المنطقة. فنحن مصممون على مواصلة عملنا الحازم ضد محاولات إيران، التي تدعو إلى إبادتنا، التموضع عسكرياً في سوريا». وقال نتنياهو، أمام بوتين من خلال بث مباشر للتلفزيون الإسرائيلي باللغة الروسية موجه للناخبين الإسرائيليين القادمين من روسيا: «العلاقات الثنائية المميزة التي تجمعنا، تحققت بفضل ما يزيد على مليون ناطق الروسية ممن قدموا مساهمة عظيمة لإسرائيل، وأصحبوا جزءاً منّا، وأدمجوا الثقافة الروسية ضمن الثقافة الإسرائيلية. وما عدا ذلك، فإن السياحة تحطم رقماً قياسياً بمجيء 400 ألف مواطن روسي لزيارة إسرائيل سنوياً، وزيارة نحو 200 ألف مواطن إسرائيلي لموسكو سنوياً. إنني أتشرف بأن أساهم قليلاً في هذه الإحصاءات. وبالطبع أريد التطرق لكافة الأمور الجيدة التي أنجزناها معاً، مثل اتفاقية المعاشات التقاعدية التي نطبق نسبة 96 في المائة منها (وهي التي تعني ضمان دفع معاشات التقاعد للروس المهاجرين إلى إسرائيل رغم تخليهم عم المواطنة الروسية)». وشكر نتنياهو بوتين على صداقته وعلى «الطريقة المباشرة والمكشوفة والحقيقية التي تدار فيها العلاقات بين روسيا وإسرائيل». وكان نتنياهو قد نشر تصريحاً له في الصباح، قبيل اللقاء قائلاً، إن محور محادثاته مع بوتين سيكون منع التموضع الإيراني في سوريا، إضافة إلى تعزيز التنسيق الأمني بين الجيشين الروسي والإسرائيلي. وأشار إلى أن «اللقاء سيتناول جملة من القضايا، لكن منع التموضع الإيراني في سوريا سيكون محور هذه المحادثات.  فنحن نتكلم عن تموضع دولة تعلن بصورة لا تقبل التأويل أنها تبتغي إبادتنا.

 

عباس مستعد للقاء أي رئيس وزراء إسرائيلي

نتنياهو يمنع وزراءه من التعليق على الخطة الأميركية للسلام... ورفض فلسطيني

رام الله: كفاح زبون/الشرق الأوسط/28 شباط/19/أعلن الرئيس الفلسطيني محمود عباس أنه مستعد للقاء أي رئيس وزراء إسرائيلي، رداً على تصريحات لنتنياهو قال فيها إنه مستعد لصنع السلام لو التقى زعيماً فلسطينياً يؤمن به. وأضاف عباس في بيان بثته وكالة الأنباء الرسمية، أنه «كان دائماً على استعداد لتلبية طلب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لمثل هذا اللقاء في أي وقت، سواء مع رئيس الوزراء الحالي أو مع أي رئيس وزراء إسرائيلي قادم بعد الانتخابات، من أجل تحقيق السلام العادل والدائم». وقال نتنياهو الذي كان يزور موسكو، أمس، في حوارات مغلقة قبل مغادرته إسرائيل، إنه يؤمن بأنه لو اجتمع مع زعيم فلسطيني يرغب في تحقيق السلام لتحقق هذا الأمر بالفعل. وأضاف: «أتعهد أنه لو اجتمعنا مع زعيم فلسطيني يرغب في السلام، أو حتى على الأقل يعلن فقط عن هذا، أو أن يتحرك تجاه هذا الهدف، أنا أؤمن بأنه يمكننا تحقيق السلام». وجاءت تصريحات نتنياهو قبل نشر الولايات المتحدة خطتها للسلام، وبالتزامن مع جولة يجريها كل من مستشاري الرئيس الأميركي جاريد كوشنر وجيسون غرينبلات في المنطقة، لعرض الخطة التي تركز على ترسيم الحدود، وتعرض أفكاراً لقضايا الوضع النهائي، وتدعم حلولاً اقتصادية. ورد الناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية، نبيل أبو ردينة، على نتنياهو بقوله إن ما ذكره «غير صحيح على الإطلاق». وأضاف أن الرئيس الروسي سبق ورتب لقاء مع نتنياهو في موسكو، ووافق الرئيس عباس على حضوره: «لكن نتنياهو تهرب من هذا الاجتماع». وحاول بوتين جمع عباس ونتنياهو أكثر من مرة، ووافق عباس لكن نتنياهو رفض. وقال عباس لضيوف إسرائيليين، إنه لا يمانع لقاء نتنياهو من أجل صنع السلام؛ لكن نتنياهو هو من لا يريد، مضيفاً أن لديه مشكلة مع نتنياهو وليس مع حزبه «ليكود» أو الإسرائيليين. وشدد على أن نتنياهو هو الذي يرفض لقاءه، رغم أن الروس بادروا إلى التوسط في فرصتين، إضافة إلى اليابانيين والهولنديين والبلجيكيين. وأمر نتنياهو وزراءه بعدم التعقيب على الخطة الأميركية للسلام. وذكرت قناة «مكان» الرسمية، أن نتنياهو أصدر تعليماته إلى وزراء حزب «ليكود» والنواب بالتزام الصمت وعدم الإدلاء بأي تصريحات إعلامية عن خطة السلام. وفي أعقاب الأمر ألغيت مقابلات مع وسائل إعلام. لكن رئيس حزب «اليمين الجديد» نفتالي بينيت، قال إنه لو انتخب نتنياهو مجدداً لمنصب رئيس الحكومة، فلن يكون قادراً على مواجهة الضغوط لإقامة دولة فلسطينية، مضيفاً: «أنا لا أدعي أن نتنياهو مهتم بهذا؛ لكن لن يكون بمقدوره مواجهة الضغوط وإيقاف إقامة دولة فلسطينية». أما في رام الله فاستمرت لغة الرفض للخطة الأميركية سلفاً. وقال أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، صائب عريقات، إن «أي طرح لا يستند إلى خيار الدولتين على حدود 1967 مصيره الفشل».  ووصف الخطة الأميركية المرتقبة بأنها «تستجيب لتصور مجلس المستوطنات، ووجهة نظر قادة المستوطنين للصراع، وتؤدي إلى تدمير حل الدولتين». ورأى أن «أي خطة لا تضمن قيام دولة فلسطينية داخل حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، لا تستحق النقاش ولا يمكن أن تتقدم». وكان عباس قد أكد مراراً أنه لن يستمع حتى إلى الخطة الأميركية، معتبراً أن الولايات المتحدة «بدأت بتطبيقها فعلياً بإزالة القدس عن طاولة المفاوضات وإنهاء ملف اللاجئين».

 

القاهرة تُصعّد ضد أنقرة وتندد بسجلها الحقوقي

القاهرة: جمال جوهر/الشرق الأوسط/28 شباط/19/اتخذت القاهرة، أمس، منحى تصعيدياً نادراً للمرة الأولى باتجاه أنقرة، ووصفت على لسان المتحدث باسم الخارجية، أحاديث الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، بأنها «تنطوي على حقد ومهاترات»، منددة بممارساته في مجال حقوق الإنسان، فيما يُعد تغيراً واضحاً في تعاطي الدبلوماسية المصرية مع الموقف التركي. وجاء التصعيد المصري، رداً على الانتقادات التي وجهتها تركيا إلى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، والقادة الأوروبيين بسبب لقائهم نظراءهم العرب في مدينة شرم الشيخ، بعد أيام على إعدام السلطات المصرية تسعة أشخاص، أُدينوا بقتل النائب العام عام 2015. وقال المستشار أحمد حافظ، المتحدث باسم الخارجية المصرية، إن الرئيس التركي «يطل علينا مرة أخرى بأحاديث حول مصر وقيادتها السياسية، تنطوي بشكل جليّ على حقد، بل وتعبِّر عن مواصلة احتضانه لجماعة الإخوان (الإرهابية) ومناصرتها». وعدّد المتحدث جانباً من الإجراءات، التي اتخذها إردوغان بحق مواطنيه، وقال إن مثل تلك المهاترات «تأتي من جانب من حبس وسجن الصحافيين، الذين وصل عددهم إلى 175 صحافياً وعاملاً بالمجال الإعلامي»، لافتاً إلى أن «التقديرات تشير إلى وجود ما يزيد على 70 ألف مُعتقل سياسي داخل تركيا»، فضلاً عن «فصل أكثر من 130 ألف موظف تعسفياً من الحكومة، وأمر بمصادرة أكثر من 30 ألف جامعة ومدرسة ومؤسسة تعليمية». من جهته، قال الدكتور محمد حسين، أستاذ العلاقات الدولية بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية جامعة القاهرة: «هذا تصعيد نادر في لغة الدبلوماسية المصرية حيال تركيا... وثمة تطور جديد ظهر في تسليط الضوء على ممارسات أنقرة في مجال حقوق الإنسان». وأرجع حسين في حديث إلى «الشرق الأوسط» أسباب تصعيد القاهرة باتجاه أنقرة إلى أن الأخيرة «ليست سعيدة بالنجاحات التي حققتها مصر على الصعيد الدولي»، موضحاً أن «العلاقة بين الدول قائمة على المصالح والتنافسية، وبالتالي فإن وقع استضافة القاهرة للقمة الأوروبية - العربية على إردوغان كان ثقيلاً، ما دفعه إلى التعبير عن رأيه بلوم الجانب الأوروبي». ونوّه المتحدث باسم الخارجية المصرية إلى أن إردوغان أصدر خلال الأسبوعين الماضيين فقط «أوامر اعتقال بحق أكثر من 1400 مواطن تركي، وإصدار إجراءات عقابية ضد العشرات من الأكاديميين والصحافيين، ورموز المجتمع المدني ومجتمع الأعمال، ومنها الحُكم الصادر مؤخراً ضد 16 شخصاً بعقوبة السجن المؤبد، ومنهم المدافعون عن الحريات المدنية، وعدد من الصحافيين المعارضين نتيجة ممارسة حقوقهم في حرية التعبير والتجمع السلمي»، معتبراً أن «هذه الوقائع توضح عدم مصداقية ما يروج له الرئيس التركي». وقال مصدر مصري مطلع لـ«الشرق الأوسط» إن القاهرة قررت أن تمارس سياسات «العين بالعين» مع أنقرة، بعدما لم تفلح الاستراتيجية الهادئة، التي حكمت المقاربة المصرية للانتقادات التركية، المتواصلة في لجم ما وصفه بـ«تجاوزات إردوغان». وكانت مصلحة السجون في وزارة الداخلية المصرية قد أعلنت عن تنفيذ الأحكام النهائية بإعدام 9 مدانين في القضية المعروفة إعلامياً بـ«اغتيال النائب العام السابق»، والتي تتعلق بتفجير موكب النائب العام الراحل هشام بركات بسيارة مفخخة قرب منزله شمال شرقي القاهرة في يونيو (حزيران) 2015.

 

سائق القطار يقر بمسؤوليته عن حادث «محطة مصر»

القاهرة/الشرق الأوسط/28 شباط/19/اعترف سائق القطار المتسبب في حادث محطة القطارات المركزية بالقاهرة، بالمسؤولية الكاملة عن الحادث الذي أدى إلى مصرع نحو 20 شخصاً وإصابة 43 شخصاً أمس (الأربعاء). وصرّح سائق القطار، علاء فتحي عبر ظهوره مع الإعلامي المصري وائل الإبراشي في برنامج «كل يوم» مساء أمس، بأنه ترك الجرار في حالة تشغيل، ونزل للاشتباك مع سائق جرار آخر بعد تعرضه للاصطدام من ِقبله، وأوضح أن الجرار اندفع بسرعة كبيرة جداً، مع اختلال يد السرعة بسبب الهزة التي تعرض لها الجرار. وخاطب فتحي في حديثه أسر ضحايا الحادث قائلاً: «سامحوني، أنا آسف، الخطأ غير مقصود». وكان النائب العام المصري المستشار نبيل أحمد صادق، قد أعلن ضبط المتهم قائد الجرار المتسبب في حادث اندلاع النيران بالمحطة المعروفة بـ«محطة مصر»، مساء أمس (الأربعاء)، وذلك تنفيذاً لقرار النيابة العامة بضبطه وإحضاره ويخضع الآن للاستجواب. وذكر في بيان له أنه تبين من التحقيقات أن الجرار رقم 2310 مرتكب الحادث وأثناء سيره متجهاً إلى مكان التخزين تقابل مع الجرار رقم 2305 أثناء دورانه على خط مجاور عكس الاتجاه، مما أدى إلى تشابكهما، وحال ذلك دون استمرار سير الجرار مرتكب الحادث فترك قائد الجرار الأخير كابينة القيادة دون أن يتخذ إجراءات إيقاف محرك الجرار وتوجه لمعاينة قائد الجرار الآخر رقم 2305 الذي قام بالرجوع للخلف لفك هذا التشابك مما أدى إلى تحرك الجرار مرتكب الحادث دون قائده وانطلاقه بسرعة عالية فاصطدم بالمصد الخرساني بنهاية خط السير بداخل المحطة فوقع الحادث. وقررت النيابة ندب لجنة من خبراء الطب الشرعي لمناظرة الجثامين وأخذ عينات البصمة الوراثية DNA نظراً لتفحم الجثامين وعدم التواصل لتحديد هوية كل منهم. وفي حادث منفصل، أعلنت هيئة السكة الحديد أن سيارة نصف نقل اقتحمت شريط السكة الحديد أمس (الأربعاء) بالطريق الدولي الجديد اتجاه الساحل الشمالي (شمال مصر). وذكرت الهيئة في بيان لها أن عدم التزام سائق السيارة بتعليمات المرور أثناء عبور السكك الحديدية أدى إلى اصطدام قطار رقم 300 «إكسبريس الإسكندرية - مطروح» بالسيارة مما تسبب في إصابة سائق السيارة.

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

جنبلاط: أعطوني تعييناتي... وخذوا «رواقي»  

كلير شكر/جريدة الجمهورية/الخميس 28 شباط 2019

لم ينتظر رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط مَن يوصّف حالته. فقد وصّفها بنفسه. يقول في حديث لـ"الجمهورية" إنّ "هذه المقابلة هي الخط البياني الذي يعكس موقفي للمستقبل، وكل ما يمكن أن يُعاد التذكيرُ به من مواقف سابقة لي قبل عشاء "بيت الوسط"، لا يمثّلني".

قبل اللقاء ـ العشاء مع رئيس الحكومة سعد الحريري، هو غير ما بعده. فجأة همدت «ثورتُه» وعادت «الدنيا زهريّة». محى كل ما سبق وأدلى به بشحطة قلم. لا أحد يدري كيف إنفجر بركانُه، كذلك لا أحد يعلم كيف انطفأ. ما هو معلوم أنّ «بيك المختارة» اختصر الطريق، وصوّب إحداثياته للمرة الثالثة، نحو «بيت الوسط»، لإداركه جيّداً أنّ «تركيبة» علاجات أزماته، هناك.

يجيد جنبلاط قراءة الأحوال المحيطة، ويعرف أنّ الغيوم الملبّدة في المنطقة لا تتحمّل خوض «حروب» مجانية أو كبرى. لا بل من الأفضل حماية الرؤوس في زمن التحوّلات المفصلية.

ولن تكون من مصلحته «معاداة» حكومة «التفاهمات المكبرة» في لحظات انطلاقتها الأولى، فيما الانتخابات النيابية على مسافة ثلاث سنوات، إن لم يكُن أكثر. أما الرئاسة، فمن الجنون حرقُ القضايا الحياتية في «جحيمها». فيما صار للعهد على كتفَي المختارة نائبان ووزير. ولهذا يحرص «البيك» على إحتساب كل رصاصة يطلقها وفي أيّ اتجاه. لم يتكبّد جنبلاط كثيراً من العناء ليسوّي خلافاته مع الحريري، وتجاوز «هفوة باريس 3»، و«الطعن بالتلزيمات بالتراضي»، ليعلن هدنة غير مشروطة مع محيطه. هكذا لم يعد «الطائف» مهدَّداً، ونزل «صاحب الجلالة» عن عرشه، وبات «جَشع» البعض مقبولاً. ولا ضير إن «أصبحت البلاد وثرواتها في يد الخواجات الجدد وشركائهم من رحم الجيش الأميركي أو فضلاته». عملياً، يقول أحد المطّلعين إنّ أزمة جنبلاط تنقسم إلى قسمين: قسم يتصل بمصالحه التجارية ربطاً بقطاعي الغاز والنفط، وآخر يتصل بالتعيينات الإدارية. إذ إنّ حكومة «إلى العمل» موعودة بإجراء سلّة من هذه التعيينات إدارية وقضائية وأمنية قد تكون «تاريخية» نظراً الى ضخامة حجمها واتّساع محاورها.

فيما يخشى جنبلاط حصول اختراق للمعادلة التي كانت تحمي وضعيته في التركيبة الحاكمة، وبالتالي عدم حصر الحصّة الدرزية به، أسوة بما كان يحصل سابقاً، وذلك ربطاً بما يعتبرها حملةً يشنّها «التيار الوطني الحر» ضدّه، فيما رئيس الحكومة يغضّ الطرف عنها.

ويبدو، وفق المعلومات، أنّ الحريري نجح في تهدئة غضب «حليفه القديم» وإقناعه بجدوى الحوار لحلّ كل الخلافات. ولكن هذا لا يعني أبداً أنّ زعيم المختارة قد يضع يده على كل التعيينات الدرزية.

ويتخوّف الفريق الدزري في المقابل من أن يكون «الجنبلاطيون» يخططون لممارسة دور «القاشوش». وهم يحاولون تجاوز وجود خصم سياسي لهم من خلال القول إنّ تنازلهم عن المقعد الوزاري الثالث لا يعطي هذا الفريق حقّ الشراكة في توظيفات الفئة الأولى وما يعادلها.

إلّا أنّ هذه النظرية لا تمنع الإرسلانيين من القول صراحة إنّ التعيينات تمر في مجلس الوزراء، وبالتالي هي تستدعي التفاهم بين مختلف الأطراف، لأنّ التصويت هو «أبغض الحلال».

واذ ينفي هؤلاء علمهم في حصول تفاهم نهائي بين الحريري وجنبلاط لتجيير الحصّة الدرزية لمصلحة الأخير، يجزمون أنّ السلّة المنتظرة لن تكون أحادية الجانب، وانما ستحصل بالتشاور، وقد نبّه ارسلان في الأمس «من خطورة الاستمرار في هضم حقوق المذاهب القليلة في العدد».

أما أبرز التعيينات الدرزية فهي، رئاسة أركان الجيش، قيادة الشرطة القضائية، قاضي التحقيق في المحكمة العسكرية، وكل مجالس الإدارة التي تضمّ بين أعضائها دروزاً.

قبل لقاء المصالحة في «بيت الوسط»، كان جنبلاط يعيد ترميم الجسور مع الجبهة العونية، معلناً مدّ يده لوزير المهجرين غسان عطالله «لطيّ صفحة حرب الآخرين نهائياً»، فكان الأخير في مرصاد التلقّف السريع في لقاءٍ ودّي وصريح كما وصفه «سيد كليمنصو»، الذي قرّر ملاقاة «ابن الشوف» إلى خطّ الوسط. وبالفعل، تشير المعلومات إلى أنّ اللقاء تناول مختلف الشؤون المشتركة، وأهمها ملف المهجرين وأسلوب لعب الوزير «المشاغب» على «مسرح الجبل».

اللافت أنّ المضيف كان ايجابياً إلى أقصى الحدود، لا بل داعماً في كل ما أثير، ومستعداً لتقديم كل التسهيلات. حتى إنّ جنبلاط قال لعطالله ما حرفيته: «نحن متكلون عليك في القيام بما لم نستطع القيام به».

وحسب المعلومات فقد تحدثا في كل تفاصيل الملف، وكان توافقاً على أنّ الوزارة ليست في صدد تكبير حجر دورها أو الاستيلاء على صلاحية وزارات أو هيئات أخرى من باب تنفيذ مشاريع إنمائية كمشاريع البنى التحتية، خصوصاً وأنّ موازنتها، حتى اللحظة، لا تسمح بهذا الترف. الأهم من ذلك كله، هو أنّ عطالله بنفسه كان ينتقد وزراء المهجرين المتعاقبين، على «التمدّد» في دورهم، وها هو «دولاب الزمن» يدور ليطلب جنبلاط من الوزير الحالي الاكتفاء بالصلاحيات الأساسية. إلى ذلك، أثير أيضاً ملف الترميم المنجَز الذي يُعتبر قنبلة موقوتة، أو منجمَ ذهب، خصوصاً أنه عادة ما يستخدم لإتخامه بطلبات وهمية من باب التنفيعات الانتخابية أو المناطقية. جنبلاط بنفسه اعترف بحصول الهدر في الفترات السابقة، خصوصاً أنه تمّ وعد الناس بـ»شيكات بلا رصيد»، أما الوزير الحالي فيكتفي بالقول «إنّ البابَ ليس مقفلاً على إمكانية درس الملفات المستحقة».

 

هذا ما قاله برِّي للسفير البريطاني  

نبيل هيثم/جريدة الجمهورية/الخميس 28 شباط 2019

في الداخل، بحثٌ كثير عن خلفيات الخطوة البريطانية بحظر «حزب الله» ووضعه بجناحيه السياسي والعسكري، على لائحة الإرهاب، وعمّا أوجب اتّخاذ هذه الخطوة في هذا التوقيت بالذات.

كثيرون رصدوا ردّ فعل «حزب الله» حيال هذه الخطوة، لكنّ الحزب، وكما هو واضح آثر الصمت، فخطوةٌ كهذه، كما يقولون في الحزب، ليست مفاجِئة له، بل هي متوقعة في أيّ وقت، بالنظر الى تماهي الموقف البريطاني الدائم مع السياسة الاميركية، وكذلك مع موقف اعداء الحزب بدءاً بإسرائيل وصولاً الى دول اخرى في الشرق والغرب. وفي كل الاحوال يضيف هؤلاء، لن يكون لهذه الخطوة أيُّ تأثير على الحزب، شأنها شأن الموقف الاميركي والاسرائيلي وموقف بعض الدول العربية وغير العربية التي تصنّف الحزب إرهابياً، فجلّ ما فيها أنّ بريطانيا بهذه الخطوة تلتحق بمحورٍ، هي فيه أصلاً.

في التقييم السياسي والديبلوماسي للخطوة البريطانية، انها ليست مفاجئة، وابنة لحظتها، بل هي خطوة يجري إنضاجها أشهر في بريطانيا، وتحديداً من قبل دوائر وزارتي الخارجية والداخلية البريطانيتين، وبالتالي كانت متوقعة قبل الآن، وهي في الواقع تنطوي على عنصر مفاجأة يكمن في التحوّل في الموقف البريطاني، وخصوصاً أنّ بريطانيا تاريخياً، كانت تعتمد سياسة مغايرة عمّا تنحى اليه اليوم، إذ إنها كانت حريصة على أن تقدّم انطباعاً على أنها قادرة على التواصل مع الجميع، بحيث تُبقي الشعرة قائمة مع جميع الجهات ولا تكسر نهائياً وتقفل كل الابواب، على غرار الاميركيين، بمعنى انها كانت تُمسك العصا من وسطها في تعاطيها مع الجميع وتترك باباً للتواصل والكلام المباشر.

ومن هنا، بريطانيا هي التي اخترعت ما يُسمّى بالجناحَين السياسي والعسكري لـ«حزب الله»، فمن جهة حظّرت الجناح العسكري، وأرضت بذلك اسرائيل وحلفاءَها، وأما الجناح السياسي فلم تقاربه بل تركت قنواتِ التواصل قائمة معه، وثمّة في السنوات الماضية العديد من المحطات الحوارية بين بريطانيا و«حزب الله». وبحسب هذا التقييم، فإنّ الخطوة البريطانية من شـأنها أن تُفقد بريطانيا قدرة التواصل التي تمتعت بها في السنوات الماضية، وبالتالي من الصعب الحديث عن ربح بريطاني من خلف هذه الخطوة. لا على مستوى الخارج، ولا على مستوى الداخل البريطاني.

ففي ظاهرها تبدو متماهية مع الموقف الاميركي ضد «حزب الله»، وهذا ليس بالامر الجديد، لكنها في جوهرها تبدو منطلقة من بُعد داخلي بريطاني أكثر ممّا هي هجوم على «حزب الله»، إذ تشكل هذه الخطوة «نطفة» توتر سياسي داخل بريطانيا بين المحافظين وحزب العمال.

وهو ما كشفت عنه صحيفة «التايمز» اللندنية، المعروفة برصانتها، التي قالت صراحة، بعد اعلان وزير الداخلية البريطاني ساجد جاويد «أنّ القصد من القرار البريطاني هو تسليط الضوء على تعاطف رئيس حزب العمال البريطاني المعارض جيريمي كوربين مع الجماعات المعادية لإسرائيل»، والذي، أي كوربين، سبق له أن وصف «حزب الله» في العام 2015 بالصديق.

علماً أنّ حزب العمال رفض خطوة الحكومة البريطانية وطالب وزير الداخلية البريطاني بتقديم الأدلّة التي تبرّر قرارَه توسيع حظر «حزب الله» ليشمل جناحه السياسي، وتصنيفه كمنظمة إرهابية».

وقال المتحدث باسم الحزب إنه «لم يتمّ بعد تقديم أدلّة كافية لتبرير قرار جاويد بفرض عقوبات على الجناح السياسي للمنظمة، فيجب على وزارة الداخلية أن تُثبت أنّ هذا القرار اتُّخذ بشكل موضوعي وغير متحيّز، وأنه واضح وجديد».

على أنّ التقييم السياسي والديبلوماسي للخطوة البريطانية، يدرجها أيضاً في سياق استثماري تسعى اليه الحكومة البريطانية، إذ إنّ هذه الخطوة تتزامن مع خروج بريطانيا من الاتحاد الاوروبي، وهذا الخروج سيرتّب على بريطانيا تحديات وأعباء، لذلك هي من خلال هذه الخطوة تخاطب الولايات المتحدة الاميركية اولاً، وكذلك بعض الدول التي تمتلك امكانية أن تساعد بريطانيا على أن تعوّض الأضرار او الخسارات التي ستُمنى بها جراء خروجها من الإتحاد الاوروبي، بمعنى أنها تريد أن تعوّض في السياسة ما قد تخسره في الاقتصاد جراء هذا الخروج.

واللافت للانتباه في موازاة هذا التقييم، ما يتمّ تداولُه من كلام منسوب الى مستويات سياسية رفيعة المستوى في لبنان، يشير الى أنّ مسؤولين لبنانيين، وعلى رغم النبرة الحادة لقرار حظر «حزب الله»، تبلّغوا من جهات بريطانية بأنّ بريطانيا ستُصدر قرارَ الحظر، لكن هذا لا يمنع لاحقاً من أن تُبقي بريطانيا على قناة تواصل مع «حزب الله». واللافت للانتباه اكثر، هو أنّ لبنان كان في جوّ القرار بداية الاسبوع الجاري، وقبل إعلانه من قبل وزير الداخلية البريطاني، وتولّى السفير في بيروت كريس رامبلنغ إبلاغ المسؤولين اللبنانيين، وكانت له محطة مهمة مع رئيس المجلس النيابي نبيه بري، حيث حضر السفير الى عين التينة الاثنين الماضي، وسلّم بري كتاباً خطياً رسمياً من الحكومة البريطانية، حول حظر الجناحين السياسي والعسكري لـ«حزب الله» وتصنيفه منظمة إرهابية. خلال التسليم، توجّه السفير البريطاني الى بري قائلاً: إنّ بريطانيا، قررت هذا الامر، وسيصادق عليه مجلس العموم البريطاني قريباً. ولن يكون لهذا القرار تأثير على علاقة بريطانيا مع الدولة اللبنانية، ولا على العلاقة مع الحكومة والوزارات اللبنانية، هو إجراء محصور بـ«حزب الله».

ردّ بري: أفهم من كلامك، سعادة السفير، أنك تبلغني مسبقاً بقرار، يُفترض أن يصادق عليه مجلس العموم، وهذا المجلس حتى الآن لم يصادق عليه بعد؟

بدت على السفير البريطاني علاماتُ استفسار، إلّا أنّ بري أكمل قائلاً: أريد أن أستوضح أمراً وأطرح سؤالاً، لنفرض أنّ هذا الموضوع تمّ عرضُه على مجلس العموم البريطاني، ولم يصوّت عليه على نحو ما تريده الحكومة البريطانية، فهل معنى ذلك أنكم ستعودون الى الوضع السابق، بمعنى أن تفرّقوا بين ما تعتبرونه الجناحَ العسكري لـ«حزب الله» والجناحَ السياسي؟

السفير البريطاني: نعم

فقال بري: في الحقيقة الامر يدعو الى العجب، فكيف تبادرون الى إبلاغ قرار عن مجلس العموم البريطاني، فيما هذا المجلس لم يصوّت عليه بعد، وكيف تتكلمون كحكومة بريطانية نيابة عن مجلس العموم قبل أن يصوّت عليه برفضه أو قبوله، ألا يعني ما تقومون به أنكم تستبقون قرار مجلس العموم؟

السفير البريطاني: من حيث الشكل، معك حق، ولكنّ إقرارَه مضمون في مجلس العموم!

فأكمل بري: نحن في لبنان، لا تستطيع الحكومة اللبنانية أن تتجاوز مجلس النواب بشكل قاطع، وأيّ مشروع قانون أو اقتراح قانون وحتى ولو كان إقراره مضموناً ومعروفاً مسبقاً، لا تستطيع الحكومة أن تسوّق على أنه صار نافذاً وتتصرف بموجبه قبل أن يصوّت عليه مجلس النواب، ولو أقدمت الحكومة قبل تصديقه على اتّخاذ خطوات سابقة لإقراره، فأنا شخصياً كرئيسٍ لمجلس النواب، أخربُ الدنيا.

لم يعقّب السفير البريطاني، فيما أكمل بري: سعادة السفير، هذا الكتاب الذي تبلّغني إياه، مردود من حيث الشكل، وفي أيّ حال، أنا لا أعتبر أنه وصلني الآن، بل أعتبر أنه يصلني فعلاً عندما يصادق عليه مجلس العموم عندكم. السفير البريطاني: هذه خطوة كما قلت، لا تؤثر على لبنان.

بري: طالما الامر كذلك لماذا تبلغوننا بها؟

خلاصة تقييم بري لهذه الخطوة، أنهم لا يبلغوننا كلبنان، بل هم يبلغون الاميركيين.

 

الحريري لكبّارة: بلاها يا «أبو العبد»  

مرلين وهبة/جريدة الجمهورية/الخميس 28 شباط 2019

يبدو أنّ المعركة الانتخابية الفرعية في طرابلس، المتوقع حريريّاً انها ستكون «سهلة»، إستوجبت استدعاء رئيس الحكومة سعد الحريري أكثر من مرشح طرابلسي طامح للدخول الى «الجنة النيابية»، فيما ترجّح معلومات «الجمهورية» أنّ المعركة لن تكون محسومة لمصلحة مرشّحة «المستقبل» الوحيدة ديما جمالي التي أسقطها المجلس الدستوري، حسبما يشتهي «المستقبليون»، إذ قد يكون هناك المزيد من المفاجآت في المرصاد. بعدما استدعى الحريري القيادي «المستقبلي» مصطفى علوش، وتمنّى عليه «باسم الوفاء» العدول عن ترشّحه للانتخابات الفرعية في طرابلس وحضّه على دعم جمالي في خوض الاستحقاق الطرابلسي منفردة يدعمها «التيار الازرق»، تبيّن للحريري ضرورة استدعاء كريم محمد كبارة الطامح للترشّح، الذي إن لم يكن منتمياً حتى الساعة رسمياً الى تيار «المستقبل» فإنه الآن يحتاج الى تأشيرة مرور من الحريري شخصيّاً لضمان مقعد «المستقبل» في الاستحقاق المقبل، في حال وافق بالعدول عن الترشّح وإقناع والده النائب «ابو العبد» كبّارة بعدم الاستقالة. وفي المعلومات انّ كبّارة الأب النائب المخضرم، الذي تخطّت مسيرته الانتخابية ربع قرن من العمل الانتخابي، مقتنع بضرورة الاستقالة والاستفادة من الفرصة الذهبية التي يرى انها استجدّت بعد طعن المجلس الدستوري بنيابة جمالي، وذلك بتوريث مقعده النيابي الى نجله كريم، في معركة يخوضها في عقر داره وتعد الأسهل لـ«أبو الفقراء» بحسب ما يسمّيه مؤيدوه.

وتعود الذاكرة هنا الى الرقم المرتفع من الأصوات الذي حصده كبارة في الانتخابات النيابية في ايار الماضي، حيث نال منفرداً عشرة آلاف صوت تفضيليّ متفوقاً على عدد من الأقطاب السنّة في عاصمة الشمال.

ويلفت بعض أبناء المدينة الى «أنّ استقالة كبارة لمصلحة ابنه، إذا حصلت، فإنّ من شأنها تهديد جمالي جدياً كونها «نائبة طارئة» على الساحة السياسية الطرابلسية، علماً أنّ مؤسسة كريم كبارة تعتبر الآن من أبرز شركات النقل وأكبرها في مرفأ طرابلس ويعمل فيها أكثر من 400 موظف، جميعهم مسجّلون لدى الصندوق الوطني للضمان الإجتماعي وهم يدينون وعائلاتهم بالولاء لكبارة.

وتفيد المعلومات انّ الحريري التقى كبارة ظهر امس محاولاً إقناعه بضرورة العدول عن الترشّح، وإقناع والده بعدم الإستقالة من مقعده النيابي «نظراً لدقة وضع «التيار الازرق» في طرابلس وضرورة عدم إحراجه أمام حلفائه المفترضين، في حال أقدم اثنان محسوبان على تيار «المستقبل» على الترشّح، أي جمالي وكبّارة الإبن». وتلفت أوساط متابعة الى أنّ الرئيس نجيب ميقاتي وحتى الوزير السابق محمد الصفدي وغيرهما من الاقطاب والشخصيات الفاعلة في عاصمة الشمال، والتي لديها حسابات أخرى «مناطقية»، قد تراجع حساباتها في تجيير أصواتها في حال إصرار كبّارة الأب على الاستقالة وترشيح نجله على المقعد السني الثاني في طرابلس. ولعل ما يدفع الحريري أيضاً الى تجنّب «التورّط» في معركة انتخابية للاحتفاظ بمقعدين غير محسومين، توجّس «التيار الازرق» من مواجهة اللواء أشرف ريفي في عقر داره والإستعداد للمواجهة في حال حسم ريفي ترشيحه، فيما يرصد «المستقبليون» تريّثه وترقّبه قبل إعلان موقفه في 14 آذار لرمزية الذكرى. وفي المعلومات أنّ نتيجة الإجتماع بين الحريري وكبارة الإبن لم تحسم الجدل حول استقالة «ابو العبد» من عدمها، وعلى رغم من بعض التسريبات الاعلامية المتسرّعة التي أكدت عدول كبّارة الأب عن الاستقالة، الّا أنّ الوقائع أظهرت مساء أمس عكس ذلك خصوصاً بعد بيان النفي الذي أصدره مكتب النائب كبارة، وأكّد فيه أنّ استقالته ما زالت قائمة وكذلك ترشيح نجله كريم في انتظار ما ستؤول إليه المفاوضات الجارية مع الكوادر والقاعدة الشعبية في طرابلس.

وفي الموازاة، وبعد انتهاء لقاء الحريري وكبارة الإبن، نشر مناصرو كبارة الأب على صفحته «مبادرون» على موقع التواصل الإجتماعي، الآتي: «قرارنا طرابلسي، سنخوض المعركة الانتخابية الفرعية في طرابلس سواء على مقعد أو مقعدين». وذيّلت العبارة بإسم «محمد عبد اللطيف كبارة».

وإذا صحّ انّ كبارة الأب سيستقيل فعلياً ليترشح كبارة الإبن عملياً، فإنّ «الفيحاء» ستشهد معركة إنتخابية حامية الوطيس على مقعدين سنيّين أساسيَّيْن يحدِّدان الأحجام الفعلية للأقطاب السنّة في عاصمة الشمال، علماً انّ معركة من هذا النوع ستشهد اصطفافات متداخلة للحلفاء المفترضين نتيجة المصالح المناطقية الضيّقة التي سيحتسب لها أقطاب المدينة ألف حساب. أمّا إذا لم تصحْ المعلومات ونجح الحريري في مسعاه وأقنع «ابو العبد» بعدم الإستقالة، فستبقى أمامه مواجهة واحدة شرسة قد تهدّد مقعد «النائبة المسالمة» في حال خُيِّرَ أبناءُ المدينة المحرومة، التصويت لصورتها أو لصورة «اللواء الشرس» بغضّ النظر عن «هواهم السياسي» المتأصّل والأزرق.

 

ولا يبقى إلاّ الوطن  

الياس المر/جريدة الجمهورية/الخميس 28 شباط 2019

يوم عاودنا إصدار جريدة «الجمهورية» قبل ثماني سنوات، لم نكن نطمح لأن تكون رقماً إضافياً في عالم الصحافة، وإنما قيمة إضافية في فضاء الحرية وسماء الجمهورية.

لم نكن نطمح لأن تكون «الجمهورية» متراساً إضافياً في الاصطفافات والانقسامات السياسية، وإنما درعاً إضافياً للزود عن وطن لم يبخل أبناؤه بدمائهم وأرواحهم في الدفاع عن سيادته وهويته وحريته وكرامة شعبه. وها هي «الجمهورية» اليوم، لبنانية الهوى والهوية، مئة في المئة، لا حزبية ولا طائفية ولا مذهبية. لا تنحاز لمحور او فريق، صفحاتها مفتوحة بأمانة للرأي والرأي الآخر. لا هم لها الّا الصدقية والموضوعية في كشف الحقيقة وتسليطها الضوء على القضايا والملفات الحساسة، إيماناً منها بأنّ هذا حق مقدس للمواطن. وها هي «الجمهورية» اليوم، بأقلام أسرتها وأركانها، لا تهادن مرتكباً ولا تساوم متطاولاً. لا تسكت عن ضيم، ولا تبازر على حق أو مبدأ، وإنما تبارز بالعقل والحجة والمنطق. وها هي «الجمهورية» اليوم لجميع اللبنانيين كما الجمهورية-الوطن لجميع اللبنانيين. ها هي الصوت الصارخ في وجه الحاكم إذا طغى، لأنّ الطغيان جريمة في حق وطن ما تعوّد أن يحيا بلا ديموقراطية وعدالة وحرية. وها هي تساهم بشفافية في الرقابة على أعمال السلطة، وفي محاسبة من يتجاوز حدود السلطة والتشريعات والقانون. وها هي «الجمهورية» وجدان الناس بكل معنى الكلمة في التعبير عن آرائهم وآلامهم ومعاناتهم، ومنبر للدفاع عن حقوقهم وقيمهم وطموحاتهم ومستقبلهم.

تتبدّل السياسات وتتغيّر التحالفات، وتغيب وجوه وتأتي وجوه، ولا تدوم سلطة ولا نفوذ مهما تكبّر مَن تكبّر وتجبّر من تجبّر، ولا يبقى إلّا الوطن.

 

التجنّي على السنيورة لإذلال سعد الحريري

منير الربيع/المدن/الخميس 28/02/2019

مع بداية ولاية الرئيس الأسبق إميل لحود، بدأ توجه واضح لتضييق الخناق على الرئيس رفيق الحريري. انطلق لحود عهده مدعوماً بالأجهزة الأمنية، أو ما كان يسمى "النظام الأمني اللبناني السوري" حينذاك، بادعاء مكافحة الإرهاب. استخدُم العنوان لتصفية الحساب مع رفيق الحريري. وحينها أُبعد الحريري عن رئاسة الحكومة، وجيء بالرئيس سليم الحص بديلاً منه. وبدأت عملية التطويق، بسلسلة إجراءات وقرارات بإقالة وإبعاد ومحاكمة بعض الشخصيات، من موظفي الفئة الأولى في الإدارات العامة، المحسوبين على الحريري.

محرقة برج حمود والافتراء

فُتح الهجوم على الحريري ما قبل انتخابات العام 2000. بدأت تلك الحملة بعنوان مكافحة الفساد، وفي حينها تم زج العديد من المقربين أو المسحوبين على الحريري في السجون. وقد طاولت تلك الحملة آنذاك فؤاد السنيورة، باتهامه بقضية محرقة برج حمود. لبنان، في الفترة التي سبقت هذه الحملة، كان قد قرر شراء محرقة، وتم توقيع الاتفاق على شرائها. لكن، فيما بعد، لم يكمل لبنان الصفقة. كان هناك بند جزائي في الاتفاقية مع إيطاليا، ينص على وجوب دفع المال المستحق في حال فسخ العقد. في مجلس الوزراء، تم التصويت على دفع الأموال، والجميع صوّت موافقاً باستثناء السنيورة، الذي رفض التصويت، لكنه نفّذ القرار. وعلى الإثر بدأت حملة إعلامية واسعة تنال من السنيورة، حول كيفية دفعه الأموال لمحرقة غير موجودة، فتم الكشف عن محضر جلسة مجلس الوزراء، ليتبين أن السنيورة كان وحده ضد القرار، ومن صوتوا مع القرار هم الذين شنّوا الحملة على وزير المال حينها.

راهناً، المشهد واضح، وفيه استعادة لتجارب سابقة، من اختلاق ملفات لتصفية حسابات مع المحور السياسي ذاته. الغاية السياسية حالياً أبعد من أي غاية أخرى، لا سيما أن التحرك يأتي بعد استشعار حزب الله بعودة نفوذ السنيورة داخل "تيار المستقبل"، مع عودة بعض الشخصيات المحسوبة عليه، كريّا الحسن في وزارة الداخلية، وعمار حوري كمستشار لدى الحريري. والرئيس سعد الحريري نفسه يشعر بحاجة ماسة إلى السنيورة، في مختلف المجالات، السياسية والتقنية، خصوصاً أنه استفاق على ثلاث صدمات مثّلت صفعات له، أولها قرار المجلس الدستوري بإبطال نيابة ديما جمالي، ثانيها المسار الذي سلكته جلسة مجلس الوزراء الأولى، والمواقف التي أطلقها رئيس الجمهورية ميشال عون حول الصلاحيات وتحديد مصلحة لبنان، وثالثها الحملة على السنيورة من خلال الأحد عشر ملياراً، والتي يرى فيها الحريري أنها مقدّمة لاستهدافه.

"طيبة القلب" لا تنفع

كان ردّ بيان كتلة المستقبل قاسياً وواضحاً، سواء في مسألة صلاحيات رئيس الحكومة، أو على خلفية التعرّض للسنيورة. ووجد الحريري نفسه غير قادر على المسايرة أكثر. كما لا يمكنه التخلّي عن السنيورة، لما يمثّله من رمزية لدى الجمهور السنّي. وأي استهداف للسنيورة إن تلكّأ الحريري في الدفاع عنه، سيصيب رئيس الحكومة بالمزيد من الخسائر، خصوصاً أن الحريري كان يتعاطى مع هذه الملفات من بوابة عدم التدقيق، وتمريرها من دون أي احتساب أو توقّع. يعيد البعض ذلك إلى "طيبة قلب" الحريري في السياسة، وبأنه حين يدخل باتفاقات يكون صادقاً، ويتوقع من الآخرين أن يكونوا مثله صادقين. وحين جرت التسوية على خلفية إقرار الموازنة من دون قطع حساب، ظن الحريري أن الملفات لن تُفتح مجدداً. هكذا، مضى بالتسوية، ليكتشف حالياً أن العقدة قائمة بما يشبه الكمين . تعود المشكلة إلى ذاك اليوم الذي تمّت فيه الموافقة على الموازنة من دون قطع حساب، على نحو مهّد الطريق أمام ضرب السنيورة. الموافقة على تلك الموازنة واعتبارها إنجازاً للعهد، والتي كانت بدافع استعجال الحريري لإبرام التسوية وإنجاحها، هي التي فتحت الطريق أمام إعادة تصفية الحساب مع السنيورة. واستهدافه بما يمثّل، سيتطور حتماً إلى استهداف للحريري. وهذا ما دفع بالأخير للوقوف إلى جانب السنيورة، لتجنب المزيد من الخسائر.

فتح ملف الأحد عشر ملياراً لا يقلق السنيورة. وهو يؤكد أن كل عملية صرف مسجّلة ومدققة وموجودة، والمشكلة معروفة، إذ كان يتم إرسال موازانات إلى مجلس النواب، لكن رئيس المجلس كان يرفض استلامها. الصرف على القاعدة الإثني عشرية، كان يتم وفق موازنة العام 2005، لكن الفارق في السنوات، هو الزيادة في النفقات، بالرواتب والأجور، وتكلفة الدين، والكهرباء وغيرها من الملفات.

التخوين والتسويات

يفتح حزب الله ملف الهجوم على السنيورة، لتطويع كل اللبنانيين، وهي حملة تشبه إلى حدّ بعيد الحملة التي شنّها النظام الأمني اللبناني السوري على رفيق الحريري، ما بين عامي 1998 و2000. وهي نفسها تكررت ما قبل اغتيال الحريري بين عامي 2004 و2005. بعد حرب تمّوز 2006، بدأ حزب الله حملة سياسية واسعة على حكومة السنيورة حينذاك، وجرى توجيه الاتهام للرجل بأنه عميل إسرائيلي وأميركي، وبأنه نهب أموال إعمار الضاحية والجنوب. كان الهدف هو تحقيق انقلاب سياسي كبير، والإطاحة بحكومة السنيورة من خلال التظاهرات الحاشدة. وحتى مسألة عرقلة الموازنات لوقف عمليات الصرف، كانت غايتها إيصال حكومة السنيورة إلى العجز عن دفع الرواتب، ودفع الأمور بالبلد إلى عصيان مدني ووظيفي، تطيح بالحكومة. لكن السنيورة وجد آلية الصرف وفق القاعدة الإثني عشرية، لتأمين مستلزمات الإدارات والموظفين وغيرها من المستحقات.

استمرّ الانقسام إلى العام 2008، بعد أحداث 7 أيار. طوال تلك الفترة، كان حزب الله يركّز هجومه على خصومه بوصفهم عملاء فاسدين، لكن في لحظة التسوية عاد الحزب، متناسياً الاتهامات، وجلس معهم على الطاولة نفسها، وأبرم معهم التسويات. فيظهر أن كل تلك الحملات وكل التلويح بـ"الملفات"، كان غرضها تعزيز الخطاب السياسي لتطويع الخصوم، أو استخدامها للتعبئة والتحريض الشعبوي. ملف الفساد يشبه إلى حدّ كبير فتح ملفات أخرى، كتخوين قوى 14 آذار ووصفهم بالعملاء، وفيما بعد الجلوس معهم على طاولة واحدة وإبرام التسويات، بعد تمكّن الحزب من تحقيق شروطه. وهذا دليل آخر على استخدام هذه عبارة "الملفات" لتصفية الحسابات، وجرّ الخصوم إلى تقديم التنازلات. وهنا، بالعودة إلى السنيورة، نذكر كيف أنه أثناء حرب تموز 2006، كان "حكومة مقاومة" (حسب وصف بري له)، وكان هو من استنجد به حزب الله لتدبير وقف إطلاق النار، وهو من خاض أكبر معركة دبلوماسية لصوغ القرار 1701، بما يوائم حزب الله، ومنع إدارجه تحت بند الفصل السابع، وأقنع المجتمع الدولي أن سلاح حزب الله مسألة لبنانية داخلية مرتبطة باتفاق الطائف، ويناقش في حوار وطني.

تهمة الداعشية!

بعد تسوية الدوحة، وتشكيل حكومة الحريري، فُتح ملف شهود الزور والمحكمة الدولية، أُسقطت حكومة الحريري بتلك الذريعة، وشكّل حزب الله حكومته برئاسة نجيب ميقاتي. وغاب مع تشكيلها ملف شهود الزور من التداول، ليتبين أيضاً أن إثارة الملف كانت مقدّمة لتحقيق غاية سياسية، وهي الانقلاب على الحريري، فذهب الشعار بذهاب حكومته. وفي فترة اندلاع الثورة السورية، استمرّ الهجوم على المستقبل باتهامه بدعم المعارضة السورية، وفيما بعد تطور الاتهام ليصبح المستقبل، وفق الدعاية السائدة من قبل الحزب والتيار الوطني الحرّ، بأنه الحضن الآمن للإرهاب، أو داعش الذي يرتدي كرافات. كان الخطاب السياسي في مكان، والفعل السياسي في مكان آخر، خصوصاً على طاولة الحوار بين المستقبل وحزب الله، والذي أفضى في أحد جوانبه إلى التسوية الرئاسية، التي مثّلت اتفاق إذعان من قبل الحريري والتسليم لحزب الله بكل ما يريده. هكذا، كان حزب الله والتيار الوطني الحرّ يتهمان المستقبل باحتضان الإرهاب والداعشية، ويدخلان معه، بالوقت ذاته، في حوارات للوصول إلى تسويات.

الانصياع أو المواجهة

هي تسوية دفع الحريري بموجبها الكثير من رصيده، خسر الأكثرية النيابية مع حلفائه، عبر اضطراره للسير بقانون نتخابي يستهدفه. كما خسر الكثير من رصيده الشعبي، وخسر حلفاءه الأساسيين لصالح التحالف مع التيار الوطني الحرّ. وعندما كاد يضحّي بالقوات اللبنانية والحزب الاشتراكي لصالح التقارب مع التيار، حتّى وقعت "الضربات الثلاث" الآنفة الذكر، وآخرها فتح "ملف الفساد" واستهداف السنيورة وما يمثله من مقدّمة لاستهدافه مباشرة. الأسلوب واضح، والمسار أوضح. السيناريو المبتدئ منذ عهد لحود إلى اليوم. ويبقى الحريري في الواجهة، إما أن يسير وفق الضغوط والإملاءات ويبقى منصاعاً، أو يرفض الانصياع ويعود إلى المواجهة لتحقيق التوازن.

 

لندن تؤيد نعيم قاسم..!

محمد قواص/العرب/01 آذار/19

تكتشف بريطانيا أن حزب الله التابع، سياسيا وعقائديا وعسكريا وماليا، لإيران هو تنظيم إرهابي، تماما كما تراه واشنطن منذ زمن. بيد أن بريطانيا لا ترى مع ذلك أن إيران الراعية للإرهاب، وفق التوصيفات الأميركية، هي دولة إرهابية.

قاسم: حزب الله موحّد بطبيعته

لم تعد بريطانيا قادرة على التفريق بين الجناحين السياسي والعسكري لحزب الله”. استفاق وزير الداخلية البريطاني، ساجد جاويد، على هذه الحقيقة، فقرر حظر الحزب بجناحيه واعتباره تنظيما إرهابيا. والواقع أن اكتشاف حكومة جلالة الملكة أن لا فرق بين السياسي والعسكري داخل حزب الله، أتى بعد تكرار الحزب منذ سنوات، وخصوصا على لسان نائب الأمين العام الشيخ نعيم قاسم، ألاّ فرق بين الجناحين، وأن “الحزب موحّد بطبيعته”.

والحقيقة أن مفهوم الجناحين هو اختراع ابتكرته الدبلوماسية الأوروبية لكي تقدّم بيمينها ما يتمّ سحبه بيسارها. فإذا ما كانت عملية التفجير في بورغاس في بلغاريا عام 2012 أسست عام 2013 لقاعدة إجماع أوروبي ضد الجناح العسكري لحزب الله، فإن إجماع الأوروبيين على عدم شمول التوصيف الإرهابي الجناح السياسي، كان ينمُّ عن بلادة لطالما أثارت سخرية في المنطقة، لاسيما من قبل حزب الله نفسه.

تعتبر الدبلوماسية الأوروبية الحاذقة أن العمليات التي يرتكبها حزب الله، والتي تصفها أوروبا بالإرهابية، هي رجس ترتكبه جماعة عسكرية منفصلة معزولة عن أي قرار سياسي يصدر عن قيادة هذا الحزب. وعليه فإن خطف الغربيين في بيروت، أو تفجير بوينس أيريس في الأرجنتين، وإدعاء المحكمة الدولية على عناصر من حزب الله باغتيال الرئيس رفيق الحريري، أو حتى تفجير بلغاريا، هي أعمال جرت بشكل مستقلّ عن الجسم السياسي للحزب. وحين يؤكد الحزب أنه موحّد الجناحين، تنبري الدبلوماسية الأوروبية لتصحّح للحزب معلوماته، وتجزم بأن للحزب جناحا عسكريا شريرا إرهابيا، وجناحا سياسيا يمارس العمل العام بحنان، يكاد يماثل فضائل الجمعيات الخيرية.

تعاملت أوروبا مع حزب الله بصفته أمر القوة الواقع. لملم الأميركيون والفرنسيون أشلاء موتاهم عام 1983 إثر هجمات، قيل إن حزب الله كان وراءها، ضد ثكناتهم في بيروت ورحلوا. تعاملت أوروبا مع قضية خطف رهائنها بصفتها من تمارين السياسة الخارجية والعلاقات الدولية يصار حولها التفاهم أو التفاوض أو دفع الفدية في المال والسياسة. ولطالما كان دبلوماسيو فرنسا وألمانيا وبريطانيا وغيرها من دول الاتحاد الأوروبي يلتقون بعد كل “صفقة ” بـ”سياسيي” الحزب، وكأن شيئا لم يكن.

لا نعرف ما سرّ اللحظة التي مسحت الغمامة عن أبصار لندن ودفعت وزير الداخلية البريطاني لاتخاذ قرار يضع الحزب موحّدا على لوائح الإرهاب، ليعترف، متأخراً، بما سبق أن أفتاه الشيخ نعيم قاسم من أن لا فرق بين الأجنحة داخل حزبه. ما الذي نبّه الحكومة البريطانية قبل أيام على الطابع الإرهابي لحزب الله، فيما أن هذا الإدراك كان غائبا قبل ذلك؟ ثم كيف اكتشف جاويد أن حزب الله بات، شأنه شأن 74 تنظيما في العالم، يشكّل خطرا على أمن بريطانيا؟ ثم ما الفطنة من الانبهار بالكشف الجديد من أن حزب الله يواصل “زعزعة الأوضاع الهشة في الشرق الأوسط”؟ الأمر أوحى، في هذا الشأن، أن بريطانيا كانت تتعايش مع حزب الله الذي يزعزع ذلك الاستقرار، لكنها اكتشفت فجأة أن حزب الله “يواصل” ذلك.

في قرار بريطانيا ما يلفت إلى تطور جاء خارج سياق الجدل البريطاني الراهن. لندن المنهمكة بالتحوّلات الكبرى في سياساتها على خلفية تعثر ملف البريكست، ولندن التي تشهد أحزابها انتفاضات داخلية قد تؤشر إلى انقلاب المشهد السياسي العام خلال الأيام المقبلة، استفاقت في هذا الوقت بالذات على إرهابية حزب الله ودفع ملفه من ضمن تنظيمات أخرى ينشط أحدها في مالي والآخر في بوركينا فاسو. ولندن التي لطالما والعالم الغربي رأت في الجماعات السنية إرهابا ولم تر ذلك في جماعات إيران الجهادية في لبنان والعراق وأفغانستان، تحشر حزب الله في ثنايا قرارها مع تنظيمات سنية إرهابية على نحو يعدّ تحوّلا جذريا في حالة التسامح والاستثناء التي كان يتمتع به حزب الله داخل أروقة الدبلوماسية البريطانية والأوروبية.

لا ينسحب القرار البريطاني حتى الآن على المزاج الأوروبي العام. عاجل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون التصريح بأن باريس ما زالت ترى بوضوح الخط الفاصل بين الجناح العسكري والجناح السياسي لحزب الله، وأن فرنسا ترى في عسكر الحزب إرهابا وفي سياسته استمرارا للحوار، فيما لم تبتعد مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، فيديريكا موغيريني، ومن بيروت، عن تأكيدات ماكرون. بيد أن لندن ارتكبت في هذا الشأن سابقة، وألقت حجرا داخل مياه أوروبا البليدة التي استكانت لنمط بروتوكولي متقادم في التعامل مع حزب الله.

لن تكون أوروبا موحّدة في هذا الشأن طالما أن أحد أعضائها الكبار، سواء بقي داخل الاتحاد أم خرج منه، وهو مرجع أساسي في قضايا الأمن، والأمن الأوروبي خاصة، بات يعتبر حزب الله إرهابيا. فإذا ما كانت حميمية العلاقة بين لندن وواشنطن أملت على البريطانيين أن يروا في الحزب ما رآه الأميركيون (من ضمن 11 بلدا وكيانا سياسيا في العالم بما في ذلك جامعة الدول العربية)، فإن داخل الاتحاد الأوروبي بلدانا قريبة من الولايات المتحدة ومن إدارتها الحالية والتي قد ترى بمنظار السياسة ما رأته لندن قبل أيام.

تكتشف بريطانيا أن حزب الله التابع، سياسيا وعقائديا وعسكريا وماليا، لإيران هو تنظيم إرهابي، تماما كما تراه واشنطن منذ زمن. بيد أن بريطانيا لا ترى مع ذلك أن إيران الراعية للإرهاب، وفق التوصيفات الأميركية، هي دولة إرهابية. وفي ذلك تناقض بنيوي في قرار جاويد وحكومته في اعتبار الفرع شرا، فيما الأصل ينعم بصفة الدولة التي زارها وزير الخارجية جيريمي هنت في نوفمبر الماضي. لكن الأدهى من ذلك أن إيران نفسها لا تقيم الدنيا وتقعدها رداً على قرار لندن طالما أنها، بصفتها أصلاً، مستثناة مما ينال من أحد تفرعاتها أكان ذلك الفرع حزب الله هذه الأيام، أو أي جماعات أخرى تابعة في أيام أخرى.

على أن لندن تقدّم لنا مزيدا مما تحتمله كلمة دبلوماسية من ماكيافيلية لم تخطر على بال صاحب “الأمير”. ذلك أن وزير الخارجية البريطاني يوضح لنا أن قرار وضع حزب الله (وجناحه السياسي خصوصا) على لوائح الإرهاب لن يؤثر على خطط بلاده لدعم لبنان وحكومته. لا نعرف كيف ستتعامل لندن مع “حكومة حزب الله” وفق بعض التوصيفات اللبنانية، ولا نعرف كيف ستتعامل الحكومة البريطانية مع حكومة لبنانية تشمل وزراء تابعين لحزب إرهابي، وفق توصيفات لندن نفسها.

تستفيق لندن على أمر مرتبط بحسابات بريطانية مترجلة. يذكر اللبنانيون أنه فيما كانت موجة الاغتيالات تجتاح بلدهم منذ محاولة اغتيال الوزير مروان حمادة، انتهاء باغتيال الوزير محمد شطح، مرورا بزلزال اغتيال الحريري، وفيما كانت المحكمة الدولية الخاصة (المشكّلة من قبل مجلس الأمن الذي تتبوأ فيه بريطانيا مقعدا دائما محصنا بحق الفيتو) تصدر بيان الإدعاء على أعضاء من حزب الله في قضية اغتيال الحريري، كانت شوارع العاصمة لندن تشهد تكرارا استعراضات ترفع أعلام الحزب بحراسة رجال الشرطة البريطانيين. لم ير اللبنانيون في ذلك إلا تواطؤا عنوانه المصالح مع إيران، وهم في هذه الأيام، وإن يلحظوا هذا التطور البريطاني، ينظرون بعدم ثقة إلى مزاج طارئ قد تطيح به حسابات أصحاب الحسابات.

لبنان الرسمي لم ير في الأمر شيئا كبيرا. هو شأن بريطاني لا يعنينا (سعد الحريري)، ولن يؤثر على علاقات لندن ببيروت (جبران باسيل). العالم يتغير ولبنان لا يريد تصديق ذلك. ربما في ذلك وجهة نظر محقّة متأسسة على سوابق دولية مخيّبة للآمال.

لبنان الرسمي لم ير في الأمر شيئا كبيرا. هو شأن بريطاني لا يعنينا (سعد الحريري)

 

لا مُساعدات تنهض بلبنان ما لم تُفصَل عنها الخلافات السياسيّة

 اميل خوري/النهار/28 شباط 2019

 لو أن بعض المسؤولين والسياسيّين يعاملون وطنهم لبنان كما يعامله الأشقاء والأصدقاء، لما كان في حاجة إلى طلب مساعداتهم، ولا التسوّل. ولو أنّهم يفصلون بين خلافاتهم السياسيّة والحزبيّة وحتّى الشخصيّة وبين تنفيذ خطط النهوض بلبنان في شتّى المجالات ومباشرة تنفيذ قرارات مؤتمر “سيدر” بأسرع وقت ممكن بعيداً من أي تسييس لها، وهو ما يحصل غالباً، لما كان الأشقّاء والأصدقاء فضلاً عن رجال الدين الكبار يضطرّون إلى تحذيرهم من مغبّة ما يفعلون. لقد خشي الناس غير مرّة ألّا تظل المظلّة الدوليّة تحمي الاستقرار السياسي والأمني والاقتصادي في لبنان وسط منطقة مُشتعلة بالمشاكل والقلاقل ووسط خلافات داخليّة تولّد الأزمات المرعبة، لكن هذه المظلّة ظلّت، لحسن الحظ، مرفوعة فوق رأس لبنان ليس كرمى لحكّامه، بل كرمى للبنان بالذات ليبقى وطن الرسالة كما وصفه بابا الفاتيكان، وملتقى للحوار والوفاق لا ساحة للصراع والقتال.

والسؤال المطروح هو: الى متى يظل أشقّاء لبنان وأصدقاؤه يحبّونه أكثر من بعض حكّامه وسياسيّيه ويفصلون بين المساعدات التي هو في حاجة ملحّة إليها وبين الخلافات الداخليّة حتّى على أتفه الأمور؟

لقد بات مطلوباً من المسؤولين والسياسيّين في لبنان أن يُساعدوا أنفسهم كي يُساعدهم الأشقّاء والأصدقاء، وأن يضعوا خلافاتهم جانباً ويعملوا على النهوض بالوطن في شتّى المجالات، فالمساعدات التي خصَّصها مؤتمر “سيدر” للبنان هي فرصة لاختبار صدق وطنيّتهم ومدى استعدادهم للتضحية بمصالحهم من أجل مصلحة لبنان. فعوض أن يُضيّعوا الوقت على المماحكات والخلافات والسجالات حول أمور لا طائل منها، فليبادروا إلى وضع جدول زمني بالمشاريع المطلوب تنفيذها لاستعادة ثقة الناس بهم، وللتأكيد أن الحكومة هي فعلاً حكومة “إلى العمل” لا حكومة “خناقات” وتضارب مصالح وتقاسم مكاسب لتصبح حكومة بلا عمل إذا تكرّر في كل جلسة لمجلس الوزراء ما حصل في الجلسة الأولى التي انعقدت، فكانت مخيّبة لآمال الناس، إذ اضطرّ الرئيس ميشال عون إلى رفعها لوقف سجال لا طائل منه، وهذا لا يُشكّل حلّاً للمواضيع المُثيرة للخلاف إنّما تأجيلاً لها، حتّى إذا تكرّر رفع الجلسات من دون حسم الخلاف على هذه المواضيع، فإن الحكومة لا تُصبح بلا عمل فحسب بل قد تنفجر من الداخل لوجود قلوب ملآنة بالحقد والكراهية، والتي لا ينفع معها الضرب على الطاولة ورفع الجلسات بل تُصبح الحاجة إلى قلب الطاولة… فهل تعقد حكومة “إلى العمل” العزم على العمل فتباشر تنفيذ مشاريع “سيدر”بعيداً من التسييس والسجال والخلافات كي يستحق لبنان مساعدات الأشقّاء والأصدقاء، ويرى الناس لبنان بعد سنة غيره من قبلها؟ وإذا ما استمرّ السجال والخلاف بين الوزراء في كل جلسة فتُرفع لوقفهما، فإنّها قد تكون الحكومة الأخيرة التي لا حكومة بعدها ولا حكم، لا سمح الله!

 

«حزب الله» يشن حملة على السنيورة ويصور نفسه «بطل مكافحة الفساد»

 محمد شقير/الشرق الأوسط/28 شباط 2019

سرعان ما تراجع الانسجام الذي راهن عليه رئيس الحكومة سعد الحريري، ورأى فيه خريطة الطريق التي تتيح للبنان الإفادة من مؤتمر «سيدر» للنهوض من أزمته الاقتصادية، وتحوّل فجأة ومن دون سابق إنذار إلى كيل الاتهامات وتبادل الحملات السياسية والإعلامية على خلفية مكافحة الفساد في الإدارات وهدر المال العام. وانبرى «حزب الله» بلسان نائبه حسن فضل الله إلى شنّها مستهدفاً في الأساس، كما تقول مصادر في تيار «المستقبل» لـ«الشرق الأوسط»، المشروع الاقتصادي لرئيس الحكومة الشهيد رفيق الحريري، الذي استند إليه لإعادة إعمار ما هدّمته الحرب.

وطبيعي –حسب المصادر نفسها- أن يصوّب «حزب الله» في معركته ضد الفساد وهدر المال العام على رئيس الحكومة الأسبق فؤاد السنيورة باعتباره أحد أبرز الصقور في «المستقبل» وكانت له مع الحزب جولات من الخلاف السياسي.

لكن تركيز «حزب الله» في حملاته على الرئيس السنيورة ينسحب أيضاً على الرئيس الحريري في محاولة لإضعافه وصولاً إلى «تطويعه» مع تسليم الحزب بأنْ لا بديل له، حتى إشعار آخر، على رأس الحكومة، رغم أن السنيورة يدحض هذه الاتهامات وسيقول كلمته في مؤتمره الصحافي الذي يعقده غداً.

وهناك من يربط توقيت حملة «حزب الله» ولو بصورة غير مباشرة على السنيورة بأنها تأتي في سياق استعداده لسحب وحداته العسكرية من سوريا على مراحل، وبالتالي هو في حاجة ماسّة إلى قضية «شعبوية» لمحاكاة اللبنانيين الذين لا يختلفون حول ضرورة مكافحة الفساد في ظل ارتفاع العجز في الخزينة وتزايد الدين العام. إضافة إلى أن الحزب، كما تقول مصادر «المستقبل»، يحاول أن ينزع عنه لباسه العسكري ويستبدل به لباساً مدنياً لإشعار الآخرين بأنه أخذ على عاتقه أن يتحول إلى رأس حربة لمكافحة الفساد.

وإذ تتجنّب المصادر في «المستقبل» الرد بالأرقام على ما صدر عن فضل الله وتترك الأمر للرئيس السنيورة، تؤكد في المقابل أن الحزب هو آخر من يحق له الخوض في هذا المضمار، وتعزو السبب إلى وضع يده على الأملاك العامة والمشاعات في المناطق التي يسيطر عليها، ولا يحرّك ساكناً لوقف عمليات التهريب من سوريا إلى لبنان وبالعكس، إضافة إلى أنه كان وراء تعطيل البلد وشلّه بدءاً من اعتصاماته المتكررة في بيروت، إضافة إلى حملاته السياسية المنظّمة ضد عدد من دول الخليج التي أدت إلى امتناع رعايا هذه الدول عن زيارة لبنان، والتي دفع ثمنها القطاع السياحي.

وتسأل المصادر عما أصاب الدولة واللبنانيين من جراء حروب «حزب الله» المتنقلة في الداخل والاستقواء بسلاحه على اللبنانيين، إضافة إلى تفرُّده في اتخاذ قرار الحرب والسلم. وترى مصادر مواكبة لفتح ملف الفساد أن «حزب الله» وإن كان يستهدف «المستقبل» فهو في المقابل يريد توجيه رسالة إلى حركة «أمل» بأنه من الآن وصاعداً لن يقبل إلا أن يكون شريكاً لها في السلطة التنفيذية وفي التعيينات الإدارية، علماً بأنه أراد من خلال الانتخابات النيابية الأخيرة تمرير رسالة واضحة أنه تفوّق على حليفه بالصوت التفضيلي.

وتلفت المصادر نفسها إلى أن «حزب الله» يركّز في حملاته على السنيورة ومن خلاله على المشروع الاقتصادي للرئيس الراحل رفيق الحريري في محاولة لإبلاغ نجل الأخير الرئيس سعد الحريري بأنه لن يتركه يرتاح في الشارع السنّي، خصوصاً أنه كان وراء تمثيل المعارضة السنيّة في الحكومة.

وبكلام آخر، تؤكد المصادر أن محاولة الحزب إيهام الرأي العام بأنه لا يستهدف الحريري من وراء حملاته على السنيورة لا تنطلي على أحد، لأن «المستقبل» يتعامل معها على أنها تهدف إلى «مقاضاة» الحقبة السياسية التي شغلها الرئيس الراحل رفيق الحريري ومن خلالها الدخول في تصفية حسابات مع نجله، إضافةً إلى أن الحزب يريد أن يقدّم نفسه على أنه الحريص الأول على المال العام، لعله ينتزع براءة ذمّة من اللبنانيين الذين يحمّلونه مسؤولية الركود الاقتصادي الذي يصيب البلد.

كما أن الحزب -حسب المصادر- يريد الرد على العقوبات الأميركية التي تستهدفه بتبييض الأموال ورعايته المباشرة لشبكات التهريب بتوجيه رسالة بأنه من أشد الحريصين على حسن إدارة المال العام ومكافحة الفساد.

لذلك، فإن الاشتباك السياسي بين «المستقبل» و«حزب الله» لن يقف عند هذه الحدود، بل هو بداية للجولات الخلافية التي أطلت برأسها فور ولادة الحكومة، مع أن الرئيس الحريري على قراره تنظيم الاختلاف مع الحزب الذي يحكمه «ربط نزاع» بين الطرفين لأن ما يهمّه تحصين الساحة الداخلية والاستعداد لإنجاز أوراق الاعتماد للبنان التي تؤهله للإفادة من مؤتمر «سيدر» مع وصول مفوض الحكومة الفرنسية بيار دوكان إلى بيروت، والذي سيواكَب بتكليف منها ما أُنجز حتى الآن من مشاريع وإصلاحات كانت قد طلبتها الدول والمؤسسات المالية والدولية المشاركة في هذا المؤتمر برعاية مباشرة من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، مع الإشارة إلى أن الأطراف في لبنان مجمعة على وجود فساد وهدر لا بد من مكافحته، وأن يترك الملف للقضاء بدلاً من إقحام البلد في تراشق إعلامي يزيد من الاحتقان المذهبي والطائفي.

 

”الضيق المالي” في حزب الله يبرز مجدداً… نصرالله: ترامب ”يجوعنا”

ابراهيم بيرم/النهار/28 شباط 2019

للمرة الثانية خلال أقل من أربعة أشهر، يطلّ الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله على جمهوره وقاعدته من باب “الحصار المالي والاقتصادي” الذي يعيش الحزب تحت وطأته وهواجسه منذ فترة، والذي تجلى في الآونة الأخيرة، وفق معلومات متوافرة، في مظاهر ووقائع شتى أبرزها:

– خفض بعض الرواتب والمخصصات لمتفرغين في الحزب أو متعاقدين معه (هناك أشكال عدة للتعاقد).

– إلغاء مهمات ووظائف وخدمات اعتاد الحزب القيام بها منذ زمن، وقد اتسعت دائرتها في الأعوام الأخيرة.

– إلغاء نظام العمل بالساعات الإضافية والدوامات الإضافية في بعض مؤسسات ووحدات الحزب.

واللافت أن السيد نصرالله أعطى في إطلالته الداخلية تلك، والتي اختير لها ذكرى ذات رمزية مهمة، وهي ذكرى ولادة السيدة الزهراء بنت النبي محمد، واقتصرت، وأيضاً في دلالة رمزية، على الهيئات النسائية في الحزب، أعطى للحديث عن أبعاد: “الضيق والحصار المالي والاقتصادي” الذي يمر به كل الحزب ومؤسساته، صفة “معركة الإفقار والتجويع المالي بهدف الضغط على بيئة المقاومة وبنيتها، تمهيداً لإضعافها ثم السيطرة عليها”.

وبعد إعطائه هذا العنوان للمعركة الممتدة والمتسعة، يدعو السيد نصرالله إلى الاستعداد الذاتي للمواجهة، انطلاقاً من اعتبار المعركة إياها معادلة تماماً من حيث الشراسة والمقاصد والأبعاد، للمعركة المزدوجة التي يدأب الحزب منذ زمن على خوض غمارها ضد الاحتلال الإسرائيلي من جهة وضد الإرهاب المتشدد من جهة أخرى. ولأن مواجهة معركة “الإفقار والتضييق” هذه على هذا المستوى من الأهمية لدى الحزب، هو ما دفع السيد نصرالله إلى قيادتها شخصياً. ومما يزيد من أهمية المعركة إياها، وفق كلام السيد نصرالله، “أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب يقود معركة الإفقار ضد الحزب شخصياً وبإصرار كبير”.

وعليه، يحدد سيد الحزب الخطوط العامة والعريضة للمواجهة المطلوب النزول فيها من خلال الآتي:

– “ينبغي أن لا نُحبَط، لأن الهدف هو ضرب معنوياتنا وإحباطها”.

– وأكثر من ذلك يعلن السيد نصرالله أنه يقرأ موضوع الحصار إياه “إيجاباً، فمن فوائد الشدة المالية، العودة إلى الله واللجوء إليه لطلب الرزق والكفاف”.

– ويضيف السيد: “نحن لدينا إمكانات ضخمة جداً، وتوقف الأموال (شحُّه) لفترة، لا يغير إطلاقاً في مسار المعركة، ولا يؤثر في بنيتنا”.

– وبعد، فعند نصرالله “أن من لوازم الصبر على هذا الأمر (الحصار المالي) القناعة والقبول بما يتيسر، وتنظيم الأمور”.

وفي معرض التشديد على فضيلة الصبر والاستعداد لما يمكن أن يكون من الاحتمالات الأكثر سوءاً يقول السيد: “نحن قادرون على العيش في كل هذه الظروف وأن نصبر على بعضنا”.

ويخرج باستنتاج وخلاصة مفادهما الآتي: “بمقدار ما ننجح ونثبت أننا أهل رضا وصبر على هذا الإبلاء ستكون مدته (البلاء) أقصر”.

وفي تذكير بمضمون القاعدة الفقهية والأخلاقية الواعدة دوماً بضوء الانفراج في نهاية أي نفق، يقول السيد: “الفرج يمكن أن نفتح أبوابه في أي لحظة ونعود أقوى”.

وبناء عليه، يبدو واضحاً أن اللقاء إياه، وفحوى الكلام الذي أطلقه السيد فيه، بات في قاموس الحزب من الآن فصاعداً، قضية بالغة الأهمية، أو من جملة القضايا التي لها مقام الأولوية في حياة الحزب اليومية، لاسيما بعد أن أخذ الحزب قراراً بالمواجهة والتصدي لها، وليس طمسها أو التعمية عليها. والواضح أيضاً أن التصدي لا يتم على مستوى عادي، بل على مستوى رأس الهرم في قيادة الحزب، حيث في العادة كلامه سيد الكلام، وتوجيهاته سيدة التوجيهات، ودعواته تضحى منهجاً يتعين السير على هديه وضمن خطوطه. لذا فالمتوقع أن تكون للسيد نصرالله إطلالة ثالثة تتمحور حول القضية الملحة عينها (الضيق المالي).

واللافت أن العقل اللمّاح في الحزب، اصطفى أن تكون الإطلالة على هذا الموضوع والإضاءة على جوانبه كافة من خلال مناسبة دينية تعني الكثير لجمهورالحزب، وهي ذكرى ولادة السيدة الزهراء التي لها المكانة المهمة في الوجدان الشيعي عموماً، كونها رمز الصبر على المكاره والشدائد والابتلاءات التي تعرضت لها قسراً بعد التحاق والدها النبي محمد بالرفيق الأعلى، وهي ما انتهت إلا بعد أن التحقت به بعد أشهر قليلة (في رواية أنها لم تتعدَّ الأشهر الخمسة)، رغم أنها كانت في مقتبل العمر (في أوائل الثلاثينيات). وفي كل الأحوال، وبينما السيد نصرالله يدعو ضمناً في خطابه الداخلي وبشكل غير مباشر إلى مزيد من شد الأحزمة في مواجهة مزيد من الابتلاء والمكاره وتضييق حلقات الحصار على الحزب وبيئته الحاضنة، يذكر ضمناً على مزايا الصبر والوعد بالانفراج الآتي ولا ريب في ساعة ما، فيشير إلى واقعتين تشيان بالانفراج:

الأولى، اللقاء الذي جمع أخيراً بين مرشد الثورة الإسلامية السيد علي خامنئي والرئيس السوري بشار الأسد، وهو اللقاء الذي أدرجه إعلام الحزب في خانة “لقاء المنتصرين”، وعليه يعلق السيد: “لقد دمعت عيناي عندما رأيت صورة ذلك اللقاء”.

والثاني، يقول السيد: لقد بلغني أن المبلغ الذي جمع خلال شهر لأهل اليمن المنكوبين بلغ مليوني دولار رغم أنني لم أدعُ للتبرع”.

والواضح أن السيد يشير إلى أن جمهور الحزب ورغم ضائقته المالية لم ينسَ معاناة اليمنيين، فجمع هذا المبلغ لدعمهم.

 

الرئيس بين يدي عمه المرشد

حازم الأمين/الحرة/28 شباط/19

لطالما استدرجت صور بشار الأسد كلاما شخصيا. ثمة خلل ما في مركز صورته يؤدي بمن ينظر إليها إلى البحث عن هذا الخلل. ها هو الآن بين يدي مرشد الجمهورية الإسلامية في إيران علي خامنئي. صورته تؤشر إلى أننا حيال رئيس فاقد الحيلة والقدرة، بينما يتولى خامنئي طمأنته.

ربما كنا نتوهم ذلك، لكن الأكيد أن خللا ما في الصورة؛ في جسم الرئيس أو في أدائه. شعرنا بذلك أيضا عندما شاهدناه يمشي خلف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في قاعدة حميميم، وها نحن نشعر به اليوم.

ثمة رئيس غير ناضج. غافلته الكرسي قبل أن ينضج، ثم غافلته الثورة، بعد أن كان غادر لتوه لبنان

على المرء أن يفكر أين الخلل؟ هل في رفض فطري مقيم فينا لهذا القوام، أم في انفعالات الرجل الجسمانية؟ الصورة صارت جزءا من وعينا بالرجل، ومن محاولات تفسيره.

بشار الأسد حين ينطق، لا تخرج الكلمات من فمه. تبقى فيه، أو تبتعد مسافة قصيرة. في خطبه لا تنعقد عبارته في وعي أو ذاكرة أو مشهد. هي عبارته، وهي شديدة الشبه بجسمه وبحاله. هذه المعادلة تؤدي بنا نحن مستمعيه ومشاهديه إلى المزاوجة بينه وبين عبارته. هي جزء من وجهه ومن جسمه. لا تبتعد خطوة عنهما، ولا تؤلف فكرة أو نصا أو منولوغا.

دائما ما يذهب مفسرو بشار الأسد إلى مشهده لكي يستنتجوا ولكي يحللوا، لا إلى عبارته وإلى فكرته. حين يدفع بجسمه إلى الأمام كما نفعل حين نمشي، يشعر المرء بنوع من الافتعال. إنه يفتعل المشي، كما يفتعل العبارة، ويفتعل الابتسامة. حين وقف بين يدي المرشد راح يفتعل الحرارة والدفء، وهو إذ فعل ذلك، لم يُقدم عليه بصفته مراوغة تمليها ضرورة اللقاء، إنما فعله لأنه متعثر ولا يجيد الأداء في هذا النوع من المواقف.

يقودنا ذلك إلى أسئلة موازية. فالرجل "منتصر" اليوم، وثمة من يسعى إلى إعادة إنتاج صورته رئيسا. وسوريا لطالما حُكمت من رئيس تخرج الكلمات من فمه وتقيم بعيدا من جسمه ووجهه. عبارة حافظ الأسد لم تكن يوما متصلة بصوته على نحو ما هي عبارة صدام حسين مثلا أو جمال عبد الناصر. كنا نقرأها مكتوبة على الجدران، أو على زجاج شاحنات الجيش السوري، لكننا لم نحفظها مقرونة بصوته ووجهه. أما بشار فنحفظ صوته لا عبارته، ونستعيد ارتباكاته قبل أن نستعيد قوله.

لكن وبعيدا عن هذا التأويل الذي قد لا يصيب، الأكيد أن الرئيس في لقاءيه مع بوتين ومع خامنئي كان مرتبكا وضعيفا، وحائرا وممتنا أحيانا. هذه ليست حال المنتصرين. وهو إذ سيحكم سوريا مجددا، سيفعل ذلك على نحو ما أظهرت صورتيه. سيمشي خلف بوتين قاطرا خلفه سورياه، وسيحضر بين يدي المرشد غير قادر على طرد حيرته عن ملامح وجهه.

يقف مبتسما خلف عمه الأول، وحائرا بين يدي عمه الثاني

على هذا النحو ستُحكم سوريا في أعقاب انتصار بوتين وخامنئي فيها. وهذه ليست صورة الرئيس الضعيف، على رغم أنها صورته، هي صورة القيصر والمرشد خلفه، وهي سوريا المتعثرة برئيسها الذي غادر صورة أبيه، وأقام في صوته الذي لا يصلح لسلطة ولمجزرة. هنا تماما مأزق النظام ومأزق المنتصرين. عليهم أن يبحثوا عن رئيس يصلح لهذه المجزرة، ولهذا الدمار الكبير الذي أحدثوه.

ثمة خلل ما في صورة الرئيس. فلنحاول الابتعاد عن تفسيرنا قصة غياب علم سوريا عن صورة اللقاء في طهران، أو عن حرص بوتين على أن يتقدمه في حميميم. الخلل أبعد من ذلك، وهو إذ سابق على ما أصاب سوريا من موت ودمار، إلا أنه زاد وتعمق وصار صورة الرئيس.

فالأسد اليوم هو تعثره وارتباكه، وهو إذ يستعيد عبارته في خطبه في مجلس الشعب السوري، لا تبتعد عبارته عن وجهه خطوة واحدة، تبقى مقيمة في صوته، ويستعاض عن هذا الفراغ الكبير بتصفيق أعضاء مجلس الشعب وفي أراجيزهم التي يقاطعون فيها خطبة الرئيس ومونولوغاته.

ثمة رئيس غير ناضج. غافلته الكرسي قبل أن ينضج، ثم غافلته الثورة، بعد أن كان غادر لتوه لبنان. لبنان هدية أبيه التي بددها. لم يبق له اليوم سوى أعمام غير أوفياء، يخفي خلفهم وجهه الحائر وغير المُفسَر. يشحذ همة لكي يدفع بجسمه إلى الأمام، ويقف مبتسما خلف عمه الأول، وحائرا بين يدي عمه الثاني. الدنيا أيضا أعمام، ومن قال إن البلدان لا يحكمها الأعمام، على نحو ما يحكمها اليوم الأصهار.

 

ويحاضرون في النزاهة!

علي حمادة/النهار/28 شباط 2019

 محاولة “حزب الله” اقتناص دور الطرف الساعي الى مكافحة الفساد، واصلاح البلاد والعباد غير مقنعة، فهي تتطلب اولا وقبل كل شيء اخر ان يباشر باصلاح نفسه، واساليب عمله، وطرق ووسائل تمويله المرئية وغير المرئية. كما تتطلب محاولة الحزب المذكور استخدام شعار مكافحة الفساد والمحاسبة ان يقدم بنفسه جردة كاملة بالفساد الذي رعاه ويرعاه بدءا من السياسة وصولا الى المال النظيف وانتهاء بالمال الاتي من افريقيا واميركا الجنوبية حيث يصعب الاستحصال على اموال كبيرة كما يشاع في الصحافة العالمية ان “حزب الله” يفعل من خارج قنوات القانون والحق العام.

قبل ان يقدم “حزب الله” نفسه كحزب مكافح للفساد فلنفتح معا ملف مرفأ بيروت والتهريب عبر الحدود وفي كل المرافئ البرية والبحرية، وحتى المطار الذي لا يمكن الزعم انه حقا واقع تحت سلطة الشرعية اللبنانية وسيطرتها الفعليتين، بل انه مطار رفيق الحريري الدولي والشرعي في الشكل، وفي الفعل مطار حسن نصرالله ! وكل هذه الهمروجة حول اجراءات امنية جديدة ومستحدثة طلبها الاوروبيون والعرب وتنفذها وزارة الداخلية بعد تشكيل الحكومة لا تلغي حقيقة ان الدولة بمؤسساتها الشرعية متواجدة شكلا. هذا غيض من فيض اذا ما اخذنا في الاعتبار ما تشهده مناطق نفوذ الحزب من اعمال وارتكابات معظمها لا يحاسب عليه المسؤولون. انها لسخرية القدر ان يكلف حزب مثقل بملفات داخلية وخارجية تلامس في كثير منها حدودا قصوى في الخروج على القانون، فلا يحاسب عليها، وبدلا من ذلك ينبري كـ”شرطي” في النزاهة واحترام القانون، واول واكبر مخالفة للقانون هي امتلاكه لسلاح غير شرعي، لا بل قاتل، وحوله ما حوله من شبهات ارتكاب عمليات اغتيال بحق قادة لبنانيين وفي مقدمهم رفيق الحريري. ان مهمة النائب المكلف من “حزب الله” بمتابعة ملف الفساد في لبنان، تحمل في جذورها محاولة لنقل الازمة اللبنانية من قضية وطنية يؤمن بها ملايين اللبنانيين الا وهي انهاء ظاهرة السلاح غير الشرعي في لبنان بدءا من سلاح “حزب الله”، ومهمتها (مع ان العنوان مشروع، وقضية الفساد العميم حقيقة لا بد من مواجهتها) حرف الانظار عن لب الازمة الوجودية التي تهدد وجود لبنان ومعناه وتركيبته ونظامه. من حق المواطن ان تتم مكافحة الفساد. ومن حقه ان ينعم بارتفاع منسوب النزاهة في البلد، لكن من حقه ايضا الا يسمع من يحاضرون في النزاهة ومكافحة الفساد فيما هم مبتلون بعكسهما. ولا نقصد بذلك الحزب المشار اليه انفا، وانما الجميع وما اكثرهم.

 

مجلس محاكمة الرؤساء والوزراء مصمَّم للتغطية لا المحاسبة

أكرم حمدان/المدن/الخميس 28/02/2019

ماذا يعني قول رئيس مجلس النواب نبيه بري،"أن المجلس سيمارس دوره الرقابي بأقصى الدرجات، وأن ما قبل جلسة الثقة شيئ وما بعدها شيئ آخر"؟ وهل في التحضير للدعوة لعقد جلستين متتاليتين للمجلس النيابي، في النصف الأول من آذار، واحدة لانتخاب المجلس الأعلى لمحاكمة الرؤساء والوزراء، والثانية تليها مباشرة، وهي جلسة تشريعية لإقرار القوانين المنجزة والملحة، يليهاعقد جلسة رقابية، في النصف الثاني من آذار، في إطار ما التزم به بعقد جلسات رقابية شهرية.. يعني هذا كله أن قطار المراقبة والمحاسبة الفعلية قد انطلق فعلا؟ وما هو تحديداً دور المجلس الأعلى لمحاكمة الرؤساء والوزراء؟ وهل هناك من تجارب سابقة مشجعة ورادعة للارتكابات والمخالفات؟ أسئلة كثيرة تُطرح، في كل مرة يتم فيها انتخاب أو تعيين أعضاء المجلس الأعلى لمحاكمة الرؤساء والوزراء، المؤلف حسب قانون إنشائه من نواب وقضاة، والآلية المعقدة التي تتحكم بمسار عمل هذا المجلس، خصوصاً لجهة تأمين ثلثي عدد أعضاء مجلس النواب أي 86 نائباً لاتهام أي وزير بالمخالفة، أو الارتكاب. وهو الأمر المتساوي مع تأمين نصاب جلسة انتخاب رئيس الجمهورية!

هيكلية المجلس

يتألف المجلس الأعلى لمحاكمة الرؤساء والوزراء من سبعة نواب، ينتخبهم المجلس النيابي مع كل ولاية جديدة، وينتخب ثلاثة نواب آخرين كأعضاء ردفاء، إضافة إلى ثمانية من أعلى القضاة اللبنانيين رتبةً، حسب درجات التسلسل القضائي، أو بالنظر إلى الأقدمية إذا تساوت درجاتهم.

ويعتبر هذا المجلس المرجع الوحيد الذي يمكن أن يحاكم الرؤساء والوزراء، على عكس النواب الذين يحاكمون في المحاكم العادية. إلا أن التجارب لا توحي بالأمل والثقة في دور هذا المجلس وفعاليته، ما لم يتم تعديل قانون إنشائه الصادر منذ عام 1990 .

آلية معقدة

فالنائب السابق عن حزب الله نوار الساحلي، الذي كان عضواً رديفاً في هذا المجلس في دورة الـ2005، يقول لـ"المدن" إن آلية عمل هذا المجلس، الذي يعتبر هيئة برلمانية-قضائية، معقدة، لأنها تحتاج إلى أكثرية الثلثين لتوجيه الاتهام. ولم يحدث منذ تشكيل هذا المجلس أن اتهم أحداً". ويضيف الساحلي: "إذا كان هناك من نية جدية لمحاربة الفساد ومحاكمة المسؤولين المرتكبين، يجب تبسيط آلية عمل هذا المجلس، وتعديل قانونه لجهة آلية الاتهام والإحالة. وبالتالي، يصبح وجود هكذا مؤسسة ضرورياً". ويتفق مع الساحلي النائب عن كتلة التنمية والتحرير والعضو السابق في المجلس أيضاً غازي زعيتر، لجهة الآلية المعقدة ويؤكد لـ"المدن" وجوب تعديل الآلية لتفعيل عمل المجلس. أما عضو كتلة "المستقبل"، والعضو السابق في المجلس الأعلى أيضاً، النائب هادي حبيش، فيذهب أبعد من ذلك للقول "إما إلغاء هذا المجلس واستبداله بمحكمة عدل الجمهورية كما الحال في فرنسا، وإما تعديل القانون الذي يفرض الثلثين للاتهام".

ويقول حبيش لـ"المدن" :"إن هذا المجلس، ووفقاً للقانون القائم حالياً، وضع لحماية الرؤساء والوزراء ولتغطية مخالفاتهم وارتكاباتهم. لأن من يخالف القانون بالدرجة الأولى هو الوزير في لبنان. وهناك مئات الارتكابات من الوزراء يومياً. كما أن هناك أحد الوزراء أعد ختماً خاصاً بعبارة (مع الإصرار والتأكيد) وأصدر أكثر من 1500 قرار تحت هذا الإصرار والتأكيد. وكله بسبب عدم وجود رادع قانوني". ويتابع حبيش:"هذا القانون يشجع على الارتكابات. ومحاربة الفساد تتطلب محاسبة الكبار ورفع الحصانات. وأنا، مع أن يشمل هذا المجلس أيضاً رئيس مجلس النواب، باعتبار أن لديه سلطة تنفيذية، تتعلق بإدارة المجلس النيابي وموازنته وموظفيه". ويضيف: "في فرنسا كان هناك مجلس شبيه بالصيغة اللبنانية الحالية. وعندما استشرى الفساد تم إلغاءه وشًكلت محكمة عدل الجمهورية، التي ألغت حصر الشكوى من قبل النواب فقط، وفتحتها أمام أي مواطن، على أن تكون مرفقة بمستندات وأدلة. وبعدما تُقدم الشكوى تتم إحالتها أمام لجنة مصغرة، تتحقق من مضمونها. وإذا ثبت وجود مخالفة تًحال أمام المحكمة. وإذا كانت غير ذي جدوى، يتم حفظها من دون أي ضجة".

سوابق وتفسيرات

وعطفاً على ما تقدم، فإن سوابق حدثت في المجلس النيابي، بينت عدم فعالية قانون إنشاء هذا المجلس، وضعف قدرته على العمل، ومنها جلسة مجلس النواب التي عقدت بتاريخ 19/1/2004 وخصصت لتفسير المادتين الدستوريتين 60 و 70 المتعلقتين بأصول محاكمة الرؤساء والوزراء. وكان من أبرز المطالبين خلالها بتعديل قانون المجلس، الرئيس الراحل رفيق الحريري والرئيس السابق حسين الحسيني والنائب السابق بطرس حرب وغيرهم. كما جرت محاولات في العام 2007 من قبل لجنة الإدارة والعدل برئاسة النائب السابق الراحل روبير غانم، لدراسة اقتراح قانون لتعديل قانون المجلس. فهل تشكل هذه المحاولات وفورة "مكافحة الفساد" الموجودة في البلد حالياً، محطة مناسبة لتعديل قانون هذا المجلس، وجعله أكثر ملائمة للتطبيق؟ أم أننا سنبقى على ما نحن عليه، وسيبقى هذا المجلس وقانونه كما غيره غطاء لحماية الفاسدين الكبار؟

 

سياسة خامنئي أضعفت روحاني وهزت ظريف

هدى الحسيني/الشرق الأوسط/28 شباط/19

تمثل سياسة المواجهة التي تتبعها الولايات المتحدة تجاه طهران، تحدياً حقيقياً للنخبة السياسية الإيرانية، إذ تهدف سياسة الرئيس الأميركي دونالد ترمب في إعادة فرض العقوبات الاقتصادية، أقصى قدر من الضغط على إيران، من أجل إحداث تغيير في السلوك في سياستها الإقليمية. لكن عقوبات ترمب ليست مبرراً للرئيس الإيراني حسن روحاني لعدم التزامه بوعوده الانتخابية، من حيث منح مزيد من الحريات وإجراء إصلاحات اقتصادية، كما أنها ليست السبب الوحيد لضعف روحاني.

فقد وجد الرؤساء الإيرانيون منذ عهد محمد خاتمي، أن قوتهم تتضاءل في ولايتهم الثانية تجاه المرشد علي خامنئي، ويصبح الرئيس غير ذي أهمية سياسية في صنع القرار. ووضع روحاني اليوم سيئ جداً، فهو في حملته عام 2013 وعد بالاعتدال وبتحسينات اقتصادية كبيرة واستثمارات أجنبية غربية. بعد ذلك تفاوض ووقع على الاتفاقية النووية المتعددة الأطراف؛ لكن هذه الاتفاقية تعرضت لانتقادات شديدة من قبل الصقور في إيران، باعتبارها خطوة غير ضرورية وخطيرة، وتؤدي إلى إقامة علاقات أوثق مع الغرب. ومنع المحافظون روحاني من التفاوض مع إدارة الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما، بشأن قضايا غير البرنامج النووي، مثل السياسة الإقليمية الإيرانية، وبرنامج الصواريخ الباليستية، أو إعادة إقامة علاقات دبلوماسية.

لكن ضعف روحاني لا يشكل تهديداً للنظام الإيراني، الذي يعتمد بشكل متزايد على الأجهزة الأمنية بدلاً من شرعيته الشعبية، لضمان بقائه، ثم إنه من مصلحة خامنئي والأجهزة الأمنية أن يكون الرئيس ضعيفاً، ولا يحظى بشعبية، إذ لا يعود بإمكانه تهديد سلطة خامنئي.

لكن من ناحية أخرى، تزيد العقوبات الأميركية من تفاقم التوترات الإقليمية بين إيران وحلفائها من جهة، والولايات المتحدة وشركائها من جهة أخرى، وتخلق بيئة غير مستقرة. ومن المحتمل أن يؤدي مزيد من العزلة الدولية إلى نظام سياسي أكثر استبداداً في إيران، وأكثر قمعاً في السياسة الداخلية، مع ميل إلى المغامرات السياسية والعسكرية في السياسة الخارجية.

لكن من المرجح أن تواجه إيران الراديكالية تحدياً أكبر في إرضاء الإيرانيين المتطلعين إلى مزيد من الانفتاح والاستقرار الاقتصادي. وفي حين تقوض العقوبات قدرة النظام على الاستجابة لمطالب الشعب، فإن التهديد الحقيقي والوشيك لإيران ليس سياسة إدارة ترمب؛ بل الأزمات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية المتعددة، التي فشل النظام في حلها منذ ثورة 1979.

يعتقد البنك الدولي أن إعادة فرض العقوبات الأميركية ستدفع الاقتصاد الإيراني إلى الركود، والتوقعات أن يتقلص الاقتصاد بنسبة 1.6 في المائة في 2018 – 2019، و3.7 في المائة في 2019 - 2020. وكان التضخم قد بلغ 20 في المائة العام الماضي، وسيصل إلى 30 أو 40 في المائة هذا العام، ويرجع ذلك إلى تكلفة الواردات، وهذا أمر مثير للقلق بشكل لافت.

ومع ذلك، من غير المرجح أن تغير هذه المشكلات المعيشية في السلوك الإقليمي للنظام، فهو لا يتحرك بالعقلانية الاقتصادية؛ بل بالعوامل الآيديولوجية، وأهمها تصدير الثورة، إذ توفر إيران نحو 700 مليون دولار سنوياً مساعدات لـ«حزب الله» في لبنان، و100 مليون دولار لحركة «حماس» في غزة، وكان رد الفعل على العقوبات التأكيد على سياسته الآيديولوجية المتشددة، فوسع أكثر من تدخلاته الإقليمية، الأمر الذي أدى وسيؤدي إلى تعريض رفاهية الشعب الإيراني للخطر.

وتبقى السياسة الخارجية الإيرانية قائمة على تفاهم براغماتي مع روسيا والصين، والبحث عن طريقة للتعايش مع الدول الأوروبية، للحد من سلبية العلاقات العدائية بينها وبين واشنطن.

الإيرانيون المتضررون - وهم كثر - يقولون إن روسيا والصين هما أكثر من يهدد رحلة إيران نحو الحرية والديمقراطية، وقام النظام لإطالة أمد وجوده ببيع مصالح إيران إلى هذه الدول، وإن عصر الاستعمار الجديد ليس احتلالاً بالقوة؛ بل بالاقتصاد.

يقف الناس في طوابير طويلة لشراء حاجياتهم، في حين تعتبر إيران من أكبر مصادر الطاقة، بالإضافة إلى السكان المثقفين، وبنية تحتية لائقة إلى حد ما؛ لكن الشعب يعاني بسبب سياسات النظام الاقتصادية والخارجية.

يخبرني أحد الإيرانيين، أنه يتم تصدير الماشية الحية بشكل منهجي من إيران، ويحدث هذا في الوقت الذي يبحث فيه الشعب عن الطعام في سلة المهملات، أو يقف في طوابير لساعات، فقد يحالفه الحظ في الحصول على بعض اللحم الذي لا يؤكل بأسعار لا تستطيع الأغلبية تحملها. ويضيف أن راتب 10 أيام يصرف لوجبة طعام لأربعة أشخاص: «إن النظام يصدر طعامنا وأدويتنا. لقد عاقبنا النظام منذ 40 عاماً، والآن أصبح أشد قسوة من أي وقت مضى لأننا ندعو إلى تغييره».

ويوجه الإيرانيون رسائل إلى الأوروبيين، يقول محدثي: «إننا نُقتل بطريقة منهجية بسبب الانتهاكات والنهب وتدمير بيئتنا المعيشية. لا يمكن الدفاع من الناحية الأخلاقية والقانونية أو بأي طريق أخرى من أجل التعامل مع نظام الملالي نيابة عن الشعب الإيراني. إن أوروبا تقف ضد الشعب، وتتجاهل حقوق 80 مليون إيراني. من يفعل هذا يكون شريكاً في الجريمة».

مع ذلك، فإن التوترات التي سببتها إدارة ترمب وضعت الدول الأوروبية في وضع غير مريح؛ حيث أدى انسحاب كثير من الشركات الأوروبية الخاصة من السوق الإيرانية، إلى انخفاض التجارة المتبادلة بين إيران ودول الاتحاد الأوروبي، بنسبة 60 في المائة. وقد لا تنجح الآلية التي تعمل عليها دول الاتحاد الأوروبي لتجاوز المقاطعة الأميركية، وهذا ما يعرفه المتشددون في إيران، فهم بعد إضعافهم روحاني وجهوا سهامهم إلى محمد جواد ظريف وزير الخارجية، بحيث عملوا على تهميشه بالكامل مع زيارة الرئيس السوري بشار الأسد إلى طهران، يوم الاثنين الماضي، فحل مكانه لدى استقبال روحاني للأسد الجنرال قاسم سليماني، رئيس «فيلق القدس» في «الحرس الثوري»، وكأن ظريف في كل جولاته وصولاته الأخيرة، عاد خاوي الوفاض، حتى من لبنان الذي تعتقد إيران أنها قادرة على التحكم به وبيعه بضاعتها بالليرة اللبنانية. واجه ظريف المعاملة الفظة بالاستقالة، رغم أنه جزء من النظام موكل بدور مناورة الغرب ومراوغته.

في النهاية، إن إيران ممزقة بين الرغبة في الاندماج في الثنايا الاقتصادية للغرب، وبين الاستمرار في آيديولوجيا ثورية تشكل فيها المعارضة للغرب عناصر أساسية في هوية الجمهورية الإسلامية. هذه التناقضات تمنع تطوير سياسة خارجية تتماشى مع المصالح الوطنية الإيرانية. إن النظام الآن يواجه تعبئة شعبية تشجب سياساته، لذلك يستخدم الخطاب الثوري لإخفاء عدم قدرته على تحسين الحكم المحلي، ومكافحة الفساد وعدم المساواة. إن الاضطراب الداخلي هو تذكير للقادة الإيرانيين بضرورة تغيير سياستهم، هذا الاضطراب أكثر خطراً بالنسبة لبقاء النظام من التوجه الثابت ضده من قبل إدارة ترمب.

 

طريق هوشي منه

سمير عطا الله/الشرق الأوسط/28 شباط/19

كانت «طريق هوشي منه» الاسم الحربي للخط الذي استخدمه ثوار الفيتكونغ الشيوعيون لمحاربة الأميركيين في فيتنام. وهوشي منه نفسه، كان رمز الحرب ورمز الانتصار. وهذا الرجل كانت عاصمته هانوي. وهانوي هذا النهار هي مكان اللقاء بين دونالد ترمب وكيم جونغ أون. أقصى اليمين وما بعد أقصى اليسار. وقد استغرقت رحلة كيم إلى هانوي في القطار يومين ونصف اليوم. مثل والده الراحل يفضّل القطار المصفّح. وماذا يقول زعيم اليمين الغربي ورئيس أميركا عن هانوي؟ يقول: إنه يأمل أن يصبح كيم ذات يوم زعيماً على بلد مثل فيتنام. ويقول ذلك وهو يتناول الغداء على مائدة الرئيس الفيتنامي، المحار والمانغو والحلويات الرأسمالية، ومرحباً هوشي منه ورفيق لينين. إن هانوي اليوم مدينة لفنادق الخمسة نجوم. وقد حل الرفيق كيم في أحدها، فندق ميليا الرأسمالي، الأرستوقراطي، البورجوازي، الرجعي الذيلي الانحرافي المرتد! أين ذهبت تلك التعابير أيها الرفاق؟ وراحة هادئة للملايين الذين قضوا بالنابالم أو بغيره.

هذا هو العالم، إذا كان في إمكانك أن تتخيله. أما أنا، محرر القسم الخارجي الذي كان يترجم كل يوم أخبار القتل الفالت بين شمال وجنوب فيتنام، وإحصاءات الموت والغارات الأميركية بالآلاف، فلا بد لي من الانبهار: الأميركي والكوري الشمالي يصران على الالتقاء في ضيافة هوشي منه، وبالتحديد في هانوي. وهانوي التي لم تعد هانوي. يا له من مشهد عبثي لا يُصدَّق. لقد ترك الأميركيون هنا 50 ألف قتيل، وفقدوا الآلاف، وخسروا المليارات، ومضوا منهزمين أمام مقاتلين يعيشون على الرز المسلوق. الآن ماذا؟ الآن ابتسم، أنت في هانوي. انسَ تلك الوجوه الكئيبة، فالناس تبتسم. والعشاء سَلطة محار مع المانغو. وضيفنا رئيس «أميركا أولاً». وصاحب الأبراج الرأسمالية كلها. ثم تقولون إن الأرض لا تدور. فمَن يدور إذن؟ يدور الإنسان. يموت بالملايين من أجل شيء كان في إمكانه الوصول إليه في جلسة حوار على فنجان قهوة. وفي أي حال، ماذا حمل الأميركيون كل هذه المسافة؟ الخوف من الشيوعية؟ أين هي اليوم. إن أغلى وأرقى التبضع اليوم هو في بكين وموسكو. وجناح الرفيق كيم في فندق ميليا لا مثيل له في باريس، حيث تعلّم هوشي منه فن الطبخ والثورة. طابت أزمانكم.

 

خطة إعادة الانتشار في الحديدة: انطلاقة بطيئة في اليمن

إلينا ديلوجر/معهد واشنطن/28 شباط/19

بعد مرور قرابة الشهرين على اتفاقية ستوكهولم، اتفقت الحكومة اليمنية المعترف بها دوليًا وجماعة الحوثيين على شروط تطبيق جزء صغير إنما مهم منها، وهو "إعادة انتشار" القوات التابعة لهما في أجزاء محددة من محافظة الحديدة. ويشار إلى أن الاتفاق على هذه الشروط تم بعد محادثات ترأسها الرئيس الجديد لبعثة الأمم المتحدة لدعم تطبيق اتفاقية الحديدة ورئيس لجنة تنسيق إعادة الانتشار الجنرال مايكل لوليسغارد في 16 و17 شباط/فبراير. ومع أن هذه الخطوة ما هي إلا جزء بسيط من اتفاق يتسم أصلاً بنطاقه الضيق، تعلّق الأمم المتحدة آمالاً حذرة عليها، علّها تكون الخطوة الأولى في سلسلة تدابير آيلة إلى بناء الثقة، وفي النهاية إلى إجراء محادثات سلام كاملة وشاملة.

انطلاقة بطيئة

ركّزت اتفاقية ستوكهولم المبرمة في 13 كانون الأول/ديسمبر على ثلاث نقاط هي أولاً إعادة انتشار القوات في الحديدة، وثانيًا وضع آلية لتبادل الأسرى، وثالثًا بدء المناقشات حول تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار وفتح ممرات إنسانية في محافظة تعز. وبالرغم من ضيق نطاق تركيزها، لا تخلو هذه الوثيقة من الأهمية كونها الاتفاق الأول الذي يبرم بين الطرفين منذ عامين ونصف العام، مع أن اللغة المبهمة المقصودة المعتمدة فيها لم تطمئن إلى حدوث توافق فعلي بين الطرفين على شيء ذي مغزى. مع ذلك، وصفتها الأمم المتحدة بالإعلان الإيجابي عن النوايا وأشارت إلى أن الطرفين سيواصلان التشاور في هذه النقاط الثلاث من خلال اللجان المختصة. ومع مرور الأسابيع وتوالي اللقاءات بين الطرفين، دأبت الأمم المتحدة على تكرار تفاؤلها بثبات وقف إطلاق النار في الحديدة وتقدّم المحادثات. ولكن الصورة التي رسمتها وسائل إعلام الأطراف كافة جاءت مختلفة. فالناطق الرسمي باسم الحوثيين المدعو محمد عبد السلام اتّهم الحكومة بالتملص من واجباتها، فيما قام التحالف الذي تقوده السعودية في القتال إلى جانب الحكومة بالكشف عن بيانات تفيد عن انتهاك الحوثيين لاتفاق وقف إطلاق النار – وقد بلغ عدد الانتهاكات 1400 انتهاكًا بحلول 14 شباط/فبراير – ملمحًا إلى أن التمردين "يعرقلون عمدًا عملية التطبيق لكسب الوقت اللازم لتعزيز إمكانياتهم العسكرية". وبالنتيجة ساد التوتر أجواء المحادثات وانقضت المهل النهائية المرة تلو الأخرى بدون التوصل إلى اتفاق، حتى أنه كان من الصعب إيجاد أماكن آمنة يوافق الطرفين على الاجتماع فيها. وفي إحدى المرات، بعد أن رفض الحوثيون الانتقال إلى منطقة خاضعة لسيطرة الحكومة لعقد اجتماعهم فيها، ابتكرت الأمم المتحدة حلاً حياديًا واقترحت الاجتماع على متن قارب. وهذه الأمثلة تؤكد على عمق الارتياب وقلة الثقة بين الطرفين، مع أن المبعوث الأممي الخاص مارتن غريفيث يصر على وجود "إرادة سياسية" بالاتفاق لدى الطرفين اليمنيين.

فحوى الاتفاق

بالرغم من التأجيلات، نجح الطرفان في التوصل إلى اتفاق ضيق حول ما تسمّيه الأمم المتحدة "المرحلة الأولى" من الانسحاب من الحديدة، مع الإشارة إلى أن هذا الاتفاق الأخير لا يغطي المرحلة الثانية من عملية الانسحاب أو آليات تبادل الأسرى أو محافظة تعز.

وقد فسّر غريفيث الخطوتين اللتين تكوّنان المرحلة الأولى في مقابلة أجرتها معه مؤخرًا قناة "العربية"، فقال إن الخطوة الأولى تنصّ على إعادة انتشار الحوثيين من ميناء الصليف وميناء راس عيسى الواقعين شمالي ميناء الحديدة وإزالة عدد كبير من الألغام التي زرعوها هناك. أما الخطوة الثانية فتتمثل في إعادة انتشار الحوثيين من ميناء الحديدة نفسه وانتقال الطرفين إلى مواقع متّفق عليها شمالاً وجنوبًا لتسهيل الوصول إلى مطاحن البحر الأحمر وغيرها من المواقع الهامة. ويُذكر أن مطاحن البحر الأحمر هي المنشأة الرئيسية لتوزيع القمح والطحين ضمن برنامج الأغذية العالمي، ويقول غريفيث إن سعتها تكفي لتخزين مؤن تُعيل 3,7 مليون يمني في الشهر. وبموجب الاتفاقية الأخيرة، تمكّن طاقم الأمم المتحدة هذا الشهر من الوصول إلى الموقع للمرة الأولى منذ أيلول/سبتمبر وسط تخوفات من فساد مخزونه من القمح. ومن المرتقب في المرحلة الثانية التي لم يُتّفق على شروطها بعد أن تنفَّذ مجموعة أخرى من عمليات إعادة الانتشار، وقد ذكر غريفيث في هذا الإطار أن الأمم المتحدة ستقود عملية "نزع السلاح" من مدينة الحديدة وتتيح فتح ممر إنساني في المنطقة.

بيد أن الكثير من المشاكل لا تزال عالقةً بلا حل. أولها أن أحدًا لم يحدد هوية "القوات المحلية" التي يفترض أن تتولى مهمة حفظ الأمن في ميناء ومدينة الحديدة مع انحساب قوات الطرفين منها. وهنا تخشى الحكومة أن يترك الحوثيون وراءهم عناصر "محليين" موالين لهم في السر، كما سبقوا أن فعلوا في الماضي.

والمشكلة الثانية هي أن الوقت المحدد لعمليات إعادة الانتشار لا يزال مجهولاً. فالتقارير الأولية تفترض بدء هذه العمليات في مطلع هذا الأسبوع. وإن كان فتح الطريق إلى مطاحن البحر الأحمر يعتبر بدايةً حسنة، يبدو أن عمليات الانسحاب من الميناء تأجّلت، وبالطبع كل طرف يلقي اللوم على الآخر كما هو متوقع. ومن الممكن أن جزءًا من التأجيل يعود إلى مسائل لوجستية، إذ ليس معروفًا مثلاً بأي سرعة يستطيع الحوثيون إزالة الألغام الكثيرة من شبه جزيرة الصليف حتى إذا بذلوا أقصى جهدهم. ولكن التأجيل قد يكون سياسيًا من نواحٍ آخرى.

حين يبدأ التنفيذ أخيرًا، ستعمل الأمم المتحدة على التحقق من التزام الطرفين به. وإذا لم يمتثل الحوثيون خلال فترة زمنية معقولة، سينفذ صبر الحكومة اليمنية والجهات الداعمة لها في التحالف وربما أيضًا الأطراف الدولية الأخرى، وعند ذلك ستحتاج العملية الهشة التي تتبناها الأمم المتحدة إلى تدخل أمريكي لضمان استمرارها. ولهذه الغاية، يجب على واشنطن أن تحث التحالف على التحلي بالصبر وتفادي انتقاد العملية الأممية في العلن أو تنفيذ عمليات عسكرية إضافية.

ما هي المرحلة المقبلة؟

إذا اعتبرت الأمم المتحدة أن المرحلة الأولى من اتفاقية الحديدة نفّذت بنجاح، سيصبح التفاوض على المرحلة الثانية من أولى أولوياتها. ولكن إذا فشل التنفيذ، ستُستأنف محادثات المرحلة الأولى إنما ستكون ثقة الأطراف مقوضة بدرجة أكبر بعد.

يركز غريفيث وفريقه في الوقت نفسه على الجانبين المهمين الآخرين من اتفاقية ستوكهولم، أي الإفراج عن الأسرى والممر الإنساني في تعز. في ما يخص المسألة الأولى، سبق للجنة الإشراف على تطبيق اتفاق تبادل الأسرى – المؤلفة من ممثلين عن الحوثيين والحكومة اليمنية بمشاركة من اللجنة الدولية للصليب الأحمر – أن عقدت عدة لقاءات في العاصمة الأردنية عمان، والخطة التي تعمل عليها تقضى بالإفراج عن السجناء على دفعات، على أن تكون الدفعة الأولى كبيرة من أجل زرع بذور الثقة في العملية. ويستطيع الطرفان العمل بشكل منفصل على الإفراج عن السجناء لأسباب إنسانية كما سبق وحدث منذ بضعة أسابيع حين أطلق الحوثيون سراح أسير سعودي مريض مقابل إفراج الرياض عن سبعة حوثيين.

في المقابل، كان التقدم المحرز في مسألة ممر تعز أبطأ. فمع أن الطرفين عمدا بعد اتفاقية ستوكهولم إلى تسمية أعضائهما المرشحين لتشكيل لجنة مختصة بهذه المسألة، إلا أن غريفيث صرّح أن هذه اللجنة لم تجتمع بعد لأن الطرفين لم يجدا بعد مكانًا آمنًا لانعقادها. وحين تجتمع هذه اللجنة، ستتمثل أهدافها الرئيسية في فتح ممرات إنسانية عبر مدينة تعز (التي تعاني من حصارٍ شلّ حركتها خلال الفترة الكبرى من الحرب) وتطبيق اتفاق محلي لوقف إطلاق النار. ومن شأن هذه الترتيبات أن تسمح لأطراف عدة، من بينها الوكالات الإنسانية، باستخدام الطريق الرئيسية بين صنعاء وعدن بحرية أكبر.

في هذه الأثناء، عقدت الأمم المتحدة في جنيف هذا الأسبوع لقاءها الثالث لجمع الالتزامات للأزمة الإنسانية في اليمن، وكانت قد طلبت 4,2 مليار دولار – وهذا أكبر طلباتها على الإطلاق – لمساعدة الأربعة والعشرين نسمة الذين يعانون في البلاد، وتفيد التقارير الأولية إلى أنها جمعت 2,6 مليار دولار على الأقل. لكن المال هو جزء بسيط من الأمور التي يحتاجها اليمن، فالممرات الإنسانية وإمكانية الوصول إلى الموانئ والمرور الآمن على الطرقات الرئيسية والمساعي الملحوظة لنزع الإلغام هي كلها أمور ضرورية لإيصال المساعدات فعليًا إلى المحتاجين، بيد أن كل واحدة من هذه التدابير تتوقف على توصل الطرفين إلى اتفاقات بشأن الحديدة وتعز وتطبيق مثل هذه الاتفاقات.

ويمكن القول على نطاق أوسع إنه على كافة الفاعلين التنبه إلى أن العملية الضيقة التي اتُّفق عليها في ستوكهولم ما هي إلى افتتاحية لمفاوضات السلام الكامل. وقد تعمّد غريفيث تسمية أي نقاشات دارت بين الطرفين بـ"المشاورات" وليس "محادثات السلام"، آملاً على الأرجح أن تتيح خطوات بناء الثقة هذه للطرفين التطرق إلى قضية الحرب نفسها في جولة المناقشات المستقبلية. وحين سألته "العربية" ما إذا كانت ستجرى باعتقاده مجموعة مهمة من المحادثات بحلول الصيف، أجاب بنبرة حماسية، ما يوحي بإمكانية انعقاد هذه المحادثات في وقت أقرب. وفي هذا الإطار، لا بد للولايات المتحدة من دعم مساعي المبعوث الأممي الخاص إنما بحذر. فإذا تم تنفيذ الاتفاقية الأخيرة بشأن الحديدة بشكل مقبول، يجب بالطبع تسريع وتيرة العمل لإقامة محادثات ذات نطاق أوسع. ولكن إذا كانت الجهود المتوترة التي بذلت حتى الآن مؤشرًا على الوضع، فلا يزال الطريق طويلاً أمام حصول محادثات سلام حقيقية. وجل ما هو مطلوب من الولايات المتحدة وبريطانيا والدول الشريكة الأخرى التي تشاركها الفكر نفسه، هو الإرادة السياسية والانخراط الثابت والتشديد على الصبر لا سيما داخل التحالف السعودي. فهذه عناصر جوهرية لإنهاء هذا النزاع المعقد في عملية ستكون حتمًا بطيئة ومتقلبة وصعبة.

*إلينا ديلوجر، هي زميلة أبحاث في "برنامج برنستاين لشؤون الخليج وسياسة الطاقة" في معهد واشنطن.

 

هكذا... أصبحت «الشقيقة» قطر خارج الدائرة العربية!

صالح القلاب/الشرق الأوسط/28 شباط/19

حتى قبل أن يقول الأمير بندر بن سلطان ما قاله لصحيفة «الإندبندنت» البريطانية بنسختها العربية، وكله صحيح ومؤكَّد، فقد كانت هناك معلومات متداولة ومعروفة تعود لبدايات تسعينات القرن الماضي وقبل ذلك عندما تم إقصاء الشيخ خليفة آل ثاني عن موقعه كأمير لقطر، تحدثت عن أن «الحَمَدين»، حمد بن خليفة وحمد بن جاسم، كانا متورطين في لعبة كبيرة وخطيرة عنوانها أن تصبح هذه الإمارة، قليلة عدد السكان وشحيحة المساحة، دولة بحجم الدول العظمى ولديها الإمكانيات لتتلاعب بأمن هذه المنطقة وتتعداها إلى دول بعيدة من بينها أفغانستان وبعض الدول الآسيوية الأخرى.

كانت البداية في عام 1991 عندما أقامت قطر بقرار من «الحَمَدين» علاقات معلنة مع إسرائيل لقناعتهما وقناعة مَن نصحهما بأن يصبح بلدهما، رغم صغر حجمه وقلة عدد سكانه، رقماً رئيسياً في المعادلة الشرق أوسطية، وهكذا فقد كان لا بد من البدء بعلاقات استخبارية سرية وعلنية مع الدولة الإسرائيلية، وحقيقةً إن هذا هو ما حصل في ذلك الوقت المبكر، وقد تنامى على نحو متصاعد وإلى أن وصلت الأمور إلى ما وصلت إليه وبات الإسرائيليون يتحدثون عن أنه أصبح من الممكن أن تكون لهم علاقات معلنة مع بعض الدول الخليجية وأيضاً مع بعض الدول العربية الأخرى، وبالطبع فإنه لا يوجد ما يؤكد هذا، وأغلب الظن أنها مجرد ادعاءات لحكومة بنيامين نتنياهو مع اقتراب موعد انتخابات الكنيست الإسرائيلي التي توصف بأنها ستكون حاسمة.

وعليه وحسب ما بات يتردد سراً وعلانية فإن الخبراء الإسرائيليين هم من نصحوا «الحَمَدين» بأن عليهما، حتى تكون قطر دولة محورية في هذه المنطقة ولاعباً رئيسياً في الشرق الأوسط وفي بعض الدول الآسيوية، أولاً أن تكون فيها القاعدة العسكرية الأميركية الرئيسية إنْ في الخليج وإنْ في العالم العربي كله، والمعروف أن هذا هو ما حصل بالفعل، ومع ضرورة التأكيد أنه إذا وقعت «الواقعة» فإن الأميركيين لن يتدخلوا في هذا الشأن وفي هذه الأمور، وحيث إن المعروف أن أياً من قواعدهم في الشرق الأوسط كله ومن بينها قاعدتهم السابقة الشهيرة في ليبيا لم تتدخل في أي شؤون داخلية وأنها لم تحرك «ساكناً»، كما يقال، عندما قام معمر القذافي بانقلابه الشهير عام 1969 وحوَّل المملكة السنوسية إلى «جماهيرية» كانت نهايتها في بدايات ما يسمى الربيع العربي نهاية مأساوية.

إن هذه مسألة، أما المسألة الأخرى التي كانت مبكرة أيضاً فهي أن يكون هناك إعلام فعال ومؤثر وأن يتجاوز بتأثيره حتى «صوت العرب» في ذروة المرحلة الناصرية، وهذا هو ما حصل في البدايات وفي الفترة التي بدأت فيها العلاقات القطرية – الإسرائيلية، حيث شكَّلت فضائية «الجزيرة» قبل ظهور أي فضائيات منافسة أخرى ما هو أهم وأكثر شراسة وتأثيراً من الإعلام «الغوبلزي» نسبة إلى جوزيف غوبلز وزير إعلام أدولف هتلر، في ذروة تألق المرحلة النازية عسكرياً وسياسياً وبالطبع إعلامياً وكل شيء.

ثم وإلى جانب هذا كله وحسب النصيحة الإسرائيلية آنفة الذكر، فقد كان لا بد من الاستعانة بتنظيم حزبي عالمي وفعال، فوقع الخيار على «الإخوان المسلمين» بقيادة ما يسمى «التنظيم العالمي» الذين كان منتظراً منهم أن يسيطروا على مصر بعد فوز مرشحهم الدكتور محمد مرسي بموقع الرئاسة المصرية وأن يسيطروا لاحقاً على دول عربية وإسلامية أخرى من بينها ليبيا وتونس... وسوريا وأيضاً الأردن في مرحلة من المراحل كما سيطروا على تركيا وحاولوا السيطرة على أفغانستان وحيث كان المقر الرئيسي لحركة «طالبان» ولا يزال في الدوحة، وكل هذا وهناك من يقول: إنهم ما زالوا يحاولون السيطرة، وبالتنسيق مع إيران، على بعض الدول الإسلامية الآسيوية والأفريقية، وكما أصبح عليه واقع الحال في الصومال وبعض دول شمال أفريقيا العربية.

وأيضاً فإنه كان على قطر أن تخرج من التحالف العربي، الذي كان قد تشكَّل بقيادة المملكة العربية السعودية في بدايات انقلاب «الحوثيين» على الشرعية اليمنية، وأن تلتحق بالحلف الإقليمي الذي يضم ما يعتبره البعض القوتين الكبريين في هذه المنطقة، أي إيران وتركيا، ومع الإشارة هنا إلى أن هذا النظام التركي يعد نظاماً إخوانياً وأنه بادر إلى إرسال قوات تركية إلى الدوحة بحجة حمايتها وذلك مع أنه لا يوجد هناك أي تهديد خارجي ضدها لا من قِبل إحدى الدول العربية المجاورة ولا من قِبل أي دولة أخرى بعيدة.

وكذلك وإلى جانب هذا كله فقد كان لا بد من ضرب مصر من داخلها على اعتبار أنها أكبر دولة عربية وأنه يجب أن تصبح سيناء قاعدة متقدمة مسلحة لـ«الإخوان المسلمين» في أرض الكنانة، وهذا هو ما حصل فعلاً، ثم وبالإضافة إليه فقد كان لا بد من احتضان «حماس» كمنظمة فلسطينية إخوانية ودفعها للقيام بانقلاب عام 2007 ضد السلطة الوطنية وضد «فتح» ومنظمة التحرير، والمعروف أن هذه الحركة «الإخوانية» كانت قد انقلبت على اتفاق مكة المكرمة الذي أُبرم برعاية الملك عبد الله بن عبد العزيز، رحمه الله الرحمة الواسعة، وفي هذا العام السالف الذكر نفسه.

والمعروف أن حمد بن خليفة قبل تنحيه المسرحي عن الحكم كان قد زار قطاع غزة، الذي أصبح تحت سيطرة «حماس» الإخوانية، زيارة دولة من قبل رئيس دولة، وقد رافق هذا كله دقّ المزيد من الأسافين في صفوف الفلسطينيين والتضييق على السلطة الوطنية الفلسطينية وعلى الرئيس محمود عباس (أبو مازن) تحديداً، وهذا مع أنه كان يعد أحد الطلائعيين العرب في إنشاء مؤسسات الدولة القطرية وفي وقت مبكر وفي مرحلة كانت صعبة وعلى المستويات كلها وبما في ذلك الجوانب المالية.

ولعل ما تجدر الإشارة إليه هنا هو أن قطر «الشقيقة» العزيزة بالفعل والتي لا أحد يستطيع إنكار أن شعبها في غاية الطيبة وأنه شعب عروبي وقومي صادق، لم تتوقف عند هذه الحدود، فقد كان تدخلها في سوريا سلبياً ولمصلحة «الإخوان المسلمين» على اعتبار أنهم هم المعارضة الفعلية والحقيقية ضد نظام بشار الأسد وأيضاً لمصلحة «جبهة النصرة» الإرهابية، ثم وفي الآونة الأخيرة لمصلحة «حزب الله» اللبناني و«فيلق القدس» بقيادة قاسم سليماني، وهذه أمور باتت واضحة ومعروفة وبشهادة الشيخ الإخواني الدكتور يوسف القرضاوي الذي هو أول مَن فتح الأبواب القطرية لتنظيم «الإخوان العالمي» وللمجموعات الإخوانية.

وهكذا ورغم هذا كله فإن مكان قطر الدولة، التي ستتخلص من هذه الانحرافات كلها بالتأكيد، وقطر الشعب الشقيق، سيبقى في قلوب العرب كلهم ومن المحيط إلى الخليج وفي مقدمتهم المملكة العربية السعودية التي هي الأخ الأكبر الذي لم يتردد في أي يوم من الأيام ولا في أي مرحلة من المراحل الصعبة في دعم وإسناد أشقائه القطريين الذين تربطهم بها وبشعبها، بالإضافة إلى علاقات النسب والقربى، روابط العروبة وروابط الجوار وفوق هذا كله روابط الدين الإسلامي العظيم، وعليه فإن المحزن حقاً أنَّ هذه الأفعال والتصرفات كلها قد تسببت بعزل هذه الدولة الشقيقة عن واقعها العربي وجعلها تقاطع أهم الاجتماعات العربية إرضاءً لإيران وإرضاءً لإسرائيل وإرضاءً لكل دول هذا المحور الشيطاني الذي وضعها «الحَمَدان» فيه.

 

معاقل الانتفاضة الإيرانية … كابوس يرعب نظام الملالي/المجازر والإعدامات والأحكام الجائرة فشلت في إيقاف مسيرة الحرية

بون – نزار جاف/السياسة/28 شباط/19

 http://eliasbejjaninews.com/archives/72611/%D9%85%D8%B9%D8%A7%D9%82%D9%84-%D8%A7%D9%84%D8%A7%D9%86%D8%AA%D9%81%D8%A7%D8%B6%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D9%8A%D8%B1%D8%A7%D9%86%D9%8A%D8%A9-%D9%83%D8%A7%D8%A8%D9%88%D8%B3-%D9%8A%D8%B1%D8%B9/

واحد اثنان ثلاثة مئة، نبني ألف أشرف، وننقض كشهب ثاقبة وفي سبيلك ايتها الحرية، نفدي ارواحنا بلا هوادة.

الكلمات أعلاه لنشيد صار معروفا على مستوى الشعب الايراني كله، وهو نشيد حماسي تم تأليفه بعد عملية انتقال مايقرب من ثلاثة آلاف من أعضاء منظمة “مجاهدي خلق” من العراق الى ألبانيا، ذلك إن النظام الايراني كان يعتقد بأن إغلاق معسكر أشرف، الذي يحمل اسمه رمزا ومعنى خاصا لدى الايرانيين، وإبعاد هؤلاء المعارضين الايرانيين عن بلد ملاصق له، سوف يكفل لهم الخلاص من دور وتأثير هؤلاء على الداخل الايراني، خصوصا بعد أن صارت أنباء الهجمات الدامية التي أقدم عليها النظام الايراني ضدهم تبعث على الحقد والكراهية على النظام من جانب الشعب الايراني.

رحلة الموت من أشرف الى ليبرتي

عندما كان القادة والمسؤولون الايرانيون يشعرون بغبطة غامرة وينتشون من الفرحة وهم يسمعون بتفاصيل المجزرتين الداميتين ضد سكان “معسكر أشرف” في العراق للمعارضين الايرانيين في 8 ابريل 2011 والاول من سبتمبر 2013، وكان الارهابي قاسم سليماني قد كتب لحكام إيران مهنئا بأن ماقد تحقق في الاول من سبتمير 2013، هو إنجاز كبير لايمكن مقايسته بأي إنجاز آخر قام به هذا النظام ضد المنظمة. وهكذا تهنئة من سليماني تدل على أمرين:

أن المنظمة مازالت تشكل خطرا كبيرا على النظام،حتى ولو كان أعضاؤها في معسكر يبعد عنهم مئات الكيلومترات.

الطابع الدموي الذي شهدته هذه الهجمة التي سقط على أثرها 52 من سكان أشرف العزل مضرجين بدمائهم،وتم اختطاف 7 آخرين كرهائن إضافة لعشرات الجرحى.

معسكر أشرف إضافة للهجمات الدموية التي تعرضت له، فإنه كان يعاني من حصار قاس من مختلف النواحي، ولكن ومع إن النظام الايراني وكما هو معروف بأساليبه وطرقه التمويهية المخادعة، كان يوحي بأنه يريد إخلاء المعسكر، إلا أن مضايقاته ومخططاته المشبوهة والخبيثة ظلت مستمرة حتى بعد انتقال سكان “أشرف” الى معسكر “ليبرتي” حيث ظلت الهجمات الصاروخية وعمليات الحصار الظالمة تطاردهم دونما رحمة. وقد كان واضحا بأن هدف النظام أكبر بكثير من مجرد شن الهجمات وعمليات الحصار الجائرة، إذ كان يهدف الى إبادة هؤلاء المعارضين عن بكرة أبيهم لأنه كان يعلم جيدا بأن بقاءهم يعني بقاء واستمرار روح الرفض والمقاومة والصراع ضده، ولذلك فقد كان يعمل جاهدا في سبيل ذلك وبمختلف الطرق والاساليب، والدليل تنظيمه استمارات تطالب بإعادتهم للعراق، بعد زيارات عدد من المسؤولين الايرانيين للعراق من أجل ذلك، ولكن تحركات السيدة مريم رجوي، زعيمة المقاومة الايرانية ونشاطاتها السياسية الدؤوبة، استطاعت في نهاية المطاف الحيلولة دون نجاح النظام في تحقيق مطلبه المشبوه هذا.

“أشرف 3” نظرية جديدة للزمان والمكان

لم يهنأ بال ملالي إيران بعد نجاح عملية الانتقال السلمي لثلاثة آلاف من المعارضين الايرانيين من العراق الى ألبانيا واستقرارهم المؤقت هناك، لأنهم يعلمون جيدا وأكثر من غيرهم استحالة تخلي هؤلاء المعارضين عن نضالهم الذي يخوضونه ضد النظام، وإنهم سيواصلون نشاطاتهم مهما كانت الظروف، ولعل نجاحهم في كسب تعاطف وتأييد الشعب الايراني والعالم بعد الهجمات والمجازر التي تم ارتكابها بحقهم من جانب النظام، وهذا كاف بحد ذاته لجعل طهران على ثقة كاملة باستمرار مسلسل الصراع والمواجهة ودخولها فصلا جديدا.

وكما كان متوقعا،فقد بدأت مساعي النظام الايراني منذ الايام الاولى لاستقرار المعارضين الايرانيين في معسكر “أشرف 3” الذي بنوه كما بنوا “معسكر أشرف” في العراق على أرض جرداء قاحلة، وبدأ النظام بإرسال جواسيسه وعملائه الى ألبانيا وجعل سفارته هناك قاعدة وورشة عمل مخابراتية للانطلاق ضد هؤلاء المعارضين،خصوصا بعد أن تم تنصيب أفضل ضباط الحرس الثوري والمخابرات الايرانية في هذه السفارة، كما أكدت التقارير فيما بعد، ولاريب إن هكذا اهتمام بمعارضين يبعدون آلاف الكيلومترات عن وطنهم، دليل وإثبات عملي على دورهم وتأثيرهم على الاوضاع في إيران، ولاسيما على الشعب الايراني، وهو مايمكن هنا وصفه باختزال عاملي الزمان والمكان من حيث قوة وسرعة التأثير.

وقد عمل النظام الايراني خلال عام 2016، حيث استقر المعارضون في ألبانيا كل مابوسعه من أجل ضمان عدم تأثيرهم على الشعب الايراني، وقد كانت البدايات العمل من أجل التشكيك بهم لدى السلطات الالبانية واختلاق القصص بشأنهم عن طريق عملائه المبثوثين هناك، تماما كما كان يفعل في العراق أيام كان المعارضون هناك، هذا الى جانب تقديم عملاء النظام معلومات مضللة ومختلقة وكاذبة الى الصحف الالبانية من أجل تشويه سمعتهم والنيل منهم. كل هذا كان يحدث في وقت كان يزعم النظام بأن منظمة “مجاهدي خلق” تفبرك المعلومات المضللة ضد النظام، ولكن ومع مجيء عام 2017، الذي مر ثقيلا جدا على النظام لأنه حفل بأحداث وتطورات كانت في خطها العام ذات تأثير سلبي عليه النظام من مختلف الجوانب، ذلك إنه وبعد استلام الرئيس الاميركي دونالد ترامب لمهام عمله في البيت الابيض في 2017 بدأت الكوابيس تنزل تترى على رأس النظام،ولكن الذي كان مميزا وملفتا للنظر هو إن هذا العام قد شهد توسع دائرة الاحتجاجات الشعبية بصورة غير مسبوقة، ووصلت الى حد بحيث صار مسؤولون في النظام وفي مقدمتهم وزير الداخلية يؤكدون ذلك ويحذرون منه.

من صحيفة “السياسة “كان التوقع للانتفاضة

من المهم والمفيد جدا الإشارة هنا الى مقابلة كانت قد أجرتها “السياسة”مع السيدمحمد محدثين، رئيس لجنة العلاقات الخارجية في المقاومة الايرانية والتي تم نشرها في العدد(17614) في 25 ديسمبر2017، أي قبل ثلاثة أيام من اندلاع الانتفاضة الاخيرة، حيث كانت هناك احتجاجات شعبية مستمرة داخل إيران، أعلن فيه عن القدرة التنظيمية للمقاومة الايرانية وزيادة وتطوير الشبكات السرية في داخل إيران. وإن “الشبكات الداخلية لمجاهدي خلق تسعى لإرشاد و توجيه الناس، وقد تمكنا لحسن الحظ بأن ننجح في إفهام الناس بأنه طالما كان هذا النظام موجودا، وطالما كان هناك خامنئي وروحاني، وطالما كان هناك نظام ولاية الفقيه، فإن هذه المصائب و الازمات ستتضاعف ولن تقل”، وبعد هذا اللقاء جرى كالعادة دائما حديث وكلام ليس للنشر بخصوص ماكنت أقرأه بين الاسطر، وقد قال لي السيد محدثين كلاما طلب مني عدم نشره وهو: ان “الايام المقبلة ستحمل مفاجأة كبيرة وستثبت الى أي حد وصل دور المنظمة داخل إيران”، وقد اندلعت في 28 ديسمبر2017 الانتفاضة التي أعلن المرشد الايراني الاعلى بلسانه من إن منظمة “مجاهدي خلق” تقف خلفها تنظيما وإعدادا وقيادة، وهذا ماأكد وبصورة واضحة لاتقبل الجدل والنقاش على دور ومكانة المنظمة داخل إيران، وتأكيد بأن كل مايقال خلاف ذلك غير صحيح ولايتطابق مع الواقع.

الانتفاضة المستمرة

مع اندلاع انتفاضة 28 ديسمبر2017، والتي غطت 140 مدينة في سائر أرجاء إيران، وذلك الصمت المطبق الذي التزمه المرشد الاعلى بحيث استمر 13 يوما ليخرج بعدها ويتهم منظمة “مجاهدي خلق” بتنظيمها وقيادتها، وهو تطور لفت الانظار، ذلك إنه وبعد كل تلك الاعوام الطويلة التي دأب فيها القادة والمسؤولون الايرانيون على التأكيد على إن دور المنظمة قد انتهى ولم يعد لها أي تأثير على الداخل، فإن تصريح المرشد الاعلى كان بمثابة اعتراف غير مسبوق، وهو قد تزامن مع تصريحات ومواقف أكد فيها قادة المنظمة على دورهم وحضورهم على الساحة الايرانية.

اعتقال قرابة 8000 مواطن إيران من الذين شاركوا في الانتفاضة وقتل عدد منهم تحت عمليات التعذيب والادعاء بأنهم قد انتحروا وهو زعم سخر منه قادة في النظام نفسه، ولاريب إن الحملة التي شنتها الاجهزة الامنية ووحدات الحرس الثوري المستنفرة بغية إخماد الانتفاضة، لكن الذي فاجأ النظام هو إن سيناريو إخماد نتفاضة 2009 لم يتكرر مع هذه الانتفاضة، إذ أن النظام عندما نجح في إخماد انتفاضة 2009، فإن المظاهر والنشاطات الاحتجاجية قد انتهت تماما، لكن ذلك لم يتكرر مع الانتفاضة الاخيرة، إذ بقيت الاحتجاجات الشعبية مستمرة ومتواصلة في سائر أرجاء إيران، وهو كان بمثابة رسالة خاصة للنظام تؤكد بأن الممارسات القمعية التعسفية لم تتمكن من القضاء على روح الرفض والمقاومة لدى الشعب الايراني،الذي كما يبدو قد طفح به الكيل، لكن التطور الجديد الذي رافق هذه الاحتجاجات الشعبية واستمر ويستمر بصورة ملفتة للنظر معها، هو نشاطات معاقل الانتفاضة بقيادة أنصار منظمة “مجاهدي خلق” والتي صارت دائرة نشاطاتها تتوسع باضطراد، وكما إن المعارضين الايرانيين قد وعدوا ببناء ألف أشرف، فإن هناك وعدا من جانبهم ومن جانب الذين يواجهون النظام في داخل إيران بإقامة ألف معقل للانتفاضة، وهو وعد وفي ضوء الاوضاع القائمة حاليا في إيران، ليس ببعيد تحقيقه.

معاقل الانتفاضة، نمط واسلوب جديد للنضال ضد النظام الايراني، ودورها سياسي تعبوي حركي ولها دور فعال ومؤثر في استمرار الاحتجاجات ضد النظام والسعي لمواجهته.

معاقل الانتفاضة والدور المؤثر

كما أسلفنا فإن نشاطات معاقل الانتفاضة تزامنت مع الاحتجاجات الشعبية، وكأمثلة حية على ذلك، فإنه قد حدثت 13 حركة احتجاجية في إيران خلال يوم الاثنين 18 فبراير2019، ونقلت الانباء المتعلقة بها معاقل الانتفاضة، مع ملاحظة إننا ننقل ماجاء بالبيانات طبقا لما كتبتها معاقل الانتفاضة، وقد كانت كالتالي:

1ـ إضراب عمال السكك الحديدية بمدينة تبريز في محافظة اذربيجان:

لا يزال إضراب عمال السكك الحديدية بمدينة تبريزفي محافظة آذربيجان أمام محطة السكك الحديدية متواصلا. هؤلاء العمال لم يستلموا رواتبهم لمدة ثلاثة أشهر، وكذلك لم تدفع لهم مستحقاتهم للتأمين لمدة ثلاثة أشهر. في العام 2018 كان هؤلاء العمال نظموا تجمعات احتجاجية عارمة في جميع أنحاء المحافظة. إلا أنه لم يلقوا أي إجابة لمطالبهم. وأعلنوا أنهم سيواصلون احتجاجاتهم يتم. ونظمت مجموعة من عمال بلدية عبادان تجمعا احتجاجيا.

2ـ تجمع احتجاجي لمواطنين منهوبة اموالهم في مدينة مشهد

نظم مواطنون منهوبة أموالهم من قبل مؤسسة “بدرتوس” بمدينة مشهد تجمعا احتجاجيا أمام مبنى المحافظة. وهتف المحتجون الشعارات التالية:

إذا تسلمنا نقودنا لاحاجة لتواجدنا هنا

طالما لم يحسم امرنقودنا سنقوم بهذه الأعمال الاحتجاجية

اليوم يوم العزاء وودائع المواطنين عالقة في الهواء.

3ـ تجمع احتجاجي لعمال الخدمات في بلدية مدينة عبادان

نظمت مجموعة من عمال بلدية عبادان تجمعا احتجاجيا. وأكد العمال في التجمع أنهم لم يستلموا علاواتهم النقدية منذ3 أشهر وإضافة إلى ذلك يتم إيداع مستحقاتهم للتأمين متأخرا بمركزالخدمات الاجتماعية.

وفقا لعمال بلدية عبادان بعد كل تجمع، يدفع مسؤولو المدينة شهرا واحدا من متأخرات الأجور على أساس الرواتب لحسابات العمال.

4ـ تجمع احتجاجي لرجال إطفاء الحريق بمدينة عبادان

واصلت مجموعة من رجال إطفاء الحريق بمدينة عبادان، نيابة عن زملائهم، تجمعا آخر أمام مكتب إمام الجمعة للمدينة لمواصلة متابعاتهم المطلبية.

تتطابق مطالبات رجال الإطفاء تقريبا مع العلاوات النقدية ومستحقات التأمين بعمال الخدمة والمساحة الخضراء.

5ـ مريوان: حركة احتجاجية لطالبات المدارس دعمًا للمعلم المعتقل

يوم الاثنين 18 فبراير نظمت طالبات المدارس في مدرسة بمدينة مريوان حركات احتجاجية وتم رفع منشورات وقراءة انشودة “زميلي الدراسي” مطالبات بإطلاق سراح المعلم المعتقل مختار أسدي.

وهتفت الطالبات: مكان المعلم صفوف الدراسة وليس السجن. لا لهذا الجور ولا للسجن.

جدير بالذكر أن مختار أسدي، عضو النقابة المهنية لمعلمي محافظة كردستان، اعتقل عصر يوم الثلاثاء 12 فبراير من قبل قوات قمعية للنظام في سنندج ونقل إلى جهة مجهولة.

6ـ تجمع احتجاجي لأسر ضحايا طائرة طهران – ياسوج في مطار مهرآباد

نظمت مجموعة من أعضاء أسر ضحايا طائرة طهران – ياسوج المتحطمة تجمعا احتجاجيا في مطار مهرآباد.

7ـ تجمع احتجاجي للمشاركين في اختبارالمحاماة أمام مجلس شورى النظام

نظمت مجموعة من المحتجين على اختبار المحاماة تجمعا احتجاجيا أمام مجلس شورى النظام مطالبين بزيادة عدد الناجحين في الاختبارعام 2018.

8ـ تجمع احتجاجي لموظفي مستشفى خميني بمدينة كرج احتجاجا على وضع المستشفى غير المحسوم نظم موظفو مستشفى كرج تجمعا في فناء المستشفى للاحتجاج على وضع المستشفى غير المحسوم.

9ـ تجمع عمال معمل جهان لإنتاج الزيت النباتي بمدينة زنجان احتجاجًا على عدم دفع علاواتهم المتأخرة

نظم عمال معمل جهان لإنتاج الزيت النباتي بمدينة زنجان تجمعا احتجاجيا لليوم الرابع على التوالي أمام مبنى المحافظة للاحتجاج على عملية الخصخصة للمعمل، وكذلك عدم دفع رواتبهم المتأخرة لمدة ثمانية أشهر، وعدم دفع مستحقاتهم للتأمين.

10ـ تجمع احتجاجي لعمال بلدية مدينة جاه بهار احتجاجا على عدم دفع علاواتهم النقدية

نظمت مجموعة من عمال بلدية مدينة جاه بهارتجمعا احتجاجيا أمام مكتب البلدية احتجاجا على عدم دفع علاواتهم النقدية.

11ـ تجمع احتجاجي لمواطنين منهوبة أموالهم من قبل مؤسسة “كاسبين” بمدينة رشت أمام فرع “خميني” للمؤسسة

نظم مواطنون منهوبة أموالهم من قبل مؤسسة “كاسبين” تجمعا احتجاجيا بمدينة رشت أمام فرع “خميني” للمؤسسة.

12ـ تجمع احتجاجي لمواطنين منهوبة أموالهم من قبل باعة الذهب والمجوهرات في “شادي محله” في منطقة طهران بارس بطهران:

نظمت مجموعة من المواطنين منهوبة أموالهم من قبل باعة الذهب والمجوهرات في “شادي محله” في منطقة طهران بارس بطهران تجمعا احتجاجيا أمام مبنى المجلس الاعلى للقضاء للاعتراض على عدم تحقيق مطالباتهم.

13ـ تجمع موظفي أسهم “عدالت” في طهران:

نظم موظفو أسهم “عدالت” تجمعا أمام مبنى وزارة الاقتصاد والمالي للنظام للاحتجاج على عدم دفع رواتبهم المتأخرة لمدة 48 شهرا.

وازاء تلك الاحتجاجات فإن معاقل الانتفاضة وفي نفس هذا اليوم، أي 18 فبراير2019نفذت النشاطات التالية:

1ـ يوم 18فبراير 2019 في حركة جريئة بشعار”يا خامنئي حان وقت موتك – يحيا رجوي” أضرم أعضاء “معقل 152 ” للانتفاضة بمدينة نيشابورالنار في أحد مراكز الجهل والجريمة الدينية المعروفة بـ مدرسة “نيشابور” العلمية. وبهذا تم تطهير جزء من أجزاء المدينة من رجس هذه المؤسسة.

2ـ يوم 18 فبراير 2019 في حركة شجاعة وبشعار “التحية لمنظمة مجاهدي خلق” أضرم أعضاء معقل 857 للانتفاضة بالعاصمة طهران النار في مدخل قاعدة للباسيج القمعي المعروفة بـ “قاعدة مقاومة 251” للباسيج في مدينة شهرري.

3ـ في حركة ضد القمع والكبت أضرم أعضاء معقل 170 للانتفاضة بمحافظة خوزستان النار في مدخل إحدى قواعد للباسيج القمعي المعروفة بـ قاعدة مقاومة “الشهداء” في حي السكك الحديدية والتي تحمل صورتين للخميني وخامنئي.

4ـ في حركة بطولية أضرم أعضاء معقل 749 للانتفاضة في بلدة “برند” النار في لافتة دعائية تحمل صورة بغيضة لخامنئي الولي الفقية الرجعي وتم تطهير المنطقة من رجس هذا المظهر المشؤوم. وجرت هذه العملية الباسلة يوم 18فبراير 2019 بشعار”الموت لخامنئي واللعنة على خميني والتحية لرجوي”.

5ـ يوم 18فبراير 2019 في حركة شجاعة وبشعار “لتعلم شعوب العالم أن مسعود قائدنا” أضرم أعضاء معقل 160 للانتفاضة بمدينة ماكو النار في لافتة دعائية كبيرة لخامنئي تحمل صورة لخامنئي.

6ـ يوم 18فبراير 2019 في حركة جريئة أضرم أعضاء معقل 313 للانتفاضة بالعاصمة طهران النار في لافتة دعائية تحمل صورة للخميني.

7ـ يوم 18فبراير 2019 في عملية جريئة لكسرحاجزالكبت والقمع باسم المجاهد الشهيد “داريوش سلحشور” وبشعار “الموت لخامنئي والتحية لرجوي” أضرم أعضاء معقل 716 للانتفاضة بمدينة خرم آباد النار في لافتة تحمل صورتين للخميني السارق وخامنئي.

8ـ في حركة بطولية أضرم أعضاء معقل 756 للانتفاضة بمدينة كرمانشاه النار في لافتة كبيرة تحمل صورتين للخميني وخامنئي في إحدى ساحات المدينة. وجرت هذه العملية البطولية يوم 18 فبراير2019.

هذه مجرد نماذج استدلالية من أجل التعرف على مايجري في داخل إيران على يد منظمة “مجاهدي خلق” إذ أن الاحتجاجات الشعبية التي هي نمط مدني في الاعتراض على المظالم وحالات الاجحاف في الحقوق، فإن نشاطات معاقل الانتفاضة هي تحركات ثورية هدفها توجيه ضربات فعلية للنظام من أجل كسر حاجز الخــــــوف والرهبة التي يسعى النظام لإبقائها عبثا ومن دون طائل.

اعترافات بنشاطات معاقل الانتفاضة:

نشاطات معاقل الانتفاضة مستمرة دونما انقطاع رغم الاجواء الامنية المتشددة في إيران، ومع إن السلطات الايرانية حاولت كعادتها التغطية والتكتم على دورها، خصوصا إن الذين يقودونها أنصار منظمة “مجاهدي خلق” من الجيل الجديد، بل ان نقل نشاطاتها من قبل المقاومة الايرانية أجبر النظام الايراني في النهاية للرضوخ للأمر الواقع والاعتراف بهذه النشاطات،ولكن كعادته دائما فإنه سعى للتقليل من شأنها والتشكيك بها.

وكنموذج على الاساليب الملتوية للتقليل من شأن هذه النشاطات والطعن بها بصورة أو أخرى، ماجاء في مقابلة مع علي قاسميان، أحد خبراء النظام في صحيفة”وطن أمروز”الايرانية، حيث قال:”اليوم، مجاهدي خلق وعن طريق شبكات التواصل الاجتماعي يسعون لإيجاد علاقات مع الجيل الجديد والشباب. وذلك عن طريق وعود كاذبة للإقامة خارج إيران، والمنظمة تخدع أمثال هؤلاء بأن يرفعوا مثلا في محلة خالية لوحة عليها صور لقادة المنظمة، أو يوجد عليها شعارات تتم فيها الاشارة للمجاهدين وقد سموا هذه الاعمال ب”معاقل الانتفاضة”.

كما إن وكالة أنباء “إيرنا” الحكومية نقلت تصريحات رجل الدين عباس كعبي، عضو مجلس الخبراء والتي قال فيها وهو يشير بصورة ملتوية وفيها التحريف والتشويه الى معاقل الانتفاضة: “الروحانيون لابد أن يرصدوا العدو ويسبقوه في حوزة الدفاع لأن أميركا، وعن طريق المساندة والنظام الصهيوني عن طريق الجواسيس، والحماية المخابراتية، والسعودية عن طريق الدعم المالي لمجاهدي خلق، يعملون على إيجاد معاقل الانتفاضة والتآمر في البلاد”.

أما “قابوسنام” وهي وسيلة إعلام حكومية فتقول أيضا بشأن معاقل الانتفاضة وبنفس الاسلوب الخاص بالنظام:”تكتيك مجاهدي خلق هو إنها تعمل في البداية عن طريق وسائل إعلامها من أجل تهيئة أسباب ودوافع الاحتجاجات من خلال دعاية واسعة النطاق ثم إنها تقوم وعن طريق بعض من عملائها والذين يسمون بـ “معاقل الانتفاضة” لاختراق تلك التجمعات الاحتجاجات الشرعية للشعب”.

وكمثال آخر ماجاء في موقع “بهارستان” التابع للحرس الثوري الايراني، يقول: “لقد أنشأوامعاقل الانتفاضة بعد الاضطرابات الاخيرة والتي لديها القدرة على زيادة الافراد، وكذلك على تبديل القادة ميدانيا. “أو ” في هذه الايام، تسعى مجاهدي خلق لتوجيه أعمال الشغب والفوضى نحو معاقل الانتفاضة للحصول على مكان للتموضع وعلى تشكيلات وعلاقات كما اعتادوا على ذلك ولم يكن ذلك ماكنا نتوقعه في أوربا “أو” الكثير الشباب من أبناء أفراد الحرس الثوري والتعبئة، اليوم مسخوا وتم تسخيرهم لدعايات “مجاهدي خلق” ضد النظام وضد قيم النظام الاسلامي، هذا ليس بمثابة اتجاه في داخل جيل الشباب الخاص بنا وانما هو مخطط ومؤامرة.

مجاهدي خلق، ملالي إيران، صراع الوجود والفناء:

حالة القطيعة والاختلاف بين التيار الديني المتطرف الحاكم في إيران وبين منظمة “مجاهدي خلق “والتي تطورت الى حالة صراع ومواجهة دامية وضارية وشهدت فصولا شرسة جدا، لايوجد أمل في إنهائها ورأب الصدع القائم بينهما ولاسيما من جانب المنظمة التي لاتبدو إنها تقبل بأقل من سقوط النظام الديني الحاكم برمته، فيما إن ملالي إيران الذي يعتبرون كل خارج عليهم محاربا ضد الله، فإنهم يسعون للقضاء على المنظمة مااستطاعوا الى ذلك سبيلا، ولكن، وبعد أربعة عقود من المواجهة الضارية بين الطرفين وكل ماقد قام به النظام الايراني ضد المنظمة ولاسيما مجزرة صيف 1988 التي أعدم فيها الالاف من أعضاء وأنصار المنظمة، والتي كانت أحد أسباب إقصاء الراحل آية الله منتظري من منصبه كنائب للخميني عندما اعترض على تلك المجزرة وإستهجنها حيث خاطب أعضاء “لجنة الموت” قائلا وهو يتحدث عن المجزرة:” إنكم ارتكبتم أكبر جريمة في تاريخ الجمهورية الإسلامية” محذرا من أن “التاريخ سيعتبر الخميني رجلا مجرما ودمويا”، فإننا نجد من المفيد جدا أن نهمس في آذان ملالي إيران ماقد قاله المنتظري للجنة الموت وهو ينهرهم بشأن المواقف الدموية التي اتخذوها حيال مجاهدي خلق: “المجاهدون ليسوا مجرد أفراد بل هم حملة أفكار ومنطق، ويجب إجابة المنطق الخطأ بمنطق صحيح، ولا يعالج بالقتل وانما يتم الترويج للمنطق الصحيح.” وهاهو العالم يستمع وينصت اليوم لمريم رجوي ورفاقها ورفيقاتها لأنها تتكلم كلاما مفعما بالفكر والمنطق، في حين إن العالم قد مل من خطاب الملالي الذي هو خطاب خارج الزمن والتأريخ.

 

خامنئي - الأسد مقابل بوتين - نتانياهو

وليد شقير/الحياة/01 آذار/19

كثيرة هي علامات الاستفهام التي طرحتها زيارة الرئيس السوري بشار الأسد إلى طهران، منفردا، والتي صحبه فيها قائد قوة "القدس" في الحرس الثوري الإيراني اللواء قاسم سليماني قبل يومين.

يشبّه كثر من المراقبين الطريقة التي تمت فيها الزيارة بتلك التي قام بها الأسد إلى موسكو أواخر تشرين الأول 2015 حين حضر وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو إلى دمشق من دون سابق إنذار، واصطحب الأسد في طائرة شحن عسكرية إلى الكرملين، من دون أن يرافقه أي مسؤول سوري. حصل ذلك بعد أسابيع على بدء الحملة العسكرية الروسية في 31 أيلول (سبتمبر) من العام نفسه. ومهدت تلك الزيارة لإعلان الاتفاقات العسكرية الروسية السورية التي تعطي موسكو حق إنشاء قواعد عسكرية مع امتيازات قل نظيرها على الصعيد الدولي، شرعت القواعد التي كانت بدأت بإنشائها قبل أشهر، لعشرات السنين اللاحقة.الزيارتان التاليتان للأسد كانتا إلى سوتشي وكان هدفهما سياسي أكثر منه عسكري، وتتعلقان بإطلاق موسكو مسار أستانا وسوتشي، في 2017 ، ولضمان انسجامه مع توجه الكرملين (تثبيت مناطق خفض التصعيد تمهيدا للتفاوض) في حينها أمام الشريكين التركي والإيراني بأنه هو من يملك ورقة القرار السوري. ثم في أيار(مايو) 2018 للتأكيد على إصرار فلاديمير بوتين على بقاء الأسد في السلطة في سياق مفاوضاته المستمرة مع واشنطن.

زيارة الأسد طهران تشبه زيارة الأسد الأولى في ظروفها، سواء في الشكل، أو في المضمون. فبالإضافة إلى مظاهر "الاستخفاف" الشهيرة بالأسد، والتي أشبعتها وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي في حينها تمحيصا خلال زيارته موسكو الأولى، بدا واضحا أن التعجل الإيراني لاستقباله من قبل المرشد السيد علي خامنئي، ثم الرئيس حسن روحاني، قد أشبع تمحيصا من هذه الوسائل أيضا، (غياب العلم ...)

سواء تقصد الجانب الإيراني تكرار المشهد الروسي لتحوّل الأسد إلى مجرد رمز للانصياع للقوة الروسية التي أنقذته، مثلما كان لطهران الدور الفاعل في إبقاء نظامه، أم لم يكن الأمر مخططا له، فإن وجه الشبه يتعلق بالحاجة العسكرية الإيرانية إلى تلك الزيارة المفاجئة.

الصورة التي جمعت خامنئي بالأسد، من المنطقي اعتبارها نقيض الصورة التي جمعت بوتين مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو في موسكو، بعد 24 ساعة على زيارة الرئيس السوري.

بل أن الصورتين تعيدان إلى الواجهة تناقض المصالح الروسية - الإيرانية في الميدان السوري، تحت سقف "التحالف الاستراتيجي". وفي مرحلة التنافس على من يملأ فراغ الانسحاب الأميركي المنتظر إتمامه أواخر شهر نيسان (أبريل) المقبل، لكل من اللاعبين الأربعة خططه، في ظل غموض قصد واشنطن من إبقاء 400 جندي على الحدود السورية العراقية، ومعها باريس ولندن. وإذا كانت أولوية نتانياهو الحؤول دون تثبيت قواعد إيرانية في بلاد الشام منتشرة بين الجنوب والوسط والغرب، حمل معه خرائطها إلى موسكو، فمن نافل القول أن تحتاط طهران لما يهيئه لها التساهل الروسي المفترض مع المصالح الأمنية الإسرائيلية الذي أنتج الضربات الجوية المتلاحقة لتلك القواعد. فلا واشنطن اكتفت ولا تل أبيب كذلك بإعادة الانتشار الإيراني في سورية والانسحابات التي نفذها "حزب الله" من بعض المناطق السورية، لا سيما منها المحاذية للحدود مع لبنان، أو في الداخل، قياسا للهدف الأميركي المعلن والذي هو بمثابة شرط على موسكو، أي انسحاب إيران الكامل من بلاد الشام.

زيارة نتانياهو إلى موسكو عسكرية. واستقدام الأسد إلى طهران عسكري الطابع. الحدثان يتبعان معارضة طهران في قمة سوتشي الأخيرة للتوافق الروسي التركي على قيام منطقة آمنة في الشمال، لأنقرة اليد الطولى فيها، مع تعزيز لوجودها في إدلب، بينما يُطلب إليها إخلاء الساحة، تاركة وراءها كل الاستثمارات التي وظفتها ببلايين الدولارات، (الخط المالي الائتماني لدمشق بلغ 6 بلايين دولار) من دون ضمان استرجاع الديون. ويحول تقدم المصالح الروسية دون إفادة طهران من الاتفاقات الاقتصادية مع الحكومة السورية، ولا تشرع اتفاقية التعاون العسكري التي عقدتها مع دمشق الصيف الماضي، وجود الحرس الثوري. فتعزيز مواقع إيران على الحدود مع إسرائيل، وإقامة قواعد عسكرية في مناطق حيث ابتكر العقل الإيراني مزارات دينية، قد يخالف النظرة الجيوسياسية لموسكو. لطهران دين على الأسد، يوجب مراعاة مصالحها بالبقاء على أرضه، في أوج صراعها مع واشنطن. والأمر قد يقود إلى حرب، قد تشمل لبنان، يجمع كل فريق أوراقه، استعداداً لها، أو لتفاديها. وقد يرمز الإصرار على عودة محمد جواد ظريف عن استقالته، إلى الرغبة في إعادته إلى حلبة التفاوض لتجنبها.

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود وغيرها

عون استقبل مخزومي وفهد وزوارا ورابطة النواب السابقين وضعت امكاناتها بتصرفه

الخميس 28 شباط 2019/وطنية - شهد قصر بعبدا قبل ظهر اليوم سلسلة لقاءات تناولت مواضيع سياسية وقضائية واجتماعية. وفي هذا الاطار، استقبل رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، النائب فؤاد مخزومي الذي اوضح ان "اللقاء مع الرئيس عون هو لتهنئته بتشكيل الحكومة"، متمنيا أن "تسلك نهجا جديدا، فالبلد بأمس الحاجة إلى حكومة فاعلة تضع حدا للأزمات"، داعيا إلى "التضامن الحكومي، بعيدا من إضاعة الوقت بالمهاترات والسجالات". وشدد مخزومي "على ضرورة العمل على خريطة طريق واضحة لملف النازحين والعلاقة مع سوريا تخدم مصلحة لبنان في الدرجة الأولى وتؤسس لمشاركته في إعادة إعمارها"، معتبرا أن "مسألة النازحين يجب أن تسلك طريقها إلى الحل"، لافتا إلى أن "جزءا مهما من قروض "سيدر" ستذهب لتأمين عمل للنازحين"، داعيا إلى "ضرورة أن يستفيد الشباب اللبناني من قروض الـ11 مليار دولار لتنفيذ مشاريع تنموية من شأنها توفير فرص عمل وتحسين فرص الاستثمار".

وقال: "أعطينا الحكومة ثقة مشروطة بمهلة ستة أشهر، لأننا ندرك أن ظروف البلد تتطلب جهودا جبارة خصوصا على المستوى الاقتصادي"، واشار الى أن "الرئيس عون يدفع باتجاه إنجاح هذه الحكومة، ويدعم كل ما يرفع الضغوط عن كاهل المواطنين".

وشدد مخزومي على "ضرورة أن تتحمل الحكومة الجديدة مسؤولياتها، فتصدر المراسيم التطبيقية للقوانين الصادرة عن مجلس النواب، خصوصا تلك المتعلقة بمكافحة الفساد ووقف الهدر والتوظيف العشوائي".

رابطة النواب السابقين

سياسيا ايضا، استقبل الرئيس عون الهيئة الادارية لرابطة النواب السابقين برئاسة الوزير والنائب السابق طلال المرعبي وعضوية: ناصر نصر الله، جاك جو خدريان، احمد العجمي وجورج نجم، الذين هنأوا رئيس الجمهورية ب"تشكيل الحكومة الجديدة"، ووضعوا امكانات الرابطة بتصرفه.

المرعبي

وقال المرعبي: "ان الرابطة تدعم مسيرة العهد والحكومة والرئيس سعد الحريري، وتتطلع الى تعزيز التعاون الوثيق بين كل القيادات لمواجهة المرحلة الراهنة واستحقاقاتها، لا سيما مع وجود ملفات تحتاج الى تعاون الجميع".

فهد

قضائيا، استقبل الرئيس عون، رئيس مجلس القضاء الاعلى القاضي جان فهد، وعرض معه التحضيرات الجارية لعقد المؤتمر الذي سوف يدعو اليه رئيس الجمهورية والمخصص لدرس "سبل تطوير العدالة والارتقاء بأداء القضاء، والمواضيع التي ستعرض فيه".

كذلك اطلع القاضي فهد الرئيس عون على انجاز "الترتيبات الخاصة بتشييد مبنى جديد لقصر العدل في محافظة كسروان - جبيل".

مدير العناية الطبية

واستقبل الرئيس عون، مدير العناية الطبية في وزارة الصحة الدكتور جوزف حلو وعرض معه الاوضاع الصحية في البلاد ودور المديرية التي يتولاها في مجال الاهتمام بالمرضى ورعاية شؤونهم الصحية والاستشفائية وتلبية حاجاتهم في كل المناطق اللبنانية.

عائلة غانم

وفي قصر بعبدا افراد عائلة المرحوم الوزير والنائب السابق روبير غانم، الذين شكروا رئيس الجمهورية على مواساتهم في مصابهم، وعلى منحه الفقيد وسام الارز الوطني من رتبة ضابط اكبر.

وقد نوه الرئيس عون ب"الدور الذي لعبه الراحل في الحكومة والندوة البرلمانية وترؤسه لسنوات لجنة الادارة والعدل النيابية".

 

مجلس الوزراء أقر الدرجات الست للاساتذة الحريري: لعدم اللعب على وتر الخلاف بيني وبين رئيس الجمهورية

الخميس 28 شباط 2019 /وطنية - انتهت جلسة مجلس الوزراء التي عقدت في السراي برئاسة رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري قرابة الثالثة والنصف عصرا، أدلى على أثرها وزير الصناعة وائل ابو فاعور بالمعلومات الرسمية الآتية: "عقد مجلس الوزراء جلسة له في السراي الحكومي برئاسة الرئيس الحريري والسادة الوزراء الذين غاب منهم: الوزراء جمال الجراح، جميل جبق وفيوليت الصفدي. افتتح دولة الرئيس الجلسة بالبدء مباشرة بجدول الاعمال رغبة في انجاز البنود، على ان يتم الانتقال الى النقاش السياسي بعد الانتهاء من ذلك. وفي هذا الاطار، وافق مجلس الوزراء على طلب وزارة المالية اصدار سندات خزينة في العملات الاجنبية وتقديم عروض استبدال كامل او جزء من سندات الخزينة بالعملات الاجنبية، بما فيها اليوروبوند المستحقة خلال العام 2019، وتفويض وزير المالية إجراء عمليات الاستبدال، وتنفيذ قرارات الإصدارات وتمثيل الحكومة اللبنانية في ابرام جميع العقود المتعلقة بهذا الشأن.

وكانت مداخلات لعدد من الوزراء، منهم وزير المالية، ركزت على ضرورة الإسراع في انجاز قانون الموازنة وإجراء نقاش جذري حول الاوضاع المالية وطرق معالجتها من الحكومة. كما ناقش مجلس الوزراء عرض حماية بعض المنتجات الوطنية (المعكرونة، الطحين، البرغل، البسكويت، والويفر ومواد التنظيف) وتم الاتفاق على تشكيل لجنة وزارية برئاسة رئيس الحكومة وعضوية نائبه ووزراء الاقتصاد والصناعة والمال والاتصالات والدولة لشؤون التجارة الخارجية، على ان تعقد اول اجتماعاتها الاسبوع المقبل لبت كل قرارات الحماية المرفوعة سابقا وأخيرا الى مجلس الوزراء.

كما وافق مجلس الوزراء على جملة قرارات أبرزها:

- اتفاقية تمويل مقدمة من الاتحاد الأوروبي لتمويل مشروع التنمية المحلية على امتداد حوض الليطاني.

- طلب وزارة الداخلية والبلديات الموافقة على مشروع مذكرة تفاهم بين برنامج الأمم المتحدة الإنمائي والمديرية العامة للدفاع المدني.

- طلب وزارة الداخلية والبلديات الإجازة للوزير إعطاء الموافقة للبلديات واتحاد البلديات باستخدام شرطة وحراس موقتين عند الحاجة للعام 2019.

تم عرض موضوع اللجان الوزارية المشكلة بقرارات صادرة، فتم إلغاء بعضها لغياب الجدوى او لانتفاء الحاجة، وتم توسيع وتفعيل بعضها الآخر وانتظار مشاريع واقتراحات الوزراء للبحث في اي لجان مقبلة.

وإضافة الى بنود عدة حول قبول هبات او موافقات سفر، وافق مجلس الوزراء على الطلبين المقدمين من وزارة التربية، اولا لتمكين التلامذة الذين تابعوا دراستهم في سوريا او اي دولة اخرى والتلامذة السوريين وسواهم من سائر الجنسيات، من التقدم للامتحانات الرسمية في العام 2019 للشهادتين المتوسطة والثانوية بفروعها الأربعة وان كان متعذرا عليهم تأمين المستندات المطلوبة أساسا لقبول ترشيحهم الى هذه الامتحانات.

ثانيا: طلب الموافقة على مباشرة المتعاقدين للتدريس بالساعة عملهم في الثانويات والمدارس الرسمية للعام الدراسي 2018 و2019 قبل تصديق عقودهم، وتسديد بدلات أتعابهم عن الساعات المنفذة قبل تصديق عقودهم دون اللجوء الى عقود مصالحة.

كما أثار وزير التربية والتعليم العالي ضرورة إنصاف الأساتذة الناجحين في كلية التربية بإعطائهم الدرجات الست المستحقة لهم بموجب سلسلة الرتب والرواتب وتمت مناقشة هذا الامر وإقراره من تاريخ صدور المرسوم، باعتبار أنه قد تمت التوافق عليه في مداولات مجلس الوزراء عند اقرار قانون السلسلة، وقد تحفظ عدد من الوزراء عن القرار.

- طلب وزارة الاقتصاد والتجارة تشكيل الوفد اللبناني المشارك في اجتماعات اللجان التحضيرية اللبنانية-السعودية المشتركة وتفويض وزير الاقتصاد توقيع جميع الوثائق بما فيها مذكرات التفاهم والبرامج التنفيذية وبروتوكولات التعاون ومحاضر الاجتماعات التي تتفق اللجنة على توقيعها في نهاية هذه الاجتماعات".

وأضاف أبو فاعور: "عند الانتهاء من جدول الأعمال، فتح دولة الرئيس باب النقاش السياسي بين الوزراء، وقد وضعهم في أجواء مناقشاته ومشاركته في القمة العربية -الأوروبية التي عقدت في مصر بشرم الشيخ، واللقاءات التي عقدها مع عدد من الرؤساء والمسؤولين والقضايا التي طرحت خلالها، خصوصا في الجانب الاقتصادي، واستكمال تطبيق مقررات مؤتمر "سيدر"، وأهمية اللقاءات التي عقدت في هذا الإطار، سواء مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، حيث تمت مناقشة مسألة استجرار الغاز والربط الكهربائي، أو مع الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز والتحضير لاجتماع اللجنة العليا اللبنانية السعودية ومع أمير الكويت الذي يحضر لزيارة مرتقبة إلى لبنان ومع المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل التي كان النقاش معها حول دعم لبنان في استضافة النازحين ومؤتمر برلين، ومع رئيسة وزراء بريطانيا تيريزا ماي والقرار الذي صدر بشأن البريكسيت، والذي لن يؤثر على العلاقات بين المملكة ولبنان، واستمرار الدعم للبنان رغم القرار الأخير الذي صدر بعدم التمييز بين الجناح العسكري لحزب الله والجناح السياسي، إضافة إلى الاجتماع المهم مع وزير الخارجية الفرنسي الذي ستكون له زيارة قريبة للبنان لمتابعة مقررات مؤتمر "سيدر".

كما أكد دولة الرئيس ضرورة إيلاء مؤتمر "سيدر" ومتابعة مقرراته الاهتمام الكافي من الوزراء، والطلب إليهم جميعا التزام مركزية التواصل مع المجتمع الدولي والمؤسسات الدولية والمالية المانحة. فقط، وفق رأي وقول دولة الرئيس، رئاسة الحكومة هي المخولة إجراء اتصالات كهذه، والتنسيق بين كل الوزارات، وسوف تعقد اجتماعات دورية للتنسيق مع الوزارات المختصة، كل منها وفق الموضوع الذي يعنيها.

كذلك أكد دولة الرئيس ضرورة التزام سرية تداول جدول أعمال مجلس الوزراء، وعدم تسريب أي بند من البنود قبل بته وأخذ القرار به من قبل أي من الوزراء، وأكد ضرورة التزام التضامن الوزاري، "فقد بدأنا مسيرة جديدة"، حسبما قال، "والمواطنون اللبنانيون يريدون نتائج وإنجازات ولا يريدون مناكفات". وقد ختم دولته كلامه بملاحظة أخيرة، دعا فيها إلى عدم اللعب على وتر الخلاف بينه وبين فخامة رئيس الجمهورية، فبحسب قوله، "نحن كلنا في مجلس وزراء واحد، شركاء مع فخامة الرئيس ومع المجلس النيابي، لمباشرة العمل، وهذه هي الروحية التي يجب أن تحكم عملنا في الأيام المقبلة".

سئل: هل بحثتم في موضوع التعيينات؟

أجاب: "لم يتم النقاش في موضوع التعيينات، لأن بعضها ناضج وبعضها الآخر لا يزال غير ناضج، ولم يكن مطروحا أي أمر من هذا القبيل على جدول الأعمال".

سئل: هل تم الحديث عن زيارات بعض الوزراء لسوريا؟

أجاب: "كلا لم تتم مقاربة هذا الأمر".

سئل: ألم يطرح وزير الزراعة موضوع زيارته لسوريا؟

أجاب: "كلا لم يطرح هذا الأمر في جلسة مجلس الوزراء".

سئل: من عارض في موضوع منح الأساتذة الست درجات؟

أجاب: "كان هناك رأي من طيف غير قليل من الوزراء بأن المسار العام للدولة اللبنانية هو خفض الإنفاق. والرسالة التي يجب أن تعطى داخليا وخارجيا هي عدم الإغراق في إنفاق إضافي، وإن كان مستحقا. فلم ينكر أحد من الوزراء استحقاق أصحاب الدرجات، لكن كان هناك نقاش حول الرسالة التي يمكن أن تصدر إذا ما تمت الموافقة على هذا الأمر. وجهة النظر المقابلة من عدد من الوزراء كانت تقول بأن هذا الأمر قد تم الاتفاق عليه، ولكن لم يتم إقراره، والعقود الموقعة مع هؤلاء الأساتذة هي عقود سابقة لإقرار سلسلة الرتب والرواتب، ورأي مجلس الخدمة المدنية وأكثر من مؤسسة كان بضرورة إنصافهم. والرأي الغالب العام كان يقول: نحن لا نضيف أعباء جديدة، بل نعتبر الأمر مستحقات قديمة. تم الاتفاق كحل وسط على إعطائهم الدرجات الست منذ تاريخ صدور المرسوم، أي ليس بمفعول رجعي، بما يخفف بعض الأعباء المالية عن الدولة اللبنانية".

سئل: هل تم وضع مهلة محددة لوضع الموازنة على طاولة مجلس الوزراء؟

أجاب: "كان هناك أكثر من رأي من أكثر من وزير، منهم وزيرا المال والاقتصاد وغيرهما، بأن الإنفاق بدون خارطة واضحة عبر الموازنة هو في غير مكانه، ويخلق أعرافا ووقائع تتحول بعد ذلك إلى أعراف أو أمر واقع. لم يتم تحديد مهلة زمنية، لكن القرار الذي تم الاتفاق عليه هو الإسراع قدر الإمكان في هذا الأمر".

سئل: هل تطرقتم الى موضوع كارلوس غصن الذي اثاره وزير الدفاع؟

أجاب: "طرح في نهاية الجلسة ولم يتسن نقاشه بشكل مطول".

 

بري ترأس اجتماع هيئة مكتب المجلس الفرزلي: جلسات اللجان المشتركة ستعقد دائما الأربعاء

الخميس 28 شباط 2019 /وطنية - ترأس رئيس مجلس النواب نبيه بري بعد ظهر اليوم في عين التينة، اجتماع هيئة مكتب المجلس، في حضور نائب الرئيس ايلي الفرزلي والنواب: سمير الجسر، مروان حمادة، الان عون، واغوب بقرادونيان، والامين العام للمجلس عدنان ضاهر والمدير العام محمد موسى.

وبعد الاجتماع صرح الفرزلي: "دعا رئيس مجلس النواب الى اجتماع هيئة مكتب المجلس للبحث في مواضيع متعددة وفي مقدمها درس تشكيل المجلس الاعلى لمحاكمة الرؤساء والوزراء، واتخذ قرار بهذا الشأن. وسيقوم دولته بإدراج هذا الموضوع على جدول اعمال الهيئة العامة للمجلس التي ستنعقد قريبا. كما تم درس جدول اعمال للمشاريع واقتراحات القوانين المنجزة، وأبلغ رئيس المجلس موعد الجلسة نهار الاربعاء والخميس في 6 و7 آذار المقبل، على ان تكون جلسات اللجان المشتركة بعدما نقل مجلس الوزراء موعد اجتماعه من الاربعاء الى الخميس، نهار الاربعاء دائما في تمام الساعة العاشرة صباحا. ودعا دولة الرئيس هيئة مكتب المجلس من أجل جدول الأعمال هذا، واتخذت القرارات المناسبة بهذا الشأن".

استقبالات

وكان بري استقبل ظهر اليوم في عين التينة وفدا برلمانيا نروجيا برئاسة النائبة كارين اندرسن والسفيرة النروجية لين ليند، وتناول الحديث التعاون البرلماني والعلاقات الثنائية بين البلدين والاوضاع في لبنان والمنطقة.

ثم استقبل رئيس مجلس النواب الفيليبيني السابق خوسيه دي فينسيا ووفدا من رجال الاعمال اللبنانيين والصينيين، وجرى عرض التعاون في مجالات الإنماء والاستثمار.

من جهة أخرى، أبرق بري الى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي معزيا بضحايا كارثة القطار ومتمنيا الشفاء العاجل للمصابين، كذلك بعث ببرقية مماثلة الى رئيس مجلس النواب المصري علي عبد العال.

 

الحريري استقبل وفد الجماعة واطلع من مال الله على مشاريع المعهد العربي للتخطيط الحوت: للتعاطي مع موضوع الفساد بعيدا عن الاستعراض الاعلامي

الخميس 28 شباط 2019 /وطنية - استقبل رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري مساء اليوم، في السراي الحكومي، وفدا من "الجماعة الاسلامية" برئاسة الامين العام عزام الايوبي وعضوية رئيس الدائرة السياسية النائب السابق الدكتور عماد الحوت والدكتور بسام حمود.

بعد الاجتماع، قال الحوت: "زيارتنا للرئيس الحريري اليوم تأتي في اطار التأكيد على دور الحكومة في رسم الاستقرار والحديث حول الاولويات في هذه المرحلة، وكان هناك اتفاق على ضرورة ان تعمل الحكومة بهدوء وصمت بعيدا عن الاستعراضات الاعلامية التي رأيناها في اليومين الاخيرين، وكان هناك تأكيد على ان الاولوية الاساسية في اداء الحكومة قائمة على أمرين: الاول، الملف الاقتصادي ومسألة إيجاد مخارج للازمة الاقتصادية والمعيشية التي يعيشها لبنان واللبنانيون. والثاني هو موضوع الفساد والهدر. وقد اكد الرئيس الحريري على جدية التعامل مع هذا الامر، ولكن وجهة نظرنا كانت بأن هذا الموضوع دقيق جدا، بحيث يجب ان يتم التعاطي معه بعيدا عن الاستعراض الاعلامي والبيانات والمؤتمرات الاعلامية لنذهب الى المعالجة الحقيقية داخل الاطر المؤسساتية السليمة". أضاف: "تطرقنا ايضا الى الوعد بالعفو العام الذي كان صدر سابقا، وقد اكد رئيس مجلس الوزراء انه تم انشاء لجنة وزارية لوضع هذا الموضوع على سكة التنفيذ، وهذا امر ان شاء الله يساعد على تخفيف الاحتقان داخل المجتمع اللبناني بمختلف اطيافه". وتابع: "كذلك ناقشنا الواقع الدقيق في لبنان والذي يحتم علينا ان نتعاون جميعا كلبنانيين للخروج من هذه الازمة. كما ينبغي ان نتوقف عن الهجمات والهجمات المضادة، فالاستعراض والتعبئة الشعبويين يضران بالجميع، لذا علينا ان نتعاون ونتكاتف لكي نخرج بالبلد من الازمة التي يمر بها".

غانم

وكان الرئيس الحريري قد استقبل الرئيس السابق لمجلس القضاء الأعلى القاضي غالب غانم على رأس وفد من العائلة، في زيارة شكر على تعزيته بالراحلين الشاعر روبير غانم ومارسيل غانم اللذين توفيا في وقت متقارب.

المعهد العربي للتخطيط

والتقى أيضا، رئيس المعهد العربي للتخطيط بدر مال الله، يرافقه مدير الجهاز الإداري في المعهد كريم عادل درويش ومدير عام جمعية "نهوض" الدكتور نزيه خياط.

بعد اللقاء، قال مال الله: "عرضنا مع دولته المشاريع والأنشطة التي نقوم بها حاليا، ومنها على وجه الخصوص الحوكمة الإدارية والمالية لجمعية المقاصد الخيرية الإسلامية ودار الأيتام الإسلامية، وفي خطوة ثالثة، حوكمة دار الإفتاء، إذا تمت الموافقة على ذلك".

أضاف: "كنا قد التقينا بالأمس مع مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان، الذي أكد على أهمية الجهود التي نقوم بها في اطار حوكمة المؤسسات الخيرية الإسلامية. كذلك التقينا الرئيس نجيب ميقاتي بهدف إعداد خارطة استثمارية لطرابلس، وهي ستكون خطوة مهمة جدا لتعزيز الاستثمار في الشمال وفتح فرص عمل للشباب. كما اتفقنا مع الرئيس السنيورة على عقد مؤتمر حول أوضاع العمالة اللبنانية والعلاقة بين الدول المصدرة والمستوردة للعمالة، في محاولة لتوأمة أسواق العمل، بما يؤدي إلى انسياب العمالة وعملها في دول الخليج وغيرها. هذا بالإضافة إلى العديد من المشاريع المستقبلية، وأهمها ما طرحناه مع الرئيس الحريري بشأن توسيع نطاق الخارطة الاستثمارية لتشمل كل لبنان. وقد بارك دولته هذه الجهود. كما أخبرنا الرئيس الحريري أننا ندرب أسبوعيا عددا من المتدربين العاملين، بالإضافة إلى البرامج التدريبية الأخرى التي نقدمها. وقدم دولته كل الدعم لنشاطنا في لبنان. ونحن من جهتنا نتمنى أن نخدم هذا البلد الشقيق".

سلطان

كما استقبل الرئيس الحريري توفيق سلطان، وعرض معه لأوضاع مدينة طرابلس.

 

الراعي استقبل القصيفي ولويس لحود وتجار جونية ووفدا من رجال اعمال في استراليا والفليبين والصين وزوارا

الخميس 28 شباط 2019/وطنية - استقبل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي قبل ظهر اليوم، وفدا من الهيئة الجديدة لجمعية تجار جونيه - كسروان - الفتوح، برئاسة سامي العيراني، ونائب الرئيس أنطوان سيف، وكان عرض للأوضاع الاقتصادية الصعبة التي يعاني منها تجار كسروان بشكل عام بسبب الأوضاع الراهنة. بعدها التقى الراعي نقيب المحررين جوزف القصيفي، الذي عرض معه شؤونا عامة، كما جرى التطرق "لوضع الصحافة والاعلام، في ظل التحديات والصعوبات التي يعاني منها لبنان والعالم".

واستقبل مدير عام وزارة الزراعة لويس لحود، وجرى البحث في القضايا الزراعية والمشاكل التي يعاني منها القطاع، والحلول الممكنة. وهنأ الراعي لحود، على "تجديد تفويضه صلاحية تمثيل الوزارة في المحافل الدولية والمحلية المعنية بقطاع النبيذ والعرق والمشروبات الروحية، للمرة الثالثة".

ومن زوار الصرح، القاضي كوبيرت عطية ثم بيار فتوش.

وبعد الظهر استقبل الراعي وفدا مشتركا من رجال الاعمال من اوستراليا والفليبين والصين ووفدا من كهنة اسبانيا.

 

الراعي في رسالة الصوم: لنعش زمن الصوم بالصيام والصلاة والصدقة ونسأل الله لاوطاننا الاستقرار والسلام

الخميس 28 شباط 2019

وطنية - وجه البطريرك الماروني الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي رسالة الصوم التاسعة بعنوان "مشاركة في سر برية يسوع"، جاء فيها:

1 - ربنا يسوع، حالا بعد معموديته في نهر الأردن واعتلان بنوته الإلهية، "قاده الروح إلى البرية، فصام أربعين يوما وأربعين ليلة حتى جاع" . وذلك استعدادا ليبدأ رسالته الخلاصية. هناك جربه إبليس ثلاثا بشهوات الحياة الثلاث، فانتصر عليها بقوة أمانته لكلام الله . في البرية، صلى يسوع وصام واستعد ليحمل للناس عطايا رحمته ومحبته. فلما عاد إلى الجليل، دخل المجمع في السبت، وقرأ على الشعب نبوءة أشعيا التي تحققت فيه: "روح الرب علي مسحني وأرسلي لأبشر المساكين، وأنادي للأسرى بالحرية، وللعميان بعودة البصر إليهم، ولأحرر المظلومين" . وهكذا، أصبح الصوم الكبير الأربعيني مشاركة في سر برية يسوع، القائمة على ركائز ثلاث: الصلاة والصوم والصدقة. ويدعوها بولس الرسول "الزمن المقبول ويوم الخلاص" . نتناول في هذه الرسالة لاهوت البرية، والزمن المقبول، وتوجيهات راعوية.

أولا: لاهوت البرية

2 - في جنة عدن أسكن الله الإنسان الأول، آدم وحواء امرأته. وكانت الجنة غناء بأشجارها الحسنة وثمارها، وبأنهرها الأربعة التي تسقيها . ولكن، بخطيئة هذا الإنسان الأول، تحولت الجنة إلى "أرض ملعونة تقتضي كد الإنسان وتعبه، وتنبت له شوكا وعوسجا، وهو يأكل خبزه بعرق جبينه" .

3 - لكن سر برية يسوع، هو أنه جاء يحول برية هذا العالم إلى ملكوت الله، "ملكوت الحقيقة والحياة، ملكوت القداسة والنعمة، ملكوت العدالة والمحبة والسلام" . وهو ملكوت يناقض برية الكذب والموت والنجاسة والخطيئة والظلم والبغض والنزاع. ولقد حولها بقوة اتحاده بالآب والطاعة لكلامه، وبانتصاره على تجارب إبليس، وبصومه الدال على تجرده وتواضعه، مستبقا به سر آلامه وموته لفداء الجنس البشري.

وعندما أرسل تلاميذه الإثني عشر بعد اختيارهم، قال لهم: "بشروا في الطريق أن ملكوت السماوات اقترب: إشفوا المرضى، أقيموا الموتى، طهِروا البرص، واطردوا الشياطين" .

4 - كذلك يوحنا المعمدان، وقد امتلأ من الروح القدس، وهو جنين في حشا أمه، جاء يبشر في برية اليهودية ويقول: "توبوا! ملكوت الله اقترب". وعنه تنبأ أشعيا أنه "صوت صارخ: في البرية - برية الإنسان والمجتمع- قوِموا طريق الرب، واجعلوا سبله مستقيمة. كل واد يمتلئ، وكل جبل وتل ينخفض، والطرق المعوجة تستقيم، والوعرة تصير سهلا، فيرى كل بشر خلاص الله" .

هذا الكلام النبوي مجازي إذ يدعو كل إنسان إلى تهيئة قلبه لله، ويجعل مسلكه مستقيما. فيدعو الوضيع إلى الارتفاع، والمتكبر إلى التواضع، والغرقان في شؤون الدنيا إلى التحرر. إنه بذلك ينال خلاص الله. في الواقع، لما جاءت الجماهير النادمة تسأل يوحنا عما يجب فعله، كانت أجوبته للجموع: "من كان له ثوبان، فليعطِ من ليس له؛ ومن كان له طعام فليتقاسمه مع الآخرين؛ ولجباة الضرائب: لا تجمعوا أكثر مما فرِض لكم، وللجنود: لا تظلموا أحدا، ولا تشوا بأحد، واقنعوا بأجوركم" .

5 - يتضح من كل ذلك أن سر الدخول في برية يسوع يعني التغيير في مجرى حياتنا بروح الندامة ونعمة غفران الله. فالبرية بمفهومها المجازي هي برية الإنسان الداخلية بما فيها من نقائص وخطايا وعادات رديئة وأميال منحرفة، وكبرياء وأنانية وبغض وحقد وأفكار سوء. هذه قال عنها يسوع أنها تنجس باطن الإنسان، لا ما يدخل فمه .

والبرية بمعنى مجازي آخر تعني الدخول إلى عمق الذات، بوقفة وجدانية أمام الله وصوت الضمير والكلام الإلهي، من أجل اكتشاف الملتوي والعمل على تقويمه.

ثانيا: الزمن المقبول

6 - "الزمن المقبول الذي نرى فيه خلاص الله" هو بامتياز زمن الصوم الكبير القائم على الصدقة والصلاة والصوم. وقد جعلها الرب يسوع جزءا من عظة الجبل، المعروفة بدستور الحياة المسيحية، مع التركيز على الروح التي تسود ممارستها. فالصدقة لا تكون تبجحا والتماسا لمديح الناس ومكافأتهم، بل بالصمت والخفاء "وأبوك الذي يرى في الخفية يجازيك". والصلاة لا تكون للظهور أمام الناس، بل بينك وبين الله الذي لا تراه عين "وأبوك الذي يرى في الخفية يجازيك". ولا تكون بترداد الكلام كالوثنيِين بحيث أنهم لا يوجهونها إلى شخص حي بل إلى مجهول أصم. أما أنتم فصلوا إلى أبيكم الذي في السماء، الذي يعرف ما تحتاجون إليه قبل أن تسألوه. والصوم ولا يكون بوجه عابس كالح إظهارا للناس، بل أنت، إذا صمت، إغسل وجهك وادهن رأسك حتى لا يظهر للناس أنك صائم "وأبوك الذي يرى في الخفية يجازيك".

بهذه الثلاثة، ننمو كأبناء وبنات ملكوت الله، وهو نمو متواصل كل يوم، ويقتضي تغييرا مستداما. ليس صدفة أن زمن الصوم الكبير يلامس جزءا من فصل الشتاء وجزءا آخر من فصل الربيع. فالأول هو في الطبيعة فصل تعريها، وفي الإنسان فصل تجرده من ذاته وأنانيته وعتيقه بوعي خطاياه والنواقص والإقرار عنها بالندامة، والثاني هو في الطبيعة فصل بروز براعم الحياة وجمال الزهور الواعدة، وفي الإنسان هو قيامته لحياة جديدة بقوة نعمة المصالحة والمقاصد الشخصية الإرادية.

7 - زمن الصوم الكبير هو زمن الانتصار على تجارب الشيطان وقد اختصرها يوحنا الرسول بشهوات العالم الثلاث: "شهوة الجسد، وشهوة العين، وكبرياء الحياة" . إن الشيطان بحيله وهو "أبو الكذب" (يو 8: 44) كما سماه يسوع، جرب الرب      بهذه الثلاث من بعد أربعين يوما وليلة من الصلاة والصوم، وقد أنهكه الجوع.

جربه أولا بتحويل الحجر إلى خبز فيأكل، لأنه ابن الله. إنها "شهوة الجسد" الذي يجعل الإنسان أسير حاجاته المادية. أما يسوع فانتصر على التجربة بتحرره منها وارتباطه بالله الذي يسد كل حاجة. فأجاب بالكلام الإلهي "ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان، بل بكل كلمة تخرج من فم الله".

وجربه ثانيا بالخضوع له و"عبادته" فيعطيه كل ممالك الدنيا التي جميعها في حوزته، وقد سماه يسوع "سيد هذا العالم" (يو 14: 30). إنها "شهوة العين" لكن يسوع الذي سبق و"أخلى ذاته، ولم يحسب ألوهته غنيمة" (في 2: 7) وأتى خاضعا تماما لإرادة الآب الخلاصية، وانتصر على التجربة بالكلام الإلهي: "للرب وحده تسجد، وإياه وحده تعبد". والرب نفسه سيقول: "لا يمكنكم أن تعبدوا ربين: الله والمال..." (متى 6: 24). فليتشجع أولئك المجربون بعبادة الناس والمال، وليتحرروا من أجل كرامتهم وضميرهم.

وجربه ثالثا بإظهار عظمته إذ يرمي بذاته من على جناح الهيكل إلى الأسفل، لأن ملائكة الله سيحملونه لئلا يصطدم بحجر، كما هو مكتوب. إنها "كبرياء الحياة". لكن الرب الذي أخفى لاهوته في ضعف ناسوته أجاب بكلام آخر من الكتاب: "لا تجرب الرب إلهك".

8 - زمن الصوم الكبير هو زمن التغيير في العلاقات:

تغيير في العلاقة مع الذات بالصيام والإماتة كوسائل لترويض الإرادة والحواس. وتغيير في العلاقة مع الله بالصلاة والتوبة وتصحيح مجرى حياتنا، وعيش بنوتنا لله وحفظ كرامتها. وتغيير في العلاقة مع الناس بالتصدق وأعمال المحبة والرحمة تجاه الإخوة والأخوات في حاجاتهم، وبالمصالحة وطي صفحة الماضي مع من نحن على خلاف ونزاع معهم. ولنسع إلى إجراء المصالحات في العائلات والمجتمع. إننا بذلك نرمم الأخوة الشاملة.

جميع أناجيل آحاد زمن الصوم الكبير تنقل إلينا آيات التغيير في الأشياء والأشخاص الذي أجراه الرب يسوع. الماء يحوله خمرا فائق الجودة في عرس قانا الجليل؛ الأبرص يطهره؛ النازفة منذ اثنتي عشرة سنة يوقف نزيفها؛ المخلع يحييه من شلله؛ والأعمى يفتح له عينيه. كلها آيات علامات لتغيير أساسي هو تغيير الإنسان الخاطي المعبر عنه في مثل الابن الضال، الذي بعد ندامته وتوبته وعودته والإقرار بخطيئته عند أبيه، صالحه أبوه وقال عنه "كان ميتا فعاش وضالا فوجد". وكان الفرح والعيد.

في ختام الصوم الأربعيني ندخل أسبوع فصح المسيح، وهو سر موته وقيامته الذي يصبح سر فصحنا نحن، إذ نموت عن عتيقنا ونقوم لحياة جديدة بنعمة سري المصالحة والقربان.

ثالثا: توجيهات راعوية

9 - كتب قداسة البابا فرنسيس في رسالة الصوم لهذه السنة أن "زمن الصوم الكبير هو علامة الارتداد إلى الله بالتوبة والغفران. والصوم يدعو المسيحيين إلى تجسيد السر الفصحي واقعيا وعمليا في حياتهم الشخصية والعائلية والاجتماعية، وبخاصة بواسطة الصيام والصلاة والصدقة (عدد 3). هذه الثلاثة تشكل وحدة مترابطة ومتكاملة تصدر كلها من محبتنا لله.

1 - الصوم الكبير والقطاعة والصوم القرباني

10. بالصوم، وما يتصل به من قطاعة عن أكل اللحم والبياض، ومن إماتات، نكفر عما ارتكبنا من خطايا وزلات ونقائص وإهمال لواجب، ونتشبه بصوم يسوع ونشترك في آلامه من أجل فداء العالم، ونكتسب مناعة للإرادة والسيطرة على الذات؛ وننتصر على تجارب الشيطان وشهوات العالم.

يدوم الصوم الكبير سبعة أسابيع، استعدادا لعيد الفصح. يبدأ في اثنين الرماد، وينتهي يوم سبت النور ظهرا. ويقوم على الامتناع عن الطعام من منتصف الليل حتى الساعة الثانية عشرة ظهرا، وعلى القطاعة عن اللحوم والبياض (الحليب ومشتقاته والبيض).

يفسح من الصوم والقطاعة أيام السبوت والآحاد والأعياد التالية: الأربعين شهيدا (9آذار)، مار يوسف (19 آذار)، بشارة العذراء (25 آذار) وشفيع الرعية. أما طيلة أسبوع الآلام من الاثنين إلى سبت النور فيبقى الصوم والقطاعة إلزاميين.

يعفى من الصوم والقطاعة على وجه عام المرضى والعجزة الذين يفرض عليهم واقعهم الصحي تناول الطعام ليتقووا وخصوصا أولئك الذين يتناولون الأدوية المرتبطة بأمراضهم المزمنة والذين هم في أوضاع صحية خاصة ودقيقة، بالإضافة إلى المرضى الذين يخضعون للاستشفاء المؤقت أو الدوري. ومعلوم أن الأولاد يبدأون الصوم في السنة التي تلي قربانتهم الأولى، مع اعتبار أوضاعهم في أيام الدراسة.

هؤلاء المعفيون من شريعة الصوم والقطاعة مدعوون للاكتفاء بفطور قليل كاف لتناول الدواء. ونظرا لمقتضيات الحياة وتخفيفا عن كاهل المؤمنين والمؤمنات، تبقى شريعة القطاعة إلزامية، في الأسبوع الأول من الصوم الكبير، وفي أسبوع الآلام، على أن يعوض من لا يستطيع الالتزام بالقطاعة بأعمال خير ورحمة.

11 - وتمارس الكنيسة القطاعة في مناسبات أخرى، وقد حصرنا كلا منها بأسبوع بما لنا من سلطان. وهي الآتية:

قطاعة الرسولين بطرس وبولس والرسل الاثني عشر (من 21 إلى 28 حزيران)، وقطاعة انتقال السيدة العذراء (من 7 إلى 14 آب) ، وقطاعة الميلاد (من 17 إلى 24 كانون الأول).

أما قطاعة يوم الجمعة فتبقى على مدار السنة. يستثنى منها يوم جمعة أسبوع المرفع، وأيام الجمعة الواقعة بين عيدي الفصح والعنصرة، وبين عيدي الميلاد والدنح. وتستثنى أيام الجمعة التي تقع فيها الأعياد التالية: ختانة الطفل يسوع (أول كانون الثاني)، عيد مار أنطونيوس الكبير (17 كانون الثاني)، دخول المسيح إلى الهيكل (2 شباط)، عيد مار مارون (9 شباط)، عيد مار يوحنا مارون (2 آذار)، عيد الأربعين شهيدا (9 أذار) عيد مار يوسف (19 آذار)، عيد بشارة العذراء (25 آذار)، عيد القديسين الرسولين بطرس وبولس (29 حزيران)، عيد الرسل الإثني عشر(30 حزيران)، عيد التجلي (6 آب)، عيد إنتقال العذراء (15 آب)، عيد قطع رأس يوحنا المعمدان (29 آب)، عيد ميلاد العذراء (8 أيلول) عيد إرتفاع الصليب المقدس (14 أيلول)، عيد الحبل بسيدتنا مريم العذراء بلا دنس (8 كانون الأول)، عيد ميلاد الرب يسوع (25 كانون الأول)، عيد شفيع الرعية، عيد قلب يسوع.

12 - ويبقى التذكير بالصوم القرباني، وهو الإنقطاع عن الطعام إستعدادا لتناول القربان الأقدس خلال الذبيحة الإلهية، أقله ساعة قبل بدء القداس الإلهي. هذا بالإضافة إلى المحافظة على حالة النعمة والحشمة في اللباس والخشوع، واستحضار المسيح الرب الحاضر تحت شكلي الخبز والخمر.

2 - الصلاة والتوبة والرياضات الروحية

13 - زمن الصوم الكبير كمشاركة في سر برية يسوع، هو زمن قوي من السنة الطقسية، لأنه زمن العودة إلى الله بالصلاة الفردية والجماعية، في العائلة والرعية وعبر زيارات تقوية موجهة روحيا. والعودة إليه بالتوبة عبر سر المصالحة. فنطلب من كهنة الرعايا تنظيم أوقات إضافية والاستعانة بكهنة آخرين، لسماع اعتراف المؤمنين والمؤمنات، لكي يتمكن جميع أبناء رعاياهم وبناتها من الاحتفال بفصحيتهم.

وبما أن "المشاركة في سر برية يسوع" هي الخروج من ضجيج العالم وهموم الحياة اليومية، ينبغي إعطاء بعض الوقت لسماع كلام الله سواء بالقراءة والتامل الشخصي، أم بمتابعة البرامج الروحية التي تقدمها وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي.

أما الوسيلة الفضلى لعيش العودة إلى الله فهي الرياضات الروحية في الرعايا. إننا نشدد على واجب المحافظة على هذا التقليد الروحي وتعزيزه. فلا تقتصر الرياضة الروحية في زمن الصوم الكبير على عظة يوم الجمعة، ولا على يومين أو ثلاثة في الأسبوع. فالرياضة الأسبوعية تملأ من كلام الله المؤمنين الصائمين عن الخبز، وتوفر لهم إمكانية الاعتراف بخطاياهم بندامة واعية، ونيل الغفران من رحمة الله والمصالحة معه. إنهم ببمارسة سر التوبة ينالون النعمة التي تقدسهم وتعطيهم مناعة على مقاومة تجارب الشيطان، وقوة للانتصار. هذا الواجب يثقل ضمائرنا الكهنوتية.

3 - الصدقة وأعمال المحبة والرحمة

14 - بالصدقة، عبر أفعال المحبة والرحمة تجاه الإخوة المعوزين، نعبر عن صدق محبتنا لله التي نجاهر بها قولا، على ما جاء في رسالة يوحنا الرسول: "من كانت له خيرات العالم، ورأى أخاه محتاجا فأغلق قلبه عنه، فكيف تثبت محبة الله فيه؟ لا تكن محبتنا بالكلام أو باللسان بل بالعمل والحق" (1يو3: 17-18).

الصيام يساعدنا على الصدقة، لأنه يفتح قلبنا على من هم في العوز والحاجة، ويستحثنا على التشبه بالسامري الصالح الذي انحنى لمساعدة أخيه المتألم.

15 - لذا، ندعو إلى تنظيم خدمة المحبة والرحمة في الرعايا والأبرشيات. ولأن فضيلة التضامن الإنساني تقتضي منا جميعا مساعدة إخوتنا وأخواتنا في حاجاتهم، فإنا ندعو للمشاركة التضامنية في حملة كاريتاس لبنان السنوية (2 آذار-29 نيسان) عملا بقرار مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك الذي أقر إجراء هذه الحملة خلال الصوم الكبير، بحيث يقوم بها مندوبو كاريتاس في الرعايا وأمام الكنائس، وفي المدارس والجامعات والمؤسسات والبلديات، وعلى الطرقات. إنها مناسبة لكي يستطيع كل واحد منا، بحسب إمكانيته وما يجود به قلبه، تلبية دعوة الرب يسوع: "كنت جائعا فأطعمتموني، وعطشانا فسقيتموني، وعريانا فكسوتموني، وغريبا فآويتموني، ومريضا فزرتموني، ومسجونا فعدتموني" (متى 25: 35-36).

وإنا نعبر عن تقديرنا لكل مبادرات المحبة الفردية والجماعية، ولاسيما تلك التي تقوم بها المدارس والأخويات والمنظمات الرسولية وسواها. فالله الذي يرى كل هذا هو يعرف كيف يكافئ بفيض من نعمه وعطاياه.

الخاتمة

16 - في ختام هذه الرسالة، أرفع معكم الصلاة إلى الله، بشفاعة أمنا وسيدتنا مريم العذراء، وأبينا القديس مارون، كي يجعل من هذا الصوم المقدس زمنا مقبولا لديه، إذ نعيشه بمكوناته الثلاثة: الصيام والصلاة والصدقة. ونسأله تعالى نعمة العبور، مع فصح المسيح، إلى حياة جديدة نجدد بها علاقاتنا مع الله وذواتنا ومع إخوتتنا وأخواتنا المحتاجين وجميع الناس. هذا ما نسأله أيضا لأوطاننا: للبنان وبلدان الشرق الأوسط لينعموا بالاستقرار والسلام، ولبلدان الانتشار لتستمر في تقدمها وازدهارها. مع محبتي وصلاتي وبركتي الرسولية".

 

فضل الله يسلم مستنداته للمدعي العام المالي: لم نتّهم أحدًا ونريد حماية مال الشعب اللّبناني!

وكالات/28 شباط/19/زار النائب حسن فضل الله مبنى قصر العدل للقاء المدّعي العام المالي القاضي علي ابراهيم وتسليمه المستندات التي تحدث عنها في مجلس النواب حول الهدر في خزينة الدولة. وعقب اللّقاء، خرج فضل الله قائلاً: “قدّمت للقاضي ابراهيم ما لديّ من مستندات ووثائق على أمل أن يكشف القضاء كل الحقائق المرتبطة بهذا الموضوع”، مضيفًا: “سأنتظر القضاء ليقول لنا ماذا حصل في حسابات المالية؛ لماذا هذا التلاعب؟ لماذا هذه التغييرات في القيود؟ لماذا حصل كل ما حصل؟”. وقال: “المدّعي العام المالي أكّد لي أنّه سيذهب بالموضوع الى النّهاية”. وإذ أكّد فضل الله أنّ “هذا الإنجاز تحقّق لأن وزير المال الحالي هو من طلب أن تستكمل الحسابات الماليّة، رغم أن الفريق ذاته يعمل منذ العام 2010 والوزراء السابقين لم ينجزوا هذه الحسابات”، أوضح أن: “مطلبنا أن نصل الى الحقائق الكاملة لنحمي مال الشعب اللبناني لأنه من دون انتظام الحسابات المالية للدولة لا يمكن لنا أن نقرّ قطع حساب أو ننظم موازنة صحيحة وننطلق الى مرحلة جديدة على صعيد المال العام”. وشدّد فضل الله على أنّ “المرتكب يتحمّل بنفسه مسؤوليّة عمله”، موضحًا أنّ الموضوع مرتبط بالأشخاص ولا علاقة لأولاده أو أهله أو حزبه أو طائفته. وقال: “ليس العيب أن نلجأ الى القضاء، بل العيب هو أن نتهرّب منه ونأخذ كلّ ملف الى السياسة والطائفية والمذهبية”. وتابع قائلاً: “نحن لم نسمِّ أو نتّهم أحدًا لأنّنا لسنا جهة اتّهام. ومن يريد أن يبرّئ نفسه يجب أن يلجأ الى القضاء”.

 

 

 

/New A/E LCCC Postings for todayجديد موقعي الألكتروني ل 27 و 28 شباط/19

رابط الموقع

http://eliasbejjaninews.com

هل يُعقل أن يحارب حزب الله الفساد وهو الفساد بلحمه وشحمه؟

الياس بجاني/28 شباط/19

هل يعقل أن يتبرع الفاسد طوعاً إلى محاربة نفسه؟ بالطبع لا.. وألف مليون مرة لا!!

http://eliasbejjaninews.com/archives/72593/%D8%A7%D9%84%D9%8A%D8%A7%D8%B3-%D8%A8%D8%AC%D8%A7%D9%86%D9%8A-%D9%87%D9%84-%D9%8A%D8%B9%D9%82%D9%84-%D8%A3%D9%86-%D9%8A%D8%AD%D8%A7%D8%B1%D8%A8-%D8%AD%D8%B2%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87-%D8%A7/

 

التجمع من اجل السيادة: حزب الله هو المُدَّعى عليه الأول في الفساد!

28 شباط/19

http://eliasbejjaninews.com/archives/72586/%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%AC%D9%85%D8%B9-%D9%85%D9%86-%D8%A7%D8%AC%D9%84-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%8A%D8%A7%D8%AF%D8%A9-%D8%AD%D8%B2%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87-%D9%87%D9%88-%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%8F%D8%AF/

 

 

معاقل الانتفاضة الإيرانية … كابوس يرعب نظام الملالي/المجازر والإعدامات والأحكام الجائرة فشلت في إيقاف مسيرة الحرية

بون – نزار جاف/السياسة/28 شباط/19

 http://eliasbejjaninews.com/archives/72611/%D9%85%D8%B9%D8%A7%D9%82%D9%84-%D8%A7%D9%84%D8%A7%D9%86%D8%AA%D9%81%D8%A7%D8%B6%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D9%8A%D8%B1%D8%A7%D9%86%D9%8A%D8%A9-%D9%83%D8%A7%D8%A8%D9%88%D8%B3-%D9%8A%D8%B1%D8%B9/

 

البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي:  الزواج المدني عقد اجتماعي لا علاقة له بالاسرار المقدسة والإختياري طرح لشق المسيحيين وتفريق اللبنانيين

الخميس 28 شباط 2019

 http://eliasbejjaninews.com/archives/72614/%d8%a7%d9%84%d8%a8%d8%b7%d8%b1%d9%8a%d8%b1%d9%83-%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%a7%d8%b1%d9%88%d9%86%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d9%83%d8%a7%d8%b1%d8%af%d9%8a%d9%86%d8%a7%d9%84-%d9%85%d8%a7%d8%b1-%d8%a8%d8%b4%d8%a7/

 

 

 

 

Iran's Diligent Investment In Empire
البرتو م. فرنانديز/ميمري: الاستثمار الإيراني الدؤوب في الإمبراطورية
Alberto M. Fernandez/MEMRI/February 28/19

http://eliasbejjaninews.com/archives/72588/alberto-m-fernandez-memri-irans-diligent-investment-in-empire-%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%B1%D8%AA%D9%88-%D9%85-%D9%81%D8%B1%D9%86%D8%A7%D9%86%D8%AF%D9%8A%D8%B2-%D9%85%D9%8A%D9%85%D8%B1%D9%8A-%D8%A7/