المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكنديةLCCC/

نشرة الأخبار العربية ليوم 28 حزيران/2020

اعداد الياس بجاني

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/eliasnews19/arabic.june28.20.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

دَعَا يَسُوعُ تَلامِيْذَهُ الٱثْنَي عَشَر، فَأَعْطَاهُم سُلْطَانًا يَطْرُدُونَ بِهِ الأَرْوَاحَ النَّجِسَة، ويَشْفُونَ الشَّعْبَ مِنْ كُلِّ مَرَضٍ وكُلِّ عِلَّة

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياته

الياس بجاني/ضرورة استئصال سرطان حزب الله وكل الطفيليات الحزبية التي تحميه وهو يحمي فسادها

الياس بجاني/قرار منع السفيرة الأميركية من التصاريح الإعلامية هو مستنكر وغبي وتافه ومخالف للقوانين المحلية والدولية

الياس بجاني/التاريخ لن يرحم عون لجهة خطيئة تسليم لبنان لملالي إيراني ولحزبهم الإرهابي

الياس بجاني/أقفال أي مدرسة مسيحية في لبنان ومارونية تحديداً هو كفر وتخلي وخطيئة لا تغتفر

الياس بجاني/تغييب القرار 1559 عن لقاء بعبدا خيانة وطنية موصوفة

الياس بجاني/تيكت لإيران ودون رجعة لنصرالله وقاسم ولكل وكلاء إيران

الياس بجاني/سخافة وعقم المعارضة من داخل تيار عون-باسيل

الياس بجاني/سمير جعجع: باطنية وذمية وتلهي بالأعراض

 

عناوين الأخبار اللبنانية

قيادة الجيش نعت الرقيب الشهيد توفيق نعيم بو مارون

22 إصابة جديدة بكورونا... هكذا توزّعت مناطقياً

الخطة الامنية المرحلية لتطبيق ال١٥٥٩/د. وليد فارس

الخارجية الأميركية: اللبنانيون يصطفون لشراء الخبز و”حزب الله” منشغل بتنفيذ أجندة إيران

مشرعون أميركيون يدعون الاتحاد الأوروبي لتصنيف «حزب الله» منظمة إرهابية

الفرد رياشي: تركيب الملفات سيدمر ما تبقى...

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم السبت في 27/6/2020

أسرار الصحف الصادرة في بيروت صباح اليوم السبت 27 حزيران 2020

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

الحكومة اللبنانية تفقد السيطرة… ونقص الغذاء يُهدِّد بالانفجار

وزراء دياب هددوا بالاستقالة إذا لم يفضح المتلاعبين بالدولار... وجنبلاط: الرفاهية انتهت

مصادر في “الخارجية والمغتربين”: 40 في المئة من الشباب يرغبون في الهجرة من لبنان

عبدالصمد: الحكومة لم تكلف أحدا بالاعتذار باسمها من شيا وعلى السفارة الأميركية إعلان من اتصل

قرار قضائي ينذر بأزمة مع واشنطن… وحتّي يتحرك الاثنين!

القرار بإسكات السفراء الأجانب والإعلام.."جُنحة" قضائية بدافع سياسي

بيان صادر عن المؤسسة اللبنانية للإرسال انترناشونال يتناول هرطقة منع وسائل الإعلام من اجراء مقابلات مع السفيرة الأميركية

مهزلة قضائية: منع السفيرة الأميركية من الكلام والحكومة تعتذر!

الكتائب: قرار منع شيا من التصريحات الاعلامية سياسي وعلى مجلس القضاء الأعلى تصحيح الخطأ

النهار: الدولار المشتعل يقطع أوصال لبنان ويُنذر بتصعيد

لبنان غارق في الأزمات المعيشية وقرار قضائي يحظر استصراح سفيرة أميركا

تجدد قطع الطرقات والاحتجاجات على تدهور الوضع المعيشي في لبنان ومحلات تجارية تقفل أبوابها بسبب ارتفاع سعر صرف الدولار

بلاغُ بحثٍ وتحرٍّ بحقِّ نبيل الحلبي

لا بلاغ بحثٍ وتحرٍّ بحقِّ نبيل الحلبي… ودعوى ضد “موقع” لبثه الشائعات

بالترغيب والترهيب حزب الله يجند الشباب اللبناني

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

«فصائل إيران» تحذّر من فوضى... وترقب في بغداد و«العصائب» تطالب الكاظمي بـ«التغاضي» عن استهداف الأميركيين

صولة ليلية» للقوات العراقية ضد جماعات «الكاتيوشا» ومصادر أكدت استهداف فصيل «كتائب حزب الله» المرتبط بإيران

إبعاد 3 قوارب إيرانية دخلت المياه السعودية وحرس الحدود أكد عدم السماح بأي تجاوزات

ماذا يفعل خليفة قاسم سليماني في سوريا؟

المداهمات تكشف معملاً لصناعة الصواريخ

الجيش العراقي: سنفرض هيبة الدولة… وميليشيات إيران تتوعد الكاظمي

اعتقال 14 من "كتائب حزب الله" جميعهم عراقيون ضُبطوا وفي حوزتهم صواريخ مُعدَّة للإطلاق

تركيا تواصل انتهاكاتها وبغداد تطالبها بالتوقف عن قتل المدنيين

خلاف أميركي ـ روسي في مجلس الأمن حول «حراس الدين»

النواب الأميركي» يقرّ في جلسة تاريخية تحويل واشنطن إلى الولاية رقم 51

الجيش الأميركي يعترض طائرات روسية قبالة ألاسكا

تقرير: ترمب يعتزم سحب 4 آلاف من القوات الأميركية في أفغانستان

صحيفة: روسيا قدمت مكافآت لأفغان لقتل جنود أميركيين... وموسكو ترد

تركيا أمام «الخط الأحمر» المصري في معركة سرت

الخارجية الأميركية لـ «الشرق الأوسط»: من الضروري وقف النار فوراً... {أفريكوم}: التدخل الروسي يؤخر الحل

الجيش المصري يعلن إعدام المسماري منفذ هجوم الواحات

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

الى اللبنانيين.. الموازنة تعثرت ومصرف لبنان من يسدد رواتب القطاع العام/طوني بولس/صوت بيروت إنترناشونال

لبنان يحتضر: هو بحاجة إلى حفلة "عزالة كبرى"/د. توفيق هندي/اللواء

السيد علي الأمين "يسامح" من فبرك التهم...درسٌ فاشل من نظام بوليسيّ مأزوم!/نوال نصر/اللواء

لا شرق ولا غرب بل خروج من التاريخ/محمد علي مقلد/اللواء

هل "وقع الشرخ"... وحتى نهاية العهد؟!/جورج شاهين/الجمهورية

لا فيزا للبنان بلا صندوق النقد/راكيل عتيِّق/الجمهورية

زعماء بلا شعب/توفيق شومان

التهافت في الخطاب، جهلاً أم تجاهلاً؟/د. مصطفى علوش/الجمهورية

إن متنا ستموتون معنا/ربيع خضر طليس/خاص لبنان الجديد

أبو جورج الياس ابو غنام/الكولونيل شربل بركات

نقابة المهندسين تنتفض: لائحة 17 تشرين الموحدة ضد السلطة/وليد حسين/المدن

جنرال الخريف اللبناني.. سقوط العونيّة المدوّي مسيحيّاً/بدوان عبد النور/المدن

زعماء السياسة ومافيات قبضاياتهم: هنري فرعون وإميل الخوري/محمد أبي سمرا/المدن

دولة حوار الطرشان ولبنان الجائع!/راجح الخوري/الشرق الأوسط

كلام المعلّم... والسلطة البتراء/طوني فرنسيس/نداء الوطن

"حزب الله" يدير "دولتين" في اللادولة اللبنانية/رفيق خوري/نداء الوطن

"دولاب" دياب ورياح الاختلاف... على "خليفته"/ألان سركيس/نداء الوطن

أميركا تواجه حزب الله: "عودة" داعش والاغتيالات والقمصان السود؟!/منير الربيع/المدن

إيران... وصواريخ الألمنيوم المارقة/إميل أمين/الشرق الأوسط

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

بري عرض الأوضاع مع وزير الداخلية والتقى حمود وواجب قانصو

المشنوق عن قرار مازح: إسمه يعطي فكرة عن الحكم الذي أصدره

المستشار الديبلوماسي للحريري عن قرار مازح: مخالفة دستورية وخروج عن الأعراف وسابقة خطيرة

زغيب: قرار القاضي مازح سيادي ووطني ولا يفقهه إلا الأحرار

أهالي موقوفي احداث عبرا اعتصموا أمام مكتب السنيورة في الهلالية: لاقرار عفو عام لا يستثني أحدا

الدكاش عن لاسا: أعطينا التسوية أكثر من فرصة لكن يجب ألا يفهم ذلك استسلاما

سليمان بعد لقائه الراعي: تمنيت على البطريرك تشكيل مجموعة مستقلة لمعالجة الوضع

 

في أسفل تفاصيل النشرة الكاملة

الزوادة الإيمانية لليوم

دَعَا يَسُوعُ تَلامِيْذَهُ الٱثْنَي عَشَر، فَأَعْطَاهُم سُلْطَانًا يَطْرُدُونَ بِهِ الأَرْوَاحَ النَّجِسَة، ويَشْفُونَ الشَّعْبَ مِنْ كُلِّ مَرَضٍ وكُلِّ عِلَّة

إنجيل القدّيس متّى1من01حتى07/:”دَعَا يَسُوعُ تَلامِيْذَهُ الٱثْنَي عَشَر، فَأَعْطَاهُم سُلْطَانًا يَطْرُدُونَ بِهِ الأَرْوَاحَ النَّجِسَة، ويَشْفُونَ الشَّعْبَ مِنْ كُلِّ مَرَضٍ وكُلِّ عِلَّة. وهذِهِ أَسْمَاءُ الرُّسُلِ ٱلٱثْنَيْ عَشَر: أَلأَوَّلُ سِمْعَانُ الَّذي يُدْعَى بُطْرُس، وأَنْدرَاوُسُ أَخُوه، ويَعْقُوبُ بنُ زَبَدَى، ويُوحَنَّا أَخُوه، وفِيْلِبُّسُ وبَرْتُلْمَاوُس، وتُومَا ومَتَّى العَشَّار، ويَعْقُوبُ بنُ حَلْفَى وتَدَّاوُس، وسِمْعَانُ الغَيُورُ ويَهُوذَا الإِسْخَرْيُوطِيُّ الَّذي أَسْلَمَ يَسُوع. هؤُلاءِ الٱثْنَا عَشَرَ أَرْسَلَهُم يَسُوع، وقَدْ أَوْصَاهُم قَائِلاً: «لا تَسْلُكُوا طَرِيقًا إِلى الوَثَنِيِّين، ولا تَدْخُلُوا مَدِيْنَةً لِلسَّامِرِيِّين، بَلِ ٱذْهَبُوا بِالحَرِيِّ إِلى الخِرَافِ الضَّالَّةِ مِنْ بَيْتِ إِسْرَائِيل. وفِيمَا أَنْتُم ذَاهِبُون، نَادُوا قَائِلين: لَقَدِ ٱقْتَرَبَ مَلَكُوتُ السَّمَاوَات”.

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياته وتغريدات متفرقة

ضرورة استئصال سرطان حزب الله وكل الطفيليات الحزبية التي تحميه وهو يحمي فسادها

الياس بجاني/27 حزيران/2020

سرطان حزب الله إن لم يُستأصل مع الأصنام العونية والمعرابية والحريرية والجنبلاطية واليسارية والبعثية فسيدمر لبنان ويغتال ويهجر شعبه

 

قرار منع السفيرة الأميركية من التصاريح الإعلامية هو مستنكر وغبي وتافه ومخالف للقوانين المحلية والدولية

الياس بجاني/27 حزيران/2020

"أصدر قاضي الأمور المستعجلة في صور محمد مازح قراراً يمنع بموجبه السفيرة الأميركية لدى لبنان دوروثي شيا من التصاريح الإعلامية، كما يمنع أي وسيلة إعلامية لبنانية من أخذ تصريح لها في هذا الإطار".

قراءة هذا الخبر الإستفراغي والساذج والمتهور يبين أن المسمى زوراً وكفراً وتجديفاً حزب الله هو واقعياً مجموعة من العملاء الفرس الأغبياء الذين يتوهمون فعلاً أن بإمكانهم إسكات سفيرة أكبر وأقوى دولة في العالم ومنعها من تعرية وسخهم وإرهابهم وإجرامهم...وهم مجرد صراصير صغيرة وعاجزة في حين سيدهم جبان ويعيش في جحر تحت الأرض.

لا وألف لا لهذه الهرطقة الغبية اللاهية، ونعم لأميركا الحريات والديمقراطية والصديقة ونعم لكل مساعيها الخيرة لمساعدة لبنان وشعبه ليتحرر من الاحتلال الملالوي المذهبي الذي يريد قتل لبنان وكل ما هو لبناني وجر البلد إلى غياهب الجهل والفوضى وإلى عصور ما قبل الحجرية.

القرار لن ينفذ ولن يلتزم به أحد، بل سيزيد من تعرية إجرام حزب الله ومن غربة قياداته الأغبياء عن اللبنانيين.

يبقى أن لبنان بلد محتل ويتحكم بحكمه وحكامه المحتل الإيراني الإجرامي والإرهابي الموضوع في 57 دولة من دول العالم على قوائم الإرهاب.

هذا المحتل اللاهي لا يشبه لبنان ولا لبنان يشبهه وهو جسم غريب وسرطاني مدمر ولبنان لن يعرف لا السلام  والاستقرار قبل أن يتحرر من هيمنته وتفكيك دويلته ومصادرة سلاحه ومحاكمة قادته بتهم العمالة والخيانة والإجرام.

وننهي بالسؤال: أين هو الرئيس القوي؟ وهل هو فعلاً رئيس وقوي وحر القرار والضمير أم أنه مجرد خيال صحراء وأداة وتابع لحزب الله الذي فرضه رئيساً بالقوة والإرهاب؟؟

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الالكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

 

التاريخ لن يرحم عون لجهة خطيئة تسليم لبنان لملالي إيراني ولحزبهم الإرهابي

الياس بجاني/26 حزيران/2020

هل سأل عون كيف سيذكره التاريخ إن ذكره وهو سلم لبنان للإيراني وصحر الرئاسة وفي عهدة سرّقت ودائع الناس وضربت الميثاقية وجاع اللبناني

 

أقفال أي مدرسة مسيحية في لبنان ومارونية تحديداً هو كفر وتخلي وخطيئة لا تغتفر

الياس بجاني/25 حزيران/2020

اقفال مدرسة سانت ريتا في ضبية هو تخلي الكنيسة المارونية والرهبانيات عن الف باء رسالتهم. هذه خطيئة يا سيدنا ويا قيمين ع الرهبانيات

 

تغييب القرار 1559 عن لقاء بعبدا خيانة وطنية موصوفة

الياس بجاني/25 حزيران/2020

لقاء بعبدا مسرحي فاشل وملالوي ومثل 99% من الذين شاركوا فيه بوق وأداة لحزب الله ولإحتلاله. تغيبب القرار 1559 عن اللقاء خيانة وطنية

 

تيكت لإيران ودون رجعة لنصرالله وقاسم ولكل وكلاء إيران

الياس بجاني/25 حزيران/2020

مطلوب من رئيس الجمهورية إن كان لبنانياً ويحترم قسمه أن يستدعي نصرالله وقاسم وكل وكلاء إيران ويسلمهم تيكت سفر إلى طهران دون رجعة

 

سخافة وعقم المعارضة من داخل تيار عون-باسيل

الياس بجاني/25 حزيران/2020

*لا جدوى ولا نتيجة ولا فائدة من أي معارضة تنطلق من أي شركة حزب لبنانية لأن من يدخل هذه الأحزاب في الأصل يتم خصيه سيادياً وقراراً ورأياً حراً..

http://eliasbejjaninews.com/archives/87631/87631/

بين الحين والآخر تطل علينا جماعات ولادية لا تعرف غير ثقافة المصالح الخاصة والصنمية تدعي أنها معارضة من داخل تيار عون-باسيل، ومن ثم تحتفي لأن اساسها غلط ومصلحي..

من يومين كانت هناك مقالة لكلير شكر نشرتها نداء الوطن تعيد نفس الحكاية المملة والتافهة.(المقالة في أسفل)

باختصار أكثر من مفيد ما في شي عند جماعة عون-باسيل اسمه معارضة.. في حردانين موسميين ع خلفيات مصالح شخصية لا أكثر ولا أقل.

ويلي بصم من هؤلاء الأشاوس على عماها ع اتفاق ما مخايل المذل واللاسيادي، وراح ع سوريا عند الأسد، وهلل لحزب الله سنة 2006 ولغزوته لبيروت في 2008 لا يمكن أن يكون معارضة سيادية واستقلالية ووطنية.

هؤلاء النفعيين والمتلونين بألف لون وأن أرادوا أن يعارضوا فعلاً عليهم أن يتلوا أولاً فعل الندامة مليون مرة ويعلنون جهاراً معارضتهم لورقة التفاهم الملالوية مع حزب الله ، وإلا يروحوا يضبضبوا حالون وما إلون عازي.

يبقى أن لا جدوى ولا نتيجة ولا فائدة من أي معارضة تنطلق من أي شركة حزب لبنانية لأن من يدخل هذه الأحزاب في الأصل يتم خصيه سيادياً ووقراراً ورأياً حراً..

هودي عوسج والعوسج لا يثمر عنباً ولا تيناً.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الالكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

 

سمير جعجع: باطنية وذمية وتلهي بالأعراض

الياس بجاني/24 حزيران/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/87611/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%b3%d9%85%d9%8a%d8%b1-%d8%ac%d8%b9%d8%ac%d8%b9-%d8%a8%d8%a7%d8%b7%d9%86%d9%8a%d8%a9-%d9%88%d8%b0%d9%85%d9%8a%d8%a9-%d9%88%d8%aa%d9%84/

في مؤتمره الصحفي اليوم كرر سمير جعجع استكباره وتعاليه المرّضي الفاضح رافضاً إعلان توبته وتلاوة فعل الندامة على خطيئة اقترافه ورقة نواياه المسمة والمسممة والخبيثة مع ميشال عون ومع صهره ومن ثم انتخاب عون رئيساً طمعاً برزم أوهام الوراثة الرئاسية والشعبوية.

الرجل لم ولن يتغير لا اليوم ولا في أي يوم فهو في تركيبته السيكولوجية والنفسية غارق في شواذاته اللاسوية ويتوهم أنه أشطر وأذكى من كل البشر وبالتالي بإمكانه أن يدخل في أي صفقة أو اتفاق ومن ثم ينقلب عليه وقت يشاء.

وحتى الآن ما دخل في أي اتفاق أو صفقة إلا وكان فشله مدوياً والأمثلة بالمئات وفي مقدمها اتفاق الطائف ومسرحية دخوله السجن.

حتى الآن يتلهي جعجع بأعراض مرض الاحتلال الإيراني للبنان ولا يقاربه إلا سطحياً ودون أن يزعج المحتل أو يكدر خاطره، بل على العكس فإنه وزوجته النائبة ومعهما كثر من نوابهما ال 15 يتملقون الحزب ويداهنونه ويبدون باستمرار الاستعداد للتعاون معه على الأقل في محاربة الفساد كما يدعون باطلاً وتمويهاً ودجلاً ، وهم وكل اللبنانيين يعرفون جيداً أن حزب الله هو الفساد والإفساد بشحمها ولحمهما.

أليس سمير جعجع هو من فرط 14 آذار ورفع رايات نفاق الواقعية وعدم القدرة المحلية على مواجهة سلاح ودويلة وحروب وإرهاب حزب الله؟

أليس هو من عارض رفع شعارات ال 1559 مؤخراً؟

أليس هو من ادعى ومعه جورج العدوان أُبوة القانون الانتخابي الملالوي 100%؟

أليس هو من سوّق لكذبة فاضحة وسخيفة تقول بأن انتخاب عون كان صناعة لبنانية محلية؟

أليس هو من في ورقة نواياه الخبيثة مع عون أراد تقاسم المسيحيين حصصاً ومغانم؟

أليس هو من خوّن كل من عارض صفقته الخطيئة مع عون وحزب الله؟

أليس هو من أسقط دوري شمعون في انتخابات بلدية دير القمر حباً بالانتقام؟

أليس هو من حول ذكرى الشهداء السنوية إلى مهرجان مسرحي واستعراضي لشخصه “المعبود” ولأجندته السلطوية ولأحلامه الرئاسية؟

أليس هو من شيد يا يشبه المزار والصومعة في معراب مجسداً بهرطقة غرفة اعتقاله في وزارة الدفاع؟

أليس هو من صادر المقاومة اللبنانية وحولها إلى شركة يملكها وابعد المئات من المقاومين الحقيقيين؟

أليس هو من يخجل بملف أهلنا اللاجئين في إسرائيل إلى درجة أنه لم ينشر خبر وفاة الجنرال انطوان لحد عبر وسائل الإعلام التي يملكها ولا حتى عزى بموته أو نعاه؟

أليس هو وربعه من النواب ال 15 الذين يعتبرون أن قتلى حزب الله هم كشهداء القوات؟

وتطول القائمة وهي أن أردنا توثيق انحرافاته السيادية نحتاج إلى مجلدات.

اليوم وكما دائماً طالب جعجع برحيل السلطة أي عون وفريقه “واتركوا الباقي علينا”.

لنفترض أن غداً استقال عون واعتزل السياسة وهاجر باسيل مع ملاينه إلى كندا وتفكك تيار عون وفرط فهل يرتاح لبنان ويخلص ويعود إلى سيادته واستقلاله وبحبوحة ورغد العيش فيه وتعود أموال الناس المسروقة لهم؟

بالطبع لا لأن عون وباسيل هما مجرد أدوات يديرهما ويتحكم بهما المحتل…والمحتل هذا سيجد مئات من مثل خامة عون وباسيل وكثر من هؤلاء قدموا أوراق اعتمادهم له ومنهم جعجع نفسه.

من هنا فإن جعجع ومعه كل باقي الطبقة السياسية المارونية الحزبية تحديداً ليسوا مؤهلين للقيادة لأن أجنداتهم شخصية وسلطوية.. وهم كلهم من أول كلن يعني كلن.

باختصار أكثر من مفيد فإن المشكلة في لبنان هي الاحتلال الإيراني والحل هو بالمطالبة بتنفيذ القرارات الدولية الثلاثة 1559 و1701 و1680

والأهم جرأة تسمية المحتل باسمه ورفض الأمر الواقع الإحتلالي الذي يفرضه، والإمتناع كلياً الدخول معه في تسويات أو صفقات أكانت وزارية أو رئاسية وإلا فالج لا تعالج.

يبقى أن من يخجل بالجنرال لحد وبجيش لبنان الجنوبي وبملف أهلنا اللاجئين في إسرائيل لا هو بشيري ولا هو قوات ولا هو كتائب ولا هو حراس أرز ولا أحرار ولا هو حقيقة عرّف معنى المقاومة اللبنانية الحقيقة ولا هو يحترم دماء الشهداء..هكذا مخلوق هو مارق وأسخريوتي.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الالكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

قيادة الجيش نعت الرقيب الشهيد توفيق نعيم بو مارون

وطنية/27 حزيران/2020

نعت قيادة الجيش- مديرية التوجيه، الرقيب توفيق نعيم بو مارون الذي استشهد أمس في محلة معصريتي- طريق رشميا، نتيجة تعرضه لحادث سير أثناء قيامه بواجبه العسكري.

ووزعت النبذة الآتية عن حياته:

– من مواليد 10/11 /1990 روميه- المتن- محافظة جبل لبنان.

– تطوع في الجيش اعتبارا من تاريخ 8/4/2010.

حائز تنويه العماد قائد الجيش 3 مرات وتهنئته 5 مرات، تهنئة مدير المخابرات 3 مرات، تهنئة رئيس فرع مخابرات جبل لبنان مرة واحدة، وتهنئة وزير الداخلية والبلديات مرة واحدة.

– الوضع العائلي: عازب.

وأعلنت أن جثمانه ينقل غدا عند الساعة 9.30 من المستشفى العسكري المركزي، إلى منزله الكائن في بلدة مزرعة النهر- قضاء عاليه، ومن ثم ينقل إلى كنيسة قلب يسوع في محلة البيرة- قضاء الشوف، حيث يقام المأتم عند الساعة الرابعة من بعد ظهر غد، ويوارى في الثرى في مدافن العائلة في البلدة المذكورة.

تقبل التعازي بتاريخ 29/6/2020 في منزل والد الفقيد الكائن في بلدة مزرعة النهر- قضاء عاليه

 

22 إصابة جديدة بكورونا... هكذا توزّعت مناطقياً

وكالات/27 حزيران 2020

أعلنت وزارة الصحة العامة تسجيل 22 إصابة جديدة بفيروس كورونا، وقد توزعت مناطقياً على الشكل الآتي:

تلة الخياط: 1

الغبيري: 10

تحويطة الغدير: 2

برج البراجنة: 3

الأوزاعي: 1

الفنار: 1

رومية: 1

العقبة - زغرتا: 1

جويا: 1

صور: 1

 

الخطة الامنية المرحلية لتطبيق ال١٥٥٩

د. وليد فارس/28 حزيران/2020

هذه خارطة لمشروع خطة امنية، كمرحلة اولى من تنفيذ القرار١٥٥٩ عبر اقامة منطقة منزوعة الاسلحة الحربية وممنوعة على كل الميليشيات في لبنان. تقدمنا بها الى الادارة الاميركية والحكومة الفرنسية، ومجلس الامن في ٢٠٠٥ بعد الانسحاب السوري في نيسان.

وتقضي الخطة باقامة منطقتين في لبنان، الاولى تحت القرار ١٥٥٩ وتحت الفصل السابع وتحت حماية الجيش اللبناني، والثانية يستمر فيها حزب الله مسلحاً حتى ايجاد الحل النهائي ومع تواجد للجيش اللبناني وقوات الامم المتحدة.

الخطة المرحلية كما وضعت كانت لتستمر لثلاثة سنوات حتى يتم تجريد الميليشيات من سلاحها. الا ان الحزب ضرب الحكومة اللبنانية في ايار ٢٠٠٨ وانتهى الموضوع. وبقيت الخارطة والخطة الامنية التي لا مفر منها، عاجلا او آجلاً.

 

الخارجية الأميركية: اللبنانيون يصطفون لشراء الخبز و”حزب الله” منشغل بتنفيذ أجندة إيران

صوت بيروت إنترناشونال/28 حزيران/2020

أشارت وزارة الخارجية الأميركية إلى أن: “اللبنانيون يصطفون بطوابير لشراء الخبز وحزب الله منشغل بتنفيذ أجندة إيران”. وأوضحت الخارجية الأميركية أنه “لم يتم إخطار السفارة في لبنان بأي قرار قضائي لمنع سفيرتنا دوروثي شيا من التحدث للإعلام ​​​​​​”.وكان قد أصدر قاضي الامور المستعجلة في صور محمد مازح، قراراً يمنع بموجبه السفيرة الاميركية لدى لبنان دوروثي شيا من التصاريح الإعلامية، كما و يمنع القرار اي وسيلة إعلامية لبنانية من أخذ تصريح لها.

 

مشرعون أميركيون يدعون الاتحاد الأوروبي لتصنيف «حزب الله» منظمة إرهابية

واشنطن: «الشرق الأوسط/27 حزيران/2020

وجه نواب أميركيون من الحزبين (الديمقراطي والجمهوري) في مجلسي النواب والشيوخ، أمس الجمعة، دعوة للاتحاد الأوروبي لتسمية «حزب الله» اللبناني «كله» منظمة إرهابية، وحظر أنشطته في القارة. وفي رسالة للاتحاد، حث المشرعون الأميركيون على تبني التصنيف الإرهابي للذراع السياسي لـ«حزب الله» إضافة إلى جناحه العسكري، حسب ما نقلته وسائل إعلام أميركية. وكتب المشرعون: «الولايات المتحدة لا تزال ملتزمة بمكافحة الإرهاب العالمي وعوامل تمكينه... ونحن نشجع حلفاءنا وشركاءنا على الانضمام إلى هذا الجهد». وأضافوا: «للبناء على هذه الجهود، نحث الاتحاد الأوروبي بقوة على توصيف (حزب الله) بأكمله منظمة إرهابية». وصنف الاتحاد الأوروبي في عام 2013 الجناح العسكري لـ«حزب الله» منظمة إرهابية ولكنه سمح بأنشطة ذراعه السياسي. وفي أبريل (نيسان)، أصبحت ألمانيا أحدث دولة تطبق التصنيف الإرهابي على الذراع السياسي لـ«حزب الله»، بالإضافة إلى جناحها العسكري، حيث انضمت إلى دول مثل الولايات المتحدة وكندا والمملكة المتحدة، وكذلك دول في أميركا الجنوبية مثل باراغواي والأرجنتين.ويرى المشرعون الأميركيون أن السماح باستمرار الأنشطة السياسية لـ«حزب الله» المدعوم من إيران يسمح للمنظمة بجمع المال وتمويل الأنشطة الإرهابية. وكتبوا: «لسوء الحظ، استخدم (حزب الله) أوروبا بشكل متزايد كمنصة إطلاق لأنشطته الإجرامية والإرهابية، بما في ذلك غسل الأموال وتهريب المخدرات والتجنيد والتدريب». وتابعوا: «أنتجت أنشطة جمع الأموال والأنشطة التجارية غير المشروعة لـ(حزب الله) عائدات سنوية إضافية تستخدمها المنظمة لدعم إرهابها العالمي».

 

الفرد رياشي: تركيب الملفات سيدمر ما تبقى...

ال بي سي27 حزيران/2020

شجب الأمين العام للمؤتمر الدائم للفدرالية الفرد رياشي ما يجري من محولات لفبركة الملفات بحق المناضلين السياسيين من أمثال المحامي نبيل الحلبي هو أمر مستنكر ورخيص كما لتسريب الاخبار والتي تعد مهزلة قانونية مما سيؤدي لضرب ما تبقى من صورة ومصداقية مؤسسات الدولة اللبنانية من قبل المجتمع الدولي". وأضاف: "نسأل؟ اين القضاء الذي لم يستدعي اي مسؤول عن هؤلاء الذين اعتدوا بالامس القريب بقوة السلاح على المواطنين العزل مهددين السلم الأهلي بشعاراتهم الطائفية ؟! لذلك، ندعو إلى التوقف فوراً عن هكذا مهاترات قانونية والمبنية على خلفيات محض سياسية لن تعود بالفائدة على أحد والتي سيكون ثمنها باهظ جداً".

 

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم السبت في 27/6/2020

وطنية/السبت 27 حزيران 2020

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

ضغط على الأفران وطوابير من المواطنين تطلب الرغيف، فيما أسعار السلع والمواد الغذائية تحلق دون حسيب أو رقيب، والمنصة الإلكترونية تسعر الدولار بثلاثة آلاف وتسعمائة ليرة، غير أنه بسبعة آلاف وأكثر في السوق السوداء.

وعلى وقع مناورات الاحتلال الاسرائيلي عسكريا خلف الخط الأزرق، وعلى مدى أسبوع، أعربت فرنسا عن قلقها من مجمل الوضع اللبناني، وأجرت محادثات مع الولايات المتحدة الأميركية لإعادة الإستقرار إلى لبنان، غير أن أي تفاهم لم يحصل.

وبينما تتواصل المشاورات اللبنانية مع صندوق النقد الدولي، تبقى مسألة الإصلاحات متحكمة بالنتائج.

كل هذا يحصل في لبنان، لكن ما حصل من خبر كبير يعرض العلاقات اللبنانية- الأميركية، هو قرار لقاض اندفع ليدافع عن بلده لكنه ضرب الحريات والعلاقات الديبلوماسية.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أن بي أن"

الطرقات سالكة اليوم، ولاسيما طريق الجنوب، بقوة قرار حازم للجيش اللبناني، لكن الطريق الاقتصادي والمالي والمعيشي على درجة عالية من التعثر، وربما يكون الآتي أعظم فيرقى إلى مرتبة الخوف على الأمن الغذائي للبنانيين.

وليس أدل على هذا من كلام وليد جنبلاط أمام مشايخ دروز: حياة الرفاهية انتهت، سنعود إلى أيام أجدادنا، الحياة ستكون قاسية، الليرة ما في شي بيهديها، الكهرباء ستنقطع وكذلك المازوت..

تدحرج كرة الأزمة، ولاسيما في شقها الاقتصادي والمالي والمعيشي، يتسارع بقوة دفع من دولار متفلت، فهل تلجم اندفاعته منصة تسعير إلكترونية يشرف عليها مصرف لبنان؟، وهل تنجح تجربة توسيع سلة المواد الأساسية المدعومة في الامتحان اعتبارا من الأسبوع المقبل؟، وخصوصا بعدما دفعت الأزمة محلات تجارية واستهلاكية وصيدليات إلى إقفال أبوابها والحبل على الجرار؟.

الأفران هي الأخرى لم تكن على أحسن حال، فبعضها أقفلت أبوابها، وبعضها الآخر امتنعت عن تسليم الخبز إلى المحلات، فتهافت المواطنون لشرائه وقد ارتفع سعره لدى كثيرين.

على إيقاع هذه المواجع، تكثفت رسائل الضغط الأميركية على لبنان، وخصوصا عبر إطلالات متكررة للسفيرة دوروثي شيا، الأمر الذي دفع قاضي الأمور المستعجلة في صور محمد مازح، إلى إصدار قرار يمنع بموجبه السفيرة الأميركية من الإدلاء بتصريحات إعلامية، ومنع أي وسيلة إعلامية لبنانية من أخذ تصريح لها في هذا الإطار.

ولاحقا كسرت السفيرة الأميركية القرار القضائي بحقها، عبر قناة MTV، حيث كشفت أنها تلقت اعتذارا من الحكومة اللبنانية عن قرار القاضي مازح.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المنار"

إنها الحرب الأميركية على اللبنانيين، وإن حاولت الناطقة باسمها دوروثي شيا تبريرها كل يوم باطلالات غير ديبلوماسية.

حرب التجويع والإفقار واستعادة طوابير الناس أمام البنوك ومحطات المحروقات والأفران، ثم تتباهى المندوبة السامية الأميركية بأن بلادها تدعم اللبنانيين بحفنة من الدولارات، فيما اثبتت التحقيقات أنها صادقة بعض الشيء، فدعمها المباشر أو عبر حلفائها لبعض الجماعات، تمثل بشبكات التخريب وتفتيت للبلاد والنفخ في أبواق الفتنة إلى حد الانفلات، وما كشفه وزير الداخلية محمد فهمي ل"المنار" عن شبكات أثبت تمويلها من أجهزة استخباراتية خارجية، هي ضمن السياق ذاته.

وللذين لا يفهمون من شيا إلا ادعاءها المساعدة للبنان، فهل الدولارات التي تعطيها لحلفاء لها سرقوها أو أهدروها، تقاس مع تلك التي تعطيها للاسرائيليين لقتل اللبنانيين والفلسطينيين بالسلاح والمال الأميركيين؟.

وإن كانت تدعي المساعدة، فلما ترفض بلادها المساهمة بحل أزمة الكهرباء أو النقل أو الأنفاق أو النفايات، بل وتمنع عن اللبنانيين أي مساعدة أو مقترح حل من دول أخرى؟، ولما هذه الاستفاقة اليومية للدفاع عن صورة بلادها، كلما مشى اللبنانييون خطوة جدية للحل من خارج الدائرة الأميركية؟.

وللأمانة فإن لشيا حلفاء مخلصون إن بالهدف أو النتيجة التي تريدها، قاصدون كانوا أم غير قاصدين، يعملون إلى تجويع شعبهم واستغلال وجعه وضعفه وضيق حاله، فأصابوه اليوم برغيف الخبز. تجار وأصحاب أفران ومرابون، لم يبدوا استعدادا لتحمل بعض النقص في الأرباح، حتما لا بالأصول، إلى أن يخرج البلد وأهله من عنق الزجاجة.

فطوابير الإذلال حطت اليوم أمام الأفران التي رفض أصحابها تسليم الخبز للموزعين، وحصروا بيعها في صالات عرضهم، ما عرض البلاد لخضة جديدة، سارع معها رئيس الحكومة إلى الإيعاز لوزير الاقتصاد والمدير العام للأمن العام بالتحرك للحفاظ على ما تبقى من الأمن المعيشي للمواطن. فحمى الله لبنان من بعض أهله، كما من حلفائه الأعداء.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أو تي في"

يا ليت تهافت بعض السياسيين اللبنانيين على إدانة قرار قاضي الأمور المستعجلة في صور، كان تهافتا على إيجاد الحلول للأزمات الكبيرة التي تعصف بالبلاد جراء أفعالهم هم، على مدى ثلاثين سنة على الأقل، أي منذ رسا التفاهم الإقليمي والدولي على وضع لبنان تحت الوصاية، وتسليم الحكم فيه إلى منظومة محورها أمراء الحرب وممولوهم، وعلى هامشها باحثون عن أدوار وأضواء، ورجال مال وأعمال، وإعلاميون، فضلا عن فاعلين على مواقع التواصل، وفق الرائج اليوم.يا ليت تهافت كل هؤلاء على إدانة قرار قضائي، الموقف الرسمي منه معروف وجوهره التزام بالمعاهدات الدولية، يا ليته كان تهافتا على دعم الإصلاح، وتأييد محاربة الفساد، إلى جانب توحيد الموقف الوطني، حكما ومعارضة، لمواجهة المأساة. القرار القضائي فاجأ الجميع. صحيح. أما رد فعل البعض، فلم يفاجئ أحدا، فأصحابه سارعوا إلى تحويل قضية، تؤكد معلومات الـ OTV أنها عولجت ضمن الأطر المناسبة، وبناء على تأكيد التزام لبنان معاهدة فيينا التي أقرت عام 1961، سارعوا إلى تحويلها عنوانا من عناوين تجارتهم السياسية، فأغرقوا مواقع التواصل ووسائل الإعلام بالتصريحات المستنكرة والتغريدات المستهجنة، فيما لا يسمع لهم صوت عادة، ازاء التعرض لمكون لبناني أساسي، وللتدخل في شؤون لبنان الداخلية.

مشكلة لبنان، أيها اللبنانيون، هي في أداء بعض الداخل، قبل تدخلات معظم الخارج. فبعض الداخل هو من يشارك في الفساد ويغطيه ويحمي أركانه. وبعض الداخل هو من يستجلب التدخلات الخارجية من كل حدب وصوب، وبعض الداخل هو من جعل لبنان رهن إشارة صندوق من هنا، أو مساعدة دولية من هناك، مترقبا تصريح سفير، أو كلام وزير خارجية، لمحاولة استشفاف المصير. أيها اللبنانيون، مرة أخرى، لا تضيعوا البوصلة. فمن أوصل البلاد إلى ما هي فيه معروف: من تنصلهم ومن ارتكاباتهم تعرفونهم واحدا واحدا، بالاسم والتاريخ وسجل الارتكابات. في لبنان أزمة متعددة الرؤوس، وكل رأس من رؤوسها متعدد الفروع. أما الحل، فواحد، فالمدخل إليه محدد، لمن يهمه الأمر. الحل يبدأ بالتمييز بين سوق عكاظ بعض السياسيين، والسوق السوداء التي خربت البلاد في موضوع الدولار وغير الدولار. وإذا كانت آخر تجليات سوق العكاظ السياسي، التسابق على هجاء القرار القضائي المفاجئ، فتجليات السوق السوداء يومية، آخر تداعياتها اليوم أزمة متجددة حول سعر الرغيف، وقبلها ومعها وبعدها، عشرات الأزمات المتوالدة، التي تتطلب أكثر من هجاء واستنكار واستهجان من المسؤولين المباشرين، وصمتا مطبقا على الأقل، إن لم تكن المحاسبة متاحة راهنا، من قبل مرتكبيها المجرمين المعروفين.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أم تي في"

هل تحول لبنان جمهورية العجائب والغرائب؟، وهل أصبحنا نعيش في دولة يحكمها قانون الغاب، ويتحكم في بعض قراراتها القضائية جهلة بالقانون؟. للوهلة الاولى قد يبدو السؤالان قاسيين، لكنهما بعد القرار القضائي الذي أصدره قاضي الأمور المستعجلة في صور محمد مازح، يصبحان مبررين. فمازح تنطح وتدخل بما لا يعنيه، فمنع أي وسيلة إعلامية لبنانية من إجراء أي مقابلة مع السفيرة الأميركية ولمدة سنة كاملة. فمن أعطى الحق لمازح أن يتدخل في شأن سياسي- ديبلوماسي بين الدول؟، ألا يدرك هذا "العالم بالقانون" أنه بذلك يخرق اتفاقية فيينا التي منحت البعثات الديبلوماسية حقوقا لتمكين الديبلوماسيين من اداء وظيفتهم بلا خوف أو إكراه أو مضايقات؟، وألا يدرك هذا "المرجع القانوني" أيضا أن المعاهدات أسمى وأقوى من القانون الذي يستند إليه، زورا وبهتانا، لمعاقبة السفيرة الاميركية؟، فمن نصب قاضي الأمور المستعجلة وزير خارجية ووزير داخلية ووزير إعلام في آن معا؟، وكيف سمح مازح لنفسه أن يرفع لواء الأحكام العرفية على الإعلام؟. وهل، بعرف مازح، أصبح القاضي، شرطيا على الصحافة وميزان العدالة سيفا مصلتا على الصحافيين؟. لا يا "ريس" مازح. إن ما قمت به لا يصدق. ومع أننا نحترم القضاء، ومع أننا كنا وسنبقى تحت سقف القانون، فإننا نقول لك بكل صراحة ووضوح: ال "أم تي في" لن تنفذ حكمك، لأنه، وببساطة، مخالف للقانون. لذلك كنا أول من كسر قرارك، وأول من استصرح السفيرة الأميركية بعد حكمك المستهجن. إن زمن الأحكام العرفية ولى، والدولة القمعية البوليسية، التي تحلم، أنت وأمثالك، بعودتها لن تعود. كما أن الأجواء الحزبية المعروفة التي تستلهم منها قراراتك وأحكامك، لا تعبر لا عن مزاج الشعب اللبناني، ولا عن تطلعاته. نحن شعب يعشق الحرية ويحترم القانون الدولي، ولم يترب على الفكر الشمولي. لذلك وللمرة الثانية، نقول لك: لن ننفذ حكمك فافعل ما شئت، وسنطعن به كل يوم وكل ساعة أمام محكمة الرأي العام. يبقى سؤال أخير: هل عندما أصدرت حكمك التاريخي المستعجل، كنت تستلهم حقا الشعب اللبناني لتصدر حكما باسمه، أم تستلهم مراجع حزبية لا تؤمن لا بمرجعية الدولة ولا بقدسية القانون والدستور؟. "ريس مازح" مزحتك اليوم جاءت ثقيلة، فلم تضحك الناس بل أبكتها على العدالة في لبنان. فاعترف بخطأك، وتراجع عما فعلت، حفاظا على ما تبقى من هيبة وقدسية للقضاء في لبنان.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أل بي سي آي"

نحن فعلا في زمن تاريخي، سواء بأحداثه أم بأسمائه أم بقراراته. وحين نكون في زمن تاريخي، فالأسماء تصبح تاريخية والأحداث تصبح تاريخية. اليوم ثلاثة أسماء دخلت التاريخ: الإسم الأول: السيدة فاتن علي قصير، الإسم الثاني: القاضي محمد مازح، الإسم الثالث: دوروثي شيا.

السيدة فاتن علي قصير لأنها تقدمت باستدعاء عبر البريد الإلكتروني لمحكمة صور للقضايا المستعجلة. القاضي محمد مازح لأنه قرر البت بالإستدعاء، على رغم أنه ورد يوم عطلة رسمية، لكن بالنظر إلى خطورة الموضوع، قرر البت فيه. وفي تعليل القرار أن حديث السفيرة شكل تعديا على حقوق المستدعية، السيدة فاتن علي قصير. الإسم الثالث الذي دخل التاريخ هو السفيرة الأميركية دوروثي شيا، لأن القرار طاولها وقضى بإلزامها بالامتناع عن الأحاديث المسيئة للشعب اللبناني، ومنع أي وسيلة إعلامية من إجراء أي مقابلة معها لمدة سنة.هنا نفتح مزدوجين لنسأل: من هي السيدة فاتن علي قصير التي تقدمت بالاستدعاء عبر البريد الإلكتروني لمحكمة صور؟. إذا كان اليوم هو عطلة رسمية، فما هو وجه الخطورة الذي دفع القاضي إلى البت بالموضوع في يوم عطلة رسمية؟، كيف يتم تحديد "الأحاديث المسيئة للشعب اللبناني"؟، ومن يحددها؟، وما هي المعايير؟، هل يكفي أن تعتبرها السيدة فاتن علي قصير مسيئة لتصبح مسيئة؟، لماذا منع إجراء أي مقابلة مع السفيرة هو لمدة سنة فقط؟، لماذا ليس أكثر أو أقل؟. أبعد من هذا القرار التاريخي واستهدافاته التاريخية، هل يدخل اتخاذ موقف من تصريح السفيرة الأميركية من ضمن صلاحيات قضاء العجلة؟. هل في تاريخ القضاء اللبناني، المستعجل منه والبطيء، أي قرار مشابه؟، هل القرار ينحصر بالسفيرة الأميركية أم بكل السلك الديبلوماسي العامل في لبنان؟. هل يكفي أن ترسل مواطنة لبنانية رسالة بالبريد الالكتروني إلى أي محكمة، حتى في يوم عطلة رسمية، ليتحرك القضاء؟. إذا كان الأمر كذلك، فيا حضرة قضاء العجلة "لحق على رسائل إلكترونية من يوم ورايح"؟. هل القرار تجاوز لصلاحيات وزارة الخارجية: باستدعاء السفيرة، بتوجيه احتجاج لها، بطردها؟. كلمة "هزلت" لم تعد تكفي. هل نحن في بلد؟، هل نحن في دولة قانون؟. إسمحوا لنا: هذا ليس بلدا، هذه ليست دولة قانون! أزعجكم تصريح لسفيرة؟، هناك طرق مراجعة: يستدعيها وزير الخارجية، يوجه لها احتجاجا، يطردها، يطالب دولتها بتعيين سفير أو سفيرة بديلا منها، أما أن يمنعها من الكلام، ويحدد لها مدة المنع، فما هو المصطلح الذي ينطبق على هذا التصرف؟، هل تكفي كلمة هرطقة؟.

وليكتمل "النقل بالزعرور"، يتضمن القرار منع أي وسيلة إعلامية من إجراء أي مقابلة مع السفيرة تحت طائلة وقف الوسيلة عن العمل وإلزامها دفع غرامة مالية، وبالدولار الأميركي، ولم يعرف على أي سعر: سعر مصرف لبنان أو سعر المنصة أو سعر الصيارفة أو سعر السوق السوداء؟.

ده الشعب اللبناني؟.فعلا هزلت، لكن هذا القرار لن يمر، لا قضائيا ولا إعلاميا، والمطلوب أوسع حملة استنكار للإستخفاف بالعقول واستنباط قرارات غب الطلب. طليعة الإستنكارات جاءت من "المؤسسة اللبنانية للارسال انترناشيونال" التي رأت أن قرار القاضي تدخلا في قدسية وحرية العمل الاعلامي التي يصونها الدستور اللبناني والقوانين المرعية الإجراء، وترى فيه أيضا قرارا غير ملزم وغير نافذ، وبالتالي ستتقدم بطعن بوجهه، أمام السلطات القضائية المختصة. فلا قضاء العجلة ولا القضاء البطيء قادر على المس بالحريات الإعلامية، وإذا كانت هناك تصفية حسابات سياسية، وارتضى بعض القضاء أن يكون جزءا منها، فإن الحريات الإعلامية ليست جزءا من هذه التصفيات ولا هي مكسر عصا: هذا القرار، قرار القاضي مازح، مسيئ للبنان، لحرية اعلامه، لقضائه، لصورته لدى المجتمع الدولي، ولعلاقته مع الدول، #الحرية_الاعلامية... إما أن تكون وإما... أن تكون.

ومنذ بعض الوقت غردت السفارة الأميركية في لبنان فكتبت: نحن نؤمن بشدة بحرية التعبير والدور الهام الذي تلعبه وسائل الإعلام الحرة في الولايات المتحدة ولبنان. نقف مع الشعب اللبناني.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "الجديد"

... والسفيرة قبل الخبز أحيانا. فبعدما كان الحدث مغلفا بأكياس طحين وبطوابير الناس أمام المخابز، أصبح داخل فرن أميركي، وذلك عقب قرار من قاضي الأمور المستعجلة سجل سابقة من نوعها في منع السفيرة دوروثي شيا من التصريح مدة عام كامل. لكن السابقة الأخطر، تلك التي شملت وسائل الإعلام اللبنانية والأجنبية العاملة على أراضينا، وحظرت عليها إجراء أي حديث أو مقابلة مع السفيرة الاميركية مدة سنة، تحت طائلة وقف الوسيلة الإعلامية المخالفة عن العمل مدة مماثلة، وتغريمها مائتي ألف دولار أميركي.

في قراره استند القاضي محمد مازح إلى استدعاء مقدم بتاريخ اليوم من سيدة لبنانية شاهدت مقابلة للسفيرة شيا على قناة "الحدث العربية"، وأدلت فيها بتصريحات مسيئة إلى الشعب اللبناني ومثيرة للفتن والعصبيات، ومن شأنها تأجيج الصراعات المذهبية، وتشكل خطرا على السلم الأهلي. وفي حيثيات اتخاذه القرار في يوم عطلة قضائية، برر مازح أن منصب السفير كائنا من كان لا يعطيه الحق وفق أحكام المعاهدات الدولية واتفاقية فيينا، في إثارة النعرات الطائفية.

ولحظ القرار أن شيا تناولت أحد الأحزاب اللبنانية التي لها تمثيل نيابي ووزاري وقاعدة شعبية لا يستهان بها، وحملته مسؤولية ما وصلت إليه الأوضاع في لبنان. ورأى مازح أن كلام شيا جاء ليسيء إلى مشاعر كثير من اللبنانيين، وليساهم في تأليبهم بعضهم على بعض وعلى الحزب المذكور.

كل ذلك قد يشكل سردا له خارج القانون أو داخله، لكن ما يعني الإعلام منه أن الحظر قد شمله بطرق عشوائية خطرة ومكلفة، وتأتي تحت الفصل السابع والتهديد بالإقفال ودفع الغرامات وبالدولار الأميركي، وهذا ما لا يمكن أن توافق عليه أي وسيلة إعلامية، لا بل عليها السير عكسه وكسر محرماته، لأننا إذا وافقنا اليوم على حظر مقابلة سفيرة من أي بلاد كانت، فسوف نضطر إلى الموافقة غدا على إجراء مماثل يرتب على الإعلام أن يبيع أخباره بالمزاد العلني وسوق النخاسة.

هي خطوة قضائية بقدر ما كانت مستعجلة جاءت متهورة، وأخذت في طريقها مؤسسات وإعلاميين وصحافة لم تعمل يوما بموجب قانون سيدة جلست خلف الشاشة ولم ترقها مقابلة تلفزيونية فقررت الادعاء العاجل. فالإعلام جسم حر له مرجعياته القانونية ويحتكم إلى قانون المطبوعات وقانون المرئي والمسموع، ولا يبطله قرار عجلة، وللقاضي المعني أن "يمازح" أحدا آخر حتى السفيرة الأميركية ضمنا. لكن الإعلام هنا ليس ضمنا ولا هو من الحواشي، وإذا كان سيربي السفراء بقرار من نوع العقوبات، فكان له أن يفعل ذلك خارج الحدود الإعلامية لا عبر سطورها.

أما فيما خص متن الشكوى، فلها من يدافع عنها بجهاز الدولة برمتها، إذ إن رئاسة الحكومة اعتذرت ووزارة الخارجية اعترضت ووزيرة الاعلام أكدت أنه لا يحق لأحد منع الإعلام من نقل الخبر ولا الحد من الحرية الإعلامية. ولم يبق سياسي لبناني سابق وحالي، مقيم أو مغترب، إلا وسجل موقفا استلحق فيه الإدانة. وجرى ضخ سيل من المواقف أظهرت أن السفيرة "عزيزة" على قلوب شريحة كبيرة من الزعماء والسياسين، لاسيما أولئك الذين أرادوا تسجيل نقطة أخرى سوداء في سجل حكومة حسان دياب.

وخارقة العقوبات عليها، وتحديا لقرار القاضي الصادر بحقها، كسرت السفيرة الأميركية قرار العجلة، وظهرت على الإعلام بتحد، وقالت إن السفارة لن تصمت. القرار لا يزال بدائيا وخاضعا للاستئناف، وربما يصنف في الخانة الاعتباطية، بحيث أن السفراء يخضعون لديبوماسية وزارة الخارجية التي عليها استدعاء أي سفير يخالف الأعراف والقوانين.

لكن في المقابل، فإن شيا تجرب اليوم معنى القوانين الخرقاء التي كانت بلادها أول من "علمنا" عليها واعتمدها نظاما على العالم أجمعين، فالقانون الأميركي في بعض فصوله كرس الولايات المتحدة دولة "كاوبوي"، بتحويله القضاء إلى محفل عالمي يحاكم ويحكم بتسويات مالية، وهذا قانون ما يسمى العدالة باسم الارهاب المعروف ب"جاستا" يخرق مبدأ السيادة والحصانة الدولية، إذ إن أي قاض أميركي فيدرالي محلي عادي يستطيع أن ينشر المحاكمة ويعاقب ويجمد أصولا على مستوى دول العالم.

 

أسرار الصحف الصادرة في بيروت صباح اليوم السبت 27 حزيران 2020

وطنية/السبت 27 حزيران 2020

النهار

يشكو وزراء ونواب من تحديد اعداد رخص السلاح الصادرة عن وزارة الدفاع الوطني ما يحول دون اعتبارها خدمات انتخابية توزع بالمجان.

يقول أحد السياسيين في مجالسه، إنّه وبعد المواقف العربية والدولية المنتقدة للعهد والحكومة، فإنّنا دخلنا مرحلة التدويل، متوقعاً أن تتفاعل حركة المطالبة بإعادة إحياء البحث في الاستراتيجية الدفاعية.

يُنقل عن متابعين لما جرى في بعبدا، أنّ رفض عدم مشاركة أحد النواب البارزين إلى جانب رئيس كتلته، إنّما مردّه إضافةً إلى الدعوات البروتوكولية، رفض رئيس حزب ونائب مشارك حضوره في ظل التوتر القائم بينهما.

اللواء

تلعب سفيرة دولة كبرى دوراً شبيهاً بالدور الذي لعبه سفير بلادها إبان زلزال ما بعد اغتيال الحريري عام 2005.

يعارض وزير خدماتي استيراد سلعة حيوية، خلافاً للخطوة التي أقدمت عليها وزيرة سابقة..

يتخوف مراقبون من أن يؤدي تكرار قطع الطرقات على طريق دولية حسّاسة إلى إحتكاكات مذهبية في وقت لا حق.

نداء الوطن

نقل مقربون من قصر بعبدا انزعاجاً شديداً من مواقف البطريرك الراعي الأخيرة معتبرين أنّ هذه المواقف تفيد "خصوم العهد".

لفت مسؤول لبناني في مجلس خاص إلى أنّ ما سمعه من أوساط ديبلوماسية يؤكد أن لا مساعدات دولية ولا عربية للبنان في ظل حكومة غير مستقلة سياسياً وسيادياً.

عُلم أنّ أحد المصارف المهمة والذي كان يملك مخزوناً من العملات الصعبة سيتخذ قراراً بوقف قبول الشيكات المصرفية بالدولار.

الأنباء

يتغيّر تدريجيا خطاب أحد الصحافيين المعروف بقربه من الحُكم، وقد بات أكثر انتقاداً للسياسات المتّبعة.

تتحدث مصادر في قطاع حيوي عن الوزير المعني بأنه يكثر من الوعود الجميلة أما فعله فغائب.

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

الحكومة اللبنانية تفقد السيطرة… ونقص الغذاء يُهدِّد بالانفجار

وزراء دياب هددوا بالاستقالة إذا لم يفضح المتلاعبين بالدولار... وجنبلاط: الرفاهية انتهت

مصادر في “الخارجية والمغتربين”: 40 في المئة من الشباب يرغبون في الهجرة من لبنان

بيروت ـ “السياسة” /السبت 27 حزيران 2020

كل المؤشرات والمعطيات تدل بكثير من الوضوح أن موعد الانفجار الاجتماعي في لبنان بات قاب قوسين، بعد اكتمال صورة هذا المشهد المخيف الذي ينتظر بلدا” فقد مسؤولوه أدنى إحساس بالمسؤولية”، في وقت يرزح اللبنانيون ومنذ أشهر عديدة تحت وطأة أزمة معيشية خانقة، استفحلت على نحو بالغ الخطورة في المدة الأخيرة، مع خروج صورة المآسي الاجتماعية المروعة التي لم يشهدها لبنان، حتى في عز الحرب اللبنانية، دون أن تبادر السلطة إلى اتخاذ الإجراءات المطلوبة لوقف الانهيار الذي يطرق الأبواب وينذر بالأسوأ.

وفيما هدد وزراء جدياً بالاستقالة إذا لم تنجح الحكومة في فرض هيبتها، وتعمل على الحد من ارتفاع أسعار المواد الغذائية، وتكشف هوية المتلاعبين بالدولار ومن يقف وراء الارتفاع الجنوني في سعر صرفه، أكدت مصادر نيابية معارضة لـ “السياسة”، أن “أداء العهد المخيب هو الذي أوصل الأمور إلى ما وصلت إليه”، معتبرة أن “الأمور في ظل الحكومة الحالية بلغت مستوى خطيراً من التراجع والانهيار على المستويات كافة، ما يحتم البحث في تشكيل حكومة جديدة مستقلة، لا تضم أياً من الأحزاب والقوى السياسية، وتأخذ على عاتقها مهمة إخراج لبنان من المأزق”. وفي السياق، طالب النائب شامل روكز، بـ “تشكيل جسم قضائي نزيه أساسه العدل والنزاهة والحفاظ على حرية التعبير واحترام الآخر”. وشدد على “وجوب إجراء انتخابات نيابية مبكرة وتشكيل حكومة مستقلة فعليا وإعطائها صلاحيات استثنائية من أجل اتخاذ قرارات جريئة وشجاعة وأن ساعة الصفر اقتربت ولن نقبل بعد اليوم أن تبقى حياتنا مرهونة بقرارات عشوائية بالتعامل مع كل اللبنانيين”. ومن جانبه، اعتبر رئيس “الحزب التقدمي الاشتراكي” وليد جنبلاط، أن “أهم شيء وحدة الصف والتضامن والتكافل، فالليرة في انهيار، ولا نريد الانفعال وقطع الطرق كما يفعل غيرنا في مناطق عدة، لأن قطع أي طريق في منطقتنا فإنما نقطعه على أنفسنا، ونحن نقوم بجهد مع محسنين لتوفير الحد الأدنى من الاكتفاء الذاتي كالقمح أو المازوت وغيرهما، لكن الحياة السابقة والرفاهية انتهت وسنعود الى التقشف كما حياة الاجداد”. وتوقع جنبلاط المزيد من انقطاع الكهرباء والتقنين وكذلك مادة المازوت، ولفت الى غلاء اللحوم والسلع الغذائية “الامر الذي يتطلب تحصينًا لمقومات العيش”. وشدد النائب السابق فارس سعيد، على أنّه “ليس صحيحاً أن لا حلّ للخروج من أزمة لبنان”، مُعتبِرًا أنّ “الحلّ واحد، هو رفض المساكنة بين الجمهوريّة وسلاح حزب الله”. وفي انعكاس لتردي الأوضاع الاقتصادية، أكد مصدر في وزارة الخارجية والمغتربين اللبنانية، أن “حالات الهجرة من لبنان لا يمكن توقعها في ظل الحديث عن رغبة 40% من الشباب اللبناني في المغادرة، بسبب انسداد الأفق والتحديات الاقتصادية الصعبة وزيادة نسبة البطالة لحدود تفوق 50%”. وفي الاطار، قررت قيادة الجيش اللبناني إلغاء كل الاحتفالات التي بدأت التحضير لها بمناسبة عيد الجيش، نتيجة الظروف والأوضاع الصعبة التي تمر بها البلاد. وفي ظلّ تفاقم الأزمة المالية والاقتصادية، وارتفاع سعر الدولار الأميركي في السوق السوداء، تواصلت الاحتجاجات الشعبية “الليلية” في مختلف المناطق اللبنانية، وشَهِد بعضها قطعًا للطرقات بين بيروت وصيدا عند محلة الجية، كذلك أقدم المحتجون على قطع طريق طرابلس عكار، ما دفع الجيش إلى إعادة فتحها بعد مواجهات مع المتظاهرين.

 

عبدالصمد: الحكومة لم تكلف أحدا بالاعتذار باسمها من شيا وعلى السفارة الأميركية إعلان من اتصل

وطنية - السبت 27 حزيران 2020

كشفت وزيرة الإعلام الدكتورة منال عبدالصمد نجد، في مداخلة ضمن نشرة أخبار تلفزيون "الجديد" أن "أحدا من الحكومة اللبنانية، لم يقدم أي اعتذار للسفيرة الأميركية"، معلنة أنها أجرت اتصالات برئيس الحكومة الدكتور حسان دياب والوزراء للتأكد من هذا الموضوع. وشددت على أن "الحكومة ورئيسها يحترمان السلطة القضائية، بغض النظر عن أي سجال، وأن لا اعتذار رسميا من السفارة الأميركية حتى تاريخه". وطالبت السفارة الأميركية بتقديم "إيضاح حول من اتصل، بهدف تقديم الاعتذار، لأن الحكومة لم تكلف أحدا للاعتذار باسمها"، مؤكدة أن دياب "يشدد على عدم التدخل بالسلطة القضائية". ورأت أنه "لا يحق للقاضي قانونا، أن يصدر أي قرار يمنع بموجبه الإعلام من تغطية الأخبار ونقل التصريحات، وهذا أمر مكرس في قانون المطبوعات والإعلام المرئي والمسموع، الذي يخول وزير الإعلام أن يمارس ضمن صلاحياته موضوع الرقابة، وفي حال حدوث أي أمر شائن أو بمثابة جرم، ففي هذه الحال، يحق لوزير الإعلام التحرك، إما بناء لشكوى وإما من تلقاء نفسه، وإما من خلال استشارة المجلس الوطني للاعلام، لاتخاذ الإجرءات اللازمة". وأكدت أنه لم يتم "مراجعة وزارة الإعلام في القرار القضائي"، مشددة على أن "حرية الإعلام مصانة بالقوانين، وأن أي خرق لتلك القوانين، يفترض على الوزارة المعنية أن تتحرك لاتخاذ الإجراءات". ورأت أنه لا يمكن "تكميم أو منع وسائل الإعلام من القيام بعملها، ونقل الخبر ضمن الأسس المهنية المتعارف عليها وفقا للاصول"، مبدية تفاجئها من أن "القرار الصادر هو استباقي، فقبل أن ترتكب المؤسسات الإعلامية أي جريمة تم الحكم عليها استباقيا، وفرض قرارا يمنعها من القيام بعملها الإعلامي لمدة سنة"، معتبرة أنه "قرار استباقي غير ناجم عن جرم للمعاقبة عليه، بل عن حكم معين كإصدار أنظمة وقرارات استباقية غير مقبولة". ولفتت إلى أنها تعرب في هذا المجال عن رأيها "كوزيرة إعلام ضمن إطار القوانين المرعية الإجراء، التي تضع الصلاحيات في إطار الوزارة، واستشارة من المجلس الوطني للاعلام". وعن حيثيات القرار المرتبط بتصريحات السفيرة الأميركية، شددت على أن "هذا الأمر يعود إلى وزير الخارجية لتقييمه، كونه يتعلق بالسلك الديبلوماسي، وباتفاقية فيينا والعلاقات الديبلوماسية والتصريحات، التي يفترض أن تأخذ موافقة مسبقة من وزارة الخارجية"، معلنة رفضها "المس بأمن لبنان والتدخل بشؤونه الداخلية".وختمت بأنها "لا تتحدث باسم أي من زملائها في الحكومة، وأن من اتصل بالسفيرة الأميركية معتذرا، يجب سؤاله شخصيا عن الموضوع".

 

قرار قضائي ينذر بأزمة مع واشنطن… وحتّي يتحرك الاثنين!

 وكالة الانباء المركزية/السبت 27 حزيران 2020

أثار القرار القضائي الصادر عن قاضي الأمور المستعجلة في صور محمد مازح بمنع وسائل الإعلام المحلية من إجراء أي مقابلة مع السفيرة الأميركية في لبنان دوروثي شيا لمدة سنة، استنكارا في صفوف الديبلوماسية اللبنانية التي شدد عدد من اعضائها على ضرورة التزام لبنان باتفاقية فيينا الديبلوماسية التي تمثل قاعدة التعامل مع ديبلوماسيي البلدان المعتمدة. وعلمت “المركزية” وزير الخارجية والمغتربين ناصيف حتي سينظر في الموضوع مطلع الاسبوع المقبل. كما عبرّ عدد من رجال القانون عن بالغ استيائهم من القرار كونه يناقض احكام القانون الدولي واصول المحاكمات. وتنص المادة 29  من اتفاقية فيينا على ان “للشخص الممثل الدبلوماسي حرمة، فلا يجوز بأي شكل القبض عليه أو حجزه، وعلى الدولة المعتمد لديها أن تعامله بالاحترام اللازم له، وعليها أن تتخذ كافة الوسائل المعقولة لمنع الاعتداء على شخصه أو على حريته أو على اعتباره.”

كما ان المادة 31 من الاتفاقية الملزمة للبنان تؤكد  في البند الاول على ان اي ديبلوماسي أكان  من طاقم البعثة او رئيسها “يتمتع بالحصانة القضائية الجنائية في الدولة المعتمد لديها، ويتمتع أيضا بالحصانة القضائية المدنية والإدارية إلا إذا كان الأمر يتعلق بما يأتي:

أ- إذا كانت دعوى عينية منصبة على عقار خاص كائن في أراضي الدولة المعتمد لديها إلا إذا شغله الممثل الدبلوماسي لحساب دولته في خصوص أعمال البعثة.

ب- إذا كانت دعوى خاصة بميراث ويكون الممثل الدبلوماسي منفذا للوصية أو مديرا للتركة أو وارثا فيها أو موصى له بصفته الشخصية لا باسم الدولة المعتمدة.

جـ- إذا كانت دعوى متعلقة بمهنة حرة أو نشاط تجاري -أيا كان- يقوم به الممثل الدبلوماسي في الدولة المعتمد لديها خارج نطاق أعماله الرسمية.”

وتنص المادة نفسها  في البند الثاني على انه “لا يجوز إجبار الممثل الدبلوماسي على الإدلاء بالشهادة. ولا يجوز اتخاذ أي إجراء تنفيذي ضد الممثل الدبلوماسي إلا في الحالات المذكورة في الفقرات أ، ب، ج من البند الاول من هذه المادة، وعلى شرط إمكان إجراء التنفيذ بدون المساس بحرمة شخص الممثل أو بحرمة مسكنه”.

 

القرار بإسكات السفراء الأجانب والإعلام.."جُنحة" قضائية بدافع سياسي

المدن/27 حزيران/2020

اتفاق فيينا يمنح السفراء حصانات وامتيازات دبلوماسية تجعل مخاطبتهم عبر وزارة الخارجية لا القضاء

بينما كان لبنان، على المستوى السياسي والقضائي، مشغولاً بالقرار القضائي غير المسبوق الذي اتخذه قاضي العجلة في صور، محمد مازح، لمنع السفيرة الأميركية دوروثي شيا، من التصريح الاعلامي، كانت قناة "ام تي في" تستصرح السفيرة، وقناة "الحدث" تعلن إعادة بث الحلقة بعد صدور القرار، و"إل بي سي" تستنكر التدخل في الحرية الإعلامية.  انتهى القرار بلا مفاعيل. بل أكثر من ذلك، وعلى طريقة المعالجة التي يتبعها النظام الأبوي المعمول به في الحياة الاجتماعية اللبنانية، اعتذرت الحكومة اللبنانية من السفيرة (قالت السفيرة إنها تلقت اتصال اعتذار من الحكومة اللبنانية) وأكدت ان السفارة "لن تسكت"، و"المهم أن تبقى حريّة التعبير في لبنان مصانة".  احتوت الحكومة مفاعيل القرار بأقل قدر ممكن الخسائر، حفاظاً على سمعة لبنان الدبلوماسية، لكنها لم تستطع أن تحتوي تداعياته التي تترتب على الحريات، وعلى التدخل غير المسبوق في العمل الإعلامي لجهة تحديد أجندته ولائحة ضيوفه، وهو أمر لو تم السماح به، لتدخل القضاء، أو أي سلطة أخرى، سياسية أو تنفيذية أو قضائية، لتحديد تغطياته، ما يحدّ من حرية العمل الاعلامي في البلاد.

والقرار، بلا مفاعيل ملموسة منذ إصداره، لأنه يبدو كإجراء عقابي على السفيرة، بعد تصريحاتها لقناة "الحدث"، الجمعة، إذ هاجمت "حزب الله" وحيّدت لبنان من تداعيات "قانون قيصر"، بوصفه غير معنيّ بتطبيقات القانون. ظهر قرار القاضي مازح، كقرار سياسي، بما يتجاوز وظيفة القضاء، بل يهين القضاء اللبناني. أراد مازح إسكات وسائل الاعلام، وبالتالي فرض صمت إعلامي على السفيرة لمدة عام، وهو ما يخالف الاعراف الدبلوماسية والقوانين الدولية، وتحديداً اتفاقية فيينا التي تمنح السفراء امتيازات وحصانات. وأصدر "تجمع المحامين في حزب الله" بياناً أثنى فيه على "القرار الصادر بإسم الشعب اللبناني عن حضرة قاضي الأمور المستعجلة في صور القاضي محمد مازح والذي اتخذ فيه تدبيراً رادعاً للسفيرة الأميركية دوروثي شيا، ومنعها من الإدلاء بتصريحات إعلامية تهدف من خلالها إلى زعزعة الاستقرار في الوطن". وأشار البيان إلى أن "هذا القرار القضائي الوطني المشرف والمحق يعبر عن رغبة الشعب اللبناني المقاوم بكل أطيافه". وبصرف النظر عن الإطار الشكلي للقضية، مثل إرسال الشكوى عبر البريد الالكتروني في يوم عطلة، مع ان القضاء لا يقبل الشكاوى الكترونياً، وتكليف المدعية فاتن قصير بتكاليف كاتب المحكمة والتبليغ (500 الف ليرة) لاستحضار الكاتب والمبلغ في يوم عطلة، فإن مضمون الشكوى يؤهلها لتحتل موقع "السابقة" في تاريخ القضاء اللبناني... ناهيك عما يمكن أن يبنى على هذه السابقة المشينة من قرارات تسطو على حرية الإعلام في لبنان، والحريات عموماً.

بالقانون، يمكن لقاضي العجلة أن يصدر حكماً بحق وسيلة اعلامية محددة، بدعوى محددة، ولا يمكن له أن يصدر دعوى بحق جميع وسائل الاعلام. فذلك ليس من اختصاصه، كما ليس من اختصاصه اصدار قرار في شأن دبلوماسي. وبذلك، هو يشرّع التدخل في العمل الاعلامي، وهو مثار الاعتراض الذي عبّر عنه الصحافيون والجمعيات الحقوقية ووسائل الاعلام. وأصدر قاضي الأمور المستعجلة في صور محمد مازح، قراراً يمنع بموجبه اي وسيلة إعلامية لبنانية من أخذ تصريح للسفيرة الاميركية دوروثي شيا. وجاء الحكم بناء على دعوى تقدمت بها اللبنانية فاتن علي قصير، التي رأت ان السفيرة شيا وخلال مقابلة مع قناة "الحدث" أول من أمس، أدلت "بتصريحات مسيئة للشعب اللبناني.."ويمنع القرار جميع الوسائل الاعلامية من استصراحها واجراء مقابلات معها، إذ نص على "منع اي وسيلة اعلامية لبنانية او اجنبية تعمل على الاراضي اللبنانية سواء أكانت مرئية أو مسموعة أو مكتوبة أو الكترونية باجراء اي مقابلة مع السفيرة الاميركية أو أي حديث معها لمدة سنة تحت طائلة وقف الوسيلة الاعلامية عن العمل لمدة مماثلة في حال عدم التقيد بهذا القرار وتحت طائلة الزام الوسيلة بدفع 200 الف دولار اميركي كغرامة اكراهية" في حال عدم الالتزام بهيدا الامر. وابلغ القاضي وزارة الاعلام والمجلس الوطني للاعلام المرئي والمسموع بهذا القرار لتعميمه على وسائل الاعلام. ورفضت وزيرة الاعلام منال عبد الصمد القرار، قائلة في تغريدة لها في "تويتر": "اتفهم غيرة القضاء على أمن الوطن من تدخل بعض الدبلوماسيين في شؤونه الداخلية. لكن لا يحق لأحد منع الاعلام من نقل الخبر والحد من الحرية الاعلامية.. وفي حال لدى أحد مشكلة مع الاعلام فليكن الحل عبر وزارة الإعلام والنقابة والدور الاستشاري للمجلس الوطني للاعلام وانتهاءً بمحكمة المطبوعات". لكن عبد الصمد، عادت وقالت في تصريحات للإعلام، إن أحداً من الحكومة اللبنانية لم يقدم على الاعتذار من السفيرة الأميركية بخصوص قرار القاضي مازح.

اعتبرت المؤسسة اللبنانية للارسال انترناشيونال أن قرار القاضي "تدخل بقدسية وحرية العمل الاعلامي التي يصونها الدستور اللبناني والقوانين المرعية الإجراء، وتعتبره قرارا غير ملزم وغير نافذ، وبالتالي ستتقدم بطعن بوجهه، امام السلطات القضائية المختصة". وأشارت LBCI الى أن "لا قضاء العجلة ولا القضاء البطيء قادر على المس بالحريات الإعلامية، وإذا كانت هناك من تصفية حسابات سياسية، وارتضى بعض القضاء أن يكون جزءًا منها، فإن الحريات الإعلامية ليست جزءًا من هذه التصفيات ولا هي مكسر عصا، فالحرية الاعلامية إما أن تكون وإما أن تكون".

 

بيان صادر عن المؤسسة اللبنانية للإرسال انترناشونال يتناول هرطقة منع وسائل الإعلام من اجراء مقابلات مع السفيرة الأميركية

المؤسسة اللبنانية للإرسال انترناشونال/السبت 27 حزيران 2020

ردا علي قرار القاضي الامور المستعجلة في صور القاضي محمد المازح ، والذي تضمَّن في جزء منه منع الوسائل الاعلامية اللبنانية والاجنبية من اجراء اي مقابلة او اجراء اي حديث مع السفيرة الاميركية لمدة سنة ، تعتبر المؤسسة اللبنانية للارسال انترناشيونال ان قرار القاضي تدخلا بقدسية وحرية العمل الاعلامي التي يصونها الدستور اللبناني والقوانين المرعية الإجراء ، وتعتبره قرارا غير ملزم وغير نافذ ، وبالتالي ستتقدم بطعن بوجهه ، امام السلطات القضائية المختصة . لا قضاء العجلة ولا القضاء البطيء قادر على المس بالحريات الإعلامية، وإذا كانت هناك من تصفية حسابات سياسية ، وارتضى بعض القضاء أن يكون جزءًا منها ، فإن الحريات الإعلامية ليست جزءًا من هذه التصفيات ولا هي مكسر عصا : #الحرية_الاعلامية ... اما ان تكون واما ... ان تكون .

 

مهزلة قضائية: منع السفيرة الأميركية من الكلام والحكومة تعتذر!

المدن/27حزيران/2020

من آخر المهازل القضائية، أصدر قاضي الأمور المستعجلة في مدينة صور محمد مازح قراراً يمنع بموجبه السفيرة الأميركية لدى لبنان دوروثي شيا، من التصريح الإعلامي، كما يمنع كل وسيلة إعلامية لبنانية من نقل تصريحاتها.

جرح منسّق

وجاء في نص القرار أن السيدة فاتن علي قصير تقدمت باستدعاء عبر البريد الإلكتروني عرضت فيه أنها شاهدت مقابلة للسفيرة الأميركية في لبنان، وأدلت بتصريحات مسيئة للشعب اللبناني ومثيرة للعصبيات. وجاء في تعليل القرار أيضاً أن السفيرة تناولت أحد الأحزاب الذي له تمثيل نيابي ووزاري، وله قاعدة شعبية، وحمّلته المسؤولية عن الأوضاع في لبنان. بينما لا يحق لها التطرق إلى هذه الأمور التي تمثل شأنا داخليا... وأن السفيرة تقلّب (يا لعربية القاضي الذي يقصد تؤلّب!) الشعب اللبناني على هذا الحزب.

وعلل القاضي قراره أيضاً وأيضاً، أن تصريح السفيرة جرح وأذى مشاعر المستدعية وكثير من اللبنانينن، فاتخذ هذا القرار.

إسكات الإعلام

استجاب قاضي الأمور المستعجلة السيد محمد مازح فوراً لجرح السيدة الجريحة بسبب تصريحات السفيرة الأميركية. فعجّل - كأنما الأمر ينطوي على تنسيق مسبق - وسارع إلى تستطير قرار قضائي على هواه في نهار عطلة، بدل نقل الجريحة إلى أقرب مستشفى لمعالجة جرحها.

وهنا لا بد من الإشارة إلى أن السفيرة الأميركية لن يمنعها قرار من قاض في دولة الفساد والأفلاس والقضاء المرتهن والاستنسابي، من الإدلاء بتصريحات والتحدث باسم دولتها في لبنان. وهذا ما يعلمه السيد مازح عل الأرجح.

فما المقصود بقراره الهميوني إذاً؟

الأكيد أنه حلقة من سلسلة كمّ الأفواه والاعتقالات المزدهرة والناشطة اليوم في لبنان. فبعد تكاثر التوقيفات الأمنية لكل من يدلي برأي يخالف توجهات الحكومة والقوى المتقنّعة بها، جاء دور الإعلام ليتعرض لمقصلة قضاة يريدون تكميم الوسائل الإعلامية كلها ومنعها من نقل الأخبار والتصريحات السياسية والديبلوماسية التي تجرح الكبرياء المزعوم لعنتريات أقطاب السلطة وزبانيتها. 

خروج على الصلاحية

وعلقت المحامية ديالا شحادة على صفحتها الفيسبوكية: "ليس من صلاحيات قانونية وقضائية تمنع ممثل دولة أجنبية من الإدلاء بتصريحات للإعلام، في إطار ممارسته مهامه بتمثيل دولته. وحتى لو صدر قرار سياسي بالمنع عن الحكومة اللبنانية/وزارة الخارجية. يستطيع الدبلوماسي الكلام، إلى أن تقرر الحكومة بأنه شخص غير مرغوب فيه. وهذا إجراء يعني المس بالعلاقات الدبلوماسية الثنائية المتبادلة". وتابعت شحادة: "القضاء الوطني ليس لديه صلاحية القرار في حق الدبلوماسيين. وإقدام القضاء على ذلك يخرج عن صلاحية عمله بحسب اتفاقية فيينا، ولبنان دولة طرف فيها. وعلى فرض أن قرار القاضي يرتبط بخطاب اعتبره يخرج عن مهام السفير الدبلوماسية، فهو لا يستطيع منعه من التحدث للإعلام، إلا بالمسألة أو المسائل التي تعتبر مساً بمصالح شخصية، ولا تدخل في إطار الحصانة الوظيفية للسفراء".

ستتدفق المساعدات!

وعلّق الوزير السابق ريشار قيومجيان على القرار نفسه مغرداً على "تويتر": قرار لقاضي الأمور المستعجلة في صور بمنع السفيرة الأميركية من التصاريح الإعلامية ومنع وسائل الإعلام من استصراحها: إنجاز قضائي وديبلوماسي عظيم سينقذ لبنان اقتصاديا ومالياً، ويفتح الباب أمام المساعدات من كل حدب وصوب، بانتظار التبليغ الشرعي والفتوى ذات الصلة. مرحبا اتفاقية فيينا".

السفيرة: السفارة لن تصمت والحكومة اللبنانية اعتذرت

وفي وقت لاحق، وتعليقاً منها على هذا القرار، صرّحت السفيرة الأميركية لقناة الـ MTV مؤكدة أن "السفارة الأميركية لن تصمت". وقالت: "كنت أتمنى أن يقضي الناس هذا الوقت في محاولة حل المشاكل التي تواجه البلد الذي يعاني من أزمة اقتصادية أدت إلى أن تقلق الناس على تأمين الطعام على المائدة".

وأكدت أن الحكومة اللبنانية "تقدمت باعتذار عن قرار القاضي" مازح. موضحة أن "المهم أن تبقى حريّة التعبير في لبنان مصانة".

 

الكتائب: قرار منع شيا من التصريحات الاعلامية سياسي وعلى مجلس القضاء الأعلى تصحيح الخطأ

وطنية - السبت 27 حزيران 2020

اعتبر جهاز العلاقات الخارجية في حزب الكتائب في بيان، أن القرار الذي صدر عن قاضي الامور المستعجلة في صور محمد مازح والذي "يمنع بموجبه السفيرة الاميركية لدى لبنان دوروثي شيا من التصريحات الإعلامية، كما يمنع أي وسيلة إعلامية لبنانية من أخذ تصريح لها في هذا الإطار"، قرارا "سياسيا بامتياز يتعرض أولا للحريات وبشكل خاص للحرية الإعلامية وحرية نقل الأخبار والتصاريح ويتناقض ثانيا مع الإتفاقيات والمواثيق الدولية التي تحمي العلاقات الدبلوماسية بين الدول، ولاسيما إتفاقية فيينا للعلاقات الدبلوماسية التي تعطي حصانة مطلقة للسفراء والسلك الدبلوماسي في الدولة المضيفة، لا بل تلزم الدولة المضيفة اتخاذ كل التدابير اللازمة لمنع أي كان من التعدي على حرية الدبلوماسيين". واعتبر أن هذا القرار "يأتي في سياق محاولة أخذ لبنان شرقا وزيادة عزلته الدولية وقطع أوصاله مع كل الدول الأخرى، كما يشكل خطرا على المساعدات والدعم الذي يتلقاه لبنان من الولايات المتحدة الأميركية، بدءا بالجيش اللبناني". وشدد على "رفضه لهذا القرار ويضعه في خانة التحول نحو الدولة البوليسية ودولة الحزب الواحد والرأي الواحد ووسيلة لفرض أجندات سياسية على الشعب اللبناني". وطالب "مجلس القضاء الأعلى بتصحيح هذا الخطأ والتصدي لكل محاولات تسييس السلطة القضائية في لبنان".

 

النهار: الدولار المشتعل يقطع أوصال لبنان ويُنذر بتصعيد

النهار/السبت 27 حزيران 2020

لم تكن طلائع الموجة الجديدة من الاحتجاجات الشعبية أمس والتي توجت بتكرار ممارسات إقفال الأوتوسترادات والطرق الدولية ولا سيما منها أوتوستراد الجية - الجنوب بكل ما ينطوي عليه ذلك من تسبب باحتقانات، سوى عيّنة أولية متقدمة يخشى أن تطلق شرارة احتجاجات أوسع اليوم وغداً وفي الأيام المقبلة. ذلك أن البلاد تقف واقعياً، وبإدراك جميع المسؤولين الرسميين والسياسيين والأجهزة الأمنية والقوى العسكرية والأمنية، أمام مرحلة قد تكون الأشد خطورة منذ انتفاضة 17 تشرين الأول 2019 كما منذ تمدد جائحة وباء كورونا المستجدّ الى لبنان في شباط الماضي. واذا كان للمفارقات السلبية الرمزية مكانها المؤثر في مجريات المشهد الداخلي كما ظهر أمس، فهي برزت من خلال السباق المحموم بين عداد الاصابات بكورونا التي عادت تشهد قفزات مثيرة للقلق مع تسجيل 35 اصابة أمس واتساع البقع الوبائية للمخالطين في مناطق عدة، وعداد دولار السوق السوداء الذي لم يعد ممكنا رسم منحنى بياني تقريبي لقفزاته بعدما تجاوز أمس سقف الـ 7440 ليرة لبنانية من دون رادع. ولم تكتم أوساط سياسية ومالية معنية بمعاينة التداعيات التصاعدية لأثر قفزات الدولار على مجمل الوضع المالي وعلى التداعيات والانعكاسات على السلع الحياتية والغذائية كما على المواد الاستراتيجية، مخاوفها المتعاظمة من أن يكون لبنان قد بدأ ينزلق فعلاً الى أسوأ مراحل أزمته المالية والاقتصادية والاجتماعية من خلال مجموعة مؤشرات ووقائع توالت فصولها السلبية طوال أسابيع وبلغت ذروتها في الفترة الأخيرة. وأبرز هذه الوقائع يتمثل في سياسات هروب السلطة السياسية الحاكمة من تحمل تبعات مواجهة الإنهيار المالي والإمعان في تصفية الحسابات السياسية مع معارضيها وخصومها لتبقي كرة المسؤولية ضائعة من جهة وللتغطية على المسألة الأساسية المتعلقة بأزمة علاقات لبنان الخارجية مع الدول المانحة والمعنية بدعم لبنان بسبب واقع ارتباط السلطة بـ"حزب الله".

واذا كانت ظاهرة الاطلالات المتكرّرة لمسؤولين أميركيين أخيراً على المشهد اللبناني قد طرحت تساؤلات كثيفة عن خلفياتها ودوافعها، فإن الأوساط المعنية نفسها تقول إن الظاهرة لا تستدعي تفسيرات لأن القرار الواضح لدى الولايات المتحدة كما لدى المجتمع الدولي هو محاولة منع بلوغ التدهور المالي والاقتصادي والاجتماعي في لبنان حدوداً كارثية، لكن ذلك لم يقترن قط بترجمة الحكومة اللبنانية الحدود الدنيا من الالتزامات الاصلاحية الملحّة والتي طال انتظارها عبثاً. وليس أدلّ على ذلك من تكرار ملامح الموقف الفرنسي الغاضب من تخلف الحكومة اللبنانية عن الخطوات الإصلاحية التي كان من شأنها أن تقنع المجتمع الدولي ببدء مد لبنان بجرعات سريعة وحيوية لمساعدته على مواجهة الأزمة. أما في ما يتعلق بالوقائع الأخرى المسببة للانهيار فان الاوساط تخشى ان يكون دومينو" العجز عن احتواء الارتفاع غير المسيطر عليه للدولار والتراجعات البالغة الخطورة لسعر صرف الليرة قد بات ثابتاً فلا تنفع معه كل المحاولات الجارية والجديدة للجمه وكان آخرها أمس إطلاق مصرف لبنان المنصة الالكترونية في أحدث إجراءاته لضبط سوق الصرف.

خلية الازمة

وصرح حاكم مصرف لبنان رياض سلامة بعد انتهاء اجتماع خلية الأزمة المعنية بمتابعة الموضوع المالي في السرايا الحكومية مساء أمس بأن "مصرف لبنان أطلق المنصة الالكترونية التي ستنظم التداول بين الصرافين على أسعار العملة وينضم إليها كل الصرافين المرخصين وخلال أول جلسة اليوم (امس) جرى تداول ببيع وشراء أكثر من 8 ملايين دولار حسب سعر صرف أقصاه 3900 ليرة". وأوضح أن "السعر الرسمي للدولار سيبقى في المصارف 1515 ليرة لضبط أسعار الدواء والمحروقات والمواد الغذائية والطحين". وعن السوق السوداء، قال سلامة: "البنك المركزي لا يتعاطى أو لا إمكانية لديه لمقاربة السوق السوداء وهي تأخذ دعاية اكثر مما تستحق لأن الحركة في هذه السوق ضئيلة وغير منظمة". وأعلن وزير الاقتصاد راوول نعمة أن الوزارة ستدعم أكثر من 200 سلعة بسعر 3000 ليرة "وقد وضعنا كل السلع على الموقع الخاص بالوزارة ليراها المواطن وإن كانت بأكثر من سعرها يتصل بنا لنتخذ الاجراءات المناسبة".

بينما أعلن المدير العام للامن العام اللواء عباس ابرهيم "إنشاء غرفة عمليات تتلقى الشكاوى على قاعدة أن كل مواطن خفير، ويمكن القول إننا أوقفنا أكثر من 150 صرافاً شرعياً وغير شرعي. وبما خصّ السلة الغذائية هناك دور للأمن العام وسيكون هناك دوريات لحماية المستهلك للتأكد من أن السوبرماركت تتقيد بالأسعار". أما ما لا يمكن تجاهله في وقائع الأزمة وخلفياته، فبرز غداة لقاء بعبدا الذي لم يرسم حرفاً مؤثراً في مجريات الأزمة بدليل اشتعال سعر الدولار وانزلاق البلاد الى موجة احتجاجات شعبية جديدة. ودفع ذلك رئيس حزب "القوّات اللبنانيّة" سمير جعجع الى التغريد على حسابه الخاص عبر "تويتر"، قائلاً: " أعطى لقاء بعبدا "الوطني الجامع" نتائجه فوراً. فما كادت أن تنتهي تلاوة البيان الختامي حتى قفز الدولار قفزة غير مسبوقة". لكن مصادر بعبدا تمسّكت بقولها إن لقاء بعبدا فتح باباً واسعاً للحوار في المواضيع الأساسية وسيستمر بشكل أو بآخر. ورأت أن الردود السلبية على اللقاء ليس لها ما يبرّرها وكان حرياً بالمقاطعين أن يشاركوا ويبدوا آراءهم.

قطع الطرق

في غضون ذلك لبّت مجموعات من الحراك الشعبي نداءات وجّهت أمس عبر وسائل التواصل الاجتماعي، لـ"النزول الى الشوارع و قطع جميع الطرق، تحت عنوان: صف سيارتك بنص الطريق، السيارة مش أغلى من الوطن"، وإعلان التصعيد في جميع المناطق من الشمال إلى الجنوب بعد صلاة الجمعة". وأقدم عدد من المحتجين باكراً، على قطع الطريق الساحلية في الاتجاهين في الجية مفترق برجا، وفي الناعمة وخلدة بشاحنات كبيرة قبل ان يفتحها الجيش بالقوّة، بعدما عمد بعضهم إلى تمزيق اطارات الشاحنات لمنع إزاحتها من الطريق. ولم يمرّ وقت طويل حتى أعاد هؤلاء قطع الأوتوستراد عند مفترق برجا، وعمد الجيش الى ابعادهم الى الأحياء الداخلية. أما قطع الأوتوستراد باكراً، فقد حال دون وصول عدد كبير من المواطنين الى أشغالهم ومقاصدهم. وتردد أن سيارات تعرضت للرشق بالحجار. وتواصلت الخطوات التصعيدية وقطع الطرق في طرابلس، احتجاجاً على تدهور الاوضاع المعيشية ا وارتفاع سعر الدولار.وفي البداوي، قطع محتجّون الأوتوستراد في الاتجاهين والطرق المتفرعة منه بالشاحنات. كذلك قطع أوتوستراد الميناء - بيروت قبالة فري في الاتجاهين أيضا. وتجمع عشرات المحتجين بعد صلاة الظهر وسط ساحة النور، بعد قطعها في كل الاتجاهات. وفي عكارأقدم محتجون على سوء الأوضاع المعيشية، على قطع الطريق الدولية الرئيسية بحنين - العبدة عند جسر نهر البارد في المحمرة.وتجددت ليلا عمليات قطع الطرق في عدد من المناطق.

صندوق النقد… وشيا

وعكس كلام لمديرة صندوق النقد الدولي كريستالينا جورجيفا أمس عن لبنان عمق الأزمة إذ صرحت بان ليس لديها أي سبب حتى الآن لتوقع تحقيق تقدم في المفاوضات مع لبنان الرامية إلى المساعدة في حلّ الأزمة الاقتصادية للبلاد. وقالت جورجيفا خلال مناسبة نظمتها وكالة "رويترز" عبر الإنترنت إن مسؤولي صندوق النقد الدولي ما زالوا يعملون مع لبنان، لكن لم يتضح ما إذا كان من الممكن أن تتوحد قيادات البلاد والأطراف الفاعلون والمجتمع حول الإصلاحات الضرورية لتحقيق استقرار اقتصادها والعودة إلى مسار النمو. وأضافت: "جوهر القضية هو ما إذا كان من الممكن أن تكون هناك وحدة للهدف في البلاد يمكن بالتالي أن تدفع الى الأمام صوب تطبيق مجموعة من الإصلاحات الشديدة الصعوبة لكنها ضرورية…كل ما يمكنني قوله هو أننا نضع أنسب الأشخاص لدينا للعمل مع لبنان، لكننا حتى الآن ليس لدينا أي سبب للقول إن هناك تقدم".

وأكدت أن الوضع في لبنان "يفطر قلبي" لأن البلد له ثقافة قوية في ريادة الأعمال، ويستقبل لاجئين من فلسطين وسوريا مساعدة منه في تخفيف أزمة إنسانية كبيرة. كذلك رأت السفيرة الأميركية لدى لبنان دوروثي شيا أنّ "اللبنانيين لا يعانون من سياسة واشنطن بل من عقود من الفساد"، مشيرة الى أنّ واشنطن هي من أكبر الداعمين للبنان بـ750 مليون دولار". وأبدت في مداخلة عبر قناة "الحدث" قلق بلادها من "حزب الله"، قائلة: "لدينا قلق بالغ من "حزب الله" في لبنان والذي نصنّفه إرهابياً". وأشارت إلى أن "حزب الله بنى دولة داخل الدولة استنزفت لبنان"، وأنّ "دويلة حزب الله كلّفت الدولة اللبنانية مليارات الدولارات".

وأضافت: "مليارات الدولارات ذهبت الى دويلة "حزب الله" بدل الخزينة الحكومية".

 

لبنان غارق في الأزمات المعيشية وقرار قضائي يحظر استصراح سفيرة أميركا

بيروت/الشرق الأوسط/27 حزيران/2020

تحاصر الأزمات المعيشية، اللبنانيين، من كل جانب، ووصلت إلى رغيف الخبز الذي صاروا مضطرين للانتظار صفوفاً طويلة أمام الأفران للحصول عليه، كما كان حالهم في زمن الحرب الأهلية. ويعود سبب الأزمات إلى الارتفاع الجنوني لسعر الدولار في السوق السوداء، الذي لامس أمس عتبة 8000 ليرة، مع عدم وجود أي بوادر لضبطه. وإلى جانب أزمة الخبز، يستمر انقطاع التيار الكهربائي لساعات طويلة، ما يضطر المواطنين في بعض المناطق للعودة إلى الشمع بسبب التقنين الذي تلجأ إليه المولدات، نتيجة شح مادة المازوت. في هذا الوقت، انشغلت الجهات الإعلامية والقضائية في لبنان بقرار مستهجن صدر عن أحد القضاة في مدينة صور «يمنع» أي وسيلة إعلامية لبنانية، أو عاملة في لبنان، من الحصول على تصريح من السفيرة الأميركية في بيروت، دوروثي شيا، وذلك رداً على حديث كانت أدلت به إلى محطة «الحدث» الإخبارية.

 

تجدد قطع الطرقات والاحتجاجات على تدهور الوضع المعيشي في لبنان ومحلات تجارية تقفل أبوابها بسبب ارتفاع سعر صرف الدولار

بيروت/الشرق الأوسط/27 حزيران/2020

تجدد مسلسل قطع الطرقات في لبنان، أمس، على وقع تردي الأوضاع المعيشية، وارتفاع سعر صرف الدولار في السوق السوداء، الذي ناهز الـ7 آلاف ليرة للدولار، وشهد لبنان تحركات احتجاجية وقطع الطرقات في عدة مناطق، كما قام عدد كبير من التجار بإغلاق محالهم لعدم قدرتهم على الشراء والبيع، حسب سعر الصرف المرتفع. وفقدت الليرة اللبنانية نحو 80 في المائة من قيمتها منذ انطلاق الاحتجاجات في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي. وبدأت الاحتجاجات صباح أمس مع قطع محتجين طريق الجنوب في منطقتي الجية وبرجا بالشاحنات الكبيرة لساعات، قبل أن يتدخل الجيش ويفتحهما. وشمالاً قطع عدد من المحتجين مسلكي أوتوستراد طرابلس - عكار في محلة باب التبانة بالإطارات المشتعلة وحاويات النفايات، فيما قطع آخرون أوتوستراد الميناء - بيروت بالحجارة والعوائق. وفي إطار الاحتجاجات أيضاً، دخل عدد من المحتجين بالقوة مبنى وزارة الشؤون الاجتماعية في بيروت، وتوجهوا إلى مكتب الوزير رمزي المشرفية، الذي لم يكن موجوداً في الوزارة، وطالبوا بمقابلته للاستماع إلى مطالبهم، قبل أن تتدخل القوى الأمنية لإقناعهم بالخروج من المكاتب والانتقال إلى مدخل الوزارة. واعتبر المحتجون «أن الوزارة مقر عام وهي مباحة للجميع، وأنها الوزارة الأهم في هذا الوضع المعيشي السيئ، وأن الوزير لا يقوم بواجباته تجاه المواطنين». وفي ظلّ تفاقم الأزمة الاقتصادية، خرجت صرخات بعض الشركات والمحلات التجارية والملاحم في عدّة قرى وبلدات، ولجأ هؤلاء إلى الإقفال التام أو المؤقت حتى إشعار آخر، بسبب الغلاء الفاحش والارتفاع المستمر في سعر صرف الدولار. كما توقف بعض محلات بيع المواد الغذائية عن بيع سلع معينة، واكتفت بما هو أساسي، لا سيّما في القرى، وأقفل عدد من أصحاب الملاحم (القصابين) أبواب محالهم، وتوقفوا عن البيع بسبب تجاوز سعر كيلو لحم البقر الـ40 ألف ليرة داخل المسلخ، ليصل إلى المستهلك بأكثر من 50 ألف ليرة (33 دولاراً وفق سعر الصرف الرسمي). وفي حين يُرجع القصابون سبب الارتفاع الجنوني لأسعار اللحم في سوقي الجملة والمفرق إلى الارتفاع غير المحدود لسعر صرف الدولار مقابل الليرة، يوضح نقيب مستوردي اللحوم غابي دكرمجيان، أنّ تحديد سعر كيلو اللحم لا يكون على سعر صرف الدولار من السوق السوداء، وأنّه يُحدد انطلاقاً من أمرين؛ سعر الدولار عند الصرافين من الفئة «أ» وكميّات الدولار المتوافرة. ويشرح دكرمجيان لـ«الشرق الأوسط»، أنّ مستوردي اللحوم يشترون الدولار بالسعر المعلن من قبل نقابة الصرّافين، الذي حُدّد أمس بهامش متحرك بين الشراء بسعر 3850 كحد أدنى والبيع بسعر 3900 كحد أقصى، وهذا يعني تحديد سعر كيلو اللحم ما بين الـ22 و35 ألفاً، مشيراً إلى أنه في بعض الأحيان يضطر المستوردون بسبب عدم توافر المبلغ المطلوب كاملاً عند الصيارفة إلى شراء الدولار من السوق السوداء، ولكن هذا يكون كجزء من سعر اللحم، وليس سعره الكلي، لذلك لا يُسعّر كيلو اللحم على أساس الدولار في السوق السوداء. وفي حين اعتبر دكرمجيان أنّ سعر اللحم لم يرتفع، وأن ما ارتفع هو سعر الدولار، أوضح أنّ الحكومة رفضت إدخال اللحوم ضمن السلة الغذائية المدعومة، ربما لأنها ليست سلعة غذائية أساسية. واستبعد دكرمجيان حصول أي أزمة لحوم، لأنّ الاستيراد مستمر، وبكميات تكفي السوق، طالما الدولار متوفر لدى الصيارفة المعتمدين، وفي حال نفاده أو شحه بشكل كبير سنكون بالتأكيد أمام أزمة لحوم.

 

بلاغُ بحثٍ وتحرٍّ بحقِّ نبيل الحلبي

"ليبانون ديبايت"/السبت 27 حزيران 2020

أصدر مدّعي عام التمييز القاضي غسّان عويدات بلاغَ بحثٍ وتحرٍ بحقِّ رئيسِ منتديات لبنان نبيل الحلبي، بجُرم إثارةِ النعراتِ الطائفيةِ وتعكيرِ السلم الأهليّ وتحقيرِ القضاء. والحلبي هو الذِراعُ التنفيذيةُ لرجُلِ الأعمال بهاء الحريري، الذي أعلن عن دعمهِ للحلبي ولمنتديات لبنان في بيانٍ رسميٍّ صادرٍ عن مكتبهِ. وتوافرت معلوماتٌ للأجهزةِ الأمنيةِ عن إستخدام الحلبي للأراضي التركيّة منصةً لتحويلِ الأموالِ الى لبنان بهدفِ تمويلِ نشاطات المنتديات التي نُسبت إليها أعمالٌ إتَّسمت بطابعٍ عُنفيٍّ طالَ الممتلكات الخاصَة والعامة.

 

لا بلاغ بحثٍ وتحرٍّ بحقِّ نبيل الحلبي… ودعوى ضد “موقع” لبثه الشائعات

صوت بيروت إنترناشونال/27 حزيران/2020

نشر موقع “ليبانون ديبايت” صباح اليوم خبراً مفاده أن “مدّعي عام التمييز القاضي غسّان عويدات أصدر بلاغَ بحثٍ وتحرٍ بحقِّ رئيسِ منتديات لبنان نبيل الحلبي، بجُرم إثارةِ النعراتِ الطائفيةِ وتعكيرِ السلم الأهليّ وتحقيرِ القضاء”. ليظهر بعد وقت قصير انها مجرد شائعة وفبركات لا اساس لها من الصحة، حيث أكد المحامي نبيل الحلبي من خلال منشور عبر صفحته في موقع التواصل الاجتماعي “فايسبوك” انه “بعد مراجعة النيابة العامة التمييزية تبين ان لا بلاغ صادر عن القاضي غسان عويدات بحقي، وبناءً على ما تقدم فإني سأتقدم بدعوى ضد موقع ليبانون ديبايت وكل من يظهره التحقيق . خاصةً انها ليست المرة الاولى التي يقوم فيها صاحب الموقع بالتشهير بي والافتراء عليّ وعلى #المنتديات. لكنّ السكوت الطويل شجّع الموقع المذكور على التمادي في إختلاق الاخبار الكاذبة الى ان وصل به الامر ان ينقل عن اعلى سلطة قضائية أمورًا غير صحيحة للمساس بكرامة محامي وسمعته” ..!

قبل مراجعة النيابة العامة التمييزية، ردّ المحامي نبيل الحلبي على شائعة “ليبانون ديبايت” من خلال تصريح لموقع “VDL News “ حيث اكد انه ” لستُ متفاجئاً بالخبر لأنه ومنذ قرابة الأسبوعين تداول العديد من مناصري تيار المستقبل أخباراً تفيد بأن ثمة ملف امني يتم تحضيره لي وتواصل معي العديد من شباب المنتديات في بيروت لسؤالي عن هذا الأمر بعدما سمعوا بهذه الأخبار من الشارع. لذلك أضع هذا الأمر في سياق الكيد السياسي الذي عانيتُ منه في كل مرة أمارس فيها حقي بالمعارضة ضد تيار المستقبل”.

واضاف نبيل الحلبي” بعد إعلان رغبتي بالترشح في الانتخابات النيابية لعام ٢٠١٨، تقدم أحدهم بإخبارين ضدي: الأول اني أدير مؤسسة استوليت من خلالها على مساعدات اللاجئين السوريين وإذ تبين انه لا يوجد في الملف قصاصة ورق صغيرة يستند اليها هذا الإخبار، علماً أن مؤسستي هي حقوقية وليست إغاثية على أية حال، والإخبار الثاني جرى تقديمه إلى القضاء العسكري مستنداً الى مقالة كتبها صحافي سوري مقرب من نظام بشار الأسد يتهمني بانني جمعتُ معارضين سوريين مع ضباط إسرائيليين في إسطنبول، وكان مصير الإخبارين الحفظ لعدم استنادهم الى اي دليل سوى إستثمار القضاء للتشفي السياسي والشخصي ليس إلا” مشددا على ان “هناك تطور بالغ الخطورة في هذا الإدعاء هو عدم تبلغ نقابة المحامين في بيروت الدعوى العامة وعدم تبليغي إياها عبر النقابة من حيث الشكل. علماً اني اضطررتُ إلى إقفال مكتبي منذ أشهر موقتاً بعدما تلقيت تهديدات من حزبيين”.

وعن اتهام نبيل الحلبي بإثارة النعرات الطائفية وتحقير القضاء، وفيما ان كان هذا مرتبطاً بما جرى في وسط بيروت او عين الرمانة في السادس من حزيران الجاري، اكد الحلبي” أولاً انا لم أكن في لبنان في ذاك التاريخ ولم يصدر عني قولاً او كتابةً ما يثير النعرات الطائفية، إنتقاداتنا للسياسيين ولزعماء الطوائف تنبع من معارضتنا المشروعة لأي شخص يعمل في الشأن العام أيّاً كانت مكانته ضمن بيئته الطائفية ولم نقم بإزدراء الأديان يوماً، فلدي صداقات من كل الطوائف واعتز بها. أما في ما يتعلق بتحقير القضاء فهذا الأمر لم يحصل إلا إذا كان البعض يعتبر أن إعتراضي على التشكيلات القضائية وضرب استقلال القضاء هو تحقير بالمؤسسة القضائية، فهذا أمر آخر”. وشدد على انه “لقد قلتُ مراراً وتكراراً اننا لسنا مسؤولين عن تكسير وحرق الأملاك الخاصة والعامة وقد ثبت ذلك بعد أن اعتقلت الأجهزة الأمنية عدداً من الشباب ولا يوجد بينهم اي شخص منتسب إلى المنتديات. ثم إن عمل المنتديات يستند الى فكرة التطوع وليس الى المقابل المادي وأن الشيخ بهاء الحريري هو رجل أعمال لبناني تبنى مشروع المنتديات ويقوم بدعم انشطته السلمية، كورشات العمل وبدل إشغال المكاتب، وبعض الأمور اللوجيستية كالمواصلات وشراء الاعلام اللبنانية في التظاهرات السلمية وليس سوى ذلك، وانا لست بحاجة الى تحويل المال في سبيل ذلك وليست من مهامي”. وعما تم تداوله من اعتراف كيندا الخطيب بعرض الحلبي عليها ان تكون منسقة منتدى عكار وانه دفع لها مبلغ ٣٠٠ ألف ليرة لبنانية بعد أن نزلت مع المنتديات في ١٤ شباط الماضي لتهتف ضد رئيس الحكومة السابق سعد الحريري،

علّق الحلبي على ذلك بالقول “بحسب علمي أن كيندا الخطيب تم استدعاؤها إلى التحقيق بتهمة التواصل مع العدو وليس بتهمة التواصل مع المنتديات والتي لا تشكل جريمة. وبكل الأحوال اعرف كيندا جيداً ومن باب معرفتي بها عرضتُ عليها أن تكون منسقة حلبا وهي رفضت لارتباطها بتيار المستقبل، وفي يوم ١٤ شباط ذكرى استشهاد الرئيس رفيق الحريري لم تنزل المنتديات لشتم اي شخص فما بالك بالرئيس سعد الحريري شقيق الشيخ بهاء الحريري هل يعقل ان نشتمه، نحن نزلنا لوضع اكاليل الورد على ضريح الرئيس الشهيد وعندما منعتنا قوى الأمن الداخلي وضعنا اكاليل الورد عند شعار القبضة، وفي ذلك اليوم لم تكن كيندا موجودة لأنها كانت قد رفضت الانتساب إلى المنتديات وبدأت بتغريدات على حسابها الشخصي في تويتر متضامنة مع الرئيس سعد الحريري ارفق لكم عددا منها، فكيف يعقل ان تكون شاركت إلى جانبنا وحصلت على مبلغٍ من المال نظير ذلك”؟! وفيما ان كان هناك ضغوطاً سياسية على القضاء بعد ثورة ١٧ تشرين، رد الحلبي “اعتقد ان الضغوط السياسية لن تنتهي إلا بانتهاء منظومة الفساد التي تدخلت في كل شيء وقامت بتخريب كل شيء واوصلت الشعب اللبناني إلى شفير المجاعة والبلاد إلى الإنهيار. لكنّ ما تحقق بعد ثورة ١٧ تشرين هو وصول نقيب للمحامين خرج من صلب المجتمع المدني ويؤمن باستقلال القضاء وبرسالة نقابة المحامين في الدفاع عن الديمقراطية والحريات العامة قبل الدفاع عن الجسم النقابي. من هذا المنطلق انا متمسك بكامل حقوقي المشروعة بممارسة حقي الكامل في تكوين معارضة تحت سقف الدستور والقانون، وأنا مرتاح الضمير لأني لم اخالف القانون يوماً. المهم ان يبتعد السياسيون عن القضاء فيكفي ما أوصلونا إليه لغاية يومنا هذا”.

 

بالترغيب والترهيب حزب الله يجند الشباب اللبناني

العرب/28 حزيران/2020

يستغل حزب الله حالة الفقر التي يعيشها الشباب في المناطق الشيعية لجذبهم لصفوفه بإغراءات مادية من جهة، وترهيبهم وممارسة الضغوط عليهم في حالة لم يؤيدوا أجندته من جهة أخرى، لكن مع تدهور الأوضاع وزيادة القتلى في صفوف الحزب بسبب الحرب في سوريا، ظهر أن العقيدة مجرد حجة واهية للانضمام إلى الحزب. بيروت - غالبا ما يؤكد الشباب المنضمون إلى حزب الله أنهم مدفوعون بالعقيدة والجهاد وأدبيات الحزب للمشاركة في حروبه، لكن مع تواصل خسارة الشباب اللبناني الشيعي في سوريا، تجرأ الكثيرون على الكشف أن المال وحده هو الدافع إلى انضمامهم إلى الحزب. ويقول الشاب اللبناني عبدالله (27 عاما) “أعيش في إحدى بلدات سهل البقاع اللبناني، وبعد قرار حزب الله تجميع كافة شبان القرى الشيعية، وإخضاعهم لدورات تأهيلية للانضمام إلى المعارك المشتعلة في سوريا، قررت الهروب إلى أوروبا لكن المسألة ليست متاحة لجميع الشباب في المنطقة”.

الحياد غير مقبول

يضيف عبدالله في تصريح لـ”العرب”، “مسألة الهروب ليست سهلة وتحتاج إلى مبلغ مالي لا يستطيع تأمينه الشباب في المناطق الشيعية جنوب لبنان الذين يعانون من الفقر والأوضاع الصعبة، عائلتي استطاعت تأمين مبلغ مالي (8000 آلاف دولار) للمهربين لتأمين وصولي، لكن أصدقائي لم يستطيعوا تأمين هذا المبلغ”.وتابع عبدالله “التجنيد في حزب الله لا يتم فقط بإغراء الشباب الفقراء بالمال والرواتب الشهرية المستقرة وتعويض العائلات عند الوفاة، بل أيضا بممارسة الضغوط والتضييق عليهم، إذ يملك الحزب شبكة علاقات اقتصادية واسعة مع رجال أعمال وبإمكانهم التأثير في عمل الشباب، إضافة إلى الضغوط النفسية“. وينوه بأنه “في المناطق الخاضعة لسيطرة حزب الله ليس مقبولا أن تكون على الحياد، يجب أن يتماهى الشاب مع عقيدة الحزب وشعاراته ودعايته، وإلا يصبح أشبه بالمنبوذ”. وبات حزب الله في موقف حرج مع زيادة قتلاه القادمين من سوريا إلى لبنان الذين قُتلوا على أرض ليست أرضهم ومن أجل قضية ليست قضيتهم بسبب ترغيب الحزب لهم إمّا برواتب تُصرف بالدولار، أو باللعب على الوتر الديني والطائفي.

شباب.. لا ثقة بساسة البلد

وفي مقابل المروجين للحزب، تصاعدت أصوات الآلاف من الشابات والشبّان الثائرين على الثنائية الشيعية المسيطرة على الطائفة، نتيجة الوضع الاقتصادي المزري الذي وصل إليه لبنان، بالإضافة إلى استنزاف الحزب للمئات من الشبّان في معارك تابعة لدول أخرى ولا تخدم لبنان في شيء. ويقول الباحث مايكل يونغ من مركز كارنيغي “بالنسبة إلى الشيعة، هم لم يدعموا حزب الله لقضاء سنوات حياتهم في الفقر. وهم لطالما اعتبروا الحزب كتذكرة للنهوض الاجتماعي في الدولة اللبنانية، وسبيلا للخروج من فقرهم. لذا لا يعتبر طلب الصبر وتحمّل الصعوبات منهم بالخطة الجيدة. فبمجرد تدهور النظام، سيتوجّب على حسن نصرالله إطعام مئات الآلاف من أنصاره، وسط احتمالات بأن الغالبية ستلوم حزب الله قريبا على المحنة التي يمرون بها”. وأضاف “ماذا يستطيع حزب الله أن يقدم في نهاية هذه الأزمة الوطنية المديدة؟ أسلحة؟ مقاومة؟ شعارات؟ ما قيمة ذلك عندما يحاول اللبنانيّون الخروج من الهاوية؟ لا يقدّم حزب الله أي حلول جديّة لمشاكل منطقة تتّسم بالتدهور في الظروف المعيشية، وارتفاع في أعداد الشباب الذين يفتقدون إلى آفاق مستقبل مزدهر، ووجود قيادات فاسدة نهبت وقمعت مجتمعاتهم. يشهد الحزب اليوم مرحلة دراماتيكيّة فيما هو عالق في دوامة من الاتهامات في منطقة تشهد تحوّلا كاملا”.

استهانة بالأرواح

وجاء فايروس كورونا ليكشف أيضا عن ممارسات الحزب المستهينة بأرواح الشباب واللبنانيين عموما، حيث تتكتم بيئة “حزب الله” على الإصابات، حتى لا يتم اتهام إيران بتصدير الفايروس، وبالتالي تعريض صحة أبنائه وأبناء الوطن لخطر الإصابة بالفايروس خاصة مع رفض القادمين عبر الطائرة الموبوءة التي وصلت لبنان في مارس الماضي الالتزام بالحجر المنزلي. وبدأ الاستنكار يظهر بين صفوف الشباب، إلى متى سيبقى اللبنانيون صامتون عما يقوم به حزب الله وحصد أرواح اللبنانيين؟ وإلى متى ستبقى بيئته الداخلية خاضعة لهيمنته ولحساباته الضيقة، ولمصالحه مع إيران التي لا تأتي للبنان سوى بالأمراض والدم والبؤس الاقتصادي؟ ومتى ستتم محاسبة البلديات بأعضائها ورؤسائها التي لم تتابع الزوَّار العائدين من إيران، وتحديدا أولئك الذين صمتوا على الحالات المشتبه بأن تكون حاملة للفايروس؟

كما أن مسؤولية حزب الله عن تدهور الأوضاع الاقتصادية في لبنان لم تعد خافية على الجيل الجديد من الوسط الشيعي الذي يخضع لمحاولات أدلجة منذ الصغر عبر المدارس ومخيمات الكشافة.

وقال جوناثان سباير، مدير مركز الشرق الأوسط للتحرير والتحليلات، وباحث لدى منتدى الشرق الأوسط، “إن الهيمنة الحالية لحزب الله المدعوم من إيران مع حلفائه على النظام السياسي اللبناني ساهمت كذلك في تدهور الوضع. ومنذ انتخابات مايو 2018 سيطر حزب الله وحلفاؤه علانية على المجلس النيابي والفروع التنفيذية في الحكومة. ويعد حزب الله قوة مهيمنة في كتلة تتكون من 74 مقعدا من أصل 128 مقعدا في البرلمان اللبناني، و19 من 30 حقيبة وزارية. ويسيطر الحزب مباشرة على وزارة الصحة العامة، ويعتقد أن وزير الصحة محمد حسن هو الطبيب السابق للأمين العام لحزب الله حسن نصرالله”.

وأدت السيطرة المتزايدة لحزب الله ومن خلفه إيران على لبنان إلى تراجع حاد في الاستثمارات الأجنبية خلال العقد الأخير. وكانت السعودية والإمارات من الشركاء الرئيسيين للبنان، لكنهما خفضتا بقوة استثماراتهما فيه خلال السنوات الأخيرة. ولم يعد يجد لبنان الخاضع لسيطرة حزب الله من ينقذه من انهيار اقتصادي وعجز عن سداد الديون، كما فعل حكام الخليج سابقا. كما لم يعد لدى مسؤولي طهران المقيدين بالعقوبات فائض من المال.

وظهر التململ مؤخرا بين الشباب وعائلاتهم الشيعية مع تراجع قدرة الحزب المالية، وتقلص المساعدات التي يدفعها الحزب للعائلات بعد مقتل أبنائها، ما أكد أن العقيدة والمقاومة مجرد شعارات واهية تخفي الأسباب الحقيقية لانضمام الشباب إلى الحزب. وتوضح الصحافية اللبنانية حنين غدار والباحثة في معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى “بعد معركة القصير في عام 2013، أدرك حزب الله أن الحرب السورية ستكلف الحزب أكثر مما كان متوقعا. وسيكون غير قادر على تغطية معظم التعويضات لأسر الشهداء. لذلك بدأ يطلب من الرجال العزاب العزوف عن الزواج وتكوين الأسر وشرع يجند الشبان غير المتزوجين بنسبة أكبر”. فإذا توفي هؤلاء الشباب، على الحزب أن يدفع فقط بضعة آلاف من الدولارات إلى ذويهم، ولكن عندما يموت الشاب المتزوج أو يصاب بجراح، يتوجب على الحزب رعاية أسرته إلى الأبد، من خلال “مؤسسة الشهيد” و”مؤسسة الجرحى”.

خدمات جنسية

التململ ظهر بين الشباب وعائلاتهم مع تراجع قدرة الحزب المالية، ما أكد أن العقيدة مجرد ذريعة للانضمام إلى الحزب

مع مقتل أكثر من 2000 مقاتل من الحزب في معارك سوريا، ووقوع العديد من الجرحى بعدد أكبر من ذلك بكثير، فإن مؤسسات حزب الله أصبحت غير قادرة ببساطة على تغطية كافة تكاليف عائلات المقتولين والجرحى. ومع استمرار الحرب، لم يعد الحزب قادرا على منع الشباب من تكوين الأسر، على الرغم من تكاليف الأمر. ولهذا السبب يتم تشجيع الكثيرين على الزواج من أرامل الحرب، أو على الأقل اللجوء إلى زواج المتعة المؤقت إلى أن يحين الوقت المناسب. ونظرا إلى أن المجندين الجدد ما زالوا يعتبرون غرباء، فإن زوجاتهم يحصلن على أدنى منزلة في الحزب، مما يعني أنهن أسوأ حالا من الناحية المالية، وأكثر عرضة لمطالب الرجال من ذوي المقام الرفيع داخل الحزب. وقد تحدثت العديد من النساء الشابات بصراحة عن تهديد مسؤولين في الحزب لهن بتخفيض الخدمات والمال إن لم يقبلن “الزيارات الخاصة”. وترفض بعض النساء مثل هذه الزيارات، في حين تقبل بها أخريات. “وإذا كان هذا المال هو كل ما يمكن أن يحصلن عليه، فإن زواج المتعة ليس حراما، وبعضهن ليس لهن خيار سوى قبوله”، كما قالت إحداهن. وزواج المتعة ليس مقبولا فحسب، بل يروج له الحزب بين الشباب على أنه فعل مقدس سيلقى جزاؤه في الجنة. ومن خلال ربط العمل المقدس بهذه الممارسات، تمكن حزب الله من احتواء خسائره وتحقيق نوع من التوازن الهش في هذه الظروف الصعبة. وقد تمكن الحزب أيضا من تغيير قواعد زواج المتعة من خلال فتاوى، من أجل جعله أكثر سهولة ويسرا. فقد تم إصدار فتوى قبل بضع سنوات تسمح للرجال المتزوجين بزواج المتعة، وفتوى أخرى أكثر حداثة تسمح للمرأة بزواج المتعة من دون الحاجة إلى قضاء مدة العدّة التي تشمل 40 يوما بين الرجل والآخر، وهي الفترة الزمنية المطلوبة عادة للتأكد من أن المرأة ليست حاملا. ومع أن هذه الفتوى الجديدة ألغت العدة، إلا أنها منعت الإيلاج. بالتالي يمكن للمرأة والرجل أن يفعلا كل ما يحتاجان إليه للحصول على المتعة الجنسية طالما لا يقوم الرجل بعملية الإيلاج. بعد ذلك يمكن للمرأة أن “تتزوج” من رجل آخر على الفور. لكن، في نهاية المطاف تدرك النساء أن الخدمات الجنسية التي يقدمنها هي أكثر أهمية. فلو لم يكن الأمر مرتبطا بالمال الذي يحصلن عليه، لكان عدد قليل منهن، إن لم نقل ولا امرأة منهن، سيشاركن في هذا العمل المقدس. وبعد تراجع أعداد الشباب المقتنعين بالدعاية الجهادية المقدسة للحزب، اتجه لبناء خلايا جديدة في الخارج، وذكرت صحيفة لوفيغارو الفرنسية أن الميليشيا الشيعية الموالية لإيران بدأت منذ سنوات في البحث عن مجندين جدد من مختلف أنحاء العالم ما أثار اهتمام أجهزة الاستخبارات الغربية التي تراقب عن كثب الميليشيا اللبنانية.

توجه جديد

استغلال ظروف الشباب لتحقيق غايات الحزب

يسعى الحزب إلى تجنيد نوع جديد من الشباب يحملون جنسيات غير لبنانية أو عربية ويتمتعون بوضعية اجتماعية جيدة ومستقرة من أجل البقاء بعيدا عن أعين الاستخبارات. ووفقا للمعلومات التي نشرتها لوفيغارو، فقد تم تجنيد العشرات من الأفغان والباكستانيين الشيعة من قبل حزب الله. وجرى التقرب من هؤلاء الشباب خلال موسم الحج أو خلال مزاولتهم للدراسة في الجامعات في لبنان أو إيران، ليتم إنشاء الخلية 901 التابعة لحزب الله والتي تم تدريب عناصرها في مشهد الإيرانية والعاصمة اللبنانية بيروت. وانتقل هؤلاء العناصر إلى الخارج في انتظار صدور أوامر للقيام بعمليات، بحسب الصحيفة الفرنسية. كما استغل حزب الله وجوده في سوريا لممارسة نشاطاته الدعائية، وعمليات تجنيد في أوساط الشباب الذين يعانون من الحاجة إلى وسائل العيش، كما يرغب معظمهم في تجنب التجنيد لدى قوات النظام التي تسعى لإلحاقهم بالخدمة العسكرية بمقابل مادي ضئيل. وعمليات التجنيد باستخدام الإغراءات المالية، حققت أهدافها في محافظة دير الزور التي تشهد فيها مسألة الانضمام إلى الميليشيات إقبالا كبيرا، سواء لحزب الله اللبناني أو لميليشيات لواء القدس نظرا لحاجة الناس إلى الرواتب.

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

«فصائل إيران» تحذّر من فوضى... وترقب في بغداد و«العصائب» تطالب الكاظمي بـ«التغاضي» عن استهداف الأميركيين

بغداد: فاضل النشمي/الشرق الأوسط/27 حزيران/2020

تعيش بغداد أجواء ترقب وحذر شديدين منذ مداهمة قوات جهاز مكافحة الإرهاب مقراً لـ«كتائب حزب الله» الموالية لإيران واعتقال 14 عنصراً، ضمنهم إيراني قالت مصادر إنه خبير في تصنيع الصواريخ. ومما فاقم التوتر تحذير زعيم فصيل آخر من فوضى. وتميل اتجاهات المراقبين في بغداد إلى إمكانية تفجر الصراع في الأيام المقبلة بين الحكومة والقوى المؤيدة لها، وبين الفصائل المسلحة و«خلايا الكاتيوشا»، خاصة بعد التصعيد الكلامي الذي ينتهجه هذه الأيام ما يسمى «محور المقاومة» ضد حكومة الكاظمي، حتى إن الأمين العام لـ«عصائب أهل الحق» قيس الخزعلي طالب رئيس الوزراء علناً بـ«التغاضي» عن قصف المصالح الأميركية والمصالح الغربية. ووجه الخزعلي الليلة قبل الماضية رسالة متلفزة إلى الكاظمي طالبه فيها بـ«التغليس» (التغاضي) عن قصف السفارة الأميركية والمواقع العسكرية، مشيراً إلى أن جميع الحكومات السابقة لم تستطع القيام بما قام به رئيس الوزراء الحالي، مضيفاً: «كان الجميع (رؤساء الوزراء) لا يعتبرون في قرارة أنفسهم أن ذلك (عمليات القصف) خطأ، وكان الجميع (يغلس)». كما خاطب الكاظمي قائلاً: «لا تنخرط في هكذا مواضيع، لأنها ليست بحجم حكومتك»، مضيفاً أن «اعتقال عناصر من الحشد من قبل مكافحة الإرهاب يعد فوضى عارمة».

 

صولة ليلية» للقوات العراقية ضد جماعات «الكاتيوشا» ومصادر أكدت استهداف فصيل «كتائب حزب الله» المرتبط بإيران

بغداد: فاضل النشمي/الشرق الأوسط/27 حزيران/2020

في أول تحرك رسمي لها بهذا الحجم، شنت حكومة رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي «صولة ليلية» ضد الفصائل المسلحة المنفلتة المتهمة بالضلوع في عمليات إطلاق صواريخ «الكاتيوشا» على المنطقة الخضراء، والمعسكرات التابعة للجيش العراقي، وقوات التحالف الدولي.

وجاء تحرك الحكومة الأخير في إطار تعهدات سابقة قدمها الكاظمي بحصر السلاح بيد الدولة، ومجابهة الفصائل المسلحة التي تعمل خارج إطار الدولة. وسبق أن حذر في وقت سابق جماعات «الكاتيوشا»، وهدد بمعاملتهم طبقاً لأحكام قانون مكافحة الإرهاب.

وقوبلت «صولة» الكاظمي بارتياح وتأييد شعبي واسع، وأطلق مدونون عراقيون عقب العملية هاشتاغ «مع جهاز المكافحة ضد الأحزاب».

وأصدرت قيادة العمليات العراقية المشتركة، أمس، بياناً شرحت فيه تفاصيل الحوادث التي وقعت فجر الجمعة، وأسفرت عن اعتقال مجموعة من العناصر التابعة لفصيل مسلح تقف وراء الهجمات بصواريخ الكاتيوشا على المنطقة الخضراء، والسفارة الأميركية، ومعسكرات تابعة للجيش، وقوات التحالف الدولي.

وكشف بيان القيادة عن توفر «معلومات استخبارية دقيقة عن الأشخاص الذين سبق أن استهدفوا المنطقة الخضراء ومطار بغداد الدولي بالنيران غير المباشرة عدة مرات. كما رصدت الأجهزة المعنية نوايا جديدة لتنفيذ عمليات إطلاق نار على أهداف حكومية داخل المنطقة الخضراء».

وقال إنه «تم تحديد أماكن وجود المجموعة المنفذة لإطلاق النيران استخبارياً، وأعدت مذكرة إلقاء قبض أصولية بحقهم من القضاء العراقي، وفق قانون مكافحة الإرهاب، وتم تكليف جهاز مكافحة الإرهاب بتنفيذ واجب إلقاء القبض، والحيلولة دون تنفيذ العمل الإرهابي ضد مواقع الدولة، ونفذ الجهاز المهمة بمهنية عالية، ملقياً القبض على أربعة عشر متهماً وهم عديد كامل المجموعة مع المبرزات الجرمية المتمثلة بقاعدتين للإطلاق».

وأضاف البيان: «شكلت حال إتمام عملية التنفيذ لجنة تحقيقية خاصة، برئاسة وزارة الداخلية، وعضوية الأجهزة الأمنية، أودعت المتهمين لدى الجهة الأمنية المختصة، حسب العائدية، للتحفظ عليهم إلى حين إكمال التحقيق، والبت بموضوعهم من قبل القضاء».

وبشأن التحرك والاستعراض الذي قامت به فصائل مسلحة بأكثر من ثلاثين عجلة حكومية في المنطقة الخضراء فجر أمس، عقب تنفيد عملية الاعتقال، واقترابها من جهاز مكافحة الإرهاب، ذكر بيان العمليات أن «هذه الجهات لا تريد أن تكون جزءاً من الدولة والتزاماتها، وتسعى إلى البقاء خارج سلطة القائد العام للقوات المسلحة الدستورية والقانونية».

وشددت قيادة العمليات على «خطورة هذا التصرف، وتهديده لأمن الدولة، ونظامها السياسي الديمقراطي، وبما لا يمكن السماح به تحت أي ذريعة كانت»، وأكدت إصرارها على «مواصلة المسيرة في تحقيق الأمن للشعب العراقي، وإيكال الأمر إلى القضاء السلطة المختصة».

وقطع بيان القيادة المشتركة الشك باليقين، بعد أن روجت «الجيوش الإلكترونية» التابعة للفصائل المسلحة الموالية لإيران أخباراً عن إطلاق سراح المعتقلين، وتقديم رئيس الوزراء اعتذاره للجهة المستهدفة بالمداهمة وأوامر إلقاء القبض.

وفيما لم يسم بيان قيادة العمليات الجهة التي داهمها جهاز مكافحة الإرهاب، واعتقل بعض عناصرها، يؤكد مراقبون أمنيون، ومصادر قريبة من الحكومة العراقية، أن الجهة المقصودة هي «كتائب حزب الله»، المعروفة بولائها الشديد لولاية الفقيه الإيرانية.

وقالت المصادر إن المداهمة الأمنية استهدفت مقراً للجماعة في منطقة البوعيثة القريبة من حي الدورة، جنوب غربي بغداد، وأشارت إلى أن «العملية سبقتها قبل 3 أيام عملية أخرى، ألقي القبض خلالها على 3 عناصر تابعين للكتائب، اعترفوا بتنفيذ عمليات القصف بصواريخ الكاتيوشا التي وقعت في وقت سابق بالقرب من نصب الجندي المجهول في المنطقة الخضراء، وقبلها قرب مقر جهاز مكافحة الإرهاب قرب مطار بغداد الدولي»، وأكدت أن «عملية الدهم أسفرت عن ضبط معمل لصناعة الصواريخ، برئاسة خبير إيراني».

وفيما تصر الحكومة والجماعات الداعمة لها على أن عملية جهاز مكافحة الإرهاب استهدفت العناصر الخارجة عن القانون، وليس العناصر المنضبطة التابعة لهيئة «الحشد الشعبي»، تتحدث بعض الاتجاهات القريبة من «كتائب حزب الله» ومحور «المقاومة» عن ضرورة عدم المساس بالحشد، وتخريب علاقته مع جهاز مكافحة الإرهاب. وفي هذا الاتجاه، قال عضو «عصائب أهل الحق» النائب نعيم العبودي، في تغريدة عبر «تويتر»: «فيما العالم يترنح، يبقى المواطن العراقي اليوم ثابتاً مستنداً إلى ثقته بـ(الحشد الشعبي) من جهة و(جهاز مكافحة الإرهاب) من جهة أخرى، لما لهما من تضحيات لا تقدر».

وتساءل العبودي: «لمن تعود المصلحة في إشعال أتون الفتنة بينهما، لا قدر الله؟ وإذا تصادما، من يبقى للعراق والعراقيين؟ ألا يكفينا؟». أما رئيس الوزراء الأسبق نوري المالكي، فدعا، أمس، إلى ضبط النفس، والحرص على حل المشكلات بنفس وطني مسؤول، بعيداً عن الأحقاد والتدخلات الخارجية.

وقال المالكي، في تغريدة: «الحشد الشعبي قائد النصر، وعنوان لقوة الشعب والدولة، وعلينا احترامه وحفظ هيبته، ولا يجوز الاعتداء عليه أو الانتقاص منه»، وأضاف أن «الدولة دولتنا، وقوات مكافحة الإرهاب أبناؤنا الذين نعتز بجهادهم وبسالتهم، ولا يجوز الانتقاص منه ومن كل قوة وطنية للدولة».

وبدوره، حذر المتحدث الرسمي باسم ميليشيا «حركة النجباء»، نصر الشمري، أمس، من أي محاولة لـ«استهداف» الحشد الشعبي، وجر الأطراف إلى فتنة داخلية. وقال الشمري، في تغريدة: «أي محاولة لاستهدافهم، ولجر الأطراف إلى فتنة داخلية في هذه الأيام العصيبة، وهذا الوضع الوبائي، ستكون حتماً محاولة فاشلة، وغير محسوبة النتائج، وقد تجر على من أمر بها ما لم يكن بحسبانه أبداً».

 

إبعاد 3 قوارب إيرانية دخلت المياه السعودية وحرس الحدود أكد عدم السماح بأي تجاوزات

الرياض/الشرق الأوسط/27 حزيران/2020

أعلن حرس الحدود السعودي، اليوم (السبت)، إبعاد ثلاثة قوارب إيرانية بعد دخولها مياه المملكة الخميس الماضي. وأوضح المتحدث الرسمي لحرس الحدود السعودي في بيان، أنه «عند الساعة 18.30 من يوم الخميس 25 يونيو (حزيران) الحالي، رصدت الدوريات البحرية ثلاثة قوارب إيرانية بعد دخولها المياه السعودية»، مشيراً إلى أنه «تم على الفور متابعتها وتوجيه إنذارات متكررة إليها بالتوقف، إلا أنها رفضت التجاوب».وأضاف: «وفقاً للإجراءات المتبعة في هذه الحالات التي يتم فيها رفض التوقف، فقد تم التعامل مع تلك القوارب، وذلك بإطلاق طلقات تحذيرية، مما نتج عن ذلك إجبارها على إعادة أدراجها».

وأكد المتحدث أن «حرس الحدود لن يسمح بأي تجاوزات في المياه السعودية».

 

ماذا يفعل خليفة قاسم سليماني في سوريا؟

المدن/27حزيران/2020

قالت وكالة "تسنيم" الإيرانية السبت، إن قائد "فيلق القدس" التابع للحرس الثوري الإيراني، اسماعيل قآاني، زار مؤخراً منطقة البوكمال في شرقي سوريا. وأكدت "تسنيم" أن قآاني زار مناطق العمليات ضد تنظيم "داعش" في البوكمال، حيث ألقى كلمة، حمّل فيها الولايات المتحدة وإسرائيل المسؤولية عن إنشاء ودعم تنظيم "داعش"، واصفاً إياهما ب"نظامين مجرمين لم تنتهِ مؤامراتهما بعد". كما تطرق قائد "فيلق القدس"، حسب الوكالة، إلى الأجندة الداخلية الأميركية، متهماً حكومة الولايات المتحدة ب"قمع شعبها بشكل عنيف" والسعي إلى ممارسة الأساليب نفسها بحق الشعوب الأخرى. وذكرت قناة "العالم" الإيرانية أن الزيارة حصلت قبل أيام. تولى قآاني قيادة "فيلق القدس" أوائل العام الجاري، خلفاً للجنرال قاسم سليماني الذي اغتيل في بغداد بغارة أميركية في 3 كانون الثاني/ يناير. وكانت وسائل إعلام رسمية إيرانية نشرت الجمعة في 6 آذار/مارس الماضي، صورة لقآاني قالت إنها في سوريا وهو يحيي أحد القادة ويربت على كتفه في ما يبدو أنها غرفة مغلقة. وهذه أول صورة تنشر له وهو في سوريا منذ توليه قيادة فيلق القدس بعد مقتل سليماني. وزار قآاني جبهات نبل والزهراء شمال حلب وقاعدة عزان الايرانية جنوب حلب بالإضافة إلى قواعد "حزب الله" في أكثر من موقع.

 

المداهمات تكشف معملاً لصناعة الصواريخ

بغداد – وكالات/27 حزيران/2020

 أفادت مصادر أمنية عراقية، أمس، بأن المداهمات الليلية لمقر “كتائب حزب الله”، الموالية لإيران، كشفت معملاً لصناعة الصواريخ، بإشراف خبير إيراني. وقالت المصادر، إن من بين “المعتقلين الـ 14، ثلاثة إيرانيين يشاركون ضمن ما يعرف بخلايا الكاتيوشا التي قصفت سابقاً المنطقة الخضراء ومحيط السفارة الأميركية ونصب الجندي المجهول، وقبلها مقر مكافحة الإرهاب قرب مطار بغداد”. وأضافت، إن رئيس الحكومة مصطفى الكاظمي، قيد منذ تعيينه، قبضة “كتائب حزب الله” على المطار، من خلال شركة أمنية تابعة للكتائب فرضها رئيس الحكومة السابق عادل عبد المهدي بعد مقتل سليماني”. مطار بغداد الدولي مطار بغداد الدولي واعتبرت، أن “الكتائب حاولت ضرب المطار بغية إرضاء إيران من جهة وحماية مشروع السيطرة على مطار بغداد وحركة الشحن الجوي فيه على وجه التحديد من جهة، والضغط على القوات الأميركية للقبول بالتهدئة من جهة ثانية. من جهته، قال مصدر عسكري، إن “المقر الذي دوهم عبارة عن ورشة فنية عسكرية يستخدمها عناصر من حزب الله العراقي من أجل صناعة قواعد اطلاق الصواريخ وتصنيع الكاتيوشا في مزارع البو عيثة جنوب بغداد”.

 

الجيش العراقي: سنفرض هيبة الدولة… وميليشيات إيران تتوعد الكاظمي

اعتقال 14 من "كتائب حزب الله" جميعهم عراقيون ضُبطوا وفي حوزتهم صواريخ مُعدَّة للإطلاق

بغداد – وكالات/27 حزيران/2020

 تعهد الجيش العراقي أمس، فرض هيبة الدولة، رافضا أصوات التهديد والوعيد من قبل الفصائل الموالية لإيران، لا سيما حركة “النجباء”، وورود معلومات عن ضغوطات ومساع من أجل إطلاق سراح 14 من عناصر “كتائب حزب الله تم اعتقالهم ليل أول من أمس. وأكد الناطق باسم القوات المسلحة العراقية العميد يحيى رسول أن عناصر “حزب الله” ما زالوا قيد التوقيف، مشددا على أن القوى الأمنية تعمل على فرض هيبة الدولة، وموضحا أن القوى الأمنية تعاملت وفق الأصول مع سيارات المسلحين التي ظهرت في بغداد فجر الجمعة، وهي تجوب حول مقرات في المنطقة الخضراء.

وكانت قوة من مكافحة الإرهاب دهمت فجر أول من أمس، مقرا لـ “كتائب حزب الله” في إحدى مزارع الدورة، جنوب بغداد، واعتقلت عدداً من قادتها، ما أثار غضب قادة من “الحشد الشعبي”، مشيرة إلى أنها رصدت مخططاً لاستهداف مقرات حكومية. وأفاد مصدر حكومي ومسؤولان أمنيان آخران، بأن الأشخاص الذين تم اعتقالهم، ضبطوا وفي حوزتهم صواريخ معدة للإطلاق. وتوعدت “كتائب حزب الله” باستهداف رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، بعد القبض على قياديين فيها. واتهم المسؤول الأمني في “الكتائب” أبوعلي العسكري، الكاظمي بـ “تضييع” ما وصفه بـ “قضية مشاركته بجريمة قتل قائد “فيلق القدس” الإيراني قاسم سليماني، ونائب رئيس “الحشد الشعبي” أبومهدي المهندس. واعتبر، أن ذلك يشكل “عربون عمالة للأميركيين”، مضيفاً ان “الكتائب تتربص به”. بدوره، حذر الأمين العام لـ “عصائب أهل الحق” قيس الخزعلي، رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي من الدخول في مواجهة مع “الحشد الشعبي”، مؤكداً أنه لا يوجد أي فصيل من فصائل المقاومة يستهدف المؤسسات الحكومية العراقية في المنطقة الخضراء. ووجه خطابه إلى الكاظمي، قائلاً: “هل تعلم أن الطائرات الأميركية تحلق وقت ما تشاء وتقصف من تشاء”، معتبراً أن “بيان العمليات المشتركة الخاص باعتقال عناصر الحشد كتب من قبل الأميركيين”، ومؤكداً أن “هناك محاولات أجنبية لضرب قوات الحشد الشعبي”. وقال، “لا رئيس الوزراء ولا غيره يستطيع الوقوف بوجه أبناء الحشد”، واصفاً الحكومة الحالية بالموقتة، التي يقتصر عملها على “إجراء انتخابات مبكرة وعبور التحديات الاقتصادية”. بدوره، أكد الأمين العام لحركة “النجباء” أكرم الكعبي، أمس، أنه لا يستطيع أحد الإيقاع بين القوات العراقية و”الحشد الشعبي”. وقال، “كشفتم اتجاهكم فلا تتوهموا، فإن الحشد الشعبي برجاله ومقاومته وكل القوات الأمنية شركاء الدم والجهاد ولن توقعوا بينهم”. وأضاف، “ثم بعد أن وقانا الله الفتنة، لا تزجوا البلد بالديون التي تسلب سيادته وإستقلاله فإن معنى الاقتراض الخارجي الذي تسعون إليه وفق مفهوم الاستعمار الحديث، هو أن تقترض المال من مستعمر محترف، ثم تشتري بهذا المال بضائع من المقرض نفسه”. وأشار، “سيبيعك هذا المستعمر من فائض إنتاجه، الذي لا سوق له، فتتراكم عليك الديون لتصبح بعد ذلك بلادك رهينة بيده، ليكون محتلا بطريقة غير مباشرة، هذه سياسة قديمة، وتتكرر اليوم للأسف في بلد رفع شعار السيادة”. وبعد اعتقال المشتبه بهم، انتشرت عناصر تابعة لـ “الحشد الشعبي” خارج المنطقة الخضراء، وقالت مصادر، إن الميليشيات التي انتشرت هي “كتائب حزب الله” و”عصائب أهل الحق” و”حركة النجباء”، بالإضافة إلى أمن “الحشد الشعبي”. بالتزامن، نشر عدد من العراقيين مقاطع مصورة تظهر تجول سيارات عدة محملة بعناصر مسلحين، وسط شوارع العاصمة، سيما في محيط المنطقة الخضراء، في رسالة تهديد غير مباشرة للقوات الأمنية، خصوصاً “جهاز مكافحة الإرهاب”.

 

تركيا تواصل انتهاكاتها وبغداد تطالبها بالتوقف عن قتل المدنيين

بغداد – وكالات/27 حزيران/2020

 رغم الاستنكار العراقي المتكرر، تواصل تركيا انتهاكها للسيادة العراقية من خلال قصف مناطق حدودية بين البلدين، حيث كشفت مصادر رسمية كردية أمس، عن نشوب حرائق كبيرة التهمت مئات الدونمات في قرى حدودية جراء القصف التركي ليلاً على قرية هوريز. وأكد مدير ناحية دركار في محافظة دهوك زيرفان موسى، أن الجيش التركي قصف بالأسلحة المتوسطة قرية هوريز على نهر هيزل شمال غرب الناحية الحدودية مع تركيا، بينما اندلعت اشتباكات بين عناصر “حزب العمال الكردستاني” والجيش التركي في قمة جبل خامتير الستراتيجي، حيث قام الجيش التركي بعملية إنزال على الجبل للتمركز فيه. من جانبها، كررت السلطات العراقية مطالباتها بوقف الانتهاكات التركية لسيادة البلاد، حيث جددت رئاسة الجمهورية الدعوة إلى إيقاف الأعمال العدائية وقتل المدنيين. في سياق آخر، أعلنت خلية الإعلام الأمني، مقتل ثمانية من عناصر تنظيم “داعش” وتدمير 14 وكرا، بضربات جوية نفذها طيران التحالف الدولي شمال تكريت. وفي الموصل، اعتقلت القوات العراقية إرهابيين اثنين وعثرت على مخبأ للأحزمة الناسفة، كما تم اعتقال إرهابي قادم من سورية في ديالي، وعثرت السلطات على وكر لـ “داعش”.

 

خلاف أميركي ـ روسي في مجلس الأمن حول «حراس الدين»

لندن: إبراهيم حميدي/الشرق الأوسط/27 حزيران/2020

الصاروخ «الذكي» الذي وجهته «درون» أميركية إلى «أبو القسام الأردني» أحد قياديي تنظيم «حراس الدين» المحسوب على «القاعدة» في شمال غربي سوريا في منتصف الشهر الجاري، تزامن مع خلاف أميركي - روسي في مجلس الأمن إزاء تصنيف «حراس الدين» في قوائم المجلس للتنظيمات الإرهابية، ما اعتبر أنه بمثابة «رسالة» من واشنطن إلى موسكو حول كيفية اغتيال الإرهابيين. وأبلغ مسؤول غربي «الشرق الأوسط» بأن مداولات أولية في مجلس الأمن، أظهرت خلافاً في الرأي بين دبلوماسيي البلدين، إذ إن الجانب الروسي يريد استعجال إدراج «حراس الدين» في قوائم مجلس الأمن، مقابل حذر دبلوماسيين أميركيين من أن يكون ذلك «ذريعة لشن عمل عسكري من قوات الحكومة السورية بدعم روسي ضد بعض الجيوب في ريف إدلب لقتال فصائل المعارضة بدل الإرهابيين».

 

النواب الأميركي» يقرّ في جلسة تاريخية تحويل واشنطن إلى الولاية رقم 51

واشنطن: «الشرق الأوسط/27 حزيران/2020

أقرّ مجلس النواب الأميركي في تصويت تاريخي، اليوم (الجمعة بتوقيت الولايات المتحدة)، تحويل العاصمة واشنطن إلى الولاية رقم 51، إلا أن القانون الرامي لمنح سكان العاصمة حقوق تصويت متساوية مع بقية الأميركيين من غير المحتمل أن يمرّ في مجلس الشيوخ.

وأيّد مشروع القانون جميع النواب الديموقراطيين ما عدا واحداً صوّت مع الجمهوريين الذين رفضوا بأكملهم هذا الإجراء. وقالت رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي قبل التصويت: «منذ أكثر من قرنين حُرم سكان العاصمة (واشنطن دي سي) من حقّهم الكامل في المشاركة التامة في ديموقراطيتنا، على الرغم من أنهم يدفعون الضرائب ويخدمون في الجيش». ويعيش أكثر من 705 آلاف أميركي في منطقة كولومبيا الإدارية التي تعدّ معقلاً للديموقراطيين ويفوق عدد سكانها إجمالي عدد سكان ولايتي وايومنغ وفيرمونت مجتمعتين. وتقدم المشرّعون الديمقراطيون بمشروع قانون تحويل «منطقة كولومبيا» إلى ولاية في خطوة إصلاحية متأخرة بعد عقود على حرمان سكانها من حق التصويت، منذ إعلان الكونغرس واشنطن عاصمة دائمة للبلاد عام 1790، كما تمثل هذه الخطوة قضية حقوق مدنية لمدينة نصف سكانها من السود. ويعد هذا هو التصويت، الأول في الكونغرس لإنشاء ولاية جديدة منذ عام 1993، لكن لم يسبق لمجلس الشيوخ أن صادق على إجراء من هذا القبيل. وقالت مندوبة واشنطن في الكونغرس إليانور هولمز نورتون التي تمثل واشنطن في مجلس النواب دون ان يحق لها التصويت: «هناك خياران أمام الكونغرس، إما الاستمرار في ممارسة سلطة استبدادية غير ديموقراطية» على واشنطن، أو «الوفاء بعهد هذه الأمة ومُثُلها» عبر التصويت لصالح القانون. وأشارت نورتون إلى أنه بموجب الاقتراح الديموقراطي سيتم المحافظة على منطقة فدرالية صغيرة تضم المباني الحكومية والكونغرس ومنطقة الناشونال مول والبيت الأبيض. ويقول الجمهوريون الذين يعارضون هذه المبادرة إنها تتعارض مع نية واضعي الدستور الأميركي الذين سعوا إلى إنشاء منطقة فدرالية لا تتأثر بأي ولاية. لكن المسؤولين في واشنطن يشعرون بقلق شديد إزاء الدور الذي يلعبه الكونغرس في شؤون العاصمة، إذ إنّ الدستور يمنحه سلطة واسعة على مختلف المستويات في المدينة. وعام 1780 تخلّت ولايتا مريلاند وفيرجينيا عن أراض تابعة لهما لإنشاء عاصمة فدرالية بمحاذاة نهر بوتوماك. لكن خلافاً لسائر المواطنين الأميركيين، حُرم سكّان واشنطن من أن يكون لممثليهم حقّ التصويت في الكونغرس، ما دفع بالمدينة لطباعة شعار يعود إلى الحقبة الاستعمارية على لوحات سياراتها «ضرائب بدون تمثيل». وفي مثال على التدخل الفدرالي غير المرحّب به، أرسل الرئيس الأميركي دونالد ترمب هذا الشهر قوات فدرالية لفضّ الاحتجاجات ضدّ العنصرية بالقرب من البيت الأبيض، دون أي تنسيق مع رئيسة بلدية واشنطن موريل باوزر. وستحمل الولاية الجديدة المقترحة اسم «واشنطن دوغلاس كومونولث»، لتجمع بين اسمي جورج واشنطن أول رئيس أميركي وفرديريك دوغلاس أبرز دعاة التخلّص من الرقّ. وقال المرشح الرئاسي الديموقراطي جو بايدن على التصويت عبر حسابه في «تويتر» معلقاً على المشروع: «دي سي يجب أن تكون ولاية. أقرّوا ذلك». ينما اعتبر النائب الجمهوري مو بروكس، جهود تحويل واشنطن إلى ولاية، محاولة من الديموقراطيين لضمان كسب «عضوين اثنين آخرين يساريين في مجلس الشيوخ». ويروّج الجمهوريون لمفهوم جديد يطلقون عليه اسم «الارتداد»، بحيث تعيد واشنطن أراضيها السكنية إلى ميريلاند ما يسمح لسكان المدينة بانتخاب أعضاء في مجلس الشيوخ. ومن غير المرجح أن تنجح هذه الخطوة في الوقت الحالي، حيث يعارض الرئيس ترمب الفكرة، والجمهوريون الذين يسيطرون على مجلس الشيوخ يستبعدون طرح مشروع القانون على التصويت. وآخر مرة تم فيها زيادة عدد الولايات كانت عام 1959 عندما أصبحت آلاسكا الولاية رقم 49 ثم أضيفت هاواي بعد سبعة أشهر لتكون الولاية رقم 50.

 

الجيش الأميركي يعترض طائرات روسية قبالة ألاسكا

واشنطن: «الشرق الأوسط/27 حزيران/2020

اعترض سلاح الجو الأميركي، اليوم (السبت)، أربع طائرات استطلاع روسية من طراز «تو - 142» على مسافة 120 كلم شرق ألاسكا، وفق ما أعلنت قيادة دفاع الفضاء الجوي للولايات المتحدة وكندا (نوراد). وقالت «نوراد»، في بيان، إن «مقاتلات (إف - 22) اعترضت أربع طائرات استطلاع روسية (تو - 142) دخلت منطقة تحديد هوية الدفاع الجوي في ألاسكا». ومنطقة تحديد هوية الدفاع الجوي هي نطاق تقع مراقبة الحركة الجوية داخله من طرف جيش دولة أو دول، ويتجاوز مجالها الجوي الوطني، وذلك لإتاحة وقت إضافي لرد الفعل في حال رصد مناورة معادية. وحددت الولايات المتحدة أربع مناطق مماثلة، وأقامت عشرات الدول الأخرى مناطق خاصة بها أيضاً، ويمتد نطاق المراقبة في ألاسكا نحو 320 كلم من سواحلها. وأضافت قيادة دفاع الفضاء الجوي للولايات المتحدة وكندا أن «طائرات (تو - 142) اقتربت أقل من 65 ميلاً بحرياً (120 كلم) من جنوب جزر ألوتيان التابعة لألاسكا، وبقيت في منطقة تحديد هوية الدفاع الجوي نحو ثماني ساعات»، وأشارت إلى أن الطائرات لم تخترق المجال الجوي الأميركي. وهذه المرة الرابعة التي تعترض فيها الولايات المتحدة طائرات عسكرية روسية قرب ألاسكا هذا الشهر. ونشرت وزارة الدفاع الروسية في 29 مايو (أيار) صوراً تظهر قاذفتين أميركيتين من طراز «بي - 1» أثناء اعتراضهما من طرف الدفاع الجوي الروسي بعد تحليقهما فوق بحر البلطيق والبحر الأسود قرب روسيا.

 

تقرير: ترمب يعتزم سحب 4 آلاف من القوات الأميركية في أفغانستان

الشرق الأوسط/27 حزيران/2020

ذكرت شبكة «سي إن إن» الإخبارية الأميركية أن إدارة الرئيس دونالد ترمب بصدد الانتهاء من إعداد خطة لسحب أكثر من 4 آلاف من القوات الأميركية في أفغانستان بحلول الخريف المقبل. ونقلت الشبكة عن مصدرين في الإدارة الأميركية، لم تفصح عن هويتهما، أنه بمقتضى الخطة، سيتم خفض حجم القوات الأميركية في أفغانستان من 8600 إلى 4500. وبحسب ما أوردته وكالة «بلومبرغ» للأنباء في وقت مبكر، صباح اليوم السبت، ناقش وزير الدفاع الأميركي، مارك إسبر، الخطة مع حلفاء بلاده داخل منظمة حلف شمال الأطلسي (الناتو)، ولكن قرار سحب القوات ليس «نهائياً». وقال ترمب الشهر الماضي إنه ليس لديه موعد مستهدف لسحب القوات الأميركية من أفغانستان، لكنه أشار إلى أنه يرغب في أن يتم ذلك في أقرب وقت «معقول». وأضاف ترمب في تصريحات للصحافيين بالبيت الأبيض: «نريد أن نعيد قواتنا من أفغانستان ودول أخرى... ويمكننا أن نعود إذا اضطررنا لذلك»، حسب ما نقلته وكالة الأنباء الألمانية. وأوضح: «حتى الآن، تقوم القوات الأميركية في أفغانستان بأعمال شرطية وليس المستهدف أن نكون قوة شرطة». ووقعت واشنطن مع حركة «طالبان» اتفاقاً في 29 فبراير (شباط) في الدوحة تعهدت الولايات المتحدة بموجبه بسحب القوات الأجنبية من أفغانستان خلال 14 شهراً، شرط أن تبدأ الحركة مفاوضات مع الحكومة الأفغانية بشأن مستقبل البلاد مع ضمانات أخرى.

 

صحيفة: روسيا قدمت مكافآت لأفغان لقتل جنود أميركيين... وموسكو ترد

الشرق الأوسط/27 حزيران/2020

قالت صحيفة «نيويورك تايمز»، أمس (الجمعة)، إن أجهزة المخابرات الأميركية خلصت إلى أن الجيش الروسي قدم مكافآت إلى مسلحين يرتبطون بحركة «طالبان» في أفغانستان لقتل جنود تابعين للقوات الأميركية وقوات التحالف الأخرى الموجودة هناك. ونقلت الصحيفة عن مسؤولين مطلعين على الأمر قولهم إن الولايات المتحدة تأكدت قبل أشهر من أن وحدة مخابرات عسكرية روسية مرتبطة بمحاولات اغتيال في أوروبا قدمت مكافآت مقابل الهجمات الناجحة العام الماضي. وتابعت أنه يعتقد أن المتطرفين أو العناصر الإجرامية المسلحة المرتبطة بشكل وثيق بهم قد حصلوا على بعض أموال تلك المكافآت. وقالت الصحيفة إن الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، جرى إطلاعه على التقرير الاستخباراتي، مضيفة أن البيت الأبيض لم يصرح بعد باتخاذ أي خطوات ضد روسيا إزاء هذه المكافآت. ورفض البيت الأبيض، ومكتب وكالة المخابرات المركزية، ومكتب مدير المخابرات الوطنية، الرد على طلبات من وكالة «رويترز» للأنباء للتعليق على تقرير الصحيفة. ومن جانبها، انتقدت وزارة الخارجية الروسية، في بيان نشرته وكالة الإعلام الروسية، ما وصفته بـ«مستودع النفايات المعلوماتية البدائي الذي يظهر بوضوح تلك القدرات المعلوماتية المتواضعة في أجهزة المخابرات الأميركية».

 

تركيا أمام «الخط الأحمر» المصري في معركة سرت

الخارجية الأميركية لـ «الشرق الأوسط»: من الضروري وقف النار فوراً... {أفريكوم}: التدخل الروسي يؤخر الحل

لندن: كميل الطويل/ الشرق الأوسط/27 حزيران/2020

في وقت تتجه فيه الأنظار إلى معركة مرتقبة قد تشهدها مدينة سرت الليبية بين قوات حكومة «الوفاق»، بدعم من الجيش التركي، وقوات «الجيش الوطني»، بدعم محتمل من الجيش المصري، يُعتبر موقف الولايات المتحدة محورياً لجهة حصول المعركة أو تفاديها. ورغم الانتقادات التي توجّه للأميركيين بخصوص ما يوصف بـ«غض الطرف» عن الانخراط العسكري التركي في ليبيا، فإن تصريحاتهم الرسمية الأخيرة توحي بميلهم إلى وقف المعركة المرتقبة، من خلال التشديد على رفضهم القتال «الهجومي»، وعودة الحوار الليبي – الليبي. وأجاب مسؤولون أميركيون من السياسيين والعسكريين عن أسئلة وجهتها «الشرق الأوسط» حول سياستهم الليبية. لكن ردودهم تميّزت بإصرار على عدم تناول الدور التركي بالاسم، والاكتفاء بالإشارة إليه من خلال الحديث العام عن الأطراف الخارجية كافة، التي تتدخل في ليبيا. التقرير التالي يحاول تقديم إجابات لبعض الأسئلة الساخنة التي تتعلق بليبيا حالياً:

معركة سرت والجفرة

تحشد قوات حكومة «الوفاق» منذ أسابيع قواتها، استعداداً للتحرك شرق مدينة مصراتة في اتجاه سرت الساحلية، وكذلك في اتجاه الجفرة بعمق الصحراء الليبية (قرابة 270 كلم جنوب سرت). وجاءت هذه الحشود في أعقاب تمكن قوات «الوفاق»، بدعم جوي تركي وإسناد من آلاف المرتزقة السوريين، من السيطرة على كامل المنطقة الغربية، بعد اضطرار «الجيش الوطني» إلى الانسحاب منها. وسمح هذا الانسحاب لقوات «الوفاق» بأن تركّز ثقلها على جبهتين فقط (سرت والجفرة)، بعدما كانت موزعة على جبهات كثيرة في غرب البلاد: قاعدة الوطية الجوية، مدن الساحل الغربي (صبراتة وصرمان)، جبهات الجبل الغربي (الأصابعة)، وصولاً إلى محاور جنوب طرابلس وجنوبها الشرقي، ومنها إلى ترهونة وبني وليد. وبعد إكمال السيطرة على مناطق الغرب، تحركت قوات «الوفاق» بسرعة، مستغلة نكسات «الجيش الوطني»، وحاولت التقدم نحو سرت، وسيطرت على محطتها الكهربائية (30 كيلومتراً غرب المدينة). لكن هجومها فشل بعدما تعرضت لضربات جوية، تردد أنها أوقعت عشرات القتلى من أبناء مدينة مصراتة التي تشكّل رأس الحربة لقوات «الوفاق»، وتُعتبر مصدراً أساسياً لتيارات الإسلاميين الذين تدعمهم تركيا.

من قام بالقصف؟

ليس واضحاً تماماً. «الجيش الوطني» الليبي يقول إن سلاحه الجوي يقوم بالمهمات المطلوبة منه، بما في ذلك تأمين غطاء جوي لحماية سرت. لكن تقارير أخرى تفيد بأن طيارين تابعين لمجموعة «فاغنر» الروسية هم من يقوم بذلك. وبحسب القيادة الأميركية لأفريقيا (أفريكوم)، تشارك طائرات حربية تابعة لهذه المجموعة الروسية في العمليات القتالية الجارية حالياً قرب سرت (حيث تقع قاعدة جوية ضخمة هي قاعدة القرضابية)، وكذلك الجفرة، حيث تقع قاعدة ضخمة بين ودان وهون في الصحراء الليبية.

ووزعت «أفريكوم» أخيراً صوراً تؤكد وصول ما لا يقل عن 14 طائرة حربية من طرازي «ميغ 29» و«سوخوي 24» إلى ليبيا، بعدما جاءت مباشرة من روسيا عبر سوريا، حيث أعيد طلاؤها لـ«إخفاء» حقيقة مصدرها. وتقول ناطقة باسم «أفريكوم» في تصريحات خاصة لـ«الشرق الأوسط»، إن القيادة الأميركية «لا تملك حالياً دليلاً على أن الطائرات الروسية في ليبيا يطير بها (طيارون من) القوات المسلحة الروسية. ولكن هناك قلقاً من أن الطائرات الروسية يقودها مرتزقة لا يملكون الخبرة» للقيام بهذه المهمة. مضيفة «يمكن لـ(أفريكوم) أن تؤكد أن هناك قرابة 2000 شخص يعملون لـ(فاغنر) في ليبيا». لكن الناطقة امتنعت عن القول إن كانت تعتقد «أفريكوم» أن مجموعة «فاغنر» يمكن أن تنتشر في ليبيا، لو لم تكن قد نالت موافقة من أعلى سلطة في الكرملين. وأكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أكثر من مرة أن حكومة بلاده لا تتدخل في ليبيا، مشيراً إلى أنه في حال كان هناك مواطنون روس بالفعل فإنهم لا يمثلون حكومته. غير أن ناطقة «أفريكوم» تقول في تصريحاتها لـ«الشرق الأوسط»، إن «الشركات الأمنية الخاصة المدعومة من الحكومة الروسية، مثل مجموعة (فاغنر)، تعمل بنشاط في 16 دولة على امتداد قارة أفريقيا»، بما في ذلك ليبيا.

ماذا تريد روسيا؟

حذّرت الولايات المتحدة أكثر من مرة، أخيراً، من خطورة السماح لروسيا بإقامة قاعدة لها في ليبيا، معتبرة ذلك تهديداً محتملاً لأمن حلف شمال الأطلسي (الناتو). وقال عميد مشاة البحرية الأميركية برادفرد غيرنغ، مدير العمليات بـ«أفريكوم»، إن روسيا «تواصل الضغط من أجل موطئ قدم استراتيجي على الجناح الجنوبي لحلف شمال الأطلسي، وهذا يأتي على حساب أرواح ليبيين أبرياء». وفي حال أنشأت روسيا قاعدة لها على السواحل الليبية، ستكون القاعدة الثانية لها على المتوسط بعد طرطوس السورية، وسيكون في مقدورها في هذه الحالة نشر منظومة صاروخية طويلة المدى في «موقع استراتيجي قريب من أوروبا»، وهو أمر يصفه مسؤولون عسكريون أميركيون بأنه يمثّل «تغييراً في قواعد اللعبة».

ويرفض مسؤولون أميركيون الغوص في تفاصيل القاعدة الروسية المزعومة، وهل التحذير منها يعتمد فقط على مخاوف أمنية من تهديد محتمل لـ«الناتو» في أوروبا، أم أن هناك أدلة تؤكد أن الروس يعملون فعلاً على إنشاء موطئ قدم لهم في ليبيا. ويبدي الأميركيون حذراً شديداً في حديثهم عن هذا الموضوع؛ إذ اكتفت الناطقة باسم «أفريكوم» بالقول، «إننا نعتقد أن التدخل الروسي في ليبيا لا يؤدي سوى إلى تأخير الحل السياسي». وكانت حكومة «الوفاق» قد وزعت قبل أيام ما وصفتها بـ«اعترافات» أدلى بها الباحث الاجتماعي مكسيم شوغالي، الذي قُدّم بوصفه جاسوساً روسياً معتقلاً منذ عام 2019 في ليبيا. وتضمنت الاعترافات المزعومة أن بلاده كانت تعمل على إنشاء قاعدة لها في ليبيا. ونفت الشركة التي كان يعمل لها شوغالي اتهامات حكومة طرابلس، وأطلقت حملة إعلامية، قبل أسابيع، للضغط من أجل تأمين الإفراج عنه. وأثارت موسكو علناً قضيته مع مسؤولين ليبيين (عضو المجلس الرئاسي أحمد معيتيق)، وعلى الأرجح مع تركيا أيضاً. وثمة تكهنات بأن الأميركيين هم من لفت نظر حكومة طرابلس إلى تحركات شوغالي؛ ما أدى إلى توقيفه (علماً بأنه اجتمع آنذاك بسيف الإسلام القذافي).

وإذا ما تأكدت «الاعترافات» المزعومة، التي نشرتها حكومة «الوفاق» على لسانه، بما في ذلك حديثه عن سعي روسيا إلى قاعدة في ليبيا، فإن الأميركيين يعلمون بالتأكيد أكثر مما يقولون بخصوص التهديد المحتمل لـ«الناتو» من الضفة الجنوبية للمتوسط. لكن لا بد من الأخذ في الاعتبار أن أي أقوال منسوبة لشوغالي قد تكون انتزعت منه بالإكراه على أيدي ميليشيات مسلحة في طرابلس، وهو أمر ركّز عليه الفيلم الدعائي، الذي بُث دفاعاً عنه أخيراً في موسكو.

ماذا تريد أميركا؟

يقول ناطق باسم وزارة الخارجية الأميركية في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، «لنكن واضحين، الولايات المتحدة تعارض تصاعد التدخل العسكري الأجنبي في ليبيا من كل الجهات. ومن الضروري وقف إطلاق النار فوراً واحترام حظر السلاح، الذي تفرضه الأمم المتحدة على الأطراف كافة. نحض جميع الأطراف على التزام وقف النار، واستئناف المفاوضات فوراً. ويجب أن نبني على التقدم الذي تحقق من خلال محادثات (5 + 5)، التي تقوم بها الأمم المتحدة (بين عسكريي حكومة الوفاق والجيش الوطني) وعملية برلين». ويعني «وقف النار الفوري» أن الأميركيين يعارضون الهجوم الذي تحضّر له حكومة «الوفاق» والأتراك، وهو أمر تبلغته حكومة «الوفاق» في اللقاء، الذي جمع رئيس مجلسها الرئاسي فائز السراج مع السفير الأميركي في ليبيا ريتشارد نورلاند وقائد «أفريكوم» الجنرال، ستيفن، تاونسند في مدينة زوارة غرب ليبيا في 22 من يونيو (حزيران) الحالي. وقالت قيادة «أفريكوم»، إن هذا اللقاء «عُقد للتشديد على الموقف الأميركي بخصوص أن السلام في ليبيا يجب أن يتحقق من خلال عملية سياسية، وليس بوسائل عسكرية». وأوضحت، أن اللقاء «ركّز على ضرورة الوقف الفوري لإطلاق النار وإنهاء العمليات القتالية الهجومية من كل الأطراف». ورغم هذا التعبير الواضح على رفض القتال «الهجومي»، فإن تصريحات مسؤولي «الوفاق» ومسؤولين أتراك أكدت لاحقاً رفضهم وقف النار قبل انسحاب «الجيش الوطني» من سرت والجفرة.

{الخط الأحمر} المصري

حددت القيادة المصرية، على لسان الرئيس عبد الفتاح السيسي، خطاً أحمر لتركيا في ليبيا. تمثّل الموقف المصري في البدء بدعوة إلى استئناف محادثات التسوية السياسية بين الأطراف الليبية والتزام هدنة؛ ما يعني بقاء خطوط الانتشار العسكرية كما هي بعد انسحاب «الجيش الوطني» من غرب البلاد. لكن تركيا وحلفاؤها استمروا في التهديد بالتوجه شرقاً، والسيطرة على سرت والجفرة، وسط تقارير عن جسر جوي جديد للطائرات التركية إلى مصراتة، ونقل مزيد من الأسلحة والتعزيزات. واستدعى ذلك، كما يبدو، انتقال الرئيس السيسي بنفسه إلى قاعدة سيدي براني غرب مصر، حيث أبلغ جنوده بالاستعداد لاحتمال القيام بعمل عسكري في ليبيا، معلناً بشكل واضح أن سرت والجفرة خط أحمر لأمن بلاده القومي. وواضح أن المصريين يعتبرون أن خطط تركيا لليبيا تتضمن استهدافاً مباشراً لهم، من خلال إنشاء نظام تهمين عليه جماعة «الإخوان» في طرابلس، مع ما يعني ذلك من إمكان انتقال «إخوان مصر»، الذين تؤويهم تركيا، إلى ليبيا كي يكونوا على خط تماس مباشر مع مصر (بعدما فقدوا قاعدة أخرى لهم في السودان). وتنظر مصر، كما يبدو، إلى مثل هذا الاحتمال بقلق، رافضة السماح بعودة الوضع إلى سابق عهده عندما كان متشددون مصريون يتخذون من ليبيا قاعدة لهم (مجموعة هشام عشماوي في درنة أحد أبرز الأدلة على ذلك).

فرنسا ـ تركيا

الموقف الفرنسي الحالي شديد الوضوح بمعارضته للدور التركي في ليبيا، وقد عبّر عنه علناً الرئيس إيمانويل ماكرون. ويخشى الفرنسيون أن يستخدم الرئيس رجب طيب إردوغان ليبيا لابتزاز أوروبا مثل ما فعل سابقاً بورقة المهاجرين، الذين فتح حدود بلاده أمامهم لـ«غزو» أوروبا، بحسب ما يقول منتقدون لسياساته.

وإضافة إلى ذلك، يخشى الفرنسيون أيضاً أن ينجح إردوغان في إنشاء قاعدة لتيارات الإسلام السياسي المتشدد في ليبيا، مشيرين إلى نقل الأتراك إلى هذا البلد ما يصل إلى 10 آلاف مرتزق سوري من جماعات، بعضها يوصف بالتشدد، وبعضها كان جزءاً من «داعش» و«النصرة».

ويجادل الأتراك، في المقابل، بأن الفرنسيين كانوا يدعمون «الجيش الوطني» بقيادة المشير خليفة حفتر، الذي يعتبرونه «غير شرعي»، بينما هم جاءوا إلى ليبيا بناءً على طلب من «الحكومة المعترف بها من الأمم المتحدة»، في إشارة إلى حكومة فائز السراج المنبثقة من «اتفاق الصخيرات» بالمغرب في ديسمبر (كانون الأول) عام 2015. وتعترف الأمم المتحدة بالفعل بحكومة السراج، لكن منتقدين يقولون إن هذه الحكومة تفتقد الشرعية كونها لم تحصل على ثقة مجلس النواب الليبي، وكون فترة صلاحيتها المنصوص عليها في اتفاق الصخيرات تتحدث عن سنة ونصف السنة فقط، وهي فترة انقضت منذ زمن طويل.

وعلى رغم استمرار اتصالات فرنسا مع حكومة السراج، فإن هناك احتمالاً بأن تلجأ باريس إلى سحب غطاء الشرعية عنها؛ ما يعني اقترابها أكثر من الموقف المصري، الذي يتحدث عن جهة واحدة لها الشرعية في ليبيا، هي مجلس النواب المنتخب من الشعب (انتخابات 2014). وقد أعلن رئيس هذا المجلس، المستشار عقيلة صالح عيسى، دعمه الواضح للموقف المصري، بما في ذلك إمكان التدخل عسكرياً إذا حاولت تركيا السيطرة على سرت والجفرة، والتقدم شرقاً نحو الهلال النفطي.

مجلس النواب الليبي

برز دور رئيس مجلس النواب الليبي بشكل لافت أخيراً؛ إذ ظهر في المؤتمر الصحافي الذي عقده الرئيس السيسي مع المشير حفتر، والذي أُعلنت فيه مبادرة إطلاق الحوار الليبي – الليبي (إعلان القاهرة). كما سافر عقيلة صالح إلى الجزائر، وقابل رئيسها عبد المجيد تبّون الذي عرض وساطة بين الليبيين واستقبل لاحقاً، في إطار مسعاها هذا، فائز السراج. ومعلوم أن رئيس مجلس النواب الليبي كان يُصنّف سابقاً بأنه من معرقلي الحل في ليبيا (فرضتها عليه لجنة العقوبات في مجلس الأمن). وكان لافتاً في الفترة الماضية أن الأميركيين أطلقوا إشارات إلى رصدهم «اختماراً» للحراك السياسي في شرق ليبيا، في إشارة إلى وجود أصوات لا تدين بولاء كامل للمشير حفتر. ومعلوم أن خلافات نشأت بين الرجلين في الفترة الماضية، وتصاعدت بعد محاولة حفتر الحصول على «تفويض شعبي» خلال محاولته الفاشلة للتقدم نحو طرابلس، علماً بأنه معيّن في منصبه من مجلس النواب، الذي يتخذ من طبرق مقراً له. وتتبع لهذا البرلمان حكومة موازية في شرق البلاد برئاسة عبد الله الثني.

ويترافق رصد الأميركيين لـ«الاختمار» السياسي في شرق ليبيا مع استياء واضح يبدونه إزاء حفتر والحكومة الموازية. ومن مؤشرات هذا الاستياء انفتاح حكومة الشرق على حكومة الرئيس بشار الأسد في دمشق، وإعادة فتح سفارة ليبيا في العاصمة السورية، وهو أمر يتعارض كلياً مع سياسة واشنطن، الهادفة إلى عزل النظام السوري وخنقه اقتصادياً، ومنع أي تعامل معه (بما في ذلك معاقبة من يقوم بذلك). كما كان لافتاً أن الأميركيين قالوا أخيراً إنهم قلقون من أنباء عن رصد طائرة المشير حفتر في كراكاس، علماً بأن واشنطن تحاول أيضاً خنق نظام الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو وإطاحته. وهناك نقطة خلاف أخرى بين الأميركيين وحكومة شرق ليبيا وجيشها الوطني، وهي ورقة صادرات النفط الليبية المتوقفة منذ نهاية العام الماضي. إذ منع مناصرون لحكومة الشرق والمشير حفتر تصدير النفط من موانئ الهلال النفطي، ومن حقول النفط في جنوب البلاد من أجل الضغط على حكومة السراج لوقف تمويلها التدخل التركي، بما في ذلك دفع رواتب المرتزقة السوريين من خزينة الدولة الليبية. وقالت المؤسسة الوطنية للنفط في ليبيا أمس (الجمعة)، إن مرتزقة روساً ومن جنسيات أخرى دخلوا حقل الشرارة النفطي (بجنوب البلاد) لمنع استئناف الصادرات النفطية.

 

الجيش المصري يعلن إعدام المسماري منفذ هجوم الواحات

القاهرة – وكالات/27 حزيران/2020

 أعلن الجيش المصري أمس، تنفيذ حكم الإعدام في الإرهابي عبدالرحيم محمد المسماري، في القضية المعروفة إعلاميا بـ “هجوم الواحات”، والتي راح ضحيتها 16 من قوات الأمن وإصابة 13 آخرين في 20 أكتوبر 2017 بمنطقة صحراوية في الكيلو 135 طريق الواحات البحرية بعمق كبير داخل الصحراء.

وأدين المسماري بالانضمام إلى جماعة “كتائب درع الطغاة” والتي تتبع تنظيم “الفتح الإسلامي”، كما تم إدانته بتهمة السرقة بالإكراه أسلحة وذخيرة ومهمات قوات الشرطة المدنية المداهمة لمعسكر العناصر الإرهابية بمنطقة الواحات البحرية. في غضون ذلك، أكد وزير الدفاع المصري محمد زكي، أن القوات المسلحة المصرية ستبقى دائما سندا لقضايا أمتها العربية والإسلامية، داعيا إلى المحافظة على أعلى درجات الكفاءة القتالية لمواجهة التحديات والأزمات التي تشهدها المنطقة، لحماية ركائز الأمن القومي المصري. من جانبه، شدد وزير الأوقاف محمد مختار جمعة في خطبة الجمعة، على أن جيش مصر جيش رشيد يحمي ولا يبغي، وأنه نار تحرق من يعتدي على أمن مصر.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

الى اللبنانيين.. الموازنة تعثرت ومصرف لبنان من يسدد رواتب القطاع العام

طوني بولس/صوت بيروت إنترناشونال/27 حزيران/2020

يستمر رئيس الحكومة حسان دياب بسياسة الهروب الى الامام وتحميل حاكم مصرف لبنان رياض سلامة مسؤولية انهيار سعر صرف الليرة امام الدولار، متناسياً ان الازمة الغير مسبوقة التي يعيشها لبنان هي ازمة سياسية بامتياز تنعكس ضغطاً كبيراً على الاقتصاد والنقد.

 وفي هذا السياق تكشف مصادر مصرفية ان الحكومة ونتيجة عدم قدراتها على جباية الضرائب والرسوم تعثرت ميزانيتها بمستويات قياسية وباتت وزارة المالية غير قادرة على تسديد الرواتب والأجور للقطاع العام، ما دفع رياض سلامة التدخل لتسديد الرواتب عبر مصرف لبنان، لضمان استقرار شريحة واسعة من اللبنانيين تقدر بحوالي 35 % من القوى الإنتاجية في البلاد، إضافة الى استمرار عمل المرافق العامة التي كانت قد توقفت لو لم تسدد الرواتب عبر المركزي.

الاقتصاديات “الممانعة”

وتضيف المصادر بأن استمرار دياب تحميل سلامة مسؤولية الانهيار النقدي هو انطلاقاً من اهداف الحكومة الحالية الساعية لإلحاق لبنان باقتصاديات الممانعة المنهارة، في حين يسعى سلامة جاهداً لإبقاء القطاع المصرفي اللبناني في دائرة الاقتصاد العالمي، مشيرة الى ان أحد أبرز أسباب كيدية دياب على سلامة هو الخلاف على هوية القطاع المصرفي “العالمية” او “الممانعة”، مشددة ان حكومة دياب كشفت عن نيتها بضرب القطاع المصرفي وافلاسه لتسليمه الى 5 مصارف جديدة ذات خلفية “ممانعة”.

وتسأل المصادر دياب، إذا ما كان البنك المركزي مسؤولاً عن ضبط التهريب مع سوريا، وتهريب أطنان المازوت والأدوية والمواد الغذائية التي يدعمها المركزي على سعر الـ 1500؟ ام ان حكومته تقف متفرجة امام الاف الشاحنات التي تتنقل على جانبي الحدود دون حسيب او رقيب؟ وتقول المصادر ان حكومة دياب نفسها أصرت على ضخ ملايين الدولارات للمصارف وهي نفسها تعلم ان هذه الدولارات تضخ في وعاء مثقوب طالما ضبط الحدود سائب، متسائلة لماذا الإصرار على دعم الصيارفة وليس المودعين من خلال البنوك؟ مؤكدة ان هناك نوايا غير بريئة.

الهروب الى القمع!

وفي السياق نفسه تشير أوساط سياسية الى ان حكومة حسان دياب باتت حكومة تصريف اعمال بحكم الامر الواقع، فهي فشلت فشلاً ذريعاً امام الرأي العام المحلي والدولي، وبدا معظم وزرائها أدوات لدى الأحزاب الحاكمة، مشددة انها انتهت ولم يبقى لديها دور سوى قمع المواطنين، وكأنها حكومة بشار الأسد التي لا يعنيها اخراج البلاد من أزمته بقدر دورها بحماية المنظومة الحزبية التي يقودها حزب الله، وبالتالي فهذه الحكومة تنسحب عليها صفة الإرهاب بنظر معظم الدول الغربية. وتضيف الأوساط ان الحكومة الحالية فقدت السيطرة على الازمة اللبنانية، وباتت تلجأ للفبركات والأفلام البوليسية بان هناك جهاز أمنى خارجي يسعى الى ضرب الاستقرار الأمني في البلاد، سائلة إذا ما كان ضرب الاستقرار في لبنان يحتاج اصلاً الى مؤامرة خارجية، ومشبهة هذه الادعاءات بروايات الأسد الذي اعتبر ان كل مناهضيه هم ارهابيون ومتآمرون مع الخارج، مؤكدة ان من يضرب الاستقرار هو سياسات الفشل للحكومة الحالية والأحزاب الحاكمة من خلالها. وأكدت الأوساط ان بوادر نجاح أي مفاوضات مع صندوق النقد الدولي سقطت، وان الإصلاحات التي يريدها الصندوق من اجل مستقبل الشعب اللبناني، لن تقبل بها هذه الحكومة كونها تتعارض ومصالح حزب الله وتمدد ولاية الفقيه الى سواحل البحر المتوسط.

 

لبنان يحتضر: هو بحاجة إلى حفلة "عزالة كبرى"

د. توفيق هندي/اللواء/27 حزيران/2020

"عزالة كبرى" هي في واقع الحال ترجمة بالعامية لعبارة "grand ménage" باللغة الفرنسية.

ما عنيته هو أن لبنان يحتضر ككيان ودولة في ظل سيطرة منظومة الفساد على مقاليد السلطة والمجتمع. لا إمكانية لإصلاح الوضع إذا إستمرت هذه المنظومة على قيد الحياة (تعبير مجازي. توضيح ضروري كي لا يؤخذ كلامي بحرفيته ويتهموني بإرادة القتل أو التحضير والتحريض على تحرك دموي.).

على رأس هرم المنظومة نجد الطبقة السياسية الحاكمة (موالاة ومعارضة) وعلى رأسها يتربع حزب الله (وهو بات جزء لا يتجزأ منها) باسطا" سطوته عليها.

الحزب هو رئيسها وهي بخدمته.

يسكت عن فسادها ويشاركها إياه بحجة ضرورات القضية.

هي تغطيه دولتيا" و تجهد لتغطيته دوليا" في مسار تحقيقه لمشروعه الإقليمي والدولي وهو ينظم لها لعبة السلطة والمال محاصصاتها وفسادها وخصوماتها عبر سياسة حكيمة تتصف بدقة الجوهرجي بخلق التوازنات فيما بين مكوناتها تجعلها دائما" أكثر حاجة إلى دوره كضابط إيقاع فيما بينها.

حزب الله بحاجة لها وهي باتت بحاجة ماسة له، إلى حد يمكن القول أن علاقتهما باتت عضوية وأن أي تغيير حقيقي بات يتطلب إزاحتهما عن السلطة معا".

في الدرجة الثانية في هرم منظومة الفساد نجد الدولة العميقة (المؤسسات، الإدارات، الأجهزة وبعض الجيش، غالبية القضاء في حالته الحاضرة...) التي هي في الوقت عينه أداة تنفيذ وتحكم للطبقة السياسية الحاكمة وشريك مستتبع لها. فهي من رأس هرمها إلى قاعدتها السفلى، مع بعض الإستثناءات القليلة، واقعة في قبضة الطبقة السياسية الحاكمة عبر محاصصة مزمنة قائمة على الزبائنية السياسية، مما يجعل الدولة العميقة فاسدة وعضويا" مرتبطة بالطبقة الحاكمة وبخدمتها.

أما المكون الثالث لمنظومة الفساد، فهي المؤسسات المالية (حاكمية مصرف لبنان والمصارف).

في ظل إمساك الطبقة السياسية الحاكمة الفاسدة بالسلطة تحت سطوة النظام السوري المافياوي ومن ثم الجمهورية الإسلامية في إيران عبر حزب الله الذي هو جزء لا يتجزأ منها، كان لا مفر أن يتماهى هذا المكون مع الوضع القائم.

كلامي هذا لا ينفي مسؤولية حاكمية مصرف لبنان أو مالكي المصارف وأصحاب القرار فيها في لعب دور في تسهيل سرقة المال العام (أي مال الشعب) ومال المودعين، معرضين بذلك سمعة القطاع المصرفي اللبناني الذي يشكل إلى جانب الجيش اللبناني ركيزتي لبنان الكيان والدولة.

إن المكونات الثلاثة لمنظومة الفساد والأطراف المنتسبة لكل منها تحاول رمي المسؤولية على بعضها البعض. ذلك ناتج عن إستفحال الأزمة وعن مصالحها الضيقة المتضاربة. "فالضيق يولد النقار"، كما يقول المثل الشعبي المعروف. غير أنها لا ولن تذهب إلى حد إلغاء بعضها بعضا" لأنها تنتمي إلى منظومة الفساد ذاتها ولأن إلغاء أحد أطرافها قد يؤدي إلى تضرر أو زوال المنظومة بكافة أطرافها.

هذا العرض يثبت أن لا إمكانية للتغير من خلال المسارات الدستورية.

أي حكومة، مهما كانت "مستقلة"، وأي وزير ولو كان من أبناء الإنتفاضة لا يمكنه التغيير في ظل دولة أصبحت ممسوكة بالكامل من منظومة الفساد وفي ظل موازين القوى القائمة الذي يشكل السلاح عنصرا" رئيسيا" وأساسيا" فيه. كما أن أية إنتخابات ،مبكرة أم لا، وطبقا" لأي قانون إنتخابي لن يتنتج عنها تغيير ذات شأن في المجلس النيابي، إذ بالإضافة إلى قوة سلاح حزب الله، تمتلك الطبقة السياسية سلاح الدولة العميقة إلى جانب التنظيم والخبرة والمال.

إذا"، لا إمكانية للإصلاح عبر المسالك الدستورية، ولا إمكانية بالتغيير بالتدرج. بات النهج الراديكالي هو الأسلوب الوحيد الناجع المؤدي إلى خلاص لبنان الكيان والدولة.

من هنا وإنطلاقا" من خبرتي الطويلة في العمل الوطني، رسالتي إلى من ينتمي إلى الثورة أن لا يدخل نفسه في لعبة الوصول إلى السلطة بهدف تغيير التوازنات داخلها، وذلك لعدة أسباب.

أولها، أن مشكلة لبنان الكيان والدولة هي مشكلة وجود (أن يبقى لبنان أو لا يبقى)، مما يتطلب إعطاء الأولوية المطلقة لخلاصه.

السبب الثاني هو أن العمل الوطني والسعي إلى الوصول إلى السلطة على طرفي نقيض عموما" (هذه عبرة إستنتجتها من تجربتي الطويلة والمكثفة في العمل الوطني)، حيث أن أولويات الوصول إلى السلطة ليست بالضرورة أولويات العمل الوطني.

السبب الثالث، هو أن السعي إلى الوصول إلى السلطة في ظروف مثل ظروف لبنان الحالية قد يدفع هذا أو ذاك من أهل الإنتفاضة، بهف كسب أصوات قاعدة هذا "الزعيم" أو ذاك، إلى التعاطي معه برفق لكي لا يحرج من يريد كسب أصواتهم، كما أن هذا السعي يجبر من يستوزر إلى التعاطي الإلزامي مع أهل السلطة وفميا لو أصبح وزيرا" يقف عاجزا" إذ سوف يصدم بإدارة وزارته المنتمية إلى منظومة الفساد. بالخلاصة يمكننا القول أن السعي إلى الوصول إلى السلطة عبر المسالك الدستورية في هذه الظروف يخدم المنظومة الفاسدة ويطيل من عمرها، وبالتالي لا يخدم هدف خلاص لبنان.

أما الفتنة التي يتحدثون عنها والتي تضع لبنان على شفير الإنزلاق إلى حرب طائفية يهولون بها وهي لن تحدث، علما" أنهم هم أبطالها وهم الذين يستفيدون من التلويح بها، متكافلين متكاملين عبر حروبهم الطائفية الصغيرة المصطنعة فيما بينهم بهدف إعادة الإمساك بالمبادرة السياسية من باب الدفاع عن حقوق الطوائف ولحرف الأنظار عن إرتكاباتهم التي أوصلت البلد إلى الخراب المتمادي.

عوارض المرض هي إقتصادية-مالية-نقدية، إجتماعية-معيشية وتطال مجالات الحياة كافة. لبنان الكيان والدولة يحتضر وقد يصل إلى حد عدم الوجود.

إن منظومة الفساد باتت عاجزة حتما" حتى عن وقف مسار تدهور لبنان إلى الهاوية. من الواضح أن الخارج المقتدر لا يريد مساعدته لأن سلطة الدولة باتت في يد حزب الله وأن ما يسمى التوجه نحو الشرق محظور وغير ذي جدوى. أما الحلول الداخلية، فتصطدم بجشع منظومة الفساد التي تمتنع حتى عن التخلي عن قسم مما سرقته وتريد تحميل الشعب اللبناني ولا سيما الطبقة الفقيرة والمتوسطة منه عبء نهبها له.

الأيام القادمة سوف تكون قاسية على اللبنانيين. يجب عدم إخفاء الحقيقة عليهم.

وما علينا إلا الصمود وتنظيم الصفوف والتوحد حول رؤية واضحة وإستراتيجية واحدة وبرناج عمل واحد بإنتظار أن تتقاطع مصلحة القوى الدولية والإقليمية مع مصلحة لبنان الكيان والدولة.

عند هذا الحد، يجب إقامة سلطة مؤقتة لمدة سنتين، مشكلة من نخبة عسكرية ومدنية لا تأتي من العدم، تعمل تحت رقابة المجتمع الدولي (لكي لا تنحرف)، تعلق الدستور وتقوم بمهمة "العزالة الكبرى" لإجتثاث الأمراض التي ولدتها الطبقة السياسية الفاسدة، فتطهر مؤسسات وإداراة وأجهزة الدولة كافة.

بعد مدة السنتين يعاد العمل بالدستور: فتتم إنتخابات نيابية وفق قانون متوافق عليه ومتجانس مع الدستور وإتفاق الطائف. تشرف على الإنتخابات السلطة المؤقتة في ظل رقابة دولية. ينتخب النواب رئيس المجلس النيابي ومكتبه. وينتخبون رئيسا" للجمهورية يجري الإستشارات الملزمة لتعيين رئيس الحكومة، وتشكل الحكومة وفق الآليات الدستورية.

 

السيد علي الأمين "يسامح" من فبرك التهم...درسٌ فاشل من نظام بوليسيّ مأزوم!

نوال نصر/اللواء/27 حزيران/2020

كان السيد الأمين حاضراً "عناق الأديان"

هو علاّمة وفقيه وسيّد وهادئ ومتواضع وواثق بالتعددية والإختلاف والعيش المشترك وبالحق والواجب والعدل والإنصاف وبقوة الأكف التي تتصافح والنفوس التي تتسامح. هو رجل دين شيعي تمرد على الثنائية والتصق بالمواطنية فاتّهم (بالغلط) بالعمالة وبإثارة النعرات الطائفية ودس الدسائس وتزييف المذهب الجعفري. العلامة السيد علي الأمين أشاح برأسه عمن اتهموه، ومن وراءهم، وقال: "ذبحوا البريء وكبّروا لجريمةٍ ذبحوا بها التكبير والتهليلا". لماذا هذا الإتهام الآن؟ سؤالٌ له إجابة شبه واحدة من عارفي العلامة ويُصنفون في التقسيمات الطائفية مواطنين شيعة.

هناك من يقرأ الآن، بهدوء، سبب توجيه هذه التهمة الى العلامة ثم التراجع عنها بعد التأكد أن "الفبركة" في هذا الموضوع محالة! لكن، لماذا حصل ما حصل، في هذه اللحظة الزمنية بالذات، مع قامة بحجم العلامة علي الأمين؟

العلامة - السيد يعلو على الضغائن ويفضّل الصمت ويسامح. كيف لا وهو من شارك في تعزيز قيَم التسامح عربياً وإقليمياً وصلى: "اللهمّ أنت الخالق لكل شيء والقادر على ما تشاء".

هو سكت عن الكلام المباح تاركاً ما حصل يتردد بين محبيه، كشلالٍ يتدفق في نهر، واستمرّ السؤال: لماذا تقصّدوا الإساءة الى العلامة السيد علي الأمين بهذا النوع من التهم التي تُحرّض على تصفيته معنوياً وجسدياً؟

الشيخ محمد علي الحاج العاملي الجريء يملك بدل الإجابة إجابات: ان القوة الشيعية الحاكمة تتخبط منذ فترة وتعيش حال إرباك، ومحاولة فبركة هذا الملف، في حق السيد علي الأمين، محطة في سياق. فهناك من يعيشون اليوم خريف عمرهم ويعلمون أنهم سيتساقطون كما أوراق الشجر وستحصل إنهيارات كبيرة في جوّ سياسي أكل عليه الدهر وشرب وأزمة خانقة ستُضاعف من الخلافات السياسية ليس بين ما كان يسمى 8 و14 بل بين القوى المتحالفة، التي تحاول أن تجد مخارج من مأزقها بفبركة ملفات، الى الأصوات المعترضة، هنا أو هناك.

هل نفهم من هذا ان الأصوات الشيعية المختلفة في خطر؟

يميّز الشيخ العاملي بين نوعين من المعارضة الشيعية. النوع الذي يسترزق منها وزاد كثيراً بعد استشهاد الرئيس رفيق الحريري وبين الأصوات الشيعية الصادقة التي تبحث عن سلام وتؤمن بالتسامح وتريد وطناً ولا تفكر بحسابات الربح والخسارة. هناك أشخاص مبدئيون وأشخاص مرتزقة يستفيدون ويسيئون للمعارضة الشيعية. وما دور "حزب الله" هنا؟ يجيب: "حزب الله" هو مدير الدولة وحاكمها وكل ما يحصل فيها تحت عينيه وإمرته مباشرة أو غير مباشرة، وهو يتحمل مسؤولية كبيرة في ما حصل مع السيد علي الأمين.

ما رأي خليل الخليل الذي شغل منصب سفير لبنان في إيران، على مدى دورتين متتاليتين، بين عامي 1971 و1979؟ يجيب السفير السابق الذي هو صوتٌ شيعي معارض أيضاً: ما نراه حالياً يصبّ ضمن نظام بوليسي قمعي واتهام العلامة الأمين جعلني أتساءل: كيف تسمح هذه الدولة بالإدعاء على عالم فقيه يُعدّ من أهم علماء الطائفة الشيعية علماً وفقهاً حضر مؤتمراً يضم مئات الأشخاص من كل العالم؟ كيف تسمح بذلك ولا تحاسب سفيرها الذي كان حاضراً مع شخصيات لبنانية أخرى؟ إنهم يحولوننا من نظام الحريات الى نظام كبت الحريات. نحن اليوم في نظام قمعي. إنهم يحاولون التخفي وراء فبركات مختلفة لإخفات صوت الجياع. وهم عالمون أن الجوع كافر.

هل يخشى السفير السابق من حوادث تتكرر من هذا النوع لإشغال الرأي العام عنهم بأمور شتى؟ يجيب: الوضع، داخلياً وإقليمياً، خطير جداً جداً. وإذا لم نُحسن التعامل في هذه المرحلة فعلينا جميعاً السلام.

ماذا يستطيع هو وسواه، ممن يعترضون على المسار الداخلي، أن يفعلوا؟ يجيب: ما يفترض بنا فعله عدم القبول بالدولة البوليسية وبكبت الحريات وإسكات الرأي الحرّ. ويستطرد: نحن جزء من الحراك ونثق بوجوب إبقائه سلمياً ولدينا قناعة راسخة بأن كثيرين من المندسين سيوضعون في طريقنا. أما في ما يخص "حزب الله" فنحن ندعوه الى إعادة حساباته وتوجهاته على الساحة اللبنانية ونذكّره بأن التأييد الذي ناله زمان كان كبيراً جداً فلا يُفرّط به. أدعوه الى أن يلتفت الى وجع الناس وحاجاتهم. ونذكّره أننا لن نقبل بتحالفاته. نحن ضد إسرائيل وضد التوجهات والأخطار التي يأخذنا إليها. وأقول له إن لبنان لم يكن بحياته تابعاً الى إيران ومرتبطاً مذهبياً بها. والتشييع في إيران كان مصدره جنوب لبنان. نحن من شيّعناهم. وبالتالي لا ولاء طائفياً لنا الى إيران. وإذا كانت إيران تساعد "حزب الله" اليوم فليس هذا معناه أن نتركها تتحكم بمصائر أهل الطائفة.

بين الملف الذي فبرك للعلامة الأمين والمأزق الواقع فيه لبنان وتوجهات "حزب الله" ترابط وثيق. وكل الكلام الصادر فيه يشي بأخطارٍ جاسمة تبدأ بالحريات وتمر بالقمع وقد لا تنتهي عند حدود الإنتقام.

ما رأي الدكتور حارث سليمان بكل ما نشهده بدءاً من قراءته لما حصل مع السيد علي الأمين وصولاً الى الأخطار التي نرزح تحتها؟

حين يبدأ سليمان في الكلام عن العلامة لا يعود يتوقف "فالسيد أكثر علماء الدين الشيعة علماً وفقهاً في لبنان، وهو الشخصية الدينية الثالثة التي حضرت يوم أتى البابا فرانسيس الى دولة الإمارات بعده وبعد المفتي الأزهري، أما أن يتقدم أحد الحزبيين الممانعين (نبيه عواضة) بدعوى ضده على أنه يمس بقواعد المذهب الجعفري فهذا مضحك - مبكٍ. أما أن يقول أن العلامة اجتمع بإسرائيليين فهذا الكلام مردود عليه. العلامة يشارك في مؤتمرات عالمية وليس مضطراً لأن يطلب جوازات سفر مئات المشاركين ليتأكد من إنتماءاتهم. ويبدو أن من قدم الدعوى، ومن وراءه، نسوا تلك الصورة الشهيرة التي أظهرت جبران باسيل وبنيامين نتنياهو في الصفّ الأول من تظاهرة "تشارلي ابدو" في باريس. القصة مفتعلة بنسبة مئة في المئة. ثمة من يرتكب في هذه المرحلة الزمنية الحماقات وقد يرتكب منها بعد وبعد. ومن يفعل هذا يملك عقلاً أمنياً مسطحاً. هناك جماعات أفلست بعدما استيقظ كثير من الناس ما جعلها تضرب عشوائياً. ما حصل مع العلامة علي الأمين دليل مأزق الحاقدين وإرباكهم.

المحامي محمد مطر، وكيل الأمين في الدعوى المقامة على من اعتدوا عليه، قبل 14 عاماً، في دار الإفتاء، يردّ الإتهامات التي تعرض لها العلامة الى "ضيق صدر" البعض، ممن ما عادوا قادرين على سماع أصوات معارضة ويقول: ما يعنيني في الموضوع هو استخدام البعض القضاء لغير غاياته، بما يشبه الغلّ السياسي، لترهيب صوت شيعي معارض. ويستطرد بالقول: سبق أن دفع العلامة ثمن رفض النيابة العامة في صيدا إستدعاء من اعتدوا على منزله، وكلما راجعنا في الموضوع قالوا لنا لم نستطع بعد التبليغ. مضى 14 عاماً ولم يبلغوا! مع العلم أن الجميع يعرفون المتهمين واحداً واحداً وهم ينتمون الى "حزب الله" وحركة أمل. والملف القديم يُظهر كم أن القضاء أداة من أدوات السياسة.

محمد مطر يرى أن هناك من عاد يستخدم مثل هذا النوع من التلفيق كوسيلة إكراه ضد الناس. ويقول مستغرباً: كيف يمكن لعلّامة، من نوع السيد الأمين، أن يثير النعرات الطائفية وهو الذي سعى دائماً الى توحيد موقف اللبنانيين المسيحيين والسنة والشيعة؟

نتذكر هنا قول العلامة "إذا كان التسنن هو الإيمان بسنّة رسول الله فكل المسلمين سنّة، والتشيّع إن كان حبّ أهل البيت فكل المسلمين شيعة".

في مؤتمر باسم الإنسانية

نعود الى الشيخ العاملي لسؤاله عن رؤيته للمرحلة المقبلة؟ يجيب: لن نضحك على أنفسنا وسنقولها بصراحة، الوضع خطير جداً، وكلما اشتدت الأزمة اشتد الخوف من المعارضة الشيعية. التحديات كثيرة وتغيير الأزمة لن يكون من دون تضحيات. ويستطرد بالقول: مشكلة المعارض الشيعي غير مشاكل المعارضين المسيحيين والسنة والدروز، لأن قوة خصمنا كبيرة ولأن الدولة معه لا معنا ولأننا لن نتمكن من المراهنة على الطوائف الأخرى. في كل حال، المعترضون على "الأمر الواقع" سيتابعون اليوم اكثر من أي يوم نضالهم. وهم لم يتوقفوا عن ذلك يوماً ولن يفعلوا لأن التوقف جمود والجمود يمنح فرصاً إضافية للخصوم.

ماذا عن رؤية حارث سليمان للمرحلة المقبلة وسياسة التخوين التي تساق من البعض في حقّ البعض؟ سليمان يبدو حاسماً في اتجاه إكمال ما بدأه قبل أعوام كثيرة في اتجاه تحقيق المواطنية والحق والعدالة على الرغم من العراقيل التي قد تُزرع ويقول: ندعو "حزب الله" الى إعادة النظر في خياراته. وإذا كان بشار الأسد اليوم في حفرة بسبب سياساته الخاطئة فليدفع الثمن وحده. فليعاقب هو لا نحن.

يبقى أن صدى كلام العلامة السيد علي الأمين سيبقى يصدح وبقوة: "ضمانتنا الدولة واتكالنا على الخالق وحده القادر على ما يشاء".

 

لا شرق ولا غرب بل خروج من التاريخ

محمد علي مقلد/اللواء/27 حزيران/2020

طرح شكيب إرسلان سؤاله الذكي؛ لماذا تقدّم الغرب وتخلّف الشرق، فجاءته الإجابة الأولى من الوهّابية، والثانية من ستالين، والثالثة من ولاية الفقيه.

اتّفق الثلاثة، بالرغم من خلافاتهم الكبرى، على حلّ ذي سمات واحدة يُمكن أن نُسمّيه الشرنقة، وهو يُشبه جدار الفصل العنصري في فلسطين، أو جدار ترامب مع المكسيك، أو حلّ النعامة حين تدفن رأسها في الرمل، لأن الثلاثة قرّروا نمطاً واحداً من العيش، بعيداً من المخلوق الجديد الذي كان سُمّي غرباً بلغة البدو، ثم إمبريالية بلغة لينين، وماو تسي تونغ ثم شيطاناً أكبر باللغة الخمينية.

الكلام اللبناني عن التوجّه شرقاً لمنع الإنهيار المالي والنقدي والسياسي مُتحدّر من سلالة الحلول التي رفضت أن تسمّي الحضارة الجديدة باسمها، واختارت لها من الأسماء ما يُثير الهلع في العقول الجاهلة. صوّرها بعضهم نِتاجاً مسيحياً لتخويف المسلمين، ولم يروا منها غير الوجه الإستعماري ليستنهضوا ضدّها هِمم الشعوب، ويرفعوا في وجهها شعارات التحرّر، ونعتوها بالمادية لتحلّ عليها لعنة الشرق الروحاني، وليعزفوا على وتر الإعتقاد القائل بأن الغرب غرب صليبي، والشرق مهد الأديان، ولا يلتقيان.

الشرق في لغتهم لا يحمل دلالة جغرافية. لا اليابان ولا كوريا ولا الهند ولا ماليزيا من الشرق. ولا يدخُل في حساباتهم أي احتمال للتعاون مع هذه البلدان للحؤول دون الإنهيار. كان يُمكن لهم أن يتعلّموا من الشرق، من اليابانيين الذين تمكّنوا بين عامي 1856 و1896، من القضاء على الأمّية في بلادهم. ومن ماليزيا التي بدأت خطّتها إنقاذاً لإقتصادها من الإنهيار، بزجّ اللصوص في السجون واستعادة الأموال المنهوبة منهم. من كوريا الجنوبية التي تحوّلت بغمضة عين إلى واحدة من نمور الشرق. من الهند التي تضمّ أكبر تنوّع لغوي وإتني وديني في العالم، وانتخبت لحظة انهيار الشيوعية شيوعياً شيعياً لرئاسة الجمهورية.

هذه الدول ليست في نظرهم من الشرق، فيما يحسبون فنزويلا بلداً شرقياً لأنها تُشبههم، ومن العجب أنهم سهوا عن إسم الصومال. مُنقذ ماليزيا مسلم، ولصّها وناهب المال العام فيها مسلم، ونصف سكّانها هنود وصينيون وبوذيون. من منّا يعرف إلى أي ديانة ينتمي أمبراطور اليابان أو رئيس وزرائها؟ المسألة لا علاقة لها بالدين. بل بالعقل، بطريقة التفكير. حكّامنا آتون من زمن آخر، لُغتهم ليست لغة شعبهم، وهمومهم ليست همُومه، ولا مبالغة في القول إنهم يُخطّطون للإنهيار بدل منعه، ويُشعلون نار الفتنة بدل درئها.

وجه الشبه السياسي مع ما يحسبونه الشرق هو الإستبداد، أما الإقتصاد فليس حرّاً ولا موجّهاً بل هجينا تُديره المافيا أو الجيش أو الحزب، تُضاف إليها الميليشيات في لبنان، فكيف يُمكن أن يكون حرّاً؟ وحين تكون السياسة استبداداً، والإقتصاد مافياوياً، يُصبح من الطبيعي أن تمتلِئ السجون وتفرغ المدارس وتُقفل الجامعات. ومن الطبيعي أن تُنهب خزينة الدولة ويجوع الشعب، أن يُنتهك الدستور والقوانين وتخضع البلاد لما يُشبه الأحكام العرفية.

كأنّهم خارجون للتوّ من الكهوف، ويعملون على إخراج بلادهم من التاريخ. لكن الثورة لن تسمح لهم بإخراج الوطن، لا من التاريخ ولا من الجغرافيا.

 

هل "وقع الشرخ"... وحتى نهاية العهد؟!

جورج شاهين/الجمهورية/27 حزيران/2020

يعتقد مراقبون انّ كل ما يتصل بـ»اللقاء الوطني» الذي عقد أمس الأول في القصر الجمهوري انتهى قبل ان يجف حبر بيانه الختامي. فترددات المواقف التي واكبته تراجعت الى الحد الأدنى، ما يعزّز شرخاً طويل المدى ينمو تحت طبقة من الهموم المعيشية التي تقدمت على كل ما هو مطروح. وهو ما يرفضه رئيس الجمهورية الذي يريد أن يؤسس اللقاء لمرحلة جديدة، فما الذي قصده؟ على وقع الانقسام الذي تسبب به «اللقاء الوطني الجامع» الذي عقد قبل يومين بعيداً من الفرز السابق الذي كان قائماً بين 8 و14 آذار بعدما تداخلت المواقف وانبأت الإصطافافات بمعادلات جديدة غير ثابتة ومكتملة وقد يكون بعضها غير منسّق. ورغم وجوه الاختلاف في الأسباب فقد التقى الجميع على طلب التأجيل او الاعتذار عن المشاركة في اللقاء.

بداية، أمّا وقد عقد اللقاء كما اراده رئيس الجمهورية وبمَن حضر، فقد توقف المراقبون امام بعض الملاحظات. فلولا مشاركة الرئيس السابق للجمهورية العماد ميشال سليمان لكان مجرد لقاء الجبهة الواحدة من دون أي «غريب». وتحديداً من اهل المعارضة بنوعيها الثابتة والمتحوّلة والمتقلبة وفق منطق «على القطعة». ولولا مشاركة سليمان لكان الغائبون عن اللقاء 10 والمشاركون فيه 10 ايضاً. ولو غاب من يمثّل رئيس «الحزب التقدمي الإشتراكي» لغلبَ الغائبون الحاضرون. ولذلك كانت صفة «الجامع» من اولى ضحايا اللقاء قبل ان يتحول نصف لقاء وطني جامعاً اهل البيت.

هذا في الشكل، اما في المضمون فقد عبرت اكثرية المتكلمين فيه عن حجم الأزمة بمختلف وجوهها من دون اجتراح ايّ حل خلّاق. فثبت عندها انّ العجز في مواجهة اي من الاستحقاقات الداهمة او تلك المرتقبة ما زال سائداً بقوة. وهو الى بقائه عنواناً للمرحلة المقبلة بقي متقدماً كل الانجازات الوهمية التي لا نقاش ولا تشكيك فيها. وما كان لافتاً ان يشهد شاهد من اهل البيت، فقد اعترف رئيس الحكومة حسان دياب وللمرة الاولى من دون شكوى ممّن يعرقله او يسعى الى الانقلاب، «أنّ اللبنانيين لا يتوقعون من هذا اللقاء نتائج مثمرة. وهو في نظرهم كسابقاته، وبعده سيكون كما قبله، وربما أسوأ».

امام هذه المعطيات الواقعية، يرفض بعض من هم في السلطة في تقييمهم لِما جرى، القراءة السلبية على أي معطى آخر. فاللقاء في نظرهم لم يكن فاشلاً طالما انّ المشاركين فيه والمُتغيّبين لا يشككون في إجماعهم على رفض كل ما يؤدي الى الفتنة المذهبية والعودة بالبلاد الى ما كانت عليه قبل تحقيق الحد الأدنى من السلم الأهلي، ونَبذ ما يؤدي بالعودة الى تلك الحقبة السوداء من تاريخهم، على رغم ما ارتسَمت أمامهم من صور سلبية لِما شهدته مناطق بربور والطريق الجديدة وما بين الشيّاح وعين الرمانة على طريق صيدا القديمة كما في طرابلس.

وفي المقابل، وعلى رغم مما أعطى اللقاء من انطباع بوجود خطر داهم على السلم الاهلي، فقد رفض مقاطعوه إعطاء الأهمية لهذه الناحية، وإن غاب بعضهم عن اللقاء فإنما عن اقتناع بأنّ ما هو مطروح ليس قائماً وما هو سوى ذريعة. فلم يكن الخلاف بين «حزب الله» و»التيار الوطني الحر» وحركة «أمل» وحلفائهم من جهة وأحزاب الكتائب و»القوات اللبنانية» و»المردة» وتيار «المستقبل» ورؤساء الحكومات السابقين من جهة أخرى، ليلتقوا على طاولة القصر وإجراء المصالحة في ما بينهم لنَبذ ما جرى والتوافق على عدم تكراره. وفي اعتقادهم صراحة انهم لم يكونوا من استفَزّوا من نادوا في شوارع بيروت في تظاهراتهم «شيعة شيعة» ولم يستفزّوا احداً ليشتموا «عائشة» زوجة النبي، والمَس بـ»العذراء مريم» واستفزاز الشارع الآخر. كما استندوا الى عشرات التحقيقات التي أجريت مع الموقوفين التي بَيّنت انّ بعضاً منهم من موالين ومشاركين في السلطة وتمثّلوا على الطاولة.

وما زاد في الطين بلة انّ مجموعة من التصريحات أوحَت بذلك عندما كشف قادة من «حزب الله» و»أمل» عن تعليمات أعطيت لِلَجم شبابهم المتحمّس والمتهور القاطنين في مناطق حساسة طوّقت بعدما ارتبطت بجغرافيتها ببعض الهزّات الامنية لمَنعهم من التحرك مرة أخرى وخصوصاً بعد احداث 6 و12 حزيران الجاري. ويمكن ان يفهم في الإطار عينه قول رئيس «التيار الوطني الحر» جبران باسيل الذي تحدث في آخر إطلالة له السبت الماضي عن المجهود الذي يبذله للَجم شباب التيار المنتفض، و»ضبط النفس» ومنعهم من التحرك في مواجهة آخرين لم يحدّد من هم.

ولا تقف قراءة المقاطعين عند هذا الحد، فقد لفت معظمهم الى انّ كل ما جرى كان مُخططاً له بهدف توجيه الانظار الى مكان آخر بعكس توجهات الانتفاضة منذ 17 تشرين العام الماضي، ولمنع تجددها كما كان مقرراً في 6 حزيران. وذلك من أجل تشويه اهدافها وتهميشها وشيطنة حراكها بعدما فعلت جائحة كورونا ما فعلته بها وحالت دون ان تُنجز بعضاً من اهدافها بعدما بلغت مرمى التحقيق. فلعبت دور المارد الذي استيقظ فجأة وتمكّن من تغيير منحاها وتخفيف انعكاساتها السلبية، وربما عاوَن أحزاب السلطة على الاحتفاظ بمحازبيهم بعدما كانوا على قاب قوسين او ادنى من الالتحاق بها، بعدما وحّدهم غلاء الاسعار واقتراب الجوع من ابواب بيوت نسبة كبيرة منهم وفقدان العملات الصعبة وما بلغته البطالة التي اقتربت من أعلى مستوياتها. وعلى رغم من كل هذه الصورة السوداوية، يصرّ القريبون من رئيس الجمهورية على القول انّ اللقاء حقّق شيئاً مما أراده بإصراره عليه في موعده. فقد أسّس لقاعدة يمكن الإنطلاق منها للبحث في الملفات المعقدة والصعبة التي زادت منها حدة الأزمة الاقتصادية والإجتماعية. فالصيغة الحالية ليست ملائمة لِما يعيشه البلد اليوم، ولا بد من حوار يعيد النظر بها. ومن دون تحديد الآلية المقبلة فقد ردّ القريبون من بعبدا على من أخذ عليهم بتجاهل البيان الختامي الاستراتيجية الدفاعية والأمور الدستورية الأخرى، فقالوا انها لا تدخل تحت العناوين الأمنية التي اراد اللقاء تثبيتها ليكون الحوار المقبل مَعنياً بكل هذه الملفات، وإن كان ايّ من الأطراف المقاطعة لديه فكرة او عنوان آخر سيكون المجال مفتوحاً لطرحه. وبناء على ما تقدم، وما ظهر من خلاف بين الموالين للحكم والمعارضة حول مفهوم السيادة والنأي بالنفس والاستراتيجية الدفاعية، فإنّ التطلّع الى فصول جديدة من الحوار صعب جداً إن لم يكن مستحيلاً. وأخطر الدلالات يكمن في حجم الشرخ الذي بات قائماً بين معظم المكونات بما يؤدي إلى احتمال أن يبقى مُستعراً حتى نهاية العهد الذي اقترب من ثلثه الأخير. فليس في الأفق من مؤشّر على أي خطوة توحي بالعكس، فافتتاح المعركة الرئاسية تزامناً مع المتغيّرات الكبرى في المنطقة يُنبىء بالأسوأ، وهو ما ينعكس على المقبل من الايام، فليستعد اللبنانيون له.

 

لا فيزا للبنان بلا صندوق النقد

راكيل عتيِّق/الجمهورية/27 حزيران/2020

لا يوجد سبب بعد لتوقُّع حدوث انفراج في الأزمة الاقتصادية في لبنان. هذا ما قالته المديرة العامة لصندوق النقد الدولي كريستالينا جورجييفا أمس، وهذا ما يشير إليه إرتفاع سعر صرف الدولار، مقابل الإنهيار السريع لسعر صرف الليرة اللبنانية. وتقول جهات سياسية داخلية عدّة، ومنها داعمة للحكومة، إنّ «عجز السلطة والحكومة عن الحدّ من الإنهيار وعن اتخاذ قرار إصلاحي واحد جدّي، يعيد لبنان الى الطريق الآمن، سيعمّقان أزمة البلد، إذ إنّ أصحاب القرار السياسي لم يستوعبوا بعد أنّه لم يعد هناك مجال لتجنُّب إجراء إصلاحات هيكلية حقيقية، فيما لا حلّ إلّا بـ»الرضوخ الإيجابي» لمطالب الخارج لجهة تطبيق الإصلاحات.

قال مسؤول في مؤسسة دولية لوزير على رأس وزارة خدماتية مباشرة وبصراحة: «إننا لن نكون شركاء في أجنداتكم السياسية»، وذلك بعد 3 رسائل سلبية أظهرها أداء السلطة والحكومة أخيراً، وتكمن في كسر قرار الحكومة في ما يتعلّق بخطة الكهرباء وفرض شمل المرحلة الأولى من الخطة معمل سلعاتا، ردّ التشكيلات القضائية وطريقة التعيينات الإدارية الأخيرة من دون إعتماد الآلية القانونية التي أقرّها مجلس النواب. ويقول غالبية السفراء الذين يلتقون مسؤولين لبنانيين إنّ كلّ هذه العوامل تشير الى غياب نيّة جدّية لدى لبنان بإصلاح أدائه و»تغيير عاداته العاطلة».

وتؤكّد جهات سياسية، على تماس مع سفراء وديبلوماسيين غربيين، أنّ قرارات الحكومة الثلاثة هذه، تركت إنطباعاً سيئاً وسلبياً لدى الجهات الخارجية، إذ إنّها مرتبطة بالإصلاحات المطلوبة من الخارج ومن صندوق النقد الدولي، وهي إستقلالية القضاء وإصلاح قطاع الكهرباء والشفافية في الإدارة وتطبيق القوانين.

وكانت مجموعة الدعم الدولية للبنان أبلغت الى الحكومة رسمياً، أنّ «هناك 3 ملفات نريد التأكّد من أنّها ستشهد الإصلاحات والإجراءات اللازمة لكي نؤمّن الدعم للبنان، وهي أولاً الكهرباء، ثانياً استقلالية القضاء وثالثاً قانون الشراء العام». الأمر الذي يدلّ في وضوح الى أنّ ما يطلبه الخارج هو قضاء مستقل، ووقف مزرابي الهدر الأساسيين: الكهرباء والمناقصات. وتقول مصادر مطلعة على موقف السفراء الغربيين، إنّ «لبنان لن يتمكّن من التقدم إلّا عندما يترك انطباعاً أنّه دولة قانون ومؤسسات، وأنّ المسؤولين جميعاً يحتكمون الى القانون، لا أن يستمرّ تعطيل المؤسسات مثل الكهرباء و»أوجيرو»، والذي أدّى الى سرقة مليارات الدولارات». وتشير الى أنّه على رغم ذلك لم يُعيّن حتى الآن رئيس مجلس إدارة جديد لمؤسسة الكهرباء، ولا يُعتمد قانون الشراكة الذي ينصّ صراحة، على أنّه تخضع لهذا القانون وخلاف أي قانون آخر، كلّ مشاريع الشراكة بما فيها الشراكة في قطاعي الكهرباء والاتصالات». وتسأل: «في وقتٍ لا يتقيّد المسؤولون المعنيون بالقانون، كيف سيثق العالم بنا؟». وتؤكّد أنّ الأساس في التفاوض مع صندوق النقد الدولي ليس أرقام خسائر الدولة المالية، التي أُغرق البلد في متاهاتها، فهذه الأرقام يمكن ترتيبها لتوحيد الموقف اللبناني، بل إنّ الأساس هو الإصلاحات، وبلا إصلاحات لا برنامج من صندوق النقد. وإنّ ممثلي الصندوق يسألون في كلّ الإجتماعات مع المسؤولين اللبنانيين: أين التوجّهات الإصلاحية؟ وتوضح المصادر نفسها، أنّ هناك ثلاثة أسباب رئيسة ومهمة تحتّم أن يكون لبنان حريصاً على الوصول الى اتفاق مع صندوق النقد:

ـ الأول، إنّ لبنان في حاجة الى قروض للحصول على العملة الصعبة لتحسين وضع ميزان المدفوعات، فالمساعدات الموعودة من مؤتمر «سيدر» لا تدرّ الأموال نقداً الى الدولة بل تموّل مشاريع، فيما أنّ صندوق النقد يعطي أموالاً نقدية، قد تكون ملياراً أو ملياري دولار سنوياً، الأمر الذي سيؤدي الى ردم الخلل في ميزان المدفوعات وضخ الدولار في السوق.

ـ الثاني، من دون فيزا أو مفتاح صندوق النقد لن يتمكّن لبنان من التوجّه الى جهات خارجية أخرى، للحصول على مساعدات وقروض وأموال. وعلى سبيل المثال، إذا كانت ألمانيا أو شركة «سيمنز» ترغب في تمويل مشاريع الكهرباء في لبنان، فهي لن تفعل إذا فشل لبنان في الإتفاق مع صندوق النقد، وإنّ غالبية السفراء في لبنان يقولون للمسؤولين المعنيين: «إتفقوا مع صندوق النقد».

ـ الثالث، إنّ الإتفاق مع صندوق النقد يُشكّل أداة فعّالة تُجبر الدولة اللبنانية على إجراء الإصلاحات اللازمة، إذ لا أموال بلا إصلاحات.

وبالتالي، إنّ كلّ الطرق تؤدي بلبنان الى صندوق النقد. وخلاف ذلك، يخدع لبنان نفسه، حسب المصادر إيّاها، التي تقول: «لا يُمكن وقف إرتفاع سعر صرف الدولار بإجراءات تقنية وأمنية، والحلّ الوحيد هو إعادة الثقة داخلياً وخارجياً». وتسأل: «كيف نستعيد الثقة إذا كانت خطة الحكومة الإصلاحية تفتئت على المودعين، في حين أنّ لبنان يعتمد على أموال المغتربين ومدخراتهم التي يودعونها في المصارف، وهذا منذ نحو 45 عاماً»؟.

وتعتبر أنّ سعر صرف الدولار يواصل الإرتفاع مقابل انخفاض قيمة الليرة اللبنانية بنحوٍ دراماتيكي، لأنّ الأداء السياسي ـ الإداري سيئ وفاشل على كل المستويات، والحكومة تتخبط في كلّ الملفات، ما يعزّز فقدان الناس الثقة في الدولة. فحتى من يملك الدولار يُسارع الى شراء مزيد منه، فيما أنّ مقاربة جديدة لبناء الدولة وتحسين الأداء سيعيدان الثقة الداخلية والخارجية، ويؤدّيان الى ضخّ الدولار مجدداً والحدّ من إنهيار الليرة.

 

زعماء بلا شعب

توفيق شومان/27 حزيران/2020

لنتحدث بصراحة: لا أمل قريبا بإنقاذ لبنان من الإنهيار المالي والإقتصادي.

حين يقال لا أمل قريبا بالإنقاذ، لأنه لا يلوح في الأفق أي فعل للإنقاذ ولا أي مبادرة ، ولا أي خطة.

هذا قول مؤلم، ولكن هذه هي الحقيقة.

أيضا حتى الآن، لا يوجد لدى أي طرف سياسي لبناني، تصور أو برنامج، لإخراج لبنان من محنته، أو لإيقاف الإنهيار عند المستوى الذي بلغه، وهذا يعني أن أضعف الإيمان غير موجود لدى الأطراف السياسية اللبنانية.

لذك يتحدث القادة السياسيون عن نهاية عصر الرفاهية والعودة إلى معيشة الأجداد، ويدعون الناس للعودة إلى الزراعة، ويطلبون منهم الصبر، وبعضهم يدعو المواطنين للعمل في البيوت ومحطات الوقود.

لا شيء غير ذلك، والشيء هنا يعني السيء، ومعنى كلام أهل السياسة أن على الناس أن تعتاد التكيف والعيش مع السيء، بكل مراراته وشظفه وقلة الحيلة وقصر اليد.

وبالمعاني والدلالات التي سبقها ذكرها، يقول أهل السياسة للناس، لا تنتظروا حلولا قريبة ولا تنتظروا إنقاذا قريبأً.

آن للبنانيين أن يعرفوا ذلك، وكان عليهم أن يدركوا مخاطر الإنهيار منذ لاحت ملامحه في عام 2016 مع الهندسات المالية، فالهندسات تلك قرعت نواقيس الإنهيار، وكان هدفهاـ على ما يقول أصحابها  تأجيل الإنهيار على قاعدة "لعل وعسى" جاءت النجدة على حين غرة، من "شقيق أو صديق" أو إنفراجة غير محسوبة.

جاء عام 2019 ، فوقع الفأس في الرأس، وتبين كم هي ركيكة وسطحية مقولة أهل السياسة، تلك المقولة القائلة بأن غطاء إقليميا ـ دوليا على لبنان، يمنع انهياره لألف حساب وحساب ، وظهر أن أهل السياسة لايعرفون قواعد الحساب كما لا يعرفون قواعد الحكم ، كما لا يعرفون حتى قواعد اللغة التي يتحدثون بها كما لا يعرفون قواعد اللياقة حين يتخاطبون.

لا يعرفون أية قاعدة ، فمن أين يأتون بقواعد الإنقاذ؟

في " الخطة الإصلاحية " التي اقترحها أهل السياسة قبل استقالة الرئيس سعد الحريري ، لم تظهر أي بقعة ضوء للإصلاح .

وفي " خطة التعافي " التي قدمتها حكومة الرئيس حسان دياب ، لا يوجد أي " حبة ترياق " لتعافي " الرجل المسموم " الذي إسمه لبنان.

الموفد الفرنسي لمتابعة مقررات مؤتمر " سيدر " بيار دوكان ، عمل على توبيخ المسؤولين اللبنانيين مرات عدة ، مهددا إياهم بحجب الأموال التي خصصها المؤتمر للبنان ، جراء عدم توافقهم على الإصلاحات المطلوبة ولامبالاتهم واستخفافهم تجاه انحدار لبنان نحو الإنهيار .

وقبل أيام ، قالت مديرة صندوق النقد الدولي كريستالينا جورجيفا : " ليس لديها أي سبب لتتوقع تحقيق تقدم في المفاوضات مع لبنان ولا يتضح ما إذا كان بالإمكان أن تتوحد قيادات البلاد حول الإصلاحات الضرورية ".

لا يتفق أهل السياسة على أرقام الخسائر المالية التي أسقطت لبنان في لجة الإنهيار والإفقار.

لا يتفق أهل السياسة على إصلاح قطاع الكهرباء وهو علة العلل وعلة المعلول .

لا يتفق أهل السياسة على إزالة النفايات المتراكمة منذ عام 2015.

لا يتفق أهل السياسة على الحد من تلوث الأنهار.

لا يتفق أهل السياسة على تعيينات في الإدارات العامة ، ولا على تسيير أعمال الحكومات ولا على تفسير الدستور ، ولا على صلاحيات الرئاسات ، ولا على تحديد العدو و الشقيق والصديق .

لا يتفقون على شيء ، ولذلك أفلست الدولة لا يتفقون على شيء ، ولذلك عصف الفقر بالناس وأهلكهم. لا يتفقون على أفعال للإنقاذ ، ولكنهم يتوافقون على وعود بالإنقاذ .

في الأول من تموز سيستعيد مطار بيروت الدولي جزء من نشاطه ، وبالتدرج قد يستعيد حركته الكاملة.

لنتخيل المشهد:

كم مغترب سيعود إلى لبنان وكم مهاجر سيغادر لبنان؟

حسابات الناس أصدق من حسابات أهل السياسة: كثير من اللبنانيين سيغادرون ويرحلون.

هذا ما يقوله الناس في البيوت والشوارع.

ربما جائحة كورونا تعرقل إقدام الناس على الإزدحام أمام السفارات طلبا للهجرة وأملا بالرحيل.

لن يقبل الناس بالعودة إلى معيشة الأجداد.

لن يعود الناس إلى الزراعة ليكتفوا بأكيال معدودات من الحنطة والأعداس والأفوال وببعض من البقدونس والنعناع.

لن يعمل الناس في تنظيف البيوت وفي محطات الوقود مقتنعين بخبزهم وكفاف يومهم.

ولن يصبر الناس، لأنهم لا يرون فرجا بعد صبرهم.

الصبرمفتاح الفرج، طبعا وأجل، والناس يصبرون حين تتراءى لهم أبواب الفرج ، ولكن مع أهل السياسة في لبنان: أين أبواب الفرج؟

لنتخيل المشهد مرة ثانية بعد زوال جائحة كورونا:

ازدحام أمام السفارات طلبا للهجرة

إزدحام في مطار بيروت طلبا للرحيل

من سيبقى في لبنان؟

يبقى الزعماء؟

زعماء بلا شعب؟ كيف يستقيم الأمر؟

حينذاك: هل يصدر الزعماء "قرارات وطنية" بمنع هجرة الشعب؟

"أم الكوارث" لو فعلوها.

عشتم وعاش لبنان

 

التهافت في الخطاب، جهلاً أم تجاهلاً؟

د. مصطفى علوش/الجمهورية/27 حزيران/2020

«دع عنك لومي فإنّ اللوم إغراء وداوني بالتي كانت هي الداء فقل لمن يدّعي في العلم فلسفة حفظت شيئاً وغابت عنك أشياء» أبو نواس

قصة كتابي «التهافت» و»تهافت التهافت» معروفة في أوساط المطلعين على الجدل، عن بُعد في التاريخ والجغرافيا، الذي دار بين «إبي حامد الغزالي» و»ابن رشد الأندلسي»، حول دور الفلسفة في المعرفة، وبالأخصّ ما هو غير مرئي وملموس، أي في علم الماورائيات. لكننا لن نذهب لبحث البحثين في ما يلي، فمع الوقت ندرك أنّ الإثنين كانا على حق في بعض ما ذهبا إليه، حتى وإن اختلفا في الطرح والتركيز على بعض الأمور دون غيرها. لكن المهم في طرحنا هو كلمة «تهافت»، ومعناها يعني تساقط ووهن الأمر وعدم قدرته على الصمود في وجه الوجود والوقائع! فيُقال مثلاً، تهافت الثوب، أي بلي وأصابه اهتراء. أما في الحجج، فهو تعبير عن ضعف الحجة وابتعادها عن الصواب لعطب معرفي أو منطقي في صيغتها. تعود بي الذاكرة إلى فيلم سينمائي أُنتج في آخر سبعينات القرن العشرين، وكان دور البطولة فيه لعبقري التمثيل «بيتر سلرز». عنوان الفيلم هو «الوجود هناك» أو (Being there)، ويروي قصة جنيناتي عاش كل حياته في قصر صغير في أواسط مدينة كبيرة، لم يخرج يوماً في حياته خارج الحديقة. وكان بارعاً في رعاية المزروعات، عالماً بالمواسم والبذور، وفي التربة الصالحة، وكان كل ما كان يعرفه عن العالم الخارجي هو من خلال جهاز تلفزيون كان يقلبه ليتعلّم منه. كان هذا إلى أن بلغ العقد السادس من عمره عندما مات صاحب القصر، وأخرج «صدفة الجنيناتي»، كما كان يسمّيه صاحب الدار، إلى العالم، وهو لا يعرف عن العالم الحقيقي بتشعباته أي شيء، سوى خبرته الزراعية. وهنا، تدخّلت الصدف مع «صدفة»، ووصل أيضاً بالصدفة إلى مواقع مؤثرة، حيث يستشيره حتى رئيس الجمهورية الأميركي بشؤون البلاد والعباد. كان «صدفة» يجيب بلغة الجنيناتي عن كل شيء في السياسة والتجارة والاجتماع. اللفتة الأخيرة في الفيلم كانت الإيحاء بأنّ «صدفة الجنيناتي» مشى أيضاً على سطح الماء.

قد يسأل سائل، ماذا تعني تلك المقدّمة الطويلة، كالعادة، وما دخل بيتر سلرز بالوضع في لبنان؟ لكن القضية هي هنا بالذات، فعندنا من لا ينكر الناس اختصاصهم في أمر ما، وقد يكونون أبدعوا يوماً، أو أياماً في التعبير عن خبراتهم في اختصاصهم! لكن الكارثة تحلّ عندما يصبح ذاك الاختصاصي الناجح يسير حتى على سطح الماء! من بعدها يتحوّل إلى عالم بكل شيء، في الطب والاقتصاد والاجتماع والقضاء والاتصالات والهندسة والكيمياء... وتصبح فتاويه تسير هي أيضاً على سطح الماء، أي حكماً مقدّسة، وما على الناس إلّا البحث عن سبل تطبيقها. هذا هو بالفعل التهافت الذي تحدث عنه الغزالي، لكون الفلاسفة الأقدمين افترضوا أنّ العقل البشري قادر على اكتشاف كل أسرار الكون، وأنّ الفلسفة ببحثها النظري قادرة على سبر غور ما هو محجوب عنها في المعرفة العملية. وهذا ما لاقاه به الفيلسوف مارتن هيدغر بعد ثماني مئة سنة، ليؤكّد أنّ ما من بشري قادر، بوجوده القصير في الوجود، على سلخ جلد المعرفة بكل أشكالها.

ليست المرة الأولى التي يخرج فيها أمين عام «حزب الله» عن عالم الاختصاص الذي نذر حياته له، وهو الخبرة في إدارة المعارك والاستخبارات والأعمال السرية، وبالطبع يمكن زيادة كيفية تأمين المال النظيف وغير النظيف لإدارة الأعمال الحربية، بغض النظر عن تأثيراتها الاجتماعية والبيئية. فالعسكري همّه الأساسي هو إنجاز المهمة الموكلة إليه، حتى ولو كان لديه هامش ما في التصرف بكيفية إدارة المسار للوصول إلى الهدف. وهذا بالفعل ما قاله نائبه نعيم قاسم في كتابه عن «حزب الله»، بأنّ من يرسم الفتاوى العامة ويضع الأهداف الاستراتيجية هو الولي الفقيه، أما قيادة الحزب فلها حرّية الاجتهاد.

لكن الأزمة عادة ما تدفع إلى الاستنباط في ما هو أبعد من الاختصاص، خاصة إن كان المسؤول يرتبط إسمه بالسير على وجه الماء، وبالتالي فمن المنطقي أن يكون عالماً، تقريباً، بكل شيء، وبالتالي، فعند حلول الأزمة يجب أن يكون لديه الجواب اليقين في حلها!

ماذا قال في أزمة شح عرض الدولار في السوق اللبنانية وارتفاع الطلب بشكل جنوني؟ قال الأمين العام، بأنّ السبب هو أنّ الولايات المتحدة الأميركية تمنع وصول الدولار إلى لبنان، يعني أنّ الدولار عادة يأتي بشحنات توزعها الولايات المتحدة على من يواليها، وتحجبها على من يعاديها. خبرة السيد هنا صحيحة في ما يعرفه هو بأنّ إيران تشحن الدولارات لمن يوالي الولي الفقيه وتحجبها، لا بل تسحبها من يد من لا يواليه. أما أميركا، التي أصبحت عملتها عالمية، فوجود عملتها الشرعي في بلد ما مرتبط بالاستثمارات والحركة الاقتصادية، وليس بصناديق خشبية فيها رزمات مغلفة بالنايلون تصل لجماعاتها. هذا لا يعني أنّ الولايات المتحدة لم تمارس النوع ذاته من الأمور، فحتى إيران استفادت من هكذا نوع من الأعمال في صفقة الكونترا المعروفة بإيران غيت.

يعني بالمختصر، إنّ شح العملة الصعبة سببه الرئيسي هو شح الاستثمارات، وضعف التحويلات، وسحب الدولارات بطريقة أو بأخرى إلى سورية، وبالتأكيد ضمور الاقتصاد الذي ازدادت وطأته مع الكورونا والتخبّط الرسمي في علاج الأمور. وهنا يدخل «حزب الله» كعامل أساسي في التسبّب بالأزمة، على الأقل بالجزء الأكبر منها. وبالطبع، فإنّ العالم بكل شيء يعلم هذا، لكنه يشتت أنظار من يؤمن بأنّه يسير على وجه الماء.

الجزء الثاني هو ما يخصّ الذهاب شرقاً، وهو أمر أيضاً قد يُبهر الناس، وقد يظن أنّ الاسقاط التنبوئي هو ما أوحى به في لحظة العطل الفكري في انتاج الحلول، فأتت نصيحة السيد لتنبيه الوعي وإدارته. لا بأس، فلنذهب إلى تلك الفرضية، ولنبدأ من تجارب بلدان أخرى أقوى وأكثر انتاجية من لبنان. مثل السيد الأعلى هو إيران الولي الفقيه، وهي توجهت شرقاً منذ عقود، وعلاقاتها التجارية والمالية وحتى العلمية مفتوحة على الشرق، بقدر ما هي مغلقة على الغرب. هل نجح هذا النموذج بإنقاذ التومان الإيراني من السقوط؟ هل فتحت هذه النافذة الشرقية الباب أمام الازدهار الاقتصادي في بلد غني بثرواته الكامنة من بترول وغيره، وشعب عريق في الثقافة؟ هل تمكنت إيران بانفتاحها شرقاً من اقناع الصين بالتبرّع بمشروع، ولو صغير، من دون مقابل بمونة من الرفيق «كزي جيبنغ»؟ هنا أيضاً محاولة ناجحة من السيد لإبهار من ينتظر منه الحل لكل معضلة، حتى أنّ حليفة وربيب نعمته رئيس التيار الوطني الحر تلعثم وقال الشيء وعكسه عند تعليقه على التوجّه شرقاً. ما هو الحل إذاً، خارج نطاق السير على سطح الماء، مع أنّ الحل اليوم قد يحتاج لمن يسير فعلاً على سطح الماء؟ الحل يبدأ بالتواضع بأنّ لكل اختصاصه، أما التهافت فهو الحديث عن غير علم ودراية. وبعد التواضع، علينا مراجعة ما هو مضرّ وما هو مفيد، وبنظرة خاطفة على المضرّ في هذه اللحظة، وبغض النظر عن الشعارات، فهو سلاح الميليشيات غير الشرعي، وأولها المرتبط بإيران. فإن كان للسيد كلام مفيد فيجب أن يبدأ بالمفيد، أي تغيير كل ما بنى عليه امبراطوريته الوهمية.

 

إن متنا ستموتون معنا

ربيع خضر طليس/خاص لبنان الجديد/ 27 حزيران 2020

 الحل الوحيد في لبنان هو قيام دولة مدنيّة وعلى مناصري حزب الله فهم أنّ معادلة ثورة-جيش-شعب هي البوصلة الصحيحة والقبلة الوطنيّة الجامعة الّتي عليهم إتّخاذ شطرها، فالسلاح الذي دونه الدم قريباً سيُمسي رغيفاً دونه صفائح من حديد .

التوقيفات الأمنيّة والإستدعاءات للثوار تتكاثر وقيصر يدخل حيّز التنفيذ، وصل لبنان إلى الحضيض وما زالت أهواء الممانعة المراهقة فكريّاً تودي بلبنان إلى الأعظم والأدهى، بيع الهوى في السياسة صار مهنة يرتادها كل مستوزر له مكانته في مفاصل الدّولة إرضاءً لبعض شُذّاذ الآفاق الفسدة التي تنهيهم دولة القانون والمؤسسات الدولة العلمانية المدنية ... إستشعرت أحزاب اللّون الواحد الخطر من الشعب المنتفض من أجل كرامته ولم تستشعره من الإنهيار الّذي حلّ بالبلد بسبب الفساد القائم منذ عقود، فبدأت التوقيفات التعسفية والملفّات المركّبة للثوار ولم يأخذ رؤساء الأجهزة الأمنية بعين الإعتبار قيصر الّذي جاء دون حسبان وما قد يجيء على غراره في لبنان ويكون إسمه ب "قانون العطار" أو "قانون أبو فخر"، الشعب يُستنزف وقيصر بلاءٌ للقيصر الّذي لا يأبه لأنين الشعب وتحديداً في لبنان؛

التصريحات الدوليّة باتت مؤشراً ذات دلالات قوية على حتمية قيام الدولة الحقيقية في لبنان بناءً على طلب المواطنين الّذين شبعوا كرامة السلاح وعزّة الرّصاص وبدأوا يتوقون شوقاً لكرامة العيش الكريم وعزّة البلد الرّخيم وما انفكّت الحاكميّة المقاومة المجسّدة بحزب الله عن مقاومة الناس وخياراتها وتنفيذ أجندات لم ولن تخدم سوى تجاذبات المحاور الّتي قطّعت أواصر الوطن وفرّقت أبناءه وأوقفت بناء الدولة القويّة الّتي يهابها كل عدو ويعترف بهيبتها كل من يخاطب المنطق لا العواطف المغذّاة بجراح النّاس وأوجاعها وحتّى دمائها اللّاقيمة لها بقرارة من إبتذلها ...

الدّولة المدنيّة الّتي يطمح لها كل مثقّف وكل عاقل هي الدّولة الّتي تعنى بشؤون مواطنيها وتنميتهم وحمايتهم وتحرص على تأمين رغد العيش لهم وإبعاد الأخطار عنهم، هي دولة الأمن والأمان ودحض الحرمان، دولة الحرية والعدالة الإجتماعية التي تحترم الكفاءات ولا تعترف بأي فائض قوة سوى قوّة العدل والعلم، يسوقها التجارب والدراسات المنطقية لا الشعوذة والخطابات السحرية المخدرة والمسطحة للعقول، هذه الدولة هي الدولة الّتي تدافع عن نفسها ولا تزجّ أبناءها دفاعاً عن دولة أخرى مصدّرة للثورات غير باذلة للدماء أو إنفاذاً لمشروعٍ يهرّب خيرات الوطن ويؤبّد فكرة التوطين !!!

دخل لبنان كما باقي دول الإقليم وبالأخص العراق، إمّا أن تجنح قوى الأمر الواقع مع مرجعيّاتها وسفاراتها إلى المفاوضات وتُبنى الدولة وإمّا أن يكون لبنان منصّة ردود وإيصال رسائل دوليّة وساحة خصبة للجثث والخراب بعيدة عن إمكانيّة زعم الإنتصارات بظلّ غياب الرغيف والكهرباء ومقوّمات الحياة والدّعم الدّولي له وهذه المرّة الضحية هو الشعب وما بعد الشعب لأفق يبعد عن أفق حاجيات الناس وكأنّه إن كنّا سنموت ستموتون معنا وإن عشنا ستموتون من طغياننا وفسادنا !!!

لم يقتصر الأمر على بقعة صغيرة كلبنان، فمشهديّة العقوبات كما لم ترحم قطباً في محور الممانعة لن ترحم جميع الأقطاب بما فيها رأس الهرم وعلى رأسه روسيا وهذا نتيجة عدم المرونة السياسية وتغييب لغة الإنفتاح في بوابة الشرق الأوسط اللبناني المسيّر إيرانيّاً بالأخصّ عندما توسّع حزب الله وشبه تفرّد بالحكم عبر نوابٍ ووزراءٍ صالون قيادتهم مفروش بالسجاد الأعجمي !!! الحل الوحيد في لبنان هو قيام دولة مدنيّة وعلى مناصري حزب الله فهم أنّ معادلة ثورة-جيش-شعب هي البوصلة الصحيحة والقبلة الوطنيّة الجامعة الّتي عليهم إتّخاذ شطرها، فالسلاح الذي دونه الدم قريباً سيُمسي رغيفاً دونه صفائح من حديد .

 

أبو جورج الياس ابو غنام

الكولونيل شربل بركات/27 حزيران/2020

عائلة ابو غنام من سكان عرنا شرق الحرمون وكانت قرية تعتبر محطة لقوافل التجار. ففي حديث مع المرحوم المختار خليل الصيداوي عن عائلة الصيداوي في عين إبل أخبرني أنه بحسب ما نقل إليه كان هناك ثلاثة اخوة من سكان صيدا يعملون بالتجارة، وخاصة تجارة الحبوب، سكن أحدهم عرنا في الجولان السوري والثاني عين إبل وبقي شقيقهم الثالث في صيدا. وكان الأول مسؤولا عن شراء الحبوب من حوران وتخزينها في عرنا ليتم نقلها إلى شقيقه الثاني في عين إبل ومن ثم تعود فتنقل إلى صور وصيدا. ولذا فقد عرفوا في عين إبل ببيت الصيداوي.

من هنا نعرف أهمية قوافل النقل التي كانت تخرج من عين إبل كقاعدة تجارية وانتاجية. وهذا شأن هذه المنطقة منذ قيام تجارة صور أيام الفينيقيين. فقد كانت "قدس التي للصوريين" محطة مهمة أيام يوسيفوس المؤرخ اليهودي المعروف (القرن الأول الميلادي) وهي ليست بعيدة عن عين إبل، كما كانت "مغارة التي للصيدونيين" بحسب ما ذكر في تاريخه ايضا. وقد تكون عين إبل خاصة في القرن الثامن عشر وحتى بداية القرن العشرين قاعدة تجارية مهمة ولذا فهي كانت تملك أكثر من مئة جمل يشكلون أسطولها للنقل والتجارة. كان ذلك قبل فتح الطرق المعبدة ودخول الشاحنات للنقل ثم التغييرات السياسية التي سمحت باستقدام البواخر الكبيرة التي تعمل بالبخار ما خفف الاعتماد على تجارة الحبوب المحلية وتحول المنطقة نحو نظام التجارة العالمية وخاصة القمح الذي أصبح يستورد من الولايات المتحدة الأمريكية ومن ثم كندا وينافس بسعره الانتاج المحلي. وإذ كان الصيداوي يشتري ويصرّف البضائع بالمشاركة مع أخوته في عرنا وصيدا فإننا نتعرف على نوع من الشركات التجارية المحلية والتي كانت رائجة في القرن الثامن عشر إن لم يكن قبل ذلك.

وكان جد ابو جورج قد انتقل للسكن في عين إبل وهو لا شك من الذين عملوا مع قوافل الجمال بين عرنا وعين إبل ثم استقر بالبلدة. وقد يكون تزوج من عين إبل ما ساعده أكثر على الاستقرار. ولا نعرف إذا كان ارتباط أسم ابو غنام بتربية الأغنام أي أنه لقب اعطي له في البلدة أم انه اسم عائلته التي رافقه من عرنا. وعرنا بلدة من قرى الحرمون الشرقية وتقع على ارتفاع حوالي 1400 متر إلى الشرق من "قصر شبيب" وهي لا شك تطل على كامل حوران وحتى دمشق شمالا وينفتح الأفق فيها صوب الشرق والشمال والجنوب. ولكن الطقس البارد شتاءً مع الثلوج المرافقة قد تكون دفعت الجد ابو غنام للاستقرار في عين إبل التي تميزت بطقس أفضل وأكثر اعتدالا صيفا وشتاءً.

في عين إبل اليوم اربعة فروع لعائلة ابو غنام وهي بيت يوسف ابو غنام اي انطانس والمرحوم ابراهيم وبيت ميلاد ابو غنام وبيت بطرس ابو غنام يعني ابو جبران وبيت مارون ابو غنام المعروف بالكحول اي والد الياس وفريد ووديع وعبدالله.

أبو جورج الياس الكحول هو ابن مارون ابو غنام وقد نشأ في بيت تميز بحب البسط والكيف فقد كان والده مارون يجمع العائلة كل ليلة على المسطبة داخل البيت حيث يلعبون الدبكة فيقطع الوالد على الراس ومن ثم الوالدة ويتبعها بقية الأولاد حتى الصغار منهم. وكان أحد الأولاد يدق على الشبابة بينما يرد الكل على أبيات الدلعونا. من هنا كان أبو جورج من الرويسة المهمين وهو وحده يخلق جو الفرح ويلهب رقصة الدبكة بحركاته وتعليقاته وأحيانا كثيرة بالأبيات التي يغنيها كمثل:

يلي تبلقطي التين البقراطي وبعدك لإسا بعرقي لاطي

لا تخلي قشاطك يدقر بقشاطي بيفلت الأكس عالدركسيونا

وهنا نرى اللهجة العينبلية القديمة والتعابير المضخمة تتداخل مع نوع من الغزل الاباحي تزينه كلمات تقنية حديثة تظهر تقدم المؤلف فهو يعرف معاني أجنبية حضارية تدخل في الآلآت الحديثة كوسائل النقل مثل البوسطة والسيارة في استعارته المجملة بالنسبة للأكس والدركسيون.

وأبو جورج يحب كثيرا تلك الأبيات التي يستعمل فيها كلمات حضارية ففي مكان آخر يقول:

يللي عم تدرز على الماكينة الكبرى لالله تطلعي فينا

والله ان سخنت لجبلك كينا من الفرمشية لحد الصالونا

وهنا أيضا اظهار موضوع حضاري جديد يختلف عن الأمور العادية في المجتمع العينبلي ويحاول أن يستعمل ألفاظا تدل على التقدم الحضاري مجددا فهو يصف الحبيبة بأنها متطورة تستعمل الماكينة لتخيط الثياب ويعرف بأن الماكينة "تدرز" ولكن صاحبتها تبدو متكبرة وقد يكون السبب لأنها "تدرز على الماكينة" فهي "شايفة حالها عليه". ومن هنا يقول لها بأنه هو أيضا يعرف الحضارة مثلها تماما فإذا مرضت سيداويها بالكينا الذي يحضره من "الفرماشية" يعني هو يعرف الفرماشية وهي كلمة أيطالية وتعبر عن حضارة منظمة فيها أدوية وأكثر من ذلك فهي حد "الصالون" وذكر الصالون هنا أيضا للتعبير عن وسع معرفته فهو يعرف الصالون وليس فقط الفرماشية.

ويعود على لسان الفتاة ليصف مشكلة "الجيل الجديد" المتحرر وقتها ولم يعد يكتفي بالتقاليد المتبعة والحب العذري الذي تهمه حبيبة واحدة وهي تقول:

يا شب الراكب عالبسكليتي وقف تاحكيلك قصة حياتي

والبنت بتهوى شبين تلاتي والشب بيهوى الف ومليون

وهكذا فالشاب الذي يركب على البسيكلات هو الشاب المنظور المتقدم الذي تشتكي له لينصفها بموضوع الحب الجديد ولو أنه "الخصم والحكم".

وابو جورج في أول شبابه تغرّب وسكن في دير مار شعيا وعمل في المزرعة المتطورة هناك وعندما عاد ليتزوج من هيلانة ابنة خيرالله شعيا استقر ليربي العائلة مستعيدا عمله في الرجيدة مع الجمالة حيث يمضي نصف النهار وهو ذاهب أو عائد يراجع ابيات الدلعونا والميجانا والعتابا وهو راكب على ظهر الحمار يتقدم القافلة. وبقي ابو جورج يعيش حياة مرحة بالرغم من قساوة الأيام وكبر العائلة وهمومها ولكنه كان يأخذ كل شيء ببساطة ولسان حاله يقول "اضحك طالما استطعت لاحق على البكا". وكان يحب المرحوم والدي ويحترمه ولذا فقد كان والدي عراب كل أولاد ابو جورج على المعمودية ويوم توفي وبقي لأبو جورج ولدين صغار لم يتعمدا بعد، انتظر حتى اصبحت أنا عرابا لهما وبالتالي لكل أولاد ابنه البكر جورج وهذه علاقة خاصة وعزيزة تدل على المحبة والاحترام.

أبو جورج زيّن كل دبكة وتراقص وهو يشد على أيدي من يقطع جنبه على الرأس وكلماته لا تزال مستعملة تدل على خفة دمه وحركته التي بقيت مع كل جيل. وكان يستعمل الشبابة بشكل جيد ويطلق ألحانا جميلة تواكب الدبيكة. ولكن ابنه البكر جورج كان أكثر منه استعمالا للشبابة ولم يفقه إلا عبودي خليفة وفيكتور منصور وكلهم اصبحوا الآن في ذمة الله.

 

نقابة المهندسين تنتفض: لائحة 17 تشرين الموحدة ضد السلطة

وليد حسين/المدن/27حزيران/2020

لم تجد أحزاب السلطة من مهرب لعدم خوض انتخابات نقابة المهندسين في بيروت، في شهر آذار المنصرم، إلا وباء كورونا. فبعد انتفاضة تشرين وتمكن المهندسين من التجمع في ائتلاف، لخوض الانتخابات، وجدت أحزاب السلطة المشتتة حينها أزمة كورونا ذريعة، فأجلت الانتخابات. أرعب ذاك التجمع أحزاب السلطة فهربت إلى الأمام. علماً أن نقابة المهندسين في طرابلس أجرت الانتخابات حينها، وشارك فيها المئات، ولم يصب أي مهندس منهم بكورونا.

لجان موحدة

تأجلت الانتخابات في بيروت، لكن المعركة على النقابة ظلت مستعرة. وتجمع المهندسون في انتفاضة تشرين، مستغلين هذه الفرصة لتشكيل لجان تواصل وصياغة برنامج، يوحدهم على كامل التراب اللبناني. وها هم يخلصون إلى تشكيل لوائح موحدة تضم جميع مجموعات تشرين والمنتفضين في المناطق، لخوض الانتخابات التمهيدية التي ستجري في 12 تموز المقبل. وسينتخب المهندسون في الفرع الأول أعضاء خمسة عن للمهندسين المدنيين الاستشاريين. وسينتخي مهندسو الفرع السابع أعضاء خمسة آخرين عن المهندسين الزراعيين والاختصاصات الأخرى. وسيجري انتخاب نصف أعضاء مجلس المندوبين البالغ عددهم نحو 253 مندوباً، عن كل فروع النقابة ببيروت، المنتهية ولايتهم. ليصار لاحقا إلى انتخاب النقيب وأعضاء خمسة في مجلس النقابة في 26 تموز المقبل.

النقابة تنتفض

ووفق اللجان المتابعة لهذا الائتلاف النابع من رحم انتفاضة 17 تشرين، تم التوصل إلى تشكيل لائحة تحت عنوان "النقابة تنتفض"، لمواجهة لوائح السلطة. فالمهندسون والمهندسات في تجمع "مهنيات ومهنيون" الذي نشأ خلال انتفاضة تشرين، شكلوا/شكلن لجنة تواصل جالت على كل مكونات انتفاضة تشرين في المناطق اللبنانية، وتم تشكيل ائتلاف للمهندسين، ووضعوا برنامجاً انتخابياً لمستقبل النقابة. ووفق المتابعين يضم ائتلاف مهندسي17  تشرين نحو  18 مجموعة من مكونات الانتفاضة، فضلاً عن المجموعات التي تشكلت في كل المناطق. وتم تشكيل لائحة موحدة لمجلس المندوبين تحت اسم موحد هو "النقابة تنتفض"، ولائحتين موحدتين للفرع الأول والسابع وباتتا جاهزتين للانتخابات.

تنوع جندري

ومن اللجان التي تشكلت لمتابعة الانتخابات، شكل المهندسون لجنة لوضع معايير وقواعد اختيار المرشحين. وجرى اختيار الذين سيخضون الانتخابات وفق قواعد ومعايير محددة: أن يكون المهندس مستقلاً عن أحزاب السلطة، ومؤيداً لانتفاضة تشرين. وله تاريخ في العمل نقابي، أو أقله على معرفة ودراية بعمل النقابة. وممارسته وسمعته في المهنة جيدة وليس عليه أي شبهة. وله مواقف واضحة في النقابة ضد السلطة التي كانت تسيطر عليها. وكذلك وضعت شروطاً كي تكون اللوائح متنوعة جندرياً، وتضم مهندسين من خريجي الجامعات اللبنانية والأميركية والعربية وغيرها. أي باختصار معايير تمنع أحزاب السلطة أو أي مهندس متسلق من الترشح على لوائح انتفاضة تشرين، كما قالت المصادر. جميع المهندسين من المنتمين للانتفاضة بكل تنوعهم المناطقي، قرروا التلاقي تحت شعار "النقابة تنتفض"، لتغيير النهج السابق، ولتغيير النقابة الحالية التي سيطرت عليها أحزاب السلطة منذ ثلاثين عاماً، وجعلتها شبيهة بإدارات الدولة التي ينهشها الهدر والفساد. 

 

جنرال الخريف اللبناني.. سقوط العونيّة المدوّي مسيحيّاً

بدوان عبد النور/المدن/27حزيران/2020

ظهّر لقاء بعبدا نهار الخميس 25 حزيران الجاري، العزلة المخيفة التي يتخبط فيها العهد العوني، بوصفه واجهة "شرعية" لسياسات حزب الله في لبنان. أُرِيد للقاء أن يكون رافعةً لعهد ميشال عون وصهره جبران باسيل، فأتت نتائجه معاكسة تماماً، كأنها إعلان لوفاته.

فبعد عزلته السنية والدرزية جاءت عزلة العهد المسيحية بأشد صورها فجاجة. فقوىً مسيحية كبرى ثلاث (قوات، كتائب، مردة) قاطعت اللقاء والعهد. وقد تكون هذه المقاطعة حلقة من سلسلة المناكفات والثارات اللبنانية. وهناك أيضاً معارضة بكركي طريقةَ أو شكل انعقاد اللقاء المتسرعة. وفي الأحوال جميعاً كشف اللقاء التصحّر والنزيف الشعبي اللذين أصيب بهما التيار العوني في الفئات الشعبية والوسطى المسيحية.

سقوط العونية الشبابي

فبعد نجاح عون في الوصول إلى قصر بعبدا، يعيش تياره نزيفاً شعبياً مسيحياً كبيراً جداً، بسبب خيبات الأمل التي أصابت كل من راهن على الحالة العونية المسيحية. وهذا قبل بداية انتفاضة 17 تشرين الأول 2019، وظهور مؤشرات الانهيار الاقتصادي والمالي العظيم.

ومن المؤشرات على تراجع شعبية عون هناك الانتخابات الطلابية في الجامعات، التي تعتبر من العلامات على تبدل قوة الأحزاب وشعبيتها بين جيل الشباب. وما من تيار يمكنه ادعاء الجماهيرية في غياب الأجيال الشابة. والدليل على ذلك التآكلُ أو التراجع الشبابي الكبير اللذين مُنِيِ بهما مناصرو العونية أخيراً. وهذا على غرار ما أصاب الكتائب والوطنيين الأحرار والكتلة الوطنية في سنوات الحرب، وعندما ظهرت العونية في نهايتها، فملأت الفراغ الناجم عن ذلك التآكل والتراجع، واستقطبت فئات عمرية شابة وطلابية واسعة في المجتمع المسيحي. وهذا على الأرجح ما يصيب العونية اليوم  من تفكك وانهيار شعبيتها. وخصوصاً في الأوساط الشبابية المسيحية.  ففي الجامعات التي أغلبية طلابها من المسيحيين، كان فوز اللوائح المدعومة من القوات اللبنانية كاسحاً في الانتخابات الأخيرة. وفي المقابل جاء مريعاً سقوط لوائح التيار العوني.

ذمّيّة عونية جديدة

وهناك مؤشر آخر على تهاوي العونية، يتحسسه كل من يعيش في البيئة المسيحية، أو يحتكّ بها. فقد صار ملموساً ضعف ظهور العونيين واعتزازهم بأنفسهم وبـ "نضاليتهم" السابقة. فهم صاروا يسلكون أحياناً سلوكاً باطنياً، وتدنت المواصفات الشخصية في حضورهم. وهذه حالهم منذ ما قبل انتفاضة 17 تشرين، على خلاف عاداتهم السابقة. وما الباطنية وامّحاء المميزات الشخصية - وهي من العلامات على الذِّمية السياسية - إلا الدليل على إدراك العونيين أن خياراتهم ومواقفهم وأقوالهم باتت تثير الريبة، بل الاشمئزاز، في أوساط واسعة من البيئة المسيحية.

عودة إلى الانتخابات النيابية

وإذا عدنا قليلاً إلى الوراء، نلاحظ أن الانتخابات النيابية الثانية بعد الانسحاب السوري لم تكن نتائجها على ما يتوقع العونيون. فلوائح الشطب أظهرت أن 57 في المئة من الموارنة صوتوا ضد الخيار العوني. واللوائح العونية وحلفاؤها لم تحصل على أكتر من 43 في المئة من أصوات الموارنة. وبعكس الصورة الشائعة لم يمثل عون أكترية المسيحيين. والمرة الوحيدة التي أحرز فيها أكترية مسيحية، هي الانتخابات الأولى عقب تحرير لبنان من الاحتلال الأسدي. وكان للحلف الرباعي بين الأحزاب السنية والدرزية والشيعية، دوراً بارزاً في التحشيد المسيحي إلى جانب عون. وذلك ضد محاولة استفراد أقطاب الجماعات الثلاث بالسلطة، كما كانوا في أيام الأسد، من دون مرجعية عنجر.

لقد حصل عون آنذاك على أغلبية أصوت المسيحيين، كردة فعل على استئناف عزلهم و تهميشم. وهذا من دون أن ننسى غياب قوة منظمة منافسة لعون في البيئة المسيحية. فسمير جعجع كان خرج لتوه من السجن الذي مكث فيه طوال 11 سنة. والقوات كانت منهكة ومفككة تنظيميا، وتعاني من فقدان فاعليتها بعد 13 سنة من اضطهاد المخابرات السورية وتنكيلها.

مسؤولية جنبلاط التاريخية

وهذا يعني أن من مكّن عون من الأغلبية المسيحية، هما تحديدا جنبلاط وسعد الحريري اللذين كان يفترض أن يكونا شركاء المسيحيين في التحرير. فالمسيحيون شعروا جراء الحلف الرباعي المسلم، أنهم ساهموا في التحرير بقوة، ويدفعون وحدهم تقريبا ثمن مقاومة الاحتلال الأسدي طوال 15 سنة. وهم رأوا أن السنة والدروز انضموا إلى مسيرتهم الشاقة والطويلة في التحرير، في ربع الساعة الأخيرة. أي لحظة اغتيال رفيق الحريري. وعندما حلت ساعة التحرير، طُعنوا في الظهر بمحاولة تهميشهم مجدداً.

كأن وليد جنبلاط، لأسباب ثأرية واستئثارية تاريخية ضد المسيحيين، هو من قدم المسيحيين لميشال عون على طبق من ذهب، فيما كان سعد الحريري ضعيف التجربة السياسية بعد. وهكذا جرت تلك الانتخابات التي حصل فيها عون على الأغلبية المسيحية.

مسؤولية الحريري والقوات

في الانتخابات التالية خسر عون الأغلبية المسيحية. لكن صورته بصفته الزعيم مسيحي الأول ظلت راسخة في الأذهان وتكرست، بسبب الكتلتين النيابية والوزارية الضخمتين اللتين حصل عليما.

والجميع يعلم في لبنان أن حجم الكتلة النيابية في بلد متعدد الطوائف، تحدده التحالفات الانتخابية، أكتر من الحجم الشعبي الفعلي. فالأقوى شعبيا قد يحصل على عدد قليل من النواب، بسبب تحالفاته. وعون مثلا في الانتخابات الأخيرة تحالف مع  محادل انتخابية ثلاث كبرى في لبنان: المستقبل، حزب الله، وحركة أمل. من  دون أن ننسى حزب الطاشناق الذي وإلى عون، وهو يحشد وحده 12 ألف صوتاً أرمنياً في المتن، فور فتح صناديق الاقتراع. وبتحالفاته هذه نجح عون في تأمين أكبر كتلة نيابية مسيحية. فيما كان أبرز خصومه في الساحة المسيحية، أي القوات اللبنانية، شبه معزولين.

ولولا الأصوات السنية التي أهداها سعد إلى "صديقه" جبران باسيل في الانتخابات الأخيرة، لكان الوريث الشرعي للحالة العونية سقط في البترون. حتى أن التيار العوني كان أُصيب بوهن شعبي، لولا الصراع الانتخابي الغبي بين الكتائب والقوات اللبنانية في جبيل. ولكان سقط الصهر العوني التاني، شامل روكز في كسروان. وبالرغم من غباء خصومه لم يتأكد فوز روكز بالنيابة، إلا في منتصف الليل، وبفضل دعمه بمئات الأصوات من النائب نعمة فرام. وبعكس الشائع، فإن عون مدين بكتلته النيابية لأصوات السنة والشيعة والأرمن، أكثر بكثير مما هو مدين لأصوات المسيحيين. وهذه مفارقة مضحكة لزعيم بنى أمجاده في السنوات الـ 15 الأخيرة على شعار "استعادة حقوق المسيحيين".

ورقة التوت المسيحية

وقد تكون الإيجابية الوحيدة للقاء بعبدا أن حزب الله فقد ورقة التوت العونية التي كان يتستر بها مسيحيًا. وهكذا يكون الحزب المسلح خسر خط دفاعه الأخير (إذا استثنينا نبيه بري)، وأصبح وجها لوجه مع الانتفاضات ضد السلطة العارية.

هل لقد سقطت الأقنعة في هذا الخريف اللبناني المديد الذي نعيشه اليوم؟

 

زعماء السياسة ومافيات قبضاياتهم: هنري فرعون وإميل الخوري

محمد أبي سمرا/المدن/27حزيران/2020

روى ميشال الأبيض، المولود سنة 1930 في حي الأبيض بقرية حارة حريك، أن عمه كان يعمل ناطوراً لسقي الضيعة (بساتين تُروى بمياه ينابيع تُجرُّ إليها في أقنية) في مطلع أربعينات القرن العشرين، ثم أخذ يعمل أيضاً تاجر سلاح في بطانة رجل يدعى إميل الخوري في حارة حريك.

نشأة القبضايات وأدوارهم

كان الخوري واحداً من قبضايات يشبهون رجال مافيا محلية، يجمعون حولهم فتياناً وشباناً من الأهالي، ويعملون وسطاء بين أهالي المجتمع المحلي والزعماء السياسيين الذين يرتبطون بهم ويحمونهم ويؤمنون لهم النفوذ والخدمات. نشأ هذا النوع الجديد من الرجال، وظهرت أدوارهم وشبكات علاقاتهم على مسرح الحياة العامة المحلية وفي كواليسه في أحياء مدينة بيروت وقرى ساحل المتن الجنوبي. وكانت شبكاتهم تضم رجالًا - وسطاء متنوّعي الأدوار، أبرزهم من يسمّيهم الكلام اللبناني الدارج: المفاتيح الانتخابية، وقبضايات الأحياء وفتواتهم. وقد ظهر دور أولئك الوسطاء في سياق تحوّل هجين في بنية العلاقات الاجتماعية - السياسية غداة قيام الدولة اللبنانة الحديثة مطلع عشرينات القرن العشرين، وبلغ دورهم ذروته في عشايا استقلال لبنان سنة 1943 وبداياته، بعدما تركت سلطات الانتداب الفرنسي إدارة الحياة السياسية وتسيير دفة الحكم والإدارة العامة في الدولة الناشئة، لأقطاب الجماعات اللبنانية وزعمائها السياسيين.

ومع تفلُّتِهم من قبضة المندوب السامي الفرنسي وإدارته ونفوذه القوي عليهم، أخذ هؤلاء الأقطاب والزعماء من دهاقنة السياسة الأهلية يتنافسون ويتنازعون ويختصمون في ما بينهم على بناء عصبيات وشبكات أهلية وشعبية في النسيج الاجتماعي للجماعات والمناطق، لتكون ركيزة زعاماتهم ومعاركهم وأحلافهم في الانتخابات النيابية. ولعب الدور الأبرز في هذه الشبكات والعصبيات، وأقطاب العائلات المحلية، ووجهاؤها وأعيانها المحليون: المخاتير، وأعضاء المجالس البلدية، والموظفون الإداريون كبارًا وصفارًا، والقبضيات وفتوَّاتهم أو "مشايخ الشباب ومشيخاتهم" في أحياء المدن وفي القرى والبلدات، والعاملون في مهن النقل ومواقف السيارات، وفي ميدان سباق الخيل واسطبلات الخيول، وعمال ومخلصو المعاملات في المرفأ، وأصحاب محطات المحروقات.. إلخ. وكانت المقاهي الشعبية في الأحياء ملتقى "مشيخات الشباب". وفي ظل ضعف المنظمات والهيئات المهنية (النقابات) والحزبية المستقلة عن النسيج الأهلي العصبي والطائفي للجماعات، استعمل دهاقنة السياسة وأقطابها تلك الشبكات المتنوعة جسورًا لتجييش الأهالي، وإثارة هياجهم في الأحياء والشوارع وفي سوق خضر بيروت، وتهدئتهم خدمةً لحاجاتهم ونفوذهم.

شبكات هنري فرعون

كان هنري فرعون وحبيب أبو شهلا ورياض الصلح وسواهم، من أقطاب هذه المنافسات والمعارك الانتخابية، والأقوى نفوذا في شبكات "مشيخات" القبضايات وفتواتهم في بيروت ومناطق لبنانية كثيرة.

وروى ميشال الأبيض أن قرى ساحل المتن الجنوبي كانت منقسمة إلى معسكرين (كتلوي ودستوري) في ولائها الانتخابي، وفي الشبكات الزعماء السياسيين ولفيف قبضاياتهم وفتواتهم، في أربعينات القرن العشرين وخمسيناته.

وكان هنري فرعون السياسي أو "الزعيم" الكاثوليكي الدستوري، أقوى وأوسع أولئك الزعماء نفوذاً بسبب شبكة مصالحه وأعماله الواسعة. وكان دوره راجحاً في تكوين شبكات القبضايات وفتواتهم وتشغيلها، تبعاً لثروته الكبيرة وأعماله الواسعة في مرفأ بيروت وفي ميدان سباق الخيل وبين مُلاَّك الخيول وسيّاسها في اسطبلاتها بقرى ساحل المتن الجنوبي ومزارع تربيتها في البقاع، وصولاً إلى "عاصمة الكاثوليك أو الكثلكة في الشرق"، مدينة زحلة. وكانت قدراته المالية الكبيرة تجعله الممول الأساسي  للكتلة الدستورية في المعارك الانتخابية واستقطاب مفاتيحها.

"مشيخة" إميل الخوري

وفي حارة حريك كان آل الأبيض من محازبي الكتلة الدستورية. وفي وصفه "مشيخة" إميل الخوري في الحارة، روى ميشال الأبيض أن الرجل كان يستيقظ في الحادية عشرة ظهرًا، فيجد في صالون بيته جمعًا من الناس ينتظرون خروجه من غرفة نومه "مطقّمًا" (يرتدي بذلة إفرنجية وربطة عنق، ويعتمر طربوشه المائل) كي يطلبوا منه أنواعا شتى من الخدمات. كان أولئك المنتظرون يأتون إلى بيت الخوري، تقودهم اعتبارات وعوامل شتى، متنوعة ومتداخلة، تتوافر في شخصه: عضويته أو عضوية أخيه في مجلس بلدية حارة حريك، نفوذه وسطوته وصيته بين أهاليها، وحظوته لدى أقطاب وزعماء سياسيين في الحكم يؤمّنون له شبكة علاقات بكبار الموظفين في الإدارة العامة ومتوسطي مراتبها، وبالجهاز القضائي وبضباط في قوى الأمن والجيش. ورجال من أمثال الخوري غالبًا ما لا تُعرف لهم مهنة وعمل علنيّان محددان، سوى الظهور المتدرج على مسرح الحياة العامة المحلية الذي تختفي دائمًا في كواليسه شبكة علاقات رمادية ومتشعبة، بدونها لا قيامة لذلك المسرح وأدواره العلنية، ولا قيامة لما يسمّى في لبنان علاقات وحياة سياسية قوامها الحظوة والولاء والاستزلام والمحسوبية والشقاق والأحلاف العائلية والأهلية. ولا تغيب أخبار الخوري وأمثاله عن مرويات قدامى الحكّائين العاميين في قرى الساحل. فهو كان صاحب دور فاعل على ذلك المسرح الرمادي وفي كواليسه، وصولًا إلى بيروت وبلدات الاصطياف كعاليه وبحمدون، ما بين الاربعينات والخمسينات.

ودور الخوري ذاك كان نسخة جديدة، حديثة ومتطورة، لدور آل الأبيض على تخوم حارة حريك أيام كانت ظلال الزمن العثماني وتقسيماته السلطانية الإدارية (متصرفية جبل لبنان، ولاية بيروت) لا تزال ماثلة في العلاقة ما بين الجماعات اللبنانية، وفي علاقاتها الداخلية. فقد كان آل الأبيض رجال أشدّاء، وحُماة مسيحييي حارة حريك ضد آل المقداد الشيعة وعشيرتهم في الحي المعرف بكنيتهم العشائرية على طرف الحارة. وما انضمام ناطور آل الأبيض في سقي حارة حريك إلى حاشية الخوري وبطانته، إلا مرآة لسطوع نجم الأخير كشخصية شبه مافيوية يشير اليها مشهد حضوره في صالون بيته.

مشهد من لبنان

هذا ما يؤكده راوٍ آخر، هو خليل خالد الفغالي (ولد سنة 1934 في المريجة)، بقوله: إميل الخوري "فرخ قبضاي" ظهر في حارة حريك في بدايات عهد الاستقلال، وكان هنري فرعون وليّه وحاميه، وراعي شبكة علاقاته ونفوذه في الإدارة العامة لقاء تجيير الخوري حظوته وسطوته المحليتين لصالح القطب النيابي الكاثوليكي الأبرز، والذي كان "شيخ الشباب" المافيوي الطابع في الحارة يستقوي به ويتجرأ على إطلاق النار من مسدسه في الهواء ترويعًا، أو مصيبًا خصومَه عندما تدعوه الحاجة والظروف.

وفي المقابل كان وليّ أمر الرجل المافيوي (فرعون)، يتكفل تخليصه من تبعات أفعاله، ويمده بأسباب الحظوة التي تمكّنه من تلبية طالبي خدماته في صالون بيته: تصريف معاملاتهم في الإدارة العامة، وتخليصهم من أحكام قضائية، ومساعدتهم في ارتكاب مخالفات والتملص من القوانين، والسعي في حيازة أبنائهم وظائف حكومية... إلى آخر قائمة هذه الأعمال والأدوار الرمادية التي غالبًا ما تسيّر شؤون الإدارة العامة اللبنانية ومعاملاتها الصغيرة منها والكبيرة.

لم تعد هذه الأدوار كلها رمادية اليوم. بل صارت علنية ومتفشية في نسيج الاجتماع والسياسة. وهناك من يقول إن لا سياسة ولا زعماء سياسيين، ولا انتخابات نيابية ولا نواباً، ولا حكم ولا حكومات، ولا مناصب ولا إدارة عامة، ولا بلديات ولاعملاً بلدياً.. في لبنان، أقله منذ استقلاله، من دون هذه التركيبة من الولاءات والعلاقات الرماية المتشابكة في "البنية التحتية" للسياسة اللبنانية المحلية. وهي صارت ما بعد اتفاق الطائف وإبان الاحتلال السوري للبنان وتسيير المخابرات السورية شؤونه، بنية تحتية ووسطى وفوقية راسخة. وها نحن نشهد وقاحاتها العادية في كل ساعة من يومياتنا اللبنانية الكئيبة الراهنة. 

(يتبع)

 

دولة حوار الطرشان ولبنان الجائع!

راجح الخوري/الشرق الأوسط/27 حزيران/2020

من كل الكلام الذي قيل في اجتماع اللون الواحد، الذي عقد في بعبدا يوم الخميس الماضي، نستخلص جملة واحدة قالها الرئيس ميشال عون، وهي «إن الأخطار الأمنية قرعت أبواب الفتنة من باب المطالب الاجتماعية»، صحيح، لكن ماذا فعل العهد الذي جاء تحت رايات الإصلاح والتغيير، ثم ماذا فعلت حكومة حسان دياب وهي حكومة اللون الواحد أيضاً، منذ أربعة أشهر ونصف الشهر، زاعمة أنها تخرج من صفوف ثورة اللبنانيين التي اندلعت في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، بسبب الأزمة المعيشية والاقتصادية، وعلى خلفية الفساد وتوحّش السياسيين في نهب الدولة، غير أنها انتقلت من لحس كل هذه المزاعم، عندما راحت تكرر أن المظاهرات المستمرة في لبنان، إنما هي دسائس المتضررين من «نجاحات هذه الحكومة وقد وصلت إلى 97 في المائة من برنامجها»... ويا للسخرية!

لكن ليس خافياً على أحد من الذي دفع بلبنان إلى حافة الفتنة والعودة إلى حافة الحرب الأهلية، عندما تكررت المحاولات التي قام ويقوم بها عادة مجموعات من مؤيدي ورجال الثنائية الشيعية «حزب الله» و«حركة أمل»، عندما هاجموا ويهاجمون المتظاهرين وخيام المعتصمين الذين يرفعون شعارات المطالب الاجتماعية، التي أشار إليها عون، وهي مطالب صارخة حتى في كل النسيج الاجتماعي اللبناني، بما فيه طبعاً الشيعي! والسؤال: لمن كان يوجّه عون الكلام في خطابه في اجتماع اللون الواحد تكراراً: «أقولها بالفم الملآن، ليس أي إنقاذ ممكناً إن ظلّ البعض مستسهلاً العبث بالأمن والشارع، وتجييش العواطف الطائفية والمذهبية، ووضع العصي في الدواليب (أي دواليب) والتناغم مع بعض الأطراف الخارجية الساعية إلى جعل لبنان ساحة لتصفية الحسابات، وتحقيق المكاسب عبر تجويع الناس وترويعهم وخنقهم»، هل كان هذا الكلام موجهاً مثلاً إلى الذين دأبوا على مهاجمة المتظاهرين وهم يهتفون «شيعة شيعة»؟

وهل كان الحديث عن التناغم مع الخارج وجعل لبنان ساحة لتصفية الحسابات، موجهاً إلى أولئك الذين يدعون لبنان في الداخل والخارج على الأقل إلى الالتزام بسياسة النأي بالنفس، في حين هناك من كان يجلس إلى طاولة بعبدا ممن يدعمون ويعملون على جعل لبنان في صف الممانعة إلى جانب إيران؟

لا داعي إلى الاستمرار في طرح التساؤلات، فمن الواضح أن ما قيل على أنه موجه إلى الذين قاطعوا الاجتماع، يفترض أن يكون موجهاً إلى الذين حضروا وأمعنوا في توجيه الانتقاد إلى مبدأ «النأي بالنفس» وتحييد لبنان وقالوا مباشرة في 11 يونيو (حزيران) من عام 2012 تعليقاً على «إعلان بعبدا» والنأي بالنفس «انقعوه واشربوا مياهه».

من الواضح أن لبنان هو البلد الذي سجّل الرقم القياسي في مثل هذه المؤتمرات منذ قيل «لا شرق ولا غرب»، لكن اللقاء الذي عقد الخميس في بعبدا، أقل بكثير من مؤتمر للحوار الوطني كما كان يراد له، وحتى أقل من لويا جيرغا لبنانية، بل أقل من ذلك بكثير، عندما يقول الوزير السابق رشيد درباس «إنه مجرد حبة أسبرين لمعالجة مرض عضال»، أو عندما يقول الوزير السابق ريشار قيومجيان «إنه لقاء جحا وأهل بيته ولن ينقذ لبنان ولا يمكن لمن هو الداء أن يكون الدواء، إن المنظومة الحاكمة مسؤولة عن وقف هذا الانهيار المالي والاقتصادي»!

في أي حال جاءت الدعوة إلى الاجتماع تقريباً مرادفة للإعلان عن «قانون قيصر» الذي هو نجم عن التطورات الأخيرة، وقبل أن يظهر من سيحضر ومن سيقاطع وصلت ورقة حسن نصر الله إلى هذا اللقاء، كانت رداً على «قانون قيصر»، لكنها ستأخذ طبعاً مفاعيلها وصداها في اللقاء، الذي ينعقد تحت عنوان حدده عون بالقول، إن هدفه «حماية الاستقرار والسلم الأهلي في ظل التطورات الأخيرة».

لكن لأن الأخطار التي قرعت باب الفتنة دخلت من باب المطالب الاجتماعية، سيظل الجوهر إذا كيف سنعالج هذه المطالب الاجتماعية، عندما لا نقوم أولاً بأي عملية إصلاح حقيقية، وهو ما تدعونا إليه الدول المانحة ويشترط صندوق النقد الدولي، بعدما تعرض البلد للنهب على أيدي الطقم السياسي الفاسد، وثانياً وهو الأهم عندما نندفع وراء محور دول الممانعة التي تعاني أزمات عميقة اقتصادياً واجتماعياً من سوريا إلى العراق إلى إيران، وثالثاً عندما يبدأ تطبيق «قانون قيصر» وما يفرضه من عقوبات خانقة، ورابعاً وهو الأخطر عندما يُكشف عن تقرير رفعته لجنة الدراسات في الحزب الجمهوري في الكونغرس، يضع لبنان تقريباً و«حزب الله» في سلة واحدة، ويحدد أسماء مروحة أولى من حلفاء للحزب تشملهم العقوبات الأميركية المتصاعدة.

السؤال الجوهري، كيف يعالج عون وحكومة دياب الأزمة الاجتماعية المتفاقمة، في حين لا تقوم الدولة المهترئة بالفساد بأي إصلاح، وحين تكون سياسة الدولة محسوبة على المحور الذي تستهدفه الولايات المتحدة بالعقوبات، وعندما يصل الوضع إلى حد وضع لبنان في سلة واحدة مع «حزب الله»؟

صحيح أن رسالة نصر الله وصلت سريعاً إلى لقاء بعبدا من خلال رده الذي وضع لبنان في تيار الممانعة، ليس لجهة العقوبات على النظام السوري فحسب، بل لجهة إعلان القتال ضد «قانون قيصر» والدعوة إلى الاتجاه شرقاً لحل الأزمة الاقتصادية، ملمحاً إلى البديل الصيني مثلاً، ولكأن الصينيين لمجرد مناكفاتهم مع دونالد ترمب، سيتهافتون على الدخول إلى الساحة اللبنانية المفخخة.

تجمع المعارضة على أن الدعوة إلى هذا اللقاء، كانت محاولة سافرة لتحميل كل الأفرقاء اللبنانيين مسؤولية الإفلاس الفاضح الذي وقعت فيه حكومة اللون الواحد التي تم تشكيلها وفق دفتر شروط «حزب الله»، الذي لا يحفظ حسان دياب منه إلا عنوانه الرئيسي، أي الزعم الدائم بأنه يتبنى مطالب ثورة 17 تشرين، التي تتعرض للقمع الحزبي والرسمي، لكنه يحمّل الذين سبقوه مسؤولية الأزمة القاتلة التي تضرب لبنان، تماماً على الطريقة التي يتبعها المسؤولون من أهل العهد الذين درجوا على القول دائماً حيال فشلهم، إن خصومهم لم يتيحوا لهم النجاح (ما خلّونا).

في أي حال كانت مذكرة رؤساء الحكومات السابقين الذين قاطعوا الاجتماع، بعدما غرّد الوزير السابق سليمان فرنجية مقاطعاً وبأسلوب عميق الانتقاد والمعنى، كانت تلك المذكرة أشبه ببيان اتهامي سياسي طبعاً، حيث اعتبر أن «الوقائع تكاد تميّز هذا العهد، بالانقضاض على حرية التعبير، وعلى اتفاق الطائف، والالتفاف على الدستور، وتجاوز حد السلطة، والمسّ باستقلالية القضاء، كما ظهر في التشكيلات القضائية التي أقرها وأكدها مجلس القضاء الأعلى، والتعدي على القانون، والاستغراق في ممارسة الاستئثار، والتسبب في الإخلال بالتوازنات الداخلية، وفي تدمير علاقات لبنان العربية والدولية... وأن هذه الاختلالات لا تزال في أساس الانهيار الاقتصادي والمعيشي ووصول لبنان إلى الهاوية». هذا أكثر من بيان اتهامي، ولهذا يبدو من العبث تماماً الحديث عن لقاءات من هذا النوع، وخصوصاً عندما يربط عون قرع أبواب المطالب الاجتماعية ويذهب إلى سياسات محورية بعيداً عن مبدأ «النأي بالنفس»، وقد سمعنا حلفاء عون من «حزب الله» ينكلون بهذا المبدأ في لقاء الخميس في بعبدا، بما يعني أن الأزمة الاقتصادية ودفع لبنان إلى أحضان محور الممانعة ستدفع لبنان في النهاية إلى قلب الفتنة!

 

كلام المعلّم... والسلطة البتراء

طوني فرنسيس/نداء الوطن/27 حزيران/2020

يعتقد المستمع الى تصريحات وليد المعلّم عن رفضه ترسيم الحدود مع لبنان، أنّ المعلّم إنّما يتحدّث عن إدلب ومحيطها، وقد يذهب به التفكير الى القول إنه يتحدّث عن لواء إسكندرون الذي بقي اسمه في الأدبيات القومجية السورية "اللواء السليب"، حتى قضت حاجات حماية النظام في دمشق بعقد اتفاقية أضنة مع الجار التركي، فبات من حقّ الأتراك التوغّل في الشمال السوري كلّه لحماية "أمنهم"، وغاب اللواء السليب في غياهب "هاتاي".

الا أن المعلّم كان يقصد لبنان تحديداً، وبكامل وعيه المُتبقّي، تنكّر لكلّ الاتفاقات والمواثيق التي تحكم العلاقات بين بلدان العالم، إن على مستوى الأمم المتحدة، أو على مستوى جامعة الدول العربية، كما رمى جانباً كل ما أُنجز سابقاً على صعيد ترسيم الحدود اللبنانية ـ السورية البالغ طولها ما يزيد عن 370 كيلومتراً، في عهد الإنتداب ثم بعد استقلال البلدين، وهو بذلك يواصل تراثاً تبنّته البورجوازية السورية ثم حوّلته القيادات الإنقلابية الى مبدأ في النظرة إلى لبنان، جعله حافظ الأسد سياسة ضمٍّ وإلحاق عملية، بلغت ذروتها في قيادته للسلطة اللبنانية بعد اتفاق الطائف.

يُكمل المعلّم ما بدأه معلّمه الأول ويستمرّ به معلّمه الثاني، وليس في الأمر ما يُفاجِئ. غير أن المؤسف هو أن لا يلتفت لقاء بعبدا "المصيري" الى هذه النقطة، وأن يتعاطى معها بوصفها سقفاً رسمه المسؤول السوري سلفاً عشية انعقاده مبتوراً. وكان شديد الرمزية تكليف سليم جريصاتي، المُثقل بعلاقاته الدمشقية، تلاوة نصٍ من خارج السياق والتاريخ والثوابت. لم يعد السؤال بعد قرار المعلّم وبصم السلطة البتراء عليه، من سيحفظ لبنان وحقوقه؟ فالسؤال يتشعّب الى من سيحفظ حق اللبنانيين بالعيش وبالحرية وبالتقدّم، ومن سيردّ لهم المسروق من أموالهم وودائعهم وليرتهم... والجواب أنّ مَن يُفَرّط بالحدود والسيادة لن يكون أميناً على رغيف الخبز. لكنّ لا شيء يدوم. وفي يوم من الأيام، قال المعلّم لوزير خارجية إحدى الدول "الرجعية" العربية: انتم نسألكم. يُمكنكم الذهاب الى منازلكم بعد انتهاء ولايتكم، لكن عندنا، الطريق المُتاح هو إمّا الى السجن أو إلى القبر. وكلامٌ عن لبنان يصدر من مسؤول بهذه الوضعية، لا يُعْتَدُّ به كثيراً.

 

"حزب الله" يدير "دولتين" في اللادولة اللبنانية

رفيق خوري/نداء الوطن/27 حزيران/2020

ليس ما تفعله السلطة سوى تمارين في العبث: إعادة اختراع الدولاب بدل تحريك القطار المتوقف في محطة الأزمات. لقاءات وبيانات تعيد البدء من نقطة الصفر، كأن الدستور والمؤسسات والمواثيق واللقاءات منذ اتفاق الطائف أشياء من عالم آخر مكانها المتحف. فلا السلطة مؤهلة لحل الأزمات الضاغطة نقدياً ومالياً واقتصادياً واجتماعياً لأنها تصنع الأزمات وتعيش عليها. ولا هي قادرة على ان تحفظ رأس لبنان وقت تغيير الدول، لأنها أيرة دورين مفروضين عليها في اللعبة الكبيرة في المنطقة: دور الجبهة الامامية في الصراع بين اميركا ومحور "الممانعة " بقيادة ايران، ودور الورقة المعدة، مثل سوريا والعراق، للمساومة في وقت ما بين اميركا وايران وروسيا واسرائيل وتركيا. ذلك ان وزير الخارجية الاميركي مايك بومبيو يطالب السلطة باجراء "اصلاحات حقيقية والعمل بطريقة لا تجعلها رهينة "حزب الله" كشرط لمساعدة اميركا والعالم لبنان "في نهوض اقتصاده". وهو يعرف، كما اقتنعت فرنسا اخيراً، بأن السلطة لا تريد إصلاحات، ولا تستطيع ايجاد هامش رمادي بينها وبين "حزب الله" الذي صار صاحب السلطة. فالواقع، بصرف النظر عن المظاهر والطقوس والالقاب، ان "حزب الله" يتولى ادارة "دولتين" في اللادولة اللبنانية.

واحدة خاصة به يحكمها من دون شريك محلي لها جيشها وجهاز أمنها واقتصادها وسياستها الاقليمية والدولية وعلاقاتها الخارجية. خاضعة لولاية الفقيه التي تمول وتسلح. تتولى "خصخصة" الدفاع ضد العدو الاسرائيلي، وتقاتل في سوريا وتلعب ادواراً في العراق واليمن.

والثانية يتحكم بها ويحافظ على مناصب حلفائه فيها ويحرس حتى حكومة فاشلة جاء بها مستخدماً ما يسميه الكل تقريباً من دون نقاش "فائض القوة". "فائض القوة" في بلد مفلس يقال انه منهوب لا مفلساً قاده حكامه الى هاوية أزمات لم يعرف البلد مثيلاً لها ايام الحرب الطويلة. في الحرب كان الاقتصاد يعمل، والاموال الخارجية تتدفق على كل الاطراف، والاهتمام الاقليمي والدولي بلبنان كبير واتفاق الطائف من ثمار الاهتمام. وكان هناك اكثر من طرف قوي يتصرف كأنه صار لاعباً اقليمياً. ثم تبدد كل شيء حين تغيرت الرياح وحسابات القوى الخارجية. وفي الوضع الحالي، فان قوة "حزب الله" محكومة بحسابات دقيقة: نصف القوة من ضعف الآخرين، والنصف الآخر ليس قابلاً للاستعمال في الداخل لان استعماله خطير عليه وعلى لبنان. وفي سياسات الفرض وسياسات الرفض كثير من لعبة استضعاف الرابحة حتى الآن.

 

"دولاب" دياب ورياح الاختلاف... على "خليفته"

ألان سركيس/نداء الوطن/27 حزيران/2020

الإنفجار الشعبي يقترب

تتجمّع العوامل الداخلية والإقليمية والدولية ضدّ حكومة الرئيس حسان دياب من دون أن تُشكّل كل هذه المعطيات حتى الساعة نقطة التقاء لإسقاطها. يعلم حسان دياب جيداً أن حكومته هي لتمرير المرحلة بأقلّ خسائر ممكنة بانتظار نضوج التسوية الإقليمية، لكن هذه الخسائر تتراكم خصوصاً مع إقتراب الدولار من عتبة العشرة آلاف ليرة، وبالتالي فإن المواجهة مع الشارع ستكون أصعب. في المقابل، ترى قوى "8 آذار" أن المعارضة غير قادرة على إسقاط الحكومة ومن يملك مفاتيح إسقاطها هو من أتى بها، من هنا فإن قوى السلطة تُعبّر عن إرتياحها على رغم التأزّم الحاصل لأن الحكومة الحالية لا تزال حاجة داخلية وإقليمية لرعاتها. لكنّ التطوّر الأبرز هو على جبهة المعارضة، إذ إن مواقف القوى الأساسية باتت تقترب من بعضها البعض خصوصاً "القوات اللبنانية" وتيار "المستقبل" في حين أن الحزب "التقدمي الإشتراكي" يتبع سياسة "ضربة عالحافر وضربة عالمسمار".

لكن رغم كل هذا التقارب في المواقف من الحكومة بعد نعي رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع أداء مجلس الوزراء، إلا أنّ المعلومات تشير إلى أن الهوّة لا تزال كبيرة بين "القوات" و"المستقبل" حتى من بعد إعلان جعجع وجود إتصالات مع "بيت الوسط".

والخلاف الأساسي، أو التباعد في وجهات النظر، ليس حول وجوب بقاء حكومة دياب أم لا، بل على المرحلة التي ستلي تلك الحكومة، وهل إن المرحلة تتطلّب عودة الحريري إلى السراي أم لا، في ظل وجود وجهة نظر من معظم أطراف المعارضة أن عودة الحريري قد تؤمّن الغطاء المطلوب لـ"حزب الله" وسط الحصار المفروض على المحور السوري - الإيراني واقتراب هذا المحور من الإختناق. وتنطلق وجهة النظر هذه من أنّ "حزب الله"، هو من أدخل البلد في ورطة وقطع معظم علاقاته مع الدول الخليجية والغربية وفاقم الأزمة الإقتصادية بسبب رفضه الإصلاحات وأبرزها وقف التهريب وضبط المعابر الشرعية وإغلاق المعابر غير الشرعية، وبالتالي يجب على "الحزب" نفسه أن يجد الحلول، لا أن تشكّل عودة الحريري إلى السراي "خشبة خلاص" له وتنقذه من الورطة التي أدخل البلد فيها، وبالتالي فإن أي عودة لقوى 14 آذار إلى الحكم يجب أن تكون على أسس واضحة، أبرزها إنسحاب "حزب الله" من حروب المنطقة وتحييد لبنان عن الصراعات والإقرار بمرجعية الدولة وحيدةً والبحث الجدّي في الإستراتيجية الدفاعية. وأمام كل هذه الإختلافات في وجهات النظر، ووسط رفض الحريري العودة إلى السراي في ظل هذه الأجواء السياسية، فإن عمر حكومة دياب قد يمدّد وقتاً إضافياً وذلك بانتظار المتغيرات الداخلية والإقليمية. لكن الجميع يتوقّع أن تباغت التحركات الإجتماعية تلك الحكومة خصوصاً في ظل استمرارها بالسياسات نفسها وعدم قدرتها على المباشرة بالحلول التي تنقذ الوضع الإقتصادي، في حين أن رفع الدعم عن القمح والمحروقات إن حصل، سيكون الشرارة التي تشعل الثورة والتي لا يعلم أحد إلى أين ستصل. وقد لا تنتظر الأمور إتخاذ قرار "همجي" من الحكومة، بل إن الإرتفاع المستمرّ لسعر صرف الدولار وانهيار الليرة والغلاء الفاحش في الأسعار ستكون الشرارة التي تشعل الثورة العارمة، وعندها لن ينتظر الشعب أن يسير وفق دعوات المعارضة، بل إن الشارع سيقود الحراك السياسي في لبنان، وفي تلك اللحظات التاريخية لا يعلم أحد إلى أين ستصل تلك التحركات وكيف سيكون المشهد النهائي في مسلسل صراع الشعب مع الطبقة الحاكمة المتحكمة بكل مفاصل حياته.

 

أميركا تواجه حزب الله: "عودة" داعش والاغتيالات والقمصان السود؟!

منير الربيع/المدن/27 حزيران/2020

استُلت السيوف من أغمادها. ما كان مستوراً أصبح علنياً: من المستحيل أن تتكاثر المواقف الأميركية في شأن الوضع اللبناني إلى هذه الدرجة الحامية.

مواقف أميركية أربعة

لم يحدث من قبل أن ردّ مسؤولون أميركيون على أمين عام حزب الله حسن نصر الله بالإسم. ديفيد شينكر، وبعده السفيرة الأميركية في بيروت، ردّا مباشرة على نصر الله، فحمّلوه مسؤولية ما آلت إليه أوضاع لبنان الكارثية. مواقف أميركية أربعة في أيام أربعة عن الوضع اللبناني: وزير الخارجية مايك بومبيو، مساعده ديفيد شينكر، السفيرة الأميركية في بيروت، وقائد المنطقة الوسطى في الجيش الأميركي. لا يمكن لهذه المواقف أن تندرج في السياق الديبلوماسي المعهود، ذاك الذي يقال في لحظات عدم الاكتراث في شؤون دولة أخرى صغيرة كلبنان. والنفس الهجومي الحاد للمواقف الأميركية يعيش لبنان تداعياته منذ أشهر. ومن المؤكد أن تداعياته ستزداد سوءاً في المرحلة المقبلة.

اغتيالات وقمصان سود؟

والمواقف هذه المرّة مقرونة بإجراءات عملانية: قرار واضح بخنق لبنان لخنق حزب الله، وللوصول إلى فكّ بيئته الحاضنة من حوله، وليحمّله اللبنانيون مسؤولية الانهيار الكبير الحاصل. اللعبة خطيرة، وقد تصل في أحد جوانبها إلى إراقة دماء.

ربما دماء مدنية، وربما عمليات اغتيال. هذا بمعزل عن الحديث عن سوء الأحوال المعيشية التي قد تؤدي إلى انفلات أمني. قطع طريق الجنوب يوم الجمعة، كان جزءاً من بروفا لما هو آت. وردّ حزب الله كان واضحاً: منصات إعلانية تبشر بأن خياره القمصان السود.

سيفا بريطانيا وفرنسا

ليس السيف الأميركي وحده الذي استُل من غمده. سيوف أخرى لمعت في الأجواء اللبنانية القاتمة: موقف صندوق النقد والدولي، والبنك الدولي، بأن الحكومة غير قادرة على إنجاز الإصلاح. وهذا ليس أقل من نعي الصندوق لمفاوضاته مع الحكومة الغارقة في خلافاتها حول الأرقام، وعدم تقديم مقاربات جدية.

وهناك سيفان آخران شهرتهما كل من بريطانيا وفرنسا: الموقف البريطاني حمّل حزب الله مسؤولية الانهيار. والموقف الفرنسي أصبح واضحاً: لن تقدّم فرنسا أي مساعدات للبنان، من دون إنجاز الإصلاح. والإصلاح هنا واضح وصريح: الوصول إلى تسوية سياسية قبل الإجراءات التقنية للإصلاحات.

سيناريوهات فائتة

الانهيار الذي يعيشه لبنان منذ شهور، سيكون مختلفاً جذرياً عن الآتي بعد هذه المواقف. فالكرة مستمرة في تدحرجها أكثر فأكثر، فيما أساليب المعالجة اللبنانية لا تزال أقل من تقليدية، بل يعتريها سخف سحيق، يوازي الانهيار على الأصعدة المختلفة. والقوى الممسكة بأزمَّة القرار والمسؤولية في السلطة، تعلم أنها عاجزة إلا عن ذرّها الرماد في العيون، عجزها عن تقديم أي خطة قادرة على النهوض. هذا فيما لبنان معلّق بحبال انتظار التسويات الدولية، التي ستتأخر على ما يبدو. والحل في اعتبارات قوى السلطة يقوم على تقطيع الوقت، وإلهاء اللبنانيين بعناوين وطروحات جهنمية فائتة، لزرع الخوف في ما بين جماعاتهم المأزومة. فتارة يُقال لهم إن تنظيم داعش على أبواب لبنان، بل معشش ونائم في البيئة السنية، وسينفذ عمليات أمنية في بيئات طائفية أخرى. وطوراً تُختلق سيناريوهات أمنية أخرى. وهناك إلهاء الناس بضبط الدولار بعصا جهاز الأمن العام. وهذه كلها ليست سوى مشاهد من مسرحية هزلية صارت ممجوجة. فداعش لا وجود له إلا في حالات حرج حزب الله وأزمته. واليوم يشكل شمّاعة تُعلّق عليها آمال الانقاذ من المأزق المالي والاقتصادي والمعيشي الخانق. والسيناريوهات الأمنية معروفة وثابتة في لبنان. ومن زرع في سلطته وفي بيئته الحاضنة التجربة السورية، يريد أن يحصد ما زرع. وسيناريو الضنية قابل للاستعادة. وكذلك سيناريو 7 آب 2001 قابل للتكرار من خلال الاستدعاءات والتحقيقات. لكن هذه السيناريوهات كلها لن توقف الانهيار، ولن تكون سبيلاً لتجنّب الضغوط الدولية، بل هي تضاعف الضغوط وتراكم الانهيار.

المواجهة الفعلية لم تبدأ بعد.

 

إيران... وصواريخ الألمنيوم المارقة

إميل أمين/الشرق الأوسط/27 حزيران/2020

حين يصف وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو إيران بأنها دولة مارقة، فإن المسؤول الأميركي الكبير لا يبالغ، بل يصف واقع حال ومآل، لبؤرة شر أضحت تمثل عامل اضطراب جذري في الإقليم وفي العالم. تصريحات بومبيو جاءت خلال مؤتمر صحافي عرض خلاله تقرير وزارة الخارجية السنوي بشأن جهود الإرهاب، وفيه أشار إلى أن طهران لا تزال تواصل السماح لعناصر «القاعدة» الإقامة على أراضيها؛ الأمر الذي يجعل من إلغاء حظر السلاح المفروض عليها أمراً مشجعاً ومحفزاً لها للمضي قدماً في دروب دعم الإرهاب العالمي.

يوماً تلو الآخر يخلص العالم إلى الاستنتاج المؤكد ذاته... إيران دولة مارقة، وقاعدة الحكم فيها تشجع الإرهاب، ولا وعود من قبلها موثوقة، ولا عهود مصونة، وآخر الأدلة ما كشف عنه مسؤول إيراني سابق لاجئ في فرنسا عن سر جديد من أسرار الترسانة الصاروخية الإيرانية التي لا يعرف أحد أبعادها حتى الساعة، وإن كان الجميع يدرك الهدف منها، والمتمثل في إنتاج صواريخ باليستية قادرة لاحقاً على حمل رؤوس نووية. التقرير الذي كشفت عنه النقاب وكالة «رويترز» الأيام القليلة الماضية، يفيد بأن تلاعب إيران بالمجتمع الدولي ماض على قدم وساق، وأن الخفي من المنشآت النووية والعسكرية الإيرانية أكثر من المعلن، ففي إقليم خراسان الشمالي بشمال شرقي إيران، وبالقرب من مكمن البوكسايت تحت الأراضي الإيرانية، يقبع مجمع لإنتاج الألمنيوم، هللت له الحكومة على الملأ باعتباره جزءاً أساسياً في مساعيها لزيادة الإنتاج من هذا المعدن... هل من يصدق إيران؟

المسؤول الإيراني يوضح في تفصيلات القصة بأن هذا الموقع ما هو إلا الحاضنة الأكبر لمنشأة سرية أقامها «الحرس الثوري» الإيراني، تنتج مسحوق الألمنيوم لاستخدامه في برنامج إيران الصاروخي، هذا المسحوق يعد مكوناً رئيسياً في صناعة وسائل الدفع التي تعمل بالوقود الصلب لإطلاق الصواريخ.

التهافت الإيراني ثابت منذ زمان وزمانين في كل روايتها، وفيما خص برنامجها الصاروخي، الذي تدعي أنه دفاعي، تترسخ الحقائق بأن إيران لديها أجندتها الماورائية، أو التي يخيل إليها أنها كذلك، في حين يعلم القاصي والداني أنها صواريخ هجومية، تعمد من خلالها إلى تغيير توازنات القوة في المنطقة والعالم برمته.

كان على العالم وعلى القوى المساندة لإيران أن تدرك في اليوم الذي أطلقت فيه طهران صواريخ إلى الفضاء حاملة أقماراً صناعية أن قواعد اللعبة قد تغيرت، وأن برنامج إيران الصاروخي سيكون له انعكاسات خطيرة على مستقبل نفوذ إيران جهة جيرانها أول الأمر، ومردودات عكسية على بقية الأطر الجغرافية القريبة والبعيدة دفعة واحدة. صمت العالم في الثاني والعشرين من أبريل (نيسان) الماضي حين أطلقت إيران قمراً صناعياً بواسطة صواريخ محلية باليستية، في خرق واضح وفاضح لقرار مجلس الأمن رقم 223 والصادر عام 2015، الذي ينص على «دعوة إيران لعدم القيام بأي نشاط يؤدي إلى تطوير صواريخ قادرة على حمل رؤوس نووية». هل من يخبر الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما، أنه عرّض بلاده والعالم لأكبر خديعة في التاريخ المعاصر اسمها الاتفاق النووي مع إيران... لماذا؟

لأنه فيما كان يفرج عن مليارات إيران المحتجزة في الداخل الأميركي منذ ثورة الخميني غير المباركة، كانت إيران وفي 2015 تحديداً تبدأ في إنتاج مسحوق الألمنيوم للاستخدام العسكري، والعهدة على الراوي، أمير مقدم، رئيس العلاقات العامة، ومندوب الشؤون البرلمانية في مكتب نائب الرئيس للشؤون التنفيذية، وهو المكتب الذي كان يشرف في ذلك الوقت على بعض السياسات الاقتصادية الإيرانية، وهناك اكتشف قدر الفساد المستشري، ولهذا تم توجيه الاتهامات له بإثارة القلاقل؛ ما دعاه للجوء إلى فرنسا.

تقرير «رويترز» الكارثي الأخير يطرح الكثير من التساؤلات عن مواقف أكثر من دولة تدعي صداقات للعالم العربي، وهي تزود إيران بمواد الموت السريع.

خذ إليك على سبيل المثال في سبتمبر (أيلول) 2010 اعترضت السلطات السنغافورية شحنة من 302 برميل من مسحوق الألمنيوم في طريقها إلى إيران واردة من الصين، الأمر الذي يجعلنا نسأل بكين إلى أي صف تقف، وهل البراغماتية القاتلة تحكمها كما تحكم واشنطن وبقية عواصم صناعة القرار الأممي؟

يمكن للمرء أن يتفهم التعاون السري الصيني – الإيراني، كوجه من أوجه المكايدة السياسية للولايات المتحدة وسياساتها في مواجهة إيران، لكن ما لا يمكن تفهمه عقلاً أو عدلاً، هو تزويد شركات يابانية إيران بالمواد الخام اللازمة لصناعة مسحوق الألمنيوم هذا، وهي الدولة التي يؤكد دستورها على سلميتها في الجهر والسر ويمنعها من الدخول في مغامرات عسكرية، وإن كان تيار اليمين الياباني الجديد يسعى بقوة لتعديل ذلك الدستور بوصفه بأن تجاوزه الزمن، ما يعني العودة إلى يابان ما قبل الحرب العالمية الثانية بصورة أو بأخرى.

الطامة الكبرى التي تكشف ازدواجية الكثير من المواقف الأوروبية، هو ما يتردد جهراً من أن شركات صناعية ألمانية معروفة متورطة في توريد معدات لمصنع الألمنيوم الإيراني الخاص بالصواريخ؛ ما يجعل غربلة المواقف أمراً لا بد منه، وتبيان الأصدقاء من الأعداء وهذا أمر يسير، أما المسألة العسيرة فهي مواقف الأعدقاء الأخطر والأكثر ضرراً. لن يكون إعلان بحرية الجيش الإيراني اختبار صواريخ كروز ذات المديات القصيرة والبعيدة الخمس في منتصف يونيو (حزيران) الحالي آخر تجارب إيران الصاروخية، فبعد صاروخ مداه 700 كيلومتر، ستمتلك إيران ما هو أشد خطورة لا محالة.

ماذا بعد؟ الرهان وبث الأحزان على الآخرين مهانة للنفس؛ ولهذا يتوجب التفكير العربي – العربي، وعودة الوعي، وتنسيق الجهود لملاقاة من يتوضأون بالدم.

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

بري عرض الأوضاع مع وزير الداخلية والتقى حمود وواجب قانصو

وطنية - السبت 27 حزيران 2020

استقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة، وزير الداخلية العميد محمد فهمي حيث جرى عرض للأوضاع العامة، لا سيما آخر المستجدات الأمنية. كما التقى بري الرئيس السابق للجنة الرقابة على المصارف سمير حمود، واستقبل عصرا عضو هيئة الأسواق المالية واجب قانصو.

 

المشنوق عن قرار مازح: إسمه يعطي فكرة عن الحكم الذي أصدره

وطنية - السبت 27 حزيران 2020

علق النائب نهاد المشنوق، على قرار قاضي الأمور المستعجلة في صور محمد مازح، في بيان نشره في ثلاث تغريدات عبر حسابه على "تويتر"، وقال فيه: "اليوم خرج علينا قاض يعلن "حربا" إعلامية على الولايات المتحدة الأميركية، ومن خلالها على المجتمع الدولي، الذي يحتاج لبنان إلى التفاهم معه بالعقل والمنطق، وليس بالعنتريات الفارغة. هذه عصفورية وليست سلطة. واستخدام القضاء في معركة سياسية ضد أميركا، بعد الشيخ الذي هدد بالقمصان السود وطائرة استطلاع حركة "الثورة"، هو دليل على إفلاس كبير. لكنه أيضا دليل على انتحار المنطق، وعلى خيار الانتحار الجماعي الذي تأخذنا إليه هذه سلطة الحزب الحاكم. وها نحن بدلا من أن نتجه شرقا كما صدرت التعليمات، نتجه إلى فنزويلا وكوبا، وإلى خيارات ستجعل الدولار ربما 20 و50 و100 ألف. على كل حال، إسم القاضي الذي أصدر الحكم يعطي فكرة عن الحكم الذي أصدره".

 

المستشار الديبلوماسي للحريري عن قرار مازح: مخالفة دستورية وخروج عن الأعراف وسابقة خطيرة

وطنية - السبت 27 حزيران 2020

أدلى المستشار الديبلوماسي للرئيس سعد الحريري الدكتور باسم الشاب، بما يلي: "مثير للعجب والريبة، ما صدر عن قاضي الأمور المستعجلة في قضاء صور (محمد مازح)، بشأن منع السفيرة الأميركية دوروثي شيا من التصريح، ومنع وسائل الإعلام من مقابلتها، ونشر تصريحاتها.

إنها مخالفة للدستور وخروج عن الأعراف وسابقة خطيرة على لبنان وعلاقاته الدولية. هذه الخفة لا تشبه بلدنا المعروف بقضائه الرصين وحرياته الإعلامية!".

 

زغيب: قرار القاضي مازح سيادي ووطني ولا يفقهه إلا الأحرار

وطنية - السبت 27 حزيران 2020

وصف المفتي الشيخ عباس زغيب القرار القضائي الصادر عن قاضي الأمور المستعجلة في صور محمد مازح ب"القرار السيادي، الذي اتخذه القاضي، ومنع السفيرة الأميركية من التصريحات، التي تعتبر تدخلا سافرا بالشأن اللبناني الداخلي، وهو قرار وطني، لا يفقهه إلا الأحرار، أما من يعترض، فإنهم يعترضون عليه لأنه مس بالذي علمهم الفساد، وجعل منهم أبواقا، لا تنطق إلا بالفتنة". واستغرب "كيف أن بعض الشخصيات انتفضوا في بيانات تضامنية مع السفيرة الأميركية، ولم يتضامنوا مع المودعين والفقراء، الذين لا يجدون قوت يومهم". وقال: "في ما يخص فقدان مادة المازوت من الأسواق، فإننا نطالب كل السلطات، بقطع أيدي التجار الذين يحتكرون هذه المادة، كما نقول لأصحاب الأفران إن ما تقومون به، هو خيانة وطنية، وهو يتنافى مع كل الأخلاق، فرغيف الخبز لا يمسه إلا كل مشارك في خنق الشعب"، مطالبا الحكومة ب"معاقبتهم وردعهم عن غيهم وظلمهم وفسادهم".

 

أهالي موقوفي احداث عبرا اعتصموا أمام مكتب السنيورة في الهلالية: لاقرار عفو عام لا يستثني أحدا

وطنية - السبت 27 حزيران 2020

أفادت مندوبة "الوكالة الوطنية للاعلام" في صيدا، أن أهالي الموقوفين والمحكومين في ملف أحداث عبرا، نفذوا وقفة رمزية أمام مكتب الرئيس فؤاد السنيورة في الهلالية- صيدا، للمطالبة بالوقوف الى جانبهم ودعمهم في مطلبهم "من اجل إقرار قانون عفو عام شامل لا يستثني أحدا". ورفع المعتصمون لافتات تطالب ب إقرار العفو العام عن أبنائهم "ورفع المظلومية عنهم". وتلا رامي الرواس بيانا باسم المعتصمين، عرضوا فيه مواقف السنيورة وكتلة "المستقبل" وتيار "المستقبل" من قضيتهم وموضوع العفو العام، متوجهين إلى السنيورة بالقول: "نطالبك أن تستدرك ما فاتك من إنصافنا، وأن تسعى جاهدا لرفع الظلم عنا، وأن تعمل مع الرئيس (سعد) الحريري والنائبة بهية الحريري وسائر كتلة المستقبل، على إقرار عفو يشملنا". وختموا: "نطالبكم بأن تتحملوا مسؤوليتكم في هذا الصدد بشكل عملي، وليس إنشائي فقط". بعد ذلك، سلم المعتصمون البيان لمكتب الرئيس السنيورة، ومن ثم قاموا بتوزيع نسخ منه على المارة.

 

الدكاش عن لاسا: أعطينا التسوية أكثر من فرصة لكن يجب ألا يفهم ذلك استسلاما

وطنية - السبت 27 حزيران 2020

وطنية - أشار النائب في "تكتل الجمهورية القوية" شوقي الدكاش، في بيان، الى أنه "قبل أيام قليلة على إنتهاء المهلة المحددة للجنة التي شكلها وزير الداخلية للبت في الاعتداء على العقار رقم 50 الممسوح مسحا نهائيا في لاسا، يهمني لفت انتباه المعنيين الى أن مهلة هذه اللجنة تنتهي آخر هذا الشهر. فإذا لم تكن قد توصلت الى حسم الموضوع وإعطاء كل صاحب حق حقه، فإنني أطالب بكف يدها عن الملف. لقد أعطينا التسوية أكثر من فرصة، لكن يجب ألا يفهم ذلك استسلاما ورهانا على الوقت لتمييع وتضييع الحقوق". أضاف: "الى اليوم لا يبدو أن هذه اللجنة حريصة على البت سريعا في هذا الموضوع. ونحن لن نقبل أن تتحول هذه اللجنة، كما سائر اللجان في الدولة اللبنانية، الى مقبرة للحقوق والقضايا الملحة". وختم الدكاش: "لقد سهلنا عمل اللجنة وانتظرناه من باب حرصنا على احترام منطق القانون والمؤسسات الذي نلتزم به، مع العلم أن قرار إنشاء هذه اللجنة عطل - خلافا للقانون والدستور- تنفيذ أحكام قضائية ومنع استكمال العمل بمشروع خيري انمائي"، داعيا الى ان "تستعيد المؤسسات دورها وأن تطبق قراراتها، وفي طليعتها قرارات السلطات القضائية".

 

سليمان بعد لقائه الراعي: تمنيت على البطريرك تشكيل مجموعة مستقلة لمعالجة الوضع

وطنية - السبت 27 حزيران 2020

وطنية - استقبل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي قبل ظهر اليوم، في الديمان، الرئيس العماد ميشال سليمان، وكان عرض للاوضاع العامة في البلاد. بعد اللقاء قال الرئيس سليمان: "مناسبة اللقاء مع صاحب الغبطة تأتي إثر اللقاء الذي حصل في بعبدا، والذي أسموه "اللقاء الوطني". وأتوافق مع ما قاله صاحب الغبطة في عظة الاحد الماضي عن التأجيل لتحضير وثيقة والتركيز على وحدة لبنان وحياده، بالاضافة الى معان أخرى عدة. واذا أردنا أن نقاطع يجب علينا أن نقول موقفنا ويجب علينا أن نشترك ونقول الحقيقة، وهذا ما كنت أتمناه، وكان من المفترض على المنظمين أن يؤمنوا الحضور لجميع الاطراف وإلا لما عادت تسميته ب "اللقاء الوطني" صالحة. وهذا ما فعلته وقلته قبل إلقاء كلمتي إنه يجب أن نرفع الجلسة والاكتفاء ببيان بسيط لنحضر لاجتماعات أخرى يكون محورها المواضيع الاساسية، وجزء أساسي منها هو الحياد. وكانت مناسبة لأتحدث مع غبطته عما قاله في العظة عن موضوع الحياد الذي يجب أن يكون جديا ويعمل عليه حشد فكري سياسي لبناني ليشكل وثيقة بمثابة عقد وطني، لأن كل ما نبحثه على الصعيد الامني والاقتصادي والاجتماعي لا قيمة له اذا ما بدأنا بالسياسة العامة للدولة أولا، وأول بند يجب أن يبحث على طاولة مجلس الوزراء هو السياسة العامة وليس إقرار السياسة الامنية أو الاقتصادية، فالسياسة العامة هي التي تكون مناسبة للأمن والاقتصاد وليس العزلة التي تقطع لنا اقتصادنا". أضاف سليمان: "وتمنيت على البطريرك الراعي، والقرار يعود له، تشكيل مجموعة مستقلة بالفعل من رجال الفكر والسياسة لمعالجة جدية للوضع. ومع تقديري للرئيس على المبادرة، الا ان هذا اللقاء الذي حصل أسهم في تدهور الاقتصاد، وقد أعطينا إشارة بأننا فريق واحد لهذه الدولة ولسنا فريقا وطنيا جامعا، فالاحزاب المسيحية تغيب، ورؤساء الحكومات أيضا، وهم يمثلون شرائح كبيرة بغض النظر عن الكلام بالميثاقية". وختم الرئيس سليمان، متمنيا أن "تحمل الجلسات المقبلة جدول أعمال واضحا أو وثيقة كما قال غبطته في عظته".

 

/New A/E LCCC Postings for todayجديد موقعي الألكتروني ل ليوم 26-27 حزيران/2020

رابط الموقع
http://eliasbejjaninews.com

 

قرار منع السفيرة الأميركية من التصاريح الإعلامية هو مستنكر وغبي وتافه ومخالف للقوانين المحلية والدولية

الياس بجاني/27 حزيران/2020

“أصدر قاضي الأمور المستعجلة في صور محمد مازح قراراً يمنع بموجبه السفيرة الأميركية لدى لبنان دوروثي شيا من التصاريح الإعلامية، كما يمنع أي وسيلة إعلامية لبنانية من أخذ تصريح لها في هذا الإطار”. قراءة هذا الخبر الإستفراغي والساذج والمتهور يبين أن المسمى زوراً وكفراً وتجديفاً حزب الله هو واقعياً مجموعة من العملاء الفرس الأغبياء الذين يتوهمون فعلاً أن بإمكانهم إسكات سفيرة أكبر وأقوى دولة في العالم ومنعها من تعرية وسخهم وإرهابهم وإجرامهم…وهم مجرد صراصير صغيرة عاجزة في حين أن سيدهم جبان ويعيش في جحر تحت الأرض.

http://eliasbejjaninews.com/archives/87710/87710/

 

دولة حوار الطرشان ولبنان الجائع/راجح الخوري/الشرق الأوسط/27 حزيران/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/87715/%d8%b1%d8%a7%d8%ac%d8%ad-%d8%a7%d9%84%d8%ae%d9%88%d8%b1%d9%8a-%d8%af%d9%88%d9%84%d8%a9-%d8%ad%d9%88%d8%a7%d8%b1-%d8%a7%d9%84%d8%b7%d8%b1%d8%b4%d8%a7%d9%86-%d9%88%d9%84%d8%a8%d9%86%d8%a7%d9%86-%d8%a7/