المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكنديةLCCC/

نشرة الأخبار العربية ليوم 27 حزيران/2020

اعداد الياس بجاني

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/eliasnews19/arabic.june27.20.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

تَعَالَوا إِليَّ يَا جَمِيعَ المُتْعَبِينَ والمُثْقَلِينَ بِالأَحْمَال، وأَنَا أُريْحُكُم. إِحْمِلُوا نِيْري عَلَيْكُم، وكُونُوا لي تَلاميذ، لأَنِّي وَدِيعٌ ومُتَواضِعُ القَلْب، فَتَجِدُوا رَاحَةً لِنُفُوسِكُم

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياته

الياس بجاني/التاريخ لن يرحم عون لجهة خطيئة تسليم لبنان لملالي إيراني ولحزبهم الإرهابي

الياس بجاني/أقفال أي مدرسة مسيحية في لبنان ومارونية تحديداً هو كفر وتخلي وخطيئة لا تغتفر

الياس بجاني/تغييب القرار 1559 عن لقاء بعبدا خيانة وطنية موصوفة

الياس بجاني/تيكت لإيران ودون رجعة لنصرالله وقاسم ولكل وكلاء إيران

الياس بجاني/سخافة وعقم المعارضة من داخل تيار عون-باسيل

الياس بجاني/سمير جعجع: باطنية وذمية وتلهي بالأعراض

الياس بجاني/الإدعاء على العلامة علي الأمين هرطقة وافتراء وخوف إيراني وملالوي من وطنيته وخطابه اللبناني والديني المعتدل والصادق

الياس بجاني/هل فبرك حزب الله والمحكمة العسكرية ملف العمالة لكندا الخطيب، ولماذا؟

 

عناوين الأخبار اللبنانية

الهجرة متأخرة اليوم/وليد فارس

فيديو مقابلة السفيرة الأميركية في لبنان من قناة الحدث: ندعم حكومة لبنانية مستقلة بدون سيطرة حزب الله/قلق أميركي من حزب الله.. مليارات الدولارت ذهبت للدويلة بدل الحكومة/جنوبية/ وقيصر لا يستهدف اللبنانيين

مدرسة اللويزة - فيطرون تقفل أبوابها إلى الأبد

الضاحية تتأهب للحرب مع اسرائيل… ماذا عن الصواريخ الدقيقة؟

دبلوماسيون غربيون يحذرون من حرب وشيكة بين إسرائيل وحزب الله

موقف يختصر المواقف العربية من لبنان

عبد الجليل السعيد/ بيروت إنترناشونال

السفيرة الاميركية: قلقون من “الحزب”.. و”قيصر” لا يستهدف اللبنانيين

قلق أميركي من «حزب الله».. مليارات الدولارت ذهبت للدويلة بدل الحكومة!

تصريحٌ من "النقد الدولي" عن الأزمة الاقتصادية في لبنان

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الجمعة في 26 حزيران 2020

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

رئيس الاتحاد السرياني العالمي: تطبيق القرار 1559 ضرورة وطنية للدولة الحقيقية

النهار: بعبدا تهوّل على النظام في غياب المعارضة !

نداء الوطن/جبران باسيل لم يعد “فعلاً”… مرشحاً للرئاسة

مظاهرات رافضة لقمع الحريات تعم المناطق اللبنانية

حزب الله: قوى في لبنان تُنفّذ مخطط بومبيو.. “لقمة العيش” مقابل المقاومة

صفقة جديدة وراء بيع “السيكورسكي”؟

دمشق تربط «السيادة» على مزارع شبعا بترسيم الحدود اللبنانية ـ السورية

فضيحة: 59 دواء أمراض مزمنة مشكوك بصلاحيتها.. مصدرها إيران

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

فضيحة: 59 دواء أمراض مزمنة مشكوك بصلاحيتها.. مصدرها إيران

إيران: انفجار خزان غاز قرب موقع عسكري جنوبي طهران

الأمن العراقي يداهم مقر كتائب «حزب الله» ويعتقل 13 من عناصره ضبطوا وفي حوزتهم صواريخ معدة للإطلاق

السعودية ترحب بإعلان كوسوفا «حزب الله» منظمة إرهابية

وكالة الأدوية الأوروبية تقر «ريمديسيفير» كأول علاج لـ«كورونا»

«الخارجية الأميركية»: تركيا منفذاً لتدفق الإرهابيين إلى سوريا والعراق وقالت إن أنقرة استخدمت الانقلاب الفاشل لتصفية المعارضة

اجتماعات مكثفة في البيت الأبيض تؤجل قراراً حول «الضم»

مسؤول تحدث إلى«الشرق الأوسط» عن عودة السفير الأميركي إلى إسرائيل

أنقرة تشترط انسحاب «الوطني» من وسط ليبيا لإجراء محادثات

«سد النهضة» أمام مجلس الأمن مجدداً الاثنين المقبل

مصر تتحرك على «جميع المستويات» لتأمين «حقوقها المائية»/تحركات مصرية على «كافة المستويات» لتأمين «حقوقها المائية»

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

استعادة سيادة لبنان وعلاقتنا مع النظام السوري تمر بقانون قيصر/شارل الياس شرتوني

إقبال على التموّن بالحبوب خوفاً من فقدانها/عيسى يحيى/نداء الوطن

اتق الله في شعبك أيها الرئيس، أطعم جائعهم، اكسُ عاريهم، حافظ على أموالهم، كن حَكَمًا بينهم، لا تثأر لنفسك لأن جائعًا شتمك أو خاصمك/جمال مرعشلي/جنوبية

التهويل على قوى المعارضة وتهديد الشارع لم يخفت صدى مضبطة الاتهام لـ«حزب الله»/رلى موفّق/اللواء

مرشّحون إلى الرئاسة.. كأن شيئاً لم يكن!/فادي تويني/المدن

لبنان ونموذجه العراقي: أميركا مصممة على دحر إيران/منير الربيع/المدن

قطع طريق الجنوب: من هنا يبدأ تحرير فلسطين/نادر فوز/المدن

الإقتصاد الحر أم الإقتصاد الموجه؟/توفيق شومان

نلعن النظام أم نطبق النظام/توفيق شومان

تركيبة لبنان الحكومية تزيد من عُزلته الديبلوماسية/ماجدة عازار/نداء الوطن

أزمة لبنان أخطر من الحرب.. ودعوات للعودة إلى “النأي بالنفس”/نذير رضا/الشرق الأوسط

الاميركيون والسعوديون وجّهوا إنذارا لباريس: لا لبقاء”الستاتيكو” في لبنان وسعد الحريري غير مرغوب فيه/مارلين خليفة/موقع مصدر دبلوماسي

حسابات مخيفة ومقابلة غير مقنعة/ مروان اسكندر/النهار

الجيش في مواجهة شارع "خارج عن السيطرة"/ملاك عقيل/اساس ميديا

لقاء القصر بين الظهر والعصر: أين "السلاح" في بيان "الرباعي"؟/رضوان السيد/اساس ميديا

حسّان دياب.. وقفا الدهر/زياد عيتاني/اساس ميديا

لقاء أهــل البيت الواحد ؟!/فؤاد ابو زيد/الديار

لبنان على الأرض: ادفنوه أو كفّوا شروركم عنه/عقل العويط/النهار

بلا حكي: قديش الدولار؟/ راجح الخوري/النهار

في العبودية... المعاناة ليست حكراً على أحد/أمير طاهري/الشرق الأوسط

هل فاجأتكم تسجيلات القذافي؟/سلمان الدوسري/الشرق الأوسط

ليبيا البلد البديل/عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط

هل كشف مصطفى الكاظمي أوراقه؟/مشاري الذايدي/الشرق الأوسط

المبادرة الاستراتيجية المصرية والمصلحة العربية/رضوان السيد/الشرق الأوسط

إردوغان... عساه يتعلم من دروس التاريخ/د. آمال موسى/الشرق الأوسط

ما تفعله إيران للبقاء في سوريا/أكرم البني/الشرق الأوسط

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

لقاءات سياسية وحياتية واقتصادية في قصر بعبدا

عون لوفد كاريتاس: همنا الآن تحقيق الاكتفاء الغذائي للشعب الى جانب الامن

شريم: وضعنااستمارة وخطوط عريضة لاستراتيجية التنمية الريفية

الراعي عرض الاوضاع مع زواره في الديمان

الوطنيون الأحرار: المنظومة الحاكمة سقطت وأسقطت لبنان

علوش لـ"ليبانون ديبايت": كرسي رئاسة الحكومة شاغر!

الرئيس أمين الجميّل: حبذا لو نستخلص العبر لاخراج لبنان من المستنقع

خلال قطع طريق الجيّة.. أصابته أزمة قلبيّة وتوفي!

السفير السوري خلال لقاء للحملة الأهلية رفضا لقانون قيصر: لن يسمح للأميركيين بكسب ما خسروه في الحرب المباشرة عبر الحصار الاقتصادي

جنبلاط التقى شيا في المختارة

 

في أسفل تفاصيل النشرة الكاملة

الزوادة الإيمانية لليوم

 تَعَالَوا إِليَّ يَا جَمِيعَ المُتْعَبِينَ والمُثْقَلِينَ بِالأَحْمَال، وأَنَا أُريْحُكُم. إِحْمِلُوا نِيْري عَلَيْكُم، وكُونُوا لي تَلاميذ، لأَنِّي وَدِيعٌ ومُتَواضِعُ القَلْب، فَتَجِدُوا رَاحَةً لِنُفُوسِكُم

إنجيل القدّيس متّى11/من25حتى30/:”قالَ الربُّ يَسوعُ: «أَعْتَرِفُ لَكَ، يَا أَبَتِ، رَبَّ السَّمَاءِ والأَرْض، لأَنَّكَ أَخْفَيْتَ هذِهِ الأُمُورَ عَنِ الحُكَمَاءِ والفُهَمَاء، وأَظْهَرْتَها لِلأَطْفَال! نَعَمْ، أَيُّها الآب، لأَنَّكَ هكَذَا ٱرْتَضَيْت! لَقَدْ سَلَّمَنِي أَبي كُلَّ شَيء، فَمَا مِنْ أَحَدٍ يَعْرِفُ ٱلٱبْنَ إِلاَّ الآب، ومَا مِنْ أَحَدٍ يَعْرِفُ الآبَ إِلاَّ ٱلٱبْن، ومَنْ يُرِيدُ ٱلٱبْنُ أَنْ يُظْهِرَهُ لَهُ. تَعَالَوا إِليَّ يَا جَمِيعَ المُتْعَبِينَ والمُثْقَلِينَ بِالأَحْمَال، وأَنَا أُريْحُكُم. إِحْمِلُوا نِيْري عَلَيْكُم، وكُونُوا لي تَلاميذ، لأَنِّي وَدِيعٌ ومُتَواضِعُ القَلْب، فَتَجِدُوا رَاحَةً لِنُفُوسِكُم. أَجَل، إِنَّ نِيْري لَيِّن، وحِمْلي خَفِيف!».

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياته وتغريدات متفرقة

التاريخ لن يرحم عون لجهة خطيئة تسليم لبنان لملالي إيراني ولحزبهم الإرهابي

الياس بجاني/26 حزيران/2020

هل سأل عون كيف سيذكره التاريخ إن ذكره وهو سلم لبنان للإيراني وصحر الرئاسة وفي عهدة سرّقت ودائع الناس وضربت الميثاقية وجاع اللبناني

 

أقفال أي مدرسة مسيحية في لبنان ومارونية تحديداً هو كفر وتخلي وخطيئة لا تغتفر

الياس بجاني/25 حزيران/2020

اقفال مدرسة سانت ريتا في ضبية هو تخلي الكنيسة المارونية والرهبانيات عن الف باء رسالتهم. هذه خطيئة يا سيدنا ويا قيمين ع الرهبانيات

 

تغييب القرار 1559 عن لقاء بعبدا خيانة وطنية موصوفة

الياس بجاني/25 حزيران/2020

لقاء بعبدا مسرحي فاشل وملالوي ومثل 99% من الذين شاركوا فيه بوق وأداة لحزب الله ولإحتلاله. تغيبب القرار 1559 عن اللقاء خيانة وطنية

 

تيكت لإيران ودون رجعة لنصرالله وقاسم ولكل وكلاء إيران

الياس بجاني/25 حزيران/2020

مطلوب من رئيس الجمهورية إن كان لبنانياً ويحترم قسمه أن يستدعي نصرالله وقاسم وكل وكلاء إيران ويسلمهم تيكت سفر إلى طهران دون رجعة

 

سخافة وعقم المعارضة من داخل تيار عون-باسيل

الياس بجاني/25 حزيران/2020

*لا جدوى ولا نتيجة ولا فائدة من أي معارضة تنطلق من أي شركة حزب لبنانية لأن من يدخل هذه الأحزاب في الأصل يتم خصيه سيادياً وقراراً ورأياً حراً..

http://eliasbejjaninews.com/archives/87631/87631/

بين الحين والآخر تطل علينا جماعات ولادية لا تعرف غير ثقافة المصالح الخاصة والصنمية تدعي أنها معارضة من داخل تيار عون-باسيل، ومن ثم تحتفي لأن اساسها غلط ومصلحي..

من يومين كانت هناك مقالة لكلير شكر نشرتها نداء الوطن تعيد نفس الحكاية المملة والتافهة.(المقالة في أسفل)

باختصار أكثر من مفيد ما في شي عند جماعة عون-باسيل اسمه معارضة.. في حردانين موسميين ع خلفيات مصالح شخصية لا أكثر ولا أقل.

ويلي بصم من هؤلاء الأشاوس على عماها ع اتفاق ما مخايل المذل واللاسيادي، وراح ع سوريا عند الأسد، وهلل لحزب الله سنة 2006 ولغزوته لبيروت في 2008 لا يمكن أن يكون معارضة سيادية واستقلالية ووطنية.

هؤلاء النفعيين والمتلونين بألف لون وأن أرادوا أن يعارضوا فعلاً عليهم أن يتلوا أولاً فعل الندامة مليون مرة ويعلنون جهاراً معارضتهم لورقة التفاهم الملالوية مع حزب الله ، وإلا يروحوا يضبضبوا حالون وما إلون عازي.

يبقى أن لا جدوى ولا نتيجة ولا فائدة من أي معارضة تنطلق من أي شركة حزب لبنانية لأن من يدخل هذه الأحزاب في الأصل يتم خصيه سيادياً ووقراراً ورأياً حراً..

هودي عوسج والعوسج لا يثمر عنباً ولا تيناً.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الالكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

 

سمير جعجع: باطنية وذمية وتلهي بالأعراض

الياس بجاني/24 حزيران/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/87611/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%b3%d9%85%d9%8a%d8%b1-%d8%ac%d8%b9%d8%ac%d8%b9-%d8%a8%d8%a7%d8%b7%d9%86%d9%8a%d8%a9-%d9%88%d8%b0%d9%85%d9%8a%d8%a9-%d9%88%d8%aa%d9%84/

في مؤتمره الصحفي اليوم كرر سمير جعجع استكباره وتعاليه المرّضي الفاضح رافضاً إعلان توبته وتلاوة فعل الندامة على خطيئة اقترافه ورقة نواياه المسمة والمسممة والخبيثة مع ميشال عون ومع صهره ومن ثم انتخاب عون رئيساً طمعاً برزم أوهام الوراثة الرئاسية والشعبوية.

الرجل لم ولن يتغير لا اليوم ولا في أي يوم فهو في تركيبته السيكولوجية والنفسية غارق في شواذاته اللاسوية ويتوهم أنه أشطر وأذكى من كل البشر وبالتالي بإمكانه أن يدخل في أي صفقة أو اتفاق ومن ثم ينقلب عليه وقت يشاء.

وحتى الآن ما دخل في أي اتفاق أو صفقة إلا وكان فشله مدوياً والأمثلة بالمئات وفي مقدمها اتفاق الطائف ومسرحية دخوله السجن.

حتى الآن يتلهي جعجع بأعراض مرض الاحتلال الإيراني للبنان ولا يقاربه إلا سطحياً ودون أن يزعج المحتل أو يكدر خاطره، بل على العكس فإنه وزوجته النائبة ومعهما كثر من نوابهما ال 15 يتملقون الحزب ويداهنونه ويبدون باستمرار الاستعداد للتعاون معه على الأقل في محاربة الفساد كما يدعون باطلاً وتمويهاً ودجلاً ، وهم وكل اللبنانيين يعرفون جيداً أن حزب الله هو الفساد والإفساد بشحمها ولحمهما.

أليس سمير جعجع هو من فرط 14 آذار ورفع رايات نفاق الواقعية وعدم القدرة المحلية على مواجهة سلاح ودويلة وحروب وإرهاب حزب الله؟

أليس هو من عارض رفع شعارات ال 1559 مؤخراً؟

أليس هو من ادعى ومعه جورج العدوان أُبوة القانون الانتخابي الملالوي 100%؟

أليس هو من سوّق لكذبة فاضحة وسخيفة تقول بأن انتخاب عون كان صناعة لبنانية محلية؟

أليس هو من في ورقة نواياه الخبيثة مع عون أراد تقاسم المسيحيين حصصاً ومغانم؟

أليس هو من خوّن كل من عارض صفقته الخطيئة مع عون وحزب الله؟

أليس هو من أسقط دوري شمعون في انتخابات بلدية دير القمر حباً بالانتقام؟

أليس هو من حول ذكرى الشهداء السنوية إلى مهرجان مسرحي واستعراضي لشخصه “المعبود” ولأجندته السلطوية ولأحلامه الرئاسية؟

أليس هو من شيد يا يشبه المزار والصومعة في معراب مجسداً بهرطقة غرفة اعتقاله في وزارة الدفاع؟

أليس هو من صادر المقاومة اللبنانية وحولها إلى شركة يملكها وابعد المئات من المقاومين الحقيقيين؟

أليس هو من يخجل بملف أهلنا اللاجئين في إسرائيل إلى درجة أنه لم ينشر خبر وفاة الجنرال انطوان لحد عبر وسائل الإعلام التي يملكها ولا حتى عزى بموته أو نعاه؟

أليس هو وربعه من النواب ال 15 الذين يعتبرون أن قتلى حزب الله هم كشهداء القوات؟

وتطول القائمة وهي أن أردنا توثيق انحرافاته السيادية نحتاج إلى مجلدات.

اليوم وكما دائماً طالب جعجع برحيل السلطة أي عون وفريقه “واتركوا الباقي علينا”.

لنفترض أن غداً استقال عون واعتزل السياسة وهاجر باسيل مع ملاينه إلى كندا وتفكك تيار عون وفرط فهل يرتاح لبنان ويخلص ويعود إلى سيادته واستقلاله وبحبوحة ورغد العيش فيه وتعود أموال الناس المسروقة لهم؟

بالطبع لا لأن عون وباسيل هما مجرد أدوات يديرهما ويتحكم بهما المحتل…والمحتل هذا سيجد مئات من مثل خامة عون وباسيل وكثر من هؤلاء قدموا أوراق اعتمادهم له ومنهم جعجع نفسه.

من هنا فإن جعجع ومعه كل باقي الطبقة السياسية المارونية الحزبية تحديداً ليسوا مؤهلين للقيادة لأن أجنداتهم شخصية وسلطوية.. وهم كلهم من أول كلن يعني كلن.

باختصار أكثر من مفيد فإن المشكلة في لبنان هي الاحتلال الإيراني والحل هو بالمطالبة بتنفيذ القرارات الدولية الثلاثة 1559 و1701 و1680

والأهم جرأة تسمية المحتل باسمه ورفض الأمر الواقع الإحتلالي الذي يفرضه، والإمتناع كلياً الدخول معه في تسويات أو صفقات أكانت وزارية أو رئاسية وإلا فالج لا تعالج.

يبقى أن من يخجل بالجنرال لحد وبجيش لبنان الجنوبي وبملف أهلنا اللاجئين في إسرائيل لا هو بشيري ولا هو قوات ولا هو كتائب ولا هو حراس أرز ولا أحرار ولا هو حقيقة عرّف معنى المقاومة اللبنانية الحقيقة ولا هو يحترم دماء الشهداء..هكذا مخلوق هو مارق وأسخريوتي.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الالكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

 

الإدعاء على العلامة علي الأمين هرطقة وافتراء وخوف إيراني وملالوي من وطنيته وخطابه اللبناني والديني المعتدل والصادق

الياس بجاني/23 حزيران/2020

إن خوف حزب الله وحركة أمل من العلامة علي الأمين ليس جديداً، فهما وبمباركة ذمية من حكومة فؤاد السنيورة وخضوعها المهين كان أُبعد بالقوة عن موقعه الديني في صور ومنع حتى من نقل مكتبته وكل ما كان بحوزته من متاع شخصي، والسنيورة العروبي المنافق رضخ يومها لمشيئة الثنائي الشيعي المتفرسن وأوقف راتبه. يبقى إن الفارق بين خطاب ومواقف ووطنية واعتدال العلامة الأمين شاسع بينه وبين بري ونصرالله ومعهما كل ربعهما من المتأيرنين والذميين والطرواديين والرافعين شعارات نفاق المقاومة والممانعة.

هما أي بري ونصرالله أتباع صغار لإيران ويعملون بخنوع غب أوامرها وذلك ضد لبنان وكل ما هو لبناني خدمة لمشروعها الإمبراطوري الوهم والمذهبي ويقدمون شباب بيئتهم ضحايا في سوريا دعماً لنظام الدكتاتور والمجرم بشار الأسد، في حين أن الأمين وطني لبناني سيادي واستقلالي ومعتدل دينياً ومنفتح على كل الأحرار اللبنانيين ويرفض الانخراط في المشروع الملالوي وينتقده بشده ولا يخاف رموزه الطرواديين لا في لبنان ولا في خارجه.

الأمين عارض ولا يزال تورط بيئته الشيعية عسكرياً في سوريا وهو لا يوافق لا من قريب ولا من بعيد على الأجندة الإيرانية لا في لبنان ولا في الدول العربية.

الأمين هو 100% نقيض لخيارات ومواقف ومشاريع وسياسات ومفاهيم ومرجعيات نصرالله ونبيه بري وكل من يدور في فلكهما الأسدي والملالوي في كل شي وبالتالي يخافونه ويعتبرونه تهديداً حقيقياً لكل المشروع الإيراني الإستعماري.

إن وقاحة وفجور فبركة التهم الباطلة والكاذبة ضد الأمين والإدعاء عليه قضائياً ومحاولة اتهامه بلقاء إسرائيليين في البحرين هذا كله افتراء مكشوف وانتهاك لحقوقه التي يكفلها الدستور وذلك لإرعابه وإسكات صوته الحر واللبناني الشجاع.

إن وقاحة وفجور وكفر وهرطقات الثنائي الشيعي مستنكرة بكل المعايير والمقاييس..

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الالكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

 

هل فبرك حزب الله والمحكمة العسكرية ملف العمالة لكندا الخطيب، ولماذا؟

الياس بجاني/23 حزيران/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/87550/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d9%87%d9%84-%d9%81%d8%a8%d8%b1%d9%83-%d8%ad%d8%b2%d8%a8-%d8%a7%d9%84%d9%84%d9%87-%d9%88%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%ad%d9%83%d9%85%d8%a9-%d8%a7/

بداية فإن المحكمة العسكرية هي تحت سيطرة حزب الله بالكامل منذ سنين وتنفذ له رغباته وأوامره 100% ودون أي التزام بالقوانين. كما أن كل أحكامها سياسية ولا تمت للقضاء والقوانين والدستور بصلة.

في هذا السياق تأتي الشكوك المبررة بفبركة ملف عماله لكندا الخطيب كونها من اشد المعارضين لإحتلال حزب الله ولكل ممارساته الإجرامية والإرهابية، أضافة إلى كونها ناشطة شمالية في الإنتفاضة الشعبية.

يشار هنا إلى أن كل التجارب السابقة المماثلة مع المحكمة العسكرية بدءً من مملف ميشال سماحة إلى زياد عيتاني إلى غيرهما من مئات الإفتراءات والأحكام الظالمة والجائرة على أهلنا اللاجئين في إسرائيل تؤكد ملالوية المحكمة وظلمها وتبعيتها لحزب الله.

ففي حال رغب الحكم في لبنان فعلاً باعتقال ومحاكمة العملاء لإسرائيل أو لغيرها فعليه أولاً أن يبدأ بعملاء إيران المعروفين والذين يفاخرون بعمالتهم ويسمونها مقاومة وممانعة وإلا فالج لا تعالج.

في الخلاصة لا عدالة ولا حلول لأي مشكل في لبنان كبيراً أو صغيراً كان وفي أي مجال وعلى أي مستوى في ظل أحتلال حزب الله وتبعية واستسلام الحكم والحكام وأصحاب شركات الأحزاب كافة لسيطرته ولسلطته ولأوامره.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الالكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

الهجرة متأخرة اليوم

وليد فارس/26 حزيران/2020

وجه بعض اللبنانيين الي بطلبات للمساعدة على الهجرة الى امريكا. ردي عليهم هو: Too late

لو وجهتم هذه الطلبات منذ ٣٠ سنة لحاولت مساعدتكم. ام الان، فأقول لكم "ما بتحرز".

فأما ان يسقط لبنان كلياً في قبضة حزب الله، ويتحول الشعب كله مقاومة، وكل مواطن جزءٌ منها، اما ان ينهار حزب الله ويتحرر لبنان وسيحتاج لكل مواطنيه لاعادة بنائه. في كلا الحالتين، الهجرة متأخرة اليوم.

(* الا في الحالات الطارئة والملفات العائلية والسفارة تقرر)

 

فيديو مقابلة السفيرة الأميركية في لبنان من قناة الحدث: ندعم حكومة لبنانية مستقلة بدون سيطرة حزب الله/قلق أميركي من حزب الله.. مليارات الدولارت ذهبت للدويلة بدل الحكومة/جنوبية/ وقيصر لا يستهدف اللبنانيين

Shea Says Nasrallah Threatening Lebanon Stability, Hizbullah Preventing Economic Solution

http://eliasbejjaninews.com/archives/87697/%d9%81%d9%8a%d8%af%d9%8a%d9%88-%d9%85%d9%82%d8%a7%d8%a8%d9%84%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%b3%d9%81%d9%8a%d8%b1-%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%a3%d9%85%d9%8a%d8%b1%d9%83%d9%8a%d8%a9-%d9%81%d9%8a-%d9%84%d8%a8%d9%86/

https://www.youtube.com/watch?v=vO3SoDE2_Tw

 

مدرسة اللويزة - فيطرون تقفل أبوابها إلى الأبد

LEBANESE DAILY/26 حزيران/2020

اتخذت الرهبنة المارونية المريمية أمس قرار نهائياً رسمياً بإقفال مدرسة اللويزة – فيطرون. وأعلم الأهالي المعنيين كافة بقرار إقفال مدرسة اللويزة نهائياً. واتصل موقعنا ” LEBANESE DAILY ” بإدارة المدرسة التي أكدت من جهتها صحة الخبر المؤسف.

ومدرسة اللويزة – فيطرون خرّجت آلاف المهندسين والمحامين والدكاترة. وكانت تأسست عام 1950 وشهدت أهم النهضات والانتكاسات اللبنانية. هذه المدرسة الصرح تعلن إقفالها.

 

الضاحية تتأهب للحرب مع اسرائيل… ماذا عن الصواريخ الدقيقة؟

صوت بيروت إنترناشونال/26 حزيران/2020

يعتقد الجميع ان الامور في المنطقة وخصوصاً على الجبهة بين اميركا وإيران من جهة، وبين اسرائيل وحزب الله من جهة أخرى تراوح مكانها، إلا ان الحقيقة تبدو غير ذلك تماماً، خصوصاً مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية الاميركية.  ويقول خبراء ان الرئيس الاميركي دونالد ترامب يريد حسم الامور قبل الانتخابات ليدخل اليها من الباب العريض تحسباً لأي مفاجأة قد تحصل. ويرى الرئيس الاميركي بحسب الخبراء، ان اي ضربة عسكرية لإيران من شأنها تعويض ما خسره جراء المواجهات الاخيرة التي حصلت مع السود في اميركا، وهي تعيد بريق ترامب الذي خفت قليلاً، إلا انه لا يزال يتمتع برصيد يخوله دخول البيت الابيض مرى أخرى.

وعلى صعيد الجبهة بين اسرائيل وحزب الله، تشير التقارير الواردة إلى ان حزب الله يحضر بيئته الحاضنة في الضاحية لحرب مرتقبة مع اسرائيل، فهو يقوم بمناورات صغيرة سرية للغاية تحضيراً لهذه الحرب، إذا ان المعلومات الواردة لموقع “صوت بيروت انترناشونال” تشير إلى ان قيادات حزب الله العسكرية باتت متأهبة، وهي تقوم بالتحضير اللوجستي للحرب. وتفيد المعلومات إلى ان العدد الاكبر من المقاتلين الذين شاركوا في الحرب السورية، باتوا اليوم في الضاحية وهم في فترة استراحة المحارب والتحضير لما هو أت.

لماذا هذا التأهب في الضاحية وليس في الجنوب؟،

لان المعلومات الواردة، تؤكد ان الضاحية هي من الاهداف الاساسية للعملية العسكرية المقبلة، وهذا يعود إلى تقارير اعدتها مخابرات دول عظمى تشير بأن حزب الله نقل الصواريخ الدقيقة من سوريا إلى لبنان منذ فترة، وهي مفككة كي لا تثير الشبهات، وباتت موضوعة تحت أبنية معينة في الضاحية. وكشفت المعلومات عن ان حزب الله، بدأ بتجميع هذه الصواريخ وهو بصدد الانتهاء من هذه المهمة لتصبح الصواريخ جاهزة في أي لحظة لتوجيهها نحو الداخل الاسرائيلي.

وبالعودة إلى الخبراء، يقول هؤلاء ان الحرب المقبلة بين حزب الله واسرائيل هي بتنسيق تام مع ترامب، وهو يريد إضعاف حزب الله من أجل الدخول بمفاوضات مع ايران لحسم وجود حزب الله في لبنان والمنطقة وخصوصاً في العراق واليمن بعدما تقلص وجود الحزب في سوريا حيث باتت مهمته محددة عبر التهريب من خلال المعابر غير الشرعية. ويضيف الخبراء ان “الادارة الاميركية باتت مؤكدة من ان الحزب اصبح منهكاً تماماً اقتصادياً، وكل الطرق المؤدية من ايران إلى حزب الله باتت مقفلة تماماً، واي ضربة عسكرية ستقسم ظهر حزب الله وتضعفه بشكل كبير بحيث وصل إلى الامتار الأخيرة من لفظ انفاسه الاقتصادية، إلا ان موضوع الصواريخ والترسانة التي يملكها هي من مهمة اسرائيل وعليها معالجة الامر.

وكشف الخبراء عن خطة وضعتها غرفة العمليات التي تخطط لهذه الحرب تطالب بإلزام القوات الدولية في الجنوب “يونيفل” بالانتشار على عمق 3-5 كيلومترات من الحدود وأن يتم ربط التفويض الممنوح لهذه القوة، التي يبلغ تعدادها 10 آلاف عنصر، وهذا الامر تم التخطيط له بعد تدمير الانفاق عام 2018 التي بناها حزب الله على الحدود، وبذلك تم ابعاد احتمال اي هجوم قد يشنه حزب الله براً عبر الحدود اللبنانية باتجاه المستوطنات القريبة داخل اسرائيل. وشدد الخبراء على ان حزب الله خسر نخبة من مقاتليه، كما انه فقد قسماً كبيراً من غطائه الذي استند اليه لسنوات طويلة. ولا يخفى على أحد أن انتشار آلاف المقاتلين من النخبة والمتطوعين والأنصار يرتب كلفة كبيرة وتجهيزات ومتابعة وتأمينات لوجستية وغيرها مما تفرضها عمليات ساحة القتال، بالإضافة الى الاستنفار في القرى القريبة من الحدود السورية، والتبديل، ما أفرغ قرى كثيرة لبنانية من شبابها انتقلوا للقتال في سوريا واليوم عادوا لكنهم منهكين. وهذا الأمر يظهر المزيد من القلق والخوف داخل قيادة حزب الله من مستقبل أي مواجهة مع اسرائيل.

 

دبلوماسيون غربيون يحذرون من حرب وشيكة بين إسرائيل وحزب الله

الشرق الأوسط/26 حزيران/2020

حذر دبلوماسيون غربيون نظراءهم الإسرائيليين من تدهور الأوضاع في لبنان «لدرجة تؤدي إلى تدحرج سريع قد يصل إلى اندلاع حرب بين إسرائيل و(حزب الله)، خلال أشهر الصيف الجاري».

ونقلت قناة التلفزيون الرسمية «كان»، اليوم (الخميس)، عن دبلوماسيين غربيين أن هناك شبه إجماع بين الدبلوماسيين الأجانب في بيروت على أن الأمور تتدهور في هذا الاتجاه. وقالوا إن «(حزب الله) بدأ يشعر بنتائج الحصار عليه من الشارع اللبناني الغاضب ومن العقوبات الغربية ومن التقنين الإيراني، وسيفعل المستحيل لكي يغير هذا الوضع ويزيل الحصار». وقالت هذه المصادر إن الجيش الإسرائيلي شريك في هذا التقييم أيضاً، لذلك يركز تدريباته في الشمال على هذه الحرب، ويحشد قوات بأحجام غير عادية في قواعده العسكرية الكثيرة في الجولان والجليل، مع أنه يتوقع أيضاً انفجاراً في الضفة الغربية وقطاع غزة، بسبب نية الحكومة الإسرائيلية إعلان ضم أراضٍ فلسطينية. وحسب المصادر الإسرائيلية فإن «مظاهرات الأسابيع الأخيرة في بيروت وطرابلس وغيرهما من المدن اللبنانية، شهدت مواجهات عنيفة بين متظاهرين وقوات الأمن»، وتم اعتقال مئات المتظاهرين. والجميع مقتنعون بأن هذه الموجة هي فقط البداية. فالأوضاع الاقتصادية صعبة للغاية و«كورونا» تنتشر والمواطنون يعانون، والحكومة عاجزة وليس عندها حلول سحرية ولا أموال تكفي لسد الحاجة. وبما أن «حزب الله» شريك أساسي في الحكومة، والجمهور يرى فيه سبباً أساسياً للأزمة، فإن الهتافات تتركز عليه وعلى إيران. والأمر يشكل طوقاً خانقاً لـ«حزب الله» الذي لا يمكنه التنصل من المسؤولية، حتى عن محاربة وباء «كورونا» بما أن وزير الصحة هو من أعضاء الحزب. وكتب المحلل العسكري في صحيفة «هآرتس» عاموس هرئيل: «يقدّر عدد من المحللين في لبنان أن (حزب الله) يمكن أن يستغل هجمات إسرائيل في سوريا ضد أهداف إيرانية أو مؤيدة لإيران، من أجل التهديد بحرب ضد (العدوان الإسرائيلي)، وأن يجند بواسطته الدعم العسكري، أو على الأقل صد جهود خصومه للمطالبة بتجريده من سلاحه. بهذا يضع (حزب الله) متخذي القرارات في الدولة أمام معضلة قاسية: أن يخضعوا لمطالب الولايات المتحدة من أجل الحصول على المساعدات المالية التي تشمل المصادقة على قرض بمبلغ 5 مليارات دولار من صندوق النقد الدولي، أو دعمه من أجل منع حرب لا يستطيع لبنان السماح بها لنفسه من ناحية عسكرية واقتصادية. هذه في الحقيقة ليست معضلة جديدة، ومعادلة القوة التي أدارها (حزب الله) أمام الحكومة من خلال استخدام التهديد الإسرائيلي لمصلحته، ما زالت صالحة منذ عشرات السنين. ولكن الآن تقف النخبة السياسية والاقتصادية أمام خطر وجودي إزاء الجمهور الذي لا يستطيع - وهو غير مستعد أيضاً - التسليم بغياب أفق اقتصادي. لذلك، تنضم الظروف الدولية التي أوجدها لقاء المصالح بين إسرائيل وروسيا والولايات المتحدة – التي تسعى إلى إبعاد إيران عن سوريا – وضغط أوروبي على لبنان، لإبعاد (حزب الله) من الحكومة، على نمط شمله في قائمة التنظيمات الإرهابية في ألمانيا. هذه الظروف الداخلية والخارجية يمكن أن تجبر الحكومة والرئيس ميشال عون على ليّ ذراع (حزب الله) من أجل إنقاذ لبنان من الإفلاس المطلق. وتفسير هذا الأمر ليس أنه في هذه اللحظة توجد قوة عسكرية أو سياسية يمكنها إجبار (حزب الله) على التخلي عن سلاحه، ولكن إذا نجحت الحكومة والجمهور في التوضيح لـ(حزب الله) بأن تهديد استخدام القوة سيواجه برد جماهيري واسع النطاق، وربما حتى حكومي، فمن شأن هذه المنظمة أن تستوعب حدود القوة».

 

موقف يختصر المواقف العربية من لبنان

عبد الجليل السعيد/ بيروت إنترناشونال/26 حزيران/2020

‏تبحر سفينة العهد العوني في لبنان تائهة دون وجهة محددة منذ سنوات ، لأن قبطان هذه السفينة ميشال عون مجرد بيدق بيد طهران وحزب الله، والحكومة كما البرلمان عبارة عن أدوات تنفيذ ومشروعية للسلاح غير الشرعي الذي تمتلكه عصابات إيرانية في لبنان، ومن يقرأ الأحداث جيداً يرى بأن المشهد العربي المرتبط بلبنان يرتكز إلى مواقف ثابتة.  فعلى سبيل المثال لا الحصر موقف الدول العربية والخليجية تحديداً ، والتي لن تقدم أي دعم مالي أو مالي للسلطة الحالية في لبنان لأن هذا الدعم سيذهب لجيوب عناصر حزب الله، وسؤدي لخروج الميلشيات من أزمتها الراهنة، والميليشيات هنا بمفهومها الأعم تشمل الساسة والعناصر، فكل من يغطي سلاح حزب الله هو شريك فعلي لحزب الله.

والقاعدة ‏السياسية العربية كما الدولية تقول: فليتحمل حزب الله الإرهابي وحلفائه مسؤولية ما آلت إليه الأوضاع السياسية والإقتصادية في لبنان، ولينظروا إلى طبيعة الوضع من زواية الإنهيار والدمار الذي ألحقوه بمؤسسات الحكم والعمل في لبنان، وبالتالي إنعكس الأمر على المواطن البسيط وقوت يومه.

وقريباً جداً كما تذكر المصادر المطلعة، ستُفرض عقوبات عربية ودولية ستكون الأقوى تاريخياً على ميلشيا حزب الله وحلفائها الفاسدين، وسيواجهون جميعاً مصائرهم المحتومة بالمحاسبة والمراقبة والعقاب الذي يستحقه كل من سولت له نفسه وتسول دعم حزب الله في لبنان، لأن هذا الدعم محرمٌ دولياً وقانونياً. ولعل الحل في لبنان يكون بحل كل الأحزاب الحاكمة والتي هي من مخلفات الحرب الأهلية كما يقول أحد المراقبين العرب، ففي لبنان يتقاعس هؤلاء القادة عن إنقاذ الشعب وتتكدس الثروات في أرصدتهم، ويستلم حزب الله الحكم الحقيقي ليذيق الناس مختلف صنوف الحصار والتفرد بالقرار.

وفي لبنان أيضاً كل عسكري مطالب اليوم بتنفيذ أمر المؤسسة العسكرية المتمثلة بقيادة الجيش اللبناني، لا أمر زعيم سياسي أو فريق حزبي، لأننا شاهدنا كعرب الحل الأمني الذي يريده عون وفريقه بغية إسكات صوت الثورة، وقائد الجيش تحديداً مطلوب منه الإنحياز للناس وليس للسلطة الفاسدة، لأن مستقبل الشعب اللبناني رهن بموقعه وموقفه أحياناً وأقصد هنا الجنرال جوزف عون طبعاً. وحين نقول : أنقذوا حياة الشعب في لبنان، ندرك بأن الإنقاذ الوحيد للشعب هو بتخليصه من سطوة سلاح غير شرعي، والآن تتمثل نهضة وتطور وأمن وإستقرار لبنان بكلمتين: طرد إيران وإعتقال حسن نصر الله. .

 

السفيرة الاميركية: قلقون من “الحزب”.. و”قيصر” لا يستهدف اللبنانيين

 الحدث.نت/26 حزيران/2020

اعتبرت السفيرة الأميركية دوروثي شيا أن “حزب الله” بنى دولة داخل الدولة استنزفت لبنان، مشيرة الى أن هذه الدويلة كلفت الدولة اللبنانية مليارات الدولارات ولدينا قلق بالغ من “الحزب” الذي نصنّفه إرهابياً. السفيرة الأميركية، وفي حديث لـ”الحدث”، قالت: قانون “قيصر” ليس موجها للبنانيين والاقتصاد اللبناني، مشيرة الى أن مليارات الدولارات ذهبت لدويلة “الحزب” بدل الخزينة الحكومية. ولفتت الى أن واشنطن من أكبر الداعمين للبنان بـ750 مليون دولار واللبنانيون لا يعانون من سياسة واشنطن بل من عقود من الفساد. وأضافت: “المقصد من قانون “قيصر” تجفيف تمويل النظام الذي يقتل السوريين، وكنت واضحة بطمأنتي للّبنانيين بأن القانون لا يستهدفهم، الا أن هناك عقوبات قد تطال حلفاء وداعمين لـ”الحزب” من طوائف أخرى. وتابعت: حكومة دياب لم تقم حتى الآن بالإصلاحات الموعودة، وندعم أي حكومة إصلاحية لا يسيطر عليها “حزب الله”.وعن الانتفاضة الشعبية، أعلنت شيا أن مطالب اللبنانيين محقة وعلى الحكومة الالتزام بمطالب 17 تشرين، واصفة الحراك بالمطلبي وعضوي وعفوي”، معتبرةً أنه “مضحك من يتهمنا بأننا وراء حراك 17 تشرين الأول فهي مطلبية محقة.”

 

قلق أميركي من «حزب الله».. مليارات الدولارت ذهبت للدويلة بدل الحكومة!

جنوبية/26 حزيران/2020

مع الإنهيار الإقتصادي الحاد الذي يعيشه لبنان وخسارة القيمة الوطنية أكثر من 80 % من قيمتها، ووسط الفشل الحكومي في إيجاد مخرج للأزمة التي بدأت تداعياتها تظهر إجتماعياً ومعيشياً، اعتبرت السفيرة الأميركية لدى لبنان دوروثي شيا، أن “اللبنانيين لا يعانون من سياسة واشنطن بل من عقود من الفساد”، موضحةً أن “واشنطن من أكبر الداعمين للبنان بـ750 مليون دولار”. وأعربت شيا، في حديث تلفزيوني عن “قلق بالغ من حزب الله في لبنان والذي نصنّفه إرهابياً”، مضيفةً “حزب الله بنى دولة داخل الدولة استنزفت لبنان”. ولفتت شيا الى أن “دويلة حزب الله كلفت الدولة اللبنانية مليارات الدولارات”، مضيفةً “مليارات الدولارات ذهبت لدويلة حزب الله بدل الخزينة الحكومية”. أضافت: “قانون قيصر ليس موجها للبنانيين والاقتصاد اللبناني”. وأردفت، “المقصد من قانون قيصر تجفيف تمويل النظام الذي يقتل السوريين، وكنت واضحة بطمأنتي للبنانيين بأنّ قانون قيصر لا يستهدفهم”. وختمت: “مطالب اللبنانيين محقة وعلى الحكومة الالتزام بمطالب ثورة 17 تشرين”. شارك هذا الموضوع:

 

تصريحٌ من "النقد الدولي" عن الأزمة الاقتصادية في لبنان

وكالات/الجمعة 26 حزيران 2020     

نقلت وكالة "رويترز" عن رئيسة صندوق النقد الدولي قولها، إنه "لا يوجد سبب بعد لتوقع حدوث انفراجة في الأزمة الاقتصادية في لبنان". وكان رويترز قد نشرت تقريرًا تحدثت خلاله عن تدهور الليرة اللبنانية حيث وصلت إلى مستوى منخفض جديد مقابل الدولار اليوم الجمعة في السوق الموازية.

وفقدت بحسب التقرير، نحو 80% من قيمتها منذ تشرن الاول الماضي، ما سيؤثر على واردات البلاد.

 

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الجمعة في 26 حزيران 2020

الجمعة 26 حزيران 2020

النهار

صدر في الجريدة الرسمية مرسوم بتعديل تشكيل اللجنة العليا لتنظيم التحضيرات لاحتفالات المئوية الاولى لاعلان لبنان الكبير التي كانت مقررة منذ نحو عام والى اليوم وقد ضاعت في متاهة المشكلات.

واكبت سفارات بدقة لافتة لقاء بعبدا الحواري من زاوية من قاطع وشارك وسجّلت ملاحظات كثيرة حول هذه المسألة لرفع تقارير إلى حكومات بلادها.

يقول أحد السياسيين البارزين إنّ العدوان الاسرائيلي على مدينة سورية ذات انتماء طائفي معروف، له دلالاته في هذه المرحلة ربطاً بحركة احتجاجات تجري في هذه المدينة وانقسامات بين مؤيدين ورافضين للنظام السوري.

تشهد المدارس الرسمية، وخصوصا الثانويات، اقبالا متزايدا على تسجيل التلامذة للعام الدراسي المقبل خصوصا الوافدين من القطاع الخاص.

الجمهورية

تعرّض أحد الوزراء الى مساءلة من مرجعيته السياسية على خلفية إجراء احتفالي قام به، واعتبرته مرجعيته مسيئاً لها ولموقعه.

أسَرّ أحد الوزراء لبعض مقربين منه، قائلاً: أشعر أنني سأستقيل في وقت ليس ببعيد.

تلقى أحد المراجع معلومات تفيد بأنّ حجم حضور دولة إقليمية غير عربية هو في تزايد كبير، خصوصاً في المناطق القريبة من الحدود الشمالية.

اللواء

يعتقد قطب سياسي أن معالم تشكيل جبهة معارضة لمواجهة العهد، تتخذ صورتها النهائية مع تحوّلات مرتقبة في المشهد الداخلي.

يدرس حزب بارز إعادة النظر في مقاربته الداخلية، في ضوء إحباطات أصابت خياراته منذ العام 2008!

خرج موظف مالي كبير سابق عن صمته، بكشف دوره، لجهة تثمير علاقاته، لحماية النظام المصرفي في لبنان.

نداء الوطن

تستخدم شخصية حكومية بارزة نفوذها للحصول على داتا تملكها الدولة بغية استثمارها في تعزيز وضع شركتها الخاصة.

يتفاجـــأ أحــد الديبلوماسيين بإعراب وزير سابق حليف لـ"حزب الله" أمامه عن استيائه البالغ من أداء الحزب في الملفين النقدي والمالي.

يسعى قياديون في "التيار الوطني الحر" إلى إعادة التواصل مع قيادات عونية معارضة في محاولة لاستمالتهم مجدداً والبحث معهم عن صيغ إنقاذية للوضع الداخلي في التيار.

الأنباء

لوحظ عدم صدور أي موقف رسمي رداً على كلام وزير خارجية النظام السوري حول عدم ترسيم الحدود.

وزير حالي لم يستطع ملء موقعه، وسلفه لم يقتنع بعد أنه لم يعد وزيراً.

البناء

قالت مصادر مالية إن تعميماً عن مصرف لبنان قيد الإعداد سيتيح لأصحاب الودائع بالدولار الإفادة من فرصة سحب نسبة من ودائعهم بالليرة اللبنانية على سعر صرف الحوالات الآتية من الخارج وإن النقاش يدور حول نسبة 10% من الوديعة شهرياً على ألا تزيد عما يعادل 25 ألف دولار أميركي.

وصفت مصادر دبلوماسية أممية السجال الأميركي الروسي الصيني حول لبنان بالعلامة على حجم التوتر في العلاقات الدولية من جهة وحجم التنافس على النفوذ في حوض البحر المتوسط من جهة مقابلة. وقالت إن هذا يشكل تعقيداً للمشهد اللبناني بمثل ما يشكل فرصة للبنانيين لتحسين شروطهم التفاوضية حول التعاون مع العواصم الكبرى.

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

رئيس الاتحاد السرياني العالمي: تطبيق القرار 1559 ضرورة وطنية للدولة الحقيقية

وطنية - الجمعة 26 حزيران 2020

أعلن رئيس حزب الاتحاد السرياني العالمي ابراهيم مراد، في بيان، أن "الشروط الأميركية والخليجية والأوروبية لمساعدة لبنان وإخراجه من أزماته كانت وما زالت واضحة وأصبحت أكثر جدية، فالمجتمع الدولي يريد إنقاذ لبنان وشعبه من التطرف والجهل والإفلاس". ورأى ان "الكرة الآن أصبحت في ملعب الشعب اللبناني، وعليه أن يقرر ويقدم على مواجهة المحور الذي ضرب سمعة لبنان وتقدمه وجعله وبؤرة فقر وجوع وفساد ومرتعا للانهيار السياسي والثقافي والاقتصادي والرجعية". ودعا الى "تطبيق القرار 1559 وباقي القرارت الدولية لقيام الدولة الحقيقية العادلة".وسأل: "ماذا تنتظرون؟ لقد بدأ هذا المحور ببيع ممتلكات الدولة. هل تنتظرون منهم بيعنا بعدما بعنا عفش بيوتنا؟ القرار لكم".

 

النهار: بعبدا تهوّل على النظام في غياب المعارضة !

وطنية - الجمعة 26 حزيران 2020

كتبت صحيفة "النهار" تقول: على أهمية الموقف الاعتراضي للرئيس ميشال سليمان على بيان جاهز معلّب ومعدّ سلفاً يمثّل وجهة نظر أحادية، وإصراره أمام تحالف العهد العوني وقوى 8 آذار على إحياء "إعلان بعبدا"، ومن دون تقليل أهمية ورقة الثوابت الوطنية والسياسية في مواجهة النزعات والمغامرات الانقلابية على الطائف التي قدمها النائب تيمور جنبلاط باسم الحزب التقدمي الاشتراكي وكتلة "اللقاء الديموقراطي"، فإن هاتين الوقفتين البارزتين الوحيدتين من خارج الاصطفاف الأحادي الذي جمعه لقاء بعبدا أمس لم تحجبا إخفاق التحالف السلطوي في انتزاع تعويم سياسي أراده في لحظة انزلاق البلاد الى الأخطر على أيديه. ومع أن أحداً لا يمكن أن يعارض حواراً أو لقاء يهدف الى استنفار الإرادات السياسية في مواجهة أي محاولات للعبث بالاستقرار الأمني وإثارة الفتنة الطائفية والمذهبية، فإن حصر لقاء بعبدا بهذا العنوان أفقد العهد فرصة استقطاب جميع ممثلي الشرائح الطائفية والحزبية التمثيلية الثقيلة ولم يقترن ذلك باعترافه بهذا الخطأ الجسيم بل مضى مع رئيس الوزراء في الهجوم النمطي التقليدي الذي اعتاداه من خلال تركيز الاتهامات على الخصوم والمعارضين حتى في جلسة كان يفترض أن تحترم أصول الحوار والرأي الآخر. وبذلك راكم التحالف السلطوي أمس إخفاقاً على إخفاق في الوقت الذي كان رئيس الوزراء حسان دياب نفسه يعترف في كلمته المعلنة بأن "اللبنانيين لا يتوقعون من هذا اللقاء نتائج مثمرة، وبنظر اللبنانيين، هذا اللقاء سيكون كسابقاته، وبعده سيكون كما قبله، وربما أسوأ. ولا يهتم اللبنانيون اليوم سوى بأمر واحد: كم بلغ سعر الدولار؟ أليست هذه هي الحقيقة؟". وهو الأمر الذي لم يتأخر في الظهور بعد ساعات قليلة من اللقاءالحواري "المبتور"، اذ سجّل الدولار قفزة قياسية جديدة تجاوزت سقف الـ7400 ليرة فيما سارع دياب تكراراً الى مهاجمته مصرف لبنان وتحميله تبعة العجز عن لجمه. ولعل ما زاد طين اللقاء المبتور بلّة أن البيان الختامي الذي تولّى تلاوته الوزير السابق سليم جريصاتي والذي تمحور على موضوع مواجهة الفتنة سرعان ما أثار التوجس والتداعيات السلبية حين انزلق في اإحدى فقراته الى "تطوير النظام" فتناول "التطوير الواجب اعتماده في نظامنا السياسي ليكون أكثر قابلية للحياة والانتاج وذلك في إطار تطبيق الدستور وتطويره لناحية سد الثغرات فيه وتنفيذ ما لم يتحقق من وثيقة الوفاق الوطني".

إذن "اللقاء الوطني" تحوّل الى "حوار مونولوغ" في غياب كل فريق المعارضة، وانحرف عن مساره الأمني الى مواضيع حسّاسة لا تقارب إلّا بالإجماع بفتحه الباب واسعاً على حوار في تطوير النظام وسد ثغراته. وهذا ما ورد في البيان الرسمي الذي وضع عناوين مسوّدته رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، مما يعني أنه مصرّ على فتح هذا الحوار في المستقبل القريب سواء حضرت المعارضة أو لم تحضر.

إعلان أحادي

وبدا البيان كأنه "إعلان بعبدا أحادي"، بعدما أحرق "إعلان بعبدا" الأصلي بمضمونه كما بلوحته التي لم تعد الى جدار القصر الجمهوري. وذهب فريق "التيار الوطني الحر" الى الترويج لنظرية أن موافقة المجتمعين في بعبدا على البيان الختامي والبند الخامس المتعلق بتطوير النظام فتح الباب للمرة الأولى منذ توقيع اتفاق الطائف على تطوير النظام السياسي والبحث في الاشكاليات الدستورية وتنفيذ ما لم يتحقق من وثيقة الوفاق الوطني. وأبرز هذا الفريق أن رئيس مجلس النواب نبيه بري سجّل تأييده لما ورد في كلمة جبران باسيل بصورة كاملة وأشاد بطرح الدولة المدنية. أما رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الذي أصرّ على عقد اللقاء على رغم المقاطعة الواسعة، فقد ركّز في كلمته الافتتاحية على إنذار الشارع والأخطار الأمنية وتحدث عن أجندات خارجية مشبوهة بالتقاطع مع مكاسب سياسية لأطراف في الداخل. ولولا المداخلة النارية للرئيس ميشال سليمان لكان الانسجام عنوان المواقف، واتهم سليمان "حزب الله" بأنه "نقض الاتفاقات، ما حال دون تنفيذ تعهدات الدولة وتسبّب بعزلتها القاتلة، وبفقدان صدقيتها وثقة الدول الصديقة وأهلنا في الانتشار والمستثمرين اللبنانيين والاجانب والمودعين والسياح، ما ساهم في تراجع العملة الوطنية". هنا طلب النائب محمد رعد الكلام من خارج الدور للرد على سليمان متوجهاً اليه "باسم الجنرال ميشال سليمان" وقال له: "استخدام الماضي للإيغال في ما أخطأنا به سواء عبر ما سمي إعلان بعبدا وخلفية هذا الإعلان وطريقة إصداره التي لا نزال نتحفّظ عليها حتى الآن، لا يفيدنا بشيء". ثم توجّه رعد الى الرئيس ميشال عون قائلاً : "ما يفيدنا اليوم هو أن نتأمل جيداً في الإعلان الذي تلوته الآن يا فخامة الرئيس ويصلح أن يكون إعلاناً باسم كل اللبنانيين لأنه يبدي حرصاً على وحدة لبنان ووحدة شعبه وحمايته من التدخلات الخارجية ومن الرهان الخاطىء والخائب للبعض على هذه التدخلات". وشنّ النائب جبران باسيل هجوماً على مقاطعي اللقاء وقال: "من يعتقد أنّه برفضه حواراً، يعرّي حكومة أو عهداً أو مجموعة، إنمّا يعرّي لبنان من جوهر وجوده، ويدلّ على نواياه بتعطيل الإنقاذ". أما الرئيس نبيه بري فركّز مداخلته على الوضع الاقتصادي وجدّد مطالبته باستحداث لجنة طوارئ مالية لمعالجة الأزمة، وبالإصلاحات المطلوبة والتي تأخّر تطبيقها. ولفت الى أن مجموعة الدعم الدولية للبنان كانت أقرت في نيسان 2018 دعما للبنان بقيمة 11 مليار دولار شرط إقامة الإصلاحات ومؤتمر "سيدر"، لكن لم ينفّذ شيء من هذه الاصلاحات ووصلنا الى صندوق النقد الدولي الذي يطلب بدوره منا إصلاحات. وخلص الى أن على الحكومة في المرحلة المقبلة أن تركز على الاصلاحات. الى ذلك، عقد مجلس الوزراء عصر أمس جلسة في السرايا الحكومية برئاسة الرئيس حسان دياب. وأفيد أن أزمة الدولار حضرت بقوّة في المناقشات. وصرحت وزيرة الاعلام منال عبد الصمد إثر إنتهاء الجلسة بأن رئيس الوزراء "أكد ان البلد يمر بأزمة كبيرة والنتائج غير إيجابية ومصرف لبنان هو المسؤول عن سعر صرف الدولار، وأشار الى انه إذا كان عاجزاً عن تسوية وضع سعر الصرف فعليه مصارحتنا".وقالت إن "وزير المال غازي وزني قدم مداخلة عن ضبط سعر صرف الدولار مقابل الليرة، وجرى تأكيد أهمية متابعة الموضوع في ظل نشر أرقام غير دقيقة عن سعر الصرف، ومجلس الوزراء سيطلق غداً (اليوم) المنصة الإلكترونية لدى الصرافين".

"المستقبل "

وليلا اصدر تيار المستقبل بيانا انتقد فيه لقاء بعبدا واعتبر ان اخطر ما في البيان الصادر عنه دعوته للتأسيس على اللقاء للانطلاق من بحث توافقي من دون عقد او محرمات لمعالجة مفاصل الخلافات الكبيرة. فالبيان يعلن التاسيس لشيء ما في ظل تغييب كامل لاتفاق الطائف وعلاقات لبنان مع اشقائه العرب والإشارة عرضا الى هوية لبنان العربية بين مزدوجين وفقا لما ورد في نص البيان. وسأل المستقبل: ما هو الشيء الذي يؤسس له لقاء بعبدا؟ وهل ان اللقاء اتخذ قرارا من جانب واحد بفتح الباب امام تعديلات دستورية بذريعة التطوير الواجب اعتماده في نظامنا السياسي؟ وحذر المستقبل من مجموعة الغام سياسية ووطنية في البيان تستدعي المراقبة والتنبيه.

 

نداء الوطن/جبران باسيل لم يعد “فعلاً”… مرشحاً للرئاسة

نداء الوطن/26 حزيران/2020

أكثر من ساعة أمضاها رئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل يوم السبت الماضي أمام الكاميرا يتلو بيانه المكتوب. لم يُفهم توقيت تلك المواقف ومضامينها إلا من زاوية إعلان استسلامه السريع لقانون “قيصر”. أقله هكذا رأى حلفاؤه.  حتى في الشكل، لم تفهم الطريقة التي بات يتوجه فيها باسيل إلى الرأي العام. فلا هو مؤتمر صحافي يفتح فيه صدره لأسئلة الإعلام واستيضاحاته، ولا هو خطاب جماهيري. لعلها محاولة، غير موفقة لتقليد الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصر الله، الذي لاعتبارات أمنية فقط يترك تلك المسافة بينه وبين ناسه. أما في التوقيت فلم يُنظر إلى رزمة المواقف التي أطلقها إلا بكونها جاءت في سياق الرد على خطاب نصر الله الأخير. سارع باسيل إلى التحذير من عدم قدرة “التياريين على التحمّل أكثر!”. قالها من دون مواربة: “يسألنا التياريون، بقلق او زعل، لماذا نُترك وحدنا ولا يقفون معنا بالملفات الأساسية كالكهرباء والنفط والفيول وسوكلين، ومرفأ بيروت والاتصالات والموازنة والجمارك والحدود، وكنّا نجيب بضرورة تفهّم أسباب حلفائنا، ولكن اليوم مع اشتداد الظروف “ما عاد فينا” نطلب من الناس أن تتفهم اكثر”. تلك العبارة لا تزال حتى اللحظة تطنّ في آذان مسؤولين في “حزب الله”، يحاولون التدقيق فيها لقراءة ما بين سطور الكلمة المتلفزة لاستخلاص الرسائل التي يحاول باسيل توجيهها، وتحديد الأهداف التي يعمل على تحقيقها. طبعاً، لن يكون “حزب الله” في وارد إثارة أزمة مع حليف السنوات الـ 15، بسبب تصويبه على طابة تخلي حلفائه عنه في معركة مكافحة الفساد، ليصيب طابة قانون “قيصر” والعقوبات الأميركية، على طريقة لعبة البلياردو. سبق لـ”الحزب” أن واجه الكثير من المحطات الخلافية مع حلفائه، ولم تصل به الأمور إلى حدّ تحويلها أزمات تصيب صميم العلاقة. ما يثير انتباهه وانزعاج قيادييه، هو المسار الذي قرر جبران باسيل سلوكه منذ الانتخابات النيابية وحتى اليوم. تلك هي المسألة الواجب التدقيق بها لأنها قد تؤدي، اذا ما استمرت في وتيرتها التصاعدية، إلى الخروج من تفاهم مار مخايل.

مجموعة عوامل تلعب دورها في تكوين الخطاب الباسيلي في هذه المرحلة الدقيقة. يسردها الحلفاء على الشكل الآتي:

أولاً، شعور باسيل أنّ عهد الرئيس ميشال عون يكاد ينتهي على انفجار اجتماعي غير مسبوق وعلى هجرة مسيحية قد تدخل التاريخ، لما سيكون لها من آثار سلبية على موقع المسيحيين في التركيبة. ولذا يمارس هذا الفريق نوعاً من النهم في “قش” التعيينات الادارية والمالية، كونه مقتنعاً أنّ من سيزرعهم في الإدارة سيكونون الانجاز الوحيد الذي سيتحقق في هذا العهد، ولو أن ولاء هؤلاء غير مضمون أبداً.

ثانياً، بات محسوماً وجلياً أنّ “حزب الله” لن يكرر تجربة تبني مرشح لرئاسة الجمهورية قبل الأوان، كما حصل مع الوعد الذي قطعه لميشال عون. لا بل أكثر من ذلك. قال نائب الأمين العام لـ”حزب الله” نعيم قاسم في اطلالته الاعلامية الأخيرة رداً على سؤال حول امكانية تكرار تجربة عون في الرئاسة، إنّ لكل استحقاق ظروفه، بمعنى أن نظرية الأقوى في طائفته لم تعد صالحة، وفق قواعد “حزب الله” لاستحقاق العام 2022.

وها هو حسان دياب غير الممثل للطائفة السنية على المستوى الشعبي، رئيس للحكومة. وبالتالي لا يبدو “حزب الله” ممانعاً أو معارضاً لاستنساخ التجربة الحكومية في رئاسة الجمهورية. لا بل الأرجح هو يحاول تحضير الجمهور المسيحي نفسياً لخطوة من هذا القبيل. وبالتالي لم يعد الأقوى في طائفته هو المرشح الوحيد لرئاسة الجمهورية. والا لما طرح سليمان فرنجية نفسه مرشحاً جدياً لو أنه متيقن أن هذه المعادلة لا تزال سارية المفعول عند “الحزب”.

الأكيد أن انكفاء “الحزب” عن حسم خياره الرئاسي يربك رئيس “التيار الوطني الحر” ولو أنه لم يفاتح أبداً السيد حسن نصر الله بهذا الموضوع لادراكه، ربما، أنه لن يحصل على إجابة شافية.

وهذا ما يفسّر الارباك الظاهر بقوة على سلوك جبران باسيل ما دفعه إلى التمهيد لخطوة خروجه من السباق الرئاسي عبر قوله: “لا أريد أن أصبح رئيساً للجمهورية”. هو يعلم جيداً أنّ بينه وبين الرئاسة باتت المسافة بعيدة جداً، لأسباب كثيرة.

وفق المعلومات وجّه “حزب الله” الكثير من الرسائل “التصويبية” لباسيل، ومفادها: لا يمكنك أن تضع الحزب والأميركيين في جيب واحد. إلتقاؤهما بشكل متساوٍ مستحيل. ولو أن “الحزب” مقتنع انه لا يمكن انتخاب رئيس معادٍ للغرب وتحديداً لواشنطن. ولكن في المقابل لا يمكن قياس العلاقة بالميزان نفسه.

اذاً، هو ذلك الغموض الذي يلف علاقة باسيل بالأميركيين، ببعض تفاصيلها غير الواضحة، هو الذي يثير علامات استفهام كبيرة لدى قياديي “حزب الله”، ما يدفعهم إلى التدقيق في مسار صار عمره أكثر من سنتين، بدأ حين رفض باسيل تبني ترشيح حسين زعيتر على لائحة “التيار” في دائرة كسروان جبيل بحجة أنّ القواعد البرتقالية لن تقبل هذا الترشيح، ليمر على سبيل المثال باطلالة السفيرة الأميركية دوروثي شيا على محطة الـOTV، والتي أثارت انزعاج مسؤولين في “الحزب”، تزامناً مع عدم اخفاء النواب العونيين دعوتهم لمراجعة التفاهم… وليتوّج بالكلمة التي ألقاها باسيل والتي هدفت بشكل مختصر إلى مخاطبة الأميركيين قولاً: أعفوني من “قيصر” وخذوا ما يدهشكم!

أكثر ما يتم التوقف عنده هو تحذيره من أنه لم يعد بمقدوره لجم تياره. بمعنى آخر، استثمر باسيل كل امتيازات تفاهم مار مخايل منذ ولادته وحين صار عبئاً عليه راح يشتكي منه. كل ذلك بسبب العقوبات الأميركية. ولذا هناك من يسأل: كيف سيكون مرشح “حزب الله” للرئاسة اذا بات على ضفة الشكوى من التفاهم؟! هناك من يعتقد أنه اذا أُبلغ باسيل رسمياً من جانب “حزب الله” انه لن يكون مرشح “الحزب” لرئاسة الجمهورية، فسيمزق باسيل ورقة التفاهم في اللحظة ذاتها. والعكس صحيح.

ومع ذلك، يتصرف “حزب الله” على أساس تمسكه بالتفاهم وتفهّمه لحلفائه على الرغم من المطبات التي تصيب العلاقة. أما باسيل فمقتنع أنّ “الحزب” يحتاج الى “التيار” نظراً لحاجته للقاعدة المسيحية وبسبب الضغط الخارجي، ولاعتقاده أن وضعه الاقليمي إلى تراجع أكثر.

أما أولويات “حزب الله” فهي سلاحه أولاً، ومن ثمّ وحدة الصف الداخلي وفي مقدمها الوحدة الشيعية، ومن بعدها حماية الانجازات في تركيبة السلطة، وبالتالي هو لن يخاطر بها عن طريق الاختلاف مع أي حليف. ليست المرة الأولى التي يتعرض فيها “الحزب” لطلقات صديقة ولن تكون الأخيرة. وبالتالي لن تؤدي الى شرخ في العمق ولو أنّ التشققات صارت بادية للعيان، وستظهر تداعياتها مع الوقت.

 

مظاهرات رافضة لقمع الحريات تعم المناطق اللبنانية

بيروت/الشرق الأوسط/26 حزيران/2020

خرج مواطنون لبنانيون إلى الساحات أمس، في اعتصامات وتحركات سلمية، دفاعاً عن حرية التعبير، وبهدف الضغط لإطلاق سراح موقوفين شاركوا في احتجاجات سابقة، فضلاً عن تحرك شهده محيط القصر الجمهوري في بعبدا بالتزامن مع انعقاد «اللقاء الوطني».

ومنذ الصباح تجمع عدد من المحتجين على طريق بعبدا المؤدية إلى القصر الجمهوري واضعين كمامات كتب عليها علامة «x»، التزاماً بالدعوة لاعتصامات صامتة تحت عنوان: «لا ثقة».

وانقسم المحتجون على طريق بعبدا إلى مجموعتين؛ ركّزت إحداهما على المطالب الاقتصادية ومكافحة الفساد واسترداد الأموال المنهوبة، فيما رفعت المجموعة الثانية شعار «حصر السلاح بيد الدولة اللبنانية وتنفيذ القرار الدولي رقم 1559» الذي يدعو إلى بسط سيطرة الدولة اللبنانية على جميع أراضيها.

وفي العاصمة بيروت؛ نفذ عدد من المتظاهرين وقفة احتجاجية أمام قصر العدل حيث افترشوا الأرض وقطعوا الطريق، عادّين أن «قرار توقيف الناشطين وإحالتهم إلى قاضي التحقيق، قرار سياسي بامتياز». وردد المعتصمون شعارات طالبت بتوقيف السارقين ومحاكمتهم، مؤكدين أن تحركهم «قانوني»، وأن الموقوفين هم «خريجو جامعات وليسوا قطاع طرق؛ بل مدافعون عن حقوقهم وحقوق الشعب اللبناني ولقمة عيشهم». وطالب المحتجون بإطلاق سراح 21 ناشطاً كانوا قد أوقفوا خلال التحركات الاحتجاجية الأخيرة.

وحدثت مواجهات بين المتظاهرين أمام قصر العدل والقوى الأمنية المولجة حماية المكان، ما أدى إلى سقوط جريح من المتظاهرين نتيجة تدافع بينهم وبين القوى الأمنية. وحاول أحد المحتجين أمام قصر العدل إحراق نفسه، ما أثار حالة من الهلع بين صفوف المحتجين، وحضرت فرقة من الصليب الأحمر اللبناني إلى المكان لإسعافه وسط تدافع بين المتظاهرين والقوى الأمنية. وفي الوقت الذي أكّد فيه البيان الختامي لـ«اللقاء الوطني» على أن «حرية التعبير مصانة في الدستور على أن تمارس بحدود القانون الذي يجرم التحقير والشتيمة»، شهدت «ساحة سمير قصير» في بيروت وقفة احتجاجية رفضاً للتوقيفات والاستدعاءات التعسفية بحق الناشطين والإعلاميين، وتنديداً بقمع الحريات الإعلامية. وأكّد المحتجون أن الصحافيين ليسوا مكسر عصا، محملين السلطة وأركانها مسؤولية أي اعتداء على أي وسيلة إعلامية. وشهدت مدينة صيدا في الجنوب مظاهرات، ونفذت «جمعية تجار صيدا وضواحيها» اعتصاماً عند مدخل السوق التجارية احتجاجاً على ارتفاع سعر الدولار وتردي الأوضاع المعيشية، كما قام التجار بإغلاق متاجرهم منذ الصباح؛ ومنهم من قرر الإقفال حتى إشعار آخر. وفي مدينة صور، قطع عدد من الأهالي والشبان بالإطارات المشتعلة الطريق العامة عند مدخل المدينة مقابل مركز شركة الكهرباء، احتجاجاً على الأوضاع الاقتصادية المتردية وارتفاع سعر صرف الدولار. وعملت القوى الأمنية والجيش على إعادة فتح الطريق. وللأسباب نفسها؛ قطع محتجون طريق المصنع - راشيا ببلدة عيتا الفخار (في البقاع) بشكل كامل.

 

حزب الله: قوى في لبنان تُنفّذ مخطط بومبيو.. “لقمة العيش” مقابل المقاومة

المركزية/26 حزيران/2020

اما وقد عُقدت طاولة حوار بعبدا “بمن حضر” في ظل غياب الفريق المعارض للعهد وحلفائه بإستثناء الحزب “التقدمي الاشتراكي” الذي برر مشاركته بضرورة الحوار كمنفذ وحيد لخلاص لبنان، تتّجه الانظار الى المرحلة المقبلة وكيفية إدارة اللعبة السياسية في وقت يواصل سعر صرف الدولار إرتفاعه مقابل الليرة متخطّياً عتبة السبعة الاف في السوق السوداء مع ما يجرّ ذلك من تراجع للقدرة الشرائية بسبب الارتفاع الجنوني لاسعار المواد الاستهلاكية. فكيف يقرأ حزب الله المرحلة وتقلباتها؟ عضو كتلة “الوفاء للمقاومة” النائب انور جمعة اكد لـ”المركزية” “ان لبنان يمرّ بمرحلة حسّاسة جداً ولدينا علامات إستفهام عديدة عمّا يحصل”، اسفاً “لان لا إرادة موحّدة في البلد”. واعتبر “ان التصاريح والمواقف الرافضة لمبدأ الحوار مؤسفة، ومن لم يشارك في “اللقاء الوطني” في قصر بعبدا برعاية رئيس الجمهورية إما يخاف من محاسبة على ما إقترفه بحق الوطن، او يريد الحكم لنفسه، او يقارب الامور من منظار النكد السياسي او يشارك في اللقاء بدافع ايجاد حلول للأزمة إيماناً منه بتبادل الافكار والطروحات لإنقاذ الوضع”. وقال: ” نعمل ليل نهار من اجل وقف حكم معيّن يتحكّم بعملتنا الوطنية وتوجهاتنا السياسية، ونقوم بجهود من اجل تحسين الاوضاع الاقتصادية والمالية، لكن للاسف هناك قوى في لبنان تُنفّذ مخططات وزير الخارجية الاميركي مايك بومبيو من اجل الضغط على لبنان عبر “لقمة العيش” للتخلّي عن مقاومته وان يصبح عُرضة للإسرائيلي”. واكد “ان المقاومة تتمتّع باكبر شعبية في لبنان، فهل يريد الاميركي إزالة هذه الشعبية؟ حتماً لا، لأنه سيخرج خالي الوفاض من هذه المعركة، ونحن لن نسمح بوقوع فتنة في لبنان”. من جهة ثانية، اكد جمعة “اننا نبذل جهدنا من اجل ترتيب ليس فقط بيت الحلفاء انما البيت اللبناني”، وقال: “لنشبك الايدي من أجل لبنان لا أن نكون مستزلمين لغيرنا”، وذلك في معرض ردّه على سؤال عمّا اذا كان حزب الله سيتدخّل لترتيب العلاقة بين حليفيه، التيار الوطني الحر برئاسة النائب جبران باسيل ورئيس “تيار المردة” سليمان فرنجية. وذكّر “بأن خلال مرحلة تشكيل الحكومة اصررنا كثيراً على ان تتمثّل معظم القوى السياسية وان تكون برئاسة الرئيس سعد الحريري، لاننا تمسّكنا بتشكيل حكومة وحدة وطنية تضمّ مختلف الاطراف لا حكومة من لون واحد، لكن في النهاية كان الخيار إنقاذ لبنان “وبمن حضر” فشُكّلت الحكومة الحالية”.

 

صفقة جديدة وراء بيع “السيكورسكي”؟

المركزية/26 حزيران/2020

لا يكاد يمر شهر او عام إلا وتتلقى فيه الشراكة بين القطاعين العام والخاص ضربات قاسية وقاصمة. وفي أحدث فصول هذا المسلسل، وافق مجلس الوزراء في جلسته امس على طلب مقدم من وزارة الدفاع لبيع طائرات السيكورسكي والهوكر هنتر التي حصل عليها لبنان قبل سنوات بموجب هبات.

وفي وقت قد ينبري البعض إلى تبرير خطوة الحكومة ووزارة الدفاع بإرادتهما الاستحصال على نوعية أفضل من الطائرات والعتاد، وهو أمر مبرر ومشروع ومنطقي، فإن ذلك لا يحجب الضوء عن تساؤلات، بل شكوك عن احتمالات أن يخفي القرار الحكومي بين طياته ما تسميه مصادر مطلعة على ملف طائرات السيكورسكي المخصصة لاخماد الحرائق، عبر “المركزية” صفقة جديدة قد تكون أطاحت الهبة الأولى لمصلحة خيارات نفعية ضيقة. ذلك أن خطوة مجلس الوزراء هذه تأتي على مسافة شهور معدودة من الذكرى الأولى لنكبة الحرائق الشهيرة التي التهمت الأخضر واليابس في الثروة الطبيعية اللبنانية في 15 تشرين الأول 2019. مشهد غابت عنه طائرات السيكورسكي التي ما استقدمت إلا للمساهمة في عمليات إطفاء النيران في هذا النوع من الكوارث الطبيعية والبيئية. وهو ما أدى إلى رسم كثير من علامات الاستفهام حول أسباب الغموض الذي غلف مصير هذه الطائرات وغيبها عن الصورة عندما دعت الحاجة الملحة إليها. وتكشف المصادر أن السبب الأساس وراء عدم التكمن من إخماد حرائق 15 تشرين الأول بهذه الطائرات، هو توقفها عن العمل منذ العام 2016، لا لشيء إلا لأن وزارة المال لم تؤمن الاعتمادات اللازمة للصيانة.

ومن هذا الباب تحديدا تطلق المصادر سهام الانتقاد، والاستنكار للقرار الحكومي، لافتة إلى أن التذرع بكلفة الصيانة الباهظة لا يعتد بها، لأن هذه الكلفة تبقى أقل من ثمن أي حريق يمكن أن تلتهم نيرانه ثروة طبيعية، إلى جانب كون الطوافة العادية (700 ليتر) التي قد يتم اللجوء إليها لا يمكن أن تتمتع بمفعول السيكورسكي نفسه، على اعتبار أن الطوافات من هذا الطراز تبلغ سعتها 4 آلاف ليتر. وتشدد المصادر على أن على عكس ما يعتقد كثيرون، فـإن استخدام السيكورسكي لا يقتصر على إخماد الحرائق، بل يمكن استعمالها في نقل الجنود، وقد استعملت في عمليات البحث عن ضحايا الطائرة الاثيوبية عام 2010. تختم المصادر مذكرة بأن قرار مجلس الوزراء غير سليم في حق الناس الذين سعوا إلى تأمين طائرات السيكورسكي، على رأسهم جمعية “أخضر دايم” وجم المصارف، إضافة إلى كثير من الهبات العينية والمالية التي أسهمت في نجاح هذه العملية مذكرة بأن وفدا من أفراد سلاح الجو في الجيش اختار هذه الطائرات وتسلمها في لندن وعاد بها إلى بييروت، مع العلم أن جمعية أخضر دايم كانت قدمت أيضا مبلغ مليون دولار، إضافة إلى أعمال الصيانة وتدريب الطيارين على استخدام هذه المروحيات، في ما جسد واحدا من أفضل وجوه الشراكة بين القطاعين العام والخاص، الذي مني اليوم بضربة حكومية قاسية.

 

دمشق تربط «السيادة» على مزارع شبعا بترسيم الحدود اللبنانية ـ السورية

بيروت: محمد شقير/الشرق الأوسط/26 حزيران/2020

يقول عدد من الذين شاركوا في مؤتمر الحوار الوطني الأول الذي عُقد بالبرلمان في أبريل (نيسان) 2006 بدعوة من رئيسه نبيه بري، إن المشاركين أجمعوا على سحب السلاح الفلسطيني من خارج المخيمات، وتنظيمه وضبطه داخلها، وترسيم الحدود اللبنانية - السورية، واستعيض في حينه عن الترسيم بتحديد الحدود، بناء على طلب الأمين العام لـ«حزب الله» حسن نصر الله، بذريعة أن الترسيم يتم بين دولتين متخاصمتين، بخلاف تحديد الحدود بين دولتين شقيقتين.

ويؤكد المشاركون في الحوار أن نصر الله أخذ على عاتقه التواصل مع القيادة السورية للبحث في إمكانية البدء في تحديد الحدود اللبنانية - السورية التي يبلغ طولها حوالى 375 كيلومتراً، إضافة إلى طلب مساعدتها في مسألة السلاح الفلسطيني؛ خصوصاً أنه لم يعد هناك مبرر لوجوده خارج المخيمات، وتحديداً في بلدة الناعمة الشوفية الواقعة جوار مطار رفيق الحريري الدولي، وفي بلدة قوسايا في البقاع الأوسط. ويكشف هؤلاء لـ«الشرق الأوسط» أن الحوار الذي أطلقه في حينه الرئيس بري شاركت فيه جميع المكونات السياسية على اختلاف انتماءاتها، ويرى أنه كان من الأفضل أن يتولى هو شخصياً «اللقاء الوطني» الذي استضافه أمس رئيس الجمهورية ميشال عون، ويعزون السبب إلى أنه الأقدر على جمع جميع الأطراف تحت سقف البرلمان، وهذا ما لم يؤمِّنه عون؛ لأن من قاطعه يعتبر أن من أقحم نفسه طرفاً في الخلافات بين القوى السياسية لا يستطيع أن يؤمِّن الحضور الوازن للقاء بعبدا. ويؤكد المشاركون أن دمشق استجابت في البدء لطلب لبنان تحديد الحدود؛ لكنها عادت وعدلت موقفها، مع أن الحكومة اللبنانية في حينها بادرت إلى تشكيل وفد سياسي – أمني - عسكري للتفاوض مع سورية، للتفاهم على آلية لتحديد الحدود بين البلدين، شرط أن يبدأ التفاوض من شمال لبنان.

ويعزون السبب إلى أن الحكومة فوجئت بطلب النظام في سوريا أن يبدأ ترسيم الحدود من منطقة مزارع شبعا المحتلة وتلال كفرشوبا، ويقولون إن لبنان تمنى على دمشق التوصل إلى اتفاق يقوم على إبرام الحكومتين اللبنانية والسورية لوثيقة توقع بينهما، وتُرفع إلى الأمم المتحدة للتأكيد على لبنانية المزارع التي كانت احتلتها إسرائيل في حرب يونيو (حزيران) 1967، وألحقها مجلس الأمن بالقرارين 338 و242، بذريعة أن قوة من حرس الحدود والجمارك السورية كانت توجد فيها أثناء الحرب. لكن دمشق استجابت شفوياً لطلب لبنان، بدلاً من أن تبرم وثيقة رسمية مع بيروت يصار إلى رفعها لمجلس الأمن لإلحاق المزارع بالقرار 425. وهذا ما عطل «تحديد» الحدود بين البلدين، وبالتالي فإن النظام في سوريا أبقى على المزارع كورقة ضغط يستخدمها لاحقاً في التفاوض مع إسرائيل، وبالتالي فإن ملكية المزارع كانت ولا تزال لبنانية، بينما السيادة فيها تبقى خاضعة لسوريا. وهكذا لم تنجح الجهود لإقناع دمشق بالتخلي عن سيادتها للمزارع التي أُلحقت بملف الصراع الإسرائيلي - السوري، ولاحقاً بإيران التي أصبحت من خلال «حزب الله» طرفاً فيه، وهذا ما عكسه أخيراً نائب رئيس الوزراء السوري وزير الخارجية وليد المعلم برفضه ترسيم الحدود، وهو بذلك يستعيد الموقف نفسه الذي أعلنه سلفه فاروق الشرع، وترتبت عليه سجالات في الداخل اللبناني بين مؤيد ومعارض. أما بخصوص السلاح الفلسطيني خارج المخيمات الذي لم يعد له مبرر، واتخاذ «الجبهة الشعبية - القيادة العامة» بزعامة أحمد جبريل من الناعمة وقوسايا مركزين عسكريين، فإن دمشق بادرت في حينها إلى إيفاد الأخير إلى بيروت باسم قوى التحالف الفلسطيني المدعومة سورياً وإيرانياً للتفاوض مع حكومة الرئيس فؤاد السنيورة، من دون أن تؤدي المفاوضات إلى جمع السلاح، ما يعني أن دمشق اختارته لهذه المهمة لتمرير رسالة إلى الخارج، وهي أن قوى التحالف هي الممثل الوحيد للفلسطينيين، بالنيابة عن «منظمة التحرير» بقيادة محمود عباس «أبو مازن».

وعليه فإن دمشق توخت من رفضها ترسيم الحدود توجيه رسالة تتجاوز «قانون قيصر» إلى المجتمع الدولي الذي يلح على الحكومة اللبنانية، لوقف التهريب بإقفال المعابر غير الشرعية المتداخلة جغرافياً بين البلدين.

 

فضيحة: 59 دواء أمراض مزمنة مشكوك بصلاحيتها.. مصدرها إيران

المدن 27 حزيران/2020

كشف النائب فادي سعد عن فضيحة تطال قطاع الأدوية "المتفلّت" على حد تعبيره. وأوضح في مؤتمر صحافي عقده في مجلس النواب يوم الجمعة 26 حزيران، أن "الأدوية نوعان، أدوية كيمائية ممكن أن يكون لها "جنريك"، فكل دواء له "براند" أي الدواء الأساسي، والجنريك أي النسخة الشرعية عنه. ولا أتحدث هنا عن هذه الأدوية حتى لو لم تكن جودتها مئة بالمئة. هذه الأدوية لها علاقة بمرض الضغط والسكري والأوجاع. أنا أتحدث عن أدوية Biosimilaires التي تستعمل للأمراض المزمنة، ولا يمكن لأي أحد ولا للدولة السماح باستعمال أدوية غير مطابقة للمواصفات وغير متأكدة من جودتها. وقد علمنا أن في لبنان 59 دواء Biosimilaires أتت من دول غير مرجعية. فالأدوية التي تأتي من دول محددة من قبل منظمة الصحة العالمية هي دول مرجعية معروفة، ولا مشكلة معهم. وهنا نتحدث عن 350 دواء في لبنان أتت من دول مرجعية. المشكلة أن هناك 59 دواء Biosimilaires أتت من دول غير مرجعية، ومشكوك بطريقة تسجيلها في وزارة الصحة اللبنانية، ولا تحمل شهادة الجودة. وهذا أمر أساسي لتسجيل الدواء في القانون اللبناني، وفي قوانين وزارة الصحة".

جدل حول صحة أدوية

ولفت إلى أن "هناك جدلاً حصل حول أدوية إيرانية مثل Biosimilaires، سواء في الإعلام وفي مواقع التواصل، ولم نر تعاطياً جدياً مع موضوع الدواء الإيراني في لبنان. وهنا يهمني أن أوضح أني لا أقارب الموضوع من منطق سياسي أو عقوبات أو حصار أو أن ايران تمثل فريقاً نحن على خصومه سياسية معه، بل انطلق من منطلق علمي. وإلى اليوم، لا أرى معالجة جدية لموضوع الأدوية الايرانية أو الـ Biosimilaires التي أتت من دول غير مرجعية. أقول أن هذه الأدوية يتم تسجيلها بطريقة سريعة. والحجة أننا بحاجة إلى أدوية سعرها أقل من الـ"براند"، وأنا موافق على هذا الموضوع. إنما أي دواء يدخل إلى لبنان مشكوك بفعاليته، سوف أعارضه حتى لو كان من دولة صديقة أو من أي دولة كانت".

وأوضح "إن أي دواء يسجل في لبنان، يحتاج إلى سنة ونصف السنة أو سنتين"، وقال: "هناك أدوية تأتي من دول مرجعية تم تقديم طلباتها منذ 2016 و2017 و2018، ولا تزال في الأدراج تنتظر من يرتشي حتى تأخذ طريقها. هذه ليست تهمة، حتى معالي وزير الصحة يقول أن هناك شكاً كبيراً حول انتفاع البعض من هذا الموضوع. إذاً، هناك أدوية من دول مرجعية ما تزال نائمة في الادراج منذ 3 أو 4 سنوات، ومن ثم يأتي دواء من إيران يبدأ التسجيل في شهر تشرين الأول 2019، وفي غضون شهرين يصبح مسجلاً! حتى اليوم هناك 24 طلب تسجيل، ستة منها باتوا على لوائح وزارة الصحة، ولا يوجد منها في الأسواق. وهي جاهزة للدخول في أي مناقصات لدخول الأسواق اللبنانية، ولدي مستندات تبين إحالات من وزير الصحة السابق جميل جبق. وهنا، لا أتهم أحداً، بل أشرح ما يحصل. فالوزير جبق أجرى خمس إحالات. والمطلوب تسريع تسجيل الأدوية. وكل هذه الإحالات تخص الدواء الإيراني فقط"!

الأدوية الإيرانية

إن إيران دولة غير مرجعية بالنسبة لوزارة الصحة، تابع سعد، ولدي لائحة بالمختبرات المعتمدة من قبل وزارة الصحة اللبنانية، لا يوجد من بينها المختبرات الإيرانية. وإذا أرادوا إدخالها فليقولوا أن المختبرات الإيرانية هي في هذه اللائحة. عندما نسأل فإن الجواب هو أن المختبرات الإيرانية هي مختبرات مرجعية لمنظمة الصحة العالمية. ما يهمني هو المختبرات المرجعية في وزارة الصحة اللبنانية وليس منظمة الصحة العالمية.

على أي حال، "المختبرات الإيرانية التي تحوز موافقة منظمة الصحة العالمية لا تملك الترخيص المتعلق بـBiosimilaires. هذه الأدوية تحتاج إلى شهادات فحص وتحاليل لها علاقة بالجودة والصفاء، وإلى تجارب عيادية. وهذه لا يمكن إجراؤها لا في إيران ولا في السعودية إنما في دول مثل أميركا أو أوروبا ذات مرجعية، لأن لديها الأنظمة التي تحمي الخلل في هذه الدراسة". كما أن الأدوية الموجودة في لبنان وعددها 59 هي من دول غير مرجعية، ويجب أن ترسل إما إلى التحليل في دول مرجعية، وتحديداً أميركا أو أوروبا وغيرها. وليس من المسموح دخول أي دواء إلى لبنان غير حائز على شهادة تحليل ودراسة عيادية سريرية في هذه البلدان. وغير ذلك، فإننا سنكون متهاونين بصحة المواطن، لأن هذه الأدوية تتعلق بالأمراض المزمنة، ولا يمكن إجراء التجارب عندنا. فإذا كانوا يعتقدون أن استعمال لبنان للتجارب العيادية فهم مخطئون. وهذا ما بحثنا فيه اليوم مع وزير الصحة، على أن يعاد النظر بتسجيل هذه الأدوية الـ59. وكل دواء غير حائز على شهادة من دولة مرجعية، وعدنا الوزير أن يوقفه، ولا أحمل الوزير الحالي المسؤولية بل وزارات الصحة المتعاقبة".

أدوية مشكوك بصحتها

وإذ جزم سعد أن المسألة خطيرة، قال: "هناك دواء اسمه Linoma وهو يعطى لمرضى سرطان الدم، وجاء هبة من إيران، ويوزع في مستشفى الكرنتينا من مستودعات وزارة الصحة. وهنا قلت للوزير: ليس لنا الحق حتى لو كان هبة. وقد بحثت عنه في كل العالم، وهو غير موجود، إنما هو صادر من إيران وغير مستعمل خارج إيران. وأرفض إعطاء الشعب اللبناني دواء كهبة وأجري تجارب عليه. هذا باعتراف وزير الصحة، الذي أطلب منه فوراً إيقاف العمل بهذا الدواء. وأنا أفضل ألا يتناول المريض دواء على أن يتناول دواء يحدث عوارض جانبية".

الدواء الثاني الذي سجل على لوائح وزارة الصحة هو Cutixima. هذا الدواء له عوارض جانبية، وجرى سحبه من الأسواق في الأرجنتين والعراق. وأقول فقط، ليس من باب الاستهداف السياسي، فهذان البلدان دولتان صديقتان لإيران. إذا هذه هي خطورة استعمال الـBiosimilaires من دون دراسات عيادية.

وأعلن سعد أن في وزارة الصحة لجنة تهتم بفحص Biosimilaires مؤلفة من شخص واحد، وقال: "لا يمكن أن يمثل شخص واحد لجنة، في بلد يفترض أنه يعتبر نفسه مستشفى الشرق".

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

وسط تزايد الضربات الإسرائيلية على أهداف إيرانية في سوريا.. هل الروس يرحبون بها ضمناً؟

صوت بيروت إنترناشونال"/26 حزيران/2020»

في ظل ترقب دولي للتداعيات الأخيرة على المنطقة، خاصة بعد دخول قانون “قيصر” حيز التنفيذ, وكذلك في ظل التوقعات من توجيه ضربة إسرائيلية لمعقل حزب الله في الضاحية الجنوبية لبيروت، تتجه الانظار إلى ماهية المرحلة المقبلة في سوريا والمنطقة.  فقد عدّ مسؤول عسكري سابق في تل أبيب، الغارات التي شنتها إسرائيل على 4 محافظات سورية الليلة قبل أيام، استئنافاً لـ«ملاحقة» الوجود الإيراني، وسط صمت روسي على ذلك. وكان  «المرصد السوري لحقوق الإنسان»،  قد أكد  «استهداف الضربات الإسرائيلية مواقع للميليشيات الموالية لإيران على طريق السخنة – دير الزور، شرق سوريا، وقتل إثرها 5 عناصر منهم». كما أفاد بأنه «قُتل ما لا يقل عن اثنين من عناصر الدفاع الجوي لقوات النظام، وأصيب آخرون، جراء القصف الذي استهدف مركز اتصالات وراداراً، في أحد التجمعات التابعة لقوات النظام التي توجد فيها ميليشيات موالية لإيران، في منطقة تل الصحن في ريف السويداء».

ورداً على سؤال لوكالة الصحافة الفرنسية، رفض الجيش الإسرائيلي التعليق، لكن الجنرال عاموس يدلين، الرئيس الأسبق لشعبة الاستخبارات العسكرية في الجيش الإسرائيلي (أمان)، المعروف بقربه من المؤسسة، تحدث عن القصف بشكل صريح، الأربعاء، وقال إن «الهجمات الواسعة في سوريا، الليلة (قبل) الماضية، تدل على أن التقديرات الإسرائيلية الأخيرة القائلة إن الإيرانيين بدأوا يغادرون سوريا لم تكن سوى تعبير عن أمنيات وهمية». وتجاهلت موسكو، أمس، الغارات الإسرائيلية، مع بروز ردود فعل فيها انتقدت مضمون حديث وزير الخارجية السوري وليد المعلم قبل يومين. وقال خبير في مركز دراسات مختص بشؤون الشرق الأوسط، لـ«الشرق الأوسط»، إن «الوقائع تظهر أن النظام بات عاجزاً عن تغيير سلوكه» ومواجهة المشكلات الجدية التي تتعرض لها سوريا حالياً. ورأى أن «المشكلة الرئيسية تكمن في ازدياد القناعة لدى النخب الروسية بعدم القدرة على فصل النظام عن إيران، مع ما ينعكس من ذلك على آليات التعامل مع الملفات المختلفة المطروحة حالياً». وفي المقابل يرى مراقبون أن الصمت الروسي التام عن الضربات المتكررة على أهداف إيرانية في العمق السوري، ربما يفسر بأنه ضوء أخضر لشل حركة أذرع إريان في سوريا، مع سعي لاطراف طولية لإيجاد حل سياسي في سوريا بعيد عن محور طهران

 

إيران: انفجار خزان غاز قرب موقع عسكري جنوبي طهران

طهران: «الشرق الأوسط/26 حزيران/2020»

أعلنت وزارة الدفاع الإيرانية، اليوم (الجمعة)، أن انفجار خزان غاز وقع في وقت متأخر من يوم أمس بالقرب من موقع عسكري جنوبي العاصمة طهران. وذكر المتحدث باسم وزارة الدفاع، داوود عبدي، في تصريحات للتلفزيون الرسمي، أن الانفجار لم يتسبب في تضرر أي منشآت عسكرية.

ولم يذكر المتحدث أي تفاصيل بشأن أسباب الانفجار.

 

الأمن العراقي يداهم مقر كتائب «حزب الله» ويعتقل 13 من عناصره ضبطوا وفي حوزتهم صواريخ معدة للإطلاق

بغداد/الشرق الأوسط/26 حزيران/2020

داهمت قوات الأمن العراقية، في وقت متأخر من يوم أمس (الخميس)، مقر فصيل تدعمه إيران جنوبي بغداد، وصادرت صواريخ واعتقلت 13 من عناصر الفصيل. وأضوح مصدران في الحكومة العراقية لوكالة "رويترز" للأنباء"، أن الفصيل المستهدف هو كتائب حزب الله، الذي تدعمه إيران وتتهمه الولايات المتحدة بإطلاق صواريخ على قواعد تستضيف القوات الأميركية ومنشآت أخرى في العراق. وقال مصدر حكومي ومسؤولان أمنيان آخران لوكالة الصحافة الفرنسية، إن الأشخاص الذين تم اعتقالهم في منطقة الدورة جنوب بغداد، ضبطوا وفي حوزتهم صواريخ معدة للإطلاق. وقال المسؤول الحكومي، إن القوة "عثرت على ثلاث منصات وتم اعتقال 13 مقاتلاً". ومنذ أكتوبر (تشرين الأول) 2019، استهدف أكثر من 33 صاروخاً منشآت عراقية تستضيف دبلوماسيين أو جنوداً أجانب، منها ستة هجمات خلال الأسبوعين الماضيين فقط. وتبنت جهات غامضة عدداً قليلاً من تلك الهجمات، اعتبرها محللون واجهة مزيفة للفصائل الموالية لإيران. وعقد رئيس الحكومة العراقية مصطفى الكاظمي، الأسبوع الماضي، اجتماعاً لمجلس الأمن الوطني لمناقشة مسألة الصواريخ، وتعهد ملاحقة المسؤولين عنها. وبلغ التوتر ذروته بين واشنطن وطهران في يناير (كانون الثاني) عندما قتلت الولايات المتحدة الجنرال الإيراني قاسم سليماني ونائب رئيس هيئة الحشد الشعبي العراقي أبو مهدي المهندس بغارة نفّذتها طائرة مسيّرة في بغداد. ورداً على العملية، صوّت النواب الشيعة في البرلمان العراقي على إنهاء وجود القوات الأجنبية في البلاد بينما هددت واشنطن بفرض عقوبات مشددة على بغداد. وأواخر مارس (آذار)، تراجعت حدة السجال بينما تباطأت وتيرة الهجمات الصاروخية بشكل كبير، لكنها تسارعت مجدداً قبل أسبوعين مع بدء الولايات المتحدة والعراق محادثات ثنائية. وتهدف المحادثات التي انطلقت في 11 يونيو (حزيران)، إلى وضع إطار عمل لوجود القوات الأميركية في البلاد وتعزيز العلاقات الاقتصادية والثقافية. وكجزء من الحوار "الاستراتيجي" بين البلدين، تعهّدت واشنطن مواصلة خفض عديد جنودها في البلاد والذين بلغ عددهم نحو 5200 العام الماضي، بينما تعهّد العراق أن يحمي على أراضيه العسكريين المنضوين في التحالف الذي تقوده واشنطن ضد تنظيم داعش.

 

السعودية ترحب بإعلان كوسوفا «حزب الله» منظمة إرهابية

الرياض/الشرق الأوسط/26 حزيران/2020

رحّبت السعودية، اليوم (الخميس)، بقرار حكومة كوسوفا إعلان «حزب الله» بجناحيه السياسي والعسكري منظمة إرهابية في إقليم الجمهورية. ونوّهت وزارة الخارجية السعودية في بيان، بأهمية تلك الخطوة في تعزيز الأمن والسلم الإقليمي والعالمي. وحثت الوزارة المجتمع الدولي على اتخاذ موقف مماثل للتصدي للإرهاب والجماعات الإرهابية حول العالم.

 

وكالة الأدوية الأوروبية تقر «ريمديسيفير» كأول علاج لـ«كورونا»

أمستردام/الشرق الأوسط/26 حزيران/2020

أوصت وكالة الأدوية الأوروبية بالموافقة المشروطة على استخدام عقار «ريمديسيفير» المضاد للفيروسات الذي تنتجه شركة «غيلياد ساينسز» مع مرضى فيروس كورونا المستجد ليصبح بذلك أول عقار يقترب من الحصول على الضوء الأخضر كعلاج لهذا المرض بالقارة الأوروبية.

وقالت الوكالة، اليوم (الخميس)، إن لجنتها المعنية بالأدوية البشرية أوصت باستخدام العقار مع المرضى الذين لا يقل عمرهم عن 12 عاماً ويعانون من الالتهاب الرئوي وفي حاجة إلى مدهم بالأكسجين.وسعر العقار بالمنطقة غير معروف بعد، لكن سعره بالولايات المتحدة قد يصل إلى 5080 دولاراً لدورة العلاج الواحدة، في حين ستبيعه شركات هندية للأدوية البديلة التي تحمل الخصائص نفسها، لكن ليس بالاسم التجاري نفسه بسعر بين 5000 و6000 روبية (66.13 و79.35 دولار). وتأتي مصادقة وكالة الأدوية الأوروبية بعد بضعة أسابيع من مراجعة عاجلة، وهي تعني أن بإمكان الأطباء وصف عقار شركة «غيلياد»، والذي سيُطرح بالاسم التجاري «فيكلوري»، للمرضى في أوروبا بمجرد الحصول على موافقة المفوضية الأوروبية، وهي عادة ما تقر توصيات لجنة الأدوية البشرية. وموافقة الاتحاد الأوروبي المشروطة على تسويق العقار تسمح ببيعه لمدة سنة في دول الاتحاد السبع والعشرين قبل أن تكون كل البيانات الضرورية المتعلقة بالفعالية والآثار الجانبية متاحة، وسيتعين على شركة «غيلياد»، أن تقدم البيانات النهائية في موعد غايته ديسمبر (كانون الأول). ونال عقار «ريمديسيفير» بالفعل موافقة على استخدامه بشكل استثنائي في الحالات الحادة وذلك في الولايات المتحدة والهند وكوريا الجنوبية، ونال موافقة كاملة في اليابان.

 

«الخارجية الأميركية»: تركيا منفذاً لتدفق الإرهابيين إلى سوريا والعراق وقالت إن أنقرة استخدمت الانقلاب الفاشل لتصفية المعارضة

واشنطن: معاذ العمري/الشرق الأوسط/26 حزيران/2020

اعتبرت وزارة الخارجية الأميركية تركيا بلداً مصدراً للإرهابيين، وتسهل عبور المقاتلين الإرهابيين الذين يسعون للانضمام إلى مناطق الصراع في سوريا والعراق، كما قالت بأن أنقرة استخدمت حركة الانقلاب الفاشلة في عام 2016 ذريعة لها في تصفية المعارضين، واعتقال المواطنين. وكشف تقرير الدول ومكافحة الإرهاب لعام 2109 الذي أعدته وزارة الخارجية، عن انتهاكات تركيا لحقوق الإنسان واعتقال مواطنين أتراك، وكذلك مواطنين أجانب مقيمين في تركيا، بما فيهم مواطنون أميركيون، وموظفون محليون في بعثة الولايات المتحدة إلى تركيا، بزعم ارتباطهم بحركة غولن المعارض التركي للرئيس رجب إردوغان. وأفاد التقرير (حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه) بأن تركيا بلد يسهل عبور المقاتلين الإرهابيين، الذين يسعون للانضمام إلى «داعش» والجماعات الإرهابية الأخرى التي تقاتل في سوريا والعراق، رغم أنها عضو نشط في التحالف العالمي لهزيمة داعش. ووفقًا للبيانات العامة، اعتبارًا من نوفمبر (تشرين الثاني) تضمنت قائمة «الممنوعين من الدخول» في تركيا حوالي 7600 فرد. وبين منتصف نوفمبر وأوائل ديسمبر (كانون الأول) 2019. قامت الحكومة التركية بترحيل أو منع دخول أكثر من 70 شخصًا بسبب الإرهاب المزعوم، وأفادت وزارة الداخلية أنه حتى 9 ديسمبر (كانون الأول)، كان هناك 1.174 عضواً في داعش و115 من أعضاء «القاعدة» في الحجز التركي. وأضاف التقرير: «في أعقاب محاولة الانقلاب في يوليو (تموز) 2016. وصفت الحكومة التركية حركة فتح الله غولن المنفي بأنها «منظمة فتح الله الإرهابية»، وهي ليست مصنفة على أنها منظمة إرهابية في الولايات المتحدة، وواصلت الحكومة أيضاً فصل الموظفين العسكريين والأمنيين والمدنيين من الوظائف العامة في عام 2019. منذ محاولة الانقلاب الفاشلة في عام 2016، قامت الحكومة بفصل أو تعليق أكثر من 130.000 موظف مدني وأفراد من القوات المسلحة من الوظائف العامة. وأشار تقرير وزارة الخارجية أن تركيا قبضت على أكثر من 80 ألف مواطن تركي وسجنهم بسبب ادعاءات انتمائهم لحركة غولن، وأغلقت أكثر من 1500 منظمة غير حكومية. واعتبر التقرير أن تركيا لديها تعريف واسع للإرهاب يشمل الجرائم ضد النظام الدستوري، والأمن الداخلي والخارجي للدولة، وجميعها تستخدمها الدولة تحت بند الإرهاب، واستخدمت الحكومة بانتظام القانون لتجريم ممارسة حرية التعبير، وحرية التجمع، وحقوق الإنسان الأخرى. ووفقا لوزارة الداخلية التركية، أحالت السلطات أكثر من 10 آلاف حساب على وسائل التواصل الاجتماعي إلى السلطات القضائية، متهمة تلك الحسابات بأنها تنشر دعايات مزعومة تتعلق بالإرهاب، وفي الربع الأول من عام 2019 وحده، ألقت القبض على أكثر من 3600 مستخدم يواجهون إجراءات قانونية بسبب أنشطتهم على وسائل التواصل الاجتماعي.

كما أدت الضربات الأميركية على أهداف تنظيم «داعش» في ليبيا إلى مزيد من التدهور لهذه المجموعة، فيما واصلت حكومة الوفاق الوطني العمل مع الولايات المتحدة لمكافحة انتشار الجماعات الإرهابية مثل داعش في ليبيا وتنظيم «القاعدة» في المغرب، وإن كان ذلك بدرجة محدودة بعد مغادرة القوات الأميركية من ليبيا في أبريل (نيسان) من عام 2019. لبنان: وفي لبنان، قال التقرير الخاص للدول في مكافحة الإرهاب لعام 2019. بأن الجماعات الإرهابية العاملة في لبنان مثل حزب الله وداعش وحماس وكتائب عبد الله عزام. كانت حاضرة في لبنان، ومن بين هؤلاء ظلت جماعة حزب الله الإرهابية والمدعومة من إيران هي الأكثر قدرة. وأشار إلى أنه في أغسطس (آب) 2019. نشرت إسرائيل علانية معلومات حول جهود «حزب الله» لإنتاج صواريخ موجهة بدقة إلى الأراضي الإسرائيلية من داخل لبنان، كما أعلن حزب الله أن المجموعة تمتلك ما يكفي من الصواريخ لمواجهة إسرائيل لكنه نفى أنها تطور الأسلحة في مصانع في لبنان. وأضاف: «بين ديسمبر (كانون الأول) 2018 ويناير (كانون الثاني) 2019. كشفت إسرائيل ودمرت أنفاقاً متعددة حفرها حزب الله تحت الحدود مع إسرائيل، والتي كان يمكن استخدامها في الهجمات الإرهابية، ورغم السياسة الرسمية للحكومة اللبنانية المتمثلة في الانفصال عن النزاعات الإقليمية، واصل «حزب الله» دوره العسكري في العراق وسوريا واليمن، بالتعاون مع النظام الإيراني. وتطرق التقرير إلى المخيمات الفلسطينية الـ12 في لبنان أنها ظلت خارج سيطرة قوات الأمن اللبنانية إلى حد كبير، وتشكل تهديداً أمنياً بسبب احتمال تجنيد النشطاء والتسلل الإرهابي. بالإضافة إلى ذلك، ورد أن العديد من الأفراد المدرجة أسماؤهم في قائمة مكتب التحقيقات الفيدرالي، المطلوبين أو المدرجين من قبل وزارة الخارجية أو وزارة الخزانة، على أنهم إرهابيون عالميون مصممون خصيصاً، ظلوا في لبنان.

 

اجتماعات مكثفة في البيت الأبيض تؤجل قراراً حول «الضم»

مسؤول تحدث إلى«الشرق الأوسط» عن عودة السفير الأميركي إلى إسرائيل

واشنطن: هبة القدسي/الشرق الأوسط/26 حزيران/2020

قال مسؤولون أميركيون، الخميس، إن الإدارة الأميركية لم تتوصل بعد إلى قرار نهائي بشأن الخطوة الإسرائيلية لضم مستوطنات بالضفة الغربية، وذلك، بعد ثلاثة أيام من المحادثات المكثفة بين المسؤولين داخل البيت الأبيض. وأوضح مساعدون للرئيس الأميركي، أن الاجتماعات انتهت دون أي قرار نهائي حول منح إسرائيل الضوء الأخضر لضم أجزاء من الضفة الغربية المحتلة. واستضاف البيت الأبيض خلال الأيام الماضية محادثات شارك فيها السفير الأميركي لدى إسرائيل ديفيد فريدمان، ووزير الخارجية مايك بومبيو والمستشار الخاص للرئيس جاريد كوشنر والممثل الأميركي للمفاوضات الدولية آفي بيركوينتز.

وأوضحت مصادر بالبيت الأبيض، أن النقاشات تركزت على تحديد شكل ونطاق التحركات الإسرائيلية ونوع السيادة التي مقتضاها تنفذ إسرائيل هذا الضم للضفة الغربية، والتي يمكن للولايات المتحدة دعمها. وإنشات الولايات المتحدة لجنة لرسم خرائط أميركية إسرائيلية مشتركة تعمل منذ عدة أشهر في تحديد المنطقة التي يمكن لإسرائيل ضمها. وتطرقت المحادثات، أيضا، إلى ما إذا كان الرئيس ترمب سيؤيد ويبارك خطوات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، حتى لو لم يوافق وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس، في وقت يملك فيه نتنياهو أصواتا كافية في الكنيست تؤمن له هذه الخطوة.

من جهته، قال مسؤول كبير بالبيت الأبيض في تصريحات خاصة لـ«الشرق الأوسط»، إن «الاجتماعات التي استضافها البيت الأبيض هذا الأسبوع حول خطة ترمب للسلام، كانت مثمرة وسوف يعود السفير الأميركي فريدمان إلى إسرائيل مساء الخميس (أمس)، مع المبعوث الخاص آفي بيركوينتز وعضو لجنة رسم الخرائط سكوت ليث، لعقد مزيد من الاجتماعات والقيام بمزيد من التحليل». وأضاف «لا يوجد حتى الآن قرار نهائي بشأن الخطوات التالية لتنفيذ خطة ترمب».

وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، قد تعهد، ببدء عملية ضم مستوطنات الضفة الغربية، بحلول الأول من يوليو (تموز)، إلا أن الحماس الأميركي للخطوة بدا خافتا وسط معارضات من كل صوب وجهة وبسبب المخاطر التي قد تنجم من مضي إسرائيل في خطتها. لذا اقترح مسؤولو الإدارة ضم عدد أقل من المستوطنات، والقيام بخطوات هادئة ومرحلية تبدأ فيها إسرائيل بإعلان السيادة فقط على عدة مستوطنات في محيط القدس.

وكان وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، قد أكد دعم الإدارة الأميركية لخطة إسرائيل ضم جزء من الضفة الغربية رغم كل التحذيرات من الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي وجامعة الدول العربية والديمقراطيين في الكونغرس، من عواقب وخيمة وتداعيات للإقدام على هذه الخطوة التي ينوي رئيس الوزراء الإسرائيلي القيام بها بحلول يوليو، لضم مستوطنات الضفة الغربية وغور الأردن (حوالي 30 في المائة من الأراضي الفلسطينية)، إلى السيادة الإسرائيلية. وقال في مؤتمر صحافي بوزارة الخارجية، الأربعاء، إن القرارات حول توسيع سيادة إسرائيل إلى تلك الأماكن هي قرارات يتخذها الإسرائيليون ونحن نتحدث مع جميع الدول في المنطقة حول كيف يمكننا إدارة هذه العملية لتحقيق هدفنا النهائي. وأشار إلى أن بعض الدول بالمنطقة أيدت خطة الإدارة الأميركية للسلام التي أعلن عنها الرئيس ترمب في يناير (كانون الثاني) الماضي، وقال بومبيو: «يؤسفني فقط أن السلطة الفلسطينية رفضت المشاركة في ذلك»، وأضاف «ما زلت آمل في الأسابيع المقبلة أنه يمكننا البدء في إحراز تقدم حقيقي».

وكان مسؤولون بالخارجية الأميركية قد عبروا عن قلقهم من المعارضة القوية من الدول العربية ودول الخليج، خصوصا مع اعتبار العاهل الأردني الملك عبد الله، أن الضم من جانب واحد غير مقبول، وهدد بإعادة النظر في معاهدة السلام الإسرائيلية الأردنية الموقعة عام 1994 إذا مضى نتنياهو قدما في هذه الخطوة. ويزداد القلق من ردود الفعل العربية والدولية مع انشغال الإدارة الأميركية بأمور داخلية كثيرة، من بينها تداعيات مقتل جورج فلويد والمظاهرات، وتفشي وباء «كورونا» وما يصاحبه من تداعيات اقتصادية، إضافة إلى الانشغال بالانتخابات الرئاسية. لذا تسعى الإدارة الأميركية إلى إبطاء عملية الضم وتقنينها في إطار محدود. وأشار مصدر مطلع، إلى أن واشنطن أوضحت أنها تريد أن تتوصل حكومة الإسرائيلية إلى توافق قبل المضي في أي إجراءات، خاصة مع تردد وزير الدفاع الإسرائيلي غانتس في دعم هذه الخطة.

ومن المقرر أن يعلن مسؤولو إدارة ترمب هذا الأسبوع موقفهم وما إذا كان سيتم الموافقة على خطة نتنياهو، لكن تصريحات مستشارة الرئيس كيليان كونوواي للصحافيين في حديقة البيت الأبيض مساء الأربعاء، أكدت توجه الإدارة الأميركية نحو إعلان تأييد هذه الخطوة دون تحديد توقيت. وقالت كونوواي إن «الرئيس ترمب سيعلن قريبا إعلانا كبيرا يتعلق بمنطقة الشرق الأوسط بناء على المحادثات الجارية حول إمكانية قيام إسرائيل بضم أجزاء من الضفة الغربية».

وأضافت «هناك محادثات كثيرة جارية ومن الواضح أن الرئيس ترمب سيعلن شيئا، وقد تحدث عن هذا في الماضي، وهو سيقوم بإعلان كبير ويسعدنا استمرار هذه المحادثات». وأضافت أن «هذه المحادثات حول السيادة الإسرائيلية كان لا يمكن أن تتم من دون العلاقات الأميركية الإسرائيلية القوية خلال السنوات الثلاث ونصف السنة، التي كان فيها الرئيس ترمب أفضل صديق لإسرائيل».

 

أنقرة تشترط انسحاب «الوطني» من وسط ليبيا لإجراء محادثات

أنقرة: سعيد عبد الرازق/الشرق الأوسط/26 حزيران/2020

أعلنت تركيا أمس أن حكومة الوفاق الليبي، برئاسة فائز السراج، تطالب بانسحاب قوات «الجيش الوطني» الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر من مدينة سرت الساحلية ومنطقة الجفرة «كشرط مسبق» لإجراء محادثات من أجل التوصل لوقف إطلاق النار. وقال المتحدث باسم الرئاسة التركية، إبراهيم كالين، في مقابلة تلفزيونية إن الولايات المتحدة، التي حثتها تركيا على الاضطلاع بدور أكثر فعالية في ليبيا، تعزف عن لعب «دور حاسم» في الصراع. مشيرا إلى أن روسيا تدعم حفتر بوضوح، وأن بلاده ستواصل التعبير عن عدم ارتياحها مع موسكو. وفي أول رد فعل رسمي تركي على التصريحات، التي أدلى بها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي السبت الماضي، والتي أعلن فيها أن مصر تمتلك الشرعية للتدخل في ليبيا، وأن سرت والجفرة تمثلان خطا أحمر بالنسبة لمصر، قال وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو: «السيسي قال إن سرت والجفرة تعتبران خطا أحمر... هاتان المدينتان بعيدتان عن الحدود المصرية وتقعان وسط البلاد، فكيف تعتبران خطا أحمر بالنسبة لمصر؟». وزعم الوزير التركي أن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي «لديه أطماع في الأراضي الليبية»، ودعاه إلى الكشف عن أسباب تصنيفه لهاتين المدينتين بالخط الأحمر بالنسبة لمصر.

ورفضت تركيا من قبل المبادرة المصرية، التي أطلقها الرئيس السيسي في 6 يونيو (حزيران) الجاري لوقف إطلاق النار في ليبيا، وبدء عملية سياسية في إطار الأمم المتحدة، كما رفضتها حكومة السراج أيضا، رغم التأييد الواسع لها، عالميا وإقليميا. في السياق ذاته، اتهم جاويش أوغلو فرنسا بالتناقض مع نفسها بشأن ليبيا، من خلال دعمها للمشير خليفة حفتر من جهة، ودعم مجلس الأمن الدولي، الذي تتمتع حكومة الوفاق الوطني بعضويته، من جهة أخرى. وقال جاويش أوغلو في مقابلة إذاعية، أمس، إن حكومة السراج، الموالية لبلاده، باتت تحظى بدعم دول كثيرة في الفترة الأخيرة، لا سيما بعدما بدأت الكفة تميل لصالحها مؤخرا بفضل الدعم التركي، مبرزا أن هذا الوضع بات يقلق فرنسا على وجه الخصوص.

وبخصوص تصريحات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، التي قال فيها إن تركيا تمارس «لعبة خطيرة» في ليبيا، أعرب جاويش أوغلو عن قلقه البالغ من الوجود الفرنسي في ليبيا. وقال إن فرنسا باتت تعيش «خسوفا في العقل»، عقب إطلاق تركيا عملية «نبع السلام» شمال شرقي سوريا في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، و«بدأت منذ ذلك الوقت بدعم الانفصاليين والانقلابيين في أي مكان». وأضاف الوزير التركي أن «الأمم المتحدة تعترف بحكومة الوفاق الوطني، برئاسة السراج، وتدعو جميع الدول لقطع صلاتها بالأطراف الأخرى في ليبيا، بينما فرنسا تتناقض مع نفسها بهذا الشأن، لكونها من الدول الخمس الدائمة في مجلس الأمن... وهذا التصرف يعد نفاقا وخداعا، ولهذا السبب الجميع يرى مدى خطورة اللعبة الفرنسية في ليبيا». كما اتهم جاويش أوغلو الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بالوقوف خلف ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في ليبيا، داعيا لمحاسبة المسؤولين.

وقال إن فرنسا تدعم مساعي الإرهابيين في تأسيس دويلة شمال سوريا، وتقسيم ليبيا، في محاولة من ماكرون للعودة ببلاده إلى عهدها الاستعماري السابق، مضيفا: «ماكرون يتجاوز حدود اللعبة الخطيرة، وقد أعلنا ذلك أكثر من مرة... إنه يعيش خسوفا عقليا». في المقابل، طالب وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لو دريان بضرورة إجراء الاتحاد الأوروبي مناقشة بشأن العلاقات المستقبلية مع تركيا، في وقت يتعمق فيه الخلاف بين أنقرة وباريس بسبب الملف الليبي. وقال لو دريان في جلسة لمجلس الشيوخ الفرنسي حول تركيا: «نعتقد أنه يتوجب على الاتحاد الأوروبي أن يجري مناقشة «بلا محرمات وبلا سذاجة»، بخصوص التوقعات الخاصة بالعلاقات المستقبلية مع تركيا»، مشيرا إلى ضرورة أن يدافع الاتحاد الأوروبي عن مصالحه بشكل حازم لأنه يمتلك القوة للقيام بذلك. وأكد الوزير الفرنسي أن الدور التركي في ليبيا «مثير للقلق، فأنقرة ترسل المرتزقة السوريين إلى ليبيا، وتحول ليبيا إلى سوريا أخرى، وهم (أعضاء الاتحاد الأوروبي) يقفون متفرجين»، مشيرا إلى أنهم بحاجة إلى إيضاحات حول الدور الذي تلعبه تركيا في ليبيا. من جانبه، قال نائب الرئيس التركي، فؤاد أوكطاي، إن بلاده «تسطر الآن التاريخ في ليبيا بعدما مزقت الخرائط والمخططات التي كانت تهدف لإقصائها عن شرق البحر المتوسط». وأضاف أوكطاي، في تصريحات أمس، أن حكومة السراج تمكنت، بدعم من أنقرة، من إفشال المؤامرات التي كانت تحاك في ليبيا، والقانون الدولي هو ما يحدد مستقبل السلام بليبيا الآن. وأكد أوكطاي أن تركيا ستواصل وقوفها بقوة إلى جانب الليبيين «إلى أن يعم السلام والاستقرار والعدل في سائر مناطق ليبيا».

 

«سد النهضة» أمام مجلس الأمن مجدداً الاثنين المقبل

نيويورك: علي بردى - القاهرة: محمد عبده حسنين - الخرطوم: أحمد يونس/الشرق الأوسط/26 حزيران/2020

علمت «الشرق الأوسط» أن مجلس الأمن سيعقد جلسة علنية عبر الفيديو الاثنين المقبل، يستمع خلالها إلى إحاطة من وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية وبناء السلام، روزماري ديكارلو، حول الخلافات بين مصر والسودان من جهة، وإثيوبيا من جهة أخرى حول استعداد الأخيرة للشروع في تعبئة وتشغيل سد النهضة الإثيوبي الكبير. وفي غضون ذلك، طلبت الخرطوم من أرفع هيئة دولية حض الأطراف على «عدم القيام بأعمال أحادية» قبل التوصل إلى اتفاق. وجاء تحديد موعد الاجتماع بناء على طلب قدمته البعثة الأميركية لدى الأمم المتحدة قبل أيام إلى الرئاسة الفرنسية لمجلس الأمن. لكن تأخر تحديد موعد هذا الاجتماع بسبب اعتراض أولي من جنوب أفريقيا، في ظل التدابير الإجرائية الاستثنائية المتخذة في عمل هيئات الأمم المتحدة، ومنها مجلس الأمن، بسبب تفشي جائحة «كوفيد 19». وحصلت «الشرق الأوسط» على نسخة من الرسالة التي وجهها المندوب السوداني الدائم إلى الأمم المتحدة، عمر محمد صديق، إلى رئيس مجلس الأمن للشهر الجاري المندوب الفرنسي نيكولا دو ريفيير، والتي تضمنت رسالة من وزيرة الخارجية السودانية أسماء محمد عبد الله، ومنها نسخة متطابقة إلى الأمين العام للمنظمة الدولية أنطونيو غوتيريش، بخصوص التطورات المتعلقة بالخلاف بين السودان ومصر من جهة، وإثيوبيا من جهة أخرى حيال قضية ملء وتشغيل سد النهضة. وهذه الرسالة المؤلفة من 28 صفحة، هي الثانية من الجانب السوداني، وذكّرت فيها الوزيرة عبد الله بحقيقة أن السودان «عبر عن تشجيعه دائماً للتعاون والشراكة الإقليميين في شأن النيل الأزرق»، معتبرة أن سد النهضة «يمكن أن يجلب آثاراً إيجابية وسلبية على السواء. ولذلك من المهم للغاية أن تبذل الأطراف كل الجهود الممكنة بروح تعاونية من أجل تحقيق الآثار الإيجابية، وأن تتعاون بجدية لتخفيف الآثار السلبية». مشيرة إلى نتائج مبادرة رئيس الوزراء السوداني عبد الله حمدوك «الهادفة إلى إنهاء الجمود، وإقناع الأطراف باستئناف المفاوضات الثلاثية»، مضيفة أنه دعا أيضاً ممثلين عن جنوب أفريقيا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي كمراقبين في الاجتماعات الثلاثية.

واعتبرت أن السودان «نجح في جمع وجهات النظر والمواقف المتباينة عبر تقديم ثلاث نسخ متتالية لمسودة اتفاق في شأن تعبئة وتشغيل سد النهضة»، استنادا إلى الإجماع الذي أحرز حتى منتصف فبراير (شباط) 2020 في واشنطن، بالإضافة إلى المناقشات التقنية الثنائية والمفاوضات الثلاثية، التي عقدت في مايو (أيار) ويونيو (حزيران) 2020». ولفتت الوزيرة السودانية إلى أن بلادها اقتنعت مع نهاية المفاوضات بأن «الأطراف أحرزت تقدماً جوهرياً حول المسائل التقنية الرئيسية، فيما بقي التباين على بعض المسائل القانونية الأساسية». وطلبت من مجلس الأمن أن «يدعو الزعماء في الدول الثلاث إلى إظهار إرادة والتزام سياسيين من خلال حل المواضيع القليلة المتبقية، والتوصل إلى اتفاق»، بالإضافة إلى «مطالبة الأطراف بالمصادقة على المسودة الشاملة، التي قدمها السودان كأساس لإنجاز اتفاق». فضلاً عن «تشجيع الأطراف على عدم القيام بأعمال أحادية، ومنها بدء تعبئة خزان السد قبل التوصل إلى اتفاق».

في سياق ذلك، كشف السودان عن إرسال خطاب إلى مجلس الأمن الدولي، تناول فيه موقفه من تطورات النزاع على سد النهضة الإثيوبي، وتمسكه بضرورة وقف اتخاذ أي إجراءات أحادية، وعدم ملء بحيرة خزان سد النهضة قبل الوصول لاتفاق، مشيراً إلى ضيق الوقت المتبقي للوصول لاتفاق. في المقابل، شددت مصر على عدم تهاونها في نزاعها مع إثيوبيا، حيال «سد النهضة»، الذي تبنيه الأخيرة على «النيل الأزرق»، الرافد الرئيسي لنهر النيل.

وفي رسالة قوية، أمر الرئيس عبد الفتاح السيسي، كبار المسؤولين في بلاده بـ«التحرك على كافة المستويات» لتأمين «حقوق مصر المائية». وقبل أسبوع، أحالت مصر النزاع، إلى مجلس الأمن الدولي، بعد أن فشلت المحادثات الثلاثية، بين مصر وإثيوبيا والسودان، منتصف يونيو الجاري، في التوصل لاتفاق بشأن قواعد ملء وتشغيل السد، الذي تبلغ تكلفته أربعة مليارات دولار، ويتم بناؤه قرب حدود إثيوبيا مع السودان. وخلال اجتماع رفيع مساء أول من أمس، ضم رئيس الوزراء مصطفى مدبولي، ووزراء الدفاع، والخارجية، والموارد المائية والعدل والمالية والداخلية، بالإضافة إلى رئيس المخابرات العامة، ورئيس هيئة الرقابة الإدارية، وجه الرئيس المصري بـ«الاستمرار حاليا في انتهاج المسار الدبلوماسي التفاوضي لحل أزمة سد النهضة، خاصة من خلال تكثيف المشاورات مع السودان، إلى جانب القوى الدولية المختلفة من الدول الأعضاء بمجلس الأمن».مطالبا المسؤولين بـ«التحرك على كافة المستويات» لتأمين «حقوق مصر المائية».

وأعلن وزير الخارجية المصري سامح شكري، أن اجتماعات الرئيس السيسي المتلاحقة مع المسؤولين، تأتي في إطار حرصه على متابعة قضية سد النهضة، الذي يعد على رأس أولويات السيسي.

وقال شكري، في مداخلة متلفزة، إن أزمة ملف سد النهضة والحدود الغربية على قمة أولويات الرئيس، لارتباطهما الدقيق بالأمن القومي المصري والعربي عامة. وتنفي مصر تهديد إثيوبيا بـ«عمل عسكري»، إلا أن شكري سبق أن صرح بأنه «إذا لم يتمكن مجلس الأمن من إعادة إثيوبيا إلى طاولة المفاوضات، وبدأت في ملء السد، فسوف نجد أنفسنا في وضع يتعين علينا التعامل معه». وزاد موضحا: «عندما يحين الوقت، سنكون صريحين وواضحين للغاية في الإجراء الذي سنتخذه». بدوره، اعتبر وزير الري المصري، محمد عبد العاطي، أن ملء سد النهضة سيؤدي لـ«جفاف صناعي في مصر قد يتضاعف»، مؤكدا أن «كل يوم يمر سيكون فارقا»، وحدد شروط عودة بلاده للتفاوض مع إثيوبيا. وقال عبد العاطي في تصريحات تلفزيونية، عقب اجتماعه مع الرئيس السيسي: «لا توجد أي فرصة للاتفاق» بشأن أزمة سد النهضة الإثيوبي، مشيرا إلى أن مصر «تجاوبت مع كافة العروض التي قدمتها إثيوبيا، ولا يمكن العودة للتفاوض إلا بشرط وجود نية لدى إثيوبيا للوصول لاتفاق، بالإضافة لضرورة وجود إرادة سياسية للاتفاق على بضع نقاط خلافية في ملء السد». في المقابل، تجري استعدادات في أديس أبابا لتدشين «حملة افتراضية عالمية» لدعم بناء السد، من قبل أعضاء من المغتربين الإثيوبيين وأصدقاء إثيوبيا. وبحسب الوكالة الإثيوبية الرسمية، فإن الحملة تنظم من قبل «منظمة الإثيوبيين المتحدين من أجل السلام والمصالحة»، وهي منظمة مدنية مقرها المملكة المتحدة، بالتعاون مع شبكة تبادل المعرفة العالمية.

وتهدف إلى «تعريف أعضاء المجتمع الدولي بسد النهضة وعمليات التفاوض وجمع الأموال لإكمال السد».

 

مصر تتحرك على «جميع المستويات» لتأمين «حقوقها المائية»/تحركات مصرية على «كافة المستويات» لتأمين «حقوقها المائية»

القاهرة: محمد عبده حسنين/الشرق الأوسط/26 حزيران/2020

شددت مصر على عدم تهاونها في نزاعها مع إثيوبيا، حيال «سد النهضة»، الذي تبنيه الأخيرة على «النيل الأزرق»، الرافد الرئيسي لنهر النيل، وتخشى القاهرة أن يُقلص ما تصفه بـ«حصتها التاريخية» في مياه النهر. وفي رسالة قوية، أمر الرئيس عبد الفتاح السيسي، كبار المسؤولين في بلاده، بـ«التحرك على المستويات كافة» لتأمين «حقوق مصر المائية». وقبل أسبوع، أحالت مصر النزاع، إلى مجلس الأمن الدولي، بعد أن فشلت المحادثات الثلاثية، بين مصر وإثيوبيا والسودان، منتصف يونيو (حزيران) الحالي، في التوصل لاتفاق بشأن قواعد ملء وتشغيل السد، الذي تبلغ تكلفته أربعة مليارات دولار، ويتم بناؤه قرب حدود إثيوبيا مع السودان. وتُصر إثيوبيا على ملء خزان السد، كمرحلة أولى، في يوليو (تموز) المقبل، بنحو 5 مليارات متر مكعب، دون الاكتراث بالاعتراضات المصرية والسودانية.

وخلال اجتماع رفيع، مساء أول من أمس، ضم رئيس الوزراء مصطفى مدبولي، ووزراء الدفاع، والخارجية، والموارد المائية، والعدل، والمالية، والداخلية، بالإضافة إلى رئيس المخابرات العامة، ورئيس هيئة الرقابة الإدارية، وجه الرئيس المصري بـ«الاستمرار حاليا في انتهاج المسار الدبلوماسي التفاوضي لحل أزمة سد النهضة، خاصة من خلال تكثيف المشاورات مع السودان، إلى جانب القوى الدولية المختلفة من الدول الأعضاء بمجلس الأمن». وطالب المسؤولين بـ«التحرك على المستويات كافة» لتأمين «حقوق مصر المائية». وأعلن وزير الخارجية المصري سامح شكري، أن اجتماعات الرئيس السيسي المتلاحقة مع المسؤولين، تأتي في إطار حرصه على متابعة قضية سد النهضة، التي تعد على رأس أولويات السيسي. وقال شكري، في مداخلة متلفزة، إن أزمة ملف سد النهضة والحدود الغربية على قمة أولويات الرئيس لارتباطهما الدقيق بالأمن القومي المصري والعربي عامة.

وتنفي مصر تهديد إثيوبيا بـ«عمل عسكري»، إلا أن شكري، سبق أن صرح، بأنه «إذا لم يتمكن مجلس الأمن من إعادة إثيوبيا إلى طاولة المفاوضات، وبدأ ملء السد، فسوف نجد أنفسنا في وضع يتعين علينا التعامل معه». وأوضح: «عندما يحين الوقت، سنكون صريحين وواضحين للغاية في الإجراء الذي سنتخذه». بدوره، اعتبر وزير الري المصري، محمد عبد العاطي، أن ملء سد النهضة سيؤدي لـ«جفاف صناعي في مصر قد يتضاعف»، مؤكدا أن «كل يوم يمر سيكون فارقا»، وحدد شروط عودة بلاده للتفاوض مع إثيوبيا. وقال في تصريحات تلفزيونية، عقب اجتماعه مع الرئيس السيسي، «لا يوجد أي فرصة للاتفاق» بشأن أزمة سد النهضة الإثيوبي، مشيرا إلى أن مصر «تجاوبت مع كل العروض التي قدمتها إثيوبيا، ولا يمكن العودة للتفاوض إلا بشرط وجود نية لدى إثيوبيا للوصول لاتفاق، بالإضافة لضرورة وجود إرادة سياسية للاتفاق على بضع نقاط خلافية في ملء السد». في المقابل، تجري استعدادات في أديس أبابا لتدشين «حملة افتراضية عالمية» لدعم بناء السد، من قبل أعضاء من المغتربين الإثيوبيين وأصدقاء إثيوبيا. وبحسب الوكالة الإثيوبية الرسمية، فإن الحملة تنظم من قبل «منظمة الإثيوبيين المتحدين من أجل السلام والمصالحة»، وهي منظمة مدنية مقرها المملكة المتحدة، بالتعاون مع شبكة تبادل المعرفة العالمية. وتهدف الحملة إلى «تعريف أعضاء المجتمع الدولي بسد النهضة وعمليات التفاوض وجمع الأموال لإكمال السد». واكتمل بناء السد بأكثر من 70 في المائة، وتقول إثيوبيا إنها لا تستهدف الإضرار بمصالح مصر، وإن الهدف من بناء السد هو توليد الطاقة الكهربائية.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

استعادة سيادة لبنان وعلاقتنا مع النظام السوري تمر بقانون قيصر

شارل الياس شرتوني/26 حزيران/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/87679/%d8%b4%d8%a7%d8%b1%d9%84-%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%b4%d8%b1%d8%aa%d9%88%d9%86%d9%8a-%d8%a7%d8%b3%d8%aa%d8%b9%d8%a7%d8%af%d8%a9-%d8%b3%d9%8a%d8%a7%d8%af%d8%a9-%d9%84%d8%a8%d9%86%d8%a7%d9%86/

ان عودة السيء الذكر وليد المعلم الى المواقف السفيهة التي تعود عليها النظام السوري والذين انتدبهم حكاما على جمهورية الطائف واوليغارشياتها، بدءا بعبد الحليم خدام ومرورا بفاروق الشرع ووليد المعلم، ووصولا الى غازي كنعان ورستم غزالي، ليست بالامر المستهجن، فهؤلاء صورة عما تختزنه هذه الانظمة من دناءة اخلاقية وفساد، وضحالة انسانية وفكرية، وقلة تربية، وبذاءة وعنف يلفان كل ما هم عليه، فهكذا انظمة سياسية غير قادرة على تخريج سوى القيح الذي تحمله في اصولها؛ الاوليغارشيات التي تشاركوا معها حكم لبنان هم انداد هؤلاء واصنأوهم بذاءة وفسادا وانحطاطا. المسألة مع هذه الفئة من الناس هي اخلاقية قبل ان تكون سياسية، وهذا ما يفسر استحالة التعاطي معهم على اساس الندية الاخلاقية والتواصل العقلاني بعيدا عن منطق القوارض الذي يحكم اداءهم. هذه النظرة هي وليدة استنتاج رفدته الحرب اللبنانية بشواهد على طبيعة هذه العلاقة ومندرجاتها، الامر الذي يخرجنا من دائرة المباغتة.

في العام ١٩٩٠، واثر سقوط " المناطق المحررة " وتوقيع اتفاقية الطائف، دعا الرئيس كارتر الى مؤتمر * في المكتبة الرئاسية في مدينة اتلانتا-جورجيا للبحث في سبل تطبيق اتفاقية الطائف، والدفع بالمفاوضات الفلسطينية-الاسرائيلية، وكنت في عداد المدعوين. فاجأنا وليد المعلم ( كان يومها سفيرا لسوريا في الولايات المتحدة ) في بداية المؤتمر بمحاولته املاء مفكرة عمل المؤتمر، الامر الذي حدا بي الطلب الى الرئيس كارتر ابلاغ السفير السوري، ان مفكرة المؤتمر شأن لبناني ولا علاقة له بهذا الموضوع. والادهى من كل ذلك محاولته الدائمة خلال المؤتمر التأكيد على الوصاية السورية على مجرى المداولات، وتضامن بعض المدعوين اللبنانيين معه عبر تأكيدهم على محورية الدور السوري ( مروان حمادة، والارملة حديثا التي لم تمتلك اية خبرة سياسية نايلة معوض )، والصدامات الدائمة بيني وبينه المدغمة بتأييد من حمادة ومعوض للموقف السوري ( مروان حمادة كان دائم التأهب لمواجهتي، ونايلة معوض اعتبرت مواقفي متطرفة )، الامر الذي حمل كريستيان اوبرشر ( مسؤول الشرق الاوسط لدى المستشار الاتحادي الالماني هلموت كول ) الى رجائي عدم العودة الى لبنان بعد كل ما جرى بيني وبين المعلم، مردفا " لقد تعاطيت مع هذه الانظمة منذ ربع قرن واعرف مقدار الشر الذي تختزنه، فاياك ان تقع في قبضتهم ". هذا ما عاد تأكيده لي السفير الاميركي السابق في سوريا، تيودور كتوف ( قطوف وهو من اصول فلسطينية-لبنانية ) عندما قال لي " النظام السوري، كما هو حال الكثير من الانظمة العربية، هو اشبه بمافيا لا بدولة … ".

يأتي تصريح المعلم على وقع عادات سيئة اكتسبوها ويعتقدون انه بالامكان الاستعادة حيثما تركوا قبل انهيار سوريا، من خلال التوظيف في ديناميكية السيطرة التي اطلقها حزب الله اخيرا والتي تستهدف الهوية الوطنية والقيمية والديموقراطية للبنان. لا سبيل لاستعادة الاستقلالية المعنوية والسيادية بكل مندرجاتها، والعمل الاصلاحي الفعلي، وانهاء الاقفالات الاوليغارشية، ما لم يصار الى احتواء ديناميكية النفوذ الناشئة على خط التواصل بين الداخلين اللبناني والسوري، والتقاطع بين سياسات النفوذ الشيعية والايرانية، وهذا ما يستهدفه قانون قيصر الذي يستوجب فصلا لبنانيا مكملا: طريقنا الى السيادة والاصلاح تمر بقانون قيصر

* عقد المؤتمر في الكارتر سنتر بين ٢٤-٢٦ ت٢ ١٩٩٠، بدعوة من الرئيس جيمي كارتر، من اجل البحث في سبل تطبيق الطائف والتأسيس لمرحلة السلم، وحضره من الجانب اللبناني كل من الاباتي بولس نعمان والسادة عبدالله ابوحبيب، هاني سلام، ايلي سالم، شارل شرتوني، شبلي الملاط، مروان حماده، نايلة معوض، جورج بشير، اديب شرتوني، حسن صبرا، تيودور هانف، وكريستيان اوبرشر عن الجانب الالماني، ومشاركة كينيث ستاين، وروزالين كارتر من قبل المركز ، ومن الجانب السوري وليد المعلم، والفلسطيني حسيب الصباغ، والاسرائيلي، ايتمار رابينوڤيتش ويوسي المرت …

 

إقبال على التموّن بالحبوب خوفاً من فقدانها

عيسى يحيى/نداء الوطن/26 حزيران/2020

لليوم الرابع على التوالي، يُواصل مُحتجّون في ساحة ناصر في بعلبك، قطع الطريق ليلاً، إحتجاجاً على الأوضاع المعيشية التي وصلوا إليها، مُنتفضين على الواقع الذي يعيشونه بعد تحليق سعر صرف الدولار وارتفاع أسعار المواد الغذائية بشكل جنوني، وسط عجز الكثيرين عن تأمين مُتطلّبات حياتهم اليومية، فيما يسعى آخرون للتموّن بالسلع الضرورية خوفاً من فقدانها. لا سيولة بين أيدي المواطنين للصمود والبقاء على قيد الحياة، حيث بات تأمين سعر ربطة الخبز من المُستحيلات، وجمع العائلة على مائدة طعام تحتوي عدّة اصناف، بات عبئاً على العديد من الناس، فيما لا تزال الحكومة تُراوح مكانها في إيجاد الحلول ولجم إرتفاع سعر صرف الدولار الذي يؤثّر سلباً على إرتفاع الأسعار من دون رقابة أو دعم يُحكى عن رفعه عن المواد الأساسية، كالطحين والمحروقات.

تتحكّم السوق السوداء في عرض وطلب السلع في البقاع، كمادة المازوت التي يشتريها المزارعون والمواطنون بالقطّارة، وهي مادة أساسية يستخدمونها طوال فترة الموسم لضخّ المياه من الآبار وتشغيل آلياتهم، حيث تمتنع بعض المحطّات عن البيع، بالرغم من وجود مخزون لديها، وفي حال توفرت المادة، يصل سعر الصفيحة إلى مئة وتسعين ألفاً، فيما حدّدت وزارة الطاقة والمياه السعر بـ 12500 ليرة، وينتظر الكثير من المواطنين فصل الصيف لهبوط سعر المازوت لملء خزّاناتهم لفصل الشتاء لإستخدامها في التدفئة. وفي هذا الإطار، أكّد أحد المزارعين في سهل البقاع، أن ارتفاع سعر المازوت بهذا الشكل وعدم توفره سيؤثّر تالياً على اسعار السلع والخضار عند موسم القطاف، فالمزارعون يجهدون لتأمينها، وهم لا يستطيعون تحمّل الخسائر، وسط عجز الدولة عن إيجاد الحلول. وعلى المقلب الآخر، وبعد فكّ إجراءات الحظر تدريجياً، إستعاد السوق الشعبي في بعلبك نشاطه حيث يُعتبر ملاذ الفقراء مِمّن لا قُدرة لديهم على مُجاراة أسعار السوق. غير أنّ إرتفاع الأسعار بشكل عام، إنعكس على أسعار السلع في السوق أيضاً. فمُعظم البسطات لم تفتح كعادتها، والناس لم تقصده امس بتلك الوتيرة التي كانت قبل أزمة “كورونا” والدولار، حيث تقتصر حركة المبيع والشراء على قلّة قليلة من الناس.

لا فرق بين أسعار الخضار في المحال أو على البسطات. بهذه الكلمات تصف الستينية أمّ علي الوضع، وتُضيف بأنّها كانت تعتقد أنّ السوق سيكون أرحم من غيره، ويُمكن للناس أن تقضي حاجاتها منه لكنّ لا شيء تغير، وبالرغم من كل العروضات وصَيحات الباعة عن التنزيلات في الأسعار على إختلاف أنواعها، لكنّها لم تشتر سوى كيلو بندورة وكيلو بطاطا، لتأمين طعام اليوم لعائلتها، على أمل أن تنخفض الأسعار خلال الأيام المقبلة. وبالرغم من كلّ العوائق وإرتفاع الأسعار، يعمد بعض المواطنين إلى شراء كمّيات من المواد الأساسية، كالطحين والحبوب، خوفاً من فقدانها، حيث شهدت بعض المحال والسوبرماركت إقبالاً كثيفاً من المواطنين خلال اليومين الماضيين، لتخزين ما أمكن وحسب قدرة كلّ منهم. أما اللحوم فقد أصبحت من المواد النادرة على موائد الكثيرين، حيث تتقلّب أسعارها حسب سعر الدولار، ووصل امس سعر كليو “لحم البقر” إلى 45 ألفاً، فيما وصل سعر كيلو الغنم إلى تسعين ألفاً. وفي هذا الإطار، قال ح. ع. صاحب إحدى الملاحم لـ”نداء الوطن” :”إنّ الذبيحة يتقاسمها أكثر من خمسة لحّامين وتبقى البضاعة على مدى أربعة أيام، وحركة البيع والشراء إنخفضت بنسبة تسعين في المئة، وتقتصر في الكثير من الأيام على ثلاثة زبائن خلال النهار، فيما يقصد البعض الملحمة للشراء بالوقية”.

وفيما يبحث الناس عن أرخص الأسعار لتأمين حاجاتهم الضرورية، تشهد سوبرماركت مشيك عند مدخل مدينة بعلبك، إقبالاً كثيفاً من المواطنين، إثر قيام صاحبها حسين مشيك، وبمبادرةٍ فردية منه، ببيع المواد الأساسية كالحبوب والسكر والطحين والزيت بسعر الكلفة، كذلك يضع يافطة خلف مكتبه كُتب عليها “لا تدفع ثمن ربطة الخبز إذا لم يتوفر لديك ثمنها”. وفي حديث لـ”نداء الوطن”، أوضح مشيك أنّ مبادرته أتت نظراً لوضع الناس المعيشي الصعب وهو يلمس ذلك يومياً في حركة المبيع والشراء، ويؤكّد أن الأسعار ستبقى ثابتة بالرغم من تقلّبات سعر الدولار.

 

اتق الله في شعبك أيها الرئيس، أطعم جائعهم، اكسُ عاريهم، حافظ على أموالهم، كن حَكَمًا بينهم، لا تثأر لنفسك لأن جائعًا شتمك أو خاصمك

 جمال مرعشلي/جنوبية/26 حزيران/2020

قانون قيصر

على وقع التظاهرات احتجاجًا على تردي الاوضاع الاقتصادية والمعيشية والارتفاع الفلكي لسعر الدولار في السوق السوداء جارًّا خلفه أسعار سلع أساسية أصبحت أو تكاد حلمًا لدى شريحة كبيرة من الشعب، والتي تخللها حرق للإطارت وقطع للطرقات واشتباكات مع القوى الأمنية،

وعلى وقع “قانون قيصر” الذي وُضع لمحاصرة سوريا وستزيد ارتداداته الأكيدة على لبنان معاناةَ اللبنانيين اللذين بلغوا حافةَ هاويةِ الجوع مع حرق نار الدولار زيت الليرة والمشاهد الصادمة للبرادات الخاوية ولآكلي القمامة، عقد رئيس الجمهورية ميشال عون في قصر بعبدا “اللقاء الوطني” الأبتر، بغياب ممثلي أكثر من نصف اللبنانيين، متابعًا مشواره المتواصل منذ31  تشرين الأول 2016 في وضع النقاط السياسية على الحروف الخطأ، جاعلًا نقطة الخاء على الحاء، ونقطة الزاي على العين… وهلمّ جرًّأ، فلم يشأ له كبرياؤه التخلي عن صورة “الطَّرَف” في هذا الظرف المصيري وتأجيل الحوار إلى موعد آخر لإجراء مزيد من المشاورات مع المستنكفين عن الحضور -بحكم وظيفته الأصلية التي ينص عليها الدستور وهي أن يكون حَكَمًا بين اللبنانيين- ومناقشة اعتراضاتهم، بل سار بلقاء أعور أعرج أبكم، معلنًا المزيد من تكريس صورته القابعة في أذهان اللبنانيين، فهل بهذه التصرفات الرعناء المتمثلة بتجاهل شطر اللبنانيين ويزيد يكرس “بيّ الكلّ” العنوان الذي كان أعلنه للحوار قبل انعقاده، وهو “حماية الاستقرار والسلم الأهلي” الذي قال إنه “خط أحمر والمفترض التقاء جميع الإرادات لتحصينه، لأنه مسؤولية الجميع وليس على همة حزب أو طرف أو فرد واحد مهما علت مسؤولياته”؟؟!!

أجندات خارجية مشبوهة

وهل أفاده اعتبارُه ما جرى في طرابلس وبيروت وعين الرمانة “إنذارًا لنا جميعًا للتنبه من الفتنة التي تقرع باسم المطالب… مشبعة بالنعرات الطائفية والمذهبية، لتحقيق أجندات خارجية مشبوهة” في تقريب الصفوف و”الوقوف عند خاطر” القيادات المعارضة لنزع فتيل هذه الأجندات؟؟!! وإذا كان عون –كما يدّعي- قد دعا إلى “لقاء وطني جامع لوضع حدٍّ نهائي لهذا الانزلاق الأمني الخطير” فلماذا لم يحافظ عليه بأشفار عينيه ليصل إلى هذا الحد؟؟!!

اتق الله في شعبك أيها الرئيس، أطعم جائعهم، اكسُ عاريهم، حافظ على أموالهم، كن حَكَمًا بينهم، لا تثأر لنفسك لأن جائعًا شتمك أو خاصمك

وإذا كان مفجّر حربين فاشلتين (حرب التحرير التي دمرت لبنان وحرب الإلغاء التي دمرت ما كان يسمى المناطق الشرقية) قد توصل بخبرته “التدميرية” إلى حكمة أطلقها في كلمته، ومفادها أن “إطفاء النار ليس بسهولة إشعالها”، داعيًا إلى عدم الغفلة “عن دروس الماضي القريب كما عن دروس المنطقة والجوار”، أوليس كان أجدى بالحكيم العمل بحكمته والاتعاظ بماضيه للتوصل إلى حقيقة أن تجاهل قيادات الناس هو أسهل الطرق لإشعال هذه النار وإذكاء لهيبها؟؟!!

تبادل أدوار

أما قلب عون الحقائق بشكل جعل الحمل والذئب يتبادلان الأدوار فهو العجب العجاب، إذ اعتبر أن من يجوِّع الناس هم “العابثون بالأمن والشارع، والمجيشون العواطف الطائفية والمذهبية، والمتناغمون مع أطراف خارجية لتحقيق مكاسب عبر تجويع الناس وترويعهم وخنقهم اقتصاديًا” في حين شاهد القاصي والداني أن حلفاء محوره هم من جيَّش الناس مذهبيًّا وطائفيًّا في الرينغ وعين الرمانة وبربور، وهم المتسببون بتجويع الناس، عبر مقايضتهم السكوت عن فساد الطبقة السياسية وسرقتها المال العام وودائع اللبنانيين في المصارف مقابل تغاضي هؤلاء عن سلاحهم الفتنوي غير الشرعي، بالإضافة إلى تسبب أصحاب هذا السلاح بوقف تدفق أموال أصدقاء لبنان إليه وإجاعة اللبنانيين، بسبب شتمهم المتكرر والدعاء عليهم بالموت والدمار من حلفاء “الرئيس القوي”، في وقتٍ ما بخل هؤلاء على وطنهم الشقيق لبنان يومًا (وعلى أصحاب السلاح شخصيًّا إثر حرب تموز 2006) بمد يد المساعدة في أحلك الظروف وبإرسال السواح الذين كانوا يرفدون الخزينة بمعظم أموال السياحة، فما وجدوا جزاء الإحسان إلا عضّ اليد الممدودة، فانتفضوا لكرامتهم وانسحبوا من لبنان نهائيًّا تاركينه لقدره الأسود الذي يلاقيه اليوم.

ونتساءل محتارين: ماذا فعل رئيس الجمهورية لرد “المخاطر التي قد تنشأ عن قانون قيصر” كما قال، والتي رأى أن “الوحدة حول الخيارات المصيرية” هي سبيلها؟

هل حاور قيادات اللبنانيين؟

هل سعى وراء من سرق أموالهم؟

هل فعل شيئًا ملموسًا في هذا المؤتمر المسخ سوى زيادة الفرقة بين اللبنانيين والكره والعداوة وتربص مكوناتهم كل منها بالأخرى؟

هل فعل شيئًا أمام واقع لاميثاقية الحكومة والحكم؟

والسؤال الأهم: هل كرّس على الأرض إجراءات تمنع اندلاع حرب اهلية لا قدّر الله ستكون حرباه الغابرتان نزهةً أمامها؟؟!!

فاتق الله في شعبك أيها الرئيس، أطعم جائعهم، اكسُ عاريهم، حافظ على أموالهم، كن حَكَمًا بينهم، لا تثأر لنفسك لأن جائعًا شتمك أو خاصمك، وتعلَّم من الإمام عليٍّ رضي الله عنه حين قال: “عجبتُ لمن لا يجد قوتَ يومِه كيف لا يخرج على الناس شاهرًا سيفه!!”،

وتعلم من القائد العظيم عمر بن الخطاب حين أمر المصري بضرب ابن فاتح مصر والأمير عليها عمرو بن العاص لأنه ضرب المصريَّ بسبب فوزه عليه في سباق الخيل، وبعد أن ضربه قال عمر له: “أَجِلْها على رأس عمرو، فوالله ما ضربك إلا لسلطان أبيه” (لكنّ المصري أبى)، ثم التفت ابن الخطاب إلى عمرو مطلقًا قولته الخالدة: “يا عمرو، متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارًا؟”. فإما أن تكون المستبدّ العادل أو تنحَّ وخلِّص البلاد والعباد يكُ خيرًا لك ولهم. هذي رسالتي إليك، اللهم قد بلغت.

 

حوار بعبدا» استعان على الخيبة بزرع ألغام الانقلاب على الدستور

التهويل على قوى المعارضة وتهديد الشارع لم يخفت صدى مضبطة الاتهام لـ«حزب الله»

رلى موفّق/اللواء/26 حزيران/2020 

بدا من البيان الختامي لـ «اللقاء الوطني» في بعبدا أنه مفتوح على تتمة، لا بل إنه تحوَّل إطاراً دائماً.

البيان دعا في بنده الخامس إلى «التأسيس على هذا اللقاء» للانطلاق من بحث توافقي، من دون عُقد أو مُحرّمات، لمعالجة مفاصل الخلافات الكبيرة التي تؤجّج الانقسامات والعمل لتوحيد المواقف أو التقارب بشأنها، أقلّه حول المسائل الكيانيّة والوجوديّة التي تتعلّق بوحدة وطننا وديمومة الدولة. وأدرج البيان في هذا البند ثلاثة عناوين هي عنوان الأزمة الاقتصادية - المالية - النقدية وعنوان تطوير النظام السياسي، وعنوان موقع لبنان ودوره. وقدم مقاربات ملتبسة ضمَّنها الشيء ونقيضه في آن.

اللافت أن الأهداف التي رُسمت لـ«اللقاء» هي احتواء ما شهدته بيروت وطرابلس وقبلها صيدا من اعتداءات، والسعي للتهدئة على الصعد كافة لحماية الاستقرار والسلم الأهلي، وتفادياً لأي انفلات قد تكون عواقبه وخيمة ومدمرة للوطن، بحيث ظهر أن المُرتجى هو الاستقرار الأمني ودرء الفتنة.

هي مهمة تقع أصلاً على السلطة وأجهزتها الأمنية المعنية بحماية المواطنين وممتلكاتهم كما الممتلكات العامة، فكيف إذا كان القيّمون على السلطة ورُعاتها وداعميها يمتلكون من السلاح اللاشرعي ومن فائض القوة سياسياً وأمنياً وعسكرياً ما تفتقر إليه القوى السياسية المصنفة راهناً في إطار القوى المعارضة، وذلك ليس باعترافها فقط بل باعتراف خصومها الحاكمين الذين يبنون حساباتهم على تلك القوّة ويتغنّون بها ويتّكِئون عليها في خياراتهم السياسية الداخلية وامتداداتها الإقليمية.

آل غياب جدول الأعمال والتشظي الذي يُصيب علاقة العهد ومَن وراءه بالقوى السياسية خارج الحكم إلى عدم المشاركة، فإذا بلقاء بعبدا ينحصر بلقاء أهل الحكم أنفسهم مع استثناءين تمثلا بكتلة وليد جنبلاط المُنتهج درب «المساكنة الإيجابية» خياراً سياسياً تقتضيه ضرورات المرحلة، ورئيس الجمهورية السابق ميشال سليمان الذي خرج بكلمته عن كل سقوف المهادنة التي مارستها المكوّنات السياسية مع «حزب الله» منذ أمد ليس بقصير، بحيث شكلت مضبطة اتهام لـ «حزب الله» بنقضه «إعلان بعبدا»، ما حال دون تنفيذ تعهدات الدولة وتسبّب بعزلتها القاتلة، وبفقدان مصداقيتها وثقة الدول الصديقة والانتشار اللبناني والمستثمرين اللبنانيين والأجانب والمُودِعين والسيّاح بحكوماتها، ما ساهم في تراجع العملة الوطنية. وجاءت كلمته لتتحلّى بجُرأةٍ بدت لا تشبه حال التدجين الذي يطبع السياسيين حيال عنوان السلاح ومفاعيل هيمنته على القرار الوطني.

الخروج من الطائف سيؤدي إلى الانكشاف السياسي التام وسط صعوبة الاتفاق على بديل

كان يمكن أن ينتهي مشهد بعبدا عند إسدال الستارة على اللقاء، فيتم طيّ صفحته على الخيبة التي أصيب بها، لكن البيان الصادر أسّس لفصل جديد يثير تساؤلات حول الأهداف الكامنة وراءه. فالإعلان بـ«التأسيس على اللقاء» للانطلاق في بحث عناوين وقضايا مصيرية تتعلق بمستقبل لبنان دستوراً ونظاماً سياسياً واقتصادياً وموقعاً ودوراً في هذا التوقيت الدقيق، لا يمكن النظر إليه خارج إطار محاولات الانقلاب الكامل على لبنان، في وقت يُواجه اللبنانيون تحديات في حياتهم ولقمة عيشهم وعملتهم ومدخراتهم وودائعهم ومستلزمات بقائهم، في ظل حكم وحكومة وأكثرية نيابية من لون سياسي واحد وضعت لبنان بأكمله أسير محور إيران في مواجهة انتمائه العربي وعلاقاته الطبيعية بدول الاعتدال والمجتمع الدولي، بينما المطلوب العودة الى الالتزام بالشرعية اللبنانية التي يمثلها اتفاق الطائف والدستور والشرعيتين العربية والدولية، لاستعادة توازن لبنان والبدء بمسار الإصلاحات المطلوبة من أجل بناء الثقة داخلياً وخارجياً للخروج من الانهيار المحتوم الذي ينتظر البلاد.

فليست طروحات تطوير النظام المترافقة مع طروحات التوجه نحو الشرق سياسياً واقتصادياً واستخدام هذه الورقة سوى مغامرات غير محسوبة ووصفة للإضراب الداخلي. وتبرز في هذا الإطار الورقة السياسية والاقتصادية التي قدّمها رئيس اللقاء الديمقراطي تيمور جنبلاط باسم الحزب التقدمي الاشتراكي و«اللقاء الديمقراطي»، والتي دعت من ضمن الثوابت إلى التأكيد على التمسك بـ «وثيقة الوفاق الوطني» (اتفاق الطائف) التي ترقى إلى مستوى التفاهم الميثاقي بين اللبنانيين، والذي قد يُشكّل تجاوزه توليد مخاطر ومغامرات غير محسوبة نظراً إلى حجم الانقسامات السياسية العميقة بين اللبنانيين وصعوبة الاتفاق في اللحظة السياسية الراهنة محلياً وإقليمياً على اتفاق بديل، ما سيؤدي إلى الانكشاف السياسي التام في البلاد. وهي ذكَّرت، تزامناً مع مئويّة لبنان الكبير، بأن الوثيقة قد حسمت أيضاً نهائيّة لبنان وعروبته في وجه طروحات التقسيم أو الفيدراليات أو الاستلحاق بأي دولة أخرى، مع الانتعاش المتجدد لنظريّة «سوريا المفيدة» وسواها من العناوين والمشاريع.

تأكيد يؤشّر على حجم المخاوف التي تُحيط بلبنان راهناً، حيث تشتد المواجهة الأميركية مع إيران وأذرعها والتي جاء قانون قيصر ليسدد ضربة موجعة لـ«المحور» في الحديقة الخلفية الاقتصادية والمالية للنظام السوري والسعي إلى قطع شرايين الحياة التي تمده بالأوكسجين كما تمد النظام الإيراني، الأمر الذي قد يدفع بأركان «المحور» الذهاب بعيداً في المواجهة بتنفيذ التهديد حول الخيارات الأخرى المتاحة أمام لبنان، ولو أدت إلى تغيير وجهه نهائياً وقطع أوصاله مع الغرب والعرب وأضحى «غزة ثانية».

قد يكون ما هدف إليه المجتمعون في بعبدا إرسال رسالة تهويل لمن اختار ليّ ذراع المنظومة الحاكمة وحرمانها غطاء سياسياً وصورة جامعة تعوّمها، والدفع تالياً بالمعتذرين عن المشاركة في الجولة الأولى إلى إعادة حساباتهم حين توجه الدعوة للجولة الثانية، لكنه أيضاً قد يحمل أبعاد نقل العدسة عن الانفجار الاجتماعي الآتي لا محالة!

 

مرشّحون إلى الرئاسة.. كأن شيئاً لم يكن!

فادي تويني/المدن/27 حزيران/2020

فيما البلد معلّق بحبال الهواء، والناس يبحثون عن رزقهم، تجد السياسيّين، أو بعضهم، منهمكين في التحضير لرئاسيات تفصلنا عنها سنتان.

هم عاكفون عليها وكأنّ شيئاً لم يكن. لا انتفاضة كبرى حصلت ولا انهيار، ولا خُرِبت بيوت الناس، بل على العكس. ويفترضون أن حقوقهم محفوظة ثابتة في كرسي الحكم، بصرف النظر عمّا اقترفوه. ولو أن حزب الله يطلب منهم راهناً - على ما يُقال - إبعاد كأس الاختيار بينهم عنه.

فلنراعي غرورهم، إذاً، ونشاطرهم تقويماً مختصراً يفصل بين سجلّهم والمطلوب اليوم. جبران باسيل: بعد فشل في وزارة الطاقة على قدْر المزاعم، وخسائر منذ 2010 تفوق 20 مليار دولار في الكهرباء، من دون احتساب الفوائد (البعض قدّر الخسائر بأكثر من 40 ملياراً)، وبعد الكوارث البيئية الناجمة عن مشاريع سدود متكابرة فاشلة، ما زال باسيل مصرّاً على سلوك طريق بعبدا، فيما الأجدى أن يسلك شارع سامي الصلح ويمثل أمام قصر العدل. سليمان فرنجية: في السياسة كما في الطبّ، لا عواطف ولا ميراث ولا حقّ مكتسباً. لفرنجية قاعدته في زغرتا الزاوية وصداقاته السياسية، لا شكّ. وله أيضاً صراحته العفوية. إنما باقي لبنان ليس ضمن دائرته الانتخابية. ولا هي إنجازات وزارة الأشغال التي ترفع الرأس، ولا المآسي البيئية على بوّابة منطقته. وهو أدرى أن ما هو مطلوب اليوم من مجهود، وعِلم، ورحابة أفق، وخبرةً وإنجاز، ليس في متناوله. والصدق أبلغ معيار. سمير جعجع: اقترف ذنبين إثنين ينزعان عنه الأهلية. أولاً، ترشيحه ميشال عون للرئاسة، متشاطراً في حسابٍ خاطئ كلّف لبنان ما كلّفه. وثانياً، خطيئته الأصليّة في الحرب اللبنانية، ولو أنه دفع الفاتورة خلافاً لسواه. فعواقبها، أي الخطيئة، لا تُمحى ولا تَرحم، والحكمة إنما في تحفّظه عن المقام الأول الذي يشمل اللبنانيين جميعهم بأطيافهم وطوائفهم.

من هو البديل المقترح، إذاً؟

لا، ما كلّما دقّ الكوز بالجرّة، نعود ونسمع بالمرشّح الدائم جان عبيد! هو، لمن لا يعرفه من الجيل الجديد، تقليدي ينتمي في السياسة إلى مدرسة "مكانك راوح"، وإلى "دبلوماسية" لا طائل منها، وإلى رمزية فاقعة في انعدام الشفافية. نرجو له قسطاً من الراحة والخلوّ في طمأنينة إلى أبيات أبي العلاء.

حزب الله، لِأنّ له في كل عرس قرصاً: ترجّحَ بين الغلُوّ الثورَوي في الأمس والتقوقع اليوم في الحفاظ على النظام أو بالأحرى على عدمه. نصيحة نسديها: آن لكم ألّا تستأثروا بالآية الكريمة في تسمية حزبكم، وضعوا شعار "حزب المحافظين الجُدد في لبنان" مكان "المقاومة الإسلامية في لبنان". لولا الحزب وتحفظه، لتهاوت المنظومة واستُبدلت في أدنى تشنّج، حكومةً ورئاسةً ومجلساً، لما فيه خير البلد. المعيار في الخيار: أولاً، الحاجة هي إلى رئيس منتخب من مجلس نواب جديد، على أساس قانون نسبي معدّل مبسّط، يحقّ فيه للناخب الاختيار من لوائح مختلفة لقطع الطريق على أحزاب أكثرها ليست أحزاب برامج بل مذاهب. وأمّا الدائرة الانتخابية فهي المحافظة، كما نص عليها "الطائف"، لا مبالغة في حجمها صَغُرت أم كَبُرت، ولا هي تُفصَّل لكل حزب أو مرشّح على مقياسه.

ثانياً، المرشح محلّي، من الشتات، أو ما بين الإثنين، لا فرق. إستقامته لا شائبة فيها، وكذلك شجاعته الأخلاقية (والجسدية). صاحب رؤية للبنان تستند إلى معرفة واسعة وخبرة ونجاحات محقّقة، وفَهْم دقيق لخصوصيات الداخل اللبناني كما للعلاقات مع الخارج. جامع بأسلوبه، لا يفرّق بين اللبنانيين ولا يثير النعرات، حلّال مشاكل، طموح في أهدافه، معياره النتائج. ولاؤه للبنان مطلق، أرضاً وطبيعةً وشعباً، وللدستور. بكلمة، هو رئيس يعيد الثقة، ومعها الليرة، التي بدّدتها حكومة صُوَرية ورئاسة عاجزة. مواصفاتٌ رئاسية هي هذه إنما لا تشبه الوجوه المألوفة.

رزق الله أيام الرئيسين شارل دباس وأميل اده، من أوائل الرؤساء، مستقيمان، كفؤان، متفانيان؛ الأول، بعد شهادة في الحقوق من الجامعة اليسوعية، حصل على الدكتوراه من جامعة باريس، ثم ساهم في العاصمة الفرنسية في مجلة إصلاحية رائدة. من أوائل الدعاة إلى دولة لبنان الكبير، كان مسؤولاً عن دائرة العدل تحت الإدارة الفرنسية قبل انتخابه أوّلَ رئيس للجمهورية بعد إعلان الدستور في أيار 1926. عُرف بنظافة كفّه وحسن أدائه. أميل اده، من كبار الحقوقيين، تخرّج من جامعة أكس-آن-بروفانس، وأسس مكتبه قبل الحرب العالمية الأولى، حيث تدرّج أمثال الرئيسين بشارة الخوري وكميل شمعون. كان مرجعاً لطلاب الحقوق في مرافعاته ورصانة أدائه، وقد أسّس نقابة المحامين في بيروت. لعب دوراً مهماً في إنجاز الكيان اللبناني المستقل. عيّنه الرئيس دباس رئيساً للوزراء في العام 1929 وانتُخب رئيساً للجمهورية في العام 1936. للقبول بترؤس حكومة 1929، أصرّ إده على أن يقرّ مجلس النواب قانوناً يجيز لحكومته العمل بمراسيم إشتراعية لإنجاز برنامجه الإصلاحي على وجه السرعة. فخلال فترة لم تتعدَّ المئة يوم، تم تنفيذ 700 مرسوم شملت سائر القطاعات الحكومية، من الإدارة والعدل والمال إلى الزراعة والصحة والتعليم، من أجل تخفيض الأعباء والهدر، وتحسين أداء القطاعات، وتحديثها.

بالعودة إلى تلك الحقبة، أبلغ مواصفاتٍ للرئيس تأتينا من عُمر الزعنّي في ما قاله عن شارل دباس بعد رحيله:

ياهو يا ناس شو عمل الدباس

لا باع بلاده ولا خسر الناس

ست سبع سنين حكم مسكين

لا خالف مذهب ولا غيّر دين

لا هدم شارع ولا بنى جامع

خدم أوطانو بقدر إمكانو

حسب ضميرو حسب وجدانه

عمل بأصلو ما ورّث أهلو

ولا طوّل إيدو ولا عبّى كياس.    

 

لبنان ونموذجه العراقي: أميركا مصممة على دحر إيران

منير الربيع/المدن/27 حزيران/2020

يتفشى الانهيار اللبناني متسارعاً، أشد ما كان متوقعاً. والانهيار المالي والاقتصادي ناجم عن أزمة سياسية، وليس العكس. فالأزمة السياسية هي ركن واقع الحال الاقتصادية والمالية والاجتماعية، وحتى الأمنية.

أركان حكم العماء

التأويلات الأخرى مخالفة للحقيقة والواقع والمنطق. والبيان الذي صدر عن لقاء بعبدا الخميس 25 حزيران الجاري، لم يكن واقعياً وأصاب اللقاء بمقتل. فهو خالف ألف باء المنطق السياسي، معتبراً أن التوتر الأمني هو ما أدى إلى توتر سياسي، فيما العكس هو الصحيح. يمتهن أركان الحكم قلب الوقائع، والتعمية على الحقائق، والهروب إلى الأمام. تارة يحملون المسؤولية إلى حاكم مصرف لبنان، وطوراً إلى خصومهم السياسيين، فيما هم يمسكون بمقاليد بالحكم ويتربعون في سدته.

تلازم المسارات

تنذر الوقائع بما هو أخطر: تسارع أقوى في الانهيار، وفي تداعياته على الأمن، طالما يستمر التأزم السياسي. وفي هذا الوضع اللبناني المعايش للانهيار، لم يعد من قيمة للحركة السياسية الداخلية. فالتوجه الدولي يربط ويلازم بين المسارات، من بيروت إلى طهران مروراً بدمشق. أقصى ما يمكن أن تحققه الحركة السياسية الداخلية في لبنان، هو الحد من الخسائر، أو تخفيف التوتر. وهذا ما لا يبدو أنه على أجندة أي من قوى السلطة المستمرة في قفزها البهلواني المعوّق فوق الوقائع، وهروبها الأعمى والمحموم إلى افتعالها مشاكل سياسية مع خصومها، ما يؤذن باستمرار انهيار البلاد بلا عوائق توقفه.

لبنان ومثاله العراقي

سيتوالى الانهيار بقوة في الشهور القليلة المقبلة. فأيلول وتشرين سيكونان من أصعب الشهور. الأميركيون ليسوا في وارد التراجع ولا تخفيف ضغوطهم. وإذا كان لبنان يعيش اقتصادياً ومالياً على وقع الانهيار السوري، في إطار تلازم المسارات، فإنه يسير سياسياً - دولة ومؤسسات وحراك في الشارع - على خطى العراق، ولو على نحو أقل حدّة. ما يحصل في العراق يمكن وصفه بالإنقلاب إلى حدّ بعيد. لا سيما في ظل التوأمة والتناغم بين رئيس الحكومة العراقية مصطفى الكاظمي، ورئيس جهاز مكافحة الإرهاب عبد الوهاب الساعدي. فالكاظمي يستعد لاتخاذ قرارات هدفها تغيير الطاقم الإداري في الصف الأول الموالي لإيران في معظمه. أما الساعدي فيعمل على الأرض على تطويق الحشد الشعبي وفاعليته. وما حصل في اليومين الماضيين من عمليات اعتقال في صفوف حزب الله العراقي على خلفية إطلاق صواريخ على السفارة الأميركية، والقيام بأنشطة عسكرية، ينذر بتحولات كبيرة على الساحة العراقية.

سوريا وضربات إسرائيل

قد تجر هذه التحولات إلى صدامات وصراعات متتالية، لكنها تظهر حجم الضغط الذي المستمر على إيران في العراق. والضغط إياه ينسحب على طهران في سوريا وفي لبنان. قد يكون لبنان أقل عرضة للتوتر العسكري أو الأمني. فعلى الأرض، وفي التداعيات السياسية والاقتصادية والمالية، يقبض حزب الله على مقاليد العهد الرئاسي والحكومة. وهذا على خلاف العراق الذي حصلت فيه تسوية رجحت كفة واشنطن على طهران. إما في سوريا فيجري تفاهم روسي – أميركي - إسرائيلي على تطويق النفوذ الإيراني وتحجيمه. ما يعني أن الضربات الإسرائيلية لمواقع إيرانية ستتكثف في المرحلة المقبلة.

واشنطن ونواف سلام

لا يمكن فصل لبنان عن هذه المسارات. فالحكومة اللبنانية الراهنة فقدت وجودها في الميزان الدولي. والمفاوضات مع صندوق النقد وصلت إلى طريق مسدود، إذا لم يحصل تغيير جذري ونوعي في آلية تعاطي الحكومة مع الأزمة. لكن المشاكل والمشاحنات والانقسامات اللبنانية، مستمرة داخل البيت الواحد. سواء داخل قوى السلطة إياها، أو بين الأحزاب في خارجها. أما الضغط الأميركي على لبنان فسيستمر وسيشتد الخنق. والهدف أصبح واضحاً: تشكيل حكومة مستقلين تختارهم واشنطن، كما حصل في العراق. وهي عادت إلى طرح اسم نواف سلامة لرئاسة الحكومة، وسيكون لها الحصة الأكبر في طرح الأسماء الوزارية. وقد يكون من بينها محمد بعاصيري، وآخرى يعتبرون مواجهين لحزب الله.

طريق الجنوب والدماء

تطورات كثيرة ستسبق الوصول إلى مثل هذا الطرح. وستكون محفوفة بمخاطر كثيرة، على غرار تلك التي تحدث على الأرض، كقطع طريق الجنوب لأكثر من 16 ساعة مثلاً. وهذا ما ينظر إليه حزب الله بغضب كبير، ولا يمكنه تمريره، ولو كلّف فتحه تلك الطريق دماءً. حتماً يحيل حزب الله فتح الطريق ومنع قطعها مجدداً، إلى الجيش اللبناني. ولكن في حال لم يتمكن الجيش من ذلك، سينذر الأمر بمخاطر كبيرة. هذا مشهد نموذجي لما يمكن حدوثه في ما بعد.

 

قطع طريق الجنوب: من هنا يبدأ تحرير فلسطين!

نادر فوز/المدن/27 حزيران/2020

طغت حركة قطع الطرق على أوتوستراد بيروت- صيدا اليوم الجمعة على مشهد الاحتجاجات والتحركّات، التي شهدتها معظم المناطق اللبنانية. ففي الجيّة، عند مفرق برجا- بعاصير، قطع محتجوّن الأوتوستراد منذ ساعات الصباح، حيث عملوا على وضع شاحنات وسيارات وسط الطريق، احتجاجاً على تردّي الأوضاع الاقتصادية والانهيار المالي. وعملت وحدات من الجيش إلى إعادة فتح الطريق بالقوة، فاستخدمت الهراوات حيناً، والرصاص المطاطي حيناً آخر، والرصاص الحيّ الذي أطلق في الهواء لتفريق الجموع الغاضبة. فأدى المشهد إلى سقوط ما لا يقلّ عن 9 جرحى بين المتظاهرين، تمّت معالجتهم ميدانياً أو في مستشفيات المنطقة. إلا أنّ تحرّك اليوم في الجيّة، عدا القمع الأمني، ووجه بحملة سياسية واسعة عملت على أبلسة المحتجّين. ولم يغب دور جمهور حزب الله، أو المحسوبين عليه على الأقلّ، في إعطاء التحرّكات الشعبية والاحتجاجات طابعاً سياسياً ومذهبياً، في محاولات متكررة للإطاحة بخطاب الاحتجاج على فشل السلطة ومن فيها.

طائرة لحزب الله

قد يكون صادماً ما تناقلته وسائل إعلام محلية عن استعانة حزب الله بطائرة استطلاع من نوع مرصاد بهدف تصوير الطريق الساحلي باتجاه الجنوب، ورصد الشبان الذين يعمدون إلى إقفاله. بغض النظر عن صحة هذه المعلومات أو عدمها، فإنّ ناشطين من برجا وإقليم الخروب، أكدوا لـ"المدن" أنّ "عدداً من الأشخاص التابعين للحزب كانوا موجودين ميدانياً في التحرّك". وبالتالي، لا حاجة فعلية لصور جوية. خصوصاً أنّ المحتجّين لم يغطوا وجوههم أصلاً وليس خجلين بقطعهم الطريق، طالما أنّ مطالبهم محقة. وأكد ناشطون لـ"المدن" أيضاً أنّ سيارات أمنية تابعة للحزب جابت الخط الساحلي للجنوب، التي لم يعمل أحد على قطعها، في حين عملت ماكينات إعلامية من فريق السلطة على تصوير الاحتجاج وقطع الطريق على أنه مذهبي أو طائفي وموجّه ضد بيئة حزب الله. ولو أنه معلوم للجميع أنّ قطع طريق الجنوب في الجية، يعني قطعها على أبناء المنطقة جميعاً باختلاف ألوانهم المذهبية... احتجاجاً على الانهيار والفشل، لا أكثر ولا أقلّ، أسوة بتحركّات المناطق الأخرى.

قمصان سود وتحرير

واستمرّ التحريض على تحرّك برجا، من جمهور حزب الله من جهة، والتيار الوطني الحرّ من جهة أخرى. فانتشرت تغريدة للشيخ صادق النابلسي، المقرّب من الحزب، يقول فيها إنّ "خطوط مواصلات الناس، هي خطوط اتصالات المقاومة! السلم الأهلي قد يحتاج يوماً ما إلى حضور القمصان السود مجدداً!". كما جنح انتقاد قطع الطريق في الجيّة باتجاه اتهام المحتّجين بالعمالة لإسرائيل، بما في ذلك من تحريض إضافي على التحرّك. أما الموقع الإلكتروني التابع للتيار الوطني الحرّ، فنشر خبراً عنوانه الحرفي "الجيش يحرّر الجية من قطّاع الطرق وينقذ المواطنين". بين "تحرير" الجيش للإسفلت، والقمصان السود ومرصاد، وإعادة المطالبة بـ7 أيار جديد، تتوضّح صورة المعركة. كأنّ أزمة الدولار لا تطال جميع اللبنانيين، وشريحة منهم أيضاً تحبّ العيش على التقنين الكهربائي، وأخرى مستعدّة لترك مليارات الدولارات في جيوب الفاسدين.

بات من الواضح أنّ السلطة تمعن بمحاولات الاستفراد بكل منطقة على حدة. فبعد توقيفات طرابلس، وأخرى في قب الياس ومسكة بقاعاً، أتى دور إقليم الخروب مجدداً. والعين على هؤلاء باتت مفتوحةً. تريد السلطة، بأجهزتها وأحزابها وماكيناتها، النيل من جميع معارضيها، فتعمل على قضم المجموعات والناشطين بشكل تدريجي ومتوالٍ. لم توفّر السلطة وأحزابها أي خطاب مذهبي وطائفي، وما فيهما من حقد وكراهية، لاستكمال خنق المحتجّين في مناطقهم. لم توفّر أيضاً أجهزة الأمن لقمع ما تبقى من هذه التحرّكات. لم توفّر استنابة قضائية للتهريب والقصاص. كل هذا يحصل، لكن الجديد دخول "مرصاد" على خط المواجهة. فيبدو أنّ حدود فلسطين تبدأ من برجا.

 

الإقتصاد الحر أم الإقتصاد الموجه؟

توفيق شومان/26 حزيران/2020 

الرائج الآن في نقد النظام الإقتصادي اللبناني ، بل نقضه ، مقولات يسارية عامة لا تعني شيئا ، فضفاضة وهائمة في معانيها ودلالاتها ، وهذه المقولات اليسارية لم تفلح ولن تفلح في تقديم نموذج يساري ناجح ، من تجربة الإتحاد السوفياتي المنهارة ومنظومته الحمراء الراحلة ، إلى كل نموذج يساري آخر ، وأما تجربة الصين ، فلا علاقة لها باليسار ولا اليسارية ، فاليسارية رحلت عن الصين برحيل ماوتسي تونغ عام 1976، وخليفته الحقيقي ، دينغ شياو بينغ ( هوا كيو فينغ مرحلة بين مرحلتين ) درس في فرنسا ، وأحدث انقلابا فعليا في الصين ، حين نقلها من الإقتصاد الإشتراكي ذي التوجه المشدد والمتشدد ، إلى اقتصاد السوق ، فباتت الصين ذات نظامين : الحزب الشيوعي ( والأصح الحزب الكونفوشيوسي) كوسيلة وأداة للحكم ، واقتصاد السوق كتعبير عملي عن عودة الصين إلى النظام الرأسمالي .

غير ذلك ، فليسمح لنا الأصدقاء اليساريون .

اليسارية ماتت في معقليها : الإتحاد السوفياتي والصين .

إلى لبنان من جديد :

في شهر حزيران / يوينو 1961 نشرت مجلة " الرائد العربي" وقائع ندوة بعنوان " الصناعيون والتجار في لبنان بين الإئتلاف والإختلاف " ، قال فيها رفيق غندور عضو جمعية الصناعيين اللبنانيين : إن الإتحاد السوفياتي يستورد 8 في المائة من الجوخ اللبناني ، والمعروف أن الإتحاد السوفياتي كما يقول غندور ، يختار دائما الصنف الأجود والأرخص .

وكتب الدكتور طلحة اليافي المدير العام ل "بنك التسليف الزراعي والصناعي والعقاري " في بيروت ( مجلة " الرائد العربي " شباط / فبراير 1961) فقال : " يُعتبر لبنان اليوم ، من أكثر بلدان الشرق الأوسط تصنيعا ".

جاء في تقرير أعدته " غرفة التجارة والصناعة " في بيروت عام 1953، بمناسبة انعقاد الدورة الثالثة لمؤتمر التجارة والصناعة والزراعة للبلاد العربية في العاصمة السورية دمشق :

ـ " إن صناعات الغزل والنسيج تحتل مركز مرموقا في الصناعات اللبنانية ، بما فيها السجاد ، وفي مناقصة دولية أجرتها مؤخرا حكومة باكستان ، فاز لبنان بالكمية نفسها التي فازت بها إيطاليا واليابان ".

ـ " يقوم لبنان بإنتاج النعال والجلود ، ويعترف الإخصائيون في أوروبا وأميركا بأن الإنتاج اللبناني من الأفضل في العالم ".

ـ " نجح لبنان في صناعة المصاعد الكهربائية والمصابيح ، والأسلاك المعدنية ، والمسامير والبراغي ، وآواني الأولومنيوم ، وأدوات السفرة المعدنية ، ومصنوعات البلاستيك ، ومقابض المفروشات ، ونعال المطاط ، والمفاتيح والستائر المعدنية ، وطباخات الكاز ، والأسنان الإصطناعية ، ومن أجل رفع مستوى الإنتاج وتحسينه ، أنشأ لبنان معهدا صناعيا هو الأول في الشرق الأوسط ".

أغلب السياسيين اللبنانيين الفاشلين ، لا يعرفون أن الليرة اللبنانية في سبعينيات القرن العشرين ، كادت في طريقها للتحول إلى عملة تجارية ـ دولية ، وفي الطريق نحو " تدويل " الليرة اللبنانية ، راحت دولة مثل الهند تعتمد العملة اللبنانية في تعاملاتها التجارية ، وكذلك هو الأمر مع شركة " رينو " الفرنسية " لصناعة السيارات ، وشركة النفط الوطنية الجزائرية المعروفة ب " سوناطراك " ، وفي هذا السياق كتب الياس سابا ( مجلة " الرائد العربي" ـ شباط / فبراير 1961) فقال : " في مجال تثبيت قيمة نقده الخارجية ، على لبنان أن يقوم بكل ما من شأنه أن يعزز الليرة اللبنانية كنقد مناطقي يشمل الشرق العربي بكامله ".

لنقرأ مرة ثانية :

ـ لبنان الأكثر تصنيعا في الشرق الأوسط خلال ستينيات القرن العشرين .

ـ العملة اللبنانية تكاد تتحول إلى عملة دولية ، وثمة من يرى بضرورة تحويلها إلى عملة اقليمية على مستوى الشرق الأوسط .

كيف يكون النظام الإقتصادي اللبناني فاشلا ؟ وإذا كان فاشلا فكيف يكون النجاح والفلاح ؟

أخيرا تبقى هذه الحقيقة التي لا يعرفها أكثر أهل السياسة الفاشلين في لبنان ، تلك الحقيقة تقول :

كان حجم الإقتصاد اللبناني في عام 1960 حوالي 850 مليون دولار ، وكان حجم اقتصاد سنغافورة 700 مليون دولار .

انظروا أين كان لبنان وأين كانت سنغافورة

وانظروا أين أصبح لبنان وأين أصبحت سنغافورة .

المشكلة في النظام الإقتصادي الحر أم في أهل النظام ؟

هل يوجد نظام يساري ناجح ؟ في كل التاريخ ؟ وعبر التاريخ ؟ وعلى مر التاريخ ؟

عشتم وعاش لبنان

 

نلعن النظام أم نطبق النظام ؟

توفيق شومان/26 حزيران/2020

فشل أهل السياسة في التوافق ، فحملوا النظام السياسي اللبناني مسؤولية فشلهم وعجزهم ، وراحوا يلعنون النظام صبحا وأصيلا.

أخفق أهل السياسة في إنقاد البلاد من الإنهيار المالي ـ الإقتصادي فألقوا مسؤولية إخفاقهم على النظام الإقتصادي اللبناني ، فلعنوه بعدما نهبوه وأفلسوه .

رفض أهل السياسة الإحتكام الى الدستور، وهو قاعدة الحكم، فلم يطبقوه، ثم رموا مسؤولية عدم تطبيقه على نصوص الدستور وبنوده وفقراته.

لم يعمل أهل السياسة على إنتاج خطاب وطني، وتعمقوا في إثارة العصبيات والطائفيات، وغذوا خطاب التحريض والتشرذم، ثم قالوا إن الناس قطعان من الطوائف التي يرتعب بعضها من بعضها.

هل المرض اللبناني العضال في النظام السياسي؟ أو في الدستور؟

في الدستور نقرأ التالي:

ـ في المقدمة:

ـ الفقرة (ه): "النظام قائم على مبدأ الفصل بين السلطات وتوازنها وتعاونها".

ـ الفقرة (ح): "إلغاء الطائفية السياسية هدف وطني أساسي يقتضي العمل على تحقيقه وفق خطة مرحلية".

ـ الفقرة (ط): "أرض لبنان واحدة لكل اللبنانيين، فلكل لبناني الحق في الإقامة على أي جزء منها والتمتع به في ظل سيادة القانون، فلا فرز للشعب على أساس أي انتماء كان".

أين المشكلة؟ هل المشكلة في الدستور أم في أهل السياسة الذين فروا فرارا من تطبيق الدستور، فتنازعوا بدل أن يتعاونوا، وكرسوا الطائفية بدل إلغاء الطائفية، وأقاموا جدران الفرز بين اللبنانيين وأعلوا من ارتفاعها، فبات الحظر مفروضا على إقامة هذا اللبناني أو ذاك في هذه المنطقة أو تلك؟

الدستور ينص على عدم جواز الفرز ولكن أهل السياسة أكثروا من الفرز وأشباهه وأنسبائه.

في الدستور أيضا:

ـ المادة 12: "لكل لبناني الحق في تولي الوظائف العامة، لا ميزة لأحد على الآخر إلا من حيث الإستحقاق والجدارة ".

ـ المادة 19 : "ينشأ مجلس دستوري لمراقبة دستورية القوانين والبت في النزاعات والطعون الناشئة عن الإنتخابات النيابية والرئاسية".

ـ المادة 22 : "مع انتخاب أول مجلس نواب على أساس وطني لاطائفي يستحدث مجلس للشيوخ".

ـ المادة 27 : "عضو مجلس النواب يمثل الأمة جمعاء".

ـ المادة 80 : "يتألف المجلس الأعلى ومهمته محاكمة الرؤساء والوزراء من سبعة نواب وثمانية من أعلى القضاة ".

ـ المادة 95 : على مجلس النواب المنتخب على أساس المناصفة بين المسلمين والمسيحيين اتخاذ الإجراءات الملائمة لتحقيق إلغاء الطائفية السياسية وفق خطة مرحلية وتشكيل هيئة وطنية ... مهمة الهيئة دراسة واقتراح الطرق الكفيلة بإلغاء الطائفية وتقديمها الى مجلسي النواب والوزراء ومتابعة تنفيذ الخطة المرحلية ".

حسنا ... أين مجلس الشيوخ وأين الهيئة الوطنية لإلغاء الطائفية السياسية وأين عمل المجلس الدستوري؟

وهذه أيضا أسئلة لا بد منها: من يرفض تشكيل مجلس الشيوخ والهيئة الوطنية لإلغاء الطائفية السياسية ويعرقل عمل المجلس الدستوري؟ ومن يرفض انتخاب مجلس نيابي وطني ويتمسك بأسنانه وأظافره بمجلس نواب طائفي؟

بحسب الدستور أن النائب في مجلس النواب يمثل الأمة جمعاء، ولو تم الوقوف على خطاب أغلب النواب اللبنانيين وممارساتهم وسلوكياتهم، سيبرز السؤال التالي: هل أولئك النواب يطبقون ما نص عليه الدستور أم أن خطاباتهم وأدبياتهم تتوسل وتتسول وتشحذ كل غريزة وعصبية؟

واقع حال أولئك النواب أنهم هجروا الدستور ونصوص "الكتاب" كما كان يسميه الرئيس فؤاد شهاب وهاجروا إلى استبكاء واستدماع العصبيات الطائفية والمذهبية تأسيا مقلوبا بقول الشاعر إيليا أبو ماضي:

هجروا الكلام إلى الدموع لأنهم/وجدوا البلاغة كلها في الأدمع.

صحيح أن النظام السياسي اللبناني، الذي استمد تعبيراته النصوصية من دستور العام 1926، واستنسخ بعضا منها في "دستور الطائف" وتعديلاته بين عامي 1989و1995، لجهة الحضور الطائفي ونسبيته بين المذاهب، إلا أنه في الحالتين الدستوريتين الأولى والثانية، كانت روح الدستور تعمل على استدعاء الطوائف إلى الوطن.

ما جرى مع أهل السياسة، نقيض روح الدستور، فبدلا من استدعاء الطوائف إلى الوطن، عملوا على إخراج الطوائف من الوطن.

تلك هي الإشكالية الكبرى مع أهل السياسة: أخرجوا الطوائف من الوطن، وابتدعوا الطائفيات السياسية، وهذه الطائفيات لا علاقة لها بالطوائف ولا بالدستور، لا قيد انملة ولا حبة من سنبلة.

الطوائف شيء والطائفيات شيء آخر تماما، الطوائف تجتمع وتأتلف وتشكل وطنا وتنتج عقدا اجتماعيا، مهما كانت عقائدها ومذاهبها، وشواهد التاريخ والحاضر عديدة ومتعددة، وأما الطائفيات فلا تصنع إلا تناحرات ونزاعات وصدامات وحروبا، وذاك ما فعله أهل السياسة في لبنان.

المشكلة ليست في النظام، المشكلة في أهل النظام وطريقة إدارة النظام التي حادت عن طريق الدستور ونصوصه ومواده وفقراته وبنوده.

عشتم وعاش لبنان

 

تركيبة لبنان الحكومية تزيد من عُزلته الديبلوماسية

ماجدة عازار/نداء الوطن/26 حزيران/2020

لا يترك الديبلوماسيون الغربيون والعرب فرصة إلّا وينتهزونها، ليُكرّروا على مسامع المسؤولين اللبنانيين عبارة: “ساعدوا أنفسكم لكي نساعدكم”، ولم يتلمّسوا حتى اللحظة أي إجراء حقيقي وفعلي بوشر بتنفيذه على أرض الواقع. بل يبدو أن نصائحهم صارت ممجوجة عند الحكومة فتكتفي بإطلاق الوعود تلو الوعود لتخدير اللبنانيين، فيما السباق على اشدّه بين الإنفجار والإنهيار. الذين يلتقون سفراء الدول الغربية، يُقرّون بأن المجتمع الدولي لم يلمس بأن الحكومة بذلت اي جهد لتسجيل خرق في جدار الاصلاحات السميك، بعد شهور على انطلاقتها وانقضاء المئة يوم التي الزمت نفسها بها، وأقله الاصلاح في قطاع الكهرباء، مزراب الهدر الكبير، بل على العكس، ذهبت الى محاورة صندوق النقد الدولي خالية الوفاض، من دون الاستناد الى اي انجاز، او دليل يشير الى نيتها الجدّية بالاصلاح، الامر الذي اثار امتعاضاً ديبلوماسياً واسعاً من ادائها، خصوصاً وان حكومة اللون الواحد لا تستطيع ان تتذّرع اليوم بأن هناك من يعطّل قراراتها في مجلس الوزراء.

وإذ يُذكّر هؤلاء بنظرة الولايات المتحدة الأميركية للحكومة عموماً ولـ”حزب الله” خصوصاً، يتوقّفون عند شروطها لمساعدة لبنان اقتصادياً، والتي اعلنها وزير خارجيتها مايك بومبيو امس الأول، وهي: تنفيذ الحكومة اللبنانية إصلاحات حقيقية والعمل بطريقة لا تجعلها رهينة لـ”حزب الله”.

ويبدو انّ الإمتعاض الديبلوماسي لا يقتصر على أداء الحكومة الإصلاحي بل يتعدّاه الى عدم جدّيتها في التعاطي مع قانون قيصر.

وفي هذا السياق، تقول مصادر مطلعة على الحركة الديبلوماسية الغربية والعربية عن كثب ان التفاهم مع الإدارة الاميركية لاستثناء لبنان من بعض أحكام هذا القانون كان مُمكناً بشكل أفضل وأسهل، لو كانت الحكومة تضمّ جميع الأطياف والألوان، كما كان يحصل في السابق، إذ انها ليست المرة الاولى التي يتعرض فيها “حزب الله” لعقوبات، وكانت الحكومات في السابق على تواصل مع الإدارة الاميركية لحماية لبنان، والحدّ من وطأة العقوبات على اقتصاده وعلى المصارف اللبنانية، اما اليوم فالتواصل مع الإدارة الأميركية لشرح وجهة النظر اللبنانية صعب، إن لم نقل مستحيلاً، فتشكيل حكومة اللون الواحد كان خطأ كبيراً، أقلّه ان هذا التشكيل أقفل على لبنان ابواباً ديبلوماسية كثيرة، وتسبّب بجفاء مع الغرب، ومع الدول المانحة ومع العرب، ففي ظل هذه التركيبة لا يمكن مواجهة العزلة الديبلوماسية، وبالتالي، مع هذه الحكومة، الحوار مع الديبلوماسية الأميركية بات صعباً جداً، ويعترف الجميع بهذا الأمر.

وتوازياً، يتحدّث سفير لبنان السابق في واشنطن انطوان شديد عن تجربته في الحوار مع الأميركيين ويؤكّد لـ”نداء الوطن” أنّ لبنان في حينه كان يحاول ان ينأى بنفسه عن مشكلات المنطقة، ولم يكن “حزب الله” مُنغمساً الى هذه الدرجة في الصراعات الإقليمية، لذلك عندما كنّا نتّصل بالإدارة الأميركية في سبيل تجنيب الدولة اللبنانية عموماً والقطاع المصرفي خصوصاً العقوبات، كانت الإدارة والكونغرس ينصتان الينا، وقد تمكنّا مرّات عدّة من تجنيب لبنان والمصارف العقوبات، خلافاً لواقع الحال اليوم. فبالإضافة الى عدم اجتراح الإصلاحات الإدارية والمالية المطلوبة، هناك ايضاً اللون الواحد الذي يطغى على الحكومة ويجعل من الصعوبة بمكان ان تُحاور المجتمع الدولي، وتطلب منه مثلاً إعفاء لبنان من بعض نتائج قانون قيصر بالتحديد، فالعقبة الوحيدة امام هذا الحوار هو لونها. الى ذلك، تلمس المصادر المطلعة عدم تعاطٍ جدّي للحكومة مع قانون “قيصر” الاميركي وتقول كان من الخطأ عدم احتساب عواقبه، وإذ تتوقف عند اللقاء الذي شهدته السفارة السورية اخيراً ومواقف “حزب الله” المتضامنة مع دمشق، تسأل: هل هذا هو رأي الدولة اللبنانية؟ وهل تخدم هذه الآراء مصالحها؟ وتُقرّ المصادر بأن ما يهمّ الغرب هو الاستقرار اللبناني، وجزء من هذا الاستقرار هو الإستقرار الإقتصادي، ناقلةً عن الديبلوماسيين خشيتهم من أن يؤثّر تدهور الوضع الاقتصادي سلباً على الوضع الأمني في لبنان.

 

أزمة لبنان أخطر من الحرب.. ودعوات للعودة إلى “النأي بالنفس”

نذير رضا/الشرق الأوسط/26 حزيران/2020

لم يخلُ «اللقاء الوطني» الذي عُقد في قصر بعبدا أمس، من انقسامات بين صفوف الحاضرين حول قضايا جوهرية؛ أبرزها طرح مسألة «النأي بالنفس» عن أزمات المنطقة من خلال الدعوة إلى «العودة الفورية» إلى «إعلان بعبدا». ولم يختلف الحاضرون على أن البلاد تمر بأزمة اقتصادية ومعيشية «أخطر من الحرب»، حسبما ورد في البيان الختامي الذي لم يوافق عليه الرئيس اللبناني الأسبق ميشال سليمان، كما خرج رئيس كتلة «اللقاء الديمقراطي» النائب تيمور جنبلاط من الجلسة قبل تلاوته، بعدما قدّم مذكرة مقدمة من «الحزب التقدمي الاشتراكي» و«اللقاء الديمقراطي» تشمل جميع «العناوين الأساسية التي لا بد من مقاربتها للخروج بحلول حقيقية للأزمة الراهنة». وفي غياب أركان المعارضة المسيحية، الرئيس الأسبق أمين الجميل وحزب «القوات اللبنانية» وحزب «الكتائب» و«تيار المردة»، وبمقاطعة رؤساء الحكومات السابقين وكتلة «المستقبل»، افتتح الرئيس اللبناني ميشال عون اللقاء قائلاً إن الدعوة إليه تنطلق من التفلت الأمني والتوتر الطائفي والمذهبي «غير المسبوق، وشحن النفوس، والعودة إلى لغة الحرب البائدة التي دفع لبنان ثمنها غالياً في الماضي»، وذلك «لوضع حد نهائي لهذا الانزلاق الأمني الخطير».

وإذ تحدث عن الأزمة الاقتصادية والمعيشية؛ أكد أن الإنقاذ غير ممكن «إذا ظل البعض مستسهلاً العبث بالأمن والشارع، وتجييش العواطف الطائفية والمذهبية، ووضع العصي في الدواليب، والتناغم مع بعض الأطراف الخارجية الساعية إلى جعل لبنان ساحة لتصفية الحسابات، وتحقيق المكاسب، عبر تجويع الناس، وترويعهم، وخنقهم اقتصادياً». وقال عون: «أمام التحديات المصيرية التي يعيشها لبنان، وفي ظل الغليان الإقليمي والأمواج العاتية التي تضرب شواطئنا، والمخاطر التي قد تنشأ عما يعرف بـ(قانون قيصر)، فإن الوحدة حول الخيارات المصيرية ضرورة. وما هدفنا اليوم من هذا الاجتماع إلا تعزيز هذه الوحدة ومنع الانفلات». وركز رئيس مجلس النواب نبيه بري في مداخلته على أهمية الوضع الاقتصادي، مشيراً إلى أنه لا يمكن فصل الاقتصاد عن السياسة. وعدّ بري أنه على الحكومة في المرحلة المقبلة أن تركز على الإصلاحات. وأيد دعوة الوزير السابق جبران باسيل إلى ضرورة الوصول إلى الدولة المدنية التي عدّ أنها ليست ضد الدستور، بل يمكن من خلال «دستور الطائف» تطوير الأوضاع للوصول إلى الدولة المدنية. كما أيد بري ما قاله رئيس الجمهورية حول الاستقرار الأمني والسلم الأهلي.

بدوره؛ قال رئيس الحكومة حسان دياب إن «البلد ليس بخير»، من غير أن ينفي أن الجوع يداهم المواطنين. وقال: «العلاج هو مسؤولية وطنية، وليس فقط مسؤولية حكومة جاءت على أنقاض الأزمة، وتمكنت من تخفيف الوطأة على الاحتياطي واحتواء تداعياته»، وأضاف أن هذه الحكومة «جاءت لتكشف بجرأة وشفافية أرقام الخسائر المالية المتراكمة في سياق خطة مالية إنقاذية هي الأولى في تاريخ لبنان».

ولفت إلى «أننا نمر في مرحلة مصيرية من تاريخ لبنان، وهي تحتاج منا إلى تضافر الجهود، وتقديم مصلحة البلد، وتعويم منطق الدولة، كي نتمكن من تخفيف حجم الأضرار التي قد تكون كارثية».

وأعاد سليمان طرح ملف «إعلان بعبدا» الذي تم إعلانه في يونيو (حزيران) 2012 خلال ولايته الرئاسية، ويتركز حول «النأي بالنفس» عن أزمات المنطقة، داعياً إلى تبنيه في هذه الظروف. وقال في مداخلته إن «حزب الله» نقض الاتفاق؛ «ما حال دون تنفيذ تعهدات الدولة وتسبب بعزلتها القاتلة، وبفقدان مصداقيتها وثقة الدول الصديقة وأهلنا في الانتشار والمستثمرين اللبنانيين والأجانب والمودعين والسياح بحكوماتها، ما ساهم في تراجع العملة الوطنية».

وأعلن سليمان بعد انتهاء «اللقاء الوطني» أن «لب مطالبتي يكمن بالعودة إلى (إعلان بعبدا) وأنا معترض على بيان حوار اليوم (أمس)». وأكد أنه «لا حل على المستوى الاقتصادي والأمني، إلا بالعودة إلى (إعلان بعبدا)، ولا أحد يريد أي مشكل أمني جديد في البلاد».

وكان رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل هاجم خصومه الذين قاطعوا الجلسة، وعدّ أن «من يعتقد أنّه برفضه حواراً، يعرّي حكومة أو عهداً أو مجموعة، إنمّا يعرّي لبنان من جوهر وجوده، خصوصاً إذا كان هدف الحوار منع الفتنة، من خلال الاتفاق على وقف التحريض الطائفي ووقف التلاعب بالأمن، ومن يرفض الحوار إنما يدل على نواياه بتعطيل الإنقاذ». وكان النائب جنبلاط تحدث داخل الجلسة قبيل مغادرته، قائلاً: «لقد وضعنا تصوراتنا للإنقاذ في وثيقة سياسية اقتصادية اجتماعية معيشية فيها رؤيتنا للمبادئ الأساسية التي من الضروري التركيز عليها؛ ومنها الحفاظ على (اتفاق الطائف) وعروبة ووحدة لبنان ضد كل المحاولات الداخلية والخارجية لتقسيمه. ومن الضروري أيضاً التركيز على المعالجات الاجتماعية والاقتصادية التي تؤمن العدالة الاجتماعية والتوزيع العادل للثروة».

– البيان الختامي

وفي ختام «اللقاء»، صدر بيان تلاه الوزير السابق سليم جريصاتي، دعا «إلى وقف جميع أنواع الحملات التحريضية التي من شأنها إثارة الفتنة وتهديد السلم الأهلي وزعزعة الاستقرار الأمني الداخلي». ورأى المجتمعون أن لبنان «يمر بأزمة معقدة ومتفاقمة؛ سياسية واقتصادية ومالية واجتماعية وصحية مستجدة»، عادّين أنها «أزمة أخطر من حرب»، و«في زمن الأزمات الكبرى علينا جميعاً أن نرتقي بالعمل السياسي إلى المستوى الوطني، متجاوزين الاعتبارات والرهانات السلطوية». كما دعا إلى السعي «لتوحيد المواقف أو تقاربنا بشأنها؛ أقلّه حول المسائل الكيانية والوجودية التي تتعلق بوحدة وطننا وديمومة دولتنا» وتندرج ضمن ذلك «معالجة الأزمة الاقتصادية والمالية والنقدية وتداعياتها الاجتماعية، عبر اعتماد مسار نهائي للإصلاحات البنيوية، واعتماد برنامج صندوق النقد الدولي في حال وافقنا على شروطه الإصلاحية لعدم تعارضها مع مصلحتنا وسيادتنا، وعبر مكافحة الفساد»، وعبر «التطوير الواجب اعتماده في نظامنا السياسي ليكون أكثر قابلية للحياة والإنتاج، وذلك في إطار تطبيق الدستور وتطويره لناحية سد الثغرات فيه، وتنفيذ ما لم يتحقق من (وثيقة الوفاق الوطني)».

 

الاميركيون والسعوديون وجّهوا إنذارا لباريس: لا لبقاء”الستاتيكو” في لبنان وسعد الحريري غير مرغوب فيه!

مارلين خليفة/موقع مصدر دبلوماسي/26 حزيران/2020

رفعت الولايات المتحدة الاميركية غطاءها عن لبنان منذ أكثر من عام، وهذا ما ظهّره بوضوح مساعد وزير الخزانة الاميركية (السابق) مارشال بيلنغسلي في زياراته  المتواصلة الى لبنان بين عامي 2018 و2019، وكذلك مساعد وزير الخارجية الاميركي لشؤون الشرق الادنى ديفيد شنكر: لم يعد استقرار لبنان أولوية للأميركيين لأنه يشكل غطاء مطمئنا لـ”حزب الله”.

ما بين المحورين الأميركي وحلفائه وفي مقدمتهم المملكة العربية السعودية وبين المحور الإيراني وحلفائه وفي مقدمتهم سوريا خلاف جوهري ومنافسة حول الهوية السياسية والثقافية للبنان.

فهذا البلد الصغير طالما كان متوجها نحو الغرب بهويته العربية الناصعة، وكانت صدمة مريعة للدول العربية والخليجية وللولايات المتحدة الاميركية من اكتشافهم فجأة بأن لبنان تحول بوجهه الى ايران.

وزاد منسوب “الصدمة” (كما عبّر شينكر) من دعوات الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله أخيرا للتوجه شرقا نحو الصين، وهي بالأساس الخصم الأشد خطورة للولايات المتحدة الأميركية، ما دفع بديفيد شنكر الى توجيه أمر عمليات طارئ في مقابلة مع موقع “الهديل” قبل يوم من اجتماع الحوار في بعبدا رافضا أي توجه من هذا النوع في تهديد غير مبطّن للبنان، وهذا ما دفع “حلفاء” المحور الاميركي الى الاعتذار الواحد تلو الآخر عن حضور اجتماع بعبدا.

ليست كلمة رئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع والتي تحولت “تراند” على” تويتر” أمس عادية، حين قال:” يفلّوا والباقي علينا”. إنها الترجمة الشعبية للسياسة الاميركية القائمة حاليا، والتي عبّر عنها وزير الخارجية مايك بومبيو مرار من أن على لبنان اتخاذ مواقف واضحة ازاء سلاح المقاومة، فإما أن يتم انتشاله من الانهيار الشامل أو يموت كليا.

لا تجد الولايات المتحدة الأميركية أي فائدة من تغطية اعمال الحكومة اللبنانية الراهنة برئاسة حسان دياب، وأي إراحة لها تعني تخفيف القيود على “حزب الله” وحلفائه وهو أمر لم يعد مقبولا. وفي أحاديث الصالونات السياسية المختلفة لا سيما لشخصيات عليمة بالمزاج الاميركي فإن اجتماع بعبدا للحوار الوطني اليوم لم يكن سوى رغبة بإعادة الدعم لخط حزب الله وخصوصا وأنه لم تكن من أجندة واضحة لهذا الحوار.

ليست كلمة رئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع والتي تحولت “تراند” على” تويتر” أمس عادية حين قال:” يفلّوا والباقي علينا”

تذهب الأوساط العليمة الى القول بأن رئيس الحكومة السابق سعد الحريري الذي يحظى بدعم حزب الله لم يعد مرغوبا بعودته الى الحكم لا أميركيا ولا سعوديا، وتشير هذه الأوساط الواسعة الاطلاع الى أن الحريري يعدّ العدّة لحكومة انقاذ في حال سقوط حكومة حسان دياب، وأنه كان لا يزال يحظى بمباركة فرنسية ليس من أجل شخصه بل انطلاقا من الرغبة الفرنسية بالحفاظ على “الستاتيكو” القائم في لبنان منعا للإنهيار الشامل.

إلا أن الأوساط الواسعة الاطلاع والموثوقة أشارت لموقع “مصدر دبلوماسي” الى أن الاميركيين أبلغوا الفرنسيين بشكل واضح عبر القنوات الدبلوماسية أولا بأن الحفاظ على الستاتيكو في لبنان لم يعد جائزا، وبالتالي فإن عودة الحريري ليس مرغوبا بها لأنه سيشكل عامل طمأنه لحزب الله وهذا ما ليس مرغوبا به. من جهتهم، ذهب السعوديون أبعد من ذلك بحسب الأوساط المذكورة،  إذ أبلغوا الفرنسيين عبر القنوات الدبلوماسية بأن أية تغطية فرنسية لعودة سعد الحريري والحفاظ على “الستاتيكو” القائم في لبنان وتغطية مشاريع “حزب الله” ستؤدي الى انسحاب أية استثمارات سعودية من فرنسا

رئيس الحكومة السابق سعد الحريري الذي يحظى بدعم حزب الله لم يعد مرغوبا بعودته الى الحكم لا أميركيا ولا سعوديا

لا تتخذ باريس لغاية اليوم موقفا قاصما تجاه لبنان وهو موئلها الوحيد المتبقي في الشرق الأوسط بعد ان انتقلت سوريا تماما الى القبضة الروسية، لكن العارفين يشيرون الى أن الفرنسيين باتوا عاجزين عن مقاومة المحور الاميركي لوحدهم وخصوصا وأن اللبنانيين لم يساعدوهم في الحفاظ على الاستقرار القائم رافضين منذ عامين اجراء اية اصلاحات هيكلية في السياسة والاقتصاد طلبها مؤتمر “سيدر” وكذلك “المجموعة الدولية من أجل لبنان”، ويبدو بأن الفرنسيين باتوا مقتنعين  مثل الأميركيين بأن علاج الجسم اللبناني المهترئ فسادا بات من المستحيلات.

السيناريوهات المرسومة للبنان باتت كارثية، وهي لم تعد بحاجة لدول تحركها بل إن كرة ثلج الانهيار باتت تتدحرج لوحدها وعلى المستويات كلها، وتشير المعلومات الى أن ارتفاع الدولار الأميركي سيكون بلا سقف  وأن الغلاء الفاحش سيزداد وحشية. وتفيد الاجواء الى أن أيا من الدول العربية لن تسعى لانقاذ لبنان إلا بعد التزامه بأجندة سياسية واضحة تعيد اليه هويته العربية من جهة والغربية من جهة ثانية، كذلك فإن الدول الخليجية التي قد تساعد لبنان لن تقبل مساعدته مجانا بل ستشترط أن تكون شريكا في أي مشروع تموله فيكون لها اطلالة استراتيجية على المياه الدافئة في البحر الابيض المتوسط.

أما صندوق النقد الدولي الموجه أميركيا بطبيعة الحال فإنه سيصر على الشروط التي وضعها وفي مقدمتها اغلاق الحدود مع سوريا منعا للتهريب وهو عمليا شرط سياسي هدفه وقف أية عائدات لحزب الله.

بالمختصر فإن مقولة “أم الصبي” التي كانت تعتمدها فرنسا وعدد من الدول الصديقة باتت ممنوعة اميركيا  إذ اكتشفت الولايات المتحدة الأميركية بأنه لم يتبق لها سوى ورقة الاقتصاد لتقتلع فيها “حزب الله”، فالليرة اللبنانية خسرت لغاية اليوم 80 في المئة من قيمتها والأمر مرشح للتفاقم. يقول أحد الخبراء الاقتصاديين المستقلين بأن “الغرغرينا” ضربت الجسم اللبناني وعملية القطع لا بدّ منها، لكن على هذه الطبقة السياسية أن تقتنع بعملية القطع المبكر كي لا يصل الالتهاب الى القلب فيموت المريض وهو في هذه الحالة لبنان.

يبدو بأن الفرنسيين باتوا مقتنعين مثل الأميركيين بأن علاج الجسم اللبناني المهترئ فسادا بات من المستحيلات

من هنا يمكن تفسير كلام جعجع:” فليذهبوا والباقي علينا” أي أن الطبقة السياسية  بتحالفاتها كلها مع ايران ومع الصين وروسيا وبأدائها الداخلي والفساد الذي انغمست به حتى العظم مطلوب تغييرها كلها أميركيا، أو أن تدمير لبنان صار هدفا أساسيا للأميركيين ولحلفائهم تمهيدا لبناء لبنان الجديد.

 

حسابات مخيفة ومقابلة غير مقنعة

 مروان اسكندر/النهار/26 حزيران/2020

أحدهم سطّر لنا حساب ما يساوي 100 دولار من عملات دول الممانعة التي اعتبر ان لبنان مرشح للانضمام إليها. المائة دولار تساوي من عملات دول الممانعة: لبنان 130 ألف ليرة لبنانية + 100 ألف ليرة سورية + 24 ألف دينار عراقي + 300 ألف تومان ايراني.

لا شك في ان هذه الحسابات المبدئية، وقد تتعدل سلبًا، تبين مدى فداحة خسارات هذه البلدان نتيجة انعدام التحويلات اليها، ومحاصرة صادرات النفط من ايران والعراق، ومدى التبذير الحاصل في دول الممانعة. ونحن في لبنان تسببنا في تبخر الاحتياط من العملات الأجنبية وتراجعنا عن تسديد القسط الأوّل من قروض “اليوروبوندز” وبدأنا نبحث عن وسائل تمويل الحاجات الأساسية، ومستشفياتنا، التي كانت مستشفيات الشرق الاوسط، تحتاج الى الأدوية والتجهيزات. ولا نستطيع تخيل تجاوز الأزمة إلّا إذا اخترنا شفافية العمل في القطاع الحكومي الذي يمثل 55 في المئة من الدخل القومي وكل ما نسمع ضرورة تشجيع الصناعة والزراعة، علمًا بأن تكاليف الكهرباء للصناعة تلغي أي قدرة على المنافسة، والمنتجات الزراعية تشكو من تلوث مياه الري وتأخر عمليات تنظيف مجاري الأنهر الأساسية، ويضاف الى كل ذلك المخاوف التي برزت من مقابلة وزير الطاقة مع مذيع الاخبار في محطة الاستاذ تحسين خياط أي تلفزيون “الجديد” منذ أسبوع.

الوزير سارع الى نفي انتسابه الى “التيار الوطني الحر” وأكد أنه لا يخضع لتوصيات سياسية من أي جهة وردت، ومن ثم تحدث مطولاً عن شؤون الطاقة الكهربائية من غير ان يضيف أي جديد سوى حديثه عن محطة دير عمار المتعاقد عليها منذ 2013 والتي تأخر تنفيذها حسب المتعهد الذي لجأ الى فقرة التحكيم بسبب تأخر السلطات اللبنانية في المبادرة الى دفع القسط الأول المستحق قبل بداية التنفيذ، علمًا بأن المتعهد – أي شركة قبرصية يونانية – كان قد ابتاع محركات الانتاج من شركة “جنرال الكتريك” الأميركية ووضعها في مستودعاته بانتظار دعوته الى التنفيذ، ولم يحصل الأمر، فانتهت القصة بمحكمة لفض النزاع على أسس التحكيم المتفق عليها.

الوزيرة السابقة للطاقة كانت قد صرحت بأن أسس الاتفاق مع طرف جديد على إنشاء وتشغيل المحطة بطاقة 450 ميغاوات شبه منتهية، وتالياً أن العمل على إنجاز المحطة لا يحتاج إلى أكثر من سنتين. أمّا الوزير الجديد، الذي يبدو أكثر إلماماً بالشؤون التقنية، فقال عندما سئل عن توقيت بدء تشغيل هذه المحطة، إن الأمر يحتاج أولاً الى انتظار قرار التحكيم في لندن، وهذا الأمر قد لا يتوافر قبل سنتين، وتالياً لا يمكن انجاز أي اتفاق على أعمال الانشاء قبل سنتين وربما نصف سنة اضافية للاتفاق على المواصفات، ولذا قد تكون المحطة جاهزة خلال ثلاث سنوات، أي بعد ستة أشهر من انتهاء العهد الحالي.

اضافة الى ما قاله الوزير، ويبدو انه يعني ان لا اتفاق موقعاً حتى تاريخه وربما هذا الامر من حظ لبنان الذي كان سيئًا للغاية في مجال انتاج الكهرباء بكلفة معقولة، فمشروع الاتفاق – لا الاتفاق كما أكدت الوزيرة السابقة – تركز فيه البحث على مجموعتين، احداهما لمستثمر اكتسب الجنسية اللبنانية منذ سنة وهو لا يحوز أي أهلية في تسيير محطات الكهرباء وانجازها، كما ان أوضاعه المالية عرضة للتساؤل الجدي في هذا الوقت الذي نتفحص فيه سياسات إقراض بعض المصارف ومدى تعريضها استقرار سعر صرف العملة اللبنانية.

الشريك المشار إليه مدين لأكبر مصرف لبناني بما يساوي 400 مليون دولار – منها 350 مليون دولار في بيروت و50 مليون دولار في القاهرة في فرع للمصرف الأكبر في بيروت – وقد انجزت وكالة التمويل الدولية IFC التابعة للبنك الدولي دراسة عن أوضاع هذا المستثمر ووجدت انه لا يحوز الأهلية للاقتراض، وذلك عوض البحث عن مستثمرين من ذوي الخبرة العالمية والنشاط الدولي مثل شركة “سيمنز” الألمانية، وشركة كهرباء فرنسا، والشركة الايطالية السويسرية، وشركة “جنرال الكتريك” الاميركية. ولو بحث الوزير حقًاً عن شركات أخرى لاكتشف ان كوريا الجنوبية تنتج معامل حديثة للانتاج الكهربائي وكذلك الصين التي لديها احدى كبرى الشركات العالمية وقد حققت اختراقات في مجال نقل الكهرباء توفر متاعب مد خطوط التوتر العالي.

الشريك اللبناني ممثل بشركة ناجحة في مجال توفير حاجات القوات الاميركية في العراق ومنها الغذاء ومنذ وقت قريب استطاع أصحابها شراء مصفاة متقادمة العهد في بلد أوروبي اشتراكي سابقًاً، وهم يسعون الى تطوير هذه المصفاة بمساندة شاب لبناني ذي خبرة في عالم النفط في المقام الأول. وبما أنّه ظهر ان أصحاب الشركة اللبنانية أو المصفاة المعنية بين من يطالهم الادعاء باستيراد كميات من مشتقات الديزل غير المستوفية الشروط الفنية، بات من الصعب بل المستحيل متابعة المناقشات مع هذا الفريق في شأن أي مشروع كهربائي مهم.

الوزير أكد ان توافر الكهرباء 24/24 ساعة يمكن انجازه خلال ثلاث سنوات شرط انشاء معمل جديد ثانٍ في دير عمار – غير المتعاقد عليه والمتوقف – ومعمل في الزهراني، ومعمل في سلعاتا، وكانت شركة كهرباء فرنسا، التي كلّفت مسؤولية اختيار المواقع حسب الشروط الفنية – قد استثنت موقع سلعاتا لعدم مناسبته. بعد كل هذا تناسى الوزير موضوع انتاج الطاقة المستدامة من المراوح الهوائية، والألواح الزجاجية التي تحتفظ بالحرارة وتحولها الى طاقة كهربائية، وقد أشرنا مرارًا وتكرارًا الى أمرين: أولاً، ان مجرى الليطاني يحوز ثلاث محطات كهرومائية طاقتها 190 ميغاوات متوقفة عن العمل منذ عام 2006 بسبب عدم الصيانة لعدم توافر الأموال، التي توافرت بأكثر من المطلوب لاستئجار السفن، وثانيًا، ان الأردن ينتج 1000 ميغاوات من حقول للألواح الزجاجية الكهربائية ويمكننا الاستفادة من خبرة الأردنيّين.

ان المآخذ على ما يسمى خطة الكهرباء وموقف صندوق النقد الدولي، وقبله منذ عشرين سنة وتزيد أن مصلحة كهرباء لبنان في حاجة الى اصلاح جذري سواء على صعيد الطاقم البشري والفني الاداري أو على صعيد تطوير وسائل متابعة الاصلاحات وتحصيل الفواتير، وفي حال تأخر هذه الاصلاحات كما يبدو من كلام الوزيرة ومن ثم الوزير الأوسع إلمامًا بشؤون الكهرباء يمكن التقدير أن سلطات صندوق النقد الدولي لن توافق على إقراض لبنان 10 مليارات دولار ما دامت وسائل الانفاق والتحقق من منافعها معدومة.

الانقاذ يحتاج الى تفكير منفتح على التغييرات الدولية والى تجاوز مقولة الاعتماد على الصناعة والزراعة والابتعاد عن الاقتصاد الريعي، ونسمع هذه الاقوال وكأنها انشودة منسية، والواقع ان المتحمسين لهذا التحليل غائبون عن تتبع التطورات العالمية في مختلف جوانب تحصين العمل الاداري الحكومي وتطويره، سواء العمل الروتيني أو الاستشرافي، والمواطن العادي الذي ينُوء بأثقال الاهمال ليس له سوى الأمل في توافر عجائب تحمي لبنان وأهله.

 

الجيش في مواجهة شارع "خارج عن السيطرة"

ملاك عقيل/اساس ميديا/السبت 27 حزيران 2020

في الأيام الماضية تقاطعت تقارير الأجهزة الأمنية عند خلاصة واحدة: تدَحرج كرة التحرّكات في الشارع وقطع الطرق في المناطق والأوتوستراد الدولي ليس سوى عملية تمهيد باتجاه التصعيد الكبير.

الأزمة باتت بلا سقف والشارع يغلي في ظل عجز رسمي عن كَبح جماح الارتفاع الجنوني في سعر صرف الدولار ولجم التداعيات الكارثية لتحليق أسعار المواد الغذائية الأساسية. لا أحد من الجالسين على كرسيّ الحكم اليوم قادر على توقع حجم التسونامي الشعبي!

عملياً قدّم مشهد منطقة الجية يوم الجمعة نموذجا مصغّراً عمّا يمكن أن يشهده الشارع المحقون إلى حدّ الانفجار. "حساسية" الطريق الدولية التي تصل بيروت بالجنوب عادت بقوة إلى الواجهة، ومرّة أخرى يجد الجيش نفسه في مواجهة متظاهرين انقسمت الآراء حولهم بين "قطّاع طرق" وبين "ثوّار" ناقمين على ما وصلت إليه الأمور. وفق المعلومات، لا هوية حزبية واضحة للمتظاهرين الذين شلّوا الطريق الدولية في الجية عند مفرق برجا. قيادتا "تيار المستقبل" و"الحزب التقدمي الاشتراكي" رفعتا الغطاء عن قاطعي الطريق الدولية، فيما ترصد الأجهزة الأمنية تحريكاً "عن بعد" لهؤلاء من جانب مسؤولين فيهما، خصوصاً أنّ داخل الحزبين آراءً متضاربة حول قرار النزول إلى الشارع وتوقيته.  وقد اكتسب المشهد خطورة أكبر مع إنفلاش بقعة الأصوات المهدّدة من بيئة "حزب الله" بعدم ترك طريق الجنوب سائبة تحت رحمة "قطاع الطرق" وهو الأمر الذي انعكس بصراحة على لسان الشيخ صادق النابلسي من حزب الله، حين علّق على عجقة السير الخانقة على طريق الجية بالقول إنّ "خطوط مواصلات الناس هي خطوط اتصالات المقاومة. السلم الأهلي قد يحتاج يوماً ما إلى حضور القمصان السود مجدداً".

التعاطي مع الشارع تحكمه ثوابت عدّة لا نقاش فيها على رأسها منع قطع الطرق، ومنها ما يكتسب أهمية مضاعفة كطريق الجنوب –بيروت التي يمكن أن تشهد تصادماً مذهبياً خطيراً

في هذا الإطار تفيد معطيات أنّ مجموعات تابعة لـ"الثنائي الشيعي" تتحضّر لتحرّكات على الأرض اعتراضاً على أزمة الدولار وارتفاع الأسعار، فيما تتخوّف الأجهزة الأمنية من حصول تصادم مجدداً بين "شارعين" من خلال التسلّل من "شارع" التحرّكات المطلبية.

وربما هذا ما يفسّر الحزم الذي طبع أداء الجيش في محاولته فتح طريق الجية التي أدّى إقفالها الى سجن آلاف اللبنانيين لساعات طويلة داخل سياراتهم وسمح لفئات من المتظاهرين بالتعدّي المباشر على سيارات المارّة وعناصر الجيش.

تؤكد مصادر عسكرية في هذا السياق لـ"أساس" أنّ "التعاطي مع الشارع تحكمه ثوابت عدّة لا نقاش فيها على رأسها منع قطع الطرق، ومنها ما يكتسب أهمية مضاعفة كطريق الجنوب –بيروت التي يمكن أن تشهد تصادماً مذهبياً خطيراً، واختناق الآلاف في سياراتهم والتسبّب بأذية مضاعفة لمن يرزح تحت وطأة أزمة معيشية لا سابق لها في تاريخ لبنان. إضافة إلى ضرورة منع التعدّي على الأملاك العامة والخاصة والحذر الشديد في التعاطي مع المدنيين بإفساح المجال لأكبر قدر من حرّية التحرّك والتعبير بما لا يتعارض مع الانتظام العام وأمن الدولة القومي". 

وربطاً بما تعرّضت له بيروت وطرابلس في الأسابيع الماضية من تخريب منظّم تقول المصادر: "لقد قيل هذا الكلام أكثر من مرّة على طاولة المجلس الأعلى للدفاع وهو أنّ القوى الأمنية والعسكرية تتحرّك بموجب الخطة المتفق عليها لناحية تقسيم المناطق، وبيروت هي من صلاحية قوى الأمن الداخلي والجيش يتدخّل عند طلب المؤارزة".

وتسلّم المصادر العسكرية بـ "حالة الاستنزاف التي تشعر بها القوى العسكرية. فما ينطبق على المدنيين من سوء الحال والانهيار الهائل في قيمة الليرة اللبنانية يعاني منه الضابط والعسكري، لكن في ظلّ مسؤوليات تُلقى على عاتق العسكري وضعته في ظرف صعب بمواجهة شارع يملك بمعظمه مشروعية التمرّد على الأمر الواقع".

عملياً يبدو الجيش أمام المهمّة الأصعب منذ تسلّم القيادة العسكرية مهامها برئاسة العماد جوزف عون: إنفلاش للتحرّكات الشعبية، قد لا يكون قابل للسيطرة، من الشمال إلى الجنوب وبيروت والجبل والبقاع، مع الجولات المتكرّرة من اعتراض شاحنات نقل المواد الغذائية على طريق الشام وفي طرابلس وعكار، وتولّي الجيش مهمة توزيع المساعدات، وقمع أعمال الشغب، والجهد الاستثنائي الذي يبذل على خطّ إقفال المعابر غير الشرعية وآخرها إقفال معبر حرف السماقة ومعبرين ترابيين كان أعيد فتحهما من قبل المهرّبين. إلى جانب مهام الجيش الاعتيادية على الحدود الجنوبية، والمتابعة الدائمة لخلايا إرهابية ورصد تحركات مشبوهة على الحدود الشمالية قد تكون مرتبطة بالمخابرات التركية، ونشاطه على خطّ العشائر شمالاً وبقاعاً، والعمل على خطّ الأمن الاستباقي، والكوارث الطبيعية ... كل ذلك وسط أجواء من الشحن الطائفي والمذهبي قد تعجز كل طاولات الحوار عن لجمه.

الجيش، وفي ظلّ أزمة مصيرية من هذا النوع تقارب الفوضى، يجب أن يكون أكثر حزماً في حفظ الأمن وقمع المعتدين على الأملاك العامة والخاصة

وتقرّ المصادر العسكرية "بتعرّض الجيش لحملات منظّمة تحاول تصويره أنّه ضدّ ناسه. ومنها اتهامه بتعذيب موقوفين في صيدا مع العلم أنّ القيادة العسكرية فتحت تحقيقاً داخلياً  وتمّ الاستماع إلى العناصر المعنيين في الجيش فيما رفض مطلقو الاتهامات المثول أمام المحقّقين لتبيان صحّة ادّعاءاتهم ضد الجيش، وقد أحيل الملف الى النيابة العامة العسكرية. كما أنّ التقارير الطبية أظهرت عدم صحة هذه الادعاءات".

وتفيد معلومات أنّ مفوّض الشرق الأوسط في "اللجنة الدولية لحقوق الإنسان" السفير هيثم بو سعيد أرسل كتاباً الى قيادة الجيش أكد عدم وجود آثار تعذيب على جسد علاء عنتر، كما ذكر بو سعيد في كتابه أنّ "هناك من يسعى لاستهداف معنويات وسمعة الجيش".

وفيما رصد متابعون وقوف الجيش تقريباً على الحياد في الأشهر الثلاثة الأولى لتحرّك 17 تشرين ومن ثم تدرّجه في مواكبة التحرّكات وصولاً إلى استخدام القوة المفرطة في حالات الشغب الواضحة، فإنّ دوره لا يزال عرضة للإنتقاد أو لتصويب الأداء، إذ تبرز أصوات تطالبه بأن يكون "الأمر له" في الشارع فعلاً وليس فقط قولاً في ظل عقم الطاقم السياسي وعجزه عن إيجاد الحلول".

ويقول متابعون في هذا السياق إنّ "الجيش، وفي ظلّ أزمة مصيرية من هذا النوع تقارب الفوضى، يجب أن يكون أكثر حزماً في حفظ الأمن وقمع المعتدين على الأملاك العامة والخاصة ومنع المخرّبين من تنفيذ مخططاتهم، من أي مقلب سياسي أتوا، وحماية المتظاهرين السلميين، وأن يلعب دوره على الأرض بمعزل عن أي حسابات سياسية". 

 

لقاء القصر بين الظهر والعصر: أين "السلاح" في بيان "الرباعي"؟

رضوان السيد/اساس ميديا/الجمعة 26 حزيران 2020

لا شكّ أنّ رؤساء الحكومة السابقين الأربعة يقعون بين الغائبين البارزين عن لقاء بعبدا الخميس في 25/6. بيد أنّ غياب الفرقاء المسيحيين، وبينهم سليمان فرنجية وآل الجميِّل وسمير جعجع رئيس حزب القوات، شديد الأهمية أيضاً. وسأركّزُ في هذه العجالة على خطابات الفرقاء الثلاثة (الرؤساء الأربعة وسامي الجميل وجعجع)، ثم أصير إلى إبداء الرأي في سياسات العهد وحكومته أو حكوماته، وقيمة دعوته للحوار حول "السلم الأهلي".

النقص الفادح أو الفاضح في بيان الرؤساء الأربعة، هو غياب ذكر السلاح غير الشرعي

أما الجوامع بين الخطابات الثلاثة، فهناك تركيز على سوء الإدارة والفساد، والعجز عن تطوير برنامج للإنقاذ من جانب العهد وحكومته، وعزل لبنان عن محيطه العربي وعن العالم، والدعوة إلى الاقتصاد المشرقي الوهمي، والإصرار على فلتان المعابر والتهريب بحجة إنقاذ النظام السوري الممانع من قانون قيصر وتداعياته. وقبل ذلك وبعده، التنكّر للإصلاحات الضرورية، والإصرار على متابعة الفساد والإفساد، في الكهرباء وملفات أُخرى كثيرة، كما الإصرارعلى إفساد القضاء واستعباده! وإلى ذلك، يضيف بيان الرؤساء الأربعة اختراقات العهد للدستور.

بيد أنّ النقص الفادح أو الفاضح في بيان الرؤساء الأربعة، هو غياب ذكر السلاح غير الشرعي، والذي عاد لتهديد مُدُنهم وأمنهم وعمرانهم في بيروت وطرابلس يوم 6/6 ويومي 11 و12/6. والذي يثير الإعجاب والإحساس بالمسؤولية العالية بالفعل في خطاب أو مؤتمر سامي الجميّل وفي كلام الدكتور جعجع هو التعرّض للسلاح غير الشرعي والذي هدَّد أمن المواطنين والسلم الأهلي. وقد أضاف الدكتور جعجع لذلك أمرين: أنّ الذين عرّضوا السلم الأهلي للخطر، هم حلفاء العهد، وأنّ صهر العهد ووزير دفاعه السابق ذهبا إلى طرابلس قبل عام؛ فذكّر الداماد - لقب صهر السلطان العثماني - بفتَن 1860 ضد المسيحيين في لبنان وسورية، كما أنّ وزير الدفاع السابق "اقتحم" المدينة غازياً مشبِّهاً لها بقندهار الأفغانية! وهذا يعني أنّ العهد (الحريص على السلم الأهلي بحسب ما جاء في الدعوة) ما اكتفى بتجاهل اعتداءات حلفائه على السلم الأهلي، بل شارك من زمان عبر مُحازبيه في إثارة النعرات الطائفية ضد فئةٍ معيّنةٍ من المواطنين! وهذا حتّى لا نذكر شيطنته للسُنّة على مدى سنوات قبل وصوله للسلطة.

وهكذا، فإنّ بيان الرؤساء الأربعة يشكو (عمداً فيما أظنّ) من السقف المنخفض، ومن التخلّي عن ذكر العلّة الرئيسية في الخراب الماثل، وفي التخلّي عن الموقف الوطني الذي صار شاملاً تجاه السلاح غير الشرعي، وتجاه أمن المواطنين والوطن.

نحن مسلمين ووطنيين لا نحتاج منكم أيها السادة إلاّ لموقفٍ واضحٍ ما اتخذتموه، واتخذه النائب سامي الجميل والدكتور  جعجع، وقبلهما الدكتور فارس سعيد والنائب نهاد المشنوق ووطنيون آخرون، صاروا بحمد الله كثيرين بعد سقوط الصمت، وسقوط الحيرة!

لماذا استدعى فخامة الرئيس قيادة القوات الدولية؟ لأنّ المواطنين الأبرار والمرفَّهين في المنطقة شكوا أنّ أصوات "موتورات" تلك القوات تزعجهم

ولنعُدْ إلى العهد وحرصه على السلم الأهلي والوطني. منذ بداية العهد، يصرُّ فخامة الرئيس على ثلاثة أمور: أنّ الحزب لا يستخدم سلاحه بالداخل، وأنّ لبنان محتاجٌ لسلاح الحزب لردع إسرائيل لأنّ الجيش ضعيف، كما أنه محتاجٌ لسلاحه لمكافحة الإرهاب. وما وافقه كثيرون على هذه الاستنباطات والتبريرات؛ لكنّ كثيرين وافقوه على أنّ سلاح الحزب سيبقى "لحين نهاية أزمة الشرق الأوسط"! وهكذا شاعت مقولة زعيم الحزب وكرّرها سياسيون ومثقفون ومحلّلون ومفادها أنّ سلاحه خطير الأهمية، وإقليمي بل ودولي وكوني! والدليل على ذلك أنّه قاتل في سورية والعراق واليمن، ونشر شبكات في الخليج، ووصل نفوذه إلى أوروبا والأمريكتين، وما وراء البحار والمحيطات!

نحن اللبنانيين المساكين والمحليين لدينا منذ العام 2004 قرار دولي رقمه 1559 يطالب بنزع السلاح من كلّ الداخل اللبناني، بحيث لا يبقى سلاح إلاّ بأيدي الجيش والقوى الأمنية. وفي العام 2006، وفي أواخر الحرب بين الحزب وإسرائيل صدر قرارٌ دوليٌّ آخَر رقمه 1701 دخل بمقتضاه الجيش اللبناني إلى الجنوب حتّى الحدود مع العدو، تُعاونه ألوفٌ من القوات الدولية، ولا ينبغي أن يكون مع غير هؤلاء سلاح ما بين نهر الليطاني والحدود أو الخطّ الأزرق مع العدو. وتفيد تقارير القوات الدولية أنّ سلاح الحزب ومدفعيته وصواريخه وأنفاقه تكاثرت في تلك المنطقة المحرَّمة عليه. ولذلك، ومنذ بداية عهد الرئيس ترامب، في كلّ عام، في شهر آب، عندما يطلب لبنان التجديد للقوات الدولية، يعترض الأميركيون (الذين يدفعون 33% من نفقات القوات الدولية في الجنوب). وفي العام الماضي خفّفوا اللوجستيات والأعداد لتخفيض النفقات، وللتذمّر والاحتجاج على عدم حرص لبنان على أمنه. والله ينجينا هذا العام من أهوال الموقف المحرِج والمشؤوم!

قبل شهر انزعج دوليو الجنوب لمنعهم من تفتيش بعض المواقع، فاستدعاهم فخامة الرئيس، وقال إنّه يريد التجديد للقوات الدولية، مع عدم التعديل في مهماتها، بمعنى أنّ الدوليين لا يستطيعون التفتيش بل يخبرون الجيش، باعتبار أنّ المواقع المشتبه بها هي بيوتٌ خاصةٌ للمواطنين(!). وبالطبع، فإنّ الجيش لا يفتّش، ولا يستطيع التفتيش لو أراد!

هل تعرفون أيها القرّاء، لماذا استدعى فخامة الرئيس قيادة القوات الدولية؟ لأنّ المواطنين الأبرار والمرفَّهين في المنطقة شكوا أنّ أصوات "موتورات" تلك القوات تزعجهم وتقلق راحتهم وتحرمهم من النوم! ولا أدري لماذا ما قال قائد القوات الدولية بالجنوب لرئيس الجمهورية: ما حاجتكم أيها القائد السابق للجيش، والأعلم بقدراته، إلى القرار 1701 والقوات الدولية، ما دام سلاح الحزب كافياً وباقياً إلى نهاية أزمة الشرق الأوسط العظيم؟! 

لقد سبق لي أن قلتُ في إحدى مقالاتي في "أساس" مازحاً: إنّ ثقة فخامة الرئيس بسلاح الحزب طمأنتني، لأنّه لا يحتاج للجيش في الجنوب، وبذلك يتفرّغ الجيش والقوى الأمنية (عددها جميعاً حوالى المائة ألف) لأمن الداخل. وفي 6/6 و11-12 /6، كانت أعداد الجيش والقوات الأمنية في بيروت وطرابلس أكثر من أعداد المتظاهرين بكثير، ومع ذلك ما تدخل الجيش ولا القوات الأمنية، لا لمنع التخريب في ساحة رياض الصلح ببيروت وساحات طرابلس، ولا لمنع الصارخين شيعة شيعة، والمتبخترين بموتورسيكلاتهم وسلاحهم في شوارع بيروت كلّ الليل! وبعد يومين أو ثلاثة، صدر بيانٌ عن فرع المعلومات بقوى الأمن الداخلي أنّهم أوقفوا أحد عشر شاباً من مخرِّبي رياض الصلح، وأعداداً أكبر من مخرِّبي طرابلس. ثم علمتُ من الصحف والتلفزيونات أنّ مخابرات الجيش أطلقت أربعين من المتبخترين لأنه ليست عندها أماكن لتوقيفهم بانتظار التحقيق معهم، ثم إنّهم لا "يستحقون" التحقيق! وهكذا فإنّ صارخي "الشيعة - الشيعة " الذين أُوقفوا أُطلق سراحهم. أما المخرِّبون "السنة" الذين أحضرهم المتبخترون للحرق والتكسير فما يزال التحقيق جارياً معهم، ولا شكّ أنّ سراحهم سيُطلق قريباً، وإلاّ فكيف تجرّأوا على التكسير والإحراق بدون توجيهٍ وحماية؟!

كان رئيس الجمهورية يريد من وراء الدعوة الصورةَ وليس غير. وقد حصل على صورته مع حلفائه، وبينهم رئيس الحكومة، وممثّلو ثلاث أو أربع نواب من السُنّة

لا أعرف إذا كان فخامة الرئيس ما يزال مصرّاً على أنّ الحزب لا يستعمل سلاحه بالداخل(!) أما الذي أعرفه يقيناً أنّ الجيش اللبناني والقوى الأمنية الأخرى ومنذ احتلال بيروت عام 2008 وإلى اليوم، ما كانوا مستعدّين لمنع الاجتياحات المسلّحة لمدننا وبلداتنا! وقد قال الدكتور جعجع لفخامة الرئيس: ما حاجتك لدعوتنا جميعاً لحماية السلم الأهلي، ما دام حلفاؤك هم الذين يحملون السلاح، ويهدّدون السلم؟ ما حاجتك إلينا ونحن لا نحمل السلاح ولا نهدِّد أحداً؟ تحدثْ يا فخامة الرئيس إلى حلفائك، وامنعهم من ذلك إذا استطعت أو أردت!

كان رئيس الجمهورية يريد من وراء الدعوة الصورةَ وليس غير. وقد حصل على صورته مع حلفائه، وبينهم رئيس الحكومة، وممثّلو ثلاث أو أربع نواب من السُنّة. وغاب المسيحيون الأقوياء. وللتذكير بموقف رئيس الحكومة الماجد والشجاع، والذي زعمتُ مراراً أنّه لا وجه له ولا ظلّ. بعد يومٍ واحدٍ على الإغارات في بيروت وطرابلس، خرج علينا بخطبةٍ عصماء قال فيها كلاماً غريباً، قال إنّه أحبط انقلاباً على العهد وعلى حكومته الميمونة(!). لكن من الذي ارتكب تلك المحاولة الفظيعة ما دام الذين اجتاحوا الشوارع وخرّبوا هم الذين جاءوا بك وبالحكومة العظيمة؟!

رئاسة الحكومة في حالة شغور، ورئاسة الجمهورية في حالة ضمور! ومع ذلك هناك مجال يستطيع فيه رئيس الجمهورية الإسهام في السلم الأهلي وفي تحسين علاقتنا بالعرب والعالم، وهو حدّ أدنى عنوانه "الاستراتيجية الدفاعية". بالاستراتيجية الدفاعية لا يعود المواطنون معرّضين للسلاح غير الشرعي ولا تعود القرارات الدولية مهدّدة وتنفتح علاقاتنا بالعرب وبالعالم. لكنّها أمنيات خابت من زمان! لقد صار العهد عارياً حتّى في الصورة. هو انتهى مع حكومته، وصار اللبنانيون جميعاً في مواجهة الحزب والزعيم. لا السلاح ينفع، ولا نظام الأسد، ولا الاقتصاد المشرقي، ولا شخصية جبران باسيل الفاتنة، ولا حشود الرايات الصفراء.

لقد بدأت أيها الشيخ الرئيس بهم ومعهم، وانتهيت عند بني قومك قبل الآخرين. لقد انتهى المسيحي القوي عند المسيحيين. وبقينا نحن المواطنين اللبنانيين جميعاً صامدين عند ركام الوطن المتصدع تحت وطأة سلاح الزعيم. ولنا الله.

 

حسّان دياب.. وقفا الدهر

زياد عيتاني/اساس ميديا/الجمعة 26 حزيران 2020

ملحوظة: الرجاء عدم إساءة النيّة قبل قراءة كامل المقال

ما تعرّض مقام ودور رئاسة مجلس الوزراء منذ استقلال لبنان عام 1943 وحتى يومنا الحالي لأضرار بقدر ما تعرّض له في عهد الرئيس سعد الحريري في حكومة جبران باسيل الأخيرة والرئيس حسان دياب في حكومة حزب الله الحالية. لطالما كانت رئاسة الحكومة، وتحديداً مع الرئيس رياض الصلح، وبعده صائب سلام ورشيد كرامي ورفيق الحريري، مركز توزيع السلطات وانضباطها. وما ينتج عنه من استقرار المؤسسات الرسمية. إلا أنها فقدت من دورها مع سعد الحريري وشغرت مع حسان دياب. لقد كانت الشكوى الرئيسية لدى البيئة السيادية عامة والسنيّة خاصة، من الرئيس سعد الحريري، وهو في السراي الكبير، أنه "تساهل" في الكثير من الصلاحيات والأدوار، التي أُنيطت بالرئاسة الثالثة عبر الدستور أولاً وعبر العرف الوطني، الذي لطالما تميزت به رئاسة الحكومة قبل الطائف وبعده عن باقي المواقع الرئاسية. كان رياض الصلح ضمانة اللبنانيين عند العرب وضمانة العرب عند اللبنانيين، فيما كان الرئيس صائب سلام ضمانة للبنان الرسالة كبلد للحريات والديمقراطية بوجه التغوّل الأمني والنظام البوليسي، كما كان الرئيس الشهيد رفيق الحريري ضمانة العيش المشترك المحصّن بالقوة الاقتصادية والمجتمعية بعد إنهاء العدّ والتعداد..

غفل الرئيس دياب أن الآخرين ربما هم "بعض" وقد يكبر هذا البعض أو يصغر، لكن المؤكد أنّ الرئيس دياب ليس ذا صلاحية تخوّله تصنيف هذه الأحجام، فيما رئاسة الحكومة بحضوره، لم تعد شيئاً اليوم مع حسان دياب تزداد الصورة قتامة في السراي الكبير، حتى وصلت إلى درجة لا يمكن رؤية ملامح الوجوه داخل جدران هذا الصرح التاريخي الكبير، بالرغم من اتخاذه كسكن عائلي كما لم يفعل من سبقه وسبق من سبقه..! هي حالة شغور واضحة، تعيشها رئاسة مجلس الوزراء، التي تحوّلت إلى ما يشبه صفيحة الجبنة، التي تتشابه أطرافها، لا بل تتطابق بحيث لا يمكن لأحد التمييز بين "وجهها وقفاها*" مشط الرئيس دياب، مهما استعمل لا يمكنه تحسين الصورة، التي أُنتجت خلال الأشهر الفائتة. عن رئاسة تتخذ قراراً ثم تتراجع عنه بعد أيام، وعن رئاسة تتهم وزيرة بالإشراف عليها، ولقاءات رئاسية ضابطها ومراقبها "واحد" مهمته بعد أيّ لقاء إجراء اتصال. في لقاء بعبدا للقوى الداعمة لحكومة الممانعة، وصف دياب القيادات السنّية المقاطعة للقاء الذي لا طائل منه أو لزوم ما لا يلزم كما قال بيان رؤساء الحكومات السابقين، "ببعض الأشخاص" و"بعض الأطراف". وقد غفل الرئيس دياب أن الآخرين ربما هم "بعض" وقد يكبر هذا البعض أو يصغر، لكن المؤكد أنّ الرئيس دياب ليس ذا صلاحية تخوّله تصنيف هذه الأحجام، فيما رئاسة الحكومة بحضوره، لم تعد شيئاً. وأجمل تعبير هي ابتسامة الرئيس ميشال عون وهو يعطي الكلام لدياب في لقاء بعبدا حين قال له "تفضل"، فتحدّث دياب وعيناه في قفاه*.

 *** "القفا" في اللغة العربية وفقاً لقاموس المعاني هو مؤخر العنق (يُذَكر ويُؤنث) ويقال قفا الدهر: آخره، وعيناه في قفاه أي منهزم وخائف.

 

لقاء أهــل البيت الواحد ؟!

فؤاد ابو زيد/الديار/26 حزيران/2020

كنت اتابع كلمة رئيس الحكومة حسّان دياب في لقاء اهل البيت الواحد في قصر بعبدا، ولوهلة ظننت انه يستشهد بمقالاتي التي كتبتها تباعاً في الديار ونشرت في بعض المواقع الالكترونية، وعلى صفحتي في «فيس بوك» وعاتبني بعض الاصدقاء والقراء لهجومي الدائم على دياب وعلى حكومته، ولهؤلا الاعزاء لا اقول سوى ارجعوا الى كلمة دياب في قصر بعبدا، واحكموا بعدها من هو على حق، ولاحظوا ان دياب في لحظة وجدانية اعترف بالهوّة القائمة بينه وبين الناس، واعترف بالتقصير في تحقيق ما وعد به، ولكنه، يا للعجب، على الرغم من هذا الاعتراف، دعا الى تشكيل لجنة لتحقيق ما اخفق فيه هو وحكومته، بدلاً من ان يعلن استقالة حكومته، او يجزم امام اللبنانيين انه سيقوم باصلاحات سريعة او يستقيل.

مايك بومبيو وزير الخارجية الاميركية، اعلن في بيان له ان بلاده مستعدة لدعم الحكومة، وكذلك دول العالم، ان هي نفذت اصلاحات حقيقية، كما ان الحكومة الفرنسية مستاءة من دياب وحكومته لتجاهل دعواتها والدول الاوروبية، الى تحقيق الاصلاحات التي تعهّد لبنان بتنفيذها في مؤتمر سيدر منذ اكثر من سنتين، وهي محبطة لعدم تعيين الهيئة الناظمة لمؤسسة الكهرباء، ومجلس ادارة جديداً، والتراجع عن وقف بناء محطة كهربائية في سلعاتا، لانها وفق باريس «غير مجدية ومكلفة ويمكن الاستغناء عنها»، كما ان لقاء وزير خارجية لبنان ناصيف حتي بوزير خارجية فرنسا ايف لودريان لم يكن ايجابياً لهذها الاسباب تحديداً.

اما في العودة الى لقاء بعبدا، لا شك انه فشل كبير للحكومة ولمسيرة العهد، ولو ان الرئيس ميشال عون، اعتمد جدول اعمال مثل طرح العلاقات اللبنانية العربية والدولية، والحياد الايجابي، وتحقيق اللامركزية الادارية الموسعة ومجلس الشيوخ، وتنفيذ الاصلاحات في مدة زمنية محددة، وقانون سيدر ووقف التهريب عبر الحدود والمرافق العامة، وتقصير ولاية مجلس النواب، بما يحقق المطالب الاساسية لانتفاضة اللبنانيين، او تعطى الحرية للمشاركين في اللقاء بطرح ما يرونه ضرورياً لانقاذ لبنان من الكوارث، بدلاً من اقتصار اللقاء على اهل البيت وكان من الافضل ان تبقى علانية اللقاء قائمة، ليطلع اللبنانيون عما يدور في الداخل، بدلاً من لغة التسريب التي بدأت حتى قبل انتهاء اللقاء، وبشكل مجتزأ، علماً بان البيان الختامي كان معّداً مسبقاً، إن حضر المعارضون او لم يحضروا، واعتراض الرئيس مشال سليمان عليه يدلّ على ذلك.

لقاء اهل البيت... لم يحقق جديداً...

 

لبنان على الأرض: ادفنوه أو كفّوا شروركم عنه!

عقل العويط/النهار/26 حزيران/2020

مقدّمة لا بدّ منها: بعد الإنصات جيّدًا إلى كلمتَي رئيس الجمهوريّة ورئيس الحكومة، في “اللقاء الوطنيّ” الذي عُقِد أمس الخميس في القصر الجمهوريّ، وما تلاهما من مداخلات، وما انتهى إليه “اللقاء” في بيانه الختاميّ، وفي ضوء المعطيات الموضوعيّة كافّةً، أكتب هذه الشهادة: اللهمّ، أشهد أنّي قد بلّغتُ. إذا لم يُسمَح لأهل العقل بتدارُك المصير الجهنّمي الذي ينحو في اتّجاهه الوضع اللبنانيّ، فلات ساعة مندم. فهناك يكون البكاء وصريف الأسنان. بعيدًا من كلٍ حنينٍ أَمْسَويٍّ أو ماضويٍّ إلى زمنٍ لبنانيٍّ منقضٍ، وبعيدًا من كلّ تثبيطٍ للهمم، وتيئيسٍ للعقول والنفوس، وبصراحةٍ فجّةٍ قد يراها البعض ممجوجةً، وغير مستحبّةٍ، وقليلةَ الحياء، لا بدّ من وصف الوقائع والأحوال المصيريّة اللبنانيّة كما هي عليه. ففي مثل هذا الوقت الحرج من “تجلّيات” هذا المصير الوطني والوجوديّ، لا يعود من الجائز الكذب والتكاذب على الذات والآخر، ولا دفن الرؤوس في الرمال، ولا الهرب إلى الأمام، ولا تنميق القول بعباراتٍ تخفيفيّة، تحاشيًا للمصارحة المطلقة. بناءً عليه: ما يجري حاليًّا، على مستوى العهد والحكم ومجلس النوّاب والحكومة والطبقة السياسيّة، موالاة ومعارضة، بمَن في ذلك الطرف المحلّي – الإقليميّ، السياسيّ والعسكريّ، الذي يضع يده على القرار، يندرج معًا وفي آنٍ واحد: في باب الكذب والتكاذب على الذات والآخر، وفي باب دفن الرؤوس في الرمال، وفي باب الهرب إلى الأمام، وفي باب التنميق والتجميل، تفاديًا لقول الحقيقة المرّة التي لا مفرّ من قولها، والتبصّر في مترتّباتها.

أمّا الحقيقة المرّة فهي الحقيقة الكافرة المرّة التي يعرفها الجميع، ويقولها الجميع، حيث “ناقل الكفر ليس بكافر”: عبثًا تخدير الناس بالبيانات والخطب المتفجّعة والرنّانة، وبإلقاء المسؤوليّات على الآخرين. عبثًا تخدير الناس بضخّ الدولار في السوق. لن يكون ثمّة سدٌّ مانعٌ، من شأنه وقف الانهيار السياسيّ والماليّ والاقتصاديّ والمجتمعيّ. لن يحصل لبنان – وهذه الحقيقة يعرفها الجميع ويردّدها الجميع – على أيّ مساعدةٍ ماليّةٍ، من أيّ جهةٍ، إقليميّة أو دوليّة. ولا حتّى من فرنسا. وبلسان الخبراء، ستنهار الليرة اللبنانيّة انهيارًا لم يسبق له مثيل، أمام أعين الجميع في الداخل والخارج، وأمام أيديهم “المكتّفة”، حيث سيُترَك لبنان وأهله أمام مصيرٍ يُختَصر باشتهاء الرغيف العفِن الذي تعفّ عن أكله الكلاب والغربان الجائعة. عبثًا كلّ اللقاءات التعويميّة للوضع القائم، ومنها اللقاء الذي عُقد في القصر الجمهوريّ، أمس الخميس.

عبثًا الإمعان في تطبيق معايير النظام الديكتاتوريّ الأمنيّ البوليسيّ الترهيبيّ الإرهابيّ، الجارية حاليًّا، والهادفة إلى كمّ الأفواه وإسكات الناس، من طريق تلفيق الملفّات والتهم، ومنع المعترضين من التعبير عن اعتراضهم، قولًا وفعلًا وتفكيرًا.

أمّا العبث الأقصى فعبثًا – بلسان أهل العقل – استمرار هذا العهد، وحكم “حزب الله”، و”أرانب” رئيس مجلس النوّاب، و”مسخرة” حكومة “التكنوقراط” برئيسها والأعضاء، و”خبثنة” جبران باسيل و”تمسكنه” و”زهده” بالرئاسة، والفحش التحاصصيّ الاستثئثاريّ لدى “التيّار الوطنيّ الحر”، وخواء “السنّيّة السياسيّة” وتيّار “المستقبل”، والهرب إلى الأمام ودفن الرؤوس في الرمال والتقيّة لدى كلٍّ من “القوّات اللبنانيّة” و”الحزب التقدميّ الاشتراكيّ”، ومواصلة سياسة “رجل في البور ورجل في الفلاحة”، وثالثة الأثافي: انبطاح المرشّحين الرئاسيّين الموارنة انبطاحًا مقيتًا ومثيرًا للشفقة والازدراء، طلبًا لبركة السيّد حسن نصرالله، وأخيرًا وليس آخرًا: “خيخنة” بكركي، و”مودرة” دورها التاريخيّ… في المقابل، وبصراحةٍ جارحة، ليس ثمّة في الأفق الظاهر، أيّ بديلٍ “وطنيّ” يمكن اقتراحه لوقف هذا الانهيار، سياسيًّا وماليًّا واقتصاديًّا.

ما في حدا.لبنان على الأرض. “دولة لبنان الكبير” على الأرض. بصراحةٍ مطلقة: إذا مات، إذا طلعتْ روحه، فلن يحضر أحدٌ الدفن. … هذا إذا دُفِن!

خاتمة لا بدّ منها: بعد الإنصات جيّدًا إلى كلمتَي رئيس الجمهوريّة ورئيس الحكومة، في “اللقاء الوطنيّ” الذي عُقِد أمس الخميس في القصر الجمهوريّ، وما تلاهما من مداخلات، وما انتهى إليه “اللقاء” في بيانه الختاميّ، وفي ضوء المعطيات الموضوعيّة كافّةً، أكتب هذه الشهادة: اللهمّ، أشهد أنّي قد بلّغتُ. إذا لم يُسمَح لأهل العقل بتدارُك المصير الجهنّمي الذي ينحو في اتّجاهه الوضع اللبنانيّ، فلات ساعة مندم. فهناك يكون البكاء وصريف الأسنان. لبنان على الأرض. لا تنفع فيه حبوب البنادول والأسبرو والأسبرين، ولا العلاج بالتخدير، ولا باللجان والتأجيل، ولا بالتخوين وإلقاء التهم والمسؤوليّات على الآخرين، ولا بالهرب إلى الأمام أو الوراء، ولا بعقد اللقاءات، وإلقاء الخطب والبيانات التفجّعيّة والمخمليّة، ولا بأضغاث الأحلام والحالمين. جذريًا ونهائيًّا: زيحوا جميعكم من درب لبنان. أقصد: أطراف هذه الطبقة السياسيّة، الذين منكم في السلطة، والذين منكم خارج السلطة، ويتحرّقون للدخول إلى جنّتها.

لبنان على الأرض: ادفنوه أو كفّوا شروركم عنه!

 

بلا حكي: قديش الدولار؟

 راجح الخوري/النهار/26 حزيران/2020

إذا كان ما حصل من بربور الى عين الرمانة والرينغ وطرابلس هو مجرد قرع لإبواب الفتنة من باب المطالب الاجتماعية، كما قال الرئيس ميشال عون في “لقاء اللون الواحد” في بعبدا أمس، فقد كان من المناسب جداً، وربما من الضروري إحضار بعض البرادات الفارغة وعرضها في قاعة الإجتماع في بعبدا، لأنه بين ما جرى في يوم ٦/٦ شيء، وما يغلي في رؤوس وبطون الجائعين شيء آخر تماماً، كان يمكن أيضاً تقديم فيلم وثائقي قصير عن الذين يأكلون من النفايات، ويعدون سراج الليل استعداداً للعتمة! ربما كان من الضروري إحضار البرادات لسبب آخر وجوهري، وهو إقناع الرئيس حسان دياب بأنه لم يكن دقيقاً على الإطلاق، عندما وقف وقال ذلك الكلام المهول، من ان حكومته المُعظمة حققت ٩٧٪ من برنامجها وبقي ٣٪ فقط لا غير، فلربما هذه البرادات الفارغة والمستوعبات المملوءة بهمة وزير البيئة، تكون الـ ٣٪ مما تبقى من تلك الخطة الجسورة.

في أي حال لن أنساق وراء الوزير السابق ريشار قيومجيان الذي قال أمس تعليقاً على لقاء بعبدا اليتيم لأنه بجناح واحد، ” لا يمكن الداء ان يكون الدواء، وان المنظومة الحاكمة مسؤولة”، ربما لأنني اعرف جيداً ان المنظومة هي التي حكمت من قبل وتحكم اليوم وستحكم غداً، ويمنعونها دائماً من ان تشتغل سبحان الله، ولن أذهب طبعاً وراء ريشار في وصفه اللقاء اليتيم تكراراً، بالقول “خاصمتم كل البلد ولقاءآت جحا وأهل بيته لن تنقذ البلد”، ربما لأن ريشار في فريق “الهجوم العرابي”، الذي قال بلسان قائده الدكتور جعجع قبل ساعات من لقاء بعبدا اليتيم أيضاً وايضاً، “كلن يعني كلن”، ربما لهذا فقط لا غير!

في أي حال لم يكن هذا هو الكلام الوحيد عن اللقاء، الذي قياساً بالعنوان الذي أعطاه أياه عون أي :”حماية الاستقرار والسلم الأهلي في ظل التطورات الاخيرة”، كان يفترض ان لا يكون مجرد لقاء وإلقاء كلمات وخصوصاً بعد المقارعة الجانبية حول “إعلان بعبدا” الذي أعلن في ١١ حزيران ٢٠١٢، والذي تحدث عن سلاح “حزب الله” ومبدأ “النأي بالنفس” وضبط الحدود والإستراتيجية الدفاعية، ولكن يبدو ان البعض عمل يومها بنصيحة “حزب الله” فنقعه ويشرب حتى اليوم من مياهه العذبة جداً ملعقة على الريق. نعم لم يكن هذا الكلام الوحيد فقد سبق للوزير الأديب رشيد درباس ان وصفه بأنه “مجرد حبة أسبيرين لمرض عضال”، ولا حاجة هنا للعودة الى بيان رؤساء الحكومات السابقين الذي شكّل بياناً اتهامياً مسهباً عنيفاً وشاملاً ضد العهد، وأتهمه بتدمير علاقات لبنان العربية والدولية. والغريب اننا لن نسمع أي إشارة الى الحكومة أنجزت ٩٧٪ من برنامجها ولا سمعنا شيئاً عن النجاحات [النجاحات بالجمع ]، بل فوجئنا برئيس الحكومة حسان دياب يلحس كل هذا ويقول “نعم البلد ليس بخير”، ولست أدري إذا كان بهذا يصدقنا أخيراً أو يريدنا ان نصدقه بعد هذا الاكتشاف العظيم! نعم لا يهتم اللبنانيون اليوم بلقاء بعبدا ولا بالكلام، يريدون معرفة سعر الدولار، لم يتعودوا بعد لا على الينّ الياباني وهو غير مستعجل الى بلد عصفورية، ولا على التومان الإيراني، الذي نسوه حتى في طهران، بعدما صار كل دولار يساوي ١٩٠ الف تومان، ولكننا نحن وإيران سنهزمه ولو بأمعاء فارغة!

 

في العبودية... المعاناة ليست حكراً على أحد

أمير طاهري/الشرق الأوسط/26 حزيران/2020

هل تدين الدول الغربية، لا سيما الولايات المتحدة وبريطانيا، بثرواتها للعبيد السود من أفريقيا؟ اكتسب هذا السؤال وغيره من الأسئلة ذات الصلة والمتداولة منذ سنوات زخماً جديداً في الأسابيع الأخيرة بفضل مسيرات الاحتجاج في الولايات المتحدة وأوروبا.

في عام 2009 في ندوة دولية استضافها الرئيس الفرنسي آنذاك نيكولا ساركوزي في «إيفيان»، استمعنا بدهشة لحديث القس جيسي جاكسون، الناشط في مجال حقوق السود في الولايات المتحدة، أمام الجمهور حين قال، إن العبيد الأفارقة بنوا أميركا كوطن تبين لاحقاً أنه سجن.

في عام 2016، ذكرت سيدة أميركا الأولى ميشيل أوباما أمام جمهور التلفزيون كيف أنها كانت تستيقظ كل صباح في البيت الأبيض وتفكر في أنه «بيت بناه العبيد». والأسبوع الماضي، أدلى عمدة لندن صادق خان بدلوه حين قال «إنها حقيقة محزنة أن الكثير من ثرواتنا مستمدة من تجارة الرقيق».

هناك ثلاث مشكلات على الأقل في هذا الخطاب: الأول هو أنه إذا تم بناء المجتمعات الأغنى في التاريخ من قبل العبيد، فلا ينبغي اعتبار العبودية شراً مطلقاً. المشكلة الثانية هي أنها تفترض أن الغالبية العظمى من الناس الذين لم يكونوا عبيداً قد استفادوا من العبودية بالاكتفاء بالجلوس المريح وترك العبيد يفعلون كل شيء. لكن ملايين البشر من غير العبيد سيرون ذلك غير عادل، أقصد الذين عارضوا العبودية منذ زمن الإمبراطورية الرومانية، وفي بعض الأحيان حاربوا جنباً إلى جنب مع العبيد لإنهائها. المشكلة الثالثة وهي الأهم، هي أن جاكسون وخان وميشيل أوباما جميعهم مخطئون بكل بساطة.

لنبدأ بمزاعم ميشيل أوباما، الأسهل للدحض. فالبيت الأبيض الذي عاشت فيه طيلة ثماني سنوات قد أعيد بناؤه لأول مرة عام 1902، واكتسب شكله الحالي في الخمسينات، بعد فترة طويلة من إلغاء الولايات المتحدة للعبودية عام 1865 ومنح الجنسية للعبيد السابقين عام 1869. وكان هناك بعض السود الذين عرفوا وسط فئة عمال البناء باسم الأميركان الأفارقة، لكنهم لم يكونوا عبيداً. إن الادعاء بأن العبيد السود بنوا أميركا بمفردهم تقريباً أمر مشكوك فيه أيضاً. فالعبيد السود لم يكونوا بتلك الأعداد التي تمكنهم من السيطرة على قارة ضخمة وتحويلها إلى أكبر اقتصاد في العالم. فقد استوعبت 13 مستعمرة بريطانية - من المفترض أن تصبح الولايات المتحدة - نحو 320 ألفاً من العبيد الأفارقة. في زمن حرب الانفصال التي يصفها الأميركيون بالحرب الأهلية، كان العبيد السود يمثلون نحو ثلاثة في المائة من السكان الذين يتركزون في الدول المالكة للعبيد. ولم يحقق الجزء الأسود من سكان الولايات المتحدة نمواً سكانياً كبيراً إلا بعد الحرب الأهلية. اليوم، يمثل السود 12 في المائة من السكان، غالبيتهم جاءوا من أجزاء أخرى من العالم، بما في ذلك منطقة البحر الكاريبي، وبالتالي لا يوجد أصل للرقيق في الولايات المتحدة. من بين هؤلاء شخصيات بارزة مثل باراك أوباما وكولن باول وسوزان رايس وأحد المطربين المفضلين هاري بيلافونتي.

بنيت القوة الاقتصادية الأميركية استناداً إلى وفرة الموارد الطبيعية والإمدادات التي لا نهاية لها من العمال المهاجرين حتى حقبة السبعينات غالبيتهم من أوروبا. لكن مفتاح النجاح الأميركي كان العمل الحر الذي نشأ في بداياته في سياق فوضوي، لكنه مع الوقت سمح للابتكار والمشاريع الضخمة التي ظهرت جميعها بعد إلغاء الرق. (لعب عمال النقل الصينيون الحقيقيون أشباه الرقيق دوراً كبيراً في بناء شبكة السكك الحديدية الأميركية).

في فترات النمو الاقتصادي العظيم في الولايات المتحدة، لم يكن بإمكان السود لعب دور في بناء الولايات المتحدة، ويعود ذلك جزئياً إلى إعاقتهم من خلال استمرار التحيز العنصري ونقص الفرص التعليمية أمامهم؛ ولذلك لم يكن بمقدورهم لعب دورهم الكامل في بناء البلاد.

أما بالنسبة لبريطانيا، فقد بدأ النمو الاقتصادي بما يعرف بحركة الضم التي تعني أن الأرض يمكن أن تتحول إلى ضمانات لزيادة رأس المال، في وقت لم يكن فيه سود في الجزيرة. فتح إبطال «قوانين الذُرة» الطريق للتجارة الحرة وتحويل أسطول القراصنة إلى أسطول للبحرية التجارية؛ مما مكّن الإنجليز ومن بعدهم الاسكوتلنديون من شق أول طرق التجارة العالمية. مرة أخرى، لم يكن للسود دور تقريباً؛ فقد كانت تجارة الرقيق عبر المحيط الأطلسي ومزارع قصب السكر الكاريبية المرتبطة بها تنتج ثروة ضخمة، لكن فقط لعشرات العائلات تحديداً في لندن وليفربول وبريستول. كان على غالبية الإنجليز تسكين ذلك الوضع من خلال الضرائب لإبقاء بريطانيا طافية فوق الأمواج وفرض القانون بقواربهم الحربية. كان الفساد يسود البرلمانات والأحياء، حيث كان بإمكان تجار العبيد شراء مقاعد في البرلمان البريطاني، رغم أن الثروة الناتجة من تجارة الرقيق كانت أقل من ثلاثة في المائة من الاستثمارات في الاقتصاد البريطاني.

لم يكن الاقتصاد البريطاني هو الوحيد الذي تأثر سلباً بالعبودية؛ إذ يمكن القول إن تجارة الرق قد استعبدت الاقتصاد العالمي بأكمله حتى فتحت الثورة الصناعية حقبة جديدة في القرن التاسع عشر. في هذا السياق، أوضح الخبير الاقتصادي الفرنسي مارك فلورباي في بيانه بعنوان «بيان من أجل التقدم الاجتماعي»، كيف أن نهاية العبودية أطلقت طاقات إنتاجية هائلة في جميع أنحاء العالم. في الألفية الأولى، عندما كان الرق من جميع الألوان منتشرين في كل مكان، زاد الناتج المحلي الإجمالي العالمي 15 مرة؛ مما يعني أنه تضاعف مره كل 66 عاماً. وبعد إلغاء الرق، تضاعف الناتج المحلي الإجمالي العالمي كل 15 سنة.

جاءت أول انطلاقة اقتصادية عالمية عام 1892 مع الثورة الصناعية. لكن الانطلاقة الثانية والأهم جاءت عام 1945 بعد الحرب العالمية الثانية. وبين عامي 1950 - 2008، تضاعف حجم الاقتصاد البريطاني ثلاث مرات.

أطلقت الفترة التي عرفت باسم «العصر الذهبي» الطاقات الإبداعية للرأسمالية بصورة غير مسبوقة. فالرأسمالية بطبيعتها مناهضة للعبودية لأنها تسعى إلى أقصى قدر من الحركة والتنقل في وسائل الإنتاج: الأرض والعمل ورأس المال. إذا كانت قطعة الأرض قادرة على إنتاج المزيد من الأرباح بطريقة أخرى، فسيتم تغيير استخدامها الحالي. وإذا كان استثمارك يمكن أن يحقق عائداً أكبر، فلن تبقيه في مكانه الحالي. لكن العبودية بجميع أشكالها، بما في ذلك بناء الأكواخ، وعمل الحمالين في الموانئ وما إلى ذلك، جميعها أعمال تحول دون التنقل. وبالتالي فهي ليست مقبولة لدى الرأسمالي الذي يريد نظاماً يستطيع بمقتضاه التوظيف عند الحاجة والتسريح من العمل عند الحاجة. كما استفادت دول أخرى من نهاية العبودية. فقد بدأت روسيا التصنيع عندما خرجت من النظام الذي ورد ذكره تفصيلاً في كتاب «أرواح الموتى» للكاتب غوغول، وحققت معدلات نمو تزيد على 10 في المائة سنوياً في النصف الثاني من القرن التاسع عشر.

وحققت الهند أداءً أفضل، حيث تضاعف حجم اقتصادها خمس مرات خلال 60 عاماً بعدما اهتز نظامها الطبقي الذي كان أحد أشكال العبودية. في إيران، ألغيت تجارة الرقيق عام 1895، لكن لم يتم تحرير العبيد ومنحهم الجنسية حتى عام 1929، ليجعل من إيران دولة وطنية حديثة.

كانت العبودية شراً أعاق التقدم البشري وبالتالي أضر بالجميع. فالعبيد، وغالبيتهم في التاريخ كانوا من البيض وليس السود، لم يكونوا الضحايا الوحيدين. فحتى الأشخاص الذين لم يكونوا عبيداً أو مالكي عبيد دفعوا ثمناً باهظاً في التنمية الاقتصادية البطيئة والفقر. فالمعاناة في العبودية ليست حكراً على أحد.

 

هل فاجأتكم تسجيلات القذافي؟

سلمان الدوسري/الشرق الأوسط/26 حزيران/2020

من أمير قطر السابق حمد بن خليفة، إلى رئيس وزرائها السابق حمد بن جاسم، مروراً بقيادات «إخوانية» معروفة مرتبطة أيضاً بقطر، آخرهم حاكم المطيري الأكاديمي الكويتي الهارب إلى تركيا، تتواصل خيوط المؤامرة التي كشفتها التسجيلات المسربة الجديدة لهم مع الزعيم الليبي معمر القذافي، بفضحها حجم المؤامرات التي يعدها ويهندسها ويتناوب عليها وينفذها أعضاء تنظيم «الإخوان»، بقيادة قطر، لتخريب بلدانهم والتخطيط لنشر «الفوضى الخلاقة» في الدول العربية بشكل عام، ودول الخليج بصفة خاصة. بالطبع هذه التسجيلات ليست إلا امتداداً للتسجيلات الشهيرة لحمد بن خليفة وحمد بن جاسم التي أثبتت تآمرهما ومساعيهما لتقسيم المملكة، إلا أن الجميل في هذه التسريبات التآمرية الخطيرة أنها لم تفاجئ أحداً على الإطلاق، فموقف النظام القطري ثابت ومعروف في بث الفوضى والتآمر على الدول، وكذلك موقف حليفه تنظيم «الإخوان المسلمين»، وهو ما يعني أن الوعي لدى المتلقي أصبح في درجة عالية، بحيث يعلم جيداً مَن صديقه ومَن عدوه، بل إن مثل هذه التسجيلات أكدت أن مليارات من الدولارات التي تنفق على آلة الإعلام القطرية، لم تستطع تغيير الحقائق الثابتة والبراهين الدامغة، فأينما وجد النظام القطري والتنظيم الإخواني حضرت الفوضى وأشعلت الفتنة.

حتى عندما أراد أصحاب هذه التسجيلات من القيادات الإخوانية تبرير سوء أعمالهم بالتآمر مع القذافي، كان تبريرهم أقبح من الذنب نفسه، فكان العذر ذاته الذي ردده حمد بن جاسم للرد على تسجيله الشهير: نجاري القذافي! وهو ما يعني أن هناك تناغماً وتنسيقاً ليس فقط في تلك اللقاءات السرية التآمرية، وإنما أيضاً في محاولة الخروج منها بأعذار واهية مضحكة، فهي ليست آراء أخرجت من سياقها، كما يتذرع من أخطأ في موقف ما، وإنما تخطيط لجرائم ضد أمن واستقرار دول. أما الفضيحة الأخرى فتمثلت في سرعة انقلاب أصحاب التسجيلات على حليفهم وشريكهم في المؤامرة سريعاً، فالنظام القطري كان أسرع الأنظمة استدارة لإسقاط القذافي عام 2011، وكذلك فعل تنظيم «الإخوان المسلمين»، وهي سياسة قطرية إخوانية بامتياز، التآمر على الصديق، والطعن في الحليف، وفوق هذا القدرة العجيبة على التلون بحسب ما تقتضيه ظروف المرحلة.

ربما تسجيلات مثل هذه تثير عواصف سياسية لو جرت مع دول وتنظيمات أخرى، أما مع النظام القطري والتنظيم الإخواني فلا جديد؛ لأن الكشف عن العشرات منها لا يغير من الوقائع كثيرا، فما نشهده هو القاعدة وما غيرها استثناء، والطبيعي أن في سياساتهم التآمر على الصديق قبل العدو، باعتبارها وصمة عار ارتبطت بهم لن تتغير أو تتبدل مهما اختلفت الظروف السياسية، الإضافة الوحيدة هي التأكيد، كل مرة تظهر فيها أدلة مثل هذه، على القرار التاريخي الذي اتخذته السعودية ومصر والإمارات والبحرين بمقاطعة قطر في يونيو (حزيران) 2017، وكذلك تصنيف جماعة «الإخوان المسلمين» جماعة إرهابية، مع الإشارة إلى أن شخصاً متطرفاً مثل حاكم المطيري، وهو أحد قيادات جماعة «الإخوان المسلمين»، ورد اسمه ضمن قائمة الإرهاب التي أعلنت عنها مصر والسعودية والإمارات والبحرين عام 2017، غني عن القول إنه أحد المدعومين الرئيسيين من الدوحة مالياً وإعلامياً.

اليوم وبعد نحو أكثر من ثلاث سنوات من المقاطعة لقطر، لا نزال نكتشف المزيد والمزيد من مؤامراتها وتدخلاتها في الشؤون الداخلية لجيرانها، عندما كانت تبدو في صورة الصديق الصدوق، ولن تتوقف مثل هذه الأدلة والبراهين والفضائح التي تحاصرها عن الظهور كلما أرادت تحسين صورتها. يا ترى كم عقداً من الزمن تحتاج قطر لتبييض مواقفها السوداء؟!

 

ليبيا البلد البديل

عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط/26 حزيران/2020

حتى الذين لا يتفقون مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، من خارج المنطقة، يعترفون بقدرته على ضبط أعصابه وصبره. منذ ثلاث سنوات وحرب ليبيا تمثل تحدياً لمصر، منها تتسلل الجماعات المسلحة تأتي عبر حدودها الغربية، من داخل ليبيا. مع هذا، اختارت القاهرة معالجتها بتشديد حراسات الحدود، وملاحقة المتسللين داخلياً. أيضاً، لسنوات صبر على عمليات تحريض موجهة من إسطنبول والدوحة ولندن، تنفذها المعارضة المصرية هناك، تحاول استنهاض الشارع، داعية إلى العنف والمواجهة، مستخدمة شبكة كبيرة من وسائل الإعلام موجهة خصيصاً ضد مصر. مع هذا، القاهرة تجاهلتها. السيسي أنقذ مصر مرة، بإقصاء جماعة «الإخوان» المؤدلجة من الحكم، وكانت تعمل على التسلح داخلياً قبل ذلك، فتغدى بهم قبل أن يتعشوا بالبلد، فحال في مصر دون تكرار سيناريو «حماس» في غزة. أخشى الآن أن على المصريين أن يستعدوا لـ«الجولة الثانية»، وهي جملة لأمير قطر السابق، الذي علق على إقصاء حليفته جماعة «الإخوان» من الحكم في مصر، قائلاً، «خسرنا جولة وبقيت جولات». في ليبيا، البلد الملاصق، نلاحظ أن أهداف الحرب تتغير. لم يعد الاقتتال حول إقامة حكومة ليبية من صنف معين، بل يبدو الهدف هو جعل ليبيا البلد البديل... لجماعة «الإخوان» المصرية، تكون حاضناً ومقراً لها، و«الوفاق» مجرد حكومة ديكور لها. يبدو من الاتفاقيات الموقعة، والوجود العسكري التركي وميليشياته أنه سيجعل ليبيا تحت إدارة تركيا، وموطناً للمعارضة المصرية. لهذا تدخلت أنقرة بشكل مباشر ليس لرفع الحصار عن العاصمة طرابلس بل ذهبت إلى سرت ومناطق النفط والحدود المصرية، وتبدلت لغتها من دعم حكومة فايز السراج كحليفة إلى الحديث بالنيابة عنها. يجب ألا نستبعد مشروع تحويل ليبيا ملحقاً لتركيا ووطناً بديلاً لـ«الإخوان»، المعارضة المصرية المقيمة حالياً في إسطنبول، حيث نعرف أن المعارضة فشلت في اختراق مصر، وفشلت في تحريك الشارع ضد الدولة، وفشلت حليفتها من الجماعات الإسلامية الإرهابية في خلق الفوضى وإضعاف النظام المصري. بل العكس تماماً، فقد شهد الاقتصاد المصري في السنوات الأخيرة انتعاشاً كبيراً بخلاف الاقتصاد التركي الذي يعيش انتكاسات مستمرة. أما لماذا تريد تركيا جعل ليبيا مشروع دولة جماعة «الإخوان» فهو لتعويض خسائرهم في مصر والسودان. والحقيقة أن ليبيا، بخلاف مصر، لم تكن أرضاً لـ«الإخوان»، إلا من جماعة صغيرة نشطت بعد سقوط نظام العقيد معمر القذافي، وقادها ليبيون من العائدين من تنظيم «القاعدة»، إضافة إلى دعم من «الجماعة الليبية المقاتلة» و«أنصار الشريعة» الإرهابيتين. فمعظم القوى السياسية المتصارعة في ليبيا ذات امتدادات قبلية ومناطقية، وليست دينية. كما أن معظم القوى المدنية تبخرت منذ اتفاق الصخيرات في عام 2015 الذي عزز التشرذم القائم، ولم تشفَ منه ليبيا إلى اليوم.

الأتراك يرون في ليبيا النفط والجغرافيا. فهي بلد، عند إحكام السيطرة عليه، قادر على دعم نشاطات تركيا التي تعتمد في أزماتها الحالية على الدوحة، وأرض مجاورة لمصر والسودان، اللذين كان للجماعة فيهما امتدادات عميقة.

 

هل كشف مصطفى الكاظمي أوراقه؟

مشاري الذايدي/الشرق الأوسط/26 حزيران/2020

منذ تولّى مصطفى الكاظمي قيادة الحكومة العراقية في 7 مايو (أيار) الماضي، وهو يكشف شيئاً فشيئاً عن نمط جديد، ومبشّر، حتى الآن، في القيادة الوطنية «المستقلة» للمصالح العراقية. كل محب للعراق يأمل في نجاح مثل هذه السياسات، لعراق يبعث الأمل لأهله وجيرانه، عراق لا مكان فيه لسلاح خارج يد الدولة، لا موضع فيه لمافيات تعتصر ضروع النفط لآخر قطرة، للأجانب عن العراق. نريد عراقاً يستثمر ثرواته النادرة، وعطايا السماء له، من أنهار وأهوار وجبال وسهول، وحضارات وسمت تاريخ كل البشرية من أيام سومر وبابل إلى أيام الجواهري والرصافي والكرملي، مروراً بالجاحظ والمتنبي والتوحيدي وغيرهم.

الأنباء تتحدث عن اعتزام الكاظمي القيام بثلاث زيارات خارجية حالياً تشمل طهران والرياض وواشنطن، حاملاً رسائل عراقية ضرورية في مستهل العهد الكاظمي، للعواصم الثلاث. معلوم أن الدول التي لها علاقة مباشرة بالعراق، مع اختلاف صورة وهدف كل علاقة، هي إيران وتركيا وأميركا والسعودية.

علاقة إيران بالعراق ملتهبة وهجومية، وتركيا لها علاقة انتهازية ولديها أطماع قديمة في شمال العراق، خاصة نينوى والموصل، سنذكر الموصل بعد قليل. ومع الولايات المتحدة العلاقة معقدة، فهي التي أسقطت سلطة البعث الصدامي وجلبت الأحزاب الشيعية الأصولية للحكم، في سياق معقد، وهي اليوم هدف هذه الجماعات. وقبل أيام هاجمت ميليشيا عراقية إيرانية السفارة الأميركية. وأخيراً الدولة السعودية، الجارة الكبيرة للعراق، بحدود برية جاوزت الألف كيلومتر، وتشابك اجتماعي وتاريخي واقتصادي حالي. مقاربة الكاظمي لإيران ستكون: نحن نريد علاقة مميزة معكم، لن نكون مصدر تآمر عليكم، سنحافظ على علاقة خاصة بكم، لكننا لسنا أتباعاً لكم، وسنقول هذا لواشنطن والرياض. هكذا يقال في بعض التقارير الإعلامية، وفي المقابل فإن علاقة العراق بالرياض ستقوم على حماية الحدود المشتركة، وتبادل المنافع في الكهرباء والزراعة والبتروكيماويات خاصة. في واشنطن، سيترأس الكاظمي وفد العراق لاستكمال المرحلة الثانية من الحوار الاستراتيجي مع الولايات المتحدة، بعد المرحلة الأولى في 11 من الشهر الجاري. وأفصح الكاظمي عن تمايز واضح عن سلفه عبد المهدي، فقد وصف الكاظمي استهداف السفارة الأميركية بالعمل الإرهابي، كما يزعم التفاهم مع الإيرانيين بوجوب لجم «الدعشنة» الشيعية التي صارت سمة لجماعة مثل «حزب الله العراقي». كما كان لافتاً، حسبما لاحظت الكاتبة العراقية الموصلية مينا العريبي في هذه الجريدة، كلمات الكاظمي ورسائله الشفهية المهمة، ذات الوقع الإيجابي لدى أهالي الموصل ونينوى. تخبر العريبي عن الكاظمي: «تعهده بأنه لن يسمح بحدوث ما حدث في الموصل قبل 6 سنوات». وتعلق الصحافية العراقية اللامعة: «تعهد مهم، لكنه مرهون بنجاح محاربة الفساد، ودعم مؤسسات الدولة، وحماية حقوق جميع أبناء العراق».

هل ينجح الكاظمي، في تسيير سفينة العراق نحو برّ الأمان، مستهدياً بنجمة الاستقلال في حنادس الظلمات وأهوال البحار؟!

 

المبادرة الاستراتيجية المصرية والمصلحة العربية

رضوان السيد/الشرق الأوسط/26 حزيران/2020

كانت مصر قد أعلنت قبل أسبوعين عن مبادرةٍ بشأن الوضع في ليبيا، تدعو لوقف النار فوراً، والعودة إلى مؤتمر برلين لإنفاذ المقررات التي جرى التوافق عليها حول اللجنتين العسكرية والسياسية. ومنذ ذلك الحين، بل منذ شهرٍ ونيِّف، وبفعل التدخل التركي لصالح حكومة «الوفاق»، وتغير الوضع العسكري على الأرض؛ دأبت حكومة فائز السراج على رفض الحلّ السياسي، والعمل على استعادة كل أراضي ليبيا كما أعلنوا! والمعروف أنه باستثناء سِرت؛ فإنّ كل الشرق الليبي والجنوب ومناطقهما ما استعادها الجيش الوطني من الحكومة، وإنما حرّرها من التنظيمات الإرهابية الداخلية والخارجية، في قتالٍ استمرّ لأكثر من عامين. وخلال تلك الفترة كانت حكومة «الوفاق» منهمكةً بتهدئة الصراع بين ميليشيات طرابلس، وميليشيات مصراتة. وخلال ذلك أيضاً سيطرت على سرت (التي حررتها حكومة السراج من «داعش») وعلى الهلال النفطي ميليشيات محلية وعصابات قطّاع طرق كانت تتجر بالبترول وبالمهاجرين الأفارقة مع بعض السماسرة وأذرع الحكومة الإيطالية. ولذلك نهض الجيش الوطني وحرَّر سرت والهلال النفطي، وتقدم نحو طرابلس، ثم حصل التدخل العسكري التركي مع عشرات الألوف من المرتزقة السوريين الواقعين تحت رحمة تركيا في بلادهم وفي ليبيا الآن على حدٍ سواء.

منذ العام 2017 صار واضحاً أنّ الحلَّ السياسي ما عاد ممكن التنفيذ، لأنه مثلما حصل في سوريا يوشك أن يحصل في ليبيا. فقد تدخلت عدة دولٍ أوروبية إلى جانب «الوفاق» أو إلى جانب الجيش الوطني، وأحياناً إلى جانب إحدى الميليشيات المحلية الواصلة إلى بعض النقاط على الشاطئ. لقد حصل التقسيم عملياً بين الشرق والغرب، وبقيت هناك مماحكات واحتكاكات على نقاطٍ في الوسط والجنوب. وما أنقذ وحدة الأرض الليبية غير سيطرة الجيش الوطني على الهلال النفطي، الذي يشكّل نقطة التقاءٍ وإمكان توحيد، لأنّ جميع الأطراف محتاجة إليه.

إنّ التفويت العربي الأول الذي حصل في ليبيا يتمثل في عدم الاهتمام الحقيقي بالمسار الدولي، الذي تصدّع ثم انهار تماماً بعد آخِر إنجازٍ لغسّان سلامة في مؤتمر برلين. أما التفويت الثاني فهو عدم قدرة الدول العربية المجاورة لليبيا على الإجماع على خطة لإنقاذ الوضع ولو كانت دعم المسار الدولي. فالجزائر كانت تميل لحكومة الوفاق، بينما تميل مصر للجيش الوطني والبرلمان. أما تونس في زمن الغنوشي فصار يهمها بقاء ميليشيات «الإخوان» الذين يتجمعون في طرابلس على الولاء الحزبي، ويعيشون على ثروات البلاد، مثل حوثيي اليمن في الولاء السلالي والإيراني، ويأملون استمرار الجمود والحرب الداخلية إلى ما لا نهاية!

من 3 أو 4 سنوات، يبحث إردوغان عن نصيبٍ في الثروات البترولية والغازية بالمتوسط، التي حصلت مصر وإسرائيل وقبرص واليونان على أنصبةٍ فيها. وازداد حنقه من مصر لأنها عملت تحالفاً وصناعات غازية. وبإعراض الجزائر في أواخر أيام الرئيس بوتفليقة، وميل الغنوشي و«الإخوان» في كل مكان إلى الزعيم الجديد إردوغان، والضيق الهائل الذي تُعاني منه حكومة الوفاق؛ كلُّ ذلك، وعلى رأس العوامل تدخلية إردوغان وعدوانيته المشهودة، جرت تلك الاتفاقيات مع السراج، وزحف الإردوغانيون وميليشياتهم لحماية حكومة طرابلس، واستعادة السيطرة على الهلال النفطي الليبي، بعد الاتفاق التركي - السراجي على البحث عن الطاقة في البحر الليبي أيضاً!

بعد المبادرة السلمية المصرية، التي أيدتها الدول الكبرى، ورفضتها حكومة «الوفاق» ورفضها إردوغان الذي لم يرَ سبيلاً لوقف النار إلا بعد الاستيلاء على سرت والجُفرة (الهلال النفطي)! ذهب الرئيس المصري إلى قواعد الجيش المصري بالصحراء الغربية وأعلن عن إرادة مصر بسبب مصالح أمنها الوطني، ووحدة ليبيا واستقرارها، وأمن الأمة العربية - التدخل من أجل وقف النار، وحماية سرت والجفرة باعتبارهما خطاً أحمر. هي مبادرةٌ استراتيجيةٌ مصريةٌ ما حدث مثلها منذ تدخل التحالف العربي باليمن عام 2015. وبالطبع ما قام المصريون بهذا الهجوم الاستراتيجي إلا بعد مشاوراتٍ واسعةٍ عربية ودولية. وقد لقيت المبادرة السياسية - العسكرية حماساً من جانب دول التحالف الخليجي، وعلى رأسها السعودية. حتى الولايات المتحدة التي يقال إن عسكرييها مترددون بسبب الوجود الروسي إلى جانب حفتر، يرون ضرورة الوقف الفوري للنار على الخطوط الحالية.

إنّ القبول الدولي بالمبادرة المصرية مهم. إنما الأهمّ إقدام الدولة العربية الأكبر شعباً وجيشاً وقدرات على وضع القوة على طاولة المفاوضات عندما يتعلق الأمر بأمنها الوطني، والأمن القومي للجوار والعرب أجمعين. ليبيا هي جوارٌ واستمرارٌ لمصر براً وبحراً. وعندما كان الجيش الوطني الليبي يتقدم بالوسط والجنوب، كان يقبض على إرهابيين يأتون من الصحراء المصرية بعد عمليات إرهابية، ويعودون إليها للغرض نفسه. ولذا لا يمكن أن تسمح مصر بتهديد أمنها، لا من جانب الإرهاب، ولا من جانب الأتراك.

ما بقي طرفٌ متوسط الحجم أو كبير في الإقليم والعالم إلا تدخل في العالم العربي، لقضم الأرض، ولشرذمة الشعوب وقتلها وتهجيرها، ولنشر الميليشيات المسلَّحة في كل مكانٍ فيما يشبه أن يكونَ حروباً أبدية. لقد بلغ من جرأة الإيرانيين أنهم منذ سنوات يتحدثون عن الاستيلاء على 4 عواصم عربية. أما إردوغان فتذكّر ممتلكات السلطنة العثمانية ومناطق نفوذها التي يريد استعادتها واستصفاء ثرواتها في سوريا والعراق والآن في ليبيا.

وفي أزمنة التصدع والتعب يجد الغُزاةُ غالباً بالدواخل مَنْ يتبعهم ويستنيم لسيطرتهم. وقد يعذر أحدنا أو يفهم استغاثات الضعفاء والنساء والصغار، ولو فترة. بيد أن ما لا يمكن فهمه أو تبريره أن يتحول العمل عند الغريب المجتاح إلى آيديولوجيا أو دين، مرةً بحجة نُصرة المقاومة، ومرةً بحجة التماثل الديني أو الطائفي أو المذهبي. هذه مبرراتٌ لا يمكن قبولها ولا فهمها، فليسكت العجزة والخونة لأوطانهم ولعروبتهم ولاستقلال وحرية إنسانهم ومستقبل أطفالهم. لا يمكن أن يتحول الزمن العربي الحالي إلى زمن للميليشيات المخربة والعميلة، بل لا بد أن يستعيد انتظامه واستقراره واستقلاله. وهذا هو المعنى الاستراتيجي للمبادرة المصرية العربية في ليبيا. واليمن هو خاصرة الخليج ومصر على المحيط والبحر الأحمر. وهو أصل العرب، ويستحق استعادة الاستقرار والاستقلال والعيش الهادئ، وسوية الدولة، وهويتها العربية والإنسانية.

بين مصر والسعودية تتجذر القيادة العربية الجديدة للمشرق العربي والخليج في مواقع المسؤولية الشاملة، ومواقع تجديد تجربة الدولة الوطنية العربية في زمنها الجديد. وبالطبع فإنّ الصعوبات كبيرة وكثيرة بسبب تراكم التحديات والمشكلات وتداعياتها، وبسبب الاستقطابات في المجال الإقليمي والمجال الدولي، لكنّ المصريين والسعوديين قرروا الحفر في الصخر لصون البلدان وحماية كرامة الإنسان العربي.

 

إردوغان... عساه يتعلم من دروس التاريخ

د. آمال موسى/الشرق الأوسط/26 حزيران/2020

مَن يراجع مسيرة الصعود القوي للرئيس التركي رجب طيب إردوغان التي تعود إلى سنة 2002 تقريباً، يلحظ أن خط المسيرة بدأ نقطة شاهقة، ووصل حالياً إلى نقطة تُشبه المنحدر. بل إنّ هذه المسيرة انقلبت على بداياتها ووعودها وطموحها بشكل جعلها اليوم واقفة قبالة أكثر من خسارة.

يجب ألا يفوتنا أن الرجل في بداية الألفية الجديدة لفت الانتباه، ومثّل حزبه نقطة مضيئة في المجال السياسي، وتجربة مختلفة في البراغماتية، وهضم ما يمكن الاستفادة منه من الفكر العلماني الأتاتوركي. رسالته الأولى للعالم كانت تسويق رؤية سياسية واقتصادية عن الإسلاميين ناجحة، وإعلان طموح بلاده للانضمام للاتحاد الأوروبي، فكان متحدياً وطموحاً... وهكذا استطاع نيل شعبية في تلك السنوات. ولكن هذه المسيرة التي راقت في تلك الآونة البلدان العربية والإسلامية، وتعاملت معه النخب السياسية الحاكمة في بلداننا، ورأت في طرف من قوته قوةً للعالم الإسلامي، سرعان ما كشرت عن أنيابها، واتضح الانفصام المخالف للمعلن من المشروع. فالتودد للعالم الإسلامي سرعان ما انكشف زيفه؛ حيث إن عين إردوغان هي على ثروات البلدان المسلمة التي لا تمثل عنده أكثر من أسواق، لا أكثر ولا أقل. ولعل نواياه الاستعمارية تجاه ليبيا اليوم وطمعه في ثرواتها وبترولها أكبر دليل على أن الرجل يرى في بلداننا أتباعاً للإمبراطورية العثمانية التي مرضت وانهارت، وها هو الانهيار يجدد العهد مع تركيا على يد عثماني لم يتعلم دروس التاريخ.

السؤال... كيف استطاع أن يكون الرجل الأول في تركيا منذ أكثر من 18 عاماً، رغم تآكل مشروعيته؟

الإجابة بكل بساطة، لأنه بدأ اقتصادياً ناجحاً، واستطاع أن يحرك عجلة الاقتصاد التركي، ويقوي الاستثمارات، ويؤسس حركة تجارية واسعة. وفي بلد يضم نحو 80 مليون نسمة، يكون الاقتصاد ومورد الرزق وتوفير أسباب العيش للمواطنين حجة قوية للبقاء في الحكم وللفوز في الانتخابات رغم الأخطاء والتجاوزات.

لقد خنق إردوغان، وما زال، الأصوات الحرة في تركيا، وهمّش معارضيه، وقطع أصابع الديمقراطية التركية، ونسف ما حققته أجيال وتضحيات في سبيل تحسين واقع الحريات وحقوق الإنسان، فقط لأنه كان يجيد تحريك اقتصاد بلاده، وفتح أمامه النوافذ للتوسع وللربح.

لم تكن في يد إردوغان غير الورقة الاقتصادية لفرض استمراره، حتى فوزه سنة 2014 بمنصب الرئاسة كان مفاجأة غير متوقعة، لأن داخل تركيا وخارجها عرفا تململاً ضده، ولعل محاولة الانقلاب الفاشل الذي حيك للإطاحة به عام 2016 كان دليل رفض له ولسياساته ولتجاوزاته التي تضاعفت من كيفية الردّ على المنقلبين وأنصارهم القريبين والبعيدين، معيداً العمل بحكم الإعدام الذي أعلنت تركيا تجاوزه، وذلك في محاولة منها لتكوين ملف حقوقي يدافع عن أهليتها للانضمام للاتحاد الأوروبي. اليوم، تركيا عادت إلى نقطة الصفر بسبب إردوغان بالنسبة إلى حلم الأوروبية؛ حيث قضت على كل المصداقية الجنينية التي بنتها من أجل كسب ودّ الاتحاد الأوروبي وإطفاء مخاوفه إزاء دولة غالبية شعبها مسلم، وتاريخها الحضاري إسلامي. وعاد إردوغان إلى الصفر داخلياً أيضاً، إذ تورط في بؤر توتر متشعبة، في الوقت نفسه، ولم يكن تكتيك جلب الغنائم إلى بلده موفقاً، بقدر ما فتح أمامه جبهات من الخلافات مع الولايات المتحدة وروسيا وفرنسا، حتى حساباته في ليبيا غير مضمونة التحقق، وتحقيقها لن يكون سهلاً ولا زهيداً، وقد يتكرر معه مصير «خفي حنين» التي عرفهما في سوريا.

ويمكن القول إن الحدث الذي أعاده فعلاً إلى نقطة الصفر هو جائحة «كورونا» التي سحبت من يد إردوغان نقطة صموده وقوته الوحيدة المتمثلة في النجاح الاقتصادي. فالشعب التركي يعاني اليوم من نسبة بطالة مرتفعة تجاوزت الـ17 في المائة، إضافة إلى تدهور العملة التركية، وتداعيات ذلك، من دون أن ننسى أن هذه الجائحة التي أقعدت العالم البيت، وأغلقت الحدود، وعطلت حركة الطيران، قد ضربت السياحة في تركيا ضربة موجعة جداً؛ خصوصاً أن الاقتصاد التركي يتنفس أولاً بالسياحة. كما لا يفوت العارفين بالشأن التركي أن تركيا الإقليمية الحضور لا تمتلك الثروات الطبيعية والبترول، الأمر الذي جعل عين إردوغان على ثروات البلدان العربية والإسلامية، متوخياً نهج الاستعمار التقليدي، كما هو الحال في ليبيا، وموظفاً لحركات الإسلام السياسي في أكثر من بلد عربي. إذن إردوغان يشهد ضغوطاً اقتصادية حادة ستجبره على الرضوخ لشروط بنك النقد الدولي، وسيضيق عليه الخناق بقائمة من شروط احترام موازين القوى في العالم، وهو الذي في خلافات مع قوى العالم، وقد أعلن الرئيس الفرنسي منذ أيام قليلة ذلك صراحة، عندما انتقد الاستراتيجية التركية في الأزمة الليبية. ولقد أظهر مسار إردوغان أنه في لحظات الضغط يضاعف من الأخطاء والتجاوزات، وهو ما سيفعله داخل بلاده وخارجها، وبدأ يقترفه منذ أشهر، فإذا به يؤلب ضده النخب الحداثية في مختلف البلدان العربية والإسلامية. لقد أظهر مسار الرجل أنه يتحمل الهزات، وأنه قادر على مفاجأة خصومه... فهل سينجح، أم أن الاقتصاد الذي غطى على أخطائه هو الذي سيكشف كل مسار الأخطاء هذه المرة؟

 

ما تفعله إيران للبقاء في سوريا

أكرم البني/الشرق الأوسط/26 حزيران/2020

إذا سلَّمنا بأن الهدف المعلن لقانون «قيصر» ليس إسقاط النظام السوري؛ بل الضغط عليه وإجباره على التنازل والخضوع لتسوية سياسية، وفق بيان جنيف عام 2012، وقرار مجلس الأمن رقم 2254، ما يمهد الطريق لتصفية وجود إيران العسكري، وما راكمته من نفوذ في سوريا، وإذا سلمنا أيضاً باستمرار وتواتر الغارات الإسرائيلية على مواقع «الحرس الثوري» في سوريا والميليشيا التابعة له، ربطاً بمجاهرة غير مسؤول في حكومة تل أبيب بأن قواعد الصراع مع إيران قد تغيرت، وبأن الهدف بات اليوم ليس تحجيم وجودها بل إخراجها نهائياً من سوريا، فمن البديهي أن نسلِّم بوجود مخططات تنفذها طهران، وخطوات تقوم بها لمواجهة هذين المستجدين، وتخفيف تداعياتهما بما يحافظ على وجودها ونفوذها في سوريا. أولاً، مناورات للتخفي وتكتيكات عسكرية، اتخذت أشكالاً متنوعة لتخفيف تأثير الضربات الجوية الإسرائيلية، منها تغيير مراكز تموضع القوات الإيرانية والميليشيا الملحقة بها، كما البدء في تقليل أعدادها، مع رفع الكفاءة والفاعلية على الأرض، وجعلها أكثر نوعية ومرونة، الأمر الذي يفسر ما أثير عن توجه طهران لإعادة كثير من عناصر ميليشياتها غير النخبوية من حيث أتوا، بما في ذلك تخفيف حضورها العسكري إلى حدود الكوادر المتميزة، وتحصينهم جيداً في القواعد التي تسيطر عليها في سوريا، وأبرزها في مطار دمشق الدولي، وفي الكسوة بريف دمشق، وفي جبل عزان بريف حلب الشمالي، ومطاري السين والشعيرات العسكريين، وقاعدة اِزرع في الجنوب السوري، ومنها سحب قواتها من مناطق حدودية حساسة، تجنباً لأي استفزازات أو احتكاكات، كتوافقها مع النظام على إعادة نشر جيشه في المثلث الأردني الإسرائيلي السوري، والمناطق المطلة على الجولان المحتل، لتهدئة الإسرائيلي، وسحب ذريعة اقتراب قواتها من حدوده، وأيضاً انسحابها من بعض مواقعها في محافظة دير الزور، وتسليمها إلى ميليشيات سورية ترعاها روسيا، كـ«لواء القدس» و«صقور الصحراء»، تفادياً للاحتكاك مع الأميركيين. ومنها وهو الأهم، توسيع تغلغلها في بنية الجيش السوري، ورفد بعض مراكز القوى الموالية لها كالمخابرات الجوية والفرقة الرابعة التي يقودها ماهر الأسد، بعديد من الضباط والكوادر العسكرية المدربة تحت صفة مستشارين، جنباً إلى جنب مع السعي لتوحيد الجماعات الأهلية المسلحة التي ساهمت في تشكيلها خلال الصراع السوري، وتحضيرها جدياً كي تنضوي في حزب مسلح يتمثل تجربة «حزب الله» اللبناني.

ثانياً، تشجيع «حزب الله» لإحكام السيطرة على الوضع اللبناني ومقدراته ومنافذه الحدودية وتسخير سلاحه وسطوته، مرة أولى، لتخفيف الضغط على الوضع السوري وعلى وجوه النفوذ الإيراني فيه، وللالتفاف على التداعيات الاقتصادية التي يخلقها «قانون قيصر»، ومرة ثانية، لتهديد المصالح الأميركية وأمن إسرائيل. وليست لغة الوعيد التي فاض بها خطاب حسن نصر الله الأخير، أو توقيت نشر فيديو من قبل إعلامه يتضمن أهدافاً حيوية عسكرية إسرائيلية توحي بقدرة «حزب الله» على استهدافها، سوى أحد تجليات هذا التهديد، وفي المقابل لن يضيع حكام طهران فرصتهم المعتادة في تنشيط فاعلية تنظيم «داعش» الذي تواترت عملياته مؤخراً، واستخدامه كفزاعة لترهيب الغرب وإشغاله. ولم يعد سراً التواطؤ المزمن بين الجماعات الإسلاموية المتطرفة والحكم في طهران، وقدرة الأخير على التأثير في قرارات هذه الجماعات، ودفعها لممارسات إرهابية مستفزة في مواجهة مجتمعات الغرب ومصالحه.

ثالثاً، تركيز مزيد من الجهود لتعزيز تغلغلها وترسيخ وجودها اجتماعياً واقتصادياً في سوريا، متوسلة – بداية - التشيع المذهبي، ثم التعبئة الآيديولوجية تحت عنوان مواجهة إسرائيل. وبالفعل نجحت إيران في زيادة حجم الكتلة الشيعية في دمشق والساحل السوري، كما أصبحت لها جماعات محلية تواليها، من مختلف الأديان والمذاهب، مروراً بتنشيط دور وكلائها في مستوى التعليم والخدمات الاجتماعية، والأهم لتوفير معونات للمحتاجين لاستمالتهم عبر أكثر من 40 جمعية «مدنية وإنسانية» صار حضورها يتنامى اليوم مع تفاقم العوز المعيشي والضائقة الاقتصادية، انتهاء بالتوسع في تغيير الطبيعة الديموغرافية لمزيد من المناطق التي كان يقطنها السوريون السنة، إنْ على أطراف الحدود وإنْ حول المراقد الدينية الشيعية، يحدوها دور خفي يلعبه مقاولون إيرانيون قاموا بشراء الأراضي وبناء العقارات، وتحويلها إلى مناطق تسكنها ميليشيات شيعية، بعد تسهيل حصول كثير من عناصرها على الجنسية السورية.

رابعاً، حرص طهران على تجنب أي مواجهة محتملة مع موسكو التي تتجه نحو التفرد بإدارة الملف السوري، وميلها لمعالجة وجوه الخلاف، والتنافس معها للسيطرة على مؤسسات الجيش والأمن وعلى الموارد والمرافق الاقتصادية الحيوية، بتقديم بعض التنازلات المؤقتة، مطمئنة إلى أن العلاقة بينهما لن تصل إلى مستوى القطيعة، في ظل عراقة تعاونهما، وإدراكها لحاجة موسكو لها كورقة ضغط للتقارب مع الأطراف الغربية والإسرائيلية والعربية. والأسوأ أن طهران سارعت اليوم لتسويغ تقاسم النفوذ الإقليمي مع حكومة أنقرة. وليس غريباً ما يثار عن وجود صفقة بينهما لتبادل المنافع؛ ليس في سوريا فقط؛ بل في العراق وليبيا واليمن، بدليل وحدة إيقاع الطرفين في توجيه ضربات جوية ضد قواعد حزب العمال الكردستاني في شمال العراق، ثم الغطاء الذي توفره طهران للتوغل التركي في الصراع الليبي، تناغماً مع دعم أنقرة لدورها في اليمن، وأليس للطرفين جذر آيديولوجي إسلاموي مشترك، ويدركان أن فشل نموذجه وهزيمته عند أحدهما سينعكس ضرراً وتراجعاً عند الآخر؟! صحيح أنه لا يوجد في الدوائر الإيرانية من يتحدث عن الاستجابة للضغط الذي يمارس من أجل الخروج من سوريا؛ بل على العكس ثمة إشارات وتصريحات توحي بالتشدد؛ خصوصاً أن طهران تدرك جيداً أن إخراجها من سوريا قد يضع ما راكمته من نفوذ إقليمي في مهب الريح، وصحيح أن ما تقوم به إسرائيل بضرباتها الجوية وأميركا بعقوباتها الاقتصادية قد يعطي ثماراً لمحاصرة النفوذ الإقليمي الإيراني وتحجيمه في سوريا؛ لكن الصحيح أيضاً أن هذه الثمار غير كافية، ولن تأتي أُكلها إن لم تترافق مع فرض تغيير سياسي يضمن للسوريين حقوقهم وفق قرارات الشرعية الدولية، ففي مثل ذلك المناخ لن تعود لطهران فرصة للبقاء في سوريا، وستُكره على الرحيل من غير رجعة.

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

لقاءات سياسية وحياتية واقتصادية في قصر بعبدا

عون لوفد كاريتاس: همنا الآن تحقيق الاكتفاء الغذائي للشعب الى جانب الامن

شريم: وضعنااستمارة وخطوط عريضة لاستراتيجية التنمية الريفية

وطنية - الجمعة 26 حزيران 2020

اكد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ان "الوضع الحالي قد زاد من نسبة العوز وارهق كاهل اللبنانيين، لكن همنا الأول يكمن الآن في تحقيق الاكتفاء الغذائي للشعب اللبناني الى جانب الامن، لا سيما وان التظاهرات التي حصلت في البداية كانت عملا ديموقراطيا يظهر حاجات الشعب امام الحكم. الا انه دخلت عليه لاحقا عناصر غريبة عن الوطن ولا ترتدي الاطباع اللبنانية الهادئة فاستفاضت بالشغب، مرتدية طابع الفرق المتخصصة بالإرهاب." أضاف: "ان عملنا يتكامل مع ما يقوم به جميع الخيرين في لبنان، لا سيما لجهة المساعدة على تدعيم مقومات العيش الكريم والدفاع عن الانسان كي يبقى قادرا على تناول لقمة العيش والاستمرار في العمل." وشدد الرئيس عون على "ان علينا القيام بهذا الواجب، وسنقوم به من ضمن قدرات الدولة التي باتت محدودة للغاية الآن." كلام الرئيس عون جاء في خلال استقباله قبل ظهر اليوم في قصر بعبدا المشرف العام على كاريتاس لبنان رئيس أساقفة جبيل للموارنة المطران ميشال عون، ورئيس كاريتاس الاب ميشال عبود الكرملي يرافقهما اعضاء مجلس الادارة الجديد لكاريتاس لبنان.

المطران عون

في مستهل اللقاء، القى المطران عون كلمة شكر فيها رئيس الجمهورية على استقبال الوفد، وقال: "احببنا ان نأتي اليكم فخامة الرئيس، مع مجلس إدارة كاريتاس الجديد، لنحمل اليكم تحية كل عائلة كاريتاس، طالبين من الرب ان يمنحكم الحكمة لكي تقودوا سفينة الوطن الى بر الأمان، في هذه الظروف الصعبة التي يمر بها، بكل العزم الذي عرفناه لديكم." وبعد ان قدم المطران عون الى رئيس الجمهورية أعضاء مجلس الإدارة الجديد، أضاف: "نود ان نطلع فخامتكم على رسالة كاريتاس التي تعرفونها، لا سيما وسط هذه الظروف الصعبة التي تواجه شعبنا سواء في قلب الازمة الصحية الناجمة عن انتشار وباء الكورونا او الازمة الاقتصادية الخانقة التي اثقلت كاهل اللبنانيين. ونحن نأمل بتوجيهات فخامتكم وبركة كنائسنا ان تكون كاريتاس شمعة مضيئة في قلب الظلمة التي تشتد اكثر فأكثر ويوما بعد يوم. والاهم ان يبقى الرجاء لدينا بربنا الذي هو نبع رجائنا لكي يمدنا بالقوة لنواصل مسيرتنا في حمل الرسالة التي دعانا الى حملها."

الاب عبود

بعدها القى الاب عبود كلمة قال فيها: "تعمل كاريتاس مع كل المحتاجين من اقصى شمال لبنان الى اقصى جنوبه وبيروته وبقاعه. خدماتنا تطال كل انسان في كل المناطق ومن كل الطوائف من دون تمييز. صراخ الاطفال وأنين الموجوعين والجائعين هم، الناقوس الذي يدعونا ان نذهب الى كل انسان. تهتم كاريتاس بالانسان المشرد والغريب على ارضنا فإن دعاهم الناس عبيدا دعوناهم أحباء". اضاف:"تهتم كاريتاس قسم الاجانب، باللاجئين وذلك ضمن الخدمات التي تقدمها الجهات المانحة فنخدم اللاجئين إخوتنا على ارض الوطن. وتهتم كاريتاس بكل العائلات وبكل شخص يقرع بابها وتحاول ان تساعده بكل ما اوتيت من قوة."

أضاف: "جئنا اليكم فخامة الرئيس حاملين معنا اوجاع المتعبين والجائعين، صراخ الاطفال الذي يأتون الينا يطلبون لقمة عيشهم. نأتي اليكم حاملين معنا طبقات جديدة من الفقر لأشخاص كنا اعتدنا ان يساعدونا وها هم اليوم بسبب ايقاف عملهم يمدون اليد طالبين المساعدة".

وتابع: "فخامة الرئيس نجسر بالقول بأن كاريتاس ليست جمعية كباقي الجمعيات الخيرية، إنما هي على امتداد الوطن عشرات آلاف المستفيدين، فلا يجوز ان تحرم من اي حقوق لها لدى الدولة اللبنانية". ورد الرئيس عون مرحبا بالوفد، ومشيرا الى ان "كاريتاس معروفة بخدماتها لجميع اللبنانيين من دون أي تمييز، وذلك منذ تأسيسها، في قلب الحرب اللبنانية في العام 1976 وما خلفته من مآس، وقد بقي عملها مستداما في لبنان. وإذ هنأ المجلس الجديد على تعيينه، فإنه تمنى له كامل النجاح في مدة ولايته وهي ثلاث سنوات، داعما كافة الجهود التي تبذلها كاريتاس في خدمة الانسان، ومنوها بنشاط اعضاء عائلتها وانتشارهم في مختلف المناطق اللبنانية.

الوزيرة غادة شريم

الى ذلك، كانت لرئيس الجمهورية اليوم سلسلة لقاءات تناولت مواضيع سياسية وحياتية واقتصادية. وفي هذا السياق، استقبل الرئيس عون وزيرة المهجرين السيدة غادة شريم التي اطلعته على عمل الوزارة ومسار المصالحات في القرى اللبنانية. وبعد اللقاء تحدثت الوزيرة شريم الى الصحافيين، مشيرة الى أنها اطلعت الرئيس عون على عمل الوزارة في هذه الفترة والنشاطات التي تقوم بها. وقالت: "إن وزارة المهجرين نشرت عبر موقعها الالكتروني لوائح بالاسماء التي يحق لها قبض مستحقاتها، إضافة الى أننا ارسلنا كتبا الى البلديات في مختلف المناطق اللبنانية لتزويد الوزارة بلوائح العقارات التي لا تزال متضررة والموجودة ضمن مناطقها وهي تعتبر الاكثر إلحاحا، وذلك لمقارنتها مع الطلبات الموجودة لدى وزارة المهجرين، لإعادة الكشف عليها والقيام بإحصاء حول كلفتها النهائية، للتمكن من معرفة المبلغ اللازم والمطلوب لإنجازها". أضافت: "تطرقنا خلال اللقاء ايضا الى مسار إعادة تفعيل مصالحة بريح في الشوف، والتي نأمل أن تصل الى خواتيمها السعيدة قريبا، كما الى مصالحة كفرسلوان جوار الحوز التي نعمل عليها، وأتمنى من الاهالي ان يساعدونا في تنفيذ هذه المصالحة والوصول الى خواتيم سعيدة، قبل إغلاق ملف المهجرين نهائيا كما وعدنا سابقا". وقالت الوزيرة شريم: "وضعت فخامة الرئيس في اجواء ما توصلت اليه اللجنة الوزارية الى الآن في ما خص التنمية الريفية، نظرا لأهميتها السياحية والزراعية والصناعية كما التربوية والصحية، لاسيما في ظل الاوضاع الاقتصادية الصعبة، حيث تصبح تنمية الريف ضرورة قصوى، إذ أننا في لبنان وللاسف اهملنا هذه التنمية ما أثر بشكل عكسي على الاقتصاد". وتابعت:"إن اللجنة نشيطة في هذا المجال، وقد وضعنا استمارة وخطوط عريضة لاستراتيجية التنمية، وهي لا تزال قيد الدرس، وسنعلن قريبا عن خطوات عملية في هذا المجال ونأمل أن نصل الى كل ما هو خير لسكان الارياف وللمهجرين وللبنان."وعن مصير ملفات العودة في ظل الاوضاع الاقتصادية الصعبة، خصوصا في ما يتعلق بمصدر التمويل، أشارت الوزيرة شريم الى "أنه في الوقت الحالي هناك ملفات يتم دفع مستحقاتها عبر الاموال الموجودة في الصندوق، ونحن لذلك نعتمد خطة "الاكثر إلحاحا"، وتوجهنا بطلبات الى البلديات لتزويدنا بالمعلومات اللازمة، حول الذي لا يزال متضررا لتاريخ اليوم. أما الذي أنجز، فنحن سندرس وضعه لاحقا. والاموال الموجودة تكفي حاليا لهذا الامر، ولكن طبعا يجب وضع خطة بحسب اللوائح والارقام التي سنتزود بها من قبل البلديات، ونتعاون في هذا الشأن مع وزارة المالية. فهدفنا إقفال هذا الملف، إذ من المعيب بعد هذه السنوات التي مرت أن يبقى مفتوحا وغير منجز. ومن المفروض أن ننتهي منه نهائيا خلال سنة من الآن".

النائب فريد البستاني

كما استقبل الرئيس عون النائب فريد البستاني واجرى معه جولة افق تناولت التطورات السياسية الراهنة والمستجدات. كما تطرق البحث الى حاجات منطقة الشوف والجبل ولا سيما منها واقع المستشفى الحكومي في دير القمر، إضافة الى مواضيع إنمائية أخرى.

الوزير السابق منصور بطيش

واستقبل الرئيس عون الوزير السابق منصور بطيش وعرض معه شؤونا اقتصادية ومالية.

 

الراعي عرض الاوضاع مع زواره في الديمان

وطنية - الجمعة 26 حزيران 2020

استقبل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي اليوم في الصرح البطريركي في الديمان المحامي روي عيسى الخوري الذي قال بعد اللقاء: "تشرفت بزيارة غبطته في الديمان للتعبير له عن سرورنا بوجوده في ربوع الشمال ومدى اهمية حصوره بين ابنائه في هذه المنطقة. وعرضت مع غبطته للاوضاع العامة في البلاد، لاسيما الازمة الاقتصادية والامنية والسياسية الراهنة. ونأسف للاستغلال الذي يتم على كافة الصعد من قبل بعض التجار في السياسية وفي الغذاء، الامر الذي ادى بالمواطنين الى حالة مذرية من الفقر والعوز".

وختم: "كنا نتمنى ان يتم تحضير لقاء بعبدا بشكل يجعل المشاركة فيه كاملة من قبل جميع الاطراف". ومن زوار الصرح الدكتور حبيب طرببيه والمحامي كريم طربيه، ووفدا من طلاب الاكليريكية المارونية البطريركية في غزيز.

 

الوطنيون الأحرار: المنظومة الحاكمة سقطت وأسقطت لبنان

وطنية - الجمعة 26 حزيران 2020

رأى المجلس الأعلى لـ "حزب الوطنيين الأحرار"، بعد اجتماعه في البيت المركزي للحزب في السوديكو، برئاسة رئيس الحزب دوري شمعون أن "المنظومة الحاكمة سقطت مع أدواتها التمثيلية والإجرائية والمالية والقضائية والتربوية، وأسقطت لبنان في أتون جرائم فسادها ومحاصصاتها وعجزها، وإذعانها لما يمليه عليها مرشدها الأعلى وحليفه الممانع، مسقطة معها الركائز الأساسية كافة التي قام عليها لبنان: الحرية، التعليم، قدسية التعبير الحر، القضاء المستقل، الإقتصاد الحر، الإنفتاح على العالم أجمع". وأضاف: "واضح تخبط الحكومة، وعشوائية إقتراحاتها وخططها، وضبابية رؤيتها للحلول على الصعد كافة، وإستسهالها رمي المسؤوليات على الآخرين لتبرير عجزها، متنازلة عن واجباتها، وغارقة بأوهام إنجازاتها، بينما المطلوب، وفق صلاحياتها الحصرية، واحد: تنفيذ إتفاق الطائف بمضامينه كافة ولا سيما بند حصرية السلاح بيد القوى الأمنية الشرعية فقط، وتحييد لبنان عن الصراعات الإقليمية والدولية". وتابع أن "مستقبل اللبنانيين مهدد بنار الإنهيار المالي والإقتصادي الذي ينحدر بهم نحو المجهول، ويضعهم أمام الخيار الوحيد: الهجرة.

 

علوش لـ"ليبانون ديبايت": كرسي رئاسة الحكومة شاغر!

ليبانون ديبايت/الجمعة 26 حزيران 2020      

إعتبر عضو المكتب السياسي في تيار المستقبل النائب السابق مصطفى علوش أن لقاء بعبدا الوطني الذي إنعقد امس الخميس، كانَ لقاءً صوريًّا لم يؤدي الى إحداثِ أيِّ تأثيرٍ يُذكر كما كان متوقَّعًا، بل على العكس كان فارِغَ المضمون، وبعيداً كلَّ البُعدِ عن الأزمةِ الخانقةِ التي يعيشُها اللبنانيون.

وفي حديثٍ مع "ليبانون ديبايت"، وجّه علّوش سهامهُ نحو "العهد القوي"، وحلفائهِ، فقال، "المكتوب بينقرا من عنوانو"، معتبرًا أنّ العهد "فَشِل فشلًا ذريعًا في إحداثِ أيِ تغييرٍ للوضعِ المُزري والمُحزن الذي يعيشهُ لبنان، ولم يَنجح في إدارة أمور البلاد، حتّى وصلنا الى ما وصلنا إليه اليوم". كما يرى علوش أن العهد يُحاول بذلك "توزيعَ الفشلِ على الجميع".

وعزا المسؤول في "المستقبل" سبب الإنتقاد اللاذع لهذا اللقاء الحواري ومقاطعته من قبل تيار المستقبل، كونه يحتوي على "ثغرةٍ" كبيرةٍ في الطرح، فاللقاءُ جاء بحجةِ "درءِ الفتنة"، فسأل، "هل فعلًا مشكلتنا في لبنان هي الفتنةُ بحدِّ ذاتها، أم بالمُتسبِّبِ بها؟".

فـ"الفتنةُ الكُبرى" بحسب علوش هي "الوضعُ المعيشي المؤلم، وشبحُ الفقرِ الذي يتربص بالمواطن اللبنانيّ ويدفعه للذهاب الى إتجاهاتٍ عنيفةٍ"، قائلًا أن هذا الأمر هو "المشكلةُ الأساسيةُ التي لا يريد العهد القوي رؤيتها".

وأضاف، "عندما تعتَزِمُ رئاسة الجمهورية الدعوةَ الى الحوارِ والتوافقِ بين اللبنانيين، يجب أقلَّه أن تتضمَّنَ هذه الدعوةُ جدولَ أعمالٍ يوحي أن هذا الحوار سيؤدي الى نتيجةٍ ما"، معتبرًا أنَّ "فشل اللقاء الوطني اليوم كانَ متوقَّعًا كونهُ لم يَحمِل أيَّ مؤشرٍ يوحي بأنَّ المسؤولين وضعوا يدهم على الجُرح وبدأوا يسلكون المسار الصحيح".

ورأى النائب السابق أنَّ "مكان الجُرح معروف، لكنَّنا نُصرُّ على تجاهُلهِ في البحثِ عن سببٍ آخرَ للألم، فيما مكانُ الألَمِ أصبح معروفًا وواضحًا للجميع"، لافتًا في هذا السياق الى أنَّ "محاولات تسطيح الموضوع والتركيز على أنه يجبُ أن نُحب بعضنا ونتعاون ونتصالح هو أمر غير صحيح". فالمشكلة بحسب علوش ليست لأننا "كرهانين بعضنا"، بل لأننا "واقعون في مأزقٍ كبير معلومةٌ أسبابهُ لكننا نُصرُّ على تجاهُلهِ ونغضُّ الطرفَ عن سببهِ الرئيسي"، وبذلك نكونُ "كأننا ندور في حلقةٍ مفرغة من دون الوصول الى نتيجة، ولذلك لقاء بعبدا ليس له أيُّ معنى".

وعلى صعيدٍ متصل، أشار علّوش عبر موقعنا الى أن "العلاقةَ بين تيار المستقبل والتيار الوطني الحر لم تكن سويةً في يومٍ من الأيّام، حتّى أيّام التفاهم الرئاسي"، معلِّلًا السبب بأن "قاعدة تيار المستقبل لم تقدر أن تستسيغ التيار الوطني الحر ولا العهد ولا أن تتماشى معه". إلّا أنّه يلفِتُ الى أنَّ "العلاقةَ مع الوطني الحر قائمةٌ على أمورٍ مصلحيةٍ لها علاقةٌ بإدارةِ الحُكم وتخفيفِ التوتر".

وإذ أكّد علّوش أنَّ "العلاقة مع "التيار" ستستمرُّ في الأيّامِ المُقبلة على هذا المنوال، ولن تتوتَّر أكثر من ذلك، وستبقى على ما هي عليه الآن". جزم بأنَّ "جميع الخلافات التي حصلت سابقًا والتي من الممكن أن تحصل هي بسببِ تصرُّفاتِ العهد".

وعن موقف الرئيس سعد الحريري مما يجري، كشف علّوش عبر "ليبانون ديبايت" عن "خططٍ بديلةٍ" يملِكها الأوّل "في حال طُلب رأيه بذلك، وهذه الخطط هي بسبب علاقات الحريري السياسيّة والماليّة مع الخارج، والتي باتت معروفةً لدى الجميع".

وأشار علوش الى أنَّ "الحريري لديهِ العديدُ من الخيارات فيما يتعلق بالمرحلة المقبلة، وجُلُّها لا يتعلَّقُ بدخولهِ الى قصرِ رئاسة الحكومة في المرحلة الأولى على الأقل، كون هذا الأمر يحتاج الى عدة شروط".

وبرأي علوش فإنه "من دون الإصلاح السياسي للمسار الدولي وعلاقتنا مع الخارج لا يمكن لشيئٍ أن يُغيِّر الوضع والأزمة التي نعيشُ بها"، كما ينوه بأنَّ "إمكانيةَ الحريري على المساعدة تتوقَّفُ عند قُدرة العهد على أن يُساعد نفسهُ أوَّلًا". مشددًا على أنَّ "الطريقة الفعّالة التي يُمكن أن يفعلها العهد هو أن يَلجُم حزب الله، فبدونِ لجمِ حزب الله لا يمكن أن نُفكِّر بالإنقاذِ والنهوض، إن كان مع الحريري أو غيرهِ".

وعن "معركة الرئاسة"، إعتبر علوش أن هذا الأمر سابقٌ لأوانهِ حاليًّا، "فالمهم أن تبقى الجمهورية أساسًا لكي يبقى لها رئاسة". مبيِّنًا أن "اللقاء الذي إنعقد بين الحريري ورئيس تيار المردة سليمان فرنجيّة قبل أيام هو "تكتيكيٌّ" فقطـ، لأنَّ الرجُلين لا يَعرِفانِ حتّى الآن ماذا يُمكن أن تحمل الأيّام المُقبلة من تطورات".

في سياقٍ آخر، إعتبر القيادي في المستقبل، أن "حزب الله يتصرّفُ في لبنان كمن يخطف رهائن وهو مدجَّجٌ بالسلاح، لكنّه في نفسِ الوقت مرتبكٌ ومحاصرٌ داخِلَ رُقعةٍ معيَّنةٍ" فغيرُ مستبعد برأي علوش "أن يقومَ حزب الله بأعمالٍ متهوِّرةٍ قد تؤدي بهؤلاء الرهائن الى الخطر مثلًا".

وشدد النائب السابق على أنَّ "موضوع سلاح حزب الله يجب أن يطرحهُ الرئيس عون، كما فعل الرئيس السابق ميشال سليمان أمس في اللقاء الوطني في بعبدا، حيث إعتبر الأخير أن "حزب الله نقض الاتفاقات، وطالب رئيس الجمهورية بالرجوع الى إعلان بعبدا". فأيّد علّوش كلام سليمان، معتبرًا أنه "الكلام الوحيد الذي يُمكن أن يقال".

وأضاف علوش، "لا خلاص للبنان إلّا من خلال معالجةِ موضوع سلاح حزب الله ولا يوجدُ هنالك طريقةٌ أخرى للأسف".

وحول إمكانيَّةِ نشوبِ توتُّراتٍ جديدةٍ في الساحة الداخلية بسبب موضوع سلاح الحزب، رأى علّوش أن "لا شيئ سينفجر، لأنه ببساطة لا يوجد من يُواجه هذا الحزب"، مبديًا تخوفه من أن "يُجَر حزب الله مجددًا الى أيِّ صراعٍ إقليمي".

وعن موقف الدول الخليجيّة من لبنان وسببِ مقاطعتها له في محنتهِ ردَّ علوش، "حتى في الوقت الذي قرَّرت فيه دول الخليج أن تتجاهلَ وجودَ حزب الله، أمعنّا نحن في إهانتها من خلال سكوتنا عن الإسائة التي كان يُوجِّهُها الأخير". فالمشكلة هي "في موقف حزب الله من تلك الدول، وليس في موقف الدول الخليجية التي توقفت عن مساعدتنا بسببهِ".

ولدى سؤاله عن السبب وراء توجيهِهِ إنتقاداتٍ بشكلٍ مستمر للرئيس حسّان دياب فيما يخص محاربة الفساد ومعالجة تدهور سعر الصرف، وما إذا كان الحريري قادر على تخطّي تلك العقبات والضغوط لو كان مكان دياب، أجاب علوش، "الحريري ما كان ليكون رئيسًا للحكومة يومًا ما إلا لأنه وافق على مشروعٍ يتوافق مع تطلّعات حزب الله في مكانٍ معيَّن، وكذلك الأمر بالنسة لدياب".

وشدد مصطفى علوش على أنه "يجب على حزب الله أن يوافق على تغيير أسلوبه في التعامل مع الداخل اللبناني، وساعتَها يمكن للحريري أو غير الحريري أن يعود بمشروعٍ إنقاذيٍّ يأخذُ البلدَ الى برِّ الأمان".

وختم علوش حديثه مع "ليبانون ديبايت" فقال، "دياب ليس موجودًا، ومقامُ رئاسة الحكومة فيه شغورٌ لم يمتلئ بعد منذُ إستقالةِ الرئيس سعد الحريري الى الآن"، فدياب بحسب علوش هو "صورةٌ شكليةٌ لا أكثر ولا أقل، فيما جبران باسيل هو من يتسلّم هذا الموقع حاليًا وهو من يُدير البلد من خلف الكواليس".

 

الرئيس أمين الجميّل: حبذا لو نستخلص العبر لاخراج لبنان من المستنقع

الجمعة 26 حزيران 2020     

تمنّى الرئيس أمين الجميّل لو نستخلص العبر اليوم من التجربة السابقة على صعيد السيادة والوحدة والامن الاقتصادي والاجتماعي لاخراج لبنان من المستنقع الذي هو فيه. كلام الرئيس الجميّل جاء في خلال ندوة عن كتاب "الرئاسة المقاوِمة" (مذكرات)، بدعوة من الرئيس الجميّل ومؤسسة "بيت المستقبل"، في بيت المستقبل في سرايا بكفيا، بمشاركة النائب مروان حمادة، الدكتور عمرو موسى، الدكتور ايلي سالم والاعلامي جورج غانم. الرئيس أمين الجميّل قال في كلمته: "مرحلة الرئاسة كانت صعبة جداً، من الحروب والإجتياحات والصراعات الداخلية والخارجية وكذلك الأوضاع الاقتصادية بسبب الاوضاع الامنية، وأطلقت على هذه المرحلة عنوان مغامرة الإنقاذ".وتابع "اختصر أهدافي خلال ولايتي الرئاسية بثلاثة: الحفاظ على السيادة، تعزيز الوحدة الوطنية، والأمن الاجتماعي والاقتصادي". وأردف "ثلاث لاءات تلخّص مواقفي من موضوع السيادة والحملة الشرسة للحفاظ على السيادة، قلت كلا لحافظ الأسد عام 1983 عندما أسقطت الاتفاق الثلاثي واعتبرت انه يتناقض مع مستلزمات السيادة الوطنية، ثم قلنا كلا للتوطين الفلسطيني السياسي والعسكري والشعبي، وتقدّمت بطلب الى مجلس النواب بالغاء اتفاق القاهرة وفي ايار 1987 اي سنة قبل نهاية ولايتي صوّت مجلس النواب على إلغاء اتفاقية القاهرة، وأخيراً قلنا كلا لاتفاقية 17 ايار وقد اسقطت هذا الاتفاق يوم 17 ايار من خلال الرسائل التي وجهتها للمعنيين والتي تؤكد ان لبنان لن يلتزم او يطبق واننا نعتبر لاغياً بسبب التعنت والموقف الاسرائيلي". وقال الرئيس الجميّل "خوفاً من الارتداد السياسي والأمني على لبنان اصريت عل الرئيس الاميركي ريغان ان يكون بجانب لبنان ويؤكد تضامنه معنا لدرء مخاطر الغاء قرار 17 ايار وقد ارسل لي كتاباً رسميا في اليوم نفسه يؤكد وقوفه بجانبنا لمواجهة رفض لبنان لاتفاقية 17 ايار". وعلى صعيد تعزيز الوحدة الوطنية، اشار الرئيس الجميّل الى الحكومة التي كانت مؤلفة من مجمتع مدني دون تمثيل حزبيّ، وكان همها التحضير للوحدة الوطنية والمصالحة وقامت بانجازات كبيرة ومهّدت لحكومة الاتحاد الوطني التي كانت الحكومة الثانية في ولايتي، وقد رافقتنا هذه الحكومة حتى آخر العهد. وتابع "كان همي الحوار والمصالحة من خلال مؤتمرات بيروت وبكفيا ولوزان وجنيف التي كانت محاولة للمصالحة الوطنية واصلاح النظام السياسي ودفع مسيرة المؤسسات الى الامام".

واضاف "أما على صعيد الامن الاجتماعي والاقتصادي، فكانت هناك جهود كثيرة وتركنا الولاية كان الدين الخارجي تقريبا لا يذكر وضبط للعملة اللبنانية". وختم الرئيس الجميّل قائلاً "حبذا لو نستخلص العبر اليوم وهذه التجربة على صعيد السيادة والوحدة الوطنية والامن الاقتصادي والاجتماعي لإنتشال لبنان من المستنقع الذي هو فيه".

الأمين العام الأسبق لجامعة الدول العربية عمرو موسى قال من جهته: "الرئيس الجميّل كان مقاوماً بكل ما يمس بلبنان وسيادته ورخائه، وكان يتعامل مع ظروف قاسية للغاية، وكان مشاركا رئيسيا في النهضة التي افادت العالم العربي، وتغيير وجه العالم العربي من مجرد دول تابعة لخلافة او دول استعمار غربي الى دول تأمل بمستقبل مختلف". وتابع "وجدت فيه شخصية جميلة لديها رصانة قوية ومحترمة وشخصية محببة وفي الوقت نفسه يفهم العالم العربي جيدا ويدرك مدى ارتباط لبنان بالعالم العربي". ولفت الى ان لدى الرئيس امين الجميّل قدرة على ايصال افكاره لكل المجتمعين، معتبراً ان الليلة الاخيرة للرئيس الجميّل في الرئاسة امر يجب ان يدرس وهو كان يسير بوتيرة مختلفة عن تلك التي كان يسير على اساسها باقي القادة في لبنان".

النائب مروان حمادة، قال في مداخلته "بدأ التواصل مع الشيخ امين قبل تبوئه الرئاسة، وبعد مأساة اغتيال الشيخ بشير تبين معنا ان التواصل مع الشيخ امين ممكن وبدأنا من باريس حيث كان الرئيس الجميل بدعوة رسمية والتقى بقيادات درزية ولاسباب التوازن اصر وليد جنبلاط ان نزور بعدها الرئيس شمعون والعميد ريمون اده". وشدد حمادة على لبنانية وعروبة امين الجميّل، مشيراً الى أن "لبنانيته ظهرت في محاولته الدائمة للتواصل وإسقاط اتفاقية 17 ايار، ولم يكن هناك غبار على عروبته، والعروبة لا تعني تسليم البلد الى سوريا والحكومة الاولى التي اتى بها الرئيس الجميّل هي حكومة تكنوقراط حقيقية لا مثل اليوم".

كما أكد حمادة أن الرئيس الجميّل لم يكن مسؤولاً عن حرب الجبل ابداً.

الدكتور ايلي سالم، قال "الكتاب نصوص ورسائل وحركة سياسية مستمرة، وقد عايشت الرئيس الجميل في بكفيا وفي القصر الجمهوري وتحت القصف". وتابع "اتصل بي فحضرت الى القصر ولم اكن اعرفه وطرح عليه تسلّم وزارة الخارجية فسألته اذا كان ملتزما باتفاقية سلام مع اسرائيل فأجابني لا من قريب ولا من بعيد وقال ان همه الاول الانسحاب الاسرائيلي، وبعدها الاجتماع مع الاسد لتأمين الانسحاب السوري كما قال إنه ان تمكنا من حلّ الميليشيات فسنبني دولة". ورأى سالم أن الكتائب هو صورة عن الشخص وتظهر أولوياته وروحيته فيه، لافتاً الى أن "هناك اسرار لا يقولها رئيس الجمهورية، لكن كل ما ورد في هذا الكتاب هو صحيح". وتابع سالم، " اتفاق 17 ايار كما كان يفهمه عبد الحليم خدام غيّر الشيء الرصين المكتوب، ونحن كنا نستعجل الخروج الاسرائيلي من لبنان بينما الأسد كان يأخذ وقته". وذكّر سالم أن مجلس النواب اللبناني صوّت باجماع ما عدا نائبين مع تصفيق حار وتأييد كامل لابرام الاتفاق، لكن الرئيس الجميّل رفض ذلك. وشدد على أن الرئيس الجميّل حاول جاداً للاصلاح، مشيراً الى أن "الرئيس الجميّل قال لي انه لو كان هناك دولة وولاء للبنان فقط لما حصل ما حصل".

 

خلال قطع طريق الجيّة.. أصابته أزمة قلبيّة وتوفي!

 إم تي في/26 حزيران/2020

توفي السوريّ زياد نعال (مواليد 1967) إثر أزمة قلبيّة، ونتيجة تأخره عن الوصول الى المستشفى في الوقت المناسب، بسبب قطع الطريق في الجيّة.

 

السفير السوري خلال لقاء للحملة الأهلية رفضا لقانون قيصر: لن يسمح للأميركيين بكسب ما خسروه في الحرب المباشرة عبر الحصار الاقتصادي

وطنية - الجمعة 26 حزيران 2020

نظمت "الحملة الأهلية لنصرة فلسطين وقضايا الأمة" لقاء لبنانيا فلسطينيا، تضامنا مع سوريا ورفضا ل"قانون قيصر"، بحضور أعضاء الحملة وممثلي الفصائل الفلسطينية. وتلقى اللقاء رسائل عربية من الأمين العام للمؤتمر القومي العربي مجدي المعصراوي من مصر، منسق عام المؤتمر القومي الإسلامي خالد السفياني من المغرب، الأمين العام للمؤتمر العام للأحزاب العربية قاسم صالح من لبنان، ومؤسسو لجنة كسر الحصار على سورية في الجزائر سي لخضر بورقعة وكريم رزقي، إضافة إلى سعيد مرسي والإعلامي الأستاذ الجامعي رشيد ولد يوسياف، سلمها مدير اللقاء ديب حجازي إلى السفير السوري علي عبد الكريم علي.

السفير السوري

ورحب السفير السوري علي عبد الكريم علي ب"المشاركين في هذه الوقفة التضامنية مع سوريا"، وقال: "إن هذا الحضور المترافق من قبل الأشقاء اللبنانيين الفلسطينيين المقيمين في هذا البلد العزيز الى السفارة السورية هو تعبير عن قراءة مسؤولة لهذه العقوبات التي أرادها الأميركي مضاعفة ومبالغا فيها".

ورأى "في هذه الإجراءات الأميركية القسرية ضد سوريا وفي هذا الحصار والقانون اللاإنساني واللاأخلاقي واللاقانوني الجائر تعبيرا عن إفلاس وإحباط الادارة الأميركية التي راهنت على إسقاط سوريا وتيئيس المقاومة وتفكيك كل هذه التحالفات التي واجهتها في سوريا وفلسطين ولبنان وفنزويلا أيضا. كما راهنت على إضعاف ما عبر عنه الروسي والصيني والكوبي وكل القوى التي وقفت مع الشرعية الدولية ودافعت عن السيادة ورأت في حقوق الانسان الحقيقية والدفاع عنها مطلبا تدعو إلى التوحد حوله. كل ذلك، أربك هذه المخططات الأميركية بواجهتها الصهيونية". وتحدث عن "الذعر الأميركي الحقيقي وإسرائيل بما تمثله من عدوان مفتوح ومباشر على إنساننا وأرضنا ومقدساتنا"، معتبرا أن "هذا العدوان صار هو المذعور بعد الانتصارات التي تحققت في سوريا ولبنان وفلسطين". وتناول "الانتصار الكبير، الذي تحققه سوريا على الإرهاب التكفيري الذي هو أداة للصهيونية ومكمل مباشر للارهاب الإسرائيلي - الأميركي"، لافتا إلى "حال التماهي بين إسرائيل والمجموعات الإرهابية"، مؤكدا أن "سوريا انتصرت خلال أكثر من 9 سنوات على تحالف دولي إرهابي استخدم كل أنواع الأسلحة ووسائل الإستخبارات وأشكال العدوان"، وقال: "إن هذه الانتصارات التي حققتها سوريا هي لكل الأمة ولجميع المؤمنين بالكرامة والسيادة على امتداد العالم".

أضاف: "نحن على يقين وثقة بأن سوريا وحلفاءها منتصرون على قانون قيصر وعلى كل من تراهن عليه الإدارة الأميركية في تنفيذه، فانتصارات سوريا ضمانة لشعوب العالم. وإن المسمى الحقيقي لهذا القانون هو دفاع عن العدوانية الإسرائيلية ودفاع عن الأطماع الأميركية في المنطقة ودفاع عن التفرد الأميركي في الهيمنة على العالم". وتابع: "نحن نستقوي بصمود شعبنا ورؤية ورباطة جأش قيادتنا برئاسة السيد الرئيس بشار الأسد وبوقوف حلفائنا بجانبنا. كما نستقوي بأن الرأي العام في كل العالم بدأ يقرأ الحقائق قراءة صحيحة وبدأت تتعرى العدوانية الأميركية وكل الذين يستميتون في طلب الرضى الأميركي على حساب كراماتهم وكرامات شعوبهم. نحن أقوياء اليوم وغدا، نحن أقوى والحدود المائعة بين المواقف يجب أن تمحى بما تفرضه الحقائق التي نواجهها اليوم. يجب ألا يسمح بتجويع شعوبنا لا في سوريا ولا في العراق ولا في لبنان ولا في فلسطين ولا في مصر ولا في اليمن ولا في كل البلاد العربية".

وشدد على "التصدي المسؤول والحازم للعدوان والفساد لأن الفساد يكمل العدوان. وختم: "نحن انتصرنا بنسبة كبيرة. ولذلك، لن يسمح للأميركيين والغربيين والإسرائيليين بأن يكسبوا ما خسروه في الحرب المباشرة عبر التجويع والحصار الاقتصادي اليائس والفاشل".

كلمات

وكانت كلمات للمنسق الإعلامي للحملة ديب حجازي الذي أدار اللقاء، إضافة إلى منسق الحملة الأهلية معن بشور، امين سر تحالف القوى الفلسطينية أبو كفاح دبور، مسؤول الجبهة الديمقراطية علي فيصل القى كلمة منظمة التحرير الفلسطينية، الأمين العام السابق لاتحاد المحامين العرب منسق اللجنة الوطنية للدفاع عن الاسرى والمعتقلين في سجون الاحتلال الصهيوني المحامي عمر زين، مسؤول حركة الجهاد الإسلامي في لبنان إحسان عطايا، ممثل الحزب الشيوعي اللبناني في الحملة الاهلية فؤاد رمضان، رئيس رابطة العروبة والتقدم الدكتور سمير صباغ، حسن زيدان من حركة الانتفاضة الفلسطينية، ورئيس حزب الوفاء اللبناني الدكتور احمد علوان.

 

جنبلاط التقى شيا في المختارة

وطنية - الجمعة 26 حزيران 2020

التقى رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط في قصر المختارة مساء اليوم، سفيرة الولايات المتحدة الاميركية في لبنان دوروثي شيا، بحضور عقيلته السيدة نورا ، وجرى عرض للأوضاع والتطورات العامة على مختلف المستويات. وحضر الاجتماع أعضاء اللقاء الديمقراطي النواب، مروان حمادة، هنري حلو، اكرم شهيب، وائل ابو فاعور، واستبقى جنبلاط السفيرة شيا الى مائدة العشاء بمشاركة الحضور.

 

/New A/E LCCC Postings for todayجديد موقعي الألكتروني ل ليوم 26-27 حزيران/2020

رابط الموقع
http://eliasbejjaninews.com

 

Lebanon’s National Dialogue showcases disunity/The Arab Weekly/June 26/2020

جلسة الحوار الوطني في بعبدا ظهرت الإنقسام الكبير

Baabda meeting fails to address issue of Hezbollah’s weapons/The Arab Weekly/June 26/2020

اجتماع بعبدا يفشل في التطرق لسلاح حزب الله

http://eliasbejjaninews.com/archives/87681/lebanons-national-dialogue-showcases-disunity-baabda-meeting-fails-to-address-issue-of-hezbollahs-weapons-%d8%a7%d8%ac%d8%aa%d9%85%d8%a7%d8%b9-%d8%a8%d8%b9%d8%a8%d8%af%d8%a7-%d9%8a/

 

استعادة سيادة لبنان وعلاقتنا مع النظام السوري تمر بقانون قيصر

شارل الياس شرتوني/26 حزيران/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/87679/%d8%b4%d8%a7%d8%b1%d9%84-%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%b4%d8%b1%d8%aa%d9%88%d9%86%d9%8a-%d8%a7%d8%b3%d8%aa%d8%b9%d8%a7%d8%af%d8%a9-%d8%b3%d9%8a%d8%a7%d8%af%d8%a9-%d9%84%d8%a8%d9%86%d8%a7%d9%86/

 

Chaos hits Lebanese food market, merchants may close stores/Najia Houssari/Arab News/June 26/2020

تقرير يتناول الكارثة الفوضوية التي تضرب سوق المواد الغذائية في لبنان مما يهدد باغلاق العديد من المحال والسوبرماكات

http://eliasbejjaninews.com/archives/87684/chaos-hits-lebanese-food-market-merchants-may-close-stores-%d8%aa%d9%82%d8%b1%d9%8a%d8%b1-%d9%8a%d8%aa%d9%86%d8%a7%d9%88%d9%84-%d8%a7%d9%84%d9%83%d8%a7%d8%b1%d8%ab%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d9%81%d9%88/

 

اتق الله في شعبك أيها الرئيس، أطعم جائعهم، اكسُ عاريهم، حافظ على أموالهم، كن حَكَمًا بينهم، لا تثأر لنفسك لأن جائعًا شتمك أو خاصمك/جمال مرعشلي/جنوبية/26 حزيران/2020

التهويل على قوى المعارضة وتهديد الشارع لم يخفت صدى مضبطة الاتهام لـ«حزب الله»/رلى موفّق/اللواء/26 حزيران/2020

نلعن النظام أم نطبق النظام؟/توفيق شومان/26 حزيران/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/87687/%d8%ac%d9%85%d8%a7%d9%84-%d9%85%d8%b1%d8%b9%d8%b4%d9%84%d9%8a/

 

فضيحة: 59 دواء أمراض مزمنة مشكوك بصلاحيتها.. مصدرها إيران/المدن 27 حزيران/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/87694/%d9%81%d8%b6%d9%8a%d8%ad%d8%a9-59-%d8%af%d9%88%d8%a7%d8%a1-%d8%a3%d9%85%d8%b1%d8%a7%d8%b6-%d9%85%d8%b2%d9%85%d9%86%d8%a9-%d9%85%d8%b4%d9%83%d9%88%d9%83-%d8%a8%d8%b5%d9%84%d8%a7%d8%ad%d9%8a%d8%aa/

 

فيديو مقابلة السفيرة الأميركية في لبنان من قناة الحدث: ندعم حكومة لبنانية مستقلة بدون سيطرة حزب الله/قلق أميركي من حزب الله.. مليارات الدولارت ذهبت للدويلة بدل الحكومة/جنوبية/ وقيصر لا يستهدف اللبنانيين

Shea Says Nasrallah Threatening Lebanon Stability, Hizbullah Preventing Economic Solution

http://eliasbejjaninews.com/archives/87697/%d9%81%d9%8a%d8%af%d9%8a%d9%88-%d9%85%d9%82%d8%a7%d8%a8%d9%84%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%b3%d9%81%d9%8a%d8%b1-%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%a3%d9%85%d9%8a%d8%b1%d9%83%d9%8a%d8%a9-%d9%81%d9%8a-%d9%84%d8%a8%d9%86/