المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكنديةLCCC/

نشرة الأخبار العربية ليوم 26 حزيران/2020

اعداد الياس بجاني

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/eliasnews19/arabic.june26.20.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

اقُولُ لَكُم: إِنِ ٱتَّفَقَ ٱثْنَانِ مِنْكُم عَلى الأَرْضِ في كُلِّ شَيءٍ يَطْلُبَانِهِ، فَإِنَّهُ يَكُونُ لَهُمَا مِنْ لَدُنِ أَبي الَّذي في السَّمَاوَات

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياته

الياس بجاني/تغييب القرار 1559 عن لقاء بعبدا خيانة وطنية موصوفة

الياس بجاني/تيكت لإيران ودون رجعة لنصرالله وقاسم ولكل وكلاء إيران

الياس بجاني/سخافة وعقم المعارضة من داخل تيار عون-باسيل

الياس بجاني/سمير جعجع: باطنية وذمية وتلهي بالأعراض

الياس بجاني/الإدعاء على العلامة علي الأمين هرطقة وافتراء وخوف إيراني وملالوي من وطنيته وخطابه اللبناني والديني المعتدل والصادق

الياس بجاني/هل فبرك حزب الله والمحكمة العسكرية ملف العمالة لكندا الخطيب، ولماذا؟

 

عناوين الأخبار اللبنانية

فيديو مقابلة من تلفزيون المر مع الوزير السابق سجعان قزي ينتف من خلالها بجرأة وعلم وواقعية ريش الحكم والحكومة وأصحاب شركات الأحزاب الراضخين لسلطة وقوة السلاح ولخيارات فرضها حزب الله عليهم

منطق السكايبار للناس والسلطة للحزب انتهى/د.وليد فارس

اللقاء الوطني في بعبدا دعا لوقف الحملات التحريضية عون: مواجهة الفتنة وتحصين السلم الأهلي خط احمر دياب: الكل معني بالمساهمة في ورشة الإنقاذ

21 وفاة جديدة إثر فيروس كورونا المستجد ليصل إجمالي العدد 29752 وفاة في فرنسا

الرواية الكاملة وراء “إرباك الأرقام”.. سببه الحكومة!

أكثر من 300 شخصية يهبّون لنصرة العلامة الأمين: عبثاً يحاولون!

أحمد بيضون: «الميليشيا» المنتحلة مشروع التحرير..في شوطها الأخير!

عاصفة إستنكار للادعاء على العلامة الأمين..تحرك قضائي عاجل لمحاسبة المُفبركين!

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

فشل “حوار بعبدا”… غضبٌ شعبيٌّ ودعواتٌ لرحيل الطغمة الحاكمة

"اللقاء الوطني": التصدي للفتنة مسؤولية جماعية... وحرية التعبير مصونة بحدود القانون

مصادر لـ “السياسة”: غياب قيادات وطنية وازنة عن اللقاء يعكس اتساع رقعة المعارضة

اشتباكات مع المتظاهرين أوقعت جرحى على جسر الرينغ ومحتجون أغلقوا طريق بعبدا

الدولار في لبنان إلى الـ 10 آلاف ليرة لبنانية والآتي اعظم”

لبنان يعود إلى زمن البوريفاج… توقيفات واستدعاءات “اوعا العهد”!!!

“لقاء بعبدا”… عرض أحوال بلا قرارات وعون: “السلم الأهلي” خط أحمر

هل تعرفون سبب تدهور الأوضاع في لبنان/عبد الجليل السعي/صوت بيروت إنترناشونال

السعودية تنتظر خطوات تعيد الثقة

جرحى باعتصام يطالب بإطلاق موقوفي

مذكرة تيمور جنبلاط في لقاء بعبدا: تصورات للانقاذ والحفاظ على الطائف والوحدة

غرينبيس: لبنان بين الأعلى في معدل الوفيات من تلوث الهواء

بخاري عرض مع معوّض المستجدات محليا ودوليا

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

واشنطن تفرض عقوبات على ايران لنقلها نفط إلى فنزويلا

مقتل جنديين سوريين وخمسة «موالين لإيران» في ضربات إسرائيلية ومسؤول عسكري سابق في تل أبيب يحذّر من رد طهران

10 عناصر جديدة في القصف الإسرائيلي

انتقادات روسية لحديث المعلم حول «قانون قيصر» الأميركي

أنقرة وواشنطن ترغبان بوقف دائم لإطلاق النار في إدلب

مؤتمر بروكسل يبحث دعم اللاجئين والحل السياسي في سوريا

عقوبات أميركية جديدة تستهدف 8 شركات إيرانية

ميليشيات “الوفاق” على أبواب سرت وإيطاليا تدعوها إلى الابتعاد

الجيش الليبي: الطيران التركي يواصل نقل الأسلحة والمرتزقة إلى مصراتة ومعيتيقة

تركيا: حكومة «الوفاق» تطالب بانسحاب حفتر من سرت والجفرة

إيران تتوغل شمال العراق وتخوض اشتباكات عنيفة مع الأكراد

لقاء عراقي- أردني- مصري قريباً... ووزارة للتركمان... ومقتل 12 "داعشياً"

ميركا تتهم تركيا باستخدام قوانين الإرهاب للتضييق على الحريات

أميركا تعاقب خمسة قباطنة إيرانيين نقلوا الوقود إلى فنزويلا/صنّفت طهران عاصمة الإرهاب الأولى... ومشروع لتصدير النفط من بحر عمان

لبرلمان العربي يُقر الستراتيجية الموحدة لمواجهة إيران وتركيا

السودان يحذر: ملء سد النهضة دون اتفاق يعرض حياة الملايين للخطر

مسؤولون دوليون يوجّهون «تحذيرات أخيرة» من خطورة الضمّ الإسرائيلي ومجلس الأمن ينعقد بطلب من المجموعة العربية

غانتس يهاجم القيادة الفلسطينية ويقترح لقاء أبو مازن/رئيس الأركان يبلغ قواته في الشمال باحتمال نقلها إلى الضفة أو غزة

عباس: مستعدون للعودة إلى المفاوضات على أساس «المبادرة العربية»

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

بين 1990 و 2020... الأمل المفقود في بعبدا/خيرالله خيرالله/اساس ميديا

نصرالله وخطابه الصيني: الكلام لا يطبخ الأرزّ/مكرم رباح/المدن

أميركا تكرّس معادلة: الجوع أو سلاح حزب الله/منير الربيع/المدن

إيران وحزب الله: اعتماد العملات "الرقمية" تهرّباً من العقوبات/حلا نصرالله/المدن

إمتيازات العصابة لا الإصلاحات/عصام الجردي/المدن

اعظم خدع الشيطان/ادمون شدياق/فايسبوك

وداوِني بالشرعيّة/سجعان قزي/افتتاحيّةُ جريدة النهار

“الرغيف” حجة لمراكمة الثروات على حساب الفقير/خالد أبو شقرا/نداء الوطن

المركزي يضخّ دولارات في المصارف/رنى سعرتي/الجمهورية

باريس منزعجة من أداء حكومة دياب… وجهات أوروبية تنتقد دور باسيل/محمد شقير/الشرق الأوسط

هل لبنان على أبواب حرب مع إسرائيل؟/غادة حلاوي/نداء الوطن

جبران باسيل لم يعد “فعلاً”… مرشحاً للرئاسة/كلير شكر/نداء الوطن

جعجع و”التسديدات” الصعبة… عهد عون يتحوّل إلى لحوّد 2؟/ألان سركيس/نداء الوطن

"وكالة" من غير بوَّاب/بشارة شربل/نداء الوطن

لبنان الذي نُريده.. أنا خائف، خائف على لبنان من لبنان ومن اللبنانيين وعلى اللبنانيين./المحامي عبد الحميد الأحدب

في ضرورة إعادة النظر بالتاريخ ... والطعن بما أسميناه التقدم والتحرير/أحمد بيضون

ما بعد بعد “لقاء الخميس”: هواجس ومخاوف!؟/جورج شاهين/الجمهورية

مفكرة القرية: شركة مع الطيور/سمير عطا الله/الشرق الأوسط

'بولتون الغاضب... هل يُسقط ترمب؟/ممدوح المهيني/الشرق الأوسط

الأسد أمام توقعات كارثية قريبة/صالح القلاب/الشرق الأوسط

الحل في سوريا لم يعد في يد الأسد!/هدى الحسيني/الشرق الأوسط

الحقائق السبع التي تَفوت على جماعة البنا/سليمان جودة/الشرق الأوسط

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

جلسة لمجلس الوزراء في السرايا دياب : اذا كان مصرف لبنان عاجزا عن معالجة ازمة ارتفاع صرف الدولار عليه مصارحتنا بالاسباب وتسمية من يمنعه من ذلك

عطاالله بعد لقائه الراعي: لمسنا منه كل توجيه ابوي حكيم يرعى المصلحة اللبنانية العليا

تيار المستقبل: لقاء بعبدا لم يكن موفقا شكلا ومضمونا وفي بيانه ألغام سياسية ووطنية تستدعي المراقبة والتنبيه

الريس زار العلامة الامين موفدا من جنبلاط: انتهى عصر تركيب الملفات

 

في أسفل تفاصيل النشرة الكاملة

الزوادة الإيمانية لليوم

اقُولُ لَكُم: إِنِ ٱتَّفَقَ ٱثْنَانِ مِنْكُم عَلى الأَرْضِ في كُلِّ شَيءٍ يَطْلُبَانِهِ، فَإِنَّهُ يَكُونُ لَهُمَا مِنْ لَدُنِ أَبي الَّذي في السَّمَاوَات

إنجيل القدّيس متّى18/من15حتى20/:قالَ الرَبُّ يَسوعُ: «إِنْ خَطِئَ إِلَيْكَ أَخُوك، فَٱذْهَبْ وعَاتِبْهُ بِيْنَكَ وبَيْنَهُ على ٱنْفِرَاد. فَإِنْ سَمِعَ لِكَ رَبِحْتَ أَخَاك. وإِنْ لَمْ يَسْمَعْ فَخُذْ مَعَكَ أَيْضًا وَاحِدًا أَوِ ٱثْنَيْن، لِكَي تَثْبُتَ كُلُّ كَلِمَةٍ بِشَهَادَةِ ٱثْنَيْنِ أَو ثَلاثَة. وإِنْ لَمْ يَسْمَعْ لَهُمَا، فَقُلْ لِلْكَنِيسَة. وإِنْ لَمْ يَسْمَعْ لِلْكَنِيسَةِ أَيْضًا، فَلْيَكُنْ عِنْدَكَ كَالوَثَنِيِّ والعَشَّار. أَلحَقَّ أَقُولُ لَكُم: كُلُّ مَا تَرْبُطُونَهُ عَلى الأَرْضِ يَكُونُ مَرْبُوطًا في السَّمَاء، وكُلُّ مَا تَحُلُّونَهُ عَلى الأَرْضِ يَكُونُ مَحْلُولاً في السَّمَاء. وأَيْضًا أَقُولُ لَكُم: إِنِ ٱتَّفَقَ ٱثْنَانِ مِنْكُم عَلى الأَرْضِ في كُلِّ شَيءٍ يَطْلُبَانِهِ، فَإِنَّهُ يَكُونُ لَهُمَا مِنْ لَدُنِ أَبي الَّذي في السَّمَاوَات. فحَيْثُمَا ٱجْتَمَعَ ٱثْنَانِ أَو ثَلاثَةٌ بِٱسْمِي، فَهُنَاكَ أَكُونُ في وسَطِهِم».

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياته وتغريدات متفرقة

تغييب القرار 1559 عن لقاء بعبدا خيانة وطنية موصوفة

الياس بجاني/25 حزيران/2020

لقاء بعبدا مسرحي فاشل وملالوي ومثل 99% من الذين شاركوا فيه بوق وأداة لحزب الله ولإحتلاله. تغيبب القرار 1559 عن اللقاء خيانة وطنية

 

تيكت لإيران ودون رجعة لنصرالله وقاسم ولكل وكلاء إيران

الياس بجاني/25 حزيران/2020

مطلوب من رئيس الجمهورية إن كان لبنانياً ويحترم قسمه أن يستدعي نصرالله وقاسم وكل وكلاء إيران ويسلمهم تيكت سفر إلى طهران دون رجعة

 

سخافة وعقم المعارضة من داخل تيار عون-باسيل

الياس بجاني/25 حزيران/2020

*لا جدوى ولا نتيجة ولا فائدة من أي معارضة تنطلق من أي شركة حزب لبنانية لأن من يدخل هذه الأحزاب في الأصل يتم خصيه سيادياً وقراراً ورأياً حراً..

http://eliasbejjaninews.com/archives/87631/87631/

بين الحين والآخر تطل علينا جماعات ولادية لا تعرف غير ثقافة المصالح الخاصة والصنمية تدعي أنها معارضة من داخل تيار عون-باسيل، ومن ثم تحتفي لأن اساسها غلط ومصلحي..

من يومين كانت هناك مقالة لكلير شكر نشرتها نداء الوطن تعيد نفس الحكاية المملة والتافهة.(المقالة في أسفل)

باختصار أكثر من مفيد ما في شي عند جماعة عون-باسيل اسمه معارضة.. في حردانين موسميين ع خلفيات مصالح شخصية لا أكثر ولا أقل.

ويلي بصم من هؤلاء الأشاوس على عماها ع اتفاق ما مخايل المذل واللاسيادي، وراح ع سوريا عند الأسد، وهلل لحزب الله سنة 2006 ولغزوته لبيروت في 2008 لا يمكن أن يكون معارضة سيادية واستقلالية ووطنية.

هؤلاء النفعيين والمتلونين بألف لون وأن أرادوا أن يعارضوا فعلاً عليهم أن يتلوا أولاً فعل الندامة مليون مرة ويعلنون جهاراً معارضتهم لورقة التفاهم الملالوية مع حزب الله ، وإلا يروحوا يضبضبوا حالون وما إلون عازي.

يبقى أن لا جدوى ولا نتيجة ولا فائدة من أي معارضة تنطلق من أي شركة حزب لبنانية لأن من يدخل هذه الأحزاب في الأصل يتم خصيه سيادياً ووقراراً ورأياً حراً..

هودي عوسج والعوسج لا يثمر عنباً ولا تيناً.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الالكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

 

سمير جعجع: باطنية وذمية وتلهي بالأعراض

الياس بجاني/24 حزيران/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/87611/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%b3%d9%85%d9%8a%d8%b1-%d8%ac%d8%b9%d8%ac%d8%b9-%d8%a8%d8%a7%d8%b7%d9%86%d9%8a%d8%a9-%d9%88%d8%b0%d9%85%d9%8a%d8%a9-%d9%88%d8%aa%d9%84/

في مؤتمره الصحفي اليوم كرر سمير جعجع استكباره وتعاليه المرّضي الفاضح رافضاً إعلان توبته وتلاوة فعل الندامة على خطيئة اقترافه ورقة نواياه المسمة والمسممة والخبيثة مع ميشال عون ومع صهره ومن ثم انتخاب عون رئيساً طمعاً برزم أوهام الوراثة الرئاسية والشعبوية.

الرجل لم ولن يتغير لا اليوم ولا في أي يوم فهو في تركيبته السيكولوجية والنفسية غارق في شواذاته اللاسوية ويتوهم أنه أشطر وأذكى من كل البشر وبالتالي بإمكانه أن يدخل في أي صفقة أو اتفاق ومن ثم ينقلب عليه وقت يشاء.

وحتى الآن ما دخل في أي اتفاق أو صفقة إلا وكان فشله مدوياً والأمثلة بالمئات وفي مقدمها اتفاق الطائف ومسرحية دخوله السجن.

حتى الآن يتلهي جعجع بأعراض مرض الاحتلال الإيراني للبنان ولا يقاربه إلا سطحياً ودون أن يزعج المحتل أو يكدر خاطره، بل على العكس فإنه وزوجته النائبة ومعهما كثر من نوابهما ال 15 يتملقون الحزب ويداهنونه ويبدون باستمرار الاستعداد للتعاون معه على الأقل في محاربة الفساد كما يدعون باطلاً وتمويهاً ودجلاً ، وهم وكل اللبنانيين يعرفون جيداً أن حزب الله هو الفساد والإفساد بشحمها ولحمهما.

أليس سمير جعجع هو من فرط 14 آذار ورفع رايات نفاق الواقعية وعدم القدرة المحلية على مواجهة سلاح ودويلة وحروب وإرهاب حزب الله؟

أليس هو من عارض رفع شعارات ال 1559 مؤخراً؟

أليس هو من ادعى ومعه جورج العدوان أُبوة القانون الانتخابي الملالوي 100%؟

أليس هو من سوّق لكذبة فاضحة وسخيفة تقول بأن انتخاب عون كان صناعة لبنانية محلية؟

أليس هو من في ورقة نواياه الخبيثة مع عون أراد تقاسم المسيحيين حصصاً ومغانم؟

أليس هو من خوّن كل من عارض صفقته الخطيئة مع عون وحزب الله؟

أليس هو من أسقط دوري شمعون في انتخابات بلدية دير القمر حباً بالانتقام؟

أليس هو من حول ذكرى الشهداء السنوية إلى مهرجان مسرحي واستعراضي لشخصه “المعبود” ولأجندته السلطوية ولأحلامه الرئاسية؟

أليس هو من شيد يا يشبه المزار والصومعة في معراب مجسداً بهرطقة غرفة اعتقاله في وزارة الدفاع؟

أليس هو من صادر المقاومة اللبنانية وحولها إلى شركة يملكها وابعد المئات من المقاومين الحقيقيين؟

أليس هو من يخجل بملف أهلنا اللاجئين في إسرائيل إلى درجة أنه لم ينشر خبر وفاة الجنرال انطوان لحد عبر وسائل الإعلام التي يملكها ولا حتى عزى بموته أو نعاه؟

أليس هو وربعه من النواب ال 15 الذين يعتبرون أن قتلى حزب الله هم كشهداء القوات؟

وتطول القائمة وهي أن أردنا توثيق انحرافاته السيادية نحتاج إلى مجلدات.

اليوم وكما دائماً طالب جعجع برحيل السلطة أي عون وفريقه “واتركوا الباقي علينا”.

لنفترض أن غداً استقال عون واعتزل السياسة وهاجر باسيل مع ملاينه إلى كندا وتفكك تيار عون وفرط فهل يرتاح لبنان ويخلص ويعود إلى سيادته واستقلاله وبحبوحة ورغد العيش فيه وتعود أموال الناس المسروقة لهم؟

بالطبع لا لأن عون وباسيل هما مجرد أدوات يديرهما ويتحكم بهما المحتل…والمحتل هذا سيجد مئات من مثل خامة عون وباسيل وكثر من هؤلاء قدموا أوراق اعتمادهم له ومنهم جعجع نفسه.

من هنا فإن جعجع ومعه كل باقي الطبقة السياسية المارونية الحزبية تحديداً ليسوا مؤهلين للقيادة لأن أجنداتهم شخصية وسلطوية.. وهم كلهم من أول كلن يعني كلن.

باختصار أكثر من مفيد فإن المشكلة في لبنان هي الاحتلال الإيراني والحل هو بالمطالبة بتنفيذ القرارات الدولية الثلاثة 1559 و1701 و1680

والأهم جرأة تسمية المحتل باسمه ورفض الأمر الواقع الإحتلالي الذي يفرضه، والإمتناع كلياً الدخول معه في تسويات أو صفقات أكانت وزارية أو رئاسية وإلا فالج لا تعالج.

يبقى أن من يخجل بالجنرال لحد وبجيش لبنان الجنوبي وبملف أهلنا اللاجئين في إسرائيل لا هو بشيري ولا هو قوات ولا هو كتائب ولا هو حراس أرز ولا أحرار ولا هو حقيقة عرّف معنى المقاومة اللبنانية الحقيقة ولا هو يحترم دماء الشهداء..هكذا مخلوق هو مارق وأسخريوتي.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الالكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

 

الإدعاء على العلامة علي الأمين هرطقة وافتراء وخوف إيراني وملالوي من وطنيته وخطابه اللبناني والديني المعتدل والصادق

الياس بجاني/23 حزيران/2020

إن خوف حزب الله وحركة أمل من العلامة علي الأمين ليس جديداً، فهما وبمباركة ذمية من حكومة فؤاد السنيورة وخضوعها المهين كان أُبعد بالقوة عن موقعه الديني في صور ومنع حتى من نقل مكتبته وكل ما كان بحوزته من متاع شخصي، والسنيورة العروبي المنافق رضخ يومها لمشيئة الثنائي الشيعي المتفرسن وأوقف راتبه. يبقى إن الفارق بين خطاب ومواقف ووطنية واعتدال العلامة الأمين شاسع بينه وبين بري ونصرالله ومعهما كل ربعهما من المتأيرنين والذميين والطرواديين والرافعين شعارات نفاق المقاومة والممانعة.

هما أي بري ونصرالله أتباع صغار لإيران ويعملون بخنوع غب أوامرها وذلك ضد لبنان وكل ما هو لبناني خدمة لمشروعها الإمبراطوري الوهم والمذهبي ويقدمون شباب بيئتهم ضحايا في سوريا دعماً لنظام الدكتاتور والمجرم بشار الأسد، في حين أن الأمين وطني لبناني سيادي واستقلالي ومعتدل دينياً ومنفتح على كل الأحرار اللبنانيين ويرفض الانخراط في المشروع الملالوي وينتقده بشده ولا يخاف رموزه الطرواديين لا في لبنان ولا في خارجه.

الأمين عارض ولا يزال تورط بيئته الشيعية عسكرياً في سوريا وهو لا يوافق لا من قريب ولا من بعيد على الأجندة الإيرانية لا في لبنان ولا في الدول العربية.

الأمين هو 100% نقيض لخيارات ومواقف ومشاريع وسياسات ومفاهيم ومرجعيات نصرالله ونبيه بري وكل من يدور في فلكهما الأسدي والملالوي في كل شي وبالتالي يخافونه ويعتبرونه تهديداً حقيقياً لكل المشروع الإيراني الإستعماري.

إن وقاحة وفجور فبركة التهم الباطلة والكاذبة ضد الأمين والإدعاء عليه قضائياً ومحاولة اتهامه بلقاء إسرائيليين في البحرين هذا كله افتراء مكشوف وانتهاك لحقوقه التي يكفلها الدستور وذلك لإرعابه وإسكات صوته الحر واللبناني الشجاع.

إن وقاحة وفجور وكفر وهرطقات الثنائي الشيعي مستنكرة بكل المعايير والمقاييس..

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الالكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

 

هل فبرك حزب الله والمحكمة العسكرية ملف العمالة لكندا الخطيب، ولماذا؟

الياس بجاني/23 حزيران/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/87550/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d9%87%d9%84-%d9%81%d8%a8%d8%b1%d9%83-%d8%ad%d8%b2%d8%a8-%d8%a7%d9%84%d9%84%d9%87-%d9%88%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%ad%d9%83%d9%85%d8%a9-%d8%a7/

بداية فإن المحكمة العسكرية هي تحت سيطرة حزب الله بالكامل منذ سنين وتنفذ له رغباته وأوامره 100% ودون أي التزام بالقوانين. كما أن كل أحكامها سياسية ولا تمت للقضاء والقوانين والدستور بصلة.

في هذا السياق تأتي الشكوك المبررة بفبركة ملف عماله لكندا الخطيب كونها من اشد المعارضين لإحتلال حزب الله ولكل ممارساته الإجرامية والإرهابية، أضافة إلى كونها ناشطة شمالية في الإنتفاضة الشعبية.

يشار هنا إلى أن كل التجارب السابقة المماثلة مع المحكمة العسكرية بدءً من مملف ميشال سماحة إلى زياد عيتاني إلى غيرهما من مئات الإفتراءات والأحكام الظالمة والجائرة على أهلنا اللاجئين في إسرائيل تؤكد ملالوية المحكمة وظلمها وتبعيتها لحزب الله.

ففي حال رغب الحكم في لبنان فعلاً باعتقال ومحاكمة العملاء لإسرائيل أو لغيرها فعليه أولاً أن يبدأ بعملاء إيران المعروفين والذين يفاخرون بعمالتهم ويسمونها مقاومة وممانعة وإلا فالج لا تعالج.

في الخلاصة لا عدالة ولا حلول لأي مشكل في لبنان كبيراً أو صغيراً كان وفي أي مجال وعلى أي مستوى في ظل أحتلال حزب الله وتبعية واستسلام الحكم والحكام وأصحاب شركات الأحزاب كافة لسيطرته ولسلطته ولأوامره.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الالكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

فيديو مقابلة من تلفزيون المر مع الوزير السابق سجعان قزي ينتف من خلالها بجرأة وعلم وواقعية ريش الحكم والحكومة وأصحاب شركات الأحزاب الراضخين لسلطة وقوة السلاح ولخيارات فرضها حزب الله عليهم

خيارات مدمرة جميعاً غربت لبنان عن تلريخه وهويته ومحيطيه الإقليمي والعربي والدولي.. وحمّل القزي رئيس الجمهورية مسؤولية عدم تصحيح خياراته وأكد بأن لا مساعدات للبنان في ظل حكومة حزب الله. واشار إلى أن الشرق الذي يسوّق له نصرالله ومن 100 سنة هو وراء كل مشاكنا.  أما حكومة دياب فبرأي القزي فحدث ولا حرج لأنه قمة في الفشل ومع اطلالة لرئيسها تزيد في الطين بلة.

https://www.youtube.com/watch?v=VA4_OsHM8sw&t=1819s

 

منطق السكايبار للناس والسلطة للحزب انتهى.

د.وليد فارس/26 حزيران/2020

اكبر العقوبات ضد الميليشيا هي عندما ترفع شعار القرار ١٥٥٩ في كل مكان، في كل شارع، ترسمه على كل جدار، تطليه على كل طريق، تعبر عنه في كل خطاب، حتى يفهم العالم والحزب ان الشعب اللبناني لا يريد رؤية هذا السلاح لا من قريب ولا من بعيد. وان كل شيء قابل للحوار الا موضوع السلاح.

سلاح الحزب هو الحد الفاصل بين الحزب واكثرية اللبنانيين. ليس هنلك وسط قبل تطبيق القرار١٥٥٩. اي اجنده لا تشمل السلاح هي لصالح الحزب، حتى ولو طالبت باستقالة كل المسؤولين واسترداد الاموال وفتح كل الملاهي. منطق السكايبار للناس والسلطة للحزب انتهى.

 

اللقاء الوطني في بعبدا دعا لوقف الحملات التحريضية عون: مواجهة الفتنة وتحصين السلم الأهلي خط احمر دياب: الكل معني بالمساهمة في ورشة الإنقاذ

وطنية - الخميس 25 حزيران 2020

أجمع المجتمعون في "اللقاء الوطني" الذي انعقد قبل ظهر اليوم، في قصر بعبدا، بدعوة من رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، وحضور رئيس المجلس النيابي الاستاذ نبيه بري ورئيس الحكومة الدكتور حسان دياب وقيادات، على "وقف جميع انواع الحملات التحريضية التي من شأنها إثارة الفتنة وتهديد السلم الأهلي وزعزعة الاستقرار الأمني الداخلي".

واعتبروا أن "حرية التعبير المصانة في مقدمة الدستور ومتنه، يجب أن تمارس بحدود القانون الذي يجرم الشتيمة والتحقير والمس بالكرامات وسائر الحريات الشخصية".

وإذ رأوا أن "الحياة الديمقراطية لا تستقيم من دون وجود المعارضة ولا سيما منها البرلمانية"، شددوا على أن "المعارضة العنفية التي تقطع أوصال الوطن وتواصل أبنائه وتلحق الضرر بالممتلكات العامة والخاصة لا تندرج في خانة المعارضة الديمقراطية والسلمية".

وأكد المجتمعون على "توحيد المواقف من السبل الآيلة الى معالجة الأزمة الاقتصادية والمالية والنقدية وتداعياتها الاجتماعية عبر اعتماد مسار نهائي للاصلاحات البنيوية في ماليتنا العامة واعتماد برنامج صندوق النقد الدولي في حال وافقنا على شروطه الإصلاحية".

وكان الرئيس عون استهل اللقاء بكلمة أوضح فيها انه كان يأمل ان "يضم جميع الأطراف والقوى السياسية"، معتبرا ان "ما جرى في الأسابيع الأخيرة يجب ان يكون إنذارا للجميع للتنبه من الاخطار الأمنية". وقال ان "هناك من يستغل غضب الناس، ومطالبهم المشروعة، من أجل توليد العنف والفوضى، لتحقيق أجندات خارجية مشبوهة بالتقاطع مع مكاسب سياسية لأطراف في الداخل".

وإذ أوضح ان "الاختلاف السياسي هو في أساس الحياة الديموقراطية"، شدد على ان "سقفه يبقى السلم الأهلي ومهما علت حرارة الخطابات لا يجب أن نسمح لأي شرارة أن تنطلق منها". واعتبر ان "أي انقاذ غير ممكن إن ظل البعض مستسهلا العبث بالأمن والشارع، وتجييش العواطف الطائفية والمذهبية، ووضع العصي في الدواليب، والتناغم مع بعض الأطراف الخارجية الساعية إلى جعل لبنان ساحة لتصفية الحسابات، وتحقيق المكاسب، عبر تجويع الناس، وترويعهم، وخنقهم اقتصاديا".

كما شدد على ان "الوحدة حول الخيارات المصيرية ضرورة، وعلينا ان نكون يدا واحدة في مواجهة الفتنة وتحصين السلم الأهلي كي لا ندخل في نفق لا خروج منه"، معتبرا ان "هذا هو الخط الاحمر الحقيقي والذي لن يكون هناك اي تساهل مع من يحاول تجاوزه".

من جهته، اعتبر الرئيس دياب ان "البلد ليس بخير لكن العلاج هو مسؤولية وطنية، ليس فقط مسؤولية حكومة جاءت على أنقاض الأزمة، او مسؤولية الحكومات السابقة التي كانت تخفي الأزمة، بل الكل اليوم معني بالمساهمة في ورشة الإنقاذ"، مشددا على ان "ليس لدينا ترف الوقت للمزايدات وتصفية الحسابات وتحقيق المكاسب السياسية".

وإذ رأى انه "لن يبقى شيء في البلد للتنافس عليه إذا استمر هذا الشقاق والقطيعة والمعارك المجانية"، دعا إلى أن يكون هذا اللقاء "بداية عمل وطني واسع، تنبثق منه لجنة تتابع الاتصالات تحت قبة المجلس النيابي، مع جميع القوى السياسية والحراك المطلبي وهيئات المجتمع المدني، على أن ترفع توصيات إلى هذا اللقاء مجددا برعاية رئيس الجمهورية".

وقد حضر "اللقاء الوطني" الى الرئيسين بري ودياب، الرئيس ميشال سليمان، نائب رئيس مجلس النواب ايلي الفرزلي، رئيس كتلة "ضمانة الجبل" النائب طلال أرسلان، رئيس الكتلة القومية الاجتماعية النائب اسعد حردان، رئيس كتلة "لبنان القوي" النائب جبران باسيل، ممثل كتلة "اللقاء التشاوري" النائب فيصل كرامي، رئيس كتلة نواب الأرمن النائب اغوب بقرادونيان، رئيس كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد ورئيس كتلة "اللقاء الديمقراطي" النائب تيمور جنبلاط.

ومن غير القيادات السياسية المدعوة، شارك في الاجتماع مستشار رئيس الجمهورية الوزير السابق سليم جريصاتي، المدير العام لرئاسة الجمهورية الدكتور أنطوان شقير، والمستشار الإعلامي في رئاسة الجمهورية رفيق شلالا.

الرئيس عون

وكان المدعوون بدأوا بالوصول الى قصر بعبدا، عند العاشرة والنصف. وعند الحادية عشرة، انتقل الحضور من قاعة الانتظار الى قاعة 25 أيار ليترأس الرئيس عون اللقاء، مستهلا إياه بكلمة جاء فيها:

"أهلا وسهلا بكم وأشكر حضوركم هذا اللقاء الذي يحمل عنوانا واحدا وهو حماية الاستقرار والسلم الأهلي خصوصا في ظل التطورات الأخيرة.

لذلك كنت آمل أن يضم جميع الأطراف والقوى السياسية لأن السلم الأهلي خط أحمر والمفترض أن تلتقي جميع الإرادات لتحصينه، فهو مسؤولية الجميع وليس على همة فرد واحد مهما علت مسؤولياته، ولا حزب واحد، ولا طرف واحد.

إن ما جرى في الشارع في الأسابيع الأخيرة، ولا سيما في طرابلس وبيروت وعين الرمانة، يجب أن يكون إنذارا لنا جميعا للتنبه من الأخطار الأمنية التي قرعت أبواب الفتنة من باب المطالب الاجتماعية. وبدا جليا أن هناك من يستغل غضب الناس، ومطالبهم المشروعة، من أجل توليد العنف والفوضى، لتحقيق أجندات خارجية مشبوهة بالتقاطع مع مكاسب سياسية لأطراف في الداخل.

لقد لامسنا أجواء الحرب الأهلية بشكل مقلق، وأطلقت بطريقة مشبوهة تحركات مشبعة بالنعرات الطائفية والمذهبية، وتجييش العواطف، وإبراز العنف والتعدي على الأملاك العامة والخاصة وتحقير الأديان والشتم، حقا مشروعا للمرتكبين.

وإزاء هذا التفلت غير المسبوق، وشحن النفوس، والعودة إلى لغة الحرب البائدة التي دفع لبنان ثمنها غاليا في الماضي، كان لا بد لي إنطلاقا من مسؤولياتي الدستورية، أن أدعو إلى هذا اللقاء الوطني الجامع، لوضع حد نهائي لهذا الانزلاق الأمني الخطير.

إن الاختلاف السياسي صحي وفي أساس الحياة الديمقراطية، ولكن يبقى سقفه السلم الأهلي الذي لا يجوز تجاوزه. ومهما علت حرارة الخطابات لا يجب أن نسمح لأي شرارة أن تنطلق منها، فإطفاء النار ليس بسهولة إشعالها خصوصا إذا ما خرجت عن السيطرة. وهذه مسؤوليتنا جميعا، الحاضرين والمتغيبين.

يمر وطننا اليوم بأسوأ أزمة مالية واقتصادية، ويعيش شعبنا معاناة يومية خوفا على جنى أعمارهم، وقلقا على المستقبل، ويأسا من فقدان وظائفهم ولقمة العيش الكريم.

أقولها بالفم الملآن، ليس أي إنقاذ ممكنا إن ظل البعض مستسهلا العبث بالأمن والشارع، وتجييش العواطف الطائفية والمذهبية، ووضع العصي في الدواليب، والتناغم مع بعض الأطراف الخارجية الساعية إلى جعل لبنان ساحة لتصفية الحسابات، وتحقيق المكاسب، عبر تجويع الناس، وترويعهم، وخنقهم اقتصاديا.

إن اعتقدنا أن الانهيار يستثني أحدا فنحن مخطئون، أو الجوع والبطالة لهما لون طائفي او سياسي فنحن واهمون، أو العنف في الشارع هو مجرد خيوط نحركها ساعة نشاء ونوقف حركتها بإرادتنا، فنحن غافلون عن دروس الماضي القريب، كما عن دروس المنطقة والجوار.

وأمام التحديات المصيرية التي يعيشها لبنان، وفي ظل الغليان الإقليمي والأمواج العاتية التي تضرب شواطئنا، والمخاطر التي قد تنشأ عما يعرف بقانون قيصر، فإن الوحدة حول الخيارات المصيرية ضرورة.

وما هدفنا اليوم من هذا الاجتماع إلا تعزيز هذه الوحدة ومنع الانفلات.

نعم، إن الاختلاف في الرأي حق إنساني، ومحفز فكري، ولكن علينا ان نكون يدا واحدة في مواجهة الفتنة وتحصين السلم الأهلي كي لا ندخل في نفق لا خروج منه.

هذا هو الخط الاحمر الحقيقي والذي لن يكون هناك اي تساهل مع من يحاول تجاوزه.

والسلام".

الرئيس دياب

ثم القى الرئيس دياب كلمة هنا نصها:

"أود بداية أن أتوجه بالشكر من فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، على هذه الدعوة التي تحمل في طياتها درجة عالية من المسؤولية الوطنية في الدفع نحو التقاء اللبنانيين في حوار يعطل صواعق الفتن ويفتش عن مخارج للأزمات العميقة التي يعيشها لبنان.

إن اللبنانيين يتطلعون بقلق إلى المستقبل، لأن الحاضر مرتبك، ولأن الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والمعيشية تترك خلفها ظلالا سوداء، ومآسي مؤلمة، وأنينا اجتماعيا يصم آذان المكابرين عن الاعتراف بأسباب وقوة الوجع.

نعم... البلد ليس بخير.

كيف يمكن أن يكون الوطن بخير وهناك مواطن يجوع؟

نعم... هذا توصيف للواقع المزمن، ولكن العلاج هو مسؤولية وطنية، ليس فقط مسؤولية حكومة جاءت على أنقاض الأزمة، وتمكنت من تخفيف الوطأة على الاحتياطي واحتواء تداعياته، عندما قررت بجرأة التوقف عن دفع الديون والتي كانت تبلغ نحو 4.6 مليار دولار هذه السنة. تخيلوا النتيجة لو دفعنا من احتياطي لبنان هذا المبلغ.

أيضا العلاج ليس فقط مسؤولية الحكومات السابقة التي كانت تخفي الأزمة، ثم جاءت هذه الحكومة لتكشف بجرأة وشفافية أرقام الخسائر المالية المتراكمة في سياق خطة مالية إنقاذية هي الأولى في تاريخ لبنان.

الكل اليوم معني بالمساهمة في ورشة الإنقاذ.

ليس لدينا ترف الوقت للمزايدات وتصفية الحسابات وتحقيق المكاسب السياسية.

نحن نمر في مرحلة مصيرية من تاريخ لبنان، وهي تحتاج منا إلى تضافر الجهود، وتقديم مصلحة البلد، وتعويم منطق الدولة، كي نتمكن من تخفيف حجم الأضرار التي قد تكون كارثية.

دعوني أتحدث بصراحة.

إن اللبنانيين لا يتوقعون من هذا اللقاء نتائج مثمرة.

بنظر اللبنانيين، هذا اللقاء سيكون كسابقاته، وبعده سيكون كما قبله، وربما أسوأ.

لا يهتم اللبنانيون اليوم سوى بأمر واحد: كم بلغ سعر الدولار؟

أليست هذه هي الحقيقة؟

لن يدقق اللبنانيون في العبارات التي أدرجناها في خطاباتنا. لم يعد يهمهم ما نقول. يهمهم فقط ماذا سنفعل.

وأنا أقر وأعترف: ليس لكلامنا أي قيمة إذا لم نترجمه إلى أفعال تخفف عن اللبنانيين أعباء وأثقال يومياتهم.

يريد اللبنانيون حمايتهم من الغلاء الفاحش، وتأمين الكهرباء، وحفظ الأمان والاستقرار.

يريد اللبنانيون من القضاء أن يتحرك ضد الفساد والفاسدين.

يريد اللبنانيون من مصرف لبنان أن يضبط سعر صرف الدولار أمام الليرة اللبنانية وحفظ قيمة رواتبهم ومدخراتهم من التآكل.

هذا ما يريده اللبنانيون، وهذا ما يفترض أن نكون جميعا مسؤولين عن تحقيقه.

انطلاقا من ذلك، فإني أدعو، بكل محبة، إلى أن يكون هذا اللقاء هو بداية عمل وطني واسع، تنبثق منه لجنة تتابع الاتصالات تحت قبة المجلس النيابي، مع جميع القوى السياسية والحراك المطلبي وهيئات المجتمع المدني، على أن ترفع توصيات إلى هذا اللقاء مجددا برعاية فخامة رئيس الجمهورية.

وفقنا الله لما فيه خير لبنان واللبنانيين لنعبر هذه المحنة العصيبة التي تضغط على الوطن.

عشتم وعاش لبنان".

بيان الاجتماع

وفي ختام اللقاء، أذاع الوزير السابق سليم جريصاتي البيان التالي:

"بدعوة من فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، عقد قبل ظهر يوم الخميس 25 حزيران 2020، لقاء وطني في قصر بعبدا، حضره دولة رئيس مجلس النواب نبيه بري، ودولة رئيس مجلس الوزراء الدكتور حسان دياب، وفخامة الرئيس ميشال سليمان، ودولة نائب رئيس مجلس النواب ايلي الفرزلي، وأصحاب المعالي والسعادة السادة: رئيس كتلة ضمانة الجبل النائب طلال أرسلان، رئيس الكتلة القومية الاجتماعية النائب اسعد حردان، رئيس كتلة لبنان القوي النائب جبران باسيل، ممثل كتلة اللقاء التشاوري النائب فيصل كرامي، رئيس كتلة نواب الأرمن اغوب بقرادونيان، رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد، رئيس كتلة اللقاء الديمقراطي النائب تيمور جنبلاط.

ناقش المجتمعون الأوضاع العامة في البلاد، لا سيما الوضع الأمني بعد التطورات التي حصلت قبل أسبوعين في كل من بيروت وطرابلس، وأجمعوا على الآتي:

أولا: إن الاستقرار الأمني هو أساس لا بل شرط للاستقرار السياسي والاقتصادي والاجتماعي والمالي والنقدي. أما التصدي للفتنة وللشحن الطائفي والمذهبي، تحضيرا للفوضى، فهو مسؤولية جماعية تتشارك فيها جميع عناصر المجتمع ومكوناته السياسية.

وبناء عليه، يدعو المجتمعون الى وقف جميع انواع الحملات التحريضية التي من شأنها إثارة الفتنة وتهديد السلم الأهلي وزعزعة الاستقرار الأمني الداخلي الذي تحقق بفعل وعي المسؤولين عن مقدرات البلاد وجهود القوى العسكرية والأمنية، وتصديهم استباقيا وميدانيا، للارهاب وخلاياه وفكره الإلغائي.

ثانيا: إن حرية التعبير مصانة في مقدمة الدستور ومتنه، على أن تمارس هذه الحرية بحدود القانون الذي يجرم الشتيمة والتحقير والمس بالكرامات وسائر الحريات الشخصية.

إن الحرية سقفها الحقيقة ولا حد لها سوى حرية الآخر واحترام القانون.

ثالثا: لا تستقيم الحياة الديمقراطية في نظامنا الدستوري البرلماني من دون وجود المعارضة ولا سيما منها البرلمانية، وحق التظاهر والتعبير يصونه الدستور والإعلان العالمي لحقوق الانسان، ذلك أن الشعب هو مصدر السلطات وصاحب السيادة، لكن المعارضة العنفية التي تقطع أوصال الوطن وتواصل أبنائه، وتلحق الضرر بالممتلكات العامة والخاصة لا تندرج في خانة المعارضة الديمقراطية والسلمية. وفي زمن الأزمات الوجودية، على الحكومة والمعارضة التلاقي والعمل معا لإنقاذ الوطن من أي خطر يتهدده.

رابعا: يمر لبنان بأزمة معقدة ومتفاقمة، سياسية واقتصادية ومالية واجتماعية وصحية مستجدة، إلا انها لن تتغلب على إرادة اللبنانيين، ولن يكون الشعب هو المغلوب من جرائها. نستمد من تاريخ لبنان منظومة قيم أخلاقية ووطنية نركن إليها ونجد فيها ملاذا آمنا يقينا التشرذم والتبعثر والتقاتل. هي أزمة أخطر من حرب، وفي زمن الأزمات الكبرى علينا جميعا أن نرتقي بالعمل السياسي إلى المستوى الوطني، متجاوزين الاعتبارات والرهانات السلطوية. الشعب لا يعادي ذاته ولا يعادي وطنه، وعلينا جميعا تحمل المسؤوليات الناجمة عن هذه المعادلة.

خامسا: التأسيس على هذا اللقاء للانطلاق من بحث توافقي، من دون عقد أو محرمات، بل بإعلاء المصلحة الوطنية المشتركة، كي نعالج بروح المسؤولية والتفاهم مفاصل الخلافات الكبيرة التي تؤجج انقساماتنا، فنسعى معا الى توحيد المواقف او تقاربنا بشأنها، أقله حول المسائل الكيانية والوجودية التي تتعلق بوحدة وطننا وديمومة دولتنا ويندرج ضمن ذلك:

- السبل الآيلة الى معالجة الأزمة الاقتصادية والمالية والنقدية وتداعياتها الاجتماعية، عبر اعتماد مسار نهائي للاصلاحات البنيوية في ماليتنا العامة، واعتماد برنامج صندوق النقد الدولي في حال وافقنا على شروطه الإصلاحية لعدم تعارضها مع مصلحتنا وسيادتنا، وعبر مكافحة الفساد بشكل جدي، والتأكيد على حقوق المودعين وعلى نظامنا الاقتصادي الحر المنصوص عنه في دستورنا وجعله منتجا.

- التطوير الواجب اعتماده في نظامنا السياسي ليكون أكثر قابلية للحياة والانتاج وذلك في إطار تطبيق الدستور وتطويره لناحية سد الثغرات فيه وتنفيذ ما لم يتحقق من وثيقة الوفاق الوطني.

- المسائل الأساسية التي تتعلق بالمصلحة اللبنانية العليا لناحية التأكيد على موقع لبنان ودوره في محيطه والعالم كجسر عبور بين الشرق والغرب ومكان تلاق للأديان والمعتقدات، وتداعيات كل ما يصيب هذا الدور من سياسات خارجية تؤثر على هويته العربية وعلى موقعه الجامع، كقانون قيصر ومسألة النزوح والتوطين وعملية إعدام القضية الفلسطينية، بما لها من تأثيرات تدميرية على النموذج اللبناني وتفاعله مع محيطه.

وتحفظ الرئيس ميشال سليمان على مضمون البيان".

اجتماع ثلاثي

وكان سبق انعقاد اللقاء الوطني، اجتماع ضم الرئيس عون والرئيسين بري ودياب تداولوا في خلاله آخر التطورات.

الرئيس سليمان

وبعد اللقاء، تحدث الرئيس سليمان إلى الصحافيين فقال: "توجهت بالشكر إلى الرئيس عون على الدعوة إلى هذا الاجتماع، وتمنيت في بدايته من رئيس الجمهورية رفع الجلسة بعد إلقاء كلمته لمزيد من المشاورات دون اصدار بيان الا بشكل مقتضب، يشير الى كلمة الرئيس ورفع الجلسة، وذلك من اجل جمع المكونات التي لم تحضر اليوم. انا لا أتكلم بالميثاقية، فهناك خلاف حول من هو ميثاقي ومن هو غير ميثاقي، ولكن هناك مكونات تمثل شريحة كبيرة من الشعب اللبناني لأن الديمقراطية والمجلس النيابي ومجلس الوزراء شيء، والحوار شيء آخر. الحوار يضم كل شرائح المجتمع".

أضاف: "لب مطالبتي هو العودة الى اعلان بعبدا. وعلى هذا الأساس، وبرغم ان البيان فيه بعض النقاط الجيدة والتي وردت كلها في اعلان بعبدا، اعترضت عليه لأنه لا حوار يبدأ الا من حيث انتهى الحوار السابق. كانت لوحة اعلان بعبدا معلقة هنا في قاعة 22 تشرين، وهي قاعة الاستقلال، الا انها احترقت. ولكن اذا احترقت هل يعني انها انتهت؟ الوثيقة موجودة في الأمم المتحدة والجامعة العربية. أطلب من فخامة الرئيس والحاضرين بكل محبة، ان يعودوا لتبني هذه الوثيقة، والا لا خلاص لنا. في الاقتصاد، انا لست اختصاصيا فيه ولا احد من الموجودين كذلك. في السلم الأهلي رأينا ان الناس قبلت بعضها البعض بعد قضية الدراجات النارية، وكل المسؤولين الذين يتمتعون بشعبية استنكروا واستنفروا لمنع الاعتداءات. لذلك نحن لسنا بحاجة الى اجتماع هنا، بل إلى قرار من الرئيس والحكومة والأجهزة الأمنية لاتخاذ الإجراءات اللازمة، ولا اعتقد ان أحدا يريد مشكلا في لبنان. لا نتوهم كثيرا ان السلم الأهلي قد اهتز. اهتز بسبب انهيار العملة صحيح، ولكن انهيار العملة لا يتم اصلاحه بالحسابات بل بالسياسة العامة. السياسة التي نتبعها لا تأخذنا الى اقتصاد وهي تغير كل شيء، فحتى هوية لبنان تتغير".

وردا على سؤال، اعتبر الرئيس سليمان ان "ما نجح اليوم هو الوضع الحالي الذي هو ضد اعلان بعبدا، وكان هناك امل على الأقل بأن تستعيد الدولة زمام امورها". وأشار الى انه "ليس صحيحا ما تم تداوله حول سجالات حصلت معه داخل اللقاء"، وقال: "كان هناك موقف من النائب محمد رعد والنائب الفرزلي وتم إعلانه، وموقفي مخالف لموقفهما، ولكن لم تحصل سجالات".

حردان

وبعد اللقاء، ادلى النائب حردان بالتصريح التالي: "نحن نعتبر ان كافة النقاشات دارت حول كيفية تعزيز الوحدة الوطنية والسلم الأهلي، مع التوصيف الكامل ان السلم الأهلي مهدد في البلد. والأمن هنا عنوان واسع يتعلق بالأمن على حدة وبالأمن الغذائي والأمن الوطني وكيفية معالجة هذه الأوضاع. ان اللبنانيين قلقون للغاية حول حاضرهم ومستقبلهم، لأنهم يعيشون في مناخ كله اقاويل فتنوية ومذهبية وطائفية. ونحن نعتبر ان هذا يشكل اهم عنصر للانقسام والتصادم. ان المطلوب هو الخروج من هذا الامر ولأجل ذلك تناول النقاش اليوم بعض النقاط التي أتت تحت عنوان تطبيق الدستور. والمسائل التي طرحت جانبا لم تكن مطروحة على جدول الاعمال. ومن حق المتحاورين ان يطرحوا ما يرغبون وما يريدون لكن العنوان الرئيس كان حول كيفية تعزيز السلم الأهلي والوحدة الوطنية، مع التفكير بشكل جدي ان لبنان وضع رأسه لفترة طويلة في الرمال، وترك الأجواء والامواج تتلاطم به يمنة ويسرى حتى وصل الوضع فيه الى هذه الضبابية الكاملة".

أضاف: "ان لبنان مدعو الى التعبير عن موقعه ودوره في هذه المنطقة، وبأنه سيد وقادر على قاعدة السيادة ان تتأمن مصالحه الوطنية العليا، وما يناسبه من علاقات إقليمية ودولية. هذه واحدة من مسائل الخروج من الأزمة. ولقد ناقشنا الموضوع لجهة ما يجب ان تتحمله الدولة لمواجهة تداعيات قانون قيصر وهذا الحصار الجديد الذي يلحق بلبنان، الذي عليه ان يواجه هذا الامر تأمينا لمصالح أبنائه. وعليه ان يفتح شبكة علاقاته بدءا من سوريا الى كل العالم العربي. ان لبنان هو بلد عربي وسوريا بلد عربي، ومن المفترض ان تفتح هذه القنوات لصالح لبنان. نحن مدعوون اليوم الى السير في هذا الاتجاه، لأن كل هذه الأمور تعزز الوحدة الوطنية والسلم الأهلي."

وختم: "ان اللبنانيين يحتاجون الى استقرار ولا يحتاجون الى شعارات تأجيجية للفتنة وللاصطدام والانقسام. والمطلوب هو خروج لبنان من هذه الازمة، وهذا يكون من خلال تطبيق وتنفيذ العناوين الدستورية. لبنان لديه مجموعة من العناوين لم يقاربها في تطبيق الدستور، والمطلوب منه ان يقاربها اليوم".

الفرزلي

ثم صرح الفرزلي: "ان الخبر الذي تحدث عن ان السجال دار حول الاستراتيجية الدفاعية واتفاقية بعبدا فوقع الخلاف مع ايلي الفرزلي ثم محمد رعد وتحول الى نقاش حاد، لا أساس له من الصحة اطلاقا. ان الوقت ليس لتحويل هكذا منابر حوارية الى منابر لكسب شعبيات آنية ومرحلية".

أضاف: "ان الحوار دار حول كيفية تحصين السلم الأهلي في لبنان وهذا امر في غاية الأهمية والضرورة، انه الهدف وبالتالي يجب تكريس كل شيء لخدمة هذا الهدف، إضافة الى ان الوسائل التي يجب ان تسلك تتمثل في الحوار. وقد تم التركيز على ضرورة استمرارية الحوار والتماس حتى مع الذين غابوا عن الاجتماع لوضع برنامج عمل يؤدي الى خلق قواسم مشتركة تؤكد الوحدة في البلد والائتلاف الوطني والتوافق وفي ظل رعاية فخامة رئيس الجهورية اللبنانية. هذا ما دار في الاجتماع، اما ان يطرح هذا او ذاك كلمة من هنا او هناك فتتحول الى قضية سجالية لكي يبنى على الشيء مقتضاه، فهو امر لم يرد لا من قريب ولا من بعيد".

سئل: ألم تقم بمطالعة دفاعية في وجه انتقاد الرئيس سليمان لـ"حزب الله"؟

أجاب: "المطالعة تمت على ان ما سبق مرحلة ما ادعاه هو عن نقض حزب الله الاتفاق كانت من قبلي للتذكير بالمرحلة التي كان فيها لبنان ممرا ومقرا لكل عوامل الإرهاب في لبنان وسوريا".

 

21 وفاة جديدة إثر فيروس كورونا المستجد ليصل إجمالي العدد 29752 وفاة في فرنسا

وكالات/25 حزيران/2020

سجلت فرنسا اليوم الخميس 21 وفاة جديدة إثر فيروس كورونا المستجد ليصل إجمالي العدد 29752 وفاة. أعلنت وزارة الصحة الفرنسية عن تسجيل 21 وفاة جديدة بفيروس كورونا في البلاد خلال اليوم الأخير، ليصل إجمالي عدد المتوفين إلى 29752 شخصا. وأشارت وزارة الصحة، اليوم الخميس، إلى أن عدد المصابين بالفيروس، الذين يتلقون العلاج في المستشفيات مستمر بالانخفاض.وانخفض عدد المصابين بواقع 158 شخصا خلال اليوم الأخير، ليصل إلى 9141 شخصا الخميس. كما تراجع عدد المصابين بغرف العناية المركزة بواقع 7 أشخاص منذ أمس الأربعاء، ليصل إلى 651 مريضا. يذكر أن فرنسا سجلت خامس أكبر حصيلة لضحايا فيروس كورونا عالميا، لكن معدلات انتشار الفيروس تراجعت بشكل ملحوظ منذ وصولها إلى الذروة في آذار ونيسان الماضيين، وقد بدأت السلطات بإعادة فتح الاقتصاد تدريجيا. وأعلنت الحكومة الفرنسية سابقاً أنها تأمل بأن تضع في 10 يوليو المقبل، حدا لحالة الطوارئ الصحية السارية في البلاد منذ نهاية مارس للحد من تفشي فيروس كورونا المستجد، مشددة على “تطور الوضع الصحي الإيجابي في المرحلة الراهنة”. وقال مكتب رئيس الوزراء إدوار فيليب في بيان، إن “هذا الخروج من حالة الطوارئ الصحية ينبغي أن ينظم بشكل صارم وتدريجي”. و”لهذا فإن رئاسة الحكومة ستحيل إلى مجلس الوزراء، الأربعاء، مشروع قانون يجيز لها بأن تفرض مجددا، عند الاقتضاء وخلال فترة أقصاها 4 أشهر، قيودا على حركة النقل العام، أو أن تحد من بعض التجمعات أو تمنعها بالكامل أو أن تغلق أبواب بعض المؤسسات أمام الجمهور”.

 

الرواية الكاملة وراء “إرباك الأرقام”.. سببه الحكومة!

الجمهورية/25 حزيران/2020

علمت «الجمهورية»، انّ موضوع أرقام الخسائر المختلف عليها بين الحكومة ومصرف لبنان، لم تصل الى الحسم النهائي بعد والاتفاق على ارقام موحّدة، وهو ما سيتمّ البحث فيه خلال جلسة المفاوضات مع الصندوق خلال الاسبوع المقبل.

وكشفت مصادر نيابية معنية بدراسة موضوع ارقام الخسائر لـ«الجمهورية»، عمّا سمّته «عدم ارتياح الجانب الحكومي من ارقام الخسائر التي حدّدتها اللجنة المالية، والتي اشرت الى وجود فارق كبير بينها وبين الارقام المقدّرة في خطة الحكومة».

ولفتت المصادر، الى انّ كل الارباك الذي احاط مسألة الارقام، سببته الحكومة، لأنّ ارقام الخسائر التي حدّدتها في خطتها، وضعتها من دون التشاور لا مع مصرف لبنان، حيث كان هناك توجيه حكومي بعدم التعاطي مع مصرف لبنان، ولا مع المصارف التي وصلت الى حال قطيعة مع الحكومة، وساد سوء تفاهم كبير بينها وبين رئيس الحكومة، ولا مع مجلس النواب وتحديداً لجنة المال والموازنة، وكان من المفترض ان يتمّ التنسيق مسبقاً بين الحكومة وكل المعنيين بالشأن المالي، وبناء على ذلك يتمّ تقدير الارقام واحتسابها، ولو تمّ هذا التنسيق لما كانت حصلت مشكلة، لكن الحكومة قرّرت ان تضع خطتها وحدها بمعزل عن كل هؤلاء، وتذهب الى المفاوضات مع الصندوق، الامر الذي ادّى الى هذه المشكلة وانقسام الوفد اللبناني على نفسه واختلافه امام صندوق النقد على تقدير الارقام.

 

أكثر من 300 شخصية يهبّون لنصرة العلامة الأمين: عبثاً يحاولون!

جنوبية/25 حزيران/2020

إنكشاف التآمر الثلاثي السياسي -القضائي- الاعلامي، في قضية الصاق تهمة العمالة بالعلامة السيد علي الامين، محل متابعة واهتمام من العديد من الاحرار والشرفاء والرافضين لهيمنة “حزب السلاح” على الحياة السياسية اللبنانية وإستقواءه على القضاء والاعلام والناشطين والحراك. وتحت عنوان ” عبثاً تحاولون”، وقع أكثر من 300 من الناشطين والحقوقيين والفاعلين في مجتمعاتهم على عريضة تطالب بأن لا تتحول النيابات العامة الى محاكم تفتيش طيعة بيد السلطة”.

نص العريضة

وجاء في نص العريضة: يوم الثلثاء 23 حزيران 2020، ادَّعَتِ النِّيابةُ العامَّةُ الاسْتِئنافيَّةُ في جبل لبنان ــ وهي نيابَةٌ عامَّةٌ ناظِرَتُها قاضِيَةٌ معروفةُ الولاءِ السياسي(1) ــ

ادَّعَتْ على المفتي السيد علي الأمين بِتُهَمٍ تعمَّدَت «الوكالة الوطنية للأنباء»، طيلة أربع وعشرين ساعة،(2) الإبقاء على غموضها الفَضْفاضِ حيث تراوحت بين تهمة «الاجتماع مع مسؤولين إسرائيليين» وتهمة «تحقير الشَّعائِرِ الدينيَّة»!

من نافل القول أنَّ هذا الادعاءَ، بصرف النظر عن التُّهْمَةِ التي انتهى بالاستقرارِ عليها، إنَّما يندرج في سياق ما شهدته الأشهر الماضية من سعيٍ حثيث، من طرف السلطة المُسْتَقْوِيَةِ بـ«حزب السِّلاح»، إلى مُصادرةِ الحياة السياسية، وإلى التَّضييقِ على الحريّات العامة، وفي الطليعةِ منها حرية التعبير، ومن سعيٍ مُوازٍ إلى بَسْطِ النفوذِ الأمنيِّ على كلِّ مرافق الحياة الوطنيَّة وصولًا إلى حدِّ اقتراح حلولٍ أمنيَّةٍ للمآزِقِ السياسيَّة والاقتصاديَّة التي يتخبَّط فيها لبنانُ، والتي تُثْبِتُ إخفاقَ هذه السلطة، وفشلَ مشروعِ الحِزْب الذي تَسْتَقْوي ببأسِه على اللبنانيين واللبنانيات.

إنَّ الموقعين/الموقعات على هذا البيان يَرْبَؤُنَّ بالقضاء اللبناني أن تتحوَّل بعضُ نياباته العامة، وبعضُ أقواسه، إلى محاكمِ تفتيشٍ مُطيعَةٍ لشهوات السلطة السياسية، ويعتبرون أن مُمارساتِ محاكم التفتيش هذه سببٌ إضافيٌّ لأن ينتفض قضاةُ لبنانَ وقاضياتُه انتصارًا لكرامتهم ولاستقلال السلطة التي يُمَثِّلونَ ويَتَقَلَّدون.

وإلى هذه الدعوة، يُكَرِّرُ الموقعون/الموقعات أدناه ــ إنْ لم يكن مِنَ التكرار بُدّ ــ أنَّ إمعانَ السلطة السياسية في غيِّها، مُتَوَسِّلَةً بـ«سَرايا الشَّبّيحة» تارة، (في الشَّوارِعِ كما في الفضاء الافتراضي)، وبـ«الأمن العَضَلِيِّ» تارة أخرى، وبـ«القَنْص القضائي» عند الحاجة، تَسَتُّرًا على إخفاقاتها المُتَلاحِقَة، لن يزيدهم إلّا تمسكًا بحقوقهم المواطنية، ولن يزيدهم إلّا إلحاحًا في المطالبة بهذه الحقوق.          

هرم قضائي

للتَّذكير، النيابَةُ العامَّةُ في لبنان أشبه بـ«هرم قضائي» على رأسه النائب العام التمييزي، يليه النواب العامون الاستئنافيون، يليهم المحامون العامون. كذلك، وإن يكن المحامي العام الاستئنافي في جبل لبنان رائد أبو شقرا هو من ادَّعى على السَّيِّد علي الأمين، فالنَّظارَةَ على أعمالِ هذا المحامي العام الاستئنافي  هي للنائبة العامة الاستئنافية في جبل لبنان، القاضية غادة عون. اقتضى التنويه رَفْعًا لِما أثارته هذه الجزئية من التباس.

التباس واعتذار

 متأخر في 23 حزيران الجاري، عند الساعة 14:04، نشرت الوكالة الوطنية للإعلام خبرًا مفاده أن النيابة العامة الاستئنافية في جبل لبنان ادعت على السيد علي الأمين بعدد من التهم من بينها «الاجتماع مع مسؤولين إسرائيليين في البحرين». في اليوم التالي، 24 حزيران، عند الساعة 14:16، اعتذرت الوكالة «عن نشر الخبر بالصيغة التي ورد فيها» مُدَّعيةً أن الأمر لا يعدو كونه «زَلَّة» وقع فيها مندوب الوكالة! خلال هذه الساعات الأربع والعشرين نشط جيش إلكتروني معروف لترويج شعارات مُفادُها أنَّ السَّيِّد علي الأمين «عميل»، وأنَّ التَّضامُنَ مع «العميل» عَمالَة… واللبيب من الإشارَةِ يَفْهَم…

الموقعون [روعي في ترتيب الأسماء الترتيب الألفبائي للاسم الأوَّل]

إبراهيم شمس الدين، إبراهيم فرج، إدمون رباط، إدي سلامة، إسماعيل الأمين، إيلي الحاج، إيلي عبدو، إيلي قصيفي، أحمد إسماعيل الخطيب، أحمد جابر، أحمد حداد، أحمد صباغ، أحمد عياش، د. أحمد فتفت، أحمد فروخ، أحمد قرنبي، أسامة وهبي، أسعد بشارة، أسمى أندراوس، أكرم بندر، أكرم عراوي، ألكسي معوض، أمال نقولا، أنطوان سعد، أنطوان قربان، أنطوان قسيس، أنطوانيت خوري، أنور الحمصي، أنيس بو دياب،أيمن جزيني، باسم مجذوب، بدر الدين الروداكي، بدر عبيد، بسام حبيشي، بشار بو حمدان، د. بشار حيدر، بشارة شربل، بطرس معوض، بهجت سلامة، تابت بزي، تريز كيروز، د. تغريد بيضون، جاد أخوي، جان بيار قطريب، جو سكاف، جورج غالي، جوزف غنوم، جوزف كرم، جوزيف سخن، جون، ماري موصللي، جوي حداد، د. حارث سليمان، حازم الأمين، حازم رزق، حازم صاغية، حافظ الضيقة، حبيب كرشت، حبيبة درويش، حسان قطب، حسان مروة، حسين عز الدين، حسين عطايا، حمزة الأمين، حمزة رزق، حنا صالح، حيدر حيدر، حيدر درويش، خالد بريش، خالد حمادة، الشيخ خالد عبد الفتاح، خديجة جعفر، الشيخ خلدون عريمط، خليل طوبيا، خيرالله خيرالله، داليا عثمان، دان جرجيس، دانيل عبد الخالق، دنيا خليل، ديالا اليافي، ديانا مقلد، راشد صبري حمادة، راشد عيسى، رلى موفق، رامي بكري، د. رامي فنج، راي جبر معوض، ربى كبارة، رشا الأمير، د. رضوان السيد، رلى ركبي، رودي أبو الحصن، رولى دندشلي، رياض عيسى، ريشار شمعون، ريمون بوبان، ريمون حداد، زهراء حمية، زياد أحمد، زياد سنكري، زياد فايد، زينات كريديه، زينب شور، زينة سليمان، سامي شمعون، سامي منصور، سائدة الكاشف، سحر الخطيب، سعد فاعور، سعد كيوان، سلاف الحاج، سليم مزنر، سليمان عبود، سوسن موفق، سمر عواضة، سمير علوان، سناء الجاك، سناء ميس،سهام حرب، سوزان كساب، سيمون نصار، شبلي ملاط، شحادة حلوم، شذى شرف الدين، شربل داغر، شربل نجار، شريف عبد الحميد، شكري صادر، شوقي هلال، صهيب حشيشو، د. طلال خوجه، طلال طعمة، طلال فرحات، طلال نوفل، طوني حبيب، طوني ساسين، طوني فرنسيس، عادل حوكان، الشيخ عامر زين الدين، عامر سمير عطية، عباس ابو زيد، د. عبد الرحمن القرى، عبد الرحمن إياس، عبد المطلب بكري، عبد الوهاب بدرخان، عثمان متيرك، د. عدنان بسما، عصام صالح ، عصمت النمر، عطالله وهبي، عفيف ملاعب، علي الحجيري، علي السعيد، علي السيد،علي بزي طه، علي بلوط، علي حطيط، علي قبيسي، علي محمد حسن الأمين، علي مراد، علية عباس، عماد الشدياق، عماد محفوظ، عماد موسى، عمر المراد، د. عمر خالد، غازي المصري، غالية ضاهر، غاني حداد، غسان أبي نادر، غسان عطية، غلاديس صعب، غنى بربير، فادي الطفيلي، فادي توفيق، فادي عاكوم، فادي عنتر، فادي كيوان، فارس ساسين، فارس سعيد، فاروق يعقوب، فاطمة جمعة، فاطمة حوحو، فاطمة هاشم، فراس حاج يحيى، فرح كوثراني، فواز فتفت، فوزي حاوي، فؤاد حسن صالح، فؤاد حمدان، د. فؤاد سلامة، فيصل صفوان، فيصل مصري، قاسم عقل الحديد، كامل كامل، كريم بشارة، كريم فؤاد صالح، كريم ناصر، كميل ناصر، لبنى فياض، لقمان سليم، لينا حمدان، لينا دويهي دحداح، الشيخ محمد علي الحاج العاملي، ماجد الأعور، ماجد طعمة، ماجد كرم، العميد مارون حتي، ماري طوق غوش، ماريا حداد، ماريان حداد، مازن حداد، ماكس عزيز، مالك صالح، مايلا بخاش، مجيد حسين الحاج، محمد البابا، محمد الغندور، محمد أحمد شومان، محمد برو، محمد جمعة، محمد سويد، محمد عسكر، محمد علي بارود، محمد عواد، محمد غندور، محمد مرمر، محمد مطر، محمود داوود أبوخليل، محمود طنطوري، محمود عقيل، محمود غزيلي، مرعي فياض، مروان أبي سمرا، مروان خواجة، مريم بركات، مسعود فوزي محمد، مشهور ياسين، مصطفى أحمد، مصطفى هاني فحص، معن حسين شكر، مكرم رباح، منى بردى، منى ترشيشي، منى جهمي، منى غندور، د. منى فياض، منير الربيع، منيف فرج، د. موسى عجمي، مونيكا سليم، مي خيرالله، مي عبدالله، مياد حيدر، ميرا آدم، ميرنا بشارة، ميلاد حداد، مينا عسقلاط، نادر حوري، ناديا ضاهر، نازك سابا يارد، ناهد الخطيب، نايلة حمادة، نبيل ابو درويش، نبيل البقيلي، نبيل غندور، نجوى بركات، نجيب الأمين، نجيب خزاقة، ندى سطوف، ندى سعيد، ندى عنيد، نديم قطيش، نزيه علامة، نسيم أسعد، نضال أبو شاهين، نعمة لبس، نعمة محفوض، نهلة عسيران، نهلة كنعان، نهى شحادة، نوال المعوشي، نيللي كركي، د. هادي حداد، هاشم سمعان، هاشم شحادة، هاني حطب، هشام جردي، هناء جابر، هند درويش، هند غرز الدين عبيلي، هيثم هلال، وائل شمس الدين، وائل عليا، وسام الخضري، وسام غريزي، وفاء طحيني، وليد أيوب، ياسين شبلي، يسرى مقدم، يوسف بزي، يوسف حيدر، يوسف شمص، يوسف قيس، يوسف مرتضى، يوسف معوض، يولا الحاج.

 

أحمد بيضون: «الميليشيا» المنتحلة مشروع التحرير..في شوطها الأخير!

جنوبية/25 حزيران/2020

لم يكتب لأي سلطة قهرية او استبدادية الاستمرار طويلاً ولو تمكنت من البلاد والعباد لعقدين او ثلاثة او اربعة عقود. فنهايتها وخيمة وذاهبة الى كتب التاريخ لا للتمجيد بل لتأريخ ممارستها وصلفها. بهذه الروحية كتب الدكتور أحمد بيضون على صفحته على “الفايسبوك”. فقال : واحدةٌ هي الأنظمة العربيّة التي انبثقت من الجيوش وتلك التي انبثقت من المليشيات. واحدةٌ هي مصادرها الاجتماعيّة.

 هي تمضي حاليّاً في شوطِها الأخيرِ بَعْدَ أن انتَحَلَت طويلاً مشروع تحرير البلادِ وبَنَت عليه واقِعَ استعبادِ الشُعوبِ ونَهْبِ البلاد. هذا شوطُها الأخيرُ، وإنْ هَزَمت رافِضيها، لأنّها باتت، بما هي أنْظِمةُ كواسِرَ وخَطّافين، بلا مَشْروعٍ سوى مواصلةِ الدمارِ والنَهْبِ لِما باتَ أطلالَ بلادٍ ومِزَقَ مجتَمَعاتٍ وشُعوب.

إعادة النظر

من اليمنِ إلى لبنان ومن الجزائر وليبيا إلى سوريّا والعراق، ومن مصرَ إلى الجزيرةِ العَربيّةِ… ثَمّةَ ما يستَحِقّ إعادةَ النَظَر حتّى تصبحَ ممكنةً ذاتَ يومٍ إعادةُ البناء. ثمّةَ إعادةُ نظَرٍ متوجّبةٌ في تاريخٍ برُمَّتِهِ يمتدّ، في أدنى تقديرٍ، من العَهْدِ العُثْمانيِّ الأخير إلي اليومِ عَبْرَ الاستعمارِ والانتداب ثمّ ما سُمّيَ تحريراً وتَقَدّماً. وهذان الأخيران تَمَثَّلا صنيعَ أنظِمةٍ سَوَّدَت شرائحَ جديدةً كانَ مشْروعُها الأهَمُّ جوعَها العتيقَ ومعه معاداتُها الحُرّيةَ بما هي الرايةُ التي لا رايةَ تُغْني عَنْها للتَقَدُّمِ ولا للتَحرير.

التقدم والتحرير

وتستَحِقّ الكارثةُ الجارية، وهي في عُمْقِها واحدةٌ، إعادةَ نظَرٍ في التاريخِ الذي سادَ وفي الفِكْرِ الذي سادَ هذا التاريخ. وكانت أوروبّا التي وَلَدت فكرةَ التقدّم قد ولَدت الطعنَ في هذه الفكرة عندما بدَت معارِضةً للحُرّيّةِ مع نشوبِ الحربِ العالَميّةِ الثانية. وأمامَنا اليومَ من الأسبابِ ما يوجِبُ الطَعْنَ، بدَوْرْنا، في ما سَمّيناهُ التَقَدّم وفي ما سَمّيناهُ التحرير أيضاً.

 

عاصفة إستنكار للادعاء على العلامة الأمين..تحرك قضائي عاجل لمحاسبة المُفبركين!

جنوبية/25 حزيران/2020

الإدعاء على العلامة السيد علي الامين بتهمة “العمالة” لاسرائيل والتراجع عنها بعد الزعم بوقوع التباس قضائي واعلامي لا يعفي المفبركين والمشوهين لسيرة العلامة الامين الناصحة من ضرورة الاقالة اولاً والمحاسبة امام القضاء المختص بتهمة التزوير والافتراء بالاضافة الى رفض الادعاء الباطل الثاني بتهمة اثارة النعرات الطائفية والمذهبية.

مواقف شاجبة

ولم تهدأ عاصفة الاستنكار والشجب، رداً على ادعاء النيابة العامة الاستئنافية على العلامة الأمين، في الأوساط السياسية والروحية والإعلامية، حيث أجمعت المواقف على أنه اتهام سياسي من جانب “محور الممانعة” ضد العلامة الأمين المعروف بمواقفه الجرئية الرافضة لسياسة “حزب الله”.

وعلمت “السياسة” أن حملة الاعتراض على الادعاء بحق العلامة الأمين ستتسع، حيث اعتبر الرئيس سعد الحريري أن “الإدعاء يشكل جريمة، واعتداء موصوفاً على كرامة اللبنانيين واحتقاراً لعقولهم ووطنيتهم”. وقال رئيس “الحزب التقدمي الاشتراكي” وليد جنبلاط: “كفى مؤامرات وتشويهاً للتاريخ”. من جانبهم، نفذ أهالي وأقرباء الموقوفة كيندا الخطيب المشتبه بتعاملها مع إسرائيل، وقفة إحتجاجية أمام المحكمة العسكرية، أمس، تزامناً مع مثولها أمام قاضي التحقيق العسكري.

تحرك عويدات

وسأل محامي و سياسي لبناني “الآن وقد ثبت خطأ الوكالة الوطنية واعتذرت عنه، هل صحيح أن هنالك ادعاء ضد الأمين بإثارة نعرات طائفية؟”. وطالب المعلق في تصريح لـ”العرب” بموقف من النائب العام التمييزي القاضي غسان عويدات أو من النائب العام رائد أبوشقرا، يوضحان فيه بالتفصيل هذه المسخرة المذلة للقضاء”.

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

فشل “حوار بعبدا”… غضبٌ شعبيٌّ ودعواتٌ لرحيل الطغمة الحاكمة

"اللقاء الوطني": التصدي للفتنة مسؤولية جماعية... وحرية التعبير مصونة بحدود القانون

مصادر لـ “السياسة”: غياب قيادات وطنية وازنة عن اللقاء يعكس اتساع رقعة المعارضة

اشتباكات مع المتظاهرين أوقعت جرحى على جسر الرينغ ومحتجون أغلقوا طريق بعبدا

بيروت ـ”السياسة” /25 حزيران/2020

كما كان متوقعا… جاء “لقاء بعبدا الوطني” الذي عقد، أمس، في القصر الجمهوري، في بعبدا، وسط مقاطعة إسلامية- مسيحية واسعة، ليكرس حالة الانفصام بين العهد ومعارضيه من جهة، وبين السلطة الحاكمة والشعب اللبناني برمته، على وقع تنامي الدعوات لرحيل هذه الطغمة الحاكمةواستبق محتجون وصول المشاركين إلى بعبدا، بإقامة تجمع على طريق القصر الجمهوري، رافعين الأعلام اللبنانية، وذلك تلبية لدعوة لاعتصامات صامتة تحت عنوان “لا ثقة”، وسط إجراءات أمنية مشددة اتخذتها القوى الأمنية.

وأكد بيان “اللقاء الوطني”، “إنّ الاستقرار الأمني هو أساس لا بل شرط للاستقرار السياسي والاقتصادي والاجتماعي والمالي والنقدي، أمّا التصدي للفتنة، والشحن الطائفي والمذهبي، تحضيراً للفوضى فهو مسؤولية جماعية تتشارك فيها جميع عناصر المجتمع ومكوناته السياسية”.

وأضاف البيان، “يدعو المجتمعون إلى وقف جميع أنواع الحملات التحريضيّة التي من شأنها إثارة الفتنة وتهديد السلم الأهلي وزعزعة الاستقرارالأمني الذي تحقّق بفعل وعي المسؤولين عن مقدّرات البلاد وجهود القوى العسكريّة والأمنيّة، وتصدّيهم استباقياً وميدانياً للإرهاب”.

وتابع، “إنّ حريّة التعبير مصانة في مقدّمة الدستور ومتنه، على أن تُمارس هذه الحريّة بحدود القانون الذي يجرّم الشتيمة والتحقير والمسّ بالكرامات وسائر الحريّات الشخصيّة”. وأكدت مصادر لـ “السياسة، أن غياب قيادات وطنية وازنة عن هذا اللقاء، يعكس مدى اتساع رقعة المعارضين لنهج رئيس الجمهورية ميشال عون وعهده، بعد إخفاق حكومة حسان دياب في القيام بما هو مطلوب منها، للتخفيف من معاناة الناس، مشددة على أن رسالة المقاطعين للقاء، كانت أقوى وأفعل من كل الكلمات التي ألقيت، وهي أن لا ثقة بهذا العهد الذي ما كان على قدر المسؤولية في ترسيخ دعائم دولة القانون والنظام، ومحاربة الفساد وملاحقة الفاسدين، متوقعة اتساع الحملة السياسية ضد السلطة لمطالبتها بالرحيل، والعمل من أجل قيام سلطة بديلة تحظى بثقة الناس. وخلال كلمة له في مستهل اللقاء، أشار رئيس الجمهورية ميشال عون، إلى أن “اللقاء الوطني يحمل عنواناً واحداً وهو حماية الاستقرار والسلم الأهلي خصوصاً في ظل التطورات الأخيرة”. وأضاف، “كنت آمل أن يضم هذا اللقاء الوطني جميع الأطراف والقوى السياسية، فالسلم الأهلي خط أحمر”.ورأى عون أن “هناك من يستغل غضب الناس، ومطالبهم المشروعة، من أجل توليد العنف والفوضى، لتحقيق أجندات خارجية مشبوهة”.

من جهته، قال رئيس الحكومة حسان دياب، في كلمته، “إن البلد ليس بخير، وكيف يمكن أن يكون الوطن بخير وهناك مواطن يجوع؟”. ورأى دياب، أنّنا “نمرّ في مرحلة مصيرية من تاريخ لبنان، وهي تحتاج منّا إلى تضافر الجهود، وتقديم مصلحة البلد، وتعويم منطق الدولة، كي نتمكّن من تخفيف حجم الأضرار التي قد تكون كارثية”. وأعلن الرئيس السابق ميشال سليمان من بعبدا أنه، “رغم أن البيان فيه بعض النقاط الايجابية لكنني اعترضت عليه لأن الحوار يجب أن يبدأ من حيث انتهى الحوار السابق، ولا حلّ إلا بالعودة إلى إعلان بعبدا”.وأكد أن “السلم الأهلي لا يتطلب اجتماعاً في بعبدا وإنما قرار من الأجهزة الأمنية ورئاسة الجمهورية”. وقدم رئيس “اللقاء الديمقراطي” النائب تيمور جنبلاط في بعبدا مذكرة من “الحزب التقدمي الإشتراكي”و”اللقاء الديمقراطي” تشمل جميع العناوين الأساسية التي لا بد من مقاربتها للخروج بحلول حقيقية للأزمة الراهنة. في المقابل غرد الوزير السابق ريشار قيومجيان، على “تويتر” قائلا: لا يمكن لمن هو الداء أن يكون الدواء… المنظومة الحاكمة مسؤولة، تخلت عن السيادة لمصلحة دويلة حزب الله”.

ووجه رئيس الجمهورية السابق ميشال سليمان، انتقادات لـ”حزب الله” في كلمته التي ألقاها في “لقاء بعبدا”، حيث اعتبر، أنّ “الحزب “نقض الاتفاقات، ما حال دون تنفيذ تعهدات الدولة وتسبب بعزلتها القاتلة وبفقدان مصداقيتها، وثقة الدول الصديقة وأهلنا في الانتشار والمستثمرين والمودعين والسياح، ما ساهم في تراجع العملة الوطنية”، وطالب “حزب الله بالعودة إلى الداخل اللبناني”. وفي حين اعتبر نائب حزب “القوات اللبنانية” جوزف إسحاق، أن لا داعي لأي اجتماعات فولكلورية غير جدية”، قالت النائب ديما جمالي عضو كتلة “المستقبل” النيابية، “إن كل اللبنانيين يقاطعون لقاء “التعويم” في بعبدا، ويحضر الممانعون الذين عُزلوا سياسياً و شعبياً”. إلى ذلك، شهد لبنان ليل أول من أمس، عودة الاحتجاجات الشعبية وبقوة إلى المناطق اللبنانية، على ارتفاع سعر صرف الدولار في السوق السوداء حيث لامس الـ 7000 ليرة لبنانية للدولار الواحد، وعمل محتجون على قطع الطريق على جسر الرينغ – بيروت.

وحصل توتر كبير واشتباكات بين العناصر الأمنية والمتظاهرين أدت إلى وقوع عدد من الجرحى، وقامت عناصر الصليب الأحمر بنقلهم إلى أحد المستشفيات لتلقي العلاج . وفي طرابلس، أقدم ناشطون من الحراك الشعبي على قطع عدد من طرقات المدينة بالاطارات المشتعلة والعوائق والحجارة، احتجاجًا على ارتفاع سعر صرف الدولار وزيادة التقنين الكهربائي، والأوضاع المعيشية الصعبة. كذلك، قام محتجون غاضبون في مدينة صيدا، بإغلاق تقاطع إيليا، بعدما افترش عدد منهم وسط الطريق، فيما قام آخرون بإغلاقها بالعوائق، احتجاجا على ارتفاع سعر الدولار وتردي الأوضاع الاقتصادية والمالية.

 

الدولار في لبنان إلى الـ 10 آلاف ليرة لبنانية والآتي اعظم”

صوت بيروت إنترناشونال/25 حزيران/2020

لم تنفع كل محاولات حكومة حسان دياب لخفض سعر صرف الدولار في لبنان الذي تجاوز عتبة الـ6000 ليرة، فالجلسات الطارئة التي عقدتها الحكومة والقرارات التي اتخذتها لم تؤت ثمارها، كذلك ضخ حاكم مصرف لبنان الدولار في الاسواق، بل على العكس لا يزال سعر الدولار “متلفت” بمنحى تصاعدي. سبق ان خرج رئيس مجلس النواب على اللبنانيين بعد الاجتماع مع رئيس الجمهورية ميشال عون ودياب، معلنا عن زيادة سعر صرف الدولار رسميا إلى 3200 ليرة، وتخفيض سعر صرف الدولار مقابل الليرة الى ما دون 4000 ليرة وصولا إلى 3200، فيما اصبحت نقابة الصرافين تحدد يوميا سعر شراء الدولار وبيعه بسعر اقل بقليل من 4000 ليرة، في محاولة لتثبيت سعر الصرف على 3200 ليرة. ارتفاع سعر صرف الدولار والارتفاع الجنوني للاسعار لم يكف الحكومة، حيث اقترح وزير الاقتصاد رفع الدعم عن الخبز والمحروقات، في وقت يهرب فيه “حزب الله” المواد الغذائية والمازوت والدولار الى سوريا، ما تسبب بكل الازمات التي يمر بها لبنان. زيادة سعر الصرف، بحسب نقيب مستوردي القمح أحمد حطيط، سيؤدي إلى رفع سعر طن الطحين من 600 ألف ليرة حالياً إلى مليوني ليرة. لكن النتيجة لن تكون مقتصرة على ارتفاع سعر الربطة فحسب. الأمر قد يصل إلى فقدان الخبز من الأسواق بسبب وجود أزمة دولار حادة. يقول حطيط إن أصحاب المطاحن غير قادرين على تأمين الـ15 في المئة المطلوبة نقداً حالياً، فكيف سيؤمّنون الـ100 في المئة؟، كما ان رفع الدعم عن المحروقات يعني سعر صفيحة البنزين قد يصل الى 50 الف ليرة. وفي نظرة مستقبلية رأى الخبير المالي والاقتصادي د.مروان اسكندر في حديث صحفي أنه” لا أمل بانخفاض سعر صرف الدولار ما دام التدفق من الخارج متوقف بسبب انعدام الثقة بالدولة اللبنانية، وكل ما نسمعه بالتالي من الحكومة عن محاولاتها لمعالجة الأزمة، ومن الثلاثي الحاكم عن عزمه تثبيت سعر صرف الليرة مقابل الدولار لا يستند الى قواعد علمية وهو بالتالي مجرد شيكات بلا رصيد ان لم نقل انه «ضحك على الدقون”.

ولفت اسكندر الى أنه “ما زاد في طين التخبيص بلة هو لجوء مصرف لبنان الى ضخ الدولار في الأسواق مما لا يملكه اي من «الاحتياط الإلزامي» وهو ما نسبته 15% من حجم الودائع الذي وضعته المصارف اللبنانية في البنك المركزي، معتبرا بالتالي ان هذه السياسة النقدية العشوائية التي أدخلت لبنان في دائرة الخراب تسير به الآن باتجاه الدمار الشامل «والله يستر» لأنه لا وجود حتى الساعة لمعالجات صحيحة تمنع بلوغ الدولار الواحد عتبة الـ 10 آلاف ليرة والآتي أعظم”..

واعتبر اسكندر أن “الحكومة لا تريد معالجة الأزمة، لأن الجدية في إيجاد الحلول والمخارج تبدأ بإصلاح قطاع الكهرباء الذي يستنزف الخزينة بشكل جرمي ومستمر، خصوصا ان الحكومة وكل المعنيين بالشأن المالي يدركون أنه لا صندوق النقد الدولي سيقدم فلسا واحدا للبنان ولا مؤتمر سيدر سيفرج عن الأموال المرصودة لمساندته اقتصاديا قبل إصلاح الإدارة العامة وقبل إنشاء هيئة ناظمة ومجلس إدارة لقطاع الكهرباء”، مضيفا “لا أمل من هذه الحكومة، وهي غير قادرة أساسا على التعامل مع أزمة بهذا الحجم، فماذا يرتجى من حكومة تبني قراراتها بما يتناسب ومصالح بعض الأحزاب والتيارات السياسية”،

معتبرا ان “الخلاص يبدأ الى جانب معالجة الكهرباء، بإدخال القطاع الخاص الى المرفأ والريجي بما يؤمن حوالي 3 مليارات دولار سنويا، ناهيك عن ان بيع ثلث الذهب يؤمن أكثر من 5 مليارات دولار لصالح الخزينة إضافة الى إلغاء 5300 «وظيفة انتخابية» ومن ثم إعادة النظر بحجم الإدارة العامة، والأهم هو إقفال المعابر غير الشرعية لحماية دعم الدولة لمادة الطحين والقمح والبنزين بدلا من التفكير بوقفه وتحميله للشعب، مؤكدا “تبعا لأداء الحكومة ان الرهان على مساعدات صندوق النقد الدولي دون إصلاح حقيقي في قطاع الكهرباء وفي الإدارة العامة مجرد وهم، ولبنان على موعد مع انهيار كامل للاقتصاد فيما لو استمرت الحكومة بأدائها الكارثي”. ما ينتظر اللبنانيين في الايام القادمة “مرعب” على كل المستويات، طالما ان “حزب الله” وسلاحه يتحكم بلبنان، مستجراً العقوبات الدولية، ومهرباً الدولارات والمواد الغذائية والمحروقات الى “حليفه” في سوريا.

 

لبنان يعود إلى زمن البوريفاج… توقيفات واستدعاءات “اوعا العهد”!!!

صوت بيروت إنترناشونال/25 حزيران/2020

أهلاً بكم في بلد الحريات المسلوبة، هكذا أصبح لبنان بعدما كانت حرية التعبير يكفلها الدستور ميزة اساسية، أما الحكومة التي اخفقت في كافة الميادين، زاد العهد من طين الازمة الاقتصادية والمعيشية بلّة، إذ بات همه الوحيد ملاحقة الناشطين وفبركة الملفات بحقّهم.  وتتواصل عملية ملاحقة الناشطين في لبنان على خلفية منشورات تنتقد الحكم وخصوصا تلك التي تطال العهد وحزب الله. ملاحقات تبدأ بالتوقيفات وصولا الى الصاق تهمة العمالة لإسرائيل. الملفات معدة سلفاً، والتهمة حاضرة بانتظار توقيع الضحية، ومسلسل الاستدعاءات الأمنية والقضائية مستمرّ بحق الصحافيين والناشطين والمناضلين، لتشمل كل من يجرؤ على معارضة السلطة. في سيناريو متكرّر في كل مرة، حين يتصل مكتب أمني بمعارضة أو معارض ليستدعيه إلى التحقيق، من دون كشف السبب أو هدف هذه الدعوة أو مبرراتها القضائية إن وجدت. المطلوب فقط جرّ هؤلاء إلى المكاتب الأمنية وإخضاعهم فيها لذلّ التحقيق، علّهم يعيدون حساباتهم السياسية خوفاً من ترهيب وضغوط. وهذه لغة كان اللبنانيون قد تعايشوا معها طوال ثلاثة عقود من الوصاية السورية. واليوم ثمة “بوريفاجات” بدل بوريفاج واحد، وعناجر بدل عنجر واحدة. كأنّ من في السلطة، أياً من كان، لم يتعلّم شيئاً من دروس الشعوب العربية وربيعها. لم يتعلم أنّ نهايات الديكتاتوريات، مهما طال غلّها وتشفّيها، ستكون مدوية ولا بد أن تحمل غلّاً وتشفياً معاكساً. المطلوب ترهيب اللبنانيين، بشتّى الوسائل. حصل القمع والسحل، وبعدها الاستدعاءات والتوقيفات، ثم التعذيب بالضرب والكهرباء، وقد نكون مقبلين على ما هو أروع. فالترهيب لغة الديكتاتوريات، أحياءً كنا أو أمواتاً. وللمزيد من تراكم السجل السيء للدولة اللبنانية، المنبوذة عربياً والمعزولة دولياً، طريقة جديدة تعتمدها السلطات اللبنانية للضغط على الناشطين واسكاتهم، وهذه المرة عن طريق القمع بعصا القوى الامنية والعسكرية الرسمية، بعد أن كانت محاولات تخويف الناشطين تتم عبر هجمات ينظمها أنصار الأحزاب الحاكمة وعلى رأسهم الثنائي الشيعي (حزب الله، وحركة أمل) في أكثر من تحرك شعبي وفي أكثر من منطقة. وكانت لجنة محامي الدفاع عن المتظاهرين وزّعت إحصائيات بيّنت بالأرقام أنّ السلطة تتعاطى مع هذا الملف انطلاقاً من سعيها إلى تدجين الثورة عبر تجريم الثوار.و‏أظهرت هذه الإحصائيات أنّ عدد الموقوفين في صفوف المتظاهرين بين 17 تشرين الأول 2019 و31 كانون ‏الثاني 2020 بلغ 906 من ضمنهم 49 قاصراً و17 إمرأة، مع توثيق 194 موقوفاً تعرّضوا للعنف أثناء فترة ‏توقيفهم من أصل 546 متظاهراً تعرضوا للعنف سواءً في ساحات التظاهر أو في أماكن احتجازهم. لا شكّ أنّ العهد الذي بدأ منذ انعقاد التسوية الرئاسية في العام 2016، نقل لبنان إلى ضفةٍ أخرى تحت مظلة الوصاية الإيرانية وبإدارة حزب الله. وهذا العهد، بشروطه ومعادلاته ومصالحه المتضاربة والمتناقضة والمعقدة في آنٍ معًا، لم يُكمل الصمود حتّى انتهاء ولايته لمداراة تقهقره وفساده المستشري في السلطة، وداخل أروقة حكومته ووزاراته. لكن، ما لم يكن متوقعًا، هو أن يتجاوز استفحال الفساد في الاقتصاد والكهرباء والبيئة والصّحة، ليطال اللبنانيين بحرياتهم، عبر ممارسات شائنة في القمع والاستبداد والملاحقات من بوابة أجهزة السلطة وقضائها.

 

“لقاء بعبدا”… عرض أحوال بلا قرارات وعون: “السلم الأهلي” خط أحمر

صوت بيروت إنترناشونال/25 حزيران/2020

لم يأت حوار بعبدا بما لم يكن متوقعا من طرح أفكار وملاحظات دون الارتقاء الى مستوى التوصيات الحاسمة التي يمكن أن تفرمل اندفاعة البلد باتجاه الهاوية السحيقة.

لقاء اللون الواحد، كما وصف، نسبة الى كون حضوره من فريق 8 آذار، دخل عليه الرئيس السابق ميشال سليمان ورئيس اللقاء الديموقراطي تيمور جنبلاط ليخففا من احادية لونه، ولقد لعبت مداخلة الرئيس سليمان دورا اعتراضيا مصححا للمسار الذي بدأ عليه اللقاء، بإثارته وجوب ان يبدأ هذا الحوار من حيث انتهى إليه الحوار السابق الذي أنتج إعلان بعبدا الذي نقضه حزب الله في حينه. الرئيس ميشال عون صاحب الدعوة، ركز على حماية السلم الأهلي، مشددا على أنه «خط احمر» بما يؤشر إلى اتجاه الأمور نحو العنف، ما يعني إدراج أي تحرك احتجاجي في الشوارع والساحات تحت هذه الخانة، في حين طالب رئيس الحكومة حسان دياب المصرف المركزي بضبط الدولار. السلاح غير الشرعي غاب عن كلمات المشاركين، عدا ما تناوله سليمان، ومثله مسألة سيادة الدولة، وحياد لبنان، كما غاب موضوع الإصلاح ومكافحة الفساد وتجاوز الدولار الأميركي سقف السبعة آلاف ليرة لبنانية، لكن لا بد من الانتباه في هذا المجال إلى اشارة وردت في كلمة دياب إلى أن الناس لا يهمهم ما نقول باعتراف صريح، منه بأنهم أكثروا الكلام بلا أفعال. وهذا ما لاحظه رئيس الحكومة السابق نجيب ميقاتي الذي قاطع اللقاء، حيث غرد متوجها إلى الرئيس عون بالقول: فخامة الرئيس لبنان المنهار لا يحتاج الى اجتماع، بل الى قرار.

واجمع المشاركون في البيان الختامي على وقف جميع انواع الحملات التحريضية التي من شأنها إثارة الفتنة وتهديد السلم الأهلي وزعزعة الاستقرار الأمني الداخلي.

واعتبروا أن حرية التعبير المصانة في مقدمة الدستور ومتنه، يجب أن تمارس بحدود القانون الذي يجرم الشتيمة والتحقير. وأكد المجتمعون على توحيد المواقف من سبل معالجة الأزمة الاقتصادية والنقدية وتداعياتها عبر اعتماد مسار نهائي للإصلاحات البنيوية في ماليتنا العامة واعتماد برنامج صندوق النقد الدولي. وكان عون استهل اللقاء بكلمة أوضح فيها انه كان يأمل ان يضم جميع الأطراف والقوى السياسية، معتبرا ان ما جرى في الأسابيع الأخيرة يجب ان يكون إنذارا للجميع للتنبه من الاخطار الأمنية. وقال ان «هناك من يستغل غضب الناس، ومطالبهم المشروعة، من أجل توليد العنف والفوضى، لتحقيق أجندات خارجية مشبوهة بالتقاطع مع مكاسب سياسية لأطراف في الداخل». كما شدد على ان «نكون يدا واحدة في مواجهة الفتنة وتحصين السلم الأهلي كي لا ندخل في نفق لا خروج منه»، معتبرا ان هذا هو الخط الاحمر الحقيقي والذي لن يكون هناك اي تساهل مع من يحاول تجاوزه.

بدوره، قال الرئيس نبيه بري ان «انهيار سعر صرف الليرة اللبنانية امام الدولار الأميركي يفرض على الحكومة وعلى المصرف المركزي وعلى جمعية المصارف اعلان حالة طوارئ مالية واعادة النظر بكل الاجراءات التي اتخذت لحماية العملة الوطنية»، وأضاف «يخطئ من يظن أنه يمكن ان تقدم لنا المساعدة بقرش واحد اذا لم ننفذ الاصلاحات وفي المقدمة الاسراع في المعالجة الفورية لقطاع الكهرباء».

من جهته، اعتبر دياب ان البلد ليس بخير لكن العلاج هو مسؤولية وطنية، ليس فقط مسؤولية حكومة جاءت على أنقاض الأزمة، او مسؤولية الحكومات السابقة التي كانت تخفي الأزمة، بل الكل اليوم معني بالمساهمة في ورشة الإنقاذ، مشددا على ان ليس لدينا ترف الوقت للمزايدات وتصفية الحسابات وتحقيق المكاسب السياسية.ودعا إلى أن يكون هذا اللقاء «هو بداية عمل وطني واسع، تنبثق عنه لجنة تتابع الاتصالات تحت قبة المجلس النيابي، مع جميع القوى السياسية والحراك المطلبي وهيئات المجتمع المدني، على أن ترفع توصيات إلى هذا اللقاء مجددا برعاية رئيس الجمهورية».

وحضر «اللقاء الوطني»، الى الرؤساء عون وبري ودياب وسليمان، نائب رئيس مجلس النواب ايلي الفرزلي، رئيس كتلة ضمانة الجبل النائب طلال أرسلان، رئيس الكتلة القومية الاجتماعية النائب اسعد حردان، رئيس كتلة لبنان القوي النائب جبران باسيل، ممثل كتلة اللقاء التشاوري النائب فيصل كرامي، رئيس كتلة نواب الأرمن اغوب بقرادونيان، رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد، رئيس كتلة اللقاء الديموقراطي النائب تيمور جنبلاط.

وبعد اللقاء، تحدث الرئيس سليمان إلى الصحافيين فقال: تمنيت على رئيس الجمهورية رفع الجلسة بعد إلقاء كلمته لمزيد من المشاورات دون اصدار بيان الا بشكل مقتضب، وذلك من اجل جمع المكونات التي لم تحضر اليوم. انا لا أتكلم بالميثاقية، ولكن هناك مكونات تمثل شريحة كبيرة من الشعب اللبناني لأن الديموقراطية والمجلس النيابي ومجلس الوزراء شيء، والحوار شيء آخر. وأضاف: لُب مطالبتي هو العودة الى اعلان بعبدا. واطلب من الرئيس والحاضرين بكل محبة، ان يعودوا لتبني هذه الوثيقة، والا لا خلاص لنا، وتابع: نحن لسنا بحاجة الى اجتماع هنا، بل إلى قرار من الرئيس والحكومة والأجهزة الأمنية لاتخاذ الإجراءات اللازمة. وقال النائب باسيل: ‏من يعتقد أنه برفضه حوارا يعري حكومة أو عهدا أو مجموعة، إنما يعري لبنان من جوهر وجوده، خاصة إذا كان هدف الحوار منع الفتنة، من خلال الاتفاق على وقف التحريض الطائفي ووقف التلاعب بالأمن، ومن يرفض الحوار إنما يدل على نواياه بتعطيل الإنقاذ.

وقدم رئيس اللقاء الديموقراطي النائب تيمور جنبلاط في بعبدا مذكرة من الحزب التقدمي الإشتراكي واللقاء الديموقراطي تشمل كل العناوين الأساسية التي لابد من مقاربتها للخروج بحلول حقيقية للأزمة الراهنة. وأضاف: لقد وضعنا تصوراتنا للإنقاذ في وثيقة سياسية اقتصادية اجتماعية معيشية فيها رؤيتنا للمبادئ الاساسية التي من الضروري التركيز عليها، ومنها الحفاظ على اتفاق الطائف وعروبة ووحدة لبنان ضد كل المحاولات الداخلية والخارجية لتقسيمه. ومن الضروري أيضا التركيز على المعالجات الاجتماعية والاقتصادية التي تؤمن العدالة الاجتماعية والتوزيع العادل للثروة. وعشية اللقاء حصلت تجمعات احتجاجية في مختلف المناطق اللبنانية، في بيروت وطرابلس وعكار والبقاع الأوسط وصيدا والنبطية، واقفلت الطرق الدولية لفترات وجيزة. لكن اعنف المواجهات مع القوى الأمنية وقعت عند جسر الرينغ في بيروت، حيث تجاوز قمع قوات مكافحة الشغب حد الإفراط، ما دفع ببعض الناشطين الى مناشدة قائد الجيش العماد جوزف عون والمدير العام للأمن الداخلي اللواء عماد عثمان التدخل لضبط العناصر المتفلتة. ومن الصباح الباكر، انتشرت قوى الجيش والامن على الطرقات المؤدية الى القصر الجمهوري لمنع المتظاهرين من الوصول الى الطريق الرئيسي للقصر الجمهوري في الحازمية، الا ان بعض هؤلاء، وغالبهم من النسوة رفعوا يافطة كتبوا عليها «لا ثقة»، ورفع آخرون لوحة كتب عليها 1559، وهو رقم القرار الدولي الذي ينص على نزع اسلحة الميليشيات في لبنان دون استثناء.

 

هل تعرفون سبب تدهور الأوضاع في لبنان ؟

عبد الجليل السعي/صوت بيروت إنترناشونال/25 حزيران/2020

‏إن ميلشيات حزب الله التي تسببت سابقاً بحرب تموز التي دمرت كل أشكال البنى التحتية في لبنان ، ومن ثم تدخل هذه العصابة في الحرب السورية بأمر من إيران ، وتهديد أمن الدول العربية سيما الخليجية منها أمورٌ أسهمت بشكل كبير في تدهور الوضع السياسي والإقتصادي في لبنان.

 والدول العربية التي تمتنع عن دعم لبنان بسبب وجود سلاح ميلشيا حزب الله الإيرانية تعلم أيضاً بأن هذا الحزب يسرق المازوت و الدولار من أسواق لبنان ، وتقدمه بعد ذلك للنظام الأسدي في سوريا ، وتراهن على التنصل من سيف قانون قيصر الذي نال لبنان حتى اللحظة منه نصيباً كبيراً جعل المواطنين جوعى ويبحثون عن لقمة عيشهم. وأما تغطية فساد حلفاء حزب الله داخل منظومة العهد العوني ، وتشكيل حكومة ميلشيات من لون واحد برئاسة حسان دياب ، فإنها مغامرة أو مغامرات غير محسوبة العواقب الوخيمة على مستقبل لبنان ، وكل هذا وغيره يعتبر حتى اللحظة ضمن إطار الجزء البسيط الواضح من جبال الوهم التي تبددها وقائع الإنهيار الشامل تدهور في لبنان المنكوب بكل معنى الكلمة. وبودي هنا أن أسأل كل اللبنانيين عن ‏ماهية العمالة لدولة أجنبية مثل إيران ؟ إيران التي يعترف نصر الله زعيم المافيا في لبنان أنها أمدته وتمده من أجل تنفيذ أجندة هدامة يسعى لتحقيقها نظام الولي السفيه ، هذا النظام الذي يتسول الحوار مع الغرب والشرق ضمن معطيات تدخله في العراق ولبنان واليمن. ولا يمكن تجزئة العمالة هنا ، ولافرق بين العمالة لإسرائيل والعمالة لإيران ، فالعميل هو من يعمل ضد مصالح وطنه ، ويقدم الخدمات لدول أجنبية ، ويجتهد في تدمير مؤسسات البلد ، ويغسل أدمغة الشباب ليرسلهم جنوداً في جيش طهران ، وبعد ذلك يعودون موتى في السر ، وما يفعله حزب الله في لبنان اليوم هو نسخة طبق الأصل لكل ما ذكرته. وعبر تقديمه الخدمات لإيران وتوريط لبنان بأزمات إقتصادية وسياسية وحتى إجتماعية ينظر القادة الفاشلون في لبنان كميشيل عون ونبيه بري وحتى سعد الحريري إلى هذا الحزب كمكون أساسي في الحياة السياسية في لبنان ، ويبحثون عن سبل جديدة للدفاع عنه ، ويبرمون معه الإتفاقيات والصفقات طمعاً بمصالح شخصية ضيقة تبقي على نفوذهم وحصتهم من كعكة مال لبنان المنهوب. .

 

السعودية تنتظر خطوات تعيد الثقة

بيروت ـ”السياسة” /25 حزيران/2020

على أهمية اللقاءات التي يجريها سفير خادم الحرمين الشريفين في لبنان وليد البخاري، مع عدد من الشخصيات السياسية والاقتصادية والمالية، بهدف البحث في التطورات اللبنانية والعمل من أجل إيجاد مخارج للأزمة الراهنة، فإنه من المستبعد وبحسب معلومات “السياسة”، أن تكون هناك مبادرة سعودية أو خليجية تجاه لبنان في الوقت الراهن، بانتظار تبلور صورة الأوضاع الداخلية، وما يمكن أن تقوم به الحكومة من خطوات، لإشاعة أجواء من الثقة العربية، وبما يشجع الدول المانحة ومن بينها المملكة العربية السعودية والدول الخليجية، على تقديم دعم مالي للبنان، لإخراجه من واقعه المأزوم .

واشارت المعلومات، إلى أن لقاءات السفير البخاري ستستمر مع المسؤولين اللبنانيين، في إطار الاستماع إلى وجهات النظر، سعياً للوقوف على وسائل الخروج من هذا المأزق، وما يمكن للرياض أن تقدمه على هذا الصعيد.

 

جرحى باعتصام يطالب بإطلاق موقوفي

بيروت ـ”السياسة” /25 حزيران/2020

اعتصم عددٌ من المحتجين وأهالي الموقوفين من البقاع أمام نظارة قصر العدل في بيروت، دعماً لاطلاق الموقوفين منذ أربعة ايام، رافعين الأعلام اللبنانية، ولافتات تطالب بإطلاق سراحهم فوراً، مرددين هتافات دعت إلى “حماية الحريات التي كفلها الدستور”، وذلك وسط انتشار أمني كثيف في محيط قصر العدل ومداخله. ولوّح المحتجون بالتصعيد في حال عدم إطلاق الموقوفين. ووقع اشتباك بين المحتجين وقوى الأمن، أدّى إلى إصابة عدد من المحتجين بجروح، عمل الصليب الأحمر على معالجتهم. وقد حاول رجل إحراق نفسه احتجاجاً على الأوضاع المعيشية المتردية، بإلقاء مادة البنزين. وفي السياق، تجمَّع عدد من الشبان أمام مبنى سرايا جونية، احتجاجا على استمرار توقيف الناشط داني فرح الذي حضر إلى فصيلة جونية، للتحقيق معه بإنتظار إشارة من النيابة العامة لإطلاق سراحه. كما اعتصم عدد من المحتجين في حديقة سمير قصير رفضاً للتوقيفات والاستدعاءات بحق الناشطين والإعلاميين.

 

مذكرة تيمور جنبلاط في لقاء بعبدا: تصورات للانقاذ والحفاظ على الطائف والوحدة

المركزية/25 حزيران/2020

 قدّم رئيس اللقاء الديمقراطي النائب تيمور جنبلاط في بعبدا، مذكرة من الحزب التقدمي الإشتراكي واللقاء الديمقراطي تشمل كل العناوين الأساسية التي لا بد من مقاربتها للخروج بحلول حقيقية للأزمة الراهنة. وقال داخل الجلسة: "نحن كلقاء ديموقراطي وكحزب قناعتنا ان الحوار هو الحل الوحيد لمعالجة الخلافات السياسية وإخراج لبنان من هذه الأزمة الكبيرة التي يمر بها. ونتمنى بذل كل الجهود لجمع الاحزاب والقوى التي قاطعت اليوم الحوار"، مضيفاً: "لقد وضعنا تصوراتنا للإنقاذ في وثيقة سياسية اقتصادية اجتماعية معيشية فيها رؤيتنا للمبادئ الاساسية التي من الضروري التركيز عليها، ومنها الحفاظ على اتفاق الطائف وعروبة ووحدة لبنان ضد كل المحاولات الداخلية والخارجية لتقسيمه. ومن الضروري أيضا التركيز على المعالجات الاجتماعية والاقتصادية التي تؤمن العدالة الاجتماعية والتوزيع العادل للثروة".

نص المذكرة: وفي ما يلي نص المذكرة التي قدمها النائب جنبلاط:

"يعيش لبنان في المرحلة الراهنة مصاعب وتحديات غير مسبوقة لم يشهد لها مثيلا في تاريخه المعاصر تكاد تتجاوز بتعقيداتها ونتائجها مخاطر كل الحقبات السابقة التي شهدت الحروب والنزاعات المسلحة والانقسامات العميقة حيال الثوابت الوطنية والسياسية ذلك أنها تمهد للإنهيار الشامل على المستويات الإقتصادية والإجتماعية والمعيشية وتنذر بعواقب وخيمة على مختلف الأصعدة سيتطلب ترميمها والخروج منها سنوات طويلة وقاسية لإستعادة التعافي والنمو.

لقد سبق للقاء الديمقراطي والحزب التقدمي الإشتراكي أن حذرا مرارا من مغبة الاستمرار في إدارة الظهر للإجراءات الإصلاحية الجذرية المطلوبة على المستوى الاقتصادي والتي كان من شأنها وقف التدهور والإنطلاق في عملية التغيير التدريجي الذي يتيح ضبط الإنفاق العام المتفلت وترشيده بالتوازي مع وقف الهدر ومكافحة الفساد والشروع ببناء الدولة العصرية التي طال انتظارها بما يتلاءم مع تطلعات اللبنانيين وطموحاتهم وبما يؤسس لحقبة جديدة تراعي فيها المساواة بين المواطنين والعدالة الإجتماعية والإنماء المتوازن وسائر المتطلبات الأخرى التي لم تتحقق رغم سنوات طويلة من النضال السياسي والإجتماعي.

لبنان اليوم أمام منعطف خطير يتطلب من كل القوى السياسية والشعبية الفاعلة الترفع عن التجاذبات الفئوية الضيقة لتهدئة المناخات العامة؛ ولكنه يتطلب بدرجة أعلى، من السلطة التنفيذية ممثلة بالحكومة أن تحزم أمرها وتتخذ القرارات الكفيلة بلجم التدهور ووقف المسار الإنحداري الخطير والإبتعاد عن سياسة التردد والمراوحة والركون الى المقاربة العلمية والتقنية حصرا في مقاربة الملفات الإقتصادية والمالية والنقدية وفي تحديد أرقام الخسائر والحاجات للنهوض مجددا بالإقتصاد الوطني بعيدا عن الخطابات الإنشائية الإتهامية التي لا تقدم ولا تؤخر ولا ترتقي إلى حراجة المرحلة ودقتها بل تعيد توصيف الوقائع ورسمها من منظار مشوه وغير سليم يرتكز أحيانا إلى سياسات الكراهية أكثر من ارتكازه الى الحقائق التي يفترض بالمسؤول إعتمادها في إطار سعيه لتشخيص المشاكل وإجتراح الحلول.

إنطلاقا من كل ما تقدم، يطرح اللقاء الديمقراطي والحزب التقدمي الإشتراكي الورقة السياسية الإقتصادية التي يعيد التذكير فيها بالثوابت الوطنية والسياسية التالية:

1- التأكيد على التمسك بوثيقة الوفاق الوطني (إتفاق الطائف) التي ترقى إلى مستوى التفاهم الميثاقي بين اللبنانيين الذي قد يشكل تجاوزه توليد مخاطر ومغامرات غير محسوبة نظرا الى حجم الإنقسامات السياسية العميقة بين اللبنانيين وصعوبة الإتفاق في اللحظة السياسية الراهنة محليا وإقليميا على إتفاق بديل ما سيؤدي إلى الإنكشاف السياسي التام في البلاد. وفي الإطار ذاته، وتزامنا مع مئوية لبنان الكبير، فإن الوثيقة قد حسمت أيضا نهائية لبنان وعروبته وذلك في إطار دحض كل محاولات التقسيم أو الفدرلة ورفضا لإستلحاقه بأي دولة أخرى، وهو الأمر الذي يشدد اللقاء والحزب على التمسك به وتأكيده لا سيما مع الانتعاش المتجدد لنظرية "سوريا المفيدة" وسواها من العناوين والمشاريع الخطيرة التي لطالما حذر منها رئيس الحزب وليد جنبلاط.

2- المباشرة بتطبيق البنود غير المطبقة من الإتفاق وفي طليعتها: إنشاء الهيئة الوطنية لإلغاء الطائفية السياسية وإنتخاب مجلس نيابي خارج القيد الطائفي وتشكيل مجلس الشيوخ. إن من شأن هذه الخطوات التي طال انتظارها التمهيد نحو قيام الدولة العصرية التي تكرس المساواة بين مواطنيها ولا تميز بينهم على أساس إنتماءاتهم المذهبية أو الطائفية. إن الإستمرار في التغاضي عن تطبيق هذه البنود الإصلاحية المركزية هو إمعان في تعميق نظام الفرز الطائفي والمذهبي والمحاصصة المقيتة.

3- رفض كل الطروحات التقسيمية الخطيرة كالفدرالية وسواها وهي الطروحات التي تنطفىء لوهلة ثم تعود وتطفو مجددا في لحظات الإحتدام الداخلي وتوفر مادة للنقاش لأصحاب المشاريع المشبوهة في توقيتها ومضمونها. لقد تجاوز اللبنانيون، بصعوبة كبيرة وبأثمان باهظة، كل المشاريع التقسيمية التي طرحت في حقبة الحرب الأهلية وأكدوا جماعيا على التمسك بالوحدة الداخلية رغم كل الصعاب والتحديات.

4- لقد سبق أن ناقشت القوى السياسية اللبنانية في قصر بعبدا في جلسات حوارية متتالية بدعوة من الرئيس السابق العماد ميشال سليمان الخطة الدفاعية على قاعدة الإستفادة من قدرات المقاومة في إطار الدولة التي لا بد لها، أسوة بسائر الدول، أن تمتلك قرار الحرب والسلم في اللحظة المؤاتية بما يحصن قدرات لبنان الدفاعية تجاه السياسات الإسرائيلية العدوانية الدائمة تجاه لبنان والتي ترجمت في السابق من خلال الغزوات والحروب والإعتداءات المتكررة. توازيا، التأكيد على التمسك بالقرار 1701 للحفاظ على الاستقرار في جنوب لبنان. من هنا، فإن إستعادة النقاش حول الخطة الدفاعية وفق القواعد المذكورة أعلاه ضروري بما يفضي إلى تعزيز قدرة لبنان على الاضطلاع بدورها.

5- إعادة الاعتبار لمقررات الحـوار الوطني الذي دعـا إليه رئيس مجلس النواب نبيه بري في 2 آذار 2006 وشاركت فيه جميع الأطراف والشخصيات دون استثناء، وقد تم التوصل الى تلك المقررات بالإجماع ولم تشق كلها طريقها إلى التنفيذ وتمحورت حول المحكمة الدولية وترسيم الحدود اللبانية - السورية (أو تحديدها) وإثبات لبنانية مزارع شبعا في الأمم المتحدة بالوثائق ووفق الطرق القانونية المتعارف عليها وجمع السلاح الفلسطيني خارج المخيمات. وإذا كانت المحكمة الدولية قد إنطلقت وأخذت مسارها المؤسساتي كما هو معروف، فإن معظم العناوين ولا تزال محورية وأساسية على صعيد تعزيز السيادة اللبنانية وتمكين الدولة من القيام بمهامها الأساسية.

6- التأكيد على رفض إعادة تجديد مقولة "تلازم المسارين" وهذه المرة من بوابة الاقتصاد، فلبنان لا يستطيع أن يتحمل اقتصاد دولتين، وهو ما يتطلب إجراءات عملية حاسمة لضبط الحدود ووقف كل أشكال التهريب للعملات الصعبة والمشتقات النفطية والمواد الغذائية وسواها لأن ذلك يستنزف القدرات اللبنانية المتآكلة أساسا للعديد من الأسباب المعروفة. وهذا الموقف يكاد يكون موضع إجماع في لبنان.

7- التأكيد على ضرورة صياغة سياسة إقتصادية جديدة تراعي مرتكزات العدالة الإجتماعية وتتضمن الخطوات التنفيذية الفعلية لتحويل الإقتصاد الريعي المتهاوي إلى إقتصاد منتج، وحماية القطاعات الإنتاجية وفي مقدمها القطاع الصناعي والإنكفاء عن الدخول في المنظمات التجارية الدولية التي تستبيح الحدود وتغرق الأسواق اللبنانية بالبضائع والسلع التي يمكن إنتاجها محليا. إن التأخير المتمادي في ولوج هذا المسار يفاقم التعثر في الإقتصاد اللبناني ويجعل سماته الأساسية التقهقر والفشل وهو ما ينعكس بشكل كبير على الطبقات المتوسطة والفقيرة وذوي الدخل المحدود لا سيما بعدما تآكلت رواتبهم ومدخراتهم نتيجة تدهور سعر صرف العملة الوطنية في الأشهر المنصرمة.

8- إن المقترحات المتداولة حول تطوير العلاقات الإقتصادية مع الصين جديرة بالدرس والمتابعة، وإذا كان ثمه طروحات صينية جدية لبناء معمل كهرباء جديد في لبنان فذلك سيكون حتما موضوع ترحيب لأنه قد يساهم في الخروج التدريجي من الأزمة الكهربائية المستفحلة منذ سنوات طويلة والتي استنفذت نحو 45 مليار دولار من الخزينة اللبنانية دون إيجاد الحلول الناجعة لها. وللتذكير أن الصين قد ساهمت في توسيع مرفأ طرابلس في خطوة هامة وتستحق أن تستكمل في مجالات أخرى.

أما الطروحات الأخرى التي تطلق تحت عنوان "التوجه نحو الشرق" وتتضمن التعاون مع دول واقعة أساسا تحت العقوبات الدولية فدونه عقبات ومحاذير من شأنها مفاقمة عزلة لبنان الدولية والعربية وهو أمر غير محبذ على الإطلاق. ومن المفيد التذكير، في هذا الاطار، بعروبة لبنان التي حسمها إتفاق الطائف بعد خلاف دام لعقود وتضحيات كبيرة من غير المجدي التراجع عنها واستبدالها بخيارات أخرى. ولعل السعي مجددا لنيل الدعم من الصناديق العربية لإنشاء معامل الكهرباء الذي أجهضته سابقا بعض الأطراف السياسية لحساباتها الخاصة يشكل مخرجا من الأزمة الكهربائية الراهنة.

9- إن المقترحات المطروحة بالتوجه نحو الشرق وربط لبنان بدول وأنظمة تقع خارج المنظومة الدولية وبعضها يسير في الإتجاه المعاكس للتاريخ ويعيد إحياء عناوين مضى عليها الزمن مثل "تلازم المسارين" تصب في إطار السعي المنهجي لتغيير وجه لبنان القائم على التعددية والتنوع. وهو بمثابة انقضاض على رسالته التاريخية ودوره التلقيدي في إحتضان المعاهد والإرساليات والجامعات العريقة والمستشفيات ودور النشر ونوادي المثقفين والصحافة الحرة وفي أن يكون بوابة الشرق نحو الغرب، وهو توجه يفضي إلى تكريس الآحادية على حساب التعددية بما يماثل الأنظمة الشمولية المناقضة للديمقراطية اللبنانية التي تبقى، رغم كل عثراتها ولوثتها الطائفية والمذهبية، تشكل متنفسا للرأي الحر والعيش المشترك والشراكة والانفتاح والتحرر. إذا كان من المسلم به ألا يكون لبنان قاعدة للتخريب على سوريا، ولكن من المحتم ألا يلتحق لبنان بصورته الحضارية المتقدمة بنمط الأنظمة الشمولية التي يشكل النظام السوري أحد أبرز أمثلتها البائسة.

10 - ختاما، التأكيد على ضرورة وضع خطة إقتصادية ومالية ونقدية متكاملة تبنى على أرقام وحقائق واقعية وموحدة قابلة للتطبيق وصالحة للتفاوض مع صندوق النقد الدولي والهيئات الدولية وتتيح إعادة بناء الثقة بلبنان التي تصدعت بشكل غير مسبوق وفاقمتها التباينات المريبة حول أرقام الخسائر وتفاوتها بآلاف المليارات من الليرات ما يعكس التخبط الحكومي وسياسات التردد والمحاباة وغياب الرؤية، وذلك بعيدا عن زحمة المستشارين، وأفكار بعضهم المنفصلة تماما عن الاعتبارات الاجتماعية للأزمة وحصر المقاربات بالنواحي المالية والنقدية والرقمية.

إن الالتزام بمعايير الحكم الرشيد والشفافية وإحترام الكفاءات التي يفاخر بها لبنان عن حق، باتت مقتضيات ضرورية ومن غير المفيد إدارة الظهر لها. إن المشاكل المتراكمة على مختلف المستويات وفي مقدمها مشكلة تدهور سعر صرف العملة الوطنية مع انعكاس ذلك على القطاعات الصحية والإستشفائية والصناعية والزراعية والغذائية وسواها يتطلب علاجات فورية تبدأ من خلالها خطوات إعادة الثقة تدريجيا بعيدا عن سياسة تثبيت السعر بطريقة إصطناعية لا تؤدي عمليا سوى إلى تهريب العملات الصعبة واستنفاد ما تبقى من احتياطي لدى المصرف المركزي يفترض الحفاظ عليه لدعم القمح والطحين والمشتقات النفطية وسواها من الضروريات وذلك في انتظار ضخ أموال طازجة جديدة الى الإقتصاد الوطني. كما أنه لم يعد مقبولا استمرار الخسائر الفادحة في قطاع الكهرباء والإصرار غير المبرر إقتصاديا أو هندسيا أو تقنيا على إقامة معمل سلعاتا الذي سيكبد الخزينة مبالغ طائلة في الوقت الذي صار مطلوبا أكثر من أي وقت مضى شد الأحزمة واتخاذ الخطوات الكفيلة بوضع حد للهدر المتمادي في هذا القطاع والإسراع في تشكيل الهيئة الناظمة للقطاع ومجلس إدارة مؤسسة كهرباء لبنان بما يعزز الشفافية ويعطي إشارة لجدية الخطوات الإصلاحية. إن الأفكار السياسية والاقتصادية الإصلاحية أعلاه تشكل منطلقات ضرورية وممرا إلزاميا لإحداث التغيير المنتظر التي يتوق إليه الشعب اللبناني وهو شعب يستحق العيش بكرامة".

 

غرينبيس: لبنان بين الأعلى في معدل الوفيات من تلوث الهواء

المركزية/25 حزيران/2020

اطلقت "غرينبيس" الشرق الأوسط وشمال افريقيا تقريرا عالميا بعنوان "الهواء السام : الثمن الحقيقي للوقود الأحفوري"، واشارت في بيان الى ان التقرير "يكشف عن أرقام تحدد الكلفة الصحية والاقتصادية الموجعة التي تتكبدها الدول بسبب اعتمادها على الوقود الأحفوري الذي يلوث الهواء ويسبب نسبا عالية من الأمراض والوفيات، كما يُسلِط الضوء على الحلول التي من شأنها أن تحمي صحتنا وتعود بالفائدة على مجتمعاتنا". وافاد البيان الى ان "عدد الوفيات المبكرة في دول منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا يقدر سنويا بحوالي 65,000 حالة جراء تلوث الهواء الناجم عن الوقود الأحفوري. وقد بلغ متوسط العدد التقديري للوفيات المبكرة في لبنان نتيجة تلوث الهواء بسبب الوقود الأحفوري 2,700 حالة في العام 2018، أي بمعدل 4 وفيات لكل من 10,000 شخص وتعتبر بذلك من اعلى المعدلات في المنطقة إلى جانب مصر".

جريصاتي

وقال مدير برنامج الحملات في غرينبيس الشرق الأوسط وشمال افريقيا جوليان جريصاتي: "هذه الأرقام المخيفة تكشف أزمة صحية خفية ومجهولة، لتطلق بذلك صافرة الإنذار حول مستويات تلوث الهواء في لبنان التي وصلت الى نسب عالية تضع صحة وحياة كل مواطن لبناني في خطر".

أضاف:" تلوث الهواء يعرض مجتمعاتنا الى أمراض صحية مزمنة، مثل مشاكل مرض القلب والسكري والانسداد الرئوي المزمن وسرطان الرئة، وتجعلنا بذلك أكثر عرضة للإصابة الفيروسات التي لها تأثير على الجهاز التنفسي مثل الكورونا". وتابع:"في بلد على حافة الانهيار الاقتصادي تأتي هذه الفاتورة كعبء إضافي على جيوب الشعب اللبناني وحكومته، وتكشف وجها جديدا من هذه الأزمة الاقتصادية شبه الغائبة في ميزانيتنا، إلا أنها تتطلب إجراءات سريعة وعاجلة من الدولة". وقال:"أكدت لنا أزمة كورونا ان يمكن لجودة الهواء والبيئة ان تتعافى سريعا عند اتخاذ قرارات صارمة لوقف مصادر الانبعاث والتلوث. وعليه نطالب باستثمار جدي في الطاقات المتجددة عوضا عن إضاعة الوقت على الخلافات المتعلقة بأي من المعامل الملوثة القاتلة يجب بنائها أولا. يجب التركيز على الطاقة المتجددة التي تساهم بخلق فرص عمل جديدة تحسن اقتصادنا وتحافظ على صحة مجتمعنا". وتابع البيان: "أشارت دراسات عدة ان هناك أدلة قوية تؤكد أن التعرض الدائم لتلوث الهواء يزيد من خطر الإصابة بمرض الـCOVID-19 وعدد الوفيات. وبالاضافة الى الفاتورة الصحية، كشف التقرير الكلفة الاقتصادية التي تتكبدها دول العالم من تلوث الهواء، بحيث وصلت الكلفة السنوية في لبنان إلى 1.4 مليار دولار أميركي، أي 2% من الناتج المحلي الاجمالي (GDP) ليتبيَن انه من بين الأعلى في المنطقة الى جانب مصر. ولفت البيان الى ان "غرينبيس كانت أطلقت في تموز 2019 تقريرا بعنوان "لا مزيد من الأعذار: آن الاوان لتبني الطاقة المتجددة" تعقيبا على خطة قطاع الكهرباء التي كانت قد أطلقتها وزارة الطاقة والمياه اللبنانية العام الماضي، طارحة سيناريو بديل يعتمد على موارد الطاقة المتجددة وكفاءة الطاقة. وأكد التقرير ان تبني المزيد من موارد الطاقة المتجددة يعني الحصول على المزيد من الفوائد الاقتصادية والبيئية والصحية. ما يحتاج إليه لبنان اليوم أكثر من أي وقت مضى هو وضع صحة المواطن وبيئته ركيزتين أساسيتين في أي خطة تساعد بإعادة إنعاش اقتصاد البلاد. وختم جريصاتي "نطالب الحكومة اللبنانية وبالأخص وزير الطاقة بتطوير وإقرار وتنفيذ خطة طموحة للطاقة المتجددة كخطوة اساسية لوقف مصادر أساسية لتلوث الهواء و لإنقاذ البلاد".

 

بخاري عرض مع معوّض المستجدات محليا ودوليا

المركزية/25 حزيران/2020

استقبل سفير خادم الحرمين الشريفين في لبنان وليد بن عبد الله بخاري اليوم، في مقر إقامته باليرزة رئيس "حركة الاستقلال" النائب ميشال معوض.وجرى خلال اللقاء تبادل الأحاديث الودية واستعراض المستجدات الراهنة محليا ودوليا.

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

واشنطن تفرض عقوبات على ايران لنقلها نفط إلى فنزويلا

 وكالة فرانس برس/25 حزيران/2020

فرضت واشنطن الأربعاء عقوبات على قادة خمس ناقلات نفط إيرانية حملت إمدادات إلى فنزويلا، وذلك في إطار جهود الولايات المتحدة لتعزيز الضغط على نظام الرئيس نيكولاس مادورو. وأكد وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو إن “البحارة الذين يقومون بالتجارة مع إيران وفنزويلا سيواجهون عواقب”. وقال: “موجودات هؤلاء القباطنة سيتم تجميدها وستتأثر مسيراتهم المهنية وآفاقهم ستتاثر بذلك”، معلنا إدراج أسمائهم على اللائحة السوداء للخزانة الأميركية. ورد وزير الخارجية الفنزويلي خورخي أريازا في تغريدة عبر “تويتر” بالقول “دليل الكراهية من قبل صقور دونالد ترامب ضد فنزويلا”. وأعلنت ايران مرارا دعمها لمادورو الذي يحظى أيضا بدعم روسيا والصين وكوبا

 

مقتل جنديين سوريين وخمسة «موالين لإيران» في ضربات إسرائيلية ومسؤول عسكري سابق في تل أبيب يحذّر من رد طهران

دمشق - تل أبيب - لندن: «الشرق الأوسط»/25 حزيران/2020

قُتل جنديان سوريان وخمسة مقاتلين موالين للنظام السوري مساء الثلاثاء، في ضربات إسرائيلية على جنوب سوريا وشرقها، حسب «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، في وقت حذر فيه مسؤول استخباراتي سابق في تل أبيب من رد طهران.

وأفاد «المرصد» بـ«استهداف الضربات الإسرائيلية عدة مواقع للميليشيات الموالية لإيران على طريق السخنة - دير الزور، شرق سوريا؛ حيث دمرت مركزاً عسكرياً للميليشيات، وقتل إثرها 5 عناصر منهم، وسط معلومات عن جرحى، بعضهم بحالات خطيرة».

كما أفاد بأنه «قُتل ما لا يقل عن 2 من عناصر الدفاع الجوي التابع لقوات النظام، وأصيب آخرون جراء القصف الإسرائيلي الذي استهدف مركز اتصالات وراداراً، في أحد التجمعات العسكرية التابعة لقوات النظام، والتي توجد فيها ميليشيات موالية لإيران، في منطقة تل الصحن في ريف السويداء».

ونقلت «سانا» عن مصدر عسكري أنه «تم استهداف أحد مواقعنا العسكرية بالقرب من مدينة صلخد جنوب السويداء، ما أسفر عن ارتقاء جنديين وإصابة أربعة جنود آخرين بجراح، إضافة إلى الأضرار المادية التي خلفها العدوان»، وهو توصيف تستخدمه الوكالة للإشارة إلى ضربات إسرائيلية.

وأضاف المصدر العسكري: «ظهرت أهداف جوية معادية قادمة من شرق وشمال شرقي تدمر، وأطلقت عدة صواريخ باتجاه بعض مواقعنا العسكرية في كباجب غرب دير الزور وفي منطقة السخنة».

ورداً على سؤال لوكالة الصحافة الفرنسية، رفض الجيش الإسرائيلي «التعليق على تقارير (وسائل إعلام) أجنبية».

وفي 4 يونيو (حزيران)، قُتل ما لا يقل عن تسعة عناصر موالين للنظام السوري، بينهم أربعة سوريين، في غارات للجيش الإسرائيلي على وسط سوريا، في منطقة يُسيطر عليها الجيش السوري وقوات إيرانية، بحسب «المرصد».

ومنذ بدايات النزاع في سوريا عام 2011، شنت إسرائيل ضربات عدة على الأراضي السورية. ونادراً ما تؤكد إسرائيل تنفيذها غارات في سوريا، إلا أنها تكرر أنها تواصل تصديها لما تصفه بمحاولات إيران الرامية إلى ترسيخ وجودها العسكري في سوريا، وإرسال أسلحة متطورة إلى «حزب الله» اللبناني.

وفي إسرائيل، امتنعت المؤسسة العسكرية عن التطرق للقصف، واكتفت وسائل الإعلام بنشر أنباء عن التقارير العربية في الموضوع. لكن الرئيس الأسبق لشعبة الاستخبارات العسكرية في الجيش الإسرائيلي (أمان)، المعروف بقربه الشديد من المؤسسة بحكم ترأسه معهد أبحاث الأمن القومي في تل أبيب، الجنرال عاموس يدلين، تحدث عن القصف بشكل صريح، الأربعاء، وقال إن «الهجمات الواسعة في سوريا، الليلة الماضية، تدل على أن التقديرات الإسرائيلية الأخيرة القائلة إن الإيرانيين بدأوا يغادرون سوريا لم تكن سوى تعبير عن أمنيات وهمية».

وقال يدلين، في تغريدة له على «تويتر»، إن «الإيرانيين وأذرعهم سيفتشون عن طرق للرد على تكرار القصف حتى ترتدع إسرائيل». وأضاف أن «الإيرانيين الذين فشلوا في الماضي في الرد بإطلاق قذائف صاروخية باتجاه الطائرات المغيرة، حاولوا مؤخراً الرد بهجمات سيبرانية. وعلينا أن نكون مستعدين لتلقي موجات من الضربات من مصادر مختلفة من المحور الشيعي، وخصوصاً من طرف (أمين عام «حزب الله») حسن نصر الله الذي حل محل قاسم سليماني (قائد «فيلق القدس»)، بعد اغتياله. فهو بات عندهم رجل الاستراتيجية والتوجيه المركزي».

وتابع يدلين: «الرد على الهجمات الإسرائيلية يأتي ضرورياً من وجهة نظرهم؛ خصوصاً إثر تحطم العملة المحلية في إيران وسوريا ولبنان، والعقوبات الأميركية المؤلمة، والأزمة الاقتصادية الشديدة في أعقاب (كورونا)، والانتقادات الشعبية المتصاعدة ضد هذه الأنظمة. وقد تؤدي هذه الأزمة الاقتصادية إلى ردود فعل معتدلة، ولكنها بحاجة إليها كي تصرف نظر المواطنين المتذمرين من أوضاعهم إلى مواجهة خارجية».

ومن جهة ثانية، أشار موقع «يسرائيل دفنس»، إلى أن منطقتين من المناطق التي تعرضت للقصف أمس (ناحية سَلَمْيَة، وناحية صبورة) سبق وأن تعرضتا لقصف مشابه في سنة 2014.

وأما في صحيفة «يديعوت أحرونوت»، فكتب الناطق الأسبق باسم الجيش الإسرائيلي رون بن يشاي، أن القصف المنسوب لإسرائيل تميز بكونه مكثفاً، واستهدف ثلاث مناطق بعيدة عن المواقع الروسية، وأن روسيا أبلغت بالهجوم قبل بضع دقائق من تنفيذه. وأضاف أن «الهدف من القصف كان توجيه رسالة إلى إيران، بأن إسرائيل مصممة على منعها من التموضع والاستقرار في سوريا. حتى لو كان واضحاً أن الإيرانيين يخففون من نشاطهم في نشر مخازن الأسلحة والصواريخ، فإنهم يسعون لنشر مخازنهم في مواقع متباعدة جداً، حتى يضللوا إسرائيل ويخففوا من ضرباتها. فهم لا يريدون أن يعرف الإيرانيون أن مواقعهم في سوريا تتلقى الضربات بوتائر عالية. ويحاولون التقليل من جنازات جنودهم الذين يقضون في سوريا. ولكن إسرائيل تحاول التوضيح أن لديها معلومات استخبارية دقيقة تطالهم باستمرار».

 

10 عناصر جديدة في القصف الإسرائيلي

لندن: إبراهيم حميدي/الشرق الأوسط»/25 حزيران/2020

تضمنت الغارات الإسرائيلية على جنوب سوريا وشرقها ووسطها ليل الثلاثاء - الأربعاء، التي قُتل فيها جنديان سوريان وخمسة مقاتلين يعتقد أنهم تابعون لإيران، 10 نقاط جديدة في التوقيت والمضمون، جعلها تختلف عن مئات الضربات التي استهدفت «مواقع إيرانية» وسورية خلال السنوات الأخيرة، هي:

1 - الاتساع: طاول القصف الإسرائيلي أربع محافظات سورية، هي دير الزور، وحمص، وحماة والسويداء؛ إذ أفادت «وكالة الأنباء السورية الرسمية» (سانا)، بأنه «تم استهداف أحد مواقعنا العسكرية قرب صلخد جنوب السويداء؛ ما أسفر عن ارتقاء جنديين وإصابة أربعة آخرين بجروح». وأوضحت «ظهرت أهداف جوية معادية قادمة من شرق وشمال شرقي تدمر، وأطلقت صواريخ باتجاه بعض مواقعنا العسكرية في كباجب غرب دير الزور وفي منطقة السخنة» في ريف حمص. وأفيد لاحقاً بقصف على مناطق قرب السلمية في ريف حماة.

2 - التكرار: سبق، أن استهدفت إسرائيل ثلاث مرات على الأقل ريف دير الزور، وتحدثت مصادر في تل أبيب عن وجود «قاعدة ومخزن صواريخ» في تلك المنطقة. كما نشرت صوراً فضائية للموقع قبل وبعد الاستهداف. كما سبق وأن تعرضت السخنة لغارات يعتقد أنها إسرائيلية. وفي 4 يونيو (حزيران) قُتل ما لا يقل عن تسعة عناصر موالين لدمشق، بينهم أربعة سوريين، في غارات للجيش الإسرائيلي على وسط سوريا.

3 - مناطق جديدة: الغارات السابقة كانت تستهدف مطار دمشق وريفها ووسط البلاد، بما فيها مصياف، إضافة إلى ريف حلب وريف دير الزور. لكنها المرة الأولى التي يعلن فيها قصف ريف السويداء جنوب سوريا وقرب الأردن. وكان المبعوث الأممي غير بيدرسن أعلن أمام مجلس الأمن قبل أسابيع «قلقه إزاء التقارير حول هجمات إسرائيلية». وجاء القصف بعد خروج سلسلة من المظاهرات في السويداء احتجاجاً على الوضع المعيشي، تضمنت مطالبات بخروج إيران و«حزب الله».

4 - منطقة ترتيبات دولية - إقليمية: في بداية 2018، أعلن عن تفاهمات أميركية - روسية - أردنية، تضمنت «خروج المقاتلين غير السوريين» في إشارة إلى تنظيمات إيرانية بعمق وسطي قدره 65 كلم من حدود الأردن ومن خط فك الاشتباك في الجولان المحتل. منذاك، ظهرت تقارير عن عودة إيران، لكن عبر تجنيد شباب سوريين في ريفي السويداء ودرعا.

بعد التفاهمات ترددت أنباء عن سيطرة روسيا على تل الحارة، وهي أعلى نقطة استراتيجية في درعا. وكان لافتاً، أن غارات ليل الثلاثاء - الأربعاء، استهدفت محطة رادارات في تل الصحن في ريف السويداء، حسب شبكة «السويداء 24». لم يعرف ما إذا كانت إيرانية أم روسية.

5 - توتر درعا: جاءت الغارات على ريف السويداء في وقت تشهد درعا المجاورة منافسة بين «الفيلق الخامس» الذي تدعمه روسيا و«الفرقة الرابعة» في «الحرس الجمهوري» التي يقودها اللواء ماهر الأسد شقيق الرئيس السوري بشار الأسد، ويعتقد أنها مقربة من إيران. التسابق يتعلق باستقطاب الشباب والمقاتلين السابقين وإقامة مناطق نفوذ على الأرض. بعض المسؤولين الغربيين اعتبر ذلك «خرقاً للتفاهمات الثلاثية بداية 2018».

6 - صمت روسي: لم يصدر أي موقف رسمي روسي من هذه الغارات، علماً بأن في سوريا ثلاث منظومات صواريخ روسية، هي «إس 400» و«إس 300» و«إس 300» المتطورة. وتأتي هذه الموجة من القصف بعد تعيين الرئيس فلاديمير بوتين السفير الروسي في دمشق ألكسندر يفيموف «مبعوثاً رئاسياً» في العاصمة السورية.

7 - تنسيق ثنائي: أفادت وسائل إعلام رسمية سورية وإيرانية عن وجود تنسيق مكثف بين طهران ودمشق في الأيام الأخيرة لتعزيز التعاون الاقتصادي والعسكري والثقافي بعد بدء واشنطن في تنفيذ «قانون قيصر» ومعاقبة مسؤولين ورجال أعمال سوريين إلى حين التزام الشروط الستة في القانون، وتنص على أمور داخلية وجيوسياسية.

8 - «قانون قيصر»: حصلت غارات بداية الشهر وفي الأسابيع والأشهر والسنوات الماضية، لكن هذا أول قصف منذ بدء تنفيذ «قيصر» الذي يتضمن ستة شروط لوقف تطبيقه، أحدها «خروج إيران من سوريا».

9 - حوار أميركي - روسي: جاءت بعد إعلان نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف استعداد موسكو للحوار مع واشنطن حول سوريا، والإعلان عن اتصال بين مسؤول الملف السوري في الخارجية الروسية سيرغي فيرشينين والمبعوث الأميركي الخاص إلى سوريا، جيمس جيفري الذي أعلن أكثر من مرة تمسك بلاده بـ«إخراج إيران» والموافقة على بقاء روسيا في سوريا.

10 - وزير جديد وصمت: كعادتها باستثناء خلال الحملات الانتخابية، لم تعلن إسرائيل تبنيها للغارات الأخيرة، لكنها الأشمل منذ تسلم بيني غانتس حقيبة وزارة الدفاع، خلفاً لنفتالي بينييت الذي أعلن لدى انتهاء منصبه بأن «إيران بدأت سحب قواتها من سوريا، وقلصت بشكل كبير من تواجدها وأزالت عدداً من قواعدها»، علماً بأنه حذر سابقاً بتحويل سوريا إلى «فيتنام إيرانية». ولوحظ أن قائد الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية السابق، الجنرال عاموس يدلين قال أمس، إن «الإيرانيين وحلفاءهم سيبحثون عن طرق للرد ولردع إسرائيل».

 

انتقادات روسية لحديث المعلم حول «قانون قيصر» الأميركي

موسكو: رائد جبر/الشرق الأوسط»/25 حزيران/2020

تجاهلت موسكو أمس، الغارات الإسرائيلية الجديدة على مواقع في سوريا ليل الثلاثاء – الأربعاء، ولم يصدر تعليق على المستوى العسكري أو الدبلوماسي، في حين ركزت وزارة الدفاع الروسية على صد هجوم على قاعدة «حميميم» استُخدمت فيه طائرتان موجهتان. تزامن ذلك، مع بروز ردات فعل في موسكو انتقدت مضمون حديث وزير الخارجية السوري وليد المعلم قبل يومين. وبالتوازي مع الصمت الرسمي الروسي على الغارات الإسرائيلية، أعلن المركز الروسي للمصالحة في سوريا، عن إسقاط طائرتين مسيرتين بالقرب من قاعدة «حميميم» الجوية الروسية قبل يومين. وقال رئيس المركز الفريق البحري ألكسندر شيربيتسكي في بيان، إن وسائل الدفاع الجوي الروسي رصدت طائرات مسيرة اقتربت من القاعدة وحامت قرب مدينة جبلة بريف اللاذقية. وأضاف، أن المضادات الجوية الروسية والسورية أسقطت الطائرتين قبل وصولهما إلى أهدافهما. وأكد المركز الروسي عدم وقوع أي خسائر أو أضرار، مشيراً إلى أن «القاعدة الروسية تعمل بنظام اعتيادي». سياسياً، برزت ردات فعل حملت استياء من تصريحات المعلم، وقال لـ«الشرق الأوسط» خبير في مركز دراسات متخصص بشؤون الشرق الأوسط، أن «الوقائع تظهر أن النظام بات عاجزاً عن تغيير سلوكه» ومواجهة المشكلات الجدية التي تتعرض لها سوريا حالياً. ورأى أن «المشكلة الرئيسية تكمن في تزايد القناعة لدى النخب الروسية بعدم القدرة على فصل النظام عن إيران، مع ما ينعكس من ذلك على آليات التعامل مع الملفات المختلفة المطروحة حالياً».

في الوقت ذاته، قال رامي الشاعر، الدبلوماسي السابق المقرب من الخارجية، إن تصريحات المعلم «تبعث على الدهشة»؛ لأن «تلك الصورة التي نقرأها في كلماته عن الوضع في سوريا تظهره وكأنه طبيعي للغاية. لا يوجد أي دمار أو مهجّرين في الداخل والخارج، والدولة تقوم بواجبها على أكمل وجه، وملتزمة بدفع الرواتب لجميع الموظفين والعاملين في مؤسساتها، ولا يعاني الشعب السوري من غلاء المعيشة وانخفاض القيمة الشرائية للرواتب». وزاد الدبلوماسي، أن «كل الضجة المثارة حول (قيصر) لا يراها المعلم سوى (فرصة للنهوض بالاقتصاد الوطني، وتحقيق الاكتفاء الذاتي)»، باعتبار أن سوريا معتادة على «التعامل مع العقوبات الأحادية التي فرضت (عليها) منذ 1978 تحت مسميات عدة وصولاً إلى ما يسمى قانون قيصر».

وانتقد خبراء روس تجاهل الحكومة السورية تردي الأوضاع المعيشية حتى قبل دخول «قانون قيصر» حيز التنفيذ، في محاولة لتحميل القانون كل تبعات الأخطاء السياسية والاقتصادية في البلاد. ولفت بعضهم إلى أن «المعلم لم يتحدث عن أن راتب المعلم أو الطبيب وصلت قيمته إلى ما يعادل 15 دولاراً أميركياً، بينما أصبح راتب العقيد في الجيش العربي السوري لا يتجاوز 40 دولاراً شهرياً. وتعامل الوزير مع الوضع السوري الراهن وكأن حاجة الشعب تقتصر على ربطة الخبز، متجاهلاً غياب الحد الأدنى من البنى التحتية من ماء وتدفئة وسكن ورعاية صحية، بعد أن دمرت 70 في المائة من هذه الخدمات».

ولفت أحد الخبراء إلى «انفصال المسؤولين السوريين عن الواقع» من خلال تجاهل ما يجري على الأرض والمعاناة المتواصلة للسوريين، والتركيز بشكل مفتعل على «المؤامرات الخارجية المحاكة ضد سوريا»، مشيراً إلى أن «الغالبية العظمى من الشعب السوري أصبحت على قناعة تامة بأن المخرج الوحيد لإنقاذ سوريا وشعبها هو الانتقال إلى سوريا جديدة بنظام آخر يشارك فيه الجميع على قدم المساواة لبناء اقتصاد وطني جديد، يحسن من أوضاع الشعب السوري، ويقيله من عثرته الراهنة».

اللافت، أن أحد الدبلوماسيين كتب عبارات لافتة في تعليق تلقت «الشرق الأوسط» نسخة منه؛ إذ أشار إلى أن «النظام الذي استمر نحو 50 عاماً، وصل إلى مرحلة التكلس، وآن أوان التغيير الحقيقي لنظام الحكم في سوريا. لأن هذا النظام لم يعد مقبولاً من غالبية الشعب السوري، وكل محاولات عرقلة النظام لتنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 2254، أو الالتفاف حوله، أو إيقاف عجلة التاريخ عند لحظات بعينها، لن تطيل من عمر النظام أكثر من بضعة أشهر». وأشار التعليق إلى أن ما يمكن استنتاجه من حديث المعلم في المؤتمر الصحافي «هو أن النظام في دمشق لا ينوي القيام بأي خطوات جدّية للمشاركة في الانتقال إلى مرحلة جديدة في سوريا كما نص عليها قرار مجلس الأمن رقم 2254، وأن الوضع الحالي مريح ومناسب بالنسبة لهذا النظام».

ولفت الأنظار إلى أن بعض التعليقات دعت الحكومة السورية إلى «عدم توقع أن تقوم روسيا بدفع المليارات لدعم النظام في دمشق أمام مواجهات التحديات الأميركية، الممثلة في القيود الاقتصادية الجديدة التي ينص عليها (قانون قيصر)».

وتزامن هذا مع إشارة إلى أنه «كذلك هناك من يراهن من السوريين على أن مناطق شمال وشرق سوريا ستنتعش اقتصادياً بسبب ضخ الولايات المتحدة وتركيا أموالاً ضخمة لدعم سيطرتهم عليها، بينما ترزح بقية الأراضي السورية تحت وطأة البؤس والفقر والمشاكل التي ستنفجر جنوب البلاد، وبدأت بوادرها تطفو على السطح فيما نراه من مظاهرات يومية في السويداء، واعتقال 8 نشطاء سياسيين، بالإضافة إلى بعض التوترات في مناطق حوران ومدينة درعا». وحذر الخبير من أن «سوريا لن ترى بريقاً لأي أمل بتحسين وضعها وإنهاء معاناة شعبها دون شروع فوري في عملية الانتقال السياسي؛ ما يسمح للمجتمع الدولي بالبدء في المشاركة الجماعية الدولية في ضخ المليارات لإعادة إعمار سوريا، وعودة الأمور إلى طبيعتها. وكل ما هو دون ذلك ليس سوى انتحار للنظام الحالي في دمشق وإطالة أمد معاناة الشعب السوري».

 

أنقرة وواشنطن ترغبان بوقف دائم لإطلاق النار في إدلب

أنقرة: سعيد عبد الرازق/الشرق الأوسط»/25 حزيران/2020

أعربت أنقرة وواشنطن عن أملهما في تحويل وقف إطلاق النار في إدلب إلى وقف دائم، وتحقيق نتائج ملموسة لأعمال اللجنة الدستورية؛ بغية تحقيق الحل السياسي في سوريا، في وقت تصاعد التوتر والاشتباكات بين الفصائل المتشددة في المدينة. ومن ناحية أخرى، أشعل القصف التركي في منبج وعين العرب غضب الأهالي الذين تظاهروا ضد الممارسات التركية في الأراضي السورية. وبحث المتحدث باسم الرئاسة التركية، إبراهيم كالين، التطورات في سوريا في اتصال هاتفي مع مستشار الأمن القومي الأميركي روبرت أوبراين تم التطرق خلاله إلى التطورات الأخيرة في إدلب واتفاق وقف إطلاق النار الموقع بين تركيا وروسيا في 5 مارس (آذار) الماضي، حيث أعربا عن أملهما في تحويله إلى وقف دائم لإطلاق النار. جاء ذلك في وقت تواصل فيه التوتر في إدلب، حيث اندلعت اشتباكات بين «هيئة تحرير الشام» وفصيل «حراس الدين» المنضوي ضمن غرفة عمليات «فاثبتوا»، بعد انتشار للحواجز واستنفار أمني بين الطرفين، على خلفية اعتقال القيادي السابق في «تحرير الشام»، جمال زينية الملقب «أبو مالك التلي». وتركزت الاشتباكات، التي انطلقت ليل الثلاثاء - الأربعاء، في منطقة الكورنيش غرب مدينة إدلب. وتنتشر قوات «تحرير الشام» في غرب الكورنيش واستخدم في الاشتباكات الأسلحة الخفيفة والمتوسطة، تخللها استخدام الأسلحة الثقيلة بشكل متقطع. تزامن ذلك مع أنباء عن قصف مدفعي تركي في مناطق في ريف إدلب الجنوبي، حيث حشدت «هيئة تحرير الشام» قواتها في الفترة الأخيرة؛ ما دفع روسيا إلى تنفيذ غارات جوية متكررة على منطقة جبل الزاوية، فضلاً عن قصف قوات النظام لها بالمدفعية.

وقالت مصادر محلية، إن «حراس الدين» يحاول السيطرة على السجن المركزي في إدلب. وأصدر «فريق منسقو استجابة سوريا»، ليل أول من أمس، بيانا أدان فيه استمرار الاقتتال بين الفصائل في مدينة إدلب وريفها؛ ما أسفر عن سقوط جرحى مدنيين.

وقال البيان «تستمر الفصائل العسكرية المتواجدة في مناطق إدلب وريفها بانتهاك القوانين الدولية الرامية لحماية السكان المدنيين في مناطق النزاعات، من خلال استخدام الأسلحة الثقيلة أثناء عمليات الاقتتال، وسقوط عدد من الجرحى المدنيين نتيجة الاستهدافات العشوائية، وسط مخاوف من توسع دائرة الاشتباكات بين الفصائل العسكرية». وحذر الفريق الفصائل العسكرية من الاقتراب أو توسيع نقاط الاشتباكات بالقرب من المخيمات العشوائية ومراكز الإيواء المنتشرة في المنطقة. وذكر جميع الأطراف بالتركيز على حماية المدنيين في الشمال السوري من جميع الاعتداءات، لا سيما أن المنطقة بلغت حدها الأقصى من الطاقة الاستيعابية للسكان الذين تجاوز عددهم أكثر من 4.3 مليون نسمة أكثر من نصفهم نازحون ومهجرون قسرياً.

وأصيب 3 مدنيين بينهم سيدة وطفل بجروح متفاوتة، في الاشتباكات بين «هيئة تحرير الشام» و«حراس الدين». من ناحية أخرى، أفاد المركز الإعلامي لمجلس منبج العسكري بوقوع إصابتين بين المدنيين، إثر تفجيرين متتالين وقعا أمس (الأربعاء) في قصف تركي على طريق الجزيرة في مدينة منبج شمال البلاد.

وقال المجلس في بيان عبر صفحته على «فيسبوك»، إن «تفجيرين متتاليين وقعا على طريق الجزيرة في مدينة منبج، تزامناً مع القصف الذي نفذه العدوان التركي على قرية حلنج شرق كوباني».

وأضاف أن «المعلومات الأولية التي تم التوصل إليها بأن هذه التفجيرات حدثت على يد الاستخبارات التركية حيث قامت بتنفيذ تفجيرين متتالين على طريق الجزيرة في مدينة منبج؛ ما أدى لإصابة اثنين من المدنيين بجروح بليغة تم نقلهم إلى المستشفى».

وجددت القوات التركية قصفها الصاروخي على مناطق تسيطر عليها القوات الكردية بريف حلب الشمالي، حيث استهدفت كل من مرعناز وشوارغة وعلقمية ومالكية، كما قصفت القوات الكردية مناطق في محيط مدينة اعزاز بالريف ذاته. وجاء القصف عقب قصف من قبل القوات التركية، استهدف محيط مدينة تل رفعت ومطار منغ العسكري ضمن مناطق انتشار القوات الكردية شمال حلب. وخرجت مظاهرة حاشدة من أهالي عين العرب (كوباني) أمس للتنديد بممارسات القوات التركية في المنطقة. في غضون ذلك، وقع انفجار في مدينة عفرين، أمس، ناجم عن دراجة نارية مفخخة انفجرت في شارع المحمودية بالمدينة الخاضعة لسيطرة القوات التركية والفصائل الموالية لها في شمال غربي حلب؛ ما أدى إلى مقتل شخصين وإصابة 9 آخرين بجروح متفاوتة.

 

مؤتمر بروكسل يبحث دعم اللاجئين والحل السياسي في سوريا

بروكسل: عبد الله مصطفى/الشرق الأوسط»/25 حزيران/2020

تتواصل فعاليات أيام الحوار التي تنعقد على هامش مؤتمر بروكسل الرابع حول دعم سوريا والمنطقة التي انطلقت الاثنين. وشمل الحوار يومي الاثنين والثلاثاء 4 مناقشات رفيعة المستوى، بين المجتمع المدني والوزراء وكبار صناع القرار في الدول المضيفة للاجئين، والاتحاد الأوروبي، والأمم المتحدة والشركاء الآخرين. وحسبما أعلنت المفوضية الأوروبية في بروكسل، بدأت الفعاليات الاثنين، عندما ترأس المفوض الأوروبي المكلف بشؤون سياسة الجوار أوليفر فارهيلي جلسة حول الاستجابة الإقليمية والتعافي في مواجهة أزمة فيروس «كوفيد - 19»، بينما خصصت جلسة الثلاثاء التي ترأسها مفوض إدارة الأزمات جانيز ليناريتش حول الاحتياجات الفورية استجابة للوضع الإنساني. وستحصل في الأيام المقبلة أحداث جانبية تستضيفها الدول الأعضاء في الاتحاد والدول الشريكة ووكالات الأمم المتحدة عبر الإنترنت، ويوجد حالياً معرض افتراضي تحت عنوان «أصوات من سوريا والمنطقة» على الإنترنت يضم صوراً ومقاطع فيديو تسلط الضوء على حياة الأشخاص المتأثرين بالأزمة السورية ويظهرون من خلالها الصمود غير العادي. وسبق أيام الحوار هذه إجراء مشاورات مكثفة عبر الإنترنت مع منظمات المجتمع المدني في سوريا ودول الجوار المضيفة للاجئين، وستنقل التوصيات الناتجة عن هذه المشاورات الإلكترونية واللجان المختلفة إلى الاجتماع الوزاري في 30 يونيو (حزيران) من قبل عدد من مقرري المجتمع المدني في سوريا ودول الجوار. وفي الاجتماع الوزاري يوم 30 يونيو وإلى جانب مشاركة من يمثل الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة سيكون هناك أيضاً 80 مندوباً من الدول المجاورة لسوريا التي تستضيف اللاجئين والمنظمات الدولية، وذلك بهدف معالجة الجوانب السياسية والإنسانية والإنمائية الرئيسية للأزمة السورية وسيتم الإعلان عن التعهدات في هذا الصدد. وبهذه المناسبة، قال جوزيب بوريل منسق السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي، إن «مواصلة دعم الشعب السوري هو واجب أخلاقي بعد مرور 9 سنوات من الصراع ولا يمكن تجاهل محنتهم»، وإن المؤتمر يهدف إلى زيادة تعبئة المجتمع الدولي وراء الجهود التي تقودها الأمم المتحدة لتحقيق حل سياسي دائم للأزمة السورية بما يتماشى مع قرار مجلس الأمن 2254، وهذا هو الحل الوحيد لإعادة الاستقرار والسلام لجميع السوريين. ومن جهته، أكد بيتر ستانو المتحدث باسم السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، أن الهدف من الاجتماع هو البحث في مزيد من الدعم للاجئين ودول الجوار التي استقبلت هؤلاء اللاجئين، وتأثرت جراء الصراع في سوريا، وأيضاً مناقشة إيجاد حل سياسي لإنهاء الصراع.

ولمح المتحدث في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إلى الموقف الأوروبي المعلن حول هذا الصدد، وجاء فيه أن هذا المؤتمر سيكون فرصة للخروج بتعهدات طموحة، والتعبير عن دعم لحل سياسي موثوق به للصراع السوري وبوساطة الأمم المتحدة.

وفي نهاية العام الماضي، نشر الاتحاد الأوروبي تقريراً حول التقدم المحرز في تنفيذ تعهدات الأطراف، التي شاركت في مؤتمر بروكسل الثالث حول دعم سوريا والمنطقة. وجاء في التقرير الأوروبي أنه بالنسبة لعام 2019، فقد أسهم المانحون بالفعل بنسبة 92 في المائة من التعهدات، أي 6.4 مليار دولار من التعهدات، لتوفير التمويل في الأردن ولبنان والعراق ومصر وسوريا. وأما بالنسبة لعام 2020، فقال بيان أوروبي إن 32 في المائة فقط، التي توفرت من التعهدات، وتصل هذه النسبة إلى 752 مليون دولار. وقال التقرير إنه بشكل إجمالي فإنه من بين القروض المتعهد بها وتبلغ 21 ملياراً، والمخصصة لعام 2019 وما بعده، فقط جرى بالفعل توفير 14.8 مليار دولار في البلدان المضيفة للاجئين، وهذا يعني توفير 71 في المائة من إجمالي القروض المعلنة.

 

عقوبات أميركية جديدة تستهدف 8 شركات إيرانية

واشنطن/الشرق الأوسط»/25 حزيران/2020استهدفت الولايات المتحدة، اليوم (الخميس)، إيران بجولة أخرى من العقوبات على ثماني شركات تعمل هذه المرة في مجال الصلب والمعادن الأخرى، وذلك وفقاً لموقع وزارة الخزانة الأميركية، ومن بين تلك الشركات «مباركة للصلب». ومنذ العام 2018 عندما انسحب الرئيس الأميركي دونالد ترمب من اتفاق إيران النووي مع الدول الكبرى الست عام 2015، أعادت واشنطن فرض العقوبات لخنق صادرات إيران النفطية في إطار سياسة أقصى الضغوط على طهران. وتقول الولايات المتحدة إنها تهدف إلى دفع طهران لإبرام اتفاق أوسع يفرض قيوداً أشد على أنشطتها النووية، ويقيد برنامجها للصواريخ الباليستية، وينهي حروبها بالوكالة في المنطقة. ولطالما قالت إيران إنها لن تتفاوض ما دامت العقوبات مفروضة عليها.

 

ميليشيات “الوفاق” على أبواب سرت وإيطاليا تدعوها إلى الابتعاد

الجيش الليبي: الطيران التركي يواصل نقل الأسلحة والمرتزقة إلى مصراتة ومعيتيقة

طرابلس- وكالات»/25 حزيران/2020

 رسالة حاسمة وجههتا إيطاليا إلى حكومة “الوفاق” الليبية برئاسة فايز السراج، أضيفت إلى مجموعة رسائل من دول أخرى حملت المغزى نفسه.

الرسالة جاءت في إطار تحذير من أي محاولات لاختراق جبهة سرت من قبل ميليشيات طرابلس، المدعومة تركيا، حيث أكد وزير خارجية إيطاليا، لويغي دي مايو، عقب لقائه السراج في العاصمة، طرابلس، أول من أمس، على ضرورة إطلاق العملية السياسية في ليبيا، والعودة إلى المفاوضات. وبدا التحذير الإيطالي مركزا بصورة لا تقبل التجاهل أو سوء التفسير، وخلاصته أن أي خطوات عسكرية من الميليشيات المدعومة من تركيا، لاختراق جبهة سرت، أمر مرفوض وسيؤدي إلى تفاقم النزاع. من جانبه، قال ما يسمى بوكيل وزارة الدفاع بحكومة الوفاق، صلاح الدين النمروش، “ليس هناك خطوط حمراء أمام تقدم قواتنا لتحرير مدينة سرت”. وأضاف: “هدفنا ووفاؤنا لدم الشهداء هو دحر مليشيا المتمرد، وبسط كامل السيطرة على سرت”. وتابع: “قوات الوفاق على أبواب سرت، وعملية تحريرها لن تتأخر، هناك بعض التجهيزات التي تقوم بها قواتنا على تخوم المدينة”. وفي المقابل، أكد الناطق باسم الجيش الليبي، أحمد المسماري، أن الطيران التركي يواصل نقل الأسلحة إلى مصراتة ومعيتيقة. واتهم الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، بتحدي رغبة المجتمع الدولي لجهة وقف إطلاق النار في ليبيا، مشيرا إلى أن الطيران التركي يواصل رحلاته إلى مصراتة، وأن طائرات شحن عسكرية تركية تنقل السلاح إلى ليبيا. وأكد المسماري أن هناك قطعاً عسكرية بحرية تركية قبالة سواحل ليبيا الغربية. إلى ذلك، أكد جهوزية الجيش في سرت، قائلاً: “قواتنا المسلحة قامت بتدريب قتالي في منطقة غرب سرت”، والجيش مستعد وجاهز للتعامل مع أي طارئ.

وأضاف: “رجال القوات المسلحة يؤمنون بأن هذه المعركة هي معركة وطن للتخلص من التكفيرين وإنهاء الغزو التركي”.من جانبه، تباهى نائب الرئيس التركي، فؤاد أقطاي، بتدخلات بلاده في ليبيا، معتبراً أن “تركيا تسطر التاريخ هناك حالياً، بعدما مزقت الخرائط والمخططات التي كانت تهدف لإقصائها عن شرق البحر المتوسط”. وفي الاثناء، كشف موقع “إيتاميل رادار” الذي يرصد نشاط الطائرات عن وصول دفعة حديثة من الطائرات التركية إلى ليبيا “في مهمة جديدة”، كما نشر صوراً لعودة طائرتي C-130E من مصراتة إلى إسطنبول.وعلى الرغم من إعلانها صراحة وأكثر من مرة إرسال جنود ومستشارين عسكريين إلى طرابلس لمساعدة حكومة الوفاق، لا تزال تركيا تتكتم على نشر أي خبر يتعلق بمقتل جنودها في ليبيا، لما يحمله الموضوع من “حساسيات” قد تثير موجة انتقادات لسياسة الحزب الحاكم في البلاد. وفي السياق، واصلت تركيا ردودها بعنف على انتقادات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لدورها في ليبيا، وحمّلته مسؤولية جرائم الحرب التي ارتكبتها قوات الجيش الليبي، كما اتهمت مصر التي تهدد بالتدخل عسكريا في ليبيا، بالتبعية لباريس وأبوظبي. وفي تصريحات لصحيفة لوموند الفرنسية، قال الرئيس التونسي، قيس سعيد، إن بلاده ترفض تقسيم ليبيا، مؤكداً أنها من أكثر المتضررين من الأزمة الليبية، وإنه لابد من احترام الشرعية في ليبيا، لكن ذلك ليس صكا على بياض، بحسب قوله. وأشار سعيد في تصريحاته إلى ضرورة تجميع القبائل الليبية في حوار وطني ينتهي بدستور يتم التوافق عليه، مبينا أن موازين القوى في ليبيا قد تغيرت بدخول أميركا وروسيا في المعادلة.

 

تركيا: حكومة «الوفاق» تطالب بانسحاب حفتر من سرت والجفرة

أنقرة/الشرق الأوسط»/25 حزيران/2020

قالت تركيا، اليوم (الخميس)، إن حكومة «الوفاق» الليبية تطالب بانسحاب قوات الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر من مدينة سرت الساحلية ومنطقة الجفرة كشرط مسبق لإجراء محادثات من أجل التوصل لوقف إطلاق النار. وقال المتحدث باسم الرئاسة التركية، إبراهيم كالين، لقناة «سي إن إن ترك» إن الولايات المتحدة، التي حضتها تركيا على الاضطلاع بدور أكثر فاعلية في ليبيا، تعزف عن لعب «دور حاسم» في الصراع. وتدور منذ أسابيع معارك في محيط مدينة سرت بين القوات الموالية لحكومة «الوفاق» المدعومة من تركيا والجيش الليبي. واندلعت المعارك بعد سيطرة قوات حكومة «الوفاق» على كل الغرب الليبي إثر معارك استمرت أكثر من عام وانتهت مطلع يونيو (حزيران) بانسحاب قوات الجيش الوطني من محيط طرابلس حيث مقر حكومة «الوفاق» وكل المناطق الأخرى التي كان يسيطر عليها في غرب وشمال غربي البلاد.

 

إيران تتوغل شمال العراق وتخوض اشتباكات عنيفة مع الأكراد

لقاء عراقي- أردني- مصري قريباً... ووزارة للتركمان... ومقتل 12 "داعشياً"

بغداد – وكالات25 حزيران/2020

 شنت القوات الإيرانية، هجمات مسلحة ترافقت بقصف استهدف مواقع لـ “الحزب الديمقراطي الإيراني” في المناطق الحدودية المحاذية للأراضي العراقية. وكشف عضو العلاقات في “العمال الكردستاني” كاوه شيخ موس، أمس، عن تحرك إيراني في المناطق الحدودية مع الدولة العراقية، في ساعة متأخرة من ليل أول من أمس، وحصول اشتباكات مع “الحزب الديمقراطي الإيراني”. وقال، إن القوات الإيرانية نفذت عمليات تمشيط في الحدود، وحصلت مناوشات وصدامات مسلحة بينها وبين عناصر الحزب الديمقراطي الإيراني الذين يتواجدون في الأراضي الإيرانية المحاذية للعراق”. وأضاف، إن “القوات الإيرانية قصفت مواقع عدة للحزب الديمقراطي الكردي الإيراني، في بعض المناطق التي يتواجدون فيها”، نافيا حصول اشتباكات بين الجيش الإيراني، وعناصر “حزب العمال الكردستاني”. وفي سياق آخر، تنفذ القوات التركية عمليات مكثفة ضد “حزب العمال الكردستاني”.

من ناحية ثانية، أعلن وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين، في مؤتمر صحافي مع نظيره الأردني أيمن الصفدي، ليل أول من أمس، عزم بلاده على عقد محادثات ثلاثية تضم العراق ومصر والأردن. وقال، “بحثنا إمكانية عقد محادثات ثلاثية تضم بغداد والقاهرة وعمان”، مؤكداً “أهمية التعاون الثنائي المشترك في مكافحة الإرهاب والطاقة وملفات أخرى”. من جهته، قال الصفدي، إن “المملكة تتضامن مع بغداد في مكافحة الإرهاب وإعادة الإعمار”، مبدياً استعداد الأردن للتعاون مع العراق في مكافحة وباء “كورونا”.

وأضاف، إن “الاجتماع شهد بحث سبل تعزيز التعاون النفطي عبر البصرة وميناء العقبة”. بدوره، أكد رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، في وقت لاحق، أن “القضايا المشتركة بين البلدين (العراق والأردن) ستشهد تفعيلاً سريعاً يوازي حجم التحديات”.على صعيد آخر، أكد رئيس “الجبهة التركمانية” النائب أرشد الصالحي، أمس، وجود توافق سياسي على منح وزارة للمكون التركماني في حكومة الكاظمي. وقال، إن هناك توافقاً سياسياً من قبل الكتل النيابية على منح وزارة للمكون التركماني كاستحقاق قبل تشكيل الحكومة، مطالباً بضرورة الإسراع بمنح وزارة للمكون التركماني. وكان مجلس النواب، صوت في وقت سابق، على تفويض الكاظمي باستحداث وزارة دولة يكون وزيرها من المكون التركماني من أجل تشجيع المكونات والمشاركة في بناء الدولة. إلى ذلك، أعلن المتحدث باسم القائد العام للقوات المسلحة يحيى رسول، أول من أمس، اليوم الأربعاء، مقتل 12 من عناصر تنظيم “داعش” بعملية نوعية لجهاز مكافحة الإرهاب، بمشاركة الطيران العراقي والتحالف الدولي شمال البلاد. وفي السياق، اعتقلت وكالة الاستخبارات في وزارة الداخلية، أمس، ثلاثة إرهابيين، وضبطت كدساً للعتاد في محافظة صلاح الدين وشمال بغداد. وذكرت الوزارة، في بيان، أن “وكالة الاستخبارات اعتقلت إرهابيين اثنين مطلوبين لانتمائهما لعصابات داعش في قضائي تكريت والشرقاط، فضلاً عن ضبط كدس للعتاد في قضاء الضلوعية من مخلفات داعش الإرهابية احتوى على مواد متفجرة”. كما تم اعتقال أحد الإرهابيين، المكنى أبوعدنان الإداري، لانتمائه لـ “داعش”، كونة يعمل إدارياً لما يسمى ولاية العراق قاطع شمال بغداد.

 

أميركا تتهم تركيا باستخدام قوانين الإرهاب للتضييق على الحريات

عواصم – وكالات/25 حزيران/2020

 أكدت وزارة الخارجية الأميركية، أن “تركيا تستخدم قوانين مكافحة الإرهاب للتضييق على الحريات”. وذكرت الوزارة، في تقريرها السنوي، أن “تركيا تواصل اعتقال مواطنين وأجانب على خلفية الانقلاب الفاشل”، الذي حصل في صيف العام 2016.

واعتبرت، أن “تركيا معبر للمتطرفين للانتقال إلى سورية والعراق”، مضيفة ان “التهديدات الإرهابية الخطيرة استمرت في العام 2019، رغم تكبد تنظيم داعش خسائر في العراق وسورية، وفرض الولايات المتحدة عقوبات واتخاذ خطوات أخرى ضد إيران ووكلائها في الشرق الأوسط”.

من ناحية ثانية، قدم رئيس نقابة المحامين في ولاية أنطاليا التركية بولات بلقان، أمس، شكوى جنائية إلى مكتب المدعي العام في أنقرة، ضد وزير الداخلية سليمان صويلو، ووالي أنقرة واصب شاهين، وبعض ضباط الشرطة في الولاية، بتهمة “حرمان الأفراد من حرية التعبير والمعاملة السيئة” على خلفية حظر السلطات مسيرة لنقابات المحامين حاولت الوصول إلى أنقرة نهاية الأسبوع الماضي. وقال بلقان في الشكوى، “تعرض المحامون الذين حاولوا الوصول إلى أنقرة لسوء معاملة وتم إيقافهم على مداخل العاصمة لمدة 27 ساعة تقريباً”. وأضاف، “تضمنت الشكوى أيضاً إشارات إلى الظروف السيئة التي عانى منها المحامون بعدما أحاطت بهم الشرطة على مدخل طريق أنقرة – إسكي شهير، ومنعت وصول المساعدات إليهم، ومنعتهم من الذهاب لقضاء الحاجة”. وشدد على ضرورة معالجة القضايا الواردة في الشكوى الجنائية التي قدمها، مشيراً إلى أن “من في تركيا والعالم يشاهدون الأوامر غير الدستورية التي تطبق ومن يجب معاقبته”.

وكانت نقابات المحامين أطلقت الأسبوع الماضي، مسيرات احتجاجية رمزية في 80 ولاية تركية ضد مشروع يعتزم حزب “العدالة والتنمية” الحاكم وحليفه حزب “الحركة القومية” طرحه قريباً على البرلمان، ترى فيه نقابات المحامين أنه “يفرض وصاية حكومية عليها، ويسعى إلى تغيير قانون النقابات ونظام انتخاب مجالسها” بحسب معارضي القانون من النقابات. على صعيد آخر، أعرب رئيس دائرة الاتصال في الرئاسة التركية فخر الدين آلطون، أمس، عن استيائه مما تضمنه كتاب مستشار الأمن القومي الأميركي السابق جون بولتون، من نقاط لها علاقة بمحادثات جرت في وقت سابق بين تركيا والولايات المتحدة.

وقال، إنه “(من خلال ما ورد بكتاب بولتون) يتضح أن المحادثات التي أجراها الرئيس رجب طيب أردوغان، ونظيره الأميركي دونالد ترامب، تم نقلها بشكل خطأ أحادي الجانب، بعد التلاعب فيها”. وأضاف، إنه “من الواضح كذلك أن الهدف من هذا التزوير هو تحقيق مكاسب سياسية داخلية ومنافع شخصية”.

 

أميركا تعاقب خمسة قباطنة إيرانيين نقلوا الوقود إلى فنزويلا/صنّفت طهران عاصمة الإرهاب الأولى... ومشروع لتصدير النفط من بحر عمان

واشنطن، طهران، عواصم– وكالات/25 حزيران/2020

 فرضت واشنطن عقوبات على قادة خمس ناقلات نفط إيرانية حملت إمدادات إلى فنزويلا، وذلك في إطار جهود الولايات المتحدة لتعزيز الضغط على نظام الرئيس نيكولاس مادورو. وقال وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو إن “البحارة الذين يقومون بالتجارة مع إيران وفنزويلا سيواجهون عواقب ذلك”، مضيفا أن “موجودات هؤلاء القباطنة سيتم تجميدها وستتأثر مسيراتهم المهنية وآفاقهم”، معلنا إدراج أسمائهم على اللائحة السوداء للخزانة الأميركية. من جانبه، أكد وزير الخزانة الاميركي ستيف منوشين، ان الوزارة ستستهدف أي شخص يدعم المحاولات الإيرانية للتهرب من العقوبات الاميركية لدعم سلوكها المزعزع للاستقرار في العالم. في المقابل، رد وزير الخارجية الفنزويلي خورخي أريازا على تغريدة بومبيو، معتبراً أنها دليل كراهية من قبل صقور ترامب ضد فنزويلا، بينما أكد المتحدث باسم الخارجية الإيرانية عباس موسوي على “تويتر” أن إيران وفنزويلا لن تتراجعا عن الوقوف في وجه عقوبات أميركا.

على صعيد آخر، حذر بومبيو من أن إيران “بدون إجراء ستكون قادرة في 18 أكتوبر على شراء أنظمة أسلحة متطورة، وتصبح تاجرة الأسلحة المفضلة للارهابيين والأنظمة المارقة في العالم وهذا غير مقبول”، مضيفا “أننا مصممون على ضمان استمرار حظر الأسلحة”.

من جهتها، قامت السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة كيلي كرافت، والمبعوث الأميركي الخاص إلى إيران بريان هوك، بإطلاع مجلس الأمن الدولي افتراضيا على مشروع قرار أميركي، لتمديد حظر الأسلحة المفروض على إيران.

وقالت المتحدثة باسم الخارجية مورجان أورتاجوس، إن هوك أشار في كلمته إلى ضرورة اتحاد مجلس الأمن في الإعراب عن قلقه من عمليات نقل الأسلحة لإيران، وأن يؤكد مواصلته فرض قيوده التسليحية المفروضة منذ عام 2007، مضيفة أن هوك قدم لأعضاء مجلس الأمن بيانا بشأن أنشطة إيران التي وصفها بالخبيثة، بما في ذلك هجومها المباشر على السعودية في سبتمبر 2019. على صعيد متصل، صنفت الخارجية الأميركية، إيران، على أنها “الدولة الأولى الراعية للإرهاب” في العالم، مؤكدة في تقريرها السنوي حول الإرهاب أن إيران تقدم دعماً بمختلف أنواعه بما في ذلك التمويل والتدريب والتزويد بالمعدات، إلى الجماعات الإرهابية حول العالم، خاصة ميليشيا “حزب الله” اللبناني. ولفت التقرير إلى أن “حملة الضغط الأقصى” التي تمارسها إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب على طهران أثرت كثيراً، مشيرا إلى أن الحكومة الإيرانية كانت تنفق سابقا نحو 700 مليون دولار سنوياً لدعم الجماعات الإرهابية، مثل “حزب الله” في لبنان و”حماس” في غزة، ولكن في ظل عقوبات شديدة في عام 2019، انخفضت قدرة طهران على تقديم الدعم بشكل كبير. في غضون ذلك، دشن الرئيس الإيراني حسن روحاني مشروعا يمكن طهران من تصدير نفطها من بحر عمان، في خطة ترمي إلى تقليل الاعتماد على تصدير النفط عبر مضيق هرمز. ووصف روحاني المشروع بالستراتيجي، وأنه “ضامن للأمن الاقتصادي وأمن الطاقة الإيرانية”، مشيرا إلى “إن تصدير النفط من ميناء جاسك في بحر عمان، سيجعل إيران قادرة على مواصلة تصدير النفط في حال إغلاق مضيق هرمز لأي سبب”.

وزعم أن شعار إيران “نحن في مضيق هرمز ونحن الضامن لأمنه” صحيح، لكنه قد يخلق مشكلة كبيرة لإيران، وإنها “عبر تدشين المشروع الجديد تكون قد تجاوزت هذا الخطر”. ويشمل المشروع مد خط أنابيب نقل النفط من منطقة “غورة” في بوشهر (جنوب) الى منطقة “جاسك” (جنوب شرق) المطلة على بحر عمان، ويستهدف نقل مليون برميل من الخام الثقيل والخفيف يوميا.

 

لبرلمان العربي يُقر الستراتيجية الموحدة لمواجهة إيران وتركيا

القاهرة، عواصم – وكالات/25 حزيران/2020

 وافق البرلمان العربي في جلسته التي عقدها “عن بُعد، برئاسة رئيسه مشعل السُّلمي، على الستراتيجية العربية الموحدة للتعامل مع إيران، والستراتيجية العربية الموحدة للتعامل مع تركيا، مؤكدا أن الستراتيجية العربية الموحدة تهدف إلى وقف تدخلات النظامين الإيراني والتركي في الشؤون الداخلية للدول العربية، والتصدي لسياساتهما العدائية التي تهدد الأمن والاستقرار في المنطقة، ومنع تكوين أي ميليشيات مُسلحة أو تنظيمات ترتبط بالنظامين داخل الدول العربية. وذكر في بيان أن الستراتيجية الخاصة بإيران حددت مصادر التهديد التي يقوم بها النظام الإيراني ومنها مشروع الملالي لتصدير الثورة إلى العالم العربي والذي يُهدد أمن واستقرار الدول العربية، واحتلال الجزر الإماراتية الثلاث، وإثارة الفتنة والطائفية ورعاية الإرهاب ودعم الجماعات الإرهابية، وتكوين ودعم الميليشيات داخل الدول العربية وتزويدها بالأسلحة الثقيلة والنوعية، ودعم وتسليح ميليشيا الحوثي الإنقلابية باليمن وإمدادها بالأسلحة الذكية والصواريخ البالستية والطائرات المُسّيرة للعدوان على دول الجوار، والهجمات الإرهابية التي طالت المنشآت النفطية في السعودية، وانتهاك النظام الإيراني للسلامة الإقليمية وتهديد طرق الملاحة البحرية والتجارة العالمية في المنطقة العربية. وأضاف أن الستراتيجية العربية الموحدة للتعامل مع تركيا، حددت التحديات ومصادر التهديد في التعامل مع النظام التركي، ومنها الأطماع التوسعية لتركيا في المنطقة العربية، والتدخل العسكري التركي المباشر في سورية وليبيا، والانتهاك المستمر لسيادة العراق، وتكوين ودعم الميليشيات والجماعات المُسلحة وتزويدها بالأسلحة المتطورة في سورية وليبيا، ونقل الإرهابيين والمرتزقة إلى ليبيا، الأمر الذي يُغذي الصراع المُسلح ويُطيل أمده ويُهدد مصالح الدول العربية المُجاورة.

 

السودان يحذر: ملء سد النهضة دون اتفاق يعرض حياة الملايين للخطر

الخرطوم/الشرق الأوسط»/25 حزيران/2020

حذرت الحكومة السودانية، اليوم الخميس، من أن ملء سد النهضة الإثيوبي دون التوصل لاتفاق بين مصر والسودان وإثيوبيا يعرض حياة ملايين الأشخاص للخطر بسبب تأثيره على تشغيل سد الروصيرص السوداني. وذكرت وزارة الري السودانية في بيان أن «البدء في ملء خزان سد النهضة قبل التوصل إلى اتفاق يترتب عليه تعريض سلامة تشغيل سد الروصيرص، وبالتالي حياة الملايين من الناس الذين يعيشون في المصب للخطر». بدأت إثيوبيا في بناء السد في عام 2011. ومع الانتهاء منه، سيصبح أكبر سد هيدروكهربائي في أفريقيا. ويبعد السد عن الحدود السودانية نحو خمسة عشر كيلو ونحو مائة كيلومتر عن سد الروصيرص أكبر سدود السودان والذي تم إنشاؤه في عام 1963. وأشارت الوزارة إلى طلب السودان «دعوة قادة الدول الثلاث إلى إظهار إرادتهم السياسية والتزامهم بحل القضايا القليلة العالقة». وتقول إثيوبيا إنّ الكهرباء المتوقع توليدها من سد النهضة الذي تبنيه على النيل الأزرق لها أهمية حيوية من أجل الدفع بمشاريع تنمية البلد البالغ عدد سكانه أكثر من 100 مليون نسمة. لكن مصر تقول إن السد يهدد تدفق مياه النيل التي ينبع معظمها من النيل الأزرق، مع آثار مدمرة على اقتصادها ومواردها المائية والغذائية. وتأتي خطوة السودان رغم معارضتها قرار مصر اللجوء لمجلس الأمن الدولي للنظر في النزاع. ورداً على سؤال حول سبل تسوية الخلافات بين السودان ومصر وإثيوبيا بشأن سد النهضة، قالت وزيرة الخارجية السودانية أسماء محمد عبد الله في مقابلة مع وكالة الصحافة الفرنسية، أول من أمس الثلاثاء: «لم ينص إعلان المبادئ الموقع في مارس (آذار) 2015 على اللجوء إلى مجلس الأمن أو محكمة العدل الدولية». وتابعت أن الإعلان «نص على رفع الأمر لرؤساء الدول الثلاث للنظر في الوسيلة الممكنة لحل النزاع إذا ما عجز وزراء الموارد المائية عن التوصل إلى اتفاق». وقدمت مصر إلى مجلس الأمن طلباً «تدعوه فيه إلى التدخل من أجل تأكيد أهمية مواصلة الدول الثلاث، مصر وإثيوبيا والسودان، التفاوض بحسن نية، تنفيذاً لالتزاماتها وفق قواعد القانون الدولي من أجل التوصل إلى حل عادل ومتوازن لقضية سد النهضة الإثيوبي».

 

مسؤولون دوليون يوجّهون «تحذيرات أخيرة» من خطورة الضمّ الإسرائيلي ومجلس الأمن ينعقد بطلب من المجموعة العربية

نيويورك: علي بردى/الشرق الأوسط»/25 حزيران/2020

وجّه مسؤولون دوليون ودبلوماسيون رفيعو المستوى عبر العالم رسائل تضمّنت «تحذيرات أخيرة» لإسرائيل، بشأن خطورة مضيها في عمليات ضمّ أراضٍ فلسطينية محتلة في القدس والضفة الغربية، في «انتهاك هو الأخطر للقانون الدولي»، وفقاً لما قاله الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش. فيما رأى وزراء الدول الأعضاء في مجلس الأمن أن الخطوة تشكل «تهديداً وجودياً» لحلّ الدولتين. وأكد الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، أن البديل عنه سيكون «حلّ الدولة الواحدة» بين الفلسطينيين والإسرائيليين.

ووردت هذه التحذيرات خلال الجلسة الشهرية التي عقدها مجلس الأمن عبر الفيديو، الأربعاء، تحت بند «الحالة في الشرق الأوسط، بما فيها المسألة الفلسطينية»، وتقررت هذا الشهر أن تكون رفيعة، على المستوى الوزاري، بطلب من المجموعة العربية، بغية مناقشة مخططات حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لضمّ الأراضي، اعتباراً من الأول من يوليو (تموز) المقبل استناداً إلى خطة السلام الأميركية، التي «يرفضها العرب، ويعتبرها كثيرون مخالفة بشكل صارخ لقرار مجلس الأمن رقم 2334»، وفقاً لما قاله دبلوماسي عربي في الأمم المتحدة لـ«الشرق الأوسط»، مشيراً إلى أنه «على رغم أنه لن تنتج عن الجلسة أي قرارات، فإنها ستوجه رسالة تحذير أخيرة من كل هذه القيادات رفيعة المستوى، أي من 14 من الدول الـ15 الأعضاء في المجلس، مقابل دولة واحدة هي الولايات المتحدة، بشأن الآثار المدمرة لعملية الضمّ على حلّ الدولتين وعلى فرص تحقيق السلام في المنطقة».

وفي بداية الجلسة، التي انعقدت عبر الفيديو، قال غوتيريش: «أخاطبكم اليوم مع إحساس بقلق بالغ من الوضع المتطور في إسرائيل وفلسطين»، معتبراً أنه هذه «لحظة فاصلة». وأوضح أن «تهديد إسرائيل بضمّ أجزاء من الضفة الغربية المحتلة أثار قلق الفلسطينيين، وكثير من الإسرائيليين، والمجتمع الدولي الأوسع»، محذراً من أنه «إذا نفذ، فإن الضمّ يشكل انتهاكاً هو الأخطر للقانون الدولي، ويضرّ بشدة بآفاق حلّ الدولتين ويقوض احتمالات تجديد المفاوضات». ودعا الحكومة الإسرائيلية إلى «التخلي عن خطط الضم». واعتبر أن «القرار الفلسطيني الأخير بالتوقف عن قبول عائدات المقاصة التي تجمعها إسرائيل نيابة عن السلطة الفلسطينية، يخاطر بزيادة معاناة الشعب الفلسطيني». وأكد أنه سيواصل اتخاذ مواقف «ضد أي خطوات أحادية من شأنها أن تقوض السلام وفرص حل النزاع الإسرائيلي - الفلسطيني، من خلال مفاوضات هادفة». وشجّع الأطراف الإقليمية والدولية المؤيدة لحل الدولتين على «المساعدة»، داعياً أعضاء اللجنة الرباعية إلى «تولي دور الوساطة» من أجل «إيجاد إطار مقبول للطرفين لإعادة انخراط الطرفين، من دون شروط مسبقة، معنا ومع دول رئيسية أخرى».

وكرّر المنسق الخاص للأمم المتحدة لعملية السلام في الشرق الأوسط، نيكولاي ملادينوف، التحذيرات التي أوردها الأمين العام في أحدث تقرير له عن القرار 2334. فقال إن اعتزام الحكومة الإسرائيلية ضم أجزاء من الضفة الغربية المحتلة «يثير قلقي الشديد»، لأنه «سينسف حل الدولتين، ويهدد المساعي الهادفة إلى إحراز تقدم على درب السلام في المنطقة». وإذ طالب إسرائيل بـ«التخلي عن خططها للضم» لأن «من شأنها أن تسد الطريق فعلياً أمام استئناف المفاوضات، وتنسف فرصة قيام دولة فلسطينية لها مقومات البقاء»، كرّر أن المستوطنات «ليست لها أي شرعية بحكم القانون، وهي تشكل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي». وعبّر عن «بالغ القلق إزاء استمرار أعمال العنف التي يرتكبها المستوطنون في الضفة الغربية المحتلة، بما فيها القدس الشرقية»، مطالباً إسرائيل بـ«ضمان سلامة وأمن السكان الفلسطينيين، والتحقيق مع مرتكبي الهجمات ومحاسبتهم».

واستهل الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، كلمته، بالتذكير بأنه «منذ عام 1993، اختار الفلسطينيون طريق السلام والتعايش»، إذ وقّعوا اتفاقات موقتة مع إسرائيل «أملاً في أن تمهد الطريق لإقامة دولة فلسطينية مستقلة على خطوط عام 1967 و عاصمتها القدس الشرقية». غير أن إسرائيل اعتمدت «توسيع النشاط الاستيطاني»، و«ترسيخ منطق الاحتلال الدائم والمصادرة». وقال: «إذا نفذت، فإن خطط الضم الإسرائيلية لن تضر فقط بعملية السلام اليوم، ولكنها ستدمر أيضاً أي احتمالات للسلام في المستقبل». وحذّر من أنه «إذا أزيل حل الدولتين عن الطاولة، فسيحل مكانه حل الدولة الواحدة».

وتكلم وزير الدولة البريطاني لـ«الشرق الأوسط» وشمال أفريقيا، جيمس كلافرلي، الذي عبر عن «القلق والإحباط بسبب عدم إحراز تقدم نحو حل الدولتين»، مذكراً بأنه «في عام 1947، مع نهاية الانتداب البريطاني على فلسطين، أكدت الجمعية العامة وجهة نظر المجتمع الدولي بشأن الحاجة إلى التقسيم لدولتين». وقال إنه «في عام 1993، اعترفت منظمة التحرير الفلسطينية بإسرائيل، وقبلت بخطوط 1967 أساساً للحدود المستقبلية بين إسرائيل والأراضي الفلسطينية»، مضيفاً أن «خطط إسرائيل لضمّ أجزاء من الضفة الغربية تشكل تهديداً كبيراً ووجودياً لعملية السلام». ورأى أن «الضم يشير إلى رفض إسرائيل للحل ذاته الذي وافقت عليه إسرائيل والمجتمع الدولي عام 1947»، محذراً من أن «مثل هذه الخطوة تنطوي على إمكان إثارة عدم الاستقرار الإقليمي، ما يهدد أمن إسرائيل نفسها». واعتبرت المندوبة الأميركية الدائمة لدى الأمم المتحدة، كيلي كرافت، أن الرئيس دونالد ترمب «كرّس كثيراً من الوقت والطاقة لتطوير رؤية السلام»، قائلة إن هذه الرؤية «مصممة لقيادة الجانبين إلى حلّ واقعي قائم على دولتين». وعبّرت عن اعتقادها أن «التفكير الجريء فقط في هذا المنعطف - على النحو المبين في رؤية السلام - سيكون في نهاية المطاف لصالح الشعبين الإسرائيلي والفلسطيني»، طالبة من المجتمع الدولي والقيادة الفلسطينية «عدم استبعاد رؤيتنا بشكل مباشر والعودة إلى التصريحات والحجج السابقة التي لم تؤدِ إلى سلام حقيقي». وتساءلت: «هل الرجوع إلى نقاط الحديث القديمة هو أفضل ما يمكننا القيام به كمجتمع دولي؟». إلى ذلك, أعلن وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، الأربعاء، أن قرار ضمّ أجزاء من الضفة الغربية المحتلة «يرجع للإسرائيليين»، ملمحاً بذلك إلى أن الولايات المتحدة تمنح الضوء الأخضر لإسرائيل للشروع بالضم.

 

غانتس يهاجم القيادة الفلسطينية ويقترح لقاء أبو مازن/رئيس الأركان يبلغ قواته في الشمال باحتمال نقلها إلى الضفة أو غزة

تل أبيب: نظير مجلي/الشرق الأوسط»/25 حزيران/2020

في مبادرة شخصية؛ لا يعرف إن كانت منسقة مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، دعا رئيس الحكومة الإسرائيلية البديل ووزير الدفاع بيني غانتس، الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن)، إلى لقائه للتباحث معه في خطة الرئيس الأميركي دونالد ترمب.

وقال غانتس، في حديث مع المراسلين العسكريين للصحف العبرية، مساء أول من أمس الثلاثاء، إنه مستعد لهذا اللقاء فوراً في أي مكان يختاره أبو مازن. وأضاف: «إسرائيل ستمضي من دون الفلسطينيين إن لم يكونوا جاهزين للتباحث في موضوع الضمّ. ولكن إذا أبدوا أي استعداد لذلك، فإنني مستعد للسفر صباح غد إليه في رام الله، للتباحث معه ومحاولة إقناعه بدفع هذه الخطة». ولكن غانتس كان قد هاجم القيادة الفلسطينية، من دون تسمية أحد، على موقفهم الرافض للخطة. وقال: «الفلسطينيّون مستمرّون في رفض الحوار ويعملون على البقاء متخبطين, بل يسعون لجرنا للتخبط معهم هناك. وهذا غير معقول. فنحن نتعامل مع فرصة حقيقية لكسر الجمود السياسي. مجرد نجاحنا في كسر هذا الجمود يعطينا الأمل في التغيير لصالح الجميع. فنحن في حزب (كحول لفان) دخلنا الحكومة بهدف إحداث تغيير جوهري في مجالات عدة؛ عملية السلام على رأسها. نريد العمل على تصغير خطر تحوّل إسرائيل إلى دولة ثنائيّة القوميّة، بالإضافة إلى الحفاظ على أمنها عبر حوارات وثيقة مع الولايات المتحدة ودول العالم والفلسطينيين. نريد أن نوقف حالة إدارة الصراع فقط، بل نريد أن نعيد تصميمه أيضاً».

وحاول غانتس التخفيف من خطورة الضم أيضاً على الإسرائيليين المتطرفين والمستوطنين الرافضين للخطة، فقال إن «إسرائيل لن تأخذ أي فلسطيني إلى أرضها». وحاول طمأنة الأردن، فقال: «نريد العمل مع المجتمع الدولي ومع كل دول المنطقة التي نتواصل معها. لن نخاطر باتفاقيّات السلام».

ونفى غانتس أن نتنياهو لا يطلعه على الخرائط الدقيقة للضم، وقال إنه مطلع على كل شيء ويرى أن هناك فرصة ذهبية للتقدم في تسوية الصراع لا يجوز تفويتها. وكشف عن أنه يمضي ساعات طويلة في المداولات بالموضوع. وقال إنه أجرى، خلال الأسابيع الأخيرة، مداولات مع قادة الأجهزة الأمنيّة حول الضمّ امتدّت إلى أكثر من 20 ساعة. وأكد أن «ضباط الجيش يعتقدون أن تنفيذ الضمّ من لحظة اتخاذ القرار، سيحتاج إلى أسابيع من الاستعدادات الأمنيّة وأشهر من الاستعدادات المدنيّة، والحكومة ستلتزم بطروحاتهم».

وكان ضباط من قادة الجيش الإسرائيلي قد أكدوا أنهم بحاجة إلى وقت لتجنيد قوّات الاحتياط، وتشديد ونشر القوات، ولاستعدادات أخرى على الأرض، لكنهم يرون أن الجزء الأكبر تعقيداً هو الجزء المدني الذي قد يستمر العمل فيه لأشهر. فعلى سبيل المثال، هناك مستوطنات مقامة على أراض فلسطينيّة خاصّة سيطر عليها الاحتلال بأوامر عسكريّة، ومن غير الواضح بعد كيف سيكون وضعها. كما أن ضمّ الكتل الاستيطانيّة سيتطلب تغيير مسار جدار الفصل العنصري، وهذا أيضاً بحاجة إلى خطوات قضائيّة وإجرائية. وضمّ منطقة غور الأردن، ستكون معقّدة أكبر، بحسب هؤلاء الضبّاط. فالفلسطينيون الذين يعيشون في مناطق «أ» في الضفة الغربية، يملكون أراضي زراعية شاسعة هناك وينتقلون إليها الآن بحريّة، ومن غير الواضح ما مصير ذلك إن تمّ الضم. وذكرت مصادر سياسية أن رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، أفيف كوخافي، قام بزيارات ميدانية عدة في الضفة للاطلاع على وجهات نظر هؤلاء القادة، وتداول معهم في التحذيرات بأن الضم سيقود إلى تصعيد في الضفة الغربية وقطاع غزة. وعلى أثر هذه اللقاءات، قال كوخافي للجنود الذين زارهم خلال تدريبات عسكريّة على الجبهة الشماليّة: «التدريبات موجّهة بشكل طبيعي إلى جبهة القتال المركزيّة؛ (حزب الله)، في الشمال، وحماس في قطاع غزة. ولكنّكم قد تجدون أنفسكم بعد أسابيع عدّة في يهودا والسامرة (الضفة الغربية)، بسبب إخلال بالنظام أو عمليات إرهابيّة. وقد يتطوّر الشغب في يهودا والسامرة إلى قتال في قطاع غزة». وتتلاءم هذه التقديرات مع تقرير عن مداولات جرت في جهاز الأمن العام (الشاباك)، بهذا الخصوص، قال إن «الضم الإسرائيلي بشكل أحادي الجانب لمناطق في الضفة الغربية سيؤدي إلى موجة عنف تبدأ، على ما يبدو، في الجبهة الجنوبية، وتتحول إلى جولة عنف شامل بين إسرائيل والفلسطينيين، وربما تصل الأمور إلى حد انتفاضة ثالثة».

 

عباس: مستعدون للعودة إلى المفاوضات على أساس «المبادرة العربية»

رام الله: كفاح زبون/الشرق الأوسط»/25 حزيران/2020

قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس إن تنفيذ مخططات الضم في الأراضي الفلسطينية المحتلة، سيترتب عليه أن يتحمل الاحتلال جميع المسؤوليات عن الأرض المحتلة وفق «اتفاقية جنيف الرابعة»، لكنه أبقى الباب موارباً للعودة إلى المفاوضات مرة أخرى إذا لم تنفذ هذه الخطوة.

وأضاف عباس في كلمته أمام الجلسة الختامية لدورة الانعقاد الرابع من الفصل التشريعي الثاني للبرلمان العربي، التي عقدت «عن بُعد»، أمس: «نرفض ضم أي شبر من الأرض الفلسطينية المحتلة إلى دولة الاحتلال، كذلك ما يسمى (صفقة القرن) وجميع المخططات الأميركية - الإسرائيلية وما ينتج عنها».

وتابع يقول: «القرار الذي اتخذته القيادة الفلسطينية في اجتماعها الذي شاركت فيه جميع فصائل منظمة التحرير، بالتحلل من الاتفاقيات مع دولة الاحتلال، لا يعني أننا لا نريد السلام، بل إننا نمد أيدينا للسلام، وعلى استعداد للذهاب لمؤتمر دولي، والعمل من خلال آلية متعددة الأطراف؛ هي الرباعية الدولية لرعاية المفاوضات على أساس قرارات الشرعية الدولية، ومبادرة السلام العربية». ودعا عباس إلى مزيد من الضغط على الإدارة الأميركية لإيصال رسالة واضحة بالرفض العربي القاطع لأي خطط أو إجراءات تشمل ضم أي شبر من الأراضي الفلسطينية المحتلة، ومطالبة مجلس الأمن الدولي والجمعية العامة للأمم المتحدة، باتخاذ إجراءات فورية وحازمة لمنع تنفيذ مخططات الضم الاحتلالية. كما طالب الرئيس بالعمل مع الاتحاد الأوروبي ودوله الأعضاء لاتخاذ خطوات فورية وعاجلة لوقف مخططات الضم والاعتراف بدولة فلسطين، ومطالبة البرلمانات الإقليمية والبرلمانات الدولية والاتحاد البرلماني الدولي، برفض هذه المخططات الاحتلالية وتداعيات مخطط الضم على فرص السلام في المنطقة وعلى الأمن والسلم الدوليين.

وأكد عباس: «تلقينا تأكيدات من الدول العربية كافة، أنها ملتزمة بمبادرة السلام العربية من ألفها إلى يائها، وترفض أي علاقات سلام مع إسرائيل قبل تحقيق السلام مع دولة فلسطين، وفق هذه المبادرة، وقرارات الشرعية الدولية، كما ترفض أي خطوات تطبيعية مع إسرائيل».

كلمة عباس التي تنطوي على تهديد بحل السلطة إذا ضمت إسرائيل أي جزء من الأراضي الفلسطينية، جاءت قبل أسبوع من الموعد المفترض لتطبيق عملية الضم التي ما زالت غير واضحة، في ظل خلافات أميركية - إسرائيلية، وإسرائيلية داخلية، حول العملية التي تهدد الاستقرار في المنطقة.

وضمن سلسلة فعاليات بدأتها السلطة في منطقة الأغوار المهددة، عقدت أمس اللجنتان التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، والمركزية لحركة «فتح»، والحكومة، اجتماعاً في الأغوار.

والاجتماع الذي عقد في قرية فصايل جاء تأكيداً على الموقف برفض مخططات الضم الإسرائيلية، ودعماً للمواطنين في المناطق المهددة بالاستيلاء عليها. وقال أمين سر اللجنة المركزية لحركة «فتح» اللواء جبريل الرجوب: «نريد التحدث بلغة واحدة وتوجيه رسالة لأهلنا في الأغوار؛ بأن مهمتنا هي توفير كل إمكانيات البقاء والصمود لهم في أرضهم».

وجدد أمين سر اللجنة المركزية للحركة، دعوة «فتح» للجميع «للاتفاق على 3 بنود؛ الأول أن عدو شعبنا المركزي هو الاحتلال، والبند الثاني أن تعزيز الحالة الوطنية الفلسطينية لن يكون إلا بالحوار الهادف المرتكز على أن قضيتنا سياسية وأن قيادتنا واحدة ممثلة بمنظمة التحرير الفلسطينية، وثالثاً: أنه إذا كنا غير قادرين على تحقيق الوحدة، فإنه يتوجب علينا التوحد على بند واحد، وهو مواجهة الضم وكل المخططات الهادفة إلى تصفية القضية الفلسطينية وتسخير كل الإمكانيات لتحقيق ذلك».

وكانت «فتح» قد نظمت الاثنين مهرجاناً مركزياً في أريحا رفضاً لمخطط الضم، بحضور دولي واسع. وأطلقت، أمس، الحملة العالمية لمناهضة الضم الإسرائيلي للأرض الفلسطينية. وقالت في بيان إن «خطط الضم الإسرائيلية ليست وليدة اليوم أو الأمس، إنما هي مخطط استيطاني كبير يعمل على مصادرة أكبر قدر ممكن من أراضي دولة فلسطين، ليقضي نهائياً على حلم الدولة الفلسطينية، لكن ما استجد الآن أن الولايات المتحدة بقيادة ترمب أعطت الضوء الأخضر للاحتلال لينفذ خطته، وهرولة البعض نحو التطبيع، والانقسام».

هذا؛ ويعتقد ثلثا الفلسطينيين أن إسرائيل ستذهب إلى الضم فعلاً. وأظهرت نتائج استطلاع للرأي اعتقاد ثلثي من شملهم الاستطلاع أن إسرائيل ستقوم فعلاً بضم مناطق فلسطينية. وقال «المركز الفلسطيني للبحوث السياسية والمسحية» إنه أجرى هذا الاستطلاع في الفترة ما بين 17 و20 يونيو (حزيران) الحالي وجهاً لوجه، مع عينة عشوائية بلغ عددها 1200 في 120 موقعاً سكنياً بالضفة الغربية وقطاع غزة، وكانت نسبة الخطأ 3 في المائة. وجاء في الاستطلاع أن «نسبة 52 في المائة تؤيد العودة للعمل المسلح، وتعارض ذلك نسبة 42 في المائة». وتقول «نسبة 65 في المائة إنها قلقة من حصول مواجهات مسلحة مع إسرائيل، ونسبة 65 في المائة تقول أيضاً إنها قلقة من انهيار السلطة أو عدم قدرتها على تقديم الخدمات». وتقول «نسبة 63 في المائة إنها قلقة من عودة الفوضى والفلتان الأمني، وتقول نسبة 62 في المائة إنها قلقة من عدم القدرة على السفر عبر الأردن». ويبدى الجمهور تشاؤماً حيال رد الفعل العربي والدولي إذا ما قامت إسرائيل بضم أجزاء من الضفة الغربية. وتقول «نسبة 63 في المائة إنها لا تتوقع أن يقوم الأردن بإلغاء معاهدة السلام مع إسرائيل، وبينما تقول نسبة 70 في المائة إنها لا تتوقع قيام الأردن أو مصر، بسحب سفيرها في إسرائيل»، تقول «نسبة 78 في المائة إنها لا تتوقع أن تقوم دول أوروبية بفرض عقوبات على إسرائيل». ويرفض الفلسطينيون رفضاً قاطعاً ضم أي شبر من أراضي الضفة الغربية. وقطعت السلطة العلاقات مع إسرائيل والولايات المتحدة، وتستعد لتصعيد يشمل سحب الاعتراف بها، وتحويل السلطة إلى دولة، وهما خطوتان قد تجلبان رد فعل إسرائيلياً مدمراً.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

بين 1990 و 2020... الأمل المفقود في بعبدا

خيرالله خيرالله/اساس ميديا/الخميس 25 حزيران 2020

يبدو أنّ ما عجز عنه ميشال عون في الأعوام 1988 و1989 و1990، يمكن أن يتحقّق في السنة 2020. لا يوجد تفسير آخر لعبارة "لبنان الجديد" الذي يقول رئيس الجمهورية إنّه يبنيه. أيّ لبنان جديد يُبنى حالياً؟ لا جواب واضحاً باستثناء أن لبنان تحوّل إلى دولة فقيرة بائسة يبحث مواطنوها عن الهجرة ولا شيء آخر. ما لم يتحقّق في 1990 يتحقّق في 2020. هناك أخطار محدقة بلبنان تجعل مسألة وجوده كدولة مستقلّة قابلاً للنقاش. يعود ذلك بكلّ بساطة إلى غياب القيادة السياسية ذات الرؤية من جهة والعجز عن استيعاب ماذا يعني انهيار النظام المصرفي... أو النظام التعليمي الذي لعب دوراً في غاية الأهمية على غير صعيد من جهة أخرى. يشمل دور النظام التعليمي حماية المجتمع اللبناني بكلّ مكوّناته وتطويره، منذ ما قبل إعلان لبنان الكبير في العام 1920. لعب النظام التعليمي، على الرغم من غياب الكتاب المدرسي الموحّد، دوره في خلق دور للبنان في المنطقة العربية وحتّى في ما يتجاوز المنطقة العربية. لا حاجة بالطبع إلى تعداد المدارس أو الجامعات التي كان يدرس فيها طلاب من أفغانستان وصولاً إلى اثيوبيا، مروراً بإيران والعراق وسوريا والأردن وفلسطين ودول الخليج العربي، بما في ذلك اليمن...

عندما أقام قائد الجيش اللبناني ميشال عون في قصر بعبدا للمرّة الأولى كرئيس لحكومة موقتة محصورة مهمّتها بانتخاب رئيس للجمهورية خلفاً للرئيس أمين الجميّل، استطاع تحقيق ما عجز حافظ الأسد عن تحقيقه في سنوات. في تشرين الأوّل 1990، دخل أخيراً جيشه قصر بعبدا ووزارة الدفاع في اليرزة. حدث ذلك للمرّة الأولى في تاريخ لبنان المستقلّ في ظلّ غطاء دولي وفّرته المشاركة العسكرية السورية، وإن كانت رمزية، في حرب تحرير الكويت من الاحتلال العراقي الذي بدأ في الثاني من آب 1990 وانتهى في شباط 1991. كانت المغامرة المجنونة لصدّام حسين بمثابة بداية النهاية لنظامه، بل للعراق نفسه.

لا وجود في موقع المسؤولية من يمتلك أيّ رؤية من أيّ نوع بما يسمح باستيعاب ما يدور في المنطقة

في تلك المرحلة المصيرية على الصعيد الإقليمي، جاء يوم الثالث عشر من تشرين الأوّل 1990. إن دلّ ذلك اليوم، يوم سقوط قصر بعبدا في يد النظام السوري على شيء، فهو يدلّ على أمرين. الأوّل القصور عن فهم ما يدور في المنطقة والعالم، والآخر شبق ميشال عون إلى السلطة... إلى رئاسة الجمهورية تحديداً، وذلك مهما بلغ الثمن. ما يفرض التركيز عليه في هذه الأيّام بالذات يتمثّل في غياب الرؤية. لا وجود في موقع المسؤولية من يمتلك أيّ رؤية من أيّ نوع بما يسمح باستيعاب ما يدور في المنطقة، وقبل ذلك في الداخل اللبناني. لا يوجد، بكلّ صراحة، من يستطيع التراجع عن الخطأ والاعتراف بأنّ ليس في الإمكان استعادة حقوق المسيحيين في لبنان، أي العودة إلى ما قبل الطائف بالمفهوم العوني، بواسطة سلاح "حزب الله". لا يوجد من هو قادر على فهم معنى توقيع اتفاق مع "حزب الله" في وقت يحتاج لبنان، أوّل ما يحتاج إليه، إلى الحكمة والاعتدال من جهة، والابتعاد قدر الإمكان عن "محور الممانعة" بدل الانضمام اليه.

ليس الخيار الإيراني في 2020 خياراً، مثلما لم يكن الخيار العراقي خياراً في 1990. الخيار الوحيد أمام لبنان هو لبنان أوّلاً... بعيداً عن وجود حزب حاكم هو "حزب الله". بكلام أوضح، يحتاج لبنان إلى من يقرأ نصّ "قانون قيصر" ويفهم أبعاده، خصوصاً تأكيده أنّ ثمّة شروطاً تعجيزية مفروضة على النظام السوري لا يمكنه تنفيذها من أجل أن يبقى بشّار الأسد في دمشق. نظراً إلى أنّه ليس في استطاعة بشّار تنفيذ هذه الشروط، فإنّ يوم الرحيل اقترب. إنهّا مسألة شهرين أو ثلاثة أو نهاية السنة، على الأرجح. في النهاية، بقي النظام السوري أم لم يبقَ، لا مصلحة للبنان في خوض حروب الآخرين بغضّ النظر عن طابعها، بما في ذلك الحرب الاقتصادية. لا حاجة إلى طرح أسئلة من أجل معرفة إلى أين يبدو لبنان ذاهباً في ظلّ "حكومة حزب الله" وفي "عهد حزب الله". من لم يفهم أخطار السير في ركاب صدّام حسين في الأعوام 1988 و1989 و1990، يسهل عليه أن يكون مع إيران ومع النظام السوري في السنة 2020. من هذا المنطلق، على اللبنانيين عدم استغراب ما الذي حلّ بنظامهم المصرفي وعملتهم الوطنية، ولا ما أصاب المدارس والجامعات، بما في ذلك المدارس الكاثوليكية وغير الكاثوليكية ومدارس جمعية المقاصد الإسلامية...

يحصد اللبنانيون ما زرعوه في 31 تشرين الاوّل من العام 2016، لدى انتخاب ميشال عون رئيساً للجمهورية. انتخبوا عملياً مرشّح "حزب الله". عرف "حزب الله" من يختار لهذا الموقع. كان خياره في مكانه، إذا أخذنا في الاعتبار ما يؤمن به الحزب الذي لا ينفي أنّه جزء لا يتجزّأ من المنظومة الإيرانية...

يبقى أنّ الفارق بين 1990 و2020 يكمن في فقدان الأمل. كان هناك قبل ثلاثين عاماً بداية أمل ظهر مع مشروع أعاد الحياة الى بيروت. ليس في أيامنا هذه سوى مشروع واحد هو الانتهاء من بيروت. ليس الألم الذي تشعر به الجامعات، في مقدّمها الجامعة الأميركية، والمدارس المختلفة، سوى وجه من الوجوه العديدة للمأساة اللبنانية التي يُخشى أن تطول وتطول...

 

نصرالله وخطابه الصيني: الكلام لا يطبخ الأرزّ

مكرم رباح/المدن/26 حزيران/2020

مرّ أسبوع على المحاضرة الاقتصادية "القيّمة" التي أتحفنا بها أمين عام حزب الله حسن نصر الله، واستفاض فيها على مسامع المتلهفين لمعرفة رده ورد حزبه على قانون قيصر والعقوبات، التي تضع لبنان قاب قوسين أو أكثر من سلسلة عقوبات، قد تأتي تحت اسم قانون الأرز أو قانون الفينيق أو ما شابه، إذا ما استمر حزب الله ونظام الأسد بمغامرتهما الانتحارية.

شعوذة اقتصادية

مدرسة نصر الله الاقتصادية التي انضمت حديثاً إلى أقرانها من المدارس الاقتصادية - كالكينزية ومدرسة شيكاغو والماركسية - تقترح معادلة فعالة، لدرجة أن نصر الله لم يعلن عنها بل أبقاها سرية في المكان والزمان الصحيحين، كما هو حال وعده الانتقام من ضربات إسرائيل وأميركا لقادته، وآخرهم قاسم سليماني. النظرية، أو ربما "الشعوذة الاقتصادية" لنصر الله، تقتضي أن يخرج لبنان من النظام الاقتصادي العالمي ويتجه شرقاً، كي "يتحرر" الشعب اللبناني من التبعية الاقتصادية للولايات المتحدة، أو "الشيطان الأكبر".

اقتراح نصر الله ليس بجديد. فهو من دعا في السابق إلى مجابهة السقوط الاقتصادي - الذي ساهم هو وحزبه فيه - الاتجاه نحو الصين وإيران وحتى فنزويلا، بل توجيه الاقتصاد اللبناني المبني على الخدمات المالية والمصرفية نحو زراعة الباذنجان والبطاطا!

السلاح والاقتصاد

للوهلة الأولى ظن البعض أن أمين عام حزب الله يمازح مستمعيه. لكن مع تقادم الوقت وإطلالاته المتعددة، أثبت نصر الله ضحالة فكرية وسياسية واقتصادية، تُعيد تأكيد أن مسار اللبنانيين نحو الخلاص الاقتصادي، يجب أن يمر بنبذ الشعوذات والبدع الاقتصادية والعودة إلى المطالبة بدولة سيدة قادرة على إجراء الإصلاحات الاقتصادية والسياسية. وعلى رأسها معالجة السلاح غير الشرعي، وتداعياته على فكرة لبنان بكل ما تتضمن من إيجابيات وسلبيات. لا تقتصر الكارثة الحقيقية على تَحوّل الخارجين عن الدولة من دعاة ممانعة، إلى خبراء اقتصاديين ورواد إصلاح. بل إن الكارثة تتجاوز ذلك إلى تحويل الشعب اللبناني بكامله إلى خبراء زراعيين ومزارعين، تقتصر لقاءاتهم ومحادثاتهم على سعر صرف الدولار، وعلى الزرع في حدائقهم الخلفية أو على شرفاتهم.

وباء زراعة الشرفات

صحيح أن العودة إلى الأرض والزراعة نعمة خلفتها جائحة كورونا. لكن قناعة اللبنانيين بأن الزراعة والتلاعب بالدولار ينقذانهم من الجوع والعوز، ليست سوى وباء حقيقي اجتاح المجتمع اللبناني الذي انشغل بالمزروعات وتداعياتها، تاركاً شؤون الحكم لزمرة من الفاسدين يختبئون خلف سلاح المدرسة النيو - صينية في الاقتصاد، ليصبح الاقتصادي مزارعاً والمزارع السيء اقتصادياً، وهذا تنطبق عليه صفة "آخر زمن".وتعاظمت السخرية من اقتراح نصر الله التوجه نحو الصين، بسبب جهله أو تناسيه أن قروض الصين في العالم تبلغ 1.5 تريليون دولار أميركي، تُدفع وتُحصل بالعملة الأميركية، وليس باليوان عملة الصين الشعبية. وهذا ما يجعل اللجوء إليها كمن يستجير من الرمضاء بالنار.

قتال بالدولار

وكان يجدر بنصر الله أن يبدأ عملية "التحرير الاقتصادي" من حزبه، بصرف مرتبات مقاتليه باليوان بدل الـ 600 دولار الأميركي التي يتقاضونها حالياً. ونرى عندها إن كانت قاعدة حزب الله مستعدة "لأن تخوض البحر معك" بالعملة الصينية. ويبدو أن ميشال شيحا ومؤسسو النظام الاقتصادي الموبوء، لم تمر بذهنهم آنذاك العوامل المستجدة: أن يرهن طرف لبناني نفسه بالكامل إلى دولة أجنبية، ولو على مصلحة جماعته. وهو نمط حوله اللبنانيون إلى نوع من الرياضة الوطنية، حين قامت أحزاب عدة، وآخرها حزب الله، بممارسته ممارسة انتحارية. إن ورطة اللبنانيين الحالية لن تحلّ بقرض أو هبة صينية. حتى ولو استطاع نصر الله أن يتقن فن الخيمياء ويحول سلاحه الرخيص إلى ذهب ثمين. فهو لن يتمكن من فرض منطقه الصيني على الرافضين لتحويل لبنان إلى كوبا أو فنزويلا، بل أكثر فقراً وتعاسة.

تجار الممانعة

خلال السنتين المنصرمتين، زارت لبنان كثرة من تجار الممانعة العالمية، ومن بينهم وزير الخارجية الإيراني "غير الظريف"، ووزير خارجية فنزويلا. وهما وعدا الشعب اللبناني بتقديم المساعدة الاقتصادية والتقنية. وهذا وعد لم يتحقق منه قيد أنملة حتى الآن. وإلى أن "يغدق" محور الممانعة "خيراته" من سوى السلاح والفوضى، على لبنان، يتوجب على نصر الله أن يتعمق بالحكمة الصينية القائلة: "الكلام لا يطبخ الأرزّ". وهي مقولة معروفة أيضاً في الثقافة الأميركية القائلة: "المال يتكلم والكلام الفارغ يمشي".

 

أميركا تكرّس معادلة: الجوع أو سلاح حزب الله

منير الربيع/المدن/26 حزيران/2020

ورد في العهد القديم أن الخطيئة ثمنها الموت، وإذا لم يحظَ الخاطئ بمن يفتديه لا يمكنه أن يعيش.

موت الحكومة السريري

هذه حال لبنان اليوم: مشرف على الموت، ولا من يفتديه. وزير الخارجية الأميركية مايك بومبيو أعلن مجدداً شرط  بلاده لتفتدي لبنان: حكومة مستقلين لا يسيطر عليها حزب الله أو يقودها، لا بل لا علاقة لها به، وتبدأ بسلسلة إصلاحات جذرية تسمح لها بالدخول في مفاوضات جدية مع المجتمع الدولي للحصول على مساعدات. ينطوي كلام بومبيو هذا على اعتبار الحكومة اللبنانية الحالية انتهت أميركياً ودولياً، ودخلت في موت سريري طويل. حتى الفرنسيون الذين كانوا يتحمسون لها ويدعمونها تغير موقفهم كثيراً، وأصبحت ملاحظاتهم عليها كبيرة جداً.

العهد ومأزقه الدولي 

لكن ما سيستجد في مرحلة لاحقة، سيتجاوز ضرورة سقوط الحكومة وتغييرها. ففي حال استقالتها مثلاً، لتصبح حكومة تصريف أعمال، ستتصدر رئاسة الجمهورية الواجهة: فإما أن توافق على تشكيل حكومة مستقلين لا يشارك فيها أي طرف سياسي، كما يريد الأميركيون والمجتمع الدولي، وإما يصبح المطلب السياسي رحيل رئيس الجمهورية. يتخلل هذا المزيد من الضغوط الإقليمية والدولية على العهد الذي التحم بحزب الله التحاماً شديداً، وخسر آخر حراسه في الولايات المتحدة الأميركية: رئيس لجنة الشؤون الخارجية في الكونغرس الأميركي أليوت أنغل، الذي خسر أمس في الانتخابات التمهيدية في الحزب الديموقراطي.

سقوط راعي العهد أميركياً   

خسارة أليوت أنغل هي من أهم الأخبار في الولايات المتحدة الأميركية. وأبرز أسبابها الداخلية انتقام بيرني ساندرز من جو بايدن. وعلى الرغم من أن الديموقراطيين التقليديين دعموا أنغل، فهو لم يفز في الانتخابات.

ومن سخرية القدر أن أنغل - وهو أكبر داعمي إسرائيل في الكونغرس - هو أقرب صديق لجبران باسيل. ويمثل خط الدفاع الأمامي عن التيار العوني وخطه وتوجهاته. فهو أحد المشاركين في صياغة قانون قيصر، وكان من أكبر العاملين على قانون محاسبة سوريا، ودعا حينها العماد ميشال عون إلى الشهادة أمام الكونغرس. وتفيد معلومات أنه كان وراء عودة الفاخوري إلى لبنان، وعمل على إطلاق سراحه في ما بعد.

وخسارة أنغل تفقد عون وباسيل الكثير في الولايات المتحدة.

حصل هذا بالتزامن مع موقف وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو المتجدد حول الوضع في لبنان. وهو لم يغير موقفه هذا الذي أعلنه يوم كان في زيارة إلى لبنان، وأطلقه من على منبر وزارة الخارجية. لكن ما تغير هو الواقع اللبناني: تشكيل حكومة مكتملة الولاء لحزب الله، وبالتالي لا بد من انتظار المزيد من التدهور الاقتصادي، لأن منطق الاستقرار والحفاظ عليه قد سقط. وكلما اقترب موعد الانتخابات الأميركية فإن الإدارة ستظهر تشدداً أكبر مع إيران ومع حزب الله.

سياسات الخراب

لا شيء بلا ثمن. والثمن إما أن يستمر لبنان في انهياره حتى يضمحل ويتحلل، وإما أن يكون سلاح حزب الله هو الثمن، وإما التوافق والتسوية على سلاح حزب الله في مقابل ترسيم الحدود وتكريس الهدوء. وقد تصل واشنطن إلى تخيير اللبنانيين بين الجوع أو سلاح حزب الله. وهذه معادلة واضحة أعلنها حسن نصر الله استباقياً، فقال: من يريد أن يجوعنا سنقتله. حتى الآن ليس من الواضح من الذي سيفتدي لبنان. وربما سيكون بصيغته التاريخية رهين سياسات الخراب والتفكك والتحلل التي تتقدم في المنطقة كلها. فيتلاقى في النهاية مع تكريس "إسرائيليات" متعددة على حدّ تعبير الرئيس نبيه برّي.

 

إيران وحزب الله: اعتماد العملات "الرقمية" تهرّباً من العقوبات

حلا نصرالله/المدن/26 حزيران/2020

أثار مقال نشرته صحيفة "coindesk" المتخصصة في متابعة قضايا العملات الرقميّة، جدلاً واسعاً. وحمل المقال عنوان "ما حقيقة حزب الله والبتكوين" (العملة الرقمية). تقول المقالة إن المنظمات المصنفة على لائحة الإرهاب، لطالما عجزت من تمويل نفسها من العملات المشفرة. ولكن يبدو أن جولة العقوبات الأميركية على حزب الله، إضافة إلى قانون قيصر الذي استهدف النظام السوري ومحور داعميه، سيقلب مقاييس عالم العملة الرقميّة لصالح أعداء أميركا. في أخر خطاب للسيد حسن نصرالله، أشار فيه إلى أن العقوبات الأميركية هدفها تجويع مواطني محور الممانعة، ما زاد من الإقبال على الدولار في السوق السوداء. وأشار نصرالله إلى أن الأميركيين سيضاعفون الضغط على المصارف، لتجفيف مصادر الدولارات في أيدي المواطنين.

حزب الله زالعملات الرقمية

كتبت التحقيق الصحافية لاي كوين، البارزة في تغطية قضايا الحكومات والمنظمات السياسية والمال الرقمي. ويكشف تحقيقها عن وجود أدلة بحوزة الأميركيين عن نشاط بعض حسابات حركة حماس، ولكن هذه الحسابات تستخدم كميات صغيرة من البيتكوين. ويرجح التحقيق أن حزب الله من أكثر المستفيدين من استخدام العملات الرقميّة، في ضوء صدور تصريحات من مسؤوليين ايرانيين مهتمين بهذه العملة، إضافة إلى أن الأزمة المالية التي تعصف بلبنان، أسهمت في ارتفاع حاد في إقبال الناس على امتلاك العملات المشفرة. ويشير التحقيق إلى أن السمة اللامركزية للبيتكوين ستسمح لحزب الله بإدارة شؤونه المالية ودعم مناصريه بطريقة مالية لا يمكن رصدها. وكذلك سينجذب المسيحيون اللبنانيون المتخوفون من العقوبات الأميركية إلى البيتكوين.

إيران والتنقيب الرقمي

وكان النائب الإيراني محمد حسين فرهاني، قد دعا محافظ البنك المركزي الإيراني عبد الناصر همماتي، إلى إنشاء بنك مركزي للعملة الرقمية الافتراضية (بيتكوين). وطلب فرهاني من همماتي أن يأخذ الاقتراح على محمل الجد، لضرورة "إدارة العملة الرقميّة بشكل سليم"، لما لها من فوائد اقتصادية على البلد.

وتسعى إيران إلى ابتكار "منجم للتنقيب الرقمي"، لفك شفيرات العملات الرقمية. وذلك وفق معادلات رياضية الكترونية. ففي شهر أيار المنصرم منحت الحكومة الإيرانية أول تصريح قانوني للشركة التركية iMiner لإنجاز "منجم للتنقيب الرقمي" داخل الأراضي الإيرانية. وقد تمكنت الشركة التركيّة بمساعدة وزارة الصناعة وبتمويل يقدر  بـ7.3 مليون دولار، من تشغيل حوالى 6000 "جي بي يو" للتنقيب عن عملة البيتكوين في مدينة سمنان. وحاليًا تمتلك إيران نسبة 4 في المئة من إجمالي التجزئة في عملة البيتكوين. وتُعد إيران مكاناً ممتازاً للتنقيب الرقمي، خصوصاً أن عمليات التنقيب مدعومة من الحكومة وأسعارها منخفضة. لذلك تعمل الدولة الإيرانية التي تشهد واحدة من أسوأ الأزمات الاقتصادية، على زيادة أصول المال الرقمي لديها، ووضع ثقلها في الاستحواذ على كميات كافية من العملات المشفرة. وقد أصدر الرئيس الإيراني حسن روحاني قراراً يلزم الحكومة بإطلاق استراتيجية لعمليات التنقيب في العملات المشفرة. وقال روحاني خلال ندوة الاستراتيجية الاقتصادية الوطنية حضرها وزير الطاقة والتكنولوجيا والمعلومات الرقمية والاتصالات، أنهم بحاجة إلى رؤية جديدة للتنقيب الرقمي والتشفير، وذلك في ضوء انطلاق عملية إصدار حوالى 1000 ترخيص للشركات الإيرانية للتنقيب.

مراقبة المنصات الإيرانية

وفي مقلب أخر ذكر موقع "كوين تلغراف" (Cointelegraph) أن الدولة الإيرانية المحاصرة اقتصادياً، يزداد اهتمامها بالعملات الرقمية، بغية التهرب من العقوبات المالية. وكان مركز "Chainalysis"، الذي يتخذ من نيويورك مقراً له قد تحدث في ثلاثة تقارير عن علاقة البيتكوين بالتمويل السياسي في الشرق الأوسط. فسلطت التقارير الضوء على منصة "بلاك هوست" التي توفر خدمة استضافة المواقع الالكترونية، من دون الكشف عن هوية المستخدم. وينشط على المنصة أصحاب البطاقات الهاتفية المزورة ومستخدمي "VPN". وتدعم المنصة شراء العملة المشفرة، من دون معرفة أي معلومات عن المستخدمين. كذلك ينشط على المنصة الكورويون الشماليين والإيرانيون. ويشير تقرير صدر عن المركز في شهر أيار الماضي إلى منصة "Farhad Exchange"  ودورها في توفير بيئة رقمية للتداول بالدولار والريال الإيراني والعملات المشفرة، وبرامج لتعليم المستخدمين أليات التداول بالبيتكوين. واستطاع المركز رصد حركة 20 ألف محفظة إيرانية تحتوي على البيتكوين، ورصد حركة أكثر من 7900 عملية بيتكوين يتم التداول بها. ويشير التقرير إلى أن منصة فرهاد تلقت 74 عملية بيتكوين من مواطن مرتبط بهجمة "SamSam" التي كانت تقوم بالابتزاز الالكتروني. وقد استطاعت الاستخبارات الأميركية الكشف عن اسم محمد مهدي شام المنصوري المدير الثاني للعملية.

إيران تمول حلفاءها بالبيتكوين

مطلع العام الحالي أشار موقع "coindesk"، إلى تلقي كتائب النصر التابعة لجناح حماس العسكري، 3370عملية بيتكوين، أي حوالى 33 مليون دولار، وتبين أن المحفظة التي تحمل المفتاح العام "1LaNXgq2ctDEa4fTha6PTo8sucqzieQctq" حصلت فيها 4500 عملية إرسال أموال إليها. ويزعم التقرير أن أصحاب المحفظة على علاقة مباشرة بحركة حماس وحزب الله، وهما تستخدمانها لتجنب العقوبات، وعدم الكشف عن هوية الداعمين.

لماذا لا يمكن مراقبة العملة المشفرة؟

تتمع العملات المشفرة بميزات مختلفة، أبرزها اللامركزية و"البلوك تشين" والمفتاح الخاص والمفتاح العام. وعندما نقوم بإرسال عملة مشفرة من محفظة رقمية إلى أخرى، يحدث الأمر التالي: ننقل مع الأمول معلومات رقمية شفافة عن تاريخ ووقت إرسال المبلغ من جهة إلى أخرى. وهذا إضافة إلى رقم المفتاح العام الذي يختلف عن المفتاح الخاص. وكذلك تتيح بعض العملات المشفرة معرفة كمية الأموال الموجودة بالمحافظ التي يتم إرسال العملات منها، ولكن لا يمكننا معرفة الجهة الحقيقية للمرسل، أي اسمه الحقيقي.  من جهة أخرى تتمتع المحافظ الرقميّة بخاصيات تجعل من الصعب على الجهات الحكوميّة رصد حركة الأموال. فحالياً تزدهر المحافظ اللامركزية التي لا تتطلب من المستخدم إدخال المعلومات خاصة به. لنأخذ على سبيل المثال: محفظة "coinbase" ونقارنها بمحفظة "Exodus wallet"، وهما من بين أكثر المحافظ ثقة لدى مالكي العملات المشفرة.

عندما نريد أن نفتح حساباً على "كوين بايس" لتلقي الأموال وإرسالها وتخزينها، تطلب المحفظة تسجيل بريد إلكتروني، ورقم الهاتف، إضافة إلى توثيق الحساب عبر جواز السفر أو بطاقة الهوية. ولكن محفظة "إكسودس" لا تطلب أي من هذه التفاصيل، بل تكتفي بطلب حفظ مجموعة من الكلمات السريّة على ورقة.

حالياً تزدهر المحافظ التي تشبه محفظة إكسودس لأنها تمنح المستخدمين حمايّة قويّة ولا تسمح بإختراق المحافظ الرقميّة من خلال ثغرات أمنية. كذلك فإن المحافظ التي لا تستخدم معلومات شخصية عن المستخدمين، تسهل التمويل السياسي والعسكري، خصوصاً وأن خدمة "VPN" تمنح حماية إضافية للجهات السياسية من خلال منع الوصول إلى الـ"IP address" الحقيقي.

 

إمتيازات العصابة لا الإصلاحات

عصام الجردي/المدن/26 حزيران/2020

ردّ رئيس الحكومة حسّان دياب على المستشار الرئاسي سليم جريصاتي قبل أن يتلو الأخير "بيان الحواريين" في قصر بعبدا. "لبنان ليس في خير. اللبنانيون لا يهمهم ما نقول  دعوني أتحدّث بصراحة. إن اللبنانيين لا يتوقعون من هذا اللقاء نتائج مثمرة. بنظر اللبنانيين، هذا اللقاء سيكون كما قبله وربما أسوأ. لا يهتم اللبنانيون اليوم سوى بأمر واحد. كم بلغ سعر صرف الدولار الأميركي؟ لن يدقّق اللبنانيون في العبارات التي أدرجناها في خطاباتنا. لم يعد يهمهم ما نقول. يهمهم فقط ماذا سنفعل". البيان اختصر التوجّه. "دولار أبو كلبشة". "حرية أبو كلبشة". "معارضة أبو كلبشة". الفقرات الثلاث الأولى من البيان أكدّت ذلك. الرابعة استلحقت الاقتصاد والجوع والانهيار بعد أن كادا يسقطان سهوًا، وعلى طريقة "يمر لبنان بأزمة معقّدة ومتفاقمة".. الفقرة الخامسة والأخيرة مع "اعتماد برنامج صندوق النقد الدولي في حال وافقنا على شروطه الإصلاحيّة لعدم تعارضها مع مصلحتنا وسيادتنا".

الأمن اقتصادي واجتماعي

كرنفال الجنون لن يتوقف قبل الآتي المهول. من قال للحواريين أن ينصحوننا بأن "الاستقرار الأمني هو أساس لا بل شرط للاستقرار السياسي والاقتصادي والاجتماعي والمالي والنقدي". لكن قبل أن ننشد الاستقرار يجب أن يكون هناك اقتصاد ومال ونقد واجتماع. وحالة سياسية سليمة وحكم وحكومة راشدان ليتوفر مناخ من الأمن والاستقرار. الأمن لا يخلق نموًا. وسعر الصرف لا يقيّد بالكلبشة. والأمن لا يكفل فرص العمل وليس طاردًا للعجوز المالية والنقدية. من غرائب "الحواريين"، والحكم والحكومة أن يغفلوا عمدًا حقيقة أن الأمن الركين هو الأمن الاقتصادي والاجتماعي. وقد بدأ بالانهيار تمامًا. ولا يمكن لكل جيوش العالم وأجهزتها الأمنية أن تفرض استقرارًا في نظام فاسد وسارق ومنحطّ أخلاقيًا وسياسيًا. الانهيار ليس من طبيعة أمنية. فليستخدم الأمن في مكانه ليكون عاملًا مساندًا بالفعل للخروج من الانهيار. كم قرار صدر عن مجلس الدفاع الأعلى لقفل معابر التهريب؟ ولضبط الكثير من الأنشطة المخالفة للقوانين التي عمّقت أزمة العجز المالي وصولًا إلى الانهيار. وليس غير القوى العسكرية والأمنية مولجة بتطبيق القوانين والقرارات الرسمية والحكومية، مستندة إلى سلطة قضائية نزيهة وشجاعة. لن نتجاهل "الفتنة" التي عقد حوار بعبدا لدرئها على ما قالت مصادرها. أي فتنة "بالعافية" على الطريقة المصرية. المجموعة أو المجموعات التي أطلقت شعارات طائفية ودينية وأكملت باستفزاز أهالي عين الرمانة على الدراجات النارية المتنقلة، صورهم وأسماؤهم وحمضهم النووي لدى القوى الأمنية. ليفعّل القانون ويحالوا إلى القضاء. الأمر نفسه للمعتدين على الأملاك الخاصة والعامة. وتعرفونهم منذ تظاهرة 19 آب 2015. أمّا أن يقبض على التشكيلات القضائية. ولا يصدر قانون استقلال القضاء. وتهدّد السلطة السياسية باستخدام القوى العسكرية والأمنية لترهيب الناس ومصادرة الصوت والرغيف في وقت واحد، فلعبة خطرة جدًا على الاستقرار السياسي والاقتصادي والاجتماعي الذي عنه تحدّث بيان بعبدا. القضية في مكان آخر تمامًا. البلد ينهار والقرارات الإصلاحية المطلوبة معروفة. فعلام التغطية والمواربة؟ ولماذا القنابل الدخانية لإخفاء لبّ الحقيقة والشغب عليها في مكان آخر بدعوى الفتنة والسلم الأهلي؟ سيهزأ بنا صندوق النقد الدولي مرةً ثانية كما لم يفعل مع دولة من قبل. الأولى كانت على خسائر بين 204 تريليونات ليرة لبنانية وبين نحو 80 تريليونًا. الثانية بعد "بيان الحواريين" لـ"اعتماد برنامج صندوق النقد الدولي في حال وافقنا على شروطه الاصلاحية وعدم تعارضها مع مصلحتنا وسيادتنا" على ما جاء في المانيفستو الثوري!

كل ما حدث ويحدث الآن، ومنذ 7 آذار 2020 يوم أعلنت الحكومة التوقف عن سداد اليوروبوندز، والخلاف المفتعل على أرقام الخسائر والكابيتال كونترول وسواها، يتلطى وراء نقيصتين بحجم العار التاريخي غير المسبوق في بلد ينهار وشعب يُهان. الأولى، كيف نجهز على ودائع الناس في المصارف وتحويل حقوقهم من الدولار الأميركي إلى الليرة اللبنانية ووضع قيود على السحوبات بالليرة أيضًا. الثانية هي الوجه الآخر للأولى، رفض عصبة الأشرار الأوليغارشية أي إصلاح يطال امتيازاتها في القطاعين والخاص. لأن الخطاب الطاغي اليوم هو الدولة والدولة التي نهبت المال. ولا يقال أن المنظومة السياسية هي التي فعلت وما انفكّت تفعل فعلها. كل كلام غير ذلك بهتان وتزوير.

الامتيازات لا الإصلاح

هنا نستدعي الموقف والقرار. أن تعلن الحكومة ورئاسة الجمهورية أولًا، أن قررنا الطلب إلى كل زعماء الطوائف السياسيين أن يكفّوا أيديهم عن مرافق الدولة العامة التي استقطعوها لزبائنهم في الوظيفة والمال. ثانيًا، أن يبادر رئيس الجمهورية ميشال عون إلى إصدار مرسوم التشكيلات القضائية ورئيس مجلس النوّاب نبيه برّي إلى الدفع بمشروع قانون استقلال القضاء. ثالثًا، إعداد ملف قضائي – حكومي رصين لا بدّ منه لاستعادة المال المنهوب وتحويله إلى المراجع الدولية والأمم المتحدة تنفيذًا للاتفاقات الصادرة عنها في ما يتعلق بتبييض الأموال والأموال المنهوبة، تكليف حاكم مصرف لبنان رياض سلامة الذي يرأس كل الهيئات المعنية بهذا الملفّ. لاسيما الهيئة الخاصة بمكافحة تبييض الأموال وأموال الارهاب، وتزويد القضاء المستقلّ، والحكومة بالتنسيق مع لجنة الرقابة على المصارف لائحة التحويلات المالية إلى الخارج وأسماء أصحابها. من سياسيين درجة أولى وعاشرة، ورؤساء تنفيذيين ومديرين في المصارف وخلافهم. وآخرين من دوائر المال والأعمال وفي مواقع أخرى. القضاء هو الذي يحدد التحويلات المسموح بها بموجب القوانين. ويفعّل القوانين وأهمها القانون 2/67. وفترة الريبة فيه من ثمانية عشر شهرًا إلى الوراء، كفيلة باقتفاء أثر التحويلات. والأهم حركة الحسابات منذ 2018. التحويلات بدأت في وقت مبكر وقبل 17 تشرين الأول 2019. يحق لأكثر من مليون لبناني وأُسرهم أن يجدوا مرجعًا قضائيًا يحتكمون إليه. "نبيهًا فطينًا" كان "بيان الحواريين". لحظ أن "المعارضة العنفيّة التي تقطع أوصال الوطن وتواصل أبنائه وتلحق الضرر بالممتلكات العامة والخاصة لا تندرج في خانة المعارضة الديموقراطيّة والسلميّة". أيها القوم، أليست ودائع الناس أموالًا خاصة لتحموها؟ أليست الكيانات الحكومية التي تستقطعونها إدارة ووظيفة ومالًا ممتلكات عامة؟ عصبة الأشرار لم تترك شيئًا من العام والخاص. سألنا مرة هل يبدأ الصندوق بالفساد؟ يبدو إنه سيفعل لمجرّد اهتمامه بمجلس الخدمة المدنية في مفاوضاته مع الحكومة. لهذه الأسباب يعارضون الصندوق. الامتيازات أقوى وبحجم النظام والمنظومة.

 

اعظم خدع الشيطان...

ادمون شدياق/فايسبوك/25 حزيران/2020

جماعة حزب الله تيعملوا دولة ولي الفقيه لازم يهدوا كل معالم الدولة القديمة (انت ما فيك تعمر بيت على أنقاض بيت عتيق، لازم تهدوا لتقدر تعمر ). استلموا رئاسة الجمهورية والوزراء والنواب بعد في النظام المصرفي والجيش اللبناني تيكون الاحتلال الكلي تم ومن بعدها الله يستر على كل قوة عم بتعارض. لهلاء بعدهم عم يتبعوا سياسة الثورة البيضاء يلي انعملت بإيران وقت ثورة الامام الخميني. الخميني قوض النظام من جوا بدون نقطة دم واحدة ولما استلم بلش حمام الدم وما خلا حدن من أعدائه الا ما اعدمه ونكل فيه. اذا ما عملنا شي اليوم لح بيكون بكرا مستقبلنا اسود واصعب ومقومات الدفاع اقل.

من بعد القضاء على سيادة الجيش الله يستر على الحكيم وعلى كل زعيم بيفكر يعارض لح يرجعوا للأغتيلات والبطش المباشر حتى يحكموا ايديهم بكل شاردة وواردة بالبلد بدون معارض.انا هيك بشوف السيناريو واذا ما تحركنا لح بتكون المواجهة مليون مرة اصعب بعدين ومقومات الصمود اقل بكثير.

انشالله كون غلطان بس القصة مبينة ونحنا عم منساعد من خلال متابعة السيناريو والتفاعل معه. عم منقوم ضد رياض سلامة ،( بغض النظر عن مشاركته بالفساد مع معلمينه ) ومنساعد بضربه وهيك عم نضرب النظام المصرفي وبكرا بيطلعوا بسيناريو للجيش وقائد الجيش والناس بيتفاعلوا معه لح منكون عم نلحس المبرد مبسوطين بطعم الدم يلي هوي دمنا ومثل الهبل ماشيين باللعبة.

والخطير اكثر انه كلنا وكل سنة نحتفل بذكرى خروج الجيش السوري من لبنان كإن الجيش السوري خرج من لبنان ونحنا مش تحت الاحتلال. نحنا اليوم تحت الاحتلال السوري والإيراني اكثر من اي يوم مضى وجزمة السوري والإيراني فوق راسنا اكثر من اي يوم مضى ويلي بيقلك غير هيك يا بيكون اهبل ما بيعرف شي وعامل حاله زعيم، او متواطيء، او جبان وساكت حتى ما يضطر يعمل شي ضد هالاحتلال.

اكبر خطر عم منواجهه اليوم هوي الامبالات بقلة السيادة والتعامل مع حزب الله يلي مصادر السيادة ولاغيها على( القطعة ) لأنه مكون لبناني وبيمثل شريحة لبنانية واسعة ( هيدا حصان طروادة يلي عم يقوض كل دفاعاتنا ) ولح بيكون سبب القضاء علينا وعلى قضيتنا وعلى بلدنا. لانه عم بيشل كل دفاعاتنا واسباب المقاومة ومقوماتها وعم بيخلينا نرتاح بطريقة مرضية على وضعنا.

والمصيبة الكبيرة انه الكل بيطلع على هالتلفزيون وبيهاجموا جبران باسيل والعهد والفساد والطبقة الحاكمة الفاسدة وبيطالبوا باستعادة الأموال المنهوبة وخطة جدية للكهرباء واستعادة الأملاك البحرية وكان هذه هي المصيبة التي أدت بنا إلى هذها الحالة المزرية وليس الأخطبوط الفارسي الذي يسمى حزبالله الذي يقبض على عنق لبنان منذ ثلاثة عقود من الزمن ويضرب الدولة المهترئة من اساساتها ليبين على أنفاسها دولته الاسلامية الخمينية الايرانية .

هو يختار كل مدة هدف من أساسات الدولة ويعمل من وراء الستارة على ضرب اساساته ناهيك عن تشجيعه ودعمه ومساعدته لكل فاشل ومعنوه وفاسد وعميل ومرتشي ليصبح ومسؤول في هذه الدولة وبذلك يضمن فشل الدولة ككل وهو بعيد عن الشبهات ولا بل يحاضر في مكافحة الفساد وضربه وهو متأكد من فشل الفاشلين ممن ساعدهم على تولي المسؤولية في معالجة هذا الفساد وهم مسببيه ،وبذلك يضرب عصفورين بحجر واحد ، تقويض الدولة من خلال مصاطيله الذين يتحكمون بالبلاد وبرقاب العباد، وهو على الورق وفي الإعلام يظهر وكانه يحارب الفساد. ونحن نصدقه ونتحالف معه على الملف خاصة اذا كان الملف يختص بالفساد اما عن جهل وهذا مصيبة او عن خوف من المواجهة وهذه كارثة فالاحتلال والطغيان والخيانة لا تواجه الا بالقوة . فلا سيادة واستقلال بدون مقاومة مطلقة ودائمة حتى زوال الإحتلال ولا حرية تعطى بكرم واريحية من المحتل على طبق من فضة منذ بدء التاريخ ومنذ عرفت البشرية الحرية.

بيقولوا اعظم واخطر خدعة بيخدعنا ياها الشيطان هوي انه يقنعنا انه مش موجود. وان الاخرين هم المسؤولين وهيدا يلي عم يعمله حزب الله مع الشعب اللبناني. الله يستر ويحمي لبنان من الشيطان الاكبر ويوعينا بلكي منرجع منقاوم حتى ما نموت ونحنا نايمين ومرتاحين بفرشتنا وعلى وضعنا.

الله يعطينا سلام وسيادة وحرية للبنان وشعبنا واذا ما انعم علينا بهالنعم يعطينا نعمة المقاومة تنخلص بلدنا او نموت واقفين بشرف مثل ما ماتوا اجدادنا تيكون عنا حرية وسيادة واستقلال من الرب نطلب.

 

وداوِني بالشرعيّة

سجعان قزي/افتتاحيّةُ جريدة النهار/25 حزيران/2020

أقصرُ طريقٍ إلى إنقاذِ لبنان هو عبرَ رئيسِ الجمهوريّة. فهل الرئيسُ عون يُدرك هذه المسؤوليّةَ؟ (المعرفة)، ويرغبُ بها؟ (الإرادة)، ويَقدِرُ عليها؟ (الوسيلة)، ويُسمحُ له بها؟ (حرّيةُ القرار). سلوكُ أيِّ طريقٍ آخَر مكلِفٌ لأنّه محفوفٌ بأخطارٍ عسكريّةٍ وبتغييراتٍ دستوريّةٍ راديكاليّة. لا تزال الشرعيّةُ القوّةَ المحوريّةَ والمحاوِرةَ في لبنان. رغمَ جميعِ الحروبِ، ظلّت الشرعيّةُ اللبنانيّةُ فوقَ الماء، ولو جُثّةً. وظلّت هي الدواءَ ولو كانت بضُعفِها أو بانحرافِها هي أصلَ الداء.

ما خلا الانهيارَ الاقتصاديَّ الذي يَستحقُّ بحدِّ ذاته عملًا انقاذيًّا، يلوحُ أيضًا خطرٌ عسكريٌّ في المِنطقة العربيّة. يَبتعدُ ويَقتربُ، يغيبُ ويعود، ولا ندري على أيِّ مَدرَجٍ عربيٍّ سيَحُطُّ وأيَّ بلدٍ سيُصيب: أليبيا؟ أسوريا؟ ألبنان؟ أسوريا ولبنان معًا؟ ومن سيقوم به قبلَ الآخر؟ مِصرُ في ليبيا؟ تركيا وإسرائيل في سوريا؟ إسرائيل في لبنان؟ هذه الأجواءُ المحتقِنةُ عُرضةٌ في أيِّ ساعةٍ للانفجارِ أو للحلّ. لكنَّ الحلَّ السياسيَّ يحتاجُ، بعدُ، إلى إسنادٍ عسكريٍّ إضافيٍّ يُزيل من أمامِه الألغامَ الباقية. لا تَتعطّلُ هذه العمليّةُ العسكريّةُ إلّا إذا تراجَعت تركيا في ليبيا، وخَضعت سوريا لشروطِ التسوية وانسحَبت منها القوّاتُ الإيرانيّة، وخَفّضَ حزبُ الله في لبنان عددَ صواريخِه ونوعـيَّـتَها واستفاقَت الشرعيّةُ على سوءِ رِهاناتِها. "قانونُ قيصر" ليس نهايةَ المطافِ بل بدايتُه. فرصةُ حصولِ هذه الإيجابياتِ ممكنةٌ بنسبٍ مختلِفة، لكنَّ أصْعبَها وضعُ حزبِ الله في لبنان.

انتظارُ تحوّلٍ ذاتيٍّ في موقفِ هذا الحزبِ حيالَ سلاحِه كوعدِ الصلاةِ في القدس للسنةِ المقبِلة؛ دونَه سنوات. لذلك لا بدَّ من التوجّهِ نحو رئيسِ الجمهوريّةِ لوقفِ هذا المنحى الانحداريِّ لعهدِه وحكمِه وللبلاد. لم يَعرِف اللبنانيّون على مدى تاريخِهم المئويّ، بما فيه سنواتُ الحروب، هذا الانحلالَ الشامِلَ في كلِّ مفاصلِ حياتِهم الشخصيّةِ والأخلاقيّةِ والمعيشيّةِ والماليّةِ والوطنيّة. قد لا يكون الرئيسُ ميشال عون مسؤولًا عن هذه الحالِ المتراكِمةِ، لكنّه بالتأكيدِ مسؤولٌ عن انفجارِها في عهدِه ومسؤولٌ، تاليًّا، عن إنقاذِنا منها. فعدا سوءِ أداءِ المنظومةِ السياسيّةِ المواليةِ والمعارِضةِ، لبنانُ في هذا المأزِق بسببِ خِياراتِ العهدِ وتحالفاتِه، تلك الخِياراتِ التي دعاه البطريركُ المارونيُّ مار بشارة الراعي إلى "تصويبِها وتصحيحِ المسارِ وترشيدِ الحوكمةِ وإطلاقِ الإصلاحات" (عظة الأحد الماضي).

ما رأيتُ شعبَ لبنان ذليلًا كمثلِ ما هو اليوم. ظَلَلنا نُردِّدُ: "هيهاتِ منّا الِذلَّة" حتى وَصَلْنا إليها عَدْوًا. ما أرهبَها أيامًا صار فيها اللبنانيُّ يَهرب من فِكره وضميرهِ، ويَستحي من أحلامِه ويأنَسُ إلى اللامبالاة. في الحرب الأغنياءُ ظلّوا أغنياءَ، والفقراءُ أصبحوا أغنياءَ، فيما الجميعُ اليومَ تساووا في الفقر. أيُعقَلُ أن تُغنيَهم الأحزابُ والميليشياتُ وتُفقِرَهم الدولةُ الشرعية؟ مَن يُخطِّطُ للعودةِ إلى هاتيك الأيّام؟

كُثرٌ رؤساءُ الجمهوريّةِ السابقون الّذين أعادوا النظرَ في سياساتِهم وخِياراتِهم وتحالفاتِهم في ضوءِ التحوّلاتِ الداخليّةِ والإقليميّةِ والدوليّةِ وأنقذوا لبنان من أزماتٍ سياسيّةٍ، من ذوبانٍ في كياناتٍ أخرى، من تحالفاتٍ هجينةٍ، ومن حروبٍ وفِتن: دَخل كميل شمعون إلى الرئاسةِ "فتى العروبةِ الأغرّ" وخَرج منها "شيخَ المارونيّةِ الأغرّ" بمقاومتِه الوِحدةَ السوريّةِ/المِصريّة. أتى فؤاد شهاب بالرئيس شارل حلو ليُمدِّدَ عُمرَ الشِهابيّة، فخَرج حلو من عباءةِ العسكرِ وعَطَفَ على "الحلفِ الثلاثيّ" ضِدَّ الشِهابيّة ليَحِدَّ من تأثيرِ عبد الناصر. انتُخِب الياس سركيس برعايةٍ سوريّةٍ، فانتهى بتَبنّي بشير الجميل ليُحرِّرَ لبنان من الاحتلالين الفِلسطينيِّ والسوريّ. انتُخِب بشير الجميل من موقعه قائدَ المقاومةِ المسيحيّة فنشرَ السلامَ وتَشبَّثَ بوِحدةِ لبنان وواجَه بيغن وشارون في اجتماعِ نهاريا ولـمّـا يَتسلمِ الحكمَ بعد. خَلَفه أمين الجميل تحتَ سقفِ المعادلةِ الأميركيّة/الإسرائيليّةِ وبإجماعٍ وطنيّ، فانقلَب على الإسرائيليّين واتّكلَ على الأميركيّين. جاء ميشال سليمان إلى الرئاسة إثرَ "تسويةِ الدوحة" سنةَ 2008، فعدّل في عَلاقاتِه مع 8 آذار فاغْتاظ منه حزبُ الله. وإذا خَرجْنا من لبنان نَجد أنَّ الجنرالَ شارل ديغول تسلّمَ الرئاسةَ الفرنسيّةَ سنة 1958 على أساسِ إبقاءِ الجزائرِ فرنسيّةً، ثمّ غيّرَ موقفَه وقَبِل باستقلالِ الجزائر سنة 1962.

مصلحةُ لبنان العليا تَقضي أن يًقيِّمَ الرئيسُ ميشال عون سريعًا مسيرةَ عهدِه. فلا تبديلُ حكومةٍ ولا انتخاباتٌ نيابيّةٌ جديدةٌ ولا خُطّةٌ إصلاحيّةٌ تُوقِفُ المأساةَ اللبنانيّة. لا الغربُ ولا الشرقُ، لا الدولُ المانحةُ ولا صندوقُ النقدِ الدوليِّ ولا مؤتمرُ سيدر، ولا اللهُ والملائكةُ والأنبياءُ سيساعدون لبنان ما لم يراجِع العهدُ خِياراتِه الاستراتيجيّة. الأزمةُ مزمنةٌ، لكنَّ سببَ الانهيارِ المباشَرَ هو هذا التحالفُ المرصوصُ بين رئيسِ الجمهوريّةِ وحزبِ الله وحلفائِه، واستطرادًا مع المحورِ الإيرانيّ/السوريّ. فبقدْر ما تُشكّل العَلاقةُ مع هذا المحورِ ضرورةً لاستقرارِ لبنان، مُضِرٌّ التحالفُ معه على حسابِ المكوّناتِ اللبنانيّةِ والصداقاتِ العربيّةِ والدوليّة، وخلافًا لثوابتِ لبنان الحديثةِ والتاريخيّة. فلا هذا هو خِيارُ الأقليّات ولا هذا هو خِيارُ الأكثريّات. لا هؤلاءِ هم الشرقُ ولا هؤلاءِ هم العرب. هذا خِيارٌ اصطناعيٌّ مُدمِّر. نحن الشرقُ بتراثِنا وأرضِنا، ونحن العربُ بثقافتِنا وانتمائِنا، ونحن الغربُ بحضارتِنا وحداثتِنا. ونحن الأكثريّاتُ والأقليّات. الصيغةُ اللبنانيّةُ التعدديّةُ قَطعَت الطريقَ منذ 1920 على خِياراتٍ فئويّةٍ تَنقُضُ هويّةَ محيطِنا التعدديِّ، فلبنان بتكوينِه هو مُحصِّلةُ كلِّ هذه الخِياراتِ الإنسانيّةِ والدينيّة ِوالجُغرافيّة.

حان الوقتُ، يا فخامةَ الرئيس، أن تُصارحَ حلفاءَك بأن يُطلِقوا سَراحَ عهدِك وشعبِك. أنت في سنةِ 2020 محاصَرٌ في قصرِ بعبدا أكثر مما كنت محاصَـرًا فيه سنةَ 1988. والأطرافُ ذاتُها التي أسقَطَتْك عامَ ذاك وهي عَدوّةٌ لك، تُسقِطُ عهدَك اليومَ وهي تَدّعي التحالفَ معك. وحدَها الأسماءُ تغيّرت. الشعبُ يَنتظر انتفاضتَك لتُغنِيه عن انتفاضتِه، والعالمُ يَترقّبُ موقِفَكَ ليُصدرَ موقفَه. لم يَضع العالمُ شروطًا ليُساعدَنا إلّا أن نكونَ مستقلّين وسياديّين، أن نَحترمَ دستورَنا ونظامَنا وحدودَنا، أنْ ننأى عن حروب المنطقةِ، وأن تَخرجَ الشرعيّةُ من كنف حزب الله. أهذه الشروطُ إملاءاتٌ خارجيةٌ أم واجباتٌ وطنيّةٌ يَفرِضُها القَسَمُ الرئاسيُّ أوّلًا؟ أهذه الشروطُ لمصلحةِ أميركا وأوروبا أم لمصلحةِ جميعِ اللبنانيّين؟

فخامةَ الرئيس، كلُّ اجتماعٍ تدعو إليه في قصر بعبدا مرحَّبٌ به، لكنَّ الحاجةَ اليوم هي إلى اجتماعٍ واحدٍ بينَك وبين حلفائِك، فتقول لهم: عذرًا... هكذا يعود القصرُ "بيتَ الشعب وتعودُ أنتَ رئيسًا قويًّا.

 

“الرغيف” حجة لمراكمة الثروات على حساب الفقير

خالد أبو شقرا/نداء الوطن/25 حزيران/2020

عادة ما تقابَل الاجراءات الإقتصادية الجذرية بكثير من الاتهامات الشعبوية. رفع الدعم عن السلع والخدمات واحد من أبرز الامثلة على ذلك. صحيح ان هم المستهلك ينحصر في رغبته بدفع أقل ثمن مقابل أفضل جودة. لكن هل يحقق الدعم ذلك؟ إن كان الجواب نعم! فلمصلحة من؟ وبأي جودة؟ ولكم من الوقت؟

تتداول وسائل التواصل الاجتماعي فيديو جديداً يظهر اعتراض مجموعة من الشبان، قيل انهم ثوار بحمدون، يفرغون شاحنة محملة بأكياس الطحين متوجهة إلى سوريا. الفيديو القصير يظهر بوضوح نقمة عارمة على تهريب الطحين، في الوقت الذي “نموت فيه من الجوع”. بغض النظر عن الدافع، فإن السبب الاول لاستمرار حرمان الأسواق المحلية من المنتجات الغذائية والنفطية، هو استمرار الدعم غير المنطقي.

المستهلك غير مستفيد

تهريب جزء كبير من المنتجات المدعومة إلى سوريا نتيجة الدعم أصبح ظاهراً كعين الشمس، وإن اختلفت تقديرات الكمّيات المهربة. إنما الذي ما زال مجهولاً أو بالاصح “يجهّل” هو عدم استفادة المستهلك اللبناني من الدعم كما يسوّق. وفي ما خص القمح تحديداً، فان “الدعم يصب في خانة “الكارتيل” المستورد للمادة وليس المستهلك”، تقول نائبة رئيس “جمعية المستهلك” ندى نعمة.

دعم الرغيف لم يتوقف يوماً. وكان كلما تغير سعر القمح عالمياً تتدخل الدولة بدعم الطحين، لصالح مطاحن تعد على أصابع اليد الواحدة. أما الحجّة فكانت الابقاء على سعر ربطة الخبز 1500 ليرة. إلا انه بعد دفع مليارات الدولارات، كانت النتيجة تذبذب وزن ربطة الخبز من 1500 غرام إلى 1120 غراماً من ثم 1000 غرام وصولاً اليوم إلى 900 غرام أو حتى أقل.

التهديد بالرغيف لاستمرار النزيف

بعد صولات وجولات من دعم كانت تتراوح قيمته بين 10 و 15 الف ليرة للطن، أصبح اليوم بحسب نقيب مستوردي القمح احمد حطيط “مئة الف ليرة”. لكن برأي النقيب، “إذا رُفع الدعم، فسيصبح (سعر الطن) حوالى مليوني ليرة. وسعر ربطة الخبز أكثر من 3000 ليرة لبنانية، وقد يصل إلى 6 آلاف ليرة”.

جمعية حماية المستهلك أشارت إلى انه ليس بالضرورة ان يرتفع سعر ربطة الخبز كما يهولون للإبقاء على الدعم. وبناء على دراسات أجرتها اظهرت ان من استفاد من الدعم طيلة السنوات الماضية كانت المطاحن ومن ورائها الافران. فيما لم يصل للمستهلك من الجمل أذنه. “فحقق المستوردون والأفران ثروات على حساب رغيف الخبز. في حين كانت تتدنى نوعية الطحين ويتناقص وزن ربطة الخبز” تقول نعمة.

الدعم العشوائي

باستثناء ربطة الخبز “اليتيمة” زنة 900 غرام، فان دعم المازوت والقمح للافران يصب في مصلحة عشرات إن لم يكن مئات الاصناف الأخرى التي تنتجها. وبحسب الاحصاءات فانه من أصل استيراد بقيمة 150 مليون دولار من القمح، يستخدم 20 مليون دولار من الطحين لصناعة خبز الباغيت وأصناف من الكعك.

الباحث في الدولية للمعلومات محمد شمس الدين يذهب أبعد من ذلك ويعتبر ان “من يتقاضى الحد الأدنى للأجور يشتري ربطة الخبز بـ 1500 ليرة، ومن يبلغ راتبه 10 ملايين يشتريها أيضاً بنفس القيمة. وهو ما يدل على ان هذا الدعم عشوائي. ومن غير المقبول ان يبقى مستمراً بهذه الطريقة”.

احتساب المبالغ التي تذهب على دعم المشتقات النفطية والقمح والكهرباء يظهر ان “الكلفة السنوية التي تتحملها الدولة تفوق 8 آلاف مليار ليرة”، يقول شمس الدين. “وهو رقم هائل حتى إذا استثنينا الانهيار الاقتصادي والنقص الكبير في احتياطي المصرف المركزي”.

الحل بالإنتاج والدعم المباشر

تقنين الدعم وتوجيهه إلى المحتاجين هو الحل بدلاً من الدعم الشامل الذي يتقاسم فوائده كارتيل الاستيراد ومافيا التهريب. وبحسب شمس الدين فان اصدار بطاقات خاصة بالأسر المحتاجة بقيمة الدعم الذي يذهب الى التجار قد يكون حلاً منطقياً لمواجهة هذا الانفلات.

جمعية المستهلك التي تعارض تاريخياً مسألة الدعم العشوائي تعتبر بحسب نعمة ان “استمرار هذا الدعم يستنزف الاحتياطي ويصب في مصلحة الفاسدين والمحتكرين. وقد نصل بعد أشهر قليلة إلى انتهاء الاحتياطي”. وبالتالي فان الخلاص برأي نعمة هو في “الاعتماد على الانتاج الذاتي وتأمين بدائل الاستيراد وتحديداً في موضوع القمح. إذ انه مهما بلغت كلفة الزراعة تبقى اوفر بكثير من قيمة الاستيراد. خصوصاً في ظل انخفاض قيمة العملة مقابل الدولار. أما في حال استمرار دعم بعض السلع فيجب فتح متاجر متخصصة ببيعها أو تنفيذ نظام تتبع للبضائع. وهو ما يضبط تهريبها، يحد من الاحتكار ويفيد المستهلكين”.

 

المركزي يضخّ دولارات في المصارف

رنى سعرتي/الجمهورية/25 حزيران/2020

سوف تبدأ مرحلة جديدة في عملية ضخ الدولار في السوق، من خلال تزويد مصرف لبنان المصارف التجارية كمية من الدولارات لبيعها الى المواطنين والمستوردين الذين تنطبق عليهم الشروط.

عُقد في وزارة المالية امس الاجتماع الثالث لخلية الأزمة الوزارية المكلفة متابعة المواضيع المالية برئاسة وزير المالية غازي وزني وحضور وزراء الاقتصاد راوول نعمه، الصناعة عماد حب الله، والإعلام منال عبد الصمد، وحاكم مصرف لبنان رياض سلامة والمدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم ورئيس جمعية المصارف سليم صفير ونائب نقيب الصرافين محمود حلاوي. تمحور الاجتماع حول ضخ الأموال للصرافين، لسدّ حاجات المواطنين، على أن يتولّى مصرف لبنان ضخ الدولارات للمصارف وفق ضوابط معينة.

وقد أوضح نعمه لـ«الجمهورية»، انه تمّ الاتفاق على ان يضخ مصرف لبنان سيولة بالعملة الأجنبية في المصارف بهدف تيسير عمليات الاستيراد للمواد الغذائية والاستهلاكية والمستلزمات الطبية، على غرار ما يقوم به الصرافون وبالشروط نفسها، وذلك وفقاً لسعر صرف الدولار نفسه الذي تتعامل به نقابة الصرافين.

وأشار الى انّه لم يتمّ تحديد حجم الاموال التي سيخصّصها البنك المركزي لهذا الغرض، «وهذه الصلاحية تعود الى حاكم البنك المركزي». وفيما اكّد نعمه انّ الآلية الجديدة لا تتعلّق بمستوردي المواد الغذائية والاستهلاكية الاساسية المحدّدة من قِبل وزارة الاقتصاد والمدعومة من قبل مصرف لبنان، كشف انّ الوزارة وقّعت لغاية الآن على ما قيمته 50 مليون دولار من فواتير استيراد للمواد الغذائية الواردة ضمن لائحة المواد الغذائية الاساسية المدعومة. لافتاً الى انّ بعض البضائع المستوردة على السعر المدعوم قد وصل الى لبنان واصبح في محال السوبرماركت، والبعض الآخر لم ينفد مخزونه القديم كي يتمّ عرض البضائع الجديدة منه، في حين انّ جزءاً آخر من المواد الغذائية ما زال قيد الشحن. وشدّد نعمه على انّ وزارة الاقتصاد تقوم بتعقّب ومراقبة اسعار المواد الغذائية والاستهلاكية التي تمّ استيرادها وفقاً للاسعار المدعومة ووفقاً للاسعار المحدّدة لبيع الدولار لدى الصرافين، وقد تُرجم هذا الدعم بالفعل بتراجع اسعار بعض المواد التي وصلت الى لبنان، واصبحت في السوق، على غرار السكر، الرز، العدس وغيرها. من جهته، اوضح نائب نقيب الصرافين، انّ المصارف ستحوز أيضاً على حصّة من السيولة التي يضخها مصرف لبنان، ولكن ليس نقداً بل ضمن آلية سيضعها البنك المركزي. وستقوم على غرار الصرافين، في اطار المساهمة بتيسير امور المستوردين، ببيع الدولارات التي سيؤمّنها لها مصرف لبنان، لمستوردي المواد الغذائية والاستهلاكية بالشروط نفسها المحدّدة لدى الصرافين، «ولكن لم يتمّ تحديد سعر الصرف الذي ستتعامل به المصارف في هذا الاطار».

وشرح انّ هذا الاجراء عبر المصارف لا يرتبط بتحريك ودائع المستوردين المجمّدة لدى البنوك، بل بسيولة سيؤمّنها مصرف لبنان أي fresh money.

ورداً على سؤال، قال حلاوي: «اننا لا نعرف حجم المبالغ التي سيخصّصها مصرف لبنان للمصارف، كما اننا لا نعرف ما اذا كان سيتمّ حسمها من حجم الاموال التي يضخّها مصرف لبنان حالياً في السوق لدى الصرافين والبالغة حوالى 4 ملايين دولار يومياً».

واشار الى انّ ما نسبته 10 الى 15 في المئة من اجمالي السيولة التي يضخّها مصرف لبنان لدى الصرافين يتمّ بيعها للافراد، في حين انّ 85 في المئة منها تذهب للشركات المستوردة.

تسعيرة الدولار

الى ذلك، أعلنت نقابة الصرافين سعر صرف الدولار الأميركي مقابل الليرة اللبنانية ليوم الأربعاء 24/6/2020 حصراً، بهامش متحرّك: بين 3850 و 3900 . وفي السوق السوداء، تراوح سعر صرف الدولار ما بين 5850 و 6200 ليرة، في حين انّ الشركات التجارية تقوم بتسعير قيمة الفواتير وفقاً لسعر صرف يبلغ 6500 ليرة. كما أعلنت النقابة تعميماً معدّلا حمل الرقم 5 موجّهاً إلى شركات ومؤسسات الصرافة فئة (أ) تضمّن استمارة بيع دولار مقابل الليرة لتأمين حاجات المواطنين من الدولار، والذي يحدّد الجهات التي يمكن ان تشتري الدولار من الصرافين وفقاً للسعر المحدّد عند 3900 ليرة. وقد تمّ الغاء استفادة الاشخاص الذين يريدون تسديد قسط دين بالدولار في لبنان، وتعديل البند المتعلق براتب الخدم المنزلي، بحيث يتمّ تسديد الراتب بالتحويل الالكتروني. وحدّد التعميم الجديد استفادة الأفراد اللبنانيين بهدف تسديد:

– راتب الخدم الاجنبي المنزلي بحد أقصى 300 دولار، مرة شهرياً تُسدّد بتحويل الكتروني.

– تذكرة سفر لشخص واحد بحد أقصى 1000 دولار مرة واحدة.

– قسط جامعة خارج لبنان بحدٍ أقصى لقسط الطالب الواحد 2500 دولار.

– قسط منزل في لبنان بحد أقصى 1000 دولار، مرة شهرياً .

– ايجار سكن الطالب في الخارج بحدٍ أقصى 1000 دولار وبحسب الدولة.

– الشركات: لتأمين طلبات شركات المواد الغذائية والمستلزمات الطبية باستثناء التي تضمنتها السلة الغذائية المقرّرة من قِبل وزارة الاقتصاد ومصرف لبنان.

واوضح حلاوي في هذا الاطار، انّه تمّ الغاء استفادة الاشخاص الذين يريدون تسديد قسط دين بالدولار في لبنان، «بعد ان تبيّن لنا انّ غالبية المصارف تقبل تسديد القروض الموقعة بالدولار، بالليرة اللبنانية وعلى سعر الصرف الرسمي، وبالتالي لا حاجة لبيع الدولارات لدى الصيارفة لهذا الغرض».

 

باريس منزعجة من أداء حكومة دياب… وجهات أوروبية تنتقد دور باسيل

محمد شقير/الشرق الأوسط/25 حزيران/2020

يستبعد مصدر سياسي معارض أن تكون لـ«اللقاء الوطني»؛ الذي يُعقد اليوم بدعوة من رئيس الجمهورية ميشال عون، مفاعيل من شأنها أن تبدّل المشهد السياسي، ويعزو الأمر إلى أنه «لا مشكلة لدى من يشارك فيه أو من يغيب عنه في جدول أعماله؛ لأن الجميع يُجمع على حماية السلم الأهلي وقطع الطريق على فتنة مذهبية طائفية؛ إنما المشكلة تكمن في أن حكومة الرئيس حسان دياب لم تتمكن حتى الساعة من تحقيق ما وعدت به، وهذا ما بدأ ينعكس عليها سلباً، خصوصاً من قبل بعض الجهات الدولية؛ تحديداً فرنسا التي حاولت مساعدتها، لكن الحكومة لم تحسن الإفادة من الزخم الفرنسي».

ويقول المصدر لـ«الشرق الأوسط» إن باريس ليست مرتاحة لأداء حكومة دياب التي لم توظّف الاحتضان الفرنسي للبنان لإحداث نقلة نوعية تضعه على طريق الإنقاذ، ويؤكد أن الجهات الأوروبية النافذة ليست مرتاحة لدور رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل، وأنه موضع انتقاد على المستويات كافة حتى من قبل عدد من السفراء الأوروبيين المعتمدين لدى لبنان.

ويعدّ أن «هؤلاء السفراء يرون في أداء باسيل عائقاً يؤخّر ترجمة ما تعهدت به الحكومة إلى خطوات ملموسة»، ويعزو الأمر إلى «وجود شعور لديهم بأنه يهيمن على قرارات الحكومة، وهذا ما تسبب لها بمشكلات مع قوى رئيسة في البلد؛ من موالية ومعارضة».

ويكشف المصدر عن أن «باريس قررت منذ فترة تجميد اتصالاتها بالحكومة اللبنانية لسؤالها عن التلكؤ في استجابتها لدفتر الشروط الذي وضعه مؤتمر (سيدر) لمساعدة لبنان، وتكاد تكون فقدت الأمل في الرهان عليها لإعادة تعويم المؤتمر الذي تقرر تعليق مصيره على نتائج المفاوضات بين لبنان وصندوق النقد الدولي». ويؤكد المصدر نفسه أن ممثل الحكومة الفرنسية بيار دوكان المكلّف بمتابعة تنفيذ مقررات «سيدر» لم يعد على تواصل مع الحكومة اللبنانية، ويعزو الأمر إلى أن «باريس أُصيبت بإحباط؛ مردّه إلى أن لبنان لم يستجب للشروط الإصلاحية والإدارية التي تعهد بها أمام المشاركين في (سيدر)». ويلفت إلى أن باريس «تجهل الأسباب الكامنة وراء تأخّر الحكومة في تعيين الهيئة الناظمة لقطاع الكهرباء وتشكيل مجلس إدارة جديد لـ(مؤسسة كهرباء لبنان)»، ويقول إنها «لا ترى مبرراً للتأخير بتذرعها بإقرار قانون جديد للكهرباء، وكان من الأجدى المباشرة بتعيين هذه الهيئة، ويمكن إعادة النظر في صلاحياتها في ضوء ما سيحمله القانون من تعديلات». ويرى أن الإحباط الفرنسي يشمل أيضاً «تراجع الحكومة عن قرار ترحيل إنشاء معمل في سلعاتا لتوليد الكهرباء، مع أنها تدرك أنه لا ضرورة له لانعدام جدواه الاقتصادية، إضافة إلى أن معظم التعيينات التي أقرّتها الحكومة تقوم على المحاصصة والمحسوبية؛ وهذا باعتراف الرئيس دياب قبل أن ينقلب على موقفه». ويؤكد المصدر السياسي أن «باريس لا تتفهّم الدوافع التي ما زالت تؤخر الوصول إلى اتفاق بين الحكومة وصندوق النقد، مع أن هذا الاتفاق لن يترجم إلى خطوات عملية ما لم يحظ بتأييد القوى الدولية المؤثرة في القرارات التي يتخذها الصندوق»، ويسأل؛ نقلاً عن مصادر أوروبية ومنها فرنسية، عن الإنجازات التي قامت بها الحكومة لوقف الانهيار الاقتصادي والمالي. وفي هذا السياق؛ يكشف المصدر؛ الذي يتواصل باستمرار مع جهات أوروبية نافذة، عن بعض ما دار في الاتصال الذي جرى أخيراً بين وزير الخارجية ناصيف حتي ونظيره الفرنسي جان إيف لودريان، ويقول إن «حتي أكد له أن لبنان يتكل على الدعم الفرنسي، وكان الجواب بأن باريس قدّمت كل الدعم؛ لأن ما يهمها الحفاظ على استقرار لبنان ومساعدته لتجاوز الانهيار المالي والاقتصادي، لكن الحكومة لم تحسن الإفادة من هذا الدعم ولم تبادر إلى إعداد نفسها للسير بلبنان على طريق الإنقاذ».

 

هل لبنان على أبواب حرب مع إسرائيل؟

غادة حلاوي/نداء الوطن/25 حزيران/2020

كلّ الانظار شاخصة باتجاه مؤتمر بعبدا. لقاء كان يؤمل ان يكون جامعاً لقوى السلطة والمعارضة لمقاربة الأزمة، سيعقد بمن حضر مع إصرار الجهات المنظمة وحتى ساعة متأخرة من ليل أمس على عقده. حتى رئيس مجلس النواب نبيه بري أعلن نداءه الأخير للمدعوين ووضعهم أمام مسؤولياتهم بقوله: “إن لبنان امام تحدّ وجودي وحجر الزاوية لإنقاذه رهن بتعاون جميع القوى السياسية، وبوعيهم أهمية التزامهم بالحوار سبيلاً وحيداً لمقاربة القضايا الخلافية”.

لا توافق مصادر “الثنائي الشيعي” على اعتبار ان اعتذار البعض يعد بمثابة إجهاض للمؤتمر، ذلك أن المطلوب من حوار بعبدا لم يكن إجتراح الحلول بل ان يلتقي الجميع على مقاربة الأزمة، خصوصاً بعد الاجتماع الذي عقد قبل اسبوعين وحضره كل المعنيين بالموضوع السياسي والاقتصادي، وتمّ الاتفاق خلاله على تثبيت سعر الدولار وجاءت مفاعيله معاكسة. كان الهدف من اجتماع بعبدا وضع الناس في مخاطر الوضع الاقتصادي، وليس المأمول منه الخروج بقرارات تنفيذية بل محاولة تكاتف، أما محاولة تحميله اكثر مما يحتمل فليست إلا اصراراً على إفشاله مسبقاً.

يوجد فريق سياسي لا يريد إنقاذ عون وعهده ولا فتح طريق جبران باسيل الى رئاسة الجمهورية، وقاربوا مشاركتهم من هذه الزاوية رغم اصرار بري وبذل قصارى جهده لمشاركة الجميع. يلتقي الثنائي الشيعي على دقة الوضع وحراجته حتى من الجهة الأمنية، وهو ما دفع بري الى استعادة اجواء الاجتياح الاسرائيلي العام 1982 حيث قال: “في مثل هذه الايام من العام 1982 كان لبنان وبيروت يقاومان اجتياحاً اسرائيلياً، قاوما ولم يرفعا الراية البيضاء انتصرا لنا جميعاً، وانتصر اللبنانيون بهما ولهما، واليوم لا اخفي قلقي بأننا نعيش ظرفاً مشابهاً لذلك الظرف، يراد منه إسقاط لبنان وإخضاعه واجتياحه بأسلحة مختلفة ربما تكون ناعمة الملمس لكن في طياتها تخفي الموت الزؤام”.

كلام أثار الذعر في النفوس خشية وجود معطيات دفعت بري الى مثل هذا الحديث، الذي سبقته تحذيرات غربية تلقاها لبنان أخيراً من أن أي عمل باتجاه اسرائيل سيجعل لبنان يدفع ثمنه. وحذر بري من ان لبنان الذي يقع على قوس جغرافي مشتعل على طول الشاطئ الشرقي لحوض المتوسط، بدءاً من طرابلس الغرب في ليبيا مروراً في الساحل السوري وطرابلس في شمال لبنان وليس انتهاء بغزة، تتصارع فيه أجندات ومحاور اقليمية ودولية، لبنان واحد من ميادين هذا القوس، الهدف هو السيطرة على الثروات الهائلة والكامنة في أعماق مياه هذه المنطقة نفطاً وغازاً، فضلاً عن تأمين ممرات مائية نحو اوروبا ناهيك عن بيت القصيد وهو تمرير صفقه القرن وتصفية القضية الفلسطينية، وتحويل المنطقة الى اسرائيليات وكيانات عنصرية متناحرة”.

ترافق هذا الخطاب مع توزيع مقطع فيديو لمقابلة كانت اجريت مع المستشار الاعلامي السابق في القصر الجمهوري الزميل جان عزيز قبل عام ونصف العام تقريباً، حذر خلالها من معلومات تلقاها لبنان بوجود نية لعمل عدواني تجاهه. وسبقته تفسيرات لخطاب الامين العام لـ”حزب الله” الاخير من ان المواجهة للحرب الاقتصادية التي تشن على لبنان قد تفضي الى اتخاذ خيارات منها، وفق قراءة البعض، خيار الحرب مع اسرائيل لتنفيس الاجواء، بخاصة وان لبنان وصل الى حدّ أزمة مالية تهدد كيانه ومصير شعبه.

لكن “حزب الله” كانت له مقاربة مختلفة بعيدة عن التهويل بالحرب التي استبعدتها مصادر مقربة منه وقالت: لو قصد السيّد التهويل بالحرب لكان لوّح بها صراحة لكنه وبعكس ما فسر الكثيرون، كان القصد من حديثه ان يكون تطمينياً وهو آثر القول ان من يتقصّد سحب سلاح المقاومة من باب تجويعنا سنقتله”. فضلاً عن ان نائب الامين العام لـ”حزب الله” الشيخ نعيم قاسم قال بعدها بيوم ان معلومات “حزب الله” تفيد بأن اسرائيل غير ذاهبة إلى حرب، لا يرغب “حزب الله” في خوضها حالياً.

من وجهة نظر “حزب الله” فإنّ إسرائيل غير قادرة على شن حرب لإعتبارات عديدة منها الجبهة الداخلية وانقسام الحكومة، وهي لديها هم أساسي وهو ضم أراضي الضفة في وقت يلمح فيه الديبلوماسيون الفرنسيون الى ملامح انتفاضة ثالثة، يستفيد منها محور المقاومة ولذا ليس من المنطق التفكير بحرب من قبل اسرائيل. يرى “حزب الله” أن الوضع على الجبهة الحدودية عادي ولا مؤشرات مقلقة وكل المعلومات المتوافرة لا تعطي انطباعاً بقيام حرب قريبة. في تقدير الأوساط أن ما حاول قوله بري مرتبط بمفاعيل قانون “قيصر” وهو يتلاقى مع ما سبق وقاله السيد نصر الله، الذي حاول ان يطمئن بيئته وجمهوره وحلفاءه الى عدم الخوف من الجوع واننا لن نُترك لقدرنا في نهاية المطاف، وهو ما قُدم على انه جرعة أمل للصبر والصمود وليس من المنطقي ان يكون في وارد حرب، لا سيما في مثل الظروف الحالية التي يعيشها لبنان… تلك الظروف التي لم تعد متصلة بحوار اكتمل عقد انعقاده او لم يكتمل، بل صارت المسألة تتعلق بتدهور مالي بلغ حداً يتجنب المسؤولون الاعلان عن حجمه صراحة. دخل الجميع في حالة طوارئ وورش عمل وبحث مستفيض عن حلول ومقترحات، ومن بينهم “حزب الله” الذي استنفر الخبراء الاقتصاديين الى ورشة لدراسة معمقة للأرقام وتقديم اقتراحات حلول. تؤثر الأوساط عدم الغوص في تفاصيل ما يتم اعداده لتكتفي بالقول ان البلد في أزمة، وكل كلام خارج إطار المعالجة لا قيمة له.

 

جبران باسيل لم يعد “فعلاً”… مرشحاً للرئاسة

كلير شكر/نداء الوطن/25 حزيران/2020

أكثر من ساعة أمضاها رئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل يوم السبت الماضي أمام الكاميرا يتلو بيانه المكتوب. لم يُفهم توقيت تلك المواقف ومضامينها إلا من زاوية إعلان استسلامه السريع لقانون “قيصر”. أقله هكذا رأى حلفاؤه.

حتى في الشكل، لم تفهم الطريقة التي بات يتوجه فيها باسيل إلى الرأي العام. فلا هو مؤتمر صحافي يفتح فيه صدره لأسئلة الإعلام واستيضاحاته، ولا هو خطاب جماهيري. لعلها محاولة، غير موفقة لتقليد الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصر الله، الذي لاعتبارات أمنية فقط يترك تلك المسافة بينه وبين ناسه.

أما في التوقيت فلم يُنظر إلى رزمة المواقف التي أطلقها إلا بكونها جاءت في سياق الرد على خطاب نصر الله الأخير. سارع باسيل إلى التحذير من عدم قدرة “التياريين على التحمّل أكثر!”. قالها من دون مواربة: “يسألنا التياريون، بقلق او زعل، لماذا نُترك وحدنا ولا يقفون معنا بالملفات الأساسية كالكهرباء والنفط والفيول وسوكلين، ومرفأ بيروت والاتصالات والموازنة والجمارك والحدود، وكنّا نجيب بضرورة تفهّم أسباب حلفائنا، ولكن اليوم مع اشتداد الظروف “ما عاد فينا” نطلب من الناس أن تتفهم اكثر”.

تلك العبارة لا تزال حتى اللحظة تطنّ في آذان مسؤولين في “حزب الله”، يحاولون التدقيق فيها لقراءة ما بين سطور الكلمة المتلفزة لاستخلاص الرسائل التي يحاول باسيل توجيهها، وتحديد الأهداف التي يعمل على تحقيقها.

طبعاً، لن يكون “حزب الله” في وارد إثارة أزمة مع حليف السنوات الـ 15، بسبب تصويبه على طابة تخلي حلفائه عنه في معركة مكافحة الفساد، ليصيب طابة قانون “قيصر” والعقوبات الأميركية، على طريقة لعبة البلياردو. سبق لـ”الحزب” أن واجه الكثير من المحطات الخلافية مع حلفائه، ولم تصل به الأمور إلى حدّ تحويلها أزمات تصيب صميم العلاقة. ما يثير انتباهه وانزعاج قيادييه، هو المسار الذي قرر جبران باسيل سلوكه منذ الانتخابات النيابية وحتى اليوم. تلك هي المسألة الواجب التدقيق بها لأنها قد تؤدي، اذا ما استمرت في وتيرتها التصاعدية، إلى الخروج من تفاهم مار مخايل.

مجموعة عوامل تلعب دورها في تكوين الخطاب الباسيلي في هذه المرحلة الدقيقة. يسردها الحلفاء على الشكل الآتي:

أولاً، شعور باسيل أنّ عهد الرئيس ميشال عون يكاد ينتهي على انفجار اجتماعي غير مسبوق وعلى هجرة مسيحية قد تدخل التاريخ، لما سيكون لها من آثار سلبية على موقع المسيحيين في التركيبة. ولذا يمارس هذا الفريق نوعاً من النهم في “قش” التعيينات الادارية والمالية، كونه مقتنعاً أنّ من سيزرعهم في الإدارة سيكونون الانجاز الوحيد الذي سيتحقق في هذا العهد، ولو أن ولاء هؤلاء غير مضمون أبداً.

ثانياً، بات محسوماً وجلياً أنّ “حزب الله” لن يكرر تجربة تبني مرشح لرئاسة الجمهورية قبل الأوان، كما حصل مع الوعد الذي قطعه لميشال عون. لا بل أكثر من ذلك. قال نائب الأمين العام لـ”حزب الله” نعيم قاسم في اطلالته الاعلامية الأخيرة رداً على سؤال حول امكانية تكرار تجربة عون في الرئاسة، إنّ لكل استحقاق ظروفه، بمعنى أن نظرية الأقوى في طائفته لم تعد صالحة، وفق قواعد “حزب الله” لاستحقاق العام 2022.

وها هو حسان دياب غير الممثل للطائفة السنية على المستوى الشعبي، رئيس للحكومة. وبالتالي لا يبدو “حزب الله” ممانعاً أو معارضاً لاستنساخ التجربة الحكومية في رئاسة الجمهورية. لا بل الأرجح هو يحاول تحضير الجمهور المسيحي نفسياً لخطوة من هذا القبيل. وبالتالي لم يعد الأقوى في طائفته هو المرشح الوحيد لرئاسة الجمهورية. والا لما طرح سليمان فرنجية نفسه مرشحاً جدياً لو أنه متيقن أن هذه المعادلة لا تزال سارية المفعول عند “الحزب”.

الأكيد أن انكفاء “الحزب” عن حسم خياره الرئاسي يربك رئيس “التيار الوطني الحر” ولو أنه لم يفاتح أبداً السيد حسن نصر الله بهذا الموضوع لادراكه، ربما، أنه لن يحصل على إجابة شافية.

وهذا ما يفسّر الارباك الظاهر بقوة على سلوك جبران باسيل ما دفعه إلى التمهيد لخطوة خروجه من السباق الرئاسي عبر قوله: “لا أريد أن أصبح رئيساً للجمهورية”. هو يعلم جيداً أنّ بينه وبين الرئاسة باتت المسافة بعيدة جداً، لأسباب كثيرة.

وفق المعلومات وجّه “حزب الله” الكثير من الرسائل “التصويبية” لباسيل، ومفادها: لا يمكنك أن تضع الحزب والأميركيين في جيب واحد. إلتقاؤهما بشكل متساوٍ مستحيل. ولو أن “الحزب” مقتنع انه لا يمكن انتخاب رئيس معادٍ للغرب وتحديداً لواشنطن. ولكن في المقابل لا يمكن قياس العلاقة بالميزان نفسه.

اذاً، هو ذلك الغموض الذي يلف علاقة باسيل بالأميركيين، ببعض تفاصيلها غير الواضحة، هو الذي يثير علامات استفهام كبيرة لدى قياديي “حزب الله”، ما يدفعهم إلى التدقيق في مسار صار عمره أكثر من سنتين، بدأ حين رفض باسيل تبني ترشيح حسين زعيتر على لائحة “التيار” في دائرة كسروان جبيل بحجة أنّ القواعد البرتقالية لن تقبل هذا الترشيح، ليمر على سبيل المثال باطلالة السفيرة الأميركية دوروثي شيا على محطة الـOTV، والتي أثارت انزعاج مسؤولين في “الحزب”، تزامناً مع عدم اخفاء النواب العونيين دعوتهم لمراجعة التفاهم… وليتوّج بالكلمة التي ألقاها باسيل والتي هدفت بشكل مختصر إلى مخاطبة الأميركيين قولاً: أعفوني من “قيصر” وخذوا ما يدهشكم!

أكثر ما يتم التوقف عنده هو تحذيره من أنه لم يعد بمقدوره لجم تياره. بمعنى آخر، استثمر باسيل كل امتيازات تفاهم مار مخايل منذ ولادته وحين صار عبئاً عليه راح يشتكي منه. كل ذلك بسبب العقوبات الأميركية. ولذا هناك من يسأل: كيف سيكون مرشح “حزب الله” للرئاسة اذا بات على ضفة الشكوى من التفاهم؟!

هناك من يعتقد أنه اذا أُبلغ باسيل رسمياً من جانب “حزب الله” انه لن يكون مرشح “الحزب” لرئاسة الجمهورية، فسيمزق باسيل ورقة التفاهم في اللحظة ذاتها. والعكس صحيح. ومع ذلك، يتصرف “حزب الله” على أساس تمسكه بالتفاهم وتفهّمه لحلفائه على الرغم من المطبات التي تصيب العلاقة. أما باسيل فمقتنع أنّ “الحزب” يحتاج الى “التيار” نظراً لحاجته للقاعدة المسيحية وبسبب الضغط الخارجي، ولاعتقاده أن وضعه الاقليمي إلى تراجع أكثر. أما أولويات “حزب الله” فهي سلاحه أولاً، ومن ثمّ وحدة الصف الداخلي وفي مقدمها الوحدة الشيعية، ومن بعدها حماية الانجازات في تركيبة السلطة، وبالتالي هو لن يخاطر بها عن طريق الاختلاف مع أي حليف. ليست المرة الأولى التي يتعرض فيها “الحزب” لطلقات صديقة ولن تكون الأخيرة. وبالتالي لن تؤدي الى شرخ في العمق ولو أنّ التشققات صارت بادية للعيان، وستظهر تداعياتها مع الوقت.

 

جعجع و”التسديدات” الصعبة… عهد عون يتحوّل إلى لحوّد 2؟

ألان سركيس/نداء الوطن/25 حزيران/2020

وجّه رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع رصاصة موجعة إلى طاولة الحوار التي دعا إليها رئيس الجمهورية ميشال عون وأفرغها من مضمونها بعد إعلان معظم الكتل المعارضة وحتى بعض الحلفاء عدم مشاركتهم فيها.

فنّد جعجع في مؤتمره الصحافي الذي عقده أمس الأسباب التي تدفعه إلى عدم المشاركة، معتبراً اللقاء لزوم ما لا يلزم، معلناً إنتهاء الهدنة مع الحكومة داعياً إياها إلى الرحيل بعد انتهاء فترة السماح.

وتدخل العلاقة بين معراب وبعبدا مرحلة جديدة من التأزم، فجعجع الذي كان حريصاً على تحييد صراعه مع رئيس “التيار الوطني الحرّ” جبران باسيل عن عون بات على تماس مباشر مع القصر الجمهوري ما يطرح علامات استفهام عن طريقة التعاطي الجديدة بين معراب والرئاسة.

منذ الإنتفاضة الشهيرة التي قادها الثلاثي جعجع – حبيقة – بقرادوني في 12 آذار 1985 ضدّ رئاسة فؤاد أبو ناضر للهيئة التنفيذية لـ”القوات اللبنانية”، دخل الحكيم المعترك السياسي من بابه العريض، فكانت الإنتفاضة جرس إنذار لعهد الرئيس أمين الجميل لأن الأخير أراد وضع يده على “القوات”.

لم تمض أشهر عدّة حتّى قاد جعجع في 15 كانون الثاني 1986 إنتفاضته الشهيرة بمباركة الرئيس كميل شمعون و”الجبهة اللبنانية” وبكركي وبالتحالف مع الجميل للإطاحة بـ”الإتفاق الثلاثي” الذي وقّع في دمشق ومعه طار حبيقة من رئاسة “القوات” واستلم جعجع قيادة المناطق الشرقية المحررة.

وفي خريف 1988 وسط ضبابية في المواقف الدولية بسبب قرب انتهاء عهد الجميل وعدم الإتفاق على رئيس جمهورية، كان لجعجع الكلمة الفصل بالتحالف مع قائد الجيش آنذاك ميشال عون فأجهضا محاولة وصول الرئيس سليمان فرنجية مجدداً إلى بعبدا، من ثمّ لم يرضخا للطرح الأميركي “مخايل الضاهر أو الفوضى”، فكان أن عيّن الجميل في آخر ساعات عهده عون لرئاسة الحكومة الإنتقالية.

ومع إنطلاقة عهد الرئيس الياس الهراوي، لم يساير جعجع الرئيس الأول بعد “الطائف” فوقع الصدام السياسي الكبير ورفع جعجع الغطاء المسيحي عن عهد الهراوي فما كان أمام نظام الوصاية الا تفجير سيدة النجاة ذريعة لإدخاله إلى المعتقل وحل “القوات” وملاحقة القواتيين.

خرج جعجع من المعتقل في 26 تموز 2005، وما لبث أن كان في الصفوف الأمامية في معركة إسقاط الرئيس الممدد له إميل لحود، لكن، وعلى رغم عدم قدرة “14 آذار” على إطاحة لحود، فإن عهده تحوّل إلى جثة سياسية.

كانت علاقة جعجع مع الرئيس ميشال سليمان الذي انتخب في 25 أيار 2008 بعد إتفاق “الدوحة” جيدة نسبياً لكنه قاطع الحوار الذي دعا إليه لاحقاً بسبب عدم استبشاره خيراً به.

إنتهت ولاية سليمان ودخلت البلاد الفراغ الرئاسي، وبين المرّ والأمرّ في ذلك الوقت، وبعد مبادرة الرئيس سعد الحريري ترشيح رئيس تيار “المردة” سليمان فرنجية في خريف 2015، لم يعد أمام جعجع وعون خيار سوى المصالحة وتبني ترشيح عون، فكان جعجع المساهم الأكبر في وصول عون إلى سدة الرئاسة.

يوضع جعجع دائماً أمام الخيارات الصعبة، وهو وإن كان يختار الوقت المناسب ليسدّد الضربة لمن كانوا في صفّ الحلفاء وأساؤوا إليه إلا أن قراراته تقلب المعادلات، وكان آخرها عدم تسميته الحريري لرئاسة الحكومة مجدداً بعد الثورة الشعبية وعدم الحماسة الأميركية – السعودية لعودة الحريري إلى السراي، فكان قراره أحد اسباب خروج الحريري من رئاسة الحكومة.

اليوم كان أمام جعجع مهمة صعبة أيضاً، فالرئيس الذي أوصله إلى بعبدا إنقلب عليه، وقاد صهره باسيل حرب إلغاء على “القوات”، لذلك انتظر جعجع الوقت المناسب وسدّد ضربته.

في الحوار الأخير الذي عقد في 6 أيار في بعبدا كسر جعجع الطوق المفروض على العهد وشارك وقال ما كان يرغب أن يقوله، أما اليوم فقد اشتدّ الخناق على عون أكثر نتيجة مقاطعة قيادات الطائفة السنية للحوار وموقف فرنجية و”الكتائب” في عدم المشاركة، فكان جعجع أمام خيارين لا ثالث لهما إما المشاركة وإنقاذ العهد أو المقاطعة.

وأمام كل هذه العوامل الداخلية التي نسجها خصوم العهد وحلفاؤه يأتي الموقف الدولي وخصوصاً الأميركي الناقم على المحور الذي يمثله العهد، فواشنطن ترفع وتيرة تطويق المحور السوري – الإيراني، وتفرض عقوبات صارمة على طهران وتضرب النظام السوري بقانون “قيصر”، وبما أن اللحظة السياسية مؤاتية، كان الهدف القاتل الذي سجّله جعجع في مرمى عون منتقماً لنحو 3 سنوات ونصف السنة من الإستئثار والتفرّد وأخذ لبنان إلى محور غير محوره والمساهمة في تجويع الشعب. جعجع لم ينقذ عون هذه المرّة ويبدو أن عهده تحوّل إلى ما يشبه العهد الممدد للحود الذي عاش 3 سنوات في بعبدا وسط مقاطعة داخلية وخارجية.

معراب التي شهدت لقاءات مكثفة قبل اتخاذ جعجع القرار، كان معظم نوابها معارضين مشاركة جعجع في الحوار وتصوير عون أنه قادر على جمع اللبنانيين رغم الأخطاء التي يرتكبها من يدور في فلك العهد، ويرى هؤلاء النواب أن عوامل عدّة أوصلت العهد الى هذا الوضع أبرزها تصرفات باسيل الذي دخل في إشكالات مع الجميع وحاول شن حروب إلغاء بالجملة ومحاولة إثارة الفتن المتنقلة، كذلك تصرفات وزراء العهد وانغماس بعضهم في الفساد وعدم الرغبة في الإصلاح، وآخرها عرقلة التشكيلات القضائية. أما السبب الأكبر حسب نواب “القوات” فهو عدم الإستماع إلى مطالب الشعب المنتفض، وإلصاق لبنان بالمحور السوري – الإيراني ودفاع العهد المستميت عن “حزب الله” ما سبب الحصار على البلد وساهم في تردي الأوضاع.

لا تسرّ معراب بتحوّل عهد عون إلى عهد غير قادر على حلّ المشاكل، فعندما انتخب الجنرال رئيساً للجمهورية كانت الآمال معلّقة على إستعادة الدولة هيبتها ودورها وتأمين الحياد وحل المشاكل الإقتصادية وإنقاذ الوضع، لكن الممارسات أدّت إلى ما أدّت إليه، لذلك فإن معراب تعتبر أن هدفها إنقاذ البلد لا الإنتقام من عون أو أي شخص آخر، فلو نجح العهد “لنجحنا كلنا”، لذلك المطلوب تغيير أسلوب الحكم وعدم ترك شخص ذي أطماع سلطوية يتحكّم بالبلد ويوصله إلى هذا الوضع ويغطي “حزب الله” الذي تهمه مصالح الخارج المتحالف معه أكثر من مصلحة الداخل.

 

"وكالة" من غير بوَّاب

بشارة شربل/نداء الوطن/25 حزيران/2020

محرر "الوكالة الوطنية للإعلام"، الذي وقَع في ما سمَّته مؤسسته "زلَّة" اتهام السيد علي الأمين بالعمالة لإسرائيل، قد يكون آخر من يُلام في هذا الإرتكاب.

فالمنظومة الفاسدة التي تحكم لبنان، لم تكتفِ بنهب أموال الشعب بل امتدت أصابعها الى كل مؤسسات الدولة حيث زَرعت أزلاماً وأغبياء يعتبرون أنفسهم موظفين لدى من أتى بهم، وهيأت أجواء تتيح تعميم قناعات سياسية وايديولوجية للهيمنة على خطاب الدولة وسائر الناس.

منذ أشهر نسيت "الوكالة الوطنية" انها جزء من "الإعلام العام" وأن موظفيها والمتعاملين معها يقبضون رواتبهم ومكافآتهم، مستحقةً أو غير مستحقة، من ضرائب كل المواطنين وليس فقط المنتمين الى "الخط" الشهير. وبدل ان تسير على "الصراط المستقيم" أي ان تمارس الموضوعية تحت سقف القانون والدستور، إرتضت ان تكون أداة عمياء للسلطة أو لبعضها، ذلك ان مَن عيَّنَه الضغط السياسي والمحاصصة لا يملك الحصانة الذاتية، لتأكيد استقلاليته ومهنيته وممارسة دوره كموظف عند الدولة وليس عند تياره او حزبِِ أو نظام.

لا يحق للوكالة، تحت أي ظرف كان، الخفةَ والتسرع والانحياز خصوصاً حين يتعلق الأمر باتهام اي شخص بالتعامل مع اسرائيل، فكيف إذا تناولت التهمة سيداً هو أبعد ما يكون عن تلك الادعاءات والتخرصات؟

"تعتذر الوكالة"... ما شاء الله. لكن قيمة الاعتذار لا تساوي الحبر الذي كتب فيه بعدما صار الخبر على كل شفة ولسان، وروَّجه المُغرضون على كل وسائط التواصل وفَرضَ نفسه على الشاشات. أما السؤال فهو: ماذا بعد الاعتذار، ومن يتحمل مسؤولية الجريمة التي طاولت الشخص وعمامته وسيرته، أليس هناك من أثمان؟ لا تستطيع وزيرة الاعلام المسؤولة معنوياً وإدارياً عن "الوكالة الوطنية" الاكتفاء باعتذار الوكالة على أساس "كفى الله المؤمنين..."، فهي بشخصها وموقعها تتحمل المسؤولية السياسية على وجه الخصوص. موظفو الوكالة مسؤولون لكن الوزيرة مَدينة للبنانيين باعتذار صريح، سيما ان الاساءة غير منفصلة عن المنحى البوليسي وعن انتهاكات حريات المعارضين للسلطة والمنظومة على السواء. وزيرة العدل بدورها مسؤولة عن نيابات عامة تفقد كل فترة واجب الحياد والمصداقية بانزلاقها الى تبني تلفيقات. وهي، وإن عرقلت التشكيلات لأسباب سياسية لا تليق بها، تستطيع ان تفرضَ وجودها وتحكيم ضميرها في هذا الاطار. فنحن نأبى ان يَصْدُقَ في وزارة العدل ما قد يصدق في وزارة الاعلام: "وكالة من غير بوَّاب"!

 

لبنان الذي نُريده.. أنا خائف، خائف على لبنان من لبنان ومن اللبنانيين وعلى اللبنانيين.

الطّبقة الحاكمة كلّها لصوص، ولكني لا أخاف من سرقاتها أخاف من غبائها

المحامي عبد الحميد الأحدب/25 حزيران/2020

أنا خائف، خائف على لبنان من لبنان ومن اللبنانيين وعلى اللبنانيين.

نحن في حرب بين أميركا وإيران، وحزب الله هو الميليشيا الإيرانية التي تحكم لبنان وتخوض بلبنان حرباً ضدّ أميركا، التي لا تُحبّ المزح، وقانون "قيصر" هو قنبلة هيروشيما الإقتصادية على سوريا وعلى إيران، وقد يصيب لبنان شظايا منه!

الطّبقة الحاكمة كلّها لصوص، ولكني لا أخاف من سرقاتها أخاف من غبائها، من سذاجتها. قالوا أنّهم إختصاصيّين فإذا الاختصاصية هي صداقة زوجها مع رئيس الجمهورية!! هذا اختصاص جديد، ولكن الأهم أنّهم حتى في الحساب لا يعرفون لا الجمع ولا الطّرح ولا الضّرب! يقدّمون للمؤسسات الدولية طلبات قروض فاذا الحابل فيها ضارب بالنابل في الحسابات! إذا مارسوا اختصاصهم فالويل للمشروع الذي هم مختصون به! وأسمعهم يتحدثون عن اختصاصاتهم، هذا يتّهم ذاك بأنه أغبى الأغبياء فلا يعارضه ذاك ولكنه يؤكد أنه أغبى منه بكثير! ليس في العالم دولة محكومة من الأغبياء والسذج الى هذه الدرجة وحرامية الى هذه الدرجة من الجشع!

كان اللبنانيون يعتبرون "الحماصنة" أغبياء، والفرنسيون يعتبرون البلجيكيين أغبياء، ثمّ تبيّن أنه في حكم الأغبياء من هو الأغبى؟

منذ مئة عام أعلن لبنان الكبير في قصر الصنوبر، قِيل أنّ نِصْفَه من المسلمين ونِصْفَه الآخر من المسيحيين، مع أرجحيات! وظل الإسلام السياسي مصراً على الوحدة مع سوريا رافضاً أن يكون جزءاً من لبنان حتى كان رياض الصلح، فأقنع المسلمين بلبنان وبفك ارتباطهم بسوريا ولم يتخلّ المسيحيون عن "الأم الحنون" حتى كانت الحرب العالمية الثانية التي خسرت فيها الأم الحنون جولة ولكن إنكلترا وأميركا ربحتا وأدخلتا معهما فرنسا في مركب الربح من الدرجة الثانية! وسقطت الإمبراطورية العثمانية فصار سهلاً على رياض الصلح ان يقنع المسلمين بلبنان وعلى المسيحيين أن يخففوا ارتباطهم "بالأم الحنون".

بعد الحرب الأهلية السّاخنة، ثمّ بعد الحرب الأهلية الباردة، خرج الشيعة من حزب الله ليقولوا "شيعة، شيعة، شيعة"، واقتنع الشيعة بأنهم الأمة الوحيدة التي ترى أنها الوحيدة بين الأمم على حق وفي كل شيء وأنّ الآخرين على باطل وبأنّ السُّنة والمسيحيين هم من الأقليات!

وتشقلبت المعادلات، والاحصائيات وحتى الانتماءات: الإسلام السياسي السُّني صار شعاره "لبنان أولاً" يُذَكِّرُنا بموارنة الأمس ولكن الانقلاب العجيب الغريب الذي حصل ولا تصدقه العيون ان المسيحيين أصبحوا نصفهم إيرانيون عونيون ونصفهم الآخر لبنانيون!

كان المسيحيون هم حماة لبنان الذي كانت ثقافته وسياسته غربية، ومع جزء من المسلمين كانت الأكثرية من اتجاه الغرب وثقافته وسياسته!

ومن الرَّدَّة، أحرقوا بيت أبي بكر وألقوا القبض في الليل على آل النبي قريش، فصارت شَرِيفات قريش يغسلن صحون الإيراني.

في هذه الأيام السوداء التي وصل جبران باسيل الى جائزة نوبل في كره الناس له، والذي يخرب كل الأشغال والمنافع تمر صاغرة تحت قدميه، في هذه الأيام السوداء، المسيحيون وقت الانتخابات كان نصفهم عونياً، وصار الربع هذه الأيام.

ولكن، إذا كان النصف، ثمّ الربع من المسيحيين عونيين إيرانيين! والمسلمون السُّنة صاروا يشعرون بأنهم أقلية والمسلمون الشيعة يشتمون "عائشة" أمّ المؤمنين! من ترى سيحمي لبنان والعواصف ترعد في أجوائه؟ كان المسيحيون نصف لبنان، وكانوا حراس أرزه، وكان المسيحيون مبرِّر وجود لبنان، وإلاّ فإذا كان كلّه مسلماً فلماذا لا "ينضم الى سوريا"؟

الأقليات أصبحت تحمي لبنان، والأقل من الأقليات صارت إيرانية، فإلى أين يذهب لبنان، الذي كان لؤلؤة الغرب في الشرق؟ الذي كان جامع الشرق والغرب! الذي كان سويسرا الشرق، وباريس المشرق! الى أين؟ لبنان الذي نريده، يُعلِّم اللبناني صغيرته أنّ الدِّين هو أخلاق وأدب وتهذيب وأمانة وصدق قبل أن يُعلِّمها بأيِّ قَدَم تدخل الحمام وبأي يَد تأكل، لبنان الذي نُريده، أعلّم فيه ابنتي أنّ الله محبة وأنها تستطيع أن تحاوره وتسأله ما تشاء بعيداً عن تعاليم أي أحد، لبنان الذي نريده، لا أذكر عذاب القبر لأولادي الذين لم يعرفوا ما هو الموت بعد، لبنان الذي نريده، أعلِّم فيه ابنتي أصول الدِّين وأدبه وأخلاقه قبل أن أفرض عليها الحجاب، لبنان الذي نريده، أُعلِّم فيه ابني أنّ الاقتداء بالرسول الكريم يبدأ بنزاهته وأمانته وصدقه قبل لحيته، لبنان الذي نحلم به، أقول فيه لابنتي أنّ صديقتها المسيحية ليست كافرة وألاّ تبكي خوفاً عليها من دخول النار.

 

في ضرورة إعادة النظر بالتاريخ ... والطعن بما أسميناه التقدم والتحرير

أحمد بيضون/25 حزيران/2020

واحدةٌ هي الأنظمة العربيّة التي انبثقت من الجيوش وتلك التي انبثقت من المليشيات. واحدةٌ هي مصادرها الاجتماعيّة.

هي تمضي حاليّاً في شوطِها الأخيرِ بَعْدَ أن انتَحَلَت طويلاً مشروع تحرير البلادِ وبَنَت عليه واقِعَ استعبادِ الشُعوبِ ونَهْبِ البلاد.

هذا شوطُها الأخيرُ، وإنْ هَزَمت رافِضيها، لأنّها باتت، بما هي أنْظِمةُ كواسِرَ وخَطّافين، بلا مَشْروعٍ سوى مواصلةِ الدمارِ والنَهْبِ لِما باتَ أطلالَ بلادٍ ومِزَقَ مجتَمَعاتٍ وشُعوب.

من اليمنِ إلى لبنان ومن الجزائر وليبيا إلى سوريّا والعراق، ومن مصرَ إلى الجزيرةِ العَربيّةِ... ثَمّةَ ما يستَحِقّ إعادةَ النَظَر حتّى تصبحَ ممكنةً ذاتَ يومٍ إعادةُ البناء. ثمّةَ إعادةُ نظَرٍ متوجّبةٌ في تاريخٍ برُمَّتِهِ يمتدّ، في أدنى تقديرٍ، من العَهْدِ العُثْمانيِّ الأخير إلي اليومِ عَبْرَ الاستعمارِ والانتداب ثمّ ما سُمّيَ تحريراً وتَقَدّماً. وهذان الأخيران تَمَثَّلا صنيعَ أنظِمةٍ سَوَّدَت شرائحَ جديدةً كانَ مشْروعُها الأهَمُّ جوعَها العتيقَ ومعه معاداتُها الحُرّيةَ بما هي الرايةُ التي لا رايةَ تُغْني عَنْها للتَقَدُّمِ ولا للتَحرير.

تستَحِقّ الكارثةُ الجارية، وهي في عُمْقِها واحدةٌ، إعادةَ نظَرٍ في التاريخِ الذي سادَ وفي الفِكْرِ الذي سادَ هذا التاريخ. وكانت أوروبّا التي وَلَدت فكرةَ التقدّم قد ولَدت الطعنَ في هذه الفكرة عندما بدَت معارِضةً للحُرّيّةِ مع نشوبِ الحربِ العالَميّةِ الثانية. وأمامَنا اليومَ من الأسبابِ ما يوجِبُ الطَعْنَ، بدَوْرْنا، في ما سَمّيناهُ التَقَدّم وفي ما سَمّيناهُ التحرير أيضاً

 

ما بعد بعد “لقاء الخميس”: هواجس ومخاوف!؟

جورج شاهين/الجمهورية/25 حزيران/2020

سيتحلّق جزء من القادة اللبنانيين قبل ظهر اليوم حول طاولة تحترم تداعيات «الكورونا» ليقولوا كلاماً ملّه اللبنانيون عن «العيش المشترك» ورفض «الفتنة المذهبية». وان لامس البيان الختامي بعضاً من اوجاع اللبنانيين ومآسيهم المستعصية على الحلّ، فإنّ لا خلاف على انّ شعور معظم المجتمعين لا يختلف عمّا يختلج صدور المقاطعين. فالمرارة واحدة عند الحديث عن مرحلة ما بعد لقاء اليوم، بهواجسها ومخاوفها. كيف ولماذا؟

لا تترقّب المراجع السياسية والحزبية اي جديد من شكل ومضمون ونتائج «اللقاء الوطني» المزمع عقده اليوم في بعبدا. فعنصر المفاجأة مفقود الى ادنى درجات التوقعات. ذلك، وعلى رغم ما يمكن ان تحمله بعض الكلمات اللافتة التي ستخرق «آحادية خطاب» المجتمعين، فإنّ مسودة البيان الختامي الذي اعدّته دوائر القصر الجمهوري، بناءً على توجيهات رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، له عنوان واحد، كشفت عنه رسالته الى المدعوين قبل اسبوع، والتي لفتت الى ضرورة السعي الى «وقف الفتنة والحفاظ على السلم الأهلي»، عقب التطورات الأمنية المقلقة التي شهدتها بيروت وضواحيها وطرابلس قبل أسبوعين.

لا يتوقف الأمر على ما سيكون عليه لقاء اليوم بمن حضر وكيفما حضروا، فأقصى أماني المنظمين تبخرّت، وباتوا راضين بالحد الأدنى منها. والخوف كل الخوف، بأنّه، وإن جاء بما يليق بمقام من جمعهم، فإنّ من الصعب ان ينالوا ثناء من غير اتباع الإنجيل والقرآن دون غيرهما من الكتب غير الدينية، لما سيحفل به البيان من «وصايا» و»آيات» حكيمة لا تغني فقيراً ولا تضيف دولاراً واحداً الى السوق المتعطش الى المليارات لتستقر حياة اللبنانيين.

والأدهى من كل ذلك، فقد عكست المواقف التي سبقت اللقاء معادلة لا نقاش فيها. فالمسؤولون يعيشون في وادٍ والمواطنون في وادٍ آخر. الأولون يتفرجون على الأزمات المتناسلة والمتشابكة، وعاجزون عن حلّ اي منها، ولا سيما منها تلك التي تقضّ مضاجع اللبنانيين من كل المناطق والفئات والطوائف، فيما اكثرية اللبنانيين تترقّب عدّادات الأسعار وترصد فقدان ما اعتادت على امتلاكه من مواد غذائية وكماليات، او انّها باتت بعيدة عنها ومكلفة الى حدود لا تُقاس بكل ما شهدته البلاد من قبل.

على هذه الخلفيات، لا يتوقف المراقبون امام ما هو متوقع من لقاء اليوم، بمقدار ما يترقبون مرحلة ما بعده، من دون اعتباره محطة اساسية او مفصلية في الحياة السياسية. فهو لن يغيّر في واقع الأمور شيئاً. ذلك انّ تأكيد اجماع اللبنانيين على رفض الفتنة المذهبية والإصرار على تجنّبها او درء مخاطرها على الأقل، هو عمل يومي لمعظمهم، ولا يحتاجون الى مؤتمر يجدّد لهم «فحوصهم»، بمقدار ما هم في حاجة الى ان تبقى العيون الأمنية المكلّفة أمن البلد، ساهرة على تقصّي محاولات اشعالها على يد فئات ومجموعات باتت اسماؤها على لوائحها ترصد حراكها بهدف منعها من تحقيق مبتغاها في اي لحظة من لحظات التخلّي.

ويضيف المراقبون، انّ ما يثير المخاوف والهواجس يتعلّق بما سيتسبّب به لقاء اليوم من انعكاسات في اكثر من شارع، وخصوصاً في الشارع السنّي تحديداً. ففي اعتقاد كثر من المراقبين الحياديين وبعض سعاة الخير، انّه كان من الضروري قراءة مقاطعة رؤساء الحكومات السابقين بلا «استخفاف»، وبعيون أخرى وبدرجة اعلى من الأهمية. فالموضوع لا يتصل بعدد المدعوين والمعتذرين، من دون أحجامهم في بيئتهم الطائفية، بمقدار ما كان ضرورياً لكسر الجليد القائم بين بعبدا وهذه المرجعيات السياسية والوطنية، وتدارك النتائج المترتبة على زيادة الشرخ عميقاً في ما بينهم وبمن يمثلون من قواعدهم، على اساس انّ ذلك لا ينعكس على هؤلاء فحسب. فما هو متوقع، ان يسيء الى موقع رئيس الحكومة ان بلغ مرحلة «التعرّي» من شارعه ومحيطه، بمعزل عمّا تقرّ به الصلاحيات وما يقول به الدستور.

والى هذه المعطيات المتصلة بفئة لبنانية وازنة، كان يمكن النظر عند احتساب حجم المقاطعين ومواقعهم، التلفت الى الساحة المسيحية وما تعيشه من مخاض ناجم عن قرار اتخذه العهد منذ البداية، باقتسام السلطة والمواقع بين «التيار الوطني الحر» و»القوات اللبنانية»، مع الاحتفاظ بحصة متواضعة لتيار «المرده»، بإرادة غير مسيحية فرضتها التحالفات الإقليمية، ومدى ارتباط البعض منهم بالنظام السوري وبضغوط مباشرة من الحليف الشيعي المتمثل بـ «حزب الله» وحليف الحليف في تلك المرحلة. ولا ينسى أحد انّ هذا الواقع لم يدم طويلاً قبل ان يدخل العهد نصفه الثاني، فساد منطق التفرّد عقب سقوط «تفاهم معراب» ودفنه السريع. وبعيداً من كل هذه التوقعات، يبقى الأهم متوقفاً عند ما يمكن ان يعكسه اللقاء على الساحة الوطنية. فإنّ اعتبار اوساط بعبدا، انّ اللقاء لا يحتاج الى «ميثاقية» المشاركة الطائفية، ولا يجب ان يكون مناسبة لتكريس عرف يُبنى على سابقة تسبّبت بها مقاطعة مكون مذهبي لدعوة من رئاسة الجمهورية، يشير الى كمّ من الأخطاء المرتكبة. وان كان مستحيلاً تصحيح الخطأ الذي ارتُكب عن قصد او غير قصد، بتجاهل توجيه دعوة الى الرئيس السابق لمجلس النواب حسين الحسيني، ولو كان «وحيداً من فئته»، فإنّ حضوره قد يُغني اي لقاء، واستبدال دعوة من غابوا بآخرين يشكّل فضيحة كبرى لغياب بدائلهم. كما انّه كان من الأفضل تجاوب اصحاب الدعوة مع المبادرات التي اطلقها البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي من بكركي، والرئيس السابق للجمهورية الشيخ امين الجميل من بكفيا، ورئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل من الصيفي، لتوسيع جدول اعمال اللقاء، ليتناول ما يعني المعضلات الكبرى، وتوافر مهلة إضافية من اجل وثيقة تؤرّخ بين مرحلتين وتحاكي مرحلة «ما بعد بعد لقاء الخميس». فالاولويات تفرض إداءً مغايراً لما يحصل.

في اي حال، يختم المراقبون بالقول والاعتراف معاً، بأنّ رهان اكثرية اللبنانيين على اجتماعات خلية الأزمة المكلّفة الشؤون المالية وسعر صرف الدولار، بات اكبر من الرهان على لقاء بعبدا اليوم. وليس في ذلك مذمة او انتقاصاً من اهمية المواقع وأدوار المؤسسات المعطلة او الفاشلة. فأي حل يوفّر وقف التقنين بالعملات الأجنبية وضخّها في الاسواق والمصارف، له الأولوية عند اللبنانيين، كذلك بالنسبة الى لجم الاسعار ومنع الاحتكار، وهو انجاز اكبر من اي انجاز آخر. ولكن دون هذه الأماني، جبال من العقبات. فمن اين يمكن توفير الدولار في ظلّ الوضع السياسي الذي انقاد اليه لبنان بإرادة فئة منه، قادت الجميع فرادى وجماعات الى حيث نحن اليوم؟

 

مفكرة القرية: شركة مع الطيور

سمير عطا الله/الشرق الأوسط/25 حزيران/2020

منذ سنوات استسلمنا، زوجتي وأنا، لواقع لا يتغير ولا نريده يتغير: حديقة المنزل شراكة بالمناصفة: الزهور لنا، والورد لنا، والخضرة لنا. أما كل ما يؤكل من ثمار، العنب والرمان والأكي دنيا، فهو للطيور. وتتولى زوجتي إدارة هذه الشراكة وإطلاعي على النتائج في أوانها.

مثلاً: شجرة الرمان بدأت ثمارها بالنضوج. لماذا منظرها منفر بدلاً من جماله السابق؟ لأن العصافير أكلت النصف المستوي منها، وتركت النصف الثاني معلقاً إلى حين الاستواء. وعندها تستكمل الباقي وتترك لنا جلدة الرمانة فارغة. منظر لا يليق. ولكن هذا هو الاتفاق. والفريق الأول فيه، ليس نحن.

يتكرر الشيء نفسه مع شجرة الأكي دنيا، ما أن تعقد ثمارها حتى نعد أنفسنا بموسم جيد. مرحباً مواسم. كلما اصفرّت حبة من حبوبها انقضَّت عليها العصافير، تقشرها واحدة واحدة. وبدلاً من أن تترك لنا القشرة مثل الرمانة، تترك لنا البذرة الداخلية، والمنظر غير لطيف. لقد تحوّل من ذهبي جميل إلى بني قاتم. لا شكوى. هذا هو العقد غير المكتوب.

في المقابل تغرد لنا البلابل والعصافير والطيور التي لا نعرف أنواعها، من الصبح إلى المساء. أصوات طفولية وأصوات شابة وتقاسيم منفردة. وتنادي عليَّ زوجتي، تعال اسمع هذه الموسيقى، لكنني أكون مأخوذاً بسماع التحليلات حول نهاية لبنان.

نعرف أين تتغذى هذه الطيور، ونسمع صوت موسيقاها ورفّات أجنحتها، لكننا لا نعرف أين تنام. ولا نتساءل. فالمسألة غير مطروحة في العقد. لكن زوجتي نادت عليَّ بابتهاج قبل أيام، هاتفة، انظر إلى فوق. ونظرت فرأيت كمية صغيرة من العشب اليابس موضوعاً فوق غصن، على شكل دائري.

وشرحت لي أن زوجاً من العصافير بدآ في بناء للمواليد القادمة. وما لبث العش أن انتهى. ووفقاً لزوجتي أن الذكر كان يحرس العش فيما تجول الأنثى وتعود حاملة المزيد من العشب، ثم رأت زوجتي في العش أربع بيوض زرقاء زرقة الطواويس.

في اليوم التالي قطعت عليَّ التأمل في سياسات لبنان وأعلنت في قلق وحزن أن العش قد اختفى عن الغصن. ما العمل. ماذا حدث؟ بمن نستغيث. طرحتُ رؤية تقول إن البيض قد فقس والولادات تمت وانتقلت العائلة إلى مكان آخر. قالت إن ذلك مستحيل. لا يمكن أن يتم ذلك على مثل هذه السرعة. ثم إنها مجازة في العلوم الطبيعية وتعرف الكثير عن كائناتها. وقررت أن تحقق في الأمر. وعرضنا لهذا الغرض جميع الشجر وكل الأغصان. وبعد يومين سمعتْ أصوات عصافير صغيرة. وتطلعت إلى مصدر الصوت وعرفت السر. لقد تضايق الزوجان من فضولها فنقلا العش بسرعة إلى أعلى شجرة في الحديقة. وفرحنا للسرب الأزرق. وبموجب ما تتذكر، وضعت للعائلة وعاءً من الماء وصحناً من البذور. وتكفلت أنا بطاقة التمنيات.

 

'بولتون الغاضب... هل يُسقط ترمب؟

ممدوح المهيني/الشرق الأوسط/25 حزيران/2020

بعد تداول أنباء عن تعيين ترمب لبولتون مستشاراً للأمن القومي، دب الذعر بين مناصريه من الجمهوريين الانعزاليين. لقد خافوا أن يجر بولتون رئيسهم إلى حرب جديدة تلطخه بالدماء وتورطه، وتجعله يخسر الانتخابات. شنوا حملة عليه لإخافة رئيسهم المفضل، وسخروا من سلوك بولتون الغريب وملابسه الرخيصة وشاربه الكث. لم تخِف هذه الحملات المرتبة ترمب الذي أعجب بتعليقات بولتون على «فوكس نيوز»، ومضى في قراره ولكنه عزله بعد 17 شهراً فقط بتغريدة!

لكن ما الذي حدث وفجّر الخلاف الذي انتهى بالكتاب الأخير الذي أصدره بولتون، الذي يهدف إلى تلطيخ صورة رئيسه السابق بكل طريقة ممكنة وحرمانه من إكمال سنوات أربع إضافية في البيت الأبيض؟

الخلاف بينهما بسيط، في الشخصيات والأولويات. بولتون رجل المبادئ الكاملة في السياسة الخارجية. أي أنه يؤمن بمنظومة كاملة من الأفكار والمبادئ حول دور أميركا في العالم. غلطة ترمب أنه لم يفهم شخصيته، وقد اعترف بذلك عندما قال في تغريدة إنه ندم لأنه لم يطرده مبكراً. مثال على ذلك، رجل المبادئ الكاملة لم يهضم أن يلتقي رئيس لأميركا مع زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون لعقد صفقة سلام محتملة، ولهذا نأى بنفسه عنه رغم منصبه المهم، ورفض حتى أن يظهر على شاشات التلفزيون للدفاع عن المحادثات، وأصيب بالغم من رسائل الحب بين الزعيمين. ونجح في نهاية المطاف بتخريب الصفقة، عندما قال - متعمداً - في مقابلة صحافية عن تطبيق النموذج الليبي في كوريا الشمالية. ترمب البراغماتي كان يريد إنهاء الصفقة، وبولتون رجل المبادئ قرر تخريبها من البداية لأنها تلطخ إيمانه، ومن هنا انفجر الخلاف الذي سينتهي حتماً بطرده. دون أن نقرر في هذا الملف من هو الصح أو الخطأ، مهنياً ارتكب بولتون هفوة، لأن واجبه خدمة رئيسه حتى لو لم يقتنع بوجهة نظره أو يستقيل من البداية أو لا يقبل الوظيفة.

من كتابه نرى الشقاق الكبير بين الرجلين على المستوى الشخصي، حيث لم يكن يسافر معه في طائرة واحدة، ولكنه هاجم رئيسه تقريباً في كل ملفات السياسة الخارجية باستثناء الملف الإيراني، رغم أنه انتقده بعدم تراجع ترمب في اللحظات الأخيرة وتوقف عن ضرب الإيرانيين على خلفية إسقاط الطائرة المسيّرة. الشيء نفسه حدث مع قصة اللقاء مع قادة «طالبان» في كامب ديفيد. بولتون لم يرَ من اللائق أن يجلس رئيس أميركي ويصافح من تلطخت أيديهم بالدماء الأميركية. لقاء يتعارض مع عقيدته، ومن الصعب أن يبلعها أو يظل صامتاً. بولتون، كلب الحراسة للعقيدة الجمهورية المؤمنة بدور أميركا بحماية العالم، عارض بشدة وتم تهميشه، وعندما تعارض رئيسك في قضية أساسية، فمن الطبيعي أن تكون أيامك معدودة. لهذا فإن الذين يردون على كتاب بولتون حالياً يقولون إنه يتصرف كأنه الرئيس، له أجندته الخاصة التي تعارض في كثير من الأوقات أجندة الرئيس الأميركي الخارجية.

على عكس بولتون، نرى وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو الذي يتضح من البداية أنه شخصية ذات مبادئ وأفكار قوية وواضحة في السياسة الخارجية؛ من أبرزها إعادة الاعتبار للنظام الأميركي العالمي الذي ضعف في فترة الرئيس أوباما، حيث نشر مؤخراً مقالاً موسعاً في مجلة «الفورين أفيرز» يشرح فكرته بوضوح. ولكنه شخصية سياسية براغماتية مرنة أدارت من البداية ملف المفاوضات مع كوريا الشمالية قبل تخريبه، وكان له دور كبير في إقناع ترمب باتخاذ الموقف القوي ضد إيران وميليشياتها في المنطقة التي كانت أبرز نجاحاته تمزيق الاتفاق النووي. ويؤمن بومبيو على عكس بولتون بالولاء والتراتبية الوظيفية ولهذا وصف بولتون الذي حاول توريطه بخلق صدع بينه وبين رئيسه بـ«الكاذب والخائن»!واضح أن بولتون رجل المبادئ الكاملة في السياسة الخارجية رآها فرصة أخيرة في عهد ترمب لتحقيق نبوءته. لقد رآها المحاولة الأخيرة في السيطرة على عقل رجل اشتغل طوال عمره في عالم المال، ولم يهتم بما يحدث خارج حدود الولايات المتحدة. لم يكن يريد التنازل عن أي فكرة مترسخة بعقله حتى يحافظ على سمعته نظيفة. لكن محاولته الأخيرة فشلت بشكل متوقع، وقرر أن يصدر هذا الكتاب الغاضب.

هل سيؤثر كتابه على حظوظ ترمب في إعادة الترشح؟ على الأرجح لا. جمهوره الداخلي غير مهتم بالسياسة الخارجية، وبولتون على خلاف شديد مع الديمقراطيين الذين يلومونه الآن على عدم مشاركته في الشهادة أثناء محاولتهم عزل ترمب.

إذن مَن المستفيد من الكتاب؟ مادياً بولتون، ولكنه أضر بسمعته الصقورية التي رسّخها خلال أعوام كمحارب حقيقي ضد الإيرانيين، ويسعى الآن للإطاحة بإدارة الرئيس التي تخنقهم وتلاحقهم في كل مكان. وهكذا نرى رجل الرؤية السياسية الحقيقية يتحول إلى رجل ثرثرات غاضب وممرور، ولا يتردد عن تسريب الأسرار المؤتمن عليها للانتقام لذاته المجروحة حتى لو على حساب مبادئه وقيمه.

 

الأسد أمام توقعات كارثية قريبة

صالح القلاب/الشرق الأوسط/25 حزيران/2020

لم يجد بشار الأسد ما يلوّح به في وجوه الذين باتوا يهدّدونه فعلياً وجدياً، بعدما بات «قيصر» يقف على أبواب دمشق، إلا بقايا «شراذم» حزب البعث الذي بقي منسياً على مدى سنوات طويلة منذ أزاح «القدر» من أمامه شقيقه باسل بحادث سيارة، لا تزال تدور حوله الشبهات، في 2 يناير (كانون الثاني) عام 1994، ثم إنه لا تزال تدور تساؤلات كثيرة أيضاً حول مقتل زوج شقيقته، آصف شوكت، في انفجار لا يزال غامضاً، كان استهدف مكتب الأمن القومي السوري الذي كان محصناً بطريقة معقدة.

كان حافظ الأسد قد توفي بالمرض العضال في عام 2000 بعد حكمٍ بالحديد والنار، كما يقال، بدأ فعلياً وعملياً في نوفمبر (تشرين الثاني) عام 1970، وهذا مع أنه كان رقماً رئيسياً في معادلة النظام منذ عام 1966 وكان أساسياً في اللجنة العسكرية السرية التي تشكلت بعد الوحدة المصرية السورية في القاهرة خلال وجود عدد من كبار الضباط السوريين هناك، بدون أي عمل وأي مهام، ومعظمهم من الضباط «العلويين» مثل محمد عمران وصلاح جديد وحافظ الأسد وأحمد المير، وحقيقة أنّ هؤلاء هم الذين قاموا بالانقلاب على «الانفصاليين» في 8 مارس (آذار) عام 1963.

والمعروف أنّ الصراع قد دبّ بين رموز هذه المجموعة، التي كان يتصدرها اللواء صلاح جديد، وإلى أن أصبح حافظ الأسد، الذي احتفظ بموقع وزير الدفاع لأعوام عدة، القوة الرئيسية في هذه المجموعة، إلى أن قام بانقلابه على رفاقه في نوفمبر عام 1970 واعتقلهم، وبخاصة صلاح جديد، ويوسف زعين، واثنين من الأردنيين، هما ضافي الجمعاني، وحاكم الفايز، وآخرين من بعض الأقطار العربية، إلى أن توفي بعضهم في سجن المزة (المعروف) وخرج الآخرون لينتظروا الموت لاحقاً، كرئيس الدولة نور الدين الآتاسي، ورئيس الوزراء يوسف زعين، ووزير الخارجية إبراهيم ماخوس، ووزير الداخلية محمد عيد عشاوي.

المهم أنّ حافظ الأسد بقي يحكم «القطر العربي السوري» بقبضة من حديد، وأنه استعان بعدد من المساعدين، من بينهم عبد الحليم خدام، الذي أصبح نائباً له لفترة وجيزة، ومصطفى طلاس الذي كان رئيساً للمحكمة العسكرية التي كانت حاكمت بعض المنشقّين عليه، والمعروف أنّ هذين الاثنين قد أصبحا في عهد ابنه بشار (الرئيس الحالي) لاجئين سياسيين في فرنسا، وقد توفيا هناك، ودفنا كغيرهما في ديار الغربة كصلاح البيطار الذي تم اغتياله في باريس عام 1980 بعدما رفض التعاون مع الرئيس السوري السابق، وقد تم دفنه في بغداد، مع أنه «شامي» أصيل، وكان المفترض أن يدفن في دمشق.

وهكذا؛ وبالعودة إلى البدايات فإنّ بشار الأسد، الذي هبطت عليه مسؤولية حكم دولة، ليس من السهل حكمها، وحيث توصف سوريا بأنها بلد الانقلابات العسكرية المتلاحقة، قد أهمل حزب البعث الذي من المفترض أنه قد «أهَّل» والده حافظ الأسد إلى حكمٍ تواصل على مدى كل هذه السنوات الطويلة منذ عام 1970 حتى وفاته، وتواصل معه هو منذ عام 2000 حتى الآن.

ومشكلة بشار الأسد بعد كل هذه السنوات أنه لم يقرأ تاريخ هذا البلد، بلد الألاعيب السياسية والانقلابات العسكرية، جيداً، وأنه لم يأخذ بعين الاعتبار أنّ حزب البعث الذي من المفترض أنه كان القاطرة التي أوصلت والده إلى الحكم هو حزب انقلابات عسكرية، وأنه كان عليه ألا يُهمله بعد كل هذه السنوات الطويلة، ولم يتذكره إلا بعدما جاء «قيصر» كحالة سياسية، ليستهدف وجوده على رأس دولة لا تزال تحمل عنوان «الصراع على سوريا»!!

إنّ مشكلة بشار الأسد الذي تربّع حتى الآن على سدة الحكم كل هذه السنوات الطويلة أنه لم يتذكر «حزب البعث» إلا بعدما بات «قيصر» هذا يقف له على باب قصر الرئاسة في منطقة «المهاجرين»، وأنه بادر إلى لملمة شمل حزب بقي على مدى كل هذه الفترة الطويلة على رصيف الحكم ورصيف العملية السياسية، في بلد تناوبت عليه أنظمة كثيرة، وشهد انقلابات عسكرية متعددة متلاحقة؛ أولها انقلاب حسني الزعيم في عام 1949 على الرئيس شكري القوتلي، وأخيراً وليس آخراً، انقلاب والده على رفاقه في عام 1970... والقادم أعظم كما يقال.

بشار الأسد لم يتذكر حزب البعث، الذي كان ما تبقى منه قد توفي مع وفاة والده حافظ، إلا بعدما باتت التحديات الفعلية تقرع أبواب مقره الرئاسي، وهنا، وفي مثل هذه الأمور، فإنه لا قيمة إطلاقاً لتلك الحكمة القائلة: «أن تأتي متأخراً خير من أن لا تأتي أبداً». فقد سبق السيف العذل، ولعلّ ما هو منتظر، وهو ما يعرفه الرئيس السوري معرفة أكيدة، هو أنّ رامي مخلوف ابن خاله بات يعدُّ نفسه للانتقال من بيته الذهبي في دمشق، إلى قصر الرئاسة... وإلا ما معنى ألا يشمله الأميركيون بقرار «قيصر» الذي بات يفعل فعله في سوريا وبهذا النظام المهترئ.

لقد أصبحت سوريا ساحة صراع إقليمي ودولي، منذ عام 2011 حتى الآن... وحقيقة وقبل ذلك، هناك الإسرائيليون والأميركيون والروس والإيرانيون والأتراك ورئيسهم رجب طيب إردوغان الذي قد تجاوزت تطلعاته الإمبراطورية الحدود كلها، وقفز بهذه التطلعات إلى أفريقيا، مستعيناً بالتنظيم العالمي لـ«الإخوان المسلمين» وبحركة «حماس» الفلسطينية، وأيضاً بقطر، وبعض الدول العربية التي ليس فيها مجرد ذرة واحدة من العرب والعروبة!!

والواضح أنّ غالبية العلويين (أبناء الطائفة العلوية) باتوا على قناعة راسخة بأنّ عائلة الأسد قد انتهى دورها مع الرئيس الحالي بشار الأسد، وأن البديل لحزب «البعث»، الذي انتهى دوره هو أيضاً، بعد كل هذا المشوار الطويل الذي «ابتلع» خيرة قياداته العلوية... وأيضاً السنية والدرزية، هو الحزب «القومي السوري» الذي بالإمكان أن يكون واجهته رامي مخلوف، على اعتبار أنّ هذه العائلة كلها إمّا منتمية لهذا الحزب، أو موالية له سياسياً واجتماعياً.

ويقيناً، إنّ تحقيق هذه الافتراضات هو في غاية الصعوبة، فالشعب السوري الذي باتت أكثريته منثورة في 4 رياح الأرض، لا يمكن أن يقبل بوصاية «علوية» جديدة، ثمّ إنّ ما بات معروفاً ومؤكداً أنّ القرار في هذا البلد الذي كان ولا يزال ساحة صراعات دولية وإقليمية، لم يعد قرار «العلويين» بعد كل هذه التحولات الراهنة والمتوقعة، وبعد إزاحة هذا النظام الذي غدا مهترئاً بالفعل، والذي قد يتحوّل الصراع عليه إلى مواجهات طائفية، وإلى تدخلات خارجية، من أهمها التدخل الإسرائيلي، وللأسف، بات يقف لأي متغيرات في هذا البلد العربي بالمرصاد... بالفعل!!

إنّ نظام بشار الأسد قد بات ساقطاً لا محالة، على المدى القريب أو على المدى الأبعد قليلاً، وهكذا في الحالتين، يجب الأخذ بعين الاعتبار أنّ هناك الآن تدافعاً دولياً وإقليمياً في هذه المنطقة، وعلى سوريا تحديداً، وكما هو واقع الحال في ليبيا... وفي العراق وفي اليمن أيضاً، وأنّ هذا البلد قد غدا ساحة صراعات دولية بين دول متعددة وكثيرة... الولايات المتحدة وروسيا وتركيا وإيران ثم قبل كل هذه الدول هناك إسرائيل التي تنتظر في هضبة الجولان، التي كانت قد «ضمّتها» إليها في وقت مبكر، وبصمت مطبق من قبل بشار الأسد، ومن قِبل والده قبله.

 

الحل في سوريا لم يعد في يد الأسد!

هدى الحسيني/الشرق الأوسط/25 حزيران/2020

بينما العالم بما فيه المعادون للنظام يبكي على ما سيعانيه السوريون بسبب عقوبات «قانون قيصر»، كانت ردة فعل الرئيس السوري بشار الأسد وعقيلته أسماء وأولادهما التقاط صور له مع بعض الجنود المخلصين للنظام في محاولة لإبداء الثقة بأنه سيتجاوز العقوبات الأميركية رغم انهيار الاقتصاد. وكان الأمر المثير، الابتسامة التي غطت وجه أسماء الأسد بعدما صار اسمها على قائمة العقوبات، مؤكدة دعمها جرائم الحرب ضد الشعب السوري. كان الاعتقاد أن يصاب النظام وحلفاؤه بلحظة وجوم ويتذكرون صور الخمسين ألف جثة التي تمزقت تحت التعذيب والتي خضت العالم، لكن العكس حدث. الأسد بصوره التي نشرها مع بعض جنوده أكد أنه مستمر في قتال شعبه. وقيل إن الصور التقطت في بلودان بالقرب من دمشق، وقد يكون أكثر شجاعة لو زار درعا المشتعلة وكذلك السويداء ودير الزور. مدن لم يزرها الأسد أو والده منذ أكثر من 50 عاماً.

ثم يطل علينا أحد الموالين لـ«حزب الله» في لبنان بتوجيه الشكر إلى إيران التي ترسل الوقود إلى فنزويلا والآن ستساعد سوريا بالوقود والدواء للشعب السوري. وكمن «يصرخ» يكتب: سوريا لم تسقط عسكرياً، سوريا لن تسقط اقتصادياً. المقرب من «حزب الله» لم يذكر شيئاً عن تهريب الوقود والديزل من لبنان إلى سوريا برعاية الحزب، كما لم يلاحظ أن سوريا سقطت أخلاقياً بعد قتلها 55 ألف أسير تحت أسوأ أنواع التعذيب. ويشكر إيران التي تحرم شعبها من أجل إنقاذ نظام صار جالساً على كرسي من دون أرجل. وقد يبدو الأمر مألوفاً فمع اقتصاد مزقته الحرب الأهلية وجيوب جديدة من المقاومة المناهضة للنظام، فإن الدولة السورية على وشك الانهيار، والأسد أضعف من أي وقت مضى.

عام 2015 وقبل التدخل الروسي لإنقاذ النظام، زادت الانقسامات في الجيش السوري؛ إذ ركزت إيران على بناء قوات الدفاع الوطني، وهي قوة شبه عسكرية موالية للأسد شخصياً، على حساب مساعدة الجيش النظامي، ومنذ ذلك التاريخ أخذت إرادة القتال لدى الجيش النظامي في الانخفاض. أيضاً في ذلك الوقت غرق الاقتصاد السوري وانخفضت الليرة السورية تجاه الدولار من 47 إلى 315، فتوجه وفد سوري إلى إيران طلباً للنجدة، فما كان من نائب وزير الخارجية الإيراني آنذاك أمير عبد اللهيان إلا أن طلب منهم أن تحذو سوريا حذو إيران وتحقق الاعتماد على الذات من خلال «اقتصاد المقاومة»!

لكن بناءً على قيمة العملة، فإن وضع سوريا اليوم يختلف اختلافاً جذرياً لأنه أسوأ بكثير. الأسبوع الماضي تم التداول بالليرة السورية في السوق السوداء بسعر 3500 مقابل الدولار. إن متوسط الراتب الشهري في سوريا يشتري اليوم بطيخة واحدة أو كيلوغراماً من البرتقال، ويُقدر أن 80 في المائة من السوريين يعيشون الآن في فقر. ثم في شمال سوريا خارج حلب الذي سيطرت عليه تركيا عسكرياً صار نحو 10 في المائة من السوريين يستخدمون الليرة التركية، وتخطط أنقرة للقيام بالشيء نفسه في إدلب، حيث يقيم 18 في المائة من السوريين. ولتحيا هكذا سيادة سورية في ظل بشار الأسد.

من ناحية أخرى، أدت الأزمة في لبنان المجاور، حيث يودع الكثير من السوريين أموالهم في المصارف هناك، إلى تفاقم الوضع، مثلهم مثل اللبنانيين لم يتمكن السوريون من سحب أموالهم من المصارف اللبنانية. لكن مثلما كشف انهيار الليرة السورية ضخامة المشاكل التي كانت موجودة منذ بدء الحرب الأهلية، فإن احتجاجات جديدة وانتقادات عامة غير عادية من المقربين من النظام تكشف إلى أي مدى ساءت الأمور على الأسد على الرغم من ادعاءاته بالنصر على بلد في حالة خراب.

لم ينفع المقاتلون اللبنانيون الذين تم إرسالهم إلى السويداء لـ«تهدئة الوضع»، فقد شهدت محافظة السويداء ذات الغالبية الدرزية، والتي تسمى سلة الخبز، احتجاجات مناهضة تجلت يوم الأحد الماضي بالهتاف «سوريا لنا وليست لبيت الأسد». كان هتافاً يسمعه لأول مرة المتظاهرون الذين أطلقوا الثورة عام 2011 في درعا، فرد عليهم يومها شبيحة الأسد: الأسد أو نحرق سوريا وظلوا يحرقونها حتى اليوم. كما عادت المظاهرات إلى إدلب التي تسيطر عليها المعارضة المسلحة، وكم مرة حاول النظام استرجاعها ومُني بالفشل. كما بدأت المظاهرات في أنحاء أخرى من البلاد. وتظهر الصور الملتقطة في دمشق، سائقي السيارات وهم يدفعون بسياراتهم من خارجها بحثاً عن الوقود.

لا تخفي المظاهرات الانقسام الداخلي للنظام والذي أصبح علنياً وطال رامي مخلوف ابن خال الأسد، الملياردير الذي كان حتى وقت قريب أكبر ممول للنظام، وأطلقت عليه وزارة الخارجية الأميركية عام 2008: «الملصق السوري للفساد».

النقد الذي وجهه مخلوف للأسد يؤدي إلى اختفاء أي سوري آخر في السجون السورية. لكن هذا النقد أثار عدداً من التعليقات حول ما يعنيه هذا الانقسام حقاً: بعض المراقبين يرون فيه أن الأسد يحاول توطيد السلطة بين يديه وحده وأن الآخرين ولو من العائلة، يمكن التخلص منهم بمجرد انتهاء دورهم.

الآن مع الضغط فعلياً على النظام عبر العقوبات الدولية والإجراءات الأميركية الجديدة الأكثر صرامة والتي تستهدف بشكل خاص الدائرة الداخلية للأسد، قد يكون الرئيس السوري في حالة يأس، خصوصاً أن دائرته تقلصت إلى زوجته أسماء وشقيقه ماهر الذي يرأس النخبة من الحرس الجمهوري في الجيش.

إن تحييد المنافسين المحتملين وخاصة الأقارب الذين كانوا يعتبرون من الدائرة الداخلية، ليس بجديد على عائلة الأسد التي تقبض على السلطة عبر حسابات قاسية جداً. إن توطيد السلطة بالنسبة إلى عائلة الأسد هو موضوع رئيسي للحكم، ويعود ذلك إلى الوالد حافظ الأسد الذي جاء إلى السلطة بحركة تصحيحية عام 1970. الأسد فعلها في الثمانينات بالتحرك ضد شقيقه رفعت الذي قاد له مجزرة حماة، والابن منذ عام 2005 يتبع النمط نفسه، حيث لم يتردد في قتل أعضاء كثر من دائرته الداخلية بما في ذلك صهره آصف شوكت. شيء مشابه جداً يمكن أن يكون في طور الحدوث الآن.

أسس الوالد نموذج نظام درسه الابن بدقة. أعضاء الأسرة في القمة وفي أكثر المواقع حساسية، ومن ثم أشخاص معروفون بولائهم حتى نهاية السلسلة، بمن فيهم العلويون والأقليات الأخرى والتحالفات مع السنة. لكن إذا ترك بشار السلطة الآن فإن هيكل السلطة العلوية سينهار، لأنه يقوم على الولاء للرجل. لم يعد العلويون قادرين على الوحدة وإيجاد اتفاق ديمقراطي فيما بينهم. قد يكون بشار الأسد أخذ عبرة من تاريخ عائلته وتاريخ سوريا. في الفيلم الوثائقي: «داخل السلالة السورية القاتلة» (ناشيونال جيوغرافي)، يروي دنيس روس الدبلوماسي الأميركي المخضرم، ردة فعل حافظ الأسد عام 1994 على وفاة نجله الأكبر باسل الذي كان يعده لخلافته. قتل باسل في إحدى السيارات الباهظة الثمن التي كان يملكها صبيحة يوم بارد من شهر يناير (كانون الثاني) ذلك العام. وكشف رد حافظ الأسد عندما جاء مستشاروه لإبلاغه بوفاة ابنه، كما يقول روس، عن الهشاشة التي كان يشعر بها الأسد الأب في منصبه، في ذلك الوقت. إذ عندما دخل عليه رئيس أركان الجيش ورئيس الحرس الجمهوري سأل: هل وقع انقلاب؟ كان ذلك عام 1994 وكان في السلطة منذ عام 1970 وكان يسيطر بقبضة من حديد ونار على السلطة، ومع هذا سأل: هل هو انقلاب!

وكما شعر والده عام 1994 بعد وفاة باسل، يخشى بشار من مصير مماثل على الرغم من وجوده في السلطة لعقدين وحافظ على قبضة الحديد والنار طوال السنوات التسع الماضية من الحرب الأهلية، وبكل الأثمان.

روسيا تعبت منه والكرملين يبحث عن شخصية أخرى. إيران غارقة في مشاكلها ويوم السبت الماضي هبط الريال الإيراني إلى أدنى سعر له على الإطلاق مقابل الدولار، فقد ارتفع إلى 193.300 ريال للدولار مما كان عليه يوم الجمعة الماضي 188.200 ريال، وذلك في السوق السوداء، في حين سعّرت صحيفة «دنيا» الاقتصادية الدولار بـ190.800.

روسيا تغرق في أبعاد تمدداتها في الشرق الأوسط، وإيران غارقة لا محالة، يبقى أن الأسد الآن في مشكلة، فهو ليست لديه حلول، ثم إنه لا يعرف ما مصيره! ربما يبدأ باستدعاء الإعلام الغربي وإعطاء مقابلات كلها «مواعظ» عن تحليلاته المستقبلية، حيث العالم سيغرق مع سوريا إذا لم يهب لإنقاذ نظامه!

والسؤال الآن: أما آن لهذا البشار أن يتنحى؟

 

الحقائق السبع التي تَفوت على جماعة البنا

سليمان جودة/الشرق الأوسط/25 حزيران/2020

يرحم الله محمود جبريل، رئيس وزراء ليبيا الأسبق، الذي اختطفه طائر الوباء في أول أيام انتشاره، ولو عاش بيننا إلى اليوم لكان قد رأى أن تحذيره المبكر من محاولات التسلل نحو مصر عن طريق ليبيا، كان تحذيراً في محله وكان تقديراً في مكانه!

وكان الرجل قد قال في حوار صحافي منشور على حلقات، إن هناك مَنْ لا يزال يتصور أن في إمكانه: استعادة مصر عن طريق ليببا!

كان ذلك في أعقاب سقوط جماعة الإخوان في القاهرة عام 2013، وكان الحديث الذي ترامى إليه من مصادره عن استعادة مصر، حديثاً يبدو في حد ذاته غريباً وعجيباً، وكان وجه الغرابة والعجب فيه أن جماعة الإخوان لا تزال ترى الحكم هدفاً في ذاته، لا وسيلة لتحقيق مصالح الناس، وكان الدليل المتوفر أمامنا على أن الحكم عندها غاية لا أداة، أنها لما سقطت على أيدي الناخبين أنفسهم الذين أوصلوها إلى الكرسي، راحت تحتال عليهم بكل طريقة لعلها تصل إليه من جديد... فيا لها من جماعة تصمم على أن تظل غائبة عن الدنيا!

لقد نسيت الجماعة في غمرة انشغالها بالكرسي الذي أنزلها المصريون من فوقه، عدداً من الحقائق لم يكن من الجائز أن تغيب عنها، حتى ولو كان ضياع الكرسي قد أصابها بما يشبه الجنون، وحتى ولو كان ذهاب السلطة عنها قد أنساها ما لا يليق بها أن تنساه!

كانت الحقيقة الأولى أن مشكلتها قبل وصولها إلى الحكم كانت مع الحكومات المتعاقبة، هذا صحيح، ففي تلك الفترة كانت ترفع راية المظلومية باستمرار وفي كل مكان، وكان الكثيرون يصدقونها ويتعاطفون معها. ولكن الأصح أن المشكلة بعد مغادرتها مقاعد السلطة لم تعد مع الحكومة في القاهرة، وإنما صارت بالأساس مع كل ناخب أعطاها صوته ومنحها الفرصة، ثم تبين له أنها لم تكن على قدر المسؤولية الممنوحة منه لها، ولا كانت تستحق الأصوات التي حصلت عليها من الناخب في الصناديق!

وبالتالي... فالكيد الذي لا تتوقف عن ممارسته هذه الأيام في حق السلطة القائمة في قاهرة المعز، لا ينال من هذه السلطة في شيء، ولن ينال منها في الغالب الأعم، ولكنه لن يزيدها كجماعة إخوانية إلا ابتعاداً عن الشارع في البلد، ولن يضيف إليها شيئاً إلا المزيد من تعميق الفجوة بينها وبين الناس!

والحقيقة الثانية أن الحديث من جانبها عن «استعادة مصر» حديث غريب وعجيب حقاً، فضلاً عن أنه حديث يستعصي على الفهم، لأن معناه أن جماعة البنا ترى مصر حقاً أصيلاً لها، وتراها ميراثاً آل إليها، بحيث يكون عليها أن تسعى إلى استعادته إذا طار من يديها. وهذا بدوره يطيل من المسافة التي تفصلها عن الشعب، الذي لا يكره شيئاً قدر كراهيته أن تتعامل الجماعة مع البلد على أنه إرث ذهب إليها عن حق، واستقر بين يديها عن جدارة فيها لا تتوافر لدى غيرها في أرض المحروسة! فمتى تفيق الجماعة مما تغرق فيه من أوهام؟!

والحقيقة الثالثة أن شرعية السلطة بالنسبة إليها في نظر عموم المصريين، لم تكن تقاس بمجرد وجودها في مقاعد الحكم، لأن هذا الوجود في مجمله متعلق بالصندوق، وبالألاعيب التي كانت هي تجيدها في الطريق إلى الصندوق، ولذلك، فالشرعية التي تفهمها هي شرعية شكلية تتصل بمظهر الديمقراطية لا بمضمونها. أما الشرعية في جوهرها فتظل ترتبط بمدى رضا الناس عنها كجماعة حاكمة طوال سنة كاملة، وبمدى يقينهم أن الجماعة التي جاءوا بها إلى الحكم تحقق مصالحهم، وتسعى إلى حفظها وحمايتها عملياً على الأرض، عبر سلوك سياسي ناضج، وليس بالكلام الذي يناقض نفسه ويسقط عند أول اختبار!

تمسّك الإخوان بالشكل في مسألة الشرعية، وتناسوا قضية المضمون في المسألة ذاتها، فكان السقوط من نوع تحصيل الحاصل لا أكثر، لأن الشكل لا يطعم الناس ولا يسقيهم، ولأن المضمون هو الذي يقنع آحاد الناس بأن الحكم يعمل لحسابهم لا على حسابهم!

والحقيقة الرابعة أنها إذا كانت تتصور أن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، يتبنى مشروعها السياسي منذ سقوطها، عن حب فيها وقناعة بالمشروع وإيمان به، فهي مخطئة مائة في المائة، وهي لا ترى إردوغان على حقيقته، ولا تتبينه على صورته العارية!

الجماعة الإخوانية في نظر الحكومة في أنقرة ليست في النهاية سوى مطية يأخذها حاكم تركيا إلى تحقيق مشروع يخصه في المنطقة من حوله، مشروع يتوهمه امتداداً لمشروع الأجداد العثمانيين القدامى، ويذهب إلى إحيائه مرة في شمال العراق، وأخرى في الشمال السوري، وثالثة في قطر، ورابعة في الصومال، وخامسة في سواكن السودانية على ساحل البحر الأحمر أيام حكم عمر البشير، وسادسة في ليبيا، وسابعة وثامنة وعاشرة إلى آخر العبث الذي يمارسه في أكثر من اتجاه!

ولو تأملت الجماعة هذه الطريقة التي يتعامل بها الرجل مع مشروعها الساقط، لأدركت بقليل من الجهد أنه يحاول تسويقه لدى الغرب منذ بداية وصول حزبه إلى الحكم مطلع هذا القرن، ليس عن يقين فيه كمشروع سياسي إسلامي، ولكن عن رغبة ظاهرة في توظيفه إلى آخر المدى، بما يخدم المشروع العثماني الذي يراوده في اليقظة ويطارده في المنام!

المشروع الإخواني يعمل في خدمة المشروع العثماني بشكل واضح ومعلن، ولكن أصحاب المشروع الأول لا يرون ذلك، أو أنهم يرون ثم يتعامون!

ولو أن الجماعة أنصفت نفسها لاكتشفت أنها لن يكون لها وجود في تركيا، إذا ما سقط إردوغان وذهب عن الحكم، وإذا ما جاء حزب تركي جديد في محل حزب العدالة والتنمية، وهذا احتمال صار أقرب إلى التحقق منه إلى أي شيء آخر!

والحقيقة الخامسة أن وطنها في مصر أبقى لها من أحلام إردوغان المتبددة في ليبيا وفي غير ليبيا، لكن المشكلة أن الجماعة لا تزال في حاجة إلى درس خصوصي تعي به معنى كلمة وطن. فلا تزال هذه الكلمة في حسابها غامضة غائمة، ولا يزال الإخوان أشد الناس حاجة إلى إدراك حقيقة تقول إنه ليس أبقى من الوطن! والحقيقة السادسة أن الحكم ليس نزهة كما تصورت هي، ولكنه مسؤوليات ينهض بها صاحبه، فإذا عجز عنها كما عجزت في عامها اليتيم، كان عليها أن تأخذ خطوات إلى الوراء وتعتذر!

والحقيقة السابعة أن الحكم ليس تشريفاً بقدر ما هو تكليف، وليس غنيمة بقدر ما هو وسيلة، وليس انقضاضاً على مقادير بلد، بقدر ما هو اقتناص الفرصة لإثبات أنه طريق طويل في خدمة الناس، وفي الوصول بهم إلى ما لم يتيسر لهم بلوغه في سابق الإيام!

وفي الملف حقائق أخرى بطبيعة الحال، لولا أن الحقيقة السياسية التي من هذا النوع، تكتسب قيمتها من إدراك حدودها ومن إنزالها في واقع الحياة، وهو ما لم يحدث إلى الآن على مستوى الجماعة، فلا هي أدركت ولا هي أنزلت!

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

جلسة لمجلس الوزراء في السرايا دياب : اذا كان مصرف لبنان عاجزا عن معالجة ازمة ارتفاع صرف الدولار عليه مصارحتنا بالاسباب وتسمية من يمنعه من ذلك

وطنية - الخميس 25 حزيران 2020

رأس رئيس مجلس الوزراء الدكتور حسان دياب اليوم جلسة لمجلس الوزراء في السراي.

وتحدثت وزيرة الإعلام الدكتورة منال عبد الصمد نجد بعد الجلسة وقالت :"في مستهل الجلسة، أسف دولة الرئيس "لتغيب بعض القوى لاعتبارات مختلفة عن الحوار الوطني الذي دعا إليه فخامة رئيس الجمهورية."

وأضاف: "إن البلد ليس بخير. ولذلك، الحوار ضرورة، لا يجب أن تكون هناك قطيعة بين اللبنانيين. البلد لا يتحمل هذا الانقسام . الخلاف السياسي مسموح، والمعارضة مطلوبة، لكن الحوار يجب أن يبقى، لأنه في غياب الحوار على الطاولة وفي الغرف المغلقة، ينتقل الحوار إلى الشارع، وهذا خطر كبير على البلد".

أضاف: "البلد يمرّ بأزمة كبيرة، والحلول لأزمة ارتفاع سعر الدولار تصطدم كلها بواقع مختلف، والنتائج حتى الآن غير إيجابية. هذا الأمر من مسؤولية مصرف لبنان الذي يحدد طريقة معالجة ارتفاع سعر الدولار. هو المسؤول عن حفظ سعر صرف الليرة اللبنانية. مع ذلك، من الواجب متابعة هذا الموضوع الذي يهدد الاستقرار الاجتماعي والسلم الأهلي".

وشدد رئيس الحكومة على أهمية أن يشكل الموضوع المالي أولوية، ليس فقط للحكومة، بل أيضا لكل مسؤول، في أي موقع، قائلا إن "المطلوب وضوح كامل في التعاطي مع هذا الأمر."

وأضاف: "إذا كان مصرف لبنان عاجزا عن معالجة أزمة ارتفاع سعر صرف الدولار، عليه مصارحتنا بالأسباب وتسمية من يمنعه من ذلك، ومن يتدخل. لا يجوز التعامل مع هذا الأمر ببرودة وكأن الوضع بألف خير."

أما في ملف مكافحة الفساد، فتم التشديد على ضرورة تنفيذ الاستراتيجية الوطنية لمكافحة الفساد التي أقرت من قبل مجلس الوزراء في 12 أيار الماضي.

وقال: "مبدئيا، أنجزنا كل التحضيرات مع معالي وزير الدولة لشؤون التنمية الإدارية للبدء بتنفيذ الخطة. واتفقنا مع الأمم المتحدة على دعم تطبيق الاستراتيجية بمحاورها السبعة المتمثلة باستكمال التشريعات وتفعيلها، وإصلاح أنظمة الوظيفة العامة والشراء العام وتدعيم استقلالية وعمل القضاء وأجهزة الرقابة، وتفعيل مشاركة المجتمع، إضافة إلى المحور الأخير المتمثل بتحصين كل قطاع من قطاعات الدولة ضد مخاطر الفساد في المستقبل".

وأشار رئيس الحكومة إلى أن هناك حاجة إلى ورشة حقيقية تبدأ عبر تشكيل فرق تنفيذية تركز على جملة من الخطوات الإصلاحية المحددة، ومن بينها على سبيل المثال لا الحصر ضمان التطبيق الشامل لقانون حق الوصول إلى المعلومات، ومتابعة التدابير المتخذة سابقا، بما يتواءم مع الاستراتيجية الجديدة، وأيضا والأهم تعيين الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد وتفعيلها ضمن المهلة القانونية التي تم تحديدها.

بعد ذلك، قدم السيد وزير المالية مداخلة تتعلق بالإجراءات المالية لضبط سعر صرف الدولار الأميركي، مشيرا إلى اجتماع خلية الأزمة صباح غد الجمعة.

وجرى التشديد في الجلسة على أهمية مواكبة هذا الموضوع، مع التأكيد على أن هناك من يروّج لأسعار وهمية للدولار الأميركي، وأن الالية المعتمدة للتسعير ما يزال معمولا بها، والإشارة إلى أن مصرف لبنان سيطلق غدا المنصة الرسمية للتعامل بالدولار الأميركي لدى الصرافين.

بعد ذلك، عرض السيد وزير البيئة لتطورات خريطة الطريق 2020 ـ 2025 للادارة المتكاملة للنفايات الصلبة.

ثم عرض السيد وزير الزراعة الإطار الاستراتيجي للقطاع الزراعي والغذائي في لبنان 2021 ـ 2025 لمواجهة الأزمات الاقتصادية والمالية الحالية، والتي يعول عليها في توفير الأمن الغذائي وفي تحويل الاقتصاد اللبناني إلى اقتصاد منتج، وهو ما عكسته الحكومة في خطتها للنهوض الاقتصادي.

كما استمع مجلس الوزراء إلى عرض المجلس الاقتصادي والاجتماعي لإجراءات عاجلة تساعد في إعادة تشغيل مؤسسات الأعمال.

وقرر المجلس الموافقة على ما يلي:

أولا: ضرورة الأخذ بعين الاعتبار شهادات النوعية العائدة للشحن المستوردة من المشتقات النفطية والصادرة عن شركات المراقبة العالمية المعتمدة من جهة التحميل.

ثانيا: ضرورة أخذ عينات ممثلة من حمولة البواخر من شحن المشتقات النفطية لدى وصولها الى المياه اللبنانية من قبل شركات المراقبة المعتمدة رسميا لدى وزارة الطاقة والمياه وإرسالها الى مختبرات "BUREAU VERITAS" في دبي ـ الإمارات العربية المتحدة لإجراء التحاليل المخبرية اللازمة عليها وفقا للأصول الفنية، على أن تكون النفقات وأتعاب التحاليل المخبرية المترتبة على عاتق الجهات المستوردة بالكامل.

ثالثا: السماح لوزارة الطاقة/ منشآت النفط في طرابلس والزهراني التعاقد مع أحد المحامين الخبراء في شؤون منشآت النفط القانونية لمتابعة ملفاتها والإشراف عليها من نواحيها القانونية كافة، وكذلك التعاقد مع 6 اختصاصيين كيميائيين لمدة ستة أشهر، مع إعطاء الأفضلية في التعاقد للناجحين في هذا الاختصاص في الامتحانات في مجلس الخدمة المدنية.

- مشروع مرسوم يرمي الى اعتماد التعليم الرقمي عن بعد للعام الجامعي 2019-2020.

كما قرر المجلس ما يلي:

1.الموافقة على طلب وزارة الدفاع الوطني المتعلق ببيع خمس طائرات نوع (Hawker Hunter) وثلاث طوافات نوع (Sikorsky) وقطع البدل والمعدات العائدة لها بالمزايدة العمومية في المديرية العامة للإدارة التابعة لوزارة الدفاع الوطني.

2.الطلب إلى وزارة الدفاع الوطني إعداد دفتر شروط لإجراء مناقصة لشراء طوافات مخصصة لاطفاء الحرائق.

وقرر المجلس الموافقة على فسخ عقد إيجار المكاتب التي تشغلها المؤسسة الوطنية لضمان الاستثمارات.

كما قرر المجلس تكليف وزراء الزراعة، الاقتصاد والتجارة، الصناعة والمالية إعداد تصور حول الاتفاقيات التجارية الدولية ومدى امكانية تعديل بعض بنودها بما يتماشى مع ظروف لبنان الاستثنائية ورفع تقرير بالنتيجة الى مجلس الوزراء في مهلة أقصاها 6 أشهر من تاريخه.

وقرر المجلس التعميم على الإدارات العامة والمؤسسات العامة والبلديات واتحاد البلديات بوقف ساعات التكليف بالعمل الإضافي للعاملين بكافة فئاتهم ودرجاتهم ابتداء من 1/7/2020 وتكليف الوزير المعني إعداد لائحة باسماء الموظفين المستثنين من هذا التعميم، يرفعه إلى السيد رئيس مجلس الوزراء للبث بها.

 

عطاالله بعد لقائه الراعي: لمسنا منه كل توجيه ابوي حكيم يرعى المصلحة اللبنانية العليا

وطنية - الخميس 25 حزيران 2020

استقبل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي النائب جورج عطاالله، في المقر الصيفي للبطريركية في الديمان. واوضح عطاالله بعد اللقاء، ان "الزيارة هي لالتماس بركة سيدنا البطريرك والاستماع الى توجيهاته الوطنية الحكيمة. وكان نقاش في مجمل الوضع العام وبخاصة موضوع النازحين السوريين وتداعياته على مختلف المستويات اللبنانية، واعمال شركتي الترابة في شكا والوضع البيئي قي المنطقة، والمشاورات الجارية لايجاد حل يحفظ الشروط البيئية المطلوبة ويضمن استمرارية عمل الشركتين اللتين تحتضنان اكثر من الف موظف مع عائلاتهم. كما كان بحث في اهمية تعزيز القطاع الزراعي ودعمه من مختلف الجهات والمرجعيات، ولمسنا من غبطته كل توجيه ابوي حكيم يرعى المصلحة اللبنانية العليا".

 

تيار المستقبل: لقاء بعبدا لم يكن موفقا شكلا ومضمونا وفي بيانه ألغام سياسية ووطنية تستدعي المراقبة والتنبيه

وطنية - الخميس 25 حزيران 2020

اعتبر "تيار المستقبل" في بيان أن "لقاء بعبدا لم يكن مع الأسف موفقا لا شكلا ولا مضمونا، عدا الموقف الذي اعلنه الرئيس السابق ميشال سليمان واعتصام الرئيس نبيه بري بالصمت طوال اللقاء. أما البيان الذي توجه به المجتمعون الى اللبنانيين فامتلأ بالعناوين الملتبسة التي تؤسس لفتح ملفات خلافية جديدة، وقال: "القراءة السريعة لمضمون البيان تحملنا على تسجيل النقاط الآتية:

- لمن يتوجه لقاء بعبدا عندما يدعو "إلى وقف جميع أنواع الحملات التحريضية التي من شأنها إثارة الفتنة وتهديد السلم الأهلي وزعزعة الاستقرار الأمني؟"، وكيف يتخلف عن تسمية القائمين بهذه الحملات وفضحهم، ويجيز لنفسه وضع البلاد في اجواء الشحن الطائفي والمذهبي ويتحدث عن التحضير للفوضى، كما لو أن اللبنانيين على شفير صراع أهلي جديد، لا يستقيم مطلقا مع مناخات الوحدة الوطنية والتعالي على الاعتبارات والولاءات الطائفية التي انطلقت بعد ثورة السابع عشر من تشرين. إن الاحداث الطائفية العابرة التي رافقت التحركات الشعبية وشكلت هجمة متعمدة للانقلاب على الطابع السلمي والمدني للتحركات، وحاولت استدراج البلاد الى صدام اهلي جديد على صورة ما جرى في بعض احياء العاصمة وخط التماس بين الشياح وعين الرمانة، اخمدت في مهدها بفضل وعي القيادات الروحية والسياسية واجراءات الجيش والقوى الأمنية، وليس هناك من موجب في المقابل لتضخيم عوامل الانقسام الاهلي وتكوين انطباع خاطىء ومشبوه عن خلافات بين اطياف الشعب اللبناني تقف على حدود الفتنة والحرب.

- من المستهجن ان يقارب اللقاء النقمة الشعبية التي بدأت في 17 تشرين الماضي، من زاوية تمنين اللبنانيين بحق التظاهر وحرية التعبير، وتنبيه اصحاب الشأن بوجوب "أن تمارس هذه الحرية بحدود القانون الذي يجرم الشتيمة والتحقير والمساس بالكرامات وسائر الحريات الشخصية"، وهي الحدود التي أرادها القصر الجمهوري قاعدة لتحرك القضاء والاجهزة الامنية بحق الناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي وسوق العشرات الى التحقيق بتهم تراوح بين الخيانة وشتم الباب العالي.

- وأخطر ما في البيان الصادر دعوته للتأسيس على اللقاء "للانطلاق من بحث توافقي من دون عقد أو محرمات، بل بإعلاء المصلحة الوطنية المشتركة كي نعالج بروح المسؤولية والتفاهم مفاصل الخلافات الكبيرة التي تؤجج انقساماتنا، فنسعى معا الى توحيد المواقف او تقاربنا بشأنها"، فالبيان يعلن التأسيس لشيء ما في ظل تغييب كامل لاتفاق الطائف وعلاقات لبنان مع اشقائه العرب، والاشارة عرضا الى هوية لبنان (العربية) بين مزدوجين، وفقا لما ورد في نص البيان. فما هو الشيء الذي يؤسس له لقاء بعبدا؟ وهل ان اللقاء اتخذ قرارا من جانب واحد بفتح الباب امام تعديلات دستورية بذريعة "التطوير الواجب اعتماده في نظامنا السياسي ليكون أكثر قابلية للحياة والانتاج وذلك في إطار تطبيق الدستور وتطويره لناحية سد الثغرات فيه وتنفيذ ما لم يتحقق من وثيقة الوفاق الوطني"؟ إننا نجد في البيان الصادر عن لقاء بعبدا، مجموعة من الالغام السياسية والوطنية التي تستدعي المراقبة والتنبيه وتحاول بعلم اصحاب البيان او من دون علمهم التغطية على هروب العهد وحكومته من التصدي للمشكلات المعيشية والاقتصادية وجر لبنان الى حلقات جديدة من السياسات الخلافية التي تكرس الابتعاد عن النأي بالنفس وتتعمد زجه في مواجهة قانون قيصر".

 

الريس زار العلامة الامين موفدا من جنبلاط: انتهى عصر تركيب الملفات

وطنية - الخميس 25 حزيران 2020

زار مستشار رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي رامي الريس، اليوم، السيد علي الأمين في دارته بتكليف من رئيس الحزب وليد جنبلاط. ونقل الريس تحيات جنبلاط وتقديره للامين وتضامنه معه "إزاء ما يتم ضده من تلفيقات وفبركات عارية عن الصحة"، مثمنا "دوره ومواقفه الوطنية والعقلانية في أصعب الظروف". وأكد الريس رفض جنبلاط والحزب التقدمي "لالباس القضايا السياسية الاثواب القضائية"، معتبرا أن ذلك "مؤشر خطير ولا يدل على قيام السلطة القضائية المستقلة التي طال انتظارها"، محذرا من "استغلال بعض الإعلام وبعض القضاء لتحقيق المآرب الفئوية"، ومؤكدا أن "عصر تركيب الملفات قد إنتهى".

بدوره، ثمن الأمين "مبادرة جنبلاط بالوقوف إلى جانبه"، مؤكدا "تقديره العميق للدور الإيجابي الذي يلعبه جنبلاط على الساحة الوطنية وسعيه الدائم لحماية الاستقرار والسلم الأهلي".

 

/New A/E LCCC Postings for todayجديد موقعي الألكتروني ل ليوم 23-24 حزيران/2020

رابط الموقع
http://eliasbejjaninews.com

وداوِني بالشرعيّة/سجعان قزي/افتتاحيّةُ جريدة النهار/ 25 حزيران/2020

فخامةَ الرئيس، كلُّ اجتماعٍ تدعو إليه في قصر بعبدا مرحَّبٌ به، لكنَّ الحاجةَ اليوم هي إلى اجتماعٍ واحدٍ بينَك وبين حلفائِك، فتقول لهم: عذرًا… هكذا يعود القصرُ “بيتَ الشعب وتعودُ أنتَ رئيسًا قويًّا.

http://eliasbejjaninews.com/archives/87645/%d8%b3%d8%ac%d8%b9%d8%a7%d9%86-%d9%82%d8%b2%d9%8a-%d9%88%d8%af%d8%a7%d9%88%d9%90%d9%86%d9%8a-%d8%a8%d8%a7%d9%84%d8%b4%d8%b1%d8%b9%d9%8a%d9%91%d8%a9/

 

 جمهورية كوسوفو تصنف حزب الله بشقيه السياسي والعسكري منظمة إرهابية

Kosovo designates Hezbollah as a terrorist entity/The Jerusalem Post/June 25/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/87659/kosovo-designates-hezbollah-as-a-terrorist-entity-%d8%ac%d9%85%d9%87%d9%88%d8%b1%d9%8a%d8%a9-%d9%83%d9%88%d8%b3%d9%88%d9%81%d9%88-%d8%aa%d8%b5%d9%86%d9%81-%d8%ad%d8%b2%d8%a8-%d8%a7%d9%84%d9%84%d9%87/

 

لبنان الذي نُريده..

*كان المسيحيون نصف لبنان، وكانوا حراس أرزه، وكان المسيحيون مبرِّر وجود لبنان، وإلاّ فإذا كان كلّه مسلماً فلماذا لا “ينضم الى سوريا”؟

*الطّبقة الحاكمة كلّها لصوص، ولكني لا أخاف من سرقاتها أخاف من غبائها

المحامي عبد الحميد الأحدب/25 حزيران/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/87648/%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%ad%d8%a7%d9%85%d9%8a-%d8%b9%d8%a8%d8%af-%d8%a7%d9%84%d8%ad%d9%85%d9%8a%d8%af-%d8%a7%d9%84%d8%a3%d8%ad%d8%af%d8%a8-%d9%84%d8%a8%d9%86%d8%a7%d9%86-%d8%a7%d9%84%d8%b0%d9%8a-%d9%86/

 

 

 

حزب الله المحتل الإيراني يخاف العلامة علي الأمين ويفبرك له ملفاً قضائياً كيدياً وهرطقياً وتافهاً وإرهابياً.

*أكثر من 300 شخصية يهبّون لنصرة العلامة علي السيد الأمين: عبثاً يحاولون/جنوبية/25 حزيران/2020

أحمد بيضون: «الميليشيا» المنتحلة مشروع التحرير..في شوطها الأخير/جنوبية/25 حزيران/2020

*عاصفة إستنكار للادعاء على العلامة الأمين..تحرك قضائي عاجل لمحاسبة المُفبركين/جنوبية/25 حزيران/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/87652/%d8%a3%d9%83%d8%ab%d8%b1-%d9%85%d9%86-300-%d8%b4%d8%ae%d8%b5%d9%8a%d8%a9-%d9%8a%d9%87%d8%a8%d9%91%d9%88%d9%86-%d9%84%d9%86%d8%b5%d8%b1%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%b9%d9%84%d8%a7%d9%85%d8%a9-%d8%b9%d9%84/

 

*إسرائيل تستأنف ملاحقة إيران وسط صمت روسي ومقتل جنديين سوريين وخمسة موالين لإيران في ضربات إسرائيلية ومسؤول عسكري سابق في تل أبيب يحذّر من رد طهران/الشرق الأوسط

*10 عناصر جديدة في القصف الإسرائيلي/الشرق الأوسط

Israel Resumes Pursuit of Iranian Presence in Syria Amid Russian Silence/Raed Jabr and Asharq Al-Awsat

10 New Elements In The Israeli BombingAsharq Al-Awsat

http://eliasbejjaninews.com/archives/87667/%d8%a5%d8%b3%d8%b1%d8%a7%d8%a6%d9%8a%d9%84-%d8%aa%d8%b3%d8%aa%d8%a3%d9%86%d9%81-%d9%85%d9%84%d8%a7%d8%ad%d9%82%d8%a9-%d8%a5%d9%8a%d8%b1%d8%a7%d9%86-%d9%88%d8%b3%d8%b7-%d8%b5%d9%85%d8%aa-%d8%b1%d9%88/