المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكنديةLCCC/

نشرة الأخبار العربية ليوم 25 حزيران/2020

اعداد الياس بجاني

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/eliasnews19/arabic.june25.20.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

مثال السامري المؤمن قولاً وفعلاً الذي اسعف مصاباً وجده على قارعة الطريق في حين كان اهمله وغض الطرف عنه الكاهن واللاوي

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياته

الياس بجاني/سخافة وعقم المعارضة من داخل تيار عون-باسيل

الياس بجاني/سمير جعجع: باطنية وذمية وتلهي بالأعراض

الياس بجاني/الإدعاء على العلامة علي الأمين هرطقة وافتراء وخوف إيراني وملالوي من وطنيته وخطابه اللبناني والديني المعتدل والصادق

الياس بجاني/هل فبرك حزب الله والمحكمة العسكرية ملف العمالة لكندا الخطيب، ولماذا؟

 

عناوين الأخبار اللبنانية

فيديو مداخلة من قناة الحدث للسيادي بامتياز لقمان سليم يعري من خلالها تفاهة وسخافة وهرطقة ولا قانونية الإدعاء الباطل والإفترائي على العلامة علي السيد الأمين

كورونا لبنان… تسجيل 22 حالة “كورونا” ووفاة اوّل رضيعة

إشتباكات على "الرينغ" وسقوط جرحى

“فيتو” أميركي يمنع صندوق النقد الدولي من مساعدة لبنان

شنكر: سنعاقب الفاسدين وما يفعله "حزب الله" يهدد تعافي النظام

الياس بجاني/الثنائي الشيعي منع قصر بعبدا من توجيه دعوة للرئيس حسن الحسيني للمشاركة في اللقاء الحواري الذي سيعقد غداً في بعبدا والحجة الواهية كانت "هو مريض وحاله الصحية لا تسمح بحضوره.

الرئيس الحسيني كشف الكذبة وعراها

الرئيس حسين الحسيني: أنا في صحة جيدة وقلقي على صحة بلادنا

"الوكالة الوطنية" تعتذر :اتهام الأمين بلقاء مسؤولين اسرائيليين "زلّة"

الدكتور حارث سليمان في حديث لمانشيت، ان 25 حزيران هو مشهد الحداد على العهد وموعد اعلان موته السياسي السريري بانتظار الدفن لاحقاً

الخارجية دانت قصف مدينة الرياض

“العفو الدولية” تُعلق على مثول كيندا الخطيب أمام “العسكرية”

“حزب الله” يسلّط سيف العمالة على رأس كل معارض في لبنان

دولة الحلول الأمنية.. قبل السقوط!

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الاربعاء 24/6/2020

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

نداء الوطن : "مونولوج" بعبدا غداً… و"النظام البوليسي" يتكرّس! انطباع نيابي بعد الاجتماع مع صندوق النقد: الأمور "مش سالكة" "

النهار: هل يعتذر صندوق النقد الدولي عن عدم مساعدة لبنان؟

كاتدرائيّة مار يوحنّا المعمدان متحف زغرتا

اعداد الباحث روي عريجي – الحركة الإهدنية

بارقة أمل بـ”وديعة سعودية” في مصرف لبنان؟

الادّعاء على السيّد علي الأمين بـ"جرم لقاء إسرائيليين"... استنكار وتُهمٌ بـ"تسييس القضاء"

كيف يتهرب حزب الله من الضرائب… ملايين الدولارات تهدر من امام الخزينة

بثمنه يمكننا الأكل»... لبنانيون يبيعون برّاداتهم لتأمين الطعام

القضاء اللبناني يلاحق رجل دين شيعياً معارضاً لـ«حزب الله»

العزل في ضاحية بيروت الجنوبية... واستكمال التقصّي بالفحوصات

الحكومة اللبنانية تتجه لـ«تحديد الدعم» للسلع الأساسية/وزير الاقتصاد قال لـ «الشرق الأوسط» إن القرار سيحدّ من التهريب إلى سوريا

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

مجلس الأمن يبحث مَدَّ حظر السلاح على إيران “لأجل غير مُسمى”

روحاني حذَّر "الوكالة الدولية" من "نبش القبور"... وظريف: بومبيو يُحاول تضليل العالم

إسرائيل تدكُّ المواقع الإيرانية في دير الزور والسويداء وحماة/قصف تركي جنوب إدلب ... و"داعش" و"القاعدة" انتزعا مناطق حيوية من "جبهة النصرة"

مريم رجوي: المقاومة المنظمة للشعب الإيراني خَلقت وضعاً مختلفاً

عقيلة صالح: الشعب الليبي يطالب مصر بالتدخل إذا حاولت الميليشيات تجاوز سرت والجفرة

الأمم المتحدة والجامعة العربية تدعوان إسرائيل للتخلي عن خطط الضم وأكثر من ألف نائب أوروبي طالبوا قادتهم بوقف تنفيذ المخطط

منطقة جغرافية استراتيجية... لماذا يصر نتنياهو على ضم غور الأردن؟

عريقات يتهم إسرائيل بقتل ابن عمه بدم بارد/كان في طريقه لحفل زفاف شقيقته... الفلسطينيون يطالبون بتحقيق دولي وإسرائيل ترفض نشر الفيديو

130 مليون دولار في المؤتمر الدولي الرابع لدعم «أونروا»

وزير الخارجية الأردني: على من يريد السلام أن يمنع الضم

بومبيو يحذر الأمم المتحدة من إنهاء حظر السلاح على إيران

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

حزب الله وسياسة الارهاب المعلن واستخدام القضاء/شارل الياس شرتوني

قوى المعارضة الرئيسية تقاطع لقاء بعبدا/كارولين عاكوم/الشرق الاوسط

“الإدّعاء” على العلّامة الأمين عاجز عن إلغاء مدرسة “الاجتهاد”/علي الأمين/نداء الوطن

تهامات العمالة.. "نكتة" سمجة وقاتلة/نادر فوز/المدن

لقاء بعبدا حلفُ أقليات.. ودويلة علوية لا تعادي إسرائيل/منير الربيع/المدن

بعد أول تموز: من سيبقى في لبنان؟/يوسف بزي/المدن

قدامى 14 “يُحِبُّون” 8… و”تِخْبْزوا بالأَفراح”!/طوني عيسى/الجمهورية/

بكركي مُتخوّفة من هجرة مسيحيّة كبيرة بعد فتح المطار مطلع تموز... ماذا يقول الأب خضـرا؟/صونيا رزق/الديار

الطائف بين حوار بعبدا وبيان السنيورة/هيام القصيفي/الأخبار

الولاية الشاقة/سمير عطاالله/النهار

هذه هي الاستراتيجية الوطنية الدفاعية.. ولا وطن من دونها!/العميد علي عواد/الجمهورية

حوار بعبدا: حسابات مختلفة للمعتذرين والحريري حالة خاصة/غادة حلاوي/نداء الوطن

العاملون في تصليح السيارات: قطع الغيار نار.. “طير وفرقع” يا دولار/جنى جبّور /نداء الوطن

عن “الجرّة المكسورة” بين الراعي و”الحزب”!/ألان سركيس/نداء الوطن

علي الأمين.. ليتَ العمائمَ عمامتُه/رشيد الخيون

الأهم في قانون قيصر/فايز سارة/الشرق الأوسط

طهران ـ واشنطن... احتكاكات انتخابية/مصطفى فحص/الشرق الأوسط

ليبيا... اشتدي أزمة تنفرجي/بكر عويضة/الشرق الأوسط

السلاح والسلطة في أميركا/عبد المنعم سعيد/الشرق الأوسط

بشارة من الكويت لمصر/مشاري الذايدي/الشرق الأوسط

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

لقاءات ديبلوماسية وسياسية في قصر بعبدا والرئيس عون يترأس غدا اللقاء الوطني بحضور بري ودياب وقيادات

رفيق شلالا: الحوار مفتوح وللمشاركين الحرية في طرح المواضيع

بري ترأس اجتماعا طارئا لقيادات حركة أمل: لحالة طوارىء مالية وموقفنا من قانون قيصر موقف الحليف الوفي لمن وقف الى جانبنا يوم عز الوقوف

الراعي امام زواره في الديمان: للتضامن وتجاوز الخلافات السياسية وتغليب الشأن الوطني على السياسي لنتمكن من الخروج من الظلمة

جعجع: لن نشارك في اجتماع بعبدا فهو إما لذر الرماد في العيون أو محاولة تحميل الآخرين مسؤولية فشل هذه السلطة

نواب طرابلس اكدوا حرصهم على الحريات العامة ودعوا الى درء الفتنة والمحافظة على السلم الأهلي

 

في أسفل تفاصيل النشرة الكاملة

الزوادة الإيمانية لليوم

مثال السامري المؤمن قولاً وفعلاً الذي اسعف مصاباً وجده على قارعة الطريق في حين كان اهمله وغض الطرف عنه الكاهن واللاوي

 إنجيل القدّيس لوقا10/من25حتى37/”إِذَا عَالِمٌ بِالتَّوْرَاةِ قَامَ يُجَرِّبُ يَسُوعَ قَائِلاً: «يا مُعَلِّم، مَاذَا أَعْمَلُ لأَرِثَ ٱلحَياةَ الأَبَدِيَّة؟». فَقَالَ لَهُ: «مَاذَا كُتِبَ في التَّوْرَاة؟ كَيْفَ تَقْرَأ؟». فَقَالَ: «أَحْبِبِ ٱلرَّبَّ إِلهَكَ مِنْ كُلِّ قَلْبِكَ، وَكُلِّ نَفْسِكَ، وَكُلِّ قُدْرَتِكَ، وَكُلِّ فِكْرِكَ، وَأَحْبِبْ قَرِيبَكَ كَنَفْسِكَ». فَقالَ لَهُ يَسُوع: «بِالصَّوابِ أَجَبْتَ. إِفْعَلْ هذَا فَتَحْيَا». أَمَّا هُوَ فَأَرادَ أَنْ يُبَرِّرَ نَفْسَهُ، فَقَالَ لِيَسُوع: «وَمَنْ هُوَ قَريبِي؟». فَأَجابَ يَسُوعُ وَقَال: «كانَ رَجُلٌ نَازِلاً مِنْ أُورَشَلِيمَ إِلى أَرِيحَا، فَوَقَعَ في أَيْدِي اللُّصُوص، وَعَرَّوهُ، وَأَوْسَعُوهُ ضَرْبًا، وَمَضَوا وَقَدْ تَرَكُوهُ بَيْنَ حَيٍّ وَمَيْت. وَصَدَفَ أَنَّ كَاهِنًا كَانَ نَازِلاً في تِلْكَ الطَّرِيق، وَرَآهُ، فَمَالَ عَنْهُ وَمَضَى. وَمَرَّ أَيْضًا لاوِيٌّ بِذلِكَ المَكَان، وَرَآهُ، فَمَالَ عَنْهُ وَمَضَى. ولكِنَّ سَامِرِيًّا مُسَافِرًا مَرَّ بِهِ، وَرَآهُ، فَتَحَنَّنَ عَلَيْه، وَدَنَا مِنْهُ، وَضَمَّدَ جِرَاحَهُ، سَاكِبًا عَلَيْها زَيْتًا وَخَمْرًا. ثُمَّ وَضَعَهُ عَلَى دَابَّتِهِ، وَذَهَبَ بِهَ إِلى الفُنْدُق، وٱعْتَنَى بِهِ. وفي الغَد، أَخْرَجَ دِينَارَينِ وَأَعْطاهُمَا لِصَاحِبِ الفُنْدُق، وَقَالَ لَهُ: إِعْتَنِ بِهِ، وَمَهْمَا أَنْفَقْتَ فَأَنَا أُوفِيكَ عِنْدَ عَوْدَتي. فَمَا رَأْيُكَ؟ أَيُّ هؤُلاءِ الثَّلاثَةِ كَانَ قَريبَ ذلِكَ الرَّجُلِ الَّذي وَقَعَ في أَيْدِي اللُّصُوص؟». فَقَالَ: «أَلَّذي صَنَعَ إِلَيْهِ ٱلرَّحْمَة». فَقَالَ لَهُ يَسُوع: «إِذْهَبْ، وٱصْنَعْ أَنْتَ أَيْضًا كَذلِكَ».”

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياته وتغريدات متفرقة

سخافة وعقم المعارضة من داخل تيار عون-باسيل

الياس بجاني/25 حزيران/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/87631/87631/

بين الحين والآخر تطل علينا جماعات ولادية لا تعرف غير ثقافة المصالح الخاصة والصنمية تدعي أنها معارضة من داخل تيار عون-باسيل، ومن ثم تحتفي لأن اساسها غلط ومصلحي..

من يومين كانت هناك مقالة لكلير شكر نشرتها نداء الوطن تعيد نفس الحكاية المملة والتافهة.(المقالة في أسفل)

باختصار أكثر من مفيد ما في شي عند جماعة عون-باسيل اسمه معارضة.. في حردانين موسميين ع خلفيات مصالح شخصية لا أكثر ولا أقل.

ويلي بصم من هؤلاء الأشاوس على عماها ع اتفاق ما مخايل المذل واللاسيادي، وراح ع سوريا عند الأسد، وهلل لحزب الله سنة 2006 ولغزوته لبيروت في 2008 لا يمكن أن يكون معارضة سيادية واستقلالية ووطنية.

هؤلاء النفعيين والمتلونين بألف لون وأن أرادوا أن يعارضوا فعلاً عليهم أن يتلوا أولاً فعل الندامة مليون مرة ويعلنون جهاراً معارضتهم لورقة التفاهم الملالوية مع حزب الله ، وإلا يروحوا يضبضبوا حالون وما إلون عازي.

يبقى أن لا جدوى ولا نتيجة ولا فائدة من أي معارضة تنطلق من أي شركة حزب لبنانية لأن من يدخل هذه الأحزاب في الأصل يتم خصيه سيادياً ووقراراً ورأياً حراً..

هودي عوسج والعوسج لا يثمر عنباً ولا تيناً.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الالكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

 

سمير جعجع: باطنية وذمية وتلهي بالأعراض

الياس بجاني/24 حزيران/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/87611/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%b3%d9%85%d9%8a%d8%b1-%d8%ac%d8%b9%d8%ac%d8%b9-%d8%a8%d8%a7%d8%b7%d9%86%d9%8a%d8%a9-%d9%88%d8%b0%d9%85%d9%8a%d8%a9-%d9%88%d8%aa%d9%84/

في مؤتمره الصحفي اليوم كرر سمير جعجع استكباره وتعاليه المرّضي الفاضح رافضاً إعلان توبته وتلاوة فعل الندامة على خطيئة اقترافه ورقة نواياه المسمة والمسممة والخبيثة مع ميشال عون ومع صهره ومن ثم انتخاب عون رئيساً طمعاً برزم أوهام الوراثة الرئاسية والشعبوية.

الرجل لم ولن يتغير لا اليوم ولا في أي يوم فهو في تركيبته السيكولوجية والنفسية غارق في شواذاته اللاسوية ويتوهم أنه أشطر وأذكى من كل البشر وبالتالي بإمكانه أن يدخل في أي صفقة أو اتفاق ومن ثم ينقلب عليه وقت يشاء.

وحتى الآن ما دخل في أي اتفاق أو صفقة إلا وكان فشله مدوياً والأمثلة بالمئات وفي مقدمها اتفاق الطائف ومسرحية دخوله السجن.

حتى الآن يتلهي جعجع بأعراض مرض الاحتلال الإيراني للبنان ولا يقاربه إلا سطحياً ودون أن يزعج المحتل أو يكدر خاطره، بل على العكس فإنه وزوجته النائبة ومعهما كثر من نوابهما ال 15 يتملقون الحزب ويداهنونه ويبدون باستمرار الاستعداد للتعاون معه على الأقل في محاربة الفساد كما يدعون باطلاً وتمويهاً ودجلاً ، وهم وكل اللبنانيين يعرفون جيداً أن حزب الله هو الفساد والإفساد بشحمها ولحمهما.

أليس سمير جعجع هو من فرط 14 آذار ورفع رايات نفاق الواقعية وعدم القدرة المحلية على مواجهة سلاح ودويلة وحروب وإرهاب حزب الله؟

أليس هو من عارض رفع شعارات ال 1559 مؤخراً؟

أليس هو من ادعى ومعه جورج العدوان أُبوة القانون الانتخابي الملالوي 100%؟

أليس هو من سوّق لكذبة فاضحة وسخيفة تقول بأن انتخاب عون كان صناعة لبنانية محلية؟

أليس هو من في ورقة نواياه الخبيثة مع عون أراد تقاسم المسيحيين حصصاً ومغانم؟

أليس هو من خوّن كل من عارض صفقته الخطيئة مع عون وحزب الله؟

أليس هو من أسقط دوري شمعون في انتخابات بلدية دير القمر حباً بالانتقام؟

أليس هو من حول ذكرى الشهداء السنوية إلى مهرجان مسرحي واستعراضي لشخصه “المعبود” ولأجندته السلطوية ولأحلامه الرئاسية؟

أليس هو من شيد يا يشبه المزار والصومعة في معراب مجسداً بهرطقة غرفة اعتقاله في وزارة الدفاع؟

أليس هو من صادر المقاومة اللبنانية وحولها إلى شركة يملكها وابعد المئات من المقاومين الحقيقيين؟

أليس هو من يخجل بملف أهلنا اللاجئين في إسرائيل إلى درجة أنه لم ينشر خبر وفاة الجنرال انطوان لحد عبر وسائل الإعلام التي يملكها ولا حتى عزى بموته أو نعاه؟

أليس هو وربعه من النواب ال 15 الذين يعتبرون أن قتلى حزب الله هم كشهداء القوات؟

وتطول القائمة وهي أن أردنا توثيق انحرافاته السيادية نحتاج إلى مجلدات.

اليوم وكما دائماً طالب جعجع برحيل السلطة أي عون وفريقه “واتركوا الباقي علينا”.

لنفترض أن غداً استقال عون واعتزل السياسة وهاجر باسيل مع ملاينه إلى كندا وتفكك تيار عون وفرط فهل يرتاح لبنان ويخلص ويعود إلى سيادته واستقلاله وبحبوحة ورغد العيش فيه وتعود أموال الناس المسروقة لهم؟

بالطبع لا لأن عون وباسيل هما مجرد أدوات يديرهما ويتحكم بهما المحتل…والمحتل هذا سيجد مئات من مثل خامة عون وباسيل وكثر من هؤلاء قدموا أوراق اعتمادهم له ومنهم جعجع نفسه.

من هنا فإن جعجع ومعه كل باقي الطبقة السياسية المارونية الحزبية تحديداً ليسوا مؤهلين للقيادة لأن أجنداتهم شخصية وسلطوية.. وهم كلهم من أول كلن يعني كلن.

باختصار أكثر من مفيد فإن المشكلة في لبنان هي الاحتلال الإيراني والحل هو بالمطالبة بتنفيذ القرارات الدولية الثلاثة 1559 و1701 و1680

والأهم جرأة تسمية المحتل باسمه ورفض الأمر الواقع الإحتلالي الذي يفرضه، والإمتناع كلياً الدخول معه في تسويات أو صفقات أكانت وزارية أو رئاسية وإلا فالج لا تعالج.

يبقى أن من يخجل بالجنرال لحد وبجيش لبنان الجنوبي وبملف أهلنا اللاجئين في إسرائيل لا هو بشيري ولا هو قوات ولا هو كتائب ولا هو حراس أرز ولا أحرار ولا هو حقيقة عرّف معنى المقاومة اللبنانية الحقيقة ولا هو يحترم دماء الشهداء..هكذا مخلوق هو مارق وأسخريوتي.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الالكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

 

الإدعاء على العلامة علي الأمين هرطقة وافتراء وخوف إيراني وملالوي من وطنيته وخطابه اللبناني والديني المعتدل والصادق

الياس بجاني/23 حزيران/2020

إن خوف حزب الله وحركة أمل من العلامة علي الأمين ليس جديداً، فهما وبمباركة ذمية من حكومة فؤاد السنيورة وخضوعها المهين كان أُبعد بالقوة عن موقعه الديني في صور ومنع حتى من نقل مكتبته وكل ما كان بحوزته من متاع شخصي، والسنيورة العروبي المنافق رضخ يومها لمشيئة الثنائي الشيعي المتفرسن وأوقف راتبه. يبقى إن الفارق بين خطاب ومواقف ووطنية واعتدال العلامة الأمين شاسع بينه وبين بري ونصرالله ومعهما كل ربعهما من المتأيرنين والذميين والطرواديين والرافعين شعارات نفاق المقاومة والممانعة.

هما أي بري ونصرالله أتباع صغار لإيران ويعملون بخنوع غب أوامرها وذلك ضد لبنان وكل ما هو لبناني خدمة لمشروعها الإمبراطوري الوهم والمذهبي ويقدمون شباب بيئتهم ضحايا في سوريا دعماً لنظام الدكتاتور والمجرم بشار الأسد، في حين أن الأمين وطني لبناني سيادي واستقلالي ومعتدل دينياً ومنفتح على كل الأحرار اللبنانيين ويرفض الانخراط في المشروع الملالوي وينتقده بشده ولا يخاف رموزه الطرواديين لا في لبنان ولا في خارجه.

الأمين عارض ولا يزال تورط بيئته الشيعية عسكرياً في سوريا وهو لا يوافق لا من قريب ولا من بعيد على الأجندة الإيرانية لا في لبنان ولا في الدول العربية.

الأمين هو 100% نقيض لخيارات ومواقف ومشاريع وسياسات ومفاهيم ومرجعيات نصرالله ونبيه بري وكل من يدور في فلكهما الأسدي والملالوي في كل شي وبالتالي يخافونه ويعتبرونه تهديداً حقيقياً لكل المشروع الإيراني الإستعماري.

إن وقاحة وفجور فبركة التهم الباطلة والكاذبة ضد الأمين والإدعاء عليه قضائياً ومحاولة اتهامه بلقاء إسرائيليين في البحرين هذا كله افتراء مكشوف وانتهاك لحقوقه التي يكفلها الدستور وذلك لإرعابه وإسكات صوته الحر واللبناني الشجاع.

إن وقاحة وفجور وكفر وهرطقات الثنائي الشيعي مستنكرة بكل المعايير والمقاييس..

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الالكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

 

هل فبرك حزب الله والمحكمة العسكرية ملف العمالة لكندا الخطيب، ولماذا؟

الياس بجاني/23 حزيران/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/87550/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d9%87%d9%84-%d9%81%d8%a8%d8%b1%d9%83-%d8%ad%d8%b2%d8%a8-%d8%a7%d9%84%d9%84%d9%87-%d9%88%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%ad%d9%83%d9%85%d8%a9-%d8%a7/

بداية فإن المحكمة العسكرية هي تحت سيطرة حزب الله بالكامل منذ سنين وتنفذ له رغباته وأوامره 100% ودون أي التزام بالقوانين. كما أن كل أحكامها سياسية ولا تمت للقضاء والقوانين والدستور بصلة.

في هذا السياق تأتي الشكوك المبررة بفبركة ملف عماله لكندا الخطيب كونها من اشد المعارضين لإحتلال حزب الله ولكل ممارساته الإجرامية والإرهابية، أضافة إلى كونها ناشطة شمالية في الإنتفاضة الشعبية.

يشار هنا إلى أن كل التجارب السابقة المماثلة مع المحكمة العسكرية بدءً من مملف ميشال سماحة إلى زياد عيتاني إلى غيرهما من مئات الإفتراءات والأحكام الظالمة والجائرة على أهلنا اللاجئين في إسرائيل تؤكد ملالوية المحكمة وظلمها وتبعيتها لحزب الله.

ففي حال رغب الحكم في لبنان فعلاً باعتقال ومحاكمة العملاء لإسرائيل أو لغيرها فعليه أولاً أن يبدأ بعملاء إيران المعروفين والذين يفاخرون بعمالتهم ويسمونها مقاومة وممانعة وإلا فالج لا تعالج.

في الخلاصة لا عدالة ولا حلول لأي مشكل في لبنان كبيراً أو صغيراً كان وفي أي مجال وعلى أي مستوى في ظل أحتلال حزب الله وتبعية واستسلام الحكم والحكام وأصحاب شركات الأحزاب كافة لسيطرته ولسلطته ولأوامره.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الالكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

فيديو مداخلة من قناة الحدث للسيادي بامتياز لقمان سليم يعري من خلالها تفاهة وسخافة وهرطقة ولا قانونية الإدعاء الباطل والإفترائي على العلامة علي السيد الأمين

اشار سليم إلى أن القاضية غادة عون التي حركت الملف هي مطيعة جداً للقصر الجمهوري ولحزب الله. ورأى أن الحزب يريد اخافة المعارضين له وربما إيصال رسالة إقليمية إلى البحرين التي عقد فيها المؤتمر الذي شارك فيه العلامة..وقال بأن القضية المفبركة بحق العلامة لا تستند إلى القوانين اللبنانية وهي قنص لا أكثر ولا أقل، وشدد على حتمية فشل محاولة قمع الحريات وارهاب المعارضين لحزب الله وخصوصاً محاولات قمع حرية التعبير عن الرأي الحر

 https://www.youtube.com/watch?v=rUkXxtek75c

 

كورونا لبنان… تسجيل 22 حالة “كورونا” ووفاة اوّل رضيعة

وكالات/24 حزيران/2020

سجل لبنان في الساعات الـ 24 الماضية، 22 حالة جديدة مصابة بفيروس كورونا، ليصبح العدد التراكمي للحالات المثبتة 1644. ما سجل لبنان حالة وفاة لرضيعة ليرتفع العدد التراكمي للوفيات الى 33.

 

إشتباكات على "الرينغ" وسقوط جرحى

الكلمة أولاين/24 حزيران/2020

إحتجاجًا على ارتفاع سعر صرف الدولار في السوق السوداء حيث لامس الـ 7000 ليرة لبنانية للدولار الواحد، حاول محتجون قطع الطريق على جسر الرينغ - بيروت. وعلى الفور، وصلت فرقة من قوى مكافحة الشغب الى الجسر، بعد أن افترش بعض المحتجين الارض، مرددين العديد من الشعارات الداعية الى التحرك غدًا احتجاجًا على تردي الاوضاع الاقتصادية والاجتماعية. وحصل توتر كبير وإشتباكات بين العناصر الأمنية والمتظاهرين أدت إلى وقوع عدد من الجرحى، قامت عناصر الصليب الأحمر بنقلهم إلى إحدى المستشفيات لتلقي العلاج اللازم.

 

“فيتو” أميركي يمنع صندوق النقد الدولي من مساعدة لبنان

شنكر: سنعاقب الفاسدين وما يفعله "حزب الله" يهدد تعافي النظام

بيروت ـ”السياسة” /24 حزيران/2020

وسط مراوحة قاتلة في المفاوضات الدائرة بين لبنان وصندوق النقد الدولي، حيث يتوقع أن تمتد لأشهر عديدة دون بروز مؤشرات إيجابية حتى الآن، ومع تجاوز سعر صرف الدولار الأميركي في السوق السوداء الستة آلاف ليرة لبنانية، أشارت المعلومات المتوافرة لـ “السياسة” من مصادر اقتصادية بارزة، أن “عقبات عدة تعترض إمكانية تجاوب الصندوق مع مطالب لبنان، لإخراجه من أزماته المالية المتفاقمة، يأتي في مقدمها ما يمكن تسميته بـ “فيتو” أميركي لدعم لبنان في الوقت الحاضر، طالما أن القرار في هذا البلد هو لـ “حزب الله”، وليس للحكومة الشرعية. وبالتالي فإن واشنطن لا تشجع على مد يد العون للبنان الواقع في قبضة الحزب”، مشيرة إلى أن “هناك صعوبات بالغة في أن يلبي صندوق النقد حاجة لبنان من المساعدات المالية. من جانبه، أعلن مساعد وزير الخارجية الأميركية لشؤون الشّرق الأدنى ديفيد شنكر، أنّ هناك عقوبات ستطبّق في لبنان تتعلق بمكافحة أنشطة حزب الله، وكذلك عقوبات بإطار قانون “ماغنيتسكي” لمحاربة الفساد في لبنان. وأكّد أنّ اتهامات الأمين العام لحزب الله، حسن نصرالله هي من نسج الخيال ولا علاقة لها بالواقع والولايات المتحدة لا تمنع دخول الدّولار إلى لبنان. عن الدعوة لتوجّه لبنان نحو الشّرق وتحديدًا نحو الصّين وروسيا وإيران، اعتبر شنكر أنّ هذه الدّعوة “صادمة”.وقال: “هل يخبرنا أحد عن حجم المساهمات المالية والتقديمات الصينية للبنان؟ وكم قدّمت روسيا من مساهمات مالية للبنان؟. ورأى أنّ ما يفعله حزب الله للإستحواذ على النظام المالي اللبناني يهدد تعافي هذا النظام عبر القيام بتحركات وإجراءات تستفز إسرائيل، وهذا ما لا يريده لبنان في الوقت الحالي.

 

الياس بجاني/الثنائي الشيعي منع قصر بعبدا من توجيه دعوة للرئيس حسن الحسيني للمشاركة في اللقاء الحواري الذي سيعقد غداً في بعبدا والحجة الواهية كانت "هو مريض وحاله الصحية لا تسمح بحضوره.

الرئيس الحسيني كشف الكذبة وعراها

الرئيس حسين الحسيني: أنا في صحة جيدة وقلقي على صحة بلادنا

وطنية - الأربعاء 24 حزيران 2020

صدر عن الرئيس حسين الحسيني البيان الآتي:أود أن أطمئن المحبين، أنا في صحة جيدة. أما قلقي فهو على صحة بلادنا وهي فريسة القريب والبعيد. لكنني مازلت أردد في ختام كل قول "وثقتي بلبنان لا تحد". وكيف لا تكون كذلك الآن وقد بدأ شعب لبنان في الظهور؟"

http://nna-leb.gov.lb/ar/show-news/486560/

 

"الوكالة الوطنية" تعتذر :اتهام الأمين بلقاء مسؤولين اسرائيليين "زلّة"

وطنية - الأربعاء 24 حزيران 2020

نشرت "الوكالة الوطنية للاعلام" أمس خبرا عن ادعاء النيابة العامة الاستئنافية في جبل لبنان على السيد علي الأمين بجرم "لقاء مسؤولين إسرائيليين في البحرين، والتحريض بين الطوائف وبث الدسائس والفتن، ومهاجمة المقاومة وشهدائها بشكل دائم".

وتبين لاحقا أن ادعاء النائب العام الاستئنافي في جبل لبنان القاضي رائد أبو شقرا كان بموجب مادتين حصرا، هما جرم إثارة النعرات المذهبية والحض على النزاع بين الطوائف، وتحقير الشعائر الدينية، ولم يشمل لقاء مسؤولين إسرائيليين.

وكان مندوب الوكالة الوطنية أفاد أن الادعاء على الأمين جاء بناء على الشكوى التي تقدم بها المحامي غسان المولى بوكالته عن الاعلاميين نبيه عواضة وخليل نصراللهوشوقي عواضة وحسين الديراني، بالجرائم المذكورة.

إن "الوكالة الوطنية للاعلام" إذ تعتذر عن نشر الخبر بالصيغة التي ورد فيها، تؤكد أن الأمر لا يعدو كونه زلة وقع فيها مندوبها، إذ التبس عليه الأمر بين الجرائم المذكورة في الإخبار وما شملته مواد الادعاء.

 

الدكتور حارث سليمان في حديث لمانشيت، ان 25 حزيران هو مشهد الحداد على العهد وموعد اعلان موته السياسي السريري بانتظار الدفن لاحقاً

نقلاً عن صفحة د. حرث ع الفايسبوك/24 حزيران/2020

اعتبر الدكتور حارث سليمان في حديث لمانشيت، ان 25 حزيران هو مشهد الحداد على العهد وموعد اعلان موته السياسي السريري بانتظار الدفن لاحقا"، وقال:

حجة السلم الاهلي "افلام" تديرها شراذم وغرف سوداء، لجمع الطبقة السياسية التي فقدت وحدتها، والمقاطعة الواسعة للقاء بعبدا، ستحول العهد والحكومة الى جثة، وان عقد رئيس الجمهورية اللقاء مع اهل بيته، فسيظهر معزولا"

وسيواجه بانتفاضة الشعب التي ستطالب برحيل كل المافية التي افلست البلد وحولته الى مسخرة ومصيبة، مشددا" على ان العهد لم يعد قادرا" على تشكيل اي تغطية لسيطرة حزب الله على لبنان.

اضاف: لقاء بعبدا، اريد له ان يكون حفلة تزييف وسلبطة واحتيال سياسي، كان المطلوب صورة تذكارية جامعة يظهر فيها ممثلوا الطوائف الرهائن وهم يقدمون عصا الطاعة للرئيس عون ومن يقف وراءه، تماما" كما كان يفعل داعش ويتقصد

تصوير رهائنه قبل اعدامهم. وقال: ارادوا فيلما" سينمائيا" وصورة تذكارية يعمموننها، ليحتفلوا بانضمام لبنان الى دائرة الدول المحاصرة بقيصر، كما اوصى السيد حسن نصر الله.

سليمان اكد ان "باسيليوس قلب الاسد وحزب الله" نجحوا في تدجين وارهاب واخضاع الطبقة السياسية، فيما "كسالي 14 اذار" يجلسون على حافة الطريق بانتظار تغير الظرف الاقليمي ليعودوا الى الحكم.

وقال: الشعب سيتعيد قدرته على العودة الى الساحات، ولن يقبل بأن يبقى لبنان رهينة داخل محور الممانعة، وهو مدعو لان ينتفض للحفاظ على بقائه كشعب وديمومة الوطن.

الدكتور سليمان، اتهم حاكم مصرف لبنان بالخضوع لاملاءات الرئيس حسان دياب

وحزب الله، عبر مصادرة دولارات تحويلات اللبنانيين الواردة للمراكز الالكترونية، ووضعها بتصرف نقابة الصرافين التي تقتطع منها نحو 70 %، هي حاجات تمويل حزب الله، سائلا": لو لم يكن الهدف توفير الدولار لحزب الله لماذا حصر قرار تعويم السوق بالدولار عبر الصرافين، بدلا من ان تصرف

المبالغ على اصحاب الودائع في المصارف ؟، متحديا" حاكم المركزي ان يتجرأ على نشر ارقام الدولارات التي دخلت الى موجودات المركزي خلال الشهرين .الماضيين، نتيجة التعيمم الذي اصدره.

الدكتور سليمان شدد على ان خيار الشرق بالنسبة للسيد حسن نصر الله يبدأ بسوريا الاسد وينتهي بإيران الولي الفقيه، ولا علاقة له ابدا" لا بالصين او ماليزيا او الهند وخلاصة رؤيته الاقتصادية: نشتري النفط الايراني ونزود سوريا بحاجتها من المشتقات النفطية والغذاء، وبالتالي ننزلق نحو حفرة الحصار التي يقبع بها نظام الاسد وايران.

 

الخارجية دانت قصف مدينة الرياض

وطنية - الأربعاء 24 حزيران 2020

دانت وزارة الخارجية والمغتربين القصف الصاروخي الذي تعرضت له مدينة الرياض امس، ودعت في بيان، الافرقاء "الى عدم التعرض للمدنيين"، واعتبرت "ان هذه العمليات الارهابية تعد انتهاكا لكل الاعراف والمواثيق الدولية وتعطيلا للجهود الرامية لتحقيق السلام"، مؤكدة "تضامن لبنان حكومة وشعبا مع المملكة العربية السعودية في مواجهة اي محاولة لاستهداف امنها واستقرارها".

 

“العفو الدولية” تُعلق على مثول كيندا الخطيب أمام “العسكرية”

خاص صوت بيروت إنترناشونال الأربعاء 24 حزيران 2020

تعليقاً على مثول المشتبه بتعاملها مع إسرائيل كيندا الخطيب أمام قاضي التحقيق العسكري نجاة أبو شقرا، اعتبرت منظمة “العفو الدولية” في سلسلة تغريدات على حسابها عبر “تويتر” جاء فيها:

“القانون الدولي لحقوق الانسان يرفض محاكمة المدنيين في المحاكم العسكرية، مهما كانت التهم الموجّهة إليهم. نطالب السلطات القضائية اللبنانية بتحويل قضية كيندا الخطيب فوراً إلى القضاء المدني لينظر فيها قضاة عدليّون”.

ولفتت الى أن “يجب على السلطات اللبنانية التوقّف تماماً عن إخضاع المدنيين للقضاء العسكري”، مشيرة الى “القضاة العسكريّين هم موظفون في وزارة الدفاع، يخضعون للأوامر التنفيذية وبالتالي، فإن المحاكم العسكرية ليس مستقلة”.

وشددت على أن “المحاكم العسكرية تفتقر إلى الشفافية في إجراء التحقيقات وتعليل الأحكام، ولا تتيح للدفاع إلا مساحةً محدودة للاستئناف”.

واعتبرت أن “هذه الشروط تنتهك حق المدنيين بالمحاكمة العادلة”، مشيرة الى أن “يحق لأيّ مدنيّ، مهما كانت تهمته، أن يُحاكم في محكمة مستقلة وحيادية وأن يمتلك الحقّ بالدفاع كاملاً”.

يذكر أن قاضي التحقيق العسكري الأوَّل بالإنابة فادي صوان قد أحال أمس المشتبه بتعاملها مع إسرائيل كيندا الخطيب الى قاضي التحقيق العسكري نجاة أبو شقرا التي تسلمت الملف.

 

“حزب الله” يسلّط سيف العمالة على رأس كل معارض في لبنان

خاص صوت بيروت إنترناشونال/الأربعاء 24 حزيران 2020

في خضم الازمات التي يعاني منها لبنان على كافة الصعد، تفاجأ اللبنانيون بفتح ملف العمالة على المعارضين لـ”حزب الله”، بعد خطاب حسن نصر الله الاخير، الذي ركز فيه على هذه النقطة بالتحديد وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، ومما قاله” في لبنان حالة تفلت أخلاقي، هناك إسفاف، هذا موجود في الشارع، في مواقع التواصل الاجتماعي، وهناك حالة صعوبة في الضبط الكامل والشامل في هذا المجال… العبث موجود في البلد والاختراقات الأمنية، يعني الجيوش الإلكترونية عند الإسرائيلي وغير الإسرائيلي الذين يريدون أن يصبح هذا البلد بلد مفتون، هم جاهزون كل يوم أن يسبوا ويشتموا ويهينوا رموز ومقدسات كل المسلمين وكل المسيحيين وكل القوى السياسية للإيقاع فيما بينها، هل يجوز أن نضع البلد وشعبنا كله بين يدي عملاء وسفهاء، بين يدي جواسيس وجهلة، يعني عندما يخرج شخص قبل عدة أشهر ويشتم أو يسيء للإمام علي، على القضاء والأجهزة الأمنية أن يبحثوا عنه ويعتقلوه ويحاسبوه ونقطة على أول السطر”.

لم يمر وقت طويل حتى داهم الامن العام منزل كيندا الخطيب، الناشطة المعروفة بمنشوراتها المناهضة لـ”حزب الله” بشكل كبير، حيث اتهمت بـ “التعامل مع العدو الإسرائيلي ودخول أراضيه”، ليشن جيش “حزب الله” الالكتروني حملة ضدها، وتبدأ مواقع الكترونية بنشر شائعات قيل انها تسريبات من التحقيق.

وفي الامس صدم اللبنانيون بخبر ادعاء النيابة العامة الإستئنافية في جبل لبنان، بناء على دعوى مقدمة من المحامي غسان المولى على السيد علي الامين، بجرائم “الإجتماع مع مسؤولين إسرائيليين في البحرين، ومهاجمة “المقاومة وشهدائها” بشكل دائم، والتحريض بين الطوائف وبث الدسائس والفتن، والمس بالقواعد الشرعية للمذهب الجعفري”. اعاد “حزب الله” فتح “ملف” للسيد الامين يعود الى السنة الماضية حيث سبق ان اصدر المجلس الإسلاميّ الشيعيّ الأعلى في لبنان قراراً بعزل السّيد الأمين من الإفتاء الجعفري، بعد مشاركته في مؤتمر “حوار الأديان” في البحرين والسبب الذي ارتكز عليه كما ادعى صورة جمعته بالحاخام الصهيوني موشيه عمار، كما سبق أن أدان حزب الله في بيان، “مشاركة رجل الدين السيد علي الأمين في المؤتمر التطبيعي مع العدو الإسرائيلي الذي نظمته دولة البحرين تحت عنوان الحرية الدينية بمشاركة صهيونية بارزة “. حينها رد السيد علي الأمين على “حزب الله”، فأكد أنه “لم يحصل أيُّ لقاءٍ بيني وبين الشخصية اليهودية، وحملات التخوين هذه جاءت تتويجًا لمجموعة من الحملات القديمة التي قام بها حزب الله لرفضي للمشروع الإيراني الذي يحمله للمنطقة”. وأوضح أنني “شاركت بمؤتمر حوار الأديان دون أن أعرف أسماء المشاركين، ومؤتمرات الأديان ليس لها علاقة لا بالسياسة ولا بالسياسيين”.

الادعاء على السيد الامين يطرح علامات استفهام ذكرها الشيخ محمد علي الحاج العاملي منها” لماذا تمّ تجميد الملف هذه الأشهر، واليوم تمّ تحريكه؟! علما بأن السيد الامين فنّد كل مجريات الامور” مضيفا “إذا كنا نرفض التدخل في عمل القضاء،

لكن طبيعي جداً أن ندين هذا الاسلوب في اختلاق وتحريك الملفات وهنا نؤكد على أهمية تعزيز استقلالية القضاء، وعدم السماح للسياسيين استغلاله في المناكفات السياسية.. وأن أهم مطلب راهن للثورة اللبنانية يكمن في سلطة قضائية مستقلة، تتمتع بالنزاهة، وتحقق العدالة. كفى تدميرا للقضاء او ما تبقى منه والمؤسسات في كل المجالات.

كفى تدميرا للبنان”، مشيرا الى ان “كبار العملاء اليوم يتبوأون المراكز العليا في الدولة، وهم الذين رهنوا لبنان للخارج. وان العمالة لا تتجزأ، وهي على كل المستويات، بل إن كل القوى السياسية اللبنانية يتم تمويلها من الخارج” معتبرا ان” أولوية القضاء اليوم الاتجاه للبحث عن كبار اللصوص الذين سرقوا المال العام اللبناني، وعن الذين يتلاعبون بالعملة الوطنية التي فقدت قيمتها، وعن المجرمين الذين اشتركوا بالحرب الأهلية اللبنانية”. محور الممانعة بدأ بنشر قائمة لمن ادعى انهم “متهمون بالعمالة حتى تثبت براءتهم” على مواقع التواصل الاجتماعي، ما يعني ان سلسلة الاتهامات ستطول، الا انها لا تشمل حلفاء حسن نصر الله وان التقطوا صوراً مع الصهاينة، عدا عن حلفاء “حزب الله” في الخارج على رأسهم روسيا التي حارب الحزب تحت امرتها في سوريا. تحريك القضاء في ملفات كيدية ما هي الا محاولات بائسة من قبل “حزب الله” لالهاء اللبنانيين عن حقوقهم ولقمة عيشهم، ولتخويفهم باتهامات فارغة، وهي رسالة الى كل معارض للحزب بأن سيف العمالة مسلط على رأسه.

 

دولة الحلول الأمنية.. قبل السقوط!

طوني بولس/صوت بيروت إنترناشونال"/24 حزيران 2020 

الأنظمة البوليسية تتشابه استراتيجيتها الدفاعية، فهي عندما تصبح على مشارف السقوط، تبدأ أولاً بعزل مقراتها بجدران شاهقة تتخفى خلفها وتحتمي بترسانة عسكرية تطوقها من كل حدب وصوب، وهذا فعلاً ما حصل منذ أشهر في محيط الرئاسات الثلاث. أما في المرحلة الثانية تسعى لتُحكم قبضتها على القضاء ليصبح أداةً سلطوية للترهيب، وتطلق عنان الأجهزة تفبرك وتطلق الشائعات مختصرة دورها بتأمين الحماية الاستباقية للسلطة وليس للوطن. ولا بد من الإشارة الى ان سلوك الدولة البوليسية يحول الدستور الى وجهة نظر، حيث يُنصِب الحاكم الى جانبه “مُفتياً” دستورياً وقانونياً يلائم ويوازن بين النص والحاجة، ومن أجل تأمين المناخ القضائي المناسب لا بد من تطيير التشكيلات القضائية التي أجراها مجلس القضاء الأعلى باستقلالية وحياد. من الواضح ان “السلطة” قررت استخدام الحلول الأمنية في كل شيء، لمواجهة ارتفاع سعر صرف الدولار أوقفت معظم الصرافين الشرعيين منهم وغير الشرعيين، لفض التظاهرات الشعبية أُنزِل الجيش بكل ألويته الى الشارع لزجه بمواجهة مع المواطنين، ومن اجل طمس كشف الحقائق أطلقت المنظومة الأمنية بوجه الصحافيين والناشطين.

ولكن النتيجة كانت فشلاً ذريعاً بكل تلك الحلول الأمنية فلا الدولار انخفض ولا الناشطون انهزموا ولا الصحافيون صمتوا.

من هو العبقري الذي نصح بأن انهيار سعر صرف الدولار يعالج بالأمن؟ ومن قال ان قضية الحريات تكبحها بضع ازلام لدى السلطة؟ وكيف تواجه جائع بالتهديد والوعيد؟ ألا يعلم “العباقرة” ان الناس لا تخاف الديكتاتور والشواهد لا تحصى ولا تعد؟ لماذا لم تكن الحلول الأمنية على الحدود لوقف التهريب الذي استنزف مقدرات الوطن؟ وأين كانت الحلول الأمنية لمنع “الرعاع” من غزوة بيروت ومن الاعتداءات على المتظاهرين السلميين؟  باتت “المنظومة” مكشوفة امام الراي العام، فهي تتخبط يميناً ويساراً، تدرك مصيرها وترى نهايتها، تستذكر نهاية المنظومة الأمنية اللبنانية السورية التي سبقتها بالانهيار، فهي لم تعد تمتلك سوى الهروب الى الأمام تارة عبر “حوار” مزعوم وتارة أخرى بفتح ملفات فساد سرعان ما يتم طمسها، وتطلع الى إلهاء الناس بالبحث والتجسس على الأحرار ومحاولة إيجاد خيط رفيع لبناء تهم عمالة او إرهاب وإذا لم توفق تلجأ الى الاستدعاء تحت عنوان “القدح والذم”. المحزن في الأمر ان هذه المنظومة في سياستها تستكمل تدمير هيكل الوطن وتزيد من معاناة المواطنين الذين باتوا بين عاطلين عن العمل وبين الساعين للهجرة والهروب من وطن “السجن الكبير”، الا ان المفرح في الأمر ان كل “منظومة” سبقت ان لعبت لعبة الآمن مقابل البقاء انتهت وزالت دون عودة ولعنها التاريخ الف مرة ومرة، ويكفي اننا كلما تذكرنا حقبة الاحتلال السوري للبنان تتوارد الى اذهاننا صدمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري قبل ان نبتسم ونحن نستذكر قوافل الاحتلال تندحر من بوابة المصنع ومظاهر الذل والبؤس ترافق مرتزقة القرداحة المنسحبين.

 

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الاربعاء 24/6/2020

وطنية/الأربعاء 24 حزيران 2020

 * مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون لبنان"

تتوجه الأنظار إلى اللقاء الوطني المرتقب في قصر بعبدا غدا والذي يعقد تحت عنوانه الامني العريض على وقع تجاذبات سياسية بين مشارك في اللقاء ومعارض له.

كل الاستعدادات والترتيبات اللوجستية انجزت لهذا اللقاء الذي دعيت اليه عشرون شخصية يحضر منها احدى عشرة شخصية، فيما اعتذر عن المشاركة تسع شخصيات آخرهم اليوم الدكتور سمير جعجع الذي وصف هذااللقاء بأنه ذر للرماد في العيون.

فيما يتمثل رئيس الحزب الاشتراكي بالنائب تيمور جنبلاط..

توازيا يواصل لبنان مفاوضاته مع صندوق النقد الدولي، وعقد اليوم جلسته الخامسة عشرة التي تمحورت حول استراتيجية الحكومة لمكافحة الفساد وتبييض الاموال، فيما برز كلام اميركي على لسان وزير الخارجية مايك بومبيو الذي قال اننا مستعدون لدعم أي حكومة تجري إصلاحات حقيقية، وان العالم كله سيتحرك لمصلحة لبنان إذا تحقق ذلك، فالتحول الجوهري للحكومة اللبنانية هو الابتعاد عن حزب الله.

وبانتظار أن يتسلم رئيس مجلس النواب تقرير "لجنة تقصي الحقائق" من النائب إبراهيم كنعان في الساعات المقبلة،اطلق الرئيس بري سلسلة مواقف مشددا على انه من غير المقبول بعد الآن جعل اللبنانيين رهائن للأسواق السوداء في العملة والغذاء والمحروقات".

وقال "انهيار سعر الصرف يفرض اعادة النظر بكل الاجراءات التي اتخذت لحماية العملة الوطنية ويفرض على الحكومة والمصرف المركزي وجمعية المصارف اعلان حالة الطوارئ المالية".

وأضاف، "يخطئ الظن من يعتقد ان صندوق النقد أو أي جهة مانحة يمكن ان تقدم المساعدة إذا لم ننفذ الاصلاحات وفي المقدمة الكهرباء"..

صحيا/ وفي ملف كورونا سجلت اليوم اثنتان وعشرون اصابة، مع تسجيل وفاة رضيعة، بينها تسع حالات في صفوف الطاقم الطبي في مستشفى اوتيل ديو بعد اكتشاف اصابة كورونا لمريضة..

لمزيد من التفاصيل تنضم إلينا مباشرة الزميلة نايلة شهوان من مستشفى اوتيل ديو.

* مقددمة نشرة اخبار تلفزيون" nbn"

بصوت الناس ومن صميم وجعهم أطلق رئيس مجلس النواب نبيه بري جملة من المواقف الهامة تناول فيها الأزمة من كافة جوانبها بأبعادها الداخلية والخارجية.

وأمام اجتماع طارئ لقيادات حركة أمل دعا الرئيس بري إلى إعلان حالة طوارئ مالية وإعادة النظر بكل الإجراءات التي أتخذت لحماية العملة الوطنية لأنه من غير المقبول بعد الآن جعل اللبنانيين رهائن للاسواق السوداء في الليرة والغذاء والدواء والمحروقات.

ولطائفة المراهنين على تقديمات خارجية من صندوق النقد أو أي جهة مانحة لفت نظر إلى ان لا تقديمات ولو بقرش واحد إذا لم ينفذ لبنان الإصلاحات وفي مقدمتها الإسراع في المعالجة الفورية لقطاع الكهرباء.

تأثيرات التوتر العالي في المنطقة على الداخل اللبناني وترددات كل من صفقة القرن وقانون قيصر على لبنان وما يولداه من ضغوط عليه أعادا الرئيس بري بالذاكرة إلى العام 1982 وما أشبه حزيران هذا بحزيران ذلك العام.

لبنان اليوم أمام تحد وجودي يعيش ظرفا مشابها لذلك الظرف ويراد إسقاطه وإخضاعه واجتياحه باسلحة مختلفة أما حجر زاوية إنقاذ الوطن فهي رهن تعاون جميع القوى السياسية.

بمن حضر سيعقد اللقاء الوطني في بعبدا بعدما كان سمير جعجع آخر المقاطعين.

دوائر القصر الجمهوري أنجزت الترتيبات اللوجستية والبروتوكولية والإعلامية الخاصة باللقاء الذي سيناقش الوضع العام بالبلاد في ضوء التطورات الأمنية التي حصلت قبل إسبوعين في بيروت وطرابلس ولامست الممارسات التي سجلت خلالها التعرض للوحدة الوطنية والسلامة العامة السلم الأهلي على أن يصدر عن المجتمعين بيان يؤكد على النقاط التي سيتم الإتفاق عليها.

ووفق مصادر القصر الجمهوري فإن اللقاء سيمتد لساعتين من الوقت فاسحا المجال أمام إنعقاد جلسة لمجلس الوزراء عند الساعة الواحدة والنصف في السراي.

ماليا تنصب الجهود على خطين الأول ضخ الأموال للصرافين لسد حاجات المواطنين وفق ضوابط محددة وهو ما عرضته خلية الأزمة المالية الوزارية في إجتماعها الثالث في وزارة المال والثاني على مسألة التفاوض مع صندوق النقد الدولي الذي تركز اليوم على استراتيجية الحكومة لمكافحة الفساد وتبييض الأموال.

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون "أم تي في"

الدولار يواصل تحليقه، في ظل حكم يتخبط، وحكومة تتعثر، ومجلس نواب لا يحاسب ولا يحاسب.

سعر الصرف تجاوز في السوق السوداء الستة آلاف وخمسمئة ليرة نهارا، ولامس السبعة آلاف ليرة مساء .

الخلية الرسمية المشكلة لمعالجة الأزمة إجتمعت للمرة الثالثة، لكن الأزمة استفحلت على الأرض، ما أثبت مرة جديدة أن معالجات الحكم والحكومة صارت مضيعة للوقت لا أكثر ولا أقل.

في المقابل كان رئيس مجلس النواب يؤكد المؤكد، ويدعو إلى إعلان حال طوارىء اقتصادية، متناسيا أن حال الطوارىء اعلنت مرارا وتكرارا لكن من دون نتيجة عملية. ولم ينس الرئيس بري المطالبة بتحقيق الإصلاحات.

فمن المطالب بتحقيق هذه الإصلاحات ؟ الشعب؟ الناس؟ أم المنظومة الحاكمة التي يشكل بري ركنا أساسيا من أركانها منذ العام 1992 إلى اليوم؟ توازيا، مافيا الدولار المدعومة من بعض الأطراف السياسية، على ما يبدو، تواصل حربها النفسية الإعلامية عبر المنصات الإلكترونية ومواقع التواصل الإجتماعي محققة قفزات قياسية في سعر الصرف كل يوم. فهل أصبحت مافيا الدولار أقوى من الدولة، أم أن بعض أركان الدولة صاروا أعضاء أساسيين في مافيا الدولار؟

سياسيا، الفشل أيضا سيد الموقف. فاللقاء الوطني الذي دعا اليه رئيس الجمهورية في بعبدا صار نصف لقاء وطني أو اقل، بعدما تغيبت عنه قوى سياسية كثيرة وفاعلة.

وباستثناء كتلة اللقاء الديمقراطي، كل قوى المعارضة اعتذرت عن عدم الحضور.

علما ان الكتلة النيابية الجنبلاطية ستتمثل، مبدئيا، بالنائب تيمور جنبلاط لا برئيس التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط.

وفي تغيب زعيم المختارة اكثر من دلالة واكثر من رسالة. ومن ابرز علامات فشل لقاء بعبدا ان اركان السلطة سيجلسون لوحدهم قبالة بعضهم بعضا وسيحاورون انفسهم!

فماذا حققت الجهة الداعية، اي رئاسة الجمهورية، من هذه الدعوة؟ ألم يكن من الافضل لها ان تستجيب لدعوة البطريرك الماروني فتؤجل اللقاء لمزيد من الدرس والتشاور؟ اخيرا نصيحة لمنظمي اللقاء.

ليتكم تطلقون على اللقاء اسم لقاء اللون الواحد بدلا من اسم اللقاء الوطني. لأن كل لقاء وطني حقيقي يجب ان يضم الموالاة والمعارضة اضافة الى قوى المجتمع المدني الموجودة في الشارع.

فهل تجري دوائر بعبدا مراجعة نقدية لما حصل وتعيد تقويم وضع العهد من جديد؟ ام ان في بعبدا من يريدون استكمال العهد القوي بمن حضر، تماما كما يعقدون لقاء وطنيا غدا بمن حضر؟!

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون "الجديد"

سجل لبنان براءة اختراع جهاز تنفس لوطن بلا رئة، ليرته مصابة بعضال الدولار وسعر صرفه تجاوز اليوم ستة آلاف ليرة.

عولجت أزمة النفايات بالمورفين والصيف موعود بخلطة الروائح ما لم يتقاض مقاولو الجمع والكنس مستحقاتهم كاملة، أما المحروقات ومشتقاتها من بنزين ومازوت فلسوقها السوداء موادها الحارقة لمخزون إذا لم يهرب ينقطع ليلا ويظهر نهارا في صفوف الطوابير على الخراطيم، الاتصالات ابتليت ببلاء الكهرباء والتقنين امتد إلى خطوط الهواتف وصار لبنان خارج الخدمة في ساعات التقنين.

لكن كل ذلك مقدور عليه فغدا خميس الإنقاذ وشر البلية ما يضحك.

كل هذا يجري على مسافة ساعات من لقاء كان يمكن للداعي إليه أن ينال شرف إدخاله الى غرفة الطوارىء بإعلان ورشة إصلاحات لا عن إعطاء حبة منوم للفتنة.

وهي فتنة لا تزال لليوم نائمة في دفاتر الأجهزة والقضاء فلا عرفنا من حرض ولا اكتشفنا الجهة الممولة، أو من أخفى معالم الجريمة بإخفاء ملامح مفتعليها واضحة الملامح، ليلة القبض على الشارع لكن الطاولة كما ظهرت في صور القصر صارت كاملة الأوصاف وتستعد للانعقاد بمن حضر، وبسابقة هي الأولى حيث استبعدت قامة من تشريع وحكمة واعتدال يمثلها " أبو الدستور والميثاق " الرئيس حسين الحسيني، فبتغييبه عمداارضائا لحزب الله وحليفه نبيه بري أم لسبب آخر، ألم تسقط الميثاقية من دون تسجيل اعتراض في صفوف الحاضرين؟ أم الندب على الميثاقية لا يجوز إلا على بيت الوسط؟

لكن الرئيس الحسيني يطمئنكم هو بخير فماذا عنكم؟ ماذا عن صحة البلد؟ بالتأكيد هي ليست بخير فحماية السلم الأهلي يكون بإطلاق يد الأجهزة الأمنية ويد القضاء لمحاسبة المخلين بالأمن ومن سيماهم يعرفون فماذا عن حماية الأمن الاجتماعي والاقتصادي وبرادات اللبنانيين خاوية كبطونهم .

ويا فخامة الرئيس قبل أن تستدعي المعارضة إلى كرمك للتضامن معك في وجه المخربين الذين يعزفون على وتر الطائفية والمذهبية ويعتدون على الأملاك العامة والخاصة، ماذا عن الأملاك البحرية التي حررها القضاء من التعديات ولم يدخل الشمع الأحمر حيز التنفيذ عليها، أم المال السائب علم السلطة الحرام؟

لبنان مطالب بإصلاحات شرط المساعدات وطاولات الحوار نسخة مصدقة عن خلافات أهل الحكم ومن بوابة هذه الخلافات سيتخذ المجتمع الدولي مبررا لتصنيف لبنان على قائمة الدول الممنوعة من المساعدة فلم هذه الهدية المجانية على طبق من فصل الأطراف على مرمى عقوبات بحق حزب الله ومقربين الى الحزب؟.

من إلى الحوار سيحضر ومن عارض سيقاطع وكل طرح الحجة لكن لم يطرح البديل، وبالاستعراض فسر الماء بالماء، فرئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع أعلن المقاطعة وقال نحن في موقع المعارضة وحرين نروح على الاجتماع اللي بدنا ياه وفينا ما نروح، ورأى أن الهدف منه ذر الرماد في العيون ومحاولة تحميل الآخرين مسؤولية إخفاق السلطة، ورئيس مجلس النواب نبيه بري أكد المؤكد من أن لبنان سلة بلا قعر، ودعا الى حالة طوارىء مالية، وهو عراب المشكلات والحلول باستطاعته أن يكون عراب الحل للأزْمة المالية بتحرير قانون استعادة المال المنهو،ب وضرب الفساد المستشري بخطة طوارىء برلمانية للكشف عن سارقي المال العام، أما رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط فقد رفع الجاهزية وأوفد نجله تيمور للمساهمة في خطة الإنقاذ.

لكن الجميع يدور حول الأزْمة في وقت تحولت فيه الحكومة إلى شماعة الأزمات وقال فيها النائب جهاد الصمد إنها لا يمكنها مواجهة الواقع والواقع يفرض أن تكون هناك حكومة إنقاذ وطني هي حكومة المستشارين المقنعين وإن أي حكومة بديلة ستكون من خميرة الطبقة الحاكمة نفسها.

وبين الخيارين الثورة ستكون البديل الحقيقي.

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون "او تي في"

لقاء بعبدا قائم غدا بمن حضر، ورسالة رئيس الجمهورية، بوصفه رأسا للدولة ورمزا لوحدة الوطن، ستصل الى اللبنانيين، وجميع المعنيين بالوضع اللبناني، بوجوب الحفاظ على التضامن الوطني، في مواجهة الازمة الخطيرة التي تعصف بالوطن، بمصدريها الداخلي والخارجي.

اما محاولات التشويش ذات الخلفية السياسية، المغلفة بشعارات سئمها اللبنانيون، فلن تؤدي مبتغاها، لأن الضياع في متاهات السجالات لن يحصل، والغرق في مستنقعات المزايدات لن يتم، فالوقت الآن هو وقت العمل، ولا شيء سوى العمل.

واليوم، برز تحذير رئيس مجلس النواب من ان لبنان امام تحد وجودي، معتبرا ان حجر الزاوية لانقاذ الوطن رهن تعاون جميع القوى السياسية ووعيها اهمية التزام الحوار سبيلا وحيدا لمقاربة كافة القضايا الخلافية.

وفي الشأنين الاقتصادي والمالي ومصير المفاوضات مع صندوق النقد الدولي والدول المانحة قال رئيس المجلس: يخطئ اي مسؤول لبناني الظن، اذا اعتقد ان صندوق النقد او اي دولة او جهة مانحة، يمكن ان تقدم لنا المساعدة بقرش واحد اذا لم ننفذ الاصلاحات، فالمجتمع الدولي يعتبر ان لبنان سلة بلا قعر وقبل اقفال هذا القعر لن تكون هناك مساعدات.

واعتبر رئيس مجلس النواب ان انهيار سعر صرف الليره امام الدولار على نحو مشبوه ومنسق بات يفرض على الحكومة والمصرف المركزي وجمعية المصارف اعلان حالة طوارئ مالية واعادة النظر بكل الاجراءات التي اتخذت لحماية العملة الوطنية، فمن غير المقبول بعد الآن جعل اللبنانيين رهائن للاسواق السوداء في العملة والغذاء والدواء والمحروقات.

وعن الضغوط التي يتعرض لها لبنان على خلفية ما يجري من وقائع في المنطقة، خصوصا صفقة القرن وقانون قيصر، قال رئيس المجلس: في مثل هذه الايام من العام 1982 كان لبنان وبيروت يقاومان اجتياحا اسرائيليا، واليوم لا اخفي قلقي باننا نعيش ظرفا مشابها، يراد منه اسقاط لبنان واخضاعه واجتياحه باسلحة مختلفة، ربما تكون ناعمة الملمس، لكنها في طياتها تخفي الموت.

وفي هذا السياق، برز اليوم موقف متجدد للإدارة الاميركية من لبنان، حيث اعتبر وزير الخارجية مايك بومبيو ان واشنطن مستعدة للتواصل مع سماه حكومة لبنانية تنخرط بإصلاح حقيقي، موضحا أن التحول الجوهري الذي يمكن أن تعتمده الحكومة اللبنانية هو الابتعاد عن حزب الله.

وأكد أن الولايات المتحدة مستعدة لدعم الحكومة اللبنانية إذا نفذت إصلاحات حقيقية وعملت بطريقة ????لا تجعلها رهينة لجماعة حزب الله اللبنانية المسلحة، وفق تعبيره.

وقال بومبيو إنه إذا أظهرت الحكومة اللبنانية استعدادها لاتخاذ مثل هذه الإجراءات، فإن الولايات المتحدة والعالم بأسره سيساعدان في نهوض اقتصادها مجددا.

فإذا لم يكن الحوار في مثل هذه الظروف طريق الخلاص... فمتى يكون؟ سؤال جميع اللبنانيين برسم جميع المقاطعين...

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون "ال بي سي"

مجددا، انتصر اللعب بالسياسة اللبنانية على الازمة المالية ووجع المواطنين. و هذه المرة تحت شعار: لقاء بعبدا.

فغدا، يعقد اللقاء الذي دعا اليه رئيس الجمهورية العماد ميشال عون مدعوما من رئيس مجلس النواب نبيه بري، تحت عنوان: الامن والاستشعار بالخطر ووأد الفتنة.

يبدو واضحا ان اللقاء لم تخلق لحضوره المناخات الايجابية، ولم يحضر له كما يفترض ان يحضر. فجدول اعماله مطاط، حتى ولو حمل عنوان الامن، ما فتح للمتغيبين عنه اكثر من سبب للمقاطعة وتبريرها.

تعددت اسباب المتغيبين، بين من اعلن عدم المشاركة في اجتماع بلا افق، مثلما فعل رؤساء الحكومات السابقون، وبين من اعلن عدم المشاركة مع التمني للحاضرين التوفيق في مسيرتهم، لانقاذ الوضع الاقتصادي والامني والاجتماعي، وايجاد الحلول المرجوة، مثلما فعل رئيس تيار المرده سليمان فرنجية، وبين من اعلن مقاطعة اللقاء لانه لا يتعدى محاولة تحميل الاخرين فشل السلطة، مثلما فعل رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، الذي لم يكتف بالمقاطعة، بل رفع السقف مطالبا برحيل كل المجموعة الحاكمة، قائلا: "خليون يفلوا والباقي علينا".

مصادر مطلعة على مواقف بعبدا، قرأت التغيب بريبة، متسائلة: اذا كان عنوان الخطر الاجتماعي والمالي والاقتصادي، وتداعياته الممكنة امنيا، لا تجمع اللبنانيين، فما الذي يمكن ان يجمعهم؟ الاستراتيجية الدفاعية، او برنامج صندوق النقد الدولي والشروط التي قد يفرضها، او النزوح والعلاقة بسوريا، او حتى اللامركزية الادارية الموسعة، تتساءل هذه المصادر مضيفة: ماذا يقول مقاطعو الغد في حال قاطع الاخرون مستقبلا اي لقاء حواري تحت اي عنوان من هذه العناوين؟ واذا كان المطلوب عدم تعويم العهد بحسب البعض، فالبلد كله يغرق، ونحن كلنا في المركب .

هذا من جهة هذه المصادر, اما بحسب مطلعين على مواقف الرئيس بري، فان لكل متغيب اسبابه، ولمن يقرأ بين السطور، فإن السبب واحد يقول هؤلاء.

بين المقاطعين والحاضرين، ينتظر اللبنانيون نتائج لقاء الغد.

هم فعليا لا يكترثون لمن سينتصر في التكتكات السياسية، فالبلد يسير نحو مرحلة سيئة للغاية، والانكى ان كل السياسيين يعرفون، وينتظرون، بينما طبول الحرب تقرع من حولهم من سوريا الى ليبيا.

اما المطلوب فكسر العجز، من خلال البدء بالاصلاحات محليا، وفق جدول اعمال واضح وسريع، يخفف من اوجاع الناس قبل ان يشتد الخناق اكثر فأكثر، فتفرض الاصلاحات علينا، تماما كما اعلن وزير الخارجية الاميركية مايك بومبيو الذي قال : اذا نفذت الحكومة اللبنانية اصلاحات حقيقية وعملت بطريقة لا تجعلها رهينة جماعة حزب الله، فواشنطن على استعداد لدعمها.

والسؤال هنا موجه إلى الحكومة: اذا كانت كل الحكومات السابقة وعدت بالاصلاحات ولم تنفذها، فهي حكومات يسيرها السياسيون اللبنانيون المنتفعون من غياب الاصلاحات، اما هذه الحكومة، فالمفترض انها حكومة تكنوقراط، فما هو عذرها؟ وهل هي فعلا حكومة تكنوقراط؟ وما الذي يمنعها من بدء الاصلاحات؟

الجواب عند حكومة حسان دياب ... فإما اصلاحات ملموسة، واما كشف معرقلي هذه الاصلاحات امام كل اللبنانيين .... "والباقي عليكي" ...

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون "المنار"

نظرة لبنانية نحو الشرق أربكت الحسابات الاميركية ورفعت من صراخ دبلوماسيتها، فهل من يقرأ اهمية هذا المسار ويعتمده لما فيه مصلحة الوطن واقتصاده؟

ليس خافيا ان موقف مساعد وزير الخارجية الاميركية لشؤون الشرق الادنى ديفد شينكر بعد طرح الامين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله التعاون مع الصين، أظهر حجم الخشية الاميركية من خطوة كهذه، وشعورا لدى هؤلاء ان في لبنان من يتطلع للخروج من عنق الزجاجة الاميركية، فسارع الدبلوماسي الاميركي الى اطلاق الرشقات السياسية بكل اتجاه، محاولا التشويش على اي مسار لبناني جدي نحو الشرق، فاصاب الصين ومعها روسيا.

وعلى أرض البلد المأزوم الى حد الاختناق خرجت حرب البيانات، فردت الصين عبر سفارتها في بيروت على شينكر، مؤكدة استعدادها التعاون مع لبنان ككل الدول النامية على اساس المصالح المشتركة، ومطالبة المسؤولين الاميركيين بالاهتمام بشؤونهم الخاصة.

وفيما الشؤون اللبنانية العامة على أزمتها والدولار على غليانه، كانت دعوة رئيس مجلس النواب نبيه بري الى اعلان حالة طوارئ مالية لانقاذ البلاد، وعدم جعل اللبنانيين رهائن للاسواق السوداء. اما مراهنة البعض على الشائعات لتحريك الناس واستثمار اوجاعهم، فانما يسارعون في جر البلاد الى مصير اسود.

وعلى ضيق الحال وصعوبة الازمة فان الحكومة ستعمل ما بوسعها، وان الحديث عن رفع الدعم عن المواد الاساسية مجرد طرح أخمد في مهده، وقد علمت المنار ان حزب الله ابلغ الجميع رفضه القاطع لمثل هذا الطرح..

في الطرح الرئاسي والمبادرة لجمع الافرقاء ضمن لقاء وطني، اتم القصر الجمهوري التحضيرات، واظهرت المواقف خريطة الحضور، والعنوان لا يزال: السلم الاهلي خط أحمر.

خط ما زال يتجاوزه البعض بعناوين ومبررات، ويستثمرونها باسم اوجاع الناس لينزلقوا الى احضان العدو الصهيوني، ويبدون له كل استعداد للتعاون والتطبيع، ويقدمون له المعلومات التي تضر بالوطن وبلبنانيين ابرياء.

هذا ما فعلته الموقوفة كندة الخطيب بحسب اعترافاتها، التي اضافت اليها ضلوعها باعمال الشغب في بيروت وتورطها بحرب الاخوين سعد وبهاء. فهل خذلت كندة رفاقها؟ ام انها زرعت كعنوان ضمن مخططات؟..

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

نداء الوطن : "مونولوج" بعبدا غداً… و"النظام البوليسي" يتكرّس! انطباع نيابي بعد الاجتماع مع صندوق النقد: الأمور "مش سالكة" "

نداء الوطن/الأربعاء 24 حزيران 2020

أنا عهدكم الأعلى فاعبدون"… على هذا الأساس بات يتعاطى العهد العوني مع المكونات اللبنانية غير الموالية له، ‏فمن شاء أن يحضر حوار بعبدا فليحضر ومن أراد المقاطعة فليقاطع لكنّ الحوار باقٍ في موعده حتى لو انعقد بلا ‏متحاورين وتحوّل إلى "مونولوج" حواري مع الذات بين مكونات الصف الواحد. لربما كان من بين مستشاري ‏القصر الجمهوري ناصحٌ أمين يهمس في أذن الرئيس ميشال عون اليوم بضرورة عدم ترؤسه جلسة حوار ‏فولكلورية محكومة بالفشل مسبقاً أقله حفاظاً على عدم تشظي هيبة الرئاسة الأولى أكثر إن هي أمعنت في تأطير ‏موقعها ضمن إطار لن يقدّم ولن يؤخر ولن يكرس سوى صورة مقاطعة مكونات رئيسية للدعوة الرئاسية… أللهم ‏إلا إذا صدقت توقعات بعض الأفرقاء من أنّ الهدف من جلسة الحوار هو أن تشكّل توطئةً رسمية لمرحلة جديدة ‏تمهّد من خلالها السلطة لتكريس قبضة "النظام البوليسي" في البلد تحت شعارات تحاكي ضرورات الحفاظ على ‏الاستقرار ولجم الفتن المذهبية والطائفية!

‎ ‎فهذه الهواجس بدأت في الآونة الأخيرة تجد مشروعيتها على أرضية الملاحقات والاستدعاءات والادعاءات التي ‏تطارد النشطاء المدنيين والمعارضين وتسعى إلى تسخير الأجهزة الأمنية والقضائية بشكل فاضح في محاولات ‏توتاليتارية ترمي إلى تدجين أداء غير الموالين للحكم والحكومة تحت طائل التهديد بملاحقتهم بباقة من التهم ‏والشبهات التي بلغت مؤخراً مستوى التخوين والاتهام بالعمالة في مواجهة بعض المناوئين لسلطة 8 آذار، لا سيما ‏مع بروز ادعاء النائبة العامة الاستئنافية في جبل لبنان القاضية غادة عون أمس على العلامة السيد علي الأمين ‏المعارض لـ"حزب الله" لمشاركته في مؤتمر في البحرين شارك فيه مسؤولون إسرائيليون ولارتكابه "جرائم ‏مهاجمة المقاومة والتحريض بين الطوائف والمس بالقواعد الشرعية للمذهب الجعفري".‎‎ ‎

وإذ يأتي النهج التخويني الطاغي على أداء السلطة في الآونة الأخيرة ليجسد مضامين التصريح الصريح الذي أدلى ‏به أمس المستشار السياسي للأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسين الموسوي وتوعد فيه كل من يتماهى من ‏اللبنانيين مع الطروحات الأميركية بأنه سيُعتبر من الآن فصاعداً "متواطئاً مع العدو الصهيوني سواءً كان واعياً أو ‏غائباً عن الوعي"، تعالت في المقابل أصوات المنددين بهذا الأداء السلطوي إلى درجة اضطر معها البطريرك ‏الماروني بشارة بطرس الراعي إلى الإعراب عن أسفه لكون "وجه لبنان بدأ يتغيّر ويسلك طريق الظلم وطريق ‏النظام البوليسي والاعتداء على حرية الانسان وكرامته"، مندداً بالسياسيين الذي "يريدون العودة بلبنان إلى العصر ‏الحجري وتجويع الناس وإفقارهم وتهجيرهم".

‎ ‎وعلى خطى الانهيار، تواصل البلاد عدّها التنازلي نحو لحظة الانفجار الاجتماعي الحتمي تحت إدارة الحكومة ‏الفاشلة القائمة، في وقت لفتت أمس إشارة مصادر نيابية معنية بالملف المالي إلى كون حكومة حسان دياب مصرّة ‏على تقديم الدولة اللبنانية "كمهر لزواجها مع صندوق النقد" من خلال إصرار الحكومة على مفاوضة الصندوق ‏من منطلقات "تضع لبنان في موقع العاجز والمتهالك سلفاً"، منوهةً بأنّ "هذا الصندوق الدولي إنما هو مصرف في ‏نهاية الأمر ويقوم بما يتوافق مع مصلحته قبل أي شيء آخر، ومن هنا فإنه كطرف مفاوض يناسبه طبعاً التفاوض ‏مع طرف ضعيف كما هو الحال مع الحكومة الحالية لكي يتمكن من فرض شروطه عليها".‎‎ ‎ وعن الاجتماع الذي عقدته لجنة المال والموازنة أمس مع وفد صندوق النقد الدولي بالارتكاز إلى ما توصلت إليه ‏لجنة تقصي الحقائق، فقد أكدت المصادر النيابية لـ"نداء الوطن" أنّ الاجتماع بحد ذاته "كان مهماً وبناءً لناحية ‏شرح طريقة العمل التي اتبعتها اللجنة النيابية والمقاربات الجديدة التي اعتمدتها لتسهيل عملية تفاوض لبنان مع ‏الصندوق"، مشيرةً إلى أنّ الاجتماع الذي عقد أمس "كان الأول والأخير بين اللجنة والوفد الدولي المفاوض لأنّ ‏مهمة التفاوض مع صندوق النقد هي من مهام الحكومة".‎‎ ‎

وعن مجريات الاجتماع، نقلت المصادر أنّ "أعضاء لجنة المال والموازنة شرحوا بأدق التفاصيل المعطيات ‏المالية والاقتصادية لوفد صندوق النقد مع الإضاءة في الوقت عينه على وجود اعتراض لبناني كبير على ‏طروحات الحكومة ومقارباتها لحلول الأزمة، وعلى كون الأحادية في القرار الحكومي لن توصل إلى أي مكان ‏لأنّ مجلس النواب لن يمرّر خطة الحكومة من دون إدخال تعديلات عليها".

‎ ‎ورداً على سؤال، جزمت المصادر النيابية بأنّ المفاوضات مع الصندوق الدولي "ستستغرق وقتاً طويلاً وستشهد ‏الكثير من شد الحبال"، لكنها آثرت في المقابل مصارحة الرأي العام بالقول: لغاية اليوم الأمور مع الصندوق "مش ‏سالكة".

 

النهار: هل يعتذر صندوق النقد الدولي عن عدم مساعدة لبنان؟

النهار/الأربعاء 24 حزيران 2020

لعل الملف الذي يتقدم، بل يتجاوز بأشواط طاولة الحوار الموعودة، والتي باتت في حكم المؤجلة، أو الملغاة، سواء ‏انعقدت أم لم تنعقد، نتيجة غياب مكونات أساسية سياسية ومذهبية عنها، خصوصا بعد بروز اعتراضات خافتة ‏اضافية تتمثل في غياب التمثيل الارثوذكسي والكاثوليكي، أو تهميشه، والذي يدخل في باب تغييب الميثاقية أيضاً - ‏هو الملف الاقتصادي المالي الذي يتخبط في صراع أهل السلطة، ومضيهم في الاختلاف على المفاوضات مع ‏صندوق النقد الدولي، كل من موقعه، وفي تضارب لا مثيل له، حتى في الدول المتخلفة في انظمتها. وتحدث مصدر ‏سياسي متابع الى "النهار" مبديا تخوفه من اقدام الصندوق على الاعتذار من لبنان عن عدم تلبيته طلب المساعدة ‏للاسباب التقنية الاتية:

‎ ‎اولا: ان كثرة الطباخين تفسد الطبخة، وهذا ما يجري في لبنان، ذلك انه اضافة الى الحكومة التي قدمت خطتها ‏وأرقامها، دخل مجلس النواب على الخط عبر ما سمي "لجنة تقصي الحقائق" التي بدت كأنها تعمل ضد الحكومة. ‏اضافة الى محاولة مستشارين واداريين ايصال وجهات نظر مختلفة، والتشويش على الجهات الاخرى، ما يؤكد ‏الانقسام في النظرة الى الامور، وغياب الرؤية الموحدة.

‎ ‎وفي هذا الاطار، قال رئيس لجنة المال والموازنة النائب ابراهيم كنعان: "نحن لبّينا هذا الطلب الذي جاء من ‏صندوق النقد، كما سعينا الى التحقق لمعرفة اسباب التناقض بين ارقام الحكومة ومصرف لبنان، وتوصلنا من ‏خلال جلسات طويلة الى تحديد مكامن الخلل والوصول الى بعض المقاربات المشتركة التي ساهمت في توحيد ‏بعض الارقام الاساسية. وبعيداً من حالات الانقسام التي كانت موجودة، والتي يحاول البعض اعادة انتاجها من ‏جديد من دون جدوى، نحن مستعدون لأيّ مساهمة أو لأي تعاون يؤدي الى عدم ضياع فرصة انقاذ لبنان، علماً انّ ‏ورقة صندوق النقد هي واحدة من الاوراق الاساسية المتوفرة حالياً للتمويل، ونحن مستعدون بكلّ ايجابية لتسهيل ‏هذه المهمة تحت سقف المصلحة الوطنية والامكانات التي تؤمن نهوض الاقتصاد اللبناني وحمايته".

‎ ‎ثانيا: ان الارقام المتناقضة بين الحكومة ومجلس النواب ومصرف لبنان وجمعية المصارف، تظهر بوضوح ‏الادارة المالية السيئة للبلاد، وغياب الشفافية، وعدم القدرة الحالية على ضبط المالية العامة، خصوصاً ان أرقام ‏الحكومة بدت أقرب الى الواقع، وفي الغالب انها ستعتمد على مسودة العمل التي سيرفعها الفريق المفاوض الى ‏ادارة الصندوق.

‎ ‎ثالثا: ان خفض ارقام الخسائر المالية لبى مشيئة مصرف لبنان وجمعية المصارف، اللذين يتجهان الى تصفير ‏الخسائر بعد انكار الجزء الاكبر منها، وهذا الامر سيؤدي الى تحميل المودعين التكلفة الباهظة، في حين ان خطة ‏الحكومة تهدف الى تقاسم الخسارة بين مصرف لبنان والمصارف من دون المودعين.

‎ ‎رابعا: ان ابعاد الحكومة جمعية المصارف عن المشاركة في اعداد خطتها المالية، ثم العودة عن هذا الخطأ متأخرة، ‏يدفع الى تأخير محتوم في تنفيذ الخطط، واعتماد الرؤى الواضحة.

‎ ‎خامسا: ان الخلافات السياسية القائمة، والحملات الممنهجة بين أهل الحكم أنفسهم، واستقالة أحد المستشارين ‏الاساسيين في التفاوض، يضعف الثقة في إمكان تطبيق خطط اصلاحية، كما صرح المستشار المستقيل هنري ‏شاوول الذي عزا استقالته الى "عدم وجود نية لدى السياسيين للقيام بالإصلاحات"، واصفاً لبنان بالشخص ‏‏"المصاب بالسرطان وتمّ تشخيص المرض من خلال الخطة، إلا أنه لم يبدأ بعد مسار العلاج، وكل يوم تأخير ‏يزيد صعوبة شفائه"، معتبراً أن "هناك منظومة سياسية استقالت من مسؤولياتها".

‎ ‎كما ان تلك الخلافات ترفع نسبة الشكوك في امكان صرف المال في الوجهة الصحيحة المقررة له. والدليل على ‏ذلك الصراع القائم بين وزيري المال الحالي والسابق على رغم انتمائهما الى الجهة السياسية نفسها، وتلويح ‏الوزير غازي وزني بالاستقالة، اضافة الى خلاف رئيس "تكتل لبنان القوي" جبران باسيل وأمين سر التكتل ‏رئيس لجنة المال والموازنة النيابية ابرهيم كنعان على الارقام أيضاً.

‎ ‎وفي هذا الاطار قال عضو "تكتل لبنان القوي" النائب ألان عون: "أشعر أن الفريق التفاوضي الحكومي يمثل ‏صندوق النقد في لبنان لا الموقف اللبناني لدى الصندوق، وكلما قلنا شيئاً يجيبوننا أن صندوق النقد لا يقبل، فهل ‏أنتم تفاوضون للتعبير عن وجهة نظر لبنان ومصلحته أم وجهة نظر صندوق النقد؟".

‎ ‎سادسا: وهذا أمر مفترض وليس أكيداً، استناداً الى المصدر المتابع الذي يرجح ان تعمد الولايات المتحدة الى ‏الضغط على الصندوق للامتناع عن مساعدة لبنان في هذه المرحلة لاسباب سياسية تتعلق بارتباط الحكم ارتباطاً ‏وثيقاً بـ"حزب الله" المصنف ارهابيا لدى الادارة الاميركية، وتنفيذاً لسياسة العقوبات على كل دول المحور ‏الايراني - السوري، في انتظار الانتخابات الرئاسية في اميركا، وما يتبعها من حوار اميركي - ايراني، أو عدمه. ‏وهذا الوضع اذا حصل سيجعل البلد اسير قرار اشنطن تقديم المساعدات المرتبطة بالغذاء والدواء أو الافراج عنها ‏من دول أخرى.

‎ ‎وأ:د المصدر المتابع ان ممارسات جهات لبنانية تبدو كأنها تدفع صندوق النقد الى عدم التجاوب مع لبنان في اطار ‏صراعها السياسي الذي سيتعكس سلبا على الجميع.

‎ ‎حوار بعبدا

‎ ‎وفي شأن داخلي متعلق بالحوار الذي تحول كلحس المبرد وحواراً للموالين في غياب المعارضة، بعد اعلان رئيس ‏‏"المردة" الوزير السابق سليمان فرنجيه مقاطعته اللقاء، واعتذار رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل عن ‏عدم الحضور، وكذلك الرئيس أمين الجميل الذي فضل ارجاء الموعد، اضافة الى الاعتذارات السابقة التي شملت ‏رؤساء الوزراء السابقين سعد الحريري ونجيب ميقاتي وفؤاد السنيورة وتمام سلام، وترجيح تغيب رئيس ‏‏"القوات" سمير جعجع اليوم، أعلنت رئاسة الجمهورية أن دوائر القصر الجمهوري تواصل التحضيرات لانعقاد ‏‏"اللقاء الوطني" غدا الخميس، والذي دعا اليه رئيس الجمهورية بعد التطورات الأمنية المقلقة التي شهدتها بيروت ‏وطرابلس قبل أسبوعين والتي كادت تهدد الاستقرار والسلم الأهلي في البلاد. 

وأوضح زوار رئيس الجمهورية ميشال عون أن موعد "اللقاء الوطني" لا يزال قائماً قبل ظهر الخميس، و"من ‏يقاطعه فهذا قراره وليتحمل مسؤولية تغيبه فالمناسبة وطنية وليست اجتماعية للبحث في موضوع اقلق اللبنانيين، ‏وهو التطورات الامنية في بيروت وطرابلس وبعد ردود الفعل التي ظهرت عن المتظاهرين ولامست الخط الاحمر ‏وهو الفتنة".‎‎ ‎

وقال الزوار أن الرئيس عون يرى أن "التقاء الاطراف على رفض الفتنة وتحصين الوحدة الوطنية هو ابلغ ردّ ‏على أي جهة داخلية أو خارجية تعمل على ضرب السلم الاهلي، وهو لن يقبل ان يعود شبح الحرب الأهلية التي ‏دفع اللبنانيون غالياً ثمنها".‎‎ ‎

وعن عدم وجود جدول أعمال للقاء، شرح الزوار أنّ "نص الدعوة واضح وهو يحدد مواضيع البحث ولاسيما ‏بالشق الامني الذي كان سبب هذه الدعوة".‎ ‎

وقالت مصادر مقربة من رئاسة الجمهورية إن لقاء بعبدا لا يحتمل التأجيل ولا المقاطعة، كما لا يتطلب ميثاقية، ‏فهو ليس طاولة حوار وهدفه في الدرجة الأولى رأب الفتنة. ورداً على غياب الميثاقية عن اجتماع بعبدا بغياب ‏الفريق السني الممثل برؤساء الوزراء السابقين، قالت المصادر إن الرئيس دياب يمثل لا السنة فحسب بل كل ‏لبنان.

‎ ‎وعن مرسوم التشكيلات القضائية العالق في بعبدا، نقل عن الرئيس أن "توقيعي على المرسوم ليس مجرد بصم، بل ‏يعطيني صلاحية التصحيح وأنا أريد تصحيح الخلل الذي اعترى بعض التشكيلات. وعدم صدور التشكيلات لا ‏يوقف عمل القضاء. مع العلم بأن دفعة من القضاة الجدد سيتخرجون خلال أيام ولا بد من توزيعهم على أماكن ‏محددة الامر الذي يسمح اذذاك باعادة النظر في التشكيلات".

‎ ‎الدولار

‎ ‎اقتصادياً، استمرت الفوضى في الأسواق المالية وفي أسعار الصرف، اذ ارتفع سعر صرف الدولار الى ما فوق ‏الستة آلاف ليرة وبلغ في بعض الأماكن 6500 ليرة في ظل التضييق على عملية البيع الذي اعتمده الصرافون ‏بإجراءاتهم الجديدة المرتبطة بالوثائق والمستندات. هذا الارتفاع يهدّد الاستقرار الاجتماعي ما دفع وكالات عالمية ‏أمس الى نشر تحقيقات عن الفقر المتزايد في لبنان.

 

كاتدرائيّة مار يوحنّا المعمدان متحف زغرتا

اعداد الباحث روي عريجي – الحركة الإهدنية"/24 حزيران 2020 

بمناسبة عيد القديس العظيم مار يوحنا المعمدان الذي يصادف اليوم، وفي ظل الأوضاع الصعبة العامة التي نمرّ بها، سأفتح لكم أحبائي نافذة لتنظروا منها على عمل عظيم هو بمثابة متحف دائم للفنان العالمي صليبا الدويهي الإهدني في زغرتا وهي كاتدرائية مار يوحنا المعمدان في زغرتا.

بُنيت كاتدرائيّة مار يوحنّا المعمدان في منطقة “المروش” في حيّ الصليّب في وسط زغرتا والموقع الذي يسمى بـ"المروش" وتعني بستان زيتون، وهي المنطقة الواسعة التي بنيت فيها كنيسة سيدة الحارة، وكاتدرائية مار يوحنا المعمدان مع كل ما كانت تضمه في قاعاتها السفلى من مكتبة ومستوصف ومستشفى ميداني في الحرب اللبنانية ومركز ميلاد الغزال الثقافي والرياضي والإجتماعي.

وتجدر الإشارة إلى أنّ منطقة “المروش” هذه، واثناء الحرب العالمية الأولى، استُخدمت كمقبرة جماعية للغرباء والفقراء من جميع الطوائف والمناطق اللبنانية الذين التجأوا إلى زغرتا طلبًا للمأوى والقوت.

في سنة 1957 تكفّل المغترب الزغرتاوي الشيخ قبلان المكاري ببناء الكاتدرائية كاملة على نفقته. حدث ذلك بعدما رأى في خلال زيارته سنة 1950 أنّ بلدته زغرتا بأشدّ الحاجة إلى كنيسة كبرى فيها نظرًا إلى ازدياد عدد سكّانها.

وفي خلال مرحلة البناء، دُعي الفنّان العالمي صليبا الدويهي الإهدني من قبل الشيخ قبلان مكاري إلى المكسيك لوضع رسوم كاتدرائيّة مار يوحنّا في زغرتا، فلبّى الدعوة. ولهذه الغاية، قام الفنّان الدويهي بدرس الفنون الشرقيّة والبيزنطيّة والمخطوطات السريانيّة، والفن الفارسي، قبل أن يعود إلى لبنان سنة 1955 ليتّخذ من مدرسة “عين ورقة” في غوسطا مقرًّا له، حيث بدأ بالتصاميم لرسوم كاتدرائيّة مار يوحنّا المعمدان.

فرسَم صليبا في القبّة فوق المذبح جدرانيّة الرب الأزلي تحيط به الملائكة ثمّ وضع عند المذبح اللّوحة الأساسية لشفيع الكاتدرائيّة يوحنّا المعمدان وهو يعمّد المسيح في نهرالأردن ومن ثم أحاطها بالرسل الاثني عشر، وكتب أسماءهم بالسريانية. تفصل هذه اللوحة عن جدرانيّة الرب زخارف تزيينية. على الأطراف الأماميّة، هناك صورة لعذراء غوادلوبي من جهة اليسار، وللقديس يوسف يحمل الطفل يسوع من جهة اليمين، أمّا في قسْم السقف الأمامي الذي يعلو المذبح فقد صوّر الإنجيليين الأربعة تتوسّطهم صورة القديس بولس الرسول وهو يعظ في أثينا .

وفي حزيران 1956 ، بدأ صليبا الدويهي يلصق اللّوحات على جدران كاتدرائيّة مار يوحنّا المعمدان وعددها واحد وعشرون عملً فنيًّا حسب الاتفاق. وبعد تعليقها، وجد أنّ كميّة الأعمال قليلة بالنسبة إلى مساحة الكاتدرائيّة الواسعة. حينئذ قرّر الدويهي إضافة ست لوحات على نفقته الخاصّة فتبرّع بها.

وبعد إنجازه اللّوحات الستة، علّق على الجدران خمسًا منها فقط. وبقيت لوحة مار مارون التي زيّنت لاحقًا كنيسة مار مارون في حيّ العقبة - زغرتا. ومن هذه اللّوحات، صورة البشارة، أو زيارة العذراء مريم لنسيبتها أليصابات، وصورة لولادة السيد المسيح في مغارة بيت لحم، وأخرى للطفل يسوع يجادل العلماء في الهيكل، ويتوسّط هذه اللوحات صورة انتقال العذراء هذا وضمّت كاتدرائيّة مار يوحنّا المعمدان مستوصفًا استُخدم كمستشفًى ميداني في أثناء الحرب اللّبنانيّة سنة 1975 ومكتبة زغرتا العامّة التي أقفلت لاحقًا. أمّا اليوم فتضمّ مستوصف رعيّة إهدن - زغرتا ومركزًا لجمعيّة

كاريتاس ومكاتب إدارة الرعيّة.

ورُمّمَت الكاتدرائية مرارًا أبرز مرتّين بعد حرب السنتين عندما قُصفَت في آذار سنة 1976 والمرّة الثانية في حزيران سنة 2011 لمّا تمّ تركيب قرميد جديد للكاتدرائية ومعالجة سقفها.

وأرفق هذا البحث المنشور في كتابي زغرتا تاريخ من تاريخ بعمل تصويري رائع للكاتدرائية من انجاز الفنان الكسي فرنجية والذي عرضه في حفل اطلاق بلدية زغرتا لسنة الفنان صليبا الدويهي في 2 ايار 2017 والذي اتمنى منكم جميعا مشاهدته والتمتّع بجمالية ضخامة عمل الفنان الدويهي البديع.

الصورة التقطتها سنة ٢٠١١ اثناء ترميم قرميد الكاتدرائية.

https://youtu.be/jMTwUXIQ24c

 

بارقة أمل بـ”وديعة سعودية” في مصرف لبنان؟

 الجمهورية/24 حزيران/2020

لاحت بارقة أمل مصدرها معلومات لـ”الجمهورية” عن اتجاه سعودي الى دعم الليرة من خلال إحياء فكرة إيداع مصرف لبنان وديعة سعودية بالعملة الصعبة. وتأتي هذه المعلومات عقب استقبال السفير السعودي وليد البخاري امس الاول حاكم مصرف لبنان رياض سلامة ونائبه السابق محمد بعاصيري. واللافت انّ البخاري استقبل امس السفير الفرنسي في بيروت برونو فوشيه، الأمر الذي ربطه المراقبون بمجمل التحرّك السعودي المُستجِد لدعم الوضع المالي في لبنان ووقف الانهيار السريع.

 

الادّعاء على السيّد علي الأمين بـ"جرم لقاء إسرائيليين"... استنكار وتُهمٌ بـ"تسييس القضاء"

النهار/23 حزيران 2020 

ادّعت النيابة العامة الاستئنافية في جبل لبنان، بناء على الدعوى المقدمة من المحامي غسان المولى بوكالته عن نبيه عواضة وخليل نصرالله وشوقي عواضة وحسين الديراني، على السيد علي الأمين، بجرائم "الاجتماع مع مسؤولين إسرائيليين في البحرين، ومهاجمة المقاومة وشهدائها بشكل دائم، والتحريض بين الطوائف وبث الدسائس والفتن، والمس بالقواعد الشرعية للمذهب الجعفري". وفي السياق، رأى النائب السابق باسم السبع، أنّ "النيابة العامة الاستئنافية في جبل لبنان ضربت رقماً قياسياً في تجيير القضاء لأهداف سياسية، فكان الادعاء الذي تقدمت به بحق العلامة السيد علي الامين ، وهو ادعاء يشكّل لطخة سوداء في سجل من وقع عليه وجناية أخلاقية وقانونية تستوجب عقوبة الطرد من السلك العدلي"، متابعاً: "إنّ السيد علي قامة روحية ووطنية وخلقية تعلو فوق أضاليل الباحثين عن أدوار مسمومة وملفقي الإخبارات المشبوهة، والاعتداء على كرامته برسم كل من يضع فوق رأسه عمامة وكل من يتقدم في مواقع السلطة باسم المقاومة وأهلها".

كما اتصل الرئيس فؤاد السنيورة بالأمين، وأبدى له استهجانه واستنكاره "لإقدام النيابية العامة الاستئنافية في جبل لبنان على الادعاء عليه"، وقال: "يبدو ان من يدعي الحرص على استقلالية القضاء ماض في الاستهانة والعمل على ضرب ما تبقى من سمعة وصورة القضاء في لبنان. وهو يقوم بذلك مرة بتأخير وتجميد وعرقلة التشكيلات القضائية، ومرة أخرى بتسخير القضاء أداة سياسية للتنكيل بالخصوم السياسيين. وكان آخر هذه الفصول المستنكرة والمرفوضة، الادعاء على العلامة والرجل الرجل السيد الفاضل علي الأمين بحجج تثير السخرية والاشمئزاز والاستهزاء من قلة العقل وعدم التبصر المتبعة والمسيطرة".

أضاف: "السيد علي الأمين لن تمسه او تناله مكيدة تافهة معدة بليل بهيم، وهم لن ينالوا من وطنيته وصدقه واستقامته، مهما تسلحوا بسلطة او سطوة او جاه. وهم "كناطح صخرة يوما ليوهنها فلم يضرها وأوهى قرنه الوعل".

وكانت أصوات هاجمت السيد الأمين بعد مشاركته في العاصمة البحرينية المنامة، في أعمال الطاولة المستديرة الدولية للأعمال والحرية الدينية لمنطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا، والتي نظمها مركز الملك حمد العالمي للتعايش السلمي بالتعاون مع مؤسسة الأعمال والحرية الدينية في واشنطن، بمشاركة أكثر من ستين شخصية من صناع القرار في قطاعات الاستثمار والاقتصاد وريادة الأعمال، بينهم رجال دين وممثلو مؤسسات دينية. وقد ظهر حينها في صورة جامعة الى جانب أحد الحاخامات الاسرائيليين. وعلى الاثر، أصدر المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى في لبنان قرارًا بعزل السيد علي الأمين من الإفتاء الجعفري. وردَّ الأخير على تخوينه والبيانات التي صدرت ضده من "أهالي شقرا" وغيرهم، قائلاً: "لم يحصل أيُّ لقاءٍ بيني وبين الشخصية اليهودية، وحملات التخوين هذه جاءت تتويجًا لمجموعة من الحملات القديمة التي قام بها حزب الله لرفضي للمشروع الإيراني الذي يحمله للمنطقة". وأوضح أنه شارك في مؤتمر حوار الأديان من دون أن يعرف أسماء المشاركين، و"مؤتمرات الأديان ليس لها علاقة لا بالسياسة ولا بالسياسيين". وشدّد على أنَّ "الخلاف مع الثنائي الشيعي ليس جديدًا، فهو يعود إلى عقود مضت سبقت إبعادهم لي من الجنوب في الـ 2008 بقوة السلاح، واستمرت معارضتي لسياسة اتباع الرؤيا الإيرانية حتى اليوم".

 

كيف يتهرب حزب الله من الضرائب… ملايين الدولارات تهدر من امام الخزينة

حاص "صوت بيروت إنترناشونال"/24 حزيران 2020 

فيما تتخبط البلاد في أزمة اقتصادية معيشية هي الأسوأ في تاريخها المعاصر، وتحاول القوى السياسية تقاذف مسؤوليتها وغسل يديها منها وتحميلها لسياسات مالية خاطئة تارة وللمصرف المركزي تارة أخرى، ولإمعان هذا الفريق او ذاك خلال تسلّمه هذه الحقيبة الوزارية او تلك، في ممارسات الفساد والمحاصصة.

ان الطبقة السياسية الحاكمة التي يديرها حزب الله، في “تقاسم رداء” اللبنانيين وفي إفقار الدولة وايصال المواطنين الى حد “استجداء” أموالهم امام ابواب المصارف، فإن حزب الله الممسك راهنا بمقاليد السلطة، والذي يقترح اليوم على حكومته، خياراتٍ مثيرة للجدل سياسيا واستراتيجيا واقتصاديا، للخروج من مستنقع المأزق المالي الذي تغرق فيه البلاد، هذا الفريق ساهم ولا يزال، في حرمان الخزينة من المليارات. ولا نتحدث هنا عن مواقف اتخذها الحزب، من قبيل القتال في سوريا والساحات العربية، أو قصفه السياسي المتواصل على العرب والخليجيين، دَفَع لبنانُ ثمنَها استثماراتٍ وسيّاحًا، بل عن كيفية تعاطي الحزب مع الدولة اللبنانية كـ”دولة”، له تجاهها مستحقات يجب ان يسددها احتراما للقانون الذي من المفترض ان يسري على الجميع في البلدان التي تحترم نفسها! وفي السياق، يحذّر مرجع اقتصادي مما يصفه «التهرب الثقيل» وهو لجوء المتمولين الكبار المحسوبين علي حزب الله الى إفتتاح شركات مسجلة في الخارج للتهرب من الضرائب المحلية، فيتهرب صاحب المال أو السلطة بهذه العملية من الضرائب إذنها، وفي أي عملية تجارية كبيرة يُحصّل مبالغ زهيدة لشركته في لبنان، ويحوّل البقية وهي الكثير إلى حساباته في الخارج، وبالتالي يتهرّب من الضرائب بنحو احترافي. ويوضّح لموقع “صوت بيروت انترناشونال” ، إن “حزب الله على سبيل المثال لا الحصر يريد أن يمنح لإحدى الشركات مناقصة كبيرة، يحول عمولته من الصفقه إلى شركته الخارجية، وإن كان هناك شركة لبنانية تشتغل وسيطاً تجارياً بين شركة أوروبية وأخرى أفريقية، تقبض عمولتها في الخارج، وبالتالي لا تدفع الضرائب، على رغم من أنها تمارس عملها في لبنان”. من جهته لا ينكر مصدر في وزارة المال على خصومة مع حزب الله خطورة هذه الشركات الخارجية، وصعوبة طلب المعلومات من الخارج، ويعوّل على برنامج الشفافية الضريبية الذي طورته المديرية العامة لوزارة المال، مشيرا إلى أنّ كل القوانين اللازمة لهذا البرنامج وفعاليته تمّ إمرارها في مجلس النواب تراكماً منذ العام 2013 وحتى اليوم. وسأل، فهل يمكن للبنانيين أن يعوّلوا على هذا البرنامج أيضاً، ويعلّقوا عليه آمال استعادة الأموال المنهوبة من جيوب صقور المال والسياسة لا من جيب المواطن المعتّر الذي ما عاد يعرف للعيش الكريم سبيلاً في بلدٍ اقترب حجم اقتصاده غير الشرعي من حجم الاقتصاد الشرعيّ وربما تجاوزه بأشواط ؟!

 

بثمنه يمكننا الأكل»... لبنانيون يبيعون برّاداتهم لتأمين الطعام

بيروت/الشرق الأوسط/24 حزيران 2020 

مع الانهيار الاقتصادي المتسارع الذي أدى إلى تدهور غير مسبوق في قيمة العملة المحلية، وجدت شرائح واسعة من اللبنانيين قدرتها الشرائية تتآكل بسرعة، ما جعل كثيرين عاجزين حتى عن ملء براداتهم بالخضار والألبان واللحوم. لم تستثنِ تداعيات الانهيار، وهو الأسوأ منذ عقود، أي فئة اجتماعية وانعكست موجة غلاء غير مسبوق، وسط أزمة سيولة حادة وشحّ الدولار الذي لامس سعر صرفه في السوق السوداء عتبة الستة آلاف ليرة فيما السعر الرسمي لا يزال مثبتاً على 1507 ليرات. وخسر عشرات آلاف اللبنانيين منذ الخريف مصدر رزقهم أو جزءاً من مداخيلهم جراء الأزمة التي دفعت مئات الآلاف للنزول إلى الشارع منذ 17 أكتوبر (تشرين الأول)، ناقمين على الطبقة السياسية التي يتهمونها بالفساد والعجز عن إيجاد حلول للأزمات المتلاحقة. وفاقمت تدابير الإغلاق العام التي فرضها انتشار فيروس «كورونا المستجد» الوضع الاقتصادي والمعيشي سوءاً. وتسبب ذلك بارتفاع معدل التضخم في بلد يعتمد على الاستيراد إلى حد كبير، وسجلت أسعار المواد الغذائية ارتفاعاً جنونياً تجاوز 72% من الخريف حتى نهاية مايو (أيار)، وفق جمعية حماية المستهلك غير الحكومية. وجعلت الأزمة قرابة نصف السكان يعيشون تحت خط الفقر وفق البنك الدولي، مع توقّع خبراء اقتصاديين اضمحلال الطبقة الوسطى في بلد كان حتى الأمس القريب يُعرف باسم «سويسرا الشرق» ويشتهر بمرافقه وخدماته ومبادرات شعبه الخلاقة. وحسب عاملين في منظمات إغاثية ومتطوعين، فإن عائلات كثيرة كانت قادرة على تأمين قوتها اليومي باتت اليوم عاجزة عن تأمين أبسط المتطلبات من خبز وطعام ودواء مع خسارة أفرادها عملهم أو قدرتهم الشرائية. خلال الأيام الماضية، التقط مصورو وكالة الصحافة الفرنسية صوراً صادمة لبرّادات شبه فارغة داخل منازل في مدن رئيسية هي: بيروت وجونية وجبيل وطرابلس شمالاً وصيدا جنوباً، تأثر أصحابها بتداعيات الأزمة وبتدهور الليرة. فمن كان راتبه يعادل 700 دولار الصيف الماضي على سبيل المثال، بات اليوم بالكاد يعادل مئتي دولار.

أمام باب برادها المفتوح وفيه عبوة مياه وحبتين من الخيار فقط، تروي فدوى المرعبي (60 عاماً) المقيمة في منزل متواضع في مدينة طرابلس شمالاً، أنها باعت برادها الكبير العام الماضي لأنها لم تكن قادرة على تخزين الكثير فيه واشترت آخر أصغر حجماً. وتقول لوكالة الصحافة الفرنسية: «اليوم، حتى هذا البراد الصغير لست قادرة على ملئه. ولو وجدت أصغر منه في السوق لبعته». وتضيف: «على الأقل أستطيع شراء الطعام من ثمنه».

 

القضاء اللبناني يلاحق رجل دين شيعياً معارضاً لـ«حزب الله»

بيروت/الشرق الأوسط/24 حزيران 2020 

ادعى القضاء اللبناني أمس على رجل الدين الشيعي المعارض لـ«حزب الله» السيد علي الأمين، بتهمة «الاجتماع مع مسؤولين إسرائيليين» خلال مشاركته في مؤتمر للأديان عقد في البحرين العام الماضي، و«صودف فيه وجود رجال دين يهود آتين من الأرض المحتلة».

والأمين هو رجل دين شيعي معارض لـ«حزب الله»، وكان شغل موقع «مفتي صور وجبل عامل» قبل عام 2006، واتخذ موقفاً سياسياً في عام 2007 داعماً لرئيس الحكومة الأسبق فؤاد السنيورة خلال استقالة الوزراء الشيعة من الحكومة آنذاك، وتم إبعاده من الجنوب في عام 2008 «بقوة السلاح» كما قال في تصريحات سابقة. وبُعيد مشاركته في مؤتمر الأديان في البحرين في العام الماضي، شن خصوم الأمين حملة سياسية عليه، واعتبر «حزب الله» مشاركته «إساءة بالغة لتراث علماء الدين الذين كان وما زال لهم الدور البارز في مقاومة الاحتلال ورفض التطبيع معه»، فيما اتخذ «المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى» في لبنان قراراً بعزل الأمين من الإفتاء الجعفري لكونه «عمل على تأجيج الفتن الداخلية بين اللبنانيين، وبسبب رؤيته التطبيعية مع الاحتلال». وادعت النيابة العامة الاستئنافية في جبل لبنان أمس الثلاثاء، بناء على الدعوى المقدمة من المحامي غسان المولى بوكالته عن نبيه عواضة (وهو أسير محرر من المعتقلات الإسرائيلية) وخليل نصر الله وشوقي عواضة وحسين الديراني، على السيد علي الأمين، بجرائم «الاجتماع مع مسؤولين إسرائيليين في البحرين، ومهاجمة المقاومة وشهدائها بشكل دائم، والتحريض بين الطوائف وبث الدسائس والفتن، والمس بالقواعد الشرعية للمذهب الجعفري». ولم يعلق الأمين على الادعاء، وقال متحدث من مكتبه لـ«الشرق الأوسط» إن الأمين يكتفي بالتذكير ببيانه السابق حول مشاركته في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، والذي كان نفى فيه التطبيع مع إسرائيل كما نفى حصول أي لقاء شخصي بينه وبين شخصية دينية يهودية، وأنه لم يعلم بوجود تلك الشخصية إلا بعد انتهاء المؤتمر، مضيفاً أنه «من يُدعى للمشاركة في المؤتمرات لا يتم إبلاغه مسبقاً وقبل الحضور بجنسيات المشاركين وأديانهم ودولهم». وأجرى الرئيس فؤاد السنيورة اتصالاً مساء أمس بالسيد علي الأمين، وأبدى استهجانه واستنكاره «لإقدام النيابية العامة الاستئنافية في جبل لبنان على الادعاء عليه»، وقال «يبدو أن من يدعي الحرص على استقلالية القضاء ماض في الاستهانة والعمل على ضرب ما تبقى من سمعة وصورة القضاء في لبنان. وكان آخر هذه الفصول المستنكرة والمرفوضة، الادعاء على العلامة والرجل الفاضل السيد علي الأمين بحجج تثير السخرية والاشمئزاز والاستهزاء من قلة العقل وعدم التبصر المتبعة والمسيطرة». واعتبر النائب السابق باسم السبع (من كتلة «المستقبل») في تعليق على الادعاء على الأمين أن «النيابة العامة الاستئنافية في جبل لبنان ضربت رقماً قياسياً في تجيير القضاء لأهداف سياسية. فكان الادعاء الذي تقدمت به في حق العلامة السيد علي الأمين، وهو ادعاء يشكل لطخة سوداء في سجل من وقع عليه وجناية أخلاقية وقانونية تستوجب عقوبة الطرد من السلك العدلي». ورأى أن السيد علي قامة روحية ووطنية وخلقية تعلو فوق أضاليل الباحثين عن أدوار مسمومة وملفقي الإخبارات المشبوهة، وقال إن «الاعتداء على كرامته برسم كل من يضع فوق رأسه عمامة وكل من يتقدم في مواقع السلطة باسم المقاومة وأهلها».

 

العزل في ضاحية بيروت الجنوبية... واستكمال التقصّي بالفحوصات

بيروت: إيناس شري/الشرق الأوسط/24 حزيران 2020 

19 حالة جديدة أضيفت إلى عداد المصابين اللبنانيين بفيروس «كورونا» خلال الـ24 ساعة الماضية، ورغم أنّ هذا العدد يبدو مطمئناً بعد الارتفاع المفاجئ للإصابات التي سجلها لبنان في الأيام الأخيرة، فإنّ الحذر والخوف لا يزالان يسيطران على بعض المناطق التي تركزت فيها الإصابات أخيراً، وتحديداً قضاء بعبدا الذي سجل أمس 5 إصابات جميعها في مناطق تابعة لبلدية الغبيري. وأضيفت الإصابات الخمس إلى الإصابات الـ24 التي أعلنت عنها بلدية الغبيري أول من أمس، مما رفع حالة التأهب في المنطقة، واستكملت أمس عملية تتبع هذه الحالات بهدف التوصل إلى مصدر الإصابة، كما تواصل إجراء فحوصات الـ«بي سي آر» للمخالطين الذين وُضِعوا تحت الحجر الصحي. وفي هذا الإطار، أكّد عضو لجنة الصحة النيابية النائب فادي علامة أنّ بلدية الغبيري استطاعت احتواء الحالات وتتبعها وتوصلت إلى مصدر العدوى والناس المخالطين، لافتاً إلى أنّ وزارة الصحة مستمرة بإجراء فحوصات الـ«بي سي آر» لهؤلاء، موضحاً في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» أنّ الانتشار بقي في المحيط الذي رُصدت فيه الحالات، وفي مجموعتين فقط، واحدة في حي فرحات والأخرى في حي الحرش، علماً بأنه تمّ عزل المنطقتين. ولفت علامة إلى أنّ مصدر العدوى في إحدى المجموعتين يعود إلى مخالطة مغترب وأنّ أحد المصابين في المجموعة الثانية كان قد حضر حفل زفاف منذ أيام. وشدّد علامة على أنّ ظهور هذا العدد من حالات الإصابة بكورونا في الغبيري لا يجعلها منطقة موبوءة نظراً لأمرين أولهما مساحة هذه المنطقة وتشعب أحيائها، وثانيهما سرعة التعاطي مع الموضوع واحتوائه عبر آلية واضحة ومتبعة من قبل وزارة الصحة والبلدية.

وفي حين أكّد علامة أنّ الحياة عادت إلى طبيعتها في منطقة الغبيري وأنّ البلدية استطاعت السيطرة على الموضوع، تمنى من الناس عدم الاستهتار حتى لا تفلت الأمور وننزلق إلى المجهول. يُشار إلى أنّ العدد الإجمالي للإصابات بكورونا بلغ 1622 بعد تسجيل 13 إصابة في صفوف المقيمين و7 بين الوافدين، وتوزعت الإصابات الـ19 الجديدة بكورونا على مختلف المناطق.

 

الحكومة اللبنانية تتجه لـ«تحديد الدعم» للسلع الأساسية/وزير الاقتصاد قال لـ «الشرق الأوسط» إن القرار سيحدّ من التهريب إلى سوريا

بيروت: نذير رضا/الشرق الأوسط/24 حزيران 2020 

تدرس الحكومة اللبنانية قراراً بـ«تحديد الدعم» العام الذي تقدمه للسلع الأساسية مثل الطحين والمشتقات النفطية، وتخصيصه للفئات الأكثر حاجة ضمن الإجراءات الآيلة لوضع حدّ لاستنزاف العملة الصعبة في الخزينة، ولوقف تهريب تلك المواد إلى سوريا، حسب ما قال وزير الاقتصاد والتجارة راوول نعمة لـ«الشرق الأوسط». وأثارت المعلومات عن توجه الحكومة لرفع الدعم عن السلع الأساسية جدلاً في الأوساط الشعبية بالنظر إلى أن هذه الخطوات المزمع درسها في الحكومة من شأنها أن تعمق معاناة اللبنانيين الذين يعانون من ارتفاع الأسعار، على ضوء ارتفاع سعر صرف الدولار. وتفيد الوثيقة المسربة للاقتراح بأنه في حال موافقة مجلس الوزراء، يبدأ سريان مفعول القرار في 1 أغسطس (آب) المقبل، بحيث يتاح الوقت لإنشاء قاعدة بيانات. وقال نعمة لـ«الشرق الأوسط»، إن القرار لم يتخذ بعد، ولا صحة للمعلومات التي تتحدث عن رفع الدعم، بل سندرس مع الوزارات المعنية (الصناعة والزراعة والطاقة إلى جانب الاقتصاد) خطة لتحديد الدعم للشرائح المحتاجة، واستثناء المتمكنين من ذلك. وقال إنه بعد الفراغ من دراسة هذا القرار من كافة جوانبه، ووضع آليات مرتبطة به، سيتم عرضه على مجلس الوزراء لاتخاذ القرار بشأنه.

وتوفر الحكومة اللبنانية دعماً للسلع الأساسية المستوردة مثل الطحين والبنزين والمازوت والأدوية، بحيث يدفع ثمنها مصرف لبنان عبر تحويلات مالية للخارج من احتياطاته من العملة الصعبة، وسط انقسام في المقاربات السياسية بين داعٍ لمواصلة الدعم، وآخر يدعو لتحديده لمنع استنزاف العملة الصعبة من الخزينة، في ظل شح الموارد المالية وتراجع احتياطي «المركزي» من الدولار. وأوضح نعمة: «إننا لن نقدم الدعم لغير المحتاجين، مثل البعثات الأجنبية والأجانب والمتمكنين اقتصادياً»، متسائلاً: «هل يجوز أن يستفيد مالك قصر مساحته ألف متر مربع من المازوت المدعوم، بينما تحتاج الفئات الأخرى لدعم إضافي بالسلع الأساسية؟ وهل يجوز استنزاف احتياطي الخزينة من العملة الصعبة لدعم المحروقات لصالح أشخاص يستقلون السيارات الفارهة، أو المهربين الذي يهربون المحروقات إلى سوريا؟»، وقال نعمة إن تحديد الدعم «سيمنع المهربين من تهريب المحروقات، لأن سعرها سيكون أكثر من سعر المحروقات في سوريا، وبالتالي لن يكون للمهرب مصلحة بتهريبها خارج الحدود». ومن المتوقع أن يتواصل الدعم للفئات الأكثر فقراً والعاطلين عن العمل والسائقين العموميين وذوي الدخل المحدود وغيرهم من الشرائح الفقيرة.

ولفت نعمة إلى أن هناك «اقتراحاً غير مفصّل سنناقشه مع الوزارات المعنية، وعندما يضع الوزراء تعليقاتهم، سنعمل على وضع آلية مفصلة، ونتخذ القرار في مجلس الوزراء». وقال إن التخفيف من نزف الدولار عبر تحديد الدعم «سيتيح لنا استخدام الدولارات الفائضة في تقديم دعم إضافي لقطاعات إنتاجية كالصناعة والزراعة، ومضاعفة السلع في السلة الغذائية المدعومة». وعن الاعتراضات على الخطة الخاضعة للدرس، قال نعمة إن دولاً أخرى نفذتها مثل مصر والأردن، واعتبر أن منتقدي الخطوة «إما يستفيدون من التهريب، وإما مدفوعون من مستفيدين من التهريب»، معتبراً أن هذه الخطوة «هي الأكثر فعالية لمنع تهريب المواد المدعومة إلى سوريا».

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

مجلس الأمن يبحث مَدَّ حظر السلاح على إيران “لأجل غير مُسمى”

روحاني حذَّر "الوكالة الدولية" من "نبش القبور"... وظريف: بومبيو يُحاول تضليل العالم

واشنطن، طهران، عواصم – وكالات

 عقد مجلس الأمن الدولي ليل أمس، أول جلسة محادثات بشأن الاقتراح الأميركي بمد حظر السلاح المفروض على إيران إلى أجل غير مسمى، بدءاً من أكتوبر القادم. وقال ديبلوماسيون إن “الولايات المتحدة وزعت مسودة قرار على الدول الأعضاء في مجلس الأمن، لكن روسيا والصين اللتين تملكان حق النقض أبدتا بالفعل اعتراضهما على الخطوة”.من جانبه، حذر وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، من مغبة إنهاء الأمم المتحدة حظر السلاح المفروض على إيران، قائلا إن إيران ستكون قادرة على شراء طائرات حربية مقاتلة جديدة من روسيا والصين. ونشر بومبيو خريطة توضح أن أوروبا ستقع تحت نيران إيران إذا رُفع حظر السلاح عن طهران، وهو أمر قال إن الولايات المتحدة لن تسمح به. يحتاج تمرير القرار إلى موافقة تسعة أعضاء، وعدم استخدام حق النقض “فيتو” الذي تتمتع به الولايات المتحدة والصين وروسيا وبريطانيا وفرنسا.

وتطالب مسودة القرار الأميركي بحظر بيع وتوريد ونقل السلاح والمواد المرتبطة على إيران، ومنع الدول من بيع وتوريد ونقل السلاح أو المواد المرتبطة به لإيران إلا بموافقة لجنة تابعة لمجلس الأمن.

وتلزم المسودة الدول بتفتيش شحنات على أراضيها، إذا كانت هناك أسس معقولة للاعتقاد بأنها تحتوي على مواد محظورة، وتدعو الدول كذلك إلى تفتيش السفن في أعالي البحار بموافقة الدولة التي ترفع السفينة علمها للغرض نفسه. ويقول ديبلوماسيون إن “واشنطن ستواجه معركة شرسة”.

في المقابل، اتهم وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، بومبيو، بأنه يحاول تضليل العالم، وكتب على “تويتر” أن “الوزير بومبيو يائس في مساعيه لتضليل العالم، ويدعي بأنه بحلول أكتوبر ستشتري إيران طائرات قتالية وترسلها إلى أقصى الحدود”.

وأضاف ساخرا: “ربما بإمكانه أن يقول أيضا كيف ستعود الطائرات لإيران بعد استهلاك وقودها”. وأرفق تغريدته بالصورة التي نشرها بومبيو، وعليها خارطة العالم مع تحديد المدى الأقصى للطائرة التي يقول بومبيو إن إيران تعتزم شراءها في حال رفع الحظر عن توريد الأسلحة.

من جانبه، حذر الرئيس الإيراني حسن روحاني، الوكالة الدولية للطاقة الذرية، من الانصياع للضغوط الأميركية والإسرائيلية، مجددا استعداد طهران للتعاون معها في إطار الضوابط القانونية.

وقال خلال اجتماع الحكومة إن الوكالة الدولية تتعرض لضغوط أميركية إسرائيلية لـ”نبش قبر” ملفات قديمة، تعود إلى قبل عشرين عاما، كانت أغلقتها بنفسها، وذلك بهدف حرفها عن مسارها الصحيح. وأضاف: “لو أردنا فبإمكاننا أن نرد بحزم وهو أمر سهل بالنسبة لنا، إلا أننا نريد مواصلة العمل مع الوكالة على أساس ودي”، لكن “يجب على الوكالة الدولية ألا تخرج عن الأطر القانونية في التعاون مع طهران”. وانتقد بريطانيا وألمانيا وفرنسا، قائلا “كنا نأمل من الدول الأوروبية ألا تخضع للضغوط الأميركية”، مشيرا إلى أن روسيا والصين تصرفتا بحزم ولم تخضعا للضغوط الأميركية.

وقال إن الولايات المتحدة يجب أن تعوض إيران عن انسحابها من الاتفاق النووي، إن هي أرادت التحدث مع طهران، مشيرا إلى أنه من الممكن إجراء محادثات مع اشنطن إن هي أوفت بالتزاماتها.

بدورها، هددت لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية بالبرلمان الإيراني بالانسحاب من البروتوکول الإضافي للاتفاق النووي، رداً على قرار مجلس محافظي الوکالة الدولية للطاقة الذرية الأخير، الذي أدان إيران لرفضها التعاون مع المفتشين. وتقوم اللجنة بإعداد مشروع لإلزام الحكومة الإيرانية لوقف التنفيذ الطوعي للبروتوكول الإضافي، زاعمة في بيان أن “مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية أخطأ خطأ فادحا”، معتبرة أن القرار صدر تحت ضغوط سياسية وغير مهنية من الولايات المتحدة وحلفائها.

على صعيد آخر، أفادت مصادر كردية بتواصل اشتباكات عنيفة بدأت ليل أول من أمس، بين “الحرس الثوري” الإيراني وقوات المعارضة الكردية في قرية بالقرب من مدينة أورمية عاصمة محافظة أذربيجان الغربية، بينما ذكرت منظمة “هنجاو” لحقوق الإنسان الكردية الإيرانية، أن ثلاثة من عناصر “الحرس” لقوا حفتهم في الاشتباكات الدائرة مع قوات أحد الأحزاب الكردية المعارضة بالقرب من قرية كوران في منطقتي صوما وبرودوست، مضيفة أن قرية كوران حوصرت من قبل “الحرس” وتم إرسال العديد من القوات إلى منطقة الاشتباكات، وذكر مصدر كردي أن الإنترنت وشبكة الهواتف المحمولة توقفت عن العمل، وتم حظر التجوال في المنطقة. من ناحية أخرى، أعلن مكتب المدعي العام في بوخارست، النتائج الأولية لتشريح جثة القاضي الإيراني المتهم بالفساد المالي غلام رضا منصوري، والتي تظهر أن وفاته حدثت نتيجة جروح ناجمة عن “ارتطامه بسطح جامد”.

 

إسرائيل تدكُّ المواقع الإيرانية في دير الزور والسويداء وحماة/قصف تركي جنوب إدلب ... و"داعش" و"القاعدة" انتزعا مناطق حيوية من "جبهة النصرة"

دمشق – وكالات/24 حزيران/2020

 قصفت طائرات حربية إسرائيلية، مواقع إيرانية عدة، في محافظة حماة وسط سورية، ليل أول من أمس. قالت مصادر مقربة من القوات السورية، إن “القصف الإسرائيلي استهدف مطار حماة العسكري غرب المدينة، إضافة إلى مواقع أخرى في منطقة السلمية، ومنها معمل البصل ومواقع أخرى في منطقة السلمية”.

من جانبها، قالت مصادر في المعارضة السورية، إن نحو 15 من عناصر قوات النظام السوري سقطوا بين قتلى وجرحى بريف حماة الغربي. وأكدت، أن “المواقع التي تم استهدافها في منطقة السلمية ومنها معمل البصل ومركز الأعلاف في بلدة عقيربات شمال مدينة السلمية والمركز الثقافي في بلدة الصبورة شرق السلمية هي مواقع للقوات الإيرانية”. وفي السياق، أشارت مصادر محلية، إلى أن إسرائيل قصفت أيضاً مواقع إيرانية في محافظتي دير الزور شرق سورية والسويداء جنوبها. قالت، إن “نحو 13 سيارة انطلقت من دير الزور باتجاه منطقة كباجب على طريق دمشق – دير الزور لإسعاف الجرحى جراء القصف”. وأضافت، إن جنديين في جيش النظام قتلا وأصيب أربعة آخرين جراء الغارات الإسرائيلية، موضحة أن الغارات استهدفت شحنة أسلحة كانت آتية من إيران، وأنها استهدفت مواقع لتعديل دقة الصواريخ في ريف السويداء.

وذكرت، أن خمسة من عناصر ميليشيات إيران لقوا حتفهم إثر الغارات الإسرائيلية، وأن الغارات دمرت مركزاً عسكرياً لميليشيات إيران شرق سورية.

وفي السياق، قال قائد الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية السابق الجنرال عاموس يدلين، في تغريدة على حسابه بموقع “تويتر”، أمس، إن إيران تبحث عن طرق للرد على الهجوم على سورية، أول من أمس، مساء أمس الثلاثاء، والمنسوب لإسرائيل.

وأشار، إلى أن “الإيرانيين فشلوا في السابق في الرد بواسطة الصواريخ، وحاولوا الرد عبر الهجمات الإلكترونية”، مضيفاً إن “علينا الاستعداد لاحتمالات ردود متنوعة من قبل المحور الشيعي بقيادة حزب الله”. من جهة أخرى، ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان، أن هجوماً نفذته قوات النظام، ليل أول من أمس، على مواقع “الجبهة الوطنية للتحرير” في حرش بينين بجبل الزاوية في ريف إدلب الجنوبي، حيث دارت اشتباكات عنيفة بين الطرفين، استمرت حتى ساعات الصباح الأولى.

وأضاف، “ترافقت مع قصف صاروخي مكثف بعشرات القذائف، وقتل أربعة مقاتلين على الأقل من الفصائل، بالإضافة لمقتل ثلاثة عناصر من قوات النظام، وعدد القتلى مرشح للارتفاع لوجود جرحى بعضهم في حالات خطرة”. وأشار، إلى أن القوات التركية عمدت أمس، إلى قصف مواقع النظام في معرة النعمان وقرية الدانا جنوب إدلب، والتي تعد مركز انطلاق الهجمات باتجاه جبل الزاوية، من دون معلومات عن خسائر بشرية. ذكر “المرصد”، أن ثلاثة أشخاص على الأقل قتلوا ليل أول من أمس، عندما قصفت طائرة مسيرة تركية منطقة في ريف عين العرب (كوباني) بشمال سورية، وذلك أثناء انعقاد اجتماع لقادة من “قوات سورية الديمقراطية” (قسد). ن جهتها، ذكرت القيادة العامة الكردية لقوات الأمن الداخلي في شمال وشرق سورية في بيان، أن الطائرة المسيرة التركية استهدفت مسكناً لمدنيين في ريف عين العرب شرقاً، ما أسفر عن مقتل ثلاث نساء داخل المنزل. في غضون ذلك، أكد مصدر محلي في ريف إدلب، أن اشتباكات عنيفة اندلعت أول من أمس، بين تنظيمي “حراس الدين” و”أنصار التوحيد” من جهة، وبين مسلحي “هيئة تحرير الشام” (جبهة النصرة) من جهة أخرى، في الأطراف الغربية لمعاقل الأخيرة بمدينة إدلب. وأشار، إلى أن مسلحي “حراس الدين” و”أنصار التوحيد” استقدموا تعزيزات عسكرية كبيرة لهم إلى محيط مدينة إدلب، بهدف معلن يتمثل بإخراج مسلحي “النصرة”، من مدينة إدلب التي تعتبر مقر “إمارتها” المزعومة في سورية. وأوضح أن مسلحي التنظيمين تمكنوا من السيطرة على سجن إدلب المركزي وعلى معمل الكونسروة وعدد من الكتل السكنية في الجهة الغربية من المدينة، فيما لا تزال المعارك مستمرة حتى اللحظة. وفي منبج، أفاد “مجلس منبج العسكري” بوقوع إصابتين بين المدنيين، إثر تفجيرين متتاليين وقعا أمس. في عفرين، قُتل شخصان وأصيب تسعة آخرون، أمس، في انفجار دراجة نارية مفخخة. وذكر “المرصد، أن الانفجار وقع في شارع المحمودية بالمدينة الخاضعة لسيطرة تركيا وفصائل موالية لها.

 

مريم رجوي: المقاومة المنظمة للشعب الإيراني خَلقت وضعاً مختلفاً

السياسة/24 حزيران/2020

أكدت رئيسة الجمهورية المنتخبة للمقاومة الإيرانية مريم رجوي، أنه لولا حركة الشعب الايراني لكان المشهد السياسي الايراني في حالة من اليأس والسلبية، مشددة على أن المقاومة المنظمة للشعب الإيراني، بصمودها على المدى الطويل، وتقديم أسوة للمقاومة، تركت أثرها على الضمير الجماعي للشعب الإيراني وخلقت وضعًا مختلفًا. وأضافت: “سلسلة الانتفاضات المناهضة للحكومة في كل هذه السنوات هي استمرار منطقي وتاريخي للحد الذي رسمه يوم 20 يونيو”. وفي كلمة وجهتها لاحتفال المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية بالذكرى السنوية لانطلاقة المقاومة الشاملة ضد الاستبداد الديني، يوم الشهداء والسجناء السياسيين، والذكرى السنوية لتأسيس جيش التحرير الوطني الإيراني، في أشرف الثالث، من خلال التواصل الحي عبر الإنترنت مع 2000 بقعة في مختلف بلدان العالم، شددت رجوي على أنه “في هذه المرحلة، يعد القضاء على بديله الديمقراطي الوحيد الهدف الرئيسي للنظام المتأزم، من أجل البقاء على السلطة. إنهم ومن موقع الضعف، لجأوا مرة أخرى إلى تكرار عمليات شيطنة فاشلة ضد مجاهدي خلق، ولكن بهذه الطريقة ومن دون قصد وبكلمة معكوسة، يقود النظام المجتمع الإيراني وخاصة الشباب الذين يبحثون عن الحرية والعدالة إلى عنوان البديل الديمقراطي”.

وعلى الرغم من الظروف التي تحول دون المراسيم بالمناسبات والتجمعات الوطنية بسبب القيود الناجمة عن تفشي وباء “كورونا” حول العالم، مثلت مراسيم المقاومة الإيرانية صورة مذهلة، حيث شارك في المؤتمر مواطنون وممثلون عن الجاليات الإيرانية في مختلف دول العالم، فضلًا عن عشرات الشخصيات السياسية والبرلمانية والمدافعين عن حقوق الإنسان والمؤيدين للمقاومة الإيرانية من مختلف دول العالم. وألقى بعضهم خطابات، وأرسل بعضهم رسائل يعبرون فيها عن تضامنهم مع المقاومة الإيرانية وانتفاضة الشعب الإيراني.

 

عقيلة صالح: الشعب الليبي يطالب مصر بالتدخل إذا حاولت الميليشيات تجاوز سرت والجفرة

القاهرة/الشرق الأوسط/24 حزيران 2020 

قال المستشار عقيلة صالح رئيس مجلس النواب الليبي، إن الشعب الليبي بجميع مكوناته يؤيد جهود الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس جمهورية مصر العربية، لوقف إطلاق النار وحقن دماء الليبيين والحفاظ على الأمن القومي الليبي. وأضاف صالح، من مقر إقامته بمدينة القبة شرق ليبيا، أن مجلس النواب الليبي هو السلطة الوحيدة المنتخبة والممثلة للشعب الليبي، وقد تواصل أعضاؤه مع مختلف مكونات الشعب الليبي الذي أجمع على دعم جهود الرئيس السيسي سواء في تنفيذ مبادرة «إعلان القاهرة» لوقف إطلاق النار واستئناف الحوار الليبي الليبي أو بالاستعداد للتدخل العسكري بشكل شرعي لمساندة الشعب الليبي في الحفاظ على مقدراته وثرواته من محاولات القوى الأجنبية للسطو عليها. وأوضح صالح لوكالة أنباء الشرق الأوسط الرسمية المصرية، أن الرئيس السيسي طالب بأن يبقى كل طرف في مكانه وأن يتجه الجميع للتوافق عبر الحل السياسي حسب مخرجات «مؤتمر برلين» ولم يهدد ولم يهاجم أي طرف. وقال إن الرئيس السيسي لم يكن متحيزاً لموقف على حساب موقف، كما أن تدخل مصر لا يعد دعماً لطرف على آخر، بل إن الرئيس المصري يدفع جميع الأطراف دائماً للحوار والحل السلمي، ويدعو للتصالح والتفاهم والتوصل إلى حلول. وشدد على أن مصر لم تعتدِ على أحد ولم تتدخل في شؤون أي دولة، كما أنها تعمل من أجل السلام حقناً لدماء الليبيين. وقال صالح إنه ألقى في شهر يناير (كانون الثاني) الماضي كلمة أمام مجلس النواب المصري أكد فيها أن الشعب الليبي قد يحتاج إلى دعم القوات المسلحة المصرية، وقد وافق مجلس النواب المصري –ممثلاً عن الشعب المصري– على هذا المطلب.

وأضاف صالح أن الشعب الليبي يطلب رسمياً من مصر التدخل بقوات عسكرية إذا اقتضت ضرورات الحفاظ على الأمن القومي الليبي والأمن القومي المصري، وذلك سيكون دفاعاً شرعياً عن النفس حال قيام الميليشيات الإرهابية والمسلحة بتجاوز الخط الأحمر الذي تحدث عنه الرئيس السيسي ومحاولة تجاوز مدينتي سرت أو الجفرة. وقال إنه في حال اختراق سرت سنطلب تدخل القوات المسلحة المصرية لمساندة الجيش الليبي، وحينها سيكون التدخل المصري لحماية حقوقها، موضحاً أنه في حال قيام الميليشيات بتجاوز الخط الأحمر سيكون التدخل المصري في ليبيا شرعياً وبناءً على تفويض من الشعب الليبي، وذلك لأن مصر تحمي الأمن القومي الليبي وفي ذات الوقت تحمي أمنها القومي من خلال تأمين حدودها الغربية ومنع تقدم الميليشيات لتسيطر على مناطق تمثل تهديداً لأمن مصر. وأضاف أن تحرك الجيش الوطني الليبي بعيداً عن العاصمة طرابلس كان صحيحاً بعدما قامت تركيا بإحضار أكثر من 15 ألفاً من المرتزقة إلى العاصمة، وهو ما كان يدعو لاستخدام قوة أكبر قد تضر بالمواطنين الأبرياء، فكان تحرك الجيش استجابةً للمطالب الدولية بوقف إطلاق النار واتساقاً مع مبادرات المجتمع الدولي والتي تبلورت في مبادرة «إعلان القاهرة» المُعلنة في السادس من يونيو (حزيران) برعاية الرئيس السيسي. واستطرد قائلاً: «لن نختلف على الثروة ولا على السلطة ولدينا قاعدة للحكم في ليبيا ونحن شركاء في كل شيء، كما أن النفط لكل الليبيين». ووجّه رسالة إلى الشعب الليبي قال فيها: «كفانا قتالاً وكفانا حرباً... لدينا القدرة على حل مشكلاتنا ولكن السبب في كل مشكلاتنا التدخل الخارجي الظاهر وغير الظاهر، وأدعو الجميع إلى حقن الدماء».

 

الأمم المتحدة والجامعة العربية تدعوان إسرائيل للتخلي عن خطط الضم وأكثر من ألف نائب أوروبي طالبوا قادتهم بوقف تنفيذ المخطط

نيويورك/الشرق الأوسط/24 حزيران 2020 

دعت الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية بصوت واحد، اليوم الأربعاء، إسرائيل إلى التخلي عن خططها ضم أجزاء من الضفة الغربية، التي من شأنها «وضع حد للجهود الدولية الداعمة لقيام دولة فلسطينية قابلة للحياة». وصيغت هذه الدعوة خلال مؤتمر عبر الفيديو لمجلس الأمن الدولي، شارك به عدد من الوزراء، وهو اللقاء الدولي الأخير قبل الموعد الذي حددته إسرائيل لبدء التنفيذ المحتمل لخطط الضم في الأول من يوليو (تموز). وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش لمجلس الأمن التابع: «إذا نُفذ الضم، فإنه سيشكل انتهاكاً بالغ الخطورة للقانون الدولي، وسيضر بفرص حل الدولتين بشدة وسيقوض احتمالات تجدد المفاوضات». وأضاف: «أدعو الحكومة الإسرائيلية للتخلي عن خططها الخاصة بالضم». وفي وقت سابق اليوم، حض أكثر من ألف نائب أوروبي من 25 دولة قادتهم على التدخل لوقف مخطط إسرائيل ضم أجزاء من الضفة الغربية المحتلة. وينوي رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن يطلق هذه الآلية الأسبوع المقبل. وبموجب صفقة الائتلاف الحكومي بين نتنياهو ومنافسه السابق بيني غانتس، يمكن بدء تنفيذ مخطط ضم إسرائيلي لمستوطناتها في الضفة الغربية ومنطقة غور الأردن الاستراتيجية في الأول من يوليو. وفي رسالة نشرت في عدة صحف وأرسلت إلى وزراء الخارجية الأوروبيين قال 1080 نائباً أوروبياً إنهم «يشعرون بقلق عميق من السابقة التي سيخلقها هذا الأمر في العلاقات الدولية». وأضافت الرسالة: «مثل هذه الخطوة ستقضي على آفاق عملية السلام الإسرائيلية الفلسطينية وتهدد المعايير الأساسية التي تدير العلاقات الدولية وبينها ميثاق الأمم المتحدة». وتابع النواب: «للأسف، خطة الرئيس ترمب تخالف المعايير والمبادئ المتفق عليها دولياً». وأشارت الرسالة ثلاث مرات إلى الرئيس الأميركي دونالد ترمب لكن من دون أي ذكر مباشر لرئيس الوزراء الإسرائيلي الذي لا يزال يترتب عليه أن يقرر حجم الأراضي التي يعتزم ضمها. وكتب النواب في الرسالة: «تقديراً لجهود أوروبا الطويلة الأمد في التوصل إلى حل سلمي للنزاع الإسرائيلي الفلسطيني، نطلب من القادة الأوروبيين التحرك بشكل حازم»، للرد على هذا الأمر. وأضافوا أن «أوروبا يجب أن تبادر إلى جمع الأطراف الدولية من أجل منع الضم». ويسعى الاتحاد الأوروبي إلى إقناع إسرائيل بالتراجع عن هذه الخطوة ويدرس إجراءات رد في حال مضى نتنياهو في مخططه. لكن أي عقوبات محتملة ستتطلب موافقة كل الدول الأعضاء الـ27. ومعظم الموقعين على الرسالة من أعضاء أحزاب يسارية، وربعهم تقريباً من بريطانيا التي غادرت الاتحاد الأوروبي في يناير (كانون الثاني) وبينهم المتحدثة باسم حزب العمال البريطاني ليزا ناندي.

 

منطقة جغرافية استراتيجية... لماذا يصر نتنياهو على ضم غور الأردن؟

القاهرة/الشرق الأوسط/24 حزيران 2020 

يضم غور الأردن سهولاً زراعية غنية بمواردها المائية، وهو عبارة عن قطاع ضيق استراتيجي يمثل نحو 30 في المائة من مساحة الضفة الغربية المحتلة على طول الحدود مع الأردن. وتنظر الدولة العبرية إلى هذه المساحة الواقعة بين نطاقين صحراويين على أنها حيوية لأمنها، حسبما نقلته وكالة الصحافة الفرنسية. وفي حال ضمته إسرائيل بموجب خطط يعتزم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إطلاقها الأسبوع المقبل، فسيصير هذا السهل الحدود الشرقية للدولة العبرية، بما يزيد من المناطق الحدودية مع دولة الأردن التي وقَّعت معها تل أبيب معاهدة سلام في 1994. ورغم معاهدة السلام، فإن غور الأردن سيكون من منظور الجيش الإسرائيلي منطقة عازلة قليلة السكان، في حال تعرض إسرائيل لهجمات برية. واعتبر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في يناير (كانون الثاني) الماضي عند عرض الخطة الأميركية للسلام، أن غور الأردن «حيوي» لإسرائيل التي «ستفرض سيادتها» هناك. وكان نتنياهو قد وعد خلال الحملة الانتخابية في سبتمبر (أيلول) بأنه في حال أُعيد انتخابه فسيضم غور الأردن، بينما رد الفلسطينيون بأن من شأن إجراء مماثل القضاء على «أي فرصة للسلام». وأوضح نتنياهو في حينه أن ضم غور الأردن لن يشمل مدنه الفلسطينية، على غرار أريحا التي ستتحول إلى جزيرة عربية صغيرة، تحيط بها الأراضي الإسرائيلية. ويعيش نحو 10 آلاف من أصل أكثر من 450 ألفا من مستوطني الضفة الغربية المحتلة، ضمن غور الأردن، بحسب أرقام الحكومة الإسرائيلية ومنظمات غير حكومية. كما يعيش هناك نحو 65 ألف فلسطيني، بما في ذلك سكان أريحا العشرين ألفاً، بحسب منظمة «بتسليم» الإسرائيلية المناهضة للاستيطان. ويعد الاستيطان في الضفة الغربية والقدس الشرقية غير شرعي من وجهة نظر القانون الدولي. رغم ذلك، غيرت الولايات المتحدة موقفها تجاه هذا الملف الحساس في نوفمبر (تشرين الثاني)، معتبرة أن المستوطنات لا تتعارض مع القانون الدولي. وتبسط إسرائيل سيطرتها بالفعل على جزء كبير من غور الأردن، لوقوعه ضمن المنطقة «ج» في الضفة الغربية، طبقاً لاتفاقات أوسلو التي تحدد منذ منتصف التسعينات العلاقة بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل. وتمثل المنطقة «ج» نحو 60 في المائة من مساحة الضفة الغربية. وأعلن وزير الدفاع الإسرائيلي نفتالي بينت مؤخراً أن كل المنطقة «ج» إسرائيلية، وليس فقط غور الأردن. وتمتد منطقة غور الأردن من جنوب بحيرة طبرية وصولاً إلى شمال البحر الميت، وهي تعد استراتيجية على صعيد الإنتاج الزراعي والمخزون المائي. وتقول منظمة «بتسليم» إن نسبة 56 في المائة من السهل تقتصر على الاستخدام العسكري، ولا يمكن للفلسطينيين الوصول إلى 85 في المائة من أراضيهم.

وبحسب أرقام الاتحاد الأوروبي التي اطلعت عليها وكالة الصحافة الفرنسية، فإن غالبية عمليات الهدم التي قامت بها إسرائيل منذ 2009 كانت في غور الأردن (هدم 2403 مبانٍ لفلسطينيين). ويكافح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قبل أسبوع من الإعلان عن جدول تنفيذ مخطط ضم أجزاء واسعة من الضفة الغربية المحتلة، من أجل تغيير المواقف المعارضة في الداخل والخارج. وبموجب صفقة الائتلاف الحكومي بين نتنياهو ومنافسه السابق بيني غانتس، يمكن بدء تنفيذ مخطط ضم إسرائيل لمستوطناتها في الضفة الغربية ومنطقة غور الأردن الاستراتيجية في الأول من يوليو (تموز). ويعتبر المخطط جزءاً من الخطة الأميركية الأوسع التي أعلنها ترمب أواخر يناير. وتقترح أيضاً إمكانية إنشاء دولة منزوعة السلاح للفلسطينيين؛ لكنها تنفي مطالب رئيسية لهم كاعتبار القدس الشرقية عاصمة لهم. ويرفض الفلسطينيون بشكل قاطع مخطط الضم، كما أعلنوا سابقاً رفض الخطة الأميركية. ويرى نتنياهو في خطة واشنطن «فرصة تاريخية» لـ«تطبيق السيادة» على مساحات واسعة من الضفة الغربية. أما الاتحاد الأوروبي الذي يعتبر أكبر شريك تجاري للدولة العبرية، فلا يزال منقسماً بشأن العقوبات المحتمل فرضها على إسرائيل إذا نفذت مخططها. ويقول دبلوماسي أوروبي يتابع التطورات عن كثب، إنه يتعين على نتنياهو اتخاذ قرار حول المساحة التي يعتزم ضمها. وأضاف لوكالة الصحافة الفرنسية: «بالنسبة لنتنياهو الموضوع يتعلق بالحجم، حجم القطعة التي سيقضمها». ويلقى المخطط الإسرائيلي معارضة المجتمع الدولي أيضاً. وقطع الفلسطينيون العلاقات مع واشنطن في عام 2017، ورفضوا المقترحات الأميركية الأخيرة.

 

عريقات يتهم إسرائيل بقتل ابن عمه بدم بارد/كان في طريقه لحفل زفاف شقيقته... الفلسطينيون يطالبون بتحقيق دولي وإسرائيل ترفض نشر الفيديو

رام الله/الشرق الأوسط/24 حزيران 2020 

اتهم أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات، الجيش الإسرائيلي بقتل ابن عمه الشاب أحمد عريقات بدم بارد عندما كان في طريقه ليقلّ والدته إلى زفاف شقيقته. وقال عريقات إن أحمد مصطفى عريقات (28 عاماً) أعدم بدم بارد، موضحاً: «كنا في عرس أخته إيمان، وبعد عدة أيام كان عرسه. (رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين) نتنياهو يتحمل المسؤولية الكاملة عن جريمة الإعدام الميداني تماماً كما أعدموا الشهيد إياد الحلاق، ويجب أن يمثل أمام (الجنائية الدولية). ألهم الله والدته أم فيصل ووالده وأشقاءه وشقيقاته وأعمامه وأخواله وعمته أم علي الصبر والسلوان. إلى جنات الخلد حيث العدالة والكرامة والحرية والراحة الأبدية. وإنا لله وإنا إليه راجعون». وأرفق عريقات في بيان وزعه بطاقة دعوة العرس لشقيقة أحمد وله أيضاً، وكتب يقول: «تستمر الأكاذيب في محاولة تغطية الجرائم». وكان الجيش الإسرائيلي قتل عريقات بدعوى أنه حاول دهس شرطية على حاجز إسرائيلي شمال بيت لحم ويفصلها عن أبو ديس مسقط رأس الشاب. وبحسب رواية شرطة إسرائيل، كان أحمد يقود سيارته مسرعاً عندما وصل إلى الحاجز عند مدخل أبو ديس. وعندما أشارت إليه شرطية بالتوقف، انحرف باتجاهها واصطدم ببرج نقطة التفتيش. بعد ذلك خرج من المركبة وتقدم باتجاه أفراد الشرطة الذين فتحوا النار وقتلوه.

ورفض عريقات الرواية، وقال مكتبه إن أحمد كان في عجلة من أمره لعبور الحاجز «لإيصال والدته وشقيقته من صالون في بيت لحم». ونُقل عن عريقات قوله لهيئة البث العام الإسرائيلية: «ابن عمي وابن أخ زوجتي أعدم وقُتل بدم بارد، ونتنياهو يتحمل المسؤولية». وأضاف: «بدلاً من أن نقيم حفل زفاف، نقوم بترتيبات نصب خيمة عزاء». وشوهد الشاب ملقى بجانب سيارته على الأرض بعدما تلقى الرصاص من دون أن يتلقى خدمة الإسعاف. وقال مكتب عريقات إن الجيش الإسرائيلي منع خدمة الهلال الأحمر الفلسطيني من الوصول إلى مكان الحادث وتقديم العلاج الطبي. ورد متحدث باسم الشرطة بأن قواته قدمت عناية طبية لمنفذ الهجوم في غضون دقائق، لكنها اضطرت للإعلان عن وفاته بعد دقائق. ورفضت إسرائيل نشر مقطع الفيديو الذي يظهر اللحظات التي وقع فيها الحادث رغم وجود كاميرات مراقبة في الموقع. وعادة ما تنشر إسرائيل فيديو لحوادث الدهس أو الطعن لتثبيت التهمه. وأدانت دائرة شؤون المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية «جريمة اغتيال الشاب أحمد عريقات»، وطالبت بفتح «تحقيق دولي في جريمة إعدامه وجميع جرائم القتل التي تنفذها إسرائيل عمداً وخارج إطار القانون ضد أبناء شعبنا الأبرياء والعزل». وقالت: «إعدام الشهيد عريقات وتركه ينزف حتى الاستشهاد، ومنع طاقم الهلال الأحمر من تقديم الإسعاف له، واحتجاز جثمانه، هي جريمة مروعة متكاملة الأركان تستدعي أن تقوم المحكمة الجنائية الدولية بالإسراع في فتح التحقيق الجنائي ضد مجرمي الحرب الإسرائيليين».

 

130 مليون دولار في المؤتمر الدولي الرابع لدعم «أونروا»

وزير الخارجية الأردني: على من يريد السلام أن يمنع الضم

عمان/الشرق الأوسط/24 حزيران 2020 

تعهدت دول مانحة بتقديم 130 مليون دولار أميركي، لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، وذلك خلال مؤتمر وزاري دولي للمانحين، دعماً للوكالة، بحضور أمين عام الأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش ووزراء خارجية وممثلي 75 دولة ومنظمة إقليمية ودولية.

وأكد وزير الخارجية الأردني، أيمن الصفدي، مواصلة الأردن العمل والتنسيق مع الشركاء لضمان استمرارية عمل وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا). ودعا في مؤتمر صحافي مشترك بُعيد انتهاء جلسات المؤتمر الدولي الرابع الذي نظمته الأردن والسويد لدعم الوكالة مالياً وانتهى ليلة الثلاثاء، إلى التحرك لدعم الـ«أونروا»، وتمكينها من الاستمرار بتقديم خدماتها في مناطق تواجدها. من جهته، قال وزير التعاون الدولي والتنمية السويدي، بيتر إريكسون، إن المجتمع الدولي يجتمع اليوم لدعم 5 ملايين لاجئ فلسطيني وتمكين نصف مليون طفل من الذهاب للمدرسة، مشيراً إلى أن 59 دولة قدمت تعهدات والتزامات لدعم الـ«أونروا». وأكد الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، أن الـ«أونروا» «لا تعتبر شريان حياة للفلسطينيين وحسب، بل أساسية لضمان استقرار المنطقة»، داعياً إلى بذل كل جهد لضمان التمويل المناسب وضمان تلبية الحاجة للاجئين الفلسطينيين.

من جانبه، قال المفوض العام لـ«أونروا» فيليب لازاريني، إن العالم يواجه تحديات كبيرة سواء متعلقة بمخاطر ضم إسرائيل لأراض فلسطينية أو المتعلقة بالتبعات الاقتصادية في لبنان والأزمة السورية، إضافة إلى جائحة كورونا، وهو خطر محدق بالفئات الأكثر ضعفاً كاللاجئين الفلسطينيين. وقال إن أحد أهم أسباب عقد هذا المؤتمر هو التحدث عن الوضع المالي لـ«أونروا»، مبيناً أن الـ«أونروا» تسعى لتأمين الدعم بشكل دائم. وأكد الصفدي في كلمته خلال المؤتمر، بحسب، وكالة الأنباء الأردنية (بترا)، أن الـ«أونروا» يجب أن تستمر في تقديم خدماتها للاجئين الفلسطينيين، إلى حين حل قضيتهم، بما يضمن حقهم بالعودة والتعويض وفق قرارات الشرعية الدولية، «خصوصاً القرار 194 وفي إطار حل شامل للصراع ينهي الاحتلال الذي بدأ في عام 1967 على أساس حل الدولتين».

وقال إن أي تراجع في خدمات الوكالة سيفاقم معاناة الشعب الفلسطيني، مشدداً على «أننا نلتقي في وقت يهدد فيه قرار إسرائيل ضم ثلث الضفة الغربية المحتلة، في خرق واضح للقانون الدولي كل فرص تحقيق السلام العادل والشامل». وأضاف «يجب منع الضم، الذي إن نفذ سيقتل حق الدولتين وسيقوض كل فرص السلام. وعلى كل من يؤمن بالقانون الدولي وكل من يريد السلام، أن يعلن رفضه للضم وأن يعمل على منعه». وحذر الصفدي من أن «بديل حل الدولتين هو تكريس نظام التمييز العنصري (الأبارتايد) والذي سيجعل ضم إسرائيل أراضي فلسطينية، مآلاً حتمياً». وهذا هو المؤتمر الدولي الرابع الذي تنظمه الأردن والسويد لدعم الوكالة مالياً، إضافة إلى مؤتمرين وزاريين استراتيجيين استهدفا حشد الدعم السياسي للوكالة وتجديد ولايتها، وأثمرت هذه الجهود المشتركة مع شركاء آخرين سد العجز المالي بالكامل عام 2018 والذي كان بمقدار 446 مليون دولار، وتخفيضه في عام 2019 إلى 55 مليون دولار.

 

بومبيو يحذر الأمم المتحدة من إنهاء حظر السلاح على إيران

دبي _ العربية.نت/24 حزيران 2020 

حذر وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، من مغبة إنهاء الأمم المتحدة حظر السلاح المفروض على إيران. وقال بومبيو إنه إذا أنهت الأمم المتحدة حظر الأسلحة في أكتوبر المقبل، فإن إيران ستكون قادرة على شراء طائرات حربية مقاتلة جديدة من روسيا والصين. ونشر بومبيو خريطة توضح أن أوروبا ستقع تحت نيران إيران، إذا رُفع حظر السلاح عن طهران، وهو أمر قال بومبيو إن الولايات المتحدة لن تسمح به. وتخضع إيران لغاية أكتوبر لحظر الأسلحة المرتبط بالقرار 2231 بعد أن صادقت على الاتفاق النووي الدولي المبرم معها في 2015. ومنذ بداية العام، تحث واشنطن أعضاء مجلس الأمن على دعم تمديد الحظر، عبر منح بعضهم مشروع قرار بهذا الاتجاه. ويحظى مشروع القرار بدعم من فرنسا وألمانيا والمملكة المتحدة، ومن المتوقع أن تعارضه روسيا والصين. وكانت كل من ألمانيا وفرنسا وبريطانيا أعربت، الجمعة، عن دعمها لتمديد حظر السلاح المفروض على إيران. وكتب وزراء الخارجية الثلاثة: "نرى أن رفع الحظر المقرر في أكتوبر المقبل الذي تفرضه الأمم المتحدة على الأسلحة التقليدية والذي وضع بموجب القرار 2231، يمكن أن تكون له آثار كبيرة على الأمن والاستقرار الإقليميين". من جهته، كان براين هوك، الممثل الأميركي الخاص بإيران، أعلن الأسبوع الماضي، أن الولايات المتحدة تعتقد أن تمديد حظر الأسلحة على إيران، المقرر حاليا أن ينتهي في أكتوبر بموجب الاتفاق النووي الموقع في 2015، يجب أن يكون لأجل غير مسمى ودون تاريخ محدد. وأضاف هوك أمام فعالية نظمها مجلس العلاقات الخارجية، وهو مؤسسة بحثية، عبر الإنترنت "نعتقد أن السياسة الصحيحة هي فرض حظر على الأسلحة ليس له تاريخ محدد".

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

حزب الله وسياسة الارهاب المعلن واستخدام القضاء

شارل الياس شرتوني/24 حزيران/2020

“عندما اتوا ليقبضوا علي، لم يبق احدا ليعترض”

مارتن نيموللر (لاهوتي وقسيس لوثري واحد ابرز معارضي النازية، ١٨٩٢-١٩٨٤)

http://eliasbejjaninews.com/archives/87608/%d8%b4%d8%a7%d8%b1%d9%84-%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%b4%d8%b1%d8%aa%d9%88%d9%86%d9%8a-%d8%ad%d8%b2%d8%a8-%d8%a7%d9%84%d9%84%d9%87-%d9%88%d8%b3%d9%8a%d8%a7%d8%b3%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%a7%d8%b1/

تنبىء مهزلة احالة السيد علي الامين الى المحاكمة بتهمة التعامل مع اسرائيل عن دخول لبنان في مسار سياسي جديد يستهدف هويته الانسانية والكيانية، وقيمه المؤسسة، وخياراته الليبرالية، ونظامه الديموقراطي، ومستقبل دولة القانون والحريات فيه. هذا الاستخدام المعلن للقضاء، وطواعية الاجهزة القضائية للاملاءات الصادرة عن حزب الله، هو بمثابة اعلان موت الديموقراطية بمؤسساتها وثقافتها، واخضاعها لتعليمات حزب توتاليتاري يسعى الى تغيير شمولي يطال الحيثية التاريخية والقيمية والوطنية والدستورية للبلاد. نحن في خضم سياق انقلابي سافر وغير آبه بكل الاعتبارات الميثاقية والدستورية والاخلاقية والديموقراطية التي رافقت البلاد منذ نشأتها، على الرغم من كل الانتكاسات والتراجعات المميتة التي عرفتها طوال المئوية التي انقضت على نشأة لبنان. هذه الفجومية السافرة تستوجب ردودا وممانعات لاتقلها صراحة لجهة الرفض المعلن لهذا الارهاب، والتحرك السياسي لجهة ايجاد ائتلاف سياسي عريض للتصدي لهذه المحاولات ووقفها عند حدودها.

ان سياسة التطويع التي يعتمدها الحزب مباشرة او من خلال ادواته، تعتمد نهجا بولشڤيا ونازيا واضحا لجهة افراغ الدولة من كيانها المعنوي والقانوني والناظم، لحساب دورها الادواتي في خدمة الايديولوجية الحاكمة ( idéocratie ) ومصالح الاوليغارشية التي تمثلها بموجب شرعية تعويذية ( légitimité incantatoire ) تصطلحها لذاتها. هذا النهج الديكتاتوري التوتاليتاري مبني على الثنائية النزاعية بين الدولة الاسمية والدولة العميقة التي تدير البلاد فعليا على قاعدة سياسية وايديولوجية ومصلحية تعكس اهداف الفريق الانقلابي وملحقاته. ان تركيب الملفات الجنائية بحق المعارضين، كما هو الحال اليوم مع السيد علي الامين، والسيدة كندة الخطيب، واستعمال القضاء اداة لقمع وترهيب وتطويع المعارضين على اختلاف انتماءاتهم، هو سمة اساس من سمات الانظمة التوتاليتارية المستندة الى الثنائيات السلطوية، والارهاب المعنوي والجسدي، وتزوير الحقائق، والكذب المؤسسي، والتضليل الايديولوجي، وآلية كبش المحرقة، كسبل متعددة لترسيخ الارهاب المعنوي واستدخال الخوف وتطبيع مناخاته.

ان الطريق الامثل للممانعة هو اعلان الحقائق من منابر الداخل والخارج، وفضح السيناريوهات المعدة سلفا، واللجوء الى المعارضة بكل اشكالها التعبيرية، والدفع بديناميكية التواصل بين فاعلي المجتمع المدني المحلي والمؤسسات والحركات الدفاعية الدولية، عن طريق توثيق المخالفات والتعديات على حرمة الافراد المعنوية والجسدية، وحقوقهم وحرياتهم، وعائلاتهم، وتطوير مضادات تحمي القضاء النزيه والمستقل من خلال امداده بالوثائق، وحماية مداخلاته، وتحصينه من خلال تنوير الرأي العام، والرفض المبرح للقضاء المستخدم. لقد اجتاز حزب الله المحرمات لجهة حقوق الانسان، ومعايير دولة القانون، والامن الاولي العائد لأي مواطن، الامر الذي يستوجب ممانعة وادانة وردعا فعليا من اجل ايقاف عمليات التعدي والارهاب المنهجية المعتمدة. ان الاعتداء على الحريات كما هو حال المعارضين المذكورين، او على الحقوق العقارية كما هو جار في منطقة لاسا وجرود كسروان وجبيل ومناطق شتى، ما هي الا دلائل عينية على عمل انقلابي خطير يطال البلاد في حيثياتها المنشئة، وطبيعة وجودها الدولاتي، وحقوق وحريات مواطنيها، لذا فالمقاومة واجبة، ومواجهة التطبيع تأتي على رأسها. يوصف مفهوم التوتاليتارية البدائية اداء حزب الله والثورة الايرانية بطقوسها الناظمة للزمن الاجتماعي، ومحدداتها الشرعية، ومناخاتها الضاغطة، وتوبوغرافيتها الذهنية ( اشرف الناس )، وابلسة كل ما يخالف تصوراتها ومصالحها ( المعارضين على تنوع توزعاتهم، اسرائيل، الغرب، الاصوليات السنية المناوئة،… )، وقسمة العالم بين خير ( نحن ) وشر ( هم )، وتصوير العالم على انه ساحة منازلة بين اضداد، واشاعة مناخات الخوف واستدخاله في كل تضاعيف النسيج العلائقي، ويشكل المدخل لفهم هذه الديكتاتورية التي تستعيد النماذج الذهنية المخصصة لكل نظام توتاليتاري، ويحدد سبل مواجهتها من خلال الجرأة في فضح سياسة الكذب وابراز الحقائق ورفض الاذعان، وصون الاستقلالية المعنوية، وحماية الحقوق والحريات.

 

قوى المعارضة الرئيسية تقاطع لقاء بعبدا

كارولين عاكوم/الشرق الاوسط/24 حزيران/2020

لم تبدّل رئاسة الجمهورية اللبنانية موقفها من المضي في عقد اللقاء الوطني الذي دعت إليه غداً (الخميس)، رغم إعلان رؤساء الحكومة السابقين عن مقاطعته، وأضيف إليهم أمس، «حزب الكتائب اللبنانية» و«تيار المردة»، فيما تتجه الأنظار إلى ما سيعلنه اليوم «حزب القوات اللبنانية» والذي تشير مصادره إلى أن قراره يميل إلى السلبية أكثر منه إلى الإيجابية. ومع تركيز مختلف الأطراف المقاطعة للقاء على خلوه من جدول أعمال واضح إضافة إلى فشل الحكومة والعهد في تنفيذ أي إجراءات إصلاحية، أكدت مصادر مقربة من رئاسة الجمهورية أن اللقاء قائم في موعده من دون أي تغيير، معتبرة أن من قرّر المقاطعة أخذ خياره، ومن يقاطع يتحمل مسؤولية قراره، وترى أن الحديث عن عدم ميثاقية اللقاء هو في غير مكانه.

وقالت مصادر الرئاسة لـ«الشرق الأوسط» «لا شك أن غياب رؤساء الحكومة السابقين مؤسف وكنا نتمنى ألا يحصل، لكنّ هذا لا يعني أن الميثاقية غير موجودة بل كل الطوائف ممثلة»، مشيرةً في الوقت عينه إلى أن «هذا اللقاء لا يحتاج إلى الميثاقية لأنه تشاوري ولن يتم اتخاذ قرارات تنفيذية خلاله، إضافةً إلى أن هناك تمثيلاً سنّياً عبر رئيس الحكومة الحائز على ثقة البرلمان وكتلة اللقاء التشاوري التي تمثل 6 نواب منتخبين بأصوات الطائفة السنية».

وفيما جدّدت تأكيد أن اللقاء لبحث موضوع التطورات الأمنية التي حصلت في بيروت وطرابلس والتي لامست الخط الأحمر، أي الفتنة، أكدت أنه لا خلاف حول القضايا الأمنية والسلم الأهلي بين جميع الفرقاء، ولا أحد يرفض استقرار البلد.

وردّت المصادر على الذين قالوا إنه لا يوجد جدول أعمال للقاء، بالقول: «إن نص الدعوة واضح بحد ذاته وهو يحدد مواضيع البحث، ولا سيما في الشق الأمني الذي كان سبب الدعوة، وذلك لا يلغي أنه يمكن لأي من الحاضرين طرح أي موضوع يراه مكملاً لهدف اللقاء».

وبانتظار إعلان حزب «القوات» موقفه باتت خريطة المشاركين واضحة، وهي من الكتل المحسوبة على العهد والحكومة باستثناء رئيس الجمهورية السابق ميشال سليمان، ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، بينما خرج رئيس «تيار المردة» عن إجماع حلفاء «حزب الله» وأعلن رئيسه سليمان فرنجية مقاطعته اللقاء. وبعدما كان قد وصف رؤساء الحكومة السابقون اللقاء بـ«مضيعة للوقت» معلنين مقاطعتهم له، أعلن فرنجية أمس، عدم المشاركة متمنياً «للحاضرين التوفيق بمسيرتهم لإنقاذ الوضع الاقتصادي والأمني والمعيشي وإيجاد الحلول المرجوة».

كذلك أعلن رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل، مقاطعة اللقاء، وقال في مؤتمر صحافي أمس: «عنوان الحوار في غير مكانه، وندعو الرئيس عون إلى أن يدعو إلى حوار حول المسائل التي تنقذ الواقع وحوار لوضع خطة إنقاذية اقتصادية تجيب عن مشكلات الناس والوضع المعيشي وليس كالخطة التي عليها صراع بين أهل السلطة العاجزة عن الحلّ». وأضاف: «فليكن الحوار حول إعادة انبثاق السلطة وإعادة القرار لنا وانتخابات جديدة وحكومة مستقلة، كما نريد حواراً حول استعادة لبنان موقعه وحصر السلاح بيد الجيش».

من جهته تمنى رئيس الجمهورية السابق أمين الجميل، على عون تأجيل اللقاء الوطني وإعادة ترتيب أولوياته وفق مقتضيات الدستور ومصلحة الدولة العليا بما يحفظ سيادة لبنان ونسيجه الواحد ودوره الريادي وعلاقاته العربية والدولية، مع تأكيده دعم أي حوار وطني.

ورغم أن «حزب القوات اللبنانية» الذي يعلن قراره النهائي اليوم، كان الفريق المعارض الوحيد الذي اختار المشاركة في اللقاء المالي الذي عُقد في بعبدا بداية الشهر الماضي لبحث الخطة الاقتصادية، يبدو أن التوجّه هذه المرة سيكون مغايراً. وتقول مصادره لـ«الشرق الأوسط»: «نرحّب بأي دعوة للحوار داخل المؤسسات لكن إذا كانت الأسباب الموجبة لها غير كافية لا نشارك». وعقدت كتلة «المستقبل» اجتماعاً مساء أمس برئاسة الرئيس سعد الحريري، وحضور نائب رئيس مجلس النواب السابق فريد مكاري، ونواب ووزراء التيار السابقين و«ثمنت عالياً الموقف الصادر عن رؤساء الحكومة السابقين المتعلق باعتذارهم عن عدم المشاركة في لقاء بعبدا كرسالة اعتراض على عجز العهد وحكومته في إدارة الوضع العام في البلاد بكل مستوياته، وفي عدم صياغة خطة إنقاذ واضحة وابتكار حلول تخرج الوطن من أزماته، وتؤكد على احترام قرارات الشرعية العربية والدولية ونأي لبنان بنفسه عن مشاكل المنطقة».

 

“الإدّعاء” على العلّامة الأمين عاجز عن إلغاء مدرسة “الاجتهاد

علي الأمين/نداء الوطن/24 حزيران/2020

الحدث جلل. الإدعاء، وهو فعلاً “إدعاء” وزعم، على العلامة الجليل السيد علي الأمين بلقاء مسؤولين إسرائيليين يتجاوز المهزلة القضائية، ليصيب “حزب الله” المحرّض والفاعل عبر أدواته القانونية في قصر بعبدا مقتلاً وإفلاساً وفضيحة مدوية بعد خروج فاقع عن الأدبيات الإنسانية والدينية والشرعية، خصوصاً وأن الحزب وحلفاءه يعلمون جيداً أنهم يفبركون إساءة ترتد عليهم ولن تُغير بتاريخ الأمين وعمامته الناصعين.

لم يعد خافياً ان الاتهام بالعمالة صار الوسيلة التي تتم من خلالها محاولة إسكات وتطويع الأصوات المعترضة على سلطة “حزب الله” وامتداداتها في مؤسسات الدولة اللبنانية. آخر هذه المحاولات، وليس آخرها كان الادعاء على المفتي السابق في صور وجبل عامل العلامة السيد علي الأمين بجرم لقاء مسؤولين اسرائيليين. وهذا الادعاء جاء على خلفية مشاركة السيد الأمين في مؤتمر في البحرين حول الأديان شارك فيه رجال دين وهيئات اجتماعية وثقافية من انحاء العالم من بينهم احد الحاخامات الاسرائيليين، وكان من بين المشاركين في المؤتمر من اللبنانيين السفير اللبناني في البحرين، ومؤسسة مخزومي، ورجال دين مسيحيون ومسلمون. إعلان السيد الأمين غداة عودته انه لم يكن على علم بمشاركة رجل دين اسرائيلي، لم يمنع من اطلاق “حزب الله” حملة ضد العلامة الأمين عبر ادواته، وصلت الى استدعاء الأمين من قبل الأمن العام حصراً بالطبع من دون ان يتم استدعاء اي مشارك في المؤتمر ولم يصدر اي موقف رسمي لبناني لا تجاه السفير ولا ادانة المؤتمر او الاعتراض اللاحق عليه.

كل ما تقدم يكشف عن “أوضح الواضحات” العلامة الأمين وهو الفقيه الأبرز فقهياً بين علماء الشيعة اللبنانيين، والمعروف بمواقفه الوطنية يتم الادعاء عليه بتهمة التعامل مع العدو الاسرائيلي، فقط لأنه من العلماء الشيعة الذين يعلنون بوضوح التزامهم بخيارهم الوطني والعربي والاسلامي، ويعلنون تمايزهم او اعتراضهم على المشروع الايراني وسياسة “حزب الله” اللبنانية وفي الدول العربية.

محاولة النيل من السيد الأمين بهذه التهمة، هي استهداف لا يمكن فصله عن استهداف العمامة الشيعية، خاصة عندما تصدر عن جهة تحتمي بهذه العمامة، واذا كان البعض لا يدرك مغزى ما يرتكب تجاه قامة مشهود لها بفقهها ومرجعيتها، فهو يمهد شاء أم ابى الى إسقاط عمائم كثيرين من رجال الدين.

يعكس هذا الادّعاء حجم الضيق من اي اختلاف يعكس مدرسة الاجتهاد التي ستبقى راسخة في المذهب الشيعي مهما حاولوا التشويه واختصار المذهب بالولاء لشخص واحد أحد، هو زعيم دولة ايران.

النيل من السيد علي الأمين، بهذه الطريقة، وبعد اسابيع على اطلاق العميل عامر الفاخوري تحت اعين “حزب الله”، وبعد اشهر قليلة على تنفيذ عملية تهريب برعاية رسمية لكارلوس غصن، الذي اجتمع في وقت سابق مع مسؤولين اسرائيليين وعلى رأسهم رئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو، من دون ان يبدي “حزب الله” اي اعتراض على حمايته غير القانونية والمكلفة للبنان في علاقاته مع اليابان وغيرها، ولم تزعج حزب الله” مشاركة الوزير جبران باسيل في تظاهرة التضامن مع ضحايا شارل ايبدو في باريس، في وقت كان مسؤولون اسرائيليون يسيرون صفاً واحداً وعلى بعد امتار قليلة منه، والأمثلة عديدة في ما يتصل بقيادات وعناصر في التيار الوطني الحر، الذين كان ولاؤهم لسياسة “حزب الله” معبراً لعدم اتهامهم وملاحقتهم، “كن مع “حزب الله” وافعل ما شئت” هذا ما اثبتته الوقائع التي جعلت من ملف العمالة مجالاً للابتزاز والمقايضة، في المقابل مارس “حزب الله” سياسة “انت ضد “حزب الله”… انت عميل”.

استهداف المفتي السيد علي الأمين رسالة واضحة الى معارضي خيارات “حزب الله” ورهاناته السياسية، سواء كانوا شيعة او غير شيعة، وهي تعبّر عن حجم الافلاس الذي وصلت اليه السلطة التي باتت وهي تعاني من الافلاس المالي والاقتصادي، تعلن على الملأ وعبر النيابة العامة عن إفلاسها السياسي.

 

تهامات العمالة.. "نكتة" سمجة وقاتلة

نادر فوز/المدن/25 حزيران/2020

في سوريا، وهن نفسية الأمة وعزيمتها. في مصر، الشيوعية أو "الأخوان المسلمين". في بلدان عربية عديدة، "الإخوان" أيضاً. في بعض الأنظمة الشيوعية، تروتسكية وتحريفية. في الولايات المتحدة والغرب، إرهاب. وفي أخرى، الماسونية العالمية. تحتاج كل منظومة حكم بوليسي استبدادي فاسد، إلى تهمة جاهزة معلّبة للقضاء على معارضيها. لتحقيرهم، ذلّهم، أبلستهم، إقصائهم عن الحيّز العام والخاص. وطبعاً تتغيّر التهمة بحسب التغيّرات السياسية، بما يتناسب مع مصالح الحكم واستبداده. بما يتلاءم مع كل ذاك الخبث والإجرام، فيخرج التخوين الذي ليس إلا من ضمن معارك وجودية تخوضها هذه الأنظمة للاستمرار في إحكام قبضاتها الحديدية على شعوبها.

العمالة في لبنان

في لبنان، يطفو اتّهام العمالة لإسرائيل على سطح الحكم البوليسي الذي يجدّد جلده اليوم. تطبيع، تواصل، وجهة نظر إسرائيلية، مفردات لتهمة سياسية واحدة: العمالة مع العدو. اتهامات سياسية، ماكينات إعلامية، ولا قضاء يحاسب. يكفي أن تخرج كلمة سرّ واحدة على مواقع التواصل الاجتماعي، لتنتشر التهمة وتتكرّس في نفوس المواطنين وذاكراتهم. اتهامات، تحوّل معارض المنظومة أو السائد إلى عدو للدولة. إلى عدو الداخل، يباح التنكيل به بدءاً بالشتم وصولاً إلى الاعتداء.

أداة قمعية

بغض النظر عن هوية هذا المعارض، عن مواقفه وآرائه وموقعه، يتحوّل إلى ضحية سهل ذبحها وتصفية دمها. إن انتهى السلّاخون منها اليوم، يدورون على غيرها غداً. حركة من الدوران المستمرّ جعلت من اتهامات العمالة لإسرائيل نكتة. لكنها نكتة ثقيلة، خطرة وقاتلة. الاتهامات بالعمالة باتت أشبه بخرقة، تمسح كل ما في هذه الأنظمة من أوساخ وسوء. خرقة منشورة على أسطح المباني، في نشرات الأخبار والصحف. جعلت هذه الاتهامات من فعل العمالة جرماً فارغاً. فالمعارضون يلاحقون بتهم العمالة، والعملاء يخرجون بوساطات أو تسويات. عملاء إسرائيل والتساهل معهم بعد تحرير 2000 يوضح ذلك. فايز كرم دليل على ذلك. وعامر الفاخوري مثال آخر. وللأخيرين جمهور يصفّق، يدافع، ويطلق اتهامات العمالة أيضاً. هزلت التهمة، وفرّغ الجرم من مضمونه. تحوّلت العمالة إلى أداة قمعية لا أكثر ولا أقلّ.

الخطيب والأمين

على ساحة اتهامات العمالة في لبنان، قضيّتان. ملف كيندا الخطيب، الذي أعاد اللبنانيين إلى ملف زياد عيتاني الملفّق. وملف السيّد علي الأمين الذي بدأ سحبه من التداول تدريجياً والتراجع عنه بحجة خطأ تحريري ناتج عن الخبر الصادر في الوكالة الوطنية للإعلام. قضية الخطيب في مسارها القضائي، أما قضية الأمين فتم التراجع عنها بعد ساعات بالإشارة إلى أنه "بعد اللغط الذي حصل أمس والترويج بأنه تم الادعاء على السيد علي الأمين بجرم التعامل مع العدو الإسرائيلي، أكدت معلومات قضائية أن المحامي العام الاستئنافي في جبل لبنان رائد أبو شقرا هو الذي ادّعى على الأمين بجرم إثارة النعرات الطائفية، ولم يتم الادعاء عليه بجرم التعامل مع العدو الإسرائيلي الذي ليس أصلا من صلاحيات أبو شقرا". في حين أنّ الخبر الأساسي أفاد أنه "بناءً على الدعوى المقدمة من المحامي غسان المولى بوكالته عن نبيه عواضة، خليل نصرالله، شوقي عواضة، حسين الديراني ادعت النيابة العامة الاستئنافية في جبل لبنان، على السيد علي الأمين بجرائم الاجتماع مع مسؤولين إسرائيليين في البحرين، ومهاجمة المقاومة وشهدائها بشكل دائم، والتحريض بين الطوائف وبث الدسائس والفتن، والمس بالقواعد الشرعية للمذهب الجعفري".

كلمة مفتاح

"دسّ الدسائس والفتن"، تهمة يتمّ تعليبها في النظام اللبناني كما سائر دول الجوار. أما "المس بالقواعد الشرعية للمذهب الجعفري" فتهمة جديدة، غريبة. حلّها داخل الطائفة نفسها. و"مهاجمة المقاومة وشهدائها"، هي الكلمة المفتاح للقضية. ممنوع انتقاد حزب الله (بصفته مقاومة)، هذا هو المطلوب، لا أكثر ولا أقلّ. انتقاد الحزب، من خارج طائفته، أمر مرحّب به يؤدي مفعوله في المزيد من الالتحام بين ثنائيتها وجمهوريها. أما إذا جاء من داخل الطائفة فوقعه مختلف، دليل على تنوّع غير مرغوب به. صوت نشاز يجب إطفاءه.

هرطقات ومؤامرات

سارعت قيادات سياسية إلى الدفاع عن الأمين، فاعتبر رئيس الحكومة السابق زعيم تيار المستقبل سعد الحريري، أنّ الخبر المنشور "يشكل جريمة في حد ذاتها واعتداءً موصوفاً على كرامة اللبنانيين واحتقاراً لعقولهم ووطنيتهم". وتابع مغرّداً "السيد علي الأمين علم من أعلام الوحدة الوطنية والإسلامية، والاعتداء على كرامته اعتداء علينا جميعاً مسلمين ومسيحيين. كفّوا عن هذه الهرطقات باسم القضاء والإخبارات الملفقة". أما رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي فكتب على "تويتر "كفى مؤامرات وتشويه للتاريخ من قبل القوى الظلامية والإلغاء في اتهام السيد علي الأمين بالتعامل مع إسرائيل. كفى إلغاء لبنان التنوع والحرية. كفى تدمير حرية الرأي من قبل مجموعات الظلام والشمولية .كفى تدمير القضاء أو ما تبقى منه والمؤسسات في كل المجالات. كفى تدمير لبنان". واستنكر رئيس القوات اللبنانية، سمير جعجع، الإجراء القضائي في حقّ السيد علي الأمين، طالباً من "مجلس القضاء الأعلى إحالة هذا الملف على التفتيش القضائي، لأنه لا يجوز التلاعب بالقضاء أكثر". كما اعتبر النائب السابق باسم السبع أنّ "النيابة العامة الاستئنافية ضربت رقماً قياسياً في تجيير القضاء لأهداف سياسيّة، والادّعاء يشكّل لطخةً سوداء في سجلّ من وقّع عليه، وجنايةً أخلاقيّةً وقانونيّةً تستوجب عقوبة الطرد من السلك العدلي".

بيان تضامني

وتحت عنوان "عبثاً تحاولون"، من المفترض أن يعلن عن بيان تضامني موقّع من مئات السياسيين والناشطين والصحافيين. وجاء في البيان ما حرفيّته: "يوم الثلثاء 23 حزيران 2020، أقدمت قاضيةٌ برتبة نائب عام استئنافي في بعبدا، معروفةُ الولاءِ السياسي، على الادعاءِ على المفتي السيد علي الأمين بتهمة "الاجتماع مع مسؤولين إسرائيليين" خلال أحد المؤتمرات ــ في عدادِ تُهَمٍ أخرى، مزعومةٍ، لم ينص عليها القانون اللبناني أصلاً!

من نافل القول أنَّ هذا الادعاءَ إنَّما يندرج في سياق ما شهدته الأشهر الماضية من سعيٍ حثيث، من طرف السلطة المُسْتَقْوِيَةِ بـ"حزب السِّلاح"، إلى مُصادرةِ الحياة السياسية، وإلى التَّضييقِ على الحريّات العامة، وفي الطليعةِ منها حرية التعبير، ومن سعي مُوازٍ إلى بَسْطِ النفوذِ الأمنيِّ على كلِّ مرافق الحياة الوطنيَّة وصولاً إلى حدِّ اقتراح حلولٍ أمنيَّةٍ للمآزِقِ السياسيَّة والاقتصاديَّة التي يتخبَّط فيها لبنانُ، والتي تُثْبِتُ إخفاقَ هذه السلطة، وفشلَ مشروعِ الحِزْب الذي تَسْتَقْوي ببأسِه على اللبنانيين واللبنانيات.

إنَّ الموقعين/الموقعات على هذا البيان يَرْبَؤُنَّ بالقضاء اللبناني أن تتحوَّل بعضُ نياباته العامة، وبعضُ أقواسه، إلى محاكمِ تفتيشٍ مُطيعَةٍ لشهوات السلطة السياسية، ويعتبرون أن مُمارساتِ محاكم التفتيش هذه سببٌ إضافيٌّ لأن ينتفض قضاةُ لبنانَ وقاضياتُه انتصاراً لكرامتهم ولاستقلال السلطة التي يُمَثِّلونَ ويَتَقَلَّدون.

إلى هذه الدعوة، يُكَرِّرُ الموقعون/الموقعات أدناه ــ إنْ لم يكن مِنَ التكرار بُدّ ــ أنَّ إمعانَ السلطة السياسية في غيِّها، مُتَوَسِّلَةً بـ"سرايا الشَّبّيحة" تارة، وبـ"الأمن العَضَلِيِّ" تارة أخرى، وبـ"القَنْص القضائي" عند الحاجة، تَسَتراً على إخفاقها، لن يزيدهم إلّا تمسكاً بحقوقهم المواطنية، ولن يزيدهم إلّا إلحاحاً في المطالبة بهذه الحقوق. بيروت، 24 حزيران 2020".

 

لقاء بعبدا حلفُ أقليات.. ودويلة علوية لا تعادي إسرائيل

منير الربيع/المدن/25 حزيران/2020

في العام 2011، مسح وليد المعلم أوروبا عن خريطته. وبعد سنوات تسع مسح الحدود بين سوريا ولبنان، بعد دخول قانون قيصر حيز التنفيذ. لقد جدد المعلم لاءات نظامه الأسدي ضد السيادة اللبنانية.

بين الخيال والواقع

وإذا كان ما قاله عن أوروبا من ضروب تخيلاته، فما قاله عن لبنان هو فعلي. فحدود لبنان مع سوريا استكمل حزب الله محوها محواً كاملاً بمقاتليه، الذين ما زالوا يقاتلون في سوريا الأسد، دفاعاً عن نظامها ضد ثورة شعبها.

ومن لبنان هناك أوتوسترادات خاصة شقها الحزب والإيرانيون إلى سوريا فالعراق. وبدلاً من تلازم المسار السوري - اللبناني، دخلت المنطقة في مدار تلازم مسارات ثلاث: سوريا ولبنان والعراق، تحت لواء طهران. ومن الواضح أن النظام السوري، شأن حزب الله، لا ينوي التراجع ولا الرضوخ للضغوط الأميركية، ولو كان ثمن ذلك خياراً انتحارياً جديداً ينحر سوريا ولبنان معاً. فما يهم بشار الأسد، ليس البقاء على سوريا موحدة، بل هو يكتفي فقط بإعادة إحياء فكرة سوريا المفيدة.

حلف لبنان الأسدي

في لبنان هناك من يجاري بشار الأسد في وجهة النظر هذه. ومن يجاري الأسد الإبن ليس حزب الله وحده، بل هناك أيضاً حليفه المسيحي، الذي إذا ما استشعر خسارة سيطرته الكلية على الحكم والجغرافيا السياسية، يروح يبتز الجميع علانية: إما أن يسير معه معارضوه وحلفاؤه جميعاً، ويستسلمون لشهواته، وإما يكثف ضغوطه الابتزازية لتوفير استقلالية مالية وإدارية وسلطوية، ولو على جزء بسيط من الجغرافيا اللبنانية. مع ما يعنيه ذلك من استمرار الصراع والتنافس على المنطقة المسيحية.

بكل موضوعية، وبعيداً من الشعارات والنظريات، ليست الدعوات إلى الانفتاح شرقاً سوى معادلات فارغة، هدفها الابتزاز السياسي وتقطيع الوقت. ومن يطلق مثل هذه الشعارات غير مقتنع بها، لأنه يعلم أن الخيار الشرقي يعني الانهيار المالي والاقتصادي والسياسي. وهو مجرد ابتزاز في انتظار الوصول إلى تسوية مع الغرب.

بعبدا: حلف الأقليات

وقد كان جبران باسيل الأوضح في تعبيره الابتزازي، عندما قال إن الخيار اللبناني هو خيار غربي. أما مشرقية باسيل المسيحية، فتتلاقى مع حزب الله والأسد، ليس في الوجهة المصلحية والتجارية والاقتصادية، بل في مبدأ آخر مختلف: حلف الأقليات الذي يتجلى بأحد وجوهه في لقاء قصر بعبدا الذي يغيب عنه السنّة. واللقاء يليه تصعيد سياسي كبير وانقسام خطير، سينعكس على الواقع اللبناني. فبعد اللقاء سنشهد المزيد من ممارسة سياسة التشفي ضد القوى التي عارضت وقاطعت: السنّة الذين فقدوا وزنهم وقدرتهم على المواجهة والصمود.

إحياء مزارع شبعا

الانقسام الذي يقف لبنان على شفيره أخطر من الانقسامات السابقة، لأنه معطوف على أزمة اقتصادية ومالية مستفحلة تنذر بانهيارات كبرى، سياسية ووجودية. من عوامل هذه الانهيارات تلازم المسارات الثلاث (لبنان وسوريا والعراق) تحت لواء طهران. وكذلك الدخول في مدار التصعيد مع القوى الدولية من بوابة رفض حزب الله والنظام السوري ترسيم الحدود بين البلدين. ولا تقتصر كلمة وليد المعلم على رفضه ترسيم الحدود ومراقبتها دولياً، لمنع التهريب وإغلاق المعابر غير الشرعية. بل هي ترتبط أيضاً ومباشرة بترسيم الحدود الجنوبية، أي بإعادة التلاعب بقضية مزارع شبعا، وبعدم إثبات النظام لبنانيتها. وهذا يعني العودة إلى قواعد لعبة ما بين العامين 2000 و2006.

نصر على أشلاء لبنان

هذا التصعيد سيدفع لبنان ثمنه غالياً، فيما الضغط الأميركي مستمر، لا يقبل التراجع. أولى نتائج التصعيد، تدمير لبنان بصيغته المعروفة، ومحو الامتيازات التي تمتع بها منذ نشوئه. والتدمير ينسحب على الثقافة، المؤسسات التربوية، الإرساليات، وعلى القضاء بتسخيره وتسخيفه.

وهذا لا ينفصل عن تدمير النظام الاقتصادي والمصرفي اللبناني. ومجابهة الله الضغوط الدولية بهذه الطريقة تؤدي إلى ذلك، لا إلى إنهاء حزب الله أو حلفائه. وهذا ما حصل في سوريا بعد الثورة: تدمير بنيتها الاجتماعية والديموغرافية وتصحيرها السياسي، مقابل بقاء الأسد على أشلاء سوريا والسوريين. وهناك في لبنان من يريد تكريس انتصاره على أشلاء لبنان وركام النظام اللبناني السياسي والاقتصادي.

دويلات أسدية وباسيلية

يمكن أن تختصر التطورات الراهنة رسالة واحدة أرسلها بشار الأسد إلى رئيس الوزير الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عبر روسيا، وقد كشف عنها وليد جنبلاط نقلاً عن بوغدانوف. تقول الرسالة الأسدية: في حال تقسيم سوريا لن تكون الدويلة العلوية خطراً على إسرائيل. كثر من اللبنانيين يلتقون مع الرسالة الأسدية هذه. ومنهم من سبق أن قال إن ليس لديه مشكلة إيديولوجية مع إسرائيل. وأمثال هؤلاء يطمحون إلى تشييد دويلاتهم المستقلة، في إطار الدولة المركزية. وهم يعقدون تحالفاً مع الطرف الأقوى لبنانياً: حزب الله الممسك بالحدود مع سوريا وسوريا المفيدة تحديداً، وكذلك مع الكيان الإسرائيلي. هنا أيضاً لا بد من العودة إلى كتاب الرئيس أمين الجميل، الذي ينقل فيه عن رفعت الأسد كلاماً قاله في الثمانينيات حول أهمية التحالف المسيحي الشيعي في لبنان، والذي يتلاقى مع العلويين في سوريا، ولا يشكل تهديداً لإسرائيل. وقد اختصر ديفيد شينكر قبل يومين كل هذه المعادلة، بوصفه حزب الله كتهديد لإسرائيل، والغاية من الضغوط عليه نزع قدرته على تهديد الكيان الإسرائيلي، سواء بمعركة عسكرية أم من خلال العقوبات.

 

بعد أول تموز: من سيبقى في لبنان؟

يوسف بزي/المدن/25 حزيران/2020

خسر لبنان بين عامي 1975 – 1976، النخبة الأكثر تقدماً وعلماً وثراء في الشرق الأوسط. نخبة متنوعة الأعراق والأديان، هاجرت وتوزعت بين أميركا الشمالية وأوروبا وأستراليا.

موجة أخرى من المتعلمين والمقتدرين الذين يشكلون صفوة اجتماعية، مضاف إليهم الشريحة الأعرق من الطبقة الوسطى الريفية والمدينية، هاجرت نهائياً البلد ما بين 1982 و1984.

ثم خسر لبنان عقب حربي "التحرير" و"الإلغاء" (1988- 1990)، عشرات آلاف العائلات المسيحية التي يئست وهاجرت، على نحو "قصم ظهر" هذا المجتمع بما يوازي نكبة المجاعة أثناء الحرب العالمية الأولى، وربما أفدح، طالما أنه لم يستطع أبداً تعويضها.

كان ذلك حصيلة 15 عاماً من الحريق الذي قضى على "الجمهورية الأولى".

وإذ قام مشروع "إعادة الإعمار"، ابتداء من العام 1992، على استقطاب المغتربين وبث الأمل بـ"عودة لبنان"، وترميم الطبقة الوسطى، وتخريج دفعات كبيرة من الشبان المتعلمين المبتعثين إلى الدول المتقدمة (نحو 40 ألف طالب بغضون ست سنوات تقريباً) تكفّل بأغلبيتها رفيق الحريري، وضخ مليارات الدولارات في شرايين الاقتصاد وإطلاق عجلة ازدهاره القياسي السرعة.. إلا أن مشروع "الجمهورية الثانية" ظل مقيّداً بثلاثة معوقات بنيوية موروثة من رواسب الحرب ونتائجها: استثناء سلاح حزب الله من حلّ الميليشيات، الاحتلال الإسرائيلي، والاحتلال الأسدي. وإذا كانت العداوة تجاه إسرائيل أو تجاه النظام السوري موضع إشكاليات لبنانية، إلا أن سلاح حزب الله كان إشكالياً من غير "عداوة".

ما بين 2000 و2005، تخلصت الجمهورية بثمن باهظ من الاحتلالين.. وبقي السلاح، الذي وظيفته الدائمة استدعاء العدو، أو الحرب نفسها. وفي الحالة اللبنانية، وابتداء من خريف 2006، أضيفت إليه أو تقدمت أكثر وظيفته الأهم وفائدته الفعالة في الداخل، أي مواجهة الطوائف الأخرى. هكذا، بين انفجار شباط 2005 وآخر اغتيال قُتل فيه محمد شطح عام 2013، نازعت "الجمهورية الثانية" ولفظت أنفاسها. وفي الأثناء، ومنذ تموز 2006، بدأت أفواج جديدة من "نخبة" اللبنانيين بالهجرة تباعاً. كما رسى تقليد طوال 15 عاماً الماضية، عند معظم العائلات، تأهيل أبنائهم جامعياً و"طردهم" إلى بلاد الهجرة والاغتراب فور تخرّجهم، بوصف ذلك قدراً طبيعياً ومحتماً.

أدى فشل حراكيّ 2011 و2015، إلى سيطرة مناخات الإحباط في وسط الجيل الجديد، فيما راحت الدولة ونظامها بالتفسخ والتعفن، فساداً وعصبيات وانحطاطاً سياسياً مشهوداً ومشيناً. وكانت مخاوف ارتدادات "الربيع العربي" والمذبحة السورية، قد كبتت مشاعر الغضب والاستياء، إلى حين بداية الانهيار السياسي والمالي والاقتصادي الذي ظهرت معالمه منذ منتصف صيف 2019، فكان رد فعل تشرين 2019، كأمل أخير مفعم بالوعود.. والبراءة في آن معاً.

بين عوامل الإخفاق الذاتي وجائحة "كورونا" والتهديد العلني بالحرب الأهلية وافتعالها، ذوت تلك الشعلة الخريفية دون "جمهورية ثالثة" مأمولة. والنتيجة المباشرة هي انكسار ثلاثة أجيال متتالية، ووقوعها بين فكي الإفلاس المادي واليأس المعنوي.

كل هذا، يقودنا إلى لحظة عودة المطار إلى نشاطه الطبيعي بعد أول تموز. عندها سنترقب الأفواج الجديدة مما تبقى من مقتدرين ونخبة مثقفة ومتعلمين وأصحاب مهارات وعائلات "محترمة"، وهي تغادر البلاد إلى غير رجعة.

هناك عشرات الألوف من اللبنانيين من حملة الجنسيات الأجنبية، سيكونون طليعة المغادرين. أصحاب الثروات ورجال الأعمال، بل وحتى الفاسدين الناهبين وقد أنقذوا أرصدتهم، سيغادرون نفاذاً بجلدهم. الطلاب والشبان الذين فقدوا الأمل والخريجون الجدد سيحاولون شتى الطرق للخروج إلى حياة أفضل. كل من يرفض الهوان والتفاهة والفقر والفوضى سيقف أمام أبواب السفارات قريباً. إن بلداً بائساً إلى هذا الحد، لن يبقى فيه سوى هواة السلاح.

 

قدامى 14 “يُحِبُّون” 8… و”تِخْبْزوا بالأَفراح”!

طوني عيسى/الجمهورية/24 حزيران/2020

سواء انعقد الحوار غداً في بعبدا أو تأجَّل، لا فرق. فالأسئلة الحقيقية ستبقى: بين مَن ومَن سيدور هذا الحوار؟ هل هناك فعلاً أطراف مختلفون ليأتوا ويتحاوروا، أم سيدور الحوار بين أركان طاقم واحد، بعض أجزائِه ما زال في السلطة والبعض الآخر ينتظر دوره؟ وأساساً، ما هي نقاط الخلاف الحقيقية بين هؤلاء وهؤلاء؟ وهل ستوضع على الطاولة مشكلاتُ البلد الحقيقية- التي يعرفها الجميع ومن دون حاجة إلى الحوار- أم هناك صورةٌ وبيانٌ جاهزان، مسحوبان من الأرشيف؟ المشكلة التي تواجه طاولة الحوار تبدو وكأنّها محصورة بالميثاقية السنّية. فإذا قال رؤساء الحكومات السابقون «نعم»، تنعقد الجلسة. يكفي هذا الإيحاء لإدراك أنّ نموذج الحوار المرسوم في حزيران 2020 لا يقوم على برنامج عمل محدَّد ودقيق، بل على مراضاة الخواطر. وهو نفسه نموذج الحوارات التي دارت في سنوات مضت، وأوصلت إلى الكارثة.

الحوار الذي يجري التحضير له سيكون مُمِلّاً وعقيماً، بين أركان طاقم سياسي واحد، لا يعرفون لماذا انتفض الناس في 17 تشرين، ولماذا سقطت حكومة الحريري وقامت أخرى، ولماذا وقع الانهيار الاقتصادي والمالي والنقدي. ولا يدركون أنّ البلد معرَّض لاهتزازات عنيفة نتيجة العواصف الإقليمية الآتية، وفي مواعيد ربما تكون قريبة. بعبارة أخرى، قوى 8 آذار، التي استفردت بالسلطة بعد سقوط تركيبة 2016 وحكومة الحريري، تدعو اليوم شركاءها السابقين، قدامى 14 آذار، إلى حوار ينقذ الجميع من مأزق قاتل.

تحديداً، تريد 8 آذار أن تحصل على تغطية من 14 آذار، ولاسيما من الرئيس سعد الحريري، وأن يقوم بوساطاتٍ مع الجهات الخارجية (السعوديون والفرنسيون والأميركيون وسواهم) لتخفيف الضغط والحدّ من الحصار والعقوبات. فإذا تجاوبت 14، تكافئها 8 بإعادتها شريكة في السلطة.

هذا السيناريو هو الذي تمّ اعتماده بعد اتفاق الدوحة 2008: تتقاضى 14 ثمن تشغيلها للدفاع عن 8. وعودة الحريري إلى السلطة مع بدء عهد الرئيس عون كانت تتويجاً لهذه المعادلة.

والدليل إلى ذلك، أنّ الحريري «استقتل» للدفاع عن نفسه وحكومته خلال أزمة «الاستقالة» الشهيرة في خريف 2017، وخاصَم حلفاءه المسيحيين لأنّهم انحازوا إلى خيار إسقاط الحكومة «الخاضعة لنفوذ «حزب الله». وحتى في انتفاضة 17 تشرين الأول 2019، بقي الحريري حتى الرمق الأخير يقاتل دفاعاً عن حكومة «كلُّن يعني كلّن».

اليوم، توحي الحركة المكوكية الدائرة على خطوط الوسطاء (بري- الحريري- جنبلاط- جعجع) بأنّ هناك محاولة لاستعادة المعادلة القديمة، وتكريسها في حوار بعبدا. والأرجح، أنّ الحريري وسائر نادي رؤساء الحكومات، لم ينضووا في اللعبة لأنّهم لم يحصلوا بعد على الثمن المطلوب، أي رأس حسّان دياب.

بل إنّ «حزب الله»، المايسترو، لم تنضج لديه فكرة التخلّي عن حكومة دياب التي يديرها بـ«الريموت كونترول»، لمصلحة حكومة يقودها الحريري ويشارك فيها جنبلاط وجعجع، فيما يرتفع منسوب العقوبات الأميركية والحصار الخليجي عليه.

لذلك، هو يتخوَّف من هذا الخيار، ويفضّل الاكتفاء بـ«تطبيع معتدل» للعلاقة مع الحريري، لا أكثر. وفي اعتقاد البعض، أنّ عودة الروح إلى الديبلوماسية السعودية، مع قوى ومرجعيات لبنانية، بعد انقطاع طويل، ربما تُترجم مبادرة من جانب هذه القوى والمرجعيات في اتجاه السعودية، وليس العكس.

إذا تقدّمت العلاقة بين 8 و14 آذار، ونجح الحوار، فسيتكرّس التواطؤ السلطوي بينهما. ولمصلحة البلد أن تفشل هذه الطبقة السياسية في التواطؤ مجدداً وحماية الرأس: البعض يحمي مصالحه ومكتسباته الزعاماتية، والبعض يحمي نفوذه السياسي والعسكري والأمني أيضاً.

وسيكون حيوياً لقوى الانتفاضة أَلّا تلعب ورقة القوى السياسية التقليدية. فالمراهنة على استقطاب بعضها لن تنجح، وكذلك المراهنة على عزل بعضها الآخر وضربه. فما يجمع قوى السلطة، السابقة والحالية، أكبر بكثير مما يفرّقها: مصالح وغنائم بحجم بلد.

ولذلك، هذه القوى ستكون جاهزة لتتضامن في أي لحظة. وهذا يعني أيضاً أنّ سعي انتفاضة 17 تشرين إلى إقامة «جبهة معارضة» متنوعة الانتماءات السياسية لن يكون مجدياً على الإطلاق وسيقود إلى الخيبة.

وفي الخلاصة، إنّ قدامى 14 آذار «يُحِبُّون» قدامى 8 أكثر مما «يحبّون» جماعة 17 تشرين، الآتين حديثاً بسيف الإصلاح، و»كلّن يعني كلّن». وإجمالاً، بين معظم هؤلاء «القدامى»، كثير (جداً) من «الخبز (المدعوم طبعاً) والملح»… و«تِخْبْزوا بالأَفراح»!

 

بكركي مُتخوّفة من هجرة مسيحيّة كبيرة بعد فتح المطار مطلع تموز... ماذا يقول الأب خضـرا؟

صونيا رزق/الديار/24 حزيران/2020

في ظل كل الكوارث القائمة في لبنان من انهيار اقتصادي ومالي، وصعوبات معيشية وبطالة واقفال مؤسسات، وإقالة موظفين وغلاء مستشر مخيف، وجمود اموال اللبنانيّين في المصارف، ووقوفهم يومياً طوابير لسحب جزء بسيط من مدّخراتهم وشقائهم على مدى سنين، كل هذا جعل اكثرية العائلات اللبنانية ضمن خط الفقر والبعض ما دونه، ما انتج حالة عامة تشاؤمية جداً وفاقدة لأي أمل لدى الشباب، بسبب عدم قدرتهم على تحقيق احلامهم وطموحاتهم في وطنهم، والى ما هنالك من مصاعب لا تعّد ولا تحصى تطوّق لبنان واللبنانيّين.

إزاء هذه المشاهد المرعبة، تنتشر أخبار عن هجرة لبنانية بأعداد كبيرة، ومن جميع الطوائف وبصورة خاصة المسيحية منها، مع بدء الاعلان الرسمي لفتح مطار رفيق الحريري الدولي مطلع تموز المقبل. وانطلاقاً من هذه المآسي، تنقل مصادر دينية مسيحية هواجس بكركي وسيّدها البطريرك بشارة الراعي، عن تدفق في هجرة المسيحيين من لبنان، بحيث تشير الاحصاءات الى تزايد اعدادها وبقوة ، لافتة الى قلق الصرح البطريركي، ودعوته الدولة الى إتخاذ إجراءات عاجلة لوقف هذا النزف المستمر. مع الاشارة الى ان أعداد المسيحيين سبق ان تضاءلت بشكل كبير في السنوات الماضية، وما قبلها خصوصاً في العام 1990، وتواصلت هذه الاعداد بالتفاقم، ما يهدّد الوجود المسيحي في لبنان، بسبب الخلل الديموغرافي الذي يتصاعد يوماً بعد يوم، خصوصاً انهم يهاجرون الى الدول البعيدة كأميركا وكندا واوستراليا ، مما يعني ان ظروف العودة تصبح صعبة للغاية لا بل مستحيلة، لانهم إستقروا هناك على جميع الاصعدة، فتلك الدول تقدّم التسهيلات ولم تعد تضع شروطاً قاسية، لمنح تأشيرات الإقامة والدراسة.

وفي هذا الاطار يبدي رئيس مؤسسة « لابورا « التي تُعنى بتأمين فرص عمل للشباب المسيحيّين، الاب طوني خضرا في حديث لـ« الديار» مخاوفه من خطر الهجرة اللبنانية ككل، أي مسيحيّين ومسلمين، ويشير الى انهم كمؤسسة اجروا قبل حوالى ثلاثة اسابيع احصاءً شمل 500 شاب وفتاة، لمعرفة مدى تأييدهم وتوقهم الى الهجرة، فأتى الجواب صادماً بعد نتيجة اظهرت شغف 69 % منهم الى الهجرة فور فتح المطار، وهذا رقم مخيف، مشدّداً على ضرورة ان يكون هذا الملف ضمن اولويات الحكومة والمسؤولين، خصوصاً خلال «اللقاء الوطني» الذي سيعقد غداً الخميس في قصر بعبدا، إضافة الى بحثه ومعالجته في الجلسات المرتقبة للحكومة، وإتخاذ قرارات إستثنائية عاجلة، واشار الى ان هذه القضية يتم النقاش بشأنها مع المرجعيات الكنسية.

من ناحية اخرى، طرح الاب خضرا تساؤلات عن مدى ملائمة الوضع اليوم للهجرة، في ظل الظروف التي تعاني منها دول العالم، بسبب انتشار وباء كورونا، والتداعيات التي نتجت عنه، من مخاوف صحية وبطالة وأوضاع اقتصادية متأزمة، أي ان هنالك صعوبة في إستقدام المزيد من طالبيّ العمل في بلدانها، فضلاً عن مشكلة كبيرة سنعاني منها فور فتح المطار في بيروت، وهي الهجرة المعاكسة أي عودة اليد العاملة اللبنانية من بعض دول الخليج ، وهناك ارقام مخيفة في هذا الاطار.

ورداَ على سؤال حول مدى وجود مخاوف رسمية ودينية مما يجري، قال: «منذ ثلاثين عاماً نعاني من مشكلة الديموغرافيا في البلد، لذا أسال كل المصادر المتخوّفة ما هي خطتها اليوم لتفادي هذا الخطر الكبير؟، اذ على الدولة والكنيسة ان يقوما بدورهما للحدّ من الهجرة، إلا اذا كان المسؤولون في الدولة مرتاحين وفرحين بهجرة الشباب، لإسكات صوت الثورة والاحتجاجات.

وعن دور بكركي، رأى انّ دورها هو التوعية، لانها لا تستطيع إيجاد فرص عمل للشباب، لكن نحن قدمنا أراءنا للكنيسة حول هذا الملف، واصفاً المرحلة بالأخطر منذ العام 1918، وهذا ما يدعو الى إتخاذ خطوات عاجلة، وعلينا ان ننسى كل مشاكلنا وخلافاتنا الداخلية، ونكون الى جانب هذا الجيل الشاب الذي فقد كل رجاء بلبنان وبالحكومة والمرجعيات، لان لا ثقة بهم وحين يفقد اهل البلد الثقة ببلدهم ومسؤوليهم، فهذا يعني نهاية الدنيا. لذا وإنطلاقاً من هنا ومع غياب بوادر الامل، فهجرة الشباب تعني كارثة اجتماعية كبيرة جداً.

وطالب الاب خضرا عبر «الديار» بضرورة دق النفير، ومعالجة هذه القضية بأقصى سرعة، لان الخوف على لبنان يتزايد، خصوصاً حين تغيب المشاركة لان الاهمية في التنوّع.

وفي اطار ما يُحكى عن صعوبات كبيرة جداً خلال الاشهر الستة القادمة ، ختم: «للاسف نحن في قلب الانهيار ولا يوجد اخطر من ذلك، فالمال فُقد من ايديّ الناس والاسعار ترتفع في السوبرماركت، التي تحتسب الدولار على ال 5500 واكثر وكل الاسعار الى تفاقم يومياً ، والطبقة الوسطى غابت وباتت فقيرة، والمؤسسات والموظفون يُسرّحون من اعمالهم، والدول اقفلت ابوابها تجاهنا وترفض التعامل معنا ومساعدتنا، والقطاعات الصناعية والزراعية والسياحية معدومة، فهل هنالك اكبر من هذا الانهيار حتى نصل خلال الستة اشهر المقبلة الى الاسوأ؟، سائلاً ما الذي سيفعله اللبنانيون الذين يصرفون اليوم من اللحم الحيّ حين تنتهي اموالهم؟، وبعض مَن بقي في عمله ويتقاضى نصف راتب او اقل؟، فالقصص المآساوية ستكرّر بالتأكيد وتزداد، لكن على مستوى اكبر بكثير.

 

الطائف بين حوار بعبدا وبيان السنيورة

هيام القصيفي/الأخبار/24 حزيران/2020

لا تزال عبارة الرئيس فؤاد شهاب عن «العودة إلى الكتاب» أي الدستور، إحدى العبارات الأكثر مرجعية في تناول أي استحقاق يجد حلاً له في قراءة الدستور اللبناني وتطبيقه. رغم ما لحق هذا الدستور من تعديلات، وصولاً الى صيغته المنبثقة عن اتفاق الطائف، فإن مرور 30 سنة من عمره، لم تلغ أن لغطاً لا يزال يحيط بكلام الأفرقاء السياسيين عنه، وبطلب تفسيرات له مع كل أزمة مصيرية. فإذا كان العقد الاجتماعي الحالي عقداً متفقاً عليه، فكيف لهذه الحوارات المتتالية التي تعقد عند كل استحقاقات، أن تطرح مواضيع سبق أن تناولها الدستور ووثيقة الوفاق الوطني، وتطرح تفسيرات أو ملفات سبق أن أقرّها الاتفاق؟ من هنا، جاء بيان رؤساء الحكومات السابقين، ليشكل أبعد من مجرد ردّ على دعوة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الى طاولة الحوار في القصر الجمهوري، والاعتذار عن عدم تلبيتها.

ولأن الحوار يتخطى اليوميات التي يفترض بالحكومة التعامل معها، ولا تحتاج الى هذا النوع من الحوارات الجامعة، حمل رد «بيت الوسط» مضامين تتعلق بالطائف. ولم يكن ذكر الاتفاق في البيان لازمة تتكرر عند أي استحقاق. فمن صاغ البيان وقرأه الرئيس فؤاد السنيورة، عرف عنه تمسكه المتشدد بالاتفاق، ورغبته الدائمة في تصويب أي نقاش سياسي نحو الكلام عن النظام السياسي. ردّ السنيورة باسم رؤساء الحكومات السابقين الأزمة التي يعيشها لبنان، والصراع الدائر حالياً، الى نقطة خلافية أساسية هي النظرة الى الطائف، وضمناً التجاذب الحاصل بين صلاحيات رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة. موقف رئيس الحكومة السابق، ليس جديداً لجهة حرصه على التعامل مع النظام من زاوية اتفاق الطائف. ورغم كل العثرات التي شابت تنفيذ الاتفاق، ورغم ملاحظاتها على أداء السنيورة، يلتقي الأخير مع قلّة سياسية مسيحية على التمسك بالسعي الى حصر النقاش بالطائف كمرجعية لأي حل للأزمة اللبنانية بكل عناوينها.

إلا أن إشارته أيضاً نابعة من ملاحظة أن عون ــــ وحزب الله ــــ إنما يؤيدان الطائف تأييداً لفظياً. والواقع أن علاقة عون بالطائف علاقة غير سوية، منذ أن رفضه وطالب بتعديلات عليه، الى أن قبل به بحكم الأمر الواقع وحلف اليمين الرئاسية باحترام دستوره، لكنه ظلّ محتفظاً برغبة إدخال تعديلات عليه أو طلب تفسيرات لبعض مواده، لكنه لا يلبث أن يتخطاها.

تماماً كما فعل حين وجّه في نهاية تموز الفائت رسالة الى رئيس مجلس النواب يطلب فيها تفسير المادة 95 من الدستور معطوفة على الفقرة «ي» من مقدمته «حفاظاً على ميثاقنا ووفاقنا الوطني وعيشنا المشترك». رغم كل الضجة التي أثيرت آنذاك حول خلفية طلبه هذا التفسير وحقه الدستوري في هذا الطلب، أرجأ الرئيس نبيه بري جلسة تفسير المادة في تشرين الثاني الى موعد يحدد لاحقاً. لا بري أعاد طرح تحديد الموعد، ولا رئيس الجمهورية كرر طلب تحديد الجلسة، ونسي الطرفان التفسير الدستوري وملحقاته.

المفارقة اليوم أن الاستحقاقات المصيرية الحالية، تعيد طرح الطائف من جانب رؤساء الحكومات السابقين، لتوجيه الحوار نحوه بدل البحث عن غطاء جامع لمشاريع العهد والحكومة المتعثرة. وهنا تكمن حساسية النقطة الثانية التي يشير إليها بيان السنيورة، المتعلقة بالحفاظ على صلاحيات رئيس الحكومة. إذ يحفل بيان السنيورة بإشارات مبطّنة حول «تأويل النصوص» و»اختراع مفاهيم خارجة عن أحكام الدستور» وتدمير ما صاغه الطائف «من توازن وطني». وهذا يعني من ضمن سلة متكاملة انتهاك بعبدا صلاحيات السرايا الحكومية، علماً بأن رؤساء الحكومات السابقين لم يفوّتوا فرصة كي يلفتوا إليها منذ أن أتى عون الى قصر بعبدا باتفاق مع الرئيس سعد الحريري قبل أن ينتهي شهر العسل بينهما. فقبل أن تندثر التسوية بخروج الحريري من السرايا الحكومية، كان يتعرض دوماً لانتقادات من داخل البيت السني بأنه يفرط بصلاحيات رئيس الحكومة لمصلحة التسوية الرئاسية.

وهو غالباً ما ردّ بأن لا أحد يزايد عليه بالحفاظ على هذه الصلاحيات، رغم أنه كان يغضّ النظر عنها لمصلحة تسويات مع العهد والتيار الوطني الحر. لذا تصبح مشاركته في هذا البيان، ورفضه الحوار في بعبدا بمثابة «تكفير عن ذنب» أمام أسلافه في إعطاء رئاسة الجمهورية من كيس رئاسة الحكومة.

وقد لا تجد هذه النقطة إجماعاً حولها، وخصوصاً أن رؤساء الحكومة بعد الطائف اعتادوا الذهاب بعيداً في تكبير حجم رئاسة الحكومة، أولاً مع الرئيس الراحل رفيق الحريري، ومن ثم خلال مرحلة الفراغ الرئاسي حين كانت رئاسة الحكومة تؤدي دوراً أكبر مما أعطاه لها الطائف. وفي المقابل، ظل رؤساء الجمهورية في بعض المراحل يحاولون النفاذ من شباك الطائف لاستعادة دور الرئاسة في الجمهورية الأولى، ومن الطبيعي أن يكون أداء عون أكثر وضوحاً في هذا المجال.

 

الولاية الشاقة

سمير عطاالله/النهار/24 حزيران/2020

لا نعرف لماذا تأخر الرئيس امين الجميل في تقديم سرديته عن الحرب التي يضعها بين مزدوجين عندما يسميها “أهلية”. لا شك في ان “الأهلي” كان جزءاً منها، بكل عناصره الثقافية والطائفية والمذهبية، لكنك تذهل عندما تكتشف أنه العنصر الأخير، أو الأقل أهمية في صراع تشاركت فيه جميع الأمم، كل لغايتها.

في أحد الفصول يشير صاحب المذكرات الى سنواته الست في القصر الجمهوري، بأنها “الولاية الشاقة”. وأعتقد أنها اكثر توصيفاً من “الرئاسة المقاومة”. فالبانوراما الموضوعة أمامك، هي صورة رجل في مشقة كبرى، وحيد، محاصر بالأعداء والخصوم، بدءاً “بأهله” أو “جماعته” مروراً بسائر الخصوم الطبيعيين: الفلسطينيين، السوريين، الحركة الوطنية بكل فروعها. القسم المنشق من الجيش، قسم من الدول العربية، لغة معمر القذافي، والاجتياح الاسرائيلي.

لا يمكن وصف كل ذلك بحسن الحظ. لقد حمله قدره الى الرئاسة في لحظة درامية رهيبة من تلك اللحظات المأسوية في تاريخ العائلة. اغتيال بشير الجميل كان بداية جديدة للحرب، لا نهاية لها. وعكس شقيقه الأصغر، هو كان خياره عربياً. وكانت لديه ثقة بأن العرب، على تفاوت نظرتهم الى لبنان، من التعالي عليه واحتقاره على طريقة عبد الحليم خدام، الى اعتباره صليبياً مثل صاحب ليبيا، الى التحكم به مثل ياسر عرفات، هم خياره الوحيد، وليس الأفضل.

الخيار العربي كان قبل الرئاسة، وليس عندما شاهد عن كثب امامه فرائضها وأحكامها. لذلك، عندما كان نائب المتن يقاتل في تل الزعتر، ذهب مرتين الى الفاكهاني للقاء ياسر عرفات: المخيَّم على وشك السقوط ولا نريد مذبحة لا تمحى من تاريخ المسيحيين، أو من ذاكرة الفلسطينيين. ساعدنا على إجلاء المدنيين بأقل خسائر بشرية ممكنة. لم ينقطع الحوار مع القيادات الفلسطينية، وسوف يصل الى مستوى الصداقة مع الرجل الثاني في فتح، صلاح خلف، أبو أياد.

في الكويت، بعد خروج الفلسطينيين من لبنان، زارنا ابو أياد في جريدة “الأنباء”. وكان جميع الزملاء يحتفون به ويحاورونه. وخرجنا، هو وأنا، الى سطح الجريدة لتدخين سيجارة. وتطلعت في الرجل القوي الحزين، وقلت له، بقدر ما أوتيت من صدق ومحبة وشجاعة: ألم يكن من الأفضل لنا جميعاً لو بقينا في بيروت؟ كان كبيراً في الجواب.

كنت أنقل إلى الرئيس الجميل من خلال مقابلاتي، تقدير المسؤولين والسياسيين العرب لخياراته في الوقت الذي كانت لبعض القوى المسيحية خيارات أخرى، مرغمة ولكن قصيرة النظر وغير مقبولة في أي حال.

تقرأ سردية الشيخ امين مثل رواية محزنة لا فرح فيها. 13 قمّة مع الرئيس حافظ الأسد، بكامل الأبهة والفخامة والسجاد الأحمر والفرق الموسيقية، وكلاهما لا يعطي الآخر شيئاً مما يريده حقاً. وفي أي حال، لم يكن الرئيس السوري يستأذن. فعندما يشاء كان يرسل آلاف الجنود الى لبنان لحماية “خاصرة سوريا”. وعبد الحليم خدام كان يناقش في عدد النواب (الرقم المفضل 146)، وفي اسم رئيس اركان الجيش، وفي الوضع الاقتصادي.

الساحر رشيد كرامي كان من تولّى الرد على الأخ أبو جمال: 146 نائباً عدد سوف يُهبط من مستوى النيابة. كان برلماننا أفضل يوم كان العدد 66، وكان أفضل أكثر، يوم كان 44. دائماً يبرز في سرد “الرئاسة المقاومة” رجل دولة من طراز عالٍ، يدعى رشيد كرامي. خصم راق وشريك شديد الرقي. يحارب في السياسة ويؤازر في شؤون الدولة. لكن مثل معظم كبار رجال الدولة، سوف يُغتال رشيد كرامي، مفصلاً من مفاصل الموت في حياة الدولة، ما بين رياض الصلح ورفيق الحريري.

يتعرض أمين الجميل في هذا السرد، لمحاولة الاغتيال، وللإهانة، وللتهم، وللإنشقاقات داخل حكومته، ولحروب “القوات” عليه، وللضغوط الاميركية في اتفاق 17 ايار، وللإستفزاز ولتهديدات عائلته واطفاله، ويظل متمسكاً بخيار واحد: الحوار. وبديله واحد أيضاً: العنف.

الرئاسة ليست بيته، والقصر الجمهوري ليس بيت أبيه، والدستور ليس بيت جده. لذلك، لن يقطع الحوار مع أحد، ولن يعادي أحداً، ولن يغلق باب بعبدا في وجه أحد، ويضمن الدستور لرئيس الجمهورية صلاحيات كثيرة، ليس بينها ان يكون طرفاً في شيء، أو أن “يسنكف” أحداً أو يستقبل رئيس الوزراء مثل تلميذ عاق يجب قصاصه.

لكي تعرف ماذا عانى أمين الجميل، لا بد أن تقرأ روايته للأحداث. ومفاجآتها من الصفحة الأولى الى الاخيرة القبول فقط بالحوار كصيغة للعمل الوطني. لذلك، جاء اول رد على 25 حزيران في بعبدا منه. دعك من ان الرئيس ميشال عون قال عنه “نحنا منعرفوا منيح لأمين الجميل”. أو أنه ليس على لائحة المدعوين الى القصر في دفتر التشريفات.

كل واحد منا سوف يقرأ مذكرات أمين الجميل على طريقته، وحسب مشاعره ومواقفه. أنا، علتي أنني اقرأ التاريخ في خوف. والتاريخ اللبناني مؤلم وعقيم. أنت تقرأ في النهاية مرحلة من تاريخ بلدك من خلال رجل فقد في سياسة الاغتيال، ابنه وشقيقه. وكان يعلّق على صدره في الماضي زر الارزة فأصبح يعلق صورة ابنه بيار. إذا كان الجميع يعرفون لماذا قتل بشير الجميل، فمن يعرف لماذا قتل بيار؟ هذا كثير حتى على دراميات العائلة. وكثير حتى على امين الجميل الذي قال له كميل شمعون يوم اصبح رئيساً: نصيحة واحدة: أعصاب قوية، والباقي سهل.

الولاية الشاقة بدأت في اليوم الأول، وانتهت في اليوم الأخير منها. حاول الرئيس المغادر اقناع شارل حلو برئاسة حكومة موقتة فاعتذر بداعي مرض زوجته، واقترح عليه بيار حلو. وحاول بيار حلو تشكيل حكومة فاخفق وأعتذر. ولم يبق امامه سوى حكومة من المجلس العسكري الذي يمثل جميع الطوائف. لكن الجنرال ميشال عون لم يتوقف عند اعتذار المسلمين، فكانت الحكومة الأولى والأخيرة من لون واحد.

خرج أمين الجميل من القصر فوجد ان “المسيحيين” لا يريدون له البقاء بينهم. سافر الى باريس، وعندما حاول العودة اكتشف ان “الميدل ايست” ترفض سفره بطائراتها. سوف يبذل محاولتين أخريين، رئيس الجمهورية السابق، العودة، متجاهلاً تعميم ايلي حبيقة، الذي أصبح تقدير الوطنية اللبنانية في يده. كان الرئيس الياس الهراوي يروي في أسى، كيف شاهد كميل شمعون منتظراً على باب حبيقة في مقر “القوات”.

المسيحيون” في السياسة شيء يتكرر على الدوام. لا شيء يقف أمام الموارنة في الزحف على الرئاسة. بعد خروج أمين الجميل اشتعلت حروبهم على كل الجبهات وكل الشرفات وحتى كل المستشفيات. وكانت كل محاولة لانتخاب رئيس تقصف بالمدافع. وتنقلت قاعة الانتخابات من شتورا الى قصر منصور الى مطار القليعات. وهرب النواب المقترعون الى باريس.

تنتهي مذكرات الرئيس الجميل مع نهاية الولاية الشاقة. ليس كأنك تقرأ مدونات ووثائق ورسائل تاريخية، بل كأنك تقرأ جحيم دانتي بدوائره التسع. في خوف من اللبنانيين وعلى لبنان، يقرأ المرء هذا الفصل من الكوميديا الإلهية. مقامرة جنونية لن تتوقف. صفقات لن تنتهي. هجرات مستمرة. وجملة انسي الحاج التاريخية: غداً يُعزف النشيد الوطني ونحن جالسون. ما اشقى لبنان باللبنانيين.

 

هذه هي الاستراتيجية الوطنية الدفاعية.. ولا وطن من دونها!

العميد علي عواد/الجمهورية/24 حزيران/2020

انّ الحوار حول الاستراتيجية الوطنية الدفاعية اللبنانية – أو استراتيجية الأمن القومي – يشكّل رؤية علمية واقعية لبناء الدولة القوية المنيعة، ما يعزز الوحدة الوطنية والسلم الأهلي، ويصوّب علاقات لبنان مع محيطه الاقليمي والدولي. وهدفه: – تحقيق الأمن الوطني كما الأمن القومي اللبناني، ضدّ الأخطار الخارجية التي تهدّد الأرض والشعب، وضدّ المخاطر الداخلية التي تهدّد الوحدة الوطنية. – ترجمة التزام الدولة حماية النظام السياسي وحق التغيير، من خلال القواعد الديموقراطية. ويتحدّد هذا الهدف بشكل أساسي في الثوابت الوطنية، وعدم تفرّد أي طرف في صناعة أي قرار مصيري له صلة بتلك الثوابت..

يتكوّن إطار هذه الاستراتيجية من بعدين متلازمين لا ينفصلان، ونؤكّد أنّ فصلهما هو فشل استراتيجي وخطيئة وطنية، أثبت الماضي خطورتها:

– البعد الخارجي: مواجهة التجاذبات والضغوط السياسية والمهدّدات العسكرية.

– البعد الداخلي: مواجهة المسائل والمخاطر السياسية والاقتصادية والأمنية والاجتماعية والاعلامية والتربوية…ألخ، وهذا هو البعد الأهم، لأنّه يتأثر بالخلافات الداخلية السياسية والطائفية والمذهبية. انّ «التزام الثوابت الوطنية بعد حوار لبناني حقيقي»، يوجب على المتحاورين تسليم اجابات خطية واضحة صريحة وغير مفخخة وغير مواربة، عن أسئلة حول المقومات الأساسية العلمية للاستراتيجية، وتعهّد الالتزام – حاضراً ومسقبلاً – بتنفيذ مضمونها.

انّ الحوار حول مقومات الاستراتيجية الدفاعية يوجب قبل كل شيء، وجود تصور سليم وشامل، عن تشكيل هيئة الحوار الوطني (قادة رأي، نخب وطنية من كافة القطاعات وليس فقط من أحزاب السلطة، انتفاضة العدالة 2019 مع احتفاظها بحق استمرار نضالها الثوري الذي كفله الدستور…أي: هيئة وطنية حقيقية متوازنة). انّ رئيس الجمهورية هو المسؤول الوحيد صاحب الصلاحية للدعوة الى الحوار الوطني في الظروف الراهنة، وعليه أن يركّز في كلمة الجلسة الافتتاحية على المخاطر الماضية والحاضرة والتحدّيات المستقبلية، وعلى وضع نفسه والمجتمعين امام مسؤولياتهم التاريخية، وتبيان مقومات الاستراتيجية الخمسة، التي لا مناص اطلاقاً من البحث فيها عند وضع اية استراتيجية أمن قومي لأية دولة، مهما كانت طبيعتها التكوينية.

وهنا تبرز اشكالية هامة بفعل الواقع السياسي المعقّد: ما هي نظرة أطراف الحوار الى مسألة امتلاك رئيس الجمهورية اليوم صفة الحَكَم، التي تمكنّه من الدعوة الى الحوار وترؤسه وتنفيذ مقرراته؟ وكيف تنظر انتفاضة العدالة 2019 الى هذا الأمر؟

انّ تجارب الحوار الوطني السابقة وتجاذباتها، توجب على مكونات الحوار، وضع وتسليم أفكار مكتوبة وواضحة، خلال فترة محدّدة، والاجابة عن اسئلة تبحث في المقومات الأساسية العلمية الخمسة للاستراتيجية الدفاعية الوطنية:

أولاً- المقومات السياسية: هدفها تحقيق ثبات وكيانية نظام الحكم الميثاقي وفق الدستور اللبناني، لتكون في خدمة الاستراتيجية الدفاعية.

أ‌- ما هي الرؤية الاستراتيجية لتحقيق هذا الهدف؟ وخصوصاً لجهة موقف الدولة حيال اي خلاف داخلي على مسألة تمسّ بالثوابت الوطنية المحدّدة في الدستور؟ هل سيتمّ الاحتكام الى المؤسسات الدستورية والتزام قراراتها؟

ب‌- ما هو الموقف الاستراتيجي من المسألتين التاليتين:

1- الالتزام بقرارات الشرعية الدولية دون استثناء، وبموقف الحياد الايجابي عن محاور النزاعات الاقليمية والدولية، باستثناء ثلاثة مواقف: العداء للكيان الصهيوني ولخطره الدائم على لبنان، الوقوف الى جانب القضية الفلسطينية ضد العدو الصهيوني، وتأييد القضايا ذات الاجماع العربي.

2- سيادة الدولة اللبنانية على كل أراضي الوطن، ورفض اي تدخّل خارجي في الشؤون اللبنانية الداخلية والخارجية مباشرة أو بالواسطة.

ج – ما هو الموقف «الدائم» وليس «المؤقت»، حيال وجوب التزام الخطاب السياسي الاعلامي الوطني المعتدل، ونهج الحوار والتهدئة، والسعي الدائم للتوافق على ثوابت وقواسم مشتركة، وتثبيت دعائم الاستقرار وصون السلم الأهلي، والحؤول دون اللجوء إلى العنف أو الانزلاق بالبلاد إلى الفتنة والعنف الأهلي؟

د – ما هو الموقف من نتائج الحوارات السابقة وخصوصاً «اعلان بعبدا 2012»؟ وهل يمكن اعتبار «اعلان بعبدا» جزءاً اساسياً من خريطة طريق موضوعية لبناء الدولة أم لا؟ ولماذا؟

ثانياً- المقومات الاجتماعية: هدفها تأمين تماسك الجبهة الداخلية في ولاء أول ووحيد للدولة اللبنانية وانتماء للبنان، فقط لتكون في خدمة استراتيجية الدفاع والأمن القومي.

أ‌- ما هو موقف المتحاورين لتحقيق هذا الهدف في اطار المبدأ التالي: الدولة هي المرجعية الاجتماعية الوحيدة للمواطن؟

ب‌- كيف يمكن تعزيز الأمن الاجتماعي لكل المواطنين من قِبل الدولة، في ظل تأكيد استقلالية القضاء؟

ج – كيف يمكن معالجة معضلة المقيمين غير اللبنانيين، وخصوصاً النازحين من بلدانهم بسبب نزاعات داخلية؟ ما هي رؤية المتحاورين العملية لحلّ هذه المسألة، باعتبارها تمسّ بشكل مباشر وخطير الأمن القومي، بسبب تداعياتها الأمنية والاقتصادية والاجتماعية الراهنة والمستقبلية، مع مراعاة واحترام القوانين الدولية وعمل المنظمات الأممية؟

ثالثاً- المقومات الاقتصادية: هدفها تحقيق المصالح الاقتصادية الحيوية الاستراتيجية للدولة ومؤسساتها ومصالح المواطنين العامة، لتكون في خدمة الاستراتيجية الدفاعية.

أ‌- ما هي رؤى أطراف الحوار الوطني لتحقيق هدف هذه المقومات؟

ب‌- كيف ينظر المتحاورون الى مسألة التزام نظام عمل المؤسسات ووضع وتطبيق قوانين مكافحة الفساد بكافة أوجهه: السياسي، الاداري، المالي والأخلاقي، بعد أن انعكس الفساد على الاقتصاد بخطورة كيانية؟

رابعاً- المقومات «الثقافية- الاجتماعية- التربوية»: هي مقومات ذات تأثير بنيوي كياني بعيد المدى تأسيساً وتنفيذاً، هدفها المحافظة على نظام القيم التعددية للشعب اللبناني وترسيخ المواطنة في أبعاد ميثاقية، وفق ما حدّدت مقدمة الدستور.

أ‌- ما هي رؤيتكم لتحقيق هدف هذه المقومات، وخصوصاً لجهة اعداد كتابين موحّدين للتربية الوطنية والتاريخ، يضمنان وجود وتفاعل مكونات الوطن التعددية؟

ب – حيث أنّه من المستحيل وضع هذه الرؤية خلال مدة قصيرة، هل يلتزم المتحاورون نهج الحوار الدائم الاستشرافي حول هذين الكتابين؟

انّ هذا الالتزام «الأخلاقي- المعنوي» هو كافٍ في هذه الظروف المصيرية الدقيقة، وسيؤسس «لحوار مواطني» هادف وبعيد المدى.

خامساً- المقومات «العسكرية – الأمنية»: لتأمين الإمكانات العسكرية القادرة على ردع ومجابهة مهدّدات أربعة:

العدو الصهيوني.

-الارهاب الذي قد يضرب مجدداً وفق مبررات جديدة ومصالح محاور اقليمية أو دولية محددة.

– السلاح المنتشر عشوائياً بين السكان.

– مهدّدات داخلية وخارجية طارئة.

في هذه المقومات تكمن الخلافات الكبرى والعميقة بين «الأطراف- المكونات» السياسية اللبنانية. وتبرز ثلاثة أسئلة تتطلب الاجابة دون اقنعة أو تورية:

1 – ما هي رؤيتكم التنفيذية لمسألة تسليم المقاومة سلاحها للجيش اللبناني بصورة فورية؟ ما هي رؤية الجيش حول امكاناته في التصدّي للمهدّدات الخارجية؟ (عدم الخلاف اليوم حول التسمية – مقاومة أو سلاح حزبي أو أداة اقليمية أو ميليشيا- بل يجب مواجهة ومعالجة الجوهر القاتل في تعقيداته المحلية والاقليمية والدولية).

2 – هل، وكيف يمكن الاستفادة مؤقتا من مميزات استخدام سلاح المقاومة لدعم الجيش اللبناني مؤقتا ومرحلياً – ولأية مدة – في التصدّي للاعتداءات الخارجية؟ ما هو موقفكم؟ مع إبداء الرأي بمسألتين:

أ- الوضع الوظيفي والعضوي للمقاومة وسلاحها.

ب- ما هو موقفكم حول آلية اتخاذ قرار دعم المقاومة للجيش – مؤقتا ومرحلياً ولمدة محدّدة – في التصدّي للمهدّدات الخارجية؟ واذا تمّ اتخاذه بالايجاب: هل يكون بناء على قرار رئيس الجمهورية (أو) حكومة أزمات (أو) حكومة حرب مصغّرة (أو) مجلس الوزراء مجتمعاً (أو) المجلس الأعلى للدفاع (أو) تشكيل هيئة خاصة برئاسة محدّدة (أو) هيئة برلمانية (أو) هيئة برلمانية- حكومية مشتركة مصغّرة …أو الخ.

نفترض انّ رئيس الجمهورية سيطلب من مكونات الحوار الوطني وبصورة الزامية، وضع طروحات خطية حول أي موقف يرونه مناسباً، فيتحملون مسؤولية التزامه وعدم الإخلال بتنفيذه. وسيذكّرهم بضرورة الوضوح الكلي في أخذ الموقف، وعدم الاختباء خلف اللجوء الى تجيير اتخاذ هذا الموقف الى مرجعية اخرى أو الى قائد رأي آخر، بحجة انّه موضع «ثقة مطلقة» أو»صمام أمان» أو»ضمانة وطنية» أو»قامة كبرى»…ألخ.

مع الاشارة الى انّ هناك مساحة مشتركة ايجابية وهي: انّ عمل المقاومة – مؤقتا ومرحلياً ولمدة محدّدة – ضد العدو الصهيوني والمهدّدات الخارجية يكون وفق الثوابت:

– التفاهم على ضبط وجود المقاومة وكيفية ومكان استخدام سلاحها وفق المقومات «العسكرية- الأمنية» اللبنانية.

– تأكيد أولوية مطلقة لدور الجيش اللبناني والقوى الأمنية في تنفيذ الاستراتيجية الوطنية الدفاعية، دون فرض أية شروط خارجية أو داخلية على خلفية تعزيز امكاناتها.

– التأكيد على أن يكون قرار السلم والحرب هو بيد الدولة اللبنانية للدفاع عن أرض الوطن والتصدّي للاعتداءات الاسرائيلية وكل المهدّدات الخارجية والداخلية الأخرى، وهي من يحدّد: كيف ومن ومتى ينفذ القرار.

– عدم استخدام السلاح في الداخل.

3 – هل، وكيف يمكن الاستفادة من السلاح الموجود مع المدنيين، السلاح المنتشر عشوائيا بين السكان؟

كيف يرى المتحاورون امكانية الاستفادة من هذا السلاح وفق الشكلين التاليين:

أ‌- تعزيز حرس البلديات وأجهزة محدّدة أخرى(دفاع مدني، اطفاء، انشاء أفواج حرس وطني أو حدودي…ألخ) بالسلاح الخفيف المضبوط.

ب‌- اعتماد أنموذج (مواطنون بسلاح مراقب ومضبوط وممسوك من قِبل الأجهزة الأمنية).

ج- أو اقتراح شكل ثالث.

4- كيف يمكن تأمين الإمكانات «العسكرية- الأمنية» لفرض الأمن الداخلي والردع الخارجي بالقدرات الوطنية؟ اقتراح خطة عملية وواقعية لزيادة قدرات القوى «العسكرية- الأمنية» دون فرض شروط خارجية أو داخلية على خلفية تأمين أو زيادة الامكانات.

سؤالان أخيران يبعثان على الغضب والحزن والتشاؤم، وصولاً الى الانتفاضة والثورة:

– ما هي رؤى أطراف الحوار ومساهماتها الفاعلة والموضوعية في وضع مشاريع تحديث الدولة والقوانين، من أجل اصلاحات بنيوية تتناول المقومات الخمسة لهذه الاستراتيجية، في ظل فساد مزمن، وضع الوطن في أزمة وجود وكيان؟ يقتضي تسليم هذه الرؤى خلال شهر واحد من أول جلسة حوار (حدّدنا الاصلاحات المطلوبة ولا مجال لذكرها في هذا المقال البحثي الموجز).

-هل يمكن لمنظومة سياسية أثبتت فشلاً ذريعاً مزمناً في بناء دولة، أن تنجح في وضع والتزام استراتيجية وطنية للدفاع والأمن القومي؟

نخلص الى القول: تكمن أهمية الحوار حول الاستراتيجية الوطنية الدفاعية هذه، في اشراك جميع مكونات الوطن، بما فيها «انتفاضة العدالة 2019» ، والتي من دونها سيبقى لبنان رهينة سياسات المحاور.

انّ هذه الأهمية ستبقى حاسمة في سياق السعي الى قيام دولة الحق والعدالة والسيادة في حمى الدستور، ولتحصين الاستقلال والحرية والقرار الوطني. ودون هذه الأفكار التأسيسية العلمية يمكن القول، إنّ الحوار سيخضع لاعتبارات غير لبنانية وغير وطنية. اذ أنّه ليس هناك من استراتيجية وطنية دفاعية ضامنة -لا اليوم ولا مستقبلاً – دون هذا المفهوم الذي يترجم المعادلة العلمية التالية :

قوة الحوار = (ثوابت التاريخ والجغرافيا والديمغرافيا والثقافة والهوية الوطنية) + (المتغيّرات السياسية والاقتصادية والعسكرية والتكنولوجية) x (الاستراتيجية الوطنية الدفاعية) x (الإرادة السياسية)

فإذا أصاب الخلل الاستراتيجية الوطنية الدفاعية /و/أو/ الإرادة السياسية، فإنّ قوة الحوار ستضعف ،وبالتالي فإنّ قوة الدولة ستهبط الى مستويات متدنية جداً تبلغ حدّ الانهيار.

ونختم بثلاث مسلمات:

1 – الاستراتيجية الوطنية الدفاعية تمثل انجازاً استشرافياً يؤسس لحوار وطني بعيد المدى، لا يمكن أن يرفضه أي من مكونات الوطن – حالياً أو مستقبلاً – لأنّه سيؤمّن مساحة التقاء وطني دائم، يتطلبها المفهوم العلمي لبناء الدولة القوية. وقد آن لنا أن نسخّر العلم لأجلها. انّها مساحة استراتيجية سيعود اليها كل قادة لبنان في المستقبل، حكماً ومعارضة وانتفاضة وثورة، وفق أنموذج جوهانسبورغ.

2 – الاستماع الى مفهوم «انتفاضة العدالة 2019 « حول هذه الاستراتيجية وتنفيذ مطالبها الوطنية العادلة حول الاصلاحات البنيوية. لا استراتيجية وطنية لبناء دولة حق من دون رؤيتها.

3 – لا حوار ولا وطن ولا دولة من دون البحث في هذه الاستراتيجية، في ظلّ أزمة كيانية هدّدت وتهدّد وجود لبنان. انّها استراتيجية الأمن القومي اللبناني.

 

حوار بعبدا: حسابات مختلفة للمعتذرين والحريري حالة خاصة

غادة حلاوي/نداء الوطن/24 حزيران/2020

شكلت الدعوة إلى مؤتمر الحوار في بعبدا فرصة لتصفية الحسابات السياسية، وصارت المشاركة تزان في ميزان الربح والخسارة بعيداً من مصلحة البلد المأزوم. من لبّى الدعوة له مصلحة، ومن يؤثر عدم تلبيتها له مصلحة أيضاً يغلّبها على أي اعتبارات أخرى. كان يمكن لرئيس مجلس النواب نبيه بري أن يكون من بين أصحاب المصالح أيضاً، ويعيد فتح دفاتر حساباته القديمة مع العهد فيعتذر عن عدم المشاركة في الحوار، لكنه أخذ على عاتقه مهمة إنجاح المؤتمر واستنفر طاقاته بالمونة على من يستطيع، ومني بالخسارة لأن بعض الاطراف وجدت في الجلوس إلى طاولة واحدة مع رئيس الحكومة حسان دياب إضفاء لشرعية سنية تحجبها عنه، فيما عاقبت أطراف أخرى بغيابها رئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل. أما رئيس الحكومة السابق سعد الحريري فتوزّعت حساباته بين رغبة بتلبية تمني بري عليه بحضور الحوار وبين ممتنع عن الحضور تماشياً مع الإجماع السني، بمعزل عن اعتبار قوى 8 آذار أنّ الحضور السني في الحوار مؤمن عبر “اللقاء التشاوري”. لم يكن الحريري رافضاً لفكرة المشاركة حين فاتحه بري بالأمر، وطلب إعطاءه وقتاً قبل الخروج بجواب نهائي، ولدى استقباله جنبلاط سمع منه كلاماً مشجعاً ففضل أيضا التريّث في الاجابة. لكن حسابات جنبلاط هنا تختلف عن حسابات بري، فجنبلاط ليس عرّاب اللقاء ولا يعتبر نفسه معنياً بإنجاحه، كلّ ما في الامر انه تلقى دعوة لمؤتمر عنوانه وأد الفتنة التي كان من اوائل المبادرين لتطويقها. أما رئيس المجلس النيابي فكان يرى أن من بين أهم اهداف انعقاد المؤتمر تأمين لقاء يجمع بين عون والحريري، وقد سعى للقاء يجمعهما قبيل المؤتمر، غير أن رؤساء الحكومات السابقين حذّروا الحريري من أن يكون الأمر من باب المناورة، وأن يعمد عون فور اكتمال الحضور إلى ترؤس الاجتماع من دون أن يفسح المجال لمثل هذا اللقاء.

تختلف الغايات هنا بين بري ورؤساء الحكومات السابقين، فبري لا يوفر فرصة لتليين الأجواء بين الحريري والعهد وفي نيته عودة الحريري في أقرب فرصة الى رئاسة الحكومة، في ظل فشل حكومة حسان دياب التي تحولت الى حكومة تصريف اعمال أو أدنى. أمل بري بحضور الحريري لم ينقطع بعد وهو يمضي في محاولاته رغم قلة المتفائلين بخروج الحريري عن إجماع رؤساء الحكومات، ليس اكراماً لهم فحسب، وانما لحسابات سعودية – أميركية لا يمكن تجاوزها بعد كل ما حصل. لا يمكن للحريري ان يكون خارج الحالة السنية في مثل الوضع السيئ والمعقد الذي تشهده الساحة السنية المنقسمة على ذاتها، ما يجعله بحاجة الى غطاء يؤمنه له رؤساء الحكومات، الذين لكل منهم مغزى للمقاطعة مختلف عن الآخر ويعرفون ضمناً ان تلبية الحريري الدعوة ستمثل الغطاء السياسي المطلوب.

في المقابل يمكن فهم المقاطعة كرد على تناول الحكومات السابقة عند كل مفترق سياسي من رئيس الحكومة حسان دياب وخلال جلسات مجلس الوزراء. مكمن الخطأ هنا هو في السير بالهجوم على الخصوم السياسيين ثم دعوتهم للمشاركة، وهذا لا يتعلق برؤساء الحكومات حصراً بل بالكثير من المعالجات حيث يتم تركيز الهجوم على زعماء سياسيين وأحزاب، واتهامهم بالمباشر ثم يصار الى الاستعانة بهم حين تقع الواقعة.

تقول رواية البعض عن قرار مقاطعة رؤساء الحكومات السابقين أنّ هذا القرار اتخذ منذ البداية وتم الاتفاق على ان يكونوا فريقاً واحداً ليسحب غيابهم الميثاقية السياسية عن اللقاء وكان أمامهم خياران: رفض المشاركة في لقاء تحت راية ميشال عون الذي يمارس بحقهم هجوماً سياسياً مستمراً، لا سيما بعد طريقة التعاطي مع خروج الحريري من الحكومة، أو المشاركة إكراماً لبري الذي يمثل بالنسبة اليهم منظومة الامان للاجتماع، لذلك زار ميقاتي عين التينة مقدّماً تبريره لعدم الحضور مشيداً بدور بري الوطني. سبب آخر جوهري للمقاطعة وهو امتناعهم عن الجلوس إلى طاولة تجمعهم برئيس الحكومة حسان دياب ما يعد بمثابة إضفاء شرعية سنية على رئاسته للحكومة.وتقول الرواية إن المقاطعة كانت خياراً جامعاً للفريق المعارض للعهد، وكان هناك اتفاق يقضي أن يصدر عن الرئيسين السابقين للجمهورية أمين الجميل وميشال سليمان ورؤساء الحكومات السابقين بيان مشترك بالمقاطعة، لولا رفض الحريري وميقاتي، وهو الأمر الذي أغضب سليمان والجميل فأعلن الاول مشاركته فيما تمنى الثاني تأجيل الحوار.في المقابل يوجد من لم يقتنع بتبرير رؤساء الحكومات رغم أهمية ما ورد في بيانهم، إذ يضعهم هذا الغياب خارج الاجماع الوطني خصوصاً وأن المؤتمر سيشهد مشاركة شخصيات وطنية في مقدمها جنبلاط، هذا فضلاً عن مصلحة للحريري في وجوده خارج أي اصطفاف وطني في لحظة مصيرية من عمر البلد وهو زعيم تيار سياسي ورئيس كتلة نيابية وازنة، وله من الحيثية ما يجعل حضوره مختلفاً عن حضور آخرين. لرؤساء الحكومات السابقين تبرير يخفف من وقع قرارهم حيث ينقل عن احدهم قوله ان القرار ليس المقاطعة وانما امتناع عن المشاركة لأسباب عبّر عنها البيان. لكن سواء شارك الحريري أو اعتذر، فإن مؤتمر الحوار في مأزق. لا انعقاده يمنع حقيقة الانقسام العمودي الحاد في البلد ولا إرجاؤه يغير في الوقائع، اللهم إلا إذا تضمن مبادرة ما انقاذية. فهل يفعل؟

 

العاملون في تصليح السيارات: قطع الغيار نار.. “طير وفرقع” يا دولار

جنى جبّور /نداء الوطن/24 حزيران/2020

قبل أشهر كان اللبناني يهرول للحصول على قرض مصرفي بهدف اقتناء سيارته الخاصة، أما اليوم فأصبح بحاجة لقرض خاص لتصليح أي عطل يطرأ على مركبته. فلا عجب أن نرى من يركن سيارته ليتنقل بواسطة الباصات، لعدم قدرته على تحمل تكاليف صيانتها أو تغيير مكابحها أو حتّى تبديل إطاراتها.

تدخل الى المدينة الصناعية في البوشرية، فلا تسمع الّا صراخاً يعلو ويعلو بشكل مخيف بين الزبائن و”الميكانيكي”. في كل كاراج، شجار من نوع آخر، البعض يتذمر من سعر صرف الدولار، والبعض الآخر يشكو ارتفاع تكاليف الصيانة والتصليح، ومن طريقة الدفع. ولعل عبارة “مش عاجبك فل”، هي الاكثر تداولاً في هذه المدينة. نسأل جورج، وهو ميكانيكي منذ اكثر من 20 سنة، المنشغل بتبديل “نربيش” مستعمل بكلفة 200 الف ليرة لأحد زبائنه، عن الوضع، فيجيب بعصبية واضحة: “تراجع عملنا بنسبة 90 في المئة. ففي السابق، كنّا نصلّح اكثر من 12 سيارة في اليوم الواحد، أمّا اليوم فنحمد الله اذا قمنا بمعاينة سيارة واحدة. بشكل أوضح، لا يزورنا سوى الزبون الذي ستتعطل سيارته في الشارع، ولا يطلب منّا سوى “كولييه” مستعمل، أو تبديل “بوجي” واحد، أو يتوسلنا بتمزيق “النربيش”، وطلبات غريبة من هذا النوع، الامور الاساسية فقط لتسير مركبتهم مجدداً بأقل كلفة ممكنة”.

نسأله: “ألن تتعطل السيارة مجدداً إثر هذه التصليحات العشوائية واستعمال القطع المستعملة”؟ يجيبنا بتهكم: “فلتتعطل في الطريق، ما ذنبي أنا؟ لم أعد أهتم، فأنا لا احصّل سوى 2 في المئة من أرباح عملي، وبصراحة لن أتأسف على شيء، سوى على خبرتي ومصلحتي التي سأتوقف عن ممارستها قريباً إذا استمر الوضع على حاله”، مضيفاً: “في السابق، كان الزبون يقصدنا بمجرد سماع أي صوت غريب في سيارته، وكان يصرف اكثر من 1000$ ثمن التصليحات اللازمة، أمّا اليوم فقد تبدل المشهد بشكل مبكٍ”.

إرتفاع أسعار “القطع” 900 بالمئة

الأسعار نار، و”على اللبناني” ارتفعت بنسبة 900 في المئة، بحسب جورج، الذي يقول إنّ “القطعة التي كانت تكلفنا 13$، ندفع ثمنها اليوم 80 ألف ليرة، وليس هذا فحسب، فحتّى انّ الغلاء شمل كلفتها بالدولار، فبدلاً من الحصول عليها بـ13$ أصبحت تكلفنا 16$ على سعر صرف الدولار في السوق السوداء. أمّا غيار الزيت مثلاً فارتفعت كلفته من 105 آلاف ليرة لسيارة “مرسيدس” الى 200 الف ليرة، و”كولييه” سيارة الـ”BMW” من 165 ألف ليرة الى 700 ألف. وهذا ما يسبب لنا الكثير من المشاكل مع الزبائن، لذلك اعتمدت طريقة عمل جديدة، ترتكز أولاً على الاتصال بتاجر القطع على مسمع من الزبون لمعرفة سعر كل قطعة، وبعد موافقته على السعر، أرفض مغادرته الكاراج قبل تسديد المبلغ المتوجب عليه نقداً، ومن ثمّ استلام سيارته مباشرةً”. أجرة يد جورج ما زالت نفسها، هو يدفع ايجار كاراجه 13 ألف دولار سنوياً، وبالتالي من المستحيل ان يستمر في عمله… حاله كما غيره من زملائه، لا حلّ امامهم سوى إغلاق “كاراجاتهم”، والبقاء من دون عمل. وبحسب تعبير جورج “بالعربي المشبرح، نحن تدمرنا، وسنغلق مصالحنا، فما فائدة عملنا 16 ساعة في اليوم الواحد مقابل 20$؟”.

إرتفاع أجرة اليد العاملة

من البوشرية الى ضبية، حيث المعاناة هي نفسها. فمصلّحو السيارات واقعون بين شاقوفين، التاجر والمواطن، يشترون البضاعة بالدولار ممّا يجعلهم مضطرّين لزيادة التكلفة على المواطن. ومن جهة أخرى، أكدّ صاحب أحد الكاراجات في المنطقة أنه “أُجبر على رفع كلفة خدماته ولو بنسبة بسيطة، فحدد أسعار أجرة يده على الشكل التالي: “ميزان ديركسيون: 20 ألف ليرة، غيار امورتيسور واحد: 30 ألفاً، غيار بيضة واحدة: 20 ألفاً، فك وتركيب كراسي موتور: 80 ألفاً، تعبئة غاز مكيف: 100 ألف، تركيب 4 دواليب: 20 ألفاً، ورصاص 4 جنوطة تلزيق: 30 ألفاً”. كذلك، يوفر الكاراج عرضاً مغرياً للزبون مع أول خدمة له الا وهو “غسيل مجاني لسيارته”. وإذا كان الوضع صعباً على الكاراجات الفردية، فكاراجات الشركات، ليست على أفضل حال، ولا يخفي وكيل بيع سيارات جديدة في كسروان وصاحب كاراج كبير، أنّ الصعوبات كثيرة، فالعمل “خفيف” جدّاً، والدولار “خربنا خراب”، وسعر صرفه يتبدل في الساعة اكثر من مرّة، ونحن ايضاً ندفع نقداً ثمن بضاعتنا، وبالتالي لا يمكننا تحصيل تكاليف صيانة السيارات سوى بالدولار او ما يعادله من سعر الصرف في السوق السوداء، لذلك نعتذر من زبائننا عن عدم قبول الدفع بالبطاقات المصرفية، والشيكات ايضاً”، مضيفاً: “تخلينا عن حقوقنا من الاجور وقبلنا بتراجع قدراتنا الشرائية كي نستمر”.

“حدادة وبويا”… للضرورة القصوى

ننتقل الى كاراج “حدادة وبويا” في عمشيت، حيث تضاعفت أسعار البويا والمواد البترولية (التنر) والمعجونة والمواد القطنية والبوليش وبويا الأساس، اللازمة لاصلاح وتعبئة الفراغات والشقوق في هيكل السيارة، أكثر من 5 أضعاف من سعرها قبيل الأزمة في لبنان، فالمركبة التي كان دهانها يكلف 300 ألف ليرة، ارتفعت اليوم كلفتها لتصبح مليوناً و400 ألف، بحسب حجمها وحجم الأضرار الموجودة فيها. يقول بول صاحب كاراج “اللحام” في المنطقة المذكورة إنّ “العمل شبه متوقف، الّا للضرورات القصوى”، تشعر عندما يعبر عن حال عمله، وكأن محله بمثابة طوارئ مستشفى، لا تقصد كاراجه سوى الحالات الطارئة والضرورية جدّاً. نسأله عن ارتفاع الأسعار، فيأخذ نفساً عميقاً، ويعددها “علبة معجونة الحديد من 6000 ليرة لبنانية الى 25 ألفاً، كيلو البويا قفز من 45 ألف ليرة لبنانية الى 160 ألفاً، ليتر “التينر” من 3 آلاف ليرة الى 11 ألف ليرة لبنانية، “ورق الحف” من 500 ليرة لبنانية الى 2000 ليرة، الورق اللاصق من 500 ليرة الى 1750، كيلو الجرائد من 3000 الى 10 آلاف ليرة، “قنينة” الهواء من 15 ألفاً الى 40 ألفاً، شريط اللحام من 3 آلاف ليرة للكيلوغرام الواحد الى 10 آلاف و”إلكترود” اللحام من 6000 الى 20 ألف ليرة لبنانية”… وهلم جرّاً.

الدولار عند “معلم” بول لا يزال على سعره الرسمي “شكلياً” أي 1500 ليرة لبنانية، هكذا يُسعر لزبائنه، ولكن السيارة التي كانت تكلف صاحبها 100$ سابقاً اصبحت تكلفه 500$، على السعر الرسمي ويمكن أن ترتفع الكلفة او تنخفض بحسب سعر صرف الدولار اليومي في السوق السوداء. بول لا يقبل الدفع الا نقداً ليتمكن من الاستمرار، فالبطاقات المصرفية او الشيكات، لا يمكن صرفها لا في المصارف ولا في الشركات التي تؤمن له البضاعة، ولا يمكن ان يدفع من خلالها كلفة العاملين في كاراجه”.

الاطارات… المستعمل قبل الصيني

وإذا كانت تكاليف صيانة السيارات تضاعفت بشكل هستيري، فالعمل معدوم بالنسبة لمحلات بيع الاطارات، التي تتنوع أسعارها وفق تنوع الماركات التجارية وبلدان المنشأ. فلا طلب على الاطارات الالمانية العالية الجودة، “فمن سيدفع مليون ليرة لبنانية، ثمن الاطار الواحد؟”، بحسب قول صاحب أحد محال بيع الاطارات في جونيه. وبالنسبة للإطارات اليابانية والكورية التي تعتبر متوسطة الجودة فتراجع الطلب عليها أيضاً. ولعلّ وضعنا الحالي يفسر ارتفاع الطلب على الاطارات الرخيصة كالصينية مثلاً التي ارتفع سعرها من 75 ألف ليرة للاطار الواحد الى 250 ألفاً. أمّا “حصة الأسد” فهي من نصيب الاطارات المستعملة التي يتراوح سعرها بين 130 و 150 ألف ليرة لبنانية “بحسب نظافة الدولاب”، بعدما كان سعر الدولاب في السابق لا يتعدّى الـ50 ألف ليرة لبنانية”. فيا أيها اللبنانيون، اذا كنتم تفكرون ببيع سياراتكم، فالافضل ان تبيعوها “قِطعاً”، وبذلك تضاعفون أرباحكم أضعافاً وأضعافاً.

 

عن “الجرّة المكسورة” بين الراعي و”الحزب”!

ألان سركيس/نداء الوطن/24 حزيران/2020

يبدو أن الأفق مسدود في ما خصّ العلاقة بين البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي و”حزب الله”، إذ إن ردم الهوة يحتاج إلى الكثير من الجهد.

في عزّ أيام المواجهة التي قادها البطريرك الراحل مار نصرالله بطرس صفير مع الإحتلال السوري والحلفاء في لبنان لم تنقطع العلاقة بين بكركي و”حزب الله”، فقد تشكّلت لجنة للحوار بينهما برئاسة المطران سمير مظلوم، لكن ما يحدث منذ مدّة هو أن العلاقة تشهد تراجعاً بشكل دراماتيكي.

قد يكون هناك ترسبات من الماضي جعلت الأمور تتعقّد مثل زيارة الراعي إلى الأراضي المقدسة، ومطالباته الدائمة بعودة المبعدين إلى إسرائيل وإنصافهم وعدم تخوينهم، من ثمّ أتت زيارة الراعي إلى المملكة العربية السعودية في تشرين 2017 وصودفت تزامناً مع أزمة الرئيس سعد الحريري في المملكة، وهجوم الراعي على السلاح غير الشرعي واستمرار “حزب الله” بالإستقواء بسلاحه، كلها عوامل ساهمت في تردّي العلاقة، لكن ما حصل أخيراً في ملف أراضي البطريركية المارونية في لاسا من ثمّ منع الراعي “حزب الله” من الإستفراد بحاكم مصرف لبنان رياض سلامة، شكلا عاملين أدّيا إلى تأزم العلاقة بين بكركي و”الحزب” ووصلت إلى حدّ القطيعة. تُحمّل بكركي “حزب الله” مسؤولية في عدم وضع حدّ للإنتهاكات في لاسا، إذ إن الأرض هي ملكها في حين أن بعض الأطراف الشيعية في بلاد جبيل تعظّم الخلافات ولا تريد الإحتكام إلى القانون، وبالتالي فإن الإستقواء بالسلاح وبفائض القوة يجعل الحلّ غير ممكن، خصوصاً أن هناك مشاعات كبيرة في جرود العاقورة وتنورين يضع بعض الشيعة أيديهم عليها بالقوّة، وقد دخل الراعي على خطّ المواجهة لاستعادة الحق لأصحابه.

أما النقطة الأهمّ التي أثارت غضب “حزب الله” من بكركي فكانت موقف الراعي الحاسم والحازم في عدم المسّ بحاكم مصرف لبنان، حتّى ذهب بعض القريبين من “الحزب” بعيداً في إتهام البطريرك بأنه أفشل الإنقلاب على سلامة ووضع حرماً كنسياً لا يمكن لأحد تجاوزه، من ثمّ صعد إلى بعبدا مرتين وحذّر رئيس الجمهورية ميشال عون من مغبة المسّ بحاكمية مصرف لبنان.وتؤكّد مصادر بكركي لـ”نداء الوطن” أن ما كان يُحضّر للبلد كبير جداً، إذ إن محاولة الإنقلاب على سلامة لم تكن بهدف الإصلاح أو التطوير في حاكمية مصرف لبنان، بل إن الخطة كانت تقضي بتطيير سلامة ووضع اليد على الحاكمية وتغيير وجه لبنان المالي والإقتصادي، وتعريض البلد لمزيد من العقوبات والحصار، وبالتالي فإن الراعي وقف بالمرصاد وسيقف مجدداً إذا تتالت المحاولات”.

وتشدّد على أن هدف الراعي ليس حماية موقع ماروني كما يسوّق البعض أو شخص معين، بل حماية آخر أعمدة هذا الوطن، فإقالة سلامة للإنتقام وتحميله وحده المسؤولية كما حاول أن يفعل رئيس الحكومة حسان دياب غير مقبول إطلاقاً، وتجهيل للفاعل الذي أوصل البلاد إلى الإنهيار، كما أنّ إقالته في هذا الظرف العصيب الذي يمرّ به الوطن، من دون تأمين بديل أو وضع خريطة طريق لإدارة الحاكمية سيؤدّي إلى المجهول ويسرّع وتيرة الإنهيارات، وبالتالي فإن الراعي ثابت على موقفه في هذا الشأن ولن يتراجع لا أمام قوى تملك السلاح ولا أمام قوى حليفة للسلاح تملك مفاتيح السلطة، فموقف الراعي واضح وهو ممنوع المسّ بطبيعة لبنان وأخذه لإتجاهات لا يرضى أبناؤه عنها. تعتبر بكركي أنها تقول كلمة الحقّ وهي لا توجّه سهامها في اتجاه معيّن، و”يللي في مسلّة تحت باطو بتنعرو”، وبالتالي فهي تشدّد على أنها لم تفتح معركة مع “حزب الله” وغيره و”يللي بدّو يدق الباب بيسمع الجواب”، في حين ان أبواب الصرح البطريركي مفتوحة أمام جميع اللبنانيين من كل الطوائف والمذاهب، والقانون يجب أن يسود ويحكم في كل الخلافات لا التهديد والوعيد.

 

علي الأمين.. ليتَ العمائمَ عمامتُه

رشيد الخيون/24 حزيران/2020

رأي وقلم, غير مصنف علي الأمين.. ليتَ العمائمَ عمامتُه  رشيد الخيون مؤرخ وكاتب عراقي   وُلدتْ في السنة التي رحلت بها عِمامة مرجع الشام المعروف السيد محسن الأمين(1952)، عِمامة أمينية تحمل منهج الأولى، في المواقف الجريئة، تأكيد نقاوة المذهب مع مذاهب الآخرين، وحياة الدين مع أديان بقية البشر. ما زال الحيّ الدّمشقي يحمل اسمه «حي الأمين»، كان ذلك قبل أن تنفجر الطّائفية مِن خارج الحدود، وقبل شعارات «زينب تسبى مرتين»، عندما حُشرت الميليشيات بالشام، والعذر دفاعاً عن مقام السيدة زينب. قبل ذلك، كان المذهب أقرب إلى العقل والحياة بوجود عِمامة الأمين، وعمائم آل كاشف الغطاء، وآل ياسين، وآل المظفر، الأسر العراقية العربية، التي تولت دور المرجعية والأستاذية في أكثر مِن زمن، حتى حل زمن العمائم المسلحة، وهي إشارة رعب وتخويف إلى الأتباع قبل غيرهم، عَمائم فتكت بمراجع عظام في مذهبهم وأمام مقلديهم، والسبب لأنها مِن نسيج عِمامة الأمين وما ذكرنا مِن كبار المذهب. ظل السيد علي الأمين، الذي ولد في عام رحيل محسن الأمين، شوكة بوجه الطائفية، ومحاولات الهيمنة على الطائفة الشيعية اللبنانية، فموقفه الذي أوضحه في فبراير 2008 عن عدم الحق لحزب ما أن يُصادر الطائفة لأجنداته والإيديولوجيا التي ينتهجها حزبه، مما دفع إلى عزل علي الأمين من الإفتاء بمدينة صور، وظلت الحملات تُشن ضده، ولو فكر تفكيرهم الحزبي لكانت له ميليشيا ومصادر أموال، وحمايات قد لا يحظى بها الملوك والرؤساء. قبل أيام عُقد مؤتمر لحوار الأديان بالمنامة عاصمة البحرين، حضره مسلمون ومسيحيون ويهود وبوذيون وآخرون، وحضره سفير فلسطين، وسفير لبنان بالمنامة، ووفد مَثلَ مفتي القُدس، ووفد من الكنيسة القُبطية بمصر، ورجال دين مِن لبنان، مع حضور حاخام القدس السابق شلومو موشي عمار (10/12/2019). مِن هذا المؤتمر تجدد الاتهام للأمين، على أن حضوره في مناسبة شارك فيها الحاخام عمار ما هو إلا تطبيع ضد فلسطين. لكن السؤال لماذا «علي الأمين» بالذات، وسفير فلسطين كان حاضراً، ورجال دين مسلمون كانوا مشاركين؟! أقول: ليست الحكاية فلسطين المُتاجر بها، وبذريعتها هيمنت قوى دينية خارجية تُفاخر بالنفوذ علانيَّة، إنما الحكاية تتعلق بخطر عمامة الأمين على العمائم المسلحة، فلم يكفوا عن إيذائه بأيِّ تهمة أو موقف، وإلا فمثل هذا المؤتمر لا يعني بالعلاقة بين البلدان، ولا عُقد لطرح تطبيع أو اعتراف، أنه مؤتمر أديان، الحاجة ماسة لمثله في ظل هياج بالكراهيّة. إنهم يرون في عِمامة الأمين راية معارضة لنهجهم في زج الطائفة في الحروب، فما يطرحه يُعد تطاولاً على العسكراتية المذهبية والانتماء إلى الخارج، غير مؤمن بنظرية دينية في الحكم، ولا بحزبية الدين والمذهب، لا يقرُّ للإسلام السياسي بحقٍّ في الوجود، بل يعتبره مدمراً للدين والدنيا، محاضراته وكتبه تقول هذا. لا يتفق الأمين مع تقديس رجال الدين، ولا يقرّ لهم بولاية على البشر، بل لا يقرّ توظيف فاجعة الإمام الحسين(قُتل61هجرية). في كلِّ مناسبه يظهر داعياً إلى استخدام العقل، فالحسين ليس مع تشكيل ميليشيات، ولا الهيمنة على مصالح الدولة والنَّاس، والحسين لا يُختصر بمناسبة وضريح، وليس سائلاً عن أضرحة تُشيد باسمه كي تكون مراكز للأحزاب. مثل هذه المواقف لا تتفق مع مصالح الجماعات، التي تُنشئ الضريح ليكون وقفاً لجمع العواطف حولها، ثم التلاعب بها. منذ سنوات والأمين يعمل مِن أجل إنقاذ طائفته مِن الحزبية، ومِن الميليشيات، والتي أصبحت بها غريبة عن أوطانها. كذلك لم يترك منبراً ولا محفلاً لم يدع به إلى التسامح الديني والمذهبي وإلى «التفكير لا التكفير»(كتاب له)، وبالمقابل كُفَّر على ألسنة فقهاء مِن طائفته، لأنه يحاول إنهاض المشتركات بين المذاهب والأديان، وما حضوره في هذا المؤتمر إلا بهذه النّية. أعرف صاحب العِمامة السَّوداء، عن قرب، مخلصاً في دعوته إلى التسامح، وفي دفاعه عن وطنه لبنان، وكذلك يُريد للعراق مثل ذلك، حيث اعتمر العِمامة بالنَّجف. مازال الأمين محارباً مِن داخل المذهب والدِّين لأجل العيش المشترك بسلام، وهذا لا يتحقق بظل الحزبية الدينية. لكلِّ هذا أصدروا البراءة منه، وأحسبها فتوى قتل: «التبرؤ كممثلي بلد ودين ووطن مقاوم من هذا الصنف الطاعن ببلده وقيمه وحقوق وطنه وجيشه وشهدائه ومقاوميه، بخلفية التطبيع والتسويق والاتصال والتحريض على السلام مع عدو يعمل ليلاً نهاراً، لتدمير لبنان بل لسحق الأمة»! إنها عقيدة «الولاء والبراء»، عند «داعش» والقاعدة، والبراء يعني الخروج مِن الملة، مِن حقِّ أيّ جاهلٍ سفك دمه! أقول: إن العِمامة التي ترفض تسيّس الدِّين، وتحزب المذهب، وعسكرتهما، بالتأكيد يُفتى بالبراء منها، مع دعوة صاحبها: «أخرجوا من أسوار الطائفية وسجون المذهبية إلى رحاب العيش المشترك»(كلمةٍ له). كلمة تُخلَّدُ الأديان وتُعَمر الأوطان. هذا هو الدافع وراء محاولات تسقيط صاحب هذه الدَّعوة وإيذائه، لا حضور مؤتمر أديان حضره حاخام يهودي، بوجود السفير الفلسطيني، وحصل مِن دون عِلمه ولم يلتق به شخصياً. لا يُجيد «الأمين» المتاجرة بفلسطين أو بأيّ قضية، ولا يُزايد عليه بها أيضاً، فليت العمائم التي خونته كعمامته. لا أتردد في الإنشاد لعمامتك يا علي الأمين وأمثالها: «فجاءت به سِبط البنان كأنَّما/عِمامتُه بين الرِّجال لواء»(أبو تمام، ديوان الحَماسة). إنه لواء التَّسامح والتَّعايش المريح، لا القتل بالقنص والاغتيال بكاتم الصَّوت.

 

الأهم في قانون قيصر

فايز سارة/الشرق الأوسط/24 حزيران/2020

تمتد قائمة الإجراءات العقابية في قانون قيصر الأميركي الخاص بسوريا، لتشمل أشخاصاً ومؤسسات ودولاً. أولى حلقاتها تتعلق بنظام الأسد؛ حيث تشمل العقوبات في خطين متوازيين الأشخاص والمؤسسات، ويبدأ خط شخصيات النظام من رأس النظام بشار الأسد، شاملاً عائلته، والأبرز فيها زوجته أسماء الأخرس، وأخوه ماهر، وبقية الفاعلين من العائلة وأقاربها، ويلي هؤلاء قائمة أسماء كبار المسؤولين في حكومة النظام، والأجهزة السياسية - الإدارية، وكبار ضباط المؤسستين العسكرية والأمنية، وتأتي بعدهم المجموعة الثالثة من «رجال الأعمال»، وأغلبهم مجرد ممثلين أو مندوبين غير معلنين لأصحاب القرار، يديرون عمليات نهب وسرقة المال العام والاتجار باحتياجات الشعب الأساسية من غذاء ودواء لصالح رأس النظام والمقربين منه. وستصيب الإجراءات العقابية كل الذين شاركوا في عمليات القمع الوحشي، وارتكاب الجرائم ضد السوريين، أو قدموا دعماً ومساندة لهذه العمليات، أو للأدوات التي قامت بها من وحدات عسكرية وأمنية أو ميليشيات مسلحة بصورة مباشرة أو غير مباشرة.

ويتضمن خط المؤسسات السورية، التي يفترض أن تشملها عقوبات قيصر، وزارات في الحكومة، وخاصة وزارتي الدفاع والداخلية، إضافة إلى وحدات الجيش وأجهزة المخابرات، التي تقوم بالدور الأكبر في ارتكاب الجرائم، كما تشمل وزارات تدعم مؤسساتها وهياكلها الإدارية، وتساعد في تنفيذ الجرائم، وتبريرها، على نحو ما تفعل وزارتا الخارجية والإعلام، من دون أن تغفل الأعين عن بقية الوزارات، التي تحوّل بعض هياكلها ومؤسساتها للمساعدة في العمليات الإجرامية، ومنها وزارة الكهرباء، التي تقوم بقطع الكهرباء عن المناطق الخارجة عن سيطرة النظام.

إن مؤسسات النظام ليست الوحيدة التي ستدرج في قوائم عقوبات قيصر، إنما ستكون إلى جانبها مؤسسات وشركات خاصة، تعمل في مجالات متعددة، يملكها أشخاص أو شركاء من أركان النظام أو مقربون ووكلاء لهم، كما في مثال الشركات التي يملكها رامي مخلوف أو سامر الفوز، وقد ساهمت تلك المؤسسات في جرائم النظام، ومثالها الفج جمعية البستان التي أعلنها رامي مخلوف عام 2011. وقد موّلت ميليشيات، قاتلت مع قوات الأسد، وقدمت مساعدات مالية وعينية للنظام في عملياته الإجرامية، وهذا حال كثير من الشركات.

وتتقارب العقوبات التي ستصيب النظام بشخصياته ومؤسساته، مع عقوبات ستصيب دولاً ومؤسسات وشركات وأفراداً في أنحاء مختلفة من العالم، نتيجة تعاونهم ودعمهم سياسات وإجرام النظام، وتقديم التسهيلات التي أدت إلى ارتكاب تلك الجرائم واستمرارها، ولعل الأهم في قائمة هذه الدول إيران، التي لم تترك حيزاً لدعم ومساندة النظام وجرائمه إلا استغلته، فدعمت بالمال والسلاح والقدرات البشرية النظام وعملياته، بل إنها دفعت قوى مسلحة وميليشيات للمساهمة بشكل رئيس في ارتكاب مجازر وعمليات تهجير وتغيير ديمغرافي على امتداد خط الوسط السوري، من دمشق إلى حلب من جهة، ومن الوسط إلى خط الحدود العراقية شرق دير الزور. وقامت روسيا بدور يقارب أو يزيد قليلاً عن دور إيران، فقد لعبت بشكل رئيس إلى جانب الصين دور المدافع عن سياسات الأسد وجرائمه، بما فيها مجازر حربه الكيميائية، ومنعت مجلس الأمن الدولي من اتخاذ قرارات بمعاقبته، إضافة إلى ما قدمته من أسلحة وذخائر ومساعدات، فقد انخرطت قواتها، ولا سيما قواتها الجوية والصاروخية، في الحرب على السوريين منذ عام 2015، فارتكبت مجازر كثيرة وعمليات تهجير ضد المدنيين، وخاصة في الشمال السوري، وما تزال، ما يجعلها في قائمة عقوبات قيصر.

ومما لا شك فيه أن دولاً أخرى ستكون على قائمة العقوبات، بسبب دعمها ومساندتها نظام الأسد، بينها دول عربية، مثل لبنان والعراق، إذ سمحت سلطات البلدين بذهاب ميليشيات منها إلى سوريا للقتال إلى جانب نظام الأسد، خاصة «حزب الله» اللبناني، وبعض فصائل «الحشد الشعبي» العراقي، وتسهيل مرور متطرفي «داعش» وأسلحة وأموال إلى سوريا، والتساهل في هروب مئات المتطرفين من السجون، وتوجههم إلى الشمال والشرق السوري، وقد ارتكب «داعش» جرائم ومجازر ضد السوريين، تقارب ما ارتكبته الميليشيات العراقية واللبنانية، التي يفترض أن تشملها عقوبات قيصر.

ومن البديهي أن مؤسسات وشركات وشخصيات عربية وأجنبية، ستشملها العقوبات بفعل علاقاتها مع نظام الأسد، وما قدّمته من خدمات، وما لعبته من دور في مسار العنف والمجازر في السنوات الماضية، وبينها هجمات النظام الكيميائية على تجمعات مدنية، وقد تجاوز عددها 25 موقعاً، بينها مدن وقرى غوطة دمشق، ومدينة خان شيخون في محافظة إدلب، وخان طومان جنوب حلب، وقد أوردت تقارير صحافية أسماء مؤسسات مصرية وألمانية وكورية، قدمت ذخائر كيميائية لجيش الأسد، استخدمها في تلك الهجمات، وبيّنت التقارير الصحافية أسماء شركات أوروبية، منها شركات بريطانية، ومؤسسات تركية، قدّمت خدمات لوجستية ساعدت النظام على المضي في جرائمه وارتكاب مزيد منها.

إن التدقيق في أثر الأطراف الداخلية والخارجية على مسار العنف والجرائم التي عاشتها سوريا، وما تزال، يكرس 3 حقائق، تستحق الوقوف عندها. أولى هذه الحقائق أن نظام الأسد، وبطبيعته العسكرية - الأمنية، بدأ مسار العنف ضد السوريين، فمارس كل أشكاله، من الاعتقال إلى القتل والجرح والملاحقة، ثم توّجها بالمجازر، التي كان من أبرزها مجزرة الجامع العمري وأهل القرى بدرعا في مارس (آذار) 2011، ومجزرة الساعة بحمص في أبريل (نيسان) 2011، ومجزرة حماة في يوليو (تموز) 2011، لكن في ظل تطورات الصراع الداخلي عقب انشقاقات في الجيش والأجهزة الأمنية، وامتداد الثورة في أغلب المناطق السورية، والاستنكار العربي والدولي، صار عاجزاً عن الاستمرار في حلّه العسكري - الأمني، دون تدخل خارجي مباشر.

والحقيقة الثانية أن التطورات الداخلية توافقت مع رغبات خارجية للتدخل إلى جانب النظام، وكانت إيران و«حزب الله» اللبناني في مقدمة الأطراف الخارجية، بحكم علاقاتهم العميقة، وهذا ما أكدته نصيحة قدّمها زعيم «حزب الله» للأسد، طالبه فيها باستمرار الحل العسكري - الأمني وتصعيده، قبل أن يدفع ميليشياته، ويبدأ أولى مشاركاته العلنية بالقتال، إلى جانب قوات النظام بريف القصير في فبراير (شباط) 2012. وتدخل الإيرانيون على نطاق واسع اعتباراً من فبراير 2012 فدفعوا ميليشيات من العراق وأفغانستان وباكستان مرتبطة بهم، ووحدات إيرانية للمشاركة في الحرب للقتال في محيط دمشق، وقدّموا أسلحة وذخائر، إضافة إلى 8 مليارات دولار للنظام لمواجهة تصاعد الصراع السوري، وطوّر الروس تأييدهم للنظام، وتقديم السلاح والذخائر له، قبل أن يُتوجوا موقفهم بالتدخل العسكري المباشر في سبتمبر (أيلول) 2015.

ويقودنا ما سبق إلى الحقيقة الثالثة والأخيرة، وهي أن دور النظام في الصراع صار هامشياً، وأن المقرر والفاعل الرئيس في سوريا هم الأطراف الخارجية، ممثلين بالروس والإيرانيين وميليشياتهم، ما يعني أن أي تغيير في السياسات وفي الميدان ينبغي أن يبدأ من الأطراف الخارجية المتدخلة، أو أن يتم التركيز عليها أساساً، من دون إهمال النظام الذي يعطي مشروعية لهذه التدخلات، وما تقوم به من جرائم وحدها، أو بالتشارك معه، إضافة إلى دورها في مساندة النظام ودعمه للاستمرار بسياساته وممارساته.

إن التغيير يبدأ من القوى الأساسية والفاعلة، وهذا كان في صلب نصّ ومعنى قانون قيصر الذي لم يهمل أو يتجاوز تأثير القوى الخارجية في الواقع السوري، وفي تغييره أيضاً.

 

طهران ـ واشنطن... احتكاكات انتخابية

مصطفى فحص/الشرق الأوسط/24 حزيران/2020

لم يكن وزير الخارجية الإيراني جواد ظريف يُغرد خارج سرب النظام، بل كان يراهن على حاجة الإدارة الأميركية إلى إنجاز عشية احتدام المنافسة على الانتخابات الرئاسية الأميركية المقبلة، فما قاله في 13 يونيو (حزيران) الحالي صدم الرأي العام الإيراني بعد توقعه إعادة انتخاب دونالد ترمب لدورة رئاسية جديدة، على الرغم من تراجع شعبيته في الإحصاءات الأخيرة، إلا أن ظريف اعتبر أن الرئيس ترمب لم يزل يملك نسبة تتجاوز 50 في المائة من أصوات الناخبين ستمكنه من الفوز.

موقف ظريف جاء نتيجة جدل عميق داخل أروقة صُنع القرار في طهران، حول إمكانية استغلال حاجة فريق ترمب إلى إنجاز يقدمه للناخبين الأميركيين، يساعده في دعم حظوظه بالفوز، وتستطيع طهران أن تقدمه له مقابل أن تبادر واشنطن إلى تقديم بعض الحوافز الاقتصادية لطهران، التي تحتاجها من أجل تخفيف الأعباء الداخلية والاحتقان الاجتماعي، وتعطي جرعة صمود للنظام إلى ما بعد الانتخابات الأميركية، حيث تكون طهران قد فتحت كُوَّة في جدار البيت الأبيض في حال فاز ترمب، أو تؤسس عليها في حال فاز غريمه الديمقراطي جو بايدن.

مهندسو مشروع المقايضة مع إدارة ترمب كانوا يتهيأون لعقد اجتماع رفيع المستوى في مدينة إسطنبول التركية بين مسؤولين إيرانيين وأميركيين، وكان من المتوقع وفقاً لأوساط مُطلعة أن يكون الوزير جواد ظريف من الجانب الإيراني وبراين هوك من الجانب الأميركي، إلا أن موقفاً مفاجئاً في طهران قرر التراجع وإلغاء الاجتماع، مفضلاً عدم إعطاء إدارة ترمب هذه الفرصة باعتبار أن مأزقها الانتخابي يتسع، وأن طهران تستطيع في الأشهر المقبلة أن تنتقل إلى الهجوم، الذي سيمنحها القوة لتصبح لاعباً مؤثراً في الانتخابات الأميركية، إذا تمكنت من جرّ إدارة ترمب إلى الانشغال في مشاكل خارجية على حساب أولوياته الداخلية، على واقع تداعيات جائحة «كورونا» والمظاهرات ضد العنصرية، إضافة إلى عدم الاستقرار في أسعار الطاقة.

بالنسبة لطهران لم يعد ممكناً الرهان على استدراج إدارة ترمب إلى حوار، وهي تفرض مزيداً من العقوبات وتمارس أقصى الضغوط على شركائها الأوروبيين الذين استجابوا لمطالبها وأعلنوا استمرار تنفيذ قرار الحذر على تصدير الأسلحة التقليدية إلى إيران، بل إن الأوروبيين في اجتماعهم الأخير الذي عقد في برلين وحضره وزراء خارجية ألمانيا وفرنسا وبريطانيا باعتبارهم شركاء في اتفاق 5 + 1 طالبوا طهران بالعودة إلى التزاماتها النووية من دون تأخير. المقلق لطهران أن البيان الختامي لاجتماع برلين تطرق بحدة إلى برنامجها الباليستي ونفوذها الإقليمي المزعزع للاستقرار، واعتبارهما يثيران المخاوف على المدى الطويل. وهنا يمكن تفسير التصريح الأخير لمستشار المرشد الإيراني للشؤون العسكرية يحيى رحيم صفوي، الذي أكد أن «لا تفاوض مع ترمب مطلقاً لأننا نعتبره مجرماً وليس رئيساً»، وأضاف: «لا تفاوض بشأن منظوماتنا الصاروخية... وسياساتنا الإقليمية مستمرة»، وأكد أن «أي تحرك عسكري أميركي ضدنا في المياه الخليجية سيقابل برد واسع». ملامح التصعيد الإيراني في المنطقة بدأت تتبلور على عدة محاور خارجية في لبنان والعراق وسوريا واليمن، حيث قام وكيلها الحوثي بمحاولة اعتداء جديدة على الأراضي السعودية عبر إطلاق 3 صواريخ سكود وإرسال 8 طائرات مُسيرة تمكنت الدفاعات الجوية من إسقاطها، وفي بيروت أعلن الأمين العام لـ«حزب الله» حسن نصر الله في خطابه الأخير عن تحولات استراتيجية في خياراته اللبنانية عبر التوجه شرقاً نحو الصين ودعا الدولة اللبنانية إلى مزيد من التعاون الاقتصادي مع إيران، الأمر الذي يجعل من لبنان دولة وشعباً رأس حربة في المواجهة الإيرانية - الأميركية المتصاعدة، وسيحمله مزيداً من المصاعب إذا استمر استنزافه اقتصادياً ومالياً من أجل مساعدة نظام الأسد في الالتفاف على عقوبات «قيصر». كما أن طهران القلقة من الحوار الاستراتيجي بين بغداد وواشنطن، لا تملك القدرة على عرقلته، وهي عاجزة عن تقديم بدائل اقتصادية واستراتيجية للعراقيين تغنيهم عن حاجتهم لواشنطن في هذه المرحلة الصعبة، لذلك تزايد في الآونة الأخيرة إطلاق صواريخ الكاتيوشا بطريقة عشوائية على أهداف غير عشوائية في بغداد استهدفت محيط السفارة الأميركية والمنطقة الخضراء، إضافة إلى مطار بغداد الدولي وقيادة العمليات المشتركة القريبة من المطار، حيث توجد قوات التحالف الدولي ضد «داعش». أزمة طهران عميقة إضافة إلى ارتيابها من أن الحوار الاستراتيجي بين بغداد وواشنطن الذي يجري لأول مرة منذ 2003 بغياب قاسم سليماني، يقوده رئيس وزراء عراقي تختلف معه في كثير من الأولويات.

 

ليبيا... اشتدي أزمة تنفرجي

بكر عويضة/الشرق الأوسط/24 حزيران/2020

لم يكن ينقص الليبيين هَمّ أن يُصاب شخص ينتسب إليهم بجنون مفاجئ، فيخرج عن كل شرع ومنطق، ويندفع يُعمِل سكين إرهاب الطعن العشوائي بين جمع من أناس أبرياء، مبتهجين بشمس مساء يوم دافئ، أتاح الخروج للتمتع بالهواء الطلق، بعد تخفيف قيود الإغلاق، فيُقتل ثلاثة منهم، وتسيل دماء الجروح من أجساد ثلاثة آخرين. المقصودون بغمِّ أن ينتسب إلى بلدهم مرتكب جرم إرهابي في بلاد الاغتراب البريطاني، هم الليبيون بشكل عام، سواء كانوا يعانون في ربوع البلد الممزق بسبب تناحر ولاءات، وتكاثر تدخلات، أو أنهم المنتشرون في منافي المهاجر بمشارق القارات الخمس والمغارب، يألمون فيما يتابعون استمرار تدفق الدماء النازفة من الجرح الليبي، وتواصل إلحاح محاولات تقسيم ليبيا بين شرق وغرب.

هل من المؤكد أن جريمة خيري سعد الله، مساء السبت الماضي بمدينة ريدينغ، أثارت مجرد اهتمام الليبيين، حتى يُقال إنها تسببت في هَمٍّ مستجد لهم؟ كلا، ليس مؤكداً، إنما يمكن افتراض أن شعور الأسف ساور كل ليبي يرفض الإرهاب بكل مكان، أما الأرجح فهو أن أغلب الليبيين كانوا منشغلين، ذلك المساء ذاته، برصد ردود الفعل، محلياً وعربياً ودولياً، إزاء خطاب جِداً مهم للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، فتح، بكل تأكيد، صفحة جديدة في ملف ليبي ما فتئ يزداد تعقيداً، منذ أُطيح حكم العقيد معمر القذافي، قبل تسع سنين، ثبت بكل وضوح، لكل من يتابع مأساة ليبيا، سواء القريب إقليمياً، أو البعيد جغرافياً، أنها سنوات عِجافٌ، فصيفها يزداد قيظاً مع تصاعد اشتعال عنف الميليشيات، وشتاؤها بلا أي دفء يبشر بقرب ربيع هادئ، أما شظف العيش فيها فمستمر، فيما حرارة مراراتها تغلي أكثر، يوماً بعد آخر، ومَنْ يعاني، حقاً، جراء هذا كله؟ إنه شعبها.

لله درّك ليبيا، كم دررت من خيرات على غيرك، منذ اكتشاف ما اختزنت أرضك مما حباك الخالق من ثروات في ستينات القرن السابق. وقبل ذلك، كم من طامع أطلق العنان لطموح الطمع في رمال صحرائك، وسهول شواطئك، وسفوح جبالك، حتى قبل الغزو الإيطالي. تُرى، أكان في حسبان أغلب أبنائك كل هذه الأثقال من الألم، حين خرجوا يرفضون كذبة «الجماهيرية العظمى»، ويشقون عصا سكون الصمت طوال عقود طغيان ضابط منح نفسه رتبة عقيد، ثم سمى انقلابه العسكري على حكم شرعي «ثورة الفاتح العظيم»، ورغم ذلك ظنّوا، أول الأمر، أن فيه، وفي شبان رافقوه، الخير لمستقبل بلد، قليل السكان، مترامي الأطراف، شاسع المساحة، إنما سرعان ما اكتشف بعض الأقربين، قبل البعيدين، كم أنه مسكون بمرض عبادة الذات، وبكمٍ من عُقد شخصية تستعصي على الحلحلة، وربما ليس من قبيل الصدف أنه اختار رتبة «عقيد»، ثم أصّر عليها، ورفض أي ترقية، بزعم التواضع.

لكن ذلك زمن مضى، أعني ما بين اندلاع ثورة 17 فبراير (شباط) 2011 والواقع الراهن. تُرى، هل من الضروري تكرار السؤال؛ لماذا وصل الوضع الليبي إلى المآل الذي انتهى إليه حتى الآن؟ حسناً، كما أشرت في كل مرة تناولت فيها مأساة ليبيا، لست أجد حرجاً في تكرار القول إن الجواب الحاسم يجب أن يبقى من حق أهل ليبيا، قبل غيرهم، باختلاف مشاربهم، أو توجهاتهم. مع ذلك، ربما يجوز طرح اجتهاد شخصي، ولو بحكم نقطة ضعف عاطفية تخصني، عندما يتعلق الأمر بأحوال ليبيا، وسوف أرجّح مسبقاً أن اجتهادي لن يحوز رضا كثيرين. باختصار، يمكن القول إن كل قيادات الأطراف الفاعلة سياسياً على الأرض الليبية تتحمل، بنسبٍ متفاوتة، قدراً من مسؤولية الوضع الراهن. لقد أضاع ساسة ليبيا من محترفي العمل السياسي، قبل إطاحة حكم القذافي، بمختلف ارتباطاتهم، فرصة إثبات أنهم أهل لمسؤولية النهوض بالبلد، عندما فشلوا في وضع مصالح حلفائهم جانباً، وتقديم صالح الليبيين على ما عداه.

هل تمضي أحوال ليبيا إلى حل سلمي، أم تصعيد عسكري؟ واضح أن الكرة الآن في المرمى التركي. مفهوم أن تهتم مصر بتأمين حدودها مع شرق ليبيا، لكن ما الذي يبرر للرئيس إردوغان حجم هكذا تدخل في الشأن الليبي؟ ليس من جواب سوى غرور طموح شخصي تعدى حدود كبح جماحه، فهل يفيق الرجل ويبادر إلى ما يجنّب ليبيا والليبيين المزيد من الاقتتال؟ لعل وعسى، رغم أن التفاؤل صعب. مع ذلك كله، ما من أزمة اشتدت، إلا فُرِجت، ولو بعد حين.

 

السلاح والسلطة في أميركا

عبد المنعم سعيد/الشرق الأوسط/24 حزيران/2020

وصلت إلى الولايات المتحدة لأول مرة يوم السبت 29 سبتمبر (أيلول) 1977، متأخراً خمسة أسابيع عن بدء الدراسة الجامعية، ومتطلعاً في الوقت نفسه لمستقبل دراسي واعد، والتعرف على بلد كبير شاهدته كثيراً في أفلام السينما. وبحكم دراسة العلوم السياسية في جامعة القاهرة كنت أعرف الكثير عن النظام السياسي الأميركي، ومع ذلك صمم أستاذي أن أضيف فصلاً - 101 - خاصاً بالمبتدئين في الجامعة عن النظام السياسي للدولة التي سوف أقضي فيها السنوات الخمس التالية. كان الرئيس جيمي كارتر في عامه الأول، وكان وصوله إلى البيت الأبيض نوعاً من الثورة، لأنه كان ديمقراطياً بعد ثماني سنوات من حكم الجهوريين، كما أن شعاره الأساسي في حكم الدولة كان حقوق الإنسان في داخل أميركا وخارجها. كانت الولايات المتحدة تخرج تدريجياً من حرب فيتنام وآثارها، وحتى الحرب الباردة بينها وبين الاتحاد السوفياتي خفّت في مرحلة عرفت أيامها بالوفاق. منذ ذلك الوقت ولأسباب شتى دراسية وأكاديمية وسياسية كان لا بد أن أعرف عن الدولة الأميركية الكثير، ومن لحظة بداية الدولة مع الثورة الأميركية وحتى الانتخابات الأميركية الأخيرة في 2016، وما بينهما من أحداث جسيمة في الداخل منها الحرب الأهلية، وفي الخارج من حروب عالمية، وأخرى تدخلت فيها أميركا في شؤون دول أخرى لمنافسة الاتحاد السوفياتي، أو للهيمنة العالمية، حسب تقدير الناظرين. النتيجة كانت من ناحية، أن المؤسسة العسكرية وما حولها من مؤسسات أمنية تحصل على النصيب الأكبر من الميزانية الأميركية العامة وهذا مصدر للنفوذ، ومن ناحية أخرى فإنها تقف على الحياد تماماً داخل الساحة السياسية فهي خاضعة للسلطة المدنية في الدولة، تأتمر بأمرها وفق الحدود التي أقرها الدستور. العلاقة في العموم بين الجيش والسلطة يسودها الاحترام، ورئيس الدولة يضع سياسات الأمن القومي من خلال جهاز للأمن القومي يضم فروع القوات المسلحة والأجهزة الأمنية الأخرى؛ وهذه الأخيرة تنفذ هذه السياسات. السائد هو أن النخبة السياسية في السلطة أو خارجها في المعارضة تتحدث عن القوات المسلحة باعتزاز شديد لا يقل عن ذلك الاعتزاز الذي يوجد في بلدان العالم الأخرى؛ ومن ناحية أخرى فإن جنرالات القوات المسلحة حريصون للغاية فيما يصدر عنهم من تصريحات على أن السلطة العليا في البيت الأبيض هي الأمين على الأمة ودستورها.

كانت هذه هي الصورة العامة عن العلاقة بين السلاح والسلطة السياسية في الولايات المتحدة، حتى جاء المرشح دونالد ترمب إلى الساحة السياسية الأميركية، وأثناء حملته الانتخابية كان يوجه اللوم للجيش الأميركي؛ لأنه لم ينتصر في حرب منذ الحرب العالمية الثانية! لم يكن ذلك لأن المرشح يريد تقليص ميزانية الجيش، أو أنه يريد العزلة والانكفاء على الداخل؛ وإنما لأنه كان معتقداً أن خصومه من الديمقراطيين والليبراليين كانوا يورطون الولايات المتحدة في حروب لا يمكن كسبها. وعندما فاز المرشح وأصبح على أبواب البيت الأبيض فإنه لم يوجد داخل طاقمه جنرال مرموق حتى بين هؤلاء الجمهوريين الذين خبروا السلطة مثل كولين باول. وعندما استقر على الجنرال ماكماستر لكي يكون مستشاره للأمن القومي، وماتيس لوزارة الدفاع فإنهما ما لبثا أن خرجا من طاقم الرئاسة تاركين المجال لشخصيات أقل شأناً في صفوف الجنرالات. في العموم، فإن علاقة ترمب مع القوات المسلحة والأجهزة الأمنية مثل وكالة المخابرات المركزية ومكتب التحقيقات الفيدرالي لم تكن أبداً سلسة، وانتابتها الكثير من الغيوم، خاصة بعدما ظهر من تدخلات روسية في الانتخابات الرئاسية الأميركية لصالح المرشح الذي بات رئيساً، وما ظهر من جهود قام بها الرئيس لدى الحكومة الأوكرانية لكي يجد ما يلوث خصمه الديمقراطي الحالي جو بايدن. وتوارد في مذكرات جون بولتون، مستشار الأمن القومي الأسبق في إدارة ترمب، أن الرئيس طلب من الرئيس الصيني مساعدته في الانتخابات الرئاسية المقبلة بشراء سلع زراعية تعزز من موقفه في الانتخابات المقبلة.

لم يكن الأمر فيما بين السلاح والسلطة السياسية العليا راجعاً فقط إلى الرئيس وموقفه من الجيش، وإنما أيضاً بسبب سياسات الرئيس التي خرجت عن الرواسي الرواسخ في السياسة الدفاعية الأميركية. فلا كان الجيش راضياً عن موقف الرئيس من حلف الأطلنطي، ولا من روسيا، ولا من الانسحاب في الشرق الأوسط، ولا سياسة الرئيس تجاه كوريا الشمالية والصين. ومع ذلك، ورغم هذه الخلافات، فإن الجيش ترك المسألة بكاملها للمؤسسات الدستورية في البلاد لكي تحسم فيها. ومع ذلك، فإن أكثر من طرف في الساحة السياسية الأميركية حاول جذب الجيش إلى المجال الذي يبتعد عنه الجيش حسب التقاليد الأميركية. وكانت الحادثة التي فجّرت الموقف هي المظاهرات العنيفة التي أعقبت مقتل الأميركي الأفريقي جورج فلويد في مدينة مينيابوليس من قِبل رجل شرطة من البيض. فجّر الحدث غضباً كبيراً بين الأميركيين الأفارقة، والبيض الليبراليين، وجماعات من الأقليات الأميركية المختلفة. استمرت المظاهرات لأسابيع وصاحبها أحداث عنف وحرق لمؤسسات عامة وخاصة؛ ووقتها أعلن ترمب أنه ساعة النهب سوف تكون هي ساعة إطلاق الرصاص. كان التعبير خارجاً عن التقاليد الأميركية في الحرص على عدم وضع الجيش الأميركي في مواجهة جماهير أميركية. وعندما أعلن ترمب أنه ربما يقوم بتعبئة 10 آلاف جندي أميركي للقيام بمساندة الشرطة المحلية والحرس الوطني في الولايات المختلفة، فإن ذلك دفع عدداً من الجنرالات المتقاعدين – ديمبسي وباول – لإدانة هذا القول. وعندما استدعت الشرطة المحلية في العاصمة واشنطن قوات الجيش بفض الاعتصام القائم في حديقة لافييت أمام البيت الأبيض، واستخدمها الرئيس في التقاط الصور التي يرفع فيها الإنجيل وتعزز موقفه في الانتخابات القادمة؛ فإن رئيس الأركان مارك ميللي الذي كان حاضراً قدم اعتذاراً للشعب الأميركي عن قيامه بهذه المهمة. بعد ذلك توالت التصريحات من وزراء الدفاع السابقين غيت وباول وماتيس؛ أما وزير الدفاع الحالي إسبر، فإنه أعلن أن الجيش الأميركي لن يطلق النار على المواطنين الأميركيين. هذا التراشق اللفظي بين الجنرالات والسلطة السياسية غير مسبوق في السياسة الأميركية.

وما لم يكن مسبوقاً أيضاً جاء من الجانب الديمقراطي، وعندما سأل المرشح الديمقراطي جو بايدن عما سوف يفعله إذا ما فاز في الانتخابات ورفض الرئيس ترمب الخروج من البيت الأبيض، كانت الإجابة أن ذلك سوف يكون مهمة القوات المسلحة. هذه الدعوة جاءت طرحاً لاحتمال غير متوقع في التاريخ الأميركي، لكن الرئيس ترمب دأب على القول في الانتخابات الماضية، وتلك الراهنة، إن هزيمته في الانتخابات سوف تعني أن الانتخابات جرى تزويرها. امتد الأمر إلى التاريخ نفسه عندما بدأ المتظاهرون في إسقاط تماثيل جنرالات الجنوب أثناء الحرب الأهلية، وحرق الأعلام الكونفدرالية التي تنتمي إلى الجنوب أيضاً على اعتبار أن أسماء الشوارع والتماثيل والأعلام كلها تمجد لعصر تمسك بالعبودية. لم تكن هذه هي أميركا التي عرفتها ودرستها، دعونا ننتظر ونرى كيف يفض التاريخ أسراره؟

 

بشارة من الكويت لمصر

مشاري الذايدي/الشرق الأوسط/24 حزيران/2020

حين يتسيّد الصخب، يعزّ الإصغاء، وحين يعزّ الإصغاء ينكمش الفهم، وحين ينكمش الأخير، تكثر الحماقات... من أجل ذلك فالتشبّث بفضيلة الإصغاء، إلى الحكماء بوجه خاص، هو أوجب واجب على العاقل. في معمعة «كورونا» التي عصفت، فيما عصفت، بالعقول وأهل الرأي، كان في الكويت مشهد عجيب - هو موجود في غيرها - لكنه في الكويت كان مشوباً بأغراض سياسية حزبية. عنيت التحامل على أبناء الجاليات، غير الوطنية، بدعوى أنهم هم سبب تفشّي فيروس «كورونا»؛ فمن قائل ذلك بسبب جهلهم وفقرهم وتكدسهم، بالنسبة للأعمال الدنيا، ومن قائل إن ذلك بسبب مزاحمة غير المواطنين للمواطنين، وهنا ننتقل من حالة «كورونا» المؤقتة لبحث ملف قديم مستعص هو ملف التركيبة السكانية في الخليج، ومنه الكويت، وما «كورونا» إلا فتيل أشعل باروداً قديماً.

المهم، كويتياً، هو الحملات السيئة على المصريين، ثم على دولة مصر، وتلك لم تكن بريئة، وما دخول بعض «السفهاء» من الطرفين الكويتي والمصري، خصوصاً من ناشطي «السوشيال ميديا»، إلا من باب الاقتيات على أشلاء الشعبوية، وجلب الأنظار، وتسمين الحسابات على منصّاتهم.

هنا، وهذا سبب مقالة اليوم، يصبح من العمل الرشيد، الإصغاء إلى أحد حكماء الكويت، لا بل حكماء الخليج العربي كله، وهو السفير المخضرم، والأمين العتيد لمجلس التعاون الخليجي قديماً، صاحب المقام الرفيع والتاريخ البديع، عبد الله يعقوب بشارة.

في مقالته المعنونة بـ«موجات الحكمة.. في مسار الكويت ومصر» يتذكر بشارة أعماق التاريخ الرائق بين مصر والكويت، وهو الذي ولد عام 1936 وعاصر بداية النهضة الكويتية، ودرس في جامعة القاهرة، ثم جامعات أميركا وبريطانيا، ويتذكر مواقف مصر الناصعة مع الكويت أيام الرئيس مبارك وغزو صدام عام 1990، واستمرار هذا النهج «المباركي» المسالم المؤيد للكويت في عهد الرئيس الحالي عبد الفتاح السيسي. ثم يقول عن استهداف المصريين المقيمين بشكل شرعي محترم، وبعضهم يعمل في وظائف رفيعة، يقول: «لا مبرر لاستهدافهم بقذائف إعلامية ليست مألوفة في آليات التخاطب الكويتية».

ويختم عبد الله بشارة مقالته الحكيمة المنشورة في «القبس» الكويتية مخاطباً الرئيس السيسي: «كلمة للرئيس عبد الفتاح السيسي، نبعثها تحمل له اليقين بأن استمرار قيادته في نهجها التنموي الساعي لعلاقات قوية عربية وعالمية تحترم الشرعية التاريخية لكل دولة، يصب في مصلحتنا ويلتقي مع أهدافنا، ويرسخ التضامن العربي الجماعي المنفتح لحقوق التنمية المستنيرة، والقائم على الثقة المستدامة. بتلقائية مصرية صادقة، كسبت ثقتنا، ونالت دعم الآخرين».

أخيراً سؤال ضروري:من هو المستفيد من تأزيم العلاقة بين مصر والكويت، والمصريين والكويتيين في هذه الأيام؟! نعم صدقت... هم الجماعة... جماعة «الإخوان».

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

لقاءات ديبلوماسية وسياسية في قصر بعبدا والرئيس عون يترأس غدا اللقاء الوطني بحضور بري ودياب وقيادات

وطنية - الأربعاء 24 حزيران 2020

يترأس رئيس الجمهورية العماد ميشال عون في الحادية عشرة قبل ظهر غد الخميس في قصر بعبدا، "لقاء وطنيا" في حضور رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس مجلس الوزراء الدكتور حسان دياب، وعدد من القيادات ورؤساء الأحزاب والكتل النيابية الممثلة في مجلس النواب، لعرض الوضع العام في البلاد، في ضوء التطورات الأمنية التي حصلت قبل أسبوعين في بيروت وطرابلس ولامست الممارسات التي سجلت خلالها التعرض للوحدة الوطنية والسلامة العامة والسلم الأهلي.

ومن المقرر أن يناقش اللقاء عددا من المواضيع المطروحة لتحديد وجهة نظر المشاركين فيه حيالها، على أن يصدر عن المجتمعين بيان يؤكد على النقاط التي سيتم الاتفاق عليها.

واليوم، أنجزت دوائر رئاسة الجمهورية الترتيبات اللوجستية والبروتوكولية والإعلامية الخاصة باللقاء، فيما واصل الرئيس عون لقاءاته الديبلوماسية والسياسية.

سفير ألمانيا

ومن زوار قصر بعبدا اليوم، السفير الألماني في بيروت الدكتور جورج بيرغلينGEORG Birgelen لمناسبة انتهاء مهمته الديبلوماسية في لبنان وانتقاله الى موقع ديبلوماسي آخر.

وتمنى الرئيس عون للسفير بيرغلين التوفيق في مهامه الجديدة، ومنحه وسام الأرز الوطني من رتبة ضابط اكبر تقديرا للدور الذي لعبه في تعزيز العلاقات اللبنانية- الإلمانية وتطويرها في المجالات كافة.

أبي نصر

واستقبل الرئيس عون رئيس الرابطة المارونية النائب السابق نعمة الله ابي نصر الذي شكره على تعيين مجلس الوزراء محافظا لمحافظة كسروان الفتوح- جبيل المستحدثة، متمنيا الإسراع في إنجاز المراسيم التنظيمية للمحافظة. وكانت جولة أفق تناولت التطورات المحلية الراهنة.

 

رفيق شلالا: الحوار مفتوح وللمشاركين الحرية في طرح المواضيع

وطنية - الأربعاء 24 حزيران 2020

شدد رئيس مكتب الاعلام في رئاسة الجمهورية رفيق شلالا في حديث إلى إذاعة "صوت كل لبنان" على ان "الهدف من لقاء بعبدا معالجة الوضع الأمني والمناخ غير السليم الذي نشأ بعد تظاهرات طرابلس وبيروت، وما رافقها من تطورات أعادت الى الاذهان أياما سوداء لا يريد أحد ان تتكرر".

ورأى أن " لقاء القيادات وتأكيد الثوابت الوطنية وحماية السلم الأهلي، إنجاز بحد ذاته في هذه الظروف الصعبة التي نعيشها، وهذا اللقاء ليس لاتخاذ القرارات المنوطة بالسلطة التنفيذية". ولفت الى ان "رئيس مجلس النواب نبيه بري من اول الداعمين للقاء، وقد جرت مشاورات بينه وبين رئيس الجمهورية العماد ميشال عون في الموضوع كما أن الحوار مفتوح وللمشاركين الحرية في طرح المواضيع، ولكل منهم الحق في ابداء رأيه".

 

بري ترأس اجتماعا طارئا لقيادات حركة أمل: لحالة طوارىء مالية وموقفنا من قانون قيصر موقف الحليف الوفي لمن وقف الى جانبنا يوم عز الوقوف

وطنية - الأربعاء 24 حزيران 2020

أعلن رئيس مجلس النواب نبيه بري، "ان انهيار سعر صرف الليرة اللبنانية أمام الدولارالاميركي يفرض، على الحكومة وعلى المصرف المركزي وعلى جمعية المصارف اعلان حالة طوارئ مالية واعادة النظر بكل الاجراءات التي اتخذت لحماية العملة الوطنية ومن غير المقبول بعد الآن جعل اللبنانيين رهائن للاسواق السوداء في العملة والغذاء والدواء والمحروقات"، معتبرا انه "يخطىء الظن من يعتقد ان صندوق النقد أو أي دولة او جهة مانحة يمكن ان تقدم لنا المساعدة بقرش واحد اذا لم ننفذ الاصلاحات وفي المقدمة الاسراع في المعالجة الفورية لقطاع الكهرباء، وحماية أمن الناس وحرية معتقداتهم وممتلكاتهم كما أمن الوطن وسلمه الاهلي قبل ان يكون مسؤولية وطنية هو مسؤولية ايمانية قانونية واخلاقية والموقف المبدئي في حركة امل من قانون قيصر الذي يستهدف سوريا هو موقف الحليف الوفي لمن وقف الى جانب لبنان ومقاومته يوم عز الوقوف".

اجتماع طارىء ل"أمل"

كلام بري جاء في خلال ترؤسه اجتماعا طارئا لقيادات حركة "أمل".

وخصص الاجتماع لمناقشة وتحديد موقف الحركة من التطورات والمستجدات السياسية في لبنان لا سيما الاوضاع المالية والاقتصادية والمخاطر الناجمة عن صفقه القرن وقانون قيصر وتداعياتهما على لبنان والمنطقة كما ناقش المؤتمر شؤونا تنظيمية.

وألقى الرئيس بري كلمة أكد في مستهلها "رفض الحركة اي تطاول او إساءة من أي جهة أو فرد اتى تستهدف المقدسات والرموز الاسلامية والمسيحية"، داعيا الى "مكافحة واستئصال مثل هذه الظواهر التي بدأت تتفشى في المجتمع اللبناني على نحو يسيء للمفاهيم والقيم الرسالية السمحاء"، مؤكدا "ان حماية أمن الناس وحرية معتقداتهم وممتلكاتهم كما أمن الوطن وسلمه الاهلي قبل ان يكون مسؤولية وطنية هو مسؤولية ايمانية، قانونية واخلاقية لا يجوز التخلي عنها تحت اي ظرف من الظروف، فحب الاوطان من الايمان".

وفي الشأنين المالي والاقتصادي ومآل المفاوضات مع صندوق النقد الدولي والدول المانحة قال الرئيس بري :"يخطئ اي مسؤول لبناني الظن، اذا ما اعتقد ان صندوق النقد او اي دولة او جهة مانحة، يمكن لها ان تقدم لنا المساعدة بقرش واحد اذا لم ننفذ الاصلاحات. وبصراحة ان العالم والمجتمع الدولي يعتبر ان لبنان "سلة بلا قعر" وقبل اقفال هذا "القعر" لن تكون هناك مساعدات".

اضاف :" لقد بح صوتنا ونجدد اليوم الدعوة وقبل فوات الاوان الى الاسراع في المعالجة الفورية لقطاع الكهرباء ووقف النزيف القاتل الذي يسببه في المالية العامة والاسراع في إقرار قانون استقلالية القضاء واجراء المناقصات العمومية بطريقة شفافة وذات صدقية، فالقوانين وجدت لتطبق، فلا يجوز للبنان الذي صنع القانون قبل آلاف السنين ألا يتعرف بعد على حكم القانون او ألا يعيش في دوله القانون. فهناك 54 قانونا لم ينفذوا ولو نفذ الحد الادنى منها لما وصلنا الى ما وصلنا اليه اليوم".

وفي العناوين المعيشية والمالية والاقتصادية، قال الرئيس بري: انهيار سعر صرف الليره اللبنانيه امام الدولار الامريكي على نحو مشبوه ومنسق بات يفرض على الحكومة وعلى المصرف المركزي وعلى جمعية المصارف اعلان حالة طوارئ مالية واعادة النظر بكل الاجراءات التي اتخذت لحماية العملة الوطنية، فمن غير المقبول بعد الآن جعل اللبنانيين رهائن للاسواق السوداء في العملة والغذاء والدواء والمحروقات.

ابدا لا مالية الدولة ولا لقمة عيش اللبنانيين لا يجوز ان يتحولا في هذه اللحظة الراهنة الى حقل تجارب لنظريات بعض المستشارين لا في الداخل ولا في الخارج".

وعن الضغوط التي يتعرض لها لبنان على خلفية ما يجري من وقائع في المنطقة لاسيما صفقة القرن وقانون قيصر الذي يستهدف سوريا، قال الرئيس بري :" في مثل هذه الايام من العام 1982 كان لبنان وبيروت يقاومان اجتياحا اسرائيليا قاوما ولم يرفعا الراية البيضاء انتصرا لنا جميعا وانتصر اللبنانيون بهما ولهما، واليوم لا اخفي قلقي باننا نعيش ظرفا مشابها لذلك الظرف يراد منه اسقاط لبنان واخضاعه واجتياحه باسلحة مختلفة ربما تكون ناعمة الملمس لكن في طياتها تخفي الموت الزؤام.

ان لبنان امام تحد وجودي وحجر الزاوية لانقاذه رهن على تعاون جميع القوى السياسية وعلى وعيهم اهمية التزامهم بالحوار سبيلا وحيدا لمقاربة كافة القضايا الخلافية".

وعن قانون قيصر والوضع في المنطقه، قال بري : لقد اطل علينا "القيصر" بقانون يطال سوريا بهدف اسقاطها وتضييق الخناق عليها اقتصاديا وماليا وعدم تمكينها من استعادة وحدتها ودورها المحوري في المنطقة وهو بكل تفاصيله قانون يطال الطوق الجغرافي المحيط بسوريا وتحديدا لبنان والاردن والعراق، فلبنان المترنح تحت وطأة ازمات اقتصادية ومالية ومعيشية وانقسام معقد ربما يراد له ان يكون حجر الدومينو الثاني الذي يسقط بهذا القانون.

ان موقفنا المبدئي في حركة "أمل" حيال هذا القانون هو موقف الحليف الوفي لمن وقف الى جانب لبنان ومقاومته يوم عز الوقوف".

وحذر الرئيس بري في ختام كلمته من "ان لبنان الذي يقع على قوس جغرافي مشتعل على طول الشاطئ الشرقي لحوض المتوسط بدءا من طرابلس الغرب في ليبيا مرورا في الساحل السوري وطرابلس في شمال لبنان وليس انتهاء بغزة تتصارع فيه اجندات ومحاور اقليمية ودولية، لبنان واحد من ميادين هذا القوس الهدف هو السيطرة على الثروات الهائلة والكامنة في اعماق مياه هذه المنطقة نفطا وغازا فضلا عن تأمين ممرات مائيه نحو اوروبا ناهيك عن بيت القصيد وهو تمرير صفقه القرن وتصفية القضية الفلسطينية وتحويل المنطقة الى اسرائيليات وكيانات عنصرية متناحرة".

 

الراعي امام زواره في الديمان: للتضامن وتجاوز الخلافات السياسية وتغليب الشأن الوطني على السياسي لنتمكن من الخروج من الظلمة

وطنية - الديمان - الأربعاء 24 حزيران 2020

دعا البطريرك الماروني الكردينال مار بشارة بطرس الراعي الى "التضامن وتجاوز الخلافات السياسية وتغليب الشأن الوطني على الشأن السياسي، لنتمكن من الخروج من الظلمة التي نعيشها".

كلام البطريرك الراعي جاء خلال استقباله في الديمان حاكم جمعية أندية الليونز الدولية المنطقة 351 نبيل نصور على رأس وفد ليونزي ضم الحكام السابقين وامين السر وامين مال مجلس المنطقة، في حضور رئيس واعضاء ومجلس امناء "رابطة قنوبين للرسالة والتراث"، مديرة عام التعاونيات غلوريا أبي زيد، المحامي جوزف فرح والمدير العام للرابطة جورج عرب. والقى رئيس الرابطة نوفل الشدراوي كلمة حيا فيها البطريرك الراعي "لعنايته ومتابعته الحثيثة لأعمال رابطة قنوبين وبرامجها المتعلقة بخدمة تراث الوادي المقدس، وادارة حديقة البطاركة بأبعادها الثقافية والانمائية والاجتماعية". وشكر نادي الليونز على "مبادرته تقديم سيارة نقل لخدمات مرافق حديقة البطاركة". وأكد "الرغبة في تعزيز التعاون والتنسيق مع مختلف المؤسسات لتوفير المزيد من الخدمات".

بدوره أكد نصور باسم الليونز "أهمية تنسيق الجهود لتأمين أفضل خدمات انسانية وتنموية لمجتمعنا، بخاصة في المناطق الريفية النائية"، منوها ب"مواقف البطريرك الوطنية الحكيمة"، وسلمه هدية تذكارية لارزة يتوسطها شعار الليونز.

الراعي

واثنى الراعي على "روح التعاون التي أثمرت هذه المبادرة لخدمة شريحة مهمة من مجتمعنا". ودعا الى "تعميق التنسيق، وتوحيد الجهود، كما لحظت خطة الاغاثة البطريركية، وتوظيف الامكانيات والقدرات ترجمة لدعوة الكنيسة وتعليمها". وقدر "تعاون أندية الليونز ورابطة قنوبين وسواها من المؤسسات الملتزمة روح الخدمة التطوعية"، وقال: "ما تقومون به مجازفة في هذا الظرف، لكن محبتكم جعلتكم تتجاوزون مشكلة الكورونا، وبالاضافة الى تقديري لهذه الزيارة اشكركم لتقديمكم سيارة النقل لخدمات الحديقة، دعاؤنا الى الله كي يبارك اعمالكم للمبادرات التي تقومون بها من خلال شعاركم "نخدم ".

واضاف: "مجتمعنا في هذا الظرف الذي نعيشه بامس الحاجة لامثالكم خصوصا في حالة الفقر والضائقة التي يعيشها مجتمعنا لذا علينا التضامن جميعا لخدمة شعبنا في هذا الظرف الدقيق، وعلينا تجاوز خلافاتنا السياسية ووضعها جانبا لنساعد في مواجهة مشاكل شعبنا، اريد دعوة اللبنانيين ليتكاتفوا، فاليوم ليس للسياسة بل للشأن الوطني، ولا يمكن ترك الناس جائعين ليس لديهم عمل، اقول ذلك لانني اقدر عملكم الكبير الذي تقومون به، وكل فرد منكم يمكنه ان يكون شمعة تنير الظلمة التي نعيشها اليوم".

وتابع: "علينا جميعا ان نتكاتف للخروج من الظلمة التي يعيشها الشعب اللبناني، وبذلك نساعد الشباب الموجود في الشوارع والساحات مطالبين بحقوقهم، ونحن نساندهم ونؤكد عليهم ضرورة الانتباه من محاولة ان يندس بينهم مخربون لنكون دائما الى جانبهم".

وختم: "ليس لدي احاطة بكل الاعمال التي تقومون بها، ولكنني ادرك قيمة الاعمال التي تقومون بها، فلكم كل الشكر والرب يكافئكم ويضع الخير بين ايديكم لتتمكنوا من مساعدة الناس".

اتحاد بلديات قضاء بشري

واستقبل الراعي ايضا رئيس واعضاء اتحاد بلديات قضاء بشري وعرض معهم اوضاع المنطقة في ظل الظروف الصعبة التي يمر بها لبنان، واثنى على "المبادرات الانسانية التي تقوم بها البلديات بالتعاون والتنسيق مع مجالس الرعايا".

وقال رئيس الاتحاد ايلي مخلوف بعد اللقاء: "كما في كل عام اتينا ورؤساء البلديات للترحيب بصاحب الغبطة في منطقته وقضائه الذي يفتخر بوجود المقر البطريركي الصيفي في ربوعه، وطلبنا بركته بعد ان وضعناه في الظروف الصعبة التي تمر بها البلديات خصوصا في ظل الارتفاع الكبير للدولار والذي بات يشكل لنا معاناة خصوصا وان الدولة متأخرة في دفع مستحقاتنا منذ 2018 ولم يعد بامكاننا القيام بواجباتنا ووضعنا غبطته ايضا في جو المشاريع والانشطة والتحضيرات التي نقوم بها من اجل تطوير ودعم السياحتين الدينية والبيئية في القضاء".

زوار

كما التقى الراعي الوزير السابق سليم الصايغ ، ثم وفدا من رابطة سيدة ايليج، ووفدا من رهبان دير مار شربل - بقاعكفرا برئاسة الاب ريمون عيسى .

 

جعجع: لن نشارك في اجتماع بعبدا فهو إما لذر الرماد في العيون أو محاولة تحميل الآخرين مسؤولية فشل هذه السلطة

وطنية - الأربعاء 24 حزيران 2020

أعلن رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع عدم مشاركة الحزب في لقاء بعبدا، قائلا: "لا يطلبن منا أحد المشاركة في اجتماع الهدف منه إما ذر الرماد في العيون أو محاولة تحميل الآخرين مسؤولية فشل هذه السلطة باعتبار أن ما من خلاف اليوم بين أي من مكونات الشعب اللبناني وإنما أكثرية الشعب اللبناني على خلاف مع هذه السلطة انطلاقا من الوضع المزري الذي أوصلتنا إليه". ودعا "المجموعة الحاكمة إلى الرحيل بجميع مكوناتها وأقطابها".

كلام جعجع جاء في تصريح عقب انتهاء اجتماع تكتل "الجمهورية القوية" الذي عقد برئاسته، في المقر العام لحزب "القوات اللبنانية" في معراب، وحضور: النائب السابق لرئيس الحكومة غسان حاصباني، نائب رئيس الحزب النائب جورج عدوان، النواب: ستريدا جعجع، بيار بو عاصي، جورج عقيص، عماد واكيم، وهبه قاطيشا، فادي سعد، أنطوان حبشي، سيزار المعلوف، شوقي الدكاش، جوزيف اسحق، ماجد إدي ابي اللمع، زياد حواط، أنيس نصار وجان طالوزيان، الوزراء السابقين: مي الشدياق، كميل أبو سليمان، ريشار قيومجيان، ملحم الرياشي، طوني كرم وجو سركيس، أمين سر التكتل النائب السابق فادي كرم، النواب السابقين: إيلي كيروز، أنطوان زهرا، جوزيف معلوف، أنطوان أبو خاطر وشانت جنجنيان، رئيس جهاز الإعلام والتواصل في "القوات" شارل جبور، عضوي الهيئة التنفيذية إيلي براغيد ورجا الراسي ومستشار رئيس الحزب سعيد مالك.

وكان جعجع قد استهل كلمته باستنكار "الإجراء القضائي الذي اتخذ بحق السيد علي الأمين"، وقال: "لا يجوز للحريات العامة في لبنان أن تصل إلى هذا الحد، لذا أطلب من مجلس القضاء الأعلى ورئيسه القاضي سهيل عبود، إحالة هذه القضية وغيرها من القضايا، على التفتيش القضائي باعتبار أنه لا يجوز التلاعب بالقضاء أكثر مما تم التلاعب به في هذه الأيام".

وفند أسباب عدم مشاركة "القوات" في لقاء بعبدا، قائلا: "لقد وصلت الأوضاع في البلاد إلى حد أصبحت فيه المسايرة أو حتى الوقوف على الشكليات جريمة، فالأوضاع التي نمر بها الآن لم نشهد كلبنانيين مثيلا لها منذ الحرب العالمية الأولى".

أضاف: "نحن جمهوريون بامتياز والمؤسسات الدستورية بالنسبة إلينا هي عصب وجود المجتمع ومن دونها لا دولة، وبالتالي لا اجتماع ولا حضارة ولا ثقافة ولا معيشة ولا اقتصاد ولا سواها. من هذا المنطلق، يرى الجميع مدى إعطائنا أهمية كبيرة للعمل في مجلس النواب أو في مجلس الوزراء عندما نكون مشاركين فيه أو بالمشاركة مع رئاسة الجمهورية في الأمور التي تطلب منا. فعلى سبيل المثال، في 6 أيار عندما دعا فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون إلى اجتماع في قصر بعبدا بناء على جدول أعمال واضح وهو أنه كان للحكومة خطة اقتصادية، وكانوا يودون الأخذ بملاحظات رؤساء الأحزاب والكتل النيابية عليها، حضرنا يومها الاجتماع بالرغم من أن الكثير من أصدقائنا وحلفائنا قاطعوه. وحضرنا وبيدنا ورقتا عمل: الأولى عن الإصلاحات الضرورية التي نرى أن من الواجب إقرارها قبل البدء بتنفيذ أي خطة اقتصادية، والثانية تضمنت ملاحظاتنا الأولية على الخطة الاقتصادية المطروحة من قبل الحكومة. إلا أن هاتين الورقتين وكل باقي الأوراق التي عملنا على إعدادها ذهبت سدى، وكأنه لم يسمع أي أحد شيئا مما قلناه حتى ممن كانوا داخل الاجتماع، واقتصر الأمر على أننا جلسنا في القصر لمدة ساعتين وانتهى بنا الأمر بالبيان الذي سمعناه. ومن حينه حتى يومنا هذا، تستمر الأمور بالإنحدار من سيىء إلى أسوأ بوتيرة ليست يومية وإنما بين الساعة والأخرى".

وتابع: "منذ ثلاثة أو أربعة أيام، تلقينا دعوة جديدة لاجتماع في قصر بعبدا وقد أحببت أن آتي بالدعوة معي لأقرأ لكم حرفيا ما ورد فيها: "في إطار متابعة الأوضاع السياسية العامة والسعي للتهدئة على الصعد كافة" والتعبير هنا عام جدا، "بغية حماية الاستقرار والسلم الأهلي". صراحة توقفنا جميعا لمعرفة سبب انعقاد هذا الاجتماع، وبصراحة تامة يمكنني أن أقول إنه لم يتمكن أي أحد منا التقدير تحديدا ما هو سبب انعقاده، فالوضع في البلاد في مكان والمسؤولون على أرفع المسؤوليات في مكان آخر مختلف تماما لا علاقة له بما نعيشه. نحن نعيش مع الناس والبعض منهم وصل به الدرك إلى حد أن ينحصر كامل اهتمامه بلقمة العيش لا أكثر ولا أقل، والبعض لا يتمكن من تأمينها. فهل هذا هو لبنان الذي نتغنى به على أنه "سويسرا الشرق" و"منارة الشرق"؟ انظروا إلى لبنان الحالي، ماذا تبقى من هذا اللبنان الذي كنا جميعا نعرفه؟ فذاك اللبنان ليس حلما وإنما واقعا كنا نعيشه وكان من المفترض أن يتطور ليصل إلى حلم أكبر، أين أصبحنا اليوم؟ المدارس الخاصة بحالة كارثية كما المؤسسات الخاصة والعائلات وعلى الصعد كافة نرى أن الأوضاع الاقتصادية، المعيشية، المالية والاجتماعية بالويل. وإذ تأتينا الدعوة لحضور اجتماع للتباحث بالاستقرار والسلم الأهلي، في حين أن المشكلة اليوم في لبنان لا علاقة لها بهذا الأمر، وإذا ما كان هناك من يهدد الاستقرار والسلم الأهلي فهي المجموعة الحاكمة، وسأتطرق لهذا الأمر لاحقا".

وقال جعجع: "لم أفهم ما يقصدون وما هي المواضيع المتعلقة بالاستقرار والسلم الأهلي التي سيتم نقاشها، فإذا كانوا يقصدون الإشكالات التي شهدناها فهم من افتعلوها، ولكي نرى من يمس فعلا بالسلم الأهلي علينا معرفة، من قام منذ قرابة عام بتذكير اللبنانيين من حيث لا ندري بأحداث 1860 التي وقعت منذ 160 عاما؟ فهل من قام بذلك هو تيار المستقبل أو القوات اللبنانية أو الحزب التقدمي الاشتراكي؟ ولهذا السبب قاموا بدعوتنا إلى الاجتماع؟ من ذهب إلى طرابلس وحاول أن يعيد تأليب اهل المدينة، عن خطأ وضد كل واقع وحقيقة، على فئة من المسيحيين؟ أهو الحزب التقدمي الاشتراكي أم فريق العهد مباشرة؟ من حاول منذ أسبوعين الدخول إلى منطقة عين الرمانة بجحافل من الدراجات النارية وبشكل غير مقبول، الأمر الذي كاد أن يتسبب لنا بمشكلة كبيرة جدا لولا تدخل الجيش فورا لاحتواء الموضوع؟ من قام بذلك؟ الجواب هو حلفاء العهد مباشرة. من كان يقوم بأعمال تخريبية في وسط مدينة بيروت منذ 10 أيام ولمدة 4 أو 5 ساعات وعلى مرأى من كل الكاميرات ووسائل الإعلام؟ الجواب هو حلفاء العهد مباشرة. فلماذا تقومون بدعوتنا للنقاش في هذه المسألة؟".

أضاف: "أريد التوقف عند نقطة أساسية جدا، وأتمنى على كل مواطن لبناني أن يحفظها لأنها تشكل بيت القصيد في الوقت الراهن، وهي أننا اليوم وللمرة الأولى في لبنان، تكون السلطة في مكان واحد وتمسك بها مجموعة واحدة لديها رئيس الجمهورية وأكثرية نيابية وحكومة بأكملها وليس فقط أكثرية وزارية. لذا، نقول لفخامة الرئيس إن حدث أي إشكالات أمنية قوموا باتخاذ القرار المناسب، فهل تريدون من سعد الحريري ووليد جنبلاط والرئيس ميشال سليمان وأنا أن نتداول بما يجب القيام به؟ نحن اليوم خارج السلطة وهي بيدكم ونحن من نقوم بمناشدتكم التدخل إن كان خلال أحداث عين الرمانة أو الأشرفية أو وسط بيروت أو طرابلس إلخ... عندما يكون هناك من إخلال في الأمن، فمن الطبيعي أن تقوموا بالتدخل فورا والمرجعيات كافة طالبت الدولة عندما حصل التخريب في وسط بيروت بالتدخل، إلا أن السؤال هو لماذا لم تقوموا بذلك؟ ولماذا لم تصدروا الأوامر؟ لماذا تأخرتم إلى أن تم إحراق نصف المدينة لاتخاذ القرار من بعد ذلك؟ ونحن ندعو بشكل يومي السلطة للتدخل".

وتابع: "بيت القصيد في هذه المسألة وهذه الدعوة سببها بنظري الشخصي، هو أنها ما بين ذر الرماد في العيون وصولا إلى محاولة تحميل الآخرين مسؤولية فشل هذه السلطة، وفي كلتا الحالتين من الطبيعي ألا نشارك".

وتطرق جعجع إلى المحاولة التي قام بها البطريرك الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، فقال: "عندما علم بالدعوة للاجتماع كانت ردة فعله الأولية على ما أعتقد مشابهة لردة فعلنا "مش مفهوم راسو من كعبو لهل اجتماع"، وحاول غبطته انقاذ الموقف وتقدم باقتراح لتأجيل الاجتماع لمدة زمنية قصيرة يتم خلالها إعداد جدول أعمال له، وقام بتسمية هذه البنود، مقترحا أن تكون أول نقطة هي "صيانة مرجعية الدولة الشرعية بمؤسساتها كافة وخصوصا الأمنية والعسكرية". لذا غبطة البطريرك، ايديولوجية المجموعة الحاكمة في الوقت الحاضر بعكس ما أنتم تقترحون، فبالنسبة لهم سلاح حزب الله أو ما يسمونه هم المقاومة، يأتي في الدرجة الأولى وإذا ما تبقى أي شيء فيبحثون عندها كيف يعطون هذه الفضلات للدولة. ولكنهم أبدا لا يؤمنون بمرجعية الدولة، وبالتالي غبطتكم تعلمون أن فاقد الشيء لا يمكن أن يعطيه، وأنتم تطلبون من المجموعة الحاكمة ما هم أصلا غير مؤمنين به".

أضاف: "كما اقترح غبطته أن يكون البند الثاني على جدول الأعمال هو "الإقرار الفعلي لسلطة الدولة دون سواها على كامل الأراضي اللبنانية". المجموعة الحاكمة لن تقر بذلك ومن غير الممكن أن تقر بذلك، ونحمد الله على أن السيد حسن نصرالله يطل علينا يوميا بكلمات واضحة المعالم جدا وتأتي تماما بعكس ما يقترحه غبطته، فبالنسبة لهم السلطة الأساسية هي لـ"المقاومة" وما يتبقى من أعمال بلدية فيتركونها للدولة. اما بالنسبة لاقتراح بند "الإلتزام بقرارات الشرعية الدولية" فنفس الشيء، وبالتالي غبطتكم انتم تحاولون إنقاذ الموقف في المكان الذي لا يمكن إنقاذه لأنه في المبدأ المجموعة الحاكمة في مكان آخر. أما بالنسبة للبند الذي وضعه غبطة البطريرك عن مكافحة الفساد والذي هو مطلبنا جميعا، فكيف يمكنهم مكافحة الفساد وهم أفسد الفاسدين؟ فهل من الممكن ان نطلب من شخص ما إصلاح ما قد خربه هو؟ كما أن غبطته وضع بند "حماية استقلالية القضاء" في حين أن التشكيلات القضائية قابعة في أدراج رئيس الجمهورية منذ ثلاثة أشهر، فأي استقلالية للقضاء نحن نطالب بها في حين أن السلطة والمجموعة الحاكمة الآن هي التي تتعدى على استقلالية القضاء؟ فهل من الممكن مطالبتهم بها؟ وبالتالي حتى المحاولة التي قام بها غبطته لم يأخذوا بها وحتى لو فعلوا ذلك لكانوا فعلوه بالشكل فقط باعتبار أن كل وجودهم قائم على عكس ما طرحه غبطة البطريرك بشارة الراعي".

وتابع: "الناس في لبنان يعيشون أزمة غير مسبوقة، فمن الممكن أن نكون قد شهدنا أزمة مشابهة في الفترة العثمانية إلا أننا اليوم من دون العثمانيين، ولكن بوجود العثمانيين الجدد ولو لم يكونوا عثمانيين، ومن دون حرب وحصار نعيش ما نعيشه. بالطبع هناك من يحاول تصوير المسألة بشكل مغاير للواقع على أنها حصار، وأحدهم قال مؤخرا إن الولايات المتحدة الأميركية تمنع دخول الدولارات إلى لبنان، فهل ستمنع هذه الأخيرة أي أحد يملك الدولارات من إدخالها إلى لبنان؟ بالطبع لا، فالواقع وما خفف الدولارات في السوق اللبنانية هو أنه لا يمكن لأحد سحب دولاراته المودعة في المصرف، كما أن من يملك الدولارات خارجا بطبيعة الحال لن يدخلها إلى لبنان في ظل هذه الأوضاع، لذا يجب عدم تشويه الواقع بهذا الشكل".

وأردف: "نمر اليوم في أزمة معيشية، مالية، اجتماعية واقتصادية لا قعر لها على ما هو واضح. عندما أخذت هذه الحكومة الثقة كان سعر صرف الدولار قرابة الـ2000 ليرة في، حين أنه وصل اليوم إلى أعتاب الـ6000 ليرة، ولكن ما هو أسوأ من الأزمة التي نعيشها هو أن الأوضاع تتدهور من سيىء إلى أسوأ بشكل سريع، وهذا ما جعلنا اليوم نثور على كل هذا الواقع الذي نعيشه لأنه في ظل هذه الأزمة المستفحلة في البلاد ليس وقت الاستعراضات والاجتماعات في بعبدا أو في مجلس النواب أو في السراي الحكومي أو أي مكان آخر".

وسأل: "المطلوب اليوم هو عقد اجتماع فوري للحكومة لتقوم باتخاذ أول قرار إصلاحي، فإن لم يكن اليوم وقت القرارات فمتى يكون؟". وقال: "البلد يغرق بالفعل، واليوم وقت القرارات وليس الكلام، في حين اننا جل ما نشهده هو كلام واستعراضات يليها كلام واستعراضات".

أضاف: "إلى جانب كل الأزمة التي نعيشها أصبح الكون برمته يعرف ويردد، من الصين إلى أستراليا إلى الولايات المتحدة إلى روسيا وكل المراقبين الداخليين والخارجيين، أن ما من شيء يمكنه إنقاذ الوضع في لبنان إلا الإصلاحات التي على قدر ما رددها العالم بأسره يمكن لتلميذ في الصف الخامس ابتدائي أن يرددها وهي: الموظفون غير القانونيين، المعابر غير الشرعية، الكهرباء والاتصالات والجمارك وإلى ما هنالك، وقد مل الناس من تردادها، إلا السلطة والمجموعة الحاكمة لم تسمع حتى هذه اللحظة بها".

وتوجه جعجع إلى الرئيس ميشال عون بالقول: "يا فخامة الرئيس بدل اجتماع الغد للقاء الذي أسميته وطنيا، تواصل مع رئيس الحكومة، وقوما بعقد اجتماع لها، واتخذوا قرارا واحدا، ومن بعد هذه الجلسة بأيام قرارا آخر، وهكذا دواليك، وعندها ترون كيف ستبدأ الأزمة بالانحسار".

أضاف: "يحاولون معالجة أزمة الدولار على سبيل المثال فيقومون إما بالضغط على حاكم مصرف لبنان رياض سلامة من أجل ضخ دولارات في السوق في حين أننا إذا ما ضخينا 20 مليار دولار في هذه الأوضاع فستختفي من السوق لا محالة، أو أنهم يقومون بإلقاء القبض على صيرفي "معتر" هو يكون فعلا يتصرف بشكل يؤدي فقط لربحه لا غير، بحجة أنهم يلجمون مسألة الدولار بينما كل ما يتم القيام به لا يعدو كونه مسرحيات، فقرار إصلاحي واحد سيقوم بتحسين وضع الليرة ويليه قرار ثان يحسن أكثر، وليس عبر توقيف التشكيلات القضائية واستبدالها بتعيينات وكأن لا وجود لآلية مقرة في مجلس النواب".

وتابع: "خلال اجتماع لمجلس الوزراء في بيت الدين منذ عامين، قام وزراء القوات اللبنانية بمعارضة التعيينات طارحين أنه يجب أن تتم وفقا لآلية التعيينات، فرد عليهم رئيس الجمهورية أن آلية التعيينات هي عرف وليست بقانون وعندما تتحول إلى قانون عندها نقوم بتطبيقها. اليوم أصبحت قانونا فلماذا لم يتم تطبيقها؟ إذا كانت السلطة والمجموعة الحاكمة تقوم هي بالغش كيف تطلبون من المواطن العادي عدم الغش؟ أقر مجلس النواب آلية التعيينات وبعد ذلك بـ4 أو 5 أيام بحجة أنها لم تصدر في الجريدة الرسمية، استبقوا الأمر وقاموا بمجموعة من التعيينات إن كان في المصرف المركزي أو في بعض المواقع الإدارية الأخرى من دون الركون إلى الآلية وعلى الطريقة التي كانت تتم في الأيام السابقة. فإن كان الوضع على هذا النحو كيف تأملون أن يتحسن؟ هل بالدعوة للقاء وطني ندعو لحضوره جميع الشخصيات في قصر بعبدا لنقوم بالتسلية معهم وشرب القهوة وأكل الـ"Petit Four" في حين أن الناس لا لقمة خبز لتأكلها، ونقوم بعدها بإصدار بيان نقول فيه أي شيء والناس لا تفهم ما قيل به ومن بعدها نذهب إلى بيوتنا؟ أهكذا يصطلح الوضع؟ لا وألف لا، نحن بحاجة الى إصلاحات. والمشكلة أن الأمر لا يقف فقط عند عدم إقرار هذه الإصلاحات وإنما جل ما يحصل هو بعكسها تماما كبعض الأمثلة التي أعطيناها".

وأردف: "بالملخص المجموعة الحاكمة الحالية أثبتت فشلها بشكل ذريع، ولنأخذ الوضع الذي نحن فيه اليوم بعد 4 سنوات على بداية هذا العهد والحكومة الجديدة عمرها 4 أشهر، وفي الظرف الذي نعيشه اليوم بينما أنه في أيام الخير يعطى فترة سماح لا تتعدى الـ100 يوم ولكن في أيام المحن والشدة تكون أقل من هذا بكثير. إلا انه وبالرغم من ذلك، تستمر هذه الحكومة منذ 4 أشهر فيما الأوضاع في تدهور مستمر وليس هناك من أمر واحد يدفعنا للتفكير بأنه سيتوقف عند هذا الحد. لذا، وبعد كل هذا الفشل الذي لا مجال للبحث فيه ومن الممكن أن يكون أحد أسباب دعوتنا إلى لقاء بعبدا من دون موضوع محدد وملموس هو كي نكون جميعا في "المغطس"، في حين أننا نحن نعيش هم الناس إلا أننا أبدا لسنا في "مغطس"، السلطة ومن يمسكونها ويتخذون جميع القرارات هم من يتحملون كل المسؤولية".

ودعا جعجع "المجموعة الحاكمة إلى القيام بالأمر الوحيد الممكن القيام به اليوم إذا ما كانت هذه المجموعة تريد خدمة البلد، وهو بكل صراحة أن ترحل". وقال: "المجموعة الحاكمة الحالية أثبتت فشلها على الصعد كافة وأوصلت لبنان إلى مكان لم تستطع لا الاحتلالات ولا الغزوات إيصاله إليه، لذا المجموعة الحاكمة يمكنها القيام بهذا "المنيح" إذا ما كانت تتمتع بقدر قليل جدا من الضمير الوطني وهو أن ترحل وتفسح المجال أمام غيرها لإنقاذ البلاد. لا يظنن أحد أن لبنان لا يملك مقومات الإنقاذ لأنها لا تزال موجودة عندنا إلا أنه مع الفريق الحالي الذي يشغل رأسه في كل القضايا إلا لبنان، والذي أثبت بعد التجربة أنه لا يدرك كيفية إدارة الدولة وليس لديه إمكانية القيام بذلك ولا يملك حسن التبصر أو أي شيء، فهم لا يعرفون القيام بمجرد التفاوض مع صندوق النقد الدولي ومن اجل توحيد الأرقام داخل الدولة ما بين وزارة المال ومصرف لبنان، أصبحنا بحاجة للجنة تحكيم نيابية. فماذا يؤمل من هذه السلطة التي أريد أن أؤكد مرة جديدة، أنها للمرة الأولى في يد فريق واحد، وبالتالي الحل الوحيد هو أن ترحل المجموعة الحاكمة وتتنحى جانبا لتترك غيرها يقوم بإنقاذ البلاد، ولا نرى أي حل آخر ماذا وإلا ستتحمل مسؤولية أمام الله والناس والتاريخ مسؤوليات جسام لأنها بالطريقة التي تتصرف بها ستوصل البلاد نزولا أبعد من كثير مما أوصلته إليه الآن".

اسئلة واجوبة

ورد جعجع على اسئلة الصحافيين فسئل : يبدو من السرد الذي قدمته ومنطق التفكير أنك انتقلت من مرحلة الخطأ باختيار الرئيس عون والعهد إلى مرحلة الندم الشديد لاختياره وربما إذا ما استمر الوضع بالتدهور نصل إلى مرحلة جلد الذات على هذا الخيار، فهل هناك من استطفاف جديد؟

أجاب: "لا، لا، أخذتني إلى مكان آخر مختلف تماما ولا علاقة له بما نتكلم عنه. سنتكلم بهذا الأمر لاحقا، فنحن لسنا نادمين أو أي شيء من هذا القبيل باعتبار أنه يتم الحكم على أي مسألة تبعا للوقت الذي حصلت به والظرف المحيط بها في حينه وليس بعد 4 سنوات، فالمثل يقول "يا ابني جازة جوزتك بس حظ من وين بدي جبلك". هذا بحث آخر مختلف تماما وليس هذا بيت القصيد، وإنما أننا من الناس ونعيش معهم والوضع لا يطاق ولماذا يجب أن نترك الناس ليقولوا ذلك؟ نحن نقوله: الوضع لا يطاق ولا نرى أي باب يدل على النور في الأفق. هل من فريق كان يتعاطى بإيجابية مع الحكومة الحالية أكثر منا؟ وهل من فريق حاول المساهمة في الحكومات ومجلس النواب والاجتماعات واللقاءات أكثر منا؟ أقولها علانية نحن جميعا حول هذه الطاولة وصلنا إلى قناعة أنه "فالج لا تعالج" مع المجموعة الحاكمة الحالية وهناك حل وحيد وهو "يعطيهون ميت ألف عافية" ليرحلوا قبل أن يلعنهم التاريخ أكثر بكثير مما لعنهم حتى الآن".

سئل: في جدول الأعمال الذي ذكرته والبنود التي اقترحها البطريرك الراعي، لو كان اليوم على جدول أعمال لقاء بعبدا البحث في تعديل حكومي باعتبار أن الكثيرين يرون أن هذه الحكومة غير قادرة على مواجهة الأزمات الاقتصادية السياسية وحتى الإقليمية، فهل كنتم لتلبوا الدعوة؟

أجاب: "لا، لأن المشكلة ليست في هذه الحكومة وبالرغم من كل ما أقوله فهذه الحكومة تضم أفرادا أفضل بكثير من الذين كانت تضمهم الحكومات السابقة، المشكلة في المجموعة الحاكمة التي تملي على هذه الحكومة ما يجب أن تقوم به. الجميع يعلم أنه على سبيل المثال هناك عدد كبير من الوزراء في الحكومة لم يشاؤوا أن تقر التعيينات بالشكل الذي أقرت به، إلا انني أتأسف أنهم عادوا وقبلوا بها والأجدى كان أن يبقوا معارضين لها "يصير يلي بدو يصير". لماذا عادوا ووافقوا؟ المجموعة الحاكمة هي وراء ذلك".

سئل: هل سبب عدم ذهابكم إلى بعبدا هو أنكم تشعرون بأن هناك مكمنا ما لإعطاء غطاء ما لـ"حزب الله" من قبل ما أسميتها "المجموعة الحاكمة"، وهل تتحملون بحسب ما قالت مصادر بعبدا المسؤولية في حال حصول فتنة في البلاد في حال عدم الحضور؟

أجاب: "من يتحمل مسؤولية الفتنة في البلاد هو من أوصل البلد إليها، ومن يتحمل مسؤولية الفتنة في البلاد هو من يملك كامل القرار بيده، فليبادر إلى اتخاذ جميع القرارات المطلوبة للحؤول دونها. فهل أتت السلطة لتأخذ قرار بتوقيف كل من كانوا يعيثون خرابا في وسط بيروت وقلنا لهم لا تفعلوا ذلك؟ نحن من حضيناهم على اتخاذ القرار. من يتحمل مسؤولية هو الموجود في موقع المسؤولية وليس من يكون في موقع المعارضة، وهذا الكلام غير مقبول ولا نقبله بأي شكل من الأشكال، فنحن أحرار بحضور الاجتماع الذي نريد والعكس صحيح. نحن في موقع المعارضة ومن هو في موقع المسؤولية وبيده القرار ويمكنه إعطاء الجيش والقوى الأمنية الأوامر اللازمة وتحسين أوضاع الناس ويمكنه أن يعيد تحسين وضع الليرة ولا يقوم بذلك بالتالي هو من يتحمل المسؤولية".

سئل: "بموضوع الغطاء لـ"حزب الله" هل تشعرون بهذا الأمر؟

أجاب: "موقفنا معروف، لا يمكن لدولة فعلية أن تقوم وإلى جانبها دويلة تصادر القرار الاستراتيجي للدولة وتتصرف كما يحلو لها وتحارب في سوريا وتساعد في القتال في العراق وتدخل وتخرج من اليمن ساعة تشاء. لا يمكن وموقفنا معروف جدا. نحن ضد هذا الواقع وطالما أنه قائم فما من دولة في لبنان".

سئل: قلتم إن المجموعة الحاكمة تبدأ من رئيس الجمهورية ودعوتها إلى الرحيل، فهل تدعو رئيس الجمهورية إلى الاستقالة أولا؟

أجاب: "إن لم ترحل المجموعة الحاكمة مع بعضها البعض فنحن لن نستفيد بشيء، يجب أن ترحل بأكملها وأنا لا أسمي أحدا بالتحديد، وجل ما أقوله هو أنها يجب أن ترحل لتفسح المجال أمام غيرها بالحكم ليس من منطلق "قم لأجلس مكانك" وإنما انطلاقا من المكان الذي أوصلوا البلد إليه".

سئل: من سيأتي بدلا منها، أنتم كنتم في الحكم ولم يحصل أي تغيير؟

أجاب: "لا، هذا غير صحيح نحن كنا 4 وزراء من أصل 30 وزيرا ووجودنا كان طبيعيا باعتبار أن لدينا تكتلا نيابيا من 15 نائبا".

سئل: "من غير هذه المجموعة؟

أجاب ممازحا: "خليهون يفلوا والباقي علينا".

سئل: هل هناك تقارب من جديد في العلاقة مع الرئيس سعد الحريري؟

أجاب: "الاتصالات مستمرة بشكل دائم".

 

نواب طرابلس اكدوا حرصهم على الحريات العامة ودعوا الى درء الفتنة والمحافظة على السلم الأهلي

وطنية - الأربعاء 24 حزيران 2020

عقد نواب طرابلس إجتماعا في دارة الرئيس نجيب ميقاتي في طرابلس ضم إليه كلاً من النواب السادة: جان عبيد وسمير الجسر ومحمد كبارة وفيصل كرامي ونقولا نحاس وعلي درويش، وإعتذرت عن الإجتماع النائب ديما جمالي لإرتباط مسبق في بيروت.

إستعرض المجتمعون، حسب بيان صدر عنهم، الأوضاع السياسية والأمنية والإقتصادية والإجتماعية وأكدوا جميعا على وحدة المدينة أهلاً وإدارات ومؤسسات وقيادات أمام كل المخاطر والأزمات التي تتهدد المدينة في أمن أبنائها ومعاشهم ورخائهم.

وقد هال المجتمعون ما آلت اليه الأمور من تفلت طاول المدينة، في 6 و11 من الشهر الجاري وما تلاه من أيام، ما الحق الضرر ببعض المصارف والمنشآت التجارية من مطاعم ومحلات تجارية وبأصحابها وبالعاملين فيها من إعتداءات لم يخلص منها حتى عناصر الجيش اللبناني الذين كانوا يعملون على إحتواء الأمور وتثبيت الأمن.

ورأوا في ما حصل نتيجة مفترضة لممارسات سابقة عطلت الإدارات العامة والمؤسسات والمدارس والجامعات وقطعت الطرق حتى على أبناء المدينة، ما أصاب المدينة في إقتصادها وعيش أبنائها وأدى الى إنتقال بعض المؤسسات العامة والخاصة الى خارج المدينة وحرمان بعض أبناء المدينة من وظائفهم، في الوقت الذي لم تحرم فيه باقي مدن لبنان وقراه من خدمات الإدارات والمؤسسات العامة ولا من المدارس والجامعات ولا من التنقل سعيا للرزق وللعمل من دون أن يحرم ذلك أبناء هذه المدن والقرى المشاركة في الإنتفاضة. وإذ أكد المجتمعون حرصهم على الحريات العامة وفي مقدمها حرية التظاهر وعلى واجب القوى الأمنية في حماية المتظاهرين في التعبير عن مطالبهم المحقة فإنهم يعلنون في الوقت نفسه حرصهم على حماية الأملاك العامة والخاصة من كل إعتداء. فالأملاك الخاصة هي عرق وتعب وقوت الناس والأملاك العامة ملك لكل الناس ومن أموال كل الناس وإصلاحها سيخرج من جيوب كل المكلفين، كما أنهم يؤكدون تكرارا أنهم لم ولن يوفروا غطاء لأي خارج على القانون. وبعد أن إطلع المجتمعون، من مدير فرع المخابرات في لبنان الشمالي العميد الركن كرم مراد على الوضع الأمني في المدينة، إستمعوا الى رؤساء ومديري مختلف القطاعات العامة عن المشاكل التي يواجهونها في حسن تسيير مختلف الإدارات من إتحاد بلديات الفيحاء والمستشفى الحكومي وكهرباء قاديشا والمنطقة الإقتصادية الخاصة ... خلص المجتمعون الى إعطاء الأولويات التالية جل إهتمامهم:

في الأمن:

- وجوب حل إشكاليات المخافر والتوقيفات عن طريق وزارة الداخلية.

- العمل على عدم تأخر القضاء في إستجواب الموقوفين ولو عن طريق الإستجواب الإفتراضي.

- دعوة جميع الناس الى الإلتفاف حول الجيش وقوى الأمن الداخلي الساهرين على أمن المدينة والناس درءا للفتنة ومحافظة على السلم الأهلي في ظل ما يتهدد الوطن والمنطقة من مخاطر.

في الكهرباء:

- حث الحكومة على توفير المال وفتح الإعتمادات اللازمة لشراء الفيول والمازوت لتوليد الطاقة الكهربائية بإنتظام من محطات توليد الكهرباء الحكومية أو من خلال شبكة المولدات التي تكمل سداد نقص الطاقة.

في النفايات:

- وجوب إستدراك الأمر ببدء تنفيذ خط الفرز الثاني في معمل الفرز بعد أن أعطي المتعهد أمر المباشرة ...

- الإسراع في إنجاز المرحلة المتبقية من المطمر الجديد المؤقت مع تنفيذ محطة تكرير العُصارات.

- التعاون السريع على تأمين مطمر جديد دائم.

- وجوب البدء بمعالجة مكب النفايات وترميم حيطان الدعم.

في المنطقة الإقتصادية الخاصة:

- الإفراج عن الإعتمادات المخصصة للمنطقة الإقتصادية الخاصة في طرابلس لإتمام البنى التحتية فيها... لأن في إنجازها فرصة كبيرة لبدء توفير آلاف فرص العمل في المدينة.

وإتفق المجتمعون على عقد إجتماعات دورية للمتابعة في كل شؤون المدينة ومدن إتحاد بلدية الفيحاء.

 

/New A/E LCCC Postings for todayجديد موقعي الألكتروني ل ليوم 23-24 حزيران/2020

رابط الموقع
http://eliasbejjaninews.com

سمير جعجع: باطنية وذمية وتلهي بالأعراض

الياس بجاني/24 حزيران/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/87611/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%b3%d9%85%d9%8a%d8%b1-%d8%ac%d8%b9%d8%ac%d8%b9-%d8%a8%d8%a7%d8%b7%d9%86%d9%8a%d8%a9-%d9%88%d8%b0%d9%85%d9%8a%d8%a9-%d9%88%d8%aa%d9%84/

في مؤتمره الصحفي اليوم كرر سمير جعجع استكباره وتعاليه المرّضي الفاضح رافضاً إعلان توبته وتلاوة فعل الندامة على خطيئة اقترافه ورقة نواياه المسمة والمسممة والخبيثة مع ميشال عون ومع صهره ومن ثم انتخاب عون رئيساً طمعاً برزم أوهام الوراثة الرئاسية والشعبوية.

الرجل لم ولن يتغير لا اليوم ولا في أي يوم فهو في تركيبته السيكولوجية والنفسية غارق في شواذاته اللاسوية ويتوهم أنه أشطر وأذكى من كل البشر وبالتالي بإمكانه أن يدخل في أي صفقة أو اتفاق ومن ثم ينقلب عليه وقت يشاء.

وحتى الآن ما دخل في أي اتفاق أو صفقة إلا وكان فشله مدوياً والأمثلة بالمئات وفي مقدمها اتفاق الطائف ومسرحية دخوله السجن.

 

 

 

حزب الله وسياسة الارهاب المعلن واستخدام القضاء/شارل الياس شرتوني/24 حزيران/2020

“عندما اتوا ليقبضوا علي، لم يبق احدا ليعترض(مارتن نيموللر (لاهوتي وقسيس لوثري واحد ابرز معارضي النازية، ١٨٩٢-١٩٨٤)

http://eliasbejjaninews.com/archives/87608/%d8%b4%d8%a7%d8%b1%d9%84-%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%b4%d8%b1%d8%aa%d9%88%d9%86%d9%8a-%d8%ad%d8%b2%d8%a8-%d8%a7%d9%84%d9%84%d9%87-%d9%88%d8%b3%d9%8a%d8%a7%d8%b3%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%a7%d8%b1/

 

 

ان 25 حزيران هو مشهد الحداد على العهد وموعد اعلان موته السياسي السريري بانتظار الدفن/لبنانيون يبيعون برّاداتهم لتأمين الطعام/حزب الله يسلّط سيف العمالة على رأس كل معارض في لبنان/دولة الحلول الأمنية.. قبل السقوط

الدكتور حارث سليمان في حديث لمانشيت، ان 25 حزيران هو مشهد الحداد على العهد وموعد اعلان موته السياسي السريري بانتظار الدفن لاحقاً/نقلاً عن صفحة د. حارث سليمان ع الفايسبوك/24 حزيران/2020

بثمنه يمكننا الأكل»… لبنانيون يبيعون برّاداتهم لتأمين الطعام/بيروت/الشرق الأوسط/24 حزيران 2020

“حزب الله” يسلّط سيف العمالة على رأس كل معارض في لبنان/خاص صوت بيروت إنترناشونال/الأربعاء 24 حزيران 2020

دولة الحلول الأمنية.. قبل السقوط!/طوني بولس/صوت بيروت إنترناشونال”/24 حزيران 2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/87618/%d9%84%d8%a8%d9%86%d8%a7%d9%86%d9%8a%d9%88%d9%86-%d9%8a%d8%a8%d9%8a%d8%b9%d9%88%d9%86-%d8%a8%d8%b1%d9%91%d8%a7%d8%af%d8%a7%d8%aa%d9%87%d9%85-%d9%84%d8%aa%d8%a3%d9%85%d9%8a%d9%86-%d8%a7%d9%84%d8%b7/

 

Dialogue And The Chocolate Factory/Elie Aoun/June 25/2020
 
إيلي عون: الحوار ومعمل الحلويات
ملخص المقالة/الطبقة السياسة في لبنان فاشلة ومغربة عن الناس ولا تعرف كيف تتعامل مع المشاكل والأزمات التي يواجهها لبنان.. وكيف يمكنها أن تحل أي مشكل وهي من تسببت به. ولو افترضنا أن تشرشل وديغول وتوماس جيفرسون انفسهم شاركوا في الحوار مع هذه الطبقة السياسية اللبنانية فلن تأخذ من افكارهم وطروحاتهم النيرة غير ما يناسب مصالحها الذاتية وليس مصالح لبنان وشعبه. أنها طبقة فاشلة لا آمل ولا رجاء منها..وفاقد الشيء لا يعطيه
 http://eliasbejjaninews.com/archives/87629/elie-aoun-dialogue-and-the-chocolate-factory-%d8%a5%d9%8a%d9%84%d9%8a-%d8%b9%d9%88%d9%86-%d8%a7%d9%84%d8%ad%d9%88%d8%a7%d8%b1-%d9%88%d9%85%d8%b9%d9%85%d9%84-%d8%a7%d9%84%d8%ad%d9%84%d9%88%d9%8a/