المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكنديةLCCC/

نشرة الأخبار العربية ليوم 23 حزيران/2020

اعداد الياس بجاني

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/eliasnews19/arabic.june23.20.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

أَلوَيلُ لِلْعَالَمِ مِنَ الشُّكُوك! فلا بُدَّ أَنْ تَقَعَ الشُّكُوك، ولكِنِ ٱلوَيْلُ لِمَنْ تَقَعُ الشُّكُوكُ بِسَبَبِهِ

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياته

الياس بجاني/هل فبرك حزب الله والمحكمة العسكرية ملف العمالة لكندا الخطيب، ولماذا؟

الياس بجاني/فبركة ملفات العمالة لإسرائيل عمل بوليسي وإرهابي

الياس بجاني/من يثق أو يصدق الحريري والمعرابي وجنبلاط بحاجة إلى طبيب أمراض نفسية

الياس بجاني/عيد الأب: يوم لإظهار الوفاء ولتأكيد واجب العرفان بالجميل

الياس بجاني/المطلوب من حوار بعبدا إن حصل بحث طرق استئصال سرطان احتلال حزب الله والمطالبة بتنفيذ ال 1559 وإلا فالج لا تعالج

 

عناوين الأخبار اللبنانية

أنتم حراس أمن إسرائيل/ابراهيم مراد/فايسبوك

المحامي مجد بطرس حرب يتقم بإخبار إلى النيابة العامة المالية ضد حزب الله بتهم تبييض الأموال

الحزب” لا يُسدّد مستحقاته للدولة.. وملفه المالي يُفتح قضائيا!

دل كول للوطنية: الانتهاكات الاسرائيلية لسيادة لبنان والقرار 1701 تزيد حدة التوتر وقد تعرض وقف الأعمال العدائية للخطر ويجب ان تتوقف فورا

ديل كول بعد لقائه المولى: الكلام عن تعديل مهامنا هو حديث سياسي فقط

وقفة احتجاجية أمام قصر العدل للمطالبة بالإسراع في التشكيلات

الاجتماع الـ 14 مع صندوق النقد.. ما الجديد؟

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الاثنين 22/6/2020

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الاثنين في 22 حزيران 2020

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

النهار: لقاء بعبدا للحوار في حكم المؤجَّل

نداء الوطن : روائح البارود تتصاعد… "الحروب" إلى الأمام؟ حوار بعبدا يترنّح… التأجيل مرجّح وبكركي ترسم "خريطة" القضايا الوطنية

رؤساء الحكومة السابقون اعتذروا عن عدم المشاركة في اجتماع بعبدا: الدعوة بلا أفق وتبدو في غير محلها شكلا ومضمونا ومضيعة للوقت

كيندا الخطيب أمام القضاء.. وجَلْدُها الأمني مستمر في الإعلام

تركيب الملفات في لبنان على الطريقة الإيرانية

قضية كيندا الخطيب تتفاعل… شائعات مبرمَجة يقودها محور “الممانعة”

«العسكرية» تدّعي على كيندا الخطيب بالعمالة: دخلت الى اسرائيل!

"ليبانون ديبايت" يكشفُ مواد الإدعاء على الخطيب"...15 سنة حبس

لودريان “عاتَب” حتّي

رندة تقي الدين/نداء الوطن

حوار بعبدا: تمهيد لحكومة "وحدة وطنية" برئاسة الحريري؟

جدول أعمال بري لـ{لقاء بعبدا»: تحصين الداخل وتوحيد المقاربة المالية

«قانون قيصر» لن يخنق لبنان... ويشترط وقف التهريب

نزوح عكسي من بيروت إلى الأرياف لمواجهة الأزمة الاقتصادية

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

تشييع موالين لروسيا جنوب سوريا يتحوّل ضدّ إيران و«حزب الله»/المظاهرة الأكبر في درعا منذ استعادها النظام

مصر تتوعد بـ«الحزم» في مواجهة أي تطاول أو محاولة تعدٍ على أمنها ,استهجنت البيان الصادر عن حكومة «الوفاق

طهران تطالب رومانيا بالتحقيق في وفاة قاض إيراني

أزمة العملة الإيرانية تتفاقم والحكومة تضغط على المصدّرين

أوكرانيا تهدد باللجوء للمحاكم الدولية إذا لم تسلم إيران صندوقي الطائرة المنكوبة

إحراق مكتب رئيس أبرز المستوطنات الإسرائيلية ومداولات استراتيجية في واشنطن حول خطة ترمب

الإدارة الكردية في سوريا تجري محادثات لإعفائها من عقوبات «قانون قيصر»

ماكرون يتهم تركيا بممارسة “لعبة خطيرة” في ليبيا

«الشرق الليبي» يرحّب بالتدخل المصري... و«الوفاق» تصرّ على تحرير سرت ,دعوات إلى مظاهرات شعبية لدعم «الجيش الوطني»

«عرب نيوز» تطلق النسخة الفرنسية وتعيّن رندة تقي الدين كبيرة لمراسليها في باريس

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

ثقافة الحروب الدائمة وكليشيه العمالة من الماضي/د.وليد فارس/فايسبوك

مواقف جعجع في حديثه لـ «القبس» بمرمى الإعلام اللبناني/أنديرا مطر/القبس

اجتماع بعبدا: رد على بند وحيد/سام منسى/الشرق الأوسط

أرباب الانهيار في حوار بعبدا!/طوني بولس/صوت بيروت إنترناشونال

قانون قيصر يدخل حيز التنفيذ (الجزء الثاني): الضغط على «حزب الله» في لبنان/حنين غدار/معهد واشنطن

انتخابات ترامب وحسابات نتانياهو: "الحرب المؤجلة" تقترب/منير الربيع/المدن

كتاب للسيّد حسن نصرالله: لماذا تأخذنا إلى شُرْعَةِ الغاب؟/فادي تويني/المدن

باسيل والأوراق المحروقة/وليد شقير/نداء الوطن

دراما إقتصادية على هامش صندوق النقد/سامي نادر/نداء الوطن

المصارف تُدخل الـ"يوروبوندز" على خطّ "إتحاف" المودعين بالإجحاف..بعد تسييل العقارات دولارات... تسديد الودائع "سندات"/إيفون أنور صعيبي/نداء الوطن

لا مشرقية إلا مشرقية الـ «Kamasutra»/فارس سعيد

"حزب الله"... "والي ولاية" الإيديولوجيا والمال في لبنان/علي الأمين/نداء الوطن

الحكومة لنصر الله: الأمر لك/ألان سركيس/نداء الوطن

وعادت الرباعية العربية للتوهج... الوجهة مصر/مشاري الذايدي/الشرق الأوسط

عودة العثمانيين الجدد إلى العالم العربي…اتبعت تركيا سياسة الانفلاش والتوسع والوصول إلى أقاليم بعيدة/د. وليد فارس/انديبندت عربية

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

عون :أتحمل كامل مسؤولياتي لايجاد الحلول للأزمة الراهنة والموضوع الأساس للحوارالخميس تحصين السلم الأهلي تفاديا للانزلاق نحو الاسوأ وإراقة الدماء

بري التقى سفيرة كندا مودعة ميقاتي: نحن طلاب حوار وسنعلن موقفنا من اجتماع بعبدا في الساعات المقبلة

بخاري استقبل حاكم مصرف لبنان

قائد الجيش عرض مع شيا الاوضاع والمساعدات الأميركية للجيش

وزير الخارجية شارك في حلقة حوارية افتراضية نظمها الاتحاد الأوروبي في إطار مؤتمر بروكسل 4

المبادرة الوطنية ولقاء سيدة الجبل: ملاحقة الاعلاميين والمدونين والناشطين محاولة لاستعادة النظام الامني ولقاء بعبدا هو اعلان افلاس الحكومة

أبي نصر: مراجعة الطعن بتعيين محافظ لكسروان الفتوح جبيل مردودة شكلا وأساسا وإنشاء المحافظة ينسجم مع وثيقة الوفاق الوطني

 

في أسفل تفاصيل النشرة الكاملة

الزوادة الإيمانية لليوم

أَلوَيلُ لِلْعَالَمِ مِنَ الشُّكُوك! فلا بُدَّ أَنْ تَقَعَ الشُّكُوك، ولكِنِ ٱلوَيْلُ لِمَنْ تَقَعُ الشُّكُوكُ بِسَبَبِهِ

إنجيل القدّيس متّى18/من06حتى10/:”قالَ الربُّ يَسوع: «مَنْ شَكَّكَ وَاحِدًا مِنْ هؤُلاءِ الصِّغَارِ المُؤْمِنِينَ بي، فَخَيْرٌ لَهُ أَنْ يُعَلَّقَ في عُنُقِهِ رَحَى الحِمَار، ويُزَجَّ بِهِ في عُمْقِ البَحْر. أَلوَيلُ لِلْعَالَمِ مِنَ الشُّكُوك! فلا بُدَّ أَنْ تَقَعَ الشُّكُوك، ولكِنِ ٱلوَيْلُ لِمَنْ تَقَعُ الشُّكُوكُ بِسَبَبِهِ. فَإِنْ كَانَتْ يَدُكَ أَو رِجْلُكَ سَبَبَ عَثْرَةٍ لَكَ، فَٱقْطَعْهَا وأَلْقِهَا عَنْكَ، فَخَيْرٌ لَكَ أَنْ تَدْخُلَ الحَيَاةَ وأَنْتَ أَقْطَعُ أَو أَعْرَج، مِنْ أَنْ يَكُونَ لَكَ يَدَانِ أَو رِجْلانِ وتُلْقَى في النَّارِ الأَبَدِيَّة. وإِنْ كَانَتْ عَيْنُكَ سَبَبَ عَثْرَةٍ لَكَ، فَٱقْلَعْهَا وأَلْقِهَا عَنْكَ، فَخَيْرٌ لَكَ أَنْ تَدْخُلَ الحَيَاةَ بِعَيْنٍ وَاحِدَة، مِنْ أَنْ يَكُونَ لَكَ عَيْنَانِ وتُلْقَى في جَهَنَّمِ النَّار. أُنْظُرُوا، لا تَحْتَقِرُوا أَحَدًا مِنْ هؤُلاءِ الصِّغَار، فَإِنِّي أَقُولُ لَكُم: إِنَّ مَلائِكتَهُم في السَّمَاوَاتِ يُشَاهِدُونَ كُلَّ حِينٍ وَجْهَ أَبِي الَّذي في السَّمَاوَات.”

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياته وتغريدات متفرقة

هل فبرك حزب الله والمحكمة العسكرية ملف العمالة لكندا الخطيب، ولماذا؟

الياس بجاني/23 حزيران/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/87550/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d9%87%d9%84-%d9%81%d8%a8%d8%b1%d9%83-%d8%ad%d8%b2%d8%a8-%d8%a7%d9%84%d9%84%d9%87-%d9%88%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%ad%d9%83%d9%85%d8%a9-%d8%a7/

بداية فإن المحكمة العسكرية هي تحت سيطرة حزب الله بالكامل منذ سنين وتنفذ له رغباته وأوامره 100% ودون أي التزام بالقوانين. كما أن كل أحكامها سياسية ولا تمت للقضاء والقوانين والدستور بصلة.

في هذا السياق تأتي الشكوك المبررة بفبركة ملف عماله لكندا الخطيب كونها من اشد المعارضين لإحتلال حزب الله ولكل ممارساته الإجرامية والإرهابية، أضافة إلى كونها ناشطة شمالية في الإنتفاضة الشعبية.

يشار هنا إلى أن كل التجارب السابقة المماثلة مع المحكمة العسكرية بدءً من مملف ميشال سماحة إلى زياد عيتاني إلى غيرهما من مئات الإفتراءات والأحكام الظالمة والجائرة على أهلنا اللاجئين في إسرائيل تؤكد ملالوية المحكمة وظلمها وتبعيتها لحزب الله.

ففي حال رغب الحكم في لبنان فعلاً باعتقال ومحاكمة العملاء لإسرائيل أو لغيرها فعليه أولاً أن يبدأ بعملاء إيران المعروفين والذين يفاخرون بعمالتهم ويسمونها مقاومة وممانعة وإلا فالج لا تعالج.

في الخلاصة لا عدالة ولا حلول لأي مشكل في لبنان كبيراً أو صغيراً كان وفي أي مجال وعلى أي مستوى في ظل أحتلال حزب الله وتبعية واستسلام الحكم والحكام وأصحاب شركات الأحزاب كافة لسيطرته ولسلطته ولأوامره.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الالكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

 

فبركة ملفات العمالة لإسرائيل عمل بوليسي وإرهابي

الياس بجاني/22 حزيران/2020

إذا الدولة بدها تحاكم كندا الخطيب بتهمة العمالة لإسرائيل لازم تبلش بعملاء إيران الذين يفاخرون بعمالتهم ويسموها مقاومة وممانعة

 

من يثق أو يصدق الحريري والمعرابي وجنبلاط بحاجة إلى طبيب أمراض نفسية

الياس بجاني/22 حزيران/2020

جنبلاط برم ومعارضة المعرابي والحريري تتجنب حزب الله وهي حرد تحت سقف الحزب على حرمانهما من حصص ومغانم. الثلاثي من أول كلن يعني كلن

 

عيد الأب: يوم لإظهار الوفاء ولتأكيد واجب العرفان بالجميل

الياس بجاني/21 حزيران/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/24350/elias-bejjani-fathers-day-the-holy-gift-of-fatherhood%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%b9%d9%8a%d8%af-%d8%a7%d9%84%d8%a3%d8%a8-%d9%8a%d9%88%d9%85-%d8%a7%d9%84/

تحتفل كندا اليوم بعيد الأب. في هذه المناسبة نصلي من أجل كل الأباء الأحياء منهم والأموات مذكرين بالوصية الخامسة من الوصايا العشرة: “أكرم أباك وأمك”.  في مفاهيمنا الإيمانية الأب هو حجرة زاوية العائلة التي باركها الله ومنحها النعم والعطايا.

من أقوال الأباء القديسين عن الوالدين:

ليكن كلُّ أحدٍ كبيراً في عينيك ولا تهِن الذين هم أقل منك معرفة، ولا تطلب كرامةً من أحدٍ، لكن اتضع لكلِّ الناسِ ولا تغضب من الذي يتعظَّم عليك لأنه قليل المعرفة، لأن من قلةِ المعرفةِ يتعظَّم الأخُ على أخيه.

الأباء والأمهات واجبنا نحوهم الاحترام والتحمل رغم عيوبهم أو مزاياهم

إكرام الوالدين في الكتاب المقدس:

“من اكرم أباه فانه يكفر خطاياه ويمتنع عنها ويستجاب له في صلاة كل يوم”.

“من احترم أمه فهو مدخر الكنوز”.

من أكرم أباه سر بأولاده وفي يوم صلاته يستجاب له.”

“من احترم أباه طالت أيامه ومن أطاع أباه أراح أمه”.

“الذي يتقي الرب يكرم أبويه ويخدم والديه بمنزلة سيدين له”.

أكرم أباك بفعلك ومقالك بكل أناة لكي تحل عليك البركة منه وتبقي بركته للمنتهي”.

“بركة الأب توطد بيوت البنين ولعنة الأم تقتلع أسسها”.

“لا تفتخر بهوان أبيك، فان هوان أبيك ليس فخراً لك، بل فخر الإنسان بكرامة أبيه، ومزلة الأم عار للبنين”.

“يأ بني أعن أباك في شيخوخته، ولا تحزنه في حياته، وان ضعف عقله فاعذره ولا تهنه وأنت في وفور قوتك، فان الرحمة للوالدين لا تنسي وباحتمالك هفوات أمك تجزي خيراً”.

“من خذل أباه فهو بمنزلة المجدف، ومن غاظ أمه فهو ملعون من الرب”.

“يا بني اقضي إعمالك بوداعه فيحبك الإنسان الصالح”.

إيمانياً إن الجاحدين من البنين بحق إبائهم وأمهاتهم لأي سبب كان، هم عملياً وواقعاً معاشاً واقعين في التجربة بسبب قلة إيمانهم وخور رجائهم، وتخدر ضمائرهم، وقساوة قلوبهم، وعدم خوفهم من الرب ومن يوم حسابه الأخير.

من أجل هؤلاء نصلي في هذا اليوم ليستفيقوا من غيبوبة وتخدر ضميرهم ويعودوا إلى طرق الحق ويزرعوا من جديد في قلوبهم نعمتي المحبة والعرفان بالجميل.

في هذا اليوم، يوم عيد الأب، نصلي خاشعين من أجل راحة نفوس كل الأباء الذين غادرونا إلى العالم الآخر طالبين لهم الراحة الأبدية والسكنة في جنة الخلد إلى جانب القديسين والبررة.

كما نصلي من أجل كل الأباء الأحياء وخصوصاً المرضى، والمعذبين والمحرومين منهم من عطف بنيهم.

عيد مبارك لكل الأباء وألف رحمة تحل على أرواح الأباء الذين انتقلوا إلى العالم الآخر.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الالكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

 

المطلوب من حوار بعبدا إن حصل بحث طرق استئصال سرطان احتلال حزب الله والمطالبة بتنفيذ ال 1559 وإلا فالج لا تعالج

الياس بجاني/21 حزيران/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/87503/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%b7%d9%84%d9%88%d8%a8-%d9%85%d9%86-%d8%ad%d9%88%d8%a7%d8%b1-%d8%a8%d8%b9%d8%a8%d8%af%d8%a7-%d8%a5%d9%86-%d8%ad%d8%b5/

الحوار أمر جيد ومطلوب دائما، ولكن من شروطه الأساسية والمبدئية أن يكون بين أطراف متخاصمة وغير مرتهنة لمن تتحاور معهم وعندها الحرية في اتخاذ قراراتها وتحديد مواقفها بعيداً عن كل وسائل الإرهاب والقمع والسلاح، إضافة إلى ضرورة  وجود جدول أعمال واضح يتم الحوار حول بنوده.

هذه الشروط كلها غير متوفرة في دعوة حوار بعبدا المقرر انعقاده في 25 من الشهر الجاري، وبالتالي سيكون الفشل مصيره المؤكد كما كان مصير كل ما سبقه من حوارات مماثلة…كانت عبارة عن ديوانيات شيوخ قبائل ابتكرها وأدارها مباشرة أو مواربة الإستاذ نبيه بري، وذلك لتغطية الاحتلال الإيراني للبنان ولتعطيل الدستور والحؤول دون تنفيذ القرارات الدولية الخاصة بلبنان.

من ضمن ما جاء في اسباب الدعوة الرئاسية لحوار بعبدا المحافظة على الاستقرار عقب ما شهدته البلاد مؤخراً من صدامات وشعارات مذهبية وغزوات وغوغائية هددت السلم الأهلي ومعه الاستقرار.

هنا نسأل من هي الجهة الوحيدة التي تهدد الاستقرار وترهب اللبنانيين وتفرض عليهم سلاحها وحروبها واحتلالها وأجندتها الإيرانية منذ العام 2005؟

فإن كان فعلاً مطلوب الحوار وبرعاية رئيس البلاد المؤتمن على الدستور فيجب أن يكون على بند واحد فقط هو كيفية ضبط هذه الجهة الإرهابية والمذهبية والأصولية والجهادية التي هي حزب الله وفرض عودته إلى الدولة بشروطها وعملاً بالدستور وببنود القرارين الدوليين 1559 و1701.

إذاً، لنجاح الحوار يجب أن يتواصل الذين سيشاركون فيه مسبقاً ويتفقوا علناً ودون لبس على إثارة الملف السيادي وسلاح حزب الله وتطبيق الدستور والقرارات الدولية وإحياء إعلان بعبدا، وذلك لإعادة التوازن إلى المشهدية السياسية الوطنية وتشخيص المرض ووصف أدوية علاجه دون التلهي بأعراضه فقط.

وإلا فلا داعي لحوار عبثي يتم تحت مظلة إرهاب حزب الله وطبقاً لأجندته الملالوية المعادية للبنان ولكل ما هو لبناني.

أما وبما يخص رئيس الجمهورية شخصياً وأن كان فعلاً صادقاً وينوي الالتزام بقسمه الرئاسي هذه المرة ويترأس طاولة الحوار فعليه دستورياً ووطنياً أن يتخلى علناً عن ورقة تفاهمه الهرطقية والطروادية مع حزب الله التي وقعها معه عام 2006 ضارباً عرض الحائط بالدستور وبالقرارات الدولية وبكل ما هو دولة وهوية وتاريخ ونظام وعهود ووعود.

يبقى أن فرص انعقاد طاولة الحوار في بعبدا بتاريخ 25 من الجاري هي شبه معدومة وأن عقدت دون الشروط السيادية والإستقلالية والدستورية فستكون مشهدية ذمية وكذب ونفاق وبصم ورضوخ لأجندة المحتل الإيراني ولفرمانات وأوامر سيد دويلة الضاحية اللاهية.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الالكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

أنتم حراس أمن إسرائيل

ابراهيم مراد/فايسبوك/22 حزيران/2020

لقد انتهى صراعكم مع اسرائيل منذ زمن بعيد حيث رسختكم حارسا أمينًا على حدودها وقمتم بإدارة ظهوركم لها مطمئنين واثقين بأن الصديق الحليف لن يغدر بحليفه الاستراتيجي ، وقمتم بتحويل هذا السلاح وترسانتكم بأكملها إلى صدور الشعوب المفترض أنها شقيقة، والتي كانت تضحي بأموالها لحكام ديكتاتوريين كذبوا على شعوبهم لسنوات طويلة وأقنعوهم بأنهم نحو القدس متوجهين ، فالحقيقة غير ذلك بتاتا ، أنتم عملاء اسرائيل وحماة أمنها ووجودها وتفوقها ، نصيحة بيعوا أسلحتكم وصواريخكم وأطعموا بها أبناء وعائلات شهداءكم قبل أن يفوت الأوان ويأكلونكم .

 

المحامي مجد بطرس حرب يتقم بإخبار إلى النيابة العامة المالية ضد حزب الله بتهم تبييض الأموال

ليبانون ديبايت/الاثنين 22 حزيران 2020

تقدّم المحامي مجد حرب إلى النيابة العامة المالية، بإخبار فيما خصّ موضوع، "تهرب ضريبي وجمركي وتبييض أموال يمارسه حزب الله". وأضاف الإخبار، "لما كان عجز الدولة عن بسط سيادتها على كامل الأراضي اللبنانية بسبب إنتشار السلاح غير الشرعي، بالإضافة إلى الفساد المستشري، قد أدى إلى إفلاس الدولة اللبنانية بعد تجاوز ديونها الثمانين مليار دولار أميركي وعدم تمكنها من الإيفاء بالتزاماتها الدولية والمحلية". وتابع، "لما كان قد ثبت أن شعارات السلطة السياسية عن تصميمها على مكافحة الفساد فارغة، بل أكثر من ذلك كاذبة لأن ممارساتها جاءت تكرس الفساد، ولما كنا بحاجة ماسة إلى تطبيق القوانين التي تحفظ للدولة حقوقها في جباية الضرائب لرفع مداخيلها، ولما كانت الدراسات تشير إلى أن حجم التهرب الضريبي يبلغ في لبنان قرابة الخمسة مليارات دولار أميركي سنويا على الأقل، وأن الكثير من الشركات والأفراد، وحتى الجمعيات ومنها جمعية "حزب الله "، تخالف القوانين الضريبية، ما يلحق بالخزينة الأضرار الفادحة، ولما كان يتبين من تصريحات السسؤولين في حزب الله ومن ودراسات وتقارير علمية دولية، لم يناقضها أو ينفي مضمونها هؤلاء، التالي:

"إن ميزانية حزب الله تلامس المليار دولار أميركي سنويا.

إن أمين عام الحزب اعترف في عدة مناسبات، وسها خطاب بتاريخ 2020/2/16، أن" شباب المقاومة " يقبضون معاشات شهرية.

كما اعترف مسؤولون في الحزب عينه، إضافة إلى أمينه العام، أن الحزب المذكور يستفيد من مساعدات مالية وعينية، ومن أسلحة وعتاد، تقدمها له الجمهورية الإسلامية الإيرانية.

أن أكثر من 50 من ميزانية حزب الله تدفع كبدلات وأجور للعاملين لديه وللمساعدات

الاجتماعية".

ولما كنا نعلم أن إثارة المخالفات القانونية، المتعلقة بحيازة سلاح غير شرعي واستعماله بالداخل لن تجدي نفعًا الآن، بالنظر لموقف رئيس الجميهورية المُغطى لها، ولموقف الأحزاب الحاكمة منها.....".

لذلك، تقدّم المحامي بـ هذا الإخبار: "طالبين التحقيق في محتواه بحق المخالفين، مؤكدين أننا لجأنا إلى القضاء، بعيدا ن المناكفات السياسية، كما أننا تفادينا التطرق إلى عدم شرعية السلاح بسبب تغطية السلطة الحاكمة له ولوجوده، طالبين منكم اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة التي تحفظ حقوق الدولة المادية والتي تؤمن إيرادات مالية إلى دولة وشعب بأمس الحاجة إليها، ولإلزام الحزب يدفع ما يترتب عليه من غرامات وضرائب".

للإطلاع على الإخبار كاملًا إضغط على الرابط التالي:أضغط هنا أو على الرابط في أسفل

https://bit.ly/3dnXddR

 

الحزب” لا يُسدّد مستحقاته للدولة.. وملفه المالي يُفتح قضائيا!

وكالة الانباء المركزية/الاثنين 22 حزيران 2020       

فيما تتخبط البلاد في أزمة اقتصادية – معيشية هي الأسوأ في تاريخها المعاصر، وتحاول القوى السياسية تقاذف مسؤوليتها وغسل يديها منها وتحميلها لسياسات مالية خاطئة تارة وللمصرف المركزي تارة أخرى، ولإمعان هذا الفريق او ذاك خلال تسلّمه هذه الحقيبة الوزارية او تلك، في ممارسات الفساد والمحاصصة (…) يتبيّن أكثر يوما بعد يوم كم ان شعار “كلّن يعني كلّن” كان صائبا وفي مكانه. فالطبقة السياسية بأكملها شاركت، وإن بنسب متفاوتة، في “تقاسم رداء” اللبنانيين وفي إفقار الدولة وايصال المواطنين الى حد “استجداء” أموالهم امام ابواب المصارف اليوم… وللمفارقة، فإن الفريق الممسك راهنا بمقاليد السلطة، عنينا حزب الله – والذي يقترح اليوم على حكومته، خياراتٍ مثيرة للجدل سياسيا واستراتيجيا واقتصاديا، للخروج من مستنقع المأزق المالي الذي تغرق فيه البلاد- هذا الفريق ساهم ولا يزال، في حرمان الخزينة من المليارات. ولا نتحدث هنا عن مواقف اتخذها الحزب، من قبيل القتال في سوريا والميادين العربية، أو قصفه السياسي المتواصل على العرب والخليجيين، دَفَع لبنانُ ثمنَها استثماراتٍ وسيّاحًا، بل عن كيفية تعاطي الحزب مع الدولة اللبنانية كـ”دولة”، له تجاهها مستحقات يجب ان يسددها احتراما للقانون الذي من المفترض ان يسري على الجميع في البلدان التي تحترم نفسها! للمرة الاولى، تتم الاضاءة على “تقصير” الحزب في واجباته هذه. فبعد ان جرت العادة على “القنص” على سلاحه وعلى قراراته الاستراتيجية، فُتح ملفّه “المالي اللبناني” اليوم، في القضاء، بعد ان تقدّم المحامي مجد حرب بإخبار لدى المدعي العام المالي القاضي علي ابراهيم ضد “حزب الله” في موضوع “التهرّب الضريبي والتهرّب الجمركي وتبييض الاموال”… الإخبار المعزّز بالارقام والمواد القانونية والواقع في 5 صفحات، يشرح خلفياته حرب لـ”المركزية”، فيوضح ان “ميزانية حزب الله بحسب مراجع عدّة ومنها تقرير NSA (وكالة الامن القومي الاميركي)، تلامس المليار دولار سنويا ومنها نحو 500 مليون تُدفع كمساعدات اجتماعية ورواتب. وتفيد تقارير اخرى ان عدد الموظفين في الحزب كحزب –  بغضّ النظر عن الشركات والجمعيات التابعة له (كالمنار والقرض الحسن)- يتراوح بين 20 و40 الفا، بين مقاتل ولوجستي، وان رواتبهم تتراوح بين 500 و1500 دولار. حرب يوضح ان وفق القانون، على ربّ العمل مسؤوليةُ التصريح عن موظفيه واقتطاع مبلغ من رواتبهم وتسديده للدولة، كما ان على الموظفين ايضا واجب دفع ضريبة الدخل، مضيفا “هذا لا يحصل اليوم. فلا حزب الله يصرّح، ولا موظَّفيه يسددون ضريبة الدخل”! ويتابع “اذا اعتبرنا ان معدّل الراتب لموظف في الحزب هو 700 دولار، وضربناه بـ40 الف موظف، على 12 شهرا، وطبّقنا هذه المعادلة الحسابية على 10 سنوات فقط (لان تقرير NSA صدر منذ عقد تقريبا)، يمكن التوصل الى قيمة تقديرية للمبلغ الذي حرم حزب الله (من دون موظفيه) الدولةَ منه، وهو صادم!

هذا في ما يتعلّق بالتهرب الضريبي. أما في ما يتعلّق بالتهرب الجمركي، فيقول حرب ان “قانون الجمارك يحرّم دخول اي سلعة الى البلاد من دون رسوم، إلا باعفاء صادر بقانون او بمرسوم”. واذ يشير الى ان “الاعفاءات معدودة، وانها لا تشمل حزب الله”، يلفت الى ان “الاخير يُدخل بضائع ومساعدات وعتادا وسلاحا من ايران، باعتراف من امينه العام وقياداته الذين يتحدثون علنا عن تلقّي الحزب تمويلا وهبات عينية”. ويسأل “لكن كيف تمر هذه الهبات”؟! قبل ان يستطرد “اذا سلّمنا جدلا ان الحزب وأعماله “شرعيين”، فإن اي شركة تستورد سلاحا او اي جمعيات تتلقى هبات، تدفع للدولة، رسوما جمركية على الهبات العينية، ومنها مثلا الصليب الاحمر الذي يدفع رسوم الـTVA . ونذكّر من جديد ان الحزب ليس معفيا من أية رسوم”. ومن هنا، ينتقل حرب ليشرح ان “وفق قانون مكافحة تبييض الاموال، فإن كل الاموال الناتجة عن تجارة المخدرات او عن التهرّب الضريبي والتهرّب الجمركي (…)، اذا أعيد استثمارها، فإن ذلك يُعتبر تبييضا. وهذا ما يفعله “الحزب” حيث يستخدم المبالغ حزبيا وعسكريا واجتماعيا (…) وتتراوح عقوبة هذا الفعل بين عام و7 اعوام سجن. ويختم حرب معوّلا “على القضاء اللبناني، لقول الحق، ومحاسبة من يتجاوزون القوانين اللبنانية المرعية الاجراء”.

 

دل كول للوطنية: الانتهاكات الاسرائيلية لسيادة لبنان والقرار 1701 تزيد حدة التوتر وقد تعرض وقف الأعمال العدائية للخطر ويجب ان تتوقف فورا

وطنية - صور - الإثنين 22 حزيران 2020

قال رئيس بعثة "اليونيفيل" وقائدها العام الجنرال ستيفانو دل كول، ردا على سؤال لـ"الوكالة الوطنية للإعلام" عن الانتهاكات الإسرائيلية الأخيرة للمجال الجوي اللبناني: "لاحظت "اليونيفيل" زيادة في حركة الطائرات الحربية الإسرائيلية في الأجواء اللبنانية".

ولفت إلى ان "تحليق الطيران الإسرائيلي في الأجواء اللبنانية هو انتهاك لقرار مجلس الأمن الدولي 1701 وكذلك للسيادة اللبنانية". وأضاف: "إن مثل هذه الانتهاكات للسيادة اللبنانية والقرار 1701، تزيد من حدة التوتر وقد تؤدي إلى حوادث تعرض وقف الأعمال العدائية بين لبنان وإسرائيل للخطر. كما انها تتعارض مع أهدافنا وجهودنا للحد من التوترات ولتهيئة بيئة أمنية مستقرة في جنوب لبنان". وختم: "مرة أخرى، أدعو إسرائيل الى وقف جميع طلعاتها الجوية فوق الأراضي اللبنانية على الفور".

 

ديل كول بعد لقائه المولى: الكلام عن تعديل مهامنا هو حديث سياسي فقط

وطنية - النبطية - الإثنين 22 حزيران 2020

استقبل محافظ النبطية القاضي محمود المولى في مكتبه في السرايا الحكومية، القائد العام لقوات "اليونيفل" في الجنوب الجنرال ستيفانو ديل كول يرافقه مسؤول مكتب الشؤون المدنية في "اليونيفيل" الباقر ادم، في حضور رئيس مكتب مخابرات الجيش في النبطية العقيد علي اسماعيل. وتناول البحث دور "اليونيفيل" في الجنوب.

المولى

ورحب المولى بديل كول وقال: "تربطنا به علاقة صداقة، وتباحثنا معا في التطورات في الجنوب، ونحن على تواصل معه ونتشاور بكل ما يحدث جنوبا في ما يتعلق بالخط الازرق او بالتطورات المتعلقة بالقرار 1701. ونحن مرتاحون للتنسيق بينهم وبين الجيش اللبناني. وهذا هو الاساس في علاقتنا باليونيفيل، وفي الشق المدني هم جاهزون لمواجهة الكورونا".

ديل كول

ورد ديل كول فقال: "ان التعاون مع المحافظ المولى قائم، وانا انهيت السنة الثانية هنا ومضى على وجودي في لبنان 3 سنوات، وأعرف سعادة المحافظ منذ وقت طويل وفضلا عن العلاقة المهنية هناك علاقة صداقة بيننا، ونحن ننفذ القرار 1701 والقرارات المتصلة فضلا عن موضوع الكورونا".

واضاف: "ونحن نتعاون مع الجيش اللبناني ونقوم بالعديد من النشاطات مع البلديات لمساعدتهم في محاربة فيروس "كورونا"، طبعا الوضع في الجنوب هاديء نسبيا ولبنان يعاني من الخروق الجوية الاسرائيلية. كما حصل أمس من التحليق المتواصل للطيران الاسرائيلي، ونحن نحتج لدى الجانب الاسرائيلي عند وقوع هذه الخروق الجوية". وعن وجود "اليونيفيل" في الجنوب اللبناني امر مهم، اما بشأن تعديل المهام قال: "هو نقاش سياسي وحديث سياسي يدور في مجلس الامن في نيويورك وهذا ليس من مهامنا، واتواصل بشكل دائم مع السلطات المدنية في جنوب لبنان وطبعا مع السلطات في نيويورك لكن الكلام عن تعديل مهامنا هو حديث سياسي فقط".

وفي ختام اللقاء، قدم ديل كول للمحافظ المولى كتابا عن نشاطات "اليونيفل" منذ العام 1978.

 

وقفة احتجاجية أمام قصر العدل للمطالبة بالإسراع في التشكيلات

وطنية - الإثنين 22 حزيران 2020

أفاد مندوب "الوكالة الوطنية للاعلام" أن عددا من المعتصمين ينفذون وقفة احتجاجية امام قصر العدل في بيروت، للمطالبة بالإسراع في توقيع التشكيلات القضائية. وشددوا على أن "القضاء يمثل المدخل الأساس لمحاربة الفساد ومحاسبة الفاسدين في هذا البلد"، معتبرين ان "الاسراع في توقيع ملف التشكيلات القضائية من شأنه ان يضع لبنان على بداية السكة الصحيحة في مقاربة كل الملفات المتعلقة بالهدر وتبديد المال العام". وتوجه عدد منهم للقاء القاضي سهيل عبود لإيصال رأيهم ودعوته إلى الاسراع ببت هذا الملف.

 

الاجتماع الـ 14 مع صندوق النقد.. ما الجديد؟

جنوبية/الإثنين 22 حزيران 2020

مع تفاقم الأزمة الإقتصادية التي تلتف على رقاب اللبنانيين، ووسط الفشل الحكومي بإيجاد حلول للإنهيار الحاد للعملة اللبنانية وتداعياتها على الحالة المعيشية للمواطن، تستمر اللقاءات مع وفد الصندوق الدولي الذي من المفترض أن يقدم مساعدات مالية بالعملة الصعبة للبنان بهدف الخروج من الأزمة، ولكن بدون أي نتائج ملموسة تُسجّل لحد اليوم. إذ اعلن المكتب الاعلامي في وزارة المالية في بيان، ان “الوفد اللبناني المفاوض برئاسة وزير المالية غازي وزني، عقد اجتماعه الرابع عشر مع صندوق النقد الدولي”. وتمحور الاجتماع حول “دور مجلس الخدمة المدنية وصلاحياته والإطار الوظيفي للقطاع العام على أن تستكمل المشاورات نهار الخميس”.

 

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الاثنين 22/6/2020

وطنية/الإثنين 22 حزيران 2020

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون لبنان"

يحسم رؤساء الحكومات السابقون موقفهم من لقاء بعبدا الحواري المزمع عقده يوم الخميس بعد اجتماعهم المنعقد في بيت الوسط منذ السادسة والنصف مساء، مع ميل للغياب، فيما سجلت اليوم زيارة لافتة قام بها الرئيس نجيب ميقاتي الى عين التينة مؤكدا أن لا قرار قطيعة ولكن يجب أن نعرف النتيجة قبل أن نخطو أي خطوة..

وفي خريطة المواقف من المشاركة في لقاء بعبدا اللقاء التشاوري النيابي يحدد موقفه خلال الساعات المقبلة مشددا على ضرورة الالتزام بأهداف اعلان لقاء بعبدا..

بينما القوات اللبنانية تحدد موقفها الاربعاء بعد اجتماع لتكتل الجمهورية القوية..

وسط هذه الاجواء أكد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ان الموضوع الاساس للحوار هو تحصين السلم الاهلي عبر تحمل كل طرف من الاطراف الداخلية مسؤولياته وذلك تفاديا للانزلاق نحو الاسوأ وإراقة الدماء مشيرا الى أنه يتحمل كامل مسؤولياته كرئيس للجمهورية بهدف إيجاد الحلول للأزمة الراهنة وقال: "نعمل على بناء لبنان من جديد وهذا يستغرق وقتا طويلا.

في غضون ذلك المواطن يرزح تحت وطأة الاعباء المعيشية والدولار يواصل ارتفاعه في السوق السوداء ملتهما ما تبقى من قدرة شرائية لمن بقي له راتب وفيما صفوف الذل مستمرة امام مكاتب الصرافين، أصدرت النقابة تعميما جديدا تضمن استمارة بيع الدولار مقابل الليرة اللبنانية، والشروط المطلوبة لتأمين حاجات المواطنين من الدولار.

واليوم إستأنف لبنان مفاوضاته مع صندوق النقد الدولي وتمحور الاجتماع الرابع عشر بين وزارة المال والصندوق حول دور مجلس الخدمة المدنية وصلاحياته والاطار الوظيفي العام على ان تستكمل المشاورات يوم الخميس..

وسط كل ذلك تفاجأ اللبنانيون اليوم بما أشيع عن طرح وزير الاقتصاد وقف الدعم عن القمح والمحروقات في الاول من آب وقد أوضح الوزير راوول نعمة لتلفزيون لبنان ان ما سرب هو المسودة الاولى لهذا الاقتراح وسيكون هناك نقاش واسع مع الوزراء..

صحيا أعلنت وزارة الصحة تسجيل 16 اصابة جديدة بفيروس كورونا رفعت العدد التراكمي للحالات المثبتة الى 1603.

البداية من بيت الوسط حيث يعقد رؤساء الحكومات السابقون اجتماعا منذ الساعة السادسة والنصف لتحديد الموقف من المشاركة في لقاء بعبدا يوم الخميس المقبل..

التفاصيل من بيت الوسط مع الزميلة دينا رمضان..

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون أم تي في

الدولار يحقق رقما قياسيا جديدا ، ويلامس عتبة الستة آلاف ليرة . انه الخبر الأسوأ والأخطر اليوم. في المقابل المعالجات الرسمية للوضع الدقيق والخطر غائبة تقريبا. فهل استسلمت السلطات المعنية نهائيا؟ وماذا عن الاستعراضات الكلامية التي تابعناها الاسبوع الفائت على لسان كبار المسؤولين ، بدءا برئيس مجلس النواب ؟ وماذا عن التأكيدات الرسمية بأن الدولار سيهبط تدريجا ليصل الى 3200 ليرة على أبعد تقدير؟ وايضا: اين الاجتماعات الدورية التي قيل ان المعنيين بسعر صرف الدولار سيعقدونها لمتابعة الوضع المالي؟ أسئلة نطرحها ونعلم ان لا جواب عنها. فالانهيارات المالية والاقتصادية والاجتماعية تتعاظم وتتواصل . الدولة عاجزة ومنقسمة على نفسها؛ الحكم ضعيف مع انه يرفع شعار القوة. والحكومة تكثر من الاجتماعات ولا تتجرأ على اتخاذ قرارات.

فمتى يدرك المسؤولون انه ليس باهدار ما تبقى من احتياطي مصرف لبنان تعالج الازمة؟ بل متى يدركون ان الاصلاحات التي ، لا يريدونها ، هي وحدها الكفيلة بانهاء بدع السوق السوداء، وتفتح امام اللبنانيين امكانية ان يروا أياما بيضاء؟

في العملي لجنة تقصي الحقائق المنبثقة من لجنة المال والموازنة لا تزال تسعى إلى ايجاد حل واقعي لمشكلة تضارب الأرقام بين الحكومة ومصرف لبنان. وفي المعلومات ان رئيس اللجنة النائب ابراهيم كنعان واثنين من اعضائها سيعقدون غدا الثلثاء اجتماعا مع ممثلين عن صندوق النقد، على ان ترفع اللجنة تقريرها النهائي الى رئاسة مجلس النواب الاربعاء. فهل تحل لجنة تقصي الحقائق التضارب الحاصل بين ارقام الحكومة والمصرف ، لتنهي بذلك نظرية ان كل شيء في لبنان وجهة نظر، بما فيها الارقام ؟ سياسيا ، لقاء بعبدا الحواري يترنح على وقع عدم تجاوب اطراف كثيرة مع دعوة رئيس الجمهورية . رؤساء الحكومة السابقون سيعلنون بعد قليل مقاطعة اللقاء على الارجح ، فيما اللقاء التشاوري أجل اتخاذ قراره . كما ترددت معلومات ان الرئيسين امين الجميل وميشال سليمان غير متحمسين للمشاركة ، كذلك الامر بالنسبة الى القوات اللبنانية والمردة . فكيف ستواجه الرئاسة الاولى الرد الاعتراضي على دعوتها ؟ وكيف ستتعاطى مع النكسة السياسية الجديدة ، وخصوصا انها تأتي بعد نكسات متتالية اصيبت بها ؟ وهل تهرب الى الامام وتعقد اللقاء بمن حضر ، ام تلجأ الى التأجيل باعتباره أهون الشرين؟

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون nbn"

لا دخان من دون نار وما كان تسريبا حول نوايا بعض من هم في الحكومة كوزير الإقتصاد مثلا لألغاء الدعم عن نعمة الخبز والمحروقات ثبت بالعين المجردة.

الـNBN حصلت على اقتراح الوزير راوول نعمة لتعديل آلية دعم المازوت والبنزين والذي سيصار إلى نقاشه خلال إجتماع يعقد هذا الأسبوع على أن يصبح ساري المفعول وفق الإقتراح في مطلع آب المقبل.

إقرار هذا الإقتراح سيكون بمثابة عود ثقاب يشعل فتيل تفجير إجتماعي ينذر بمخاطر كبرى قد يصعب احتواؤها فهل تستدرك الحكومة الأمر بسرعة وتسحب مثل هكذا اقتراحات في هذا الزمن الصعب على ناس يئنون تحت وطأة الغلاء الفاحش وقلة الأرزاق،

لقمة عيش الناس خط أحمر ودعمها أولوية لا يمكن استبدالها بقسيمة تعويض الفارق بين سعر رسمي وسعر للسوق.

أما حرمان الناس من الدعم للمحروقات فهو غير مبرر في ظل غياب البدائل فلا وجود للنقل العام كبديل عن استخدام السيارات ولا الكهرباء مؤمنة للإستغناء عن المولدات.

مولدات التحضير للقاء الوطني ما زالت تعمل فيما تحسم اليوم معظم الأطراف المدعوة موقفها من المشاركة أو عدمها ولاسيما رؤساء الحكومات السابقين الذين سيصدرون بيانا موحدا في هذا الشأن وفق ما كشف الرئيس نجيب ميقاتي بعد لقائه الرئيس نبيه بري في عين التينة.

رئيس الجمهورية ميشال عون اعتبر أن الموضوع الأساسي للحوار الخميس هو تحصين السلم الأهلي تفاديا للإنزلاق نحو الأسوأ وإراقة الدماء مؤكدا أنه يتحمل كامل مسؤولياته بهدف إيجاد الحلول للأزمة الراهنة.

أما على خط المال فإن جلسات مكثفة سيشهدها هذا الإسبوع وعلى مستويين تواصل التفاوض مع صندوق النقد من جهة ومن جهة أخرى لحسم مسألة توحيد الأرقام.

في الإقليم الأنظار لا تزال تتوجه إلى التوتر الليبي - المصري حيث أرجأت الجامعة العربية اجتماع وزراء الخارجية العرب بطلب من القاهرة فيما قوى النزاع تتبادل الاتهامات في ظل ترحيب قوات حفتر بتدخل عسكري مصري أما مجلس الأمن القومي فأعلن عن معارضة التصعيد.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون المنار"

أزمة أرقام تحكم البلاد في شتى المجالات، وتفترض حسابات دقيقة قبل فوات الأوان.

كم بلغ سعر صرف الدولار اليوم ؟ كم هي الارقام الحقيقية للخسائر اللبنانية التي سنفاوض على اساسها صندوق النقد؟ كم هو عدد اصابات كورونا اليوم؟ كم سيبلغ نصاب لقاء بعبدا ان عقد؟

فيما العقدة الاساس ان في بلادنا كل شيء وجهة نظر، حتى الارقام المالية والاقتصادية منها، فكيف تلك السياسية؟

مساعي عين التينة لانجاح لقاء بعبدا مستمرة، ولقاءات ومشاورات، ومنابر ملتهبة مواقف وتلميحات، فيما الاجوبة النهائية تنتظر القادم من الايام.

في ايام كورونا ما ليس يبشر بالخير، فاعتماد السلطات الرسمية على المسؤولية الشخصية عند المواطنين باءت بالفشل، وفتح البلاد فتح عدد ارقام المصابين التي وان سجلت اليوم ست عشرة اصابة فقط، فان المعنيين يخشون نتائج فحوصات المخالطين للمصابين والتي ستظهر في الايام المقبلة، اما الظاهر بحسب حسابات وزارة الصحة اللبنانية والتي أكدتها منظمة الصحة العالمية، فان موجة اكثر شدة من كورونا تتنتظرنا في الخريف المقبل.

ما ينتظرنا اقتصاديا غير واضح المعالم بعد، مع سعر الدولار الذي ما زال عصيا على كل محاولات التطويق او حتى الترويض، فبلغ الخمسة آلاف وتسعمئة ليرة، فيما عامل الوقت ليس لمصلحة أحد، والنزف الاقتصادي يصيب السوق والمواطن بعوز شديد.

ووسط كل هذه الملفات المتراكمة، برز ملف التعامل مع العدو الصهيوني من جديد مع ادعاء قضائي على كيندا الخطيب التي اوقفها الامن العام اللبناني بتهمة التعامل مع العدو الصهيوني، بل وزيارة الاراضي المحتلة.

في ارض الاميركيين ما لا يسر دونالد ترامب، فمع الاشتباكات بين المواطنين والشرطة، والدخول شبه اليومي بتعداد الاصابات، ما زالت اصابة جون بولتون الاكثر ايلاما لرئيسه دونالد ترامب الذي توعده بالمعاقبة، فيما عواقب ما تضمنه الكتاب ستكون كبيرة، إن قرأه الاميركيون..

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون ال بي سي"

أسبوع حافل على أكثر من مستوى: حوار بعبدا ... مفاوضات صندوق النقد الدولي... اختبار جديد بين الدولار والصيارفة... واختبار إضافي لبورصة إصابات كورونا في

لبنان ...

حوار بعبدا يتجاوز القطوع إذا شارك رئيس الحكومة السابق سعد الحريري ... ويمنى بانتكاسة إذا قاطع الحريري ...

اجتماعات صندوق النقد الدولي استؤنفت اليوم، والتركيز ليس على الأرقام فحسب بل على إعادة هيكلة الدين العام باعتبارها جزءا أساسيا من الإصلاحات، بالإضافة إلى إصلاحات تبدو ملزمة في الكهرباء والجمارك والسياسة الضريبية وغيرها.

الإجتماعات ستتكثف، ومن المرتقب أن يكون هناك اجتماعان إضافيان هذا الاسبوع، بعد غد الأربعاء،والجمعة ...

أما بالنسبة إلى بورصة كورونا فإن العداد انخفض اليوم عن عداد أمس الذي بلغ إحدى وخمسين إصابة، فيما إصابات اليوم بلغت ست عشرة إصابة ...

على مستوى الوضع المعيشي وتدهور قيمة الليرة تجاه الدولار الأميركي، هناك اتجاه لدى الحكومة لإلغاء تدريجي للدعم عن المحروقات والخبز، بهدف تغذية خزينة الدولة وهذا ما كشفه وزير الإقتصاد راوول نعمة ...

في المقابل، لفت هجوم لحزب الله على وزير الإقتصاد بلسان عضو المكتب السياسي غالب أبو زينب الذي غرد قائلا: " هرطقة وزير الاقتصاد نمط تفكير موجود في الحكومة ... يريد اختزال الوقت وتحميل المواطنين الثمن. الوزير وامثاله لا يعرفون وجع الفقراء ومعاناتهم "، والسؤال هنا: ما سر توقيت هذا الهجوم على وزير الإقتصاد؟ هل لهذا الهجوم علاقة بموقف الوزير نعمة من التوجه شرقا على مستوى الإقتصاد؟

يبقى الهم الأساس للمواطن كيفية توفير الدولار في القضايا التي لا تحل إلا بالدولار.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون او تي في"

جميع الناس جبلوا من طينة واحدة , يقول فيكتور هيغو في رائعته الخالدة البؤساء . الخيال هو ذاته منذ ما قبل الحياة واللحم هو ذاته اثناءها والتراب هو ذاته بعدها. لكن الجهل والشر والحقد يسودون الانسانية وهذا الحقد لا علاج له يتفشى ويتحول الى شر مستطير .

لو عاد هيغو اليوم لراى الشر والحقد والكراهية يسكنون في لبنان نفوسا مريضة واشكالا بغيضة مثل مونبارناس الشقي المجرم في روايته . يمشي وزهرة مغروسة في عروة سترته بينما الة القتل في جيبه الكبير .

امثال مونبارناس الى مهاوي الشتيمة والنميمة ينزلون دائما وفي منحدرات الموبقات والترهات يقبعون ابدا.الابتزاز عندهم انجاز والبذاءة في قاموسهم اعتزاز .

لو عاد هيغو لوجد ان الزمرة التي تحدث عنها في كتابه منذ قرنين بعثت في لبنان . فهم سارقون مبتذلون اشقياء , وكانوا يؤلفون شبكة واسعة من الاحابيل ويتآمرون على عابري السبيل بطريقة تشبه انقلاب الدولة التحتية . وكانوا يبتكرون الافكار الهدامة كأن ابالسة الليل الحالك السواد يوكلون اليهم تنفيذ خططهم الجهنمية ومساندة كل مؤامرة تدر عليهم اوفر الارباح .. هذا بعض من الاقتباس .

لو عاد هيغو وعرج على لبنان لوجد ان طبقة الفقراء والبؤساء الجدد صارت اكبر من الاثرياء الجدد الذين لم يتركوا اخضر ولا يابسا . لم يحققوا انجازا واحدا منذ 30 عاما سوى البؤس واليأس وقرف النفس للناس والغرف من بيت مال اللبنانيين والتسكع على اعتاب المفوضين السامين وضباط المخابرات , والتسول من الصناديق الدولية بعدما افرغوا الصناديق المحلية وملؤها استدانة ومهانة واهانة لبلدهم . كل الدول والامم التي تواجه تقلبات الزمن تتوحد في وجه المحن . بدلا من ذلك نرى انقسامات ونسمع سجالات . وفي وقت تستكمل مهزلة الدولار والانهيار فصولها , تعمل الخناجر في الظهور وتسخر المنابر للفجور وتتغرغر الحناجر بالبخور لامراء الحرب وارباب القصور .

كلام مأجور لتافه مسعور بتحريك من محرض موتور . خليط مولوتوف متفجر من الجهالة والنذالة والسفالة .

كورونا قلبت الدنيا رأسا على عقب .

التوتر والتفجر في الشرق الاوسط لم يبلغ يوما هذا المدى . الهلال الخصيب يغطيه سواد كئيب . التنين الصيني يتحدى النسر الاميركي والدب الروسي يشحذ مخالبه . البارود الذي اخترعه الصينيون يقبع الان تحت براميل النفط وابار الغاز .

البطالة تعصف والركود يقصف والجمود يحذف صناعات واقتصاديات وشركات .

في لبنان تبخرت اكذوبة الدولار وبحبوحة الازدهار ودهمتنا باكرا شيخوخة الانهيار .

اميركا ناظر مدرسة مهووس بالعقاب ليس فقط لطالب بل لمدرسة ولجنة الاهل والادارة وكل من يقف في وجه مسطرة الناظر من ايران الى لبنان . تتفرج على تركيا تعبر المتوسط الى ليبيا وتحمس السيسي على معركة علمين جديدة وتذكر السعودية بالوقوف الى جانب مصر وتعيد خلط الاوراق مع الروس من طرابلس لبنان الى طرابلس الغرب . فرنسا تجمد دعمها للبنان واوروبا تفرمل اندفاعتها لاصلاح ذات البين مع طهران .

وفي لبنان يقف المواطن بين شرق وغرب، بين طائف وصيغة. بين عبدة فتنة واكلة جبنة. بين ثورة جياع وغزوة رعاع، بين جمر الالم وفجر الامل .. بين اشرف الناس

ومونبارناس ...

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون الجديد"

الحلف الرباعي يعتذر واللقاء التشاوري يتريث أما رئيس الجمهورية فقد وضع ثلاثة خيارات على الطاولة ستنتهي بلعبة شد حبال بين رؤساء الحكومات السابقين وميشال عون بقرار بيت الوسط عدم المشاركة في لقاء بعبدا، وكان الطريق الأقصر لعون أن يبادر ومن صباح الإثنين ولا ينتظر الخميس كي يعلن تأجيل الحوار لعدم اكتمال النصاب، وبعد سياسة الدلع وسلسلة المواقف الاستباقية السلبية منها والتهكمية، كما ورد على لسان رئيس الحكومة السابق نجيب ميقاتي ومن عين التينة استهزأ متسائلا ما الداعي الى الحوار والحكومة أنجزت مئة وسبعة وعشرين في المئة.

يحاضر الميقاتي اليوم في البرامج ويخطط الطريق ويشترط معرفة النهايات قبل البدايات وهو نفسه لا يمون على رأيه وبدلا من قراءة طالع عين التينة كان له أن يقصد بعبدا ويشاور عون ولو فعل لجاء موقفه مشرفا من المقاطعة.

أما الحريري فعرف مقامه فتدلل يقاطع مع الثلاثة السنة خميس الإنقاذ ويحارب الحكومة والعهد الذي كان منقذا له ذات احتجاز وذات خميس، ولكن المقام بالحفظ والميثاقية مصونة والتمثيل السني مستوفى الشروط على الأقل برئيس الحكومة، غير أن حسابات بعبدا لم تطابق مواصفات عنوان الحوار وهو تجنب الانزلاق إلى الفتنة بغياب مكون من مكونات منعها.

وقبل تلاوة فعل الندامة في الدعوة إلى طاولة مصيرها كسابقاتها فإن خير الأمور تأجيلها في وقت ذر الرماد في العيون حرصا على المقامات. وإذا كان لكل مقام مقال فالمستفيد الوحيد من بداية الطرح كان رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي طرح نفسه عرابا للحوار وشيخ تقريب بين المذاهب السياسية وجعل عين التينة محجة التلاقي وغسيل القلوب وطريقة بري في الحوار لا تحتمل التأويل ومسجلة في دائرة نفوس القمع في خانة التواطؤ مع قراصنة الجو لحجب الجديد.

ترك رئيس الجمهورية الطاولة وخياراتها وعاين الأرض بعيون الإعلاميين الاقتصاديين وأسر لهم بأن القطاع المالي "صحتو مش منيحة" وقال إن إرثنا قوي علينا وما بينحمل أبدا. نعم كان الإرث ثقيلا لكن لم يوزع إصلاحا وتغييرا ومحاسبة فاسدين كي يهون الحمل وفي يوم الموسيقى يكفي أن يسمع الجميع صراخ الناس في وقت حتى حكومة المستقلين أصبحت بإمرة المحاصصين الذين نهبوا البلد وها هو البلد يتهاوى ماليا واقتصاديا واجتماعيا ولم يترفعوا عن الشخصانية والكيدية وكأن شيطان الفتنة والتخريب جزء من أدائهم وكأنهم في غيبوبة عن قيصر وما يحدث في سوريا وفلسطين والضغوط على الأردن وما يجري في اليمن وليبيا حيث الحرب فيها وعليها.

 

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الاثنين في 22 حزيران 2020

وطنية/الإثنين 22 حزيران 2020

صحيفة النهار

ـ يُنقل عن جهة موثوقة أنّ بعض الأحزاب الحليفة لـ"حزب الله" وسوريا، تُجري تدريبات متنقلة في بعض المناطق ‏الجبلية، ما يثير علامة استفهام عن دوافعها وتوقيتها.

ـ بدا واضحاً أن حركة السيد بهاء الحريري لم تجد صدى شعبيا في الشارع السني الا لدى صبية في مقتبل العمر لا ‏يمكن التعويل عليهم.

ـ عاد الحديث في اوساط "حزب الله" عن حرب اسرائيلية محتملة في آب المقبل من دون امكان تحديد الهدف من بث ‏الخبر وما اذا كان مبنيا على معطيات او فقط لشد العصب.

صحيفة البناء

ـ خفايا

لفت الكلام الأخير لرئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل انتباه سفارتين فاعلتين واحدة أوروبيّة ‏والأخرى عربية ومثله الوثيقة السياسية التي نشرها التيار. وعُلم أنهما طلبتا من عدد من المستشارين والأصدقاء ‏تقديم قراءات حول أبعاد وحدود التغيير في سياسات وسلوك التيار ورئيسه وانعكاساتها على الخريطتين السياسيّة ‏والرئاسيّة.

ـ كواليس

توقعت أوساط إعلامية أميركية أن يتحول كتاب مستشار الأمن القومي الأميركي السابق جون بولتون وما فيه من ‏كواليس وأسرار إلى الجزء الفضائحي الأبرز في مواجهة حملة الرئيس الأميركي دونالد ترامب الانتخابية، ‏خصوصاً أن منع طباعته ونشره جعل الحصول على نسخة منه موضوع الطلب الأول على شبكة الإنترنت.

صحيفة الجمهورية

ـ فشل أحد المراجع في إقناع دولة خليجية بمساعدة لبنان بوديعة مالية، وجاءه الجواب: نحن نحبّكم ولكن لا ‏تحرجونا.

ـ قال موظف كبير في "هيئة مهمة": حتى الآن لم نتلق من شركة دولية تقريراً رسميا بالأسباب الحقيقية التي ‏حملتها على توقيف العمل في قطاع مهم.

ـ أكد مسؤول مالي دولي لشخصية نيابية أن الهيركات على الودائع هو أحد الشروط الأساسية لتلقي لبنان مساعدة ‏صندوق النقد الدولي.

صحيفة اللواء

ـ تجري إتصالات بين قيادات سياسية من الصف الأول لتوحيد الموقف من لقاء بعبدا لجهة عدم الحضور وإعلان ‏حيثيات هذا القرار للرأي العام!

ـ إعتبرت شخصية برلمانية مخضرمة ما ورد في المؤتمر الصحفي الأخير للنائب جبران باسيل بمثابة "تكويعة ‏سريعة" لتفادي الوقوع في العقوبات الأميركية بعد دخول قانون "قيصر" حيِّز التنفيذ!

ـ يزداد عدد إشارات السير المعطلة في بيروت وتتكرر حوادث الإصطدامات، دون ظهور أي مؤشر جدي لبدء ‏التصليحات اللازمة من قبل المراجع المعنية في بلدية بيروت ومديرية شؤون السير!

صحيفة نداء الوطن

ـ تتذرّع إحدى مدارس ساحل المتن الشمالي بالأزمة المالية لإقفال ابوابها لكنّ المطلعين يؤكدون ان الخلافات داخل ‏الرهبنة التي تنتمي اليها المدرسة هي السبب وراء الإقفال.

ـ حتى الأمس لم توجه الدعوات لانعقاد الجمعيات العمومية لحاملي أسهم شركات الخلوي.

ـ لوحظ أن شخصيات من "التيار الوطني الحر" بدأت مغازلة خيارات حاكم مصرف لبنان والتموضع بجانبه.

صحيفة الأنباء

تقدير متبادل

اتسمت لقاءات مرجع سياسي بمرجعيات روحية بكثير من الإيجابية والتقدير المتبادل ‏والثناء على الخطوات التي يقوم بها.

‎‎لا نتيجة بعد

لا تصل بعد محاولات عدد من النواب الذين تركوا كتلهم النيابية إلى نتيجة إيجابية ‏لتأسيس كتلة مستقلة.

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

النهار: لقاء بعبدا للحوار في حكم المؤجَّل

النهار/الإثنين 22 حزيران 2020

على رغم ان البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي يدعم لقاء الحوار الذي دعا اليه رئيس الجمهورية ‏ميشال عون، الا انه استبق كل أنواع المقاطعات، داعياً الرئيس الى إرجاء اللقاء ريثما يتم الاتفاق على وثيقة تشبه ‏‏"اعلان بعبدا"، بل تؤسّس لما هو أبعد من خلال تحديد مكامن الخلل، واقتراح الحلول، والتزامها. وجاءت عظته ‏لقداس الأحد في الديمان من جهة، والرسائل السياسية التي وجهها رئيس "التيار الوطني الحر" النائب جبران ‏باسيل السبت من جهة أخرى، لتساهم في ارجاء، أو إلغاء، الحوار المقرر الخميس المقبل في قصر بعبدا، ذلك ان ‏المعترضين والمترددين وجدوا في كلام هذا أو ذاك، ذريعة للاعتذار، لأن اللقاء المزمع عقده لا يتضمن أي ورقة ‏عمل واضحة، أو مسودة بيان أو وثيقة، وهو ما يطالب به حزباً "القوات اللبنانية" والكتائب اللبنانية. أما ‏المستاؤون من كلام باسيل فيعتبرون انه يدفعهم الى المقاطعة، من دون فهم توقيت مؤتمره الصحافي مع علمه ‏المسبق بتأثيره السلبي على المدعوين الذين يخاصمونه، ومنهم الرئيس سعد الحريري، ورئيس "تيار المرده" ‏سليمان فرنجيه. أما رؤساء الجمهورية السابقون، فيتردد كل من الرئيس ميشال سليمان والرئيس أمين الجميل في ‏الحضور، ذلك ان علاقتهما بالرئيس ميشال عون فاترة، فيما اعتذر الرئيس اميل لحود عن عدم المشاركة ‏لانقطاعه الدائم عن كل اللقاءات.

‎ ‎ومن المتوقع ان يجتمع رؤساء الوزراء السابقون الحريري، ونجيب ميقاتي، وفؤاد السنيورة، وتمام سلام، ‏لإصدار موقف موحد من الدعوة، مع جنوح الى عدم المشاركة، لأن اللقاء غير محدد الهدف، "ولم تعمل دوائر ‏القصر على اصلاح ما أفسدته في التعامل مع الرئاسة الثالثة قبل الدعوة الى اللقاء". يبقى أن الرئيس حسين ‏الحسيني غاب عن لائحة المدعوين من دون تبرير. ‎ ‎واذا كانت دوائر الرئاسة تتحضر للرد على مقاطعة اللقاء بتحميل المقاطعين مسؤولية ما تصل اليه الامور على ‏مختلف المستويات، فإن العبرة تبقى في النتائج، وفي الارتدادات السلبية على العهد وسيده وفريقه السياسي، الذي ‏يعمل على توفير غطاء وطني جامع لسياسات خلافية تبدأ في الداخل، وتمتد الى علاقات لبنان الخارجية.

‎ ‎وتفيد اوساط المتحفظين عن اللقاء، ان كلام النائب باسيل، بعد الاطلالة الاخيرة للسيد حسن نصرالله وما حملته ‏من تهديدات، جاء ليصب الزيت على النار، ما يثبت نظرية المؤامرة على العهد من أهل بيته ومن حلفائه.‎‎ ‎

وهذا الانقسام الفاضح بين أهل البيت برز في اليومين الأخيرين أيضاً، في الانتقادات التي وجهها باسيل الى عمل ‏لجنة تقصي الحقائق التي يرأسها النائب ابرهيم كنعان من غير ان يسميه اذ رأى "أن الخلاف على موضوع ‏الأرقام والخسائر يجعل لبنان منقسماً في مفاوضاته مع صندوق النقد، فيما عملية تحديد الخسائر هي عمل ‏حكومي"، لافتاً الى "أن خسارتنا من اليوم خيار الصندوق هي خسارة لورقة أو لأحد أهم الخيارات التي يملكها ‏لبنان". ‎ ‎وتساءل: "من يتحمل تبعة فرط مسار التفاوض مع صندوق النقد قبل الوصول الى خواتيمه؟ اتركوا هذا الأمر لمن ‏يريد فرط العهد والحكومة والبلد!".‎‎ ‎

ثم جاءت تغريدات مستشار رئيس "التيار الوطني الحر" الدكتور شربل قرداحي لتزيد الاحتقان، اذ قال إن ‏‏"تخفيض الرقم المعلن لحجم الخسائر في خطة السادة النواب يعني، عمليًا، تحميل الفارق الواسع للبنانيين، عبر ‏قناة سعر الصرف، الذي يمسح بارتفاعه الخسائر، وينقلها إلى المودعين (بالليرة والدولار)، والمستهلكين، إلخ. ‏وعبر قناة عرض النقد، أي طباعة العملة من دون عرض مقابل بالدولار". ورد لاحقاً على النائب ميشال معوض ‏‏(الحليف) قائلاً: "نلتقي على الكثير، لكن قناعتي مختلفة بخصوص الخسائر ومقاربتها، وأنا واثق عن صحة ‏منهجية الحكومة، ورأيي أن التشخيص الصحيح يقود إلى الحل الصحيح، والقول بأن المشكلة عابرة يفاقم ‏مفاعيلها". ‎ ‎هذه المواقف دفعت كنعان الى الرد بقسوة، ومن دون تحديد الاسماء أيضاً، إذ قال: "ان صندوق النقد الدولي هو ‏الممرّ المتوفر حالياً للبنان لتمويل اعادة هيكلة دينه وهو بالرغم من شروطه القاسية فرصة مهمة لا يجوز التفريط ‏بها". وأضاف ان التفاوض مع صندوق النقد يجب أن يبدأ من خلال خطة موحدة بين أركان الوفد اللبناني لا ‏بالشكل الذي حصل وأدى الى الارباك والشلل الذي وصلنا اليه. وهذه أيضاً مسؤولية حكومية، لكنها تصبح وطنية ‏اذا استمرت وباتت تهدد المفاوضات مع الصندوق كما حصل قبل مبادرة المجلس النيابي الى التحرك".

‎ ‎وأكد "أن الرقابة البرلمانية لا تنحصر فقط بما يحال من الحكومة من مشاريع قوانين على المجلس النيابي، بل بأي ‏موضوع أو قضية أو مشروع حكومي، والأمثلة على ذلك كثيرة. فكم بالحري اذا كان الموضوع يتعلق برسم خطة ‏للبنان تعيد هيكلة دينه العام واقتصاده".

‎ ‎ويذكر ان لبنان يعاود مفاوضاته مع صندوق النقد الدولي التي توقفت الأسبوع الماضي، في ثلاث جلسات لهذا ‏الاسبوع، أولاها اليوم مع ممثلي وزارة المال، والثانية غداً مع لجنة تقصي الحقائق النيابية، والثالثة مجددا مع ‏وزارة المال.‎‎ ‎

وفيما الخلاف السياسي على أشده، ظهر ان اهتمامات اللبنانيين باتت في مكان آخر، وهي تتوزع بين الباحثين عن ‏لقمة العيش في ظل الاختناق المالي، والهاربين من واقعهم قاصدين الشواطئ والجبال لتمضية عطلة نهاية أسبوع ‏بعيداً من السياسية والسياسيين.

نداء الوطن : روائح البارود تتصاعد… "الحروب" إلى الأمام؟ حوار بعبدا يترنّح… التأجيل مرجّح وبكركي ترسم "خريطة" القضايا الوطنية

نداء الوطن/الإثنين 22 حزيران 2020

وكأنّها طبول الحرب تُقرع في المنطقة… أقله هذا هو الهاجس الذي يتعاظم وراء المشهد حيث يبدو لبنان في ‏خضم أزمته الطاحنة اقتصادياً ومالياً واجتماعياً واقفاً على صفيح ساخن من الاحتمالات والسيناريوات ‏السوداودية، في ظل تعمد السلطة انتهاج سياسة الهروب إلى الأمام في شتى المقاربات والملفات هرباً من موجبات ‏الإصلاح ومتطلبات مكافحة الهدر والفساد. ومع اشتداد الخناق على محور الممانعة وبلوغه حافة الاختناق، من ‏طهران إلى بغداد وصنعاء ودمشق وبيروت، بدأت دوائر مراقبة عن كثب لأبعاد الصورة المحلية والإقليمية ترصد ‏روائح بارود متصاعدة في الأرجاء، ليشكل أي حدث من الأحداث في المرحلة الراهنة مشروع منزلق محتملاً ‏نحو اشتعال شرارة اندلاع حرب ضروس… الكل يعلم جبهاتها ومنطلقاتها، لكنّ أحداً لا يعلم نتائجها وخواتيمها.‎‎ ‎

وفي هذا السياق، يعتبر المراقبون أنّ الأخطر في المشهد القاتم هو وجود أكثر من طرف تتقاطع مصالحه مع ‏فرضية اندلاع الحروب باعتبارها إحدى وسائل الهروب إلى الأمام من أزمات خانقة يعيشها مختلف اللاعبين على ‏الساحة الإقليمية والساحات المحيطة، من القرن الأفريقي إلى البحر الأحمر مروراً بمضيقي باب المندب وهرمز ‏وصولاً إلى البحر المتوسط، حيث يبدو الجميع متأهباً واضعاً إصبعه على الزناد بانتظار الطلقة الأولى. ففي إيران ‏تتفاقم تداعيات الأزمات المتناسلة مالياً واقتصادياً ونووياً ويواصل التومان انهياره دراماتيكياً. وفي سوريا تشتد ‏وطأة الحصار الغربي على نظام الأسد حيث أحكم قانون "قيصر" قبضته على رأس النظام والمتعاونين معه ‏بالتزامن مع عودة نطاق الحراك الثوري إلى الاتساع على وقع احتدام الكباش الروسي - الإيراني على الأرض، ‏ليتوقف البعض كذلك في ظل مشهدية تضافر الأزمات عند عنصر الانتخابات الرئاسية الأميركية الذي دخل بقوة ‏في ميزان الحسابات الإقليمية مع دخول دونالد ترامب الميل الأخير من سباقه نحو إعادة تجديد الولاية الرئاسية، ‏وهو ما قد يشكل، ربطاً ببورصة الرهانات الإقليمية على احتمالات الربح والخسارة في معركته، فتيلاً إضافياً من ‏فتائل المواجهة العسكرية… أما لبنان فهو لم يكن ولن يكون بمنأى عن أي سيناريو مواجهة من هذا القبيل بفعل ‏إمعان السلطة اللبنانية في سياسة ربطه واقتياده مخفوراً نحو أتون الصراع في الإقليم لا سيما على جبهة "التوأمة" ‏القسرية بين خياراته وبين خيارات الممانعة، في وقت تقف إسرائيل متحيّنة اللحظة العدوانية المناسبة للانقضاض ‏على الساحة اللبنانية وتصفية حساباتها الدموية العالقة مع اللبنانيين منذ صيف الـ2006‏.

‎ ‎وتأكيداً على تبلور صورة النوايا والاستعدادات الصدامية على الجبهة اللبنانية - الإسرائيلية، كثفت إسرائيل بشكل ‏ملحوظ خلال الساعات الأخيرة طلعاتها الجوية على علو منخفض في أجواء العاصمة والمناطق، جنوباً وبقاعاً ‏وشرقاً وغرباً، بينما استرعى الانتباه تزامناً تداول الإعلام الإيراني بشكل مركّز أمس بفيديو أعدّه "الإعلام ‏الحربي" التابع لـ"حزب الله" ويتضمن مشاهد عن إحداثيات لبنك أهداف من المواقع الحساسة في العمق ‏الإسرائيلي متوعداً تحت شعار "أُنجز الأمر"، بضرب هذه الأهداف. هذا الفيديو الذي تمت ترجمته إلى اللغة ‏العبرية وأرفق بمقطع صوتي لأمين عام "حزب الله" السيد حسن نصرالله يهدد فيه بالقدرة على استهداف تل أبيب، ‏نشره كذلك نجل نصرالله، جواد، على صفحته عبر موقع "تويتر" للدلالة على جدية مضامينه وتبنيه رسمياً من ‏قبل قيادة الحزب، وأرفقت إعادة التغريدة التي وضعها على حسابه بعبارة: "لأنه أنجز الأمر (بالعربية والعبرية) ‏كل الرسائل الجوية والبرية وعبر الواسطة لم تعد تجدي نفعاً".

‎ ‎في الغضون، لا يزال لبنان أسير أحجية "جنس الملائكة" في البحث عن الحلول لأزماته وسط انعدام ثقة الناس ‏بالطبقة الحاكمة واهتزاز حتى ثقة أركان هذه الطبقة بأنفسها. إذ وفي الوقت الذي لا تزال حالة "الأخذ والرد" ‏متسيّدة مشهد المقاربات المالية للحكومة ومراوحة عملية الإصلاح على حالها من التسويف والتأجيل ما بات يهدد ‏جدياً بنسف طاولة المفاوضات مع صندوق النقد، ينطلق الأسبوع بيوم مفصلي على مستوى تحديد مصير حوار ‏بعبدا الذي دعا إلى انعقاده رئيس الجمهورية ميشال عون الخميس المقبل، بحيث من المرتقب أن تتضح خلال ‏الساعات القليلة المقبلة خريطة المواقف النهائية إزاء المشاركة من عدمها في طاولة حوار، لا سيما على ضفة ‏الرافضين لانعقاده دون دراسة جدوى وطنية، سياسية وسيادية، لجدول أعماله.‎‎ ‎

وفي هذا الإطار، تتجه الأنظار عصراً إلى "بيت الوسط" لترقب ما سيخرج به رؤساء الحكومات السابقون من ‏موقف إثر اجتماعهم، وسط أجواء رشحت ليلاً تفيد باتجاه الأمور نحو اتخاذ قرار بعدم المشاركة طالما لا ‏يتضمن الحوار في بنوده قضايا أساسية ومصيرية تحاكي جوهر الأزمة الوطنية، وفي ضوء ذلك نقلت مصادر ‏مواكبة للاتصالات الجارية على أكثر من خط لـ"نداء الوطن" أنّ خيار إرجاء موعد انعقاد الحوار بات مرجحاً، ‏كاشفةً عن "نصائح أسديت في الساعات الماضية إلى دوائر الرئاسة الأولى بالمبادرة إلى اتخاذ قرار الإرجاء ذاتياً ‏في خطوة استباقية لإعلان فشل الدعوة الرئاسية تحت وطأة عدم وجود توافق راهناً على التجاوب معها وإفساحاً ‏في المجال أمام تأمين أرضية وطنية شاملة توسّع دائرة القبول بالمشاركة غداة نضوج صيغة حوارية مقبولة من ‏الجميع".

‎ ‎وليس بعيداً عن هذا الاتجاه، برز أمس في عظة البطريرك الماروني بشارة بطرس الراعي عدم استبعاده تأجيل ‏انعقاد الحوار "لفترة إعدادية ضرورية" كما وصفها، راسماً في هذا السياق الإعدادي لجدول أعمال الجلسة ‏الحوارية المنشودة "خريطة طريق ثابتة" تفنّد القضايا الوطنية الواجب بحثها وينتج عنها "وثيفة تصوّب ‏الخيارات والمسار، وتطلق الاصلاحات وتعيد لبنان إلى مكانه ومكانته فيتصالح مع محيطه العربي ويستعيد ثقة ‏العالم به"، معدّداً من أجل تحقيق ذلك سلسلة من البنود أبرزها: "تأكيد وحدة لبنان وحياده، تحقيق اللامركزية ‏الموسعة، صيانة مرجعية الدولة الشرعية بمؤسساتها كافة وبخاصة الأمنية والعسكرية، الإقرار الفعلي بسلطة ‏الدولة دون سواها على الأراضي اللبنانية كافة، التزام قرارات الشرعية الدولية، مكافحة الفساد، وحماية استقلالية ‏القضاء وتحريره من أي تدخل أو نفوذ سياسي أو حزبي".

 

رؤساء الحكومة السابقون اعتذروا عن عدم المشاركة في اجتماع بعبدا: الدعوة بلا أفق وتبدو في غير محلها شكلا ومضمونا ومضيعة للوقت

وطنية - الإثنين 22 حزيران 2020

عقد رؤساء الحكومة السابقون نجيب ميقاتي، فؤاد السنيورة، سعد الحريري وتمام سلام، اجتماعا، السادسة والنصف عصر اليوم، في بيت الوسط.

في نهايته، صدر بيان عن المجتمعين تلاه الرئيس السنيورة، في ما يلي نصه:

"تلقينا دعوة من فخامة الرئيس العماد ميشال عون لحضور اجتماع في القصر الجمهوري يوم الخميس المقبل، ونحن لم نتأخر يوما، مجتمعين أو منفردين، عن تلبية أي دعوة من هذا القبيل، ولطالما تجاوزنا الكثير من الحساسيات والشكليات للتجاوب مع مقتضيات المصلحة الوطنية، لكن هذه الدعوة، اليوم، والهدف المعلن منها، تبدو في غير محلها شكلا ومضمونا، وتشكل مضيعة لوقت الداعي والمدعوين في وقت تحتاج البلاد في رأينا الى مقاربات مختلفة لانتشالها من الأزمة الحادة التي تعيشها، ولاستعادة ثقة المواطنين التي انهارت والحاجة لطمأنتهم إلى المستقبل بما يؤكد احترام اتفاق الطائف والدستور، والتأكيد على القرار الوطني الواحد، ووقف تفلت الحدود، والحرص على استقلالية القضاء عبر الافراج عن التشكيلات القضائية، كما قررها مجلس القضاء الأعلى بدل نسف مبدأ الفصل بين السلطات، ووقف الركون الى تأويل النصوص لاختراع مفاهيم خارجة عن احكام الدستور والقانون، أو التفتيش عن ثغرات غير موجودة فيه لتدمير ما صاغه اللبنانيون في "اتفاق الطائف"، من توازن وطني وحرص على النأي بالنفس.

إن الخطر الحقيقي على الاستقرار قد يأتي به الوضع الاقتصادي والمالي المتردي الذي وصلت اليه البلاد، وهو الذي أسهم فيه استمرار الاستعصاء على مباشرة الإصلاح لدى من هم في موقع المسؤولية، ولا يملكون جدول أعمال لحماية السلم الأهلي مما يتهدده من انفجار اجتماعي غير مستبعد، وهذا مما لا يجبه باجتماعات فضفاضة لا جدول أعمال واضحا لها، وإنما بالخروج من حال التخبط والتردد والشكوى والكف عن إلقاء اللوم على الآخرين، وبالشروع في إصلاحات تستعيد الثقة وتنقذ الاقتصاد والعملة الوطنية وفق خطة عمل جدية ومقنعة للبنانيين وللهيئات الدولية والجهات المانحة.

إن الأداء الذي قدمته الحكومة في الأشهر الماضية - ملف الكهرباء وبالذات قضية معمل سلعاتا- والالتفاف على قانون آلية التعيينات الذي أقره مجلس النواب- والتراضي في محاربة التهريب والتخبط في التعامل مع أسعار الصرف أو في قصور الحكومة وتقصيرها عن تطوير دراسة وخطة موحدة للاصلاح، كل ذلك، يعطي إشارات إلى عجز فاضحٍ عن أن تكون البلاد في مستوى التحديات الجدية التي تواجه الوطن وبمستوى الأحداث الخطيرة الراهنة. ولا يكون ذلك إلا ببرنامج يرسم خريطة طريق واضحة تتضمن موقفا موحدا من القضايا التي أدت إلى الانهيار السياسي والمالي والاقتصادي والاجتماعي، وإلى الانكشاف الأمني والعسكري، وبرنامج يصوب الخيارات والمسارات، ويطلق الاصلاحات، ويعيد لبنان إلى مكانه ومكانته، فيتصالح مع محيطه العربي ويستعيد ثقة العالم به.

إننا لا نجد في الاجتماع المعين فرصة جدية لإحياء طاولة حوار وطني ينتهي إلى قرارات جدية تحسم في وضع لبنان دولة سيدة حرة مستقلة، تنتمي إلى محيطها العربي وتعيد أفضل العلاقات معه. إننا نلتقي مع ما قاله غبطة البطريرك الماروني بشاره الراعي بالأمس ونحيي مواقفه الوطنية. إن عدم مشاركتنا في هذا الاجتماع هو اعتراض صريح على عدم قدرة هذه السلطة مجتمعة على ابتكار الحلول التي تنقذ لبنان بكل مكوناته. فلبنان اليوم قد أصبح مهددا بالانهيار الكامل الذي يطال خصوصا الطبقة الوسطى من اللبنانيين التي لطالما شكلت العمود الفقري والرافعة الحقيقية للمجتمع اللبناني.

إننا مع إدراكنا لدقة وحراجة المرحلة، فإننا ندعو الجميع إلى تحرك سريع يستنهض الطاقات الإنتاجية بجميع مكوناتها الاقتصادية والعمالية والنقابية والأهلية من أجل العودة إلى الأصول والتأكيد والدفاع عن:

1- احترام وتطبيق الدستور اللبناني.

2- إقرار خطة وبرنامج اصلاحي واضح ومقنع اقتصاديا وماليا ومعيشيا.

3- احترام قرارات الشرعيتين العربية والدولية.

4- التزام القرار الاجتماعي للنأي بالنفس.

5- التكامل مع نظام المصلحة اللبنانية في العلاقة مع العالم العربي.

إننا نبدي أسفنا الشديد للاعتذار عن عدم المشاركة في الاجتماع الذي دعا اليه فخامة الرئيس كرسالة اعتراض صريح على عدم قدرة هذه السلطة مجتمعة على ابتكار الحلول التي تنقذ لبنان بكل مكوناته.

وانطلاقا من موقعنا الوطني ومن احترامنا لعقول اللبنانيين وتطلعاتهم، نعلن عدم استعدادنا للمشاركة في اجتماع بلا أفق. أعان الله لبنان وشعبه".

وسئل السنيورة: بهذا الموقف تكونون قد انتزعتم الميثاقية السنية عن هذه الطاولة، كأنكم قطعتم الطريق على الحوار؟

أجاب: "موقفنا دائما موقف وطني، وسيستمر كذلك".

 

كيندا الخطيب أمام القضاء.. وجَلْدُها الأمني مستمر في الإعلام

المدن/23 حزيران/2020

ادّعى مفوض الحكومة المعاون لدى المحكمة العسكرية بالإنابة، القاضي فادي عقيقي، على الناشطة الموقوفة كيندا الخطيب، بجرم التعامل مع العدو ودخول الأراضي الفلسطينية المحتلة والتعامل مع جواسيس العدو الإسرائيلي والمتعاملين لمصلحته. وأحال القاضي عقيقي المدعى عليها مع الملف إلى قاضي التحقيق العسكري الأول بالإنابة القاضي فادي صوان، وطلب استجوابها وإصدار مذكرة توقيف وجاهية في حقها.

تحقيق أولي

لم يكن بمقدور القاضي عقيقي إلا الادّعاء على الخطيب، وإلا تمّ أطلاق سراحها. ادّعاء من المفترض أن يسلك مساره القانوني والقضائي، ويبقى في إطار الاتّهام، غير مثبّت بانتظار الحكم والبتّ فيه في جلسات لاحقة سيحدّدها القضاء العسكري في ساعات قريبة. فمن المفترض أنّ تحضر الخطيب جلسة تحقيق أولى "غداً الثلاثاء أو بعد غد على أبعد تقدير" بحسب ما قالت وكيلتها القانونية لـ"المدن" جوسلين راعي. وأكدت الراعي أنه تمّ "الادعاء على كيندا بمواد التعامل مع العدو"، رافضةً الغوص في تفاصيل القضية، لما في ذلك من تدخّل في سير التحقيق والملف. لتؤكد راعي على ثقتها بالقضاء "لإنه إذا لم نكن نثق بالقضاء فثمة مشكلة، وحينها الأفضل لنا أن لا نعمل في مجال القانون".

تكتّم إعلامي

وعمّمت راعي على أفراد عائلة كيندا والمقرّبين منها عدم التحدّث في الإعلام والتطرّق إلى الملف القضائي، وترك الأمور في المسار القانوني البحت. ولو أنّ العديد من التسريبات خرقت سريّة التحقيقات منذ اليوم الأول لتوقيف كيندا وشقيقها بندر، تحديداً لجهة نشر ادعاءات اعترافها بكل ما نسب إليها من اتهامات، ثم اتهامها بتسهيل تعامل أحد الصحافيين مع الإسرائيليين ومساعدته على الظهور الإعلامي على إحدى القنوات الإسرائيلية (!).

تسريبات مستمرّة

كما أنّ من بين التسريبات معلومات تناقلتها مواقع إلكترونية عن "علاقة غرامية تربط الخطيب بأحد الأشخاص في فلسطين المحتلة"، وأنها كانت "تتلقى مبالغ من المال لقاء الخدمات التي كانت تقدّمها". في ملف كيندا الخطيب، أكثر ما يثير التساؤلات، ترك أخيها بندر الذي تم توقيفه في المداهمة نفسها التي نفّذها جهاز الأمن العام الخميس الماضي. مع العلم أنّ بندر وكيندا زارا الأردن عام 2019، بينما تشير التسريبات المستمرة لمضمون التحقيق أنّ كيندا متّهمة بزيارة الأراضي المحتلة في شهر كانون الثاني من العام الجاري.

العيتاني مجدداً

كل هذا يبقى في إطار التسريبات ولغة المصادر وفبركاتها، وما فيها من تهويل وتسويق واستباق للقرارات القضائية. قد يكون كل هذا صحيحاً، وقد يكون كل ما سبق ذكره لا يأتي إلا في إطار ممارسة الضغط والترويج في عملية مصادرة العقول، وكبت أي ردّ فعل تضامني مع الخطيب أو غيرها من الموقوفين. لا يمكن إلا وأن يعيدنا واقع التسريبات والضخ الإعلامي إلى قضية الفنان زياد عيتاني في تشرين الثاني 2017. جنّده مخبرون إسرائيليون، أوقعته "حسناء" إسرائيلية بفخ العمالة، التقى مشغلّيه في إسطنبول، قبض تحويلات مالية مقابل عمالته، تجسّس على وزيرين في الحكومة. أما باقي القصة فمعروفة.

مجد اتهامات العمالة

ولا تعيدنا هذه الأجواء أيضاً إلا إلى أجواء مطلع الألفية مع التوقيفات والمحاكمات التي خضع لها صحافيون عديدون معارضون للنظام الأمين حينها بتهم العمالة لإسرائيل. علّ أبرز وجهين لتلك التوقيفات توفيق الهندي وحبيب يونس. ومن جملة الاتهامات التي وجّهت لهما الاتصال بالعدو الإسرائيلي ودس الدسائس لديه، لمعاونته على فوز قواته ودخول بلاده وتأليف جمعية بقصد النيل من سلطة الدولة وهيبتها وتعكير صلات لبنان بدولة شقيقة وعلى إفشاء معلومات لمصلحة العدو. كيندا الخطيب عميلة أو بريئة، الملف يحسمه القضاء. لكنّ الأكيد أنّ الثقة معدومة بالأجهزة الأمنية. ملفات التلفيقات والقصاص الأمني من معارضين أو ناشطين تتكاثر، في حين أنّ صفقات تتمّ لإطلاق عملاء إسرائيل، منهم من رحّل كعامر الفاخوري ومنهم من لا يزالون هنا، في منازلهم وقراهم. فثمة مناخ أمني أعادنا إلى مطلع الألفية، كل التوقيفات والاستدعاءات وماكيناتها الإعلامية تشير إلى ذلك.

 

تركيب الملفات في لبنان على الطريقة الإيرانية

عبد الجليل السعيد/صوت بيروت إنترناشونال/الاثنين 22 حزيران 2020

عنوان هذا المقال له علاقة مباشرة بمصطلح سيء الذكر يعرفه جميع اللبنانيين ، لأن قصة تركيب الملفات لها تاريخ طويل في إستهداف من يعبرون عن آرائهم التي تزعج السلطة ، وتضع يد الحقيقة على جرح المشهد اللبناني النازف نتيجة تحالف تيار عون مع ميلشيا حزب الله وعصابات حركة أمل بزعامة نبيه بري.  وأجهزة الأمن في لبنان بعد مقتل وسام الحسن على يد عملاء إيران في لبنان باتت أجهزة مخترقة من رأسها حتى أخمص قدميها ، تركب الملفات وتختلق التهم لكل معارضي الطبقة السياسية الفاسدة ، وتحول لبنان إلى دولة بوليسية على نمط الدول الرجعية ، وأكثر من ذلك التعذيب داخل أقبية أجهزة الأمن اللبنانية أمر يتم تداوله على نطاق واسع بين الخارجيين من تلك الزنازين. ومع أن الملفات الجاهزة والظاهرة لاتحتاج لتركيب ، إلا أن قادة الأجهزة الأمنية يجبنون أمام ذلك ، فعناصر حزب الله الذين يقتلون وينهبون ويهربون ويخيفون الناس و صورهم منشورة وأماكن سكنهم معروفة وجرائمهم موثقة لا أحد يقترب منهم ، ولا يوجد أي إستدعاء لهم ، أو حتى الإقتراب من فتح ملفاتهم. ولا نقاش في يذكر في قضية الناشطة كيندا الخطيب. على سبيل المثال ، فتجربة الناس مع الأجهزة الأمنية والقضائية غير مشجعة ، وليس مهماً أن مقارنة كيندا بزياد عيتاني ، على أهمية المقارنة ، بل الأهم أن لا تتعرض كيندا لما تعرض له زياد من تعذيب وقهر، والأكثر أهمية أن نحتفظ بذاكرة جديدة للبنان الذي لانعرفه ، لبنان تحت سطوة وسلطة سلاح حزب الله. ولعل محور تهريب عامر فاخوري، قرر تغطية فضائحه بخلق حالات مشابهة والظهور بمظهر رجال الدولة القوية، والتحقيق الذي يُسرَّب عن توقيف كيندا الخطيب مجرد كارثة كبيرة ، وهدفه تضليل الرأي العام، وما يّسرَّب من نسج خيالهم طبعاً، والكارثة أكبر يجب أن تكون نحو محاسبة هؤلاء لاحقا. فمحاسبة القضاء بأن يكون مطالباً بالإستقلالية، ومحاسبة أجهزة الأمن أن لاتكون تابعة لسياسي فاسد أو عهد بائد ، فكرامات الناس ليست لعبة ، ولتسقط الدولة البوليسية التي يريدها عون ونصر الله وبري تخيف أهل البلد وتجعلهم يحسبون ألف حساب لكلماتهم ومواقفهم وحتى مواقعهم. وحين يسحبون فتاة لبنانية من بيتها بهذه الطريقة التعسفية وغير المشروعة ومن دون إذن من النيابة العامة أو حتى القضاء المختص وليلاً ، فإن الأمور باتت واضحة، هناك دولة داخل الدولة تقرر تكميم الأفواه، وتربية الناس على الطريقة الإيرانية.

 

قضية كيندا الخطيب تتفاعل… شائعات مبرمَجة يقودها محور “الممانعة”

صوت بيروت إنترناشونال/الاثنين 22 حزيران 2020    "

داهم عناصر من الامن العام منزل كيندا الخطيب فجر الخميس الماضي، اوقفوها وشقيقها قبل ان يطلق سراح الاخير.

 اعتقد الناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي بداية ان الامر يتعلق بمنشوراتها، قبل ان يصدموا بأن القضية اكبر من ذلك بكثير، حين انطلقت حملة الكترونية منظمة ضدها من قبل محور “الممانعة”، استبقت التحقيق مشيرة الى ان الاتهامات الموجهة الى الخطيب تتعلق بالتخابر مع العدو”، “زيارة الأراضي المحتلة”، و”إعطاء معلومات أمنية للعدو الاسرائيلي”.

كما سارع صحافيو “الممانعة” ومواقع الكترونية الى نشر شائعات قيل انها سربت من التحقيق، وذلك بعد ادعاء مفوض الحكومة المعاون لدى المحكمة العسكرية، القاضي فادي عقيقي، على الخطيب، على الرغم من ان وكيلة كيندا المحامية جوسلين الراعي اكدت من امام المحكمة العسكرية ان” الادعاء على الخطيب امر طبيعي كذلك تحويل الملف الى قاضي التحقيق الاول، فهذا اجراء روتيني، على ان يتم الاستماع الى الخطيب في جلسة يحددها قاضي التحقيق”.

تركزت الشائعات على كيندا اليوم حول “اعترافها بالتواصل مع الإسرائيليين” وبانها ” كانت على صلة بصحفيين وناشطين إسرائيليين، وكانت تتلقى مبالغ مالية لقاء خدماتٍ كانت تقدّمها”… لا بل ذكر البعض ان” “علاقة عاطفية تربط الخطيب بشخص موجود داخل إسرائيل”.

 جلد الناس، وفبركة الشائعات، من قبل ذات الجوقة عند كل ملف يتعلق بالعمالة، يطرح علامات استفهام عدة، وقد شرح ذلك رئيس حركة الناصريين الاحرار الدكتور زياد العجوز، الذي سارع عندما قراءة الاتهامات الموجهة الى كيندا الى تسجيل مقطع فيديو شرح من خلاله ما حصل معه، وكيف فبركت الشائعات عليه، حيث قال” اعتقلت في 13 ايلول 2019، بناء على وثيقة من مخابرات الجيش، وكل الذي حصل معي كان ضمن خانة الاستهداف السياسي” معتبراً ان” حنكة مخابرات الجيش ومهنيتها حالا دون ان نكون امام ملف زياد عيتاني آخر”.

 واشار الدكتور العجوز الى كيفية الحكم عليه، من قبل وسائل اعلامية حتى انه تم تشبيهه بـ ايلي كوهين اللبناني، وقال “السيناريو الذي لفق لي يشبه السيناريو المركب لكيندا، من حيث استباق التحقيق معها، اتهمها بالعمالة ودخولها الى الكيان الصهيوني، وبأن لديها عشيق، ما يعني التعرض لكرامتها ولاخطر ما لدى فتاة ملتزمه، الا وهو اتهامها بشرفها”. ولفت الدكتور العجوز الى ان” من حق مفوض الحكومة ان يدعي على كيندا، والتحقيق سيظهر ان كانت بريئة من عدمه، الا ان استباق الاتهامات والتحقيق ونتائجه، يعني تنفيذ اجندة هدفها التركيز على فكرة اعترافها بالعمالة، في محاولة لزرعها في عقل الناس لابعادهم عن كيندا، وللحؤول دون الدفاع عنها” وختم قائلا” اقول لكن من يحب كيندا، ابقوا الى جانبها، ثقوا بها، لا تتركوها، فقد تكون مظلومة، ونحن في منظومة كل من ضد حزب الله فيها، اما ارهابي او عميل”. كما يذكّر اتهام كيندا من بعض “الممانعين” بأن لديها “عشيق” في اسرائيل بـ”عشيقة” زياد عيتاني التي فبركت له، وان كانت خلفية توقيف كل منهما مختلفة، حيث ان كيندا معروفة بمنشوراتها المناهضة لـ”حزب الله” بشكل كبير، من هنا على القضاء التحرك والتحقيق مع كل من سرّب ما قيل أنها معلومات من التحقيق.

 

«العسكرية» تدّعي على كيندا الخطيب بالعمالة: دخلت الى اسرائيل!

جنوبية/الاثنين 22 حزيران 2020      

بعد الممثل والمخرج المسرحي زياد عيتاني، يبدو ان الناشطة كيندا الخطيب ستكون ضحية فبركة الملفات، اذ اصبحت تهمة العمالة جاهز لكل معارض لـ “حزب الله”. وفيما جرى توقيفها قبل يومين تقريبا سارع الجيش الالكتروني التابع لـ “حزب الله” الى تسريب معلومات عن سبب توقيفها بالاشارة بأنه للاشتباه بالتعامل مع العدو الاسرائيلي، وهو ما قوبل بحملة دفاع من قبل اقرباء واصدقاء الخطيب متخوفين من ان تكون الأخيرة ضحية لفبركة ملفات كعيتاني. وفي جديد قضية توقيف الخطيب، إدعى مفوض الحكومة المعاون لدى المحكمة العسكرية القاضي فادي عقيقي على الناشطة الموقوفة كيندا الخطيب، بجرم التعامل مع العدو ودخول الأراضي الفلسطينية المحتلة والتعامل مع جواسيس العدو الإسرائيلي والمتعاملين لمصلحته، بحسب ما أفادت الوكالة الوطنية. وأحال القاضي عقيقي المدعى عليها مع الملف إلى قاضي التحقيق العسكري الأول بالإنابة القاضي فادي صوان، وطلب استجوابها وإصدار مذكرة توقيف وجاهية في حقها. وقد نفذ ناشطون وأقارب كيندا ورفاقها، اعتصاما أمام مقر المحكمة العسكرية في المتحف، وطالبوا بإطلاقها واعتبارها موقوفة سياسيا بسبب تغريداتها المناهضة للسلطة، وسط إجراءات أمنية مشددة فرضتها الشرطة العسكرية وفرقة مكافحة الشغب في قوى الأمن الداخلي عند مداخل المحكمة العسكرية وفي محيطها.

 

"ليبانون ديبايت" يكشفُ مواد الإدعاء على الخطيب"...15 سنة حبس

 ليبانون ديبايت/الاثنين 22 حزيران 2020     

علم موقع "ليبانون ديبايت" أن المواد التي تم الإدعاء بها على المشتبه بتعاملها مع إسرائيل كيندا الخطيب، هي المواد " 285 عقوبات و 278 عقوبات" بالإضافة إلى المادة الأولى معطوفة على المادة 5 من قانون مقاطعة إسرائيل".

وتنص المادة 1 من قانون مقاطعة إسرائيل على أنه "يحظر على كل شخص طبيعي أو معنوي أن يعقد بالذات أو بالواسطة إتفاقا مع هيئات أو اشخاص مقيمين في إسرائيل او منتمين اليها بجنسيتهم او يعملون لحسابها او لمصلحتها وذلك متى كان موضوع الاتفاق صفقة تجارية او عمليات مالية او اي تعامل آخر أيا كانت طبيعته".  فيما تنص المادة 285 - (عدلت بموجب 239 /1993) على أنه "يُعاقب بالحبس سنة على الاقل وبغرامة لا تقل عن مايتي الف ليرة كل لبناني وكل شخص ساكن لبنان أقدم أو حاول ان يقدم مباشرة أو بواسطة شخص مستعار على صفقة تجارية او اي صفقة شراء او بيع او مقايضة مع احد رعايا العدو او مع شخص ساكن بلاد العدو". أما المادة 278 - (عدلت بموجب 6 /1975) تنص على أن "كل لبناني قدم مسكنًا أو طعامًا أو لباسًا لجاسوس أو لجندي من جنود الاعداء يعمل للاستكشاف أو لعميل من عملاء الأعداء أو ساعده على الهرب أو أجرى إتصالا مع أحد هؤلاء الجواسيس أو الجنود أو العملاء وهو على بينة من أمره يعاقب بالاشغال الشاقة المؤقتة". إشارة إلى أن قانون العقوبات اللبناني يجرٍّم المتعامل مع إسرائيل بالحبس 15 سنة. يُذكر أن مفوض الحكومة المعاون لدى المحكمة العسكرية بالإنابة القاضي فادي عقيقي إدعى على الناشطة الموقوفة كيندا الخطيب، بجرم التعامل مع إسرائيل ودخول الأراضي الفلسطينية والتعامل مع جواسيس إسرائيل. وفي هذا السياق، عَلم "ليبانون ديبايت"، أن "الخطيب نفت خلال التحقيق معها في المحكمة العسكرية دخولها إسرائيل، رغم وجود معطيات تُثبِتُ ذلك". أشارت الوكالة الوطنية للإعلام "في وقت سابق" اليوم الإثنين أن "القاضي عقيقي أحال المُدعى عليها مع الملف إلى قاضي التحقيق العسكري الأول بالإنابة القاضي فادي صوان، وطلب استجوابها وإصدار مذكرة توقيف وجاهية في حقها".

 

لودريان “عاتَب” حتّي

رندة تقي الدين/نداء الوطن/22 حزيران/2020

مواكبةً للاتصالات الفرنسية الجارية مع الحكومة اللبنانية في سبيل حثّها على المضي قدماً نحو تنفيذ الإجراءات الإصلاحية المطلوبة، برز ما كشفه مصدر فرنسي مطلع على الوضع في لبنان لـ”نداء الوطن” من أنّ وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان “عاتب نظيره اللبناني ناصيف حتّي خلال الاتصال الهاتفي الأخير الذي جرى بينهما في 14 حزيران الجاري، قائلاً له: نسمع كلاماً كثيراً حول خطة إصلاحات للحكومة ولكن لا نرى شيئاً يتقدّم ويُنفّذ، وطالما الوضع كذلك فلن تخرجوا من الأزمة لأنكم لن تحصلوا على المساعدات التي تنتظرونها من الأسرة الدولية”.

وينقل المصدر أنّ “وزير الخارجية الفرنسي أبدى خلال الاتصال إصرار باريس على ضرورة تنفيذ الإصلاحات، منبهاً إلى أنّ الدعم الدولي لن يأتي إلى لبنان من دون الاتفاق مع صندوق النقد الدولي بالتوازي مع تقديم الحكومة اللبنانية التزاماً واضحاً بتنفيذ الإصلاحات المطلوبة وأبرزها في قطاع الكهرباء”، وتابع المصدر الفرنسي أنّ “رد وزير الخارجية اللبناني كان مؤيداً لما طرحه لودريان بحيث أكد حتّي أنه مدرك لضرورة تنفيذ الإصلاحات لكنه تطرق في الوقت نفسه إلى أنّ الوضع في لبنان معقد جداً خصوصاً وأنّ هناك تعطيلاً قوياً جداً ومعارضة داخلية للإصلاحات”، متوجهاً إلى لودريان بالقول: “أعلم مدى حرص فرنسا على التقدّم اللبناني في مجال الإصلاح ولذلك فإنّ الضغوط التي يمارسها أصدقاء لبنان، مثل فرنسا، على الحكومة من أجل دفعها إلى تنفيذ الإصلاحات هي ضغوط مفيدة نظراً لكونها تصب في خانة تعزيز موقف الداعين إلى إجراء الإصلاحات باعتبارها مدخلاً أساسياً لحل الأزمة”.

 

حوار بعبدا: تمهيد لحكومة "وحدة وطنية" برئاسة الحريري؟

الأخبار/22 حزيران/2020

يسود البلاد جوّ مفاده أن رئيس مجلس النواب نبيه بري يهدف من حوار بعبدا إلى خلق جو وفاقي بين الرئيسين ميشال عون وسعد الحريري يمهّد لإسقاط حكومة الرئيس حسان دياب وعودة الحريري. تجهَد القوى السياسية لإنكار ذلك، على الرغم من التلميحات التي يُطلقها عدد من السياسيين.

أشّرت الفوضى الأمنية التي اجتاحت البلاد في الأسابيع الماضية، خلال الاحتجاجات الشعبية، إلى أشهُر صعبة ينتظرها لبنان، مع انتقال الحصار المفروض على اللبنانيين الى مرحلة أشدّ بدخول قانون قيصر حيّز الخدمة. هذه الفوضى، أرهبت الطبقة الحاكمة التي استشعرت تأثير غياب الأمن السياسي على كل أشكال الأحوال المالية والاقتصادية والغذائية، حيث تمنَع الخلافات خلق أرضية مشتركة يجري الانطلاق منها للوصول إلى رؤية إنقاذية واحدة. وبناءً عليه، خرجت فكرة حوار بعبدا الذي دعا إليه رئيس الجمهورية العماد ميشال عون في الـ25 من الشهر الجاري بهدف مُعلن هو "قطع الطريق أمام الفتنة وحفظ الاستقرار والموضوع المالي – الاقتصادي".

الحريري ماض في المعارضة... التعيينات أول الغيث

رؤساء الحكومات السابقون لم يحددوا موقفهم من المشاركة في حوار بعبدا

غيرَ أن الحراك السياسي الذي قاده رئيس مجلِس النواب نبيه بري خلال الأيام الماضية على شكل مُصالحات أو اجتماعات ثنائية، بدا كأنه دفع في اتجاه إنجاح الحوار، الذي تقول أوساط مُطلعة أن "برّي يهدف من خلاله إلى تخفيف التوتّر بين عون ورئيس تيار المُستقبل سعد الحريري، تمهيداً لإجراء مُصالحة بينَ الأخير ورئيس تكتّل لبنان القوي النائب جبران باسيل". ويترافق هذا الهدف مع آخر، وهو "خلق جو سياسي يسمَح بإسقاط حكومة الرئيس حسان دياب واستبدالها بحكومة يرأسها الحريري قادرة على منع تكرار مشاهد اشتباكات 6 حزيران بين بربور والطريق الجديدة، حيث لا قُدرة لحكومة مقنّعة تكنوقراطياً على مواجهة الارتجاجات التي سيُخلّفها قانون قيصر أو فشل المفاوضات مع صندوق النقد الدولي"، بمعنى "جرّ الجميع ليكونوا في الخندق نفسه، بدلاً من أن تتحمّل حكومة دياب المحسوبة على فريق واحد ثقل المنحدر الذي تسير البلاد في اتجاهه".

تجهَد القوى السياسية لإنكار هذا "التمهيد"، علماً بأن نائب رئيس مجلس النواب إيلي الفرزلي لمّح إليه أكثر من مرة، وقال في حديث إلى قناة "الجديد"، يومَ أمس، إن "الحكومة يجِب أن تكون سياسية بامتياز وليس حكومة تكنوقراط".

 وتقول مصادر مطلعة إن "الأنظار اليوم شاخصة إلى القرار الذي سيتخذه رؤساء الحكومة السابقون، الحريري ونجيب ميقاتي وتمام سلام وفؤاد السنيورة بحلول اليوم، حيال المشاركة في الحوار من عدمها»، لافتة إلى أن "الحريري لم يحسم قراره حتى اللحظة، مع أن البعض يُحاول إقناعه بالمشاركة، وخاصة برّي والمدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم". كذلك لم يقرر رئيس تيار المردة سليمان فرنجية بعد المشاركة في حوار بعبدا أو عدمها، فيما لم يتدخل حزب الله لإقناعه، لكون الأخير لا يريد أن تُفهَم مُحاولاته نوعاً من الضغط".

 

جدول أعمال بري لـ{لقاء بعبدا»: تحصين الداخل وتوحيد المقاربة المالية

«قانون قيصر» لن يخنق لبنان... ويشترط وقف التهريب

بيروت: محمد شقير/الشرق الأوسط/الاثنين 22 حزيران 2020  

كشف مصدر نيابي لبناني بارز أن رئيس المجلس النيابي نبيه بري يحرص على أن يشكل انعقاد اللقاء الوطني المزمع عقده في 25 يونيو (حزيران) الجاري بدعوة من رئيس الجمهورية ميشال عون، محطة سياسية لتهيئة الأجواء والظروف التي تدفع باتجاه تحصين الوضع الداخلي، لمواجهة العواصف التي تهب على المنطقة وخفض الأضرار التي يمكن أن تلحق بلبنان. وقال المصدر لـ«الشرق الأوسط»، إنه يأمل من المشاركين في اللقاء على اختلاف انتماءاتهم واتجاهاتهم أن يتوافقوا على أن حماية لبنان يجب أن تكون مقرونة بتأمين شبكة أمان سياسية - أمنية.

ولفت المصدر النيابي إلى أن الرئيس بري يشدد على ألا يترك البلد يواجه هذه العواصف، وهو في وضع يطغى عليه الانقسام والتشرذم كما هو حاصل الآن، مشيراً إلى أن جميع القوى السياسية، أكانوا في الموالاة أو في المعارضة، ليسوا في وارد الاعتراض على ضرورة تحصين الوضع الداخلي لئلا يؤخذ البلد إلى مكان لا يريده أحد، خصوصاً إذا ما انزلق نحو المجهول الذي سيترتّب عليه مزيد من التكاليف المالية والاقتصادية. ولم يستبعد المصدر نفسه أن يقتحم الخلاف حول التوصّل إلى مقاربة موحّدة للخسائر المالية للدولة «اللقاء الوطني»، ويفرض نفسه كبند أول على طاولة الحوار من خارج جدول الأعمال الذي أعد له بذريعة أنه لم يعد من الجائز استمرار التباين حول هذه المقاربة بين «لجنة تقصّي الحقائق» المنبثقة من لجنة المال والموازنة النيابية مدعومةً من حاكم مصرف لبنان رياض سلامة و«جمعية المصارف» والهيئات الاقتصادية، وبين رئيسي الجمهورية ميشال عون، والحكومة حسان دياب وفريقهما الاستشاري.

ورأى أن التأخير في التوصل إلى مقاربة موحّدة يقطع الطريق على تحقيق التكامل بين البرلمان والحكومة كشرط لمخاطبة صندوق النقد الدولي بموقف موحّد، خصوصاً أن استمرار هذا التباين يعيق البدء في التفاوض بين الجانبين اللبناني والدولي، ويمكن أن يطلق يد الصندوق في فرض شروطه لدى انطلاق المفاوضات التي ما زالت تتموضع في المربع الأول من دون أن تحقق أي تقدّم. وأكد أن لقاء بري - دياب الذي عُقد الجمعة الماضي، خُصّص للبحث في تضييق رقعة الاختلاف بين البرلمان والحكومة، وقال إن الأخيرة تصرّ على تمسّكها بلائحة الأرقام المالية التي وضعها فريقها الاستشاري، في مقابل تمسُّك اللجنة النيابية بالتقرير الأولي الذي أعدته ويحظى بتأييد أكثرية الكتل النيابية، إضافةً إلى رئيس اللجنة النائب إبراهيم كنعان، وعدد من النواب المنتمين إلى «تكتل لبنان القوي».

ورأى أن الخلاف حول الأرقام سيفرض نفسه على «اللقاء الوطني» في محاولة للوصول إلى قواسم مشتركة لأنه لا مصلحة في تأخير التفاوض مع صندوق النقد، إلا إذا كان هناك من يتذرّع بالخلاف للالتفاف على التوجّه إلى الصندوق لمصلحة ترجيح الخيارات الأخرى بما فيها التوجُّه شرقاً نحو الصين وإيران، تأييداً لما طرحه الأمين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصر الله مع أن طهران مُدرجة على لائحة العقوبات الأميركية. ورغم أن جدول أعمال «اللقاء الوطني» يخلو من أي بند يمتُّ بصلة إلى «قانون قيصر» الأميركي الذي يفرض رزمة من العقوبات على النظام في سوريا، فإنه سيحضر من خلال المداولات التي سيدلو بها عدد من المشاركين بغياب رؤساء الحكومات السابقين الذين يحسمون اليوم (الاثنين)، قراراهم بالاعتذار عن عدم المشاركة. وعلمت «الشرق الأوسط» من مصادر نيابية ووزارية، أن «قانون قيصر» سيناقش من زاوية موافقة واشنطن على عدد من الاستثناءات، أبرزها التزامها بسريان العقد القائم بين بيروت ودمشق لجهة السماح للبنان بجر الكهرباء من سوريا إلا إذا قررت تجميد مفاعيل العقد في هذا الخصوص، إضافة إلى عدم اعتراضها على عبور الشاحنات اللبنانية المحمّلة بالبضائع الأراضي السورية إلى الدول العربية، التزاماً باتفاقية الترانزيت المعمول بها بين البلدين.

لذلك تستبعد المصادر أن تكون لدى واشنطن نية خنق لبنان من خلال فرض القيود عليه، وتقول إنه لا مصلحة لها في جرّه إلى الفوضى من جهة، وإلى مزيد من الانهيارات على كل المستويات من جهة أخرى، وتؤكد أن ما يهم الإدارة الأميركية إقفال المعابر غير الشرعية والتشدُّد في مراقبة تلك الشرعية لوقف التهريب إلى سوريا، خصوصاً أن هذا التدبير هو من أبرز البنود الواردة في مقررات «مؤتمر سيدر» وفي التفاوض المرتقب بين لبنان وصندوق النقد.

 

نزوح عكسي من بيروت إلى الأرياف لمواجهة الأزمة الاقتصادية

بيروت: إيناس شري/الشرق الأوسط/الاثنين 22 حزيران 2020  

بداية العام الحالي وبسبب الأزمة الاقتصادية المتفاقمة، اضطر اللبناني «فؤاد» (56 عاماً) لإقفال متجره الذي كان مصدر رزقه الوحيد في بيروت. ولأنه لم يعد يتحمّل دفع إيجار منزله في الضاحية الجنوبية للعاصمة، قرّر الانتقال إلى خارجها، والتوجه جنوباً حيث استأجر منزلاً بنصف إيجار المنزل الذي كان يستأجره في العاصمة. «الحياة هنا أقل كلفة، وكلّ شيء متوافر، العاصمة لم تعد للفقراء»، يقول فؤاد لـ«الشرق الأوسط»، مضيفاً أنّه حتى لو اضطر ابنه الذي يعيش معه للعمل في بيروت، أي التوجه يومياً إلى العاصمة، يبقى الأمر أقل كلفة، هذا طبعاً مع احتمال أن يجد ابنه عملاً في مكان قريب من المنزل في الجنوب، فهو أستاذ للصفوف المدرسية العليا وهناك الكثير من المدارس في المنطقة. فؤاد وعائلته ليسا حالة فردية، فالكثير من العائلات وبعدما لجأت إلى قراها بسبب «كورونا» وما تبعه من حال تعبئة عامة، أصبحت بيوت القرى بالنسبة إليها أكثر راحة لما توفره من مساحات أوسع، فقرّرت الاستقرار فيها وترك العاصمة نهائياً في هجرة معاكسة، تماماً كما تخطّط عائلة محمود نجم. نجم وفي حديث لـ«الشرق الأوسط» أوضح أنّ عائلته التي انتقلت من بيروت إلى القرية بسبب الأوضاع الاقتصادية وحال التعبئة العامة التي اضطرت والده للعمل يومين فقط في الأسبوع، باتت تفكّر جدياً بالاستقرار في القرية على الرغم من أنّ منزلها في بيروت ملك لها، أي أنها لا تضطر لدفع الإيجار، إلّا أن كلفة المعيشة في القرية تبقى أقل بكثير. وبدأت حالة النزوح العكسي أي من العاصمة إلى القرى مع احتجاجات 17 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، ولكن الأمر لم يكن بهدف الاستقرار هناك، نظراً لارتباط الناس بالمدارس والوظائف، ولكن مع إعلان حال التعبئة العامة بسبب «كورونا» ومن ثم إنهاء العام الدراسي ومع ما رافق ذلك من خسارة العديد لوظائفهم أو تحولهم للعمل من المنزل، تحوّل ما كان مؤقتاً إلى دائم بالنسبة للكثير من المواطنين، حسبما رأى خالد ترمس صاحب «ترمس غروب العقارية».

وقال ترمس لـ«الشرق الأوسط» إنّ الطلب على الإيجارات وبيع الشقق في بيروت قلّ خلال الفترة الماضية بشكل كبير وبنسبة تصل إلى 80%، وفي المقابل زاد بشكل لافت الطلب على الإيجارات والشراء خارج العاصمة جنوباً أو جبلاً أو شمالاً.

وشرّح ترمس في حديث إلى «الشرق الأوسط» أنّ هذا الأمر أثّر بطبيعة الحال على أسعار العقارات استئجاراً وبيعاً، فإيجارات المنازل في بيروت انخفضت بطريقة غير مباشرة، إذ أصبح المستأجر يدفع بالليرة اللبنانية (التي انهار سعرها مقابل الدولار ليبلغ في السوق السوداء 5 آلاف ليرة فيما سعره الرسمي 1515 ليرة)، أو بطريقة مباشرة إذ اضطر عدد من أصحاب الشقق إلى خفض الإيجار ولو بنسبة لا تزال قليلة بسبب الطلب الذي بات قليلاً جداً مقارنةً بالعرض، فلم يعد باستطاعة صاحب الملك فرض شروطه كالسابق على المستأجر. وفي مقابل انخفاض الإيجارات في بيروت، شهدت إيجارات الشقق خارجها ارتفاعاً ملحوظاً، ويشير ترمس إلى أنّ هذ الارتفاع لا يزال بسيطاً. ففي الأرياف مثلاً، ارتفعت إيجارات الشقق من 300 ألف ليرة (200 دولار على سعر الصرف الرسمي) إلى 350 ألفاً.

أما عن سعر شراء المنازل في بيروت، فرأى ترمس أنّه حتى اللحظة لا يمكن الحديث عن انخفاض وذلك لأنّ هناك إحجاماً عن البيع والشراء، فالمالك لن يبيع شقته بالدولار على أساس الـ1500. والشاري إن وجد فلن يشتري على سعر صرف الدولار في السوق السوداء، مؤكداً أن سوق شراء الشقق في بيروت ضعيف جداً حالياً ومن يشتري في الغالب لا يدفع نقداً بل بـ«شيك مصرفي». النزوح العكسي من العاصمة إلى القرى كان واضحاً في الأشهر الماضية، إلّا أنه من المبكر الحسم إن كان سيكون دائماً أو مؤقتاً، حسبما يرى الباحث في «الدولية للمعلومات» محمد شمس الدين.

وقال شمس الدين لـ«الشرق الأوسط» إنّ توجه الكثيرين إلى القرى في الأشهر الماضية وبقاءهم هناك حالياً مرتبط بموضوع «التعبئة العامة» وموسم الصيف، وقد يتغيّر الوضع مع انتهاء الموسم، ولكنّ هذا لا ينفي أنّ التوجه للسكن خارج بيروت قد يكون حلاً يسهم في تخفيف الأعباء الاقتصادية على الكثيرين، لا سيّما من يملك بيتاً في قريته، مضيفاً أنّ الأمر ينطبق أيضاً على من لا يملك بيتاً في قريته، فالإيجارات بالقرى وكلفة المعيشة بشكل عام أقل مما هي عليه في بيروت. ورأى شمس الدين أنّه «في ظلّ ارتفاع نسبة البطالة وتراجع المداخيل بالنسبة للكثير من العائلات سنشهد توجهاً أكبر نحو القرى كحلول فردية للاستمرار في ظلّ الوضع الاقتصادي الراهن»، مستبعداً أن يتحول الموضوع إلى خطة مدروسة من الحكومة، فتماماً كما كان النزوح إلى العاصمة من دون خطة حكومية ستكون العودة إلى القرى، وهذا الأمر سيتبلور خلال الأشهر القليلة القادمة.

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

تشييع موالين لروسيا جنوب سوريا يتحوّل ضدّ إيران و«حزب الله»/المظاهرة الأكبر في درعا منذ استعادها النظام

دمشق: «الشرق الأوسط»/الاثنين 22 حزيران 2020   

تحول تشييع عدد من العسكريين السوريين من أبناء ريف درعا، يوم الأحد، إلى مظاهرة غاضبة ضد النظام السوري طالبت برحيل إيران و«حزب الله».

العسكريون الذين شيعوا في بصرى الشام شرق درعا، ينتمون إلى اللواء الثامن التابع للفيلق الخامس، الذي شكلته وتشرف عليه روسيا وضمت إليه عناصر من المعارضة المسلحة التي كانت مسيطرة في درعا وقبلت بإجراء تسوية مع النظام يوليو (تموز) 2018. من جهته، تحدث المرصد السوري لحقوق الإنسان، عن خروج الآلاف من المدنيين وعناصر «الفيلق الخامس» بمظاهرة حاشدة ضمن مدينة بصرى الشام في ريف درعا الشرقي، مطالبين بإسقاط النظام السوري وخروج الإيرانيين و«حزب الله» من سوريا، وهتفوا بعبارات مناوئة لعائلة الأسد ورئيس النظام السوري. وذكر أن المظاهرة جرت أثناء تشييع قتلى «الفيلق الخامس» الذين قتلوا في تفجير يوم السبت، وتعد المظاهرة الأكبر من نوعها منذ استعادة النظام السوري السيطرة على محافظة درعا في عام 2018. وشارك فيها أهالي معظم مدن وبلدات وقرى الريف الشرقي. وكانت حافلة مبيت تقل نحو 40 عسكرياً من اللواء الثامن قد استهدفت بتفجير يوم السبت، قرب بلدة كحيل شرقي درعا، وأسفر التفجير عن مقتل تسعة جنود وجرح العشرات. وأظهرت مقاطع فيديو بثها موقع (تجمع أحرار حوران) مشاركين في التشييع يطالبون بإسقاط النظام ورحيل «حزب الله» وإيران. وقال موقع التجمع، إن اللواء الثامن منذ تشكيله كان «حاجز صدّ» أمام التمدد الإيراني في حوران، لافتاً إلى أن استهداف الحافلة، جاء «بعدما ضاعفت إيران حاجز الفرقة الرابعة في الريف الغربي من محافظة درعا».

يذكر أن الفرقة الرابعة التابعة لقوات النظام يتزعمها ماهر الأسد، شقيق الرئيس بشار الأسد، وتخضع للنفوذ الإيراني، وترتبط بعلاقات ومصالحة متشابكة مع «حزب الله» اللبناني، وتقاسم السيطرة على اقتصاد الحرب والمنافذ الحدودية مع لبنان والأردن، والطرق الرئيسية لنقل البضائع من وإلى الموانئ السورية. وقد طالبت روسيا، مؤخراً، بسحب حواجز الفرقة الرابعة المنتشرة على كافة مناطق سيطرة النظام، مع أنها مكلفة بحماية العاصمة دمشق، إلا أن المطالب الروسية جوبهت بالرفض من قبل ماهر الأسد، سيما وأن روسيا في تنافسها مع إيران على السيطرة جنوب سوريا، تسعى لتقوية نفوذ «الفيلق الخامس» في درعا، وقد فتحت خلال الأسابيع القليلة الماضية باب الالتحاق بالفيلق الخامس في درعا وسجلت انضمام نحو 400 متطوع أغلبهم من المنشقين والمتخلفين عن الخدمة العسكرية من أبناء القنيطرة وحوض اليرموك بريف درعا. جاء ذلك متزامناً مع عملية «انتشار قوات الغيث المقربة من إيران في ريف درعا الغربي» التي سبقتها عمليات قتل واغتيال لشخصيات معارضة للتمدد الإيراني في المنطقة. وأكد «تجمع أحرار حوران»، على أن إيران تسعى إلى إزاحة الفيلق الخامس المدعوم من روسيا عن الريف الشرقي لمحافظة درعا. وشهدت الفترة الأخيرة محاولات لإدخال أسلحة ومتفجرات إلى معقل اللواء الثامن في بصرى الشام، حسب الموقع. وخرج، يوم السبت، العشرات من أهالي بلدة الجيزة بريف درعا الشرقي في مظاهرة تطالب بإسقاط النظام السوري، وإخراج المعتقلين في أقبية النظام. فيما نفذ عدد من أهالي درعا البلد، وقفة احتجاجية تطالب بإطلاق سراح المعتقلين لدى النظام، وذلك بعد تبليغ عدد من الأهالي بوفاة أبنائهم المعتقلين لدى النظام، التوجه إلى إدارة النفوس لتسلم شهادات وفاتهم. وقد بلغ عددهم نحو أربعين معتقلاً قتيلاً، غالبيتهم منشقين عن النظام وسلموا أنفسهم بموجب تسوية يوليو 2018. إلا أنه جرى اعتقالهم في سجن صيدنايا العسكري، بينهم عشرون قتيلاً ينتمون لبلدة محجة شمال محافظة درعا. وخلال الأعوام الثلاث الماضية اعترف النظام بوفاة نحو ثمانية آلاف معتقل في سجونه، أبلغ ذويهم بوفاتهم عبر إدارات النفوس، وتم إلزام الأهالي بالتوقيع على شهادة وفاة أبنائهم «لأسباب طبيعية ناجمة عن أزمة قلبية أو أمراض مزمنة». ويقدر عدد المعتقلين في سجون النظام حسب الشبكة السورية لحقوق الإنسان، بأكثر مِن 118 ألف معتقل. يشار إلى إن إطلاق سراح المعتقلين من ضمن أهم الشروط التي وضعتها الولايات المتحدة الأميركية لرفع قانون العقوبات (قيصر) عن النظام.

 

مصر تتوعد بـ«الحزم» في مواجهة أي تطاول أو محاولة تعدٍ على أمنها ,استهجنت البيان الصادر عن حكومة «الوفاق»

القاهرة: «الشرق الأوسط أونلاين»/الاثنين 22 حزيران 2020   

استهجن مصدر رسمي مسؤول بوزارة الخارجية المصرية، البيان الصادر في مدينة طرابلس، أمس (الأحد)، عن المجلس الرئاسي والذي وصفه المصدر بأنه «يسعى مجدداً للاستقواء على سائر الليبيين، استناداً إلى دعم طرف خارجي لا يحرص على تحقيق مصالح الشعب الليبي، بل يضع ثرواته نصب عينيه». وأضاف المصدر المصري في تصريحات لوكالة أنباء الشرق الأوسط الرسمية: «يعد هذا استعداداً لإهدار الفرصة مجدداً لإنهاء الأزمة الليبية وتحقيق الاستقرار والأمن للشعب الليبي الشقيق». وتابع: «من المعروف أن المجلس الرئاسي الليبي منقوص العضوية بشكل بين، ويعاني حالياً من خلل جسيم ليس فقط في تمثيل الشرق والجنوب الليبي، بل كذلك معظم مناطق الغرب الليبي، ومما يؤسف له تشبثه، من أجل تكريس هيمنته على مقدرات الليبيين، بدعم تنظيمات متطرفة وإرهابية وفاسدة». وأكد أن «معدي بيان المجلس الرئاسي الصادر اليوم عليهم أن يدركوا حقيقة حجمهم داخل ليبيا وأن يعوا إلى من يتوجهون بحديثهم، فمصر تظهر من الصبر الكثير ولكنها ستكون في منتهى الحزم في مواجهة أي تطاول أو محاولة للتعدي على مصالحها وأمنها القومي، في وقت تظل يدها ممدودة بالسلام للشعب الليبي لا إلى أطراف اختارت أن تكون بوصلتها خارج ليبيا، حتى وإن كان ذلك على حساب الشعب الليبي، وهو الأمر البين والواضح في صياغة البيان». وتابع: «تشجع مصر، الليبيين من الوطنيين الشرفاء الحريصين على مستقبل ليبيا شرقاً وغرباً وجنوباً على التوافق بشأن حل سياسي عقلاني لا دور فيه للمتطرفين، يحفظ وحدة ليبيا وسلامة أراضيها ويؤمن مستقبل أجيالها القادمة». وكانت حكومة «الوفاق» الليبية أعلنت أن «التدخل في الشؤون الداخلية والتعدي على سيادة الدولة» من تصريحات إعلامية للرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، هو «أمر مرفوض ومستهجن ويعتبر عملاً عدائياً وتدخلاً سافراً بمثابة إعلان حرب».

يذكر أن السيسي صرح، السبت، أن «تجاوز خط سرت والجفرة في ليبيا، يعد بمثابة خط أحمر لمصر»، مضيفا أن «أي تدخل مباشر من الدولة المصرية في ليبيا بات تتوافر له الشرعية الدولية سواء في إطار ميثاق الأمم المتحدة (حق الدفاع عن النفس) أو بناء على السلطة الشرعية الوحيدة المنتخبة من الشعب الليبي وهو مجلس النواب».

 

طهران تطالب رومانيا بالتحقيق في وفاة قاض إيراني

لندن: «الشرق الأوسط»/الاثنين 22 حزيران 2020     

استدعت الخارجية الإيرانية أمس السفير الروماني وسلمته مذكرة تطالب بإعادة جثة قاض عثر على جثته أسفل فندق يقيم فيه يوم الجمعة في بوخارست، فيما لم تعلن الشرطة الرومانية نتائج التحقيق في ملابسات الحادث. وقالت الخارجية الإيرانية في بيان أمس إنها طلب من السفير الروماني إجراءات عاجلة من مسؤولي هذا البلد لتوضيح أسباب وفاة القاضي غلام رضا منصوري، وفقا لوكالة «إيسنا» الحكومية. وقالت الوكالة إن مدير الشؤون القنصلية في الخارجية الإيرانية طلب شفافية السلطات الرومانية حول حادث القاضي منصوري ونقل جثته إلى إيران بناء على طلب أسرته، لافتا إلى أهمية القضية للرأي العام.واستبعدت أسرة القاضي ومحاموه أول من أمس فكرة الانتحار. وفي نفس الاتجاه وصف سكرتير مجلس تشخيص مصلحة النظام، محسن رضايي، الحادث بـ«القتل» ووجه مسؤولية الأمر إلى الحكومة الرومانية وطالبها بتقديم من يقفون وراء الحادث إلى إيران. فيما قال نائب رئيس القضاء الإيراني، علي باقري كني إنه «انتحر». وارتبط اسم القاضي منذ بداية الشهر الحالي، بمحاكمة 22 مسؤولا وتاجرا في أكبر قضية فساد تهز القضاء الإيراني. وكان منصوري المتهم رقم تسعة، في قضية شبكة «فساد ورشى»، يحاكم فيها نائب الشؤون التنفيذية والمالية، للرئاسة القضاء، أكبر طبري.

وبعد توجيه الاتهام إليه بتلقي رشوة قدرها 500 ألف يورو، ظهر منصوري في تسجيل فيديو للرد على التهم الموجهة لإيران، ونفى أن يكون هاربا من البلاد، معلنا أنه يتلقى العلاج في الخارج وبصدد العودة للمثول أمام المحكمة للدفاع عن نفسه.

ووجد القاضي قبل أيام من العثور على جثته، لفترة 48 ساعة في مقر السفارة الإيرانية في العاصمة الرومانية، بوخارست. وكانت تقارير قد أشارت إلى قرب ترحيله على إيران. واتضح لاحقا أن منصوري اعتقلته الشرطة الرومانية قبل ذلك بطلب إيراني من الشرطة الدولية. وجاء في قرار نُشر على موقع إلكتروني لمحكمة الاستئناف في بوخارست بتاريخ 12 يونيو (حزيران)، أن منصوري قد أُطلق سراحه من السجن ووضع تحت «رقابة قضائية» لمدة 30 يوماً، بينما لا يزال طلب إيران تسليمه قيد المراجعة، مما يعني أنه لا يمكنه مغادرة رومانيا ويجب عليه الحضور إذا تم استدعاؤه.

وبعد الكشف عن وجود منصوري، تقدمت جماعات حقوق الصحافيين ومعارضون إيرانيون بطلبات إلى السلطات الرومانية على عدم ترحيل منصوري، نظرا لدوره في اعتقالات طالت الصحافيين والسياسيين.

وقدمت منظمة «مراسلون بلا حدود» عبر فرعها الألماني شكوى إلى الادعاء العام الألماني؛ طلبا للتحقيق مع منصوري في مزاعم التعذيب وانتهاكات حقوق الإنسان، لأمره باعتقال 20 مراسلاً في إيران عام 2013. أمس، فرضت قضية القاضي منصوري نفسها على الصفحات الأولى في الصحف الإيرانية لليوم الثاني على التوالي. واقتبست صحيفة «مستقل» الإيرانية عنوانها الرئيسي من المحامي الإيراني محمد سيف زاده. وقال: «أستبعد انتحار منصوري». أما صحيفة «شرق» الإيرانية، كتبت في عنوانها الرئيسي «أسرار خفية للقاضي». وبدأت الصحيفة تقريرها بتصريحات خاصة لمحامي القاضي، التي استبعد فيها فكرة انتحاره. ولكنها ختم التقرير بالإشارة إلى «إشاعة» حول «إمكانية ألا تكون الجثة الظاهرة في الصور المتداولة للقاضي منصوري»، وقالت: «اختبار الحمض النووي بعد إعادة الجثة سيكون ردا على الشكوك». وطلب أمين عام حزب مردم سالاري من مسؤولي الجهاز القضائي أن يقدموا تقريرا عن وفاة منصوري، وأبدى في الوقت نفسه شكوكا حول مغادرة القاضي لإيران قبل عام. أما رئيس مركز «وثائق الثورة» روح الله حسينيان، فقد وجه أصابع الاتهام إلى الشرطة الدولية. وقال: «ليس لدى الجمهورية الإسلامية أي دوافع عقلانية لقتل القاضي منصوري».

وقال حسينيان في حوار مع موقع نامه نيوز إن «المتهم الرئيسي في هذه القضية هي الشرطة الدولية»، واتهم الشرطة الدولية بـ«ممارسة التعذيب». وصرح حسينيان «انتقدت شخصيا في عدة مؤتمرات دولية، سلوك الشرطة الدولية. إنها تعذب المتهمين إلى درجة يتوفى بعضهم تحت التعذيب». وقال ممثل الادعاء العام الإيراني، رسول قهرماني أمس، في خامس جلسات محاكمة طبري إن وفاة منصوري «لن تؤثر على مسار قضية طبري». وطالب قهرماني المسؤولين الإيرانيين بمتابعة قضية منصوري في رومانيا للوقوف على تفاصيل وفاته بشكل «دقيق وسريع». أما قاضي المحكمة، حسن بابايي فنأى بنفسه عن التعليق حول وفاة زميله السابق، وبرر ذلك بأن القضاء «لم يتمكن في التحقق من صحة التقارير عن وفاة منصوري».بدوره، قال رئيس تحرير صحيفة «جمهوري إسلامي»، مسيح مهاجري، إن «القاضي منصوري لم ينتحر. يجب العثور على القاتل. لو تم نقله إلى إيران لأزاح الستار عن كثير من الملفات».

 

أزمة العملة الإيرانية تتفاقم والحكومة تضغط على المصدّرين

لندن - طهران: «الشرق الأوسط»/الاثنين 22 حزيران 2020   

تفاقمت أزمة العملة الإيرانية، على مدى يومين من قرار أوروبي في وكالة الطاقة الدولية للطاقة الذرية، يضغط على إيران. وواصل الريال الإيراني، أمس، تسجيل مستويات قياسية من التراجع مقابل الدولار في الأسواق الإيرانية وارتفع في الوقت نفسه سعر المسكوك الذهبي الإيراني، ما دفع الرئيس حسن روحاني إلى توجيه أوامر للبنك المركزي بضغط على مصدري سلع حصلوا على عملات أجنبية بسعر حكومي، بإعادة العملة الأجنبية، لضخها في الاقتصاد الإيراني. وذكرت تقارير إن الدولار وصل إلى 196 ألف ريال في السوق غير الرسمية، مقابل 193 ألفا و300 ريال، أول من أمس. وبموازاة ارتفع مسكوك الذهبي الإيراني أيضا ووصل إلى سبعة ملايين و9500 ألف ريال. جاء ذلك، بينما ذكرت محلات الصرافة والبنوك أن سعر الدولار الواحد يعادل 188 ألف ريال. وبذلك سجل الريال أدنى مستوى مقابل الدولار بعد تدهور قيمته قبل شهور من بدء العقوبات الأميركية في أغسطس (آب) 2018. حيث سجل أعلى مستوى تاريخي لنحو عامين، قبل أن تعود أسواق العملة الإيرانية إلى موجة جديدة من تسجيل الأرقام القياسية. وأمر الرئيس الإيراني البنك المركزي بإعلان قائمة جهات اتهمها بارتكاب تجاوزات في العملة. وقال حسن روحاني في اجتماع اقتصادي للحكومة إن «البنك المركزي عليه أن يقدم للناس من ارتكبوا تجاوزات العملة في قطاع التصدير والاستيراد». كما ألزم روحاني البنك المركزي بتوجيه «إنذار لجميع المديونين لإعادة العملة التي حصلوا عليها من الصادرات، وتعيين جدول زمني لدفع العملة». وقال «في حال التجاوز يجب تقديمهم للرأي العام والجهات المسؤولة للتحقيق في التجاوزات».

وقال روحاني إن بلاده تواجه صعوبة في نقل العملة بسبب العقوبات الأميركية التي أعاد الرئيس الأميركي دونالد ترمب فرضها على إيران بعد الانسحاب من الاتفاق النووي. وساهمت العقوبات الأميركية بتفاقم الأزمة الاقتصادية والبطالة في إيران، التي أدت إلى اندلاع احتجاجات ديسمبر (كانون الأول) 2017 في أنحاء البلاد بسبب ارتفاع الأسعار. ودخلت الضغوط الاقتصادية إلى مستويات متقدمة منذ وقف الإعفاءات النفطية وتصفير الصادرات الإيرانية في مايو (أيار) 2019. وقال نائب الرئيس الإيراني، إسحاق جهانغيري في وقت سابق من هذا الشهر إن عائدات إيران السنوية تراجعت من 100 مليار دولار إلى 8 مليار دولار العام الماضي. والأسبوع الماضي، نظم تجار وناشطون اقتصاديون وأصحاب محلات وقفة احتجاجية أمام البنك المركزي، متهمين آلية «نيما» التي أطلقها البنك المركزي لبيع الدولار بسعر حكومي في إلحاق أضرار اقتصادية، بسبب تأخر موعد تسليم الطلبات.

وقال روحاني «البنك المركزي ملزم أن يعلن قائمة من حصلوا على عملة الاستيراد بصورة شفافة، إضافة إلى مدى التزامهم بالعمل وفق آلية نيما، لكي تكون المعلومات في متناول الناس ووسائل الإعلام والجهاز المسؤولة». من جهته، أصدر البنك المركزي بيانا، بعد ساعات قليلة من أوامر روحاني، طلب من الجهات التي حصلت على العملة بهدف إنعاش الصادرات الإيرانية، إعادة العملة، غير أنه لوح بنشر قائمة أسماء الجهات التي ترتكب تجاوزات.

وقال البنك المركزي «في حال عدم إعادة العملة، وفقا لقرارات مجلس الوزراء والمجلس الأعلى للتنسيق الاقتصادي. فإن البنك سينشر في وسائل الإعلام جميع أسماء مصدري السلع والخدمات الذين لا يعملون على إعادة عملات التصدير بصورة شفافة إلى الدورة الاقتصادية»

ونقلت وكالات إيرانية عن البنك المركزي أنه منح المصدرين أربعة أشهر كحد أقصى لإعادة العملة من تاريخ تصدير السلع. وقال البنك المركزي «من المؤسف أن نرى عددا من المصدرين، لم يقوموا بإعادة عملات التصدير إلى الدورة الاقتصادية رغم مضي فترة طويلة من موعد تصدير السلع».

وكان الدولار قد ارتفع منذ بداية الشهر الحالي ووصل إلى حدود 180 ألف ريال، لكن تطورات الملف النووي الإيراني بعد القرار الأوروبي الذي اعتمدته الوكالة الدولية للطاقة الذرية، بشأن تفتيش مواقع إيرانية، وفي المقابل، تصعيد طهران ضد خطوة الثلاثي الأوروبي، عزز مخاوف داخلية من انهيار ما تبقى من الاتفاق النووي، وعودة العقوبات الأممية. وتشير إحصائية نشرت وزارة الاقتصاد الإيرانية في وقت سابق أن 10 مليارات دولار فقط من أصل 40 مليارا للصادرات غير النفطية عادت العام الماضي إلى البلاد.

وقال محافظ البنك المركزي الإيراني عبد الناصر همتي أول من أمس إن الأثر النفسي لقرار الوكالة الدولية للطاقة الذرية على الريال مبالغ فيه وإن الاقتصاد الإيراني يمكن أن يتكيف مع الضغوط الإضافية. وأضاف في منشور على إنستغرام «الظروف التي تسبب فيها (فيروس) كورونا والضغط المؤقت على سوق الصرف الأجنبي... والجو النفسي الناجم عن قرار مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية يجب ألا يعطي إشارة خاطئة». وتابع «رغم عائدات النفط المحدودة فإن ميزان النقد الأجنبي للبلاد جيد وسيستمر البنك المركزي في تقديم العملة المطلوبة... رغم الضغوط الأميركية المستمرة». في شأن منفصل، أبلغ وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات الإيراني، محمد جواد اذري جهرمي، نواب البرلمان عن إنتاج 18 قمرا اصطناعيا حتى نهاية العام الإيراني الجاري، في 20 مارس (آذار). وأشار جهرمي إلى زيادة ميزانية الاتصالات وإنتاج الأقمار الاصطناعية بنسبة 1.5 في المائة خلال العام المنصرم رغم كل المشكلات الاقتصادية التي واجهتها البلاد. وقال جهرمي «تم إنتاج ثلاثة أقمار اصطناعية قبل سبع سنوات وتمكنا من إنتاج سبعة أخرى قبل ثلاث سنوات ومن المتوقع أن يزداد حجم إنتاجنا المحلي ليبلغ 18 قمرا اصطناعيا حتى نهاية العام الجاري».

وواجه جهرمي انتقادات من نواب البرلمان بسبب إدارة شبكات التواصل الاجتماعي والإنترنت في البلاد. وقال موقع «صوت الإصلاحات (صداي إصلاحات)» إن «سعر الدولار سجل رقما قياسيا لكن البرلمان الثوري الذي يرفع شعار المعيشة ومتابعة حقوق الضعفاء يستدعي وزير الاتصالات من أجل ضبط الإنترنت». وتساءل الموقع المقرب من الإصلاحيين «هل أصبح هاجسكم إغلاق مجال الإنترنت بدل متابعة الوضع الاقتصادي والمعيشي للناس».

 

أوكرانيا تهدد باللجوء للمحاكم الدولية إذا لم تسلم إيران صندوقي الطائرة المنكوبة

كييف: «الشرق الأوسط أونلاين»/الاثنين 22 حزيران 2020    

هدد الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، إيران باللجوء إلى المحاكم الدولية في حالة إنها لم تسلم الصندوقين الأسودين لطائرة الخطوط الأوكرانية، التي أسقطتها الدفاعات الجوية الإيرانية في يناير (كانون الثاني) بعد دقائق من إقلاعها من مطار طهران، وبين ضحايا الحادث الـ 176 كان هناك 55 مواطنًا كنديًا. وأوضح الرئيس الأوكراني، خلال حديثه لصحيفة «غالوب أند ميل» الكندية، أنه اتفق مع رئيس الوزراء الكندي، جاستن ترودو، خلال محادثة هاتفية، على توحيد الضغوط على إيران لتسليم تلك الصناديق السوداء. وقال زيلينسكي إن الأمر لا يقتصر على الصناديق السوداء فقط، بل يتعلق أيضا بوعودهم الأخرى مثل تقديم اعتذار رسمي، ودفع تعويضات كافية. وتابع: «عليهم أن يفعلوا ما وعدوا به، وإلا فلن يكون أمامنا خيار آخر إلا اللجوء إلى المحاكم الدولية، وهم يعرفون موقفنا». وأوضح أن الجانب الإيراني يلقى باللوم على التأخير تسليمه الصناديق السوداء على فيروس كورونا المستجد، ولكنه قال: «هذه المشكلة لا يمكن أن تنتظر إلى أجل غير مسمى لأننا ننتظر منذ وقت طويل». يذكر أن رحلة طائرة الخطوط الأوكرانية أسقطت، في جنوب طهران، بصاروخ أرض - جو، أطلقته الوحدة الصاروخية التابعة لـ«الحرس الثوري»، وجاء إسقاط الطائرة بعد ساعات قليلة من رشق قاعدتين تضمان القوات الأميركية في الأراضي العراقية، بصواريخ باليستية، رداً على مقتل قائد «فيلق القدس»، قاسم سليماني. وبعد تضارب الروايات الرسمية حول سقوط الطائرة اعترفت إيران رسمياً بإسقاطها، لكنها رفضت في عدة مناسبات تسليم الصندوقين الأسودين للطائرة. وفي الرواية الأساسية، أصرت قوات «الحرس الثوري» على أنها استهدفت الطائرة «خطأً»، بعدما ظنت الوحدة المسؤولة عن الإطلاق أنها صاروخ كروز أميركي، ويرفض أهل الضحايا الرواية الرسمية ويطالبون بتحقيق دولي شفاف لمعرفة أسباب السقوط. وفي نهاية الشهر الماضي، قالت طهران إنها اتخذت قراراً جديداً قد يفضي إلى إرسال الصندوقين الأسودين إلى فرنسا «رداً على تأخر الجانب الأوكراني»، دون أن توضح طبيعة المقترح.

 

إحراق مكتب رئيس أبرز المستوطنات الإسرائيلية ومداولات استراتيجية في واشنطن حول خطة ترمب

تل أبيب: نظير مجلي/الشرق الأوسط/الاثنين 22 حزيران 2020

في الوقت الذي أعلن فيه عن استدعاء السفير الأميركي في إسرائيل، ديفيد فريدمان، إلى واشنطن للمشاركة في «مداولات استراتيجية حول خطة الرئيس دونالد ترمب، وحسم الموقف من خطة الضم الإسرائيلية لأجزاء من الضفة الغربية المحتلة»، بالتزامن مع توقع الجيش الإسرائيلي والمخابرات انفجار انتفاضة فلسطينية، كشف النقاب عن إحراق مكتب رئيس المجلس البلدي لمستعمرة بيت إيل، شاي آلون، أحد معارض خطة ترمب. وبيت إيل هي المستوطنة التي تضم مكاتب قيادة الدوائر العسكرية الإسرائيلية التي تتولى إدارة شؤون المناطق الفلسطينية المحتلة، وهي ملاصقة لمدينة رام الله شمالاً، ولمخيم الجلزون للاجئين الفلسطينيين في الضفة. ورئيس المستوطنة معروف بمشاركته في قيادة حملة المستوطنين ضد خطة ترمب، بغرض التأثير عليها وتعديلها، وإسقاط بند الدولة الفلسطينية منها، وتوسيع نطاق المستوطنات اليهودية فيها.

وأكد آلون أن الحريق الذي شب في مكتبه تم بفعل فاعل دلق كمية كبيرة من المواد المشتعلة بهدف تدميره، وقال إن الحريق حوصر في الوقت المناسب، ولكنه أتى على حاسوبه وكثير من الملفات الحساسة، ودمر الأثاث. ولمح إلى أن عملية الإحراق تمت من «عناصر معادية»، ويقصد بذلك جهات فلسطينية «تقصد ردعنا عن تحقيق الضم». ودعا الحكومة إلى استخلاص النتائج، وتنفيذ الضم في مطلع الشهر المقبل، بغض النظر عن الموقف الأميركي والدولي. وخرج رئيسا حزب «يمينا»، وزير الدفاع السابق نفتالي بنيت ووزيرة القضاء السابقة أييلت شكيد، بدعوة مماثلة إلى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، أمس (الأحد)، واعدين بدعمه من صفوف المعارضة. وكانت مصادر سياسية في تل أبيب قد كشفت أن «السفير فريدمان قد غادر إلى واشنطن بشكل مفاجئ، ومن دون ضجيج»، وقالت إن الإدارة الأميركية كانت قد قررت إرسال المبعوث الخاص إلى الشرق الأوسط، أفي بيركوفيتش، في الأسبوع الحالي، ليجري مباحثات حول خطة ترمب، ومدى تأثير خطة الضم الإسرائيلية عليها، ولكنها قررت في اللحظة الأخيرة إلغاء هذه الزيارة، واستدعاء فريديمان، لأن الرئيس ترمب قرر عقد جلسة «مداولات استراتيجية حول الموضوع».

وقالت هذه المصادر إنه من المتوقع أن تجري المداولات اليوم (الاثنين) أو غداً (الثلاثاء)، وأن يشارك في هذه المداولات، إلى جانب ترمب وفريدمان، كل من وزير الخارجية مايك بومبيو، وكبير مستشاري الرئيس وصهره جارد كوشنير، ومستشار الأمن القومي ريتشارد أوريان، وغيرهم. وسيتطرقون في الاجتماع إلى الموقف حيال خطة الضم الإسرائيلية، وكيفية التعاطي مع الخلافات الإسرائيلية الداخلية بشأنها. وحسب «القناة 13» للتلفزيون الإسرائيلي، فإن إدارة الرئيس ترمب معنية بحسم موقفها من خطة الضم، وإذا ما كانت ستمنح إسرائيل الضوء الأخضر للشروع في تنفيذها في الموعد الذي حدده نتنياهو؛ أي مطلع الشهر المقبل.

وقالت المصادر الإسرائيلية إن هناك خلافات داخل الإدارة في واشنطن حول موضوع الخطة. فالسفير فريدمان يدعم تنفيذ الضم بهذا التوقيت، فيما يتحفظ كثير من المسؤولين على التوقيت. وأكدت أن الوزير بومبيو الذي زار إسرائيل في الشهر الماضي، عاد إلى واشنطن مع مجموعة من التحفظات المتعلقة بالضم، خاصة فيما يتعلق بتأثير ذلك على استقرار المنطقة، والعلاقات مع الأردن، ولكنه انحاز إلى موقف فريدمان مؤخراً، ومن المتوقع أن يعلن تأييده للضم الآن، بيد أن كوشنير الذي يدعم خطة الضم، ولا يعارضها من ناحية آيديولوجية، يعارض تنفيذها الآن لأنه يعد هذه الخطوة مثيرة لاستفزاز العرب، ومن شأنها المساس بخطة الرئيس ترمب. ونقلت صحيفة «معريب»، أمس (الأحد)، عن مصادر في تل أبيب، أن كوشنير يقرأ تقارير أذرع الأمن الإسرائيلية التي تجمع على أن تنفيذ إسرائيل لمخطط ضم مناطق واسعة في الضفة الغربية سيؤدي إلى احتجاجات فلسطينية واسعة، وربما انتفاضة ثالثة، ويعتقد أن الحكمة تحتم التوقف عن الضم، واتخاذ إجراءات معتدلة. وأضافت الصحيفة أن جهاز الأمن العام الإسرائيلي (الشاباك) هو الذي يقود هذه التقديرات، وقد عبر عنها بوضوح خلال المداولات مع الجيش، وشدد فيها على أن ضم إسرائيل بشكل أحادي الجانب لمناطق في الضفة الغربية «سيؤدي إلى موجة عنف ستبدأ على ما يبدو في الجبهة الجنوبية»، أي قطاع غزة «وقد ينتقل العنف إلى الضفة الغربية. وفي أسوأ الأحوال، سيتحول إلى جولة عنف شامل بين إسرائيل والفلسطينيين، وربما تصل الأمور حد انتفاضة ثالثة». وحسب الصحيفة، فإن «أحد السيناريوهات يتحدث عن تفكيك السلطة الفلسطينية، علماً بأن (الشاباك)، وشعبة الاستخبارات العسكرية (أمان)، متفقان على أن أبو مازن (الرئيس الفلسطيني محمود عباس) لن يرغب في أن ينهي حياته (السياسية) بهذا الشكل. فالزعيم الفلسطيني يفكر حالياً بإرثه السياسي، وحقيقة أن يُسجل في التاريخ أنه من انقسم الفلسطينيون خلال ولايته إلى كيانين منفصلين، الضفة وغزة، وبعد ذلك تفككت السلطة الفلسطينية، احتمال يزعجه. ولذلك، فإن التقديرات هي أن يصدر (الشاباك) تحذيراً واضحاً من جولة عنف يمكن أن تخرج عن السيطرة». ورجحت الصحيفة أن تكون تقديرات الجيش الإسرائيلي مشابهة، إذ إن شعبة الاستخبارات العسكرية في الجيش كانت قد طرحت تقديرات مشابهة.

 

الإدارة الكردية في سوريا تجري محادثات لإعفائها من عقوبات «قانون قيصر»

لندن: «الشرق الأوسط أونلاين»/الاثنين 22 حزيران 2020     

قال مسؤول كردي بارز، إن الإدارة التي يقودها الأكراد في شمال شرقي سوريا، تجري محادثات مع حلفائها العسكريين، في تحالف تقوده الولايات المتحدة بشأن وعد حصلت عليه لإعفائها من عقوبات «قانون قيصر» الأميركي، التي تستهدف النظام السوري.

وقال بدران جيا كرد، نائب الرئاسة المشتركة للإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، إن العقوبات سيكون لها تأثير على المنطقة التي تتعامل تجارياً مع المناطق التي يسيطر عليها النظام السوري عبر تجار محليين، وتستخدم الليرة السورية التي انخفضت قيمتها. وأضاف: «بالتالي ستؤدي إلى حدوث الغلاء في الأسعار بدرجات كبيرة جداً، ولا تناسب المواطن ذا الدخل المحدود جداً، وستؤدي العقوبات إلى ضعف الحركة التجارية مع الداخل السوري، ومن جهة أخرى المعابر مغلقة باتجاه العراق، أي أن المنطقة أصلاً تعيش حالة حصار اقتصادي منذ سنوات». وتابع: «قالوا لنا إن مناطق الإدارة الذاتية ستكون مستثناة من عقوبات (قيصر)، ولكن ما هي الآليات والسبل من أجل تحقيق هذا الاستثناء حتى تتم مناقشتها مع التحالف الدولي». وكتب جيا كرد: «نأمل أن يكون هناك دعم دولي لمناطقنا، لكونها ما زالت تخوض حرباً مستمرة ضد الإرهاب العالمي». واشتقت عقوبات «قيصر» اسمها من اسم مصور عسكري سوري، سرب آلاف الصور خارج سوريا، ليكشف من خلالها عن عمليات قتل جماعي وتعذيب وجرائم أخرى. وتسمح العقوبات الجديدة بتجميد أصول أي شخص يتعامل مع سوريا، أياً كانت جنسيته. وتقول واشنطن إن العقوبات التي بدأ العمل بها الأسبوع الماضي تمثل بداية حملة مستمرة للضغط اقتصادياً وسياسياً على الرئيس السوري، بشار الأسد، من أجل وقف الحرب والاتفاق على حل سياسي. وتسيطر على شمال شرقي سوريا فصائل مسلحة يقودها الأكراد، كانت قد ساعدت التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة في قتال تنظيم «داعش» الإرهابي، وطرد عناصره من مساحات كبيرة من الأراضي السورية.

 

ماكرون يتهم تركيا بممارسة “لعبة خطيرة” في ليبيا

صوت بيروت إنترناشونال/الاثنين 22 حزيران 2020

وجه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أصابع الاتهام إلى تركيا، اليوم الاثنين، بسبب دعمها لحكومة الوفاق الليبية، قائلا إن تركيا تمارس ”لعبة خطيرة“ تتعارض مع كل ما وافقت عليه في المحادثات الدولية.وتحدث ماكرون عن الوضع الليبي، قائلا إن من مصلحة الجميع وقف الحرب في ليبيا، كما شدد على ضرورة وقف التدخلات الخارجية في ليبيا. وأضاف ” أود أن أقول أن تدخل أردوغان في ليبيا لا يجب أن يحصل.. تركيا تلعب لعبة خطيرة وتخرق فيها كل الالتزامات التي تعهدت بها في برلين”. وأشار الرئيس الفرنسي إلى أن هذا ما أبلغ به كذلك الرئيس الأميركي دونالد ترامب، خلال محادثتهما مؤخرا.

وطالب ماكرون الجميع “بالتحلي بالمسؤولية ووقف التدخلات الخارجية”، كما شدد على أهمية إعادة توحيد المؤسسات الليبية. وجاء حديث ماكرون بعد اتهام تركيا لـفرنسا بـ”تعريض أمن حلف شمال الأطلسي للخطر”، وذلك بـ”دعمها” للجيش الوطني الليبي في النزاع الدائر. وسبق أن تحدث الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عن “حساسية” السيطرة على مدينة سرت ومحيطها، بسبب وجود آبار الغاز والنفط. ووفق الخبراء، فإن أردوغان بتصريحاته تلك أزاح الستار عن وجه أنقرة الحقيقي في ليبيا، حيث تطمع في السيطرة على موارد الطاقة. تصريحات الرئيس التركي سبقها تصريح وزير الطاقة التركي بأن بلاده تخطط لبدء عمليات التنقيب عن النفط داخل الحدود البحرية، التي تم تحديدها بموجب اتفاق مع حكومة الوفاق، في غضون 3 إلى 4 شهور. من جانبه، قال الرئيس التونسي إن السلطة الحالية في طرابلس مؤقتة ويجب أن تحل مكانها شرعية جديدة نابعة من إرادة الشعب.

 

«الشرق الليبي» يرحّب بالتدخل المصري... و«الوفاق» تصرّ على تحرير سرت ,دعوات إلى مظاهرات شعبية لدعم «الجيش الوطني»

القاهرة: خالد محمود/الشرق الأوسط/الاثنين 22 حزيران 2020

وسط دعوات لتنظيم مظاهرات شعبية حاشدة لدعم التحرك المصري في ليبيا، رفضت حكومة «الوفاق» برئاسة فائز السراج ما اعتبرته «تدخلاً مصرياً»، وبمثابة «إعلان حرب»، وتوعدت بالمضي قدماً في عملية تحرير مدينة سرت في وسط البلاد من قبضة «الجيش الوطني» بقيادة المشير خليفة حفتر.

وفى أول ردّ فعل رسمي من حكومة السراج، قالت في بيان لمجلسها الرئاسي، أمس، إنها «الممثل الشرعي الوحيد للدولة الليبية، ولها تحديد شكل ونوع اتفاقياتها وتحالفاتها»، وأكدت باسم «دولة ليبيا أن التدخل في شؤونها الداخلية والتعدي على سيادتها، سواء من خلال التصريحات الإعلامية لبعض الدول، أو من قبل الرئيس المصري، أمر مرفوض ومستهجن، ويعتبر عملاً عدائياً وبمثابة إعلان حرب». ورداً على إعلان السيسي أن مدينتي سرت والجفرة خط أحمر، قال البيان: «إن ليبيا كلها خط أحمر، والخطوط الحمراء ترسمها دماء الشهداء، وليست التصريحات النارية». وفي تأكيد ضمني على استمرارها في عمليتها العسكرية لمهاجمة الجيش الوطني في المدينتين، أضافت الحكومة، في بيانها: «نحن وحدنا من يحدد مكان وزمان عملياتنا العسكرية لتحرير أرضنا وبسط سلطة الدولة في أنحاء البلاد كافة». وتابعت: «على تلك الدول الالتفات إلى مشكلاتها والتهديدات الأمنية على أراضيها... نحذر من مخاطر أي تدخل في شأننا، والذي سيعمل على زعزعة المنطقة بشكل غير مسبوق». ودعت المجتمع الدولي لتحمل مسؤوليته تجاه ما وصفته بهذا التصعيد، لافتة إلى ترحيبها بدور أي وسيط محايد قادر على جمع الليبيين، وعبر مسارات الأمم المتحدة، وليس عبر مبادرات أحادية منحازة للخارجين على القانون.

في غضون ذلك، تظاهر مساء أول من أمس مئات من سكان مدينة سرت ضد «تهديدات تركية بالغزو المسلح بآلاف المرتزقة القادمين من سوريا وميليشيات الوفاق»، مؤكدين دعم الجيش الوطني ومصر دفاعاً عن المدينة. ولاحظت وكالة الأنباء الليبية الموالية للجيش، مبادرة منظمات المجتمع المدني ونشطاء وإعلاميين وسياسيين وشيوخ وأعيان قبائل ليبيين إلى الدعوة لتنظيم مظاهرات في عدة مدن في شرق البلاد، من بينها بنغازي والبيضاء ودرنة وطبرق والمرج وإجدابيا. كما تظاهر عدد من نشطاء المجتمع المدني في طبرق وبنغازي، مساء أول من أمس، وأعربوا عن ترحيبهم بالرؤية المصرية للحل في ليبيا، في مواجهة «الغزو التركي». وأيّد مجلس مشايخ ترهونة، في بيان له، تأكيدات السيسي على السيادة الليبية، وضرورة المحافظة عليها، من خلال الدفاع عن الأمن القومي العربي. وأكد المجلس ضرورة البدء الفوري في تطبيق ما جاء في خطاب السيسي، واعتبر أن «تدخل مصر مشروع وفقاً لمعاهدة الدفاع العربي المشترك، ووفقاً لما شهده التاريخ الليبي المصري من الوقوف صفاً واحداً ضد العدو الأجنبي عبر التاريخ». كما رحّب رئيس مجلس النواب الليبي عقيلة صالح بتصريحات السيسي، ووجّه له «الشكر إزاء موقفه الرافض للتدخل التركي في البلاد». وقال صالح، في بيان أمس، كلمة السيسي «جاءت استجابة لندائنا بضرورة التدخل ومساندة قواتنا المسلحة في الحرب على الإرهاب والتصدي للغزو التركي»، لافتاً إلى أن الميليشيات والتنظيمات الإرهابية في ليبيا تهدد الأمن القومي المصري. وأضاف مصر «لعبت دوراً في الدفع باتجاه الحل السياسي في ليبيا، ولم يكن هذا الدور محرضاً على الخصومة والاقتتال والفرقة وتعميق الانقسام بين الليبيين». ودعا الشعب الليبي إلى «الوقوف صفاً واحداً لمواجهة العدوان والغزو الأجنبي»، كما طالب المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته تجاه ليبيا.

بدوره، اعتبر العميد الهادي دراه، الناطق باسم غرفة عمليات تأمين وحماية سرت والجفرة، التابع لحكومة السراج، أن تصريحات الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، أول من أمس، بأن مدينتي سرت والجفرة خط أحمر، بمثابة «تدخل سافر وإعلان واضح للحرب على ليبيا». وتابع في بيان له، مساء أول من أمس: «قواتنا عازمة على تكملة المشوار وتحرير كامل المنطقة من ميليشيات الكرامة الإرهابية ومرتزقتهم وداعميهم»، في إشارة إلى الجيش الوطني. وأضاف، في تصريحات تلفزيونية: «ليست سرت فقط... بل ليبيا، وسنحرر حقول النفط وسنطرد حفتر من سرت وما بعدها كما فعلنا في طرابلس والوطية». ومع أنه أكد استمرار ما وصفه بالهدوء الحذر في محاور القتال غرب مدينة سرت، لكنه قال في المقابل إن قواته في انتظار التعليمات من السراج باعتباره القائد الأعلى للجيش الليبي لبدء العمليات العسكرية للتحرك. ورفض خالد المشري رئيس المجلس الأعلى للدولة، الموالي لحكومة السراج، ومحمد عمار عضو مجلسها الرئاسي، تصريحات السيسي، واعتبراها إعلاناً للحرب على ليبيا وتهديداً لشمال أفريقيا. وقال محمد قنونو، المتحدث باسم قوات الوفاق، في تغريدة على «تويتر»، من دون الإشارة إلى مصر: «تُحيط بنا 7 دول جارة، لم تشكل ليبيا خطراً على أي منها، ولم نشكل تهديداً على أمن أحد، حتى الإرهاب والإرهابيون جاءنا ولم نصدره». وتابع: «على من يرانا نشكل تهديداً له، أن يغلق حدوده ويمسك عنا سلاحه ومدرعاته وطائراته ومرتزقته ولسانه». في المقابل، أشاد مسؤول عسكري بارز في الجيش الوطني، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، بـ«دعم ونصرة المصريين حكومة وشعباً لإخوانهم الليبيين، ورأى أن تصريحات الرئيس السيسي ليست غريبة، فهذا شيء متوقع، وستكون بمثابة الإنذار لأطماع الرئيس التركي رجب طيب إردوغان». وأضاف المسؤول، الذي طلب عدم تعريفه: «الجيش الوطني رغم قلة الإمكانات، نجح في صدّ هجوم تقوده تركيا بميليشيات ليبية وسورية ذات طابع آيديولوجي متطرف، وتم تلقينهم درساً في فنون القتال في الأراضي المفتوحة»، لافتاً إلى أن «محاولة دخولهم سرت والجفرة بمثابة مرحلة أولى للسيطرة على الهلال النفطي، وهذا ما يسعي إليه إردوغان». وطلبت قيادة الجيش الوطني، في تعميم إلى الوسائل الإعلامية كافة، بعدم التطرق إلى تحركات الجيش ووحداته، مشيرة إلى ضرورة الالتزام بطابع السرية لتفادي إرباك الجيش ومنح أعدائه معلومات عن هذه التحركات. وهدّدت المخالفين بـ«وضعهم تحت طائلة المساءلة القانونية وفقاً للقوانين والتشريعات العسكرية».

 

«عرب نيوز» تطلق النسخة الفرنسية وتعيّن رندة تقي الدين كبيرة لمراسليها في باريس

باريس: «الشرق الأوسط أونلاين»/الاثنين 22 حزيران 2020   

تعتزم «عرب نيوز»، الصحيفة اليومية الرائدة باللغة الإنجليزية في الشرق الأوسط، إطلاق نسخة رقمية جديدة، وذلك باللغة الفرنسية. كما أعلنت الصحيفة، التي تتخذ من الرياض مقراً لها، تعيين الصحفية المخضرمة رندة تقي الدين، كبيرة مراسلين لها في العاصمة الفرنسية، باريس.

وسيتم إطلاق النسخة الجديدة في 14 يوليو (تموز)، بالتزامن مع اليوم الوطني الفرنسي. وسيتم تدشين النسخة الفرنسية الرقمية من قبل سفير فرنسا لدى المملكة العربية السعودية، فرنسوا جوييت. وسيضم حفل الافتتاح، الذي سيعقد افتراضياً، عدداً من المتحدثين العرب والفرنسيين البارزين، وسيتم من خلال مؤتمر فيديو على تطبيق «زوم» والبث المباشر على «يوتيوب» وصفحات التواصل الاجتماعي لصحيفة «عرب نيوز». وستكون «عرب نيوز» بالفرنسية النسخة الرقمية الدولية الثالثة للصحيفة السعودية الرائدة التي تصدر باللغة الإنجليزية. ويأتي ذلك بعد نجاح نسخة «عرب نيوز باكستان» التي تم إطلاقها في فبراير (شباط) 2018، و«عرب نيوز اليابان» التي تم إطلاقها في أكتوبر (تشرين الأول) 2019. وتعليقاً على التدشين، قال فيصل عباس، رئيس تحرير صحيفة «عرب نيوز»: «يسعدنا إطلاق النسخة الفرنسية كجزء من استراتيجيتنا في التوسع الرقمي والدولي. هذا يعني أننا نستطيع أن ننقل محتوانا المميز لفئة جديدة من القراء، ولهذا الأمر أهمية كبيرة بالنسبة لنا نظراً لمكانة فرنسا التاريخية للمنطقة والعدد الكبير من العرب الناطقين بالفرنسية في شتى أنحاء العالم». وأضاف: «يسعدنا أيضاً أن نعلن عن تعيين رندة تقي الدين لمنصب كبيرة مراسلينا في باريس. تتمتع رندة بسنوات من الخبرة الصحفية وفهم واسع للعلاقات العربية - الفرنسية. وستدعمها مجموعة من المراسلين المؤهلين في باريس وغيرها من الدول العربية والأفريقية الناطقة بالفرنسية». وقد عملت تقي الدين مراسلة ورئيسة مكتب في باريس لكثير من المنشورات العربية مثل «الحياة» و«النهار» منذ عام 1974. وقد حصلت سابقاً على وسام جوقة الشرف الفرنسية تكريماً لعملها، وقلدها إياه الرئيس الفرنسي الراحل جاك شيراك شخصياً. وعلقت تقي الدين على تعيينها كبيرة مراسلي «عرب نيوز» في باريس بقولها: «يشرفني ويسعدني أن أكون جزءاً من (عرب نيوز) في باريس وفي نسختها الفرنسية الجديدة. إنها مهمة صعبة ومثيرة بأن أسهم في تفسير أفضل للشؤون العربية من قبل الرأي العام الفرنسي وبالاتجاه المعاكس أيضاً». تصدر صحيفة «عرب نيوز» عن المجموعة السعودية للأبحاث والتسويق، وهي الصحيفة الصادرة باللغة الإنجليزية الأكثر ريادة في المملكة العربية السعودية والمنطقة منذ تأسيسها في 1975.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

ثقافة الحروب الدائمة وكليشيه العمالة من الماضي

د.وليد فارس/فايسبوك/23 حزيران/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/87561/%d8%af-%d9%88%d9%84%d9%8a%d8%af-%d9%81%d8%a7%d8%b1%d8%b3-%d8%ab%d9%82%d8%a7%d9%81%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%ad%d8%b1%d9%88%d8%a8-%d8%a7%d9%84%d8%af%d8%a7%d8%a6%d9%85%d8%a9-%d9%88%d9%83%d9%84%d9%8a%d8%b4/

*الاتهام المسمى “عمالة للعدو الاسرائيلي” هو مسّيس من قبل قوى الارهاب وبات يُستعمل كسلاح تهددي انتقامي يستهدف اسكات المعارضين

*اتهام الناس بالعمالة دون سبب موجب فهو عمل خطير، يخرق حقوق الانسان.

حوالي مليوني لبناني في الاغتراب قد زاروا اسرائيل كمواطنين لعشرات الدول وحاملي جوزاتها، لزيارة الاماكن المقدسة، للسياحة، او زيارة اقرباء، على مدى ثلالثين سنة. ومن كل الطوائف من دون استثناء. وهذا لم يكن سراً على الاطلاق. وذلك تحت رعاية الكنائس او عبر وكالات السفر. وربما اكثر من نصف هؤلاء زاروا لبنان ايضاً.

اللبنانيون الحاملين لجوازات سفر عالمية ليسوا في حالة حرب مع اسرائيل قانونياً، لان عكس ذلك سيضعهم في وضع غيرقانوني في دولهم. بامكانهم ان يكرهوا اسرائيل او ان يكونوا حياديين ولكنهم غير قادرين على التصرف قانوناً كأنهم في حالة حرب.

لذا فعلى الدولة في لبنان ان تختار بين منعهم من زيارة وطنهم الام ام ان لا تعترضهم، ولكل خيار نتائج قانونية.

اما اللذين يزورون اسرائيل كمواطنين مقيمين في لبنان فهم يقومون بذلك على مسؤوليتهم الفردية تجاه القوانين المرعية الاجراء. ولكن للمواطنين اللبنانيين الحق الكامل في المطالبة بأنهاء الحرب عبر البرلمان او من خلال استفتاء.

حزب الله تنظيم مسلح في لبنان وليس له الحق ان يمنع المواطنين اللبنانيين بان يطالبوا بانهاء الحرب اذا شاؤا، فهذا حق دستوري ودولي لهم.

اما فيما يتعلق بالاتهام المسمى “عمالة للعدو الاسرائيلي” فهو ايضا مسّيس من قبل قوى الارهاب وبات يُستعمل كسلاح تهددي انتقامي يستهدف اسكات المعارضين. اذ ان اثبات هكذا اتهام يجب ان يُبنى على وقائع فعلية قائمة على عمل استخباراتي يستهدف الامن الفعلي في لبنان.

ودون ذلك فأي سفر الى اسرائيل من قبل لبنانيين مقيمين على الاراضي اللبنانية، او كلام مع اسرائيليين انما قد يكون خرقاً للقوانين الوضعية ولكن ليس بالضرورة “عمالة”.

يمكن عدم تطبيق القانون لانتفاء النية العدوانية لخارقي القانون، او تحميلهم غرامة معينة، اما اتهام الناس بالعمالة دون سبب موجب فهو عمل خطير، يخرق حقوق الانسان.

نذكر في امريكا كيف زارت الممثلة جاين فوندا فيتنام الشمالي ايام الحرب، دون ان توصف بالعميلة، بل بالتصرف غير الاخلاقي. فالمقياس الاساسي هو النية واذا كانت النية انهاء الحرب، فالهدف مشروع حتى ولو كان العمل يخرق القوانين.

لبنان يعاني الارهاب والانهيار وادخاله في مسرحيات “العمالة” على ايدي الارهاب لن يؤدي الى اية نتيجة لصالح القوى الراديكالية، لان الاكثرية الساحقة من الشعب في حالة ما بعد ثقافة الحرب، والعالم الخارجي لن يجاري مزيداً من تأجج لهكذا ثقافة عدمية.

 

مواقف جعجع في حديثه لـ «القبس» بمرمى الإعلام اللبناني

أنديرا مطر/القبس/21 حزيران/2020

لا شك أن المقابلة التي خص رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، القبس بها كانت شاملة وتطرق فيها الى جملة عناوين مهمة ومواقف جديدة. لكن المسألة المتصلة بإعلانه أنه ربما أخطأ بترشيح العماد ميشال عون أحدثت عاصفة من الردود وأثارت ما أثارته من مواقف على ضفتي الموالاة والمعارضة. القبس استطلعت مجموعة من أبرز الكتاب الصحافيين والمحللين لمعرفة رأيهم فيما يتعلق بمواقف جعجع التي اعلنها وأسباب الضجة المثارة حولها

بشارة: تأكيد المؤكد

الكاتب الصحافي أسعد بشارة اعتبر ما جاء في مقابلة جعجع لـ القبس يعكس بوضوح واقع الحال في لبنان. فأن يقال هذا الكلام على لسان أحد المشاركين في التسوية الرئاسية فهذا يعني أن هذه التسوية كانت كارثية على لبنان، إذ إنها كرست سيطرة حزب الله على الدولة من أعلى الهرم إلى تشكيل الحكومتين المتعاقبتين في عهد الرئيس عون إلى قانون الانتخاب والمجلس النيابي الذي انبثق عنه والذي أفرز أكثرية لحزب الله وحلفائه، ما مكّنه من السيطرة بالكامل على قرار الدولة. وفيما يتعلق بكلام جعجع عن أنه «ربما أخطأ بانتخاب عون رئيسا» فهو تأكيد للمؤكد.

أي عاقل ما كان ليشك أن لبنان سيصبح دولة فاشلة في عهد عون. فالطائفية ارتفع منسوبها والاقتصاد وصل إلى الحضيض بفعل تقاسم القوى السياسية مقدرات الدولة وسيادة لبنان أصبحت في خبر كان بعدما اصبح في الحضن الإيراني بتوقيع من رئيس الجمهورية الذي انتخبته الكتل النيابية، ومنها تلك التي كانت منضوية في «14 آذار».

المطلوب اليوم بعد جردة الحساب هذه، وفق بشارة، أن يعاد النظر بكل هذه السياسات، اذ لم يعد من المجدي المهادنة مع العهد، ولا السكوت عن سلاح حزب الله، والتزام الصمت ازاء انهيار الدولة. دعم قوى التغيير لدى اللبنانيين، والتزام لبنان بالدستور وبالشرعية العربية والدولية سيسمح بإخراجه من السجن الايراني، وإلا فلبنان سائر نحو مزيد من الافلاس والانهيار بما لا يمكن اصلاحه.

جبور: معادلات مستحيلة

رئيس جهاز الاعلام في القوات البنانية شارل جبور اعتبر ان اللبنانيين توقفوا عند مسألة انتخاب عون بالرغم من ان كل المواقف الأخرى التي اطلقها جعجع لا تقل اهمية عنها، ولكن لأن مسألة عون اشكالية بحد ذاتها فقد أثارت ما اثارته. ولفت جبور الى ان المقابلة الصحافية تختلف عن المقابلات التلفزيونية لجهة أن الشخص المحاوَر يضطر لتلخيص أفكاره بشكل مقتضب لا يتيح له اعطاء الموضوع ما يستحق من شرح واف. يلفت جبور ان «الحكيم» هو أحد السياسيين القلة الذين يتمتعون بخلفية فكرية وهذا ما يميزه عن الطبقة السياسية، وهو عندما سأل «هل الفراغ افضل من انتخاب رئيس» كان يطرح الامر من هذه الزاوية. ويضيف «هذه المسألة نملك حيالها فلسفة متكاملة في القوات اللبنانية لجهة التمييز بين ظروف الانتخاب ونتائج الانتخاب، نحن لسنا مسؤولين عن النتيجة التي وصل اليها العهد. ويشدد جبور على ان القوات وضعت آنذاك امام معادلات مستحيلة تعاملت معها بالشكل الذي حصل. و«بالتالي لو عدنا الى الظروف نفسها لعدنا الى الخيار نفسه». فعندما ترشح جعجع للرئاسة كان هدفه من هذا الترشيح الامساك بالمبادرة الرئاسية، منعا لانتخاب رئيس من خارج اطار التوجهات المطلوبة، ولكن مجموعة عوامل أخرجت المبادرة من يديه، منها ترشيح سعد الحريري لزعيم المردة سليمان فرنجية. وبالتالي من يتحمل المسؤولية ليس جعجع، بل من انتزع المبادرة من يده. ويختم قائلا «لا يمكن تقييم أي محطة إلا بالعودة الى ظروفها».

ضو: لمعارضة وطنية

منسق «التجمع من أجل السيادة» نوفل ضو يقول لـ القبس إن إعادة جعجع النظر في خياراته المتعلقة بانتخاب ميشال عون لرئاسة الجمهورية مؤشر إيجابي، لكنه في حاجة الى خطوات عملية، أبعد من أعادة قراءة، تصحح التداعيات السياسية لهذا الخطأ التاريخي من خلال:

1- إعادة النظر بأركان تسوية انتخاب عون رئيساً وأبرزها إعادة الاعتبار لأولوية نزع سلاح حزب الله وتطبيق قرارات مجلس الأمن والدستور اللبناني في هذا المجال.

2- أشار جعجع الى أن «حزب الله» هو من أسس للقطيعة مع العرب. وهذا وجه من الحقيقة. أما الوجه الآخر من الحقيقة فهو أن القطيعة مع العرب ساهم فيها لخطأ في الحسابات السياسية كل من تسبّب في وضع «حزب الله» يده على القرارات الاستراتيجية للدولة اللبنانية عبر إيصال عون ـــــ مرشح «حزب الله» الوحيد وخياره الاستراتيجي للرئاسة ـــــ وقانون الانتخابات النيابية اللذين سلّما رئاسة الجمهورية والاكثرية النيابية للمرة الأولى منذ عام 2005 لـ«حزب الله»، في مقابل المحاصصة في الدولة.

3- إن نظرية الاستقرار السياسي والأمني والاقتصادي التي تذرّع بها أركان منظومة التسوية لتبرير ما أقدموا عليه أثبتت فشلها، كما فشلت نظرية إقامة التوازن مع الثنائية الشيعية، من خلال ثنائية مسيحية في السلطة، تلغي التعددية والمعارضة، ما أدى الى تسليم لبنان لـ«حزب الله» وعزله عربياً ودولياً وتهديد وجودي لهويته.

4- إن تصحيح الواقع يكون بالتخلّي عن هذه التسويات وأوهام الثنائيات الطائفية والعودة الى منطق المعارضة الوطنية التعددية الذي حافظت على شعلته حفنة من السياسيين المستقلين والقيادات الحزبية وقادة الرأي، والتوقّف عن محاولات عزل هؤلاء ومصادرة دورهم وترهيبهم فكرياً وتسخيف خياراتهم.

الربيع: أكثر تناغماً مع المرحلة

المحلل السياسي منير الربيع يعتبر ان مواقف جعجع التي اطلقها من عبر القبس هي في اطار مراجعة ذاتية لكل الخيارات السابقة، خصوصاً انه كان من أكثر المستهدفين من العهد الذي كان هو أحد صانعيه. ويرى الربيع ان جعجع حقّق مكتسبات من مجيء عون، رغم الخسارات التي منها، فهو نزع عنه كل الصبغة الميليشوية من خلال المصالحة المسيحية والسير بانتخاب عون، كما اثبت قدرته على التنازل عن طموحاته الرئاسية إذا اقتضى الامر. ويرى الربيع أن هذه المراجعة بمجرد قوله «ربما أخطأنا» تتخطّى التفاصيل اللبنانية، وتتناغم مع تطورات المرحلة الحالية، لا سيما في لجهة انعكاسها على الوضع المسيحي. وبالتالي، سيعمل جعجع من الآن وصاعداً فك العزلة التي يشعر بها، من خلال الانفتاح على كل القوى، وهو أثبت من خلال مشاركته في لقاء بعبدا الأخير، وحيدا من دون سائر قوى المعارضة، ثباته على مواقفه وقول ما يريد قوله من اي مكان. اما المعركة الأساسية التي يخوضها جعجع، وفق الربيع، فهي معركة انعكاس التطورات الخارجية على الداخل اللبناني، والارباك الذي يشعر فيه عون وباسيل جراء تحالفهما مع «حزب الله» وعلاقتهما مع النظام السوري بعد قانون قيصر والضغوط الاميركية. وبالتالي، فإن جعجع هو الاكثر تماهياً مع هذه التطورات، سواء بعلاقاته الجيدة مع القوى او بمواقفه الثابتة، والتي سيعمل على استثمارها مسيحياً، لا سيما أن شعبية باسيل في طور التراجع.

إيلي الحاج

في مقاربة شاملة لمواقف جعجع، يقول الكاتب الصحافي ايلي الحاج لـ القبس: لا أحد يعرف ميشال عون بقدر سمير جعجع. رغم ذلك دعم ترشيحه للرئاسة، متخطياً تجربة سابقة سيئة معه، قطعاً للطريق على المرشح الآخر سليمان فرنجية الذي دعمه في ٢٠١٦ حليفا جعجع السابقان، سعد الحريري ووليد جنبلاط. ويبدي الحاج اعتقاده ان رئيس حزب «القوات» اعتقد أن فرنجية سوف يُنتخب رئيساً، خصوصاً بعدما اتصل به الرئيس الفرنسي آنذاك فرنسوا هولاند.

وتبيّن لاحقاً أن فرنجية لا يجرؤ حتى على الحضور إلى جلسة في البرلمان للتصويت لنفسه من دون موافقة حسن نصرالله، الذي كان أخبر اللبنانيين مراراً أن على نوابهم التوجّه إلى المجلس النيابي وانتخاب ميشال عون، لا أحد غيره، إذا كانوا يريدون رئيساً. دام الفراغ الرئاسي نحواً من سنتين ونصف السنة. وكان البطريرك الماروني بشارة الراعي ضيّق الخيارات عندما عقد اجتماعاً لقادة الأحزاب الأكبر لدى المسيحيين، عون وجعجع وأمين الجميّل وفرنجية، ودعاهم إلى الاتفاق على أن يكون أحدهم رئيساً. فصارت الترشيحات محصورة بهم. وبعد عشرات من الجلسات لم يكتمل فيها نصاب الثلثين للانتخاب، أيقن الجميع أن حظ جعجع معدوم وكذلك الجميّل. وأن اكتمال النصاب يقتضي انتخاب مرشح الحزب، أو من يرضى عنه الحزب. ووفق الحاج، فإن الرئيس سعد الحريري، وبسبب أوضاعه غير المريحة، سواء في السعودية أو لبنان، كان مستعجلاً العودة إلى رئاسة الحكومة وإنهاء الفراغ، وعلى هذا الأساس عقد «تسوية» مع فرنجية. لكن جعجع سارع في المقابل إلى عقد «تسوية» مع عون، ضمّنها اتفاقاً سرّياً، وقّعه وجبران باسيل على تقاسم بينهما للمناصب والمواقع التي هي من حصة المسيحيين في الدولة، ولم يُعلن هذا الاتفاق إلا بعدما دبّ الخلاف بين «القوات» و«التيار العوني».

الرئيس الأقوى في طائفته وقال الحاج إن إعلام حزب «القوات» راح ينشر فوائد نظرية «الرئيس الأقوى في طائفته» على قاعدة أن الأقوى عند المسيحيين بعد عون هو جعجع. وبالتالي سيكون خليفته في قصر بعبدا، ولم يخطر ببال جعجع وأنصاره، أن لعون تفسيره الذي سيقول إن الأقوى بين المسيحيين من بعده هو جبران باسيل، مشيراً إلى ان «التسوية» التي انضم إليها الحريري وجنبلاط لاحقا قامت على اعتبار سلاح «حزب الله» موضوعاً دولياً وإقليمياً يقتضي عدم التطرّق إليه بين اللبنانيين الذين لا يملكون له حلاً، وعودة الحريري إلى رئاسة الحكومة، وأن يكون رئيس الجمهورية فوق الجميع، ولا يبقى مصطفاً في خط «حزب الله». ووصف جعجع عون بأنه «تايواني»، أي تقليد في حديث له عن انتماء مرشحه إلى «قوى ٨ آذار»، في حين وصف فرنجية بأنه «أصلي» في انتمائه إلى التحالف الذي يقوده «حزب الله». هادن الثلاثة، الحريري وجعجع، وجنبلاط، «حزب الله»، لكنهم اختلفوا على الموقف من باسيل وطموحاته الحالية والمستقبلية. إلى أن التقوا في هذه المرحلة على خصومة سياسية معه.

وعلى هذا الأساس عقد جعجع مصالحة مع فرنجية. ويرى الحاج ان جعجع قد يكون على حق في تصريحه لـ القبس بـ «ربما أخطأنا في انتخاب عون رئيساً»، لكن الأكيد أنه أخطأ كثيراً بتوقعه أن يصدق معه عون ـــــ وأن يلتزم باسيل توقيعه ـــــ وهو من يعرف عون جيداً وأنه وصهره الوزير السابق شخص واحد. وأيضاً أخطأ جعجع بالتأكيد وكثيراً بعدم احتفاظه بحليف أو صديق له بعدما خوّن مباشرة وعبر إعلام حزبه من لم يوافقوه على خياره تأييد عون والتحالف معه. والأسوأ سؤاله عن أوزانهم وأحجامهم ومن يكونون.

ولعلّه استند في ذلك إلى دراسة قالت إن شعبية عون و«القوات» توازي ٨٦ في المئة. لم يخطر ببال الرجل أن عون وباسيل سيحسبان هذه المعادلة على أنها ٨٠ في المئة «تيار» و٦ في المئة فقط «قوات». ويختم الحاج انه يتوجب الانتظار لمعرفة ما الذي تغيّر خلال أقل من شهر على طاولة حسابات «الحكيم» ـــــ كما يسميه أنصاره ـــــ ففي 27 أبريل الماضي قال من شاشة «العربية» إنّه «غير نادم ولا لحظة على ترشيح العماد ميشال عون للرئاسة» وبعد «ربما»، لا بد أن الحريري وجعجع وجنبلاط يسألون أنفسهم، وقد بلغ لبنان كدولة حافة الإفلاس: «والآن ما العمل؟».

 

اجتماع بعبدا: رد على بند وحيد

سام منسى/الشرق الأوسط/22 حزيران/2020

الكلمة المتلفزة الأخيرة للأمين العام لـ«حزب الله» حسن نصر الله جديرة بالاعتبار، ومن الخطأ الاستخفاف بها أو التوقف فقط عند شقها المرتبط بالأزمة الاقتصادية والمالية أو الحيز الذي أفرغه للفتنة الشيعية - السنية الداخلية. ويخطئ أيضاً من يرد عليها بردود تقليدية مستهجنة، عادة ما تستنكر هيمنة سلاح حزبه على البلاد وجرها بالترهيب إلى محور الممانعة وممارساته التي تقوض الدولة، أو من يلجأ إلى الشتيمة واستنفار العصبيات. فهذه الكلمة ليست عادية ولا يجوز أن تتم مقاربتها بالشكل التقليدي عبر دراسة نصها ومحاولة تفسير ما وراء السطور، لأنها إعلان صريح ومباشر لا مواربة فيه أشبه ببيان تأسيسي عنوانه الرئيسي إطلاق رصاصة الرحمة على الدولة في لبنان بكيانيتها وقانونيتها الدستورية ومشروعيتها القيمية والحلول مكانها، شاء من شاء وأبى من أبى.

ما يدفعنا إلى اعتبار هذه الكلمة بياناً تأسيسياً دلائل عدة بالشكل والمضمون. فنصر الله خرج عن هدوئه المعتاد شكلاً وخلع عباءة «الراعي الصالح» لتأتي مجمل تعابيره تهديدية، تحذيرية وعدائية وحتى استعدائية، والأهم أنها جاءت بصيغة المطلق الواجب حتماً وحكماً وغير القابل للتفاوض أو البحث. أما في المضمون، فنصر الله لم يستعرض مشروعاً سياسياً واقتصادياً فحسب، بل أيضاً آلية تطبيقه. ونشير في هذا السياق إلى الآتي:

في السياسة:

أولاً: حل نصر الله مكان الدولة معلناً السقوط الثاني لمبدأ النأي بالنفس عن النزاعات الإقليمية. فبعد قراره المنفرد بالتدخل العسكري في الحرب السورية إنقاذاً لنظام بشار الأسد، يتخذ اليوم «حزب الله» قراراً منفرداً أيضاً بدعمه اقتصادياً، واضعاً عنق لبنان تحت المقصلة الدولية مع عنق سوريا، ومكرساً بالفعل شعار وحدة المصير والمسار مع نظام فاسد ودموي لم ولن يجلب على لبنان سوى الويلات.

ثانياً: حل نصر الله مكان الدولة مع إعلانه لبنان (وليس الحزب وحده) في حالة حرب، إذ جاءت كلمته كإعلان حرب مباشر على الولايات المتحدة على خلفية دخول قانون قيصر حيز التنفيذ مع ما يستتبعه من تداعيات اقتصادية على سوريا وكل من يتعامل مع نظام أسرة الأسد. ورفض نصر الله معادلة الجوع مقابل السلاح وتوجه إلى أميركا قائلاً: «لن نجوع ولن نترك السلاح ونحن من سيقتلك... سيقتلك... سيقتلك»، ملمحاً اللجوء إلى معادلة خاصة لم يكشف عنها لكنها حملت في طياتها تهديداً باستهداف وجود ومصالح أميركا، فأجهض أي إمكانية للتفاوض معها لتجنيب لبنان ذيول قانون قيصر، ونسف كل الأسباب التخفيفية التي كانت تمنح للبنان عند فرض عقوبات بالنظر إلى «خصوصية وضعه».

ثالثاً: تضمنت الكلمة إعلاناً تحذيرياً للدولة اللبنانية بمؤسساتها وأركانها وشعبها من مغبة الامتثال لقانون قيصر والالتزام بمندرجاته وفرضت عليها العمل وفقاً للخطة الإيرانية لمنع رحيل الأسد ومعه نفوذ طهران. وعليه، حدد خريطة طريق ما على الدولة إلا اتباعها، راسماً الخطوط العريضة للسياسة الداخلية والخارجية والاقتصادية وحتى طريقة العيش التي يريد فرضها على عموم اللبنانيين.

رابعاً: إعلانه التمسك بسلاحه واعتباره خارج أي مفاوضة أو تسوية، مؤكداً مرة جديدة تبعية هذا السلاح الإقليمية ومهمته كرأس حربة مشروع إيران المذهبي التوسعي في المنطقة والاستثمار فيها واستغلال مواردها، وكوسيلة تمكنها من الالتفاف على العقوبات الدولية والأميركية.

خامساً: حل نصر الله مكان الدولة مع إعلانه عزمه اللجوء إلى الأمن الذاتي وتالياً استخدام سلاحه في الداخل، لضبط أي عبث بالأمن الداخلي تحت غطاء المطالب المعيشية، موجهاً بذلك تهديداً مباشراً ليس للموالين له كما أراد أن يلمح، إنما لانتفاضة «17 تشرين» بأكملها.

في الاقتصاد:

أولاً: أجهض الأمين العام لـ«حزب الله» المفاوضات التي تجريها الدولة اللبنانية مع صندوق النقد الدولي للخروج من الأزمة المالية، طارحاً البديل بالانفتاح على دول أخرى لتأمين احتياجات لبنان من دون الحاجة «للعملة الصعبة» ومتحدثاً عن التوجه إلى الشرق واعتماد سياسة المقايضة مع بعض الدول سمى منها الصين وإيران. وهو بذلك يجبر لبنان على التخلي عن التوجه إلى الغرب ليصبح دولة مواجهة معه، وعلى الخروج من النظام العالمي والمنظومة الاقتصادية الغربية وعن سكة الدول الشرعية بجميع تفرعاتها السياسية والاقتصادية والمالية ليصبح دولة مارقة. ولا بد من الإشارة في هذا الإطار إلى كشفه عن زيارة قام بها وفد من الحزب إلى الصين لاستكشاف إمكانية مساعدتها للبنان، معلناً استعدادها للاستثمار في مشروعين في مبادرة تظهر مرة أخرى حلول الحزب مكان الدولة.

ثانياً: دعا نصر الله الشعب اللبناني إلى الانخراط في الاقتصاد المقاوم، طالباً منه في الحرب الجديدة التي يخوضها التقشف والتخلي عن الرفاهية والاستعداد لمزيد من شظف العيش، مطمئناً إياهم أن «دولة» «حزب الله» لن «تدعهم يجوعون» لاغياً بتعهده هذا الدولة الفعلية.

ثالثاً: اتهم نصر الله أميركا بمنع وصول الدولار إلى لبنان وممارسة ضغوط على مصرف لبنان لعدم ضخه في السوق اللبنانية بحجة أن الحزب يسحبه لتهريبه إلى سوريا، وهي حجة اعتبرها واهية لأن الحزب «يدخل الدولار إلى البلاد ولا يخرجه منه». فأكد بذلك من جهة، استمرار حملة الحزب ضد المصارف اللبنانية ومصرف لبنان سعياً إلى تعطيل نظام التجارة التقليدي القائم على عمليات مصرفية واستبدال التهريب والمقايضة والاقتصاد النقدي به، للتحكم بالدورة الاقتصادية عبر سيطرته على هذه الوسائل، ومن جهة أخرى تجاهل التزام الدولة بالعقوبات المفروضة على إيران.

وسط هذا المشهد، جاءت دعوة رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري إلى عقد مؤتمر وطني يضم كل الأطراف السياسية، مُهد له بإجراء مصالحات بين أطراف موالية لـ«حزب الله» وأخرى مناهضة له. ولا ندري في الواقع إذا كانت هذه الدعوة منسقة مع الحزب، كما لا ندري إذا كان أمينه العام استبق، أم لا، هذا الاجتماع بكلمته ليضع إطاراً وسقفاً له، وتكون بذلك مهمته هي تأمين «الغطاء الوطني» للمشروع السياسي الاقتصادي الذي أعلن عنه صراحة.

فهل تتلقف القوى والقيادات المصنفة معارضة المدعوة إلى هذا الاجتماع لترفع الصوت من القصر الجمهوري أمام رئيس الجمهورية ورئيسي السلطة التنفيذية والتشريعية وممثلي «حزب الله»، وتعلن بكل جرأة الحريص على وطنه أن شرطها الوحيد لمشاركتها فيه أن يدرج على جدول أعماله بنداً - سؤالاً واحداً المطلوب الإجابة عنه من أركان الدولة من جهة ومن الحزب من جهة أخرى، وهذا البند هو موقف الدولة من مضمون كلمة نصر الله. فهل الدولة اللبنانية موافقة على هذا المضمون الذي لا يحتمل أي اجتهاد؟ فإذا كانت هذه المرجعيات غير موافقة، فما خطتها لمواجهة الحزب؟ وإذا كانت موافقة، فما خطتها لمواجهة المجتمع الدولي؟ أما الحزب، فليسأل ماذا سيفعل إذا رفضت المعارضة ومعها أقله نصف اللبنانيين توجهاته وأوامره؟ هل سينفذ مشروعه بالقوة، أم ثمة مساحة لتسوية ممكنة؟

أما إذا كان الاجتماع مجرد لقاء لأخذ العلم بتوجهات المرشد الأعلى للجمهورية والذهاب معه إلى حيث يريد ويدفع وليس للتداول والشورى لما فيه خير لبنان، فسيكون مستقبلنا قد أصبح معروفاً بلونه الأسود القاتم.

 

أرباب الانهيار في حوار بعبدا!

طوني بولس/صوت بيروت إنترناشونال/22 حزيران/2020

من الواضح ان الهدف الأساسي من دعوة رئاسة الجمهورية الى الحوار هو لملمة أشلاء العهد تحت عنوان “درء الفتنة”، فالرئيس عون يقترب من بداية الثلث الأخير في ولايته، ويسعى لإنقاذ صورته المتشظية امام الراي العام المحلي والدولي في ظل التحديات التي تواجه كيانية الدولة اللبنانية على الصعيد الاقتصادي والاجتماعي وسيادة الدولة. في العادة كل دعوة للتلاقي والحوار ومسعى إيجابي هو امر جيد، لكن بعض الأوساط السياسية رصدت بهذه الدعوة محاولة لفك “الحصار” المحلي والدولي عن حزب الله الذي يريد التمترس خلف مشهد وطني جامع من جهة، كما هو محاولة “عونية” لرمي مسؤولية فشل العهد على الجميع وإخراج نفسه من دائرة الاستهداف المباشر من جهة أخرى، إضافة الى محاولات إجهاض الانتفاضة الشعبية.

الاستنجاد والاغراء

وترى الأوساط انه بالرغم من استنجاد الرئاسة الأولى برئيس المجلس النيابي نبيه بري لإقناع بعض القوى السياسية المشاركة، إلا ان إجماع رؤساء الحكومة السابقين على المقاطعة قد يكون أجهض الحوار المرتقب، وخاصة ان محاولة “الاغراء” التي سربت بأن الحوار قد يكون مدخلاً لحكومة جديدة لم يقنع أحد. ووفق مصادر مواكبة للحوار فإن خيار إرجاء موعد انعقاد الحوار في بعبدا بات مرجحاً، حيث أسديت في الساعات الماضية إلى دوائر الرئاسة الأولى بالمبادرة إلى اتخاذ قرار الإرجاء ذاتيا في خطوة استباقية لإعلان فشل الدعوة. وتشير مراجع سياسية الى ان “حوار بعبدا” المطروح يفتقر إلى سياق سياسي داخلي “يحضنه”، كما انه لا يتضمن جدول اعمال واضح، وكأنه اجتماع دردشة على فنجان قهوة.

السلاح أو الانفجار؟

وترى المراجع بأن الأمور الأساسية التي يجب ان يقوم عليها الحوار تواجه بـ “فيتو” من تحالف نصر الله – عون، سائلة هل يمكن طرح الاستراتيجية الدفاعية وسلاح حزب الله الذي تسبب بعزل لبنان عن محيطه؟ وهل يمكن طرح قانون قيصر الذي بات سيفاً مسلطاً على لبنان نتيجة استجلاب تداعياته؟ ومن يستطيع اقناع حزب الله ان اتجاه لبنان شرقاً سيجعل من لبنان دولة فاشلة ملحقة بسوريا وإيران وأفغانستان؟ وذكر المرجع بحوار العام 2006 الذي انتهى بحرب إسرائيلية مدمرة على لبنان، حيث بعد انتصار قوى 14 آذار حينها بالانتخابات النيابية وطرحهم استراتيجية دفاعية للبنان واستعادة الدولة اللبنانية قرارات الحرب والسلم، استفرد وذهب الى الحرب مع إسرائيل ليرفع بعدها شعار “لو كنت اعلم”. بكلام واضح، لا يمكن فكّ أسر لبنان الذي تحوّل رهينة إيرانية من خلال لقاء وطني في قصر بعبدا، فالحوار من أجل الحوار لا ينقذ لبنان ولا يشكّل مدخلا لمنع الانهيار. ولا يمكن للحوار من أجل الحوار أن يكون بديلا عن التصالح مع الواقع ومن تصالح لبنان مع نفسه ومع محيطه العربي ومع المجتمع الدولي، فبيان وزارة الخارجية الفرنسية الأخير واضح، هناك خوف من انفجار في لبنان وهناك دعوة إلى إصلاحات وهناك دعوة إلى التزام لبنان القرارين 1559 و1701. فهذا يعني أن فرنسا تعي تماما ماذا يعني بقاء سلاح حزب الله مرفوض عربيا ودوليا.

 

قانون قيصر يدخل حيز التنفيذ (الجزء الثاني): الضغط على «حزب الله» في لبنان

حنين غدار/معهد واشنطن/22 حزيران/2020

كما هو مذكور في الجزء الأول من المرصد السياسي، يتسبّب تنفيذ واشنطن الوشيك لـ "قانون قيصر لحماية المدنيّين في سوريا" بحالة من الهلع في لبنان. وعلى الرغم من أنّ الهدف الرئيسي من القانون هو معاقبة حكومة بشّار الأسد على الفظائع التي ارتُكبت ضد الشعب السوري، إلّا أنّه لم يكن بوسع النظام الاستمرار لفترة طويلة بما يكفي لارتكاب هذه الانتهاكات من دون دعم مباشر وغير مباشر من الميليشيات والمسؤولين والشركات التجاريّة اللبنانيّة. والأهم من ذلك، كان «حزب الله» في طليعة الحرب السورية لسنوات، حيث ساعد بشّار الأسد في شنّ حملاته الوحشيّة بكفاءة أكبر من خلال الاعتماد على المقاتلين والموارد من لبنان. وتستمر الروابط الوطيدة للحزب مع النظام السوري حالياً، بما في ذلك في قطاعات الوقود (الفيول) وغيرها من القطاعات المستهدفة بموجب قانون "قيصر" بشكل صريح. ويعطي ذلك المسؤولين الأمريكيين فرصة لمعاقبة الأفراد والقنوات والأدوات اللبنانية التي يستخدمها «حزب الله» ودمشق لإبقاء النظام واقفاً على قدميه. وفي الواقع، إنّ الوضع الراهن مثالي لممارسة المزيد من الضغط على الحزب وحلفائه داخل لبنان. وقد طلبت الحكومة اللبنانيّة التي يقودها «حزب الله» في بيروت حزمة مساعدة من "صندوق النقد الدولي" تبلغ قيمتها 10 مليارات دولار، لذلك يفهم المسؤولون المحليّون تداعيات تحدي القانون الأمريكي والمجتمع الدولي الأوسع في هذا الوقت الحسّاس من تاريخ البلاد. وبناءً على ذلك، يجب على واشنطن وشركائها أن يوضّحوا أن البلاد لا يمكن أن تتوقّع الحصولَ على مساعدات من "صندوق النقد الدولي" ما لم تبدأ بقطع علاقاتها العسكريّة والتجاريّة المحدّدة مع نظام الأسد. وعلى الرغم مما يقوله «حزب الله» للشعب اللبناني، إلّا أنه لا يزال بإمكان البلاد أن تُنقذ نفسَها عبر الالتزام بالتدابير الإصلاحيّة والشروط التي حدّدها "صندوق النقد الدولي".

من الذي يجب أن يشعر بالقلق؟

لطالما ارتبط لبنان بسوريا سياسياً واقتصادياً ومالياً. ويسمح غياب الحدود المرسّمة بين البلدَين حتى الآن بعمليّات تهريب يوميّة غير مُراقَبَة، مما يجعل من الصعب تقدير حجم التبادلات المالية بين البلدين. ولكن بعض التفاصيل واضحة - كما ذكرت وكالة "رويترز" في تشرين الثاني/نوفمبر: "من المُعتقد أن لدى سوريّين أثرياء ودائع بمليارات الدولارات في المصارف اللبنانيّة". وقد أصبح الكثير من هذه الأموال محتجزاً لدى المصارف بعد انهيار الاقتصاد اللبناني وفي أعقاب فرضْ المصارف المحليّة قيوداً مشدّدة على السحب النقدي بالدولار الأمريكي.

وقد تخضع بعض هذه المصارف وشركائها والشركات اللبنانية المرتبطة بها إلى عقوبات جديدة بسبب المساعدات الماديّة لنظام الأسد، خاصة إذا كانت مرتبطة بأي شكل من الأشكال بالدعم اللوجستي للعمليات العسكرية لـ «حزب الله» في سوريا. ومع ذلك، قد يكون الردع التأثير الأكثر أهمية لـ "قانون قيصر" - أي سيتعين الآن على الشركات اللبنانية التي كانت تأمل في الوصول إلى السوق السورية من خلال مشاريع التجارة أو إعادة الإعمار، إعادة النظر في هذه الخطط.

ويشكّل مهرّبو الوقود مجموعة مهمة أخرى قد تتأثّر من جرّاء تنفيذ هذا القانون. وفي الوقت الذي لا يتمكن فيه لبنان تحمّل خسارة المزيد من احتياطياته من العملات الأجنبيّة، أشار حاكم "مصرف لبنان" رياض سلامة الشهر الماضي إلى أنّ البلاد "تنزف" 4 مليارات دولار سنويّاً بسبب تهريب «حزب الله» والجهات الفاعلة الأخرى للوقود المدعوم من الحكومة إلى سوريا. وقد وصلت حالة الهلع إلى أوساط أصحاب الشركات المتورّطة في هذه العمليّات، ويعتقد العديد من السكان المحليين أنّ "قانون قيصر" قد وُضِع خصّيصاً لاستهداف التهريب في كلا الاتجاهين - ليس فقط الوقود المتجه إلى سوريا، ولكن الأسلحة القادمة إلى لبنان أيضاً. لذلك، يجب على المسؤولين الأمريكيّين استخدام بطاقة التهديد بفرض العقوبات بموجب "قانون قيصر" للضغط على المسؤولين اللبنانيين من أجل تشديد الرقابة على الحدود واتخاذ تدابير أخرى تساعد في الحد من تهريب الوقود عبر المعابر غير القانونية.

يجب أن يشعر بعض الحلفاء السياسيين لـ «حزب الله» بالقلق إزاء التشريع الأمريكي الجديد أيضاً. وعلى الرغم من أنّ تعامل الرئيس ميشال عون وزعيم "التيار الوطني الحر" جبران باسيل ورئيس مجلس النواب نبيه بري مع النظام السوري قد اتّسم بالحذر، إلّا أنّ الحلفاء الآخرين كانوا أقل خجلاً في إعلان دعمهم العسكري للأسد، بمن فيهم "الحزب السوري القومي الاجتماعي" ورئيس "حزب التوحيد العربي" وئام وهّاب. على سبيل المثال، أفادت بعض التقارير أن وهاب أرسل أفراداً للقتال إلى جانب النظام السوري في السنوات الماضية (وقد قُتل عدد منهم خلال اشتباك وقع في محافظة السويداء عام 2014).

تقوية الحدود، الانفصال عن الأسد

قد يساعد "قانون قيصر" لبنان على تعزيز سيادته وتمكين مؤسّساته في وجه الجهات الفاعلة من غير الدول، عبر استخدامه هذه الانتهاكات وغيرها المتعلّقة بسوريا كوسيلة ضغط. وعلى وجه الخصوص، إذا أقنع التهديد بفرض العقوبات بموجب "قانون قيصر" المسؤولين اللبنانيّين بترسيم حدود بلادهم والبدء في تنفيذ قرارات مجلس الأمن 1559 و 1680 و 1701 بشكل صحيح، فإن ذلك سيحدّ من حريّة «حزب الله» في استغلال المؤسّسات الوطنيّة دعماً لنظام الأسد في البلد المجاوِر. علاوة على ذلك، سيكون المهرّبون أقل حرية في مواصلة الأنشطة التي تضر بالاقتصاد اللبناني وتجلب أسلحة خطيرة إلى أراضيه. وعلى الصعيد الإقليمي، من شأن تعزيز سيادة لبنان أن يساعد المجتمع الدولي على ممارسة المزيد من الضغط على "الجسر البري" الإيراني إلى بيروت والحدود الإسرائيلية.

وعلى الصعيد الدبلوماسي، يمكن الاستفادة من "قانون قيصر" بطريقتين. أولاً، يمكن أن يساعد في تثبيط الجهود لتطبيع العلاقات اللبنانية مع سوريا طالما أن النظام الذي لم يتم إصلاحه يسيطر على السلطة في دمشق. وعندما أثار نشطاء لبنانيون وشخصيات معارضة مخاوف في الشهر الماضي حول الكيفية التي يؤدي فيها تهريب الوقود إلى إلحاق الضرر بالاقتصاد اللبناني، صرح الأمين العام لـ «حزب الله» حسن نصر الله أن الحل الوحيد هو تطبيع العلاقات من أجل التنسيق بشكل صحيح مع سوريا لحل المشكلة. ويفضل الحزب هذا الحل لأنه يحتاج إلى إبقاء ما يقدر بـ 120 معبراً غير قانوني تحت سيطرته، بدلاً من ترسيم الحدود والإشراف عليها من قبل "الجيش اللبناني". لكن المواطنين اللبنانيين (والمصارف) لم يعودوا قادرين على تحمّل الأضرار الناجمة عن الحدود الفضفاضة وانخراط «حزب الله» في سوريا.

ثانياً، يمكن لـ "قانون قيصر" أن يدفع بلبنان إلى تعليق اتفاقيّاته العسكريّة وهيئاته التنسيقية الطويلة الأمد مع دمشق. وتتضمّن هذه الهيئات "المجلس الأعلى السوري اللبناني"، وهو هيئة أُنشئت بموجب "معاهدة الأخوّة والتعاون والتنسيق" خلال الاحتلال السوري للبنان عام 1991. ووفقاً للميثاق - الذي لم يُلغَ عندما غادرت القوات السورية لبنان في عام 2005 - يتعيّن على الدولتَين "السعي لتحقيق أعلى مستويات التعاون والتنسيق في المجالات السياسية والاقتصادية والأمنية والثقافية والعلمية وغيرها". كما توفر المعاهدة آليّةً لإضفاء الطابع المؤسّسي على هذا التنسيق عبر عدة لجان ثنائيّة الأطراف. علاوة على ذلك، تدعو اتفاقية الدفاع والأمن، الموقعة في وقت لاحق من ذلك العام، إلى تنسيق وتعاون شاملين بين المؤسسات العسكرية والأمنية والاستخبارية لكل دولة.

ويشكّل "قانون قيصر" أداةً قويّة لتعزيز الحجّة القائلة بأن لبنان لا يمكنه أن يبقى مرتبطاً بعد الآن بالنظام السوري الحالي على المستويين الاقتصادي والأمني. ومن أجل منع حدوث انهيار اقتصادي شامل، من الضروري أن تبعد البلاد نفسها عن محور الأسد-إيران، وتتحدّى أي تطبيع للعلاقات مع النظام الحالي في دمشق. وتشكّل بطاقة التهديد بفرض العقوبات بموجب "قانون قيصر" وسيلةً لحثّ المواطنين اللبنانيّين على الإدراك بأنّ النأي بالنفس الواضح والراسخ هو شرط مُسبَق للحصول على مساعدة دوليّة.

وفي الوقت نفسه، يجب على المسؤولين الأمريكيين التأكيد على أن التشريع لا يهدف إلى الإضرار برجال الأعمال اللبنانيين الذين لم يشاركوا في دعم نظام الأسد. ويَعتبر الكثيرون من أصحاب المصانع والتجّار والمزارعون المحليّون أنّ سوريا تشكّل الطريق البري الوحيد لإرسال بضائعهم إلى بقية أنحاء المنطقة. ومن الضروري طمأنة أصحاب هذه المؤسسات بأنّ الغرض من "قانون قيصر" ليس استهدافهم أو إلحاق المزيد من الضرر بالاقتصاد اللبناني الهش. وتحقيقاً لهذه الغاية، على "مكتب مراقبة الأصول الأجنبيّة" في وزارة الخزانة الأمريكيّة أن يوضح بالتفصيل أنواع التبادل التجاري الشرعي العابر للحدود وإعادة الشحن الشرعيّة التي لن تتأثّر بالتشريع.

*حنين غدار هي زميلة زائرة في زمالة "فريدمان" في "برنامج غيدولد للسياسة العربية" في معهد واشنطن.

 

انتخابات ترامب وحسابات نتانياهو: "الحرب المؤجلة" تقترب..

منير الربيع/المدن/23 حزيران/2020

لا يزال الفيديو الذي نشره حزب الله مصوّراً ضربات صاروخية "دقيقة" لأهداف إسرائيلية، يتفاعل في الأوساط المحلية والدولية. تختلف التقديرات وتتنوع الاحتمالات حول غاية الحزب لنشر هذا الفيديو. في المنحى التبسيطي، فإن حزب الله عمد إلى التذكير بقدراته وإلى إثبات قوته أمام شعبه وجمهوره وبيئته، لا سيما بعد موقف أمينه العام الأسبوع الفائت القائل أن الحزب لن يتراجع. وبالتالي، كانت النيّة هي شد عصب الجمهور، والقول له إنه الأقوى في المعادلة، وقادر على ضرب أهداف في الداخل الإسرائيلي، الأمر الذي قد يغير معادلة الصراع. وتكمل هذه النظرية بالقول إن من يريد شن ضربة عسكرية لا ينشر فيديوهات. العملية الإعلامية تعني استبعاد الخيارات العسكرية.

أمر عمليات إيراني

أما التقدير المركَّب، فيعتبر أن لجوء الحزب إلى نشر الفيديو والإعلان بشكل رسمي عن امتلاك صواريخ دقيقة، مع نشر خرائط لمواقع عسكرية إسرائيلية، هي أمر عمليات إيراني واضح المعالم، حتى أن الخرائط قد تكون مأخوذة إما من أقمار صناعية إيرانية، أو من عمليات تصوير للمسيّرات التي يمتلكها حزب الله. وهو عمل كثيراً في الفترة الأخيرة على تطوير هذه المسيّرات، القادرة على حمل متفجرات أيضاً. هذا الأمر الإيراني يندرج في خطوات التصعيد المتعددة. فالأسبوع الفائت، إلى جانب مواقف حزب الله التصعيدية في السياسة الداخلية، كانت هناك عمليات إطلاق صواريخ حوثية باتجاه الأراضي السعودية، وتفجيرات استهدفت المنطقة الخضراء في بغداد. وبالتالي، هناك تكامل في تسخين هذه الجبهات أو إيصال الرسائل فيها.

السؤال هنا، هل يريد حزب الله الدخول في هكذا حرب؟ الجواب البديهي يكون بالنفي. لا الأزمة الاقتصادية ولا الوضع اللبناني برمته قابل لذلك. والحزب لا يريد تحمّل مسؤولية أي حرب قد تكون تدميرية على مختلف الصعد. لكن أيضاً يصح هنا السؤال: هل يمكن للإسرائيلي والأميركي استغلال هذا الفيديو وتضمينه اعترافاً من قبل حزب الله بامتلاكه صواريخ دقيقة لشن حرب أو ضربة موضعية تستهدف مخازن هذه الصواريخ؟ لا جواب واضحاً. قد يكون ذلك ممكناً وقد يكون التركيز حالياً على العقوبات والضغوط الاقتصادية، التي قد تؤدي أفعالاً كثيرة تغني عن المعارك العسكرية. مع ذلك، يجوز التساؤل: ماذا لو استهدفت إسرائيل مواقع الصواريخ التي أعلنت سابقاً أنها تمتلك معلومات عن أماكن وجودها؟ وهل ستتمكن من تدميرها مثلاً؟ وكيف سيكون رد حزب الله؟ هنا يدخل المرء في مغاور كثيرة من التحليل، كلها تشير إلى تغيير قواعد اللعبة بشكل جذري، وقد تؤدي إلى حرب مفتوحة.

حرب الاستخبارات والعقوبات

تشير معلومات مؤكدة أن الحرب الإستخبارية قائمة بشكل يومي بين الطرفين. بعضها يتم إعلانه والبعض الأكبر يبقى في الإطار السري. ما يعني أن الحرب قائمة، لكنها بلا معارك ولا حروب ولا ضربات. إذ أن الضربات تقتصر على سوريا فقط. لكن ذلك لا يعني أن عدم جعل لبنان ساحة مستهدفة أمراً مستبعداً، عندما تقتضي الحاجة، وربما إذا ما فشلت العقوبات الاقتصادية عن تأدية مهامها، ولم يتوصل الإيرانيون والأميركيون إلى اتفاق على التفاوض. عندها سيكون لبنان في عين عاصفة مدمرة. خصوصاً أن هناك من يعتبر أن الإسرائيلي سينتهز هذا الفيديو وغيره من الذرائع، لشن حرب أو عملية عسكرية، وربما يكون هناك من يذهب في اتجاه جعل التحالف الدولي لمكافحة الإرهاب شريكاً في هذه الضربات، بعد الضغوط التي يتعرض لها حزب الله أوروبياً عبر تصنيفه على لائحة الإرهاب.

هناك من يعتبر أن الحرب تقترب. عوامل كثيرة قد تدفع باتجاهها، إذا لم تؤد العقوبات ما هو مطلوب منها. وتتزامن مع حاجة نتنياهو إلى خطوات من هذا النوع لتعزيز وضعيته في الداخل، خصوصاً إذا ما فشل في خطوة ضم الضفة الغربية، في ظل الضغوط الدولية التي يتعرض لها. وقد تكون أيضاً نوعاً من حاجة للرئيس الأميركي دونالد ترامب على أبواب الانتخابات الرئاسية. وكذلك، فإنها تنسجم مع ما يحكى عن تفاهمات أميركية روسية حول تحجيم النفوذ الإيراني في سوريا، وما يضغط في سبيل تحقيقه الإسرائيليون على موسكو.

الحرب مؤجلة، وقابلة لأن يتجنبها الطرفان. لكن ذلك لا ينفي الاهتمام الدولي بما يجري على الساحة اللبنانية، خصوصاً أن الرسائل الدولية تتوالى إلى مختلف اللبنانيين.

وتكشف المصادر أنه بعد نشر حزب الله للفيديو، كانت الرسائل الإسرائيلية مباشرة من خلال الغارات الوهمية والتحليق الكثيف للطيران الحربي الإسرائيلي في كل الأجواء اللبنانية، وتزامنت مع رسائل دولية وصلت إلى المسؤولين اللبنانيين بأنه في حال أي خطأ بالحسابات سيدفع لبنان كله الثمن، ولن يكون هناك أي فصل بين حزب الله والدولة اللبنانية.

 

كتاب للسيّد حسن نصرالله: لماذا تأخذنا إلى شُرْعَةِ الغاب؟

فادي تويني/المدن/23 حزيران/2020

مولانا،

*إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ*

لَمِن المفارقات في لبنان أنّ علمانياً يتوجّه إلى رجل دينٍ معمّم لمناقشته، لا في خطبة جمعة حول شجون المجتمع وأخلاقياته، أو عظة أحد، بل في الاقتصاد والسياسة ومصير وطن. فلا ضيرَ إن كنّا على خلاص لبنان متّفقين. ومن المفارقات أيضاً أنّي أسمعك للمرة الأولى تتكلم على مشاريع بنيوية يُنشئها القطاع الخاص (الصيني) ويديرها، وتشمل فيما تشمله مشروع القطار السريع من طرابلس (لِمَ لا العريضة؟) إلى الناقورة، ونفقاً من بيروت إلى البقاع، ومشاريع الطاقة وسواها، على قاعدة الإنشاء والتشغيل ("BOT"). فمن المعلوم أن هذا النوع من تمويل طويل الأمد لمشاريع البنى التحتية نشأ في قطاع النفط والغاز بالولايات المتحدة وتوسّع، وهو يُعتمد، على سبيل المثال، في السعودية لتوليد الطاقة وتحلية المياه بأدنى كلفة، كما بات الوسيلة الفُضلى في المملكة لتمويل قطاعات بنيوية أخرى يشارك فيها الصينيون وسواهم. أفلا تدري أن هذا لون من ألوان الخصخصة، ترتضونه آتياً من الصين، وخيراً تفعلون، وتقاومونه في لبنان على مدى ربع قرن في قطاعَي الكهرباء والاتصالات؟ فلو كان رفضكم هذا مبنيّاً على اعتماد معايير دولية في إدارة المناقصات وشفافيتها فلحُلَّت المشكلة منذ حين بالتعاون مع المؤسسات الدولية ووفّرنا المليارات. وأما إذا كانت مقاومتكم تستند إلى حكم عقائدي مسبق أو للإفادة من المرافق العامة على مرّ السنين من دون بدل، فالفاتورة المتراكمة وفوائدها من عجز الكهرباء وحده تعادل مجمل الدين العام، وتتحمّلون أنتم وشركاؤكم في الحكم الشطر الأكبر منها.

فسواء أكان الوعد من الصين أو من سواها، فالعبرة في التنفيذ حسب أصول المنافسة وعقود معتمدة دولياً من السذاجة خلطها بالعمل الخيري. فالعنصر الأساس إنما هو في قدرة الدولة المعنيّة، أي لبنان في هذه الحال، على تنفيذ التزاماتها، ومنها المالية، ونسبة المخاطر السياسية فيها. فعند أول اضطراب تجد المتعهّد (الصيني) يجمع أصوله وفريقه ويرحل في أسرع من لمح البصر. فالعنصر "المقاوم" خارج الدولة وقوانينها المرعية الإجراء لا يعني المستثمر بل يُثقل تقويمه للمخاطر، وكذلك افتقار الدولة المعنية لقضاء رصين مستقل عن السلطة السياسية.

فاسمح لي إذاً بتذكيرٍ تاريخي مقتضب يربط بين ازدهار لبنان واستقراره السياسي والأمني. ذلك أن من العام 1948 إبّان انتهاء العمليات الحربية وقبل اتفاقية الهدنة مع إسرائيل، وحتى سنة 1965، استتبّ استقرار نسبي في الجنوب على الرغم من توتر شديد في المنطقة وتجاذبات الحرب الباردة وانعكاساتها الإقليمية. والفضل في ذلك يعود إلى رصانة مسؤول واحد سواء أكان في قيادة الجيش أو في سدّة الرئاسة، وهو الرئيس فؤاد شهاب. في العام 1965 مع انتخاب شارل الحلو رئيساً، بدأ الوضع الأمني يتبدّل. فالرئيس الحلو على وسع ثقافته ورزانته، لم يتمتع بمتانة الرئيس شهاب السياسية أو العسكرية، فأراد التمايز عنه من خلال تعديلات أمنية بدءاً بقيادة الجيش، مما تسبب بشرخ مع سلفه. وبدأت الأمور تتفسّخ جنوباً بتسلل مجموعات مسلّحة ("الصاعقة") عبر الحدود السورية إلى منطقة العرقوب، وزّعت السلاح فيها تحت عنوان "المقاومة" و"العمل الفدائي" (عبثاً بالسيادة اللبنانية واتفاقية الهدنة). وعليه بدأت المناوشات الأمنية واشتباكات مع الجيش (أسفرت إحداها عن توقيف 150 جندياً سورياً). وبدأ استرهان الجنوب لأهداف لم تكن دمشق، تحت قيادة ضباط بعثيين متهوّرين استولوا على الحكم في العام 1963، بعيدة عنها.

في آب 1962 زار نائب الرئيس الأميركي ليندن جونسون الرئيس شهاب في صربا مهنئاً إياه على إنجازاته. وكان لبنان في المرتبة الأولى في المنطقة بنسبة ناتجه القومي للفرد، فأراد جونسون أن يرى بأم العين بُنى لبنان التحتية (ومنها أوتوستراد جونية). ثم عاد وأبرق إلى الرئيس شهاب من البيت الأبيض بعد عامين لمناسبة انتهاء ولايته مُعرباً عن إعجابه بما شاهده وتقديره لما حقّقه شهاب منذ أزمة 1958 من تناغم وطني ورخاء وتقدم اجتماعي جعل من لبنان قدوة بين الدول الحرة.

قارن إذاً، يا مولانا، بما نحن عليه اليوم. بُنى تحتية معدومة، تدنٍ في الدخل القومي للفرد على عدد الدقائق، فساد في رأس الهرم لا سابق له، بيئة منكوبة، وإفلاس عام مهما أصرّ أهل الحكم على إنكاره. جيشان في بلد واحد، أحدهما تحت قيادتك لا وجود له في القانون، وآخر شرعي يتبع مجلس الوزراء، فضلاً عن عزلة مريبة، لا تشبه لبنان في شيء، وسمعة أسوأ، خصوصاً بين دول الخليج العربي التي تربطنا بها مصالح حيوية. كل هذا من نتاج حقبة كان لكم فيها، بشكل أو بآخر، اليد الطولى في السياسة العامة، وخصوصاً بعد خروج القوات السورية ومخابراتها من لبنان سنة 2005. فكيف وصلنا إلى هنا؟

لنتّفق إذاً على أمرين إثنين: أولاً، نحن في حاجة إلى التطبيع. لا مع الحكم في سوريا أو مع إسرائيل، بل في ما بيننا بدايةً. وثانياً، لا علاقة منتظمة بيننا بلا عقدٍ قابل للتنفيذ. فما يجمعني بك تحت السقف اللبناني الواحد ليس عِرقاً أو ديناً أو مذهباً أو حتى ثقافة، بل شُرعة وطنية تَرسُم حدود العقد بيننا نسمّيها "الدستور"، تنص، في ما تنص عليه، على المناصفة في المجلس النيابي بين المسيحيين والمسلمين، ولا تلحظ شيعيّة وزير المال ولا سنيّة رئيس الوزراء ولا مارونية رئيس الدولة. وهذه ليست بأمرٍ "نظري"، كما تقول، إنما هي تضمن أن اللبنانيين سواءٌ أمام القانون (هل أنتَ وأنا متساويان؟). كما تنص على أن رئيس الدولة هو قائد القوات المسلّحة، ولست أنت، وأنّ قرار الحرب والسلم يعود إلى مجلس الوزراء. فإن أخلّيتَ بالعقد أو خرقتَه، انتقلنا من "الشُرعة" إلى شريعة الغاب وانفرط الكيان. فليست إسرائيل من سطا على المرافق العامة ونهبها، ولا هي من نهشت بيئة لبنان الأخضر وفتكت بها، ولا هي أقامت الأحزاب المذهبية فيه، أو أفلست مصارفه. فثمة للشعب اللبناني عدوّ آخر، سلاحك لم يحمِنا منه بل أقحمنا فيه.

وعليه، ففي وجود دولة شرعية، وحكومة أنتم منها، فسلاحكم الذي وُجد في الأصل لغياب الدولة صار في أصل المشكلة معها. وأنا على يقين من أنّ ليس في يدي أو حتى في يدك القدرة على سحبه أو تسليمه طالما أن القرار نهايته في طهران. فإن سلّمنا بأن من حق إيران أن تضمن أمنها القومي، فلا مسوّغ لها في أن تضع حدودها الغربية على "بوابة فاطمة". تماماً كما لو سلّمنا بأن لإسرائيل حقاً في ضمان أمنها، ضمن حدود معترف بها دولياً، لا أكثر، فلا حق لها في الاستيطان أو ضمّ أراضٍ فلسطينية. وكذلك أيضاً، ومن باب أولى، ضمان أمن دولة فلسطين وسيادتها. غير أنّ معضلة الأمن الإقليمي ليس لها أن تُحل في لبنان، وعلى نفقة اللبنانيين، بل بالتفاهم مع الدول الكبرى في مجلس الأمن (أو خارجه).

مولانا، لا يخفيك أن سياسات الأمم لا تنطوي على عقيدة دينية أو مذهب أُخرَوي، بل على مصلحة عُليا للدولة (وذلك منذ أن جعل الكردينال ده ريشوليو، رئيس وزراء لويس الثالث عشر، من "منطق الدولة" حجر الزاوية لسياسة مملكة فرنسا الخارجية). وكذلك، فمفهوم العدوّ المطلق أو "الشرّ" المطلق، إن وُجد في السياسة، إنما هو يستوجب إجماعاً كونياً عليه، دونه لا تُبنى سياسة واقعية. والسياسة الواقعية مع الخارج والمتأنية إنما حدودها الإجماع الداخلي. فبالنسبة إلى لبنان، آن لنا أن نقرّ بأن هوية لبنان المتعددة الوجه والدين والمذهب، على ما تسديه من حيوية، فهي معقّدة وتُلزم لبنان بحياد دقيق إن أراد أن يحفظ رأسه. والحياد يُقرن بقدرات دفاعية لحمايته، قوامها اقتصاد متين شرطه قضاء لا يمسك به السياسيّون. فإذا عزمنا على الخروج من الإفلاس والعزلة لِوُلوج دولة يُعتدّ بها، فلا سبيل إلى ذلك، أقلاً في طور الانتقال، بلا غطاء دولي، مالي وأمني في آنٍ معاً. أفلستَ أنت من سأل، مولانا، أنسلّم رأسنا إلى الذئاب إن سلّمنا سلاحنا؟

في العام 1861 أبرمت الدول العظمى الخمس اتفاقية مع الباب العالي ("نظام المتصرفية") حيّدت فيه لبنان عن صراعاتها وضمنت له استقلالاً ذاتياً وسلماً أهلياً داما ما يزيد على نصف القرن حتى اندلاع الحرب العالمية الأولى. في العام 2020، وفي مئوية لبنان إن أردناه أن يبقى، فلنحيّده معاً، بمساعدة الدول الكبرى وسلطتها الرادعة، الّلهمّ إلاّ إن شئتَ أنت إكراه اللبنانيين على نهج لا يطيقون كلفته، وأكثرهم ما كانوا به مؤمنين. فإن لم ينفع كلام الناس، فربما في ذكر كلام الله تجد أكثر نفعاً: * لَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَآمَنَ مَنْ فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا ۚ أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّىٰ يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ* (يونس، 99)؛ والسلام.

 

باسيل والأوراق المحروقة

وليد شقير/نداء الوطن/22 حزيران/2020

لم يكتفِ رئيس "التيار الوطني الحر" برمي أكثر من ورقة محروقة أصلاً، يعتقد أنه يمتلكها، بل ساهم في حرق أوراق أخرى يفترض الواقع السياسي أنها في يد العهد، على جري عادته.

فضلاً عن أن معظم الوسط السياسي لم يصدق أنه غادر الوهم بأنه مرشح جدي لرئاسة الجمهورية، وهو الوهم الذي كان يتلبّسه ويحكم سلوكه السياسي في السنوات الماضية، فإن أياً من القوى السياسية لم يتعامل مع إعلانه أنه لا يريد الرئاسة بل يريد الإصلاح على أنه صادق في هذا الإعلان. النتيجة المنطقية أنه مثلما كان وهم ترشيحه للرئاسة ورقة هالكة فإن تخليه عن هذا الطموح ورقة ميتة إذا كان يعتقد بأنه يظهر بمظهر المتعفف أمام أطراف محلية وخارجية ورأي عام ومحازبين في "التيار الحر" نفسه ضاقوا جميعاً ذرعاً بمناورات دونكيشوتية تسببت في تراجع شعبية "التيار" والرئاسة.

أما من الأوراق التي ساهم في حرقها في مؤتمره الصحافي الأخير فهي الهجوم تارة صراحة وأخرى تلميحات على قوى سياسية يأمل الرئيس ميشال عون بأن تشارك في اللقاء الوطني الذي دعا إليه يوم الخميس المقبل تحت عنوان التوافق على تحصين لبنان بالوحدة الوطنية. فمن أين يمكن للقوى المترددة في حضور هذا اللقاء الذي بات مؤكداً أنه سيكون ناقصاً ومبتوراً بسبب خشية من سيتغيبون عنه من أن يُستغل من أجل إعادة تعويم باسيل. فمن عادة الرئيس عون أن يدعو الفرقاء الذين يعقد معهم تفاهمات مبدئية إلى متابعة الحوار والمناقشات "مع جبران". وهو ما بات غير قابل للاستجابة له إكراماً لموقع الرئاسة لتيسير أمور الدولة والمؤسسات كما كان يحصل في السابق، بعدما اكتشف معظم قادة هذه القوى أن مسايرة عون في ذلك أعطت مفعولاً عكسياً وسلبياً. فباسيل استخدم إحالة عون الفرقاء عليه لممارسة شبق السلطة وشراهة الكسب المصلحي واستضعافهم باسم الرئاسة الأولى، بدلاً من تيسير أمورها في الحكم. الفرقاء السياسيون هؤلاء حلت عندهم "التوبة" حيال التفاهم مع باسيل، مكان التساهل مع ما يطلبه الرئيس منهم، نظراً إلى أن الصهر تفنن في غدرهم أو في التراجع عن أي اتفاق معهم أو في الاستقواء بالرئاسة وتحالفه مع "حزب الله"، من أجل فرض شروطه عليهم. وبإمكان كل من زعيم تيار "المستقبل" رئيس الحكومة السابق سعد الحريري ورئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع (وغيرهما) أن يسرد جردة تبدأ ولا تنتهي في هذا السياق، إلى درجة أن كلاً منهما عبر على طريقته، عن ندمه ليس فقط لقبوله التفاهم مع باسيل، بل لانتخابه عون للرئاسة لأنه أحال سلطتها إلى صهره، ما ساهم في إيصال البلد إلى ما هو عليه من تردٍ وانهيار اقتصادي.

أما حلفاء عون وباسيل المقربون، فإن أبسط ردود الفعل لديهم عن الأضرار التي ألحقتها بهم وبالبلد سياسة عون - باسيل هي هز الرأس يمنة ويسرة، تحسراً. وبعضهم لا يخفي إخفاقه في محاولة إقناع الإثنين بوجوب تغيير سياستهما.

في وقت الهدف المعلن للقاء بعبدا خفض التوترات الطائفية والمذهبية التي حصلت في الأسبوعين الماضيين، أمعن باسيل قبل 5 أيام من لقاء بعبدا، في استحضار اللغة الطائفية المغلفة بالشعارات الإصلاحية في ملف الكهرباء، فاستحضر لغة انقسامات الحرب الأهلية وذكراها حين أخذ يتحدث عن "مناطقكم" وعن "مناطقنا" في تبريره الإصرار على معمل سلعاتا للكهرباء، (في منطقة مسيحية) لتبرير العودة إلى نغمة "استعادة الحقوق المسلوبة" قافزاً فوق الوقائع التاريخية بأن بناء المعامل الأخرى توزعت على الساحل اللبناني بمنطق الحاجة لإنتاج الطاقة وليس بدافع تزويد طائفة بذاتها...

ألم يحرق باسيل ورقة الصفة الوطنية للقاء أيضاً؟

 

دراما إقتصادية على هامش صندوق النقد

سامي نادر/نداء الوطن/22 حزيران/2020

لا يبدو أن أهل السلطة على عجلة من أمرهم. المفاوضات المفترض ان تكون ماراتونية مع صندوق النقد لم تتخطَ بعض الأمتار. الإقتصاد اللبناني يشبه ذاك المريض الذي يختنق، والأطباء المولجون إنقاذه مختلفون في الظاهر على تشخيص المرض العضال. وبدل الإنكباب على المعالجة، يتقاذفون التهم، والأرقام، أما ضمناً فهم متفقون على إبقاء الخلاف، وعملياً على قطع الطريق على صندوق النقد. لا يبدو أبداً أن السلطة بركنيها السياسي والمالي ترحب بالمؤسسة الدولية. الأحزاب النافذة لا تريد الإصلاحات، ترفض الخطوات المسبقة التي يطالب بها صندوق النقد. تريد إصلاحاً على القياس، إصلاحاً لا يمس بامتيازاتها على مرافق الدولة والإقتصاد، ولا بمواردها بعدما أضحت بعض القطاعات المرتبطة بالوزارات "الخدماتية" مصادر تمويلها الأساسية. كيف لا؟ ومنذ حرب اليمن وانهيار سعر النفط، جُففت مصادر التمويل السياسي الذي طالما تدفق من الخليج العربي/ الفارسي.

أما السلطات النقدية اللبنانية فليست مستعجلة أبداً على فتح دفاترها والكشف عن حساباتها. أرقام "لازارد" لم ترق لها، حتى لو راقت لصندوق النقد الذي أكد أنها الأقرب لتوقعاته. شركة الإستشارات الدولية فتحت علبة باندورا، كشفت المستور في المصارف وفي ميزانية مصرف لبنان. كسرت قدس الأقداس: السياسة النقدية لحاكم مصرف لبنان الذي صفق له وبالإجماع ليس في الخارج فحسب، إنما في الداخل أيضاً، فجُدد له لثلاث ولايات متتالية، بموافقة الجميع من دون استثناء وعلى رأسهم من ينتقده اليوم، أبطال حملة "إسقاط حكم المصرف".

وضعت لازارد على المشرحة سياسة تثبيت سعر الصرف وكلفتها على الإقتصاد ومسؤوليتها في تمويل الفساد. حسناً فعلت، لكنها وقعت في الفخ. علقت في شباك نظام المحاصصة الخاضع لصراعات الإقليم. أخذت منها أحزاب السلطة ما يناسبها من إصلاحات، وأغرقت أهمها، بالعموميات. هكذا قفزت ورقة لازارد أو ما أخذ منها فوق الإصلاحات الهيكلية المتعلقة بالمالية العامة وبقطاعات الإنتاج. لم تذكر بالتفصيل الدقيق، أسوة بما فعلت على المستوى المصرفي والنقدي، كيف صرفت تلك الأموال التي ابتلعت ودائع المقيمين والمغتربين. لم تفصل النفقات الحكومية ولم تقم بدراسة جدواها، حتى تتضح كيفية ترشيد الإنفاق وتحديد وسائل وآليات مكافحة الفساد. والآن وبعدما فشلت التسويات وفرغت صناديق المحاصصة، لم يبق أمام أهل النظام إلا الديون وهي غير قابلة للتحاصص. فانتقلوا إلى اللعبة التي يجيدون: تقاذف التهم، وللرياضة التي يتقنون: الهروب إلى الامام. تذكروا أن هناك قلة قليلة من المال في آخر درج في مصرف لبنان. فلس الارملة وهو بالكاد يكفي لتمويل حاجات البلد الصغير من غذاء ودواء لأسابيع قادمة. هذا الرصيد من العملات الأجنبية هو في الواقع ما تبقى من أموال المودعين المتبخرة. قيل إنها تساوي 20 مليار دولار علماً أن آخر تقرير لـ"فيتش" في آخر شهر من العام الفائت قدرها بأقل من ذلك بكثير (فهل من يذكر). فجأة شُحذت الهمم، وعَلا الصراخ من كل حدب وصوب، يطالب مصرف لبنان بضخ الدولار في الأسواق... تماماً كما جرت العادة في السابق ولم يكن هناك بعد قانون قيصر... مصرف لبنان رضخ للغضب المتفلت في الساحات...وضع المنصات...أصدر التعاميم، واحداً تلو الآخر...حدد سعر الصرف...إكتمل المشهد...لم يبق سوى انتظار تدفق الدولار...وإن اتضح أنه نفد، فعلاً نفد ...لا ضير، يبقى الأمل أنه قد يأتي من الصين يوماً.

 

المصارف تُدخل الـ"يوروبوندز" على خطّ "إتحاف" المودعين بالإجحاف..بعد تسييل العقارات دولارات... تسديد الودائع "سندات"!

إيفون أنور صعيبي/نداء الوطن/22 حزيران/2020

بدأت غالبية المصارف اللبنانية نشاطها في خمسينات وستينات القرن الماضي كـ"كونتوارات"مالية تتعاطى العمليات (Transactions) البسيطة قبل ان تجهد وتكدّ لتكبر وتتطور. ويبدو أنها تتجه بحسب ممارساتها، لتنتهي حيثما بدأت. فها هي عاجزة عن القيام بالانشطة المصرفية المنوطة بها وفقاً للمعايير العالمية كما كانت تصوّر نفسها على مدى الاعوام الماضية. كذلك، هي غير قادرة على تسديد التزاماتها تجاه عملائها ومعهم تجاه المصارف المراسلة والمؤسسات الدولية، ما أفقدها الثقة التي حاربت طويلاً لاكتسابها. بذلك، بات دورها يقتصر راهناً على تسليم العملاء مبالغ إعاشاتهم الاسبوعيّة، أي ضمن عمليات "بسيطة".

وفي خضمّ الدعاوى القضائية التي تواجهها أمام محاكم نيويورك، تستمر المصارف بتجاوزاتها غير آبهة بالقوانين المحليّة. والجديد الآن، بعد نهج تسييل العقارات دولارات، محاولة أحد اكبر المصارف "شفط" ودائع مجمّدة استحقت آجالها بذريعة ان العقد بين الفريق الأول أي صاحب الوديعة، والفريق الثاني أي المصرف يتضمن بنداً تعسفياً ملغوماً يعطي المصرف حرية إعادة الوديعة بالطريقة التي يراها مناسبة.

وقد نصّ الكتاب الموجه من المصرف الى عملائه على التالي: "حيث انكم قد ابرمتم عقداً وتصريحاً معطوفاً عليه، والذي تبقى احكامه صالحة ونافذة، وحيث انكم قد وافقتم بمقتضى العقد انه يعود للبنك بان يسدد لكم بتاريخ الاستحقاق ودون حاجة لتوقيعكم، وفقاً لاستنسابه المطلق، إما نقـداً وإما عـن طريق تمليككم سندات دين بالدولار الأميركي مصدرة من قبل الدولة اللبنانية (بدلاً عن التسـديد النقدي)، لذلك، نود إعلامكم، اسـتناداً الـى العقد، ان البنك اختار ان يسدد لكم عـن طريق تحويل السندات باسمكم على شكل سندات دين بالدولار الأميركي مصدرة من قبل الدولة اللبنانية". إثر ذلك، علت صرخات المودعين، فالجزء الأكبر منهم لم يكن مطلعاً على بنود العقد الموقّع، ما ادّى الى تلقي المصرف عدداً من الإنذارات الخطية. وعليه تواصل المصرف مع عدد من عملائه محاولاً التفاوض على تحويل 25% من قيمة الوديعة الى حساب جارٍ، من دون ان يتمكن العميل من سحب المبلغ نقداً؛ في حين يُسدد المصرف المبلغ المتبقي من الوديعة على أساس 25% سندات يوروبوندز لاستحقاق العام 2024 مع 5.5% فائدة كل 6 اشهر بالدولار الأميركي. اما الـ 50% المتبقية فتسدد بسندات يوروبوندز لاستحقاق العام 2029 مع 6.5% فائدة كل 6 اشهر بالدولار.

عن الموضوع تشدّد الأستاذة الجامعية والباحثة في القوانين المصرفية والمالية د. سابين الكيك على أنّ "المصرف ملزم برد الوديعة بالحالة التي سلّمت إليه. ولا يمكن دحض هذا الموجب بالتذرع بهلاكها أو انقضائها بسبب قوة قاهرة لأنها موضوعة بتصرفه وله الحق باستثمارها. في العقود المذكورة، حيث تحتفظ المصارف بردّ الوديعة كما تشاء أكان ذلك عبر سندات يوروبودز أم سندات خزينة هناك مخالفة فادحة للاحكام العامة ولأحكام قانون حماية المستهلك التي ترعى عمل المصرفي كمحترف، في كل ما لا يتعارض مع طبيعة نشاطه. وهذه البنود هي من البنود التعسفية التي تقع باطلة بطلاناً مطلقاً حسب المادة 21 من القانون عينه. وتوقيع العقد من قبل العميل لا يجعله سارياً ولا حتى ملزماً لأنه من البنود النافية لمسؤولية المحترف، إذ يتضمن تنازلاً عن حقوق العميل المنصوص عليها في القوانين والأنظمة كما يعطي للمصرف، كمحترف وكمدين، الحق الحصري والمنفرد في اختيار وسيلة الايفاء وتحديد التاريخ وطريقة التسديد".

وتضيف الكيك "وهنا، لا بدّ من الإشارة الى أنّ سندات اليوروبوندز ليست وسيلة من وسائل الإيفاء قانوناً، كونها من السندات التي تُطرح في الأسواق المالية العالمية غير المنظمة، إذ عدا عن انخفاض قيمتها بعد ان اعلنت الدولة اللبنانية الامتناع عن الدفع في تاريخ 23-03-2020 فهي أساساً ليست ذات قيمة فعلية وانما قيمة سوقية ولا يمكن أن تشكل بأي حال من الأحوال ابراءً لذمة المصرف من موجباته تجاه المودع". إلى ذلك تقول الكيك"لا بدّ من التوضيح أن بعض المصارف تعمد إلى إعادة تجديد عقد الوديعة من دون موافقة صريحة من المودع. ولهذا الاخير الذي يرغب بتحرير حسابه المجمد عند تاريخ الاستحقاق التوجه بكتاب خطي إلى المصرف المعني لإثبات رغبته الواضحة والصريحة بتحويل المبلغ، جزئياً او كلياً إلى حساب جارٍ، أو إقفال الحساب. اما في ما يتعلق بالقيود التي تمارسها المصارف فهي تعطل طبيعة النشاط المصرفي المعتاد، والذي يقضي بأن يؤمن للعميل القيام بالعمليات المصرفية المتعارف عليها لاستعمال هذا الحساب وفقاً لما هو متعارف عليه دولياً، لأن أمر تشغيل الحساب يتم بملء حرية وارادة المودع والبنوك ملزمة بهذا الموجب العقدي والمصرفي".

في ظلّ هذه المعمعة، من المستغرب عدم تقديم أي دعوى إشهار افلاس بحق المصارف اللبنانية حتى اللحظة. فقد أصبحت كلّ العناصر الفعلية للإفلاس متوافرة لدى هذه المؤسسات حتى ولو لم يُعلن عن ذلك قضائياً، وذلك وفقاً للمادة 4 من قانون التوقف عن الدفع (رقم 2/‏‏67 ) والتي أحالت وضع المصارف الممتنعة عن الدفع إلى المادة 489 من قانون التجارة. وعليه يحق لكل صاحب وديعة التقدم بدعوى إعلان توقف المصرف عن الدفع بعد ان أصبح واقعياً عاجزاً وممتنعاّ عن تسديد الودائع بالعملة التي أودعت بها، رغم الادعاءات المستمرّة من قبل رئيس "لوبي" المصارف الدكتور سليم صفير ان الودائع موجودة وبالتالي لا خوف عليها...

 

لا مشرقية إلا مشرقية الـ «Kamasutra»...

فارس سعيد/22 حزيران/2020

يتدارس القادة اللبنانيون مشاركتهم في لقاء بعبدا الذي دعا اليه الرئيس برّي لمصلحة حزب الله.

ولدعوة الرئيس برّي نكهة خاصة واُسلوب خاص ووظائف عديدة نعرف منها شيئاً وتغيب عنّا أشياء. فالرئيس برّي الذي جلس على كرسي رئاسة مجلس النواب منذ العام 1992، تحوّل مع الزمن وخاصة بعد انسحاب سوريا من لبنان في 26 نيسان 2005 الى سوبر سفير لحزب الله لدى الجمهورية اللبنانية. بمعنى ان دولته يعمل من اجل تأمين مصلحة حزب الله الصافية لدى الدولة اللبنانية مستخدماً موقعه وخبرته ومعرفته للبنان وحنكته السياسية، وهو القادر على إيهام كل من جلس معه انه "خير من تسعى به قدّم".

حزب الله ينفّذ بوضوح قرار ايراني في لبنان والرئيس برّي يتولّى "لبننة" القرار الايراني. يقفل مجلس النواب تلبية لطلب الحزب من اجل عرقلة بناء تشريعي للمحكمة الخاصة بلبنان، يدعو الى جلسة حوار في اذار 2006 لاستيعاب الاندفاعة الشعبية والسياسية التي اطلقتها حركة 14 اذار، يشارك في احداث 7 ايار 2008 من دون ترددّ، يركّب "دينة الجرّة "كما يريد في قوانين انتخابات ادّت الى جعل "الحزب" - الحزب الحاكم، والباقي ملحق حتى في استنساخ الشكل، يقنع المسيحيين ان النموذج "العظيم" هو في استنساخ الثنائية الشيعية ويقنع السنّة انه يمثل الخيار العربي للشيعة في مواجهة الخيار الايراني ويقنع الدروز انه الضامن الاوّل للسلم الأهلي ولسلوك "طريق خلدة" بأمان ذهاباً وإياباً الى المختارة، ويقنع نفسه انه متمسك بوثيقة الوفاق الوطني حتى ولو لم نسمع منه اي اعتراض على اطروحة سماحة الشيخ احمد قبلان المرتكزة على السلاح مقابل الدستور… اكتفى بالهمس الملتبس وان الموضوع "مش وقتو" - فكان موقفه يشبه موقف زعماء المسيحيين حول طرح الفيدراليّة "مش وقتها". وأخيراً يتمتَع الرجل بروح النكتة والمرح حتى تصبح واحد من معجبيه والمدافعين عنه!

تكلّم مرّة الشهيد بيار امين الحميَل عن "النوعيّة والكميّة…" و طبعاً كان يقصد الأقليّة التي واكبت لقاء قرنة شهوان مقابل الأكثرية التي حاربته، وزرت الرئيس برّي صدفة في اليوم الثاني وكنّا في العام 2004، فقال لي: "قول لصاحبك بيار الجميّل يوم يللي المسيحيين بصير عندن مثل هيفا وهبة ساعتها يحكوا عن النوعيّة"! دولة الرئيس، قول لصاحبك السيّد حسن نصرالله: اذا كانت المشرقيّة المنسحبة من العروبة هي تطبيق كتاب  Kama soutra سنقبل بها، امّا مشرقيّته فنرفضها.

والى زعماء لبنان، مشكلتكم كبيرة، ان حضرتم في بعبدا انتم ركاب في بوسطة الرئيس برّي الذي سيقودكم لتأمين مصلحة حزب الله، واذا لم تشاركوا فأنتم عاجزون عن تشكيل معارضة في وجه العهد وسلاح حزب الله.

نصيحتي،  وقّعوا بيان شكري صادر وشبلي الملاط الذي طالب باستقالة الرئيس عون، وانتظروا أياماً افضل!

 

"حزب الله"... "والي ولاية" الإيديولوجيا والمال في لبنان!

علي الأمين/نداء الوطن/22 حزيران/2020

يكاد ينجح "حزب الله" الى حد بعيد، في المواءمة بين الإيديولوجيا والمال. وصفة سحرية لخلطة عجائبية، وفرت لها مكوناتها السياسية والعسكرية والشعبية، "إكسير الحياة" ولو على حساب "كسر"الدولة واللبنانيين على حساب "جبر" خاطر بيئته ومحازبيه، عبر إدخالهم في جنة والي المال "النظيف" لتحيا ولاية الفقيه!

لم يكن المال هامشأً في صعود الايديولوجية الايرانية ونموذج "حزب الله" تحديداً وكل المؤسسات المالية والاجتماعية والأمنية والعسكرية والدينية التي تأسست وواكبت صعوده في عقد الثمانينات من القرن الماضي، لا يخفى على الذين عاصروا تلك المرحلة، ان الملاءة المالية شكلت عنصراً حيوياً ان لم يكن الأول في تعزيز نفوذ الحزب وترسيخه، مع تراجع بيّن وواضح للقوى اليسارية والوطنية والقومية في البيئة الشيعية لصالح تمدد "حزب الله".

لا شك ان "حركة أمل" التي قاسمت "حزب الله" النفوذ شيعياً، في تلك المرحلة وما تلاها حتى اليوم، استندت الى نظام المصالح الطائفية لتوفير المنافع والوظائف لمحازبيها، فيما الحزب بقي مستنداً الى الموارد المالية الايرانية التي كان يتلقاها بالدولار الاميركي، ومنذ منتصف الثمانينات نجح الدولار (الايراني) باضافة جاذبية مضاعفة لـ"حزب الله" الذي كان مستفيداً من تراجع سعر صرف الليرة اللبنانية التي شهدت حينذاك وحتى العام 1992انهياراً وصل بالعملة الوطنية من حوالى خمس ليرات لبنانية مقابل الدولار، الى ثلاثة آلاف ليرة مقابل الدولار الواحد في نهاية العام 1991وهو وفر للحزب ايضاً وبسبب امتلاكه الدولار المتدفق اليه من ايران، قدرة على الانتشار وترسيخ النفوذ والانطلاق في عملية استحواذ على المنابر الدينية الشيعية بشكل متدرج، والى ذلك وفّر وجود العديد من المؤسسات الاجتماعية التي كانت تؤمن لعناصر "حزب الله" وعائلاتهم، موارد مالية وضمانات صحية وتغطية كلفة التعليم وقروضاً ميسرة، عززت الولاء له الذي كان بالنسبة اليهم الدولة الفعلية الراعية لمصالحهم.

ويذكر الذين عاصروا تلك الحقبة في الثمانينات ما شاع من مقولات وتعليقات وانتشر بكثافة لاحقاً مع إنطلاقة "حزب الله" في الثمانينات: "أن للمقاتل أم 16 لميعة (البندقية) والفولفو السريعة والمرأة المطيعة"، وهي دلالة على المميزات لدى المنتسبين للحزب، وان استخدمت من البعض في سياق تهكمي.

التركيز على الجانب المالي ولا سيما الدولار، لا يستهدف التقليل من الشأن المتصل بالايديولوجيا، ولا التهوين من شأن القناعات لدى المنتسبين، ولا بالتأكيد التقليل من دوره في المقاومة اللبنانية ضد اسرائيل، لكن الغاية في الاشارة الى المال كعصب اساسي في صعود هذه الظاهرة الحزبية في لبنان وفي المجتمع الشيعي على وجه الخصوص.

مسار صعود

وفي عرض لمسار صعود "حزب الله"، من الملاحظ ان الدعم الايراني المالي وبالدولار الاميركي، هو من هوية الحزب، وحتى لو دخلت اليه موارد مالية من مصادر أخرى فهي تتم امام اعين الايرانيين واشرافهم، سواء تلك التي قدمتها دول عربية، او تلك المتصلة بعمليات مالية خارجية مشروعة وغير مشروعة.

المال هو الرسالة التي كان يحسن الأمين العام للحزب مخاطبة جمهوره بها، ففي خضم الحرب او التهديد بها، كان نصرالله يطمئن الجمهور والقاعدة الحزبية الى انها موجودة وانها لن تتأثر بكل ما يجري من حصار او تهويل على "حزب الله" من جهات خارجية.

ويمكن بقليل من المتابعة للعديد من مواقف حلفاء "حزب الله" ولا سيما بعد اغتيال الرئيس رفيق الحريري وخروج الجيش السوري من لبنان، الملاحظة ان العنصر المالي كان اساساً في ترسيخ تحالفاته الداخلية، والدعم المالي الذي قدمه لعشرات الاحزاب والمجموعات والشخصيات السياسية وغير السياسية ومنها سرايا المقاومة، الى جانب استثمار نفوذه في الدولة اللبنانية لتمرير مصالحها من توظيف وتلزيمات ومعونات، كل ذلك كان ابرز مصادر قوة "حزب الله" للتمدد والنفوذ خارج الطائفة الشيعية، ولم يكن دوره العسكري والأمني وحده كافياً لجذب الحلفاء، المال هو العصب وهو القوة الناعمة التي اخترقت حصوناً كان من الصعب على "حزب الله" اختراقها بالايديولوجيا وحدها.

في حرب العام 2006 لم تكن نتيجة الحرب انتصاراً للبنان، فحجم الدمار الذي طال الدولة شعباً ومؤسسات لم يكن مسبوقاً، ولكن "حزب الله" استفاد من هذه الحرب بخلاف الدولة اللبنانية، ولعل ابرز وجوه الاستثمار، او الأهم شيعياً، كان المال الذي تدفق بالمليارات لاعادة البناء، وخروج نصرالله نفسه للقول لجمهور الشيعة المنكوبين بعد الحرب، ان بيوتهم وقراهم ومدنهم سيعاد بناؤها افضل مما كانت، وقام "حزب الله" مباشرة بدفع التعويضات للايواء وبشكل سريع بالدولار ايضاً، وهذا ما ساهم في امتصاص النقمة عليه بسبب الحرب، ونجح في تحويل نتائج الحرب السلبية الى قوة دفع شيعية ليس في اتجاه اسرائيل، بل الى الداخل اللبناني، بحيث بدأت بشكل واضح ومستتر عملية السيطرة والتحكم بالدولة اللبنانية، والانتقال لاحقاً الى سوريا والعراق واليمن وغيرها...، وبدأ رواج مقولة الحزب الاقليمي في دلالة على دور الحزب الفاعل خارجياً، وبالتأكيد الفاعلية هنا عربية وتحت مظلة التمدد الايراني في هذه الدول، فيما اسرائيل حققت منذ العام 2006 قفزات استراتيجية أمنياً وعسكرياً واقتصادياً.

هزيمة لبنان وسوريا

المال ثم المال ثم الايديولوجيا والخيارات السياسية والعسكرية والأمنية، بل لم تكن الايديولوجيا لتتمدد وتسيطر، لو لم تكن مشروطة بمنافع مادية، فولاية الفقيه العامة التي تقوم عليها ايديولوجية "حزب الله"، اتيح لها ان تنتشر لدى بعض الشيعة العرب، بعدما كانت هامشية ويرفضها معظم فقهاء الشيعة بل الأكثرية الساحقة في تاريخ المذهب الشيعي، لم تكن لتتمدد لولا دور المال والسلطة الذي مثلته الدولة الايرانية، على رغم ما لهذه الايديولوجية من تعارض جوهري مع الانتماء للدولة الوطنية والولاء لها، فالولاء للدولة الوطنية والاندماج في مجتمعاتها، هو الغالب والشائع في آراء الفقهاء والمفكرين الشيعة، بل لم يخرج من الفقهاء من طرح فكرة الدولة الشيعية باعتبارها غاية او هدفاً لهذه الجماعة.

كل ما تقدم يشير الى اهمية المال ونظام المصالح للفرد او الحزب او الجماعة او الدولة الوطنية وحتى النظام الاقليمي الذي يقوم على منافع مشتركة بين الدول المكونة له، كحال النظام الاقليمي العربي، واذ نجح "حزب الله" الى حدّ ما في ليّ عنق نظام المصالح الوطني والعربي والدولي للبنان، وقبل ذلك لمحازبيه وللجماعة الشيعية الى حدّ معتبر، فان هذه القدرة لم تكن لتتحقق لولا تقاطعها مع مصالح اقليمية ودولية، وبدا ان "حزب الله" يؤدي وظيفة تتناغم مع خيار التفتيت، العربي والوطني، فيما كانت اسرائيل تنمو وتتمدد وتحقق اختراقات استراتيجية عربياً ودولياً، ولم يكن الدخول الروسي والصيني الى المنطقة من دون شرط ضمني هو الدخول عملياً عبر علاقة وثيقة مع اسرائيل.

الهزيمة هي المحصلة مهما قيل عن صواريخ "حزب الله" الدقيقة، الهزيمة اللبنانية والسورية والعربية على وجه العموم، غير ذلك مكابرة وامعان في مزيد من ترسيخ الهزيمة.

اللبنانيون مهزومون في نموذج سلطتهم، في الفساد وفي ضعف الدولة، وضعف العدالة في تطبيق القانون، ان لم نقل غيابها كلما تعلق الأمر بمحاسبة الفاسدين المفسدين.

العودة الى نظام المصالح الوطني والولاء للدولة، والتسليم بأن هذه المصلحة تمثل المقدس اللبناني، وأول ما يعني اللبنانيين اليوم هو الحدّ من الخسائر ولجم الانهيار، واذا كان "حزب الله" لديه ما يقدمه للبنانيين على هذا الصعيد، فهم جاهزون لاتباعه، لكن لن يقبلوا بأقل ما قبل به محازبوه، اي ان يزيل عنهم شبح الفقر، وان يوفر لهم شروط العيش الكريم، وان يضمن لهم سريراً في مستشفى، ومقعداً لأبنائهم في المدرسة والجامعة، وفرصة عمل تتيح الحصول على راتب لا يهتز باهتزاز سعر الصرف لليرة اللبنانية، وان يضمن لهم حداً معقولاً من كرامتهم الانسانية، فالولاء والطاعة لا يتحققان بغير ذلك هذا ما قالته سيرة "حزب الله"، ولا يمكن ان يتحقق له لبنانياً من دون ذلك السبيل.

محصلة الفساد والافساد وإضعاف الدولة، مضافاً اليها قانون "قيصر" ضد النظام السوري، فضح حجم الانهيار للدولة في لبنان وكشف عن حجم المكابرة والادعاءات التي طالما شكلت عنصراً قاتلاً ومدمراً للوطن والمجتمع...قليل من التواضع يحيي لبنان!.

 

الحكومة لنصر الله: الأمر لك!

ألان سركيس/نداء الوطن/22 حزيران/2020

لم تنتظر حكومة الرئيس حسان دياب خطابات الأمين العام لـ"حزب الله" السيّد حسن نصرالله لتُثبت أنها ليست حكومة إختصاصيين مستقلة، بل إن تصرفاتها المتتالية دلت على أنها حكومة لا تلبي تطلعات الشعب الثائر.

وما يدعو للإستغراب أكثر، أن تلك الحكومة لا تتردّد لحظة في تنفيذ ما يتلو نصرالله عليها من أحكام، بل إنها في اليوم التالي تبدأ تنفيذ أوامر من تسمّيه المعارضة "المرشد الأعلى للجمهورية اللبنانية".

وفي السياق، لا بدّ من استعراض ما يُطالب به نصرالله في خطاباته وكيف تسارع الحكومة إلى العمل به، وهذه الطلبات بدأت منذ نيل حكومة دياب الثقة.

بدايةً، ومنذ أن انطلقت جائحة "كورونا" في العالم وتحوّلت إيران إلى بؤرة لإنتشاره، تعالت صرخات اللبنانيين الداعية إلى وقف الرحلات مع كل البلدان التي تشهد انتشاراً لهذا الفيروس وليس إيران فقط، لكن الحكومة كانت ترفض هذا الأمر، كما أن بعض الوزراء ثارت ثائرتهم على وسائل الإعلام التي دعت إلى إعلان الطوارئ الصحية وإلتزام المواطنين المنازل، وبعد أن خرج نصرالله بخطابه الشهير معلناً الحرب على "كورونا" وحالة الطوارئ، إجتمعت الحكومة في اليوم الثاني وأعلنت التعبئة العامة وإقفال المطار ووقف الرحلات الخارجية.

الأمر الثاني والأهم هو عودة المغتربين، فبعد إقفال المطار لم يستطع عدد من اللبنانيين العودة بسبب الظروف، وطالبوا الدولة اللبنانية بإجلائهم، فرفض دياب بادئ الأمر، لكن عندما طلب نصرالله هذا الأمر بدأت رحلات العودة للمغتربين.

الأمر الثالث والأساسي كان التفاوض مع صندوق النقد الدولي، حيث كانت إتهامات "حزب الله" بأن هذا الصندوق هو "إمبريالي" وهو إستعمار مقنع، وبعد أن طلبت إيران مساعدة الصندوق بخمسة مليارات دولار لمواجهة "كورونا"، أطل نصرالله بأحد خطاباته معلناً اننا "لم نقل إننا نرفض التفاوض مع صندوق النقد، فإذا التفاوض لصالح لبنان فليكن"، وفي اليوم الثاني سُمح لحكومة دياب إنطلاق رحلة التفاوض مع "الصندوق". أما الأمر الرابع في مسيرة تلبية الحكومة لكل موجبات خطابات نصرالله، فهو إطلاق حربه على حاكم مصرف لبنان رياض سلامة والمصارف، عندها، وبما أن هذه النقطة مهمة لنصرالله خصوصاً أنه يهاجم المصارف في كل خطاباته، فقد تولاها دياب شخصياً مطلقاً الحرب على سلامة والمصارف وحاول إقالة الحاكم، لكنه فشل بسبب الرفض الكبير لهذه الخطوة التي تدخل لبنان في المجهول، والإحتضان الكنسي لسلامة والمخاوف من الإنقلاب على النظام الليبرالي الحرّ، في حين أن المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم سارع إلى التدخل لإيجاد حل لقضية صغار المودعين التي طالب نصرالله بحلها فكان التعميم رقم 148.

وفي كل إطلالة لنصرالله كانت هناك مطالب، ففي وقت كانت موجة الغلاء تجتاح البلاد والدولار يرتفع، كان يجب على وزارة الإقتصاد والوزير راوول نعمة وكل أعضاء الحكومة التحرّك، وليس انتظار خطاب نصرالله الذي تحدث عن ضرورة قيام وزارة الإقتصاد والوزارات المعنية بضبط الأسواق، وفي اليوم التالي سارع نعمة إلى عقد إجتماعات في وزارته من أجل ملاحقة التجّار وضبط الأسعار من دون أن توصل كل إجتماعاته إلى نتيجة تذكر. كل تلك الأمور التي يطالب بها نصرالله وتسارع حكومة دياب إلى تنفيذها فوراً تبقى ضمن إطار المعقول، خصوصاً في ما يتعلّق بالشأن الحياتي، لكن الأخطر هو ما حصل بعد آخر خطاب لنصرالله حيث أعلن الحرب على قانون "قيصر"، ودعا الحكومة إلى التوجّه شرقاً نحو إيران والصين للإستغناء عن الدولار الأميركي، وبذلك يكون قد سجل هدفاً كبيراً في مرمى الإقتصاد الحرّ وضرب النموذج الليبرالي اللبناني، وقضى على آخر مداميك الإستقرار عرّض لبنان لمزيد من عقوبات لا تتحملها الصين وإيران أصلاً. لكن المفاجأة كان إجتماع الحكومة في اليوم الثاني، وخروج وزيرة الإعلام منال عبد الصمد بعد انتهاء الجلسة لتؤكّد أن مجلس الوزراء كان مجمعاً على موضوع توجه لبنان إقتصادياً نحو الشرق، على أن نكون منفتحين على الجميع بكل ما يخدم مصلحة البلد.

لم تخجل عبد الصمد من تردادها باسم الحكومة ما قاله نصرالله حرفياً، وأثبتت بالقول والفعل أن نصرالله هو من يرسم سياسات الحكومة والوزراء يبصمون على الإستراتيجية الكبرى والخطوط العريضة، وفي السياق، تشير مصادر معارضة لـ"نداء الوطن" أن التصرفات تبرهن أن الحكومة تعمل بإمرة نصرالله، ولا شيء يدعو للتعجب، وكل ما يحاول أن يظهره دياب من إستقلالية تمحوه تصرفاته، وبالتالي فقد سقط القناع.

وترى المصادر أن ذهاب الحكومة إلى خيارات نصرالله وتبنيها والعمل بموجبها، هو إنقلاب على الدستور اللبناني ويؤكد أن لا وجود للمؤسسات بل هناك سلاح يحكم اللعبة المؤسساتية وينفذ ما يحلو له ويعبث بمصير شعب بأكمله.

وتشدد المصادر على أن خيار التوجه شرقاً هو إنتحار، فأصلاً الدول المعنية بهذا التوجه مأزومة وتعاني من عقوبات ووضعها الإقتصادي ليس جيداً، فكيف تستطيع مساعدتنا، ولماذا تريد الحكومة أن تعرّض لبنان إلى مزيد من العقوبات؟

 

وعادت الرباعية العربية للتوهج... الوجهة مصر

مشاري الذايدي/الشرق الأوسط/22 حزيران/2020

أبوح لكم بسرّ، كنت قد كتبت مقالة بها بعض القلق، وخلاصتها الدعوة لإعادة الزخم القوي لنشاط الرباعية العربية، بعد غفوات من النعاس، حسبما كنت أظنُّ، رباعية القاهرة - الرياض - أبوظبي - المنامة، هذه الرباعية التي كانت إلى وقت قريب، هي سفينة النجاة وبارجة الهجوم والدفاع ضد أطماع الغزاة، تركاً وفرساً، ومن يخدمهم، أو يخشاهم، أو يرجوهم، من بني جلدتنا.

كتبت ما كتبت، ثم غيَّرت قليلاً ما كتبت، بعدما ألقى الرئيس المصري، من على الحدود الغربية لمصر، على مشارف ليبيا، بين أحضان الجيش المصري، «الإنذار الأخير» بالرد على غزوة العصمنلي إردوغان، التي صمت عليها الغرب صمتاً مريباً، أقصد صمت العمل لا صمت اللسان، وقال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي صراحة: إن سرت والجُفرة خط أحمر بالنسبة للأمن القومي المصري، وقال أصرح من ذلك، إنَّ مصر تملك الشرعية الدولية والأخلاقية والسياسية للتدخل العسكري بليبيا، والجيش المصري العظيم جاهز لذلك.

موقف ساطع لا ريب فيه، وكانت مواقف السعودية والإمارات والبحرين مثل برودة المطر في لاهب القيظ على القلب الظمآن.

تضامن صريح فصيح وتعهد لا لبس فيه بالوقوف مع مصر قلباً وقالباً، على سبيل المثال، بيان الخارجية السعودية الرائع، قال:

«إن المملكة تقف إلى جانب مصر في حقها في الدفاع عن حدودها وشعبها من نزعات التطرف والميليشيات الإرهابية وداعميها في المنطقة، وتعبر المملكة عن تأييدها لما أبداه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بأنه من حق مصر حماية حدودها الغربية من الإرهاب». ووبّخ البيان السعودي تقاعس المجتمع الدولي في مكافحة الإرهاب الجاري في ليبيا... طبعاً بدعم تركي قطري.

هذا الانبعاث الرائع للرباعية العربية، من جديد، يجب البناء عليه، وتزخيمه، وتثميره، وإعادة الدوران لعجلة الحلف العربي الرباعي، هذه لحظة مثالية للتفاهم والتنسيق الدائم، كما كان الأمر في البداية، كنا نرى اجتماعات متتالية لزعماء وقادة الدول الأربع ووزراء الخارجية والدفاع والداخلية والمخابرات والإعلام.

يوم 5 يونيو (حزيران) 2017 كان يوماً حاسماً وفاصلاً في رسم السياسات بمنطقتنا العربية، بعد القرار العظيم بـ«مقاطعة» كل من: السعودية ومصر والإمارات والبحرين للنظام القطري، سياسياً وتجارياً وغير ذلك.

نتج عن نشوء حلف الرباعية العربية قوة «زخم» شديدة في القرار العربي، كان من مظاهرها لجم «الإخوان» وجماعات إيران وتركيا، وتصنيفهم إرهابياً، وملاحقة قادتهم ومحرضيهم ومفكريهم ومكفريهم، وهم اليوم بين صامت أو رهين المحاكمات أو هارب، أو باحث عن تموضع جديد.

كانت تلك القطيعة والخطوة الحازمة، بسبب التخريب القطري الإخواني في دول الخليج ومصر، اليوم تعود الحيوية لهذا الحلف بسبب الغزو التركي لبلاد عربية هي ليبيا، وتهديد كنانة العرب، مصر.

أعلم أنَّه يوجد هناك من يغمز ويلمز من قناة هذا التحالف، ويتذاكى بطرح أسئلة بلهاء عن جدوى التحالف، بدعوى الوطنية لهذه الدولة أو تلك من الدول الأربع.

وربما هناك من يراهن على هزيمة الرئيس الأميركي ترمب في الانتخابات المقبلة بعد أشهر قليلة، ولسان حاله يقول: لا ترموا بيضكم كله في سلة ترمب وجماعته، يجب «تبريد» الوضع، ومهادنة جماعات اليسار و«الإخوان»، ألم تروا كيف «بهدلوا» ترمب؟!

حتى لو خرج ترمب من البيت الأبيض - وهذا مستبعد حتى الآن - ماذا يعنون بهذا؟ هل يعنون عدم مجابهة اليسار والميديا المجنونة في أميركا وجماعات الضغط الإخوانية، ألا يعني ذلك، بوضوح، الاستسلام لمحور قطر - تركيا - إيران «الإخوان»؟!

لنُعد للرباعية العربية زخمَها، خصوصاً في هذا الوقت، وهذه الأشهر، هي مركب النجاة، ولا نسمع للمخذّلين.. إن وجدوا هنا أو هناك، ولتكن محطة الضخ الجديدة لمياه التحالف هي الخطر الإخواني بنسخته التركية في ليبيا.

 

عودة العثمانيين الجدد إلى العالم العربي…اتبعت تركيا سياسة الانفلاش والتوسع والوصول إلى أقاليم بعيدة

د. وليد فارس/انديبندت عربية/23 حزيران/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/87548/%d8%af-%d9%88%d9%84%d9%8a%d8%af-%d9%81%d8%a7%d8%b1%d8%b3-%d8%b9%d9%88%d8%af%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%b9%d8%ab%d9%85%d8%a7%d9%86%d9%8a%d9%8a%d9%86-%d8%a7%d9%84%d8%ac%d8%af%d8%af-%d8%a5%d9%84%d9%89-%d8%a7/

عندما نجح حزب العدالة والتنمية في الانتخابات النيابية التركية عام 2002، وشكل أول حكومة إسلاموية لعدة عقود، لم يتوقع وقتها المراقبون والدبلوماسيون أن تغييراً جارفاً قد بدأ من جمهورية أتاتورك العلمانية والقومية لتتحول إلى دولة لها تطلعات إسلاموية، ونيوعثمانية بقيادة الرئيس الحالي رجب طيب أردوغان.

منذ ذلك العام حتى 2020 نجح الحزب الحاكم في تحويل تركيا مما كانت عليه بعد سقوط الإمبراطورية العثمانية حتى سقوط الاتحاد السوفياتي، وحول مسار السياسة الخارجية التركية من أطلسية في محتواها وحيادية مستقرة مع جيرانها إلى أطلسية في الشكل ونيوعثمانية في المحتوى تتبع سياسة الانفلاش والتوسع والوصول إلى أقاليم بعيدة في طول وعرض الشرق الأوسط عموماً، والعالم العربي على وجه الخصوص. ونرى اليوم أن القوات التركية موجودة في عمق شمال أفريقيا على مشارف الصحاري وفي شمال سوريا وتقصف في شمال العراق، وتنشر عسكرها في عمق أفريقيا وتوسع أجهزتها السياسية والاقتصادية في المنطقة، فكيف حصل هذا الأمر وهل نجحت النيوعثمانية في العودة إلى العالم العربي والتجذر فيه؟

في نهاية العام الأول من حكم العدالة والتنمية وجه يومها رئيس الوزراء أردوغان رسالة إلى الداخل التركي المؤيد لأفكار الحزب والتيار الإسلامي المتأثر بالإخوان المسلمين في المنطقة عبر منع الأميركيين من استعمال القواعد العسكرية في تركيا لاجتياح العراق في مارس (آذار) 2003.

وكانت هذه المناورة التي استعمل فيها البرلمان ليصوت ضد قرار السماح لإدارة جورج بوش استعمال الأراضي التركية الأطلسية للدخول إلى العراق من شماله كنقطة تحول كبرى في المشروع النيوعثماني. أما في السنوات التي لحقت بهذا التطور فركزت الحكومات التركية المتتالية لأكثر من عقد على توطيد العقيدة والسياسة الجديدة داخل مؤسسات البلاد والمجتمع التركي حتى تمكن الرئيس أردوغان وفريقه من السيطرة على مقدرات البلاد بوساطة قاعدة شعبية حزبية قوية مدعومة من قبل مؤسسات اقتصادية باتت بخدمة الحزب الحاكم.

المحطة الثانية كانت في فتح علاقات مع الدول العربية بمختلف حكوماتها لكسر العزلة التركية الأطلسية السابقة، وتصوير تركيا أنها عائدة إلى العالم الإسلامي بعد أكثر من نصف قرن من الحالة القومية العلمانية.

وخلال هذه السنوات، حيث وطد حليف الإخوان التركي أوضاعه الداخلية بصبر وتأن سمحا بتوفير الاستقرار الداخلي لحكومة السيد أردوغان لكي تقوم بالتغيير الراديكالي الكبير في سياستها الخارجية، وكأن السلطة الحاكمة في أنقرة أبقت النخب الاقتصادية والمالية وأعطتها مساحات للازدهار والاستفادة على أن تتمكن الحكومة من إجراء المنعطفات التي أدت إلى الوجود الاستراتيجي التركي في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. وأول انعطافة تجسدت في تحالف استراتيجي بين حكومة العدالة والتنمية ودولة قطر على أساس تموضع الدولتين تحت المظلة الأيديولوجية لجماعة الإخوان المسلمين.

شكلت هذه المعادلة بين الدوحة وأنقرة أول جسر ما بين العثمانية الجديدة وحكومة عربية ذات ميول إخوانية. وبات التحالف بين السلطتين قاعدة لمحور جديد بدأ في السباق مع المحور الشيعي الخميني من ناحية والمحور السني العربي المعتدل من ناحية أخرى.

غير أن المنعطف الأكبر الذي سمح بإنزال تركي داخل العالم العربي جاء مع الربيع العربي، فتمكنت تركيا ومعها قطر من التواصل مع شبكات الإخوان المسلمين في عدد من العواصم العربية التي شهدت انتفاضات ضد أنظمتها من سوريا حيث ربط الحلف القطري- التركي مع جماعات الإخوان في الداخل السوري بعد أشهر من تظاهرات المجتمع المدني، التي سرعان ما قمعها نظام بشار الأسد وسمح للمحور الإخواني باستيعاب بقايا المعارضة السلمية، بالتالي الربط مع ميليشيات إخوانية وأحياناً مع تنظيمات جهادية بأقل من عقد.

كما دخل النفوذ التركي الجديد إلى عمق العراق السني الذي كان يعاني من سيطرة الميليشيات المؤيدة لإيران على جزء من أهل السنة، ما بين النفوذين التركي والقطري. أما في لبنان فلعبت الحكومة التركية بذكاء شديد على وتر الناشطين السنة الإسلاميين بين طرابلس والضنية وعكار، وذلك عبر مؤسسات اقتصادية وتنموية وثقافية بقيادة الجماعة الإسلامية، وربطت أنقرة أيضاً بشكل غير حاد مع الشبكة الإخوانية القديمة داخل الأردن، وعبرها إلى غزة حيث استفادت التنظيمات الإسلاموية الموالية لأنقرة من وصول سفن المساعدات إلى حركة “حماس” لتلتقط جزءاً من الورقة الفلسطينية.

هكذا، استعملت الدولة التركية القوية، عضو الأطلسي، هذه القدرات الكبيرة لتربط مع الشبكات الإخوانية المتجذرة في الدول العربية، وصولاً إلى اليمن حيث أن المساعدة التركية باتت موجودة عبر حزب الإصلاح في الشمال والجنوب وتحاول أن تقلب الميزان في المعسكر الذي يواجه الحوثيين إلى جهة محور قطري- تركي، عوضاً عن التحالف العربي.

في عام 2016 على أثر ما سمي بمحاولة الانقلاب في إسطنبول، استفادت الحكومة من التعاطف الشعبي لتقوم باجتثاث حلفاء الأمس في حركة الخدمة الإسلامية من ناحية، وقيادات الجيش التركي التي كانت لا تزال وفية لمبادئ أتاتورك الاستقلالية والعلمانية من ناحية أخرى.

والملاحظ أن عملية التمكين بعد محاولة الانقلاب هذه سمحت لحكومة أردوغان بأن تصل إلى المرحلة الاستراتيجية الأخيرة وتتمثل في التدخل المباشر خارج تركيا بشكل لا مثيل له، ورأينا منذ عام 2017 كيف كثفت أنقرة وجودها على خطوط الحدود مع سوريا ودخلت بعد ذلك مباشرة إلى جانب ميليشيات إخوانية في منطقة إدلب وإلى عفرين، حيث طردت قوات سوريا الديمقراطية واستمرت في تقدمها، ورأينا كيف أنها في العام الماضي فرضت على القوات الكردية الانسحاب من طول الحدود السورية على الرغم من وجود قوات أميركية على الأرض، وكثف الطيران التركي عملياته في شمال العراق على أراضي الحكومة الإقليمية، وبدأت حكومة العدالة الإسلاموية بإرسال بعثات عسكرية في عمق العالم العربي، كان أولها قاعدة عسكرية في دولة قطر بعد المقاطعة العربية للدوحة في يونيو (حزيران) 2017، ومن قطر إلى الصومال ومحاولة كسب موطئ قدم في جيبوتي وإريتريا، إضافة إلى وجود في عدة دول أفريقية على أساس وجود في قوات السلام.

غير أن العودة الكبرى اكتملت مع إرسال حكومة أردوغان مساعدات عسكرية إلى حكومة الوفاق المتحالفة مع الإخوان في غرب ليبيا، ووصلت إلى ذروتها مع إنزال قوات تركية وأساطيل من طائرات الدرون في طرابلس ومصراتة، الأمر الذي سمح لها بالتقدم والسيطرة على أجزاء من ليبيا. وبإمكان المراقبين رؤية حملات مستقبلية لقوات أنقرة باتجاه العمق الليبي الجنوبي وعبره إلى داخل منطقة الساحل الأفريقي.

استفادت تركيا من إنزالها العسكري لكي تعلن التعاون مع حكومة فايز السراج وعن سيطرتها المائية بين الأناضول والشواطئ الليبية، واضعة إياها في مواجهة الدول العربية والأطلسية كاليونان وفرنسا. هذا التوسع النيوعثماني مبني على عاملين: الأول، قدرة حكومة أردوغان على استعمال القوة الأطلسية والاقتصادية التركية في دخولها إلى عمق العالم العربي بشكل يوحي بعودة الإمبراطورية العثمانية السابقة لكن بشكل حديث.

أما العامل الثاني، وربما الأهم، فهو السماح الأميركي لهذه العودة النيوعثمانية وأن تصبح واقعاً، وقد شرحنا مراراً وتكراراً أن هذا التمكين في واشنطن يعود إلى قدرة اللوبي القطري- التركي- الإخواني المشترك، الذي إن لم يؤثر في الإدارة لتكون داعمة رسمية لمشروع كهذا، ولكن على أقل تقدير يسهم في ألا تكون معارضة له، وهذا العامل مستمر حتى الانتخابات الأميركية، وبعد ذلك سوف نرى إن كان بإمكان الإدارة الجديدة أو المتجددة إعطاء الضوء الأخضر لأنقرة أو الحد من توسعها في بلاد العرب.

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

عون :أتحمل كامل مسؤولياتي لايجاد الحلول للأزمة الراهنة والموضوع الأساس للحوارالخميس تحصين السلم الأهلي تفاديا للانزلاق نحو الاسوأ وإراقة الدماء

وطنية - الإثنين 22 حزيران 2020

اكد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ان الموضوع الاساس للحوار الذي دعا اليه يوم الخميس المقبل في قصر بعبدا، "هو تحصين السلم الاهلي عبر تحمل كل طرف من الاطراف الداخلية مسؤولياته، وذلك تفاديا للانزلاق نحو الاسوأ وإراقة الدماء، لاسيما بعد ما رأينا ما حصل في شوارع بيروت وطرابلس إثر التحركات الاخيرة"، نافيا "ان يكون هدف انعقاد طاولة الحوار العودة الى حكومة وفاق وطني"، مشيرا الى "أن النظام التوافقي يفتقد الى الديموقراطية في ظل غياب ما يسمى بالاقلية والأكثرية".

وشدد الرئيس عون على انه "بالصناعة والزراعة تدعم الليرة اللبنانية وليس بالاستدانة من الخارج الذي لطالما اعتمدنا عليه في السابق الى جانب الاقتصاد الريعي، مشيرا الى أنه يتحمل كامل مسؤولياته كرئيس للجمهورية بهدف إيجاد الحلول للأزمة الراهنة، وقال: "نعمل على بناء لبنان من جديد وهذا يستغرق طويلا".

عويس

كلام الرئيس عون جاء خلال استقباله قبل ظهر اليوم في قصر بعبدا الهيئة الإدارية لجمعية الإعلاميين الاقتصاديين برئاسة السيدة سابين عويس، التي القت كلمة عرضت فيها هموم العاملين في القطاع. وحددت اهداف الجمعية والاسس التي تؤمن بها، ومنها "التمسك بمبادىء الاقتصاد الحر وتعزيز المبادرة الفردية القائمة على قطاع خاص ناجح، والعمل بكل الوسائل المتاحة من اجل تعزيز القطاع المصرفي وإعادة الثقة اليه محليا وخارجيا، انطلاقا من القناعة بان هذا القطاع لا يتحمل وحده مسؤولية الازمة المالية الراهنة. فالقطاع المصرفي ركن أساسي في الاقتصاد وأحد اعمدته الأساسية لاستعادة التعافي واطلاق الصناعة والزراعة في اطار الانتقال من الاقتصاد الريعي الى الاقتصاد المنتج القادر على تأمين النمو المستدام والرخاء الاقتصادي والاجتماعي للبنانيين". ورأت عويس "ان التحول الى الاقتصاد المنتج يجب الا يكون على حساب القضاء على مميزات لبنان في المجال الخدماتي والمالي والمصرفي"، ودعت الى "اخراج الاقتصاد من دائرة التجاذب السياسي، بعدما دفع اثمانا باهظة نتيجة ذلك اوصلته الى الانهيار وافقدته مقومات صموده ومناعته، والإسراع في تحقيق الإصلاح باعتباره المدخل الصحيح والوحيد لمعالجة الازمة الاقتصادية والمالية والمصرفية، وتاليا وحكما الاجتماعية، والمبادرة فورا الى اتخاذ تدابير سريعة لمعالجة مشكلة ارتفاع الأسعار، لاسيما في ظل تراجع سعر صرف الليرة، ووضع حد للتفلت الحاصل في سوق الصرف، من خلال إجراءات جدية تعكس سيادة الدولة على نقدها". واعتبرت ان قرار اللجوء الى صندوق النقد الدولي "خيار جريء ومتقدم على طريق استعادة لبنان مسار التعافي، لكنه غير كاف ويمكنه ان يكون مؤذيا اذا لم يبادر لبنان الدولة الى اتخاذ القرارات الإصلاحية الجريئة التي تقي ابناءه الطريق الموجع". وطالبت السيدة عويس بدعم القطاع الإعلامي بمختلف مؤسساته لان لبنان والاعلام صنوان متلازمان، مركزة على أهمية الإسراع في وضع قانون عصري يضمن الحريات العامة، ويشمل هيكلية جديدة قادرة على استيعاب كل العاملين في القطاع المرئي والمسموع والمكتوب والالكتروني، بعدما أدى غياب التنظيم الى تفلت ينعكس سلبا على واقع الحريات في شكل عام. وقالت: " لان الاعلام الاقتصادي يكتسب أهمية متزايدة، فلا بد ان يحظى بالتمثيل الصحيح ضمن مندرجات قانون الاعلام، كما ان يكون ممثلا حكما بالمجلس الاقتصادي الاجتماعي".

أبي غانم

ثم تحدث نائب رئيس الجمعية بهيج ابي غانم عن اهداف الجمعية ودورها في الاعلام الاقتصادي.

رد الرئيس عون

ورد الرئيس عون مرحبا بالهيئة الإدارية للجمعية ومؤكدا على أهمية الصحافة الحرة التي هي عنصر اساس في الحكم لما تعطيه من انذار للحاكم للانتباه الى الخلل أينما وجد، لكنه شدد في المقابل، على ضرورة التمييز بين معنى حرية الصحافة وبين حرية الشتيمة الشائعة اليوم على وسائل التواصل الاجتماعي، مشددا على ضرورة صياغة قانون يضع حدا لهذا النوع من الممارسات. وتناول الرئيس عون الموضوع الاقتصادي، فعدد المخاطر التي يتعرض لها القطاع المصرفي الراهن والتي انعكست على الواقع الاقتصادي عامة، لافتا الى المساعي الجارية لتقويم الواقعين الاقتصادي والمالي في آن. وذكر رئيس الجمهورية بما ورد في خطاب القسم لجهة الانتقال الى الاقتصاد المنتج لا سيما وان قطاعات الإنتاج كانت معطلة بالكامل في ظل ما كان سائدا من اقتصاد ريعي على مدى ثلاثين سنة. ونوه الرئيس عون بالاهتمام الذي يبديه اللبنانيون اليوم بالزراعة، مشيرا الى انه لطالما اكد على أهمية ان تقوم الصناعة والزراعة بدعم الليرة اللبنانية وليس الاستدانة من الخارج الذي لطالما اعتمدنا عليه في السابق الى جانب الاقتصاد الريعي، متسائلا:" هل من المعقول ان ندعم الليرة بالاستدانة؟". واستشهد بتجارب عدد من الدول لا سيما اميركا والصين اللتين حافظتا على قيمة عملتهما الوطنية بفضل انتاجهما الوطني.

وفي ملف الفساد، أوضح الرئيس عون انه لطالما استقبل وفودا اشتكت من الفساد، "وكنت في كل مرة اسأل أعضاءها اذا كانوا يملكون اثباتات وما اذا كانوا على استعداد لتقديم شهاداتهم لكن اجاباتهم تأتي بالنفي"، متسائلا:" كيف يمكن مكافحة الفساد اذا لم يكن من يشتكون منه على استعداد لتقديم ما لديهم للقضاء؟ "وقال اننا اليوم نعمل على بناء لبنان من جديد منبها في المقابل الى ان هذا الامر يستغرق وقتا طويلا ، مشيرا الى ان الظروف التي مر بها لبنان في السنوات الأخيرة لم تساعده بدورها كثيرا بدءا من الازمة الاقتصادية العالمية مرورا بالحروب في عدد من دول المنطقة بالإضافة الى النزوح السوري الذي رتب على لبنان أعباء بلغت حتى آخر 2018 بحسب ارقام صندوق النقد الدولي 25 مليار دولار فضلا عن الخسارة التي لحقت باقتصاده بفعل اغلاق الحدود مع سوريا والتي تقدر ب 18 مليار دولار على مدى 9 سنوات. وعن إمكانية تحقيق الاصلاح وتأمين حياة كريمة للبنانيين لكسب ثقة المجتمع الدولي، اشار الرئيس عون الى أنه ومنذ توليه سدة الرئاسة نبه الى العديد من الاسباب التي أدت لوصولنا الى الحالة التي نعيشها اليوم، لافتا الى أنه إذا كانت هناك اسباب اقتصادية خارجية عاصية علينا كدولة لحلها، فإننا نرى أن الاسباب الداخلية نستطيع حلها. فالنظام الحالي غير ملائم، لاسيما في ظل إمكانية تعطيل تنفيذ اي قرارات متخذة، اضافة الى غياب المحاسبة، مذكرا بتقديمه الى مجلس النواب يوم كان نائبا العديد من اقتراحات القوانين المتعلقة بالاصلاح، إلا أنها ما زالت في الادراج. وأكد الرئيس عون أنه يتحمل كامل مسؤولياته كرئيس للجمهورية بهدف إيجاد الحلول للأزمة، "إلا أن المجتمع لا يساعد على ذلك. فهو ينتقد وفي المقابل لا يقدم المساعدة المطلوبة". ودعا الرئيس عون الجميع، كما وسائل الاعلام، الى تحمل المسؤولية والاضاءة على الانجازات التي تحققت، خصوصا على الصعيد الامني، ووضع قانون انتخابي جديد. وقال:"الصعوبة بالنسبة الينا تكمن في تغيير الذهنية لدى البعض، وانا على قناعة أن على الانسان عدم الاستسلام لليأس، ولدي الامل بأننا سنتمكن من عبور هذه المرحلة والوصول الى حل. ونعمل على ذلك، إلا أن الوضع ليس سهلا". وعن الحوار يوم الخميس المقبل في قصر بعبدا، أكد الرئيس عون "ان الموضوع الاساس لهذا الحوار هو تحصين السلم الاهلي عبر تحمل كل طرف من الاطراف الداخلية مسؤولياته، وذلك تفاديا للانزلاق نحو الاسوأ وإراقة الدماء، لاسيما بعد ما رأينا ما حصل في شوارع بيروت وطرابلس إثر التحركات الاخيرة". وردا على سؤال، نفى الرئيس عون "ان يكون هدف انعقاد طاولة الحوار العودة الى حكومة وفاق وطني"، مشيرا الى "أن النظام التوافقي يفتقد الى الديموقراطية في ظل غياب ما يسمى بالاقلية والأكثرية".

لجنة الرقابة على المصارف

على الصعيد الاقتصادي والمالي، استقبل الرئيس عون في حضور الوزير السابق سليم جريصاتي والمدير العام لرئاسة الجمهورية الدكتور أنطوان شقير، لجنة الرقابة على المصارف برئاسة السيدة ميا الدباغ وعضوية : جوزف حداد، مروان مخايل، كمال وزني، عادل دريك، وذلك لمناسبة تسلمهم مسؤولياتهم الجديدة في اللجنة.

وعرضت رئيسة وأعضاء اللجنة المهام الموكلة اليهم واهميتها خصوصا في هذا الظرف الدقيق ماليا واقتصاديا الذي يمر به لبنان.

اميل رحمة

سياسيا، استقبل الرئيس عون رئيس حزب التضامن النائب السابق اميل رحمة واجرى معه جولة افق تناولت التطورات السياسية الراهنة والأوضاع في منطقة البقاع الشمالي وحاجاتها. وأوضح رحمة انه نقل الى رئيس الجمهورية جو الارتياح الذي تركته الدعوة التي وجهها الى القيادات السياسية للمشاركة في " اللقاء الوطني" الذي سيعقد يوم الخميس المقبل في قصر بعبدا، للتأكيد على وحدة الصف الوطني وعلى أهمية المحافظة على السلم الأهلي بعد الممارسات المرفوضة التي حصلت في بيروت وطرابلس خلال الأسابيع الماضية والتي كادت ان توقظ فتنة لا يرغب احد بايقاظها".

أضاف : "من الطبيعي ان تتجاوب القيادات السياسية مع هذه الدعوة ذات الأهداف الوطنية بعيدا عن أي اعتبارات سياسية او مصلحية وذلك لاعادة التأكيد على الثوابت الوطنية التي تلقى الاجماع لتحصين الجبهة الداخلية ومنع تكرار حوادث كالتي عاشها اللبنانيون في العامين 1975 و 1976".

وأشار رحمة الى ان اهتمام الرئيس عون "منصب هذه الأيام أيضا على متابعة الإجراءات المتخذة لمعالجة الازمة الاقتصادية والمالية الراهنة، إضافة الى متابعة شؤون الناس اليومية سواء بالنسبة الى تقلبات سعر صرف الدولار الأميركي او ارتفاع اسعار المواد الغذائية وهو طلب الى الوزارات المعنية التدخل بفعالية لمنع استغلال بعض التجار للوضع الراهن ورفع أسعار السلع والمواد الغذائية الضرورية لاسيما وان أسعار بعض المواد وعملية استيرادها مدعومة من مصرف لبنان".

جمعية جاد

واستقبل الرئيس عون، في حضور النائب ماريو عون، رئيس جمعية " جاد" ( شبيبة ضد المخدرات) جوزف حواط مع وفد من أعضاء الجمعية، اطلعوا رئيس الجمهورية على بدء العمل بالخطة الخمسية التي وضعتها الجمعية بهدف الاستثمار في الطاقة الشبابية من خلال تأسيس قرية وقائية متكاملة تعنى بمشكلة المخدرات على ارض مساحتها 5 الاف متر مربع في منطقة المنصف قضاء جبيل. وأوضح حواط "ان الهدف من هذه الخطة التقليل من مخاطر المخدرات وحماية الشباب لخلق مفهوم مستقبلي متطور لابراز خطورة تعاطي المخدرات وخطر المؤثرات العقلية كافة. وأشار الى ان الاستثمار بصحة الشباب هو هدف عمل الجمعية في خطتها الجديدة لاسيما وان معدلات ادمان المخدرات ترتفع بشكل دراماتيكي لدى الشباب، ما يفوق قدرة السجون على استيعاب اعداد الموقوفين، الامر الذي استلزم إعطاء تعليمات من جهات عليا بعدم توقيف المتعاطين، الذين يشكلون خطرا مباشرا على محيطهم. كذلك ترتفع معدلات العنف الاسري الناتج عن ادمان المخدرات او الكحول او الميسر او المنشطات او شبكة الانترنت، وفق ما تظهره التحقيقات، وتعاني الاسر اللبنانية من التفكك نتيجة ارتفاع معدلات الإدمان على انواعه، الامر الذي يسهم في تهديد الامن الاجتماعي، سواء كان ادمانا الكترونيا على " النت"، او ادمانا على المواد المخدرة. كذلك ترتفع نسب الجرائم والانتحار لدى الشباب في لبنان بفعل تعاطي العقاقير المهدئة من دون رقابة والمنشطات والمخدرات والكحول، وترتفع إحصاءات حوادث السير لديهم تحت مؤثرات الكحول او المخدرات، وتحمل الدولة عبء فاتورة العلاج الصحي بعد ازدياد حالات الإدمان، كذلك نفقات علاج الكثير من الامراض الناتجة عن التعاطي ( مخدرات، عقاقير مهدئة- دخان- منشطات- نرجيلة- كحول- وغيره) الذي يؤدي الى ضعف مناعة الافراد واصابتهم نتيجة لذلك بالامراض الخطيرة والمستعصية. ونوه الرئيس عون بعمل جمعية " جاد" مركزا على أهمية معالجة المدمنين على المخدرات لانقاذهم من هذه الافة المجتمعية الخطيرة، مركزا على وجوب مراقبة المتاجرين بالمخدرات وتوقيفهم وانزال اشد العقوبات بهم. وشدد الرئيس عون على ضرورة العناية بالجيل الجديد وابعاده عن الافات الاجتماعية كلها لان مستقبل لبنان يقوم على سواعد أبناء هذا الجيل الذي نريده سليما معافى.

القرية الوقائية

وفي ما يلي ابرز خصائص القرية الوقائية من اخطار المؤثرات العقلية:

- اول قرية وقائية من حيث المضمون وعدد القطع

- 37 سنة من التحضير لانجاز وتجميع هذه المواد العلمية

- احضرت هذه المواد من تسعين بلدا حول العالم

- عدد القطع والمواد العلمية والتدريبية يفوق السبعة الاف مادة

- لا يوجد على مستوى العالم العربي والعالم ككل:

- متحف/معرض/مركز تدريب/مختبر/بنك معلومات خاص بالمؤثرات العقلية، او أي عمل مشابه ( الرجاء مراجعة الأقسام الرئيسية والاقسام الإدارية)

- او مكان في العالم تجمع به كل هذه المواد والمواضيع المتعلقة بالادمان بطرق مبتكرة وحديثة لخدمة جميع الفئات العمرية.

- تهدف هذه القرية الى التواصل والتفاعل العربي والعالمي، وستكون المثال الأعلى في العالم من حيث الفكرة ومحتوياتها.

- تحقيق نتائج منتظرة فورية وبعيدة المدى، حيث العمل مع شركات متخصصة بالدراسات لتبيان تدني عدد المدمنين من خلال تخفيض عملية العرض والطلب.

- خلق مفهوم جديد بطرق متطورة للتعاون بين دول العالم.

- الدخول عبر التاريخ من خلال انشاء اول مركز تثقيفي بهذا الحجم والشمولية يعنى بمشاكل الإدمان.

 

بري التقى سفيرة كندا مودعة ميقاتي: نحن طلاب حوار وسنعلن موقفنا من اجتماع بعبدا في الساعات المقبلة

وطنية - الإثنين 22 حزيران 2020

استقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة، الرئيس نجيب ميقاتي الذي قال بعد اللقاء: "التشاور مع دولة الرئيس دائم ومستمر، واليوم خصوصا في هذه الظروف الدقيقة، بحثت مع دولة الرئيس بري في عدة مواضيع وابرزها الاجتماع الذي تمت الدعوة اليه في القصر الجمهوري يوم الخميس المقبل. وتحدثنا بإسهاب عن هذا الموضوع وابديت وجهة نظري الشخصية، لا موقف رؤساء الحكومات السابقين، لأننا سنصدر بيانا موحدا فيما بعد، وقلت ان هذا الاجتماع المزمع عقده يتم من دون جدول أعمال أو خارطة طريق، ولا نعلم اذا كان سيقتصر على جلسة واحدة ام عدة جلسات. كما اننا نسمع كلاما ان هذا الاجتماع هو للبحث في مواضيع الثوابت الوطنية، في حين ان هذه الثوابت ليست مادة حوارية، ناهيك عن قيام البعض بإعطائنا دروسا في الوطنية وبكيفية أن نكون على مستوى المسؤولية الوطنية، وقيام بعض النافذين في هذا العهد بإطلاق كلام فوق السطوح. رأيي الشخصي أن هذا المؤتمر، في حال عقده، نتمنى ان يكون ناجحا، وسنعلن موقفنا منه في الساعات المقبلة". أضاف: "نحن طلاب حوار وننادي بالحوار دائما، ولم يصدر عني اي تصريح لا اقول فيه ان الحل في لبنان هو بالحوار بين اللبنانيين، ولكن اذكر أننا عقدنا جلسة حوار في الاول من ايلول الفائت في قصر بعبدا، واتفقنا على سلسلة قرارات اقتصادية وعلى تشكيل هيئة طوارىء اقتصادية ولم تتم ترجمة هذه المقررات بشكل عملي. كما عقد اجتماع ثان في السادس من ايار الفائت، في القصر الجمهوري، لم نشارك فيه، وقد اتخذت قرارات لم تترجم على الأرض، بل على العكس قامت الحكومة بعرض الخطة الاقتصادية التي اعدتها، ولكننا نسمع اليوم كلاما معاكسا لما اتفق عليه. هذه الحكومة تقول انها حققت في مئة يوم سبعة وتسعين في المئة من برنامجها، وقد مضى على تشكيلها 132 يوما، اي انه في حساباتها حققت 127 في المئة من مهماتها، وبالتالي لا ضرورة لأن نعذب انفسنا بالصعود الى بعبدا".

سئل: هل مقاطعة الحوار هي محاولة لاستهداف رئاسة الجمهورية وعزلها؟

أجاب: "نحن نحترم المقامات وليس هناك قرار بالقطيعة، الوضع الاجتماعي والاقتصادي صعب جدا اليوم، ولا يمكن ان نقبل بتخدير الناس بعقد مثل هذه الاجتماعات من دون ان نعرف مسبقا جدول الاعمال وما قد يصدر. وضع البلد معروف وما يهم الناس هو المواضيع الاقتصادية لأن الفقر والجوع يدق كل الابواب، وهناك قول مأثور "اذا دخل الفقر من النافذة خرج الايمان من الباب". نحن اليوم في وضع صعب جدا، وانا شخصيا لا يمكن ان أقاطع اي مقام، انما يجب ان نعرف مسبقا ما نحن مقبلون عليه قبل ان نخطو اي خطوة. وكنت اتمنى لو أن فخامة الرئيس قام بمشاورات ثنائية مع مختلف الاطراف قبل ان يدعو الى هكذا اجتماع ويستشرف الجو العام، لكي ينعقد الاجتماع في ظل اتفاق مسبق على الخطوط العريضة لما سيتم اقراره، اما مجرد عقد اجتماع ونقوم بعملية تخدير جديدة للناس، فهذا امر غير مقبول. عندما كان الرئيس بري يحدثني عن اهمية هذا الاجتماع قلت له دولة الرئيس قبل أن تقنعني انا، قم بإقناع جمهورنا والناس".

وعن تغير الظروف بين الاجتماعات السابقة ومؤتمر الحوار الحالي والاحداث الاخيرة التي كادت تتسبب بفتنة، قال: "نحن لا يمكن أن ننجر الى اي فتنة، لا طائفية ولا أهلية ولا مذهبية. لبنان اولا واخيرا، وعلينا العمل على معالجة المواضيع الاقتصادية والاجتماعية الخطيرة بدل التلهي بنقاشات لا طائل منها".

لامورو

كما استقبل الرئيس بري سفيرة كندا في لبنان إيمانويل لامورو، في زيارة وداعية.

برقية

على صعيد آخر، تلقى رئيس المجلس برقية جوابية من رئيس مجلس الشورى الإيراني محمد باقر قاليباف ردا على برقية التهنئة بمناسبة انتخابه رئيسا لمجلس الشورى في إيران، مؤكدا على "اهمية تعزيز التعاون وترسيخ الروابط البرلمانية بين المجلسين الشقيقين".

 

بخاري استقبل حاكم مصرف لبنان

وطنية - الإثنين 22 حزيران 2020

استقبل سفير خادم الحرمين الشريفين لدى لبنان وليد بن عبد الله بخاري في مقر اقامته باليرزة، حاكم مصرف لبنان المركزي رياض سلامة ونائبه السابق الدكتور محمد بعاصيري.

وتخلل اللقاء جولة أفق حول آخر المستجدات والتطورات والقضايا ذات الاهتمام المشترك.

 

قائد الجيش عرض مع شيا الاوضاع والمساعدات الأميركية للجيش

وطنية - الإثنين 22 حزيران 2020

وطنية - استقبل قائد الجيش العماد جوزاف عون في مكتبه في اليرزة، السفيرة الأميركية في لبنان دوروثي شيا، وتناول البحث الأوضاع العامة في البلاد وبرنامج المساعدات الأميركية للجيش اللبناني.

 

وزير الخارجية شارك في حلقة حوارية افتراضية نظمها الاتحاد الأوروبي في إطار مؤتمر بروكسل 4

وطنية - الإثنين 22 حزيران 2020

شارك وزير الخارجية والمغتربين ناصيف حتي في حلقة حوارية افتراضية عن بعد نظمها الاتحاد الأوروبي، في إطار مؤتمر بروكسل 4 حول "التعافي الإقليمي في مواجهة فيروس كورونا"، إلى جانب عدد من المسؤولين الدوليين.

وعرض حتي "الأوضاع الاقتصادية والمالية الصعبة التي يمر بها لبنان وزاد من حدتها انتشار وباء كورونا"، داعيا "المجتمع الدولي إلى مساعدة لبنان والدول المضيفة للنازحين بشكل أفضل والمساهمة في التكلفة الاقتصادية والاجتماعية للنزوح".

وعرض "ما قام به لبنان على الصعيد الصحي والطبي في مواجهة هذا الفيروس وحماية مواطنيه والنازحين واللاجئين على أرضه، من خلال توفير الخدمات الطبية لهم".

وأكد مجددا "موقف لبنان الداعي إلى العودة الآمنة والكريمة والتدريجية للنازحين السوريين إلى بلادهم"، معتبرا أن "الإنهاء الكلي للمأساة التي يعيشها الإخوة السوريون تأتي عبر التوصل إلى حل سياسي سلمي شامل للأزمة السورية تشارك فيه أطياف الشعب السوري كافة على أساس قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة".

 

المبادرة الوطنية ولقاء سيدة الجبل: ملاحقة الاعلاميين والمدونين والناشطين محاولة لاستعادة النظام الامني ولقاء بعبدا هو اعلان افلاس الحكومة

وطنية - الإثنين 22 حزيران 2020

وطنية - عقدت "حركة المبادرة الوطنية" و"لقاء سيدة الجبل" اجتماعا مشتركا "استدعته الظروف الاستثنائية"، بمشاركة: أمين بشير، أسعد بشارة، أنطوان قسيس، إيلي قصيفي، إيلي كيرللس، إيلي الحاج، أيمن جزيني، إدمون رباط، بهجت سلامه، توفيق كسبار، جوزف كرم، حسان قطب، ربى كبارة، حسن عبود، حسين عطايا، منى فياض، سامي شمعون، سناء الجاك، سعد كيوان، غسان مغبغب، فارس سعيد، طوني حبيب، طوني خواجه، مياد حيدر، سيرج بوغاريوس، سوزي زياده، سولاف الحاج، وعطاالله وهبة، وأصدرا بيانا أعلنا فيه "الرفض القاطع لقيام نظام أمني بات يتحكم بكل مفاصل الحياة السياسية، خارقا الدستور واتفاق الطائف على مستويي الحريات وأدوار المؤسسات الدستورية ووظائفها". واكد البيان ان "ملاحقة الاعلاميين والصحافة الحرة والمدونين والناشطين ليست مخالفة للدستور فحسب، انما هي محاولة كاريكاتورية لاستعادة ممارسات النظام الامني في ايام ترنح الوصاية السورية. كما ان قمع الحريات حاليا يؤشر الى عجز النظام وتهافت خطابه السياسي القائم على وهم "الممانعة" ما جعل الحريات الخطر الاكبر عليه، فلجأ الى تسخير القضاء (...) بدلا من ان يكون سلطة مستقلة لحماية الحريات وخصوصا حرية التعبير التي نص عليها الدستور".

وشدد على ان "الحرية هي تجسيد لمعنى لبنان ومبرر وجوده، وتشويهها يشكل طعنا للبنان وصورته ودوره، ودعوة للبنانين، المسيحيين قبل غيرهم، الى الهجرة الكثيفة والى اسقاط الكيان".

واكد ايضا ان "على السلطة القضائية أن تتحمل مسؤولياتها لحماية الحريات وعدم الرضوخ للسلطة السياسية".ورأى ان لقاء بعبدا "هو بمثابة اعلان افلاس الحكومة وعجزها وانهاء لدورها في معالجة الاوضاع السياسية والاقتصادية والامنية. انه اعلان عن فقدانها للصدقية وللشرعية واستبدالها بما يشبه "مجلس تشخيص مصلحة النظام" المعمول به في ايران والمخالف لكل نصوص الدستور اللبناني". وأضاف: "ان اللقاء المزمع في مقر الرئاسة الأولى هو تكريس لتغييب المؤسسات الدستورية وشخصنتها، وتأكيد ان القرارات الاساسية تتخذ خارج الدستور والمؤسسات. وهو ايضا يعكس محاولة الحاكم اخفاء عجزه باللجوء الى ما يشبه "لويا جيرغا" - اجتماع قبائلي - لتضييع المسؤوليات وتمييعها في اللحظات الصعبة". واعتبر ان "اكبر خطر على لبنان اليوم هو اتجاه النخب من كل الميادين والمواهب العليا في مختلف الاختصاصات والجامعات الى الهجرة، وهذا يفرض على الدولة اولا وعلى الهيئات الاجتماعية والاقتصادية والتربوية بالاخص التحرك للحفاظ على لبنان ودوره وجامعاته. وهذا هو التعبير الحقيقي عن التضامن والتكافل الوطني والاجتماعي. لذا، فان وقف نزف المواهب البشرية هو المهمة الاولى اليوم للحفاظ على لبنان".

 

أبي نصر: مراجعة الطعن بتعيين محافظ لكسروان الفتوح جبيل مردودة شكلا وأساسا وإنشاء المحافظة ينسجم مع وثيقة الوفاق الوطني

وطنية - الإثنين 22 حزيران 2020

أعلن النائب السابق نعمة الله أبي نصر، في بيان، ردا على المراجعة المقدمة من الجمعية اللبنانية ضد الفساد Lebanese Anti Corruption Task Force ، التي طعنت بالقرار الصادر عن مجلس الوزراء في 10/6/200 القاضي بتعيين السيدة بولين ديب محافظا جديدا لمحافظة كسروان الفتوح - جبيل. موضحا "أن ليس لهذه الجمعية صفة ومصلحة قانونية قائمة لتقديم هذه المراجعة. وبالتالي فإن مراجعتها، في ضوء أحكام المادة 9 من قانون أصول المحاكمات المدنية، مردودة شكلا لإنتفاء الصفة والمصلحة. وبالتالي فالمراجعة مردودة شكلا. كذلك في الأساس.

- إن قرار مجلس الوزراء بتعيين المحافظ الجديد جاء منسجما ومكملا لأحكام قانون إنشاء المحافظة رقم50/2017، بحيث شكل ويشكل جزءا متمما لهذا القانون. - إن التأخير في إصدار المراسيم التطبيقية للقانون المذكور لا يؤدي إلى إبطال القرار بتعيين المحافظ الجديد، الذي يبقى مرتبطا مفعوله وبدء تنفيذه بصدور هذه المراسم.

- إن قرار مجلس الوزراء بتعيين المحافظ الجديد جاء مرتبطا بدء مفعوله باصدار المراسيم التطبيقية. على ما ورد حرفيا وبوضوح في قرار التعيين. وبالتالي تكون مهام المحافظ الجديد والمباشرة بأعماله مرتبطتبن ارتباطا وثيقا بصدور هذه المراسم.

- إن تعيين المحافظ الجديد لا يشكل مخالفة لأحكام نظام الموظفين، ما دام هذا التعيين مرتبطا بصدور المراسيم التطبيقية التي ستتضمن إنشاء ملاك هذه المحافظة وسائر التفاصيل المتعلقة بالجهاز البشري والوظيفي وسواها من الأمور.

- إن هذا التعيين الجديد شكل من جهة خطوة متقدمة لجهة البدء في تطبيق أحكام القانون رقم 50/2017، دون أن يشكل من جهة ثانية أية أعباء إضافية على الدولة. باعتبار أن المباشرة بالعمل لا تبدأ إلا من تاريخ صدور قرار صريح من وزير الداخلية بهذا المعنى، وفقا لأحكام الفقرة الثالثة من المادة 13 من نظام الموظفين. - على ضوء ما تقدم، يتضح أن قرار مجلس الوزراء بتعيين السيدة بولين ديب محافظا جديدا لمنطقة كسروان الفتوح وجبيل جاء مكملا ومنسجما تماما مع أحكام قانون إنشاء المحافظة 50/2017. وكلاهما مرتبطا بدء مفعوله بصدور المراسيم التطبيقية لهذا القانون. وبالتالي لا يشكل هذا القرار أية مخالفة دستورية من أي نوع. وبالتالي يقتضي رد مراجعة الطعن شكلا وأساسا".

وقال أبي نصر: بالمناسبة أضع أمر الإسراع في إصدار المراسيم التطبيقية في عهدة أبناء كسروان الفتوح جبيل وأصحاب السعادة نواب المنطقة الذين سبق أن التقوا في 26 آب 2019 وفي حضور رئيس اتحاد بلديات كسروان - الفتوح وأكدوا مطالبتهم بتعيين محافظ جديد والتزموا بمتابعة الملف حتى خواتيمه. إن إنشاء هذه المحافظة ينسجم مع "وثيقة الوفاق الوطني" التي نصت على اعتماد "اللامركزية الإدارية" ويدخل في صميم سياسة الإنماء المتوازن التي لم تطبق في قضاءي كسروان وجبيل حتى تاريخه. إن أبناء هذه المحافظة يعانون كل يوم مشقة الإنتقال إلى بعبدا لإتمام معاملاتهم مع ما يسبب ذلك من إزدحام سير وإضاعة وقت وحرق أعصاب ومصاريف إضافية".

 

/New A/E LCCC Postings for todayجديد موقعي الألكتروني ل ليوم 22-23 حزيران/2020

رابط الموقع
http://eliasbejjaninews.com

 

الياس بجاني: هل فبرك حزب الله والمحكمة العسكرية ملف العمالة لكندا الخطيب، ولماذا؟ شكوك في الإفتراء اللاهي على كيندا الخطيب وفبركة ملف عمالة بحقها لأنها تنتقد الإحتلال الإيراني وتعري هرطقات حزب الله باستمرار/تقارير وتعليقات تتناول قضية كندا المعتقلة والمتهمة بالعمالة لإسرائيل

«العسكرية» تدّعي على كيندا الخطيب بالعمالة: دخلت الى اسرائيل!/جنوبية/الاثنين 22 حزيران 2020

كيندا الخطيب أمام القضاء.. وجَلْدُها الأمني مستمر في الإعلام/المدن/23 حزيران/2020

تركيب الملفات في لبنان على الطريقة الإيرانية/عبد الجليل السعيد/صوت بيروت إنترناشونال/الاثنين 22 حزيران 2020

قضية كيندا الخطيب تتفاعل… شائعات مبرمَجة يقودها محور “الممانعة”/صوت بيروت إنترناشونال/الاثنين 22 حزيران 2020 “

قضية كيندا الخطيب تتفاعل… شائعات مبرمَجة يقودها محور “الممانعة”/صوت بيروت إنترناشونال/الاثنين 22 حزيران 2020

“ليبانون ديبايت” يكشفُ مواد الإدعاء على الخطيب”…15 سنة حبس/ليبانون ديبايت/الاثنين 22 حزيران 2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/87550/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d9%87%d9%84-%d9%81%d8%a8%d8%b1%d9%83-%d8%ad%d8%b2%d8%a8-%d8%a7%d9%84%d9%84%d9%87-%d9%88%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%ad%d9%83%d9%85%d8%a9-%d8%a7/

 

المحامي مجد حرب يتقم بإخبار إلى النيابة العامة المالية ضد حزب الله بتهم تبييض الأموال/ليبانون ديبايت/الاثنين 22 حزيران 2020

حزب الله لا يُسدّد مستحقاته للدولة.. وملفه المالي يُفتح قضائيا/وكالة الانباء المركزية/الاثنين 22 حزيران 2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/87542/%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%ad%d8%a7%d9%85%d9%8a-%d9%85%d8%ac%d8%af-%d8%ad%d8%b1%d8%a8-%d9%8a%d8%aa%d9%82%d9%85-%d8%a8%d8%a5%d8%ae%d8%a8%d8%a7%d8%b1-%d8%a5%d9%84%d9%89-%d8%a7%d9%84%d9%86%d9%8a%d8%a7%d8%a8/

 

ثقافة الحروب الدائمة وكليشيه العمالة من الماضي

د.وليد فارس/23 حزيران/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/87561/%d8%af-%d9%88%d9%84%d9%8a%d8%af-%d9%81%d8%a7%d8%b1%d8%b3-%d8%ab%d9%82%d8%a7%d9%81%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%ad%d8%b1%d9%88%d8%a8-%d8%a7%d9%84%d8%af%d8%a7%d8%a6%d9%85%d8%a9-%d9%88%d9%83%d9%84%d9%8a%d8%b4/

*الاتهام المسمى “عمالة للعدو الاسرائيلي” هو مسّيس من قبل قوى الارهاب وبات يُستعمل كسلاح تهددي انتقامي يستهدف اسكات المعارضين

*اتهام الناس بالعمالة دون سبب موجب فهو عمل خطير، يخرق حقوق الانسان.

حوالي مليوني لبناني في الاغتراب قد زاروا اسرائيل كمواطنين لعشرات الدول وحاملي جوزاتها، لزيارة الاماكن المقدسة، للسياحة، او زيارة اقرباء، على مدى ثلالثين سنة. ومن كل الطوائف من دون استثناء. وهذا لم يكن سراً على الاطلاق. وذلك تحت رعاية الكنائس او عبر وكالات السفر. وربما اكثر من نصف هؤلاء زاروا لبنان ايضاً.

 

حزب الله… والي ولاية الإيديولوجيا والمال في لبنان/علي الأمين/نداء الوطن/22 حزيران/2020

الهزيمة هي المحصلة مهما قيل عن صواريخ “حزب الله” الدقيقة، الهزيمة اللبنانية والسورية والعربية على وجه العموم، غير ذلك مكابرة وامعان في مزيد من ترسيخ الهزيمة.

http://eliasbejjaninews.com/archives/87535/%d8%b9%d9%84%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d8%a3%d9%85%d9%8a%d9%86-%d8%ad%d8%b2%d8%a8-%d8%a7%d9%84%d9%84%d9%87-%d9%88%d8%a7%d9%84%d9%8a-%d9%88%d9%84%d8%a7%d9%8a%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%a5%d9%8a%d8%af%d9%8a/

 

اجتماع بعبدا: رد على بند وحيد/سام منسى/الشرق الأوسط/22 حزيران/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/87528/%d8%b3%d8%a7%d9%85-%d9%85%d9%86%d8%b3%d9%89-%d8%a7%d8%ac%d8%aa%d9%85%d8%a7%d8%b9-%d8%a8%d8%b9%d8%a8%d8%af%d8%a7-%d8%b1%d8%af-%d8%b9%d9%84%d9%89-%d8%a8%d9%86%d8%af-%d9%88%d8%ad%d9%8a%d8%af/

 

Avoiding the Abyss/Michael Young/Carnegie MEC/June 22/2020

مايكل يانك: تجنب الهادية في لبنان

http://eliasbejjaninews.com/archives/87530/michael-young-avoiding-the-abyss-%d9%85%d8%a7%d9%8a%d9%83%d9%84-%d9%8a%d8%a7%d9%86%d9%83-%d8%aa%d8%ac%d9%86%d8%a8-%d8%a7%d9%84%d9%87%d8%a7%d8%af%d9%8a%d8%a9-%d9%81%d9%8a-%d9%84%d8%a8%d9%86%d8%a7/

 

عودة العثمانيين الجدد إلى العالم العربي…اتبعت تركيا سياسة الانفلاش والتوسع والوصول إلى أقاليم بعيدة

د. وليد فارس/انديبندت عربية/23 حزيران/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/87548/%d8%af-%d9%88%d9%84%d9%8a%d8%af-%d9%81%d8%a7%d8%b1%d8%b3-%d8%b9%d9%88%d8%af%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%b9%d8%ab%d9%85%d8%a7%d9%86%d9%8a%d9%8a%d9%86-%d8%a7%d9%84%d8%ac%d8%af%d8%af-%d8%a5%d9%84%d9%89-%d8%a7/

عندما نجح حزب العدالة والتنمية في الانتخابات النيابية التركية عام 2002، وشكل أول حكومة إسلاموية لعدة عقود، لم يتوقع وقتها المراقبون والدبلوماسيون أن تغييراً جارفاً قد بدأ من جمهورية أتاتورك العلمانية والقومية لتتحول إلى دولة لها تطلعات إسلاموية، ونيوعثمانية بقيادة الرئيس الحالي رجب طيب أردوغان.

منذ ذلك العام حتى 2020 نجح الحزب الحاكم في تحويل تركيا مما كانت عليه بعد سقوط الإمبراطورية العثمانية حتى سقوط الاتحاد السوفياتي، وحول مسار السياسة الخارجية التركية من أطلسية في محتواها وحيادية مستقرة مع جيرانها إلى أطلسية في الشكل ونيوعثمانية في المحتوى تتبع سياسة الانفلاش والتوسع والوصول إلى أقاليم بعيدة في طول وعرض الشرق الأوسط عموماً، والعالم العربي على وجه الخصوص. ونرى اليوم أن القوات التركية موجودة في عمق شمال أفريقيا على مشارف الصحاري وفي شمال سوريا وتقصف في شمال العراق، وتنشر عسكرها في عمق أفريقيا وتوسع أجهزتها السياسية والاقتصادية في المنطقة، فكيف حصل هذا الأمر وهل نجحت النيوعثمانية في العودة إلى العالم العربي والتجذر فيه؟