المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكنديةLCCC/

نشرة الأخبار العربية ليوم 22 حزيران/2020

اعداد الياس بجاني

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/eliasnews19/arabic.june22.20.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

أَلحَقَّ أَقُولُ لَكُم: إِنْ لَمْ تَعُودُوا فَتَصِيرُوا مِثْلَ الأَطْفَال، لَنْ تَدْخُلُوا مَلَكُوتَ السَّمَاوَات

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياته

الياس بجاني/من يثق أو يصدق الحريري والمعرابي وجنبلاط بحاجة إلى طبيب أمراض نفسية

الياس بجاني/عيد الأب: يوم لإظهار الوفاء ولتأكيد واجب العرفان بالجميل

الياس بجاني/المطلوب من حوار بعبدا إن حصل بحث طرق استئصال سرطان احتلال حزب الله والمطالبة بتنفيذ ال 1559 وإلا فالج لا تعالج

 

عناوين الأخبار اللبنانية

لبنان يسجل 51 إصابة جديدة بفيروس «كورونا»

النهار: صندوق النقد ضحية الكباش الداخلي... مَن يقود الحكومة والبلاد

مؤتمر بعبدا أمام تحدي غياب الميثاقية السنية

بيان قانونيين يتهم رئيس الجمهورية بالاعتداء على الدستور

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الأحد في 21/6/2020

وزير الصحة على الأكتاف "يقاوم" كورونا بالسيف وسط الحشود

سلاح الحزب احتلال»: لبنانيون يُذكّرون بالمساعدة الإسرائيلية لحزب الله.. ويتضامنون مع الخطيب!

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

يبقى أمل خلاص لبنان معقودا" بثلاثية الثورة والجيش ونتائج الإنتخابات الرئاسية الأمريكية القادمة

دعم أميركي لـ1800 طالب في "الأميركية" و"اللبنانية الأميركية"

بيروت تسعى إلى التفاوض مع واشنطن لطلب استثناءات من «قانون قيصر»!

إفرام: هناك حديث عن جبهة معارضة وإمكانيّة لخروج نواب من كتلهم

إصابات “كورونا” في لبنان ترتفع… كيف تتوزع؟

الفرزلي: وجود الحريري في جلسة الحوار ضروري

مقتدى الصدر في بيروت... هذا ما بحثه مع نصر الله

نعي إعلامي للقاء بعبدا

الجيش اللبناني يغلق معبرين غير شرعيين للتهريب

مناطق “حزب الله” تشهد إقبالاً كثيفاً على الدولار

لبنان: اتصالات لإنقاذ حوار 25 يونيو ودعوات إلى الاقتصاص من الأسد

الراعي يطالب بوثيقة للإصلاح بعيداً عن المحسوبيات

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

مريم رجوي: المقاومة مستمرة حتى إسقاط ديكتاتورية الملالي الدينية ومحاولة جديدة لاغتيال معارض إيراني في هولندا

اجتماع طارئ لوزراء الخارجية العرب لبحث التطورات الليبية

مصر تمهّد لتدخل عسكري في ليبيا.. وتعد تجاوز سرت والجفرة «خطاً أحمر» والسيسي اعتبر أن الشرعية الدولية «باتت متوافرة» للتحرك

شكري: أي تهديد للأمن المصري والعربي سيلقى رداً مناسباً وأكد أن الحل العسكري هو «الخيار الأخير» للقاهرة للدفاع عن أمنها

السعودية والإمارات تؤيدان الموقف المصري بشأن ليبيا/واشنطن تشدد على العملية السياسية

عشرات القتلى والجرحى جنوب سوريا باستهداف فصيل تابع لروسيا/تفجير عبوة في حافلة تنقل عناصر «الفيلق الخامس» بدرعا

السودان يدعو لتجنّب التصعيد في ملف سد النهضة

أزمة «سد النهضة» تصل إلى «المحطة الأممية» والرئيس المصري يؤكد حرص بلاده على المسار الدبلوماسي

قاضٍ أميركي غير مقتنع بوقف نشر كتاب بولتون

وزير خارجية مصر: سنرد على أي تهديد لأمننا

تهديد عسكري مباشر من اليونان لتركيا

جريمة انكلترا.. ارهابية!

7 قتلى في انفجارين بجنوب ووسط الصومال

داعش يضرب أكبر تجمع للإيرانيين.. قتلى وجرحى بدير الزور

روحاني: الولايات المتحدة عرقلت وصول العملة الصعبة إلينا

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

ليالي “الأنس” في بيروت/د. منى فياض/الحرة

صندوق النقد: هل يخسر لبنان الاصلاحات والمساعدات معا/جورج شاهين/الجمهورية

التصحيح الداخلي أساس لإنقاذ لبنان ودعوات الذهاب شرقاً نغمة أيديولوجية فارغة تدحضها الوقائع/طوني فرنسيس/انديبندت عربية

حزب الله يستهدف مواقع إسرائيلية بالفيديو مستدرجاً أميركا للتفاوض/منير الربيع/المدن

لبنان... إلى أين؟!/مشعل السديري/الشرق الأوسط

لكنْ أي شرق نتوجه إليه وننغمس فيه؟/حازم صاغية/الشرق الأوسط

العرب... في وجه أطماع «الجيران»/إياد أبو شقرا/الشرق الأوسط

لماذا يجب استمرار العقوبات الدولية على إيران؟/خالد منزلاوي/الشرق الأوسط

ليبيا وصراع المشاريع الثلاثة/عبدالله بن بجاد العتيبي/الشرق الأوسط

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

الراعي دعا السياسيين الى عدم تخييب آمال الشباب في الشوارع: يريدون من لقاء بعبدا جوابا على حاجاتهم وقلقهم ومخاوفهم ووطنهم

خلف: استعمال الشتائم والكلمات النابية فيه تجاوز لحق التعبير ويشوه صورة معاناتنا وأحقية مطالبنا وشجاعة نضالنا

رشيد درباس: لقاء بعبدا «حبة أسبرين» لمرض عضال

أمين الجميل: ربطت التزامي الاتفاق مع إسرائيل بتنفيذ انسحابها من لبنان/الشرق الأوسط»

 

في أسفل تفاصيل النشرة الكاملة

الزوادة الإيمانية لليوم

أَلحَقَّ أَقُولُ لَكُم: إِنْ لَمْ تَعُودُوا فَتَصِيرُوا مِثْلَ الأَطْفَال، لَنْ تَدْخُلُوا مَلَكُوتَ السَّمَاوَات

إنجيل القدّيس متّى18/من01حتى05/َ”في تِلْكَ السَّاعَة، دَنَا التَّلامِيذُ مِنْ يَسُوعَ وقَالُوا: «مَنْ هُوَ الأَعْظَمُ في مَلَكُوتِ السَّمَاوَات؟». فَدَعَا يَسُوعُ طِفْلاً، وأَقَامَهُ في وَسَطِهِم، وقَال: «أَلحَقَّ أَقُولُ لَكُم: إِنْ لَمْ تَعُودُوا فَتَصِيرُوا مِثْلَ الأَطْفَال، لَنْ تَدْخُلُوا مَلَكُوتَ السَّمَاوَات. فَمَنْ وَاضَعَ نَفْسَهُ مِثْلَ هذَا الطِّفْلِ هُوَ الأَعْظَمُ في مَلَكُوتِ السَّمَاوَات. ومَنْ قَبِلَ بِٱسْمِي طِفْلاً وَاحِدًا مِثْلَ هذَا فَقَدْ قَبِلَني.”

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياته وتغريدات متفرقة

من يثق أو يصدق الحريري والمعرابي وجنبلاط بحاجة إلى طبيب أمراض نفسية

الياس بجاني/22 حزيران/2020

جنبلاط برم ومعارضة المعرابي والحريري تتجنب حزب الله وهي حرد تحت سقف الحزب على حرمانهما من حصص ومغانم. الثلاثي من أول كلن يعني كلن

 

عيد الأب: يوم لإظهار الوفاء ولتأكيد واجب العرفان بالجميل

الياس بجاني/21 حزيران/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/24350/elias-bejjani-fathers-day-the-holy-gift-of-fatherhood%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%b9%d9%8a%d8%af-%d8%a7%d9%84%d8%a3%d8%a8-%d9%8a%d9%88%d9%85-%d8%a7%d9%84/

تحتفل كندا اليوم بعيد الأب. في هذه المناسبة نصلي من أجل كل الأباء الأحياء منهم والأموات مذكرين بالوصية الخامسة من الوصايا العشرة: “أكرم أباك وأمك”.  في مفاهيمنا الإيمانية الأب هو حجرة زاوية العائلة التي باركها الله ومنحها النعم والعطايا.

من أقوال الأباء القديسين عن الوالدين:

ليكن كلُّ أحدٍ كبيراً في عينيك ولا تهِن الذين هم أقل منك معرفة، ولا تطلب كرامةً من أحدٍ، لكن اتضع لكلِّ الناسِ ولا تغضب من الذي يتعظَّم عليك لأنه قليل المعرفة، لأن من قلةِ المعرفةِ يتعظَّم الأخُ على أخيه.

الأباء والأمهات واجبنا نحوهم الاحترام والتحمل رغم عيوبهم أو مزاياهم

إكرام الوالدين في الكتاب المقدس:

“من اكرم أباه فانه يكفر خطاياه ويمتنع عنها ويستجاب له في صلاة كل يوم”.

“من احترم أمه فهو مدخر الكنوز”.

“من أكرم أباه سر بأولاده وفي يوم صلاته يستجاب له.”

“من احترم أباه طالت أيامه ومن أطاع أباه أراح أمه”.

“الذي يتقي الرب يكرم أبويه ويخدم والديه بمنزلة سيدين له”.

“أكرم أباك بفعلك ومقالك بكل أناة لكي تحل عليك البركة منه وتبقي بركته للمنتهي”.

“بركة الأب توطد بيوت البنين ولعنة الأم تقتلع أسسها”.

“لا تفتخر بهوان أبيك، فان هوان أبيك ليس فخراً لك، بل فخر الإنسان بكرامة أبيه، ومزلة الأم عار للبنين”.

“يأ بني أعن أباك في شيخوخته، ولا تحزنه في حياته، وان ضعف عقله فاعذره ولا تهنه وأنت في وفور قوتك، فان الرحمة للوالدين لا تنسي وباحتمالك هفوات أمك تجزي خيراً”.

“من خذل أباه فهو بمنزلة المجدف، ومن غاظ أمه فهو ملعون من الرب”.

“يا بني اقضي إعمالك بوداعه فيحبك الإنسان الصالح”.

إيمانياً إن الجاحدين من البنين بحق إبائهم وأمهاتهم لأي سبب كان، هم عملياً وواقعاً معاشاً واقعين في التجربة بسبب قلة إيمانهم وخور رجائهم، وتخدر ضمائرهم، وقساوة قلوبهم، وعدم خوفهم من الرب ومن يوم حسابه الأخير.

من أجل هؤلاء نصلي في هذا اليوم ليستفيقوا من غيبوبة وتخدر ضميرهم ويعودوا إلى طرق الحق ويزرعوا من جديد في قلوبهم نعمتي المحبة والعرفان بالجميل.

في هذا اليوم، يوم عيد الأب، نصلي خاشعين من أجل راحة نفوس كل الأباء الذين غادرونا إلى العالم الآخر طالبين لهم الراحة الأبدية والسكنة في جنة الخلد إلى جانب القديسين والبررة.

كما نصلي من أجل كل الأباء الأحياء وخصوصاً المرضى، والمعذبين والمحرومين منهم من عطف بنيهم.

عيد مبارك لكل الأباء وألف رحمة تحل على أرواح الأباء الذين انتقلوا إلى العالم الآخر.

 

المطلوب من حوار بعبدا إن حصل بحث طرق استئصال سرطان احتلال حزب الله والمطالبة بتنفيذ ال 1559 وإلا فالج لا تعالج

الياس بجاني/21 حزيران/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/87503/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%b7%d9%84%d9%88%d8%a8-%d9%85%d9%86-%d8%ad%d9%88%d8%a7%d8%b1-%d8%a8%d8%b9%d8%a8%d8%af%d8%a7-%d8%a5%d9%86-%d8%ad%d8%b5/

الحوار أمر جيد ومطلوب دائما، ولكن من شروطه الأساسية والمبدئية أن يكون بين أطراف متخاصمة وغير مرتهنة لمن تتحاور معهم وعندها الحرية في اتخاذ قراراتها وتحديد مواقفها بعيداً عن كل وسائل الإرهاب والقمع والسلاح، إضافة إلى ضرورة  وجود جدول أعمال واضح يتم الحوار حول بنوده.

هذه الشروط كلها غير متوفرة في دعوة حوار بعبدا المقرر انعقاده في 25 من الشهر الجاري، وبالتالي سيكون الفشل مصيره المؤكد كما كان مصير كل ما سبقه من حوارات مماثلة…كانت عبارة عن ديوانيات شيوخ قبائل ابتكرها وأدارها مباشرة أو مواربة الإستاذ نبيه بري، وذلك لتغطية الاحتلال الإيراني للبنان ولتعطيل الدستور والحؤول دون تنفيذ القرارات الدولية الخاصة بلبنان.

من ضمن ما جاء في اسباب الدعوة الرئاسية لحوار بعبدا المحافظة على الاستقرار عقب ما شهدته البلاد مؤخراً من صدامات وشعارات مذهبية وغزوات وغوغائية هددت السلم الأهلي ومعه الاستقرار.

هنا نسأل من هي الجهة الوحيدة التي تهدد الاستقرار وترهب اللبنانيين وتفرض عليهم سلاحها وحروبها واحتلالها وأجندتها الإيرانية منذ العام 2005؟

فإن كان فعلاً مطلوب الحوار وبرعاية رئيس البلاد المؤتمن على الدستور فيجب أن يكون على بند واحد فقط هو كيفية ضبط هذه الجهة الإرهابية والمذهبية والأصولية والجهادية التي هي حزب الله وفرض عودته إلى الدولة بشروطها وعملاً بالدستور وببنود القرارين الدوليين 1559 و1701.

إذاً، لنجاح الحوار يجب أن يتواصل الذين سيشاركون فيه مسبقاً ويتفقوا علناً ودون لبس على إثارة الملف السيادي وسلاح حزب الله وتطبيق الدستور والقرارات الدولية وإحياء إعلان بعبدا، وذلك لإعادة التوازن إلى المشهدية السياسية الوطنية وتشخيص المرض ووصف أدوية علاجه دون التلهي بأعراضه فقط.

وإلا فلا داعي لحوار عبثي يتم تحت مظلة إرهاب حزب الله وطبقاً لأجندته الملالوية المعادية للبنان ولكل ما هو لبناني.

أما وبما يخص رئيس الجمهورية شخصياً وأن كان فعلاً صادقاً وينوي الالتزام بقسمه الرئاسي هذه المرة ويترأس طاولة الحوار فعليه دستورياً ووطنياً أن يتخلى علناً عن ورقة تفاهمه الهرطقية والطروادية مع حزب الله التي وقعها معه عام 2006 ضارباً عرض الحائط بالدستور وبالقرارات الدولية وبكل ما هو دولة وهوية وتاريخ ونظام وعهود ووعود.

يبقى أن فرص انعقاد طاولة الحوار في بعبدا بتاريخ 25 من الجاري هي شبه معدومة وأن عقدت دون الشروط السيادية والإستقلالية والدستورية فستكون مشهدية ذمية وكذب ونفاق وبصم ورضوخ لأجندة المحتل الإيراني ولفرمانات وأوامر سيد دويلة الضاحية اللاهية.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الالكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

لبنان يسجل 51 إصابة جديدة بفيروس «كورونا»

بيروت: «الشرق الأوسط أونلاين»/21 حزيران/2020

أعلنت وزارة الصحة العامة في لبنان، اليوم (الأحد)، تسجيل 51 إصابة جديدة بفيروس «كورونا المستجد»، خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، ليرتفع بذلك إجمالي الإصابات في البلاد إلى 1587حالة. وأشارت الوزارة في تقريرها اليومي إلى أنه لم يتم تسجيل أي حالة وفاة جديدة خلال الفترة ذاتها ليستقر عدد الوفيات عند 32 حالة، منذ 21 فبراير (شباط) الماضي.ولفتت إلى أن إجمالي حالات الشفاء بلغ 1068. وكان مجلس الوزراء اللبناني مدَّد التعبئة العامة في مواجهة انتشار فيروس «كورونا المستجد»، حتى الخامس من يوليو (تموز) المقبل.

 

النهار: صندوق النقد ضحية الكباش الداخلي... مَن يقود الحكومة والبلاد؟

النهار/الأحد 21 حزيران 2020

في الوقت الذي يمعن فيه لبنان انهياراً مالياً واقتصادياً، مع استمرار غياب المعالجات الجدية للأزمات المستفحلة، وتضييع الوقت بالتباينات الحادة حيال الارقام المالية للخطة الحكومية التي تخوض على اساسها المفاوضات مع صندوق النقد الدولي، وفيما يستعد قصر بعبدا لاستضافة حوار وطني، يفترض ان يشكل مساحة نقاش في القضايا الوطنية الاساسية، المتصلة بوأد الفتنة وتعزيز السلم الأهلي، على ما أعلنت دوائر بعبدا، رفع رئيس "التيار الوطني الحر" جبران باسيل منسوب التصعيد في مرحلة اكثر ما تحتاج اليه البلاد هو التهدئة والتروي والتعامل بمسؤولية مع الاستحقاقات الداهمة. ذلك ان المواقف الحادة التي أطلقها باسيل استدعت ردوداً، من اكثر من فريق، واضعة حوار بعبدا في دائرة الخطر، كما المفاوضات مع صندوق النقد وطارحة اكثر من علامة استفهام حول من يتولى ادارة البلد وقيادة الحكومة. اذ كان لافتا ان سهام باسيل التي طالت الحلفاء قبل الخصوم في السياسة والمال والاقتصاد، حي?دت الحكومة، بعدما تبنى رئيس التيار الوطني الحر نظرية رئيسها حسن دياب عن الانقلاب، عندما قال ان " البلاد تمر من قطوع الى قطوع، وآخرها محاولة إسقاط الحكومة، في سياق المؤامرة الاقتصادية التي يتعرض لها لبنان، وكنا توقعنا حصولها وسميناها ?? تشرين اقتصادية". وتناول باسيل كذلك كلام الامين العام لحزب الله عن التوجه شرقاً، فسأل " لماذا يعمل بعض الغرب وبعض حلفائه في الداخل على إجبارنا على ادارة وجهنا حصراً في اتجاه الشرق؟ هل يعرفون نتائج ذلك ويتحملون المسؤولية؟". وبرز واضحاً استياء باسيل من العمل الذي انجزته لجنة المال والموازنة برئاسة النائب في تكتل لبنان القوي ابرهيم كنعان حيال مقاربة الخسائر المالية في شكل مناقض لمقاربة الحكومة، فذهب بعيدا في طرح معادلة من شأنها ان تمعن اكثر في ضرب صدقية لبنان في مفاوضاته، اذ هدد بأن خسارة لبنان لخيار الصندوق هي خسارة لورقة او لإحدى اهم الخيارات التي يملكها، فلماذا الخسارة منذ الآن. وسأل لمصلحة من نريد إسقاط خيار صندوق النقد، لمصلحة اصحاب المصالح الذين استفادوا على حساب مصلحة الدولة وانهار البلد بسبب ذلك والآن لا يقبلون بأن يكون هناك خسائر كبيرة لانها ستأخذ من استفاداتهم وأرباحهم؟" وتوقفت مصادر نيابية عند هذا الموقف باستغراب، متسائلة عن السبب الذي يدفع باسيل الى طرح مثل هذه المعادلة وعن المعطيات التي يملكها في هذا الصدد، اذ ليس في الأفق ما يشي بأن المفاوضات مع الصندوق مهددة، بل هي تسير في شكل طبيعي، وهناك ثلاث جلسات ستعقد هذا الاسبوع، الاولى الاثنين مع ممثلي وزارة المال، والثانية يوم الثلثاء مع لجنة تقصي الحقائق البرلمانية، والثالثة مجددا مع وزارة المال. وسألت هل يرمي باسيل من وراء هجومه هذا على استباق الجلسة مع ممثلي اللجنة البرلمانية، معولا على ما صدر عن الصندوق قبل ايام بأن أرقامه اقرب الى ارقام الحكومة؟ وما الفائدة من تشكيك رئيس تيار سياسي بعمل لجنة برلمانية تياره ممثل فيها ويترأسها، ولو من باب التصويب على المصارف؟

ولم تستبعد المصادر ان يكون موقف الصندوق "تطمينياً " للفريق الرسمي المفاوض، باعتبار ان المؤسسة الدولية تلتزم العمل مع الجانب الرسمي المفاوض. اما الاستماع الى اللجنة البرلمانية، فيأتي في صلب استطلاع مختلف الآراء بهدف تأمين التوافق والإجماع المطلوبين لتسهيل نجاح تنفيذ اي برنامج محتمل في المستقبل. وكان هذا الموضوع محور لقاء رئيس الجمهورية ميشال عون برئيس الحكومة حسان دياب الذي زاره في قصر بعبدا ، وهو يأتي غداة لقاء الاخير برئيس المجلس نبيه بري في عين التينة. واكتفى دياب بالقول ان الاجتماع يأتي في اطار التنسيق المتصل بالمفاوضات الجارية مع الصندوق.

وكان رئيس "تيار المردة" سليمان فرنجية رد عبر "تويتر"، على باسيل من دون ان يسميه بالقول: "لا يُلامُ الذّئب في عدوانه إِن يَكُ الرَّاعي عَدوَّ الغَنمِ". كما غرّد عضو اللقاء الديمقراطي النائب فيصل الصايغ على حسابه عبر "تويتر": "فيما يدعو رئيس الجمهورية إلى حوار في بعبدا سعياً إلى تعاون جميع القوى السياسية في إنقاذ البلد.. يطلّ رئيس تيّار العهد على الشاشات متهجمّاً على الجميع وموزّعاً الاتهامات يسرةً ويمنى لتطال الكل تقريباً! للصراحة ما فهمت السبب، هل هو التفافٌ على جدول اعمال اللقاء أو انزعاج من حصوله ورغبةً بنسفه"؟

 

مؤتمر بعبدا أمام تحدي غياب الميثاقية السنية

العرب/22 حزيران/2020

جميع المؤشرات توحي بأن فكرة عقد مؤتمر جامع في لبنان ولدت ميتة، ولاسيما بعد تصريحات رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل، التي انعكست بشكل دراماتيكي على جهود نبيه بري رئيس مجلس النواب لـ”جمع الأضداد”.

بيروت - تتجه قوى المعارضة اللبنانية ولاسيما الممثلة للطائفة السنية إلى مقاطعة مؤتمر واسع دعا إليه الرئيس ميشال عون الخميس المقبل، حيث أبدى تيار المستقبل وكذلك رؤساء الحكومات السابقون عدم حماستهم للمشاركة في ظل “البرنامج الهلامي” المطروح على طاولة المحادثات.

وبدا المؤتمر من وجهة نظر الكثيرين محاولة لإنقاذ الطبقة الحاكمة وعلى رأسها حزب الله الذي يواجه ضغوطا شديدة خصوصا مع بدء تنفيذ قانون قيصر الأميركي في سوريا الأسبوع الماضي والذي يعتبر الحزب أحد أبرز المعنيين به لجهة انخراطه منذ 2013 بقوة في النزاع الجاري بالبلد الجار.

وشهدت الأيام الماضية تحركات حثيثة ولاسيما من طرف رئيس مجلس النواب ورئيس حركة أمل الشيعية نبيه بري، يساعده في ذلك المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم، لإنجاح لقاء بعبدا الذي كان من بنات أفكار بري قبل أن يتبناه الرئيس ميشال عون.

مروحة تحركات بري تبدو أنها تعطلت في الساعات الأخيرة في ظل الأنباء الواردة من قوى المعارضة الوازنة، خصوصا بعد إطلالة رئيس التيار الوطني الحر ووزير الخارجية السابق المثير للجدل جبران باسيل، الذي لم يترك حليفا أو خصما دون أن يوجه له سهام انتقاداته، مصرا على موقفه لجهة أنّ ما يحدث في لبنان مؤامرة على العهد، ليخلف حديثه أجواء مكفهرة من شأنها أن تنعكس سلبا على المؤتمر الموعود.وقال رئيس التيار الوطني الحر، في مؤتمر صحافي، إن “البلد يمر من قطوع إلى قطوع، وآخر قطوع محاولة إسقاط الحكومة، في سياق المؤامرة الاقتصادية التي يتعرض لها لبنان وكنا توقعنا حصولها وسميناها 13 تشرين اقتصادية”، في إشارة إلى المجزرة التي وقعت لمئات من الجنود اللبنانيين بعد استسلامهم للجيش السوري.

وأضاف باسيل “في 13 تشرين 1990، كانت المعركة وجودية لأنها تتعلق بلبنان الحر السيد المستقل، واليوم المعركة أيضا وجودية لأنها تتعلق بمصير الدولة.. الذين شاركوا بضربنا في الـ90 لتخلو الساحة لهم، وفرغت الساحة منهم أيضا، أنهم يرتكبون الخطأ نفسه اعتقادا منهم أنه بإسقاط العهد، يرتاحون منا. لم يفهموا أنه بسقوط مشروعنا تسقط الدولة وبسقوط الدولة يسقط الوجود، إلا إذا كان مشروعهم أن تحل الميليشيا من جديد مكان الدولة والجيش، والدولة الصغيرة تحل مكان لبنان الكبير.. وهنا الكارثة!”.

وعن الوضع الاقتصادي قال “مع بدء المؤامرة، كانت هناك حكومة وحدة وطنية قرر رئيسها أن يهرب من المسؤولية ويرجع على رأس حكومة الثورة، أضعنا الوقت لغاية وصول من ارتضى تحمل مسؤولية وتغيير النهج. من الطبيعي أن المنظومة السياسية والمالية المتحكمة بالبلد منذ التسعين تتصدى للتغيير”.

واعتبر أن “هذه المنظومة كانت قطعت السيولة المالية لتطلق شرارة الحراك الشعبي في 17 أكتوبر، ومع تراجع الحراك الصادق قررت أن تتلاعب بسعر صرف الليرة، وتسكر (تغلق) حنفية الدولار، لتعيد السيناريو نفسه الذي أسقط حكومة الرئيس كرامي في العام 1992. وكلما الحكومة دقت بهذه المنظومة، سيتكرر السيناريو نفسه، مثلما جن جنونهم في التعيينات المالية الأخيرة. لذلك يجب أن تبقى الحكومة جاهزة لتمنع سقوط التغيير”.

وترى أوساط سياسية لبنانية أن كلام باسيل الذي سعى من خلاله إلى تعليق الأزمة المركبة التي تعصف بلبنان على شماعة المؤامرة، وتخوين الأطراف الداخلية المقابلة ولاسيما تيار المستقبل حينما وصف استقالة زعيمها سعد الحريري في نوفمبر الماضي بالهروب، من شأنه أن ينسف أي جهود لإنجاح الحوار المرتقب. وتلفت هذه الأوساط إلى أن إيحاء أقطاب تحالف 8 آذار بأن الحوار سيتم في الموعد المقرر له وبمن حضر يعزز فرضية أن الهدف من المؤتمر لم يكن تذويب الخلافات والالتقاء حول مصلحة لبنان، بقدر ما كان الهدف منه هو جر أقدام القوى المعارضة؛ فإن رفضت فإنه يتم تخوينها وتأليب الرأي العام ضدها، بزعم أنها منخرطة في مشروع خارجي يهدف إلى إسقاط لبنان، وإدخاله في فتنة طائفية. ودعا البطريرك الماروني بشار بطرس الراعي الأحد إلى إصدار وثيقة وطنية في اللقاء الوطني الذي دعا إليه رئيس الجمهورية اللبناني ميشال عون في القصر الرئاسي (في بعبدا)، مقترحا تأجيل اللقاء من أجل التوافق على حل بلا مساومات لأزمة بلاده.

وأكد البطريرك الماروني على ضرورة أن تقر الوثيقة الوطنية بسلطة الدولة الفعلية دون سواها على الأراضي اللبنانية والالتزام بقرارات الشرعية الدولية، في إشارة واضحة إلى حزب الله وسلاحه. ويشهد لبنان أزمة اقتصادية ومالية عميقة تفاقمت مع اندلاع مظاهرات في 17 أكتوبر الماضي ضد النخبة السياسية أدت إلى استقالة حكومة سعد الحريري التي استغلها حزب الله وحلفاؤه للقبض على كامل مفاتيح السلطة في البلاد.

 

بيان قانونيين يتهم رئيس الجمهورية بالاعتداء على الدستور

المدن/22 حزيران 2020

صدر عن عدد من القانونيين من موقعي "البيان الوطني" الصادر في 12 حزيران 2020 الاعلان التالي:

1- بموجب المادة الخامسة من قانون القضاء العدلي الصادر بالمرسوم الإشتراعي رقم 150 قي 1983، إن الجهة المخولة حصراً إعداد التشكيلات القضائية تعود لمجلس القضاء الأعلى؛ وذلك وفق الآلية التالية:

أ‌- يضع مجلس القضاء الأعلى مشروع التشكيلات والمناقلات القضائية تبعاً لكونه مسؤولاً وحده عن حسن سير المرفق القضائي، ويحيله إلى وزير العدل ليبدي ملاحظاته عليه عند الإقتضاء.

ب‌- بعد إبداء ملاحظاته إن وجدت، يحيل وزير العدل المشروع إلى مجلس القضاء الأعلى مرفقاً بالملاحظات تلك.

ت‌- يدرس مجلس القضاء الأعلى مدى قانونية وجدية الملاحظات ويأخذ بما يراه جدياً منها فيعدل حينئذٍ مشروعه؛ وإما لا يجد المجلس ما يبرر تعديل مشروعه، فيعيده إلى وزير العدل بعد التصويت عليه بغالبية مشددة قوامها سبعة أعضاء من أصل عشرة؛ وحينها يصبح مشروع التشكيلات ’نهائياً‘ بحسب النص، ويصدر بمرسوم.

2- يتبين من مراجعة الآلية المذكورة أن مجلس القضاء الأعلى قد ردّ ملاحظات وزير العدل ليس فقط بأكثرية مشددة انما بالإجماع، مما يجعل من مشروعه مشروعاً نهائياً وواجب الإصدار بمرسوم بغية وضعه موضع التنفيذ.

3- تجدر الإشارة هنا إلى انه عندما يصبح مشروع التشكيلات نهائياً بمقتضى القانون، تضمن سلطة كل من له صفة للتوقيع على المرسوم من وزراء العدل والدفاع والمالية وصولاً إلى رئيس مجلس الوزراء ورئيس الجمهورية سلطة مقيّدة، بحيث يتوجب عليهم التوقيع عليه دون إبطاء رغم أيّ رأي مختلف وتحت طائلة اعتبارهم متخلّفين عن أداء أبسط واجباتهم الوظيفية.

4- يشكل تمنع رئيس الجمهورية عن توقيع مرسوم التشكيلات القضائية بحجج واهية لا سند قانوني لها تعدياً صارخاً سواء على أحكام الدستور الذي كرس في المادة العشرين منه استقلال السلطة القضائية، ومنع التعطيل بقرار من المجلس الدستوري، كما وعلى النصوص القانونية الصريحة، لا سيما نص المادة الخامسة من قانون القضاء العدلي.

5- وفي ظل المطالبة الصريحة للدول المانحة بإجراء إصلاحات في طليعتها تكريس استقلالية وشفافية السلطة القضائية، وذلك كشرط من شروط مساعدة لبنان على تجاوز محنته الاقتصادية والإجتماعية والمالية، فإن التمنع عن التوقيع على التشكيلات القضائية يؤدي إلى تعطيل حياة الناس في حاجاتهم إلى مرفق أساسي. والتعطيل هذا المخالف بشكل فادح لأحكام الدستور، وحده كافٍ للمطالبة بتحييد المسؤول عن رفضه ممارسة أبسط مهامّه الدستورية.

 

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الأحد في 21/6/2020

وطنية/الأحد 21 حزيران 2020

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

لم تتضح بعد خريطة المشاركين في اللقاء الوطني الذي يستعد قصر بعبدا لاستضافته يوم الخميس، والذي يفترض أن يشكل مساحة نقاش في القضايا الوطنية الأساسية، المتصلة بوأد الفتنة وتعزيز السلم الأهلي، لا سيما بعد تطورات طرابلس وبيروت الأخيرة.

وفيما يعقد رؤساء الحكومات السابقون اجتماعا غدا، لتحديد الموقف مع ميل لعدم الحضور، اعتبر البطريرك الراعي أن دعوة رئيس الجمهورية للقاء وطني في هذا الظرف الخطير واجب وطني، والدعوة مشرفة لمن توجه إليه، مطالبا بطرح الحل الحقيقي بعيدا من الحياء والتسويات والمساومات، وإصدار وثيقة وطنية تكون بمستوى الأحداث الخطيرة.

توازيا، وفيما المفاوضات مستمرة بين لبنان وصندوق النقد الدولي، لقاء حاسم متوقع يوم الثلاثاء، إذ تجتمع لجنة تقصي الحقائق المالية مع رئيس الحكومة وفريق عمله المالي، للتوصل إلى صيغة يخرج فيها لبنان بأرقام موحدة يفاوض على أساسها مع الصندوق.

وباء كورونا عاد إلى الواجهة مجددا، والتشدد في الإجراءات مطلب الجميع، رغم الانفتاح الاقتصادي على تعزيز الحركة الداخلية. ومن بعلبك، بعد إعلان وزارة الصحة تسجيل إحدى وخمسين إصابة جديدة اليوم، خاطب وزير الصحة اللبنانيين مشددا على الوعي لتجاوز الوباء. ولفت وزير الصحة إلى أن "عزل بعض المناطق جوبه بأناس قالوا بأن هذا يعيدنا إلى زمن الحرب الأهلية، وسيشهد التاريخ أننا بتعاوننا حققنا المعجزة".

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أن بي أن"

إنه يوم أحد هادىء على جميع الجبهات. لكن رماده يخفي جمر كمية من الملفات الشائكة، تبدأ في السياسة والمال والاقتصاد، ولا تنتهي بما هو أبعد من تداعيات "قانون قيصر".

الكثير من عناوين هذه الملفات، يفترض أن يتظهر في الأسبوع الطالع. ففي السياسة تفرج القوى النيابية والحزبية المدعوة إلى اللقاء الوطني الذي يستضيفه قصر بعبدا الخميس، عن مواقفها اعتبارا من يوم غد. لكن مراقبين يتساءلون عما إذا كانت بعض هذه المواقف، ستتأثر بمضامين التصريحات الساخنة التي أطلقها النائب جبران باسيل باتجاه الحلفاء والخصوم، سواء كانوا داخل الحكومة مثل سليمان فرنجية أو خارجها مثل سعد الحريري وسمير جعجع.

وإذا كان الخميس لناظره قريب، فإن اللقاء الوطني المرتقب، حل بندا اليوم في عظة البطريرك الماروني الذي طالب بأن تصدر عنه وثيقة ترسم خريطة طريق ثابتة، تتضمن موقفا موحدا من القضايا التي أدت إلى الإنهيار السياسي والمالي والاقتصادي.

وفي هذا الشأن، تتكثف المساعي لجسر هوة التباينات حيال الخطة المالية. فيما تقرر أن يعقد صندوق النقد الدولي الأسبوع الطالع، سلسلة اجتماعات مع وزارة المال، وكذلك مع لجنة تقصي الحقائق النيابية التي وضعت إصبعها على جرح الأرقام المالية لتوحيدها بما يخدم الفريق اللبناني الذي يفاوض الصندوق.

إقليميا، برز إعلان الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أن لبلاده حقا شرعيا بالتدخل في ليبيا المجاورة، وتوجيهه أوامر للجيش بالاستعداد لتنفيذ أي عملية خارج البلاد إذا دعت الحاجة لذلك.

الموقف المصري حصد تأييدا سعوديا وإماراتيا وأميركيا. أما تركيا التي أسهم تدخلها في ليبيا بتزايد التوترات، فقد اتهمت القاهرة باتباع سياسة خاطئة بدعمها خليفة حفتر.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المنار"

خلال ساعات قليلة، عاد فيروس كورونا إلى الواجهة متصدرا بإحدى وخمسين إصابة سجلتها وزارة الصحة في أقضية مختلفة، أغلبهم من الوافدين المعنيين بالتزام الحجر منعا لتمدد الجائحة، وحفظا لاستعدادات فتح أبواب المطار في الأول من تموز المقبل، كما أكد وزير الصحة.

في التدابير، اكتشاف ثماني حالات في أحد احياء الغبيري في الضاحية الجنوبية، اختبر جهوزية الفرق الطبية لاحتواء الانتشار وفرض إجراءات العزل والإقفال. وشمالا مخيم البداوي منشغل بفحوص PCR، بعدما تبين ارتباط مصدر العدوى بعمال في مرفأ طرابلس.

الوضع المتجدد يعيد المخاوف من الفيروس المستجد. أما سياسيا، فاصطناع الهواجس من الآخر تحت سماء الوطن لن يخدم في حل الأزمات. وفي المشهد، حوار بعبدا الوطني في دائرة رصد المواقف والرسائل، ودوائره تنتظر الإجابات على الدعوات التي وجهت إلى القوى والشخصيات المعنية بالمشاركة، ويوم غد لناظره قريب وفق مصادر متابعة أشارت ل"المنار" إلى إنجاز عناوين اللقاء عمليا، والتي ستعنى ببحث الأوضاع المالية والاقتصادية الصعبة التي تحتاج معالجتها إلى اتفاقات وطنية واسعة.

نقديا، السوق السوداء لا تعرف عطلة في نهاية أسبوع، بعدما خرق سعر صرف الدولار فيها اليوم سقف الخمسة آلاف وخمسمئة ليرة، بالتزامن مع عجز الحلول المصرفية في السيطرة، ومنها خدمة المئتي دولار التي توقفت قبل أن يظهر لها أثر يبنى عليه.

في الظروف الصعبة والقاتمة التي تلف العالم، لا بد من التفاتة احترام وتقدير لكل الآباء في عيدهم اليوم، وخصوصا الأب اللبناني الذي زاد تعبه وقلقه كثيرا وتفاقمت حسرته من جرأة البعض على اغتيال أحلام عياله أمام ناظريه.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أو تي في"

نصف دقيقة. هذا هو الوقت الذي خصصه الرئيس الأميركي دونالد ترامب للشأن الإيراني، في خطابه الانتخابي الأول بعد أزمة كورونا، والأحداث الأخيرة في بلاده، والذي استغرق ساعة ونصف الساعة تقريبا.

نصف دقيقة، لكنها معبرة جدا، في ما لو انتشلت من سياق الكلام الانتخابي والمزايدات السياسية الداخلية، على وقع احتدام السباق إلى البيت الابيض، حيث قال ترامب: "إيران تريد اتفاقا بشدة، لكن البعض يقول للإيرانيين: انتظروا، فإذا خسر ترامب ستملكون أميركا. أما أنا، فقلت لهم: يمكننا الانتظار، لكن عندما أفوز، ستدفعون ثمنا أكبر مما لو قمتم بالاتفاق الآن".

طبعا، الاسترسال بالتفسير والمبالغة بالتحليل لا طائل منهما، خصوصا أن ما ورد أتى في السياق الانتخابي، لكن ما جاء على لسان الرئيس الأميركي، يمكن اعتباره مؤشرا ولو بسيطا إلى مآل الأمور. فبعد العاصفة، الطقس الجميل. هذا هو المثل. وبين العاصفة والطقس الجميل ما علينا إلا الصمود، وهذا هو المبدأ.

ومن علامات الصمود لبنانيا، تكريس الوحدة الوطنية في مواجهة الظروف الصعبة خارجيا وداخليا، التي تتجسد يوميا بمعاناة اجتماعية أكبر، جراء الأزمة الاقتصادية والمالية والنقدية. ولعل في اللقاء الذي دعا إليه رئيس الجمهورية الخميس المقبل، مدخلا إلى بلورة صورة جامعة، ولو حول أساسيات الإنقاذ، الذي يبقى من مسؤولية الجميع.

في غضون ذلك، تجدد في الأيام الماضية استهداف رئيس البلاد من زاوية الحريات العامة، وفي وقت يتأهب نائبان من حزب "القوات اللبنانية" غدا لجولة استثمار سياسي، لا بل تجارة سياسية جديدة في هذا الاطار، لفتت اليوم صرخة نقيب المحامين في بيروت ملحم خلف، ضد استخدام الشتائم والكلمات النابية في التعبير عن الرأي والموقف، حيث أكد نقيب الثورة، كما يلقبه البعض، أن "حق التعبير وإبداء الرأي مقدس، لكنني لا أفهم أبدا أي تجاوز لهذا الحق، باستعمال الشتائم والكلمات النابية، فهذا الأمر مرفوض كليا ومخالف لأخلاق مجتمعنا، وللأدبيات العامة، ولانتمائنا الحضاري، وللإقرار بالحق بالاختلاف، قبل أن يكون مخالفا للقانون. فالشتيمة لا تبني الأوطان بل تهدمها، والشتيمة ليست سوى تحقير الذات، والسقوط في انفعال بغيض".

وختم ملحم خلف قائلا: "الشتيمة تسقط من يطلقها وترتد على ذاته، ولا تطال الآخر، فالحفاظ على الرأي البناء والصورة البهية له، مهما علا سقفه، يبقى ضمانة بقاء المجتمع. أطلب من الجميع، ومن موقعي، الابتعاد كل البعد عن استعمال الشتائم في معرض التعبير عن المواقف والآراء، مع حرصي المطلق على حرية التعبير وأحقية مطالب كل مؤمن بضرورة إعادة بناء هذا الوطن قبل فوات الأوان"، ختم نقيب المحامين.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أم تي في"

لبنان، في الأسبوع الطالع، أمام تحديين أساسيين: سياسي واقتصادي- مالي. التحدي الأول يتمثل باللقاء الحواري في قصر بعبدا. فهل ينعقد اللقاء أم يؤجل؟. مصدر السؤال التشكيكي مزدوج، يتمثل أولا بموقف الرؤساء السابقين للحكومة. وحسب المعلومات المتوافرة، فإن هؤلاء يتجهون في الاجتماع الذي يعقدونه في الساعات المقبلة إلى إصدار بيان يعلنون فيه عدم المشاركة في اللقاء، ما يؤدي إلى إفقاد الحوار ميثاقيته المذهبية.

أما المصدر الثاني للتشكيك، فالعظة اللافتة للبطريرك الراعي اليوم، وقد دعا فيها، وإن بشكل غير مباشر، إلى تأجيل اللقاء بهدف الذهاب إلى جوهر المشكلة، وتحديدا لإعداد وثيقة ترسم خريطة طريق للخلاص.

فإذا أضيف إلى هذين العاملين، الترددات السلبية للمؤتمر الصحافي الذي عقده النائب جبران باسيل أمس، يصبح من المرجح أن تؤجل دوائر القصر الجمهوري لقاء بعبدا. علما أن تأجيل اللقاء لن يصب في مصلحة الحكم، لأنه يثبت مرة جديدة أن رئاسة الجمهورية أقدمت على خطوة لم تدرسها جيدا ولم تحط بكافة ملابساتها وتفاصيلها، ما أدى إلى فشلها أو إفشالها قبل أن تتحقق.

ماليا، المعالجة الرسمية لارتفاع سعر الدولار أثبتت عقمها وفشلها، بحيث تأكد للجميع مرة جديدة أنها لن تحقق النتيجة المرجوة منها. فهل عند السلطات المعنية معالجة مختلفة في الأسبوع الطالع لأزمة انهيار سعر صرف الليرة اللبنانية، أم أن التخبط والفشل سيظلان سيدي الموقف؟.

توازيا علمت ال "ام تي في"، أن لجنة تقصي الحقائق المنبثقة من لجنة المال النيابية ستصدر الثلثاء المقبل، على أبعد تقدير، تقريرها. أهمية التقرير أن لجنة التقصي توصلت فيه إلى مقاربة واحدة بين الطرفين الأساسيين، وتحديدا بين الحكومة ممثلة بوزارة المال وبين مصرف لبنان والمصارف. وكما يبدو فإن هذه المقاربة الواحدة ستؤدي إلى توحيد الرقم المقدم إلى صندوق النقد الدولي. فهل سيخرج لبنان فعلا من دائرة التخبط، وهل بدأ يشق طريقه للشروع في تفاوض جدي وعلمي ودقيق مع الجهات المانحة الدولية؟.

الإجابة النهائية والجازمة متروكة للساعات القليلة المقبلة. علما أن الوقت يداهم الجميع، في ظل تدهور الأوضاع الاقتصادية يوما بعد يوم، وفي ظل تحول "قانون قيصر" سيفا مصلتا على عدد من دول المنطقة، وخصوصا سوريا ولبنان.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أل بي سي آي"

اللبنانيون عالقون في لعبة أرقام بين عدد إصابات كورونا وحجم الخسائر المالية. رقم إصابات كورونا اليوم مخيف: إحدى وخمسون إصابة، وهو رقم مرتفع جدا خصوصا أنه يأتي يوم فتح البلد.

الإصابات التي كانت تصل إلى هذا العدد في السابق، كانت في زمن التعبئة العامة، وإقفال معظم القطاعات، وتحديد ساعات الفتح، وسير السيارات على المفرد والمزدوج، وإقفال المطاعم والملاهي والمولات والمطار، جرى كل ذلك بهدف احتواء انتشار الوباء.

اليوم العدد كبير، وكبير جدا لكن لا تعبئة عامة ولا إقفال بل على العكس من ذلك: المطار يستعد لإعادة الفتح، المطاعم والملاهي والمولات والمسابح وسائر القطاعات فتحت، فغدا البلد أمام تحد جديد: إصابات مرتفعة وبلد مفتوح.

الأرقام الثانية المثيرة للجدل هي أرقام الخسائر المالية على الدولة، والتباين مازال قائما بين أرقام الحكومة مدعومة من بعض أعضاء الوفد اللبناني إلى التفاوض مع صندوق النقد الدولي، والأرقام التي توصلت إليها لجنة تقصي الحقائق البرلمانية.

الإجتماعات التي توقفت الأسبوع الفائت تعاود بدءا من غد: وفد الصندوق مع فريق لجنة المال، ثم وفد الصندوق مع لجنة تقصي الحقائق النيابية. بعد غد اجتماعات لتقريب فجوة الأرقام بين مستشاري رئيس الحكومة ووفد من جمعية المصارف، والحصيلة ترفع إلى رئيس الحكومة الذي يرأس الاجتماع الثالث مع وزير المال والحاكم وجمعية المصارف يوم الجمعة المقبل.

هل ستتوصل هذه الإجتماعات إلى تضييق فجوة الأرقام؟، كيف سيتم احتساب الخسارة: على سعر صرف الدولار بـ 1500 ليرة أو 3500 ليرة؟، هذا الاحتساب هو الذي يضيق الفجوة.

وعشية ماراتون الاجتماعات، كان لافتا الموقف الذي أعلنه رئيس لجنة تقصي الحقائق ابراهيم كنعان، من أن صندوق النقد الدولي هو الممر المتوفر حاليا للبنان لتمويل اعادة هيكلة دينه، وهو بالرغم من شروطه القاسية فرصة مهمة لا يجوز التفريط بها.

كنعان وضع الإصلاحات في المقدمة، فاعتبر أن الإصلاحات المطلوبة في قطاع الكهرباء والجمارك من خلال ضبط المعابر وإعادة هيكلة القطاع العام، هي المفتاح الحقيقي لأي تمويل.

الاجتماع المفصلي يوم الجمعة المقبل، سيأتي غداة لقاء الحوار في قصر بعبدا والذي مازالت التساؤات تحيط به لجهة المشاركة أو عدمها، ولجهة جدول أعمال النقاط التي ستبحث، أو حتى لجهة انعقاده أو عدم انعقاده: في حال انعقد ستكون بنود البحث: التصدي للفتنة وتعزيز السلم الأهلي والتأكيد على الثوابت الوطنية، ويمكن أن يتطرق إلى الخطة المالية الإصلاحية.

وبعد غد الثلاثاء، وفي ضوء الأجوبة على المشاركة أو عدم المشاركة، يتقرر السير باللقاء أو إلغاؤه.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "الجديد"

في أول نهار يعقب الانفتاح العام وكسر التباعد الاجتماعي وعودة حياة السهر، مع "أخذ نفس أرغيلة"، قفز معدل الكورونا في لبنان ليسجل واحدة وخمسين إصابة دفعة واحدة، وكانت لمنطقة الغبيري النسبة الأوفر حيث سجلت فيها اثنتا عشرة إصابة، ليعود مجموع الحالات الألف والخمسمئة ويذكرنا بأننا ما زلنا بين أيدي وباء يخطف الأنفاس، وفيروس رئوي حصد في العالم ما لم تنتزعه حروب عالمية كبرى، وأنه يتحكم في مصائر ودول وأرواح واقتصاديات. وآخر أهدافه في الساعات الماضية، أنه اخترق شباك كرة القدم العراقية فسجل إصابة في مرماه بوفاة أسطورة المنتخب أحمد راضي.

وفي الملاعب اللبنانية، فإن هدف المواطنين يكاد ينحصر في التقاط كرة الدولار، وملاحقته في الهجوم والدفاع والوسط على حد سواء، في سوق سوداء وأخرى لم يظهر بياضها بعد، وعلى التطبيقات الذكية، وأحدها بات ينتشر تحت تطبيق يسمى "بيع الدولار"، وفي العملات البديلة، فإن السلطة بكل فروعها تبيع الوهم، وتكاد لا تسيطر حتى على حالات الارتفاع التي تخطت خمسة آلاف ومئتي ليرة في أسواق العرض والطلب الخلفية.

وإذا كانت السوق المالية على سوادها، فإن الأرقام الرسمية ليست أكثر تفاؤلا أو تقاربا، علما أن لجنة تقصي الحقائق المنبثقة عن لجنة المال النيابية، أعادت ترميم الفجوة الواسعة في الأرقام، كمن يعيد التقارب إلى وجهات النظر. وباقتراب اللجنة من إعلان الأرقام النهائية، بدأت طلائع ردود صندوق النقد بالتكشف، لاسيما بعد تغريدة نشرها المتحدث الرسمي باسم الصندوق جيري رايس، أكد فيها أن الخسائر التي يقدرها الصندوق تتطابق إلى حد كبير مع خسائر الحكومة.

وفي تحديد حجم الخسائر السياسية، فإن لقاء الإنقاذ في بعبدا، يوجه الرسائل في كل اتجاه للوصول إلى خميس يجمع القادة بأقل الخسائر الممكنة في صفوفهم. ويربط الرئيس سعد الحريري موقفه من خميس بعبدا، بما سيقرره رؤساء الحكومات السابقون، على أن تعلن كتلة "المستقبل" رأيها في اجتماعها الدوري يوم الثلاثاء، في وقت باتت مواقف النادي الحكومي السابق محددة ومرسمة من اليوم.

ومن رسائل المبادرة، ما وجهه نائب رئيس مجلس النواب إيلي الفرزلي إلى الرئيس سعد الحريري، بقوله ل"الجديد": إن مسألة وجود الحريري في الندوة التوافقية أمر لزومي. وأمعن الفرزلي في الغزل، داعيا إلى ما سماه "رسملة الحريري" في سبيل تأمين وحدة البلد مهما كانت العقبات الشخصية. وفهم من كلام الفرزلي "بن أبي ربيعة" أنه رسائل موجهة إلى الرئيس حسان دياب على وزن "إذا جئت فامنح طرف عينيك غيرنا لكي يحسبوا أن الهوى حيث تنظر".

وإذا كانت بعض المكونات تشد بالحريري ورؤساء الحكومات السابقين لحضور بعبدا، تأمينا للمكون السني، فإن "أبو حسين" لها غدا، إذ يعقد "اللقاء التشاوري" اجتماعا في منزل النائب عبد الرحيم مراد في حضور النواب الستة الذين عادوا إلى التحصن تحت هذا اللقاء. وسبق ل"التشاوري" أن أعلنت مصادره أن الميثاقية السنية مؤمنة بوجود رئيس الحكومة، وميثاقيته تفوق دستورية كل الأحزاب السنية مجتمعة.

ولما كان لكل طرف مطلبه من لقاء بعبدا، فإن إرشادات الكنيسة ذهبت إلى أبعد من لبنان، وربطت هذا البلد بالتصالح مع محيطه العربي لاستعادة ثقة العالم به. وحدد البطريرك الراعي في عظة أول الصيف من الديمان، معايير نجاح لقاء بعبدا بالتأكيد على وحدة لبنان وحياده، وتحقيق اللامركزية الموسعة، وصيانة مرجعية الدولة الشرعية بجميع مؤسساتها، وبخاصة تلك الأمنية والعسكرية، والإقرار الفعلي بسلطة الدولة دون سواها على جميع الأراضي اللبنانية، والالتزام بجميع قرارات الشرعية الدولية، وبمكافحة الفساد في كل مساحاته وأوكاره، وحماية استقلالية القضاء وتحرره من أي تدخل أو نفوذ سياسي أو حزبي، وهي كلها عناوين كبيرة لمسؤولين مقسومين شرقا وغربا.

 

وزير الصحة على الأكتاف "يقاوم" كورونا بالسيف وسط الحشود

المدن/22 حزيران 2020

بعد تغيريداته "الصوفية" الملغّزة، ومديحه جهوده الجبارة، أحيا وزير الصحة حمد حسن اليوم الأحد 21 حزيران الجاري، احتفالاً حاشداً في مدينة بعلبك، فلم يراع شروط السلامة العامة لمواجهة كورونا.

وزير على الأكتاف

كرّمت الوزير "الزاهد والمتصوف التويتري"، فاعليات المجتمع المدني وشباب مدينة بعلبك. واختاروا للتكريم الحاشد بمدينة الشمس، في يوم تسجيل رقم قياسي للمصابين بكورونا (51 مصاباً) عنواناً كرنفالياً بطولياً "مكافح وباء كورونا". فعزفت للوزير "المجاهد" الربابات البعلبكية، وانعقدت حلقات الدبكة. وذلك في مرجة رأس العين في بعلبك. وكان الوزير المحمول على الأكتاف، يحمل سيفاً ويلوح به في الهواء، ربما لمجابهة وباء كورونا. وربما أسكرته فرحته عن إدراك أن أصابة واحدة بين المحتشدين، كافية لتفشي الوباء بين مئات المحتفلين. وقد انتشرت صور من الاحتفال ومشاهده المصورة بالفيديو، غاصاً بالدبيكة والمشاهدين والمصفقين. وقد حملت الوزير جمهرة على الأكتاف. كأنما الحفل والحشد الكثيف لوداع كورونا الذي ضرب اليوم مناطق لبنانية عدة، ومنها البقاع. ولم يضع أي من المحتشدين المتراصين الكمامة، التي لم يتوقف الوزير المحمول على الأكتاف عن مطالبة اللبنانيين بارتدائها، صبحاً ومساءً.

الوزير مرجع علمي شرعي

وجاء في كلمة حسن قوله إن "وزارة الصحة العامة، ورغم ضعف الامكانيات، تحولت إلى مرجعية علمية طبية بامتياز. تحملنا المسؤولية بتكليف شرعي فكانت النموذج العالمي. اقتنعنا أن ما نقوم به هو الصح وما زلنا عند 52 إصابة اليوم 32 منهم من الاغتراب... حققنا نقاطاً متقدمة بشهادة عالمية لكننا لم ننته. في الثاني من تموز هناك عودة لأبنائنا من الاغتراب وعلينا الالتزام بالارشادات الاحترازية التي كانت مؤلمة، لكن ما هو مهم هو الصحة والأمان". وتابع: "الصحة ممتازة بفضل الجيش والشعب والمقاومة"، لافتاً الى انّ "وزارة الصحة العامة لاعب محوري للإدارات والوزارات وهيئات المجتمع المدني من مختلف الطوائف". وكان على الوزير أن يضيف: كيف لا نحتفل هنا في ديار المقاومة بانجازاتها الصحية المباركة؟!

الأقوياء لا تخيفهم كورونا

وقال حسن: "عندما قلنا لا داعي للهلع، كنا نقصد أن مع الأقوياء لا داعي للهلع. وزارة الصحة أعادت ثقة اللبناني بإداراته ووزاراته انشاءلله. عملنا صح وسنبقى. وفرق وزارة الصحة والطاقم الطبية آزرتنا ووقفت بجانبنا، سبقناهم بقدراتنا بالـpcr. أوقفنا التجمعات باكراً. قلنا الدواء مؤمن، واتخذنا إجراءات العزل، فقالوا تريدون ان تعيدونا إلى الحرب الأهلية، ثم عادوا والتزموا. وبتعاوننا حققنا المعجزات رغم مصاعب النقل والحجر والمستشفيات والفنادق".

 

سلاح الحزب احتلال»: لبنانيون يُذكّرون بالمساعدة الإسرائيلية لحزب الله.. ويتضامنون مع الخطيب!

جنوبية/21 حزيران/2020

أثار خبر توقيف الناشطة كيندا الخطيب غضب اللبنانيين المُستائين من إزدواجية الدولة في التعامل مع قضايا حسّاسة كالتعامل مع العدو الإسرائيلي، ففي الوقت الذي تم فيه إطلاق سراح جزّار الخيام عامر فاخوري وتهريبه على متن طائرة أميركية خاصة، بالإضافة الى حديث الإعلام الإسرائيلي عن دعم “إنساني” قدّمته “إسرائيل” الى “حزب الله” خلال جائحة “كورونا” وكأن قضاءً لم يكن، تم إلصاق تُهمة العمالة على الجانب الآخر، بحق الناشطة الخطيب بالإضافة الى تسريب أنباء غير مؤكدة ودقيقة عن أجهزة أمنية من المُفترض أن تُحافظ على سرية التحقيق وتحترم المواطن اللبناني الذي يبقى بريئاً الى أن تثبت إدانته. ما حصل في الأيام الماضية مع الخطيب، عاد بالناشطين الإفتراضيين الى أصل الخلاف، خاصةً وأن الخطيب هي من أشد المناهضات للسلاح الغير الشرعي الذي يرعاه “حزب الله”، إذ أطلق مغرّدون وسم إجتاح موقع “تويتر” خلال ساعات يحمل عنوان: “سلاح الحزب إحتلال”، تنديداً بمبدأ الإستقواء على اللبنانيين بالسلاح الغير قانوني، وترهيب الناشطين المعارضين لسياسة حزب الله وإلصاق تُهم العمالة بهم وتشويه سمعتهم بدون تحقيق شفاف وواضح ولا يزال لحد اليوم الأحد، مُجرّد شائعات تُرمى عبر مواقع التواصل الإجتماعي أو عبر “صويحفيين”، تابعين لحزب الله بهدف ترهيب أي صوت ثائر ومُعارض. وتحت وسم: “#سلاح_الحزب_إحتلال”، استذكر مغرّدون تغريدة الصحافي الإسرائيلي إيدي كوهين الذي نشرها مع بدء جائجة “كورونا” قال فيها: “اسرائيل نقلت مواد غذائية الى حزب الله بناءً على طلبه ومن دواعي الإنسانية حزب الله أيضاً طلب أجهزة تنفس واسرائيل نقلت 50 جهاز عبر الناقورة”. أضاف: “حزب الله واسرائيل على علاقة دائمة هذا ما حاولت أن اكشفه لكم عبر السنين ولكن العرب لم يستوعبوا ولا يزالون يعتقدون أن حزب الله معادي لاسرائيل”.

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

يبقى أمل خلاص لبنان معقودا" بثلاثية الثورة والجيش ونتائج الإنتخابات الرئاسية الأمريكية القادمة

The Unsaid Lebanon/21 حزيران/2020

المساعدة الخارجية من صندوق النقد الدولي و/أو سيدر و/أو البنك الدولي و/أو غيرها من وسائل التسليف، لم ولن تأتي قبل تسليم سلاح حزب الله للجيش اللبناني. لذا أوقفوا بهلونيات وجعدنات الخطط الإقتصادية والمالية والإصلاحية، والإجتماعات الهوليودية وقوانين محاربة الفساد التي لا تطال إلا أنفسكم، وغيرها من المزحات القليلة الهضم والتشاطرات على الطريقة اللبنانية. وأنتم عاجزون عن تنفيذ، حتى هذه الخطط والطروحات التي لا تحاكي جوهر المشكلة، لأنها تتناقض مع مصالحكم، لا بل أنتم علة وجود الكارثة الإقتصادية من الأساس. أما سياسة الهروب إلى الأمام التي تعتمدونها، فهي ستستجلب المزيد من العقوبات المباشرة أو غير المباشرة على لبنان، كقانون قيصر وغيره, وبعض العقوبات المطلوبة والمرغوبة والمنشودة على بعض الشخصيات السياسية الفاسدة. ويتحفنا السيد نصرالله في كل إطلالاته التلفزيونية، أنه يريد أخذنا شرقا"، بمعنى آخر تحويل لبنان إلى إقتصاد مقاوم، وبمعنى أدق تحويل لبنان إلى دولة مارقة كالصومال وفينزولا وغيرها، بحجة أننا محاصرون أمريكيا"، متغافلا" أن حزب الله هو السبب الرئيسي لعزلتنا عربيا" ودوليا". ولكن يبقى أمل خلاص لبنان معقودا" بثلاثية الثورة والجيش ونتائج الإنتخابات الرئاسية الأمريكية القادمة, المتوقع إنتصار ترامب فيها.

 

دعم أميركي لـ1800 طالب في "الأميركية" و"اللبنانية الأميركية"

المدن/22 حزيران 2020

وسط المصاعب التي تحدث عنها رئيس الجامعة الأميركية في بيروت البروفسور فضلو خوري، الذي أعلن عن تخفيض نسبة 25 في المئة من الموظفين في الجامعة وفي المستشفى الجامعي، لتخطي الأزمة المالية والاستمرار في فتح هذا الصرح الأكاديمي أمام الطلاب، وفي ظل الظروف الاقتصادية التي يمر بها لبنان وغلاء المعيشة، ونظراً لعدم قدرة كثرة من أهالي الطلاب تسجل أولادهم في الجامعات الخاصة.. في ظل هذه المصاعب أعلنت الحكومة الأميركية عن تخصيص مساعدات للطلاب في الجامعة الأميركية ببيروت وفي الجامعة اللبنانية الأميركية.

وكتبت الناطقة باسم الإدارة الأميركية مورغان أورتاغيس، عبر حسابها على منصة "تويتر" أن الولايات المتحدة الأميركية خصصت عشرين مليون دولار لدعم الجامعة الأميركية في بيروت والجامعة اللبنانية الأميركية، في ظل الأزمة الاقتصادية غير المسبوقة في لبنان منذ أكثر من ثلاثين عاماً.

قيادات الغد

وتأتي هذه المبادرة في إطار برنامج "قيادات الغد" بالتعاون مع "مبادرة الصداقة في الشرق الأوسط والدولة الأميركية"، والحكومة الأميركية لتخصيص عشرين مليون دولار مساعدة طارئة لدعم 1800 طالب في الجامعتين. تدخل هذه المبادرة التربوية في صلب اهتمام الدولة الأميركية للاستثمار في الأجيال المقبلة التي ستدير لبنان مستقبلا، كما قالت المتحدثة الأميركية. وأضافت أن كل جامعة ستحصل على مبلغ عشرة ملايين دولار، وفق ما قالت السفير الأميركية في بيروت دورثي شيا. أما رئيس الأميركية فضلو خوري، فاعتبر أن هذه المساعدة تؤكد مساندة الحكومة الأميركية لتخطي الأزمة الحالية في لبنان.

 

بيروت تسعى إلى التفاوض مع واشنطن لطلب استثناءات من «قانون قيصر»!

الشرق الأوسط/21 حزيران/2020

لا يزال «اللقاء الوطني» الذي دعا إليه الرئيس ميشال عون يوم الخميس المقبل يتراوح بين الانعقاد والإلغاء ليس بسبب احتمال اعتذار رؤساء الحكومات السابقين عن الحضور فحسب، وإنما في حال ارتأت قيادات الصف الأول من المدعوين أن تتمثل بمندوبين عنها، مع أن جدول أعماله لا يتضمن أي بنود يمكن أن تُحدث انقساماً بين المشاركين باعتبار أنها من الثوابت، مثل تحصين السلم الأهلي وتدعيم العيش المشترك والإصرار على خفض منسوب الاحتقان المذهبي والطائفي. وعلمت «الشرق الأوسط» من مصادر نيابية مواكبة للتحضيرات الجارية لعقد اللقاء بأن بعض المدعوين اتصلوا بالدوائر المعنية في بعبدا لاستيضاحها في خصوص جدول الأعمال، وكان الجواب أنه يتعلق فقط بالثوابت الوطنية التي تحظى بإجماع المدعوين. وبالنسبة إلى موقف الحكومة من «قانون قيصر»، علمت «الشرق الأوسط» أن لا نية لدى عون لإدراجه على بساط البحث في لقاء بعبدا، إلا إذا بادر من يشارك فيه إلى طرحه من خارج جدول الأعمال مع أن من يعارض الموقف الذي أعلنه الأمين العام لـ«حزب الله» حسن نصر الله في هذا الخصوص يرى أن لا مبرر لطرحه بذريعة أن للبنان ما يكفيه من المشكلات وليس في حاجة إلى استحضار مشكلة ذات بعد إقليمي ودولي تنعكس على علاقته بالإدارة الأميركية التي أصدرت هذا القانون.

وكشفت المصادر أن الرئيسين نبيه بري وحسان دياب تطرقا في اجتماعهما أول من أمس إلى «قانون قيصر» من زاوية مبادرة الحكومة إلى التواصل مع واشنطن للحصول على استثناءات تتعلق بعدم منع لبنان من جر 220 ميغاوات من سوريا للتعويض عن النقص في التيار الكهربائي واستخدامها لتغذية بعض المناطق به، خصوصاً تلك التي تعاني من التقنين المبرمج الذي يستهدفها. ولفتت إلى أن تشمل هذه الاستثناءات مرور الشاحنات المحملة بالمنتوجات الزراعية والصناعية اللبنانية إلى الدول العربية عبر البوابة السورية، وقالت إنه سبق لواشنطن أن استجابت لطلب العراق في استمرار جر حاجته من الكهرباء من إيران المدرجة على لائحة العقوبات الأميركية، وكشفت أن الأردن وافق على الاستجابة لطلب لبنان تزويده بالطاقة التي يشتريها الأردن من سوريا في حال لم تستجب واشنطن لطلب لبنان الحصول على استثناءات، لكن دمشق أبلغت من اتصل بها لهذا الغرض رفضها جر الطاقة من الأردن إلى لبنان عبر أراضيها. وقالت مصادر نيابية إن موقف لبنان لن يقدم أو يؤخر بالنسبة إلى العقوبات المفروضة على النظام في سوريا، وبالتالي يجب أن يتبع سياسة النأي بالنفس. وذكرت المصادر النيابية أن بعض المدعوين إلى لقاء بعبدا يجرون مشاورات تنطلق من ضرورة إدخال تعديل على جدول الأعمال يدفع باتجاه تبني مقاربة الخسائر المالية التي أنجزتها اللجنة الفرعية المنبثقة عن لجنة المال والموازنة النيابية، لأن هذه المقاربة أدت إلى حسم التباين حول الأرقام المالية وشكلت نقطة التقاء بين البرلمان والحكومة وكانت موضع توافق بين رئيسي المجلس النيابي نبيه بري والحكومة حسان دياب. واعتبرت أن مجرد تبني لقاء بعبدا هذه المقاربة سيقود حتماً إلى بدء التفاوض الفعلي بين الحكومة وصندوق النقد الدولي لأن التناقض داخل الوفد اللبناني المفاوض كان وراء تأخيره، ورأت أن هذه المقاربة يجب أن تكون مقرونة برزمة من الإصلاحات المالية والإدارية بدءاً بإعادة تأهيل قطاع الكهرباء باعتماد الحلول الدائمة بدلاً من الموقتة لإنتاج الطاقة.

 

إفرام: هناك حديث عن جبهة معارضة وإمكانيّة لخروج نواب من كتلهم

إم تي في/21 حزيران/2020

أشار النائب نعمة إفرام إلى أنّ “لبنان وصل إلى “آخر الطريق” وتأخرنا عشرات السنوات في تخفيض قوّة الليرة اللبنانيّة والصادرات ازدادت بنسبة 40% منذ بداية الأزمة”، مؤكّدًا أنّ “الصناعة اللبنانية ستفاجئ الجميع و”نشكر الله” أنّ الأزمة وقعت الآن وليس بعد سنتين ولبنان مُهدَّد بالتحوّل إلى فنزويلا بعد سنة ونصف”. وشدّد، في حديث للـ”mtv”، على “موقفه الرافض لـ”ضخ الدولار فهو جريمة كبرى و”أساس البلاء” هو العجز الواقع في موازنات الدولة اللبنانية ونحتاج إلى خلق صندوق سيادي وصندوق للعقارات”، كاشفًا أنّه “يتمّ درس رفع دعاوى على وزراء في ملف التلوّث الذي يُهدّد صحّة الناس ويتسبّب لهم بالأمراض والطبقة السياسيّة تبدّي مصالحها وتعييناتها في حين أنّ البلد يغرق”. ورأى أن “أداء الحكومة أفضل بكثير ممّا تراه الطبقة السياسيّة وماذا فعلوا بالـ90 مليار دولار دين عام؟”، معتبرًا أنّ “البلد “نزيف وماشي” وهناك ثقب أسود “يسحب” أموال اللبنانيين وعلى مجلس النواب أن يكون المراقب مع حكومة تقنيّة تعمل وتُحاسَب على أخطائها”. وقال: “الحكومات التي سبقت الحكومة الحاليّة “أضرب بكتير” وأنا أُنصف هذه الحكومة أكثر من غيرها”، مُشيرًا إلى أنّ “الحكومة الحاليّة وضعت صورة قاتمة اعتبرت فيها أنّ الطقم السياسي فاشل وسنغيّر الطبقة السياسيّة ولجنة المال والموازنة لعبت دوراً مهمّاً جداً وأوقفت الهجوم على المصارف”. ولفت إلى أنّ “الشعب اللبناني سيغيّر الأداء السياسي في لبنان وسنلعب لعبةً جديدةً وسننتزعها من أيدي السياسيين والذهاب نحو الشرق غير مطروح وغير كافٍ”، مردفاً: “لنبدأ بإستقلالية القضاء وملف الكهرباء والهيئات الناظمة وفي حال لم نقم بالإصلاحات فخطة الحكومة قائمة والنتيجة صفر على عشرين”. وختم: “هناك ذلّ هائل في البلد وهناك حديث عن جبهة معارِضة وإمكانيّة لخروج نواب من كتلهم ونتواصل معهم ووصلتُ إلى قناعة جديدة مفادها “فالج ما تعالج ودود الخلّ منّو وفيه”، مُضيفًا: “الثورة طريق طويل والناس ينتظرون الضربة القاضية الآتية ولا بديل عن الصناعة والزراعة والتصدير وعلى كلّ شابّ وشابّة التفكير بكيفيّة وقف الإستيراد”.

 

إصابات “كورونا” في لبنان ترتفع… كيف تتوزع؟

مواقع الأكترونية/21 حزيران/2020

أفاد التقرير اليومي لغرفة العمليات الوطنية لإدارة الكوارث في السراي الحكومي بأن عدد الإصابات بـ”كورونا” وصل إلى 1587 في لبنان بعد تسجيل 51 إصابة جديدة (19 من المقيمين و32 من الوافدين)، مشيرًا إلى تسجيل 1068 حالة شفاء مقابل 32 حالة وفاة.

 

الفرزلي: وجود الحريري في جلسة الحوار ضروري

قنـاة الجديـد/21 حزيران/2020

رأى نائب رئيس مجلس النواب إيلي الفرزلي أن “مسألة وجود رئيس الحكومة السابق سعد الحريري في جلسة الحوار أمر ضروري إذا كانت إرادة التوافق قائمة”، مضيفًا: “أقول للطائفة السنية في لبنان اذهبوا باتجاه رسملة الحريري في سبيل تأمين وحدة البلد”. وأشار، في حديث لـ”الجديد”، إلى أن “على رئيس الحكومة حسان دياب أن يمهّد لإنتاج حكومة وحدة وطنية حيث لا تشعر أي طائفة من الطوائف بالغبن”، لافتًا الى أن “يجب أن تكون الحكومة سياسية بامتياز وليس حكومة تكنوقراط”. وشدد على أن “البلد قائم على فكرة الحوار ويجب أن تتبع حوار بعبدا لقاءات عدة تذهب باتجاه إنقاذ البلد”، مشيرًا الى أن “هناك عمل جدي على إنتاج قانون انتخابي جديد وتفكير جدي في خلق مناخ لإصلاح حقيقي في البيئة السياسية”.

 

مقتدى الصدر في بيروت... هذا ما بحثه مع نصر الله

مرصد ليبانون فايلز/21 حزيران/2020

كشفت مصادر لبنانية، عن أسباب زيارة زعيم التيار الصدري في العراق مقتدى الصدر للبنان، التي بدأها مساء أول من أمس. وقالت أوساط شيعية، لـ "السياسة الكويتية" ال إن الصدر وفي كل زيارة يقوم بها إلى لبنان، تكون له لقاءات مع قيادة “حزب الله” وعلى رأسها أمينه العام حسن نصرالله، حيث يتركز البحث على تطورات الأوضاع العراقية، بعد الدور الذي أخذه نصرالله على عاتقه في ما يخَص تقريب المسافات بين القيادات العراقية الشيعية، من خلال المهام الموكلة إلى ممثله في العراق الشيخ محمد كوثراني”

 

نعي إعلامي للقاء بعبدا

الراي الكويتية/21 حزيران/2020

صورة لقاء الخميس في بعبدا، ما زالت مشوشة، وقد زادتها تشويشا خطوة النائب جبران باسيل بإعلان عدم رغبته في الترشح لرئاسة الجمهورية، فالبعض يعتقد أن باسيل بموقفه هذا أراد ترييح العهد المتداعي بتفكيكه أكبر الألغام في طريق استكمال ما تبقى من ولايته بأمان، والبعض الآخر يرى أن موقف باسيل جاء متأخرا وبعد خراب الاقتصاد اللبناني وانهيار قيمة الليرة وإدراج اسم لبنان على قائمة الدول الفاشلة. وواضح أنه في حال قرر رؤساء الحكومة السابقون مقاطعة اللقاء اعتراضا على عدم وجود جدول أعمال محدد، فإن مصادر بعبدا أكدت انه لن يكون هناك لقاء ولا حوار، ما يعني المزيد من الارتدادات الاقتصادية والأمنية.

بعض المواقع الإعلامية كمحطة «أم تي في» المعارضة اعتبرت أن نعي هذا اللقاء الحواري بات مبررا، فإلى جانب غياب جدول الأعمال تحت حجة إبعاد شبح القتال حول محور سلاح «حزب الله»، جاء هجوم رئيس «التيار الوطني الحر» جبران باسيل على الحلفاء والخصوم على خلفية اكثر من مشكلة سياسية ومحاصصاتية عالقة ليسقط احتمال مشاركة المترددين الذين يراهن الرئيس ميشال عون على مشاركتهم. الدعوة للقاء ركزت على بحث الأوضاع الأمنية، من التظاهرات الاحتجاجية الليلية في مختلف المدن والمناطق الى الحملة الشعبية ضد معالجة الحكومة القمعية لآراء الجماهير المعارضة عبر صفحات «تويتر» و«فيسبوك» بـ «الكلبجات» والإحالات الى القضاء وقد أضيف الى هذه العناصر الساخنة نبش الخلافات القديمة بين أهالي بشري وجيرانهم بقاعصرين في الشمال على تقاسم مياه الينابيع. من هنا، يبدو الرئيس عون في وضع المحرج، فإن استمر في الدعوة للقاء واجه الاحتمالات السلبية الظاهرة للعيان، وان ألغاها فإن المردود السياسي والاقتصادي سيكون سلبيا للغاية. وقياسا على بعض ردود الفعل على تصريحات جبران باسيل لا تبدو الأجواء مشجعة، فرئيس «المرده» سليمان فرنجيه غرد معقبا على باسيل ودون ان يسميه بالقول: “لا يلام الذئب في عدوانه.. إن يك الراعي عدو الغنم”. بدورها، الوزيرة القواتية السابقة مي شدياق غردت قائلة: “إذا الجمل بيشوف حردبتو بيوقع وبيفك رقبتو”.

وقد زار رئيس الحكومة حسان دياب الرئيس عون أمس، وعرض معه مجمل التطورات على مدى ساعة ونصف الساعة وخصوصا في مشكلة أرقام الخسائر المالية المختلف عليها بين الحكومة ولجنة المال والموازنة النيابية، وأثناء مغادرته بعبدا اكتفى دياب بالقول: ان الاجتماع أتى في اطار التنسيق حول مسار التفاوض مع صندوق النقد الدولي وفق خطة التعافي التي وضعها مجلس الوزراء. وغرد الرئيس سعد الحريري عبر «تويتر» فقال: لأبي وروح عمري وقدوتي في عيد الأب، لرفيق الحريري الذي يبقى ذكره ملازما للخير والاعمار والتقدم والثقة والنجاح، لبنان في غيابك يتألم وشعبه يعاني مرارة التخبط في العشوائيات السياسية ولسان حاله يقول رزق الله على ايامك». النائب إلياس حنكش غرد بدوره ايضا عبر «تويتر»، مشددا على انه في هذه المرحلة الصعبة التي تتطلب الاستعانة بأفضل ما نملك من خبرات، مستشار وزير المالية يستقيل، نتيجة التخبط الحاصل في المفاوضات مع صندوق النقد وتقاذف الاتهامات بين لجان مجلس النواب ومجلس الوزراء والمصارف وعدم تطابق الأرقام، وختم بالقول: «الذي وقعنا ما راح يعرف يخلصنا». وكان النائب باسيل سأل في مؤتمر صحافي: لمصلحة من نريد إسقاط خيار صندوق النقد؟ معتبرا ان الخلاف على الأرقام يجعل لبنان منقسما في مفاوضاته مع الصندوق فيما تحديد الخسائر عمل حكومي، ويعود لمجلس النواب القبول به، عندما تطلب الحكومة مصادقته عليها او إقراره لقوانين من ضمنها. هذا السجال الدائر على مسمع ومرأى صندوق النقد الدولي يطرح السؤال عمن سيفرض أرقامه على الآخر، الحكومة أم لجنة المال والموازنة في مجلس النواب المدعومة من الرئيس نبيه بري.

والفارق في الأرقام ليس قليلا، ففي حين تقدر الحكومة الخسائر وضمنها الديون على الدولة 241 ألف مليار ليرة لبنانية تقدرها لجنة المال والموازنة التي يرأسها النائب ابراهيم كنعان أمين سر كتلة «لبنان القوي» اي كتلة التيار الوطني الحر ٨٤ الف مليار ليرة لبنانية فقط.

والانطباع في بيروت ان الرئيس دياب قصد بعبدا امس سعيا لتوحيد الموقف مع الرئيس عون من ارقام الموازنة بوجه الارقام التي يتمسك بها الرئيس بري. كورونيا أعلنت وزارة الصحة عن 26 اصابة جديدة خلال الساعات الماضية، ٢٤ منهم من المخالطين واثنان من الوافدين وبات المجموع 1536 اصابة والوفيات على حالها 32 وفاة. وعلى هامش مكافحة هذا الڤيروس ناشدت نقابة الاطباء المسؤولين حمل وزير السياحة رمزي مشرفية على التراجع عن قرار إباحة تعاطي الارجيلة في الاماكن العامة. وفي السياق نفسه، أصدر وزير الداخلية والبلديات محمد فهمي، مذكرة وجهها إلى المحافظات والى المديرية العامة لقوى الامن الداخلي والمديرية العامة للامن العام، تقضي بـ «تعديل مواقيت فتح واقفال المؤسسات الصناعية والتجارية، حيث ستفتح الملاهي والنوادي الليلية وصالات وقاعات المناسبات الاجتماعية والمخيمات الصيفية الخارجية للأطفال والأسواق الشعبية ومراكز ألعاب الانترنت والحدائق العامة اعتبارا من اليوم.

 

الجيش اللبناني يغلق معبرين غير شرعيين للتهريب

بيروت ـ”السياسة” »/21 حزيران/2020

أعلنت قيادة الجيش – مديرية التوجيه، في بيان، أن وحدة من الجيش، عملت في محلة حوش السيد علي منطقة الهرمل على “إقفال معبرين غير شرعيين كانا يستعملان للتهريب، بحيث تم إغلاقهما بواسطة السواتر الترابية”. وشددت مصادر عسكرية لـ “السياسة”، على أن “الجيش عازم على إغلاق جميع المعابر غير الشرعية، في إطار الخطة الموضوعة لمكافحة التهريب على الحدود، ولن يتوانى عن القيام بدوره كاملاً على هذا الصعيد” . إلى ذلك، استأنف الجيش الإسرائيلي أعمال الحفر في محلة مسكاف عام قبالة العديسة، حيث شوهد 10 جنود يجتازون السياج التقني، كما شوهد عدد من الآليات تعمل في المحلة المذكورة، دون خرق الخط الأزرق.

 

مناطق “حزب الله” تشهد إقبالاً كثيفاً على الدولار

بيروت -“السياسة” »/21 حزيران/2020

شهدت السوق السوداء، أمس، إقبالاً كثيفًا لشراء الدولار خصوصًا في العاصمة بيروت وضواحيها، حيث سجّل سعر الدولار ما بين 5400 ليرة للمبيع، و5500 ليرة للشراء. وأشارت المعلومات لـ “السياسة”، إلى أن مناطق “حزب الله”، هي التي شهدت طلبا على الورقة الخضراء، من خلال الصيارفة المحسوبين عليه، بهدف سحبها إلى سورية. وكانت نقابة الصرافين الغت خدمة بيع الـ 200 دولار على بطاقة الهوية فقط والمصنفة دون أية مستندات ثبوتية مع الإبقاء على الخدمات الأخرى.

 

لبنان: اتصالات لإنقاذ حوار 25 يونيو ودعوات إلى الاقتصاص من الأسد

الراعي يطالب بوثيقة للإصلاح بعيداً عن المحسوبيات

بيروت ـ”السياسة” »/21 حزيران/2020

في وقت بات موقف الفريق اللبناني المفاوض مع صندوق النقد الدولي، في وضع لا يحسد عليه، بعد الاهتزازات التي تعرض إليها، باستقالة عدد من أعضائه، نتيجة الفوارق الواسعة في الأرقام المالية التي قدمت لوفد الصندوق، ما استدعى لقاءات عاجلة لتصحيح هذا الخلل، علمت “السياسة”، أن الرئاسة اللبنانية الأولى تجري اتصالات حثيثة، لإنقاذ حوار بعبدا المقرر الخميس المقبل الموافق 25 يونيو الجاري، يتولى في جانب منها رئيس مجلس النواب نبيه بري، بعدما برزت معارضة سنية لهذا الحوار، عبر عنها بوضوح رئيس “تيار المستقبل” سعد الحريري، على أن يلاقيه في هذا الموقف، رؤساء الحكومات السابقون، فؤاد السنيورة، نجيب ميقاتي، وتمام سلام، في بيان يتوقع أن يصدروه، اليوم، يعلنون فيه مقاطعتهم لدعوة الرئيس ميشال عون الحوارية، لأن “المؤمن لا يلدغ من جحر مرتين”، كما قالت مصادرهم ل”السياسة”، مشددة على أن “الحوار لا يمكن أن يوصل إلى نتيجة، لأن القرارات الحوارية السابقة لم تنفذ، طالما أن حزب الله يحكم قبضته على مفاصل البلد” .

من جانبه، أكد البطريرك بشارة الراعي، أن ” دعوة رئيس الجمهورية ميشال عون إلى الحوار هو واجب وطني”، مشدداً على أنه “يجب الذهاب إلى الحل بعيدا عن المساومة”، مطالبا بـ”وثيقة وطنية تطلق الإصلاحات”. ولفت الراعي في هذا الإطار إلى أنه “يجب ان تحدد الوثيقة اطارا عاما للعمل داخل المؤسسات بعيدا عن المحسوبيات والفساد وتضمن استقلالية القضاء وتلبي حاجات الناس”.وأضاف : ” من أجل ضمانة حصول المشاركة في هذا اللِّقاء الوطنيّ ونجاحه، ينبغي المجيء إليه بهدف تأكيد وحدة لبنان وحياده، وحماية استقلاليَّة القضاء وتحرُّره من أيّ تدخُّلٍ أو نفوذٍ سياسيٍّ أو حزبي”.

إلى ذلك، وصف عضو كتلة “اللقاء الديمقراطي” النائب بلال عبدالله خطاب رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل، ب”عالي اللهجة”، آملا في “أن يكون جديا في جوابه انه لا يريد ان يكون رئيسا للجمهورية”. وأكد أن “حوار بعبدا هو لإعطاء شرعية للمؤسسات الدستورية للعمل”، مشدداً على أن ” المطلوب الإصلاحات الحقيقية وآمل الا نكون قد خسرنا صندوق النقد”. وفي حين استمرت المواقف المتحفظة على طرح الأمين العام ل”حزب الله” حسن نصرالله التوجه شرقاً، لإنقاذ الاقتصاد اللبناني، أشار رئيس “حركة التغيير” إيلي محفوض إلى أن تلك النصيحة تعني مزيد من الخراب والدمار والإفلاس حيث ان كل دولة اخترقتها إيران افلست وجاع شعبها وباتت في عزلة. وقال محفوض: “لابد من الإقتصاص من النظام السوري، وإحالة بشار الأسد وأركانه على المحاكمة لما أنزلوه من تعذيب وقتل وتهجير وممارسات ظالمة، معتبراً أن “حكومة دياب عبارة عن مجموعة من الهواة لم تفلح بأي مجال من المجالات والأوضاع تسوء يوم بعد يوم ولا معالجات حقيقية، وسنكون أمام مزيد من الانهيارات” . ودعا محفوض، “المعارضة الرافضة لسلاح ميليشيا حزب الله ان تجتمع تحت سقف مبادئ سيادية وكيانية فالمواجهة تكون جماعية وليس إفراديًا “، مشدداً على أن “قانون قيصر لا مصلحة لنا بالوقوف بوجهه لا بل على العكس علينا التعاطي معه انطلاقا من علاقاتنا المتينة مع اميركا لكونها دولة صديقة وحليفة تساعد لبنان وتقف الى جانب الجيش اللبناني من خلال المساعدات والتدريب والتسليح” . من جهته، اعتبر النائب السابق فارس سعيد، أن “مشكلة زعماء لبنان كبيرة، ان شاركوا في لقاء بعبدا فسوف يخدمون مصلحة حزب الله، وان لم يشاركوا فهم عاجزون عن تشكيل جبهة معارضة للحكم ولسلاح حزب الله”. وقال:”نصيحتي، وقعوا البيان المطالَب باستقالة الرئيس عون وانتظروا في منازلكم لايام افضل”. على صعيد آخر، نوه نقيب أصحاب الفنادق بيار الأشقر، بتعميم حاكم مصرف لبنان رياض سلامة السماح للفنادق بصرف الدولار على سعر 3000 ليرة.

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

مريم رجوي: المقاومة مستمرة حتى إسقاط ديكتاتورية الملالي الدينية ومحاولة جديدة لاغتيال معارض إيراني في هولندا

طهران، عواصم – وكالات»/21 حزيران/2020

 أكدت رئيسة المجلس الوطني للمقاومة الإیرانیة مريم رجوي، أن المقاومة مستمرة ضد ديكتاتورية إيران الدينية، مضيفة أن تضحيات أنصار المقاومة امتدت خلال العقود الأربعة الماضية، منها مذبحة صيف 1988 ضد السجناء السياسيين في زنزانات النظام، والهجمات والمؤامرات ضد أعضاء المقاومة في جميع أنحاء العالم. وفي كلمة وجهتها لاحتفال منظمة “مجاهدي خلق” الإيرانية المعارضة وجناحها السياسي المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، في مؤتمر افتراضي، بذكرى 40 عاما من المقاومة ضد الديكتاتورية الدينية التي تحكم إيران، قالت رجوي إن “الانتفاضات التي بدأت في يناير 2018، ثم انتفاضة نوفمبر الدامية في عام 2019، هي نفس النوع من صوت الرعد الذي سمع في سماء طهران في 20 يونيو 1981”. وأضافت أنه “في زمن الملالي، لولا هذه المقاومة و20 يونيو، لما كان يطرح الحديث عن إسقاط نظام ولاية الفقيه بأكمله، وكان سقف الكفاح مطالبة الملالي بإلقاء الوعظ والصلوات ولا أن يحكموا البلاد”، مشددة على أن “أبناء الشعب الإيراني يتجهون نحو الإطاحة بالنظام كل يوم، باحتجاجاتهم وإضراباتهم وبأنشطة وأعمال أعضاء معاقل الانتفاضة. كما أن السجناء السياسيين في جميع أنحاء إيران يقاومون سفاحي المرشد علي خامنئي”، حسب تعبيرها.

في غضون ذلك، تعرض ممثل “الحزب الديمقراطي الكردستاني الإيراني” المعارض صادق زارزا، لمحاولة اغتيال بـ15 طعنة بالسكين في مدينة ليوردان في هولندا. ونشر ناشطون مقطعاً يظهر زارزا مضرجاً بدمائه داخل سيارته، وبجانبه عناصر من الشرطة لإسعافه، بينما نقلت مصادر عن أسرة زارزا تأكيدها أن للهجوم دوافع سياسية، حيث كان على “قائمة الإرهاب” التي أقرها النظام الإيراني، وقال ناشطون من أكراد إيران إنه تم اعتقال المهاجم، وهو إيراني كان قادماً لهولندا بهدف إكمال برنامج دراسي في الطب. على صعيد متصل، لا يزال الغموض يلف قضية القاضي الإيراني غلام رضا منصوري، المتهم في قضية رشوة في بلاده، والذي وجد قبل يومين جثة هامدة في أحد الفنادق في رومانيا. وفي حين تتراوح الشكوك حول احتمال تصفيته أو انتحاره، حمّلت إيران السلطات في رومانيا مسؤولية الكشف عن تفاصيل مقتله، وقال سكرتير مجلس تشخيص مصلحة النظام الإيراني محسن رضائي، إنه “على الحكومة الرومانية قبول مسؤولية مقتل القاضي منصوري والكشف عن قتلته” وبينما ألمحت الشرطة الرومانية إلى وجود أدلَّة تفيد بانتحار منصوري، نفى محامي منصوري، أمير حسين نجف بور ثاني، فرضية الانتحار، قائلا إن مُوكِّله “لم يكن ينوي الانتحار”، وكان قد أعلن الأسبوع الماضي أن لديه “أشياءَ كثيرة ليقولها”، لكن المتحدث باسم الخارجية الإيرانية وصف وفاة منصوري بأنها أشبه بـ”الانتحار”.

من جهتها، طالبت الشرطة الدولية الإيرانية، من شرطة الإنتربول الرومانية، تسلم جثة منصوري مع معلومات إضافية عن وفاته. على صعيد آخر، أعلن وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات الإيراني محمد جواد اذري جهرمي، عن انتاج 18 قمرا اصطناعيا حتي نهاية العام الايراني الجاري. وأضاف جهرمي خلال اجتماع للبرلمان إنه “تم انتاج ثلاثة أقمار اصطناعية قبل سبع سنوات، وتمكنا من انتاج سبعة أخرى قبل ثلاث سنوات، ومن المتوقع ان يزداد حجم انتاجنا المحلي ليبلغ 18 قمرا اصطناعيا حتى نهاية العام الجاري”. من جهة أخرى، وصف المتحدث باسم الخارجية الإيرانية عباس موسوي، الاختبار الأخير الذي أجرته فرنسا لصاروخ بالیستي نووي، بأنه لا يتفق مع تعهداتها، معربا عن قلقه بشأن الخطوة.  وأكد أن اختبار القوة البحرية الفرنسية صاروخ (إم 51) من الجيل الجديد من الصواريخ الباليستية العابرة للقارات، والقادرة على حمل رءوس نووية عدة، يتعارض مع التزامات باريس، ومشيرا إلى أن الأسلحة النووية خطر يهدد السلام والأمن الدوليين.

 

اجتماع طارئ لوزراء الخارجية العرب لبحث التطورات الليبية

القاهرة: «الشرق الأوسط أونلاين»/21 حزيران/2020

أعلنت جامعة الدول العربية، في بيان، الأحد، أنه تقرر عقد الاجتماع الطارئ عبر الإنترنت على مستوى وزراء الخارجية، الاثنين، لبحث تطورات الأوضاع في ليبيا. وقال البيان: «أعلنت الأمانة العامة لجامعة الدول العربية أنه تقرر عقد الدورة غير العادية (طارئة) لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى وزراء الخارجية العرب، ظهر غد، الاثنين». وأضاف أن الاجتماع سيُعقد «برئاسة الوزير المسؤول عن الشؤون الخارجية بسلطنة عمان، بناء على طلب من جمهورية مصر العربية لبحث تطورات الوضع في ليبيا، عبر تقنية الفيديو كونفرنس». وكانت الأمانة العامة تلقت الجمعة طلباً من مصر لعقد هذا الاجتماع الذي أعلنت حكومة الوفاق الوطني الليبية، المعترف بها من الأمم المتحدة، أنها لن تشارك فيه. والسبت، لوّحت القاهرة بـ«تدخل عسكري مباشر» في ليبيا إذا واصلت القوات الموالية لحكومة الوفاق الوطني التقدّم نحو سرت، المدينة الاستراتيجية الواقعة على البحر الأبيض المتوسط. وحذّر الرئيس عبد الفتاح السيسي من أن سرت والجفرة «خط أحمر»، وقال أثناء تفقده المنطقة العسكرية الغربية في مصر: «إذا كان يعتقد البعض أنه يستطيع أن يتجاوز خط سرت أو الجفرة فهذا بالنسبة لنا خط أحمر». من جهتها، اعتبرت أنقرة السبت أن أي وقف لإطلاق النار في ليبيا مرتبط بانسحاب قوات المشير خليفة حفتر، الرجل القوي في الشرق الليبي، من سرت التي تسعى قوات حكومة الوفاق إلى السيطرة عليها.

 

مصر تمهّد لتدخل عسكري في ليبيا.. وتعد تجاوز سرت والجفرة «خطاً أحمر» والسيسي اعتبر أن الشرعية الدولية «باتت متوافرة» للتحرك

القاهرة: محمد نبيل حلمي الشرق الأوسط/21 حزيران/2020

فيما بدا تمهيداً لـ«تدخل عسكري مباشر» في ليبيا، قال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، أمس، إن بلاده «لم تتدخل في أي وقت في الشؤون الليبية، لكن الموقف الآن مختلف، ومعادلة الأمن القومي العربي والمصري والليبي تهتز، والاستعداد بات حتمياً لحماية وتأمين المصالح المصرية والإقليمية.

وتحدث السيسي، في خطاب أمام قوات المنطقة الغربية العسكرية، أمس، بعد استعراض جاهزية القوات والأسلحة المختلفة، وذلك بحضور كبار رجال الدولة وقادة الجيش المصري، وممثلي أبناء القبائل الليبية. وبعدما عَدَّ السيسي أن بلاده «تقف أمام مرحلة فارقة، تتأسس فيها تهديدات مباشرة على حدودها، بدعم كامل من قوى عسكرية لتحقيق أحلامها التوسعية»، رأى أن «أي تدخل مباشر من الدولة المصرية باتت تتوفر له الشرعية الدولية؛ سواء وفق حق الدفاع عن النفس بميثاق الأمم المتحدة، أو بناءً على السلطة الشرعية الوحيدة المنتخبة، ممثلة بمجلس النواب الليبي». وفيما بدا تجسيداً لتصارع الإرادات مع أنقرة، حدد السيسي «خطاً ميدانياً أحمر» على الأراضي الليبية، يتمثل في الخط الممتد بين مدينتي سرت والجفرة، وقال إن بلاده «لن تسمح بتجاوزه»، وذلك في مقابل تأكيد منفصل من المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم كالين، أمس، بأن «التوصل لوقف دائم لإطلاق النار في ليبيا يتطلب انسحاب قوات الجيش الوطني الليبي من مدينتي سرت والجفرة». ودون تسميتها، رأى السيسي أن التحركات التركية في المنطقة «تسعى إلى استعادة نفوذ مضى زمانه»، وأنها «لا تريد لأمتنا الأمن والاستقرار». وسعى السيسي مراراً لتأكيد أن «الخط الذي وصلت إليه القوات المتنازعة، سواء من جانب أبناء المنطقة الشرقية أو الغربية، يجب أن يتم التوقف عنده، والبدء في إجراءات وتفاوض للوصول لحل للأزمة»، مشدداً على أن التدخل بقوة السلاح «لن يمر شرقاً ولا غرباً، فالخط الحالي نحترمه جميعنا، ونبدأ مباحثات لإنهاء الأزمة». وخاطب السيسي ممثلي قبائل ليبية حضروا اللقاء، بقوله: «نحن لم نتدخل في شؤون ليبيا عبر أزمتها، وحتى الآن، وليست لنا أي مصلحة إلا أمنكم واستقراركم، ولن يدافع عن ليبيا إلا أهلها. وائتوا بشبابكم، وتحت إشرافكم، لندربهم، ونجهزهم، ونسلحهم».

وزاد السيسي موضحاً: «عندما نقول لهذه القوات (أشار لقوات المنطقة الغربية المصطفة أمامه) بأن تتقدم، فإنها ستتقدم، وأنتم (الليبيون) موجودون، وشيوخ القبائل على رأسها، وعندما تنتهي المسألة تخرج القوات بسلام، ونحن لا نرغب في شيء، سوى أمن واستقرار ليبيا». وبدا لافتاً التأكيد المتكرر من السيسي على أن التطورات في ليبيا «وجلب المرتزقة والميليشيات لها» يمثل «تهديداً للأمن القومي العربي والإقليمي والأوروبي، والسلم والاستقرار الدوليين، فضلاً عن التهديد المباشر للمصالح المصرية». في سياق ذلك، تطرق السيسي إلى «مبادرة القاهرة»، التي أطلقها بحضور رئيس البرلمان الليبي، عقيلة صالح، وقائد الجيش الوطني الليبي، المشير خليفة حفتر، وقال إنه «على الرغم من الترحيب والتأييد من القوى المعتدلة والأطراف الدولية لها؛ فإن سيطرة القوى الخارجية، الداعمة للقوى المتطرفة والمرتزقة على أحد أطراف النزاع، لم تسمح بوضع قرار وقف إطلاق النار موضع التنفيذ، وتوجيه رسائل عدائية لدول الجوار». وحدد الرئيس المصري خمسة أهداف استراتيجية للجيش المصري، حال التدخل في ليبيا، على أن يكون «أولها حماية وتأمين الحدود الغربية للدولة المصرية من تهديدات الميليشيات الإرهابية والمرتزقة، وثانياً سرعة دعم استعادة الأمن والاستقرار على الساحة الليبية، باعتباره جزءاً من الأمن المصري والعربي، وثالثاً حقن دماء الليبيين، شرقاً وغرباً، بتهيئة الظروف لوقف إطلاق النار، ومنع أي من الأطراف من تجاوز الأوضاع الحالية، والوقف الفوري لإطلاق النار، وأخيراً إطلاق التسوية السياسية الشاملة، تحت رعاية الأمم المتحدة، ووفق مخرجات مؤتمر برلين».

وقال السيسي، في كلمته، أمس، «لو تقدم الجيش إلى ليبيا ستكون القبائل الليبية على رأسه»، مشيراً إلى أن الجيش المصري سيقوم بتدريب شباب القبائل الليبية وتسليحها. بدوره، رأى خالد الغويل، مستشار رئيس المجلس الأعلى للقبائل والمدن الليبية، أن «القبائل لها الدور الأكبر في ظل غياب دور الدولة، مع كثرة التدخلات الخارجية في شؤونها». وفي أول تعليق له على حديث السيسي، قال العميد خالد المحجوب، مدير إدارة التوجيه المعنوي بـ«الجيش الوطني»، في تصريحات صحافية، أمس، إن موقف مصر من الأزمة الليبية «عربي بامتياز»، مؤكداً أنها «هي الشريك الحقيقي لتحقيق الأمن في ليبيا وليس تركيا».

من جهته، قال ممثل القبائل الليبية، صالح الفندي، الذي حضر اللقاء، إن القبائل الليبية «تثمن جهود الدولة المصرية في حل الأزمة، شعباً وقيادة، في الدعم اللامحدود، ووقوفها مع مجلس النواب الليبي والقوات المسلحة الليبية في القضاء على الإرهاب».

 

شكري: أي تهديد للأمن المصري والعربي سيلقى رداً مناسباً وأكد أن الحل العسكري هو «الخيار الأخير» للقاهرة للدفاع عن أمنها

القاهرة الشرق الأوسط/21 حزيران/2020

شدد وزير الخارجية المصري سامح شكري، اليوم (الأحد)، على أن أي تهديد للأمن القومي المصري والعربي سيلقى رداً مناسباً. وتأتي تصريحات شكري غداة تأكيد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، أن أي تدخل عسكري مباشر في ليبيا تتوفر له الشرعية الدولية.

وتابع وزير الخارجية المصري في تصريحات لقناة «العربية»، أن مصر تسعى لتعزيز الحل السياسي في ليبيا، مضيفاً: «ندعو إلى ضبط النفس في ليبيا». ولفت شكري إلى أن «حكومة الوفاق لم تحسن قراءة موقف الرئيس عبد الفتاح السيسي». وتابع: «نأمل التزام (الوفاق) بولايتها التي نص عليها اتفاق الصخيرات». كما أكد رفض «محاولة توسع تركيا في ليبيا»، مشيراً إلى أن «أنقرة تتوسع في سوريا والعراق وليبيا مخالفةً الشرعية الدولية». وأوضح شكري: «ننسّق مع القوى الدولية والإقليمية الفاعلة في ليبيا»، مشدداً على أن «الحل العسكري هو الخيار الأخير لمصر للدفاع عن أمنها». وأضاف: «ننسّق مع تونس والجزائر ولدينا رؤية مشتركة بشأن ليبيا»، لافتاً إلى أن «الوقت حان للعمل الجدي لإرساء الاستقرار في ليبيا». وفيما يتعلق بسد النهضة الإثيوبي، أكد شكري أن مصر تواجه القضية عبر تقريب وجهات النظر، معلناً عن تقديم مشروع اتفاق بشأن سد النهضة. وقال: «لجأنا إلى مجلس الأمن بعد رفض الطرف الإثيوبي التفاهم. وقدمنا رؤية لاتفاق عادل ومنصف لأزمة سد النهضة». وأضاف أن «الجانب الإثيوبي دأب على رفض الوساطات»، معتبراً أن «الذهاب إلى مجلس الأمن هو قرار سيادي». وكان الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، قد قال أمس (السبت) في أثناء تفقده وحدات الجيش المصري في المنطقة العسكرية الغربية قرب الحدود الليبية، في كلمة بثها التلفزيون المصري: «إننا نقف اليوم أمام مرحلة فارقة»، مضيفاً: «تتأسس على حدودنا تهديدات مباشرة تتطلب منا التكاتف والتعاون ليس فيما بيننا إنما مع أشقائنا من الشعب الليبي والدول الصديقة لحماية والدفاع عن بلدينا ومقدرات شعوبنا من العدوان الذي تشنه الميليشيات المسلحة الإرهابية والمرتزقة بدعم كامل من قوى» خارجية. وأضاف: «إن أي تدخل مباشر من الدولة المصرية باتت تتوفر له الشرعية الدولية سواء في إطار ميثاق الأمم المتحدة لجهة حق الدفاع عن النفس أو بناءً على السلطة الشرعية الوحيدة المنتخبة من الشعب الليبي، مجلس النواب». وأشار إلى أن أهداف هذا التدخل ستكون «حماية وتأمين الحدود الغربية» لمصر «بعمقها الاستراتيجي»، و«سرعة استعادة الأمن والاستقرار على الساحة الليبية باعتباره جزءاً لا يتجزأ من أمن واستقرار مصر والأمن القومي العربي».

 

السعودية والإمارات تؤيدان الموقف المصري بشأن ليبيا/واشنطن تشدد على العملية السياسية

الرياض - أبوظبي الشرق الأوسط/21 حزيران/2020

أكدت السعودية أمس على أن أمن مصر جزء لا يتجزأ من أمن المملكة والأمة العربية بأكملها، مشيرة إلى وقوف الرياض إلى جانب القاهرة في حقها في الدفاع عن حدودها وشعبها من نزعات التطرف والميليشيات الإرهابية وداعميها في المنطقة. وأعربت السعودية عن تأييدها لما أبداه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بأن من حق مصر حماية حدودها الغربية من الإرهاب، وذلك في بيان إلحاقي أصدرته وزارة خارجيتها لبيان سابق أيد مبادرة إعلان القاهرة بشأن ليبيا، التي جرى الإعلان عنها في السادس من يونيو (حزيران) الحالي، والتي سعت إلى حل سياسي للأزمة الليبية ووقف إطلاق النار وحقن الدماء، والمحافظة على وحدة الأراضي الليبية، بما تقتضيه المصلحة الوطنية في ليبيا. ودعت السعودية المجتمع الدولي إلى الاضطلاع بمسؤولياته والاستجابة لدعوات ومبادرة الرئيس عبد الفتاح السيسي للتوصل إلى حل شامل يؤكد سلامة وأمن الأراضي الليبية واستعادة المؤسسات والقضاء على الإرهاب والميليشيات المتطرفة ووضع حد للتدخلات الخارجية غير الشرعية والتي تغذي الإرهاب في المنطقة. من جهتها، أعربت دولة الإمارات عن تأييدها لما ورد في كلمة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أمس، وجددت التأكيد على موقفها الداعي إلى الوقف الفوري لإطلاق النار في ليبيا والالتزام بالعملية السياسية، مشددة على أن الحل السياسي هو الحل الوحيد المقبول لإنهاء الصراع الذي يلبي طموحات الشعب الليبي. وأكدت وزارة الخارجية والتعاون الدولي في بيان تضامن الإمارات ووقوفها إلى جانب مصر في كل ما تتخذه من إجراءات لحماية أمنها واستقرارها من تداعيات التطورات المقلقة في ليبيا. وثمنت الوزارة الجهود المصرية الحثيثة للتوصل إلى تسوية سياسية شاملة في ليبيا، خاصة مبادرة القاهرة المتسقة مع القرارات الدولية كافة، وأكدت أن حرص الرئيس عبد الفتاح السيسي على ضرورة استعادة الأمن والاستقرار على الساحة الليبية ينبع من توجه عربي أصيل باعتباره جزءاً لا يتجزأ من أمن واستقرار مصر والأمن القومي العربي. من جهتها، قالت وزارة الخارجية الأميركية إن تصريح السيسي بشأن ليبيا يعكس أهمية العمل على وقف النار، وإن واشنطن تدعم تحسين الأمن في ليبيا وإحياء اقتصادها. وأوضحت الخارجية الأميركية، حسب قناة «العربية»، أن واشنطن تدعم رغبة كل الليبيين في وضع حد للتدخل الأجنبي، مشيرة إلى أن استقرار ليبيا يتم من خلال وقف النار والبدء بعملية سياسية. وأعربت الخارجية الأميركية عن دعمها للجهود التي أطلقتها مصر للعودة لمفاوضات أممية.

 

عشرات القتلى والجرحى جنوب سوريا باستهداف فصيل تابع لروسيا/تفجير عبوة في حافلة تنقل عناصر «الفيلق الخامس» بدرعا

دمشق - لندن الشرق الأوسط/21 حزيران/2020

قتل 12 من عناصر «الفيلق الخامس» التابع للقوات الروسية في سوريا وأصيب 25 آخرون وعدد من المدنيين في تفجير استهدف حافلة في محافظة درعا جنوب البلاد السبت. وقال مصدر في محافظة درعا طلب عدم ذكر اسمه لوكالة الأنباء الألمانية، إن عبوة ناسفة انفجرت خلال مرور حافلة تقل عناصر من اللواء الثامن التابع للفيلق الخامس التابع للجيش الروسي في سوريا قرب بلدة كحيل في ريف درعا الجنوبي الشرقي، ما أدى إلى سقوط عشرات القتلى والجرحى. وأضاف المصدر أن أعداد القتلى مرشحة للارتفاع بسبب قوة التفجير، مشيرة إلى نقل المصابين إلى مستشفيات مدينة درعا وبصرى الشام وأزرع.

وكشف مصدر في الجبهة الجنوبية التابعة للجيش السوري الحر عن أن «اللواء الثامن التابع للفيلق الخامس تم تشكيله من قبل الروس بالتنسيق مع أحمد العودة قائد قوات شباب السنة التابع للجيش السوري الحر في مدينة بصرى الشام»، لافتا إلى أن تأسيس الفيلق جرى في عام 2018 بعد تدخل القوات الروسية وقيادتها للمصالحات في مناطق محافظة درعا. وأشار إلى أن الفيلق يضم أكثر من 1500 عنصر قتل العشرات منهم خلال معارك القوات الحكومية السورية والروسية في محافظة إدلب وحماة مطلع العام الحالي. ولا تزال قوات «شباب السنة» تسيطر على مدينة بصرى وريفها وبالتنسيق مع القوات الروسية مع وجود للدوائر الحكومية السورية. وسقط عشرات القتلى والجرحى من عناصر القوات الحكومية السورية وعناصر المصالحات وحتى من مسلحي فصائل المعارضة في تفجيرات واستهداف لهم. من جهته، أفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بارتفاع حصيلة الخسائر البشرية جراء الانفجار الذي ضرب حافلة تابعة لـ«الفيلق الخامس» بريف درعا الشرقي، حيث ارتفع تعداد القتلى إلى 9 على الأقل، بينما بلغ تعداد الجرحى نحو 19 بعضهم في حالات خطرة، قتلوا وأصيبوا جميعاً، جراء انفجار عبوة ناسفة على طريق بلدة كحيل شرق درعا، استهدفت حافلة للفيلق الخامس الذي أنشأته روسيا ويضم مقاتلين سابقين في صفوف فصائل المعارضة ممن أجروا تسويات ومصالحات، فيما لا يزال عدد القتلى مرشح للارتفاع لوجود بعض الجرحى بحالات خطرة بالإضافة لوجود معلومات حول قتلى آخرين. وكان «المرصد السوري» أشار قبل 3 أيام، إلى أن محافظة درعا تشهد تصاعدا في الصراع الخفي بين الفيلق الخامس الذي أنشأته روسيا من جانب، والفرقة الرابعة التي يقودها ماهر الأسد شقيق رئيس النظام السوري من جانب آخر، و«يتمثل الصراع الخفي بالمحاولات المستمرة من كل جانب لفرض نفوذه الكامل على درعا، فبعد أن ثبتت قوات الفيلق الخامس نفوذها وباتت القوى الأكبر على الأرض هناك، عادت الفرقة الرابعة إلى الساحة مؤخراً». ووفقاً لـ«المرصد السوري»، فإن الفرقة الرابعة «تسعى لاستقطاب الرجال والشبان وخاصة المقاتلين السابقين لدى الفصائل مقابل رواتب شهرية وإغراءات أخرى، واستطاعت استقطاب دفعة مؤخراً تضم العشرات وجرى زجهم على الحواجز بعد إخضاعهم لدورات عسكرية بريف درعا الغربي، في المقابل لا تزال كفة الروس راجحة عبر الفيلق الخامس الذي يضم مقاتلين سابقين لدى الفصائل ممن رفضوا التهجير وأجروا تسوية ومصالحة مع دمشق».

 

السودان يدعو لتجنّب التصعيد في ملف سد النهضة

الخرطوم: «الشرق الأوسط أونلاين»/21 حزيران/2020

دعا السودان، اليوم (الأحد)، لتجنّب التصعيد في ملف سد النهضة الإثيوبي، عقب إحالة مصر الملف إلى مجلس الأمن الدولي. وقال وزير الري والموارد المائية السوداني ياسر عباس، لعدد محدود من الصحافيين: «لا نريد الذهاب إلى التصعيد. والتفاوض هو الحل الوحيد»، دون أن يشير بشكل صريح إلى مسألة إحالة مصر الملف لمجلس الأمن الدولي. وقدّمت مصر إلى مجلس الأمن طلباً تدعوه فيه «إلى التدخّل من أجل تأكيد أهمّية مواصلة الدول الثلاث، مصر وإثيوبيا والسودان، التفاوض بحسن نيّة، تنفيذاً لالتزاماتها وفق قواعد القانون الدولي من أجل التوصّل إلى حلّ عادل ومتوازن لقضيّة سدّ النهضة الإثيوبي»، حسبما جاء في بيان للخارجية المصرية. وشدد عباس على ضرورة توقيع اتفاق بين الدول الثلاث (مصر وإثيوبيا والسودان) قبل بدء أديس أبابا ملء بحيرة السد في الأول من يوليو (تموز) المقبل، بناء على ما تم الإعلان عنه. وقال حسب ما نقلته «وكالة الصحافة الفرنسية» إن «توقيع اتفاق (يُعدّ) شرطاً أساسياً بالنسبة لنا للبدء في ملء السد... من حق السودان أن يطالب باتفاق قبل الملء». ويأتي ذلك في ظل تعثّر المفاوضات بين مصر والسودان وإثيوبيا. وفشلت الدول الثلاث في التوصّل إلى اتفاق فيما بينها. وتقول إثيوبيا إنّ الكهرباء المتوقع توليدها من سد النهضة الذي تبنيه على النيل الأزرق لها أهمية حيوية من أجل الدفع بمشروعات تنمية في البلد البالغ عدد سكانه أكثر من 100 مليون نسمة. لكن مصر تقول إن السد يهدّد تدفق مياه النيل التي ينبع معظمها من النيل الأزرق، ما يحمل تداعيات مدمرة بالنسبة لاقتصادها ومواردها المائية والغذائية. وقال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، أمس (السبت)، إن بلاده ملتزمة بالدبلوماسية لحل أزمتها مع إثيوبيا حول بناء السد. وأضاف: «عندما تحركنا إلى مجلس الأمن... كان (السبب) هو الحرص مننا على أن نأخذ المسار الدبلوماسي والسياسي حتى نهايته». وبدأت إثيوبيا بناء السد في عام 2011. ومع الانتهاء منه، سيصبح أكبر سد هيدروكهربائي في أفريقيا. وأشار المفاوض القانوني السوداني هشام كاهن إلى تراجع إثيوبيا عن المسائل التي تم الاتفاق عليها في واشنطن». وقال: «نتفاوض على اتفاقية دولية ملزمة لكل الأطراف... وإثيوبيا تراجعت عما اتفقنا عليه في واشنطن». ونهاية فبراير (شباط) ، أعلنت وزارة الخزانة الأميركية التوصل إلى اتفاق ودعت إثيوبيا إلى التوقيع عليه، بينما رأت مصر أنه «عادل ومتوازن». واتهمت إثيوبيا الولايات المتحدة بأنها «لا تتحلى بالدبلوماسية» وتحابي أطرافاً معينة في محاولتها حل الخلاف بشأن سد النهضة. وأوضح وزير الري السوداني ياسر عباس أنه تم التوافق على «القضايا الفنية» لكنه أشار إلى وجود «نقاط قانونية» عالقة.

 

أزمة «سد النهضة» تصل إلى «المحطة الأممية» والرئيس المصري يؤكد حرص بلاده على المسار الدبلوماسي

القاهرة: وليد عبد الرحمن الشرق الأوسط/21 حزيران/2020

بعد ساعات من دعوة مصر مجلس الأمن الدولي إلى التدخل لتأكيد أهمية استئناف الدول الثلاث التفاوض حول «سد النهضة» الذي تبنيه إثيوبيا على النيل الأزرق قرب الحدود مع السودان، أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أن «مصر كانت دائماً حريصة على التعامل مع ملف (سد النهضة) من خلال التفاوض».وأوضح السيسي على هامش زيارته للمنطقة الغربية العسكرية أمس، أن «اتجاه مصر لمجلس الأمن الدولي، جاء من أجل الحفاظ على التفاوض، وفق المسار الدولي والدبلوماسي والسياسي حتى النهاية». وتوقفت المحادثات بشأن السد الإثيوبي مرة أخرى الأسبوع الماضي، وكانت جولة أخيرة من المحادثات قد عُقدت في التاسع من يونيو (حزيران) الجاري لوزراء المواد المائية والري بمصر والسودان وإثيوبيا، بحضور رقابة دولية ثلاثية ضمّت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وجنوب أفريقيا عبر «الفيديو كونفرانس». وقدم السودان اقتراحاً بإحالة الأمر إلى رؤساء وزراء الدول الثلاث للبحث عن حلول لنقاط الخلاف، وذلك عقب جولة سابقة في واشنطن فبراير (شباط) الماضي، انتهت دون اتفاق أيضاً. وتعتمد القاهرة بشكل شبه كامل على النيل في الحصول على ما يلزمها من المياه العذبة. وترى أن «السد يمثل تهديداً وجودياً محتملاً، وتسعى للتوصل إلى اتفاق ملزم قانوناً». فيما تقول إثيوبيا إن «من حقها استخدام مياه النيل من أجل تنميتها الاقتصادية». ويستند خطاب مصر لمجلس الأمن إلى المادة 35 من ميثاق الأمم المتحدة التي «تجيز للدول الأعضاء أن تنبّه المجلس إلى أي أزمة من شأنها أن تهدد الأمن والسلم الدوليين». وقالت الخارجية المصرية في بيان لها الليلة قبل الماضية، إن «مصر اتخذت قرار اللجوء لمجلس الأمن على ضوء تعثر المفاوضات التي جرت أخيراً، نتيجة للمواقف الإثيوبية (غير الإيجابية)، والتي تأتي في إطار النهج المستمر على مدار عقد من المفاوضات، مروراً بالعديد من جولات التفاوض الثلاثية، وكذلك المفاوضات التي عُقدت في واشنطن برعاية الولايات المتحدة ومشاركة البنك الدولي، والتي أسفرت عن التوصل إلى اتفاق يراعي مصالح الدول الثلاث والذي قوبل بالرفض من إثيوبيا، ووصولاً إلى جولة المفاوضات الأخيرة التي دعا إليها مشكوراً السودان وبذل خلالها جهوداً مقدّرة للتوصل إلى اتفاق عادل ومتوازن يراعي مصالح الأطراف كافة»، مؤكدة أن «كل تلك الجهود قد تعثرت بسبب عدم توفر الإرادة السياسية لدى إثيوبيا، وإصرارها على المضي في ملء السد بشكل أحادي، بالمخالفة لاتفاق إعلان المبادئ الموقّع بين الدول الثلاث في مارس (آذار) 2015 والذي ينص على (ضرورة اتفاق الدول الثلاث حول قواعد ملء وتشغيل السد، ويلزم إثيوبيا بعدم إحداث ضرر جسيم لدولتي المصب)».

وأكد السيسي، أمس: «حرصنا على مدى سنوات طويلة على التعامل مع ملف السد من خلال التفاوض والحوار». وأضاف الرئيس المصري مخاطبا الشعب الإثيوبي: «تحدثت معكم في البرلمان منذ 5 سنوات، وأكدت تقديرنا للتنمية في إثيوبيا، وعليكم تقدير الحياة في مصر، لا ضرر ولا ضرار لبعضنا البعض... نحتاج إلى التحرك بقوة لإنهاء المفاوضات والوصول لاتفاق يحقق المصلحة للجميع»، موضحاً: «حريصون على التنمية في إثيوبيا وعلى الحياة في مصر». وترفض مصر «أي إجراءات أحادية، قد يكون من شأنها التأثير على فرص التوصل إلى اتفاق». وتؤكد «حرصها على التوصل لاتفاق يحقق مصالح الدول الثلاث». التحرك المصري إلى مجلس الأمن الدولي، جاء عقب تصريحات لوزير الخارجية الإثيوبي جيدو أندارجاشيو، أكد فيها أن «بلاده ستمضي قدماً، وستبدأ بملء السد، الشهر المقبل، وفقاً للجدول الزمني المحدد، حتى من دون اتفاق مع مصر والسودان». ووفق تصريحات الوزير الإثيوبي لـوكالة «أسوشييتد برس» مساء أول من أمس، قال إن «إثيوبيا لن تتوسل مصر والسودان لاستخدام مواردها المائية لتطويرها»، موضحاً: «كان ينبغي أن يكون هذا السد سبباً للتعاون والتكامل الإقليمي، وليس سبباً للخلافات»، متهماً مصر بـ«المبالغة في دعايتها بشأن قضية السد». فيما قال سامح شكري، وزير الخارجية المصري، إن «مصر كانت تسعى دائماً إلى التوصل لحلول سياسية في المفاوضات»، لافتاً في تصريحات متلفزة الليلة قبل الماضية إلى أن «مفاوضات السد لم تؤتِ بأي ثمار، لعدم وجود إرادة سياسية لدى الجانب الإثيوبي للوصول إلى تفاهم؛ بل والتراجع عن كثير من القضايا، التي سبق وتمت مناقشتها عبر عديد من جولات التفاوض». ورفضت إثيوبيا خلال مناقشة الجوانب القانونية في المباحثات الأخيرة أن «تقوم الدول الثلاث بإبرام اتفاقية ملزمة... وتمسكت بالتوصل إلى مجرد قواعد إرشادية يمكن لإثيوبيا تعديلها بشكل منفرد».

 

قاضٍ أميركي غير مقتنع بوقف نشر كتاب بولتون

واشنطن الشرق الأوسط/21 حزيران/2020

قال محامو مكتب المدعى العام الأميركي، إن مذكرات جون بولتون، مستشار الأمن القومي السابق، تحتوي على معلومات سرية، وزعموا أيضاً أن بولتون لم يمر ببروتوكولات السماح المناسبة لنشر مثل هذا الكتاب، وحذروا من أن السماح بنشر الكتاب يمكن أن يشكل سابقة سيئة مستقبلاً. إلا أن القاضي الفيدرالي أثار شكوكاً حول محاولة إدارة الرئيس دونالد ترمب، وقف نشره، حيث أشار إلى أن أجزاء منه بالفعل في حوزة الرأي العام. وطلب القاضي رويس لامبرت من محامي البيت الأبيض، تقديم المزيد من المواد الخاصة بالقضية حتى يمكنه استيفاء دراستها، قبل أن يصدر حكمه.

ونشرت وسائل إعلام أميركية مقتطفات مهمة خلال الأيام الماضية من كتاب بولتون «ذي روم وير إيت هابند»، الذي سيصدر الثلاثاء. وهاجم ترمب مجدداً بولتون، ووصفه بـ«الجرو المريض»، رافضاً الكتاب بوصفه «أكاذيب وروايات مختلقة».

ويعطي الكتاب أمثلة كثيرة عن الخلل في ثقافة الرئيس، مثلاً سؤاله حول ما إذا كانت فنلندا تابعة لروسيا، أو حين فوجئ عندما قال له مسؤول بريطاني إن بلاده، حليفة الولايات المتحدة، تملك ترسانة نووية. وجاء في كتاب بولتون أن ترمب سأل المسؤول البريطاني باستغراب «أنتم قوة نووية؟»، مشيراً إلى أن هذه الجملة «لم تكن مزحة». ويهاجم الرئيس الأميركي، الصحافيين، بمصطلحات تتسم بمستوى نادر من العنف، حسب اتهامات بولتون. وقال ذات يوم، حسب ما جاء في الكتاب، «يجب إعدام هؤلاء الأشخاص. إنهم حثالة». ويصف بولتون، ترمب، بأنه رئيس مهووس بتفاصيل تافهة بدلاً من التركيز على استراتيجية طويلة المدى. وفيما كان التقارب مع كوريا الشمالية يتهاوى بعد قمة تاريخية مع الزعيم الكوري الشمالي عام 2018، انشغل الرئيس الأميركي «لأشهر عدة بأولوية كبيرة»: التأكد من تلقي كيم جونغ أون هدية من جانبه هي عبارة عن قرص مدمج يحتوي على أغنية «روكيت مان» (الرجل الصاروخ) للمغني البريطاني إيلتون جون - في إشارة إلى لقب منحه ترمب لكيم في أوجّ التوترات مع بيونغ يانغ، منذ عام.

يُعرف عن وزير الخارجية مايك بومبيو، أنه مستعدّ دائماً للدفاع عن الرئيس لإظهار ولائه الذي لا يتزعزع. ولكن الانتقاد يتم خلف ظهر ترمب، وفق بولتون. ففي خضمّ قمة تاريخية بين ترمب وكيم، مرر بومبيو ملاحظة لبولتون بشأن الرئيس يقول فيها «لا يقول إلا الهراء». وبعدما سمع محادثة رئاسية بشأن الملف نفسه قال «لقد كدت أُصاب بنوبة قلبية». وشن بومبيو هجوماً على بولتون في بيان جاء فيه «أنا أيضاً كنت في الغرفة». وقال بومبيو «من المحزن والخطير في الوقت نفسه أن يكون الدور الرسمي الأخير لجون بولتون، هو دور الخائن الذي ألحق الضرر بأميركا بانتهاك ثقته المقدسة مع شعبها».

ومن بين الشخصيات الأخرى التي تعرب عن انزعاجها من تصرفات الرئيس، جون كيلي، الذي كان كبير موظفي البيت الأبيض. فقد أعرب عن قلقه لما قد يحصل إذا «اتُخذت قرارات بطريقته (ترمب) في حال حصلت أزمة حقيقية مثل (اعتداءات) 11 سبتمبر (أيلول)».

حسب كتاب بولتون، فإن ترمب لم يبخل يوماً في مدح الرئيس الصيني شي جينبينغ إلى حين ظهور فيروس كورونا المستجدّ. ويتهم بولتون، ترمب، بأنه قال للرئيس الصيني ذات مرة «أنت أكبر قائد صيني منذ 300 عام». هذه المغازلة مع خصم يعده معسكره الجمهوري زعيماً مستبداً، تُضاف، حسب بولتون، إلى إهمال ملحوظ للدفاع عن حقوق الإنسان. ويقول بولتون إن ترمب معجب بالحكام المستبدين، ومهووس بإعادة انتخابه حتى لو كان ذلك يتضمن احتمال تعريض البلاد للخطر، متهماً ترمب بالخلط بين «مصالحه السياسية الخاصة والمصلحة الوطنية الأميركية». ويعطي بولتون مثالاً، فيقول إن ترمب وأثناء لقاء مع الرئيس الصيني شي جينبينغ في يونيو (حزيران) 2019، «حوّل المحادثة بشكل مفاجئ إلى الانتخابات الرئاسية» المقبلة في الولايات المتحدة «ملتمساً من شي أن يضمن فوزه». والهدف من ذلك زيادة مشتريات الصين للمنتجات الزراعية الأميركية لإرضاء ناخبيه في الأرياف. هذا يؤكد بالنسبة لبولتون، «سلوكاً غير مقبول على الإطلاق، يقوّض حتى شرعية الرئاسة».

ويُلمح بولتون إلى أنه كانت هناك مادة جيدة لعزل الرئيس الـ45 للولايات المتحدة، أبعد من القضية الأوكرانية التي أدت أخيراً إلى تبرئته. ويؤكد بولتون أنه لو أخذ الديموقراطيون «الوقت للتحقيق بشكل منهجي أكثر بشأن سلوك ترمب في كل سياساته الخارجية، لكان يمكن أن تكون نتيجة توجيه الاتهام مختلفة تماماً».

والأحداث المتسارعة المحيطة بالرئيس، الذي تواجه معركة إعادة انتخابه صعوبات في الأساس، حسب آخر استطلاعات الرأي، ترفع الرهانات لتجمعه الانتخابي في تولسا بولاية أوكلاهوما، السبت، وهو التجمع الأول له منذ فرض إجراءات الإغلاق للحد من تفشي فيروس كورونا المستجد في الولايات المتحدة، ويأتي وسط جدل حول مسألة السلامة. وبعد أن كانت حملة ترمب لولاية ثانية تسير بخطى واثقة، واجهت وضعاً صعباً بسبب الانتقادات لتعاطيه مع جائحة «كوفيد - 19» والتظاهرات العارمة المنددة بالعنصرية.

وأيدت المحكمة العليا الأميركية، الخميس، الإبقاء على الحماية القانونية الممنوحة لـ700 ألف مهاجر شاب يطلق عليهم تسمية «الحالمين»، مسددة ضربة أخرى لحملة إعادة انتخابه التي تتركز في جزء كبير منها على وعد بمكافحة الهجرة غير الشرعية. والقرار لاذع بشكل خاص لأن ترمب كثيراً ما تباهى بتعيينه قاضيين في المحكمة العليا مرسخاً حضور المحافظين فيها. وفي رد فعل غاضب على «تويتر»، وصف ترمب القرار وقرارات أخرى لم تعجبه بأنها «طلقات تنفجر في وجه أشخاص يفخرون بوصف أنفسهم بالجمهوريين».

 

وزير خارجية مصر: سنرد على أي تهديد لأمننا

قناة العربية.نت/21 حزيران/2020

شدد وزير الخارجية المصري سامح شكري على أن “أي تهديد للأمن المصري والعربي سيلقى ردًا مناسبًا”. وقال، خلال مداخلة مع “العربية”: “إن مصر تسعى لتعزيز الحل السياسي في ليبيا”، مضيفًا: “ندعو إلى ضبط النفس في ليبيا”، وموضحًا أن “حكومة الوفاق لم تحسن قراءة موقف الرئيس عبد الفتاح السيسي”، ومتابعًا: “نأمل بالتزام الوفاق بولايتها التي نص عليها اتفاق الصخيرات”. وأضاف: “ننسق مع القوى الدولية والإقليمية الفاعلة في ليبيا”، مشددًا على أن “الحل العسكري هو الخيار الأخير لمصر للدفاع عن أمنها”. وأردف: “نرفض محاولة توسع تركيا في ليبيا”، مشيرًا إلى أن “أنقرة تتوسع في سوريا والعراق وليبيا مخالفة الشرعية الدولية”، متابعًا: “ننسق مع تونس والجزائر ولدينا رؤية مشتركة بشأن ليبيا”، ولافتًا إلى أن “الوقت حان للعمل الجدي لإرساء الاستقرار في ليبيا”. في سياق آخر، أكد شكري أن “مصر تواجه قضية سد النهضة عبر تقريب وجهات النظر”، معلنًا “تقديم مشروع اتفاق بشأن سد النهضة”. وقال: “لجأنا إلى مجلس الأمن بعد رفض الطرف الإثيوبي التفاهم. وقدمنا رؤية لاتفاق عادل ومنصف لأزمة سد النهضة”. كما أضاف أن “الجانب الإثيوبي دأب على رفض الوساطات”، معتبرًا أن “الذهاب إلى مجلس الأمن هو قرار سيادي”.

 

تهديد عسكري مباشر من اليونان لتركيا

سبوتنيك عربي/21 حزيران/2020

أعلن الجيش اليوناني “استعداده للرد على أي خطوات من قبل تركيا”، مهددا بـ”حرق كل من يضع قدمه على الأراضي اليونانية”. ونقل موقع إخباري يوناني تصريحات رئيس هيئة أركان الجيش اليوناني قسطنطينوس فلوروس الذي لم يستبعد وقوع “نزاع عسكري مع تركيا في حال أقدمت أنقرة على تخطي الخطوط الحمراء”، منوهًا بأن “النزاع العسكري محتمل، وليس بوسع أحد أن يستبعد هذا الاحتمال، وحال حدث أي شيء من هذا القبيل، فهذا لن يقتصر على نقطة واحدة، بل ستتسع رقعته فورا”. كما أفاد فلوروس بأن “من سيهاجم القوات المسلحة اليونانية سيدفع ثمنا باهظا، والجيران يعرفون ذلك”، مؤكدا أن “أثينا تعرف ماذا ستفعل في حال تعرض اليونان لأي اعتداء”.وأعلن وزير الدفاع اليوناني، نيكوس باناغيوتوبولوس أن “أثينا مستعدة لفعل أي شيء لحماية حقوقها السيادية، بما في ذلك العمل العسكري ضد أنقرة”.

 

جريمة انكلترا.. ارهابية!

بي بي سي عربي/21 حزيران/2020

أفادت شبكة “BBC” بأن “الشرطة البريطانية أعلنت حادث الطعن في ريدينج، بإنكلترا، عملا إرهابيا”. وفي وقت سابق، أعلنت الشرطة البريطانية مقتل ثلاثة أشخاص وإصابة ثلاثة آخرين بجروح خطرة مساء السبت إثر تعرّضهم للطعن بسكّين في متنزّه عام في مدينة ريدينغ ، مشيرة إلى أنّها اعتقلت المهاجم المفترض.

 

7 قتلى في انفجارين بجنوب ووسط الصومال

رويترز/21 حزيران/2020

أعلن ضباط من الشرطة والجيش في الصومال أن “ما لا يقل عن سبعة أشخاص لقوا حتفهم في انفجارين منفصلين بجنوب ووسط البلاد خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية”. في الهجوم الأول، انفجرت قنبلتان كانتا مزروعتين أمام منزل مسؤول عسكري في بلدة ونلوين على بعد 90 كيلومترا شمال غربي العاصمة مقديشو في وقت متأخر يوم السبت، مما أسفر عن مقتل أربعة أشخاص بينهم جنود ومدنيون. ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الهجوم. وقال رجل الشرطة محمد نور لـ”رويترز” من ونلوين: “في البداية سمعنا صوت انفجار في المنزل، ولم يكن المسؤول العسكري موجودا آنذاك. وتجمع حراس وسكان لاستطلاع سبب الانفجار ثم وقع انفجار آخر“. وحصل الهجوم الثاني عندما نفذ ثلاثة مسلحين في سيارة هجومًا انتحاريًا على نقطة تفتيش عسكرية في بلدة باكادوين بولاية جلمدج وسط الصومال. وأطلق الجنود النار على السيارة بعد أن تجاهل راكبوها أوامر التوقف، ولقي ثلاثة جنود حتفهم في الهجوم وأصيب اثنان آخران حسبما ذكر عبد الله أحمد وهو ضابط برتبة ميجر في مدينة جالكعيو المجاورة.

 

داعش يضرب أكبر تجمع للإيرانيين.. قتلى وجرحى بدير الزور

قناة العربية.نت/21 حزيران/2020

شنّ تنظيم داعش الإرهابي هجوماً جديداً فجر الأحد، على مواقع قوات النظام والمسلحين الموالين لها في أطراف الميادين من جهة بادية دير الزور، ودارت اشتباكات عنيفة بين الطرفين، ترافقت مع استهدافات متبادلة، تمكن عناصر التنظيم على إثرها، من قتل 8 عناصر من قوات النظام على الأقل، إضافة لأسر 3 آخرين. وبذلك، ترتفع حصيلة الخسائر البشرية خلال الفترة الممتدة من 24 آذار الفائت من العام 2019، وحتى اليوم، إلى ما لا يقل عن 570 قتيلا من قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جنسيات سورية وغير سورية، بينهم اثنان من الروس على الأقل، إضافة لـ127 من الميليشيات الموالية لإيران من جنسيات غير سورية، قتلوا جميعاً خلال هجمات وتفجيرات وكمائن لداعش غرب الفرات وبادية دير الزور والرقة وحمص والسويداء. كما وثق المرصد السوري مقتل 4 مدنيين عاملين في حقول الغاز و11 من الرعاة، بالإضافة لمواطنة في هجمات التنظيم، وأكّد كذلك مقتل 212 من إرهابيي داعش، خلال الفترة ذاتها خلال الهجمات والقصف والاستهدافات. ووفق معلومات مؤكدة عن نشاط متصاعد للتنظيم الإرهابي في تلك المنطقة، عمد مسلحان يرجح أنهما من خلايا تنظيم داعش، السبت، إلى اغتيال عنصر سابق لدى قوات سوريا الديمقراطية، عبر إطلاق النار عليه أمام منزله في قرية الجرذي الغربي بريف دير الزور.

 

روحاني: الولايات المتحدة عرقلت وصول العملة الصعبة إلينا

 قناة العربية.نت/21 حزيران/2020

أعلن الرئيس الإيراني حسن روحاني أن “الحظر الأميركي المفروض على بلاده خاصة في مجال صادرات النفط سبّب صعوبات في تداول العملة الصعبة وعرقلة وصولها إلى البلاد”. وأضاف، في تصريحات خلال جلسة للجنة الاقتصادية التابعة للحكومة: “إن الظروف التي خلقها انتشار فيروس كورونا وإغلاق بعض المنافذ الحدودية حال دون دخول الواردات إلى البلاد”. واستعرض روحاني الإجراءات التي اتخذتها الحكومة في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي سببها الحظر الأميركي وتفشي فيروس كورونا خلال الأشهر الأخيرة. ودعا جميع المسؤولين إلى “إدارة حركة العرض والطلب بشكل جيد والسيطرة على الأسعار في إيران وبذل جهود مضاعفة وتشديد الرقابة من أجل ايجاد التوازن والاستقرار في السوق وعدم السماح بتذبذب الأسعار بالشكل الذي يخلق المشاكل للمواطنين”.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

ليالي “الأنس” في بيروت/د. منى فياض/الحرة/21 حزيران/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/87512/%d8%af-%d9%85%d9%86%d9%89-%d9%81%d9%8a%d8%a7%d8%b6-%d9%84%d9%8a%d8%a7%d9%84%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d8%a3%d9%86%d8%b3-%d9%81%d9%8a-%d8%a8%d9%8a%d8%b1%d9%88%d8%aa/

 

صندوق النقد: هل يخسر لبنان الاصلاحات والمساعدات معا؟!

جورج شاهين/الجمهورية/21 حزيران/2020

من حق اللبنانيين الخشية من احتمال وقوع نكسة تصيب المفاوضات الجارية مع صندوق النقد الدولي في اي لحظة. فالطروحات الجديدة من «التوجّه شرقاً» زادت من المخاوف الناجمة عن عدم التوافق على ارقام الخسائر المالية المقدّرة، وبوادر رفض حكومي لما قيل عن توحيدها. ولذلك توجّهت الانظار الى استكشاف أجواء الصندوق وتوقعاته، بقدرة لبنان على التزام شروط المرحلة والإيفاء بالتزاماته؟ وعليه ما هو الجديد الذي يستحق التوقف عنده؟

بمعزل عن النتائج التي يمكن ان يؤدي اليها الاجتماع المالي والحكومي الذي عُقد مساء امس في السرايا الحكومية بدعوة من رئيس الحكومة حسان دياب، للبحث في ما سُمّي «انجازاً» حققته لجنة المال والموازنة النيابية، بموافقتها على الارقام والمقاربات التي وصلت اليها لجنة تقصّي الحقائق النيابية الفرعية. فهي اللجنة التي أُوكلت اليها مهمة توحيد أرقام الخسائر التي مُني بها القطاع المصرفي ومصرف لبنان. وقد تمّ ذلك بعدما اعتمدت اللجنة - حسب زعمها - «مقاربات جديدة تحترم المعايير الدولية المالية» توصلاً الى «القواسم المشتركة» بمعزل عن ارقام الطرفين «الحكومة» و»مصرف لبنان»، والتي ستُترجم في متن التقرير المفصّل الذي تعهّدت بوضعه للتعاطي مع الصندوق بلغة واحدة.

وإذا اعتقد البعض انّ مجرد توحيد الأرقام في لبنان - إن تحقق ذلك - يفي بالغرض لتزخيم المفاوضات مع صندوق النقد فهو مخطئ، لأنّ الملف اللبناني كما هو مطروح على إدارة الصندوق ليس كاملاً، ولا يكفي لبنان أن يقدّم تصوّره النهائي. فللصندوق رأيه في كل نقطة وفاصلة، ضماناً لسلامة ما سيقترحه ومدى قدرته على الالتزام بما هو مطلوب، قبل تقديم العون المادي له. فلا يجب ان يغيب عن بال احد، انّ الصندوق يعرف الوضع في لبنان جيداً، فالبلد تحت المراقبة المشدّدة، ويعرف انّه في العناية الفائقة منذ سنوات، وله رأي لم يُطع في كثير من السياسات التي كانت معتمدة فيه، ولما وصل لبنان الى ما وصل اليه، لو التزم بكثير مما قالت به تقاريره منذ سنوات. وانّ محاولات البعض وتذاكيه في اخفاء بعض الحقائق، لا تخرج تأثيراتها من الوطن الصغير. وان تجاهل اللبنانيون اهميتها، فهي ستُحتسب كما هي، قبل ان ينتقل الملف الى الدوائر المعنية في مقرّ الصندوق في واشنطن لإقرار الخطوات اللاحقة، التي لا تُبنى سوى على قدرة لبنان على الإيفاء بها قبل ان يفتح الطرق المقفلة الى بقية المؤسسات والجهات والدول المانحة، التي تنتظر رؤية الصندوق و»شهادته» باستحقاق لبنان العودة الى سوق الاقتراض او نيل الهبات للخروج من «قعر المأزق» السحيق الذي بات فيه.

على هذه الخلفيات، توجّهت الانظار الى دوائر الصندوق في واشنطن، من اجل استطلاع الاجواء التي تواكب المفاوضات مع لبنان، لفهم ما يقوم به الجانب الآخر المعني بها. وعلى رغم الصمت المطبق حيال تسريب اي من المعطيات الدقيقة غير المعلن عنها، انطلاقاً من «سرّية المفاوضات» وحرص مسؤولي الصندوق في الادارة المركزية على عدم الغوص في التفاصيل قبل ان تكتمل الصورة، وحفاظاً على سلوكية الفرق المهنية وما تتمتع به من صدقية لا يرقى اليها اي شك، سوى عند التعاطي معه من منظار سياسي او عقائدي.

بداية، على الجميع ان يدرك انّ لبنان من مؤسسي صندوق النقد الدولي، الذي ولد قبل 75 عاماً بمبادرة بريطانية واميركية، الى جانب 44 بلداً، قبل ان تتوسع المشاركة فيه لتصل الى حدود 189 بلداً. وهو أُنشئ تزامناً مع انشاء البنك الدولي، ولمهمة مختلفة تماماً، بعدما قرّر خوض المواجهة للتخفيف من آثار ازمة الكساد العالمية في كثير من البلدان، التي كانت قد خرجت للتو من الحرب العالمية الثانية، ومواجهة سياسات رفع الرسوم الجمركية وما سُمّي بـ «حرب العملات»، من انعكاسات سلبية على حجم النمو فيها. وللبنان دور منذ ولادته، وهو من مالكي الأسهم فيه، وله ممثل دائم هو حاكم مصرف لبنان المركزي، الى جانب معظم حكّام المصارف في العالم. وهو واظب على المشاركة في الاجتماعات السنوية التي تُعقد في مطلع الخريف من كل عام، الى جانب وزير المال وعدد من الخبراء في ورش العمل المخصصة لتقييم عمل الصندوق وانتخاب هيئاته الادارية، ولا سيما منها المجلس التنفيذي، صاحب القرارات النهائية والحاسمة.

وخلال ورشة عمل للصندوق بالوسائل الالكترونية منتصف الاسبوع الجاري، شارك فيها اعلاميون من لبنان والاردن وتونس ومصر والمغرب، كانت الغاية منها القاء الضوء على عمل الصندوق في مواجهة جائحة الكورونا وتداعياتها على الوضع في منطقة الشرق الاوسط وشمال افريقيا، وطريقة تعاطيه مع طلبات دولها. وكانت مناسبة للحديث عن هيكليته التي تجمع 2700 موظف من مختلف دول العالم، وطريقة إدارته للازمات متى لجأت اليه اي دولة من اعضائه، وشرح آلية العمل المعتمدة فيه، وسبل اتخاذ القرارات والاسس التي تقوم عليها المفاوضات مع اي دولة، بما فيها لبنان، الذي طلب الدعم قبل اشهر قليلة. فالصندوق من المؤسسات المستعدة للتدخّل في الأزمات، مقدّماً العون المادي والتقني، وربما النصح، في كثير من المجالات الاقتصادية والنقدية والموازنات العامة وطريقة إدارة المال العام والديون، وفق آليات تعتمد على مجموعة من العناوين وابرزها سياسة الاقراض والمراقبة والمساعدة والدعم التقني، وهي مهمات مترابطة لا يمكن التخفيف من اهميتها ان حاول البعض صرفها في السياسة.

وعلى رغم من التكتم على المعلومات عن مسار المفاوضات مع لبنان وما تحقق في الجولات الـ14 حتى الآن، فقد اعترف احد المسؤولين الكبار بالتعقيدات في هذه المفاوضات، بعد دخولها «غرفة العناية الفائقة». ومن دون ان يشير الى مزيد من التفاصيل، فإنّ تجميد المفاوضات، بعد الغاء الجولة التي كانت مقررة الاثنين الماضي من دون تحديد الموعد المقبل، جاء نتيجة سحب لبنان مشروع «الكابيتال كونترول»، الذي كان ورقة في الملف، لا يمكن اهمالها في المفاوضات مهما بلغ حجم الخسائر المقدّرة في القطاع المصرفي، الامر الذي لم يرتح له وفد الصندوق لأنه الى جانب ارقام الحكومة، فهو في كل الحالات سيكون حكماً في النتيجة عند البت بالإجراءات الواجبة كما بالأرقام النهائية للخسائر، إن بلغت المفاوضات مرحلة متقدمة.

واذ اصرّ المسؤول في الصندوق على تأكيد الشفافية والمساواة في تعاطيه مع الدول طالبي المعونة، إن كانوا يخضعون لعقوبات دولية او اميركية كما الوضع الايراني، ومؤكّداً انّ الصندوق لا يتعاطى السياسة، اشار الى امكان ان تتوقف طلبات هذه الدول عند التصويت عليها في مجلس المندوبين، الذي يسيطر عليه ممثلو واشنطن وطوكيو والسعودية. ورغم وجود مقعد دائم لإيران في المجلس، فإنّ ما حصل يبرّر التريث في البت بالمساعدة التي طلبتها في 13 آذار الماضي لنيل 5 مليارات دولار في مواجهة الكورونا، وهو ما ينسحب ايضاً على طلبات الدول التي تشبه النموذجين الايراني واللبناني.

وعليه، ليس من السهل تجاوز كل هذه الملاحظات متى تقدّمت المفاوضات مع لبنان، بعدما نالت 69 دولة مساعدات الصندوق الاستشارية والتقنية والمالية، قبل ان يطلب لبنان المفاوضات معه. فالتخبّط اللبناني يعطي مزيداً من الإشارات السلبية الى امكان تقدّم الحوار معه. وما لم يلتفت لبنان الى كل هذه العناصر، التي تجاهلها مسؤولوه الغارقون في وحول المواجهات الداخلية، سيبقى السباق قائماً بين اولوية الاصلاحات أو المساعدات، قبل ان يفتقد الإثنين معاً.

 

التصحيح الداخلي أساس لإنقاذ لبنان ودعوات الذهاب شرقاً نغمة أيديولوجية فارغة تدحضها الوقائع

طوني فرنسيس/انديبندت عربية/21 حزيران/2020

أنتج الصراع السياسي والاقتصادي بين الغرب والشرق دعوات متفرقة للإنفصال النقدي ووقف الاعتماد على الدولار في التعاملات التجارية. وغالباً ما جاءت هذه الدعوات نتيجة للعقوبات الأميركية والأوروبية على أنظمة ودول متهمة بارتكابات محددة، أو نتيجة لحماسة أيديولوجية في إطار الخطابات المتجددة ضد الإمبريالية والاستكبار كما في اللغة الإيرانية الممانعة.

ونسارع إلى القول إن هذه الدعوات لم تنجح. ولم نشهد أي تجربة ناجزة لها في التطبيق. فالعالم بمؤسساته الرئيسية لا يزال يعتمد سلة عملات أبرزها الدولار الأميركي والجنيه الإسترليني واليورو والين الياباني. والدول التي حاولت الاستغناء عن الدولار اعتمدت تبادلاً متكافئاً للمنتجات، أو حاولت ذلك، لكن بقيت العملات الصعبة أساساً في تسعير التبادلات.

سبب الحديث عن هذا الموضوع ما يثار اليوم في لبنان الغارق في أزمة اقتصادية مالية مصيرية، من دعوات للاتجاه شرقاً وقطع العلاقة مع أميركا والغرب بهدف معالجة تلك الأزمة. والحقيقة أن ليست أميركا ولا أوروبا من يتحمل مسؤولية هذه الأزمة. وهذا ما ينبغي تأكيده منذ البداية. فلبنان كان يتمتع بموارد مالية ضخمة وودائع واحتياطات في مصرفه المركزي عجزت دول أخرى غنية عن توفيرها، لكن الفساد والهدر اللذان ميّزا سلوك السياسيين الخارجين من الحرب إلى السلطة، أديا إلى سرقة موصوفة لودائع اللبنانيين وغيرهم في المصارف اللبنانية، وإلى التمادي في وضع اليد على أملاك الدولة وهدر مواردها في التهريب والاستملاك واستنزاف الواردات الضريبية.

لقد وضعت الحكومات المتعاقبة يدها على موجودات المصارف وهي ملكُ المواطنين، بوصفها ديوناً لإنجاز مشاريع إعمارية وإنتاجية، لكنها أضاعتها في خدمة زبائنية مذهبية وطائفية، وتكديساً لثروات هائلة باتت حديثاً يومياً للناس المغلوب على أمرهم.

حصل ذلك فيما كان الطرف المسلح في هذه الحكومات ينسج سلطته الخاصة في الداخل والخارج، فيخوض الحروب في سوريا والعراق واليمن وينظم الخلايا في البحرين... لمصلحة طهران. لقد حوّل حزب الله لبنان، الذي ينهار مالياً بقيادة فاسدين، إلى منصة هجوم على الدول التي أسهمت تقليدياً في نمو وازدهار لبنان، في الخليج العربي خصوصاً، ما جعل هذه الدول تحترس في علاقتها معه وتبتعد نسبياً، لتزداد الصعوبات التي يواجهها البلد الصغير حدةً.

لا بد من إعادة الأمور إلى نصابها والأزمة إلى مسبباتها قبل الانخراط في ابتداع بدائل سياسية لن تؤدي إلا إلى تضييع المسؤوليات وإبعاد الحلول الجدية. وإذا كانت الأسباب معروفة فإن انعكاساتها التي ترهق المقيمين، أنهكت في الوقت نفسه المهاجرين اللبنانيين الذين يفوق عددهم عدد الباقين في وطنهم، وهؤلاء ينقسمون إلى فئتين، فئة تضم عشرات الألوف من الكادرات العاملة مؤقتاً في دول الخليج العربي وأوروبا خصوصاً، وفئة يبلغ تعدادها الملايين في أميركا شمالاً وجنوباً، وقد استقرت هناك ونالت جنسية بلد المهجر، ومنهم عشرات الألوف من أبناء الطائفة الشيعية الذين يقيمون في الولايات المتحدة ويعملون في مؤسساتها وأجهزتها.

إن هؤلاء المهاجرين يقدمون مساهمة كبرى في إنعاش اقتصاد بلدهم عبر المشاريع الإعمارية والاقتصادية والاجتماعية التي ينفذونها فيه، وعبر التحويلات المالية التي كانت تتراوح بين ستة وثمانية مليارات دولار سنوياً، كذلك عبر إيداعهم ثرواتهم في بنوكه، لكن سياسة حكامهم وجشعهم جعلت تلك الودائع أوراقاً غير قابلة للصرف، ولم يتبق لهم سوى دعم عائلاتهم عبر التحويلات السريعة بالعملة الصعبة التي تشكل اليوم مورداً أساسياً من موارد البنك المركزي المترنح من الدولار وغيره من العملات.

تبدأ الحلول لمشكلات لبنان من استيعاب هذه الصورة كاملةً. وهذه مهمة الحكومة التي قامت في أعقاب انتفاضة 17 أكتوبر (تشرين الأول). والحكومة تعي ذلك من دون شك، لكن ظروف تشكيلها برعاية تحالف القوى الذي يقوده حزب الله جعلتها تترنح في اتخاذ القرارات الإنقاذية المناسبة. فالحزب الذي يتعرض لعقوبات أميركية وأوروبية وعربية يتصرف وكأن لبنان كبلد يتعرض لهذه العقوبات. والواقع أن لبنان ليس في هذه الوضعية. فهو ليس سوريا ولا إيران ولا حتى روسيا... وعندما يتصرف حزب الله وكأنه يختصر لبنان بتنظيمه فإنه يجعل البلد وشعبه رهينة لسياسة ستقود إلى دعوات موهومة للالتحاق كلياً بمحور المعاناة، لا الممانعة، الذي يمتد بحسب رؤية الحزب المذكور من سوريا إلى العراق وإيران وصولاً إلى الصين ومروراً بروسيا.

والحال أن البنك المركزي السوري اتخذ في 2011، رداً على العقوبات الأوروبية ضد النظام السوري، قراراً بتنويع سلة عملاته وإدخال اليوان الصيني والروبل الروسي إلى سوق الصرف، لكن سوريا شهدت بعد تسع سنوات تهافتاً على الدولار وانهياراً لليرتها استوجب إصدار قرارات بالحبس في حق من يطلب الدولار. وفي إيران التي تتهافت على الدولار عبر العراق الذي أطلق عليه اسم "صرّاف إيران"، انهارت العملة الوطنية إلى ما يزيد على 192 ألف تومان مقابل الدولار الواحد.

إلى ذلك، ينهار الاقتصاد في البلدين ويزداد الفقر والجوع. فلا استيراد للمواد الغذائية والأولية إلا بالدولار، ولا إعمار إلا به، والشركات الروسية التي نالت امتيازات الفوسفات في تدمر تجد نفسها عاجزة عن البدء بالعمل بسبب اضطرارها لدفع متوجباتها بالعملة الصعبة.

ليس لبنان في الموقع الذي تعانيه الدول المذكورة. هو يعاني نتائج إدارة سياسية اقتصادية داخلية وتداعيات الإصرار على ربطه سياسياً بتلك الدول وما تمثله. ليس لبنان محاصراً ولا مُعاقباً، ولا يمنعه أحد من إرساء أوثق العلاقات بدول أُخرى، بما فيها الصين وروسيا. وليست علاقاته مقطوعة بسوريا أو العراق أو إيران، لكن هذه الدول الثلاث الأخيرة غير قادرة على تعويض لبنان خسائر فساد إدارته ولا محاولات قطع علاقاته مع العالم.

تقيم الصين علاقات وثيقة تناسب مصالحها مع مختلف دول العالم، وشريكها الأول هو الولايات المتحدة الأميركية. ومع العالم العربي بلغت تبادلاتها التجارية في 2018 نحو 225 مليار دولار، فيما بلغت ضعف هذا الرقم مع الولايات المتحدة. والصين التي يبشر أصحاب الاتجاه شرقاً من اللبنانيين، تقيم أمتن العلاقات مع إسرائيل التي فاق التبادل التجاري معها 12 مليار دولار سنوياً، والاستثمارات الصينية فيها 10 مليارات. لقد تحولت الصين إلى ثاني أكبر شريك تجاري لإسرائيل بعد أميركا، وهي في الوقت عينه خفَّضت وارداتها النفطية من إيران بنسبة 89 في المئة لتتحول المملكة العربية السعودية إلى المورِّد الأول للنفط إلى بكين متخطية الشريك الروسي بأشواط.

يحتاج لبنان، وهو المنفتح على العالم، إلى مواصلة انفتاحه من دون عُقد. لكنه يحتاج أولاً إلى إعادة بناء وتصحيح بنيته الداخلية، وهو ما لن يحصل مع استمرار الفاسدين الطائفيين في إدارة شؤونه، ومع تحكم أيديولوجيا المصالح الإيرانية في توجيه سياساته. ولن يسقط الرهان على استمرار روحية التصحيح التي نشأت مع انتفاضة أكتوبر، فهي وحدها أداة الضغط لمنع السقوط في الفوضى والفشل، أو في الارتهان.

 

حزب الله يستهدف مواقع إسرائيلية بالفيديو مستدرجاً أميركا للتفاوض

منير الربيع/المدن/22 حزيران 2020

استغل حسان دياب قانون قيصر، للحفاظ على حكومته. فأركانُها ورعاتُها يريدون بقاءها لمواجهة القانون إياه. أما معارضوها فيفضلونها حكومة اللون الواحد على حكومة الوحدة الوطنية، لتكون القوى الراعية لها في مواجهة ضغط قانون قيصر وتأثيراته السلبية، اقتصادياً واجتماعياً ومعيشياً وسياسياً.

الإذعان لنصرالله

وهكذا يبدو أن القوى اللبنانية كافة متفقة على بقاء حكومة دياب: بعضهم لتجنيب أنفسهم تداعيات قيصر وعقوباته وضغوطه، والآخرون رغبة منهم في البقاء في مواقعهم، وإظهار أنفسهم منتصرين ومسيطرين على الحكومة، ليكتشفوا خطأ تقديراتهم في ما بعد.

لكن الخارج، في مشكلاته مع الحكومة اللبنانية، لا يقيم أي اعتبار للمشاكل والمواجهات الداخلية في لبنان. فالخارج لن يهادن، بعدما مرّت الحكومات اللبنانية في أكثر من اختبار أميركي امتحن مقدرتها على اجتياز أي منها، ففشلت في الامتحان. والدليل ما تلقاه حسان دياب من الأميركيين، جواباً على طلبه استثناءات من واشنطن لاستمرار بعض التعاون اللبناني مع سوريا في مواضيع عديدة. وجاء الجواب الأميركي: كيف يمكن منحكم هذه الاستثناءات، فيما لم تتجاوب حكومتكم مع أي مطلب أميركي، ولا التزمت به. فالحكومة اللبنانية تتبنى كل ما يقوله حسن نصرالله. وآخر الأمثلة على ذلك، إعلانها في بيان عن رغبتها في التوجه شرقاً، نسجاً على منوال نصرالله وإذعاناً له. وهذا أشد ما يستفز الأميركيين.

رسالة حزب الله المتناقضة

تصعيد الحكومة مستمر إذاً. وحزب الله بدوره لم يعد في وارد التراجع، لا نظرياً ولا كلامياً على الأقل. أما التراجع الجدي فيفترض أن يقترن بتنازلات جدية. وحتى الآن لا يبدو أن هذا ممكن. لكن عندما يحين الوقت تبدأ التنازلات بلا احتساب أو تخطيط. في اليومين الماضيين عمل حزب الله على نشر فيديو مصوّر يتضمن أهدافاً عسكرية إسرائيلية استراتيجية، ليوحي الحزب إياه وكأنه قادر على استهدافها. ومن بين هذه الأهداف: "جناح الصناعات الجيوفضائية في حرم مطار بن غوريون، وأنظمة الصناعات العسكرية في هشارون قرب هرتسيليا، ومقر الصناعات الجيوفضائية في منطقة أيهود الصناعية، وقاعدة بيت العزاري للجيش الاسرائيلي، وقاعدة معلول لسلاح الجو الاسرائيلي، ومركز رفايل للصناعات العسكرية قرب سخنين". رسالة حزب الله هذه تشير إلى استعداده للتصعيد، خصوصاً إذا ما استمرت الضغوط وحرب التجويع. لكن الرسالة أياها تصلح إشارة إلى الرغبة في التفاوض، طالما أن الحزب لوّح في الفيديو بالصواريخ الدقيقة التي يمتلكها، وقدرتها على استهداف العمق الإسرائيلي. والصواريخ هذه هاجس أساسي عند الأميركيين والإسرائيليين الذين يشددون على ضرورة تفكيكها ونزعها من يد حزب الله. الرسالة تحتمل أن تكون إنذاراً بالتصعيد. ولكن من يكشف عما لديه، يصبح ما يمتلكه قابلاً للمساجلة والتفاوض. فلو أن حزب الله لم يشر إلى هذه الصواريخ، لما كانت دخلت في بازار التفاوض عندما تحين لحظته. والفيديو برمته قد يكون للمزايدة والتهويل في ميزان التهديد بصدام كبير، لا يحتمله الحزب ولا بيئته الحاضنة في هذه الظروف الصعبة لبنانياً وإقليمياً.

استحالة صمود إيران

التلويح بالصواريخ الدقيقة، وقبلها الحديث عن التوجه شرقاً، والتهديد العسكري بالقتل في حال استمرت الضغوط، كلها عوامل تفجير، ولا توحي بأي احتمال لتخفيف الضغوط، حتى ما بعد الانتخابات الرئاسية الأميركية. فحسبما يقول متابعون لن يتوقف الضغط الأميركي بعد الانتخابات.

فالمقربون من جو بايدن يقولون إنه - في حال فوزه بالإنتخابات الرئاسية - لن يخفف العقوبات عن إيران إذا لم تتراجع عن أنشطتها النووية. كما أن العزلة الإيرانية تتزايد في ظل الموقف الأوروبي الآخذ في التقارب مع الأميركيين. لذا لا يبدو أن الضغوط الأميركية يمكن أن تتراجع. ومن الواضح أن لا قدرة للبنان ولا لسوريا ولا حتى لإيران على الصمود "الأسطوري" من الآن حتى موعد الانتخابات الأميركية. والأسابيع المقبلة ستكون بالغة الصعوبة على المحور الإيراني.

تهديد إسرائيلي للبنان

يؤدي الضغط الأميركي المستمر إلى تدفيع الإيرانيين ثمناً كبيراً، حتى في ظل الحديث عن استعداد أميركي للإنسحاب من المنطقة، وخصوصاً من سوريا التي يعتبر الأميركيون أنهم سينسحبون منها مع القوى الأجنبية كلها، باستثناء القوات الروسية. أما في العراق فهناك توجه متشدد لعدم الانسحاب، وترك إيران في حال قوة ونفوذ. وهناك من يشير إلى تراجع طهران في العراق، ينسجب على الواقعين السوري واللبناني. لا سيما أن الانسحاب الأميركي سيترافق مع تصعيد إسرائيلي وتكثيف الضربات الجوية الإسرائيلية على الأهداف الإيرانية في سوريا، وتوسيع مروحتها الجغرافية لتطال أراضي عراقية. وتكشف معلومات أن لبنان تلقى رسالة واضحة الأسبوع الفائت: اعتراض أي طائرة إسرائيلية في الأجواء اللبنانية، يترتب عليه إجراءات قاسية جداً.

 

لبنان... إلى أين؟!

مشعل السديري/الشرق الأوسط/21 حزيران/2020

منذ أن وعيت على الدنيا، والزعماء التقليديون في لبنان الشقيق يتوارثون هذه الزعامات، معظمهم يحط في الآخر ما حطه مالك بالخمر من ناحية الفساد، وكأنه هو ما شاء الله طاهر الذَنَب، ومثل هذه النماذج موجودة أيضاً في بعض البلاد العربية.

فهل نحن مخطئون؟ هل علينا إثم لو أننا أخذنا الدرس جيداً من عدونا؟! هذا هو السؤال العويص الذي توقفت عنده ملياً، وترددت في كتابته، غير أنني عزمت على المخاطرة، وسوف أضرب لكم مثلاً واحداً صغيراً، وعليكم أن تضعوه حلقة في آذانكم، هذا إن كانت لكم آذان!

إليكم (إيهود أولمرت) رئيس وزراء العدو الصهيوني سابقاً، خدم في الجيش الإسرائيلي من عام 1963 حتى 1971، ثم أصبح وزيراً للصحة، وبعدها رئيساً لبلدية القدس، ثم وزيراً للمالية، إلى أن أصبح رئيساً للحكومة من 2006 حتى 2009. كل هذا السجل الحافل في خدمة دولته، لم يشفع له أمام القانون، فكبّلت يداه كأي مجرم عادي لينال عقابه ويسجن في زنزانة بتهمة الفساد. وعندما صدر عليه الحكم، لم يخرج أنصاره ليهتفوا له بهتافنا السخيف الخالد... بالروح بالدم، نفديك يا (زعطان)، وإنما رضخ لحكم القانون - لا تعليق!

كيف تقوم للبنان قائمة، والحكم كله بطريقة غير مباشرة بيد «حزب الله»، ورئيسه الذي يفخر ويكرر ليل نهار أنه مجرد جندي في جيش الولي الفقيه الشجاع المجاهد (خامنئي)، الذي يتشرف كلما التقاه بتقبيل يده والجلوس عند قدميه. أي دولة هذه التي يتفوق فيها سلاح «حزب الله» على سلاح الجيش؟! (وميليشياته) تجوب لبنان، من جنوبه إلى شماله، بدراجاتها النارية، مهددة كل من يفتح فمه أو يرفع رأسه، وها هي عملة الدولة تتهاوى خلال سنة واحدة أمام الدولار 3 أضعاف. وها هو الأستاذ رؤوف قبيسي، يكتب في جريدة «النهار»، موجهاً حديثه لرئيس وزراء لبنان، مطالباً بفتح الملفات الباقية المتصلة بالكهرباء، والجمارك، والمرفأ، والتهريب، والأملاك البحرية، وغيرها من الملفات الشائكة التي صنعتها أيدٍ آثمة، ويمضي قائلاً: «إن المناصب في الدول الراقية لا ترتكز على العرق أو الدين أو اللون، فقد كان أوباما أسود في بيت أبيض، وكان ساركوزي الذي في عروقه دماء (يهودية) رئيساً لفرنسا (الكاثوليكية)، كذلك صادق خان (المسلم) الباكستاني الأصل، الذي لا يزال يشغل رئيس بلدية لندن، في بلاد عمادها الروحي التاريخي كنيسة إنجلترا». ويحق لي أن أقول: سبحان من أعطاهم قطعة من أجمل بقاع الأرض، فعاثوا فيها...

 

لكنْ أي شرق نتوجه إليه وننغمس فيه؟

حازم صاغية/الشرق الأوسط/21 حزيران/2020

كانت الماويَّة الصينيَّة تلخّص سياستها لمرحلة من المراحل بعبارة سهلة الحفظ تغدو شعاراً. مثلاً، في 1957 قال ماو تسي تونغ: «دع مائة وردة تتفتح»، تشجيعاً للمثقفين على نقد السياسات الحزبية والحكومية. المثقفون الذين صدَّقوا ومارسوا النقد فعلاً سُجنوا جميعاً.

نحن، في لبنان، أفقنا ذات يوم قريب على عبارة - شعار للمرحلة المقبلة: «الاتجاه إلى الشرق». وما دام المعنى الاقتصادي للدعوة قد صدّع نفسه بنفسه منذ لحظة النطق بالشعار، جاز لنا الظن أنَّ المطلوب هو تطوير التوجه المذكور إلى انغماس في الشرق. ذاك أنَّ التوجه إلى مكان ما ينطوي بالضرورة على تأثر بهذا المكان يتجاوز طلب المعونة المعلنة. فالعرب الذين توجهوا مبكراً إلى الغرب هم الذين أنتجوا ما بات يُعرف بـ«النهضة» التي لا تعني، في آخر المطاف، سوى الاقتراب من النموذج الغربي ومحاكاته. في الحالة التي نحن بصددها، نجدنا حيال إيضاحات لا بدَّ منها تطال المقصود بالانغماس الناجم عن التوجه: فليس المطلوب مثلاً تقليد الحضارات العظيمة للصين والهند وفارس، أو التعلم من الديمقراطية الهندية وعنها، أو درس عملية انتقال مئات ملايين الآسيويين من حال اقتصادية إلى حال، نتيجة التفريع (outsourcing) الذي اعتمدته الاقتصادات الغربية. وبالطبع، ليس كتاب «كاما سوترا» الرائع مطروحاً على مكتبتنا «المحترمة». الشرق المقصود هو اللاغرب، أو ما هو ضد الغرب. والتعريف بالسلب يبقى دائماً تعريفاً ناقصاً، لكن ما يضاعف النقص هنا أن ما من أحد اليوم ضد الغرب بالمطلق؛ لا الصين ولا الهند ولا روسيا، إذا اعتبرناها شرقية، وهذا حتى لا نتحدث عن اليابان وكوريا الجنوبية.

هذا الشرق المزعوم ربما مات مع الماوية التي أعلنت أن «ريح الشرق تغلب ريح الغرب»، لتغطس في «ثورة ثقافية» ما زال المؤرخون منهمكين في إحصاء عدد الملايين الذين قتلتهم. كوريا الشمالية قد تكون آخر حشرجة «شرقية» مولَعة بالقطيعة المطلقة وبنظرية «جوتشه» في الاعتماد على الذات والاكتفاء بها. أغلب الظن أن التوجه إلى الشرق بوصفه اللاغرب يستبطن، قبل أي شيء آخر، كراهية الديمقراطية الغربية، وافتراض أنها غزو ثقافي «يفتت الأمة» ويُضعفها. وليس بلا دلالة أن أعداداً كبيرة نسبياً ممن انتموا إلى التيار الماوي تحديداً ما لبثوا أن اعتنقوا توجهات قومية ودينية، على رأسها الخمينية الإيرانية. المهم عندهم مقاومة الغرب، أكان بالماوية أم بالخمينية أم في ظل أي يافطة أخرى مناهضة للديمقراطية والتعدُّد. المهم العثور على الطوطم المعبود الذي نلتف حوله فيقود خطانا في هذا الصراع: ماو، كيم، خامنئي، الأسد... كلهم صالحون.

أما لبنان تحديداً؛ فانغماسه في هذا الشرق يعني نسفه بالكامل، وهي مهمة تبقى مستحيلة من دون واحد من اثنين، أو الاثنين معاً: السيطرة المباشرة على نظامه السياسي والاقتصادي، وإبقائه في حالة حرب دائمة مع عدو ما. وضعٌ كهذا، إذا ما كُتب له التحقق، لا يعني إلا الحرب الأهلية، الطائفية والمناطقية، بوصفها نظاماً للحياة. في المقابل، تكمن أهمية لبنان بالضبط في أنه انتمى إلى الشرق، واستطاع أن ينتمي، في الوقت ذاته، إلى عالم أوسع. وربما جاز القول إنَّه قدم نموذجاً معقولاً عن تجاوز فكرة «الانتماء» بمعناها الضيق الأفق والأبرشي الجذور.

ونزعة الانتماء بهذا المعنى ليست جديدة طبعاً. فذات مرة كانت الحملة على المستشرقين الذين يتحركون بين عوالم عدة، بوصفهم يخترعون شرقاً غير قائم. وهذا علماً بأنَّ ثنائية غرب - شرق لم تزدهر كما ازدهرت بعد نقد الاستشراق وعلى أيدي نقاده. كذلك نُفخت مقولة «المسيحية الشرقية» نفياً للإقرار بأي تعددية داخل هذا الشرق، وراج التوكيد على تلاحم المسيحية في الإسلام، وعلى أنَّ الحروب الصليبيَّة ليست غير شذوذ خياني عابر. وعن هذه الشرقية وُلدت لاحقاً «مشرقية» مهمومة بدعم بشار الأسد، رمز انتمائنا وكرامتنا! أما في نقدنا إسرائيل فلم نركز على العنصري والاستيطاني فيها بقدر ما ركّزنا على «عدم انتمائها» إلى المنطقة التي تعج بالعنصري معطوفاً عليه الاستبدادي. وأي أحمق هو الذي ينتمي، بمحض إرادته، إلى هذه المنطقة؟

لكنْ لتسويق هذه الشرقية، شرقية الحروب والحروب الأهلية، كان لا بدَّ من الأكاذيب. فلأجل ديمومة الحروب، قيل إنَّ «داعش» على وشك أن يدخل بيوت اللبنانيين بيتاً بيتاً، لكن المنقذ هبَّ في اللحظة العصيبة لإنقاذنا. ولأجل ديمومة الحروب، حذفنا من التاريخ والذاكرة فترة 1949 - 1968 حيث نجح لبنان سلماً في تفادي «الذئاب»، وفق تحذير الأمين العام لـ«حزب الله». والحال أنَّ «الذئاب» لم تأتِ إلا بعد مقاومة أولى مهّدت الطريق لاحتلالٍ نجم عنه تحرير المقاومة الثانية، وبالتالي مطالبتنا بالعيش إلى ما لا نهاية حياة مقاوِمة شرقية جداً. ومحو المعرفة بالماضي، كما نعلم، شرط شارط لدخول المستقبل، على هذا النحو الغريب: أرواح تعيسة وبطون جائعة وأفواه مكمومة لا يخرج منها إلا ألسنة تنطق بالكرامة وتبايع الزعيم. هذا هو الشرق الذي يُراد لنا أن نتوجه إليه وننغمس فيه.

 

العرب... في وجه أطماع «الجيران»

إياد أبو شقرا/الشرق الأوسط/21 حزيران/2020

مفيدةٌ ملاحظة جامعة الدول العربية، بالأمس، أن العالم العربي يتعرّض لاعتداءات من ثلاثة جيران هم تركيا وإيران وإثيوبيا. ولا شك، أن في هذا الكلام الكثير من الصحة، مع أنه لأسباب أجهلها أغفل جاراً رابعاً هو إسرائيل، التي أنجزت قبل فترة قصيرة ضم القدس الشرقية ومرتفعات الجولان... وهي في طريقها الآن لضم المزيد في الضفة الغربية. ما علينا. قد يكون السبب، أن العدوان الإسرائيلي مزمن، وبالتالي، ما عاد يحتاج إلى التذكير به، كدأب البيانات الرسمية العربية المتكرّرة على امتداد العقود.

وحقاً، بعدما كنا نعاني من همٍّ عدواني وتوسّعي واحد... ها نحن الآن، نعاني بالجملة من «عدوانات» و«توسّعات» وما هو آتٍ آت... ولنتناسَ، ولو لبرهة – على غرار جامعتنا العربية – الجذور التاريخية للصراع العربي الإسرائيلي، وننصرف إلى التوسّعين الإيراني والتركي، قبل أن تحملنا همومنا جنوباً إلى الجرح النيلي الأفريقي الجديد. في حقيقة الأمر، لا يمكن لمَن يتمتع بذاكرة جيدة أو بثقافة سياسية معقولة، أن يغفل بضعة مكوّنات للمقاربات السياسية للدول، أبرزها: المصالح الاقتصادية. وثانيها السياسات الداخلية التي تتحرك خارجياً مدفوعةً إما بالاقتصاد أو «المبرّر» الديني أو المذهبي أو «التراثي» (بكل سرديّاته الصحيحة والأسطورية). وثالثها الظروف الإقليمية والدولية بما فيها ملء الفراغات واستغلال تفاوت موازين القوى... إلخ.

في حالتي إيران وتركيا تلتقي كل العناصر أعلاه بلا استثناء.

ذلك أن المصالح الاقتصادية عنصرٌ حيوي في مشروع إيران الجيو – سياسي، سواءً لجهة بسط السيطرة على العراق ومنطقة الخليج بثرواتهما النفطية الهائلة، أو التحكّم في الممرّات المائية الدولية (هرمز وباب المندب)، أو الوصول عبر العراق وسوريا ولبنان إلى البحر المتوسط. وكذلك الأمر بالنسبة إلى المبرّرات والسرديات الدينية/ المذهبية و«التراثية» (اعتبار بغداد/ المدائن عاصمة تاريخية)، والظروف الإقليمية والدولية... إذ تشعر القيادة الإيرانية بأنها قادرة بفضل وحدتها السياسية وعصبيّتها المذهبية على ملء الفراغات العربية على هواها.

والحقيقة، أن تنفيذ إيران مشروعها –لتاريخه، على الأقل– جارٍ على قدم وساق وسط ارتباك عربي لا مسوّغ له مع أن نيّات طهران الخمينية كانت واضحة منذ 1979. بل، حتى اللحظة، ثمة مَن لا يزال يجادل حول ما إذا كان من مصلحة العرب –كلهم أو بعضهم– وجود نظام الملالي، أو عودة التيار العلماني القومي الليبرالي إلى حكم إيران. وما زالت الأفكار مشوّشة حول أي إيران يمكن للعرب في الخليج وغير الخليج التعايش معها ومع طموحاتها، ووفق أي شروط.

أيضاً في حالة تركيا، ومشروعها الذي تتكشّف أبعاده أكثر فأكثر، كل المكوّنات المشار إليها أعلاه موجودة. البعد الاقتصادي انعكس بدايةً مع بناء عدد كبير من السدود على نهري الفرات ودجلة، ثم ظهر في حسابات النفط والغاز في شرق المتوسط، واتسع نطاقه أكثر مع الوجود العسكري التركي... وما يتبعه من ترتيبات سياسية واقتصادية في ليبيا.

كذلك، أمامنا المبرّرات والسرديّات الموازية، بدءاً بإرث «الخلافة العثمانية» التي امتدت على أكثر من ثلثي مساحة العالم العربي، وانتهاء بادِّعاء الدفاع عن الإسلام السنّي السياسي في وجه هجمة الشيعية السياسية الإيرانية. وهنا، لا بد من القول إن «السيناريو» السوري، ولا سيما التفاهمات بين أنقرة وطهران وموسكو، أكد أن ما يجمع المشروعين الإيراني والتركي –مرحلياً على الأقل– أكثر مما يفرّقهما... تماماً كحال دور «إيران الشاه» و«تركيا بايار ومندرس» أيام «حلف بغداد». وطبعاً، من أهم العوامل التي تشجع الجانبين على تنحية خلافاتهما التاريخية جانباً وتنسيق «التفاهم» هو وجود ضحيتين مشتركتين -هما العرب والأكراد- اللتين يجد «الجاران» سهولة في تقاسمهما مستفيدين من الانقسامات التي تدمّر مناعتهما. ثم إنه مثلما تنعدم رؤية المصلحة الاستراتيجية الواحدة عند تقييم العلاقة العربية مع إيران الخمينية، تتكرّر الحكاية مع تركيا الإردوغانية. إذ لا توجد قراءة عربية واحدة لمستقبل علاقات تقوم على حسن الجوار والاحترام المتبادل مع تركيا التي نريد، أو نرجو كيف تكون. قد يكون هناك اتفاق على مدى الخطر، إلا أنه لا يوجد تفكير جدي وعملي فيما يمكن عمله حيال هذا الخطر.

ونصل إلى إثيوبيا.

أنا أزعم أنه منذ التاريخ القديم، عندما وصل الجيش الحبشي إلى الحجاز، وتصارع الفرس والأحباش في اليمن، غدا تأثير إثيوبيا في قلب العالم العربي أضعف من تأثير أيٍّ من تركيا أولاً وإيران ثانياً.

غير أنني أتذكر أيضاً أنه منذ 1948 كانت إثيوبيا صديقاً موثوقاً لإسرائيل، وكان الإمبراطور هيلاسيلاسي «أسد يهوذا» يعد نفسه سليل التراث اليهودي الإثيوبي المشترك. لكنّ الساسة العرب، في تلك الفترة، تعاملوا بواقعية وحكمة مع هيلاسيلاسي طوال فترة حكمه (1930 - 1974)، ولم تخرج من أديس أبابا مواقف يجوز وصفها بـ«الخطرة» على الأمن الإقليمي بالنسبة إلى العرب. كذلك، رغم تولي العسكر اليساريين الحكم في أديس أبابا، ووقوف قوى عربية مع ثورة إريتريا ضد الحكومة الإثيوبية المركزية، ثم تطور العلاقات الإثيوبية – الإسرائيلية (والإريترية – الإسرائيلية أيضاً) ما كان ثمة عداءٌ –بالمعنى الصحيح للكلمة– بين العرب وإثيوبيا. الأمر اختلف أخيراً مع مشروع «سد النهضة»، الذي تسير به أديس أبابا انطلاقاً من احتياجاتها للطاقة الكهربائية والمياه. وها نحن الآن أمام وضعٍ المتسبب الأول فيه أزمة الضعف العربي... التي تسمح اليوم لإثيوبيا بأخذ ما تراه حقها في «نهر دولي»، كما سمحت من قبل لتركيا باستضعاف سوريا والعراق في موضوع سدود الفرات ودجلة. إن غياب الوعي الجماعي العربي إزاء التحديات المشتركة، سواءً في ليبيا أو سوريا أو لبنان أو اليمن -أو أي مكان آخر متنازع فيه وعليه في العالم العربي- ينذر بمزيد من الأزمات المستعصية.

والتأخر في بلورة استراتيجية واحدة في مواجهة هذه التحديات لن يزيد عددها فحسب، بل سيزيد أيضاً أطماع «الجيران» الذين يستحيل لومهم على ملء فراغات موجودة... وهذه الفراغات توفر لهم مهارب من أزماتهم الداخلية وإخفاقات مغامراتهم الاقتصادية ومآزق شرعية أنظمتهم السياسية.

بصراحة، لقد آن الأوان لمنع الآخرين من تصحيح أخطائهم على حسابنا... ورمي تبعاتها علينا.

 

لماذا يجب استمرار العقوبات الدولية على إيران؟

خالد منزلاوي/الشرق الأوسط/21 حزيران/2020

هنالك حاجة ملحة لرفع الوعي العالمي بالتهديدات التي يشكلها النظام الإيراني وسياسته الخارجية في الشرق الأوسط، سواء تداخلاته في شؤون الدول الأخرى، وبثّ الطائفية، وسياسته المزعزعة للاستقرار والسلم والأمن، وسلوكه التخريبي، وسياسته الاستفزازية.

نعم قولاً وفعلاً، إيران تقوم بالتدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى بعدة طرق، وذلك في مخالفة صريحة لمبادئ وأحكام ميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي، التي تتضمن وجوب امتناع الدول عن التدخل في الشؤون الداخلية والسيادية للدول الأخرى.

وواقع الحال أن إيران بما تقوم به من أفعال «قولية» تتمثل في التصريحات التحريضية أو «الفعلية» تتمثل في السياسات التحريضية وخلق الميليشيات الإرهابية والأحزاب الآيديولوجية وصناعة الفوضى واعتداءات عسكرية على دول الجوار، وكل ذلك هو انتهاك صارخ لسيادة الدول وعدم احترام لحقوق شعوبها.

فالسياسات الإيرانية تجاه المنطقة ودولها له عدة صور، منها: 1 - برنامج نووي غير واضح، 2 - ترسانة صاروخية بعيدة المدى، 3 - استفزازات وخلق صراعات طائفية، 4 - خلق ودعم ميليشيات آيديولوجية متطرفة وإرهابية في كل من اليمن وسوريا والعراق، 5 – استهداف منشآت حيوية ومطارات مدنية خارج حدودها. ومنها ممارسات تهدد الأمن والاستقرار السياسي والاقتصادي والاجتماعي والثقافي، بالإضافة إلى أنشطة مزعزعة لأمن وسلامة الملاحة البحرية في الخليج العربي ومضيق باب المندب والبحر الأحمر، وما سبق يمثل تهديداً صريحاً للأمن والاستقرار الإقليمي والملاحة البحرية والتجارة العالمية، وضمان أمن الطاقة العالمي واستمرار تدفق إمدادات الطاقة. وللأسف، هذه السياسات والأفعال تعمل على تقويض أمن واستقرار المنطقة، فكيف لنا ألا نكترث بهذه التصريحات والأفعال الصادرة عن النظام الإيراني، والتي تتطلب من المجتمع الدولي اتخاذ موقف حازم وموحد تجاهه، وتجاه أعمالها التخريبية والعدائية المُزعزعة لاستقرار المنطقة والاستقرار العالمي. ورغم كل ما سبق لا يزال المجتمع الدولي غير مدرك لحجم المخاطر والتهديدات الإيرانية، لخلافات سياسية بين دوله العظمى.

وتوضيحاً لأسباب ذلك... أولاً - من المهم فهم العقيدة السياسية لإيران، ومختصرها أنها وضعت منهجاً لها في المنطقة، وهو تصدير آيديولوجيا ثورية، وخلق نفوذ غير شرعي ومزعزع لها في المنطقة، وكان هذا واضحاً بعد ثورة 1979؛ حيث تمت صياغة بعض الأهداف في دستورها، مفادها بأنها ستقف مع الشعوب المستضعفة، مع مبادئ ثورية أخرى وكأننا نعيش في عصر الفوضى، وأصبحت المبادئ التي كرّستها في دستورها مدرسة لكبار مسؤوليها ونظامها القائم، حيث يقومون بابتكار أساليب للتدخل في شؤون دول الجوار، بدلاً من التفرغ للشؤون الداخلية لشعبهم ورفاهه.

هذه المبادئ الدستورية وضعتها إيران، ونفّذتها في سياستها الخارجية في تناقض واضح مع المبادئ الراسخة في العلاقة الدولية فيما يتعلق بحسن الجوار، والمقاصد والمبادئ التي تقوم عليها الأمم المتحدة وميثاقها، وما جاء في إعلان مبادئ القانون الدولي المتعلقة بالعلاقات الودية والتعاون بين الدول، بما يتفق مع ميثاق الأمم المتحدة، من أن تعزيز العلاقات الودية بين الأمم يقوم على أسس الاحترام المتبادل بين الدول.

ثانياً - لمعرفة لماذا تظهر إيران بمثل هذا السلوك العدواني، يجب أن نفهم أولوية القيادة الإيرانية والصراع والتنافس داخل هذه المنظومة، فالسياسة الخارجية الإيرانية تعكس توجهات ووجهات نظر مختلفة لأفراد، أساسها استخدام مفاهيم دينية لتحقيق أهدافهم السياسية، كي تضمن لهذه القيادة موطئ قدم في دول المنطقة، ويكون ذلك عن طريق بثّ الخلاف بين المذاهب الإسلامية، إضافة إلى تعزيز خطاب الكراهية والطائفية والعنصرية. وفي سبيل تنفيذ أهدافها، قامت إيران بخلق أدوات كثيرة، منها «الحرس الثوري» وإنشاء مجموعة داخل «الحرس الثوري» تسمى «فيلق القدس»؛ حيث يقوم «الحرس الثوري» وعدد من قياداته وتقسيماته بخلق شبكات وكلاء لإيران، والتعامل مع الإرهابيين، دعماً وتحقيقاً لأهداف النظام الإيراني. وساعد في تنفيذ الأهداف أنها استغلت مداخيلها المالية من ثرواتها النفطية، وعوضاً عن السياسات الرشيدة في صرف ذلك لتحقيق التنمية لشعبها والنمو في اقتصادها، استغلت ثرواتها في تقويض السلام في منطقة الشرق الأوسط ودعم المنظمات الإرهابية في دوله، باستخدام سلاح الطائفية وحملات التحريض الديني والسياسي. وثمة دلائل أن النظام الإيراني متورط في جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية على نطاق واسع في كثير من مناطق الصراع في الشرق الأوسط، علاوة على أنه يقع على عاتقه سقوط مئات الآلاف من القتلى والجرحى، وتشريد الملايين وزيادة اللاجئين في سوريا واليمن، وانتهاكه سيادة العراق باستهدافه قواعد عسكرية في أراضيه، وتصريحاته غير المسؤولة تجاه البحرين، واحتلال الجزر الإماراتية، إضافة إلى إثبات تقرير الأمين العام للأمم المتحدة أن صواريخ «كروز» التي هوجمت بها منشأتان نفطيتان تابعتان لـ«أرامكو» ومطار دولي في السعودية، صواريخ إيرانية الصنع، وكل ذلك هو انتهاك صارخ لمبادئ القانون الدولي، وتجاهل تام لجميع القوانين والمعاهدات الدولية والقرارات الأممية، بما فيها قرار مجلس الأمن رقم 2231 المعني بمراقبة تطبيق إيران لالتزاماتها الدولية. لهذه الأسباب الموجزة، لا بد من معالجة الخطر الإيراني بمنظور شامل، لا يقتصر على برنامجها النووي فقط، ويجب دعم أي إجراءات أو عقوبات دولية أو أحادية تساعد على وقف العدوان، أو الحد منه، والتدخل الإيراني السافر في شؤون دول المنطقة، وانتشار أسلحة الدمار الشامل، وتهديد حركة التجارة الدولية والاقتصاد العالمي، والهجمات الوحشية على مصالح حيوية وقواعد عسكرية، واحتلال لجزر، وتصريحات عدائية.

* نائب مندوب السعودية الدائم

لدى الأمم المتحدة

 

ليبيا وصراع المشاريع الثلاثة

عبدالله بن بجاد العتيبي/الشرق الأوسط/21 حزيران/2020

لا شيء يوقف صراعات السياسة، لا جائحة «كورونا» ولا مخاطر انهيار الاقتصاد، فكل شيء يمكن أن يتم حله بعد انتصار السياسة. يصح هذا في الصراعات الدولية كما يصح في صراعات المنطقة. وفي المنطقة ثلاثة مشاريع كبرى معروفة: المشروع الطائفي الإيراني، والمشروع الأصولي التركي القطري الإخواني، والمشروع العربي الداعم للاستقرار والاعتدال. هذه المشاريع بطبيعتها تتغير وتتأقلم وتتطور، ولا تبقى على حالة واحدة. والمشروعان الأولان بالتسمية والتعريف يعتبران مشروعاً واحداً بوجهين، ومصالحهما تنطلق من الخلفية الآيديولوجية الواحدة، بخلاف المشروع العربي. والصراعات الدولية تستفيد من الصراعات الإقليمية، كلٌّ بحسب قراءته لطبيعة هذه الصراعات، وكيفية تحصيل المصالح بالانحياز لهذا المشروع أو ذاك، جرى ذلك في سوريا والعراق كما يجري في اليمن وليبيا.

المشروع الإيراني والتركي هو مشروع «استعمار» أو «احتلال»؛ بينما المشروع العربي هو مشروع «تحرر وطني». المشروع الأول هو مشروع لنشر «استقرار الفوضى» عبر «الكراهية» و«الإرهاب» و«التخريب»، والمشروع الثاني هو مشروع «الاستقرار» عبر «استقرار الدولة» و«التسامح» و«التنمية». وهما بطبيعتهما مشروعان متضادان، ينفي أحدهما الآخر، ولا يمكن أن يتعايشا سوياً. فلا يمكن لمشروع «التطرف» أن يلتقي بمشروع «الاعتدال».

استطاع المشروع الإيراني أن «يحتل» أو «يستعمر» عدداً من الدول العربية، مثل العراق وسوريا ولبنان، وسعى لذلك في اليمن ولم يزل. واستطاع المشروع التركي أن «يحتل» أو «يستعمر» شمال سوريا وشمال العراق، وهو يسعى لذلك في ليبيا ولم يزل. وقد التقى المشروعان في الفترة الماضية على ضرب سيادة الدولة العراقية عبر انتهاك صارخ لسيادتها بالقوة العسكرية، في ملاحقة الكرد وقتلهم بالأسلحة الثقيلة، والغريب هو الصمت المطبق للأحزاب والرموز الدينية الموالية للبلدين داخل العراق عن هذا الانتهاك الخطير، ذلك أن «الفرع» لا يستطيع التخلي عن «الأصل»، وإلا فقد قيمته؛ لأن وجوده مربوط بالأصل الآيديولوجي، لا بالوطن والأرض والشعب.

غير الأوضاع في العراق، فإن اللقاء الثاني للمشروعين المعاديين للعرب دولاً وشعوباً هو في ليبيا؛ حيث عبَّر صراحة وزير الخارجية الإيراني جواد ظريف، بعد لقائه نظيره التركي مولود جاويش أوغلو، عن دعم إيران لتركيا في ليبيا، ومساعدة تركيا في الآليات العملية والحجج السياسية والتلاعب بالقوى الكبرى في العالم، وخصوصاً الغربية منها، وفرض الأمر الواقع، ونقل الخبرات الإيرانية لتركيا الأصولية في «التوسع» و«بسط النفوذ» و«الهيمنة».

يتفق المشروعان في تبرير احتلالهما أو استعمارهما للدول العربية على مبررات «دينية» أو «تاريخية»، بقراءة تخدم مشروعيهما الاستعماريين، فالنظام الإيراني يتكئ على مبدأ «ولاية الفقيه»، بينما يستند مشروع الرئيس التركي إلى فكرة «الخلافة». وبينما يستحضر المشروع الإيراني فكرة «الإمبراطورية الفارسية» يتم تقديم المشروع التركي عبر فكرة «الخلافة»، ولئن كان الحديث مستفيضاً عن إيران، فإن الوعي بالمشروع التركي «العثماني» أقل حضوراً في المشهد الإقليمي والدولي.

يشكل على البعض في الإقليم فهم تركيا وليس إيران؛ لأن تركيا الدولة هي دولة علمانية أتاتوركية، بينما رئيسها وحزبه يمثلون مشروعاً أصولياً يسعى لإنهاء علمانية الدولة، والعودة لبناء نموذج الخلافة. هذا ليس كلاماً في الهواء، هذا تاريخ ممتد لعقود لعمل المشروع الأصولي التركي منذ ما قبل نجم الدين أربكان، وصولاً إلى إردوغان. ولئن كان التاريخ غير كافٍ للبعض هنا، فيكفي استحضار التبريرات التي قدمها إردوغان لاحتلال ليبيا واستعمارها؛ حيث اتكأ في مشهد عسكري متلفز على فكرة «الخلافة العثمانية» كمبدأ يستند إليه في تبرير ما لا يمكن تبريره سياسياً، ولا شيء أخطر من الأفكار التي تصنع الحروب، وتقتل الشعوب، وتغطي الأطماع السياسية والاقتصادية، وتبرر «التوسع»، وبسط «الهيمنة». نجاح المشروع الإيراني أغرى الرئيس التركي بأن يصنع الأمر ذاته، وتحركات تركيا الاستعمارية العسكرية المعتدية في ليبيا مغطاة بحلف شمال الأطلسي، الحلف العسكري الأقوى في العالم. ومن هنا جاءت تصريحات الرئيس الفرنسي بأن «حلف الأطلسي» يجب ألا يسكت عن الانتهاكات الصارخة للدولة التركية والجيش التركي في ليبيا، وسعيه الحثيث لإقناع دول الحلف بعدم التغطية على تركيا وانتهاكها للقوانين الدولية، وأطماعها في ثروات ليبيا وثروات البحر الأبيض المتوسط.

هناك استهداف مستمر من هذين المشروعين المعاديين للدول العربية، ومحاولات حثيثة لاختراق الدول العربية عبر «العملاء» و«الخونة» من حركات الإسلام السياسي، سنية كانت أم شيعية، ورموزها. ويكفي نموذج الغنوشي في تونس، وانحيازه لهذين المشروعين علناً، ضد مصالح الدولة التونسية، وأمثاله كثير.

هذا الاستهداف المستمر يسعى لضرب أعمدة المشروع العربي في السعودية ومصر والإمارات، وضرب مصالح هذه الدول. وخدم هذا الاستهداف منتشرون، وعلى رأسهم قطر، الدولة الضعيفة سياسياً وعسكرياً، ولكن الغنية مالياً، وجماعة «الإخوان المسلمين»، وكل جماعات الإسلام السياسي معها، في نشر الدعاية الدينية المعادية للدول العربية. ولئن كان خطاب جماعة «الإخوان المسلمين» واضحاً وصريحاً في استهداف هذه الدول الثلاث، والانحياز الكامل للمشروعين الإيراني والتركي، فإن مما يجب استحضاره هنا فضيحة جماعة «السرورية»، وتنظيم «القاعدة» في دعم المشروع الإيراني.

كان بعض الباحثين يفهم تعاون «القاعدة» مع «إيران» باعتباره مجرد التقاء مصالح فرضته «الضرورة»، حتى خرج كتاب سفر الحوالي الطويل، المسمى «المسلمون والحضارة الغربية»، فإذا به ينظِّر «دينياً»، وهو «الطائفي العتيد» لدعم مشروع «ولاية الفقيه» سياسياً، على الرغم من كل سيرته التي أراد أن يقدم نفسه خلالها «سلفياً»، ولكنها آيديولوجيا الإسلام السياسي التي تعد أخطر النسخ المشوهة للإسلام منذ ظهور الإسلام وإلى اليوم. فهم أخطر من «الخوارج» القتلة المتوحشين، وأخطر من حركة «الحشاشين»، ومن غيرهما؛ لأنهم جمعوا كل شرور الماضي في مشروع الإسلام السياسي.

الدخول الإيراني في ليبيا عبر تركيا حدث مهم؛ لكنه لن يكون ظاهراً ومفضوحاً مثل التدخل التركي؛ لأنه سيثير حساسيات دولية قد تضرب المشروعين معاً، لحساسية العالم تجاه تحركات إيران، ولاتفاق عديد من الدول على وجوب إيقاف سياسات إيران، عبر العقوبات الصارمة التي تقودها أميركا، وتنضم لها دول كبرى، مثل تصنيف ألمانيا لـ«حزب الله» اللبناني تنظيماً إرهابياً وغيرها. أخيراً، ليبيا أصبحت نقطة صراع إقليمي ودولي كبرى، تتقاطع فيها المصالح الدولية بناء على الصراع الإقليمي، وهي مهيأة لتكون نموذجاً ثانياً للفوضى بعد سوريا.

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

الراعي دعا السياسيين الى عدم تخييب آمال الشباب في الشوارع: يريدون من لقاء بعبدا جوابا على حاجاتهم وقلقهم ومخاوفهم ووطنهم

وطنية - الأحد 21 حزيران 2020

ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي قداس الاحد في كنيسة الصرح البطريركي الصيفي في الديمان، عاونه المطرانان حنا علوان وجوزيف نفاع، بمشاركة المطران سمير المظلوم والمطران مطانيوس الخوري، الاب فادي تابت، أمين سر البطريرك الاب شربل عبيد، الاب طوني الآغا، وحضر القداس السفير السابق انطونيو العنداري وعدد من المؤمنين اتخذوا جميعا المسافة الآمنة.

وبعد تلاوة الانجيل المقدس، ألقى الراعي عظة بعنوان: "وصلى يسوع: أعترف لك يا أبت"، قال فيها: "1. لما عاد التلاميذ الإثنان والسبعون فرحين لنجاح الرسالة التي أرسلهم لأجلها الرب يسوع، صلى قائلا: اعترف لك يا أبت، يا سيد السماء والأرض، لأنك أخفيت هذه عن الحكماء والفهماء، وأظهرتها للأطفال (لو 21:10). إنها صلاة الشكر رفعها إلى الآب متهللا بالروح القدس، على نجاح الرسالة، وإيمان التلاميذ بقدرة المسيح الظاهرة على أيديهم. هذه هي صلاة الكنيسة بمؤمنيها وجماعاتها، برعاتها وكهنتها ورهبانها وراهباتها، وهي اشتراك في صلاة يسوع، وتتم بإسمه، والآب يستجيبها. هذا ما أكده الرب يسوع بقوله: كل ما تسألون الآب باسمي يعطيكموه (يو 23:16).

2. يسعدنا أن نحتفل معا بهذه الليتورجيا الإلهية، مع إخواني السادة المطارنة والآباء أعضاء الأسرة البطريركية في كرسي الديمان، والإخوة والأخوات الحاضرين، وكل الذين يشاركون معنا روحيًا عبر محطة تيلي لوميار - نورسات والفايسبوك. فنحييكم ونحييهم جميعا، ونرفع صلاتنا بصوت واحد إلى الله الآب بيسوع المسيح وشركة الروح القدس، شاكرينه على كل شيء ومن أجل كل شيء. ونوجه الى كل الآباء في يوم عيد الاب التهاني ونرفع الصلاة من أجلهم ومن أجل عائلاتهم. كما نصلي لراحة نفوس الذين سبقونا الى بيت الآب.

3. صلى الرب يسوع في كل مفصل من حياته على أرضنا. وبصلاته علمنا كيف نصلي، واستحثنا على الصلاة. صلى بإسم كل الخطأة عند قبوله معمودية يوحنا، فانفتحت السماء وجرى ينبوع الغفران على التائبين (راجع لو3: 21-22). وصلى في الصباح الباكر، استعدادًا للتبشير بإنجيل الملكوت وفقًا لإرادة الآب (مر 35:1). وصلى قبل اختيار رسله الاثني عشر لكي يأتي الاختيار وفقا لقلب الله (متى 9: 35-38؛ 10: 1-5). وصلى قبل أن يقيم لعازر من الموت لكي يؤمن الجمع بأنه مرسل من لدن الآب (راجع يو11: 41-45). وصلى من أجل وحدة المؤمنين به الذين اختارهم من العالم، ليكونوا واحدا كما هو والآب واحد (راجع يو17: 20-23). وصلى إلى الآب ليرسل على الكنيسة الناشئة، الروح المعزي، روح الحق، الذي يعلم كل شيء ويذكر بكل شيء (راجع يو14: 15-17؛ 25-26). وصلى ملتمسا الغفران لصالبيه (متى 46:27).

4. وعلمنا كيف نصلي بصلاة الأبانا (متى 6: 9-13)، التي بتلاوتها نعترف بأننا أبناء وبنات لأب واحد في السماء، وبأننا إخوة وأخوات. وبهذه الصفة نبني علاقاتنا الاجتماعية، من دون أي تمييز في لون أو عرق أو انتماء. واستحثنا على الصلاة، قائلا: اسألوا تعطوا، أطلبوا تجدوا، إقرعوا يفتح لكم. لأن من يسأل ينل، ومن يطلب يجد، ومن يقرع يفتح له (لو11: 9-11). هذا الإلحاح على فاعلية الصلاة يشرحه القديس أغسطينوس بقوله: عندما نصلي، المسيح يصلي معنا كرأس، ويصلي من أجلنا ككاهن، ويستجيب لنا كإله.

5. الصلاة فعل حب يصدر من القلب لا من الشفاه. وهي سعي إلى التماس إلهامات الروح القدس، وحسن قراءة علامات الزمن، وإلى اكتشاف إرادة الله في حياتنا والتزام العمل بموجبها. إنها ضرورية لكل واحد وواحدة منا في حياته الخاصة والعامة على السواء. إنها حاجة الأزواج والوالدين في العائلة، وحاجة المواطنين في المجتمع، وحاجة الأساقفة والكهنة والرهبان والراهبات في الكنيسة، وحاجة المسؤولين السياسيين في الدولة. لا يستطيع أحد أن يحسن القيام بوظيفته والاضطلاع بمسؤولياته من دون العودة اليومية إلى الله بالصلاة. فهي حوار وجداني مع الله من القلب إلى القلب. بها يتنقى العقل من كل انحراف إلى الكذب والازدواجية، ويستنير بنور الحقيقة المطلقة الآتية من الله. وبها يتنقى القلب من كل حقد وضغينة وبغض، ويمتلئ محبة ومسامحة وغفرانا؛ وبها تتنقى الذات من كل أنانية وكبرياء وانحراف، وتمتلئ نعمة تزين داخل الإنسان بالحياة الإلهية. فتنعكس هذه كلها في الأعمال والأقوال والمواقف والأداء.

6. من أجل هذه الغاية، التزمنا الصلاة العامة في الكرسي البطريركي في مساء كل يوم منذ بداية الانتفاضة المدنية المعروفة بثورة تشرين الأول 2019. وهي صلاة يشاركنا فيها عشرات الألوف من المؤمنين والمؤمنات في لبنان والخارج، عبر محطة تيلي لوميار - نورسات والفايسبوك.

كم نرغب في أن يصلي المسؤولون السياسيون عندنا كي يواجهوا معا بروح الوحدة الوطنية معاناة لبنان الاقتصادية والمالية والمعيشية التي بلغت درجة من الخطورة تهدد الهوية والكيان. بالصلاة يتعالون على الجراح السياسية، ويوحدون قواهم لحماية الوطن وشعبه.

7. أن يدعو فخامة رئيس الجمهورية إلى لقاء وطني، موجه إلى مراجع سياسية مسؤولة، في الظرف الخطير الذي يمر به لبنان، فواجب وطني يمليه عليه ضميره كرئيس للبلاد، وقسم اليمين على حفظ الدستور وحماية وحدة الشعب والصالح العام. والدعوة مشرفة لمن توجه إليه. أما أن تعقد في الموعد المحدد - الخامس والعشرين من حزيران الحالي- أو أن ترجأ لفترة إعدادية ضرورية، فيبقى الأساس فيها الذهاب إلى جوهر المشكلة وطرح الحل الحقيقي بعيدا من الحياء والتسويات والمساومات، وإلى إصدار وثيقة وطنية تكون بمستوى الأحداث الخطيرة الراهنة. وثيقة ترسم خريطة طريق ثابتة تتضمن موقفا موحدا من القضايا التي أدت إلى الإنهيار السياسي والمالي والاقتصادي والاجتماعي، وإلى الانكشاف الأمني والعسكري. وثيقة تصوب الخيارات والمسار، وترشد الحوكمة، وتطلق الاصلاحات، وتعيد لبنان إلى مكانه ومكانته، فيتصالح مع محيطه العربي ويستعيد ثقة العالم به.

8. من أجل ضمانة حصول المشاركة في هذا اللقاء الوطني ونجاحه، ينبغي المجيء إليه بهدف تأكيد وحدة لبنان وحياده، وتحقيق اللامركزية الموسعة، وصيانة مرجعية الدولة الشرعية بمؤسساتها كافة، وبخاصة تلك الأمنية والعسكرية، والإقرار الفعلي بسلطة الدولة دون سواها على الأراضي اللبنانية كافة، والتزام قرارات الشرعية الدولية، ومكافحة الفساد في كل مساحاته وأوكاره، وحماية استقلالية القضاء وتحرره من أي تدخل أو نفوذ سياسي أو حزبي.

9. أيها المسؤولون السياسيون، إن شابات لبنان وشبانه المنتشرين في الشوارع والساحات، يريدون من لقاء بعبدا جوابا على حاجاتهم وقلقهم ومخاوفهم ومصير مستقبلهم ووطنهم. فلا تخيبوا آمالهم. فهم يشكلون لكم ولكل أصحاب الإرادات السياسية والوطنية الحسنة خير منطلق ودافع لما ستطالبون به في لقائكم التاريخي. وإن كان ثمة من بصيص أمل عند شعبنا الجائع والفقير والعاطل عن العمل، فلا تطفئوه. ونحن من جهتنا نصلي من أجلكم كي ينير الله مساعيكم لخير وطننا وشبابنا وشعبنا. ومعا نستحق أن نرفع صلاة الشكر والتسبيح للآب والابن والروح القدس، الآن وإلى الأبد، آمين".

 

خلف: استعمال الشتائم والكلمات النابية فيه تجاوز لحق التعبير ويشوه صورة معاناتنا وأحقية مطالبنا وشجاعة نضالنا

وطنية - الأحد 21 حزيران 2020

أطلق نقيب المحامين ملحم خلف، ما يشبه الصرخة ضد استخدام الشتائم والكلمات النابية في التعبير عن الرأي والموقف، مؤكدا أن حق التعبير وإبداء الرأي مقدس، لكن تجاوز هذا الحق، باستعمال الشتائم والكلمات النابية "مرفوض كليا". وقال: "الشتيمة لا تبني الأوطان بل تهدمها؛ الشتيمة ليست سوى تحقير للذات، وسقوط في انفعال بغيض؛ الشتيمة والتشهير عكس كل ما نناضل من أجله". جاء ذلك في بيان أصدره خلف بعد ظهر اليوم، في ما يأتي نصه:

"أعزائي اللبنانيات واللبنانيين، زميلاتي وزملائي المحامين، أفهم تماما وجعكم لأني موجوع مثلكم من كل ما يحصل في البلد من إنهيار وإهمال وتقصير وخراب، في مقاربة حقوقنا، وهي حقوق مرتبطة بمواطنتنا وكل اللبنانيين؛ أفهم تماما غضبكم الذي تفجرونه- وعن حق- على المنابر، على وسائل التواصل الإجتماعي، في الطرقات، وهذا من أسس الحريات العامة؛ وحق التعبير وإبداء الرأي يبقى الحق المقدس الذي ناضل من سبقنا من أجله، ونتابع النضال سوية من أجل تحصينه وصونه من أي انقضاض مباشر أو مبطن.

لكنني لا أفهم أبدا أي تجاوز لهذا الحق، بإستعمال الشتائم والكلمات النابية. هذا الأمر مرفوض كليا. هذا الأمر مخالف لأخلاق مجتمعنا، مخالف للأدبيات العامة، ولانتمائنا الحضاري، وللإقرار بالحق بالاختلاف، قبل أن يكون مخالفا للقانون. هذا الأمر يحزنني لأنه يشوه الصورة الصافية لمعاناتنا وأحقية مطالبنا وشجاعة نضالنا. الشتيمة لا تبني الأوطان بل تهدمها؛ الشتيمة ليست سوى تحقير للذات، وسقوط في انفعال بغيض؛ الشتيمة والتشهير عكس كل ما نناضل من أجله.

نبدي رأينا أيا يكن الاختلاف فيه مع الاخر؛ نبدي رأينا أيا يكن التباين مع الآخر؛ نبدي رأينا بكل حرية ومن دون خوف ومن دون ترهيب؛ نبدي رأينا بأخلاق من دون تجريح؛ نبدي رأينا بجرأة بكل قناعة وبقبول لرأي الآخر. الاختلاف في الرأي هو غنى ولا يبعدنا عن بعضنا البعض لأننا سنبقى أبناء وطن واحد. الشتيمة تسقط من يطلقها وترتد على ذاته، ولا تطال الآخر، فالحفاظ على الرأي البناء والصورة البهية له، مهما علا سقفه، يبقى ضمانة بقاء المجتمع. أطلب من الجميع، ومن موقعي، الابتعاد كل البعد عن استعمال الشتائم في معرض التعبير عن المواقف والآراء، مع حرصي المطلق على حرية التعبير وأحقية مطالب كل مؤمن بضرورة إعادة بناء هذا الوطن قبل فوات الأوان. لبنان وطن الحرية وكرامة الإنسان. هذه هي بوصلة نضالنا معا. تعالوا لا نضيع البوصلة، ولا نسقط: العيش معا".

 

رشيد درباس: لقاء بعبدا «حبة أسبرين» لمرض عضال

صحيفة "الأنباء" الكويتية/21 حزيران/2020

رأى وزير الشؤون الاجتماعية السابق رشيد درباس، أن تجربته السابقة مع طاولة الحوار التي دعا إليها الرئيس نبيه بري أيام حكومة الرئيس سلام لا تشجع على تكرارها بحيث استهلكت الوقت واستنفدت الطاقات دون أن تنتج ثمارا، «وعلى ماذا يقوم الفلاح بحرث الأرض اذا كانت هذه الأرض قد أصيبت بعقم قديم»؟ والعقم القديم هو عقم الحكم وليس عقم الدولة أوالشعب، فلطالما من سيطر على الحكم بواسطة شركاء التسوية، وجد ان مجرد وصوله الى السلطة يخوله أن يتخلص ويتملص منهم ومن قيودهم ليتحكم منفردا، وهو بعد ذلك عندما وصلت به الأمور الى ما وصلت إليه الآن وجد أن بمقدوره أن يجتهد بهم مرة أخرى ليقول لهم تعالوا نمثل فصلا جديدا من مسرحية مملة، معربا بالتالي عن اعتقاده أن لقاء بعبدا يوم 25 الجاري سيكون فيما لو انعقد أشبه بحبة الاسبرين في معالجة مرض عضال. ولفت درباس في تصريح لـ «الأنباء» الى أن قانون قيصر هو قانون أميركي لا نملك حياله أي سلطة، ولو أراد فعلا الداعون الى اللقاء الوطني ان يستجيب المدعوون، لبدأوا بإبداء حسن النية انطلاقا من احترام الدستور، اليوم في لبنان سيولة دستورية بحيث ان السلطات تتداخل مع بعضها بشكل فوضوي وعشوائي، فلو وقع فخامة الرئيس مرسوم التشكيلات القضائية لكانت هذه بادرة جيدة، ولو لم يتراجع مجلس الوزراء عن قراره الذي قضى بوقف إنشاء معمل ثالث للكهرباء في سلعاتا لكانت هذه أيضا مبادرة، ولو قرر رئيس الجمهورية بخطاب يوجهه الى الشعب ليقول «هذه مرحلة لإنقاذ البلد وأنا في حالة تشاور مع القيادات السياسية ومع الانتفاضة الشعبية لكي نجد الحلول المناسبة لكانت هذه مبادرة، فماذا ستنفع اللقاءات ان لم تكن مقرونة بخطوات تعبيرية لتغيير السلوك الذي أفضى الى ما أفضى اليه، ناهيك عن ان الحكومة التي لم يتعد عمرها الأربعة اشهر تسفر عن فشلها كل يوم وبجدارة كلية، وعندما عجزت عن انجاز أي شيء راحت تردد المعزوفة القديمة معزوفة التركة الثقيلة والثلاثين سنة من الفساد وما الى ذلك من خزعبلات سياسية لا يصدقها احد، علما ان العاجز هو الذي يرمي فشله على أكتاف الآخرين، فإمساك دفة السلة يعني انت ملم بالقيادة ولك شهادة في علم الإبحار وتستطيع أن ترصد النجوم وتغيرات الطقس لتتحاشى الدخول بين الصخور، إلا أن ما يجري اليوم هو ان ربان هذه المرحلة يتعمد الدخول بين الصخور ويؤكد كل يوم أنه ليس باستطاعته حتى قيادة فلوكة صغيرة في البحر.

وردا على سؤال، قال درباس «الرئيس بري دأبه في كل مرة عندما تكون الأمور سائرة الى انهيار كبير يحاول أن يضع حمولة تراب في وجه السيل لكن السيل هذه المرة جارف جدا، فالرئيس بري يتمتع بعلاقات طيبة مع الرئيس الحريري وله أيضا دالية عليه ويعتقد انه ربما استطاع بهذه الدالية أن يقنعه بحضور اللقاء لكنه يعلم أن المسألة لا تعالج لا بُحسن النيات ولا بالإرادة الطيبة فقط، بل تبدأ بإجراءات عملية، فمثلما له دالية على هذا الفريق عليه ان يمارس داليته على الفريق الآخر لحثه على التراجع عن تعنته وعن سلوكه الذي لا يمت الى الحنكة السياسية بصلة».

 

أمين الجميل: ربطت التزامي الاتفاق مع إسرائيل بتنفيذ انسحابها من لبنان

«الشرق الأوسط» تنشر مذكرات الرئيس اللبناني الأسبق أمين الجميل (3)

لندن: «الشرق الأوسط»/21 حزيران/2020

في هذه الحلقة من مذكرات الرئيس اللبناني الأسبق أمين الجميل التي تنشرها «الشرق الأوسط» يتناول ظروف توقيع اتفاق 17 مايو (أيار) 1983 بين لبنان وإسرائيل الذي أثار جدلاً كبيراً في لبنان في ذلك الحين، ويقول عنه الجميل: «كان يفترض أن يكون الحدث الأساسي لعهدي». ويذكر أن لبنان كان يسعى من وراء الاتفاق إلى خروج القوات الإسرائيلية التي دخلت بعد غزو عام 1982. لكن إسرائيل حاولت ربط انسحابها بانسحاب القوات السورية، الأمر الذي لم يوافق عليه الجميل وقال للأميركيين: «مفاوضاتنا هي لانسحاب الجيش الإسرائيلي، أما مشكلة الجيش السوري فنحلها بالتعاون مع الدول العربية.

وهنا نص الحلقة الثالثة

يقول الجميل: ما كدنا ننتهي من صوغ آخر بنود اتفاق 17 مايو ونستعد لتوقيعه في الغداة، حتى حدث انقلاب فجائي غيّر الموقف برمته في اللحظة الأخيرة. في 16 مايو طلب رئيس الفريق الأميركي في المفاوضات موريس درايبر مقابلتي على وجه السرعة. أعلمني بوجود «رسالة جانبية» (side letter) ملحقة، طلب الموفد الإسرائيلي من الأميركيين تسليمنا إياها، من المفترض أنها تشكل جزءاً لا يتجزأ من الاتفاق. نصت الرسالة، المؤرخة 17 مايو - وهو اليوم المفترض للتوقيع - على ثلاثة شروط جديدة غير واردة في النص المتفق عليه بتوقيع ديفيد كيمحي رئيس الوفد الإسرائيلي المفاوض تقول إنها «للتأكيد، يرتكز موقف إسرائيل من تنفيذ المعاهدة بينها ولبنان التي وُقعت اليوم على بنود عدة هي الآتية:

> الحصول على معلومات وافية عن الجنود الإسرائيليين الذين فقدوا في أثناء العملية الإسرائيلية في لبنان، وإعادة الجنود الأسرى الذين تحتفظ بهم سوريا، وكذلك منظمة التحرير الفلسطينية (وهم أسرى حرب)، واستعادة رفات الجنود الذين سقطوا منذ الرابع من يونيو (حزيران) 1982. كشروط أولية لانسحاب إسرائيلي من الأرض اللبنانية كما نصت عليه المعاهدة.

> انسحاب جميع العناصر الفلسطينيين المسلحين من لبنان، وكذلك انسحاب القوات السورية في شكل يتزامن مع انسحاب القوات الإسرائيلية. تجدر الإشارة إلى أن انسحاب العناصر الفلسطينيين المسلحين من لبنان يتوافق مع الإشارات التي وردت في هذا الشأن في البند 204 من المعاهدة.

> إذا لم تتم إعادة الجنود الأسرى أو هذه الإعادات والانسحابات وفق الزمن المحدد، فإن إسرائيل تحتفظ بحقها في تعليق تنفيذها البنود الواردة في هذه المعاهدة. في هذه الحال أيضاً، فإن إسرائيل ولبنان والولايات المتحدة الأميركية تتشاور على أساس الظروف المستجدة أو الطارئة. إذا ظلت المسألة من دون حل، تحتفظ إسرائيل بحقها في إعلان المعاهدة لاغية، وتتابع حماية أمنها بطرقها الخاصة».

قال لي موريس درايبر: «أفهم الإحباط الذي تشعرون به، لكننا لن نستسلم مع ذلك. فالوزير شولتز يؤكد لك دعمه، وسوف تبذل واشنطن كل الجهود في إسرائيل وسوريا لحلحلة الوضع. مواقف هذين البلدين ليست نهائية. لدينا كل الأسباب التي تدعونا إلى هذا الاعتقاد».

أجبته: «لا أستطيع إذن المضي في الاتفاق. مفاوضاتنا هي لانسحاب الجيش الإسرائيلي من لبنان، بعدئذ تساعدنا الدول العربية على حل مشكلة الجيش السوري في بلدنا مع دمشق».

إذن، في ضوء «الرسالة الجانبية» هذه، منح أحد الأطراف - وهو إسرائيل - نفسه سلفاً، من جانب واحد، حقّ- الرجوع عن توقيعه ساعة يشاء. بيد أن هذه الهرطقة القانونية لم تفُت وزير الدفاع الأميركي كاسبار واينبرغر الذي ذهب إلى حد الاشتباه في رياء زميله وزير الخارجية. فهو سيكشف، فيما بعد، أنه ما إن أُعلم بوجود الرسالة السرية الملحقة «المقبولة من وزير الخارجية جورج شولتز والمجهولة بحسب الظاهر من أمين الجميل» تبينت له بوضوح أسباب الفشل: «الاتفاق، مع رسالته الجانبية، يمنح الرئيس الأسد حق النقض في شأن أي انسحاب وأي نوع من العلاقات الطيبة التي قد تقيمها إسرائيل مع أحد جيرانها العرب، لبنان. في نظرة ارتجاعية، كان حق النقض هذا يطاول كل السياسة الأميركية في الشرق الأوسط. زد على ذلك أن سوريا سوف تستفيد منه في الحال بعدم الانسحاب من لبنان. أما السبب الذي دفع جورج شولتز إلى وصف مثل هذا الاتفاق لنا بعبارات مفعمة بالحماسة، فما زال بالنسبة إلى سراً خفياً».

أكان يتعين علي صفق الباب استياءً وترك الأمور على حالها؟ كان هذا يعني تعميق إغراقنا في الأزمة وفقدان دعم واشنطن التي سنكون، في كل الأحوال، في حاجة ماسة إليها، أقله لإدارة عواقب فشل محتمل للاتفاق. لذا، آثرتُ مرّة أخرى اعتماد حل «على الطريقة اللبنانية»، يتيح الحفاظ على علاقاتنا مع الأميركيين مع التمسك بحقوقنا الأساسية: إعطاء الوفد اللبناني الإذن بتوقيع الاتفاق عن غير اقتناع طبعاً، إنما مع تحفظات معينة تُصاغ بوضوح في رسالة لبنانية صارمة (side letter)، لبنانية، موازية مؤرخة أيضاً 17 مايو، موقعة من وزير الخارجية إيلي سالم موجهة إلى «العراب» الأميركي.

- نصت الرسالة اللبنانية الجانبية، الملحقة بالاتفاق تماماً، على غرار الرسالة الإسرائيلية الجانبية، على الآتي:

«يؤكد لبنان، ما لم تنسحب إسرائيل تنفيذاً لبنود الاتفاق، أنه سيكون في حل منه ويُعلق كل التزاماته. وفقاً لذلك يتشاور لبنان والولايات المتحدة وإسرائيل في هذا المستجد. إذا بقي الأمر بلا حل، يعتبر لبنان نفسه حراً في إعلان الاتفاق لاغياً. وسيتابع السعي من أجل استعادة سيادته وانسحاب القوى الأجنبية من أراضيه كاملة بالوسائل المتاحة».

وجه إيلي سالم الرسالة إلى الموفد الأميركي فيليب حبيب، كذلك توجه بها السفير أنطوان فتال إلى السفير موريس درايبر، بالصيغة نفسها التي أقرها لبنان على نحو مشابه للصيغة التي تضمنتها الرسالة الإسرائيلية الجانبية. من ثم راسل درايبر ديفيد كيمحي وأبلغ إليه رسالة فتّال لأخذ العلم بها، كإحدى الوثائق الجديدة الرسمية التي باتت ملحقة بالاتفاق اللبناني - الإسرائيلي. حملت نسخ الرسالة اللبنانية الجانبية كلها تاريخاً واحداً هو 17 مايو، التاريخ نفسه في الرسالة الإسرائيلية الجانبية.

لم نكتفِ بهذا التأكيد، بل طالبتُ الموفد الأميركي، شرطاً لتوقيعنا، بأن يستكمل الوفد الأميركي المشارك في المفاوضات الأمر برسالة تضامنية معنا، يوقعها الرئيس ريغان، تضامناً مع موقفنا وداعماً له في المستقبل.

بناءً على إصرارنا، وافقت الولايات المتحدة على الموقف اللبناني بأن وجه إلى الرئيس ريغان رسالة جانبية ثالثة، مؤرخة بدورها 17 مايو أيضاً، هذا نصها:

«استناداً إلى العلاقات الطويلة والصداقة مع لبنان، شاركت الولايات المتحدة على نحو كامل في التوصل إلى اتفاق بينه وبين إسرائيل، ووقعت بنفسها كشاهد. ستتخذ الولايات المتحدة كل التدابير اللازمة كي تراقب تنفيذ الاتفاق كلياً، وهي تدعم السيادة والاستقلال السياسي ووحدة الأراضي اللبنانية، وستظل تدعم هدف الجمهورية اللبنانية في انسحاب كل القوات الأجنبية. في حال إخفاق القوات الأجنبية في الانسحاب، تجري الولايات المتحدة مشاورات طارئة وتتخذ خطوات أخرى تؤدي على النحو الملائم إلى تحريك خروج كل هذه القوات من لبنان.

تعترف الولايات المتحدة بأن لبنان دخل هذا الاتفاق شرط أن يكون حراً في تعليق تنفيذ التزاماته حياله، في حال عدم انسحاب القوات المسلحة الإسرائيلية بناء على بنوده.

لم يفت ريغان في ختام رسالته تأكيد إدارته أنها «ستدفع إلى الأمام المساعدة الاقتصادية والعسكرية بناء على طلب لبنان، وستدعم بالوسائل المناسبة إعادة البناء الاقتصادي في لبنان، وتطوير قواه العسكرية من أجل مؤازرة الحكومة اللبنانية في الاضطلاع بمسؤولياتها».

بهذه الرسالة احتفظتُ لنفسي، على الأقل بإزاء المستقبل، بشبكة إنقاذ سوف يثبت تطور الأحداث جدواها. احتفظتُ بالحق اللبناني الكامل في السيادة وبالدعم الأميركي الذي من دونه لأصبح لبنان في معركة غير متكافئة إطلاقاً في وجه سوريا وإسرائيل. أصبحت الرسائل الثلاث الملحقة، الإسرائيلية واللبنانية والأميركية (the side letters)، جزءاً لا يتجزأ من الاتفاق، بل كتباً لاغية له.

- وثيقة مسممة

رغم كل ذلك، تم توقيع الاتفاق من الوفد المفاوض في ذلك اليوم، 17 مايو 1983. من غير أن ينطوي على أي بند سري أو يؤتى به لاحقاً. في 13 يونيو و14 منه، التأم مجلس النواب في جلسة تجلت فيها درجة عالية من التوافق والشعور بالتفاؤل رغم كل الصعاب، صَادَقَ في ختامها على الاتفاق وإجازة إبرامه بأكثرية 64 صوتاً، في مقابل صوتين معارضين وامتناع 4 نواب عن التصويت وتحفظ نائب واحد.

كنت آملُ في أن يحوز الاتفاق ليس الأكثرية الساحقة فحسب، بل الإجماع، كي يمسي موقفنا أقوى وأسلم حيال الدول العربية، ناهيك ببعديه الوطني والدستوري.

أدركتُ حجم العقبات التي تنتظرني، وقد عبّرتُ عن مخاوفي صراحة للرئيس رونالد ريغان من خلال ممثليه المشاركين في التوقيع على الاتفاق. كنت أخشى، لا سيّما بعد إبلاغي الرسالة الإسرائيلية الجانبية، أن بين يدي وثيقة مسممة، فأردت التحسب للمستقبل بأي ثمن.

رحتُ أتساءل عن الأسباب التي تدفع الدولة العبرية إلى ممارسة مثل هذا الضغط علينا، وعلى الإدارة الأميركية لعقد اتفاق تعرف أنه سيولد ميتاً بسبب رسالتها الجانبية. دفنت إسرائيل هذا الاتفاق قبل أي طرف آخر في 17 مايو بالذات، عكس ما راح يدعيه بعض معارضي العهد أنهم هم الذين أسقطوه. إسرائيل أسقطته من خلال الرسالة الجانبية، وأنا ألغيته بعدم إبرامه.

أي مبررات حملت إسرائيل على إهدار كل هذه الشهور والجهود في سبيل اتفاق، قبل أن تقرر نسفه وجعله حبراً على ورق؟ ثم، ألَم ينتقد ديفيد كيمحي نفسه أرييل شارون على طريقته في إدارة المفاوضات مع لبنان؟

جعلت تلّ أبيب من هذا الاتفاق الذي ما عاد أحد مقتنعاً به أحد الرهانات الأساسية لسياستها في لبنان، فجنّدت للدفاع عنه كل الدعم الذي تستطيع توفيره في بلدنا وفي واشنطن. في الواقع، جاءني تفسير ذلك على لسان وزير العلاقات الخارجية الفرنسية كلود شيسون الذي عزاه إلى إسرائيل نفسها.

عندما سألته، حينما زار بيروت في 4 مارس (آذار) 1984. وكانت انقضت أشهر على تجميد الاتفاق اللبناني - الإسرائيلي، كيف يفسر تصرف الدولة العبرية، ضحك وقال: «بحسب معلوماتنا، منذ اليوم الأول، لم تكن إسرائيل تريد الاتفاق. علمتُ أيضاً أننا كنا ضحية مناورات وغش إسرائيلي استخدم فيه لبنان لأهداف أبعد منه. قبل إطلاق عملية «سلامة الجليل» في يونيو 1982، أبلغت إسرائيل إلى واشنطن أن الاجتياح العسكري سيقتصر على مسافة 40 كيلومتراً من الحدود بين البلدين. لكنها توغلت بجيشها حتى العاصمة بيروت، مما أثار غضباً كبيراً في العاصمة الأميركية. بقرار نادر جداً في تاريخ العلاقات الأميركية - الإسرائيلية، أنزل الكونغرس في حقها عقوبات مالية وعسكرية شديدة، منها تجميد اتفاق بين البلدين، لذا احتاجت إسرائيل إلى اتفاق مع لبنان، أياً يكن، من أجل تبرير رفع الكونغرس هذه العقوبات. استبقت اجتماعه بالإعلان عن الاتفاق كي تؤكد خروجها من لبنان والتراجع من ثم عن العقوبات تلك».

أضاف الوزير الفرنسي: «إذا كان الأميركيون عزموا على اتفاق 17 مايو، فمرد ذلك إلى ما قاله لي شولتز بالذات عندما اجتمعتُ به في يوليو (تموز) الماضي: لم أكن في صدد المرور بلبنان، بل كنت قاصداً الشرق الأوسط. مروري بلبنان من أجل إيصال المفاوضات إلى نتيجة من شأنها فك الحصار عن الطائرات لإسرائيل».

فعلاً، عقب توقيعه، رُفعت العقوبات، وكان ذلك على الأرجح السبب الذي دفع الدولة العبرية إلى التشبث به بادئ ذي بدء، والحرص على منعنا من إبطاله قبل أن يقرر الكونغرس رفع العقوبات. لا شك في أن حكومة ليكود كانت تتطلب أيضاً ذريعة أمام الرأي العام الإسرائيلي بانتصار سياسي يمثله بالنسبة إليها توقيع اتفاق مع بلد عربي، في وقت أخذت الخسائر البشرية لجيش الاحتلال تتضاعف، حتى بات لبنان مشهوراً في صفوف المجندين الإسرائيليين بأنه «وادي الدموع».

في ذلك الاجتماع مع شيسون، في حضور السفير الفرنسي في بيروت فرنان فيبو، كشف لي المزيد من المعلومات: «تدرك إسرائيل تماماً أنها لا يمكن أن تقبل بالتصاق طائفة أو طائفتين بها، وما يهمها الاتفاق مع سوريا. حينما التقيتُ شامير قال لي: لا تصدق أننا في لبنان ندعم هذه الطائفة أو تلك. لدينا اتصال بكل من يمكن أن يساعدنا في الدفاع عن إسرائيل».

خاطبني شيسون بالقول: «الإسرائيليون غير مكترثين بما يحدث للبنانيين، وآمل في أن يدرك مواطنوك ذلك. لا أحد في لبنان يستطيع الاتكال على إسرائيل. قال لي شامير أيضاً إن ما تحتاج إليه حكومته هو اتفاق أمني. اتفاق 17 مايو شأن آخر. معمّر القذافي أكد لي أن اتفاق 17 مايو رديء للغاية، وعلى اللبنانيين مناقشة الأمن مع إسرائيل مباشرة. هي أقوال شامير نفسها».

ما قاله أيضاً إن «في وسع الأميركيين تحويل انسحابهم من لبنان إلى مسائل أخرى، يستطيع الرئيس ريغان أن يفعل ذلك لتغطية فشله في لبنان. عليكم أن تتقبّلوا هذه الحقيقة المحزنة: ما يحدث في لبنان ليس همّاً يومياً للأميركيين. لدي اعتقاد أن لحافظ الأسد مصلحة في إعادة النظام إلى البيت اللبناني. نحن ملزمون بسحب جنودنا في القوة متعددة الجنسيات، ونريد ذلك على نحو هادئ. لم يعد لوجودنا فيها أي معنى، ولذا يقتضي مغادرتنا. لم نرغب مرة في تجربتها، وكان دائماً لدينا قلق مما قد يحدث. خرج منها الأميركيون قبل أن يُكملوا مهمتهم».

كان من المفترض أن يشكل اتفاق 17 مايو 1983 الحدث الأساسي لعهدي، وبذلتُ أقصى جهدي لتفادي الفخاخ، لكن، هل كان يمكن أن يكون الأمر خلاف ذلك؟ هل كان في الإمكان تفادي هذا الإخفاق؟ ما زلت أطرحُ على نفسي هذا السؤال أكثر من أي وقت مضى، وأكثر من أي شخص آخر. على أي حال، امتنعتُ عن إعطاء الاتفاق الصيغة التنفيذية، فبقي بلا توقيع رئيس البلاد، أي من دون مفعول كأنه لم يكن.

في ظروف كهذه، أحجمتُ عن توقيع الاتفاق وإحالته على النشر في الجريدة الرسمية كي يصبح نافذاً، إدراكاً مني أنه، على الأرجح، وُلِد ميتاً، إلا إذا دفعت واشنطن، على نحو أو آخر، إسرائيل إلى الامتثال لبنوده وأبدت استعداداً لتنفيذه. وهذا ما كنت استبعده.

بمرور الزمن تيقنتُ من أنني أحسنتُ اتخاذ الموقف السليم برفضي التوقيع. رغم حملات الافتراء والتشويش عليَّ، فإن ضميري مرتاح إلى أنني خدمتُ وطني في تلك المرحلة الحرجة من التاريخ، وحفظته في وجه أخطار مدمرة.

رغم اقتناعها بأن اتفاق 17 مايو وُلد ميتاً - وقد امتنعتُ أنا عن توقيعه والعمل على نشره - جعلته سوريا «قميص عثمان»، واتخذت منه كل الأعذار من أجل إطلاق رصاصة الرحمة على لبنان، سيادة ونظاماً. لم تكتفِ بتأليب حلفائها ضدنا، بل أعلنت الحرب صراحة علينا، مهددة على نحو واضح جلي. اندفعت في حملة ترهيب في كل الاتجاهات ضدّ القادة الذين يتجرأون على معارضتها.

 

/New A/E LCCC Postings for todayجديد موقعي الألكتروني ل ليوم 21-22 حزيران/2020

رابط الموقع
http://eliasbejjaninews.com

عيد الأب: يوم لإظهار الوفاء ولتأكيد واجب العرفان بالجميل

الياس بجاني/21 حزيران/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/24350/elias-bejjani-fathers-day-the-holy-gift-of-fatherhood%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%b9%d9%8a%d8%af-%d8%a7%d9%84%d8%a3%d8%a8-%d9%8a%d9%88%d9%85-%d8%a7%d9%84/

 

Fathers’ Day: The Holy Gift Of Fatherhood/Fathers on Earth are God’s servants/Elias Bejjani/June 21/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/65390/elias-bejjani-fathers-day-the-holy-gift-of-fatherhood/

 

ليالي “الأنس” في بيروت

د. منى فياض/الحرة/21 حزيران/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/87512/%d8%af-%d9%85%d9%86%d9%89-%d9%81%d9%8a%d8%a7%d8%b6-%d9%84%d9%8a%d8%a7%d9%84%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d8%a3%d9%86%d8%b3-%d9%81%d9%8a-%d8%a8%d9%8a%d8%b1%d9%88%d8%aa/