المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكنديةLCCC/

نشرة الأخبار العربية ليوم 20 حزيران/2020

اعداد الياس بجاني

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/eliasnews19/arabic.june20.20.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

كَلَّمْتُكُم بِهذَا لِيَكُونَ لَكُم فِيَّ سَلام. سَيَكُونُ لَكُم في العَالَمِ ضِيق. ولكِنْ ثِقُوا: أَنَا غَلَبْتُ العَالَم

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياته

الياس بجاني/الطاقم الحزبي والسياسي في لبنان ادمن الفساد والإحتلال والذل والذمية والعبودية

الياس بجاني/ميشال عون الذي احبه الناس فيما مضى وتحدوا الإحتلال لن تجبرهم اليوم كل وسائل القمع عن المجاهرة بكرهه

الياس بجاني/نشكر أميركا على قانون قيصر ونتمنى أن يعاقب كل لبناني وحزب باع نفسه ووطنه لما يسمى زوراً محور المقاومة

 

عناوين الأخبار اللبنانية

بعد تعذّر إجراء عمليّة خطرة لفاليري في الدماغ.. مار شربل يتدخّل!

لبنانيأ الخارج رهينة سياسيي الداخل/د. وليد فارس/

منى أبو حمزة: جنبلاط شخصيا طلب مني فدية بقيمة 20 مليون دولار!

وهاب لجنبلاط: هيدي كبيرة.. ما قصة "فدية" الـ20 مليون دولار؟

نزار زكا: اطلاق سراح قاسم تاج الدين قريبا.. ما يؤدي الى انفراج في لبنان

تغريدة للمتحدث باسم صندوق النقد عن تقديرات خسائر القطاع المالي في لبنان

استقالة مستشار وزني ضمن الوفد المفاوض مع صندوق النقد

الخطأ ليس بالمصالحة ولا بالترشيح/سلمان سماحه/الكلمة أونلاين/19

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الجمعة 19/06/2020

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الجمعة في 19 حزيران 2020

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

النهار/غياب خليجي لافت عن بعبدا والسرايا وثناءٌ على حكمة بري.. دور الرياض ”راجع”

القوى السياسية تتريث حيال المشاركة في «لقاء بعبدا»/رؤساء الحكومات السابقون لا يريدونه استعراضياً... وبري لا يسوّق الدعوة

البرلمان اللبناني يحسم الأرقام لمخاطبة «صندوق النقد» ويسحبها من الحكومة

السنيورة يرى الفراغ أفضل من عهد عون وقال إن قبضة «حزب الله» تتعمق على لبنان

نقولا نحاس : لجنة المال قالت كلمتها ونحن سلطة رقابية

جنبلاط: الفدرالية "كلام بلا طعمة".. والعقوبات الاميركية ستضعف لبنان وليس حزب الله ونصرالله لم يكن موفقاً في طرحه الذهاب اقتصادياً نحو ايران

مصدر قضائي لـ"المدن":كيندا الخطيب تخضع لتحقيق حول "زيارتها لإسرائيل"

وقفتان احتجاجيتان تضامنا مع كيندا الخطيب: "للافراج عنها فوراً"

شقيق كيندا الخطيب يروي «فضيحة» التحقيق معهما: تمويل للحراك وزيارة «إسرائيل»؟!

مُراسل الميادين يتهم الناشطة كيندا الخطيب بالعمالة.. ويُسرّب تحقيقات عن الأمن العام!

هل يلغي عون اجتماع بعبدا؟.. "ما في Plan B لهلأ"

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

الصحة العالمية» تحذر من تسارع وتيرة «كورونا» ودخول مرحلة «خطيرة»/أكدت أن الفيروس ما زال فتاكاً وينتشر بسرعة ومعظم الناس يتأثرون به بسرعة

طهران تختبر صاروخ «أرض ـ بحر» شمال المحيط الهندي

في أول تدريبات للجيش الإيراني منذ مقتل 19 بحاراً الشهر الماضي بـ«نيران صديقة»

العراق يبحث مع «الناتو» تطوير قواته الجوية مع استمرار سقوط «الكاتيوشا»

أنقرة تسعى لإنشاء مزيد من القواعد في العراق رغم مطالبة بغداد بانسحابها

«الخارجية» العراقية استدعت السفير التركي للمرة الثانية... وسلمت السفير الإيراني مذكرة احتجاج

هل تتخلص تركيا من نظام إردوغان الرئاسي؟ بعدما أظهر استطلاع رأي حديث انخفاضاً في عدد مؤيديه من الحزب الحاكم

الإدارة الأميركية تقاضي بولتون... وترمب يصفه بـ{المغفل}/مستشار الأمن القومي السابق عدّ الرئيس {غير مؤهل} لحكم البلاد

السعودية تدين العدوان التركي ـ الإيراني في العراق وبغداد تستدعي سفيري البلدين... وأنقرة تتحدى بالتخطيط لمزيد من القواعد

الكويت: تدخلات تركيا وإيران تمثل انتهاكاً صارخاً لسيادة العراق

العثور على جثة قاضٍ إيراني هارب من بلاده في رومانيا

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

لبنان .. عون يمثل نصر الله في بعبدا/عبد الجليل السعيد/راديو صوت بيروت انترناشيونال

الممانعة” تطلق معادلتها.. والحكومة “منصّة” مشرقيّة للمواجهة/طوني بولس/راديو صوت بيروت انترناشيونال

بين الممانعة والجوع/راجح الخوري/النهار

الحكم ومؤشّرات الهواية لا الاحتراف/مروان اسكندر/النهار

عبسة دياب/إلياس الديري/النهار

ترسيم الحدود: انعطافة عون الأميركية افتراقاً عن حزب الله؟/منير الربيع/المدن

الشيعية على لسان شارعها/أحمد جابر/المدن

من الأقحاح إلى الأقحاح: حلّ السلاح مع أهل السّلاح/ربيع خضر طليس/لبنان الجديد

السيّد حسن.. غداً ماذا ستطعمنا؟!/زياد عيتاني/اساس ميديا

وجوه مشرقة من تاريخ بلدة عين إبل: إم كرم مريم ناصيف دياب/الكولونيل شربل بركات

رهائن... إيران/فارس خشّان/الحرة

سياسات النفوذ الشيعية وتدمير الجامعة اللبنانية/شارل الياس شرتوني

نصرالله الغاطس في مستنقع الخرافة الإيرانية/فاروق يوسف/العرب

«قيصر» وبشار وأوهام الانتصار/الياس حرفوش/الشرق الأوسط

أنهار العرب/سمير عطا الله الياس حرفوش/الشرق الأوسط

قضايا الأمن العربي والدولة الوطنية/رضوان السيد الياس حرفوش/الشرق الأوسط

طوفان الكراهية/سوسن الأبطح الياس حرفوش/الشرق الأوسط

العالم العربي في مواجهة الجائحة والتنمّر الإقليمي التركي ـ الإيراني/أحمد أبو الغيط الياس حرفوش/الشرق الأوسط

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

إنبرى الأمين العام لحزب الله ليطمئن اللبنانيين، وبصراحة مكشوفة، أنّ هذه الحكومة هي حكومة حزب الله

غادة عيد تستقيل من "سبعة".. "سيبقى صوتي عاليًا"... "حزب سبعة" يعلّق

الرئيس أمين الجميل: حافظ الأسد قال لي: لا وجود للمؤسسات في لبنان وأنت تمارس صلاحيات أكثر مني

«الشرق الأوسط» تنشر مذكرات الرئيس اللبناني الأسبق أمين الجميل (1)

رئيس الجمهورية عرض مع المجذوب الواقع التربوي والتقى رئيس طائفة اللاتين

بري التقى دياب وعرض الاوضاع مع حتي وبحث سعر صرف الدولار مع نقابة الصرافين حلاوي: مقومات نجاح آليتنا هي الضخ والامن وترشيد البيع

وزير الصحة بعد زيارته مستشفى الشيخ زايد الحكومي: قانون قيصر لن يؤثر سلبا على الوضع الصحي

الراعي استقبل القائم باعمال الباراغواي ورئيس بلدية سلعاتا عرض له مخاطر انشاء محطة الطاقة في البلدة

المجذوب زار الراعي في الديمان: قرار الحكومة التصدي للأزمات والحفاظ على الصيغة الميثاقية

 

في أسفل تفاصيل النشرة الكاملة

الزوادة الإيمانية لليوم

كَلَّمْتُكُم بِهذَا لِيَكُونَ لَكُم فِيَّ سَلام. سَيَكُونُ لَكُم في العَالَمِ ضِيق. ولكِنْ ثِقُوا: أَنَا غَلَبْتُ العَالَم

إنجيل القدّيس يوحنّا16/من29حتى33/:"قالَ التَلاميذُ لِيَسوع : «هَا إِنَّكَ تَتَكَلَّمُ الآنَ عَلانِيَةً، ولا تَقُولُ مَثَلاً وَاحِدًا. أَلآنَ نَعْلَمُ أَنَّكَ عَالِمٌ بِكُلِّ شَيء، ولا تَحْتَاجُ أَنْ يَسْأَلَكَ أَحَد. بِهذَا نُؤْمِنُ أَنَّكَ خَرَجْتَ مِنْ لَدُنِ الله». أَجَابَهُم يَسُوع: «هَلِ الآنَ تُؤْمِنُون؟! هَا إِنَّهَا تَأْتِي سَاعَةٌ وقَدْ أَتَتْ، فيهَا تَتَبَدَّدُونَ كُلٌّ في سَبِيلِهِ، وتَتْرُكُونِي وَحْدِي، ولَسْتُ وَحدِي، لأَنَّ الآبَ مَعِي. كَلَّمْتُكُم بِهذَا لِيَكُونَ لَكُم فِيَّ سَلام. سَيَكُونُ لَكُم في العَالَمِ ضِيق. ولكِنْ ثِقُوا: أَنَا غَلَبْتُ العَالَم»

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياته وتغريدات متفرقة

الطاقم الحزبي والسياسي في لبنان ادمن الفساد والإحتلال والذل والذمية والعبودية

الياس بجاني/19 حزيران/2020

الطاقم السياسي والحزبي في لبنان طروادي وأسخريوتي بنسبة99%..وهو يغطي المحتل الإيراني لأن هذا الأخير يغطي فساده وبالتالي الطاقم عملياً هو أخطر من المحتل..والمأساة تكمن في صنمية وغباء قطعان واغنام الطاقم المحصيين وطنياً وفكرياً وعقلياً وكرامة...وحلها إذا فيك تحلها..جماعة ادمنت الفساد والإحتلال والذل والذمية والعبودية

 

ميشال عون الذي احبه الناس فيما مضى وتحدوا الإحتلال لن تجبرهم اليوم كل وسائل القمع عن المجاهرة بكرهه

الياس بجاني/19 حزيران/2020

يوم احب الناس عون لم يجبرهم أحد واليوم والبعض يجاهرون بكرهه لن تجبرهم كل وسائل الإضطهاد على تغيير احاسيسهم. الحب لا يشترى ولا يفرض بالقوة

 

نشكر أميركا على قانون قيصر ونتمنى أن يعاقب كل لبناني وحزب باع نفسه ووطنه لما يسمى زوراً محور المقاومة

الياس بجاني/18 حزيران/2020

على مدار 7000 سنة من التاريخ الغابر والمعاصر مر على لبنان آلاف المحتلين والغزاة والفاتحين والبرابرة من كل حدب وصوب، إلا أنه ورغم كل بطش وظلم وجور معظمهم فإنه لم يكن أحداً منهم بوحشية وبربرية ودموية وإجرام وجحود وسادية ونرجسية النظام السوري الذي عمل جاهداً وبمنهجية شيطانية وتدميرية منظمة منذ العام 1975 على تعهيروتصحير وتسطيح وتسخيف وتقزيم الحياة السياسة والاجتماعية والأخلاقية والوطنية والثقافية في وطن الأرز.

هذا النظام الذي هو خارج التاريخ والمٌغرب عن كل ما هو إنساني وقيمي وحقوقي وأخلاقي قلب المعايير كافة وفقست حاضنته الستالينية والشمولية جيلاً كاملاً من السياسيين والمسؤولين اللبنانيين المسخ الفاقدين لكل مكونات ومقومات الوطنية والأديان والكرامة والأخلاق واحترام الذات.

 خلع على هؤلاء مسمى حلفاء سورية، في حين ابتكر لطرواديتهم عقل مخابراته المريض مفردات وشعارات وهمية مفرغة من كل معانيها من أكثرها اجتراراً، المقاومة، والتحرير” والممانعة، ووحدة المسار والمصير، والخط الوطني، وسورية العروبة، وتطول القائمة.

خلال حقبة احتلاله البغيضة للبنان وعلى خلفية روحية التدمير والتخريب المتعمدة، وبنتيجة مركبات النقص والحسد والحقد التي تهيمن على فكره وممارساته قتل وخطف وأخفى في سجونه الآلاف من أهلنا وأوجد عشرات المربعات الأمنية والدويلات والميليشيات الفلسطينية والإيرانية والدينية والأصولية والمافياوية وفكك بخبث ودهاء منقطعين النظير كل مؤسسات الدولة اللبنانية من دون استثناء بدءاً من رئاسة الجمهورية ومروراً بمجلسي النواب والوزراء والجيش والقوى الأمنية وانتهاءً بوزارة الخارجية التي حولها إلى مجرد مكتب ملحق وتابع لمرجعيته.

كما ضرب سمعة لبنان واللبنانيين حتى أمسى اللبناني يعامل معاملة الإرهابيين والمهربين في كل مطارات العالم.

وفي ظل وتحت رعاية النظامين السوري والإيراني وُجد حزب الله الإجرامي والإرهابي سنة 1982 الذي هو جيش إيراني 100% ولا علاقة له لا بلبنان ولا بالقضايا العربية التي يتاجر نفاقاً ودجلاً واحتيالاً بشعاراتها ومنها وأهمها تحرير القدس ورمي اليهود في البحر وتحرير فلسطين.

اليوم ومع قانون قيصر الأميركي يتمنى كل الأحرار السوريين واللبنانيين والعرب أن تكون نهاية نظام الأسد الكيماوي والبراميلي قد اقتربت وأصبحت في مراحلها الأخيرة لأنه نظام لا يعرف غير القتل والإجرام.

كما من المفروض أن يطاول قانون قيصر حزب الله الإيراني وكل من يسمون أنفسهم في لبنان حلفاء محور المقاومة وهم الحزب القومي السوري، وحزب البعث، وحزب شركة عون وصهره، والحزب الشيوعي، والعديد من الجماعات المسلحة والأصولية التي تربت على معالف عنجر والبوريفاج والضاحية، وما أكثرها، إضافة إلى الفصائل الفلسطينية المسلحة التابعة مباشرة لإيران والأسد المتواجدة في المخيمات الفلسطينية، وفي معسكرات الناعمة وقوسايا وحلوة والسلطان يعقوب.

كل هؤلاء الذين يدعون زوراً وباطلاً أنهم مقاومون ومناضلون ومحررون وتقدميون وقوميون وعروبيون، جميعهم بلعوا ألسنتهم منذ اليوم الأول للانتفاضة الشعبية في سورية وأصيبوا بعمى البصر والبصيرة معتبرين أن الشعب السوري الثائر على نظامه الفاشيستي هو مجرد جماعات مخربة وأصولية يستعملها الإسرائيلي والأميركي لضرب نظام الأسد الممانع والمقاوم الذي يقف عائقاً في مواجهة مخططاتهم الاستعمارية.

أما شبيحة وعصابات حزب الله فلهم في قمع وإفشال الانتفاضة السورية أيادي جهادية حمراء حيث يشاركون ومنذ سنين عصابات الشبيحة والحرس الثوري الإيراني وأذرعته العراقية والأفغانية بقتل الشعب السوري الذي أصبح منه 12 مليون مهجراً و80% يعيشون تحت مستويات الفقر المدقع… فأنعم وأكرم بهكذا مقاومة.

من يقرأ ويسمع تصريحات هؤلاء المرتزقة والصنوج والأبواق الكاذبة والمبتذلة وفي مقدمها معلقات حسن نصرالله البالية والببغائية والواهمة وهي تهاجم قانون قيصر وأميركا يلعن هذا الزمن الرديء الذي انحدرت فيه الأخلاق والقيم إلى درك سفلي ما بعده درك.

في الخلاصة وبصوت عال نحن نتمنى صادقين أن يطاول قانون قيصر بعقوباته كل لبناني كائن من كان وكل حزب وتنظيم ومجموعة باعوا أنفسهم ووطنهم لما يسمى دجلاً محور المقاومة..

عملياً فإنه لا حلفاء ولا أصدقاء لهذا المحور الشيطاني في لبنان بل جماعات مارقة وطروادية ونفعية من المرتزقة والمأجورين والصنوج والأبواق، ونهاية هؤلاء من الحياة السياسية أمست قريبة جداً كما هي حال النظام السوري الغارق في دماء شعبه والمغرب عن التاريخ والحضارة والإنسانية.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الالكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

بعد تعذّر إجراء عمليّة خطرة لفاليري في الدماغ.. مار شربل يتدخّل!

موقع أليتيا/19 حزيران/2020

كشفت فاليريي الخوري عن اختبارها مع القديس شربل، وقالت: “في 19 تشرين الثاني 2016، تعرّضت لوعكة صحيّة، فأجريت الفحوصات اللازمة التي بيّنت أنني أعاني من التشوّه الشرياني الوريدي الدماغي (Arteriovenous malformation). طلب مني الطبيب المعالج إجراء تمييل لشرايين الرأس، ما أكد وجود مشكلة كبيرة وتعذّر إجراء عمليّة جراحيّة بسبب خطورتها، فشدّد على ضرورة إعادة إجراء الفحوصات كل ستة أشهر. تملّكني الخوف، ورفعت صلاتي إلى الله طالبة شفاعة مار شربل كي أنال الشفاء، وزرتُ ضريحه في عنّايا، وأكلت ترابًا جلبته من قبره القديم، ودهنت رأسي بالزيت المقدّس.”

وأضافت فاليري، في حديث مع موقع “أليتيا”:“في تلك الليلة المباركة من أيّار الماضي، استجاب طبيب السماء لتضرّعي، فأجرى العمليّة في رأسي. عندما استيقظت في صباح اليوم التالي، شعرتُ بصداع أليم وظهرت آثار الاحمرار في الرأس، فنُقلت إلى المستشفى على الفور، حيث خضعت مجدّدًا للتمييل.

حينئذٍ، تأكد الطبيب المعالج من شفائي التام! لقد تشفّع بي مار شربل، فأتيت برفقة الأهل والأصدقاء إلى دير مار مارون-عنّايا لأشكره على تدخّله، وسجّلت الأعجوبة في 18 حزيران 2020.

 

لبنانيأ الخارج رهينة سياسيي الداخل

د. وليد فارس/19 حزيران/2020

لبنانيون في الاغتراب تحركوا وعملوا المستحيل لكي يرفعوا قضية لبنان ويدوّلوها بالرغم من ضغط الاحتلال السوري وحجم الطبقة السياسية المرتبطة به. والمشككون كانوا بالاطنان.

عمل هؤلاء اللبنانيين او من اصل لبناني جاهدين خاصة ما بين ٢٠٠٠ و ٢٠٠٤ واتوا بالقرار ١٥٥٩. ولم يكن لاي سياسي دور في انتاج القرار.

الا ان سياسيين (ليس جميعهم) كان لهم دور رئيسي في افشال ثورة الارز، ونزع الفصل السابع عن القرار الدولي، ومعارضة التدخل الخارجي عندما كان متوفراً، وعقد الصفقات مع ميليشيات المحور.

والاسواء انهم حاولوا تشويه حقيقة القرار، وشتموا الدول التي انتجته، وتنازلوا عن قرار لم يكن لهم اي دورٍ فيه.

اللبنانيون في الخارج والمغتربين جهدوا وكدّوا من اجل قضية على مسافة ٧ الاف ميل من حيث حياتهم اليومية بينما السياسيون القاطنين في لبنان ضحوا بالانجاز الدولي الوحيد لصالح لبنان منذ ٣٠ عام لقاء ماذا؟

لا شيء اطلاقاً الا تموقعهم في بلد يحكمها حزب الله دون منازع منذ ٢٠٠٨، بعد "انجاز الدوحة".

ويخبرنا اللبنانيون في الوطن الام ان السياسيين ومنظرينهم يلقون بالمسؤولية على من؟

بالطبع على امريكا، ويشرحون لك "المؤامرات المعقدة" اللاواقعية، التي تخلى عنها حتى معظم عرب القرن الواحد و العشرين.

اذا ان يقوم المغتربين بتحرك آخر لانقاذ التحرك السابق امر ممكن.

ولكن من يضمن ان لا يضرب السياسيين طوربيداتهم من جديد ويداكشوا انجازاً جديداً بمكاسب داخلية اضافية؟

لا احد بأمكانه ان يضمن اكثر من ضمانات سنة ٢٠٠٥ عندما قدم الاغتراب قرارا دولياً وقدم الشعب اللبناني ثورة رائعة، وداكشها السياسيون بتقاسم "وطني" مع "الممانعة".

اعتذر عن صراحتي في التقييم فنحن نعرف ما يجري في الخارج ورأينا ما حدث في الداخل، ومن واجبنا الاخلاقي ان نشارك الناس بما نعرفه، ونتمنى ان يكون الواقع غير ذلك. ولكنه من غير المسموح ان تقال غير الحقيقة لمن ينتظرها بفارغ الصبر.

هل الطريق مسدود؟ كلا. ولكنه طريق مختلف ليس فيه عصا سحرية ولا روايات مبسّطة. بل درب صعب ولكنه ممكن، اذا كان هنالك تركيز موضوعي وهادئ والاّهم الاهّم، ان تُوضع التخيلات التي زرعها غير العارفين ليعرقلوا هّمة العاملين.

وللكلام صلة.

 

منى أبو حمزة: جنبلاط شخصيا طلب مني فدية بقيمة 20 مليون دولار!

اي ام ليبانون/19 حزيران/2020

بعد تغريدة رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط عن إساءة الأمانة، توجهت الاعلامية منى ابو حمزة بسؤال إلى جنبلاط عبر حسابها على “تويتر” قالت فيه: “ما هو تعريف إساءة الأمانة؟ أن تأتوا بمتمول مقتدر من الخارج فيؤسس لكم ٢٧ شركة تساوي الملايين اليوم، ثم ترسلون شريف فياض ووائل أبو فاعور ليجبراه أن يمضي تنازلاً عن حصصه في هذه الشركات، من بعدها تلجأون إلى القضاء لتوقيفه، وتطلب مني أنت شخصياً فدية 20 مليون دولار ليتم الإفراج عنه؟؟”

 

وهاب لجنبلاط: هيدي كبيرة.. ما قصة "فدية" الـ20 مليون دولار؟

موقع ليبانون ديبايت/الجمعة 19 حزيران 2020

هاجم رئيس حزب التوحيد العربي وئام وهاب في تغريدةٍ على حسابهِ عبر "تويتر" رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط، قائلًا، "يا بك فيك تحل عن بهيج أبو حمزة". وذكَّر وهاب جنبلاط بأن بهيج أبو حمزة "خدمك تلاتين سنة وشلحتو كل تعبو بيكفي بقا". وأضاف وهاب، "تاني شي بهيج معي ما بيشتغل مع سوريا إلا إذا كنت عبتتهمو تا تهدرلو دمو. وهيدي كبيرة لأن أنا بتعرفني بحمي إلي معي". وأكمل وهاب، "بتمنى عليك ما حدا بينافسك بكار النفط لأن ريحتو بشعة".

 

نزار زكا: اطلاق سراح قاسم تاج الدين قريبا.. ما يؤدي الى انفراج في لبنان

ال بي سي/19 حزيران/2020

كشف نزار زكا المعتقل السابق لدى ايران والمتابع لقضية تبادل الأسرى بين الولايات المتحدة وايران، للـ LBCI أن اللبناني قاسم تاج الدين الموقوف في الولايات المتحدة بتهمة المساعدة في تمويل حزب الله، سيطلق قريبا. ولفت زكا الى انه اتصل بعائلة تاج الدين قبل أسابيع وأبلغهم بقرار اطلاقه في إطار عملية تبادل. وشدد على ان الافراج عن قاسم تاج الدين يأتي في اطار دبلوماسية تبادل الاعمال الحسنة وهذا ما يؤدي الى انفراج في لبنان. زكا لفت الى ان موضوع المفقودين في سوريا اساسي في لبنان وهناك 622 اسما يعتبرون مفقودين في سوريا وواجباتنا ملاحقة هذا الملف. وكانت عائلة تاج الدين اصدرت بيانا اعلنت فيه انها تتطلع الى اطلاقه في المستقبل القريب في 27 حزيران الجاري. وان القاضي وافق على اطلاق سراحه لاسباب انسانية بسبب مخاطر كورونا على حياته.

 

تغريدة للمتحدث باسم صندوق النقد عن تقديرات خسائر القطاع المالي في لبنان

الكلمة أولاين/19 حزيران/2020

غرّد المتحدث باسم صندوق النقد الدولي غاري رايس على حسابه على "تويتر" قائلا:"تقارير إعلامية تتحدث عن تقديرات لخبراء صندوق النقد الدولي حول خسائر القطاع المالي في لبنان. للتوضيح، وكما أشرنا سابقًا، تتوافق تقديراتنا بشكل عام مع تلك الواردة في خطة الحكومة. ويجب أن تكون الحلول سريعة وفعالة وعادلة وطويلة الأمد".

 

استقالة مستشار وزني ضمن الوفد المفاوض مع صندوق النقد

وطنية/19 حزيران/2020

أعلن المكتب الإعلامي لوزير المال غازني وزني في بيان أن “الدكتور #هنري_شاوول استقال من منصبه كمستشار لوزير المالية ضمن الوفد المفاوض اللبناني مع صندوق النقد الدولي. ويعرب وزير المالية عن تقديره وامتنانه لجميع الجهود التي بذلها الدكتور شاوول في إطار منصبه السابق”.

 

الخطأ ليس بالمصالحة ولا بالترشيح.

سلمان سماحه/الكلمة أونلاين/19 حزيران/2020

لا وألف لا... المصالحة والترشيح ليس خطأ

النوايا السيئة عند الفريقين هي الخطأ

القلوب السوداء عند الفريقين هي الخطأ

تغليب المصلحة الفردية عند الفريقين هو الخطأ

عدم التقاء قيادات الفريقين طيلة المفاوضات هو الخطأ

عدم المصارحة والمكاشفة عند الفريقين هو الخطأ

عقلية الالغاء والاستئثار عند الفريقين هي الخطاء

العمى من نشوة الانتصار عند الفريقين هو الخطأ

اما خطاؤنا نحن، فهو واحد: المسامحة..

مسامحتكم كل مرة على خطاياكم بحقنا...وحق قضيتنا.. وحق شهدائنا..وحق مستقبلنا..

سامحناكم في العام ٩٠ وفي عام ٢٠٠٥...

وسامحناكم آخر مرة حين رفعنا شعار :

وحدة الموقف المسيحي فوق كل اعتبار

وحدة الموقف المسيحي للسيادة للتوازن للحريات

وحذرناكم آخر مرة بعد الترشيح وبعد الانتخاب:

ميشال عون..سمير جعجع...ممنوع الغلط

لكن لا..ركبتم رأسكم واغمضتم عينيكم ودفنتم ضميركم

شهوة السلطة والتسلط اعمت بصيرتكم..

وها هي قواعدكم التي زرعتم فيها بذور شركم اليوم منتشية:

قاعدة منتشية من "قد يكون أخطأنا.."، كأنها استعادت حقاً مسلوباً منها...

وقاعدة اخرى منتشية انه "بعصناكن" وتضحكنا عليكن...

وللختام، فكرة واحدة: بالرغم من كل الشر الذي زرعتماه واستولدتماه...سينتصر الخير...لا بل انتصر الخير...

فالازمة التي نعيش عرّتكما...وفضحتكما..

وما على قواعدكم ومحبينكم ومناصريكم غير محاسبتكم..

والاهم، منع تكرار ظاهرتكم...

 

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الجمعة 19/06/2020

وطنية/الجمعة 19 حزيران 2020

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون لبنان"

حتى الساعة لم يرد رؤساء الحكومات السابقون على الدعوة للمشاركة في مؤتمر الحوار الوطني في القصر الجمهوري بعد ستة أيام.

ويبذل رئيس المجلس النيابي نبيه بري جهدا في سبيل إنجاح عقد المؤتمر الذي قال الزعيم وليد جنبلاط إنه سيشارك في أعماله.

وعلى الصعيد المالي، لعبة الدولار مستمرة بيعا في النهار وشراء في الليل، والمبالغ المتداولة لا تزيد على أربعة ملايين دولار، فيما ذكرت أوساط مالية أن هذه اللعبة لا تعطي النتيجة المطلوبة في التوازن بين الدولار والليرة.

ولقد عقد حاكم مصرف لبنان إجتماعا مع وزير العدل والمدعي العام المالي وبعض الصرافين المتهمين بمخالفات، في وقت تواصل غرفة عمليات الأمن العام عملها في ضبط الصيارفة المخالفين.

وعلى صعيد قانون سيزار، فإن سوريا تمكنت من إدخال خمس سفن محملة بالغذاء والسلع بالتعاون مع إيران.

وتقف روسيا موقف المعارض لتنفيذ هذا القانون.

وفي المنطقة، الوضع المتفجر في ليبيا متواصل، وكذلك الوضع في شمال العراق بين الأكراد من جهة والحلف التركي الإيراني.

بالعودة الى بيروت نشير الى التحضيرات في مطار رفيق الحريري الدولي لإستعجال الطائرات الخاصة بعد يومين، وطائرات الركاب العادية أول الشهر.

الرئيس بري اجتمع مع رئيس الحكومة ومع وزير الخارجية ومع نقابة الصيارفة.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون ان بي ان"

هوي إختبار لكل العالم، ما بيميز بين كبير وصغير، وقوي وضعيف، وأبيض وأسود، العالم كلو خايف، عايش نفس الواقع، والخوف مبعدنا عن بعض. طبيعي نكون خايفين حتى لو الحياة عم ترجع شوي شوي لطبيعتها، خايفين ع حالنا، ع يلي منحبهن لأن كلنا معرضين... الفيروس ما بميز... بس ما في عيب ولا حيا إذا الفحص طلع إيجابي.... مش هيدا الاختبار الأهم…

الاختبار الأهم... إنو ما نحول خوفنا ع صحتنا، لخوف من بعض... إنو نشوف الانسان، مش المرض... ونتذكر انه ما عمل شي غلط... الاختبار الأهم نوقف حد بعض... مش ضد بعض... لأن اللي فيه يمرضنا... مش بس الفيروس... اللي فيه كمان يمرضنا هوي إذا تخلينا عن محبتنا لبعض.... هيدا الاختبار الأهم...

اختبار مهم أيضا ينتظره اللبنانيون بعد اسبوع من خلال اللقاء الوطني في بعبدا وفي هذا الإطار شهدت عين التينة المزيد من اللقاءات وزارها اليوم رئيس الحكومة حسان دياب حيث جرى التشاور مع رئيس مجلس النواب نبيه بري آخر التطورات فيما أطلع دياب قبل اللقاء على خلاصة عمل لجنة المال بشأن مقاربات الخطة المالية وما تضمنتها من أرقام ضمن مساعي توحيد اللغة في إطار التفاوض مع صندوق النقد الذي أعلن اليوم عن حاجة لبنان إلى إصلاحات شاملة ومنصفة في مجالات عديدة وهو ما يتطلب توافقا ومشاركة مجتمعية وفق رأي الصندوق.

السوق السوداء لا تزال تفرض إيقاعها على سعر صرف الدولار من دون أن تتمكن الإجراءات والتدابير الرسمية المتخذة من لجمها حتى الآن حتى صح توصيف رئيس المجلس حفرا وتنزيلا في تعليقه على التفلت المتواصل للدولار من الضوابط: إنها رذالة ما بعدها رذالة لا سيما أنه كان يتوقع أن يبدأ سعر الصرف بالإنخفاض بدءا من مطلع الأسبوع الجاري بعد الإجتماع الرئاسي في بعبدا.

وفي شأن متصل تابعت خلية الأزمة الوزارية المكلفة بمتابعة المواضيع المالية إجتماعاتها وأجرت تقييما للتطورات الأخيرة مع البحث في الإقتراحات المتعلقة بإستيراد المواد الغذائية الأساسية وتخفيف الضغط على طلب الدولار لدى الصرافين.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون المنار"

العين على عين التينة، والوجهة بعبدا، والهدف لقاء وطني أكثر ما تحتاجه البلاد في ذروة احتدام الملفات، والوقوف عند مفترق قرارات وطنية حاسمة.

محطة اليوم في مقر الرئاسة الثانية كانت لرئيس الحكومة حسان دياب، في لقاء مطول مع الرئيس نبيه بري وصفته المصادر انه الاعمق في بحث الملفات بين الرئاستين، يمهد لتنسيق أفعل بين السلطتين التشريعية والتنفيذية، ماليا واقتصاديا وسياسيا، والهدف العام : التوصل إلى رؤية وطنية موحدة لمعالجة الأزمات الداهمة. فيما أكدت مصادر متابعة للقاء أن نتائجه لن تطول حتى تترجم عمليا.

ومن ملفات اللقاء، تعبيد الطريق الى بعبدا لتسهيل العبور السياسي لمختلف الافرقاء الى اللقاء الذي دعا اليه رئيس الجمهورية العماد ميشال عون في الخامس والعشرين من الجاري.

لقاء أكدت مصادر بعبدا للمنار ان الهدف الاساسي منه تحصين الوحدة الوطنية وحفظ الامن والاستقرار ومنع الفتنة من التسلل الى النسيج اللبناني، معتبرة ان المتخلفين عن الحضور لا بد أن يتحملوا مسؤوليتهم تجاه اللبنانيين، فيما ذكرت مصادر متابعة للتحضيرات أن غياب أي مكون طائفي عن اللقاء، يعني انه لا لقاء ولا حوار.

في جائحة الدولار لا جديد في أفق الاجراءات، فيما برزت زيارة للصرافين الى الرئيس نبيه بري احالوا بعده الازمة على القوى السياسية..

وبقوة دفع جديد عاد شبح كورونا ليطل من جديد، مع رفع منظمة الصحة العالمية الصوت محذرة من أن الوباء عاد ليتصاعد من جديد، وأن الفيروس يتفشى بشكل سريع، وان اعدادا كبيرة تسجل مؤخرا، أكثرها في اميركا توازيا مع تسجيل أعداد كبيرة في جنوب آسيا وفي الشرق الأوسط ..

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون ال بي سي"

قبل الدخول في مقدمة النشرة، ننقل إليكم حوارين: الأول من أحد مصانع الألمنيوم، والثاني من سوق الخضرة...

في الحوار الأول، يسأل الزبون: بأديش متر الألمنيون؟ فيأتي جواب مسؤول المبيعات: تركيب بـ 4800. فك بـ 4700.

في الحوار الثاني، يسال المستهلك : باديش كيلو الباذنجان ، فيأتيه الجواب: الكيلو بـ 5000.

عذرا أيها المشاهد، هذا ليس حوارا في مصنع ألمنيوم ولا في سوق خضار، بل هو مقتطف من رسائل نصية من "غروبات" على "الواتس آب " لصرافي السوق السوداء يستخدمون فيها شيفرة الألمنيون والخضار للإفلات من تعقب الأجهزة الأمنية... إنها "المعجزة اللبنانية التي تستخدم في مص دم الناس، وفي كل يوم يتم ابتكار أسلوب جديد لشفط الدولار... اليس هذا الأسلوب الجهنمي حافزا للسلطات المعنية لتعيد النظر بهذه الآلية؟ ثم، اليس في هذه الجمهورية من يجرؤ على وضع حد للصرافين غير الشرعيين ولبعض الصرافين الشرعيين الذين يلعبون هذه الألاعيب؟

الملفات المالية بمجملها كانت محور تلاحق الإجتماعات: اجتماع اول بين رئيس الحكومة ورئيس لجنة المال والموازنة الذي أوضح إثره أن "لا وجود لارقام للجنة او لنواب، بل كل الارقام هي للمراجع الرسمية المتحاورة التي توصلنا معها الى مقاربة مشتركة توصل الى ارقام شفافة ومعالجة تدريجية للخسائر".

واجتماع ثان هذا المساء هو تتمة لاجتماع عقد الإثنين وضم إلى رئيس الحكومة وزير المال وحاكم مصرف لبنان وجمعية المصارف، وياتي هذا الإجتماع ليقرب وجهات النظر أكثر فأكثر بين رئيس الحكومة وجمعية المصارف خصوصا أن الأرقام باتت متقاربة. فالرئيس دياب خلال هذا الإجتماع، اعتبر ان الجميع في مركب واحد، داعيا إلى التعاون البناء والايجابي لانجاح خيارات الحلول.

وفي انتظار ان تعاود المفاوضات مع صندوق النقد الدولي ، فإنه بات واضحا ان الصندوق يركز أولا واخيرا على موضوع الإصلاحات ويأتي في مقدمها إصلاح قطاع الكهرباء، وسنكون في سياق النشرة مع تقرير عن مسار الإصلاح في لبنان والفشل المتمادي من الحكومات المتعاقبة والوزراء المعنيين في إنجاز إصلاح هذا القطاع .

لكن قبل كل هذه التفاصيل نبدأ بحملة " الإختبار الأهم "...

الإختبار الأهم هو أن فيروس كورونا يجب الا يحول الإنسان خائفا من أخيه الإنسان ، فالخوف على الصحة يجب الا يحول البشر إلى خائفين من بعضهم البعض ... بمعنى ان الإختبار الأهم هو أن نبقى نحب بعضنا بعضا حتى ولو أصيب أي إنسان بفروس كورونا.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون أم تي في"

لم تتضح بعد مواقف القوى السياسية الأساسية، المعارضة منها والموالية الزعلانة، هل تشارك في لقاء بعبدا في الخامس والعشرين من حزيران ام لا، والمنحى العام المستشف من مصادرها يشير الى إحتمال كبير حتى الساعة، أن يتغيب الرؤساء السنة السابقون بما يفقد اللقاء ميثاقيته.

دوائر القصر التي تستشعر المخاطر التي تتهدد اللقاء ، سعت الى استبعاد المواد الساخنة التي تسعر الخلاف بدلا من أن تطفئه، كالتوجه شرقا والموافقة على الخطة الاقتصادية والمالية، بما يشكل بصما على خيارات حزب الله و الحكم والحكومة ، فسوقت أن الغاية من اللقاء هي إبعاد شبح الحرب والاقتتال الداخليين وتحصين السلم الأهلي، واصفة من سيتغيب بأنه يمتنع عن المشاركة في واجب وطني، علما بأن نفض الغبار عن إعلان بعبدا المغيب هو الدواء لكل مصائب لبنان

ماليا ، وبعد سحب لجنة المال ملف الأرقام المتناقضة وتوحيدها من اجل تحسين الوضع التفاوضي مع صندوق النقد، اشتغل رئيس اللجنة ابراهيم كنعان على خط السراي لبلسمة جرح الرئيس دياب الذي اغاظه سحب الملف من عصمته، وأعطاه جرعات تطمين، فحواها أننا فريق واحد، ولا منتصر ولا مهزوم في المعركة طالما أن لبنان في الدق .

ومن ثم توجه كنعان الى عين التينة لتحصين الخطوة بما يسهل انطلاق المفاوضات مع صندوق النقد بطريقة عملية وجدية، ولو من النقطة الصفر. ولاحقا زار دياب بري الذي أسمعه كلاما مشابها

لجنة تقصي الحقائق ، تلقت رياح دعم معنوية، من فرنسا التي اعلنت الناطقة باسم خارجيتها قلق بلادها من التدهور الخطر للوضعين الاقتصادي والاجتماعي في لبنان ودعت الى تنفيذ الاصلاحات الضرورية دون إبطاء, لإنتعاش البلاد وفقا للالتزامات التي تعهدت بها الدولة في اجتماع مجموعة الدعم الدولية .

إضافة الى النداء الفرنسي الذي يبدو أنه قد يكون الأخير ، يكتسب عمل اللجنة مشروعيته من صرخات الناس الجياع وارتفاع أسعار السلع وانفلات الدولار.

في سياق صحي نابع من الأضرار النفسية والاجتماعية الناجمة عن الكورونا، اطلقت وزارة الصحة واليونيسيف ومنظمة الصحة العالمية وأبعاد الحملة الوطنية للتصدي للوصمة المرتبطة بفيروس كورونا المستجد، بعدما شهدنا سلوكيات تمييزية حيال المصابين بكورونا بما يؤثر على صحتهم النفسية والجسدية، و تدعو الحملة الى المساواة بين المصابين والأصحاء والامتناع عن إصدار الأحكام واللوم بحق الاشخاص الذين تصدر عنهم تصرفات مميزة ضد المصابين بكوفيد 19 لأنه لا يساعد في تغيير السلوك، معتبرة أن،" العالم كلو خايف، عايش نفس الواقع والخوف مبعدنا عن بعض. ووزعت شريطا مصورا تعبيريا سنعرضه في سياق النشرة.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون او تي في"

من شتائمهم تعرفونهم، ومن حقدهم الواضح تحددون إلى أي جهة ينتمون.

هي خلاصة المشهدية البشعة التي قدمت أمس في جونيه، بإخراج حزبي مفضوح، وأداء مكشوف لناشطين حزبيين معروفين بالإسم، ولو استعملوا هويات أخرى مزورة لتقديم أنفسهم للناس.

في المحصلة، ما جرى أمس لم يكن لا حراكا ولا انتفاضة ولا ثورة، ولم يكن طبعا احتجاجا على قمع مزعوم للحريات، بل شكل حفلة تنكرية مملة جديدة، لأحزاب، بات الناس مشمئزين من تمثيلها عليهم لا لهم، مؤدية مرة بعد مرة، وبغير إتقان، دور الحمل الوديع، فيما هي في الحقيقة ذئب سياسي مفترس.

وفي كل الاحوال، بين الشتيمة والحرية، العدالة وحدها هي الحكم، ونص القانون واضح في هذا المجال، ولا يحتمل أي اجتهاد او فلسفة.

اما في الملفات الاساسية، فالانظار نحو لقاء بعبدا الذي دعا اليه رئيس الجمهورية الخميس المقبل، رصدا للمشاركين، الذين اعلن وليد جنبلاط اليوم أنه سيكون منهم، وترقبا لما يمكن أن يشكله اللقاء من فرصة تقدم للعالم صورة متجددة عن لبنان المتفاهم على الاساسيات، والقادر تاليا على تخطي الأزمة الاقتصادية والمالية والنقدية الاسوأ في تاريخه.

وفي غضون ذلك، الحكومة تواصل العمل، ساعية إلى تفكيك الغام السياسة وغير السياسة التي تعترض طريقها، ومنها ما يرتبط بأحكام قانون قيصر، علما أن خبر اطلاق قاسم تاج الدين من الولايات المتحدة قريبا، ارخى بظله على المشهد السياسي الداخلي، في ضوء التفسيرات المتباينة التي أعطيت له من أكثر من طرف.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون الجديد"

ما على الرسول إلا البلاغ والدعوات إلى بعبدا باتت في أيدي المرسل إليهم في دعوة الإنقاذ تحسبا لأي انفلات بعواقب وخيمة لكن ما بين سطور الدعوة تكمن شياطين التفاصيل فالانفلات تجلى في أبهى صور التزاحم أمام محال الصيرفة والانفلات عينه أوصل إلى إنهيار لم يكن وليد أزمة مارقة بل هو نتاج حقبة بلغت من العمر ثلاثين عاما حتى صارت أم الصبي أما الأب الشرعي فهو كل من توالى على سدة المسؤولية وترك بصمته في سجل تدهور أوضاع لم يشهد لها لبنان مثيلا. وفي ظل هذه الأوضاع فإن آخر الدواء هو الكي بالحوار على طاولة واحدة ووجها لوجه في مقابل حوار على المنابر وفي المؤتمرات الصحافية وخلف جدران المقار. وإن كان المؤمن لا يلدغ من طاولات حوار "أكثر من" مرة فترف الوقت أسقط من اليد الحيلة والحلول .

الزير والبير معا سوف يظلان في بعبدا ولكن دعاة مقاطعة هذا اللقاء كانوا أبطال دعاة الحوار عند كل عقدة وأرشيفهم زاخر بمواعظ المحبة وعندما تراجعوا إلى خطوط السلطة الخلفية صاروا مربى الدلال والبلد على كف عفريت. شكلوا ائتلافا رباعيا مرجحا أن يصبح ثلاثيا إذا ما استخدم الرئيس سعد الحريري ذكاءه وقرر المشاركة والخروج من الحلف الثلاثي سلام السنيورة وميقاتي . سلام رفض المشاركة في لقاء استعراضي لن يتخذ قرارات حقيقية وهو نفسه وقف عاجزا ذات أزمة نفايات وتحدث عن نفايات سياسية فماذا لو شارك واستعرض الحقائق؟ والسنيورة لم يقرر نهائيا بشأن حضور اللقاء الوطني على قاعدة أنه يرفض المساهمة في تبييض صفحة العهد والحكومة وحزب الله وجبران باسيل وعلى سيرته وهندساته المالية وزيرا ورئيسا للحكومة لا تجوز الرحمة والضرب في الاحد عشر مليارا حرام ومع أن للميقاتي ميزة الارتفاع فوق سطح الطاولة فقد رأى أن الحوار لا يملك رؤية واضحة والانخفاض قليلا نحو سطح الأزمة ومقاربة خطر الأوضاع قد يساعدانه على انقشاع الرؤية والمساهمة في حل صنعت أزماته كل هذا الثلاثي الحزين .. المسيل للدموع وغير المستعد لتسييل أي معالجات أخرى.

رؤساء ثلاثة تناوبوا على السرايا دخلوا في سباق الهروب إلى الأمام من المسؤولية وكل ينتظر على قارعة الرضى فالسفير السعودي في بيروت وليد البخاري قاطع رئيسي الجمهورية والحكومة وزار بري والحريري والمفتي وكاد يزور مختار الحارة على وعد مساعدة لبنان فكيف سيكون شكل المساعدة والى من سيقدمها وقد قاطع من هم في سدة المسؤولية ؟. كل يغني على هوى المرجعية الخارجية فيما المطلوب وضع كل الخلافات على الطاولة لا تحتها وبجانبها. في زمن التباعد الاجتماعي صار التقارب السياسي أكثر من ضروري

وباللهجة الي بنعرفها :

هالمرض قربنا ، خلانا نشوف بعض من مسافة وحدة ،

الوباء ما كان بلاء ، هوي مستجد بس لا ما بيخلينا نستبد

كان رسالة حتى نكتشف قدراتنا ، ابتكاراتنا ، مسافاتنا ، وتقاربنا .

بحملة الاختبار الاهم

في شي مهم متل حالك تماما ..في مجتمع وعيلة

وناس انصابت وعم بتقاوم ع جبهتين: المرض وسمعة هالمرض .معك كورونا؟ صارت تهمة

صارت عنصرية ..صارت بالسيرة الذاتية، لا هالمرة مريض الكورونا كمان مش وجهة نظر

الاختبار الاهم انو انو نهتم بكل حدا مات وعاش صادق العزلة ورجع للحياة ليشاركناالحلو والمر.

 

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الجمعة في 19 حزيران 2020

الجمعة 19 حزيران 2020

النهار

تنقل مصادر قريبة من الادارة الاميركية ان الدفعة الثانية من الاسماء المشمولة بقانون قيصر ستشمل لبنانيين متعاملين مع النظام السوري وكذلك الدفعة الثالثة.

يقول أحد النواب المخضرمين إنّ تبدُّل نظرة رئيس حزب مسيحي بارز من العهد، مردّه معطيات سياسية داخلية وإقليمية سيشهدها لبنان والمنطقة وقد يرتفع منسوب مواقفه بشكل لافت في المرحلة المقبلة.

يُنقل عن مقربين من مرجع حكومي سابق، أنّه بدأ بتحديث فريق عمله السياسي والإعلامي والديبلوماسي تماشياً مع المرحلة المقبلة وبعدما اتخذ قرار المواجهة مع خصومه ضمن فريق متماسك وخبير.

الجمهورية

وصف مسؤول مالي أن ضخ الدولار في السوق لم يؤدّ الغاية المرجوة منه، فاستمر استنزاف البنك المركزي وارتفع الدولار الى 5 آلاف ليرة.

قال سياسي بارز إن عودة مرجعية سياسية الى السلطة غير واردة الآن لانه أذكى من أن يقع في فخ التسويات مجدداً ثم العقوبات.

تبيّن أن بعض المصارف لا يزال يعتمد نمط تحويل الأموال الطازجة إلى إيداع دفتري للزبون بنسبة الضعف ونصف الضعف.

اللواء

أدى إصرار تحالف سياسي على إقناع قطب كبير لتمثيل طائفته إلى إرباك و"زعل" لدى حلفاء هذا التحالف!

ما يزال مقربون من وزير خدماتي، يختلفون حول تقييم أدائه، بين سلبي وإيجابي، وفقاً لمعطيات تفتقر إلى الدقة والشمولية..

كشف مصدر مطلع أن استقالة مسؤولة حزبية، قديمة، فهي تعود إلى أيام الحكومة السابقة، وهي مرتبطة بأمور تتعلق بأداء الوزراء آنذاك.

نداء الوطن

يعمل وليد جنبلاط على مساعدة نبيه بري في تأمين حضور الجهات السياسية اجتماع بعبدا وتردّد أنه نصح سعد الحريري بالحضور.

إتّضح أنّ هناك عدداً كبيراً من موظفي المؤسسات غير الحكومية يعملون في السراي الحكومي برواتب مرتفعة، وأفيد أنّ العمل جارٍ لإعادة النظر بمهامهم.

إستبعد مصدر مسؤول عقد لقاء قريب بين رئيسين لتيارين خصمين في السياسة على غرار لقاءات أخرى عقدت.

الأنباء

تبدي حركة سياسية قلقاً كبيراً مما يجري في طرابلس والشمال، وتعبّر عن خشيتها من مخطط شبيه للوضع في العراق.

تجري جهة سياسية تغييرات تنظيمية في صفوفها، يتم الإعلان عن بعضها، وأخرى بعيدة عن الإعلام.

البناء

قالت مصادر مالية إن لعبة الـ 200 دولار التي تمّ فيها استنزاف ما يجب أن ينفقه المصرف المركزي لحماية سعر الصرف وتحويل اللبنانيين إلى طوابير ذليلة تنتظر شراءها لبيعها مجدداً بفارق مئة الف ليرة حوّلت اللبنانيين إلى مضاربين على ليرتهم، وفتحت سوقاً للصرافين لتقاسم لعبة البيع والشراء بين السعر المدعوم والسعر الرائج وكل ذلك خارج أي تبرير اقتصادي.

قال مصدر دبلوماسي غربي إن أكبر خطأ يرتكبه لبنان اليوم هو الدخول في مفاوضات حول ترسيم الحدود البرية أو البحرية أو كلتيهما فيما هو يفاوض صندوق النقد الدولي وعليه أن يختار إحدى جبهتي التفاوض أولاً، وثانياً أن ينتبه أنه في كل من الجبهتين يبدو منقسماً وضعيفاً فكيف في الجبهتين معاً، وهما مرتبطتان والمفاوض المقابل واحد في النهاية.

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

النهار/غياب خليجي لافت عن بعبدا والسرايا وثناءٌ على حكمة بري.. دور الرياض ”راجع”

النهار /الجمعة 19 حزيران 2020

تتراكم التطورات والأزمات، وتزداد المخاوف على الصعد المالية والاجتماعية والاقتصادية، ويغرق أهل السياسة في البحث عن حلول لا تزال تائهة، وكأنّ هناك من يحفر الجبل بإبرة. وأمام الحراك السياسي الذي ارتفع منسوبه على نحو كبير في الأيام الأخيرة تداركاً للأسوأ، سُجِّل غياب خليجي لافت عن المقار الرئاسية وقصر بسترس الذي فقد أيام العز والديبلوماسية العريقة، وتحديداً من فيليب تقلا وخليل بو حمد إلى فؤاد بطرس وسواهم. وهذه “الهجرة الموقتة” تترك تساؤلات كبيرة لما ترتّبه من خسائر على لبنان بفعل تردّي العلاقات التاريخية مع الخليجيين، وتحديداً المملكة العربية السعودية التي تُعدّ الداعم الأساسي للاقتصاد اللبناني، وكان لها الدور الأبرز في إعادة إعمار لبنان مرات ومرات إبان الحروب والاجتياحات التي تعرّض لها.

ولوحظ في الآونة الأخيرة حصول زيارات خاطفة للسفير السعودي وليد البخاري إلى كل من “بيت الوسط “وعين التينة ودار الفتوى، جاءت بمثابة رسائل واضحة وهادئة لجهة التأكيد على دعم الرئيس سعد الحريري، بعد كل ما جرى من محاولات لتطويقه وما يُحاك في الداخل ومن البعض في الخارج في هذا الإطار، وصولاً إلى لقاء البخاري مع رئيس المجلس النيابي نبيه بري، إذ يُنقل أنّه كان إيجابياً جداً من حيث الحرص على الساحتين الوطنية والإسلامية ونبذ الخطاب المذهبي، ذلك ان الرياض ضنينة بعلاقاتها مع القيادات الشيعية ومع كل المرجعيات السياسية والروحية اللبنانية، في حين يبدي بري في مجالسه ارتياحاً الى الدور الإيجابي للمملكة ويرى أنّه لا بد من تفعيل العلاقة بين البلدين. أما على خط دار الفتوى، فمن الطبيعي التواصل بين السفير السعودي والمفتي الشيخ عبد اللطيف دريان على الصعيدين الروحي والإسلامي.

وتوازياً، تكشف مصادر سياسية ديبلوماسية مقربة من الرياض لـ”النهار”، أنّ “استقبالات السفير البخاري في مقر إقامته أمر طبيعي في الظروف الاستثنائية التي يجتازها لبنان والعالم، وبالتالي فان انتشار وباء كورونا أملى عليه كما على سائر السفراء والمسؤولين اللبنانيين، اتخاذ إجراءات معينة، في حين أنّ المملكة، خلافاً لما ينشر هنا وهناك، لم تتخلَّ عن لبنان في أحلك الظروف وأصعبها يوم فعل العديد من الدول ذلك، فكيف في هذه المرحلة، على رغم الفتور الذي خيّم على الأجواء السياسية من جراء الاستهدافات التي طاولت السعودية من بعض الأطراف اللبنانيين، إنّما ذلك لا يعني أنّ هؤلاء يمثّلون غالبية اللبنانيين الذين تربطهم بالمملكة أفضل العلاقات، والتواصل جارٍ معهم على قدم وساق”، مشيرةً إلى أنّ “بعض لقاءات السفير البخاري مع أحد المسؤولين الماليين ومجلس العمل اللبناني – السعودي، جاءت للتأكيد أنّ الأمور ستعود إلى مجراها الطبيعي بعد انحسار وباء كورونا وفتح المطارات، وأنّ مشاريع واتفاقات عدة بين البلدين ستتم متابعتها على أعلى المستويات، وذلك دليل قاطع على عمق هذه العلاقة وعلى أنّ السعودية لن تتوقف عن دعم لبنان”.

وفي غضون ذلك، عُلم أنّ الدور الخليجي في لبنان قائم، ولكن في المقابل ليس خافياً أنّ ثمة أجواء غير مريحة تسود هذه العلاقة لناحية استئثار فائض القوة الذي يمثّله “حزب الله” في مفاصل الدولة برمتها، فالعهد لم يكن يوماً على علاقة جيدة مع الخليج، ولا سيما السعودية، والأمر عينه لتياره السياسي، بينما المقاطعة واضحة للسرايا الحكومية، إذ إن الخليجيين يدركون تماماً من جاء بالرئيس حسان دياب وهم غير راضين عن السياسات التي تنتهجها الحكومة والتي تصب في خانة “الحزب” والمحور الذي ينتمي إليه، وقت أنّ هناك تقديرا يبديه أكثر من سفير خليجي لحكمة الرئيس بري الذي يدرك خصوصية العلاقة بين لبنان والسعودية ودول الخليج عموما، والأمر الذي يقلقهم هو دور “حزب الله” الذي يخطف لبنان إلى طهران وصولاً إلى فنزويلا وكوريا الشمالية ومعظم الدول التي تصنَّف في محور الممانعة. ويبقى أنّ المعلومات المستقاة من مراجع مؤكدة، تؤشّر إلى أنّ المرحلة المقبلة ستشهد عودة فاعلة للدور السعودي والخليجي بعد انقشاع الصورة الداخلية والإقليمية وعلى صعيد المجتمع الدولي، بحيث ستشهد المنطقة تحولات مريبة سيكون لها وقعها على لبنان والإقليم، من قانون “قيصر” إلى ما يجري في العراق وفلسطين، وعلى هذه الخلفية سيبنى على الشيء مقتضاه في الداخل اللبناني لناحية ما ستكون عليه الصورة السياسية، إذ ثمة حالة انقسام سياسي وأوضاع اقتصادية هي الأصعب، ناهيك بحراك الشارع والإشكالات الأمنية المتنقلة، ولكن في خضم كل هذه العناوين، الدور الخليجي “راجع”.

 

القوى السياسية تتريث حيال المشاركة في «لقاء بعبدا»/رؤساء الحكومات السابقون لا يريدونه استعراضياً... وبري لا يسوّق الدعوة

بيروت/الشرق الأوسط»/19 حزيران/2020

تكثّفت الاتصالات بين القوى السياسية في لبنان لبحث الموقف من المشاركة في «اللقاء الوطني» الذي دعا إليه الرئيس ميشال عون يوم الخميس المقبل، وكانت رئاسة الجمهورية وجّهت الدعوات إلى رئيسي المجلس النيابي ومجلس الوزراء ورؤساء الجمهورية السابقين ورؤساء الحكومة السابقين ونائب رئيس مجلس النواب ورؤساء الأحزاب والكتل الممثلة في مجلس النواب. وبدا واضحاً من مواقف الشخصيات المدعوة ربطها المشاركة بجدول الأعمال والنتائج، فيما حددت رئاسة الجمهورية الهدف بـ«التباحث والتداول في الأوضاع السياسية العامة والسعي للتهدئة على الصعد كافة بغية حماية الاستقرار والسلم الأهلي، وتفادياً لأي انفلات قد تكون عواقبه وخيمة ومدمرة للوطن، خصوصاً في ظل الأوضاع الاقتصادية والمالية والاجتماعية التي لم يشهد لبنان مثيلاً لها». وفيما يعقد رئيس البرلمان نبيه بري لقاءات مع الفرقاء السياسيين المعارضين للعهد والحكومة، كشفت مصادر نيابية لـ«الشرق الأوسط» عن أن بري يتجنّب حتى الساعة القيام بأي دور ضاغط لدى رؤساء الكتل النيابية، وقالت إن اجتماعه برئيس الحكومة السابق سعد الحريري تطرّق إلى دعوة عون لـ«القاء الوطني» من دون الدخول معه في التفاصيل، فيما يتحرك المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم بين «بيت الوسط» وقصر بعبدا في محاولة تتجاوز تسويق الدعوة للقاء إلى البحث في جدول الأعمال. وقالت المصادر إن بري ليس في وارد الدخول في وساطة لتسويق الدعوة لـ«اللقاء»؛ «وإلا لكان دخل في نقاش مستفيض مع الحريري بدلاً من أن يكتفي بتوجيه الدعوة له والتي لا تتضمّن أي جدول أعمال بمستوى التحدّيات التي يواجهها البلد والناجمة عن التأزُّم على الصعد كافة، وبلغ ذروته مع تشكيل حكومة الرئيس حسان دياب». وبعدما قال رئيس الحكومة السابق سعد الحريري أول من أمس، بعد لقائه رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، «بالمبدأ لسنا ضد الحوار؛ إنما يجب أن يكون له نتائج»، قال رئيس الحكومة السابق نجيب ميقاتي أمام زواره في طرابلس: «الحوار بين اللبنانيين أكثر من ضرورة في ضوء الأوضاع المأساوية التي يعيشها اللبنانيون على الصعد كافة، ولكن الحوار من دون رؤية واضحة وجدول أعمال محدد، أو لمجرد اللقاء والاستعراض، ليس مفيداً؛ بل سيحبط اللبنانيين أكثر».

من جهتها، أكدت مصادر رئيس الحكومة السابق تمام سلام أنه «لا يشارك في لقاء استعراضي لن يتخذ قرارات حقيقية»، وأشارت المصادر إلى أن سلام يتساءل: «الحوار حول ماذا؟ هل حول خطة الكهرباء التي تراجعوا فيها عن قرار لمجلس الوزراء بتأجيل بناء معمل سلعاتا؟ أم عن تعيينات المحاصصة الواضحة؟»، ويقول سلام؛ بحسب المصادر: «ما لم تكن هناك خطوات عملية مباشرة للحوار لإنقاذ البلاد مما تتخبط فيه، فلا جدوى للحوار». ولفتت المصادر النيابية لـ«الشرق الأوسط» إلى أن اجتماع رؤساء الحكومة السابقين الذي عُقد أول من أمس في منزل الرئيس ميقاتي وضمّه إلى الرؤساء الحريري وفؤاد السنيورة وتمّام سلام خلص إلى التحفُّظ على تلبية الدعوة لحضور «اللقاء الوطني»، على أن يحدد موقفه النهائي في مطلع الأسبوع المقبل إفساحاً في المجال أمام إجراء مزيد من المشاورات مع القوى السياسية الأخرى.

ولفتت إلى أنهم «توقفوا أمام الأسباب الكامنة وراء الدعوة لهذا اللقاء، وهل من جدول أعمال له؟ وما المواضيع التي ستُبحث؟ ومن يتولى الإعداد لها، ليأتي اللقاء بنتائج مثمرة بدلاً من أن يتحول إلى جَمعة استعراضية يراد منها تعويم (العهد القوي) وإعطاؤه الضوء الأخضر للاستمرار إلى حين انتهاء ولايته الرئاسية، ومحاولة ترميم الوضع الحكومي».

وسأل رؤساء الحكومة السابقون عما إذا كانت ستدرج على جدول الأعمال الاستراتيجية الدفاعية، وإقفال معابر التهريب غير الشرعية وضبط الشرعية، والالتزام بسياسة «النأي بالنفس» مع بدء سريان مفعول «قانون قيصر» الرامي إلى فرض رزمة من العقوبات على النظام في سوريا، وهل يمكن للبنان خرقه بدلاً من احترامه؟ كما سيطرحون مسألة تدهور العلاقات اللبنانية - العربية وضرورة العمل من أجل تصحيحها بعد أن تضرّرت بسبب انحياز أطراف أساسية إلى محور الممانعة بقيادة «حزب الله» في الداخل، إضافة إلى التأخر في تفعيل المفاوضات مع صندوق النقد الدولي بسبب التباين في مقاربة الوضع المالي برؤية موحّدة.

وكان لقاء بعبدا محور الزيارة التي قام بها رئيس «تيار المردة» النائب السابق سليمان فرنجية والنائب طوني فرنجية، إلى كل من رئيس البرلمان نبيه بري ورئيس الحكومة السابق سعد الحريري. وقال فرنجية رداً على سؤال حول مشاركته في لقاء بعبدا: «الرئيس نبيه بري (يمون) على أكثر من الحوار، لكن ليس هو من دعا إلى الحوار»، مضيفاً: «تشاورنا بالموضوع مع تأكيدنا أن المصلحة الوطنية والأجواء التي يمر بها البلد تقتضي أن نكون جميعاً متفقين على رأي واحد لمستقبل البلد، خاصة في وضع كهذا، الأهم أن يكون هناك تضامن وطني»، لافتاً إلى أن «الموضوع يدرس. سنرى كيف تتصرف الكتل؛ وعلى أثره نقرر».

وفي رد على سؤال عما إذا كان سيشارك في الحوار، في حال مقاطعة رؤساء الحكومات السابقين، قال فرنجية بعد لقائه الحريري: «هذا أمر أساسي، سنرى إذا عقد لقاء من دون طائفة، ماذا سينتج عنه، هناك وقت لكي نقرر إذا كنا سنشارك أم لا».

 

البرلمان اللبناني يحسم الأرقام لمخاطبة «صندوق النقد» ويسحبها من الحكومة

بيروت/الشرق الأوسط»/19 حزيران/2020

حسمت «لجنة تقصي الحقائق» المنبثقة من لجنة المال والموازنة النيابية الأرقام المزمع إدراجها في الخطة الإنقاذية الاقتصادية التي يجب أن يقدمها لبنان للتفاوض مع «صندوق النقد الدولي»، وتستعد لإحالتها إلى لجنة المال والموازنة التي سحبتها من الحكومة. والتقى رئيس مجلس النواب نبيه بري اليوم، رئيس الحكومة حسان دياب في لقاء يندرج في إطار التشاور بين السلطتين التشريعية والتنفيذية والبحث في السبل الآئلة لتوحيد الرؤى في مقاربة الملفات الوطنية، لا سيما الملفين المالي والاقتصادي. وبعد التباين والخلافات بين الحكومة والبرلمان حول الأرقام، حسمت اللجنة الملف واستعادت زمام المبادرة، تأكيداً لتوجه رئيس مجلس النواب نبيه بري الداعي إلى القراءة في كتاب واحد في مخاطبة صندوق النقد الدولي برعاية المجلس النيابي. وقالت مصادر نيابية إن المقاربة الموحّدة للأرقام المالية التي سيجري على أساسها التفاوض مع صندوق النقد، باتت الآن في عهدة مجلس النواب بدلاً من الحكومة التي تعرضت أرقامها لانتقاد من قوى سياسية بوصفها «غير دقيقة». وذكر مقرر لجنة المال والموازنة النائب نقولا نحاس أن «الحكومة جمعت كل مستحقات الدولة واحتسبتها على أنها خسائر، لكن هذه المقاربة يستحيل تطبيقها، لذلك تمت إعادة النظر في الأرقام من زاوية أخرى»، مشيراً إلى أن «ذلك لا ينفي وجود أزمة مالية وخسائر كبرى لكن طريقة المعالجة اختلفت». وبعد الظهر، اطلع رئيس لجنة المال والموازنة النائب إبراهيم رئيس الحكومة على خلاصة عمل اللجنة بشأن مقاربات الخطة المالية وما تضمنتها من أرقام. وأشار كنعان إلى أن «اللقاء تخللته مصارحة تامة وهناك حرص على أن يكون العمل الذي قامت به لجنة المال لمصلحة البلد من خلال مقاربات موحدة تؤدي إلى أرقام واحدة وهذا ما عملنا له». وأضاف: «ليست هناك محاور بل محور واحد هو الدولة اللبنانية فعملنا في المجلس كان لتوحيد المواقف لتكون حجة الوفد اللبناني المفاوض مع صندوق النقد أفعل ولن يكون هناك أرقام متناقضة في المفاوضات بل رقم واحد للدولة نتيجة مقاربة مشتركة». وختم بالقول: «لا وجود لأرقام للجنة أو لنواب بل كل الأرقام هي للمراجع الرسمية المتحاورة التي توصلنا معها إلى مقاربة مشتركة وتوصل إلى أرقام شفافة ومعالجة تدريجية للخسائر».

 

السنيورة يرى الفراغ أفضل من عهد عون وقال إن قبضة «حزب الله» تتعمق على لبنان

بيروت: كارولين عاكوم/الشرق الأوسط»/19 حزيران/2020

ينظر رئيس الحكومة الأسبق فؤاد السنيورة إلى الوضع اللبناني وأزماته المتشعبّة نظرة متشائمة في ظل غياب أي مؤشرات للتغيير، عادّاً أن قبضة «حزب الله» على الدولة تتعمق وأن رئيس الجمهورية ميشال عون يعيش حالة إنكار للوضع في لبنان، ويقول السنيورة: «مرحلة الفراغ الرئاسي كانت أفضل من عهده، بينما تفتقد الحكومة الرؤية والتبصر، ما يجعل لبنان أمام خطر الانهيار». وبانتظار ما ستعلنه الشخصيات المدعوة للمشاركة في «اللقاء الوطني» من قبل رئيس الجمهورية، الخميس المقبل، يقول السنيورة في جلسة مع الصحافيين شاركت فيها «الشرق الأوسط»: «إنه لا قرار (نهائي) بالمشاركة أو عدمها، وننتظر تحديد جدول الأعمال»، لكنّه يؤكد في الوقت عينه أن المرحلة في لبنان لا تحتاج إلى الكلام؛ إنما إلى قرارات حاسمة، مضيفا: «السؤال الأهم يبقى: هل سيستمرون في النهج والسياسة المتبعة عينها؟ هل سيحترمون الدستور والقوانين التي خرقها رئيس الجمهورية بنفسه؟ لا يبدو أن هناك أي مؤشرات لذلك، ولن نكون جزءاً من محاولة تبييض صفحة العهد ورئيس الحكومة وحزب وفي جردة سريعة لأربعة أشهر من عمر حكومة حسان دياب، يرى السنيورة أن مجلس الوزراء الذي شكّل من أشخاص يفتقدون إلى الخبرة، لم يحقّق أي شيء، «بل هم يبيعون الناس أوهاماً، وساهموا بقراراتهم وإجراءاتهم الخاطئة في زيادة المآسي اللبنانية، وبات المواطنون يتسابقون للفوز بمائتي دولار من الصرافين»، فيما يصفه بـ«استعصاء على القيام بأي إجراءات جدية وفاعلة».

«من التعيينات القضائية ورفض رئيس الجمهورية توقيعها رغم أن صلاحيته مقيدة في هذا الأمر، إلى خطة الكهرباء وعدم تطبيق القانون بتعيين مجلس الإدارة والهيئة الناظمة، إلى التعيينات الإدارية التي جاءت بأزلام لهم، إلى الخلافات حول الأرقام في المفاوضات مع صندوق النقد الدولي»، يقول السنيورة؛ «كأننا نريد أن نعطي صورة ورسائل خاطئة للمجتمع الدولي الذي ينظر باستغراب لكل ما يحصل، وهو الذي كان ينتظر منا الإصلاحات»، ويؤكد: «على دياب وعون تغيير سياستهما، والا فسنذهب إلى الانهيار الكامل».

وفيما يلفت إلى المحاولات لإطاحة حاكم «مصرف لبنان» رياض سلامة، يرى أن دياب ساهم في إيصال «حزب الله» إلى حاكمية المصرف عبر النواب المعنيين للحاكم، ويعدّ أن قبضة «حزب الله» على الدولة «في تعمّق وازدياد، وهو ما لن يؤدي إلى الاستقرار واستعادة الثقة». ويؤكد: «سعر صرف الدولار لا ينخفض بالعصا أو بتحميل المسؤولية لجهة دون أخرى، إنما بالثقة بالدولة وبإجراءاتها، وهو ما يفتقده اللبنانيون اليوم في وقت يعيش فيه رئيس الجمهورية في حالة إنكار للوضع، ولا يرى إلى أين وصلت البلاد، فيما تفتقد الحكومة إلى الرؤية والتبصر والقدرة على الاستنهاض». وينتقد قرار الحكومة بفرضها على «مصرف لبنان» ضخ الدولار، عادّاً أن الخمسة ملايين دولار «التي (ترمى) يومياً في السوق تذهب إلى الصرافين و(حزب الله) وإلى سوريا، وهو ما يؤدي إلى زيادة الطلب على العملة الخضراء، وبالتالي لم يجدوا حلا للمشكلة؛ بل زادت الأمور تعقيداً».

وعند سؤال السنيورة عن الدعوات لإسقاط رئيس الجمهورية والحكومة، يجيب «أعتبر أنه في كل قضية يجب إنتاج موقف وطني للتنبه للمخاطر والخروج منها»، مضيفاً «المشكلة بدأت عندما أقررنا أن انتخاب رئيس الجمهورية هو قرار ماروني، لنكتشف اليوم أن مرحلة الفراغ الرئاسي كانت أفضل من هذا العهد، بينما (البساط السني والوطني مسحوب من تحت دياب)». ومع تأكيده أن «الطائفة السنية ليست طائفة، ولا نريد أن نكون كذلك، والتصرف الطائفي والمذهبي الذي ننتقده هو تدمير للطائفة وللبنان»، يعبر عن رغبته في أن تتطوّر «منصة رؤساء الحكومة السابقين لتصبح منصة وطنية جامعة بعيداً عن الطابع الطائفي».

وعن «قانون قيصر» الذي فرضته أميركا على النظام السوري وانعكاساته على لبنان، يقول السنيورة «المسؤولية تقع على من كان السبب في إيصال الأمور إلى هذه المرحلة في سوريا ووضع لبنان في موقع التعرض لهذه الصدمات عبر التدخل في كل صراعات وحروب المنطقة، لنصبح مستهدفين في هذا القانون وغيره»، قائلاً: «(حزب الله) ورّط لبنان وأوصله إلى هنا، وهو يأخذه نحو الانهيار».

 

نقولا نحاس : لجنة المال قالت كلمتها ونحن سلطة رقابية

وطنية - الجمعة 19 حزيران 2020

أوضح النائب نقولا نحاس في حديث الى صوت كل لبنان، أن "الحكومة جمعت كل مستحقات الدولة واحتسبتها على أنها خسائر، لكن هذه المقاربة يستحيل تطبيقها، لذلك تمت إعادة النظر بالأرقام من زاوية أخرى"، مشيرا الى أن "ذلك لا ينفي وجود أزمة مالية وخسائر كبرى لكن طريقة المعالجة اختلفت". وردا على سؤال عن الاتهامات الموجهة الى لجنة المال حول عملها لمصالح المصارف والبنك المركزي، أكد نحاس أن "الواقع الفعلي أن هذه اللجنة يهمها لبنان وبناء اقتصاده"، أضاف: "لجنة المال قالت كلمتها ونحن سلطة رقابية والمقاربات توحدت نوعا ما، وعلى الدولة أن تعيد النظر في صياغتها".

 

جنبلاط: الفدرالية "كلام بلا طعمة".. والعقوبات الاميركية ستضعف لبنان وليس حزب الله ونصرالله لم يكن موفقاً في طرحه الذهاب اقتصادياً نحو ايران

المركزية/19 حزيران/2020

اعتبر رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط ان الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله لم يكن موفقاً في طرحه الذهاب اقتصادياً نحو ايران، مؤكداً ان النموذج الايراني غير مقنع. ورأى جنبلاط ان العقوبات الاميركية ستضعف لبنان وليس حزب الله. جنبلاط لفت  لـ"Restart" مع الزميلة ديما صادق الى أن "الفدرالية في لبنان "كلام بلا طعمة" والحديث عن الفدرالية كما الحديث عن التقسيم وعن التعددية الحضارية سابقاً وهذه مشاريع تدمّر البلد". جنبلاط الذي اعتبر أن الطائف لم ينته، ولكن لا يطبّق و"البند الذي لم يطبّق هو الخروج من الطائفية السياسية"، قال:"لو بقي الاتفاق النووي الايراني أو لو نجحنا بنتيجة ايجابية بالحوار الوطني حول السلاح بما يسمّى "بالاستراتيجية الدفاعية" أو لو خرجت الحكومة بالحدّ الادنى من خطة اقتصادية اصلاحية لما وصلنا لما وصلنا إليه اليوم.وأشار الى أن "المواجهة التي تحصل بين الولايات المتحدة الاميركية وحزب الله بالعقوبات على ايران وبالتالي على حزب الله والطائفة الشيعية ستدمر اسس الكيان اللبناني وفكرة التعددية ستنتهي وهذا الخطر".

 

مصدر قضائي لـ"المدن":كيندا الخطيب تخضع لتحقيق حول "زيارتها لإسرائيل"

المدن/20 حزيران/2020

يتجاوز التحقيق مع الناشطة كيندا الخطيب، الموقوفة لدى "الأمن العام اللبناني" منذ ليل الخميس، قضية منشور لها في مواقع التواصل الاجتماعي. فهي متهمة بـ"التخابر مع العدو"، وبـ"زيارة الأراضي المحتلة" في العام 2019، وبـ"إعطاء معلومات أمنية للعدو الاسرائيلي".

وأُوقفت كيندا، مساء الخميس، وشقيقها بندر الخطيب، بعد مداهمة منزلهما في منطقة حلبا – عكار، على خلفية منشورات عبر مواقع التواصل الإجتماعي، حسبما ذكر ناشطون. وأفيد، الجمعة، بالإفراج عن الناشط بندر الخطيب فيما بقيت شقيقته موقوفة.

وقال مصدر قضائي لـ"المدن" إن القضاء أعطى إشارته للمديرية العامة للأمن العام للتحقيق مع الخطيب، لافتاً الى ان التحقيق "يتخطى موضوع منشور لها عبر مواقع التواصل الاجتماعي"، مشيراً الى انه "يتم التحقق في تهمة التخابر مع العدو". وأوضح المصدر أن كيندا زارت الأردن في العام 2019، بحسب ما يثبت ختم أردني على جواز سفرها، "ويجري التحقيق في معلومات عن زيارتها للأراضي المحتلة برّاً من الأردن"، علماً أن العابرين الى الأراضي المحتلة يوضع ختم إسرائيلي على إذن دخول منفصل عن جواز السفر. وقال المصدر القضائي إن التحقيق الأولي يتوسّع "للتحقق من فرضية الإدلاء بمعلومات أمنية للعدو، ويجري التحقق من طبيعتها" من غير تحديد ما إذا كانت معلومات مرتبطة بـ"حزب الله" أو بمؤسسات رسمية لبنان. وقال أن التحقيق "ما زال أوّلياً، وهو في بداياته". وعادة ما يتم التحقيق الأوّليّ مع أي موقوف لدى واحد من الأجهزة الأمنية اللبنانية الأربعة، تحت إشراف القضاء اللبناني. ويفرض القانون الاحتفاظ بالموقوف لمدة 72 ساعة على ذمة التحقيق، قبل أن يُنقل ملف التحقيق الى القضاء، حيث يمثل الموقوف أمام قاضي التحقيق ويبدأ التحقيق معه من النقطة صفر. ومن المرجح أن تتم إحالتها إلى قاضي التحقيق العسكري، مطلع الأسبوع المقبل. وكيندا الخطيب، التي تتحدر من منطقة حلبا في عكار في الشمال، معروفة بمعارضتها للعهد ولـ"حزب الله"، وغالباً ما تنتقد الطرفين في مواقع التواصل الاجتماعي. وبمجرد الاعلان عن توقيفها، سرت معلومات في مواقع التواصل حول اتهامها بالتخابر مع العدو، ونشطت حملة الكترونية ضدها، وذلك على خلفية تناقل "سكرين شوت" لها تظهر إعادة توجيه لتغريدة (ريتويت) للمتحدث باسم قوات الاحتلال الاسرائيلية افيخاي ادرعي، تضمنت فيديو تحذيرياً للسياح من زيارة لبنان. واستعرت الحملة في مقابل تأكيد الناشطين أن توقيفها جرى على خلفية منشورات لها في مواقع التواصل. وإثر تعمّق الحملات، وتنامي الانقسامات السياسية، أصدر البعض مضبطة اتهام بحقها، علماً أن المصادر القضائية قالت إن كيندا لا تزال تخضع لتحقيق أوليّ ويجري التحقق من الشبهات المنسوبة إليها.

 

وقفتان احتجاجيتان تضامنا مع كيندا الخطيب: "للافراج عنها فوراً"

المركزية/19 حزيران/2020

نفّذت عائلة الناشطة كيندا الخطيب الموقوفة لدى أحد الاجهزة الامنية، وثوار عكار والاصدقاء وقفة تضامنية عند نصب شهداء الجيش عند مستديرة العبدة في محافظة عكار احتجاجاً على توقيفها ورفضاً لـ"الاتهامات الباطلة التي تساق ضدها والتي لا تمتّ إلى الحقيقة بصلة".

بداية، ألقت مريم الخطيب شقية الناشطة كيندا كلمة قالت فيها: "انا شقيقة كيندا الخطيب الموقوفة بتهمة التخابر مع العدو الإسرائيلي، وإننا هنا اليوم لنؤكد رفضنا المطلق لهذه التهمة الملفّقة لها والتي لا أساس لها من الصحة"، معتبرة أنّ "لبنان بلد الحريات والديمقراطية، وليس مقبولاً الوصول الى حكم بوليسي بهذه الطريقة"، مطالبة "كل الجهات التي تغار على لبنان الديموقراطي التحرّك بموضوع كيندا التي تمثل كلّ الشباب الواعد المطالب بالحرية، والافراج عنها فوراً". من جهته، قال الناشط ابرهيم وهبي "لمن ركب هذا الملف"، أنكم "أخطر ما يكون على هذه الدولة، فالجميع يعرف كيندا الخطيب ونشاطها ومواقفها الوطنية، ولا يزايدنَّ أحد لا على أبناء عكار ولا على الناشطة الخطيب بعروبتهم ولا بعدائهم لإسرائيل"، مطالباً "القضاء أن يكون عادلاً". ثم القى الدكتور ابرهيم مرعب كلمة "ثوار عكار"، قال فيها: "تم اعتقال كيندا بطريقة وحشية خارجة على الأصول... ونتفاجأ بالتهم التي وجهتها هذه السلطة الفاسدة ونرفضها جملة و تفصيلاً".

وتابع: "نطالب إخوتنا الثوار بكل المناطق والساحات التصعيد بكل الطرق الشرعية، لأننا منذ بداية الثورة نؤكد على أحد أهدافنا وهي استقلالية القضاء، وعليه نطالب القضاء عدم الرضوخ لإرهاب السلطة وانصاف الوطن واحقاق العدالة بحقا كيندا". وامام سرايا حلبا: كما اجتمع محتجون في عكار وأسرة الناشطة كيندا الخطيب، أمام سرايا حلبا إحتجاجا على توقيفها، معتبرين انها "قضية ظلم... في حقها"، ومطالبين بالإفراج عنها، وسط إجراءات أمنية مشددة أمام سرايا حلبا وعلى الشوارع المؤدية إليها.

 

شقيق كيندا الخطيب يروي «فضيحة» التحقيق معهما: تمويل للحراك وزيارة «إسرائيل»؟!

جنوبية/19 حزيران/2020

شكّلت مسألة إعتقال الناشطة كيندا الخطيب وشقيقها بندر من قبل الأمن العام، إنقسام بين اللبنانيين، فمنهم من إعتبرها أنها “عميلة زارت الكيان الإسرائيلي وتتواصل مع العدو”، ومنهم من اعتبرها مسألة “قمع للحريّات واستهداف للرأي الحر في ظل عهد قمعي بوليسي”. ومتابعةً لما يحصل، نقلت وسائل إعلامية تصريح لشقيق كيندا بعد إطلاق سراحه وإحالة كيندا الى المحكمة العسكرية بتهمة “العمالة” حسبما نقلت قناة “الجديد”. إذ كشف بندر عن “فضيحة” التحقيق معه، متحدثاً عن اسئلة طرحت عليه اثناء التحقيق الامني عن “تمويل الحراك ويقول بندر ان الدولة اللبنانية دولة امنية تقمع حرية الراي. وأكد انه “لم يدخل الاراضي المحتلة وشقيقته باي شكل من الاشكال، وبعد نفي الاتهامات قال ان الامن اتهم شقيقته بالتواصل مع شخص كويتي قد يكون عميلا”. أضاف: ” في آخر لقاء مع كيندا قالت له انها لم تعترف والاتهامات باطلة”.

 

مُراسل الميادين يتهم الناشطة كيندا الخطيب بالعمالة.. ويُسرّب تحقيقات عن الأمن العام!

جنوبية/19 حزيران/2020

كعادة جمهور الثنائية الشيعية، “المُستقوي” على اللبنانيين بقوّة السلاح، والذي سُرعان ما يروّج ويُحقق ويتهم ويتأكد بدون أي قرار قضائي، ويُدين ويُبرّيء أي شخص لا يتماشى مع خطّه السياسي، فكيف إن كان مُعارضاً شرساً لخط “حزب الله” وحلفاءه. إذ لم يلبث إنتشار خبر إعتقال الناشطة كيندا الخطيب وشقيقها أمس الخميس، على يد الأمن العام اللبناني “للتحقيق معها حول منشورٍ لها عبر مواقع التواصل الإجتماعي”، ليخرج جمهور الثنائي عبر جيوشه الإلكترونية، مُطلقاً وسم :”#كيندا_الخطيب_عميله”، مُتهماً إيّاها بالتخابر مع العدو الإسرائيلي وزيارة الأراضي المُحتلة، فيما خرج شقيقها اليوم، وأبقيت كيندا قيد التحقيق، وسط غياب أي بيان رسمي عن المديرية العامة للأمن العام أو أي جهاز أمني آخر. وبالرغم من التكتم حول أسباب إعتقال كيندا، تجرّأ مراسل قناة الميادين، علي مرتضى، على تسريب كواليس التحقيق معها قائلاً في تغريدة له عبر “تويتر”: “كندرة اعترفت امام الامن العام بالتخابر مع العدو الاسرائيلي وسوف يتم تحويلها امام القضاء المختص ترقبوا بيان للامن العام حول الموضوع”.كلام مرتضى إستفز روّاد مواقع التواصل الإجتماعي، هو الكلام نفسه الذي أظهر خرق سريّة التحقيق، إذ ما كان كلام مرتضى صحيحاً، والذي دعا فيه لترقب بيان عن الأمن العام، وكأنه الناطق الإعلامي باسم المديرية. إذ علّق الاعلامي طوني خليفة على ما يحصل قائلاً: “من زمان قلتو عن زياد عيتاني عميل…صدقوكم وظلموا زياد لحد الشتيمة من اقرب المقربين…. غريب اليوم ليش الناس مش مصدقتكم بقضية كندة؟؟؟ووين محاضر الاعترافات المفبركة اللي بتتوزع على ازلام الاجهزة من الصويحفيين متل ما صار مع عيتاني؟ليرجعوا بعدها يقولوا sorry. عفكرة ما بعرف مين كندة”

المغرّد محمود أبو عهيكل على كلام مرتضى قائلاً: “اذا هي ضد الحزب وما في حزب بمنطقتها ، من وين بدا تجمع المعلومات ؟؟ بس عفكرة الاتهام بالعمالة بضل اهون من العميل فاخوري يلي سفرتوا الحكومة العميلة بطيارة خاصة”، فيما قالت فاطمة هاني: “نسيت ملف سوزان الحج وكيف ركبت العماله ل زياد عيتاني .ولا نسيت كمانه ملف جنى بو دياب …ومتل ما هوليك طلعوا كذبه وفاشوش ..كمانه كندا قضيتها فاشوش لان فاقدين الثقه”. أمّا محمود دهيبي فقال: “انا واحد من مناصري خط المقاومة بس ما حلو الضحك عالناس يعني لو نعمل شوي مقاربة بين ملف الفاخوري وبين موضوع كندا . لي عكيفنا منمرقو ولي مش عكيفنا منركبوا بالطريقة لي بتمشي في مصالحنا اي لا اهل الشمال مش فشة خلق”.

الحرية لكيندا الخطيب

وعلى موجة أخرى مُختلفة، غرّد ناشطون تحت وسم : “الحرية لكيندا الخطيب”، مطالبين بالإفراج عنها وإطلاع الرأي العام اللبناني عمّا يجري في كواليس الإعتقال، منددين بالأسلوب البوليسي الذي تعتمده الدولة اللبنانية مع ناشطين مُعارضين لحزب الله، إذ قالت رشا الحلو: “على عهد النظام السوري ما سكتنا فكركن بدنا نسكت بعهد أذنابو؟ إن كان للباطل جولة فإن للحق جولات”، من جهتها، قالت أنجي كبارة: “بتنام و بتفيق ثاني يوم الصبح بتلاقي حالك صرت عميل فجأة. بس الدولة يللي أطلقت سراح العميل فاخوري و تشكرها ترامب وطنية بامتياز و سيدكم يللي عمل حاله ما بيعرف بالموضوع الا من وسائل الإعلام عم يشرشر وطنية”. أمّا فرح القادري فكتبت: “بعد ما تواصلت مع عائلة كيندا، تأكدت انه افرج عن اخوها بندر و كيندا بعدها عند امن العام و عم يحققوا معها”. أمّا محمود عبيد، فدعا عبرتغريدة له على “تويتر”: “للتجمع اليوم الساعة ٥ مساءاً في منطقة العبدا – عكار احتجاجاً على الإعتقال التعسفي للناشطة كيندا الخطيب ، ندعوا الجميع بالنزول وقطع الطرقات لن يحلم حزب الله ونظام ميشال عون البوليسي اخضاع الطائفة السنية”.

 

هل يلغي عون اجتماع بعبدا؟.. "ما في Plan B لهلأ"

المركزية/19 حزيران/2020

هل يلغي رئيس الجمهورية ميشال عون اجتماع بعبدا؟ مصادر القصر تجيب للmtv: "ما في Plan B من هلأ"..وكشفت مصادر بعبدا  أن  عون دعا إلى لقاء بعبدا لأن الحوادث الاخيرة من شتم السيدة عائشة وإهانة الصليب أقلقته. كما أفادت معلومات الـ"ام تي في" أن تقارير أمنية وصلت إلى عون أثبتت نوايا خبيثة بتهديد أمن البلاد السبب الذي دفعه إلى الدعوة للاجتماع خوفا من عودة الحرب. وأكدت المصادر أن هدف الرئيس عون من الاجتماع تحصين الجبهة الداخلية بالوحدة الوطنية، وقالت إن على القيادات أن تُثبت وحدتها، فالخلاف السياسي شيء والخلاف الوطني شيء آخر. وشددت المصادر على أن مشاركة القيادات في إجتماع بعبدا ضرورة لتأكيد ثوابت السلم الاهلي، وأضافت أن من يقاطع الاجتماع يتحمل مسؤولية قراره. واضافت: "مستغرب تطلع أصوات تسأل لشو الاجتماع؟" أو تقول لتعويم فلان وعلان"، ولفتت إلى أن هم الرئيس عون تأمين حصانة وطنية لا حصانة سياسية لنفسه أو لاحد. وعن مقاطعة قيادات لاجتماع بعبدا، ختمت المصادر بالقول: "لوقتها منشوف، ما في Plan B حاطينها من هلق".

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

الصحة العالمية» تحذر من تسارع وتيرة «كورونا» ودخول مرحلة «خطيرة»/أكدت أن الفيروس ما زال فتاكاً وينتشر بسرعة ومعظم الناس يتأثرون به بسرعة

جنيف/الشرق الأوسط»/19 حزيران/2020

حذّر المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبرييسوس، اليوم (الجمعة)، من تسارع وتيرة جائحة فيروس كورونا المستجد، مؤكداً أن العالم يشهد مرحلة «جديدة وخطيرة». وأوضح غيبرييسوس خلال مؤتمر صحافي، أن الحصيلة اليومية لحالات الإصابة الجديدة على مستوى العالم، تسجل رقماً قياسياً جديداً بلغ أكثر من 150 ألف حالة، وهو أكبر عدد للإصابات في يوم واحد. وأضاف أن حوالي نصف حالات الإصابة الجديدة التي تم الإبلاغ عنها لمنظمة الصحة العالمية سُجل في الأميركتين، لافتاً إلى أن هناك عدداً كبيراً أيضاً من الحالات الجديدة في جنوب

آسيا والشرق الأوسط.وأفاد مدير عام منظمة الصحة العالمية، بأن «العالم يشهد مرحلة جديدة وخطيرة. الفيروس ما زال فتاكاً وينتشر بسرعة، ومعظم الناس يتأثرون به بسرعة»، مرجعاً ذلك إلى أن «الناس لم تعد تريد البقاء حبيسة في منازلها، بينما تتحمس الحكومات لإعادة فتح مجتمعاتها واقتصاداتها»، داعياً إلى الإبقاء على التباعد الاجتماعي، وممارسة أقصى درجات الحيطة والحذر. وزاد عدد المصابين بفيروس كورونا المستجد في العالم على ثمانية ملايين و530 ألف شخص، بينما توفي 453834 مريضاً، حسبما أظهره إحصاء لوكالة «رويترز» للأنباء حتى الساعة 13:26 بتوقيت غرينتش الجمعة.

 

طهران تختبر صاروخ «أرض ـ بحر» شمال المحيط الهندي

في أول تدريبات للجيش الإيراني منذ مقتل 19 بحاراً الشهر الماضي بـ«نيران صديقة»

لندن - الشرق الأوسط»/19 حزيران/2020

أجرت إيران تجربة إطلاق صواريخ «كروز»؛ «من الجيل الجديد»، أمس، وفق ما أعلن سلاح البحرية التابع للجيش الإيراني، في أول تدريبات عسكرية من نوعها في شمال المحيط الهندي وقرب مدخل الخليج، منذ مقتل 19 بحاراً الشهر الماضي بـ«نيران صديقة».

وتأتي تجربة إطلاق الصاروخ في الوقت الذي تسعى فيه الولايات المتحدة إلى تمديد حظر سلاح تفرضه الأمم المتحدة على إيران ويحل أجله في أكتوبر (تشرين الأول) المقبل بموجب اتفاق إيران النووي الموقع عام 2015 مع القوى العالمية. وانسحبت واشنطن من الاتفاق بهدف التوصل لاتفاق أشمل يحد من الأنشطة الصاروخية والإقليمية الإيرانية. ونقلت «رويترز» عن وكالة «تسنيم»؛ المنبر الإعلامي لجهاز استخبارات «الحرس الثوري»، أن «إطلاق صواريخ قصيرة المدى وطويلة المدى (أرض – بحر) و(بحر – بحر) من الساحل ومن على سفن، تم بنجاح أثناء التدريبات، وأصابت أهدافها بدقة كبيرة».

وأضافت الوكالة أن الجيل الجديد من صواريخ «كروز» الذي يبلغ مداه 280 كيلومتراً اختبر أثناء تدريبات البحرية الإيرانية في خليج عُمان الواقع قرب مضيق هرمز عند مدخل الخليج العربي وفي شمال المحيط الهندي. وذكرت وكالة الصحافة الفرنسية أن الموقع الإلكتروني للقوات المسلحة نشر صوراً للتدريبات في خليج عُمان تظهر إطلاق صواريخ من سفينة حربية ومن على ظهر شاحنة، وانفجار سفينة في البحر. وقال بيان للقوات المسلحة إن الصواريخ «دمرت الأهداف المحددة لها على بعد 280 كيلومتراً، ويمكن زيادة مداها إلى مسافة أكبر». وقامت وزارة الدفاع وسلاح البحرية بتصميم وإنتاج الصواريخ، وفق البيان الذي لم يضف أي تفاصيل أخرى. وذكر فيديو نشره التلفزيون الرسمي على موقعه أن بعض الصواريخ تم تصنيعها على أساس «منصات أقدم تم تحديثها». وقالت إيران في أبريل (نيسان) الماضي إنها زادت مدى صواريخها البحرية إلى 700 كيلومتر. وقال مراسل التلفزيون الرسمي إن «الصواريخ تتمتع بدقة وقوة قاتلتين لأعداء إيران»، وذلك في رسالة من شاطئ حيث أجريت تجارب إطلاق من شاحنة. وتأتي تدريبات البحرية بعد «حادث» خلال مناورات مشابهة في 10 مايو (أيار) الماضي تعرضت خلاله سفينة حربية لضربة من صاروخ في المياه نفسها، فقتل 19 من أفراد الطاقم، وأصيب 15 آخرون بجروح، في الحادثة، وفق ما أعلن الجيش آنذاك. وذكرت وسائل إعلام «الحرس الثوري» حينذاك أن الصاروخ أطلقته سفينة حربية أخرى في حادث «نيران صديقة».

 

العراق يبحث مع «الناتو» تطوير قواته الجوية مع استمرار سقوط «الكاتيوشا»

بغداد: «الشرق الأوسط»/19 حزيران/2020

لم يوقف إعلان وزارة الداخلية العراقية إلقاء القبض على بعض مطلقي صواريخ «الكاتيوشا» استمرار إطلاقها؛ إذ سقطت أمس (الخميس) 4 صواريخ على «المنطقة الخضراء» حيث مقر السفارة الأميركية. فمنذ بداية الحوار الاستراتيجي بين بغداد وواشنطن في 11 يونيو (حزيران) الحالي، لم يتوقف إطلاق صواريخ «الكاتيوشا» سواء على «المنطقة الخضراء» حيث موقع السفارة الأميركية، ومحيط مطار بغداد الدولي حيث أحد مقرات التحالف الدولي، ومعسكر التاجي شمال بغداد الذي يضم جنوداً أميركيين. وكان الناطق باسم وزارة الداخلية العراقية اللواء خالد المحنا قال خلال تصريح متلفز: «ألقينا القبض على متورطين بإطلاق الصواريخ»، مشيراً إلى أن «هناك إرادة حقيقية لإنهاء ملف قصف (المنطقة الخضراء) والمقار العسكرية». وأضاف: «تم إلقاء القبض على من يقوم بإطلاق الصواريخ، والموضوع تحت إشراف القضاء، ولا يمكننا التصريح عن الجهة التي تقف وراءهم إلا بأخذ موافقات قضائية».

وكانت «المنطقة الخضراء» حيث يوجد مقر السفارة الأميركية تعرضت فجر الخميس إلى إطلاق نحو 4 صواريخ «كاتيوشا»، وذلك طبقاً لبيان صادر عن خلية الإعلام الأمني. وأفادت بأن «4 صواريخ نوع (كاتيوشا) سقطت بعد منتصف ليل أمس، داخل المنطقة الخضراء ببغداد دون خسائر بشرية أو مادية». وأضافت أن «القوات الأمنية عثرت على منصة إطلاق قرب معسكر الرشيد جنوبي العاصمة بغداد». غير أن، طبقاً لشهود عيان، الصواريخ الأربعة سقطت في مكان بعيد عن مقر السفارة الأميركية الواقعة على نهر دجلة بينما الصواريخ سقطت قرب نصب الجندي المجهول بالخضراء قرب ساحة الاحتفالات، وهو ما يؤشر إما إلى عشوائية هذه الصواريخ وعدم دقتها، وإما أن الهدف منها بعث رسائل مزدوجة للحكومة العراقية والجانب الأميركي تتعلق بمسار الحوار الاستراتيجي بينهما».

إلى ذلك، توعد رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي مطلقي الصواريخ، مبيناً أنه لن يسمح باختطاف الدولة. وقال الكاظمي في تغريدة له على موقع «تويتر»، أمس الخميس، إن «الصواريخ التي استهدفتْ (الجندي المجهول) في بغداد، تسعى إلى تهديد استقرارنا ومستقبلنا، وهو أمرٌ لا تهاون فيه». وأضاف: «لن أسمحَ لجهاتٍ خارجة على القانون باختطاف العراق من أجل إحداث فوضى وإيجاد ذرائع لإدامة مصالحها». وتابع: «ماضون في عهدنا لشعبنا بحماية السيادة، وإعلاء كرامة الوطن والمواطن». وفي السياق نفسه، رأى الدكتور معتز محيي الدين، رئيس «المركز الجمهوري للدراسات السياسية والأمنية»، في حديث لـ«الشرق الأوسط»، أن «جماعة (الكاتيوشا) مسؤولة عن مجمل العمليات التي حدثت في السابق وتحدث يومياً، حين تتعرض مناطق مختلفة من العاصمة للهجوم مثل معسكر التاجي الذي انسحبت منه القوات الأميركية، ومحيط مطار بغداد الدولي، ومناطق أخرى قريبة من حزام بغداد، حيث إن كل هذه الهجمات تستهدف حسب مفهوم هذه الجماعيات قواعد عسكرية فيها قوات أميركية»، مبيناً أنه «بعد انسحاب قوات التحالف من هذه المناطق أصبحت محصورة فقط في القوات العراقية ولم تلحق أي أضرار بالأميركان أو حلفائهم». وأضاف محيي الدين: «يجب أن يكون للحكومة موقف أمني موحد لكشف هذه العناصر، حيث هناك رؤية تقول إن قسماً من هذه العناصر يمكن أن يستغلوا من أطراف؛ بمن فيهم مسلحو (داعش)، ليقوموا بهذه الهجمات، مستغلين الضعف العام لدى الأجهزة الأمنية»، مشيراً إلى أن «هناك رؤى أخرى أن هؤلاء المسلحين يتبعون تنظيمات جديدة وتسميات جديدة تعبر عن رؤية تختلف عن الرؤية العراقية لإخراج الأميركان، بينما هي تتبنى قتل كل أميركي موجود على الأرض العراقية». وأكد محيي الدين أنه «يتوجب على الحكومة الحالية اتخاذ موقف من هذه الجهات والجماعات يختلف عن رؤية من سبقها، حيث إن من الواضح أن رؤية رئيسي الوزراء السابقين حيدر العبادي وعادل عبد المهدي تختلف عن رؤية الكاظمي بتحديد الجهة وكشفها إعلامياً ومحاسبتها». إلى ذلك، أعلن العراق أنه قدم طلباً إلى «الناتو» بشأن قواته الجوية. وطبقاً لبيان صادر عن وزارة الدفاع، فإن قائد القوة الجوية اللواء الطيار شهاب جاهد علي التقى الجنرال جيني كارديني وعدداً من ضباط حلف الناتو خلال زيارتهم مقر القوة الجوية. وأضاف أنه «جرى خلال اللقاء مناقشة عدد من النقاط المهمة للتعاون المشترك بين قيادة القوة الجوية وقوات الحلف، والاتفاق على صيغة تشمل كافة المواضيع والتحضير للمرحلة المقبلة، كإرسال بعثة تدريبية استشارية في حال الاتفاق على استئناف عمل البعثة». وأكد «الجانبان على أهمية العمل معاً من أجل تطوير قدرات القوة الجوية العراقية وتقديم الخبرات وتطوير الكوادر والطواقم الجويون». وقالت بعثة «الناتو» لدى العراق إن «القائدين ناقشا نظام الترميز الخاص بـ(الناتو) والذي ينوي العراق أن يتبنى العمل به، مما يساعد في تحسين توفير قطع الغيار والخدمات اللوجيستية».

وكان غابريال صوما، مستشار الرئيس الأميركي دونالد ترمب لشؤون الشرق الأوسط، أعلن أن واشنطن تفكر بتوجيه دعوة إلى رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي لبحث أوجه التعاون بين البلدين والحوار الاستراتيجي. وقال صوما في تصريحات صحافية أمس الخميس إن «جائحة (كورونا) تسببت بعدم وجود حركة دبلوماسية بين البلدين»، مبيناً أن «المباحثات الحالية بين البلدين تجري عن بعد بين ممثلين عن الحكومتين، بينما واشنطن تفكر بدعوة الكاظمي للقاء ترمب لمناقشة الاتفاق الاستراتيجي والملفات العالقة بين الطرفين». وأوضح صوما أن «المباحثات الحالية مع العراق سوف تستمر لعدة أشهر».

 

أنقرة تسعى لإنشاء مزيد من القواعد في العراق رغم مطالبة بغداد بانسحابها

«الخارجية» العراقية استدعت السفير التركي للمرة الثانية... وسلمت السفير الإيراني مذكرة احتجاج

أنقرة: سعيد عبد الرازق بغداد/الشرق الأوسط»/19 حزيران/2020

كشف مسؤول تركي، أمس (الخميس)، عن أن تحركات بلاده العسكرية الأخيرة في شمال العراق تستهدف إقامة مزيد من القواعد «المؤقتة» لتركيا في شمال العراق من أجل ضمان أمن حدودها من هجمات «حزب العمال الكردستاني»، فيما أعلنت وزارة الدفاع التركية تدمير 500 هدف للحزب في إطار العملية البرية «المخلب - النمر» التي انطلقت أول من أمس، في حين قتل 4 عمال أتراك في هجوم نفذه «العمال الكردستاني» في شيرناق جنوب شرقي البلاد. في غضون ذلك؛ استدعت وزارة الخارجية العراقية السفير التركي في بغداد فاتح يلديز للمرة الثانية خلال 72 ساعة وأبلغته احتجاجاً شديد اللهجة على الضربات التي تشنها القوات التركية في شمال العراق، مطالبة بانسحاب القوات التركية. ونقلت «رويترز»، أمس، عن مسؤول تركي، لم تسمّه، أن بلاده تعتزم إقامة مزيد من القواعد العسكرية المؤقتة في شمال العراق بعد أن كثفت ضرباتها ضد المقاتلين الأكراد هناك، مشيراً إلى أن هذه الجهود ستضمن أمن الحدود.

وكانت مصادر تركية كشفت، أول من أمس، عن إقامة قاعدة عسكرية مؤقتة في كردستان العراق تدير من خلالها العمليات الجارية هناك. ونفذت تركيا عمليتين منفصلتين في شمال العراق ضد «حزب العمال الكردستاني» يومي الأحد والثلاثاء؛ الأولى عملية جوية تحت اسم «المخلب - النسر»، والثانية عملية برية لا تزال مستمرة تحت اسم «المخلب - النمر» رداً على ما قالت إنه ازدياد هجمات المقاتلين الأكراد على قواعد الجيش التركي على الحدود بين البلدين. وأعلنت وزارة الدفاع التركية، أمس، أن القوات التركية دمرت أكثر من 500 هدف لـ«حزب العمال الكردستاني» في الساعات الأولى من انطلاق عملية «المخلب - النمر» التي انطلقت داخل شمال العراق أول من أمس. وقالت الوزارة، في بيان أمس، إنه تم تدمير أكثر من 500 هدف خلال أول 36 ساعة من العملية العسكرية التي انطلقت بمنطقة حفتانين شمال العراق، بعد أيام قليلة على انطلاق عملية «المخلب - النسر»، باستخدام مقاتلات «إف16» وطائرات مسيرة والمدفعية وراجمات الصواريخ. وأضافت أنه تم إنزال قوات من الكوماندوز التركية إلى المنطقة بالمروحيات، حيث قامت بتفكيك الألغام والمتفجرات، ودمرت الذخائر والمعدات التي تضبطها، ومقرات المسلحين من «حزب العمال الكردستاني»، في مناطق وعرة وأخرى يصل ارتفاعها إلى نحو 1900 متر، وسط غطاء جوي توفره الطائرات المسيرة التركية.

وقال وزير الدفاع التركي خلوصي أكار، الذي تابع مع قيادات الجيش التركي العملية العسكرية من مركز العمليات في قيادة القوات البرية، إن عملية «المخلب - النمر» تسير بشكل جيد، معرباً عن أمله في أن يتم استكمالها بنجاح مع ضمان أمن العناصر المشاركة فيها.

وطلبت بغداد من أنقرة سحب قواتها من الأراضي العراقية و«الكف عن الأفعال الاستفزازية». وقالت وزارة الخارجية العراقية إنه تم استدعاء السفير التركي في بغداد فاتح يلديز مجدداً إلى مقر الخارجية وتسليمه «مذكرة احتجاج شديدة اللهجة»، مضيفة أن «العراق يستنكر بأشد عبارات الاستنكار والشجب معاودة القوات التركيّة (أول من) أمس الأربعاء انتهاك حُرمة البلاد وسيادتها بقصف ومُهاجَمة أهداف داخل حُدُودنا الدوليّة». وأضافت: «نُؤكّد رفضنا القاطع لهذه الانتهاكات التي تُخالِف المواثيق والقوانين الدوليّة، ونُشدّد على ضرورة التزام الجانب التركي بإيقاف القصف، وسحب قواته المُعتدِية من الأراضي العراقية التي توغلت فيها (أمس) ومن أماكن وجودها في معسكر بعشيقة... وغيرها». وشددت على أن «الحكومة العراقيّة تؤكد أن تركيا كانت السبب في زيادة اختلال الأمن بالمنطقة الحُدُوديّة المُشترَكة فيما بيننا؛ إذ تسببت مبادرة السلام التي اعتمدتها مع (حزب العمال الكردستاني) بتوطين كثير من عناصر هذا الحزب التركي داخل الأراضي العراقية من دون موافقة أو التشاور مع العراق؛ مما دعانا إلى الاحتجاج حينها لدى مجلس الأمن». ودعت وزارة الخارجيّة العراقية إلى «الكف عن مثل هذه الأفعال الاستفزازية، والخروقات المرفوضة»، مطالبة الحكومة التركية بأن «تستمع إلى صوت الحكمة، وتضع حداً لهذه الاعتداءات». وأشارت إلى «احتفاظ العراق بحُقُوقه المشروعة في اتخاذ الإجراءات كافة التي من شأنها حماية سيادته وسلامة شعبه بما فيها الطلب إلى مجلس الأمن والمنظمات الإقليميّة والدولية النُهُوض بمسؤوليتها». ولفتت إلى أن «الوزارة استدعت السفير التركي لدى العراق قبل يومين وسلمته مُذكّرة احتجاج على خُرُوقات سابقة ارتكبها الطيران التركي، وبمُقتضى السياقات الدبلوماسية الاحترافية يُفترَض على السفير أن يكون قد نقل المُذكّرة إلى حُكُومته، وأبلغها بفحوى الاجتماع». وقالت إن «مَهمّة السفير هي تطوير العلاقات لا العكس، وقد أوضحنا له حُدُود دوره سابقاً وكذلك اليوم». في سياق متصل، أعلن مكتب والي شيرناق جنوب شرقي تركيا أن 4 عمال لقوا حتفهم عندما فجر مسلحون تابعون لـ«حزب العمال الكردستاني» عبوة ناسفة أصابت شاحنة صغيرة لدى مرورها في الولاية ذات الغالبية الكردية، ليل أول من أمس الأربعاء. وأضاف مكتب الوالي، في بيان، أن الانفجار وقع في منطقة سلوبي قرب الحدود مع العراق وسوريا بينما كانت الشاحنة تنقل الوقود الذي يستخدمه عمال إنشاء الطرق، ونتج عن قنبلة زرعها وفجرها مسلحو «حزب العمال الكردستاني».

وقالت وزارة الدفاع، في بيان عبر «تويتر»، أمس، إنها «لن تترك ما حدث في شيرناق يمر، وستنتقم من الإرهابيين وستواصل محاسبتهم في مخابئهم». من جهة أخرى، استدعت وزارة الخارجية العراقية، أمس (الخميس)، السفير الإيراني في بغداد وسلمته مذكرة احتجاج على القصف المدفعي الإيراني الذي تعرضت له قرى حدودية وما تسبب به من خسائر مادية، وأضرار بالممتلكات، علاوة على بث الخوف بين الآمنين من سكان تلك المناطق. وأكدت وزارة الخارجية، في بيان عبر حسابها على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» أمس (الخميس)، حرص العراق على ديمومة وتنمية العلاقات التاريخيّة بين البلدين. وشددت على «إدانة هذه الأعمال، وأهمّية حرص الجانب الإيراني على احترام سيادة العراق والتوقّف عن القيام بمثل هذه الأعمال، وتحرّي سُبُل التعاون الثنائي المُشترَك في ضبط الأمن، وتثبيت الاستقرار على الحُدُود المُشترَكة».

 

هل تتخلص تركيا من نظام إردوغان الرئاسي؟ بعدما أظهر استطلاع رأي حديث انخفاضاً في عدد مؤيديه من الحزب الحاكم

إسطنبول/الشرق الأوسط»/19 حزيران/2020

كشف أحدث استطلاعات الرأي في تركيا انخفاضاً ملموساً في دعم الناخبين الأتراك للنظام الرئاسي إلى ما دون 30%، على خلفية الفشل في تحقيق الوعود الانتخابية، وتهميش سلطات البرلمان مقابل «استبداد» الرئيس التركي رجب طيب إردوغان بصلاحيات شبه مطلقة له.

وانتقلت تركيا إلى النظام الرئاسي بأغلبية ضئيلة (51.4 %) في استفتاء أبريل (نيسان) 2017، بينما بدأ تطبيقه بعد الانتخابات الرئاسية والبرلمانية المبكرة التي شهدتها تركيا في يونيو (حزيران) 2018.

وانخفض دعم النظام الرئاسي إلى ما دون 30% في استطلاع للرأي العام صادر في مايو (أيار) 2020، حسب كمال أوزكيراز، مدير مركز أورآسيا لأبحاث الرأي العام، الذي أضاف أن نحو ثلث ناخبي تحالف الشعب أكدوا أنهم سيصوّتون بـ«لا» لو تكرر الاستفتاء على النظام الرئاسي، حسبما نقل موقع «المونيتور» الأميركي. وتحالف الشعب الذي تأسس في فبراير (شباط) عام 2018 يتكون من حزب العدالة والتنمية الحاكم برئاسة إردوغان، وحزب الحركة القومية، ولعب دوراً رئيسياً بعد إقراره في الدفاع عن هذا النظام وتكريس الصلاحيات في يد رئيس الجمهورية؛ كون ذلك يسهل عمل الحكومة. غير أن سخطاً متزايداً تشكل مؤخراً داخل التحالف وحزب العدالة والتنمية تجاه النظام الرئاسي، وارتفعت الأصوات المنتقدة للنظام. وتقول مصادر بالحزب إن إردوغان نفسه يشعر ببعض الندم بسبب شرط الحصول على 50% زائد 1 من الأصوات للحفاظ على الرئاسة؛ الأمر الذي جعله في حاجة دائمة إلى دعم حزب الحركة القومية؛ ولذلك يدرس إدخال بعض التعديلات على النظام. وأظهرت بيانات رسمية، خلال العامين الماضيين، تمرير إردوغان بمفرده 2229 قسماً تشريعياً، بينما كان البرلمان قادراً على مناقشة 429 قسماً من هذه التشريعات. ويشرح أوزكيراز أسباب «انخفاض شعبية» النظام الرئاسي في تركيا، قائلاً: «لم يستطع الوفاء بما وعد به، حيث أصبحنا نرى التراجع في كل قضية كفقد الليرة قيمتها، وارتفاع معدلات التضخم والبطالة وانكماش الاقتصاد». يتفق مع الرأي السابق ليفينت كوكر، أستاذ القانون العام، ويؤكد أن النظام السياسي الحاكم أصبحت التسمية الدقيقة له «الرئاسة الفوقية»، في إشارة إلى أنظمة الحكم الاستبدادية في روسيا وشرق أوروبا. ويُضيف كوكر أن ما حدث هو في الواقع «تغيير النظام» والانتقال إلى «الحكم الاستبدادي»، موضحاً أن تركيا أصبحت دولة «غير حرة» و«استبدادية» تعاني من مشكلات اقتصادية واجتماعية خطيرة بفعل تطبيق سياسات هذا النظام. ويؤكد كوكر أن الحل ليس الانتقال بين أنماط الحكم المختلفة ولكن إنشاء نظام للرقابة والمساءلة المستقلة، موضحاً أن تغيير النظام أمر لا مفر منه، في ضوء التوقعات التي ترجح عدم حصول إردوغان على أكثر من 40% من الأصوات. ويواجه النظام الرئاسي خطر الإلغاء بسبب الدعوى المقدمة من حزب الشعب الجمهوري إلى المحكمة الدستورية العليا للطعن على نتائج استفتاء تعديل الدستور الذي أُجري في 16 أبريل 2017 بسبب قبول اللجنة العليا للانتخابات أصواتاً غير مختومة. وفي الوقت ذاته، تتعالى الأصوات المطالبة بانتخابات مبكرة تُجرى في يونيو المقبل، حيث سيكون البرلمان أتمّ فترة العامين، وهي الفترة التي يتعين أن يكملها البرلمان قبل الدعوة إلى انتخابات مبكرة.

 

الإدارة الأميركية تقاضي بولتون... وترمب يصفه بـ{المغفل}/مستشار الأمن القومي السابق عدّ الرئيس {غير مؤهل} لحكم البلاد

واشنطن: رنا أبتر/الشرق الأوسط»/19 حزيران/2020

كتاب هز واشنطن قبل صدوره، وأشعل نيران غضب الرئيس الأميركي ووزارة عدله. ففي ظل لجوء الإدارة الأميركية إلى المحاكم لصد نشر كتاب مستشار الأمن القومي السابق جون بولتون المرتقب، سرب الصقر الجمهوري مقتطفات نشرتها الوسائل الإعلامية الأميركية كافة. فبولتون سياسي متمرس في فنون المواجهة، ويعلم خبايا واشنطن وسياسات البيت الأبيض، لذلك فقد اختار بعناية المقتطفات المنشورة قبل صدور الكتاب في الثالث والعشرين من الجاري. وشن بولتون هجوماً مركزاً على الرئيس الأميركي، فقال في المقابلة الحصرية التي أجرتها معه شبكة (إي بي سي) إن ترمب غير مؤهل للحكم وغير كفء لممارسة عمله. واعتبر مستشار الأمن القومي السابق أن قرارات الرئيس الأميركي تمحورت حول هدفين رئيسيين: الفوز بالانتخابات الرئاسية وحماية مصالح عائلته، مشيراً إلى أن عرقلة العدالة هي أسلوب الحياة في البيت الأبيض. فقال: «لم أتمكن من رؤية أي مبدأ يعتمده لاتخاذ قراراته، فكلها تمحورت حول فوزه بالانتخابات مجدداً».

ويتهم بولتون ترمب في كتابه بعنوان «الغرفة حيث حدث كل شيء» بارتكاب تجاوزات كثيرة على صعيد السياسة الخارجية. أبرزها طلبه من الرئيس الصيني مساعدته على الفوز في الانتخابات المقبلة. فبحسب الكتاب، يقول بولتون إن طلب ترمب هذا ورد خلال اجتماع عقده في يونيو (حزيران) من العام الماضي مع نظيره الصيني شي جينبينغ على هامش قمة العشرين، حيث دعاه إلى شراء محاصيل زراعية من المزارعين الأميركيين بهدف كسب أصواتهم في الانتخابات المقبلة. كما زعم بولتون أن ترمب بارك استمرار الصين في بناء معسكرات لاعتقال المسلمين الإيغور قائلاً إن عملية البناء يجب أن تمضي قدماً. وبمجرد توارد وسائل الإعلام لهذا الخبر، تدارك البيت الأبيض الموقف، فأعلن أن ترمب وقع على قانون يفرض عقوبات على الصين بسبب معاملتها للإيغور. كما هاجم الرئيس الأميركي بولتون بشكل مكثف على تويتر فوصفه بالكاذب والحقير قائلاً: «إن كتاب بولتون المضجر مشبع بالكذب والقصص الوهمية. كان يشيد بي في السابق إلى أن طردته. هو أبله ممل ناكر للجميل وكل ما يريده هو شن حرب. يا له من مغفل!» ويتحدث الصقر الجمهوري عن زملائه السابقين في البيت الأبيض، ويقول إنهم كانوا يسخرون من ترمب، ويذكر تحديداً وزير خارجيته مايك بومبيو، المعروف بولائه له، فيقول إن بومبيو كان ممتعضاً جداً من سياسة ترمب تجاه كوريا الشمالية وإنه فكر في الاستقالة أكثر من مرة. ويذكر بولتون حادثة جرت لدى خلال الاجتماع الثنائي بين ترمب والزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أونغ في العام 2018، قائلاً إن بومبيو مرر له ورقة كتب عليها: «إنه (ترمب) مليء بالهراء!» وبطبيعة الحال فقد نفى مكتب بومبيو هذا الأمر ودعا بولتون إلى إظهار الورقة التي يتحدث عنها.

ويواصل بولتون انتقاداته فيصف ترمب، في الكتاب المؤلف من نحو 600 صفحة، بالمتهور والجاهل. ويعطي أمثلة على ذلك، فيقول إن الرئيس الأميركي تفاجأ عندما علم أن بريطانيا تملك سلاحاً نووياً، وذلك خلال اجتماع عقده مع رئيسة الوزراء البريطانية السابقة تيريزا ماي في العام 2018، وأنه ظن أن فنلندا جزء من روسيا وأن فنزويلا جزء من الولايات المتحدة. ويتحدث بولتون عن التأثير الكبير الذي يتمتع به الرئيس الروسي على ترمب، فيقول إن بوتين يعتقد أنه يستطيع التلاعب به ببراعة: «أعتقد أن بوتين ذكي وقوي وهو لا ينظر إلى ترمب على أنه منافس جدي».

وفي ظل محاولات وزارة العدل صد نشر الكتاب بسبب احتوائه على معلومات سرية، يتخوف البيت الأبيض من تأثير معلومات من هذا النوع على السباق الانتخابي المحموم. وجاء تصريح المرشح الديمقراطي جو بايدن ليترجم المخاوف الجمهورية، عندما قال: «إذا ما صحت مزاعم بولتون، فهي ستعد خرقاً لواجب دونالد ترمب وتعهده للأميركيين بحماية مصالح الولايات المتحدة والدفاع عن قيمنا».لكن كتاب بولتون ليس الكتاب الوحيد الذي يؤرق مضجع ترمب، إذ تستعد ابنة شقيقه ماري ترمب لإصدار كتاب جديد بعنوان: «الكثير ليس كافياً: كيف خلقت عائلتي الرجل الأخطر في العالم» وذلك بعد أيام من موعد نشر كتاب بولتون. ماري، وهي ابنة شقيقه الأكبر الذي توفي في العام 1981 بسبب إدمانه على الكحول، تتناول في كتابها تهرب ترمب من الضرائب وتلوم عمها على وفاة والدها بسبب إهماله له. ومما لا شك فيه أن الكتاب الذي سينشر في الثامن والعشرين من الشهر الجاري سيزيد من حدة غضب ترمب الذي يخشى من توقيت نشر كتابي بولتون وماري في موسم انتخابي محموم، وتأثيرهما على السباق للبيت الأبيض. وقد سبق للرئيس الأميركي أن أعرب عن امتعاضه الشديد من الانتقادات المستمرة التي يتعرض لها وغرد قائلاً: «لو لم تتم مضايقتي على مدى ثلاثة أعوام بسبب تحقيقات كاذبة وغير قانونية متعلقة بروسيا وإجراءات العزل، لكنت متقدماً بأكثر من 25 نقطة على جو النعسان والديمقراطيين الكسولين. هذا غير عادل لكن هذا هو الواقع!!».

 

السعودية تدين العدوان التركي ـ الإيراني في العراق وبغداد تستدعي سفيري البلدين... وأنقرة تتحدى بالتخطيط لمزيد من القواعد

أنقرة: سعيد عبد الرازق / الرياض - بغداد: «الشرق الأوسط»/19 حزيران/2020

أدانت وزارة الخارجية السعودية في بيان أمس (الخميس) العدوانين التركي والإيراني على الأراضي العراقية، معتبرة أنهما يشكلان «تدخلا مرفوضا في شأن دولة عربية، وانتهاكا سافرا لأراضيها، وتهديدا للأمن العربي والأمن الإقليمي». وتزامن ذلك مع استدعاء الخارجية العراقية للسفير التركي في بغداد فاتح يلديز للمرة الثانية خلال 72 ساعة، وإبلاغه احتجاجاً شديد اللهجة على الضربات التي تشنها القوات التركية في شمال العراق، مطالبة بانسحاب القوات التركية و«الكف عن مثل هذه الأفعال الاستفزازية، والخروقات المرفوضة»، مشيرة إلى «احتفاظ العراق بحُقُوقه المشروعة في اتخاذ الإجراءات كافة التي من شأنها حماية سيادته وسلامة شعبه». ورغم هذا الاحتجاج، أبدت أنقرة تحدياً، إذ نقلت وكالة «رويترز»، أمس، عن مسؤول تركي، أن بلاده تعتزم إقامة مزيد من القواعد العسكرية المؤقتة في شمال العراق حيث نفذت تركيا عمليتين ضد «حزب العمال الكردستاني» الأولى جوية، والثانية برية لا تزال مستمرة رداً على ما قالت إنه ازدياد هجمات المقاتلين الأكراد. وأعلنت وزارة الدفاع التركية، أمس، أن القوات التركية دمرت أكثر من 500 هدف لـ«حزب العمال الكردستاني». كذلك، استدعت الخارجية العراقية، أمس (الخميس)، السفير الإيراني في بغداد وسلّمته مذكرة احتجاج على القصف المدفعي الإيراني للأراضي العراقية، مشددة على «إدانة هذه الأعمال».

 

الكويت: تدخلات تركيا وإيران تمثل انتهاكاً صارخاً لسيادة العراق

الكويت: «الشرق الأوسط أونلاين»/19 حزيران/2020

أدانت دولة الكويت، اليوم (الجمعة)، التدخلات العسكرية التركية والإيرانية في شمال العراق، مؤكدة أنها تمثل انتهاكاً صارخاً، وتجاوزاً للأعراف والقواعد الدولية. وذكرت وزارة الخارجية أنه انطلاقاً من موقف دولة الكويت المبدئي الثابت، ورفضها لأي تدخلات تمس سيادة أي من الدول العربية الشقيقة، فإنها تؤكد إدانتها للتدخلات العسكرية التركية والإيرانية الأخيرة في شمال العراق. وأوضحت الوزارة، في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء الكويتية (كونا)، أن تلك التدخلات تمثل انتهاكاً صارخاً لسيادة العراق، وتجاوزاً لكل الأعراف والقواعد القانونية الدولية، فضلاً عما يمثله ذلك من تهديد لأمن العراق واستقرار المنطقة. وشددت الكويت على وقوفها إلى جانب العراق، وتأييده في كل الإجراءات التي يتخذها للحفاظ على سيادته وأمنه واستقراره.

 

العثور على جثة قاضٍ إيراني هارب من بلاده في رومانيا

لندن - بوخارست: «الشرق الأوسط أونلاين/19 حزيران/2020

أفادت مصادر رومانية بأن القاضي الإيراني الهارب غلام رضا منصوري وُجد مقتولاً اليوم (الجمعة)، في فندق يقيم به في العاصمة بوخارست. وذكرت صحف رومانية، أن جثة منصوري عُثر عليها أسفل مبنى فندق يقيم به فيما يبدو أنها ألقيت من النافذة، دون أن يتضح ما إذا أقدم على الانتحار أو تم دفعه. في حين قالت الشرطة، إنها تحقق في ظروف الحادث. ويعد منصوري (66 عاما) أحد كبار المسؤولين في القضاء الإيراني المتورطين بملف فساد، وكان قد فر من إيران العام الماضي بعد أن زعمت السلطات أنه حصل على 500 ألف يورو (560 ألف دولار) رشا أثناء عمله قاضيا. لكنه نفى في بيان بالفيديو عبر الإنترنت الأسبوع الماضي، التهم المنسوبة إليه قائلا إنه غادر إيران لتلقي علاج من مرض لم يحدده، وأن قيود السفر المفروضة للحد من فيروس «كورونا» تمنعه من العودة لمواجهة التهم. وأضاف في البيان: «لن أدير ظهري أبدا أبدا للنظام ولبلادي»، مشددا على ولائه للمؤسسة الحاكمة. وقدم الفرع الألماني لمنظمة «مراسلون بلا حدود» شكوى إلى المدعين الفيدراليين في ألمانيا الأسبوع الماضي حثت فيه على التحقيق مع منصوري في مزاعم التعذيب وانتهاكات حقوق الإنسان لأمره باعتقال 20 مراسلا في إيران في 2013. وأكد ممثلو ادعاء ألمان الأربعاء الماضي أنهم يبحثون في الشكوى، وقالت «مراسلون بلا حدود» إنها قدمت شكوى ثانية إلى السلطات الرومانية بعد أن علمت أن منصوري قد هرب من ألمانيا بالفعل. وقال كريستيان مير، مدير منظمة مراسلون بلا حدود في ألمانيا، «يجب على الحكومات الأوروبية والأنظمة القضائية التحرك بسرعة لمنع غلام رضا منصوري من الهروب من العقاب العادل». وتابع: «لا يمكن السماح لأي شخص متورط في جرائم دولة ضد الصحافيين أن يكون في مأمن من تطبيق القانون في أوروبا». وفي تصريح لوكالة «أسوشييتد برس»، قال محمد هوشيار إمامي، المنشق الإيراني الذي يعيش في العاصمة الرومانية بوخارست منذ عام 1991، إنه قدم شكوى إلى المدعين الرومانيين بالتشاور مع جماعة المعارضة الإيرانية في المنفى «مجاهدين خلق»، متهما منصوري بارتكاب انتهاكات لحقوق الإنسان. وفي مقابلة هاتفية، قال إمامي «لقد كنت سجيناً سياسياً لهذا النظام وأعلم التعذيب، والألم الذي يعانيه هؤلاء الأشخاص الذين يقاتلون من أجل الحرية على أيدي النظام».

ولم يتضح متى سافر منصوري إلى رومانيا، لكن المتحدث باسم القضاء الإيراني غلام حسين إسماعيلي قال في 13 يونيو (حزيران) إن منصوري اعتقل هناك، ومن المتوقع إعادته إلى إيران «في الأيام التالية». وجاء في قرار نشر على موقع إلكتروني لمحكمة الاستئناف في بوخارست بتاريخ 12 يونيو أن منصوري قد أُطلق سراحه من السجن ووضع تحت «رقابة قضائية» لمدة 30 يوماً، بينما لا يزال طلب إيران تسليمه قيد المراجعة، مما يعني أنه لا يمكنه مغادرة رومانيا ويجب عليه الحضور إذا تم استدعاؤه. ومن المعروف عن منصوري أنه أمر بالاعتقال الجماعي للصحافيين عام 2013 قرب نهاية فترة حكم الرئيس المتشدد محمود أحمدي نجاد. لكن في عام 2012 قام أيضا بحظر صحيفة «شرق» الإصلاحية اليومية واحتجز رئيس تحريرها بسبب رسوم كاريكاتورية نشرتها الصحيفة اعتبرتها السلطات مهينة لأولئك الذين قاتلوا في الحرب الإيرانية العراقية.

ووصف نائب مدير معهد الصحافة الدولية ومقره فيينا، سكوت غريفن، منصوري بأنه «شخصية رئيسية مسؤولة عن الاضطهاد الجماعي التعسفي للصحافيين في إيران». واستطرد غريفين قائلا، «على السلطات الرومانية اتخاذ الخطوات اللازمة لضمان مساءلته عن أفعاله أمام محكمة قانونية في أوروبا. ومن غير المرجح أن يؤدي تسليمه إلى إيران إلى أي شكل من أشكال العدالة».

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

لبنان .. عون يمثل نصر الله في بعبدا

عبد الجليل السعيد/راديو صوت بيروت انترناشيونال/19 حزيران/2020

‏السؤال الذي يطل برأسه الآن مفاده : ما هو المعنى الحقيقي لأي حوار سياسي في لبنان مع أطراف تابعة لأجندة خارجية؟ ما هي فائدة من أي حوار يزعم الداعموان له كما صاحب الدعوة أنه وطني وعابر للطوائف ولكنه سيسخّر حتماً لخدمة غايات طائفية ؟

ما قيمة أي حوار إذا كان مجرد غطاء هشّ لسياسة كيدية مكشوفة ومجرّبة من قبل ومستمرة حتى الآن

كل تلك الأسئلة يرد عليها أي لبناني عاقل بجواب واحد ، ‏بعيد اإسحاب الجيش السوري من لبنان مرغماً عام ٢٠٠٥ ، وإنتقال البحث عن حلّ الميليشيات ونزع سلاحها ، إبتدع نبيه بري أكذوبة الحوار ، من أجل تشتيت المواقف الداخلية ، وعدم إستعادة الدولة لسيادتها ، لقد نجح بري وقتها في إستدراج السياديين إلى حوار أفرغ القرار ١٥٥٩ من مضمونه ، وأوصل البلد إلى حرب تموز ٢٠٠٦ ، والآن التاريخ يعيد نفسه من خلال تصريحات العهد العوني

‏وبما أن زعيم ميلشيا حزب الله حسن نصرالله يقول : إن أميركا تمنع شحن الدولار إلى لبنان بغية منع تمويل حزبه ، وأن قانون قيصر هو لمعاقبة نظام بشار الأسد في سوريا وحلفائه في لبنان ، لأنهم إنتصروا على المؤامرة الكونية بحسب زعم نصر الله ، فإن خلاصة حديثه عن عدم ربط سلاحه غير الشرعي بالأزمة الإقتصادية والمالية في لبنان مجرد هروب وكلام لاقيمة له

والكل يعلم ‏بأن تهريب السلاح لميليشيا حزب الله وحروب الوكالة التي يقوم بها الحزب في ⁧سوريا⁩ والعراق واليمن بأمر من إيران⁩ ، كلها مفردات واضحة في سطور العقوبات الدولية ، فقرارات البلد المصيرية يستفرد بها ⁧حزب الله⁩ ويستفرد معها بمصير ⁧لبنان⁩ ، وضبط المعابر الحدودية أمر يحرم على الجيش أو القوى الأمنية التعامل معه لأن عناصر حزب الله هم أصحاب الكلمة الفصل هناك ، والتكسير والفتن الطائفية أمور يقررها نصر الله شخصياً ولكي تتحمل الدولة مسؤوليتها وتترك السلطة منطق الإستخفاف بعقول اللبنانيين يجب إقتلاع ميشيل عون ونبيه بري من جذور الفساد والنهب في السلطة ، ومحاكمة كل من يعمل معهما لأنهما يعكسان مدى قدرة نصر الله على إدارة الحكم وهو في جحره الذي لا نعلم هل هو في إيران أم لبنان أم سوريا ؟ ‏وإذا كان قانون قانون قيصر⁩ يهدف إلى محاسبة وردع نظام قمعي مجرم كنظام الأسد ، الذي قتل شعبه وهجّر من تبقى منهم ، كما سبق ونكّل باللبنانيين فإن تداعيات هذا القانون على لبنان ستكون وخيمة في ظل حكومة فاشلة وغير موثوق بها وتابعة للميليشيات ، والمطلوب في هذا التوقيت الدقيق حكومة إنقاذية ، وتحظى كذلك بالثقة كي تتمكن من التقليل من تداعيات قيصر على لبنان وشعبه

إذ لايحق لفريق من اللبنانيين أن يقرر عن كل اللبنانيين وأن يأخذ لبنان ومواطنيه نحو ما يريد متى يريد أسياده في طهران ، وهناك في مجلس الوزراء أو مجلس النواب يعلم الجميع بأن سلاح حزب الله هو الذي يقرر ، لأن شعب ليس بحالة حرب مع أمريكا والغرب والمجتمع الدولي ، إن السلطة الحامية لحزب الله هي من تحارب الدول وعليها أن تسقط ، حتى يتاح للبنان أن يفكر بحلول الخروج من أزماته.

 

الممانعة” تطلق معادلتها.. والحكومة “منصّة” مشرقيّة للمواجهة

طوني بولس/راديو صوت بيروت انترناشيونال/19 حزيران/2020

لم تمرّ 24 ساعة على التّعليمات الاقتصاديّة المحدثة للأمين العام لحزب الله حسن نصر الله بـ “التّوجّه شرقاً”، أي نحو إيران والسّوق المشرقيّة، حتّى لاقاه رئيس حكومة اللّون الواحد حسان دياب وأعلن أنّ “لا خطوط حمراء أمام أيّ جهة أو بلد يريد دعم لبنان أو الاستثمار فيه، سواء أتى هذا الدّعم من الشّرق أو من الغرب”.  وتبعها إعلان وزير الحزب في الحكومة عماد حب الله الّذي طالب خلال اجتماع مجلس الوزراء البحث في فرص التّوجّه شرقاً، وعلى المنوال نفسه تبعه وزير الطّاقة ريمون غجر الّذي قال أنّ وزارته ستحاول البحث مع الصّينيّين إمكانيّة إنشاء معامل كهرباء في لبنان.

تهريب” برعاية رسميّة

ومن الواضح أنّ العائق الرّسميّ أمام “السّوق المشرقيّة” بزعامة طهران في لبنان هو قانون قيصر كونه يحظر التّعامل مع النّظام السّوريّ، وبالتّالي “يخنق” تلك السّوق الإقليميّة الّتي يدعو إليها نصر الله.

لذلك، وتجاوزاً للعقوبات، نشطت حركة التّهريب بشكلٍ لافت خلال الأيّام الماضية بوتيرة علنيّة وأوسع بكثير من تلك الّتي لطالما تمّ الاعتياد عليها تحت جنح الظّلام، والملاحظة المقلقة هي المقاطع الّتي تنتشر عبر مواقع التّواصل الاجتماعيّ عن قوافل تهريب على مرأى من القوى الأمنيّة في حين يلجأ بعض الناشطين والمواطنين الى قطع الطّرق ومحاولة إعاقة مرور شاحنات التّهريب. ووفق المعلومات، فإنّ حكومة حسان دياب تحاول الالتفاف على قانون قيصر تسهيلاً لنشاط السّوق المشرقيّة وإعطاء الأوكسيجين للنّظام الأسديّ عبر تقديم طلبات للولايات المتّحدة الأميركيّة من أجل إعفاء لبنان من العقوبات في عدد من القطاعات، ما يعطي انطباعاً واضحاً أنّ الحكومة ستكون منصّة “الممانعة” لمواجهة قانون “قيصر”.

معادلات واستراتيجيّات

وفي هذا السّياق، تسأل أوساط سياسيّة، عن حقّ فريق لبنانيّ التّفرّد بتغيير ثوابت أساسيّة لطالما ارتكز عليها لبنان منذ نشأته، مشيرةً إلى أنّ قرار “التّوجّه شرقاً” هو قرار مصيريّ واستراتيجيّ للبنان، لا يمكن اتّخاذه دون اجماع وطنيّ على ذلك، إضافةً إلى أنّ تحوّل الحكومة اللّبنانيّة إلى مجرّد منصّة رسميّة لتنفيذ توجّهات حزب الله وإيران، هو مغامرة خطيرة قد تأخذ لبنان إلى مزيد من العزلة الدّوليّة، إضافةً إلى تحويله إلى ساحة صراع إيرانيّة أميركيّة يدفع ثمنها الشّعب اللّبنانيّ بأسره. وتؤكد الأوساط أنّ نصر الله يحاول الإيحاء بطرحه التّوجّه شرقاً إلى الصّين، في حين أنّ الهدف الأساسيّ هو إيران، وأنّ هناك توجّهاً لتحويل سوق استيراد النّفط إلى إيران بدلاً من دول عربيّة وغربيّة، وبالتّالي يصبح لبنان منفذاً لتهريب النّفط وملاذاً إيرانيّاً للتّفلّت من العقوبات، مشدّدة على أنّ هذا الأمر، لو حصل، فإنّ الشّعب اللّبنانيّ سيعيش جحيم العقوبات الدّوليّة. وترى الأوساط أنّ نصر الله يسعى لإرساء معادلة جديدة بعد أن أسقطت الثّورة معادلته القائمة على مبدأ “سلاحنا مقابل فسادكم”، معلنةً أنّ تلك المعادلة تقوم على مبدأ “شرقنا ينقذكم”. موضّحةً أنّ “المعادلة المطروحة هي أنّ الغرب يريد إيقاف فسادكم ويريد أن نسلّم سلاحنا، وبالتّالي نحن متضرّرون من المطالب الغربيّة”، ففي حال التّوجّه شرقاً نسقط الحدود بين “الميادين”، ولن يطرح أحد مسألتي السّلاح والفساد، وبقبضة بوليسيّة نجهض الثّورة ويصبح لبنان قاعدة “الممانعة” على المتوسّط.

 

بين الممانعة والجوع!

راجح الخوري/النهار/19 حزيران/2020

في العاشر من حزيران الجاري أصدرت لجنة الدراسات الجمهورية في الكونغرس الأميركي، تقريراً تخطى كل ما كان قد قيل عن “قانون قيصر” وانعكاساته السلبية المحتملة على لبنان، وتجاوز كل ما كان المسؤولون يخشونه، بعدما قرأوا نص القانون عندما وزعته وزيرة الدفاع زينة عكر على زملائها في الأول من حزيران.

كانت الأسئلة تدور حول الإحتمالات وطبيعة العلاقات السياسية والتجارية ومواقف دعم النظام السوري وما يمكن ان يقابل هذا في مروحة العقوبات، التي قيل إنها الأشد حزماً وقسوة حتى الآن، وهكذا جاء تقرير لجنة الكونغرس ليضع لبنان و”حزب الله” في سلة واحدة، حيال مسألة العقوبات على النظام السوري الذي من المعروف ان الحزب يقاتل الى جانبه منذ سنوات. كان مفاجئاً مثلاً ان يوصي تقرير اللجنة، بإنهاء المساعدة الأمنية للجيش اللبناني، كما دعا الكونغرس في الفقرة عينها، الى إقرار تشريع يحظّر إرسال أي أموال الى صندوق النقد الدولي لإنقاذ لبنان، بسبب ما سمّاه سيطرة “حزب الله” عليه، معتبراً ان أي مساعدة من هذا النوع تشكّل مكافأة للحزب، بينما تستمر التظاهرات اللبنانية مطالبة بمحاربة الفساد والوقوف في وجه سيطرة الحزب! وكان مفاجئاً أكثر في حينه ان التقرير دعا الولايات المتحدة الى فرض عقوبات على حلفاء الحزب في لبنان، مسمياً الرئيس نبيه بري وصهر الرئيس ميشال عون جبران باسيل، وملوحاً بأن هناك مروحة أوسع من الأسماء في الطريق! كانت الدولة حائرة وواقعة في حيص بيص كما يقال، وخصوصاً حيال فضائح الإختلاف في الأرقام التي وضعتها عن مجمل خسائرها، في محاولة بشعة هدفها تحميل المودعين والمواطنين مسؤولية الخسائر الهائلة الناتجة من الفساد السياسي والنهب والسرقة المال العام، وهو ما عرقل عمليات التفاوض مع خبراء صندوق النقد الدولي، وكانت حائرة اكثر حيال ما قد يأتيها من متاعب وعقوبات بعدما بدأ تنفيذ “قانون قيصر” يوم الأربعاء الماضي، ثم جاء خطاب السيد حسن نصرالله ليصفق الباب ليس في وجه الولايات المتحدة و”قانون قيصر” فحسب، بل في وجه صندوق النقد الدولي، على رغم ان ايران نفسها تطالب بأن يقدم لها مساعدة قيمتها خمسة مليارات دولار.

لكن كلام السيد نصرالله تجاوز معادلة وضع لبنان و”حزب الله” في سلة واحدة، ليضع كل لبنان في سلة الحزب وفي قلب محور الممانعة، مختزلاً قرار الدولة اللبنانية، وداعياً الى رفض “قانون قيصر” وعدم الرضوخ له والتعاون مع النظام السوري، وأكثر من هذا التخلي عن الدولار وعن الغرب داعياً الى حل بديل بالانفتاح على ايران والصين! المثير انه ذهب أبعد من ذلك عندما حثّ على التصعيد في وجه كل طرف سياسي يرفض هذا الخيار، بما يعني ان لا معنى لكل الحديث عن قيام الحكومة التي هو من هندسها بمفاوضة صندوق النقد الدولي، وبالتالي قرر ان يحشر قرار لبنان في معادلة ثلاثية جديدة: لن نجوع ولن نستسلم وسنقاتل الأميركيين! وهكذا يجد لبنان أنه محشور ليس في محور الممانعة فحسب، بل في طريق الإفلاس والجوع، واذا كان الحزب لن يجوع كما قال نصرالله، فإن اللبنانيين بما فيهم شرائح واسعة في البيئة الشيعية يتظاهرون منذ أشهر إحتجاجاً على جوع سيتعاظم وممانعة لا تشتري نعشاً لليرة اللبنانية المرحومة!

 

الحكم ومؤشّرات الهواية لا الاحتراف

مروان اسكندر/النهار/19 حزيران/2020

رئيس الحكومة بدأ يعاني الاجهاد، والأمر واضح من تصريحاته الهجومية على المتآمرين والغرف السوداء وما شاكل ذلك من التخيلات. يجب ان يعرف الرئيس دياب ان اللبنانيين ليسوا رافضين له ومنهم من يؤيّده، لكن الغالبية تبحث عن مؤشرات الانجاز ولا تجدها، والغالبية تدرك ان التلويح بالملاحقات إذا تحقّق يؤدي حكمًا الى النيل من صدقيّة عدد من قادة “التيار الوطني الحر” الذين تآكلوا بسياساتهم المبسطة الادخار المتوافر بالدولار لدعم نشاطات مصلحة كهرباء لبنان التي تآكلت 43.39 مليار دولار مدى عشر سنين 2010-2019 من غير احتساب الفوائد المستحقة والتي ترفع العجز والدين الى مستوى 65 مليار دولار أو ما يزيد على 68 في المئة من الدين العام، وليس هنالك من يحاسب، بل هنالك من يصر على السير بمشاريع انجاز محطات اضافية للانتاج دون انجاز انتخاب هيئة ناظمة للكهرباء، وتعيين مجلس ادارة، وشركات محاسبة دولية.

أكبر تبديد للموارد تجلى في مخططات الكهرباء لا خطة الكهرباء، فليست هنالك خطة منطقية للكهرباء بل مساعٍ لإغلاق أبواب الانتقاء بتلزيم خدمات – لصيانة المعامل وتشغيلها- وإجراء إصلاحات على الشبكة تبلغ تكاليفها أكثر من 250 مليون دولار سنويّاً تقوم بها الشركات الثلاث الملتزمة والمنشآت النفطية لتسلّم المستوردات ومن ثم توزيعها يتم تلزيمها لـ20 سنة لروسيا على أمل التفات الرئيس الروسي إلى طموحات الرئاسة لدى الوزير جبران باسيل.

رئيس الوزراء اللبناني مهندس تقني يدرك أهمية اعتماد وسائل انتاج الكهرباء المُستدامة والتي وفرت لبريطانيا، خلال شهر أيار المشمس، 26 في المئة من حاجاتها من الكهرباء، وفي ألمانيا بلغت النسبة 30 في المئة، وكلفة إنتاج الكهرباء من حقول تجميع الألواح الشمسية ومن حقول إنتاج المراوح الكهربائيّة، أصبحت على مستوى 7-8 سنتات لكل كيلووات/ساعة، وتكاليفنا في معاملنا المهترئة رغم تلزيم إدارتها تبلغ 28 سنتا لكل كيلووات/ساعة، ولو أنجزنا حقولاً حرارية ومراوح هوائية بطاقة 500 ميغاوات كنا حققنا اختصاراً في الهدر يقدر بـ 1000 مليون دولار كل سنة. أيها الرئيس، استفق إلى فشلك الكبير.

رئيس البلاد لا يريد توريط وزارة الطاقة في أية وسائل للتحقق من كفاءة وزرائها وامكانات تحسين الاداء وخفض التكاليف وتحسين نسبة التلوث بخفض الانبعاثات المضرة، والوزارة على ما يبدو تعاقدت على تسيير معملي الزوق والجية مع شركة خاصة ليس معروفاً عنها ضلوعها في هذا المجال.

التوجه لدى بعض وزراء التيار يظهر من تبني وزيرة العدل توجيه الاتهام إلى حاكم مصرف لبنان بانه المسؤول عن الازمة النقدية ويجب محاسبته. الواقع ان الكلام غير المسؤول وغير الدقيق للوزيرة ربما كان يبرر محاسبتها على التصدي لموضوع لا تعرف عنه شيئًا، فقيمة النقد لا ترتهن بقرارات المصرف المركزي بل هي تعلق على مقدار التعاون والتفاهم بين السلطات المالية – أي وزارة المال وقرارات مجلس النواب بالنسبة إلى أرقام ومخصصات أبواب الموازنة – والمصرف المركزي.

ليت الوزيرة كانت تعي اهمية هذه العلاقة وليتها درست وعلمت مدى التفريط من مجلس النواب في اقرار الاتفاق، بما فيه المبالغ التي تتوافر لتغطية عجز الكهرباء الذي اطاح أي احتياط.

ان رئيس لجنة المال والموازنة النائب ابراهيم كنعان تولي هذه المسؤولية فترة عشر سنين، وقبيل اقرار موازنة كل سنة كان يؤكد ان العجز سينخفض ولم يحقق نتيجة كهذه خلال عشر سنين، بل انه وعد بخفض العجز عام 2018 500 مليون دولار وتوصل الى زيادة العجز 1500 مليون دولار، وتالياً فإنّ مقياس الخطأ في تقديراته هو 2000 مليون دولار. وزيرة العدل، لو اعتدلت وحاولت تفهم قواعد التفاعل بين السياسة النقدية والسياسة المالية، كانت تفادت الوقوع في خطأ اظهر كم هي غير ملمة بالشأن الاقتصادي.

ولو كانت بالفعل تريد ملاحقة المتسببين في الأزمة التي تعصف بواقع ومستقبل البلد، لكانت طالبت بالتحقيق مع الوزير جبران باسيل، والوزراء “القيصر”، والسيدة بستاني والوزير الحالي الذي يريد المدافعة عن ثلاثة مشاريع لا يتوافر تمويلها، ولا يمكن تجهيزها خلال الفترة المتبقية لهذا العهد. والمشروع الوحيد لانشاء معمل انتاجي الموقع منذ عام 2013 ولم ينجز منه أي جزء حتى مخططات الانشاء لا يزال قيد المقاضاة بين المتعهد ووزارة الطاقة في المحاكم البريطانية المختصة بقضايا التحكيم. ان تصريحات رئيس الوزراء التي تؤكد مسيرة الإصلاح أصبحت كاريكاتورية، فهو يعارض مثلا مشروع بناء ثلاثة معامل لإنتاج الكهرباء في جلسة السرايا، ويعود عن موقفه في جلسة بعبدا. وكل ذلك كي لا يكدر الرئيس ميشال عون الذي يعتبر كلامه نقطة على السطر. حضرة رئيس الوزراء، الفساد متشعب في إدارة الدولة اللبنانية والفساد في مواضيع الكهرباء، وعدم معالجة النفايات جذرياً، والتعيينات العشائرية، انت مشارك فيه وكنت مدركاً لأبعاده، واذا بالسلطة تتآكل الحكمة والعلم وتخضع لايحاءات من يستخلص احكامك. انك على ما يقول أصدقاء لك متمسك برئاسة الوزراء دون أي استعداد للسير بخطوات اصلاحية، الإصلاح أصبح بعيداً عن نفسيتك منذ قررت الاستناد الى قرارات وأهداف رعاتك، ويجب أن تتذكر أن مسؤولياتك في الجامعة الأميركية ستنتهي مع انتهاء السنة الأولى لغيابك عن التعليم، فعسى إذا طال انتظارك لاقالة الوزارة تستطيع التعاقد على التعليم في جامعة ثانوية مستقبلا.

ان ما تحتاج إليه الحكومة، هو غير أي مشروع مشبوه لمصادرة ودائع اللبنانيين التي تبخرت بسبب عجز الحكومة عن تسديد ديونها للمصارف وتسببها في تعجيز لبنان عن تسديد المستحقات على حكومته.

المنهج الرشيد لمواجهة الازمة لا يكون بمصادرة الودائع، فلبنان لم يستقبل دولارًا واحدًا للاستثمار منذ عام 2015، وما دام تدفق الاموال الاجنبية غير متوافر إلّا من اللبنانيين العاملين في الخارج، يمكن التأكيد ان الاستمرار في السياسات الحالية لن يؤدي إلّا إلى توسيع رقعة الأزمة وارتهان مستقبل لبنان لعشر سنين عجاف القى ثقلها علينا وزراء “التيار الوطني الحر” الذين تسلموا وزارة الطاقة، وممثلي التيار في الهيئة التي تراجع ارقام الموازنة ومخصصاتها، وكما ذكرنا رئيس الهيئة لمدة عشر سنين لم يتمكن من خفض عجز أي سنة حتى تاريخه. والاستثمار في لبنان غير متوقع لأن الثقة بطاقم الحكم وتوجهاته غير متوافرة.

بداية الحل تكون بتكليف رؤساء مجالس المصارف الخمسة المنغمسين في تديين الدولة الافصاح عن أموالهم النقدية وموجوداتهم العقارية سواء في لبنان أو في الخارج، وبالتأكيد ان هذا التوجه يؤدي على الأقل الى تجميد 4-5 مليارات دولار بانتظار انجلاء الأرقام والممارسات… وبعد ذلك يمكن تسييل 30 في المئة من الاحتياط الذهبي، فهذا الاحتياط أساسًا تأمن من سياسات الرئيس الياس سركيس وفريقه وليس من الحكام اليوم، والاحتياط الذهبي المفترض وجوده لمنع انزلاق لبنان نحو الافلاس وتالياً فإنّ الخطوتين تفسحان في المجال لتخصيص نسبة من هيئة ادارة مرفأ بيروت ومصلحة ادارة حصر التبغ والتنباك، ولحسن الحظ أن نظرة المستثمرين الاجانب واللبنانيين هي ايجابية إلى ادارة هاتين المؤسستين، والأمر الأكيد ان تجميع موجودات للدولة في حساب شركة واحدة يستملك نسبة كبيرة من أسهمها أصحاب الودائع التي تصادر للإسهام في شركة يعين ادارتها المسؤولون الحاليّون لا يمكن ان تكون الوسيلة الناجعة.

يبدو ان هذا الاقتراح الذي روج له مسؤول سابق عن التخصصية سحب من البحث لأن أصحاب الودائع الذين عانوا الخسائر في عمليات تحويل دولاراتهم الى الليرة اللبنانية لم يحافظوا على أي ثقة بالحكم وخياراته لإدارة الشؤون المالية والاقتصادية. وآخر برهان تجلى في التعيينات الاخيرة التي أجريت وكأنها تحققت على الأسس التي شرع لها مجلس النواب وان تكن توصياتهم لم تأخذ مجراها للتنفيذ في تاريخ التعيينات.

 

عبسة دياب

 إلياس الديري/النهار/19 حزيران/2020

أين المسؤولون، أين الدولة، أين الذين وعدوا، وهدّدوا، وحملوا السلّم بالعرض؟ لا نزال في دائرة “كلام بكلام”. الفساد، وحجمه وضجيجه وملياراته، طُوي من دون إبلاغ أحد. وربّما على أساس ذات يوم، ذات مناسبة، ذات مُتغيّرات تتيح الفرصة لما أثار الضجيج وسحب الأمان من تحت “الليرة”، من تحت العملة اللبنانيّة التي كانت تُجاور الدولار بقليل وكثير من العنطزة والعنجهيَّة. وآه يا ليل… لهذه الأسباب، ولهذا الضياع، ولهذا الإنهيار الشامل والكامل وجد اللبنانيّون أنفسهم ضائعين. وليسوا وحدهم في هذا الضياع، فها هو رئيس الحكومة يدخل مجلس الوزراء لترتيب أصول المعالجات، فيخرج وإلى يمينه عنترة بن شداد، وإلى يساره امرؤ القيس، وبكى صاحبي لما رأى الدرب دونه وأيقن أنّا لاحقان بقيصرا، فقلت له لا تبك عينك إنّما نحاول ملكاً أو نموتَ فنُعذرا…

في كل حال، قاطعنا امرؤ القيس ولا نزال إلى لحظة إشهار الرئيس حسان دياب بأسه، مُخاطباً القريبين كما البعيدين زيحوا من الدرب. أمّا النتيجة فواحدة: كلام مع عبسة مكفهرّة، إلى كلام بلا عبسة ولا ابتسامة. وهذه مواقف تصلح لكلّ الحالات.

سألت، كما سئلت، لماذا تبقى حكومة حسان دياب أقرب إلى الضائعة، ودائماً تحتاج إلى مَنْ يذكّر أعضاءها أن الابتسامة لا تزال بلا ضريبة. اعترف أنّي لم أستطع حتّى هذه الساعات تكوين فكرة واضحة صريحة كاملة عن هذه الحكومة، مع أن وزيراتها يُزلن الهمّ عن القلب ولو في ظلّ عبسة رئيسهنّ.

دخلنا وخرجنا من السؤال بلا جواب، فقلنا نؤجِّله ليوم ثانٍ، ثمّ ثالث، ثمّ لا مُبرّر. فقد تحوَّل منه لحاله شيئاً يُستغنى عنه.أو يستبدل بوقفة أخرى جامدة، وأشدُّ عبوساً ويبوساً

لا نتحدَّث عمّا يحصل في الصين أو اليابان، إلّا أنّ حال لبنان يكاد يكون نادراً للغاية. وخصوصاً لجهة المليارات وكيف تبخَّرت، أو كيف تحوَّلت حكاية عن شكي عن بكي عن دبس بعلبكي. ومن الجائز خطف الرجل في هذه الأيّام إلى مثل هذه الزيارات التي قد تُساعد على الاهتداء إلى قضايا المليارات، والملايين، وما يتبع. أو يبقى كلّ شيء في عناية الأيّام. بدأت هذه “النهاريّات” على أساس طرح مواضيع اللبنانيّين المُقيمين وقصص الانهيارات الماليّة من كل حدب وصوب. مثلاً، نطرح السؤال على هذا النحو: ماذا فعلتم بقصّة المليارات، وأين زرعت؟ ثُمّ السؤال الآخر: كيف تبخَّرت الملايين والمليارات من زواريب ومزاريب مختلفة، إلّا أنّ سرّ الكهرباء لا يزال حتّى اللحظة عالقاً في شنكل السهيلة. ومَنْ عنده جواب، فليتفضَّل ويطمئن خاطر السيِّدة التي كانت تتحدّث في الموضوع ذاته. ولا يزال ذاته. وسيبقى ذاته. وستبقى الكهرباء المظلومة مُظلمة تجاه أسراره…

غرقنا في التفاصيل التي سبق لنا أن قمنا بزيارات عدّة لمقامها، وتمَّ التعارف لجهة السهيلة، وعلى أساس اكتمال الصورة، فدخلت “كورونا” على الخطّ لا حاضر ولا دستور. فكان من البديهي أن نضيع. وقد نجد فرصة لزيارة طلَّة جديدة من طلّات الرئيس دياب. ومَنْ يدري فقد يكون جرَّب رسم ابتسامة على المرآة. وتمرَّن لمناسبة أخرى.

 

ترسيم الحدود: انعطافة عون الأميركية افتراقاً عن حزب الله؟

منير الربيع/المدن/20 حزيران/2020

خيوط رفيعة تتحرك في موازاة دخول قانون قيصر حيز التنفيذ. من لبنان إلى العراق وسوريا وإيران، هناك توجه للبحث عن مسارب لتجنب الحصار الخانق.

صلح الحسين الإيراني

استدعاء العراق السفير الإيراني وتسلميه مذكرة احتجاج، يندرج في خانة الخطوات العراقية المستمرة لإقامة مسافة واضحة عن طهران. في سوريا يستمر التصعيد ضد الإيرانيين، وهناك عمليات إعادة تموضع وانسحابات إيرانية من بعض المناطق والمواقع. وكان المرشد الإيراني قد استشهد بصلح الحسين، عندما أطلقت إيران سراح معتقلين أميركيين، مقابل إطلاق سراح معتقلين إيرانيين في الولايات المتحدة الأميركية.

لكن ماذا عن لبنان؟

بعد كل جلسة وزارية، لم تكن بيانات حكومة حسان دياب تشير إلى أنها تبحث قانون قيصر وتداعياته اللبنانية بحثاً جدياً. ولا إلى تقديمها صورة للأميركيين تبين أن لبنان يقارب المسألة بجدية. واللا مبالاة هذه ليست سوى هروب إلى الأمام، أو دفناً للرأس في الرمال.

ويحاول لبنان البحث عما يخفف الضغوط عليه بوصفه بلداً قاصراً. وذلك بطلبه من الولايات المتحدة الأميركية الحصول على بعض الاستثناءات في خطوات تقاربه من سوريا وتبادلاته معها، كي لا يكون عرضة للعقوبات. وخصوصاً في ملف استجرار الكهرباء والتبادل التجاري. وتلك تجربة يستمدها لبنان من الاستثناء الذي حصل عليه العراق قبل مدة، في ما يتعلق باستجراره الكهرباء من إيران.

مبادرات حسن نيّة

في مقابل هذه الاستثناءات التي يطمح لبنان إلى الحصول عليها، هناك استعداده لتقديم بعض التنازلات. فقانون قيصر المحكم يخضع لمعيار سياسي، والعقوبات تصدر غب الطلب السياسي وبالتدريج. لذلك، مع كل تنازل لبناني جدي يقدم، يمكن الحصول على استثناء أو تأخير للإجراءات، أو تجنّبها بشكل أو بآخر.

وكان لبنان قد أطلق أكثر من إشارة "حسن نية" للأميركيين: إطلاق سراح العميل عامر الفاخوري. ويومها لم يكن إطلاقه يقابله ثمن مادي ملموس، إنما حسن نية فقط، وفي سبيل تجنب فرض عقوبات على شخصيات لبنانية أساسية في العهد. وربما إشارة أولى على طريق تبادل المعتقلين الحاصل بين إيران وأميركا، وقد تشمل رجل الأعمال قاسم تاج الدين. وهذا برزت أخبار عن احتمال إطلاق سراحه في الأيام المقبلة. وتشير المعطيات إلى أن إطلاق سراح تاج الدين، نوع من حسن النية أيضاً، ومؤشر إلى أن لبنان كلما قدم تنازل يمكن الحصول على ما يقابله.

تشاطر لبناني فاشل

بعد إطلاق سراح الفاخوري ظن كثر في لبنان أن الخطوة تخفف بعض الضغوط الأميركية. لكن الأميركي مضى في تشديد ضغوطه. لذا وصل اللبنانيون إلى قناعة بأن الأميركيين، كلما حصلوا على تنازل، إنما يكثفون ضغوطهم للحصول على المزيد. وهذا أسلوب آخر يعتمده الاميركيون: عدم إعلان مطالبهم لأكثر من مر واحدة. وهذا ما تجّلى منذ شهر أيلول 2019 حتى اليوم. مثلاً، كان الأميركيون يطلبون ترسيم الحدود، فلم يوافق لبنان، وأخذ يراهن على تقطيع الوقت. وعندما فوتح الأميركيون مجدداً برغبة لبنان في الترسيم، لم يعروا الأمر أي اهتمام. وهذا ما تكرر حصوله في شأن المعابر البرية. واستمر الأميركيون في تكثيف ضغوطهم، لحمل اللبنانيين على السعي خلفهم لإقناعهم بالتفاوض، بعدما كان التفاوض مطلباً أميركياً.

حزب الله بين عون وبري

اليوم يعتبر اللبنانيون أن الذهاب إلى التفاوض على ترسيم الحدود البحرية، يمكن أن يجنّب لبنان ضغوطاً كثيرة، ويشكل متنفساً في وجه العقوبات القاسية. لذا يبحث اللبنانيون عما لديهم من أوراق لتقديمها تمهيداً للمفاوضات وتخفيفاً للضغوط عليهم. هنا تكشف مصادر متابعة أن الرئيس ميشال عون متحمس لمفاوضات ترسيم الحدود بين لبنان وإسرائيل. وهو يريد حمل هذا الملف على عاتقه، وسحبه من يد الرئيس نبيه بري. فالانتهاء من ترسيم الحدود يريح عون إلى حد بعيد. وإنجاز الترسيم يجعله الحامل لراية التطبيع والتواصل مع المجتمع الدولي، وتحديداً الولايات المتحدة الأميركية. لكن هناك من يعتبر أن حزب الله لا يمكنه التنازل لأحد سواه في مفاوضات الترسيم، أو لا يمكنه سحب الملف من يد الرئيس نبيه بري. لأن ذلك يحرجه ويفتح باباً للمزايدة عليه في موضوع أساسي واستراتيجي. أي ورقته الأخيرة في مسألة العلاقة والمواجهة مع إسرائيلي. وفي حال إنجاز الترسيم، يصير الكلام عن سلاح حزب الله وصواريخه تفصيلاً. ولا شك في أن هذا الملف عنوان خلافي كبير بين عون وحزب الله في المرحلة المقبلة، وفي ظل الضغوط الأميركية، إلا إذا سبق الخلاف بينها اتفاق كبير.

 

الشيعية على لسان شارعها

أحمد جابر/المدن/20 حزيران/2020

ربما افتتح جمهور "شيعة.. شيعة" سجالاً "كيانياً" لبنانياً مغيباً، وربما دعا بصيحاته، إلى مراجعة تذكيرية سياسية لبنانية ضرورية، يتجاهلها أبناء السيرة الاستقلالية، ويهربون من الوقوف أمام متغيراتها، إلى إلقاء الكلام الإنشائي عن ثبات أسسها ومعناها. ولأن الوقائع عنيدة، فإن قرع جرس عالم المادة يقلق دائما بال عالم المثل. وإذا كان الماضي، بمحمولاته الشعبية كافة، يستمر صالحاً كمرجع لاستحضار "فولكلوري" حنيني، فإن الحاضر، بثقل حساباته ومصالحه، سرعان ما يقطع حبل الاسترسال في مخيال الماضي وخيالاته.

ثالث الثنائية

لن ينسب جمهور "شيعة.. شيعة" خطاب الشارع إلى بنات أفكاره، ولن يأخذ المجموع الأهلي اللبناني بهذه النسبة، فلقد تلقى الجميع الرسالة الشيعية على خلفية قول الجمع باسم الجمع. هذا هو الأقرب إلى الواقع، وهذا يؤكد صواب الخلاصة السياسية التي تبدأ من جملة: هذا موقف الثنائية الشيعية، أي موقف حركة أمل وموقف حزب الله، موقفان متناغمان غير متطابقين، منسجمان على غير تنافر حاد، متقاربان على غير تباعد جاد. وعليه، فإن العبرة ليست في لهجة الهتاف في الشارع، ومن غير الجدوى البحث عن مدى ملاءمة الصيحات لمجموع "النوايا" المضمرة. لكن الأساسي والأهم، هو إعلان توافق وانسجام المواقع الزمنية للشيعية السياسية، مع مواقعها الشعبية، وما كان ثنائية في السياسة، صار ثلاثية في المذهب وفي السياسة، بعد أن احتل ممثلو المواقع الأهلية مقدمة الصفوف. وبناءً عليه، صار الشارع الشيعي طرفاً ناطقاً ثالثاً يطرح سؤال: ما الجديد الذي باتت تحمله رسالة الثلاثية الشيعية؟ وما القديم الذي أثارته ودعت إلى استحضاره؟ وما المسكوت عنه الذي دعت إلى النطق به، وإلى طرحه في ميدان التداول، وعلى كل لسان؟

جديد الثلاثية

الجديد الذي أدلت به الثلاثية الشيعية، ليس جديداً كله، فمنه ما هو معروف، في بنية التوازنات الداخلية، ومنه ما هو معلوم، من أمر تراتبية الإمرة السياسية، ومنه ما هو ملموس، في ميدان التأثير في وجهة العلاقات الخارجية، وعلى مجموع الصعد، العربية والإقليمية والدولية...

لكن الجديد الذي كان كامناً، هو الإعلان عن الطموح "الاستبدالي" الذي تسعى إليه الشيعية، سياسياً، وصيغوياً، وميثاقياً، بحيث تحل هيمنة داخلية جديدة، في مكان هيمنة قديمة، وهذا ما يفضي، في حال اكتمال عقده، إلى المس بواقع الكيان اللبناني، مساً بنيوياً، بحيث ينبري كل مكون من مكونات "المجموعات" اللبنانية، إلى الإعلان عن سحب توقيعه وموافقته، من اتفاقية التعايش المشترك، التي صيغت من تفاهمات شفوية، ومن اتفاقيات دستورية وتشريعية مكتوبة، ومن يوميات سياسية، انعكست صورها في لوحة الهيئات الرسمية والشعبية. لقد راكمت الثنائية الشيعية، على طريق استواء هذا الجديد وانبعاثه، منذ تأسيس حركة المحرومين، التي قادها الإمام موسى الصدر، وتعرجت مسيرة التراكم وتبدلت، فتنقلت بين شرعية مطالب رفع الغبن، ومطلب الحصول على حصة من الغُنم في الدولة، ومن الدولة، إلى الخروج المتدرج على ممكنات الدولة، وصولاً إلى النسخة الحالية من الشيعية، التي يتصدر قيادتها حزب الله، والتي تتجاوز على مناعة البنية اللبنانية، فتطرح من المطالب الفئوية، وتعلن من النزوع إلى التحكم بمصير مسارات البنية، بما يهدد بانفراط عقد الذين ارتضوا الانتظام تحت سقف البنية، طوعاً، أو قسراً، أو على مضض، أو على أحوال متنوعة، جاء على ذكرها التاريخ الذي كتب يوميات "الكينونة" اللبنانية، عندما كان إطار تجميعها صغيراً، وعندما أعلن كبيراً، وعندما صار مستقلاً، استقلالاً ما زال متأرجحاً "بين الصغير والكبير".

تذكير أهلي

التجاوز السياسي الأهلي، الوافد من جهة الشيعية، ليس تجاوزا يتيما في السيرة الاستقلالية اللبنانية. سيكون مفيداً، وفي سياق التذكر والتذكير، ذكر محطات مفصلية داخلية تجاوزية، كان لها طموح الشيعية الحالية ذاته، مما يفيد أنه كان لكل تجاوز ماضٍ، نسخته السياسية المستقاة من لحظته الزمنية، ومن توازنات أيامها، ومن حساب قوى التجاوز، ومصالحها المادية، بعيداً من نص النشيد الوطني اللبناني، الذي مازال نصاً. سردياً، استقالة رئيس الجمهورية الأول، الشيخ بشارة الخوري، أتت على حاملة تجاوز حاوله الرئيس "الميثاقي" الأول، عندما رأى مصلحة في استمرار حكمه، فسعى إلى تجديد ولايته، على الضد من رغبة الفريق الأوسع الذي عارضه، من ضمن التشكيلة الرسمية، ومن خارجها. التجاوز الثاني الخطير، كان سمة لعهد الرئيس الاستقلالي الثاني، كميل شمعون، فلقد أدت سياساته الداخلية والخارجية، إلى اندلاع "نزاع" أهلي، في سنة 1958، ولم يتورع الرئيس يومها، عن استدعاء واستقبال تشكيل قتالي، من الأسطول السادس الأميركي، في مواجهة ما اعتبره تهديداً عروبياً وإسلامياً، للكيان اللبناني. التجاوز الثالث" البيني" أقدم عليه التحالف الثلاثي الذي تشكل من أقطاب المارونية السياسية الثلاثة، كميل شمعون وبيار الجميل وريمون إده، في مواجهة المحاولة "التحديثية الدولتية"، التي اعتمدتها سياسات الرئيس الاستقلالي فؤاد شهاب.

أما التجاوز الأخطر، على الكيان والصيغة والميثاق، فهو انفجار الحرب الأهلية اللبنانية سنة 1975 عهد الرئيس سليمان فرنجية. لقد كانت تلك الحرب تتويجاً تجاوزياً لما سبقها في عهود رئاسية سابقة، فأخذت من نسخ الماضي، وأضافت إليه من نسختها، وكان الأبرز من كل تلك النسخ، واقع انغلاق النظام الطائفي اللبناني على خيارات تطويره وإصلاحه، وواقع ارتباك وتخبط المعارضات اللبنانية في خطبها وفي برامجها وفي هوياتها، بحيث لم تتخلص من التباسها الأهلي، الطائفي والمناطقي والإيديولجي الشمولي، وهي تدعو إلى إصلاح، أو تغيير النظام، المعرف تعريفاً طائفياً، والموصوف بكل النعوت الإيديولوجية المقيتة.

الحرب الأهلية المذكورة، ما زالت مستمرة، وتبدلات توازنات قواها، وتغير تراتبية مواقع هذه القوى، مازال متواصلاً، لذلك فإن التجاوز الذي تقدم عليه الشيعية، وعلى ألسنة عدد من أقطابها، يشكل حلقة في سلسلة تجاوزات. وعلى سبيل التذكير، لقد ورث الطموح الشيعي مقعده الانتقالي المتقدم، بعد تراجع أكثر من مكون أهلي إلى المقاعد الخلفية، عملياً، وليس صورياً. من خلال العودة السريعة إلى سنة 1982، سنة احتلال العاصمة بيروت، وما توالى بعد ذلك الاحتلال حتى تاريخه، تطلع خلاصة من شقين، الأول، تراجع موقع ودور ونفوذ المارونية السياسية، والثاني، تراجع وضمور واستضعاف وضعف، موقع السنّية السياسية. للتراجعين الآنفين سيرة سياسية معلومة، وهاتان السيرتان التراجعيتان، أضافتا قوة إلى السيرة الشيعية الصاعدة، التي كانت تؤسس وتثمر ركائز قوتها الخاصة. ما جرت الإشارة إليه ليس تأريخاً، بل هو تنبيه إلى ضرورة جذب النقاش إلى مواضيعه، ونقاش المواضيع يكون فوق أرضها المادية، وهذه الأخيرة ليست إلا من "تراب" مصالح وتوازنات، ومن أهداف وسياسات. النقاش على هذه السوية، الواقعية المصلحية، يسهل معه التمييز بين ما هو مشروع من مطالب أطراف التشكيلة اللبنانية، وما هو غير مشروع منها، كذلك يسهل تبويب المطالب ووضعها على جداول الممكن والمتاح والمسموح والضروري، أو على جداول غير الممكن والصعب والممتنع وغير الراهن، ولكل تصنيف تفسيره المشروح بوضوح، وتعليله المفهوم من دون إبهام. خلاصة القول، هذه دعوة إلى الاعتراف بمأزق التشكيلة النظامية بعد كل ما أصابها، وإلى الاعتراف بالإزدواجيات التي يعيش في ظلها لبنان، في القول وفي العيش، وفي الهواجس وفي السياسات، وفي المشاركة التي باتت أقل "اشتراكية".

مأزق المسكوت عنه

لقد حرك صوت شيعية الشيعة "عش دبابير" المسكوت عنه توافقياً. وما حصل مفيدٌ على طريق الوضوح. في هذا السياق، التوافقية صارت ممالأة ومخاتلة ومخادعة، وتحمل مكابرة وتضليلاً وتحويراً وهروباً من المواجهة. هذا يلقي المأزق الحالي في وجه الجميع، ويطرح على الجميع الإفراج عن القليل مما يدور في البيئات الخاصة، بعدما أفصح "الجمهور المحتقن" عن أكثر من القليل. ربما شارك إعلان الكلام الخبيء في دفع النقاش إلى نور تسووي واضح ما، ومع العلم بعجز النظام وأهله، ومع إدراك صعوبة تغيير بنية الأهل والنظام، ربما ساهم كشف المستور في منعه من التحول إلى مستور أهلي انفجاري.

من الأمثلة المستورة، حديث "شيعي" داخلي عن التفوق الانتصاري، وعن كيفية أخذ التفوق إلى مداه.. وهذا أمر خطير لبنانياً. وهناك حديث "مسيحي" يقول بجغرافيا نضالية، فلتأخذها الشيعية ولتمارس "مقاومتها" فوقها، ولتتحمل وحدها تبعات أعمالها، وهذا خطير كيانياً.

وهناك حديث "سنّي" يقول باستحالة اللقاء داخلياً مع الشيعية، بعد أن صارت هذه الأخيرة أداة "للعدو" الإيراني، وهذا خطير تكوينياً. هل يعلم المتواضحون منبرياً، بإبهام ما يدور في "المجالس بالأمانات"؟ على الأرجح هم يعلمون. إذن، لماذا استمراء الكذب؟ ولماذا لا يكون كلام المجالس مفيداً إذا كانت المنبرية مضرة؟ ولماذا استهجان كلام الشارع؟ قولوا كلاماً شارعياً.. هل أنتم قادرون؟

 

من الأقحاح إلى الأقحاح: حلّ السلاح مع أهل السّلاح

ربيع خضر طليس/لبنان الجديد/19 حزيران/2020

السلاح لا يحميه إلا السلاح مقولته منذ إثني عشر عاماً خلت، وبما أنّ الإحتلال ما عاد موجوداً والمقوّمات لم تعد تسمح لأهل السّلاح بحمل السلاح، فلا مانع للشعب اللبناني أن يكون ختام مسيرته الذّود عنهم في ميادين الدّين العام والفقر المدقع الّذي يعيشه البلد، وعلى أهل السلاح مقايضته بلا نكء الجراح ولو جاء متأخّراً .  كانت إطلالة نصر الله الأخيرة على غير عادتها، بلا إستعلاءٍ ولا إستكبار كبشرٍ يتكلّم مع البشر، كما كان خطاباً حُفر في أذهان كل شخص ألقى السّمع على قارئه وهو شهيد، فالجميع كان ينتظر كالّذي يحيا على هشيم المحتظر في بلدٍ يحتضر !!!

إستهلّ نصر الله الخطاب بعد التحيّة والسلام بجملة تطرأ على لسانه لأوّل مرة حيث قال "إذا كنت على قيد الحياة" وكأنّه وعى لذاته أنّه في خانة النّاسوت وكلامه يُوجّه من الشاشة إلى إمّا إخوانٍ له في الدّين وإمّا نظراءٍ له في الخلق فهو أمير من يحتاجه عندما يملك السلطة والمال ونظيره من يستغني عن إمتيازاته وهو في أوج قوّته؛ نفى الإنقلاب الّذي كاد قاب قوسين أو أدنى أن يحصل على حكومة اللّون الواحد أي حكومة "حسان دياب" الّتي إعترف أنّها له وإعتبر ترويج هذا الكلام هو خدمة لمصطلح العبث الإعلامي والسياسي في مرحلة صعبة يمرّ بها البلد ويصعب على الشعب والدولة أن تعبرها دون التّهدئة والتّقارب والبعد عن تسجيل النقاط السياسيّة ...

لأوّل مرّة منذ تاريخ "١٧ تشرين" المجيد يربأ نصر الله عن مهاجمته الشّعب والثورة وإتّهامها بالعمالة والخيانة الوطنيّة وهي الشّمّاعة المهروفة في تاريخ محور الممانعة لدحض ونسف آراء كل من عارض وقال لا حتّى لو كانت صرخاته مؤطّرة ضمن المطالب المعيشيّة البعيدة عن المناكفات السياسيّة لدرجة جنوح مخيّلة المستمع إلى أنّ نصر الله هو رائدٌ من روّادها ومناضلٌ من مناضليها قُهر من أبناء وطنه المغلوب على أمرهم وضُرب بأيادي أبناء جِلدته غير المدركين لصوابيّة بوصلة بناء الدّولة المخدّرين بمتلازمة الإنتصارات، فكان جلّ همّه تبريء حزب الله من شعار "١٥٥٩" والفتنة الّتي وصل لهيبها إلى رمزيّة الضّاحية الجنوبية مقابل تصنيفه نسب شعار نزع السلاح لثوار "١٧ تشرين" ضمن خانة الظّلم والخطأ والخطيئة فحصر دعوته لجمع الشارع لا تقسيمه عبر هكذا شعارات تصبّ في الضّفّة المعرقلة للمطلب الّذي تحمله لا في ضفّة تحقيقه؛

أخذ نصر الله "قيصر" بعين الحقّ، فلم يوهّنه كما جرت العادة مع أي عقوبة أو إستحقاق دولي يتعرّض له، فهو يعي حجم ما قد يولد عنه لأنّ الأمر لم يعد حبراً على ورق بل الحبال بدت على غاربها في تطبيقه إلى أن ركز بين خيارين هما قلّة الحيلة ومصير الغيلة، وهذا ما جعله يلجأ إلى فتح قناة السلاح تارةً وإغلاقها تارةً أخرى في كلامه الّذي ما كان إعتياديّاً !!!

طفق نصر الله بعد إعتباره مفاوضة أي من الأطراف اللبنانيّة للولايات المتحدة الأميركية ليس محرّماً ولا ممنوعاً في السياسة وبُعيد تصريحه بوجود حالة شيعيّة ثالثة معارضة لحزب الله وحركة أمل ومن ثمّ إرشاده النّاس بالطريقة المثلى والأنجع لدمج سلاح الحزب بالدولة اللّبنانية والّتي هي إقناع أهل السلاح وتقديم منطق وخيارات بديلة بعيداً عن الشعارات التي لا تُسمن ولا تُغني من تقاعد يهدّد من يحاول تأليب بيئته عليه وعلى حزبه، فلا بالجوع ولا بغيره يكون الرّهان بل هو فشلٌ يطويه فشل، فلا يحمي الأرض والمقدّرات إلا سلاح حزب الله الّذي هو لتحرير الوطن دون ذكره فلسطين ولا حتّى الصّلاة في القدس وكأنّه يبغي بقوله أكل العنب كما ذكر في خطابه وأنّ لكلّ شيءٍ ثمناً، وإن أردتم لبنان العلماني المدني الّذي تريدون هاربين من الجوع وقيظ قيصر وحرمانه عليكم بجبل عرض ومادّة تستسيغها مكانة السّلاح وتليق بمقامها، فأهل السّلاح لا تمانع بالمفاوضات إن لاقت المفاوضات طريقها لأهل السلاح، وإن لا فلن يُراق دمي وحدي دونه !!!

"السلاح لا يحميه إلا السلاح" مقولته منذ إثني عشر عاماً خلت، وبما أنّ الإحتلال ما عاد موجوداً والمقوّمات لم تعد تسمح لأهل السّلاح بحمل السلاح، فلا مانع للشعب اللبناني أن يكون ختام مسيرته الذّود عنهم في ميادين الدّين العام والفقر المدقع الّذي يعيشه البلد، وعلى أهل السلاح مقايضته بلا نكء الجراح ولو جاء متأخّراً .

 

السيّد حسن.. غداً ماذا ستطعمنا؟!

زياد عيتاني/اساس ميديا/الخميس 18 حزيران 2020

سماحة السيّد حسن نصر الله، بعد أن تابعت كلمتك على شاشة التلفاز ثم قرأتها عدة مرات على مواقع الأخبار: أنا المواطن اللبناني البيروتي، المسلم السنيّ، أتى أهلي إلى هذه الأرض قبل مئات السنوات، أقرّ وأعترف أمامك باحتلال حزب الله لوطني، لمدينتي وكلّ زاروب فيها، وبهيمنته الكاملة بالشكل والمضمون على كلّ مرافق الدولة، وعلى كلّ قراراتها، السياسي منها وغير السياسي.

.. أرفع يديّ، أعلن الاستسلام، متعهّداً كلبناني أن:

 لا أطالب بحريتي وإن كفلتها كلّ الشرائع والقوانين والأديان.

 أرفض القرار الدولي الصادر عن مجلس الأمن رقم 1559، وكلّ مندرجاته، وكلّ من يطالب بنزع سلاح حزب الله، وكلّ سلاح غير شرعي رافضاً حصرية السلاح بيد الدولة. ولا ضير عندي بسحب السلاح من يد الدولة وأجهزتها الشرعية وتسليمها لحزبكم الكريم.

أتنازل عن تمسكي بالهوية العربية لوطني متعهّداً أن أحرق كلّ مضارب قبيلتي ومضارب قبائل أبناء العمومة، راجياً أن تختار لنا أيّ هوية تستهويك: فارسية، أو بوذية أو صومالية أو من بلاد السنسكريت.

 أنثر الأرز على مواكب الدراجات النارية من شرفة منزلي وألقي عليها التحية إن صادفتها في الشارع مثل ذاك الإعلان الذي يظهر فيه المواطنون وهم يلقون التحية لعناصر الجيش حين يكون للجيش عيد.

.. أرفع يديّ، أعلن الخنوع متعهّداً كمسلم سنّي أن:

لا أغضب على إهانة أم المؤمنين عائشة، وأن لا أشكو إن شتمتم والدها الصديق أبي بكر ومعه الفاروق أمير المؤمنين عمر بن الخطاب، مُقرّاً أن عثمان بن عفان قُتل بحادث سير حين تعثّرت ناقته في الطريق.

أعترف بأنّي من قاد السيارة، عفواً القافلة، بالسيدة زينب من كربلاء إلى دمشق وسط النحيب.

. أرفع يديّ، مستسلماً متعهّداً كبيروتي أن:

لا أتحدث بعد اليوم عن هوية مدينتي ولا عن كرامة أهلها، وعن السبب بإهانتنا وقهرنا بين الحين والحين، تارة من أجل شبكة اتصال ثَبُتَ أن من عينته مهندساً عليها باعها لاحقاً بدراهم معدودة للإسرائيلي الخبيث. وتارة من أجل إسقاط حكومة، وأخيراً من أجل قانون قيصر الذي ليس لي أنا وأهلي وناسي فيه ذنب ولا تدبير..

لن تطبخ والدتي بعد اليوم "المفتقة". سنأكل "الهريسة" كلما صاح الديك.

سماحة السيد حسن نصرالله أستحلفك بالله بالإمام علي رضي الله عنه وبكلّ الأئمة وبكلّ المباركين، أن تُجيبني، وإن أردت لا تعرني اهتماماً، أجب أهلك وناسك وكلّ المحبين: "غداً ماذا ستطعمنا وغداً كيف سنعيش؟!

.. أرفع يديّ إلى الأعلى متعهّداً كمكلّف ودافع للضرائب أن لا أعترض على دعم الغذاء لتهريبه كي يستمر النظام السوري، لقد سمعت حليفك بشار الأسد ماذا قال وكيف سيعيش، حتّى لو أنكر التسجيل الصوتي بعد ثلاثة أيام من انتشاره.

.. أتنازل عن جنى العمر الذي جمعته في حسابي بالمصرف. فدعم الليرة السورية، أغلى من لقمة عيش أهلي. ومن بعد مصلحة الممانعة والممانعين، لا أنبت الله حشيشاً.

أتعهّد سماحة السيّد حسن نصر الله، بكلّ ما ذكرت أعلاه. موقّعاً صاغراً، ودع عنك قواي العقلية، فلا تبالِ بها. أجبني على سؤال واحد لي كمواطن أو إذا رغبت كسجين، أستحلفك بالله بالإمام علي رضي الله عنه وبكلّ الأئمة وبكلّ المباركين، أن تُجيبني، وإن أردت لا تعرني اهتماماً، أجب أهلك وناسك وكلّ المحبين: "غداً ماذا ستطعمنا وغداً كيف سنعيش؟!".

 

وجوه مشرقة من تاريخ بلدة عين إبل: إم كرم مريم ناصيف دياب

الكولونيل شربل بركات/19 حزيران/2020

كلما مررت أمام محطة بنزين الخال مسعود في وسط البلدة كانت تجلس هناك على شباك بيتها الواقع على الشارع الرئيسي تردد أحيانا أبياتا من المواويل أو بعض التنويحات. ولكنها لا تترك أحدا يمر بدون تعليق "ولو الصباح عالمعرفة". تلك كانت "أم كرم" مريم ناصيف دياب وهي تعتبر أن الطريق أخذ من دارها. ولا يزال البئر في وسط الطريق وقد تحمّل مرور كل السيارات والبوسطات مدة أكثر من خمسين سنة إلى أن سقط بمرور إحدى الدبابات الاسرائيلية الثقيلة في حرب الليطاني سنة 1978 حيث أضطرت اللجنة المدنية إلى ملئه بالتراب وإعادة تزفيت الشارع بعد الانتهاء من رواسب الحرب تلك.

كانت ام كرم وهي شقيقة يوسف ناصيف دياب وابنة خليل ابن ناصيف بن بطرس بن ناصيف بن مخايل المكنى مخول وهو ابن خليل أصغر أولاد جريس دياب الجد الأصلي وقد دعي هذا الفرع من العائلة بيت ناصيف لتكرار اسم ناصيف المميز فيه. وكنا ذكرنا سابقا بأن اعتماد اسم ناصيف كان محبة بالشيخ ناصيف النصار الذي جمع سكان جبل عامل ودافع عنهم من أخطار غزوات جيرانهم البدو في الجنوب حتى أنه رسم مجددا حدود لبنان الجنوبية. وكانت مريم ناصيف قد تزوجت بيوسف بولس سمعان دياب من جب الخوري بركات ابن جريس دياب الجد الأصلي. وكان "أبو كرم" اسم على مسمى وهو صاحب قطيع كبير من الماعز والغنم وقد عمر داره في طرف البلدة، يومها، وبنى فيها بئر وصونها بسور عالي وبوابة لحماية القطيع. وكان يعتبر من الأثرياء والقبضايات في البلدة. وقد رزق بولد وحيد سماه كرم وأربع بنات لميا وزكية وعفيفة ولطيفة. وقد فقدت ام كرم زوجها ووحيدها وابنتها الكبرى لميا. وعندما مرت الطريق فقدت أيضا الدار بكاملها فاصبح باب البيت يفتح على الطريق العام مباشرة. ثم تزوجت زكية ولطيفة وكانتا من الجميلات وقد تغرّبت لطيفة وسكنت مع زوجها في حارة حريك بينما بقيت ام كرم وعفيفة في البيت بجانب الطريق. وكانت عفيفة أخت الرجال بكل معنى الكلمة لا تترك السيجارة فمها وهي ترصد كل من يمر أمام البيت لدرجة أن جماعة المكتب الثاني طلبوا منها العمل معهم. وكانت عفيفة كبيرة الجسم ثقيلة الحركة وقد تكون البدانة الزائدة أثرت على عمل القلب عندها وهو ما أسرع بغيابها لتبقى أم كرم وحيدة في البيت.

كانت عفيفة تحمل مسدسا في بعض الأحيان وتتكلم كالرجال. وكانت تحب المراجل فهي عاشت على أخبار والدها القبضاي. وبعد أن اشترى جوزيف مولدا كهربائيا وتلفزيون وكان الكل يجتمع ليحضر المسلسلات مساءً، كانت عفيفة أول من يحضر، خاصة يوم الاربعاء، لأنها تحب سيمون تمبلار (الممثل روجيه مور) في مسلسل "لو سان" "القديس" وكانت تمنع أي من الصغار عن الكلام أثناء عرض هذا المسلسل. ولكنها تعلق بكل محبة محاولة مساعدة "سيمون" اذا ما تعرض لخطر ما "انتبه وراك كسيمون".

وكانت ام كرم ولكثرت ما بكت، ربما، تعرف كل أنواع التناويح وصوتها جميل. وفي كل مأتم كانت تردد المواويل والشعر الذي تعرفه جيدا وقد زرتها مرة مع مسجل لمحاولة جمع هذه التناويح التي أعجبتني لأنها تعبر عن حالات اجتماعية تناجي خاصة من في الغربة:

"ياحادي العيس يا سكر بعودانو قل للحبايب يرجعوا على اوطانو ...

يا حادي العيس يا قاطع نهور المي ان شفت الحبايب رجعون عالحي...

والخيي والخيي يا مصعب فراق الخي اصعب من الجرح لو جاروا عليه بالكي"

ودائما ما كان الهوا الغربي هو المناجى لأنه يحمل رائحة "الحبايب" أي أولئك الذي هاجروا إلى البلاد البعيدة. وكانت في تلك الأيام أميركا وخاصة البرازيل والارجنتين التي هاجر إليها أغلب العينبليين في الفترة التي تتكلم عنها تلك الأبيات. أما حادي العيس فهو مرافق القوافل التي كانت وحدها تغيب في سفراتها البعيدة لتعود بعد شهور تقضيها في السفر وهو الذي يغني مع هذه القوافل ويردد القصص والخبريات وقد يكون عنده خبر عن الغيّاب.

ويوم توفي والد كلير زوجة الدكتور كريم قرر ابو نصري الخوري استئجار البوسطة لكي يتسنى لمن يريد مرافقتهم إلى بكفيا لتقديم التعازي. وكان أبو يوسف موسى الخوري شقيق أبو نصري هو الذي يهتم بالمؤاجرين أي الذين يريدون مرافقتهم لكي يكون هناك بعض التنظيم خاصة في الجلوس داخل البوسطة. وكانت البوسطة متوقفة أمام دكانة توفيق عيد بالقرب من بيت ام كرم. ولما رأت ام كرم أن كثيرين يصعدون إلى البوسطة سألت شو في؟ فقيل لها "بأن بي مرت الحكيم توفي ورايحين عالتعازي" فقررت ام كرم أن تصعد إلى البوسطة. ولما حاول أبو يوسف منعها قالت له "ابعد هيك انت... خليك عاجنب" فاحرج ابو يوسف ولم يشأ أن يعمل مشكل سيما وأن الموضوع هو مشاركة في العزاء. ولكنه قال لأبو نصري قبل المغادرة بأنه لم يستطع أن يمنع ام كرم عن مرافقتهم وهو يخاف أن نتبهدل إذا ما قررت أن تنوّح كما تفعل عادة في البلدة. فقال ابو نصري ما باليد حيلة اترك الأمور على مجاريها. وعندما وصل الوفد إلى بكفيا دخلت النساء إلى الغرفة التي سجي فيها الفقيد لتعزية النساء وجلسن بين الأهل هناك. ودخل الرجال حيث يجلس الرجال في الصالون الداخلي. واستقبلهم الدكتور كريم وبقية الأهل، وبالطبع قدّروا الوفد الكبير القادم من عين إبل والذي يرافق ابو نصري. كانت ام كرم تجلس في الخلف مع بعض النساء من البلدة وبعد مرور بعض الوقت ولم تسمع أي صوت أو بكاء قررت أن تطلق أحد المواويل التي تعرفها بذلك الصوت الحنون. فصمت الجميع واستحسنوا غناءها ثم شيئا فشيئا انتقلت للأبيات التي تقولها في المناسبات. وبدأت السيدات العينبليات بمرافقتها. وتأثرت كلير بهذه الكلمات وشكرت ام كرم فتغير الجو وتحرك أهل البيت ليطلقوا العنان لمشاعرهم. وسمع من في الخارج فبدأوا يقتربون ليستمتعوا بما تقول هذه السيدة. ومن ثم وصل الخبر للرجال فقدموا للمشاركة في سماع التناويح التي كانت تبدع بها ام كرم. واعتقدوا بأن ابو نصري قد استأجر سيدة متخصصة بهذا النوع من الغناء لكي يكون العزاء على قدر الفقيد وأهله. وشكر الجميع مبادرته وفرح الحكيم بأنهم "بيضوا وجهه". وعند العودة قال أبو نصري لأبو يوسف "أحسن قرار اخدته أنك خليت ام كرم بالبوسطة هياها رفعت رأسنا قدام الجماعة".

لم تكن ام كرم متخصصة بالبكاء والتنويح فقط فهي اسمعتني الكثير من الأغاني التي كان العينبليون يغنونها في المناسبات على الدبكة أو الحوربة في استقبال شخصية مهمة أو الأغاني التي يرددها المزارعون أثناء بعض الأعمال خاصة أيام الحصيدة والتي لم نعد نعرفها ولا سمعنا بها. وقد أخبرتني ايضا عن ايام تنقاية القمح وتواعد الشباب والصبايا وعن ايام التتبين وكيف يتعاونون على نقل التبن من البيدر إلى البيت أو القلبة أيضا وعلى رؤوس الفتيات، وكثير من الخبريات الجميلة التي تجعلك تستمتع بالحياة الهانئة في تلك القرى الفقيرة والبعيدة عن المدن وصخبها. وكانت ام كرم لعدم قدرتها على السير الطويل بسبب الفتاق تحب أن تتسلى بالحديث عن الماضي وخاصة عن ابو كرم وخصاله لينقلب الجو بعدها إلى البكاء فتعود تغني للغياب. ولكن بنفس الوقت كانت ام كرم تحب المزاح وتستمتع بالضحك أذا لم يكن هناك حدى غريب "لأنو الضحك عيب كستي شو بدن يقولوا عننا الناس؟"

أم كرم بقيت من تراث عين إبل لمدة طويلة وهي من الشخصيات التي حفرت في الذاكرة ولو أن الدهر قد جار عليها وحمّلها الكثير من المآسي ولكنها صمدت. وقد يكون سبب ذلك الصمود روحها المرحة وقدرتها على التعبير عندما تضربها الصعاب فهي تطلق العنان للمشاعر كي تخرج فلا تشكل ضغطا وعبئا على ذلك الجسد ليضطر إلى الدفاع بشكل غير طبيعي.

 

رهائن... إيران

فارس خشّان/الحرة/19 حزيران/2020

تفقد الدول وظيفتها عندما يصبح حكامها خاطفين ومواطنوها رهائن.

هذا هو واقع الدول التي يتم إلحاقها، بالقوة، في فلك "الجمهورية الإسلامية في إيران"، ومن بينها، بطبيعة الحال، لبنان.

المواقف السياسة التي يطلقها "حزب الله" والحاكمون بقوته، مصاغة بأدبيات الخاطفين.

الأمين العام للحزب حسن نصرالله لا يتوقف عن التهويل، إلا عندما يأخذ نفسا. يُهدّد الرهائن إن تمردوا، ويُهدد من يمكن أن يفكر، لو لوهلة وجيزة، باللجوء إلى القوة للمساعدة على تحريرهم.

الحاكمون باسمه الذين يوليهم ثقته لإدارة المعتقلات، يحاولون إقناع الرهائن، بالحسنى أم بالبطش، أن مصلحتهم تكمن بالهدوء، "لأننا جميعا في مركب واحد".

الرهائن أنفسهم الذين أعياهم التعب والفقر والسرقة والرعب، انقسموا على أنفسهم. بعضهم يسعى إلى التمرّد على السلاح الذي يأسرهم والانقضاض عليه، ولكن بعضهم الآخر يتبرأ من هذا المسعى، لأن الخاطف مستعد أن يُطلق النار على الرؤوس، وهم بين أن يكونوا رهائن وبين أن يكونوا جثثا، اختاروا أن يبقوا أحياء، حيث يمكنهم أن يُنظّموا حفلات المصارعة، ويأكلوا فتات الخبز، ويتنافسوا في "لعب الورق" وفي "دق طاولة" وفي "مباراة كرة قدم"، ويتسلّوا بحفلات الزجل المسائية، ويتقاتلوا على تحديد الأقوى بينهم.

خاطف الشعوب، لا يتطلّع إلى المقايضة، فمعه الرهائن رهائن إلى الأبد، لأنه إذا حرّر الرهائن مقابل السلطة، فهؤلاء سينقلبون عليه، وإذا قايضهم بالمال فهؤلاء سيثورون عليه

في المعتقلات حكماء وخطباء ورجال دين. كثيرون بينهم متعاطفون مع الرهائن، ولكن أي واحد منهم لا يشذ عن القواعد التي وضعها الخاطفون.

هؤلاء لا ينكرون أن الرهائن معذّبون، مهانون، قلقون، فقراء، وجائعون، لكنهم يدعونهم إلى التحلي بالصبر، وإلى التأمّل بفوائد الاستسلام ورحمات الموت، وإلى التطلع إلى وعود جنة الخلد للمعذبين على الأرض.

ويلفت هؤلاء نظر الرهائن إلى مزارع الخِراف التي تجاور معتقلاتهم، ويدعونهم إلى الحمد والشكر، أن الخاطفين أرحم من الرعاة. الرعاة يقودون كلّ يوم مجموعة من الخراف، رغما عنها، إلى الذبح. الخاطفون لا يفعلون ذلك، بل يجنّدون الأسرى تجنيدا.

والتجنيد، بالنسبة لهم، ليس مثل الاقتياد.

التجنيد هو خيار بين البقاء في المعتقل أو بين الذهاب إلى المسلخ.

وعلى الطريق إلى المسلخ، يذوق الأسرى المجنّدون طعم الحرية، ويشعرون بلذة القوة، ويختارون أسرى جددا، ويُسمح لهم، في كثير من الأحيان، أن يُطيلوا الطريق، وأن يتنّعموا بهالات الدولارات في جيوبهم، وأن يتغنّوا بحذاء القائد، وبلثغته، وبطلّته، وبحكمته، وببطشه، وبحروبه التي يستحيل أن تنتهي.

والأسرى يملكون حقّ التفكير بما هو معروض عليهم من خيارات. لهم أن يختاروا كيف ينسون ماضيهم، حيث البحبوحة، حيث الحرية، حيث العمل، حيث السياحة، حيث النزهات، حيث القهقهات، حيث الحب، وحيث الطموح. لهم أن يقارنوا بين أن يكونوا جماعة واحدة تُدار من الخاطف الأكبر، أو بين يكونوا جماعات لا مركزية، يديرها خاطفون ثانويون يختارهم الخاطف الأكبر، أو بين أن يكونوا فرقا متناحرة، بإمرة قيادات تستظل سقف الخاطف الأكبر.

الدول تمتنع عن مفاوضة خاطف الأفراد، ولكنّها تقيم علاقات دبلوماسية مع خاطف الشعوب

والأسرى وجدوا في هذه النقاشات متنفّسا يُلهيهم عن مآسيهم ويُنسيهم عذابات السعي إلى الهدف الأسمى.

يُراقبهم الخاطف بسعادة مطلقة، وهم يتحاججون، وهم يتشاتمون، وهم يتناحرون، وهم يعنّفون من يعقّلهم بأن المشكلة ليست في النظام الأمثل لإدارة المعتقلات بل في وجود المعتقلات أصلا، وأن الهدف الواجب التركيز عليه، ليس في وضعية الرهائن، بل في استعادة الحرية.

ويكافئ الخاطفون الأسرى بإبعاد العاقلين من بينهم وإنزال أشدّ العقوبات بهم. يضعونهم في زنزانات إفرادية. لا يجدون من يخاطبونه، فيناجوا الفئران والجرذان. يرمون لهم الخبز المعفّن طعاما والمياه الآسنة شرابا. ويُخيّرونهم، كتسلية، بين تنظيف مراحيض الحرّاس وبين تلميع أحذيتهم الموحلة.

والمعتقل فيه دبلوماسيون معتمدون. هؤلاء يُسمح لهم بأن يجولوا لتفقّد حال الرهائن. يقطبّون جباههم وهم يطبعون تقاريرهم. ينقلون إلى دولهم انطباعاتهم عن المعتقلات والأفكار التي يسرّها إليهم الناطقون باسم الرهائن. ويبلغونهم بأنّ الخاطفين ودودون معهم وضيافتهم كريمة ومعاشرتهم مسليّة.

وفي نهاية كل برقية، يطلب الدبلوماسيون تعليمات عواصمهم، فتأتيهم مكرّرة: اطلبوا من الرهائن أن يتحلّوا بالحكمة، وبأن يشكروا الله على ما يُعطى لهم من طعام، ومن نِعمة الاجتماع بكم. وشدّدوا على الخاطفين أن يكونوا أقل بطشا وأكثر رحمة، ونحن في المقابل، سنساعدهم بإيهام الأسرى بأن الفرج آت من عندنا، فينتظروا بسكينة وهدوء.

إنّ خاطف الشعوب يمتاز عن خاطف الأفراد. خاطف الأفراد يريد المقايضة بأفراد آخرين، أو بالمال. شروطه، صعبة كانت أم سهلة، معروفة، وبنتيجتها تستعيد الرهينة الحرية التي افتقدتها.

ندما تؤخذ الشعوب رهائن توضع بين خيارين: "تأبيد العبودية" أو تصفية الخاطف

أما خاطف الشعوب، فلا يتطلّع إلى المقايضة، فمعه الرهائن رهائن إلى الأبد، لأنه إذا حرّر الرهائن مقابل السلطة، فهؤلاء سينقلبون عليه، وإذا قايضهم بالمال فهؤلاء سيثورون عليه.

هموم الفرد الرهينة محدودة الزمن بحدود الفترة اللازمة لاستجابة طلبات الخاطف، في حين أنّ هموم الشعوب الرهينة تتوالد وتدوم وتتأبّد.

الدول تمتنع عن مفاوضة خاطف الأفراد، ولكنّها تقيم علاقات دبلوماسية مع خاطف الشعوب.

والشعوب تسعى إلى اعتقال خاطف الأفراد وتحاكمه وتنبذه، بينما تضعف أمام خاطفها وتجد له التبريرات وتخضع لإرادته، وتكتفي بتنظيم جنازات حاشدة لمن يسقط منها مذابحه.

عندما تؤخذ الشعوب رهائن توضع بين خيارين: "تأبيد العبودية" أو تصفية الخاطف. التفتيش عن خيار ثالث مجرّد... وهم!

 

سياسات النفوذ الشيعية وتدمير الجامعة اللبنانية

شارل الياس شرتوني/19 حزيران/2020

قصتي مع الجامعة اللبنانية قديمة ابتدأت عند اخذي قرار ومبادرة تأسيس الفروع الثانية في العام ١٩٧٦ بالتعاون مع الرئيس كميل شمعون ( رئيس الوزراء ووزير التربية آنذاك ) وفريق العمل الذي تشكل في دار العمل*، والعمل فيها كاستاذ في كليتي العلوم الاجتماعية والآداب لما يقارب الاربعين سنة ( ١٩٨١-٢٠٢٠ )، وعملي الدؤوب خلال تسلمي الشؤون التربوية في المناطق المحررة ( كما سميت انذاك ، ١٩٨٥-١٩٨٩ ) من اجل تثبيت الفروع، وتطوير شبكة اختصاصاتها وتعاونها مع الجامعات الخاصة، وحماية استقلاليتها الاكاديمية تجاه مداخلات الاحزاب والقوى السياسية العاملة في تلك المرحلة في هذه المناطق، ومحاولات رئيسها آنذاك ( جورج طعمة ) فرض خياراته الشخصية ومصالحه على المسار الاداري، ونجاحي في اقصائها بشكل تام ومواجهة جورج طعمة، وفشلي في تحويلها من فروع ثانية الى جامعة مستقلة بحكم الخلاف الناشىء حول الموضوع مع رئيس الجمهورية آنذاك، امين الجميل ( هذا مع العلم انني تقدمت في عملي بهذا الشأن عندما فاتحت الرئيسين الاقليمي والعالمي لاخوة المدارس المسيحية برنار حبيقة و جون جونستون ( خلال اجتماعات جرت في بيروت وروما في مقر الجمعية سنة ١٩٨٧ )، بشأن تحويل مجمع ال مون لاسال الى قاعدة للمدينة الجامعية الجديدة وابدوا كل الاستعداد للتعاون، واستعمال الملاعب الرياضية المحاذية والتابعة لمطرانية بيروت المارونية من خلال موافقة المطرانين اغناطيوس زيادة وخليل ابي نادر، وتحويل كل التلة الى موقع الجامعة الجديدة من خلال مدرسة الحكمة الناشئة انذاك، واستعمال اراضي كلية الاداب الحالية من اجل تشييد الابنية الجديدة بالتفاهم مع الرئيس الاقليمي للاباء العازريين فريد جبر -وهو استاذ قديم في الجامعة اللبنانية واحد اركان تاسيسها في الخمسينيات -، والتعاون مع رئيس الجامعة اليسوعية أنذاك، جان دوكروييه، في مجالي استحداث كليات الطب وطب الاسنان والصيدلة ). اما مرحلة ما بعد الحرب، فقد ادخلتنا في ديناميكية جديدة، حاولت فيها سياسات النفوذ المنضوية تحت وصاية الاحتلال السوري للبلاد، تقليص حريات الفروع الثانية، عبر التصرف بالتعيينات الادارية والجامعية، وفرض التعريب على التعليم فيها، والغائها التدريجي عبر استعمال ريادتها في مختلف المجالات قاعدة لتوحيد الكليات، كما جرى مع الكليات الطبية، واعتماد سياسات التفريع المناطقي مدخلا لتثبيت سياسات النفوذ الاوليغارشية الشيعية والسنية والدرزية، ووضع اليد على مجمع الحدث الجامعي من قبل سياسات النفوذ الشيعية. نجحت الفروع الثانية في الدفاع عن وجودها وحماية خياراتها التعليمية، وفي التعايش مع سياسات النفوذ على قاعدة تقليل الاضرار واحتوائها.

دخلت الجامعة اللبنانية دائرة سياسات النفوذ الشيعية المباشرة مع نهاية ولاية ميشال عاصي، وبداية سلسلة الرئاسات الشيعية من اسعد دياب الى فؤاد ايوب ( ١٩٩٣-٢٠٢٠ )، التي اندرجت ضمن سياسة وضع اليد التدرجية على الجامعة من خلال تقليص دور مجلس الجامعة الاساسي في الحوكمة الاكاديمية، وتحويله الى صندوق ايقاع لسياسات النفوذ الشيعية وصولا الى الغائه الفعلي مع فؤاد ايوب، وتحويل آليات الادارة الجامعية من خلال تعيين مدراء الفروع وعمداء الكليات وتحويلهم الى ادوات لسياسات النفوذ المعتمدة بكل مندرجاتها، مدغمة بادارة مركزية مطوعة لخدمتها. لقد امست سياسة وضع اليد على الجامعة اللبنانية نموذجا لسياسات النفوذ الشيعية في البلاد واحدى اهم محطاتها، بالاضافة الى اعطائها صورة مكتملة عن السياسات الزبائنية، واثقال الجامعة بسياسة تفريغ خارجة عن كل اصول العمل الجامعي لجهة رصد الحاجات، وشروط واواليات الانخراط، والتصرف بالترقيات العلمية، وتقليص حرية مبادرة الفروع من خلال مركزة القرار الاكاديمي واخضاعه لاملاءات سياسات النفوذ من خلال جهاز جامعي تابع، والتصرف على قاعدة نهج التفاضلية الزبائنية، ومركزة القرار المالي الذي افسح المجال للفساد: مخصصات الرئاسات المتوالية ودوائر النفوذ التي اوجدتها على كل مستويات العمل الاداري والجامعي، اقرار ميزانيات الفروع ، سياسات التلزيم بالتراضي…،.

لا سبيل للاصلاح الجامعي في ظل سياسات النفوذ الشيعية، التي بلورتها صورة رنده بري وهي تقوم بعملية التسلم والتسليم بين عدنان السيد حسين وفؤاد ايوب، ولا امكانية لاستعادة العمل الجامعي المهني والمستقل عن دوائر النفوذ الشيعية الا من خلال اقرار مبدأ الجامعات المستقلة التي تعتمد الاعتبارات المهنية الصرفة اساسا في مختلف جوانب السياسة الاكاديمية، والتي تتعاون فيما بينها من خلال مجلس اكاديمي مشترك يماثل اكاديمية باريس بعد انهاء مركزية جامعة باريس لحساب ثلاث عشرة جامعة مستقلة بعد احداث ١٩٦٨ الطالبية، او جامعات نيويورك وكاليفورنيا…،. واقع الجامعة اللبنانية يوثق بشكل بين استحالة السياسات الاصلاحية برمتها، في ظل املاءات سياسات النفوذ الشيعية وزبائنياتها، كصورة عينية ومكثفة، لما تنطوي عليه السياسات الاوليغارشية في البلاد على تنوع مواقعها واقطابها منذ بدايات جمهورية الطائف حتى يومنا هذا.( راجع دراستي، الجامعة اللبنانية محاور المفكرة الاصلاحية ، مجلة المشرق اليسوعية، حزيران ٢٠١٣ ) .

* ضمت اللجنة : ممثلين عن الجامعة اللبنانية ( سعيد البستاني، عميد كلية ادارة الاعمال، ايلي طراد- عميد كلية التربية، قيصر نصر- عميد كلية العلوم الاجتماعية ، جاك نصر-عميد كلية الفنون الجميلة) ، روجيه شمالي ( مدير عام وزارة التربية والتعليم المهني )، شفيق المعلم ( المستشار القانوني في وزارة التربية  جوزف جريصاتي (ممثلا عن دار العمل ) ، شارل شرتوني (نائب رئيس مصلحة طلاب الكتائب وصاحب المبادرة التي انطلقت بالتعاون مع الاب فريد جبر والدكتور سعيد البستاني اثر اجتماع عقد في منزله في ١١ اذار ١٩٧٦، ليلة انقلاب عبد العزيز الاحدب المنسق مع منظمة فتح).

الاعمال اللوجستية لجهة ايجاد الابنية فقد تمت مع الرهبانيات العازارية ممثلة بالاب فريد جبر، والانطونية ممثلة بالاباتي مخايل ابو فاضل، والاخت كليمانس حلو

 

نصرالله الغاطس في مستنقع الخرافة الإيرانية

فاروق يوسف/العرب/20 حزيران/2020

تمكن حزب الله من الهيمنة على لبنان حتى صار بمثابة وصي عليه. يقرر ما ينفعه وما يضره. وهو في الحالين يستعمل لبنان سدا يختبئ وراءه. حربه مع العالم هي حرب لبنان ولن يسمح للعالم أن ينفرد به ليعاقبه وحيدا بل إن كل محاولة عقاب تستهدفه سيدفع ثمنها الشعب اللبناني قبل أن تصل إليه.

ذلك ما أكده زعيم الحزب حسن نصرالله مرة أخرى في خطابه الأخير تعليقا على البدء بتنفيذ قانون قيصر الأميركي. وإذا ما كان ذلك الخطاب في مجمله ينطوي على رغبة صريحة في تهديد إسرائيل بالحرب، كونها من وجهة نظره تمثل الولايات المتحدة في المنطقة فإن ذلك التهديد كان موجها للبنانيين في الوقت نفسه. إذ ذكرهم بأنهم سيدفعون ثمن تلك الحرب. يجمع نصرالله الإسرائيليين واللبنانيين الذين يطالبون بنزع سلاحه في جبهة واحدة ويهددهم بالحرب التي سيدفع لبنان ثمنها، كونه البلد المستضيف لها. وهو ما يمكن تخيله على النحو التالي. طرفان يتحاربان على أرض دولة لا علاقة لها بتلك الحرب، غير أنها ستكون ضحيتها حين تدفع ثمنها من بشرها وبنيتها التحتية. كان نصرالله واضحا حين قال “إما السلاح وإما الجوع”.

تلك فكرته عما سيجري بعد أن تأخذ العقوبات طريقها إلى حزبه.

ما صار واقعا أن حزب الله فرض على لبنان أن يكون عضوا في نادي الممانعة.

ومن المؤكد أن ذلك النادي لا ينفع اللبنانيين في شيء في ظل أزمتهم المالية التي تهدد بانهيار اقتصادهم بل قد يكون أحد أهم الأسباب التي أدت إلى تلك الأزمة. ذلك لأنه يعتمد على أساليب غير قانونية في تهريب العملة وتبييض الأموال كما أنه ينشط في مجال تهريب المخدرات والأسلحة والنفط.

ما يتبجح به نصرالله كونه بطولة هو جريمة بالعودة إلى القانون.

صار على لبنان أن يدفع ثمن إيوائه لمجرمين دوليين.

بين حين وآخر تتمكن شرطة الإنتربول الدولية من القبض على عدد من أفراد الشبكة التي نشرها حزب الله حول العالم من أجل القيام بعملياته المالية القذرة. وهو ما أفقد الحزب الجزء الأعظم من إيراداته المالية إضافة إلى أن العقوبات الأميركية طالت حسابات عدد من عملائه ممن لم تتمكن الشرطة الدولية من القبض عليهم.

يهدد نصرالله بالتضحية بلبنان دفاعا عن مصالح الحزب.

تلك مصالح لا علاقة لها بالقدس ولا بالمقاومة ولا بالحرب على إسرائيل أو الولايات المتحدة ولا بالدفاع عن المذهب الشيعي. إنها مصالح المافيا التي يقودها حسن نصرالله مستعملا الخرافات الشعبية من أجل تمريرها على الناس البسطاء خدمة لوليه في طهران.

يلعب نصرالله دور العراب في المافيا. وهو يعتبر نفسه وصيا على الشعب اللبناني كله. لذلك فإنه يتهم خصومه بالطائفية. ذلك ما يمكن اعتباره قمة المهزلة والسخرية من الحقيقة. فنصرالله يعرف أن لا أحد سيسأله “بأي صفة تحكم قطيعك؟”.

بعد كل ما جرى في لبنان من احتلال إيراني تدريجي لم يعد نصرالله يعتبر نفسه ممثلا للطائفة الشيعية داخل لبنان في إطار النظام الطائفي. فهو في حقيقة أمره مندوب سلطة الاحتلال الإيراني في لبنان. لذلك فإنه يخلط في خطاباته بين لبنان وإيران. هما بالنسبة له الشيء نفسه.

وهو حين يعد اللبنانيين بأن إيران ستنقذهم من تداعيات قانون قيصر فإنه لا يدرك حجم السخرية التي ينطوي عليها وعده. فالرجل بالرغم من براعته في مزج الأوهام بالحقائق من أجل اختراع بطولات زائفة غاطس في مستنقع الخرافة الإيرانية. فهو على يقين من أن في إمكان إيران أن تقاوم العقوبات المفروضة عليها كما أنه يؤمن بأن في إمكان الميليشيا التي يتزعمها أن تشعل حربا في المنطقة إذا ما شعرت إيران بالضيق.

كل ما يهذي به من كلام لا يعبر عن لبنانيته بقدر ما يؤكد من خلاله إيمانه العميق بإيرانيته. وهو حين يكرر “سنقاتل” إنما يشير إلى مكانه على الجبهة الإيرانية. لبنان كله بالنسبة له هو جبهة إيرانية. وهو يقاتل باللبنانيين فذلك لأنه يعتبرهم من رعايا إمبراطورية فارس.

لا يصدق نصرالله أن أولياءه قد فقدوا كل أوراقهم للحوار مع العالم وهم في طريقهم إلى الاستسلام. يومها سيُترك لهذياناته التي سيكون على اللبنانيين أن يبحثوا عن سبل لإنهائها

 

«قيصر» وبشار وأوهام الانتصار

الياس حرفوش/الشرق الأوسط/19 حزيران/2020

السياسات الخاطئة لها ثمن تدفعه الشعوب عادة؛ لأن حظها التعيس شاء أن تعيش في قبضة أنظمة وحكومات تدير تلك السياسات. في أنظمة كهذه تحسب «الانتصارات» بحساب قدرة النظام على البقاء، بصرف النظر عن قدرة الشعب على تحمل المعاناة.

الشعب السوري، أو من بقي منه، مهدد الآن بدفع ثمن يمكن أن يوازي ما دفعه على مدى السنوات التسع الماضية. «قانون قيصر» الأميركي الجديد سوف يشدد القبضة على اقتصاد النظام لإرغامه على تطبيق القرارات الدولية، وخاصة القرار رقم 2254 الذي يدعو إلى قيام حكومة انتقالية وعملية تغيير سياسي سلمي للسلطة. وخيار السوريين بين مصيبتين: الخضوع لظلم النظام الجائر، مع ما يرافق ذلك من قتل وظلم وتجويع، أو مواجهة آثار العقوبات على أمل أن يستعيد النظام رشده، أو يتم إرغامه على الاستسلام أمام الضغط الشعبي والموقف الصارم لأكثرية القوى الدولية.

على الجانب الآخر من الحدود، يواجه اللبنانيون المصير الحالك نفسه. بلد محاصر بضائقته المالية من جهة وبهيمنة «حزب الله» على قراره السياسي من جهة أخرى. والتلازم بين الأمرين ما عاد خافياً إلا على من لا يريد أن يبصر هذه الحقيقة بين اللبنانيين. صحيح أن جانباً من الأزمة المالية يعود إلى النهب المنظم للخزينة العامة والفساد المستشري، لكن الجانب الآخر يتعلق بالربط القائم بين موارد البلدين، من خلال التهريب الجاري عبر الحدود لمواد أساسية ممولة من المصرف المركزي اللبناني، تستنزف احتياطه النقدي، من دون أي قدرة للدولة على منعه، في ظل عجزها المعروف. تضاف إلى ذلك السحوبات الجارية لودائع متمولين سوريين من المصارف اللبنانية، في حين يعجز المودعون اللبنانيون عن سحب الحد الأدنى من أموالهم.

غير أن الأهم من ذلك أن العقوبات الجديدة على النظام السوري سوف تزيد صعوبات حصول الحكومة اللبنانية على المساعدة التي تحتاج إليها من صندوق النقد الدولي؛ نظراً لإدراك المسؤولين في الصندوق والقوى الدولية النافذة التي تتحكم في قرارهم، لمدى ترابط المصالح بين عدد من المسؤولين في الدولة وكبار السياسيين مع أركان النظام السوري، ما يبقي هؤلاء المسؤولين تحت عين المراقبة الأميركية.

وهكذا، فالقاعدة التي وضعها الرئيس الراحل حافظ الأسد لتصوره للشراكة اللبنانية – السورية «شعب واحد في بلدين» تتجلى الآن بأبهى صورها. «الشعب الواحد» يواجه الضائقة المالية ذاتها. كما يدفع ثمن «انتصار» محور «الممانعة».

لا يمكن تقدير حجم الانقلاب الذي سوف يحدثه تطبيق العقوبات الأميركية الجديدة، إلا من خلال رد الفعل العنيف للذين سيتضررون منها: الإعلام الرسمي السوري اعتبر العقوبات «مخالفة للقانون الدولي» و«شكلاً جديداً من أشكال الإرهاب»، وبنتيجة حرصه الفائق على معاناة السوريين، أضاف أن هذه العقوبات ستفاقم تلك المعاناة. أما الأمين العام لـ«حزب الله» حسن نصر الله، فقد أدرك أن معركة العقوبات ستكون قاسية هذه المرة، وستهدد قدرته على الدفاع عن سلاحه، كما ستلحق الأذى بقاعدته الشعبية، فكان التصعيد الاستثنائي الذي سمعناه على لسانه قبل بضعة أيام: سنقتل أي طرف يضعنا أمام خيارين، القتل بالسلاح أو القتل بالجوع. سيبقى السلاح بأيدينا ونحن سنقتلكم. حاول نظام بشار الأسد، خصوصاً بعد إنقاذه على يد التدخل الروسي في الحرب بعد سنة 2015، الإيحاء بأنه «انتصر» على ما وصفها بـ«المؤامرة الكونية». لم يكن مهماً بالنسبة إليه أن ثمن «الانتصار» المزعوم كان مقتل ما لا يقل عن 300 ألف سوري، وتدمير المدن السورية، وتهجير نصف السكان. المهم كان بقاء بشار في قصر المهاجرين. كثيرون، وليس فقط من حلفاء النظام، أخذوا يروجون لمقولة «الانتصار» هذه. كثيرون من سياسيين ورجال أعمال عرب وأجانب صوّبوا عيونهم وجيوبهم باتجاه المساهمة في إعادة إعمار سوريا. مشاريع مغرية جرى تقديرها بما لا يقل عن 400 مليار دولار كانت بالانتظار. الغزل بقدرة بشار على البقاء تجاوز كل التعابير الانتهازية. ولم يحسب أحد حساب الجرائم والفظائع التي ارتكبت على الطريق.

العقوبات التي يواجهها النظام السوري وحلفاؤه اليوم تشكل صدمة هدفها إيقاظ الجميع من الوهم الذي كانوا يعيشون فيه. نظام بشار الأسد يواجه ساحة حساب الآن، كما لم يواجه سابقاً، ومع أن من الحصافة عدم الاستعجال في توقعات سريعة بأثر العقوبات على النظام، فالأكيد أن وسائل الدعم التي يعتمد عليها، وخصوصاً تلك الآتية من موسكو وطهران، ما عادت تنفع في وجه الضائقة الاقتصادية والحصار الذي سيشتد ويطال كل المتعاملين معه، وخصوصاً أن هؤلاء «الداعمين» يبحثون عمن يدعمهم؛ إذ إن أحوالهم ليست أفضل كثيراً من أحوال حاكم دمشق.

مرحلة جديدة تدخلها الأزمة السورية مع العقوبات الأميركية الجديدة. والرهان على أن الولايات المتحدة وحلفاءها الغربيين «استسلموا» أمام «انتصار بشار» تبين أنه كان رهاناً في غير محله. فالعقوبات التي سوف يواجهها النظام السوري وحلفاؤه في المرحلة المقبلة هي الأقسى مقارنة بما واجهه خلال السنوات التسع الماضية. ومع أن نظام الأسد وأركانه المحيطين به من سياسيين وعسكريين يخضعون حالياً لعقوبات أدّت إلى تجميد أصول للدولة ولمئات الشركات والأفراد، فضلاً عن منع الأميركيين من التعامل مع الشركات ورجال الأعمال السوريين، فإن العقوبات الجديدة سوف تطال كل الأنظمة والكيانات التي تتعامل أو تفكر في التعامل مع النظام السوري؛ ما سوف يدفعها إلى إعادة حساباتها وتقدير الكلفة العالية التي تترتب على دعم هذا النظام.

 

أنهار العرب

سمير عطا الله الياس حرفوش/الشرق الأوسط/19 حزيران/2020

تزداد أزمة سد النهضة بين مصر وإثيوبيا احتداماً. وقد أدرج «المجلس الأعلى للإعلام» الحديث عن المسألة ضمن سياق القانون العرفي، مما يدل على مدى خطورتها بالنسبة إلى الدولة والقوات المسلحة. ومنذ اشتعال الأزمة، تعالت أصوات في مصر تدعو إلى اتجاه الحرب. والواضح أنها أصوات عاطفية، لكن الحرب لا تحل شيئا، لأننا أمام مسألة جغرافية لا خلاف سياسي. ارتبط اسم النيل بمصر. ليست هي هبته فقط، كما قال هيرودوتس، بل وليدته وتوأمه. لكن ثمة مشكلة مشتركة بين أنهار العرب الكبرى ومياههم التاريخية: مثل النيل، مثل دجلة والفرات، منابعها في بلدان أخرى. فبلاد «ما بين النهرين» أي العراق، ينبع نهراها في تركيا قبل أن يكملا الطريق إلى العراق وسوريا. هذه الحقيقة تشكل أكبر خطر أمني ووجودي على الدولتين، وقد لوحت تركيا بهذا الخطر قبل أعوام، عندما ادعت أنها تقيم أعمالاً إنشائية في المصبات، فحجبت عن سوريا كميات هائلة من المياه. يرجح أن النيل هو أطول نهر في العالم، ويمر بعشرة بلدان. لكنه لا يحمل في الوعي العالمي إلا اسم مصر. الآن جاءت دولة أخرى تدعي حصتها فيه. هذه الحصة، قانونية أم لا، سوف تشكل خطراً على هناء مصري طبيعي، عمره أكثر من سبعة آلاف عام. حسناً. إذا كانت الحرب لا تحل المشكلة، فماذا يحلها إذن؟ للمياه العذبة والمالحة قوانين كما لليابسة. لكن إثيوبيا تظهر عناداً وغطرسة وتتجاهل مبادرات القاهرة وحسن نواياها. الآن تتقدم مصر بالقضية إلى الأمم المتحدة بعد إخفاق جميع الوسطات، بما فيها الوساطة الأميركية، وقبلها الأفريقية. ويثير النزاع شعوراً قومياً في كلتا الدولتين. خصوصاً في مصر، حيث النيل تاريخ وحياة وموت. وخصب ويباس وجفاف وخطر مجاعات وأزمات كبرى. إن تدويل المسألة هو أبسط حقوق مصر. وقبل ذلك تعريبها، لأن خطر الجفاف لا يقل عن خطر الاحتلال. مثل قضية سيناء وطابا، مثل سد النهضة. والسيادة ليست في الأرض وحدها. بل أكثر. ليس من الضروري أن تشتعل حرب عسكرية كي يدرك العالم، وخصوصاً العرب، مدى الخطر الذي تتعرض له مصر. والأزمة تتفاقم باطراد، لم يخفف من حدتها إلا التطور المنطقي (قبل الأخوي) على موقف السودان الذي هو الفريق الثالث في المشكلة. لعلها مناسبة للاتفاق على مفهوم نهائي لمثل هذه القضايا. إثيوبيا ليست أول من يتجاهل حقوق الغير.

 

قضايا الأمن العربي والدولة الوطنية

رضوان السيد الياس حرفوش/الشرق الأوسط/19 حزيران/2020

الموضوع ليس جديداً. فالأمن العربي في الأرض والحدود وبين المجتمعات والدول، في المرحلة الحديثة، مهدَّدٌ منذ «سايكس - بيكو». ففي العام 1917 ما اتفقت أطراف الحرب الأولى على تقسيم المنطقة على أسس إثنية وجغرافية ودينية فقط، بل اتفقوا يقودهم البريطانيون على الوطن القومي لليهود في فلسطين العربية. وعلى ذلك، كلما حصلت انتكاسةٌ في الأمن الداخلي أو الخارجي لدولةٍ أو مجتمع عربي، يتصاعد جَلْدُ الذات، بالزعم أنه ليست لدى العرب «قضية» يشعرون بالحاجة للتجمع من حولها للنُصرة أو للدفاع!

كيف ظهرت فكرة «القضية»، ولماذا التعيير بفقدانها؟ القضية في الأصل «إمبراطورية» تقصد إلى التنافس والتوسع والاستيلاء على الطرق التجارية البرية والبحرية، مثل الصراع المصري – الأشوري، والإيراني – اليوناني، والروماني - الفارسي. ثم صار لها جانبٌ ديني في دار الإسلام، والإمبراطورية الرومانية المقدسة. وفي زمن الدولة القومية التي تفترض الصفاء العِرقي، وأحياناً الديني، وبالتالي الانكماش، ما أضعف التفكير الإمبراطوري، الذي اندفع لإنشاء إمبراطوريات في ما وراء البحار، ثم في آسيا وأفريقيا. إنما بعد الحرب الأولى، صار المشروع القومي (لكل شعبٍ دولة) هو القضية التي قامت عليها عصبة الأمم، ثم الأُمم المتحدة بعد الحرب الثانية.

وبالطبع، فقد اشتدّ الخلاف حول المفاهيم والسياسات على الأرض، كيف تكون دولة لشعبٍ يراد جمعه وإحضاره إلى فلسطين، على أساس الدين، وليس الإثنية، أو على أساس اعتبار الدين هويةً قومية؟ وما مقتضيات المشروع القومي العربي وعلائقه بالإثنية والدين؟ وما موقع الأقليات الدينية أو الإثنية فيه؟ وهل هي شعوبٌ ينبغي إنشاءُ دولٍ لها؟ ومنذ 50 أو 60 عاماً، ما أمكن الاتفاق على هوية المشروع القومي وأبعاده، وإنما المشروع العربي هو مشروعٌ وحدوي، وحدوده المعقولة حدود الجامعة العربية، التي تفترض مصالح مشتركة، وسياسات مشتركة.

لكن ظلت هناك فكرتان أُخريان بشأن «القضية». هناك قضية أو قضايا الإثنيات في العالم العربي مشرقاً ومغرباً، وهي ذات طموحات دولتية، وبخاصةٍ إذا ازدادت الضغوط عليها، كما حصل في الستينات وفي العقدين الأخيرين. وهناك القضية الإسلامية، إذا صحَّ التعبير. فهناك أُناسٌ لم يتخلَّوا عن الأبعاد الترابية لدار الإسلام. وآخرون لم يتخلوا عن الأبعاد العقائدية. ولذلك جرى العمل بإلحاح على تسييس الدين لإقامة الدولة الدينية من جديد، وهم يحسبون أن الخلافة كانت كذلك، بينما الواقع أنه في زمن الدولة القومية لا يمكن اعتبار الدين هويةً قومية، وهو الأمر الذي حصل في المشروع الباكستاني، وفشِل. فالدولة انقسمت إلى دولتين على أسس إثنية، رغم وحدة الدين، وفي كلا الكيانين، ما أمكن إنشاء دولةٍ دينية. أما في إيران فقد أمكن ظاهراً إقامة دولة دينية، لكن مع تطلعات قومية وإمبراطورية فارسية، تماماً مثلما يحاول إردوغان المزج بين الدين والقومية بطموحات إمبراطورية!

هذا هو الفهم القديم نسْبياً لمسألة الهوية يُحيي أوهام الإمبراطورية، وسط الانتكاسات التي تُعاني منها الدولة الوطنية العربية. فدولة «داعش» ليست إحياءً للحلم أو الواقع القديم، ولا تصلح هدفاً مستقبلياً. وكذلك الأمر مع مشروعي إيران وتركيا. وهذه ليست «قضايا» يمكن اعتبارها أهدافاً قوميةً أو إسلامية، وإلاّ فلماذا تريد الأمتان التركية والإيرانية تقسيم سوريا أو اليمن أو شرذمة العراق، أو تخريب لبنان، وباسم الإسلام أو المصالح القومية؟! هي أوهامٌ فات أوانها وزمانها ومسوِّغاتها، وستجد نفسها تعمل عند أميركا أو روسيا أو الصين أو الدول الثلاث معاً! والحكمان بهذه السياسات، التي تريدان من ورائها الحفاظ على الأمن القومي، إنما يهددان بهذا التوسع القتالي الأمن الذاتي الذي تريدان الحفاظ عليه!

عندنا قضيةٌ كبرى حديثة ومتجددة منذ قرنٍ من الزمان وهي قضية الدولة الوطنية. «الدولة التي تصون ولا تبدد، تبني ولا تهدّد، تشد أزر الصديق، وترد كيد العدو، وتعمل على أمن شعبها وأمن العالم بقدر ما تستطيع». حتى قضية فلسطين هي قضية إقامة دولةٍ وطنية للشعب الفلسطيني الحقيقي والقائم. وقد عملت دول الجامعة العربية على ذلك وباستحثاث لأكثر من 3 عقود. وتغيرت الاستراتيجيات بسبب تغيرات النظام الدولي والسياسات الدولية بالمنطقة. لكن ليس هناك عربي واحد لا يرى إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة للشعب الفلسطيني.

وهناك فرقٌ بالطبع بين المرحلة السابقة والمرحلة الحالية للدولة الوطنية العربية. ففي مرحلة التحرر الوطني في الخمسينات والستينات، بدت قضية فلسطين هي الرئيسية. أما اليوم وسط الهجوم على الدولة الوطنية العربية من جانب إيران وتركيا في كل مكان؛ فإنّ القضية الرئيسية هي الدفاع عن الدول الوطنية العربية في كل مكان. فكيف لا تكون عندنا قضية، وقضية عربية شاملة، ما دامت الدولة الوطنية مهدَّدة في لبنان وسوريا والعراق واليمن والبحرين وليبيا، وأولاً وآخراً في فلسطين. هناك نحو 100 مليون عربي مهدّدون في أمنهم واستقلالهم الوطني من الخارج الدولي والجوار الإقليمي. وهناك من جهةٍ أخرى قضية التنمية والعيش الآمن والأبعاد المستقبلية لحياة 400 مليون إنسان وأكثر، فكيف لا يشكّل ذلك كله «قضيةً» تستحق الإيمان بها والعمل من أجلها؟! في زمن النهوض القومي العربي، خطب جمال عبد الناصر عن «الدولة التي تصون ولا تبدّد، تبني ولا تُهدِّد، تشد أزر الصديق، وتردُّ كيد العدو.»... ما تحدث عن الإمبراطوريات، ولا عن المطامح العثمانية والمظلومية التاريخية، ولا عن التنافس والصراع للسطوة على أقاليم وشعوبٍ أُخرى. وهذا الفهم للدولة الوطنية ووظائفها وطموحاتها، هو الفهم الذي ينبغي أن يسود الآن للقضية ولمهمات ووظائف الدولة العربية الباقية، دولة الحاضر والمستقبل.

لدينا نحن العرب قضية هي أكبر قضايا المصير، الاستقلال والأمن والتنمية الإنسانية، من أجل الحاضر والمستقبل. أما الذين يتحدثون عن الافتقار للقضية، فهم أهل الأوهام والتضليل، والمعجبون بأحقاد طهران، و«هَبَل» إردوغان! ولله في خلقه شؤونٌ وشجون!

 

طوفان الكراهية

سوسن الأبطح الياس حرفوش/الشرق الأوسط/19 حزيران/2020

ليست المرة الأولى التي يحذر فيها الأمين العام للأمم المتحدة من مغبّة ارتفاع منسوب الكراهية. فما كان ظاهرة قبل الوباء، أصبح «طوفاناً» جارفاً بعده. من أميركا إلى أوروبا، مروراً بمنطقتنا، التي تغلي فيها الدماء، وصولاً إلى الهند والصين، يرتفع منسوب العنصرية، والحقد، وتبادل الشتائم وأعمال العنف والشغب والتكسير والقتل، وثمة من ينذر بحرب عالمية لا بد ستندلع، لتنفيس فيض العدوانية البشرية المتنامي. تأتي الأزمة الاقتصادية بعد الخروج من قمقم الحجْر، لتصبّ زيتاً على نار القلوب المستعرة. لكنّ الملاحظ أن الغلّ الإنساني أخذ يتفجّر، منذ جلس الناس في منازلهم. وبدل أن يعودوا إلى صفاء الذهن ونقاء السريرة، تفتق الشر في النفوس وهي في عزلتها، فتزايدت الجرائم المنزلية، وعجّت وسائل التواصل الاجتماعي بالشتائم، والتقاذف، والاتهامات. وأحصى برنامج رقمي فرنسي نسبة العنف اللفظي، منذ بدء الحجر، على تطبيقي «فيسبوك» و«تويتر» ليجد أنها قد ارتفعت بما نسبته 60 في المائة عن الفترة التي قبلها، مما قرع جرس الإنذار، واستدعى إقامة منصة مراقبة، هدفها التخفيف من سيل الكلمات البذيئة والشتائم التي زادت هي وحدها 30 في المائة. وانضم إلى تطبيق «بودي غارد» لحماية من يهاجمون على وسائل التواصل، آلاف المحتاجين للحماية، وبينهم سياسيون وصحافيون وأطباء، وفنانون.

لا يوفر الحقد أحداً. كل يبحث عن آخر ليرى فيه غريماً. المهمة سهلة ما دام أنه لا يوجد اثنان يشبه أحدهما الآخر حد التطابق على هذه البسيطة. وجد البيض في الصفر عدواً جاء لهم بالمرض والموت، لم يميزوا بين إندونيسي وصيني وماليزي، فكلهم سواء. ومن الطرافة المبكية أن يستشرس اليابانيون على الصينيين في طوكيو حد البصق في وجوههم، ووصفهم بالحثالة والقمامة، وجعلهم منبوذين في أحيائهم، مهجورين في مطاعمهم ومتاجرهم.

الأغرب أن يبادل أنبل الناس، وأكثرهم تضحية في هذه المحنة الكونية، بسوء المعاملة، وكأنهم الوباء يمشي على الأرض. طردت ممرضات من أحياء يسكنون فيها، وهوجم أطباء وشهّر بهم، ونظر إلى المسنين، الأضعف أمام المرض، باعتبارهم فائضاً اجتماعياً لا بأس بالتخلص منه.

وما شاهده العالم في أميركا من تحطيم ونهب وخنق، يأتي في سياق موجة وصلت إلى الصين والهند ليعاود البلدان إحياء خلافاتهما الحدودية العتيقة، وليسقط لأول مرة منذ عقود عديدة، عشرات الجنود الضحايا، قبل أن يتوصل الطرفان إلى تهدئة، وكأنما الآلاف الذين قتلهم «كورونا»، لم تكف لتهدئة الأرواح المتعطشة لاستجلاب الأسى. وإن أنت نظرت إلى ما عاناه العمال الأجانب في بلداننا العربية، وأي ظلم تعرضت له العاملات المنزليات اللواتي أصبحن غير مرغوب فيهن، رغم ما قدمن للعائلات من خدمات. وفي لبنان ثمة ربات منزل رمينهن على قارعة الطريق، بعد أن هدهدن لهن أولادهن، وسهرن على راحتهن.

قد يظنّ ظان، أن الظلامة تقع على مهيضي الجناح وحدهم، لكنها طالت أحد أغنى وأقوى رجال العالم. وبدل أن يشكر بيل غيتس لثروته التي أنفقها على صحة المحتاجين، وتداركه المبكر لخطورة الأوبئة يوم كان قادة العالم مشغولين بخلافاتهم القميئة، اتهم بأسوأ ما يمكن أن يوجه لإنسان، وهو استغلاله المرض ليدس تحت جلودنا شريحة تجسسية. نقرأ ونسمع كلاماً لا يتقبله عقل، يرمى من دون براهين، أو أدنى قرينة، تبرر للمفترين إطلاق اتهاماتهم الباطلة. حروب صغيرة في كل ركن، وعند كل مفترق، وتحت أسقف المنازل، لا تبشر بسكينة أو هدنة. مناوشات بين من يعتبر «كورونا» مجرد خدعة تافهة، اخترعها عدو، لتحقيق مآرب قذرة، ومن يرى فيه آفة خطيرة. من ينتظر اللقاح بفارغ الصبر، ويكرس للبحاثة المليارات، ومن ينسف الفكرة من أساسها ويهزء من العلم. نزاعات حد الموت بين المصرّين على ضرورة وضع الكمامة في الأماكن العامة ومن يرفضونها، ووصل الأمر بأميركيين أن يعتبروها أداة شيوعية يتوجب محاربتها.

ما دام أن الخوف مقيم والوباء منتشر، سيبقى الفيروس النهم، يخرج منا أبشع ما فينا. لم ينج بشر عرفوا وباء من شراسة ما بعده. من الجدري إلى الكوليرا، والطاعون، أوبئة جرّت وراءها سيولاً من البغضاء والحروب، وسنوات من العدوانية. الطاعون الأسود في أوروبا في القرن الرابع عشر، تسبب في موجة بغضاء لليهود ومجازر بعد أن اتهموا بحمله إلى الفرنسيين ومن ثم للإسبان وأوروبيين آخرين. هذه المرة كان المسلمون على اللائحة، وتمت التضحية بسود، وهنود وصفر. الألوان جميعها تصبح صالحة حين لا يبقى للبشري من بوصلة غير الغريزة. الوباء في رواية خوسيه ساراماغو الرهيبة الذي يتجسد في نوع من «العمى» يصيب أهل المدينة، هو قاتل للخير ومفخخ للأمل. يتحول بعض المصابين في الحجْر إلى وحوش ضارية، يستولون على الأطعمة، يتركون الآخرين يتضورون جوعاً، يبتزونهم يسطون على ساعاتهم والممتلكات القليلة التي بحوزتهم، يضربونهم، يحقرونهم، يغتصبون نساءهم مقابل بعض الغذاء. تموت الإنسانية في زمن الوباء، ولا يبقى من البشر إلا أنيابهم والمخالب. ولولا الطبيب، وهو المصاب رقم واحد، وزوجته الوحيدة التي لم تصب بالعمي، وما بقي في نفس هذه السيدة من قدرة على مقاومة الحيوانية، ربما لأنها لم تصب، وانتشالها زوجها من السقوط، وثلة من المرضى، لما رأينا في النهاية، سوى انهيار المدينة بإدارتها، وجيشها، وناسها، وكل ما فيها. زمن الوباء مسكون بالشرّ والمجون، هذا ما يقوله ساراماغو، وما تزودنا به الأخبار.

 

العالم العربي في مواجهة الجائحة والتنمّر الإقليمي التركي ـ الإيراني

أحمد أبو الغيط الياس حرفوش/الشرق الأوسط/19 حزيران/2020

بعد نحو عقدٍ من الاضطرابات السياسية والحروب الأهلية، وما صاحب ذلك من تراجع اقتصادي وفوران اجتماعي واتساع في رقعة الفقر متعدد الأبعاد، يجد العالم العربي نفسه في قلبِ أزمة ممتدة جديدة جراء جائحة «كورونا» (كوفيد - 19). وبرغم أن الجائحة نازلة طبيعية ضربت العالم كله من أقصاه إلى أقصاه إلا أن تبعاتها السلبية وآثارها الخطيرة على المجتمعات والدول لن تكون مُتماثلة، إذ هناك ما يؤشر إلى أن بعض الدول ستعاني أكثر من غيرها، وبعض المجتمعات ستواجه صعوبات أشد بالمقارنة بمجتمعات أخرى.

إن الأثر المباشر لجائحة «كورونا»، والمتعلق بالأزمات الصحية الخطيرة التي تتسبب فيها من أعداد الضحايا والمصابين، وما تضعه من ضغوط كبيرة على النظم الصحية، سوف يتم تجاوزه بصورة أو بأخرى، بإذن الله. غير أن التبعات العميقة ذات التأثير الممتد على استقرار المجتمعات والدول، والنمو الاقتصادي، والأوضاع الاجتماعية، هي الأخطر والأشد وطأة لا سيما على الدول التي كانت تُعاني بالفعل من مشكلات تنموية أو تراجع في أدائها الاقتصادي، أو أزمات سياسية أو اجتماعية (ويدخل في هذه الفئة عددٌ غير قليل من الدول العربية من دون شك). إن الوباء العالمي، بما يفرضه من أوضاع وتحديات، سوف يُسهم في مفاقمة الأزمات القائمة، فضلاً عن خلق أزمات جديدة غير منظورة. وبين الأزمات القائمة وتلك المستجدة، فإن الحكومات تحتاج لتوزيع جهدها ووقتها وانتباهها على أكثر من جبهة، وتجد نفسها بالضرورة في حال من الإنهاك الذي قد يصل إلى حدِ العجز في مواجهة استفحال الأزمات المتتابعة.

ولا تقف آثار الجائحة عند حدِ ما تخلقه داخل الدول من أزمات، بل تمتد تبعاتها الخطيرة إلى العلاقات بين الدول وبعضها البعض، وصولاً إلى المنظومة الدولية ذاتها، وتوزيع القوى فيها، والقواعد الحاكمة لعملها. وثمة مؤشرات أولية خطيرة في هذا الصدد، تصب كلها في اتجاه تراجع التعاون الدولي، وتصاعد الميل نحو السياسات الانعزالية والعمل الانفرادي في بيئة دولية أشد اضطراباً وسيولة، وأكثر عُرضة للصراعات والمنافسات التي قد تقترب بالعالم من نموذج الحرب الباردة. ويُعزز من هذا السيناريو تراجع مسيرة العولمة (التي كانت تتعرض بالفعل لتباطؤ ملحوظ وهجوم شديد في أكثر من مكان قبل الجائحة)، وما ارتبط بها من مظاهر كالحدود المفتوحة أمام حركة التجارة والبشر. والاتجاه بدلاً من ذلك إلى اتباع السياسات الحمائية، وإغلاق الحدود، والاكتفاء الذاتي. إن الجائحة، بما تفرضه من تحديات، سوف تدفع الكثير من الدول إلى إعادة النظر في الاعتماد على «سلاسل الإمداد» الطويلة في الحصول على السلع، خاصة الاستراتيجية منها. وسوف يزداد الميل إلى الاعتماد على الذات، أو على الحلفاء والجيران، في الحصول على هذه السلع. وهو ما سينعكس حتماً على منظومة العولمة، ويخصم منها، ربما لصالح الكتل الإقليمية، والتكتلات الاقتصادية المتجانسة (وهو أمرٌ يستدعي التأمل والانتباه من الجانب العربي).

وقد يدفع التراجع الاقتصادي وانحسار منظومة الاعتماد المتبادل إلى تزايد احتمالات صعود الحركات اليمينية والقومية المتطرفة التي تتبنى سياساتٍ مُعادية للهجرة وكارهة للأجانب في أكثر من منطقة عبر العالم. ولا يخفى ما يؤدي إليه صعود هذه الآيديولوجيات إلى بيئة أكثر صراعية في العلاقات بين الدول، مع تآكل في منظومة القانون الدولي في مقابل سيادة منطق القوة والإجبار وفرض الأمر الواقع. وأمام هذه الحالة من السيولة على الصعيد الدولي، وما يرتبط بها من أزمات محتملة خاصة في الدول النامية (التي ستتكالب عليها تحديات النمو الاقتصادي والفقر والأوضاع الصحية والتغير المناخي)، فإن المنطقة العربية تجد نفسها في وضعٍ لا تُحسد عليه، إذ هي تواجه الجائحة في لحظة بالغة الدقة من تاريخها المعاصر، وبعد عقدٍ من المعاناة والاضطراب أنهك المنطقة ودولها، واستنزف موارد وطاقاتٍ ليست قليلة. وفي حين تواجه بعض الدول العربية حروباً أهلية تُهدد وجودها ذاته ككيانات سياسية موحدة ذات سيادة، فإن دولاً أخرى تُعاني أزمات سياسية واقتصادية مركبة، تضعها تحت ضغوط شديدة قد تصل إلى حد الانفجار. وتُعاني المنطقة في مجملها من «تنمر إقليمي» من الجيران المباشرين الذين يعملون على استغلال هذه الأوضاع لتثبيت مواطئ أقدام لهم، وترسيخ وجودهم ومصالحهم على حساب شعوب المنطقة من العرب.

ينسحب هذا «التنمر الإقليمي» على كل من إيران وتركيا وإثيوبيا وإسرائيل. والأخيرة على وجه الخصوص تسعى لاستغلال تزامن حدثين نادرين (الجائحة، ووجود رئيس متماهٍ بالكامل مع آيديولوجية الليكود في البيت الأبيض) لإحداث اختراق استثنائي في علاقتها مع الفلسطينيين عبر تثبيت وضعية الاحتلال وإضفاء الشرعية عليه بضم أراضٍ فلسطينية احتلت في 1967، ووضعها تحت السيادة الإسرائيلية، وهو ما يُهدد بإشعالٍ أكبر للمشاعر القومية والدينية ليس في فلسطين وحدها، وإنما عبر المنطقة. وقد يتضافر هذا الاشتعال مع الأزمات الناتجة عن الوباء لإنتاج «عاصفة مثالية» لا يبدو أن إسرائيل تُدرك أبعادها.

أما فيما يتعلق بإيران وتركيا وإثيوبيا، فقد شهدت الشهور الأخيرة تصاعدا ملحوظاً في الاجتراء على مصالح دول المنطقة والتغول عليها من جانب هذه الدول التي تقع في الجوار العربي المباشر. وتُمارس كلٌ من إيران وتركيا اعتداءاتٍ صريحة - لم يكن ممكناً تصورها منذ سنواتٍ قليلة - على عددٍ من الدول العربية، ولكلٍ منها وجود عسكري مباشر على أراضٍ عربية تسعى أن تجعله ذا طابع طويل الأمد. وخلال العام الماضي (2019)، صعدت إيران هجماتها المباشرة على الملاحة في الخليج العربي وعلى المنشآت النفطية في المملكة العربية السعودية، كما باشرت انخراطها الخبيث في الحربين المشتعلتين في سوريا واليمن، فضلاً عن دورها السلبي في لبنان.

أما تركيا؛ ففضلاً عن احتضانها لجماعة الإخوان المسلمين المصنفة تنظيماً إرهابياً في عددٍ من الدول العربية، فقد استمرت في احتلال أجزاء واسعة من الأراضي السورية، وباشرت اعتداءاتها على الأراضي العراقية. ومؤخراً، انغمست تركيا في الحرب الأهلية الليبية بالتدخل العسكري المباشر لصالح أحد طرفيها، بصورة تؤجج الصراع وتُزيد من تعقيده، وتُهدد بنهب الموارد الليبية الطبيعية، كما تُخاطر بإشعال صراع أوسع في شرق المتوسط.

وأخيراً؛ فإن إثيوبيا، بإصرارها على المُضي قدماً في تشغيل «سد النهضة» على النيل الأزرق بدون اتفاق شامل مع دولتي المصب (مصر والسودان)، تمارس هيمنة على موارد النهر بصورة غير مسبوقة، وتُمثل تهديدَ بقاءٍ لهاتين الدولتين اللتين تعتمدان على مياه النهر كشريان حياة رئيسي، وذلك وبرغم مساعٍ متعددة من مصر والسودان لترسيخ إطار تعاوني في حوض النيل يسمح ببناء وتشغيل سد النهضة مع المراعاة لمصالح وحقوق دول المصب.

إن هذه الأوضاع العالمية والإقليمية تفرض على المنطقة العربية مواجهة تحدياتٍ جديدة أشد جسامة وأخطر تأثيراً، لا سيما أن التضافر بين هذه العوامل قد يخلق أزماتٍ مضاعفة وغير متوقعة. فالسيولة الدولية قد تُشجع «التنمر الإقليمي» وتمنحه مساحة أكبر. وسوء الأوضاع الاقتصادية قد يزيد من احتقان الأزمات السياسية القائمة بالفعل في بعض الدول، بما يخلق قوس أزماتٍ ممتد يضم دول المنطقة من مشرقها إلى مغربها. وأمام هذه الأزمات الخطيرة، فليس أمام العرب سوى تفعيل العمل المشترك بأسرع وقتٍ ممكن، ذلك أنه لن يكون في استطاعة أي دولة - مهما كان حجم مواردها وقدراتها - على التصدي للأزمات منفردة، فضلاً عن أن الأزمات ذاتها لن تقف عند حدود هذه الدول أو تلك، وسيقتضي التعامل معها مقاربة عربية جماعية. وأخيراً؛ فإن حالات التنمر الإقليمي، بما في ذلك الخطط الإسرائيلية الخطيرة لشرعنة احتلالها، تحتاج إلى مواقف جماعية عربية أكثر من أي وقتٍ مضى.

وليست الدعوة إلى تعزيز العمل العربي المشترك مجرد شعارٍ أجوف نُطلقه أو عنوان عريض بلا مضمون. فالظروف الموضوعية تُحتم الانخراط في برامج أوسع للاعتماد المتبادل في المستقبل. إن الأزمات الاقتصادية التي خلقتها الجائحة ستُعيد ترتيب أوراق كثيرة، وستكتسب التجارة البينية وبرامج التعاون الاقتصادي والمشروعات الإقليمية المشتركة لتوطين الصناعات الاستراتيجية أهمية متزايدة. ثمة أفق مفتوح أمام تفعيل ما هو قائم بالفعل، وما قُطع من أشواط، نحو إنشاء منطقة التجارة الحرة العربية الكبرى، وما يستلزمه ذلك من إنهاء سريع وناجز لكافة القضايا المتعلقة بقواعد المنشأ وغيرها، حتى تُزال كل القيود أمام التجارة البينية التي ما زالت تدور حول نسبة هزيلة من مجمل التجارة العربية لا تتجاوز الـ10 في المائة، وهي نسبة تجعل المنطقة العربية من أقل مناطق العالم من حيث التكامل الاقتصادي. وليس مُستبعداً أن تفتح الجائحة مجالاتٍ جديدة للتكامل بين الدول العربية في المجال الصحي أو الصناعات الدوائية، أو حتى في غيرها من المجالات التي ربما تشهد نهضة وصعوداً مثل التجارة الإلكترونية.

وفي مواجهة الأوضاع العالمية والإقليمية وما تنطوي عليه من تهديدات مختلفة، فإن النظام العربي مطالبٌ بلعب دورٍ فاعل ومؤثر في تسوية النزاعات والحروب الأهلية التي تتمدد كالأورام الخبيثة في الجسد العربي. إن هذه النزاعات وفرت ثغراتٍ نفذت منها القوى الإقليمية لتبسُط نفوذَها وتُحقق أجنداتها الخاصة، وبنظرة سريعة على «مسارح الصراع» في العالم العربي نُدرك على الفور أن كل مسرحٍ للاحتراب الأهلي وفر فرصة سانحة لتدخل القوى الإقليمية بأشكال وصور مختلفة، إما بطريق مباشر أو عبر وكلاء محليين. إن تسوية هذه النزاعات تُغلق جراحاً مفتوحة تعمل القوى الإقليمية المتربصة على مفاقمتها وتوظيفها لصالحها. ومن أسفٍ أن مفاتيح تسوية هذه النزاعات قد سُلمت لقوى أجنبية وأطرافٍ دولية مع دورٍ محدود ومتراجع للأطراف العربية. وبدون اجتماع حقيقي للإرادة العربية، وتفويض واضح للمنظمة الإقليمية الراعية للمصالح العربية الجماعية (الجامعة العربية) للتدخل في هذه النزاعات ولعبِ دورٍ جوهري في تسويتها، فإن يد الجامعة تظل مغلولة ودورها يبقى محدوداً في مواجهة أطراف من خارج المنطقة تصير هي الممسكة بالزمام والقابضة على مفاتيح الحل في نزاعاتٍ تدور رحاها في المنطقة وأطرافها، في الأغلب، من العرب.

يظل التصدي لحالة التنمر الإقليمي غير المسبوقة التي يواجهها العالم العربي من جيرانه مرهوناً كذلك باتخاذ مواقف جماعية وتنسيق سياساتٍ على المستوى العربي تتجاوز مجرد التضامن اللفظي إلى التحرك العملي. ومع التسليم بأن التهديدات الإقليمية لا تأتي من مصدرٍ واحد ولا تواجهها الدول العربية كلها بالقدر نفسه، إلا أن التحرك الفعال للتصدي لهذه التهديدات يقتضي بالضرورة أجندة جماعية للأمن القومي العربي تُشارك فيها الدول العربية وتقوم على تنسيقها الجامعة العربية، وبحيث لا تواجه دولة أو مجموعة من الدول التهديد منفردة. وهنا؛ فإن ثمة آليات قائمة بالفعل للعمل في هذا الاتجاه مثل اللجنة الوزارية العربية للتصدي للتدخلات الإيرانية في الشؤون العربية، والتي تعمل في إطار الجامعة منذ 2016. ويحتاج عملُها لتفعيل حقيقي بما يتجاوز إصدار البيانات الدورية أو مجرد الاجتماع لمناقشة التطورات، إلى تنسيق سياسات فعلية للحد من التدخلات الإيرانية تتضمن خُطط عملٍ والتزامات على الدول العربية الأعضاء. ومطلوبٌ كذلك أن يتم تشكيل لجان عملٍ شبيهة فيما يتعلق بالتدخلات التركية التي صار لها نفس الأثر الخبيث والمُخرب على الأمن القومي العربي.

وتبقى القضية الفلسطينية مهمة في ذاتها للاعتبارات التاريخية المعروفة، وتستمد أهميتها كذلك فيما تعكسه من قدر التضامن العربي، ومدى توفر القدرة على العمل المشترك وتنسيق السياسات. وتمرُ القضية الفلسطينية بواحدة من أخطر مراحلها، إذ يعمل الاحتلال بعد أن حصل على الأرض أن يحصل أيضاً على الشرعية، وبحيث تُفرغ القضية من أي مضمون قانوني أو أخلاقي وتواجه انزواءً متسارعاً على الصعيد الدولي، تُعززه حالة الانشغال العالمي بمواجهة الأزمات الناشئة عن الجائحة وغيرها. ويرتبط التهديد الأخطر آنياً بمواجهة ما يُسمى بخُطط الضم التي تتبناها الحكومة الحالية في إسرائيل، بمساندة من الولايات المتحدة، وتسعى لتطبيقها خلال الفترة القادمة. وغني عن البيان أن الإجماع العربي رافضٌ لهذه الخطط الإسرائيلية على طول الخط، وبدون تحفظ أو استثناء. إلا أن هذا الرفض لم يُترجم بعد في صورة عمل سياسي فاعل على الصعيد الدولي وفي المنظمة الأممية وفي المحافل المختلفة، وبحيث تتبلور حملة سياسية - إعلامية - قانونية ذات تأثير وانتشار، تُخاطب الرأي العام العالمي والفاعليات السياسية المختلفة بما تُمثله هذه الخطط الإسرائيلية من خطرٍ داهم على الاستقرار في المنطقة وعلى السلام العالمي.

* الأمين العام للجامعة العربية

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

إنبرى الأمين العام لحزب الله ليطمئن اللبنانيين، وبصراحة مكشوفة، أنّ هذه الحكومة هي حكومة حزب الله

موقع الأحرار/19 حزيران/2020

عقد المجلس الأعلى لحزب الوطنيين الأحرار، في البيت المركزي للحزب في السوديكو، إجتماعه الأسبوعي برئاسة رئيس الحزب الأستاذ دوري شمعون وحضور الأعضاء، وصدر عنه البيان الآتي:

فيما تتحفنا الحكومة ورئيسها بعراضاتها الدونكيشوتية وإنجازاتها الوهميّة وقراراتها المتناقضة، وفيما تتساقط الأزمات والمصائب غزيرةً على رؤوس اللبنانيين ومصالحهم، ويتزايد الخوف على المستقبل من جرّاء تداعيات أحداث المنطقة الملتهبة، أضف إليها الإجراءات المتعلقة بقانون "قيصر" الأميركي وتردّداته الخطيرة على الأوضاع في لبنان، إنبرى الأمين العام لحزب الله ليطمئن اللبنانيين، وبصراحة مكشوفة، أنّ هذه الحكومة هي حكومة حزب الله. وهي برعايته وحمايته، ما يسقط عنها ادّعاءها تمثيل ثورة 17 تشرين ويثبّت تبعيّتها لقرارات حزب الله ووصايته، ويقحمها في محور الممانعة الإقليمية ويستجلب من خلالها، على لبنان، مواجهة مع العالم العربيّ الشقيق ومع المجتمع الدوليّ. لم يفاجئنا صمت الحكومة وأهل الحكم تجاه مواقف الأمين العام لحزب الله، لإدراكنا الأكيد بعجز هذه الحكومة وفشلها واستسلامها لمن شكّلوها وإذعانها لوصايتهم ومحاصصاتهم وفسادهم ومصالح رعاتهم المحليّين والإقليميين.

ولكننا نسأل أهل الحكم والحكومة:

• في مواجهة قانون "قيصر"، ما هو موقف لبنان الرسميّ؟

• في رهاناتكم المشبوهة على محاور الممانعة وسلاحها القابض على حاضر لبنان ومصيره، إلى أيّة هاوية تسيرون باللبنانيين؟

إنكم تكتبون تاريخاً أسود بلون قمعكم وسعيكم لكمّ الأفواه ومنع التعبير الحرّ. إنكم تكتبون تاريخاً قاتماً لا يشبه تاريخ وحاضر أحرار لبنان وأحلامهم وتطلعاتهم ونضالهم. إنّ ممارساتكم هذه لن تثنيهم في سعيهم الدائم لنيل حريتهم وصون كرامتهم... وانّهم لمنتصرون.

 

غادة عيد تستقيل من "سبعة".. "سيبقى صوتي عاليًا"... "حزب سبعة" يعلّق

القناة 23 /19 حزيران/2020

أعلنت الأمينة العامة لحزب سبعة الإعلامية غادة عيد، إستقالتها من "الحزب".

وكتبت الإعلامية عيد، على حسابها الخاص "فيسبوك"، "بعد تجربة تهدف الى استكمال مسيرتي النضالية رفضا للفساد والظلم ولارساء دولة الحق والقانون.تلك المسيرة التي بدأتها اعلاميا منذ 25 سنة ومستمرة بها". وأضافت، "اعلن استقالتي من امانة عام حزب سبعة، مع املي الذي اصبح ضعيفًا بان تتوحد جهود المجموعات التي نشطت في الثورة بها فيهم حزب سبعة لتحقيق اهداف الثورة المرجوة .وذلك شعورا مني اني انتمي الى ثورة وليس الى مجموعة واحدة او حزب معارض جديد". وتابعت، "سأبقى المناضلة التي جاهرت بالحق في وجه الظلم ما حييت، وسيبقى صوتي عاليا....وسأبقى فردا بين مجموعات الثوار الشرفاء ضد سلطة فاسدة جائرة بكل مكوناتها". هذا ولفتت عيد، إلى أنّها "دعيت الى الثورة قبل اكثر من عام على حدوثها عبر شاشة الـ mtv، وما زلت مقتنعة انه بغير ثورة حقيقية واضحة جامعة ومجلس ثوري موحد باهداف محددة يتلاقى عليها الشعب اللبناني من كل الطوائف والمناطق لن نستطيع المواجهة".

وختمت عيد، مُشدّدةً على أنّها "ستستقيل من حزب سبعة، ولن تستقيل من الثورة التي عشتها طوال حياتي ضد قمع وظلم وفساد". علق حزب "سبعة" على استقالة امينته العامة غادة عيد وقال في بيان:" تشرفنا باستلام غادة عيد الامانة العامة ومستمرون. سنة 2016 تأسس حزب "سبعة" كمنصة للعمل السياسي المنظم. حزب ملك منتسبيه والمجتمع وتجربة ديمقراطية جديدة في لبنان. سنة 2019 تم انتخاب السيدة غادة عيد كأمينة عامة للحزب عبر انتخابات ديمقراطية. كان لنا الشرف باستلام السيدة عيد هذا المنصب والان بعد استقالتها لاسباب شخصية نستكمل المسيرة بكل ثقة". وتابع:"في" سبعة" تتخذ كل القرارات بشكل تشاركي وعبر التصويت من قبل الهيئة التنفيذية وهذا لن يتغير. بعد مرحلة تحضيرية انتقالية، سنتوجه نحو انتخابات داخلية قريبة من اجل انبثاق سلطة تنفيذية جديدة. لن نتراجع امام كل الصعوبات التي تفرضها البيئة السياسية في لبنان وسنبقى نناضل حتى استعادة هذا الوطن". وختم البيان:" يدنا ممدودة الى كل القوى التغييرية لتوحيد الجهود في مواجهة سلطة قمعية فاسدة تحاول ترهيب المواطنين والناشطين السياسيين بكل السبل. كل التوفيق لرفيقتنا غادة. مستمرون واقوى".

 

الرئيس أمين الجميل: حافظ الأسد قال لي: لا وجود للمؤسسات في لبنان وأنت تمارس صلاحيات أكثر مني

«الشرق الأوسط» تنشر مذكرات الرئيس اللبناني الأسبق أمين الجميل (1)

لندن: «الشرق الأوسط»/19 حزيران/2020

يعرض الرئيس اللبناني الأسبق أمين الجميل في هذه الحلقة من مذكراته التي تصدر قريباً بعنوان «الرئاسة المقاوِمة» تفاصيل 3 اجتماعات عقدها مع الرئيس السوري السابق حافظ الأسد، ونائبه عبد الحليم خدام، ورئيس الحكومة عبد الرؤوف الكسم، ووزير الخارجية فاروق الشرع، وتتناول ملاحظات الجميل على «الاتفاق الثلاثي» الذي تم توقيعه في دمشق في 28 ديسمبر (كانون الأول) 1985 بين رئيس حركة «أمل» الرئيس نبيه بري، ورئيس «الحزب التقدمي الاشتراكي» وليد جنبلاط، وإيلي حبيقة الذي كان في ذلك الوقت قائد «القوات اللبنانية»، ورد القيادة السورية على تلك الملاحظات.

بين ما نص عليه ذلك الاتفاق: إجراء تعديلات أساسية في صيغة الحكم في لبنان تم التفاهم عليها مع القيادة السورية في غياب أي مسؤول لبناني. والحد من صلاحيات رئيس الجمهورية ونقل السلطة التنفيذية إلى «مجلس وزاري» يتشكل من قادة الميليشيات التي كانت مشاركة في الحرب الأهلية.

- وهنا نص الحلقة الأولى:

صباح 13 يناير (كانون الثاني) 1986 قصدتُ دمشق لعقد القمّة الحادية عشرة مع الرئيس السوري. عقدنا ثلاث جلسات عمل استغرقت في مجموعها عشر ساعات ونصف الساعة. حضر معنا نائب الرئيس عبد الحليم خدّام، ورئيس الحكومة عبد الرؤوف الكسم، ووزير الخارجية فاروق الشرع.

أوردُ هنا أجزاء مقتطعة من محاضر الجلسات الثلاث المدوّنة، المتطابقة، لدى رئاستي الجمهورية في البلدين.

بدأت الجلسة الأولى في الثانية عشرة ظهراً، فور وصولي. تحدّثنا أولاً عن أحداث المتن، قبل أن أفتتح المحادثات عارضاً حصيلة مشاوراتي في بيروت، ثم استشارات مراجع قانونية محلية وخارجية تزوّدتها. قلتُ «إن الشعب اللبناني يقدّر جهود سوريا لإنهاء الأزمة، وثمّة اقتناع عند اللبنانيين جميعاً بضرورة الاستفادة من هذه الجهود؛ لأن حرب السنوات العشر لا بدّ من أن تنتهي على أسس وطنية دستورياً وقانونياً».

تحدّثتُ عن تحفّظ أفرقاء لبنانيين عن الاتفاق الثلاثي، إلا أن رفضهم أي خطوة «لا يُعدّ موجّهاً ضدّ سوريا وبخاصة رئيسها. نحن أمام فرصة تاريخية لإيجاد الحلّ الثابت والنهائي للوضع اللبناني أولاً، وللعلاقات اللبنانية - السورية ثانياً». تطرّقتُ إلى رهاني على التعاون اللبناني - السوري، وأوردتُ ملاحظاتي على صيغة الاتفاق التي حملها إليَّ الشرع، وأولها أنه يعيد النظر في التعايش اللبناني بدءاً من إلغاء الطائفية بلا ضوابط، قائلاً: «الجوّ الذي نعيشه في لبنان مشحون بالطائفية، وسوريا نفسها عانته مع الإخوان المسلمين. أنا مع تحرير المجتمع اللبناني من هذه العقدة، لكن يقتضي قبلاً إيجاد ضوابط طبيعية، وأخشى أن تؤدي المعالجة السريعة والفجّة والعقائدية لهذه المسألة إلى عكس الغاية المرجوة. لبنان ليس سوريا التي لا مشكلة مماثلة لديها، وكذلك العراق؛ لأن دين الدولة هو الإسلام. نريد تحرير لبنان من هذه العقدة، من دون الخوض في مغامرة المجهول».

عقّب الأسد: «هذا يعني أن إلغاء النظام الطائفي يُدخلنا في المجهول؟ ما المفهوم من إلغاء الطائفية السياسية؟ البحث إذاً في سلبية إلغائها؟».

قلت: «يجب إيجاد ضوابط فعلية. مخطئ من يزعم أن رئيس الجمهورية يتحكّم في الوضع. في وسع رئيس الحكومة أن يوقف ذلك، وهنا المشاركة الحقيقية. لا مانع لدي من إلغائها، لكن ثمّة عقداً يخلفها هذا الإلغاء».

الأسد: «ما هي هذه العقد؟».

قلت: «لا يمكن القبول ببند إلغاء الطائفية حكماً كما أورده الاتفاق. البعض يعتبر الطائفية امتيازات والبعض الآخر ضمانات، وأنا أعتبرها ضوابط. محصلة النظام السياسي الدستوري في المشروع إنهاء ما يُسمّى الدولة اللبنانية أو الإرادة اللبنانية».

ردّ باستغراب: «إنهاء؟».

قلت: «نعم. إنهاء وتعطيلها تعطيلاً جماعياً. هذا النظام غير موجود في أي مكان آخر في العالم باستثناء كانتونات سويسرا. إذا لم يكن لديك حكم قوي فلا يمكنك تنفيذ الاتفاق. المنطلقات الدستورية المقترحة تعطيل له، أي شخص لا يعجبه لون ربطة عنق جاره يمكنه تعطيل الاتفاق. نحن لا نصوّت في مجلس الوزراء منذ عام 1943. المؤسف أن الذين شاركوا في الاتفاق لم يشاركوا في الحكم مرّة. في أحد بنوده نصّ على صلاحيات المجلس الوزاري الذي يتخذ قراراته بإجماع الحضور، إجماع مَن يتألف منهم. إذا تغيّب أحدهم فماذا تكون النتيجة؟».

الأسد: «على ما أعتقد خلال الفترة الانتقالية».

قلت: «مَن يدري متى تنتهي الفترة الانتقالية! في الاتفاق القرارات الأساسية تتطلّب المجلس الوزاري، والعادية مجلس الوزراء. وزراء الدولة الذين يتألف منهم المجلس الوزاري هم حكماً أعضاء في مجلس الوزراء. بذلك تتداخل الصلاحيات، ويصار إلى تعطيل أجهزة الدولة كلها. ثمّة استحالة لتطبيق الاتفاق الذي سيؤدي إلى عكس غايته وهي توحيد لبنان، بأن يُنشئ كانتونات».

ثم عرضتُ ملاحظات أخرى على بعض بنود الاتفاق، فردّ الرئيس السوري: «المآخذ إذن على إلغاء الطائفية والقيادة الجماعية أو الإجماعية والمجلس الوزاري!».

رددتُ: «التحفّظ عن الجماعية والإجماعية. نحن في حاجة إلى سلطة قوية لدعم مسيرة البناء الدستوري، وإلى دولة متماسكة. في الاتفاق تعطيل لرأس الدولة، لا أفهم لماذا؟ في الدستور رئيس الجمهورية يتمتّع بصلاحيات كبيرة كأنه ديكتاتور، أما في العُرف فالأمر يختلف كثيراً. منذ حكومة الرئيس رياض الصلح رئيس مجلس الوزراء هو رئيس السلطة الإجرائية. لا مرسوم يمرّ من دون توقيع رئيس الحكومة والوزير المختص، وهذا في الدستور».

خدّام: «لا».

الأسد: «لنكمل المآخذ».

قلت: «إذا أردنا احترام مبدأ الديمقراطية في لبنان، فإن تعيين مجلس الوزراء النواب خطأ كبير، وخصوصاً أننا سنعيّن 200 نائب، بذلك نكون أخضعنا مجلس النواب لإرادة الحكومة وإمرتها».

ثم أوردتُ مأخذاً خامساً، بعد إلغاء الطائفية والقيادة الجماعية والمجلس الوزاري وتعيين النواب، هو «أن الاتفاق يجعل الدولة حاميها حراميها، فهو يحلّ مشكلة الموقّعين المفاوضين المقاتلين ولا يحلّ مشكلة البلد. إذا تركنا لهم حلّ كل المشاكل فلن نصل إلى حلّ. المقاتلون قالوا لنا ماذا يريدون منا، لكننا نريد أن نقول لهم ماذا نريد منهم؟ شراء الدولة مثلاً أسلحة المقاتلين، هل اشتروها بأموالهم الخاصة ومن أموال آبائهم أم جبوها من أموال المرفأ والمرافق العامة للدولة ومن جيوب المواطنين؟».

الأسد: «اشتروها أنتم ونحن نشتريها منكم».

قلت: «في موضوع العلاقات الثنائية، لمصلحة سوريا ألا تكون بين ثلاثة أطراف بل مع الدولة. أمّا تحفّظي الثاني فعلى تضمين الاتفاق العلاقات الثنائية كما وردت، والتي يكون تحقيقها باتفاقات ثنائية».

الأسد: «لنكن واضحين. إنه إجماع كل الأطراف. منذ عام 1976 لم نطالب بذلك، بل إنه مطلب إجماعي من كل القيادات اللبنانية».

قلت: «نحن موافقون على علاقات ثنائية بين دولة ودولة، ولكننا نتكلّم عن وثيقة دستورية يُفترض ألا تتضمّن هذه المسائل لأنها تُبحث بين وزيري الخارجية في البلدين، وتُعقد اتفاقات، ويُصوّت عليها مجلس النواب».

الأسد: «أي أن العلاقة مع سوريا لا تدخل في هذه الوثيقة؟».

قلت: «يمكن أن يُشار إليها. أما المبادئ التفصيلية، فتأتي في اتفاقات ثانية».

الأسد: «قضية شكلية إذاً؟».

قلت: «سوريا تحترم نفسها ولبنان كذلك. لا هي راكضة لفرض أي علاقة مع لبنان، ولا هو يرغب في ذلك. أنا أول مَن استعمل علاقات مميّزة في جوّ إسرائيلي كان سائداً. الصياغة نراها مع أبو جمال والدكتور فاروق، ولا اختلاف في الجوهر».

الرابعة بعد الظهر رُفعت الجلسة الأولى، ثم استؤنفت في السابعة والربع من مساء اليوم نفسه، 13 كانون الثاني.

استهلها الأسد بالقول: «خلال 11 سنة تحمّلنا الكثير من أجل لبنان، لم نتعامل معه كورقة نمسكها بأيدينا، بل من موقف مبدئي وعاطفي. شعب واحد، بلد واحد. كل الأمّة العربية دولة واحدة والاستعمار هو مَن أوجد هذه الكيانات. لو وضعنا بين أيدينا أي كتاب، لوجدنا أنه هو الذي قسّم هذه الكيانات. في الأحداث الأخيرة بلغ عدد اللبنانيين الذين لجأوا إلى سوريا نحو 500 ألف نسمة...».

الكسم مقاطعاً: «800 ألف نسمة».

الأسد: «اتصلنا بالمقاتلين والميليشيات، وأنت تتذكّر أنني كنت أقول لهم اتفقوا. المقاتلون التقوا، ولا تتصوّر أننا نحن من وضعنا الاتفاق، فلو كنا وضعناه لما كان أعجب حبيقة، ولا برّي، ولا جنبلاط، ولا أمين الجميّل. اتفقوا واختلفوا. رحنا نقوم بالمراسلة فيما بينهم. عبد الحليم خدّام كان يجلس معهم، فلم استحسن أن يجلس نائب رئيس الجمهورية مع ممثلي قياداتهم. اختلفوا، فقلتُ له بأن يجتمعوا في بيروت، وأظن أنهم التقوا هناك. ثم جاءوا إلى هنا وحصل اتفاق لي ملاحظات عليه. أكرّر لك لو أردنا نحن وضعه لما أرضى أحداً. موضوع الطائفية رفضناه منذ زمن في سوريا، فهل في الاتفاق إلغاء فوري لها؟».

خدّام: «لا، بعد مرحلة انتقالية».

الأسد: «الجماعة اتفقوا على ما سمّوه إصلاحات. أي اتفاق ينهي الحرب نحن معه. فيه ما هو جيّد، وما هو غير جيّد. غير الجيّد يصير غداً أو بعده جيّداً. أي محاولة لفرض وجهة نظر تعني أن لا اتفاق، وهذا رأينا سياسياً وعسكرياً. عندما اتفقوا أرسلنا المشروع إليكم، وقلت لك إنك تعرفه لأنني اعتبرت أنك عرفتَ به فعلاً بواسطة أجهزة الدولة وتسريب المعلومات من خلال أشخاص. الاتفاق لا يعبّر عن وجهة نظر رئيس الجمهورية ولا رئيس مجلس الوزراء ولا الوزراء، ولا (أمل) والقوات والاشتراكي. كل اتفاق يعبّر عن شيء متقارب من ذلك وهو يمثّل القوى المتقاتلة. الرئيس فرنجيه أقرب إلينا منهم، والرئيس الجميّل أصبح في السنوات الثلاث أقرب».

ثم أضاف بعد عرض مسهب عن علاقته بأفرقاء التوقيع، ونظرته إلى الاتفاق وإنهاء الحرب: «سنأخذ ملاحظاتك ونقول لـ(الإخوان) ادرسوها. هذه الملاحظات ألغت الاتفاق كله ولا بدّ من طرح الموضوع عليهم. المآخذ هي نسف من الجذور. نحترم كلمتك وكلمات الآخرين. لا أحمّلك مسؤولية، فأنت حاولتَ فعلاً. رأيي لم يكن متوافقاً مع الآخرين، لا وليد ولا نبيه. المجالس بالأمانات، زعلنا منهما. قبل ثلاثة أيام التقيتُ وليد وقلت له إنك اليوم لا تعطّل الاتفاقات، يعني أنه في الماضي كان يعطّلها. أما أنت يا فخامة الرئيس، فحاولتَ أن تلقي بثقلك عند المسيحيين. سألني الإخوان عن قصة العشرين كتيبة وضعتُها في تصرّفك بعد انتفاضة القوات، فأجبتهم بأن ذلك صحيح، لكن الرئيس الجميّل يريد احتواءها سياسياً. لا نريد أن نحمل العصا، وعلّمتنا تجاربنا أننا ضربنا الكل ولم تُحلّ المشكلة».

قال: «شيخ أمين، ما من رئيس جمهورية مارس سلطته، لا فرنجيه ولا سركيس. أنت مارستَ أكثر منهما لا أحد قادر على تجاهل التداخل التاريخي بين سوريا ولبنان. هم حكوا عن علاقات مميّزة فكيف لا تكون في اتفاق شعبي؟ الله لا يفصل لبنان عن سوريا».

قلت: «في النظام اللبناني يجب تجاوز المادة 95، وهي وُضعت بناءً على طلب المسلمين، ولا مانع لدي من حذفها. كل ما هو مطلوب إيجاد ضوابط للبقاء على لحمة البلد. لا أتشبّثُ بعدم إلغاء الطائفية، وأنا أول مَن كسر الطوق في تعيينات الفئة الأولى. الاتفاق فرّغ رئيس الجمهورية من صلاحياته وأبقاها معلّقة. بغض النظر عن جعل رئيس الجمهورية بلا صلاحيات، قد تأتي حكومة غير متجانسة إن لم نقل عدائية لرئيس الجمهورية، عندها ماذا تعني استشارات نيابية ملزمة؟ لماذا أكون أنا صندوق اقتراع؟ فليكن مجلس النواب. هناك المثالثة ولا أعرف الغاية منها. هل نقاصص طائفة في البلد؟ هل ثمّة قصاص للموارنة لعودتهم إلى الرهان العربي الصادق مع سوريا؟ المرحلة الانتقالية تُطبّق قبل تعديل الدستور أو سيصار إلى تعليقه؟».

خدّام: «الاتفاق يبدأ تنفيذه فوراً. هناك عُرف دستوري، والاتفاق سيُطبّق كعُرف دستوري جديد».

الأسد: «الاتفاق أصبح ميثاقاً».

قلت: «ثلاثة أشخاص يضعون الميثاق؟ كأن هؤلاء أصبحوا هيئة دستورية».

الكسم: «في الظروف الطبيعية هذا لا يجوز. أما في الظروف غير الطبيعية فكل أمر جائز».

قلت: «هل هناك تعليق للدستور؟».

خدّام: «الدستور معلّق أصلاً».

قلت: «هذا لا يجوز إطلاقاً».

الكسم: «هل هناك نصّ في الدستور الحالي يقول إن رئيس الجمهورية ماروني؟».

خدّام: «لا. إنه عُرف».

قلت: «يمكن أيضاً أن يصدر مرسوم بلا توقيع رئيس الجمهورية».

الأسد: «رئيس جمهورية لبنان لا يُحاكم».

خدّام: «في الخيانة العظمى فقط. صلاحيات رئيس الجمهورية في الاتفاق مهمة، فهو رأس الدولة والقائد الأعلى للجيش، ويعلن الحرب والسلم وحلّ مجلس النواب، وقانون الموازنة والعفو... هذا المشروع حوّل رئيس الجمهورية من حاكم إلى قائد».

الأسد: «أنت تمارس أكثر من رئيس الجمهورية السورية».

خدّام: «الاتفاق يُعرض على مجلس النواب فيوافق عليه ويصبح عُرفاً دستورياً. هذه تسوية سياسية».

قلت: «تعليق الدستور في هذه الفترة عملية خطيرة جداً».

الأسد: «يمكن ألا يُسمّى ذلك تعليقاً للدستور».

قلت: «لا أمانع في أن يذهب إلى مجلس النواب، ما دام أبو جمال يقول إن القصة تنتهي في مجلس النواب».

خدّام: «ثمّة أمران، إما وفاق وإما استمرار القتال. الصراع كان مسيحياً - إسلامياً، والآن تغيّرت طبيعته. إما نقول تسوية أو نقول فئة تنتصر، وهذه كارثة».

قلت: «لنرسل الاتفاق إلى مجلس النواب، وأنا ألتزم ما يُقرّره ما دام أبو جمال لا يرى في المجلس مشكلة».

الأسد: «كم هو عدد النواب المتبقي؟».

قلت: «88 نائباً».

خدّام: «ثمّة نائبان غائبان على نحو دائم، هما ريمون إده وصائب سلام، وهذا يعني أن الاتفاق يحتاج إلى 45 نائباً».

الأسد: «23 نائباً يوافقون على الاتفاق. في حال طرح تعديلات يجب العودة إلى الأفرقاء الموقّعين».

قلت: «الاتفاق تعطيل للمؤسسات الدستورية. هذا رأيي وأتمسّك به. ما أطلبه لرئيس الجمهورية هو إبقاء حدّ أدنى من هذه الدولة. القيادة الجماعية تعني تكريس الكانتونات على الأرض، وإقصاء رئيس الجمهورية عن السلطة الإجرائية يشلّ الدولة».

الكسم: «أي دولة يترأس فيها رئيس الجمهورية مجلس الوزراء؟».

الأسد: «أنت تمارس أكثر مني. أنا لا أستطيع عقد معاهدات».

قلت: «الآن أريد أن أعرف رأيكم في الملاحظات التي تقدّمتُ بها. أبو جمال عاش الجوّ ويمكنه أن يعطي رأياً فيها، وفي مدى قبول الأطراف بها».

رُفعت الجلسة في الحادية عشرة والدقيقة العاشرة قبل منتصف الليل.

التأمت الجلسة الثالثة في الغداة، 14 كانون الثاني، العاشرة والنصف قبل الظهر، واستهلها الرئيس السوري بإيجاز الملاحظات، فرددتُ بالتذكير بوجهة نظري، مشيراً إلى أحد حلّين: «اطلاع موقّعي الاتفاق على ما أدليتُ به، أو إحالته على مجلس النواب عبر اجتماع لمجلس الوزراء».

الأسد: «هم ينتظرون من هذه الجلسة الموافقة عليه أو عدم الموافقة، وليسوا خائفين من مجلس النواب».

قلت: «أنا غير موافق. هذا المشروع هو تعطيل للدولة، وهذا اقتناعي. بصفتي معنيّاً، ولا أستطيع الموافقة من دون العودة إلى المؤسسات الدستورية الشرعية».

الأسد: «هل هناك مؤسسات؟ نحن نطلب من فخامة الرئيس. في لبنان لا وجود للمؤسسات. لا درك للدولة ولا جيش، بل جيوش عدّة. نحن لا نفرض شيئاً، ولا نطلب. الجماعة اتفقوا ويعتبرون مَن حضر معهم التوقيع هم لبنان والدولة. لماذا لا نسلّم بهذا الواقع؟ فيهم نحو 80 أو 90 في المائة من المقاتلين، وحضرت شخصيات مرموقة أدت دوراً أساسياً. بحسب معلوماتي، التيّار في لبنان تيّار السلم ما عدا البعض في حزب الكتائب والقوات اللبنانية التابعة لحزب الكتائب وبعض رجال الدين عند المسيحيين والمسلمين. شيخ أمين، قد لا تتكرّر الفرصة الحالية، وكلما زاد الدم زاد الشرخ».

رددتُ: «لستُ متمسكاً بأي أمر. يمكن أن يأتي هؤلاء في أي وقت ويتسلّموا الحكم، فلا مانع لديَّ. إذا بحثنا في ملاحظاتي التي أوردتُها البارحة ورأيتم أنها قابلة للتنفيذ، نكون قد خففنا قليلاً من النتائج السلبية للاتفاق. إذا كان ثمّة إحراج لتعديله لألف سبب وسبب، نرسله إلى مجلس النواب وبما يحرّرني من المسؤولية. إذا أحبّ الشباب احتلال بعبدا ولا مانع، تكون عندئذ ثورة. أنا مؤتمن على مهمتي، ولا أتحمّل مسؤولية ما لا أوافق عليه».

الأسد: «إذا وافق مجلس النواب عليه، هل توافق؟».

قلت: «يصبح قانوناً وأنا ملزم تنفيذه».

الأسد: «الآن ثمّة حلان. البحث في الملاحظات مع الشباب، أو إرساله إلى مجلس النواب».

قلت: «أدرسها معكم لأن البحث فيها مع الشباب بلا نتيجة. قد لا يريدون الاتفاق ويحمّلونني المسؤولية، فيعود القصف والقتال».

الشرع: «طرحه على المجلس من دون أن يكون له حقّ التعديل».

الأسد: «إذاً نحن أمام طريقين».

قلت: «أي سياسة تقرّرها أنا مستعدّ».

الأسد: «ليست سياسة بل ميثاقاً. سنعرض الأمر على الإخوان لأن الاتفاق بين أطراف لبنانيين، وليس مع سوريا. سنطرح إمكان إحالته كما هو على مجلس النواب، وما يقرّه يكون نهائياً؛ لأن ثمّة ملاحظات تنسف الاتفاق بكامله».

قلت: «كيف تريدون تفسير نتائج مداولاتنا لتفادي التفسير المزاجي؟».

الأسد: «يُقال طُرحت الملاحظات، والإخوان سيعرضون الأمر على أفرقاء الاتفاق الثلاثي».

خدّام: «أرى أن يُحكى عن الموضوع كما هو».

قلت: «قبل أن أمشي، أحبّ أن أعلن تضامني وعاطفتي نحوكم. أنا لم أتسلّم شيئاً عند انتخابي، والآن أُحاسَب على كل شيء. لا بدّ لنا من أن ننجح. رغم ذلك، ضميري مرتاح لأنني أدّيتُ واجباتي حيال بلدي».

رُفعت الجلسة عند الأولى بعد الظهر. تمنّيتُ على الرئيس الأسد ألا يرافقني إلى المطار بسبب ظروفه الصحّية وسوء الأحوال الجوّية، لكنه أصرّ.

فيما كان يرافقني إلى المطار، اغتنمتُ فرصة وجودنا وحدنا في سيارته كي أؤكد له أنني لستُ ضدّ الإصلاح، شرط أن تحترم الإصلاحات المنشودة مصالح لبنان، وأن تمرّ عبر التفاوض مع سلطة رسمية أكثر تمثيلاً وأكثر شرعية من مجرّد تحالف ميليشياوي.

أصغى إليَّ باهتمام حتى ظننتُ أنني أقنعته بحرصي الشديد على البحث عن حلّ للأزمة، وعلى الحفاظ على علاقات طيّبة بين بلدينا. بيد أن خدّام، الأقلّ مراعاة لأصول اللياقة، صرّح بانفعال لأحد الصحافيين الموجودين على المدرج: «تعديل الاتفاق ليس وارداً، وأصحابه هم أصحاب القرار في لبنان».

ثم أضاف باستفزاز ظاهر: «لن تكون ثمّة قمّة ثانية عشرة ولا ثالثة عشرة».

(غداً الحلقة الثانية)

 

رئيس الجمهورية عرض مع المجذوب الواقع التربوي والتقى رئيس طائفة اللاتين

وطنية - الجمعة 19 حزيران 2020

عرض رئيس الجمهورية العماد ميشال عون خلال استقباله قبل ظهر اليوم في قصر بعبدا مع وزير التربية والتعليم العالي القاضي طارق المجذوب، الواقع التربوي في لبنان على ضوء التطورات الاخيرة، وسبل معالجة الصعوبات التي تواجه المؤسسات التربوية والجامعية في ضوء القرارات التي كانت صدرت عن وزارة التربية مؤخرا في ما خص العام الدراسي الحالي. وتطرق البحث الى الاستعدادات التي تعتزم وزارة التربية اتخاذها للسنة الدراسية المقبلة في ضوء الاوضاع الصحية والمالية التي تواجه الطلاب وعائلاتهم والمدارس والمعلمين على حد سواء.

رئيس طائفة اللاتين

واستقبل الرئيس عون رئيس طائفة اللاتين في لبنان المطران سيزار اسايان والرئيس الاقليمي للاباء اللعازاريين في الشرق الادنى الاب زياد حداد، واجرى معهما جولة افق تناولت الاوضاع الراهنة في البلاد، وواقع الرهبانيات والمؤسسات التربوية والاجتماعية التابعة لطائفة اللاتين في لبنان، إضافة الى بعض المواضيع التي تهم الطائفة.

وشكر الاب حداد رئيس الجمهورية على تعزيته بوفاة الاب نعوم عطالله.

 

بري التقى دياب وعرض الاوضاع مع حتي وبحث سعر صرف الدولار مع نقابة الصرافين حلاوي: مقومات نجاح آليتنا هي الضخ والامن وترشيد البيع

وطنية - الجمعة 19 حزيران 2020

استقبل رئيس مجلس النواب الاستاذ نبيه بري، عصر اليوم، في عين التينة، رئيس الحكومة الدكتور حسان دياب، واستمر اللقاء زهاء ساعتين تخلله مأدبة غداء، غادر بعدها دياب من دون الادلاء بأي تصريح.

حتي

وكان بري عرض الاوضاع العامة وآخر المستجدات السياسية خلال استقباله وزير الخارجية الدكتور ناصيف حتي.

نقابة الصرافين

كما بحث الوضعين المالي والنقدي والسبل الآيلة لمكافحة الفوضى في اسواق سعر صرف الدولار، وشؤونا متصلة بتنظيم عمل مهنة الصرافة في لبنان خلال لقائه وفد نقابة الصرافين برئاسة محمود مراد".

مراد

بعد اللقاء قال مراد: "تشرفنا بلقاء دولة الرئيس ووضعناه بأجواء اللقاءات والاجتماعات التي تحصل، وكان متفهما للامور والقضايا وما يواجهنا من صعوبات".

حلاوي

بدوره قال امين سر نقابة الصرافين محمود حلاوي: "طبعا كما عودنا دولته فهو مطلع على كل شاردة وواردة نعرضها عليه. وضعناه بأجواء الآلية المعتمدة اليوم في قطاع الصيرفة وكيف يمكن ان نساعد في ضبط سعر صرف الليرة وعدم ترك السوق السوداء في مجالها بالمضاربة عليها، طبعا اكدنا له اولا، ان مقومات نجاح الآلية هي استمرار ضخ الدولار من قبل مصرف لبنان بالشكل الذي يكفي حاجة المجتمع، وثانيا: التزام القوى الامنية بقمع السوق السوداء والغائها نهائيا قدر الامكان. وثالثا: شرحنا له ان الصيارفة هم من يسعون لترشيد بيع الدولار بطرق سليمة ومدروسة وبشكل ان لا يباع الدولار فقط لمجرد المضاربة على الليرة".

واضاف: "الحقيقة هو في هذا السياق ركز على ان كل المواضيع مهمة، ولكن الاهمية بالنسبة اليه هو الموضوع الامني، مؤكدا ان الامن له دور كبير بمساعدة المهنة ومساعدة هذا القطاع لكي يستطيع ان يضبط كل حالات التعدي عليها".

وتابع: "كذلك طلبنا منه المساعدة في احياء قانون الزامية الانتساب الى النقابة، لان النقابة لا تستطيع ان تلزم الصراف بأي تعميم او بانتسابه للنقابة فهي ليست نقابة الزامية، وكان رأي دولة الرئيس من رأينا معتبرا ان نقابة الصرافين هي الوحيدة التي يمكنها مراقبة الصراف وحركته وتطور له مهنته، فمهما كانت الجهات الرقابية حاضرة فالنقابة قادرة ان تفعل هذا الموضوع اكثر، كما وعدنا ان يقوم باعادة احياء هذا القانون ووضعه حيز التنفيذ وهو ما سوف يسهم في تنظيم عمل الصيرفة ويسمح لهذا القطاع ان يأخذ مكانه الطبيعي في الاقتصاد الوطني".

واردف: "لا شك ان استهلاك سوق لبنان للعملة الصعبة هي بنسبة 90 % تذهب لتأمين المواد المستوردة من الخارج وهي تحتاج الى الدولار، طبعا الحاكم والبنك المركزي يساهم بالضخ ولكن لا يمكنه ان يخسر احتياطه لاجل هذا الموضوع، وبالتالي خطتنا مبنية على ثلاثة مكونات الضخ والامن والترشيد وهي تساعد شرط ان يلتزم الجميع بها، اليوم يمكننا القول ان الضخ يؤمن نصف حاجة السوق او حتى الثلث، وهذا يدفع التجار بالذهاب الى السوق السوداء فكلما تم تشديد التدابير الامنية كلما ضعفت السوق السوداء والتاجر حكما سيصبح مجبرا بأن يرشد استيراده، بمعنى انه اذا كان اليوم يستورد مليون دولار ويكدسه في المستودعات حينها سوف يستورد ب 500 الف لزوم المستهلك المباشر، ولهذا نحن نجلس كأعضاء بخلية الازمة التي اسستها الحكومة برئاسة وزير المالية ونساهم ايضا باعطاء المعلومات الكافية حتى يقوموا على اساسها ببناء السياسة المستقبلية ان شاء الله".

وعن امكانية ضبط السوق، قال: "نحن لا نريد القول اننا لسنا متفائلين ولا متشائمين، نحن نقول ان الآلية اذا اكتملت عناصرها فعلا يمكن لها تنجح ويمكننا ان نؤكد انه اذا استطعنا متابعة الموضوع بالشكل الصحيح مع خلية الازمة الفاعلة التي تجتمع في الاسبوع مرتين بشكل دائم، هذه تحل الكثير من المشاكل لكن ان اعدك ان ينزل الدولار، طبعا هذه تتطلب اولا رحمة الله وثانيا الدعم المطلوب من القيادات السياسية لانه بالفعل ان ما رأيناه في المرة الاخيرة من دولة الرئيس بري والسيد حسن نصرالله اكد انهما مع هذا التوجه، ونأمل ان تحذو كل الدولة حذوهما، حتى دولة الرئيس حسان دياب وفخامة الرئيس عون مصران على ان هذا الموضوع هو حاجة ملحة لانه يمس بجيوب كل المواطنين اللبنانيين سواء كانوا اغنياء او فقراء".

 

وزير الصحة بعد زيارته مستشفى الشيخ زايد الحكومي: قانون قيصر لن يؤثر سلبا على الوضع الصحي

وطنية - الجمعة 19 حزيران 2020

اكد وزير الصحة العامة حمد حسن، خلال تفقده مستشفى الشيخ زايد الحكومي في شبعا وزيارته النائب قاسم هاشم "ان قانون قيصر لن يؤثر سلبا على الوضع الصحي، الذي هو خط احمر لدى الجميع، مؤكدا ان "الوزارة سوف تعمل على تحسين الخدمات الصحية في لبنان لجهة التجهيزات الطبية، الكادر الاداري ومجالس الادارة". وأعلن عن قرار تشغيل مستشفى الشيخ زايد الحكومي في شبعا، والتجهيزات الطبية فيه متطورة ومكتملة وبحاجة فقط لبعض التأهيل".

هاشم

وثمن النائب هاشم "الجهود الجبارة التي يبذلها وزير الصحة لرفع مستوى الخدمات الطبية والصحية، في المستشفيات الحكومية على الأراضي اللبنانية، آملا "ان تحمل زيارته لشبعا والمنطقة الامل، في تفعيل عمل مستشفى الشيخ زايد ، نظرا لحاجة الاهالي، الى هذا الصرح الطبي الوحيد في المنطقة".

فياض

بدوره، شدد النائب علي فياض على "ضرورة دعم الحكومة لقطاعي الصحة والتربية، نظرا لحاجة أبناء المنطقة لهما في الوضع الاقتصادي والمعيشي الصعب الذي يعيشه لبنان".

وفي ختام الجولة، اولم النائب هاشم على شرف الوزير، في حضور النائب فياض، ومفتي مرجعيون حاصبيا الشيخ حسن دلي، والقاضي اسماعيل دلي، ورئيس اتحاد بلديات العرقوب محمد صعب، وفاعليات سياسية وبلدية واختيارية.

 

الراعي استقبل القائم باعمال الباراغواي ورئيس بلدية سلعاتا عرض له مخاطر انشاء محطة الطاقة في البلدة

وطنية - الجمعة 19 حزيران 2020

استهل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي استقبالاته في الصرح البطريركي الصيفي في الديمان، بلقاء القائم باعمال سفارة الباراغواي في لبنان. كما التقى البطريرك الراعي رئيس بلدية سلعاتا جورج سلوم، الذي عرض له كل المعطيات المتوفرة لديه والتي تسيء الى بلدة سلعاتا من النواحي البيئية والاجتماعية من جراء انشاء محطة الطاقة الكهربائية في سلعاتا بدلا من محلة حنوش. وقد سلم سلوم البطريرك الراعي وثائق تدعم موقف المجلس البلدي وجميع أبناء البلدة الرافضين لوجود هذه المحطة بالقرب من التجمع السكاني والصناعي.

 

المجذوب زار الراعي في الديمان: قرار الحكومة التصدي للأزمات والحفاظ على الصيغة الميثاقية

وطنية - الجمعة 19 حزيران 2020

استقبل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي بعد ظهر اليوم، في الديمان، وزير التربية طارق المجذوب وعقيلته الذي قال بعد اللقاء: "تشرفت اليوم بزيارة صاحب الغبطة. إن زيارة الصرح امر طبيعي، وخصوصا عندما يشعر الانسان بالخوف على التربية. فلطالما كانت الديمان منبعا للأمان والاطمئنان. ومن هذا المنطلق نحن هنا اليوم لنستمع الى توجيهات غبطته ولنؤكد اننا الى جانبه في هذه المسيرة الشاقة الملقاة على عاتقه، واننا الى جانبه في المسيرة التربوية الكبرى". اضاف: "بشكل عام، هناك ثغر متعددة في السياسة والسياسة التربوية وغيرها، وهذه الثغر يمكن أن تكون موجودة في اي مرحلة من المراحل الزمنية، ولبنان منذ سنوات شهد تراكم أزمات، ومن خلال تراكم الأزمات وتغير المعطيات، يجب أن ننظر الى الغد بعين التفاؤل، لأنه إذا سلمنا أنه لا يمكن فعل شيء للخلاص مما نحن فيه، فهذا يعني اننا استسلمنا للهزيمة والهزيمة ليست في قاموسنا اللبناني". وتابع: "اليوم قرار الحكومة التي يرأسها دولة الرئيس حسان دياب هو التصدي للأزمات والحفاظ على الصيغة الميثاقية التي اثبتت انها افضل صيغة تعايش في ظل نظامنا السياسي". وختم: "لغبطته دور اساس في ترميم أسس الدولة وكيانها عندما تعجز السياسة عن هذا الدور، فكل الشكر والتقدير لغبطته الذي نعول عليه في حل أزمات لبنان".

 

/New A/E LCCC Postings for todayجديد موقعي الألكتروني ل ليوم 19-20 حزيران/2020

رابط الموقع
http://eliasbejjaninews.com

 

بعد تعذّر إجراء عمليّة خطرة لفاليري في الدماغ.. مار شربل يتدخّل!

موقع أليتيا/19 حزيران/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/87460/%d8%a8%d8%b9%d8%af-%d8%aa%d8%b9%d8%b0%d9%91%d8%b1-%d8%a5%d8%ac%d8%b1%d8%a7%d8%a1-%d8%b9%d9%85%d9%84%d9%8a%d9%91%d8%a9-%d8%ae%d8%b7%d8%b1%d8%a9-%d9%84%da%a8%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%b1%d9%8a-%d9%81%d9%8a/

 

 

 

تعليقاً على اعتراف جعجع المتأخر جداً جداً بأنه ربما أخطأ بانتخاب عون كتب الناشط السيادي سلمان سماحة يقول: الخطأ ليس بالمصالحة ولا بالترشيح

سلمان سماحه/الكلمة أولاين/19 حزيران/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/87468/%d8%aa%d8%b9%d9%84%d9%8a%d9%82%d8%a7%d9%8b-%d8%b9%d9%84%d9%89-%d8%a7%d8%b9%d8%aa%d8%b1%d8%a7%d9%81-%d8%ac%d8%b9%d8%ac%d8%b9-%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%aa%d8%a3%d8%ae%d8%b1-%d8%ac%d8%af%d8%a7%d9%8b-%d8%ac/

 

 

سياسات النفوذ الشيعية وتدمير الجامعة اللبنانية/شارل الياس شرتوني/19 حزيران/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/87463/%d8%b4%d8%a7%d8%b1%d9%84-%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%b4%d8%b1%d8%aa%d9%88%d9%86%d9%8a-%d8%b3%d9%8a%d8%a7%d8%b3%d8%a7%d8%aa-%d8%a7%d9%84%d9%86%d9%81%d9%88%d8%b0-%d8%a7%d9%84%d8%b4%d9%8a%d8%b9-5/

 

Rise of German terrorist Hezbollah supporters, members in Lower Saxony/Benjamin Weinthal/Jerusalem Post/June 19/2020

بنيامين وينثال/جيروزاليم بوست: صعود اعداد أعضاء-أنصار حزب الله الإرهابيين في ولاية سكسونيا الألمانية السفلى

http://eliasbejjaninews.com/archives/87454/jerusalem-post-rise-of-german-terrorist-hezbollah-supporters-members-in-lower-saxony-%d8%a8%d9%86%d9%8a%d8%a7%d9%85%d9%8a%d9%86-%d9%88%d9%8a%d9%86%d8%ab%d8%a7%d9%84-%d8%ac%d9%8a%d8%b1%d9%88%d8%b2/

 

 

من الأقحاح إلى الأقحاح: حلّ السلاح مع أهل السّلاح/ربيع خضر طليس/لبنان الجديد/19 حزيران/2020

*السلاح لا يحميه إلا السلاح مقولته منذ إثني عشر عاماً خلت، وبما أنّ الإحتلال ما عاد موجوداً والمقوّمات لم تعد تسمح لأهل السّلاح بحمل السلاح، فلا مانع للشعب اللبناني أن يكون ختام مسيرته الذّود عنهم في ميادين الدّين العام والفقر المدقع الّذي يعيشه البلد، وعلى أهل السلاح مقايضته بلا نكء الجراح ولو جاء متأخّراً .

http://eliasbejjaninews.com/archives/87456/%d8%b1%d8%a8%d9%8a%d8%b9-%d8%ae%d8%b6%d8%b1-%d8%b7%d9%84%d9%8a%d8%b3-%d9%85%d9%86-%d8%a7%d9%84%d8%a3%d9%82%d8%ad%d8%a7%d8%ad-%d8%a5%d9%84%d9%89-%d8%a7%d9%84%d8%a3%d9%82%d8%ad%d8%a7%d8%ad-%d8%ad%d9%84/

 

 

وجوه مشرقة من تاريخ بلدة عين إبل: إم كرم مريم ناصيف دياب/الكولونيل شربل بركات/19 حزيران/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/87458/%d8%a7%d9%84%d9%83%d9%88%d9%84%d9%88%d9%86%d9%8a%d9%84-%d8%b4%d8%b1%d8%a8%d9%84-%d8%a8%d8%b1%d9%83%d8%a7%d8%aa-%d9%88%d8%ac%d9%88%d9%87-%d9%85%d8%b4%d8%b1%d9%82%d8%a9-%d9%85%d9%86-%d8%aa%d8%a7%d8%b1/