المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكنديةLCCC/

نشرة الأخبار العربية ليوم 19 حزيران/2020

اعداد الياس بجاني

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/eliasnews19/arabic.june19.20.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

الحَقَّ ٱلحَقَّ أَقُولُ لَكُم: إِنَّكُم سَتَبْكُونَ وتَنُوحُون، أَمَّا العَالَمُ فَسَيَفْرَح. أَنْتُم سَتَحْزَنُونَ ولكِنَّ حُزْنَكُم سَيَتَحَوَّلُ إِلى فَرَح

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياته

الياس بجاني/نشكر أميركا على قانون قيصر ونتمنى أن يعاقب كل لبناني وحزب باع نفسه ووطنه لما يسمى زوراً محور المقاومة

الياس بجاني/عقم وخواء ماروني على مستوى القيادات الروحية والزمنية

الياس بجاني/شركتي قوات جعجع التجارية وتيار الصهر االملالوي يلهون الناس بسجالات تافهة ويتعامون عن احتلال حزب الله

الياس بجاني/هلوسات وأوهام وأحلام يقظة حسن نصرالله والسرطانية القاتلة

الياس بجاني/باسيل عميل يفاخر بإسخريوتيته

 

عناوين الأخبار اللبنانية

القطار/د. وليد فارس

بعد ميشال شمعون..اعتقال كيندا وبندر الخطيب: لبنان البوليسي!

«اعلاميون من اجل حرية» يستنكرون قمع الحريات: السلطة تجنح لإعادة تركيب دولة بوليسية

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الخميس 18/6/2020

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الخميس في 18 حزيران 2020

المتحدث الرسمي لـ"عوكر": قيصر يستهدف الأسد وداعميه... وسنحاسب هؤلاء اللبنانيين على فسادهم وإرهابهم/سيمون ابو فاضل/الكلمة أون لاين

مصدر أمني لبناني: اقتراب إطلاق قاسم تاج الدين من السجون الأميركية ولبنان تبلغ القرار منذ نحو الأسبوع

مزاعم حسن نصرالله بمؤامرة أميركية لم تُقنع أحداً

مأثرة قمعية فاقعة تدور رحاها في الجسم المسيحي المنتفض ؛ بطلها السيد ميشال عون/عبد الله خوري/فايسبوك

سفراء الاتحاد الاوروبي زاروا مقر قيادة اليونيفيل في الناقورة وموقعا على الخط الازرق وأكدوا دعم مهمتها في الجنوب

فرنسا تؤكد تمسكها بسيادة لبنان واستقراره وأمنه

فضيحة “حزب الله” الجديدة: المساعدات الغذائية المخصصة للبنانيين تباع على الارصفة في سوريا

شاحنات تعبر المناطق اللبنانية بحماية أمنية متجهة الى سوريا”… برسم قيادة الجيش

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

النهار: أي "حوار" بين مطرقة قيصر وسندان نصرالله؟

نداء الوطن: خلاصة "تقصّي الحقائق": خليط من "البازل" وبنك التسويات الدولية طريق "الشرق" مسدود... إيران "مخنوقة" والصين "لا تريد مشاكل"!

لجنة المحامين للدفاع عن المتظاهرين في لبنان/بيان لجنة الدفاع عن المتظاهرين حول توقيف سلطان يعقوب

علوش: عون مرهون ومديون لحزب الله

سياسيون لبنانيون يحمّلون «حزب الله» مسؤولية الأزمة المالية

معارضون {فوجئوا} بدعوة عون إلى «لقاء وطني» في قصر بعبدا

تهافت اللبنانيين على شراء الدولار مستمر وتحذيرات من نتائج ضخ العملة في السوق

نصف مليون عاطل عن العمل في لبنان والشباب الجامعيون يشكلون طبقة «الفقراء الجدد»

النقاشات الجارية معقدة... صندوق النقد: لبنان بحاجة إلى إصلاحات شاملة

إنتقال التوتر من أمام سراي جونية إلى الاوتوستراد... وتدافع مع الجيش

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

حصيلة «كورونا» العالمية 451 ألف وفاة ونحو 8.4 مليون إصابة

واشنطن تدشّن تطبيق «قانون قيصر» بمعاقبة الأسد وزوجته/أعلنت «قائمة سوداء» ضمت عشرات المسؤولين والكيانات في سوريا

واشنطن تدشّن تطبيق «قانون قيصر» بمعاقبة الأسد وزوجته/أعلنت «قائمة سوداء» ضمت عشرات المسؤولين والكيانات في سوريا

إيران تستخدم بنوك العراق للالتفاف على العقوبات الدولية

بغداد استدعت سفيري أنقرة وطهران اعتراضاً على قصف كردستان وسقوط 4 صواريخ قرب سفارة واشنطن

طائرات تركيا ومدافع إيران «تنسّق» على أراضي العراق

العراق يستدعي السفير الإيراني ويسلمه مذكرة احتجاج

بغداد تطلب من تركيا سحب قواتها من شمال العراق

هجوم صاروخي يستهدف المنطقة الخضراء في بغداد

وزارة الدفاع الفرنسية على خط محاولات لجم «المغامرة التركية» في ليبيا والمتوسط

باريس تراهن على دور للحلف الأطلسي في كبح أنقرة

إطلاق سراح 118 ألف سجين بأوروبا لمنع انتشار كورونا في السجون

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

موعد 25 حزيران لإنقاذ "العهد".. وخيارات حزب الله الانتحارية/منير الربيع/المدن

نصرالله بـ«نسخته الصينية».. إستدراج عروض غير منظورة/علي الأمين/جنوبية

انتظَروا "جيشَ قيصر" فأتاهُم قانونُه/سجعان قزي/افتتاحية جريدة النهار

أفسحوا لخطى طهران أيها اللبنانيون/حازم الأمين/الحرة

لبنان وقانون قيصر... حزب الله لا يستطيع أخذ لبنان سوى في اتجاه كارثة/خيرالله خيرالله/العرب

حراك بري لإنقاذ لبنان أم لتخفيف الضغوط على حزب الله/صابرة دوح/العرب

نقداً لـ"تعويذتي" مكافحة الفساد ونزع السلاح/وسام سعادة/أساس ميديا

سياسة "ربّما" تمهّد لتحالف معارض بالمراسلة/إيلي الحاج/اساس ميديا

عون يجمع الأقطاب خوفاً على باسيل من القصاص الأميركي/منير الربيع/المدن

بدائل نصر الله الاقتصادية: الصين وإيران وحكاية البستان/نادر فوز/المدن

حزب الله في اختناق بطيء.. وحلفاؤه بين الإخلاص والخيانة/منير الربيع/المدن

ما مصير المخيمات الفلسطينية في فيدراليات الطوائف اللبنانية؟/أحمد الحاج علي/المدن

تفاهم "حزب الله" و"القوات"... ما فرّقه السلاح جمعته المصلحة الوطنية/ايناس كريمة/موقع لبنان24/

الرحمة يا مولانا/النهار/جهاد الزين

ما تبقّى من حكمة/سمير عطا الله/الشرق الأوسط

النزاع بين السيادة والقرصنة/عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط

الثورة السورية من درعا انطلقت وإليها تعود/هدى الحسيني/الشرق الأوسط

السويداء تطلق شرارة الثأر والثورة على نظام الأسد/صالح القلاب/الشرق الأوسط

فرع تونس الذي لا يتعظ من أصل القاهرة/سليمان جودة/الشرق الأوسط

مبيعات الأسلحة إلى البلدان المشارِكة في النزاع اليمني متواصلة على قدم وساق، على الرغم من الانتهاكات التي تطال حقوق الإنسان وشروط نقل الأسلحة/مركز كارنيغي للشرق الأوسط

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

رئاسة الجمهورية اللبنانية وجهت الدعوات للقاء الوطني في قصر بعبدا: هدفه التداول في الاوضاع السياسية والسعي للتهدئة وحماية الاستقرار والسلم الاهلي

دياب خلال جلسة مجلس الوزراء: نأمل مشاركة القوى السياسية كلها في الحوار الوطني وعلينا وضع خطط لتنشيط السياحة والتجارة ومراقبة الأسعار

بري عرض مع زواره الاوضاع العامة فرنجية:الرئيس بيمون على اكثر من الحوار والمصلحة الوطنية تقتضي الاتفاق على رأي واحد لمستقبل البلد

الحريري استقبل رئيس المردة وجمعيات العائلات البيروتية فرنجية: سنرى اذا عقد لقاء حوار من دون طائفة ماذا سينتج عنه وهناك وقت لنقرر مشاركتنا

الوفاء للمقاومة دانت قانون قيصر: ملتزمون التعاون والدعم لضبط الاستقرار الداخلي وقطع الطريق أمام الفوضى والفتن

 

في أسفل تفاصيل النشرة الكاملة

الزوادة الإيمانية لليوم

ألحَقَّ ٱلحَقَّ أَقُولُ لَكُم: إِنَّكُم سَتَبْكُونَ وتَنُوحُون، أَمَّا العَالَمُ فَسَيَفْرَح. أَنْتُم سَتَحْزَنُونَ ولكِنَّ حُزْنَكُم سَيَتَحَوَّلُ إِلى فَرَح

إنجيل القدّيس يوحنّا16/من20حتى24/:”قالَ الربُّ يَسوع: «أَلحَقَّ ٱلحَقَّ أَقُولُ لَكُم: إِنَّكُم سَتَبْكُونَ وتَنُوحُون، أَمَّا العَالَمُ فَسَيَفْرَح. أَنْتُم سَتَحْزَنُونَ ولكِنَّ حُزْنَكُم سَيَتَحَوَّلُ إِلى فَرَح. أَلمَرْأَةُ تَحْزَنُ وهِي تَلِد، لأَنَّ سَاعَتَهَا حَانَتْ. ولكِنَّهَا مَتَى وَلَدَتِ ٱلطِّفْلَ، لا تَعُودُ تَذْكُرُ ضِيقَهَا، لِفَرَحِهَا أَنَّ إِنْسَانًا وُلِدَ في العَالَم. فَأَنْتُمُ الآنَ أَيْضًا تَحْزَنُون، إِنَّمَا سَأَعُودُ فَأَرَاكُم، وتَفْرَحُ قُلُوبُكُم، ولا يَنْزِعُ أَحَدٌ فَرَحَكُم مِنْكُم. وفي ذلِكَ اليَوْمِ لَنْ تَسْأَلُونِي شَيْئًا. أَلحَقَّ ٱلحَقَّ أَقُولُ لَكُم: كُلُّ مَا تَطْلُبُونَهُ مِنَ الآبِ بِٱسْمِي، يُعْطِيكُم إِيَّاه. حَتَّى الآنَ لَمْ تَطْلُبُوا بِٱسْمِي شَيْئًا. أُطْلُبُوا تَنَالُوا فَيَكْتَمِلَ فَرَحُكُم.”

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياته وتغريدات متفرقة

نشكر أميركا على قانون قيصر ونتمنى أن يعاقب كل لبناني وحزب باع نفسه ووطنه لما يسمى زوراً محور المقاومة

الياس بجاني/18 حزيران/2020

على مدار 7000 سنة من التاريخ الغابر والمعاصر مر على لبنان آلاف المحتلين والغزاة والفاتحين والبرابرة من كل حدب وصوب، إلا أنه ورغم كل بطش وظلم وجور معظمهم فإنه لم يكن أحداً منهم بوحشية وبربرية ودموية وإجرام وجحود وسادية ونرجسية النظام السوري الذي عمل جاهداً وبمنهجية شيطانية وتدميرية منظمة منذ العام 1975 على تعهيروتصحير وتسطيح وتسخيف وتقزيم الحياة السياسة والاجتماعية والأخلاقية والوطنية والثقافية في وطن الأرز.

هذا النظام الذي هو خارج التاريخ والمٌغرب عن كل ما هو إنساني وقيمي وحقوقي وأخلاقي قلب المعايير كافة وفقست حاضنته الستالينية والشمولية جيلاً كاملاً من السياسيين والمسؤولين اللبنانيين المسخ الفاقدين لكل مكونات ومقومات الوطنية والأديان والكرامة والأخلاق واحترام الذات.

 خلع على هؤلاء مسمى حلفاء سورية، في حين ابتكر لطرواديتهم عقل مخابراته المريض مفردات وشعارات وهمية مفرغة من كل معانيها من أكثرها اجتراراً، المقاومة، والتحرير” والممانعة، ووحدة المسار والمصير، والخط الوطني، وسورية العروبة، وتطول القائمة.

خلال حقبة احتلاله البغيضة للبنان وعلى خلفية روحية التدمير والتخريب المتعمدة، وبنتيجة مركبات النقص والحسد والحقد التي تهيمن على فكره وممارساته قتل وخطف وأخفى في سجونه الآلاف من أهلنا وأوجد عشرات المربعات الأمنية والدويلات والميليشيات الفلسطينية والإيرانية والدينية والأصولية والمافياوية وفكك بخبث ودهاء منقطعين النظير كل مؤسسات الدولة اللبنانية من دون استثناء بدءاً من رئاسة الجمهورية ومروراً بمجلسي النواب والوزراء والجيش والقوى الأمنية وانتهاءً بوزارة الخارجية التي حولها إلى مجرد مكتب ملحق وتابع لمرجعيته.

كما ضرب سمعة لبنان واللبنانيين حتى أمسى اللبناني يعامل معاملة الإرهابيين والمهربين في كل مطارات العالم.

وفي ظل وتحت رعاية النظامين السوري والإيراني وُجد حزب الله الإجرامي والإرهابي سنة 1982 الذي هو جيش إيراني 100% ولا علاقة له لا بلبنان ولا بالقضايا العربية التي يتاجر نفاقاً ودجلاً واحتيالاً بشعاراتها ومنها وأهمها تحرير القدس ورمي اليهود في البحر وتحرير فلسطين.

اليوم ومع قانون قيصر الأميركي يتمنى كل الأحرار السوريين واللبنانيين والعرب أن تكون نهاية نظام الأسد الكيماوي والبراميلي قد اقتربت وأصبحت في مراحلها الأخيرة لأنه نظام لا يعرف غير القتل والإجرام.

كما من المفروض أن يطاول قانون قيصر حزب الله الإيراني وكل من يسمون أنفسهم في لبنان حلفاء محور المقاومة وهم الحزب القومي السوري، وحزب البعث، وحزب شركة عون وصهره، والحزب الشيوعي، والعديد من الجماعات المسلحة والأصولية التي تربت على معالف عنجر والبوريفاج والضاحية، وما أكثرها، إضافة إلى الفصائل الفلسطينية المسلحة التابعة مباشرة لإيران والأسد المتواجدة في المخيمات الفلسطينية، وفي معسكرات الناعمة وقوسايا وحلوة والسلطان يعقوب.

كل هؤلاء الذين يدعون زوراً وباطلاً أنهم مقاومون ومناضلون ومحررون وتقدميون وقوميون وعروبيون، جميعهم بلعوا ألسنتهم منذ اليوم الأول للانتفاضة الشعبية في سورية وأصيبوا بعمى البصر والبصيرة معتبرين أن الشعب السوري الثائر على نظامه الفاشيستي هو مجرد جماعات مخربة وأصولية يستعملها الإسرائيلي والأميركي لضرب نظام الأسد الممانع والمقاوم الذي يقف عائقاً في مواجهة مخططاتهم الاستعمارية.

أما شبيحة وعصابات حزب الله فلهم في قمع وإفشال الانتفاضة السورية أيادي جهادية حمراء حيث يشاركون ومنذ سنين عصابات الشبيحة والحرس الثوري الإيراني وأذرعته العراقية والأفغانية بقتل الشعب السوري الذي أصبح منه 12 مليون مهجراً و80% يعيشون تحت مستويات الفقر المدقع… فأنعم وأكرم بهكذا مقاومة.

من يقرأ ويسمع تصريحات هؤلاء المرتزقة والصنوج والأبواق الكاذبة والمبتذلة وفي مقدمها معلقات حسن نصرالله البالية والببغائية والواهمة وهي تهاجم قانون قيصر وأميركا يلعن هذا الزمن الرديء الذي انحدرت فيه الأخلاق والقيم إلى درك سفلي ما بعده درك.

في الخلاصة وبصوت عال نحن نتمنى صادقين أن يطاول قانون قيصر بعقوباته كل لبناني كائن من كان وكل حزب وتنظيم ومجموعة باعوا أنفسهم ووطنهم لما يسمى دجلاً محور المقاومة..

عملياً فإنه لا حلفاء ولا أصدقاء لهذا المحور الشيطاني في لبنان بل جماعات مارقة وطروادية ونفعية من المرتزقة والمأجورين والصنوج والأبواق، ونهاية هؤلاء من الحياة السياسية أمست قريبة جداً كما هي حال النظام السوري الغارق في دماء شعبه والمغرب عن التاريخ والحضارة والإنسانية.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الالكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

 

عقم وخواء ماروني على مستوى القيادات الروحية والزمنية

الياس بجاني/17 حزيران/2020

مارونيا الصهر وعمو والمعرابي والعصي ال 15 تبعو والغلام ابن بيو وسيدنا كلون متل بعضون..ما خصون بشي ويعيشون في عالم آخر يمكن ع زحل

 

شركتي قوات جعجع التجارية وتيار الصهر االملالوي يلهون الناس بسجالات تافهة ويتعامون عن احتلال حزب الله

الياس بجاني/17 حزيران/2020

حزب الله هو السرطان وكل من يلهي اللبنانيين عن احتلاله هو عميلاً له كما هي حال سجالات انطوان حبشي وندى البستاني التافهة حول سلعاتا

 

هلوسات وأوهام وأحلام يقظة حسن نصرالله والسرطانية القاتلة

الياس بجاني/16 حزيران/2020

نصرالله يعيش بعالم من صنع خيالة المرّضي وكل ما استفرغه اليوم من عروض وهرطقات وهلوسات وأوهام هي أعراض مرض البرنويا الغارق في أوحاله

باسيل عميل يفاخر بإسخريوتيته

الياس بجاني/16 حزيران/2020

جبران باسيل العميل الإيراني وقح وغبي وفاجر وتاجر هيكل ويفاخر بعمالته/بؤس زمن أصبح فيه أمثال باسيل القزم بكل شيء والإسخريوتي من قادة الموارنة فيما المارونية براء منهم ومن عهرهم وفجعهم وعشقهم الإبليسي للأبواب الواسعة التي تؤدي إلى نار جهنم

باسيل: أفتخر بالتفاهم مع "حزب الله" والإسهام بمنع عزله/سوسن مهنا/اندبندنت عربية/16 حزيران/2020/اضغط هنا لقراءة المقالة

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

القطار

د. وليد فارس/18 حزيران/2020

عزيزي ميشال ب الحل مَّر على لبنان عدة مرات كقطار يقف على المحطة. لم يصعد احد. هل سيّمر بعد الان. نعم، ولكن على الناس ان يكونوا في المحطة وعارفين الى اين هم ذاهبون.

 

بعد ميشال شمعون..اعتقال كيندا وبندر الخطيب: لبنان البوليسي!

المدن/19 حزيران/2020

بعدما شغل اعتقال الناشط ميشال شمعون في كفرحباب كسروان، على خلفية فيديو نشره في مواقع التواصل، المدونين والناشطين، وتجمع عدد من المحتجين أمام مدخل سرايا جونية للمطالبة بإطلاق سراحه هاتفين ضد رئيس الجمهورية وجبران باسيل، قبل أن يطلق سراحه لاحقاً في اليوم نفسه من مركز "أمن الدولة" في الدكوانة الذي خرج منه برفقة نقيب المحامين ملحم خلف... اعتُقلت الناشطة كيندا الخطيب وشقيقها بندر الخطيب على خلفية منشورات لها في مواقع التواصل الاجتماعي، بعدما داهمت قوة أمنية منزلهما في منطقة حلبا – عكار، وما زال مكان الاعتقال مجهولًا حتى هذه اللحظة.

وبعد الإفراج عنه، كشف الناشط ميشال شمعون بأنه وقع على تعهد خلال حجزه لعدم التعرض مجدداً لرئيس الجمهورية ميشال عون. لكنه قال: "مهما حصل، سأنتقد من أريد، فنحن نعيش في جمهورية ديموقراطية". وتوجه، فور الإفراج عنه، مع النقيب خلف إلى مكان الإعتصام عند أوتوستراد جونيه، الذي قطعه المحتجون منذ مساء اليوم، إلا أنه أعيد فتحُه بعد إطلاق سراح شمعون. وكان المكان شهد توتراً بين الجيش والمعتصمين، في حين تدخّلت فرقة المغاوير كما حضرت الشرطة العسكريّة. وقبيل قطع الطريق، شهد محيط سراي جونيه اشكالاً كبيراً بين المتظاهرين والقوى الأمنية، تخلله رشق بالحجارة. وتضامناً مع كيندا الخطيب وشقيقها، أطلق حساب Blue Force التابع لـ"تيار المستقبل"، في "تويتر" وسم "الحرية لكيندا الخطيب". كما نشرت صفحة "فيديوهات الثورة اللبنانية" فيديو يظهر فيها بعض أهالي حلبا إذ قطعوا الطريق ويطالبون بمعرفة مكان وتهمة الشقيقين الخطيب، وأحدهم يحكي عن الأسلوب البوليسي الذي اعتقلا به، والذي يذكر "بالنظام السوري حينما كان يحكم لبنان"، حسب وصفه. وإذ ضج كل من "تويتر" وفايسبوك" بخبر الاعتقال، وتصاعدت منشورات التضامن، والغضب من هامش الحرية الذي يتقلص بسرعة خيالية وبوليسية في البلد، والمطالبة بمعرفة مصير الشقيقين المعتقلين، فقد ظهرت بعض التغريدات التي استنكرها كثر وكذّبوها إذ تتهم كيندا "بالتخابر مع العدو الإسرائيلي"، وهي التهمة الجاهزة دوماً لضرب كل من ينتقد السلطة، لدرجة أنها باتت مثل نكتة لكثرة استهلاكها

 

«اعلاميون من اجل حرية» يستنكرون قمع الحريات: السلطة تجنح لإعادة تركيب دولة بوليسية

جنوبية/18 حزيران/2020

تعليقا على تحول لبنان من دولة ديمرقاطية الة دولة بوليسية في الآونة الأخيرة بعد حملة الاعتقالات التعسفية بحق الناشطين المعارضين للعهد والحكومة، صدر عن ” إعلاميون من أجل الحرية” البيان الآتي: تقوم السلطة اللبنانية بموجة توقيفات هستيرية،لا تنم إلا عن فقدان الإتزان، والجنوح البائد الى إعادة تركيب دولة بوليسية على أنقاض الحريات العامة. فكيف لمسؤولين يمتلكون جيوشاً الكترونية مهمتها الشتم بالخصوم، ويحركون مجموعات التخريب والفوضى،أن يسخروا القضاء والقوى العسكرية والأمنية، لكم الأفواه. إن حملة التوقيفات المستمرة والملاحقات، هي مسمار تدقه السلطة بهيكلها، المتداعي، باعتبارها المسؤولة عن الأزمة المروعة التي يعاني منها اللبنانيون، ولن ينجدها توقيف الناشطين، وإذلاله. بموازاة هذا المس بالحريات العامة،نورد بأسف،تكرار الاعتداء على الإعلاميين أثناء تأدية مهماتهم، وهذا ما تعرض له مراسل موقع الكتائب في جونية أثناء تغطيته الأحداث. فعلى الرغم من ابراز هذا المراسل هويته الصحافية، استمر الاعتداء، وهذا أمر خطير نطلب من المسؤولين في المؤسسات الأمنية والعسكرية منع حصوله ومحاسبة أي معتد. لقد تكررت الاعتداءات بحق الإعلاميين بشكل ملحوظ، ونؤكد أن استسهال التعديات، مرفوض، ويلطخ صورة من يقوم به،خصوصاً اذا لم تحصل المحاسبة،وهذا ما لا نريده للمؤسسات المسؤولة عن أمن المواطنين وحرياتهم.

 

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الخميس 18/6/2020

وطنية/الخميس 18 حزيران 2020

 * مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون لبنان"

اشتد الخناق على المواطن اللبناني ضيقا ماليا وفي كثير من الحالات جوعا، وفيما تبدو المحادثات مع صندوق النقد الدولي طويلة والبعض يشير إلى تواصلها إلى ما بعد تشرين الثاني موعد الانتخابات الرئاسية الاميركية. ظهر هذا المؤشر كلام المتحدث باسم الصندوق جيري رايس على ان النقاشات الجارية في لبنان معقدة وتتطلب تشخيصا مشتركا لمصدر الخسائر المالية وحجمها مستطردا إن الحكومة اللبنانية بحاجة إلى تطبيق إصلاحات شاملة ومنصفة في مجالات عديدة وان النقاشات مستمرة بشأن ترتيبات تمويل محتملة ومن السابق لأوانه الحديث عن حجم أي برنامج.

هذا الكلام تقاطع مع ما كشفه مصدر نيابي لتلفزيون لبنان من ان لجنة تقصي الحقائق النيابية تمكنت من تخفيض نسبة الخسائر الى ما يقارب الاثنين وثمانين الف مليار ليرة لبنانية. المصدر النيابي عزى هذا الفارق الكبير عن ارقام الحكومة المقدرة بمئتين وواحد واربعين الف مليار ليرة الى اعتماد النواب مقاربة مختلفة استندت الى اسس متبعة علميا في تقييم الخسائر، بحيث أن الحكومة أدرجت كل المستحقات ضمن الخسائر ولم تحتسب الموجودات والممتلكات كما انها عمدت مرة الى احتساب سعر صرف الدولار على اساس 1500 ليرة ومرة على اساس 3500 ليرة. ووفق معلوماتنا يحمل رئيس اللجنة النائب ابراهيم كنعان التقرير النهائي الى الرئيس بري في الساعات المقبلة، بعدما تم تصديقه من قبل لجنة المال، ليبنى على الشيء مقتضاه. وبشأن مصير الودائع اكدت المصادر النيابية ان النواب ومن كل الكتل البرلمانية اجمعوا على اعتبار الودائع من المقدسات رافضين المس بها.

غدا اجتماع مالي يعقد في السراي الكبير بعد الظهر يأتي إستكمالا للاجتماع الأمني المالي الذي عقد يوم الإثنين الفائت وهو يصب في إطار الحوار مع جمعية المصارف في ما يخص أرقام الدولة اللبنانية، كما علم تلفزيون لبنان أن إجتماعات وزارية ستعقد لدرس مشاريع التي يمكن تنفيذها في سياق خيار الذهاب شرقا في بعض الوزارت المعنية كذلك من المقرر أن يعقد أول اجتماع لخلية الأزمة التي شكلت في وقت سابق في وزارة المال بحضور حاكم مصرف لبنان لبحث أرقام الدولة اللبنانية والموضوع الإقتصادي.

وفي الشأن السياسي حركة بارزة للوزير السابق سليمان فرنجية في عين التينة وبين الوسط وموفد من الزعيم وليد جنبلاط إلى معراب.

محور الابحاث في كل هذه اللقاءات توحيد الموقف في الدعوة الرئاسية للمؤتمر الوطني بعد سبعة أيام.

واذا ما انعقد هذا المؤتمر فإن الوضع المالي والاقتصادي سيتصدر المناقشات وفيما يظل لبنان متروكا فلا يزور ولا يزار ولا يجد من يساعده في محنته التي دخلت كل البيوت اللبنانية.

إذن فرنجية زار الرئيس بري وتغدى لدى الرئيس سعد الحريري.

فرنجية من عين التينة قال الرئيس بري بيمون على اكثر من الحوار ونحن ندرس موضوع المشاركة مشيرا الى ان المصلحة الوطنية تقتضي تضامنا وطنيا.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون nbn"

في ظل الأوضاع الإقتصادية والمالية والاجتماعية التي لم يشهد لبنان مثيلا لها تتجه الأنظار إلى اللقاء الوطني الذي ضرب له موعد الخميس المقبل سعيا للتهدئة لحماية الإستقرار والسلم الأهلي.

أما عين التينة فبقيت اليوم أيضا قبلة للقيادات السياسية وبعد المصالحة الجنبلاطية - الأرسلانية واللقاء مع الرئيس سعد الحريري على أولوية السلم الأهلي وأد الفتنة كان إجتماع عقده الرئيس نبيه بري مع رئيس تيار المردة سليمان فرنجية الذي أعلن أنه تبلغ الدعوة للقاء الوطني وسيقرر موقفه من المشاركة بعد الدراسة والإطلاع على رأي باقي الكتل لافتا في المقابل إلى ان الرئيس بري "بمون على أكثر من الحوار".

في المقابل رشحت أجواء عن رؤساء الحكومات السابقين لا توحي حتى الساعة بإمكانية مشاركتهم في اللقاء لإعتبارهم الحوار من دون جدول أعمال محدد ورؤية واضحة ليس مفيدا كما عبر الرئيس نجيب ميقاتي على سبيل المثال.

من اللقاء الوطني إلى مسألة وطنية اخرى عمادها توحيد اللغة التفاوضية من خلال توحيد الأرقام بين الحكومة والمصرف المركزي وفي هذا المجال وافقت لجنة المال النيابية على الأرقام والمقاربات التي خلصت إليها لجنة تقصي الحقائق على ان تترجم الشروحات في تقرير مفصل يرفع إلى الرئيس بري لإجراء المقتضى.

وربطا بهذه المسألة تحدثت معلومات عن اجتماع ثان سيعقد يوم غد في السراي بين رئيس الحكومة حسان دياب والوزراء المعنيين وجمعية المصارف بهدف توحيد لغة التخاطب مع صندوق النقد أيضا عبر ما يتطلبه ذلك من صيغة سيضعها الخبراء الذي يتابعون اجتماعاتهم بشكل متواصل.

في شان آخر تابع مجلس الوزراء البحث في عقود الطاقة والفيول المغشوش وفي هذا الإطار تم تكليف وزير الطاقة إستطلاع ما إذا كان هناك من دول مهتمة للدخول بمناقصة جديدة بدل سوناطراك وذلك ضمن مهلة شهر ووافق المجلس بصورة إستثنائية على طلب وزارة الداخلية طبع ألف بطاقة بيومترية.

الجلسة بدأها الرئيس دياب بالتأكيد على أولوية مكافحة الفساد في الوقت الراهن فيما كشفت مصادر السراي للـ NBN أن عددا كبيرا من التوقيفات حصلت بحق مثيري الشغب والتخريب في بيروت والتحقيقات توصلت إلى تصور كامل لحقيقة ما حصل لافتة إلى ان الملف أخذ طريقه إلى القضاء.

وفي موضوع قانون قيصر قال رئيس الحكومة أن مصلحة لبنان تهمنا أولا وأخيرا ونعمل على هذا الأساس.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون المنار"

طرقت الحكومة ابواب الازمة بجدية تعدد الخيارات، فكانت جلستها اليوم بحثا عن اختراقات مع ضيق الوقت ونفاد الامكانات. ولان الشرق بديل متاح، دون اغفال التواصل مع اي قادر على التفلت من العدوانية الاميركية على بلادنا ، شرقيا او غربيا كان، تمت اليوم جدولة الامور والافكار، على ان تعد الاقتراحات من قبل كل وزير معني، تمهيدا للمضي باي خيار يمكن الحكومة من تخفيف الازمة المستفحلة بقرار اميركي لخنق اللبنانيين كما السوريين، وقبلهم الفلسطينيون واليمنيون والايرانيون والفنزويليون والكوبيون، واللائحة تطوال.

ولكي لا يطول اللعب على حافة الهاوية الامنية، وبنية الوفاق الوطني، او على الاقل الحفاظ على السلم الاهلي، كانت دعوة رئاسة الجمهورية الاقطابالسياسيين الى لقاء وطني في بعبدا، وبحثا في العنوان نفسه كانت جولة رئيس تيار المردة الوزير السابق سليمان فرنجية الى عين التينة ووادي ابو جميل.

عين التينة محط اللقاءات التمهيدية للخامس والعشرين من حزيران، موعد لقاء بعبدا، وعلى قاعدته الجامعة يكثف الرئيس نبيه بري اللقاءات مع مختلف الافرقاء، والتي قد تطول لتهيئة افضل الظروف.

اما الظرف الاقتصادي فعلى حاله الصعبة، وفيما تواصل الحكومة محاولاتها مسابقة الوقت لتطويق جائحة الدولار، بقيت طوابير الناس امام شركات الصيرفة اصعب المشاهد اليومية، لا ينافسها الا السوق السوداء التي تدار بادوات ظاهرة من قبل اصحاب قلوب سوداء واقفين بالظل، فبقي الدولار عند تفلته من كل الاسقف التي تحاول تطويقه عبر المنصات الحكومية.

فيما لفت اليوم سقف قضائي اعلى من المعتاد، تمثل بادعاء المدعي العام المالي القاضي علي ابراهيم على رئيس مجلس ادارة مصرف سوسييتيه جنرال أنطون الصحناوي بجرم مخالفة قانون الصيرفة والمس بهيبة الدولة المالية ، على امل ان تحفظ هذه الهيبة، ويستمر الملف الى خواتيمه..

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون او تي في"

بعد أزمة كورونا التي أساء إدارتها، وقضية جورج فلويد التي أجج أحداثها بتصريحاته وتغريداته ومشهدياته التي بات أشهرها رفعه للانجيل المقدس، يأتي اليوم الكتاب الجديد المرتقب صدوره رسميا عن المستشار السابق للأمن القومي الاميركي جون بولتون، صاحب الدفتر الأصفر الصغير، الذي كان بمثابة ظل الرئيس الأميركي، ليزيد من المآسي السياسية للرئيس دونالد ترامب، الذي انخفضت شعبيته بشكل كبير، يقارنه المحللون الانتخابيون الاميركيون بما جرى مع رئيسين سابقين هما جيمي كارتر وجورج بوش الإب، والإثنان لم ينتخبا لولاية ثانية. والفضيحة الأولى التي تسربت عن كتاب بولتون الذي تحتج أوساط البيت الأبيض على نشره على اعتبار أنه يتضمن معلومات سرية، مختصرها أن ترامب الذي يواظب على مهاجمة الصين، ولاسيما في موضوع كورونا، وجه إلى الرئيس الصيني طلبا مباشرا لدعمه في الاستحقاق الرئاسي المقبل، من خلال تدابير تجارية معينة.

"يللي بيشوف مصيبة غيرو بتهون مصيبتو". هكذا يقال. ولكن أين مصائب لبنان، من مصيبة ترامب، علما أن كثيرين ينظرون إلى تشرين الثاني المقبل بعين الرجاء، عل النتائج الانتخابية الاميركية ترأف بناء وبالمحيط بعض الشيء، لينطبق حينها بالفعل أن مصائب قوم عند قوم فوائد.

وبالعودة الى لبنان، جلسة حافلة لمجلس الوزراء اليوم، عناوينها ثلاثة: قيصر وسوناتراك وهيئة المخفيين.

وفي وقت تتجه الانظار نحو لقاء بعبدا المرتقب الأسبوع المقبل، على أمل أن يقدم صورة لبنانية جامعة في مواجهة الأزمة، برز اليوم تحرك فرنجية الأب في اتجاه رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي "يمون علينا بأكثر من الحوار" كما قال، اضافة الى رئيس الحكومة السابق سعد الحريري، في وقت كان فرنجية الإبن يصوب تويتريا في اتجاه سمير جعجع، مستنسخا تغريدة الحريري الشهيرة تحت عنوان "بونجور حكيم".

في غضون ذلك، وفي آخر المعطيات حول مفاوضات لبنان مع صندوق النقد الدولي، أعلن المتحدث باسم الصندوق جيري رايس، ان النقاش مستمر بشأن ترتيبات تمويل محتملة للبنان، مضيفا أن من السابق لأوانه الحديث عن حجم أي برنامج. وامتنع رايس عن الإدلاء بأي تفاصيل عن الإصلاحات التي يطلبها الصندوق كي يوافق على برنامج محدد، لكنه قال إن الحكومة اللبنانية بحاجة إلى تطبيق إصلاحات شاملة ومنصفة في مجالات عديدة، والأهم اشارته الواضحة إلى ان لبنان بحاجة إلى التوصل لفهم مشترك لمصدر الخسائر المالية التي يواجهها تمهيدا لبدء العلاج.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون الجديد"

مولود جديد أضيف الى لائحة الجدال وهو المتصل بحوار بعبدا في الخامس والعشرين من حزيران ..

وإذا كانت مسالك الحوار جارية سياسيا باتجاه القصر فإن طريق ميشال عون لم تمر في جونية .. وهي انقطعت شعبيا من مسالك شهدت إشكالات هذا المساء احتجاجا على توقيف الناشط ميشال شمعون وسرعان ما تطور الاحتجاج حيث افترش مواطنون الأرض مطالبين بإطلاق سراح شمعون الذي أوقف على خلفية اتهامه بالإساءة الى رئيس الجمهورية وقد ردد المحتجون هتافات في هذا الشأن على مرأى من القوى الأمنية قبل ان يشعلوا الاطارات في الاتجاهين ويعمدوا الى رشق الجيش والقوى الامنية بالحجارة.

وإشكال سرايا جونية واحد من سرايات سياسية تشتبك على كل تفصيل .. من الميثاقية الدستورية للقاء بعبدا الى خيار التوجه شرقا بحثا عن فرص بديلة اقتصاديا وصولا الى تعقيدات المفاوضات مع صندوق النقد الدولي.

وفي حوار بعبدا الأسبوع المقبل فإن رئيس تيار المردة سليمان فرنجية لم يقطع الطريق إليه إنما وضعه قيد الدرس لكنه تريث في اتخاذ موقفه إلى حين الوقوف على أجواء حلفائه إضافة إلى التمثيل السني وفي هذا الإطار رأى اللقاء التشاوري أن الميثاقية الدستورية التي يمثلها رئيس مجلس الوزراء بشخصه تفوق ميثاقية ودستورية كل الأحزاب السنية ولا مبرر لإقحام المعايير الدستورية في مثل هذا الاجتماع وسواء أكان لقاء بعبدا ميثاقيا أم فاقدا للشرعية فإنه في كل حال مجرد اجتماع سيكرسه التاريخ في خانة الفلكلور لكنه لن يرق إلى رتبة "الميجانا وأبو الزلف" وما يعادلها من حواشي المازة اللبنانية مأزومون سيحاورون مأزومين سابقين .. وكل من سيحضر الطاولة لن يكون أكثر من رقم على كرسي إذا لم نذهب أبعد من هذا التعبير .

اما طاولة مجلس الوزراء فقد طرحت اليوم خيارات استطلاع البديل فكلفت وزير الطاقة التنقيب دول راغبة في دخول مناقصة الفيول لمصلحة شركة كهرباء لبنان

علما ان الوزير المكلف هو عينه متهم ب| " تهشيل " مستمثرين من الصين .

وفوق الطاولة كان طرح لوزير الصناعة عماد حب الله بخيار الذهاب شرقا وافيد ان هذا الطرح حاز على اجماع وزاري.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون أم تي في"

إعلان السيد حسن نصرالله خريطة طريقه للانقاذ ، بل أمر العمليات ، يتضمن خطوتين : الأولى، حشر لبنان بين سيف قيصر ورقبة النظام السوري . والثانية ، الاغتراب بلبنان شرقا وقسرا نحو الصين وإيران بديلا من الغرب عموما ، والولايات المتحدة خصوصا . أمر العمليات هذا لقي صدى إيجابيا إجماعيا في مجلس الوزراء الذي عجل في تشكيل لجنة لإعداد لائحة بالمشاريع التي يمكن تنفيذها من قبل بكين وطهران . فائدة وحيدة يتيمة ونظرية من هذا التوجه ، وهو أن السلطة تعتقد أن الصين ستهرول لتمويل هذه المشاريع من دون أن تطالب الحكومة بخطة جدية للنهوض الاقتصادي والمالي ومحاربة الفساد ، وبأنها قد تقبل بتسديد اكلافها بالليرة ، والحقيقة أن الصين إن طنشت عن الفساد ، فهي لن تقبل السداد إلا بالدولار وهو غير متوفـر ، إضافة الى أنها لا تزال تحاذر كثيرا إغضاب واشنطن وهي إحدى ضحايا قيصر وقد عبرت عن ذلك في ظرف مماثل لم يمر عليه الزمن.

أما مضار التوجه شرقا ، ماليا واقتصاديا فكثيرة جدا : اولها ، ان صندوق النقد سيوقف مفاوضاته مع لبنان ، وثانيها ، خروج الوطن الفقير من المنظومة المالية الدولية والأسرة العربية . وثالثها تشويه وجه لبنان كرائد للاقتصاد الليبرالي الحر في المنطقة ، من دون أن ننسى طبعا أن الصين هي الشريك التجاري الأول للبنان ، لكنها ليست الشريك الأوحد ، والفرق بين المسألتين ببساطة .. مدمر.

أما مضار التوجه شرقا على الوضع السياسي في الآني ، هي انها ستفرغ الحوار الوطني في بعبدا من مضامينه وتدفنه قبل أن يبصر النور ، إذ ستدفع القوى المترددة الى عدم المشاركة فيه ، لأن دورها سيقتصر عندها على البصم عليه ومنحه الشرعية التي يفتقدها ومن ورائه حزب الله . ولا ننسى هنا أن رئيس المردة ، أبن الثامن من آذار ، كان أعلن جهارا من منبر الـ MTV أنه سيتصدى لأي توجه يفقد لبنان ليبراليته الاقتصادية ، فكيف عندها بالرئيس الحريري ورؤساء الوزراء السابقين والقوات والكتائب ؟. ومن الآن الى الخامس والعشرين من حزيران ، لبنان ضحية القمع والعقم والتعقيم :

أما القمع فبات يمارس بلا أقنعة و لا قفازات في حق الناشطين السياسيين لمجرد انهم يعبرون عن رفضهم الجوع والفساد . فيما العقم يشكل السمة الغالبة لأنشطة الحكومة التي سقطت في الفساد بدلا من محاربته ، كما سقطت خطتها للنهوض ، تماما كما سقطت ارقامها التقديرية لخسائر الدولة أمام صندوق النقد وفي غربال لجنة المال , علما بأن جهد اللجنة لقي تقدير الصندوق ولم يعرقل الحكومة ، وهذا بيان الصندوق اليوم . أما التعقيم فهو الوحيد الذي يسجل نجاحا مقبولا في مواجهة فيروس كورونا التي عادت أرقامه الى التراجع نسبيا لكنه لا يعدل ميزان الخسائر الكبرى التي احدثها ويحدثها في الاقتصاد .

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون ال بي سي"

حوار وأرقام هو عنوان المرحلة حتى الخميس المقبل على الأقل :

حوار بعبدا في انتظار الأجوبة على الدعوات ... المكون السني ، إذا صح التعبير ، والمؤلف من رؤساء الحكومات السابقين ، وفي مقدمهم الرئيس سعد الحريري، قد لا يشارك ... رئيس تيار المردة الذي زار الرئيس بري ثم الرئيس الحريري، أعلن التريث في الإجابة ... وفيما الرئيس بري ورئيس الإشتراكي وليد جنبلاط سيشاركان بالتأكيد ، فإن الدكتور جعجع لم يعط جوابا بعد ، وإن كان في السابق لم يقاطع حوار أيلول وحوار آب ...

الخميس لناظره قريب ، وفي الإنتظار ، طاولات الحوار المالية والنقدية تتوزع بين ساحة النجمة والسراي ووزارة المال ، والجامع المشترك بين الطاولات الثلاث محاولة توحيد أرقام العجز ، فلدى الحكومة رقم ، ولدى صندوق النقد الدولي رقم ولدى لجنة المال والموازنة رقم ...

تعدد الأرقام يطرح تحديا جديدا ، فصندوق النقد الدولي يبدو انه متمسك بأرقامه ، ولجنة المال والموازنة تقول إنها حققت إنجازا بخفض رقم الخسائر المالية من 241 ألف مليار إلى مئة الف مليار ، ورقم الحكومة منفتح على المناقشات ...

تعدد الأرقام هل يمكن أن ينعكس سلبا على المفاوضات مع صندوق النقد الدولي ؟ كل الاحتمالات واردة.

متحدث باسم الصندوق أكد اليوم أنه من السابق لأوانه الحديث عن حجم أي برنامج. هناك حاجة إلى إصلاحات شاملة في مجالات عديدة وهو ما يتطلب قبولا وتوافقا، من المجتمع ككل."

هذا التباين يؤشر إلى أن المفاوضات مازالت في بدايتها مع صندوق النقد الدولي على رغم أن الرقم تجاوز الثلاث عشرة جلسة ، وغدا الجمعة سينعقد الاجتماع التنسيقي الثاني في السراي الحكومي برئاسة الرئيس حسان دياب ويضم وزير المال وجمعية المصارف والمستشارين من الطرفين ، ويأتي الاجتماع في وقت أوضح الرئيس دياب ان خطة الحكومة غير منزلة وقابلة للتطوير. وبناء عليه يستكمل النقاش بهدف توحيد اللغة في التفاوض مع صندوق النقد الدولي.

 

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الخميس في 18 حزيران 2020

وطنية/الخميس 18 حزيران 2020

النهار

اجتمع الرئيس سعد الحريري الاسبوع الماضي بكل الوزراء والنواب السابقين قي "تيار المستقبل" ودعاهم للانضمام مجددا الى كتلة المستقبل لاعادة جمع الشمل وتنظيم العمل الحزبي.

لم تكن استقالة الامينة العامة لحزب "القوات اللبنانية" شانتال سركيس مفاجئة لكثيرين بعدما تم استبعادها من معراب الى ذوق مكايل بذريعة حضورها في مكاتب ادارية قريبة لطالبيها بدل عناء الوصول الى معراب.

كشف مسؤول في مجلسه ان ما اوردته الوزيرة السابقة ندى بستاني عن تقرير فرنسي عن معمل سلعاتا غير صحيح اطلاقا وان الوزير ريمون غجر يدرك حقيقة الامر.

الجمهورية

أكدت جهات مؤولة أن مُفتعلي أعمال الشغب في طرابلس هم من خارج المدينة.

تخوّف مسؤول كبير من أن يشهد لبنان موجة هجرة كبيرة فور فتح المطار.

تبلّغ أحد المستشارين رفضاً مسبقاً لإستقالته من فريق حكومي فردّ شاكراً الثقة وجهد عمله الى أن يتلمّس جدّيتها.

اللواء

لم يشأ مرجع كبير الذهاب مع قطب سياسي أبعد من التمني، تاركاً الأمور تأخذ مجراها في البيئة المعنية.

رفعت بعض المصارف مستـوى تقديمـاتهـا عـبـر الـ A.T.M، لدرجة المضاعفة، في ما يتعلق بالسحوبات بالليرة اللبنانية

يتّفق محللون على أن المقاربة لقيادي حزبي، غالباً، ما تثير حساسيات في الشق الداخلي!

نداء الوطن

يسعى وزير سابق ارتبط اسمه بإشكال دموي في البلد إلى تعيين زوجته كمديرة عامة في وزارة الصحة بعدما فشل في تعيينها مديرة عامة في وزارة السياحة.

لوحظ أن هناك تركيزاً غير مبرر قانونياً لدى مرجع قضائي على أحد المصارف، بشكل يتناغم مع رسالة قاسية للمصرف نفسه وردت في مضمون خطاب حزبي.

تردّد أن مجموعة تابعة لإحدى الشخصيات النيابية الطرابلسية الموالية كانت شريكة في عمليات التخريب الأخيرة في الفيحاء.

الأنباء

توقّع مراقبون عودة وزير سابق إلى لعب دور إلى جانب رئيس حزبه، وذلك بعد تغيير حصل في المواقع الحزبية.

يقوم مسؤول غير مدني بجهد أكبر مما هو معلَن في ترتيب معالجات سياسية بالتنسيق التام مع مرجع رسمي.

البناء

قال مصدر نيابي إن استخدام رئيس الحكومة مصطلح الانقلاب وإسقاط الانقلاب في إطلالته الأخيرة لم يكن موفقا لأن جدية أي انقلاب على الحكومة ترتبط بتورّط حلفاء لها فيه. وإذا كان هذا ما يقصده رئيس الحكومة فهذا يجعل من الصعب إسقاط الانقلاب. وإذا لم يكن هذا التورط موجوداً يصعب الحديث عن انقلاب، لأنه لا يؤخذ على خصوم الحكومة سعيهم لإسقاطها.

قالت مصادر إيرانية واسعة الاطلاع، انتظروا كيف ستدعم إيران سوريا رداً على قانون قيصر ورفعاً لمستوى التحدّي بتقديم المشتقات النفطية لها مجاناً بدلاً من الدولار الذي كانت ترسله للدعم ويكلفها العناء والمشقة لتوفيره ونقله. وهكذا ستقدم الدولة السورية لأسواقها هذه المشتقات بأسعار جيّدة بعملتها الوطنية وسيعود مردود البيع لخزينة الدولة صافياً من دون استنزاف مواردها بالعملات الصعبة.

 

المتحدث الرسمي لـ"عوكر": قيصر يستهدف الأسد وداعميه... وسنحاسب هؤلاء اللبنانيين على فسادهم وإرهابهم ..؟!

سيمون ابو فاضل/الكلمة أون لاين/18 حزيران/2020

قال المتحدث الرسمي للسفارة الاميركية في لبنان كايسي بونفيلد ، في مقابلة خاصة مع موقع "الكلمة أونلاين"، "ان قانون قيصر ، وعقوبات قانون قيصر، ليست موجهة إلى الاقتصاد اللبناني أو الشعب اللبناني"، مضيفا "ان هذه العقوبات تستهدف نظام الرئيس السوري بشار الأسد وكل من يقدم دعماً كبيراً للنظام. فعلى سبيل المثال ، تستهدف عقوبات قانون قيصر المجموعات التي تسهل إنتاج نظام الأسد للنفط، وكذلك تلك التي تسهل اكتساب النظام للسلع أو الخدمات أو التقنيات ذات الصلة بالطيران والتي تُستخدم لأغراض عسكرية. "

وتابع،"نحن نهدف إلى وقف هذه الاستحواذات التي تعزز قدرة النظام على تنفيذ جرائمه، ولن نتوقف عن إصدار هذه العقوبات حتى يوقف نظام الأسد حربه ضد الشعب السوري وتوافق الحكومة السورية على الحل السياسي على النحو المطلوب في قرار مجلس الأمن رقم 2254. " وشدد قائلا، "حان الوقت لبشار الأسد لإنهاء حربه الوحشية التي لا داعي لها." وعلى صعيد موقف واشنطن من "حزب الله"، قال الدبلوماسي الاميركي بونفيلد، "لقد أوضحت إدارة ترامب عزمها على مواجهة أنشطة حزب الله الإرهابية والأنشطة غير المشروعة." وتابع "إن حزب الله منظمة إرهابية تولد الفساد والركود الاقتصادي."

وإعتبر أنه "يتم فرض العقوبات الأميركية التي تستهدف "حزب الله " وغيره من الجهات الفاسدة تضامنًا مع الشعب اللبناني والذي دعا منذ ثورة ١٧تشرين الأول من العام الماضي، القادة اللبنانيين، إلى تنفيذ الإصلاحات ومحاربة الفساد." واشار إلى أن"حملتنا العدائية لحرمان حزب الله وإيران من الموارد المالية المستخدمة لمواصلة أنشطتهما الخبيثة في المنطقة يعزز كل منهما الآخر. وسيستمر الضغط الأقصى للحد من هذه التهديدات للبنان والمنطقة."

 

مصدر أمني لبناني: اقتراب إطلاق قاسم تاج الدين من السجون الأميركية ولبنان تبلغ القرار منذ نحو الأسبوع

 اندبندنت عربية/18 حزيران/2020

بعد نحو الثلاثة أعوام على اعتقال رجل الأعمال اللبناني قاسم تاج الدين بتهمة التفلت من العقوبات الأميركية لمصلحة تمويل "حزب الله"، علمت "اندبندنت عربية" من مصادر أمنية لبنانية، أن الإدارة الأميركية تعتزم إطلاق سراحه. ويأتي هذا القرار وفق المعلومات المتوافرة، على خلفية صفقة تبادل أسرى ومعتقلين بين واشنطن وطهران، على الرغم من مناخات التصعيد القائمة بين البلدين. وهو أيضاً يأتي تتويجاً لمسار طويل من المفاوضات الحاصلة، وشارك في جانب منها المدير العام للأمن العام اللبناني اللواء عباس ابراهيم، مع الجانب السوري. وكان لبنان أبلغ بالقرار الأميركي منذ أسبوع تقريباً.

إطلاقه خلال أسبوع

وثمة ترابط وثيق في هذا المسار بدأ مع إطلاق نزار زكا من السجون الإيرانية، وأعقبه إطلاق الموقوف لدى لبنان بتهمة التعامل مع إسرائيل عامر الفاخوري، مقابل الإفراج عن عالمَين إيرانيين. وليس معروفاً بعد إلى أي مدى يمكن أن تبلغه هذه الصفقة. وكانت وزارة العدل الأميركية حكمت في أغسطس (آب) الماضي، على تاج الدين بالحبس خمسة أعوام، وبدفع غرامة مالية قدرها 50 مليون دولار أميركي. ورجل الأعمال اللبناني أقر في ديسمبر (كانون الأول) الماضي بما نُسب إليه من تهمة الالتفاف على العقوبات الأميركية. يذكر أن تاج الدين وُصف منذ العام 2009 بأنه مساهم مالي مهم في دعم "حزب الله" اللبناني، ومُنع عليه التعامل مع الشركات الأميركية. وأوقف في العام 2017 في الدار البيضاء بناء لطلب واشنطن. ويأتي إطلاق سراحه المرتقب خلال أسبوع بعد أن أمضى نحو ثلاثة أعوام ونصف العام من عقوبته في السجن.

خفايا "صفقة" الفاخوري

وكان السفير الدولي للمؤسسة الأميركية للسلام من أجل التكنولوجيا نزار زكا، كشف عن خفايا "صفقة" إطلاق سراح العميل الإسرائيلي عامر الفاخوري، قائلاً إن عملية الإفراج ذات بعد إقليمي وليست فقط تسوية داخلية لبنانية، مشيراً إلى تزامن إجراءات عدّة اتخذتها إيران ولا سيما الإفراج عن الرهينة الأميركي مايكل وايت ونقله إلى السفارة السويسرية في طهران في اليوم ذاته من نقل الفاخوري إلى السفارة الأميركية في لبنان. ولفت إلى أن هذه الإجراءات سبقت الكشف عن وفاة أقدم وأهم رهينة في تاريخ الولايات المتحدة بوب ليفنسون الذي كان قد اختُطف في جزيرة كيش الإيرانية منذ 13 عاماً بعدما كان عميلاً متقاعداً للـ FBI والـ CIA والـ DEA، فكان أبرز عقبة أمام أي تحسن في العلاقات الأميركية الإيرانية، مشدّداً على أنّ تعيين الرئيس الأميركي دونالد ترمب، روبرت أوبراين، مستشاراً جديداً للأمن القومي الذي كان يمسك ملف الرهائن الأميركيين في الخارج، دليل قاطع على اهتمام ترمب بالإفراج عن كل الرهائن الأميركيين وهو قطع وعداً يريد أن يحققه قبل الانتخابات المقبلة.

"حزب الله" خضع لأميركا

واعتبر أن الإفراج عن الفاخوري في بيروت ووايت في طهران مهّدا للإعلان عن وفاة بوب ليفنسون، وأنه لولا ذلك لكان لخبر إعلان وفاة ليفنسون تداعيات كبيرة على مستوى الإدارة الأميركية. وأعلن زكا أنه وآخرين سعوا إلى إدخال لبنان بشكل رسمي على خط المفاوضات لتحقيق مكاسب للسلطة الرسمية اللبنانية، مؤكداً أن كل الأطراف في بيروت كانت على علم بخلفيات الموضوع، جازماً بأنّ حزب الله أُبلغ محلياً بكل المعطيات ووافق على إتمام عملية الإفراج، ومشدداً على أن إيران أنجزت كل التسهيلات الممكنة بما في ذلك الطلب من حزب الله عدم الاعتراض. وأضاف "لولا الضغوط المحلية والخارجية التي تعرّض لها الحزب لما كان وضع نفسه في مواجهة مع عقيدته وبيئته وخطاباته الرافضة لأي صفقة مع الولايات المتحدة الأميركية".

مسار جديد وتحول جذري!

وأكد زكا أن هذه الصفقة غيّرت جذرياً منحى العلاقات اللبنانية الأميركية، وأعادت رسم الحدود بين الحكومة وحزب الله، مشيراً إلى أن الولايات المتحدة كانت تعتبر أن حكومة حسان دياب هي حكومة حزب الله وأن لبنان دولة حاضنة للإرهاب، مضيفاً "العلاقات اليوم بين لبنان وأميركا باتت أفضل وتراجعت إمكانية فرض عقوبات على المسؤولين اللبنانيين الذين تعتبرهم أميركا متورطين باعتقال مواطن أميركي من دون مسوغ قانوني". ولفت إلى القانون الذي أعدته السيناتور الديمقراطية جين شاهين وهي في لجنة الشؤون الخارجية بالتنسيق مع السيناتور الجمهوري تيد كروز حول معاقبة المسؤولين عن اعتقال الفاخوري وتوقيف كل برامج المساعدات للبنان ومن ضمنها مساعدات الجيش اللبناني، مؤكداً أن النظرة الأميركية إلى لبنان متساوية مع النظرة إلى إيران، ولا سيما أنّ اعتقال الفاخوري أعطى انطباعاً عن لبنان أنه يخطف رهائن.

السجون السورية

وكشف زكا عن أنه وبصفته السفير الدولي للمؤسسة الأميركية للسلام من أجل التكنولوجيا، يعمل مع الإدارة الأميركية على الإفراج عن كثيرين من المعتقلين في العالم وعلى تحضير الأرضية السياسية، معلناً أن من ضمن خطة عمله معرفة مصير 630 مخطوفاً لبنانياً في السجون السورية "لأنه من غير المعقول أن تظل أمهات هؤلاء لأكثر من 40 سنة يجهلن مصيرهم". وعن تجربته في السجون الإيرانية، قال زكا إنه استحصل على حكم ضد النظام الإيراني من المنظمة الدولية لحقوق الإنسان، مطالباً الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش بعدم التقاعس والمماطلة بتنفيذ الحكم الدولي بحق طهران.

 

مزاعم حسن نصرالله بمؤامرة أميركية لم تُقنع أحداً

السياسة/18 حزيران/2020

مع تزايد حجم الضغوطات الأميركية على النظام السوري وحلفائه بعد إقرار قانون قيصر، تجد الحكومة اللبنانية نفسها في وضع لا تحسد عليه أبداً، باعتبار أنها لن تكون بمنأى عن التداعيات المتوقعة، بسبب إصرار “حزب الله” على توريط لبنان في الحرب السورية. وفي الوقت التي لم تقنع تبريرات الأمين العام لـ “حزب الله” حسن نصرالله، الأوساط السياسية، بشأن ما ادعاه بوجود مؤامرة أميركية لتجويع لبنان، ردت السفيرة الأميركية في لبنان دوروثي شيا، على خطاب نصرالله، بشأن منع الولايات المتحدة دخول الدولار إلى لبنان. وقالت إن “واشنطن لا تمنع دخول الدولارات إلى لبنان، والكلام عن أن أميركا وراء الأزمة الاقتصادية تلفيقات كاذبة، والحقيقة أن عقوداً من الفساد ومن القرارات غير المستدامة في لبنان تسببت بهذه الأزمة”. إلى ذلك، قال مسؤول في إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب: “إننا أوضحنا للمسؤولين اللبنانيين أننا لن نتساهل مع أي تهريب للوقود أو الدولار إلى سورية، وهذا البلد ليس فرصة استثمارية لرجال الأعمال” وسأل رئيس حزب “الكتائب” النائب سامي الجميل، رداً على نصرالله: “هل يحق لفريق من اللبنانيين ان يقرر عن كل اللبنانيين وان يأخذنا الى لبنان لم نقرره؟ هل هناك اي قرار من مجلس الوزراء او مجلس النواب يقول اننا بحالة حرب مع اميركا والغرب والمجتمع الدولي؟ هل قررنا نحن ذلك ام هناك من قرر عنا؟”. وأضاف الجميّل: “لا يحق لأحد جرنا الى المكان الذي يريده ويفرض علينا نمط حياة لا نريده ولا نريد أن نعيش بعزلة وننقطع عن الغرب والعرب ودول العالم كافة”، سائلًا: “لماذا تخنقون البلد وتدفّعون اولادنا الثمن؟ لا نريد مجتمعا ممانعا انما مجتمعا منفتحا”.

 

مأثرة قمعية فاقعة تدور رحاها في الجسم المسيحي المنتفض ؛ بطلها السيد ميشال عون

عبد الله خوري/فايسبوك/18 حزيران/2020

مأثرة قمعية فاقعة تدور رحاها في الجسم المسيحي المنتفض؛ بطلها السيد ميشال عون عبر اعادة انتاج النظام العوني الايراني السوري المشترك والذي اتحفنا من خلاله حزب الله بصنيعه تنصيب ميشال عون رئيسا معلنا ذلك في مجلس النواب متحديا الطائفة المارونية والكرامة الوطنية. نطرح سؤالا عن طريق البداهة؛ هل الذي اقترفته ظلامية شبيحة ما يسمى الثنائي الشيعي قي وسط بيروت مرات متعددة من تكسير ونهب وغزو، هو مسألة فيها نظر؛ اما ما عبّر عنه ميشال شمعون هوبالضرورة والخطر؟؟؟اما بالمحصلة لا ننتظر جوابا كي لا نؤخذ بالبلاهة والسلام على وطن مصادر بحكام الصدف والتسويات المذلة!!!!

 

سفراء الاتحاد الاوروبي زاروا مقر قيادة اليونيفيل في الناقورة وموقعا على الخط الازرق وأكدوا دعم مهمتها في الجنوب

وطنية - الخميس 18 حزيران 2020

زار سفراء الاتحاد الأوروبي، اليوم مقر قيادة القوة الدولية "اليونيفيل" في الناقورة. وشارك في الزيارة سفراء وممثلو الاتحاد الأوروبي والنمسا وبلجيكا وبلغاريا وقبرص وجمهورية التشيك والدانمارك وفرنسا واليونان وهنغاريا وإيطاليا وهولندا وبولندا وسلوفاكيا وإسبانيا

بيان اليونيفيل

واصدرت "اليونيفيل بيانا عن الزيارة لفتت فيه الى ان "وفدا من الاتحاد الأوروبي مؤلفا من 15 عضوا يضم سفراء وكبار الديبلوماسيين المعتمدين في لبنان، زار اليوم المقر العام لليونيفيل ومنطقة عمليات البعثة والخط الأزرق. واستقبل رئيس بعثة "اليونيفيل" وقائدها العام الجنرال ستيفانو دل كول الوفد، برئاسة القائم بالأعمال بالنيابة في بعثة الاتحاد الأوروبي جوليا كوخ دي بيولي، في المقر العام لليونيفيل في الناقورة. وضم الوفد سفراء وممثلين للنمسا وبلجيكا وبلغاريا وقبرص وجمهورية التشيك والدانمارك وفرنسا واليونان وهنغاريا وإيطاليا وهولندا وبولندا وسلوفاكيا وإسبانيا". وأطلع الجنرال دل كول، بحسب البيان، الوفد الزائر على "العمل الحاسم الذي تقوم به البعثة، جنبا الى جنب مع القوات المسلحة اللبنانية، من أجل استقرار الوضع في جنوب لبنان وعلى طول الخط الأزرق". ورافق الوفد الزائر خلال جولة على "الخط الأزرق" بقرب من بلدة رامية في جنوب غرب لبنان. وفي كلمة ألقاها، أشاد رئيس بعثة "اليونيفيل" ب"دعم كتلة الاتحاد الأوروبي لعمل البعثة"، معتبرا ان الزيارة "دليل على الأهمية التي يوليها الاتحاد الأوروبي لعمل اليونيفيل في جنوب لبنان". وأضاف: "أرجو أن تطمئنوا إلى أن حفظة السلام من بلدانكم يقومون بدور مهم للغاية في الحفاظ على وقف الأعمال العدائية، وتخفيف حدة التوتر في منطقة عمليات "اليونيفيل"، ويحافظون على الاستقرار على طول "الخط الأزرق". وتابع: "لقد عزز عمل جنودكم بشكل كبير الجهود العملياتية للبعثة، والذي يتضح من خلال حقيقة أن المنطقة تتمتع بهدوء غير مسبوق منذ 14 عاما".

من ناحيتها، قالت دي بيولي إن "الاتحاد الأوروبي والدول الأعضاء فيه يقدرون "دور اليونيفيل الفريد والمهم" في ضمان أمن لبنان واستقراره. وأضافت أن "زيارتنا المشتركة لجنوب لبنان اليوم هي دليل على التزام الاتحاد الأوروبي ودوله الأعضاء المستمر عمل "اليونيفيل" والسلطات اللبنانية لضمان استمرار السلام والأمن والاستقرار في جنوب لبنان". وتابعت: "نحن مستمرون في دعم جميع جوانب عمل اليونيفيل. إن انتشار اليونيفيل إلى جانب القوات المسلحة اللبنانية أمر أساسي للحفاظ على الاستقرار في جنوب لبنان وعلى طول الشواطئ اللبنانية". واشار البيان الى ان "الاتحاد الأوروبي يساهم بشكل كبير في تنفيذ ولاية "اليونيفيل"، وفقا لقرار مجلس الأمن الدولي 1701. وتساهم 16 دولة من دوله الأعضاء البالغ عددها 27 بقوات عسكرية في اليونيفيل، وهو ما يمثل 33 في المائة من حفظة السلام التابعين للبعثة البالغ عدد أفرادها أكثر من 10 الآف جندي. وخلال عملهم مع "اليونيفيل"، فإن حفظة السلام من دول الاتحاد الأوروبي يسهمون في موارد مالية وغيرها من الموارد للتنمية في جنوب لبنان، مما شكل أيضا عامل استقرار في المنطقة. وحديثا، كثفوا الدعم للمجتمعات المضيفة في إطار المعركة الجماعية ضدّ جائحة كورونا فيروس. إلى ذلك، ساهمت الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، بحسب البيان، "بشكل كبير في رفع قدرات القوات المسلحة اللبنانية وكذلك البحرية اللبنانية، سواء في إطار ولاية "اليونيفيل أو خارجها".

بيان الاتحاد الاوروبي

بدوره، اعلن الاتحاد الاوروبي، في بيان، ان "سفراء الاتحاد الأوروبي زاروا اليوم مقر "اليونيفيل"، وشارك في الزيارة سفراء وممثلو الاتحاد الأوروبي والنمسا وبلجيكا وبلغاريا وقبرص وجمهورية التشيك والدنمارك وفرنسا واليونان وهنغاريا وإيطاليا وهولندا وبولندا وسلوفاكيا وإسبانيا. ورحب قائد "اليونيفيل" الجنرال دل كول بسفراء الاتحاد الأوروبي الذين زاروا أيضا موقعا للقوات الدولية على "الخط الأزرق" "حيث اندلعت الأحداث التي أدت إلى نزاع تموز 2006، وأجروا تقويما للوضع الأمني الحالي على الحدود". وقالت القائمة بأعمال بعثة الاتحاد الأوروبي في لبنان جوليا كوخ دي بيوليه: "يقدر الاتحاد الأوروبي والدول الأعضاء الدور الفريد والمهم الذي تؤديه اليونيفيل في ضمان أمن لبنان واستقراره". وأعربت عن "دعم الاتحاد الأوروبي المستمر لليونيفيل، بما في ذلك قوتها البحرية التي يعتبر انتشارها إلى جانب الجيش اللبناني أساسيا للمحافظة على الاستقرار في جنوب لبنان وعلى طول الشواطئ اللبنانية". إلى ذلك، أشاد السفراء بـ"الأعمال الجارية لإنشاء مقر جديد يموله الاتحاد الأوروبي لفوج نموذجي من الجيش، كالتزام من الدولة لتعزيز سلطتها وسيطرتها على أمن جنوب لبنان". وذكروا بـ"أهمية تزويد اليونيفيل الوسائل والمعدات اللازمة لضمان قدرتها التشغيلية الكاملة، والتي تساهم فيها العديد من الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي مساهمات كبيرة". وأكد السفراء "التزامهم وحدة لبنان وسيادته واستقلاله وسلامة أراضيه". وشددوا على "أهمية التزامه التنفيذ الكامل لالتزاماته الدولية، بما في ذلك قرار مجلس الأمن الدولي 1701 لعام 2006".

 

فرنسا تؤكد تمسكها بسيادة لبنان واستقراره وأمنه

المركزية/18 حزيران/2020

أعربت فرنسا عن قلقها ازاء الاضطرابات الاجتماعية المتزايدة التي تحولت في بعض الاحيان الى أعمال عنف في لبنان وحثت جميع الاطراف على تجنب الاستفزازات. وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الفرنسية أغنيس فون دير مول إن فرنسا “قلقة بشأن التدهور العميق للوضع الاقتصادي والاجتماعي في لبنان” وبشأن العنف الذي حدث في الأيام الأخيرة. وحثت المتحدثة الفرنسية السلطات اللبنانية على ضمان حق التظاهر السلمي. وأشارت المتحدثة إلى أن “زيادة معدل الحوادث يضع السلطات اللبنانية وجها لوجه أمام مسؤولياتها وهي أولا وقبل كل شيء الاستجابة للتطلعات المشروعة للشعب اللبناني وتنفيذ الاصلاحات الضرورية لتعافي البلاد دون تأخير”. وأضافت أن “الأمر متروك للحكومة وجميع الأطراف السياسية اللبنانية لتحمل مسؤولياتها من خلال وضع المصلحة العامة للشعب اللبناني قبل أي مخاوف أخرى”. وحثت على القيام “بالافعال الملموسة” التي طال انتظارها مشيرة إلى أنها ضرورية للحصول على دعم فرنسا والمجتمع الدولي. واضافت المتحدثة ان فرنسا تؤكد تمسكها بسيادة لبنان واستقراره وأمنه وهو أمر ضروري لفصله عن الأزمات الإقليمية موضحة ان باريس تدعم عمل بعثة قوة الأمم المتحدة المؤقتة العاملة في جنوب لبنان (يونيفيل) وتدعو إلى الاحترام الكامل لقرارات مجلس الأمن الدولي ولا سيما القرارين 1559 و 1701. وشددت على “أن فرنسا مستعدة على هذا الأساس مع شركائها لدعم لبنان. وتقف فرنسا اليوم كما في جميع الظروف إلى جانب الشعب اللبناني”.

 

فضيحة “حزب الله” الجديدة: المساعدات الغذائية المخصصة للبنانيين تباع على الارصفة في سوريا

راديو بيروت انترناشيونال/18 حزيران/2020

فضيحة بكل ما للكلمة من معنى، كشفتها صور التقطت في سوريا اظهرت كيف ان مساعدات الأمم المتحدة الغذائية تباع على الارصفة، ما يعني ان شبان طرابلس كانوا على حق عندما اعترضوا تهريبها كونهم على يقين انها مخصصة للبنانيين، وان “حزب الله” وضع يده عليها وهربها الى نظام الأسد الذي بدوره يبيعها لتجار الحرب لدعم الميليشيات الأسدية والإيرانية في سوريا.  في الوقت الذي لا يجد فيه اللبنانيون المال لشراء المواد الغذائية لاسيما بعد ارتفاع سعرها بشكل جنوني، يضع “حزب الله” كعادته مصلحة نظام الاسد فوق كل اعتبار، يهرّب الدولارات اليه، ما تسبب بأزمة شحه من اسواق ومصارف لبنان وارتفاع سعره مقابل الليرة، يهرّب المازوت والمواد الغذائية، وفوق هذا المساعدات المخصصة للبنانيين. لم يخجل حسن نصرالله في خطابه الاخير من القول أن “أميركا لا تفتش في لبنان إلا على مصالح إسرائيل وأمن إسرائيل والحدود البرية والبحرية للكيان ومستقبله”، و “الأميركيون لا يبحثون عن سيادة ومصلحة لبنان ولا يعملون محبة بالشعب اللبناني وهم يبحثون فقط عن المصالح الإسرائيلية”، وكأن نصر الله يعمل لمصلحة لبنان واللبنانيين وليس ايران وسوريا، وكأنه لم يحوّل معابر الوطن الى طرق لتهريب كل ما يدعم النظام السوري. المضحك ما قاله نصر الله: ” للمراهنون على جوعنا نقول لهم لن نجوع ولن نسمح أن يجوع لبنان” وكأن اللبنانيين ومن ضمنهم ابناء بيئته لم يجوعوا بعد، ولم يرفعوا الصوت قبل ايام في قلب الضاحية الجنوبية، تحت جسر المشرفية وحارك حريك، وما الطوابير على ابواب الصيارفة في الضاحية الجنوبية وغيرها من المناطق التابعة للحزب الا خير دليل على ذلك، حيث ينتظر مناصرو الحزب ساعات لشراء مئتي دولار قبل بيعها في السوق السوداء لربح 200 الف ليرة، في وقت يمعن فيه نصر الله بتهريب كل ما يخدم النظام السوري والمخصص الى الشعب اللبناني.

 

شاحنات تعبر المناطق اللبنانية بحماية أمنية متجهة الى سوريا”… برسم قيادة الجيش

راديو بيروت انترناشيونال/18 حزيران/2020

فيديو تداوله رواد مواقع التواصل الاجتماعي، اظهر مواكبة وحماية اليات الجيش اللبناني لشاحنات، قال المواطنون الذين التقطوا المقطع المصور انها تنقل مواد غذائية الى سوريا، حيث عبروا عن غضبهم من امعان الدولة واصرارها على استمرار عمليات التهريب خدمة للنظام المجرم، في وقت يقف الشعب اللبناني في محاولة لمنع ذلك. “على عينك يا تاجر شاحنات الذل والتهريب تعبر المناطق اللبنانية متجهة الى سوريا” بحسب ما قاله احد المواطنين في الفيديو، في وقت سيؤدي فيه استمرار عمليات التهريب الى خضوع لبنان لعقوبات قانون قيصر الذي ابتدأ تنفيذه، والذي اكد حسن نصر الله في خطابه الاخير بأنه لن يسمح له باسقاط سوريا، حيث قال “حلفاء سوريا الذين وقفوا معها سياسيًا وعسكريًا لن يتخلوا عنها في مواجهة الحرب الاقتصادية ولن يسمحوا لها أن تسقط”، ما يعني بكل وضوح انه لن يتوقف عن تقديم الدعم لنظام الاسد، بما في ذلك الاستمرار بعمليات التهريب سواء الدولار او المازوت او المواد الغذائية.

لذلك فإن قيادة الجيش معنية بالتوضيح، للشعب اللبناني اولاً الذي يعاني قسم كبير منه من الجوع، الفقر، البطالة والحرمان، لاسيما مع ارتفاع سعر صرف الدولار الى حدود خيالية، كما ان قيادة الجيش معنية بتوضيح الامر الى المجتمع الدولي الذي يراقب عن كسب من يتعامل مع النظام السوري، لانزال اشد العقوبات به، فإن كان فعلاً الجيش اللبناني يحمي الشاحنات التي تهرب المواد الغذائية الى سوريا، فيعني ان الحكومة اللبنانية متورطة في ذلك، وبالتالي فهي تعرض الجيش ولبنان واللبنانيين الى عقوبات ليس لديهم قدرة على تحملها. ليست هذه المرة الأولى الذي يقوم فيه الجيش اللبناني بتأمين مواكبة وحماية للشاحنات التي تقوم بنقل مواد غذائية وغيرها للنظام السوري. حيث شهدت مدينة طرابلس منذ أيام أحداث عنف على محاولة متظاهرين منع شاحنات تنقل مواد غذائية من لبنان إلى سوريا. الفيديو برسم قيادة الجيش، وعليها المسارعة باصدار بيان لتوضيح الامر.

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

النهار: أي "حوار" بين مطرقة قيصر وسندان نصرالله؟

النهار/الخميس 18 حزيران 2020

أي حوار يمكن ان يعقد في قصر بعبدا ما لم يقترن بضمانات جادة ان يؤدي الى خلاصات سياسية توفر للبنان استعادة الحد الادنى من استقلالية قراره الوطني بما ينجيه من عاصفة ارتباطات القوى الحليفة لمحور "الممانعة" بالنظام السوري؟ وهل تتوافر معايير حوار كهذا في خلفيات مبادرة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الى الدعوة الى اجتماع "وطني" في 25 حزيران الجاري، بما يعني اخذ المواقف المعارضة لمجمل سياسات العهد وحلفائه في الاعتبار واعلان قرارات وخطوات على اساسها نتائج حوار حقيقي وليس شكلياً؟ الواقع ان مصير الاجتماع الذي يزمع قصر بعبدا توجيه الدعوات اليه والذي سيضمّ الى رؤساء الجمهورية ومجلس النواب والحكومة، الرؤساء السابقين للجمهورية والحكومة ورؤساء الاحزاب والكتل النيابية، اتخذ أمس طابعاً اختبارياً من شأنه ان يقرر في الايام القريبة ما اذا كان ممكناً ان يشكل محطة سياسية نوعية تبنى عليها رهانات لتبديل الاتجاهات السلبية المتحكمة بالبلد سياسياً واقتصادياً ومالياً، أو تسقطها سلفاً الحسابات المتعاكسة بين العهد وحلفائه والقوى والشخصيات الاخرى المناهضة لسياساتهما.

وبدا واضحاً أن لبنان بدأ أمس مسار انزلاقه الى موقع دراماتيكي جديد مع بدء سريان "قانون قيصر" الاميركي للعقوبات على النظام السوري الذي شكلت الدفعة الاولى منه في حق عشرات المسؤولين والكيانات في سوريا وعلى رأسهم الرئيس السوري بشار الاسد وزوجته اسماء نموذجاً مبكراً الى مدى التشدد الذي يطبع هذا القانون الذي لن يكون لبنان بمنأى عن مفاعيله وعقوباته سواء في ما يتصل بمسؤولين وسياسيين وحزبيين يقيمون علاقات وثيقة مع النظام السوري، أو بمؤسسات وشركات وافراد قد تكون اعمالهم ومصالحهم في سوريا مهددة بالعقوبات الاميركية الجديدة. وفي ظل هذا الواقع الطارئ اتخذ الكلام عن اجتماع حواري في بعبدا بعداً أشد الحاحاً لجهة تحديد جدول اعمال للاجتماع يوازي باولوياته الخطورة البالغة للاوضاع في لبنان سواء من الناحية الداخلية في ظل تصاعد الازمات المالية والاجتماعية، أو من الناحية الخارجية التي باتت تداعياتها تضغط بقوة على الحكم والحكومة والقوى السياسية للاسراع في اتخاذ خطوات تحمي لبنان من مزيد من الاستنزاف في ظل قانون قيصر. لكن المناخات الداخلية في الساعات الاخيرة لم تظهر مؤشرات ايجابية بعد لا لجهة تأكيد المشاركة السياسية الواسعة في الاجتماع بحيث لا تزال معظم الشخصيات والجهات المدعوة مبدئياً الى الاجتماع تتريث في تحديد موقفها ومشاركتها، ولا لجهة بلورة السيناريو الذي يفترض ان تنعقد الجلسة الحوارية على أساسه وجدول الاعمال الذي يجب ان تتمحور عليه المناقشات وخلاصاتها. ولعل ما زاد الاجواء الضبابية بل المشدودة حيال أي حوار محتمل، المفاعيل السلبية للكلمة التي ألقاها الامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله مساء الثلثاء والتي اتسمت بمنسوب مرتفع من الحدة والتصلب حيال موضوع قانون قيصر مستبقا كالعادة موقف الدولة والقوى السياسية وواضعا لبنان في فوهة التداعيات المكلفة للصراعات الاقليمية والدولية وتورطات الحزب في حروبها وميادينها. وذهبت أوساط معارضة للعهد وحليفه "حزب الله" الى التعبير عن تشاؤمها المتزايد من تداعيات التطورات المقبلة على المنطقة ولبنان في ظل المواقف التي اعلنها نصرالله من دعوته الى مواجهة "قانون قيصر" أو امعانه في التصويب على تغيير هوية الاتجاهات الاقتصادية للبنان والاصرار على الاتجاه نحو"الشرق" أي في اتجاه الصين وايران، أو من خلال التصعيد الخطير الذي برز في بعض الرسائل التهديدية في رده على موضوع المطالبة بسحب سلاح "حزب الله" والذي ذهب الى حدود التهديد بالقتل. وتقول هذه الاوساط انه من غير المفهوم كيف يمكن تلبية دعوة القصر الجمهوري الى "حوار" فيما يستبقه نصرالله برسم خريطة الطريق وبالتفرد الاستباقي بالمواقف حتى من دون مراعاة حلفائه وعلى رأسهم رئيس الجمهورية ولا الحكومة التي تعمد ان يمننها بانه ليس في وارد تبديلها حالياً. وتالياً فان الشكوك تبدو منطقية في نتائج هذا الحوار الذي ان عقد سيكون بين مطرقة "قانون قيصر" وسندان تورطات "حزب الله".

ردود

وردت السفيرة الاميركية دوروثي شيا على اتهام نصرالله للادارة الاميركية بمنع دخول الدولار الى لبنان، فقالت ان "واشنطن لا تمنع دخول الدولار الى لبنان والكلام عن ان الولايات المتحدة تقف وراء الازمة الاقتصادية تلفيقات كاذبة، والحقيقة ان عقوداً من الفساد ومن القرارات غير المستدامة تسببت بهذه الازمة".

وفي معرض الردود على كلام نصرالله أمس، قال رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل: "نصرالله يخرجنا من الاقتصاد العالمي ويكرس عزلتنا الدولية والعربية ويحولنا الى بلد دون طموح ورفاهية"، متسائلاً: "هل يحق لفريق من اللبنانيين ان يقرر عن كل اللبنانيين وان يأخذنا الى لبنان لم نقرره"؟ ورأى ان "خلاصة كلام نصرالله أن ليس هناك أي جواب عن الازمة التي يعيشها الشعب اللبناني من اقتصادية ونقدية ومالية وان الحل في الذهاب الى المنطق الاقتصادي الممانع على مثال الدول الممانعة مثل ايران وسوريا وفنزويلا".

الحريري وجنبلاط

وفي التحركات السياسية البارزة زار رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط "بيت الوسط" مساء أمس على رأس وفد من الحزب واللقاء الديموقراطي والتقى الرئيس سعد الحريري وعدداً من نواب "كتلة المستقبل". وتناول اللقاء آخر المستجدات السياسية في البلاد وسبل التنسيق والتعاون بين الحزب و"تيار المستقبل".

وصرح جنبلاط بعد انتهاء اللقاء ان "هذه زيارة تضامن مع رمز الاعتدال السني اللبناني ابن الشهيد رفيق الحريري، ولتأكيد أهمية الحوار بالرغم من كل الظروف الصعبة التي نعانيها حاليًا"، مشيراً الى ان "الطريق طويل مع الحريري ورئيس مجلس النواب نبيه بري والمخلصين في لبنان من أجل تجاوز العقوبات، ولن نفقد الامل بنهاية المطاف".

وقال الحريري رداً على سؤال: "هل نحن من قمنا بإنشاء قانون قيصر؟ يجب على الدولة اللبنانية البحث في كيفية التعامل مع تداعياته لان القانون ليس لبنانيا ويطبق على أي دولة تتعامل مع سوريا، ويمكن غضّ النظر عن قانون قيصر ولكن ذلك يرتّب تداعيات على لبنان".

وشدد الحريري على انه "يجب على الحكومة تقرير ما يجب أن تفعله في ما يخص قانون قيصر، فنحن معارضة ونحن لسنا ضدّ الحوار ولكن في الأزمة التي نواجهها لم يعد ينفع الحوار بلا نتائج".

وعن وضع طرابلس قال: "ليس أمراً جديداً محاولة تشويه صورة طرابلس و"سرايا المقاومة" مش مقصرين و"المنتدى" وغيرهم مش مقصّروالغطاء من عندنا مرفوع عن الجميع".

ولوحظ ان المدير العام للامن العام اللواء عباس ابرهيم زار الحريري مساء أمس للمرة الثانية في 24 ساعة لكي يتبلغ منه موقفه من دعوة رئاسة الجمهورية الى لقاء التشاور عشية توجيه بعبدا الدعوات الى اللقاء. وفهم ان الرئيس عون يشترط حضور الشخصيات الـ 20 التي ستوجه اليها الدعوات وانه كان ينتظر موقف الحريري الذي ظل متحفظاً عن المشاركة حتى خلال لقائه وجنبلاط، فيما سعى اللواء ابرهيم الى معرفة جوابه النهائي لان عليه يتوقف المضي في توجيه الدعوات اليوم .

في سياق اخر برز تطور بارز في إنجاز اللجنة الفرعية لتقصي الحقائق المالية مهمتها من خلال خفض كبير في الأرقام بما يؤكد اعادة الحكومة النظر في أرقامها . وثمة ارتياح لدى وزارة المال ومصرف لبنان والمصارف للنتائج والخلاصات التي وصلت اليها فرعية المال لتقصي الحقائق. وستبدأ اللجنة بالمعالجات وفقا لارقام جديدة الاسبوع المقبل. ووفق المعلومات فان ارقام الخسائر خفضت بشكل وازن.

 

نداء الوطن: خلاصة "تقصّي الحقائق": خليط من "البازل" وبنك التسويات الدولية طريق "الشرق" مسدود... إيران "مخنوقة" والصين "لا تريد مشاكل"!

نداء الوطن/الخميس 18 حزيران 2020

ما كاد الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله ينهي كلامه على وقع ترددات أصداء شعار "سنقتلك سنقتلك سنقتلك"... حتى دارت الدوائر لتزيد بمصائبها مصيبة جديدة على كاهل حكومة حسان دياب، فلا هي قادرة على مواجهة سيف قيصر بـ"مشطٍ" متآكل الأسنان اقتصادياً ومالياً واجتماعياً، ولا هي تملك حولاً ولا قوة إزاء رعاتها في خط الممانعة وتوجهاتهم. وإذا كانت طلائع القانون الأميركي الجديد طوّقت بقيودها رأس الهرم في هيكلية النظام السوري، سرعان ما توالت التحذيرات الأميركية الرسمية من كون الأفواج التالية لتطبيقات القانون لن تتهاون مع المتعاملين مع النظام "أيا كانوا" وتم إبلاغ الجانب اللبناني "برسائل واضحة في هذا المجال"، في وقت لم يتأخر رد السفيرة دوروثي شيا على اتهام نصرالله لواشنطن بأنها تقف وراء حظر دخول الدولار إلى لبنان واصفة هذا الكلام بأنه "تلفيقات كاذبة والحقيقة أنّ عقودا من الفساد ومن القرارات غير المستدامة في لبنان تسببت بهذه الأزمة".

يبقى السؤال ماذا عن طرح "الاتجاه شرقاً" الذي يصرّ عليه الأمين العام لـ"حزب الله"؟ تجيب مصادر غير معادية لهذا الطرح لـ"نداء الوطن": "بالطبع هو طريق قابل للتعبيد لكنه للأسف كان كذلك قبل استفحال الصراع بين واشنطن وبكين، أما الآن فالصين بعد أزمة كورونا لا تجد نفسها معنية بإثارة أي استفزاز للولايات المتحدة ولا تريد زجّ نفسها في أية مشاكل إضافية لاعتبارات تتعلق بالأمن القومي الصيني، بينما طرق الشرق المؤدية إلى إيران هي أساساً مسدودة بفعل عقوبات قديمة وجديدة تمنع التعامل معها وبالكاد استطاعت طهران أن تزوّد فنزويلا بشحنة بنزين بعد جهد جهيد، هذا عدا عن كون إيران نفسها "مخنوقة" ويعاني شعبها الأمرّين من اشتداد وطأة الضائقة الاقتصادية والنقدية في البلاد، وقد بلغ التومان الإيراني الجديد، بعد حذف أربعة أصفار منه، مستوى قياسياً جديداً من التراجع خلال الساعات الأخيرة وبالتالي هو ليس أفضل حالاً من الليرة اللبنانية لكي يستطيع أن يشكل رافعةً لها".

وفي قراءة لما بين سطور بيان السفارة الصينية أمس، تزيد القناعة بأنّ الصين غير معنية بمقاربة نصرالله للاستثمارات الصينية من منطلقات تضعها في سياق المواجهة المفتوحة مع الولايات المتحدة والتصدي لعقوباتها، لا سيما وأنّ المصادر لاحظت "تشديداً صينياً على أنّ أي استثمار في لبنان إنما سيكون استثماراً للشركات وليس للدولة الصينية"، لافتةً الانتباه إلى أنه "ليس من تقاليد الديبلوماسية الصينية التوغل في منطق المواجهة والغوص في المشاكل الإقليمية كما هو مطروح اليوم من خلال الحديث عن مواجهة العقوبات الأميركية الجديدة على سوريا". وذكّرت في هذا السياق بأنّ "الاستثمار الصيني في البنى التحتية السورية كان قد طُرح بقوة بين عامي 2015 و2017 وحتى أنّ الوفود الصينية قامت بزيارات ذات صلة بهذا الملف إلى لبنان تدارست خلالها فرص الاستثمار في مرفأ طرابلس بالإضافة إلى البحث في إمكانية إقامة مشاريع معيّنة في البقاع على أساس أنّ لبنان سيكون منصة انطلاق نحو إعادة إعمار سوريا، لكن في الوقت الراهن يبدو أنّ بكين أعادت النظر بهذا التوجه في ضوء التطورات والمستجدات الأخيرة لا سيما مع دخول قانون قيصر حيّز التنفيذ مع ما يفرضه من عقوبات على الشركات التي تبرم أي أعمال أو عقود مع الدولة السورية". أما عن إثارة مشروع التمويل الصيني لمشروع خط قطار يربط الناقورة بطرابلس، فهي بحسب المصادر "فكرة حيوية وتطويرية مطلوبة طبعاً ولكنها لا تندرج في إطار معالجات الأزمة الاقتصادية والمالية المستفحلة لأنّ مردودها للدولة اللبنانية لن يكون قبل نحو 10 سنوات، في حين أنّ المطلوب اليوم هو سيولة نقدية فورية للخزينة وفي مدة لا تتعدى 10 أسابيع وليس حتى 10 شهور".

ولأنّ "الكاش" غير متوفر إلا في صندوق النقد الدولي، تتكثف الجهود لوضع خطة لبنانية رسمية موحدة يتم التفاوض على أساسها مع الصندوق بعد غربلة الخلافات والاختلافات الحاصلة إزاء أرقامها بين الحكومة والمصرف المركزي وجمعية المصارف، وقد نجحت مبدئياً لجنة تقصي الحقائق النيابية في تحقيق هذا الهدف حسبما تبيّن من نتائج أعمالها وخلاصة ما توصلت إليه في جلستها الختامية أمس. وفي هذا الإطار، علمت "نداء الوطن" أنّ رئيس اللجنة النائب ابراهيم كنعان سيرفع تقريرها النهائي إلى رئيس مجلس النواب نبيه بري بعد انعقاد لجنة المال والموازنة اليوم ليبنى على الشيء مقتضاه، وسط تقاطعات نيابية أكدت لـ"نداء الوطن" على كون بري أبدى دعماً قوياً لعمل لجنة تقصي الحقائق وللتدقيق المالي الذي قامت به، وسط تجلي تأييد نيابي من مختلف الكتل لما توصلت إليه من أرقام وتقديرات مالية من المتوقع أن تشهد خفضاً للخسائر المقدرة من 241 ألف مليار ليرة إلى ما دون 100 ألف مليار.

وبحسب المعلومات المتوافرة من مصادر مواكبة، فإنّ الخلاصة النيابية التي توصلت إليها اللجنة مبنية على مقاربة جديدة تطيح بخطة الحكومة المالية وبأرقامها وفي الوقت نفسه لا علاقة لها بأرقام المصرف المركزي بل هي أتت "نتيجة نقاش علمي مستند على خليط من معايير "البازل" وبنك التسويات الدولية"، موضحةً أنّ هذه المعايير أدت إلى "إعادة تقييم الخسائر بشكل مختلف عن أرقام الحكومة وأرقام المصرف المركزي الأمر الذي أثّر على المعالجات المطروحة وأبرزها ما يتمحور حول عدم تصفية كل ديون لبنان والتزاماته حتى العام 2040 كما كان وارداً في خطة الحكومة ليصار إلى مراعاة ما أوصت به الجهات الخارجية ومنها البنك الدولي وصندوق النقد واعتماد معالجة تدريجية للخسائر، وهذا ما سينعكس إيجاباً، في حال التزمت به الحكومة بعد نيله إجماعاً نيابياً، لناحية الحؤول دون الدخول في متاهات الهيركات".

 

لجنة المحامين للدفاع عن المتظاهرين في لبنان/بيان لجنة الدفاع عن المتظاهرين حول توقيف سلطان يعقوب

18 حزيران 2020

بتاريخ ١٧/٦/٢٠٢٠، أطلقت النيابة العامة الاستئنافية في النبطية سراح الناشط سلطان يعقوب بعد توقيفه من قبل النيابة العامة العسكرية والتحقيق معه لمدة 5 ايام على خلفية مشاركته في تظاهرة الخميس الماضي في النبطية الهادفة للاعتراض على سياسات المصارف، وهي مدة تتجاوز المدة الأقصى التي يسمح بها القانون لاحتجاز المشتبه فيهم على ذمة التحقيق، تم استدعاء سلطان صباح يوم السبت الماضي من قبل مديرية المخابرات في النبطية التي احالته إلى فرع مخابرات صيدا وبعد يومين تم إحالته لدى الشرطة العسكرية بناءاً على اشارة النيابة العامة العسكرية؛

وقد تبين أيضاً وجود شكويين بحقه امام النيابة العامة الاستئنافية في النبطية الاولى مقدمة من قبل مصرف لبنان والثانية من عدة مصارف مجتمعة؛ تابعت لجنة المحامين للدفاع عن المتظاهرين الملف منذ علمها بالتوقيف ولحين إطلاق سراح سلطان ، وسجلت الملاحظات التالية :

١- تستمر بعض فروع مديرية المخابرات بتخطي دورها المنصوص عنه في القانون

٢- لم يتضح لتاريخه سبب إشارة النيابة العامة العسكرية سيما وأن الفعل المرتكب من قبل الموقوف يدخل باختصاص القضاء العدلي وليس العسكري خاصة وقد تبين أن سلطان غير موقوف بإشارة من النيابة العامة الإستئنافية

٣- تؤكد اللجنة على ضرورة الالتزام بالقوانين المحلية والدولية واحترام قواعد الاختصاص من قبل الأجهزة الأمنية والضابطة العدلية، إذ أن ما حصل أدى الى خضوع سلطان للتحقيق من قبل ثلاث أجهزة مختلفة وإبقاءه رهن التوقيف بشكل مخالف للقانون ولمدة تتجاوز المهلة القانونية رغم أن أفعاله لا تتخطى الجنحة العادية

4- تسجل اللجنة أن عدد من المتظاهرين ومنهم سلطان يعقوب يعتبرون أن ما يقومون به ينضوي في إطار الاعتراض السياسي وهو نتيجة لمّا لحق بالمواطنين من ضرر نتيجة ارتكابات المصارف والسلطة التي أودت باقتصاد البلد الى الهاوية كما صرح سلطان يعقوب وآخرين من المتظاهرين في افاداتهم اثناء التحقيق

وعليه تتمنى اللجنة على النيابات العامة توفير الجهود التي تبذل لقمع واخضاع المتظاهرين من اجل بذلها في ملاحقة الفاسدين وناهبي المال العام وتالياً معالجة السبب وليس النتيجة.

 

علوش: عون مرهون ومديون لحزب الله

أخبار اليوم/18 حزيران 2020

يظهر وكأن مشاركة الرئيس سعد الحريري في الحوار المزمع عقده في بعبدا الخميس المقبل محورية، حيث اضافة الى الزيارة التي قام بها الى رئيس مجلس النواب، اللقاءات في بيت الوسط لم تتنقطع...

في موازاة ذلك، يحمّل البعض، لا سيما من يدور في فلك رئاسة الجمهورية، رئيس "المستقبل" مسؤولية افشال الحوار حتى قبل انعقاده، وصولا الى ربط الحوار بمشاركته.

هل هذه الحركة التي يشهدها بيت الوسط تحمل في طياتها ابعد من لقاء حواري وان كان عنوانه انقاذي؟!

حضور لاخذ الصور

رفض عضو المكتب السياسي في تيار المستقبل النائب مصطفى علوش تحميل الحريري مسؤولية انقاذ البلد مما يتخبط فيه، قائلا: هذا الكلام الطباوي لا ينفع، مذكرا ان من خرج عن الوفاق الوطني وتسبب بالانهيار الحاصل هو الداعي اليوم الى الاجتماع الوطني. وفي حديث الى وكالة "أخبار اليوم"، قال علوش: مشاركة الحريري او اي طرف خارج السلطة اكان القوات او الكتائب... من المفترض ان تستمع الجهات الداعية الى رأيهم، فلا يكون الحضور لاخذ الصور في بعبدا. واذ اعتبر ان السبب المباشر للانهيار هو الخيارات السياسية المرتبطة بحزب الله، قال: اذا كانت الدعوة الى "حوار الطرشان"، فلا داعي للمشاركة، اما اذا كان هناك انفتاح على الآخرين فعندها قد تكون المشاركة مجدية. واضاف: محاولة تحميل المسؤولية للجميع امر مرفوض فمن هم في السلطة عليهم تحملها، موضحا ان الحريري لا يرفض فكرة المشاركة بل ينتظر جدول الاعمال وهو على تشاور مع رؤساء الحكومات السابقين ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط ورئيس مجلس النواب نبيه بري، الى جانب التشاور مع  تيار المستقبل، مشددا على ان القضية ليست فلكلورا.

"سيد لبنان"

وردا على سؤال، اعتبر علوش انه من المفترض ان يضع الرئيس ميشال عون رؤيته، التي يبدو حتى اليوم انها تنطلق مما يقوله "سيد لبنان" (في اشارة الى الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله) ... سائلا: هل علينا السير بخيارات حزب الله حتى ولو كانت باتجاه الانتحار او الجوع او الحرب...

وقال:  رئيس الجمهورية مرهون ومديون لحزب الله على اكثر من صعيد، في حين ان اي انسان عاقل لا يمكن ان يقتنع بخيارات نصر الله، ولكن تفكير العاقل يختلف عن المديون الذي يتجه الى خيارات غير عاقلة. وسئل:  اذا لم يحضر الحريري هل يخسر لقاء بعبدا الاجماع الوطني؟ اجاب علوش: لا يهدف الحريري الى الذهاب نحو اي منحى طائفي، بل القضية الاساسية ماذا سيقدّم خلال هذا الاجتماع، مشددا على ان الحريري لا يمارس النكايات، لكن لن يغطي خيارا ليس مساهما فيه ولا مسؤولا عنه ولا يعبر عن رأيه، كما لا يمكن تغطية شيء هو يرفضه.

هذا هو الحل الوحيد

واعلن ان الشارع الواسع الذي ينتمي اليه سعد الحريري لا يؤيد مشاركته بهذا الحوار، اضف الى ذلك ان الجزء الاكبر من اللبنانيين، حتى من الطائفة المارونية، ينظرون الى ساكن في القصر الجمهوري على انه اميل لحود ثان. واذ اعتبر ان  لا شيء يبشر بالخير، شدد علوش على ان الحل الوحيد الذي يمكن ان ينقذ البلد، هو ان يسلّم نصر الله سلاحه الى الدولة، لكنه لن يفعل. وختم: اما اذا كان هناك اي خيار آخر فالذي يروج له عليه ان يتحمل المسؤولية.

 

سياسيون لبنانيون يحمّلون «حزب الله» مسؤولية الأزمة المالية

بيروت/الشرق الأوسط/18 حزيران/2020

أعلن رئيس «حزب الكتائب» النائب سامي الجميل أنه عندما يوضع جدول أعمال واضح لجلسة الحوار التي دعا إليها رئيس الجمهورية ميشال عون، فسوف يتخذ حزبه القرار المناسب بشأن المشاركة من عدمها، ورد على الكلام الأخير لأمين عام «حزب الله» حسن نصر الله، سائلاً: «هل يحق لفريق معين تحديد وتقرير مصير باقي الشعب اللبناني؟»، عاداً أنه بعد التسوية الرئاسية (انتخاب العماد ميشال عون رئيساً) أصبح منطق «حزب الله» هو منطق الدولة. وقال الجميل في مؤتمر صحافي: «لا جواب في كلام نصر الله للأزمة الاقتصادية والمالية والنقدية التي يعيشها الشعب اللبناني، وما نستخلصه هو أن الحل هو الذهاب إلى منطق الاقتصاد الممانع على مثال الدول الممانعة الأخرى، وبالتالي لا استثمار، وخروج من الاقتصاد العالمي، وتكريس للعزلة». وحذر الجميل من أن خروج لبنان من الاقتصاد العالمي يعني أنه لا وجود لفرص عمل ولا استثمارات ولا دعم دولي ولا سوق للمنتجات اللبنانية في الخارج، وبالتالي الليرة ستتدهور أكثر، عادّاً أن «المشكلة التي نواجهها أنه بعد التسوية الرئاسية، أصبح منطق (حزب الله) هو منطق الدولة؛ لأنه وضع يده على الدولة، ولأن بعض الفرقاء قرروا تسليم السلطة للحزب».

وإذ شدد على أن «الدستور ليس وجهة نظر»، توجه لنصر الله بالقول: «نحن لسنا عملاء؛ بل لبنانيون، ونعتبرك لبنانياً مثلنا، ونطلب منك وضع نفسك معنا تحت سقف الدستور، وما نطلبه هو إعادة بناء لبنان جديد، ولن ننجر إلى منطق الأمن الذاتي والكلام الطائفي».

وأكد الجميل أنه «لا يمكن لـ(حزب الله) أن يتبرّأ من الواقع الاقتصادي الذي وصلنا إليه، والجيش يُمنع من إقفال المعابر غير الشرعية؛ لأن الحزب لا يريد ذلك»، خاتماً بالقول: «الشعب اللبناني هو الذي يقرّر مصيره، وليتم ردّ القرار للبنانيين عبر انتخابات».

وفي الإطار نفسه، لاقى كلام نصر الله مواقف رافضة، لا سيما دعوته إلى التوجه إلى الشرق والتعامل مع الصين واتهامه أميركا بعدم ضخ الدولار إلى لبنان كما دفاعه عن النظام السوري وارتباطه بإيران.

وقال الوزير السابق والناب الحالي في «حزب القوات اللبنانية» بيار بو عاصي، في رد على نصر الله: «أحسنت يا سيّد، هكذا تماماً تساق الإبلُ؛ ولسنا بإبل». وكتب في حسابه على «تويتر»: «لا؛ لن نضحي بآخر عملاتنا الصعبة لإنقاذ النظام السوري... دولاراتنا ملك المودعين من مواطنينا ولهم وحدهم حق الإفادة منها». وأضاف في رد على قول نصر الله إن «حزب الله» غير مسؤول عن الشباب الذي قدموا إلى وسط بيروت وقاموا بتكسير وإحراق المحال: «بالطبع حين تخرج قوافل الدراجين الغوغائيين الحاملين أعلامك، من معقلك، لتقضَّ مضاجع الآمنين، فأنت حكماً من أرسلهم». وأضاف: «صدَقتَ؛ فأنت تريدُ سلاحَكَ ومالَنا وأمننا واقتصادنا في خدمة نظامين في دمشق وطهران، كي تبقى بيروت الضحيّة الكبرى».

وتوجه لنصر الله بالقول: «لسنا ضيوفُكَ... لا تقرر عنا شيئاً، سقفنا العيش المشترك والدولة والدستور والقانون، كي لا نضطرّ، كما تفضّلتَ، للعودة إلى الأمن الذاتي».

وأضاف بو عاصي: «فكِّر مليّاً بما جنتهُ سياساتُكَ، قُبَيلَ فواتِ الأوان. ارحم جمهورَكَ رأفة به وبلبنان الذي لم ولن يكونَ يوماً (الجمهورية الإسلامية في لبنان)». كذلك؛ رد النائب السابق مصباح الأحدب عبر حسابه على «تويتر»، على نصر الله: «أقنعتم الناس بأن ذهابكم إلى سوريا كان للدفاع عن لبنان، وها أنتم اليوم تستعملون لبنان للدفاع عن رئيس النظام السوري بشار الأسد»، مضيفاً: «تحولت معادلتكم من (السلاح للدفاع عن لبنان)، إلى (لبنان للدفاع عن السلاح). اتقوا الله بشعبكم الجائع والمذبوح».

بدوره، رد النائب السابق فارس سعيد، على نصر الله قائلاً: «لا تقدّمون لنا سوى الفتنة والتخلّف». وفي تغريدة له على «تويتر» كتب: «إذا كان من يحمل عنوان نزع سلاح (حزب الله) وتنفيذ القرار الدولي (1559) لا يشكّل (وزناً سياسياً) فلماذا خصصّ حسن نصر اللهّ مقطعاً في حديثه عنه؟»، وأكد سعيد التمسّك بالدستور و«اتفاق الطائف» والقرارات الدولية «وحتى آخر نفس؛ لأن لبنان لا يمكن أن يحكمه فريق متسلّط». وتوجّه سعيد إلى نصر الله قائلاً: «لا ننكر خضوع لبنان لحصار مالي وسياسي، في الوقت ذاته عليكم عدم إنكار أنكم سبب حصارنا».

 

معارضون {فوجئوا} بدعوة عون إلى «لقاء وطني» في قصر بعبدا

بيروت: محمد شقير/الشرق الأوسط/18 حزيران/2020

فوجئ الوسط السياسي بدعوة رئيس الجمهورية ميشال عون «كبارَ القومِ» ممن يتعاطون الشأن العام لـ«لقاء وطني» يعقد الخميس المقبل في قصر بعبدا. وعلى جدول أعماله؛ الأمن السياسي، والوضعان المالي والاقتصادي. في محاولة ولو متأخرة - كما تقول مصادر في المعارضة - لتقديم نفسه على أنه الجامع بين اللبنانيين، ويتموضع في منتصف الطريق، لتقريب وجهات النظر بين الموالاة والمعارضة، وهذا ما لم يحصل منذ انتخابه رئيساً للجمهورية. وتتعامل مصادر المعارضة مع دعوة عون على أنه في حاجة ماسة لإعادة تعويم عهده، في ضوء عدم قدرته على تحقيق ما تعهّد به في خطاب القسم من جهة، ولترميم الوضع الحكومي من جهة ثانية، وتؤكد لـ«الشرق الأوسط» أن مَن يحرص على تفعيل الحوار لا يوفّر الغطاء السياسي لحكومة ما زالت تتخبط في حالة من الإرباك. وتضيف أن عون بدعوته للقاء يجمع الأضداد تحت سقف واحد، لا يشجع على الحوار، ويهدد بأن يتحول حوار طرشان، وتقول إن عدد المدعوين يفوق عدد أعضاء الحكومة العشرينية، وبالتالي قد ينتهي إلى التقاط صورة مع من حضر، في ظل ميل أطراف إلى الاعتذار عن الحضور.

وتعتبر أن الدعوة جاءت ارتجالية، ما يعزّز الاعتقاد بأن اللقاء يبقى في حدود الاستعراض الإعلامي، ومن موقع الاختلاف، من دون أن يؤدي إلى إحداث خرق في الاصطفاف السياسي القائم على الانقسامات الحادة بين الموالاة والمعارضة والاختلاف داخل «البيت الواحد».

وتقول المصادر إن رؤساء الحكومة السابقين الذين التقوا أول من أمس قرروا مواصلة المشاورات لتحديد موقفهم النهائي، فلا عجلة في اتخاذ القرار؛ خصوصاً أن مدير الأمن العام اللواء عباس إبراهيم سلّم الحريري دعوة من عون لحضور اللقاء، لكن الحريري تريّث في إبلاغه جوابه النهائي، وهذا ما انسحب على اجتماعه برئيس المجلس النيابي نبيه بري. وتقول إذا كان الهدف من اللقاء أن ينتهي بلا مفاعيل سياسية، فإنه سيكون لبعض الأطراف في المعارضة رأي آخر، وهذا ما سيتوضّح من خلال التواصل مع الرئيس بري، ليأتي اللقاء مثمراً، رغم أن الشكل لا يخفي المضمون.

وتؤكد المصادر نفسها أن الأمن السياسي لا يحتاج إلى عقد هذا اللقاء، فيما يستدعي البحث في الوضعين المالي والاقتصادي، أن تأتي مقاربتهما في حضور أهل الاختصاص من مصرف لبنان إلى جمعية المصارف مروراً بالهيئات الاقتصادية، وهذا ما لم يحصل بسبب عدم دعوتهم.

وتعتبر أن لبنان يمر في مرحلة حرجة، مع بدء تطبيق «قانون قيصر» الذي يفرض رزمة من العقوبات على النظام في سوريا، وتساءل؛ هل يمكن إغفال البحث فيها، طالما أن الأمين العام لـ«حزب الله» حسن نصر الله يتعامل معه من موقع التضامن مع الرئيس بشار الأسد؟ وماذا سيقول لبنان الرسمي للجهات الدولية التي أعلمته بأن القانون جدّي، ويجب احترامه؟! خصوصاً أن الموقف اللبناني لن يقدّم أو يؤخّر في تطبيقه، وبالتالي من الأفضل اتباع سياسة النأي بالنفس.

 

تهافت اللبنانيين على شراء الدولار مستمر وتحذيرات من نتائج ضخ العملة في السوق

بيروت/الشرق الأوسط/18 حزيران/2020

في اليوم الثاني لبدء العمل بقرار ضخ المصرف المركزي الدولار في السوق، بناء على طلب الحكومة اللبنانية، في محاولة للحد من انهيار الليرة، لم يتبدل المشهد على أبواب الصرافين؛ حيث يتهافت اللبنانيون على شراء العملة الخضراء، من دون أن ينعكس هذا الإجراء انخفاضاً في سعر الصرف في السوق السوداء؛ بل سجل أمس أكثر من 5 آلاف ليرة، رغم تحديد بيان الصرافين له بـ3910 كحد أقصى. وهذا الأمر استدعى مواقف سياسية منتقدة لقرار مجلس الوزراء محذرة من عواقبه، بينما قدم النائب في «اللقاء الديمقراطي» هادي أبو الحسن سؤالاً إلى الحكومة باسم «اللقاء»، عبر مجلس النواب، بشأن هذا الإجراء. وتضمن السؤال استفسارات عما إذا كانت الحكومة قدرت حجم الخسائر التي سوف يمنى بها المصرف المركزي نتيجة هذه العملية؟ وهل تأكدت مما إذا كان الاحتياطي من العملات الأجنبية كافياً للسيطرة على السوق؟ وهل قدرت الحكومة ما هو حجم الأموال الأجنبية التي سوف تهرب من السوق اللبنانية في ظل الفلتان الحاصل؟

بدوره، اعتبر النائب ميشال معوض، في مؤتمر صحافي «أن الحكومة اتخذت وتتخذ مجموعة من التوجهات والقرارات التي لا يمكن السكوت عنها؛ لأنها تشكل خطراً وجودياً على بلدنا وعلى شعبنا، وآخرها قرار ضخ الدولار في الأسواق». وسأل: «هل يوجد عاقل يطلب من حاكم المصرف المركزي أن يضخ دولاراً بالسوق في هذا الظرف بالذات؟». والانتقاد نفسه وجهه النائب جميل السيد، معتبراً أن نتائج آلية ضخ الدولار لإرضاء الناس ستكون كارثية. وقال: «بعض الناس يشترون الدولارات من الصيارفة بانتظار أن يبيعوها في السوق السوداء لتحقيق بعض الأرباح»، معتبراً أن «هذه الطريقة والآلية العشوائية التي يقوم بها مصرف لبنان هي موقتة، وعنوانها إرضاء الناس، ونتائجها ستكون كارثية». ودعا «مصرف لبنان لتصويب هذه الطريقة العشوائية»، وقال: «هناك فرق بين ضخ الدولار في السوق وبين إعطاء الإعاشة للناس».

وكانت نقابة الصرافين قد أعلنت تسعير سعر صرف الدولار مقابل الليرة اللبنانية بين: الشراء بسعر 3860 حداً أدنى، والبيع بسعر 3910 حد أقصى، بينما نشطت عمليات الصيرفة في السوق الموازية، بحيث إنه سُجل تهافت على شراء العملة الخضراء، كما ظهر الزحام أمام محال الصيرفة في مختلف المناطق، لإعادة بيعها بأكثر من خمسة آلاف ليرة. وذكرت «الوكالة الوطنية للإعلام» أن محال الصيرفة في ضاحية بيروت الجنوبية تشهد ازدحام مواطنين لشراء الدولار بحسب السعر المحدد من نقابة الصرافين بـ3910 ليرة لبنانية.

والمشهد نفسه في صيدا، عاصمة الجنوب؛ حيث أفادت الوكالة بأن محلين للصيرفة يشهدان زحام مواطنين يتهافتون على شراء الدولار، ويعتمدان بيع الدولار بالسعر الذي حددته النقابة. وشوهدت منذ الصباح الباكر طوابير المواطنين يصطفون أمام أبواب المحلين، لصرف مبلغ 200 دولار كحد أقصى، بعد إبراز هويتهم أو المستندات المطلوبة لتحديد وجهة استخدامهم للدولار بحسب الإجراءات المتبعة، بينما بقيت محال الصيرفة في شارع المصارف تمتنع عن بيع الدولار بالسعر المحدد بحجة عدم توافره، بحسب ما أفاد عدد من المواطنين.

 

نصف مليون عاطل عن العمل في لبنان والشباب الجامعيون يشكلون طبقة «الفقراء الجدد»

بيروت: سناء الجاك/الشرق الأوسط/18 حزيران/2020

مهندسون ومحامون ومعلمو مدارس وحملة شهادات جامعية، دفع ذووهم ثروات لتعليمهم، أصبحوا عاطلين عن العمل في لبنان.

الأرقام المتوفرة عن البطالة مخيفة، مع تأكيد أن الحقيقة أكبر مما توفره الإحصاءات التي تنشر من حين إلى آخر. وآخر هذه الأرقام يشير إلى أن حوالي 36 في المائة من العاملين في القطاع الخاص انقطعت رواتبهم، ومن المتوقع أن يتجاوز عدد العاطلين عن العمل 500 ألف، وذلك بفعل الأزمة المالية المتفاقمة، التي زادت من حدتها إجراءات الحماية من فيروس «كورونا»، ما يعني أن نسبة الفقراء الذين يلامسون خط الجوع سترتفع في المرحلة المقبلة. ويقول «فاروق»، الناشط في إحدى المجموعات التي تحاول مساعدة المحتاجين، إن «تصنيف الفقراء تغير، ولم يعودوا يقتصرون على الطبقة المعدمة التي لا تستطيع تعليم أولادها، وصار يشمل ذوي اختصاصات وحملة شهادات، كانوا حتى فترة قريبة من الطبقة الوسطى. لذا يتم العمل على تقديم مساعدات إلى فقراء جدد في صفوف حملة الشهادات الجامعية، ممن فقدوا وظائفهم وأمانهم الاجتماعي». وفي مسح للقوى العاملة والأوضاع المعيشية، أصدرته المديرية العامة لإدارة الإحصاء المركزي، عن الفترة الممتدة بين أبريل (نيسان) 2018 ومارس (آذار) 2019، تبين أن نسبة البطالة بين الشباب من حمَلة الشهادات الجامعية تبلغ 37 في المائة. ويمكن توقع ارتفاع هذه النسبة هذا العام، إذا أخذنا في الاعتبار أن الجامعات اللبنانية تخرج سنوياً 32 ألف طالب.

وغالباً ما كان يرتبط التخرج من الجامعة مع تأشيرة عمل في الدول الخليجية، الأمر الذي لم يعد متاحاً في المدى المنظور، بسبب الشلل الذي تسببت فيه إجراءات الإقفال للحماية من «كورونا».

«سعيد» الذي يتحفظ عن ذكر اسمه الحقيقي؛ لأنه يشعر بالإحراج، كما يقول لـ«الشرق الأوسط»، يعيش تجربة أكثر إيلاماً، فهو متزوج ووالد لطفلين، يحمل شهادة في إدارة الأعمال. وكان يعمل في مؤسسة تجارية براتب سمح له بالحصول على قرض سكني قبل أعوام؛ إلا أنه فوجئ بصرفه من العمل قبل ثلاثة أشهر. يقول: «عندما تبلغت بقرار توقيفي عن العمل أحسست أن الأرض زلزلت تحت أقدامي. ولولا دعم عائلتي لي وإيماني بالله لفكرت في الانتحار. صرت أتفهم من يقتل أفراد عائلته ثم يقتل نفسه هرباً من الجوع والفقر. لا أستطيع أن أخطط للمستقبل، ولا أعرف كيف سأواصل تسديد أقساط بيتي أو دفع أقساط تعليم طفلي».

العازبون تبقى تجربتهم أقل وطأة من المتزوجين، رغم صعوبتها، نظراً إلى أن أغلبهم يعيش في منزل والديه. يكتب «هشام» الذي يحمل شهادة دراسات عليا في العلوم البيوكيميائية، على صفحته على «فيسبوك»: «بعد الحصول على شهادة محترمة وأمل كبير في أنك تبدأ التخطيط لمستقبلك. تحصل على وظيفة ضمن اختصاصك. وبين ليلة وضحاها، تستفيق على أن كل شيء اختفى. تعود إلى نقطة الصفر. ثم تكتشف أن موقع Linkedin (الذي يفترض أنه يوفر فرص عمل) هو مجرد وسيلة لإراحة نفسيتك عندما تقدم الـ(CV) من خلاله». و«هشام» الذي لم يتجاوز الثامنة والعشرين من عمره، صُرف من عمله منذ ستة أشهر. يقول إن الشركة الصغيرة التي كان يعمل فيها أقفلت. ويحاول البحث عن عمل خارج لبنان؛ لكن الظروف أفشلت محاولاته، وهو اليوم كما غيره من الشباب ينتظر فرصة للهجرة؛ لأنه لا يأمل بأي مستقبل له في لبنان.

أما «فادي» المهندس المتخصص في الإلكترونيات، فكان يعمل في شركة كبيرة وبراتب يتجاوز الألفي دولار شهرياً؛ إلا أن قوة هذه الشركة في سوق العمل لم تحمه. فقد بادرت حتى قبل استفحال الأزمة المالية إلى صرف نصف موظفيها تقريباً، مستغنية عن كفاءات كان يمكن لأصحابها العثور بسهولة على فرص عمل خارج لبنان. والبطالة توسع دائرتها، إلى أبعد من التوظيف. فالمهندس المعماري «عادل» كان يعمل في دبي؛ لكنه فضل العودة إلى لبنان، والبدء في مشروع صغير في قطاع البناء بعد توفير التمويل الأولي، على أمل أن يبيع الشقق قبل إنجازها، من خلال التقسيط والقروض السكنية التي كانت متوفرة، ما يسمح للمشروع بأن يمول نفسه؛ لكن القروض السكنية توقفت، ثم جاءت الأزمة المالية، وأصبح إقدام أي لبناني من الطبقة الوسطى على شراء شقة حلماً مستحيلاً. واليوم يشعر «عادل» بأنه عاطل عن العمل، على الرغم من أنه رب عمل، دفن ثروة صغيرة في مشروع يصعب أن يكتمل ويرد له رأسماله.

 

النقاشات الجارية معقدة... صندوق النقد: لبنان بحاجة إلى إصلاحات شاملة

ليبانون فايلز/18 حزيران/2020

نقلت وكالة عالمية عن متحدث باسم صندوق النقد الدولي قوله إن النقاشات مستمرة مع الحكومة اللبنانية بشأن تمويل محتمل من الصندوق والتركيز منصب على سياسات وإصلاحات تستهدف استعادة الاستقرار. وأشار المتحدث باسم صندوق النقد إلى أن النقاشات الجارية في لبنان معقدة وتتطلب تشخيصا مشتركا لمصدر الخسائر المالية وحجمها، وأضاف أن لبنان بحاجة إلى إصلاحات شاملة ومنصفة في مجالات عديدة وهو ما يتطلب توافقا ومشاركة مجتمعية

 

إنتقال التوتر من أمام سراي جونية إلى الاوتوستراد... وتدافع مع الجيش

ليبانون فايلز/18 حزيران/2020

قطع محتجون اوتوستراد جونية تحت جسر السراي بالاتجاهين، ووصلت عناصر الجيش اللبناني إلى المكان لفتح الطريق. وحصل تدافع بين الجيش والمحتجين على أوتوستراد جونية. وساد التوتر المحلة بعد محاولة الجيش فتح الطريق بالقوة ومنع المحتجين من إحراق الاطارات.

ونجح المحتجون بإشعال الاطارات على المسلك الغربي لأوتوستراد جونية. ووصلت تعزيزات من الشرطة العسكرية الى اوتوستراد جونية. وعُلم أن القاضية غادة عون ستطلق سراح الناشط ميشال شمعون الساعة العاشرة من مساء اليوم. وكان أقدم المحتجون على رمي مستوعبات النفابات امام مدخل السرايا في محاولة لمنع إخراج الناشط ميشال شمعون من قبل القوى الأمنية". وحصل تضارب بين عدد من المحتجين والقوى الامنية أمام سراي جونية خلال احتجاج على نقل الناشط ميشال شمعون الى مركز آخر. وحاول المحتجون قطع الطريق أمام سراي المدينة لمنع نقل الناشط شمعون. وأُصيب ضابط من قوى الامن الداخلي برأسه جراء رمي المحتجين الحجارة امام السرايا.

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

حصيلة «كورونا» العالمية 451 ألف وفاة ونحو 8.4 مليون إصابة

باريس/الشرق الأوسط/18 حزيران/2020

أودى فيروس كورونا المستجدّ بما لا يقل عن 451 ألف شخص حول العالم منذ ظهوره في الصين في ديسمبر (كانون الأول)، وفق تعداد أجراه موقع «وورلد ميتر» صباح اليوم (الخميس). وسُجلت رسمياً أكثر من 8.4 مليون إصابة في 196 بلداً ومنطقة منذ بدء تفشي الوباء. وقد أعلِن تعافي 4.4 مليون شخص على الأقل. ولا تعكس الأرقام إلا جزءاً من العدد الحقيقي للإصابات، إذ إن دولاً عدة لا تجري فحوصاً إلا للحالات الأكثر خطورة، فيما تعطي دول أخرى أولوية في إجراء الفحوص لتتبع الذين يحتكون بالمصابين، ويملك عدد من الدول الفقيرة إمكانات فحص محدودة.

ومنذ التعداد الذي أجري في اليوم السابق الساعة 19:00 بتوقيت غرينتش، سُجلت 6809 وفيات جديدة و174309 إصابات إضافية حول العالم. والدول التي شهدت أكبر عدد من الوفيات الجديدة هي الهند حيث بلغ عدد الوفيات الجديدة 2003 والبرازيل (1282) والمكسيك (730).

والولايات المتحدة التي سجّلت أول وفاة بـ«كوفيد - 19» مطلع فبراير (شباط)، هي البلد الأكثر تضرراً من حيث عدد الوفيات والإصابات مع تسجيلها 117290 وفاة من أصل 2.148.357 إصابة. وتعافى 583503 أشخاص على الأقل.

بعد الولايات المتحدة، الدول الأكثر تضرراً بالوباء هي البرازيل بتسجيلها 45241 وفاة من أصل 923189 إصابة، تليها بريطانيا مع 42153 وفاة من أصل 299251 إصابة، ثم إيطاليا مع 34448 وفاة (237828 إصابة)، وفرنسا مع 29575 وفاة (194675 إصابة).

وحتى اليوم، أعلنت الصين (دون احتساب ماكاو وهونغ كونغ) 4634 وفاة من أصل 83265 إصابة (44 حالة جديدة بين الثلاثاء والأربعاء)، فيما تعافى 78379 شخصاً.

وأحصت أوروبا أمس 189574 وفاة من أصل 2453170 إصابة، فيما بلغ عدد الوفيات المعلنة في الولايات المتّحدة وكندا 125597 (2.248.134 إصابة)، وأميركا اللاتينية والكاريبي 84006 وفيات (1.787.118 إصابة)، وآسيا 26365 وفاة (912374 إصابة) والشرق الأوسط 12467 وفاة (594120 إصابة) وأفريقيا 7073 وفاة (265486 إصابة) وأوقيانيا 131 وفاة (8768 إصابة). وأعدت هذه الحصيلة استناداً إلى بيانات جمعتها مكاتب وكالة الصحافة الفرنسية من السلطات الوطنية المختصة وإلى معلومات نشرتها منظمة الصحة العالمية.

 

واشنطن تدشّن تطبيق «قانون قيصر» بمعاقبة الأسد وزوجته/أعلنت «قائمة سوداء» ضمت عشرات المسؤولين والكيانات في سوريا

واشنطن: إيلي يوسف/الشرق الأوسط/18 حزيران/2020

فرضت الولايات المتحدة، أمس، عقوبات على عشرات المسؤولين والكيانات السورية، بينها الرئيس بشار الأسد وزوجته أسماء في أول خطوة من تطبيق «قانون قيصر»، متوعدة بمواصلة حملتها الواسعة للضغط على دمشق في إطار ما يعرف بـ«قانون قيصر». وأكد وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، في بيان «نتوقع الكثير من العقوبات الإضافية، ولن نتوقف إلى حين توقف الأسد ونظامه عن حربهما الوحشية غير المبررة ضد الشعب السوري». ووصف العقوبات بأنها «بداية ما سيكون حملة متواصلة من الضغوط الاقتصادية والسياسية لحرمان نظام الأسد من العائدات والدعم الذي يستخدمه لشن الحرب، وارتكاب فظائع واسعة النطاق بحق الشعب السوري». وجاءت تصريحات بومبيو في إطار إعلانه دخول «قانون قيصر»، الذي يفرض عقوبات على أي شركات تتعامل مع الأسد، حيّز التنفيذ. ويذكر أن القانون هزّ الاقتصاد السوري الهش أصلاً حتى قبل بدء تطبيقه. وتستهدف المجموعة الأولى من العقوبات 39 شخصاً أو كياناً، بمن فيهم الرئيس السوري نفسه وزوجته أسماء. وهذه المرة الأولى التي يتم فيها استهداف أسماء الأسد بعقوبات أميركية. وينص القانون على تجميد أي أصول للشخصيات المستهدفة في الولايات المتحدة. وأشار بومبيو في بيانه إلى أن أسماء الأسد «أصبحت من أشهر المستفيدين من الحرب في سوريا». وقال بومبيو في تغريدة على «تويتر»، «نبدأ اليوم (أمس) حملة مستمرة من العقوبات ضد نظام الأسد بموجب قانون قيصر، الذي يجيز عقوبات اقتصادية شديدة لمحاسبة نظام الأسد وعناصر تمكينه الأجنبية على أفعالهم الوحشية ضد الشعب السوري». وأضاف «سيفرض المزيد من العقوبات إلى أن يقوم الأسد ونظامه بوقف حربه الوحشية التي لا داعي لها والموافقة على حل سياسي على النحو الذي دعا إليه قرار مجلس الأمن 2254». وفي بيان رسمي صدر عن الخارجية الأميركية، قال بومبيو «منذ ستة أعوام، صدم المصور الشجاع المعروف بقيصر، العالم بتهريب صور إلى خارج سوريا تدل على أن نظام الأسد يعذب آلافاً عدة من السوريين ويعدمهم داخل سجون النظام». وتابع بومبيو، أن هذا العمل الشجاع كان ملهماً لإصدار قانون قيصر لحماية المدنيين في سوريا لعام 2019، الذي وقّع عليه الرئيس ليصبح قانوناً منذ 180 يوماً. وأتاح الكونغرس بموجبه فرض عقوبات اقتصادية قاسية لتعزيز المساءلة عن الأعمال الوحشية التي يرتكبها نظام الأسد وممكنوه ضد الشعب السوري. وقد دخلت الأحكام المتعلقة بالعقوبات التي ينص عليها قانون قيصر حيز التنفيذ بشكل كامل ابتداءً من أمس (الأربعاء)، وبات أي شخص يتعامل مع نظام الأسد معرّضاً للقيود على السفر أو العقوبات المالية، وعزله عن النظام المالي الأميركي بغض النظر عن مكان تواجده في العالم.

وأضاف بيان بومبيو، أن وزارتَي الخزانة والخارجية أطلقتا 39 عملية إدراج بموجب قانون قيصر والأمر التنفيذي رقم 13894 بدايةً لحملة متواصلة من الضغط الاقتصادي والسياسي لحرمان نظام الأسد من الإيرادات والدعم التي يحتاج إليها لشن الحرب وارتكاب فظائع جماعية ضد الشعب السوري.

وأكد البيان، أن حملة الضغط لن تتوقف وستتواصل في الأسابيع والأشهر المقبلة متوقعاً فرض عقوبات أكثر بكثير، على الأفراد والشركات التي تدعم نظام الأسد وحربه الوحشية وتعرقل التوصل إلى حل سلمي وسياسي للصراع بحسب ما يدعو إليه قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254. وأضاف البيان «سنفرض حملة الضغط الاقتصادي والسياسي الخاص بنا ضمن إطار تعاون كامل مع الدول التي تشاركنا الرأي، وخصوصاً شركاءنا الأوروبيين الذين جددوا عقوباتهم الخاصة المفروضة على نظام الأسد منذ ثلاثة أسابيع للأسباب عينها».

واتهم البيان نظام الأسد بشن حرب دموية ضد الشعب السوري منذ أكثر من تسعة أعوام وارتكب فظائع لا تحصى يرقى بعضها إلى مصاف جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية، بما في ذلك جرائم القتل والتعذيب والتغييب القسري واستخدام الأسلحة الكيمياوية. وقال البيان «لقد قضى أكثر من نصف مليون سوري نحبهم منذ بدء الصراع، ونزح أكثر من 11 مليون آخرين، أي ما يساوي نصف الشعب السوري ما قبل الحرب. وقد قام بشار الأسد ونظامه بتبذير عشرات الملايين من الدولارات كل شهر لتمويل حربه غير الضرورية وتدمير المنازل والمدارس والمتاجر والأسواق العامة. وقد فاقمت هذه الحرب التدميرية الأزمة الإنسانية ومنعت وصول المساعدات المنقذة للحياة إلى من يحتاجون إليها وتسببت في المعاناة للشعب السوري». وأكد البيان التزام الولايات المتحدة بالعمل مع الشركاء الأمميين والدوليين لتوفير المساعدة المنقذة للحياة للشعب السوري الذي ما زال يعاني على يد نظام الأسد. وأشار البيان إلى أن الولايات المتحدة هي أكبر جهة مانحة منفردة للشعب السوري وقدمت أكثر من 10.6 مليار دولار من المساعدات الإنسانية منذ بدء الصراع، وأكثر من 1.6 مليار دولار من المساعدات الأخرى ومساعدات إرساء الاستقرار في مختلف أنحاء البلاد، حتى في المناطق الخاضعة لسيطرة الأسد. وأكد بومبيو في بيانه، أن قانون قيصر والعقوبات الأميركية الأخرى على سوريا لا تستهدف المساعدات الإنسانية الموجهة للشعب السوري ولا تعرقل أنشطة إرساء الاستقرار التي نقوم بها في شمال شرقي سوريا. وأضاف أن واشنطن ستواصل تقديم المساعدات الإنسانية من خلال شركائنا الدوليين والسوريين المختلفين حتى في المناطق الخاضعة لسيطرة النظام.

وختم بيان بومبيو بالقول «حان الوقت لتنتهي حرب الأسد الوحشية وغير الضرورية. يقف نظام الأسد ومن يدعمونه أمام خيار بسيط اليوم، ألا وهو اتخاذ خطوات لا رجعة فيها باتجاه حل سياسي للصراع السوري يتسق مع قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254 أو مواجهة لوائح جديدة من العقوبات».

- الشخصيات والكيانات السورية على قائمة العقوبات

> بحسب بيان بومبيو، أُدرِج الرئيس السوري بشار الأسد وزوجته أسماء الأسد بموجب المواد الواردة في الأمر التنفيذي للرئيس ترمب رقم 13894. كما يدرج من وصفهما البيان «مؤسسا الأعمال الوحشية» محمد حمشو، ولواء «الفاطميون» الميليشياوي الإيراني. كما أُدرج ماهر الأسد شقيق الرئيس السوري وفرقته الرابعة في الجيش السوري، وقائداه غسان علي بلال وسامر الدانا، على لائحة العقوبات. وكذلك أدرج كل من بشرى الأسد، ومنال الأسد، وأحمد صابر حمشو، وعمر حمشو، وعلي حمشو، ورانيا الدباس، وسمية حمشو، على لائحة العقوبات بموجب الأمر التنفيذي نفسه.

وأضاف البيان «لقد لعب عشرات الأفراد والشركات الذين تفرض عليهم الحكومة الأميركية العقوبات اليوم دوراً أساسياً في عرقلة التوصل إلى حل سياسي سلمي للصراع، وقد قام الآخرون بالمساعدة في ارتكاب فظائع نظام الأسد ضد الشعب السوري أو تمويلها فيما قاموا بإثراء أنفسهم وعائلاتهم». وخص بيان بومبيو بشكل خاص إدراج زوجة بشار الأسد أسماء الأسد للمرة الأولى، قائلاً إنها أصبحت أكثر المستفيدين من الحرب السورية بدعم من زوجها وأفراد عائلة الأخرس سيّئي السمعة. وبات أي فرد يتعامل اليوم مع هؤلاء الأشخاص أو الكيانات عرضة للعقوبات.

أشار بيان صدر عن وزارة الخزانة الأميركية، إلى أن الوزارة فرضت عقوبات على 24 شخصاً وكياناً. وقال الوزير ستيفن منوشين: «إن الولايات المتحدة لن تقف مكتوفة الأيدي، بينما يقوم نظام الأسد بتهجير المدنيين لصالح النخب الموالية للنظام. وستواصل وزارة الخزانة استخدام أدواتها وصلاحياتها لاستهداف نظام الأسد ومؤيديه، في سعيهم للاستفادة من معاناة الشعب السوري».

وأضاف البيان أن المشمولين بالعقوبات مرتبطون بشكل مباشر بالرئيس السوري بشار الأسد، منهم شركة «دمشق الشام القابضة» التي تقوم بإدارة عديد من المشروعات السكنية والسياحية الفاخرة، وتتملك أسهماً عديدة في شركات أخرى، وهي الآن تدير مشروعاً سكنياً فاخراً في دمشق يدعى «ماروتا سيتي»، بعد قيام السلطات بتهجير سكان المنطقة. كما فرضت عقوبات على رجلي الأعمال نادر قلعي وخالد الزبيدي، لقيامهما بتنفيذ مشروع سكني فاخر آخر بالقرب من مطار دمشق. وأضاف البيان أن قلعي يمتلك أيضاً شركتي اتصالات، واحدة في لبنان هي «تيليفوكس» وأخرى في كندا هي «تيليفوكس كونسالتنت». كما يملك قلعي أيضاً شركة «كاسل أنفستمنت هولدنغ» تتخذ من سوريا مقراً لها، تقوم ببناء البنية التحتية للاتصالات والهياكل الفولاذية.

كما فرضت عقوبات على محافظ مدينة دمشق عادل أنور العلبي، لدوره في الإشراف على شركة «دمشق الشام القابضة» ومشروع تطوير العقارات في «ماروتا سيتي». وقال البيان إنه في عام 2018 أيضاً أنشأت شركة «دمشق الشام القابضة» شركة مساهمة تدعى «روافد دمشق الخاصة» مع أربع شركات مملوكة جزئياً أو كلياً لابن عم الرئيس السوري بشار الأسد، ورجل الأعمال رامي مخلوف وشركائه المقربين. وتمتلك الشركات مجتمعة 51 في المائة من الأسهم في مشروع سيطور ثلاثة عقارات في «ماروتا سيتي». والشركات الأربع المشاركة في المشروع المشترك هي: «راماك مخلوف للتطوير العقاري والإنساني»، و«القمر للتطوير»، و«تيميت للتجارة»، وعلى إيهاب مخلوف، وهو أيضاً من الذين على قائمة العقوبات الأوروبية. كل من هذه الشركات قدم تمويلاً للمشروع المشترك لصالح الحكومة السورية، مع تقديم مساهمات إضافية على مدى السنوات الثلاث التالية. وختم البيان بأنه يجب حظر جميع ممتلكات أو مصالح هؤلاء الأشخاص التي تقع داخل الولايات المتحدة، أو في حيازتهم، أو تحت سيطرتهم، وإبلاغ مكتب مراقبة الأصول الأجنبية عنها. وتحظر لوائح مكتب مراقبة الأصول الأجنبية عموماً جميع تعاملات الأشخاص الأميركيين، أو من في حكمهم المقيمين في الولايات المتحدة، أو الذين يعبرونها، التي تنطوي على أي ممتلكات أو مصالح في ممتلكات لأشخاص مصنفين. بالإضافة إلى ذلك، قد يتعرض الأشخاص غير الأميركيين الذين يجرون معاملات معينة مع الأشخاص المصنفين اليوم بدورهم للعقوبات.

 

“النواب” الأميركي يدين إيران ويعترف بالمعارضة/طهران اختبرت صواريخ "كروز" بحرية جديدة

طهران – وكالات/18 حزيران/2020

 أيدت غالبية أعضاء مجلس النواب الأميركي، قراراً من الحزبين، الديمقراطي والجمهوري، يدعم مطالب المعارضة الإيرانية بـ “إيران علمانية ديمقراطية”، ويدين الإرهاب الذي ترعاه الدولة الإيرانية. وقال النائب توم مكلينتوك، في خطاب أمام منظمة الجاليات الإيرانية، أول من أمس، إن “هناك سبب لوجود غالبية قوية من الحزبين في مجلس النواب الأميركي اجتمعوا معاً لرعاية هذا القرار الذي يدين الهجمات الإرهابية في إيران، لأن العالم يراقب النضال من أجل الحرية في إيران ويشجع قضيتكم”. ويقدم القرار، الذي يدعمه 221 من المشرعين، الدعم لخطة “المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية”، تحت قيادة مريم رجوي، من عشر نقاط لإيران المستقبلية، بما في ذلك حق عالمي في التصويت واقتصاد السوق وإيران غير نووية. وكتب مكلينتوك إلى وزير الخارجية مايك بومبيو هذا الأسبوع لافتا انتباهه إلى القرار. ويدعو القرار، جميع الدول إلى “منع الأنشطة الخبيثة للإيرانيين داخل البعثات الديبلوماسية للنظام، وإغلاقها في نهاية المطاف، وسط مخاوف من أن يتم التخطيط لهجمات من السفارات في أوروبا، خصوصاً في ألبانيا”. وقال نائب مدير مكتب واشنطن في “المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية” علي رضا جعفر زاده، إنه “كان من المشجع أن نرى أن هذا القرار الذي رعته غالبية مجلس النواب قد عالج أيضاً مؤامرة الإرهاب في الولايات المتحدة ضد حركتنا، يجب ألا نرتاح حتى يتم تفكيك شبكة الإرهاب والتجسس للنظام الإيراني بالكامل”. من جهة أخرى، أعلنت بحرية الجيش الإيراني، أمس، اختبار صواريخ “كروز” ذات المدى القصير والبعيد، أثناء مناورات مشتركة مع “الحرس الثوري”، في مياه بحر عُمان وشمال المحيط الهندي.

وذكرت وكالة “فارس” الإيرانية للأنباء، التابعة لـ “الحرس الثوري”، أن “صواريخ كروز البحرية الإيرانية المصنعة محلياً استطاعت تدمير الأهداف المحددة على مسافة 280 كيلومتراً، والتي يمكن زيادتها”. وأضافت، إنه “خلال التدريبات الدفاعية تم إطلاق صواريخ كروز (بر – بحر) و(بحر – بحر) بمديات قصيرة وبعيدة من الأراضي الساحلية وسفن بحرية الجيش الإيراني بالتزامن حيث نجحت في إصابة الأهداف المحددة بدقة بالغة”. من جانبه، وصف المساعد المنسق لقائد الجيش الإيراني الأدميرال حبيب الله سياري، إطلاق صواريخ “كروز” خلال التدريبات البحرية، بـ “الخطوة الواعدة في رفع مستوى القدرات الدفاعية والردعية”.

وقال: “سنمضي قدماً في المسار الواضح للاكتفاء الذاتي وقطع التبعية في مجال المعدات، وذلك بهمة خبراء وزارة الدفاع والمراكز المعرفية وكوادر الجيش والقوات المسلحة، من دون الاكتراث بالحظر الجائر، وأن إطلاق صواريخنا بعيدة المدى بنجاح ينطوي على مؤشرات على التقدم اللافت في تحقيق التعاضد بين القوات المسلحة والصناعات الدفاعية”. بدوره، قال قائد سلاح البحرية الأدميرال حسين خانزادي: إن “تحقيق هذه النجاحات الجديدة بالاعتماد على القدرات المحلية، يمثل اليد الطولى لإيران لمواجهة أي تهديد ضد النظام والشعب، ومن شأنه أن يعزز روح الثقة بالذات لدى قواتنا المسلحة”.

أما نائب وزير الدفاع الإيراني، العميد قاسم تقي زادة، فقد أكد أن “وزارة الدفاع لن تدخر جهداً من أجل إسناد القدرات القتالية للقوات المسلحة ورفع مستواها، وأن تصنيع مختلف أنواع المعدات الستراتيجية وأكثرها دقة وتطوراً في مجالات النيران الصاروخية والبرية والجوية والبحرية والدفاع الجوي والحرب الإلكترونية والرادارات، يضيف صفحة ذهبية أخرى لسجل مفاخر وزارة الدفاع”. في غضون ذلك، أعلن “الحرس الثوري”، أول من أمس، “توقيف سفينتي صيد ترولة في مياه جابهار وكنارك الإقليمية، لمخالفتهما ودخولهما منطقة الـ12 ميل، حيث كانتا تمارس صيد الترولة المحظور في المنطقة المخصصة للصيادين المحليين”. على صعيد آخر، أثارت مطالبات المتشددين في إيران بحظر تطبيق “إنستغرام” قلق ملايين المستخدمين، حيث بات هذا التطبيق الوحيد المسموح به والأكثر شعبية في البلاد بعد أن تم حظر “تليغرام” بموجب أمر قضائي في 30 أبريل العام 2018. وكان رئيس “منظمة الدعاية الإسلامية” محمد قمي، شن هجوماً على “إنستاغرام”، خلال جلسة مفتوحة للبرلمان الإيراني، فيما تشن السلطات الإيرانية، حملة من الاعتقالات ضد المشاهير والناشطين على “إنستاغرام”. وربط الصحافي الإيراني فريد مدرسي، القضية بالمنافسة الانتخابية، قائلاً، إن “الهجمات على وسائل التواصل الاجتماعي تقودها مجموعة متشددة تريد حظر إنستاغرام قبل الانتخابات الرئاسية العام المقبل”. وأضاف: “إنهم يريدون أن يتم ذلك من قبل حكومة حسن روحاني حتى لا تضطر الحكومة المقبلة التي يعتقدون أنها ستكون من نصيب المتشددين إلى دفع التكلفة السياسية للحظر”.

 

إيران تستخدم بنوك العراق للالتفاف على العقوبات الدولية

بغداد استدعت سفيري أنقرة وطهران اعتراضاً على قصف كردستان وسقوط 4 صواريخ قرب سفارة واشنطن

بغداد – وكالات/18 حزيران/2020

 أعلن رئيس البنك المركزي الإيراني عبدالناصر همتي، أن إيران لديها موارد مالية كبيرة في العراق، واتفقت مع الجانب العراقي على استخدام هذه الأموال لشراء السلع الأساسية عن طريق البنوك العراقية. وقال همتي، الذي يزور بغداد حالياً، والتقى نظيره العراقي علي العلاق، أول من أمس، إن إيران عازمة على الاستفادة من مصادرها في العراق لاستيراد السلع الأساسية، مضيفاً إنه “تم الاتفاق مع رئيس البنك المركزي العراقي بالعمل مع العراق على هذا المنهاج فوراً”. وأشار، إلى أنه “تم التوقيع على اتفاقية آلية دفع مالي العام الماضي، بين إيران والعراق، واستغلال الموارد الإيرانية في العراق كان جزءاً من هذه الاتفاقية”. وكشف، أن “إيران ستوسع العلاقات المالية والمصرفية مع العراق عن طريق البنك المركزي الإيراني وبقية البنوك العاملة في هذا البلد”. من جهته، قال العلاق، إن “القسم الأكبر من هذه المصادر المالية الإيرانية الموجودة في العراق يرتبط بالطاقة (الغاز و الكهرباء) وبالتالي ووفق الاتفاق الجديد سيتم الاستفادة من هذه المصادر”.

وأضاف، إن “الاجتماع أسفر عن التوقيع على التفاهم الذي جرى خلال العام الماضي، بشأن آلية العمل المالي بين المركزيين العراقي والإيراني، وتمت مناقشة هذا الاتفاق والتوصل إلى اتفاق بشأن تنفيذ أجزاء منه، بما في ذلك تصدير السلع الأساسية إلى إيران”.

وبشأن تأثير العقوبات الدولية على هذا الاتفاق، قال، إن “جميع الأطراف وافقت على هذا الاتفاق الآلي والمالي وجرى بشفافية تامة”. وفي السياق، أعلن رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، خلال لقائه همتي، أن العراق سيكون إلى جانب إيران في ظروفها الصعبة، كما قدمت الأخيرة دعمها للعراق ووقفت إلى جانبه في ظروفه الصعبة أيضاً، مشيراً إلى أنه أصدر أوامر تقضي بحل المشاكل المالية التي تواجهها إيران في مداولاتها مع العراق. وأعرب، عن أمله في رفع العقوبات المفروضة على إيران سريعاً وعودة الظروف إلى طبيعتها السابقة، مضيفاً إنه أجرى اجتماعات عدة مع مسؤولين عراقيين من أجل حل المشاكل المالية التي تواجهها إيران في تعاملاتها مع العراق وتسديد طلباتها. وأكد، أن “رسالتنا لأصدقائنا في طهران هي أن العراق ماض في هذه السياسة”.

وأشار إلى رغبة العراق بالاستفادة من تجارب إيران الناجحة في مواجهة التحديات، مطالباً باستئناف التبادلات التجارية، التي تقلصت بين البلدين بسبب فيروس “كورونا”. من ناحية ثانية، قال وزير الدفاع التركي خلوصي أكار، إن “العملية العسكرية في شمال العراق تتواصل بنجاح كما هو مخطط لها”، مضيفاً إن “مروحيات هجومية تواصل ضرب أهداف في المنطقة المذكورة”. ونشرت وزارة الدفاع التركية، فجر أمس، مقاطع فيديو ترصد لحظات ضرب أهداف من قبل مروحيات ومدفعية الجيش، في إطار عملية “مخلب النمر” بمنطقة “هفتانين” شمال العراق، مشيرة إلى أنها تستهدف تدمير ملاجئ ومخابئ ومواقع مسلحي “حزب العمال الكردستاني”. وأشارت، إلى أن أكار، وعدد من قيادات القوات المسلحة يتابعون العملية، ويديرونها من داخل غرفة عمليات القوات الجوية.

وفي تطور لاحق، أعلنت وزارة الخارجية العراقية، أمس، أنها استدعت السفيرين التركي والايراني مجدداً وسلمته مذكرة احتجاج شديدة اللهجة، داعية إلى الكف عن مثل هذه الأفعال الاستفزازية والخروقات المرفوضة، كما استدعت السفير الإيراني مذكرة احتجاج مماثلة.

على صعيد آخر، سقطت أربعة صواريخ “كاتيوشا” قرب السفارة الأميركية في بغداد، فيما سمع دوي انفجارات بالمنطقة الخضراء، في حين حلقت طائرات مروحية فوق منطقة الهجوم الصاروخي.

وقالت مصادر عسكرية، إن “الصواريخ أطلقت من منطقة معسكر الرشيد جنوب بغداد”، مشيرة إلى العثور على منصة أطلقت منها الصواريخ. في غضون ذلك، تكبد مواطنون عراقيون، خسائر فادحة بمصادر قوتهم، في اليومين الماضيين، إثر قصف مستمر منذ أسابيع تنفذه طائرات حربية، ومدفعية تابعة لتركيا، وإيران، ما تسبب بنزوح جديد داخل العراق. وكشف الأمين العام لوزارة البشمركة بإقليم كردستان الفريق جبار ياور، أن القصف الأخير لم يسفر عن أية خسائر بشرية، بل كانت هناك خسائر مادية كبيرة وأكثرها حرق المزارع، والبساتين، والأشجار، والمحاصيل. وقال، إن ساكني نحو عشرة قرى حدودية أخلوا قراهم خلال اليومين الأخيرين، مع بدء العمليات العسكرية التركية، إثر القصف التركي من جهة، والإيراني من جهة أخرى. من جهته، قال النائب علي البعيجي، أمس، إن الرد على تركيا يجب أن يكون أقوى من فعلتها، في إشارة إلى عمليتها العسكرية شمال العراق. وأكد، أن “الاعتداء التركي وانتهاك السيادة العراقية من قبل الأتراك ليس الأول بل تكرر كثيراً بسبب صمت وضعف الرد الحكومي على تركيا، لذلك تمادت كثيراً بعدوانها على الأراضي العراقية وهذا الأمر خطير جدا ولا يمكن السكوت عنه”، مطالباً الحكومة العراقية بـ”تحديد موقفها من هذا الاعتداء والانتهاك للسيادة العراقية”.

 

طائرات تركيا ومدافع إيران «تنسّق» على أراضي العراق

بغداد: فاضل النشمي/الشرق الأوسط/18 حزيران/2020

بالتزامن مع تصعيد تركيا حملتها العسكرية في شمال العراق، قصفت المدفعية الإيرانية منطقة حاج عمران داخل الأراضي العراقية، بذريعة ملاحقتهما لجماعات وفصائل مسلحة كردية معارضة، فيما نفت مصادر كردية تقارير عن تنسيق بين حكومة إقليم كردستان وأنقرة في شأن العملية الجديدة.

ورغم استدعاء وزارة الخارجية العراقية السفير التركي في بغداد، أول من أمس، وبيان الاستنكار الذي صدر عن قيادة العمليات المشتركة العراقية ضد الاختراق التركي، صعّدت القوات التركية نشاطاتها العسكرية عبر توغل بري لقواتها بعد أن كانت تقتصر على الضربات الجوية.

وكان سفير تركيا في العراق فاتح يلدز قال أول من أمس، إن استدعاءه من قبل وزارة الخارجية العراقية ولقاءه مع وكيل الوزارة السفير عبد الكريم هاشم، «مثّل فرصة جديدة للتأكيد على أننا سنستمر في مقاتلة مسلحي الحزب أينما كانوا إلى أن يتخذ العراق خطوات لإنهاء وجود الحزب في البلاد». وبينما رفض النائب عن «الحزب الديمقراطي الكردستاني» بشار الكيكي التعليق على التوغل الكردي، معتبرا أنه «شأن سيادي اتحادي»، أبلغ مصدر كردي مطلع «الشرق الأوسط» أن «قوات الكوماندوز التركية توغلت بعمق 4 كيلومترات في ناحية باطوفة التي تقع إلى الشمال من محافظة دهوك وتبعد نحو 30 كيلومتراً عن الحدود التركية».

وأضاف المصدر الذي فضل عدم نشر اسمه أن «نحو 75 قرية تتبع ناحية باطوفة نصفها تقريباً غير مأهول منذ نحو 3 عقود، وغالباً ما تقوم القوات التركية بالتوغل في هذه القرى في موسم الصيف لملاحقة عناصر حزب العمال الكردستاني الموجودة في منطقة تسمى حفتانين، ثم تعود لتنسحب في فصل الشتاء نتيجة الظروف المناخية الصعبة في المنطقة».وأوضح أن «عناصر حزب العمال الكردستاني ومقرات قيادته توجد غالباً في منطقة حفتانين قرب الحدود التركية، وغالباً ما تشهد مواجهات وقصفاً تركياً، ويبدو أن القوات التركية تسعى خلال عمليتها الحالية إلى السيطرة على هذه المنطقة، لكنها تواجه مقاومة شرسة من عناصر حزب العمال، وما زالت المواجهات بين الجانبين متواصلة» حتى مساء أمس. وعما تردد عن التنسيق بين أنقرة وحكومة إقليم كردستان العراق بشأن الضربات والتوغل التركي، نفى المصدر ذلك، مؤكداً أن «وزير شؤون البيشمركة جبار ياور يؤكد دائماً أن تركيا لا تأخذ بعين الاعتبار رأي الإقليم أو حكومة بغداد في جميع العمليات التي تقوم بها داخل الحدود العراقية، ويشدد دائماً على أن القصف التركي يمس بسيادة العراق، والسلطات الاتحادية هي المعنية بوقف تلك الانتهاكات وليس الإقليم وحده». ويرى المصدر أن «المؤشرات تؤكد أن تركيا وإيران تنسقان هذه الأيام مواقفهما لاستهداف الأراضي العراقية في كردستان بدليل أن الطيران التركي استهدف قبل يومين، للمرة الأولى، الجبال البعيدة في منطقة حاج عمران المحاذية للحدود مع إيران». ولفت إلى أن «طهران تتهم حزب بيجاك، وهو فرع العمال الكردستاني في إيران، بشن هجمات ضد قواتها من داخل الحدود العراقية، لذلك نرى أن الجانبين الإيراني والتركي نشطا مؤخراً في استهداف مواقع عناصر بيجاك داخل الأراضي الجبلية الوعرة في العراق». وواصلت إيران، أمس، ولليوم الثاني على التوالي، قصفها لقرية آلانة التابعة لمنطقة حاج عمران. ونقلت شبكة «روداو» الإعلامية الكردية عن مختار القرية أن «القصف الإيراني تزامن مع تحليق للطائرات التركية في سماء القرية، وطال القصف نحو 10 مرات المرتفعات القريبة من القرية من دون حدوث أضرار».

 

العراق يستدعي السفير الإيراني ويسلمه مذكرة احتجاج

بغداد/الشرق الأوسط/18 حزيران/2020

استدعت وزارة الخارجية العراقية، اليوم الخميس، السفير الإيراني في بغداد، وسلمته مذكرة احتجاج، على القصف المدفعي الإيراني الذي تعرضت له قرى حُدُودية، وما تسبب فيه من خسائر مادية، وأضرار بالممتلكات، علاوة على بث الخوف بين الآمنين من سُكان تلك المناطق.

وأكدت وزارة الخارجية، في بيان عبر حسابها على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» اليوم، حرص العراق على ديمومة وتنمية العلاقات التاريخية بين البلدين. وشددت على إدانة هذه الأعمال، وأهمية حرص الجانب الإيراني على احترام سيادة العراق، والتوقف عن القيام بمثل هذه الأعمال، وتحري سُبل التعاون الثنائي المشترَك في ضبط الأمن، وتثبيت الاستقرار على الحدود المشترَكة. وكانت المدفعية الإيرانية قد قصفت أول من أمس الثلاثاء مرتفعات آلانة التابعة لمدينة حاج عمران بمحافظة أربيل، بإقليم كردستان العراق.

 

بغداد تطلب من تركيا سحب قواتها من شمال العراق

بغداد/الشرق الأوسط/18 حزيران/2020

طلبت بغداد، اليوم الخميس، من أنقرة سحب قواتها من الأراضي العراقية و«الكف عن الأفعال الاستفزازية» غداة إطلاق تركيا هجوماً برياً في شمال العراق في إطار عملية ضد المتمردين الأكراد من حزب العمال الكردستاني. وجاء في بيان لوزارة الخارجية العراقية أنه تم استدعاء السفير التركي في بغداد فاتح يلدز مجدداً إلى مقر الخارجية وسلم «مذكرة احتجاج شديدة اللهجة». وقالت الخارجية في بيان لها: «العراق يستنكر بأشدّ عبارات الاستنكار والشجب مُعاودة القوات التركيّة أمس الأربعاء انتهاك حُرمة البلاد وسيادتها بقصف ومُهاجَمة أهداف داخل حُدُودنا الدوليّة». وأضافت: «نُؤكّد رفضنا القاطع لهذه الانتهاكات التي تُخالِف المواثيق والقوانين الدوليّة، ونُشدّد على ضرورة التزام الجانب التركي بإيقاف القصف، وسحب قواته المُعتدِية من الأراضي العراقية التي توغلت فيها أمس ومن أماكن وجودها في معسكر بعشيقة وغيرها». وشددت على أن «الحكومة العراقيّة تؤكد أن تركيا كانت السبب في زيادة اختلال الأمن بالمنطقة الحُدُوديّة المُشترَكة فيما بيننا؛ إذ تسببت مبادرة السلام التي اعتمدتها مع حزب العمال الكردستاني بتوطين الكثير من عناصر هذا الحزب التركي داخل الأراضي العراقية من دون موافقة أو التشاور مع العراق؛ مما دعانا إلى الاحتجاج حينها لدى مجلس الأمن». ودعت وزارة الخارجيّة العراقية إلى «الكف عن مثل هذه الأفعال الاستفزازية، والخروقات المرفوضة»، مطالبة الحكومة التركية بأن «تستمع إلى صوت الحكمة، وتضع حداً لهذه الاعتداءات». وأشارت إلى «احتفاظ العراق بحُقُوقه المشروعة في اتخاذ الإجراءات كافة التي من شأنها حماية سيادته وسلامة شعبه بما فيها الطلب إلى مجلس الأمن والمنظمات الإقليميّة والدولية على النُهُوض بمسؤوليتها». ولفتت إلى أن «الوزارة استدعت السفير التركي في العراق قبل يومين وسلمته مُذكّرة احتجاج على خُرُوقات سابقة ارتكبها الطيران التركي، وبمُقتضى السياقات الدبلوماسية الاحترافية يُفترَض على السفير أن يكون قد نقل المُذكّرة إلى حُكُومته، وأبلغها بفحوى الاجتماع». وقالت إن «مَهمّة السفير هي تطوير العلاقات لا العكس، وقد أوضحنا له حُدُود دوره سابقاً وكذلك اليوم».

 

هجوم صاروخي يستهدف المنطقة الخضراء في بغداد

بغداد/الشرق الأوسط/18 حزيران/2020

سقطت صواريخ على المنطقة الخضراء وسط بغداد، صباح اليوم (الخميس)، في خامس هجوم من نوعه يستهدف المنطقة الشديدة التحصين حيث مقر السفارة الأميركية خلال عشرة أيام، وفق ما أكده مصدر أمني داخل المنطقة الخضراء لوكالة الصحافة الفرنسية.

وسُمع دوي ثلاثة انفجارات على الأقل، تبعه صوت صفارات إنذار المنطقة الخضراء. ولم يعرف على الفور ما إذا خلّف الهجوم ضحايا وأضراراً. ويأتي الهجوم الأخير بعد سلسلة حوادث مشابهة بما فيها هجوم صاروخي على قاعدة ضمن مطار بغداد الدولي، وفي 13 يونيو (حزيران)، استهدف هجوم صاروخي قاعدة شمال بغداد تتمركز فيها قوات تابعة للتحالف الذي تقوده الولايات المتحدة.

 

وزارة الدفاع الفرنسية على خط محاولات لجم «المغامرة التركية» في ليبيا والمتوسط

باريس تراهن على دور للحلف الأطلسي في كبح أنقرة

باريس: ميشال أبو نجم/الشرق الأوسط/18 حزيران/2020

بعد قصر الإليزيه ووزارة الخارجية، دخلت وزارة الدفاع الفرنسية، أمس، على خط التنديد بدور تركيا في ليبيا وفي مياه المتوسط، مستبقة بذلك الاجتماع عن بعد لوزراء دفاع الحلف الأطلسي الثلاثين، الذي تريد باريس دفعه للجم ما تسميه أوساطها «المغامرة» التركية الجديدة.

وما يجري اليوم ليس سوى استمرار لـ«الحرب الكلامية» بين باريس وأنقرة، على خلفية الملفات المتفجرة بينهما، سواء كان ذلك فيما يخص «الابتزاز» التركي للاتحاد الأوروبي في موضوع اللاجئين بالأراضي التركية، أو سياسة أنقرة تجاه أكراد سوريا، أو دورها داخل الحلف الأطلسي والتزامها بقواعد التعامل المتبعة في إطاره. وقد وصل الخلاف بين البلدين الى أوجه في ديسمبر (كانون الأول) الماضي إبان قمة الحلف في لندن، حيث اعتبر ماكرون أنه يعاني «الموت السريري» بسبب تركيا. كما برز الخلاف مجددا في قمة برلين حول ليبيا في الشهر التالي، بعد أن هاجم الرئيس الفرنسي سياسة أنقرة في ليبيا، وندد بقيامها بنقل السلاح والعتاد والمرتزقة، وضربها عرض الحائط بقرارات مجلس الأمن وعدم احترامها لفرض الحظر على السلاح. وأخيرا، لأن أردوغان «حنث بالوعود» التي أغدقها على الحلف. ومع تنديد الإليزيه العنيف بسياسة تركيا في ليبيا الأحد الماضي، ووصفها بـ«غير المقبولة»، واعتبار وزير الخارجية لودريان في اليوم التالي، بأنها «خطر (على فرنسا) ومقامرة استراتيجية غير مقبولة لأن ليبيا على مسافة 200 كلم من الساحل الإيطالي»، جاءت تصريحات مسؤول في وزارة الدفاع الفرنسية أمس لوكالات إخبارية لتبين «الأسباب المباشرة» لـ«الهجوم» الفرنسي.

هذا المسؤول أكد أن القطعة البحرية الفرنسية «لو كوربيه» تعرضت أثناء محاولتها تفتيش سفينة شحن بسبب شكوك في نقلها أسلحة الى ليبيا، لـ«مناورة بالغة العدوانية» من قبل فرقاطات تركية، الأمر الذي وصفه بـ«شديد الخطورة». وبحسب المسؤول ذاته، فإن باريس «لا يمكن أن تقبل تصرفا من هذا النوع من قبل حليف وضد قطعة بحرية أطلسية، بقيادة أطلسية وبمهمة أطلسية». في إشارة إلى مهمة «سي غارديان» الأطلسية في مياه المتوسط. وبحسب وزارة الدفاع الفرنسية، فإن «حركة بحرية كثيفة بين تركيا ومرفأ مصراتة الليبي (يقع تحت سيطرة حكومة الوفاق) مصحوبة أحيانا بعدة فرقاطات تركية، لا تساهم في خفض التصعيد» في الحرب في ليبيا. وما يزيد من خطورة المسألة أن القطع العسكرية التركية «تستخدم الرموز الخاصة بالحلف الأطلسي»، رغم أنها ليست في مهمات أطلسية.

وسبق لقصر الإليزيه أن ندد بوجود ثماني فرقاطات تركية مقابل ميناء مصراته. وبحسب باريس، فإن ذلك كله يندرج في إطار الدعم العسكري المتصاعد لحكومة الوفاق، ما «ينتهك مباشرة حظر السلاح» المفروض على ليبيا.

وما بين تنامي التدخل العسكري التركي، وسعي أنقرة لوجود دائم بحري في قاعدة مصراتة، وجوي في قاعدة الوطية، وخطط تركيا للتنقيب عن النفط والغاز في مناطق متنازع عليها مع قبرص واليونان، ترى الأوساط الفرنسية أن إردوغان «يسعى لفرض واقع ميداني وعسكري واقتصادي جديد»، وأنه بصدد «تجميع أوراق متنوعة» لما يمكن أن يحصل من مفاوضات لاحقة. ومن هنا، يأتي سعي باريس لإدخال الحلف الأطلسي على الخط لـ«لجم» الاندفاع التركي، الذي ترى فيه فرنسا وعدد من البلدان الأوروبية «تهديدا لمصالحها» في منطقة نفوذ تقليدية لها.

وتعول باريس على الدور الأميركي. بيد أنها لا تعرف تماما ما تريده واشنطن، حيث هناك من يرى في الدور التركي وسيلة لجبه عودة النفوذ الروسي إلى ليبيا وجنوب المتوسط. وما يريده الأوروبيون، وفي مقدمتهم الطرف الفرنسي، استخدام الاجتماع الافتراضي لطرح موضوع السلوك التركي، وإطلاق ناقوس الخطر، والتحذير من حصول احتكاكات مع القطع البحرية التركية، وتصويب أداء أنقرة لجهة الدفع لاحترام حظر السلاح على ليبيا، ووقف اندفاعها المتعدد الأشكال في المتوسط. كما يأمل الأوروبيون أن توضح واشنطن مواقفها لأنه من غير الدعم الأميركي سيكون من الصعب على الأوروبيين ثني أنقره عن خططها. ومن هنا، تأتي مسارعة الرئيس ماكرون للتواصل مع نظيره الأميركي لبحث الدور التركي وتحذيره من تبعاته. ومن بين كافة الدول الأوروبية، تبرز باريس كرأس الحربة للوقوف بوجه تركيا. وتستند فرنسا على الاتحاد الأوروبي في ملف خطط تركيا النفطية والغازية في مياه المتوسط، بل إن «وزير» خارجية الإتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، هدد بـ«عقوبات» أوروبية. كما تتخوف فرنسا من «استنساخ» الحالة السورية في ليبيا لجهة «تقاسم مناطق النفوذ» بين موسكو وأنقرة، وعينها على مصالحها في ليبيا وشمال أفريقيا امتدادا إلى بلدان الساحل. إلا أن «المفتاح» التركي موجود لدى الحلف الأطلسي، وتحديدا بيد واشنطن. والحال أن الأخيرة أبدت بعضا من «التفهم» لدور أنقرة. كما أن سياستها تجاه حكومة الوفاق والمشير حفتر غير واضحة. لذا، فإن المصدر الفرنسي المشار إليه شدد على أن وزيرة الدفاع فلورانس بارلي «ستضع النقاط على الحروف» في اجتماعات الأطلسي. فهل سيكفي ذلك لدفع واشنطن إلى انتهاج الوضوح والصرامة، وإفهام تركيا أن مغامراتها المتوسطية غير مضمونة النتائج؟ هذا هو السؤال الملح اليوم، والجواب عليه ستكون له تأثيراته في القادم من الأيام.

 

إطلاق سراح 118 ألف سجين بأوروبا لمنع انتشار كورونا في السجون

لندن/الشرق الأوسط/18 حزيران/2020

ذكرت دراسة نشرها مجلس أوروبا اليوم الخميس، أن هناك دولا أوروبية أطلقت سراح أكثر من 118 ألف سجين، لمنع انتشار فيروس كورونا المستجد في السجون. وأفادت 20 دولة من أصل 43 دولة أوروبية شملتها الدراسة، التي أجراها باحثون في جامعة لوزان في سويسرا، بإطلاق سراح السجناء بصورة مبكرة، كإجراء لمواجهة الوباء، وفقا لما ذكرته وكالة الأنباء الألمانية. وقد تم إطلاق سراح العدد الأكبر من السجناء حتى الآن في تركيا، بواقع 102 ألف و944 سجينا، أي نحو 35 في المائة من نزلاء السجون. وأودى فيروس كورونا المستجد بما لا يقل عن 451 ألف شخص حول العالم منذ ظهوره في الصين في ديسمبر (كانون الأول)، وفق تعداد أجراه موقع «وورلد ميتر» صباح اليوم (الخميس). وسُجلت رسمياً أكثر من 8.4 مليون إصابة في 196 بلداً ومنطقة منذ بدء تفشي الوباء. وقد أعلِن تعافي 4.4 مليون شخص على الأقل. ولا تعكس الأرقام إلا جزءاً من العدد الحقيقي للإصابات، إذ إن دولاً عدة لا تجري فحوصاً إلا للحالات الأكثر خطورة، فيما تعطي دول أخرى أولوية في إجراء الفحوص لتتبع الذين يحتكون بالمصابين، ويملك عدد من الدول الفقيرة إمكانات فحص محدودة.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

موعد 25 حزيران لإنقاذ "العهد".. وخيارات حزب الله الانتحارية

منير الربيع/المدن/19 حزيران/2020

تعلم كل القوى السياسية المعارضة للعهد والحكومة، أن لحظة الاستحقاق دنت. لم تعد المواجهة تقبل أي مواربة أو هروب إلى الأمام. لذا، لجأ الرئيس ميشال عون وحزب الله إلى التمهيد للقاء وطني يعقد في بعبدا، للتشاور والحوار في الأزمات التي تعصف بالبلاد، و"لتعزيز الاستقرار والهدوء ونبذ الفتنة".

ويعلم المعارضون أن الحصار الذي وقع فيه كل من ميشال عون وحسان دياب، ومن خلفهما حزب الله، حتم عليهم اللجوء إلى خصومهم، لاستعادة شرعية فقدوها في أكثر من محطة داخلية وخارجية.

بري عرّاباً

الأوساط اللبنانية منشغلة بحوار 25 حزيران. ويلعب الرئيس نبيه بري دور عرّاب إعادة الدورة السياسية إلى نصابها. وهو يحاول إقناع الأفرقاء بالمشاركة في اللقاء. بحث الأمر مع الرئيسين سعد الحريري ونجيب ميقاتي، ومع سليمان فرنجية كرؤساء كتل نيابية لاستمزاج آرائهم. وفي حال موافقتهم يُبّت الموعد. 

تُجمع الشخصيات المعنية على أن العهد يلجأ لإنقاذ صورته وتلميعها باللقاء، للادعاء بأن الجميع يتحمل المسؤولية، وللإشارة إلى التشاور والتعاون بين الجميع. والصورة جزء من الاستجابة للضغوط الدولية، وخصوصاً الأميركية والفرنسية، التي شددت على عدم اتخاذ أي قرارات غير توافقية. وهذا ما حتّم الحاجة إلى موافقة القوى اللبنانية كلها.

لا للصور

تتوالى الردود على الدعوة. الجميع يرى أن العبرة في النتيجة وليس في الشكل والصور. فالوقت لم يعد يسمح لهواية التصوير والابتسام أمام عدسات الكاميرات: فإما وضع برنامج عمل واضح ومحدد، يسمح بمقاربات التغيير، وإما لا داعي للمشاركة.

وهذه إشارات صدرت عن كل من الحريري، ميقاتي، تمام سلام، سليمان فرنجية، والقوات اللبنانية. وكذلك عن فؤاد السنيورة الذي لم يتلق دعوة بعد. ولكن حضوره اللقاء يعدُّ سابقة في عهد ميشال عون، في ظل الصراع الأزلي بينهما.

يحفرون في الجورة نفسها

يقول السنيوة إن لا الحكومة ولا العهد قدما شيئاً مشجعاً، لا للبنانيين ولا للمجتمع الدولي. لذا، إذا استمرت المقاربات على حالها، لا يمكن المشاركة في لقاء يقتصر على التقاط الصور.

فالمعطيات كلها بيّنت للسنيورة أن الحفر مستمر في الجورة نفسها:

من التعيينات المالية، وعرقلة التشكيلات القضائية ثم ردها، بعدما أُقرت بإجماع أعضاء مجلس القضاء الأعلى، إلى ذهاب لبنان إلى التفاوض مع صندوق النقد الدولي بلا أرقام موحدة. وهناك أيضاً الكهرباء، وضبط الحدود.. وهذا كله لا يقدم تجارب مشجعة. إضافة إلى أنهم لفقوا على الناس الأكاذيب، للهرب من تطبيق القانون الذي أقره مجلس النواب لآلية التعيينات. فعيّنوا أزلامهم! 

حزب التورط في المخاطر

ويعتبر السنيورة أن قبضة حزب الله على الدولة اللبنانية، تتعمق وتتسع. فالضغط على حاكم مصرف لبنان لضخ الدولار، هدفه تأمين الفائدة لحزب الله والنظام السوري. وضخ هذه المبالغ يخلق تعطيشاً زائداً في السوق، ويفاقم الأزمة.

وهو لا يرى سوى الانتحار في الخيارات الاقتصادية لحسن نصر الله. لا سيما في ظل دخول قانون قيصر حيز التنفيذ. فنصرالله وحزبه وضعا لبنان في ممر الفيلة، وعرضاه لهذه الصدمات كلها، بتدخلهما في أزمات المنطقة.

والمطلوب - حسب السنيورة - ضرورة إنتاج موقف وطني يتلافى المخاطر المقبلة ويُعدُّ للخروج منها.

الدولار بين العصا والثقة

يشدد السنيورة على أن المسألة لا تحتاج إلى كلام، بل إلى قرارات. وإذا كانت الدعوة إلى لقاء بعبدا للصور فقط، فلا نريدها. وربما هناك من يريد هذه الصور لتبييض صفحة حزب الله ورئاسة الجمهورية وجبران باسيل وصورهم. وهذا ما سنتخذ قراراً مشتركاً في شأنه كرؤساء سابقين للحكومة.

ويشير السنيورة على دولاً كثيرة أصابتها أزمات مالية، وأيقنت أن الدولار لا يدار بالعصا. والمسؤولية لا تقع على الصرافين أو التجار. الدولار يرتبط بالثقة، وهي مفقودة في لبنان اليوم.

تغيير وطني في السلطة

أما  العلاج فمحاوره خمسة: زيادة الواردات المالية وخفض الإنفاق وتقليل المصاريف. إجراءات تتعلق بالمصارف ومصرف لبنان. قطاع الكهرباء والاتصالات، ثم التجارة والصناعة. وإجراءات لترشيق الادارة. الدواء الخامس سياسي وهو استعادة الثقة، من خلال التوازنات الداخلية، وعلاقاتنا بالمجتمع العربي والدولي.

وهذه المحاور تحتاج إلى تغيير كلي على الصعيد الوطني في السلطة.

 

نصرالله بـ«نسخته الصينية».. إستدراج عروض غير منظورة!

علي الأمين/جنوبية/18 حزيران/2020

ماذا يجري خلف سور الصين العظيم؟ سؤال كبير حظي بحيز لا بأس به في الخطاب الأخير للأمين العام ل "حزب الله" للسيد حسن نصرالله خلال دعوته للتحول من الغرب إلى الشرق. حمل خطاب نصرالله بنسخته الصينية تغييراً ملخوظاً في "قواعد الإشتباك" التجاري والإستثماري، ويحمل أبعاد غير منظورة في المقدمات والنتائج والعواقب ريما، تشي بإستدراج عروض متشابكة و"حمالة أوجه" تتجاوز الحدود اللبنانية إلى الإقليمية والدولية.

ولم تكن المرة الأولى في خطابه الثلاثاء التي يدعو فيها نصرالله الدولة اللبنانية  الى التوجه نحو الصين، فهو غداة انتفاضة 17 تشرين 2019 لوّح (تشرين الثاني) بهذا الخيار في مواجهة ما اعتبره حصاراً اميركياً غير معلن على لبنان، وكان خطاب نصرالله عن الخيار الصيني، مفاجئاً ليس لأن الصين ليست دولة طامحة لأن تلعب دورا اقتصاديا وتجاريا مؤثرا في لبنان، وعلى امتداد طريق الحرير، بل لأن اللبنانيين لم يألفوا اهتمام نصرالله بخطط اقتصادية ومشاريع كبرى تتصل بالاقتصاد وبناء الدولة، لذا كانت الدعوة في ذلك الحين مثار تساؤل لجهة هل ان نصرالله هو فعلا جاد و مهتم في هكذا مشاريع تعيد الاعتبار للاقتصاد وللدولة والتنمية، أم انها رسالة سياسية موجهة لأطراف خارجية. وضمن حسابات الصراعات الاقليمية والدولية؟

قروض ميسرة

خلفية هذا التساؤل تتأتى من ان الشركات الصينية، وقبلها الدبلوماسية الصينية في بيروت، قامت بشبكة علاقات واتصالات واسعة، واجرت لقاءات مع مختلف الجهات الرسمية الحزبية اللبنانية، ومع غرف التجارة قي مختلف المحافظات اللبنانية، ولوحظ ان العديد من المسؤولين اللبنانيين ورجال الاعمال، ابدوا اهتماما بالمشاريع التي يمكن ان تنفذها الصين، وبدا الاهتمام متجاوزا كل الحساسيات الداخلية، بحيث ان لبنانيين من مختلف الطوائف والاحزاب ابدوا اهتماما بما يمكن ان ينفذ من مشاريع سواء تلك المتصلة بالميناء البري في البقاع، او النفق بين بيروت والبقاع، والقطار السريع، وغيرها من عشرات المشاريع التي ابدت الشركات الصينية استعدادها لتنفيذها ضمن شروط تجارية وقروض ميسرة.

هل ان حزب الله حين يطالب بالتوجه نحو الصين، قد حسم فعليا خياره اتجاه مرجعية الدولة، ذلك ان الخلل الجوهري في لبنان، يتصل بحسم هذا الخيار، من هنا يبدو استحضار الصين، يتصل بحسابات تتجاوز جوهر المشكلة اللبنانية التساؤل الذي خلقته دعوة نصرالله، يتأتى من كون هذه الدعوة للتوجه نحو الصين في سياق المواجهة الاقليمية والدولية التي يخوضها حزب الله كامتداد للسياسة الايرانية، واوحى نصرالله وكأن حضور الصين في لبنان هو لمواجهة السياسة الاميركية وحتى الخليجية التي ادارت ظهرها للبنان بعد سيطرة “حزب الله” على الحكم والحكومة فيه، وهو ما دفع العديد من القيادات اللبنانية بعد خطاب نصرالله الى الحذر والترقب وربما الانكفاء عن التفاعل مع المشاريع الصينية في لبنان، تفاديا من ان يتم ادراجهم في خانة حزب الله، خاصة ان قسما كبيرا من رجال الاعمال والتجار وبعض القيادات يرتبطون بعلاقات مالية وتجارية مع دول الخليج العربي ولا سيما السعودية. من هنا اعتبر بعض المراقبين في بيروت، ان صدور مثل هذه الدعوة للتوجه نحو الصين لحل الأزمات الاقتصادية في لبنان، من امين عام “حزب الله” نفسه، يجعل من الفكرة على اهميتها، عرضة للتسييس، وللنكايات السياسية، ولا يفتح الطريق امام تحققها، بل ربما يحولها الى ورقة في مهب الرياح الاقليمية ليس اكثر ولا أقل، كان يمكن لنصرالله ان كان جادا في انجاح الفكرة، ان لا يكون هو من يطلقها، بل يمكن من خلال نفوذه وتأثيره ان يدفع جهات رسمية لتبنيها كمشاريع تنقذ لبنان، ثم يقوم حزب الله بتأييدها

المصالح الإيرانية

عدم اتباع هذا الاسلوب، وتبني نصرالله مباشرة لهذه الدعوة، هو يساهم بافشالها من خلال وضعها كمادة للمناكفة السياسية، لكن ذلك لا يمنع من ان يكون لدى نصرالله غاية اخرى، وهي تلك المتصلة بنظام المصالح الايرانية في المنطقة، فاظهار الصين وكأنها طرف في الصراع الاميركي الايراني في امتداداته الاقليمية، سيلقي بأثاره بالضرورة على الخليج العربي، خاصة ان السعودية منخرطة في مشاريع مشتركة مع الصين، هي بالضرورة مشاريع لا تلقى ترحيبا اميركيا ولا ايرانيا، وبالتالي فان محاولة استدراج الصين الى هذه الدائرة، يثير الريبة لجهة جدية نصرالله في بناء افق تعاون واسع بين لبنان والصين. واذا كانت المصالح الايرانية_الاميركية في المنطقة العربية، تتقاطع على ابعاد الصين عن اي دور فاعل ومؤثر عربيا، وكل من زاويته وحساباته، فان الاختبار اللبناني في طرح ورقة المشاريع الصينية غير المكلف لا لأميركا  ولا لايران، انطلاقا من ان حجم المشاريع الاستثمارية المقدرة تبقى محدودة اذا ما قيست بالمشاريع الصينية في الخليج او في سوريا لاحقا. التساؤل الذي خلقته دعوة نصرالله، يتأتى من كون هذه الدعوة للتوجه نحو الصين في سياق المواجهة الاقليمية والدولية التي يخوضها حزب الله كامتداد للسياسة الايرانية مسار العلاقات الاميركية الايرانية يبقى مسار راسخ وعميق في المنطقة العربية، وشواهد التقاطع بين الدورين رغم المواجهة بينهما، ينطوي على تعاون كان في صالح الدولتين الى حد كبير، واشنطن حصدت النفوذ والسيطرة والتحكم عربيا، فيما ايران ملأت الفراغ الاقليمي العربي بالاستثمار في الانقسامات وتصدع الدولة.

مرجعية الدولة

في ما قاله نصرالله يبقى عرضة لسؤال جوهري، هل ان حزب الله حين يطالب بالتوجه نحو الصين، قد حسم فعليا خياره اتجاه مرجعية الدولة، ذلك ان الخلل الجوهري في لبنان، يتصل بحسم هذا الخيار، من هنا يبدو استحضار الصين، يتصل بحسابات تتجاوز جوهر المشكلة اللبنانية، الى ما هو ابعد، اي تسجيل النقاط وتبادل الرسائل مع واشنطن، الاخيرة قامت بقلب الطاولة في العراق، من دون ان تقلل من شأن الدور الايراني. لبنان امام مشهد هجوم اميركي يحاول نصرالله التخفيف من اثاره والحدّ منه بتقديم هدايا ولو باللغة الصينية، قبل شهرين اطلق العميل عامر الفاخوري واليوم واشنطن تفرج عن رجل الاعمال اللبناني قاسم تاج الدين وما بينهما سجناء  اميركيون  تم الافراج عنهم. وفيما تحاول واشنطن التضييق على الاستثمارات الصينية في اسرائيل، فان طهران كما واشنطن يتفقان على ان التضييق على الاستثمارات الصينية في المنطقة اولوية تقتضي التعاون وخطاب نصرالله الصيني هو التقاطع العميق.

 

انتظَروا "جيشَ قيصر" فأتاهُم قانونُه

سجعان قزي/افتتاحية جريدة النهار/18 حزيران 2020

تَتّجهُ الولاياتُ المتّحدةُ الأميركيّة إلى ربطِ مساعدةِ لبنان بتغييرِ المنظومةِ السياسيّةِ، وإلى الـمُواءَمةِ بين تغييرِ الحكمِ اللبنانيّ وتغييرِ النظامِ السوري. يَندرجُ هذا المنحى الجديد في إطارِ سياسةِ واشنطن الراميةِ إلى ضربِ قواعدِ النفوذِ الإيرانيِّ في مختلَفِ دولِ المشرِق، ولبنان ضِمنًا. لغايةِ تأليفِ حكومةِ "أيها اللبنانيّون" (كلَّ يومٍ رسالة)، كانت واشنطن تَرهَنُ المساعداتِ بالإصلاحِ فقط، لكنّها اكتشفَت، بالدليلِ القاطِع، أن لا إصلاحَ ممكنًا في لبنان مع هذه المنظومة، فقرّرت الذَهابَ إلى أصلِ البَلاء. وإذا كانت الدولُ الغربيّةُ تُقنِّنُ انتقادَ الحكومةِ اللبنانيّة، فليس دليلَ رِضى عنها، بل لأنّها لا تَعتبرُها مصدرَ القرار، فتَرأفُ بنقْدِها.

فيما غالِبيّةُ اللبنانيّين تريد الإصلاحَ ورحيلَ هذه المنظومةِ بَدءًا بالحكومةِ، جميعُهم يسألون: أنّى لأميركا أن تُطيحَ هذه المنظومةَ عن بُعد؟ بقمرٍ اصطناعيٍّ؟ بطائرةٍ من دون ِطيّار؟ بسلاحِ التويتر والفايسبوك؟ بالعقوباتِ و"قانونِ قيصر"؟ ما تَطرحُه أميركا يَحمِل أخطارَ حربٍ، فأين جيوشُها؟ اللهمَّ إلَّا إذا كانت لا تُبالي بنشوبِ حربٍ أهليّةٍ جيوشُها المكوّناتُ اللبنانيّة. في الحالتين، طرحُها هو أقصرُ طريقٍ إلى الانهيارِ التامّ. يكفي أميركا وَضعُ خططٍ كبيرةٍ بوسائلَ تنفيذيّةٍ صغيرة. وتَكفيها معالجةُ قضايا طارئةٍ بأدويةٍ مفعولُها متأخرٌ. اللبنانيّون لا يَحتَمِلون أن يَصعَدوا جبالَ "إڤِـرِسْت" بدرّاجةٍ هوائيّة: يموتون ولا يصِلون.

تعوِّلُ واشنطن على "الحروبِ الاقتصاديّةِ" التي بدأتْها في الثمانيناتِ على إيران، وفي التسعيناتِ على العراق، وفي الألفيّةِ الثانيةِ على سوريا، وأخيرًا على حزبِ الله ـــ واستطرادًا على الحكم اللبناني ـــ فارتدّت على كلِّ لبنان. توصّلت واشنطن إلى قناعة أَنَّ النظامَ اللبنانيَّ تغيّر خلافًا لقواعدِ التغييرِ التقدّمي، وصار شبيهًا بأنظمةِ محيطِه خطًّا وسلوكًا، وبالتالي لا بد من أن يتغيّرَ معها. مِن هنا انزلقْنا من جديدٍ في وِحدةِ المسارين السوريِّ واللبنانيِّ من دونِ عودةِ الجيشِ السوري. ظاهريًّا، واشنطن هي التي رَبطت المسارين، لكن فعليًّا هو الحكمُ اللبنانيُّ الذي انحاز إلى المحورِ الإيرانيِّ/السوريّ وسَخّرَ ديبلوماسيّتَه للترويجِ لهذا المحورِ ولــ"تبريرِ" سلاحِ حزب الله. وروسيا أيضًا هي التي تُحاول أن توسّعَ تأثيرَها السياسيَّ إلى لبنان تحت ذريعتين: التنسيقُ بين الأقليّاتِ في سوريا ولبنان، واحتواءُ حزبِ الله على غرارِ تقليصِها الدورِ الإيراني في سوريا. ومن هنا، بوضوحٍ أكثر، نَفهم تسويقَ السيد حسن نصرالله للصين لا لروسيا.

انتعَشت وِحدةُ المسارَين وتَجلّت في عناصرَ أبرزُها: الخِياراتُ الإستراتيجيّةُ واعتمادُ خَطِّ الممانعة، الهيمنةُ الإيرانيّةُ على البلدين، وِحدةُ الساحةِ العسكريّة، العُزلةُ العربيّةُ والدوليّة، العقوباتُ الأميركيّةُ و"قانونُ قيصر"، أزمةُ النازحين الضاغطةُ على الدولتين، انهيارُ الليرتين وتَفشّي الفَقرِ والجوع، تبادُلُ الفسادِ والهدرِ رسميًّا والتماهي بالقمعِ والترهيب جَهارًا، عدوى الخِلافاتِ في بيوتِ أهل الحُكمَين، تماثلُ مستوى الطبقتَين السياسيّتين، وحِدةُ الأجواءِ اللبنانيّةِ/السوريّةِ بالنسبة لإسرائيل، تَنازعُ الـمِلكيّةِ على مزارع شبعا، وفي التمايل بين مشروعَي الأقليّاتِ والأكثريّة.

ليست المصالحةُ الدُرزيّةُ المتزامنةُ مع انتفاضةِ الدروز في السويداء أحدثَ مظاهر الربطِ بين الحالتين اللبنانيّةِ والسوريّة، بل "قانونُ قيصر". فالولاياتُ المتّحدةُ الأميركيّة توجّه هذا القانونَ إلى سوريا ولبنان كأنّه "جيشُ قيصر" لا قانونُه، وتَثِق بقدرتِه على تغييرِ حالِ النظامين مثلما وصولُ الجيشِ الروسي إلى سوريا سنة 2015 غيّرَ مسارَ الأحداثِ فيها وأنقذَ النظامَ مرحليًّا. أميركا تعتبر العقوباتِ جيشَها الجديد في الشرق الأوسط.

بعد تراجعِ العمليّاتِ العسكريّةِ في سوريا سنة 2016، أُعطي بشّارُ الأسد فرصةَ الإصلاحِ الذاتي من خلال التفاوضِ مع المعارضةِ فرَفضَ ظانًّا أنّه انتصَرَ والمنتَصِرُ يَفرِضُ ولا يُفاوِض، لكنّه تجاهل أنَّ انتصارَه ليس ذاتيًّا، بل ثمرةُ دعمِ روسيا وإيران وحزبِ الله، وإلا لكانَ انهارَ النظامُ كليًّا. وفي لبنان أُعطيَ الرئيسُ ميشال عون فرصةَ التغيير... والإصلاحِ أيضًا بعد انتخابِه إثرَ التسويةِ الرئاسيّة، لكنه اعتبَر، كالأسد، أنَّ مجيئَه انتصارٌ لا تسوية، وأضاعَ الفرصة. فكانت العقوباتُ والانتفاضةُ والانهيارُ الاقتصاديُّ والماليُّ والتوتّرُ الأمنيُّ.

الوصولُ إلى الحائطِ المسدودِ هو وراءَ فكرةِ دعوةِ المنظومةِ السياسيّة "قَشِّهْ لَـفِّهْ" إلى قصرِ بعبدا يوم الخميس المقبل (مبدئيًّا). الحكمُ يريد تغطيةً ليستمرَّ ويمنعَ انهيارَه. لكنَّ غالِبيّةَ المدعوين هم جُزءٌ من المشكلةِ لا من الحل، فلا يستطيعون أنْ يُغطّوا وهم يحتاجون تغطيةً، ولا أن يَتضامنوا وهم منقسِمون، ولا أن يَـحُولوا دونَ التغيير الآتي وهم طليعةُ المستَهدَفين. استحالةُ التغطيةِ والتضامن ناتجةٌ كذلك عن استحالةِ الاتفاق على الثوابتِ. فأيُّ بيانٍ سيصدُر عن المجتمعين لن يَتضمنَ النقاطَ الخلافيّة التي هي أساسُ الأزمةِ الوطنيّة.

صار التغييرُ في لبنان حتميًّا. لم يَعد يحتاجُ إلى الطوائفِ أنْ تُطالب بـــ"حقوقٍ"، ولا إلى الشعبِ أنْ يثور، ولا حتّى إلى عقوباتٍ أميركيّة. ارتفاعُ نسبةِ الانهيارِ أكسَبَ النظامَ اللبنانيَّ ديناميّةَ تغييرٍ، بل ديناميّةَ سقوطٍ وانفجار، مستقِلّةً عن ديناميّةِ المكوّناتِ والثوّار والضغطِ الدوليّ. صار التغييرُ فعلًا آليًّا وقوّةَ دفاعٍ ذاتيّ. حين تبلغُ حرارةُ سائلٍ درجةً أعلى من تحمّلِ مادةِ الخَــزّان، يَنفجر الخَـــزّان من دون تدخّل قوةٍ ثالثة. الانفجارُ في ذاتِه مرحلةٌ من مراحلِ التغيير. البلادُ تعيش الآن خارجَ انتظامِ مؤسّسات النظام وآليّاتِه. السائلُ خارجَ الخَـــزّان. الدولةُ خارجَ النظام والشعبُ خارجَ الدولة. هناك من يَدفعُ إلى حصول الانفجارِ الشامل. هناك من يحاولُ نقلَ البلادِ من أزمةٍ اقتصاديّةٍ/اجتماعيّةٍ أفرَزتْها أزمةٌ سياسيّةٌ/وطنيّة، إلى ما قبلَ التكوين بقصْدِ إنشاءِ بلدٍ جديد.

اللافتُ أنَّ التغييرَ في سوريا ولبنان سيشمُل أركانَ النظامين وبُنْيَتَيْه أيضًا. تغييرُ بُنيةِ النظام في سوريا قد يَستثني هويّتَه، أي اللونَ العلويَّ السائدَ منذ سنةِ 1968 لأنه يَنسجمُ مع هندسةِ الشرق الأوسطِ الجديد القائمةِ على إحداثِ توازنٍ ما بين الأكثريّاتِ والأقليّات. وفي لبنان، سيأخذ التغييرُ أيضًا هذا المنحى بإجراءِ تعديلاتٍ دستوريّةٍ تَتجنّب المسَّ باللونِ المسيحيِّ في رئاسةِ الجمهوريّة إلا إذا كانت هناك نيةٌ بتقسيمِ لبنان أو فَرْزِه كانتونات.

التغييرُ في سوريا بدأ من خلالِ مشروعِ إعادةِ بناءِ الجيشِ السوري التي تُشرِفُ عليها روسيا مباشرةً، ما سَبّبَ اختلافًا بين أهلِ النظامِ وروسيا. أهلُ النظام، لاسيّما ماهر حافظ الأسد، يريدون إبقاءَ الجيشِ السوريِّ جيشَ نظام، بينما تفضِّل روسيا أن يُصبح جيشَ دولةٍ لتسهيل الانتقالِ الدستوري. أما في لبنانُ فسينطلقُ التغييرُ برعايةٍ غربية "قيصريّة" من مؤسّساتِ النظامِ المدنيّةِ ومع دورٍ خاصِّ للجيشِ الذي لن يَخضعَ لإعادةِ بناءٍ، بل لإعادةِ انتشارٍ مناطقي.

الأمنُ أوّلًا، في هذه المرحلة، ويُستحسَنُ ربطُ الأحزمة.

 

أفسحوا لخطى طهران أيها اللبنانيون

حازم الأمين/الحرة/18 حزيران/2020

من الواضح أن خطاب الأمين العام لـ "حزب الله" حسن نصرالله الأخير كان موجها للبنانيين يظن أن اعتقادا ساورهم بمبادلة سلاحه بالاستقرار المالي والاقتصادي. ونصرالله هو القوة الوحيدة في لبنان، ولسبابته وقع على معنويات خصومه الذين لطالما نجح بتأديبهم.

وها هو اليوم يذكرهم بما سبق أن جرى لهم حين ساورتهم الأوهام.

لا سيما وأننا خسرنا في المواجهة السياسية وفي الشارع وفي الانتخابات.

لا بأس علينا إذا تصرفنا كمهزومين منتظرين من يملي علينا برنامج الهزيمة، ولنفسح لخطى السيد وللشركات الإيرانية التي أنجزت المهمة في طهران العامرة بنظامها وباقتصادها، وهي بصدد الانتقال إلى بلادنا.

الأمين العام رسم خطة بديلة "متكاملة" للاستعاضة عن الغرب بالشرق وعن الدولار الأميركي بالليرة اللبنانية، ولاستبدال أميركا بالصين وأوروبا بإيران.

وبما أنه السيد، وهو لا يُنَاقش، ومعرفته لا تخطء ولا تهتز، وبما أننا على شفير الاختناق، لا بد من أن نبحث عن وجهة أخرى ندفع إليها يأسنا ونصرف بها خيبتنا.

لنعطي الـ"جمل بما حمل" للسيد. فلنسلمه الاقتصاد ومصرف لبنان وعلاقات لبنان الخارجية ونظامه السياسي والاجتماعي والتعليمي والمالي.

هذا حق له أصلا، فهو انتصر في المعركة معنا، ويجب أن يُعطى فرصة وأن ينفذ برنامجه.

نحن غير مؤمنين بما قاله ولا نعتقد أن الشرق يمكن أن ينقذنا من الإفلاس ومن الانهيار، لكننا مهزومون ولا نقوى مواجهة حزب السيد ومحور السيد وسلاح السيد. علينا أن نسلم أمرنا له، وأن نتركه يدير دفة الاقتصاد والتعليم والثقافة والصحة.

"حزب الله" نفسه لم يستعض عن الدولار بالليرة اللبنانية. لنتخيل مثلا أن السيد دفع رواتب عناصر حزبه بالتومان الإيراني!

وبما أننا نعتقد أن نصرالله سيفشل، وأنه يعتقد أنه لا يفشل ولن يفشل، فلا خيار أمامنا إلا أن نتركه في هذه المواجهة، ولننتظر النتيجة.

لا خيار أمامنا أصلا. لكن الفارق هنا، هو أننا سنكون مجرد مراقب لا حول له ولا قوة في هذه المعادلة وفي هذه الخيارات.

لكن يا أيها اللبناني الحذق عليك ألا تنسى أن هذا السيناريو هو ما يجري اليوم.

"الجمل بما حمل" بيد السيد. الرئاسات ثلاثتها، والحكومة والمجلس النيابي، جميعها له، وعلى رغم ذلك يُشعرنا نصرالله أن ثمة من لا يعتقد بخطته الاقتصادية البديلة!

فهو يخوض سجالا مع أحد لا نعرفه. أحد خارج الرئاسات وخارج الحكومة وخارج المجلس النيابي. لكنه "أحد" قوي إلى حدٍ يشعر معه نصرالله، الرجل الأقوى في لبنان، أن عليه أن يقنعه لكي تستوي الخطة، خطة الانتقال من الشرق إلى الغرب ومن الدولار إلى الليرة، ومن واشنطن إلى طهران!

لك الأمر، ونحن الرعايا المهزومين في جمهوريتك ننتظر قطار الشرق السريع لكي يأخذنا إلى بكين.

من هو هذا الشخص المهم الذي لم يقنعه كلام السيد؟

من هو هذا الشخص القوي الذي لا يستوي الانتقال من الغرب إلى الشرق من دونه؟

 فالجمهورية كلها بيد الحزب، إذا ثمة سر في حرص نصرالله على السجال.

الأرجح أن هذا الشخص المهم هو نصرالله نفسه. الرجل يحاول إقناع نفسه، ذاك أنه في نفس الخطاب، وفي سياق آخر، أخبرنا أن "حزب الله" يُدخل دولارات إلى لبنان ولا يخرج منه دولارات.

الحزب نفسه لم يستعض عن الدولار بالليرة اللبنانية.

لنتخيل مثلا أن السيد دفع رواتب عناصر حزبه بالتومان الإيراني! أو أنه استعاض عن سيارات الدفع الرباعي الأميركية الصنع التي يقودها عناصره بأخرى صينية أو إيرانية!

 عندها ستنافس شركة "لادا" الروسية "حزب الله" على قلوب مناصريه.

ثم هل يريدنا السيد أن نصدق أن إيران نفسها تخففت من عبء الدولار الأميركي؟

الصين نفسها تستثمر هناك في تلك الاقتصادات العدوة يا سيد، وأنت تعرف ذلك جيدا.

لكن بما أن السيد يعرف ذلك، فمن يناقش إذا، وعلى من يصرف كل هذا الجهد؟

هذا شأن أصحاب الكاريزما من قادة وزعماء.

لا بد من استثارة شغف المستمعين بخطب لا وظيفة لها سوى شد العصب.

ثم أننا علينا ألا ننسى أن السيد هدد من تساوره نفسه بأوهام مبادلة السلاح بالاستقرار.

الرسالة وصلت، ولن نسمح لهذا الوهم بأن يساورنا. لكن عليك يا سيد أن تقترح وجهة وبديلا.

خيار التوجه إلى الشرق نكتة غير مقنعة، وصاحب السلطة عليه مسؤوليات خصوصا في لحظات مصيرية كالتي نعيشها.

قدم لنا خيارا منطقيا، ويمكنك بعدها أن تحاسبنا إذا ما ساورنا وهم بنزع سلاح حزبك.

لك الأمر، ونحن الرعايا المهزومين في جمهوريتك ننتظر قطار الشرق السريع لكي يأخذنا إلى بكين.

 

لبنان وقانون قيصر... حزب الله لا يستطيع أخذ لبنان سوى في اتجاه كارثة

خيرالله خيرالله/العرب/19 حزيران/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/87444/%d8%ae%d9%8a%d8%b1%d8%a7%d9%84%d9%84%d9%87-%d8%ae%d9%8a%d8%b1%d8%a7%d9%84%d9%84%d9%87-%d9%84%d8%a8%d9%86%d8%a7%d9%86-%d9%88%d9%82%d8%a7%d9%86%d9%88%d9%86-%d9%82%d9%8a%d8%b5%d8%b1-%d8%ad%d8%b2%d8%a8/

بـ“قانون قيصر” أو من دونه، لا مستقبل للنظام السوري الذي على رأسه بشّار الأسد. هذا عائد بكلّ بساطة إلى لا مهمّة لبشّار الأسد سوى استكمال تفتيت سوريا. هل في لبنان من يعي ذلك ويعي في الوقت ذاته كيفية حماية البلد… أم أنّ هناك سباقا بين مكونات السلطة التي قامت قبل ثلاث سنوات ونصف سنة، أي منذ انتخاب ميشال عون رئيسا للجمهورية، على كيفية تحويل لبنان إلى جزء لا يتجزّأ من الكارثة السورية؟

من الواضح، أن لبنان مصرّ على ربط نفسه بـ”قانون قيصر”. هذا ما يمكن فهمه من الخطاب الأخير لحسن نصرالله الأمين العام لـ”حزب الله” الذي شدّد فيه على رفض نزع سلاح الحزب من جهة والتأكيد أن ما يسمّى “حلف الممانعة” لن يسمح بسقوط النظام السوري.

ما فات نصرالله أن أهم ما في “قانون قيصر” الذي دخل حيّز التنفيذ الأربعاء (17-06-2020)، أن لا إعمار لسوريا ما دام بشّار الأسد في السلطة. هذا يؤكّد، بكلّ بساطة، أنّ على بشّار الأسد الرحيل عاجلا أم آجلا. مطلوب أميركيا رحيل الأسد. لذلك ترافق دخول “قانون قيصر” حيّز التنفيذ عقوبات جديدة على بشّار الأسد وعلى زوجته أسماء وعلى أقربائه وعلى شخصيات سورية أخرى. ذهب الأميركيون إلى أبعد حدود في البحث عن الشخصيات السورية التي لديها ارتباطات مباشرة بالنظام.

لكنّ السؤال الذي سيظلّ يطرح نفسه هل تهمّ سوريا بشّار الأسد، أم أن همّه محصور بالبقاء في السلطة وإظهار أنّ في استطاعته تعميم مأساة مجزرة حماة في العام 1982، أيّام والده وعمّه رفعت، لتشمل كلّ الأراضي السورية؟

من الواضح أنّ حماة تظلّ المثل الأعلى لرئيس النظام السوري. فمن مجزرة حماة، بدأ والده حافظ الأسد عهدا جديدا وحصل على تجديد للبيعة أمنته الدماء البريئة وغير البريئة التي سالت في المدينة المستباحة التي هُجّر قسم كبير من أهلها وشرّدوا بوحشية وحقد.

في عهد بشّار الأسد، صارت كلّ المدن السوريّة حماة. صارت كلّ مدينة مستباحة تحت شعار “الأسد أو نحرق البلد”، الذي تحوّل إلى عنوان لكتاب معروف يعتبر من أفضل ما وضع عن مرحلة الثورة. هذا الكتاب لصحافي أميركي من أصل لبناني هو سام داغر، عرف كيف يشرّح النظام السوري بدقّة ليس بعدها دقّة.

لا تستطيع أيّ دولة في العالم، بما في ذلك الصين وروسيا، تحمّل عقوبات أميركية على شركاتها في حال دخلت في أيّ تعاملات من أيّ نوع مع النظام السوري. إذا كان من درس لبناني يمكن استخلاصه من “قانون قيصر”، فهذا الدرس يتمثّل في كيفية الابتعاد عن النظام السوري بدل إقحام لبنان في حرب ليست حربه وتعريضه لنار لا مصلحة له في الاقتراب منها.

إذا كانت الصين بشركاتها العملاقة لا تتحمّل تبعات “قانون قيصر” وترى نفسها مجبرة على التقيّد به، فكيف الأمر بلبنان؟ سيقول كثيرون إن سوريا رئة لبنان وإنّ لا خيارات أخرى أمامه. هذا تهرّب من تحمّل المسؤولية من جهة ودليل عجز عن استيعاب ما يدور في المنطقة والعالم من جهة أخرى.

من الصعب على بشّار الأسد الاقتناع بأنّ عليه الرحيل. لا يمتلك الرجل القدرة على القيام بعملية نقد للذات. وحدهم الأذكياء يمتلكون مثل هذه القدرة التي تكشف أنّ لديهم مستوى معيّنا من الذكاء. هل ما ينطبق على بشّار ينطبق أيضا على المجموعة السياسية التي تتحكّم بالمصير اللبناني هذه الأيّام؟

أن تعرف كيف تخسر في السياسة أهمّ بكثير من أن تعرف كيف تربح. من يعرف كيف يخسر يمكن أن يربح يوما وأنّ  يستفيد من أخطاء ارتكبها. لكنّ مشكلة بشّار الأسد ذات جوانب متعدّدة، بما في ذلك أنّه لا يعرف كيف يخسر. في مقدم هذه الجوانب عجزه عن استيعاب أنّ النظام الذي ورثه عن والده لم يعد صالحا. هناك سوريون فهموا ذلك. على رأس هؤلاء رامي مخلوف ابن خال رئيس النظام السوري وشريكه في الثروة منذ فترة طويلة. غريب العجز اللبناني عن استيعاب هذه المعادلة وعن فهم أبعاد الخلاف داخل العائلة الواحدة التي تحكم سوريا منذ 1970.

في أساس النظام الذي أسّسه حافظ الأسد، قبل أقلّ بقليل من نصف قرن، امتلاك تلك القدرة على الابتزاز. ابتزّ العرب وابتزّ الإيرانيين، قبل أن يبتزّوه، وابتزّ الأميركيين وابتزّ الأوروبيين. هناك مرحلة انتهت في المنطقة والعالم. جاء “قانون قيصر” ليؤكّد نهاية هذه المرحلة وليؤكّد أن بشّار الأسد شخص انتهى تماما مثلما انتهى صدّام حسين يوم دخل الكويت في الثاني من آب – أغسطس 1990. ما ليس مفهوما لماذا إصرار المجموعة التي تتحكّم بلبنان على إقحام نفسها في معركة خاسرة سلفا.

يمكن في طبيعة الحال فهم موقف “حزب الله”. هذا الحزب ليس سوى ميليشيا مذهبية تشكّل لواء في “الحرس الثوري الإيراني”. لا يخفي الأمين العام للحزب ذلك عندما يقول إنّه جندي في جيش “الوليّ الفقيه”. لكنّ المستغرب غياب أي قدرة لدى “التيّار الوطني الحرّ” على استيعاب البديهيات، بما في ذلك أبعاد “قانون قيصر”. لماذا لا يتذكر لبنان مرحلة مشرفة من تاريخه أي مرحلة ما قبل اتفاق القاهرة للعام 1969؟ لبنان استطاع قبل اتفاق القاهرة المحافظة على أرضه لأنه لم يشارك في حرب 1967.

الأكيد أن الطاقم الحاكم حاليا، على رأسه “حزب الله”، لا يستطيع أخذ لبنان سوى في اتجاه كارثة أخرى كارثة “قانون قيصر”. لا بدّ من معجزة تؤدي إلى تفادي الكارثة. لكنّ هذا الزمن ليس زمن المعجزات. إنّه زمن “حكومة حزب الله” في “عهد حزب الله”، زمن يجعل من الترحّم على اتفاق القاهرة احتمالا واردا.

 

حراك بري لإنقاذ لبنان أم لتخفيف الضغوط على حزب الله

صابرة دوح/العرب/19 حزيران/2020

مراقبون يشككون في الدوافع خلف تحركات بري والدعوة إلى مؤتمر بعبدا لاسيما وأنها ترافقت مع بدء تطبيق قانون قيصر الذي لن يكون لبنان بمعزل عنه.

لقاءات لا تخلو من انفعالات

الحركة في عين التينة لا تكاد تهدأ هذه الأيام، في ظل لقاءات مكثفة يجريها رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري مع قيادات سياسية على أمل تذليل الخلافات بين الأفرقاء أو أقله تنظيمها إلى حين مرور العاصفة التي اشتدت قوتها على لبنان وعلى الحليف حزب الله لاسيما مع قدوم قيصر.

يقود رئيس مجلس النواب اللبناني وزعيم حركة أمل الشيعية نبيه بري هذه الأيام تحركات سياسية حثيثة في سياق لعبة تدوير الزوايا التي يتقن فنها، وتذويب الخلافات بين الفرقاء وسط تساؤلات حول ما إذا كان المغزى من تلك التحركات إنقاذ لبنان أم تخفيف الضغوط المتصاعدة على حزب الله.

ترافقت تحركات رئيس مجلس النواب المسنودة بغطاء “نادر” من رئيس الجمهورية ميشال عون مع دخول قانون قيصر الذي يستهدف النظام السوري وحلفاءه حيز التنفيذ، ويتوقع أن تطول شرارته لبنان في ظل الارتباط التجاري والمالي العضوي بين الجانبين، وفي ظل تحكم حزب الله – حليف الرئيس بشار الأسد المنخرط معه بقوة في النزاع السوري – بالقرار اللبناني. نجحت جهود بري في الجمع بين الخصمين الدرزيين رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط ورئيس الحزب الديمقراطي النائب طلال أرسلان لتنظيم الخلافات بينهما وتحصين الجبل من أي ارتدادات لاسيما في ظل الشحن الطائفي والمذهبي الذي يشهده لبنان، على وقع أزمته الاقتصادية الخانقة التي من المرجح أن تتفاقم أكثر في حضرة قيصر.

لم تقف تحركات رئيس حركة أمل نبيه بري عند البيت الدرزي لتطول مروحتها “الإخوة الأعداء” داخل تحالف 8 آذار ولاسيما التيار الوطني الحر وتيار المردة حيث كشفت معطيات عن وجود مساع لعقد اجتماع بين رئيسي الحزبين المسيحيين جبران باسيل وسليمان فرنجية.

وشهدت العلاقات بين فرنجية وباسيل توترا كبيرا في الفترة الأخيرة على خلفية التعيينات المالية والإدارية، حيث اتهم رئيس المردة رئيس الوطني الحر بمحاولة الاستئثار بحصة المسيحيين من تلك التعيينات، وذهب حد التلويح بسحب وزيريه من حكومة حسان دياب، قبل أن يتدخل بري على الخط لثنيه عن تلك الخطوة، حيث يرى أن التوقيت لا يخدم مثل هكذا اندفاعات، وإن كان مقتنعا بوجهة نظر المردة.

وتقول دوائر سياسية إن دعوة رئيس الجمهورية ميشال عون مؤخرا إلى عقد مؤتمر جامع حدد ليوم 25 يونيو الجاري ويستهدف ضم كل الفرقاء السياسيين والكتل النيابية ورؤساء الحكومات السابقين هي في واقع الأمر من بنات أفكار الزعيم المخضرم بري، ويظهر ذلك من تحمله عبء إقناع الفرقاء بضرورة حضور هذا المؤتمر، بمساعدة المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم الذي ما فتئ يطرق أبواب كل دارة على أمل سماع ردود إيجابية.

وكان بري أجرى في الأيام الأخيرة سلسلة لقاءات مع جهات سياسية عدة في مقدمتها رئيس تيار المستقبل سعد الحريري ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي، وآخرها الخميس رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، الذي قال عقب زيارته لعين التينة إن “الرئيس بري ‘بيمون على أكتر من حوار’ ولكن ليس هو من يدعو إلى بعبدا بل هو من بلغنا بالأمر، والأهم اليوم هو التضامن الوطني للخروج من المرحلة الصعبة وسنقرّر لاحقا ما إذا كنا سنشارك بلقاء بعبدا”.

وتوجه فرنجية على إثر الاجتماع مع بري مباشرة إلى بيت الوسط حيث التقى برئيس الحكومة السابق سعد الحريري، وسط معلومات تتحدث عن أن هدف تلك الزيارة هو جس نبض المستقبل حيال موقفه من المشاركة في مؤتمر بعبدا.

وقال عضو المكتب السياسي في تيار المستقبل راشد فايد لـ”العرب” إن زيارة فرنجية لبيت الوسط ولقاءه بالرئيس سعد الحريري يندرج في سياق محاولة إقناع الأخير بأهمية المشاركة في مؤتمر بعبدا، الذي لن يكون ذا جدوى في حال لم يحضر جميع الأفرقاء.

وأضاف القيادي في المستقبل أن قرار الحريري المشاركة في المؤتمر من عدمها مرهون باللقاءات التي يجريها، وكذلك بموقف كتلة المستقبل النيابية، مشيرا إلى أن الحريري بما يمثله من ثقل كرئيس لتيار سياسي وازن وزعيم لمكون طائفي رئيسي، ورئيس حكومة سابق فإن حضوره في هكذا اجتماع سيكون مؤثرا على نحو بعيد. ولا يخفي راشد فايد عدم حماسة الحريري لحضور مؤتمر بعبدا لاسيما إذا كان الغرض منها “تطييب الخواطر”، مرجحا أن لا يصدر التيار أي قرار بهذا الشأن قبل الأربعاء المقبل. لاوالعلاقة بين زعيم تيار المستقبل وساكن قصر بعبدا ومن خلفه التيار الوطني الحر شابها الكثير من التوتر في الأشهر الأخيرة وتحديدا منذ تقدم الحريري باستقالته من رئاسة الحكومة في نوفمبر الماضي استجابة للحراك الشعبي الذي اندلع في 17 أكتوبر، احتجاجا على النخبة السياسية الحاكمة، التي أوصلت، بحسب النشطاء، اقتصاد البلاد إلى حافة الهاوية.

ضغوط متصاعدة على حزب الله

وكانت استقالة الحريري أشبه ما تكون بإعلان قطيعة مع العهد في ظل تزايد الانتقادات حيال تيار المستقبل لتماهيه ومجاراته لأجندة التيار الوطني الحر وزعيمه صهر عون جبران باسيل. ولا يخفي راشد فايد تشككه في الدوافع خلف تحركات بري والدعوة إلى مؤتمر بعبدا لاسيما وأنها ترافقت مع بدء تطبيق قانون قيصر الذي لن يكون لبنان بمعزل عنه. ويرى القيادي في المستقبل أن هذا القانون سيضع ثقلا كبيرا على دور حزب الله في الداخل باعتباره من الفاعلين الرئيسيين في الحرب ضد الشعب السوري، وكان اتخذ قرار المشاركة في الصراع دون أي غطاء شعبي أو سياسي، ومتحديا الإرادة الدولية.

ولا يستبعد فايد أن يكون ما يحصل من حراك سياسي في لبنان هدفه الأساسي انتشال حزب الله من المأزق الذي يعانيه، بغض النظر عما يخرج من قياداته من تهديد ووعيد.

 

نقداً لـ"تعويذتي" مكافحة الفساد ونزع السلاح

وسام سعادة/أساس ميديا/ الجمعة 19 حزيران 2020

"الفساد! الفساد!"، إذاً، ماذا؟

"السلاح! السلاح!"، طيب، وكيف ذلك؟

شعاران يتازعان، يتجاذبان، يتمازجان، يتفاضلان، بلا كلل. إنما في نهاية الأمر مع شيء من الضجر، منذ 17 تشرين إلى اليوم، وحتى قبله.

الشعار الأول عمره أزيد من ربع قرن في لبنان. تسلّمت "مكافحة الفساد" مقاليد الأمور مع تبوّؤ الجنرال إميل لحود سدّة الرئاسة في خريف 1998، بخطاب قسم من عيار "فلتقطع يد السارق". تحوّلت وقتها إلى عقيدة رسمية، برأي عام مرحّب في البداية. جُرّبت في سلسلة ملاحقات قضائية استنسابية مبتورة لم تدم طويلاً، وفترت شعبيتها سريعاً، وجاءت نتائج انتخابات 2000 مبطلة لها، قبل أن ندخل في لجة التعايش المرير بين الرئيسين لحود والحريري، ومكابدات "غسيل القلوب". إلى أن حلّت محنة التمديد، وما بعدها. حتى إذا انقسمت البلاد بعد القرار 1559 وإتمام التمديد القسري، واغتيال الرئيس الحريري، وانفرزت ساحتان في آذار 2005، كانت مكافحة الفساد مسحوبة تماماً من التداول، ليس حولها مدار الخلاف، إلى أن أسفرت عودة العماد ميشال عون من منفاه عن إعادة التقاطها. وصار لها بعد 2005، في السياسة، مدلول خطابي عوني اكثر من أيّ مدلول آخر. ووجدت بيانها في كرّاس "الإبراء المستحيل"، وهو نفسه كتاب "الأيادي السود" (لكاتبه نجاح واكيم)، من بعد إعادة ترجمته إلى اللغة البرتقالية، في المرحلة التي صار واجباً فيها على العونية أن تصطفي لها غير "الكتاب البرتقالي" هوية سياسية؟

لا تكاد تمرّ دقائق قليلة على أيّ أزمة مساكنة أو هجر بين جبران باسيل وسعد الحريري حتى يُجري إحياء مفردات "الإبراء المستحيل" من جديد، بعد أشهر من "الإطراء المستفيض"، وتزامناً مع إعادة تسميته بـ"سعد الدين" كما لو كان في الموضوع كشف ما

من يذكره هذا الكتاب البرتقالي لعام 2005 وما نصّ عليه من "شرق أوسط جديد"، وأنه "لا يمكن للبنان إلا أن يقاوم ثقافة الموت" و"تجريد كافة الميليشيات من سلاحها، ما يطرح إشكالية الوجود المسلح لحزب الله"، ودعوة للتقييد بمندرجات القرار 1559 بحذافيره؟ عندما انقلبت المواقع والتوازنات، انتقلت العونية من موضوع "السلاح" إلى مكافحة الفساد، علما أن التطبّع الكامل للعونية مع السلاح لم يكن في تفاهم مار مخايل، ولا مع بداية حرب تموز، إنما في النصف التالي من هذه الحرب.

إذا مرّت مكافحة الفساد بفترة لحودية ثم بفترة عونية، إلى أن أخذت الدلالة تتبدّل شيئاً فشيئاً كلما اقتربنا من لحظة 2015، وظهور شعار "كلن يعني كلن". حينها دخلت مكافحة الفساد طورها الثالث في تاريخ الجمهورية الثانية، منظوراً لها كشعار تعبوي، وطُوّر فيه كمّ من الاحتقان غير قليل تجاه العونية - الباسيلية، جنباً إلى جنب مع الاحتقان من الحريرية ومن تيار رئيس المجلس. مع هذا، ظلّ شعار "كلن يعني كلن" يُطرح بتضمينات مختلفة، بتراتبيات مختلفة. وبعد 2016، ارتبط نزر غير قليل من هذا الشعار مع السلبية تجاه "عهد" الرئيس عون ورموز هذا العهد بدءاً من صهره رئيس التيار العوني. وفي نفس الوقت، لم يسلّم هذا التيار بأن شعار "مكافحة الفساد" سُلِبَ منه، فعاود استعماله عشية الانتخابات النيابية، للقنص على رئيس المجلس، ولا تكاد تمرّ دقائق قليلة على أيّ أزمة مساكنة أو هجر بين جبران باسيل وسعد الحريري حتى يُجري إحياء مفردات "الإبراء المستحيل" من جديد، بعد أشهر من "الإطراء المستفيض"، وتزامناً مع إعادة تسميته بـ"سعد الدين" كما لو كان في الموضوع كشف ما. بعد 17 تشرين، سنجد شعار مكافحة الفساد ينقسم على ذاته مرة جديدة. فمن جهة، مكافحة فساد مجموعات المجتمع المدني، بعضها من خلفية 8 آذارية، وبعضها 14 آذارية، وبعضها أضاع خلفيته. ومن جهة ثانية، حكومة تكنوقراط كان يمنّي سعد الحريري النفس بأن يتراسها، فحصل أن ترأسها محسوب على خط الممانعة، آتٍ من رئاسة الجامعة الأميركية، تكنوقراطي محض، ونيوليبرالي محض. وهكذا، راح حسان دياب يبتدع نسخته هو من مكافحة الفساد. أما مكافحة الفساد، طبعة المجتمع المدني، فانتقلت للمطالبة بحكومة مستقلين بصلاحيات تشريعية استثنائية، وهو شعار مغاير تماماً لألفباء الفصل بين السلطات. في الفصل بين السلطات، الحكومة سلطة تنفيذية والبرلمان وحده يشرّع، ومع هذا الشعار يجري التأمل في قيام حكومة عجائبية، تحكم وتشرّع وتقضي، تنال الثقة من البرلمان إياه، ولا نعرف إذا كان يقبل الناشطون أن تخضع لمراقبته.

تجريدان إذاً. "الفساد" و"السلاح". وتفاصيل، وقال وقيل، على هامش التجريدين. هذا في وقت تبرز فيه الحاجة اليوم أكثر إلى الملموس. الفكر الملموس، والعمل الملموس. والملموسية تكون كذلك إذا أدركت شروطها، وحدودها، وسمة كلّ لحظة

في أثينا العصر القديم، كان هناك هيكلية متوازية بين سلطة تشريعية تنفيذية في وقت واحد، وبين سلطة قضائية يختارها المواطنون من بينهم، وكانت هذه "المحكمة الشعبية" قلما تتعاطى قضايا الحق الخاص، التي كانت آليات التحكيم بين الناس تفضّها وتسوّيها، بل كانت تتعاطى قضايا الحق العام، وتحاكم المفسدين ومن يسيئون للمصالح العامة. شبح هكذا محكمة قد يحضر كلما جرى الكلام عن فساد واسع النطاق كما في لبنان، لكن أقلّ ما يقال أيضاً إن شعار "الحكومة التشريعية المستقلة" أبعد ما يكون عن تأمين شروطها.

هكذا نصل أنه في الموجة الثالثة أو الرابعة من تاريخ معزوفة مكافحة الفساد في لبنان لا يزال هذا الشعار هائماً على وجهه، او شعار الهائمين على وجوههم بامتياز. إذا كنتم تريدون محاكمة فعّالة وقاصمة لظهر من تروهم كبار المفسدين، فإن شعار محكمة شعبية يختارها المواطنون على الطريقة الإغريقية أكثر واقعية وحقية من شعار الكانتاكي، عن حكومة مستقلين بصلاحيات تشريعية.

لكن البلد يعيش فترة من الاجتماع الفظّ بين أقصى التجريد في الشعارات وبين أقصى التيه في التفاصيل. نتيجة ذلك تعطّل آليات التفكير، التنظيم، التسييس. نفس الشيء في موضوع السلاح. رغم كلّ شيء، عندما كانت 14 آذار الرسمية تطرح الموضوع كانت تطرحه مؤطّراً، في استراتيجية دفاعية، في قرار الحرب والسلم، إلخ. أما اليوم، فهناك اتجاه يطرح موضوع السلاح كما لو كان تعويذة، أي باختصار لم يعد يعرف على من تقرأ المزامير، على من يطرح الموضوع؟ مطالبة حكومة حسان دياب مثلاً بأن تنزع السلاح؟ المطالبة بحكومة جديدة قادمة خصّيصاً لانجاز هكذا هدف؟ مطالبة المجتمع الدولي بالتدخل لأجل هذا؟

تجريدان إذاً. "الفساد" و"السلاح". وتفاصيل، وقال وقيل، على هامش التجريدين. هذا في وقت تبرز فيه الحاجة اليوم أكثر إلى الملموس. الفكر الملموس، والعمل الملموس. والملموسية تكون كذلك إذا أدركت شروطها، وحدودها، وسمة كلّ لحظة.

 

سياسة "ربّما" تمهّد لتحالف معارض بالمراسلة

إيلي الحاج/اساس ميديا/الجمعة 19 حزيران 2020

ليس في أحزاب لبنان عموماً رأي عام كي يخشاه رئيس حزب ويحسب حسابه في القرارات الكبيرة أو الصغيرة. بسهولة فائقة يستطيع الانتقال من طرف إلى طرف نقيض مطمئناً إلى انتقال قاعدته الحزبية معه دفاعاً وهجوماً. سواء أكان رئيس الحزب ميشال عون أم جبران باسيل أم وليد جنبلاط أم سمير جعجع، أم سواهم. هذه المقالة عن جعجع الذي صرّح في حديث إلى صحيفة "القبس" الكويتية بالتالي: "ربما أخطأنا بانتخاب عون رئيساً".

في 27 نيسان الماضي قال جعجع من شاشة "العربية" إنّه "غير نادم ولا لحظة" على ترشيح العماد ميشال عون للرئاسة. فما الذي تغيّر في أقل من شهر؟

رئيس "القوات" يقيم سياسته، على ما بات يعرف معظم من تعاملوا معه بعد خروجه إلى الحرية، على المصالح حيث لا مكان للعواطف والعلاقات الإنسانية

بعض عارفي رئيس "القوات" عن قرب عند صفة "التمهّل" التي يلمّحون بها عنه، عند بعض المفاصل. فبعد أن يكون حسم أمره يُعاود السؤال: "هل اتخذ القرار الصحيح؟". وهذه عادة من صفات المثقفين، لكنّه هو، في موقع قيادة. لكنّها ليست دافعه هذه المرة في تقليب رأيه وتقييمه لقرار ترشيح عون ودعمه انتخابه، لا بل التحالف معه ومع جبران باسيل. فتش عن انعكاسات بدء تطبيق "قانون قيصر" وخطاب السيد حسن نصرالله الذابل الحائر، عندما تحدث في الاقتصاد، والوضع الجديد والمنهِك لنظام الأسد وإيران. أعاد جعجع قراءة الموقف وموازين القوى وقرّر كما غيره من القوى على الأرجح أن ثمة صفحة انطوت وصفحة أخرى فتحت، ولا بد من تعديل في الخطاب للتناسق معها. يدعم هذه المقاربة واقع أن رئيس "القوات" يقيم سياسته، على ما بات يعرف معظم من تعاملوا معه بعد خروجه إلى الحرية، على المصالح حيث لا مكان للعواطف والعلاقات الإنسانية، ولا صديق دائم أو عدو دائم. على القطعة. ربما هذه خلاصة "حكيمة" لتجربة رجل أمضى في السجن الانفرادي 11 سنة و3 أشهر بسبب ما يراه أنصاره "مواقف مبدئية"، زمن هيمنة النظام السوري على لبنان.  

عندما سألته مراسلة "القبس" إنديرا مطر: "ألا تعتبر أن اتفاق معراب مع الرئيس عون كان ضرره أكبر من مردوده على القوات اللبنانية؟". أجابها: "للوهلة الاولى قد يكون هذا الانطباع صحيحاً، لكنني لم ألمس هذا الأمر في الممارسة. ولكن هنا أسأل: ما الخيارات التي كانت متاحة أمامنا آنذاك؟ التسوية أو استمرار الفراغ في موقع الرئاسة. حينها، كان تقديرنا - وقد يكون خاطئاً - أن انتخاب الجنرال عون أفضل من الفراغ. وأقول ربما قد يكون خاطئاً، ففي مثل هذه المسائل يصعب قياس الأمور بدقّة. وأشدد على أننا كنا أمام خيارين لا غير".

قبل جهر معراب بدعم ترشيح الجنرال بمدة طويلة، أنّ جعجع تفاوض مع فرنجية على دعم ترشيحه وتوقف عند ثلاث نقط

تُسقط هذه المعادلة – عون أو الفراغ... كنا أمام خيارين لا غير – أدبيات "الحكيم" التي ارتكزت لتبرير ما سُمّي بـ"اتفاق معراب" على معادلة أخرى: "كنّا أمام خيارين ، عون أو سليمان فرنجية". قد يكون إسقاط هذه الرواية مردّها إلى مصالحة جعجع وفرنجية في وجه مرشح العهد جبران باسيل. فقصّة العلاقة بين الثلاثة قصة وحدها يصلح عنواناً لها "ثلاثة موارنة من الشمال وكرسي رئاسة لجمهورية في حال يُرثى لها".

ما لا يزال يجهله كثيرون عن خيار التحالف مع ميشال عون وتياره، بناء على ورقة "إعلان النوايا"، وقبل جهر معراب بدعم ترشيح الجنرال بمدة طويلة، أنّ جعجع تفاوض مع فرنجية على دعم ترشيحه وتوقف عند ثلاث نقط، هي دور لـ"القوات" في تسمية القائد الجديد للجيش، أن تكون وزارة الداخلية من حصة "القوات"، أن يسعى فرنجية إلى ترتيب علاقة جعجع بمحور الممانعة، "حزب الله" والنظام السوري وإيران، كي يخلفه في الرئاسة، وإن كان هذا البند غير مؤكّد. وكان الجواب من بنشعي أن ميشال عون يريد قيادة الجيش لصهره الآخر شامل روكز، وهناك أفرقاء مؤثرون في هذه المسألة الدقيقة والقرار فيها لن يكون في يد فرنجية، ليس وحده على الأقل، ولا يستطيع إعطاء تعهد. لكنه لن يمانع  أن تكون وزارة الداخلية لـ"القوات" إذا أدت مفاوضات تشكيل الحكومة إلى إعطائها لمسيحي من "قوى 14 آذار" آنذاك. أما النقطة الثالثة المتعلقة بالرئاسة بعد ولايته وترتيب علاقات جعجع مع الفريق الذي ينتمي إليه فرنجية، فلا مشكلة فيها.

توقفت المفاوضات عند هذه النقطة، وتألفت حكومة تمام سلام في شباط 2014 ، وفي حزيران 2015 زار جعجع الرابية وفي 18 كانون الثاني 2016 رشّح جعجع العماد عون من معراب بناء على اتفاق لم يُعلن إلا بعد وقوع خلافات حادّة بين "القوات" و"التيار العوني"، وتبيّن انّه يقوم على تقاسم حصص المسيحيين، من مواقع ووظائف في الدولة، بين الحليفين اللدودين. وخرج شعار "أوعى خيّك" و"الرئيس القوي يردّ حقوق المسيحيين"، ووزعت اتهامات شتى في كل الاتجاهات، حتى تبيَّن لها أنّ جبران باسيل لا يحترم توقيعه. وجاء قيصر وقلب الدنيا رأساً على عقب. وأما "ربّما" فكلمة سحرية تفتح على كل الاحتمالات. ربما استمع هو وسعد الحريري ووليد جنبلاط إلى نصائح غربية بتشكيل معارضة "عن بعد" تصحّح التوازن الداخلي في البلاد . ربّما يريد  تغيير الاتجاه الذي سار فيه مع غيره وكلّف اللبنانيين أثماناً هائلة. ربّما.

 

عون يجمع الأقطاب خوفاً على باسيل من القصاص الأميركي

منير الربيع/المدن/18 حزيران/2020

كان الرئيس ميشال عون ليفكر بعقد لقاء جامع للقوى السياسية الأساسية في البلاد، لولا عمل بعضها على تعطيل الاجتماع الذي دعا إليه سابقاً، وتخوفه من ما هو آتٍ.

المدرسة العونية

ليس من طبع ميشال عون أن يلجأ إلى خصومه، ولا إلى من يهاجمهم ليل نهار، وبنى ديماغوجيته الكاملة والموصوفة على مهاجمتهم. وها هو لا يسعى اليوم إلا لالتقاط صورة له، متحلقين حوله، ليؤكد لهم أنه هو رئيس بلادهم. البلاد التي تنهار ويحمّلهم مسؤولية انهيارها. ففي لحظات خوفه لا بد له من اللجوء إليهم باحثاً عن غطاء ومشروعية. وسلوكه هذا معلم من معالم السوريالية السياسية اللبنانية، ومؤشر على عطب جمهور يتملكه النسيان وانعدام التفكير والتقدير. حسان دياب مصاب بالعرض نفسه. فهو وقف معلناً أنه "ليس منهم"، وشّن هجومه على الآخرين، فأصاب عون وحزب الله وحركة أمل وجبران باسيل، وكل من يشاركه في الحكومة. وهذا كله تجلٍّ من تجليات شعبوية يركن إليها أقطاب السياسة في لبنان. فدياب ووزير تربيته تدربا على هاتين الشعبوية والديماغوجية في المدرسة العونية: يهاجمون شركاءهم ويستقيلون من تحمّل المسؤولية. المشهد سيتكرر كثيراً في المقبل من اليوميات اللبنانية. وهو دليل على الإفلاس والتخبط في مواجهة الضغوط الكثيرة. لكن هجوم دياب ينقلب عليه يوماً بعد يوم: من تصعيده ضد حاكم مصرف لبنان، وصولاً إلى قوله إن عون هو الذي لا يريد إقالة الحاكم. والحقيقة أن الجميع يخاف إقالة سلامة، لا سيما من كان متحمساً لإقرار التعيينات المالية والسيطرة عليها، ثم عبّر عن ندمه عليها، متوقعاً الشراسة الأميركية الآتية لامحالة.

العهد راحل ودياب متفرج

اللقاء الذي يدعو إليه عون، يغيظ دياب الذي هاجم القوى السياسية كلها. سيجد نفسه محاطاً بهم، يستمع إليهم وإلى ما يتقنونه في فنون المسايسة. لكن الصورة ستكون منقسمة إلى ثلاثة أقسام: ميشال عون، نبيه بري، ورؤساء الجمهورية والحكومة السابقون. أما دياب فسيكون متفرجاً لا غير.

عون يبحث عن غطاء وتجديد لمشروعيته السياسية، بعد معاركه الكثيرة الخاسرة. حاجته إلى ذلك بداية تهدئة، وتفكير بمرحلة ما بعد نهاية ولايته، والتحضير لولي العهد. مثل هذا الطموح لا بد من اقترانه بتحسين العلاقات السياسية مع القوى كلها، لتوفير التوافق حول ولي العهد. سنوات العهود والولايات الرئاسية في لبنان، مجرّبة ومعروفة: في سنتي العهد الأخيرتين يبدأ البحث عن الرئيس البديل المقبل، والرئيس الحالي يعيش في هاجس التحضير لنهاية عهده.

الخوف على الصهر

لا، ليست الأزمات السياسية، ولا الاقتصادية المالية والمعيشية، ما يدفع عون إلى ترتيب لقاءات الصلح والتهدئة. هدفه الرئيسي مدارُه الشخص الواحد: جبران باسيل، الذي يريد الرئيس تجنيبه أي شكل من أشكال الضغوط أو العقوبات الأميركية، التي لو حصلت وأصابت صهر العهد يستحيل عليه الوصول إلى بعبدا.

الخوف والانقلابات العونية تبرر كل شيء في الديماغوجية الشعبوية العونية. ففي هذا الأسبوع يفترض أن تصدر لائحة عقوبات أميركية جديدة، تتضمن أسماء لبنانيين مسيحيين يقيمون خارج لبنان. ولكنهم سياسياً محسوبون على العونية، أو يلتقون معها. وهناك تعاون مالي وتجاري بينهم وبين النظام السوري.

عقوبات لتكبيل باسيل

حسب المعلومات، كان مؤجلاً إدراج هذه الأسماء على لائحة العقوبات. لكن ثمة من وجد أهمية في تقريب موعدها، لتكون رسالة مباشرة وقاسية لعون وفريقه، ومن شأنها تكبيل جبران باسيل والضغط عليه أكثر فأكثر. لن يتوقف الأميركيون عن هذه الإجراءات. المؤشرات تفيد أنهم ماضون في ضغوطهم وتصعيدهم، لإحداث تغيّرات سياسية يريدونها. وهي تغيرات سترخي حتماً بظلالها على المشهد اللبناني، ليس على علاقات باسيل وتياره بالنظام السوري فقط، بل على علاقاته بحزب الله، وعلى حزب الله نفسه.

 

بدائل نصر الله الاقتصادية: الصين وإيران وحكاية البستان

نادر فوز/المدن/18 حزيران/2020

أعاد الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، إحياء النقاش حول اللجوء إلى الخيار الصيني لتحريك الاقتصاد اللبناني وتنميته. ليس هذا فقط، بل أيضاً فتح السوق اللبناني على السوق الإيراني والتفاوض مع الجمهورية الإسلامية لشراء المواد الأساسية، من دون اللجوء إلى الدولار الأميركي وعقوباته وأسعار صرفه. نظرياً، يحاول نصر الله تقديم بديل اقتصادي مدعياً أنه من بنات أفكاره. في حين أكد وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، خلال زيارته إلى بيروت في شباط 2019 على أنه " بالإمكان التعامل التجاري بين البلدين بالعملة المحلية، وهذه آلية لا تشكّل أي إحراج للدولة اللبنانية". وهو الأمر نفسه الذي أعاد التأكيد عليه رئيس مجلس الشورى في إيران، علي لاريجاني، خلال زيارته الأخيرة إلى لبنان في شباط 2020 حين شدد على أنّ "كل الطروحات الإيرانية تجاه لبنان لا تزال مطروحة، ونحن بحثنا اليوم جميع مجالات الدعم للبنان في المجالات الصناعية والاقتصادية والزراعية".

700 مليون دولار موز

يوضح هذا أنه العرض-الاقتراح ليس جديداً، ولا هو وليدة الانهيار المالي والأزمة الاقتصادية وتعاظمها المنتظر نتيجة العقوبات الأميركية، ولا نتيجة عصف فكري وتخطيط للخروج من الأزمة. إنما هو بديل لطالما كان موجوداً ومطروحاً، تتم هندسته وفقاً للظروف السياسية المواتية. وثمة من يريد إقناعنا اليوم أنه بالإمكان إجراء تبادل بين البطاطا البقاعية والطاقة أو الفيول الإيراني، من دون أي كلفة سياسية ولا إملاءات. هكذا لله بالله. عام 2019، بلغ الاستيراد من إيران عبر التجارة الخاصة 61 مليون دولار، أما التصدير إليها فـ2 مليون دولار. وفي التجارة العامة، استيراد بـ61 مليون دولار والتصدير 5 مليون دولار. في حين أنّ أرقام الاقتصاد الإيراني، بحسب ما عرضها السفير السابق في لبنان، خلال إحدى الندوات والاجتماعات الاقتصادية، تشير إلى استيراد إيران الموز بـ700 مليون دولار سنوياً. الحل البسيط إذاً، فلنحوّل بلادنا إلى جمهورية موز إيرانية فعلية، ولنصدّر منتوجاتنا إلى إيران.

مليارات "الحزام والطريق"

أما التوجّه إلى الصين، فمسألة أخرى بتعقيداتها وحساباتها. مشاريع بمليارات الدولارات تتطاير، حول سكك حديدية وموانئ بحرية ومطارات ومصانع طاقة. وكان لافتاً البيان الذي صدر قبل ساعات عن السفارة الصينية في بيروت، وإشارتها إلى "استعداد للقيام بالتعاون العملي بنشاط مع الجانب اللبناني على أساس المساواة والمنفعة المتبادلة وذلك في إطار العمل المشترك لبناء الحزام والطريق". كلمات مفاتيح البيان: مساواة ومنفعة متبادلة ومشروع "الحزام والطريق". نقطة في طريق الحرير وإعادة إحيائها. يدخل هذا الطريق لبنان إلى خريطة تضمّ ما يقارب 70 بلداً، من الصين إلى أوروبا وأفريقيا، وما له ذلك من تأثير إيجابي وتلقائي على الحركة الاقتصادية والتجارة والترانزيت وغيرها.

"بي. أو. تي" وأخواته

وحدّد نصر الله في خطابه الأخير، نظام التشييد والتشغيل ونقل الملكية لعمل الصين، حكومة وشركات في إعادة إحياء البنى التحتية. مكسب فعلي لبلد عاجز ومفلس يستنهض من خلال نظام مماثل بناه التحتية. سيناريو جديد، لكن متكرّر عن دول فاشلة اقتصادياً لجأت إلى هذا الخيار وراكمت ديونها. يعني بشكل مبسّط، أن تأتي شركة صينية لتنبي مشروعاً بمواد أولية وبعمالة صينية من برغي ضئيل إلى نظام إلكتروني وصيانة. تشغّله بعمالتها أيضاً لسنوات وربما عقود قبل أن تعيد تقديمه للدولة. وينشأ عن المشروع نفسه، مشاريع جانبية تنفذّها الشركات وفق الآلية نفسها من دون استخدام مواد أولية من البلد الذي تعمل فيه ولا يده العاملة. فتتحوّل هذه المشاريع إلى تصريف للاقتصاد الصيني، ليصبح النموذج كارثياً كما حال بلدان عدة وقعت في هذا الفخ، نتيجة عجزها عن سداد ديونها. ما وضعها أمام خيار وقف المشاريع أو التوقيع على مشاريع إضافية بقروض وديون إضافية. من بين الدول، البيرو، التي ارتفع دينها الخارجي بنسبة 25% خلال سنوات بعد الاتكال على هذا النموذج. وأيضاً بنغلاديش التي تضخّمت ديونها نتيجة النموذج الصيني، بما يقارب 100% في العقد الأخير. وكذلك الحال في السودان وكينيا وسيراليون.

وجع رأس سياسي

في لبنان، كما في البلدان النامية الأخرى، نقص في الشفافية والمصداقية المالية والإدارية، تؤديان حتماً إلى هلاك إضافي. للوهلة الأولى تبدو دعوة الصين، حكومة وشركات، إلى الاستثمار في لبنان وإنقاذه كدعوة إلى عشاء أو مأدبة غداء. وما تجدر الإشارة إليه أيضاً إلى أنّ الصين ليست باب رزق وصدقة يطرقه اللبنانيون اليوم. ليست نموذجاً آخر من "شكراً قطر" أو "الطيب أردوغان" أو "عاشت المملكة". هي تنّين سياسي، حوت اقتصادي، لا وقت لديها لتضيعه. لا تصرف شعارات مماثلة في اقتصادها ولا تعوّل على شكر أو تحية. سبق للصين وشركاتها أن انسحبت من مشاريع في إيران بين عامي 2018 و2019. أتت العقوبات الأميركية على إيران، فلم تتردّد الصين في التراجع. وفعلت الأمر نفسه في مشاريع في لبنان، منها مرفأ طرابلس. ليست صندوق إعاشة وتتجنّب أي "وجع رأس" سياسي قد يترتّب عن مشاريع مماثلة.

أعاد نصر الله فتح نقاش السوق الإيراني والشركات الصينية، محاولاً تقديم بدائل عن الأزمة التي وقع فيها لبنان نتيجة وقوعه تحت الانتداب الإيراني متمثلاً بحزب الله. بدائل إن لم تكن ساقطة، فمقدروها السقوط بأي لحظة. هذا من جهة، أما من الجهة الأخرى فهذا النقاش يأتي لختم نقاش مستفيض آخر فيه واقع أنّ لبنان بحكوماته المتعاقبة، وطاقمه السياسي والاقتصادي والمصرفي الدائم، عاجز عن تقديم الحلول. قادنا إلى الإفلاس التام ويعمّق هوّتها ببدائله وطروحاته. طاقم، أطلّ رمزه الأول قبل أيام، ليروي لنا حكاية قصة ما قبل النوم. حدّثنا عن بستان وذئاب وسلاح، علّنا ننام وننسى أننا لم نتناول وجبة العشاء.

 

حزب الله في اختناق بطيء.. وحلفاؤه بين الإخلاص والخيانة

منير الربيع/المدن/18 حزيران/2020

دخل لبنان مدار صراع كبير. وبدأت تتبلور ملامح التصعيد. المسار طويل، قد تتخلله صدامات كثيرة. فأي خطأ في التقدير قد يشعل الشرارة. ولا أحد يتوقع كيف تنطفئ.

سلاح المذلّة

وظيفة السلاح المنظم تحولت. فبدلاً من أن يكون في خدمة لبنان، أصبح لبنان كله في خدمة هذا السلاح وحمايته. وفي هذا المسار ليس مهماً أن تنهار دولة، ويُحاصر بلد، ويجوع شعب. لكن اللبنانيين لن يكونوا معنيين في ما يحدث، إلا كمادة للخوف والمذلة. فمرشد مسيرتهم هذه لم يخيّرهم إلا بين الالتحاق بفنزويلا، أو بإيران وسوريا. وكلا الخيارين واحد. حتى روسيا لم تكن مدرجة على هذه لائحة الخيارات.

وما يجري ليس سوى محاولة لشراء الوقت الذي يُرفع فيه الكلام التصعيدي.

التهديد بالقتل

والتهديد لا يستهدف الخارج، بل الداخل اللبناني. فالرسالة تخاطب الجالسين على ضفة النهر، ولو اقتضى ذلك الوصول إلى القتل.

وهذه دعوة مستمرة لجرّ اللبنانيين إلى ما يريده صاحب التهديد، ربما مثلاً في جلسة بعبدا المرتقبة، والتي تبحث عن تواصل وتوافق محليّ، لاستعادة غطاء خسره حزب الله سابقاً. لكن المسألة لم تعد داخلية قط. إذ يبدو كأنما الأميركيون قد نحوا جانباً كل من يعتبرونهم حلفاءهم المحليين والإقليميين. وهم يريدون خوض المعركة بأنفسهم. لذلك يقف سعد الحريري وسمير جعجع ووليد جنبلاط جانباً. وكذلك السعودية التي لا تضطلع بأي دور فاعل في هذه المرحلة، لتخوض واشنطن هذه المعركة.

صرخات في واد

في المقابل يبدو حزب الله وكأنه يريد العودة إلى معادلات سابقة. معادلات يربح فيها دوماً، باستدراجه خصومه الداخليين، الذين يصفهم بحلفاء أميركا والمنخرطين في المشروع المؤامراتي. وهذا كي ينحي جانباً المواجهة المباشرة مع الولايات المتحدة الأميركية.

لكن حزب الله، ومعه لبنان، في لحظة حصار دولي. وبالتالي كل محاولات بحثه عن صيغ داخلية للصراع، لن تجديه نفعاً. أما الأقنعة السياسية الداخلية، بالحوارات الثنائية، أو اللقاءات الجامعة، فلن تؤدي بدورها إلى نتيجتها المرتجاة.

فهذه الأساليب كلها استنفدت وأصبحت من عدة الشغل القديمة. لذا فإن الدعوات إلى التهدئة السياسية والمذهبية، أو التصعيد والتهديد والوعيد الموجهة كلها إلى الداخل، أو لقاء بعبدا، ليست سوى صرخات في واد، لا نفع فيها. وذلك لأن لا مجيب لها في الداخل اللبناني، على الرغم من التقاط صور المدعوين للوئام في قصر بعبدا.

اختناق بطيء

يتعرض حزب الله لضغوط لم يختبرها منذ تأسيسه. هناك محاولة لمحاصرته حصاراً كاملاً: من الضغوط الأوروبية، والقرارات العربية، وصولاً إلى العقوبات الأميركية التي ستتزايد. كل اللقاءات المحلية والتوافقات الداخلية لن تغيّر من واقع الحال هذا.

هناك نوع من قضم متدرج، سياسياً واقتصادياً ومالياً. لذا ليس من ضربة قاصمة، بل اختناق بطيء. وفي هذه المجابهة لا حاجة لخوض أي حرب أو افتعالها. خصوصاً أن الحرب يصعب خوضها في بلاد غارقة في فقر مدقع وجوع فاحش.

أما السؤال الذي لا يحظى بجواب حتى الآن، فهو الآتي: ما السلاح المنظم ومستقبله؟ هل يريد هذا الضغط والتصعيد الصارمان نزع السلاح؟ أم الصواريخ الدقيقة فقط؟

مأزق حلفاء السلاح

قد يكون حزب الله حضرّ استراتيجية بديلة للتعاطي مع مسألة السلاح: الاستراتيجية الدفاعية التي قد تكون نصف حلّ، كتسليم جزء من سلاحه للدولة والاحتفاظ بجزء آخر.

لم تصل الأمور بعد إلى مرحلة وضع الأوراق كلها على الطاولة. وهي متروكة إلى لحظة التفاوض والمساومة، لكنها قابلة لأن تكون مرنة وغير نهائية.

تبقى كلمة "سنقتلهم"، التي لم يعرف من المقصود بها. فإذا كانت هذه الكلمة هي الخطة البديلة لمواجهة الحصار الاقتصادي، فإنها تعني تسخين جبهة الجنوب، لاستدراج عروض، ورفض الجوع، والضغط بهدف الحصول على مساعدات. وفي هذه المعادلة الأفرقاء اللبنانيون جميعاً غائبون عن المشهد.

لكن الاستحقاق الأساسي والتحدي الحقيقي، سيكونان على عاتق حلفاء حزب الله، وخصوصاً رئيس الجمهورية والتيار العوني والحكومة. فهل سيقفون إلى جانب حزب الله أم إلى جانب الأميركيين؟

لم يعد الوقت يسمح بترف لعبة "تركيب الطرابيش".

 

ما مصير المخيمات الفلسطينية في فيدراليات الطوائف اللبنانية؟

أحمد الحاج علي/المدن/18 حزيران/2020

ليس صعباً على المراقب أن يرى تغيراً يحدث في لبنان والمنطقة، تصاحبه تصدّعات مجتمعية، ستلقي بآثارها حتماً على الوجود الفلسطيني في لبنان، كما خبرنا في الأحداث الماضية. ومع ذلك، لا يبدو أن قيادة الفصائل الفلسطينية، من خلال بيانها الأخير بعد التئام لقاءات هيئة العمل الفلسطيني المشترك، تستجيب لتلك التحديات والمخاطر. كالعادة، بيانات تطالب من دون أن تطرح حلولاً، وأحياناً تكتفي بالحنين الكئيب، عوضاً عن التحرر من الوهم وطرح برامج جادّة تُنقذ مجتمعاً يتهاوى، ضمن بلد ليس أقل تصدّعاً.

سقوط التفاهمات

لم تنتبه الغالبية الساحقة من الفلسطينيين إلى خبر معاودة اجتماعات هيئة العمل الفلسطيني المشترك التي تضم قيادة منظمة التحرير الفلسطينية وقوى التحالف والقوى الإسلامية. كما لم تبتهج، ولم تعلم ربما، بتأسيسها بتاريخ 4/9/2018، وتجميد عملها بعد أشهر.

لم يكن على القيادة الفلسطينية في لبنان أن تنتظر مبادرة الرئيس نبيه بري حتى تلتئم اجتماعاتها. كان عليها أن تعي الأخطار التي يعيشها الفلسطينيون من جرّاء الاهتزازات التي يشهدها لبنان والمنطقة، وعلى الأرجح ستترك تأثيرات لن ينجو الفلسطينيون في لبنان منها، وعليهم أن يتحضروا لها منذ الآن. الأزمة الاقتصادية والاجتماعية في لبنان، التي يقول كثيرون إنها لن تبقى من دون انعكاسات أمنية وسياسية على اللبنانيين والفلسطينيين معاً. يُطرح لأول مرة وبجدية، بعد الطائف، تغيير النظام. ذهب الزمن الذي كان فيه إنطوان نجم شبه وحيد في طرحه الفيدرالي، صار للطرح أنصار في بقية الطوائف. التفاهمات لفك الاشتباك سقطت، ما يجري هو محاولة لتنظيم عملية الطلاق، أي نظام بديل؟ وأي بديل لن يكون الفلسطينيون في لبنان بمنأى عن آثاره السلبية. هكذا تقول تجربة الحرب في لبنان التي قادت إلى محو مخيمات: النبطية (1974)، جسر الباشا (1976)، تل الزعتر (1976)، وهي شاهدة على أن ما يُدمّر من مخيمات لن يُعاد بناؤه. نهر البارد كان استثناء ولأسباب استثنائية، رغم أن (أرتوزيا) التيار الوطني الحر كادت تطيح بعملية إعادة البناء. على القادة الفلسطينيين أن يأخذوا الطرح الفيدرالي هذه المرّة على محمل الجدّ. لأن ما يحدث في المنطقة من العراق إلى اليمن وليبيا وربما سوريا الجارة القريبة ليس بعيداً عما يُطالب به البعض في لبنان. كل ذلك يشير إلى أن الفيدرالية في هذا البلد لم تعد مجرّد رغبات وأمانٍ للخائفين. على الفلسطينيين أن يخشوا تلك اللحظة، فحوالى ثلاثة أرباعهم يسكن في داخل وما بين مدينتي صور وبيروت ومخيماتهما. الفيدرالية لن تُنفّذ من دون حروب وتبادل ما أمكن من السكان. وأي اضطراب في التماسك الاجتماعي في أي بلد عربي سيكون الفلسطينيون وقضيتهم المتضرر الأكبر منها، ومثال ما حصل في الكويت، سوريا، لبنان.. هل فكّر قادة هيئة العمل الفلسطيني المشترك في تلك اللحظة وهم يعقدون جلسة المصالحة في سفارة دولة فلسطين؟

الانفجار الاجتماعي

بيان الهيئة لا يشي أيضاً بأن الحاضرين تناولوا بعمق الأزمة الاجتماعية المستفحلة في المخيمات وفي أوساط الفلسطينيين، والتي تعاظمت منذ إجراءات وزير العمل (تموز 2019) وصولاً إلى التدهور الاقتصادي في لبنان خلال الفترة الأخيرة، في ظل تراجع دور الأونروا في مساندة اللاجئين الفلسطينيين على الصعيد الاجتماعي، وعزوف الدولة اللبنانية عن أي تدخل إيجابي في الأزمة الاجتماعية التي يعيشونها. يعرف كل مطلع على واقع المخيمات أن ثلاثة عوامل لعبت دوراً في منع الانفجار الاجتماعي الشامل خلال الفترة الزمنية القصيرة الماضية. أولها التضامن الاجتماعي، وثانيها الاستنفار الأقصى للاغتراب، وثالثها البرجوازية الوطنية الفلسطينية في لبنان على صغر حجمها، ورغم تضرر أوضاعها مؤخراً. لكن الفئتين الأخيرتين لا يمكن ضمان مساندتهما نظراً لتدهور أعداد كبيرة منهما. هناك غياب شبه كامل للمشروع الاجتماعي للفصائل الفلسطينية، رغم أن هذا المشروع كان حاضراً منذ تأسيس منظمة التحرير الفلسطينية، ولاعتبارات عديدة أولها المأساة التي عاشها اللاجئون الفلسطينيون، وما زالوا يعيشونها، لكن ليس الاعتبار الوحيد. فأنشئت صامد التي  وظفت 5000 عامل في لبنان بدوام كامل، في 46 مشغلاً. وحتى عام 1980 أنشأ الهلال الأحمر الفلسطيني تسع مستشفيات في لبنان تستقبل المرضى الفلسطينيين واللبنانيين.

الأوضاع الاجتماعية للفلسطينيين شكّلت هاجساً للقيادة الفلسطينية لسنين طويلة، فكانت هذه الأوضاع البند الأول في اتفاق القاهرة الشهير. ومن أولى النقاط التي فاوضت عليها منظمة التحرير منذ أن قررت الخروج من بيروت "يجب أن يكون مفهوماً بشكل جيد وجوب الحفاظ على حقوق الشعب الفلسطيني في لبنان". اليوم الوضع الفلسطيني أكثر صعوبة، مع ضغوط القوانين التي صدرت تباعاً بعد عام 1982، وإغلاق أبواب المطارات بوجه الفلسطينيين الذين يرغبون بالعمل في دول الخليج، بعد أن كانت مقصداً لهم منذ أوائل السبعينيات بشكل خاص.

"التهجير الناعم"

الفيدرالية والأزمة الاجتماعية ليستا الخطرين الوحيدين اللذين يجب على قيادة الفلسطينيين في لبنان التحسّب لهما. ضم أجزاء من الضفة، وما يمكن أن يستتبعه من "تهجير ناعم" للفلسطينيين إلى الأردن وربما دول مجاورة أخرى كلبنان، هو أيضاً خطر يتحسّب له كثيرون. الفلسطينيون في المناطق المحتلة في المثلّث وغيره هم أيضاً يعيشون هواجس التهجير منذ صدور قانون يهودية الدولة، ثم اقتراحات في الكنيست تدعو لتهجير من يرغب تحت إغراءات مالية، وبعدها جاءت صفقة القرن، كل ذلك ربما أثار هواجس من تهجير واسع قد لا يكون الأردن وجهته الوحيدة. سقطت مقولة إن زمن التهجير صار من الماضي. لو أعاد كميل شمعون مقولته لبيغن "أعط الفلسطينيين دولة فأنت لم تعد تستطيع تهجيرهم"، فلن يغضب بيغن هذه المرة، وربما يردّ إن تهجير عشرة ملايين سوري فتح باب التهجير من جديد. قد لا  يكون بعيداً زمن ردّ الاعتبار مجدداً لمقولة بن غوريون "خير مفسر للتوراة هو الجيش الإسرائيلي" من خلال دفع  الفلسطينيين نحو اللجوء. وهم يعرفون معنى ذلك على صعيد تفاقم التمييز. هل فكّر القادة الفلسطينيون في ذلك حين عادوا للقاءاتهم ضمن هيئة العمل الفلسطيني المشترك؟ 

بؤر للجريمة

هناك شك كبير أن يكونوا قد فكّروا. على الأقل، هذا ما يقوله العجز الكبير (وربما التواطؤ) قبل أيام في مخيم شاتيلا، عن اعتقال تجار مخدرات أدّى اشتباكهم إلى قتل امرأة وهي تحمل طفلها، في وقت تجند فيه الفصائل الفلسطينية عشرات من عناصرها لحماية مركز أمني أو حتى نفوذ في زاروب بمخيم. مخيم شاتيلا، الذي كان يفاخر يوماً أنه المشارك الأكبر عددياً في عملية ميونخ، وقع تحت سطوة تجار المخدرات، وسط غياب فصائلي تام. هل أشعل هذا الغياب الميول الانتحارية لدى جزء من الشباب من خلال التوجه للمخدرات؟ هل كان مخيم الرشيدية حاضراً في اجتماعات هيئة العمل الفلسطيني المشترك وهو الذي شهد مؤخراً أكثر من جريمة قتل؟ وأحدثت هذه الجرائم وغيرها جرحاً نرجسياً لمخيم تطلبت السيطرة العسكرية الإسرائيلية عليه عام 1982 فرقة إسرائيلية كاملة خاضت قتالاً مدة أربعة أيام تكبدت خلاله العشرات من القتلى والجرحى. عاش كثير من الفلسطينيين، خلال سنوات، على وهمٍ أن المجتمع الدولي يشكّل مظلة للمخيمات. وهمٌ عاش شبيهه اللبنانيون بأن المجتمع الدولي لن يدع لبنان يسقط. النتيجة ما نشاهدها، وعلى الفلسطينيين أن يتعظوا مما جرى، فقد سقطت الكثير من دفاعاتهم. عليهم أن يضعوا خططاً تناسب الواقع والمرحلة. وأن يحددوا غاية سلاحهم، ودوره، بعيداً من الأوهام. أي مخيمات نريد، وهل ما زالت تصلح للتطور الاجتماعي، وما البديل، وكيف تحقيقه؟

علاقات مع الجميع

لمواجهة هذه المخاطر على القادة الفلسطينيين أن يوسعوا دائرة الحلفاء أو يقللوا من الخصوم، فأزمة العمل العام الماضي، أثبتت أن ضعفاً كبيراً في هذا المجال، خصوصاً حين الامتناع عن لقاء وزير العمل وقتها. وبدوا كأنهم أسرى لمرحلة معينة من الحرب، متجاوزين واقعة أن القيادة الرسمية الفلسطينية في بداية الأحداث الأهلية ترددت في عزل الكتائب، وهناك اعترافات فلسطينية مهمة "لقد ارتكبنا أخطاء.. عاملنا اليمين اللبناني (الكتائب) كمعسكر معاد" (تصريحات سلامة في كتاب الجاسوس النبيل). والمحاولات لم تهدأ لتجاوز تلك الحرب من خلال اتصالات دائمة بقادة "المعسكر اليميني" حسب الوصف الشائع آنذاك. فلا بد من علاقات متكافئة ومفتوحة مع كل الجهات اللبنانية تحمي ما تبقى من لاجئين فلسطينيين في لبنان. على القادة الفلسطينيين في لبنان أن لا يكتفوا بالبيانات والمصالحات فقط، إذ لا بدّ من خطة تدرك الواقع والمخاطر، في وقت أصبح للعرب أكثر من قضية. فالأحلام لا تهدئ الجراح إلاّ مؤقتاً، والشعر لا يصلح في حضرة السياسة. وكما يقول اللاجئون الفلسطينيون في لبنان إنهم ينتظرون من قادتهم عملاً يغير في واقعهم البائس، ويقيهم الخوف على مستقبلهم، لا بيانات حفظوها لكثرة التكرار.

 

تفاهم "حزب الله" و"القوات"... ما فرّقه السلاح جمعته المصلحة الوطنية!

ايناس كريمة/موقع لبنان24/18 حزيران/2020

بالتوازي مع الخلاف المتصاعد اعلامياً بين رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع ورئيس الحكومة السابق سعد الحريري، كثر الهمس في بعض الاوساط السياسية حول موقف "القوات" وموقعها في المرحلة التي تلت انتفاضة 17 تشرين. فبعدما كانت جزءا من الحراك الشعبي سواء في السر او في العلن، بدا أنها تتجه اليوم نحو خط الحيادية حيث احتفظت بمواقفها السياسية متجنبة في الوقت عينه أن تكون رأس حربة في مقارعة خصومها مشكّلة بذلك نقلة نوعية في تعاطيها السياسي. وردّاً على بعض التسريبات التي تحدثت عن سلسلة اتصالات جديّة تجريها "القوات اللبنانية" مع بعض قيادات "حزب الله" للبحث في قضايا سياسية داخلية من دون تأكيد او نفي من كلا الفريقين، أوضحت مصادر مطّلعة لـ "لبنان 24” ان العلاقة التي ربطت "القوات" بالحزب مؤخرا ليست سوى تفاهم ضمني مبني على قواعد التهدئة السياسية حماية للمصلحة الوطنية التي من شأنها أن تتأثر بشكل مباشر من التوترات الحاصلة، الامر الذي توّج بتصريح من جعجع والذي قال فيه أن سلاح "حزب الله" ليس أولوية، بل الاولوية للقضايا المعيشية والاجتماعية والاقتصادية في البلاد. وأشارت المصادر إلى أن "القوات" لم تعد ترغب بلعب دور واجهة 14 آذار في المجابهة السياسية، لا سيما وأن هذا الفريق اثبت مؤخرا تخليه عنها في العديد من المواقف وذهب اكثر من مرة في تسويات من دون الرجوع الى "القوات"، سواء من خلال الرئيس سعد الحريري او رئيس الحزب "التقدمي الاشتراكي" وليد جنبلاط، الامر الذي لم يعُد مستساغاً بالنسبة إلى جعجع الذي، وبحسب المصادر، سعى جاهدا الى اعادة رص صفوف قوى الرابع عشر من آذار، الا انه جرى احباط جميع محاولاته بفعل الحسابات السياسية الضيقة لكل من الحريري وجنبلاط اللذين أبديا رغبة صريحة في الحفاظ على اكبر هامش من التواصل مع "حزب الله". ولفتت المصادر الى ان "القوات" و "حزب الله" يعملان معاً وفق تنسيق مباشر بين نواب الكتلتين، لكن التواصل بينهما لا يزال محصورا ضمن هذا الإطار ولم يتخطّاه الى مستوى القيادتين كما حاول البعض الايحاء في المرحلة الماضية، حيث أن الخلافات التي تفصل المسافة بينهما جوهرية وجذرية، ولا يمكن تجاوزها بسهولة، ومنها مسألة المقاومة والسلاح والعلاقة مع سوريا، ومسألة الديبلوماسيين الايرانيين الاربعة الذين جرى اتهام "القوات" بخطفهم من قبَل "حزب الله".

واكدت المصادر أن المرحلة المقبلة ستشهد تعاوناً اعمق على المستوى النيابي، لجهة ما يسمّى ببناء الدولة، بين كل من كتلتي "الوفاء للمقاومة" و"الجمهورية القوية" وسيتم اخراج هذا التعاون بشكل اوضح لإظهار أن الخصومة بين الاحزاب اللبنانية الناتجة عن اشكالات سياسية غير مرتبطة بمسألة مكافحة الفساد وبناء الدولة، الامر الذي قد يتفق عليه الطرفان ويسعيان الى تطبيقه بلا احراج او خجل ومن دون المبالغة في تصوير حجم هذا التلاقي او اعطائه أبعاداً سياسية لا أساس لها على الاطلاق.

 

الرحمة يا مولانا

النهار/جهاد الزين/18 حزيران/2020

من هو المعرّض لخطر أفدح من الآخر بين خمسة كيانات وُلدت وما كان لها أن تولد من دون سايكس بيكو: لبنان، فلسطين، الأردن، العراق، سوريا. كلها كيانات مَدينة بوجودها لنتائج الحرب العالمية الأولى. حتى فلسطين الموجودة بالنفي الذي أحدثه تقسيم الانتداب البريطاني هي اليوم في مئويتها الفجائعية الأولى الأكثر تعرضا للخطر بسبب ترسّخ دولة إسرائيل التي تستعد للشروع في مشروع ضم الضفة الغربية أو مناطق حيوية جدا منها على طول وادي الأردن.

أما سوريا الحالية التي قُسِّمتْ إلى عدد من الكيانات فلم تتوحد سوى عبر نضال جماعاتها الداخلية ولهذا فهي مختلفة من حيث تشكلها عن العراق ولبنان والأردن في أنها لم تُرسم نهائيا عام 1920 ، بمعزل عن مصاعب تطورها اللاحق.

تقول المس غرترود بل في مذكرات يومياتها، وهي المستشارة في الإدارة السياسية البريطانية التي كانت مولجة بالعراق، في إحدى رسائلها من بغداد إلى شقيقتها في انكلترا: عدتُ متعبةً من العمل اليوم. لقد أنجزنا رسم حدود العراق.وحلّينا معضلة دير الزور مع الفرنسيين.

هي نفسها، وهي عالمة آثار وأنتروبولوجيا، كتبت عن جولاتها في الصحراء السورية وزارت مدينة بعلبك حيث التقت عائلات مسيحية وسنية وشيعية، نقلت عن إحدى سيداتها أنها، أي السيدة قررت أن تبيع كل ما تملك وتذهب إلى لبنان. لكن أخبار المتاعب الاقتصادية في لبنان جعلتها تتريّث وتتحمل التوترات الطائفية المتزايدة في المدينة.

البعض من الخبراء الغربيين يعتبرها أهم من الضابط الانكليزي ت. إ.لورنس الذي عمل في الفترة نفسها رغم الشهرة الواسعة التي تمتّع بها لورنس والطابع الرومنطيقي والغامض الذي غلب على شخصيته وتجربته خصوصا بعد صدور كتابه الرائع: أعمدة الحكمة السبعة.

كلاهما المس بل والكولونيل لورنس انخرط تحت القيادة العليا لوزير المستعمرات يومها ونستون تشرشل في عملية تأسيس الدول التي كانت جارية في المنطقة.

ثلاثة من الكيانات المؤسَّسَة في تلك الحقبة وهي سوريا والعراق ولبنان، وهي كلها تشاء الأقدار أن تكون لاحقاً بلدان "الهلال الشيعي"، هذا التوصيف الذي أطلقه عاهلٌ عاقلٌ ومتنوّرٌ في المنطقة هو الملك عبدالله بن الحسين الهاشمي... هذه الكيانات تتعرض لأشكال مختلفة من التفكّك الناعم أو القاسي دون أن يكون هناك غرترود بل أو لورنس جديدان يعودان مساءً إلى منزليهما في لندن أو واشنطن وقد أنجزا تثبيت حدود مهتزة. هناك اليوم العمامة الإيرانية التي تريد التمدد والمزيد من التمدد عبر صلات قرابة اكتشفتها مع جماعات شيعية عربية كانت نَسِيَتْها اربعةَ قرون، فباتت تُحمِّل هذه الجماعات ما لا طاقة لها على احتماله: بعض الرحمة يا مولانا. لقد لَحَسْتُمْ "العسل" كلّه. لم يبقَ إلا العلقم.

صحيح، وأقولها من دون تردد، أننا نفتقد الجنرال غورو في بيروت حالياً، لكن لا شك أن فرنسا دولة ذات علاقة "حنونة" مع مشروعها اللبناني القديم. تعريف "الحنان" في الشرق الأوسط الحالي يحتاج إلى ترجمة باللغة الإنكليزية ولو كان الرئيس الفرنسي فوّت في خطابه أمام مؤتمر سيدر قبل عامين ونيِّف لحظةً كان يجب أن لا تكون فيها أي مسايرة للسياسيين اللبنانيين، فخسرنا فرصة توبيخ وتأنيب الطبقة السياسية اللبنانية كلها التي نهبت بلا وازع دولة الجنرال غورو و بعد ربع قرن صيغةَ الجنرال البريطاني سبيرس. وكما كتبتُ بعد سماع خطابه يومها، كان على هذا الرئيس الفرنسي الشاب والمحترم، أن يكون صريحاً أكثر مع هؤلاء السياسيين اللبنانيين فيوبِّخهم على فسادهم المكشوف، ويطالبهم بعدم الاحتيال على إصلاحات "سيدر" المطلوبة وهذا ما فعلوا بالظبط فور انتهاء المؤتمر الذي طالبهم في رأس ما طالبهم به بوقف التوظيف، فقامو بتعيين عشرة آلاف موظف جديد في القطاع العام دون أن يرف لهم جفن، اقتسموهم جميعاً في ما بينهم. هكذا صار مندوبو وسفراء الرئيس ماكرون "يشدّون شعورهم" لفرط استهتار الطبقة السياسية اللبنانية الفاحش بمتطلبات إصلاح كانت في الواقع عاجزة عميقاً عن القيام به بكل أجنحتها. كانت الكارثة آتية لا محالة وهو ما لن ننتظر طويلا ليحصل ونسقط في ما نحن فيه من انهيار معلن في سنة المئوية بالضبط. لو كان للتاريخ أن يكون ناطقاً فلربما كان على السفير الفرنسي في قصر الصنوبر أن يتوجه باسم الرئيس الفرنسي برسالة إلى الجيل اللبناني الشاب الذي قام بثورة 17 تشرين الجهيضة، وعدد كبير منه يحمل الجنسية الفرنسية وجنسيات غربية أخرى، ومن على الشرفة نفسها التي جلس عليها الجنرال غورو، أن يتوجّه برسالة تجديد ثقة بهذا الكيان الذي تتناوشه وتتناتشه طبقة سياسية تدير نظاما قويا ودولة صارت تافهة.

لقد اختلطت في مائة عام على هذا الجزء من الشرق الأوسط الحدود السائبة مع الخزائن الفارغة أو المُفرَغة. العراق كان قبل هبوط أسعار النفط دولة ذات مدخول نقدي يصل المائة مليار دولار سنويا من عائدات الذهب الأسود لا تصل فيها الكهرباء والماء إلى المدن سوى ساعات قليلة خلال اليوم. طبقة سياسية في العراق وصفها مراقب نبيه ذات يوم بأنها تجعل السياسيين اللبنانيين مجرد هواة في ممارسات الفساد قياساً بأقرانهم بين النهرين. وفي الحقيقة بات العراق بلاد ما بين أنهار ثلاثة: الفرات ودجلة والفساد.

لبنان وسوريا والعراق ليست فقط مهدّدة من داخلها بل تقف مرتبكةً أمام الغول الإسرائيلي الذي يكاد يبتلع فلسطين وفي الوقت نفسه يتحوّل هذا الغول إلى دولة صناعية وتكنولوجية عظمى تحظى بكل دعم الغرب بينما إسرائيل نفسها في وعي أجزاء متزايدة من نخب هذا الغرب دولة "أبارتايد" فعلي دون أن يكون بالإمكان عمل شيء لوقف التمييز العنصري المتوحش ضد الشعب الفلسطيني.

هذه ليست مئوية بل كتلة مئويات من القلق والفشل.

 

ما تبقّى من حكمة

سمير عطا الله/الشرق الأوسط/18 حزيران/2020

تقول «الفايننشال تايمز»، إن الأزمة الاقتصادية الراهنة في لبنان سوف تؤدي إلى نهاية الطبقة الوسطى وتمدد الطبقة الفقيرة. ولبنان ليس أول بلد عربي تنهار فيه هذه الطبقة التي قال الملك سلمان بن عبد العزيز، قبل ثلث قرن، إن على متانتها تقوم الدول.

يومها كان أمير منطقة الرياض يدشن المبنى الجديد لجريدة «الرياض». وفي خطابه شدد على أمرين في كيان المملكة: عروبتها الأساسية وتنمية الطبقة الوسطى في المجتمع، لأنها الطبقة التي بنت الدول عبر التاريخ. وهذه الطبقة هي التي بنت نهضة لبنان العمرانية والثقافية منذ قيامه منذ مائة عام إلى اليوم. هي طبقة الجامعات والمهن الحرة والتجارة والوظائف والقطاعين العام والخاص.

لكن تدهور النقد وانهيار الاقتصاد والانتقال من الأزمة إلى الكارثة يعني أن المستوى المعيشي الذي كان يتمتع به الضابط والسفير والمدرس ومدير الشركة، أصبح لا يساوي شيئاً. لقد أدّى فساد السرقة والهدر والنهب إلى حالة اهتراء سريع ومفزع لم يعرف البلد مثيلاً له في أي مرحلة من مراحل التاريخ.

وفي الماضي، كان يمكن للناس أن تتعايش مع النهب السائد، لأن الوضع النقدي والاقتصادي كان سليماً. أما الآن فقد أصبح مشهداً عادياً ما كان بالأمس لا معقول: رجال يبحثون عن قوتهم في أكياس الفضلات. لا يعزي إطلاقاً أن دولاً كثيرة سبقت لبنان إلى انسحاق طبقته البانية. ثمة دعاء مصري يقول: «بالستر والصبر الجميل». الطبقات المستورة بدأت تُذل في لبنان. والذين يعيشون على الوجبات المجانية تضاعفت أعدادهم. وسوف تؤذي كارثة الدولار المتبرعين أيضاً.

يرافق هذا التفكك السياسي والانهيار المالي محاولات ترميم يقوم بها رئيس البرلمان، الأستاذ نبيه بري. ففي هذا التداعي السريع وانعدام الوعي والحكمة والرأفة بالوطن والمواطن، فتح الرئيس بري بيته للمصالحات الوطنية. ويتطلع الناس إليه كمرجع أساسي في محاولات الانتشال الأخيرة. وفي هذه الفوضى الكارثية الحارقة من جنون العصبيات الصغيرة والكبيرة، استطاع هو البقاء فوق هذا المد الجارف، الذي يهدد كل شيء، من حجر الزاوية إلى الحصاة التي تحميه. في زمن الهوس يقل الحكماء. أو يتراجعون أمام فيضان النفوس الصغيرة. لكن في الوقت الذي تحولت المرجعيات الأخرى إلى فرق وأحزاب واستلحاقات، لعب بري الدور الذي لعبه دائماً: ميزان الدولة ومرجع الناس. وفي هذا المعنى أطفأ براحة يده حريق التهور، وأخذ على نفسه حماية الضعفاء فيما ساحة المصارعة الرومانية تهتف: اقتلوه. أي اقتلوا المصارع، وليس الأسد. كم يشبه لبنان ساحات المصارعة الرومانية. أحقاد تهتف للقتل، ودولة غائبة. والحمد لله على الحكمة الباقية.

 

النزاع بين السيادة والقرصنة

عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط/18 حزيران/2020

الحقوق الرياضية، وممرات الطيران الجوية، ووسائل الإعلام و«السوشيال ميديا» وغيرها من الموضوعات التي شغلت قطر العالمَ بها، تقاتل على جبهاتها في «الإيكادو» منظمة الطيران المدني الدولية، و«الإياتا»، و«الفيفا» الدولية، واتحاد «آسيان» القاري لكرة القدم، واتحاد الإذاعات «الإسبو»، حتى منظمة «أوبك»، وبعد فشل احتجاجاتها أعلنت انسحابها! ومنذ عام 2018 وهي تلاحق شكوى قدّمتها إلى منظمة التجارة العالمية ضد المملكة العربية السعودية حول حقوق البثّ الرياضي. هيئة المحكمين أصدرت جملة أحكام في تقرير من 125 صفحة، اعتبره وزير قطري انتصاراً مدوياً لهم بعد هذه الرحلة الطويلة من التقاضي.

وقد ضيعتُ وقتاً طويلاً أبحث في التقرير عن الانتصار المدوي. أهم ما في التقرير أنه يعتبر إقدام السعودية على حظر البثّ التلفزيوني القطري حقاً لها، ضمن اعتباراتها الأمنية والسياسية عندما قطعت علاقاتها معها. هذا أهم ما ورد فيه، إضافة إلى أنه رفض تهمة القرصنة، أما بقية الدعاوى الأخرى فدعاوى فرعية، مثل ملاحقة القرصنة أو التداعي المحلي. أهم انتصار لقطر، كما تقول، عدم ملاحقة السعودية ممارسي القرصنة بما يكفي. وقامت براهينه على بضع تغريدات في «تويتر»، و7 مقاهٍ ومحل عام في جدة، يقال إن رواد المقاهي كانوا يتفرجون على «بي أوت كيو»، ذات المحتوى المقرصن! يا لها من تهمة خطيرة، في وقت كانت فيه مقاهٍ في لندن وباريس مليئة ببثّ المحتوى المسروق من المحطات المشفرة! وهنا طلبت لجنة التحكيم بإنفاذ القانون، بمنع مشاهدة المحتوى المقرصن، وهي توصية تناسبنا جميعاً، لأن معظم ما يبثّ ويكتب من أعمالنا وأقلامنا وأفلامنا مسروق، يُقرأ ويُشاهد مجاناً في دول المنطقة، وليس فقط مباريات ريال مدريد وبرشلونة. وحتى ننفذ القانون ضد القرصنة سنحتاج إلى جيوش من الشرطة لملاحقة المخالفين في كل هذه الدول.

على أي حال، الانتصار المدوي أن قضاة لجنة منظمة التجارة العالمية اعتبروا أن للسعودية أن تحظر ما تعتبره مضراً بأمنها، هذا حق سيادي. وهو حكم تاريخي، لأنه يهم كثيراً من دول العالم، التي تتجادل اليوم حول المنصات الاجتماعية والإعلامية، مثل «فيسبوك» و«إنستغرام» و«نتفليكس». الأسوأ لقطر أنها لم تحصل على دولار واحد من المليار دولار الذي كانت تطالب به!

النصف الثاني من قصة «بي إن سبورت» مجهول، فالمعروف أنها تشتكي من أن محتواها تتم قرصنته. المجهول أنها هي تقرصن حقوق الدول التي تبثّ عليها. قطر عندما اشترت شركة «بي إن سبورت» وتخلصت من اسم «الجزيرة الرياضية» سيئ السمعة، عملياً سطت على سلطة 18 دولة عربية؛ حيث اشترت بدون إذنهم حقوق البثّ في سماواتهم. وقّعت مع الاتحادات الرياضية الأوروبية بدون أن تحصل على ترخيص من الدول المستهدفة بالاشتراكات في البثّ، استولت على فضاء واسع من المحيط الأطلسي إلى الخليج العربي، ربما باستثناء مصر التي كانت قد وقّعت اتفاقاً مع شركة هناك على إعادة البثّ بمقابل مادي. وقد سكتت الاتحادات الرياضية الإنجليزية والإسبانية وغيرها، التي باعت الحقوق، لأن الثمن أكبر من توقعاتها. لكن في أوروبا، لا تستطيع «بي إن سبورت» القطرية أن تفعل الشيء نفسه؛ مثلاً، أن تبثّ في ألمانيا أو إيطاليا، على الرغم من أنها تجاور فرنسا، لأن هناك شركات بثّ تملك الحقوق، ففي بريطانيا هناك «سكاي سبورت» و«بي تي» وغيرها. السلطات الرياضية والحكومية في 18 دولة عربية لم ترخص لقطر بالتوقيع عنها، سواء لعقود البثّ أو حقوق الإعلانات التجارية. هذه هي السرقة التي يفترض أن تطرح للمساءلة، وليست ملاحقة المقاهي المخالفة.

وحتى تستولي على حقوق هذه الدول وقّعت عقوداً مبالغاً فيها مالياً أفسدت سوق المنافسة في المشاهدة التلفزيونية، وحرمت المؤسسات الرياضية العربية من المنافسة. والدليل أن الأرقام المالية للعقود لا تتناسب مع السوق العربية، من حيث مداخيل الإعلان والاشتراكات، ما يعزز الظنون أنها جزء من عمل سياسي لا يمت للرياضة الحقة بصلة.

 

الثورة السورية من درعا انطلقت وإليها تعود

هدى الحسيني/الشرق الأوسط/18 حزيران/2020

بشار الأسد، الرئيس السوري، على خلاف كبير مع أغنى رجال سوريا؛ ابن خاله رامي مخلوف، تبع ذلك مظاهرات واحتجاجات في السويداء ودرعا حيث بدأت الثورة. هل تكتمل الدائرة، وقد تشتد لعصيان شامل؟ ولتعقيد الأوضاع أكثر؛ حزمة جديدة من المقاطعة الأميركية بدأت ضد النظام. كل هذه مجتمعة تشكّل الخطر الأكبر الذي يواجهه حكم الأسد لسنوات عديدة. مخلوف كان يعتقد أنَّه أهم من الأسد. منذ شهر أغسطس (آب) الماضي شنَّ الأسد حرب أجهزة أمنية ضده، طالت وانتهت بمصادرة كل ممتلكاته وشركاته وأمواله. كان يملك كلَّ سوريا تقريباً؛ طبعاً بمباركة الأسد.

قضية مخلوف مثيرة، لكنها كانت متوقعة، لقد تدهور الوضع الاقتصادي في سوريا خلال الأشهر الماضية لأسباب كثيرة؛ منها الانهيار الاقتصادي في لبنان. كانت سوريا ولسنوات تأكل وتشرب من تهريب مواد غذائية لبنانية، كانت تدعمها الدولة من أموال المودعين اللبنانيين، وكان «حزب الله»، الذي يحدثنا دائماً عن «أشرف الناس»، يقوم بمهمة تجويع اللبنانيين لإطعام النظام السوري.

لا ننكر أنَّ اقتصادي البلدين متداخلان؛ إنما لمصلحة الاقتصاد السوري. في أول هذا الشهر انهارت الليرة السورية إلى 3000 ليرة مقابل الدولار. وكانت عام 2011؛ 50 ليرة مقابل الدولار، وصار من الصعب على النظام تأمين الأساسيات للشعب السوري، فنشب الصراع علناً بين الأسد ومخلوف، وأدرك السوريون أن نظامهم في حالة إفلاس وفساد ويلاحق أغنياءه؛ وعلى رأسهم مخلوف، لتمويل نشاطاته. مخلوف الذي اعتاد القوة والاعتقاد أنَّه أهم من الأسد، خرج إلى العلن وهدَّد بأنَّ ضربه سيكون ضربة للاقتصاد السوري، وكان يعتمد على قاعدته العلوية. هو الآن في وضع صعب، لكن كلما تكشف الخلاف، انهارت العملة السورية أكثر. إنَّما من يستفيد سياسياً من سقوط مخلوف؟

إنَّ داعمتي النظام؛ روسيا وإيران، ليستا على اتفاق حول كيفية دعم النظام، وقد نرى في قصة مخلوف تحديات جديدة سيكون لها وقعها على العلاقة بين روسيا وإيران، وكيفية إدارتهما الأطراف الموالية للنظام كي تستمران في السيطرة على الأسد.

المعروف أن إيران وروسيا تريدان استنزاف ما تبقى من موارد النظام، والاستفادة من إعادة البناء. لنفترض أنَّ هذا كان سيحصل، ولأنَّ مخلوف كان اللاعب الأقوى في النظام والمسيطر على كل مقدرات البلاد، كان يشكل عقبة. لكن من سيستفيد أكثر من الانفجار الداخلي في النظام السوري: روسيا أم إيران؟ هناك كثير من التقارير حول ما يجري، لكن يناقض بعضها بعضاً. هناك تقارير تقول إنَّ الإيرانيين يستعدون للانقضاض على أجزاء من تركة مخلوف، وتقارير تقول إنَّ هذه الأجزاء ستذهب إلى روسيا. عندما بدأ الخلاف بين بشار ورامي عام 2019 قيل إنَّ النظام سيدفع من ممتلكات مخلوف جزءاً من ديونه لروسيا. لذلك ينتظر المراقبون بكل تأكيد ما إذا كانت روسيا أم إيران ستكسب وستكون حصة الأسد من الاقتصاد السوري لإحدى الدولتين، لكن الآن لا يمكن الجزم بأي منهما أفضل من الأخرى للحصول على الغنيمة. الدولتان تركزان على شركة «سيريتل»، ثم إن إيران قبل الحرب حاولت الدخول إلى سوق الاتصالات السورية؛ من هنا سيخلق ما حل بمخلوف فراغاً.

كل هذا الصراع بين النظام وحلفائه من رجال الأعمال يجري مع بدء عصيان يكبر في المحافظات، تريد سوريا إبعاد الأنظار عنه: من درعا انطلقت حرب إسقاط النظام وإلى درعا تعود. صيف 2018 بدأت حملة مشتركة روسية ـ سورية أدَّت إلى انهيار العصيان المسلح جنوب غربي سوريا. لعب الطيران الروسي دوره، وبعدها أقدم النظام على ما سماها «اتفاقيات مصالحة» مع المسلحين المعارضين، واعداً بإعطائهم حكماً ذاتياً لإدارة مناطقهم. لكنَّه عاد بقوة إلى جنوب غربي سوريا عبر أجهزته القمعية الأمنية، مطالباً بطاعة عمياء لدمشق والأسد بالذات. أيضاً أقامت إيران وحلفاؤها (حزب الله) وجوداً لهما في جنوب غربي سوريا؛ خصوصاً في المنطقة القريبة من هضبة الجولان، فهما حوّلا الجولان من الجبهة السورية، إلى جبهة جديدة لسياسة إيران ضد إسرائيل.

المهم أن هناك عصياناً متجدداً في جنوب غربي سوريا، والأسد يواجه حالياً عصياناً منظماً بشكل جيد يجمع كثيراً من الفرقاء لتحدي سلطته، ولا يقف العصيان في مدينة درعا؛ بل يمتد من طول الحدود مع الأردن حتى دمشق، ويشكّل بالتالي خطراً كبيراً على شرعية الأسد.

اشتعل العصيان بسبب شراسة النظام. هو بعد المصالحات المزعومة عام 2018 بإشراف روسيا سمح له بدخول المناطق من دون قتال بالسلاح الأبيض، ومن دون القضاء بالكامل على المعارضة التي قد تبرز لاحقاً، كما سمح لكثير من الثوار بالاحتفاظ بأسلحتهم الخفيفة. لكن المصالحات لم تكن كل منها شبيهة بالأخرى، وسمحت بكثير من التعديات التي قامت بها أجهزة الأسد الأمنية، فنما الحقد على النظام وعلى هذه المصالحات. وبدأ التساؤل عما إذا كان على المحليين الالتزام بالمصالحات، لذلك كان متوقعاً عودة المقاومة، خصوصاً أن النظام لم يبذل أي جهد لإرضاء الناس، بنظره يكفيهم أنه أبقاهم على قيد الحياة، واستمرت الاعتقالات العشوائية؛ لا سيما أن وجود «حزب الله» لم يهدد إسرائيل بقدر ما هدَّد السكان المحليين الذين لم يرتاحوا إلى «الغرباء». وبدأت الأوضاع تتدهور في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي ضد عملاء إيران في الجنوب، وصار الناس يتهمون الثوار الذين فاوضوا على هذه المصالحات بالخونة، فنمت مجموعات تحاول تصحيح الخطأ ووضع ضغوط على القوى الأمنية كي تلتزم بالاتفاقات أو تخرج.

هناك الآن مجموعات تطلق على نفسها «الجيش السوري الحر» وهناك «المقاومة الشعبية في درعا» وهي الأكثر شعبية، واللافت أنَّ هؤلاء لا يتحركون فقط في محافظتهم؛ بل هم جزء من غرف عمليات تجمعهم بمجموعات معارضة تتحرك في دمشق، وهذا يظهر تمددهم.

في الدرجة الثانية؛ يأتي «داعش» و«القاعدة»، ثم هناك الثوار الذين وقعوا على المصالحات ويقاتلون ضمن وحدات نظامية تابعة للنظام، لا سيما الوحدات التي شكلتها روسيا. هؤلاء الآن ينسفون الاتفاقيات التي وقعوا عليها، لذلك نرى وحدات في الجيش السوري العربي تشارك في العصيان، وتقاتل وحدات أخرى من الجيش السوري العربي. وهذه ديناميكية غير عادية طبعاً؛ إنما خطيرة. يمكن القول إنَّ هناك عصياناً منظماً؛ إنما عصيان لا مركزي. وهذا يطرح صعوبة كبيرة على الأسد وإيران وروسيا لوضع استراتيجية فعالة لاحتوائه بالقوة.

يقول محدثي المصدر الغربي: هناك إشارات تجب مراقبتها لمعرفة ما إذا كانت المعارضة في جنوب غربي سوريا تشكل خطراً حقيقياً على النظام: تمدد أكثر للعصيان حيث لا يستطيع الأسد الهرب منه، وهذه قد تضم ثواراً، يمكنهم السيطرة على الأرض والاحتفاظ بها. مصالحة كبرى بين القادة السابقين للمعارضة وإعلان أن المصالحات مع النظام ملغاة. هناك احتمال الرد المنظم على النظام بعمليات، بحيث إذا ما هاجم مدناً في الجنوب السوري يأتي الرد في عمليات داخل دمشق. هناك أيضاً ترقب ما ستقوم به روسيا. يمكن أن تتوقف عن التفاوض باسم الأسد؛ لأن اهتمام الروس بسوريا لا يعتمد على الجنوب، فإذا كان ثمن تهدئته مرتفعاً، فقد ترى أنَّ مصالحها في مناطق أخرى وتترك الأسد وإيران يواجهان مشكلة الجنوب. الأمر الأخطر الذي قد يحدث هو تجدد نشاط «داعش» الذي بدأ منذ الشهر الماضي القيام بعمليات تختلف عن عمليات سابقة، وهو يظهر قدرته أكثر مما كنا نعتقد سابقاً. وهذا سيدفع «القاعدة» إلى التحرك. ثم هناك احتمال التصعيد بين إيران وإسرائيل. وكانت إسرائيل شنت غارات جوية على مراكز لإيران و«حزب الله» في الجنوب. إذا وصلنا إلى مرحلة تقرر فيها إسرائيل أو إيران التصعيد إحداهما ضد الأخرى، فإن هذا سيحرك البوصلة إلى مكان لا يمكن التنبؤ به، لكن ستكون له عواقب وخيمة على المنطقة ولمدى طويل. من جهة أخرى؛ يقول محدثي إن هناك «عقوبات قيصر» ـ بدأ تفعليها يوم أمس ـ ولقد عاد القتلى إلى الانتقام، مع عقوبات قصوى، ولن تكون هناك طرق أمام إيران أو روسيا تتحايلان بها على النظام الدولي وتستفيدان من إعادة بناء سوريا في المناطق التي يسيطر عليها الأسد. هذه العقوبات ستغير اللعبة، وقد رأينا تأثيرها على الاقتصاد حتى قبل تفعيلها. ستدفع إلى مظاهرات وغضب في مناطق كثيرة، مثل السويداء وهي مختلفة عن بقية المناطق. علاقة دروزها بالنظام تبقى مسالمة ما دام لم يتدخل فيها. وقد بدأت مظاهراتهم تطالب بإطاحة النظام، والمتوقع أن تتوسع المظاهرات إلى مناطق أخرى. في النهاية؛ حذار أن يكون لبنان كبش محرقة من أجل بقاء النظام السوري، هو لم يعد يحتمل مغامرات «حزب الله». إن وجوده صار على المحك.

 

السويداء تطلق شرارة الثأر والثورة على نظام الأسد!

صالح القلاب/الشرق الأوسط/18 حزيران/2020

ليس مستغرباً أنْ تنتفض مدينة السويداء عاصمة جبل العرب ضد هذا النظام وتهتف: «ارحل... ارحل يا بشار»، فقد هتفت أيضاً وثارت ضد والده حافظ الأسد، الذي قصفها بالطائرات، والذي من المعروف عنه كرهه لها بمستوى كرهه لـ«المختارة» في لبنان، وهذا مردّه إلى أنّ الدروز «الموحدّين» هنا أو هناك، كانوا وما زالوا ضد نظامه الذي استمر مع ولده بشار، وقد طالبوا برحيله قبل أيام، كما كانوا طالبوا برحيل والده في تلك الفترة السابقة التي غدت بحسابات السياسة، وليس بحسابات الزمن، بعيدة!! ربما أنّ هناك من يذهب إلى أن الكره المتبادل بين الدروز الموحدين ونظام حافظ الأسد، الذي تواصل مع ابنه بشار، يعود لأسباب طائفية، وعلى أساس الكره المتبادل القديم بين الطائفة العلوية... النصيرية، وطائفة الموحدين «الدرزية»، وحقيقة أنّ هذا غير صحيح على الإطلاق، فأساس هذا الكره وهذا الخلاف سياسي، ولا علاقة له إطلاقاً بالأمور المذهبية.

وإنّ ما يؤخذ بعين الاعتبار في هذا المجال هو أنّ نظام الأسد الأب والأسد الابن هو المسؤول حسب ما يعتقد البعض، حتى بعض المحايدين، عن مقتل 4 من كبار قادة ورموز طائفة الموحدين الدرزية، وهم كمال جنبلاط وشبلي العيسمي وسليم حاطوم وحسن الأطرش، وهناك من يضيف إلى هؤلاء الجنرال الكبير فهد الشاعر الذي كان من الممكن أنْ يذهب إلى حبل المشنقة أو إلى ميدان الإعدام بالرصاص لولا تدخل الرئيس جمال عبد الناصر في اللحظات الأخيرة كما يقال!! من المعروف، أو من المؤكد أنّ كمال جنبلاط، الذي كان زعيم القوى والتوجهات اللبنانية اليسارية والداعم لمنظمة التحرير الفلسطينية وفصائل المقاومة الفلسطينية، كان ضد التدخل السوري، تدخل حافظ الأسد في لبنان، بينما كان الطرف الآخر، أي الأحزاب المسيحية (المارونية)، بقيادة بيار الجميل وكميل شمعون وسليمان فرنجية وغيرهم، كانوا مع هذا التدخل، لقناعتهم بأنه الوحيد القادر على التصدي لتجاوزات الفلسطينيين في بلادهم وتدخلهم في شؤونه الداخلية وانحيازهم للأحزاب والتنظيمات اليسارية التي كانوا يعتبرون أنها ذات ارتباطات خارجية عربية ودولية. كان كمال جنبلاط يعتبر رمزاً قومياً عربياً مرموقاً وكان صاحب رأي مسموع لدى معظم القادة العرب حتى مَن كان منهم غير موافق على قناعاته وتوجهاته السياسية وعلى منطلقاته الفكرية، وهذا أيضاً ينطبق على معظم قادة ورؤساء دول العالم الكبرى كالاتحاد السوفياتي والصين (الشعبية) وكوبا ودول ما كان يسمى المعسكر الاشتراكي كلها، وأيضاً الولايات المتحدة والدول الأوروبية الرئيسية وما كان يسمى دول عدم الانحياز في العالم بأسره.

لقد كانت كلمة كمال جنبلاط مسموعة ونافذة لدى اللبنانيين بمعظم طوائفهم وبكل قواهم وأحزابهم السياسية، وبالطبع فإنه كان يعتبر بالنسبة للفلسطينيين وبالنسبة للتنظيمات الفلسطينية الرئيسية، وأيضاً الثانوية، صاحب قرار لا نقاش فيه ولا يرد، وأنه هو الوحيد القادر على القول؛ لا للتدخل السوري العسكري والمخابراتي، وأيضاً السياسي، في لبنان والشؤون اللبنانية، وهذا كله قد جعل التخلص منه جسدياً بالنسبة للرئيس حافظ الأسد مسألة لا بد منها، إذ كان لا بد له من أن يسيطر على لبنان ويضع «الورقة» الفلسطينية وأيضاً اللبنانية في جيبه وهو على وشك الانخراط في مفاوضات حاسمة لحل الصراع في الشرق الأوسط وإخراج الإسرائيليين من الأراضي السورية والفلسطينية التي كانوا احتلوها في يونيو (حزيران) عام 1967 وقبل ذلك.

كان الرئيس السوري السابق حافظ الأسد حتى بعد حرب عام 1973 التي كان يعتبر أنه انتصر فيها، وإنْ لم يكن انتصاراً كاملاً، فنصف انتصار، يرى أنه لا بد من وضع الورقة الفلسطينية في جيبه، وأنه لا بد من إخفات «صراخ» التنظيمات والأحزاب اللبنانية اليسارية، ولا بد من الهيمنة على الإعلام اللبناني بكل وسائله وتوجهاته حتى يستطيع أن يذهب إلى المفاوضات مع الإسرائيليين بدون وجع رأس، وحتى يمكنه من فعل ما فعله غيره بالنسبة لإيجاد «حلّ مقبول» للصراع في الشرق الأوسط، الذي لا يمكن إنهاؤه بدون حل قضية فلسطين، وبدون خروج الإسرائيليين من الجولان، كما أصبح واضحاً أنهم سيخرجون من كل سيناء المحتلة وفقاً لاتفاقيات كامب ديفيد المعروفة. وحسب ما قيل في تلك الفترة، ولا يزال يتردّد حتى الآن، فإنّ الرئيس حافظ الأسد قد استدعى وليد جنبلاط بعد مقتل والده بفترة، وقد قال له بعد أنْ جلس أمامه؛ «سبحان الله» إنك تشبه والدك... الخالق الناطق... لقد كان يجلس على هذا المقعد الذي تجلس عليه... ولقد نصحته، لكنه لم ينتصح... وأرجو ألا تكرّر الخطأ الذي ارتكبه لتتجنب المصير الذي انتهى إليه!! وبالطبع، فإن وليد جنبلاط - الذي يعرف أنّ خروج القوات السورية من لبنان سيكون شكلياً إن هي خرجت، وأنّ مخابرات حافظ الأسد، ولاحقاً مخابرات ابنه بشار، ستبقى لها السيطرة الأساسية في هذا البلد، كما هو واقع الحال الآن، وهذا بالإضافة إلى «حزب الله» اللبناني وأجهزته، وبعض الأحزاب اللبنانية التي هي سورية المنشأ والولاء والمرجعية - قد فهم ما كان قاله له الرئيس السوري. ولهذا فقد عاد إلى المختارة وهو يضرب أخماساً بأسداس، وبقي ما قاله الأسد الأب حاضراً في ذهنه حتى في عهد الأسد الابن الذي من المؤكد أنه يحاول «المشي» على الطريق الذي مشى عليه والده ولسنوات طويلة.

إنّ هذا ما جرى بالنسبة لـ«جنبلاط الأب» وجنبلاط الابن، أما بالنسبة للأمين العام السابق لحزب البعث وأحد مؤسسيه وعضو قيادته القومية، أي شبلي العيسمي، فإنه قد بادر إلى «اللجوء» إلى العراق بعد سيطرة حافظ الأسد على الحكم بانقلاب عسكري في عام 1970 وبقي هناك حتى إسقاط نظام صدام حسين في عام 2003 فغادر إلى مصر وأقام فيها، ثم غادر إلى لبنان لزيارة ابنته المقيمة مع زوجها في «عالية» اللبنانية، فكان أنْ تم اختطافه وهو ابن 88 عاماً في ربيع عام 2012 وتم نقله إلى دمشق بعد اندلاع الثورة السورية، وإيداعه إحدى «زنازين» المخابرات السورية حيث توفي بعد أيام قليلة، وهذا كله خوفاً من أن يلعب دوراً رئيسياً في هذه الثورة باعتباره درزياً وباعتباره زعيماً سياسياً مرموقاً بالنسبة للسوريين كلهم وبالنسبة لكل الرافضين للوجود الإيراني الاحتلالي في سوريا. وحقيقة، إنّ ما حصل مع كمال جنبلاط ومع شبلي العيسمي وما حصل مع سليم حاطوم الذي لو لم «يعدمه» عبد الكريم الجندي لأعدمه حافظ الأسد، كان سيحصل مع فهد الشاعر (الدرزي) لولا «وساطة» سريعة من الرئيس جمال عبد الناصر، والمعروف أنّ حسن الأطرش قد اختطفه رفعت الأسد من عمان، وتم إعدامه في معسكرات «سرايا الدفاع» في دمشق.

إنّ المقصود بهذا الاستعراض هو أنّ السويداء تحديداً والدروز عامة لهم أكثر من «ثأر» مع نظام الأسد الأب والأسد الابن، وينقل عن متظاهري جبل العرب أنهم رددوا: «لا ينام الثأر في صدري وإنْ طال مداه»... والمعروف أنّ من قيم هذه الطائفة «العروبية» هي ألا يسكتوا على أيّ ثأرٍ لهم، والواضح أنّ الأخذ بثأر كل هذا العدد من زعمائهم الكبار قد حان، وأنّ لحظة تحرير سوريا من هذا النظام إنْ لم تكن قد حانت بالفعل فقد أصبحت قريبة.

 

فرع تونس الذي لا يتعظ من أصل القاهرة!

سليمان جودة/الشرق الأوسط/18 حزيران/2020

لو كتب الله للأستاذ جمال البنا، الشقيق الأصغر لحسن البنا، أن يعيش بيننا إلى اليوم، لكان له مع عبارته عن جماعة الإخوان التي أسسها شقيقه شأن آخر! لقد عاش إلى أن تجاوز الثمانين، ولكنه كان قبل أن يرحل منذ بضع سنوات، قد أطلق على الجماعة عبارة تلخص تجربته معها ثم رصده لمسيرتها، وهي عبارة ظلت وسوف تبقى أصدق العبارات في وصف العقل الذي تعمل به جماعة حسن البنا! لو عاش لكان قد سجل عبارته في قائمة الملكية الفكرية التي ترد الأشياء إلى أصحابها، ولا تجيز الحديث عنها إلا بنسبتها إلى مالكها، لا لشيء، إلا لأنها أشياء متفردة، ومتميزة، وتحمل بصمات صاحبها فلا تتشابه مع غيرها من البصمات في كل الظروف!

قال: هذه جماعة لا تتعلم ولا تنسى!

وإذا كان البنا قد أسس جماعته عام 1928، فمعنى هذا أنها ستبلغ مائة سنة عند نهاية هذا العقد الذي نقف على أوله، ولكن المعنى الأهم أن هذا القرن من الزمان سيؤرخ لمسيرة من الأزمات والمحن، وسيقول القرن وهو يؤرخ لها عند نهايته، إنها عاشت لا ترغب في أن تتعلم، وإنها مضت لا تريد أن تنسى، وإن هذا تحديداً هو سبب أزماتها المتلاحقة، أزمة وراء أزمة، بقدر ما هو مرجع المحن في طريقها محنة من وراء محنة! ماذا عليها لو قررت أن تتعلم وتنسى، فتوفر على نفسها وعلى عواصم العرب هذا النزيف الذي لا يتوقف من الجهد، والوقت، والمال، والأرواح؟! وقد كان الظن في البداية أن عبارته كانت تقصد الجماعة الأم في القاهرة، وأن الفرع في غير القاهرة قد عالج نفسه من أمراض الأم، وبالذات مرض عدم التعلم، ومرض عدم القدرة على النسيان، ولكن تبين أن الظن ليس في مكانه، وأن الفرع كالأصل في الآفة التي رصدها شقيق مؤسس الجماعة، وتمنى لو أنها صادفت دواءها الشافي!

وليست حركة النهضة الإسلامية في تونس سوى أقرب الفروع إلى ساحة الأحداث هذه الأيام، وليس الصخب الذي أثارته حولها منذ فازت بأكثرية مقاعد البرلمان في الانتخابات الأخيرة، سوى شاهد جديد على أن المرض قد انتقل في الجينات من الأصل إلى الفرع، وأن الفرع غير قادر على مداواة المرض، ولا على مكافحة الآفة، فكأنهما... المرض والآفة... من لوازم الانتساب إلى جماعة البنا، ومن مقتضيات أن يكون الفكر في الفرع من بين بنات أفكار الأصل، أو يكون قد رضع من أفكار الأم!

إن الحركة التي يرأسها راشد الغنوشي تملك الأكثرية في مقاعد المجلس النيابي التونسي، ولكنها تتصرف كأنها صاحبة أغلبية تعطيها حق اتخاذ القرارات من دون العودة إلى شركاء الوطن، وهي بالتأكيد تعرف أن الأكثرية التي تتمتع بها في مقاعد البرلمان لا تمنحها هذا الحق، ولا تعطيها حق تقديم المغالبة على المشاركة، ولا تعطيها من الحقوق إلا كما تعطي سواها من الأحزاب والكُتل السياسية التي يتشكل منها برلمان الشعب! ولأن حركة النهضة فرع، ولأن جماعة البنا في القاهرة كانت هي الأم، فلقد كان الأمل أن تتعظ الحركة من تجربة الجماعة، وأن تنظر ماذا جرى لها في قاهرة المعز، فتتفادى السير في ذات الطريق، حتى لا تكون الخاتمة واحدة، وحتى لا تتكرر القصة ذاتها، فيخرج عليها الناخب نفسه الذي كان قد منحها صوته في الصندوق واختارها ومنحها الأكثرية! كان هذا هو الأمل، لولا أن عبارة البنا الأصغر تبدو في كل مرة كأنها قدر مكتوب على الجماعة أصلاً وفرعاً، أو كأنها طبيعة مخلوقة بها مهما تطبعت بغيرها!

تتصرف الحركة في تونس على أنها صاحبة البرلمان، وأنها تستطيع أن تمرر فيه ما تشاء من مشروعات القوانين، من دون الالتفات إلى أن لها شركاء في قاعات النقاشات وفي مضابط الجلسات. ويتصرف رئيسها الغنوشي، من موقعه على رأس المجلس، كأنه يملك في يده توكيلاً عن 217 نائباً، هُم مجمل أعضاء البرلمان. بل إنه يتحرك ويتحدث خارج البلاد كأنه يملك هذا التوكيل عن كل مواطن تونسي، وليس عن أعضاء المجلس النيابي وحدهم، من دون أن ينتبه إلى أنه يمضي في طريق المغالبة الذي مضت فيه جماعة البنا في القاهرة من قبل، فكان ما كان مما نعرفه ويعرفه كل متابع لما جرى!

سبيل المغالبة لا المشاركة، هو الذي سعت فيه جماعة الإخوان الأم، وهو الذي جعلها ترى نفسها طوال عام كامل حكمت فيه، ولا ترى غيرها إلى جوارها ممن كانوا يشاركونها أرجاء الوطن، فكان ما كان مما نذكره، وكان ما كان مما أظهرها أمام الرأي العام في بلدها جماعة لا ترغب في أن تتعلم وقت أن كانت في مقاعد الحكم، ولا تريد أن تنسى بعد أن غادرت مقاعد الحكم!

وهذا ما لا يريد الغنوشي أن يقرأه ولا أن يستوعبه، رغم أنه في الفترة التالية مباشرة لسقوط الجماعة في القاهرة، كان على استحياء قد أظهر رغبة في المشاركة مع باقي تيارات السياسة في تونس، وكان قد أبدى ما يشبه النفور من مبدأ المغالبة في الحكم!

ولكنه سرعان ما نكص على عقبيه، فراح يزور تركيا ويلتقي رئيسها بغير أن يكون برلمانه الذي يرأسه على دراية بالزيارة، ولا بالطبع بجدول أعمالها، وبغير أن تكون الرئاسة في بلاده على علم مسبق بها ولا بمسبباتها، التي لا بد أن تكون معلومة مسبقاً لدى كل تونسي بالضرورة!

وكان هذا مما أثار عليه الدنيا في تونس، ولم يكن المتحدث باسم الحركة مقنعاً حين قال إن الزيارة كانت مقررة في وقت سابق على وجود الغنوشي فوق قمة البرلمان، وأنه قام بها بصفة شخصية. لم يكن هذا كلاماً مقنعاً لأنه لا يقال لعقلاء!

وما كاد غبار العاصفة الزيارة يهدأ قليلاً، حتى كان الرجل قد راح يثير غباراً في سماء أخرى، عندما أبدى انحيازاً إلى حكومة الوفاق في العاصمة الليبية طرابلس، فأقحم بلده في صراع داخلي ليبي، بدلاً من أن يكون يداً في جمع طرفي الصراع على طاولة واحدة، لعل هذه المعضلة في ليبيا تجد حلها الذي يحفظ ثروات الليبيين لهم، ولا يبددها على إردوغان وميليشياته! وفي لحظة التقت سبعة أحزاب على هدف واحد هو مساءلة رئيس حركة النهضة، والدعوة إلى سحب الثقة منه في رئاسة البرلمان، واشتدت المواجهة بين الحزب الدستوري الحر وبين الحركة، ورفعت عبير موسي رئيسة الحزب شعاراً يقول: ماضون حتى النهاية في كشف الحقيقة وفرز الساحة في الحياه السياسية! ليت الغنوشي يلتفت إلى أن المغالبة لن تفيد، وأن المشاركة هي الحل، وأن وجوده على رأس المجلس لا يمنحه شيكاً على بياض في يده، يسحب من الرصيد المتاح فيه كما يحب، وأن تونس له كما هي لسواه ممن يريدونها خضراء على نحو ما عاشت واشتهرت!

 

مبيعات الأسلحة إلى البلدان المشارِكة في النزاع اليمني متواصلة على قدم وساق، على الرغم من الانتهاكات التي تطال حقوق الإنسان وشروط نقل الأسلحة.

مركز كارنيغي للشرق الأوسط/18 حزيران/2020

فيما تصبّ البلدان في مختلف أنحاء العالم جهودها على الحد من انتشار فيروس كورونا المستجد، لم تهدأ طبول الحرب من شمال أفريقيا إلى الخليج. ولكن الوضع في اليمن هو الأسوأ على الإطلاق، نظراً إلى أن القوى المحلية والخارجية المنخرطة بالنزاع مدجّجة بالأسلحة المتطورة.

في آذار/مارس 2015، قادت السعودية تحالفاً عسكرياً لإطلاق عملية عاصفة الحزم التي شُنَّت خلالها سلسلة من الهجمات الجوية ضد تنظيم أنصار الله المعروف بالتيار الحوثي، والذي تحالف مع الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح، عدو السعوديين القديم، من أجل السيطرة على العاصمة صنعاء. وقد عانى اليمنيون، في السنوات الخمس الماضية، من تداعيات الحرب التي تُخاض على أرضهم بالوكالة. فقد لقي عشرات الآلاف من المدنيين مصرعهم، وتسبب النزاع بنزوح الملايين، فضلاً عن انتشار المجاعة والدمار الواسع الذي لحق بالبلاد. كان لإيران ودول الخليج حصة الأسد في ذلك، لكن الولايات المتحدة والبلدان الأوروبية ليست بمنأى عن الملامة.

يُعتبَر اليمن البلد الثاني الأكثر تسلّحاً في العالم بعد الولايات المتحدة. وليست تجارة الأسلحة أمراً جديداً فيه. فقبل فترة طويلة من إطلاق عملية عاصفة الحزم، وحتى قبل اندلاع الانتفاضة التي أفضت إلى استقالة صالح في العام 2011، كان اليمن معقلاً لتهريب الأسلحة. أما الجديد اليوم فهو أنواع السلاح المتوافر في وكمياته. وتنتشر أسواق السلاح في طول البلاد وعرضها، بدءاً من صنعاء الخاضعة لسيطرة الحوثيين ووصولاً إلى العاصمة المؤقتة عدن، في منطقة تقع راهناً تحت سيطرة المجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم من الإمارات العربية المتحدة.

تقتضي الاتفاقيات الدولية لنقل الأسلحة عادةً إصدار شهادات المستخدم النهائي الملزمة لضمان أن الشاري هو المستخدم الوحيد للأسلحة والعتاد المشتراة، مع الامتناع منعاً باتاً عن نقلها إلى طرف ثالث. وفي هذا الصدد، وُجّهت مراراً وتكراراً إلى السعودية والإمارات العربية المتحدة تهمة انتهاك شهادات المستخدم النهائي عبر إرسال العتاد، بما في ذلك المعدات العسكرية الأميركية والأوروبية، إلى كلٍّ من المجموعات المنضوية ضمن تحالفهما العسكري، وإلى القوات التابعة للرئيس عبد ربه منصور هادي، وبصورة خاصة إلى قوات المقاومة الوطنية التي تتألف من مجموعات مسلّحة تقاتل بالوكالة، مثل ألوية العمالقة وكتائب أبو العباس، والأخيرة هي ميليشيا سلفية مرتبطة بتنظيم القاعدة. اللافت هو أن السعودية والإمارات قد حذتا، في تشرين الأول/أكتوبر 2017، حذو الولايات المتحدة في تصنيف كتائب أبو العباس في خانة التنظيمات الإرهابية. لكن الناطق الإعلامي باسم كتائب أبو العباس، رضوان الحاشدي، أعلن أن هذا لم يؤثّر على علاقة التنظيم مع السعودية.

بثّت قناة "سي إن إن" في العام 2019 تقريراً مثيراً للصدمة، إذ عرضت مقاطع فيديو ظهرت فيها فصائل متناحرة في اليمن مسلّحةً بعتاد أميركي أُرسِل في الأصل إلى السعودية والإمارات. وفي العام 2018، كشفت شبكة دويتشه فيله الألمانية النقاب عن الانتشار الواسع للأسلحة الأوروبية في اليمن، والتي كانت مخصصة أصلاً للسعودية والإمارات. واشتملت هذه الأسلحة على قنابل يدوية سويسرية، وبنادق هجومية نمساوية، ورشاشات بلجيكية، وآليات مدرّعة أميركية، وآليات بريطانية لإزالة الألغام، إضافةً إلى رشاشات وبنادق وبنادق هجومية ألمانية. وقد عُثر على هذه الأسلحة بحوزة القاعدة وكتائب أبو العباس والحوثيين وحزب الإصلاح الذي تجمعه روابط بجماعة الإخوان المسلمين.

وقد ذكرت مصادر من داخل قوات المقاومة الوطنية أن العناصر غالباً مايعمدون إلى بيع أسلحتهم عندما يكونون بحاجة إلى النقود، لأنهم لايتقاضون رواتبهم في أحيان كثيرة. بيد أن التحالف العربي ينفي الاتهامات الموجّهة إليه بتزويد هذه المجموعات بأسلحة أميركية وأوروبية، إذ صرّح المتحدث باسم التحالف، العقيد الركن تركي المالكي، في مؤتمر صحافي في العام 2018، أن هذه المعلومات "لاتستند إلى أي أدلة".

يرِدُ على الموقع الإلكتروني الرسمي للاتحاد الأوروبي أن "سياسته الخارجية والأمنية تتوخّى الحفاظ على السلم" و"ترقية... احترام حقوق الإنسان والحريات الأساسية وترسيخها". حتى إن الموقف المشترك للعام 2008، أي سياسة الاتحاد الأوروبي بشأن مبيعات الأسلحة، يعهد إلى الدول الأعضاء مهمة التأكد من أن البلدان التي تُرسَل إليها الأسلحة تحترم حقوق الإنسان الدولية والقانون الإنساني، الأمر الذي تجاهلته السعودية وحلفاؤها تجاهلاً سافراً في اليمن.

ومع ذلك، لم تتوقف مبيعات الأسلحة إلى دول الخليج. فعلى سبيل المثال، أورد معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام في تقريره السنوي الصادر في آذار/مارس الماضي، أن واردات الأسلحة السعودية ازدادت بنسبة 130 في المئة بين عامَي 2015 و2019. صحيحٌ أن ألمانيا وفرنسا وإيطاليا أوقفت بيع الأسلحة إلى تركيا على خلفية ممارساتها في شمال سورية، لكنها لم تتّخذ خطوة مماثلة مع السعودية، ما أثار تساؤلات بشأن ازدواجية المعايير لدى الاتحاد الأوروبي. وفي آذار/مارس 2018، بدا أخيراً أن ألمانيا تعيد النظر في موقفها من خلال فرملة اتفاق تسلّح مع الرياض بقيمة 400 مليون يورو، بيد أنها عدلت عن قرارها في تشرين الثاني/نوفمبر من العام نفسه، وكلن ذلك بعد أسابيع قليلة على مقتل الصحافي جمال خاشقجي.

وفي الولايات المتحدة، يسود أيضاً استياء واسع من عمليات نقل الأسلحة. فقد صرّح السيناتور كريس ميرفي، وهو كبير الديمقراطيين في اللجنة الفرعية للعلاقات الخارجية المعنية بشؤون الشرق الأدنى وجنوب آسيا وآسيا الوسطى ومكافحة الإرهاب، أن "السعوديين ينتهكون قواعد النزاع منذ سنوات" من خلال استخدام قذائف أميركية الصنع "لإلقائها عمداً على المدنيين".

وفي تموز/يوليو 2019، صوّت مجلس الشيوخ الأميركي ذات الأكثرية الجمهورية، في إطار مجهود مشترك بين الحزبَين، لصالح وقف صفقة بقيمة 8.1 مليارات دولار لبيع الأسلحة إلى السعودية والإمارات، عازياً خطوته هذه إلى المخاوف بشأن الانتهاكات السعودية والإماراتية لحقوق الإنسان، وممارسات الدولتَين في اليمن. بيد أن الرئيس دونالد ترامب نقض هذا الإجراء، ولم يتمكّن مجلس الشيوخ من بلوغ أكثرية الثلثين الضرورية لإسقاط الفيتو الرئاسي. وكان ترامب قد نقض أيضاً مشروع قانون سابقاً كان يهدف إلى إنهاء التدخل العسكري الأميركي في اليمن.

من سخرية الأقدار أن الأسلحة التي ترسلها الولايات المتحدة إلى حلفائها في الخليج قد تستخدم في نهاية المطاف ضد الأميركيين أنفسهم، نظراً إلى أن كمية كبيرة منها هي الآن في قبضة أعداء الولايات المتحدة. مع ذلك، تسعى إدارة ترامب إلى إبرام صفقات تسليح جديدة بمليارات الدولارات. ففي أيار/مايو 2020، كشف السيناتور روبرت مينينديز، العضو الديمقراطي البارز في لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ، أن وزارة الخارجية الأميركية كانت تعمل على بيع آلاف القنابل الموجّهة بدقة إلى السعودية. فهل يستأنف الكونغرس جهوده الآيلة إلى وقف مبيعات الأسلحة إلى بلدان الخليج في المستقبل؟ في هذه الحالة، من المِستبعد أن يتمكّن مجلسا النواب والشيوخ من حشد الدعم الكافي لدى أعضاء الحزبَين من لقطع الطريق أمام فيتو رئاسي جديد.

يعاني اليمن بأسره من تداعيات الحرب بالوكالة التي تدور رحاها في البلاد ولا توفّر أحداً. فقد أقدم التحالف الذي تقوده السعودية على قصف منشآت طبية تديرها منظمة أطباء بلا حدود خمس مرات منذ العام 2015، كما واصل استهداف المدنيين، حتى إنه قصف حافلة مدرسية في مدينة ضحيان في العام 2018، ما أسفر عن مقتل ما لايقل عن 29 طفلاً وإصابة ثلاثين آخرين بجروح. وفي حين يصرّ التحالف على نفي ضلوعه في قصف المدنيين، تواصل الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي غضّ الطرف عن ممارساته، على الرغم من أن الحرب في اليمن هي الكارثة الإنسانية الأخطر في العالم.

*يشكّل هذا المقال جزءاً من مشروع أوسع يعمل عليه المؤلّف مع مؤسسة فريدريش إيبرت شتيفتونغ والمعهد العالمي للسياسة العامة.

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

رئاسة الجمهورية اللبنانية وجهت الدعوات للقاء الوطني في قصر بعبدا: هدفه التداول في الاوضاع السياسية والسعي للتهدئة وحماية الاستقرار والسلم الاهلي

وطنية - الخميس 18 حزيران 2020

حددت رئاسة الجمهورية هدف اللقاء الوطني المقرر عقده يوم الخميس 25 حزيران الجاري في قصر بعبدا، بـ"التباحث والتداول في الأوضاع السياسية العامة والسعي للتهدئة على الصعد كافة بغية حماية الاستقرار والسلم الأهلي، وتفاديا لاي انفلات قد تكون عواقبه وخيمة ومدمرة للوطن، خصوصا في ظل الاوضاع الاقتصادية والمالية والاجتماعية التي لم يشهد لبنان مثيلا لها". ووجهت المديرية العامة للمراسم في رئاسة الجمهورية دعوات خطية باسم رئيس الجمهورية العماد ميشال عون للمدعوين الى اللقاء وهم: رئيسا المجلس النيابي ومجلس الوزراء، رؤساء الجمهورية السابقون، رؤساء الحكومة السابقون، نائب رئيس مجلس النواب، رؤساء الاحزاب والكتل الممثلة في مجلس النواب. الى ذلك، كانت للرئيس عون قبل ظهر اليوم، لقاءات سياسية وانمائية وتربوية وإدارية، فيما تابع الاتصالات الجارية لعقد اللقاء الوطني في قصر بعبدا يوم الخميس المقبل.

درغام

سياسيا، استقبل رئيس الجمهورية النائب اسعد درغام وعرض معه الأوضاع الراهنة والتطورات الأخيرة والحاجات الإنمائية.

وأوضح درغام انه شكر الرئيس عون على "انصاف الطائفة الارثوذكسية في التعيينات الأخيرة ورفع الغبن عنها، كما بالنسبة الى سائر الطوائف الأخرى"، مشيرا الى "اهتمام رئيس الجمهورية بالانماء المتوازن ليشمل المناطق اللبنانية كافة ومن بينها منطقة عكار".

محافظ بيروت

إداريا، استقبل الرئيس عون المحافظ الجديد لمدينة بيروت القاضي مروان عبود لمناسبة تعيينه في منصبه، متمنيا له التوفيق في مسؤولياته الجديدة، وزوده التوجيهات اللازمة للاهتمام بالعاصمة من النواحي كافة.

سيدة الجمهور

تربويا، استقبل الرئيس عون مدير مدرسة سيدة الجمهور الاب شربل باتور وعرض معه الواقع التربوي في ضوء الظروف الصعبة التي تمر بها البلاد والسبل الايلة الى معالجتها.

وأوضح الاب باتور انه قدم للرئيس عون مذكرة تضمنت سلسلة مطالب لمواجهة الازمة الخانقة التي تمر بها المدارس والمؤسسات التربوية، ومنها "اعفاء المدارس من أي تدابير تتخذها الحكومة في خططها الاقتصادية المستقبلية الهادفة الى اقتطاع قسم من مبالغ بعض المودعين (hair cut) او الى الزامها تجيير قسم من أموالها لتصبح مساهمة في بعض المصارف المتعاملة معها (BAIL-IN)، اعفاء الصناديق التربوية من الرسوم وايفاء المبالغ المتوجبة على الدولة اللبنانية والمستحقة للمدارس نصف المجانية والتي تعود الى 4 سنوات خلت، والمبالغ المتوجبة على الضمان الاجتماعي والمستحقة للمؤسسات التربوية خاصة الكبيرة منها والتي تعود الى اكثر من 5 سنوات خلت".

كذلك تضمنت المذكرة "ضرورة تطبيق كامل القانون رقم 210 تاريخ 26/5/2000 المتعلق باعفاء كل طائفة معترف بها في لبنان والأشخاص المعنويين التابعين لها من ضرائب ورسوم واعفاء المدارس من الرسوم البلدية وتأمين القروض للمدارس الخاصة عبر المصرف المركزي وذلك بفائدة تقارب الصفر لتتمكن هذه المدارس من سداد رواتب موظفيها في حال استمر وزاد تعذر اهل الطلبة عن دفع الأقساط المدرسية".

 

دياب خلال جلسة مجلس الوزراء: نأمل مشاركة القوى السياسية كلها في الحوار الوطني وعلينا وضع خطط لتنشيط السياحة والتجارة ومراقبة الأسعار

وطنية - الخميس 18 حزيران 2020

ترأس رئيس مجلس الوزراء الدكتور حسان دياب جلسة عادية بحضور الوزراء. وبعدها، تلت وزيرة الإعلام الدكتورة منال عبد الصمد نجد المقررات الرسمية الآتية:

"في مستهل الجلسة، أكد الرئيس دياب أننا نستعيد دورة العمل، والأسبوع المقبل سنعيد فتح المطار للطائرات الخاصة، وأول الشهر سنفتح المطار لطائرات الركاب. وأمل أن يساهم هذا الأمر في تخفيف حدة الأزمة الاقتصادية في البلد، مشددا على أن على الدولة بكاملها أن تكون جاهزة لمواكبة إعادة دورة الحياة، واحتمال استقبال حركة سياحة ناشطة، رغم أن القرار هو تشغيل المطار بقدرة محدودة نسبيا.

أضاف دولة الرئيس: علينا وضع خطة لتنشيط السياحة وخطة لتنشيط التجارة وخطة لمراقبة الأسعار، لكن يبقى الاستقرار الأمني هو الأهم. اليوم، البلد بحاجة إلى الهدوء والأمن ليستفيد من فتح المطار ولنعطي إشارة إيجابية للسياح.

ثم تطرق رئيس الحكومة إلى دعوة فخامة رئيس الجمهورية إلى حوار وطني من أجل التهدئة وحماية السلم الأهلي، وأمل أن تشارك القوى السياسية كلها لمصلحة البلد.

وفي موضوع مكافحة الفساد، قال دولة الرئيس: لقد أعلنت مطلع هذا الأسبوع بدء الحرب على الفساد، وهذا الموضوع يجب أن يكون من أولوياتنا، ومن الضروري جدا التركيز على الشفافية وعدم الكيدية. لقد طلبت من هيئات الرقابة متابعة الموضوع بتركيز، من دون الاستماع إلى أحد، لأنني مصر على عدم وجود مظلة فوق رأس أحد في موضوع الفساد. ونحن جميعا معنيون بمكافحة الفساد. كل وزير في وزارته، والإدارات التابعة للوزارة، علينا تأمين ملاحقة يومية. علينا تحفيز هيئات الرقابة وإعطاؤها إشارات تشجيع ومنافسة، لتنشيط الحرب على الفساد.

وبالنسبة إلى قانون قيصر، تداولنا بتداعياته وتأثيراته على لبنان وكيفية التعاطي معه. في النهاية، تهمنا مصلحة لبنان أولا وأخيرا، ونعمل على هذا الأساس.

بعد ذلك، ناقش مجلس الوزراء جدول الأعمال ووضع وزير الزراعة مجلس الوزراء بالأضرار التي لحقت بالمواطنين في قضاء الهرمل نتيجة الحريق، وكلف رئيس مجلس الوزراء الهيئة العليا للاغاثة التنسيق مع وزارة الزراعة للقيام بعملية مسح الأضرار.

أما أبرز المقررات فهي الآتية:

- تشكيل الهيئة الوطنية للمفقودين والمخفيين قسرا.

- تكليف الهيئة العليا للاغاثة لتأمين لقاحات لمواجهة تفشي مرض التهاب الجلد العقدي لدى الابقار، ونقل الاعتماد اللازم.

- قرر المجلس الموافقة على مشروع قانون يرمي الى فتح اعتماد اضافي في الموازنة العامة للعام 2020 في موازنة وزارة الاقتصاد والتجارة، كما وفتح اعتماد اضافي في موازنة المديرية العامة للحبوب والشمندر السكري بقيمة 14 مليار ليرة لبنانية من اجل دفع تعويضات لمزارعي القمح والشعير عن عامي 2018 و2019.

- قرر المجلس ايضا الموافقة على ابلاغ العقد الموقع بين وزارة الاتصالات المديرية العامة للاستثمار والصيانة وهيئة ادارة واستثمار منشآت وتجهيزات شركة راديو أوريان السابقة أو أوجيرو، بتاريخ 31 /12/2019 والموافق عليه من قبل الغرفة الثالثة لديوان المحاسبة بموجب القرار 2580 على 2019، وذلك سندا لمبدأ استمرارية المرفق العام وشرط التقيد بما ورد في قرار الغرفة من ملاحظات، على أن يتم الدفع لهيئة أوجيرو بموجب فواتير ترفعها الهيئة الى وزارة الاتصالات المديرية العامة للاستثمار والصيانة بهذا الشأن.

- ونظرا للمبررات التي تفرضها الحاجة والاسباب الامنية وفي سبيل تأمين استمرارية سير المرفق العام إلى حين الانتهاء من اعداد دفتر شروط واطلاق مناقصة بحسب الاصول خلال فترة اقصاها نهاية ايلول المقبل، قرر المجلس الموافقة بصورة استثنائية على طلب وزارة الداخلية والبلديات تحقيق مليون بطاقة بيومترية مع متمماتها بطريقة الاتفاق بالتراضي على اساس سعر البطاقة يحدد بالعملة الوطنية ويبلغ حوالى 4 آلاف ليرة لبنانية، وذلك من احتياط موازنة وزارة الداخلية لعام 2020.

- تكليف وزير الاتصالات والمديرية العامة للبريد إعداد مشروع دفتر شروط خاص لاطلاق مزايدة عالمية لتلزيم قطاع البريد وعرضه على مجلس الوزراء للموافقة عليه، تمهيدا لاطلاق المناقصة في مهلة اقصاها 3 اشهر.

- قرر مجلس الوزراء الطلب الى وزير الطاقة والمياه وخلال مهلة اقصاها شهر من تاريخه، استطلاع موقف الدول التي تريد التعامل مع الدولة اللبنانية لشراء المحروقات، "فيول أويل" و"غاز اويل"، واطلاع مجلس الوزراء على النتيجة لاعتماد آلية المفاوضات المباشرة من دولة الى دولة ودون اي وسيط، وضمن القرار نفسه، ثانيا: تعديل قرار مجلس الوزراء رقم 7/2020، بتاريخ 19/3/2020 لجهة ما ورد فيه أن تكون الصفقة من دولة الى دولة ودون اي وسيط بحيث تصبح الصفقة من خلال مناقصة دولية تشترك فيها شركات نفط وطنية وعالمية.

- قرر المجلس السماح لمنشآت النفط وبمهلة اقصاها 31 آب 2020 بالاستعانة بآلية (سبوت كارجو) لتأمين الكميات اللازمة من المشتقات النفطية للسوق المحلية بشكل سريع، ريثما تنجح المناقصات المطروحة والعودة الى العمل بحسب الاصول.

- قرر المجلس الموافقة على اقتراح وزارة التربية والتعليم العالي بالسماح، للمديرية العامة للتعليم المهني والتقني وللجامعة اللبنانية ومؤسسات التعليم العالي بفتح المدارس المهنية والمعاهد (الاجازة الفنية والامتياز الفني والمشرف الفني) ومؤسسات التعليم العالي ابتداء من 22 حزيران 2020، لاستكمال العام الدراسي الحالي بجميع سنواته ومراحله، واجراء الامتحانات بالطرق التقليدية أو الطرق التي تجدها المؤسسات التعليمية مناسبة على أن يتم اتخاذ الاجراءات الصحية والوقائية كافة.

اسئلة واجوبة

سئلت: لماذا طالت الجلسة طالما أن جدول أعمالها عادي؟

اجابت: "الجلسة لم تناقش فقط المقررات، إنما تم فيها الاطلاع على الأمور التي جرت في الأسبوع الماضي من تسيب في الشارع، وتم التداول ببعض الإجراءات التي اتخذت وأيضا ببعض التوصيات والمستجدات الطارئة.

سئلت: هل ستأخذ الحكومة بما سيتقرر في لجنة المال والموازنة، من أرقام ليتم التباحث حولها مع صندوق النقد الدولي؟

اجابت: "لم يطرح في الجلسة موضوع الأرقام وتعديلاتها، لأن رئيس الحكومة لم يتبلغ بها ليطلع عليها، وبالتالي لم توضع أمام طاولة مجلس الوزراء. كما أن المداولات مع صندوق النقد الدولي تأخذ طابعا سريا، ولكن يتم بالطبع وضعنا في جو بعض المباحثات التي تحصل".

سئلت: هل كان مجلس الوزراء مجمعا على موضوع توجه لبنان إقتصاديا نحو الشرق؟

اجابت: "نعم كان هناك إجماع على أن نكون منفتحين على الجميع بكل ما يخدم مصلحة البلد".

سئلت: كان هناك عروض سابقة في موضوع الكهرباء، وتحدث عنها الجانب الصيني، هل تم البحث في ذلك؟

اجابت: "تم سؤال وزير الطاقة وافادنا عن الآلية المتبعة في بعض العروض التي تم تقديمها، وأكد أنها لا تستوفي الشروط وأن لا عقبات أمامها إذا تم استيفاء البقية لتتم دراستها".

سئلت: هل توافقتم أن تذهبوا الى الشرق؟

اجابت: "نتكلم من خلفية قناعاتنا، عن مناقصات، يجب أن تقدم حسب الأصول، ومنفتحون على كل عرض يلبي حاجات البلد من كافة الجوانب".

سئلت: ماذا عن إجراءات تأمين الفيول والمازوت؟

اجابت: "نؤكد على السير بالمناقصات، لكن في هذه الأثناء، يستطلع وزير الطاقة الدول الراغبة بالمشاركة وهذا يحتاج إلى إجراءات".

سئلت: ماذا عن استمرار ارتفاع سعر صرف الدولار؟

اجابت: "نتابع عبر غرفة الطوارىء، لملاحقة المخالفين والأشخاص المرتكبين، وغدا سنرصد في اجتماع خلية الأزمة، الآلية ومدى نجاحها على أن تكون هناك قرارات جديدة".

سئلت: ما المقصود ب"سبوت كارجو"؟

اجابت: "يوجد نقص في مادة المازوت لذلك ارتأى وزير الطاقة أن نمشي بهذه الطريقة "سبوت كارجو" وهي الشراء من البحر الى ان يتم الشراء بواسطة المناقصات، وسيكون امامنا عدة عروض من عدة شركات وعلى ضوئها سيتم اختيار الانسب الى حين اجراء المناقصات. وأمامنا شركات نشتري منها مباشرة من البحر وهذه الطريقة ستكون لفترة قصيرة جدا ولا تتجاوز الشهر الواحد".

سئلت: لأي هدف سيتم طرح البطاقات البيومترية؟

اجابت: "طرح البطاقات هو لأسباب امنية واستثنائية طارئة، حيث يوجد ضرورة لشراء كمية معينة منها، لتأمين الحاجة بالنسبة لبطاقات الاقامة وغيرها الى حين اجراء مناقصة بحسب الاصول، فالاجماع في مجلس الوزراء هو أن تتم كل العقود عبر المناقصات، لذلك اعتبرنا ان هذه المرحلة ولغاية آخر شهر ايلول فقط، يتم الشراء فيها عبر الاتفاق بالتراضي لتغطية هذه الكمية، خصوصا أن الكلفة متدنية وبالتالي تؤمن مصلحة للدولة الى حين اجراء المناقصات".

 

بري عرض مع زواره الاوضاع العامة فرنجية:الرئيس بيمون على اكثر من الحوار والمصلحة الوطنية تقتضي الاتفاق على رأي واحد لمستقبل البلد

وطنية - الخميس 18 حزيران 2020

استقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة، رئيس "تيار المرده" الوزير السابق سليمان فرنجية، في حضور النائب طوني فرنجية والوزير السابق يوسف فنيانوس والمعاون السياسي لرئيس مجلس النواب النائب علي حسن خليل.

فرنجية

استمر اللقاء أكثر من ساعة، وقال فرنجية ردا على أسئلة الاعلاميين حول مشاركته في لقاء بعبدا: "ان الرئيس نبيه بري "بيمون " على اكثر من الحوار. لكن هذا الموضوع كما يؤكد رئيس المجلس بانه ليس هو من دعا الى الحوار و بالفعل دولته ابلغنا الدعوة الى القصر الجمهوري، تشاورنا في الموضوع وأكيد ان المصلحة الوطنية والاجواء التي يمر بها البلد تقتضي ان نكون جميعا متفقين على رأي واحد لمستقبل البلد ، خاصة في هكذا وضع ، الاهم ان يكون هناك تضامن وطني. الموضوع يدرس. سنرى كيف تتصرف الكتل وعلى اثره نقرر".

سفير الباراغواي

وكان الرئيس بري،استقبل سفير الباراغواي في لبنان اوزفالدو اديب البيطار، وتم عرض للاوضاع العامة والعلاقات الثنائية بين البلدين".

وثمن السفير بيطار "الدور الكبير الذي لعبته وتلعبه الجالية اللبنانية في الباراغواي في تعزيز علاقات الصداقة بين الشعبين وخاصة مساعدة ابناء الجالية اللبانية مؤخرا في موضوع مكافحة وباء كورونا".

وبعد الظهر، التقى الرئيس بري في زيارة وداعية سفير المانيا الاتحادية في لبنان جورج بيرغلن .

 

الحريري استقبل رئيس المردة وجمعيات العائلات البيروتية فرنجية: سنرى اذا عقد لقاء حوار من دون طائفة ماذا سينتج عنه وهناك وقت لنقرر مشاركتنا

وطنية - الخميس 18 حزيران 2020

استقبل الرئيس سعد الحريري بعد ظهر اليوم، في "بيت الوسط"، رئيس تيار "المردة" سليمان فرنجية، يرافقه نجله النائب طوني فرنجية والوزير السابق يوسف فنيانوس، في حضور الوزير السابق غطاس خوري. وتناول اللقاء آخر المستجدات وتبادل وجهات النظر حول الأوضاع العامة من مختلف جوانبها. واستكمل البحث الى مأدبة غداء أقامها الرئيس الحريري للمناسبة. بعد اللقاء الذي استمر لأكثر من ساعتين، قال فرنجية: "في هذا الظرف الاستثنائي لا بد من التشاور مع الرئيس الحريري في الأمور الحاصلة، وخصوصا في الوضع الاقتصادي الذي يعاني منه الناس بطريقة اوصلتهم الى حد الفقر. وكان لدينا نظرة مشتركة، ودولة الرئيس يحمل هم الناس، لنرى كيف يمكن اجراء مقاربة للموضوع الاقتصادي في البلد للخروج من هذه الازمة التي نعاني منها". أضاف: "أما بالنسبة الى موضوع الحوار وغيره، فلا نزال ندرس الموضوع ولا يزال هناك وقت لنرى كيف ستكون عليه الامور وعلى أي أساس. ولكن اهم شيء، ان يكون هناك وفاق وطني ويسود التفاهم بين الجميع، وأي اتفاق يحصل يجب ان يكون حقيقيا وليس شكليا كي لا يكون المضمون فارغا واجوف ولكي لا نظهر للخارج على اننا متفقون شكلا ونحن لسنا متفقين".

سئل: متى تعطي جوابك النهائي؟ وهل اتفقت مع الرئيس الحريري على المشاركة سويا أو المقاطعة سويا؟

أجاب: "هناك وقت. جميعنا مقتنع بأن الوفاق الوطني والتضامن الوطني ضروريان لمواجهة المرحلة الصعبة التي نمر بها".

سئل: يتساءل البعض أنك لا تعطي شرعية للعهد، وفي حين كل الوقت يقف ناسك خلفك، فإنك إذا شاركت في حوار بعبدا ستعطي الميثاقية لهذا العهد، فما ردك؟

أجاب: "لا أستطيع ألا أعطي شرعية للعهد. الأهم بالنسبة إلي هو أني أؤمن بناسي وناسي يؤمنون بي. ولكن أنا من يأخذ القرار وهم يحاكمونني على أساس النتائج، انما لا أحد يشاركني في القرار حين يتطلب الأمر قرارا، وهناك ثقة في هذا الموضوع. حين أذهب إلى بعبدا أرفع رأس الناس الذين أمثلهم من خلال مشاركتي، وحين لا أذهب إلى بعبدا أرفع أيضا رأسهم بعدم المشاركة. لكن قرار الذهاب من عدمه لم أتخذه بعد وما زلت أفكر".

سئل: هل هذا اللقاء مع الرئيس الحريري يمكن أن يؤدي إلى إعادة تعويمه لعودته إلى رئاسة الحكومة؟

أجاب: "حين نقول اليوم إن الحكم ليس لديه الغطاء السني المطلوب، فإننا نعترف بطريقة مباشرة أو غير مباشرة بأن ممثلي السنة الحقيقيين غير موجودين في الحكومة، مع احترامي لدولة الرئيس حسان دياب، لكي لا ننتقص من أحد. والرئيس الحريري اليوم ليس بحاجة إلى تعويم أو غير ذلك، لكن علاقتنا به كانت مستقرة قبل وأثناء وبعد توليه رئاسة الحكومة، منذ العام 2009 وحتى اليوم، ولا علاقة لها بأمور أخرى. انتخب الرئيس ميشال عون وبقيت علاقتنا مستقرة، وفي الانتخابات النيابية لم نكن سويا وكانت علاقتنا مستقرة، واليوم نحن سويا وعلاقتنا مستقرة. هذا الأمر لا دخل له بالعلاقة الشخصية".

سئل: هل تشترطون للمشاركة معرفة مسبقة بالبيان الختامي والخطوط العريضة له؟

أجاب: "ما زال هناك وقت".

سئل: هل ستشارك في الحوار، اذا لم يكن هناك ميثاقية سنية في حال مقاطعة رؤساء الحكومة له؟

أجاب: "هذا امر أساسي، سنرى اذا عقد لقاء من دون طائفة، ماذا سينتج عنه، هناك وقت لكي نقرر ما اذا كنا سنشارك ام لا".

العائلات البيروتية

واستقبل الرئيس الحريري رئيس اتحاد جمعيات العائلات البيروتية محمد عفيف يموت مع وفد من رؤساء جمعيات عائلات: شاتيلا، النفي، لاوند وكبريت، وتناول الحديث أوضاع العاصمة ومطالبها.

شكر على تعزية

واستقبل الرئيس الحريري رئيس جامعة طرابلس الدكتور رأفت رشيد ميقاتي، في حضور مستشار الرئيس الحريري للشؤون الدينية الدكتور علي الجناني، في زيارة شكر على تعزية بوفاة الشيخ محمد رشيد ميقاتي.

 

الوفاء للمقاومة دانت قانون قيصر: ملتزمون التعاون والدعم لضبط الاستقرار الداخلي وقطع الطريق أمام الفوضى والفتن

وطنية - الخميس 18 حزيران 2020

عقدت كتلة "الوفاء للمقاومة" اجتماعها الدوري بمقرها في حارة حريك، برئاسة النائب محمد رعد ومشاركة أعضائها.

واشارت في بيان اثر الاجتماع، الى ان "الجلسة افتتحت باستعراض بعض مآثر الأخ العزيز أمين عام حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، القائد الدكتور رمضان عبد الله شلح، الذي افتقده المجاهدون والأمة في محور المقاومة الأسبوع الفائت، بعد حياة عامرة بالإنجازات والتضحيات من أجل تحرير الأرض والدفاع عن الحقوق الكاملة المشروعة والعادلة للشعب الفلسطيني الملتزم نهج الانتصار لقضيته المركزية"، كذلك استحضرت "محطات مؤثرة من حياة القائد الجهادي الكبير، وأحد النماذج من الجيل المؤسس للمقاومة الإسلامية في لبنان، الأخ العزيز الحاج أبو علي فرحات، الذي اختاره الله عز وجل ليستقر في عالم الخلود والرضوان، مع النبيين والأولياء والشهداء والصديقين، بعد حياة زاخرة بالجهاد والانتصارات". وتوجهت الكتلة ب"أسمى آيات العزاء إلى عائلتي القائدين الجهاديين الكبيرين، وإلى كل المقاومين الأبطال وشعوبهم الحاضنة لخيار النصر والعزة والكرامة في فلسطين ولبنان والعالم، معاهدة المولى سبحانه على المضي في طريقهما لتحقيق أهدافهما النبيلة في تحرير الأرض وطرد الغزاة المحتلين ومواصلة تعزيز الخيار المقاوم وإنجازاته".

وتابع البيان: "مع احتدام الصراع الذي تشهده منطقتنا في هذه المرحلة، بين قوى التحرر والمقاومة ومحورها الناهض، وبين قوى التبعية والاستلحاق والانتهازية ومحورها الإقليمي والدولي، ينبغي أن لا يغيب عن البال، أن القضية الفلسطينية ونوعية الاتجاهات المقاربة لها، هي الأساس الذي ترتكز إليه اليوم مواقف الأطراف وسياساتهم واصطفافاتهم.

وإذا كان القانون الدولي غالبا ما يتعرض للتجاهل والتجاوز، عبر تفرد الإدارات الأمريكية واتخاذها إجراءات عدوانية أحادية ضد من يناهض سياستها، واعتمادها أساليب البلطجة والاستبداد في فرض ما تسميه "عقوبات ضد دول وجماعات وأفراد"، للإيحاء بأنها تستند إلى قانون، فيما هي تستخدم عروض القوة لديها لإخضاع المناهضين لخططها وبرامجها، فإن النهج الأمريكي التقليدي والمدان باستمرار من شعوب منطقتنا، هو حماية الاحتلال الإسرائيلي أولا، ودعم توسعه وتغطية إرهابه، ومساعدته الدائمة لتطبيع علاقاته مع الدول العربية وصولا إلى تكريس إسرائيل كيانا شرعيا غاصبا خلافا لمنطق الحق والعدل، وتثبيته أمرا واقعا مفروضا خلافا لمسار التاريخ وقواعد الاستقرار في المجتمعات البشرية".

وناقشت الكتلة في اجتماعها اليوم "العديد من القضايا والتطورات المحلية والإقليمية وخلصت إلى ما يأتي:

"1- تلتزم الكتلة التعاون والدعم لكل الجهود الآيلة إلى ضبط الاستقرار الداخلي وقطع الطريق أمام الفوضى والفتن ومعالجة الأخطاء والاستفزازات بالتواصل مع المرجعيات والتصرف بحكمة، قطعا لدابر التوترات وسعيا لإرساء التهدئة وإبقاء خطوط التواصل مفتوحة مع الأطراف التي تشاركنا الاهتمام بأولوية حل الأزمة الاقتصادية التي تمر بها البلاد.

2- تؤكد الكتلة أن الاعتماد على النفس أولا واستنفاد الجهود اللبنانية من أجل تضييق هوة الاختلافات والتفاهم على مسار إنقاذي للوضع النقدي والمالي الاقتصادي وفتح آفاق التعاون مع كل الأصدقاء، الذين يعرضون خدماتهم ومساعداتهم ضمن أطار تحقيق المصالح الوطنية، كل ذلك ينبغي أن يشكل الإطار الضابط والحاكم على الأفكار والطروحات المقترحة، دونما خوف أو تردد.

3- امام انكشاف الحقائق حيال فضيحة التلاعب بسعر صرف العملة الوطنية,التي تورط فيها مصرف وصرافون حسب ما بينته التحقيقات الرسمية وما قدمته الكتلة من معطيات موثقة بالاسماء والارقام، فإن من واجبات القضاء المسارعة الى محاسبة المرتكبين لهذه الجريمة الخطرة وتبيان خيوطها المحلية والخارجية واطلاع الرأي العام عليها خصوصا انها تترافق مع الضغوط الاميركية لمنع دخول الدولارات الى لبنان.

4- ازاء تردي الاوضاع المعيشية وتداعياتها الاجتماعية بما فيها فقدان السلع كالمازوت وما يرافقها من استغلال واحتكار وتلاعب بالسعر، تدعو الكتلة الحكومة والوزارات المعنية خصوصا والجهات المختصة الى القيام بدورها ومسؤولياتها للمسارعة إلى معالجة هذه الاوضاع بكل جدية وحزم ومن دون أي تردد أو تأخير.

5- تدين الكتلة ما أسمته أمريكا بقانون قيصر وتعتبر أنه يستهدف بعدوانيته لبنان كما سوريا، من أجل ابتزازنه في حقوقه السيادية والوطنية.

وهو عدوان أمريكي مساند للعدوان الإسرائيلي ضد سوريا ولبنان هدفه ترجمة سياسة الإفقار والتجويع لشعبنا في البلدين ومحاصرته بمعادلة "الجوع أو الإذلال". وهي معادلة مرفوضة حتما ومدانة ويتوجب إسقاطها بأي ثمن.

6- تدين الكتلة وتشجب القرارات والمساعي والخطوات الإسرائيلية الهادفة إلى ضم الضفة الغربية وغور الأردن إلى "السيادة الإسرائيلية".. وترى في هذه السياسة العدوانية المدعومة من الإدارة الأمريكية استكمالا لمخطط تهويد فلسطين والإصرار على احتلال كل أرضها وتصفية قضيتها، وحرمان شعبها من جميع حقوقه السيادية والوطنية. وهو ما يتطلب ردا عمليا حازما ورادعا.

7- تعتبر الكتلة أن الأمين العام للأمم المتحدة مقصر ومتواطئ ضد الشعب اليمني المظلوم ومنحاز للدول المتجاوزة للقانون الدولي ولشرعة حقوق الإنسان، بشكل معيب ووقح؛ لا بل إن تواطؤه وانحيازه ضد فقراء العالم ومظلوميه يكشف عن الفساد الذي يتغلغل في المؤسسات الدولية وعن تفشي ظواهر الرشوة والإثراء غير المشروع وعمى الألوان وأحادية النظر إلى الوقائع، وهي أمراض متسربة من النموذج الأمريكي للحكم والتسلط في العالم".

 

/New A/E LCCC Postings for todayجديد موقعي الألكتروني ل ليوم 18-19 حزيران/2020

رابط الموقع
http://eliasbejjaninews.com

 

 

نشكر أميركا على قانون قيصر ونتمنى أن يعاقب كل لبناني وحزب باع نفسه ووطنه لما يسمى زوراً محور المقاومة

الياس بجاني/18 حزيران/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/87415/87415/

 

The Anti-Defamation League (ADL) analyzes antisemitic rhetoric used in Hezbollah textbooks for children

رابطة مكافحة التشهير تحلل الخطاب المعادي للسامية المستخدم في كتب حزب الله للأطفال

مدراس حزب الله الإرهابي والإجرامي تربي في لبنان أطفال المدارس على مركبات الحقد والكراهية والجادية والإستشهاد مما ينتج أجيالاً كاملة من الإرهابيين.

http://eliasbejjaninews.com/archives/87425/the-anti-defamation-league-adl-analyzes-antisemitic-rhetoric-used-in-hezbollah-textbooks-for-children-%d8%b1%d8%a7%d8%a8%d8%b7%d8%a9-%d9%85%d9%83%d8%a7%d9%81%d8%ad%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%aa%d8%b4/

 

 

انتظَروا “جيشَ قيصر” فأتاهُم قانونُه

سجعان قزي/افتتاحية جريدة النهار 18 حزيران 2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/87420/%d8%b3%d8%ac%d8%b9%d8%a7%d9%86-%d9%82%d8%b2%d9%8a-%d8%a7%d9%86%d8%aa%d8%b8%d9%8e%d8%b1%d9%88%d8%a7-%d8%ac%d9%8a%d8%b4%d9%8e-%d9%82%d9%8a%d8%b5%d8%b1-%d9%81%d8%a3%d8%aa%d8%a7%d9%87%d9%8f%d9%85/

 

أفسحوا لخطى طهران أيها اللبنانيون…حزب الله نفسه لم يستعض عن الدولار بالليرة اللبنانية ولنتخيل مثلا أن السيد دفع رواتب عناصر حزبه بالتومان الإيراني

حازم الأمين/الحرة/18 حزيران/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/87422/87422/

 

Iran and Russia cannot afford to lose Syria’s Bashar Assad as an ally/Dr. Majid Rafizadeh/Arab News/June 18/2020

د.مجيد رفيزاده : إيران وروسيا لا تستطيعان خسارة بشار الأسد السوري كحليف

http://eliasbejjaninews.com/archives/87434/dr-majid-rafizadeh-iran-and-russia-cannot-afford-to-lose-syrias-bashar-assad-as-an-ally/

 

نصرالله بـ«نسخته الصينية».. إستدراج عروض غير منظورة!

علي الأمين/جنوبية/18 حزيران/2020

ماذا يجري خلف سور الصين العظيم؟ سؤال كبير حظي بحيز لا بأس به في الخطاب الأخير للأمين العام ل “حزب الله” للسيد حسن نصرالله خلال دعوته للتحول من الغرب إلى الشرق. حمل خطاب نصرالله بنسخته الصينية تغييراً ملخوظاً في “قواعد الإشتباك” التجاري والإستثماري، ويحمل أبعاد غير منظورة في المقدمات والنتائج والعواقب ريما، تشي بإستدراج عروض متشابكة و”حمالة أوجه” تتجاوز الحدود اللبنانية إلى الإقليمية والدولية.

http://eliasbejjaninews.com/archives/87442/%d8%b9%d9%84%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d8%a3%d9%85%d9%8a%d9%86-%d9%86%d8%b5%d8%b1%d8%a7%d9%84%d9%84%d9%87-%d8%a8%d9%80%d9%86%d8%b3%d8%ae%d8%aa%d9%87-%d8%a7%d9%84%d8%b5%d9%8a%d9%86%d9%8a%d8%a9/

 

لبنان وقانون قيصر... حزب الله لا يستطيع أخذ لبنان سوى في اتجاه كارثة

خيرالله خيرالله/العرب/19 حزيران/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/87444/%d8%ae%d9%8a%d8%b1%d8%a7%d9%84%d9%84%d9%87-%d8%ae%d9%8a%d8%b1%d8%a7%d9%84%d9%84%d9%87-%d9%84%d8%a8%d9%86%d8%a7%d9%86-%d9%88%d9%82%d8%a7%d9%86%d9%88%d9%86-%d9%82%d9%8a%d8%b5%d8%b1-%d8%ad%d8%b2%d8%a8/

بـ“قانون قيصر” أو من دونه، لا مستقبل للنظام السوري الذي على رأسه بشّار الأسد. هذا عائد بكلّ بساطة إلى لا مهمّة لبشّار الأسد سوى استكمال تفتيت سوريا. هل في لبنان من يعي ذلك ويعي في الوقت ذاته كيفية حماية البلد… أم أنّ هناك سباقا بين مكونات السلطة التي قامت قبل ثلاث سنوات ونصف سنة، أي منذ انتخاب ميشال عون رئيسا للجمهورية، على كيفية تحويل لبنان إلى جزء لا يتجزّأ من الكارثة السورية؟