المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكنديةLCCC/

نشرة الأخبار العربية ليوم 16 حزيران/2020

اعداد الياس بجاني

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/eliasnews19/arabic.june16.20.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

كُلُّ مَا لِلآبِ هُوَ لي. لِهذَا قُلْتُ: إِنَّهُ يَأْخُذُ مِمَّا لي ويُنْبِئُكُم بِهِ

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياته

الياس بجاني/دياب رجل سمج وفاشل حتى في غناء اناشد الإنقلابات الكرتونية

الياس بجاني/الثنائي الشيعي ينفي أي علاقة لمحازبيه بأعمال التخريب وسط بيروت والمعرابي بذمية وتذاكي يسأل لمذا لم تتدخل القوى الأمنية

الياس بجاني/المعرابي دمر البلد وداكش الكراسي بالسيادة وسلم لبنان لحزب الله  وجاب عون وبعدو مش ندمان وبيقاوح

الياس بجاني/الحراك التدميري والغوغائي والإرهابي والزقاقي هو تابع للثنائية الشيعة

الياس بجاني/حراك الحركة والحزب..فهموها بقا .. الثورة لا تدمر بل تطالب بال 1559

 

عناوين الأخبار اللبنانية

فيديو مقابلة مع الكاتب والمحلل السياسي راجح خوري من تلفزيون المر

فيديو حلقة نديم قطيش لليون وهي تحت عنوان حسان دياب و عادل إمام

أولوية رئيس الجمهورية اليوم: ملاحقة كل "بوست" يطاول مقامه!

تصريحٌ جديدٌ لمنظمة الأمم المتحدة عن لبنان!

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الاثنين 15/6/2020

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الاثنين في 15 حزيران 2020

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

الانتقام من بيروت.. من “وليد عيدو” الى الخندق/طوني بولس/راديو بيروت انترناشيونال

نداء الوطن:"توحيد الأرقام"... بري أسقط " فذلكة" مستشاري دياب/"الميليشيات" في خدمة الشعب!

النهار : "بيروت عم تبكي"

لقاء سيدة الجبل: قلق من تفشي ظاهرة الأمن الذاتي الميليشياوي وعجز القضاء عن القيام بواجباته

لقاء مصالحة بين جنبلاط وأرسلان برعاية الرئيس بري في عين التينة خليل: تشكيل لجنة لمناقشة كل القضايا الدرزية الخلافية

اليونيفيل: استئناف عملية تبديل الجنود بشكل جزئي

رئيس الأساقفة الكاثوليك في كندا في رسالة إلى عون: للتصويت لها على مقعد مجلس الامن

حتي بحث ودل كول في التجديد لليونيفيل والتقى مارتن‏

قداس ايليج عام 2000: عندما يتقدّم الشجعان

الاعتداء السافر الذي تعرضت له مراسلة قناة الحرة جينا عفيش على يد مجموعة من الموتورين

ارتفاع الجريمة يقرّب لبنان من «الانفجار الاجتماعي»/نسب عالية للقتل والسرقة والبطالة في ظل «كورونا» والانهيار الاقتصادي

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

معهد سويدي: إسرائيل تحتفظ بـ 90 رأساً حربياً نووياً

“قيصر” يشعل الأسعار قبل تطبيقه غداً والأسد يقرُّ بأخطاء “البعث”

اشتباكاتٌ بين مُنشقين عن النظام السوري ومواليه في ريف دمشق... ومعركة إدلب على الأبواب

رفعت الأسد يحاكم أمام محكمة فرنسية بتهم الاختلاس والعمالة

جنيف تستضيف محاكمات دولية لجرائم أردوغان وانتهاكاته

ملك الأردن يرفض محادثة نتانياهو هاتفياً وتجاهل استقبال غانتس

العراق يرفض الاستفزازات التركية ويستنكر انتهاك أجوائه/مطالباتٌ باستدعاء سفير أنقرة وتسليمه مذكرة احتجاج... والكاظمي منع العسكريين من إبداء آراء سياسية

“الحشد الشعبي” ينشر رسالة المهندس للسيستاني قبل مقتله

سفير إيران لدى بغداد: سنرد على أي منطقة يهاجمنا منها الأميركان

مصرع مهندس الطائرات المُسيَّرة الحوثية بغارة للتحالف العربي/"الانتقالي الجنوبي" اتهم الحكومة اليمنية بتجنيد أطفال

الجامعة العربية تُحذِّر من تعرُّض الوضع الإنساني لانهيار مُروِّع في اليمن

أفغانستان تشتكي إيران لمجلس الأمن وتطلب التحقيق في مقتل لاجئيها/مشروع قرار أميركي لتمديد حظر توريد الأسلحة... و"الطاقة الذرية": طهران ترفض تفتيش موقعين مشبوهين

مصر تهدد: “خيارات أخرى” بوجه تعنت إثيوبيا حول “سد النهضة”

بكري: لا نُهدد ولا نركع ولا نفرط والشعب مع أي قرار يتخذه السيسي

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

بالأسماء: سرايا المقاومة تخرّب طرابلس.. د.مصطفى علّوش: مناطق السنّة مخترقة ويائسة وفاقدة للقيادة/نسرين مرعب/اساس ميديا

هل سينجح ترامب بالانتخابات الأمريكية المقبلة؟ مستشاره السابقد. وليد فارس  يجيب/غنوة كنان/موقع الرؤية

أرقام وآلام لبنان/سمير عطا الله/الشرق الأوسط

إنقاذ لبنان أم «حزب الله»/نديم قطيش/الشرق الأوسط

شيعة الحق/ الكولونيل شربل بركات

"بروفا" الانهيار الأمني/مهند الحاج علي/المدن

معركة الدولار بين حزب الله وأميركا ثمنها الصواريخ والحدود/منير الربيع/المدن

"كرامة بيروت" أم كرامة الدولة؟/بشارة شربل/نداء الوطن

"حزب الله" الراعي الرسمي للعهد والحكومة!/علي الأمين/نداء الوطن

الثورة باقية والإستبداد إلى زوال/محمد علي مقلد/نداء الوطن

لا يُشبِهوننا... ولن نُشبِههُم!/طوني أبي نجم/نداء الوطن

"قيصر".. مفتاح واشنطن لأي تسوية في سوريا/محمد قواص/سكاي نيوز

هل أَحرقَ "حزب الله" بيروت؟/ملاك عقيل/"ليبانون ديبايت

"حزب الله" يحوّل لبنان إلى "اقتصاد مقايضة"... ودياب "سيدفع الثمن"!/رندة تقي الدين/نداء الوطن

نزْف العملة الصعبة يُعالَج بـ "رشوش" الباقي من الاحتياطي/سوريا "تشفط" الدولار... شرعياً/خالد أبو شقرا/نداء الوطن

حسان دياب لـ"الانقلابيين": "تعيشوا وتاكلوا غيرها!"/كلير شكر/نداء الوطن

قانون «قيصر» وأولويات واشنطن الاستراتيجية/سام منسى/الشرق الأوسط

قانون قيصر" يدخل حيز التنفيذ (الجزء الأول): زيادة عزل نظام الأسد/دانا سترول و كاثرين باور/معهد واشنطن

قانون قيصر يدخل حيز التنفيذ (الجزء الثاني): الضغط على «حزب الله» في لبنان/حنين غدار/معهد واشنطن

في ظل المعادلات المتحركة ليبيا إلى أين؟/غليان الأزمة الليبية ينذر بأزمة لم يشهد لها العالم مثيلاً منذ الحرب العالمية الثانية/د.وليد فارس/انديبندت عربية

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

عون استقبل العريضي موفدا من جنبلاط وترأس اجتماع مجلس الدفاع حول احداث الشغب: من غير المسموح تجدد التعديات دياب: للتصدي للتخريب المنظم

بري التقى كوبيتش ومدير الامن العام ابراهيم: وردتنا معلومات عن استهداف المطار وانشأنا غرفة عمليات لمتابعة المتاجرين بالدولار

دياب لمجلس القضاء الاعلى: مارسوا دوركم الكامل دون مسايرة لأحد فلا يجوز أن يشعر اللبنانيون أن الدولة لا تحميهم ويفقدوا ثقتهم بالقضاء

دياب ترأس اجتماعا للهيئات الرقابية: اليوم أعلن بدء الحرب على الفساد وسنقاتل فيها حتى النهاية

دياب اطلع من فهمي وعيتاني وشماس على أضرار الشغب: ما حصل إهانة وأصر على متابعة الموضوع حتى النهاية

الحريري عرض مع فوشيه الاوضاع في لبنان والمنطقة واستقبل وفودا وهيئات

الأحدب: نطلب من قائد الجيش التحرك استباقيا لحماية طرابلس واهلها

السنيورة: لا يجوز تحميل المسؤولية لسلامة منفردا وتدخل مصرف لبنان عملية تسكينية ما لم تعالج أصل المشكلات

نواب بيروت طالبوا القضاء تعقب المخربين وبمتابعة حيثيات استباحة العاصمة

 

في أسفل تفاصيل النشرة الكاملة

الزوادة الإيمانية لليوم

كُلُّ مَا لِلآبِ هُوَ لي. لِهذَا قُلْتُ: إِنَّهُ يَأْخُذُ مِمَّا لي ويُنْبِئُكُم بِهِ

إنجيل القدّيس يوحنّا16/من12حتى15/”قالَ الربُّ يَسوعُ لِتَلاميذِه: «لَدَيَّ أُمُورٌ كَثِيرَةٌ أَيْضًا أَقُولُهَا لَكُم، ولكِنَّكُم لا تَقْدِرُونَ الآنَ أَنْ تَحْتَمِلُوهَا. ومَتَى جَاءَ رُوحُ الحَقِّ فَهُوَ يَقُودُ خُطَاكُم في الحَقِّ كُلِّهِ، لأَنَّهُ لا يَتَكَلَّمُ بِشَيءٍ مِنْ عِنْدِهِ، بَلْ يَتَكَلَّمُ بِكُلِّ مَا يَسْمَع، ويُنْبِئُكُم بِمَا سَيَأْتِي. وهُوَ سَوْفَ يُمَجِّدُنِي لأَنًّهُ سَيَأْخُذُ مِمَّا لي ويُنْبِئُكُم بِهِ. كُلُّ مَا لِلآبِ هُوَ لي. لِهذَا قُلْتُ: إِنَّهُ يَأْخُذُ مِمَّا لي ويُنْبِئُكُم بِهِ.

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياته وتغريدات متفرقة

دياب رجل سمج وفاشل حتى في غناء اناشد الإنقلابات الكرتونية

الياس بجاني/15 حزيران/2020

حكي دياب عن انقلاب فاشل ضده ولم يُعلن عن اعتقال الإنقلابيين أو تسميتهم. إذا كلامه كذبة ألفها ولحنها معلمه جميل السيد وهو غناها

 

الثنائي الشيعي ينفي أي علاقة لمحازبيه بأعمال التخريب وسط بيروت والمعرابي بذمية وتذاكي يسأل لمذا لم تتدخل القوى الأمنية

الياس بجاني/15 حزيران/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/87322/87322/

*الزعران والشبيحة والزقاقيين جاؤوا من زحل والمريخ وعطارد ودمروا وسط بيروت.. هذا ما يريدنا بري ونصرالله تصديقه!!

فعلا هذلت.. ألهذا الحد وصلت الوقاحة بهذه الجماعة التي تعمل على تدمير لبنان وكل ما هو لبناني وحضارة وسلم وعمران؟

ألهذا الحد يتوهم بري ونصرالله بأن الشعب اللبناني غبي وأعمى وساذج وخائف وذمي ومدجن؟

ألهذا الدرك العقلي والأخلاقي انحدرت الثنائية الشيعية بفكرها وثقافتها ومعرفتها لتقول علناً ودون خجل أو وجل بأن من أحرقوا وسط بيروت هم ليسوا من زعرانها وشبيحتها المدفعون الأجر والمنظمين في صفوفها؟

ألهذا الحد يريد بري ونصرالله استغباء اللبنانيين؟

نعم وألف نعم فإن الشبيحة والزعران والزقاقيين والغوغائيين الذين نفذوا غزوة وسط بيروت هم من فرق الدرجات الإرهابية والملالوية التابعين 100% للثنائية الشيعية، وقد أتوا من الخندق الغميق التي هي دويلة زعران بري، ومن عاصمة دويلة الإرهاب الملالوي التي هي الضاحية.

جاؤوا منظمين وتحت قيادة ضباط من حزب الله ونفذوا مهمة إجرامية هي عملياً غزوة جاهلية وتدميرية وبربرية بكل المقاييس والمعايير واخذوا السلفي وغادروا دون أن تتحرك القوى الشرعية لأن الأوامر كانت واضحة..اتركوهم ولا تضايقوهم .. والقوى الأمنية من جيش ودرك وقوى أمن لا تقرر بل تنفذ وهي ألتزمت بما أُمرت به من الحاكم الفعلي للبنان الذي هو حزب الله وسيده المقيم تحت الأرض في سرداب خوفاً على حياته…أما حياة الآخرين فهذا أمر لا يعنيه.

ونعم فإن حزب الله هو الحاكم والأمر والناهي وكل ربع الحكم والحكومة والرئاسات ينفذون فرماناته ولا يقررون.

ترى هل جاء الغوغائيون والزعران والزقاقيين والشبيحة من المريخ أو من زحل لتنفي الثنائية الشيعية علاقتها بهم؟

لا يا كرام ويا محترمين ويا متأيرنين حتى العظم فهؤلاء الغوغائيون هم زعرانكم وشبيحتكم وزلمكم وحتى العميان والسذج يعرفون هذه الحقيقة وقد شاهدوا من على وسائل الإعلام كافة كل مراحل الغزوة الملالوية لوسط بيروت.

أما أصحاب شركات الأحزاب التي تدعي باطلاً بأنها سيادية فهي مخصية سياسياً ووطنياً ولبنانياً ومدجنة على عاهات الباطنية والتشاطر الغبي والذمية.

وفي هذا السياق الذمي والمتعامي عن واقع الإحتلال الإيراني وعن سابق تصور وتصميم وذلك عشقاً بحلم الكرسي الرئاسي المخلع تنطح وتبجح المعرابي وسأل لماذ لم تتدخل القوى الأمنية؟

والجواب الجُهيني عنده ومن صنع يديه لأنه هو من جاء بعون رئيساً، وهو من فاخر بأن انتخاب عون كان صناعة لبنانية، وهو وعدوانه الجورج من فاخرا بغباء وعن جهل بأن القوات هي وراء إقرار القانون الانتخابي الذي فصله السيد على مقاس حزبه اللاهي وجاء من خلاله بأكثرية نيابية، وهو أي المعرابي من فرط 14 أذار وداكش الكراسي بالسيادة، وتلحف بنفاق شعار الواقعية وبهرطقة مقولة أن ملف حزب الله إقليمي، وبعث بعشرات الرسائل العلنية والموفدين مستجدياً رضىاه طمعاً بكرسي بعبدا.. وهو من شيطن قبل أيام القرار 1559…وهو بكل وقاحة لا يزال غير نادم على كل ما نتج عن انتخابه عون وعن فضيحة اتفاق تقاسم المسيحيين مغانم وحصص معه.

المعرابي وغيره من أصحاب شركات الأحزاب هم فعلاً أخطر من حزب الله وهم من سلم الحزب البلاد وحكمها.

خطورتهم تكمن في أن كثر من أهلنا البسطاء والساذجين وجماعات القطعان والوصوليين يسيرون خلفهم ويثقون بهم ويتعاملون معهم على أساس أنهم آلهة ولا يخطئون.

في الخلاصة، فإن سرطان حزب الله هو وراء كل الكوارث السابقة واللاحقة والمستقبلية ولن تكون هناك أية حلول لا كبيرة ولا صغيرة بظل احتلاله وبظل المعرابي  وأمثلاله الغلمان الذميين والمتشاطرين من السياسيين والحكام وأصحاب شركات الأحزاب التعتير المحلية والوكيلة.

وتحية لكل الأحرار في لبنان المحتل وبلاد الإنتشار الذين طالبوا ويطالبون بتنفيذ القرارات الدولية ولا يرون في حزب الله اللاهي غير  محتل مجرم وعصابة إرهاب واغتيالات إيرانية عدوة للبنان ولكل اللبنانيين عن قناعة  ويحتقرون غالبية افراد الطاقمين السياسي والحزبي ولا يثقون بهم.

في أسفل استفراغات المعرابي والثنائية الشيعية والتي هي موضوع التعليق

الثنائي الشيعي ينفي أي علاقة لمحازبيه بأعمال التخريب وسط بيروت

موقع تلفزيون المر/14 حزيران/2020

أسفت مصادر الثنائي الشيعي في إتصال مع “الأنباء” لما جرى في وسط بيروت وطالبت الجيش والقوى الأمنية بالكشف عن الجهات التي تعتدي على أملاك الناس، وأكدت رفع الغطاء عن أي مشتبه به أيا كان. ونفت المصادر أي علاقة لمحازبي الثنائي بما جرى من أعمال تخريبية “لا تمت للإنتفاضة المطلبية والمطالب الإجتماعية المشروعة بصلة”، وإستنكرت بعض الأصوات “التي تتحدث عن خلافات مذهبية سنية شيعية لا طائل منها”.

جعجع: لماذا لم تعط الحكومة التعليمات للجيش عند البدء بتكسير العاصمة؟

وطنية – الأحد 14 حزيران 2020

غرد رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع على حسابه على “تويتر”: “بقدر تمسكنا بحرية الرأي والتعبير كلبنانيين، نتمسك أيضا بالانتظام العام والسلامة العامة والحفاظ على الممتلكات العامة والخاصة. هل تستطيع الحكومة أن تقول لنا لماذا لم تعط التعليمات اللازمة للجيش وقوى الأمن الداخلي من أجل التدخل فورا عند البدء بتكسير العاصمة والممتلكات العامة والخاصة على مرأى ومسمع من كل وسائل الإعلام المحلية والعربية والأجنبية ليل الجمعة-السبت الماضي؟”.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الالكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

 

المعرابي دمر البلد وداكش الكراسي بالسيادة وسلم لبنان لحزب الله  وجاب عون وبعدو مش ندمان وبيقاوح

الياس بجاني/15 حزيران/2020

صحيح حزب الله سرطان ولكن سرطانيات أصحاب أحزابنا المارونية تحديداً وهبل قطعانهم الأغبياء هي أوبئة أخطر مليون مرة من الملالي وحزبهم.

المعرابي والعصي النواب يلي عندو هم حقيقة أخطر من حزب الله بمليون مرة لأنهم منافقون وبمية لون وذميون وتجار وهمهم مصالحهم وما بيعرفوا لا مقاومة ولا من يحزنون..كل تركيز المعرابي والعصي عندو هو ع القيادات والأحزاب المنافسة وما في شي عن احتلال حزب الله.. أما قطعانهم فحدث ولا حرج واحدهم كتب اليوم ع تويتر" سرمايتك يا حكيم بتشرفهن" شوف هيدا وين تفكيرو؟؟ وباي محل ساكن وشو بس شايف؟!!

 

إلى أهلنا الممغشوشين بسمير جعجع وهذا يعني أن كلن يعني كلن عون وباسيا وكل الباقين من كلن يعني كلن

الياس بجاني/15 حزيران/2020

من انتخب عون وفاخر بأنه صناعة لبنانية/من ساهم بقوة بالقانوان الإنتخابي الذي اعطى حزب الله أكثرية وفاخر بأنه صانعه/من قفز فوق دماء الشهداء وتخلى عن سلاحه وكل ما هو مقاومة وقبل بإتفاق الطائف الإستسلامي/من شارك حزب الله الحكومة بعد الإنتخابات بشروط حزب الله وقبل بوزارات هامشية/من فرط 14 آذار/من رفع شعار الواقعية وعدم جدوى القرارات الدولية/من عارض رفع شعار ال 1559/ من رفع مقولة أن حزب الله مشكلة اقليمية فوعلينا التعايش معه ونهتم بالملفات المعيشية/من اسقط داني شمعون في انتخابات دير القمر وبطرس حرب في البترون/من صادر الشهداء ويقيم لهم كل سنة مهرجان في معراب مسرحي/ من قال من مجلس النواب بأن القوات وحزب الله مثل بعضهم البعض/من عادى كل من عارض الصفقة الخطيئة التي جاءت بعون وخونهم/من اعدم اثنين من حراسه رمياً بالرصاص/من ابعد المئات من القوات الشرفاء وحول الحزب إلى شركة تجارية وعقارية/ وتطول القائمة وتطول وبالتالي نعم سمير جعجع في السياسة هو أخطر من حزب الله لأن كثر من أهلنا مغشوشين فيه ويصدقونه وهنا الكارثة...هذا نذر قليل من سجل الرجل اللاقواتي واللابشيري

 

الحراك التدميري والغوغائي والإرهابي والزقاقي هو تابع للثنائية الشيعة

الياس بجاني/12 حزيران/2020

حتى الأطفال يجب أن يدركوا بعد اليوم بأن الحراك بشقه الإرهابي والتدميري هو فرقة غوغائية تابعة عسكرياً للثنائية الشيعية..وبس هيك

 

حراك الحركة والحزب..فهموها بقا .. الثورة لا تدمر بل تطالب بال 1559

الياس بجاني/12 حزيران/2020

الغوغائيون الذين خربوا وحرقوا وتبجحوا اليوم هم فرسان حزب الله وأمل..الحراك في حضن الثنائي وأداة ممانعة تدميرية.. ومرحبا حراك

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

فيديو مقابلة مع الكاتب والمحلل السياسي راجح خوري من تلفزيون المر

https://www.youtube.com/watch?v=WbqlxOQb2do

 

فيديو حلقة نديم قطيش لليون وهي تحت عنوان حسان دياب و عادل إمام

https://www.youtube.com/watch?v=1FzrH6qDr78

 

أولوية رئيس الجمهورية اليوم: ملاحقة كل "بوست" يطاول مقامه!

المدن/16 حزيران/2020

بدأت تتضح مفاعيل مقررات جلسة مجلس الوزراء، يوم الجمعة الماضي، التي تخوف منها كثيرون بوصفها انتهاكاً لحرية التعبير، وذلك بتكليف القضاء اللبناني بملاحقة رواد مواقع التواصل الذين نشروا تدوينات تطاول مقام رئاسة الجمهورية. وأفادت "الوكالة الوطنية للاعلام" الرسمية اللبنانية، بتكليف النائب العام التمييزي، القاضي غسان عويدات، لقسم المباحث الجنائية المركزية مباشرة التحقيقات، لمعرفة هوية الأشخاص الذين عمدوا الى نشر تدوينات وتعليقات وصور تطاول مقام رئاسة الجمهورية. وطلبت النيابة العامة التمييزية ملاحقة أصحاب هذه الحسابات عبر مواقع التواصل الإجتماعي، وذلك بجرم القدح والذم والتحقير، وإتاحة الإطلاع عليها من خلال public posts. وكان مجلس الوزراء كلف وزيرة العدل، ماري كلود نجم، الجمعة الماضي، وسنداً للمادة 14 من قانون اصول المحاكمات الجزائية، الطلب من النائب العام التمييزي اجراء التعقبات بشأن ما أثير ويُثار من وقائع ملفقة أو مزاعم كاذبة لإحداث التدني في أوراق النقد الوطني، والذي أدى الى زعزعة الثقة في متانة نقد الدولة وغيرها من الأفعال الجرمية المنصوص عنها في الباب الأول من الكتاب الثاني من قانون العقوبات، تمهيداً لإحالة ما ينتج عن تلك التحقيقات من دعاوى على القضاء المختص بما فيه المجلس العدلي. ومع أن القانون اللبناني يمنع المسّ بموقع الرئاسة، أثار الإعلان اليوم موجة اعتراض في مواقع التواصل، كون القرار يمس بالحريات ويقوّض حرية التعبير.

 

تصريحٌ جديدٌ لمنظمة الأمم المتحدة عن لبنان!

موقع ليبانون ديبايت/الاثنين 15 حزيران 2020

ردَاً على بعض التكهنات التي نشرت خلال الأيام الماضية في بعض وسائل الاعلام حول إمكانية انسحاب الأمم المتحدة من لبنان، شددت الأمم المتحدة "على نفي هذه التكهنات التي لا أساس لها".

وأكدت الأمم المتحدة أنها "لا تخطط لوقف عملياتها أو لإجلاء موظفيها من لبنان. بل على العكس، إن الدعم الذي تقدمه الأمم المتحدة عبر أنشطتها وعملياتها مستمر ويزداد بوتيرة أسرع بغض النظر عن التحديات التي نجمت عن جائحة فيروس كورونا المستجد".

وشددت منظمة الأمم المتحدة في لبنان على أنها "ملتزمة بمواصلة دعمها للبنان وشعبه خلال هذه المرحلة التي تكتنفها تحديات جمة".

 

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الاثنين 15/6/2020

وطنية/الإثنين 15 حزيران 2020

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون لبنان"

زحمة إجتماعات تحت عنوان مواجهة التخريب وضبط سعر الدولار وترقب لمدى قدرة خطة خفض سعر الدولار على الصمود والنجاح.

ففي القصر الجمهوري اجتماع للمجلس الأعلى للدفاع وبحث في تكثيف الجهود لتفادي أي اعمال تخريبية تحت حجة مطالب معيشية محقة والتشدد بعدم التساهل مع المخلين بالامن والنظام.

وفي السراي الحكومي اجتماعات للأمن المالي وتحريك القضاء وإنشاء غرفة عمليات لملاحقة الصيارفة غير المرخصين في الأمن العام، ورئيس الحكومة يعلن بدء الحرب على الفساد مشددا على توقيف الزعران وإقامة سياج أمني حول وسط بيروت لمنع حصول أعمال تخريب للمحال التجارية والمؤسسات.

وسيعقد يوم الأربعاء إجتماع لخلية الأزمة الوزارية لمتابعة الإجراءات وتقييم ما تم منها حتى الآن وفق ما أشارت إليه وزيرة الإعلام منال عبد الصمد.

توازيا فرعية لجنة المال لتقصي الحقائق انعقدت اليوم وهي تنهي مهمتها هذا الاسبوع على ان ترفع تقريرها يوم الخميس ‏تمهيدا لتوحيد لغة الوفد اللبناني وطروحاته في المفاوضات الجارية مع صندوق النقد ‏الدولي التي تستأنف غدا. كل هذا يحصل في ظل ترقب لتداعيات قانون قيصر الذي يدخل حيز التنفيذ بعد يومين

وخارج هذا الإطار مصالحة بين الوزيرين السابقين وليد جنبلاط وطلال ارسلان على مأدبة عشاء يقيمها لهما الرئيس بري.

وفي الشأن الصحي سجل عداد كورونا ثماني عشرة اصابة.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون أم تي في"

لو أن لبنان تعرض لكارثة طبيعية مدمرة او لفيروس قاتل ، لقلنا كما تقول اميركا او الصين أو اي دولة عظمى : نحن لسنا سوى كائنات ضعيفة لا حول لنا ولا قدرة على مواجهة جبروت القوى الخارقة . لكن يا جماعة ، يا قوم ، نحن أمام كارثة يفتعلها ويعالجها أناس غير طبيعيين يتولون شؤوننا ومصائرنا. فالمرض الاقتصادي والمالي معروفة اسبابه ومعروفة طرق علاجه لكن حكومتنا ومن يتحكم بها يرفضون سلوك المسار العلاجي الصحيح . فعلى سبيل المثال ، ورغم تحذيرنا الحكومة ان تقتصد في الكلام الطائش غير المسؤول، و تستبدله باتخاذ القرارات الصائبة والصارمة، فتضبط الزعران عن أرزاق الناس ، و تمنع تكسير بيروت وطرابلس وتحمي العملة الوطنية من المضاربين والمهربين وتوقف نزف خيرات لبنان وعملته الصعبة عبر الحدود وتستعيد سيادتها على السياستين الدفاعية والخارجية.

رغم هذا التحذير كيف تصرفت الحكومة و معها الحكم ؟ بالمزيد من الكلام ، وليس أي كلام ، فقد انزلقت ألسنة السلطة الى مستويات ومفردات مخيفة بل مضحكة مبكية: فالرئيس دياب، وبعد اربعة اشهر من ترؤسه الحكومة اعلنها اليوم حربا شرسة وطويلة ومؤلمة على ماذا ؟ على الفساد وأمام من ؟ أمام الهيئات الرقابية التي تمتنع السلطة التي هو شريك فيها عن توقيع تعييناتها القضائية.

وكان الحكم والحكومة ، استهلا النهار بسلسلة اجتماعات مفصلية ، كلفا خلالها القوى الأمنية بضبط سعر الدولار ، علما بأن الأزمة النقدية هي مالية - سياسية ، بجانب أمني سيادي ، تعرف الدولة والأصدقاء انها هي من تخلت عنه لصالح الدويلة. وهذا ما دفع الدول الصديقة الى الطلب من الحكومة أن تعجل في سحب رقبة لبنان من تحت مقصلة قيصر ، لكنها لم تسمع . الأمر نفسه اعتمدته الحكومة في ضبط الانتفاضة، وما افتعل من أعمال شغب على أطرافها لردعها وتشويه مقاصدها، فكلفت الأجهزة مطاردة المشاغبين، اي وقف سائق "الموتسيك" من دون التجرؤ على الالتفات الى من دفعه ودفع له وعبأ رأسه، علما بأن المشغلين شركاء في الحكومة وقد اثبتوا أنهم قادرون على تحويل نفس الدراج، من مخرب الليلة، الى علماني مناد بالتآخي ونبذ الطائفية في الليلة التالية، وهذا الأمر كان تسبب باشتباك كلامي عنيف بين النائبين نهاد المشنوق وأمين شري من حزب الله خلال اجتماع نواب العاصمة لبحث تداعيات اجتياح وسط العاصمة ، وقد رفض المشنوق مقولة ان لا قرار سياسيا كامنا وراء تحرك المشاغبين.

علما ان مطاردة المشاغبين اقتصرت على طرابلس فقط. أما حبة الكرز على قالب الحلوى ، فكانت بدعوة رئيس الجمهورية الأجهزة الى ممارسة الأمن الاستباقي لردع المخربين . وما فهم أن المخربين هم محركو مجموعات الانتفاضة . ويخشى المجربون من مطاطية تفسير الأوامر ، بحيث يقمع الشعب الجائع والأقلام الحرة ، فيسقط لبنان في ظلام ديكتاتوري أين منه الظلام الناجم عن انهيار قطاع الكهرباء.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون او تي في"

على طريقة نجحت العملية بس مات المريض يتعاطى المجتمع الدولي مع لبنان . يتباهى اركان في الادارة الاميركية بنجاح العقوبات والمفجع اكثر ان هناك مسؤولا اعتبر ان هذه العقوبات هي من باب التضامن مع الشعب اللبناني . اذا كان هذا هو التضامن فكيف يكون اذن التطاحن ؟؟ نجحت العملية بس مات المريض . رئيس الحكومة يقول ان حسابات واموال اللبنانيين في المصارف باتت مجرد ارقام لكنه يطمئن بأنها محفوظة بعيدا عن متناول اصحابها في الوقت الراهن والمستقبل المرهون ربما لابعاد صيبة العين عنها ..

المواجهة بين الحاكم والحكومة مستمرة ولو مستترة بينما الصدام بين المصارف والحكومة عالمكشوف تعا شوف . المصارف تشن اعنف حملة على فريق دياب الحكومة : عاطلون عن العمل يخططون لمستقبل لبنان في السراي .

الحكومة تلوذ بالحزب والحاكم يلوذ بالحركة والمواطن يعوذ بالله ويرفع يديه بحركة : لا حول ولا دولة

بدانا بضريبة الواتساب وانتهينا بضربة الseven و up للدولار ..بدأنا بحراك وانتهينا بفوضى ونقف على شفير فتنة ونتأرجح على لهيب وسعير محنة .

الارقام مثل البلد : منقسمة وغير موحدة، تفلت اسعار وجنون دولار وشائعات واخبار ، صرافين ومرابين ، مشعوذين وعرافين. شارع ينزل ضد دياب وشارع ضد سلامة وشارع ضد الشرعية . اصابع الانكشارية والباشي بوزق تلعب بأمن طرابلس والشمال وتحاول نقل مشهد ساحة النور الى خنادق العتمة والمحرك يكاد يعلن عن نفسه بلا حياء ولا استحياء .

نجحت العملية بس مات المريض..

جنبلاط يرى الاولوية في التحالف مع بري والحريري وترتيب البيت الدرزي ومصالحة ارسلان بمسعى من الحاذق الماهر المحنك النبيه لتصفية ذيول قبرشمون والاهم : يتبرأ من القرار 1559 والمنادين به . الحريري يعلن فك الارتباط مع الجناح المسيحي في 14 اذار ويشدد على وحدة المسلمين ويجدد شباب الحلف الرباعي مع بري وجنبلاط وفرنجية وينأى بنفسه كما جنبلاط عن القرار 1559 .

قبل العام 2005 كان قانون محاسبة سوريا انطلاقا من لبنان اليوم قانون قيصر لمعاقبة لبنان انطلاقا من سوريا .

خنق لبنان وشنق سوريا.

اما الجوع واما الخضوع . اما التطويع واما التركيع . هدأت في اليمن وخمدت في العراق لكن انفجرت في سوريا وتوترت في لبنان وتحركت السكين في فلسطين ..

تركيا تسعى للحلول مكان السعودية . تتجاوز اتفاق سوتشي , تبدل قواعد الاشتباك في شمال سوريا وتنتشي بنصر مؤقت احرزته في ليبيا انتقاما لهزيمة منيت بها على يد الطليان منذ اكثر من 100 عام . ترجح كفة السراج الاخواني على حفتر المدعوم من سلمان وبوتين وتقف على حدود مصر التي ازاحت صديقها محمد مرسي الذي لم يصمد في الكرسي اكثر من سنة ..

بعد 17 عاما على احتلال العراق و9 اعوام على فتنة سوريا يطرح الاميركيون مجددا المعادلة - الشروط الاتية على سوريا : تعديل السلوك او تبديل النظام . هذه مقولة سمعها اللبنانيون والسوريون ولم تمش يومها . معادلة موازية : انسحاب اميركي من العراق يقابله انسحاب ايراني من سوريا . لكن الهدف الابعد والاصعب هو لبنان لاستفراد المقاومة وقطع شريان مددها الرئيسي وعزلها عن مداها الحيوي

من الان وحتى الانتخابات الاميركية وما بعدها الى الانتخابات السورية باتت الساحتين السورية واللبنانية ساحة واحدة . عودة الى وحدة المسار وترابط المصير . في الظاهر هي مسألة ليرتين . في الباطن هي مسألة نظامين .

في العام 2003 تم احتلال العراق بذريعة وجود سلاح دمار شامل وعاشت الكذبة .

اليوم يتم تجويع شعبين بسلاح الدولار القاتل وستموت الكذبة .

الدولار يغوي الصغار لكنه لا يخيف الاحرار

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون nbn"

هي جرعة مصالحات جديدة تضخها عين التينة ويتلمس الواقع الداخلي تأثيراتها على المستوى الوطني بشكل مباشر.

رئيس مجلس النواب نبيه بري يجمع رئيس الاشتراكي والديمقراطي وليد جنبلاط وطلال أرسلان في لقاء يتوج المصالحة بعتاب وغسيل قلوب وخبز وملح.

ومن المصالحة إلى الحرب التي أعلنها رئيس الحكومة حسان دياب على الفساد حيث أكد القتال حتى النهاية مراهنا على دور الهيئات الرقابية وفق معادلة وضع الملفات على الطاولة و"تسكير التلفونات".

على خط ضبط سعر صرف الدولار دخلت الإجراءات التي تم الاتفاق عليها في بعبدا حيز التنفيذ الفعلي سعيا لمنع أي محاولة تلاعب جديدة بالسعر وتخفيضه تدريجيا مع مواكبة حكومية في المال والأمن.

أما توحيد لغة تفاوض لبنان وأرقامه مع صندوق النقد فكان هو الآخر محور متابعة اليوم في فرعية لجنة المال النيابية حيث تم تأكيد الأرقام المتعلقة بالخسائر المتوقعة وفوارق الأرقام بين الجهات المعنية.

في الأمن قرر المجلس الأعلى للدفاع تكثيف التنسيق والتعاون بين الأجهزة الأمنية والعسكرية ووتبادل المعلومات لتفادي أي أعمال تخريبية تحت حجة مطالب معيشية محقة والتشدد مع المخلين بالأمن والنظام.

وفي شأن متصل دعت حركة أمل اليوم إلى ضرورة قطع الطريق على تسعير الخطاب الطائفي الذي يهدف لحرف بوصلة الاحتجاجات الشعبية المحقة والإطاحة منجزات اللبنانيين.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون ال بي سي"

من خلال الإجتماعات والمتابعات والخطابات اليوم ، تبين ما يلي :

أمنيا، المسالة أكبر من شغب موضعي ...

نقديا، الوضع اصعب من مجرد ضخ حفنة من ملايين الدولارات في السوق.

معيشيا وحياتيا، التهريب ليس مسألة تهريب غالون مازوت او ربطة خبز.

سياسيا، الموضوع ليس مجرد سجال بين سلطة ومعارضة ...

تلاحق الإجتماعات اليوم ، الذي كان يجب ان يحصل قبل ذلك بكثير، اظهر المعطيات التالية :

أزمة الدولار ليست مسألة ضخ أو عدم ضخ ، بل مسألة شح قاس، وما قام به مصرف لبنان اليوم ، نزولا عند رغبة الحكومة ، أثبت ذلك ، فالدولار الذي ضخ في عروق بعض الصيارفة هو من دولارات التحاويل لا من الأحتياط ، وقد لامس اليوم حدود الأربعة ملايين دولار. وضخ اليوم أثبت أن الموضوع لم يكن تآمرا بل: "القلة تولد النقار" : المطالب به "يخانق" والمسؤول عن توفيره "يخانق" ، والمسؤول عن الجهتين "يخانق" ، ولكن ما النفع إذا كانت مادة الخناق شحيحة، لكنها أكثر توافرا في السوق السوداء التي بقيت اليوم شغالة ...

هذا الواقع هو الذي افضى إلى إنشاء غرفة عمليات للدولار في الأمن العام لضبط السوق. وهكذا للمرة الأولى في تاريخ لبنان صار هناك " الدولار الأمني " الذي يفترض ان يضبط دولار التهريب، والدولار الأسود الذي مصدره السوق السوداء ... فهل ستنجح التجربة ؟

وإذا كان اجتماع السرايا قد توصل إلى غرفة عمليات الدولار ، فإن اجتماع المجلس الأعلى أقر للمرة الأولى بتهريب المازوت ، الذي سبب نزفا كبيرا في احتياط المصرف المركزي بالعملات الصعبة. فلماذا لا يكون هناك "مازوت أمني" على غرار "الدولار الأمني" لوقف نزف هذه المادة التي تسبب تجفيف احتياط الدولار؟

السلطات السياسية الأمنية بدأت تضع يدها شيئا فشيئا على كرة النار، ليتبين أن عمق المشكلة سياسي - أمني أكثر مما هو نقدي.

وإذا كان لدى رؤساء الاجهزة الامنية معطيات عن جهات داخلية وخارجية تخطط وتحرض وتمول وتنفذ الاعمال التخريبية ، مثلما ورد في مناقشات المجلس الأعلى للدفاع ، فلماذا لا تستثمر هذه المعطيات لملاحقة الفاعلين ؟ وإلى متى ستستمر الإتهامات من دون ملاحقة، خصوصا أن بعض هؤلاء بات معروفا ؟

وما يستدعي التوقف عنده مليا هو الأمن المستباح في طرابلس تحت عناوين الأوضاع المعيشية ، فماذا يخطط لعاصمة الشمال ؟ وإذا كانت بيروت قد تجاوزت هذا القطوع ، أو هكذا يؤمل ، ولو بعد ثمن مرتفع في الممتلكات ، ولاسيما في وسط بيروت ، فمتى ياتي دور طرابلس في سحب صواعق التفجير؟ في العاصمة أتخذ الثنائي الشيعي قرارا بألا يكون الخندق الغميق أو بشارة الخوري " ممرا أو مقرا " للذين يريدون الوصول إلى وسط العاصمة ، ونجحوا في ذلك، فمن سيتخذ قرار التهدئة في طرابلس ؟

من خارج هذا السياق ، واصل الرئيس بري دور الإطفائي، فجمع هذا المساء وليد جنبلاط وطلال إرسلان ، في مصالحة هي الثانية بينهما في اقل من سنة، إذ انعقدت المصالحة الأولى في آب من السنة الماضية في قصر بعبدا بعد شهرين على حادث قبرشمون ومضاعفاته.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون المنار"

لم تعد الانفاس معلقة عند بورصة سعر صرف الليرة اللبنانية امام الدولار فحسب، فبورصات التوتير الامني مقابل الاسقف السياسية والخطابات الطائفية، عادت لتطفو على صدارة الاحداث.

وبين هذا وذاك كانت لقاءات مالية واقتصادية وسياسية وقضائية وامنية في السراي ، واجتماع للمجلس الاعلى للدفاع في قصر بعبدا، اعلى مواقفه كان تأكيدا على أن ما يجري تخريب منظم، وانه من غير المسموح تجدد التعديات على الاملاك العامة والخاصة، وعلى عناصر الجيش والقوى الامنية.

وبقوة الوجع الذي تعانيه الدولة وشعبها، كان اعلان رئيس الحكومة امام الاجهزة الرقابية بدء الحرب على الفساد، في معركة طويلة وصعبة، دونها التخوين والشتم والحملات السياسية والطائفية والعائلية والمناطقية كما قال.

معركة بين حروب الدولة المفروضة عليها بكل اتجاه، اعنفها تلك الاميركية بحرابها الاقتصادية، واولها الدولار، وثانيها تعطيل كل الطرق البديلة، لا سيما الصينية منها، كما سنعرض في سياق النشرة.

في موضوع سعر الصرف، كثفت الدوائر الامنية والاقتصادية من لقاءاتها التنسيقية لتخلص الى التأكيد على العمل الدؤوب لضخ الدولار في الاسواق، وانشاء غرفة عمليات لتلقي الشكاوى، وملاحقة الصرافين المخالفين ومشغليهم في الغرف السوداء.

اما برميل البارود المرتبط بفتيل الدولار، وهو الاحتجاجات المطلبية المحقة، التي يفخخها البعض بأهدافه ونياته السياسية، فقد بدأت تعمل الدولة بكل أجهزتها على تفكيكه، وملاحقة المخلين بالامن، وقد تم توقيف خمسة وثلاثين متورطا في الشمال وبيروت كما علمت المنار، فيما كانت دعوة رئيس الجمهورية الى الاجهزة الامنية والقضائية للقيام باعمال استباقية لمنع الاهداف التخريبية.

اقليميا عمل صهيوني استباقي لعملية ضم الضفة، تمثل باعلان الاعلام العبري عن نية رئيس الموساد الاسرائيلي يوسي كوهين القيام بجولة عربية لا سيما الى بعض الدول الخليجية لاقناع قادتها بالموافقة على الخطوة الاسرائيلية بضم الضفة الغربية وغور الاردن الى الكيان العبري.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون الجديد"

محاولة الانقلاب على الحكومة والغرف السود وما أعقبها من تخوف على مصير سياسي على أكف العفاريت.. كلها تسريبات نفعت في هز العصا للبدء بالعمل الجاد والضرب من تحت الحزام السياسي فانعقد المجلس الأعلى للدفاع وقبض افتراضيا على مضبطة شغب وتهريب وكاد يصادر الفلتان، وأعلن أن هناك معلومات دقيقة لدى الأجهزة الأمنية حول أعمال التخريب ومن يخطط وينفذ ويحرض عليها في الداخل والخارج، وأعطي الغطاء السياسي للأجهزة الأمنية لملاحقتهم وفي موقف بدا حازما قال رئيس الحكومة إن "الزعران شغلتهم التخريب ومكانهم السجن.. ونقطة على السطر، واستتبع دياب عزمه متسلحا بالهيئات الرقابية ومعلنا بدء معركة الحرب على الفساد قائلا نحن متهمون بأننا لم نقم بأي شئ فعلي لكن هذا الأمر من أولوية الأولويات لدى الحكومة، إذ يحاول الفاسدون حماية أنفسهم بالعباءات السياسية والطائفية والمذهبية،

لكن هذا لن يوقفنا وسنكون أقوياء في الدفاع عن الدولة ومصالحها وحماية الناس واستعادة اللبنانيين ثقتهم بدولتهم وتشكل جبهة الحرب على الفساد هذه تعويضا عما سبق، وعن مئة يوم قضتها الحكومة في تجميع ملفات من سبقها واتهامهم بالوصول الى الكارثة المالية والاقتصادية من دون أن تقول للبنانيين ماذا هي فاعلة وعلى أي دولار سوف يستقر الناس.. وأي مستقبل اقتصادي ستواجهه بلادهم وإذا كانت حكومة دياب قد عزمت على حرب ضروس ضد الفساد فما عليها سوى أن تبدأ بالتعريف عن الفاسدين.. وأن تضبظ قضاء "يزرب" و"ينش" ويسرب الفاسد تلو الآخر.. يوقف ثم يخلي السبيل أما لناحية تجميع ملفات الفساد وبالاسم الثلاثي فهو متوافر وبكثرة ولدى قناة الجديد تحديدا ما تيسر منها وصودف أن معظمها ذهب إلى القضاء ونام في أدراجه.. فإذا رغبت الحكومة يمكن تزويدها بها صدقة جارية على أن تضمن عدلها وقضاءها وترفع اليد السياسية عن هذا الجسم المفترض أن يكون حصينا لكن ملفا واحدا من القضايا الدموية وصل الى أبواب القضاء وتراجع ليحتكم إلى عتبات السياسيين.. وهو حرب السنتين بين زعماء طائفة الموحدين الدروز انتخابات متوترة عام ألفين وثمانية عشر بين جنبلاط وأرسلان.. تلتها معركة الشويفات ثم حادث قبر شمعون في تموز من العام الماضي.. ووصل حاصل الضحايا في هذه الحروب الى ثلاثة قتلى وعدد من الجرحى انتهت الليلة بموقعة من الفراكة وكبة البندوة على طاولة عين التينة.. و"بلا مجلس عدلي" أو قضاء عادي وتعب القلب.

 

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الاثنين في 15 حزيران 2020

وطنية/الإثنين 15 حزيران 2020

صحيفة النهار

ـ قال سفير دولة خليجية لمرجع سياسي، لم نصدّق كيف يدار لبنان من قبل بعض الرؤساء، مردّداً: أعان الله لبنان ‏على ما يعانيه وما هو مقبل عليه، معرباً عن عدم رضى بلاده على هذه السياسات الغريبة.

ـ يؤكد مصدر وزاري ان الدولارات التي سيضخها مصرف لبنان في سوق الصيرفة من اليوم لن تمس الاحتياط ‏لديه وانما ستركز على الاموال المحولة من شركات تحويل الاموال.

ـ تبدي جهات قريبة من العهد استغرابها الواسع لمواقف متصلبة من شخصيات سياسية ومالية من الحكومة بحيث ‏باتت تتجاوز مواقف المعارضة بأشواط.

صحيفة البناء

ـ خفايا

توقعت مصادر مصرفية أن تكون كلفة تثبيت سعر الصرف عند حدود الـ 3900 ليرة باتجاه بلوغ السعر الـ ‏‏3200 ليرة قرابة عشرة ملايين دولار شهرياً فقط إذا تمّ ضبط الاستيراد وجرى امتناع مصرف لبنان ‏والمصارف عن شراء الدولار للمضاربة او زيادة مخزونها من الدولار.

ـ كواليس

قالت مصادر نفطية إن حاجات سورية من المشتقات النفطية تم تأمينها رغم قانون قيصر ورغم الحصار الذي ‏يفرضه الأميركيون على البحار. وقالت المصادر إن حلفاء سورية الذين وقفوا معها عسكرياً يقفون معها في ‏مواجهة التحديات الاقتصادية التي تمثلها العقوبات ويهوّل بها كبديل عن الحرب أعداء سورية.

صحيفة الجمهورية

ـ يحاول وزير سابق الإتصال بنواب منطقته ويبعث لهم رسائل نصية عبر الواتساب للبحث في شؤون المنطقة من ‏دون أن يلقى جوابا.

همس وزيران لبعضهما عند مداخلة نارية لإحدى الزميلات وقال أحدهما: "الهيئة حاسة إنو الحكومة على أبواب ‏إستقالة".

لاحظت جهة معنية متابعة للجلسة التي عقدت في السرايا أن أحد المعنيين الرئيسيين بالإجتماع كان يرد على ‏الأسئلة الهجومية بالأرقام وببرودة أعصاب قاتلة.

صحيفة اللواء

ـ عُقد اجتماع ليليّ مطوَّل بين الأمين العام لحزب الله وزعيم سياسي، بعد انقطاع طويل بين الطرفين، ونتجت عنه ‏تفاهمات بدأت مؤشراتها تظهر في أكثر من موقع سياسي!

ـ طرحت شخصية حزبية من التيار الوطني اقتراحاً يقضي بالتمديد للرئيس ميشال عون في حال تعذّر وصول ‏النائب جبران باسيل إلى سدّة الرئاسة في الاستحقاق الرئاسي المقبل!

ـ تساءل رئيس حكومة سابق عن الأسباب التي حالت دون اتخاذ الخطوات الردعية اللازمة لوقف الاعتداءات على ‏الأملاك العامة والخاصة في وسط بيروت، رغم تواجد قوات أمنية كافية لتنفيذ هذه المهمة!

صحيفة نداء الوطن

ـ شوهد عناصر من "حزب الله" يشترون دولارات من زملاء لهم في قرى جنوبية وإعادة بيعها للصرّافين الذين ‏يتعاملون معهم بهدف ضمان إبقاء الدولار المتوافر ضمن قنوات الحزب الداخلية.

ـ تفيد المعلومات أنّ موظفاً في مصرف لبنان تبيّن أنّه متهم بتسريب معلومات داخلية للإعلام، تمّت إحالته إلى ‏جهات رقابية، ما دفع أحد التيارات السياسية البارزة للضغط على الحاكم بهدف "ضبضبة الملف".

ـ لوحظ أنّ التعيينات المالية جرت من دون السير بمشروع تخفيض عدد نواب حاكم مصرف لبنان كما سبق ‏لرئيس الحكومة أن وعد.

صحيفة الأنباء

*رسالة

اعتبر مصدر سياسي أن الأحداث التي وقعت في الأيام القليلة الماضية شكّلت الى جانب ‏الرسالة الأساسية منها ضد النظام المالي، فرصةً لتوجيه رسالة من أطراف في الحكومة ‏إلى رئيسها.

*انتقادات لاذعة

لم يتوانَ مرجع دبلوماسي أجنبي في مجلس خاص عن توجيه انتقادات لاذعة للمسؤولين ‏اللبنانيين.

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

الانتقام من بيروت.. من “وليد عيدو” الى الخندق

طوني بولس/راديو بيروت انترناشيونال/15 حزيران/2020

لم يترك حزب الله فرصة الا وانقض على بيروت وكشف مدى حقده عليها، فهي في وجدان منظومة الممانعة مدينة الرئيس الشهيد رفيق الحريري، واغتيال الرئيس الحريري لم يروي غليل الحقد على الصورة الحضارية وثقافة الحياة التي لطالما كان ينبض بها قلب العاصمة.

 في حزيران 2002 اوفد الرئيس الحريري النائب وليد عيدو الى منطقة الاوزاعي لوضع حجر الاساس لجسر الاوزاعي في إطار تحسين وتطوير المداخل الجنوبية للعاصمة ليتم استقباله بشعارات عنيفة ضد الحريري ورشق سيارة عيدو بالبيض والحجارة، ومنذ ذاك الحين بقيت الاوزاعي على حالها “تقاوم” الانماء والتقدم لتبقى معزولة عن بيروت والمحيط انسجاماً مع فكر قوى الامر الواقع المسيطرة. حادثة عيدو مؤشر واضح على أي بيروت يريد الحزب، فهو لا يريد سوليدير ولا اليسار ولا واجهات بحرية حضارية لبيروت، ففي المناطق التي يمسكها بسيفه الأمني حيث منعت حضارة الحياة والبناء من التقدم، وفي المناطق الأخرى حيث أصر الرئيس الحريري على ان تعكس بيروت صورة الشعب اللبناني بحضارته وثقافته وحبه للحياة، كان حقداً عظيماً يحضر. هذا الحقد لم ينته في 14 شباط 2005، انما بدا واضحا باحتلال العاصمة في 7 أيار 2008، ومن ثم المخيمات التي أطفئت انوار الوسط التجاري لمدة عامين بعد ان سيطر الحزب على ساحات الحرية في رياض الصلح والشهداء، مكبداً الوسط التجاري أكبر خسائر اقتصادية لا تزال نتائجه حتى اليوم، وطبعاً ليل 17 تشرين الثاني يوم الثورة العظيمة، ارادت فرقة الدراجات المندسة ان تحطم بيروت وتسرق المحلات التجارية لتكسر هيبة هذا اليوم الكبير، الا انها فشلت وانسحبت تحت جنح الظلام الى خندقها الحاقد. السبحة تكررت في الأسابيع الأخيرة عندما جددت الثورة انطلاقتها، فحطمت وكسرت وسرقت واحرقت ما استطاعت، انها فشت الحقد اللعينة، وعقدة الحضارة البغيضة، ارادت رسم معادلات جديدة، فعليكم الاختيار بين الحرية والذل. فرقة الدرجات النارية التي اشبعت حقداً وكراهية باتت عنوان للتخريب، واداة إضافية الى جانب السلاح لترويض اللبنانيين واسكات الاحرار، وطبعاً هذا الامر سيسقط كما سيسقط السلاح عاجلاً ام اجلاً، وسيتحول الى خردة في يدهم والتجارب في لبنان كثيرة. كثير من اهل الخندق يشعر بالغبن وقيل له ان الرئيس الشهيد رفيق الحريري هو من أبقى الخندق خندقاً ومنع الانماء والبناء عنهم، ولهؤلاء نقول راجعوا ما حصل مع النائب الشهيد وليد عيدو، وعيدوا حساباتكم من جديد وانظروا من حولكم واسألوا لماذا لبنان تقدم عمرانياً وحضارياً واجتماعياً؟ ولماذا بقينا بهذه الحالة؟ ولماذا نعيش في خندق ونحن في العاصمة؟ وبكل تأكيد لن يكون الرئيس رفيق الحريري السبب، وستلعنون من اغتاله ومن اوقعكم في الخندق.

 

نداء الوطن:"توحيد الأرقام"... بري أسقط " فذلكة" مستشاري دياب/"الميليشيات" في خدمة الشعب!

نداء الوطن/15 حزيران/2020

بعدما "ضرب مَن ضرب وهرب مَن هرب" ما الذي سيخرج به اليوم المجلس الأعلى للدفاع خلال اجتماعه في قصر بعبدا للتداول في التطورات الأمنية؟ الأرجح لا شيء يُذكر خارج ما هو مألوف من تلويح فولكلوري بالضرب بيد من حديد لكل من تسوّل له نفسه المس بالاستقرار العام. المشكلة ليست في المجلس ولا في كفاءة الأجهزة العسكرية والأمنية الرسمية ولا في قدرتها على بسط سلطة الدولة على الأراضي اللبنانية، المشكلة، كل المشكلة، هي في هذه السلطة التي لم تترك شبراً على مساحة كينونة الدولة ومؤسساتها إلا وطوّبته باسمها ودمغته بوسم "التبعية" لأجندة سياسية تعمل على تطويق السطوة الشرعية على البلد لصالح إطلاق العنان للسطوة الميليشيوية كي تتمدد بكافة صورها وأشكالها على أرضية الدولة.

"إذا لم تستحِ فاصنع ما شئت"، هذا هو واقع ولاة الأمر في لبنان، سواءً في الميدان المؤسساتي كتوقيت ساعة انعقاد مجلس الوزراء على ساعة ميلاد أحد المطلوب تعيينهم عشية بلوغه السن القانوني المانع لهذا التعيين، أو في الميدان الأمني كفرض تنازل الدولة عن دورها في حماية الشعب والممتلكات العامة والخاصة لصالح ابتداع معادلة "الميليشيات في خدمة الشعب" التي كرّستها السلطة خلال اليومين الأخيرين من خلال رضوخها المهين لمعيار "الأمن الذاتي" عبر سماحها بتشكيل مجموعات أمنية غير رسمية على الأرض مهمتها منع "الزعران" من الاعتداء على الناس وممتلكاتهم. ولأنّ الدولة شرعنت سطوة قوى الأمر الواقع على الأرض، لن يتلهف الكثير من اللبنانيين اليوم لتلقف ما سيخرج به المجلس الأعلى للدفاع من مقررات تقيهم شرّ الاعتداء والكسر والحرق والخلع، بل سيؤثرون الانتظار حتى الغد لمعرفة مجريات عمليات ضبط الأمن وتعزيز الاستقرار في بيروت من الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله، باعتبارها مهمة بدت منوطة، بتوكيل رسمي من الدولة، بجهاز "انضباط الحزب" الذي انتشرت عناصره بزيهم الحزبي على عدة محاور في شوارع العاصمة خلال نهاية الأسبوع لمنع غارات الاعتداء الممنهج على الأرواح والأرزاق... فعلى من يقرأ مزاميره البطريرك الماروني بشارة الراعي بمطالبته الدولة "التصدي بحزم للمخربين والحد من شرورهم"؟ وهو نفسه الذي أكد أنّ "الدولة شبه معدومة والثقة بأداء المؤسسات ضعيفة"، ليكون التوجه أجدى مباشرةً إلى من "يتسترون وراء المخربين" بدعوتهم إلى الكفّ عن "دس متظاهرين ليليين مشبوهين كلفوهم الاعتداء على المؤسسات والمحال التجارية وأملاك الغير وجنى عمرهم وتشويه وجه العاصمة لعلهم يضربون الثورة الوطنية".

أما في مستجدات الهريان المالي المتمادي على وقع استمرار تخبط الحكومة في أدائها ومقارباتها للحلول المطلوبة في إطار المفاوضات الجارية مع صندوق النقد الدولي، فأكدت معلومات موثوق بها أنّ الاتصالات التي تلت الاجتماع المالي الأخير في بعبدا، أفضت إلى ما كانت قد كشفته "نداء الوطن" منذ أكثر من أسبوع، بأن لا اتفاق فعلياً حصل حول الأرقام بين الحكومة ومصرف لبنان خلال ذلك الاجتماع بل كل ما هنالك أنه جرى اعتماد تسوية "لغوية" ابتكرها مستشارو رئيس الحكومة حسان دياب لقطع الطريق على الرقابة البرلمانية بعد أن بدأت تتكشف تباعاً تداعيات خطة الحكومة الخطيرة على المودعين وودائعهم، غير أنّ رئيس المجلس النيابي نبيه بري سرعان ما أسقط "فذلكة" مستشاري دياب وأعاد كرة "توحيد الأرقام" إلى ملعب مجلس النواب.

وفي هذا الإطار، أوضحت مصادر واسعة الاطلاع لـ"نداء الوطن" أنّ "اتفاقاً تمّ بين الرؤساء الثلاثة خلال لقاء بعبدا الأخير يقضي بضرورة استكمال لجنة تقصي الحقائق برئاسة النائب ابراهيم كنعان عملها الرقابي لتوحيد المقاربات والمعالجات وترجمته في التفاوض الحاصل مع صندوق النقد الدولي"، مذكرةً بأنّ هذا ما قصده الرئيس بري في تصريحه عن توحيد الأرقام من بعبدا، ومشيرةً إلى أنه "في سياق التفاهم على ضبط سعر الصرف في السوق السوداء بما لا يتجاوز الـ 3800 ليرة للدولار سيصار إلى استعمال التحويلات الخارجية المقدّرة بـ65 مليون دولار شهرياً في السوق للمساهمة بتحقيق هذا الهدف، كما ستعقد ثلاثة اجتماعات أسبوعياً مع الحاكم والمسؤولين الماليين لمتابعة التطورات".

وكان كنعان التقى نهار السبت بري في عين التينة بعيداً عن الإعلام وتبلغ دعم اللقاء الرئاسي لدور المجلس لا سيما لجنة المال والموازنة لاستكمال التدقيق بالأرقام وترجمة النتائج في التفاوض الحاصل مع صندوق النقد، وذلك بالتوازي مع لقاء آخر عقده كنعان في اليوم نفسه مع رئيس الجمهورية ميشال عون في بعبدا حيث وضعه في الخطوات المقبلة والتقدم الحاصل حتى الآن.

 

النهار : "بيروت عم تبكي"

النهار/الإثنين 15 حزيران 2020

المشهد المحزن والمخزي في آن واحد، صباح السبت الفائت، بعد اجتياح بيروت ليل الجمعة، ‏يستحضر الأغنية التي تلت اغتيال الرئيس رفيق الحريري وفيها "بيروت عم تبكي، مكسور ‏خاطرها، الحجار عم تحكي، وينو اللي عمّرها". وإذا كانت مسرحية الشغب المفتعل، قد ‏ولدت ردات فعل، وأنتجت ردوداً أعادت إحياء الصراع المذهبي، فإن الثنائي الشيعي اعترف ‏ضمناً بمسؤوليته عن مواكب الدراجين الذين حطموا وكسّروا وأحرقوا ما تيسّر لهم في ‏وسط بيروت ليل الجمعة - السبت، إذ اتخذت حركة "أمل" و"حزب الله" إجراءات في الخندق ‏الغميق وسليم سلام ومناطق أخرى تقضي بمنع خروج تظاهرات وخصوصاً للدراجات ‏النارية وذلك منعاً لأي احتكاك مع آخرين، وأقيمت حواجز حزبية في تلك المناطق، ترافقت ‏مع دوريات مؤللة للجيش ونقاط ثابتة في وسط بيروت، وأوامر مشدّدة بمنع أي اعتداء ‏على الأملاك العامة والخاصة.

وستكون الدولة بكل مؤسساتها وأجهزتها أمام التحدي الكبير في فرض هيبتها الأمنية أولاً، ‏خصوصاً بعد غياب مشبوه عن أعمال التخريب ليل الجمعة. أما التحدي الأكبر فهو في ‏الهيبة القضائية، بعدما وجهت وزيرة العدل ماري - كلود نجم إلى النائب العام لدى محكمة ‏التمييز ‏كتاباً طلبت فيه إجراء التعقبات بحق الأشخاص الذين ظهروا في وسائل الإعلام ‏المرئية وعبر ‏التواصل الاجتماعي وهم يحطمون الأملاك العامة والخاصة ويشعلون ‏النار ‏في وسط العاصمة ‏بيروت مساء 12‏/6‏/2020 ما يشكّل جريمة جزائية يعاقب عليها ‏القانون.‏ لكن العبرة تبقى في التنفيذ، خصوصاً أن الأجهزة الأمنية والقضائية تستمر في ‏ملاحقة المتظاهرين وكل المتطاولين كلامياً على المسؤولين منذ مدة، قبل حصول أعمال ‏الارهاب على أيدي مخربين ظهرت وجوههم بشكل واضح في الاعلام. وقد دعا الرئيس ‏ميشال عون المجلس الأعلى للدفاع الى اجتماع طارئ ظهر اليوم لمناقشة التطورات ‏الأخيرة، والمستمرة بشكل أو بآخر، والمرشحة للتصعيد في ظل الضائقة المعيشية ‏المتفاقمة.

وكان الرئيس سعد الحريري حمّل الحكومة و"رعاة الدراجات النارية" المسؤولية محذراً من ‏اللجوء الى الأمن الذاتي، وكتب في تغريدة: "الذين نظمّوا ونفّذوا هجمات التكسير ‏والتخريب والحرق في بيروت لا يملكون ذرة من أهداف الثورة وقيمها. مجموعات مضلّلة ‏تنجرف وراء مخطط ملعون يسعى الى الفتنة ولمزيد من الانهيار… ولأهل الحكم والحكومة ‏ورعاة الدراجات النارية نقول: بيروت ليست مكسر عصا لأحد … لا تجبّروا الناس على حماية ‏أملاكهم وأرزاقهم بأنفسهم. المسؤولية عندكم من أعلى الهرم الى أدناه ونحن لن نقف ‏متفرجين على تخريب العاصمة".

لكن أعمال التخريب، التي أوقعت خسائر فادحة في الأملاك، والتي تدفع حتما الى إقفال ‏محال وهجر العاصمة حيث تتكرر الحوادث وتكبر الخسائر، انما تنتج خسائر سياسية تتجاوز ‏الماديات، وتضعف موقف لبنان في ظل تفاوضه مع صندوق النقد الدولي، ووضعه تحت ‏المراقبة الدولية، وامتناع دول ومؤسسات عن مساعدته قبل إلتزامه اصلاحات بنيوية، يعتبر ‏الاستقرار الأمني أحد دعائمها.

‎ ‎في المقابل، ولإشاحة النظر عن "الحرب على بيروت"، ركّزت قناة "المنار" على طرابلس ‏التي تشهد أيضاً تفلتاً أمنياً أدى الى مواجهات مع الجيش وقع بنتيجتها نحو 90 جريحاً، ‏وأوردت المحطة في مقدمة نشرتها "ليلةٌ حالكةٌ مرّت على طرابلس، لم تكن أقلَّ ظلمةً من ‏تلك الغرفِ السوداءِ التي تحدثَ عنها رئيسُ الحكومةِ حسان دياب بأوامرِها التي تريدُ بالبلدِ ‏شراً مستطيراً. تحوّلت عاصمةُ الشمالِ الى ساحةِ مواجهاتٍ سقطَ فيها نحوُ تسعينَ جريحاً ‏بينهم عسكريون. تبرّأت المدينةُ نهاراً من أعمالِ تخريبٍ ومن مندسينَ لا يُشبهونَها. فمن أرادَ ‏لمشهدِ وسَطِ بيروتَ أن يتكررَ في طرابلس؟ من الذي يدفعُ بخفافيشِ الليلِ لاحتلالِ صدارةِ ‏تظاهراتٍ مشروعةٍ وأسرِ مطالبَ محقةٍ لأناسٍ يعترضونَ على فتكِ الدولارِ بالعملةِ ‏الوطنية؟".

ومن المقرّر أن يطل الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله مساءً غد الثلثاء، أي ‏عشية بدء تطبيق "قانون قيصر" الأميركي في 17 حزيران الجاري، وهو القانون الذي، في ‏رأي محلل سوري، "سيُحمّل الحكومة اللبنانية، كون "حزب الله" هو من يُمثلها ويديرها، ‏مسؤولية كبيرة في إنعاش النظام السوري. وأن تأثيره على لبنان سيكون أشد فتكاً منه ‏على سورياً. وسيتناول نصر الله بالتأكيد التطورات الميدانية الأخيرة في بيروت وغيرها من ‏المناطق.

على صعيد آخر، يعقد اليوم في عين التينة لقاء مصالحة بين رئيس الحزب التقدمي ‏الاشتراكي وليد جنبلاط ورئيس الحزب الديموقراطي اللبناني النائب طلال ارسلان بمسعى ‏من الرئيس نبيه بري. وسيلتقي الرجلان الى مائدة العشاء لكسر الجليد وإزالة كل الشوائب ‏التي تعتري العلاقة بين الطرفين، وتعزيز الاستقرار في الجبل، والحفاظ على وحدة الطائفة ‏الدرزية، وعدم جرها الى توترات داخلية وصدامات، كما حصل في حادثتي الشويفات ‏وقبرشمون.

وفي هذا السياق، عقد السبت لقاء في دارة ارسلان، تحضيراً للقاء المصالحة، ضمّ الشيخ ‏نصرالدين الغريب، ووزير الشؤون الإجتماعية والسياحة رمزي المشرفية، ورئيس حزب ‏التوحيد العربي الوزير السابق وئام وهاب، والوزير السابق مروان خير الدين، والوزير ‏السابق صالح الغريب، أثنى خلاله المجتمعون في بيان، على الخطوة التي قام بها الرئيس ‏بري ودعوته للقاء عين التينة مؤكدين ضرورة السعي لتنظيم الخلاف الدرزي بصورة شاملة ‏وكاملة وغير مجزّأة.

أمنياً، بعد توافر معلومات لمديرية المخابرات في الجيش اللبناني عن خطف عصابة مسلحة ‏عدداً من الأشخاص رهائن مقابل فدية مالية في بلدة بريتال، دهمت قوة خاصة من ‏المديرية مكانين مختلفين في البلدة حيث تمكنت من تحرير 23 شخصاً بينهم نساء وأطفال ‏من الجنسية السورية مضى على إختطافهم 15 يوماً وهم في حال صحية جيدة.

وخلال عملية الدهم، تعرضت الدورية لإطلاق نار، وقد أصيب أحد الخاطفين من الجنسية ‏السورية والملقب "الشقور" وأوقف الآخر ح.ب. وهو لبناني الجنسية. أدخل السوري ‏المستشفى للمعالجة وما لبث أن فارق الحياة. وبوشر التحقيق مع الموقوف اللبناني في ‏إشراف القضاء المختص.

‎ ‎

لقاء سيدة الجبل: قلق من تفشي ظاهرة الأمن الذاتي الميليشياوي وعجز القضاء عن القيام بواجباته

وطنية - الإثنين 15 حزيران 2020

عقد "لقاء سيدة الجبل" اجتماعه الأسبوعي بمشاركة: أمين بشير، أسعد بشارة، أنطوان قسيس، إيلي قصيفي، إيلي كيرللس، إيلي الحاج، أيمن جزيني، إدمون رباط، بهجت سلامه، توفيق كسبار، جوزف كرم، حسان قطب، ربى كبارة، حسن عبود، منى فياض، سامي شمعون، سناء الجاك، سعد كيوان، غسان مغبغب، فارس سعيد، طوني حبيب، طوني خواجه، مياد حيدر، سيرج بوغاريوس، سوزي زياده، و عطالله وهبة. وأصدر البيان الآتي:

"أولا: يعاين "لقاء سيدة الجبل" بقلق شديد تفشي ظاهرة إحتلال بيروت تحت تسمية الأمن الذاتي الميليشياوي بالشكل والمضمون مقابل إنكفاء المؤسسات العسكرية والأمنية عن القيام بدورها الذي نص عليه الدستور والقوانين المرعية الإجراء.

إن ما يحصل هو إنهيار أمني يضاف إلى الإنهيارات السياسية والإقتصادية الإجتماعية ويأتي تتمة لإنقلاب "حزب الله" المتمادي على الجمهورية اللبنانية ونظامها البرلماني الديموقراطي والإقتصادي الحر لصالح هيمنة فئوية تضرب أساسات هذه الجمهورية وإجماعاتها التاريخية وعلى الضد من الدستور واتفاق الطائف والقرارات الدولية 1559 و1701 و1680 والتي وافق لبنان على تنفيذها.

ثانيا: إن اسوأ ما يصيب الدول وينذر بانهيارها هو سقوط القضاء وعجزه عن القيام بواجباته ووظائفه في إحقاق الحق والعدل. وهذا ما حصل ويحصل باستمرار في لبنان وتحت ضغوط ميليشيا "حزب الله"، وآخرها كان في تراجع مدعي عام التمييز في قضية الأراضي المملوكة والممسوحة في بلدة لاسا. والأكثر مدعاة للرفض القاطع هو الالتفاف على الحقوق المكتسبة والآليات القضائية الواجب اتباعها وذلك عبر إنشاء لجنة لا تملك لا الصفة ولا الحيثية القانونية لمعالجة قضية ملكية عقارية هي من إختصاص القضاء ونصت على حمايتها مقدمة الدستور.

كما لا يعفي اللقاء الكنيسة من مسؤوليتها وهي المؤتمنة على أراضي الطائفة المارونية في عدم إتخاذ القرار والموقف المناسبين، والسؤال: إذا تراجعت الكنيسة عن حقها أمام التسلط الميليشياوي فماذا يفعل المواطن الفرد لمواجهة الإعتداء على أملاكه وحقوقه؟".

 

لقاء مصالحة بين جنبلاط وأرسلان برعاية الرئيس بري في عين التينة خليل: تشكيل لجنة لمناقشة كل القضايا الدرزية الخلافية

وطنية - الإثنين 15 حزيران 2020

إستضاف رئيس مجلس النواب الاستاذ نبيه بري، مساء اليوم، في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة، رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط يرافقه الوزير السابق غازي العريضي ورئيس الحزب الديمقراطي اللبناني النائب طلال ارسلان يرافقه الوزير السابق صالح الغريب، في لقاء مصالحة حضره ايضا المعاون السياسي لرئيس مجلس النواب النائب علي حسن خليل وتخلل اللقاء مادبة عشاء. وفي نهاية اللقاء الذي استمر ساعتين وربع الساعة تلا النائب خليل بيانا جاء فيه : "في بداية اللقاء توجه المشاركون بالشكر لدولة الرئيس نبيه بري على دعوته ورعايته لهذا اللقاء الذي جرى فيه البحث في شؤون طائفة الموحدين الدروز وعلاقات الطرفين بين بعضهما البعض على المستويات كافة، وأتفق المجتمعون على تشكيل لجنة مؤلفة من السادة: غازي العريضي، صالح الغريب وعلي حسن خليل لمناقشة كل القضايا الخلافية المتعلقة بشؤون الطائفة الدرزية والاتفاق على معالجة ذيول الاحداث الاليمة التي مررنا بها انطلاقا من القانون والاعراف المعمول بها لدى طائفة الموحدين الدروز.

 

اليونيفيل: استئناف عملية تبديل الجنود بشكل جزئي

الإثنين 15 حزيران 2020

وطنية - اعلنت "اليونيفيل" في بيان، انه " بعد أن علق ألامين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، مع بعض الاستثناءات، في نيسان 2020 جميع عمليات التبديل والإعادة إلى الوطن ونشر الأفراد العسكريين للتخفيف من انتقال فيروس كورونا، استأنفت اليونيفيل اليوم عمليات تبديل جنودها بشكل جزئي مع مراعاة جميع البروتوكولات المحلية والدولية المعمول بها". اضاف البيان: "وتأتي عملية التبديل في اليونيفيل بعد الإجراءات الانتقالية المؤقتة وغير العادية التي أعلن عنها الأمين العام غوتيريس من خلال رسالة وجهها إلى الدول الأعضاء في 5 حزيران 2020. وتستمر هذه الإجراءات المؤقتة التي تتضمن نظام حجر صحي صارم وفعال لمدة ستة أشهر، ومن المقرر إجراء المراجعة التالية في تشرين الأول 2020. وتستند عمليات التبديل على نظام حجر صحي صارم ووفقا لإرشادات منظمة الصحة العالمية وسياسات الحكومة اللبنانية.

وسيستمر العمل بهذه الإجراءات الانتقالية لتحقيق أربعة أهداف رئيسية: حماية موظفي الأمم المتحدة وقدرتهم على أداء العمليات الحرجة؛ والمساعدة في احتواء وتخفيف انتشار الفيروس داخل لبنان والعالم، وضمان ألا يكون موظفي الأمم المتحدة من ناقلي العدوى؛ ودعم السلطات الوطنية في تعاملها مع الكوفيد-19، على قدر الإمكان وعند الطلب، والمساعدة في حماية المجتمعات المعرضة مع مواصلة تنفيذ ولاياتنا". وقال رئيس بعثة اليونيفيل وقائدها العام اللواء ستيفانو ديل كول: "أود التشديد على أن أفراد اليونيفيل سيواصلون الالتزام الصارم بالإجراءات الاحترازية الصارمة المطبقة منذ بداية تفشي الفيروس من أجل منع انتشاره. وستطبق هذه الإجراءات على جميع موظفينا، سواء أولئك الذين يعيشون في مواقع ومجمعات الأمم المتحدة، والعائدين إلى ديارهم أو الوافدين الجدد، والعائدين من الإجازة". واشار البيان الى انه "تم تنسيق جميع الإجراءات والقرارات الاحترازية حول هذه المسألة بالتشاور الوثيق مع السلطات اللبنانية. وانسجاما مع التدابير الاحترازية التي تتطلبها المبادئ التوجيهية لمنظمة الصحة العالمية، سوف يُطلب من جميع الأفراد العسكريين خلال فترة التبديل الخضوع لفترة من الحجر الصحي في بلدهم الأم قبل نشرهم في لبنان، وأيضا لحجر في منطقة البعثة عند وصولهم إلى لبنان". وختم البيان: "إن اليونيفيل تتخذ جميع الترتيبات المناسبة لنقل الوحدات والعاملين الوافدين بشكل آمن إلى مرافق الحجر الصحي المخصصة لهم داخل قواعد اليونيفيل في جنوب لبنان. وستضمن اليونيفيل أن تكون تدابير الحجر الصحي فعالة ويراعيها بدقة جميع الأفراد. في غضون ذلك، يواصل أفراد اليونيفيل القيام بالأنشطة العملياتية لدعم ولاية البعثة وفقا لقرار مجلس الأمن الدولي 1701".

 

رئيس الأساقفة الكاثوليك في كندا في رسالة إلى عون: للتصويت لها على مقعد مجلس الامن

وطنية - الإثنين 15 حزيران 2020

وجه رئيس أساقفة كندا للروم الملكيين الكاثوليك المطران ابراهيم ابراهيم رسالة خاصة الى رئيس الجمهورية العماد ميشال عون جاء فيها:"أتوجه لفخامتكم بهذه الرسالة المرفقة بصلاتي من أجلكم، ومن أجل وطن الأرز، الذي يعبر في ظلال وادي الأزمات ويتخبط بها. من خلف المحيطات، نعيش نحن المنتشرين جرح الوطن الدامي وصرخة أهلنا المحقة، ويشارك كل منا على طريقته رسم الرجاء بأن ينهض لبنان بسرعة فائقة من محنته القاسية". وقال:"كما تعلمون، إن كندا تتنافس مع دول أخرى للحصول على مقعد في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة في الانتخابات التي ستجري في السابع عشر من حزيران الحالي. إن تصويت لبنان نرجوه اقتراعا لصالح مئات آلاف اللبنانيين الكنديين، ولصالح تاريخ طويل من العلاقات المميزة التي تربط كندا بلبنان. مع فائق احترامنا للدول المتنافسة، فمقارنتها بكندا، أو ترجيحها عليها ليس لصالحنا جميعا، نحن الذين نعمنا منذ مئة وثمان وثلاثين سنة بانتمائنا الكامل لوطنين معشوقين، لبنان وكندا". تابع:"ما قدمته كندا للبنان، ولنا نحن أبناءه خاصة من دعم سياسي واقتصادي وإنساني طوال فترة أزماتنا المتعاقبة، ومن خلال استقبالها لنا ومنحنا نعمة المواطنة الكاملة، يدفعنا لخط هذا النداء الملحِ لفخامتكم كي يتم أخذ القرار المناسب لمصلحة لبنان بالتصويت لكندا، ومصلحة العلاقات اللبنانية - الكندية حاضرا ومستقبلا". وختم:"نشكركم يا فخامة الرئيس مسبقا لتكرمكم بتدخلكم الشخصي في هذا الموضوع بالغ الأهمية. وأؤكد لفخامتكم ولاءنا الدائم لوطن الأرز ورموزه وقدسية كيانه. نحييكم يا فخامة الرئيس، رافعين الصلاة، كدأبنا كل يوم لأجل لبنان ووصوله إلى بر الأمان ولأجلكم، ولأجل حكامنا المؤمنين، ومساعديهم وجنودهم، ولأجل مؤازرتهم في كل عمل صالح".

 

حتي بحث ودل كول في التجديد لليونيفيل والتقى مارتن‏

وطنية - الإثنين 15 حزيران 2020

استقبل وزير الخارجية والمغتربين ناصيف حتي قائد قوة الطوارىء الدولية العاملة في جنوب لبنان (اليونيفيل) ستيفانو دل كول. وتم البحث في مسألة التجديد ل"اليونيفيل" والعقبات التي تواجهها.

كما التقى الوزير حتي رئيس بعثة اللجنة الدولية للصليب الأحمر كريستوف مارتن، وبحث معه في عمل اللجنة في لبنان في ظل التحديات الإقتصادية والإجتماعية الراهنة.

 

قداس ايليج عام 2000: عندما يتقدّم الشجعان

موقع المقاومة اللبنانية/15 حزيران/2020

عند حصول أحداث كبيرة وخطيرة وأيضاً مفاجِئٓةْ يختلق المجتمع بعض الأحداث تتحوّل إلى روايات متعدٌدة تتناقلها الألسن وتضيف عليها"البهار والملح" لتبتعد عن ما حصل في أرض الواقع ولا تعود تمتّ إليه بصلة، وخاصة في بيئتنا الشرقية التي تتوارث الأساطير أو تختلق الأسطورة، وتتماهى معها فتصير الأسطورة واقعاً في نظر الذين يصدّقونها وصولاً حتى إختلاق تدخّل"إلهي" ما، من خلال"عجائب" لا تمت بصلة إلى الإيمان المسيحي الحقيقي بل تكون ناتجة عن حالة هذيان تطال المجتمع حين تتهدّده الأخطار ويجد نفسه وحيداً في مواجهتها كما هي الحال في بداية الحرب العام ١٩٧٥ حين إنتشر خبر دوران تمثال سيدة حريصا بإتجاه بيروت، فيجد المجتمع بهذه"الأساطير" نوعاً من الإطمئنان وأيضاً الدافع لمواجهة الخطر الشديد بمساندة"قوة إلهيّة" لا يمكن لأي قوة أرضيّة أن تهزمها.

وأيضاً يتجه المجتمع في الشدائد نحو إعطاء الرئيس أو القائد صورة البطل الذي لا يُقهر على غرار"هرقل" النصف إله المذكور في الإلياذة اليونانية ليعطيه الشعور بالأمان والقدرة على المواجهة يستمدٌها من النصف إله الذي يمتلك قوّة لا تُقْهٓرْ، بينما في أرض الواقع الحقيقي المسألة مختلفة، فالإنسان يبقى إنسان، يشعر بالخوف كما يشعر بالشجاعة، يصيب ويخطىء في قراراته، يتأثّر بمحيطه كما يؤثٌر هو في هذا المحيط، إلى ما هنالك من تصرّفات إنسانية بحتة تختلط فيها الحسابات الخاصة بالحسابات العامة والمشاعر الشخصيّة مع"الحدس".

خوف المجتمع المُهٓدّٓد دائماً بأخطار وجوديّة تدفعه إلى"تقديس" ما هو أرضي، فبالنسبة له وحدهم القدّيسون يستطيعون أن يحقّقوا له الإنتصار أو على الأقلّ المحافظة على وجوده، من هنا أضفى جزء كبير من مجتمعنا صفة القداسة على الشهيد الشيخ بشير الجميّل، ويتمادون في إيجاد المبرٌرات لهذا الأمر كالقول إنه إستشهد في سنّه الثالث والثلاثون أي في نفس السنّ التي صُلب فيها ربّنا يسوع المسيح،إلخ...، متناسين ما يمتلكه الشيخ بشير من صفات إنسانيّة وقياديّة وأيضاً من ظروف إجتماعيّة ووطنيّة أتاحت له تحقيق ما حقّقه، ومتناسين أيضاً فريق عمله من مفكّرين، مستشارين، أخصّائيين وقادة عسكريّين لولاهم لما إستطاع إنجاز ما أنجزه. والكثير من المتابعين يذكرون عيد الكتائب الأوّل الذي إحتُفِلٓ به بعد إستشهاد الشيخ بشير الجميّل في كنيسة مار الياس في إنطلياس، حين ألقى الوزير السابق جوزيف الهاشم قصيدته الشهيرة آنذاك، ففي منتصف القصيدة رفع يده ووجّهها نحو مدخل الكنيسة وهو يتابع إلقاء القصيدة قائلاً:"هذا البشير أتى والعنفوان خطى، فهلّلوا وصفّقوا أيها البشر"!! فما كان من الحاضرين سوى إدارة رؤوسهم بشكل جماعي نحو المدخل منتظرين دخول الشيخ بشير، وذلك بعد إستشهاده بأكثر من شهرين، فالناس لا تريد أن تُصٓدِّقْ أن بشيراً قد إستشهد وأن المطلوب الإتكال على ذواتهم والتصرّف بواقعيّة مستندة على النهج الذي أرساه الشيخ بشير وسار عليه وصولاً إلى إستشهاده.

حالة"التقديس" الواسعة إستمرّت في مجتمع المقاومة اللبنانية بأحزابه على تعدّدها وأيضاً بأفراده على تنوٌع مستواهم الإجتماعي والفكري، بداية مع الشهيد الشيخ بشير الجميّل لتنتقل بعدها حالة"التقديس" إلى الدكتور سمير جعجع. فالدكتور جعجع"المارد المتمرّد"و"الراهب" الحبيس داخل زنزانة في الطابق الثالث تحت الأرض في وزارة الدفاع الذي يجترح العجائب ويستطيع من داخل سجنه قيادة المقاومة وبشكل خاص قيادة"القوات اللبنانية" التي يعتبر أفرادها أن"الله قوات"!! أي أن الله عنصر من عناصر القوات!! ولطالما عانينا في فترة المقاومة السلمية أثناء إعتقال الدكتور جعجع من الشعارات التي كان يردّدها الشبّان المتحمّسون على مثال:"يا حكيم لا تعبس، بدّك قوات منلبس"!! وكأنّ الدكتور جعجع موجود في زنزانة تحت الأرض بكامل رضاه ولم يعبس بعد!! أو"وحدا بتحمي الشرقية، القوات اللبنانية"، والقوات لم تستطع حماية أفرادها أو حتى قائدها، فكيف ستحمي الشرقية أو غير الشرقيّة؟

كان معظم الرفاق التي تشكّلت منهم نواة المقاومة بشكل عفوي قد عانوا من الإعتقال في السجون قبل إعتقال الدكتور جعجع ومع إعتقاله وخاصة في سجن وزارة الدفاع ويعرفون القيود المتعدّدة والضغوط الهائلة التي يتعرّض لها المعتقلون فيه والدكتور جعجع واحد من هؤلاء. أدرك هؤلاء الرفاق منذ اليوم الأوٌل لإعتقال الدكتور جعجع أن السند الوحيد لهم هو"قوة ركابن" و "قوة كتافن"، كما ادركوا أنه من واجبهم ومن مسؤوليتهم أيضاً إطلاق مقاومة سلمية تواجه ما يُفْرَضْ على مجتمعنا من إملاآت ومن تزوير وتشويه لتاريخ المقاومة اللبنانية، والعمل من دون كلل للمساهمة في إخراج الدكتور جعجع من سجنه.

من واجبهم، لأن تربيتهم العسكرية(لم يكونوا يوماً حزبيّين بالمعنى الكلاسيكي ولو إنتسبوا إلى أحزاب المقاومة اللبنانية المتعدّدة بل كانوا دوماً مقاتلين ومقاومين) التي تربّوا عليها تحتّم عليهم عدم ترك جريح أو شهيد في أرض المعركة، وطبعاً عدم ترك أسير أيضاً، وكان الدكتور جعجع وباقي الرفاق بالنسبة لهم أسرى لدى"العدوّ". ومن مسؤوليتهم، لأن الطاقم السياسي المحيط بالدكتور جعجع ما خلا الدكتور توفيق هندي لم يبادر بحمل مشعل المقاومة والسير قُدُماً. لذلك تمّ الإعتماد على التربية العسكرية ذاتها، التي تقضي بأن يتقدّم الأشجع من بين المقاتلين لقيادة السرية أو الفصيلة عند خروج آمرها وكافة المسؤولين من بعده من المعركة لإصابة تعرّضوا لها. نشكر الله على نعمه الوفيرة، فلم يكن هناك شجاع واحد فقط بل الكثيرين من الأبطال الشجعان.

 

الاعتداء السافر الذي تعرضت له مراسلة قناة الحرة جينا عفيش على يد مجموعة من الموتورين

وكالات/15 حزيران/2020

صدر عن " إعلاميون من أجل الحرية" البيان الآتي:

انتظرنا بعد الاعتداء السافر الذي تعرضت له مراسلة قناة الحرة جينا عفيش على يد مجموعة من الموتورين، أن تتحرك الأجهزة الأمنية والقضائية، لمساءلة ومحاسبة المعتدين المعروفين، لكن هذا الاعتداء كما غيره من الاعتداءات التي طاولت مراسلي معظم الوسائل الإعلامية، مر على أنظار المسؤولين، وكأنهم لم يروا ما يستحق التحرك. إن هذه اللامبالاة من تلك الأجهزة، إزاء هذه الاعتداءات التي تمس صميم العمل الإعلامي،تضيف مسحة سوداء الى سجل لبنان في حماية الحريات، والأشد استغراباً عدم صدور أي رد فعل عن وزيرة الإعلام، وعن جميع الهيئات التي تدعي حماية الصحافيين.

نسأل النائب العام التمييزي القاضي غسان عويدات: هل بات من المسلم به أن يتعرض الإعلاميون للتعنيف اللفظي والجسدي فيما يفلت الغوغائيون من العقاب، وهل نأى القضاء بنفسه،عن تطبيق القانون لحماية الحريات؟

إننا وبموازاة التضامن مع الإعلامية عفيش ومع قناة الحرة، نطلب استدعاء المعتدين للتحقيق، ونؤكد أن هذه الاعتداءات ستواجه من الجسم الإعلامي بكل الوسائل، وهي كثيرة.

 

ارتفاع الجريمة يقرّب لبنان من «الانفجار الاجتماعي»/نسب عالية للقتل والسرقة والبطالة في ظل «كورونا» والانهيار الاقتصادي

بيروت: بولا أسطيح/الشرق الأوسط/15 حزيران/2020

بدأت الأرقام الرسمية تعكس الواقع الصعب الذي يرزح تحته اللبنانيون، والذي يرجح كثيرون أن يستمر لسنوات نتيجة الانهيار المالي والاقتصادي المتواصل. فحتى ولو انطلق تطبيق الخطة الإصلاحية التي أقرتها الحكومة، فإن، وحسب خبراء ماليين واقتصاديين، الخروج من النفق الحالي سيكون صعباً وطويلاً، ما يهدد بارتفاع إضافي في معدلات البطالة والجريمة. فحسب أرقام لقوى الأمن الداخلي، حصلت عليها «الشرق الأوسط»، ارتفعت جرائم القتل في الأشهر الـ5 الأولى من عام 2020 بنسبة 82.2% مقارنةً بالفترة عينها من عام 2019، فيما ارتفعت حوادث سرقة السيارات بنسبة 58.6% وعمليات السلب بنسبة 150%، في حين تراجعت نسب عمليات النشل 56.8%، والانتحار 28.2%. وترى مصادر أمنية أنه «رغم الارتفاع الذي تم تسجيله في بعض النسب، فإن ذلك ليس مؤشراً على تفلت أمني باعتبار أن بعض الأرقام تراجعت، ما يعني أن الأمور لا تزال تحت السيطرة»، مشددةً على أن «التوقيفات المستمرة والسريعة والملاحقات تشكل عمليات ردع لكل من تسول له نفسه ارتكاب جريمة ما». وتضيف المصادر لـ«الشرق الأوسط»: «الارتفاع المسجّل في بعض الأرقام، ليس غير مسبوق باعتبار أننا سجلنا أرقاماً مماثلة في العامين 2013 و2014».

وتؤكد المصادر أنه «تم توقيف معظم مرتكبي الجرائم، وقد تبين أن معظم هؤلاء قاموا بهذه العمليات لأسباب نفسية نتيجة (كورونا) والوضع الاقتصادي السيئ»، لافتةً إلى أن «هذه الظروف زادت من حالة الاحتقان لدى الكثيرين، فاتجه بعضهم إلى ردّات الفعل العنفية». وتشدد المصادر على أن «معالجة هذا الوضع تتم أولاً بمعالجة الأزمة الاقتصادية والاجتماعية»، مشيرةً إلى جهوزية قوى الأمن للتعاطي مع أي وضع مستجد، «فنحن دائماً على جهوزية عالية ونعمل بحرفية كبيرة». وتضيف: «شهدنا خلال الأشهر الماضية ازدياد نسب سرقة الصيدليات، وبعد إلقاء القبض على المرتكبين ونتيجة الجهوزية الدائمة تراجعت هذه العمليات حتى قاربت الانعدام». ويتخوف كثيرون من ارتفاع إضافي في معدلات الجرائم في لبنان خلال الأشهر المقبلة نتيجة تفاقم الأزمة المالية والاقتصادية التي بلغت مستويات غير مسبوقة خصوصاً أنها تترافق مع تدابير مشددة تتخذها المصارف التي تضع قيوداً كثيرة على السحوبات المالية. وينبه هؤلاء إلى انفجار اجتماعي، خصوصاً بعد تضخم نسبة البطالة في لبنان بعد إقفال الكثير من المؤسسات أبوابها وطرح مئات آلاف اللبنانيين من وظائفهم.وتشير أرقام الشركة «الدولية للمعلومات» إلى أن عدد العاطلين عن العمل قبل 17 أكتوبر (تشرين الأول) 2019 كان نحو 350 ألفاً أو 25% من حجم القوى العاملة، لافتةً إلى أن هذا العدد ارتفع إلى 430 ألفاً، أي بنسبة 32% بعد 17 أكتوبر. ورجحت دراسة «الدولية للمعلومات» ارتفاع العدد في الأشهر القادمة إلى مليون عاطل عن العمل أي بنسبة 65%، ما لم تحصل خطوات عملية سريعة لتداركه.

ومن بين المؤشرات التي اعتمدت عليها الدراسة، احتمال أن يصرف نحو 10 إلى 15 ألف أستاذ وموظف في المدراس الخاصة نتيجة عدم قدرة الأهالي أو امتناعهم عن تسديد الأقساط المتوجبة عليهم، وبالتالي تقليص عدد الصفوف وصولاً إلى إغلاق عدد من المدارس. وهذه النسبة تشكل 25% من إجمالي عدد العاملين في المدارس الخاص، كما إقفال عدد من المطاعم والفنادق والمؤسسات السياحية نتيجة عدم القدرة على تحمل ارتفاع الأعباء وتراجع المداخيل، وهذا الأمر قد يصيب نحو 50 ألف عامل، البعض منهم يعمل ولكنه يتقاضى راتباً مخفضاً بنسبة 20% و75%.

وفي الوقت الذي قد يربط فيه البعض ارتفاع معدلات الجرائم بالحجر الذي فرضه فيروس «كورونا»، ما أدى لآثار نفسية سلبية، رأت الدكتورة منى فياض، أستاذة علم النفس في الجامعة اللبنانية، أن «هذا الربط فيه شيء من المبالغة»، لافتةً إلى أن «هذا الوباء قد يكون ساعد في بروز مشكلات نفسية عند أشخاص لديهم هشاشة في علاقتهم بالآخرين، وانعكس عنفاً منزلياً وغيره كما أدى إلى ظهور أمراض نفسية كانت موجودة لكن الحجر والتقييد وتغيير نمط الحياة جعلها مكشوفة، إلا أنه برأينا السبب الرئيسي للعنف والجرائم هو الانهيارات الاقتصادية المتواصلة والتي كنا نتوقعها منذ نحو 5 سنوات لأسباب كثيرة».

وعددت فياض في تصريح لـ«الشرق الأوسط» بعض هذه الأسباب متحدثةً عن الاكتظاظ، وانهيار البنية التحتية، وتعطل آليات الحكم أو تعطيلها ما انعكس إفلاساً للدولة. وأضافت فياض: «لدينا مئات آلاف الأشخاص الذين فقدوا أعمالهم بسبب الأزمة التي فاقمها (كورونا)، والذي أتى كهدية سماوية للسلطة لتلقي اللوم والمسؤولية عنها، إلا أن كل دول العالم التي ضربها الوباء لم تفلس بل ساعدت شعبها واتخذت خطوات وتدابير لإعادة النفس لاقتصاداتها».

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

معهد سويدي: إسرائيل تحتفظ بـ 90 رأساً حربياً نووياً

ستوكهولم – وكالات/15 حزيران/2020

 أشار المعهد الدولي لدراسات السلام في السويد بان إسرائيل زادت من ترسانتها النووية خلال العام الحالي، وأنها تحتفظ حاليا بـ 90 رأسا حربيا نوويا. وأوضح المعهد أن العالم يشهد اتجاها معاكسا، إذ تراجع عدد الرؤوس الحربية التي كانت بحوزة الدول التسع النووية العام الفائت 465 ليصل عددها الإجمالي إلى 13 ألفا و400. وكانت مصادر أجنبية أخرى قاد أفادت بأن إسرائيل تملك نحو 200 من هذه الرؤوس الحربية النووية. يذكر أن إسرائيل لم تعقب رسميا على أخبار من هذا القبيل، وأن التعقيب الرسمي يقول إنها لن تكون الدولة الأولى في الشرق الأوسط التي ستعلن رسميا امتلاكها لأسلحة نووية.

 

“قيصر” يشعل الأسعار قبل تطبيقه غداً والأسد يقرُّ بأخطاء “البعث”

اشتباكاتٌ بين مُنشقين عن النظام السوري ومواليه في ريف دمشق... ومعركة إدلب على الأبواب

دمشق – وكالات/15 حزيران/2020

 مع اشتعال تظاهرات السويداء المطالبة برحيل الرئيس السوري بشار الأسد، وطرد أبرز داعميه إيران وروسيا أمس، اشتعلت أسعار السلع الأساسية في شتى أنحاء سورية بشكل جنوني، حتى بات كثيرون عاجزون حتى عن شراء الخبز مع زيادة سعر الدقيق بنسبة 300 في المئة، في ظل انهيار العملة المحلية، وذلك وسط ترقب لتطبيق قانون “قيصر” الأميركي، الخاص بمعاقبة نظام الأسد وداعميه، والذي سيبدأ تطبيقه غداً الأربعاء. وفي السياق، أكدت تقارير أن النظام السوري يعيش أزمة وصدمة تنذر بانهياره، فيما يشير المراقبون إلى أن الرئيس بشار الأسد بات على حافة الهاوية، مؤكدين أن غداً الأربعاء، سيكون قاسياً على النظام وحليفيه روسيا وإيران. في غضون ذلك، كشف الرئيس بشار الأسد، في كلمة مكتوبة لأعضاء حزب “البعث” الحاكم، أمس، عن “بعض الأخطاء ارتكبها الحزب خلال مسيرته، ما تسبب في تراجع دوره في بعض المراحل”. وأوضح أن “أخطاء حزب البعث الحاكم تسببت في تغييب الكوادر ذات الكفاءة”، مضيفاً إن “مسيرة الحزب لم تخل من الأخطاء التي يقع فيها الكثير من الأحزاب، والتي أدت لتراجع دوره في بعض المراحل”. وقال إنه “لا بد من القيام بأهم إجراء يحفظ المؤسسة الحزبية ويطورها ويقويها، وهو توسيع مشاركة القواعد الحزبية في اختيار ممثليهم لمجلس الشعب”.

ميدانيا، اندلعت اشتباكات بين “الفرقة الرابعة” التي يقودها شقيق الرئيس السوري ماهر الأسد من جهة، ومجموعة من عناصر “التسويات”، وذلك في مدينة الضمير بريف دمشق، انتهت بمقتل عدد من العناصر، فيما شهدت المناطق السورية حالة من الترقب لتطبيق قانون “قيصر” الأميركي للعقوبات، الخاص بمعاقبة نظام الرئيس بشار الأسد وداعميه، غداً الأربعاء، في حين استمرت التظاهرات المطالبة برحيل الاسد في السويداء. وقالت مصادر صحافية في دمشق، أول من أمس، إن الاشتباكات بين مؤيدي النظام ومعارضيه دارت في منطقة تحصن فيها ثمانية من عناصر “التسويات” من مدينة الضمير، أربعة منهم من أهالي المدينة الأصليين، ومثلهم من القاطنين فيها بعد انشقاقهم عن ميليشيا محلية تابعة لـ”الفرقة الرابعة”، وتواريهم عن الأنظار. وأضافت، إن “الفرقة الرابعة” استقدمت تعزيزات عسكرية كبيرة مدعومة بنحو عشر آليات عسكرية (دبابات وعربات “بي أم بي”)، إلى محيط منطقة المحطة على أطراف الضمير واقتحمت المكان.

وأشارت، إلى أن النظام استخدم طائراته خلال الاقتحام التي نفذت ثلاث غارات جوية على الأقل، استهدفت مكان تحصن المجموعة، مؤكدة مقتل جميع العناصر المنشقين عن “الفرقة الرابعة”.

وفي سياق آخر، سادت حالة من التوتر بين ميليشيا “الدفاع الوطني”، التابعة للنظام، وقوات تابعة لـ”الإدارة الذاتية” في مدينة القامشلي في محافظة الحسكة، أول من أمس.

وقالت مصادر محلية، إن التوتر بين الطرفين أدى لسلسلة اعتقالات متبادلة، حيث اعتقلت “الإدارة الذاتية” القيادي في “الدفاع الوطني” فاضل حوران على أحد حواجزها الأمنية، ما دفع بميليشيا “الدفاع الوطني” إلى استقدام تعزيزات إلى حواجزها في القامشلي للرد على هذا الاعتقال.

وأسفر هجوم نفذته طائرة مسيرة تابعة لقوات التحالف الدولي، عن مقتل اثنين من قادة تنظيم “حراس الدين” وإصابة ثالث، في الطرف الغربي لمدينة إدلب.

في غضون ذلك، ذكر مصادر النظام، أول من أمس، أن القوات الأميركية أدخلت رتلاً عسكرياً مؤلفاً من عشرات الآليات إلى القامشلي، آتياً من العراق. وفي الحسكة، انفجرت سيارة مفخخة في قرية مشرفة رمو بمنطقة رأس العين في الريف الشمال الغربي، ما أسفر عن وقوع قتلى ومصابين في صفوف المعارضة المسلحة، الموالية لتركيا. إلى ذلك، أكد مصدر ميداني سوري رفيع المستوى، أول من أمس، أن المهلة الإضافية التي منحتها روسيا للجانب التركي بهدف فتح الطريق الدولي “أم فور” بطريقة سلمية انتهت، مشيرا إلى أن تعزيزات ضخمة وصلت إلى جيش النظام عند خطوط التماس جنوب إدلب، وباتت المعركة هناك على الأبواب. وعن احتمال استئناف عمل عسكري في ريف إدلب قريباً، أكد أن “هذا الأمر بات واقعاً فالجيش السوري لن يبقى في موقع الدفاع أمام هذه الخروقات المتكررة شبه اليومية، ونحن حالياً نضع اللمسات الأخيرة على خطة العمل العسكري بالتنسيق مع الحلفاء على الأرض، فالمجموعات المسلحة وداعمها التركي لا يفهمون إلا لغة السلاح، ونحن جاهزون للتحاور بهذه اللغة”. من جهة أخرى، أعلن رئيس الدفاع الجوي في القوات الروسية ألكسندر ليونوف، عن إسقاط 45 طائرة مسيرة للمعارضة السورية. إلى ذلك، أعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية عباس موسوي، أن قمة ثلاثية بين إيران وروسيا وتركيا ستعقد قريباً، مشيراً إلى أن موعد القمة سيحدد خلال زيارة وزير الخارجية محمد جواد ظريف الحالية لأنقرة.

 

رفعت الأسد يحاكم أمام محكمة فرنسية بتهم الاختلاس والعمالة

باريس – وكالات/15 حزيران/2020

 كشف موقع “ميدل إيست آي”، أمس، عن قرار قريب للمحكمة الفرنسية يستهدف رفعت الأسد، بتهم اختلاس أموال من النظام السوري، والعمالة لدولة أخرى، وسرقة كنز أثري. ونشر الموقع، تقريراً أعده سايمون هوبر، عن القضايا المرفوعة بحق رفعت الأسد، قال فيه إنه “بالإضافة إلى سرقة الدولة السورية، هناك قضايا بحق رفعت الأسد تتعلق بمجازر ارتكبتها ميليشيا سرايا الدفاع، بقيادة رفعت الأسد، في مدينة حماة العام 1982”. وأضاف، إن “من القضايا الأخرى بحق رفعت، أنه عمل في السبعينات من القرن الماضي عميلاً للديكتاتور نيكولاي شاوشسكو، بحسب ما ورد في كتاب مدير المخابرات الروماني السابق”، مشيراً إلى أنه وجهت لرفعت ايضاً تهمة سرقة كنز من الآثار الثمينة عثر عليه جده في سورية في العام 1974.

 

جنيف تستضيف محاكمات دولية لجرائم أردوغان وانتهاكاته

جنيف – وكالات/15 حزيران/2020

 تعقد منظمة حقوقية في جنيف، جلسة محاكمة رمزية لحكومة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، في سبتمبر المقبل. وذكرت المنظمة الدولية، أن محاكمة حكومة أردوغان تأتي بسبب انتهاكات لحقوق الإنسان، مشيرة إلى أن المحكمة ليست هيئة ملزمة قانوناً، لكن حكمها سيكون له سلطة معنوية.

وأضافت أن المحكمة تتضمن وقائع تفصيلية عن تعذيب السجناء والمحتجزين في تركيا، مشيرة إلى مطالبة جمعيات دولية المحكمة بتناول جرائم الحرب المرتكبة من الجيش التركي في سورية وليبيا. ودعت جمعيات دولية المحكمة لفتح ملف تعاون حكومات أردوغان المتعاقبة مع المنظمات الإرهابية.

في غضون ذلك، أعلن حزب “الشعوب الديمقراطي” أن القوات الأمنية فرّقت مسيرات سلمية احتجاجية للحزب في مناطق عدة في تركيا، مضيفا أن “مسيرات الديمقراطية” التي تتواصل حتى يوم السبت المقبل، تهدف لجذب الانتباه للقمع الممنهج الذي تقوم به الحكومة التركية ضد الحزب والمعارضة بصورة عامة. وأضاف أن الشرطة استخدمت الغاز المسيل للدموع واحتجزت عشرة أشخاص عقب اشتباك مع نواب في منطقة سيليفري في اسطنبول، حيث تجمع أنصار الحزب قبل التوجه إلى أدرنة.

 

ملك الأردن يرفض محادثة نتانياهو هاتفياً وتجاهل استقبال غانتس

رام الله، عواصم- وكالات/15 حزيران/2020

 رفض العاهل الأردني عبد الله الثاني، الحديث مع رئيس الحكومة الإسرائيلي بنيامين نتانياهو هاتفيًا، ولم يحدد موعدًا للقاء رئيس الحكومة البديل وزير الدفاع بيني غانتس، الذي طلب لقاء العاهل الأردني لبحث خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، والمعروفة باسم “صفقة القرن” . وأوضح مصدر أردني، أن هذا الأمر يأتي في ظل الأزمة التي تعصف بالعلاقات الأردنية الإسرائيلية بسبب خطة الضم أحادية الجانب التي يعتزم بنيامين نتانياهو القيام بها في الأول من يوليو المقبل، وتشمل غور الاردن، وعدة مستوطنات في الضفة الغربية.

وأبلغ الأردن المسؤولين الإسرائيليين أنه لن يقبل بأي ضم لا أحادي ولا قسري، وإن أي ضم هو خرق للقوانين الدولية واحتلال للأرض الفلسطينية. من ناحية أخرى، يدور نقاش في الحكومة الإسرائيلية الموسعة حول الضم، إذ يعارض بيني غانتس وشريكه غابي أشكنازي، الضم الأحادي من دون أي تنسيق مع الجيران. وفي السياق، أفادت هيئة البث الإسرائيلية الرسمية “كان”، بأن رئيس جهاز “الموساد” يوسي كوهين، سيجري خلال الأيام القريبة المقبلة اتصالات مع رؤساء وزعماء دول عربية من بينها مصر والأردن. وأوضحت “كان” أن هذه الاتصالات تهدف إلى “جس نبض” تلك الدول حيال خطة إسرائيل ضم أجزاء من الضفة الغربية، والاستماع إلى مواقف الدول وخطط ردها، إلى جانب محاولة التخفيف من حدة الردود المتوقعة في حال أقدمت إسرائيل على تنفيذ الضم​​​. من جانبها، أكدت حركة التحرير الوطني الفلسطيني “فتح”، أن ليس لها هدف في هذه المرحلة سوى كسر وإفشال مخطط الضم الاستعماري، الذي تعمل على تنفيذه دولة الاحتلال هذه الأيام، مضيفة” إن معركتنا الأساسية مع الاحتلال وكل قوى الظلام التي تسانده في العالم ولن نسمح بحرف البوصلة”. وقال أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات إنه إذا ما أقدم نتانياهو على ضم سنتيمتر واحد من الأراضي الفلسطينية فسيكون بذلك قد قضى على أي احتمال للسلام في المنطقة. ميدانيا… اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي، 7 فلسطينيين من رام الله وطولكرم، ونابلس، سلفيت.

 

العراق يرفض الاستفزازات التركية ويستنكر انتهاك أجوائه/مطالباتٌ باستدعاء سفير أنقرة وتسليمه مذكرة احتجاج... والكاظمي منع العسكريين من إبداء آراء سياسية

بغداد – وكالات/15 حزيران/2020

 استنكر العراق، أمس، اختراق أجوائه من قبل الطائرات التركية، واستهدافها مخيماً للاجئين. وذكرت قيادة العمليات المشتركة، في بيان، أن “18 طائرة تركية اخترقت الأجواء العراقية باتجاه سنجار ومخمور والكوير وأربيل، وصولاً إلى قضاء الشرقاط بعمق 193 كيلومتراً من الحدود التركية داخل الأجواء العراقية، واستهدفت مخيماً للاجئين قرب مخمور وسنجار”. وأضافت، إن “الطائرات التركية عاودت الاقتراب من الحدود العراقية حتى ساعة متأخرة ليل أول من أمس، وهذا التصرف الاستفزازي لاينسجم مع التزامات حسن الجوار وفق الاتفاقيات الدولية، ويعد انتهاكاً صارخاً للسيادة العراقية”. وشددت، على أنه “يجب إيقاف هذه الانتهاكات احتراماً والتزاماً بالمصالح المشتركة بين البلدين”، داعية إلى عدم تكرارها. وأكدت، أن “العراق على أتم الاستعداد للتعاون بين البلدين وضبط الأوضاع الأمنية على الحدود المشتركة”.

من جهته، دعا عضو لجنة الأمن والدفاع النيابية كريم عليوي، وزارة الخارجية، إلى استدعاء السفير التركي لدى العراق وتسليمه مذكرة احتجاج على انتهاك أنقرة للسيادة العراقية. وقال عليوي، في بيان، إن “التعدي المستمر على الأراضي العراقية من قبل القوات التركية يعتبر انتهاكاً صريحاً لسيادة العراق”. وأضاف، إن “على رئيس الوزراء ووزير الخارجية استدعاء السفير التركي وتسليمه ورقة احتجاج ولربما تصل إلى الشكوى لدى الأمم المتحدة”، مؤكداً أن “ما أقدمت عليه (تركيا) من انتهاك سافر لسيادة العراق يعتبر استخفافاً بالقرارات الأممية من جهة وسيادة العراق من جهة أخرى”. وكانت وزارة الخارجية التركية، في بيان، فجر أمس، أعلنت أن الطائرات الحربية التركية أغارت على مواقع لـ “حزب العمال الكردستاني”، مضيفة إن الطائرات دمرت مخابئ “الإرهابيين” في الكهوف. وأشارت، إلى أن عملية ” كلو إيغل” أو “مخلب النسر” استهدفت من بين أشياء أخرى، مواقع في جبال قنديل قرب الحدود الإيرانية على بعد نحو 100 كيلومتر جنوب تركيا، كما تم استهداف مواقع أيضاً في سنجار وقنديل وكاراكاك وزاب وأفاسين باسيان وهاكورك.

وأعلنت، أن “سلاح الجو دمر 81 هدفاً لحزب العمال الكردستاني”.

من ناحية ثانية، وجه رئيس الوزراء القائد العام للقوات المسلحة مصطفى الكاظمي، أول من أمس بمنع قادة الأجهزة الأمنية والعسكرية من إبداء الآراء السياسية عبر وسائل الإعلام. وعزى الخبير الأمني هشام الهاشمي، الإجراء “لمزيد من الضبط العسكري والأمني ولتحييد فوضى التصريحات المتناقضة من الجهات العسكرية والأمنية الرسمية”. من جهة أخرى، أعلنت خلية الإعلام الأمني، أول من أمس، ضبط مركبة صغيرة لنقل البضائع مجهزة بمنصات لإطلاق صواريخ “كاتيوشا” شمال بغداد. وذكرت، أنه “بناء على التوجيه العاجل بتخصيص جهد استخباري لمتابعة الجهات التي تعمل على استهداف المعسكرات الخاصة بالقوات الأمنية العراقية، تمكنت قواتنا من رصد عجلة تحمل منصات إطلاق صواريخ كاتيوشا، وتحديداً في منطقة الراشدية قرب شركة النفط”، في محافظة بغداد. وأضافت، إنه “أثناء التقرب منها انطلق صاروخان بشكل تلقائي وسقطا في منطقة نائية من دون خسائر تذكر وتمت السيطرة على العجلة وإبطال جميع الصواريخ المتبقية”. وأوضحت، “تمكنت قواتنا من الحصول على معلومات مهمة تؤدي إلى معرفة الذين أقدموا على هذا العمل الإرهابي”. في غضون ذلك، أفاد مصدر أمني بمحافظة نينوى، ليل أول من أمس، بمقتل جندي وإصابة ثلاثة آخرين بانفجار عبوة ناسفة شمال غرب الموصل، فيما تم ضبط وكرين لعناصر تنظيم “داعش” في كركوك، فضلاً عن اعتقال إرهابي. من جهة أخرى، أكد الرئيس العراقي برهم صالح، والرئيس المشترك لـ “الاتحاد الوطني الكردستاني” بافل طالباني، أهمية حل الملفات بين الحكومة الاتحادية وإقليم كردستان. وذكرت الرئاسة العراقية، في بيان، أن “صالح التقى بطالباني، وجرى خلال اللقاء بحث في الأوضاع السياسية والأمنية ومكافحة جائحة كورونا وانعكاساتها الاقتصادية”.

 

“الحشد الشعبي” ينشر رسالة المهندس للسيستاني قبل مقتله

بغداد – وكالات/15 حزيران/2020

نشر “الحشد الشعبي”، رسالة رئيسه السابق أبومهدي المهندس الأخيرة، إلى المرجع الشيعي الأعلى في العراق علي السيستاني وذكرت وكالة “فارس” الإيرانية للأنباء، أول من أمس، أن هذه الرسالة تنشر للمرة الأولى، وذلك بالتزامن مع الذكرى السنوية لتأسيس “الحشد الشعبي” وفتوى “الدفاع الكفائي”، التي أصدرها السيستاني لمواجهة تنظيم “داعش”. وأضافت، إن المهندس “وجه رسالته إلى السيستاني بعد خطبة الفتوى الشهيرة ملبياً النداء”. في سياق متصل، كشفت وسائل إعلام عراقية، عن اسم القيادي في “الحشد الشعبي” الذي قتل برفقة المهندس وسليماني، وهو “الشيخ المجاهد جمال جعفر التميمي من مواليد البصرة القديمة في العام 1954”. وذكرت، أنه “دخل كلية الهندسة التكنولوجية في بغداد العام 1973، وتخرج منها في العام 1977، وبعد إكمال الخدمة الإلزامية نسب إلى المنشأة العامة للحديد والصلب في البصرة، وعمل فيها مهندساً مدنياً، ثم حصل على شهادة الماجستير في العلوم السياسية”.

 

سفير إيران لدى بغداد: سنرد على أي منطقة يهاجمنا منها الأميركان

بغداد، عواصم – وكالات/15 حزيران/2020

 رد السفير الإيراني في بغداد ايرج مسجدي، على أنباء تعرض بلاده لهجوم أميركي جديد، قائلا إن طهران “سترد على أي منطقة يهاجمنا منها الأميركان مستقبلا”. وزعم مسجدي في مقابلة خاصة مع قناة “العراقية”، إن بلاده “تريد علاقات ودية مع جميع الدول العربية”، مضيفا أن “اتجاه إيران هو التعاون والمساعدة والدعم والإسناد لحكومة مصطفى الكاظمي، لأنها جاءت حسب الإرادة الشعبية ونالت ثقة البرلمان العراقي”. وأوضح: “أعلنا استعدادنا لجميع أنواع التعاون، ونحن على ثقة أن العلاقات بين البلدين ستتوسع وتتعزز وتتقدم بشكل جيد في مدة تولي الكاظمي، المهم لنا هي المصالح المشتركة، إيران تحتاج العراق والعراق كذلك يحتاجنا في مختلف المجالات”. وتابع: “التقيت الكاظمي وعدد لا يستهان به من الوزراء، وناقشنا العلاقات الثنائية والملفات الموجودة بين إيران والعراق وقمنا بدراستها”، مضيفا “صحيح أن حكومة الكاظمي تختلف عن الحكومات السابقة، لكن الحاجات والضرورات التي تربط البلدين لا تتغير، ونستطيع أن نضع برنامجا جديدا للتعاون في قادم الأيام”

 

مصرع مهندس الطائرات المُسيَّرة الحوثية بغارة للتحالف العربي/"الانتقالي الجنوبي" اتهم الحكومة اليمنية بتجنيد أطفال

عدن – وكالات/15 حزيران/2020

 اعترف الحوثيون، بمصرع أحد قياداتهم العسكرية البارزة، وهو العميد محمد عبده مصلح الغولي. وأقر ناشطون حوثيون ووسائل إعلام تابعة للانقلابيين، بمصرع الغولي، مؤكدين تشييع جثمانه أول من أمس، بمسقط رأسه في مديرية ريدة بمحافظة عمران، شمال صنعاء.

من جهتها، قالت مصادر يمنية، إن الغولي خبير متخصص بالطيران المسير المفخخ، مؤكدة أنه من ضمن العناصر الحوثية التي تلقت تدريباتها في إيران على أيدي “الحرس الثوري” الإيراني، في مجال الطيران المسير وعمليات التفجير. ورجحت، أن الغولي لقي مصرعه في المعارك الدائرة بجبهة نهم شرق صنعاء، وسط تأكيدات عن مقتله ضمن قيادات حوثية أخرى بغارة جوية لتحالف دعم الشرعية في اليمن بذات الجبهة. في غضون ذلك، أحبط الجيش اليمني، مسنوداً بطيران التحالف العربي، هجوماً شنه الحوثيون على أحد المواقع في جبهة نجد العتق بمديرية نهم شرق صنعاء، ما أسفر عن مصرع ثمانية من عناصر الانقلابيين. وكان الناطق الرسمي باسم الجيش اليمني، العميد الركن عبده مجلي، أوضح أن قوات الجيش تقدمت وسيطرت على عدد من المواقع في منطقة نجد العتق بمديرية نهم شرق صنعاء. وناشد، منظمة الصليب الأحمر الدولي للقيام بانتشال جثث قتلى الحوثيين المنتشرة في شعاب ووديان منطقة نجد العتق. من ناحية ثانية، اتهم “المجلس الانتقالي الجنوبي”، في بيان، أول من أمس، الحكومة اليمنية، بتجنيد أطفال للقتال. وذكر المجلس، أن “رئيس الإدارة الذاتية للجنوب اللواء أحمد بن بريك، التقى رئيس بعثة الصليب الأحمر في عدن عبدالرحمن إسماعيل”، مشيراً إلى مطالبة بن بريك البعثة بإدانة تجنيد الأطفال وإقحامهم في الحرب الدائرة في محافظة أبين من قبل الحكومة اليمنية. وأضاف، إن “الإدارة الذاتية ستطلق جميع الأسرى لديها من أبناء الجنوب باستثناء من ثبت ضلوعهم في قضايا إرهابية”. على صعيد آخر، حذر وزير الإعلام معمر الإرياني، من خطورة الأوضاع التي يعانيها أطفال اليمن في مناطق سيطرة الحوثيين، وذلك ‏في كلمة له بمناسبة اليوم العالمي لمكافحة عمل الأطفال. وقال، “إننا نتذكر عشرات الآلاف من الأطفال الذين استدرجهم الحوثيون من منازلهم ومدارسهم، وغسل أدمغتهم بالأفكار الطائفية الإرهابية الدخيلة على الشعب اليمني واخضاعهم لدورات عسكرية والزج بهم في جبهات القتال خدمة لنظام إيران”. وأضاف، إن الحوثيين أقاموا في صنعاء ومناطق أخرى مراكز صيفية لجمع الأطفال وتلقينهم محاضرات عن “التربية الجهادية” بهدف بناء جيل من الإرهابيين والمتطرفين، المؤدلجين بثقافة الموت والكراهية. من جهة أخرى، بحث وزير الخارجية العماني يوسف بن علوي، أول من أمس، المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث، في الجهود التي تقوم بها الأمم المتحدة لإحلال السلام باليمن.

 

الجامعة العربية تُحذِّر من تعرُّض الوضع الإنساني لانهيار مُروِّع في اليمن

القاهرة – د ب أ/15 حزيران/2020

 حذر الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، أمس، من أن الوضع الإنساني في اليمن قد يتعرض لانهيار مروع إذا لم يتحمل العالم مسؤولياته بسرعة، خصوصاً مع اتجاه عدد من البرامج ومنظمات الأمم المتحدة لإنهاء نشاطها خلال الأسابيع المقبلة في ضوء نقص التمويل.

ووجه أبوالغيط، نداء، إلى المنظمات والهيئات الإنسانية والدول القادرة على تقديم المساعدة بشكل عاجل للإبقاء على برامج الأمم المتحدة في اليمن، وتفادي سيناريو كارثي لا ينبغي أن يحدث تحت بصر وسمع العالم في القرن الحادي والعشرين. وقال، إن مؤتمر المانحين، الذي عقد في الثاني من يونيو الجاري، برعاية السعودية والأمم المتحدة، لم ينجح في سد الفجوة التمويلية بشكل كامل، إذ لم توفر الدول سوى 637 مليون دولار، وهو ما يمثل أقل من نصف ما تعهدت به من منح وتبرعات. وأضاف، إن 80 في المئة من سكان اليمن يعتمدون على المساعدات لكي يبقوا على قيد الحياة، مؤكداً أن اليمن يمثل أكبر أزمة إنسانية في العالم، حيث يواجه هجمة جائحة “كورونا”، مع أمراض وبائية أخرى.

 

أفغانستان تشتكي إيران لمجلس الأمن وتطلب التحقيق في مقتل لاجئيها/مشروع قرار أميركي لتمديد حظر توريد الأسلحة... و"الطاقة الذرية": طهران ترفض تفتيش موقعين مشبوهين

واشنطن، كابول، طهران، عواصم – وكالات/15 حزيران/2020

 أعلنت وزارة الخارجية الأفغانية أن وفداً سيغادر إلى طهران، لبحث المواضيع الخلافية بعد حادثين وقعا مؤخرا في إيران وأديا إلى مقتل عدد من العمال الأفغان، ما تسبب بموجة غضب عارمة في أفغانستان. وذكرت الخارجية الأفغانية أن رسالة وجهت إلى مجلس الأمن بشأن انتهاكات إيران بحق اللاجئين الأفغان، مشيرة إلى أن ممارسات إيران العدوانية تجاه اللاجئين الأفغان مستمرة. وأكدت أنها تنتظر نتائج تحقيقات إيران بشأن قتل لاجئين أفغان، مشيرة إلى أن كابول طلبت من طهران تقديم المتورطين بقتل اللاجئين للعدالة. من جانبها، قدمت الولايات المتحدة الأميركية مشروع قرار جديد إلى مجلس الأمن أمس، شمل سلسلة من القرارات والإجراءات على خلفية سلوك إيران في المنطقة وهجماتها الإقليمية. وتضمنت سلسلة القرارات منع جميع الدول الأعضاء من توريد أو بيع الأسلحة إلى إيران، وحظر بيع أو نقل إيران للأسلحة للخارج، وتفتيش جميع البضائع التجارية القادمة أو المتجهة للأراضي الإيرانية، بما يتفق مع القانون الدولي، على أن تقوم الدول الأعضاء بمصادرة أي سفينة إيرانية والتخلص منها، إذا كانت ضالعة في أنشطة محظورة دوليا، وتجميد الأموال والأصول التي تدعم الأنشطة الإيرانية المحظورة. وجاءت المسودة لمشروع القرار الأميركي الذي تم توزيعه على الدول الأعضاء في مجلس الأمن الليلة الماضية، تحت الفصل السابع من الميثاق، ويتم تدارسها حاليا بين الدول الغربية الثلاث في مجلس الأمن، بريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة، وتنوي واشنطن تقديمها أولا إلى روسيا والصين، وبعد ذلك إلى أعضاء مجلس الأمن بعد الانتهاء من التفاوض مع حلفائها الدائمين فرنسا وبريطانيا. وقال ديبلوماسيون في نيويورك إن المسودة الجديدة تعتبر أكثر تشددا، من مسودة كانت واشنطن أرسلتها في وقت سابق هذا الشهر إلى روسيا.

من جانبه، أعرب وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو عن ثقته في تمديد حظر الأسلحة على إيران، قائلاً إن واشنطن خططت لتحقيق هذا الهدف، ومؤكدا أن “سياسة واشنطن تجاه طهران تعتمد على خطط بعيدة المدى، لتغيير سلوك النظام الإيراني”.

وقال إنه “يمكن لروسيا أن تبيع معدات لإيران، حيث إنهم يبحثون عن هذه الفرصة. يمكن للصين أن تبيع الدبابات لإيران. أنا متأكد من أنهم يتطلعون لكسب المال بهذه الطريقة، إلا أننا لدينا خطة نعتقد أنها ستمنع ذلك”. في غضون ذلك، أكدت الوكالة الدولية للطاقة الذرية في مستهل اجتماع محافظي الوكالة الفصلي أمس، أن إيران لم تسمح لمسؤوليها بتفتيش موقعين مشبوهين. وقال المدير العام للوكالة رفائيل ماريانو غروسي، لمجلس محافظي الوكالة: “طلبنا من إيران تفتيش الموقعين منذ أربعة أشهر ولم يصلنا رد”، مضيفا أن “إيران لم تدخل معنا في مفاوضات جدية، حول المسائل ذات الصلة بالمواد والنشاطات غير المعلنة”.

في المقابل، اعتبرت الخارجية الإيرانية أن “تمديد حظر التسلح المفروض على إيران بعد انتهائه في أكتوبر المقبل، خط أحمر وينتهك القانون الدولي”. وطالب المتحدث باسم الخارجية عباس موسوي، واشنطن “بالتوقف عن ممارسة الإرهاب الاقتصادي على إيران، والعودة للاتفاق النووي والجلوس على طاولة الدول الموقعة على الاتفاق، للتفاوض معنا من جديد”. وهدد الوكالة الدولية للطاقة الذرية بما وصفه بـ “رد متقابل”، مشيرا إلى أن طهران ستعيد النظر في تعاونها معها، نافيا ما تضمنه تقريرها الأخير من “مزاعم غير واقعية وغير شرعية، داعيا الوكالة للوقوف على الحياد وأن لا تتأثر تقاريرها بمزاعم إسرائيل. على صعيد آخر، وصف موسوي تقرير الأمين العام للأمم المتحدة أنطونیو غوتیریس حول “أرامكو”، بأنه “مزاعم لا أساس لها، ونعتقد أنه يستند إلى ضغوط مارستها الولايات المتحدة والنظام السعودي. لا یوجد دلیل أو وثيقة تدعم الادعاءات، وقد أعدوا تقريرا یعتمد علی مجموعة من المعلومات والضغوط المفروضة. ننصح السعودية بالكف عن الأوهام”. من جانبه، حذر سكرتير المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي شمخاني، من أنه “إذا تم تمديد حظر الأسلحة، فإن اتفاق طهران النووي مع القوى العالمية سيذهب إلى الموت الأبدي”، وفق تعبيره.

على صعيد متصل، ناشدت إيران صندوق النقد الدولي مواجهة الرفض الأميركي، ومنح البلاد قرضا بقيمة خمسة مليارات دولار. ووفقا لوكالة “بلومبرغ” الأميركية للأنباء، قال الرئيس الإيراني حسن روحاني إن الولايات المتحدة لا تزال تعرقل طلب إيران في الحصول على القرض، مضيفا “نأمل ألا يظل مجلس إدارة صندوق النقد الدولي تحت ضغط الولايات المتحدة، وأن يفي بالتزاماته لكل الدول”.

 

مصر تهدد: “خيارات أخرى” بوجه تعنت إثيوبيا حول “سد النهضة”

بكري: لا نُهدد ولا نركع ولا نفرط والشعب مع أي قرار يتخذه السيسي

القاهرة، عواصم – وكالات/15 حزيران/2020

 هدد وزير الخارجية المصري سامح شكري أمس، بما أسماه لجوء مصر إلى خيارات أخرى إذا استمرت إثيوبيا في تعنتها خلال المفاوضات بشأن “سد النهضة”. وأكد شكري أن مصر التزمت بنهج التفاوض على مدار السنوات الماضية، وتحلت بنوايا صادقة للتوصل إلى اتفاق منصف وعادل يحقق مصالح الدول الثلاث، مضيفا أن “الموقف التفاوضي الأخير لا يبشر بحدوث نتائج إيجابية مع استمرارية نهج التعنت الإثيوبي”. وشدد على أنه “إزاء هذا التعنت الإثيوبي ستضطر مصر لبحث خيارات أخرى، كاللجوء إلى مجلس الأمن الدولي “ليضطلع بمسؤولياته في تدارك تأثير الملف على السلم والأمن الدوليين، عبر الحيلولة دون اتخاذ إثيوبيا إجراء أحادي يؤثر سلباً على حقوق مصر المائية”. من جانبه، أكد النائب المقرب من الحكومة المصرية مصطفى بكري، أن مصر تتمسك بالحل السياسي، مشددا على أنها لن تفرط في حقوقها. وقال بكري في تغريدات على “تويتر”، إنه “عندما يخرج نائب رئيس الأركان في إثيوبيا ليهدد بإعلان الحرب ضد مصر، ويتبجح قائلا إن إثيوبيا تعرف جيدا كيف يمكنها إدارة الحرب كلما حان وقتها، فهذا مردود عليه بأن مصر ما زالت تدعو وتتمسك بالحل السياسي”. وأضاف: “لكن مصر لا تفرط في حقوقها ولا تقبل بالتفريط في حصتها المائية التي حددتها الاتفاقات الدولية”، معتبرا أن أثيوبيا “هي التي انقلبت على اتفاق إعلان المبادئ، لأنها تنفذ أجندة تهدف إلى تركيع مصر، مصر لا تهدد ولا تركع يا هذا”. وتابع أنه “إذا كانت مصر تفضل الحل السياسي فليس معنى ذلك أنها غير قادرة على الحفاظ على حقوقها بكل الوسائل، أنتم الذين تخليتم عن عهودكم وأنتم الذين تعمدتم تضييع الوقت ومحاولة فرض الأمر الواقع، وثق أن مصر لا تفرط في حقوقها أبدا، وأي قرار سيتخذه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي كل الشعب سيقف خلفه”. في غضون ذلك، استؤنفت المحادثات أمس، جارفة مفاوضات إثيوبيا ومصر والسودان نحو الاتفاق تارة والخلاف تارة أخرى، حول النقاط المتبقية لملء خزان “سد النهضة، حيث وضع

وزراء مصر والسودان أمام إثيوبيا على طاولة النقاش، قضايا على الأخيرة البت فيها وهي النقاط الفنية المثارة من الجانب المصري بشأن إجراءات مواجهة الجفاف والجفاف الممتد وسنوات الشح المائي، واعتراضها على البنود التي تضفي الصبغة الإلزامية قانوناً على الاتفاق، أو وضع آلية قانونية لفض النزاعات التي قد تنشب بين الدول الثلاث مستقبلا لإنهاء تسعة أعوام من الخلاف المائي بينها. قضائيا، قضت محكمة جنايات أمن الدولة طوارئ  في مصر، بمعاقبة ثلاثة متهمين بالإعدام شنقا وثمانية بالسجن المؤبد، في قضية محاولة اغتيال مدير أمن الإسكندرية السابق مصطفى النمر، وهي الواقعة التي تضمنت قتل اثنين من أفراد حراسته والشروع فى قتل آخرين.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

بالأسماء: سرايا المقاومة تخرّب طرابلس.. د.مصطفى علّوش: مناطق السنّة مخترقة ويائسة وفاقدة للقيادة

نسرين مرعب/اساس ميديا/الثلاثاء 16 حزيران 2020

منذ 17 تشرين، وطوال أشهر الثورة، وما بعدها، ظلّت طرابلس "عروس الثورة". ساحة النور فيها مفتوحة على جلّ الديب والنبطية، من شبّاكها أطلّ ثوّار بيروت، ومن بوابتها انفتحت على ثوّار صيدا والبقاع. وكادت أن تختصر الثورة بفرحها العارم، وساحتها المليئة بالأهازيج والأغنيات.

مشهد طرابلس أغضب كثيرين. كان لا بدّ من إسكاتها، من تشويه صورتها، من إهدائها مكان الوردة سكّيناً. يا طرابلس.

في الأسابيع الأخيرة من موجة الثورة الأولى، وقبل أن يأتي فيروس كورونا ويفرغ شوارع الكوكب كلّه، بدأت أصابع حزبية ومخابراتية تحاول "البلغصة" في المدينة. ولم يكد لبنان يعود إلى حياته الطبيعة، حتّى عادت الأصابع، بخبرة أكبر، وعزيمة أكثر سواداً، على تشويه المدينة وصورتها.

معلومات "أساس" الأمنية تؤكّد أنّ مجموعات من "سرايا المقاومة" عملت على ترويع السكّان والتجّار في الأيام الأخيرة. وقد بات واضحاً لكلّ الثوّار أنّ "الغِربية" وامتداداتهم داخل المدينة، هم الذين قادوا عراضات "الموتوسيكلات" خلال الأيام الأخيرة.

المجموعات دخلت إلى المدينة بغطاء من وجوه معروفة في "السرايا" وبولائها لحزب الله، منذ سنوات. فهناك مجموعة يقودها من باب التبانة م.أ.، وفي البدّاوي ن.م. وأولاده، وهناك مجموعة تتبع ك.خ. من المنية، وهو المعروف بولائه لحزب الله وسط جزء من عائلته الكبيرة. إلى جانبهم مجموعة يقودها شخص من آل رومية أيضاً يتبع ك.خ.، ومجموعة أخرى يقودها شخص من آل موري، كذلك من التابعين للشخص نفسه.

ورصدت العيون الأمنية مجموعات يموّلها ن.ش.، وهو نجل شيخ شهير في المدينة، كان ابنه الثاني قد انكفأ عن العمل التنظيمي قبل فترة، ليتصدّر شقيقه مهمة قيادة وتمويل هذه المجموعات، التي راحت تروّع الأهالي في الأيام الماضية وصولاً إلى فرض خوّات على المحلات.

التوقيفات طالت العشرات منهم، 70 بحسب المصادر القضائية، وقد باتوا في قبضة الأجهزة الأمنية، لكنّ الناشطين يتخوّفون من تدخلات حزبية وسياسية تلطق سراح معظمهم، ليعودوا إلى الشارع، برعاية حزبية وأمنية علنية.

المشهد في طرابلس خلال نهاية الأسبوع الماضي كان يشبه مشهد بيروت، حين خرجت "الموتوسيكلات" من ضاحية بيروت الجنوبية والخندق الغميق ومن مواقع أخرى لتدمير وسط بيروت.

في طرابلس كذلك خرجت مجموعة دراجات نارية يقودها شبّان لا تتعدّى أعمار الواحد منهم الـ17 أو 18، جابوا شوارع المدينة، راشقوا المطاعم والأفران بالحجارة لإجبار أصحابها على الإغلاق تحت ذريعة "الجوع". واللافت أنّ هذه المطاعم لطالما كانت إلى جانب الثوار والثورة، وبعضها مدّهم بالطعام والشراب، من جيوب أصحابها.

بعد هدوء "المعركة"، بدأت الصورة تتضح بالنسبة للثوار، فنشرت صفحة "نبض الثورة"، أسماء الجهات المسؤولة عن التخريب. وهي جهات موالية لحزب الله.

في السياق نفسه، أكّد عدد من الناشطين تورّط شبان من خارج طرابلس.

مسؤول "حراس المدينة" أبو محمود شوك نفى لـ"أساس" علاقته بما قامت به المجموعات، معلناً "رفضنا وشجبنا هذه الأعمال" وأضاف: "نحن على مدى 5 سنوات لم نقدم على أيّ عمل عنفي أو تكسير أو تخريب".

يؤكد شوك أنّ هذه المجموعات غريبة عن ساحة النور، ولا علاقة لها بالثوار "هم مسيّرون ومن خارج المدينة"، رافضاً توجيه أصابع الاتهام لأيّ طرف دون دليل طالباً "من الأجهزة الأمنية التحقيق". وكشف "تفعيل اللجان الشعبية لحماية أرزاق الناس".

ما جرى ليل أمس بحسب شوك يهدف إلى "الانتقام من سمعة طرابلس. طرابلس دفعت فاتورة كبيرة، واستحقّت لقب عروس الثورة. هناك من يريد أن يحوّلها لصندوق بريد وأن يشوّه سمعتها".

هؤلاء المندسون كان يدخلون على أعين الأجهزة دون أن تمنعهم

هذه المعلومات لم ينفها الناشط في حراك عكار إبراهيم وهبي، الذي كان موجوداً في طرابلس ليل السبت والأحد، ومواكباً التحرّكات على الأرض. فأوضح أنّ "المجموعة تتألف من شبان لا تتخطّى أعمارهم الـ17 عاماً، وهم من مناطق عدّة". ولا يستبعد وهبي أن يكون بعضهم من عكّار، مشدّداً في الوقت نفسه على أنّهم ليسوا من ثوار عكار، وانّ لا سابق معرفة بهم لا منه ولا من الناشطين المعروفين.

وهبي الذي كان في ساحة النور لحظة وصول الشبّان، ينقل لـ"أساس" الأجواء كما رصدها: "وصلت هذه المجموعة وبدأت بالتخريب. بعضهم موالون للنائب فيصل كرامي وللحزب القومي السوري". وفيما يرفض وهبي أن يدين أحداً، ينقل لنا أيضاً ما تمّ تداوله بأحد الفيديوهات عن تورّط شخص من عائلة شعبان وآخر من عائلة الموري.

هوية المجموعات بحسب وهبي تؤكدها أو تنفيها الأجهزة الأمنية، مشيراً في الوقت نفسه إلى أنّ "هؤلاء المندسين كان يدخلون على أعين الأجهزة دون أن تمنعهم".

لا ينفي وهبي تشابه مشهد ليل أمس، مع مشهد وسط بيروت "الثقافة نفسها والمخطّط نفسه"، لافتاً إلى أنّ بعض الأشخاص في طرابلس خرجوا علناً في الأيام الماضية وأكدوا رفضهم للمطالبة بتسليم سلاح حزب الله وشدّدوا على أنّهم مع المقاومة.

ماذا يقول سياسيّو المدينة؟

"هذه المجموعات تدور في فلك حزب الله، ويمكن وضعها في إطارين، الأوّل سرايا المقاومة ويديرها شخص أمني، والثاني الكيانات التابعة لـ8 آذار"، يقول اللواء أشرف ريفي في حديث لـ"أساس".

يرفض ريفي الاتهامات التي تُساق ضد النائب فيصل كرامي: "فيصل ابن البلد، ولا يمكن أن يفرّط بأمنه"، معتبراً أنّ الهدف مما حدث "شيطنة طرابلس وشيطنة صورة الثورة فيها واختراقها وإرباك الناس".

يشدد ريفي على ثقته بقيادة الجيش: "الأمور على الأرض ليست سهلة. وفي اليومين الماضيين كان هناك محاولة للإيقاع بين الجيش وباب التبانة من قبل بعض المندسّين. غير أنّ أهالي باب التبانة أجهضوا هذه المحاولة".

بالنسبة للدكتور خلدون الشريف، المستشار السياسي للرئيس نجيب ميقاتي، المطلوب هو إعادة ضبط الأمن في طرابلس: "هذه مسؤولية الدولة، لا أمن ذاتي في طرابلس. وليس هناك في المدينة من يقطع الطرق ويمنع الناس من المرور".

يستنكر الشريف استسهداف الممتلكات الخاصة: "حرق المصارف وضرب مصالح الناس هو أذى مرفوض"، رافضاً توجيه أصابع اتهام نحو جهة محدّدة، ومؤكداً أنّ "أكثر من جهة قد تكون وراء أحداث طرابلس. وليس مستبعداً أن يكون من نزلوا إلى التبانة مجموعة مختلفة عن التي نزلت إلى ساحة النور وعن التي هاجمت المطاعم".

ويؤكّد الشريف أنّ "القوى الأمنية تعرف أفراد هذه المجموعة، فالصور موجودة والوجوه مكشوفة"، ويطالب الأجهزة "بالتحرّك فوراً". ولا ينكر الدكتور خلدون أنّ جميع الأطراف تنقل معاركها إلى طرابلس، وتعتبرها "صندوق بريد".

وكما الدكتور خلدون، القيادي في "تيار المستقبل" النائب السابق الدكتور مصطفى علوش يطالب الأجهزة الأمنية بالتحرّك، واصفاً ما يحدث بالـ"فوضى المفتوحة".

ولا يستبعد علوش أن تكون هذه المجموعات تابعة لـ"سرايا المقاومة": "قد تكون هذه المعلومات صحيحة، ولكن لا بدّ من تأكيدها عبر توقيف المتورّطين والتحقيق معهم".

يرفض علوش وضع أحداث أمس في خانة الانتقام من ثورة طرابلس: "كلّ ثورة لديها مطالب. وعندما لا تتحقّق المطالب. يصبح لدينا حالة يأس تؤدي إلى العنف الأعمى وإلى الشغب".

هل من شبه بين مشهد أمس وبين مشهد وسط بيروت الأسبوع الماضي؟ يجيب علوش: "هو المشهد نفسه نراه في مناطق مختلفة. لكنّ الأهم أنّنا نراه في المناطق ذات الكثافة السنية. وهي مناطق مخترقة أمنياً ويائسة وفاقدة للقيادة".

الثوار تبرؤوا لاحقاً مما حدث في طرابلس في بيان مقتضب وزّعوه عبر مجموعات الواتساب

"هؤلاء لا علاقة لهم بالثورة"، يؤكد الناشط في التحرّكات الشعبية إبراهيم حيدر لـ"أساس"، فـ"لهجة بعضهم تؤكد أنّهم "كوكتيل" بعضهم من خارج المدينة والبعض الآخر من جنسيات مختلفة". وبحسب حيدر "ينزل هؤلاء الشبان مقابل المال، ويحظون بغطاء أمني".

"الخوّة ليست بالأمر الجديد"، يقول حيدر فـ"البعض كان يستغل قطع الطرق لفرضها منذ بداية الثورة"، مشدّداً عند سؤاله عن أحداث نهاية الأسبوع، على انتفاء علاقة الثوار بهذا المشهد: "الثوار في بيوتهم"، متسائلاً في الوقت نفسه عن دور الجيش.

مع العلم أنّ الثوار تبرؤوا لاحقاً مما حدث في طرابلس في بيان مقتضب وزعوه عبر مجموعات الواتساب.

 

هل سينجح ترامب بالانتخابات الأمريكية المقبلة؟ مستشاره السابقد. وليد فارس  يجيب

غنوة كنان/موقع الرؤية/15 حزيران/2020

https://twitter.com/i/status/1272442133501431809

تقترب الانتخابات الرئاسية الأمريكية المقررة في نوفمبر القادم في حين تتوالى الأزمات للرئيس الأمريكي دونالد ترامب. ورغم ذلك أظهر استطلاع حديث للرأي أنه ما زال يتمتع بدعم قوي يمكن أن يتيح إعادة انتخابه لولاية ثانية

ورغم جهود ترامب في دعم الاقتصاد الأمريكي، إلا أن الأزمات توالت بدءاً من أزمة فيروس كورونا التي ضربت البلاد ورافقتها التصريحات المثيرة للجدل لترامب، وصولاً إلى الاحتجاجات المناهضة للعنصرية التي ضربت البلاد احتجاجاً على مقتل الأمريكي ذي الأصول الأفريقية جورج فلويد.

وقبلها نجح رفاق ترامب الجمهوريون في مجلس الشيوخ في إحباط محاولة ديمقراطية اجتازت مجلس النواب لعزل الرئيس من منصبة بتهمة إساءة استخدام السلطة وعرقلة عمل الكونغرس نتيجة تعاملات ترامب مع أوكرانيا من أجل إجراء تحقيق في أنشطة نائب الرئيس السابق جو بايدن، وهو خصمه السياسي المحتمل في انتخابات الرئاسة، ثم عرقلة التحقيق في الأمر.

ورغم ذلك أظهر استطلاع حديث أجري لحساب موقع «واشنطن فري بيكون» الإخباري الأمريكي أن ترامب سيحصل على تأييد 61.2 من الناخبين المحتملين إذا أجريت الانتخابات الآن، في حين أيد 18.6% بايدن.

ويرى الدكتور وليد فارس مستشار العلاقات الخارجية السابق للرئيس دونالد ترامب أن احتمال فوز الرئيس ترامب في الانتخابات أكبر من المرة الأولى في 2016، وإن كانت كتلة الوسط المترددة ستبقى حاسمة للنتيجة سواء لصالح ترامب أو بايدن.وأشار إلى أن الشهور المؤدية للانتخابات في نوفمبر المقبل حافلة بالأحداث والتطورات والتغييرات بالآراء السياسية، بالتالي لا يمكن حسم مسألة تحديد الفائز في الانتخابات القادمة.

وأضاف في تصريح خاص للرؤية أن العام الحالي شهد تخبطاً ومواجهات سياسية أكثر من السنوات الماضية، ونوه إلى أن القواعد الانتخابية الحزبية لن تتغير، حيث إن الذين يؤيدون بايدن سواء من الحزب أو من المقربين إليه لن يعدلوا عن آرائهم، وبالمقابل أيضاً فإن مؤيدي الرئيس ترامب من الحزب أو من المقربين له لن يغيروا آراءهم.

كتلة الوسط هي الفاصل

ويرى فارس أن الفئة التي ستشكل الفارق بتحديد الفائز هي كتلة الوسط التي تتراوح بين 10 ملايين و15 مليون ناخب، وهم معظمهم من المستقلين ويبدلون آراءهم وفقاً لعوامل كثيرة، أهمها عاملا الاقتصاد والأمن.

وأوضح أنه إذا استمرت الأوضاع الاقتصادية بالتراجع سوف يعدلون عن آرائهم، أما إذا تحسنت أوضاعهم الاقتصادية بحلول سبتمبر فسينتخبون ترامب مرة أخرى.

وأكد أن نقطة الهدوء والأمن هي من أكثر النقاط المهمة للشعب الأمريكي، فإذا استمرت التحركات الاحتجاجية على نفس الوتيرة ولا سيما أعمال العنف، سيشعرون بأنها باتت تهدد حياتهم اليومية ومن المرجح أن يصوتوا حينها للرئيس الحالي، أما إذا كانوا من مؤيدي التغيير السياسي فسوف يصوتون للبديل.

كورونا والانتخابات

وقال فارس إن أزمة كورونا ستكون مادة دسمة للنقاش في الحملة الانتخابية، وأشار إلى أن معظم الإجراءات التي صدرت عن البيت الأبيض لمكافحة الوباء، هي صادرة عن مؤسسة غير حزبية سواءً كانت صادرة عن كبير خبراء مكافحة الأمراض المعدية أنتوني فاوتشي أو عن مسؤولين آخرين في الصحة العامة.

وأضاف أن هذه المؤسسة هي التي أصدرت التوجيهات ليعبر عنها الرئيس ترامب، وبالتالي فإن أي إجراءات سوف يتم النقاش عنها هي إجراءات طبية وصحية وإدارية بغض النظر عن رئيس البلاد والحزب الذي ينتمي له.

لكنه أشار إلى أن الأمر يتعلق أساساً بطريقة طرح الوقائع للرأي العام من خلال المؤسسات الإعلامية التي تعتبر غالبيتها من معارضي ترامب.

ترامب وتويتر

ومن ناحية أخرى أكد فارس أن ترامب يمتلك جهازاً إعلامياً أقوى من كل وسائل الإعلام الأمريكية يتمثل في حضوره القوي على وسائل التواصل الاجتماعي خاصة تويتر.

وأكد أن ترامب هو الوحيد في التاريخ الأمريكي الحديث الذي يتواصل مباشرة مع أنصاره والرأي العام الأمريكي عبر حسابه الشخصي في تويتر الذي يتابعه حوالي 82 مليون شخص.

وأضاف أن هذا الرقم قد يعطي ترامب التوازن المطلوب في الأصوات، علماً بأن الكتلة الناخبة في أمريكا تقدر بحوالي 115 مليوناً، وعدد متابعي ترامب هو دليل كبير على القاعدة الشعبية التي يملكها.

احتجاجات فلويد

أما بالنسبة للاحتجاجات التي اندلعت بعد مقتل جورج فلويد، فأشار إلى أن الموضوع يعتبر دقيقاً جداً وسيتطور بحسب القرارات التي سيتخذها حكام الولايات التي ستؤثر على إمكانية إعادة انتخاب ترامب والاستقرار في المدن الأمريكية.

وأكد أنه في الوضع الطبيعي إذا شعر المواطنون من فئة الأكثرية الصامتة التي تتجنب التعبير عن آرائها السياسية، بأن الوضع الأمني سيستمر بالانفلات عندها سيتمسكون أكثر بإدارة يقودها رئيس يدافع عن أمن المواطنين وبالتالي سيحصل ترامب على أصوات أكثر وهو ما يعتبر مشكلة بالنسبة للديمقراطيين الذين سيخسرون الكثير من التأييد في كتلة الوسط إذا استمرت الحوادث.

ترامب سينقذ الاقتصاد

ومن جانبه، قال المواطن الأمريكي حسام جندي وهو رجل أعمال من أصول لبنانية ومتطوع سابق في الشرطة الأمريكية، أن الرئيس ترامب هو الوحيد القادر على إعادة النهوض بالاقتصاد الأمريكي وإنعاشه بشكل أفضل من السابق.

ومن وجهة نظره يتوقع إعادة انتخاب ترامب لولاية ثانية، وأكد أن ما يجهله الكثيرون أن ترامب لديه الدعم الكامل من معظم رجال الأعمال والمؤسسات كما أنه رئيس ذكي جداً ويرسم مخططاً صحيحاً لمستقبل أمريكا.

وأضاف أنه لا يوجد شك بتراجع شعبية الرئيس ترامب بعض الشيء، إلا أن ذلك بسبب الحرب الإعلامية التي يتعرض لها من الإعلام الأمريكي الذي يميل نسبة 95% للحزب الديمقراطي المنافس لترامب.

وعن عمليات العنف التي تتم حالياً في الولايات المتحدة أكد أن أغلبها يجري بولايات تابعة لحكام ديمقراطيين.

وأشار إلى أن الحزب الديمقراطي يشن حرباً ضد الرئيس ترامب منذ بداية أزمة وباء كورونا، لدرجة أن بعض الولايات قامت بإخفاء المعدات الطبية والكمامات لتشويه صورته.

وأشار جندي إلى أنه خدم في مجال الشرطة والإطفاء في أمريكا لمدة 15 عاماً وشقيقه يخدم حتى الوقت الحالي في قوات مكافحة الشغب، وأكد أن الشرطي الأمريكي يتعرض للخطر والهجوم بشكل كبير إلا أنه من الممكن أن تكون نسبة لا تتجاوز 5% من الشرطة الأمريكية هي التي قد لا تمانع في قتل شخص بسهولة ويجب أن تعاقب بأشد العقوبات.

وأضاف أن عملية تدريب الشرطي الأمريكي تبدأ بتعليمه على حماية نفسه أولاً ثم حماية الآخرين وذلك ليتمكنوا من مواجهة المخاطر التي يتعرضون لها من قبل مدمني المخدرات والكحول والمافيا والعصابات.

وأشار إلى أن غالبية الشرطة الأمريكية لا يلجؤون لاستخدام السلاح إلا في حال تعرضوا له، وفي المقابل هناك العديد من أفراد الشرطة يموتون خلال عملهم.

 

أرقام وآلام لبنان

سمير عطا الله/الشرق الأوسط/16 حزيران/2020

جاء الدكتور حسان دياب إلى رئاسة الحكومة اللبنانية من عالم الأكاديميا في الجامعة الأميركية؛ أي من عالم قائم على الوضوح والأرقام، إلى عالم يقدم فيه لبنان إلى البنك الدولي 3 أرقام متباعدة عن ديونه لمسألة واحدة: رقم من وزارة المال. ورقم من المصرف المركزي. ورقم من جمعية المصارف.

وربما بغير قصد منه، دخل البروفسور دياب الزمن الرقمي من باب السراي بدل باب الجامعة. فوعد مواطنيه الأعزاء بأنه سوف يحقق في نهاية المائة يوم الأولى ما لم يحققه أحد. فلما انتهت الـ100 يوم المذكورة، خاطب مواطنيه بأنه استطاع أن يحقق 97 في المائة. يوم راقب مواطنوه بشغف، مسيرة الأيام والأرقام: كان الدولار في المائة الأولى نحو 3 آلاف ليرة. وبدل أن تتحسن الليرة، تحسن الدولار، وصار سعره 7 آلاف ليرة. وفي خطاب إنشائي آخر، حرص دياب على القاعدة اللغوية القائلة إن حرفين ساكنين لا يلتقيان، فكان أن حرك كل الأحرف الأخرى. وكذلك الأرقام.

معروف أنه لم يمض على رئاسة دياب سوى 4 أشهر. ومن لا يعرف يذكّره الدكتور، نافضاً عن كتفيه غبار المسؤولية. من المسؤول إذن عن مدن محترقة وليرة مرمدة وودائع بالية؟ المسؤول، بالنسبة إلى رئيس الجمهورية، هو «المخطط المرسوم» من دون كشف المخططين، وأما بالنسبة إلى رئيس الحكومة، فالمسؤول هم حاسدوه الذين يشوهون إنجازات (وليس منجزات) حكومته.

من حيث عمله كرئيس حكومة، لا نعرف شيئاً حتى الآن؛ أي شيء يستحق أن يسجل له. أما من حيث هوايته في إلقاء الخطب عن إنجازاته ونكران خصومه، فكلما وصل دياب إلى مكان، سحب من جيبه ورقة وقرأ منها خطاباً. أحياناً؛ خطابان في اليوم الواحد.

في هذه الأثناء يستغيب المخطط انهماك الرئيس بالإنشاءات اللغوية فيكمل تهديم وتدمير منشآت العاصمة. يحرق ويكسر ويشتم الرموز الدينية. يحطم ثقة الناس ويثقل على صدورها (المخطَّط). يهدد الآن الناس بالمجاعة، يكسر المحلات ويسرق محتوياتها، ويمدّد البلد على حافة الحرب الأهلية.

ماذا في إمكان لبنان أن يفعل في هذه الحالة؟ يمكنه بكل راحة بال وطمأنينة، أن ينتظر الخطاب التالي والسعر الجديد للدولار.

كان ينافس دياب في الخطب عن حال الأمة، السيد جبران باسيل. يطلّ؛ بلا أي مناسبة، وبلا أي صفة، وبلا أي مسؤولية، ومن خلفه رفوف كتب تعب في قراءتها، و«يفلفش» أوراقه ويقرأ منها عليهم عن الخير الآتي مع «السوق المشرقية»؛ أي ما سوف يحل علينا من ذهب وماس من خلال الاتحاد الاقتصادي مع سوريا وإيران وفنزويلا والعراق. في الآونة الأخيرة، غاب باسيل في خلوة تأملية بالنفس، وترك المايكروفون للدكتور دياب. والبلد للريح.

 

إنقاذ لبنان أم «حزب الله»؟

نديم قطيش/الشرق الأوسط/16 حزيران/2020

لبنان على الطريق الصحيحة. قد يبدو هذا الرأي شديد الانفصال عن الواقع في ظل الأزمة المالية والنقدية والاقتصادية المستفحلة، والتي باتت تنتج مشهديات حرب أهلية وانهياراً أمنياً وخطوط تماس بين المناطق اللبنانية.

غير أن نظرة فاحصة على الأزمة وأطرافها تفيد بأن المأزوم هذه المرة ليس لبنان وحده دولةً ومؤسساتٍ واللبنانيين وحدهم كمواطنين؛ بل المأزوم الأول والأخير هو «جمهورية (حزب الله) في لبنان»؛ فالحكومة هي حكومته بالكامل، والرئاسة بيد الجنرال ميشال عون؛ حليفه الاستراتيجي منذ التفاهم الشهير في كنيسة «مار مخايل» في 6 فبراير (شباط) 2006.

لعلها المرة الأولى منذ ظهوره على المسرح اللبناني، التي يبسط فيها «حزب الله» هذا المقدار من النفوذ المباشر في الدولة، من الموقع الرسمي لمؤسسات النظام السياسي، ومن دون القدرة على التنصل من تبعات سياساته والاختباء خلف غلالة ما تسمى «المقاومة».

فمنذ تشكلت حكومة الرئيس حسان دياب و«حزب الله» بشخص أمينه العام حسن نصر الله، يبذل كل ما يملك من رصيد شعبي ومعنوي وسياسي لدعم الحكومة وخططها الاقتصادية والمحاولات التي تتقدم بها لمعالجة أزمة وجد الحزب نفسه المسؤول الأول عن معالجتها. في هذا السياق جاءت موافقته على اللجوء إلى صندوق النقد الدولي بعد رفض راديكالي لهذا الخيار عبّر عنه أكثر من مسؤول كبير في الحزب. وفي هذا السياق، جاء دعمه للمشهديات الاقتصادية والسياسية المتكررة بين مقري رئاسة الجمهورية ورئاسة الحكومة لإسباغ صفة العمل والجهد والاستعجال على سير العمل في «جمهوريته».

بيد أن «حزب الله» هو أكثر العارفين بهشاشة هذين المرتكزين (رئاسة الجمهورية وحكومة دياب) اللذين تنهض عليهما هذه الجمهورية، التي تشبه برزخاً بين «لبنان الطائف المندثر»، و«لبنان قيد الولادة المتعسرة والمؤلمة» التي عنوانها جيل جديد من اللبنانيين يمشون عملياً في جنازة منظومة الإقطاع السياسي التقليدي والمستحدث.

لنبدأ من الحكومة: يعرف الحزب أن حكومة دياب انتهت بانتهاء الوهم الضعيف أنها حكومة مستقلين. لم يصدق أحد أن هذا وهْم خالص، لكن تظل للوهم قوته ما دام قائماً ولم يمتحنه الواقع. إلا إن جلسة التصويت على التعيينات في المناصب الشاغرة في مواقع حساسة وعادية في الدولة، كانت جلسة تعري الجميع من هذه الأوهام. وبنتيجتها خرج رئيس الحكومة وحيداً إلا من إسناد يتيم جاءه من الوزير المحترم دميانوس قطار، الذي أصر على تسجيل تحفظه في محضر الجلسة على الطريقة التي تمت بها التعيينات، وما زلت لا أفهم لماذا يستمر شخص مثله في حكومة كهذه. لوهلة ظن دياب أن له بين الوزراء كتلة من المستقلين والتكنوقراط، حتى جاءت ساعة التصويت على بند تعيين محافظ لمحافظة كسروان جبيل المستحدثة بقانون لم تصدر بعد مراسيمه التطبيقية، فوجد أن «المستقلين» يتسابقون زرافات ووحداناً لإرضاء رئيس الجمهورية بالتصويت لصالح خياره وخلافاً لتفضيل دياب.

مهما بدا هذا التفصيل صغيراً للقارئ العربي، إلا أنه تفصيل مهم لفهم المشهد اللبناني العام، بما ينطوي عليه من تأكيد أن حكومة لبنان باتت مجرد «زينة دستورية» لواقع إطباق تحالف «(حزب الله) - عون» على الدولة.

يقودنا هذا إلى الهشاشة الثانية، وهي رئاسة الجمهورية.

يدرك «حزب الله» أنه يعيش على وقع «ساعة صحية موقوتة»، ملزم أن يبقي عيناً ساهرة عليها. فرئيس الجمهورية في عقده الثامن، ما يطرح سؤالاً استراتيجياً يدور في ذهن «حزب الله»:

هل تستطيع حكومة دياب أن تدير فترة فراغ رئاسي محتمل؟

الجواب البديهي: كلا! إن حكومة بالأداء الذي قدمته الحكومة الراهنة لن تكون قادرة على إدارة جلسة مجلس وزراء واحدة ينتج عنها أي شيء بمستوى تحديات ما بعد رئاسة عون.

أما الساعة الثانية (الآتية لا ريب فيها)، فهي ساعة الانهيار الاجتماعي والاقتصادي الشامل في لبنان والذي بدأت نذره تلوح، في مشهديات العنف المتنامي. فليست كل هذه المشهديات العنفية حصيلة التآمر والتخطيط المسبق لهذا الطرف أو ذاك بغية تحقيق أهداف مرسومة سلفاً، بقدر ما هي تعبير حقيقي عن عمق حالة الإحباط واليأس والغضب التي يعيشها المواطن، وتبدد قناعته أن له مصلحة بالاستقرار. تتسارع عقارب هذه الساعة بأسرع من عقارب ساعة الانتخابات الأميركية، التي سيتضح في ضوء نتائجها مآل التسوية أو التصعيد المحتملين على مستوى المنطقة، لا سيما ما يتصل منها بدور وموقع إيران.

لا يملك «حزب الله» ترف الانتظار إلى ما بعد الانتخابات الأميركية ليقرر ما سيفعله في لبنان، في حين أن موعد الانهيار اللبناني الشامل بات يقاس بالأسابيع وليس بالأشهر.

يحتاج «حزب الله» إذن حكومة موسعة لا تبقيه وحيداً في سدة إدارة الانهيار، ولا تضع عليه وحده عبء إدارة أي مرحلة انتقالية محتملة قد تفرض نفسها على المشهد اللبناني خارج حساباته.

من هنا يجب التنبه إلى أن أي مسارعة لتشكيل مثل هذه الحكومة هي في الواقع إنقاذ لـ«حزب الله» وليس للبنان، مهما كانت الزجليات الوطنية التي سترافق عملية الإنقاذ، وأياً كان مستوى انتحال صفة المسؤولية الوطنية، ومن أي جهة أتى.

لقد ثبت بالتجربة أن تكلفة التسويات على لبنان كانت أعلى بما لا يقاس من تكلفة الحسم. ففي ظل التسويات نما «حزب الله» وترعرع وكبرت ترسانته العسكرية والأمنية وتعاظم تآكل الدولة ومؤسساتها حتى بات لبنان دويلة ملحقة بدولة «حزب الله» وليس العكس.

«قانون قيصر» سيعاقب كل من يمد العون إلى نظام الأسد، ويجب أن تشمل مروحة عقوباته كل من يمد يد العون لانتشال «حزب الله» من الفخ الذي سار إليه وهو الحكم المباشر للبنان. إن أي تفكير في حكومة وحدة وطنية هو في الواقع حبل نجاة لـ«حزب الله»، يجب أن يعاقب عليه من يتجرأ على الخوض فيه أياً تكن صفته وموقعه.

إنقاذ لبنان يبدأ من عدم إنقاذ «حزب الله».

 

شيعة الحق

 الكولونيل شربل بركات/15 حزيران/2020

في تاريخ جبل عامل بعدا إنسانيا نما وتجذّر في تلال القلة المصحوبة دوما بالكفاية من رحمة الله، وهذه جعلته موئلا للأحرار في الكثير من المرات وملجأ للمظلومين كالعديد من المناطق اللبنانية.

 وفي العودة إلى وقائع التاريخ نجد بأن عاملة شكلت جزءً من الحلف الذي حارب الإسلام في غزوة تبوك ولكنها استقبلت أبو ذر الغفاري، الصحابي المعروف، لاجئا من جور معاوية. ليس هذا فقط ولكن جزءً كبيرا من أبنائها تشيعوا مع أبي ذر هذا محافظين على روحية وتراث تجذرا في الأرض ونبتا فيها دفاعا عن المظلوم ومساندة لمبدأ الحرية، وهذا نفسه ما تخبرنا عنه رسائل تل العمارنة قبل ذلك بألفي سنة. فهذه الأرض قد أطلق عليها الكتاب المقدس اسم جليل الأمم لكثرة الشعوب التي تآلفت وسكنت فيها جنبا إلى جنب منذ عز صور وتقاليد التسامح والتعاون والانفتاح التي ميزتها عن الكثير من حضارات المحيط. 

شيعة الجنوب إذا لم يكونوا مرة مع الظالم ضد المظلوم ولا مع الأكثرية ضد الأقلية. لقد تعلموا أن الإنسان قيمة بحد ذاته وهو، مهما تلون، له الحق بالحياة الكريمة طالما لم يعتد على حق الآخرين بمثل هذه الحياة، وتعلموا أيضا أن الظلم أبدا إلى نهاية والظالمين مهما بطشوا إلى زوال. 

لقد امتلأت تلال الجنوب بالقبب ومزارات الأنبياء وأوليا الله عز وجل منذ القديم من الزمن وحتى اليوم من شمع المطل على البحر إلى محيبيب ويوشع وعويضة التي تناجي الحرمون إلى طاهر وسجد ومليخ وصافي التي تلاقي خلوات الدروز وصوامع المسيحيين والكثير من الأولياء الزاهدين في الدنيا المدافعين عن الحق، حتى أن من تبع هذا المذهب وسكن هذه المنطقة حمل دوما أسم شيعة الحق. فأين هؤلاء ممن يدعون اليوم بأنهم حماة الشيعة في لبنان والمدافعين عنهم؟ 

لقد صدّر شيعة الجنوب الفكر المتعالي والزاهد بالدنيا والملتزم بآيات الله إلى شعوب وملل فكانوا المعلمين في النجف الأشرف بالعراق وحتى في مراكز الفقه في إيران الصفوية. ولكن ما نراه اليوم، في ظل التقاتل على المصالح الخاصة والتفتيش على أسباب التفرقة ودس الحقد بين الناس، يبعد كل البعد عن قيم وأصالة شيعة الحق حتى وكأنه أصبح منهجا مخصصا لتشويه صورة هؤلاء الذين حافظوا على تراث هذا الشعب، لا بل على حضارة الإنسانية الزاهدة والمترفعة عن الصغائر والتي اعتمدت جوهر تعاليم الله منهلا لتبني فلسفة الحق المطلق الذي يشمل الكل ويدافع عن وجودهم الكريم وحريتهم باختيار التفاصيل. 

إن الأخطر بما يقوم به من أطلق على نفسه لقب حزب الله هو أن يتولى أصحاب العمائم مهمة زرع الفتنة والحث على القتل والدفع إلى البغضاء فأين هؤلاء من طهر الأئمة الحقيقيين ومن دعوات الزاهدين بالدنيا المدافعين عن الحق والمطالبين بالعدل؟ 

لقد سلك الإمام الأوزاعي السني المذهب مسلك هؤلاء في الدفاع عن المظلوم والدعوة إلى العدل فكان أن بقي اسمه بين اللبنانيين عبر العصور واحدا من الذين شكلوا أعمدة هذه الأمة لأنه ساند المظلوم ضد الظالم وهي ميزة أبناء هذا الجبل. أما المغالاة والتطرف والتصور بأن لنا وحدنا الحق بالانتقام من الآخرين وفرض الهيمنة عليهم ودفعهم إلى الخضوع لإرادة بعض المتزعمين، ولو في ظل العمائم، فإن ذلك يبعد كل البعد عن جوهر العلاقة الإنسانية التي ميزت سكان لبنان وطبعت هذه المنطقة بالانفتاح وروح التسامح والتعالي عن المصالح الخاصة والصغائر. فأين حزب الله من شيعة الحق وهل من أمل أن نسمع مجددا أصوات الأئمة الصالحين يدعون للخير وينهون عن الشر؟

 إن تاريخ لبنان والجوار حافل بفئات كثيرة اعتقدت بأنها تستطيع أن تقهر الآخرين وتذلهم وتقدر أن تستقوي بمن يشكل قوة وسلطة في الجوار لترهب الجار أو الرعية، وهذا التاريخ نفسه واضح كل الوضوح بأن هؤلاء يزولون بنفس البساطة التي اعتقدوا بأنهم يفرضون غيهم على الآخرين، من هنا الدعوة إلى العقلاء ممن ينتمون إلى شيعة الحق ولا يزالون يذكرون أيام الظلم  ويعرفون معنى التعاون الإنساني لمنعه من السيطرة على الجار والقريب بالقوة التي إنما تستدرج الاستبداد؛ فالقهر يسهم في تفشي مثيله، والظلم مرض معدي، والأيام الحالكة ولو اعتقدنا بأنها تفرض على الغير، ستفترس الطمأنينة، التي طالما دعونا الله أن يديمها، والخير الذي تضرعنا كلنا لكي تمطره السماء علينا، دعوتنا ألا تصمت الأفواه وألا نقبل بالأمر المفروض وألا نماشي الحاقدين ونسايرهم.

إن حزب الله الذي وصلت به الوقاحة حد التشاوف بأنه قادر على ممارسة القهر وعلى القتل بدون رادع وعلى مقاومة العدالة في موضوع الجرائم وكشف فاعليها، وهو يهدد كل يوم بافتعال الفظائع لتغطية المجرمين تحت شعارات وأوهام ليست أبدا من شيم شيعة الحق، هو بالتأكيد من الخوارج الذين يرفضون عدل السماء ويشحذون سيوفهم لإذلال الناس وفرض شريعة الغاب على بلد كان دوما هيكل الله وملجأ المقهورين في هذا الشرق وموئل الأحرار الذين نهلوا من منابعه وتربوا على قيمه ومبادئ شعبه.

 فيا شيعة الحق لا تخافوا ممن يقتل الجسد ويحاول أن يكم الأفواه لأنكم عانيتم الكثير عبر تاريخ لبنان الطويل وسوف تخرجون من هذه التجربة بإذن الله أكثر إدراكا لمعاني الحق وتعلقا بقوة العدل وإيمانا بأن الله سامع مجيب ونعرف أن الكثيرين منكم يناضلون بصمت لمنع القوة الغاشمة من وأد الأمل وطمس مفهوم الحق وتشويه صورة لبنانكم.

 ويا أبناء لبنان أصمدوا ولا تخافوا فإن جذوركم الضاربة بالأرض كالسنديان لن تقتلعها ترسانات الحقد أو مقولات الإعلام المأجور الذي يحاول أن يرهبكم بالكلام عن السلاح حينا وبالفتنة التي يغذي أحيانا أخر. لا تخافوا لأنكم الخميرة الصالحة والبذرة التي تنبت العدل وتدافع عن الحق. وإن الله القادر على كل شيء سينقذ بلدكم طالما بقي فيه من يدعو للخير ويعمل له فقصورهم إلى زوال والتاريخ شاهد على أمثالها وصواريخهم ستلتهمها النيران كما التهم الصدأ سيوف من سبقهم وحقدهم سيرتد وبالا عليهم كما تعلمنا الكتب وتقاليد الأجداد ولا يبقى إلا وجه الله كما يقول الموحدون الدروز (الدايم دايم وجه الله)، ومن تجرأ عليه وشوه اسمه وغير جوهر دعوته له القصاص الكبير.

*ملاحظة/المقالة في أعلى هي من أرشيف 2010

 

"بروفا" الانهيار الأمني

مهند الحاج علي/المدن/16 حزيران/2020

منذ احتجاج السادس من حزيران (يونيو) الماضي، وما تلاه من توترات واشتباكات، تتكشف صورة للترهل الأمني الحاصل والمتواصل نتيجة الأزمة الاقتصادية والمالية. ذاك أننا اليوم أمام مسارين أمنيين سيلتقيان في نقطة انكسار أمنية يصعب معها وقف الخراب. المسار الأول هو الانخفاض المستمر في قيمة رواتب عناصر الأمن (باتت تتراوح بين  300 دولار للعنصر، و500-600 دولار للضابط، إذا احتسبنا الدولار بخمسة آلاف كما وصل في ذروته، ويُتوقع أن يعود). في المسار الأول، السؤال الأهم هو متى يُقرر العنصر الأمني عدم المخاطرة، ويُفضل إما الوقوف على الحياد أو البقاء في المنزل مع عائلته لحمايتها، أو خيار ثالث في فترة لاحقة من الأفضل عدم التفكر فيه. طبعاً، العامل الأساسي هنا هو الراتب الذي سيتراجع أكثر فأكثر. لكن هناك عاملاً آخر بالأهمية ذاتها، وهو ارتفاع منسوب أعمال العنف والجريمة، وهو حاصل أيضاً. بيد أن عدد قتلى وجرحى الجيش وقوى الأمن إلى ارتفاع، نتيجة أعمال العنف المرافقة للجريمة هذه الأيام. هذا حصل في تحرير 23 رهينة سورية في بلدة بريتال البقاعية، وحدث قبلها في حوادث مخفر الأوزاعي وفي جرود الهرمل (قتل عناصر من الجيش في مواجهة مع عصابة مخدرات).

هذا هو المسار الثاني، أي ارتفاع منسوب العنف، والمخاطر في فرض الأمن والحفاظ عليه. والاشتباكات التي حصلت في السادس من حزيران الجاري، وما تلاها من توترات أمنية وأعمال شغب، تُضاعف المخاطر أمام الجسم الأمني في لبنان، وتُعزز وتيرة الانهيار.

كشفت اشتباكات ذلك اليوم عن خريطة "الأمن الذاتي" التي تتوزع غالباً على أحزاب كانت تُسيطر بشكل كامل على المناطق ذاتها خلال الحرب الأهلية. لكن اللافت كان ظهور مجموعات إسلامية في اشتباكات بيروت وعمليات قطع الطرقات في أكثر من منطقة. واللغة الطاغية في خصوص "الأمن الذاتي"، والتي حملها اجتماع نواب الأشرفية يوم أمس، يُوحي بمزيج من الاعتماد على قوى الأمن والجيش من جهة، وبين الحديث عن قدرات محلية (جاء في بيان نواب الأشرفية أن هذه المنطقة "كانت وستبقى ركيزة المقاومة اللبنانية وسيكون أهلها بالمرصاد لكل محاولة عبث بأمنها أو إعتداء عليها من أي جهة أتت").

طبعاً، يأتي هذا الحديث عن "المقاومة اللبنانية" في إطار السعي لاستعادة لغة الحرب الأهلية وعصبياتها، والتحفيز على الدفاع عن المناطق. وغالبية المناطق التي باتت "محاور" اشتباك هذه الأيام، إما باتت مسلحة أو يصلها السلاح. ذلك أن الحديث في لبنان متواتر عن نشاط غير مسبوق في سوق السلاح على وقع زيادة الطلب مع بوادر التفلت الحاصلة حالياً. منذ متى يحتاج "حزب الله" وحركة "أمل" الى اغلاق منافذ منطقة "خندق الغميق" وغيرها، من أجل ضبط مناصريهما؟ كانت كلمة واحدة من "السيد" أو "الأستاذ" تكفي لكبح جماح الأنصار ووقف مواكبهم.

الواقع أن للإنهيار الاقتصادي وقعاً غير حميد على قدرة الأحزاب على ضبط شارعها والمجتمعات الموالية لها. وقريباً جداً ستُضطر بعض الأحزاب الميليشيوية، وما أكثرها، إلى الإختيار ما بين ضبط الوضع الأمني في مناطق سيطرتها ونفوذها، وبين منع "الغزو" كممارسة تُخفف من الإحتقان الداخلي.

والفاصل الزمني بين الوضع الحالي وبين هذا التردي الأمني، ليس بالكبير، سيما لو أخذنا في الاعتبار استعداد القوى المختلفة للنزول على الأرض وتهديد الآخر بالشارع والأمن الذاتي، واحتمال تسجيل الدولار ارتفاعاً سريعاً في ساعات قليلة، والهامش الواسع للخطأ في جمهور المتظاهرين. الانكسار الأمني سيكون وليد لحظة تلتقي فيها كل هذه الاحتمالات والعوامل، ويُصعب العودة لما قبلها.

 

معركة الدولار بين حزب الله وأميركا ثمنها الصواريخ والحدود

منير الربيع/المدن/16 حزيران/2020

باتت المعركة بين حزب الله والأميركيين معركة مباشرة، وجهاً لوجه، وبلا قفازات وبلا خطوط تضبطها. وهذ على خلاف ما كانت عليه معاركه السابقة في لبنان وعلى لبنان. فلطالما كانت هناك خطوط وفواصل تضبط  حزب الله في معاركه الخارجية.

حزب الله العاري

ويوم أعلن أمين عام الحزب السيد حسن نصر الله أن حكومة الحريري لن تسقط، كان يريد لها أن تستمر لتشكّل غطاءً له، فيقاتل فيها وعبرها ويفاوض عليها. وسقطت الحكومة كخطّ دفاع أول عن حزب الله. أما خط الدفاع الثاني عنه، فأسقطه التناحر الذي ضرب سنّة الثامن من آذار، صنيعة الحزب إياه. فهذه الكتلة النيابية التي نثرتها وبعثرتها هبّة ريح. وحكومة حسان دياب هي حكومة حزب الله، بلا زيادة ولا نقصان، بكل المقاييس والمعايير المكرسة محلياً ودولياً. لذا لا يمكنها أن تكون خطّاً متقدّما للدفاع عن ذاك الحزب وتغطيته. والغطاء المسيحي العوني الذي ورئيس الجمهورية وجبران باسيل، لم يعد قادراً على الإيفاء بالغرض لكثرة الضغوط التي تتكاثر عليه: ضغوط شعبية، سياسية، مالية واقتصادية، محلية وخارجية، تعطّل فاعلية الغطاء المسيحي الذي يمنحه رئيس الجمهورية وتياره العوني. خصوصاً مع استمرار التهديد والتلويح الأميركي بفرض عقوبات على شخصيات مسيحية تتعاون مع حزب الله.وهذا يرغم العونيين على الانفكاء، ولو بالحد الأدنى ومرحلياً، عن المواجهة. وحتى الرئيس نبيه بري بتمايزه - سواء في الموقف من حاكم مصرف لبنان أو من القوى المعارضة للحكومة - فلا يمكنه إلا أن يُدرج في خانة عدم خوض أية معركة بدلاً من حزب الله.

معارك بلا وسائط

عناوين المعركة المطروحة، تطال كلها حزب الله مباشرة، وبلا إي غطاء داخلي. وهي تهدد حلفاءه لمنعهم من الوقوف سواتر تتلقى عنه الضربات والصفعات.فمعركة الدولار، تدور بين حزب الله والولايات المتحدة الأميركية مباشرة بلا وسائط، ويدفع اللبنانيون ثمنها. وهي ستتفاقم وتستعر في المرحلة المقبلة. ومعركة المعابر الشرعية وغير الشرعية والتهريب، يخوضها الحزب إياه مباشرة، في وجه الضغوط الأميركية. وهي معركة مرتبطة بموضوع قوات الطوارئ الدولية وتعديل مهامهما. ولن يحصل التعديل، بل تستخدمه أميركا لتكثيف الضغوط، وصولاً إلى معركة الحدود البحرية والصواريخ الدقيقة.

لن تكون المعركة سهلة، ولا قصيرة الأمد. وهي تتزامن وتتوازى مع معارك كثيرة في الإقليم، وتحديداً في سوريا الأسد، التي تدخل تحت مقصلة قانون قيصر.

ماذا تريد واشنطن؟

تمارس الولايات المتحدة الأميركية أقسى الضغوط على إيران، للوصول إلى تفاهم معها، بعد تقليم أظافرها وتحجيم نفوذها. وذلك لتدخل الجمهورية الإسلامية في بيت الطاعة الأميركية، في مقابل الحفاظ الأميركي الاستراتيجي على العلاقة مع العرب، وتحديداً الخليجيين.

تريد واشنطن من طهران ثلاث مسائل أساسية: وقف برنامجها النووي. تحجيم نفوذها الإقليمي. ووقف برنامج الصواريخ البالستية. المسألتان الأوليان يمكن لإيران التفاوض بشأنهما. أما الصواريخ البالستية فلن تقبل التفاوض عليها. لبنان وسوريا والعراق تندرج في الملف الثاني. طبعاً يتمتع حزب الله بهامش واسع للمناورة. الشروط المطلوبة منه أميركياً، هي ترسيم الحدود البحرية والوصول إلى اتفاق حول النفط. هذا الاتفاق يعني إرساء الهدوء والاستقرار. ويعني توفير أمن إسرائيل. وتفكيك مخازن أو مصانع تجميع الصواريخ الدقيقة. والانسحاب من سوريا. ضبط الحدود اللبنانية السورية، والسورية العراقية، لقطع خطّ الإمداد الإستراتيجي  بين طهران وبيروت، مروراً ببغداد ودمشق.

وحيداً بلا طوائف

أوراق حزب الله السياسية البديلة في هذه المعركة المتشعبة، سقطت: هو اليوم بلا غطاء سنّي. وغطاؤه المسيحي لم يعد فاعلاً كما كان في السابق. وغطاؤه الدرزي غائب طبعاً. وهو يبحث عن أوراق أخرى، من داخل بنية الدولة ومؤسساتها هذه المرة: الضغط على حاكم مصرف لبنان في مسألة الدولار. التعيينات المالية. وحكومة حسان دياب وقراراتها. لكن فعالية هذه الأوراق لن تكون طويلة الأمد، وهي غير قابلة للصمود. لذا سيكون حزب الله يكون أمام خيارين: إما الذهاب إلى مفاوضات قد تخفف الضغط عنه وعن لبنان، أو الاستمرار في معركة يطلق عليها صفة "الصمود والصبر والتحمل"، إلى أن يأتي أوان المفاوضات.

الخيار الثاني مساره الزمني طويل، ومفروش بالمشاكل والأزمات، وقد يحمل أميركا على كسر حلقات القوة التي تواجهها.

 

"كرامة بيروت" أم كرامة الدولة؟

بشارة شربل/نداء الوطن/15 حزيران/2020

إذا كان من غير المفيد تكرار التنديد بخطاب حسان دياب وما نضح به من انفصام ونكران وتجهيل للفاعل وبطولة زائفة في إحباط مؤامرة وانقلاب، فمن الضروري سؤاله بإصرار عن سبب تقصيره المُشين ليلة استباح أتباع شركائه في الحكومة وأولياء أمره في "المنظومة" وسط بيروت، فلا أمَرَ الجيش وقوى الأمن بالتصدي المناسب، ولا احترم اللبنانيين بإشارة في خطابه الى تلك الليلة السوداء، ولا اعتذر عن ممارسته الجبن الموصوف بدل إثبات حضور الدولة حيث يجب ان تكون.

كان يمكن لحسان دياب، ليل الجمعة - السبت، إثبات نفسه رجل دولة محافظاً على السلم الأهلي على الأقل، فيعوّض عن جزء من فشله في سائر الملفات، لكنه بتردده وامحائه أمام مشغّليه فتح الباب لسجال أهلي مقيت يستبطن كل مقوّمات التنازع المذهبي والطائفي.

هو هذا النوع من سلوك المسؤولين يوقظ الفتن النائمة ويعزّز اعتقاد الجماعات بأنه لا يحمي الطائفة إلا عضلاتها وزعرانها بدل ان يبرهن بالملموس أنّ الحماية منوطة بالدولة وقواها الشرعية بلا شريك. ودياب بذلك فتح الباب للعودة مجدداً الى حديث "الكرامات" والدفاع عن النفس ازاء "الدخلاء". وهو بلا شك حديث مقيت. لا شيء اسمه "كرامة بيروت"، مثلما لا شيء اسمه "أشرف الناس"... ردُّ الفعل الغاضب على غزوة "الداون تاون" مشروع وضروري، غير ان استنفار "الكرامات" يأخذنا الى ما هو أبشع من فِعلة الحرَّاقين المعلومين.

ليس هناك مدن او أحياء كريمة. فنَقلُ المشكلة من الحيّز القانوني - السياسي الى تجريد قريب من التقديس يمكن ان يحقق "توازن رعب"، لكنه مدخل طبيعي لإفلات الغرائز مقابل الغرائز، ورخصة تبيح للرعاع مواجهة الرعاع بالأسلوب نفسه خارج أي قيد دولتي.

أن ينتفض السُّنة لـ"كرامة بيروت" او لكرامة "أهل بيروت" دفاعاً عن "مدينتهم" هو آخر ما يطمح اليه اللبنانيون العقلاء أو تريده ثورة 17 تشرين التي أعلَت شعار "المواطنية" على الطائفية والمذهبية وأكدت ان اللبنانيين متساوون تحت مظلة الدستور، فلا أحد أكثر اصالة من غيره، ولا أحد دخيل على "منطقة الآخرين"، وواجب السلطة ان تنتفض لفرض الأمن لا سيما ان العاصمة قبل غيرها تخصُّ كل اللبنانيين.

ومثلُ "أهل السنة" المنتفضين ضد "تحالف الموتوسيكلات" فاعلياتُ "الشرقية" المسيحيون الذين استفزهم مشهد التخريب، وهم محقُّون، لكن استنكاره لا يكون بالتذكير بالصمود أثناء الحرب الأهلية ولا بالتشديد على منعة "المناطق المسيحية"، ذلك ان هذا النوع من الاستحضار يصبّ في مصلحة أدعياء الفرز الطائفي ومتوهّمي "الفدرلة" المستحيلة. لئلا نصل مجدداً الى هذه الأجواء المريضة وتنزل "اللجان الأمنية" مذكّرة بخطوط التماس وماسحةً الأرض بكرامة السلطة الأمنية، تسعى الثورة الى ان تكون بديلاً فعلياً عن المنظومة الحاكمة التي نهبت لبنان وتتغذى من انقسام اللبنانيين. وهي تريد أولاً وآخراً استعادة كرامة الدولة لإرساء "دولة قانون"، فهي وحدها تضمن كرامة كلّ المواطنين.

 

"حزب الله" الراعي الرسمي للعهد والحكومة!

علي الأمين/نداء الوطن/15 حزيران/2020

تضيق الخيارات أمام "حزب الله" بعد حشره في الزاوية الداخلية وانكشاف أمر أسلحته المدمرة عن بُعد بعد تعطيلها عن قُرب، ودخوله في زواريب السياسة والمال والإقتصاد لأسباب محلية وإقليمية باتت "أشهر من نار على علم"، ليتحول إلى الراعي الحصري "الرسمي" للعهد "المستقوي" وحكومته "البتراء".

والأنكى ان "حزب الله" وبلا وازع أو رادع يُغرق اللبنانيين بمن فيهم أبناء بيئته، في فوضى مالية اوصلت الجميع، باستثناء محميته، إلى الدرك الأسفل من الفقر المدقع، ويظلل مجموعات شغب مخاطراً بالإنجرار إلى اشكالات مذهبية وطائفية لا تحمد عقباها.

فقد كانت حكومة الرئيس حسان دياب إيذاناً بانتقال "حزب الله" من السيطرة المقنعة على الدولة الى مرحلة السيطرة الصريحة على ادارة الدولة وتحديد خياراتها من وقوف الحكومة على باب صندوق النقد الدولي، واطلاق سراح العميل عامر الفاخوري، الى ادارة عملية تقاسم الحصص في التعيينات الادارية، وصولاً الى حماية مصالح القوى التي كانت في الحكومة السابقة من الابتلاع الكامل من قبل اركان قوى 8 آذار، او من الاركان الجدد من ادواته او حلفائه كالرئيس حسان دياب.

لم تجد الحكومة الحالية من تحادثه في الخارج من دول عربية او غربية، وأظهر تشكيلها ان هذا الخارج ينظر اليها باعتبارها حكومة "حزب الله"، فلا رسائل متبادلة تشير الى وجود الثقة مع الخارج، الذي بات ينتظر الحكومة المقبلة او ما سيخلص اليه المشهد اللبناني في ظل الأزمة الخانقة التي يعيشها، وما ستنتهي اليه سياسة الحكومة التي تتمنع عن القيام بأي خطوة اصلاحية جدّية تبني من خلالها الثقة مع هذا الخارج الذي احالها الى صندوق النقد الدولي، والثقة مع الداخل التي تظهر الوقائع في الشارع انها حكومة صامدة بقوة سلاح "حزب الله" وسطوته الامنية والعسكرية.

الحكومة والاستسلام

لم يحظ حسان دياب بدعم المجموعات المنتفضة في الشارع، ولم يلق تعيينه ترحيباً في البيئة السنية، بل يعاني من عزلة سياسية على هذا الصعيد، وهو اظهر بشكل عملي ومن خلال التعيينات الادارية والمشاريع الحكومية، انه وفيّ لمن اوصلوه الى سدة الرئاسة الثالثة، وبدا مطواعاً لمتطلبات "حزب الله" السياسية لارضاء حلفائه، وبعيداً كل البعد عن نبض الشارع الذي يطالب بالاصلاح والخروج عن نظام المحاصصة والفساد. هذه الحكومة تكشف يوماً بعد يوم عن عجز مقيم تجاه إظهار ارادة التغيير، بل عن استسلام مقيم لمنظومة السلطة التي باتت محكومة بالمزيد من الشيء نفسه في ادارة الشأن العام، لأنها شديدة الانتباه لمصالحها غير المشروعة، والتي بات الاصلاح مشروطاً بتفكيكها وتقويضها. العصبية الطائفية وادارة صراعاتها وتناقضاتها شكلت في السنوات الاخيرة إحدى وسائل سيطرة "حزب الله" على السلطة، فقد كانت العلاقة التحالفية تترسخ مع الرئيس ميشال عون، ومع رئيس التيار الوطني الحر وتتعزز، كلما زادا من شدّ العصب المسيحي وتمتينه، وتجييره في سياق يظهر ان سلاح "حزب الله" هو عنصر قوة للمسيحيين، في وقت كانت الدولة تزداد هشاشة وضعفاً فيما الدويلة تنمو وتتمدد.

وفي سياق معادلة المتاريس المذهبية والطائفية، كان من الطبيعي ان أقرب حليفين لـ"حزب الله" اي الرئيس نبيه بري وحركة امل من جهة، وباسيل والتيار العوني من جهة ثانية، كانا الأكثر اصطداماً وتحريضاً متبادلاً، ولم يضر ذلك "حزب الله"، وكلاهما كانا الأكثر كسباً في النفوذ والسيطرة مقابل الولاء للخيارات الاستراتيجية لـ"حزب الله".

انتفاضة 17 تشرين

الانتفاضة في 17 تشرين وامتداداتها تهدد هذه المعادلة السلطوية، لأنها عاجزة بطبيعتها عن ان تكون طائفية او مذهبية، فهي قامت على نبض مناقض للمحاصصة وعلى نقيض مشروع السلطة في ادارة الدولة، وهي غير قابلة بطبيعتها ايضاً للانخراط في نظام المحاصصة، لذا برزت رغم الخيبات، عصيّة على الاستحواذ والتحكم، وتنوّعها بقي عصّياً على التحوّل الى تناقض رغم الجهود التي بذلها "حزب الله" في سبيل القضاء على روح التغيير الديموقراطي التي تعبّر عن تطلعات اللبنانيين في قيام الدولة. يمكن ان يقال الكثير عن الاحتجاجات، ولكن الثابت ان التغيير والخروج من دوامة عجز السلطة وعبثيتها اصبحا رهن ارادة الشارع المتنامية والمتصاعدة.

استحضار الخطاب الطائفي وشعاراته هو تعبير عن العجز ويعكس الارباك لدى السلطة، اذ ليس لدى السلطة في ما تبقى لها من اوراق داخلية، الا السعي لاعادة المتاريس الطائفية والمذهبية، وهو وسيلة تصطدم بعوائق كثيرة. أما الاستعانة بالتصويب على حاكم مصرف لبنان، فلم تعد نافعة، طالما انّ تغييره لم يعد مجدياً لهذه السلطة بقدر استمراره في موقعه، وطالما ان الرئيس نبيه بري يتولى رعايته وتسريب طلبات حليفه اليه.

لم يعد الالتفاف على الأزمة متاحاً بالطرق التي ألفها "حزب الله" في ظروف سابقة، اي بـ 7 ايار جديد، او القيام بحرب ما، ولا الحملات الاعلامية والتخوينية باتت مجدية، فذلك كله لم يعد كافياً لأن يسد رمقاً أو يخفف اوجاعاً مالية واقتصادية تكتسح الجسم اللبناني بأكمله. ليس لدى الحزب ما يقدمه لتهدئة غضب الشارع، غضب بات في بيئته، هو اليوم بخلاف ما كانت عليه الحال غداة حرب تموز 2006، يوم تدفقت الاموال الايرانية والعربية على لبنان، اليوم ما يخرج من اموال اكثر مما يدخل اليه، والمال الايراني وحتى العربي بات عصياً على اللبنانيين ولأسباب مختلفة، سكت الناس في تلك الحرب عن الدمار، لأن "حزب الله" والحكومة عوّضا القسم الكبير من الأضرار والخسائر المادية المباشرة، امّا اليوم فودائع اللبنانيين في البنوك اللبنانية قد نهبتها السلطة عملياً، وان كانت ارقاماً مسجلة لأصحابها في ذمة البنوك، وفرص النهوض المالي والاقتصادي تتلاشى، والفقر والجوع يتسللان الى معظم العائلات اللبنانية، والمؤسسات التجارية تغلق ابوابها، والبطالة تتفاقم والعملة الصعبة تختفي في بلد يعتمد على الاستيراد من الخارج، لا بل يجري تهريبها بوقاحة الى سوريا، في عملية مستمرة لاستنزاف لبنان في سبيل نظام مستعد ان يبيع بلده من اجل ان يبقى على هرم سلطة خاوٍ.

المأزق الذي خلص اليه "حزب الله"، هو انه بات يفتقد الى خصم في لبنان يمكن ان يقنع جمهوره بانه المسؤول عن الأزمة التي وصل اليها لبنان، رياض سلامة والمصارف ليسا كافيين، طالما ان "حزب الله" بات الحاكم الفعلي للدولة، وطالما ان الحكومة حكومته وباسيل حليفه وربيبه، وطالما ان الرئيس بري حليفه، ورئيس الجمهورية هو الرئيس المقاوم، فماذا بعد؟ استعراض فائض القوة في الشارع لا يسد جوعاً ولم يعد ينفع، التغيير بات قدراً وليس مطلباً، في السلطة وفي فك الارتباط مع النظام السوري اذا اراد لبنان التفلت من قانون قيصر.

 

الثورة باقية والإستبداد إلى زوال

محمد علي مقلد/نداء الوطن/15 حزيران/2020

لن تسقط الحكومة بفِعل الضغط الشعبي ولا استجابة لمطالب الثورة. ستسقط كثمرة مُهترئة. ستسقطها فضائحها، وعودها الكاذبة وإنجازاتها المزعومة، حفلة التأليف التنكّرية، عودة الوزراء من مهرجان التصفيق ضدّ المحاصصة إلى احتفال توزيع الهدايا على المُتحاصصين، عنتريات رئاسية ليلية وهزائم صباحية. لا أناقة نسائها، ولا تأنّق رجالها، ولا مشط الرئيس وصِباغ شعره كانت كافية لإخفاء قبحها. أعذارها وذرائعها جاهزة: لم يسمحوا لها، تآمروا عليها، إرث السنوات والعقود الماضية الثقيل، قانون "قيصر" والعقوبات الأميركية، الصراعات الإقليمية، عودة السلطان إلى حروب المتوسط وأرتحششتا إلى حصار صيدا، والشريف حسين يقود جيش الوهابية، والمهدي المنتظر ومعاوية والحسين والشيعة والسنة والفينيقيون وكل اللغات القديمة والأسماك المتحجّرة على قمم الجبال.

سيكون سقوطها أكثر دوياً لأنها لم تتعلّم من سقوط الأولى. منذ الإستقلال، ما من حكومة سبقتها في أناقة المظهر وتفاهة المعنى. هي التي حوّلت اجتماعها إلى احتفال بميلاد موظف، وهي التي صارت معها الخيانة وجهة نظر، والقانون الوضعي شريعة غاب، والدستور ممسحة على باب السلطان، والعلم الوطني أعلاماً وألواناً، ولا حياء ولا خفر. هي التي، تحت مظلّتها، ينتهك الحاكم الدستور، وتُستباح إستقلالية القاضي، وهي التي ضربت عرض الحائط بمعيار الكفاءة وتكافؤ الفرص، وأحلّت محلها قيم الإستزلام وبيع الضمائر والمُتاجرة بالسيادة الوطنية.

ذلك السقوط المُدوي يُملي على الثورة أن تقلب الصفحة الأولى من مسيرتها الناجحة، وتبدأ جولة جديدة، مُستفيدة من إنجازاتها الكثيرة وإخفاقاتها القليلة. عليها أن تمسك منظومة الفساد والإفساد والمافيا الميليشياوية باليد التي تؤلمها. هي استدارت على مطالب الثورة، وأفرغتها من مضمونها، فشكّلت حكومة بلا سياسيين، لكنّها أسوأ من كل الحكومات السياسية في تاريخ لبنان، وناصبت العداء للقطاع المصرفي واستهترت بمطالب الثورة، فلا حاسبت مُختلساً، ولا استعادت مالاً منهوباً، ولا سنّت قانون انتخابات، ولا حصّنت القضاء، بل هي عملت وتعمل على ما يزيد الشعب اللبناني فقراً، ويمنح لصوص المال العام فرصاً إضافية.

أمران يُحاصران سلطة الميليشيات المافياوية ويُضيّقان الخناق عليها: نهب المال العام واستباحة السلطة القضائية. التركيز عليهما يصيب من السلطة مقتلاً. أما تشتيت الضغط على مطالب أخرى هي من صميم برنامح الثورة، كالانتخابات المُبكرة والمعابر غير الشرعية واحتكار الدولة وسائل العنف وغيرها، فستكون، بغياب القضاء المستقل، وسيلة لتملّص السلطة وهروبها نحو تجييش الطوائف المطواعة، والإحتماء خلفها. قد تسقط الحكومة بين ليلة وضحاها. قد يتخلّى عنها أصحابها بعدما امتثلت لقراراتهم وأنجزت لهم التعيينات التحاصصية، ووفّرت لهم تغطية على فضائحهم. ولن يمنحهم صك براءة، انتقالهم من العراضات بالعصي والدراجات والتهييج الطائفي للتخريب على الثورة، إلى عراضات تهريجية تنشد الوحدة الوطنية. أياً يكن سبب سقوطها أو إسقاطها، فالثورة مُطالبة باتّخاذ قرارات شجاعة. أولها، التمسّك ببنود برنامجها إياه من دون تعديل إلا في تحديد الأولويات، ثانيها، عدم التصويب على غير المُذنِب الحقيقي المُتخفّي خلف قرارات حكومة الدمى، وثالثها، تنظيم العلاقة بين مكوّناتها على أسس الديموقراطية في اتّخاذ القرار والإلتزام الحازم بالبرنامج وأولوياته، واحترام خصوصيات الأطراف وحقّها في المبادرة بما يصون الثورة ويحول دون شرذمتها.

 

لا يُشبِهوننا... ولن نُشبِههُم!

طوني أبي نجم/نداء الوطن/15 حزيران/2020

في تبرير ممارسات الذين اجتاحوا وسط بيروت، ليلتي الخميس والجمعة المُنصرمتين، وِفق ما ورد على الصفحة الرسمية لـ"شباب الضاحية الجنوبية" على فيسبوك، أن "وسط بيروت - سوليدير لم يكن يوماً لنا نحن الفقراء. لم يشبهنا يوماً، ولم نشعر بالإنتماء لتلك البقعة التي بُنيت على أنقاض الفقراء، لتكون ماخوراً ومرتعاً لتلك الطبقة البورجوازية النتِنة. فلتَبكِ ولتَحترِق، وسنرقص طرباً على نواح روّادها، وإن قلبنا ينشرح لرؤيتها كمدينة أشباح"! في ما تقدّم، يكمن جوهر الصراع الحقيقي في لبنان بين اللبنانيين، وبين الذين يُشكّلون رأس حربة في مشروع "تصدير الثورة" الإيرانية إلى لبنان. هُم يُريدون تدمير كل ما لا يُشبِههم لتحويل لبنان، ليس شبيهاً لإيران ولاية الفقيه بل جزءاً منها، تماماً كما ينصّ مشروع "حزب الله"! هم يُدمّرون وسط بيروت لأنها لا تُشبِههم، وليس لأنّها لم تكن لهم كفُقراء، ففي الأساس لا علاقة لـ"شباب الضاحية" بوسط بيروت، ولم يملكوا فيها متراً مربعاً واحداً في أي يوم. جُلّ ما يُريدونه، هو مُصادرة قرارها المالي، بعدما صادروا قرارها السياسي والأمني، وتمهيداً لإلحاقها شكلاً وقالباً وروحاً بعواصم مِحور المُمانعة البائسة.

همُ يُهاجمون يومياً حاكم مصرف لبنان والقِطاع المصرفي لتدميره، ليجعلوا لبنان يتشبّه بدول مثل إيران وسوريا وفنزويلا، دول يائسة معزولة عن النظام العالمي وعن الحضارة العالمية. يسعون لتجفيف آخر دولار من الإحتياطي في لبنان، ليجعلوا شعبه يتسوّل على قارِعة العالم، فيُصبح شعباً خاضعاً مُخدّراً، باحثاً عمّا يسدّ به جوع بطنه ولو اضطرّ بناء عليه ليسدّ فمه فيخسر حريته وكرامته، تماماً كشعوب دول محور الممانعة!

يُشكّكون يومياً بقدرات الجيش اللبناني لأنهم يريدونه "جيشاً ثانياً" تماماً كما هي الحال في إيران، حيث الأولوية لـ"الحرس الثوري" وليس للجيش الإيراني. هكذا يُهوّلون دائماً بالفتنة ليحيّدوا الجيش ويُظهروه في موقع العاجز، ما بات يُهدّد بقطع المساعدات الدولية عنه!

وفي هذا السياق، لا يعود غريباً أن يبنوا المرحلة اللاحقة على مُهاجمة نمط الحياة والحريات في كل المناطق اللبنانية، كما فعلوا أخيراً في عربصاليم حيث استفزهم "مايوه وقنّينة بيرة"، وكما كانوا يتصرّفون في عدد من مناطق سيطرتهم في الجنوب وعلى أطراف الضاحية وغيرها. فما الذي يمنعهم من المطالبة غداً بوقف بيع المشروبات الروحية في كل المناطق اللبنانية، أو منع النزول إلى البحر بثياب السباحة في كل لبنان، تحت شعار أن هذه الثقافة لا تُشبِههم؟ باختصار، نعم نحن اللبنانيين بكل طوائفنا وألواننا لا نُشبِههم، لا نُشبه مؤيّدي مشروع ولاية الفقيه. نحن نؤمن بلبنان أولاً، لبنان الدولة القوية والسيّدة والحرّة التي تحتكر السلاح، ولا يُفاخر باحتلالها "حرس ثوري" من هنا و"سرايا مقاومة" من هناك. نحن نؤمن بثقافة الحياة ولا نقبل بخوض حروب الآخرين، من سوريا إلى اليمن وما بينهما. نحن نُريد نظام الحريات السياسية والإقتصادية، ونُريد قطاعاً مصرفياً يربطنا بكل العالم. نُريد أن يكون لبنان في الحضن العربي لا في المحور الإيراني، ونُريد أفضل العلاقات مع الغرب الذي نتفاعل وثقافاته، ونرفض أن نكون على عداوة معه، ولا شيطان أكبر بالنسبة إليه سوى من يسعى لتدمير وطننا! "حزب الله" أعلن عملياً الحرب على روح لبنان وجوهره، خِدمة للمشروع الإيراني في المنطقة، ومن ضمنه السعي لإبقاء نظام بشار الأسد على قيد الحياة ولو على حساب حياة اللبنانيين ولقمة عيشهم. لكنّنا كلبنانيين، لم ولن نستسلم يوماً، وسنبقى بالمرصاد... فاقتضى التوضيح!

 

"قيصر".. مفتاح واشنطن لأي تسوية في سوريا

محمد قواص/سكاي نيوز/15 حزيران/2020

قانون قيصر يمثل ضغطا أميركيا جديدا على الحكومة السورية

يدخل قانون "قيصر " الأميركي حيز التنفيذ في 17 يونيو بعد ستة أشهر على توقيعه في ديسمبر الماضي من قبل الرئيس دونالد ترامب. أصدرت "أميركا" هذا القانون بموافقة الحزبين الجمهوري والديمقراطي، بما يؤشر إلى أن الأمر ليس نزقا أو مزاجا، بل يقدم واجهة جادة وجديدة لتعامل السياسة الخارجية الأميركية مع ملف سوريا. ابتداء من سريان العمل بهذا القانون ستفرض الولايات المتحدة عقوبات على أي جهات (مؤسسات، شركات أو أشخاص) تساهم بشكل مباشر أو غير مباشر بتمويل النظام ودعم عملياته العسكرية. وفي روحية "قيصر" الذي يعاقب نظام دمشق، تصويب مركز على الأطراف الأجنبية المتورطة بدعم النظام برئاسة بشار الأسد، لا سيما الدول التي تضخ المساعدة لدمشق أو تلك التي تخطط للاستثمار في سوريا. صدور "قيصر" وتوقيت دخوله حيز التنفيذ هو قرار سياسي بامتياز. لم تعوز الولايات المتحدة الحجة منذ اندلاع الأزمة في سوريا عام 2011 لاتخاذ موقف متشدد من النظام في دمشق، ذلك أن التقارير والمعطيات التي كان يرسلها السفير الأميركي في سوريا آنذاك، روبرت فورد، كما توجهه مع سفراء لندن وباريس لملاقاة المتظاهرين في مدينة حماة في يوليو 2011، كان يعكس اطلاعا أميركيا غربيا كاملا على حقيقة الأوضاع في سوريا.

ومع ذلك انسحبت إدارة الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما من أي تورط في سوريا، واسقطت خطوطا حمر كانت رفعتها في حال استخدام دمشق للأسلحة المحرمة، وأنِستْ لوساطة روسيا أولا ثم تدخلها العسكري ثانيا، واكتفت بتفاهمات الثنائي سيرغي لافروف-جون كيري. وحتى حين دخل دونالد ترامب البيت الأبيض، فإنه تبنى سياسة منكفئة عن الشأن السوري، وظهر أن القصف الصاروخي الأميركي الذي استهدف عقابيا مواقع للنظام السوري (الشعيرات، دمشق، حمص) كان من قبيل رفع العتب، ولم يكن مهددا للقوة العسكرية لدمشق.

على هذا فإن واشنطن قررت في هذا التوقيت بالذات، وبمناسبة الصور التي حملها الجندي المنشق "قيصر" حول التعذيب في سوريا، الانقلاب على سياستها السورية السابقة وتقديم أعراض سياسة جديدة. من تلك الأعراض أن مفتاح أي تسوية في سوريا بات في يد واشنطن وليس في يد موسكو، وأن غضّ الطرف الذي مارسته واشنطن وحلفاؤها عن المقاربة العسكرية الروسية في سوريا، لن ينسحب على التسوية السياسية التي تسعى موسكو لإنجازها وفق أجندة الكرملين وحدها. قانون "قيصر" يطيح بأي آمال لضخ أموال من المجتمع الدولي من أجل إعادة الإعمار في سوريا -على ما تنشد موسكو- دون تحقيق تسوية سياسية متوازنة شاملة تكون المعارضة جزءا منها.

لا يريد "قيصر" الخارج من أفران الكونغرس إسقاط نظام دمشق، أو هكذا توحي سطوره. وليس صدفة أن يخرج المبعوث الأميركي الخاص إلى سوريا، جيمس جيفري، للتحدث عشية دخول القانون الأميركي حيز التنفيذ، ليتحدث عن عرض قدمته واشنطن للأسد لوقف انهيار أزمة النظام. لم يفصح جيفري عن تفاصيل العرض لكن مصادر دبلوماسية مواكبة للشأن السوري كشفت أن العرض يقضي بالذهاب إلى الحل السياسي لتطبيق قرار مجلس الأمن رقم 2254 وإنجاز دستور جديد وإجراء انتخابات تحت إشراف أممي بعد تحقيق البيئة الآمنة والمحايدة، والقبول بالقرارات الدولية.

لا تريد واشنطن إسقاط الأسد لكن عرض جيفري يدفع باتجاه ذلك. فما حققته قوات النظام السوري مدعومة من روسيا وميليشيات إيران التابعة يهدف إلى تعويم النظام وفرض رؤيته، وهذا ما تسعى موسكو إليه، من خلال الاشتغال على تسوية دستورية تعيد تلميع نظام دمشق وجعله يحظى بقبول الدوائر العربية والدولية لبقائه. ولا يتحدث جيفري و"قيصر" مع نظام دمشق، بل يتوجه مباشرة لروسيا، فارضا شروطا أميركية لطالما كانت غائبة ستكون الرقم الأول والصعب للإفراج عن أية تسوية نهائية. ولا يستهدف قانون العقوبات الأميركي الجديد النظام السوري فقط، بل يسعى إلى تفكيك منظومة الدعم السياسي والاقتصادي المعقدة، سواء تلك الممتدة من عواصم (منها حليفة لواشنطن) بعيدة، أو تلك المتسربة من دول الجوار. بكلمة أخرى يتعامل قيصر مع الورش التي تجتهد لترتيب مناطق النفوذ المحاذية المتأثرة بنفوذ طهران (العراق ولبنان)، ويحمل جرعات تصويبية -وربما تكون مساعدة- للمقاربة الروسية لسوريا والتي لا يبدو أن تلك الأميركية تروم أن تكون بديلاً عنها. كشفت أزمة الدولار المندلعة منذ شهور في لبنان ما لأمر كهذا من تداعيات قاتلة لاقتصاد سوريا، وكشف هلع حلفاء دمشق بزعامة حزب الله من ذلك "القيصر" حقيقة ما تحمله واشنطن في جعبتها من ذخيرة قانونية سيقلب تفجيرها موازين القوى في سوريا والدول المحاذية.

 

هَل أَحرقَ "حزب الله" بيروت؟

ملاك عقيل/"ليبانون ديبايت/الاثنين 15 حزيران 2020 

مقارنة بـ "سبت الفتنة" وليلتَيّ بيروت الصاخبتَين الخميس والجمعة خفّ ضجيج الشارع من دون أن يقفل الباب أمام تكرار سيناريوهات مشابهة وربما أكثر خطورة. وما حدث في ويك أند طرابلس الساخن نموذجًا.

ولعلّ الإختبار الأهمّ يكمن في نجاح "مسرحية" التوافق السياسي-المالي المعلن من بعبدا في ظل شكوك حقيقية عن قدرة المصرف المركزي على التدخل بما يكفي للجم انهيارٍ بات كبار القوم من العاملين على خطّ التخفيف من سرعته يجزمون بصعوبة تفادي وقوع الكارثة طالما الثقة مفقودة والدولار على حافة "الانقراض" وإحتياطي مصرف لبنان مدعاة ندبٍ! عمليًا، أعطت "مشهدية بيروت" على مدى يومين متتاليين صورة عن مسارٍ سيحكم الشارع منذ الآن وصاعدًا. وفي السياق حضر الاستثمار السياسي السريع للقوى السنية والذي انعكس بوضوح إن في مواقف رئيس الحكومة السابق سعد الحريري أو النائب نهاد المشنوق ردّا على ما فسّر في قاموس الأول "إنجرافًا في مخطط الفتنة"، فيما بدت لافتة دعوة المشنوق لوزير الداخلية محمد فهمي الى إصدار قرار منع تجوّل الدراجات النارية لفترة محدّدة في بيروت، مصوّبًا على "خطة أمنية غير قادرة على حماية وسط بيروت".

لكن المشنوق لم يكن وحده في ميدان المحاسبة. فالحريري وخلال جولته التفقدية في بيروت ضمّ قوى الأمن الداخلي الى لائحة المقصّرين في حماية أهل بيروت. وهي لطشة توضّحت أكثر من خلال ما أشارت اليه نائب "تيار المستقبل" رولا الطبش عن "التأخير المتعمّد في تدخل القوى العسكرية والامنية، وكأن هناك نافذًا ما يعطي الاشارة بفتح الطرق أمام هذه المجموعات والعصابات التخريبية، وعبر منع الاجهزة من التدخل".

تتعدّد الروايات عن أسباب تأخّر القوى الأمنية في تطويق المخرّبين والمفتعلين بوسط بيروت، مع العلم أن هذا المشهد بالذات، على سوئه، يمنح الحريري ورقة شدّ العصب وتبرير استهداف الحكومة بمزيد من الاتهامات.

لكن المؤكّد أن وضع حزب الله في قفص الاتهام بإحراق بيروت يفتقر، بتأكيد مصادر مطلعة، الى الدقة في رصد الوقائع حيث تمدّدت أعمال الشغب والتخريب والحرق في الأيام الماضية من بيروت الى الشمال والبقاع والجية والناعمة وخلدة، وبات لدى القوى الأمنية داتا مفصّلة عن وجوه المخرّبين خصوصاً في بيروت ما يسهّل عملية كشف هوياتهم وانتماءاتهم واليد الخفية المحرّكة للشغب عن بعد خصوصًا أن بعضهم لم يقصّر في التقاط الصور التذكارية أمام ما اقترفت أيديهم، كما أن "مشغّلي" الباصات ومن فيها باتوا شبه معروفين للأجهزة الأمنية التي ستباشر حملة توقيفات بحقهم. فيما لا تبرّئَ الأجهزة الأمنية العديد من "المشاغبين" الآتين من أحياء العوز والفقر في مناطق محسوبة على الثنائي الشيعي.

فهل انجرّ حزب الله الى فخّ لطالما حيّد نفسه عنه بتفادي الاحتكاك المذهبي على الأرض؟

يقول مطلعون على موقف حزب الله "أن الحزب وبعد تبلور مسار يُظهِر الضغط باتجاه تطبيق القرار 1559 وتقديم مطلب تسليم سلاح حزب الله واستخدام ورقة ارتفاع سعر صرف الدولار كأحد عوامل الضغط على المقاومة، بات الحزب معنيًا بأن يكون جزءًا من الشارع اعتراضًا على الوضع الاجتماعي والمالي ودفاعًا عن نفسه، لكن الأمر بالتخريب ليس صادرًا عنه بل يجب تتبّع المستفيدين منه". والنزول الى الأرض الذي برز بشكل واضح يومي الخميس والجمعة لا يعني، بتأكيد المطلعين، "وجود قرار حزبي رسمي بالإحتكام الى لغة الشارع. هذا الواقع غير قائم حتى الآن، لكن الساحة لن تترك للآخرين. واليوم ما نراه في الشارع هي مجموعات على حافة جمهور الحزب وليس جمهوره، وبجزء منها متداخل مع مجموعات محسوبة على حركة أمل". ويصف هؤلاء هذه العينة تحديدًا من المشاركين الشيعة بـ "المجموعات الغوغائية التي تهدف لايصال رسالة بوجود قبة باط من الضاحية".

وفي هذا السياق، يؤكد مصدر أمني "ان خليطًا من محسوبين على أمل وحزب الله ويساريين ومتظاهرين قدموا من الذوق وجل الديب ومجموعات أتت من البقاع مرتبطة إما بحزب سبعة أو المنتدى التابع لبهاء الحريري هي التي سيطرت على المشهد. لكن عمليات التكسير والتخريب والحرق قامت بها بشكل أساس المجموعات القادمة من البقاع وبناء على مهمة مدفوعة سلفًا. فيما تولّى "فوج الموتوسكيلات" الذي وصل عديده الى أكثر من ألف دراجة نارية تنظيم عراضات في شوارع بيروت الهدف منها إثبات الوجود".

وتجزم مصادر قريبة من حزب الله بأن "الحزب وأمام تفاقم الأزمة وبلوغ سعر صرف الدولار مستويات قياسية تهدّد بانفجار اجتماعي الهدف منه استهداف حزب الله بضغط أميركي، كان مضطرًا الى السماح بـ "تنفيسة" مضبوطة داخل شارعه لم يكن المقصد منها قلب الطاولة أو المشاركة في مخطط إسقاط حكومة دياب أو اللعب على الوتر الطائفي". ووفق المعلومات، باشرت قوى حزبية يومي السبت والأحد بالتنسيق مع القوى الامنية اتخاذ إجراءات امتدت من خندق الغميق الى مداخل الضاحية الهدف منها ضبط هذه المداخل منعًا لدخول أو خروج مجموعات تعيد مشهد الصخب في بيروت". واقع يدلّل على أن مفتاح هذه المداخل موجود بيدّ مسؤولي "أمل" و"حزب الله" و"الفتحة" لخروج المتظاهرين الشيعة تكبر أو تصغر بحجم نوعية المًهمة الموكلة اليها.

 

"حزب الله" يحوّل لبنان إلى "اقتصاد مقايضة"... ودياب "سيدفع الثمن"!

رندة تقي الدين/نداء الوطن/15 حزيران/2020

تنظر مصادر فرنسية متابعة للوضع في لبنان بتشاؤم الى التطورات على الساحة السياسية اللبنانية وعلى مستوى المفاوضات مع صندوق النقد الدولي، فمن جهة ما زالت باريس تنتظر إجراءات إصلاحية من حكومة حسان دياب التي تصفها بأنها "بطيئة جداً في التنفيذ"، ومن جهة ثانية هي لا تريد أن تترك لبنان ينهار، لذا تصرّ وتقول إن على الحكومة أن تحسّن أداءها ولا بديل عن الإصلاحات أمامها. وفي تقييمها لعمل هذه الحكومة مع صندوق النقد تقول المصادر إنّ "صندوق النقد أعرب مراراً خلال الاجتماعات مع الجانب اللبناني عن ثلاثة طلبات لكنها لا تزال غير مقبولة حتى الساعة من المسؤولين اللبنانيين، فالأمر المطلوب الأول هو أن يوحّد المسؤولون اللبنانيون موقفهم من الخسائر بينما المسؤولون اللبنانيون ما زالوا يختلفون في مواقفهم، وكذلك الأمر بالنسبة لرفضهم كلاً من الـ"haircut" والـ"capital control" المطلوبين لتنظيم حركة الأموال.

وإذ تلفت إلى أنه في زمن كورونا حيث تكبد العالم بأسره خسائر اقتصادية باهظة "يبقى الطريق الوحيد للبنان في سبيل الخروج من محنته هو صندوق النقد الدولي"، غير أنّ المصادر الفرنسية ترى في المقابل أنّ "حكومة دياب لم تنجز أي تقدم لا في الإصلاحات ولا مع صندوق النقد بل هي خيبت آمال بعض الجهات الدولية، خصوصاً على ضوء الاختلافات الحادة التي تسود اجتماعات مجلس الوزراء وآخرها بسبب انهيار قيمة الليرة"، وذكّرت على سبيل المثال "بعدول شركتي سيمنس وجنرال الكتريك عن المضي قدماً في الاستثمار بمشاريع الكهرباء في لبنان قبل أن تتوصل الحكومة اللبنانية إلى اتفاق مع صندوق النقد الدولي".

ورأت المصادر ان "تكثيف انتقال الدولارات من لبنان الى سورية حيث فقد النظام العملة الصعبة، هو السبب الأساسي الذي جعل حاكم مصرف لبنان رياض سلامة يحذر من ضخ الأموال على الساحة اللبنانية لأنه يدرك أنها ستنتقل الى سوريا وأنّ "حزب الله" وغيره على الساحة اللبنانية يتولون نقل ما تبقى من دولارات في لبنان إلى النظام السوري"، وترى المصادر أنّه وعلى الرغم من أنّ "رئيس الجمهورية ميشال عون يتمنى إقالة رياض سلامة الذي تم تهديده بملاحقات جنائية من قبل وزيرة العدل بإيعاز واضح من عون، لكنه ارتأى إبقاءه خوفاً من أن تؤدي إقالته إلى انهيار تام في قيمة الليرة وتفاقم خطورة الوضع الاجتماعي الداخلي"، مشيرةً في الوقت نفسه إلى أنّ "سبب الحقد الذي اتسم به خطاب دياب هو أنه بات موضع انتقاد من الجميع، المعارضة والأغلبية التي مبدئياً كان ينبغي أن تسانده لكنها أظهرته غير قادر على التحرك بأي استقلالية ولذا تراجع عن موضوع سلعاتا مثلاً". وإزاء ذلك، تلاحظ باريس أنّ "كلاً من المسؤولين اللبنانيين يعمل على أساس حماية مربعه الخاص حتى انعكست الخلافات السائدة بشكل سلبي جداً على البلد"، ولفتت إلى أنّ "سلامة ينفذ السياسة التي طُلبت منه لتمويل الاقتصاد المبني على الاستيراد وهو ما يتطلب استقطاب أموال تأتي من الخارج عبر فوائد مرتفعة، الأمر الذي أدى إلى قتل الاقتصاد الوطني بفعل تنفيذ قرارات سياسية تمت الموافقة عليها من الجميع من دون استثناء". وكذلك، ترى مصادر فرنسية أخرى متابعة للوضع الداخلي اللبناني أنّ "الأزمة التي وقع فيها لبنان ليست ناتجة فقط عن الفساد وسوء الإدارة والعجز المستمر بل أيضاً نتيجة تنافس خارجي أميركي - إيراني يؤثر بشكل كبير على الداخل اللبناني"، وأوضحت أنّ "حزب الله" يتجه إلى تحويل الاقتصاد اللبناني إلى اقتصاد مقايضة مع السلع الرخيصة المستوردة من إيران وإدخال سلع دون النوعية المطلوبة إلى السوق المحلية اللبنانية"، مشددةً على أنّ "هذا الحزب لا تهمه المصارف لأنه لا يتعامل ضمن نطاق النظام المصرفي بالمصارف بل باقتصاد "الكاش" والمقايضة التي يموّل نفسه بها، وبالدولارات التي يستحوذ عليها ويحوّل جزءاً منها الى النظام السوري"، لكنها تعتبر في المقابل أنّ "خراب لبنان وانهياره لن يكونا في مصلحة "حزب الله". وتختم المصادر الفرنسية بالقول: "عدم امتثال رئيس الحكومة حسان دياب للمطالب الغربية سيجعله يدفع ثمناً لذلك حتى ولو أنّ بعض النافذين اللبنانيين ينقلون إلى الأوساط الفرنسية أنّ استقالته غير واردة كونه لا بديل لحكومته حالياً".

 

نزْف العملة الصعبة يُعالَج بـ "رشوش" الباقي من الاحتياطي/سوريا "تشفط" الدولار... شرعياً

خالد أبو شقرا/نداء الوطن/15 حزيران/2020

نشطت في الآونة الاخيرة عملية تحويل الليرة السورية الى دولار على الاراضي اللبنانية

تعدّدت طرق "تحويل" العملة الصعبة إلى سوريا والنتيجة واحدة، لا دولار في لبنان. حجم التداخل الكبير بين الاقتصاديين غير المتكافئين، يجعل الكفة الراجحة تميل دائماً لمصلحة الاقتصاد السوري، وإن "طبشت" كفة الميزان التجاري لصالح لبنان في فترات عديدة. بلوى "وحدة المسار والمصير"، ظهّرتها الازمة الاقتصادية التي تضرب البلدين بأبشع صورها. فعلى وقع حصار النظام الأسدي الخانق والتخوف من "قيصر"، تحوّل الاقتصاد الأكبر الى "هوفر" تشفط الدولار... شرعياً.

تنقسم عمليات تحويل الدولار إلى سوريا إلى شقين: شق غير شرعي يتمثل في تهريب مادتي المازوت والطحين، اللتين يوفر مصرف لبنان 85 في المئة من قيمتهما على سعر صرف 1500 ليرة الرسمي. وبحسب الدراسات، فإن هذه العملية تكلف الاقتصاد اللبناني أكثر من 400 مليون دولار من أصل احتياطي قابل للاستعمال لم يعد يتجاوز الـ 3 مليارات دولار في أحسن الاحوال.

الحوالات الشرعية

أما الشق الثاني فهو شرعي ويتمثل في أمرين: الاول، هو تحويلات العمالة السورية المقيمة. وقد قدر المجلس النرويجي للاجئين نسبة هذه الحوالات في العام 2015 بحوالى 17% من إجمالي الحوالات إلى سوريا، ما يجعل لبنان ثاني أكبر مصدر للحوالات بعد السعودية. وفي حسبة بسيطة فان الحوالات اليومية من لبنان الى سوريا كانت تقّدر قبل العام 2011 بحوالى 6 ملايين دولار، على اساس وجود 300 ألف عامل بمعدل دخل وسطي يقدر بـ 20 دولاراً يومياً. أما اليوم ومع وجود نحو 1.5 مليون لاجئ فإن نسب العمالة ارتفعت إلى ما لا يقل عن 800 ألف، يحوّلون أكثر من 60 في المئة من دخلهم إلى سوريا، أو يحولونه إلى الدولار لحمله معهم الى سوريا عند المغادرة. هذا الواقع يرفع طلب المقيمين السوريين في السوق السوداء على الدولار بشكل كبير.

أما الثاني، فهو الطلب التجاري. فمثلهم مثل كل المودعين تحولت أموال الأفراد والمستثمرين ورجال الأعمال السوريين، المقدرة بحسب "المرصد العمالي للدراسات والبحوث" بنحو 50 مليار دولار إلى "لولار". ولم يبق أمامهم إلا خياران، إما سحبها بالليرة اللبنانية وتحويلها إلى الدولار في السوق السوداء، وإما شراء البضائع من الاسواق الداخلية عبر الدفع الالكتروني أو بالليرة. وفي كلتا الحالتين ترفع هذه العملية الطلب على الدولار النقدي لتحويله الى سوريا. النزف المستمر

عضو هيئة مكتب المجلس الإقتصادي والإجتماعي د. أنيس أبو دياب يرى ان "الطلب السوري "الشرعي" على الدولار في لبنان يعتبر واحداً من الاسباب المباشرة لارتفاع سعر الصرف. فمراقبة التطورات الاخيرة تُظهر بوضوح كيف ان سعر الدولار يبدأ بالارتفاع أولاً في المناطق البقاعية، حيث تنتشر محلات الصيرفة في شتورة ومجدل عنجر وغيرها من المناطق المحاذية لسوريا، وينتشر كالنار في الهشيم عند بقية الصيارفة على طول الوطن وعرضه، وكله لمصلحة التجار السوريين".

هذا الواقع يترافق مع شح هائل في عرض الدولار وارتفاع الكتلة النقدية بالليرة اللبنانية إلى معدلات غير مسبوقة. فتعاميم مصرف لبنان، وتحديداً منها 148 و151، التي تسمح بتحويل الدولار الاميركي في المصارف إلى الليرة على سعر صرف 3000 بدلاً من 1500. ودفع الاموال المحولة الكترونياً بالليرة اللبنانية على سعر أصبح 3600 ليرة. والاستمرار في طباعة العملة لتوفير الاحتياجات الداخلية... عوامل دفعت بالكتلة النقدية بالليرة اللبنانية الى التضخم "من 12 الف مليار ليرة في شباط العام 2019 إلى حدود 21 الف مليار ليرة حالياً"، يقول أبو دياب. "جزء كبير من هذه الكتلة النقدية يستخدم لشراء الدولار سواء للاكتناز أو لتحويله الى الداخل السوري".

إذا كان تحويل الليرة إلى الدولار أمراً طبيعياً، فانه من غير الطبيعي مبادلة الليرة السورية بالدولار على الاراضي اللبنانية. وهذا ما يحدث بشكل مفرط أخيراً. فقسم كبير من الصيارفة اللبنانيين والسوريين يعملون في لبنان على تأمين الدولار النقدي للتجار السوريين، وذلك بعد زيادة الضغط ومنع التداول في العملات الاجنبية في سوريا تحت طائلة الحبس والغرامات المرتفعة.

تدخل "المركزي"

بدلاً من ان "تكحّلها" الحكومة باتخاذ اجراءات لوقف النزيف "عَمَتها" بالضغط على مصرف لبنان لضخ الدولار في الأسواق. وبغض النظر عما إذا كانت "هذه الضغوط ستقدم أو تؤخر شيئاً، لانها محض شعبوية ولا ترتكز على أي مقاربة منطقية"، برأي منسق الإدارة السياسية في حزب "الكتلة الوطنية" أمين عيسى، فانه "لو ضخ المصرف المركزي 20 مليار دولار دفعة واحدة، سوف تختفي في غضون يوم واحد بسبب انعدام الثقة". وعليه فان الحل من المستحيل ان يكون ما زال نقدياً، بل أصبح من وجهة نظر عيسى "سياسياً"، يرتبط بمقدار ما تستطيع السلطة ان تقدمه من اصلاحات جدية وجذرية تعيد الثقة بالدولة اللبنانية. وإلا فان ما يحدث لا يتعدى كونه ذراً للرماد في العيون.

المبلغ الذي يحكى ان المركزي سيتدخل به هو 30 مليون دولار لمدة أسبوع، على اعتبار ان حاجة لبنان للاستيراد تقدر بنحو 5 الى 6 ملايين دولار في اليوم الواحد. أما الآلية فستكون عبر فتح المركزي السقوف للصرافين لسحب الدولار بالشروط التي وضعها. لكن "هل البنكنوت متوفر في لبنان؟ واذا كان مبلغ 30 مليون دولار من السهل تأمينه من التحويلات الالكترونية، فهل يستطيع المركزي ضخ 1.56 مليار دولار على مدار الاسابيع الـ 52؟"، أبو دياب يجيب بالنفي. "فأرصدة المصرف المركزي التي يتكلم عنها الحاكم والتي تقدر برأيه بـ 21 مليار دولار موجودة في الولايات المتحدة. فهل تفرج عنها أميركا لمصلحة حكومة تمعن في نقل الصراع الى مراحل أكثر حدة، وتتحدى الكلّ في التعيينات الادارية وتوقف مرسوم التشكيلات القضائية ولا تبدأ جدياً في الاصلاحات؟".

كل المعطيات تؤشر بحسب الخبراء إلى صيف ملتهب. وهو ما يحتم علينا البدء باتخاذ تدابير غير تقليدية، كاستبدال الدعم الذي يهرب جزء كبير منه الى سوريا، بإعانات مباشرة الى الأسر او القطاعات المحتاجة، الكف عن اتباع سياسة النعامة واخراج الرأس من الرمال، والبدء جدياً بالاصلاحات بما يعزز ثقة الداخل والخارج على حد سواء.

 

حسان دياب لـ"الانقلابيين": "تعيشوا وتاكلوا غيرها!"

كلير شكر/نداء الوطن/15 حزيران/2020

وصفها رئيس الحكومة حسان دياب في خطابه المطول، بوضوح مطلق: "كانت ليلة الانقلاب". صحيح أنه أرفق عبارته بانتفاضة 17 تشرين الأول وكأنها المقصودة بهذا الانقلاب، لكنه عملياً قصد حكومته. ليكمل مطمئناً "الانقلابيين": مجدداً، سقطت المحاولة.

غاص أكثر في تفاصيل "الحبكة المؤامراتية" ملمحاً إلى أنه "لم تنجح كل الاجتماعات، السرية والعلنية، والاتفاقات فوق الطاولة وتحتها، وأوامر العمليات الداخلية والمشتركة، في إنجاح خطة الإطاحة بورشة اكتشاف الفساد". هكذا، اختصر مشهد الأيام الأخيرة بمشروع منظّم للاطاحة بحكومته، ظهرت أذرعته التنفيذية على أكثر من مستوى: الشارع العابث بالأمن، اللعب بسعر الصرف تارة عبر الشائعات وطوراً عبر "شفط" كميات الدولار من سوق التداول. ما حصل بالنسبة اليه لم يكن بريئاً أو مجرّد رد فعل عفوي أخرج الناس الناقمين على الوضعين المعيشي والاجتماعي إلى ساحات الاعتراض... وإنما مسلسل معروف الأهداف.

وفق المؤيدين للحكومة، شهدت الأيام القليلة الماضية رزمة أحداث أثار تسلسلها الشكّ في مراميها: الشائعات التي سرت حول استقالة رئيس الحكومة، ارتفاع سعر الدولار المشبوه ونزول مجموعات حزبية إلى الشارع لصبّ الزيت على نار غضب الناس. وما بين هذه الحلقات المترابطة، اشتغلت الكواليس السياسية بسيناريوات ما بعد حسّان دياب.

يشير هؤلاء إلى أنّ أبرز قطب الحياكة السياسية، شهدها بيت الوسط خلال لقاء رئيس الحكومة السابق سعد الحريري مع رؤساء الحكومات السابقين. هذه المرة، نمي إلى مسامع بعض مؤيدي الحكومة أنّ اللقاء تطرق وللمرة الأولى منذ ولادة الحكومة، إلى المربع الذي يليها. سئل الحريري عما اذا كان يرغب بالعودة من جديد إلى السراي، فكان الجواب سلبياً، ثمّ جرى استعراض بعض الأسماء، وقد توقف المجتمعون عند اسم سمير الجسر. النقطة الأهم التي تسللت من تشققات ذلك الاجتماع، هو أنّ هناك بحثاً جدياً في مرحلة ما بعد حسان دياب.

بالتزامن، كان رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط قد أنهى لتوه مشاوراته بين عين التينة وبيت الوسط، فيما كان نائب رئيس مجلس النواب ايلي الفرزلي يصدح في برية المطالبة بتغيير حكومي، قال عنه إنّ ظروفه لم تنضج بعد، فيما معروف أنّ رئيس مجلس النواب نبيه بري كان ولا يزال من أبرز الداعين لعودة الحريري إلى السراي... فيما انبرت مجموعة من النواب تغني على ليل "التغيير الفجائي!"

وفق مؤيدي الحكومة، كل هذه المعطيات (بعضها يرفضون الكشف عنه) التي تجلت في "ليل الدواليب المحروقة"، فتحت باب النقاش الجدي حول دور حاكم مصرف لبنان رياض سلامة في مشروع الإطاحة بالحكومة. تفرّع السؤال لدى المعنيين إلى احتمالين: هل تطيير نائب الحاكم محمد بعاصيري هو الذي أشعل فتيل الفوضى خصوصاً وأنّ الأميركيين أبلغوا عبر الكثير من القنوات تمسكهم ببقائه في مركزه أو أقله نقله إلى لجنة الرقابة على المصارف؟ أم أنّ المطلوب حماية سلامة في ظل الجوّ المحقون الذي كان يطالب بالإطاحة به؟ (مع العلم أنّ قرار الاقالة غير متخذ).

يشير المؤيدون إلى أنّ هذه العوامل مجتمعة، زادت من قناعة دياب أنّ هناك مخططاً للانقلاب على حكومته، تلاقت مصالح المشاركين في الحركة الانقلابية عند تقاطع محلي - خارجي فيما كان سعر الدولار أهمّ "عيدان ثقابها". يقولون إنّ الظروف السياسية لم تكن متاحة خلال الساعات الماضية لتفصيل حكومة جديدة، لكن الأكيد أنّ بعض الأطراف السياسية تصرّف على قاعدة "فليسقط حسان دياب"، ومن بعدها لكل حادث حديث. بمعنى أنّه يصار من بعدها إلى تأمين شبكة تفاهمات تعيد تأليف حكومة جديدة، طالما أنّ النواة موجودة.

لكن رياح تقاطع المصالح لم تجر كما تشتهي السفن، فانتهت المحاولة إلى "صفر إصابة" في ملعب الحكومة، أقله حتى الآن، كما أوحى رئيس الحكومة في خطابه الذي وصفه المطلعون على موقفه بأنّه الأكثر تصعيداً والمطبوع بالنبرة الأكثر قوة. بالنسبة إليهم هو خطاب تأسيسي يكاد يوازي بيان الحكومة في سقوفه المرتفعة. لكنه بالنتيجة وضع دياب أمام حدّين لا ثالث رمادياً لهما: إما يقرن تهديده بإجراءات تنفيذية تحوّل الحبر إلى أعمال جدية، وإما يكون قد أشهر المسدس على رأسه، وقدّم للانقلابيين خدمة العمر، ليحرق نفسه بنفسه.

هكذا، يؤكد المطلعون على موقف رئيس الحكومة أنّ الأخير يدرك تماماً أنّ لا خيار أمامه سوى التقدم نحو الأمام عبر خطوات عملية تثبت جدية حكومته أمام الرأي العام وإرادتها في العمل لتجاوز كل المعوقات، مؤكدين أنّ تلميحه إلى النية بكشف "الوثائق والوقائع" التي تفضح "غرف البنيان الأسود" ليس من باب التهويل أبداً، وإنما هي شهادة موثقة منه بالصوت والصورة لما ستحمله الأيام المقبلة، وإلا فإنّ الناس ستحاكمه على "قنبلته الدخانية"، خصوصاً وأنّ تحقيقات جارية على أكثر من صعيد ومستوى وستخرج للعلن في حينه... ويفترض أن يكون أول غيث ترجمة الخطاب، خلال الساعات القليلة المقبلة.

في النصف الثاني من الخطاب، توجّه رئيس الحكومة إلى اللبنانيين من باب طمأنتهم الى أنّ ودائعهم بأمان وذلك لوقف باب المزايدة المفتوح بوجهه لا سيما من جهة السلطة التشريعية التي تتعاطى مع ودائع الناس على أنّها أم الصبي الحامي لمدخرات عمرهم، وكأن الحكومة هي المرتكب بحق هذه الودائع وهي التي صرفتها طوال عقود من الزمن. أما الرسالة الايجابية الثانية التي وجهها للناس فتتصل بما سماه "الظلم الذي تمارسه الدولة بحق أبنائها"، حيث يقول المطلعون على موقفه إنّه بصدد اتخاذ اجراءات عملية في هذا الشأن، سترى النور خلال المرحلة المقبلة، وهو لم يتطرق إلى المسألة من باب الشكوى أو التباكي على الدولة وانما من باب التمهيد لما سيقدم عليه. فهل سيصمد حسان دياب لينقذ نفسه بنفسه؟ أم ما حصل هو بروفا لسيناريو معلّق بانتظار وضع اللمسات الأخيرة على تفاهماته السياسية؟

 

قانون «قيصر» وأولويات واشنطن الاستراتيجية

سام منسى/الشرق الأوسط/15 حزيران/2020

يدخل قانون حماية المدنيين في سوريا الأميركي المعروف باسم «قانون قيصر» حيز التنفيذ هذا الأسبوع، وسط تشابك إقليمي - دولي شديد، يحتاج إلى كثير من الصبر والدراية لتفكيك عقده وتقييم مندرجاته. ويأتي في وقت تفاقم فيه الانهيار الاقتصادي والمالي في الداخل السوري، وخرجت مظاهرات عاصفة في منطقة السويداء، معقل الطائفة الدرزية، رافعة شعار «ارحل يا بشار» مع ما يعنيه ذلك من خلخلة أوهام يروّج لها النظام، كتحالف الأقليات المزعوم ضد الأكثرية السنية، وعودة أحلام المعارضة المفقودة.

لا بد من الإشارة بداية إلى أن الصور وراء إصدار القانون التي توثق فظاعات النظام وإرهابه المقزز وعنفه المتوحش، تؤكد مجدداً أنه كان يتعين على أميركا أن تكون، ومنذ سنوات خلت، أكثر حزماً وتشدداً مع النظام السوري. فهل يؤشر هذا القانون اليوم إلى تغيير جذري في «اللاسياسة» التي اعتمدتها الإدارتان الأميركيتان السابقة والحالية حيال الحرب السورية بعامة والنظام السوري بخاصة، بما قد يدغدغ آمال المعارضة السورية بقرب سقوطه؟ أم أن وراء الأكمة ما وراءها؟ وما هي أبعاد القانون السياسية وتأثيراته على سوريا وجارها لبنان؟

أقر القانون في 20 يناير (كانون الثاني) الماضي بأغلبية جمهورية وديمقراطية، تحت اسم «قانون قيصر سوريا للحماية المدنية» نسبة إلى اسم مستعار استخدمه الشخص الذي انشق عن النظام، وسرب معلومات وصوراً لضحايا التعذيب في سوريا، بين عامي 2011 و2014 هزت العالم. وقد أعد في عهد الرئيس باراك أوباما، وخضع منذ ذاك الحين لأكثر من تعديل، حتى وصل إلى صيغته الحالية. تتناول معظم مندرجاته عقوبات اقتصادية ومالية ومصرفية؛ لكن مفارقته أنه يستهدف هذه المرة ليس الحكومة السورية فقط؛ بل كل الحكومات والشخصيات والهيئات الاقتصادية التي تتعاون مع النظام وتقدم الدعم له، ليطال دولاً مثل الصين وإيران وروسيا.

لا شك في أن «قانون قيصر» يبعث برسائل سياسية إلى الجهات والدول التي بدأت تهرول باتجاه تطبيع العلاقات مع النظام السوري؛ لكن ثمة أسئلة كثيرة تطرح حوله؛ أولها ما إذا كان مؤشراً لتغيير سياسة اللامبالاة التي انتهجتها أميركا حيال سوريا منذ اندلاع الحرب فيها. العارفون في تعقيدات صناعة القرار الاستراتيجي في الولايات المتحدة يدركون جيداً أن صدور مثل هذا القانون، لا يعني حكماً أن البلد المعني دخل ضمن خريطة اهتمامات واشنطن وأولوياتها. فسوريا - كسوريا - لا تتمتع بالنسبة إلى أميركا بأي ثقل جيواستراتيجي، وعلينا تالياً إعادة تقييم تصورنا لمصالحها وتفسيرنا لسلوكها. ومصلحتها في سوريا ليست في تغيير النظام، إنما تنحصر في أمن إسرائيل واحتواء النفوذ الإيراني، ومن الممكن تحقيق هذين الهدفين عبر تمكين إسرائيل والتنسيق مع روسيا.

سبق لوزيرة الخارجية في الإدارة السابقة، هيلاري كلينتون، أن أوضحت أن واشنطن لا تسعى إلى إسقاط النظام السوري؛ بل إلى زعزعته ودفعه إلى تغيير سلوكه وتقديم تنازلات. وكرر اليوم المندوب الأميركي لسوريا، جيمس جيفري، هذا الكلام أمام مجموعة من المعارضين السوريين، ومفاده أن الولايات المتحدة تسعى لتغيير سلوك النظام السوري ليس إلا. صحيح أن «قانون قيصر» يأتي جزءاً من آلية سارية لتشديد العقوبات على النظام، إنما الأصح أن المستهدف الأول منه هو إيران والرغبة في محاصرتها في مناطق تمددها الخارجية، كما حوصرت داخلياً. فالقانون ترك الباب مفتوحاً أمام الحل الدبلوماسي، إذ سمح للرئيس الأميركي برفع هذه العقوبات في حال لمس من النظام السوري جدية في التفاوض، والتزاماً بمحادثات حول حكومة انتقالية. وهو ما عبر عنه الممثل الأميركي الخاص لإيران برايان هوك الأسبوع الماضي، بأن لا إعمار مع الوجود الإيراني.

السؤال الثاني هو ما إذا كانت العقوبات ستصيب النظام السوري في مقتل. في الواقع هي لن تفعل على خلاف ما يعتقده البعض، ولأسباب عدة تتصدرها الخبرة العالية التي يتمتع بها في التعامل مع العقوبات الدولية، وهو الخاضع لها منذ عقود، يليها أن المنظومة الاقتصادية القائمة حالياً في سوريا هي منظومة مافيوية لا تتأثر بالعقوبات؛ لأنها غير مرتبطة بالاقتصاد العالمي أو الإقليمي، ومن ثم وجود دول مجاورة قادرة على تأمين حاجات النظام عبر أساليب ملتوية. فكيف سيطبق القانون مع استمرار الحدود المفتوحة من طهران إلى بيروت مروراً ببغداد؟ فهل بالمقدور ضبط هذه الحدود ومنع انتقال الأسلحة والميليشيات والمخابرات والمافيات وعمليات التهريب على أنواعها، لا سيما على الحدود اللبنانية - السورية التي كانت مؤخراً عواقبها وخيمة على الاقتصاد اللبناني؟

السؤال الثالث يتناول التناقض الفاضح الذي يسود العلاقات الأميركية الروسية في الملف السوري. فمن جهة، تبارك أميركا وجود روسيا في سوريا باعتبارها القوة الوحيدة التي ارتضت بقاءها في هذا البلد، وتفرض من جهة أخرى عبر القانون عقوبات على كل من يتعاون مع النظام السوري ويدعمه، وتتصدرهم روسيا.

على صعيد لبنان، سيضيف القانون عبئاً إضافياً عليه، وهو الذي يمر بأزمات كيانية ومفصلية على الأصعدة السياسية والاقتصادية والمالية، بسبب هيمنة «حزب الله» عليه واستخدامه عنوة منصة لمساعدة النظام السوري بكل الوسائل المتاحة عسكرياً ومخابراتياً واقتصادياً، ولديه ترسانة اتفاقات اقتصادية مع دمشق ورثها من حقبة الاحتلال السوري.

من الصعب كما هو مرجو أن يكبح «قانون قيصر» اندفاع بعض حلفاء «حزب الله» اللبنانيين الممثلين في الحكومة للتطبيع مع النظام السوري. فبدلاً من الإفادة من القانون لاستعادة سيادة الدولة، خرجت فور صدوره معزوفات قديمة سارعت إلى اعتباره خدمة للإمبريالية والصهيونية، في منطق لطالما ساهم في إضعاف تأثير العقوبات الأميركية على الحزب المصنف إرهابياً في أكثر من دولة. المشكلة في لبنان هي في شبه الإجماع على تجنب إثارة قضية «حزب الله» ودوره وسلاحه، والتركيز على القضايا المعيشية والمالية والاقتصادية، كما ظهر في حراك الشارع الذي لم يجرؤ حتى الساعة على التصويب على أصل كل الأزمات ومسببها. وجاءت التعيينات الأخيرة في المناصب المالية خطوة للالتفاف على العقوبات و«قانون قيصر».

على الرغم من الجدل الأميركي حول الموقف من مساعدة لبنان، يظهر «قانون قيصر» توجه الإدارة الأميركية الجدي بأخذه بجريرة «حزب الله» وتشديد العقوبات عليه من دون مراعاة مصالحه ومصالح اللبنانيين. المطروح إذن في مقبل الأيام هو تشديد الخناق على النظام السوري وحلفائه، لدفعه نحو انتقال دستوري يخرجه من فلك إيران، والتضييق من لبنان يقضي على آماله بقرب ساعة الإعمار من دون تقديمه تنازلات سياسية ودستورية. في هذا الوقت العراب الإيراني ليس في أفضل حال، والعملة هناك في مسار انحداري، والضائقة الاقتصادية يعجز الحكم عن التستر عليها.

قصارى الكلام ولتجنب الصدمات المعهودة، نكرر أن سوريا - كسوريا - ليست ضمن أولويات واشنطن الاستراتيجية، والمقصود من «قانون قيصر» هو احتواء إيران وإعادتها إلى الداخل، عبر قطع أذرعها التمددية في الخارج، هذا إن بقي اتجاه الريح على ما هو عليه، ولم تنجح واشنطن في جر طهران إلى طاولة المفاوضات.

 

قانون قيصر" يدخل حيز التنفيذ (الجزء الأول): زيادة عزل نظام الأسد

دانا سترول و كاثرين باور/معهد واشنطن/15 حزيران/2020

حين وقّع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مشروع "قانون تفويض الدفاع الوطني" الأخير ليصبح قانوناً في كانون الأول/ديسمبر الماضي، أقرّ أيضاً بـ "قانون قيصر لحماية المدنيين السوريين" الذي يحظى بتأييد الحزبين الجمهوري والديمقراطي، والذي سمّي تيمناً بالجندي السوري المنشق الذي كشف عن مجموعة كبيرة من الأدلة التي توثّق جرائم حرب نظام الأسد. ويفرض التشريع عقوبات على الحكومات أو الشركات أو الأفراد الذين يموّلون بشكل غير مباشر نظام بشار الأسد أو يساهمون في حملاته العسكرية. وتعكس التوقعات بشأن العقوبات الناتجة عن "قانون قيصر" أساساً تصورات بمخاطر مزاولة الأعمال في سوريا، ومع اقتراب الموعد النهائي للتطبيق في 17 حزيران/يونيو، يعتقد الكثيرون أن الإجراءات الناتجة ستزيد المعاناة الاقتصادية التي يرزح تحت وطأتها أنصار النظام. 

لقد استعاد الأسد وحلفاؤه سيطرتهم على معظم البلاد من خلال التقدّم العسكري المستمر على الأرض، وفي ضوء هذا الواقع، كانت روسيا تشجع الآخرين على تقبل بقاء الأسد في الحكم، والترحيب به مجدداً في الحظيرة الدولية، وتمويل إعادة إعمار سوريا. ويرفض "قانون قيصر" هذه الفرضية: وإذا تم تنفيذ سلطات العقوبات الجديدة بشكل فعال، فيمكن أن تردع شركاء الولايات المتحدة حتى عن المشاركة في إعادة الإعمار أو توسيع العلاقات مع سوريا في ظل نظام الأسد الذي لم يخضع للإصلاح. ويتناول هذا المرصد السياسي المكوّن من جزأين قضايا السياسة ومعايير الاستهداف التي ستحدد إطار تطبيق العقوبات. ويتناول الجزء الأول العقوبات المفروضة على سوريا، بينما يناقش الجزء الثاني كيف يمكن استخدام التشريع ضد «حزب الله» في لبنان.

هل عقوبات "قانون قيصر" هي الجزء المفقود؟

تستهدف سلطات العقوبات الجديدة في "قانون قيصر" الكيانات التي تعمل لصالح نظام الأسد في أربعة قطاعات، هي: النفط / الغاز الطبيعي، والطائرات العسكرية، والبناء، والهندسة (للحصول على النص الكامل للقانون في ملف "بي. دي. إف"، انظر الصفحة 1،093 من "قانون تفويض الدفاع الوطني"). ويشمل ذلك الدعم المباشر وغير المباشر للنظام، مثل دعم الميليشيات المدعومة من إيران وروسيا العاملة في سوريا. بالإضافة إلى ذلك، يتطلب القانون من إدارة ترامب تحديد ما إذا كان «المصرف المركزي السوري» هو كيان من النوع الذي يشكل "مصدر قلق رئيسي بشأن غسيل الأموال" عملاً بالمادة 311 من قانون الوطني الأمريكي.

ويخضع معظم هذا النشاط أساساً للعقوبات بموجب سلسلة من الأوامر التنفيذية التي صدرت في عهد أوباما، من بينها "الأمر التنفيذي رقم 13582" (2011)، التي جمّدت أملاك الحكومة السورية، والكيانات التي تزودها بالدعم التكنولوجي أو المادي أو المالي، والكيانات التي تعمل لصالحها أو تتصرف نيابة عنها. على سبيل المثال، أعلنت إدارة ترامب أن «المصرف المركزي السوري» يخضع للعقوبات بموجب هذا الأمر؛ ويخضع المصرف لعقوبات "الاتحاد الأوروبي" أيضاً. وبشكل منفصل، يخضع العديد من الأفراد والكيانات السورية للعقوبات الأمريكية القائمة على السلوك لأسباب تتعلق بدعم الإرهاب أو الفساد أو انتهاكات حقوق الإنسان أو انتشار أسلحة الدمار الشامل أو غيرها من الانتهاكات.

وحتى الآن، عجزت استراتيجية استهداف النظام بشكل مباشر - بما في ذلك من خلال العقوبات التي تبنتها مجموعة "أصدقاء سوريا" المتعددة الأطراف في عام 2011 والحكومة الأمريكية قبل سنوات - عن تغيير سلوك الأسد. ويُعزى ذلك بشكل أساسي إلى أن روسيا وإيران منحتاه دعماً عسكرياً ومالياً ودبلوماسياً مطلقاً. وعلى الرغم من أن الدولتين تفتقران إلى الموارد المالية لإعادة إعمار سوريا، إلّا أنه من غير المرجح أن تغيّر عقوبات "قانون قيصر" التزامهما بصمود النظام؛ ناهيك عن ذلك، تخضع الحكومتان وشبكاتهما أساساً لعقوبات واسعة بقيادة الولايات المتحدة بسبب إجراءاتهما داخل السياق السوري أو خارجه.  

مَنْ الذين قد يكون مستهدفين؟

على الرغم من مخاطر العقوبات القائمة، لا يزال المستثمرون الأجانب مهتمين بفرص الأعمال في سوريا، ولا سيما الشركات في دول الخليج العربي وأوروبا الشرقية. على سبيل المثال، بعد التقارب الدبلوماسي العام الماضي بين دولة الإمارات والأسد، شارك وفد من رجال الأعمال السوريين، بمن فيهم الأفراد الخاضعين للعقوبات من قبل الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، في منتدى للقطاع الخاص نظمته الإمارات في أبوظبي. وفي وقت لاحق من عام 2019، حضر وفد إماراتي كبير "معرض دمشق التجاري الدولي" السنوي. ومن خلال إعادة ترسيخ وجودها في سوريا، يبدو أن الإمارات تأمل في أن تشكّل ثقلاً موازناً في وجه النفوذ الإيراني، وقد تعرضت منذ ذلك الحين لضغوط أمريكية كبيرة لتجنب مخالفة العقوبات. ومع ذلك، أفادت بعض التقارير أن المستثمرين الإماراتيين والسعوديين والكويتيين استمروا في تشكيل شركات أو الحصول على تراخيص للعمل في قطاعي البناء والسياحة في سوريا.     

كما لا يزال عدد من الشركات التي مقرها في لبنان ناشطة في سوريا، بما في ذلك في القطاعات المستهدفة بـ "قانون قيصر" (كالنفط والغاز). وبعض هذه الشركات مملوكة للبنانيين، بينما تم تأسيس شركات أخرى من قبل النخب السورية. وقد أثار تطبيق القانون الوشيك مخاوف في لبنان بشأن التعرّض لعقوبات "قيصر"، الأمر الذي قد يدفع باقتصاد البلاد المتعثّر إلى الاقتراب من حافة الهاوية.

وفي النهاية، سوف يَكمن تأثير التشريع في الإشارات التي ترسلها واشنطن واستعدادها لفرض العقوبات على حد سواء، حتى على الشركات أو الحكومات التي دخلت في شراكة مع الولايات المتحدة. ومن الضروري أن توضّح الإدارة الأمريكية أن سوريا ستبقى مغلقة أمام إعادة الإعمار أو الأعمال التجارية في ظل ظروفها الراهنة، وأن تُظهر مساعي متجددة لردع أولئك الذين يسعون إلى الاستفادة من أنشطة إعادة الإعمار التي يشرف عليها نظام لم يشهد إصلاحات.

"قانون قيصر" وتخفيف العقوبات

تهدف الولايات المتحدة ظاهرياً إلى إنهاء الحرب في سوريا من خلال عملية سياسية بقيادة الولايات المتحدة تؤدي إلى تشكيل حكومة جامعة وتمثيلية في دمشق. ولم تعد إدارة ترامب تصرّ على ضرورة خروج الأسد من الحكم، لكنها تشدّد على تغيير سلوك نظامه.

ولتحقيق هذه الغاية، ينص "قانون قيصر" على حالة نهائية من خلال وضع معايير يجب على النظام وحلفائه الوفاء بها قبل رفع العقوبات، مثل:

• وقف الحملة الجوية السورية الروسية واستهدافها المتعمد للمدنيين والمنشآت المدنية

• السماح بوصول المساعدات الإنسانية دون قيود إلى المناطق الخاضعة لسيطرة النظام / للسيطرة الروسية / الإيرانية، تماشياً مع مصالح واشنطن كأكبر مانح للمساعدات لسوريا

• الإفراج عن جميع السجناء السياسيين

• اتخاذ خطوات نحو الامتثال للمعاهدات الدولية المتعلقة بالأسلحة البيولوجية والنووية فضلاً عن الأسلحة الكيميائية

• تسهيل العودة الآمنة والطوعية والكريمة للاجئين

• إرساء عملية مساءلة، وحقيقة، ومصالحة صريحة.

والجدير بالذكر أن هذه المعايير لا تتضمن مطلباً بإشراك النظام في العملية السياسية بقيادة الأمم المتحدة أو تصرّ على رحيل الأسد. ومع ذلك، تشير الشروط القاسية لهذا القانون إلى ضرورة وصول نظام مختلف إلى حدّ كبير إلى الحكم قبل رفع العقوبات. وبهذا المعنى، يمكن أن يساعد فرض عقوبات "قانون قيصر" في الإشارة إلى التزام الولايات المتحدة على المدى الطويل بالتغييرات الأساسية في سوريا. إن تركيز القانون على المساءلة يضع معياراً عالياً، لأن الأسد لن يرضخ أبداً للتحقيقات التي تورطه هو ونظامه في ارتكاب جرائم حرب. وإذا فرضت وزارتا الخارجية والخزانة الأمريكيتين عقوبات بموجب "قانون قيصر" بفعالية وتمّ تمرير الرسالة التي تحملها بدهاء إلى الجمهور المعني، فيمكنها أن تجعل الحكومات والشركات تفكّر ملياً قبل إعادة العلاقات مع النظام بشكله الحالي أو إبرام عقود إعادة إعمار مربحة. 

الخاتمة

في ظل حكم [نظام] الأسد، أصبحت الحياة في سوريا لا تطاق على نحو متزايد - فقد أدى التضخم المفرط والانحدار الحاد للعملة السورية إلى دفع أسعار المواد الغذائية والأدوية إلى مستويات لا يمكن لمعظم المواطنين تحمّلها، وقد خرج المتظاهرون إلى الشوارع مرة أخرى في بعض المناطق، ولا يزال النظام يرتكب فظائع يومية. وأدت الأزمة المالية اللبنانية في البلد المجاور ووباء "كوفيد-19" في جميع أنحاء المنطقة إلى تفاقم الانهيار الاقتصادي، مما زاد من الصعوبات اليومية لأولئك الذين يعيشون في المناطق التي يسيطر عليها النظام وأجهد موارد مؤيدي الأسد في موسكو وطهران.

وعلى الرغم من هذا المشهد القاتم، يبدو أن النظام استأنف هجومه لبسط سيطرته على المنطقة التي لا تزال خاضعة لسيطرة المعارضة في محافظة إدلب. وحتى في ظل أصعب الظروف - المتمثلة بقوات عسكرية مستنزفة، واقتصاد منهار، وحلفاء خاضعون لضغوط كبيرة، وجائحة عالمية - لا يزال الأسد يتبع استراتيجية الحصار العسكري وترهيب شعبه.

وتستند سياسة الولايات المتحدة إلى العزلة السياسية والعقوبات الاقتصادية من أجل تضييق الخناق على الأسد وأتباعه لدرجة أنه اضطر إلى الانخراط بشكل هادف في عملية الأمم المتحدة. وحتى الآن، لم تنجح جولات متعاقبة من العقوبات المباشرة في ثنيه عن السعي إلى تحقيق انتصار عسكري، الذي يَعتقد على الأرجح أنه سيفرض وقائع ميدانية تسمح له بالاستغناء عن عملية الأمم المتحدة. ومع ذلك، يهدف "قانون قيصر" إلى مواجهة أي تفكير من هذا القبيل كان يتمناه النظام، مع التوضيح لدمشق وموسكو وطهران والكيانات التي تستفيد من الاقتصاد الحربي للأسد أن واشنطن لن تقبل ببساطة نظاماً غير قابل للإصلاح في سوريا.   

ويقيناً، لن يشكّل تاريخ 17 حزيران/يونيو ضربة قاضية للنظام الذي أثبت قدرته على الصمود. وستتوقف فعالية "قانون قيصر" على ما إذا كانت الإدارة الأمريكية ستنجح في توفير الموارد المناسبة لهيكلية عقوباتها بينما تسعى بقوة إلى الخروج من منحدر دبلوماسي ونحو عملية سياسية. سيتعين على وزارة الخزانة الأمريكية مواصلة تحديث قائمة التصنيفات الإرهابية لمنع الاستثمارات وإعادة الإعمار. وسيتطلب ذلك من الإدارة الأمريكية إعطاء الأولوية لسوريا وضمان تمتّع الجهات التي تعمل على وضع مجموعات جديدة من العقوبات بموجب "قانون قيصر"، بالدعم والموارد الضرورية كي تصمد في مهمتها لفترة طويلة.  

دانا سترول هي "زميلة كاسين" في معهد واشنطن وعضو أقدم سابق من الملاك المهني في "لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الأمريكي". كاثرين باور هي زميلة "بلومنستين كاتس فاميلي" ومسؤولة سابقة في وزارة الخزانة الأمريكية

*نشرت في 12 حزيران/2020

 

قانون قيصر يدخل حيز التنفيذ (الجزء الثاني): الضغط على «حزب الله» في لبنان

حنين غدار/معهد واشنطن/15 حزيران/2020

كما هو مذكور في الجزء الأول من المرصد السياسي، يتسبّب تنفيذ واشنطن الوشيك لـ "قانون قيصر لحماية المدنيّين في سوريا" بحالة من الهلع في لبنان. وعلى الرغم من أنّ الهدف الرئيسي من القانون هو معاقبة حكومة بشّار الأسد على الفظائع التي ارتُكبت ضد الشعب السوري، إلّا أنّه لم يكن بوسع النظام الاستمرار لفترة طويلة بما يكفي لارتكاب هذه الانتهاكات من دون دعم مباشر وغير مباشر من الميليشيات والمسؤولين والشركات التجاريّة اللبنانيّة.

والأهم من ذلك، كان «حزب الله» في طليعة الحرب السورية لسنوات، حيث ساعد بشّار الأسد في شنّ حملاته الوحشيّة بكفاءة أكبر من خلال الاعتماد على المقاتلين والموارد من لبنان. وتستمر الروابط الوطيدة للحزب مع النظام السوري حالياً، بما في ذلك في قطاعات الوقود (الفيول) وغيرها من القطاعات المستهدفة بموجب قانون "قيصر" بشكل صريح. ويعطي ذلك المسؤولين الأمريكيين فرصة لمعاقبة الأفراد والقنوات والأدوات اللبنانية التي يستخدمها «حزب الله» ودمشق لإبقاء النظام واقفاً على قدميه.

وفي الواقع، إنّ الوضع الراهن مثالي لممارسة المزيد من الضغط على الحزب وحلفائه داخل لبنان. وقد طلبت الحكومة اللبنانيّة التي يقودها «حزب الله» في بيروت حزمة مساعدة من "صندوق النقد الدولي" تبلغ قيمتها 10 مليارات دولار، لذلك يفهم المسؤولون المحليّون تداعيات تحدي القانون الأمريكي والمجتمع الدولي الأوسع في هذا الوقت الحسّاس من تاريخ البلاد. وبناءً على ذلك، يجب على واشنطن وشركائها أن يوضّحوا أن البلاد لا يمكن أن تتوقّع الحصولَ على مساعدات من "صندوق النقد الدولي" ما لم تبدأ بقطع علاقاتها العسكريّة والتجاريّة المحدّدة مع نظام الأسد. وعلى الرغم مما يقوله «حزب الله» للشعب اللبناني، إلّا أنه لا يزال بإمكان البلاد أن تُنقذ نفسَها عبر الالتزام بالتدابير الإصلاحيّة والشروط التي حدّدها "صندوق النقد الدولي".

من الذي يجب أن يشعر بالقلق؟

لطالما ارتبط لبنان بسوريا سياسياً واقتصادياً ومالياً. ويسمح غياب الحدود المرسّمة بين البلدَين حتى الآن بعمليّات تهريب يوميّة غير مُراقَبَة، مما يجعل من الصعب تقدير حجم التبادلات المالية بين البلدين. ولكن بعض التفاصيل واضحة - كما ذكرت وكالة "رويترز" في تشرين الثاني/نوفمبر: "من المُعتقد أن لدى سوريّين أثرياء ودائع بمليارات الدولارات في المصارف اللبنانيّة". وقد أصبح الكثير من هذه الأموال محتجزاً لدى المصارف بعد انهيار الاقتصاد اللبناني وفي أعقاب فرضْ المصارف المحليّة قيوداً مشدّدة على السحب النقدي بالدولار الأمريكي.

وقد تخضع بعض هذه المصارف وشركائها والشركات اللبنانية المرتبطة بها إلى عقوبات جديدة بسبب المساعدات الماديّة لنظام الأسد، خاصة إذا كانت مرتبطة بأي شكل من الأشكال بالدعم اللوجستي للعمليات العسكرية لـ «حزب الله» في سوريا. ومع ذلك، قد يكون الردع التأثير الأكثر أهمية لـ "قانون قيصر" - أي سيتعين الآن على الشركات اللبنانية التي كانت تأمل في الوصول إلى السوق السورية من خلال مشاريع التجارة أو إعادة الإعمار، إعادة النظر في هذه الخطط.

ويشكّل مهرّبو الوقود مجموعة مهمة أخرى قد تتأثّر من جرّاء تنفيذ هذا القانون. وفي الوقت الذي لا يتمكن فيه لبنان تحمّل خسارة المزيد من احتياطياته من العملات الأجنبيّة، أشار حاكم "مصرف لبنان" رياض سلامة الشهر الماضي إلى أنّ البلاد "تنزف" 4 مليارات دولار سنويّاً بسبب تهريب «حزب الله» والجهات الفاعلة الأخرى للوقود المدعوم من الحكومة إلى سوريا. وقد وصلت حالة الهلع إلى أوساط أصحاب الشركات المتورّطة في هذه العمليّات، ويعتقد العديد من السكان المحليين أنّ "قانون قيصر" قد وُضِع خصّيصاً لاستهداف التهريب في كلا الاتجاهين - ليس فقط الوقود المتجه إلى سوريا، ولكن الأسلحة القادمة إلى لبنان أيضاً. لذلك، يجب على المسؤولين الأمريكيّين استخدام بطاقة التهديد بفرض العقوبات بموجب "قانون قيصر" للضغط على المسؤولين اللبنانيين من أجل تشديد الرقابة على الحدود واتخاذ تدابير أخرى تساعد في الحد من تهريب الوقود عبر المعابر غير القانونية.

يجب أن يشعر بعض الحلفاء السياسيين لـ «حزب الله» بالقلق إزاء التشريع الأمريكي الجديد أيضاً. وعلى الرغم من أنّ تعامل الرئيس ميشال عون وزعيم "التيار الوطني الحر" جبران باسيل ورئيس مجلس النواب نبيه بري مع النظام السوري قد اتّسم بالحذر، إلّا أنّ الحلفاء الآخرين كانوا أقل خجلاً في إعلان دعمهم العسكري للأسد، بمن فيهم "الحزب السوري القومي الاجتماعي" ورئيس "حزب التوحيد العربي" وئام وهّاب. على سبيل المثال، أفادت بعض التقارير أن وهاب أرسل أفراداً للقتال إلى جانب النظام السوري في السنوات الماضية (وقد قُتل عدد منهم خلال اشتباك وقع في محافظة السويداء عام 2014).

تقوية الحدود، الانفصال عن الأسد

قد يساعد "قانون قيصر" لبنان على تعزيز سيادته وتمكين مؤسّساته في وجه الجهات الفاعلة من غير الدول، عبر استخدامه هذه الانتهاكات وغيرها المتعلّقة بسوريا كوسيلة ضغط. وعلى وجه الخصوص، إذا أقنع التهديد بفرض العقوبات بموجب "قانون قيصر" المسؤولين اللبنانيّين بترسيم حدود بلادهم والبدء في تنفيذ قرارات مجلس الأمن 1559 و 1680 و 1701 بشكل صحيح، فإن ذلك سيحدّ من حريّة «حزب الله» في استغلال المؤسّسات الوطنيّة دعماً لنظام الأسد في البلد المجاوِر. علاوة على ذلك، سيكون المهرّبون أقل حرية في مواصلة الأنشطة التي تضر بالاقتصاد اللبناني وتجلب أسلحة خطيرة إلى أراضيه. وعلى الصعيد الإقليمي، من شأن تعزيز سيادة لبنان أن يساعد المجتمع الدولي على ممارسة المزيد من الضغط على "الجسر البري" الإيراني إلى بيروت والحدود الإسرائيلية.

وعلى الصعيد الدبلوماسي، يمكن الاستفادة من "قانون قيصر" بطريقتين. أولاً، يمكن أن يساعد في تثبيط الجهود لتطبيع العلاقات اللبنانية مع سوريا طالما أن النظام الذي لم يتم إصلاحه يسيطر على السلطة في دمشق. وعندما أثار نشطاء لبنانيون وشخصيات معارضة مخاوف في الشهر الماضي حول الكيفية التي يؤدي فيها تهريب الوقود إلى إلحاق الضرر بالاقتصاد اللبناني، صرح الأمين العام لـ «حزب الله» حسن نصر الله أن الحل الوحيد هو تطبيع العلاقات من أجل التنسيق بشكل صحيح مع سوريا لحل المشكلة. ويفضل الحزب هذا الحل لأنه يحتاج إلى إبقاء ما يقدر بـ 120 معبراً غير قانوني تحت سيطرته، بدلاً من ترسيم الحدود والإشراف عليها من قبل "الجيش اللبناني". لكن المواطنين اللبنانيين (والمصارف) لم يعودوا قادرين على تحمّل الأضرار الناجمة عن الحدود الفضفاضة وانخراط «حزب الله» في سوريا.

ثانياً، يمكن لـ "قانون قيصر" أن يدفع بلبنان إلى تعليق اتفاقيّاته العسكريّة وهيئاته التنسيقية الطويلة الأمد مع دمشق. وتتضمّن هذه الهيئات "المجلس الأعلى السوري اللبناني"، وهو هيئة أُنشئت بموجب "معاهدة الأخوّة والتعاون والتنسيق" خلال الاحتلال السوري للبنان عام 1991. ووفقاً للميثاق - الذي لم يُلغَ عندما غادرت القوات السورية لبنان في عام 2005 - يتعيّن على الدولتَين "السعي لتحقيق أعلى مستويات التعاون والتنسيق في المجالات السياسية والاقتصادية والأمنية والثقافية والعلمية وغيرها". كما توفر المعاهدة آليّةً لإضفاء الطابع المؤسّسي على هذا التنسيق عبر عدة لجان ثنائيّة الأطراف. علاوة على ذلك، تدعو اتفاقية الدفاع والأمن، الموقعة في وقت لاحق من ذلك العام، إلى تنسيق وتعاون شاملين بين المؤسسات العسكرية والأمنية والاستخبارية لكل دولة.

ويشكّل "قانون قيصر" أداةً قويّة لتعزيز الحجّة القائلة بأن لبنان لا يمكنه أن يبقى مرتبطاً بعد الآن بالنظام السوري الحالي على المستويين الاقتصادي والأمني. ومن أجل منع حدوث انهيار اقتصادي شامل، من الضروري أن تبعد البلاد نفسها عن محور الأسد-إيران، وتتحدّى أي تطبيع للعلاقات مع النظام الحالي في دمشق. وتشكّل بطاقة التهديد بفرض العقوبات بموجب "قانون قيصر" وسيلةً لحثّ المواطنين اللبنانيّين على الإدراك بأنّ النأي بالنفس الواضح والراسخ هو شرط مُسبَق للحصول على مساعدة دوليّة.

وفي الوقت نفسه، يجب على المسؤولين الأمريكيين التأكيد على أن التشريع لا يهدف إلى الإضرار برجال الأعمال اللبنانيين الذين لم يشاركوا في دعم نظام الأسد. ويَعتبر الكثيرون من أصحاب المصانع والتجّار والمزارعون المحليّون أنّ سوريا تشكّل الطريق البري الوحيد لإرسال بضائعهم إلى بقية أنحاء المنطقة. ومن الضروري طمأنة أصحاب هذه المؤسسات بأنّ الغرض من "قانون قيصر" ليس استهدافهم أو إلحاق المزيد من الضرر بالاقتصاد اللبناني الهش. وتحقيقاً لهذه الغاية، على "مكتب مراقبة الأصول الأجنبيّة" في وزارة الخزانة الأمريكيّة أن يوضح بالتفصيل أنواع التبادل التجاري الشرعي العابر للحدود وإعادة الشحن الشرعيّة التي لن تتأثّر بالتشريع.

*حنين غدار هي زميلة زائرة في زمالة "فريدمان" في "برنامج غيدولد للسياسة العربية" في معهد واشنطن.

*نشرت في 12 حزيران/2020

 

في ظل المعادلات المتحركة ليبيا إلى أين؟/غليان الأزمة الليبية ينذر بأزمة لم يشهد لها العالم مثيلاً منذ الحرب العالمية الثانية

د.وليد فارس/انديبندت عربية/16 حزيران/2020

بدأت حروب ليبيا مع إسقاط نظام معمر القذافي في عام 2011 على أيدي تحالف ليبي معارض سرعان ما سيطر عليه الإسلاميون. هذه الحروب لم تتوقف وإن تبدل اللاعبون وتطورت الأوضاع الإقليمية واستمر التداخل الدولي مع التدخل الإقليمي، وصولاً إلى وضع آلية دولية بدأت في "الصخيرات" في المغرب وانهارت بعد ذلك، وتحولت إلى قوتين في شرق البلاد وغربها تتصارعان على السلطة.

وبعد عقد تقريباً من الصراعات، حدث تطور استراتيجي بات يوجِّه الأحداث ويعقّدها ويزيد الأطراف الإقليمية الموجودة على الأراضي الليبية، ويتجه بهذه الساحة إلى تصعيد لا مثيل له، بات يؤثر في الأمنين الأفريقي والمتوسطي. وهذه خلاصة الوضع كما نراها من واشنطن.

منذ عام 2014 برزت ديناميكية جديدة مع صعود نجم "الجيش الوطني الليبي" بقيادة المشير خليفة حفتر في شرق البلد الذي اصطدم بالمجموعات الإرهابية والتكفيرية (الموصوفة بالجهادية في الغرب) المتجسدة بـ"القاعدة" و"داعش" وحلفائهم، بين بنغازي ودرنة والهلال النفطي. من ناحية ثانية خرج البرلمان الليبي المنتخب من طرابلس في ذلك العام والتجأ إلى طبرق لسنوات وهو الإطار المنتخب الوحيد والأخير في الدولة الليبية.

أما في طرابلس، فالحكومة المسماة بـ"حكومة الوفاق" والتي انبثقت من "اتفاق الصخيرات" الذي دعمته الأمم المتحدة في عام 2015، سرعان ما حاصرتها الميليشيات الإسلاموية عامة والإخوانية بشكل خاص حتى تحولت إلى حكومة معترف بها دولياً إلا أنها عملياً مسيطَر عليها ميليشياوياً.

المعادلة الأصعب تكمن بين الليبيين أنفسهم، إذ تعتبر سلطة طرابلس برئاسة فايز السراج أنها السلطة الوحيدة الشرعية المعترف بها من قبل الأمم المتحدة، نظراً لانبثاقها من مؤتمر عُقد برعاية دولية، ولكن هذه الصورة غير مكتملة، إذ إن مؤتمر الصخيرات جمع القوى السياسية التي تؤلف حكومة الوفاق إلى المجلس النيابي، الهيئة الشرعية المنتخبة، إضافة إلى "الجيش الوطني" الذي حظي باعتراف البرلمان. وعندما لم يعط المجلس النيابي الثقة الدستورية لسلطة الوفاق انقسمت المؤسسات إلى اثنتين. حكومة برئاسة السراج في الغرب معترف بها دولياً، وبرلمان ليبيا المنتخب في الشرق وهو أيضاً حائز على شرعية الصخيرات ومعترَف به من الأمم المتحدة، وهو اعترف بدوره بالجيش الوطني الليبي. هذا يعني أن جميع الأطراف معترَف بها من قبل الأمم المتحدة ولكن أجنداتها تختلف مع بعضها البعض وتدعمها قوى إقليمية مختلفة.

حظيت حكومة الوفاق وبسرعة على دعم قطر بسبب هوية الميليشيات المرتبطة بالإخوان، وحصلت تدريجاً على دعم مهم من قبل حكومة العدالة والتنمية التي يتزعمها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان. أما البرلمان والجيش في الشرق فحصلا على دعم معظم الدول العربية وأبرزها مصر والإمارات.

حاولت فرنسا تقديم مبادرات لدفع الجميع باتجاه حل سياسي غير أنها كانت ولا تزال قلقة جداً من المجموعات الإسلاموية المسلحة التي تربطها علاقات بالمجموعات التكفيرية في الساحل ولديها نفوذ داخل الخلايا المتشددة في أوروبا على ذمة الفرنسيين والأوروبيين. أما إيطاليا فكانت ولا تزال ترتبط بعلاقات مميزة مع سلطة طرابلس وميليشيات مصراتة على الصعيدين الاقتصادي والمالي، غير أن التغييرات السياسية في روما وقلق الرأي العام من أمرين يتمثلان في الخلايا المسلحة والمهاجرين غير الشرعيين ربما غيرت من الموقف الإيطالي، من مؤيد للسلطات في غرب ليبيا إلى محاولة لعب دور سياسي لحل الأزمة.

إذاً ما هي الأسباب التي أسهمت في تغيير المعادلات السابقة؟ هذه لائحة قصيرة نستعرضها.

أولاً، تعاظم الدور التركي في دعمه العسكري واللوجيستي والدبلوماسي لحكومة الوفاق ما أدى إلى عمليات عسكرية في غرب البلاد استهدفت "الجيش الوطني"، وهذا بدوره استدعى قيادة هذا الجيش للقيام بعملية اقتربت من طرابلس وبعدها بسطت نفوذها على الساحل ما بين العاصمة والحدود التونسية ما وضعها على مسافة قريبة من حسم الصراع العسكري، إلا أن هذا التحرك العسكري دفع بأنقرة إلى الدخول مباشرة على خط الصراع فأرسلت بواخرها وطائراتها، فبات هناك قوة تركية أطلسية موجودة في طرابلس ومصراتة. وإضافة إلى ذلك، قامت حكومة أردوغان بجلب حوالى عشرة آلاف من المقاتلين المرتبطين بالجماعات التكفيرية في شمال سوريا ونشرتهم في مناطق "حكومة الوفاق". ودُفع هؤلاء تحت حماية أسطول الطائرات المسيرة التركية إلى الاشتباك مع "الجيش الوطني" واستعادة السيطرة على الشريط الساحلي الشمالي واجتياح قاعدة الوطية وبعدها الاستيلاء على ترهونة والتقدم بسرعة وقوة نحو سرت وهي الحد الفاصل بين الشرق والغرب.

هذا الاجتياح بقيادة تركيا أدى إلى تعبئة صفوف دول "التحالف العربي"، فحشدت مصر مدرعاتها على الحدود مع ليبيا، كما سيّرت بحريات الاتحاد الأوروبي قطعها من أجل تطبيق قرار الأمم المتحدة الذي ينص على منع إرسال الأسلحة إلى ليبيا، والمقصود هو الجسم العسكري الكبير الذي بات يبحر بين تركيا وطرابلس لحسم المعركة لصالح الميليشيات الإخوانية.

وكان للتدخل التركي بعد بحري أكبر، إذ وقّعت حكومة أردوغان مع حكومة السراج اتفاقيةً بحرية ربطت ليبيا بتركيا وغيّرت في المساحة الاقتصادية لليونان، ما دفع بأثينا إلى الدخول مع قبرص في محور بحري يضم مصر وحكومة الشرق الليبية ومدعوم عربياً لمواجهة اختراق تركيا للمياه الاقتصادية اليونانية.

ومع هذا التعقيد الكبير، أصبحت هناك أزمة داخلية في حلف شمال الأطلسي (الناتو)، فتركيا أقحمت نفسها عسكرياً وبشكل واضح على الرغم من قرارات الأمم المتحدة عبر عملية عسكرية كبيرة عبر المتوسط في الداخل الليبي من أجل الحصول على ورقة هائلة من النفط والغاز الليبي، إضافة إلى مساحات بحرية دولية يمكن أن توفر لأنقرة استثماراً في الطاقة لا مثيل له في المنطقة. ومن ناحية ثانية، فإن اليونان عضو "الأطلسي"، رأت أن أجزاء من منطقتها البحرية جرى محوها عبر اتفاق تركي مع حكومة السراج، وتحاول الآن تنفيذ اتفاقية مماثلة مع مصر لاسترجاع مساحتها المائية.

إذاً، المتوسط في حالة من الغليان بين حلفاء الناتو من ناحية، والدول العربية التي لها مصلحة في حماية مياهها الدولية من ناحية أخرى.

ويبقى السؤال الأكبر، ما هو موقف واشنطن مما يجري؟ المواقف العلنية للإدارة الأميركية تتلخص كما يلي، يفضّل الممسكون بالملف الليبي في وزارة الخارجية وسائر دوائر الإدارة، الاعتراف بحكومة السراج من ناحية ويأملون بأن الوضع العسكري الجديد الذي فرضته تركيا على الأرض سيؤدي إلى تفاوض بين طرفَي الصراع. غير أن اتصال الرئيس الأميركي دونالد ترمب بحفتر العام الماضي، وتركيزه فيه على ضرورة التنسيق بين الولايات المتحدة و"الجيش الوطني الليبي" لمواجهة الإرهاب، يبقى ساري المفعول، ما يعني أن هناك موقفين يخرجان عن واشنطن، واحد للبيروقراطية وآخر للبيت الأبيض.

وضف إلى تلك التعقيدات دخول روسيا على الخط عبر انتشار شركة أمنية خاصة تُعرف باسم "فاغنر"، واحتمال دخول عدد من الطائرات الروسية الصنع إلى ساحة المعارك، ما دفع بعدد من المسؤولين الأميركيين إلى إبداء القلق الشديد من التمدد الروسي في ليبيا. مع العلم أنه وبعكس سوريا، حيث يوجد لروسيا قواعد ووجود شرعي معترف به من قبل (الرئيس السوري) بشار الأسد، فإن شرق ليبيا لم يعط روسيا أو غيرها الحق في إقامة أي قاعدة أو وجود عسكري نظامي على الأراضي الليبية حتى الآن، بينما أظهرت التقارير الأخيرة أن حكومة الوفاق في الغرب أعطت تركيا حقوقاً سيادية لإقامة قواعد عسكرية دائمة ونشر قوات على الأراضي الليبية.

ما يجري في ليبيا والبحر الأبيض المتوسط وصل إلى درجة الغليان وقد يسجل أزمة إن لم تكن مواجهة لم نر لها مثيلاً في المنطقة منذ الحرب العالمية الثانية، ولكن أميركا التي تملك الكلمة الأقوى في الموضوع لن تتحرك بتقديرنا بشكل عملي قبل انتخابات نوفمبر (تشرين الثاني) الرئاسية، إذ إن الإدارة منهمكة من ناحية بنتائج مكافحة جائحة كورونا، ومن ناحية أخرى بالأحداث العنيفة التي تجتاح مدناً أميركية، ما يعني أن العاصفة قائمة في ليبيا ويبقى الأمل في عدم تحولها إلى إعصار قبل نوفمبر المقبل.

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

عون استقبل العريضي موفدا من جنبلاط وترأس اجتماع مجلس الدفاع حول احداث الشغب: من غير المسموح تجدد التعديات دياب: للتصدي للتخريب المنظم

وطنية - الإثنين 15 حزيران 2020

قرر المجلس الأعلى للدفاع الذي انعقد برئاسة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ظهر اليوم في قصر بعبدا، "تكثيف التنسيق والتعاون بين الأجهزة الأمنية وتبادل المعلومات في ما بينها لتفادي أي اعمال تخريبية تحت حجة مطالب معيشية محقة، والتشدد بعدم التساهل مع المخلين بالامن والنظام".

كما قرر "تكليف وزراء المالية والطاقة والمياه والاقتصاد والتجارة رفع الاقتراح اللازم الى مجلس الوزراء في شأن الكميات المستهلكة من المحروقات في السوق المحلي وسبل معالجة الخلل بين الطلب والعرض".

حضر الاجتماع رئيس الحكومة الدكتور حسان دياب، نائبة رئيس مجلس الوزراء وزيرة الدفاع الوطني زينة عكر، ووزراء: الخارجية والمغتربين ناصيف حتي، المالية غازي وزني، الداخلية والبلديات محمد فهمي، الاقتصاد والتجارة راوول نعمة والعدل ماري كلود نجم، قائد الجيش العماد جوزاف عون، الى المديرين العامين: للامن العام اللواء عباس ابراهيم، لقوى الامن الداخلي اللواء عماد عثمان، لامن الدولة اللواء طوني صليبا، وللمجلس الاعلى للدفاع اللواء محمود الاسمر، المدعي العام التمييزي القاضي غسان عويدات، مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية بالوكالة القاضي فادي عقيقي، رئيس مجلس الاعلى للجمارك العميد اسعد طفيلي، المدير العام للجمارك بدري ضاهر، مدير مخابرات الجيش العميد الركن انطوان منصور، مدير المعلومات في الامن العام العميد منح صوايا، رئيس شعبة المعلومات في قوى الامن الداخلي العميد خالد حمود، نائب المدير العام لامن الدولة العميد سمير سنان.

وحضر ايضا المدير العام لرئاسة الجمهورية الدكتور انطوان شقير والمستشار الامني والعسكري لرئيس الجمهورية العميد بولس مطر.

بعد الاجتماع تلا اللواء الاسمر البيان التالي:

"بدعوة من فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، عقد المجلس الاعلى للدفاع اجتماعا ظهر اليوم الواقع فيه 15/6/2020 في القصر الجمهوري، لبحث الأوضاع الأمنية ومتابعة التدابير التي أقرها المجلس الأعلى للدفاع في جلسته بتاريخ 15/6/2020 والمتعلقة بالمعابر الحدودية البرية غير الشرعية، حضره دولة رئيس مجلس الوزراء، ووزراء: الدفاع الوطني، والخارجية والمغتربين، والداخلية والبلديات، والاقتصاد والتجارة، والعدل. كما حضر الاجتماع، كل من قائد الجيش، المدعي العام التمييزي، المدير العام لرئاسة الجمهورية، المدير العام للأمن العام، المدير العام لقوى الأمن الداخلي، المدير العام لأمن الدولة، ألامين العام للمجلس الأعلى للدفاع، ورئيس المجلس الأعلى للجمارك والمدير العام للجمارك والمستشار الأمني والعسكري لفخامة الرئيس، مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية بالوكالة، مدير المخابرات في الجيش، مدير المعلومات في المديرية العامة للأمن العام، رئيس شعبة المعلومات في قوى الامن الداخلي، نائب المدير العام لأمن الدولة. استهل فخامة الرئيس الاجتماع بالإشارة الى احداث الشغب التي حصلت في عدد من المناطق، لا سيما في بيروت وطرابلس والتي اخذ بعضها طابعا طائفيا، اضافة الى استهداف القوى العسكرية والأمنية بالاعتداء المباشر.

وقال فخامته: ان مثل هذه الاحداث سببت استياء واسعا، الامر الذي يفرض اتخاذ إجراءات متشددة لمنع تكرارها إضافة الى القيام بحملة توقيفات تشمل المخططين والمحرضين والمنفذين على حد سواء. ولن يكون من المسموح بعد اليوم تجدد مثل هذه الاعمال التخريبية التي تؤثر على هيبة الدولة ما ينذر بمضاعفات خطيرة.

وجدد فخامته الدعوة الى العمليات الاستباقية لتفادي تكرار ما حصل من فلتان وتعد على الأملاك العامة والخاصة واحراقها. ودان فخامته الاعتداء على القوات العسكرية والأمنية، منوها بالجهود التي تبذلها هذه القوى في مواجهة اعمال الشغب.

ثم تحدث دولة الرئيس دياب، فاعتبر ان ما يحصل في البلد غير طبيعي. واضح أن هناك قرارا في مكان ما، داخلي أو خارجي، أو ربما الإثنين معا للعبث بالسلم الأهلي وتهديد الاستقرار الأمني.

وقال: ما يحصل يحمل رسائل كثيرة وخطيرة، ولم يعد مقبولا أن يبقى الفاعل مجهولا، وأن لا يكون هناك موقوفون من الممولين والمحرضين والمنفذين.

- هذه لعبة خطيرة جدا، ويجب وضع حد لهذا الأمر.

- تخريب وتدمير واستقواء على الجيش والقوى الأمنية واعتداء على مؤسسات الدولة..

واضاف دولته: ماذا يحصل؟ الناس تسأل عن غياب الدولة.

أعرف أن الأجهزة العسكرية والأمنية تتعرض لضغط كبير، وأعرف أن هناك إصابات كثيرة في صفوفها. لكن الاستمرار بالوضع الحالي لم يعد مقبولا. زعران يستبيحون الشوارع ويدمرون البلد ومؤسساته، والدولة تتفرج؟ لماذا؟ هذه ليست احتجاجات ضد الجوع والوضع الاقتصادي. هذه عملية تخريب منظمة. من هنا، يجب ان يكون هناك قرار حاسم وحازم، بالتصدي لهذه الحالة التي تتزايد وتنتقل من منطقة إلى منطقة.

وقال دولة الرئيس: يجب توقيف الذين يحرضون والذين يدفعون لهم والذين يديرونهم، من الداخل والخارج. وإذا لم نفعل ذلك، سوف تخسر الدولة نفسها وهيبتها، وستتفلت الأمور من أيدينا جميعا ويذهب البلد الى مكان مجهول. فلنتصرف بسرعة. (انتهى كلام دولة الرئيس).

وبعد عرض الأوضاع والاحداث والتطورات الأمنية الميدانية من قبل قادة الأجهزة الأمنية والعسكرية تقرر تكثيف التنسيق والتعاون بين هذه الأجهزة وتبادل المعلومات في ما بينها لتفادي أي اعمال تخريبية تحت حجة مطالب معيشية محقة والتشدد بعدم التساهل مع المخلين بالامن والنظام.

كما تطرق المجلس الى الكميات المستهلكة من المحروقات في السوق المحلي وسبل معالجة الخلل بين الطلب والعرض وتم تكليف وزراء المالية والطاقة والمياه والاقتصاد والتجارة رفع الاقتراح اللازم الى مجلس الوزراء.

وابقى المجلس قراراته سرية وفقا للقانون".

العريضي

الى ذلك، استقبل الرئيس عون الوزير السابق غازي العريضي موفدا من رئيس "الحزب التقدمي الاشتراكي" الوزير النائب السابق وليد جنبلاط، واجرى معه جولة افق تناولت التطورات السياسية الراهنة والوضع في الجبل واهمية التعاون بين الأطراف السياسيين في هذه المرحلة الدقيقة من تاريخ لبنان".

الصراف

كذلك استقبل الرئيس عون الوزير السابق يعقوب الصراف وعرض معه حاجات منطقة عكار، لا سيما أوضاع الطرق فيها والمشاريع الإنمائية، ومنها المرفأ، والتربوية بالإضافة الى الوضع الزراعي. كما تطرق البحث الى الأوضاع الاقتصادية وانعكاساتها على هذه المنطقة.

 

بري التقى كوبيتش ومدير الامن العام ابراهيم: وردتنا معلومات عن استهداف المطار وانشأنا غرفة عمليات لمتابعة المتاجرين بالدولار

وطنية - الإثنين 15 حزيران 2020

استقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري، في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة، المنسق الخاص للامين العام للامم المتحدة في لبنان يان كوبيتش وجرى عرض للاوضاع العامة وآخر المستجدات. كما استقبل المدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم، الذي قال ردا على سؤال عما سرب امس من معلومات عن عمل ارهابي يستهدف مطار رفيق الحريري الدولي: "صحيح، وردتنا معلومات عن استهداف المطار واوصلنا هذه المعلومات الى المعنيين". وعن استحداث لجنة أمنية اقتصادية انبثقت عن اجتماع السرايا لمعالجة الازمة المالية وخصوصا انهيار سعر صرف الليرة، قال ابراهيم: "هدف اللجنة العمل على تثبيت سعر صرف الدولار، انشأنا غرفة عمليات في المديرية العامة للامن العام لمتابعة المتاجرين بالدولار في البلد، بصورة غير شرعية".

 

دياب لمجلس القضاء الاعلى: مارسوا دوركم الكامل دون مسايرة لأحد فلا يجوز أن يشعر اللبنانيون أن الدولة لا تحميهم ويفقدوا ثقتهم بالقضاء

وطنية - الإثنين 15 حزيران 2020

عقد اجتماع لمجلس القضاء الأعلى في السرايا الحكومية، بدعوة من رئيس مجلس الوزراء الدكتور حسان دياب، حضره كل من: وزيرة العدل ماري كلود نجم، رئيس مجلس القضاء الأعلى القاضي سهيل عبود، النائب العام لدى محكمة التمييز القاضي غسان عويدات، رئيس هيئة التفتيش القضائي القاضي بركان سعد، والقضاة: سهير حركة، روكز رزق، هيلانة اسكندر، ماهر شعيتو وإليان صابر، الأمين العام لمجلس الوزراء القاضي محمود مكية ومدير مكتب رئيس الحكومة القاضي خالد عكاري.

دياب

في مستهل اللقاء، قال الرئيس دياب: "أنا مؤمن أنه لا بلد ولا عدالة ولا إصلاح ولا نظام، إذا لم يكن هناك قضاء عادل وحر ونزيه ومستقل. بالنسبة لي، القضاء هو القاعدة الأساسية لدولة القانون، ومن دون قانون يعني هناك شريعة الغاب، يعني فوضى وعدم استقرار، وكل شخص يأخذ حقه بيده. من دون قضاء لا توجد دولة. أنتم تعرفون جيدا احترامي لاستقلالية القضاء، وأنا مقتنع أن القضاء لا يحتاج إلى قرار سياسي حتى يتحرك لملاحقة الجريمة مهما كان نوعها. القضاء لا يحتاج إلى طلب ولا إشارة ولا إيعاز ولا تمن".

اضاف: "الجسم القضائي غني بكفاءات عالية جدا، وأنا أحيي الروح التي عندكم، وفي مقدمتكم رئيس مجلس القضاء الأعلى الرئيس سهيل عبود، والتعاون الذي أبديتموه خلال فترة وباء كورونا، خصوصا بالنسبة لتسريع المحاكمات، واعتماد الاستجواب عن بعد، لهذه المهمة. ما حصل الأسبوع الماضي كان غير طبيعي. كانت هناك جرائم بالجملة، لكن الغريب أنه لا يوجد مجرم حتى الآن. إعتداءات على الأملاك العامة والخاصة، تدمير، إعتداءات على الجيش وقوى الأمن، إستباحة هيبة الدولة بكل رمزيتها ومؤسساتها، قطع طرقات. من المرتكب، من المحرض، من المنفذ، من الممول، من المستفيد؟

الناس حتى الآن لا يعرفون. هل هذا يعني أن الدولة موجودة؟". وتابع: "الناس يسألون عن غياب الدولة، وأن الدولة لا تحميهم، ولا تحمي ممتلكاتهم. الناس يسألون كيف أن الدولة تنظم محضر ضبط لسيارة خالفت قرار المفرد والمزدوج، وضبط لمواطن لا يضع الكمامة، وتضع في السجن بسهولة أشخاصا ارتكبوا جنحا ومخالفات أقل بكثير من الجرائم التي رأيناها خلال الأيام الماضية". وقال دياب: "اليوم أطلب منكم أن تمارسوا دوركم الكامل، من دون مسايرة لأحد، ولا طلب من أي جهة. لا يجوز أن يشعر اللبنانيون أن الدولة لا تحميهم، ويفقدوا ثقتهم بالقضاء. إذا فقد الناس الثقة بالقضاء، يعني على البلد السلام. لا يجب أن يتحرك القضاء فقط من أجل ما حصل خلال الأيام الماضية. النيابة العامة التمييزية، ومعها كل النيابات العامة، يجب أن تلاحق كل الارتكابات، كل شبهات الفساد، كل الملفات. يجب أن يكون هناك مسؤول عما يحصل. نريد وضع ملفات الفساد.

لا يجوز أن تكون هناك شكوك حول كل شيء، وبالمقابل لا يوجد تحقيق عادل وشفاف يحمل المسؤوليات ويمنع الفساد أو يمنح البراءة". واكد ان "المطلوب من القضاء أن يكون رأس الحربة في محاربة الفساد، والهدر والصفقات المشبوهة". وقال: "الرهان عليكم كبير، أتمنى أن لا تسمحوا للاحباط بالتسلل إلى نفوس الناس، أو تفقدوا ثقة الناس بكم، وأنا واثق بكم". وتم خلال الاجتماع البحث المفصل في ملفات الفساد ودور القضاء في ملاحقة الفاسدين.

 

دياب ترأس اجتماعا للهيئات الرقابية: اليوم أعلن بدء الحرب على الفساد وسنقاتل فيها حتى النهاية

وطنية - الإثنين 15 حزيران 2020

وطنية - ترأس رئيس مجلس الوزراء الدكتور حسان دياب اجتماعا لهيئات أجهزة الرقابة، حضره وزير الشؤون الاجتماعية والسياحة رمزي المشرفيه وزير البيئة وشؤون التنمية الإدارية دميانوس قطار، وضم: من ديوان المحاسبة: القاضي محمد بدران والمدير العام القاضي فوزي خميس والقضاة: عبد الرضا ناصر، إنعام بستاني وجمال محمود، من مجلس الخدمة المدنية: رئيسة المجلس نسرين مشموشي، من التفتيش المركزي: رئيس الهيئة القاضي جورج عطية والمفتش العام المالي وائل خداج والمفتشة العامة التربوية فاتن جمعة، من الهيئة العليا للتأديب: القاضية ريتا غنطوس والمديرة العامة ميرفت عيتاني والمدير العام علي مرعي.

في مستهل الاجتماع، قال الرئيس دياب: "أردت أن أجتمع معكم اليوم حتى أؤكد على مسلمات أساسية، أولاها أن الدولة لا يكتمل مفهومها من دون رقابة على أعمالها. دستوريا، السلطة التنفيذية يراقبها الشعب من خلال مجلس النواب، ويحاسبها، ويعطيها ثقته أو يحجبها عنها. الإدارة عندها أكثر من جهة رقابية، بحسب الاختصاص. أنتم الجهة المعنية بمراقبة إدارة الدولة، سواء على مستوى الأداء العام، أو على مستوى أداء الموظفين. بهذا المعنى، يصبح مستوى أداء إدارة الدولة اللبنانية مرتبط أساسا بدوركم وحجمه وفاعليته وتأثيره، وعدم تأثره بالمداخلات التي يمكن أن تعطل دوركم كهيئات رقابة".

أضاف: "أنا أعرف أن لديكم ملفات كثيرة، وأعرف أن هناك ملفات عالقة منذ سنوات طويلة. وهذه إساءة لدوركم ولشخصيتكم المستقلة كمؤسسات أنشئت لتقوم بمراقبة ومحاسبة الموظفين. الرشوة والفساد وعدم الانتاجية والفوضى، كلها عناوين أنتم معنيون بملاحقتها. ما يحصل، أن الأجهزة الأمنية تلاحق ملفات بالإدارة. هل يا ترى يستطيع الإعلام تحريك ملف فساد في الإدارة، مع أن الملف يفترض أن يتحرك بشكل طبيعي عبر هيئات الرقابة قبل الإعلام. لماذا هذا التداخل؟ هل هو بسبب تقاعس هيئات الرقابة؟ أم أنه بسبب عدم فاعلية هذه الهيئات؟ أو أن هناك مداخلات سياسية تعطل دورها؟ هذا الموضوع أساسي اليوم بالنسبة للحكومة. لا يجوز أن تبقى إدارة الدولة بهذا الوضع".

وتابع: "هناك أحاديث كثيرة عن صفقات وسمسرات وهدر واستهتار واهتراء بإدارة الدولة. من يفترض أنه معني بمعالجة هذه الاتهامات؟ يلاحقها، ويؤكدها، ويصدر قرارات فيها، أو ينفيها حتى؟ الفساد تسبب بوصول البلد إلى حالة الانهيار، انهيار أخلاقي وتسيب وغياب محاسبة، سمحت كلها بفساد مالي صار متجذرا وجزءا من تكوين الدولة اللبنانية. منظومة الفساد صارت أقوى من الدولة نفسها. مافيات سرقت البلد، وتسللت إلى الإدارة وصارت تتحكم فيها، بالرشوة والصفقات والسمسرات، وربما أمسكت هذه المافيات ببعض الإدارات مباشرة".

وقال: "نحن اليوم أمام واقع فساد مستشر في البلد. في الإدارة اللبنانية، في البلديات، في المؤسسات العامة والمصالح المشتركة، في مرافق الدولة، في مختلف القطاعات. هذا واقع مؤلم جدا. بالنتيجة وصلنا إلى هنا، ووقع البلد، نتيجة دولة الفساد داخل الدولة".

أضاف: "اليوم، العالم كله يشترط على لبنان أن نكافح الفساد حتى يساعدنا. في الوضع الحالي، نحن متهمون أننا لم ننجز شيئا فعليا. لكن هذا الموضوع صار على الطاولة، أولوية الأولويات عند الحكومة. لذلك، أنا أعلن اليوم بدء الحرب على الفساد. هذه معركة طويلة، وستكون صعبة، وسنتعرض فيها لاتهامات وتخوين وشتائم وحملات سياسية. ماشي الحال، تعودنا عليها من أول يوم تم فيه تكليفي بتأليف الحكومة. سيحاول الفاسدون حماية أنفسهم بالعباءات السياسية والطائفية والمذهبية والمناطقية والعائلية. كل هذا لن يوقفنا عن متابعة هذه المعركة. سنقاتل فيها للآخر. اللبنانيون معنا في هذه المعركة".

وتابع: "نحن أقوياء جدا بالحق والدفاع عن الدولة ومصالحها وحماية الناس وبناء مستقبلهم، واستعادة ثقة اللبنانيين بدولتهم. هذه المعركة تعني كل شخص يحب وطنه، ويجب أن نخوضها كلنا معا بإصرار، وعزيمة، وجرأة. لا مجال للتردد أو الخوف. الرهان على دوركم كهيئات رقابة، كبير جدا. عندكم ملفات كثيرة، مطلوب منكم اليوم أن تضعوها على الطاولة وتقفلوا هواتفكم، وألا تسمعوا إلا صوت ضميركم، وصوت الناس الذين لم يعودوا قادرين على تحمل حالة الفساد التي صارت هي القاعدة بالبلد، وليست الحالة الشاذة. مطلوب ترشيق الإدارة، وتنظيفها، وتأمين خدمة المواطنين بأفضل الشروط الممكنة. الإدارة هي لخدمة المواطنين، وليس العكس. رواتب الموظفين هي من الرسوم والضرائب التي يدفعها المواطنون. بكل جرأة وبكل فخر أقول: الحكومة تعمل عند اللبنانيين، وليس اللبنانيون هم الذين يعملون عندها. هذا المعيار يجب أن يكون واضحا للجميع. وانطلاقا من هذا المعيار، على موظفي الإدارة، في كل مكتب للدولة، خدمة المواطنين بابتسامة عريضة، وحماس، ومسؤولية، ومن دون منة. أطمئنكم أنه لن يوقفنا شيء عن خوض هذه المعركة. سنتابعها يوميا، ونسأل عن كل الملفات".

وختم: "المطلوب منكم اليوم تحريك الملفات التي لديكم، بأسرع وقت. أنا متأكد أنه سيكون عندكم عمل كثير، وستتعبون كثيرا، وستتعرضون لضغوط كبيرة، لكن هذه مسؤولية وطنية نتحملها كلنا، وأنتم يجب أن تكونوا رأس حربة فيها. وأنا معكم".

ثم جرى النقاش حول ترشيق الإدارة، وسبل التعاون بين مختلف الوزارات وأجهزة الرقابة للحد من الفساد والبت في الملفات العالقة. كما عرضت هيئات أجهزة الرقابة المعوقات التي تواجهها وكيفية التوصل إلى حلول لها بهدف تفعيل دور أجهزة الرقابة التي تعتبر من أسس مكافحة الفساد في لبنان.

 

دياب اطلع من فهمي وعيتاني وشماس على أضرار الشغب: ما حصل إهانة وأصر على متابعة الموضوع حتى النهاية

وطنية - الإثنين 15 حزيران 2020

استقبل رئيس مجلس الوزراء الدكتور حسان دياب اليوم، وزير الداخلية والبلديات محمد فهمي ورئيس الهيئة العليا للاغاثة اللواء محمد خير ورئيس المجلس البلدي لمدينة بيروت جمال عيتاني ورئيس جمعية تجار بيروت نقولا شماس، بحضور مستشار رئيس الحكومة خضر طالب، للبحث في الأضرار التي نتجت عن أعمال الشغب في بيروت. وقال الرئيس دياب: "ما حصل ضد المؤسسات والمحلات التجارية والأملاك العامة والخاصة، في بيروت، وأمس في طرابلس، كان بمثابة الكارثة. هناك حاقد ومجرم، نفذ قرارا جنونيا بتدمير ممتلكات الناس. نفذ جريمته علنا، ولم يخجل مما يفعل. ما حصل، سواء في بيروت أو في طرابلس، هو إهانة للبلد، إهانة للمؤسسات الرسمية، إهانة للمواطنين، إهانة للدولة. ما حصل يجب ألا يمر ببساطة. كل شخص شارك بعملية التدمير، مهما كان دوره، يجب أن يكون اليوم موقوفا، ويحاسب، حتى يفهم أن البلد ليست سائبة. المشهد مؤذ جدا، مؤذ للعيون وللقلب وللانتماء الوطني. أنا مصر على متابعة الموضوع حتى النهاية، وحتى نضع حدا لكل عمليات التدمير الممنهج التي تحصل. القضاء مسؤول، الأجهزة الأمنية مسؤولة، الدولة كلها مسؤولة عن حماية الناس. سأسأل كل يوم عن مسار التحقيقات، وكم بلغ عدد الموقوفين. أعرف أن هذا الأمر لا يرد خسائر الناس، لكن من هنا يبدأ تعويض الناس، معنويا قبل التعويض المادي. يجب أن نتساعد معا حتى نخفف من حجم الكارثة التي حصلت".

عيتاني

وبعد اللقاء، صرح عيتاني: "لبينا دعوة دولة الرئيس الدكتور حسان دياب إلى هذا الاجتماع من أجل البحث في التطورات التي حصلت خلال اليومين الأخيرين في بيروت وفي الوسط التجاري، ووضع آلية حلول من اجل تدارك ما حصل ومنع حدوثه مرة اخرى. واتفقنا على أن العاصمة بيروت ليست مكسر عصا، ولن نسمح أن يتكرر ما حصل، فهذا يؤذي الاقتصاد، وإذا تأذى الاقتصاد في بيروت يتأثر الاقتصاد في كل لبنان". أضاف: "بحثنا خلال هذا الاجتماع، الذي شارك فيه أيضا معالي وزير الداخلية والأمين العام للهيئة العليا للاغاثة، تحصين منطقة الوسط التجاري والتعاون مع بلدية بيروت، وتفعيل دور الحرس بالتنسيق مع وزارة الداخلية. كما جرى التداول في موضوع الأشخاص الذين تضرروا في الحوادث الأخيرة المؤسفة، ووضعنا آلية للتعويض، سترفعها الهيئة العليا للاغاثة إلى مجلس الوزراء".

شماس

بدوره، قال شماس : "نقلنا إلى دولة الرئيس استنكار القطاع التجاري جراء التعديات التي تعرض لها وسط العاصمة. اللواء خير قدر خسائر الأضرار في وسط بيروت ب 700 مليون ليرة. وطمأننا دولة رئيس الحكومة إلى أن هذه التعديات لن تمر وسيكون هناك محاسبة للمعتدين، وسيقام سياج معنوي وأمني حول الوسط التجاري في بيروت التي تشكل قبلة لكل اللبنانيين ومقصدا للاخوان العرب. ودولة الرئيس يعول على أن يساهم فتح المطار بداية الشهر المقبل، بعودة الانتعاش الاقتصادي في العاصمة، وتحديدا في وسط بيروت. وطمأن دولة الرئيس إلى أن أموال المودعين في المصارف بأمان ومضمونة في المصارف وفي مصرف لبنان وبكفالة الدولة اللبنانية، وهذا الموضوع في غاية الأهمية للتحكم بسعر صرف الدولار والبدء باستعادة ثقة الداخل والخارج بالاقتصاد اللبناني".

 

الحريري عرض مع فوشيه الاوضاع في لبنان والمنطقة واستقبل وفودا وهيئات

وطنية - الإثنين 15 حزيران 2020

استقبل الرئيس سعد الحريري بعد ظهر اليوم في "بيت الوسط" السفير الفرنسي في لبنان برونو فوشيه، في حضور الوزير السابق الدكتور غطاس خوري والمستشار الدبلوماسي الدكتور باسم الشاب. وتناول اللقاء جولة أفق في مجمل الأوضاع وآخر المستجدات المحلية والإقليمية والعلاقات الثنائية بين البلدين.

"جنسيتي كرامتي"

وكان الحريري التقى وفدا من حملة "جنسيتي كرامتي" برئاسة رئيس الحملة مصطفى الشعار الذي قال على الأثر: "تشرفنا اليوم بزيارة الرئيس الحريري بعد عدة مناشدات أطلقناها باتجاه الدولة لمساعدة أبناء الأم اللبنانية المتزوجة من أجنبي في كل المجالات، ولا سيما الصحية والاجتماعية منها في ظل جائحة كورونا اليوم. كما طرحنا معه موضوع إعطاء الأم اللبنانية جنسيتها لأولادها وقانون إلغاء إجازة العمل لأبناء الأم اللبنانية".

عائلات بيروتية

واستقبل الحريري رئيس اتحاد جمعيات العائلات البيروتية محمد عفيف يموت مع رؤساء روابط وجمعيات آل الحشاش وعيدو وغلاييني وبليق، وبحث معهم في أوضاع العاصمة ومطالب أهلها.

سركيس

كما التقى الوزير السابق جو سركيس وعرض معه الأوضاع العامة.

بركات

كذلك استقبل الحريري صاحب شركة "بركات ترافل" محمد بركات الذي تضرر محله خلال التظاهرات التي شهدها وسط بيروت يوم الجمعة الماضية.

وبعد اللقاء، قال بركات: "أردنا أن نشكر دولته على لفتته الكريمة بزيارة وسط بيروت وتفقد المحلات المتضررة فيه، وهو كان أول من زارنا وسأل عن أوضاعنا. وقد أبلغناه بنيتنا الإقفال، ولكن بناء على تمنياته علينا وتفاؤله بأن البلد سيعود أفضل مما كان، قررنا العدول عن الإقفال ومواصلة عملنا إن شاء الله".

طليس

واستقبل عضو المجلس الإسلامي الشرعي الأعلى السابق علي طليس الذي قال على الأثر: "بحثت مع الرئيس الحريري في الوضع الاقتصادي القائم والأزمة التي نمر بها، وفي الوضع الأمني المتفلت في كل لبنان ولا سيما لدينا في طرابلس والشمال. فقد كفر المواطنون بالتجاوزات الحاصلة، ولا سيما تجاه المؤسسات الخاصة والقطاع المصرفي والتجاري. وقد نقلت لدولته استياء رجال الأعمال والمواطنين في الشمال وتمنيهم عليه بالتدخل مع القوى الأمنية والمسؤولين من أجل وضع حد لهذا الوضع القائم".

وهبة

كذلك التقى الرئيس الحريري النائب السابق أمين وهبة وعرض معه الأوضاع السياسية العامة وشؤونا بقاعية.

رحمة

كما استقبل النائب السابق إميل رحمة الذي قال بعد اللقاء: "تشرفت بلقاء دولته، وأكثر ما شدني إلى هذا اللقاء وجهه الحزين حين تفقد وسط بيروت قبل يومين. فقد أثبت بذلك كم هو ضنين على العاصمة والبلد ككل. وبناء عليه، أردت أن أتحدث معه في عدة مقترحات من أجل الخروج من المأزق القائم، والزعيم، وإن كان خارج الموقع الرسمي، تبقى له اليد الطولى في ترتيب الأمور".

 

الأحدب: نطلب من قائد الجيش التحرك استباقيا لحماية طرابلس واهلها

وطنية - الإثنين 15 حزيران 2020

وطنية - أكد النائب السابق مصباح الاحدب في بيان، اليوم، ان "ثمة محاولة من قبل السلطة وأجهزتها لجر طرابلس إلى اقتتال اهلي خدمة لاجندات إقليمية"، لافتا إلى ان "ما يجري ليلا من اعتداء على الجيش والمواطنين واملاكهم هو جزء من مخطط دموي يستهدف أمن طرابلس".

وقال: "ان أهل طرابلس لن يسكتوا عن الاعتداء عليهم وعلى الجيش امام أعين الأجهزة الامنية في مدينة تخضع لخطة أمنية منذ اكثر من ست سنوات. وان عدم قيام أجهزة الدولة المخابراتية باستباق أعمال الشغب لمنع حصولها امر يثير الشبهة، ويعرض أهل طرابلس وعناصر الجيش اللبناني للخطر ولأضرار جسيمة لا يتحملها احد". اضاف: "لا يمكن وضع ذلك الا في خانة محاولة البعض إعادة تفعيل صراعات المحاور الإقليمية، وهو أمر مرفوض من كل أهل طرابلس على اختلاف انتماءاتهم السياسية والطائفية، ولا يستفيد من هذه الصراعات إلا أدوات القوى الإقليمية المتصارعة في المنطقة".

 

السنيورة: لا يجوز تحميل المسؤولية لسلامة منفردا وتدخل مصرف لبنان عملية تسكينية ما لم تعالج أصل المشكلات

وطنية - الإثنين 15 حزيران 2020

أكد الرئيس فؤاد السنيورة في حوار أجرته معه قناة "الحدث" من محطة "العربية، أن هناك "ارتفاعا غير طبيعي في سعر صرف الليرة اللبنانية، وهو غير مبرر على الاطلاق لا اقتصاديا ولا نقديا، وهذا ناتج عن انهيار كامل للثقة في لبنان بين اللبنانيين ودولتهم وحكومتهم مما يجعلهم مذعورين ومتخوفين من المستقبل". وقال: "لا أنفي أن هناك بعض الذين يروجون لارتفاع سعر صرف الدولار الأميركي في لبنان، ويحاول ان يجرم رياض سلامة ويجعل منه كبش محرقة، متهما إياه بالتسبب بالمشكلات الاقتصادية والمالية التي يعاني منها لبنان، بهدف حرف انتباه الناس عن المشكلات الحقيقية. إلا أن المشكلة ناتجة من جملة أسباب آخرها انهيار الثقة، فأصبح من غير الممكن وضع حدود لارتفاع سعر صرف الدولار. وقد ظهر ذلك من تظاهرات البارحة في وسط العاصمة بيروت، إذ أن مناصري حزب الله كانوا يتقصدون إطلاق الشائعات بشأن ارتفاع سعر صرف الدولار لإثارة عضب اللبنانيين، وفي ذات الوقت كانوا يوجهون اللوم والتهم في كل ما جرى إلى رياض سلامة. وهذا أمر غير صحيح وبدون وجه حق". أضاف: "لا يجوز تحميل سلامة هذه المسؤولية منفردا، وهي في أصلها مشكلات ناتجة عن التردي في مالية الدولة والعجز المزمن والهائل في الموازنة والخزينة، وأيضا بسبب الاستعصاء الكامل عن إجراء الإصلاحات الاقتصادية والمالية والقطاعية والإدارية في لبنان. وهذه المشكلات لا تعود لسنة أو سنتين خلتا، بل لعدة سنوات سابقة، وقد تفاقمت منذ العام 2016، بعد التسوية الرئاسية التي أتت بالرئيس (ميشال) عون رئيسا للجمهورية. كذلك بعد ما يزيد عن عشر سنوات من التقاعس عن إصدار الموازنات العامة، وبعد أن تفاقمت المبالغة في الانفاق وعدم الحرص على إدارة مالية صحيحة ورشيدة للأوضاع الاقتصادية والمالية والنقدية في لبنان". وعما إذا كانت المشكلة المالية قبل التسوية الرئاسية، قال: "إنها قبل ذلك، ولكنها ازدادت تفاقما بعد ذلك. وهي فعليا اشتدت منذ العام 2011، وتحديدا بعد الانقلاب الذي جرى على حكومة الرئيس سعد الحريري في مطلع العام 2011". وأشار الى أن "المطلوب الآن، التوقف عما يسمى التفتيش عن الحلول للمشكلات المتجذرة في لبنان في المكان الخطأ، وعن استعمال الادوية الخطأ لأن ذلك يسهم في تعميق وتوسع المشكلات".

وقال: "الاجتماع الأخير الذي جرى في القصر الجمهوري تركز على محاولة توجيه انتباه اللبنانيين الى ان هناك من يتلاعب بالسوق بما يؤدي إلى ارتفاع سعر صرف الدولار. أنا لا أنكر ان هناك تلاعبا في السوق لكنه ليس المسؤول الوحيد عما يجري، ولا يمكن ان يتم ويستمر في ظل أوضاع طبيعية للاقتصاد وللمالية العامة، بل هو بالفعل وفي قسم كبير منه ناتج من مناخ من عدم ثقة المواطنين. لذلك، إن العمل على استعادة السكينة والاستقرار الاقتصادي والمالي والنقدي والثقة لدى اللبنانيين بدولتهم هي الكفيلة في وقف التردي ووقف التلاعب في سعر الصرف".

وإذا كان هناك من حلول، قال الرئيس السنيورة: "المطلوب بشكل واضح وصريح تمكين الدولة من استعادة دورها وحضورها وسلطتها في لبنان، وان تعود الحكومة وفخامة رئيس الجمهورية كل من طرفه من أجل ممارسة حقيقية مبنية على احترام القوانين وعدم خرق الدستور في لبنان. ففي ظل استمرار هذا الاستخفاف وعدم الحرص على احترام القوانين والدستور سيتعاظم الانحسار في الثقة بلبنان".

أضاف: "عندما أقول العودة إلى احترام القانون والدستور في لبنان، أعني أنه يجب على فخامة رئيس الجمهورية أن يبدأ باحترام القوانين التي تنص على احترام استقلالية القضاء اللبناني، إذ هناك تشكيلات قضائية أقرها مجلس القضاء الأعلى بالإجماع ثم عاد وأكد عليها. إلا أن فخامة رئيس الجمهورية ما زال يستعصي ويرفض ان يوافق عليها. كذلك هناك استعصاء مستمر على عدم القيام بالإصلاحات القطاعية، مثل قطاع الكهرباء. ومن الطبيعي أن يؤدي ذلك الى فقدان ثقة اللبنانيين بدولتهم وحكومتهم، لا بل وانهيارها. هذا الوضع المتردي ازداد تفاقما بسبب استمرار حزب الله بالتدخل في الشؤون الداخلية لعدد من الدول العربية وغير العربية كسوريا والعراق والكويت واليمن، وهذا ما زال يتسبب بمزيد من المشكلات وتراجع دور الدولة لا بل التسلط والهيمنة على نفوذها وصلاحياتها وسيادتها. ومن اهم مظاهر هذا التراجع التعيينات الاخيرة لمجلس الوزراء، حيث ظهر واضحا كيف تم توزيع وتقاسم أشلاء الدولة على الأحزاب المشتركة في الحكومة، والتي هي أحزاب طائفية ومذهبية. وجرى هذا التعيين من دون حتى احترام القانون الذي صدر عن مجلس النواب منذ 10 أيام، والذي يؤكد على اعتماد الجدارة والكفاءة والتنافسية في إيلاء المناصب الإدارية إلى أكفائها".

وتابع: "هذه الأمور كلها تؤدي الى مزيد من الانهيار، وبدلا من أن تسعى الحكومة وفخامة الرئيس إلى استعادة ثقة اللبنانيين بالدولة والحكومة، إذ هي تتلهى، وكذلك فخامة الرئيس بمعالجة مظاهر المشكلات وليس أصلها".

وعن طرح الحكومة ضخ الدولارات في السوق اللبنانية لتخفيض سعر الصرف، قال: "هناك قاعدة أساسية تعلمتها كل الدول التي مرت بظروف مماثلة، تقضي بأن سعر صرف العملات المحلية، أكان في لبنان أو في غيره، لا يستقر إذا لم تعالج الحكومات المشكلات من أصلها وليس موضعيا وظرفيا. وبالنسبة للبنان، فإن إنفاق الدولة الكبير ما زال مستمرا والعجز إلى تزايد بما يعني وجود فائض كبير من الليرات اللبنانية في السوق، وبالتالي الباحثة عن تحويلها إلى دولارات. فكيف والحال هذه يمكن للمصرف المركزي أن يضبط سعر صرف الدولار، لا سيما في ظل استمرار انهيار الثقة؟ هذه الإجراءات التي أقرت مؤخرا تطلب من مصرف لبنان ان يتدخل، فكيف له أن يقوم ذلك بفعالية وأن يستمر".

أضاف: "منذ عشرة أيام كانت هناك محاولة شبيهة، تم الاتفاق بموجبها على خفض سعر صرف الدولار 50 ليرة كل يوم، وجاءت النتيجة عكس ما أمله اللبنانيون، إذ عاد سعر صرف الدولار إلى الارتفاع. هذه المرة، وهذا القرار القاضي بتدخل مصرف لبنان بالسوق برأيي ليس أكثر من عملية تسكينية لا تؤدي الى أي نتيجة حقيقية ما لم تجر العودة إلى معالجة أصل المشكلات. من جهة أخرى، لا يمكن لمصرف لبنان ان يخصص مبالغ غير محدودة بالعملات الأجنبية للتدخل في السوق، فهذا يؤدي إلى استنزاف المركزي وما لديه من أرصدة بالعملات الأجنبية. ان التدفق المالي الحقيقي إلى لبنان يكون باستعادة ثقة اللبنانيين بالدولة وبالنظام المصرفي وبالاقتصاد ، كذلك باستعادة ثقة المجتمعين العربي والدولي بلبنان وبدولته وباقتصاده".

وعن المخاوف من خروج هذه الأموال الى سوريا، والحديث عن المفاوضات والاتفاقيات بين البلدين، قال: "لبنان وسوريا بلدان متجاوران، هناك استمداد للكهرباء إلى لبنان من سوريا، وأيضا تهريب من لبنان إلى سوريا لسلع مدعومة في لبنان. من الضروري ضبط المعابر على الحدود، وإيجاد حلول رادعة حقيقية لهذه المعابر غير الشرعية. ولكن هذا ليس كل المشكلة، فهناك حال ذعر لدى اللبنانيين مما قد يحمله الغد على الصعد المالية والنقدية والقطاعية والأمنية. وهذه الأمور مجتمعة هي التي تدفع بسعر صرف الدولار الى الارتفاع".

وإذا كان هناك من تغيير حكومي والحديث عن تشكيل حكومة وحدة وطنية، قال الرئيس السنيورة: "إذا لم يكن هناك تغيير في الممارسة وفي الأداء، وإرادة جازمة في العودة الى احترام الدستور والقوانين والتأكيد على دور الدولة اللبنانية وبسط سلطتها، وكذلك في تفهم دور لبنان وموقعه وتقدير ظروفه وحدود تحمله، فما من أحد أيا كان، يستطيع حل هذه المشكلات أكان ذلك بحكومة وحدة وطنية او ما شابهها أو بغيرها. لقد مررنا بكل هذه التجارب، والحكومة التي سبقت حكومة دولة الرئيس (حسان) دياب كانت حكومة وحدة وطنية، ولم تتمكن من معالجة المشكلات التي تفاقمت بعدها، لأن الاستنزاف للدولة ومقدراتها استمر بسبب سوء الأداء". أضاف: "ليكن واضحا أنه لا يمكن تغيير الأمور بتغيير الاشكال ولا حتى الشخصيات. مثلا، عندما جرى تأليف الحكومة الحالية، كان الجميع يقول نريد حكومة تكنوقراط تضم مجموعة من الشباب غير المنتمين الى الأحزاب. وبعد التأليف تبين بنتيجة الأداء الحاصل، ان كل وزير من هؤلاء الوزراء بمن فيهم رئيس الوزراء بذاته هو مسير من الحزب أو الفريق الذي ينتمي اليه أو الذي عينه. لذلك، استمر الأداء السيىء ولم تتغير الأساليب والمعالجات واستمر الاستعصاء على الإصلاح".

وتابع: "يقول آينشتاين انه من الجنون ان تعتمد ذات الأسلوب وتتوقع نتائج مختلفة. هذا الامر لا يتغير الا بتغير المقاربات وبتغير الأساليب، وأيضا بوجوب أن تتغير العقلية التي تحكم الآن في لبنان. وللأسف، هذه العقلية والذهنية كيدية فاقدة للرؤية وللتبصر في مقارباتها وممارساتها، وتفتقد للموضوعية والحيادية في عملها، وهي غير قادرة على استنهاض اللبنانيين لمواجهة التحديات الماثلة أمامهم أو تلك المرتقبة".

وقال: "هذه العقلية في جزء منها عند فخامة الرئيس ودولة الرئيس اللذان يجب ان يدركا بأن هذه الطريق مسدودة ولا تؤدي الى نتائج بل إلى مزيد من التردي، فالانهيار الكامل. هذا الأسلوب الكيدي والانتقامي وعدم القيام بالإصلاحات التي طال انتظارها لا يمكن ان تتحقق معه نتائج إيجابية. كذلك، فإن المشكلة هي أيضا عند حزب الله الذي يجب ان يدرك بأن استمراره في هذا المنحى وهذه السياسات والتدخلات واستمراره في الاطباق على لبنان لا يؤدي إلى استعادة السكينة والاستقرار، ولا يمكن بسبب ذلك كله استعادة الثقة بالدولة وبالاقتصاد والمالية العامة وبالليرة اللبنانية. كما لا يمكن استعادة الثقة لدى المجتمعين العربي والدولي، وبالتالي، فإن الضرر الكبير سوف يستمر ويصيب الجميع بمن فيهم حزب الله".

أضاف: "ان المشكلة هي عند الجميع، وفي المقدمة عند الرئيس عون والحكومة، وأيضا عند حزب الله. علينا أن ندرك بأن المشكلة تكمن في استعادة الثقة، والحيوية للاقتصاد، والنمو المستدام، وتكمن أيضا في السياستين الداخلية والخارجية، إذ يجب السعي لاستعادة التوازنات الداخلية الدقيقة التي انتهكت، وأيضا استعادة التوازنات للسياسات الخارجية التي أدى انتهاكها إلى أن يصبح لبنان في موقع شديد الصعوبة، لا سيما وأنه جرى وضعه على ممر الافيال الإقليمية والدولية. لبنان لا يستطيع تحمل كل هذه الضغوط، كذلك اقتصاده. هذه الأمور كلها مجتمعة وبعدما تراكمت وتفاقمت وتجمعت قد أوصلتنا الى ما نحن عليه اليوم، والخروج من هذه المآزق المتكاثرة يكون بالعودة إلى القواعد الصحيحة للحكم".

 

نواب بيروت طالبوا القضاء تعقب المخربين وبمتابعة حيثيات استباحة العاصمة

15 حزيران/2020

عقد نواب بيروت اجتماعا، الثالثة والنصف بعد ظهر اليوم، في مجلس النواب، حضره: نهاد المشنوق، فؤاد مخزومي، رولا الطبش، ادغار طرابلسي، نزيه نجم، فيصل الصايغ، امين شري، نقولا صحناوي، محمد خواجة، عدنان طرابلسي، هاكوب ترزيان، بولا يعقوبيان، عماد واكيم، نديم الجميل، وأنطوان بانو.

وتلا مخزومي بيانا باسم المجتمعين قال فيه: "عقد نواب بيروت اجتماعا استثنائيا اليوم للبحث في التطورات الأليمة التي شهدتها العاصمة في الأيام الماضية، معتبرين أن استباحة بيروت بهذا الشكل لا يمكن أن يكون مبررا تحت أي سبب من الأسباب، معربين عن استنكارهم القاطع أن تتحول مدينة الشرائع وبيروت الحضارة والعراقة إلى ساحة مباحة وأن يصبح أهلها تحت وطأة غزوات وتهديدات دورية". أضاف "أكد المجتمعون النقاط الآتية:

أولا: إن الاستنكار والشجب لا ينصفان ولا يكفيان، بل المطلوب خطوات عملية سريعة، ومن واجب الحكومة الحفاظ على الأمن والاستقرار.

ثانيا: ثمة مسؤولية على وزارتي الداخلية والدفاع والأجهزة الأمنية والعسكرية لحماية العاصمة وأهلها وحماية الاملاك العامة والخاصة، وهذا الامر لم يحصل إما عن تقصير وإما لسبب آخر، وهذا يستدعي المحاسبة والمعالجة.

ثالثا: نطالب القضاء بمتابعة حيثيات استباحة بيروت والتعرض للاملاك العامة والخاصة وتعقب المخربين وسوقهم إلى المحاكمة لتأخد العدالة مجراها من دون أي ضغط سياسي من أي جهة كانت، علما أن وجوه المخربين واضحة وصورهم منتشرة في الإعلام وعبر مواقع التواصل الاجتماعي.

رابعا: إن ما حصل لا يمكن أن يمر من دون محاسبة، إذ لا يمكن لأحد تحمل هذا الفلتان الذي يمكن أن يؤدي في أي لحظة إلى فوضى عارمة أو إلى شعور الناس بأن أمنهم مهدد فيلجأون إلى وسائل الأمن الذاتي، وهذا أمر مرفوض وغير مقبول، في ظل وجود دولة ومؤسسات أمنية وعسكرية".

وتابع: "وإذ تمنى المجتمعون اتخاذ الاجراءات الفورية واللازمة للمحاسبة من جهة وتأمين حماية بيروت من جهة اخرى، أبقوا أطر التواصل بينهم مفتوحة لمواكبة التطورات، محذرين من خطوات لاحقة، في حال عدم الاستجابة إلى مطلب نواب العاصمة، وتم الاتفاق على أن تتحمل الحكومة المسؤولية الكاملة بموجب الدستور لحماية أرواح المواطنين واملاكهم والتعويض عما حصل".

 سئل مخزومي: هل هناك لوم على جهة معينة؟ وهل من معلومات لديكم عن الجهة التي أنزلت جماعتها إلى الشارع؟

أجاب: "لقد توصلنا خلال الاجتماع إلى أن المشكل سياسي، فصحيح أننا رأينا نسبة قليلة ممن هاجمت الشعائر الدينية، إنما هؤلاء كانوا جديين، ولم تكن العملية فشة خلق. صحيح ان النسبة كانت بسيطة، إنما ما حصل قد حصل". أضاف: "اليوم، هناك مشكل سياسي.

لقد رأينا ال700 شخص أو الألف شخص الذين نزلوا إلى المحاور، ورأينا أيضا أنهم كانوا جديين. نحن لا نقول إنهم يمثلون كل الطوائف والشوارع، إنما نزلوا وكانوا مقتنعين بالكلام الذي تحدثوا به، وهذا يدل على حقد. إذا لم يتم التوصل إلى حل جدي لما يحصل في بيروت - وبالطبع رأينا ما يحصل في طرابلس وأماكن أخرى - فنحن قادمون على مشكل ومواجهة، والله يسترنا لأن الناس لم يعد في إمكانهم تحمل الوضعين الاقتصادي والمالي".

وسأل: "هل يعقل أننا نسمع منذ ستة أسابيع عن اجتماعات مع صندوق النقد الدولي، وكلنا يعلم أن الاجتماع توقف بسبب عدم إعطائه رقما موحدا؟". وأشار إلى أن "المواطن يشاهد اليوم التهريب الحاصل على الحدود من بنزين ومازوت وطحين ودواء ومليارات الدولارات لان النظام في سوريا يحتاج إلى دولارات"، متسائلا: "إلى متى سنبقى ساكتين؟ فإما أن تكون هناك حلول، وإما أن يقولوا إنهم غير قادرين على إيجاد الحل، ساعتئذ كل واحد يتصرف بما يراه مناسبا".

وردا على سؤال آخر، قال: "إن ما أخافني أن كل الذين نزلوا وكسروا وخربوا، تباهوا أمام الناس وصوروا أنفسهم سيلفي.

أين هي الدولة التي يفترض أن تحاسبهم اليوم عوض أن نقول إن هناك يدا خفية وطابورا خامسا؟ لقد رأيناهم أمام الكاميرات فليأتوا بهم ويبرهنوا أنهم جديون في عملية حفظ الأمن في المدن لأننا إذا بقينا نرى ذلك، فلا نستغرب أي شيء، السلاح موجود في البلد، والله يستر ألا يتم اللجوء إلى الامن الذاتي. كلنا نعلم اليوم من أين خرجت الدراجات النارية؟ من أي منطقة وأي شارع؟ ولا نريد الدخول في التفاصيل".

سئل: من أين أتت؟ أجاب: "من خندق الغميق والضاحية والطريق الجديدة. لم يعد في الإمكان الاختباء وراء إصبعنا فالموضوع واضح أنه طائفي ومذهبي، وأن هناك خللا سياسيا أساسيا يجب أن نتعاطى به لأننا اذا لم نفعل ذلك، في ظل الوضعين الاقتصادي والمالي السيئين، لا يمكننا الحصول على اموالنا من المصارف، الناس يبحثون عن لقمة عيشهم. ونتمنى على الحكومة ألا تقول لنا إن هناك يدا خفية. شعبنا لم يعد بمقدوره ان يحتمل".

بدوره، قال واكيم: "إضافة إلى ما قاله زميلي، لا شك في أن الدولة اللبنانية تعاني ما تعانيه من تعثر أمني واقتصادي واجتماعي على كل المستويات. ليس بإمكاننا كمجلس نواب القبول بالتصرف على هذا الأساس حتى نذهب إلى اقتصاد ذاتي وأمن ذاتي وحل الشؤون الاجتماعية. إن اللبنانيين في مقدورهم التضامن مع بعضهم والوقوف مع بعضهم بما يسمى العونة اللبنانية، لن نرضى في مجلس النواب تحديدا، الا بقيام الدولة اللبنانية والجمهورية القوية بالشكل الذي يجب أن تقوم به، وإلا كما قلنا في البيان نحن امام مشكل سياسي ولا يمكن الاختباء وراء إصبعنا، وهذا لا يؤدي بنا الى مكان".

وردا على سؤال، قال: "رأينا أمنا ذاتيا ومجموعات على جوانب الضاحية الجنوبية مسلحة تحاول منع خروج الدراجات النارية من داخلها، وهذا موضوع يدل على نفسه. ونفت الأحزاب الممثلة، التي كانت معنا في الاجتماع ومشكورة من حركة أمل وحزب الله، مسؤولياتها المباشرة وقالت إنها تقوم بالعمل لتساعد، إنما بالتأكيد من يريد منطق الدولة لا يقبل بهذا المنطق وهذا الموضوع لا ينتهي في هذا الاجتماع. ولذلك، هناك مشكل سياسي في البلد، وحان الوقت للبحث عن حلول، والا نحن ذاهبون إلى تدهور أكثر على كل المستويات".

وردا على سؤال، قال مخزومي: "إن ما نسمعه من المؤسسات الأمنية والعسكرية إنهم قادرون وحاضرون وكل ما نقوله لهم أنه طالما كنتم تصورون وهم يعلمون بوجود الكاميرات، إذ أن كل زاوية في بيروت توجد فيها كاميرا، فلم يعد هناك من سبب لعدم معرفة أين هم، لكي نأتي بهم أمام الرأي العام. كمواطنين، علينا أن نرى الجدية، فلا يمكن اليوم في هذا الوضع الصعب أن تكون هناك "قبة باط" في هذه المواضيع". أضاف: "السؤال الذي نسأله للمسؤولين السياسيين، عندما نرى دراجات نارية خرجت من مناطق في بيروت، نرى زعماء الطوائف فجأة يتصلون ببعضهم ويحاولون القول إننا سنوقف الحرب الاهلية، لأن الامر إذا استمر على ما هو عليه سنكون أمام حرب اهلية. نتمنى عليهم التخفيف من هذا الخطاب الطائفي المذهبي والتطلع نحو الحل لأهلنا". وتابع: "من المعيب في هذه المرحلة الاقتصادية الصعبة أن يكون هناك أناس يركبون على ظهر المواطن الذي اخترب بيته ولا يملك المال، واخترب متجره فقط من اجل مآرب سياسية".

 

/New A/E LCCC Postings for todayجديد موقعي الألكتروني ل ليوم 15-16 حزيران/2020

رابط الموقع
http://eliasbejjaninews.com

الثنائي الشيعي ينفي أي علاقة لمحازبيه بأعمال التخريب وسط بيروت والمعرابي بذمية وتذاكي يسأل لمذا لم تتدخل القوى الأمنية

الياس بجاني/15 حزيران/2020

*الزعران والشبيحة والزقاقيين جاؤوا من زحل والمريخ وعطارد ودمروا وسط بيروت.. هذا ما يريدنا بري ونصرالله تصديقه!!

فعلا هذلت.. ألهذا الحد وصلت الوقاحة بهذه الجماعة التي تعمل على تدمير لبنان وكل ما هو لبناني وحضارة وسلم وعمران؟

http://eliasbejjaninews.com/archives/87322/87322/

 

قانون قيصر يدخل حيز التنفيذ/الجزء الأول/زيادة عزل نظام الأسد/دانا سترول و كاثرين باور/معهد واشنطن/15 حزيران/2020

The Caesar Act Comes Into Force (Part 1): Increasing the Assad Regime’s Isolation/Dana Stroul and Katherine Bauer/The Washington Institute/June 15/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/87334/%d8%af%d8%a7%d9%86%d8%a7-%d8%b3%d8%aa%d8%b1%d9%88%d9%84-%d9%88-%d9%83%d8%a7%d8%ab%d8%b1%d9%8a%d9%86-%d8%a8%d8%a7%d9%88%d8%b1-%d9%85%d9%86-%d9%85%d8%b9%d9%87%d8%af-%d9%88%d8%a7%d8%b4%d9%86%d8%b7%d9%86/

 

قانون قيصر يدخل حيز التنفيذ (الجزء الثاني): الضغط على «حزب الله» في لبنان/حنين غدار/معهد واشنطن/15 حزيران/2020

The Caesar Act Comes Into Force (Part 2): Pressuring Hezbollah in Lebanon/Hanin Ghaddar/The Washington Institute/June 15/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/87339/%d8%ad%d9%86%d9%8a%d9%86-%d8%ba%d8%af%d8%a7%d8%b1-%d9%85%d9%86-%d9%85%d8%b9%d9%87%d8%af-%d9%88%d8%a7%d8%b4%d9%86%d8%b7%d9%86-%d9%82%d8%a7%d9%86%d9%88%d9%86-%d9%82%d9%8a%d8%b5%d8%b1-%d9%8a%d8%af%d8%ae/

 

هل سينجح ترامب بالانتخابات الأمريكية المقبلة؟ مستشاره السابق د. وليد فارس يجيب

غنوة كنان/موقع الرؤية/15 حزيران/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/87343/%d9%87%d9%84-%d8%b3%d9%8a%d9%86%d8%ac%d8%ad-%d8%aa%d8%b1%d8%a7%d9%85%d8%a8-%d8%a8%d8%a7%d9%84%d8%a7%d9%86%d8%aa%d8%ae%d8%a7%d8%a8%d8%a7%d8%aa-%d8%a7%d9%84%d8%a3%d9%85%d8%b1%d9%8a%d9%83%d9%8a%d8%a9/

 

شيعة الحق

 الكولونيل شربل بركات/15 حزيران/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/87347/%d8%a7%d9%84%d9%83%d9%88%d9%84%d9%88%d9%86%d9%8a%d9%84-%d8%b4%d8%b1%d8%a8%d9%84-%d8%a8%d8%b1%d9%83%d8%a7%d8%aa-%d8%b4%d9%8a%d8%b9%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%ad%d9%82/

 

فيديو مقابلة مع الكاتب والمحلل السياسي راجح خوري من تلفزيون المر

https://www.youtube.com/watch?v=WbqlxOQb2do

 

فيديو حلقة نديم قطيش لليون وهي تحت عنوان

 !!حسان دياب و عادل إمام

https://www.youtube.com/watch?v=1FzrH6qDr78