المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكنديةLCCC/

نشرة الأخبار العربية ليوم 15 حزيران/2020

اعداد الياس بجاني

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/eliasnews19/arabic.june15.20.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

قالَ الربُّ يَسوعُ لِتَلاميذِه: «الآنَ فَأَنَا ذَاهِبٌ إِلى مَنْ أَرْسَلَنِي، ولا أَحَدَ مِنْكُم يَسْأَلُنِي: إِلى أَيْنَ أَنْتَ ذَاهِب؟

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياته

الياس بجاني/المعرابي دمر البلد وداكش الكراسي بالسيادة وسلم لبنان لحزب الله  وجاب عون وبعدو مش ندمان وبيقاوح

الياس بجاني/الحراك التدميري والغوغائي والإرهابي والزقاقي هو تابع للثنائية الشيعة

الياس بجاني/حراك الحركة والحزب..فهموها بقا .. الثورة لا تدمر بل تطالب بال 1559

الياس بجاني/عاد الحراك إلى حضن حزب الله وبمعيته الثلاثي الأكروباتي سعد وسمير ووليد

الياس بجاني/بؤس بهكذا عهد وبؤس بأصحابه وبمن جاء بهم

الياس بجاني/ميشال عون وضياع البوصلة الإستقلالية

 

عناوين الأخبار اللبنانية

سجون نظام الأسد البربرية وملف المعتقلين اللبنانيين كما يرويه المعتقال السابق علي أبودهن

حافظ الأسد منع دخول الله إلى سجونه الرهيبة

قبل وبعد/د.وليد فارس

دعني أعترف لكم /كمال يازجي

تشريع ورقابة أم مغارة لصوص/مواطن لبناني جنوبي حر

متهم بالتجسس لصالح حزب الله في اميركا"... ما لا تعرفوه عن أليكسي

بطريقه لطهران.. توقيف منسق صفقات النفط بين فنزويلا وإيران أليكس صعب المقرب من ماديرو وحزب الله

 

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الأحد في 14/6/2020

عناوين المتفرقات اللبنانية

العربي الجديد: لبنان: عشرات الجرحى بمواجهات بين الجيش ومحتجين في طرابلس

لبنان على موعد مع الإنهيار الكبير خلال أسابيع… مليون لبناني سيصبحون بلا أعمال ورواتب

تحرير 23 مختطفًا في لبنان وقتل "الشقّور"

احتجاجات أمام المصرف المركزي لمودعين نُهبت أموالهم

لبنان: اتهامات واسعة للقوى الأمنية بالتقصير في مواجهة الشبيحة

المواجهات بين الجيش والثوار في طرابلس أسفرت عن سقوط 80 جريحاً بينهم 20 عسكرياً

“حزب الله” يُشعل معركة الدولار بعد “غزوة الموتوسيكلات” ونواب “المستقبل”: دياب دمية

جعجع: لماذا لم تعط الحكومة التعليمات اللازمة للجيش من أجل التدخل فوراً عند البدء بتكسير العاصمة

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

لنشر التشيع بسوريا.. إيران تبني “معهد النور الساطع” وترسل “لواء الإمام المهدي” العراقي

أكثر من 7.83 مليون إصابة بفيروس كورونا حول العالم

كابول تشتكي طهران دوليا.. وتطالب بمحاكمة قتلة عمال أفغان

وزير خارجية اليونان: تركيا تبتزنا للحصول على تنازلات

فرنسا: سياسة تركيا بليبيا "عدوانية" ولا يمكن السماح بها

نتانياهو: بدأنا إنشاء مستوطنة جديدة في “هضبة ترامب” بالجولان

توقعات إسرائيلية بتأجيل “الضم” والسفير الأميركي يستعجل التنفيذ

نتانياهو هنأ ترامب على قرار فرض عقوبات على "الجنائية الدولية"

“العصائب” تهدد بإخراج القوات الأميركية من العراق و”تويتر” يحذف حساب قيس الخزعلي مجدداً

قصف صاروخي لـ"التاجي".. والكاظمي: السيستاني أوقف تمدد "داعش"

مطالب كردية لبغداد بالسيطرة على ملف النفط في كردستان

“فورين بوليسي”: بشار الأسد على حافة الهاوية والاقتصاد السوري ينهار

الجولان تنضم للسويداء… والاحتجاجات المطالبة برحيل الأسد تتصاعد

روسيا أمرت بسحب حواجز فرقة ماهر الأسد... وغارات النظام استهدفت رتلاً للمعارضة في ريف إدلب

واشنطن: يجب إخراج المرتزقة والمعدات العسكرية من ليبيا وميليشيات "الوفاق" اعتقلت عشرات العمال المصريين في ترهونة وقامت بتعذيبهم

ليبيا.. الجيش الوطني يدفع بتعزيزات عسكرية إضافية إلى سرت

الإعدام والمؤبد لـ 11 إخوانيا حاولوا اغتيال مسؤول أمني مصري سابق

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

"الحزب" يحذّر: أنا صاحب المبادرة في الشارع كما في الميدان .. وأنا من أختار توقيت المعركة/حسان الحسن/الثبات

هل نحن على موعد مع الانهيار بعد أسابيع؟/أنديرا مطر/القبس

الأب نعوم عطالله/الكولونيل شربل بركات

لبنان في التاريخ/المؤرخ جواد بولس

انقلاب على مين؟!/زياد عيتاني/أساس ميديا

حزب الله يسابق الأميركيين على الفوضى والعقوبات/منير الربيع/المدن

ترنّح سلامة ولم يسقُط/عصام الجردي/المدن

حزب الله لاعب اقتصادي قوي سيطيح بالبلد/خضر حسان/المدن

لبنان أبرز رهائن إيران في مواجهة أميركا/حزب الله يمسك بمفاصل السلطة اللبنانية ويستميت للهيمنة على الشارع/طوني فرنسيس/انديبندت عربية

ثلاثة أيام لبداية جحيم جديد في سوريا/يوسف بزي/موقع تلفزيون سوريا المعارض

 رسالة إلى الرئيس حسان دياب/توفيق شومان

شيعة، شيعة"... فزاعة "حزب الله" بوجه المآزق/منى فياض/الحرة

الفتنة لإجهاض ثورة الجوع/راجح الخوري/الشرق الأوسط

المسمار الأخير في نعش النظام المصرفي/علي شندب/العربية

عن المسألة السنية الشيعية في صراعات اليوم السياسية/زياد ماجد/القدس العربي

أردوغان… أحلام وأوهام وهوس إيراني/خيرالله خيرالله/العرب

“قانون قيصر” يدخل حيز التنفيذ .. هذا ما ينتظر نظام الأسد/معهد واشنطن لدراسات الشرق الأوسط

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

الرئيس عون دعا إلى اجتماع للمجلس الأعلى للدفاع غدا

المطران بو جودة ترأس عن راحة نفس المطران بشارة: رسالته هي شهادة للمسيح

الراعي في تجديد تكريس لبنان لقلب مريم: خافوا الله وكفوا عن دس متظاهرين ليليين مشبوهين

 

في أسفل تفاصيل النشرة الكاملة

الزوادة الإيمانية لليوم

قالَ الربُّ يَسوعُ لِتَلاميذِه: «الآنَ فَأَنَا ذَاهِبٌ إِلى مَنْ أَرْسَلَنِي، ولا أَحَدَ مِنْكُم يَسْأَلُنِي: إِلى أَيْنَ أَنْتَ ذَاهِب؟

إنجيل القدّيس يوحنّا؟16/05-11/قالَ الربُّ يَسوعُ لِتَلاميذِه: «الآنَ فَأَنَا ذَاهِبٌ إِلى مَنْ أَرْسَلَنِي، ولا أَحَدَ مِنْكُم يَسْأَلُنِي: إِلى أَيْنَ أَنْتَ ذَاهِب؟ ولكِنْ لأَنِّي كَلَّمْتُكُم بِهذَا، مَلأَ الحُزْنُ قُلُوبَكُم. غَيْرَ أَنِّي أَقُولُ لَكُمُ الحَقّ: خَيْرٌ لَكُم أَنْ أَمْضِي. فَإِنْ لَمْ أَمْضِ لا يَأْتِ إِلَيْكُمُ البَرَقْليطُ المُعَزِّي. أَمَّا إِذَا ذَهَبْتُ فَإِنِّي سَأُرْسِلُهُ إِلَيْكُم.وهُوَ مَتَى جَاءَ يُوَبِّخُ العَالَمَ عَلى الخَطيئَةِ وفي أَمْرِ البِرِّ والدَّيْنُونَة. أَمَّا على الخَطيئَةِ فَلأَنَّهُم لا يُؤْمِنُونَ بِي. وأَمَّا في أَمْرِ البِرِّ فَلأَنِّي ذَاهِبٌ إِلى الآب، ولَنْ تَرَونِي مِنْ بَعْد. وأَمَّا في أَمْرِ الدَّيْنُونَةِ فَلأَنَّ سُلْطَانَ هذَا العَالَمِ قَدْ أُدِين.

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياته وتغريدات متفرقة

الثنائي الشيعي ينفي أي علاقة لمحازبيه بأعمال التخريب وسط بيروت والمعرابي بذمية وتذاكي يسأل لمذا لم تتدخل القوى الأمنية

الياس بجاني/15 حزيران/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/87322/87322/

*الزعران والشبيحة والزقاقيين جاؤوا من زحل والمريخ وعطارد ودمروا وسط بيروت.. هذا ما يريدنا بري ونصرالله تصديقه!!

فعلا هذلت.. ألهذا الحد وصلت الوقاحة بهذه الجماعة التي تعمل على تدمير لبنان وكل ما هو لبناني وحضارة وسلم وعمران؟

ألهذا الحد يتوهم بري ونصرالله بأن الشعب اللبناني غبي وأعمى وساذج وخائف وذمي ومدجن؟

ألهذا الدرك العقلي والأخلاقي انحدرت الثنائية الشيعية بفكرها وثقافتها ومعرفتها لتقول علناً ودون خجل أو وجل بأن من أحرقوا وسط بيروت هم ليسوا من زعرانها وشبيحتها المدفعون الأجر والمنظمين في صفوفها؟

ألهذا الحد يريد بري ونصرالله استغباء اللبنانيين؟

نعم وألف نعم فإن الشبيحة والزعران والزقاقيين والغوغائيين الذين نفذوا غزوة وسط بيروت هم من فرق الدرجات الإرهابية والملالوية التابعين 100% للثنائية الشيعية، وقد أتوا من الخندق الغميق التي هي دويلة زعران بري، ومن عاصمة دويلة الإرهاب الملالوي التي هي الضاحية.

جاؤوا منظمين وتحت قيادة ضباط من حزب الله ونفذوا مهمة إجرامية هي عملياً غزوة جاهلية وتدميرية وبربرية بكل المقاييس والمعايير واخذوا السلفي وغادروا دون أن تتحرك القوى الشرعية لأن الأوامر كانت واضحة..اتركوهم ولا تضايقوهم .. والقوى الأمنية من جيش ودرك وقوى أمن لا تقرر بل تنفذ وهي ألتزمت بما أُمرت به من الحاكم الفعلي للبنان الذي هو حزب الله وسيده المقيم تحت الأرض في سرداب خوفاً على حياته…أما حياة الآخرين فهذا أمر لا يعنيه.

ونعم فإن حزب الله هو الحاكم والأمر والناهي وكل ربع الحكم والحكومة والرئاسات ينفذون فرماناته ولا يقررون.

ترى هل جاء الغوغائيون والزعران والزقاقيين والشبيحة من المريخ أو من زحل لتنفي الثنائية الشيعية علاقتها بهم؟

لا يا كرام ويا محترمين ويا متأيرنين حتى العظم فهؤلاء الغوغائيون هم زعرانكم وشبيحتكم وزلمكم وحتى العميان والسذج يعرفون هذه الحقيقة وقد شاهدوا من على وسائل الإعلام كافة كل مراحل الغزوة الملالوية لوسط بيروت.

أما أصحاب شركات الأحزاب التي تدعي باطلاً بأنها سيادية فهي مخصية سياسياً ووطنياً ولبنانياً ومدجنة على عاهات الباطنية والتشاطر الغبي والذمية.

وفي هذا السياق الذمي والمتعامي عن واقع الإحتلال الإيراني وعن سابق تصور وتصميم وذلك عشقاً بحلم الكرسي الرئاسي المخلع تنطح وتبجح المعرابي وسأل لماذ لم تتدخل القوى الأمنية؟

والجواب الجُهيني عنده ومن صنع يديه لأنه هو من جاء بعون رئيساً، وهو من فاخر بأن انتخاب عون كان صناعة لبنانية، وهو وعدوانه الجورج من فاخرا بغباء وعن جهل بأن القوات هي وراء إقرار القانون الانتخابي الذي فصله السيد على مقاس حزبه اللاهي وجاء من خلاله بأكثرية نيابية، وهو أي المعرابي من فرط 14 أذار وداكش الكراسي بالسيادة، وتلحف بنفاق شعار الواقعية وبهرطقة مقولة أن ملف حزب الله إقليمي، وبعث بعشرات الرسائل العلنية والموفدين مستجدياً رضىاه طمعاً بكرسي بعبدا.. وهو من شيطن قبل أيام القرار 1559…وهو بكل وقاحة لا يزال غير نادم على كل ما نتج عن انتخابه عون وعن فضيحة اتفاق تقاسم المسيحيين مغانم وحصص معه.

المعرابي وغيره من أصحاب شركات الأحزاب هم فعلاً أخطر من حزب الله وهم من سلم الحزب البلاد وحكمها.

خطورتهم تكمن في أن كثر من أهلنا البسطاء والساذجين وجماعات القطعان والوصوليين يسيرون خلفهم ويثقون بهم ويتعاملون معهم على أساس أنهم آلهة ولا يخطئون.

في الخلاصة، فإن سرطان حزب الله هو وراء كل الكوارث السابقة واللاحقة والمستقبلية ولن تكون هناك أية حلول لا كبيرة ولا صغيرة بظل احتلاله وبظل المعرابي  وأمثلاله الغلمان الذميين والمتشاطرين من السياسيين والحكام وأصحاب شركات الأحزاب التعتير المحلية والوكيلة.

وتحية لكل الأحرار في لبنان المحتل وبلاد الإنتشار الذين طالبوا ويطالبون بتنفيذ القرارات الدولية ولا يرون في حزب الله اللاهي غير  محتل مجرم وعصابة إرهاب واغتيالات إيرانية عدوة للبنان ولكل اللبنانيين عن قناعة  ويحتقرون غالبية افراد الطاقمين السياسي والحزبي ولا يثقون بهم.

في أسفل استفراغات المعرابي والثنائية الشيعية والتي هي موضوع التعليق

الثنائي الشيعي ينفي أي علاقة لمحازبيه بأعمال التخريب وسط بيروت

موقع تلفزيون المر/14 حزيران/2020

أسفت مصادر الثنائي الشيعي في إتصال مع “الأنباء” لما جرى في وسط بيروت وطالبت الجيش والقوى الأمنية بالكشف عن الجهات التي تعتدي على أملاك الناس، وأكدت رفع الغطاء عن أي مشتبه به أيا كان. ونفت المصادر أي علاقة لمحازبي الثنائي بما جرى من أعمال تخريبية “لا تمت للإنتفاضة المطلبية والمطالب الإجتماعية المشروعة بصلة”، وإستنكرت بعض الأصوات “التي تتحدث عن خلافات مذهبية سنية شيعية لا طائل منها”.

جعجع: لماذا لم تعط الحكومة التعليمات للجيش عند البدء بتكسير العاصمة؟

وطنية – الأحد 14 حزيران 2020

غرد رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع على حسابه على “تويتر”: “بقدر تمسكنا بحرية الرأي والتعبير كلبنانيين، نتمسك أيضا بالانتظام العام والسلامة العامة والحفاظ على الممتلكات العامة والخاصة. هل تستطيع الحكومة أن تقول لنا لماذا لم تعط التعليمات اللازمة للجيش وقوى الأمن الداخلي من أجل التدخل فورا عند البدء بتكسير العاصمة والممتلكات العامة والخاصة على مرأى ومسمع من كل وسائل الإعلام المحلية والعربية والأجنبية ليل الجمعة-السبت الماضي؟”.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الالكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

 

 

المعرابي دمر البلد وداكش الكراسي بالسيادة وسلم لبنان لحزب الله  وجاب عون وبعدو مش ندمان وبيقاوح

الياس بجاني/15 حزيران/2020

صحيح حزب الله سرطان ولكن سرطانيات أصحاب أحزابنا المارونية تحديداً وهبل قطعانهم الأغبياء هي أوبئة أخطر مليون مرة من الملالي وحزبهم.

المعرابي والعصي النواب يلي عندو هم حقيقة أخطر من حزب الله بمليون مرة لأنهم منافقون وبمية لون وذميون وتجار وهمهم مصالحهم وما بيعرفوا لا مقاومة ولا من يحزنون..كل تركيز المعرابي والعصي عندو هو ع القيادات والأحزاب المنافسة وما في شي عن احتلال حزب الله.. أما قطعانهم فحدث ولا حرج واحدهم كتب اليوم ع تويتر" سرمايتك يا حكيم بتشرفهن" شوف هيدا وين تفكيرو؟؟ وباي محل ساكن وشو بس شايف؟!!

 

إلى أهلنا الممغشوشين بسمير جعجع وهذا يعني أن كلن يعني كلن عون وباسيا وكل الباقين من كلن يعني كلن

الياس بجاني/15 حزيران/2020

من انتخب عون وفاخر بأنه صناعة لبنانية/من ساهم بقوة بالقانوان الإنتخابي الذي اعطى حزب الله أكثرية وفاخر بأنه صانعه/من قفز فوق دماء الشهداء وتخلى عن سلاحه وكل ما هو مقاومة وقبل بإتفاق الطائف الإستسلامي/من شارك حزب الله الحكومة بعد الإنتخابات بشروط حزب الله وقبل بوزارات هامشية/من فرط 14 آذار/من رفع شعار الواقعية وعدم جدوى القرارات الدولية/من عارض رفع شعار ال 1559/ من رفع مقولة أن حزب الله مشكلة اقليمية فوعلينا التعايش معه ونهتم بالملفات المعيشية/من اسقط داني شمعون في انتخابات دير القمر وبطرس حرب في البترون/من صادر الشهداء ويقيم لهم كل سنة مهرجان في معراب مسرحي/ من قال من مجلس النواب بأن القوات وحزب الله مثل بعضهم البعض/من عادى كل من عارض الصفقة الخطيئة التي جاءت بعون وخونهم/من اعدم اثنين من حراسه رمياً بالرصاص/من ابعد المئات من القوات الشرفاء وحول الحزب إلى شركة تجارية وعقارية/ وتطول القائمة وتطول وبالتالي نعم سمير جعجع في السياسة هو أخطر من حزب الله لأن كثر من أهلنا مغشوشين فيه ويصدقونه وهنا الكارثة...هذا نذر قليل من سجل الرجل اللاقواتي واللابشيري

 

الحراك التدميري والغوغائي والإرهابي والزقاقي هو تابع للثنائية الشيعة

الياس بجاني/12 حزيران/2020

حتى الأطفال يجب أن يدركوا بعد اليوم بأن الحراك بشقه الإرهابي والتدميري هو فرقة غوغائية تابعة عسكرياً للثنائية الشيعية..وبس هيك

 

حراك الحركة والحزب..فهموها بقا .. الثورة لا تدمر بل تطالب بال 1559

الياس بجاني/12 حزيران/2020

الغوغائيون الذين خربوا وحرقوا وتبجحوا اليوم هم فرسان حزب الله وأمل..الحراك في حضن الثنائي وأداة ممانعة تدميرية.. ومرحبا حراك

 

عاد الحراك إلى حضن حزب الله وبمعيته الثلاثي الأكروباتي سعد وسمير ووليد

الياس بجاني/12 حزيران/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/87220/87220/

نذكر بداية من ذاكرتهم أوهن من ذاكرة السمك بأن الحراك بدأه حزب الله وكان يستهدف القطاع المصرفي لإرهابه وابتزازه، ولكنه فشل.

بعد ذلك خرج الحراك من تحت مظلة الحزب وتمدد وتوسع بفوضوية كاملة تحت شعارات مطالب معيشية ولكن دون التطرق للمشكلة الأساس التي هي حزب الله.

وهنا كان دور لافت في مد الحراك بالمتظاهرين من قبل الرباعي الأكروباتي جنبلاط والحريري وجعجع وسامي الجميل، وكل غب أجندته المصلحية والسلطوية والمالية والشعبوية الخاصة به… ولكن أيضاً دون التطرق لا لاحتلال الحزب ولا لسلاحه ولا للقرارات الدولية.

وعندما رأي السيد وحزبه اللاهي الذي يحتل لبنان بأن الأمور قد تفلتت وخرجت عن سيطرته هدد وتوعد وخون وصهين وقام شبيحته وشبيحة بري بالواجب الردعي والإرهابي والغوغائي وذلك بالتعدي على المتظاهرين وإحراق خيامهم.

إضافة إلى اعتقالات نفذتها قوى الدولة وكانت لا قانونية 100%

واستمر الحراك في حالة ضياع وتشتت مطلبية كاملة.

عشرات المطالب المتعارضة، منها إسقاط النظام، إسقاط عون، انتخابات مبكرة على أساس قانون لا طائفي ولبنان دائرة واحدة، وتطول القائمة ولكن أيضاً وأيضاً دون الاقتراب من كل ما يتعلق بحزب الله وبالقرارات الدولية.

في مظاهرات السادس من الجاري تعرى “وتزلط” الرباعي الأكروباتي وتبين أنه خط الدفاع الأول عن حزب الله، فرفض الأربعة (سمير وسعد وسامي ووليد) وبقوة وعلناً ودون خجل أو وجل رفع شعارات القرارات الدولية وتحديداً ال 1559 وكرروا ببغائية مهينة لهم ولمصداقيتهم الوطنية والسيادية المطالبة فقط بانتخابات نيابية مبكرة وبمعالجة الملفات المعيشية والإستمرار بربط النزاع مع حزب الله… والبعض منهم رأي بذمية مخجلة أن ال 1559 هو مشروع فتنة وإسرائيلي الخلفية!!!

الأربعة بمواقفهم الطروادية كانوا ولا يزالون يتملقون حزب الله بذمية ويستجدونه مواقع سلطوية والسكوت عن ارتكاباتهم.. اي مداكشة كراسي بسيادة، وهذا ما قاموا به من خلال موافقتهم على قانون الحزب الانتخابي، وانتخاب عون رئيساً، ومشاركة الحزب بحكومة هم فيها شهود زور و”روابيق” لا أكثر ولا أقل، ورفعهم بخنوع شعارات نفاق الواقعية وهرطقة كذبة “مشكلة الحزب وسلاحه إقليمية”.

الآن الحراك مجدداً إلى حضن حزب الله ومعه الرباعي ما غيروه..وبمعيتهم كل ربع 8 آذار المقاومجيي.

الحراك دعا إلى مظاهرات الأحد القادم تحت شعار تشكيل حكومة جديدة ودون ذكر للقرار الدولي 1559 وهذا بالتحديد ما يريده ويسعى له حزب الله بعد أن فشلت حكومته التي صورياً يرأسها دياب فشلاً كامل الأوصاف ولم تتمكن من حمايته ورد العقوبات عنه.

وفي هذا السياق جاءت همروجة لقاءات واجتماعات ومشاورات وأيضاً سجالات ومسرحيات اتهامات متبادلة نجومها بري والحريري وجنبلاط وسامي الجميل وباسيل فرنجية والفرزلي ووهاب وغيرهم كثر.

الحزب يريد تشكيل حكومة جديدة برئاسة الحريري وبمشاركة الكل يلي هم “كلن يعني كلن” ويكون “للغلام ابن بيو” حقيبة هي مكافأة له على وقاحة وذمية تجريمه وشيطنته القرار 1559 وتكراره ببغائية وجهل وصبيانية فاقعة مطلب الانتخابات المبكرة.

هنا نذكر الغلام وكل المطالبين بانتخابات مبكرة بأنه ومنذ العام 2005 كانت الأغلبية النيابية ليست مع حزب الله (ما عدى الانتخابات الأخيرة)… وهي أكثريات فشلت وقُمعت بالتهديد والإرهاب والاغتيالات ومحاصرة السرايا الحكومية وإقفال المجلس النيابي والقمصان السود والخ.

وبالتالي فإن أية انتخابات نيابية جديدة مبكرة أو متأخرة بظل احتلال حزب الله سيكون للحزب فيها أغلبية مريحة وكبيرة.

نسأل: أليس عند المعرابي حاليا 15 نائب بياخدو العقل؟

شو عم يعملوا؟ ولا شي…عم يبلون ويشرب ميتن يومياً!!!

وهكذا سيكون حال النواب الخمسة أو الستة الذين قد يحصل عليهم الغلام.

من هنا فإن الحراك والرباعي الأكروباتي من جورة إلى آخري، ومن فشل إلى فشل أكبر، إن لم يتعاطوا بشجاعة وشفافية وجرأة مع المشكل الأساس، أي احتلال حزب الله والقرارات الدولية.

باختصار، فإن العودة إلى المظاهرات يوم الأحد القادم أو في أي يوم آخر هي 100% ما يريده حزب الله وما يسعى له وكذلك الرباعي الأكروباتي.

…وقمح راح تاكل حني واللبنانيين من حراك يحركه حزب الله ونجومه الرباعي مع بري وباسيل وكل 8 آذار.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الالكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

 

بؤس بهكذا عهد وبؤس بأصحابه وبمن جاء بهم

الياس بجاني/11 حزيران/2020

نحن نعيش تعتير وبهدلة وسخافة ونفاق مقولة شعار العهد القوي. عهد قوي ببندقية حزب الله الإرهابي والإجرامي الذي جاء برئيس العهد القوي لضرب كل ما هو لبنان ولبناني وإلحاق البلد بمحور الملالي.. لم يعرف لبنان منذ استقلاله عهد قوته بهذا الزخم اللالبناني واللالبنانوي والإيراني والنرسيسي. بؤس بهكذا عهد وبؤس بأصحابه وبمن جاء بهم

 

ميشال عون وضياع البوصلة الإستقلالية

الياس بجاني/11 حزيران/2020

خيار الرئيس ميشال عون للقومي السوري الياس ابوصعب الذي لا يؤمن بلبنان ولا بهويته ولا بكيانه وتاريخه ليلقي كلمته في مراسيم دفن المطران يوسف بشارة اللبنانوي الصرف والبطل الإستقلالي هو قصر نظر وغباء واستفزاز وضياع بوصلي..بؤس هكذا خيار في زمن محّل وفجور ووقاحة

https://www.youtube.com/watch?v=NfxLiqey5YQ

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

سجون نظام الأسد البربرية وملف المعتقلين اللبنانيين كما يرويه المعتقال السابق علي أبودهن

فيديو مداخلة من قناة الحدث للمعتل السابق في سجون البراميلي والكيماوي بشار الأسد ورئيس جمعية المعتقلين في السجون السورية علي أبو دهن يروي من خلالها ظلم وكفر ووحشية وحيوانية الأسد ونظامه وسجونه

https://www.youtube.com/watch?v=3Jxnp1Yw9tU

 

حافظ الأسد منع دخول الله إلى سجونه الرهيبة

فيديو تقرير من قناة الحدث يتناول مأساة اللبنانيين السجناء والمغيبين في السجون السورية. شارك في الحلقة كل من رئيس جمعية المعتقلين في السجون السورية - علي أبو دهن والأكاديمي والباحث السياسي - بشار الحلبي

https://www.youtube.com/watch?v=q09RFcU0jNM

 

قبل وبعد

د.وليد فارس/14 حزيران/2020

قبل سنة ١٩٧٥تردد السياسيون بين الانعام بالحياة الجميلة والاقتصاد المزدهر في لبنان، او اتخاذ قرارات حاسمة تجاه المنظمات العسكرية التي كانت تهدد الدولة واستقرارها.

اليوم الوضع معكوس. فالميليشيا مسيطرة، وقد دمرت الاقتصاد والازدهار. فاذا لم يأخذوا قرارات حاسمة، ما كان قائماً قبل ١٩٧٥ لن يعود ابداً.

 

دعني أعترف لكم

كمال يازجي/14 حزيران/2020

منذ أن أخرجوا هذا التافه من غياهب النسيان وجعلوا منه رئيساً للحكومة بالإسم لم أستمع اليه لأكثر من ثوانٍ معدودة لأربعة أسباب :

إزدرائي للشخص وانا لا أخطئ في تقييمي للأشخاص وكما يقول الكتاب المقدّس : وهل يُجنى من الشوكِ عنبٌ ومن العوسجِ تين ؟

لأنه مجرد كومبارس يؤدي دوراً ثانوياً وبالتالي فإن كلامه لا يُعوّل عليه

وقد أحسنَ وليد بك القول عندما سُئل عنه : حسّان دياب لا شيء

لا شيء لأنه في السياسة كما قال لينين

وحدهم الأغبياء يصدّقون ما يقوله الآخرون عن أنفسهم

وأخيراً لأنني أحاول أن أقسّم وقتي على نحوٍ مفيد ولا أهدره في الإستماع الى إنشاءٍ ركيك

 

تشريع ورقابة أم مغارة لصوص

مواطن لبناني جنوبي حر/15 حزيران/2020

منذ العام ١٩٩٠ والأستاذ نبيه برّي يتربع على عرش البرلمان ويمارس هواياته كما يحلو له وبما يتناسب مع غوغائيته ومصالحه وانانيته وأسلوبه الساخر والحقير.

كما هو معروف ان المجلس النيابي في اَي دولة ديمقراطية في العالم هو المسؤول عن مراقبة اداء الحكومات ومسائلتها وحجب الثقة عنها وإسقاطها عندما يتعارض عملها مع المصلحة الوطنية.

منذ ثلاثين عاماً خلت والفساد قائم على قدمين وساقين والحكومات تتعاقب والفساد يتفاقم بوتيرة تصاعدية وكذلك الدين العام وهدر المال العام وإختلاسه ومشاريع القوانين مكدّسة في الأدراج والكثير من القوانين البالية ما زالت على حالها بموازاة الغياب الكامل للتطبيق الفعلي للقوانين المرعية الإجراء واستبدالها بتطبيق  سياسة التقاسم بالتراضي بين العصابات السياسية المتحكمة بالبلاد على قاعدة المقايضة وتبادل الخدمات واستثمار مقدرات الدولة في الانتخابات البرلمانية وفِي كل استحقاق وطني صغيراً كان ام كبيراً. الاستاذ نبيه بري المؤتمن على مسيرة اللبنانيين ومقدراتهم ومستقبلهم جُلّ ما فعله منذ اكثر من ربع قرن هو إتقان فنون الترف والمجون ونهب الأموال واللعب بمصير البلاد والعباد وتضليل أنصاره واستغبائهم وتحويلهم الى اغنام طائعة لا حول لها ولا قوة. الاستاذ انضم الى مجموعة كبار الأغنياء على مستوى العالم وهو ما زال يطالب بحق المحرومين والمهمشين ويحاضر بالوطنية والانتماء والاخلاق الحميدة ويحمل أمانة الامام المغيَّب موسى الصدر ويستثمرها لكسب عاطفة الجماهير المضللة للحفاظ على زعامته المزيفة والسليبة ...

الغائب الحاضر سيثور في نفوس الشيعية الكرام قريباً وقريباً جداً وحينها ستدرك ان دورة الباطل ساعة اما دورة الحق فإلى قيام الساعة.

 

متهم بالتجسس لصالح حزب الله في اميركا"... ما لا تعرفوه عن أليكسي!

القناة 23 /14 حزيران/2020

اعلنت وزارة العدل الأميركية إن السلطات في جمهورية الرأس الأخضر اعتقلت أليكس صعب، رجل الأعمال الكولومبي - اللبناني الاصل المقرب من الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو، الذي اتهمته الولايات المتحدة بغسل أموال. بدأ اليكسي صعب أو علي حسن صعب، مشوارَه مع حزبِ الله منذ عام 1996، لينفذ حينها أولَ عمليةِ مراقبةٍ داخلَ لبنان لصالح الحزب في منطقة "يارون" الجنوبية، وانتقل بعدَها عامَ 1999 إلى مرحلة التدريبِ على أنواعٍ متعددةٍ من الأسلحة النارية، وفق ما أوردته وزارة ُ العدلِ الأميركية. عام 2000، انتقل صعب ذو الاثنين وأربعين عاماً إلى عضوية وحدة حزب الله المسؤولة عن العمليات الخارجية، ثم تلقى تدريبا مكثفا في مجال الأسلحة والتكتيكات العسكرية، بما في ذلك كيفيةُ صنعِ القنابلِ وغيرها من الأجهزة المتفجرة، وفي ذات العام دخل صعب إلى أميركا بصورة قانونية باستخدام جواز سفر لبناني، قبل أن يتقدم في عام 2005، بطلب للحصول على الجنسية الأميركية، ليكون له ذلك عام 2008. بين عامي 2004 و2005، حضر صعب، تدريبا على المتفجرات في لبنان تلقى خلاله تعليما مفصلا في مجالات منها آليات التفجير والمواد المتفجرة. ورغم انتقال صعب للعيش في أميركا فإنه ظل عضوا في منظمة الأمن الخارجي "910" التابعة لحزب الله، وعمل على مراقبة عشرات المواقع في مدينة نيويورك بما في ذلك مقر الأمم المتحدة، وتمثال الحرية، ومركز روكفلر، وتايمز سكوير، والمطارات المحلية، والأنفاق، والجسور. وقدم تفاصيل معلومات عن هذه المواقع، بما في ذلك صورا فوتوغرافية إلى التنظيم. ويواجه صعب تهماً عدة قد تزُجُ بهِ خلفَ القضبانِ لعشراتِ السنين، وعلى رأسها تقديمُ دعمٍ ماديٍ لمنظمةٍ إرهابيةٍ أجنبية، وكما هو معروف فإن الولايات المتحدة الأميركية وضعت حزبَ اللهِ اللبناني على لوائح الإرهاب منذ عام 1997.

القبض على أليكس صعب

وكانت وزارة العدل الأميركية قد أعلنت أن السلطات في جمهورية الرأس الأخضر اعتقلت أليكس صعب، رجل الأعمال الكولومبي - اللبناني الاصل المقرب من الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو، الذي اتهمته الولايات المتحدة بغسل أموال. وقالت المتحدثة باسم وزارة العدل نيكول نافاس أوكسمان في بيان إن صعب أُلقي القبض عليه بموجب نشرة حمراء من الإنتربول صدرت بعد إصدار لائحة الاتهام الأميركية، من دون تقديم مزيد من التفاصيل. وأكدت ماريا دومينجيز، محامية صعب، نبأ اعتقاله. يذكر أن الادعاء الأميركي اتهم صعب بغسل الأموال على صلة بمخطط بين عامي 2011 و2015 لتقديم رشا للاستفادة من سعر الصرف الذي تحدده الحكومة الفنزويلية، وايضا لعلاقته مع حزب الله.

 

بطريقه لطهران.. توقيف منسق صفقات النفط بين فنزويلا وإيران أليكس صعب المقرب من ماديرو وحزب الله

لندن - صالح حميد/العرب/14 حزيران/2020

اعتقل رجل أعمال كولومبي تتهمه السلطات الأميركية بإدارة شبكة غسل الأموال لنظام نيكولا مادورو في فنزويلا في أرخبيل الجزيرة الإفريقية في الرأس الأخضر، والذي لعب دور الوسيط في صفقات النفط مقابل الذهب بين إيران وفنزويلا خلال الأسابيع الأخيرة. ووفقاً لوكالة "رويترز" تم اعتقال أليكس صعب عندما توقفت طائرته المسجلة في سان مارينو للتزود بالوقود في الرأس الأخضر في طريقها من كاراكاس إلى إيران. وقالت نيكول نافاس أوكسمان، المتحدثة باسم وزارة العدل الأميركية، إن صعب اعتقل السبت، في الرأس الأخضر بناء على إشعار أحمر من الإنتربول. وأكدت ماريا دومينغيز، محامية صعب في الولايات المتحدة، اعتقاله. لكن ليس لدى الولايات المتحدة معاهدة لتسليم المجرمين مع الرأس الأخضر، ولم يتضح على الفور ما الذي سيحدث بعد ذلك. وتتهم الحكومة الأميركية صعب بأنه واجهة لشبكة واسعة من غسيل الأموال والفساد في فنزويلا من خلال شركات وهمية في تركيا وهونغ كونغ وبنما وكولومبيا والمكسيك.

واتهمت وزارة العدل الأميركية في يوليو 2019 صعب ورجل أعمال آخر برشوة المسؤولين الفنزويليين وتحويل نحو 350 مليون دولار إلى حسابات في الخارج. كما فرضت وزارة الخزانة الأميركية عقوبات على صعب بسبب إدارته شبكة فساد واسعة لبرنامج مساعدات غذائية ذهبت إلى جيوب نظام مادورو، الذي تسبب بالانهيار الاقتصادي للدولة الغنية بالنفط. ويقول المسؤولون الأميركيون إن برنامج الغذاء يشمل أيضًا أبناء زوجة مادورو بالإضافة إلى 13 شركة في دول مختلفة. وقال وزير الخزانة ستيفن منوشين في يوليو 2019، لدى إعلانه العقوبات، إن "صعب انخرط مع مقربي مادورو لإدارة شبكة فساد واسعة النطاق استخدموها بلا هوادة لاستغلال سكان فنزويلا الجائعين". وأضاف: "إنهم يستخدمون الطعام كشكل من أشكال السيطرة الاجتماعية، ولمكافأة المؤيدين السياسيين ومعاقبة المعارضين، بينما يقومون في الوقت نفسه بجمع مئات الملايين من الدولارات من خلال عدد من المخططات الاحتيالية".

كما أن صعب متورط في صفقات النفط الايرانية لمساعدة مادورو بمبادلتها بالذهب، من أجل تجاوز العقوبات الأميركية على البلدين. وفي مايو/ أيا الماضي، أرسلت إيران إلى فنزويلا العديد من ناقلات النفط التي تقول الحكومة الأميركية والمعارضة الفنزويلية إنها تم شراؤها بالذهب وشركات وهمية يسيطر عليها صعب. هذا وندد وزير الخارجية الفنزويلي خورخي أريزا بما وصفه بـ "الاعتقال التعسفي وغير القانوني" لصعب، وقال إنه يتصرف نيابة عن الحكومة الفنزويلية لشراء الطعام والأدوية وغيرها من الإمدادات لمساعدة البلاد في مكافحة جائحة الفيروس التاجي. بالمقابل، رحبت المعارضة الفنزويلية برئاسة خوان غوايدو، الذي تعترف به عشرات الدول بما في ذلك الولايات المتحدة كرئيس فنزويلا المؤقت، باعتقال صعب. وقال المعارض الفنزويلي سيليا فلوريس في تغريدة عبر " تويتر" أن " أليكس صعب هو الشخصية الرئيسية لدى الدكتاتور، ويدير شركات وهمية [شركة النفط الحكومية الفنزويلية] والذهب والطعام والتحالف مع إيران والعلاقات مع الكارتلات ويحمي الأموال غير المشروعة من مادورو وزوجته".وأضاف أن "اعتقاله يمثل ضربة قوية لهيكل النظام، ويظهر أن الفنزويليين ليسوا وحدهم وأنه لا يوجد مستقبل مع مادورو، حتى بالنسبة لأولئك الذين يدعمونه".

 

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الأحد في 14/6/2020

وطنية/الأحد 14 حزيران 2020

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

المجتمع المدني تحرك في وسط بيروت، وعشية ورشة حكومية مالية تشرف على ضخ مصرف لبنان مبالغ من الدولارات إلى الصيارفة والمصارف، في محاولة للجم ارتفاع سعر الدولار وتدهور سعر الليرة. وأكدت أوساط وزارية أن الورشة جدية، وأن أسبوعا كاملا سيكون لعملية ضخ الدولارات، تمهيدا لتقييم الأسعار التي تنعكس على السلع والمواد الغذائية والاستهلاكية.

وغداة أحداث طرابلس، اتخذت قوى الجيش والأمن الداخلي إجراءات في المدينة وسائر المناطق التي تشهد توترات بين فترة وأخرى.

وترقب الأوساط الوزارية مفاعيل تطبيق "قانون قيصر" وانعكاساتها على لبنان، وكذلك القرارات المنتظرة في مجلس الأمن بعقوبات على إيران وحلفائها.

وأشارت هذه الأوساط إلى ضرورة خفض التوترات الداخلية، وتأمين جو سياسي لزوم الورشة المالية. وقالت إن الاجتماعات مع صندوق النقد الدولي ستستأنف غدا أيضا.

الأسبوع الطالع، لقاء برعاية الرئيس نبيه بري يجمع رئيس "الحزب التقدمي الاشتراكي" وليد جنبلاط ورئيس "الحزب الديمقراطي اللبناني" طلال إرسلان، استكمالا للقاء الذي حصل في قصر بعبدا منذ أشهر لطي صفحة حادثة قبرشمون. فيما يتحدث الأمين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصرالله الثلاثاء عن آخر التطورات السياسية.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أن بي أن"

ألف سبب وسبب قد يدفع اللبنانيين إلى الشارع، لكن ألف سؤال وسؤال يطرح عن الأسباب والمبررات لشيطنة الحراك الشعبي، وتحويله إلى حال فوضى وشغب.

ما جرى في بيروت ويجري يوميا في طرابلس، من اعتداءات طاولت الجيش اللبناني والقوى الأمنية، بات يستدعي الحذر الشديد من نوايا ومخططات خبيثة لبعض الجهات والجماعات، وكأن هناك أمر عمليات يوميا لضرب وهز الأمن والاستقرار وإثارة العصبيات المذهبية والطائفية.

وإزاء المشهد الأمني المتوتر والمشهد السياسي المتشنج والمشهد الاقتصادي والمالي المتأزم والمتدهور، كيف ستواجه الحكومة كل هذه المطبات الخطيرة؟. وهل يكفي اتهام الرئيس حسان دياب خصومه بالانقلاب عليه، أم أن على الحكومة ورئيسها مسؤولية الإسراع في تطبيق الخطة الاقتصادية الاصلاحية، لوقف النزف المستشري على كل المستويات، وتطمين الناس على الأقل بلقمة عيشهم المهددة، وتوفير شبكة أمان اجتماعي بدل التلهي بتقاذف المسؤوليات؟.

فالناس لم يعد يهمها هذا الزعيم أو ذاك الرئيس، ما يهمها هو رغيف الخبز، بعدما فقد الآلاف وظائفهم أو خفضت رواتبهم وصودرت ودائعهم وفقدوا أرزاقهم وجنى عمرهم، فأين الحكومة وخطتها الانقاذية؟، ومتى سنرى أفعالا لا أقوالا؟.

في الانتظار، العين على يوم غد الإثنين الذي يشهد لقاء مصالحة يرعاه الرئيس نبيه بري، ويجمع فيه وليد جنبلاط وطلال إرسلان تحت مظلة عين التينة. وعشية اللقاء ثناء من "الحزب الديمقراطي اللبناني" على مبادرة الرئيس بري غير المستغربة، وتأكيد على أن هدف المصالحة هو الحفاظ على وحدة الجبل وأهله.

وغدا أيضا موعد البدء في التطبيق العملي لاتفاق ضخ مصرف لبنان دولارات في السوق، الأمر الذي يشكل اختبارا جديا لمدى فرملة اندفاعة العملة الخضراء أمام الليرة اللبنانية.

وعلى خط مواز، ثمة انشغال بالأرقام الواجب اعتمادها موحدة في التفاوض مع صندوق النقد الدولي، والذي تعقد على نيته الجلسة الرابعة عشرة يوم الإثنين. هذه الجلسة تأتي على إيقاع تشديد الرئيس نبيه بري، على ضرورة مخاطبة الصندوق بلغة واحدة وبرعاية المجلس النيابي، بعيدا من تعدد الرؤوس في مقاربة الحلول الاقتصادية والمالية.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المنار"

ليلة حالكة مرت على طرابلس، لم تكن أقل ظلمة من تلك الغرف السوداء التي تحدث عنها رئيس الحكومة حسان دياب، بأوامرها التي تريد بالبلد شرا مستطيرا. تحولت عاصمة الشمال إلى ساحة مواجهات سقط فيها نحو تسعون جريحا بينهم عسكريون.

تبرأت المدينة نهارا من أعمال تخريب ومن مندسين لا يشبهونها. فمن أراد لمشهد وسط بيروت أن يتكرر في طرابلس؟، من الذي يدفع بخفافيش الليل لاحتلال صدارة تظاهرات مشروعة، وأسر مطالب محقة لأناس يعترضون على فتك الدولار بالعملة الوطنية؟، هل هم ذيول الانقلابيين الذين تحدث عنهم الرئيس دياب بعدما تلقوا ضربة موجعة على الرأس؟، هل سيحضرون غدا بلباس آخر في محاولة لافشال خطة تخفيض سعر صرف الدولار؟، فتنفيذ قرار ضخ العملة الخضراء يبدأ مطلع الأسبوع، ضمن قواعد وشروط قانونية تخفف من تأثير الصرافين غير المرخصين وبالتالي التلاعب بالدولار في السوق السوداء.

وعلى قاعدة اختلاف الألوان والتمييز العنصري، تستمر سياسة استسهال القتل في الولايات المتحدة. الشرطة تعدم بالنار شابا من أصول افريقية في أتلانتا، ما أعاد تأجيج الاحتجاجات التي انطلقت اثر خنق جورج فلويد قبل أيام.

وفي موقف غير مسبوق، علق الرئيس الروسي على ما يجري بالقول إن "ما يحصل في أميركا مؤشر على وجود أزمات داخلية عميقة". وألمح فلاديمير بوتين إلى مصالح عميقة في الدولة العميقة، كانت وراء فشل واشنطن في محاربة كورونا، بالقول "نحن نخرج بأقل خسائر ممكنة، فيما لا تسير الأمور بهذا الشكل في الولايات المتحدة"، والسبب بحسب بوتين أن مصالح المجموعة والحزب هناك تولى أهمية أكبر من مصالح المجتمع.

أما من كان دائما أبدا حريصا على مجتمعه وأهله، فيطل للحديث عن آخر التطورات السياسية. كلمة لسماحة السيد حسن نصرالله عبر قناة "المنار" عند الثامنة والنصف من مساء الثلاثاء.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أو تي في"

يتنازع البلاد اليوم توجهان: الأول تيئيسي، والثاني واقعي. التوجه التيئيسي يركز فقط على السلبيات، وهي كثيرة ومعروفة. عنوانها أزمة اقتصادية ومالية ونقدية، ومندرجاتها سياسية ومعيشية واجتماعية وتربوية، إلى جانب المسألة الصحية التي سجل في إطارها اليوم إلغاء وزارة الداخلية تدبير "المفرد مجوز".

أصحاب هذا التوجه، الذين يتوزعون بين قوى سياسية من جهة، ومواطنين غاضبين من الوضع الذي وصلنا إليه من جهة أخرى، يعتبرون أن الحكومة تعد ولا تفي، وتتكلم أكثر مما تفعل، مستندين في ذلك إلى التمهل الذي يطبع مقاربتها لملفات معينة، بفعل اصطدامها الدائم بحائط المصالح السياسية، الذي تحدث عنه رئيسها أمس.

أما التوجه الواقعي، فينطلق من أن كل أزمة هي في المبدأ مشروع فرصة، إذا توفرت الإرادة المناسبة لذلك. فرصة لفرض التغيير الذي كان مستحيلا في الظروف العادية، بفعل تضافر المتضررين على منعه، وهم في لبنان محددون بالاسم، ومعروفون بالدور.

أصحاب هذا التوجه، الذين يتوزعون أيضا بين قوى سياسية ومواطنين غاضبين، ينطلقون من الدستور والصلاحيات في تحديد المسؤوليات، ويراجعون تاريخ الأشخاص والقوى والممارسات، رافضين بناء عليها، الدمج بين المرتكب والبريء، أو المزج بين الناهب والمنهوب، أو الخلط بين من صمت واستفاد، ومن حياته السياسية سلسلة مستمرة من صرخات الرفض، بالتفاهمات السياسية حينا، وفي الشارع أحيانا، ومن خلال نشاط تشريعي واضح، تشهد له عشرات القوانين المقدمة بين اقتراح أو مشروع، فضلا عن الإخبارات الموضوعة أمام القضاء.

هذه الفئة من اللبنانيين لا تطمر رأسها في الرمل، كما قد يتهمها البعض. فهي ترى الواقع كما هو، وتعتبر أن الخطوة الأولى على درب الخروج من الأزمة، هي الاعتراف بها، ثم تحديد عناصرها، فمواجهتها بناء على خارطة طريق واضحة، لا التسبب بالخراب ثم التنكر للمسؤولية قبل صياح الديك.

بين التيئيسيين والواقعيين، لمن ستكون الغلبة؟. وحدها الأيام والممارسات والنتائج هي من تحدد. وفي النهاية، نحن قوم نرقد تحت التراب على رجاء القيامة، فكيف نيأس أو نحبط ونحن أحياء؟، سؤال طرحه رئيس الجمهورية ذات يوم، وهو برسم جميع اللبنانيين، في كل يوم.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أم تي في"

بعد إطلالة رئيس الحكومة الحاسمة والجازمة، التي أكد فيها أن حكومته أفشلت انقلابا على الأمن والدولة والليرة، يفترض منطقيا، وبدءا من الغد، أن تفتح أبواب السجون والمحاكم لاستيعاب كوكتيل متنوع من المجرمين. كما يفترض، وتلبية للطلب الذي سيتزايد على المحاكم والسجون، برئيس الجمهورية مواكبة الانتصار بتوقيع مرسوم التعيينات القضائية، بل إخراجه من سجن بعبدا، ليلبي الجسم القضائي، وبعديد مكتمل، نداء العدالة.

إنتصار دياب، يفترض أيضا أن يلقى ترجمته الطبيعية بانخفاض أكيد في سعر الدولار، وباستعادة الليرة بعضا من قيمتها الشرائية، وأن تمتلىء المعاجن طحينا وخبزا، وتستعيد الحياة حياتها، والإنتاج دورته شبه الطبيعية.

لكن إن لم يحصل شيء من هذا، وهذا هو المتوقع، فإن على الحكومة الرحيل. بمعنى أوضح يجب أن تكون لرئيس الحكومة الجرأة للإستقالة، إفساحا في المجال أمام الحكومة التي يريدها اللبنانيون المنتفضون على المجاعة والقهر منذ السابع عشر من تشرين. وإن لم يستقل دياب، وهو لن يفعل، لأنه أثبت أنه من طينة الطبقة التي ينكر انتماءه إليها، أي طبقة السياسيين المنتفعين، فعليه على الأقل ألا يطل على اللبنانيين بفصل جديد من حربه الكلامية على السحرة وطواحين الهواء.

ولا يقتصر كلامنا على دياب، بل هو يشمل أيضا الرئيسين عون وبري، اللذين وعدا اللبنانيين بدولار الـ 3200، وبضبط المضاربين والسارقين، وتأمين السلة الغذائية للشعب.

وبما أن الإثنين لناظره قريب، فإن البلاد أمضت نهاية أسبوع صعبة، سعى فيها اللبنانيون إلى استيعاب ما حصل من اعتداءات ميليشوية تخريبية في بيروت وطرابلس، وفهم دوافعها ومعرفة هوية محركيها. والمحرق في الأمر أن أي مسؤول لم يكلف نفسه عناء الإجابة، ولا اتخاذ قرار جريء واحد في مستوى الحرب التي تشن على الدولة والشعب، اللهم إلا إذا كانت السلطة تعتبر أن ظهور اللجان الأمنية الميلشيوية في الشوارع وعلى خطوط التماس السابقة- المجددة، هو الإنجاز الرسمي الذي ينشده المواطن الخائف. والرهان الآن على نواب بيروت الذين يجتمعون الإثنين، سعيا إلى الحصول على الجواب الشافي .

في أي حال، ال"خوشبوشية" والاستهتار بالمواطن ومصالحه الحيوية، لا ينسحبان على صندوق النقد ولا على واضعي "قانون قيصر"، والأسبوع الطالع قد يحصد اللبنانيون من أموالهم وأمنهم وغذائهم وأرزاقهم، ويلات ما جنته حكومتهم عليهم من خفة في التعاطي مع هذين الملفين، إذا قرر مفاوضو صندوق النقد والأميركيون رفع منسوب الشروط والضغوط على لبنان، ولا من يبعد عنا هذه الكأس.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أل بي سي آي"

لم يكشف الرئيس حسان دياب أو أوساطه تفاصيل الانقلاب الذي تحدث عنه أمس، إلا أن هجومه على من يعتبرهم الانقلابيين مستمر، ضمن أطر المؤسسات. على هذا الأساس، يعقد في التاسعة صباح غد، اجتماع في السرايا، يترأسه دياب ويضم الوزراء المعنيين، قادة الأجهزة الأمنية، حاكم مصرف لبنان، جمعية المصارف ومدعي عام التمييز. الاجتماع سيليه التئام المجلس الأعلى للدفاع ظهرا في بعبدا، ثم سلسلة اجتماعات هامة في السرايا، أهمها الاجتماع الذي سيعقد بين مجموعة من الوزراء المعنيين وحاكم مصرف ونوابه الأربعة وممثلين عن جمعية المصارف، لبحث خطة جديدة للنهوض الاقتصادي والمالي.

في هذه الاجتماعات، ستعرض الأجهزة الأمنية التقارير التي أعدتها، والتي تكشف الأحداث الميدانية والمالية التي شهدتها البلاد في الأيام الاخيرة، لا سيما مع تقاطع معلومات عن منهجية اعتمدت لتحفيز الناس للنزول إلى الشارع، تبدأ من الهجوم السياسي، وتنتهي بالإشاعات التي تحدثت عن وصول سعر الصرف إلى 7 آلاف ليرة للدولار الواحد.

أمام الصيارفة وحاكم مصرف لبنان وجمعية المصارف، لا بد أن تطرح مجموعة أسئلة، أبرزها: كيف يمكن أن يكون اللبنانيون باعوا الأربعاء 3 حزيران 5,5 مليون دولار في سوق الصيارفة، وباعوا الخميس 4 ملايين دولار، ليتدنى الرقم فجأة الجمعة في 5 حزيران إلى 100 ألف دولار، ويبدأ الحديث عن فقدان الدولارات من الأسواق، وتنطلق معه رحلة التهافت على شراء الدولار ما أدى إلى ارتفاع سعره؟.

تزامنا مع اجتماعات السرايا، ينطلق كذلك العمل القضائي بطلب من وزيرة العدل ماري كلود نجم، التي أرسلت إلى النائب العام لدى محكمة التمييز كتابين: الأول تطالب فيه بإجراء التعقبات بحق من تعمد وما زال يتعمد إشاعة الأخبار حول فقدان الدولار من السوق، وذلك بموجب أحكام قانون العقوبات المندرجة تحت عنوان "النيل من متانة الدولة وسنداتها". أما كتاب وزيرة العدل الثاني، فمرتبط بإجراء التعقبات بحق الأشخاص الذين حطموا الأملاك الخاصة والعامة في بيروت، متجاوزين بذلك حقهم الدستوري في التعبير عن الرأي.

بناء على كل ما تقدم، يصبح السؤال عند وإلى المعنيين بالحديث عن الانقلاب: من خلف ذلك وما الأهداف، وهل المطلوب توجيه رسائل بعد التعيينات المالية التي استبعد منها محمد بعاصيري، المقرب من واشنطن، أم المطلوب استباق أي محاولة جديدة للإطاحة بحاكم مصرف لبنان، بعدما أفشل الرئيس بري المحاولتين السابقتين؟.

في المعطيات، محاولات استبعاد الحاكم لن تتوقف، لا سيما من قبل فريقي الرئيسين عون ودياب، في وقت يبدو أن المعادلة الحالية هي التالية: فريق يسأل عن ضمانة لعدم ارتفاع سعر الدولار في حال أزيح سلامة، مقابل فريق يسأل عن ضمانة عدم ارتفاع السعر في حال بقي سلامة في موقعه.

الضمانتان متعادلتان سلبيا حتى الساعة، وكذلك لا بديل عن سلامة، الذي أصبح له نواب أربعة، فهل يكون العمل من الآن وصاعدا على إيجاد توافق سياسي على اسم بديل عن سلامة، يقبل به الرئيس بري وبعض الأفرقاء داخليا، ويكون اسمه قريبا أو غير مستفز للأميركيين؟.

"حزب الله" يبدو أقرب إلى منهجية العمل هذه وهو، منعا لأي أزمة سياسية أو مالية، يدعم البحث عن الاسم البديل والتوافق عليه، حتى إذا وجد الاسم، يتغير الحاكم في لحظة ليلية تضمن عدم اهتزاز الأسواق المالية.

على وقع كل ما تقدم، يطل الأمين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصرالله الثلثاء المقبل، أي قبل يوم من تطبيق "قانون قيصر"، ليتحدث حسب معلومات الlbci، عن مواضيع عدة، أبرزها داخلية، الحملة التي تستهدف الحزب في موضوع تحميله مسؤولية العمل على إسقاط الحكومة، وكذلك مسؤولية أحداث الشغب التي استهدفت بيروت.

كل هذا يحدث والعين إلى الشمال، حيث مشكلة الشاحنات المحملة مساعدات دولية إلى سوريا، والتي تكاد تفجر الوضع في طرابلس وضواحيها.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "الجديد"

نقف غدا إجلالا للدولار الذي تستقبله السوق بكثير من التهيب، رافعة دعاء التخفيض ورفع الانقاض عن ليرة لبنانية ما تزال تحت الركام. وفي مقابل ليرة ودولار، فإن السوق استقبلت كذلك معادلة الشاحنات مقابل الغذاء، والتي قطعت الممر الإلزامي من بيروت- طرابلس إلى نقطة العبودية الحدودية مع سوريا.

فالشاحات المتنازع على مرورها من أرض الحرمان، رست على مرفأ طرابلس في انتظار العبور الآمن، بعد أن تحولت إلى حروب مقايضة، ظنا من القيمين على الأرض أنها من بضاعة شاحنات التهريب إلى سوريا، فيما هي رسميا تابعة لبرنامج الأغذية العالمي. ومن خطها عبر الرئيس سعد الحريري، الذي أراد أن يرضي أهل طرابلس وبرنامج الغذاء والجيش اللبناني على حد سواء، وأن يعطي للعهد حصة من النقد، متخوفا أن يأخذنا عباقرة العهد والحكومة، إلى يوم ينتظر فيه اللبنانيون وصول شاحنات برنامج الأغذية العالمي.

كلام على غاربه في كل اتجاه للحريري، عله يلتقط زمام أي مبادرة من هنا إلى بلاد الشام والنازحين ضمن وطنهم. فيما يلتقط الرئيس نبيه بري غدا، ملف النازحين السياسيين ضمن طائفة الموحدين الدروز، في مصالحة تجمع رئيس "الحزب التقدمي الاشتراكي" وليد جنبلاط، ورئيس "الحزب الديمقراطي" طلال ارسلان.

ومشيخة الصلح هذه، تختزن أحداثا بدأت عقب تباعد الانتخابات النيابية عام 2018، ثم جريمة الشويفات، ولاحقا موقعة قبر شمون قبل نحو عام كامل. وكلنا يذكر أن الدماء التي سالت في منطقة الشحار، عطلت البلاد والحكومة أشهرا، وتسببت بنزاع سياسي وقضائي، وأفضت إلى مطالبة بالإحالة على المجلس العدلي من جهة، وبرفض هذه الإحالة من جهة أخرى.

الجميع في حينه ادعى المظلومية، وبأنه مستهدف بالاغتيال والتصفية، والجميع حاضر واجتهد قضائيا. وإذ بالملف اليوم يحال إلى عين التينة ويحتكم جنبلاط وارسلان غدا إلى قضاء نبيه بري، التي تتخذ ليوم واحد دور مشيخة العقل بفرعيها الرسمي والمعين. يقطفها مجددا رئيس المجلس، ويوحد الموحدين على عشاء غير سري، في حفلة تصفية قلوب كان الأجدى بمفتعليها أن يرحموا البلد في تموز العام 2019، وأن يلموا الدماء ويلجأوا إلى ما يقرره القضاء، وألا يتسببوا بسفك دماء التصريحات والاتهامات.

وفيما يضطلع بري بدور على رأس الجبل، فإنه اليوم مصنف أيضا بأنه وضع يده رسميا على المصرف المركزي. فإلى جانب حمايته للحاكم رياض سلامة، ورفضه الإقالة المتهورة، أصبح كذلك شريك النصف في نواب الحاكمية ولجنة الرقابة على المصارف. وهذه الشراكة تضاف إلى خبرته المالية في ال"كابيتال كونترول" وال"هيركات"، وحماية الودائع التي لا يعرف لتاريخه أين هي وماذا حل بها.

وبالحماية من حامل المطرقة، أصبح رياض سلامة ممنوعا من أي صرف، بعد محاولة الإقالة من قبل رئيس الحكومة و"التيار الوطني" وعدم اعتراض "حزب الله". ولم يكن الهجوم على سلامة سوى لتبرئة السياسيين أنفسهم، لكن دياب استعاض عن صرف الحاكم بتهديده، وبإعلانه عن امتلاكه ملفات سسيفضحها في الوقت المناسب، قائلا: هناك من يريد استعادة مفاتيح هيكل الفساد لحماية ما في داخله، وإعادة تحصين جدرانه، وتجديد ألوانه، كي تنطلي على الناس مرة جديدة حيلة التصرف بأموالهم التي أودعوها بحماية خزائن المصارف، ثم انتقلت، بقرار، إلى خزينة الدولة، وهنا تكمن حقيقة خطة التلاعب بسعر صرف الدولار الأميركي أمام الليرة اللبنانية، وهنا تكمن أسرار ليلة الإنقلاب على انتفاضة 17 تشرين الأول.

لكن إذا لم يكن هذا هو الوقت المناسب ليفضح حسان دياب كل هذه المؤامرات، فمتى يحين هذا الوقت؟. يتحدث رئيس الحكومة عن مؤامرة وانقلاب وخزائن وروائح صفقات ووثائق ووقائع.. لكنه يقرر الاحتفاظ بها للتاريخ.

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

العربي الجديد: لبنان: عشرات الجرحى بمواجهات بين الجيش ومحتجين في طرابلس

الأحد 14 حزيران 2020

وطنية - كتبت صحيفة العربي الجديد تقول: شهدت محلة التبانة - طرابلس، شمالي لبنان، مساء السبت مواجهات بين الجيش والمحتجين، أسفرت عن إصابة 72 شخصاً بينهم 16 عسكرياً نُقل منهم 13 مصاباً الى مستشفيات المنطقة للمعالجة بحسب ما أفاد "جهاز الطوارئ والإغاثة في الجمعية الطبية الإسلامية". وبدأت الاشتباكات بين الجيش والمعتصمين الذين اعترضوا شاحنات محمّلة بمواد غذائية متوجّهة إلى سورية في محاولةٍ لمنعها من استكمال طريقها، بعدما اعتبروا أنها مهربة إلى النظام السوري. إزاء ذلك تدخل الجيش اللبناني لتسهيل مرور الشاحنات، قبل أن يستخدم محتجون قنابل المولوتوف باتجاه عناصر الجيش الذين ردّوا باستخدام القنابل المسيلة للدموع والرصاص المطاطي. ونتيجة المواجهات، دعت مجموعات مدنية إلى دعم المعتصمين في طرابلس، حيث قطعت الطرقات في عددٍ من المناطق اللبنانية تضامناً مع عاصمة الشمال وتأييداً للمطالب التي لا تلقى تجاوباً من قبل الحكومة.

وأوضحت المديرية العامة للجمارك في لبنان أنّ تلك "الشاحنات تنقل مساعدات من مواد غذائية وغيرها لصالح جانب الأمم المتحدة والصليب الأحمر الدولي من ضمن برنامج الأمم المتحدة الغذائي، وقد وردت إلى مرفأ بيروت برسم الترانزيت الدولي الى سورية، وتنقل عبر الأراضي اللبنانية بواسطة شركة نقل مرخصة، علماً أن هذا الأمر يتم علناً وبشكل أسبوعي منذ بدء الأحداث في سورية". وشهدت مختلف المناطق اللبنانية اليوم السبت مسيرات شعبية تحت عنوان "لا لحكومات المحاصصة، نعم لحكومة انتقالية بصلاحيات استثنائية"، واحتجاجاً على تردي الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والمعيشية، وتدهور العملة الوطنية ما أفقد الموظفين الذين يتقاضون رواتبهم بالليرة اللبنانية أكثر من ستين في المائة من قيمتها. وتسبب ذلك في غلاء فاحش طاول المواد والسلع الغذائية نتيجة ارتفاع سعر صرف الدولار الذي تخطى قبل أيام عتبة الستة آلاف ليرة لبنانية ما أشعل الشارع اللبناني وأعاد الحَراك إلى الساحات بكثافة وزحم أوسع. على الصعيد السياسي، شنّ رئيس الحكومة اللبنانية، حسان دياب، هجوماً لاذعاً على من وصفهم بساسة "صفقات الهدر والفساد"، محاولاً النأي بنفسه عن الأزمة الاقتصادية والسياسية التي تعصف بالبلد وتوشك أن تؤدي إلى الانهيار الشامل.

وكان لافتاً ردّ رولا الطبش النائبة في "تيار المستقبل" الذي يتزعمه سعد الحريري، على كلمة دياب، بعدما قالت في تغريدة بموقع "تويتر": "يا حسان تفضل عمول شغلك وحافظ على صلاحياتك الدستورية واحمي مدينتك وبلدك، وحل مشكلة واحدة من المليون يللي بليتهم فيها انت ومعلمك جبران، بدل ما تشوف "راجح" وين ما كان وتفتش عليه بغرف الهذيان عالتلفزيون. والله بهدلتنا قدام المشاهدين. كلو إلو حل، الا البارانويا!".

وأعاد الحريري نشر تغريدة الطبش كتبنٍّ لموقفها. وقال دياب في كلمته، إنّ "الحكومة حققت الكثير ولكنهم يريدون طمس الحقائق بعد أن دمروا كل شيء وغادروا على عجل"، في إشارة إلى منتقديه. ورأى دياب أنّ "حملات التشويه والتحامل على الحكومة لم تتوقف منذ أن تألفت"، قبل أن يضيف "صمتنا كثيرًا واستمعنا إلى كبائر أرادوا رميها على الحكومة". ورافضًا أن يتحمّل وزر الأزمة الاقتصادية، قال "لا نريد منافسة أحد في الأداء أو الأسلوب أو الانتخابات ولن نسكت عن تحميلنا وزر سياسات أوصلت البلاد لكارثة". وفي تأكيد منه على تمسّكه بموقعه، قال إنّ "خطة الانقلاب على ورشة مكافحة الفساد سقطت"، و"إنّنا لا نريد أن نبقى من دون فاعلية ونحن لسنا مثلهم ولن نكون ولن نسمح بأن تضيع ودائع الناس". وفي محاولة لطمأنة الناس، قال "أفقروا الناس صحيح ولكن الدولة ليست مفلسة وهناك تعثر مالي".واستبق المتظاهرون اللبنانيون كلمة دياب بمسيرة شعبية حاشدة، شارك فيها عددٌ كبيرٌ من المجموعات المدنية في العاصمة اللبنانية يوم السبت، إذ رفع الناشطون الأعلام اللبنانية وشعارات تندّد بالنظام الطائفي الذي أوصل لبنان الى الانهيار والإفلاس ومهّد الطريق لطبقة سياسية مرّرت صفقات وتسويات على حساب مصلحة الوطن والمواطن وتدعو لقيام دولة مدنية وقضاء عادل ومستقلّ.

 

لبنان على موعد مع الإنهيار الكبير خلال أسابيع… مليون لبناني سيصبحون بلا أعمال ورواتب

راديو صوت بيروت انترناشيونال/14 حزيران/2020

عين العالم على لبنان ، حيث تتابع الدول الخارجية ما يدور على ارضه، وتطورات الازمة الاقتصادية والمالية التي تعصف به، والمظاهرات التي عادت الى الشارع، وكيفية تعامل القوى الامنية معها.

وفي تقرير موسع عن الوضع اللبناني رأت صحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية أن التظاهرات التي يشهدها لبنان احتجاجاً على تردي الأوضاع الاقتصادية جاءت بطريقة “عفوية”، مشيرة إلى أن “غضب اللبنانيين ينصب على المصارف في ظل الأزمة الاقتصادية”.

لافتة الى ان” موجة جديدة من الاحتجاجات المناهضة للحكومة اندلعت في أنحاء لبنان الخميس، حيث أغلق المتظاهرون الطرق وأحرقوا الإطارات ورددوا هتافات ضد النخبة السياسية في ظل أزمة اقتصادية متفاقمة. ففي وسط بيروت قطع حشد من المحتجين طرقا رئيسية، بينما أضرم متظاهرون أمام ساحة رياض الصلح النار في المنطقة. وردت قوات الأمن اللبنانية بإطلاق القنابل الدخانية لتفريق المحتجين”. ومن وسط بيروت انتقلت “نيويورك تايمز” في تقريرها الى طرابلس ثاني أكبر مدينة في لبنان، حيث شرحت” رشق متظاهرون مبنى تابعا للبنك المركزي، وهو ما أدى لاندلاع النار به.

وردت قوات الشرطة بإطلاق قنابل الغاز المسيل للدموع، حسبما أفاد شهود”، مضيفة ” كما اندلعت احتجاجات أخرى في مدينتي صيدا والنبطية الجنوبيتين وعلى الطريق السريع الرئيسي الممتد على طول ساحل البحر الأبيض المتوسط.

وشددت الصحيفة على ان “الاحتجاجات التي اندلعت في عدد من المدن وأجزاء من العاصمة لا تبدو منسقة، وقد انطلقت بسبب تسجيل العملة المحلية الليرة انخفاضا جديدا مقابل الدولار، الأمر الذي دمر القوى الشرائية للكثير من اللبنانيين”.

واعتبرت الصحيفة ان “احتجاجات الخميس كانت بمثابة اندفاع عفوي للغضب من المواطنين الذين شاهدوا فشل الحكومة مرارا في تنفيذ الإصلاحات في حين انخفضت قيمة رواتبهم ومدخراتهم.

” مشيرة إلى أن “الكثير من الغضب الجماهيري يتركز على المصارف نظرا لأنها فرضت قيودا صارمة على عمليات سحب الدولار، وعلى انهيار العملة اللبنانية، والتي حافظت الحكومة على قيمتها عند 1500 مقابل الدولار، على مدار عقود،

وهو ما سمح للبنانيين باستخدام العملتين بالتبادل. لكن قيمة الليرة واصلت انخفاضها في السوق السوداء خلال الشهور الماضية، حتى وصلت يوم الخميس إلى مستوى منخفض جديد وهو: أكثر من 5000 ليرة مقابل الدولار الواحد. وهذا يمثل انخفاضًا في قيمتها بنسبة 70 في % منذ أكتوبر. وما زالت الليرة اللبنانية مربوطة بالدولار الأميركي بمعدل 1507 ليرات مقابل الدولار، ولكن قيمتها هوت بصورة كبيرة في السوق السوداء”. وأفادت مصادر اقتصادية للصحيفة أن” شركات ومؤسسات عدة توقفت عن تسليم البضائع خشية تسجيل الليرة اللبنانية انهيارا اضافيا،

مما ينعكس خسارة في رؤوس أموال الشركات. Volume 0% وكانت تقارير وأبحاث دولية قدرت أن نحو مليون لبناني سيصبحون بلا أعمال ورواتب في النصف الثاني من السنة الجارية”، وشرحت” أدت الأزمة، التي تعود جذورها إلى عقود من الفساد، إلى ارتفاع حاد في أسعار الغذاء ومعدلات البطالة، كما قادت إلى وضع ضوابط للتحكم في رأس المال أدت إلى عدم تمكن اللبنانيين من سحب مدخراتهم من العملة الصعبة” واضافت الصحيفة” تأتي الاضطرابات في الوقت الذي تجري بيروت محادثات مع صندوق النقد الدولي بشأن برنامج للإصلاح تأمل في أن يضمن للبلاد تمويلا بمليارات الدولارت، بما يدير عجلة الاقتصاد. ويوم الخميس أوردت وسائل إعلام محلية تصريحا للبنك المركزي اللبناني ينتقد فيه المعلومات التي (لا أساس لها من الصحة) على شبكات التواصل الاجتماعي بشأن معدلات تحويل العملة التي تبعد كل البعد عن الحقيقة وتضلل المواطنين. وفي مسعى لتحسين قيمة تحويل العملة في أسواق الصرافة، سيطلق البنك المركزي اللبناني في 23 يونيو منصة جديدة على الانترنت يمكن للمواطنين استخدامها لتسجيل عمليات تغيير العملة”.

 

تحرير 23 مختطفًا في لبنان وقتل "الشقّور"

موقع ليبانون ديبايت/الاحد 14 حزيران 2020  

أفادت قيادة الجيش – مديرية التوجيه الى أنه "بعد توافر معلومات لمديرية المخابرات عن قيام عصابة مسلحة بإختطاف عدد من الاشخاص كرهائن لقاء فدية مالية في بلدة بريتال، دهمت قوة خاصة من المديرية المذكورة مكانين مختلفين في البلدة حيث تمكنت من تحرير 23 شخصاً بينهم نساء واطفال من الجنسية السورية مضى على إختطافهم 15 يوماً وهم بحالة صحية جيدة".ولفتت المديرية الى أنه "خلال المداهمة تعرضت الدورية لإطلاق نار، وقد أصيب أحد الخاطفين من الجنسية السورية والملقب بـ (الشقور) وتم توقيف الآخر (ح.ب) وهو لبناني الجنسية".

كما أشارت الى أن "السوري أدخل إلى المستشفى للمعالجة وما لبث أن فارق الحياة. بوشر التحقيق مع الموقوف اللبناني بإشراف القضاء المختص".

 

احتجاجات أمام المصرف المركزي لمودعين نُهبت أموالهم

طهران، عواصم – وكالات/الاحد 14 حزيران 2020    

: تجمع المئات من الإيرانيين أمام المصرف المركزي في طهران، للاحتجاج على سرقة أموال المودعين من قبل مؤسسات ائتمانية. ونشر ناشطون مقاطع تظهر المحتجين وهم يهتفون مطالبين باستقالة محافظ المصرف المركزي عبدالناصر همتي، كما انتشرت صور تظهر انتشار قوات مكافحة الشغب في محيط المصرف بأعداد كبيرة ومجهزة بالهراوات والأقنعة. وكان هؤلاء المواطنين قد أودعوا أموالهم في مؤسسة “نيمائي” المدعومة من المصرف المركزي، على أمل الحصول على فوائد أو أراض، لكن لم تُدفع لهم أية فوائد بل تمت مصادرة أموالهم منذ سنوات بسبب إفلاس المؤسسة. على صعيد متصل، أثارت قضية قيام عامل في إحدى شركات النفط الإيرانية في الأهواز ويدعى عمران مقدم، بشنق نفسه على أحد الآبار الذي يعمل فيه، بسبب عدم دفع رواتبه منذ أشهر، جدلا واسعا عبر الإعلام الداخلي ومواقع التواصل، ما دفع بالسلطات أن ترد وتنفي مسؤوليتها عن الحادث. وقال المسؤول في وزارة النفط الإيرانية تورج دهقاني، إن العامل لم ينتحر لعدم حصوله على أجره”، مضيفا أن العامل الشاب موظف في شركة مقاولات صغيرة بوزارة النفط، لكن زملاءه أكدوا أنه شنق نفسه في أحد حقول النفط في الأهواز، بعد فشل مناشداته المتكررة للمقاول بدفع أجوره المتأخرة. ونشر الإيرانيون عبر التواصل الاجتماعي مقطعا يظهر مقدم، الذي عمل كحارس أمن في بئر نفط F19 بحقل “يادافاران” وهو مشنوق، في حين قالت وسائل إعلام أنه أقدم على الانتحار بعد إجراء مكالمة مع المقاول قائلاً إنه معوز ولا يمكنه إطعام عائلته بعد الآن، دون أن يتلقى ردا حول موعد دفع أجوره.

 

لبنان: اتهامات واسعة للقوى الأمنية بالتقصير في مواجهة الشبيحة

المواجهات بين الجيش والثوار في طرابلس أسفرت عن سقوط 80 جريحاً بينهم 20 عسكرياً

“حزب الله” يُشعل معركة الدولار بعد “غزوة الموتوسيكلات” ونواب “المستقبل”: دياب دمية

جعجع: لماذا لم تعط الحكومة التعليمات اللازمة للجيش من أجل التدخل فوراً عند البدء بتكسير العاصمة؟

بيروت – “السياسة” /الاحد 14 حزيران 2020 

تسود الشارع اللبناني حالة من الترقب الشديد إلى ما ستحمله بداية الأسبوع على صعيد سعر صرف الدولار الأميركي في الأسواق اللبنانية، حيث يتجه مصرف لبنان إلى ضخ نحو 30 مليون دولار، بناء على الاتفاق الذي عقد في قصر بعبدا الأسبوع الماضي، وسط محاذير، على ما أكدته ل”السياسة” مصادر مصرفية بارزة، من ” ألا يؤدي ذلك إلى انخفاض حقيقي في سعر الدولار مقابل الليرة اللبنانية، باعتبار أن هناك مخاوف من أن يلجأ الصيارفة المحسوبون على “حزب الله” إلى رفع سعر الصرف في السوق السوداء، لسحب كميات كبيرة من العملة الخضراء التي سيضخها “المركزي” اللبناني وتهريبها إلى سورية، كما هو حاصل منذ فترة، لدعم الليرة السورية”. وتجاهل الثوار في الساحات التي شهدت تصاعداً لافتاً في حركة الاحتجاجات، كلمة رئيس الحكومة اللبنانية حسان دياب، مساء أول أمس، مشيرين ل”السياسة”، إلى أن “الرجل تحدث وكأنه في كوكب آخر”، ومنددين ب”محاولات السلطة الالتفاف على مطالب الحراك الشعبي، وعدم اتخاذ الإجراءات الضرورية لمواجهة المخربين الذين عمدوا إلى إحراق وهدم المحال التجارية في وسط العاصمة بيروت”، ووجهوا اتهامات للقوى الأمنية بالتقصير، في حين شن نواب كتلة “المستقبل” النيابية هجومًا عنيفًا على دياب، معتبرين أنه دمية بأيدي “حزب الله”.

وإلى جانب التحركات الشعبية التي جرت في وسط بيروت، وعدد من المناطق الأخرى، شهدت مدينة طرابلس، هدوء أمس، بعد مواجهات عنيفة مساء أمس الأول، بين الجيش وعدد كبير من الشبان، وتخلل المواجهات إلقاء قنابل المولوتوف والحجارة من قبل المحتجين على العناصر العسكرية التي ردت بإطلاق القنابل المسيلة الدموع والرصاص المطاطي لابعاد المتظاهرين.

وكان أبرز مسارح هذه الاشتباكات ساحة النور وشارع سورية في التبانة، على خلفية توقيف الشاحنات المحملة بالمواد الغذائية والمتوجهة الى سورية، وعمد المحتجون الى تحطيم العديد من المحال التجارية والمؤسسات العامة والخاصة، وأضرموا النيران ببعضها وفي حاويات النفايات، كما أضرموا النار في مصرف “لبنان والمهجر”، وقطعوا العديد من الطرق الرئيسية والفرعية بالاطارات المشتعلة، وألقى أحد الشبان قنبلة مولوتوف على آلية عسكرية فاشتعلت فيها النيران.

وأسفرت المواجهات عن سقوط أكثر من 80 جريحا، بينهم عدد من العسكريين تجاوز العشرين. وبعد عمليات كر وفر، تمكنت عناصر من الجيش من استعادة السيطرة على الوضع الميداني والزام المحتجين التراجع الى عمق الشوارع الداخلية، في حين عمدت العناصر بعد ذلك الى فتح الطرق التي قطعها المحتجون. وأفادت مصادر، أن وزيرة العدل ماري كلود نجم وجهت إلى النائب العام لدى محكمة التمييز كتاباً طلبت فيه إجراء التعقبات بحق الأشخاص الذين ظهروا في وسائل الإعلام المرئية وعبر التواصل الاجتماعي وهم يحطمون الاملاك العامة والخاصة ويشعلون النار ‏في وسط العاصمة بيروت مساء أول من أمس، مما يشكل جريمة جزائية يعاقب عليها القانون. وشنت عضو كتلة “المستقبل” النائب رولا الطبش، عبر “تويتر”، هجومًا عنيفًا على الرئيس دياب، وذلك بعد القائه كلمة من السراي الحكومي توجه بها إلى اللبنانيين. وكتبت الطبش، “يا حسان، تفضل عمول شغلك وحافظ على صلاحياتك الدستورية واحمي مدينتك وبلدك، وحل مشكلة واحدة من المليون يللي بليتهم فيها انت ومعلمك جبران (رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل)، بدل ما تشوف “راجح” وين ما كان وتفتش عليه بغرف الهذيان عالتلفزيون”. وأضافت، “والله بهدلتنا قدام المشاهدين، كلو إلو حل، الا البارانويا!”. واللافت أن الرئيس سعد الحريري كان من أشد المؤيدين لتغريدة الطبش، حيث قام بإعادة نشرها على حسابه عبر “تويتر”، وهو ما رأت فيه أوساط سياسية بارزة ل”السياسة”، “كسراً لكل الخطوط الحمر بين “المستقبل” ورئيس الحكومة ومن خلاله مع العهد الذي يتوقع أن تشتد الحملة السياسية بينه وبين “المستقبل” الذي يتهم الرئاستين الأولى والثالثة بتشويه الوقائع وعدم اتخاذ التدابير اللازمة لمواجهة المخربين الذين أحرقوا بيروت”.

وكان دياب قد أشار إلى أن “هناك حملة مبرمجة تنظمها جهات معروفة لتهشيم صورة الآخرين لانهم لم يستطيعوا تحسين صورة أنفسهم، والحكومة حققت الكثير لكنهم يريدون طمس الحقائق والا يكفي أننا نحاول ازالة الركام الذي تركوه خلفهم بعد ان دمروا كل شيء وغادروا على عجل؟”.

إلى ذلك، اعتبر رئيس الحكومة السابق سعد الحريري، عبر “تويتر” أن “من حق اي مواطن يعاني الغلاء الفاحش وفقدان المواد الغذائية أن يرى في رتل الشاحنات المحملة بالمساعدات والمتوجهة الى سورية حلقة في مسلسل التهريب اليومي في ظل الحدود السائبة، لكن هذا الحق يتوقف عند المساعدات التي تنقلها الامم المتحدة الى الداخل السوري عبر مرفأ بيروت، فلا يمكن منع وصول المساعدات الى الاشقاء السوريين الذين يعانون مرارات النظام “.

من جهته، لفت رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع، عبر “تويتر” إلى أنه “بقدر تمسكنا بحرية الرأي والتعبير كلبنانيين، نتمسك ايضاً بالنظام العام والسلامة العامة والحفاظ على الممتلكات العامة والخاصة”.

وسأل:”هل تستطيع الحكومة أن تقول لنا لماذا لم تعط التعليمات اللازمة للجيش وقوى الأمن الداخلي من أجل التدخل فوراً عند البدء بتكسير العاصمة والممتلكات العامة والخاصة على مرأى ومسمع من كل وسائل الإعلام المحلية والعربية والأجنبية ليل الجمعة-السبت الماضي؟”.

وفي السياق، كتب النائب عماد واكيم عبر حسابه على تويتر: “ما يحصل في وسط العاصمة من تخريب ممنهج وتدمير مبرمج وتكسير مدان وحرق مستنكر وغزوات موتوسيكلات مستهجنة يستدعي عقد اجتماع عاجل لنواب بيروت من أجل اتخاذ موقف صارم وتحذيري وحازم، لأن للعاصمة ناسها وأهلها ولن نسمح بهذه الاستباحة. لاومن جهته، شدد الوزير السابق أشرف ريفي على أن “حزب الله بكل اسف كان يرى الشعب اللبناني غائبا عن التطورات”، متوجهاً الى “حزب الله”، بالقول: “نعم أنت أقمت حكومة حزب الله وإيران في لبنان وان شاء الله ستكون آخر حكومة لإيران في لبنان، نعم أنت تحمي الدويلة ولم نسمع استنكارك لما تقوم به الدول التي أنت شريكها ومتحالف معها”. وحول كلام رئيس الحكومة حسان دياب حول الدويلات، قال ريفي: “أشك أن يتجرأ على ذكر حزب الله، إنما هو يتحدث بالعموميات وعليه أن يتذكر أنه بموقع رئيس الحكومة وهو أعلى سلطة تنفيذية في لبنان وليس له حق أن يتحدث بالعموميات فليقدم لنا قراراته بوجه الدويلة، ما هو موقفه من ماذا فعل عناصر الدويلة في وسط بيروت ولم نسمع منه أي إدانة أو استنكار سوى تلميح بالعموميات فقط لا غير”. وأعلن عدد من أصحاب المؤسسات والمحلات والمصالح في وسط بيروت انهم سيقومون بالدفاع عن ارزاقهم وممتلكاتهم بانفسهم بعد تقاعس الدولة عن ذلك منذ بدء أعمال الشغب و سيقومون بإطلاق النار على كل معتدٍ يقوم بكسر او خلع او إحراق اي مؤسسة او منزل. وقالوا: “هذا حق مشروع لان جني العمر ليس لقمة سائغة لبعض الموتورين والمخربين”. إلى ذلك، يعقد عضو تكتل “الجمهورية القوية” النائب أنطوان حبشي مؤتمرًا صحفيًا، اليوم، حول حقيقة معمل سلعاتا بالوثائق والمسار القضائي في الكهرباء والنفط. وكان مجلس الوزراء، أكد على تقيّده بالبيان الوزاري لناحية خطة الكهرباء وتنفيذه لقراري الحكومة اللذين تضمّنا مواقع إنشاء معامل انتاج الطاقة الكهربائية. إلى ذلك، بلغ سعر صرف الدولار لدى بعض الصرافين غير المرخصين (السوق السوداء) أمس، ما بين 4400 ليرة للشراء و4600 ليرة لبنانية للدولار الواحد.

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

لنشر التشيع بسوريا.. إيران تبني “معهد النور الساطع” وترسل “لواء الإمام المهدي” العراقي

بيروت اوزرفير/14 حزيران/2020

في الظل، ومن دون لفت الانتباه، تعمل فرق إيرانية على بناء “معهد النور الساطع” لنشر التشيع بين المواطنين السوريين في مدينة الميادين وباديتها وضواحيها ومنطقة البوكمال وغيرها بريف دير الزور غرب نهر الفرات. ويقول المرصد السوري لحقوق الإنسان إن إيران “تلعب على الوتر الديني والمذهبي في منطقة غرب الفرات، من خلال عمليات التشيُّع”. وأكد المرصد أن طهران تستغل حالة العوز والفقر الي يعيشها سكان تلك المناطق لمساومتهم على التشيع مقابل المال. وفي سياق ذلك، قالت مصادر المرصد السوري لحقوق الإنسان، إنه يجري العمل من قِبل “المركز الثقافي الإيراني”، على تجهيز ما يسمى “معهد النور الساطع” في شارع الجيش ضمن مدينة الميادين، لاستقطاب الشبان والأطفال، من أجل تعزيز الوجود الإيراني ضمن المنطقة وتهيئتهم فكريا ومن ثم عسكريا. وكان المرصد السوري أشار في الـ6 من مايو الماضي، إلى وصول رتل سيارات رباعية الدفع مكتوب عليها “لواء الإمام المهدي” قادمة من العراق، تضم نحو 200 عنصرا، اتجه نحو منطقة المزارع بمدينة الميادين في ريف دير الزور الشرقي. وأفادت مصادر محلية أن ميليشيا “لواء الإمام المهدي” لم يكن لها وجود مسبق في هذه المنطقة. وقال المرصد إن تلك القوى تنتشر بشكل كبير جدا في غرب الفرات، وتعد مناطق نفوذ رئيسية لها في سوريا. وأشار إلى أن تلك الميليشيات تواصل عمليات التجنيد بطرق تعتمد على السخاء المادي واللعب المستمر على الوتر الديني والمذهبي في ظل استمرار عمليات “التشيُّع”. وتساند طهران النظام السوري في حربه ضد المعارضة السورية، حيث أرسلت الجنود والسلاح وأوعزت إلى حزب الله للتدخل بعناصره لدعم قوات الأسد.

وتعمل إيران على بناء قواعد عسكرية في سوريا تتبع للحرس الثوري الإيراني. وكان الجنرال قاسم سليماني قائد فيلق القدس هو المشرف على أنشطة إيران في سوريا والعراق قبل أن تقتله غارة أميركية في الثالث من يناير قرب مطار بغداد.

 

أكثر من 7.83 مليون إصابة بفيروس كورونا حول العالم

وكالات/14 حزيران/2020

أظهر إحصاء لوكالة “رويترز”، اليوم الأحد، أن أكثر من 7.83 مليون شخص أصيبوا بفيروس كورونا المستجد على مستوى العالم، وأن 429881 شخصا توفوا جراء الإصابة بالمرض.

وشملت حالات الإصابة أكثر من 210 دول ومنطقة في أنحاء العالم منذ ظهور الفيروس في الصين في ديسمبر/كانون الأول عام 2019، بحسب “رويترز”.

وما زالت الولايات المتحدة تتصدر القائمة على مستوى العالم من حيث عدد الإصابات والوفيات بمرض كوفيد-19 حيث بلغت الإصابات مليونين و82 ألفاً و162 حالة والوفيات 115216، تليها البرازيل بإصابات بلغت 850514 شخصاً في حين بلغت الوفيات 42720 شخصاً. وتليهما بريطانيا ثمّ إيطاليا وفرنسا. وحتى اليوم، أعلنت الصين (بدون احتساب ماكاو وهونغ كونغ) 4634 وفاة من أصل 83132 إصابة (57 إصابة جديدة بين السبت والأحد) تعافى منها 78369 شخصاً.

وبحسب تعداد لوكالة “فرانس برس”، أحصت أوروبا الأحد حتى الساعة 11:00 بتوقيت غرينتش، 187550 وفاة من أصل 2393826 إصابة فيما بلغ عدد الوفيات المعلنة في الولايات المتحدة وكندا 123599 (2172934 إصابة)، وأميركا اللاتينية والكاريبي 78293 وفاة (1614810 إصابات)، وآسيا 22824 وفاة (822639 إصابة) والشرق الأوسط 11591 وفاة (548026 إصابة) وإفريقيا 6301 وفاة (233992 إصابة) وأوقيانيا 131 وفاة (8710 إصابات).

 

كابول تشتكي طهران دوليا.. وتطالب بمحاكمة قتلة عمال أفغان

دبي - العربية.نت/14 حزيران/2020

أعلنت وزارة الخارجية الأفغانية أن وفداً سيغادر إلى طهران، لبحث المواضيع الخلافية لا سيما بعد حادثين وقعتا مؤخرا في إيران وأدت إلى مقتل عدد من العمال الأفغان ما تسبب بموجة غضب عارمة في افغانستان. وأضافت الخارجية الأفغانية أن رسالة وجهت إلى مجلس الأمن بشأن انتهاكات إيران بحق اللاجئين الأفغان، مشيرة إلى أن ممارسات إيران العدوانية تجاه اللاجئين الأفغان مستمرة. وأكدت أنها تنتظر نتائج تحقيقات إيران بشأن قتل لاجئين أفغان، مشيرة إلى أن كابول طلبت من طهران تقديم المتورطين بقتل اللاجئين للعدالة. يأتي ذلك، في وقت تتسع الاحتجاجات في أفغانستان على تعامل إيران مع اللاجئين والباحثين عن العمل الأفغان على أراضيها وقتل البعض منهم، وتجمع في الأيام الأخيرة المحتجون الأفغان أمام ممثليات إيران، خاصة في العاصمة كابول ومدينة هرات المجاورة لحدود إيران الشرقية. وفي هذا الإطار، غردت عضو مجلس النواب الأفغاني مريم سما، مساء يوم السبت 13 يونيو / حزيران على تويتر واحتجت بشدة على استدعاء السفير الأفغاني في طهران إلى وزارة الخارجية الإيرانية على خلفية الاحتجاجات في أفغانستان ضد إيران. وكتبت النائبة سما في تغريدتها: "أغرقوا وأحرقوا أهلنا، والآن تأتي وزارة الخارجية الإيرانية وتستدعي سفيرنا بلا خجل للتنديد باحتجاج شعبنا على هذه الجريمة وهذا القتل، هذا هو سلوك الدولة الجارة المسلمة، إنها الوقاحة بعينها، العار لوزارة خارجيتنا التي لم تحتج على ذلك، نحن لن ننس هذه الجرائم، على وزارة الخارجية أن ترد". في الأيام الأخيرة، احتج عدد من المواطنين الأفغان في كل من كابول وهيرات ومزار شريف وجلال آباد وفراه وهلمند على خلفية حادثة شهدتها إيران الأسبوع الماضي، تمثلت في مقتل وإصابة مواطنين أفغان بعد أن أطلقت الشرطة الإيرانية النار على سيارتهم واحتراقها في مقاطعة يزد. والشهر الماضي قتل عشرات اللاجئين الأفغان بعد أن أجبرهم عناصر حرس الحدود الإيراني على الغوص في جرف مائي من أجل العودة إلى بلادهم، ولا تزال التحقيقات سارية في الموضوع دون التوصل إلى نتيجة. يذكر أن العديد من المواطنين الأفغان هاجروا إلى إيران فرارا من الحروب والفقر في بلدهم، وتشير السلطات الإيرانية إلى أن حوالي 2.5 مليون مهاجر أفغاني يقيمون في إيران سواء بطريقة شرعية أو غير شرعية.

 

وزير خارجية اليونان: تركيا تبتزنا للحصول على تنازلات

دبي – العربية.نت/14 حزيران/2020

أكد وزير خارجية اليونان نيكوس دندياس، في سلسلة تغريدات على حسابه في "تويتر" اليوم الأحد، أن التدخل العسكري التركي في ليبيا ينتهك قرارات مجلس الأمن الدولي. واعتبر الوزير اليوناني أن هذا التدخل ينتهك كذلك "أي مفهوم للشرعية" الذي يجب أن تحميه أوروبا، عبر عملية "ايريني" التي تقودها في البحر المتوسط لمنع تدفق السلاح إلى ليبيا. وتطرق دندياس إلى الاتفاق على ترسيم الحدود البحرية الذي وقعته مؤخراً اليونان مع إيطاليا، مدافعاً عنه ومؤكداً أنه كان يتوجب على أثينا ألا تضيع هكذا فرصة تاريخية كما فعلت في السابق مع ليبيا. في سياق آخر، أثنى وزير الخارجية اليوناني على مصر لضبطها سواحلها كي لا يتدفق المهاجرون منها إلى أوروبا، "من دون طلب أي شيء في المقابل" من الاتحاد الأوروبي. وأضاف: "بطبيعة الحال، نريد أن تكون لدينا علاقات جيدة مع تركيا ومع كل دول المنطقة. لكن للأسف يبدو أن لتركيا أولويات أخرى. إنها تقوم بالابتزاز للحصول على تنازلات، وهذا الأمر لا يمكن قبوله".

وقال دندياس إن "التأكيد على أن اليونان ستدافع عن سيادتها وعن حقوقها لا يمكن اعتباره تهديداً، بل إنه حق مشروع بالدفاع عن النفس تكفله شرعة الأمم المتحدة". وشدد على أن "اليونان كانت وستبقى مستعدة للدفاع عن حقوقها السيادية بنفسها. لكنها ليست وحيدة".

 

فرنسا: سياسة تركيا بليبيا "عدوانية" ولا يمكن السماح بها

باريس – فرانس برس/14 حزيران/2020

صعّدت باريس موقفها اليوم الأحد تجاه التدخلات التركية في ليبيا، واصفة إياها بـ"غير المقبولة" ومؤكدةً أنّ "فرنسا لا يمكنها السماح بذلك"، وفق ما صدر عن قصر الرئاسة "الإليزيه". وقالت فرنسا، التي تكثف منذ أشهر انتقاداتها للأطماع الإقليمية التركية، إنها لاحظت "سياسة أكثر عدوانية وتصلباً من قبل تركيا مع نشر سبع سفن قبالة ليبيا وانتهاك الحظر المفروض على التسليح". وأضافت الرئاسة الفرنسية أنّ "الأتراك يتصرفون بطريقة غير مقبولة عبر استغلال حلف شمال الأطلسي (الناتو)، ولا يمكن لفرنسا السماح بذلك". وأوضحت أن الرئيس إيمانويل ماكرون تباحث بهذا الشأن خلال الأسبوع الماضي مع نظيره الأميركي دونالد ترمب "وستجري مباحثات خصوصاً خلال الأسابيع المقبلة مع شركاء حلف شمال الأطلسي المنخرطين ميدانياً". وسبق لماكرون أن أعرب عن أسفه لصمت الحلف الذي يضم تركيا، عن الهجمات العسكرية التركية على الجماعات الكردية المسلحة في سوريا، حليفة القوى الغربية في مكافحة الجماعات الإرهابية في سوريا. وقال في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي إنّ حلف شمال الأطلسي صار يعاني من "موت سريري". وكان الاتحاد الأوروبي طلب الجمعة مساعدة الحلف في فرض احترام حظر التسليح على ليبيا، وذلك بعد منع القوات التركية لسفن أوروبية من تفتيش سفينة مشبوهة. وفي ظل الأطماع التي تثيرها عمليات التنقيب عن الغاز في شرق البحر المتوسط، تقدّم تركيا الدعم إلى حكومة الوفاق الليبية فايز السراج. ووقّعت تركيا في تشرين الثاني/نوفمبر اتفاقاً مثيراً للجدل مع حكومة الوفاق، يتيح لها توسيع نطاق التنقيب عن الغاز شرق المتوسط. لكن الاتفاق واجه رفض اليونان ومصر وقبرص، وهي الدول المعنية بالحدود البحرية في تلك المنطقة. ونفذت أنقرة حديثاً عمليات تنقيب قرب جزيرة قبرص، ما أثار احتجاجات الدول المجاورة، وهي جمهورية قبرص واليونان ومصر، إضافة إلى الاتحاد الأوروبي الذي هدد تركيا بعقوبات.

 

نتانياهو: بدأنا إنشاء مستوطنة جديدة في “هضبة ترامب” بالجولان

تل أبيب – وكالات/14 حزيران/2020

: أعلن رئيس الوزراء الإسرائيل، بنيامين نتانياهو، أمس، عن شروع حكومته ببذل جهود عملية في سبيل إقامة مستوطنة جديدة في الجولان المحتل تحمل اسم الرئيس الأميركي دونالد ترامب. وأكد مكتب نتانياهو، في بيان، أن “رئيس الوزراء صرح في مستهل جلسة حكومية أسبوعية، سنبدأ باتخاذ خطوات عملية من أجل إقامة بلدة هضبة ترامب في الجولان”. وذكر، أن “هذه الخطوة تأتي تكريما لقرار ترامب الاعتراف بسيادة إسرائيل على الجولان في مايو العام 2019، في إجراء يتناقض مع القانون الدولي الذي ينص على أن الجولان أرض سورية محتلة.

وكانت الحكومة الإسرائيلية نظمت العام الماضي، مراسم احتفالية لتدشين المستوطنة الجديدة، لكنها لم تتخذ حتى الآن أي خطوات عملية في سبيل إقامتها.

 

توقعات إسرائيلية بتأجيل “الضم” والسفير الأميركي يستعجل التنفيذ

نتانياهو هنأ ترامب على قرار فرض عقوبات على "الجنائية الدولية"

رام الله، عواصم – وكالات/14 حزيران/2020

 قال مصدر أمني إسرائيلي إن أجهزة الأمن، والتي تضم، الجيش الإسرائيلي وجهاز الأمن العام “الشاباك”، لم تتلق بعد تفاصيل “خطة ضم غور الأردن والأراضي الفلسطينية في الضفة الغربية”، مما يشير إلى احتمالات تاجيل عملية الضم التي كانت مقررة في الأول من يوليو المقبل.

وأفادت هيئة البث الإسرائيلية “مكان”، أمس، بأن الأمن الإسرائيلي لم يتلق أي تفاصيل عن خطة ضم الأراضي، وذلك قبل الموعد المخطط لتنفيذها بأسبوعين، والمفترض الأول من يوليو المقبل. وأشار المصدر الأمني إلى أن الاستعداد لتنفيذ مثل هذه الخطط قد يستغرق أسابيع، وبأن الأجهزة الأمنية جميعها بحاجة إلى عدة أسابيع لإعداد نفسها لتنفيذها من ناحية عدد القوات، وجمع الاستخبارات. وفي سياق متصل، قال وزير الخارجية الفلسطيني، رياض المالكي، إن هناك حراكا مستمرا على كل الجبهات لمنع إسرائيل من الإقدام على هذه الخطوة. وعلم أن مندوب السلطة الفلسطينية الدائم في الأمم المتحدة رياض منصور، ناقش القضية مع الأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش. إلى ذلك، قالت الإذاعة الإسرائيلية إن السفير الأميركي لدى إٍسرائيل ديفيد فريدمان يتوسط بين حزبي الليكود وأزرق أبيض المشاركين في الائتلاف الحاكم لتقريب وجهات النظر بينهما بهدف تسريع عملية ضم أجزاء من الضفة الغربية. وأفادت مراسلة الإذاعة للشؤون السياسية بأن فريدمان حضر حتى الآن اجتماعين لأركان الحكومة الإسرائيلية من أجل تحقيق توافق بين وزراء الليكود بقيادة رئيس الحكومة بنيامين بنتانياهو، وأزرق أبيض بقيادة وزير الخارجية بيني غانتس، على المناطق المرشحة للضم. ووصفت الصحفية الإسرائيلية المساعي التي يبذلها السفير الأميركي داخل الائتلاف الحاكم في إسرائيل بالأمر الشاذ، حيث يتدخل سفير أجنبي من أجل التوفيق بين أركان الحكومة. هنأ رئيس الوزراء الإسرائيلي، بينيامين نتانياهو، الرئيس الأميركي دونالد ترامب ووزير خارجيته مايك بومبيو، بفرض عقوبات على مسؤولين في المحكمة الجنائية الدولية.

وقال نتانياهو: “أهنئ الرئيس ترامب ووزير الخارجية الأميركي بومبيو على قيادتهما الشجاعة، التي تمثلت بفرض عقوبات على المحكمة الجنائية الدولية الفاسدة والمنحازة. هذه المحكمة السخيفة ليست إلا محكمة مسيسة تطارد بشكل مهووس إسرائيل والولايات المتحدة ودولا ديمقراطية أخرى تحترم حقوق الإنسان، وفي ذات الوقت تتجاهل أكبر منتهكي حقوق الإنسان في العالم، بمن فيهم النظام الإرهابي الإيراني”. وتابع قائلا: “تفبرك المحكمة الجنائية الدولية تهما لا أساس لها ضد إسرائيل.

 

“العصائب” تهدد بإخراج القوات الأميركية من العراق و”تويتر” يحذف حساب قيس الخزعلي مجدداً

قصف صاروخي لـ"التاجي".. والكاظمي: السيستاني أوقف تمدد "داعش"

بغداد – وكالات/14 حزيران/2020

 أكد زعيم “عصائب أهل الحق” قيس الخزعلي، أن القوات الأميركية لم ولن تبقى في العراق، فيما حذفت شركة “تويتر” حساب الخزعلي للمرة الثانية خلال عام. وقال الخزعلي، في كلمة خلال احتفالية لذكرى تاسيس “الحشد الشعبي”، ليل أول من أمس، إن “الوجود الأجنبي بات احتلالاً بعد قرار البرلمان بإخراجه والتظاهرة المليونية الرافضة له”. وأضاف، إنه “مع بدء الحوار بين بغداد وواشنطن لا ينبغي الإغفال عن التواجد العسكري الأميركي، ورغم الاتفاقية الستراتيجية، إلا أن أميركا بقت تتفرج خلال احتلال تنظيم داعش للمحافظات”.

وأشار، إلى أنه “ليس هناك ضامن من التزام أميركا بحماية العراق، ولدينا تجربة معها خلال الحرب مع الإرهاب، وليس هناك من ضامن بعدم استخدامها للاتفاقية الستراتيجية في تصفية حسابات مع إيران”. وأوضح، أنه “لا ضمان مع واشنطن فهي استهدفت أبومهدي المهندس وقاسم سليماني، وإذا بقت القوات الأميركية في العراق ستكون محكومة بقانون العقوبات والجزاء العراقي”. وأضاف، إن البرلمان لم يعط الحصانة للقوات الأميركية إذا حاولت البقاء، مؤكداً أن “قرار خروج القوات الأميركية من العراق وطني وسيادي لا نقاش ولا تراجع عنه”.

وشدد، على أن القوات الأميركية إذا لم تخرج من العراق بإرادتها ستخرج رغماً عنها، قائلاً، “لسنا بحاجة إلى قوات أجنبية تدافع عن أرضنا والطيران العراقي قادر على حماية البلاد”.

وأشار، إلى أن “أميركا تتذرع بوجود قواتها لحماية العراق من داعش، وهذا اتهام وإهانة للقوات العراقية”، مضيفاً إن جزءاً كبيراً من الوفد العراقي المفاوض في الحوار الستراتيجي يحمل الجنسية الأميركية. في غضون ذلك، أقدمت شركة “تويتر”، أول من أمس، على حذف حساب الخزعلي، ووضعت في صفحة الحساب المغلق رسالة توضح أن الحساب “مقيد”، من دون إيضاح الأسباب وراء هذا الإجراء. على صعيد آخر، أكد رئيس الحكومة مصطفى الكاظمي، في بيان، أول من أمس، بمناسبة فتوى “الجهاد الكفائي”، أن نداء المرجع الشيعي الأعلى علي السيستاني، أوقف امتداد تنظيم “داعش”.

وقال، إن “نقطة التحول كانت فتوى الجهاد الكفائي التي أطلقها السيستاني، التي مثلت نقلة مسؤولة للبدء في مسيرة استنهاض الروح الوطنية والمشاركة المجتمعية في حماية الوطن”. وأضاف، إن “ولادة الحشد الشعبي شكلت انعطافة في المواجهة ضد داعش لدوره الحاسم في استعادة المبادرة لصالح العراق وشعبه، ما يؤكد أن الاستجابة من قبل أبناء شعبنا لنداء المرجعية حفظت وحدة العراق وأجهضت مخططات أعدائه”. بدوره، أكد رئيس “الحشد الشعبي” فالح الفياض، أن قواته بحاجة إلى إعادة بناء نفسها، مضيفاً إن “العامل الأساس الذي يجب أن نعتني به في رسم شكل الحشد النهائي هو رأي المرجعية، كونها الحامي الأول للحشد وهي الأب الشرعي له”. وأشار، إلى “تشكيل لجنة تتولى عملية استكمال دمج الحشد العشائري مع الحشد الشعبي”.

من ناحية ثانية، أعلنت قيادة العمليات المشتركة ، ليل أول من أمس، سقوط صاروخين من نوع “كاتيوشا” على معسكر “التاجي” شمال بغداد، من دون وقوع إصابات. وذكرت، أنه “رغم تحذيراتنا السابقة للجهات التي تحاول خلط الأوراق من خلال العبث بالأمن، وتهديد قواتنا الأمنية من خلال استهداف معسكراتها، فإن هذه الجهات أقدمت على إطلاق صاروخي كاتيوشا من الشارع الرئيسي المقابل لمنشأة النصر شمال بغداد، وسقطا داخل معسكر التاجي، في رسالة لا تريد الخير للعراق وشعبه”. وأوضحت، “عليه فإن أجهزتنا الأمنية تلقت توجيهاً عاجلاً للقيام بجهد استخباري نوعي للكشف عن هذه الجهات التي رغم تحذيراتنا لها، تسعى لإضعاف العراق”، متوعدة بملاحقة المتورطين في إطلاق الصاروخين. إلى ذلك، عثرت القوات الأمنية، على أسلحة ومضافات لـ”داعش” في عملية استباقية في عمق صحراء الأنبار، فيما قتل وأصيب، 12 عسكرياً ومدنياً في هجوم للتنظيم على قرية في قضاء خانقين بمحافظة ديالى.

 

مطالب كردية لبغداد بالسيطرة على ملف النفط في كردستان

بغداد – وكالات/14 حزيران/2020

 طالب النائب الكردي عن كتلة “المستقبل” سركوت شمس الدين، أمس، الحكومة العراقية الاتحادية، بفرض سيطرتها على الملف النفطي في إقليم كردستان. وقال شمس الدين، في بيان، إن “الحكومة الاتحادية تلجأ في حال نشوب أي خلاف بينها وبين حكومة الإقليم الى قطع رواتب الموظفين الذين باتوا ضحية دائمة بين الطرفين”، مضيفاً إن “الأولى يجب أن تلجأ إلى خيارات أخرى تبعد فيها رواتب الموظفين عن أية نزاعات مستقبلية”. وأشار، إلى ضرورة أن “تفرض الحكومة الاتحادية السيطرة على الملف النفطي في الإقليم، والتفاهم بينها وبين الشركات العاملة هناك، لتكسب ود ورضا المواطنين الأكراد وتغليب المصلحة العليا على المصالح الخاصة الاخرى، بدلاً من أن يأخذ هذا الدور الحزب الديمقراطي الكردستاني، بقيادة مسعود بارزاني، بسياساته الخاطئة والمستمرة تجاه ابناء الشعب منذ 17 عاماً”.

 

“فورين بوليسي”: بشار الأسد على حافة الهاوية والاقتصاد السوري ينهار

واشنطن – وكالات/14 حزيران/2020

 أكد تقرير نشرته مجلة “فورين بوليسي” الأميركية، أن العقوبات الأميركية الجديدة على سورية التي تدخل حيز التنفيذ الأسبوع المقبل، تهدد اقتصاد البلاد الهش وتوجه ضربة جديدة للنظام السوري المأزوم. وذكر التقرير أن العقوبات الأميركية الجديدة يمكن أن تدفع بالأسد واقتصاد سورية المنهار إلى حافة الهاوية، مشيرا إلى أن العقوبات الجديدة من شأنها أن تطال أي جهة عالمية تتعامل مع نظام الرئيس بشار الأسد، وتعد الأشد على النظام منذ بدء الحرب قبل تسع سنوات. وأوضح أنه بينما يبدو الأسد منتصرا بعد الحرب الوحشية وتحوّل الحديث إلى إعادة الإعمار، فإن الأزمة الاقتصادية المتسارعة الآن تهدد قبضته على السلطة، حيث يعاني نصف السوريين للحصول على الغذاء، وقيمة العملة السورية تهاوت بنسبة 70 في المئة منذ أبريل الماضي. وخلص إلى أن الأسد قد يواجه الآن أكبر تحد له، حيث إن المظالم التي أشعلت انتفاضة 2011 لم تستمر فحسب، بل إنها تفاقمت عبر السنوات الماضية بسبب العقوبات والحرب والفساد.

 

الجولان تنضم للسويداء… والاحتجاجات المطالبة برحيل الأسد تتصاعد

روسيا أمرت بسحب حواجز فرقة ماهر الأسد... وغارات النظام استهدفت رتلاً للمعارضة في ريف إدلب

عواصم – وكالات/14 حزيران/2020

 خرج العشرات من أهالي قرية مجدل شمس بهضبة الجولان المحتلة جنوب سورية في تظاهرة، أول من أمس، تضامناً مع المدن الثائرة في سورية، ودعماً للحراك في السويداء. وهتف المتظاهرون “من الجولان إلى عفرين ومن طرطوس إلى الميادين، عاشت سورية والسوريين”، وطالبوا برحيل رأس النظام السوري ووصفوه بالعميل لإيران، وهتفوا “عاشت سورية ويسقط بشار الأسد”، و”يرحم أيامك سلطان البلد صارت لإيران”، كما عبروا عن تضامنهم مع قتلى الثورة السورية، وتعد هذه هي التظاهرة الأولى في الأراضي السورية المحتلة من قبل إسرائيل.

ورصد المرصد السوري لحقوق الإنسان، تظاهرة جديدة لأهالي جبل العرب في مدينة السويداء، مطالبين برحيل الأسد وإسقاط نظامه، مرددين شعارات ناصروا من خلالها المحافظات السورية كافة ودعوهم للخروج بتظاهرات مناوئة للنظام. من جهة أخرى، أفاد “المرصد”، بأن روسيا أعطت أوامرها لسحب جميع حواجز “الفرقة الرابعة” ضمن قوات النظام السوري والتي يقودها ماهر الأسد، شقيق رئيس النظام، فيما رفض ماهر الأوامر رفضاً قاطعاً، ولم يتم سحب حواجز حتى اللحظة، إلا أن روسيا تسعى جاهدة لذلك عبر تقوية نفوذ “الفيلق الخامس” في سورية، سيما درعا، عبر عمليات تجنيد متصاعدة بإغراءات مادية كبيرة. وذكر المرصد، أن المحاولات الروسية تهدف لجمع أكبر عدد من الميليشيات ضمن “الفيلق الخامس”، بينما إيران تحاول تفتيت قوات جيش النظام. في غضون ذلك، وصلت وحدة روسية إلى غرب منطقة الأسدية بريف مدينة رأس العين، التابعة لمحافظة الحسكة، مؤلفة من ثمان عربات عسكرية، في حين طاردت أربع عربات أميركية، العربات الروسية. وفي درعا، قتل ثلاثة أشخاص على الأقل جراء انفجار عبوة ناسفة قرب دوار العباسية في درعا البلد. إلى ذلك، وصل وزيرا الخارجية والدفاع الروسيين سيرغي لافروف وسيرغي شويغو، أمس، إلى تركيا، في زيارة رسمية لاجراء محادثات مع نظرائهم الاتراك بشأن سورية.

وذكرت وزارة الخارجية الروسية، في بيان، ليل أول من أمس، اأن هذه الزيارة تاتي “بناء على اتفاق بين الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والتركي رجب طيب اردوغان”.

وأضافت، إن “المحادثات ستتركز على مناقشة المسائل الإقليمية التي تهم الطرفين”، من دون اعطاء مزيد من التفاصيل”. وتتزامن هذه الزيارة مع جولة يقوم بها وزير الخارجية الإيراني جواد ظريف لكل من أنقرة وموسكو في الفترة بين 14 و16 يونيو الجاري، حيث وصل أيضاً إلى تركيا، أمس. وذكرت السفارة الإيرانية لدى تركيا، أن “ظريف سيزور تركيا يومي الأحد والاثنين”، مشيرة إلى أنه يجري هذه الزيارة لبحث العلاقات الثنائية وأهم تطورات المنطقة والقضايا الدولية أيضاً. من ناحية ثانية، شن النظام السوري، أمس، سلسلة غارات جوية استهدفت رتلاً من المعارضة المسلحة أثناء تحركهم في منطقة جبل الزاوية بريف إدلب الجنوبي.وأفادت أنباء صحافية، بأن “الطيران الحربي السوري نفذ سلسلة غارات استهدفت رتل عربات وآليات للمسلحين الصينيين في تنظيم الحزب التركستاني ومسلحي حراس الدين”، مضيفة إن الاستهداف جاء بعد رصد طائرات الاستطلاع الروسية حشوداً لمسلحي التنظيمين في مناطق سيطرتهما بمحيط جبل الزاوية.

 

واشنطن: يجب إخراج المرتزقة والمعدات العسكرية من ليبيا وميليشيات "الوفاق" اعتقلت عشرات العمال المصريين في ترهونة وقامت بتعذيبهم

طرابلس، عواصم- وكالات/14 حزيران/2020

 أكدت الخارجية الأميركية، أن المحادثات السياسية والأمنية التي تقودها الأمم المتحدة ومباحثات برلين هي الأطر المتفق عليها دوليًا لمتابعة حل الأزمة الليبية. وقالت الخارجية الأميركية، إنه يجب إخراج المرتزقة والمقاتلين الأجانب من ليبيا، مشددة على أن جميع الجهات الخارجية سحب معداتها العسكرية من ليبيا.

وأعربت الخارجية الأميركية عن تقديرها لجهود القاهرة في إعلان مبادرة لوقف النار في ليبيا برعاية الأمم المتحدة، داعية جميع الأطراف الليبية إلى الانخراط بجدية في محادثات 5+5. وأشارت واشنطن إلى أن الوجود العسكري الروسي في الجفرة وسرت لا يساعد على حل أزمة ليبيا.

وأكدت أن إنعاش قطاع الطاقة أمر حاسم للاستقرار الليبي، داعية جميع الليبيين إلى رفع الإغلاق فورا عن منشآت النفط.من جانبها، رحبت حكومة الوفاق بأي مبادرات لإنهاء الأزمة السياسية وتوحيد مؤسسات الدولة في ليبيا، شريطة أن تحترم هذه المبادرات “السيادة الوطنية ومدنية السلطة”.

ويأتي هذا الإعلان بينما تتواصل المساعي الدبلوماسية للبحث عن حل سياسي للأزمة، حيث أعلنت الجزائر دعمها لمساعي الوصول إلى حل “بعيدا عن التدخلات العسكرية الأجنبية”. وقال وزير الداخلية في حكومة الوفاق فتحي باشاغا إن مبادرات إنهاء الأزمة السياسية وتوحيد مؤسسات الدولة في ليبيا مرحب بها، “متى ضمنت سيادة ليبيا ومدنية السلطة التي تحتكم إلى إرادة الشعب وخضوع الجيش للسلطة المدنية”. وأضاف باشاغا، “إنه لا مكان لمجرمي الحرب الطامعين في الاستيلاء على السلطة بقوة السلاح”. من ناحية أخرى، أعرب الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، عن استعداد بلاده لمساعدة الليبيين في التوصل إلى حل سياسي يلم شملهم. وقالت الرئاسة الجزائرية، عقب استقبال تبون لرئيس مجلس النواب الليبي بطبرق عقيلة صالح في قصر الرئاسة بالعاصمة الجزائرية، إن اللقاء جاء “في إطار الجهود التي تبذلها الجزائر لإيجاد حل سياسي للأزمة الليبية”. من جانبه، قال صالح إن الرئيس تبون “قال لنا إنه مع ليبيا ورهن إشارة الليبيين، من أجل الوصول إلى حل وفق مخرجات مؤتمر برلين”. على صعيد آخر، التقى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان رئيس المجلس الأعلى للدولة بليبيا خالد المشري في اسطنبول، حيث أفاد المكتب الإعلامي للمجلس الأعلى للدولة بأن أردوغان والمشري تبادلا النقاش وأكدا على أهمية زيادة التعاون في المجالات كافة.

من جهة أخرى، اعتقلت ميليشيات قوات الوفاق عشرات العمال المصريين في مدينة ترهونة، وقامت بتعنيفهم وتعذيبهم بتهمة دعم الجيش الليبي والعمل في صفوفه.

وأظهر مقطع فيديو وصور متداولة على مواقع التواصل الإجتماعي، مشاهد صادمة لعمليات تعذيب وحشي وإهانة تعرّض لها العمال المصريين بعد اعتقالهم من قبل ميليشيا مسلّحة تابعة لقوات بركان الغضب. وتم إجبارهم على الوقوف تحت أشعة الشمس حفاة، وعلى قدم واحدة ورفع أيديهم إلى الأعلى، كما تم إجبارهم على ترديد ألفاظ نابية والهتاف والإشادة بمدينة مصراتة. ميدانيا، وبينما تستمر محاولات قوات الوفاق لاقتحام مدينة سرت، قال الناطق باسم الجيش الليبي أحمد المسماري، إنه سيتم مقاتلة قوات الوفاق في الصحراء والأراضي المفتوحة، مشيرا إلى أن مغادرة المدن كان لحماية السكان وتجنبا للخسائر”.

 

ليبيا.. الجيش الوطني يدفع بتعزيزات عسكرية إضافية إلى سرت

العربية.نت/14 حزيران/2020

دفع الجيش الليبي، الأحد، بتعزيزات عسكرية إضافية إلى محاور مدينة سرت، وذلك لمساندة الوحدات العسكرية المتواجدة هناك، تحسباً لهجوم محتمل قد تشنه قوات حكومة الوفاق لانتزاع السيطرة على هذه المدينة الاستراتيجية الواقعة وسط ليبيا. وقال المركز الإعلامي لغرفة عمليات الكرامة التابعة للقيادة العامة للجيش الليبي، إن قوات “الكتيبة 302 صاعقة” توجهت إلى غرب سرت، ونشرت صورا أظهرت تحرّك عشرات الآليات العسكرية بكامل عتادها وأفرادها نحو مدينة سرت. ميدانيا، قال مدير إدارة التوجيه المعنوي بالجيش الليبي العميد خالد المحجوب في تصريح لـ”العربية.نت” و”الحدث.نت”، إن الهدوء يخيم اليوم على كافة محاور القتال بمدينة سرت، لكنه لا يستبعد تصعيدا عسكريا محتملا خلال الأيام القادمة، خاصة في ظل تمسك حكومة الوفاق بمعركة سرت، بإطلاقها شروطا مجحفة وتعجيزية للقبول بدعوات وقف إطلاق النار والدخول في حوار لتسوية الأزمة الليبية. وأمس السبت، أعلن وزير الداخلية فتحي باشا أغا في تدوينة على صفحته بموقع “تويتر”، أن حكومة الوفاق ترحّب بأي مبادرات لإنهاء الأزمة السياسية وتوحيد مؤسسات الدولة الليبية، شرط تتضمن هذه المبادرات سيادة ليبيا ومدنية السلطة التي تحتكم لإرادة الشعب وخضوع الجيش للسلطة المدنية، ملمّحا إلى ضرورة إقصاء قائد الجيش الجنرال خليفة حفتر من أي تسوية قادمة أو حوار مرتقب.

 

الإعدام والمؤبد لـ 11 إخوانيا حاولوا اغتيال مسؤول أمني مصري سابق

القاهرة - العربية نت/14 حزيران/2020

قضت محكمة جنايات أمن الدولة في مصر، اليوم الأحد بمعاقبة 3 متهمين من عناصر جماعة الإخوان بالإعدام شنقا، وبالسجن المؤبد لـ8 آخرين، لاتهامهم في محاولة اغتيال اللواء مصطفى النمر مدير أمن الإسكندرية الأسبق. وتعود الواقعة إلى 24 مارس من العام 2018 حيث انفجرت عبوة ناسفة في شارع المعسكر الروماني بمنطقة رشدي بمدينة الإسكندرية، واستهدف الهجوم موكب مدير الأمن، اللواء مصطفى النمر، الذي لم يكن متواجداً بالموكب. وأسفر الهجوم عن مقتل شرطيين وإصابة 3 آخرين من عناصر الشرطة جراء التفجير. وتبين من التحقيقات أن المتهمين من عناصر جماعة الإخوان ونفذوا العملية بتكليف من قيادات الجماعة الهاربين والمقيمين في تركيا. وأمر المستشار نبيل أحمد صادق النائب العام السابق بإحالة 11 متهمًا إلى محكمة جنايات أمن الدولة طوارئ لاتهامهم بتولي قيادة والانضمام لحركة "حسم" المسلحة التابعة لجماعة الإخوان وإمداد عناصرها بالأموال والمهمات والأسلحة وغيرها من وسائل الدعم اللوجستي لتنفيذ العملية. ونسبت النيابة للمتهمين، الشروع في قتل مدير أمن الإسكندرية السابق وأفراد حراسته وقتل اثنين منهم وتخريب أملاك عامة وإتلاف مركبات ووحدات سكنية وتصنيع وحيازة أسلحة تقليدية والتسلل من الحدود الجنوبية للبلاد بطريق غير مشروع وتلقي تدريبات عسكرية بدولة السودان.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

"الحزب" يحذّر: أنا صاحب المبادرة في الشارع كما في الميدان .. وأنا من أختار توقيت المعركة

حسان الحسن/الثبات/14 حزيران/2020

"المقاومة حاضرة" .. كما في ميادين القتال، كذلك في الحرب الإقتصادية، خصوصاً في شأن إرتداداتها الاجتماعية، تحديداً محاولة الولايات المتحدة، تأليب الرأي العام اللبناني، على المقاومة، من خلال محاولة تحميلها مسؤولية "عربدة الحكومات المتعاقبة" والإدارات الفاسدة التابعة لها، منذ نحو ثلاثين عاماً، التي أوصلت البلاد الى حدٍ لامس فيه نصف الشعب مرحلة الجوع الفعلي، ما ينذر بعواقب وخيمة، كتعميم الفوضى العارمة، وإنتشار الجرائم المختلفة، كالسرقة، والتشليح، والقتل أيضاً.

كل ذلك بهدف الضغط على هذه المقاومة لدفعها الى تقديم تنازلات في الثوابت الوطنية، (نزع السلاح، توطين الفلسطنيين في لبنان، التغاضي عن سرقة النفط اللبناني). فجاء رد المقاومة على المحرك الفعلي لهذه الاضطرابات، والمسؤول الأساس عن إرتفاع سعر الدولار الأميركي، مقابل هبوط قيمة الليرة اللبنانية، وهي واشنطن، بحسب تأكيد النائب في كتلة الوفاء للمقاومة حسن فضل الله، الذي إتهم الأولى بالضلوع في عمليّة التلاعب بسعر الصرف، لدفع الشارع اللبناني نحو الفوضى، عبر تنفيذ الصف الرابع في المقاومة مناورة خفيفة جداً، في بعض شوارع بيروت في الأيام القليلة الفائتة، بعد إنخراط جمهورها مع المحتجين على الأوضاع المعيشية، متخطين كل الحواجز والشعارات المذهبية، التي وضعتها ورفعتها بعض الجهات الداخلية، "كالمطالبة بنزع السلاح "، لحرف الحراك الشعبي، عن مساره الصحيح، ومطالبه المحقة، على حد تعبير مصادر سياسية عليمة.

وتعتبر أن "الحزب" وجه بذلك رسالة مباشرة لواشنطن من خلال هذه "المناورة" مفادها: "أنه هو، أي ح ز ب ا ل ل ه، من يقرر التوقيت المناسب، للتحرك في الشارع، كما كان الحال في الميدان، ولايزال". وتنصح المصادر بأن لا تحاول أي جهةٍ خارجية وداخلية "اللعب مع ح ز ب ا ل ل ه" في الشارع، لأن الحزب هو من يتقنها تماما، بدليل نجاحه الى جانب حلفائه، بتنظيم تحركات شعبية لم يشهدها لبنان، رداً على إستئثار حكومة الرئيس فؤاد السنيورة الأولى في السلطة في العام 2007، بحسب ما نشرت مختلف وسائل الإعلام العالمية العريقة في حينه.

إنطلاقاً من هنا، تحذر المصادر جميع الأطراف المعنيين، سواء في الحكومة، أو خارجها، من محاولة الالتفاف على المقاومة، ودورها في لبنان والمنطقة، تارةً بذريعة إقفال طرق التهريب بين لبنان وسورية، وطوراً بذريعة ترسيم الحدود بين البلدين، وإمكان نشر قوات دولية عليها، وذلك في سبيل التماهي مع العقوبات الأميركية، التي تستهدف الجارة الأقرب والمقاومة في لبنان في آنٍ معاً. وحيناً آخرمن خلال إتهامها، بالتسبب بتدهور الحالين الاقتصادي والمعيشي الراهنين. عندها قد تضطر المقاومة الى قلب الطاولة على الجميع، لتؤكد "أن حزب الله صاحب المبادرة في الشارع كما في الميدان"، ودائماً بحسب المصادر عينها.

ولاتستبعد المصادر إمكان تصاعد الحركة الشعبية وتدحرجها في الشارع، الى حد تطويق منازل المسؤولين المعنيين المباشرين، عن الحصار المالي المفروض على الشعب اللبناني، في حال إستمرت "لعبة الضغط على هذا الشعب، من خلال تجفيف الدولار من السوق اللبنانية، وسواها من مختلف أشكال الضغوط الاقتصادية، والجيش لن يقف ضد إرادة شعبه"، برأي المصادر. بناءً على ما تقدم، يعتبر مرجع سياسي قريب من المقاومة ودمشق، أن "هامش المناورة"، التي اعتاد بعض الساسة اللبنانيين، اللعب فيه، من خلال إطلاق المواقف المموهة، وحمالة الأوجه، في التعاطي مع القضايا المصيرية ، قد انتهى ولم يعد موجوداً، لذا على مختلف القوى، خصوصاً المكونات الأساسية لحكومة الرئيس حسان دياب، تحديد مواقفها من الحرب على محور المقاومة بوضوح، وبشكلٍ لا إلتباس فيه، محذراً من إنخراط بعض هذه المكونات في هذه الحرب. عندها، قد ينزل جمهور المقاومة الى الشارع، ولا يتركه الاَّ عند تحقيق مبتغاه، أي أخذ المبادرة في الشارع والسيطرة عليه، بالتالي نجاح ح زب ا ل ل ه في فصل لبنان، عن الملفات العالقة في المنطقة، وتفويت الفرصة على واشنطن بإمكان وضعه على أي طاولة مفاوضات بين المحاور الكبرى المتحاربة في المنطقة.

 

هل نحن على موعد مع الانهيار بعد أسابيع؟

 أنديرا مطر/القبس/14 حزيران/2020.

“انهيار لبنان على بعد أسابيع”… وفق تقرير لمجموعة الأزمات الدولية فالليرة اللبنانية إلى مزيد من التدهور مقابل سعر صرف الدولار المتفلّت من كل الضوابط، وفي غضون ثلاثة أشهر، أي في سبتمبر المقبل قد يصل عدد العاطلين من العمل الى مليون لبناني.

في وقت تتواصل الاحتجاجات في مختلف المناطق نتيجة تردّي الأوضاع المعيشية مع تصاعد في منسوب الشغب الى حد تحطيم وإحراق الممتلكات العامة والخاصة في وسط بيروت التجاري.

صحيفة نيويورك تايمز الأميركية رأت أن التظاهرات الأخيرة جاءت بطريقة “عفوية” وغير منسقة، بعد أن شاهد اللبنانيون فشل الحكومة مراراً في تنفيذ الإصلاحات، في حين انخفضت قيمة رواتبهم ومدخراتهم، مشيرة إلى أن جام غضب اللبنانيين ينصب على البنوك. وقالت الصحيفة إن تدهور سعر صرف الليرة دمّر القوى الشرائية للكثير من اللبنانيين، في حين تتوقفت شركات ومؤسسات عدة عن تسليم البضائع خشية تسجيل الليرة انهياراً إضافيا، ما ينعكس خسارة في رؤوس أموال الشركات.

وكانت تقارير وأبحاث دولية قدرت أن نحو مليون لبناني سيصبحون بلا أعمال ورواتب في النصف الثاني من السنة الجارية، تزامناً مع ارتفاع حاد في أسعار الغذاء. كما أن العزل المفروض منذ 15 آذار لمكافحة فيروس كورونا سرَّع وتيرة هذا المنحدر الهابط. فمع حرمان الشركات والأعمال من الائتمان وانهيار الطلب، فقد 20 في المئة من القوة العاملة وظائفهم قبل الجائحة. ومع انتهاء العزل تدريجياً في البلد سيجد عدد أكبر من الموظفين، الذين سُرّحوا مؤقتاً من أعمالهم من دون رواتب، أن شركاتهم لا تزال مغلقة، وأن وظائفهم ذهبت في مهب الريح.

ضخ الدولار لـ”حزب الله”!

رئيس الحكومة حسان دياب طمأن بالأمس أن حكومته باقية، ومثله فعل حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، في حين يبدو ان الانهيار المالي “باقٍ ويتمدد”، طالما ان القوى الحاكمة تتمنع عن اجراء اصلاحات جذرية (مكافحة الفساد، وقف التهريب وإصلاح الكهرباء)، وتستعيض عنها بتشكيل لجان وبقرارات حبر على ورق. وآخر القرارات الحكومية، هو التوافق مع مصرف لبنان، على البدء بضخ دولارات في السوق، اعتباراً من يوم الاثنين لمواجهة التدهور غير المسبوق في سعر الليرة، إضافة إلى تشكيل خلية أزمة برئاسة وزير المالية لمتابعة التطورات. علما بأن احتياطي المصرف المركزي، وفق سلامة نفسه، لا يتعدى 20 مليار دولار (في حين تقدره وكالة فيتش بـ5 مليارات قابلة للاستخدام فقط)، وهو مبلغ لن يكفي لمدة طويلة، في حال استمر ضخ الدولارات بوتيرة متزايدة، خصوصاً أنّ المصرف المركزي يتولّى في الوقت عينه عمليات دعم بمئات ملايين الدولارات، للمواد الحيوية، كالمازوت والقمح والأدوية والمواد الغذائية.

وفي أسطع برهان على تخبّط وعشوائية الحكومة في تعاملها مع أزمة غير مسبوقة في لبنان، قررت الحكومة “مخاطبة صندوق النقد الدولي بلغة واحدة”، أي إلى توحيد أرقام الخسائر المالية بين خطة الحكومة وخطة جمعية المصارف؛ وذلك بعد 13 اجتماعاً بين وفد الحكومة اللبنانية وصندوق النقد. رهان على الوقت بعض الخبراء الاقتصاديين يعتبرون ان الحكومة تراهن على الوقت بانتظار بشرى ما من صندوق النقد الدولي، او بانتظار تغيّرات في السياسة الأميركية، لكنها تراوح في مأزقها، اما عملية ضخ الدولارات فهي ابرة مخدرة، سيزول مفعولها بعد وقت قصير، ليسوء الوضع بعدها أكثر فأكثر، علما بأن هذه العملية سيستفيد منها حزب الله عن طريق التجار الذين يدورون في فلكه؛ إذ إنهم يحصلون على الدولارات من “المركزي” ثم يتم ضخها في أسواق الضاحية لتتجه بعدها بطريقة منظمة إلى جيوب “حزب الله” او الى سوريا. في حين ان لبنان تحت مجهر المراقبة، وعلى بعد يومين من عقوبات قانون قيصر الأميركي.

فوضى واضطرابات

جهات دولية ومحلية حذَّرت من انحدار الأمور الى فوضى واضطرابات. وفق تقرير مجموعة الازمات الدولية الأخير فإنه “في حال تحوّلت الاحتجاجات الاجتماعية إلى اضطرابات جياع، فستعجز قوات الأمن التي تتلقى رواتبها بعملة تتضاءل قيمتها على نحوٍ متزايد، عن السيطرة على الوضع، ومن المستبعد أن تتمكن من ذلك. قد يكون التدهور المتسارع للخدمات العامة، مثل الصحة والتعليم والكهرباء، على بُعد أسابيع فقط”. وفي هذا الاطار، يحذر مدير مشروع لبنان وسوريا والعراق في مجموعة الأزمات الدولية هايكو ويمين من معارضة الولايات المتحدة مساعدة لبنان، بحجة ان “حزب الله” المصنف إرهابيا هو أحد مكوّنات الحكومة فسيكون ذلك خطأ كبيرا. فمن شأن فشل المفاوضات الجارية مع صندوق النقد الدولي ـ وهو ما قد يثني أيضاً الكثير من المتبرعين الدوليين عن تقديم المساعدة بأنفسهم ـ أن يكون كارثياً. ووفق ويمين، يحتاج لبنان دعما خارجيا فوريا لمنع مؤسساته من التداعي ولتجنيبه أزمة إنسانية طاحنة.

 

الأب نعوم عطالله

الكولونيل شربل بركات/14 حزيران/2020

سنة 1967 كانت سنة حاسمة فقد خسر العرب في ستة ايام من بداية الصيف كامل سيناء وهضبة الجولان والقدس مع الضفة الغربية حتى نهر الأردن. ولكنها بالنسبة لي كانت نقطة تحول فقد قرر والدي أن يرسلنا أنا وشقيقي بشارة إلى المدرسة الداخلية في عينطورة.

ومدرسة القديس يوسف في عينطورة من المدارس العريقة وقد كان بنوا شقيقي الأكبر قد أكمل دروسه فيها قبل دخوله المدرسة الحربية. وقد أحبه معلموه وبقيت له ذكرى جميلة عندهم من ناحية الاجتهاد والنجاح. وكان جورج ايضا قد درس بعض الوقت في عينطورة بعد عودته من فرنسا. ولذا فيوم ذهبنا مع الوالد لمقابلة مدير المدرسة، وكان يومها الأب نعوم عطالله، كان لنا استقبال حميم بالرغم من أن الأب نعوم لم يكن يعرف المرحوم بنوا ولكن الأب الرئيس مارونسان كان أحد معلميه وبقي يتذكره. بالنسبة لبشارة كان عليه أن يعيد صف البكالوريا إذا ما سقط في الدورة الثانية في تشرين أما أنا فقد كنت في الكاترييم يعني يجب أن انتقل إلى البرفيه. حاول الأب نعوم اقناع الوالد بأن اعادة الصف ستكون افضل بالنسبة لي لأنني آت من مدرسة بعيدة ولا يعرف مستوى التعليم فيها جيدا. وعندما رفضت قال سوف نبقيك في الكاترييم لمدة شهرين وسنرى كيف تكون النتيجة. ولكنني قلت للأب نعوم ما رايك بأن تضعني في التروازييم لمدة شهرين وإن لم أكن من بين الأوائل عندها تعيدني إلى الكاترييم. ضحك الأب نعوم وقال للوالد عنده ثقة بنفسه فلنجربه. وهكذا كان وكان التحدي وصرت من التلامذة الأوائل في الصف خاصة في المواد العلمية حيث نلت أول جائزة في الماتيماتيك في آخر السنة الدراسية. وكان التلامذة يطلقون علي أسم البروفسيور بركات. وبقيت في عينطورة حتى الترمينال أي مدة أربع سنوات داخلي تطورت فيها العلاقة مع الأب نعوم وقد كان يحب الرياضة وكنت من بين البارزين فيها خاصة في الركض الطويل.

كان الأب نعوم شديد في معاملته مع الطلاب ولكنه كان أبا بكل معنى الكلمة. وكان يعيش في المدرسة والده الكاهن الذي كان أصبح متقاعدا وشقيقه الأب عبود الذي أصبح فيما بعد مديرا للمدرسة والأب أنطوان الدويهي وأبونا جورج بالاضافة إلى أربع رهبان فرنسيين من جمعية اللعزاريين. ومدرسة مار يوسف في عينطورة إحدى المدارس القديمة التي أسسها اليسوعيون ومن ثم أعطوها للعزاريين. وبناؤها من الحجر الصلب على شكل مستطيل في وسط الجهة الشرقية منه يقع البرج وهو رمز المدرسة بينما ينفتح الأفق في الجهة الغربية منه صوب البحر لتشرف على التلال الخضراء من درعون وحاريصا إلى زوق مكايل حيث يظهر البحر لتعود باتجاه زوق مصبح حيث مدرسة اللويزة التي تختفي بين أفياء الصنوبر. وكنا نمضي الفرص نتمشى على التراس وفوق المسرح حيث يمكن أن نرى العاملين في البساتين حول المدرسة ومسيو جورج الذي كان مكتبه وغرفته تحت التياتر.

قام الأب نعوم بجرف جزء من حرش الصنوبر في أعلى التل لينشئ ملعب كرة القدم وكنا نتسلق الدرج الطويل الذي يقف بشكل شبه عمودي ويتألف من أكثر من مئتي درجة لبلوغ هذا الملعب فنصل ونبدأ اللعب فورا بدون حاجة للتحمية. وكان الأب نعوم يحب ايضا كرة السلة التي قرر أن تكون هي لعبة المدرسة حيث أنشأ نادي البرج وبنى ملعبا مسقوفا. أيام المباريات بين المدارس كان بين فريق المدرسة لاعبا من الكامرون اسمه أبو بكر كان والده سلطان الكامرون وكان طويل القامة ورياضي الجسم ودائم الابتسام وخفبف الظل وعندما يدخل الملعب لا يجاريه أحد وكان الأب نعوم يفتخر فيه.

ومرت الأيام وبعدنا عن المدرسة ودخلنا الجامعة ومن ثم المدرسة الحربية وبدأت الحرب التي لم تترك لنا اي مجال للعودة إلى مدرستنا الحبيبة ولا لمعرفة ما صار عليه الأب نعوم. وفي يوم من الأيام سنة 1985 على ما أعتقد وكانت المشاكل على أشدها وقد تهجرت قرى شرق صيدا والاقليم وأصبحت منطقة جزين محاصرة. إذا بالأب نعوم يزورني في البيت برفقة المونسينيور بوهيغاس المبعوث البابوي إلى جزين. وكان قد اصبح مسؤول الأباء اللعزاريين في الشرق. فرحت كثيرا بزيارته وأعادني إلى تلك الأيام الجميلة. واستعدت ذلك الشعور بمحبته التي تفيض بدون قيود. وتحادثنا عن كل شيء. ويومها أمضى ليلته عندنا في البيت وفرح به الصغار. ومن ثم صار بيتنا ممر اجباري له في زياراته إلى المنطقة.

الأب نعوم من الرجال القليلين الذين تشعر معهم بسهولة التعاطي فهو واضح كالشمس وصريح ومحب. أذكر أنه في إحدى المرات وكان الصديق الشاعر يوسف حبوب شاغلا باله بموضوع ابنه طوني الذي كان قبل بالجامعة اللبنانية لدراسة الطب ولكنه لم يجد مكانا للاقامة. ولم يكن الاستاذ يوسف يجد حلا للموضوع. وإذا بالأب نعوم يزورنا وكان يوسف موجود فقلت للأب نعوم هل تعرف اي طريقة يمكننا مساعدة الأستاذ يوسف بموضوع ابنه. فاستفهم عن القضية ثم قال ليوسف دعه يأتي لرؤيتي في الأشرفية الأسبوع القادم. وهكذا حلت مشكلة يوسف وأقام طوني في الفوايي التابع للعازاريين في الأشرفية طيلة مدة دراسته.

قمت بزيارة الأب نعوم في مقره في الأشرفية عدة مرات يوم كنا لأ نزال نركب البحر إلى بيروت وكان استقباله كما في ايام المدرسة بنفس العاطفة وبنفس الاندفاع. ولكن الأيام عادت فابعدتنا وها أنا في كندا منذ ثلاثين سنة لم أسمع عن الأب نعوم إلا اليوم حيث اتصل بي شقيقي لويس من بيروت ليخبرني بأن الأب نعوم قد رحل.

تأثرت لفقد صديق وأب وأخ لا بل مناضل في سبيل الله والحق. ورجل عمل بكل طاقته اينما حل وكيفما طلب منه. ففي ذمة الله يا أبونا نعوم. وأنا أكيد بأن مكانك أيها الأب العزيز بين ألأبرار والصديقين. ولك منا ألف سلام. رحمك الله يا من كنت عاملا في حقله بكل اخلاص وقد تكاثرت وزناتك بدون شك "فأدخل فرح سيدك"...

 

لبنان في التاريخ.

بقلم المؤرخ جواد بولس/من الأرشيف

لم يعد جائزاً بعد ان تعممت المعارف التاريخية والعلمية على انواعها ، لاسيما في الوقت الحاضر حيث هبت الثقافة الغربية بمختلف رياحها على لبنان والشرق والعالم ، ان يبقى لبنان موضع تساؤل ، او ان تكون هويته التاريخية موضع خلاف.

ان لبنان ، كباقي بلدان العالم ، هو وليد الجغرافية والتاريخ ، اي الارض والزمان. ذلك ان كيان البلدان مرتبط ارتباطاً وثيقاً بالعوامل الجغرافية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والتاريخية ، التي تطبع المجتمع ، على اختلاف المذاهب ، بطابع خاص، يظهر شخصيته الجماعية ويميزه عن غيره من المجتمعات البشرية .

فلبنان الحاضر، كلبنان الماضي، يشكل وحدة جغرافية واضحة ، مؤلفة من جبال شامخة تنحدر نحو ارياف خصبة شرقاً وشطوط بحرية عامرة غرباً . فهذه الجبال كانت ولا تزال قلعة جبارة تحمي هذا البلد من الاخطار الخارجية وتنشط عند سكانه غريزة الحرية الفردية وروح الاستقلال . اما البحر، وهو طريق مفتوح على العالم الخارجي ، فقد مكن اللبنانيين ، منذ اقدم العصور ، من الاتصال بالبلدان الواقعة على شواطئه ، فساعد على انماء روح التساهل والتسامح وحب التعامل مع البلدان الغربية وتبادل المنافع والافكار مع سكانها .

ان هذه العوامل الطبيعية ، وهي اشد فعالية من كل عامل آخر ، قد كونت وتكون دوما ، في هذا البلد ، وحدة اقتصادية واجتماعية وثقافية ونفسية وتاريخية ، لها شخصيتها الجماعية والقومية والسياسية الخاصة ، الممثلة في الكيان او الوطن اللبناني ، المستمر منذ اقدم العصور . بالرغم من كافة النكبات . وهذه العوامل قد طبعت اللبنانيين المعاصرين والاقدمين ، من اي اصل او دين كانوا ، باخلاق وسجايا نفسية واجتماعية خاصة ، كانت ولا تزال ، العامل الاكبر الذي يجمعهم مع بعضهم البعض ويمييزهم عن غيرهم من الشعوب القريبة والبعيدة .

ان لبنان ، كمجتمع بشري خاص ، بدأ مع التاريخ ، وله في هذا القسم من العالم تاريخ خاص به . وهذا معنى عبارة “لبنان في التاريخ”، عنوان كلمتي هذه . وقد تسنى لنا ، بعد ثلاثين سنة من الدرس والتنقيب ، ان نبين ذلك بوضوح في مجلداتنا الخمسة ، تلك التي تؤلف ” تاريخ شعوب وحضارات الشرق الادنى ، منذ القدم حتى ايامنا هذه ” .

ان الحاضر الذي نعيش يعكس الماضي . والماضي يضيء امامنا سبل المستقبل ، ويسهل علينا فهم الظروف التي نمر بها . وكلاهما يشكلان تحدياً للذين يقيسون عمر لبنان بعمر دولة لبنان الكبير الذي انشيء 1920 او الجمهورية اللبنانية التي تأسست سنة 1936. اذ ان اختلاف شكل الانظمة السياسية وحتى فقدان الاستقلال لا يعنيان فقط انقطاع التاريخ في بلد ما . فهذه الاحداث ، في ضوء تاريخه ، ليست اكثر من ثوب يرتديه شعبه . وفقا لظروف حصلت في حقب معينة .

ان لبنان اليوم ، كما كان عليه بالماضي البعيد والقريب ، يتوسط وادي الرافدين – سوريا والعراق – ووادي النيل . وهكذا يشكل موقعه الجغرافي التقاء حضارياً محورياً . في وسط منطقة الشرق الادنى . التيّ تعرف انها كانت مهد الحضارة . اما مركزه على مفترق قارات ثلاث فقد جعل منه جسرا اقليمياً وعالمياً تتنقل بواسطته الحضارات والثقافات والتجارة والشعوب . والدور الوسيط الذي يضطلع به شعب لبنان لدور قام به منذ آلاف السنين . واستطاع ان يصمد في وجه الكوارث التاريخية بسبب الازدواجية الجغرافية التي هي من صنع الطبيعة. والطبيعة هي من صنع الله . اذ عندما سدت في وجهه سبل البحر في الماضي انحسر اهله. على اختلاف مذاهبهم الدينية ، في جباله العالية فحافظوا على عزلتهم وعلى اكتفائهم الذاتي . خوفاً من ان ينال من حريتهم واستقلالهم اي غزو خارجي .

ان ما ندلي به الآن لا ينم عن انطباع آني او رغبة او غاية . انما اكده لنا المؤرخون الكلاسيكيون منذ ما قبل العصر اليوناني . اذ ليس ثمة مؤرخ يوناني او لاتيني دون تاريخ الاحقاب التي سبقته او التي عاصرها الا وجاء على ذكر تاريخ لبنان . وبرغم اطلاق تسمية ” فينيقيا ” عليه . فترة من الزمن . لقد ظلت تسميته الاصلية ، النابعة من تراثه . تلازمه منذ ما قبل سنة 2000 قبل الميلاد حتى اليوم .

وفي طليعة هؤلاء المؤرخين المعروفين يأتي هيرودوتس الذي يعتبر ابا التاريخ ويليه بوليبوس وسترابون وديودوزس الصقلي وبليتوس ومارينوس الصوري من صور وغيرهم ، فضلا عن كتاب ” الثوراة ” . وقد ايدت ما جاء به المؤرخون والجغرافيون القدامى النقوش والآثار المكتشفة في اماكن مختلفة في الشرق الادنى . كما عرف لبنان من خلال النصوص التي خلفها المؤرخون البيزنطيون .

وجدير بالتنويه هنا انه ، في ضوء عدم وجود تسمية بلا مسمى لقد كانت الحدود الحالية للبنان ، على وجه التقريب ، الحدود الكلاسيكية المعروفة منذ سنة 1200 قبل الميلاد . واهم مدنه كانت صور وصيدون وبيروت وجبيل وطرابلس وارواد . وكانت هذه المدن المسيطرة على البحار طيلة اجيال ، تؤلف كل منها دولة مستقلة في اطار نوع من الاتحاد الكونفدرالي ، وفي حقبة طويلة من الزمن كانت طرابلس عاصمة هذا الاتحاد الفينيقي .

والمؤرخون الجغرافيون المسلمون والعرب انفسهم كالبلاذري والهمذاني وابن بطوطة وابن جبير وابن ياقوت وابن عساكر وغيرهم اشاروا الى لبنان وحدوده .

وهناك حديث شريف ” ان لبنان من جبال الجنة ” . أما في أواخر العهد العثماني ، فكما تعلمون ، قد سلخت المدن الساحلية وبعض الملحقات عن لبنان بموجب تدبير فرضه البروتوكول الدولي الموقع من الباب العالي وبعض الدول الاوروبية 1861 – 1864 . فنتج عن ذلك كيان سياسي يتمتع بنوع من الاستقلال الداخلي باسم ” متصرفية جبل لبنان “.

انه برغم الاختلاف والتناقض حول الحدود التفضيلية للبنان بين المؤرخين والجغرافيين الكلاسيكيين والرواة والرحالة العرب والمسلمين ، وهي أمور ثانوية ، تبدو الحقيقة التاريخية الواقعية عن لبنان جلية تماماً . لقد اتضحت معالم الشخصية اللبنانية المميزة عبر الاجيال على الرغم من تبدل العهود وتوالي الغزاة في هذا الممر العالمي .

قد يستطيع كاتب او سياسي او أي انسان ان يتجاهل مواضي تاريخ أمة ما . فيبدأ تفكيره فيها أو حديثه عنها انطلاقا من حقبة معينة ، وذلك على مسؤوليته بما يقع فيه من خطأ وشطط ، لكن من يتوخى الحقيقة الراهنة لا يستطيع ان يتجاهل الحقب التي سبقت تلك الحقبة . اننا ، شئنا او ابينا ، حصيلة التاريخ ونحن نعيشه ، والتاريخ ، الذي هو تدوين لاحداث حصلت فعلا ، بوعي او بغير وعي ، فردية او اجتماعية ، هو استمرار تفاعل يعكس ماضيه في حاضره في مستقبله .

وبصورة عامة ، لقد لازمت الازدواجية الجغرافية للبنان ازدواجية بشرية . تدين بحضارتين متميزتين قبل ان تكون ثمة مسيحية واسلام حضارة بحرية وحضارة برية او قطرية .

ونقول: لا خوف من هذه الازدواجية وما يتفرع عنها لانها تشكل في الواقع علة وجود التفاعل والنشاط الفكري الديناميكي والمركب البشري اللبناني المميز. ان الثقافة الصحيحة لا يمكنها ان تنكمش على نفسها او تنعزل عن غيرها دون ان يدركها الانحطاط. ” اطلبوا العلم ولو في الصين ” وأيضاً ” بقدر لغات المرء يكثر نفعه فكل لسان بالحقيقة انسان “.

أنه لمبدأ أولي أن نعي . ونحن في خضم أحداث خطيرة، ان للقومية مرتكزات جغرافية واقتصادية وارادية مشتركة ، تبقى دونها المرتكزات الدينية والثقافية .

فمسألة تعدد الطوائف الدينية أو المذهبية في لبنان ، كما المحنا، قديمة العهد، عاصرت الفينيقيين أجيالاً عديدة . وقد أعطت دوماً الدليل على وجود مناخ للحرية في هذا البلد نتيجة طبيعته الجبلية . فتطبع سكانه ، على اختلاف طوائفهم وميولهم ومعتقداتهم ، بطابع التعلق الشديد بالحرية والاستقلال .

ويبقى امام اللبنانيين ان يدفعوا بعجلة التطور الى الامام . عن طريق التآخي والتعاون والعلم العلمي الحديث. ذلك حتى لا يبقوا في تخلف شكل التقدم الغربي بالنسبة اليه تحدياً اقربه الينا التحدي الاسرائيلي ، في مختلف الميادين وعلى أرفع المستويات .

ان الجدال في هوية لبنان ، ذي الكينونة الحية الثابتة البارزة منذ أقدم العصور ، لجدال عقيم لا يجدي . فالمجدي حقاً في مثل هذه الظروف هو تنمية شعب لبنان تنمية شاملة ، عن طريق توفير الامن والعدل والحرية والازدهار ولا سيما العيش الافضل لكل مواطن ، يقيه من مخوف الحاضر وأخطار المستقبل.

 

انقلاب على مين؟!

زياد عيتاني/أساس ميديا/الإثنين 15 حزيران 2020

. ابنتي في العشرين من عمرها، وفازت في الجامعة الأميركية بالانتخابات. تريد تغيير العالم إلى الأفضل، مؤمنة بوطنها، وتهتم بتفاصيل السياسة وأخبار الرؤساء. إلاّ أنها كلما تحدثت عن الحكومة ورئيسها، قالت الرئيس سليم دياب. أصحّح لها المعلومة قائلاً: "يا ابنتي اسمه حسان دياب، وسليم هو رئيس سابق لفريق الأنصار البيروتي الذي يمارس كرة القدم والكثير من الألعاب". فتتساءل ابنتي مستغربة: "بالله عليك والدي. لماذا لا أذكر اسمه كما أذكر اسماء كلّ الرؤساء؟!". .. يعيش حسان دياب أزمة بنيوية، أنه لا يصدّق أنّ الناس تصدّق أنه بات رئيساً للوزراء، فبدأ يسعى خلف الإنجازات. وعندما لم يجدها قرّر أن يعتبر كلّ ما يقوم به هو من الإنجازات، فطوره وغداؤه ووجبة العشاء. ثم تسريحة شعره، ومشطه الشهير، حتى ارتداؤه للنظارات. كانت كلّ هذه الأشياء بنظره 97 إنجازاً وبقي من الـ100 ثلاثة إنجازات. وعندما تحوّلت تلك الإنجازات إلى نكات على وسائل التواصل الاجتماعي، لجأ إلى نغمة الانقلاب. وبدأ بينه وبين نفسه بإحباطها، فوحده صدّق ذلك، وصار يستيقظ صارخاً من نومه كلّ مساء: "أوقفوا الانقلاب، حاصروا الانقلابيين، لا تسمحوا لهم أن يقتحموا الأسوار". ثم يقفز من سريره حاملاً نظارته على أنها سيف، ويبدأ بمقاتلة ومنازلة الهواء. هل من أحد المستشارين أو المقرّبين، وهم كثر أن يوقظ حسان دياب قائلاً له: "دولة الرئيس عن ماذا تتحدّث، عن أيّ انقلاب؟" المتظاهرون في ساحة رياض الصلح راكبو الدراجات النارية حلفاؤك رعاة حكومتك. فلا تقلق فلا أحداً يفكّر بالانقلاب بخاصة ان الانقلاب يحتاج لمنقلبين ولمن يُنقلب عليه. ومن المؤكد أن عنصراً من العنصرين غير متوفّر إن لم يكن غياب للعنصرين. من روائع الكوميديا المصرية فيلم اسمه "اللمبي في أمستردام"، حيث يجد اللمبي نفسه فجأة في أمستردام، يهرب من الشرطة الهولندية ويلجأ الى أحد المقاهي التي يخرج منها صوت أغنية لأم كلثوم، فيبتهج فرحاً صارخاًً: "مقهى المصريين.. تعالوا نقاتل المحتل. تعالوا نطرد الدخلاء". هو يظنّ أنه ما زال في القاهرة، وأن الشرطة الهولندية هي جيش الاحتلال، يضحك روّاد المقهى عليه ويقولون له: "عن ماذا تتحدّث، عن أيّ انقلاب". الخشية كل الخشية أن يصدر الرئيس حسان دياب في نهاية ولايته كتاباً جديداً عن الإنجازات يذكر فيه أنه نجح بإحباط عشرة من الانقلابات.

 

حزب الله يسابق الأميركيين على الفوضى والعقوبات

منير الربيع/المدن/15 حزيران/2020

منذ يوم الجمعة الفائت دخل لبنان مداراً جديداً. أصبح لا بد من نسيان مشاهد تظاهرات مشابهة لتظاهرات 17 تشرين، ولو مرحلياً. فالمشهد سيختلف كلياً في الشارع. وفي ذلك استكمال للانقلاب على الثورة وعلى كل ما تبقى من توازنات. تحدّث رئيس الحكومة عن إفشاله محاولة انقلاب، فأوقع نفسه في شرك تناقضاته. هو تحدث باسم 17 تشرين ادعاءً، بينما من انقلب عليها هم الذين أتوا به إلى الحكم ويوفرون الرعاية له.

بلا قفازات

مشهد الدراجات النارية التي حولت هدف التظاهرات من إسقاط الحكومة والعهد إلى إسقاط حاكم مصرف لبنان، هو بحد ذاته الانقلاب. كما عمليات التخريب التي شهدتها بيروت.. وحتى طرابلس. لم يعد من مجال لارتداء القفازات، خصوصاً في سلوك حزب الله وأعماله. أخذ الأمر على عاتقه، بمشهد يوم السبت 6 حزيران، وبمشهد ليلة الخميس، وبمشهد ثالث ليل الجمعة. ثلاثة مشاهد، دفعت حزب الله إلى السيطرة على الأرض وعلى التحركات والتظاهرات وتوجيهها. وقد نجح بذلك، حتى غابت مشاهد التظاهرات الأخرى التي كان يسعى إلى إلغائها. قال حزب الله للجميع إنه صاحب الحكومة وصاحب المعارضة، يمسك بالحكم وبالشارع. وأي مفاوضات ستجري ستكون معه لا مع غيره. هو يعتبر أنه إذا ما كان الأميركيون يهددون بالفوضى، فها هو يسبقهم إليها ويصبح قادراً على التحكم بها. واللعبة لم تقتصر على بيروت بل حتى في طرابلس. ومحاولات زرع الفتنة بين أبناء المدينة والجيش، تهدف إلى إعادة تصوير عاصمة الشمال كعاصمة للمتطرفين أو المخربين، وبذلك يتم القضاء على التحركات الشعبية التي اضطلعت بها المدينة في 17 تشرين.

في الانفتاح على سوريا

لمثل هذه الخطوة، تفسير واحد وهو أن الحزب يعمل على خطف الكرة من الأميركيين في لبنان، وتجميع أكبر عدد من الأوراق إلى أن تحين لحظة التفاوض. أو ربما لاستعجال هذه المفاوضات. فيما الأميركيون يبدون في مكان آخر، ولم يعد لديهم بوادر استعجال، طالما أن إيران لم تقدم التنازلات المطلوبة. فبالنسبة إلى واشنطن، الضغوط مستمرة ويجب أن تتشدد أكثر في المرحلة المقبلة، إلى أن يأتي موعد الانتخابات الأميركية. المؤكد أن الضغوط الأميركية ستتزايد. وهي دفعت رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس الحكومة إلى خطوات تراجعية في السياسة، بينما قابلها حزب الله والرئيسان بإنجاز التعيينات بما لا يتلاءم مع واشنطن. أما التراجع فيرتبط بشكل مباشر بالعزوف عن التفكير في الانفتاح على النظام السوري، وترتيب زيارة إلى سوريا. لم يعد دياب في وارد إجراء هذه الزيارة. وكذلك لم يعد باسيل وعون قادرين على المطالبة بالانفتاح على النظام السوري وتطبيع العلاقات معه سياسياً. لا سيما بعد رسائل أميركية متشددة. وتفيد معلومات متابعة أن الأميركيين أبلغوا اللبنانيين بوجوب الامتناع عن نسج أي علاقة رسمية مع النظام السوري، لأن ذلك سيؤدي إلى فرض عقوبات على مؤسسات وإدارات رسمية لبنانية. كما أن الرسالة تشير إلى استمرار بعض الوزارات اللبنانية بالتعاون مع الوزارات السورية. وهذا أمر يجب أن يتوقف.

إسراع بالعقوبات

سيكون لبنان في مواجهة مدار من الفوضى، وفق المعطيات المتوفرة حالياً. طريق التفاوض بعيدة، وإجراءات الضغط ستتزايد. المخزون الاحتياطي في مصرف لبنان سيتضاءل، ما سيزيد من الأزمة المالية والمعيشية، وسيؤسس إلى انهيار أكبر. فبعض المعطيات تفيد بأن الأميركيين يدرسون تقريب فترة فرض العقوبات على مسؤولين وأشخاص وأصحاب شركات لبنانيين، بعد التعيينات المالية التي أُنجزت، وبعد خطوة حزب الله في الشارع.. ما سيعقد الأمور أكثر. الأنظار تتجه يومي الاثنين والثلاثاء إلى المنصة التي تعهد حاكم مصرف لبنان من خلالها بالعمل على ضخ الدولار، وتخفيض سعره. ولكن إذا لم تنجح هذه المساعي، فإن الضغوط ستتجدد وستتكثف أكثر على سلامة، ربما لدفعه إلى الاستقالة. ومعلوم أن لا سلامة ولا غيره قادر على تثبيت سعر صرف الدولار ووقف الانهيار. وهذا يعني أن لبنان سيكون أمام موجة فوضى جديدة. وعندها أيضاً لا بد من انتظار ردّ الفعل الأميركي الذي سيكون أكثر تشدداً.

 

ترنّح سلامة ولم يسقُط

عصام الجردي/المدن/15 حزيران/2020

موجة من الجنون تجتاح البلد لفرط الاستخفاف بعقول الناس. رئيس الحكومة حسّان دياب يعلن الجمعة الماضي فجأة إنه أحبط محاولة انقلاب على حكومته. جلستان لمجلس الوزراء واحدة في السراي وأخرى في مقر الرئاسة الأولى كانت مخصصة لإقالة حاكم مصرف لبنان رياض سلامة. حطّ رئيس مجلس النواب نبيه برّي بالطوافة العسكرية في بعبدا وأحبط المحاولة. أُرغم سلامة في المقابل على تعهد ضخ الدولار الأميركي في السوق اعتبارًا من الإثنين 15 حزيران (اليوم). سيوقع تعهده بضخّ الدولار فعلًا وإلّا .. في المقابل، لا يعلم المواطن أن مصرف لبنان هو أكبر شخص معنوي يطلب الدولار الأميركي في السوق. وأنه مع وزارة المال أي الحكومة، يوفران من الذخيرة ما يكفي لتأجيج الطلب على الدولار الأميركي. رئيس الجمهورية ميشال عون، لا صلاحيات له ميدانيًا في سوق القطع إلّا إذا شاء. التوقيع على المراسيم يأخذ وقته وترقد برجاء القيامة. التشكيلات القضائية مفتاح للشروع في عمل القضاء وإطلاق معركة الحرب على الفساد. هناك خاسران من كل تلك الترّهات. الناس والوطن.

بسلامة وسعر الصرف نبدأ. عندما سيأتي وقت تتمكن السلطة السياسية من إقصاء حاكم مصرف لبنان رياض سلامة قبل انتهاء ولايته، يكون الوقت قد أزف لبداية التغيير الحقيقي في منظومة السلطة السياسية. لأن إقالة الحاكم لا سند لها سوى "الإخلال بواجبات الوظيفة أو لخطأ فادح في تسيير الأعمال" كما يستفاد من قانون النقد والتسليف (المادة 19). غير ذلك لا تنطبق الحالات الأخرى المنصوص عنها للإقالة. لذلك، ففي حال الإقالة يفترض أن تستكمل بالتحقيق القضائي. عندها ستتحسّس منظومة الأوليغارشيا مجتمعة رؤوسها. هذا أكبر سدّ طبيعي يحمي به سلامة رأسه. حين انتصر سلامة على رئيس الجمهورية وحمله على التجديد له حاكمًا مؤبدًا لمصرف لبنان، خرج سلامة من دائرة المساءلة. راقبوا المسار الفاحش. وحين انهار النشيد النقدي والبلد تحت سنابك القهر وضياع الحقوق، وجاء دياب رئيسًا للوزراء ليتهم سلامة بالكبائر وينوي إقالته تراجع هو الآخر. السبب، "الوقت ليس مناسبًا فيخترب البلد، وتنهار الليرة ويتغيّر النظام. ليس وقتها الآن اتّقوا الله"!

لسنا من جوقة استهداف سلامة. وقطعًا لسنا من جوقة المتملّقين بلا خجل. نعم، أخلّ رياض سلامة بوظيفته حين أباح الاستدانة لخزانة مستباحة من عصابة أشرار. للمرّة المئة نقول راجعوا قانون النقد والتسليف. لم يكن سلامة وحده؟ بالتأكيد. كان من سدنه وشجّعه إلى ذلك. الفريق السياسي الذي ما انفكّ يثرثر ويهزأ من الشعب ويتلذذ بآلامه. الأمر لم يتوقف على دين وفوائد لتأمين السرقة الموصوفة لهذه الجهة أو تلك، ولمدّ الزبائنية السياسية بقدرة على الاستمرار. بل على مؤسسات وكيانات حكومية تدرّ أرباحًا هائلة على خزائن الدول وموازناتها وتؤمن خدمات. إلّا في لبنان باتت مرتعًا زبائنيًا.

رسالة برّي وصلت

برّي لم يكن يمثل نفسه و"حركة أمل" حين هبط كقاضي العجلة في القصر الجمهوري. كان يمثل عصب النظام السياسي الأوليغارشي الذي تحرّك لحماية سلامة. الفريق العوني الباسيلي الذي يعتبر أسرع ضيف على النظام الأوليغارشي الزبائني خسر الرهان مرّة ثانية. هذا الفريق ضعيف جدًا أمام برّي حليف "حزب الله". وجبران باسيل التائه بين الولاء للحزب وبين مراضاة واشنطن، كلّما اقترب موعد الانتخابات الرئاسية وصعد الخلاف بين واشنطن وطهران، اجترع الكأس بالقبول على مضض. وانسحب دياب من الصورة إلى الأمام بخطبة جديدة تستخف بالعقول..

تلا برّي قرار اجتماع بعبدا. "خفض قيمة الدولار الأميركي إزاء العملة اللبنانية ابتداء من اليوم (الجمعة الماضي)، ولكن حقيقة سيبدأ ذلك من الاثنين (اليوم).. إلى ما دون 4000 ليرة. وصولاً إلى 3200 ليرة لبنانية للدولار الأميركي. هذا الأمر سوف يحصل. الموضوع الثاني الذي اتفق عليه، هو "مخاطبة صندوق النقد الدولي بلغة واحدة، برعاية المجلس النيابي". يقصد لجنة المال والموازنة النيابية برئاسة ابراهيم كنعان، الذي انحاز نهائيًا إلى خطة المصارف وموقف مصرف لبنان. "نحن في حاجة اليوم إلى جميع الناس، ولسنا في حاجة إلى الاستغناء عنهم". ختم برّي.

استنزاف الذخيرة الحيّة

بعد قرار إلزام سلامة عرض الدولار الأميركي، حقَّ لنا أن نخشى العاقبة. سيكون أسيرًا للحكومة التائهة بدورها وكأن الأمر أُسقط في يدها. كان على سلامة منذ البداية عدم مغادرة سوق القطع وتركها للسراحين المضاربين. وللمهربين إلى نظام دمشق. ليضيف إليها تدخله في السوق شاريًا. نعرف الأسباب العائدة إلى تأمين كفاية تمويل الحاجات المعروفة للبنانيين. لكن سلامة وهو الخبير المحترف في السوق، يعلم إنه كان يؤمن وسادة مريحة لاستنزاف ما بقي من ودائع الناس متاحًا لديه. كان قادرًا على عرض الدولار الأميركي ليكسر الاتجاه المرتفع الوحيد الجانب. وليعطي إشارة إلى أنه في السوق فيتغيّر اتجاهها بذاتها ويعود ليشتري ما عرض على سعر أدنى. ومصرف لبنان أقدر على المناورة في عاملي السوق (Support & Resistance) اللذين لا تفتقد السوق إليهما مهما كان حجم المضاربات. لكن لا يمكن أن يستسلم مصرف مركزي وقت الهجوم الضاري على العملة، مهما ضنّت ذخيرة الاحتياط القابل للتصرف. بقاؤه في السوق ولو من باب التهويل يحدّ من الطلب حتى لو كان تدخله بمبالغ زهيدة. أمّا اعتماد علاج أزمة من طبيعة نقدية – مالية – اقتصادية بأساليب بوليسية فنافل. ويكون ناجعًا وفي مكانه الحقيقي على المعابر السيادية التي غدت عبئًا على السيادة والناس والبلاد. نقول ذلك ونعلم، أن فقدان الثقة بالحكم وبالحكومة، وبالقطاع المصرفي والمالي، وبيومنا وغدنا، لا يشبع سوق القطع حتى لو فُتحت لنا خزائن الاحتياط الفدرالي الأميركي..

خفّف من غلوائك قليلًا يا دولة رئيس الحكومة. إنسَ سلفك سعد الحريري الذي لولا سياساته وتحالفاته "لما آلت إليك الكرسي" أيضًا.. الناس تريد منك إنجازات بمستطاعك وحكومتك لا أكثر. فلماذا تهرب من القادر عليه والمفيد فورًا للناس والعباد، إلى ما أنت عاجز عنه ولا يفيد؟ إصعد إلى قصر بعبدا من دون إذن فتى العهد الأغرّ، واطلب مؤازرة رئيس الجمهورية والقوى الأمنية لتقود بنفسك إقفال المعابر غير الشرعية. عيّن مجلس إدارة لمؤسسة كهرباء لبنان والهيئة الناظمة. القانون موجود.. أطلب إلى رئيس الجمهورية مرسوم التشكيلات القضائية فورًا. أمّا سلامة فترنّح ولم يسقط..

 

حزب الله لاعب اقتصادي قوي سيطيح بالبلد

خضر حسان/المدن/15 حزيران/2020

على غرار السياسة، بات حزب الله لاعباً اقتصادياً قوياً. ليس لأنه يملك نموذجاً اقتصادياً متقدّماً يمكنه تقديمه كمدخل للانقاذ، بل لأنه يتحكّم بمفاصل الدولة، ومنها الاقتصاد، عن طريق تحكّمه بقطاع الصرافة، وتالياً بالسوق السوداء، وبالتوازي تحكّمه بطرق التهريب نحو سورياً، إن على صعيد البضائع أو الدولار.

سيطرة كاملة

استطاع الحزب تطويق حاكم مصرف لبنان رياض سلامة واخضاعه، عبر زيادة الضغط عليه وتركه يواجه كل القوى السياسية التي ترمي في وجهه مسؤولية انهيار سعر العملة، ومسؤولية تمويل الفساد والهدر طيلة 27 سنة. تمكّن الحزب أيضاً من عزل المصارف وإخراجها من المواجهة، بعد أن كانت رأس حربة ضدّه في العقوبات الأميركية على الحزب. ولعبت الظروف النقدية والاقتصادية دوراً في عزل المصارف من دون تكبّد الحزب الكثير من العناء. فالمصارف اليوم بالكاد قادرة على إدارة أزمتها تجاه المودعين. على صعيد ثالث، سيطر الحزب على قطاع الصرّافين، فبات هذا القطاع منفذاً للحزب للقيام بالعمليات المالية والسيطرة على السوقين القانوني وغير القانوني.

رابعاً، يسيطر الحزب على مجلسي الوزراء والنواب، أي على القرار السياسي للبلاد، وكذلك يسيطر على الأمن. أي أن البلاد ساقطة في قبضة الحزب كلياً.

هذه السيطرة لا تعني بالضرورة امتلاك مفاتيح الحل النقدي والاقتصادي والاجتماعي، لكنها بلا شك، تصلح لتكون مدخلاً لفرض "الإصلاح" فيما لو أراد المسيطر فعل ذلك. ومن الواضح أن القرار السياسي لا يمكن الركون إليه وحيداً للجم ارتفاع أسعار الدولار، لكنه يحد من التقلّب المفاجىء أولاً، ويرسم الخطوط الرئيسية للبدء بالإصلاح الحقيقي الذي يؤثر على أسعار الصرف، ثانياً. وبالتوازي يحد من التهريب إلى سوريا، وهو الطريق الذي يسهم في رفع أسعار الدولار والسلع على حد سواء. وهو ما لا تقترب منه الحكومة وبالتوازي مصرف لبنان، بل يعمدان لاتّباع اجراءات، يعلمون أنها عقيمة، وعلى رأسها إجراءات ضخ الدولارات في السوق، فكيف إذا كان الضخ سيسلك طريق الصرّافين أولاً؟

الحفاظ على سلامة

السيطرة التي حققها الحزب، تُرجِمَت في مهاجمة الحكومة لسلامة، وإعلامه أنه تُرِكَ وحيداً في عملية تدفيعه ثمن الأزمة. وتجلّى الهجوم بالمداخلة التي قامت بها وزيرة العدل ماري كلود نجم، خلال جلسة الحكومة الأخيرة، إذ أكّدت أن مَن يحمل 4000 دولار على دراجة نارية في الضاحية الجنوبية لبيروت، ليس هو من سبّب الأزمة، وليست ثورة 17 تشرين هي من سبّبت الأزمة، وانما السياسات المالية الخاطئة، لا بل المجرمة، هي من أدت الى هدر المال العام وتعميم الفساد. وتابعت نجم، أن الأزمة التي نعيشها، هي نتيجة هندسات مالية جرت لتغطية خسائر المصارف التي قامت باستثمارات فاشلة خارج لبنان.

لكن رغم الحصار، لا يزال سلامة يتمتّع بهامش واسع للتحرّك، ويعلم أن الطبقة السياسية لا يمكنها التخلي عنه بسرعة حالياً. وهذا واضح من خلال إصرار رئيس مجلس النواب نبيه برّي على عدم التخلّي عن أحد في هذه الظروف التي تحتاج جميع الأشخاص، والمقصود هنا رياض سلامة تحديداً.

وبرّي لا يدافع عن سلامة حبّاً به، وانما صوناً لعدم انطلاق لسان سلامة بما يعرفه من خبايا مالية تطال جميع السياسيين، وتحاشياً لانعكاسات سلبية متسارعة ستطال الليرة والمشهد السياسي، فيما لو تمّت إقالة سلامة أو زيادة الخناق عليه أكثر. لذلك، فإن كلام برّي موجّه بجزء منه إلى حزب الله الذي زاد الخناق على سلامة في الآونة الأخيرة.

وما تأكيد رئيس المجلس على توحيد اللغة مع صندوق النقد، سوى تهدئة للأحوال، سعياً لايجاد نقاط يمكن الاتفاق عليها بين حزب الله وسلامة، تؤدي إلى تقليل حجم التباينات بين الحكومة والمصرف المركزي، ما يسهم في ترطيب الأجواء بين الطرفين خلال التفاوض مع صندوق النقد.

غير أنه في المقلب الآخر، لا ترتبط مساعي التهدئة بالداخل فقط، بل بالسياسة الإقليمية والدولية التي ينغمس فيها الحزب بوصفه ذراعاً إيرانية في المنطقة. والمتغيّرات خارج الحدود تدفع الحزب لزيادة الضغط في الداخل توسيعاً لسيطرته وإحكاماً لقبضته. ولا حرج لدى الحزب إن ساهمت سياساته في استمرار رفع سعر الدولار وتضييق الخناق الاقتصادي والاجتماعي على الناس، بمن فيهم بيئته الحاضنة. فرواتب رجاله بخير، وبيئته الحاضنة تسلّم بأن زعيم الحزب لديه بصيرة وحكمة خلف كل ما يفعله، حتى وإن هلكت البيئة بأكملها، فهي شهيدة تحت راية الدفاع المقدّس. "..وما الصبر إلاّ مفتاح الفرج". وهذه العقيدة ليست تفصيلاً عابراً، بل هي الركيزة التي تحمي ظهر الحزب، والتي نجح في تمتينها منذ العام 2006 حتى اللحظة. ويُلتمس ذلك بوضوح من خلال عدم انتفاض تلك البيئة رغم كل ما يصيبها.

لا رؤية اقتصادية

لا يملك الحزب رؤية اقتصادية تشكّل حلاً للأزمة. وهو لا يحتاج إليها، لأنه لا يبحث عن بناء دولة قوية. وكل ما يحتاجه هو صد الهجوم الأميركي عليه من خلال القطاع المصرفي. ونجح الحزب في التصدّي وخلق قطاع رديف لتداول الدولار، وهو قطاع الصيارفة الذي يستعمله الحزب كسلاح قوي في المواجهة والتحكّم بالسوق.

الجانب الأميركي لديه من العنجهية والتكبّر ما يكفي لتجاهل المكاسب التي حققها الحزب، ولعدم تغيير آلية المواجهة. فالأميركي يصرّ على الضغط بطريقة تؤذي الجميع، بمن فيهم حلفاؤه. وهو في هذه النقطة، لا يختلف عن حزب الله، فالطرفان لا يهمّهما البلد بقدر تحقيق مكاسب خاصة. وعموماً، القوى السياسية الحليفة للولايات المتحدة الأميركية، لا تملك هي الأخرى خطة اقتصادية، فكل ما كانت تفعله في السابق، هو الانتفاع من هذا النظام، وتنصّلت منه عند وقوع الكارثة، ظناً منها أن التنصّل يعفيها من المسؤولية.

في النتيجة، الكل مسؤول عمّا آلت إليه الأوضاع الاقتصادية والنقدية والاجتماعية. فالكل استفاد من هدر المال العام. وما الأميركي وحزب الله، سوى قوى تتصارع على أنقاض الاقتصاد لتحقيق مكاسب سياسية، فيما يبقى الاقتصاد والليرة في حالة ضياع تامّة، وحيدان من دون سَنَد فعلي.

لا يُلام الأميركي على قدر حزب الله، ليس لأنه ملاكاً بريئاً، بل لا يلام الذئب إن كان الراعي عدوّ الغنم. فبدل أن يزيد الحزب الضغط الداخلي، ويسهم في تأرجح سعر الدولار وفي دعم السوق السوداء، يمكنه تقليل الضغط السياسي الذي ينعكس على الاقتصاد. وبامكانه لعب هذا الدور الإيجابي لأنه المسيطر على الساحة اللبنانية بكل مفاصلها، وبيده فتح ممرات للحوار السياسي مع خصومه، وبيده كذلك الاطاحة بالبلد. ويبدو أن الخيار الثاني هو الأرجح.

 

لبنان أبرز رهائن إيران في مواجهة أميركا/حزب الله يمسك بمفاصل السلطة اللبنانية ويستميت للهيمنة على الشارع

طوني فرنسيس/انديبندت عربية/15 حزيران/2020

قبل أيامٍ من دخول قانون "قيصر" الأميركي حيّز التنفيذ، اندفعت مجموعات من راكبي الدراجات النارية الرخيصة في شوارع بيروت، مُضرمةً النار في أملاك عامة وخاصة، وتنقّلت بخفّة مشهودة بين حواجز ومواقع القوى الأمنية الرسمية، ورشقتها بالحجارة والزجاجات الحارقة، قبل أن تُقفل عائدة إلى أحيائها بعد ساعات من الفوضى العارمة! عادت فِرق الدمار الشامل سالمةً تماماً، إذ لم يتم توقيف أي فردٍ منها، بينما نشطت قوات حفظ النظام خلال الشهور الفاصلة منذ اندلاع انتفاضة أكتوبر (تشرين الأول) في ملاحقة المعلّقين على وسائل التواصل الاجتماعي والناشطين السلميين في التحركات الشعبية، وبلغ عدد الذين سجنوا أو حُقَّق معهم نحو ألف مواطن!

لم يُثِر هذا الأمر الاستغراب، فغزاة المدينة ليلة الثاني عشر من يونيو (حزيران) كانوا جزءاً من منظومة درّاجة، تولت قبل أربعة أيام فضّ وتخريب مسيرة شعبية، بحجة أن بعض المشاركين فيها يطرحون تسليم سلاح حزب الله، (الإيراني المصدر والتبعية)، إلى الدولة.

في ذلك اليوم أيضاً، دفع هؤلاء "المندسون" الوضع إلى حافة صدام مذهبيّ، عندما انخرطوا في ترديد شعارات وشتائم تمسّ مقدسات المسلمين، ثم توّجوا حركتهم باختراق حيّ مسيحيّ، هاتفين بعبارات مسيئة لمعتقدات سكّانه!

المجموعات نفسها عادت في يومٍ تالٍ إلى الشارع لـ"تتلو" شعارات نقيضة! صار ضرورياً الآن الهتاف بوحدة الشيعة والسُّنة والمسلمين والمسيحيين، قبل أن يحين موعد إحراق وسط البلد الذي تبنته وشجّعت عليه مواقع تواصل واضحة الانتماء والارتباط.

في كل هذه المعمعة الخطيرة التي وضعت لبنان على حافة حرب أهلية، بعد أن أنهكه انهيار مالي واقتصادي غير مسبوق، لم يتم توقيف مرتكب، ولم توجّه التهمة إلى دراجة! والسبب الذي يدركه كثيرون ويرددونه سراً وعلناً، هو أن غالبية المشاركين في هذه الأحداث الخطيرة تنتمي إلى الحزبين الشيعيين، "أمل" و"حزب الله"، وتأتمر بأوامرهما.

والحال، أنّ المشهد اللبناني المعقّد يتحمّل أكثر من تفسير لهذا السلوك العدواني التفجيري الذي يسلكه "الثنائي" المذكور. فالطرفان وهما ركن السلطة القائمة يكنّان عداءً عميقاً لأي تحرّك شعبي مدني، وقد تفجَّر عداؤهما ضد المشاركين في انتفاضة الـ17 من أكتوبر، خصوصاً في المناطق الشيعية، أكثر من مرة، وعانى المنتفضون من أبناء الطائفة الشيعية الأمرّين منهما، اعتداءات وتهديدات لمراكز الاعتصامات في الجنوب والبقاع اللبنانيين، وفي بيروت العاصمة. على أن "الثنائي"، وقد تمكّنا من الإمساك بالحكومة التي قامت في أعقاب الانتفاضة واستقالة حكومة سعد الحريري، باتا معنيين بحماية "حكومتهما" في وجه الاحتجاجات الشعبية المستمرة، وفي الوقت عينه استعمال هذه الحكومة لتحقيق الحد الأقصى من المكاسب في بنية السلطة اللبنانية. والحكومة القائمة هي في مسار الحياة السياسية اللبنانية المأزومة إنجازٌ سياسيٌّ للفريق الشيعي على حساب الطوائف الأخرى. وقد أضيف هذا الإنجاز إلى مكسب كبير سابق هو الفوز برئاسة الجمهورية، الموقع اللبنانيّ المسيحيّ المارونيّ الأول، وإذا أضفنا ذلك إلى الاختراقات في صفوف الطائفة الدرزية وطوائف أخرى لتبيّن كيف أن "الثنائي" الذي يقوده حزب الله تمكّنا من وضع أيديهما على مفاتيح أساسية في السلطة وفي المجتمع اللبناني المتنوِّع.

ويُجرى استعمال الحكومة الراهنة التي يرأسها حسّان دياب في شكل يثير غضب الأوساط الفاعلة في الطائفة السُّنية، التي تشهد على سقوط الموقع المخصص لها في النظام الطائفي اللبناني في يد وتصرف طائفة أخرى تذهب قيادتها الرئيسة بعيداً في تبني خيارات إيران المعادية السُّنة والعالم العربي، وتمعن على المستوى الداخلي في الاستحواذ على مواقع السلطة الإدارية والمالية، كما حدث في تعيينات أخيرة فُصِّلت على مقاس حاجات ومصالح رعاة دياب وحكومته.

ليس سلوك حزب الله و"الثنائي" الذي يقوده جديداً على السياسة اللبنانية الداخلية، فالسعي إلى الهيمنة هو ترجمة لأيديولوجيته الدينية الإيرانية، ولبنان في نظره ولاية من ولايات الوليّ الفقيه، المرشد الإيراني علي خامنئي. وفي ظروف الخصام الأميركي الإيراني يحوِّل الحزب المذكور لبنان إلى ساحة من ساحات إيران في الرد على الحصار والعقوبات الأميركية، وبسبب انخراطه في دعم الرئيس السوري بشار الأسد سيعمل على جعل لبنان أيضاً منصة مواجهة مع قانون "قيصر" الأميركي الذي يشمل بعقوباته كل من يتعامل مع النظام السوري، بمن في ذلك إيران وحزب الله والمتعاونون معه من الساسة ورجال الأعمال اللبنانيين.

لبنان اليوم عالقٌ في المتاهة الإيرانية السورية، ووظيفة سلطته، بدلاً من الاجتهاد للخروج من أزمته الاقتصادية والمالية والاجتماعية، توفير الأرضية المناسبة للدفاع عن مصالح إيران ونظام الأسد.

إنه وضعٌ مشابه للوضع العراقي في بعض وجوهه، لكن من دون حضور أميركي فاعل. لقد اضطر الحشد الشعبي العراقي، وهو المرادف لحزب الله اللبناني، إلى تقديم تنازلات ولو شكلية إلى حكومة الكاظمي عشية بدء الحوار الاستراتيجي بين أميركا والعراق، وجاءت هذه التنازلات في مذكرة قدّمتها قيادة "الحشد" مطلع الشهر الحالي، تتضمن تعهدات بالابتعاد عن المناطق الحضرية والاكتفاء بتسمية فصائل الحشد، وهي في غالبيتها تتعاطف مع إيران بأرقام، مثل "اللواء العاشر" بدلاً من "النجباء" مثلاً. ومن الواضح أنّ الموالين إيران في العراق اضطروا إلى اتخاذ هذه الترتيبات عشية حوار الحكومة مع أميركا، الذي تولاه من الجانب الأميركي وكيل الخارجية الخبير بشؤون لبنان والعراق ديفيد هيل، بسبب معرفتهم حجم الثقل الأميركي في العراق، وهذا لا يتوافر مثله في لبنان، وإلا لكان حزب الله وافق منذ زمن، ومن دون أميركا، على مطلب اللبنانيين بإجراء نقاش حول الاستراتيجية الدفاعية. ذلك الحوار الذي بدأ في عام 2006 بقيادة نبيه بري، ثم توقف بعد غزوة مايو (أيار) 2008 التي احتل خلالها حزب الله بيروت الغربية. من لبنان إلى العراق تتحكّم العناوين الكبرى التي ولّدتها محاولات إيران السيطرة على "غرب آسيا"، غير أن ذلك لن يوقف مطلب اللبنانيين، ومثلهم أبناء العراق، في استعادة دولتهم، وإنقاذ اقتصادهم، وإعادة إطلاق النمو والازدهار. ولذلك فإن أفلام الأيام الأخيرة في شوارع بيروت، ذات الإخراج التدميري والتعايشي الرديء، يصعب أن تقف عائقاً أمام استمرار انتفاضة اللبنانيين، وهو ما أكدته تحرّكات نهاية الأسبوع تحت عنوان: "البديل موجود"، وهو ما ستنحو إليه التطورات المرتقبة.

 

ثلاثة أيام لبداية جحيم جديد في سوريا

يوسف بزي/موقع تلفزيون سوريا المعارض/14 حزيران/2020

بعد ثلاثة أيام، يدخل "قانون قيصر" حيز التنفيذ. إنه الموعد المخيف للنظام السوري. لكنه أيضاً الموعد المشؤوم للمواطنين السوريين المقيمين داخل بلدهم، في المناطق التي يسيطر عليها جيش الأسد. فالحظ التعس للمواطن السوري هذا، يجعله ينوء تحت عبء تحمل الانهيار الاقتصادي الحاصل منذ سنوات، والذي سيتحول مع "قانون قيصر" إلى إفلاس اقتصادي شامل إلى حد الجوع.

الحصار الأميركي والعقوبات الفعالة نسبياً في السنوات الفائتة، مضاف إليها حجم الدمار والخسائر البشرية والمادية الفادحة والكلفة الهائلة للحرب، كان كل هذا بمثابة كارثة للأحياء الذين فقدوا مقومات العيش اليومي والقدرة الشرائية. ورغم قساوة كل ذلك، فإن الأسوأ والأقسى سيأتي تباعاً مع "قانون قيصر"، الذي سيستهدف مالية "الدولة السورية" ومواردها واقتصادها على نحو متشدد وخانق.

المعروف سلفاً أن ليس لـ سوريا اليوم علاقات اقتصادية مع العالم، لا تجارة ولا استثماراً ولا سياحة. واليوم، أكمل الأميركيون الطوق الذي عملوا عليه بهدوء وصمت. وكانت إشارته الأولى الظاهرة، حين لجمت تلك الاندفاعة الطائشة لدولة الإمارات في محاولتها تطبيع العلاقات مع الأسد والبدء بمشاريع استثمارية عقارية وتجارية. حينها أدركت الدول العربية أنه غير مسموح لها بمدّ النظام السوري بأي جرعة أوكسيجين.

التحول المهم حدث في العراق. عادت أميركا لتفرض نفوذاً سياسياً وأمنياً على بغداد وعلى قرارات الحكومة العراقية. فالدولة التي كانت مفتوحة لـ سوريا باتت حدودها مغلقة بأمر أميركي. وبالتزامن، عمل الأميركيون مع الأردن على خفض كل الصلات الاقتصادية، استيراداً وتصديراً مع "الدولة السورية" إلى أدنى مستوى ممكن، وبالكاد يقتصر على بعض المبادلات عبر معبر "نصيب".

الضربة الكبيرة كانت في لبنان، المنفذ الشرعي وغير الشرعي الذي يستفيد منه النظام السوري ويشكل له أحد أهم شرايين الحياة، هو أيضاً بات مشمولاً على نحو شبه علني بالعقوبات. القنوات المالية السرية عبر المصارف والتحويلات غير المباشرة والاستيراد بالوكالة عبر مرفأ بيروت ومطارها.. كل هذا بات بالغ الصعوبة وشبه مستحيل. فلبنان نفسه فقد احتياطاته من العملة الصعبة، وانهياره الاقتصادي يشابه تقريباً الحال السورية. والمصارف اللبنانية تحت مجهر الرقابة الأميركية اللصيقة.

الدولة اللبنانية، وهي رهينة حزب الله، لا يمكنها تحدي الأميركيين وكذلك لا يمكنها عصيان حزب الله. إنها في عجز تام. والمصرف المركزي الذي كان يموّل استيراد القمح والمحروقات ويضخ السيولة الدولارية في السوق، يعاني اليوم من شح في النقد. لذا، لم يعد بمستطاع النظام السوري تأمين القمح والمشتقات النفطية والنقد الدولاري عبر لبنان. وكان واضحاً أن أزمة "المازوت" في لبنان سببها التدقيق الصارم في الكمية التي يحتاجها لبنان فلا يستورد ما يفيض حاجته ليتسرب تهريباً إلى سوريا.

المصرف المركزي اللبناني والمصارف الخاصة أبدت تجاوباً مع متطلبات "قانون قيصر" منذ نحو الشهر. ولذا، يمكن القول إن كل محاولات حزب الله في السنتين الأخيرتين لتجيير إمكانات لبنان لصالح دعم النظام السوري، أصبحت اليوم مستعصية بعدما كانت إحدى الأسباب المباشرة في الأزمة المالية اللبنانية. والحيلة الأخيرة التي كان يعتمدها الحزب ونظام الأسد، باستغلال شركات التحويل الإلكتروني ("ويسترن يونيون" مثلاً) للحصول على الدولارات، أضحت غير فعالة بعدما أجبر المصرف المركزي تلك الشركات على تسليم الحوالات فقط بالليرة اللبنانية على أن يشتري المصرف بنفسه تلك الدولارات.

ولكي ندرك دهاء الخطة الأميركية في خنق النظام السوري، ننتبه الآن لماذا الأميركيون كانوا شديدي الإصرار على الحضور الميداني العسكري وفرض سيطرتهم على الشمال الشرقي وأنحاء أساسية من منطقة الجزيرة في سوريا، وحيث تسيطر الميليشيات الكردية على مساحات زراعية شاسعة بالغة الحيوية لـ"الأمن الغذائي" السوري. فهناك تقريباً السلة الغذاية الزراعية، وأولها القمح. والأميركيون الآن فرضوا عدم التعامل مع النظام أو إمداده بالحبوب والقمح.

بهذا "الإيمان" الأسدي، وقراره أن يذهب بسوريا إلى الجحيم، سيتحول "قانون قيصر" إلى كابوس جوع لكل مواطن سوري

بالطبع، إلى جانب القمح، هناك في تلك المنطقة أيضاً آبار النفط، التي كانت تؤمن للنظام السوري مورداً أساسياً وعملة صعبة ومدداً للاستهلاك المحلي من الطاقة. وهذا ما هو محروم منه.

الحصار المطبق، وقطع شرايين الاقتصاد والمال سيكون مع "قانون قيصر" بالغ الشدة والفعالية. خصوصاً أن الدول الحليفة أو الداعمة للأسد، هي نفسها تعاني من أزمات اقتصادية ومن عقوبات أميركية، تجعلها عاجزة عن تأمين ما ينقذ الأسد من الحصار. بل إن إيران وروسيا يلحّان عليه تسديد الديون المليارية وبالدولار!

تقريباً، لم يعد في الخزينة السورية احتياطات مالية تكفيها لأشهر قليلة، وحتى ولو استولى الأسد على ما تبقى من أرصدة لأمثال رامي مخلوف داخل سوريا، فإن مليارات الدولارات "المهربة" لن تعود إلى سوريا.

وكل هذا يقود إلى نتيجة واحدة: إفلاس وضيق اقتصادي غير مسبوق. وستقع إدارة الأسد في عجز عن تأمين الغذاء والدواء والطاقة. فيما العملة السورية ستتجه أكثر فأكثر إلى تسجيل المزيد من الأرقام القياسية هبوطاً. هذه الحرب ليس فيها جندي أميركي واحد. حرب بلا أدنى خسائر للأميركيين. صفر إصابات.

المأساة أن الأسد لن يحتار أبداً. لن يعتل همّ الخيارات والحلول الممكنة. لن يفكر لحظة بكيفية تجنيب السوريين تجرع كأس السم. الأسد الذي "يؤمن" أن سوريا أرضاً وشعباً وُجدت من أجله وعائلته هي أرخص من كرسيه. أن سوريا الدولة ما هي إلا ملكية شخصية، يحوزها ويتصرف بها كما يشاء، هي من يموت من أجل "رئاسته". هي التي ستضحي بنفسها طوعاً أو قسراً من أجل بقائه.

بهذا "الإيمان" الأسدي، وقراره أن يذهب بسوريا إلى الجحيم، سيتحول "قانون قيصر" إلى كابوس جوع لكل مواطن سوري. هذا ما اختبرناه سابقاً مع أنظمة شبيهة، كحال كوريا الشمالية وفنزويلا والعراق في التسعينات.

 

 رسالة إلى الرئيس حسان دياب

توفيق شومان/14 حزيران/2020

دولة الرئيس حسان دياب :

حين تشكلت حكومتك كتبتُ مهنئا ومرحبا بوجوه نظيفة ونزيهة وكفؤة ، وأثنيت بالتحديد على الوزراء ناصيف حتي وغازي وزنه وحمد حسن .

كتبتُ سابقا منوها ، والآن إسمح لي أن أكتب ناقدا .

دولة الرئيس :

أول سؤال يطرحه اللبنانيون على حكومتك : هل يستمر ارتفاع سعر الدولار ويستمر معه انخفاض الليرة اللبنانية ؟

لا إجابة معلومة ومعروفة لدى الحكومة .

السؤال الثاني : إلى متى يبقى اللبنانيون هائمين على وجوههم؟ ، ولا يعرفون إذا كانوا سيأكلون بعد شهر أم سيجوعون ؟

اللبنانيون أملوا من الحكومة الحالية أن تكون " حكومة تأسيسية " للبنان الجديد ، كما كان أمر حكومة رياض الصلح التي أسست لمرحلة ما بعد الإستقلال ، ومثلما كانت حال حكومة رشيد كرامي في مرحلة إعادة تأسيس لبنان إثر أحداث عام 1958.

حكومة رياض الصلح الأولى تشكلت في ذروة الحرب العالمية الثانية ، هل من ضرورة للقول مرة ثانية : الحرب العالمية الثانية ؟

لنقرأ قليلا في البيان الوزاري لحكومة رياض الصلح الأولى التي يمكن اعتبارها قاعدة للبيانات الوزارية ليس في لبنان فحسب ، بل في العالم العربي ، وجاء في ذاك البيان :

" إنها ( الحكومة ) لن تتعرف إلى السياسة الضيقة التي ألهت اللبنانيين بأمور محلية محدودة وأورثت الاختلافات والأحقاد بينهم بل هي ستبتعد بهم عنها كل الابتعاد لتخرج بهم إلى آفاق أوسع تليق باللبناني وبالنشاط اللبناني ".

لنلاحظ : الإبتعاد عن السياسات الضيقة والإختلافات والأحقاد.

في البيان الوزاري لحكومة رياض الصلح الأولى نقرأ أيضا :

" إن الحكومة التي لي شرف رئاستها تريد أن تكون للبنان سياسة عليا يرتفع إليها ويساهم فيها كل لبناني فكرا وعملا ، على أن تلك السياسة من شروط ازدهار لبنان وهي ستعمل بجد وإخلاص على جمع الصفوف وإزالة الأحقاد التي اضطرمت في هذه المرحلة ".

في البيان الوزاري لحكومة رشيد كرامي الثانية ( تشرين الأول / 1958 ـ أيار/1960) في عهد الرئيس فؤاد شهاب ، جاء التالي :

" لسنا بحاجة للعودة إلى الماضي ، فقد عقدنا العزم على غسل هذا الماضي ، والحكومة التي تقدر مسؤوليتها في هذا الظرف بالذات ، ترى أن واجبها الأول هو العمل على غرس مبادىء الوحدة اللبنانية ".عودة إلى رياض الصلح :

في عام 1946 ، كلفت الحكومة اللبنانية إحدى أهم الشركات البريطانية الإستشارية بوضع دراسة حول طاقات وبنى الإقتصاد اللبناني ، والمؤسسة معروفة بإسم " مؤسسة ألكسندر جيب وشركاه " ، وبعد أقل من سنتين ، أنجزت هذه المؤسسة دراسة تفصيلية ، هذا بعضها :

ـ في الزراعة : توصيات بزراعة الفستق وقصب السكر والتوت لإعادة إنعاش الحياة في إنتاج الحرير ـ إستغلال الهضاب والوعور غير الصالحة للزراعة أو قليلة الإنتاج الزراعي وزراعتها بأشجار الزيتون التي لا تحتاج عناء ومشقة كبيرين ، مما يوفر للبنان مصدرا تصديريا مهما لحبوب الزيتون وزيوتها ـ تكريس المواءمة بين الزراعة والصناعات الزراعية التحويلية إن لناحية المخللات و المجففات و المربيات ، خصوصا إذا اتبع لبنان زراعة مركزة ومناسبة لمناخه وطبيعته وبيئته من مثل الخضروات والحمضيات والفواكه المختلفة ، وكذلك هو شأن الثروة السمكية الممتدة على شاطىء طوله 210 كلم ولا يصار إلى استغلاله ، لا على مستوى كفاية الإستهلاك الداخلي ولا على مستوى تصديره للجوار او تصنيعه وتعليبه .

كلام تفصيلي وواضح وخطة تفصيلية وواضحة ، ولا داعي للإطالة .

ـ في الصناعة : ما يلفت أولا في دراسة " ألكسندر جيب " ، أن معامل الصابون في مدينة طرابلس كانت تلبي احتياجات لبنان وسوريا بنسبة 45% ، وهذه الصناعة يجب تطويرها ، فيما صناعة الغزل والنسيج يفترض أن تغطي السوق المحلية وتنافس المنتوجات الغربية ، فلبنان بحسب دراسة " ألكسندر جيب " مؤهل لذلك ، كما أن صناعة النعال والجلود المتميزة في لبنان يمكن أن تلقى أسواقا مفتوحة في الشرق والغرب إذا توفر لها رعاية معقولة ، وهذا ما يمكن سحبه على صناعة " بيوت الإترنت "، وإلى ذلك ، فصناعة العطور وأدوات التجميل تمتلك قاعدة هامة وأفقا باهرا في لبنان بحسب الدراسة ، وأما الصناعات الميكانيكية فيجب أن تلقى رعاية ملحوظة في ضواحي المدينيتن الأكبر ، بيروت وطرابلس .لا خارطة طريق أشد وضوحا من هذه الدراسة

في " خطة التعافي" لا وضوح ولا تفصيل .

حكومات ما قبل الحكومة الحالية لا وضوح فيها ولا تفاصيل أيضا، و كأن قدر الحكومات اللبنانية أن تبتعد عن التفاصيل و تمتهن عدم الوضوح.

ما الذي يدفع إلى قول ذلك؟

أول ما يدفع إلى قول ذلك هو قطاع الكهرباء ، و من حق اللبنانيين أن يسألوا أين خطة إصلاح قطاع الكهرباء ومتى تظهر إلى النور؟ فنصف أسباب الإنهيار المالي ناتج عن استنزاف هذا القطاع لمالية الدولة كما هو معروف ومشهور .

من حق الناس أن تسأل يا دولة الرئيس : ما خطة الحكومة لخفض ارتفاع أسعار المواد الغذائية وغير الغذائية ؟

إجابات الحكومة حائرة ، ولذلك يستمر قلق الناس ، ومن بين أسئلة القلق : متى يعود العمال المصروفون إلى أعمالهم وأشغالهم ؟

أيضا لا إجابات تشفي غليل الناس الذين يسألون: من أين ستأتي الأموال إلى لبنان ؟ وأي خارج يمكن أن يساعد أو " يشفق " على لبنان ؟ ومقابل ماذا؟ ، وهل يمكن بالفعل إستعادة الأموال المنهوبة ؟

حسنا ... لنفترض أن الرياح جرت بما لاتشتهي السفن ، فلا صندوق النقد الدولي وافق على إقراض لبنان ، ولا مساعادت ولا هبات ولا إيداعات وصلت إلى هذا البلد المنكوب ، ما العمل ؟ ما الفعل ؟ ما الرؤية ؟ ما الخطة البديلة ؟.

هذه أسئلة لا إجابات حولها، مع أن الحكومة الحالية يُفترض أنها حكومة عبور من الإنهيار إلى الإستقرار ، كما يقول لسان الحكومة وكما هي الوعود في خطاباتها ومواقفها .

من حق الناس أن يقولوا : : لم يأتنا بعد الخبر اليقين من جهينة ، وقبل هذه الحكومة كان الناس على الأرض وما زالوا على الأرض ، ويخشون أن يطلع ذات صباح فيجدون أنفسهم تحت الأرض .

بالعودة إلى رياض الصلح :

قال الرئيس رياض الصلح بعد إدلائه ببيانه الوزاري الأول : أنا جئتكم بوثيقة الإستقلال.

الإستقلال عنى المستقبل وعنى الأمل والنظر إلى الأمام.

الناس يقولون يا دولة الرئيس : قد نزايد عليك في لعن الماضي ، ولكن أين الأمام ؟ وأين الأمل ؟

دولة الرئيس حسان دياب : خطابان لا يطعمان خبزا : أن تلعن الماضي وأن تقول للناس اصبروا.

عشتم وعاش ولبنان

 

شيعة، شيعة"... فزاعة "حزب الله" بوجه المآزق

منى فياض/الحرة/14 حزيران/2020

وجدت جمهورية الخوف والتخويف، الخاضعة لسلاح الاستقواء الخارج عن الشرعية، ضالتها في شيطنة الثورة وصهينتها من باب تجرؤ البعض المطالبة تطبيق القرار 1559. بعض الإعلام أشار لهؤلاء بالاسم لأنهم بعملتهم تلك فضحوا المضمر في جمهورية التكاذب فعلّقوا عليهم شماعة تهديد السلم الاهلي وإيقاظ الفتنة. ما دعا كثرا للتردد أو التراجع معلنين براءتهم من "الجريمة".

لكن الملفت أن من "أيقظ الفتنة" كانوا صبية حملة السلاح أنفسهم. وهي الممارسات التي بدأت مع انطلاقة الثورة؛ وتستعاد عند كل محطة سياسية لا تتماشى مع أجندات أصحاب السلاح. وهو ما يؤكد أن المشكلة تكمن في حصرية استخدام السلاح ضد الداخل وبعيدا عن الحدود.

الجديد أن "الانتصار الإلهي" الذي ظل البعض مقتنعا أنه انتصار لكل لبنان، وأن السلاح يحمي جميع اللبنانيين تحول إلى مجرد فزاعة بيد زعران يستخدمون شعار "شيعة، شيعة، شيعة" كوسيلة ابتزاز واستفزاز لسكان عين الرمانة رغم زعم أن تفاهم مار مخايل "يحمي المسيحيين"! وللتهجم على السيدة عائشة ما حفّز الأزهر على إصدار بيان استنكار؛ فنسف الحزب تاريخه وحوّل نفسه من بطل التحرير في العالم العربي إلى مجرد تنظيم مذهبي يحمي خارجين عن القانون.

وبدل القبض على هؤلاء المخلين بالأمن والمعروفين بالوجوه والأسماء، صار المطلوب ملاحقة المطالبين بسيادة القانون وتطبيق القرارات الدولية؛ في الوقت الذي يطلب رئيس الدولة رسميا التمديد لقوات اليونيفيل لمراقبة تنفيذ القرار الدولي 1701، الذي يطالب بوضوح تنفيذ القرار 1559 الصادر منذ العام 2004! وهو نفسه القرار الذي افتخر بأبوته رئيس الجمهورية! فأصبحت المطالبة به تهمة وخيانة. ويصل "التشاطر" حد المطالبة بتطبيق انتقائي ومجتزأ للقرارات الدولية! لأن الأمم المتحدة وجدت لخدمة سياسيينا ومصالحهم!

حولوا الإيمان إلى تعصب. فالإيمان هو ميدان الترجيح، بينما يدخل التعصب في دائرة القناعة التامة وامتلاك الحقيقة المطلقة

إن المطالبة بالقرار 1559 ليست سوى نتيجة اعتراف الأمين العام لـ "حزب الله" حسن نصرالله بنفسه إمساكه بخيوط السلطة، عندما استعدى الثورة رافضا أي تغيير في الوضع الحالي يوم طرح لاءاته الثلاث: "لا نقبل بإسقاط العهد ولا نؤيد استقالة الحكومة ولا انتخابات نيابية مبكرة"، و تخوينه للثوار واتهامهم بالعمالة لإسرائيل. الترجمة العملية لهذه اللاءات هي الحفاظ على منظومة الهدر والفساد وحماية حكومة تمارس أقصى هرطقات الإخلال بالقوانين المرعية في التعيينات وغيرها. فكيف يمكن تحييد "حزب الله" وسلاحه عن اهتراء الدولة وانهيارها المريع الذي تفاقم تحديدا مع أول حكومة تابعة له في العام 2011؟

لقد ربط "حزب الله" نفسه بنفسه بالأزمة حين أصرّ على فصل نفسه عن الأزمة الاقتصادية والمالية، بإعلان مصادره أن تهريب سلاحه خارج الموضوع لأنه يمر من معبر وحيد معروف من الجميع! من الذي يحمي إذن معابر تهريب البضائع المدعومة بالعملة الصعبة من جيوب اللبنانيين لإرسالها إلى سوريا؟ ومن الذي يمنع حكومته من إغلاق المعابر الأخرى؟ ومن الذي اعترض على "خنق الشقيقة" اقتصاديا ويريد المزيد من الانفتاح عليها؟ لماذا يمنع الجيش من القيام بدوره المكلف به وهو حماية الحدود؟

ما حصل يوم السبت في السادس من أكتوبر، والسبت الذي سبقه، أن هناك من تغلب على الخوف وعبّر عن رأي الغالبية الصامتة المغلوبة على أمرها من اللبنانيين. من هنا كان الإعداد المسبق للرد المبرمج بين أركان السلطة بتنسيق مع "الثنائية الشيعية" واستنفار جميع الأجهزة والأدوات بالتنسيق مع أركان السلطة والأحزاب التي تحسب نفسها معارضة وبتواطؤ معظم وسائل الإعلام المحلية.

المؤسف هو تحويل شعار "شيعة، شيعة" إلى فزاعة ونذير شؤم على غرار الإعلان وصول الجراد الذي يلتهم الأخضر واليابس. والمؤسف هو الانحطاط بـ "الشيعية" إلى هذا الدرك وتحويلها إلى أداة للقمع والاعتداء السافرين. بعد أن كانت قوة التشيع تنبع من توجهه المعارض والمتّهِم للقوى الحاكمة وسلطات القرار وفي إخلاصه لتقاليد الصراع ضد الظلم. فالشيعة تاريخيا يعيشون في انتظار عودة الإمام الغائب، فيما هم يناضلون من أجل العدالة على الأرض. حولت إيران وحزبها التشيع إلى أداة تهديد وتسلط.

السؤال ما الذي يدفع الحزب وأدواته إلى هذا السلوك؟ هل لتأكيد فائض القوة أم من الخوف من فقدانها؟ هل للانتقام لمشاعر الاضطهاد التي يحرص على إبقائها حية؟

تتناوب "حزب الله" وجمهوره مشاعر الخوف من الآخرين والاستقواء عليهم، الاستضعاف والتنمّر، لشعورهم بتمدد دائرة الخطر واقترابها في نفس الوقت. من هنا الاستماتة في الاحتفاظ بالسلاح. لذلك يستمر بشحذ بيئته بسردية تجعل من سلاحه (المستورد أو المأجور؟) الرافعة التي أعادت إلى "طائفة المحرومين كرامتها وكافة حقوقها" في الجمهورية المتهالكة!

لقد استولى "حزب الله" على المجتمع الشيعي عبر الخدمات الزبائنية والثقافة المستوردة وطقوسها التي شوهت الثقافة المحلية الجنوبية وصادرت وعي الجمهور واستتبعته لثقافة إيرانية غريبة. بحيث صار بإمكان بعض محازبيه الاعتراض على "ممارسة الحرية الشخصية" كسباحة شابة أو شرب شاب للبيرة في المنتزهات والأماكن العامة لأنها "تتعارض مع عاداتنا وأعرافنا، خصوصا في هذه الأرض التي وطأتها أقدام المجاهدين وارتوت بدماء الشهداء"!

بماذا يفترقون عن "داعش" إذن؟ ومنذ متى لا يحفظ الدستور الحريات الشخصية على جميع الأراضي اللبنانية؟ فهل تحول الجنوب إلى كانتون مقفل على عاداته المستجدة؟ ولم الاعتراض على الفدرلة إذن؟

هذه التطورات دفعت مروان الأمين، الذي ينتمي إلى إحدى العائلة الشيعية الكبيرة، للكتابة على "فيسبوك":

"1 ـ التنوع والتعددية والاجتهاد في الجنوب عمره مئات السنين، أما أنتم وشموليتكم وأحاديتكم فمستجدون، صدّرت إلينا إيران هذه الثقافة في أوائل الثمانينيات... نحن نشبه هذه الأرض وأنتم دخلاء.

2 ـ مشكلتنا معكم ليست محصورة بسلاحكم، بل في القيم الاجتماعية والثقافية ونمط الحياة. حتى الملبس قمتم بأدلجته سياسيا، ملبس نساءكم ورجالكم هو ملبس الحرس الثوري الإيراني، لا يشبه ملبس أجدادنا وأهل الجنوب المؤمنون.

لن نستسلم ولن نسلّم لكم، سنقاومكم أفرادا وجماعات، بالموسيقى، والرقص، وزجاجة البيرة، والمايوه؛ سنقاومكم... بالألوان، بشَعر نساء الجنوب الجميلات، بشاب وصبية يتواعدان بفرح وبحب في الأماكن العامة، وأمام الجميع سنكسر نمطيتكم.

سنقاومكم بكل تفاصيل الحياة، سلاحكم يقتل الناس، لكن لا يستطيع أن يقتل نمط الحياة.

مستمرون، وسننتصر على ظلاميتكم".

حولوا التشيع إلى أداة تخويف للآخر ووسيلة سيطرة على الجماعة. في النظم التوتاليتارية ينبع الخوف من التهديد بالعقاب أو الموت. لكنه هنا نتج عن الضبط والتنميط والرقابة على العقول وتوحيد تفكير الناس بواسطة تحوير الوقائع والحقائق عبر الإعلام الكاذب ليصبح ما هو افتراضي واقعي ومخيف.

أمام ممارسات السلطة الراهنة سيتفاقم الانهيار وبالتالي سيتصاعد العنف. ليس أمام الثوار سوى استكمال توحيد برامجهم والاعتراف بمكمن المشكلة للتصويب عليها

حولوا الإيمان إلى تعصب. فالإيمان هو ميدان الترجيح، بينما يدخل التعصب في دائرة القناعة التامة وامتلاك الحقيقة المطلقة. المتعصب لا يتساءل لأنه "يعرف" ولأنه "مختار".

المتعصب بحسب فرويد يحارب شعورا بانعدام الأمان، الخوف من الآخر وشعور بالعجز غير المعترف به. المتعصب يضع كل شيء في مكانه دون غموض: خير وشر، صديق وعدو. المدهش أن أشخاصا ذوو مظهر سوي وحتى أنهم قد يملكون بعض الحس السليم في الأوقات العادية، يمكن أن يصبحوا عرضة للهذيان والجنون التعصبي حين نطال الجماعة التي ينتمون إليها أو العقيدة التي يؤمنون بها. وهذا ما يفسر بروز العدوانية غير المفهومة عند شبيبتهم لسماع أي نقد لمعتقداتهم أو لموضوع حبهم؛ مقتنعين بوجوب الدفاع عن طائفتهم أو معتقدهم المقدس.

قد يذهب المتعصب حد القتل كي لا يوضع معتقده موضع الشك.

أمام ممارسات السلطة الراهنة سيتفاقم الانهيار وبالتالي سيتصاعد العنف. ليس أمام الثوار سوى استكمال توحيد برامجهم والاعتراف بمكمن المشكلة للتصويب عليها.

علينا أن نسأل أنفسنا كيف يمكن أن يتجرأ نائب منتخب على المطالبة علنا بقتل المحتجين دون أن يسائله أحد؟ أليس السلاح نفسه الذي جاء به هو الذي يحميه؟

أليس من حق الثوار التظاهر في مدنهم البعيدة عن الخط الأزرق المحمي بقرار 1701 بمأمن من "السلاح المقاوم"؟ أي حدود يحمي سلاح الحزب في بيروت الكبرى؟

حمى الله لبنان وثورته من هؤلاء الخائفين الذين يريدون إخافتنا للسيطرة علينا.

 

الفتنة لإجهاض ثورة الجوع!

راجح الخوري/الشرق الأوسط/14 حزيران/2020

الصدامات العنيفة التي شهدتها بيروت يوم السبت الماضي بين المتظاهرين، كادت توقظ محاور الحرب الأهلية، بسبب محاولات لاختراق بعض المناطق، وإطلاق شعارات تؤجج الشعور المذهبي.

الأمر ليس مفاجئاً على الإطلاق. إنه نتيجة متوقعة لمسلسل المظاهرات الشعبية المستمرة بوتيرة متتابعة منذ الثورة الشعبية العارمة التي انطلقت في 17 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، بسبب الأزمة الاقتصادية والمعيشية الخانقة، داعية إلى إزاحة الطقم السياسي الذي نهب البلد وأفلسها.

كان المثير أن يأتي التعليق من الرئيس ميشال عون في إطار القول: «إن ما جرى جرس إنذار للجميع»، وكأن هذا الجرس توقف لحظة والبلاد تنحدر إلى السقوط والفشل. وكان مثيراً أيضاً أن يأتي التعليق من الرئيس نبيه بري ليقول: «هي الفتنة تطل مجدداً برأسها لاغتيال الوطن ووحدته... لعن الله من يوقظها»، وكأن هذه الفتنة نائمة أو تنام، ولم تستيقظ على الحرائق التي لحقت بخيام المعتصمين في ساحة الشهداء، وعلى الهجمات العنيفة التي تعرضت لها المظاهرات من جماعات محسوبة على «حزب الله» و«حركة أمل»، تتعمد الهتاف دائماً في هجماتها ضد المتظاهرين: «شيعة شيعة». ولطالما بدا الأمر مستغرباً ومستفزاً؛ حيث إن بين المتظاهرين كثيرين من الشيعة الذين تعلكهم الأزمة المالية المعيشية، كما تعلك كل اللبنانيين.

في المظاهرات التي بدأت في أكتوبر، كان الاعتراض من جماعة «حزب الله» على شعار الثوار «كلن يعني كلن»، بما يعني إزاحة كل الطقم السياسي الذي حكم البلاد وأفلسها، بما يشمل الحزب وقيادته، باعتباره لم يكن مهندساً لتوازنات السلطة فقط؛ بل مقرراً لها، فهو مثلاً الذي وقف وراء الفراغ الرئاسي مدة عامين ونصف عام، قبل انتخاب حليفه الجنرال ميشال عون رئيساً، وهو الذي هندس أخيراً تشكيل حكومة اللون الواحد الراهنة بعد استقالة الرئيس سعد الحريري!

عشية المظاهرة الأخيرة يوم السبت الماضي، انقسمت آراء قادة المظاهرات بين من يدعو إلى ضرورة رفع شعار «نزع السلاح» تنفيذاً للقرارين 1559 و1701 اللذين يدعوان صراحة إلى وضع سلاح الحزب في يد الدولة، وبين من رأى أن الأمر قد يدفع الحزب إلى افتعال الفوضى؛ خصوصاً في ظل أزمته بعد العقوبات الأميركية، وبدء تنفيذ «قانون قيصر» الأميركي الذي يحاول خنق التيار الإيراني، من لبنان إلى سوريا مروراً بالعراق.

على مداخل عين الرمانة، حصلت صدامات عنيفة بين شباب المنطقة وشباب من الضاحية حاولوا أن يخترقوا المنطقة التي كانت نقطة اشتعال في الحرب الأهلية عام 1975، وليلاً حصلت مواجهات وتراشق بالنار في منطقة بربور على خلفية شعارات مذهبية سنية شيعية، أما وسط بيروت فرسم ملامح شرقية وغربية؛ لا سيما بعدما حصلت مواجهات تحت صراخ: «شيعة شيعة»، مع أن الأمر لا علاقة له بالشيعة الذين هم ضحايا الأزمة الاقتصادية المعيشية التي أوصلت سعر الدولار إلى خمسة آلاف ليرة قبل يومين، في وقت تتجه البلاد فيه إلى كارثة سوداء، مع تقديرات تقول إن ارتفاع عدد العاطلين عن العمل سيصل إلى المليون. المشهد السياسي الرسمي ظل مأسوياً فعلاً، فلا الحديث عن جرس الإنذار يعني شيئاً، ولا القول إن الفتنة نائمة لعن الله من يوقظها يعني شيئاً، ولا كل التصريحات التي جاءت من المرجعيات والقادة السياسيين تدين الشعارات المذهبية تعالج عمق المشكلة؛ بل تحاول أن تحرفها عن هدفها الأساس، أي الجوع والخبز والبطالة ويأس الناس المتزايد، وكل هذا سيدفع إلى مزيد من المظاهرات الشعبية، وسيدفع المتضررين من أهل السياسة والهيمنة إلى محاولة إجهاض الثورة الشعبية، وخلق صراعات جانبية، قد تعيد لبنان إلى الانقسام والحرب الأهلية. والذين يتذكرون الأحداث التي سبقت حرب 1975 لا يترددون في مقارنتها ببعض ما يحصل هذه الأيام!

المثير تماماً أن كل هذا يأتي في وقت تغرق فيه الحكومة اللبنانية في مفاوضات مع صندوق النقد الدولي، تبدو حتى الآن مجرد دوران في حلقة مفرغة، لأسباب كثيرة، ليس فقط لأن الحكومة تقدم لخبراء المصرف الدولي أرقاماً متناقضة ومعيبة فعلاً عن وضعها المالي وديونها؛ بل لأنها تمضي في سياسات تفوح منها روائح الفساد وعدم وجود رغبة فعلية في إجراء أي عملية إصلاحية، رغم أن الشرط الأساس للحصول على أي مساعدة من صندوق النقد الدولي والدول المانحة في «مؤتمر سيدر»، هو الانخراط في عملية إصلاح جذري جاد وعميق، ولكن المشكلة تبقى تماماً ليست عند الخلاصة التي انتهى إليها سفير «سيدر» بيار دوكين وأبلغها إلى المسؤولين، وهي «إن لبنان بلد غير قابل للإصلاح» فحسب؛ بل عند النصيحة الصريحة والموجعة التي أبلغها رئيس «تاسك فورس فور ليبانون» إدواردو غابريل إلى المسؤولين في بيروت، من أنه «لا يمكنكم تنظيف البيت بالممسحة الوسخة»!

وما هي الممسحة الوسخة؟ إنها من أوصل لبنان إلى أن يكون واحداً من الدول المنهارة والفاشلة. وفي هذا السياق نشرت مجموعة الأزمات الدولية يوم الاثنين الماضي، تقريراً وصف الأزمة الاقتصادية بأنها غير مسبوقة في تاريخ لبنان الذي يحتاج إلى مساعدات خارجية ملحة، لتفادي أسوأ العواقب، وأن الجهات التي يمكن أن تساعده «تركز على الجهود الهادفة إلى استئصال الفساد والمحسوبية، وأنه تتعيَّن إعادة النظام المالي إلى الوضع السليم»!

ولكن كيف؟

تماماً كما يصيح الثوار منذ أشهر بإزاحة الطقم السياسي «كلن يعني كلن»، وهكذا يقول تقرير مجموعة الأزمات الدولية: «إن أي تغيير بنيوي يجب أن يضع حداً للنموذج السياسي؛ حيث تعمل الزمر الفاسدة التي تخدم ذاتها على الاستيلاء على موارد الدولة والممتلكات العامة، وإعادة محاصصتها»، هكذا بالحرف؛ لا بل إن تلك المجموعة التي لها صوت مسموع جداً في صندوق النقد الدولي، ولدى الدول المانحة، لم تتردد في القول: «إن قدرة الطبقة السياسية على إجراء هذا التحوُّل هي موضع شك كبير؛ لأنه يسحب البساط من تحت أقدامها»!

أكثر من ذلك يقول التقرير: «من الصعب جداً تصوُّر أنهم سيفعلون ذلك، ما لم يجد اللبنانيون الذين خرجوا إلى الشوارع منذ 17 تشرين الأول أساليب لممارسة ضغط مستمر على السياسيين في البلاد»، ولكن هؤلاء السياسيين لن يفعلوا ذلك أبداً، بمعنى أنه ليس هناك من سيقطع يده اليسرى باليمنى، ولهذا فإنهم يحاولون الهروب عبر مخرج من اثنين يقومان على الغباء، ويزيدان الأزمة استفحالاً:

أولاً - عندما يحاولون تحميل القطاع الخاص، عبر ودائع الناس في المصارف، ومساهمة هذه المصارف في تغطية ديون الدولة المنهوبة عبر المصرف المركزي، مسؤولية إفلاس البلاد التي نهبوها هم، ويستمرون في النهب حتى هذه اللحظة، بدليل نقض مجلس الوزراء مثلاً في خلال 24 ساعة قراره، والعودة تحت الضغط إلى إقرار مشروع محطة ثالثة للكهرباء في سلعاتا بكلفة مئات الملايين، رغم فضائح المازوت، ورغم أن قطاع الكهرباء وحده كلَّف لبنان 52 مليار دولار، وهو ما يساوي 62 في المائة من الديْن العام.

ثانياً – عندما يحاولون إجهاض الثورة الشعبية في الفتنة الطائفية والمذهبية، ومحاولة زجها فيما قد يعيد البلاد إلى المتاريس؛ لأن للجوع نتيجتين؛ إما أن يذهب اليائسون إلى الانتحار، وقد فعلها كثيرون، وإما أن ينفجر الجائعون في ثورة عنيفة قد تتحول حرباً أهلية جديدة، من منطلق الخلفيات المذهبية البغيضة التي أطلت برأسها يوم السبت الماضي، ليقال إنه جرس إنذار؛ لكن الجرس لا يتوقف عن القرع، والفتنة لا تنام على الأقل؛ لأن الجائع لا يستطيع النوم!

 

المسمار الأخير في نعش النظام المصرفي

علي شندب/العربية/14 حزيران/14 حزيران/2020

"تفاءلوا بالخير تجدوه" مقولة لم يكف أو يمل الرئيس الراحل رشيد كرامي من تردادها عندما كانت الصواريخ تتهاطل كالمطر أثناء الحرب الأهلية التي أصابت لبنان وما زالنا يعيش تداعيتها، وقد باتت هذه المقولة محل تندر الساسة والناس، وقد انقرض تدوالها لصالح دعاء "الله يستر" تعبيرا عن إنسداد الأفق في لبنان المأزوم الى ما بعد بعد الإختناق.

الله يستر والآتي أعظم، فلا أحد يدري بالدقة ما الذي ستمطره السحب الوافدة عبر المحيطات، في لحظة تهتز فيها الخرائط والشرائط الحدودية في غير بلد، ويعيش العالم ركودا اقتصاديا وصراعا على النفوذ والطاقة تزامنا مع تفشي فيروس كورونا الذي لم يتمكن الطب من فك شيفرة جيناته المهجنة وأنزيماته المركبة لدرجة تعذّر فيها تحديد أبويه الحقيقيين وطرق تناسله وتكاثره وأسلوب انتشاره الذي بات أحجية لا مفر من التعايش المرّ معه ومعها حتى اختراع الترياق الشافي منه. وهو الترياق الذي لم تتمكن منظومة المال والسلطة والسلاح الحاكمة والمتحكمة في لبنان من تأمينه لمعالجة الأزمة الاقتصادية المالية التي قادت لبنان الى الانهيار الذي باتت هذه الطبقة السياسية تسلّم به بعد إنكار، وهو الانهيار الذي تعيشه سوريا أيضا، والمرشح لمزيد من الانهيار مع بدء سريان قانون قيصر الأميركي الفارض لعقوبات على سوريا والمتعاملين معها ومنهم لبنان الذي سبق لمرشد الجمهورية حسن نصرالله أن استبقه بالدعوة الى إقامة "سوق مشرقية" تضم الى لبنان، سوريا، العراق وايران وهي الدعوة التي أجهضها في مهدها ”قانون قيصر" قبيل تطبيقه والذي ربما يلحقه تطبيق قانون ماغنتسكي الخاص بانتهاكات حقوق الإنسان ومكافحة الفساد، كما أجهضها إلغاء الولايات المتحدة استثناء العراق من العقوبات جرّاء تعامله التجاري والكهربائي مع ايران.

لكن اللكمة الجديدة التي تلقاها لبنان الرسمي المحكوم من حزب الله، تمثلت بالكشف عن عقوبات جديدة أوصت "لجنة الدارسات في الحزب الجمهوري" في مجلس النواب الأميركي بفرضها على النظام الإيراني وعلى شخصيات رسمية لبنانية متحالفة مع حزب الله، مثل رئيس مجلس النواب اللبناني وحركة أمل نبيه بري ورئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل وجميع البرلمانيين الحاليين أو المستقبليين ووزراء حزب الله في الحكومة بمن فيهم من يصنفون أنفسهم مستقلين عن الحزب مثل وزير الصحة السابق جميل جبق والنائب جميل السيد الذي هدّد المتظاهرين أمام منزله بإطلاق الرصاص القاتل عليهم، وفي خطوة لافتة نصّت توصيات اللجنة الاميركية بفرض عقوبات حتى على فوزي صلوخ وزير الخارجية السابق وغير الفاعل في الحياة السياسية. لكن التوصية البليغة الدلالات وغير المسبوقة في العلاقات اللبنانية الاميركية فكانت بقطع المساعدات عن الجيش اللبناني الذي لطالما تفاخرت واشنطن في الاستثمار بتدريبه وتسليحه وتجهيزه. لكن اللجنة الأميركية التي أوصت بمعاقبة جبران باسيل، استثنت من توصياتها الوزير السابق سليمان فرنجية صديق بشار الأسد والحليف ما قبل الأول لحزب الله، وهو الاستثناء الذي يقرأ بمثابة "فيتو" استباقي على وصول باسيل الى قصر بعبدا، دون أن يشكل تحفظا على سليمان فرنجية المرشح الجدي لرئاسة الجمهورية والمدعوم من ترويكا نبيه بري، سعد الحريري ووليد جنبلاط.

وبالعودة الى الجيش اللبناني فقد كانت لافتة خشونته في التعامل مع مظاهرات 6 حزيران التي رفع بعضها شعارات مطالبة بنزع سلاح حزب الله وتطبيق القرار 1559، والتي كادت تتحول الى كارثة فتنوية كبيرة بفعل ممارسات مؤيدي "الثنائي الشيعي" الذين تطاولوا على المقدسات الإسلامية المسيحية في منطقتي الطريق الجديدة ذات الثقل السني و بربور معقل حركة أمل وحزب الله المقابلة لها في بيروت، وفي عين الرمانة المسيحية والشياح الشيعية في الضاحية الجنوبية، في خطوة تعكس توترا وحساسية كبيرة لدى حزب الله جراء تنامي أصوات المطالبين بنزع سلاحه بوصفه الحامي ما قبل الأول للطبقة السياسية المتساكنة معه في معادلة "غطّوا على سلاحنا نغطي على فسادكم"، وهي المعادلة التي أنجبت منذ يومين تعيينات مالية وإقتصادية وإدارية في حاكمية مصرف لبنان وغيره في نموذج سيء ورديء من ذهنية المناتشة المحاصصاتية بين ميليشيا المال والسلطة والسلاح انعكست ارتفاعا محموما وغير مسبوق في سعر الدولار الذي وصل لحدود السبعة الاف ليرة كانت كافية لتفجر موجات الغضب العارمة ولإقفال الكثير من المؤسسات الغذائية والتجارية أبوابها في بيروت وطرابلس والنبطية وعكار والبقاع والتي شملت قطع الطرقات بالنيران والحجارة ومهاجمة فروع عدة مصارف وتكسيرها وإحراق بعضها بينهم مدخل فرع مصرف لبنان في طرابلس التي استهدف فيها أيضا بعض مخافر قوى الأمن الداخلي، لكن مظاهرات الغضب من التعيينات وارتفاع الدولار تخلّلها مشاركة القوة الناعمة في حزب الله وحركة أمل متمثلة بمواكب الدراجات النارية التي انطلقت من الضاحية الجنوبية باتجاه بيروت لتشعل ليلها شغبا وعنفا ولتوجه بوصلة الغضب باتجاه المصارف وحاكم مصرف لبنان رياض سلامة بهدف تحميله منفردا مسؤولية انهيار سعر الليرة أمام الدولار، رغم أن هذه المسؤولية تتعدّى حاكم المصرف المركزي الى الحكومات والمجالس النيابية المتعاقبة الذين أقرّوا الموازنات والخطط الاقتصادية والمالية وخصوصا في قطاع الكهرباء الذي يشرف عليه جبران باسيل أو ممثليه في وزارة الطاقة والتي أدّت الى الانهيار الكارثي.

وفي حين أخلى الجيش اللبناني الساحات أمام مواكب الثنائي الشيعي في بيروت أمام الغوغاء والشغب (بخلاف دوره في مظاهرات السبت 6 حزيران) إلا أنه واجه المحتجين في طرابلس وعلى مدى اليوميين الماضيين بالقنابل المسيلة للدموع بهدف تفريقهم، ما يعكس نوعاً من التماهي بين الجيش اللبناني وحزب الله في مظاهرات السبت 6 حزيران وأيضا الخميس والجمعة 11، 12 حزيران في بيروت الذين تميزوا بارتفاع وتيرة التعبير عن "نوبة جوع" مستجدة تكوي أمعاء أبناء بيئة "أشرف الناس" من جهة، ونوبة عشق لا طائفي مستجد تجاه المسيحيين في عين الرمانة والسنة في بيروت بهدف التغطية على نوبة الجنون الفتنوية التي شتموا فيها مقدسات إسلامية ومسيحية من جهة أخرى. أما يوم السبت 13 حزيران فقد تجلى التماهي في إغلاق الجيش والقوى الأمنية مداخل الضاحية الجنوبية والخندق الغميق بالتنسيق والتعاون مع حزب الله وحركة أمل حتى لا يعكر "الأمليون والحزبلاهيون" تظاهرة السبت السلمية بامتياز في وسط بيروت ما يعني وبوضوح أن فوضى وشغب وغوغاء اليومين الماضيين يحمل بصمات مسؤولي بيئة أشرف الناس الناصعة الاستثمار، لكن يوم السبت إياه كان كئيبا وحزينا في طرابلس وساحة النور ومنطقة باب التبانة خاصة بفعل مواجهات عنيفة وقعت بين أبناء التبانة والجيش اللبناني أصيب فيها أكثر من سبعين شخصا بجراح متفاوتة جراء الرصاص المطاطي والقنابل المسيلة للدموع التي أطلقها الجيش لتفريق المحتجين على خلفية منعهم عددا من الشاحنات المحملة بمواد غذائية وبضائع تجارية (بعضها لصالح الأمم المتحدة) لأنها متوجهة إلى سوريا، لكن مواجهات باب التبانة رفعت منسوب القلق من أن تعود لسابق عهدها صندوق بريد محلي لتوجيه واستقبال الرسائل الإقليمية الساخنة بل والدامية.

ولعلّ التماهي بين الجيش اللبناني وحزب الله هو الذي دفع اللجنة الأميركية الى التوصية بقطع المساعدات الأميركية عن الجيش رغم اعتبار وزير الخارجية الأميركية بومبيو "أن مساعدة الولايات المتحدة للقوات المسلحة اللبنانية مفيدة". وللمفارقة فقد كان لافتا "إحتماء" بعض المحتجين في إحدى تظاهرات طرابلس بهتاف "شيعة شيعة شيعة" أمام ضباط وجنود الجيش اللبناني بهدف إحراجه التمييزي في التعامل بينهم وبين متظاهري حزب الله الذين سبق وأن أحرقوا خيم المعتصمين في بيروت واعتدوا على المتظاهرين دون أي تدبير بحقهم من قبل القضاء والقوى الأمنية.

وعلى صخب المظاهرات العنيفة في بيروت وطرابلس والتي تمكن حزب الله من توجيهها باتجاه حاكم مصرف لبنان لتحميله مسؤولية انهيار قيمة الليرة بهدف إقالته من حاكمية المصرف بعدما استكملوا التعيينات في جهازه التنفيذي والإداري دون أن تشمل تعيين محمد بعاصيري نائباً لحاكم المركزي (لأنه مطلب أميركي)، فقد كان لافتا للغاية لقائه في اليوم التالي للتعيينات السفير السعودي في بيروت وليد بخاري، كما عقدت الحكومة جلستي عمل خلال يوم الجمعة تخللها خلوة ضمت الرؤساء الثلاثة حيث أعلن نبيه بري باسمهم أنه "تم الاتفاق على تخفيض قيمة الدولار إزاء العملة اللبنانية ابتداء من اليوم الى ما دون 4000 وصولا الى 3200 ليرة والاتفاق على مخاطبة صندوق النقد الدولي بلغة واحدة"، وحول إقالة حاكم مصرف لبنان قال بري "نحن بحاجة اليوم الى كل الناس ولا يجب الاستغناء عن احد من الناس"، ما يعني عمليا أن المظاهرات التي استهدفت مصرف لبنان وبقية المصارف في كل المناطق قد أدت غرضها المتمثل برضوخ حاكم المصرف المركزي الذي بات رهينة في يد حزب الله في مقابل "قانون قيصر"، ويعني أن بري برفضه إقالة رياض سلامة قد غازل الاميركيين الذين ربما سيسحبون اسمه من لائحة العقوبات، ويعني أن حسن نصرالله تمكن من إخضاع كل مؤسسات الدولة ورموزها لسطوته لكن زعيم حزب الله خضع ومعه الحكومة أمام زعيم التيار غير المختلف إيديولوجيا مع إسرائيل جبران باسيل في معادلة "سلعاتا مقابل السلاح"، وهو الخضوع الذي ستحدد الأسابيع المقبلة حجم كلفته التي يتعين على رئيس الجمهورية ميشال عون قبل صهره جبران باسيل تسديدها حبا أو كرها لحسن نصرالله.

وفق هذا السياق الضاغط سيضخ رياض سلامة نحو ثلاثمئة مليون دولار في السوق ستتدرج لتلامس المليار دولار بهدف تمويل شراء المازوت والمواد الأساسية بسعر الدولار المدعوم من الدولة وهو الضخ الذي ضاعف من إستفزاز وغضب المحتجين الذين وجدوا فيه ضخا عابرا للحدود غير المقفلة أمام التهريب الشرعي وغير الشرعي.

هذه التطورات المتسارعة تزامنت مع إشاعات تجاوزت الكلام عن ارتفاع سعر الدولار منها أن قائد الجيش جوزف عون سيصدر بيانا يطلب فيه من القوى العسكرية عدم التصدي للمتظاهرين وهي الإشاعة التي نفتها قيادة الجيش، ومنها إشاعة الإتفاق على إقالة رياض سلامة التي استبدلت برضوخه، (ولربما ساهم مقتل أو تصفية "أنطوان داغر" مدير الأخلاقيات وإدارة مخاطر الاحتيال في بنك بيبلوس الذي لم تكشف التحقيقات لغز مقتله بعد، في تأمين الهبوط الإكراهي للرضوخ)، لكن للإشاعات في لبنان قصة أخرى لأن مخزن الأسرار مصاب بثقوب كثيرة، وهي الثقوب التي تتماثل فيها الإشاعات مع الحقائق التي تقول في آخر تجلياتها إن ما جرى باختصار هو قيام حزب الله بدق المسمار الأخير في نعش النظام المصرفي اللبناني.

 

عن المسألة السنية الشيعية في صراعات اليوم السياسية

زياد ماجد/القدس العربي/14 حزيران/2020

يعتمد كثرٌ من الكتّاب العرب والغربيين مقاربةً للمسألة السنّية الشيعية تعدّها سبباً شبه وافٍ ومكتفٍ بذاته لشرح معظم الصراعات والانقسامات في المشرق العربي والخليج. في المقابل، يتجاهل المسألة إياها كتّاب آخرون وينفون كل قدرة لها على التأثير ولعب أدوار في رسم التحالفات وخطوط التماس.

والحقّ أن ثمة اختزالاً وتبسيطاً في الحالتين. فلا القسمة السنّية الشيعية، بما تعنيه من خلاف حول أحقّية وراثة نبيّ الإسلام في القرن السابع ومن تأويلات متباينة لروايات وأحاديث وسير وعلاقات تاريخية، تفسّر الصراعات المحتدمة اليوم في العراق وسوريا ولبنان واليمن. ولا إنكار حضورها في المجتمعات وفي مسار تكوين الهويّات، كما في الخطابات التعبوية وفي المشاريع السياسية الهادفة إلى السيطرة على بلاد أو التمدّد في مناطق، يُفيد في سياق البحث عن خصائص بعض المواجهات والمعسكرات المنخرطة فيها.

فالمذهبية ظاهرة اجتماعية سياسية مركّبة في معظم بلدان المنطقة، لها ظروف نشأة وتطوّر، ولها أيضاً مؤسسات ترعاها وهيئات تعليمية وجمعيات أهلية وقوانين أحوال شخصية وممارسات أنظمة وسلطات رجال دين وتوزيع موارد اقتصادية تكرّسها. ولها فوق ذلك دول ذات نزعات هيمنة إقليمية توظّفها وتستثمر فيها وتسعى لبسط نفوذها من خلالها. وإن هي اتّخذت في لبنان منذ عقود طابعاً علنياً مُمأسساً في سياق النظام التوافقي حيث تقاسم السلطة والتمثيل السياسي يقومان على تخصيص حصص لممثّلي الطوائف، فإنها ظلّت مُضمرة في الحقبة الليبرالية في باقي بلدان المشرق قبل أن تُصبح عصبيةً يستند إليها نظاما البعث في سوريا والعراق ويحوّلانها إلى إحدى أدوات تثبيت حكمهما الاستبدادي المطلق، ولَو أنهما غلّفاها بعلمنة مُدّعاة وبإيديولوجيا قومية أو بدعايات حماية تعدّدٍ وأقلّيات. وهي اعتُمدت كذلك في البحرين كمنطلقَ تمييزٍ ضمنيّ بين “المواطنين” لجهة التمثيل في المؤسسات وحقوق الملكية، كما تصاعدت حدّة الإجراءات القمعية المرتبطة بها داخل كلٍّ من السعودية وإيران منذ السبعينات، ثم بعد العام 2011.

بهذا المعنى، شكّلت المذهبية في البلدان التي تعدّدت الانتماءات في مجتمعاتها واحداً من عناصر التعريف بالأفراد والمجموعات ومدخلاً للتعامل السلطوي معهم قمعاً وتهميشاً أو توزيع منافع وشراء ولاءات. لكنها لم تكن الدافع الوحيد للفرز السياسي، ولا هي ألغت خصائص اقتصادية وجغرافية وثقافية داخل كلّ بلد بحيث تحوّلت إلى عنصر التعريف الوحيد بالانقسامات بين الجماعات. فالتمايزات المناطقية لم تتلاشَ في اليمن مثلاً لتُستبدل بسيادة عنصر المذهب الواحد حيث تواجد تُرابياً، والقضية القومية (الكردية تحديداً) لم تتراجع في سوريا والعراق ليحلّ محلّها الانتماء السنّي الصاهر العرب والأكراد، والمشاركة الشعبية في إدارة شؤون الدولة وانتخاب الممثّلين إلى مؤسساتها لم تتوسّع لدى المنتمين إلى مذاهب الحكّام، في البحرين والسعودية أو في إيران.

وإذا دقّقنا في حالات البلدان المشار إليها آنفاً، وفي تراتبيّات أدوار المسألة المذهبية سياسياً فيها، يمكن القول (وعلى النقيض من السائد ربما) إن المذهبية المظهّرة بلا حُجب في لبنان لم تكن حتى العام 2005 وأحداثها الشهيرة أشدّ حضوراً فيه منها في البلدان حيث ادّعاء انتفائها رافق اعتمادها آلية قهر أو تمييز بين الناس. كما أن مأسستها اللبنانية رافقت لفترة طويلة تجربةً ليبرالية لم تشهد سجناً سياسياً أو انقلاباً عسكرياً أو حالة طوارئ، على نقيض البلدان التي نفت وجودها أو جرّمتها. ولا يُفسَّر هذا حصراً بالعلاقة السببيّة بين التعدّد الطائفي والحرّيات على ما كان يروّج دعاة النظام اللبنانيون. فللتعليم والصحافة والنشر ولخصائص الاقتصاد الخدماتي وللانفتاح على العالم ولقوّة المجتمع المدني، الفضل الأوّل في تحصين لبنان من الميول الاستبدادية. لكن لا شكّ أن فلسفة التوافقية التي سرت لفترة بعد الاستقلال لجمت نزعات الهيمنة ووضعت حدوداً مؤسساتية لمحاولات الاستئثار الأحادي بالحُكم.

في المقلب الآخر، يبدو جليّاً أن ادّعاء انتفاء المذهبية وقمعها لم يُفضيا إلى إضعافها، بل تحوّلا في ظل حظر الحريات السياسية والفكرية إلى سردية “وطنية” إضافية للاستبداد، وإلى مجرّد تأجيل لانبعاثها بأكثر أشكالها حدّة، أي ذلك المستند إلى مشروعية الضحية أو إلى مبدأ التعاضد خوفاً من ثأر الضحية ما أن تتبدّل الأحوال.

وما يمكن إضافته في هذا الباب، أن المذهبية لم تقترن في لبنان لغاية أواخر التسعينات بتقدّم التيارات الدينية-الإيديولوجية سياسياً، بل ظلّت إلى الزبائنية وشبكات الانتفاع أقرب. وإن استثنينا توسّع مؤسسات حزب الله في البيئة الشيعية المصاحبة لنموّه العسكري ولتعاظم دوره السياسي وعلاقته العضوية بإيران، لتَوكّد الزعمُ هذا، إذ لا يوجد في مواجهة الحزب الشيعي حتى الآن تيار ديني سنّي يجاريه أو يخاصمه من منطلقات عقيدية أو على أساس إثارة شعارات إسلامية بديلة، إخوانية أو سلفية. ولا ريب أن للوجود المسيحي الأساسي في البلد تأثير على كلّ ذلك.

لكن حتى في العراق، حيث اعتُبرت المسألة المذهبية الأكثر رسوخاً بعد الاجتياح الأمريكي وسقوط نظام صدّام وهيمنة حلفاء إيران الشيعة على الحكومة المركزية، ثم اندلاع الصراعات وصعود “داعش” والحرب معها، جاءت الانتفاضة الشعبية في العام 2019 في بغداد والنجف والبصرة وانخراط مئات الألوف فيها (بأكثرية شيعية) لتوهِن الاعتبار المذهبي وتبيّن عدم اقتصار الحشد والاصطفاف على أسس القسمة السنّية الشيعية.

يمكن أيضاً التدقيق في المواقف والولاءات ومكوّنات القوى المتصارعة والمتحالفة في اليمن، وتحليل بنية النظام السوري وأدوار روسيا وإيران وتركيا وبعض الدول العربية والغربية في الحرب فيها وعليها، وتبيان تجاور المسألة المذهبية مع سواها، وانحسارها في مواضع محدّدة وتقدّمها في مواضع أخرى.

وهذا كلّه لا ينفي حضورها وتأثيرها، لكنه ينفي كونها “ماهيّة” أو “أساساً” يقسّم الناس ويعرّفهم جماعياً في هذه المنطقة على نحو لا تبدّله الظروف والتغيّرات وتحوّلات البنى الاقتصادية والاجتماعية والمصالح وخصائص الأنظمة السياسية والتيارات الموالية أو المخاصمة لها.

المذهبية إذاً تفسّر بعض الأمور ويُغفل اعتمادها كمفتاح وحيد أو حاسم لفهم شؤون المشرق والخليج مفاتيح أُخرى كثيرة، هي بدورها متحرّكة لا ثبات في أيّ منها.

 

أردوغان… أحلام وأوهام وهوس إيراني

خيرالله خيرالله/العرب/15 حزيران/2020

الإمبراطورية العثمانية وهم يطارد أردوغان

لا يمكن الاستخفاف بالدور التركي الجديد في المنطقة في وقت يحاول رجب طيب أردوغان استعادة أمجاد الإمبراطورية العثمانية. سيظلّ السؤال المطروح هل تمتلك تركيا وسائل تسمح لها بمتابعة سياستها التي يدعمها حاليا المال القطري؟ ماذا سيحصل في حال توقف هذا المال يوما؟

الجواب بكلّ بساطة أن الرئيس التركي يتصرّف على طريقة أولئك الزعماء الذين يصلون إلى مرحلة يفقدون فيها القدرة على الاحتفاظ بعقل راجح. ليس مستغربا أن يكون أردوغان أصيب بالهوس الذي أصيبت به إيران التي باتت تعتقد بعد العام 1979 أن في استطاعتها لعب دور القوّة المهيمنة في المنطقة وباتت تحلم بإقامة الهلال الفارسي الذي يصل طهران ببيروت، عبر بغداد ودمشق.

لم تكتف إيران بذلك، بل احتفلت في الحادي والعشرين من أيلول – سبتمبر 2014 بسقوط صنعاء في يدها بعدما دخلها الحوثيون الذين يشكلون ميليشيا من الميليشيات المذهبية التي يديرها “الحرس الثوري” و”فيلق القدس” تحديدا. كان هذا الفيلق بقيادة قاسم سليماني قبل تصفيته بواسطة الأميركيين في الثالث من كانون الثاني – يناير الماضي.

يأتي تحرّك أردوغان خارج حدود تركيا في ذكرى مرور مئة عام على مؤتمر سان ريمو الذي قُسّم فيه الشرق الأوسط، بإشراف عصبة الأمم (المنظمة الدولية التي كانت قائمة قبل نهاية الحرب العالمية الثانية) بين بريطانيا وفرنسا. تولّى مؤتمر سان ريمو توزيع تركة الإمبراطورية العثمانية التي انطوت على نفسها وانصرفت إلى إعادة ترتيب الشؤون الداخلية لتركيا التي ما لبثت أن تحوّلت إلى جمهورية علمانية على رأسها مصطفى كمال أتاتورك.

كان أتاتورك ضابطا عرف كيف يشرف على انهيار الدولة العثمانية بأقلّ مقدار ممكن من الخسائر وأن يجعل تركيا قادرة على التصالح مع محيطها ومع الحقائق الدولية الجديدة بعيدا عن الأوهام التي يبدو أنّها ما زالت راسخة في رأس الإخونجي رجب طيّب أردوغان. من الواضح أن الرئيس التركي لا يستطيع التخلّص من مرض الإخوان المسلمين المتمثّل في الشبق إلى السلطة والتوسع من دون أخذ في الاعتبار للواقع ولموازين القوى في العالم.

ليس معروفا بعد هل سيتمكن أردوغان من تحقيق طموحاته في ضوء تسجيله نقاطا في ليبيا وفي ظلّ القبول الأميركي – الروسي – الإسرائيلي ببسط الهيمنة التركية على شمال سوريا. صار الوجود التركي في الشمال السوري على طول الشريط الحدودي بين البلدين أمرا واقعا، تماما مثل الوجود التركي في قبرص، وهو وجود يغطي مساحة نحو 35  في المئة من مساحة الجزيرة ويشمل مناطق مهمّة مثل فماغوستا.

الأتراك موجودون عسكريا في قبرص كقوّة احتلال منذ صيف العام 1974 بحجة حماية القبارصة الأتراك الذين يشكّلون نسبة 18 في المئة من السكّان، أي منذ 46 عاما. استطاعوا إثبات أن وجودهم هناك سيكون دائما. وهذا ما يبدو أنّ حال الشمال السوري ستكون عليه في وقت تشير معلومات أكيدة، إلى حدّ كبير، إلى أن تركيا تسعى في غضون شهرين إلى توسيع وجودها في الداخل السوري وصولا إلى مشارف حماة.

هذا ما سيظهر بوضوح أكثر بعد الزيارة المتوقّعة لأنقرة لوزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ووزير الدفاع سيرغي شويغو، وهي زيارة كان مفترضا أن تكون جرت، لكنّها تأجلت إلى موعد قريب.

ليس مستبعدا نجاح تركيا في سوريا، خصوصا أن نظام بشّار الأسد شبه منته بعدما تبيّن أنّه جزء لا يتجزّأ من المشروع التوسّعي الإيراني الذي يواجه في هذه المرحلة صعوبات كبيرة تسببت بها العقوبات الأميركية. تبيّن أن “الجمهورية الإسلامية” التي أسسها آية الله الخميني في العام 1979 ليست سوى نمر من ورق. الدليل عجزها عن الردّ على اغتيال قاسم سليماني الذي يظهر يوميا إلى أيّ حدّ كان رجلا مهمّا في مجال العمل على تحقيق ما تصبو إليه إيران في المنطقة، من العراق، إلى سوريا، إلى لبنان.. وصولا إلى اليمن.

يمكن لأردوغان أن ينجح في سوريا، لكنّ من المستبعد أن يحقّق أي نتائج إيجابية في ليبيا. مثله مثل إيران، لعب دورا يفوق قدرة اقتصاد تركيا على التحمّل. أكثر من ذلك، أدخل تركيا في متاهات سياسة تزعج أوروبا إلى حد كبير. هناك حدود لابتزاز أوروبا وذلك على الرغم من عدم امتلاكها موقفا موحدا حيال ما يدور في ليبيا. لكنّ هناك، في المقابل، موقفا أوروبيا موحّدا من ترك تركيا تصل إلى مرحلة تبتزّ فيها دول القارة عن طريق تسهيل هجرة الأفارقة إليها من الأراضي الليبية. هذه الأراضي على مرمى حجر من إيطاليا.

 إضافة إلى ذلك كلّه، إن تركيا تسيء مباشرة إلى مصالح دولتين عضوين في الاتحاد الأوروبي هما اليونان وقبرص.

من المستبعد أن يكون مسموحا لتركيا السيطرة على قسم من المتوسط، أي التحكّم بهذا البحر من مضيق البوسفور إلى خليج سرت في ليبيا. هذا ليس وقت إعادة الحياة إلى الإمبراطورية العثمانية. هذا وقت انصراف أردوغان إلى معالجة مشاكل تركيا قبل أن يتوهّم بأنّه صار قوة إمبريالية تستطيع التدخل في اليمن والصومال أيضا، نعم في اليمن والصومال.

المشكلة أنّه سيستحيل إقناع الرئيس التركي بأنّه فشل في الداخل التركي وأنّ فشله هذا لا يسمح له بامتلاك أي أوهام إمبراطورية، خصوصا أنّه ما زال يعيش في ظل هاجس اسمه هاجس الداعية الإسلامي فتح الله غولن اللاجئ في الولايات المتحدة والذي يمتلك شعبية كبيرة في الداخل التركي، شعبية مستقلّة عن الإخوان المسلمين الذين ينتمي إليهم أردوغان. جعل هذا الهاجس الرئيس التركي يشنّ في الأيام القليلة الماضية موجة اعتقالات شملت عسكريين وعناصر من الدرك وأطباء ومهندسين وصحافيين وأعضاء في مجلس النواب. في يوم واحد، يوم التاسع من حزيران – يونيو الجاري، اعتقلت السلطات التركية، حسب صحيفة “لوموند” الفرنسية، 414 شخصا. معظم هؤلاء من العسكريين الذين أوقفوا بسبب ما يشتبه بعلاقة مع حركة غولن.

يتّهم أردوغان غولن بأنّه كان وراء المحاولة الانقلابية في العام 2016. لا يزال الرئيس التركي أسير تلك المحاولة وأسير عقدة غولن. من يكون في هذا الوضع، لن يذهب بعيدا لا في أحلامه ولا في أوهامه. يستطيع تحقيق نجاحات، من وجهة نظره في تركيا، لكن الذهاب إلى ليبيا ولعب دور إقليمي أكبر بكثير مما تستطيع تركيا لعبه هو سقوط في ما سقطت فيه إيران التي لم تعد تعرف أن ثمّة حدودا ليس مسموحا لها بتجاوزها.

 

“قانون قيصر” يدخل حيز التنفيذ .. هذا ما ينتظر نظام الأسد

معهد واشنطن لدراسات الشرق الأوسط/15 حزيران/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/87313/%d9%85%d8%b9%d9%87%d8%af-%d9%88%d8%a7%d8%b4%d9%86%d8%b7%d9%86-%d9%84%d8%af%d8%b1%d8%a7%d8%b3%d8%a7%d8%aa-%d8%a7%d9%84%d8%b4%d8%b1%d9%82-%d8%a7%d9%84%d8%a3%d9%88%d8%b3%d8%b7-%d9%82%d8%a7%d9%86%d9%88/

حين وقّع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مشروع “قانون تفويض الدفاع الوطني” الأخير ليصبح قانوناً في كانون الأول/ديسمبر الماضي أقرّ أيضاً بـ “قانون قيصر لحماية المدنيين السوريين” الذي يحظى بتأييد الحزبين الجمهوري والديمقراطي، والذي سمّي تيمناً بالجندي السوري المنشق الذي كشف عن مجموعة كبيرة من الأدلة التي توثّق جرائم حرب نظام الأسد.

 ويفرض التشريع عقوبات على الحكومات أو الشركات أو الأفراد الذين يموّلون بشكل غير مباشر نظام بشار الأسد أو يساهمون في حملاته العسكرية. وتعكس التوقعات بشأن العقوبات الناتجة عن “قانون قيصر” أساساً تصورات بمخاطر مزاولة الأعمال في سوريا، ومع اقتراب الموعد النهائي للتطبيق في 17 حزيران/يونيو، يعتقد الكثيرون أن الإجراءات الناتجة ستزيد المعاناة الاقتصادية التي يرزح تحت وطأتها أنصار النظام.

لقد استعاد الأسد وحلفاؤه سيطرتهم على معظم البلاد من خلال التقدّم العسكري المستمر على الأرض، وفي ضوء هذا الواقع، كانت روسيا تشجع الآخرين على تقبل بقاء الأسد في الحكم، والترحيب به مجدداً في الحظيرة الدولية، وتمويل إعادة إعمار سوريا. ويرفض “قانون قيصر” هذه الفرضية: وإذا تم تنفيذ سلطات العقوبات الجديدة بشكل فعال،

فيمكن أن تردع شركاء الولايات المتحدة حتى عن المشاركة في إعادة الإعمار أو توسيع العلاقات مع سوريا في ظل نظام الأسد الذي لم يخضع للإصلاح. ويتناول هذا المرصد السياسي المكوّن من جزأين قضايا السياسة ومعايير الاستهداف التي ستحدد إطار تطبيق العقوبات. ويتناول الجزء الأول العقوبات المفروضة على سوريا، بينما يناقش الجزء الثاني كيف يمكن استخدام التشريع ضد «حزب الله» في لبنان.

هل عقوبات “قانون قيصر” هي الجزء المفقود؟

تستهدف سلطات العقوبات الجديدة في “قانون قيصر” الكيانات التي تعمل لصالح نظام الأسد في أربعة قطاعات، هي: النفط / الغاز الطبيعي، والطائرات العسكرية، والبناء، والهندسة (للحصول على النص الكامل للقانون في ملف “بي. دي. إف”، انظر الصفحة 1،093 من “قانون تفويض الدفاع الوطني”). ويشمل ذلك الدعم المباشر وغير المباشر للنظام، مثل دعم الميليشيات المدعومة من إيران وروسيا العاملة في سوريا. بالإضافة إلى ذلك، يتطلب القانون من إدارة ترامب تحديد ما إذا كان «المصرف المركزي السوري» هو كيان من النوع الذي يشكل “مصدر قلق رئيسي بشأن غسيل الأموال” عملاً بالمادة 311 من قانون الوطني الأمريكي.

ويخضع معظم هذا النشاط أساساً للعقوبات بموجب سلسلة من الأوامر التنفيذية التي صدرت في عهد أوباما، من بينها “الأمر التنفيذي رقم 13582” (2011)، التي جمّدت أملاك الحكومة السورية، والكيانات التي تزودها بالدعم التكنولوجي أو المادي أو المالي، والكيانات التي تعمل لصالحها أو تتصرف نيابة عنها.

على سبيل المثال، أعلنت إدارة ترامب أن «المصرف المركزي السوري» يخضع للعقوبات بموجب هذا الأمر؛ ويخضع المصرف لعقوبات “الاتحاد الأوروبي” أيضاً. وبشكل منفصل، يخضع العديد من الأفراد والكيانات السورية للعقوبات الأمريكية القائمة على السلوك لأسباب تتعلق بدعم الإرهاب أو الفساد أو انتهاكات حقوق الإنسان أو انتشار أسلحة الدمار الشامل أو غيرها من الانتهاكات.

وحتى الآن، عجزت استراتيجية استهداف النظام بشكل مباشر – بما في ذلك من خلال العقوبات التي تبنتها مجموعة “أصدقاء سوريا” المتعددة الأطراف في عام 2011 والحكومة الأمريكية قبل سنوات – عن تغيير سلوك الأسد. ويُعزى ذلك بشكل أساسي إلى أن روسيا وإيران منحتاه دعماً عسكرياً ومالياً ودبلوماسياً مطلقاً. وعلى الرغم من أن الدولتين تفتقران إلى الموارد المالية لإعادة إعمار سوريا، إلّا أنه من غير المرجح أن تغيّر عقوبات “قانون قيصر” التزامهما بصمود النظام؛ ناهيك عن ذلك، تخضع الحكومتان وشبكاتهما أساساً لعقوبات واسعة بقيادة الولايات المتحدة بسبب إجراءاتهما داخل السياق السوري أو خارجه.

مَنْ الذين قد يكون مستهدفين؟

على الرغم من مخاطر العقوبات القائمة، لا يزال المستثمرون الأجانب مهتمين بفرص الأعمال في سوريا، ولا سيما الشركات في دول الخليج العربي وأوروبا الشرقية. على سبيل المثال، بعد التقارب الدبلوماسي العام الماضي بين دولة الإمارات والأسد، شارك وفد من رجال الأعمال السوريين، بمن فيهم الأفراد الخاضعين للعقوبات من قبل الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، في منتدى للقطاع الخاص نظمته الإمارات في أبوظبي. وفي وقت لاحق من عام 2019، حضر وفد إماراتي كبير “معرض دمشق التجاري الدولي” السنوي

. ومن خلال إعادة ترسيخ وجودها في سوريا، يبدو أن الإمارات تأمل في أن تشكّل ثقلاً موازناً في وجه النفوذ الإيراني، وقد تعرضت منذ ذلك الحين لضغوط أمريكية كبيرة لتجنب مخالفة العقوبات. ومع ذلك، أفادت بعض التقارير أن المستثمرين الإماراتيين والسعوديين والكويتيين استمروا في تشكيل شركات أو الحصول على تراخيص للعمل في قطاعي البناء والسياحة في سوريا.

كما لا يزال عدد من الشركات التي مقرها في لبنان ناشطة في سوريا، بما في ذلك في القطاعات المستهدفة بـ “قانون قيصر” (كالنفط والغاز). وبعض هذه الشركات مملوكة للبنانيين، بينما تم تأسيس شركات أخرى من قبل النخب السورية. وقد أثار تطبيق القانون الوشيك مخاوف في لبنان بشأن التعرّض لعقوبات “قيصر”، الأمر الذي قد يدفع باقتصاد البلاد المتعثّر إلى الاقتراب من حافة الهاوية.

وفي النهاية، سوف يَكمن تأثير التشريع في الإشارات التي ترسلها واشنطن واستعدادها لفرض العقوبات على حد سواء، حتى على الشركات أو الحكومات التي دخلت في شراكة مع الولايات المتحدة. ومن الضروري أن توضّح الإدارة الأمريكية أن سوريا ستبقى مغلقة أمام إعادة الإعمار أو الأعمال التجارية في ظل ظروفها الراهنة، وأن تُظهر مساعي متجددة لردع أولئك الذين يسعون إلى الاستفادة من أنشطة إعادة الإعمار التي يشرف عليها نظام لم يشهد إصلاحات.

“قانون قيصر” وتخفيف العقوبات

تهدف الولايات المتحدة ظاهرياً إلى إنهاء الحرب في سوريا من خلال عملية سياسية بقيادة الولايات المتحدة تؤدي إلى تشكيل حكومة جامعة وتمثيلية في دمشق. ولم تعد إدارة ترامب تصرّ على ضرورة خروج الأسد من الحكم، لكنها تشدّد على تغيير سلوك نظامه.

ولتحقيق هذه الغاية، ينص “قانون قيصر” على حالة نهائية من خلال وضع معايير يجب على النظام وحلفائه الوفاء بها قبل رفع العقوبات، مثل:

• وقف الحملة الجوية السورية الروسية واستهدافها المتعمد للمدنيين والمنشآت المدنية

• السماح بوصول المساعدات الإنسانية دون قيود إلى المناطق الخاضعة لسيطرة النظام / للسيطرة الروسية / الإيرانية، تماشياً مع مصالح واشنطن كأكبر مانح للمساعدات لسوريا

• الإفراج عن جميع السجناء السياسيين

• اتخاذ خطوات نحو الامتثال للمعاهدات الدولية المتعلقة بالأسلحة البيولوجية والنووية فضلاً عن الأسلحة الكيميائية

• تسهيل العودة الآمنة والطوعية والكريمة للاجئين

• إرساء عملية مساءلة، وحقيقة، ومصالحة صريحة.

والجدير بالذكر أن هذه المعايير لا تتضمن مطلباً بإشراك النظام في العملية السياسية بقيادة الأمم المتحدة أو تصرّ على رحيل الأسد. ومع ذلك، تشير الشروط القاسية لهذا القانون إلى ضرورة وصول نظام مختلف إلى حدّ كبير إلى الحكم قبل رفع العقوبات. وبهذا المعنى، يمكن أن يساعد فرض عقوبات “قانون قيصر” في الإشارة إلى التزام الولايات المتحدة على المدى الطويل بالتغييرات الأساسية في سوريا. إن تركيز القانون على المساءلة يضع معياراً عالياً، لأن الأسد لن يرضخ أبداً للتحقيقات التي تورطه هو ونظامه في ارتكاب جرائم حرب.

وإذا فرضت وزارتا الخارجية والخزانة الأمريكيتين عقوبات بموجب “قانون قيصر” بفعالية وتمّ تمرير الرسالة التي تحملها بدهاء إلى الجمهور المعني، فيمكنها أن تجعل الحكومات والشركات تفكّر ملياً قبل إعادة العلاقات مع النظام بشكله الحالي أو إبرام عقود إعادة إعمار مربحة.

الخاتمة

في ظل حكم [نظام] الأسد، أصبحت الحياة في سوريا لا تطاق على نحو متزايد – فقد أدى التضخم المفرط والانحدار الحاد للعملة السورية إلى دفع أسعار المواد الغذائية والأدوية إلى مستويات لا يمكن لمعظم المواطنين تحمّلها، وقد خرج المتظاهرون إلى الشوارع مرة أخرى في بعض المناطق، ولا يزال النظام يرتكب فظائع يومية. وأدت الأزمة المالية اللبنانية في البلد المجاور ووباء “كوفيد-19” في جميع أنحاء المنطقة إلى تفاقم الانهيار الاقتصادي، مما زاد من الصعوبات اليومية لأولئك الذين يعيشون في المناطق التي يسيطر عليها النظام وأجهد موارد مؤيدي الأسد في موسكو وطهران.

وعلى الرغم من هذا المشهد القاتم، يبدو أن النظام استأنف هجومه لبسط سيطرته على المنطقة التي لا تزال خاضعة لسيطرة المعارضة في محافظة إدلب. وحتى في ظل أصعب الظروف – المتمثلة بقوات عسكرية مستنزفة، واقتصاد منهار، وحلفاء خاضعون لضغوط كبيرة، وجائحة عالمية – لا يزال الأسد يتبع استراتيجية الحصار العسكري وترهيب شعبه.

وتستند سياسة الولايات المتحدة إلى العزلة السياسية والعقوبات الاقتصادية من أجل تضييق الخناق على الأسد وأتباعه لدرجة أنه اضطر إلى الانخراط بشكل هادف في عملية الأمم المتحدة. وحتى الآن، لم تنجح جولات متعاقبة من العقوبات المباشرة في ثنيه عن السعي إلى تحقيق انتصار عسكري، الذي يَعتقد على الأرجح أنه سيفرض وقائع ميدانية تسمح له بالاستغناء عن عملية الأمم المتحدة. ومع ذلك، يهدف “قانون قيصر” إلى مواجهة أي تفكير من هذا القبيل كان يتمناه النظام، مع التوضيح لدمشق وموسكو وطهران والكيانات التي تستفيد من الاقتصاد الحربي للأسد أن واشنطن لن تقبل ببساطة نظاماً غير قابل للإصلاح في سوريا.

ويقيناً، لن يشكّل تاريخ 17 حزيران/يونيو ضربة قاضية للنظام الذي أثبت قدرته على الصمود. وستتوقف فعالية “قانون قيصر” على ما إذا كانت الإدارة الأمريكية ستنجح في توفير الموارد المناسبة لهيكلية عقوباتها بينما تسعى بقوة إلى الخروج من منحدر دبلوماسي ونحو عملية سياسية. سيتعين على وزارة الخزانة الأمريكية مواصلة تحديث قائمة التصنيفات الإرهابية لمنع الاستثمارات وإعادة الإعمار. وسيتطلب ذلك من الإدارة الأمريكية إعطاء الأولوية لسوريا وضمان تمتّع الجهات التي تعمل على وضع مجموعات جديدة من العقوبات بموجب “قانون قيصر”، بالدعم والموارد الضرورية كي تصمد في مهمتها لفترة طويلة.

دانا سترول هي “زميلة كاسين” في معهد واشنطن وعضو أقدم سابق من الملاك المهني في “لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الأمريكي”. كاثرين باور هي زميلة “بلومنستين كاتس فاميلي” ومسؤولة سابقة في وزارة الخزانة الأمريكية.

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

الرئيس عون دعا إلى اجتماع للمجلس الأعلى للدفاع غدا

وطنية - الأحد 14 حزيران 2020

دعا رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، المجلس الأعلى للدفاع، الى اجتماع ظهر غد الاثنين، للبحث في الأوضاع الأمنية بعد التطورات الأخيرة.

 

المطران بو جودة ترأس عن راحة نفس المطران بشارة: رسالته هي شهادة للمسيح

وطنية - الأحد 14 حزيران 2020

ترأس راعي أبرشية طرابلس المارونية المطران جورج بو جودة قداسا لراحة نفس مثلث الرحمة المطران يوسف بشارة، في كنيسة مار الياس في بلدة عربة قزحيا. وشارك المونسنيور روكز براق ممثلا المدبر البطريركي على أبرشية انطلياس المارونية المطران أنطوان عوكر، خادم الرعية الخوري مارون بشارة ولفيف من الكهنة. شارك في القداس رئيس “حركة الاستقلال” النائب ميشال معوض، أمين سر تكتل “الجمهورية القوية” النائب السابق فادي كرم ممثلا رئيس “حزب القوات اللبنانية” سمير جعجع، رئيس بلدية عربة قزحيا جوزاف بشارة، رئيس رابطة مختاري زغرتا الزاوية المختار ميلاد شاهين، منسق اللجنة الأسقفية للحوار الإسلامي المسيحي جوزاف محفوض وأصدقاء الراحل وعائلته. وألقى بو جودة عظة تحدث فيها عن سيرة حياة الراحل، فقال: “لقد تشرب روحانية القديس بولس، وخاصة انه عاش مع روحانية هذا الوادي المقدس حيث كان المسيحيون مضطهدين وملاحقين من المماليك والفرس والعثمانيين، ورغم كل ذلك انتصروا، وكانوا من بناة هذه البلاد، وجعلوا من الوادي المقدس شعلة في كل أنحاء العالم”. أضاف: “لقد نقل روحانية الوادي الى الكنيسة المارونية جمعاء، لانه بالبساطة التي عاشها جعل الكنيسة تتجدد مع المجمع البطريركي الماروني الذي أعادنا الى حقيقتنا ومسؤوليتنا، وجعلنا شهودا أمام العالم أجمع، لا شيء يسيطر علينا طالما نعيش تعاليم الكنيسة”. وختم: “كان متواضعا وبسيطا، ولكن كانت كلمته قاطعة وواضحة، وان رسالته كمسؤول في الكنيسة هي شهادة للمسيح، واهتماماته كلها كانت تصب في مصلحة الكنيسة، خاصة في لقاء قرنة شهوان حيث كان يركز على الاهتمام بالكنيسة، وأهمية هذه الجماعة المميزة والفاعلة في هذا الشرق، هذه الأقلية التي هي كما حبة الحنطة. صلاتنا اليوم كي يجعل الرب منه شفيعا لنا ولهذه البلاد”.

 

الراعي في تجديد تكريس لبنان لقلب مريم: خافوا الله وكفوا عن دس متظاهرين ليليين مشبوهين

وطنية - الأحد 14 حزيران 2020

ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي قداس الاحد، لمناسبة الذكرى السابعة لتجديد تكريس لبنان لقلب مريم الطاهر، في بازيليك سيدة لبنان في حريصا، عاونه فيه لفيف من المطارنة والكهنة، في حضور حشد من الفاعليات والمؤمنين.

بعد الانجيل المقدس، ألقى الراعي عظة بعنوان: "أنا أمة الرب"، قال فيها: "1. عندما تبلغت مريم بشارة الملاك جبرائيل، بأن منها سيولد إبن العلي بقوة الروح القدس، أجابت: أنا أمة الرب، فليكن لي بحسب قولك (لو 38:1). بهذا الجواب كرست نفسها بكليتها للمولود منها ولتدبير الله الخلاصي. وواصلت هذا التكرس في كل مراحل حياتها الأرضية. فعلى مثالها الكنيسة، بأبنائها وبناتها ومؤسساتها مكرسة بطبيعتها، وعبر المعمودية والميرون، للشهادة للمسيح ولتحقيق تصميم الله الخلاصي في التاريخ البشري.

2. منذ سبع سنوات، وعملا بتوصية سينودس الأساقفة الروماني الخاص بالشرق الأوسط الذي انعقد في شهر تشرين الثاني 2012، كرسنا بتاريخ 16 حزيران 2013، لبنان وبلدان الشرق الأوسط لقلب مريم الطاهر وسيدة لبنان، بمشاركة أصحاب الغبطة بطاركة الكنائس والسادة المطارنة وسائر أعضاء مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان، وبحضور رئيس الجمهورية السابق العماد ميشال سليمان وعقيلته اللذين علقا على عنق السيدة العذراء في تمثال أم النور مسبحة الوردية الذهبية.

هذا التمثال حققه من خشب الأرز الفنان الشهير يوسف الحويك، لإحياء السنة 1954 المريمية التي أعلنها المكرم البابا بيوس الثاني عشر لمناسبة مرور مئة سنة على إعلان عقيدة الحبل بلا دنس. وتعلمون أن مزار سيدة لبنان تأسس سنة 1904 بمناسبة اليوبيل الذهبي لإعلان هذه العقيدة، بمبادرة من المكرم البطريرك الياس الحويك والقاصد الرسولي آنذاك المطران Duval، وسلمت إدارته وخدمته لجمعية الآباء المرسلين اللبنايين الموارنة الذين أحييهم وأشكرهم. إن تمثال العذراء زار كل رعايا لبنان خلال السنة اليوبيلية. فبفضل ما حمله اللبنانيون من صلوات وطلبات ورغبات، وبفضل ما نزل عليهم من نعم سماوية، أضحى ذخيرة مقدسة لجميع اللبنانيين.

3. يسعدنا أن نكرس معكم اليوم للمرة الثامنة لبنان وبلدان الشرق الأوسط لقلب مريم الطاهر وسيدة لبنان. وهو تكريس يأتي في حينه، لأن بعضا من بلدان الشرق الأوسط ما زال يرزح تحت وطأة الحروب، وفتك السلاح، والبعض الآخر يعمل بكثير من الجهد، وسط المعاكسات الداخلية والخارجية، على لملمة جراحه وإعادة تكوين ذاته. أما لبنان فيمر بأقسى مرحلة، لم يعرف مثلها طوال المئة سنة من عمره. لكننا اختبرنا، في حقبات أخرى سابقة، وتلمسنا ونتلمس اليوم أيضا يد السيدة العذراء، سيدة لبنان، التي تحمي هذا الوطن. وفي الوقت نفسه، تدعونا جميعا كلبنانيين، لنعيش حياة تستحق هذه الحماية الإلهية.

4. أمنا وسيدتنا مريم العذراء هي مثالنا في التكرس، وهي مرآته. حافظت على تكرسها بالألم، عندما هاجرت مع يوسف وطفلها الرضيع إلى مصر هربا من هيرودس الملك الذي أراد قتله (راجع متى 2: 13-15)؛ وعندما تنبأ لها سمعان الشيخ بأن الطفل سيكون آية للخصام، وأن سيفا سيجوز قلبها، فتنجلي أفكار قلوب كثيرة (لو2: 34-35). وعندما ضاع يسوع في أورشليم 3 أيام أثناء العيد، وراحت تبحث عنه مع يوسف بوجع وخوف، أعلن لهما أنه ملتزم بإرادة أبيه (راجع لو 2: 41-50)؛ وعندما وقفت على أقدام الصليب وابنها ماتت فوقه أقسى ميتة، وقبلت أمومتها الروحية ليوحنا ومن خلاله لكل إنسان (يو 19: 25-27). حتى أضحت أم كل الشعوب في كل هذه الحالات كانت تجدد تكريسها لشخص ابنها ورسالته، ولتصميم الله الخلاصي.

وحافظت على تكريسها عندما لم تكن تفهم أبعاد كل هذا السر، إذ كانت تحفظ الأحداث والكلمات في قلبها وتتأمل فيها، كما عندما جاء إلى المذود رعاة بيت لحم مخبرين (راجع لو 19:2)؛ وعندما سمع يوسف ومريم نبوءة سمعان الشيخ عن الطفل (راجع لو 33:2)، وفي ظروف أخرى كثيرة لم تفهمها لكنها كانت بالنسبة اليها تكريسا متجليا.

5. فيا أيها المسؤولون السياسيون والإداريون والحزبيون، كيف تعيشون تكريسكم لخدمة خير الشعب وازدهار الدولة، وجعلها دولة الحق والعدالة، فيما نجدها دولة المحاصصة والمحسوبيات، ويستباح فيها القانون والعدالة، وينهب المال العام، وتفرغ خزينة الدولة، ويفقر الشعب، ويرمى شبابنا وشاباتنا في الشوارع جائعين محرومين بطالين، حراقي دواليب، وقاطعي طرق، بينما هم طلاب ثانويون وجامعيون ومتخرجون بطالون أو مصروفون من عملهم بسبب الوضع الاقتصادي والصناعي والسياحي والتعليمي المتدهور!

وأنتم أيها الذين تتسترون وراء المخربين المشوِهين وجه الثورة الحضارية المحقة التي نباركها؛ كفوا عن دس متظاهرين ليليين مشبوهين، حملتموهم غايات خبيثة في نفوسكم باتت مكشوفة، وكلفتموهم الاعتداء على المؤسسات والمحال التجارية وأملاك الغير وجنى عمرهم، وتشويه وجه العاصمة لعلكم تكفرون الشعب بوطنه، وتضربون الانتفاضة - الثورة البهية الوطنية. ألا خافوا الله، وأصغوا إلى تبكيت ضميركم، إذا كان ما زال عندكم ذرة حية من الضمير! وإنا نطالب الدولة بالتصدي بحزم لهؤلاء المخربين والحد من شرورهم، منعا لانزلاق الوضع الأمني نحو فتن لا نطيق احتمالها.

6. إن كنيستنا المارونية تنطلق دائما من ثابتتين متكاملتين على المستوى الوطني: الأولى، الحفاظ على الشرعية، لأن لا دولة من دونها؛ والثانية، احتضان الشعب، لأن لا دولة ولا شرعية من دون الشعب ، فهو الذي يعطي الثقة، وهو مصدر كل السلطات (مقدمة الدستور، د). مشكلتنا الوطنية اليوم في لبنان هي أن ثقة الشعب بالوطن كبيرة، أما بالدولة فشبه معدومة؛ وثقته بالديمقراطية كبيرة، أما بأداء السياسيين والمؤسسات فضعيفة. هو الشعب اليوم ينتفض عن حق بسبب الوجع والقلق والعوز والفقر والخوف على الحاضر والمستقبل. فتحسسوا أيها المسؤولون وجعه. لقد أفقرتموه على جري السنين وهو في الأصل ليس فقيرا؛ وجوعتموه وهو في الأصل شبعانا؛ وأذللتموه وهو في الأصل صاحب كرامة؛ وأنزلتموه إلى الشارع وهو لم يكن يوما ابن الشارع؛ حجزتم أمواله وهو الذي كد وضحى لادخارها؛ وعدتموه بالاصلاح فتفاقم الفساد، وعم الهدر، وعادت المحاصصة من بابها العريض من دون حياء، مستهترين بوجع وصرخات المتظاهرين والمنتفضين والثوار منذ ستة أشهر. أهذا هو إنجاز المسؤولين السياسيين الذين تعاقبوا على السلطة إذ جعلوا الشعب اللبناني العظيم متسول بقاء ووجود، فيما تلألأ كالمنارة في كل بلد وطئه شرقا وغربا، محققا النجاح والابداع في مختلف الحقول؟ لن نسمح لأحد بالقضاء على دولة لبنان الراقية المحتفلة بيوبيل تأسيسها المئوي، بل نعمل مع ذوي الارادات الحسنة على تجديد وجه لبنان بهويته ورسالته، نحو المئوية الثانية.

7. أن ندعم الحكم والحكومة ففقط من أجل غاية واحدة، هي أن تسمع صوت الشعب الذي يريد دولة فوق الجميع، تؤمن أمنا واحدا، وقرارا واحدا، وحوكمة رشيدة، وتعيينات منزهة عن غايات السياسيين ومصالحهم، ومرتكزة على معايير قانونية تتماشى والمرحلة الدقيقة التي نعيشها. الشعب يريد حكومة تجري الاصلاحات المطالب بها داخليا ودوليا، والتي كان ينبغي أن تبدأ بها ضمن خطة إصلاحية منذ نيلها الثقة.

8. أتينا اليوم لنكرِس وطننا وبلدان الشرق الأوسط لسيدة لبنان وقلب مريم الطاهر، تلبية لطلب السيدة العذراء في ظهوراتها في فاطيمه في البرتغال للأطفال الرعيان الثلاثة في 13 تموز 1917، إذ قالت لهم: تجنبا للحروب والهلاك يريد الله إقامة التكريم لقلبي الطاهر في العالم، وأضافت: تكرسوا لقلبي الطاهر فتخلصوا. إن القديس البابا يوحنا بولس الثاني، الذي أنقذته سيدة فاطيمه من محاولة اغتياله في 13 ايار 1981، كرس العالم كله لقلبها الطاهر في 25 آذار 1984، داعيا جميع أساقفة العالم لتكريس أبرشياتهم. ثم أعاد تكريس العالم في يوبيل سنة 2000.

9. فيا مريم، يا سيدة لبنان، اقبلي هذا التكريس اليوم منا واستمدي لنا ولوطننا لبنان ولسائر بلدان الشرق الأوسط، نعمة الوفاء لله ولك، وعطية السلام، وجمال الأخوة والتضامن بين جميع الشعوب، فنرفع المجد والشكر والتسبيح للثالوث القدوس الذي اختارك، الآب والابن والروح القدس الآن وإلى الأبد، آمين".

تابت

وكان رئيس مزار سيدة لبنان الأب فادي تابت، ألقى كلمة في بداية القداس قال فيها:

"انها السنة السابعة التي تقفون فيها يا صاحب الغبطة والنيافة في هذا المقام المريمي وعينكم صوب أم فتحت يديها لتستقبل أولادها الى قلبها، بعد أن تعبوا من ظلم الحكام وجورهم ولاحت في أفق بلادهم صرخات الحرب مدوية، وكادت بوسطة عين الرمانة تتردد صورتها البشعة لما حملته من حرب طائفية أضنكت شعبنا لسنين طوال، لولا يد تلك الأم السماوية وعينها الساهرة على أبنائها بتعدد طائفتهم وطائفيتهم". أضاف: "أم سماوية حمت أبناءها من فيروس قاتل فتك بالعالم كله وأحدث حربا كونية عدوها مجهول خطف الملايين من الأرواح البريئة بعطسة أو لمسة، حرم الأم من غمرة ابنها، والأخت من قبلة أخيها، والعائلة من وداع كريم لعزيز فقدته، فوضع الكمامات متاريسا أبعدت العائلة عن بعضها والناس عن كنيستهم، فباتوا يصلون عبر وسائل الإعلام خوفا من نقل العدوى الى بعضهم البعض. لكني أرى في ضبابية المأساة العالمية أعجوبة لبنان المنهوب المسروق وعلى شفير إعلان إفلاسه، فالتجهيزات الطبية والأدوية المطلوبة لمحاربة ذلك الفيروس، كانت شبه معدومة، ولكنه بواسطة شفاعة تلك الأم السماوية، استطاع أن يكون واحدا من أقل البلدان تضررا بفيروس كورونا، مقارنة مع بلدان عمالقة في الطب والتكنولوجيا كالولايات المتحدة الاميركية وروسيا وإيطاليا وغيرها من البلدان المتطورة".

وتابع: "نعم يا سيدي، نؤمن بشفاعة مريم عند ابنها، ولكن علينا أن نفعل ما يأمرنا به، وتكريس لبنان لقلبها الطاهر لم يكن وليد إرادة بشرية كما يحلو للبعض، بل هو إرادة إلهية في نظر الكنيسة التي تمثلونها يا صاحب الغبطة. نعم نحن بلد مريمي بامتياز، فسيدة لبنان أم لجميع اللبنانيين يأتونها من شماله وجنوبه، من جبله وساحله، فتكريس هذا الوطن لقلبها الطاهر هو تكريس للشعب كله، لما لهذه الأم من قيمة واحترام في الإنجيل والقرآن". وقال: "في الختام نردد ما قاله سلفكم المثلث الرحمات البطريرك الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير في رسالة الصوم 2009: ولنلتفت إلى العذراء مريم سيدة لبنان، لنسألها أن تبسط ذراعيها على هذا الوطن وأبنائه، وترعاهم بعين العناية والعطف وتكون حاميتهم والى جانبهم في ما يتهددهم من ضيق ومخاطر. فهي الشفيعة المشفعة وأم السيد المسيح وأمنا الرؤوف التي تعود آباؤنا وأجدادنا ان يلجأوا إليها إبان المحن والملمات وما خيبت يوما، وجاءهم. تحقيقا لما قاله القديس برناردوس: من كان للعذراء عبدا فلن يدركه الهلاك أبدا". وختم: "أدامكم الرب راعيا وأبا وخادما حكيما، لتقودوا سفينة لبنان الى ميناء الخلاص، بشفاعة مريم سيدة لبنان".

 

/New A/E LCCC Postings for todayجديد موقعي الألكتروني ل ليوم 14-15 حزيران/2020

رابط الموقع
http://eliasbejjaninews.com

الثنائي الشيعي ينفي أي علاقة لمحازبيه بأعمال التخريب وسط بيروت والمعرابي بذمية وتذاكي يسأل لمذا لم تتدخل القوى الأمنية

الياس بجاني/15 حزيران/2020

*الزعران والشبيحة والزقاقيين جاؤوا من زحل والمريخ وعطارد ودمروا وسط بيروت.. هذا ما يريدنا بري ونصرالله تصديقه!!

فعلا هذلت.. ألهذا الحد وصلت الوقاحة بهذه الجماعة التي تعمل على تدمير لبنان وكل ما هو لبناني وحضارة وسلم وعمران؟

http://eliasbejjaninews.com/archives/87322/87322/

 

 

Click On The Link Below to read the whole and detailed LCCC English News Bulletin for june 15/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/87317/lccc-english-newsbulletin-for-lebanese-global-news-june-15-2020/

 

اضغط على الرابط في أسفل لقراءة نشرة أخبار المنسقية العامة المفصلة، اللبنانية والعربية ليوم 15 حزيران/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/87320/%d9%86%d8%b4%d8%b1%d8%a9-%d8%a3%d8%ae%d8%a8%d8%a7%d8%b1-%d8%a7%d9%84%d9%85%d9%86%d8%b3%d9%82%d9%8a%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%b9%d8%a7%d9%85%d8%a9-%d9%84%d9%84%d9%85%d8%a4%d8%b3%d8%b3%d8%a7%d8%aa-736/

 

سجون نظام الأسد البربرية وملف المعتقلين اللبنانيين كما يرويه المعتقال السابق علي أبودهن

فيديو مداخلة من قناة الحدث للمعتل السابق في سجون البراميلي والكيماوي بشار الأسد ورئيس جمعية المعتقلين في السجون السورية علي أبو دهن يروي من خلالها ظلم وكفر ووحشية وحيوانية الأسد ونظامه وسجونه

https://www.youtube.com/watch?v=3Jxnp1Yw9tU

 

حافظ الأسد منع دخول الله إلى سجونه الرهيبة

فيديو تقرير من قناة الحدث يتناول مأساة اللبنانيين السجناء والمغيبين في السجون السورية. شارك في الحلقة كل من رئيس جمعية المعتقلين في السجون السورية - علي أبو دهن والأكاديمي والباحث السياسي - بشار الحلبي

https://www.youtube.com/watch?v=q09RFcU0jNM

 

ثلاثة أيام لبداية جحيم جديد في سوريا

يوسف بزي/موقع تلفزيون سوريا المعارض/14 حزيران/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/87293/%d9%8a%d9%88%d8%b3%d9%81-%d8%a8%d8%b2%d9%8a-%d8%ab%d9%84%d8%a7%d8%ab%d8%a9-%d8%a3%d9%8a%d8%a7%d9%85-%d9%84%d8%a8%d8%af%d8%a7%d9%8a%d8%a9-%d8%ac%d8%ad%d9%8a%d9%85-%d8%ac%d8%af%d9%8a%d8%af-%d9%81%d9%8a/

 

شيعة، شيعة… فزاعة “حزب الله” بوجه المآزق

د. منى فياض/الحرة/14 حزيران/2020

حولوا التشيع إلى أداة تخويف للآخر ووسيلة سيطرة على الجماعة. في النظم التوتاليتارية ينبع الخوف من التهديد بالعقاب أو الموت. لكنه هنا نتج عن الضبط والتنميط والرقابة على العقول وتوحيد تفكير الناس بواسطة تحوير الوقائع والحقائق عبر الإعلام الكاذب ليصبح ما هو افتراضي واقعي ومخيف.

http://eliasbejjaninews.com/archives/87296/%d8%af-%d9%85%d9%86%d9%89-%d9%81%d9%8a%d8%a7%d8%b6-%d8%b4%d9%8a%d8%b9%d8%a9%d8%8c-%d8%b4%d9%8a%d8%b9%d8%a9-%d9%81%d8%b2%d8%a7%d8%b9%d8%a9-%d8%ad%d8%b2%d8%a8-%d8%a7%d9%84%d9%84%d9%87-%d8%a8/

 

ريموند إبراهيم/معهد كايتستون/الأقباط المصلوبون: ترامب يتذكر الأقلية المسيحية المضطهدة في مصر

Copts Crucified: Trump Remembers Egypt’s Persecuted Christian Minority

Raymond Ibrahim/Gatestone Institute/June 14/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/87299/raymond-ibrahim-copts-crucified-trump-remembers-egypts-persecuted-christian-minority-%d8%b1%d9%8a%d9%85%d9%88%d9%86%d8%af-%d8%a5%d8%a8%d8%b1%d8%a7%d9%87%d9%8a%d9%85-%d9%85%d8%b9%d9%87%d8%af/

 

 توقيف منسق صفقات النفط بين فنزويلا وإيران أليكس صعب المقرب من ماديرو وحزب الله وإيران وهو بطريقه لطهران

Businessman, Alex Nain Saab close to Venezuela’s Nicolαs Maduro, Iran & Hezbollah arrested in Cape Verde

http://eliasbejjaninews.com/archives/87305/87305/

 

 توقيف منسق صفقات النفط بين فنزويلا وإيران أليكس صعب المقرب من ماديرو وحزب الله وإيران وهو بطريقه لطهران/لندن – صالح حميد/العربية/14 حزيران/2020

Businessman, Alex Nain Saab close to Venezuela’s Nicolαs Maduro, Iran & Hezbollah arrested in Cape Verde/BBC/June 14/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/87305/87305/

 

“قانون قيصر” يدخل حيز التنفيذ .. هذا ما ينتظر نظام الأسد

معهد واشنطن لدراسات الشرق الأوسط/15 حزيران/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/87313/%d9%85%d8%b9%d9%87%d8%af-%d9%88%d8%a7%d8%b4%d9%86%d8%b7%d9%86-%d9%84%d8%af%d8%b1%d8%a7%d8%b3%d8%a7%d8%aa-%d8%a7%d9%84%d8%b4%d8%b1%d9%82-%d8%a7%d9%84%d8%a3%d9%88%d8%b3%d8%b7-%d9%82%d8%a7%d9%86%d9%88/