المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكنديةLCCC/

نشرة الأخبار العربية ليوم 10 حزيران/2020

اعداد الياس بجاني

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/eliasnews19/arabic.june10.20.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

ليس لأَحَدٍ حُبٌّ أَعْظَمُ مِنْ هذَا، وهُوَ أَنْ يَبْذُلَ الإِنْسَانُ نَفْسَهُ في سَبِيلِ أَحِبَّائِهِ

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياته

الياس بجاني/شو عندو شامل روكز من مقومات القيادة تا يعمل حزب..يخبرنا

الياس بجاني/انبطاع ماروني ذمي معيب على مستوى القيادة والأحزاب التعتير يراه حزب الله استسلاماً وخنوعاً

الياس بجاني/المعرابي والغلام "ابن بيو: ضد القرار 1559 وبذمية وخنوع يتسابقان على كسب ود ورضى حزب الله

 

عناوين الأخبار اللبنانية

المطران يوسف بشارة في ذمة الله

خمسة اشهر صمود/د. وليد فارس

ابعاد سلاح حزب الله عن معارضيه لمصلحته/د. وليد فارس

لباس شرعي ومنع شرب الكحول في عربصاليم بأمر من «المجاهدين»!

«حزب الله» يستعرض نساء ريفيات يمتشقن السلاح ويهددن!

السيد الأمين يستنكر الإساءة للرموز الدينية: مظهر من مظاهر الإستقواء بالسلاح على الدولة وعلى الناس

الرئيس الاسرائيلي يحمّل الحكومة اللبنانية مسؤولية أيّ اعتداء يرتكبه «حزب الله»!

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الثلاثاء 09/06/2020

اسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الثلاثاء في 9 حزيران 2020

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

لقاء سيدة الجبل نعى المطران بشارة: كان عميقا في إيمانه صلبا في لبنانيته

هذا هو مضمون الاجتماع الـ12 مع صندوق النقد

النهار: السلطة تتخبّط في معاركها وفوضى الأرقام المالية

الشرق الأوسط: اتصالات لاستيعاب تداعيات مواجهات بيروت بري والحريري وجنبلاط يضغطون على مناصريهم... وتجاوب "حزب الله" دون ‏المستوى

هجومٌ مستقبليٌ حادٌ على "القوات"

سلامة يتحفّظ على رقم الخطة الحكومية

وزير الأشغال يُعلن موعد فتح مطار بيروت

خطة نهب الودائع!

مشروع قانون أميركي جديد ضد إيران.. شظاياه تطال لبنان

مندسون يريدون دماً".. الحريري: لن نسمح بالانزلاق

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

إيران تقضي بإعدام «جاسوس» مقرب من سليماني وتدينه بكشف تنقلاته

مصر تطالب بإطار زمني لإنهاء مفاوضات سد النهضة والسيسي ترأس اجتماعاً لمجلس الأمن القومي

نواب أميركيون يطالبون ترمب بتطبيق «صارم» لـ«قانون قيصر»

مظاهرات في السويداء لليوم الثاني احتجاجاً على الأزمة المعيشية ومشاركون طالبوا بـ«إسقاط النظام» و«رحيل الأسد»

إصابة 3 جنود روس في انفجار عربة مصفحة شمال غربي سوريا

وزير الخارجية العراقي الجديد يباشر مهامه بلقاء السفير الأميركي/حسين أكد إتمام الاستعدادات للحوار الاستراتيجي مع واشنطن

ماذا وراء استدعاء نتنياهو لمستشاره الأميركي؟

كحول لفان» بقيادة غانتس يتحفّظ على ضم الضفة وتزايد التقديرات بأن واشنطن تطالب بالتأجيل

المغرب يسحب قنصله بطلب من الجزائر بعدما وصفها بأنها «بلد عدو»

قوات «الوفاق» تتقدم ببطء نحو سرت... وتعزيزات للمتقاتلين

السراج يحثّ قواته على مواصلة التحرك العسكري ويتجاهل «إعلان القاهرة

عودة تدريجية لضخ النفط الليبي وسط ترحيب دولي

تباين ليبي حول جلوس «طرفي الحرب» للتفاوض

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

سياسات النفوذ الشيعية، ارهاب الرعاع، ومستقبل لبنان/شارل الياس شرتوني

عندما تسيطر الأساطير على الحاضر وتحكم المستقبل/د.مصطفى علوش/الجمهورية

"الفتنةُ".. سلاح حزب الله الجاهز/ميشال نصر/ليبانون ديبايت

إميل خوري... أرزة من عصر "النهار" انسحبت/المرصد

مقارنة بين موتين: هونغ كونغ ولبنان/النهار/جهاد الزين

الحكومة «ميتة».. ولا مساعدات من «الصندوق»/ليال الإختيار/الجمهورية

هل الحرب الأهلية ممكنة؟/طوني عيسى/الجمهورية

هل بالغ ”حزب الله” في تقدير رد الفعل؟/روزانا بومنصف/النهار

القانون أو زعران البلد المنتحلو صفة/بسام ضو/الجمهورية

ثورة «6 - 6»: القول بـ»فوجئنا» تبريــر سخيف؟!/جورج شاهين/الجمهورية

"السلاح" حين لا ينفع الاختزال ولا الإرجاء ولا المكابرة/وسام سعادة/موقع أساس ميديا

”ما خَلُّونا”/ رشيد درباس/النهار

ما هو سر الإخوان في واشنطن؟لم يتسابق مع هذا اللوبي الضخم إلا كتلة الضغط المؤيدة للنظام الإيراني الأصغر حجماً في الثمانينيات/د. وليد فارس/انديبندت عربية

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

رئيس الجمهورية لم يوقع التشكيلات القضائية وعدد ملاحظاته عليها: اعادة النظر في المناقلات امر متاح ومتروك لتقدير مجلس القضاء الاعلى

الرئيس عون عرض مع حتي التمديد لليونيفيل وهنأ قوى الأمن في عيدها: لوأد الفتن والنعرات الطائفية الهادفة الى ضرب أساس وجود لبنان

الرئيس عون اطلع من وفد نقابة مقاولي الأشغال العامة على مطالبهم ودعا المقاولين الى المشاركة في عملية مكافحة الفساد والرشوة

بري استقبل دشتي وعربيد ونقيب الاطباء وهنأ قوى الامن بعيدها غجر: مشكلة المازوت حلت

دياب ترأس اجتماعا للقطاع السياحي: نعمل لفتح خطوط جوية إلى الخليج تهمنا إعادة لبنان الى خريطة السياحة في ظل توازن بين حماية الصحة والسياحة

تكتل لبنان القوي دان التعرض للرموز الدينية: لاجراء التعيينات المالية وملء الشواغر والمضي في تطوير قوانين مكافحة الفساد وإقرارها

قائد الجيش استقبل كوبتش وسفيرة ايطاليا وتفقد كلية فؤاد شهاب في الريحانية: مهام الجيش هي الاساس في حماية السلم الاهلي والاستقرار

امل: ما يتم تداوله حول موعد انعقاد جلسة مجلس الوزراء وارتباطها بتعيين احدهم وزج اسم الحركة غير صحيح

دياب ترأس اجتماعا امنيا عرض الإجراءات بحق من افتعلوا المشاكل السبت الفائت وموضوع التزام الصرافين بسعر صرف الدولار

كتلة المستقبل: قرارنا كان وسيبقى لا للفتنة والتناقض في خطة الحكومة المالية يؤدي لمزيد من فقدان الثقة بالدولة

 

في أسفل تفاصيل النشرة الكاملة

الزوادة الإيمانية لليوم

ليس لأَحَدٍ حُبٌّ أَعْظَمُ مِنْ هذَا، وهُوَ أَنْ يَبْذُلَ الإِنْسَانُ نَفْسَهُ في سَبِيلِ أَحِبَّائِهِ

إنجيل القدّيس يوحنّا15/من15حتى21/”قالَ الرَبُّ يَسوعُ لِتلاميذِهِ: «لَسْتُ أَدْعُوكُم بَعْدُ عَبِيدًا، لأَنَّ العَبْدَ لا يَعْلَمُ مَا يَعْمَلُ سَيِّدُهُ، بَلْ دَعَوْتُكُم أَحِبَّاءَ، لأَنِّي أَعْلَمْتُكُم بِكُلِّ مَا سَمِعْتُهُ مِنْ أَبي. لَمْ تَخْتَارُونِي أَنْتُم، بَلْ أَنَا ٱخْتَرْتُكُم، وأَقَمْتُكُم لِتَذْهَبُوا وتَحْمِلُوا ثَمَرًا، ويَدُومَ ثَمَرُكُم، فَيُعطيَكُمُ الآبُ كُلَّ مَا تَطْلُبُونَهُ بِٱسْمِي. بِهذَا أُوصِيكُم، أَنْ تُحِبُّوا بَعْضُكُم بَعْضًا. إِنْ يُبْغِضْكُمُ العَالَم، فَٱعْلَمُوا أَنَّهُ أَبْغَضَنِي قَبْلَكُم. لَوْ كُنْتُم مِنَ العَالَمِ لَكَانَ العَالَمُ يُحِبُّ مَا هُوَ لَهُ. ولكِنْ، لأَنَّكُم لَسْتُم مِنَ العَالَم، بَلْ أَنَا ٱخْتَرْتُكُم مِنَ العَالَم، لِذلِكَ يُبْغِضُكُمُ العَالَم. تَذَكَّرُوا الكَلِمَةَ الَّتِي قُلْتُهَا لَكُم: لَيْسَ عَبْدٌ أَعْظَمَ مِنْ سَيِّدِهِ. فَإِنْ كَانُوا قَدِ ٱضْطَهَدُونِي فَسَوْفَ يَضْطَهِدُونَكُم أَيْضًا. وإِنْ كَانُوا قَدْ حَفِظُوا كَلِمَتِي فَسَوْفَ يَحْفَظُونَ كَلِمَتَكُم أَيْضًا. غَيرَ أَنَّهُم سَيَفْعَلُونَ بِكُم هذَا كُلَّهُ مِنْ أَجْلِ ٱسْمِي، لأَنَّهُم لا يَعْرِفُونَ الَّذي أَرْسَلَنِي.”

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياته وتغريدات متفرقة

شو عندو شامل روكز من مقومات القيادة تا يعمل حزب..يخبرنا

الياس بجاني/08 حزيران/2020

وكأن كوارث المعرابي والغلام ابن بيو والباسيل وسيدنا لا تكفي حتى يأتينا الشامل بحزب جديد. شامل هو نتاج احتلال حزب الله. وبس هيك

 

انبطاع ماروني ذمي معيب على مستوى القيادة والأحزاب التعتير يراه حزب الله استسلاماً وخنوعاً

الياس بجاني/08 حزيران/2020

تخاذل المعرابي والغلام ابن بيو ورمادية الراعي وذوبان عون بحزب الله.. كل هذه الذمية لم تردع الحزب من غزوة عين الرمانة..شو فهمنا

 

المعرابي والغلام "ابن بيو: ضد القرار 1559 وبذمية وخنوع يتسابقان على كسب ود ورضى حزب الله

الياس بجاني/06 حزيران/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/86995/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%b9%d8%b1%d8%a7%d8%a8%d9%8a-%d9%88%d8%a7%d9%84%d8%ba%d9%84%d8%a7%d9%85-%d8%a7%d8%a8%d9%86-%d8%a8%d9%8a%d9%88/

في ثقافة وممارسات ومواقف وخطاب وأجندات وتشاطر وذمية وباطنية قادتنا النرسيسيين والإسخريوتيين، الذين هم فعلاً من أولاد الكتبة والفريسيين..

لم يعد هؤلاء الشاردين من مخفي ومستور،

ولم يعد في قاموسهم وجود لا لخجل ولا لوجل،

ولم يعد في أدبياتهم لا احترام للذات أو للغير...

والأخطر فهؤلاء بعهر فقدوا كل ما هو إيمان ورجاء وخوف من يوم الحساب الأخير.

أدخلوا أنفسهم في سباق ستربتيزي "تزليطي" لنيل رضى المحتل (حزب الله)..

ولم يعد هناك أوراق توت تكفي لتستر عورات أصحاب وغلمان شركات أحزابنا المارونية تحديداً.

خانوا ثورة الأرز وفرطوا تجمع 14 آذار.

قفزوا فوق دماء الشهداء.

باعوا القضية والهوية وعهروا الثوابت الوطنية.

داكشوا الكراسي بالسيادة وتورطوا في عهر وخطايا اتفاقات مذلة ومميتة.

رفعوا شعارات نفاق الواقعية وجاهروا بجبنهم وبعجزهم عن مواجهة احتلال حزب الله فساكنوه وأمسوا عبيداً لأصحابه وحماة لدويلته وسلاحه وحروبه.

عادوا القرارات الدولية وأهملوها (1559 و1701 و1680).

حولوا أنفسهم إلى أصنام وجاءوا بقطعان تقدسهم وتسير خلفهم بعمى وجهل وغباء.

امتهنوا الشعبوية وانسلخوا كلياً عن واقع وعيش ومعاناة المواطنين.

سرقوا أحزاب المقاومة وحولوها إلى شركات متخصصة بعروض الأزياء والحفلات الغنائية وتجارة العقارات.

في هذا السياق .. اليوم وقف المعرابي والغلام ضد رفع شعارات القرار الدولي 1559 بكل وضوح ودون لبس.

لا شيء يمكن تبرير موقفهما الذمي الجبان والمستسلم بغير أنهما بغباء ونرسيسية وأوهام كراسي يتسابقان على رضى حزب الله والتملق له وتقديم أوراق اعتمادهما الذمية  .. فلعل وعسى!!

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الالكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الالكتروني على الإنترنت

http://www.eliasbejjaninew.com

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

المطران يوسف بشارة في ذمة الله

توفي راعي ابرشية انطلياس السابق المطران يوسف بشارة عن ٨٥ عاما، وصدر عن أمانة سر أبرشية أنطلياس المارونية:"بتاريخ 9 حزيران 2020، عبَر إلى دنيا الحق الراعي الأسبق لأبرشية أنطلياس المارونيّة سيادة المطران يوسف محسن بشارة السامي الاحترام. يصل الجثمان إلى كنيسة مار يوسف - الكرسي الأسقفي، قرنة شهوان، يوم الأربعاء 10 حزيران 2020 عند الساعة الواحدة بعد الظهر حيث يسجى، ويحتفل بالقداديس على مدار الساعات.

تقام الصلاة لراحة نفسه في تمام الساعة الحادية عشرة قبل ظهر يوم الخميس 11 حزيران 2020 في كنيسة مار يوسف - الكرسي الأسقفي، قرنة شهوان. تبقى أبواب المطرانية مفتوحة للصلاة نهار الخميس بعد الدفن لغاية الساعة السادسة مساء. ونظرا للظروف الصحية الراهنة، نعتذر عن عدم تقبل التعازي.

صلوا لراحة نفسه.المسيح قام"!

 

خمسة اشهر صمود

د. وليد فارس/09 حزيران/2020

المطلوب صمود خمسة اشهر صعوداً، للوصول للصفر من دون تضييع وقت وجهد على هوامش. بعد الانتخابات الاميركية بيدأ العمل من الصفر صعوداً.

تمسك بالقرار ١٥٥٩ دون هوادة، ولكن دون تخيلات واسعة. مناقشة مبدأ قيام منطقة تطبيقية للقرار من بيروت الى عكار دون الاكتراث لصراخ الالة الاعلامية لحزب الله.

تطويل البال فيما يتعلق "بمشارع مستقبل لبنان". كل هذه المشاريع على الطاولة والكلام عنها لا بأس، ولكن ان لا تتحول الى شروط للتحرك الوطني المشترك المتمحور حول بند واحد و هو تطبيق القرار ١٥٥٩ واقامة مساحة حرة للمواطنين حيث يمكن طرح المشاريع. مرحلة ثم الاخرى.

الاستمرار بالمطالبة بالاصلاحات، ومواجهة الازمة المالية، دون الانتظار بان الدولة قادرة على حل اي شيء، ما دات الميليشيا مسيطرة.

انتخابات "مبكرة" او مش مبكرة تضييع جهود وآمال وبعثرة للتركيز على الهدف المركزي و"مش وقتها" (يا لها من مفارقة)

التواصل بكثافة مع الاغتراب اللبناني وتوعيته على الاولويات.

التخلي عن "العنّ" فيما يتعلق باسباب عدم اكتراث اميركا بلبنان. ستعود للاهتمام مجدداً بعد الانتخابات، و"العنّ" لن يلعب دوراً بشيء.

التأكد من انهاء كورونا بصبر وذكاء كما فعلت نيو زيلاندا.

التخلّي عن الثقافة السياسية الضيقة التي نمت منذ ٣٠ سنة، وتطوير ثقافة سياسية اخرى اوسع افقاً.

 

ابعاد سلاح حزب الله عن معارضيه لمصلحته

د. وليد فارس/09 حزيران/2020

خلال غزوة ٧ ايار٢٠٠٨ على الجبل وبيروت سُّربت تسجيلات بين قادة حزب الله الميدانيين على جبهة الشوف يستصرخون القيادة "لتسحبهم من هذه الجبال والوديان حيث لا يعرفون ما سيحدث لهم اذا طالت العمليات." فقيل لهم "صبراً، المعالجة السياسية آتية بسرعة". وجاء اجتماع الدوحة ليوقف المواجهة.

معنى ذلك ان عسكر الحزب لم يكن يشعر بطمأنينة داخل جزء صغير من الجبل لانه كان يواجه مقاومة شعبية لا تخافه وكان يخشى الخسارة على الرغم من تفوقه الهائل بالسلاح. فأتت الدوحة لتنقذه من الورطة. فالحرب في لبنان علّمت الجميع ان لا فريق داخلي بأمكانه ان يحسم عسكريا اذا قرر الفريق او الفرقاء الاخرين ان يقاوموا، وحتى من دون مساعدة خارجية. الثمن باهظ جداً.

لذا عندما نسمع اصواتاً من المحور تهدد باجتياح مناطق والانقضاض على قيادات، كما فعلوا في ٢٠٠٨، فأن ذلك سيؤدي الى بدأ مجابهة لن تنتهي لمصلحة حزب الله، وقيادته تعرف هذا الامر تماما ولا حاجة للشرح المستفيض. ان مصلحة الحزب ان يسحب سلاحه بعيدا جداً عن المناطق والاهالي الذين لا يؤيدوه. وهذا لمصلحته هو قبل غيره. ان انتشار الجيش في المناطق المعارضة لحزب الله تحت القرار ١٥٥٩، هي لمصلحة الجميع.

 

لباس شرعي ومنع شرب الكحول في عربصاليم بأمر من «المجاهدين»!

جنوبية/09 حزيران/2020

تمعن بيئة الثنائي الشيعي بسياسة تضييق وقمع الحريات، عبر دعشنة البيئة اللبنانية المعروفة بتميزها في اختلافاتها وتنوعها الثقافي والديني، وجديدها فرض على المواطنين الوافدين الى نهر الخرخار عدم شرب المشروبات الكحولية والالتفات الى موضوع اللباس، ومراعاة الضوابط الإجتماعية والدينية في البلدة.اذ كتبت صفحة تابعة بلدة عربصاليم عبر “فيسبوك”، انه يتوافد في الأونة الأخيرة عدد من المواطنين الى نهر الخرخار من خارج البلدة وعمد البعض منهم الى شرب المشروبات الكحولية ورميها على ضفاف النهر.نرجو من الضيوف الكرام مراعاة الضوابط الإجتماعية والدينية في البلدة وعدم إصطحاب المشروبات الكحولية والإلتفات لموضوع اللباس لأن حريتهم الشخصية التي نحترم تتعارض مع عاداتنا وأعرافنا خصوصًا في هذه الأرض التي وطأتها اقدام المجاهدين، وارتوت بدماء الشهداء . وانتشر هذا البوست عبر مواقع التواصل الاجتماعي، اذ انتقد الناشطون قمع الحريات وفرض القيود والضوابط الاجتماعية والدينية على الآخرين، مؤكدين على الحرية الشخصية.

 

«حزب الله» يستعرض نساء ريفيات يمتشقن السلاح ويهددن!

جنوبية/09 حزيران/2020

https://janoubia.com/2020/06/09/%d8%a8%d8%a7%d9%84%d9%81%d9%8a%d8%af%d9%8a%d9%88-%d8%ad%d8%b2%d8%a8-%d8%a7%d9%84%d9%84%d9%87-%d9%8a%d8%b3%d8%aa%d8%b9%d8%b1%d8%b6-%d9%86%d8%b3%d8%a7%d8%a1-%d8%b1%d9%8a%d9%81%d9%8a%d8%a7/

بعد العراضة التي قام بها بلطجية الثنائي الشيعي، يوم السبت الفائت، عند محاولتهم مهاجمة المتظاهرين في وسط بيروت وتهديد كل من يتجرأ على المطالبة بسحب سلاحه. انتشر مقطع فيديو عبر مواقع التواصل الاجتماعي لنساء ريفيات يمتشقن السلاح، وجهن رسالة فيها الى كل من يريد نزع سلاح “حزب الله”: بالقول نحن نساء حزب الله رجالنا على الجبهات يحاربون اسرائيل، اذا اردتم جردوا النساء من سلاحهن قبل الرجال”.

 

السيد الأمين يستنكر الإساءة للرموز الدينية: مظهر من مظاهر الإستقواء بالسلاح على الدولة وعلى الناس

جنوبية/09 حزيران/2020

تعليقا على الأحداث التي جرت يوم السبت الفائت في 6 حزيران، عبر مهاجمة بلطجية الثنائي الشيعي المتظاهرين ورفع الشعارات الطائفية والمذهبية، رأى العلامة السيد علي الأمين في مقابلة مع قناة العربية : أن ما جرى من الأحداث في بيروت يوم السبت ورفع الشعارات الطائفية في وجه المنتفضين والإساءة إلى رموز دينية إسلامية ومسيحية هو مظهر من مظاهر الإستقواء بالسلاح على الدولة وعلى الناس. وهو نتيجة تربية حزبية لتلك المجموعات. مؤكدا انه “لاا بدَّ أن تدرك أحزابهم وقياداتهم بأن استمرارهم بهذا النهج يُشعل حروباً طائفية، وعليهم العودة إلى حاكمية الدولة”.

وطالب سماحته الدولة بمحاكمة هؤلاء على شعارات الفتنة، مشددا “لا يكفي استنكار الحكومة ومَنْ هم في السلطة لذلك، لأن دور السلطة ومن هم فيها ليس مجرد الإستنكار، بل المنع من اشتعال الفتنة وتقديم من رفعوا الشعارات الطائفية وأساءوا إلى الرموزالمسيحية والإسلامية للمحاكمة من قبل القضاء في الدولة اللبنانية”. وأكد السيد الأمين على الآمال المعقودة على الإنتفاضة الشعبية اللبنانية المباركة لتحقيق الاصلاحات التي ينشدها الشعب اللبناني.

 

الرئيس الاسرائيلي يحمّل الحكومة اللبنانية مسؤولية أيّ اعتداء يرتكبه «حزب الله»!

جنوبية/09 حزيران/2020

تستمر التهديدات المتبادلة بين “حزب الله” واسرائيل،وبعد اعلان تل أبيب تنفيذ ضربات جوية على أهداف إيرانية في لبنان وسورية، اكد الرئيس الإسرائيلي رؤوفين ريفلين، ان إسرائيل لن تسمح بتحويل لبنان إلى معقل لـ «حزب الله» يخضع للوصاية الإيرانية. فقد حمّل ريفلين، الحكومة اللبنانية، المسؤولية الكاملة عن أي نشاط «إرهابي» قد يقوم به «حزب الله» ضد أهداف في الدولة العبرية. وبحسب قناة «مكان»، أمس، أشار ريفلين إلى تعاظم قوة «حزب الله» وتزوده بالوسائل القتالية والأسلحة بهدف المساس بالدولة العبرية، مضيفاً إن «إسرائيل عاقدة العزم على أن تضرب أوكار الإرهاب ومرتكبيه ومن يمولهم».

وتابع أن «إسرائيل ليست في حالة حرب مع الشعب اللبناني، لكن طالما بقيت منظمة حزب الله جزءاً من لبنان، وجزءاً من حكومته، وطالما استمرت في استغلال شعب لبنان من أجل خدمة مصالح دول أجنبية، فإن مسؤولية السيادة تقع على عاتق حكومة لبنان، وستكون المسؤولة عن أي عمل ترتكبه منظمة حزب الله من أراضيها». ولفت إلى أن إسرائيل «تتخذ كل الإجراءات اللازمة لمنع اندلاع حرب»، مشدّداً على أنها «لن تتردد في توجيه ضربة قاصمة لاعدائها أينما وجدوا ولن تخشى مواجهتهم أبداً»، مشدداً على أن «الجيش على أهبة الاستعداد». وأكد ريفلين: «لن نحتمل أي تهديد على حياة المواطنين، فنحن أقوياء وعلى أتم جهوزية لمواجهة أي أعمال استفزازية وأي عمل إرهابي، ولن تسمح إسرائيل البتة بتحويل لبنان إلى معقل لحزب الله يخضع للوصاية الإيرانية ولن تمر مرور الكرام على ذلك». في السياق (وكالات)، قال قائد القوات الجوية الجنرال عميرام نوركين، في مؤتمر عبر تقنية الفيديو، إن بلاده عززت ضرباتها الجوية على أهداف إيرانية وأخرى مدعومة من إيران في سورية ولبنان. وأكد أن «إيران كانت الهدف لتلك الضربات التي كانت تهدف لردع قدراتها الاستراتيجية في المنطقة»، قائلا: «عملت القوات الجوية في نطاقات أوسع خلال وقت كورونا، مقارنة بما قبله».

 

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الثلاثاء 09/06/2020

وطنية/الثلاثاء 09 حزيران 2020

 * مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون لبنان"

من الساعات الأولي للنهار وحتى الساعات الأخيرة للمساء توالت سياقات المواقف والمسائل والقضايا المحلية وقد برز منها الآتي :

-رد رئيس الجمهورية العماد عون التشكيلات القضائية.

-رد الرئيس سعد الحريري على رد التشكيلات...

-بيان شديد لكتلة المستقبل التي ترفض الفتنة تنتقد فيه السياسة المتبعة في الحكم وكذلك ما سمته التناقض في موضوع ارقام خسائر مصرف لبنان لجهة اعلان الاجتماع المالي امس التوافق على أرقام الخطة المالية الحكومية مع الاعتبار انها ارقام قابلة للتعديلات..

-إعلان المردة مقاطعة جلسة مجلس الوزراء غدا" الأربعاء.

-طلب مدعي عام التمييز ملاحقة مثيري الفتنة.

-تعبير المجلس الشرعي الاسلامي الأعلى عن رفض التطاول على السيدة عائشة.

-متابعة سياسية ودبلوماسية مركزة لتأثيرات قانون قيصر على لبنان.

وبعد الظهر برز الآتي:

-حركة سياسية بعيدة من الأضواء الاعلامية في الوضع ككل...في وقت نقل عن مصدر قريب

من قصر بعبدا أن الرئيس عون يحض الحكومة على العمل وانه لا يزال يراهن عليها كي تنجز الكثير من الملفات لافتا" الى ان جدول عمل جلسة غد يدل على ان الحكومة أمسكت بزمام الامور كي تقدم في "مضامير" كانت عصية" على المعالجة بحسب ما نقل المصدر عن عون الذي يتمسك اكثر من أي وقت مضى بالتوجهات الاصلاحية ويبادر حيث لا يحاول الآخرون...

-مواصلة الحكومة جهودها مع صندوق النقد الدولي ولقد عقد الفريق اللبناني المفاوض برئاسة وزير المال غازي وزني اجتماعه الثاني عشر مع وفد الصندوق في حضور حاكم مصرف لبنان رياض سلامة على رأس فريق البنك المركزي وتمحور الاجتماع على موضوع علاقة المركزي مع وزارة المالية ودوره التمويلي وعلاقة المالية مع المؤسسات العامة...

تفاصيل النشرة نبدأها من رد الرئيس عون التشكيلات القضائية.

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون "ان بي ان"

صحيح ان لبنان تجاوز قطوع يوم السبت وتم احتواء فتنة لم تكن لتبقي أو تذر لكن الصحيح أيضا أن المطلوب المزيد من اليقظة والتنبه ولا سيما على مستوى القيادات السياسية للحؤول دون تكرار ما حصل.

وبهذا المعنى قال رئيس مجلس النواب نبيه بري إننا سنتصدى للفتنة ولن نسمح بها وسيفاجأ من يحاول ان يوقظها بمدى تصدينا لها ودعا إلى نبذ كل من يساهم في الفتنة.

من جانيه شدد الرئيس سعد الحريري قبيل مشاركته في اجتماع المجلس الاسلامي الشرعي الأعلى في دار الفتوى شدد على وحدة المسلمين محذرا من أي انزلاق لمكان آخر ومشيرا إلى أنه تواصل مع الرئيس بري وأن جميع الأحزاب والأطراف استنكرت ما حصل يوم السبت وأوضح أن هناك مندسين يريدون دما في البلد.

ومن هذا المنطلق سطر النائب العام التمييزي استنابة قضائية حول مثيري أعمال الشغب والنعرات الطائفية والمذهبية.

على المستوى السياسي والإداري جلسة لمجلس الوزراء جرى تقديم موعدها من الخميس إلى غد الأربعاء لإقرار التعيينات الإدارية التي أرجئت من الجلسة السابقة.

تقدم ملف التعيينات الإدارية يقابله تعثر في ملف التشكيلات القضائية التي وصل مشروع مرسومها إلى القصر الجمهوري لكن الرئيس ميشال عون لم يوقعه بل رده إلى الحكومة الأمر الذي أثار عاصفة انتقادات أقواها للرئيس الحريري ورئيس حزب القوات اللبنانية.

فرئيس الحكومة السابق قال إن العهد القوي ينافس الرئيس القوي بسرعة الفشل والتخبط والكيدية فيما قال سمير جعجع: خطوة عون عشر خطوات إلى الوراء.

في الشأن الاقتصادي والمالي هم "الدولار والليرة" على حاله والخفض التدريجي لسعر الصرف الذي تم الاتفاق عليه الأسبوع الماضي كان هباء منثورا بعدما اصطدم مجددا بجدار السوق السوداء.

وفي الهموم المعيشية تجدد أزمة نقص المازوت الأمر الذي عكسه إعلان بعض المحطات نفاد هذه المادة لديها بانتظار انفراجات متوقعة خلال الأيام القليلة المقبلة.

هذه الضغوط الاقتصادية والمالية والمعيشية ساندتها ضغوط خارجية وتحديدا أميركية عبر عنها العمل على مشروع قانون في الكونغرس لوقف المساعدات الأميركية إلى دول في المنطقة بينها لبنان.

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون "المنار"

ما يبحث عنه اللبنانيون ليس الماء الثقيل لتوليد مفاعلات نووية، بل مازوت بات ثقيلا بفعل المحتكرين ، مطلوب بالحاح لتشغيل ما تبقى من مصانع ، ولتشغيل موتورات الاشتراك لتوليد الكهرباء البديلة، بعدما عقمت كل الحلول عن توليد كهرباء رسمية..

مع موجة الحر ولهيب الاسعار والجوع، وحقد المتربصين من اميركيين واعوانهم المحاصرين للقمة عيش اللبنانيين، اختار بعض تجار النفط الاحتكار طمعا بالربح الـمحرم، مستغلين حاجة السوق للمازوت، وضيق الانابيب الرسمية المتخثرة بالبيرقراطية حينا وبالنكد السياسي احيانا.

وزير الطاقة وعد اللبنانيين ان الخميس موعد تفريغ البواخر، وان التواصل جار مع المستوردين لمد السوق بما يحتاجه من مازوت خلال هذه الايام، في وقت رفع فيه اصحاب المولدات الخاصة الصوت، ملوحين بسيف التقنين الذي كان حكرا على شركة الكهرباء، وبات ورقة لدى شركاتهم.

ومن اوراق النفط، فرضت ورقة سوناطرك نفسها على جلسة مجلس الوزراء غدا، مع اعلان الشركة الجزائرية عدم رغبتها تجديد العقد مع الحكومة اللبنانية لمدها بالنفط. اما الملف المهم الذي يتلاعب بكل الاوراق، فهو سعر صرف الدولار الذي عاد ليتمرد على المنصات والتعميمات والقرارات، فارضا واقعا يزداد صعوبة، ويحتاج الى كثير من الجدية والمقاربة الواقعية.

بكل جدية يحضر الى مجلس الوزراء غدا ملف التعيينات، وكذلك قرار رئيس الجمهورية عدم التوقيع على التشكيلات القضائية، المعلل بالاسباب..

اقليميا عللت الخارجية السورية اسباب الازمة الاقتصادية بناء على التصريحات الوقحة لموظف الخارجية الاميركية جيمس جفري، والتي اظهرت بتباه ان العقوبات الاميركية هي المسببة لمعاناة الشعب السوري. لكنه ظلم ما كان ليكون، لو وجد مجتمع دولي قادر على الوقوف بوجه العنجهية الاميركية.. اما العنصرية الاميركية فما زالت تأكل من عمر الادارة التي اعادت اطلاقها من قمقمها، فباتت الاحتجاجات التي تعم أغلب الولايات عصية على التطويق رغم كل تهديد ووعيد دونالد ترامب..

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون "او تي في"

بين إعلان سليمان فرنجية مقاطعة جلسة مجلس الوزراء غدا، متراجعا عن تغريدة شهيرة في 3 نيسان الماضي، قال فيها: "لن نتدخل بعد الآن في بازارات التعيينات بل سنبارك للفائزين"، وبين المزايدة المذهبية غير المسبوقة على رئيس الحكومة حسان دياب من جانب تيار المستقبل، منها ما ورد على لسان النائب رولا الطبش، يبدو أن إدراج بند التعيينات الإدارية والمالية في آن معا، على جدول أعمال جلسة مجلس الوزراء في قصر بعبدا غدا، أفقد البعض الحد الأدنى من الحرص على المصلحة الوطنية، التي تقتضي في ظل الأزمة الاقتصادية والمالية الخانقة، أن تقدم الحكومة على التصدي للملفات العالقة، ومنها التعيينات الضرورية تزامنا مع المفاوضات مع صندوق النقد الدولي من جهة، وتبريد الاحتقان الطائفي والمذهبي قدر الإمكان بعد أحداث السبت الحزين، التي طرحت علامات استفهام كثيرة حول مصير حراك 17 تشرين.

غير أن الأبرز اليوم كان الموقف الواضح المعلل الذي صدر عن رئاسة الجمهورية في موضوع التشكيلات القضائية الملتبسة، حيث أوردت في كتاب موجه إلى رئاسة الحكومة عبر الأمانة العامة لمجلس الوزراء تسع ملاحظات أفضت إلى عدم التوقيع، مع الاشارة من ضمنها الى كون المرسوم العادي من الوسائل القليلة والفاعلة التي أبقاها الدستور، بعد تعديلات 1990، بتصرف رئيس الجمهورية كي يحقق قسمه الدستوري، فلا يلتزم بقيد زمني أو أي قيد آخر سوى القيود الدستورية والميثاقية، على عكس المراسيم المتخذة بناء على قرار من مجلس الوزراء، علما أن من واجب رئيس الجمهورية دستوريا التدخل بمعرض المناقلات القضائية إذا رأى أن ثمة خللا حاصلا من شأنه أن يمس وحدة السلطة القضائية واستقلاليتها، اللتين يتهددهما كل ظلم أو غبن أو وضع غير سوي يلحق بأعضاء هذه السلطة من جراء مناقلات لا تراعي المعايير الدستورية من جدارة واستحقاق واختصاص وكفاءة.

وإلى جانب هذه العناوين، يبقى الاهتمام مشدودا نحو الملفات التي تمس اللبنانيين في حياتهم اليومية، ومنها مثلا موضوع المحروقات، حيث اعلن وزير الطاقة اليوم وصول باخرة الخميس، تليها باخرتان، وملف سعر صرف الدولار الذي يبدو أنه يراوح، في وقت أعلن وزير الاشغال للـ OTV ان اعادة فتح المطار التي باتت ضرورة اقتصادية، موعدها المبدئي بحلول الأول من تموز المقبل.

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون "أم تي في"

السبت الفائت كادت البلاد أن تصل الى حافة الاقتتال المذهبي والطائفي ، قبل أن يتغلب الحس الوطني والدروس المكتسبة من الحرب ، ودور القوى الأمنية فتتمكن من ردع التفلت المبرمج وتطرد شياطين الفتنة .

لكن هذه العناصر المفرملة للجنون في الشارع ، تبدو غير متوفرة في السلطة التنفيذية بما يمنع الدولة من التحلل والتفكك .

فمجلس الوزراء سينعقد غدا بدلا من الخميس لغايات خاصة تخدم المحاصصة الفاقعة و تقاسم الوظائف الدسمة في الدولة ، لا لشيء إلا لأن المدير العام المقترح لوزراة الاقتصاد، محمد ابو حيدر الذي يخص الرئيس بري، يجب أن يتم إصدار مرسوم تعيينه قبل أن يبلغ الخميس التاسعة والثلاثين من عمره .

والأفدح في الأمر ، أن مرسوم تعيينه الذي يتطلب إقراره عادة حوالى الخمسة عشرة يوما لإلزامية مروره على مجلس الخدمة المدنية ، سيتم التلاعب بتاريخه بحيث يسجل في اليوم الذي صدر فيه.

المحاصصة الفاقعة هذه ، تقول مصادر ممتعضة في داخل التركيبة الحكومية ، إن التيار الحر سيحصل في مقابلها على حصة دسمة بل صادمة في التعيينات التي سيتم إقرارها في الجلسة المشهودة .

وفي مؤشر أولي على هول الصدمة التي ستحدثها المحاصصة أعلن رئيس المردة سليمان فرنجية مقاطعة وزيريه الجلسة .

توازيا اعرب المجلس الاسلامي الشرعي برئاسة المفتي دريان وحضور رؤساء الحكومات السابقين ، يتقدمهم الرئيس الحريري ، عن عدم رضاه عن تهميش الطائفة مطالبا باسترجاع دورها في سيـبة الحكم ، شاجبا جر البلاد الى حفافي الفتنة المذهبية لولا حكمة الحكماء ووعي المخلصين .

هذا الأداء غير المطابق للمعايير القانونية والأخلاقية ، يحصل فيما المطلوب من لبنان- الدولة تنقية نفسه من الفساد والفاسدين واعتماد أعلى درجات الحوكمة الشفافة ، وهو للأسف رسب في مادتين اساسيتين : التعيينات القضائية ، التي رفض الرئيس ميشال عون توقيع مرسومها رغم انها ممهورة بتواقيع رئيس الحكومة والوزراء المعنيين ، وتوحيد الأرقام امام صندوق النقد.

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون "ال بي سي"

على قاعدة " كلما داويت جرحا سال جرح.. هكذا الملفات والأزمات في لبنان ، كلما ساد اعتقاد بأن ملفا جرى حله ، ينبت ملف جديد لا يقل خطورة عما سبقه ... اليوم انفجر ملف التعيينات دفعة واحدة ، ما يجعل من جلسة الغد جلسة دقيقة وحساسة ومحفوفة بالمفاجآت سلبا أو إيجابا بعدما تدرجت المواقف على النحو الآتي:

رئيس تيار المردة سليمان فرنجيه أعلن أنه " لن نشارك في جلسة الغد علما انه عرض علينا أن نكون جزءا منها فرفضنا انسجاما مع موقفنا الرافض لتعيينات دون معيار او آلية ولأن هذه التعيينات صورة وقحة لمحاصصة المصالح الطائفية والمذهبية " .

اللافت أن هذه التغريدة تزامنت مع استقبال رئيس تيار المرده سليمان فرنجيه رامي الريس موفدا من رئيس "الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط .

الرئيس الحريري انتقد بعنف التعيينات المرتقبة واعتبرها ملكا حصريا لجهة حزبية واحدة ‏، كما انتقد اتخاذ الرئاسة الاولى متراسا للدفاع عن مطالب حزب العهد....

كما جاء رفض من المجلس الشرعي ان تكون التعيينات في مؤسسات الدولة بناء على المحاصصة ‏والمحسوبيات والتسويات، كما ان تكون تحت حكم القوي على المواطن الضعيف وتمر التعيينات ‏والتشكيلات على هذا الأساس ...

على رغم كل هذه المواقف العالية السقف فإن ملف التعيينات يبدو انه سيكون سالكا في جلسة غد، رغم أن كباشا كبيرا يجري حول إسم الدكتور محمد بعاصيري ، رئيس الحكومة حسان دياب يصر على عدم عودة أي إسم من الأسماء السابقة ، فهل يضع الضغوط الأميركية خلف ظهره ويستمر في رفض إعادة بعاصيري ؟ وفي هذه الحال ماذا سيكون عليه الموقف الأميركي ؟ الجواب ليس بعيدا ، وغدا لناظره قريب.

قنبلة رد التشكيلات القضائية لا تقل خطورة عن ملف التعيينات ... رئيس الجمهورية ردها وارفقها بمطالعة مسهبة علل فيها سبب الرد ، بعدما كان وقعها رئيس الحكومة ووزراء العدل والدفاع والمال ... رد مجلس القضاء الأعلى جاء عبر مصادره التي اعتبرت ان مرسوم التشكيلات تم من دون اي تدخلات سياسية ، وان اي اعادة بحث في اسماء التشكيلات عبر الاخذ بالملاحظات ، ستفتح الباب امام تدخلات سياسية من جميع الاطراف.

رد المرسوم حظي بسيل من ردات الفعل المنتقدة ، فكتلة المستقبل اعتبرت ان رد "التشكيلات القضائية" من قبل رئيس الجمهورية يؤكد النيات الواضحة ‏برغبة البعض الاستمرار بوضع يده على القضاء واستعماله لغايات سياسية ، فيما اعتبر الحزب التقدمي الاشتراكي ان الخطوة تسقط مبدأ إستقلالية القضاء بالضربة القاضية،

في محصلة هذا النهار من الإشتباك القضائي والإداري والمالي :

هل من تبعات على إصرار رئيس الحكومة على استبعاد محمد بعاصيري في عز التفاوض مع صندوق النقد الدولي ؟

ما هي النظرة للبنان ، من صندوق النقد الدولي ، حيال ترحيل التشكيلات القضائية خصوصا أن إصلاحا يطالب به الصندوق والمجتمع الدولي يمر بالإصلاح القضائي حيث التشكيلات جزء منه ...

هذا الإشكالات ألقت بثقلها على الوضع النقدي حيث الضغط على الدولار عاد مجددا .

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون "الجديد"

في بيان يصلح لأن يصدر كتابا عن القضاء المستحيل فاض العقل الدستوري عن مستوى البلاغة وسطر مطولات في علم التشكيلات وخروجها عن توازن السلطات، فبيان القصر الجمهوري طار إلى الأمانة العامة لمجلس الوزراء عبر ومن وإلى، وتوغل مطولا في أصول المناقلات والانتدابات والالحاقات، وتسنى لحمورابي القصر أن يعيد كتابة الدستور من جديد في اطروحة خلطت الارقام بالمواد بالقوانين والتواريخ، وانتهت الى رفض رئيس الجمهورية توقيع مرسوم التشكيلات القضائية صفحات ليست كالصفحات، وأهزوجة من وحي الدساتير متضمة ملاحظات رئيس الجمهورية، وفيها ما لذ وطاب من العبارات الثقيلة والميجانا العازفة على القانون والمشتبكة مع نفسها والعصية على الفهم حتى لحاملهز

فقد طافت أحكام الدستور حول القصر الجمهوري، وشوهدت نذر منها وقد أضرجت بموادها واستخدم كاتب الجمهورية السليم لتاريخه مفردات في القسم والمراسيم التشريعية والنظام الدستوري، معطوفة على أحكام القضاء العدلي..

وكل ذلك حتى يتجنب الرئيس وصحبه أن يقولوا إننا رفضنا التشكيلات لكونها زجت بالقاضية غادة عون في أتون التأديب وزجرتها، وفرضت عليها عقوبات قضائية لكونها عونية، فلماذا كل هذا اللف والدوران واستخدام القضاء ووزيرة العدل ورئاسة الحكومة والاستعانة بـ"الصحيح الاستشاري" وصاحب الفتاوى في الفقه العدلي.

وأسهل الطرق هي في قول الحقيقه ومفادها: رفضناها لأنها أبعدتنا أما في الكلام الدستوري الواضح فإن الخبير الدكتور سعيد مالك يفتي فيها من آخرها، مؤكدا أن رئيس الجمهورية بكتابه هذا إنما خالف الدستور في سابقة لم تسجل منذ الطائف، وأنه بذلك يعطل سلطة دستورية ويوحي بأن موقع الرئاسة الأولى يمارس وصاية مقنعة على المرفق القضائي، ولا يحق لرئيس الجمهورية رفض تشيكلات أصبحت مبرمة ومنتهية لأنها صدرت بالأكثرية الموصوفة من قبل مجلس القضاء الأعلى.

وكما الضرب السياسي بالتشكيلات كذلك التعيينات المتوجهة غدا إلى سابقة لم تحصل في التاريخ، جلسة على توقيت عيد ميلاد أحد المعينين من حصة الرئيس نبيه بري.. جلسة تسابق العمر لتقطف منه يوما قبل دخول صاحب العيد في مرحلة الأربعين، تعيينات من خارج الملاك واستباقا للآلية التي وضعها مجلس النواب نفسه، ومن بين التعيينات نواب الحاكم الأربعة الموزعون عدا ونقدا على السياسيين.

وما "يعتب حدا ولا يزعل حدا" وهنا يستعاد تصريح لوزير المال السابق علي حسن خليل الذي أكد لدى دفعة التعيينات من شركتي الخلوي أن الرئيس نبيه بري لا دور له ولا حصة في هذه التعيينات، وكل ما يشاع عنها وعن سواها غير صحيح على الإطلاق ومحض افتراء ودس لغايات معروفة، وعلى الأرجح فإن الرئيس بري نفسه قد" زعل " من هذا التصريح لأن معاونه السياسي قد تجنى عليه وحمله وزر ما لا يحتمل ونزع عنه صفة يفختر في حملها منذ عقود وفق معادلة "طالما لكم حصة لي حصة".

ويكفي أن وسيم منصوري الاسم المطروح من نواب الحاكمية لم يترك وظيفة رسمية إلا وتولاها من الشمال إلى الجنوب، ولم يحرم العاصمة بيروت خبرته العابرة للمحافظات واحتجاجا على غياب الآلية.. يغيب عن الجلسة غدا وزراء زعيم تيار المردة سليمان فرنجية الذي قال إنه عرض علينا أن نكون جزءا منها فرفضنا انسجاما مع موقفنا الرافض لتعيينات من دون معيار أو آلية أما رئيس الحكومة السابق سعد الحريري فقد سجل اعتراضه على مجمل الآلية السياسية بشكل شامل.

 

اسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الثلاثاء في 9 حزيران 2020

وطنية/الثلاثاء 09 حزيران 2020

صحيفة النهار

ـ خلال لقاء مرجع سياسي بسفراء لدول في الاتحاد الأوروبي، سمع كلاماً يؤكد أنّ دولهم منزعجة من غياب ‏المعالجات الاقتصادية والإصلاحية، ما يصعّب مهمة دعم لبنان ومساعدته في هذه الظروف، وتحديداً بعد الأحداث ‏التي حصلت في الشارع.

ـ لوحظ أنّ مشاركة نواب من "التيار الوطني الحر" و"تكتل لبنان القوي" في لقاء تصالحي في إحدى كنائس الجبل ‏استثنت أحد الوزراء السابقين الذي يزيد الوضع تأزماً بتصريحاته المستفزة.

ـ لوحظ أنّ مرجعاً نيابياً وآخر سياسياً يسعيان إلى دعم مرجع حكومي سابق وعدم إضعافه لكونهما يعلمان من يقف ‏خلف أحد المنافسين له لخطورته على الساحتين الإسلامية والوطنية.

ـ يزداد الطلب على مادة المازوت في القرى الجبلية رغم عدم الحاجة اليها صيفا خوفا من فقدانها من الاسواق او ‏غلاء سعرها بشكل كبير.

صحيفة البناء

ـ خفايا

قالت مصادر على صلة بالاتصالات السياسية والملف الحكومي إن كل الحديث عن تغيير حكومي هو جزء من ‏محاولة تلاعب نفسية بالعلاقات بين رئيس الحكومة ورئيسي الجمهورية ومجلس النواب وزرع الشكوك بين ‏مكوّنات الحكومة لأن المعنيين لا يسمعون بالتغيير الحكومي إلا في الإعلام.

ـ كواليس

قالت مصادر عراقية إنها تراقب مدى جدية رئيس الحكومة مصطفى الكاظمي في السير بعلاقات تجاريّة مع دول ‏الجوار بما يلبي مصالح العراق، خصوصاً حماية المتاجرة مع سورية وإيران. وقالت إن هذا الأمر يشكل المفصل ‏السيادي الرئيسي الذي سيتقرّر على أساسه مسار تعامل مكوّنات عراقية كبرى مع الحكومة.

صحيفة الجمهورية

ـ نقل عن مسؤول كبير قوله: لن يكون هناك انفراج للأزمة في لبنان قبل خمس سنوات.

ـ قال أحد الوزراء إنه يخشى انفجار قنبلة التعيينات في وجه الحكومة فتطيح بها لأن هناك من يصرّ على تعيين ‏قريبين منه.

ـ تبلّغ مرجع سياسي عن تحضيرات تجريها جهة سياسية معارضة لإطلاق تحر ك عنيف ضد الحكومة ورئيسها ‏في مناطق ذات لون طائفي معيّن.

صحيفة اللواء

ـ تهتم جهات معنية في لبنان وخارجه بالتدقيق بالأطراف الإقليمية، التي حركت محطات الفتنة يوم "السبت ‏الأسود"!

ـ بعثت جهة رسمية نافذة إلى موظف كبير بالوكالة برسالة سلبية، مما يفسّر عدم الرغبة، بتوليه أي مركز ثابت..

ـ أثارت مقابلة وزير خدماتي ارتياحاً لدى أوساط عدّة، نظراً لإلمامه بالملفات، وسعيه لتقديم صورة حضارية عن ‏وزارته، والعمل على تحقيق الأهداف من ورائها!

صحيفة نداء الوطن

ـ قالت مصادر مطلعة إنّ شخصية أساسية تلوذ بفلك "التيار الوطني الحر" مدرجة على لائحة العقوبات بموجب ‏قانون "قيصر" لكن لن يعلن عنها في الدفعة الأولى.

ـ جرت ليلة السبت مشاورات أميركية وبريطانية تتمحور حول التطورات في لبنان فكان تشديد مشترك على ‏وجوب عدم انزلاق اللبنانيين إلى العنف.

ـ حتى الآن، لم توجه أي دعوة الى الجمعية العمومية لمالكي الأسهم في قطاع الخلوي حول تسمية أعضاء مجلسي ‏إدارة الشركتين بعد الإعلان عنهم من جانب وزير الاتصالات.

صحيفة الأنباء

*امتعاضٌ وحسم‎ ‎

مرجع رسمي أبدى امتعاضه الشديد من تصرف إحدى المجموعات خلال اليومين ‏الماضيين، وأكد إصراره الحاسم على ضرورة وضع حد لتصرفاتها.

*المفاوضات عالقة

لا تزال المفاوضات مع صندوق النقد الدولي عالقة في المربع الأول: توحيد الأرقام. ولا ‏تقدم قبل حسم المسألة.

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

لقاء سيدة الجبل نعى المطران بشارة: كان عميقا في إيمانه صلبا في لبنانيته

وطنية - الثلاثاء 09 حزيران 2020

وطنية -اصدر لقاء سيدة الجبل البيان التالي :"ينعي "لقاء سيدة الجبل" إلى اللبنانيين عموما والكنيسة المارونية خصوصا المثلَّث الرحمة المطران يوسف بشارة .

ويستذكر "اللقاء" في هذه الظروف الدقيقة التي يمر بها لبنان مكانة المطران الراحل كراعٍ صالح وشخصية استثنائية فذة في صناعة الاستقلال الثاني عبر مواكبة نضال "لقاء قرنة شهوان" الذي قدم بيار الجميل، وجبران تويني وانطوان غانم شهداء لتحرير لبنان من قبضة النظام السوري.

لقد كان المطران يوسف بشارة كما مثلث الرحمة الكاردينال البطريرك مار نصر الله بطرس صفير والنائبين سمير فرنجية ونسيب لحود، عميقا في إيمانه، صلبا في لبنانيته، وحازما في دفاعه عن الاستقلال ولم يخش الا الرب، وتمسك بقناعاته فشهد لمسيحيّته وإيمانه انطلاقا من لبنانيته الصافية.

ان رحيل المطران يوسف بشارة سيترك أثرا عميقا في اللبنانيين وفي الكنيسة، التي لطالما اعتبرت ان الدفاع عن لبنان وسيادته وحريته جزءا من رسالتها الكهنوتية.

رحمه الرب وأسكنه مع القديسين وجعل ذكراه معنا دائما. المسيح قام... حقا قام.

 

هذا هو مضمون الاجتماع الـ12 مع صندوق النقد

الكلمة اـونلاين/09 حزيران/2020

أعلن المكتب الاعلامي في وزار ة المالية في بيان ان "الوفد اللبناني المفاوض برئاسة وزير المالية الدكتور غازي وزني، عقد اجتماعه الثاني عشر مع صندوق النقد الدولي بحضور حاكم مصرف لبنان رياض سلامة على رأس فريق من البنك المركزي. وتمحور الاجتماع حول موضوع علاقة مصرف لبنان مع وزارة المالية ودوره التمويلي وعلاقة وزارة المالية مع المؤسسات العامة، على أن تستكمل المشاورات نهار الخميس".

 

النهار: السلطة تتخبّط في معاركها وفوضى الأرقام المالية

النهار/الثلاثاء 09 حزيران 2020

قد يكون أغرب ما واكب "طلة" السلطة السياسية غداة تجاوز البلاد قطوع اقترابها من اشتعال مذهبي وطائفي ‏شديد الخطورة، أنها لم تعرف حتى الوسيلة الممكنة لستر معاركها الداخلية المتكاثرة بين أركانها فذهبت مواقف ‏متعاقبة لرئيس الجمهورية العماد ميشال عون من القضاء والإصلاح كما مواقف لرئيس الوزراء حسان دياب من ‏خطر الفتنة هباءً منثورا بعد انكشاف احتدام خلاف جديد بين بعبدا والسرايا. أما النتيجة السلبية الأخرى التي طفت ‏على سطح الاحتدامات المتعاقبة بين أهل الحكم الذين لم يعد يجمعهم على ما يبدو سوى المعزوفة الفاقدة مفاعيلها ‏بتحميل الحكومات والسياسات السابقة وزر الأزمات المتفاقمة، فتمثلت مجدداً في تجميد متكرر لمشروع ‏التشكيلات القضائية الذي ما ان يجتاز فخاً حتى تنصب له فخاخ بما يبقيه أسير لعبة صارت مكشوفة وهدفها ‏تدجين القضاء فيما تصدح أناشيد التغني باستقلاليته. ‎ ‎والواقع أنه في الوقت الذي كانت تتصاعد الانتقادات الواسعة لغياب رموز الدولة والحكومة عن المشهد المحتقن ‏الذي عاشته البلاد السبت الماضي واقتصرت التحركات على احتواء اخطار الفتنة المذهبية والطائفية التي ذرت ‏قرنها طوال يوم السبت الماضي تخبطت السلطة بقوة في مجموعة مفارقات سلبية بل في معارك صغيرة بما ‏يعكس الواقع المفكك الذي بات يطبع العلاقات بين أهل الحكم كما الواقع الحكومي الذي يتراجع باطراد. وتمثلت ‏أولى ملامح التخبط السلطوي والحكومي في نتائج الاجتماع المالي الثاني الذي انعقد في قصر بعبدا برئاسة الرئيس ‏عون سعياً الى توحيد الأرقام المالية التي يجري الوفد اللبناني المفاوض محادثاته مع صندوق النقد الدولي على ‏أساسها. وخلص الاجتماع الى بيان شديد الاقتضاب يفيد أن "المجتمعين توافقوا على ان تكون الأرقام الواردة في ‏خطة الحكومة منطلقا لاستكمال المفاوضات مع صندوق النقد الدولي". ‎ ‎وعلمت "النهار" أن ما أعلن من حصيلة للاجتماع عاكس ما كان واقعياً مخرجاً شكلياً لنتائج الاجتماعين اللذين ‏انعقدا في بعبدا واللذين لم يتوصل المشاركون فيهما الى توحيد الأرقام المالية. وأفادت المعلومات أن الأسباب التي ‏تحول دون الاتفاق عليها من حيث المبدأ تتصل بإعادة هيكلة الدين، ذلك أن الأرقام المتعلقة به تخضع، للتعديل ‏والتغيير بحسب المفاوضات بين الحكومة والدائنين في الخارج وفي الداخل علماً أن اختلافات واسعة للغاية تقوم ‏بين الجهات المعنية حول حجم القروض المتعثرة وهي خلافات تتمظهر بقوة بين خطة الحكومة وأرقام مصرف ‏لبنان وورقة جمعية المصارف. لذا فإن النظرة غير إيجابية من جانب صندوق النقد الدولي حين يكون هناك تباين ‏هائل في أرقام الجانب اللبناني مما يضعف موقفه التفاوضي. بيد أنه ما أن انتهى الاجتماع وصدر البيان الرسمي، ‏حتى تبيّن أن ما ورد فيه من حيث اعتماد الأرقام الواردة في خطة الحكومة منطلقاً واضحاً لاستكمال المفاوضات ‏مع صندوق النقد الدولي لم يكن مطابقاً لما اتفق عليه بدقة من أن خطة الحكومة لا أرقامها هي المنطلق للمفاوضات، ‏علماً أن حاكم مصرف لبنان ظل متحفظاً عن ارقام الحكومة. ‎ ‎وقد وصف النائب نقولا نحاس وصف بيان اجتماع بعبدا أمس بأنه "يتخطى المنطق والواقع"، وقال إن "التفاوض ‏من الحد الأعلى هو استسلام، واعتبار كل ديون الدولة هالكة هو استسلام وضرب موجع للمودع وللاقتصاد. ‏التوافق المفترض في البيان لا يمكن أن يكون بديلاً من التوافق الجامع المناهض للخطة. ارحموا هذا الوطن".

‎ ‎بين بعبدا والسرايا

‎ ‎أما التطور الآخر الذي برز أمس، فتمثّل في انفجار خلاف بين قصر بعبدا والسرايا على خلفية مرسوم التشكيلات ‏القضائية الذي كان شق مسيرته الجديدة عبرها بعدما اقترن باكتمال تواقيع وزيرة العدل ووزير المال ورئيس ‏الوزراء عليه السبت الماضي وأرسل الى دوائر قصر بعبدا في انتظار موقف رئيس الجمهورية منه. وأمس تبلغت ‏السرايا من دوائر القصر أن الرئيس عون لن يوقّع المرسوم. وعلمت "النهار" أن السبب المباشر الذي برّر به عدم ‏التوقيع هو انزعاج بعبدا من أداء رئاسة الوزراء وتحديداً الأمين العام لمجلس الوزراء محمود مكية الذي اعتبرت ‏أنه تصرف حيال توقيع مرسوم التشكيلات القضائية بشكل مخالف للأصول، كما أخذت عليه إحجامه عن حلف ‏اليمين أمام رئيس الجمهورية بعدما باشر مهماته رئيساً موقتاً بالتكليف لمجلس الخدمة المدنية. وتفيد المعلومات أن ‏الرئيس عون وجه رسالة جوابية الى السرايا ليضع الأمور في نصابها وأن "لكل سيّئ حدوداً في التعاطي مع ‏الرئاسة". ‎ ‎وكانت ملامح موقف بعبدا برزت مع تغريدة للوزير السابق سليم جريصاتي انتقد فيها مكية قائلاً: "دعوة قوية الى ‏أمين عام مجلس الوزراء في شأن خطوتين أقدم عليهما بخفّة لم نعهدها فيه. تغريدة في شأن مسار مرسوم عادي ‏في سياق احتفالية توقيع في رئاسة الحكومة، وتولي رئاسة مجلس الخدمة المدنية بالوكالة من دون حلف اليمين ‏أمام رئيس الجمهورية. يكفينا غير المألوف في معرض الجد". وكان مكية غرّد السبت الماضي معلناً ورود ‏مرسوم التشكيلات القضائية الى الأمانة العامة لمجلس الوزراء وأضاف: "اليوم أرسلته الأمانة العامة للتوقيع من ‏قبل وزيرة الدفاع ووقّعت ووزير المال ووقع واليوم وقعه دولة الرئيس. اليوم أرسل الى المديرية العامة لرئاسة ‏الجمهورية".

‎ ‎ويُشار الى ان رئيس الجمهورية تناول الوضع القضائي في كلمة له أمس في الذكرى الـ21 لاغتيال القضاة الأربعة ‏في صيدا، فاعتبر أن "مسؤولية حمل ميزان العدل والحكم وفق الضمير والأخلاق الإنسانية يحتمان على القاضي ‏ملاحقة من أوصلوا البلاد الى هذا الدرك الاقتصادي الخطير الذي نعيشه اليوم". وقال: "إن لم يشعر اللبنانيون أن ‏من أفقرهم بات تحت المحاسبة وفي يد القضاء فلن يتحقق اصلاح مرجو ولن نتمكن من بناء وطن حديث تسوده ‏سلطة القانون". وجدّد "التعهد للقضاة بأن يكون مظلة واقية لهم في مواجهة الضغوط السياسية التي قد يتعرضون ‏لها".

‎ ‎الا أن هذه الأجواء المحتدمة لم تمنع تقديم موعد جلسة مجلس الوزراء الأسبوعية في قصر بعبدا من الخميس الى ‏غد الأربعاء لاستعجال إقرار التعيينات الإدارية التي أرجئت من الجلسة السابقة. وأغرب ما في أسباب عقد الجلسة ‏الأربعاء بدل الخميس أن المرشح المتوافق عليه لتولي منصب المدير العام لوزارة الاقتصاد محمود أبو حيدر يبلغ ‏الخمس والأربعين من العمر بما يحول دون تعيينه ولذا سيعين قبل يوم واحد من هذا "الاستحقاق"!

 

الشرق الأوسط: اتصالات لاستيعاب تداعيات مواجهات بيروت بري والحريري وجنبلاط يضغطون على مناصريهم... وتجاوب "حزب الله" دون ‏المستوى

الشرق الأوسط/الثلاثاء 09 حزيران 2020

قال مصدر سياسي بارز في المعارضة اللبنانية إن تحرك رئيس الحزب ‏‏"التقدمي الاشتراكي" وليد جنبلاط باتجاه رئيس المجلس النيابي نبيه بري، ‏ورئيس الحكومة السابق سعد الحريري، وإن كان يصبّ في إطار الجهود ‏المبذولة لوأد الفتنة المذهبية وقطع الطريق على تفاقمها، فإن تحركه على أهميته ‏لا يكفي ما لم يلقَ التجاوب المطلوب من "حزب الله" ويقترن بمبادرة حكومة ‏الرئيس حسان دياب للتدخُّل سياسياً، وألا يقتصر جهده على ترؤسه لاجتماعات ‏أمنية، وكأن ما حصل ليس أبعد من إشكال أمني تمّت السيطرة عليه، من دون ‏أن يترك تداعيات سياسية.

وكشف المصدر السياسي لـ"الشرق الأوسط" أن بري والحريري وجنبلاط ‏‏"على موقفهم لمنع إقحام البلد في فتنة مذهبية، وبالتالي سينزلون بكل ثقلهم على ‏الأرض لتبديد أجواء الاحتقان وقطع الطريق على إحياء خطوط التماس التي ‏كانت قائمة إبان فترات اندلاع الحرب الأهلية". وأكد أنهم "يمارسون الضغط ‏على محازبيهم للحفاظ على السلم الأهلي، والابتعاد عن الدعوات التي تهدد ‏الاستقرار وعدم الدخول في سجالات لا تخدم التقيُّد بخطاب الاعتدال". واستغرب "عدم تحرُّك دياب باتجاه القيادات السياسية والروحية التي تولّت إعادة ‏الأمور إلى نصابها ومنع الانجرار إلى الفتنة المذهبية". وقال إن "ترؤسه ‏الاجتماع الأمني لا يكفي، وكان يُفترض أن يشكّل محور الاتصالات بدلاً من أن ‏يقتصر موقفه على تغريدة برفض الفتنة والتعرّض للرموز الدينية". ورأى أن ‏‏"ما يقال عن دياب في هذا الخصوص ينسحب تلقائياً على موقف رئيس ‏الجمهورية ميشال عون الذي اكتفى بتحديد موقف رافض لم تكن له مفاعيل ‏سياسية".

ولفت إلى أن "بري وإن كان يشكّل من وجهتي نظر الحريري وجنبلاط كاسحة ‏سياسية لتعطيل الألغام وتفكيك القنابل الملغومة في مواجهة منع الفتنة من أن ‏تتمدد من بيروت باتجاه المناطق الأخرى"، فإن الأنظار تتجه حالياً إلى "حزب ‏الله" الذي أدان ما حصل "وبات عليه السعي لإعادة تواصله مع حلفائه قبل ‏المعارضة، لأنهم وقفوا ضد كل أشكال العنف التي مورست من هذا الطرف أو ‏ذاك". ومع أن "حزب الله" سارع إلى إبلاغ من اتصلوا به بغسل يديه من التحرّك ‏المضاد الذي انطلق من خندق الغميق، والآخر الذي قامت به جهات محسوبة ‏على "الحراك الشعبي" تسلّلت إليه للمرة الأولى وغمزت من قناة "سرايا ‏المقاومة"، الذراع السياسية المؤيدة له، فإن السياسي الذي تحدث إلى "الشرق ‏الأوسط" يرى أن "التبرؤ لا يكفي، وبات على الحزب الانخراط في الجهود ‏لمنع تجدّد ما حصل؛ خصوصاً أن الغالبية في الشارع السنّي لا تعفيه من ‏مسؤوليته، كما لا تعفي من حاول متأخراً الدخول على خط الاحتجاجات الشعبية ‏بمجموعات ألحقت الضرر السياسي بالجهة التي ترعاها". واصطدمت التحركات الشعبية احتجاجاً على تدهور الوضع الاقتصادي وتصاعد ‏وتيرة الأزمات الاجتماعية، بتحرك ما يسمى بـ"سرايا المقاومة" وآخر مضاد ‏تصدّرته مجموعات وافدة إلى ساحة الشهداء. لكن ما حصل في مبارزة السبت ‏الماضي بين ساحة الشهداء وخندق الغميق دفع باتجاه إدخال تعديل على جدول ‏أعمال الحكومة، بذريعة أن طرح تطبيق القرار 1559 ونزع سلاح "حزب الله" ‏بات يتصدّر اهتمامها، لاستيعاب تداعياته، مع أن حضورها لمعالجته يبقى في ‏إطاره الرمزي.وإدخال تعديلات على جدول الأعمال لن يصمد طويلاً، وبات يلح على الحكومة ‏لتوفير الحلول على مراحل لوقف الانهيار الاقتصادي، في ظل التباطؤ الذي ‏يتحكّم بمفاوضاتها مع صندوق النقد الدولي.

وفي المقابل، بات "حزب الله" محشوراً، ولا يقلل تحميله "سرايا المقاومة" ‏مسؤولية حيال ما حصل، من التفاته إلى لملمة التداعيات السياسية التي أدت إلى ‏تأزيم علاقته بالشارع السنّي من جهة وبحليفه المسيحي أي "التيار الوطني ‏الحر" على خلفية دخول شبان إلى عين الرمانة، مع أنه قد لا تكون للحزب أي ‏علاقة بهؤلاء، لأنه لا مصلحة له بذلك. وعليه، فإن "حزب الله" ربما أراد تمرير رسالة لمجلس الأمن الدولي يحذّره ‏فيها من تعديل مهام قوات "يونيفيل" في الجنوب، مع التجديد لها في أغسطس ‏‏(آب) المقبل، وأيضاً للذين يراهنون على تدحرج الوضع في سوريا نحو الأسوأ ‏قبل بدء تطبيق "قانون قيصر".

وعلى صعيد آخر، فإن الحكومة وإن كانت تستعد لإصدار سلة من التعيينات في ‏جلستها الخميس المقبل، فإنها تواجه حالياً مشكلة تتعلق بإصرار رئيس "التيار ‏الوطني" جبران باسيل على اجتياح أبرز ما تتضمنه، مضيفاً إليها تعيين محافظ ‏لكسروان وجبيل، بعد أن تقرّر جمعهما في محافظة واحدة، والمدير العام لمكتب ‏الحبوب والشمندر السكري ورئيس مجلس الخدمة المدنية الذي يصر دياب على ‏إسناده إلى القاضية رندة يقظان. واللافت أن هناك إمكانية لترحيل التعيينات، إلا إذا تقررت تجزئتها، شرط ‏الاستجابة لطلب دياب بتعيين يقظان وبتأجيل تعيين محافظ لكسروان وجبيل، لأن ‏الاحتقان في الشارع السنّي لا يتحمل تعيينه، لأنه يأخذ من صلاحيات محافظ ‏الجبل محمد مكاوي. لذلك، رأت مصادر المعارضة أن باسيل وإن كان يطالب ‏بدولة مدنية فإنه "يريدها على قياس طموحاته الرئاسية، مستفيداً من إصرار ‏عون على إطلاق يده في كل شاردة وواردة".

 

هجومٌ مستقبليٌ حادٌ على "القوات"

ليبانون ديبايت/الثلاثاء 09 حزيران 2020

شَنّ موقع "مستقبل ويب" هجوماً حاداً على حزب القوات اللبنانية على خلفية حساب على "تويتر" يحمل اسم "نحنا قدا" اتهم الرئيس سعد الحريري بأن أولويته العودة إلى رئاسة الحكومة، فيما القوات وحدها أولويتها لبنان". ورد موقع "المستقبل" على "القوات" في مقال أمس الاثنين تحت عنوان :"‏ أولوية "القوات" وصول "الحكيم" الى قصر بعبدا"، جاء فيه:"رغم اعترافها بأنها صفحة مناصرة لـ"القوات اللبنانية" مع زعمها أن "القوات وحدها أولويتها ‏لبنان"، بخلاف إنكارها السابق، لجأت "نحنا قدا" الى إنكار جديد تمثّل هذه المرة بمحاولة التمويه ‏على موقف رئيس "القوات" المُهروِل الى كرسي بعبدا بشعارات ركيكة لا تمت الى الواقع بصلة".

وأضاف:"فرغم مواقف الدكتور سمير جعجع المُحيّدة لسلاح "حزب الله" عن حراك الشارع بعد مزايدته ‏على حلفائه في هذا الشأن، وقبلها مشاركته في اجتماع بعبدا لمناقشة خطة الحكومة مقرونة ‏بحملة تحت عنوان "رئيس الجمهورية القوية في بعبدا"، وقبلها رسائل الإطراء السياسي من ‏النائب ستريدا جعجع تجاه "حزب الله"، وقبلها وقبلها .. تصرّ صفحة" نحنا قدا" المجهولة ‏المعلومة على اتهام الآخرين، كل الآخرين، وتنزيه "القوات" باعتبار لبنان "أولويتها وحدها، لكن فات الصفحة المذكورة أن الشمس طالعة والناس قاشعة. "..

كما رد موقع "المستقبل" على "القوات" في مقالٍ آخر اليوم الثلاثاء تحت عنوان :"عشتم .. وعاشت كرسي بعبدا !"، جاء فيه:"رغم انهماك اللبنانيين بمصاعب غير مسبوقة وفقدانهم الأمل وقلقهم على المصير ، ورغم تجنّب كثيرين الدخول في سجالات مع طرف سياسي كان لحقبة من الزمن حليفاً تقاسموا معه محطات مجيدة من التاريخ الحديث ، يمعن حزب "القوات اللبنانية" من وقت الى آخر في إطلاق حملات ضد تيار "المستقبل" أو رئيسه سعد الحريري وإذا كانت أداة هذه الحملات بعض المواقع الالكترونية المناصرة لـ"القوات"، فان عنوانها المتكرّر منذ سنوات هو اتهام الحريري بـ "السعي الى رئاسة الحكومة .. والمساومات والمقايضات والتنازلات والفساد ".

وأضاف:"لذلك ومنعاً لأي التباس ، حبذا لو ينصح "الحكيم" هذه المواقع المجهولة المعلومة بالكفّ عن الاستمرار في هذه الحملات لئلا تدفع كثيرين الى الردّ بالمثل بالوقائع وليس بالمزاعم، فماذا لو ردّ أحدهم بتذكير "الحكيم" بأن من يلهث وراء الكرسي في بعبدا ،رغم انهماك الناس بأولويات مختلفة تماماً ،لا يمكنه اتهام الحريري بالسعي الى رئاسة الحكومة بعد أن لفظ الكرسي في السراي بملء إرادته وعن سابق تصور وتصميم ،انسجاماً مع أولويات الناس، ماذا لو فتح أحدهم دفتر "المساومات" وذكّر المواقع المناصرة لـ "القوات" بـ "تفاهم معراب" الذي لولاه لما كان العماد ميشال عون في قصر بعبدا اليوم ، بعد أن كان رئيس تيار "المردة" سليمان فرنجية ، مرشّح الحريري، على بعد أمتار من القصر، ماذا لو قلّب أحدهم أرشيف " المقايضات" واستحضر للمواقع المناصرة لـ "القوات" محاصصات " تفاهم معراب" في الحكومة والتعيينات الإدارية التي لم يجفّ حبرها بعد ؟ وماذا لو استعاد أحدهم مسلسل "التنازلات" المنشور في المواقع المناصرة نفسها ، وآخرها تحييد " الحكيم" منذ أيام حراك الشارع عن ملف سلاح "حزب الله" منعاً ل"تشتيت جهوده "، وقبلها رسائل الإطراء من نواب " القوات" للحزب وأدائه ،بعد أن زايدوا مراراً وتكراراً على الحريري متهمين إياه بغضّ النظر عن هذا السلاح سعياً وراء رئاسة الحكومة، ماذا أخيراً وليس آخراً لو استعاد أحدهم للمواقع المشار إليها حقبة استنفار نواب كتلة "المستقبل" من أجل إطلاق "الحكيم" من سجن اليرزة ؟". وتابع:"هذا غيض من فيض ما يمكن أن تخلّفه حملات صبيانية تتولّاها المواقع المناصرة لـ "القوات" ، سيّما وأن محطات كثيرة ، وآخرها مشاركة "الحكيم" في اجتماع بعبدا ، حبلى بمواد قابلة للطعن بكل ما ورد في هذه الحملات وحبذا لو ينصح "الحكيم" هذه المواقع بالكفّ عن هذه المزايدات والتفرّغ إما لما يجرى في لاسا، أو للحملات الدعائية التي أشعلت المواقع المعلومة والمجهولة تحت عنوان: " رئيس الجمهورية القوية في بعبدا "..عشتم .. وعاشت كرسي بعبدا".

ولاحقاً رد حساب "نحنا قدا" في تغريدة على حسابه عبر "تويتر"، على كلام "المستقبل" بالقول:"فعلا الشمس طالعة والناس قاشعة، الناس قاشعة جشعكم على السلطة والمال والتنازل عن الكرامات مقابل حفنة دولارات ومراكز سلطوية، والناس قاشعة مبدئية غيركم وأولويته الوطنية ويكفي أن نستعرض التاريخ وهو كفيل لوحده بإظهار الحقيقة، وسيكون لنا معكم ومع الحقيقة موعد ومحطة

 

سلامة يتحفّظ على رقم الخطة الحكومية

الجمهورية/09 حزيران/2020

لم يحمل اليوم الاول من الاسبوع تطورات جديدة تُذكر على الصعيد المالي والاقتصادي. وفيما كان يؤمل بأن يتمّ التوصّل الى توحيد المعايير والارقام على مستوى الوفد الرسمي اللبناني الذي يتفاوَض مع صندوق النقد الدولي، تبيّن انه تمّ توحيد الأرقام فقط وعلى زغل، بحيث تم الاتفاق على اعتماد الأرقام الواردة في الخطة الحكومية كمنطلق لاستكمال التفاوض مع صندوق النقد، وذلك خلال اجتماع مالي عقد أمس في القصر الجمهوري برئاسة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، في حضور رئيس الحكومة حسان دياب، ووزير المالية غازي وزني، وحاكم مصرف لبنان رياض سلامة.

وأوضحت مصادر مطّلعة على نتائج اللقاء لـ»الجمهورية» انّ الرقم الذي تمّ التوافق عليه بشأن تحديد الخسائر المالية هو الذي ورد في خطة التعافي المالي التي وضعتها الحكومة، والذي قدّر بـ 122 ألف مليار ليرة لبنانية.

 

وزير الأشغال يُعلن موعد فتح مطار بيروت

مواقع ألكترونية/الثلاثاء 09 حزيران 2020     

عقد وزير الاشغال العامة والنقل ميشال نجار ظهر اليوم الثلاثاء، اجتماعًا مع وفد من اتحاد وكالات السياحة والسفر( U.T.A ) المرخصة من وزارة السياحة، في حضور مدير مكتب الوزير شكيب خوري والمستشار بيار بعقليني. وتسلّم الوزير نجار كتابًا من الوفد عرض من خلاله لمشاكل قطاع السياحة والسفر في ظل الأزمة الاقتصادية وجائحة كورونا التي عصفت بالعالم، وكيفية تذليل هذه العقبات من خلال: "اعادة فتح مطار رفيق الحريري الدولي، توحيد المبيع وسعر صرف الدولار، التحويلات المالية لشركات الطيران، اعفاء القطاع من بعض الضرائب والرسوم، تسهيل اعطاء موافقات الطيران المدني للطائرات المستوفية الشروط، وضع خطط لتسهيل وجذب السياح ومنح وكالات السفر بطاقات الدخول الى المطار". ولفت نجار إلى أن "لقطاع السياحة دورا اساسيا في تنمية الاقتصاد"، واعدًا بنقل المطالب الى رئاسة مجلس الوزراء والوزراء المعنيين: الاشغال، المالية، الصحة والسياحة والاقتصاد لإستمرار عمل هذا القطاع". وأعلن أن "مطار رفيق الحريري الدولي سيتم فتحه اوائل شهر تموز المقبل مبدئيًا، لتعجيل نمو الحركة الاقتصادية وعودة الحياة الى كل القطاعات".

 

خطة نهب الودائع!

الجمهورية/09 حزيران/2020

فيما تحيط تساؤلات تشكيكية بالطريقة التي يتم فيها توحيد ارقام الخسائر بعيداً عن العلمية والتقنية، يبقى المواطن اللبناني عرضة للاستهداف من كل جانب. فمن ناحية تهدده فتنة سياسية بأبعاد طائفية ومذهبية، ومن ناحية ثانية تهدده فتنة من نوع آخر لا تقل خطورة، وتتواصل فصولها، ألا وهي الفتنة المالية المتمثّلة بالسطو على اموال المودعين، وفق خريطة طريق ترسمها خطة الحكومة، والتي يسعى اجتماع بعبدا الى تبنّي أرقامها المقدّرة للخسائر، واعتبارها الاساس الصالح للمفاوضات الجارية مع صندوق النقد الدولي، علماً انّ التعويض عن هذه الخسائر وبحسب ما تنصّ عليه ما تسمّيه الحكومة «خطة التعافي»، يتمّ من أموال المودعين وعلى حسابهم، بما ينزع عنها صفة «التعافي»، ليعطيها وصفها الحقيقي، أي خطة نهب الودائع! وما يثير علامات الاستفهام هو انّ محاولة توحيد أرقام الخسائر التي تسعى اليها بعبدا، تأتي بالتزامن مع العمل الحثيث الذي تقوم به لجنة المال والموازنة عبر جلساتها المتتالية في مجلس النواب للوصول الى تحديد دقيق لأرقام الخسائر مع الجهات المعنية بها، وتحديد مكامنها وتضييق الفوارق وإعادة توزيعها في أماكنها الصحيحة بدقة وبطريقة علمية، وليس بطريقة السلق، على ما يتبدّى في اجتماعات بعبدا. ويبرز في هذا السياق ما أعلنه رئيس لجنة المال والموازنة النائب ابراهيم كنعان بعد اجتماع لفرعية لجنة المال لتقصّي الحقائق «أنّ كل المقومات موجودة للنهوض بالاقتصاد شرط استعادة الثقة وفق معايير علمية لا وفق تركيبات في غير محلها»، معتبراً «أنّ استعادة الثقة لا يمكن ان تكون بضرب ثقة المودع والمُقرض».

 

مشروع قانون أميركي جديد ضد إيران.. شظاياه تطال لبنان

الجمهورية/09 حزيران/2020

يعدّ نواب في الكونغرس الأميركي مشروع قانون لفرض أشد العقوبات على إيران. وقال نواب جمهوريون إن مشروع القانون يهدف إلى وقف إرهاب إيران وإفلاس النظام، كما أن المشروع يطالب بوقف مساعدة الدول التي تخضع لسيطرة إيران، وفقا لنسخة من الحزمة التشريعية التي حصلت عليها حصرا صحيفة "واشنطن فري بيكون" Washington Free Beacon المختصة بالأمن القومي. وكشف نواب في الكونغرس عن أن مشروع القانون يتضمن 140 مقترحا جديدا ضد إيران. وستصدر لجنة الدراسات الجمهورية (RSC)، أكبر تجمع للنواب من الحزب الجمهوري في الكونغرس، مقترحا تشريعيا ضخما يستهدف الأنظمة الخبيثة في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك روسيا والصين وإيران. ويتضمن المقترح أكثر من 140 مبادرة جديدة تهدف إلى إعادة تأكيد القيادة الجمهورية على مستوى السياسة الخارجية. ويتضمن الجزء الخاص بإيران "أصعب العقوبات التي اقترحها الكونغرس على الإطلاق على إيران"، وفقًا لما قاله النائب مايك جونسون، رئيس لجنة الحزب الجمهوري. ومن شأنه أن يوسع إلى حد كبير حملة "الضغط الأقصى" لإدارة الرئيس دونالد ترامب ويفرض إزالة العديد من السياسات المتنازعة وخصوصا الاستثناءات التي صاحبت التخلي عن الاتفاق النووي الذي تخلى عنه الرئيس دونالد ترامب في عام 2018.

ويتناول الاقتراح التشريعي على وجه التحديد بعض القضايا الشائكة في السياسة الخارجية الأميركية بما فيها المساعدة الأميركية المتنازع عليها على لبنان ودول الشرق الأوسط الأخرى التي تسيطر عليها إيران، والإعفاءات من العقوبات التي أبقت برنامج طهران النووي على قيد الحياة، وتفويض عام 2002 لاستخدام القوة العسكرية في العراق، الذي يرى الجمهوريون أنه عفا عليه الزمن بشدة بالنظر إلى ظهور العديد من الفصائل الإرهابية الجديدة. ومن المرجح أن يحرض الاقتراح الأكثر أهمية المشرعين الجمهوريين ضد عناصر في إدارة ترامب. وفي خطوة من المرجح أن تشعل حربا مع وزارة الخارجية، تدعو لجنة الدراسات الجمهورية بالكونغرس إلى إلغاء مجموعة من الإعفاءات من العقوبات من جانب واحد والتي شرعت برنامج إيران النووي وزادت من تواجدها في العراق. وتعد التنازلات واحدة من أكبر نقاط الخلاف بين إدارة ترامب وصقور إيران في الكونغرس. في حين أجبرت حملة الضغط التي استمرت لشهور في ايار وزارة الخارجية على إلغاء الإعفاءات على المنشآت النووية الإيرانية لا يزال البعض الآخر في مكانها. ويسمح التنازل الحالي لإيران بيع الكهرباء للعراق. وبموجب هذا التنازل، وقعت طهران على صفقة كهرباء لمدة عامين بقيمة 800 مليون دولار في أواخر الأسبوع الماضي، مما وفر لطهران موطئ قدم أكبر في الاقتصاد والحكومة في العراق.

وبموجب خطة الحزب الجمهوري الجديدة، ستمنع الإدارة رفع العقوبات دون الحصول أولاً على موافقة مجلس النواب ومجلس الشيوخ. كما أنها ستتخذ خطوة غير مسبوقة لمعاقبة الميليشيا العراقية المسؤولة عن مهاجمة مجمع السفارة الأميركية في بغداد في وقت سابق من هذا العام حيث ان معظم هذه الجماعات لا تخضع حاليًا للعقوبات الأميركية. كما برزت المساعدة الأميركية للبنان أيضًا على أنها أولوية قصوى للمشرعين الجمهوريين، ونقطة اشتعال محتملة بينهم وبين إدارة ترامب. وبينما دافعت وزارة الخارجية بقوة عن الملايين في مساعدة دافعي الضرائب الأميركيين التي يتم تقديمها كل عام إلى الحكومة اللبنانية وجيشها، فإن الجمهوريين على استعداد متزايد لانتقاد سياسة يقولون إنها "تشجع حزب الله، وكيل ايران الذي يسيطر على البلاد". وللمرة الأولى، فإن لجنة الدراسات الجمهورية وحلفاؤها يطالبون بوقف كامل للمساعدات الأميركية في لبنان، مما يمهد الطريق أمام مواجهة مع وزير الخارجية المتشدد مايك بومبيو. وفي وقت سابق من هذا العام ، أخبر بومبيو صحيفة "فري بيكون" أن إدارته ما زالت تعتبر مساعدة الولايات المتحدة للقوات المسلحة اللبنانية مفيدة.وقال كل من جونسون وويلسون إنه لا يوجد سبب وجيه لمواصلة منح لبنان مساعدة دافعي الضرائب لأن حزب الله يسيطر بشكل منهجي على البلاد. وقال جونسون "إنهم يستخدمون دولارات دافعي الضرائب الأميركيين على ما يبدو لمواجهة حزب الله، وربما كان هذا صحيحًا في الماضي ، ولكن يبدو أنه لم يعد صحيحًا حيث إن الأموال تنفق بطرق تؤدي إلى نتائج عكسية لأهدافنا في المنطقة."

 

مندسون يريدون دماً".. الحريري: لن نسمح بالانزلاق

الجمهورية/09 حزيران/2020

أعلن الرئيس سعد الحريري، من دار الفتوى، "اننا نتمسك بالاعتدال وباحترام الرأي الآخر الذي يجب أن نسمعه على الرغم من الاختلاف، ونحن نؤكد على العيش المشترك وأي انزلاق يؤدي الى تفكك لبنان ونحن لن نسمح بذلك". وقال: "كلّ القيادات السياسية واعية وتعرف أنّ هناك مندسين يريدون دماً وإحداث مشكلة في البلد لذلك علينا التحلّي بالصبر وعلى القيادات السياسية أن تعرف أن هناك حساسيات لدى الطوائف وفي رأيي أنّهم أثبتوا ذلك في بياناتهم ومواقفهم". وأضاف: "تواصلنا مع الرئيس نبيه بري ولا مشكلة معه وجميع القيادات السياسية واعية على ما يحصل".

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

إيران تقضي بإعدام «جاسوس» مقرب من سليماني وتدينه بكشف تنقلاته

لندن/الشرق الأوسط/09 حزيران/2020

أعلن القضاء الإيراني الحكم بالإعدام على مقرب من قائد {فيلق القدس} قاسم سليماني بعد إدانته بالكشف عن تنقلات مسؤول العمليات الخارجية في {الحرس الثوري} الذي قتل بضربة أميركية في بغداد مطلع العام. وقال المتحدث باسم القضاء الإيراني، غلام حسين اسماعيلي إن حكم الإعدام تمت المصادقة عليه وسينفذ قريباً بحق محمود موسوي مجد، الذي وصفه بأنه {جاسوس وكالة المخابرات المركزية الأميركية والموساد}، موضحاً أنه {كان يتجسس من أجل الدولار الأميركي في المجالات الأمنية لفيلق القدس، وقدم معلومات عن تنقل الجنرال قاسم سليماني}. جاء ذلك خلال رده على سؤال حول إصدار حكم بالإعدام على جاسوس يعمل لصالح الموساد. ونقلت وكالة {إيسنا} الحكومية عن اسماعيلي قوله: {نعم، حاول الأميركان والكيان الصهيوني التدخل في شؤوننا الداخلية}. وأضاف: {يتم رصدهم من قواتنا في مخابرات الحرس ووزارة الاستخبارات، يقعون في الفخ وتتم محاكمتهم}. وشدد إسماعيلي على ضرورة {محاسبة العناصر الفاسدة داخل النظام}، ووجه {نصيحة أخلاقية} إلى وسائل الإعلام والتيارات السياسية وآخرين {ألا يستخدموا هذه القضية ذريعة ووسيلة لتصفية الحسابات الشخصية والجماعية}، داعياً إلى {تجنب تشويه الآخرين والإساءة لهم، أو السماح للنفس بالتدخل في الموازين القضائية}.

 

مصر تطالب بإطار زمني لإنهاء مفاوضات سد النهضة والسيسي ترأس اجتماعاً لمجلس الأمن القومي

القاهرة/الشرق الأوسط/09 حزيران/2020

اجتمع مجلس الأمن القومي المصري اليوم (الثلاثاء) برئاسة الرئيس عبد الفتاح السيسي؛ حيث تم استعراض تطورات الوضع في ليبيا وملف سد النهضة، وقد صدر عن الاجتماع البيان التالي بشأن سد النهضة، حسبما أعلن المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية المصرية السفير بسام راضي.

وطالبت القاهرة، وفق البيان، بتحديد إطار زمني لإنهاء المفاوضات حول سد النهضة الذي تبنيه إثيوبيا على النيل الأزرق «منعا للمماطلة»، وذلك تزامنا مع اجتماع يعقده وزراء الري المصري والسوداني والإثيوبي بعد توقف المباحثات لثلاثة أشهر.

ونقل البيان، وفق الصفحة الرسمية للمتحدث عبر «فيسبوك»، أنه «تلقت جمهورية مصر العربية الدعوة الصادرة من وزير الري السوداني باستئناف مفاوضات سد النهضة اليوم 9 يونيو (حزيران) 2020، وإذ تؤكد مصر موقفها المبدئي بالاستعداد الدائم للتفاوض من أجل التوصل إلى اتفاق عادل ومتوازن يحقق مصالح مصر وإثيوبيا والسودان، فإنها ترى أن هذه الدعوة قد جاءت متأخرة بعد 3 أسابيع منذ إطلاقها، وهو الأمر الذي يحتم تحديد إطار زمني محكم لإجراء المفاوضات والانتهاء منها، وذلك منعاً لأن تصبح أداة جديدة للمماطلة والتنصل من الالتزامات الواردة بإعلان المبادئ الذي وقعته الدول الثلاث سنة 2015».

وتابع البيان: «ومن جهةٍ أخرى؛ فمن الأهمية التنويه بأن هذه الدعوة قد صدرت في ذات اليوم الذي أعادت فيه السلطات الإثيوبية التأكيد على اعتزامها السير قدماً في ملء خزان سد النهضة دون التوصل إلى اتفاق، وهو الأمر الذي يتنافى مع التزامات إثيوبيا القانونية الواردة بإعلان المبادئ، ويلقي بالضرورة بظلاله على المسار التفاوضي وكذلك النتائج التي قد يتم التوصل إليها». وكان قادة الدول الثلاث وقعوا في مارس (آذار) 2015 اتفاق مبادئ يلزمهم التوصل إلى توافق من خلال التعاون في ما يتعلق بالسد. وتبلغ طاقة خزان السد الاستيعابية القصوى 74 مليار متر مكعب.

وختم البيان أنه «رغم ذلك؛ فإن مصر سوف تشارك في هذا الاجتماع من أجل استكشاف مدى توفر الإرادة السياسية للتوصل إلى اتفاق، وتأكيداً لحسن النوايا المصرية المستمرة في هذا الصدد، وطبقاً لما ورد بالدعوة الواردة من وزير الري السوداني». ودعاء وزير الري والموارد المائية السوداني نظيريه المصري والإثيوبي أمس (الاثنين)، إلى استئناف المفاوضات على الإنترنت غداً (الثلاثاء)، «للوصول إلى اتفاق شامل ومرضٍ يستجيب لمصالح الدول الثلاث ويحقق تطلعات شعوبها». وثار خلاف بين البلدان الثلاثة على ملء وتشغيل السد الذي يتكلف أربعة مليارات دولار ويجري تشييده قرب حدود إثيوبيا مع السودان على النيل الأزرق الذي يصب في نهر النيل. وتقول إثيوبيا إن المشروع حيوي لنموها الاقتصادي في ظل سعيها لأن تصبح أكبر مصدر للطاقة الكهربائية في أفريقيا، لكنه يثير قلقاً في مصر التي تعاني بالفعل شحاً في إمدادات مياه نهر النيل التي يعتمد عليها سكانها البالغ عددهم أكثر من مائة مليون نسمة على نحو شبه كامل.

وكان من المتوقع أن تبرم البلدان الثلاثة اتفاقاً في واشنطن في فبراير (شباط) بخصوص ملء وتشغيل السد، لكن إثيوبيا تخلفت عن الاجتماع ووقعت مصر فقط عليه بالأحرف الأولى.

 

نواب أميركيون يطالبون ترمب بتطبيق «صارم» لـ«قانون قيصر»

واشنطن/الشرق الأوسط/09 حزيران/2020

دعا نواب أميركيون جمهوريون وديمقراطيون، أمس الاثنين، إدارة الرئيس دونالد ترمب إلى تطبيق «صارم» للعقوبات المفروضة على سوريا بموجب «قانون قيصر». وينصّ القانون خاصة على تجميد مساعدات إعادة الإعمار وفرض عقوبات على النظام السوري وشركات متعاونة معه ما لم يحاكم مرتكبو الانتهاكات. ويستهدف القانون أيضاً كيانات روسية وإيرانية تعمل مع نظام الرئيس بشار الأسد. و«قانون قيصر» الذي وقّعه الرئيس الأميركي في ديسمبر (كانون الأول) يدخل حيّز التنفيذ في منتصف يونيو (حزيران). والاثنين قال رئيسا لجنتي الشؤون الخارجية بمجلسي النواب والشيوخ ونائباهما في بيان مشترك إنّ «الشعب السوري عانى كثيراً، ولمدّة طويلة، في ظلّ الأسد وعرابيه». وأضاف الجمهوريان جيمس ريش ومايكل مكول والديمقراطيان إليوت إنغل وبوب مينينديز في بيانهم أنّه «يجب على الإدارة تطبيق قانون قيصر بشكل صارم وفي موعده، حتى تصل إلى النظام ومن يحافظون على وجوده رسالة مفادها أنّ الأسد لا يزال منبوذاً».

وشدّد السيناتوران والنائبان على أنّ الأسد «لن يكون قطّ مسؤولاً شرعياً يجب على النظام وعرّابيه وضع حدّ لقتل الأبرياء ومنح السوريين طريقاً للمصالحة والاستقرار والحريّة». و«قيصر» هو اسم مستعار لمصوّر سابق في الشرطة العسكرية السورية انشقّ عن النظام عام 2013 حاملاً معه 55 ألف صورة تظهر الوحشية والانتهاكات في السجون السورية. وكانت جلسة الاستماع السريّة إليه في الكونغرس عام 2014 الدافع لصياغة هذا القانون الذي حمل اسمه وأقرّ في 2019. وخلال مثوله مجدّداً أمام مجلس الشيوخ في مارس (آذار) الماضي في جلسة أخفى فيها وجهه وارتدى سترة رياضية بغطاء للرأس تفوق قياسه، دعا المنشقّ واشنطن إلى المضي قدماً في معاقبة دمشق. من جهته، دان النظام السوري الأسبوع الماضي التدابير العقابية المنصوص عليها في القانون الأميركي، معتبراً أنّها تفاقم الصعوبات الاقتصادية التي تواجه السوريين. وشهدت الليرة السورية في الأشهر الماضية تدهوراً تاريخياً مقابل الدولار مع تفاقم التضخّم في البلاد الغارقة في الحرب منذ 2011.

 

مظاهرات في السويداء لليوم الثاني احتجاجاً على الأزمة المعيشية ومشاركون طالبوا بـ«إسقاط النظام» و«رحيل الأسد»

درعا: رياض الزين/الشرق الأوسط/09 حزيران/2020

شهدت محافظة السويداء ذات الغالبية الدرزية جنوب سوريا، لليوم الثاني مظاهرة مناهضة للنظام، حيث تجمع عشرات المواطنين أمام مبنى المحافظة، مطالبين برحيل الرئيس السوري بشار الأسد، ونددوا بتدهور الأوضاع المعيشية والاقتصادية في سوريا. وقالت مصادر محلية إن عشرات من أبناء المحافظة شاركوا في المظاهرة، وجابوا شوارع مدينة السويداء والساحة الرئيسية ثم مشوا إلى الشارع المحوري، ودوار المشنقة، مطالبين بإسقاط النظام السوري «المسؤول عن تردي الأوضاع الاقتصادية في البلاد»، وردّد المتظاهرون شعارات غاضبة مطالبة برحيل إيران وروسيا كما نادوا «الشعب يريد إسقاط النظام»، «سوريا لينا وما هي لبيت الأسد»، «حرية، حرية». وخرجت أول من أمس مظاهرة شعبية وسط مدينة السويداء مطالبة بإسقاط النظام والأسد، بالتزامن مع انهيار الليرة السورية مقابل سعر تصريف الدولار والغلاء الذي اكتسح كافة جوانب الحياة. في حين خرج العشرات من أبناء مدينة طفس في ريف درعا الغربي، بمظاهرة نادت بإسقاط النظام وحمّلته مسؤولية ارتفاع الأسعار وسوء الأوضاع المعيشية والاقتصادية، ورفع المتظاهرون لوحات كُتِب عليها: «نظام لا يستطيع ضبط الأسعار فليرحل من هذه الديار». وقالت صفحة «السويداء 24» المعنية بنقل أخبار السويداء المحلية إن النظام أرسل تعزيزات عسكرية وأمنية من قوات الأمن الداخلي وحفظ النظام إلى تخوم المنطقة التي شهدت المظاهرة وعند مبنى المحافظة، وأظهرت صور وجود الآليات العسكرية المحملة بأسلحة رشاشة في المنطقة. وقال أحد الناشطين من محافظة السويداء إن قوات الأمن والشرطة لم تتدخل لفض المظاهرة رغم مرورها أمامهم بحسب تعبيره. وأضاف جاءت الاحتجاجات بالتزامن مع تراجع قيمة الليرة السورية أمام الدولار الأميركي، وتفشي الغلاء والفساد، دون محاسبة أو رقابة، حتى أن معظم المحال التجارية فضلت إغلاق أبوابها وتوقفت عن البيع لعدم استقرار الأسعار، كذلك الصيدليات وغيرها، حيث ارتفعت كافة الأسعار للمواد الغذائية والتموينية والأدوية خلال الأيام الماضية أربعة أو خمسة أضعاف. وأوضح أن سعر صرف الدولار الأميركي مقابل الليرة السورية يشهد تصاعداً يومياً، ما أدى إلى تدهور قيمة الليرة، وأسفر هذا التدهور عن زيادة باهظة في أسعار مختلف البضائع والسلع، وزيادة الأسعار في السوق بنسبة 300 في المائة لكل البضاعة بما فيها الأساسيات، ما أرهق العائلات محدودة الدخل في توفير احتياجاتها وأجبرها الغلاء على ترك بعض احتياجاتها، وحتى الأساسيات منها، الأمر الذي عكسه الشروع بتطبيق عقوبات «قيصر» الأميركية على البلاد للضغط على النظام السوري أكثر، وأدى إلى تسارع انهيار الليرة السورية مقابل العملات الأجنبية، وارتفاع الأسعار، وتسلط التجار، وتفشي الغلاء في كافة مجالات الحياة.

وقال أبو زياد من سكان ريف السويداء الغربي: وصل سعر صرف الدولار إلى أعلى مستوياته منذ بداية الأحداث في سوريا ليصل إلى 2600 ليرة سورية مقابل الدولار الواحد في السوق السوداء، ما أدى إلى ارتفاع الأسعار بشكل كبير حيث وصل سعر اللتر الواحد من الزيت النباتي الأبيض إلى 3500 ليرة سورية بعد أن كان 1000 ليرة، وكيلو السكر إلى 1800 وكان سعره 600، وكذلك مواد التنظيف والمعقمات ارتفع سعرها ثلاثة أضعاف سعرها السابق، ومثلها حليب الأطفال ارتفع سعره إلى أضعاف سعره، حيث وصل أحد أصنافها الى سعر 10 آلاف ليرة سورية مقابل 4 آلاف ليرة في السابق، واللحم البقري والدجاج وغيرها من الأشياء اللازمة والضرورية في حياة الأسرة اليومية، ما يحمّل مسؤول الأسرة أعباء يعجز عن إيجاد حلولها، وسط الوضع الاقتصادي المتدهور في البلاد كافة، وندرة فرص العمل، وضعف أجر اليد العاملة، وانهيار الليرة السورية.

وأشار أحد السكان المحليين في درعا أن تفاوت الأسعار بدأ منذ أسبوعين، حيث شهدت الأسواق ارتفاعاً كبيراً في أسعار المواد الغذائية والتموينية، خاصة مع تزايد طلب الأهالي عليها لتخزينها خوفاً من ارتفاعها أكثر. وأضاف أن هذه المرحلة التي تمر بها عموم المناطق في سوريا هي الأصعب من نوعها المعيشي والاقتصادي، بعد أن تضاعفت الأسعار لأكثر من أربع مرات وتسارع الغلاء المتجدد الذي شمل كل المستلزمات الأساسية للعائلة، كالخضراوات والفاكهة واللحوم، حيث يباع الكيلوغرام من اللحم البقري بسعر 9 آلاف ليرة، بينما لحم العواس (الغنم) وصل سعر الكيلوغرام إلى 15 ألف ليرة، بعد أن كان سعره 4000 قبل أشهر، بينما بلغ سعر كيلوغرام الثوم 5000 ليرة، بينما كل أصناف الفاكهة زاد سعرها بين 500 إلى 1000 ليرة سورية للكيلوغرام الواحد.

وقال أبو جهاد وهو موظف في أحد قطاعات الدولة ومسؤول عن أربعة أولاد: «الوضع المعيشي لم يعد يطاق، الرواتب التي تعطى للموظفين لم تعد تساوي مصروف 3 أيام، وأجور اليد العاملة كذلك، الفاسدون في سوريا هم المستفيدون الأكبر، جمعوا المليارات، والشعب أصبح يعيش تحت خط الفقر». وأضاف «سبل العيش ضاقت على الناس كلها، ولا بد من الحل السريع ومراقبة الأسواق والتجار من قِبل الجهات الحكومية المسؤولة، التي وعدت بمراقبة الأسعار ومحاسبة المخالفين، وتحديد الأسعار، لكن الأسعار ترتفع بشكل يومي دون رقيب، مع تصاعد يومي لسعر صرف الدولار الذي سجل 2600 ليرة سورية للدولار الأميركي الواحد». وشهدت غالبية المحافظات السورية، اليومين الماضيين، إغلاقاً جزئياً لغالبية المحال التجارية الكبيرة وغيرها، تزامناً مع تراجع قيمة الليرة السورية إلى مستويات منخفضة. وتشهد سوريا بعد تسع سنوات من الحرب أزمة اقتصادية خانقة فاقمتها مؤخراً تدابير التصدي لوباء «كوفيد - 19». كما زاد الانهيار الاقتصادي المتسارع في لبنان المجاور، حيث يودع سوريون كثر أموالهم، الوضع سوءاً في سوريا. وأوضح محللان لوكالة الصحافة الفرنسية أول أمس، أنّ المخاوف من تداعيات بدء تطبيق قانون قيصر في 17 الشهر الجاري، والذي يفرض عقوبات على المتعاونين مع دمشق، يعدّ سبباً إضافياً في تراجع قيمة الليرة.

وقال الخبير الاقتصادي والباحث لدى «شاثام هاوس» زكي محشي إنّ الشركات الأجنبية، بينها الروسية، اختارت أساساً عدم المخاطرة. ولفت إلى أنّ تحويل الأموال يحتاج أسبوعين إلى ثلاثة، «ما يعني أنّ التحويلات التي تحصل اليوم ستُدفع بعد 17 يونيو (حزيران)».

وتوقّع مدير برنامج سوريا في مجموعة الأزمات الدولية هايكو ويمن أنّه مع دخول العقوبات حيّز التنفيذ «سيصبح التعامل مع سوريا أكثر صعوبة ومحفوفاً بالمخاطر».

ويفرض قانون قيصر، الذي ندّدت دمشق به الأربعاء، قيوداً مالية على سوريا، بما في ذلك وقف مساعدات إعادة الإعمار. ويفرض عقوبات على الحكومات والشركات التي تتعامل مع دمشق وبينها شركات روسية. وبحسب الباحثين، فإن لصراع رجل الأعمال البارز رامي مخلوف، ابن خال الرئيس بشار الأسد وأحد أعمدة نظامه اقتصادياً، مع السلطات تداعيات سلبية على عامل الثقة. ويعيش غالبية السوريين تحت خط الفقر، وفق الأمم المتحدة، بينما تضاعفت أسعار السلع في أنحاء البلاد خلال العام الأخير. وقالت المتحدثة باسم برنامج الأغذية العالمي جيسيكا لاوسو إنّ أي انخفاض إضافي في قيمة الليرة سينعكس ارتفاعاً في أسعار المواد الغذائية الرئيسية التي يتمّ استيرادها كالأرز والباستا والعدس. ونبّهت إلى أنّ ارتفاع الأسعار «يهدّد بدفع مزيد من السوريين الى الجوع والفقر وانعدام الأمن الغذائي فيما القدرة الشرائية تتآكل باستمرار».

وحذّر مصرف سوريا المركزي الشهر الماضي في بيان من أنّه «لن يتوانى عن اتخاذ أي إجراء بحق أي متلاعب بالليرة السورية سواء من المؤسسات أو الشركات أو الأفراد»، مؤكداً عزمه اتخاذ «كافة الإجراءات الكفيلة باستعادة ضبط أسعار الصرف».

 

إصابة 3 جنود روس في انفجار عربة مصفحة شمال غربي سوريا

بيروت/الشرق الأوسط/09 حزيران/2020

أصيب ثلاثة جنود روس، اليوم (الثلاثاء)، في انفجار عربة روسية مصفحة قرب مدينة عين العرب (كوباني) بريف حلب الشرقي، في شمال غربي سوريا. ونقلت وكالة الأنباء الألمانية، عن مصادر مقربة من «قوات سوريا الديمقراطية»، قولها: إن «سيارة عسكرية روسية انفجرت قرب قرية مرج علي بعد 10 كيلومترات شرق مدينة عين العرب، قرب الحدود السورية التركية ما أدى إلى إصابة ثلاثة جنود روس». وأشارت المصادر إلى أنه تم نقل الجنود إلى القاعدة الروسية في عين العرب، لافتة إلى تضرر سيارتين للقوات الروسية جراء الانفجار. ورجحت المصادر أن «يكون سبب الانفجار لغما أرضيا باعتبار المنطقة قريبة من الحدود وهي المنطقة التي تسلكها الدوريات الروسية التركية». وأكدت المصادر، «توجه سيارات تابعة للقوات الروسية وأخرى لقوى الأمن الداخلي (الأسايش) إلى مكان الانفجار للتحقيق وتبيان سبب الانفجار». وتشهد مناطق شرق مدينة عين العرب وغربها تجوال دوريات روسية وتركية في المنطقة وفقاً للاتفاق بين روسيا وتركيا وقد تعرضت الدوريات التركية والروسية التي بدأت عملها بداية شهر نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، للرشق بالحجارة والزجاجات الحارقة من قبل أهالي مناطق عين العرب.

 

وزير الخارجية العراقي الجديد يباشر مهامه بلقاء السفير الأميركي/حسين أكد إتمام الاستعدادات للحوار الاستراتيجي مع واشنطن

بغداد/الشرق الأوسط/09 حزيران/2020

في أول يوم عمل له، أمس، أبلغ وزير الخارجية الجديد فؤاد حسين، وهو كردي عمل في حكومة عادل عبد المهدي وزيراً للمالية وهو الوزير الوحيد الذي أعيد استيزاره وسط خلاف حاد استمر شهراً، السفير الأميركي ماثيو تولر بأن بغداد جاهزة للحوار الاستراتيجي المرتقب مع واشنطن.

لكن جهوزية بغداد بدت مبالغاً فيها في ظل انقسام عراقي على الحوار؛ يبدأ من أسماء الوفد المفاوض؛ بمن فيهم حسين نفسه، وينتهي إلى جدول الأعمال الذي تريد كل المكونات والأحزاب والأطراف والفصائل معرفته مسبقاً حتى تعطي رأيها فيه أو موافقتها عليه.

رسمياً؛ وطبقاً للبيان الصادر عن وزارة الخارجية العراقية، فإن السفير الأميركي أعرب للوزير العراقي عن «تطلعه لأن تشهد العلاقات الثنائيّة بين البلدين ارتقاءً نوعياً وبما يحقق مصالح الشعبين الصديقين». حسين، من جانبه، أكد على «عمق العلاقات الاستراتيجية بين بغداد وواشنطن، وأهمّية تفعيل سُبُل التعاون الثنائي؛ وُصُولاً إلى تحقيق مصالح كلا البلدين الصديقين». وأعرب الوزير عن «شُرُوع الوزارة في إكمال الاستعدادات لخوض جولة الحوار الاستراتيجي مع أميركا»، عادا أنّه يُمثل محطة مُهمّة من شأنها تأطير الأولويّات لدى بغداد وواشنطن، مُشدّداً على ضرورة الاستمرار بالتطوير الإيجابي لمُختلِف أوجه التعاون الثنائي المُتميّز. اللغة التي تضمنها بيان الخارجية، والتي وردت فيها عبارة «البلدين الصديقين» مرتين وكذلك «العلاقات الاستراتيجية» إنما هي موضع خلاف حاد بين الأطراف العراقية. ففيما يؤيد العرب السنة والكرد توصيف العلاقات بين بغداد وواشنطن بأنها علاقات صداقة واستراتيجية؛ فإن الأطراف الشيعية لا تشاطرهم هذه الرؤية. فبعض القوى الشيعية تؤيد إقامة علاقات جيدة مع الأميركيين، لكن أطرافاً أخرى تشترط انسحاب القوات الأميركية أو جدولة وجودها لإقامة علاقات الصداقة، في حين ترفض الفصائل المسلحة المقربة من إيران إقامة أي نوع من العلاقات مع الأميركيين.

هذا التناقض في المواقف هو الذي يهيمن الآن على الجو السياسي العراقي في وقت لم يبقَ لبدء جولات الحوار الموصوف بـ«الاستراتيجي» بين البلدين، سوى يومين.

وفيما يعترض محمد الكربولي، النائب عن «تحالف القوى العراقية» بزعامة محمد الحلبوسي، على غياب السنة من وفد التفاوض مع الأميركيين، فإن كثيراً من القوى الشيعية تبدو مشكلتها مع أسماء الوفد المفاوض. فهذه الأسماء إما غائبة ويتعين على رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي الكشف عنها (كشف عن 6 من 21 عضواً مفاوضاً)، وإما أن كثيراً من أعضائها يحملون جنسيات أجنبية بصرف النظر عن أنهم شيعة لجهة الانتماء المذهبي مثلما ترى أطراف شيعية أخرى. الكربولي، في تصريح له لـ«الشرق الأوسط، يقول إن «المسألة بالنسبة لنا هي ليست في مضمون المباحثات أو موقفنا منها وما الأولويات؛ بقدر ما هو واضح من تهميش وإقصاء للمكون السني في قضية مهمة مثل هذه القضية المختلف عليها بين مختلف الأطراف العراقية». الكربولي يضيف أن «من غير المنطقي ألا يكون ضمن وفد الكاظمي التفاوضي أي سنّي وليس فقط أي ممثل للسنة في وفد المفاوضات». وأوضح الكربولي أن «شركاء الوطن مصرون على إقصائنا من القرار السياسي وضمنه الحوار الاستراتيجي»، عادّاً أن «من الخطأ اعتماد دبلوماسية تفضيل المصلحة الفئوية على المصلحة الوطنية العليا».

إلى ذلك، أكد عميد كلية العلوم السياسية في الجامعة المستنصرية الدكتور خالد عبد الإله، في حديث لـ«الشرق الأوسط»، أن «الاختلاف في وجهات النظر بشأن الحوار الاستراتيجي الجديد بين العراق والولايات المتحدة الأميركية أو مديات هذا الحوار، هو شيء طبيعي ومتجذر بين قوى سياسية رافضة وقوى سياسية متحفظة وقوى أخرى راغبة بقوة في أن يكون هناك بحث لنوع من العلاقة الجديدة القائمة على الشراكة الحقيقية والتي قد تتحول إلى نوع من التحالف الاستراتيجي». ويضيف عبد الإله: «هنا نتحدث عن مكونات عراقية ثلاثة هي الشيعة الذين يريدون علاقة جديدة لا يكون فيها وجود أميركي واضح في العراق في إطار الشق العسكري والأمني، ومن الواضح أن هناك تأثيرات إيرانية واضحة على مواقف هذه القوى». وتابع أن «القوى الأخرى هي القوى السنية التي هي الأخرى منقسمة بين قوى مرتبطة بعلاقات مع قوى شيعية رافضة للوجود الأميركي، وبين قوى سياسية تريد أن يكون هناك بحث لعلاقة جديدة قائمة على أساس أن تكون هناك مصالح متبادلة تؤدي إلى شراكة استراتيجية حقيقية». وبشأن موقف القوى الثالثة؛ وهي الكردية، يقول عبد الإله إن «الكرد هم الطرف الأقوى في هذه المعادلة، والتي تمثلت في زيارة السفير الأميركي في بغداد تولر إلى إقليم كردستان ودعوة الإقليم في أن يكون جزءاً من الوفد التفاوضي، وهو أن يضع نقطة معادلة جديدة في سياق هذا الحوار». وبين عبد الإله أن «بحث العلاقة الجديدة بين العراق والولايات المتحدة سوف تشوبه إشكالات عدة ومواقف متباينة، وبالتالي هناك أمور قد يصعب الحكم عليها مسبقاً؛ حيث هناك أطراف تشترك في إخراج الأميركان من دون قيد أو شرط، وهناك أطراف شككت حتى بالوفد المفاوض، وهو ما يعني أن هناك تناقضاً في المواقف حتى حيال مفهوم المصلحة الوطنية العليا».

 

ماذا وراء استدعاء نتنياهو لمستشاره الأميركي؟

تل أبيب/الشرق الأوسط/09 حزيران/2020

شوهد المستشار الأميركي لشؤون الانتخابات، أهرون كلاين، برفقة رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، عدة مرات في الأيام الأخيرة، وتبين أنه تم استدعاؤه لينضم من جديد إلى طاقم العاملين معه، من دون أن تحدد مهامه. ولكن مصادر سياسية عديدة رأت في هذا التطور إشارة إلى أن نتنياهو عاد ليستعد لمعركة انتخابات قريبة. وكلاين هو مستشار استراتيجي متخصص في شؤون الانتخابات ويعمل مع عدة زعماء سياسيين في الولايات المتحدة والعالم. كان في الماضي صحافياً في عدة وسائل إعلام يمينية في الولايات المتحدة، ثم انتقل إلى الاستشارة الاستراتيجية وعمل في مكتب ستيف بانون، المستشار الاستراتيجي للرئيس الأميركي، دونالد ترمب. وقد عمل في المعارك الانتخابية الثلاث الأخيرة إلى جانب نتنياهو. وأكدت مصادر في حزب الليكود أن نتنياهو استدعى كلاين للعمل معه، لأنه صار يعرفه ويقدر عمله. لكنه رفض أن يحدد مهامه. ولم ينفِ أنه جاء للعمل مستشاراً إعلامياً أو استراتيجياً أو انتخابياً.

ويتوقع المراقبون في تل أبيب أن يكون نتنياهو جاداً في رسم خطة انتخابية جديدة، فإن لم ينفذها، فإنه سيستطيع استخدامها للضغط على حلفائه. فهو يقرأ استطلاعات الرأي ويجري بنفسه استطلاعات رأي خاصة، وكلها تدل على أنه في حال إجراء الانتخابات اليوم فإنه سيحقق فيها فوزاً غير مسبوق وسيتمكن من تشكيل حكومة يمين ثابتة ومستقرة، بينما بقية منافسيه وحتى حلفائه يتراجعون إلى الوراء. ويرمي نتنياهو إلى إبقاء هذه الاستطلاعات سوطاً مسلطاً فوق رأس حزب «كحول لفان»، بقيادة بيني غانتس وجابي أشكنازي، حتى لا ينسحب من حكومته إلا عندما يقرر هو ذلك. فإذا اعترضا على الضم، مثلاً، سيتاح له فك الشراكة معهم. وقال مقرب من كلاين إنه سيهتم حالياً أيضاً بموضوع كورونا وكيفية مواجهته إعلامياً، وبموضوع ضم الأراضي الفلسطينية لإسرائيل. يذكر أن السياسيين والمنافسين وكبار المعلقين السياسيين في إسرائيل يشيرون إلى أن تصرفات نتنياهو، في الأسبوعين الأخيرين، تدل على أنه يؤمن بضرورة إنهاء حكومة الوحدة مع غانتس وعدم السماح لأحد غيره أن يكون رئيساً للحكومة، حتى لو كان ذلك لفترة مؤقتة. ورائحة الانتخابات تفوح من كل تصرفاته. وأكدوا أن الشكوى التي تقدم بها، أمس (الاثنين)، إلى الشرطة ويقول فيها إنه وعقيلته سارا، أصبحا عرضة لمضامين تحريضية تدعو إلى قتلهما، هي أحد الأدلة على ذلك، حيث إنها المرة الثالثة في عشرة أيام التي يقدم فيها نتنياهو شكوى بهذا المضمون إلى الشرطة. وقالت المصادر السياسية إن ما يؤخر نتنياهو عن تفكيك الائتلاف مع غانتس والتوجه إلى انتخابات جديدة، هو عدم يقينه من تأثير فيروس كورونا، وهناك من ينصحه بألا يتوجه إلى انتخابات، لأن الجمهور في إسرائيل بدأ يأخذ انطباعاً بأن حكومة نتنياهو فشلت في معالجة كورونا، وأن الفشل لم يظهر بعد للجمهور، ولكن في حال التوجه لانتخابات جديدة ستكون كورونا نقطة ضعف نتنياهو وربما الفيروس الذي يقضي عليه سياسياً.

 

كحول لفان» بقيادة غانتس يتحفّظ على ضم الضفة وتزايد التقديرات بأن واشنطن تطالب بالتأجيل

تل أبيب/الشرق الأوسط/09 حزيران/2020

عقد رئيسا حزب «كحول لفان»، رئيس الحكومة البديل ووزير الدفاع، بيني غانتس، ووزير الخارجية، غابي أشكنازي، اجتماعاً مع رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، وطرحا أمامه تحفظات حزبهما من تنفيذ خطة ضم أراض فلسطينية محتلة في الضفة الغربية إلى تخوم إسرائيل. وحسب مصادر مقربة منهما، فإنهما أوضحا أن الطريقة التي تطرح بها هذه المسألة والتفكير في تنفيذها من دون حوار مع الفلسطينيين، ستلحق أضراراً كبيرة، وتهدد بآثار سلبية للغاية على مصالح الدولة العبرية.

وحسب هذه المصادر، أكد غانتس على صحة الأنباء التي تقول، إن الإدارة الأميركية تعيد النظر في مسألة الضم من حيث طريقة التنفيذ وموعده؛ وذلك أولاً بسبب انشغالها في الهبّة الشعبية الداخلية، وثانياً بسبب اعتراضات من الدول العربية، وثالثاً بسبب الخلافات بين المستوطنين ومظاهر العداء التي عبر عنها بعضهم ضد الرئيس دونالد ترمب. وحسب موقع «واي نت» العبري، التابع لصحيفة «يديعوت أحرونوت»، فإن غانتس وغيره من المسؤولين الإسرائيليين، تلقوا مؤخراً رسائل من واشنطن تفيد بأنه «يجب تأجيل عملية الضم». وقد عقّب غانتس بأنه يحترم الرغبة الأميركية. وقال «نحن في حوار مع الأميركيين ومع جهات أخرى، ويجب أن نصل إلى خطة متوازنة في النهاية». وأكد أشكنازي «هنالك مصالح أخرى لإسرائيل ينبغي الاهتمام بها، وليس فقط رغبة هذا المسؤول أو ذاك في اليمين».

وقال مسؤول إسرائيلي للموقع «الأميركيون منهمكون في المظاهرات ووباء كورونا، والضم لم يعد من أولوياتهم، فضلاً عن أنهم كانوا يتوقعون الحصول على دعم واسع لخطتهم، وهذا الدعم غير قائم حالياً، بل هم يستمعون إلى المستوطنين الذين يهاجمون ترمب ولا يصدقون ما تسمعه آذانهم».

ونقلت الإذاعة الإسرائيلية الرسمية عن «مصدر إسرائيلي كبير»، قوله، إن واشنطن أوعزت إلى نتنياهو بوقف خطة ضم الأراضي، في الوقت الحاضر؛ «لأن البيت الأبيض تلقى رسائل غاضبة ومعارضة لهذه الخطة، من دول عربية مؤثرة مثل مصر، والسعودية، والكويت، والأردن».

وقد عبّر نتنياهو نفسه عن هذه الأجواء، الليلة قبل الماضية، وذلك خلال لقاء له مع رؤساء المستوطنات في الضفة الغربية ممن يؤيدون خطة ترمب، فقال إنه، من جهته، يرغب في تنفيذ قرار الضم، فوراً، وعدم الانتظار حتى مطلع يوليو (تموز) المقبل. لكن الإدارة الأميركية لم تعط بعد الضوء الأخضر، ومن دون ذلك لا يجوز لإسرائيل أن تتصرف على خاطرها. وقال «في البيت الأبيض يجلس رئيس لا مثيل له في دعم إسرائيل. ونحن نريد أن نستغل وجوده لتسوية الأمور التي المختلف عليها بيننا، ومن مصلحتنا أن نناقش هذه الخلافات معه وليس مع غيره. لذلك؛ سأسعى لإنهاء هذه الأمور قبل الانتخابات الأميركية».

وحاول نتنياهو طمأنة رؤساء المستوطنات بأنه لن يكون تجميد للبناء الاستيطاني في أي مستوطنة، وقال «الأميركيون يتحدثون عن دولة فلسطينية في خطة ترمب، لكن إسرائيل لا تسميها كذلك وهي ليست كذلك. إنها كيان مستقل، لكنه أقل من دولة بكثير». وأضاف، أنه لن يكون هناك ربط بين الضم وبين الدولة. لافتاً إلى أن «القرار الذي سيتم طرحه لمصادقة الحكومة الإسرائيلية في الشهر المقبل، كما أتمنى، بشأن الضم، لن يتضمن أي إشارة إلى دولة فلسطينية». وراح نتنياهو أبعد منذ ذلك ليقول، إنه لن يوافق حتى على منح الفلسطينيين 30 في المائة إضافية من الضفة الغربية، كما تنص خطة ترمب، بل سيدخل حولها في مفاوضات مع الفلسطينيين عندما يغيرون موقفهم من الخطة. وأضاف «لن أسمح بتسلمها للفلسطينيين». وأوضح رئيس الكنيست (البرلمان الإسرائيلي)، ياريف لفين، الذي يشارك في اللجنة الإسرائيلية - الأميركية لترسيم الحدود، خلال كلمته أمام رؤساء المستوطنات، أن الأمور لن تتأخر، مضيفاً «سنمضي قُدماً بمخطط الضم خلال الأسابيع المقبلة». وعلق أحد رؤساء المستوطنات الذين حضروا اللقاء قائلاً «نتنياهو ولفين يعملان على توسيع مناطق السيادة وتحقيق الخريطة الأفضل لإسرائيل. كل ما هو مطلوب منا في هذه الخطة هو موافقة مبدئية على المفاوضات مع الفلسطينيين».

 

المغرب يسحب قنصله بطلب من الجزائر بعدما وصفها بأنها «بلد عدو»

الجزائر/الشرق الأوسط/09 حزيران/2020

أعلن المتحدث باسم الرئاسة الجزائرية، اليوم (الثلاثاء)، أن الجزائر طلبت سحب القنصل المغربي في وهران وقد غادر فعلاً، على خلفية تسببه بأزمة بين البلدين بعدما وصف الجزائر بأنها «بلد عدوّ» خلال لقائه رعايا مغاربة منتصف مايو (أيار). وأكد محند أوسعيد بلعيد في مؤتمر صحافي لوسائل الإعلام المحلية: «القنصل المغربي غادر فعلاً التراب الوطني وفعلاً طلبنا سحبه لأنه تجاوز حدوده، وحدود اللياقة وحتى الأعراف الدولية». وأضاف حسبما نقلته وكالة الصحافة الفرنسية: «تصرف القنصل المغربي لم يكن مستغرباً، لأنه كما علمنا هو ضابط في المخابرات». وانتشر على مواقع التواصل الاجتماعي في مايو فيديو تناقلته أيضاً وسائل إعلام جزائرية، يظهر فيه قنصل المغرب بمدينة وهران (شمال غرب) وهو يتحدث لرعايا مغاربة تظاهروا أمام القنصلية للمطالبة بترحيلهم إلى بلدهم، بعدما وجدوا أنفسهم عالقين في الجزائر إثر وقف الرحلات الجوية منتصف مارس (آذار) بسب انتشار وباء «كورونا».

وحاول القنصل إقناع المتظاهرين بضرورة تفريق التجمع قائلاً: «أنتم تعرفون، نحن في بلد عدوّ، حتى نتكلم بصراحة». وفي 13 مايو، استدعت الجزائر سفير المملكة لديها وتم إبلاغه بأنّ «توصيف القنصل العام المغربي في وهران، للجزائر، إذا تأكد حصوله، على أنها (بلد عدو) هو إخلال خطير بالأعراف والتقاليد الدبلوماسية لا يمكن بأي حال من الأحوال قبوله»، كما جاء في بيان نشر في اليوم التالي. وتبعاً لذلك، طلبت الجزائر من «السلطات المغربية اتخاذ التدابير المناسبة لتفادي أي تداعيات لهذا الحادث على العلاقات الثنائية بين البلدين». وأكد المتحدث باسم الرئاسة الجزائرية أن هذه الصفحة في العلاقات الدبلوماسية بين البلدين «قد طويت»، موضحاً: «نحن نعمل لرفع المستوى حفاظاً على العلاقات بين الشعبين الشقيقين الجزائري والمغربي». وتشهد العلاقات الجزائرية - المغربية توتراً منذ عقود بسبب النزاع في الصحراء الغربية، والحدود بين البلدين الجارين مغلقة منذ 1994.

وتعتبر الأمم المتحدة الصحراء الغربية «إقليماً غير مستقل» في ظل غياب حل نهائي للنزاع بين المغرب والجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب (بوليساريو). ويسيطر المغرب على غالبية أراضي الصحراء الغربية، ويريد منح المنطقة «استقلالاً ذاتياً»، في حين تطالب «بوليساريو» بتنظيم استفتاء لتقرير المصير تحت إشراف الأمم المتحدة، بينما المفاوضات متوقفة منذ عدة أشهر.

 

قوات «الوفاق» تتقدم ببطء نحو سرت... وتعزيزات للمتقاتلين

السراج يحثّ قواته على مواصلة التحرك العسكري ويتجاهل «إعلان القاهرة»

القاهرة: خالد محمود/الشرق الأوسط»/09 حزيران/2020

فيما بدا تجاهلاً لمبادرة «إعلان القاهرة» لحل الأزمة الليبية، حثّ فائز السراج رئيس «حكومة الوفاق» المعترف بها دولياً، قواته على استمرار القتال ضد قوات الجيش الوطني، بقيادة المشير خليفة حفتر، فيما احتدمت المعارك بين الطرفين حول مدينة سرت، وسط إرسال تعزيزات عسكرية متبادلة.

ووسط مقاومة عنيفة من قوات الجيش الوطني، واصلت قوات الوفاق تقدمها البطيء إلى مدينة سرت الاستراتيجية للوصول إلى شرق البلاد والمنشآت النفطية الرئيسية في منطقة «الهلال النفطي»، إذ تمهد السيطرة على سرت استعادة قوات الوفاق للهيمنة مجدداً على أبرز حقول الإنتاج في البلاد.

ولليوم الثاني على التوالي، عزّز الجيش الوطني من حجم وطبيعة قواته في محاور شرق مدينة مصراتة بغرب البلاد معلناً عن تحرك وحدات من كتيبة 166 مُشاة، مساء أول من أمس، لدعم وحدات الجيش هناك، علماً بأنه أعلن عن اتجاه وحدات من القوات الخاصة (الصاعقة) إلى هذه المنطقة قبل يومين.

وقالت «شعبة الإعلام الحربي» بالجيش الوطني إن طائراته واصلت ما وصفته بـ«الطلعات الجوية المُكثفة لدكّ آليات وعربات الغُزاة الأتراك». وأكدت «نجاح منصات الدفاع الجوي للجيش الوطني في إسقاط طائرة تُركية مُسيّرة في منطقة وادي جارف بعد أن حاولت استهداف مواقع لوحداته».

وكانت الشعبة قد أعلنت مساء أول من أمس قيام طائرات الجيش الوطني بتدمير «سرية مدفعية كاملة تضُم عدد 3 مدافع هاوزر تركي الصنع، ودبابتين، و6 عربات مسلحة للحماية، بالإضافة إلى حافلة نقل كبيرة»، مشيرة إلى «تأكيد مصادر الرصد التابعة للجيش أنها تحمل عدداً من الضباط الأتراك والمرتزقة السوريين، بعدما بدأوا ما وصفته بالتحرك المتهور تجاه سرت، وتوعدت بأنها ستكون آمنة مطمئنة، رغم كيد الغزاة الأتراك وميليشياتهم». وقالت أيضاً إن «طائرات سلاح الجو نفذت مساء أول من أمس عدة ضربات جوية استهدفت تجمعات لقوات الحشد الميليشياوي المدعومين تركياً في محاور شرق مصراتة».

في المقابل، قالت عملية «بركان الغضب» التي تشنها قوات «الوفاق»، إن فائز السراج رئيس حكومة الوفاق الذي يعتبر نفسه القائد الأعلى للجيش الليبي أكد خلال اتصال مساء أول من أمس بالعميد إبراهيم بيت المال رئيس غرفة عمليات سرت – الجفرة، الموالي له «المضي في الطريق الذي عُبّد بالتضحيات حتى آخره، وطرد العصابات الإجرامية والمرتزقة الذين جاؤوا لليبيا من كل حدب وصوب». وكان لافتا أن مكتب السراج لم يعلن عن هذا الاتصال الذي قالت العملية إنه تناول آخر المستجدات الميدانية لسير العمليات العسكرية، والوقوف على جاهزية القوات لتنفيذ المهام الموكلة لها.

ونقلت الغرفة أمس عن العميد عبد القادر أبو شعالة، آمر كتيبة 166 للحماية والحراسة، تأكيده على استمرار قوات الوفاق في ملاحقة قوات الجيش، وتكملة مشوار تحرير المنطقة، ضمن ما يسمى بعملية «دروب النصر» التي تستهدف تحرير مدن وبلدات شرق ووسط البلاد، في مقدمتها سرت والجفرة، من قبضة الجيش الوطني. كما أعلنت الغرفة في بيان مقتضب، مساء أول من أمس، أن قوات «الوفاق» حررت منطقتي جارف والقبيبة جنوب مدينة سرت، من دون ذكر مزيد من التفاصيل. وسرت التي تُعدّ مسقط رأس العقيد الراحل معمر القذافي، والمدينة التي أُسر فيها وقتل، بعد انتفاضة ساندها حلف شمال الأطلسي (الناتو) عام 2011، هي إحدى القواعد الرئيسية لقبيلة الفرجان التي ينتمي إليها المشير حفتر.

إلى ذلك، اتهمت عملية «بركان الغضب»، قوات الجيش باستهداف مستشفى ميداني بمنطقة أبو قرين، مسبباً أضراراً مادية في المستشفى وسيارات الإسعاف، ونشرت صوراً تُظهر انتشال 9 جثث مجهولة الهوية بمنطقة خلة الفرجان. ونفت قوات «الوفاق» الاتهامات التي وجهت إليها بارتكاب أعمال سلب ونهب في بلدتي ترهونة والأصابعة، الواقعتين خارج طرابلس، التي سيطرت عليهما مؤخراً بعد انسحاب قوات الجيش الوطني.

ونشرت عملية «بركان الغضب» صوراً تُظهر ضبط دوريات الإدارة العامة للعمليات الأمنية بوزارة الداخلية لعدد من المركبات والممتلكات المسروقة داخل مدينة ترهونة، واتهمت بارتكابها من وصفتهم بـ«المرضى وضعاف النفوس الخارجين عن القانون ممن تسللوا للمدينة بعد تحريرها». وأشارت إلى أن العمليات الأمنية في ترهونة والمدن المحررة تندرج في إطار عملية «البلد الآمن» التي أطلقتها وزارة الداخلية مؤخراً، وتهدف إلى فرض وضبط الأمن وملاحقة الجناة والمطلوبين وحماية أرواح المواطنين وأرزاقهم وممتلكاتهم، مشيرة إلى أنها تستهدف كمرحلة أولى المدن والمناطق المحررة من قبل قوات الوفاق.

وكانت بعثة الأمم المتحدة التي أعلنت تلقيها عدة تقارير عن أعمال نهب وتدمير ممتلكات في ترهونة والأصابعة، قد دعت هذه الحكومة إلى الإسراع في إجراء تحقيق حيادي، على خلفية اكتشاف عدد من الجثث في مستشفى ترهونة وحدوث أعمال نهب وتدمير ممتلكات عامة وخاصة في البلدتين.

بدورها، أعلنت وزارة الداخلية بحكومة السراج أنها باشرت منذ أول من أمس عملياتها الأمنية للحفاظ على الأمن والاستقرار داخل ما سمته بالمناطق المحررة في بلدية عين زارة وقصر بن غشير بجنوب العاصمة طرابلس.

 

عودة تدريجية لضخ النفط الليبي وسط ترحيب دولي

القاهرة: «الشرق الأوسط»/09 حزيران/2020

على غير رغبة من سلطات شرق ليبيا، عاد إنتاج النفط الليبي تدريجياً من حقلي الفيل والشرارة، وسط ترحيب فرنسي - أميركي، وتوعد من الرافضين بـ«الدفاع عن ثروات البلاد من الأطماع التركية».

وأعلنت المؤسسة الوطنية للنفط، التابعة لحكومة «الوفاق» بالعاصمة طرابلس، أن حقل الشرارة، الواقع بجنوب البلاد، الذي كان يضخ قبل غلقه 315 ألف برميل يومياً، سيبدأ المرحلة الأولى من الإنتاج بقدرة 30 ألف برميل يومياً، ومن المتوقع عودة الإنتاج إلى القدرة الكاملة خلال 90 يوماً بسبب إصلاح الأضرار الناتجة عن الإغلاق الطويل. كما عاد حقل الفيل (جنوباً) إلى العمل أيضاً، وبلغت طاقته الإنتاجية في السابق 70 ألف برميل يومياً، قبل أن يغلق في شهر يناير (كانون الثاني) الماضي. ويرى كثير من المتابعين للشأن الليبي أن قوات «الوفاق» التي باتت تفرض سيطرتها على مدن غرب البلاد، متجهة إلى إحكام سيطرتها على الحقول الليبية. وقال مصطفى المجعي، الناطق باسم المركز الإعلامي لعملية «بركان الغضب» التابعة لـ«الوفاق»، إن «العملية العسكرية التي تخوضها الآن القوات صار هدفها الرئيسي إعادة السيطرة على كامل التراب الليبي، بما في ذلك الحقول النفطية بطبيعة الحال». وتوقع المجعي، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، سيطرة حكومته في أقرب وقت ممكن على الحقول النفطية «في ظل استهدف العمليات العسكرية لقوات (المعتدي)، وإجبارها على التراجع إلى حيث جاءت». وتحدث رئيس لجنة الاقتصاد والتجارة والاستثمار في مجلس النواب بطرابلس، محمد الرعيض، عن تقدم لقوات حكومة «الوفاق» ربما يمكّنها من «الاتجاه إلى المنطقة الشرقية، ومن ثم وضع يدها على الحقول النفطية، مما يسمح بإعادة فتحها مرة ثانية، وإعادة التصدير». وقال الرعيض لـ«الشرق الأوسط»: «نحن الآن في طريقنا لـ(تحرير) سرت والجفرة، ثم أجدابيا، وقد تنتفض المنطقة الشرقية على قياداتها، وتصبح ليبيا دولة موحّدة تحت سلطة مدنية، ويعود الاقتصاد للأفضل لصالح كل الليبيين». ورحّبت السفارة الأميركية لدى ليبيا، أول من أمس، بعودة إنتاج النفط من حقل الشرارة، وقالت إن هذه «خطوة مهمّة إلى الأمام، مع قيام المؤسسة الوطنية للنفط بتنفيذ ولايتها الحاسمة غير السياسية لتعزيز مصالح جميع الليبيين»، مضيفة: «يجب أن ينتهي إغلاق قطاع الطاقة الليبي الذي لا داعي له منذ 5 أشهر، واستهداف موظفي ومرافق المؤسسة الوطنية للنفط على الصعيد الوطني». وذهبت السفارة الأميركية إلى أنه «حان الوقت الآن لجميع الأطراف المسؤولة لرفض محاولات عسكرة قطاع الطاقة، وتقسيم المؤسسات الاقتصادية الليبية، وإخضاع البنية التحتية الحيوية للمصالح الأجنبية»، بينما قال زياد دغيم، عضو مجلس النواب الليبي بطبرق الموالي لـ«الجيش الوطني»، إن «حقول النفط الليبية تمتد في الصحراء على ما يقرب من مليون كيلومتر مربع، وسنقاتل في كل حقل وميناء، بل وفي كل متر على امتداد تلك المساحة، دفاعاً عن ثروات بلادنا». وأضاف دغيم لـ«الشرق الأوسط»: «نحن نتعهد بألا يهنأ أي محتل يطمع في النفط الليبي، خاصة مع سهولة استهداف الأنابيب في الصحراء»، متابعاً. وفي السياق ذاته، رأى الخبير الاقتصادي الليبي سليمان الشحومي أن النفط الليبي يمتاز بمزايا عدة، بينها قربه من الأسواق، وسهولة نقله، مما يجعله بلا جدال محل استهداف من الجميع، خصوصاً مع توقّع عودة أسعار النفط لمعادلاتها السابقة في الفترة المقبلة، فضلاً عن أن حكومة «الوفاق» تحتاج لإعادة تصديره لمعالجة ميزانيتها العامة. بدورها، دعت السفارة الفرنسية في ليبيا إلى «رفع الحصار النفطي، وعدم عسكرة المؤسسات النفطية»، مرحبة باستئناف الإنتاج النفطي في البلاد، مؤكدة دعمها الكامل للمؤسسة الوطنية للنفط، وقالت إنها المؤسسة الوحيدة الشرعية غير المنحازة في الدولة الليبية، وهي تلعب دوراً جوهرياً في الاستقرار الاقتصادي.

 

تباين ليبي حول جلوس «طرفي الحرب» للتفاوض

القاهرة: «الشرق الأوسط»/09 حزيران/2020

تباينت ردود أفعال الأفرقاء السياسيين الموالين لطرفي الحرب في ليبيا، باتجاه التعاطي مع دعوات المصالحة وطي صفحة الماضي، بين مؤيدين للفكرة ومعارضين لها، لكن فريقاً منهم يرون أنها مرهونة بضغط أميركي على حكومة أنقرة.

وحذّر رئيس لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب الليبي (مقره طبرق)، يوسف العقوري، من خطورة القرارات الرافضة للعملية السياسية الآن، والذاهبة باتجاه التصعيد العسكري، واصفاً إياها بـ«غير المسؤولة»، ورأى أن ذلك «اقتران بخطاب الكراهية والانتقام في البلاد»، و«للأسف هناك تداعيات لكل ما يحدث من توسيع دائرة الحرب على أساس مناطقي، لدرجة قد يصعب معها التهدئة والعودة لطاولة الحوار مجدداً»، مشيراً إلى أن ذلك «مع الأسف لا يعني سوى تهديد وحدة واستقرار البلاد وتمزيق نسيجها الاجتماعي».

وتوقع عضو مجلس النواب بطبرق إبراهيم الدرسي، «أن تكون هناك استجابة للضغوط التي يمارسها المجتمع الدولي على كافة الأطراف للجلوس على طاولة المفاوضات السياسية». وقال الدرسي، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، إن قيادات حكومة «الوفاق» تعلم جیداً أن انسحاب «الجيش الوطني» من مواقعه بالعاصمة جاء بعد ضغوط دولية، وأن بمقدوره الرد وبقسوۃ على ميلیشياتهم، مضيفاً: «وهذا حدث فعلياً خلال محاولتهم الهجوم على مدينة سرت من جبهة الغرب، وبالتالي جلوسهم للتفاوض هو أمر متوقع وغير مستبعد».

أما المحلل السياسي الليبي محمد الزبيدي، فيذهب إلى أن بإمكان قيادات «الوفاق» الجلوس إلى طاولة المفاوضات، ولكن بعد إحرازها مزيداً من المكاسب العسكرية على الأرض بما يدعم موقعهم التفاوضي، وبعد أن تصدر الولايات المتحدة الأميركية قراراً ببدء تلك المفاوضات. وقال الزبيدي، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، إن «أميركا هي الطرف الوحيد القادر على إعطاء التعليمات ببدء المفاوضات (...) مجرد مكالمة من الرئيس دونالد ترمب لرجب طيب إردوغان كفيلة بسحب الأخير لكل (مرتزقته السوريين) وعناصره الأتراك وترحيلهم جميعاً خارج ليبيا». وتابع: «بالطبع ستصدر الأوامر لقيادات (الوفاق) بالجلوس للتفاوض مع قيادات (الجيش الوطني) والشرق الليبي عموماً، فإردوغان هو صاحب الكلمة الأولى والأخيرة بطرابلس». ورأى أن «الترحيب الأميركي بالمبادرة المصرية هو ترحيب شكلي إلى الآن، وبإمكانهم تحويله إلى عمل فعلي بالضغط على تركيا، وبالتبعية على الأطراف الليبية المتزعمة للموقف الرافض بالمطلق لأي حلول». لكن الزبيدي توقع أن «يصدر الأميركيون قرارهم ببدء المفاوضات مع نجاح ذراعهم العسكري في ليبيا، أي تركيا، في السيطرة على منطقة الهلال النفطي وكافة الحقول النفطية التي لا تزال تقع تحت سيطرة الجيش الوطني في الشرق والجنوب الليبي، ومن هنا نفهم لماذا تدور المعارك مؤخراً عند مدينة سرت القريبة من المواقع النفطية». أما محمد معزب عضو المجلس الأعلى للدولة بطرابلس، فعزا رفض حكومة «الوفاق» لبدء عملية التفاوض، لتشكك قياداتها بدرجة كبيرة في مصداقية ونوايا قيادات الشرق الليبي، التي لم تذعن لطلب الحوار والتفاوض السياسي إلا بعد أن تعرضت لخسائر عسكرية متتالية بالفترة الأخيرة. وأوضح معزب في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، «على مدار الـ14 شهراً الماضية كانت هناك فرص عديدة لوقف إطلاق النار، واستئناف العملية السياسية، وكان (القائد العام للجيش الوطني المشير خليفة) حفتر يرفضها، وكان الشرق عموماً يراوغ حول هذه الفرص، والآن مع تغيير الموازين العسكرية بدأوا ينادون لقبول التفاوض». ويتوقع معزب أن تقبل حكومة «الوفاق» البدء في عملية التفاوض، ولكن بعد ضمان سيطرتها العسكرية على سرت، التي تعد مجالاً حيوياً فيما يتعلق بأمن المنطقة الغربية، وبعد ضمان صدق نوايا الطرف الآخر في الجلوس لطاولة التفاوض.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

سياسات النفوذ الشيعية، ارهاب الرعاع، ومستقبل لبنان

شارل الياس شرتوني/09 حزيران/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/87128/%d8%b4%d8%a7%d8%b1%d9%84-%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%b4%d8%b1%d8%aa%d9%88%d9%86%d9%8a-%d8%b3%d9%8a%d8%a7%d8%b3%d8%a7%d8%aa-%d8%a7%d9%84%d9%86%d9%81%d9%88%d8%b0-%d8%a7%d9%84%d8%b4%d9%8a%d8%b9-4/

تتدرج مدلولات ما جرى نهار السبت ٦ حزيران بين مفارقات شتى تتراوح بين ترسخ الارهاب على تنوع اشكاله في الوسط السياسي الشيعي الى حد التطبيع وعدم الاحساس بانه ثمة انحرافًا قيميًا، وتدهورًا في سلم القيم الانسانية والسياسية التي يصبح التعايش معها صعبا ان لم نقل مستحيلا؛ وصعوبة التمييز في ما صار اليه الكيان الوطني الذي نعيش فيه، هل نحن مواطنون ام رعايا عند سياسات النفوذ الشيعية، التي تتصرف حيال بقية المواطنين وكأنهم ساقطون من حقوقهم الانسانية والمدنية لجهة الامن وحرية الضمير والتعبير، التي يعاقبون عليه، اذا ما اعترضوا على واقع ازدواجية الكيان الدولتي وطالبوا بحصرية السلاح الشرعي كما ينص عليها الدستور، وتؤكد عليها القرارات الدولية ( ١٥٥٩، ١٦٨٠، ١٧٠١ )، و يجمع عليها سائر اللبنانيين خارجا عن دائرة الاملاءات التي يحاولون فرضها عليهم، تحت طائلة الاستهداف من قبل الرعاع الذين يستخدمونهم. يضاف الى ذلك منع التداول في الموضوع ومحاولة فرض الاستثناءات السيادية كقدر لا مراجعة بشأنه.

ان الانتقال من مرحلة التعايش الصعبة مع المفارقات السيادية والاخلاقية والمعيارية، الى مرحلة السيطرة المعلنة بكل مندرجاتها السياسية والاقتصادية والاجتماعية، المتلازمة مع سياسة وضع اليد على الممتلكات والمشاعات والموارد ضمن النطاقات الواقعة تحت نفوذها، والمنعطفة على سياسة توسعية مدغمة باجتهادات شرعية تلغي مفاعيل القوانين المدنية التي تحكم الجمهورية، يطرح اكثر من سؤال حول حيثية دولة القانون وموجباتها في واقع كالذي نعيشه. ان وضع اليد على المؤسسات الدستورية ( سلطات اجرائية وتشريعية وقضائية صورية مستخدمة كغطاءات دستورية وهمية ) وافراغها من احكامها المعيارية و السيادية، ومن مبدأ فصل السلطات الذي ترتكز عليه المؤسسات الديموقراطية، وابدالها بالارادة الاستنسابية لحكم الرعاع الذي يوصف طبيعة التحالف بين حزب الله وزعامة نبيه برى، قد حول الدولة اللبنانية الى مجموعة مقاطعات سلطوية ( Feuds )وحيازات وريوع وزبائنيات تتوزع بينها، وبين التحالفات الانتهازية التي اقامتها مع الاوليغارشيات التي حكمت بين ١٩٩٠-٢٠٢٠. ان تحويل لبنان الى مد نزاعي واجرامي يستخدم كقاعدة محورية في بلورة سياسات النفوذ الشيعية التي تديرها ايران في منطقة الشرق الأوسط، وتبييض اموال الجريمة المنظمة التي يديرها الحزب عالميا، قد اخرج البلاد من دائرة العلاقات الدولية، وثبت احالتها الى دائرة النزاعات المفتوحة التي قوضت كيانها الدولتي على مدى ٥٥ سنة ( ١٩٦٥-٢٠٢٠ ).

السؤال المطروح بعد هذه المراجعة السريعة لمندرجات هذه السياسات اللاغية بشكل مبرح لمفهوم وواقع واحكام الدولة الوطنية السيادية، ماذا بعد؟ مما لاشك فيه ان التعايش مع هذه التناقضات المميتة اصبح مستحيلا وسوف يحيلنا، في الايام والاسابيع والاشهر القادمة، الى اشكاليات وخلافات ونزاعات فعلية سوف تبدد ما تبقى من حيثية الدولة اللبنانية القانونية، والى تثبيت واقع الانهيار المالي والاقتصادي والاجتماعي والتربوي، والى تنامي الهجرة خاصة في الاوساط الشابة، والى تحول لبنان الى مكب نزاعي مفتوح، على غرار الدول الفاشلة التي يبني حزب الله مشروعيته الدولتية على خطوط تواصلها ( فنزويلا ، نيكارغوا ،كوبا ، العراق، سوريا ، اليمن ، ليبيا … ). اما الاخطر من كل ذلك فهو سقوط المتغير الوطني اللبناني من دائرة النظر السياسية لحساب سياسات انقلابية شيعية على المستوى الاقليمي، ومصالح مالية واقتصادية منحرفة بنيت مرتكزاتها على امتداد المغتربات الشيعية. مما لاشك فيه أننا أمام مفارقات ومنعطفات اساسية لا يمكن تجاوزها في اي مشروع تسوية، داخليا كان ام خارجيًا، او على خط التقاطع بين الاثنين.

 

عندما تسيطر الأساطير على الحاضر وتحكم المستقبل

د.مصطفى علوش/الجمهورية/09 حزيران/2020

«عند توسع المعرفة تضيق مساحة الأسطورة، عندما تضمر المعرفة تملأ الأساطير الفراغ»

في بحثه العظيم «الكينونة والزمان» يذهب مارتن هيدغر إلى تحليل الكينونة بتاريخانيتها، أي بالموروث الثقافي الكامن في اللغة والتعابير غير الكلامية، التي تصبح كامنة من دون تمحيص في تصرفات وردّات فعل والتطلعات المستقبلية للبشر «المرميين» في ما هم منه في العالم، دون إرادة مسبقة، وفي أكثر الأحيان من دون إرادة لاحقة، في جملة من المفاهيم الراسخة، بغض النظر عن حقيقتها الأصلية.

هي تلك التقاليد غير التاريخية، أي غير ما هو مثبت بالتحليل العلمي التاريخي، هي ما يشكّل الحقيقة الشعبية الرسمية غير القابلة للبحث، لكونها بديهية. وتصل هذه التقاليد في قداستها إلى حدّ التعصّب القاتل لها، أي القتل أو الموت في سبيلها، لكونها تشكّل الأرضية التي يشعر معظم البشر فيها بوجودهم من خلال الجموع، أي كونهم من الجموع، حتى وإن فقد كل فرد منهم قدرته، أو رغبته، في أن يكون فرداً باحثاً عن وجوده الأصيل.

ليست البديهيات في اللغة والتعبير مسألة مرذولة بالمطلق، فليس من المنطقي أن يقوم المرء ببحث «فيلولوجي» في كل كلمة يسمعها، أو قبل أن يقولها، فعندها ستتجمّد دورة الحياة، وتدخل في سلسلة من المراجعات المستمرة التي قد تمنع أي إنجاز. لكن الواقع هو أنّ البشر يقومون بهذا الشيء في كل مرة يحصل إشكال ما، يضع المسار اليومي للأمور في موضع إعادة التفكير، أي التمحيص للبحث عن حلّ الإشكال. لكنه من غير المنطقي أن يقوم البشر أجمعهم بمراجعة دائمة للبديهيات في حياتهم، ومن ضمنها طبعاً تلك التقاليد، حتى وإن بدت هي أحياناً نوعاً من الإعاقة في سبيل تحقيق شيء ما. العبء هنا يبقى على كاهل قلّة نادرة من البشر، ليذهبوا إلى التحليل وإعادة التفكير فيما هو بديهي، فقد يسمح ذلك بعدم تحوّل البديهي إلى مادة للقتل. أذكر أنّ التقاليد الكلامية، ألتي تتحوّل إلى حقائق مقدّسة، تسببت مثلاً بوفاة جدتي لأمي، التي لم يتحمّل قلبها المثقل بالتقاليد، عندما اقتحم نيل أرمسترونغ القمر سنة 1969، مع أنّه مسكن الإمام، عليه السلام. وهذا غيض من فيض بخصوص مسلسلات القتل الذي انتجته التقاليد على مدى العصور.

ما لنا ولكل هذا الحديث، فلم يكن قصدي هنا إضاعة الموضوع في متاهات البحوث الفلسفية، لكنني في كل محطة جهالة كما شهدناها في الأيام الماضية، أتذكر ذاك الباحث الإيراني العظيم، المعلم علي شريعتي، الملهم الحقيقي للثورة على الشاه، قبل أن يتمّ اغتياله بصورة غامضة سنة 1977، ومن ثم تمّ اختطاف الثورة على أيدي من سعى هو أساساً لكف يدهم.

علي شريعتي، خريج جامعة السوربون، أيام كانت الثورة تدور في أروقتها التفكيكية لكل ما هو بديهي. لم يذهب للانعزال عن مجتمعه وثقافته، بل سعى لينطلق منهما للتحليل والبحث عن مخرج من ذاك الدوران في حلقة مفرغة، ما بين طغيان التقليد وطغيان السلطة على رقاب الناس. في كتابه المرجعي «التشيّع العلوي والتشيّع الصفوي» يمكن الإضاءة على فكر هذا الرجل الكبير.

ما يلي مقتبس من موقع العلاّمة المرجع محمد حسين فضل الله.

ما الذي قصده الدكتور علي شريعتي من إطلاق عبارة التشيّع العلوي والتشيّع الصفوي؟ ما قصده هو أنّ هناك منهجين في التعاطي مع الإمامة والمسألة المذهبية والدينية عموماً: الأول هو منهج يتعاطى بروح تاريخية وطقوسيّة وفئويّة وما فوق عمليّة، فيركّز كثيراً على صراعات التاريخ المذهبي، ويعيش التاريخ ليفرضه على الحاضر، فتستهلكه الطقوس والمناسبات المذهبيّة، ويحمل روح القطيعة مع الآخر، ويبالغ في الصورة الشكليّة للتشيّع، ويضع كلّ ثقله فيها، ويتعاطى مع المعصومين تعاطياً غيبيّاً في الغالب، فيركّز على خلقهم وأسرارهم ومكانتهم السماويّة، ولا يعيش تفاعلات تجربتهم في الأرض، ويسعى لحصر العمل الديني في الجانب الطقوسي تقريباً وتحرير الإنسان من مسؤوليّاته في الجانب الاجتماعي والسياسي، ويستخدم التقيّة للتحرّر من المسؤوليات الكبرى في الأمّة، ويركّز على الشفاعة والحبّ للتخلّي عن وظائفه الرئيسة. بالنسبة لعلي شريعتي هذا هو نهج التشيّع الصفوي الذي ازدهر مع استخدام الامبراطورية هذا النهج لبث التفرقة لأهداف سياسية صرفة، بهدف المواجهة مع الامبراطورية العثمانية التي كانت في طور التوسع، أيام سليمان القانوني. فكان هذا النوع من التشيّع المبني على السباب والشتائم، أحد وسائل التفريق بين من هم ملتزمون بالعقيدة الصفوية، ومن هم ما زالوا على نهج التشيّع العلوي.

المنهج الثاني، هو ما سعى إليه شريعتي، وهو يتعاطى مع التشيّع من منطلق نهضوي عملي سياسي واجتماعي، فيرى فيه الثورة على الظلم، وفي رفض الانحراف في المجتمع، وفي بناء الأمّة، وفي الاهتمام بمصالح المسلمين، وفي النزاهة والمبدئيّة في ممارسة السلطة أو العمل السياسي والاجتماعي، مقابل المنهج المصلحي والوصولي والنفعي، وفي رفض الطبقيّة والتمييز بين الناس لاعتبارات وهميّة لغويّة أو قوميّة أو عشائريّة أو عرقيّة أو فئويّة، وفي تحقيق العدالة الاجتماعيّة وتداول الثروات الطبيعيّة، لكسر حدّة الفاصلة الطبقيّة بين الناس، وفي مساواة الجميع أمام القانون ونظام القضاء والعقوبات، بما في ذلك الحاكم نفسه، وفي محاربة الإقطاع السياسي والديني. وهذا ما كان يسمّيه شريعتي بالتشيّع العلوي، لأنّ سيرة عليّ عليه السلام تعطي هذه القيم بأجمعها، وعلينا أن ندرس سيرة النبي وأهل بيته من زاوية نهضويّة، يمكنها أن تساعدنا في تنوير طريقنا لبناء أمّة قويّة وعادلة ومقتدرة، وليس لبناء أمّة تلطم نفسها وتذهب بكلّ طاقاتها في المناسبات الدينية والتركيز على البُعد الظاهري للدين أو الاستغراق في الجوانب المافوق واقعيّة ودنيوية.

هذه خلاصة مكثّفة لوجهة نظر شريعتي، وهي بالتالي تشكّل تحدّياً للواقع المعيوش والمستخدم بالإمعان في تأكيد الفرقة على أساس الأساطير. (نهاية الاقتباس)

السؤال المطروح هو، بما أنّ الجميع قد استنكروا ما حصل من حفلة شتائم، وبما انّهم جميعاً واعون لخطورة الوضع، فما المنطق في تجهيل الفاعل، فمن السهل التعرّف الى بعض من قاموا بهذا العمل، عن حسن أو سوء نية، وجرّهم إلى القضاء للمحاسبة؟

لكن الأمر لم يحدث ولن يحدث، فهذه الشعارات بالذات هي جزء من التقاليد التي أصبحت أصيلة من تحديد من هم «نحن» للتفريق عمّن «هم». وهذا أساس الشحن المذهبي الذي يؤدي إلى المزيد من التصلّب السياسي. لذلك فإننا لن نرى أحداً من هؤلاء قيد المحاسبة لأنّه فقط من عدّة الشغل، أي أدوات السعي المحموم نحو السلطة على حساب أمن وأمان الناس.

 

"الفتنةُ".. سلاح حزب الله الجاهز!

ميشال نصر/ليبانون ديبايت/الثلاثاء 09 حزيران 2020

السبت الذي سبق 6/6 فتحَ صفحة جديدة في الصراع الدائر على الساحة اللبنانية، مع إدخاله ملفاً طالما بقي محرماً تناوله ألا وهو سلاح حزب الله، وان مواربة من خلال المطالبة بتطبيق القرارات الدولية ولا سيما الـ 1559 والـ 1701 والتي  تغير بالتأكيد الواقع اللبناني بالكامل. فكُرة الثلجِ التي بدأت من أمام قصر العدل مع 30 شخصاً، شهدت تحركاً مشابهاً في اليوم الثاني في طرابلس وفقاً لنفس السيناريو، قبل أن "تهيمن" على حركة الشارع السبت، وتنقل بتداعياتها الامور الى مكان اخر، ظنّ البعض انه الطريق لاجهاض وفرط هذا المسعى. وجرس الإنذار الذي بيّن هشاشة الساحة الداخلية، وبأن ثمة ما يحضر للبلاد من دخول في الفوضى، وفقاً لرئيس الحكومة، طرحَ علامات استفهام عديدة حول الاجراءات والخطوات التي قامت بها لرد المخاطر وتحصين الساحة لمواجهتها ،بعدما تركت الساحة ليل السبت - الاحد، لقوى الأمر الواقع و"لجانها الامنية"، التي تكفلت بتثبيت ما نتج عن الاشتباكات المسلحة وعمليات الاستفزاز المتنقلة

بعيداً عن صبّ الزيت على النار، وفي الكلام السياسي بات واضحاً ان تكتيك حزب الله في صد اي محاولات للحديث عن تحرير البلد من سطوته، يواجَهه بسحبِ سيف الفتنة التي ترعب خصومه، فيرتدون "مرعوبين" خائفين، وهو ما استعمله أكثر من مرة ونجح. فحارة حريك التي تعتبر المسّ بموضوع السلاح من الخطوط الحمر، اتخذ قرار الرد منذ ما قبل السبت، بعدما قرأت في تظاهرة قصر العدل وما تبعها، شرارة يجب دفنها في مهدها قبل ان "يفلت الملق"، فرضت ايقاعها على الاحداث، ساعدها في ذلك المحسوبون عليها في ادارات الدولة المعنية على كل المستويات، حيث استنفروا ليخوضوا معها معركة وجودهم بادئ ذي بدء. صحيحٌ أن أي لبناني لا يريد العودة الى زمن الحرب والانقسامات، إلّا أن الصحيح أيضاً أن ثمّة من بين الثوار من تجرأ على قول ما في نفوس الغالبية بأن علّة الاوضاع الاقتصادية والمالية والسياسية هي في وجود الدويلة داخل الدولة، تحمي وتغطي المرتكبين والفاسدين. من هنا حق تلك الجماعة وفقاً للدستور، بالاعلان عن موقفها والمطالبة بتطبيق القرارات الدولية، التي اشارت جميع البيانات الوزارية الى ضرورة الالتزام بها. نتيجة كل ذلك يمكن استنتاج التالي، من محور المزرعة الى عين الرمانة الشياح،حيث ربط حبل غليظ اطراف تلك المناطق:

- نجاح حزب الله في استعادة عطف الشارع الشيعي الثائر في صور، النبطية وبعلبك، فضرب بذلك الثورة واضعفها.

- لعبَ الحزب على الغرائز الطائفية في "ميني حرب أهلية مذهبية الطابع"، فهرولَ وليد بيك الى عين التينة ومنها الى بيت الوسط، فيما كانت خطوطه الامنية مفتوحة مع الحاج وفيق، وتراجع الشيخ سعد خوفاً من "سحسوح" جديد على غرار السابع من أيار، وانكفأ كل من القوات واللبنانية وحزب الكتائب متنكرين للمطالب السياسية والخطابات اليومية.

- مدّ الحزب طوق النجاة لحلفائه السابقين على طاولة الحكومة، معطياً أياهم "باس" لاثبات قدرتهم على التحكم بالبلاد وسلمها الاهلي، هي التي يجمعها سراً القلق على مصيرها من الثورة الداعية الى المحاسبة ووقف السرقة والفساد.

- خوضه هجوم استباقي ضد الكتائب والقوات لاعادتهم الى "بيت الطاعة"، من منطلق الخوف من مواقفهم السياسية لاحقاً في حال تدحرج كرة ثلج المطالبة بتطبيق القرارات الدولية، فكان قرار الحزب بدخول عين الرمانة دون سبب وخلق بؤرة توتر فرضت على الطرف المسيحي التراجع خطوات الى الوراء.

الأسئلةُ كثيرةٌ والأجوبةُ قليلةٌ، في ظلّ القراءات المختلفة لما حدث، وغموض الرسائل التي أرادت الاطراف إيصالها.

فكيف سيتعاطى "حزب الله" مع سقوط محرمة تناول سلاحه؟ هل سيغير ما حصل من خطاب الثورة ككل؟ هل يمكن أن نمنع استخدامنا كأدوات لحسابات اقليمية - دولية؟ الى متى ستبقي القيادات السياسية على جُبنها في مواجهة حزب يصر على خوض معاركه وفقاً لمصالحه حتى آخر لبناني، تحت شعار المقاومة؟

فإذا كنتم لا تعرفون أنه "ما في شي ماشي" ،فتلك مصيبة، أما إذا كنتم تدرون فالكارثة أكبر...

فالخشية من لجوئكم الى هذه الورقة كلما "انحشرتوا" باتت واقعاً... إلا أن الرهان على وعي ومسؤولية الناس لتحرير أنفسهم يبقى الأمل الوحيد...

 

إميل خوري... أرزة من عصر "النهار" انسحبت

المرصد/09 حزيران/2020

أرزة من عصر "النهار" ، ومدماك من مداميك العصر الذهبي للصحافة اللبنانية ارتأى الإبتعاد.

قبل خمس لولوجه المئة (نتمنى له العمر كله ويزيد)، أراد إميل خوري وهو الذي ظل يكتب ويكتب ويكتب، ويعطي ويعطي ويعطي إلى ما قبل شهر، في "نهاره" و"نهارنا"، أراد أن يرتاح. هل لأن الكتابة لم يعد لها تأثير أم لأن الصحافة المكتوبة تكاد أن تزول، أم لأن بعض أصدقاء له في وطنه غابوا وعبثاً فتّش عن أمثال من طينتهم ولم يجد، في وطن كان لا مثيل لطينته.

إميل خوري، هذا الذي كان له قادرون وأصدقاء من أمثال العميد ريمون إده والبطريرك مار نصرالله صفير وفؤاد بطرس، ومئات آلاف القراء من لبنان إلى أقصى بلاد الشرق، ومن فرنسا إلى كل بلدان الفرنكوفونية، أراد أن يرتاح، وعسى أن لا يكون إبتعاده عن الكتابة في "نهار" وفي "أوريان" وطن الحرف والثقافة والفكر والشعر والأدب، قرفاً.

عندما إنكفأ إميل خوري قبل أيام عن "النهار" كتب المدير ، مدير نهضة "النهار" الذي كان سبب مجيئه اليها عام 1964 الأستاذ فرنسوا عقل، مقالاً نشر في الزاوية التي خصّصت له عشرات السنين، في الصفحة الثالثة، هنا نصه:

"اميل خوري الغلبوني،

بعد 56 سنة (1964 – 2020) أمضاها في "النهار" كا"تباً ومحرراً ومحللاً سياسياً، أولاً في دار التعاونية الصحفية بشارع الحمراء، ثم في بناية البرج بساحة الشهداء، اختار اميل خوري (95 سنة) عميد محرري الجريدة أن يتقاعد، على رغم أن قلمه لا يزال هو قلمه، وأن ذاكرته لا تزال مرجعاً للكهول والشباب.

عرفته قبل 70 سنة عام 1949، اذ كنتُ محرراً متدرجاً في جريدتنا "البيرق" بعد تسجيلي في الجدول النقابي لدى انشائه، وكان هو أمين سر نقابة أصحاب الفنادق والمؤسسات السياحية، الى كونه... هاوي كتابة وصحافة.

حضر ذات يوم الى مكاتب الجريدة وفي يده مقال طالباً نشره، في اطار مقالات لكتّاب ضيوف درجت "البيرق" على الترحيب بها. لكن نشر مقاله الأول بتوقيعه انطوى على مشكلة، لتشابه اسمه واسم الكاتب اميل خوري من برمانا والذي اشتهر بمقالاته في صدر الصفحة الأولى من صحيفة "الأهرام" المصرية الكبرى تحت عناوين بخط اليد، في حين أن العناوين الأخرى كانت بأحرف رصاص، مع إشارة الى أنها "بقلم الاستاذ الكبير اميل خوري"... لذا اتفقنا على أن تكون مقالاته بتوقيع "اميل خوري الغلبوني" نسبة الى قريته غلبون في قضاء جبيل وتمييزاً له عن الاستاذ الكبير!

ولم تمضِ سنوات قليلة، حتى امتهن إميل خوري الصحافة عام 1952، وعمل تباعاً في جرائد "الصحافة" و"صوت الأحرار" و"البناء" و"صدى لبنان" و"البيرق" و"لسان الحال" و"الانباء" و"الحياة".

وعام 1963، عندما عرض عليّ غسان تويني – الذي تعاونت وإياه سنتين (1959 – 1961) في شركة العلاقات العامة – الانضمام الى "النهار" مديراً للتحرير الى جانب رئيس التحرير لويس الحاج وصاحب "حقيبة النهار" ميشال أبو جودة، سعيت الى الاستعانة بوجوه جديدة من المحررين بالتشاور مع أنسي الحاج، فعزَّزنا فريق "النهار" بإميل داغر "أبو ربيع" واميل خوري من "الانوار"، وشوقي أبي شقرا من "الزمان"، ورسام الكاريكاتور المبدع بيار صادق من "الانوار" أيضاً. وشاءت المصادفة أن يكون جميع هؤلاء موارنة، الأمر الذي أتاح لغسان تويني أن "يتهمني" مازحاً بـ"مورنة" جريدة الروم!

واستثناء من القاعدة التي اتّبعتها "النهار" في ذلك الزمان، ألّا يعمل المحرّر في مؤسّسة صحافيّة أخرى، لم نُمانع في أن يستمر إميل خوري في مراسلة "وكالة الصحافة الفرنسيّة"، وأن تُنشر مقالاته أيضاً في "الأوريان – لو جور" الشقيقة في حينه.

وشهدت فترة الستينات تلك، صعوداً فريداً لـ"النهار" مع كوكبة من المحررين والكتّاب ندر أن اجتمع مثلها في صحيفة لبنانية أو عربية، أمدَّ الله في أعمار مَن منهم لا يزالون على قيد الحياة.

أما اميل خوري الغلبوني الذي قرر أن "يتركنا في بحر هائج" – رحمة الله على الرئيس فؤاد شهاب! - قبل أن يبلغ المئة ان شاء الله، فحسبه في مسيرته الغنيّة الطويلة، التي أنس إليه فيها مسؤولون كبار وزعماء وأقطاب كان أقربهم إليه منهم ريمون اده وكمال جنبلاط والبطريرك مار نصرالله بطرس صفير، انه كان عنواناً للحرفية والاستقلالية، كما كان - وهذا ما يُشهد له به – قدوة في الأمانة.

 

مقارنة بين موتين: هونغ كونغ ولبنان

النهار/جهاد الزين/09 حزيران/2020

عندما تكون الجريمة الأولى كبيرة وشاملة يصبح كل ما يفعله المتهم بها لاحقا مشبوها. هكذا مع فقدان الثقة بالقطاع المصرفي بعد وقوع ثلاثة ملايين مودع في فخ المصارف اللبنانية الذي جمّد ودائعَهم ويهدد بفقدانها صار من الصعب قبول أي اقتراح أو اقتراحات من جمعية المصارف يطرح حلولاً لأزمة الانهيار المالي. اقترفت المصارف جريمة تجميد الودائع هذه الصادمة للمجتمع اللبناني والمجتمعات العربية المعنية عبر مودعين عرب كثيرين لاسيما السوريين منهم، السوريين العاديين بمعظمهم.

كل ما يصدر عن جمعية المصارف بات مشبوهاً مع الأسف. فلا يمكن قبول حلف يمين مرتكب سرقة ثابتة. ليس عليّ أن أذكِّر أن المصارف ليست المسؤولة الأولى عن الانهيار المالي بل هي الطبقة السياسية الناهبة والهادرة للمال العام والتي تتحمّل المصارف مسؤولية التواطؤ معها في ما سيتحوّل إلى خداع للناس عبر إغرائهم بوضع ودائعهم عندها رغم معرفتها بحالة الإفلاس القائمة والآتية.

تتحدّث صحف كبرى في الغرب عن نهاية هونغ كونغ في ظل تحضير السلطات الصينية في بكين مؤخّراً قانونا يشدد الإجراءات على الجزيرة - المدينة بما يلغي في حال إقرارها الحكم الذاتي الذي اتفق عليه البريطانيون والصينيون عام 1997 في إطار الانسحاب البريطاني من الجزيرة وهو ما اشتُهِر بتسمية: "دولة واحدة ونظامان". زرتُ هونغ كونغ آتياً من الفليبين عام 1998. كانت بريطانيا قد انسحبت، و المدينة دخلت في مرحلتها الجديدة. في الظاهر كانت الحياة طبيعية، ناطحات السحاب متألقة ، الصحف تصدر ومنها كالسابق صحف كبيرة باللغة الانكليزية، والكثافة السكانية الصينية للجزيرة واضحة في الشوارع المكتظة. هونغ كونغ لا تزال أحد أهم المراكز المالية في العالم مع ناتج محلي يقترب اليوم من الخمسمائة مليار دولار. إذن هي تحت خطر نهاية سياسية لا مالية بينما لبنان يدخل حقبته الجديدة وهو منهار اقتصادياً. لائحة المقارنات تطول ولائحة الاحتمالات المستقبلية معها.

إذا كانت هونغ كونغ فعلاً تنتهي في هذا الخنق القاري الذي تتعرض له من الأمبراطورية الأم فهي ستموت وحدها كمركز حريات سياسية بينما لبنان الذي يموت بطريقة أخرى هي الانهيار وتلاشي دوره كمركز مالي مع انتهاء القطاع المصرفي فيه فلن يموت وحيدا لأن الشرق الأوسط الذي يحيط به، آخذٌ بالموت باستثناء إسرائيل. ما يموت منذ سنوات هو فلسطين وسوريا والعراق واليمن وليبيا ولبنان. هونغ كونغ الليبرالية السياسية تموت وحدها بينما الصين العظمى تصعد اقتصاديا وتتقدم كنموذج قائم بذاته وعدد من مدنها مراكز مالية عديدة ضخمة ربما لم تعد تحتاج إلى المركز المالي في هونغ كونغ، مع العلم أن هونغ كونغ وتايوان لعبتا دورا مهما في تسهيل انتقال الاستثمارات الأجنبية الضخمة إلى داخل الصين منذ التسعينات من القرن المنصرم.

انكسر جزء مهم وكبير من لبنان تحت وطأة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني ولم يتعافَ رغم مرور عشرين عاماً على نهاية الحرب التي فجّرتها شرارة هذا الصراع بل لهيبه وانتقلت لاحقاً من لهيب إلى لهيب. اليوم ينوء لبنان تحت ثقل الصراع الأميركي الإيراني والعربي الإيراني ويزداد ضعفا وهشاشة مع وجود طبقة سياسية محلية فاسدة أفرغت مناعتَه الاقتصادية بصورة مريعة. لقد تحول النفوذ الإيراني المجسَّد بالقوة الداخلية اللبنانية المسيطرة على الطائفة الشيعية وهي حزب الله إلى عامل كسر للتوازن الداخلي اللبناني وعامل حماية لطبقته السياسية في آن معا! فحتى هذه الطبقة التي تدير خراب لبنان المالي والاقتصادي، وحزب الله من ضمنها، والمنقسمة حول ارتباط هذا الحزب الإقليمي ارتباطاً اندماجيّاً، هي نفسها وقد فقدت مرتكزات شرعيتها أمام الجيل اللبناني الشاب باتت بأشكال مباشرة تتحصّن بالانقسام كعنصر حماية لها، وهو ما يبادلها إياه حزب الله في استخدام الانقسام لتخفيف الضغط الداخلي عليه كما يظهر كل مرة يشتد فيها الحراك المدني، وبهذا المعنى هو الآن الحامي الأول لهذه الطبقة وسيفها الذهبي في منع التغيير.

لم يعد يملك لبنان المصاب بلعنات صراعات لا تنتهي، إلا أن يقاتل دفاعا عن كل جبهة على حدة من بقايا جبهاته الاستراتيجية: جبهة التعليم بما هي شبكات مدارسه وجامعاته الأساسية وفي مقدمها الجامعتان الأميركية واليسوعية، الدياسبورا اللبنانية النوعية في عواصم الغرب بكفاءاتها العلمية وإمكاناتها المالية، القطاع الإستشفائي كقطاع استقطابي لأغنياء المنطقة، الإعلام القديم والجديد، قطاع الإنتاج الفني الذي تتيح ليبراليته الاجتماعية أن يبقى عنصر إنتاج واستقطاب منافس في المنطقة وأحيانا بدأ يطل على المستوى العالمي. وطبعاً السياحة إذا بقي سياح قادرون على شرب مياهنا الملوّثة وتحمّل روائح نفاياتنا المعروضة كما لو أننا أقمنا في الهواء الطلق أحد المعارض الأكثر مدعاةً للقرف في التاريخ الحديث.

أريد أن أختم بملاحظة لبنانية جدا. وهي أن قيمة الكتلة المسيحية اللبنانية تزداد أهميةً ومركزيةً وفرادةً في المنطقة بسبب كل هذه الأرصدة الثقافية والتربوية والفنية مع أنه مع الأسف لا تزال عقلية التنافس السياسي والسلطوي الضيّق تتحكّم بممارسات سياسيي ما بعد الحرب من مختلف الطائفيات. التنافس مشروع لكن نفتقد رؤيا داخلية تحتاج إلى نوع من الاستراتيجية القائمة على دعم الموقع المسيحي من حيث الانتهاء من عقدة الطائفية الضيقة الأفق التي تجري محاصرته على أساسها. النخب المسيحية كما النخب المسلمة خارج الطبقة السياسية تتشارك في كونها أكثر تقدماً من أجنحة الطبقة السياسية، وهذا ما أظهره حراك 17 تشرين ولو جهيضاً.

 

الحكومة «ميتة».. ولا مساعدات من «الصندوق»

ليال الإختيار/الجمهورية/09 حزيران/2020

حتى الساعة كل المداولات في الكواليس السياسية والديبلوماسية تتلخص في أن لا مساعدات من صندوق النقد الدولي تلوح في الافق القريب، ما خلا بعض الفتات. فإما الثمن السياسي، واما مواجهة مصير الانهيار منفردين.

أكثر من ذلك، هناك من يعتبر انّ مسار هذه المساعدات سيكتب حكاية لبنانية مشابهة لحكاية مشروع السلام الاسرائيلي ـ الفلسطيني، انما بحبر «حزبُ اللهي» - اميركي».

فمنذ وعد بلفور، الى الانتداب البريطاني، الى لجنة الامم المتحدة، الى الصيغ الاميركية المتنوعة لحلّ النزاع التاريخي في فلسطين، بقي المشروع المنتظر، قابعاً على عتبات بيت لحم، يمكث منتظراً نبوءة من على ارض القداسة، تسلك طريقها الى ارض السياسة.

نبوءة مماثلة يحتاج اليها لبنان اليوم، بعدما أضحى وعد صندوق النقد ومشروعه للبنان، شمّاعة تشبه شمّاعة السلام الفلسطينية. مع اختلاف في المضمون والبنود والسردية التاريخية، انما مع تشابه في السردية السياسية. فلا دولة قوية الّا بشروط غربية. والّا مصير لبنان المنقسم بين فصائله السياسية سيكون الفوضى. وفي أحسن الحالات التقسيم الداخلي من باب الكانتونات الحزبية، التي بدأت تظهر معالمها في كثير من المناطق. حيث شكلٌ ما من أشكال الفدرالية في الجنوب والبقاع وضاحية لبنان الجنوبية، اضحى واقعاً الى حد كبير. ولا ينتظر لا المؤتمر التأسيسي ولا تشييع الصيغة اللبنانية.

في مقابل المداولات الرسمية التي ينشغل الداخل في ارقامها المتباينة بين مصرف لبنان والحكومة وجمعية المصارف، والتي حلّت بقبول صندوق النقد بأرقام الحكومة، المداولات الدولية الرسمية في مكان آخر مختلف تماماً. هناك الارقام تفصيل، انما الإصلاح ضرورة، بسبب اقتناع دولي بأنّ تجفيف مصادر الفساد هو المدخل لتحجيم تضخم السياسيين. وهنا طبعاً لن يجرؤ اي من القوى السياسية على تطبيق شروط صندوق النقد القاسية، ما سينعكس تراجعاً شعبياً كبيراً، بعدما قامت العلاقة بينهم وبين مواليهم على مبدأ المنفعة المتبادلة: الولاء مقابل دخول الملاك.

على الضفة الاخرى، الشروط السياسية هي المدخل وهي الاساس، وسط تشدّد غربي في أنّ موضوع ترسيم الحدود وتطبيق القرارات الدولية وخصوصاً ترسيم الحدود مع فلسطين المحتلة، كما وتطبيق القرار 1701 وضبط الحدود مع سوريا، هي المدخل الاساس لأي مساعدة مالية حقيقية.

وقد عُلم هنا انّ هذه الطروحات الجدّية اصبحت مدار بحث متواصل في كل دوائر القرار السياسية، فأعادت بعبدا طرح وتفعيل موضوع ترسيم الحدود على خط «حزب الله» ـ عين التينة، بعدما كانت قد سحبته من التداول من قبل. علّه يكون مدخلاً الى هدنة مع الجانب الاميركي، بسبب تعذّر تنفيذ الشروط الاخرى.

فراسل احد وزراء القصر السابقين البارزين الاميركيين، عبر القنوات الديبلوماسية، متعهداً بتسلّم ملف ترسيم الحدود البحرية، من مبدأ فصل المسارين البري والبحري. الّا انّه اصطدم بالرفض الاميركي لتكليفه بملف كهذا، بحجة انّه في عهدة الرئيس نبيه بري.

إثر هذا الرفض، جرت محاولة اقناع عين التينة بتلزيمه الملف من باب المصلحة الوطنية، حماية للبنان من الانهيار الكامل، بعدما عُلّقت المفاوضات بعد رفض فصل المسارين البري والبحري .

مهمة الإقناع هذه حُملت لأحد الوسطاء الأمنيين، الّا انّها طبعاً جوبهت برفض قاطع من عين التينة، المقتنعة بأنّ الموضوع ابعد من ترسيم حدود. بل هو محاولة قديمة جديدة لترسيم العلاقة مع الاميركيين.

مقابل محاولات الخرق هذه، التي وان كانت بمضمونها تحمل مآرب شخصية، انما في الشكل هي ساعية لإنقاذ ما تبقّى من العهد. بعدما اصبح الانفجار الكبير اقرب من اي وقت مضى.

هنا تقبع الحكومة الاكاديمية عاجزة عن انجاز او تحقيق اي خرق يُذكر، ما عدا تسجيل الرقم 97 %؜ في سجل مذكرات رئيس حكومتها. فهي بحسب المعطيات، كل القنوات الغربية والعربية تتعامل معها اليوم تحت مسمّى «الحكومة الميتة»، وسط إقتناع هذه القنوات، بأنّ ما من بديل حتى الساعة، وبالتالي ما من ضوء اخضر لتفجيرها لا في الشارع ولا في السياسة.

«الحكومة الميتة»، بحسب تعبير الدول التي تعوّل الاخيرة على مساعدتها، تركض كمن يركض مكانه عاجزاً عن التقدّم او الرجوع. وزراؤها مشلولون وقراراتها ملك القيّمين عليها، وبالتالي فالتخلّي عنها هو رهن للتوقيت الذي لم يحن حتى الساعة.

«حزب الله» بدوره يعيش حالة تخبّط، مقتنع بأنّ الحكومة انتهت على وقع أربعة استحقاقات (مرحلة ما بعد كورونا، طرح القرارات الدولية، قانون قيصر والمحكمة الدولية)، كما وحائر بعدما قوبل طرحه بجس نبض الرئيس سعد الحريري بالعودة على رأس حكومة سياسية بالرفض التام لدى «بيت الوسط».

في المحصلة، الكل يتبع سياسة «الصبر الاستراتيجي» لتقطيع المرحلة بأقل خسائر ممكنة، في إنتظار الرئاسة الاميركية المقبلة، التي سترسم معالم الشرق الاوسط الجديد وحدود نفوذ القوى فيه. ولكن هل يملك لبنان ترف الانتظار المالي؟ طبعاً لا. إذ انّ كل المؤشرات تقول، انّ تثبيت سعر الصرف الاصطناعي لن يدوم طويلاً، كما وانّ تمديد امد العمر المالي والاقتصادي للمصارف ومصرف لبنان المركزي والخزينة، مستحيل لفترة اكثر من اشهر !!!

ما يعزز كل هذه النظريات، هي عودة الشارع الذي حتى وان استُثمر لأغراض سياسية واستخباراتية داخلية وخارجية، الّا انّه سيبقى نتيجة لفشل تركيبة قوى سياسية، فرّغت الدولة من الدولة، وجعلت لبنان بلداً مفلساً وعاجزاً، معزولاً ومنكوباً .

جميعهم سواسية في حضرة هول إفقار شعب بكامله عن سابق تصور وتصميم... يُستكمل اليوم بنسف ما تغنّى به ميشال شيحا يوماً حين قال: «غنى المجتمع اللبناني هو أنّه ائتلاف عائلات روحية»...

 

هل الحرب الأهلية ممكنة؟

طوني عيسى/الجمهورية/09 حزيران/2020

مثيراً كان مشهد السياسيين في 6/6، وهم يجزمون بأنّهم لن يسمحوا باندلاع الفتنة الطائفية والمذهبية في لبنان. أساساً، هل «يمون» هؤلاء على قرارهم، وهل هم الذين يتحكَّمون بقرار الحرب والسلم، سواء على الحدود مع إسرائيل أو مع سوريا أو في الداخل؟ واستطراداً، مَن هُم الأقوياء القادرون على التحكُّم بالأمن اللبناني؟ وهؤلاء، هل تقتضي مصالحهم اليوم إشعال الحرب الأهلية في لبنان أم منعها أو إطفاءها؟

المرجعيات الأمنية والسياسية العليمة لم تُفاجأ بما جرى يوم السبت الفائت. هي كانت تترصَّد تَطوُّر المواقف المعلنة والمستترة التي توحي بالخطر من انفجار أمني، في لحظةٍ بالغة الدقّة محلياً وإقليمياً ودولياً. لذلك، تميَّز سلوك الجيش والقوى الأمنية بالصبر والتأنّي، أكثر من أي يوم مضى، بهدف إعطاء الفرصة لتمرير الأمور بأقلّ ما يمكن من الخسائر.

هذه المرجعيات بدت مرتاحة للمواقف «العقلانية» التي أظهرها السياسيون على اختلاف محاورهم، لكن البعض أبدى قلقاً من مستوى الشحن والتوتر الذي اتسم به سلوك المحازبين والمناصرين، والذي أوحى بأنّ المناخ الذي وَضِع فيه هؤلاء في بيئاتهم المغلقة يناقض المناخات التي عبَّرت عنها «الزعامات» علناً.

فقد اتّضح أنّ هذه «الزعامات» كانت على مدى أشهر تشحن بيئاتها في شكل باطني، لتكون جاهزة للتجييش في اللحظة المناسبة. فالهواجس الطائفية والمذهبية هي الأكثر فاعلية في تحقيق الأهداف.

ولذلك، أوحى يوم السبت الفائت أنّه لم يكن موعداً للانتقال من «الانتفاضة الأولى» إلى «الانتفاضة الثانية»، بل موعداً للانتقال من الانتفاضة إلى الحرب. فالجميع استعدوا للموعد «مدجّجين»، سياسياً على الأقل. وبدا أنّ غالبيتهم استهانت المغامرة بلعبة «الحرب الأهلية»، على الحافة فقط... فلا أحد يريد إحراق نفسه وكل البلد في حرب مدمّرة.

ومارس «حزب الله» مع المنادين بنزع سلاحه لعبة «حافة الهاوية». فهو يدرك أنّه الطرف الوحيد القادر فعلاً على خوض حرب، فيما الآخرون يهوِّلون فقط. وقد قام «مناصروه» بإفهام «من يهمّه الأمر» بأنّ «الحزب» قد يستخدم قوته للدفاع عن السلاح، إذا احتاج الأمر، وعلى الآخرين أن يختاروا: يواجهونه أم يتراجعون؟

لقد تراجعوا ويتراجعون، منذ ما قبل العام 2005. إنّهم يعرفون أنّ المواجهة لها مقتضياتها، وهي ستقود حتماً إلى حرب أهلية… هذا إذا توافر لهم السلاح والنفوذ داخل مؤسسات الدولة وتغطية القوى الإقليمية النافذة. وليس هناك أي طرف طائفي أو مذهبي أو حزبي مستعد لهذا النوع من المغامرات المدمّرة، أي الحرب الأهلية. ولذلك، لا «الحزب» يتراجع عن مكاسبه والسلاح، ولا خصومه مستعدون للمواجهة.

هذه المعادلة تبدو «آمنة» بالمعنى التهكمي. ففي ظلّها، لا خطر لاندلاع حرب أهلية. ولكن، لا مجال إطلاقاً لإقناع «حزب الله» بالتحوّل إلى العمل السياسي والتخلّي عن السلاح وغالبية قرار الدولة ومغادرة ساحات القتال الإقليمية.

هل يعني هذا أنّ لا خوف من حربٍ أهلية في هذه المرحلة؟

خبراء الأمن يحذّرون من الانخداع. ويقول أحدهم: «في العام 1975، عندما انفجرت الحرب، كان السياسيون يطرحون عناوين سياسية ولا ينادون بالحرب. وكانوا يطالبون أنصارهم بالتهدئة والتوافق.

لكن هؤلاء لم يكونوا يملكون قرارهم ولا الأرض. وعندما تأتي إليهم التعليمات الخارجية بالتعبئة والانخراط في الحرب، يصبح التنفيذ أمراً واقعاً. وفي مراحل معيَّنة، تدفقت كميات هائلة من السلاح، مصدرها جهات إقليمية ودولية مختلفة، ووفّرت للحرب استمرارها سنوات وسنوات وأمّنت الحمايات للخطوط والمتاريس والمناطق. ولذلك، عندما يتوافق السياسيون اللبنانيون، يعقدون اتفاقاتهم في الخارج، من جنيف ولوزان إلى الطائف والدوحة، لأنّ رعاية التوافق يجب أن تكون للقوى الإقليمية والدولية إيّاها. وحتى تشكيل الحكومات وانتخاب الرؤساء يتمّ برعايات خارجية».

ويقول الخبير: «عندما تكون القوى السياسية الداخلية مطواعةً لتعليمات القوى الخارجية التي تقضي بالتوافق، تكون أيضاً مطواعةً لتعليماتها التي تقضي بإشعال الحروب. فالوكلاء وكلاء ويتلقون التعليمات بالنزول إلى الساحة كما بالخروج منها. وهنا مكمن الخطر».

هل إنّ مصالح القوى الخارجية يمكن أن تقضي اليوم بإشعال الحرب في لبنان؟ وتالياً، هل على اللبنانيين أن يخافوا لأنّ ظروف اندلاع الحرب الأهلية قائمة حالياً؟

تجدر الإشارة أولاً، الى أنّ الحرب مندلعة اليوم في سوريا والعراق واليمن، أي في الحديقة الخلفية للبيت اللبناني، ويشارك فيها أهل هذا البيت بضراوة. ويتمّ ذلك فيما تُنذر النزاعات الدائرة في الشرق الأوسط بولادة خريطة سياسية جديدة.

وليس بالضرورة أن يعني ذلك ولادة كيانات مستقلة، ولكن بالتأكيد، ستنشأ أطُر سياسية أخرى داخل الحدود الحالية، تنسجم خصوصاً مع ما أفرزته حروب سوريا والعراق واليمن، ومع مستتبعات «صفقة القرن».

فإذا أعلن رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو خطوته - التي أرجأها إلى حين - أي ضمّ الضفة الغربية وغور الأردن، فسيؤدي ذلك إلى خلط أوراق جغرافية وديموغرافية في الإطار الكونفدرالي بين فلسطين والأردن. وهذا ما يبرِّر تحوُّلاتٍ أخرى على مستوى الدول الأخرى في الشرق الأوسط.

في الغالب، يكون الانفجار الطائفي والمذهبي في لبنان تنفيساً مقصوداً أو غير مقصود للاحتقان السياسي والاقتصادي والاجتماعي. ولكن، لا شيء يمنع من أن يكون هذا الانفجار عملاً مدروساً، بل مدسوساً، لتحقيق غايات كبرى.

ولا شيء يضمن أنّ ما جرى يوم السبت كان غيمة صيف عابرة. وإذا كانت تطمينات الحكومة في مسألة الأمن كتطميناتها في مسألة الليرة، فربما «لا داعي للقلق».

 

هل بالغ ”حزب الله” في تقدير رد الفعل؟

روزانا بومنصف/النهار/09 حزيران/2020

سلطت الزيارة التي قام بها رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط يرافقه النائب تيمور جنبلاط والوزير السابق غازي العريضي الى رئيس مجلس النواب نبيه بري قبل ان يعود جنبلاط ويلتقي الرئيس سعد الحريري في دارته في كليمنصو الضوء على طبيعة الاتصالات التي جرت ليلة السبت بعدما شارفت الامور في الشارع على فتنة موصوفة. ومع ان اللقاء مع الحريري كان مقررا على نحو سابق لما حصل الا انه شكل حلقة متكاملة من طبيعة الجهود التي بذلت لمنع تطور الامورالخطيرة التي حصلت والتي كادت تنزلق الى فتنة مذهبية فحرب اهلية حكما. وينتظر ان يتم تحصين التهدئة التي حصلت والتي لعب فيها الحريري ودار الفتوى دورا كبيرا جدا كان محل تقدير كبير من الثنائي الشيعي في عملية وأد الفتنة في لقاءات لا يستبعد حصولها في الساعات او الايام القليلة المقبلة بين بري والحريري على الاقل علما ان التواصل الضروري يحصل بين الاخير وقيادات “حزب الله”. واللقاءات المتوقعة ستكون من ضمن اتصالات مفتوحة على ما يبدو لاسيما على خط بري والحريري خصوصا ان التهدئة تحتاج الى صيانة ومتابعة وفق سياسيين مطلعين ومعنيين بالاتصالات التي جرت لئلا تبقى الامور على توترها خصوصا على المستوى الشعبي.

ماذا جرى فعلا في 6 حزيران؟ وهل ان الحزب اساء تقدير حجم الاشارة التي يرغب في توجيهها الى المنتفضين ممن ذكر انهم سيرفعون المطالبة بتنفيذ القرار 1559 منعا من ان يذكر احد هذا القرار الدولي او تفاديا لان تكبر هذه المطالبة وتتبناها القوى السياسية ؟ او ان الامور فلتت من بين يديه على خلفية انه مهما كانت القوة متمكنة فانه من المكابرة القول بان “عناصر غير مضبطة” لا يمكن الا ان تفاقم من حجم الاشارة والمبالغة بها ؟ وكذلك الامر بالنسبة الى خطأ كبير يكمن في اسقاط احتمال دخول عناصر ثالثة على الخط سواء من قوى حليفة او سواها فينزلق الحزب والجميع الى حرب اهلية كاد يشهد لبنان العودة اليها ان من خندق الغميق او من عين الرمانة. وتاليا فان هذا الاحتمال الثالث يكون بمثابة ” فخ” كان سيعتبر الحزب انه نصله واستدرج اليه.

الاجابة عن هذه التساؤلات مرتبطة بواقع انه ومع التوقعات المسبقة لا بل المعرفة المسبقة بان شارع المنتفضين سيواجه بشارع اخر من جانب الحزب، فان الاشارة التي رغب الحزب في توجيهها هي انه لم يكن ليمرر اي مطالبة بالقرار 1559 من دون اظهاره رد فعل على ذلك. ولكن رد الفعل وفق ما ظهر كان اضخم بكثير من حجم المنتفضين ومبالغا فيه وهنا كان التقدير خاطئ. ولكن المدى الذي ذهب اليه رد الفعل ايضا عبر الشتم المذهبي خصوصا فضلا عن التوجه الى عين الرمانة الشياح، احدث مشكلة كبيرة للثنائي الشيعي الذي استنفر اتصالاته ليل السبت في كل الاتجاهات تفاديا للذهاب الى فتنة بعد فلتان خطير لمسه في ما رافق هذا الفلتان. وتاليا فان الاشكالية الكبيرة تمثلت في ان لا حجم التظاهرات كان مقلقا بما يكفي لاثارة ذعر الحزب ولا موضوع المطالبة بالقرار 1559 يستحق ان تذهب الامور الى الحدود الخطيرة التي ذهبت اليه. وتاليا فان المكاسب مشكوك بها في ظل هذا الواقع. لكن الخلاصات التي ادت اليها التطورات في 6 حزيران كشفت مجموعة امور اضافية.

ان لبنان اجتاز قطوعا كبيرا انما في غياب مرجعية سلطوية هي السلطة التنفيذية سيما وان الجيش تحرك ويتحرك وحده في محطات مماثلة فيما انه لم يسمع احد ان رئيس الجمهورية العماد ميشال عون اجرى اتصالات باحد في سياق التهديد الخطير الذي يواجهه عهده فيما لو اضيف الانهيار الامني الى الانهيار السياسي والاقتصادي والمالي الحاصل وكان له فقط موقف تحذيري من عودة الحرب الاهلية. ولم يسمع احد كذلك بان رئيس الحكومة اجرى اتصالات باي مسؤول حزبي او سياسي في هذا الاطار علما ان جزءا مما حصل في الشارع تقع مسؤوليته على افرقاء مشاركين في الحكومة ايضا فيما ان الحكومة مسؤولة عن انفجار البلد لو حصل وبذل الجهود لمنع هذا الانفجار. فما حصل لا يعالج ببيانات او تغريدات او كما لو ان جزءا من البلد يتفرج على واقع احتمال نشوب فتنة مذهبية بين الشيعة والسنة. وهذا جانب يكشف ان حكومة ” التكنوقراط” التي تتحصن بذلك على قاعدة انها ليست حكومة مواجهة سياسية كما يكرر رئيسها، انما يعني انها لن تكون اكثر فاكثر على مستوى التحديات في المرحلة المقبلة. فهناك من جهة مشهد عن بلد مشلع سياسيا على خلفية مواقف ادت الى ذلك منذ بضع سنوات ومستمرة حتى الان، وهو غير ممسوك من حكومة قادرة وتحظى بالثقة في ظل عدم تلاقي القوى السياسية على الحد الادنى من التفاهمات وعدم تمثيل الحكومة سوى لجزء من القوى السياسية وليس لجميع القوى وتاليا لجميع اللبنانيين. وذلك اضافة الى غياب حكم جامع للقوى السياسية او على تفاهم معها. وهناك من جهة اخرى اشهر صعبة جدا يقبل عليها لبنان قبل موعد الانتخابات الاميركية في تشرين الثاني والرهانات الكبيرة على الصمود قبل ذلك وتجاوزها لاحقا بحيث يخشى من فوضى ستستمر باشكال مختلفة. وذلك علما ان لبنان مرتبط ايضا بسوريا بحيث سيطاوله التضييق كما يطاولها ايضا فيما سيجري الكثير جدا من التطورات قبل انتخاباتها الرئاسية في السنة المقبلة علما ان الطموحات الرئاسية في لبنان تشعل الخلافات والصراعات اكثر فاكثر والاحتدامات جنبا الى جنب الى تعزيز افرقاء اوراقهم ايا تكن الاثمان على البلد واللبنانيين.

 

القانون أو زعران البلد المنتحلو صفة

بسام ضو/الجمهورية/09 حزيران/2020

أود التطرّق الى منظومة العدالة، وهي نظام قانوني من الأنظمة الحكومية التي تهدف الى رقابة المجتمعات بكل مندرجاتها، كما من مهامها الاساسية ردع وضبط الجرائم ومعاقبة المنتهكين للنظام، مع انواع من عقوبات مختلفة تتناسب مع كل نوع من الجرائم المرتكبة. وتلحظ العدالة لكل مشتبه فيه في ارتكاب جريمة ما، الحق له المطالبة بالحماية، ضدّ ما يُعرف اساءة استعمال سلطات التحقيق والملاحقة القانونية.

ولأني باحث في الشؤون السياسية وما ينتج منها من افعال، اطالب وبكل غيرية وبمعية خبراء دوليين، بإصلاح نظام العدالة الجنائية في لبنان، وذلك من خلال إعادة تكوين سلطة قضائية مستقلة، غير خاضعة لسيطرة السلطات السياسية، عملاً بما ورد في مقدمة الدستور وتحديداً الفقرة /ج/، والتي تنصّ: «لبنان جمهورية ديموقراطية برلمانية، تقوم على احترام الحرّيات العامة وفي طليعتها حرّية الرأي والمعتقد، وعلى العدالة الاجتماعية، والمساواة في الحقوق والواجبات بين جميع المواطنين من دون تمييز او تفضيل»، كما أستند ايضاً الى الفقرة /ه/ من مقدمة الدستور، والتي تنصّ على انّ النظام قائم على مبدأ الفصل بين السلطات وتوازنها وتعاونها.

انّ الأحداث التي تُفتعل على الساحة الداخلية ليست مقبولة. وقانونياً يجب ان تُثير لدى قوى النخبة ردود فعل شديدة، وخصوصاً انّهم يمثلون الصوت الصارخ في تلك الحالة التي تفترض إعادة خلط الاوراق على الساحة الداخلية وإيجاد المخارج السياسية - الدستورية - القانونية، لتلك الاحداث المفتعلة، من قِبل تلك المرجعيات التي اغتصبت الديموقراطية وافرزت حالة سياسية انتهكت حرمة السلطات التشريعية - التنفيذية - الإجرائية، وحوّلتها الى مغارة علي بابا والاربعين حرامي...

ونلاحظ كباحثين مدعومين بفريق عمل دولي يشاركنا وضع سبل وآليات لمعالجة الاوضاع العامة، انّ الافعال التي تبذلها بعض المراجع لإعادة الحزازيات في ما بين اللبنانيين، ترتكز عملياً وفعلياً على إثارة النعرات الطائفية والمذهبية، كالتي حصلت ليل 6 حزيران المشؤوم، وهذا امر من المفترض إحالته الى اعلى المراجع الدولية لحقوق الانسان ليُبنى على الشيء مقتضاه. إننا كباحثين وكناشطين سياسيين، ندرس مشروع قانون جديد يتضمن معاقبة تجريم التحريض الطائفي والعنصري وخطاب الكراهية، بهدف حفظ وحدة وسلامة الشعب اللبناني والتعايش بين جميع مكوناته، عملاً بالنصوص الدستورية وما تنصّ عليه الصيغة. انّ تشريع مثل هذا القانون من قبلنا بات امراً ملحاً، ذلك انّ مثل هذه الظاهرة اشتدت واستفحلت وازدادت، بحيث تجاوزت مداها وتحوّلت الى مرحلة السباب وحمل السلاح والاهانة والطعن والتجريح بالأديان والعقيدة التي تربينا عليها، مما سيؤدي الى حرب داخلية لا تُحمد عقباها، حيث سيستسهل بعضهم طرح صيغة معينة لمّح لها منذ فترة وجيزة، عبر احد أئمة المساجد. انّ ما يُخطّط له من قِبل هؤلاء السياسيين من الفعل المباح الى الفعل المجرم، ويتحول تلقائياً الى العنف ويتدرج الى نوع من الجرائم، أضحى جرماً موصوفاً، نعمل على ضبطه ضمن القانون الذي نخطّط له ونعمل على إقراره.

إنني، وانطلاقاً من غيرتي على وطني وعلى صيغة العيش المشترك وحرصي على سيادة القانون، أسعى وجميع رفاقي المناضلين، الى البحث جدّياً عن مجموعة من النواب الحاليين لاستصدار ما نعمل لأجله قانونياً، لأنّ لدى خطورة جرائم الفتن الطائفية في إثارة الفرقة والشقاق بين ابناء الشعب اللبناني وزعزعة ركائز النظام اللبناني وتهديد وحدته الوطنية، لا سيما وانّ استهداف هذه الجريمة يحصل بتسليح المواطنين او حملهم على التسلّح بعضهم ضد البعض الآخر، وهذا الأمر لاحظناه بالامس في شوارع العاصمة، حيث يتواجد السلاح المتفلّت واللاشرعي، بات علينا فرض عقوبة السجن المؤبّد او عقوبة الاعدام ان توافرت حالياً في لبنان، في حالة تحقق النتيجة على مثل هذه الجرائم تماشياً مع خصوصيتها واعترافاً بخطورتها. إنّ ما يحصل في لبنان تزامناً مع ظاهرة السلاح اللاشرعي وما يترافق من تصاريح تطالب بنزع هذا السلاح، سيؤدي حتماً الى حرب اهلية يخطط لها من هم في سدّة المسؤولية، تداركاً لإبقاء هذا السلاح مسلّطاً على جبين الشعب اللبناني. وفي حالة بقاء هذا السلاح وغطرسته، مترافقاً مع زعران منتحلي صفة سياسية، سيُسبّب الكثير من الانتهاكات الجسيمة لحقوق الانسان، في ظلّ ظرف سياسي خطير، ربما سيشكّل حالة من الحرب الاهلية. وبالتالي، اصبح لزاماً علينا الاتكال على انفسنا وطلب مساعدة المجتمع الدولي على حلّ هذه المعضلة بالطرق القانونية الرسمية، لإيجاد المخرج من حكم الزعران المتفلتين من القوانين والمنتحلي صفة سياسيين.

 

ثورة «6 - 6»: القول بـ»فوجئنا» تبريــر سخيف؟!

جورج شاهين/الجمهورية/09 حزيران/2020

في موازاة السباق الى التبرّؤ مما حصل في بيروت السبت الماضي، ينمو حديث عن حجم المفاجأة التي قادت اليها أحداث الشغب ومحاولات إثارة الفتنة المذهبية لدى بعض الاوساط السياسية. وهو ما عدّ تبريراً سخيفاً لما صنعته المواقف التحشيدية. فباستثناء من دعا علناً الى الحراك واهدافه لا يحق لأحد الدفاع عما حصل، وخصوصاً الذين أثاروا الفتنة المذهبية التي شكّلت خطراً مضاعفاً. لماذا وكيف؟

قبل أن تستكمل شركة جمع النفايات أعمالها في وسط بيروت ومحيطها وما بين بربور وكورنيش المزرعة والشياح وعين الرمانة، وبعدما تقلصت مساحة انتشار العوائق والنفايات وبراميلها لتعود حركة السيارات والمشاة الى طبيعتها، كان مرجع أمني يتنفس الصعداء لأنّ ما حصل كان اقل مما كان متوقعاً قبل ان تغيب الشمس. ولكن هذا الشعور لم يدم طويلاً بعدما توالت المعلومات عما حصل في مناطق الطريق الجديدة وكورنيش المزرعة وبربور تزامناً مع احداث عين الرمانة والشياح، فتراجع الشعور بأنّ «القطوع» قد عبر، وهبطت المعنويات وذهبت التوقعات والقراءات الأمنية في اتجاه آخر.

وانطلاقاً من هذه الوقائع الجديدة بَدت كل التبريرات التي أطلقتها الجهات السياسية والحزبية التي حاولت التبرّؤ من شوارعها مغايرة للواقع، بعدما سبقتها الرسائل الصوتية والافلام القصيرة عبر شبكة الخلوي لتعطي الصورة الأوضح عمّا يجري على مظهرها المُشين. وظهر انّ معظم هذه المواقف هدف الى حرف الانظار عمّا هو أخطر من الازمة المعيشية والاقتصادية والنقدية وتداعياتها على حياة اللبنانيين، ولا سيما منها تلك التي تهدد بالفتنة السنية - الشيعية التي تنتظر على الأبواب. فاللبنانيون بغالبيتهم الساحقة بمَن فيهم من تسمّروا امام شاشات التلفزة في منازلهم على علم اليقين بكثير من الحقائق التي بات من الصعب تجاهلها او تغليفها بالبيانات المستنسخة منذ عقود. فقد فشل اصحابها في إثبات وجود «الطابور الخامس» الذي تسبّب بما حصل بين شارعي اسعد الاسعد وصنين كمثال لِما جرى، فهم يعرفون بعضهم بعضاً بالأسماء الى درجة باتت كل محاولات التعمية عليها من المهمات الصعبة، لا بل المستحيلة.

والى هذه المعطيات التي تغذيها التصريحات اليومية، تأتي التهديدات بمتغيّرات وانقلابات ليعتقد أصحابها أنها آتية لا محالة انعكاساً لما يجري في المنطقة. وكأنها من البديهيات التي أفرزتها احداث يعتقدون انها باتت من الثوابت التي لا يمكن تغييرها متجاهلين التحولات الدراماتيكية المتوقعة بين لحظة وأخرى. أضف الى ذلك ما تغذيه وسائل التواصل الإجتماعي من تحديات تلامس الشعور المناطقي والمذهبي الدفين الذي صَدحت به الحناجر، ما يؤكد انها ما زالت في النفوس ولم تمحها النصوص.

وعليه، وفي الوقت الذي أثبتت بعض قوى السلطة انها ليست على استعداد للتغيير في اي خطوة تحاكي شعور أكثرية اللبنانيين الذين يرفضون الواقع المالي والنقدي والاجتماعي والتربوي والمهني منذ فترة طويلة، ظهر انّ البعض منهم ليس معنياً بما حصل حتى اليوم واكتفى بتوجيه السهام الى مجهولين يقودون أعمال الشغب. ويرغبون في أن يقتنع اللبنانيون بأنّ ما هو مطروح من مطالب معيشية وسياسية جامعة ليست سوى واجهة لمشاريع خارجية معروفة الهوية وان تنقلت كل فترة من دولة الى اخرى وما بين جهاز مخابراتي وآخر.

والملفت انّ كل ذلك يجري على خلفية انّ ما جرى منذ 17 تشرين الماضي وحتى 6 حزيران هو مجرد نزوة سياسية عبّرت عنها مجموعات سياسية وحزبية ومن المجتمع المدني لم تغير شيئاً في أداء الحكم. وانّ في قدرة أهله المضي بما يريدون القيام به من خطوات تعزّز تقاسم النفوذ والمغانم أيّاً كانت النتائج المترتبة عليها. ولذلك، لا تخفي المراجع الامنية التي شاركت في اجتماعات المجلس الاعلى للدفاع الخميس الماضي، قبل يومين على تحركات السبت، وعادت الى الاجتماع التقويمي في السرايا بعد ظهر الأحد، انّ كل ما حصل كان محسوباً وبقي ان يتيقّن القادة الامنيون المكلفون بأصعب المهمات الأمنية في قلب العاصمة متى وكيف وأين يمكن ان تكون المواجهة؟ بعدما قادت المواقف والشائعات الى ترتيب مساحة النزاع بين اكثر من طرف وشارع وقد سبقتهم موجات الشائعات والتحريض. فكلها كانت مرصودة كل لحظة بلحظتها بلا شيفرة ولا ألغاز.

ولذلك لا تخفي هذه المراجع انّ ما تسرّب منها كان كافياً لإشعال البلد كاملاً، ولا تقف المستجدات المتوقعة على زاروب او شارع. ففي علم المعنيين انّ كل هذه المداخلات الخلوية المرصودة سمحت بالاطّلاع مسبقاً على كل الشعارات والصيحات المنظمة قبل رفعها. ولذلك، كانت الصورة واضحة خصوصاً انّ التشنّج القائم في الشارع مَهّد لفهم خلفياتها ومعانيها العميقة. فهي في شكلها ومضمونها وتوقيتها تنضح بما يؤدي الى إلهاب المشاعر والعواطف وتلغي ما يقول به العقل مهما كان متحرراً. وان اعتقد البعض ممّن تبادلوا التعليمات والشعارات عبر «الواتس آب» وتحديد مواقع التجمّع كما رسمت، انّ محوها لاحقاً من أجهزتهم الفردية قد يخفيها، فإنّ عليهم التثبّت من انّ هذه الاساليب لا تلغي وجودها كاملة لدى شركتي الخلوي ولدى من يمكنهم الوصول اليها.

وتضيف المراجع، كنّا على عِلم بتحركات ونيات كل مجموعة، وتمكنّا من مواكبتها سواء تلك التي انطلقت من البقاع او الشمال او التي كانت تتنقّل بين بيروت والضاحية الى ان وقعت المواجهات. وكان طبيعيّاً انّ الحضور الميداني للقوى العسكرية والأمنية لربما لم يكن كافياً في الدقائق الاولى لأيّ مواجهة، لكنّ حضورها لاحقاً كان قادراً على لجم ما حصل.

المعلومات الأمنية التي تجمّعت في اليومين الماضيين حول كثير مما جرى تدلّ في النتيجة الى ضرورة تخفيض منسوب التوتر السياسي، وهو ما قارَبته الحركة التي شهدتها عين التينة والضاحية الجنوبية و»بيت الوسط» وكليمنصو أمس الأول. ولكن النتائج الاولية توحي بصعوبة تطويق ما جرى الى درجة عدم احتمال وقوعه في أي لحظة. فالمراجع الأمنية تدرك حجم التطورات الاقليمية والمواجهة القائمة التي اراد البعض ان يَضمّ الساحة اللبنانية الى ساحاتها. ولكن من المهم جداً وقف محاولات التعبير عن «الصدمة» او «المفاجأة» ورفع المسؤولية عمّن يدير هذه الاحداث ووقف اختلاق الأعذار والبحث عن طابور خامس إعلاميّاً كان او سياسيّاً لإخفاء هوية المسؤولين. فلم تعد هناك اسرار مخفية على أحد، وانّ تحميل المسؤولية لجهات غير تلك المتورطة مباشرة في هذا النزاع لن تنطلي على اللبنانيين من الآن وصاعداً.

 

"السلاح" حين لا ينفع الاختزال ولا الإرجاء ولا المكابرة

وسام سعادة/موقع أساس ميديا/الأربعاء 10 حزيران 2020

مبهم بالنسبة إلى كاتب هذه السطور ما حصل في السادس من هذا الشهر. الشارع يمكن أن يتكفّل بالإبهام أيضاً. ليس دائماً بالوضوح.

والإبهام هنا لا يُختصر بمدلول الغموض. في الغموض، أو الإغماض، مدلول الغفلة، "النوم"، إذا ما عدنا إلى لسان العرب لابن منظور. أما الإبهام فهو عسرة في الفهم كما في التفهيم. "البهمة مستبهمة عن الكلام أي منغلق ذلك عنها".

انقسم المشاركون في هذا اليوم بين دعاة "الانتخابات المبكرة" وبين أنصار "قيام حكومة مستقلين بصلاحيات استثنائية". هؤلاء وأولئك "طلع على لسانهم شعر" وهم يكرّرون بأنهم لم يزجّوا بمسألة جمع السلاح. في حين وُجدت مجموعات أخرى تُقنّص بالفعل على مسألة السلاح. وبالمجمل، استقرّ الإبهام على معادلة تظاهرة ينفي أكثرها عن نفسها شعار جمع أو نزع السلاح كما لو أنّه تهمة، إنّما على قاعدة أن هذه المسألة ليس وقتها الآن أو أن مسرحها ليس الشارع... وهناك أقلية مشاركة تستهدف السلاح قبل أيّ شيء آخر. وبين الأكثرية والأقلية من المتظاهرين، المحدود عددهم أساساً، رهط يجد في هذا الالتباس مساحة مناسبة له، في وقت تعرّض الالتباس نفسه إلى انتقادين، وعزوفين، من على يمينه ومن على يساره. هنا من الجانب الداعي إلى الطرح المنهجي المركزي الواضح على التناقض الرئيسي مع السلاح ومنظومة الممانعة، وهناك من الجانب النائي بنفسه عن هذه المسألة حتى إشعار آخر، أو لا إشعار.

في المقابل، اشتباه "حزب الله" بأن السادس من حزيران موجّه ضدّه لم يكن وهماً، ولم يكن من تلفيق الحزب، إنما كان التباساً حملته انتفاضة 17 تشرين منذ أيامها الأولى، واستمرّ بعد توقّف هذه الانتفاضة، لأنه سابق من الأساس عليها، ومتعلّق بوضع معادلته العامة أن مسألة سلاح الحزب مثارة منذ عشرين عاماً، فور التحرير، من دون أيّ نجاح في تأطيرها بالتداول المؤسساتي، الذي وجد طريقه إلى طاولة الحوار لماماً قبيل حرب تموز، لكنه عُلّق عملياً بعدها. من جهة، اقتدار هذا السلاح كمّاً ونوعاً ومجالات احتراب عابرة للحدود، ومن جهة ثانية تعليق الجبهة الجنوبية بعد حرب تموز مع تمكّن الممارسة الحزبية جنوباً من تقويض المعوّقات التي فرضها القرار 1701 جنوب الليطاني، إنما من دون اشتعال الجبهة نفسها مجدّداً. ومن جهة ثالثة، فشل قوى 14 آذار في تحويل مشكلتها مع السلاح إلى برنامج عمل، وتحوّله بدلاً من ذلك إلى مشجب تعلّق عليه هذه القوى عثراتها وسياساتها المنحازة في الاقتصاد ضد العدد الأكبر من الناس، وفي السياسة ضدّ ما من شأنه مناقشة جدّية للموضوعات الخلافية بين اللبنانيين.

يبقى أن استهلاك 14 آذار لحيّزها من إثارة موضوع السلاح لم يلغ الواقع المادي المرتبط بتداعيات هذا الإشكال المستديم، وتداعيات الانقسام العميق حوله بين اللبنانيين.

وقعت 14 آذار في الاختزالية العقيمة: مقولة أن التناقض مع حزب الله وسلاحه هو التناقض الجوهري، وبالتالي كلّ التناقضات الأخرى ثانوية، ومحلولة بإذن الله ساعة تحلّ مشكلة السلاح، مع الإقرار في نفس الوقت بأن المشكلة الأخيرة عويصة، بل معضلة لا حلّ لها قابلاً للتصوّر لا في الأمد المنظور ولا بعد المنظور إذا ما حُصرت بالجانب المحلي فقط من الأمور. هذه الاختزالية العقيمة شكّلت الأساس التبريري لكلّ السياسات القصيرة النظر، والمتعارضة بشكل تصاعدي مع مصالح العدد الأكبر من الناس وتطلّعاتهم، وقبل كلّ شيء، مع ناس 14 آذار نفسها.

مشكلة هذه الاختزالية العقيمة في مكابرتها على ازدواجية الإشكال من أساسه.

فمنذ 1968 واللبنانيون منقسمون حول مسألة حصر أو عدم حصر السلاح في كنف الدولة. ناس كانوا ضد الحصر، بمعادلات ناصروها لفترة، ثم تابوا إلى الحصر. وناس كانوا مع الحصر ثم انقلبت حالهم، بانقلاب هوية حامل هذا السلاح وعقيدته، وتبدّل حالهم وأهوائهم. عام 1968، أول ما ظهر هذا الانقسام كان السيد نصر الله في الثامنة من عمره. يتعلّق الموضوع بمعضلة سابقة على حزب الله إذاً، وبمعضلة عمرها أزيد من نصف قرن.

ليست المشكلة في تناول السلاح. لا يمكن إقفال هذا الموضوع أو تنحيته عن التداول بين اللبنانيين في أمر حاضرهم ومآل بلدهم في عزّ هذه الكارثة. المشكلة تبدأ من كون من يطرحه يكابر على عمق الانقسام العميق والحاد حوله. هذا ما جعل قوى 14 آذار "تكدش" الحائط من فرط الاصطدام به. هذا ما يمكن أن يدفع قوى ما بعد 14 آذار إلى الانسداد نفسه، والانفصال عن الواقع نفسه، إن هي واظبت على نفس الاختزالية القائمة على إثارة موضوع السلاح بالمكابرة على واقع الانقسام حوله، في وقت يخبرنا الحزب المسلّح منذ وقت طويل أن هذا الانقسام لا يفسد في مشروعية حمله السلاح شيئاً.

حتى الآن، لم تظهر قوة فعلية في البلد تطرح الموضوع بأبعاده هذه، السلاح والانقسام حوله، التصوّر العام للدولة والانقسامات حوله

الإشكال الذي يندرج ضمنه موضوع السلاح ثلاثي الأبعاد حكماً. الدولة ومفهومها في لبنان، السلاح وعلاقته بالدولة، الانقسام الفعلي حول الدولة وحول السلاح، وما إذا كان الإمكان تجزئة هذا الانقسام إلى جزئين، واحد يعاد تدويره كاختلاف مقبول وله حدّ أدنى من الضوابط حوله، وآخر يمكن الاستغناء عنه. هذا إن أردنا تجنّب احتقان الانقسام والتهابه أكثر فأكثر، ما يتحوّل إلى قنبلة موقوتة تهدّد ليس فقط الوحدة المجتمعية، بل أيضاً الاستمرارية الكيانية.

إثارة موضوع السلاح منفصلاً عن هذه الثلاثية، يقود إلى اختزالية لم يعد يملك أحد تسديد ثمنها. لا مناص من الخوض في أمر السلاح، إنما ليس أبداً على قاعدة التوهّم بأن هناك عقداً اجتماعياً مستتبّاً، أو انبعث من جديد في أعقاب 17 تشرين، ولا ينتظر سوى وضع اللمسات الأخيرة على تتميمه بتسليم السلاح.

حتى الآن، لم تظهر قوة فعلية في البلد تطرح الموضوع بأبعاده هذه، السلاح والانقسام حوله، التصوّر العام للدولة والانقسامات حوله. هذه المكابرة على الانقسامات مضرّة في العادة، تتوهّم الاقتراب من حسم الأمور في وقت تنزلق في الأوحال.

حتى الآن، هناك إما الاختزالي الذي ليس بمستطاعه طرح مسألة السلاح إلا بتغييب الانقسام الفعلي والجدّي والعميق والمزمن حوله، وإما الإرجائي، الذي يتصوّر أنه يمكن حلّ أيّ قضية أخرى على قاعدة إرجاء هذا السلاح. وأما المريد لهذا السلاح الذي يخبرك مع هذا بأنه يخالف حزب الله أيديولوجياً، كحال اليسار الممانع، الذي لو نظرنا إلى الأمر لوجدنا أن حزب الله يمتاز عليه في البراغماتية، سواء في أسلوب معالجته لمسألة لجوء الحكومة المقرّبة منه إلى صندوق النقد الدولي، أو في أسلوب تفاعله مع التعدّدية الطائفية القائمة في البلد: ليس نافلاً أن تكون صورة الحزب لدى المسيحيين تحسّنت كثيراً بعد تفاهم مار مخايل مع الجنرال عون، في حين أن صورة اليسار اللبناني لا تزال عالقة في الزمن الحربي.

ليس أسوأ من الاختزالي غير القادر على جمع مشكلتي السلاح والانقسام الفعلي حول السلاح في طرح متوازن واحد قابل للتداول والأخذ والردّ والتثمير، ولو من بعد كدّ وجهد، إلا من يحسب أنه بإمكانه الخوض في السياسة، بل حتى اشتهاء تسلّم مقاليد السلطة في البلد، دون مقاربة مسألة السلاح، اللهم إلا من زاوية "ينبغي أن لا ندع السلطة تثير الموضوعات الخلافية بيننا". كما لو كان الخلاف قائماً على قِدَم أو حدوث العالم، أو في الموازنة بين نظرية الخلق ونظرية الفيض. كما لو كان هناك عالم موازٍ يقيم فيه الحزب وسلاحه، وعالم آخر هو الذي يتهاوى فيه سعر صرف الليرة ويطلّ فيه قانون قيصر. بل هو عالم واحد، ولأنه واحد وجب النظر إليه بأبعاده المختلفة. الامتناع عن ذلك أدخلنا في فائض من الوهم، ثم أدخلنا في فيض من الإبهام في السادس من الشهر الجاري. لكنه إبهام يقول شيئاً. إبهامٌ "بوّاح". الإبهام كان سببه محاولة الجمع المستحيلة بين نظرة اختزالية لموضوع السلاح وبين نظرة إرجائية له. الخروج منه يكون بنظرة غير اختزالية وغير إرجائية. نظرة ليس لديها أوهام حول "ثورة تشرين" نفسها من أنها أحلّت عقداً اجتماعياً جديداً مكان ذاك الذي قضى نحبه. نظرة تدرك تماماً أنه عندما ينهار عقد اجتماعي، فليس من اليسر تقويم بديل عنه مباشرة، وأن مسألة السلاح يدور مدارها هنا قبل أيّ شيء آخر. حسنا، نحن منقسمون حول السلاح، تقريباً نصف معه ونصف ضده، زادا أو نقصا، فما العمل؟ أول العمل طرح السؤال.

 

”ما خَلُّونا”

 رشيد درباس/النهار/09 حزيران/2020

سقَطَت في الوحولِ كلُّ الفصاحاتِ…نزار قباني

فوقَ مدارجِ “حالات” الغابرة كمَنَتْ لحوَّامتِه غيمةٌ غادرة، فتفجَّرَتْ به واحتفرَتْ له قبرًا في السماء كما قال العميد ريمون إده؛ لا لأمرٍ إلّا لأنَّه آمن بوحْدَةِ الوطن وأصرَّ على تخطّي المعوِّقات واستنقاذ الكيان بالإرادة الصلبة والرؤية النقية. بالأمسِ مرَّت ذكرى استشهاده؛ واليوم، في ظلِّ انهيار الدولة، أستأذن رشيد كرامي رجلَ الدولةِ، بأن أرفعَ هذه السطورَ إليه في مقامه الخالد، فأشكو له، ولشهدائنا كلِّهم، ما آلت إليه أحوالنا.

وبعد… لا يستطيع مسؤولٌ أن يبرِّرَ فشلَه المستدام بأن يُنْحي باللائمةِ على جهةٍ أخرى “لا تُخلِّيه”. لأنَّ التخلية، وإن عَنَتْ لُغَةً تركَ المرء في حال سبيله، فهي في القاموس السياسي تنطوي على نزوع استبدادي وادِّعاء تغلبُ عليه الخرافة، إذ لا يكفي أن يزعُمَ أيٌّ منّا أنه من سلالة زرقاء اليمامة، يرى ما لا يراه عباد الله، وأن مغامراتِه “المحسوبةَ” ستَحْفظُ السيادةَ وتُنْتِجُ النور، وتملأ السدود، وتنقِّي الهواء، وتستخرج النفط، وتشحن أجهزتنا التنفسية بالغاز اللطيف؛ وأنَّ “الآخرين”، أبناءَ فُسْطاطِ الشَّرِّ، منعوهُ ومنعوا الناسَ من التنعُّمِ بمواهبه الرؤيوية. فالمشاريع الوطنية والسياسية لا تقومُ على النيَّات مهما حَسُنَتْ، ولا على الأقوالِ مهما ركَّتْ أو تَناهَتْ في الفصاحةِ، ولا على احتكارِ الخير مهما بُولِغَ فيه، بل لا بدَّ لها من مستلزمات واقعية وظروف داخلية وخارجية تؤمِّن لها مناخًا مؤاتيًا يجعلُها قابلةً للتنفيذ. فإذا تحقَّقَ هذا المناخُ، أو بعضُه، ولم تُصْبِحِ الرغباتُ أفعالًا قائمةً على أرضِ الواقع، فإنَّما لأنَّها في أصلِها أشبهُ بنَزَقِ المراهقين الذين كثيرًا ما يخجلون من سذاجتِهم متى تقدمت بهم السن، فإنْ هم كابروا على الخجل كانت الخيبةُ الشخصية مصيبةً لهم، والخيبةُ الوطنيةُ كارثةً على الناس.

ولا يستطيعُ أيُّ فريق سياسي أن يُسَوِّغَ لنفسِه مشروعيةً ما، إذا كان برنامجه مقتصرًا على الوصول إلى الحكم لامتطاء صهوته والعبث بلجامه يمينًا ويسارًا، وإقبالاً وإدباراً، والخَوْضِ في الوَعْرِ، والولوغِ في الرمال المتحركة، وتعكير موارد الوطن، بل تجفيفها، وحَرْقِ أخْضَرِه، والانزلاقِ إلى التحالفاتِ ذاتِ النتائج الافتراضية، والخروجِ من حاضنةٍ آمنة للدخول في مدار مضطرب.

وعلى سيرةِ “ما خلّونا”، يَتَذَكَّرُ اللبنانيون أنَّ جِهَةً بعينِها استطاعت منذ لقاء مار مخايل أن توقفَ كلَّ شيءٍ في مسار الدولةِ سنينَ طوالًا، وأن تعبثَ بمواقيت الاستحقاقات الدستورية، حتى دَخَلَتْ عالم الرجم بالغيب، وخضعت لسياسة عضِّ الأصابع، ففقدت التعابير السياسية دلالاتها، وضاعت الأهداف الوطنية في غابةٍ من المفردات المبهمة، وصار الخطاب قناعًا للإمساك بالسلطة كهدف لا كوسيلة، وهذا جعلَ الدولة بين اعتلال واختلالٍ، فحَقَّ للسوادِ الأعظمِ من اللبنانيين أن يجهَروا في وجوه هؤلاء المعطِّلين بالقول: “إنتو ما خلَّيتونا”، لأنكم لم تسمحوا بالمحافظة على الانتظام الدستوري والاتزان القانوني والاستقرار الاقتصادي؛ ولأنكم أحبطتم نتائج انتخابات العام 2009، وسيطرتم على الدولة بعملية قيصريَّة دمَّرَتِ النمو وأعدَمَت الاقتصاد وبدَّدَت مدَّخَرات المواطنين كما لم يحدث من قبلُ في تاريخ لبنان، حتى انتهينا إلى الوقوع ما بين مطرقة الحاكمين “القياصرة” وسندان “قانون قيصر”.

ويتذكَّرُ اللبنانيون أيضًا أنه، عندما تصدعت جبهة 14 آذار، وتنافس اثنانِ من أركانِها على مركز الريادة في ترشيح العماد عون للرئاسة التي أحرزها بأكثرية مسيحية وشيعية وسنية وقبول درزي، راح كل فريق يُمَنِّي النفس بمكاسبه وأحلامه، متعلِّلًا بأنَّ الرئاسةَ ما آلت إلى الرئيس لولاه. وأسرفَتِ الدعايةُ المتوهّمة فتحدَّثَتْ عن طيِّ صفحة الخلاف المسيحي المسيحي إلى الأبد، وعن تجديد معادلة بشارة الخوري ورياض الصلح. فصدَّقَ بعضهم أنه شريك وازن في الحصة المسيحية، وتمادى بعضهم في رشِّ السُّكَّرِ فوق الموت، وتخصص آخرون بتدبيج بيانات الوفاق التام بين الرئاستين الأولى والثالثة، من غير أن ننسى سماسرة الظل الذين اشتركوا في إعداد الطبخة بسرِّيَّةٍ تامة على حرارة من كهرباء البواخر، وتعاملوا مع الاستحقاق الرئاسي كمقاولة من مقاولاتهم التي لا حدَّ لشراهتها.

أمّا الخلافُ المسيحيُّ فما لبث أن تفاقم واستشرى. وأما معادلة الميثاق فمزَّقتْها رسالةُ عَشِيَّةِ الفطر، حتى لَيصحُّ القولُ: إن كل من جرُّوا أذيالَ خيباتهم لم يتمتَّعوا بالبصيرة ولا الحنكة المفترضة، إذ أهملوا أمرين اثنين:

الأول: أن سَعْيَ التيّار الوطنيّ الحُرّ إلى السلطة والانفراد بها قضيَّةٌ معروفةٌ عنه ثابتةٌ لديه، ولها تاريخٌ عريقٌ مليء بالشواهد الدامغة.

الثاني: أن حلف مار مخايل هو القائد الفعلي للتسوية السياسية الملفقة؛ وأن اتفاق معراب وعشاء بيت الوسط ليسا سوى مشهدين ثانويين ظَهَرا على خشبة المسرح في فترة الاستراحة ما بين فصول المسرحية الجدية؛ وأن ميزان القوى العسكري والسياسي هو الذي حدد نتيجة التسويات التي أسفرت في النهاية عن ملكية الرقبة، لصاحب الرقبة، وحق التمتع لأهل الاستمتاع، والعزلة للآخرين بعد أن نفدَت الحاجة إليهم.

ومهما يكنْ من أمرٍ، فإنَّ الفريق الذي أحرز السلطة تأهَّلَ منفردًا للالتفاف على حركة الاحتجاج الشعبية التي استهدفَتْه بالدرجة الأولى، فراح يحصد نتائجَها خلافًا لمقاصدها، بإلقاء القبض على الدولة كلها بلا شريك، تحت ستار مكشوف اسمه حكومة التكنوقراط. أخرج قليلاً عن السياق بل أبقى فعلاً فيه إذ أشير إلى أن حوادث السبت الماضي نقلت الهوية الوطنية إلى هوية مذهبية قاتلة على رأي أمين معلوف، فانتقل الهم المعيشي الـمُوحِّد للصفوف إلى شجار تاريخي حول سبي “السيدة زينب” وقذف “السيدة عائشة”، رضي الله عنهما، كما أن الحراك الشعبي الذي ملأ أرض لبنان وسماءه وأوقع الوجل في قلب السياسة المبتذلة، ووجه رسائل واضحة إلى العناوين الواضحة، بأقل قدر من الكلام والشعارات ، فقد في السادس من السادس عنوانه ومحل إقامته وتزاحمت شعاراته بدل ازدحام الأرجل، وأفسح في نسيجه مساحات لثغراته الاختراق.

بعد هذا هل يسوغ إذًا لفتى الجمهورية الممسِكِ بتلابيبِ “العهدِ القويّ”، أو لأيِّ فتى آخر، أن يذرف دمعة ويقول “ما خلُّونا”؟؟؟ لقد “خَلّوهم وكتَّروا” حتى تخلَّوا عن مصالحهم ومواقعهم. وهذه الأسطوانة الرتيبة المشروخة التي ما زالت تدورُ تحت إبرة صَدِئَة، وتردِّدُ على المسامع ليلَ نهار: “على دلعونا على دلعونا… بَدْنا نِشْتِغِلْ بَسْ ما خلّونا”، لم تعد تُصْدِرُ إلا النشازَ الذي من أمثلته نغمات “الثلاثين سنة من التبعات” و”الفساد السياسي” و”الفساد القضائي” و”وضع العصي في دواليب الإصلاح”. والأغربُ أنَّ الحَبْلَ أُرْخِيَ على الغارب فباتت الواو (ضميرُ الغائب المتَّصِلُ في “ما خلّونا”)، تشملُ الخصومَ والحلفاءَ على السّواء.

يقولُ المتنبي من قصيدةٍ جميلةٍ جدًّا:”بغيضٌ إليَّ الجاهلُ المتعاقِلُ”. لهذا ينبغي للشَّعْبِ، كلِّ الشّعب، كي لا يُتَّهَمَ بالجَهْلِ، أن يعترف بأنَّ مقولةَ “ما خلُّونا” سَقَطَتْ بعدما آلت المقاليد بقضِّها وقضيضِها إلى من يدَّعي استحقاقها، فتمَّ إنجاز أمور كثيرة، منها على سبيل المثال:

1- أن الكهرباءَ لم تعُدْ تيّارًا فَحَسْب، بل صارت “سلعةً” جَذْرُها “سلعاتا”، فلا تُطْلَبُ إلّا هناك، تمامًا كمعاني الألفاظ في القواميس لا يُعْثَرُ عليها إلا في مواقع جذورِها.

2- أنَّ الليرة اللبنانية أصبحت صكًّا تاريخيًّاً، تتكاثر ملايينها وتضمحل مضامينها.

3- أنْ ليس لأبناء السابلة ورعاعِ القوم حقٌّ في العفوِ العام، فإنَّه وكالةٌ حصريَّةٌ ووسيلة موقوفةٌ على النُّخَبِ وحدهم دون سواهم، لتطهير صفحاتِهم من أسبقيّاتِهم.

4- أنَّ من يسيطر على الكورونا يستطيع السيطرة على صندوق النقد الدولي، الذي إذا تمرَّدَ ركَلناه بعيدًا وذهبنا إلى اقتصاد مشرقي “باهر الازدهار”.

5- أنَّ شعار الـ 24/24 الخالد سيتحقَّق قريبًا باعتماد الشموع حتى تنفد منها الأسواق.

6- أنَّ سلامةَ القضاء هي في تشجيع إنشاء جُزُرٍ قضائية عشوائية، وفي تعليق التشكيلات حتى انتهاءِ “القاضية” من القضاء على الفساد.

7- أن الاستراتيجية الدفاعية وإعلان بعبدا والنأي بالنفس صارت كلُّها أوراقًا لبَلِّها وشُرْبِ زومِها الناضحِ بالحبرِ “المغشوش”.

8- أنَّ الوطنية السَّمْحةَ لم تعدْ إلّا قصائدَ رثاءٍ على قبر محسن ابراهيم ورجال زمنِه، رفاقاً وخصوماً، وأنَّ الطائفيَّةَ البغيضةَ سيَّدةَ العواطفِ والحناجر، توشِكُ أن توقعَ الوطنَ في فتنة دامية.

من طريف التاريخ القريب، ما كتبه الصحافي السوري قدري قلعجي من أنه، عندما حصل انقلاب العام 1949 في سوريا بترتيب أميركي، جاء رئيس الأركان إلى قائد الانقلاب حسني الزعيم وأدّى له التحية وقال: “سيّدي، لقد أصبحَتْ سوريا كلُّها تحت سيطرتِك”. فأجفل الزعيم وأجاب بعفوية: “الله يخرب بيتك، شو بدي إعمل بهالمصيبة”.

 

ما هو سر الإخوان في واشنطن؟لم يتسابق مع هذا اللوبي الضخم إلا كتلة الضغط المؤيدة للنظام الإيراني الأصغر حجماً في الثمانينيات

د. وليد فارس/انديبندت عربية/09 حزيران/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/87134/%d8%af-%d9%88%d9%84%d9%8a%d8%af-%d9%81%d8%a7%d8%b1%d8%b3-%d9%85%d8%a7-%d9%87%d9%88-%d8%b3%d8%b1-%d8%a7%d9%84%d8%a5%d8%ae%d9%88%d8%a7%d9%86-%d9%81%d9%8a-%d9%88%d8%a7%d8%b4%d9%86%d8%b7%d9%86%d8%9f/

يتساءل مراقبون ومحللون في العواصم الغربية، وأصحاب قرار في الشرق الأوسط، عن سر نفوذ جماعة الإخوان المسلمين في واشنطن وقدرتها على التأثير في السياسة الأميركية إمّا إيجابا أو سلباً تجاه مختلف الجبهات في العالم العربي التي تفجرت منذ بداية الربيع العربي.

ويربط المحللون تقدم الإخوان في ليبيا وشمال سوريا واليمن بقدرة تأثير الجماعة في الموقف الأميركي لمدة سنوات في وقت ظن كثيرون في واشنطن أن زيارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب في مايو (أيار) 2017 إلى الرياض قد رسمت خطوط التحالف بين الولايات المتحدة والتحالف العربي بقيادة السعودية ومصر.

وطالما يسألني الإعلاميون ويسألون آخرين من المحللين في واشنطن عن سبب قدرة التحالف القطري- التركي- الإخوان في العاصمة الأميركية بالتأثير في مختلف السياسات الأميركية حيال شركائها العرب، كالسعودية والإمارات ومصر وحتى إسرائيل.

الأسباب العميقة نتركها للمؤرخين، وهي بدأت مع نهاية الستينيات وبداية السبعينيات إثر هجرة عدد من كوادر الإخوان من الشرق الأوسط عموماً ومصر والسعودية وفلسطين والأردن خصوصاً إلى المدن والجامعات الأميركية. بالتالي، فإن طبقة من المهنيين الذين تأثروا بجيل كامل من الكوادر الآتية من المنطقة قد انتشروا عبر المواقع الأكاديمية والفكرية والإدارية وفي نهاية المطاف تحولوا إلى جسم استشاري له امتداداته في مراكز التفكير الأميركية لعقود.

بفضل هذه الهجرة للتيار الإسلاموي خصوصاً في الحرب الباردة فإن تموضع أعضائه لأجيال متعددة في المؤسسات التي تعنى بالسياسة الخارجية والدفاع سبق وجود أي كتلة ضغط عربية مرتبطة بالتحالف العربي، وكما كنا قد كتبنا سابقاً في هذا العمود، إن الحرب الباردة ساعدت الكوادر الإخوانية لأنها كانت تجابه الشيوعيين والاتحاد السوفياتي ونالت ثقة أوساط قيادية في الخارجية والأمن والدفاع. وبناء عليه، فإن الدول العربية المحافظة التي تحالفت مع الولايات المتحدة ضد السوفيات كانت تعتمد على هذه النخب المثقفة لبناء علاقاتها مع واشنطن. والمفارقة أن الحلقات المتأثرة بالإخوان استفادت من دعم الدول العربية التي انتفضت ضدها في ما بعد.

من هنا، وبشكل ملخص، باتت الحلقة الإخوانية ممراً إلزاميّاً في أي تفكير استراتيجي في ما يتعلق بالعالم العربي والإسلامي والشرق الأوسط. ومن موقعهم الأكاديمي والسياسي المميز أثر هؤلاء في نظرة الإعلام الأميركي تجاه المنطقة أيضاً، فباتوا تقريباً بلا منازع في عملية دراسة المنطقة وتقديم الاقتراحات وترجمة الأفكار للحكومات الأميركية والمراكز الفكرية. ومما عزز رصيدهم دعم الدول العربية لهم من موقع تحولهم إلى منصات تفيد العالم العربي ككل، وتساعد في الدفاع عن صورته في القضايا الكبرى القديمة، كالمسألة الفلسطينية، وبعد ذلك موضوع الإسلاموفوبيا.

ولم يتسابق مع هذا اللوبي الضخم إلا كتلة الضغط المؤيدة للنظام الإيراني الأصغر حجماً في الثمانينيات، وتطورت في ما بعد حتى تحولت إلى كتلة مؤثرة ولكنها لم تصل إلى مستوى التأثير الإخواني. ضف إلى ذلك، أنه منذ منتصف التسعينيات قامت الحكومات القطرية بدعم هذه الحلقات إعلاميا، ما منحها قدرات غير مسبوقة وأضفت مشروعية أكبر عبر تغطية تحركات ومواقف وتنظيرات هذه النخب على هواء قناة "الجزيرة".

ولعبت مجموعات الضغط الإخوانية دوراً كبيراً في مجابهة حملتي إدارة جورج بوش في أفغانستان والعراق لسنوات عدة. فإزاء الأولى ضغطت هذه الشبكات الأكاديمية الإعلامية على مراكز القرار في واشنطن لتمنع أي عمل استراتيجي يعجل في التغيير السياسي الاجتماعي في كابول من أجل تجفيف حواضن طالبان الشعبية. ما أثّر في قدرة إدارة بوش وبعدها ترمب في الخروج من أفغانستان بعد تسليمها لمؤسسات وطنية قادرة على إدارة البلد.

وأدى نجاح باراك أوباما في 2008 إلى تحالف بين إدارته وقوى اللوبي الإخواني على مدى 8 سنوات، كانت حاسمة في تجذر هذه الكتلة في المؤسسات الأميركية وبناء نفوذ في السياسة الخارجية في ما يتعلق بملفات الدول العربية. وظهر ذلك بوضوح مع بداية ما يسمى الربيع العربي. ورأينا تأثير الإخوان في وزارة الخارجية وإدارة أوباما من خلال تأييد واشنطن مشاريع الإخوان في مصر وليبيا وتونس وسوريا. وكانت عملية إسقاط الرؤساء حسني مبارك وزين العابدين بن علي ومعمر القذافي، بدعم من سياسة الرئيس أوباما التي خضعت لتأثير الإخوان الذين وعدوا بإقامة دول إسلامية معتدلة.

تم تظهير هذا الاتفاق مع زيارة أوباما إلى القاهرة وخطابه الشهير في جامعتها، غير أن صعود الإخوان السريع في عهده أدى إلى زعزعة السلطات العربية وفجر صراعاً بين القوى المؤيدة للإخوان، كالنهضة في تونس والجماعات الإسلامية في ليبيا وإخوان مصر وغيرهم في المنطقة، مع مختلف الحكومات المعتدلة. وربطت القوى الإسلامية في المنطقة عبر قطر بقوة إقليمية كبرى في تركيا بقيادة حزب العدالة والتنمية الذي وصل إلى الحكم في عام 2002.

وبدأت الحملة المضادة من المنطقة تحاول وقف مد الإخوان في دول عدة، أولها الإمارات التي أصدرت أكبر لائحة للجماعات الإرهابية في تاريخ المنطقة، وكان نصيب الإخوان والتنظيمات المؤيدة لإيران حصة الأسد منها. وبعدها جاءت ثورة مصر في حزيران 2013، إذ خرج 33 مليون مصري ضد نظام محمد مرسي، ولعبت القوات المسلحة المصرية دوراً في بناء المؤسسات وتأمين الانتخابات ومواجهة الإرهابيين. وفي تونس، عاد التيار العلماني الشعبي ليفرض توازناً مع النهضة حتى المرحلة الأخيرة. أما في ليبيا، فقد انطلق الجيش الوطني بقيادة المشير خليفة حفتر في 2014 عبر عملية الكرامة من أجل مواجهة جماعات القاعدة وداعش، وبعد ذلك حاول تجريد الميليشيات الإخوانية من سلاحها في طرابلس ومصراتة.

استمرت السياسة الأميركية في وقوفها مع أجندة الإخوان، بالتالي انتقادها مصر والجيش الليبي وبشكل غير مباشر الإمارات، ووضعت ضغطاً على السعودية كي لا تواجه التنظيم الإسلامي. ورافقت الصحافة الأميركية، لا سيما المنصات الكبرى مثل "نيويورك تايمز" و"واشنطن بوست" و"سي أن أن"، هذه السياسة وقامت بتوجيه انتقادات شديدة لخصوم الإخوان.

ومع انتخاب ترمب الذي أعلن أكثر من مرة خلال حملته الانتخابية أنه سيضع التنظيم على لائحة الإرهاب، وكان حاسماً في مواجهته الجماعات المتطرفة، غير أن التطورات السياسية التي عصفت بإدارته لم تمكنه من مواجهة هذا الملف. ولكن ظاهرة أخرى ساعدت على استمرار نفوذ الإخوان، تجسدت في قيام تركيا وقطر بالتعاقد مع أكبر اللوبيات السياسية وشركات الإعلام والترويج. وقامت هذه الأخيرة بشكل علني بالتأثير في الرأي العام من ناحية وفي الإدارة بشكل خاص، من أجل عدم مواجهة الأجندة الإخوانية في مختلف الدول العربية. ويذكر الجميع في خريف 2018 كيف أن الإعلام الأميركي وعدداً من السياسيين قاموا بشن حملة ضد ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بعد مقتل جمال خاشقجي، واستمرت الحملة على السعودية بتناغم واضح بين "الجزيرة" والصحافة الأميركية وانتقاد دورها في اليمن ومعارضة علاقتها المميزة مع واشنطن.

واستمر هذا التناغم الإخواني وعدد من الصحف الأميركية بانتقاد دور الإمارات في اليمن وليبيا، إضافة إلى التركيز على شن حملات متتالية ضد الجيش الليبي وقائده خليفة حفتر. هذه القدرة سمحت للتيار الإخواني والدول التي تدعمه في تحقيق نقاط في مواقع عدة، فمثلاً نجحت الميليشيات الإخوانية في شمال سوريا في الدفع بالأكراد الموجودين على الحدود مع تركيا إلى الداخل السوري، ما يسبب بخسارة استراتيجية لقوات سوريا الديمقراطية. وفي الملف اليمني، لعب الضغط الإخواني في واشنطن ونيويورك دوراً مهماً في مواجهة الجنوبيين عبر دعم "حزب الإصلاح" للتمركز في مواقع متعددة في جنوب اليمن، مانعاً الجنوبيين من القيام بتنفيذ الإدارة الذاتية التي كانوا يطمحون إليها. وفي ليبيا، دخلت تركيا بكل قوتها إلى الغرب وتمكنت عبر قدراتها العسكرية الأطلسية بدفع الجيش الليبي في اتجاه الشرق. وهذا لم يكن ممكناً لولا وجود قبول أميركي سياسي يعود إلى التأثير الإخواني في العاصمة الأميركية.

لذلك، فإن المراقبين والمحللين لم يتمكنوا من فهم السياسة الأميركية تجاه عدد من دول المنطقة إلا عبر دور اللوبي الإخواني القوي والمنظم في واشنطن. بالتالي، حتى مع التزام الرئيس ترمب بمواجهة الحركات الإسلامية، فإن الاتفاق مع طالبان وتطور الأوضاع في ليييا وتركيا وشمال سوريا، إن دل على شيء فإنه يدل على نجاح هذه الجماعات والأنظمة التي تدعمها في إمرار ملفاتها ضمن إدارة أميركية منهمكة في الصراعات السياسية الداخلية من التحقيق الروسي إلى كورونا والتظاهرات.

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

رئيس الجمهورية لم يوقع التشكيلات القضائية وعدد ملاحظاته عليها: اعادة النظر في المناقلات امر متاح ومتروك لتقدير مجلس القضاء الاعلى

الثلاثاء 09 حزيران 2020

 وطنية - لم يوقع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون مشروع مرسوم التشكيلات والمناقلات القضائية التي اعدها مجلس القضاء الاعلى، موردا سلسلة ملاحظات حولها، لافتا الى ان "اعادة النظر في هذه المناقلات امر متاح في كل حين ومناسبة ومتروك لتقدير مجلس القضاء الاعلى".

وجاء موقف الرئيس عون، في كتاب وجهه المدير العام لرئاسة الجمهورية الدكتور انطوان شقير الى رئيس مجلس الوزراء الدكتور حسان دياب بواسطة الامانة العامة لرئاسة مجلس الوزراء، وهنا نصه:

"دولة رئيس مجلس الوزراء الدكتور حسان دياب المحترم

بواسطة الأمانة العامة لرئاسة مجلس الوزراء

بعد التحية،

بناء على توجيهات فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، أتشرف بإبلاغكم ملاحظات فخامته على مشروع المناقلات القضائية، مع التمني بإبلاغها من الوزراء المعنيين على سبيل الاطلاع والاعتبار، ومن دون أن تؤسس على هذا الكتاب أي سابقة دستورية بمعرض امتناع فخامة الرئيس عن توقيع أي مرسوم عادي يخضع إصداره بتوقيعه إلى تقديره المطلق عملا بأحكام الدستور ومستلزمات قسمه الدستوري باحترام "دستور الأمة اللبنانية وقوانينها":

أولا: بادئ ذي بدء، ثمة ثابتتان دستوريتان يجب التركيز عليهما في مقاربة المناقلات القضائية:

1- إن المادة 20 من الدستور تنص على استقلالية الوظيفة القضائية (..."والقضاة مستقلون في إجراء وظيفتهم...")، كما تنص على ضمانات قضائية يحدد القانون شروطها وحدودها، وهي ضمانات تحفظها المادة الدستورية للقضاة والمتقاضين معا. لذلك، نصت المادة 44 من قانون القضاء العدلي (المرسوم الاشتراعي رقم 150 تاريخ 16/9/1983 وتعديلاته) على أن "القضاة مستقلون في إجراء وظائفهم ولا يمكن نقلهم أو فصلهم إلا وفقا لأحكام هذا القانون"، ولحظ القانون سلسلة كبيرة من الضمانات على ما تقضي به المادة 20 من الدستور.

أما استقلالية السلطة القضائية المنشودة واللازمة، بالممارسة والنص، فلا يمكن أن تعني أن لا علاقة لهذه السلطة بسائر السلطات، أي تحديدا السلطتين التشريعية والإجرائية، ذلك لأن هذا التفسير يناقض مبدأ الفصل بين السلطات وتوازنها وتعاونها الذي يقوم عليه النظام الدستوري اللبناني عملا بالفقرة (هـ) من مقدمة الدستور، وإلا وقع النظام الدستوري اللبناني في المحظور الاخطر المتمثل بالتجربة القاسية التي عانت منها ايطاليا في التسعينات، قبل التخلص منها، والتي أطلق عليها ما عرف بـ "حكومة القضاة".

هذا مع العلم أن القانون تدرج في منح السلطة القضائية المتمثلة بمجلس القضاء الأعلى استقلالية نوعية، في ما يخص وضع مشروع المناقلات والإلحاقات والانتدابات القضائية، على ما يتبين من القانون رقم 389 تاريخ 21/12/2001 الذي ألغى واستبدل الفقرة (ب) من المادة 5 من قانون القضاء العدلي. ليس من دليل أسطع على ما سبق إلا ما أقدم عليه مجلس القضاء الأعلى برد مشروع المناقلات إلى وزيرة العدل من دون أي تعديل، ما يعني بأنه لم يأخذ بأي من ملاحظاتها على هذا المشروع.

2- إن المرسوم العادي هو من الوسائل القليلة والفاعلة التي أبقاها الدستور، بعد تعديلات 1990، بتصرف رئيس الجمهورية كي يحقق قسمه الدستوري، فلا يلتزم بقيد زمني أو أي قيد آخر سوى القيود الدستورية والميثاقية، عندما يصدره بوضع توقيعه عليه عملا بالمادة 54 من الدستور، على عكس ما هي الحال عندما تكون المراسيم متخذة بناء على قرار من مجلس الوزراء، حيث تخضع عندئذ لمهلة زمنية وآلية خاصة لردها. إن مشروع المناقلات القضائية يصدر بمرسوم عادي يوقع عليه الوزراء المعنيون ورئيس مجلس الوزراء، وصولا إلى رئيس الجمهورية، ولكل منهم حيثيته الدستورية عملا بالمواد 49 و54 و64 و66 من الدستور، هذا الدستور الذي يسمو كل نص، بحيث لا يكون أي توقيع إجراء شكليا ومن باب تحصيل الحاصل، بل يعتبر من المقومات الجوهرية للمرسوم لتعلقه بصلاحية دستورية. أما وقد اتصل مشروع المرسوم برئيس الجمهورية، فهو يخضع لتقديره المطلق عملا بمستلزمات قسمه، لا سيما لجهة تحققه من التقيد بأحكام الدستور. فإذا كان من الواجب ألا يتدخل رئيس الجمهورية، أو أي مسؤول آخر في السلطتين الإجرائية والتشريعية، في عمل القضاء، أي حال قيامه بوظيفته، إلا أنه من واجب رئيس الجمهورية دستوريا التدخل بمعرض المناقلات القضائية، إذا ما رأى أن ثمة خللا حاصلا من شأنه أن يمس وحدة السلطة القضائية واستقلاليتها في إداء رسالتها، هاتين الوحدة والاستقلالية اللتين يتهددهما كل ظلم أو غبن أو وضع غير سوي يلحق بأعضاء هذه السلطة من جراء مناقلات لا تراعي المعايير الدستورية من جدارة واستحقاق واختصاص وكفاءة، مضافة إليها المعايير التي وضعها مجلس القضاء الأعلى والتي تحاكي المعايير الدستورية، ومنها الإنتاجية والأقدمية والنزاهة.

إن هاتين الثابتين الدستوريتين لا تعنيان على الاطلاق تسييسا للمناقلات القضائية أو تدخلا فيها، بل على العكس من ذلك، تندرجان في خانة الضمانات التي يجب أن تتوافر للقضاة عملا بأحكام المادة 20 من الدستور. إن قسم اليمين الذي يؤديه رئيس مجلس القضاء الأعلى والأعضاء جميعا أمام رئيس الجمهورية من دون سواه إنما هو خير دليل على مرجعية الرئيس في كل ما يختص بإداء المجلس وضمانات القضاة الدستورية والتي أحالها الدستور إلى القانون.

ثانيا: إن انتداب قضاة أصيلين في هيئتي القضايا والتشريع والاستشارات التابعتين للمديرية العامة لوزارة العدل للعمل في محاكم الاستئناف إنما يخالف مبدأ التفرغ المنصوص عنه في قانون تنظيم وزارة العدل، ذلك أن هؤلاء القضاة إنما يعينون في الهيئتين المذكورتين بمرسوم بناء على اقتراح وزير العدل، حتى إن مجلس القضاء الأعلى لا يشارك قانونا في تعيينهم إن طبقنا النصوص المعنية تطبيقا دقيقا (المواد 7 و15 و32 من قانون تنظيم وزارة العدل/المرسوم الاشتراعي رقم 151 تاريخ 16/9/1983). أضف إلى ذلك أن المادة 25 من هذا القانون تنص على أن لوزير العدل، بقرار منفرد منه بناء على اقتراح مدير عام الوزارة، أن ينتدب هؤلاء القضاة للعمل في وظائف قانونية لدى مختلف الإدارات العامة، وذلك من دون الرجوع إلى مجلس القضاء الأعلى، ما يؤكد أن القضاة في وزارة العدل يخضعون لنصوص خاصة بهم.

إن تفرغ القضاة الأصيلين في هيئتي القضايا والتشريع والاستشارات مرده إلى تمكينهم من القيام بالمهام الملقاة على عاتقهم بموجب النصوص المرعية لتسيير مرافق الدولة المختلفة والدفاع عن مصالح الدولة وحقوقها عن طريق متابعة الدعاوى المقامة بوجهها، الأمر الذي يستلزم جهوزية كاملة وعملا يوميا. لذلك، خص المشترع هؤلاء القضاة بتعويضات إضافية.

ثالثا: إن القضاة العدليين لدى المحكمة العسكرية إنما يعينون بمرسوم بناء على اقتراح وزيري العدل والدفاع الوطني وبعد موافقة مجلس القضاء الأعلى (م 13 قضاء عسكري). صحيح أن آلية الاقتراح هذه لم تعتمد بصورة دقيقة في مختلف المناقلات القضائية، بيد أنه كان يتم التشاور مع وزيري العدل والدفاع الوطني لاختيار قضاة المحكمة العسكرية، الأمر غير الحاصل بمعرض المناقلات الراهنة.

أما الادعاء بأن حق الاقتراح هو شكلي طالما لا يصل إلى نتيجة إلا بموافقة مجلس القضاء الأعلى، فهو ادعاء غير صحيح وناجم عن قراءة نص المادة 13 المذكورة قراءة سطحية، ذلك أن حق الاقتراح ينطوي حكما على ممارسة صلاحية دستورية بالتوقيع على مشروع المرسوم أو عدمه، كيف لا وقد نصت المادة الأولى من قانون القضاء العسكري على أن وزير الدفاع الوطني يعطى تجاه المحاكم العسكرية جميع الصلاحيات المعطاة لوزير العدل تجاه المحاكم العدلية في كل ما لا يتنافى وأحكام هذا القانون.

أما القول بأن المادة 5 من قانون القضاء العدلي قد ألغت ضمنا المادة 13 من قانون القضاء العسكري، على ما هو موقف مجلس القضاء الأعلى التحفظي في معرض الاستجابة لكتاب وزيرة الدفاع الوطني، إنما هو قول لا يستقيم في ضوء الحجج التالية:

1- نصت المادة الأولى من قانون القضاء العدلي (المرسوم الاشتراعي رقم 150 تاريخ 16/9/1983 وتعديلاته) على أن هذا القانون إنما وضع لينظم القضاء العدلي في خمسة أبواب تتضمن الأحكام المختصة بمجلس القضاء الأعلى، والتنظيم القضائي، ونظام القضاة، وتنظيم التفتيش القضائي ونظام المساعدين القضائيين، ما يدل صراحة على أن هذا القانون لا يتناول تنظيم القضاء العسكري الذي يبقى قضاء استثنائيا يجب أن تراعى الأصول الخاصة به عند تعيين قضاته.

2- إن قانون القضاء العسكري (القانون رقم 24 تاريخ 13/4/ 1968 وتعديلاته) ينظم أجهزة القضاء العسكري من محكمة تمييز عسكرية ومحكمة عسكرية دائمة وقضاة عسكريين منفردين ونيابة عامة عسكرية وقضاة تحقيق، وكل ما له علاقة بالقضاء العسكري الذي هو قضاء استثنائي والذي خصه المشترع بقانون خاص.

3- إن المادة 11 من قانون القضاء العسكري تنص على أن يقوم بوظيفة مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية أحد القضاة من الدرجة الحادية عشر وما فوق يعاونه قاض أو عدة قضاة أو ضابط أو عدة ضباط من المجازين في الحقوق على أن لا تقل رتبة هؤلاء عن رتبة نقيب فما فوق، وعلى أن ينتدب وزير الدفاع الوطني العسكريين من هؤلاء المعاونين. هل يمكن اعتبار هذه المادة أيضا بالتلازم ملغاة بالمادة 5 من قانون القضاء العدلي وهل يمكن أن ننكر على وزير الدفاع الوطني هذه الصلاحية؟

4- إن حق اقتراح تعيين القضاة العدليين في المحكمة العسكرية بأجهزتها كافة لا يؤدي إلى إخراجهم من نظام القضاء العدلي لجهة رواتبهم وترقيتهم، وهم يخضعون للتفتيش القضائي والمجالس التأديبية المختصة في القضاء العدلي، على أن تتم إعادتهم إلى القضاء العدلي باتباع الإجراءات عينها التي اتبعت لتعيينهم في القضاء العسكري.

5- ان التشريع الحديث أو الأحدث لا يلغي نصا سابقا له في حال كان هذا النص من النصوص الخاصة، على ما هي عليه أحكام قانون القضاء العسكري، وإن إيراد المادة 136 من قانون القضاء العدلي نصا بإلغاء جميع الأحكام القانونية المخالفة أو غير المتوافقة مع أحكامه لا يمكن أن ينسحب على القوانين الخاصة. إن ما يعزز هذا المبدأ ما ورد في قانون القضاء العسكري وشرحنا أعلاه لجهة تعيين معاوني مفوض الحكومة من العسكريين، ولعل أبرز دليل على ذلك أن قانون القضاء العدلي وتعديلاته قد ألغى المرسوم الاشتراعي رقم 72 تاريخ 1/2/1933 والقانون تاريخ 18/9/1948 والمرسوم رقم 121 تاريخ 12/6/1959، الغاء ضمنيا كاملا، والمرسوم رقم 7855 تاريخ 16/10/1961، إلغاء ضمنيا جزئيا، والقانون رقم 49/65 تاريخ 6/9/1965، إلغاء صريحا بالكامل بمقتضى المادة 136 المذكورة من قانون القضاء العدلي.

6- إن أي منحى على خلاف ما سبق في تفسير المادة 5 من قانون القضاء العدلي من شأنه أن يجعل تشكيل المجلس العدلي وتسمية قضاة التحقيق العدليين وتأليف المحاكم المصرفية الخاصة وتعيين رؤساء جميع اللجان القضائية الملحوظة في قوانين خاصة، إنما تتم جميعها خلافا للقانون، ما يجعل هؤلاء القضاة فاقدي الشرعية القانونية. فهل يمكن تصور التبعات القانونية والقضائية لمثل هذا التفسير؟

يبقى أن رأي كل من هيئة التشريع والاستشارات والهيئة الاستشارية العليا في وزارة العدل، على ما شاب تأليف الهيئة العليا من غياب مرجعية الترجيح وبت الخلاف في حال حصوله بين قاضيتين، إنما هو رأي غير ملزم ويعطي إضاءات تساهم في تكوين الاقتناع السوي.

رابعا: أما وقد استدرك مجلس القضاء الأعلى تجزئة مشروع المناقلات والمرسوم المعد بشأنه بحيث تم تجاوز إشكاليات عدة، أولها تعيين قضاة في مواقع غير شاغرة، فكان أن استرد مشروع المرسوم الذي لم يبادر رئيس الجمهورية الى توقيعه، إلا أن إرفاق أي مشروع مرسوم بملاحظات وردود ومبررات خطية ومتبادلة بمعرض التوقيع الوزاري عليه، إنما هو أيضا أمر غير مألوف ومخالف لمبدأ استقلالية المرسوم وقوته التنفيذية بمعزل عن أي تحفظ يعتريه عند التوقيع الوزاري عليه الذي يلزم الوزير الموقع ويحمله المسؤولية المجردة والكاملة عن توقيعه من دون أي تبرير تحفظي أو تخفيفي.

خامسا: إن لكل مشروع مناقلات معايير يضعها مجلس القضاء الأعلى، وقد وضع المجلس الحالي المعايير التالية التي يجب التقيد بها عند إجراء المناقلات: الكفاءة والنزاهة والإنتاجية والأقدمية، تلك المعايير التي لا يجوز الخروج عنها من طريق الاستثناء، التي يتولد عنه ظلم وإقصاء واستهداف وانصياع لإرادة من خارج مجلس القضاء الأعلى. أضافت وزيرة العدل ضمانة من أنه لن يكون هناك تدخل سياسي في هذه المناقلات، حيث يكتفى بالالتزام بالمعايير أعلاه.

بالتالي، يعود لموقعي مرسوم المناقلات، بدءا من وزيرة العدل وانتهاء برئيس الجمهورية الحالف، من دون سواه من كبار المسؤولين، يمين الإخلاص للدستور وقوانين الأمة اللبنانية، التحقق من توافر هذه المعايير أعلاه وشموليتها، الأمر غير الحاصل في مشروع المناقلات الراهنة، والأمثلة لا تحصى. إن المعايير تلك هي دستورية وأخرى وضعها مجلس القضاء الأعلى ولا تتعارض معها، وقد تم تجاوزها في الكثير من المواقع.

سادسا: إن المعايير المذكورة غير عصية على التحقق منها ذلك أن درجات القضاة معروفة (الأقدمية)، والإنتاجية أيضا، كما النزاهة والكفاءة (التفتيش القضائي والرؤساء الأول في المحافظات). فلنأخذ مثلا معيار الأقدمية، وهو سهل الرصد في ضوء درجات القضاة، فمن الأكيد أن عدم مراعاته بشكل كبير يؤدي إلى هرمية قضائية عمرية مشوهة لصالح الدرجات الدنيا، ويفقد أصحاب الدرجات العليا أي حافز على العمل جراء الشعور بالغبن والاقتصاص، هذا إن لم يكن ثمة أسباب أخرى تبرر إبعادهم من المواقع، على غرار ما يحصل عند عدم توافر المعايير الأخرى المشار إليها في هذا البند.

سابعا: إن توزيع القضاة وفقا لمشروع المناقلات القضائية لم يأخذ بالاعتبار أحجام الدعاوى في المحاكم، ما من شأنه أن يوجد حالة من عدم التوازن بين قضاة الملاحقة وقضاة الحكم، كما بين قضاة الحكم أنفسهم، ما من شأنه أن يرتد سلبا على ضمانات المتقاضين، التي هي أيضا ضمانات دستورية، لجهة حقهم بعدالة سوية لا يعتريها التأخير والتأجيل. على سبيل المثال، ينظر قاضي التحقيق في بعبدا بـ 1200 دعوى كحد وسطي (وعدد قضاة التحقيق في بعبدا 11 بمن فيهم قاضي التحقيق الأول)، في حين أن قاضي التحقيق في بيروت ينظر في ما يعادل الـ 200 دعوى (وعدد قضاة التحقيق في بيروت 10 بمن فيهم قاضي التحقيق الأول). أما محكمة جنايات البقاع، الموزعة أعمالها على غرفتين، فهي تنظر في ما يقارب الـ 5000 دعوى كحد وسطي، في حين أن محكمة جنايات بيروت المؤلفة من 3 غرف، تنظر في ما يقارب الـ 2000 دعوى كحد وسطي.

ثامنا: إن العقوبات المسلكية أدت إلى تعيين القضاة الذين خضعوا لها كمستشارين إضافيين أو في مراكز بعيدة عن محل إقامتهم. الأمر غير مستهجن وظيفيا أو جغرافيا، ذلك أن كل وظيفة قضائية هي وظيفة سامية وتندرج في خانة الرسالة، إلا أن في ذلك مخالفة لنص المادة 89 من قانون القضاء العدلي التي تنص صراحة على أنه "...في حال إنزال الدرجة يحتفظ القاضي بمدة أقدميته للترقية...".

إن ما أقدم عليه مجلس القضاء الأعلى في هذا السياق هو فرض عقوبة مسلكية إضافية على هؤلاء القضاة لا يملك قانونا حق فرضها، فضلا عن وضع هؤلاء القضاة فعليا، وقد نالوا عقابهم المسلكي وأبقوا في السلك القضائي، خارج القوة العاملة القضائية التي نعرف جميعا أن القضاء بأمس الحاجة إليها.

تاسعا: لن تكون هناك استقلالية للسلطة القضائية إن لم يتحرر القضاء من القيد الطائفي بتطبيق دقيق للمادة 95 من الدستور، وقد بادر فخامة الرئيس إلى الطلب من مجلس النواب تفسير هذه المادة للوقوف على مندرجاتها ومراحلها ومستلزمات إلغاء الطائفية من حياتنا العامة. إلا أنه من الملفت أن مجلس القضاء الأعلى ثبت للمرة الأولى، بشكل خطي وصريح، مذاهب جميع المراكز القضائية في النيابات العامة وقضاء التحقيق ورئاسة جميع الغرف.

قال الرئيس يوما، متوجها إلى النواب والعالم "إن الوجود من خارج إطار الحرية هو شكل من أشكال الموت"، وهو يقول اليوم "أن نشوء السلطات الدستورية من خارج إطار الدستور والقانون هو شكل من أشكال موتها"، في حين نحن أحوج ما نكون إلى قضاء يراقب ويلاحق ويحقق ويسائل ويحاسب ويكافح الفساد بجدية متناهية ويسترد الأموال المنهوبة والموهوبة في غير موقعها لتعود إلى الدولة والشعب السليب، ما يفترض معه أن يحافظ القضاء بعزم وتصميم وبكل جوارحه على روافد قوته من وحدة وهيبة ومهابة، رافضا بالمطلق كل محاولات الاستتباع أو الوصاية أو المحاصصة السياسية أو السلطوية أو المناطقية أو الطائفية أو المذهبية، ومتصديا لكل ترهيب وترغيب، وقد حصن قانون حديث هذا التصدي وعززه، وقد أعلن فخامة الرئيس مرارا، وفي أكثر من مناسبة، أن أبواب القصر الجمهوري مفتوحة دوما للقضاة للمساندة في هذا السياق وعلى جميع المستويات.

أما إعادة النظر في هذه المناقلات في ضوء كل ما سبق، فأمر متاح في كل حين ومناسبة، ومتروك لتقدير مجلس القضاء الأعلى، مثاله تخرج ثلاثون قاضيا عدليا من معهد الدروس القضائية، ما سوف يستدعي حكما إلحاقهم بمواقع قضائية، وما من شأنه أن يحفظ هيبة المرجعية القضائية العليا التي، وإن لا تتمتع بالشخصية المعنوية، يبقى أنها تدير سلطة نحن بأمس الحاجة إليها في الظروف الصعبة التي يمر بها وطننا لبنان".

 

الرئيس عون عرض مع حتي التمديد لليونيفيل وهنأ قوى الأمن في عيدها: لوأد الفتن والنعرات الطائفية الهادفة الى ضرب أساس وجود لبنان

الثلاثاء 09 حزيران 2020

وطنية - هنأ رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، قوى الأمن الداخلي في ذكرى مرور 159 عاما على تأسيسها، منوها بـ"التضحيات التي يبذلها أفراد هذه المؤسسة العريقة في تاريخ وطننا، في سبيل الحفاظ على مقومات الأمان والسلام في البلاد، وردع الجريمة، وحماية حقوق اللبنانيين".

واعتبر أن "المهمات الملقاة على عاتقها في الفترة الأخيرة، تزداد جسامة بفعل الظروف الصعبة والتحديات غير المسبوقة التي يعيشها لبنان، وعلى رأسها الأزمة الاقتصادية والمالية، وفقدان فرص العمل، وأزمة فيروس كورونا، والتي ساهمت في ارتفاع نسبة العنف والجريمة في مجتمعنا، واندلاع تحركات مطلبية منذ تشرين الأول الفائت". ودعا الرئيس عون قوى الأمن الداخلي، "مسؤولين وضباطا وأفرادا، إلى مزيد من التيقظ في هذه الفترة الحساسة، ومضاعفة الجهود لحماية أمن اللبنانيين وممتلكاتهم، وتعزيز التعاون مع الجيش وباقي المؤسسات الأمنية، لوأد الفتن والنعرات الطائفية والمذهبية التي يراد لها أن تضرب أساس وجود لبنان، ومنجزات السلم الأهلي". وشدد على أن "المؤسسات الأمنية كافة في لبنان، وجدت لخدمة المواطن والحفاظ على كرامته، ومؤازرة العدالة، وتطبيق القوانين على الجميع بالتساوي"، لافتا إلى أن "المطلوب منها اليوم أكثر من أي وقت مضى تحقيق هذه الأهداف، ومواكبة العمل على مكافحة الفساد وتحقيق النهوض واستعادة دور لبنان الحضاري في محيطه والعالم".

وزير الخارجية

الى ذلك، شهد قصر بعبدا قبل ظهر اليوم سلسلة لقاءات تناولت مواضيع ديبلوماسية وعامة.

وفي هذا الاطار، استقبل الرئيس عون وزير الخارجية والمغتربين ناصيف حتي الذي اطلعه على عدد من التقارير الدبلوماسية التي تتناول قضايا اقليمية ودولية مطروحة قيد التداول. كذلك تطرق البحث الى التحرك الديبلوماسي الذي تقوم به وزارة الخارجية للتمديد للقوات الدولية "اليونيفيل" في الجنوب في ضوء الاجتماع الذي كان عقد في قصر بعبدا قبل اسبوع مع سفراء الدول الخمس الكبرى الدائمة العضوية في مجلس الأمن. وتناول البحث ايضا التحضير لعدد من الاجتماعات الاقليمية والدولية التي ستعقد قريبا، وموقف لبنان من المواضيع المطروحة فيها.

الاباتي الهاشم

واستقبل الرئيس عون الرئيس العام للرهبانية اللبنانية المارونية الاباتي نعمة الله الهاشم وعرض معه مواضيع عامة وشؤونا تربوية استكمالا للرسالة التي كان وجهها الرؤساء العامون والرئيسات العامات للرهبانيات على ضوء الواقع التربوي في قطاع التعليم الخاص.

تهنئة بالفطر

الى ذلك، تلقى الرئيس عون تهنئة بعيد الفطر من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، ومن الرئيس الايراني الشيخ حسن روحاني.

 

الرئيس عون اطلع من وفد نقابة مقاولي الأشغال العامة على مطالبهم ودعا المقاولين الى المشاركة في عملية مكافحة الفساد والرشوة

وطنية - الثلاثاء 09 حزيران 2020

أكد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون أن "الجهود قائمة على مختلف المستويات للخروج من الضائقة الإقتصادية والمالية التي يعاني منها لبنان والتي تركت نتائج سلبية على مختلف القطاعات في البلاد"، لافتا الى انه لن يوفر جهدا "في سبيل إيجاد الحلول المناسبة لوضع حد لمعاناة اللبنانيين". واعتبر أن "وباء "كورونا" الذي اجتاح العالم، كانت له تداعيات كبيرة على الحياة الاجتماعية والاقتصادية في لبنان وأثر سلبا على الانتظام سواء في القطاع العام أو في القطاع الخاص". كلام الرئيس عون جاء خلال استقباله قبل ظهر اليوم في قصر بعبدا وفدا من نقابة مقاولي الأشغال العامة والبناء في لبنان برئاسة المهندس مارون حلو الذي عرض للظروف الصعبة التي يعمل فيها المقاولون وتراكم المستحقات المتوجبة لهم عن العامين 2018 و2019 من إدارات رسمية، لاسيما مجلس الإنماء والإعمار ووزارتي الأشغال والطاقة والمياه والتي يبلغ مجموعها 726 مليون دولار.

وعدد حلو سلسلة مطالب للنقابة أبرزها: استصدار قرار من الحكومة يعتبر ما حصل بعد 18 تشرين الاول 2019 " قوة قاهرة" force majeure" مع كل ما يستتبع ذلك من تمديد للمهل ودراسة تعديل العقود إن من ناحية زيادة الاسعار او التعويض على الخسائر، والاسراع بفسخ العقود المتعثرة وفقا لطلب المتعهدين والاستشاريين وتصفيتها وفقا للاصول حتى لا تتراكم الخسائر على الطرفين، ووقف تلزيم مشاريع جديدة ممولة محليا قبل حل مشكلة المشاريع العالقة، وعدم اطلاق مناقصات ممولة اجنبيا حتى معاودة اعطاء كفالات من المصارف، وتلزيم مشاريع متوفر لديها امكانيات مالية مثل مؤسسات المياه والبلديات. وطالب المقاولون ايضا بإعادة العمل بالتسهيلات والاعتمادات والكفالات، وازالة القيود على حركة الاموال، وتشجيع القطاع بتخفيض الفوائد كما حصل مع الصناعيين. وفي حال تحويل اموال الى المصرف بالليرة اللبنانية، يجب ان يصار الى تسديد الديون فورا وتحويلها الى الدولار حسب السعر الرسمي. وأعطى الرئيس عون توجيهاته الى المراجع المختصة لدرس مطالب المقاولين، داعيا اياهم الى "المشاركة في عملية مكافحة الفساد والرشوة ومواجهة اي ضغوط يتعرضون لها في سياق عملهم"، لافتا الى "أهمية تقيد المقاولين بالانظمة والقوانين والمهل المحددة لتنفيذ المشاريع".

 

بري استقبل دشتي وعربيد ونقيب الاطباء وهنأ قوى الامن بعيدها غجر: مشكلة المازوت حلت

وطنية - الثلاثاء 09 حزيران 2020

استقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة، وزير الطاقة والمياه ريمون غجر، وتم البحث في الاوضاع العامة وشؤون متصلة بقطاعي الكهرباء والنفط. وقال غجر بعد اللقاء: "هي زيارة بروتوكولية للرئيس نبيه بري اطلعناه فيها على مجريات الامور في وزارة الطاقة بالنسبة للملفات التي عندنا في الكهرباء والمياه، واخذنا منه التوجيهات اللازمة ووضعناه بأجواء الخطط المستقبلية التي نحن بصدد العمل عليها. وكانت جولة افق مفيدة جدا كونه مطلعا على هذا الملف الدقيق باعتباره كان وزيرا للطاقة ولديه ملفات واقتراحات جيدة". وعن أزمة المازوت، قال: "في الاسبوعين الماضيين كان هناك صعوبة في فتح الاعتمادات ولا يخفى على احد اننا مررنا بمرحلة Default اي عدم سداد الدين، وهذا ما صعب الامر بموضوع فتح الاعتمادات. المشكلة حلت، تأخرت بواخر المازوت المخصصة لمنشآت النفط والخميس سوف تصل اول باخرة، وهناك ايضا باخرتان ستصلان تباعا. طبعا كميات المازوت في المنشآت خفت، ولهذا السبب لم نستطع ان نسلم كميات المازوت، بينما القطاع الخاص لديه كميات كافية وانا أتواصل معهم كي يسلموا الكميات المطلوبة ابتداء من اليوم والقطاع الخاص لديه مشكلة بسبب عدم القدرة على اجراء الفحوصات بسبب حجز بعض الموظفين العاملين في المنشآت لأسباب يعرفها الجميع. وهذا الموضوع نعمل على حله من خلال ايجاد البدائل او اجراء فحوصات خارج لبنان، نحن لا نستطيع ادخال المحروقات من دون فحوصات هذا الموضوع سنجد له حلا".

دشتي

بعد ذلك، استقبل الرئيس بري وكيلة الامين العام للأمم المتحدة والامينة التنفيذية للاسكوا الدكتورة رولى دشتي.

عربيد

كما استقبل رئيس المجلس الاقتصادي والاجتماعي شارل عربيد واعضاء هيئه مكتب المجلس، وكان عرض للوضعين المالي والاقتصادي.

وعلى الاثر، قال عربيد: "تشرفنا بزيارة دولة الرئيس نبيه بري، تحدثنا بالامور الآنية وامكانية اعادة تشغيل المحركات الاقتصادية. طبعا هناك عمل يجري على مستوى التفاوض مع صندوق النقد، انما هناك امور بالداخل على علاقة بقطاع الاعمال والمؤسسات المتوسطة والصغيرة، وما هي الآليات للمحافظة على ديمومة العمل داخل هذه المؤسسات. طبعا الوضع صعب، وكل الهم يجب ان ينكب الان كي نعود وبشكل تدريجي الى العمل والانتاج. هناك امور اخرى تم بحثها مع دولة الرئيس خاصة بالورقة التي نعمل عليها سواء مع الفريق الاقتصادي لفخامة رئيس الجمهورية والفريق الاقتصادي لرئيس الحكومة لجهة القوانين السريعة التي تحفز الانتاج والاعمال في لبنان، والرئيس بري داعم لهذا المسار فالمجلس الاقتصادي سيتقدم بعد ان ينتهي من لقاءاته مع كافة القطاعات الانتاجية بورقة سريعة قابلة للتنفيذ نكون قادرين من خلالها ان نرى بصيص امل للمحافظة على ما تبقى من الاقتصاد اللبناني".

ابو شرف

وعرض الرئيس بري الوضع الطبي ومطالب الأطباء خلال لقائه نقيب الاطباء في لبنان الدكتور شرف ابو شرف، وعدد من أعضاء مجلس النقابة.

تهنئة

وكان رئيس مجلس النواب قد هنأ قوى الامن الداخلي بعيدها، حيث اجرى لهذه الغاية اتصالا بالمدير العام لقوى الامن الداخلي اللواء عماد عثمان هنأه فيه بمرور أكثر من قرن ونصف القرن على تأسيس قوى الامن الداخلي، مؤكدا ان التهنئة لهذه المؤسسة وقيادتها وافرادها "ليس فقط لمبادئها العريقة فحسب انما ايضا للتضحيات والجهود التي بذلتها و تبذلها حماية للوطن وصونا لسلمه الأهلي".

 

دياب ترأس اجتماعا للقطاع السياحي: نعمل لفتح خطوط جوية إلى الخليج تهمنا إعادة لبنان الى خريطة السياحة في ظل توازن بين حماية الصحة والسياحة

وطنية - الثلاثاء 09 حزيران 2020

رأس رئيس مجلس الوزراء الدكتور حسان دياب اجتماعا للقطاع السياحي، في حضور وزير الشؤون الاجتماعية والسياحة رمزي المشرفيه، حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، رئيس المجلس الاقتصادي والاجتماعي شارل عربيد، رئيس مجلس إدارة "طيران الشرق الأوسط" "الميدل ايست" محمد الحوت، ومستشار رئيس الحكومة جورج شلهوب ورؤساء النقابات السياحية. ورحب الرئيس دياب بالحضور قائلا: "إن العالم بأسره يمر بمرحلة صعبة، وليس فقط لبنان، بسبب وباء كورونا الذي أثر على الاقتصاد العالمي وعلى الحركة السياحية، إلا أن الدول الكبرى التي تضررت من وباء كورونا بدأت التحضير للموسم السياحي بهدف إنعاش الإقتصاد، وهذا ما يجب علينا التحضير له. لقد حرصنا منذ البداية عبر الإجراءات التي اعتمدت في ما يتعلق بمكافحة وباء الكورونا، بحيث أغلقنا المدارس والمطار منذ بداية انتشار هذا الفيروس واتخذنا إجراءات مشددة أثمرت عن نتائج مهمة، حيث صنف لبنان من بين 15 دولة استطاعت تجاوز الموجة الأولى من هذا الوباء، بالرغم من عدم التزام الإجراءات في مناطق عدة". وأضاف: "أما ما يهمنا اليوم فهو القطاع السياحي والحركة الاقتصادية وطريقة الافادة من فصل الصيف. وفي هذا الإطار، عقدنا بالأمس اجتماعا للبحث في امكان فتح المطار، من حيث التوقيت والدول والفترة الزمنية، ونسبة الوافدين الخاضعين لفحص الـ pcr. ونحن نأخذ كل المعطيات في الإعتبار، من أجل موسم سياحي جيد، على أن يشكل الملف الاقتصادي أولوية. ويتم التركيز على الملف الصحي لتخفيف الإصابات بالنسبة الى الوافدين اللبنانيين أو الأجانب.

وسنعمل على فتح خطوط جوية إلى منطقة الخليج العربي، وسنركز على الدول التي تجري فحوص الpcr، على أن نأخذ في الاعتبار إجراءات خاصة لدول اخرى". وتابع: "إن ما يهمنا اليوم هو إعادة وضع لبنان على الخريطة السياحة في ظل التوازن بين الحماية الصحية والسياحة بهدف إنعاش الاقتصاد. ومن الطبيعي أن تكون الحركة السياحة لهذا العام مختلفة تماما عن الأعوام السابقة، ولكن أي حركة سياحية يمكن أن ننجح فيها خلال الشهرين المقبلين قبل فتح المدارس، ستكون بمثابة قيمة مضافة لنا. هناك خطة استراتيجية وضعها وزير السياحة ومن المهم الموافقة عليها ريثما نتخذ، في نهاية هذا الأسبوع، القرار المتعلق بإجراءات إعادة فتح المطار".

وزير السياحة

من جهته، قال وزير السياحة: "إن قطاع السياحة في حالة ضعيفة جدا. فالمشكلة الأساسية تكمن في السنوات الصعبة السابقة والتي أضيف عليها وباء كورونا وإجراءات التعبئة العامة التي فرضت إغلاق مؤسسات عدة".

وأضاف: "تقدمت باقتراحات عدة لمساعدة هذا القطاع، إذ إن الإعفاءات الضريبية وتأجيل دفع الرسوم ليست إجراءات كافية لإعادة الدفع الى هذا القطاع".

الأشقر

ثم عرض رئيس اتحاد النقابات السياحية نقيب أصحاب الفنادق في لبنان بيارالأشقر "الواقع الصعب الذي تمر به كل القطاعات المتعلقة بالسياحة"، وطلب من حاكم مصرف لبنان "التدخل مع المصارف لإنقاذها". وأكد "ضرورة إيجاد خطة مدروسة من أجل المستقبل، والعمل على مساهمة القطاعات كافة لا سيما شركة "طيران الشرق الأوسط"، عبر تقديم تخفيضات على أسعار بطاقات السفر".

سلامة

وفي هذا الإطار، تحدث سلامة، فلفت الى انه "يجري درس سبل الافادة من التعاميم التي اصدرها مصرف لبنان لناحية الفوائد وافادة المؤسسات في قطاع السياحة منها، ولا سيما الفنادق". وأضاف أن "مصرف لبنان مدد كل الاستحقاقات لمدة 6 أشهر إضافية. كما يجري العمل على القروض المدعومة من دون حصول أي مضاربة".

الرامي

أما رئيس نقابة أصحاب المطاعم والمقاهي والملاهي والباتيسري طوني الرامي، فقد أطلق "صرخة ألم سياحية إذ أن 80 في المئة من المطاعم لم تتمكن من فتح أبوابها ومن بينها كبار المطاعم والمؤسسات". وأشار إلى أن "هناك مراكز تجارية ضخمة فرضت بدل إيجار على المطاعم بنسبة 100 في المئة، ما جعل معظم تلك المطاعم تقفل أبوابها".

وطلب "إقرار الخطة السياحية التي تمت مناقشتها مع وزراة السياحة والتي ستكون بمثابة بصيص أمل بالنسبة الى القطاع".

طباجة

بدوره، أشار نقيب أصحاب المؤسسات السياحية في الجنوب علي طباجة الى أن "95 في المئة من المؤسسات في الجنوب لم تتمكن من فتح أبوابها، بسبب عدم تمكنها من دفع الإجارات أو حتى شراء البضائع"، معتبرا أن "المشكلة الأساسية هي في سعر صرف الدولار بالليرة اللبنانية الذي يبلغ 400 ليرة". ولفت الى أن "95 في المئة من المطاعم تفيد من تقديم النرجيلة الى الزبائن، وبالتالي منع النرجيلة في المطاعم والمقاهي أثر بشكل كبير لجهة عدم ارتياد رواد المقاهي والمطاعم".

الحوت

من جهته، شجع الحوت على "تقديم عروض بأسعار جيدة بالتعاون مع قطاع الفنادق". وطرح فكرة "تشجيع السياحة الداخلية نظرا الى الظروف الراهنة".

دقدوق

وفي مداخلة لنقيب أصحاب وكالات تأجير السيارات السياحية الخصوصية محمد دقدوق، كشف أن "25 في المئة من شركات تأجير السيارات أغلقت أبوابها وأصبحت 700 عائلة عاطلة عن العمل". وشرح أن "هذا القطاع يعتمد بنسبة 76 في المئة على المغتربين والسياح الأجانب و4 في المئة منه على المحليين".

وأضاف أن "قرار التعبئة المتعلق بالمفرد والمزدوج أضر كثيرا بالقطاع، كما أن هناك سرقات كثيرة تحصل ولا تغطي شركات التأمين تلك الحوادث، إضافة إلى أن أموال المؤسسات والشركات محجوزة في المصارف"، طالبا "الإعفاء من رسوم الميكانيك والتسجيل ومخالفات السير".

عربيد

وتحدث عربيد عن "الصعوبات التي يواجهها كل لبناني الذي يعمل في المؤسسات التي تعاني تدهورا كبيرا". وطالب بـ"تنظيم العلاقة بين المؤسسات و الدولة التي عليها المساعدة في تأجيل المستحقات المالية، وفي تنظيم علاقاتها مع المصارف، وضرورة تقديم اقتراحات للمحافظة على اليد العاملة اللبنانية". وأكد أن "النقابة سترفع الى رئيس الحكومة بعد أسبوع قائمة بالمطالب.

بيروتي

من جهته، أشار رئيس نقابة المؤسسات السياحية والبحرية جان بيروتي إلى أن "السياحة الداخلية غير ممكنة بسبب ارتفاع سعر صرف الدولار، وأن 80 في المئة من المؤسسات البحرية لم تفتح أبوابها بسبب عدم إنجاز تراخيص الصيانة لها".

عبود

أما رئيس نقابة أصحاب وكالات السياحة والسفر جان عبود فقد أشار إلى أن "عدم إمكان تحويل الأموال إلى الخارج سيؤدي إلى انسحاب الشركات من لبنان"، وطالب بتسهيلات من المصارف.

الزيدي

رئيس نقابة المطاعم في الضاحية وجبل لبنان ابراهيم الزيدي أكد أن "المشكلة الأساسية تكمن في سعر صرف الدولار. فالمتضرر ليس قطاع المطاعم وحده، بل الموظفون الذين فقدوا قيمة رواتبهم".

 

تكتل لبنان القوي دان التعرض للرموز الدينية: لاجراء التعيينات المالية وملء الشواغر والمضي في تطوير قوانين مكافحة الفساد وإقرارها

وطنية - الثلاثاء 09 حزيران 2020

عقد تكتل لبنان القوي إجتماعه الدوري الكترونيا وجسديا برئاسة النائب جبران باسيل وعرض الاوضاع الراهنة.

ودان التكتل في بيان، "أعمال العنف والتعرض للرموز الدينية"، واهاب ب"الحراك في الشارع الى الالتزام بالقوانين والأساليب السلمية، والى الضغط لتحقيق الافكار الاصلاحية ولا سيما ملفات الفساد والتعاون على كشفها. ونبه الى "الاهداف السياسية المشبوهة التي تؤدي الى إفشال الحراك فيما المطلوب استمراره لتحقيق الاصلاحات المطلوبة". وشدد على "وجوب قيام الحكومة بالتعيينات اللازمة ولا سيما منها التعيينات المالية، فضلا عن تعيين الشواغر في مراكز المحافظين وبقية التعيينات المطروحة، وهو يلتزم العمل على تصحيح الغبن الواقع على الطائفة الارثوذكسية". واكد التكتل "المضي في معركة اقرار القوانين التي يخوضها وخصوصا تطوير قوانين مكافحة الفساد والتشريعات التي قدمها التكتل في هذا الاطار، لا سيما قانون المحكمة الخاصة لمكافحة الجرائم المالية وقانون كشف الحسابات والممتلكات".

وكرر "دعوة وزيرة العدل الى وجوب وضع مرسوم تطبيقي لقانون عودة المبعدين اللبنانيين الى فلسطين المحتلة".

 

قائد الجيش استقبل كوبتش وسفيرة ايطاليا وتفقد كلية فؤاد شهاب في الريحانية: مهام الجيش هي الاساس في حماية السلم الاهلي والاستقرار

وطنية - الثلاثاء 09 حزيران 2020

تفقد قائد الجيش العماد جوزاف عون قبل ظهر اليوم، كلية فؤاد شهاب للقيادة والأركان في الريحانية، حيث اطلع على سير التعليم العالي فيها، واستمع من قائد الكلية العميد الركن حسن جوني إلى شرح مفصل عن أوضاعها وشؤونها.

والتقى قائد الجيش ضباط دورة الأركان 34 الذين سيتخرجون قريبا، واستمع منهم إلى إيجاز عن المعارف والعلوم التي اكتسبوها خلال الدورة. كما رحب بالضباط الأجانب الذين يتابعون الدورة، وأكد أن "المعلومات العسكرية القيمة وتبادل الخبرات بين الجيوش تساهم في رفع المستوى الاحترافي، وتعزز القدرة على إدارة المعركة والتنسيق بين مختلف الأسلحة". وأشار الى أن "الجيش يقوم بمهامه في المناطق اللبنانية كافة، وهذه المهام ليست سهلة لكنها الأساس في حماية السلم الأهلي والاستقرار في البلد، ومهما غلت التضحيات إلا أنها تبقى رخيصة في سبيل حماية الوطن ومنعته وكرامته".

وفي الختام، هنأ ضباط الدورة، ودعاهم إلى "استثمار المعلومات والمهارات التي اكتسبوها في حياتهم العملية"، متمنيا لهم "النجاح والتوفيق في وظائفهم المستقبلية".

سفيرة ايطاليا

من ناحية ثانية، استقبل قائد الجيش في مكتبه باليرزة، سفيرة إيطاليا في لبنان نيكوليتا بومباردييري يرافقها الملحق العسكري العقيد ماسيمليانو سفورزا، وتم البحث في علاقات التعاون بين جيشي البلدين.

كوبتش

كما استقبل المنسق الخاص للأمم المتحدة في لبنان يان كوبتش، وتناول البحث الأوضاع العامة في لبنان والمنطقة.

 

امل: ما يتم تداوله حول موعد انعقاد جلسة مجلس الوزراء وارتباطها بتعيين احدهم وزج اسم الحركة غير صحيح

الثلاثاء 09 حزيران 2020

وطنية - صدر عن "حركة امل" البيان التالي:"منعا لكل التفسيرات والتأويلات التي يتم تداولها  عبر وسائل الاعلام وبعض وسائط التواصل الاجتماعي حول موعد انعقاد جلسة مجلس الوزراء وارتباطها بتعيين احدهم وزج اسم الحركة في هذا الموضوع. يهم حركة أمل التأكيد ان هذا الامر حصرا بيد رئيس الحكومة بالتنسيق مع فخامة رئيس الجمهورية وان الحركة لم تتدخل مع أحد ولم تطلب من أحد اي اجراء خاص". دياب ترأس اجتماعا امنيا عرض الإجراءات بحق من افتعلوا المشاكل السبت الفائت وموضوع التزام الصرافين بسعر صرف الدولار

 

دياب ترأس اجتماعا امنيا عرض الإجراءات بحق من افتعلوا المشاكل السبت الفائت وموضوع التزام الصرافين بسعر صرف الدولار

وطنية - الثلاثاء 09 حزيران 2020

وطنية - ترأس رئيس مجلس الوزراء الدكتور حسان دياب مساء اليوم اجتماعا أمنيا حضره نائب رئيس مجلس الوزراء وزيرة الدفاع زينة عكر، وزير الداخلية والبلديات محمد فهمي، النائب العام التمييزي القاضي غسان عويدات، الأمين العام لرئاسة مجلس الوزراء القاضي محمود مكية، قائد الجيش العماد جوزاف عون، المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم، المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء عماد عثمان، المدير العام لأمن الدولة اللواء طوني صليبا، الأمين العام للمجلس الأعلى للدفاع اللواء محمود الأسمر، مدير المخابرات العميد أنطوان منصور، مدير شعبة المعلومات العميد خالد حمود، نائب المدير العام لأمن الدولة العميد سمير سنان، مدير مكتب المعلومات في الأمن العام العميد منح صوايا ومستشار رئيس الحكومة خضر طالب. وناقش المجتمعون الإجراءات التي اتخذت بحق الأشخاص الذين أقدموا على افتعال المشاكل وتحطيم الواجهات والاعتداء على الأملاك العامة خلال المظاهرات نهار السبت الفائت، كما جرى البحث في موضوع التزام الصرافين بسعر صرف الدولار. وكان الرئيس دياب استقبل بعد ظهر اليوم النائب السابق عاطف مجدلاني.

 

كتلة المستقبل: قرارنا كان وسيبقى لا للفتنة والتناقض في خطة الحكومة المالية يؤدي لمزيد من فقدان الثقة بالدولة

وطنية - الثلاثاء 09 حزيران 2020

ترأس الرئيس سعد الحريري، عصر اليوم، في بيت الوسط، اجتماعا لكتلة المستقبل النيابية تم خلاله عرض للأوضاع والمستجدات السياسية في البلاد، صدر بعده بيان تلاه النائب سامي فتفت قال فيه: "ازاء ما حصل مساء السادس من حزيران من احداث وما رافقها من اساءة وتعرض للرموز الدينية، يهم كتلة المستقبل النيابية ان تعبر عن "استنكارها الشديد لهذه التصرفات ونحمد الله ان صوت العقل انتصر على أصوات الجهل والتحريض وتأليب النفوس، فنجا لبنان ونجونا معه جميعا من شر الأقوال التي تناولت رموزنا الدينية وام المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها".

وتوجهت الكتلة "بجزيل الشكر والتقدير لكافة القيادات الروحية والسياسية والحزبية التي سارعت للتنديد والاستنكار، وتخص بالتقدير دار الفتوى بشخص مفتي الجمهورية اللبنانية والمجلس الاسلامي الشيعي الاعلى بشخص رئيسه والقوى العسكرية والامنية قيادة وضباطا وافرادا لدورهم في كبح الفتنة".

وساء الكتلة ان "تتحول ساحات الثورة والتحركات الشعبية الى عنوان للانقسام وتشرذم الشعارات وتراشق الاتهامات، بعد ان قدمت في محطات سابقة مشهدا حضاريا أنعش الآمال في قلوب اللبنانيين بتقدم الولاء الوطني لدى الشباب والشابات على حساب الولاء الطائفي والمذهبي والانجرار الاعمى وراء العصبيات السياسية والمناطقية".

واعتبرت ان "تاريخ السادس من حزيران 2020 لا يشبه 17 تشرين 2019 في شيء، بل هو يوم اسود خرج على قيم الثورة واهدافها ليحط رحاله على ابواب الفتنة، واطلق شرارة خبيثة كادت ان تطيح السلم الاهلي بكبسة زر من جاهل ملعون، قبل ان يسارع اهل الحكمة من اولي الأمر الى اخمادها في مهدها بعون الله".

واشارت الى ان "ما شهدته بعض احياء العاصمة وبعض المناطق هو دليل مفجع على ارتفاع منسوب الاحتقان المتبادل في الساحات السياسية والمذهبية والطائفية. واذا كان هناك من يستسهل رد هذا الاحتقان الى خلافات تاريخية تعود لاكثر من الف واربعماية سنة، فان وقائع السنين الأخيرة وحالات الاصطفاف المذهبي التي تراكمت في الساحات العربية والاسلامية وآثارها المدمرة قد شكلت أرضا خصبة لتنامي هذا الاحتقان. واننا لم نوفر وبتوجيه مباشر من الرئيس سعد الحريري اية فرصة لتجنيب لبنان نيران وتداعيات كل تلك الأحداث، وكانت لدينا شجاعة المبادرة في تقديم التضحية تلو التضحية لمنع انتقالها الى لبنان، ولقطع الطريق على طلاب الفتنة وادواتها من النفاذ الى ساحتنا الوطنية".

ولفتت الكتلة الى ان "تيار المستقبل، رئيسا وكتلة نيابية وجمهورا عريضا، دفع ثمنا باهظا لخياراته وتضحياته في السنوات الاخيرة، وارتضى بملء ارادته وقناعته تقديم المصلحة الوطنية على اي مصلحة أخرى، مدفوعا برؤيته للمخاطر التي تحاصر لبنان، من التعطيل المتعمد للمؤسسات الدستورية وتفاقم الازمات الاقتصادية والمعيشية الى الفلتان الأمني وأعمال التفجير وانتشار خطوط التماس المذهبي في بيروت والعديد من المناطق".

واكدت ان "قرارنا منذ اليوم الأول كان وسيبقى، لا للفتنة بين اللبنانيين بكل مذاهبهم واطيافهم، ولا لمن يوقظها في أي موقع وطائفة مهما علا شأنه. وعلى هذا الأساس عملنا على ربط النزاع مع حزب الله، دون ان نتراجع عن موقفنا المبدئي من القضايا الخلافية، فأعطينا الاولوية لحماية الاستقرار الداخلي وحماية اهلنا ومناصرينا وبيئتنا السياسية من اهوال الصراعات والفتن، وفتحنا ثغرة في جدار دستوري مسدود اقفل البلاد على مصير مجهول. ولا نذيع سرا، اذا قلنا، ان ربط النزاع مع حزب الله لم يكن ربطا للنزاع مع العناوين الكبرى للخلاف السياسي معه، انما كان قرارا بمنع النزاع بين مكونين أساسيين من مكونات المعادلة الوطنية، هما الطائفتان السنية والشيعية. ورغم ذلك أثار ربط النزاع، ومن بعده التسوية الرئاسية، حفيظة العديد من محازبي ومناصري تيار المستقبل وأهل السنة، الذين يرون في الامتداد الايراني الى المجتمعات العربية خطرا على دورهم في اوطانهم وتدخلا يهدد السلام الوطني".

واذ أسفت ل"مقاربة التطورات من هذه الزاوية"، لفتت "انتباه كافة الشركاء في الوطن - وفي مقدمتهم الذين لم يلتزموا مقتضيات النأي بالنفس واولئك الذين ضربوا بالتسوية عرض الحائط عندما أذنت لهما فرصة الاستقواء بأوهام الحكم والسلطة - ان تلفت انتباههم الى الخطر الكامن في اهمال أسباب وخلفيات الغضب السني منذ اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري الى اندلاع الحرب السورية والخروج المتعمد على مقتضيات الوفاق الوطني والقواعد المتداولة للمشاركة".

واكدت الكتلة انها "لن تتخلى عن مسؤولياتها الوطنية وعن دورها المتقدم في حماية الصيغة اللبنانية واتفاق الطائف، لقاء ركوب موجة طائفية مذهبية شعبوية، وهي تعلن بالفم الملآن ان مدرسة الرئيس الشهيد رفيق الحريري هي مدرسة الاعتدال والحوار والعيش المشترك، التي لم ولا ولن تنجرف نحو التطرف والاستثمار في الحروب والانقسامات الاهلية بأي يوم من الايام. لكن الصبر على الضيم لا يعني السكوت عنه والقبول بالامر الواقع كما لو كان قدرا مكتوبا على نصف اللبنانيين، وبينهم فئة أساسية لن تستقيم من دونها الحياة المشتركة ولن تقوم قائمة للنهوض الاقتصادي، مهما حاولوا الى ذلك سبيلا".

وفي الشأن الاقتصادي لاحظت ان "التخبط لا يزال هو سيد الموقف على صعيد الأرقام المقدرة لخسائر مصرف لبنان، حيث خرج الاجتماع المالي الأخير في بعبدا بموقفين متناقضين، الأول يقول بأن المجتمعين توافقوا على ان تكون الأرقام الواردة في خطة الحكومة الإصلاحية المالية منطلقا صالحا لاستكمال المفاوضات مع صندوق النقد الدولي وبنفس الوقت تبلغت وسائل الإعلام بان هذه الأرقام قابلة للتعديل. ان هذا الضياع وهذا التناقض لا يؤدي الا إلى مزيد من فقدان الثقة بالدولة والحكومة والقطاع المصرفي. فالكلام منذ انتهاء الاجتماع يدور حول من سيتحمل هذه الخسائر وكم ستكون نسبة haircut الأمر الذي زاد البلبلة في القطاع المصرفي وسوق الصرف، خصوصا وان هذا الموضوع لا يزال مدار بحث في المجلس النيابي".

وفي الشأن القضائي أثنت الكتلة على "قرار النائب العام لدى محكمة التمييز القاضي غسان عويدات والذي طلب فيه إيقاف مهزلة اخراج الموقوفين في قضية ما يسمى الفيول المغشوش من السجن قبل الظهر واعادتهم بعد الظهر إلى السجن"، مطالبة "في هذا الإطار النائب العام التمييزي بإحالة هذا الملف الفضائحي إلى التفتيش القضائي لاتخاذ التدابير المناسبة بالمخالفين".

وحيت "شهداء العدالة القضاة الأربعة ( حسن عثمان وعماد شهاب ووليد هرموش وعاصم بو ضاهر) في ذكرى استشهادهم الحادية والعشرين على قوس المحكمة في قصر عدل صيدا".

وتطرقت الكتلة إلى "قرار رد مرسوم التشكيلات القضائية من قبل رئيس الجمهورية والذي وصل وبعد جهد جهيد ومسار طويل من التعطيل والمماطلة إلى اروقة القصر الجمهوري، حيث كنا نتوقع ان يبصر هذا المرسوم النور ويقر لتبدأ معه مرحلة جديدة من استقلالية القضاء ومكافحة الفساد بارادة قضائية بحتة بعيدا عن منطق التدخلات السياسية"، واعتبرت ان "رد هذا المرسوم يؤكد النوايا الواضحة برغبة البعض باستمرار وضع يده على القضاء واستعماله لغايات سياسية بعيدا عن منطق القانون والعدالة".

 

/New A/E LCCC Postings for todayجديد موقعي الألكتروني ل ليوم 09-10 حزيران/2020

رابط الموقع
http://eliasbejjaninews.com

 

 

سياسات النفوذ الشيعية، ارهاب الرعاع، ومستقبل لبنان

شارل الياس شرتوني/09 حزيران/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/87128/%d8%b4%d8%a7%d8%b1%d9%84-%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%b4%d8%b1%d8%aa%d9%88%d9%86%d9%8a-%d8%b3%d9%8a%d8%a7%d8%b3%d8%a7%d8%aa-%d8%a7%d9%84%d9%86%d9%81%d9%88%d8%b0-%d8%a7%d9%84%d8%b4%d9%8a%d8%b9-4/

 

 

بيان من 51 شخصيّة شيعيّة مستقلة تندّد بشعار شيعة شيعة: مخالف لقيّمنا وتاريخنا وثقافتنا

جنوبية/09 حزيران/2020

تداعت 51 من الشخصيات الشيعية المدنية المستقلة هالها خطف الطائفة الشيعة مذهبياً من قبل “الثنائي الشيعي” وآخرها عبر ترداد الشعار المذموم “شيعة شيعة” في ٦ حزيران، المعارض للهوية الشيعية اللبنانية والعربية، وزجّها في حظائر مذهبية تخالف ثقافتها وقيمها المناهضة للظلم والفساد التي انخرطت لمحاربتها في انتفاضة ١٧ تشرين والداعية إلى العيش مع فكرة تحقيق الدولة المدنية الديمقراطية العادلة.

http://eliasbejjaninews.com/archives/87123/%d8%a8%d9%8a%d8%a7%d9%86-%d9%85%d9%86-51-%d8%b4%d8%ae%d8%b5%d9%8a%d9%91%d8%a9-%d8%b4%d9%8a%d8%b9%d9%8a%d9%91%d8%a9-%d9%85%d8%b3%d8%aa%d9%82%d9%84%d8%a9-%d8%aa%d9%86%d8%af%d9%91%d8%af-%d8%a8%d8%b4/

 

الحكومة «ميتة».. ولا مساعدات من «الصندوق»

ليال الإختيار/الجمهورية/09 حزيران/2020

«الحكومة الميتة»، بحسب تعبير الدول التي تعوّل الاخيرة على مساعدتها، تركض كمن يركض مكانه عاجزاً عن التقدّم او الرجوع. وزراؤها مشلولون وقراراتها ملك القيّمين عليها، وبالتالي فالتخلّي عنها هو رهن للتوقيت الذي لم يحن حتى الساعة.

http://eliasbejjaninews.com/archives/87126/%d9%84%d9%8a%d8%a7%d9%84-%d8%a7%d9%84%d8%a5%d8%ae%d8%aa%d9%8a%d8%a7%d8%b1-%d8%a7%d9%84%d8%ad%d9%83%d9%88%d9%85%d8%a9-%d9%85%d9%8a%d8%aa%d8%a9-%d9%88%d9%84%d8%a7-%d9%85%d8%b3%d8%a7%d8%b9%d8%af%d8%a7/

 

Iran Close to Nuclear Weapons Breakout/ Majid Rafizadeh/Gatestone Institute/June 09/2020
 
مجيد رافيزادا/معهد كيتستون: إيران أصبحت قريبة من تقدم كبير في مسعاها للحصول على سلاح نووي
 http://eliasbejjaninews.com/archives/87131/majid-rafizadeh-gatestone-institute-iran-close-to-nuclear-weapons-breakout-%d9%85%d8%ac%d9%8a%d8%af-%d8%b1%d8%a7%d9%81%d9%8a%d8%b2%d8%a7%d8%af%d8%a7-%d9%85%d8%b9%d9%87%d8%af-%d9%83%d9%8a%d8%aa%d8%b3/

 

ما هو سر الإخوان في واشنطن؟ لم يتسابق مع هذا اللوبي الضخم إلا كتلة الضغط المؤيدة للنظام الإيراني الأصغر حجماً في الثمانينيات/د. وليد فارس/انديبندت عربية/09 حزيران/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/87134/%d8%af-%d9%88%d9%84%d9%8a%d8%af-%d9%81%d8%a7%d8%b1%d8%b3-%d9%85%d8%a7-%d9%87%d9%88-%d8%b3%d8%b1-%d8%a7%d9%84%d8%a5%d8%ae%d9%88%d8%a7%d9%86-%d9%81%d9%8a-%d9%88%d8%a7%d8%b4%d9%86%d8%b7%d9%86%d8%9f/

 

Bringing the Middle East Back Home/Tony Badran/Tablet Magazine/June 09/2020

طوني بدران/موقع تابليت: نقل واقع الشرق الأوسط من قبل البعض إلى أميركا

The American Orientalist Class attempts to paint a fantasy Middle Eastern landscape on the American canvas

http://eliasbejjaninews.com/archives/87136/87136/