المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكنديةLCCC/

نشرة الأخبار العربية ليوم 09 حزيران/2020

اعداد الياس بجاني

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/eliasnews19/arabic.june09.20.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

ليس لأَحَدٍ حُبٌّ أَعْظَمُ مِنْ هذَا، وهُوَ أَنْ يَبْذُلَ الإِنْسَانُ نَفْسَهُ في سَبِيلِ أَحِبَّائِهِ

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياته

الياس بجاني/المعرابي والغلام "ابن بيو: ضد القرار 1559 وبذمية وخنوع يتسابقان على كسب ود ورضى حزب الله

 

عناوين الأخبار اللبنانية

فيديو مقابلة مع المفكر الشيعي اللبناني علي الأمين من قناة العربية يتناول من خلالها أحداث يوم السبت المذهبية والفتنوية ويحمل حزب الله وحركة أمل المسؤولية ويطالب بوضح سلاح حزب الله تحت أمرة الدولة

بعض أهم عناوين مقابلة المفكر الشيعي اللبناني علي الأمين من قناة العربية/تفريغ وتلخيص ونص الياس بجاني بحرية وتصرف كلي.

فيديو حلقة نديم قطيش لليوم وهي تحت عنوان: الإسرائيليون في بيروت

٦٢٨ لبنانياً تم توثيق وجودهم بالسجون السورية... فهل ينقذهم قانون قيصر؟

19 حالة "كورونا" جديدة اليوم... إرتفاع الاصابات إلى 1350

الرئيس عون يرفُضُ توقيع التشكيلات.. ويردُّ بكتاب

رواية إسرائيلية: نفّذنا ضربات جوية على أهداف إيرانية في سوريا ولبنان

تقريرٌ يكشفُ عن "العواقب الوخيمة" التي تنتظر لبنان

التهريب يفضح مسؤولاً في حزب الله.. نقل وتهديدات

الاحزاب القلقة من الثورة تعوّم نفسها بسلاح “الفتنة “

هل تعلق المدارس الكاثوليكية الدروس العام المقبل؟

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الاثنين 8/6/2020

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الاثنين في 8 حزيران 2020

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

النهار: لبنان وقف على مشارف الفتنة في يوم القطوعات ‏المذهبيّة

لبنان يفقد ثلاثة من شبابه في يوم واحد في الاغتراب

مجموعة الأزمات الدولية” تنبّه: لبنان يحتاج إلى مساعدات خارجية!

لبنان يتفادى فتنة مذهبية… والجيش يتوعد “العابثين

أكثر من مليون عاطل عن العمل في لبنان بحلول ايلول

تحركات لاحتواء تداعيات «فتنة بيروت» ومخاوف من فوضى في طرابلس

تحركٌ عاجل” على الجبهة السنّية ـ الشيعية!

خدمة مجانية” لمن يريد ضرب ثورة الشعب؟

لا عودة للحرب.. لكن استسهال الإعتداء يتطلبُ مواجهة ضرورية

هل تَجاوَزَ لبنان “قطوع”… السبت الأسود؟

الحزب” يقمع الثورة ويثير مخاوف من فتنة شيعية سنّية

قاضٍ تركي يأمر باستمرار حبس 5 متهمين في قضية هروب كارلوس غصن

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

الصحة العالمية»: وضع فيروس كورونا يزداد سوءاً في أنحاء العالم

إردوغان وترمب يتفقان على «مواصلة تعاونهما الوثيق» حول ليبيا

اتهامات لقوات السراج بتدمير منشآت خاصة وعامة في ترهونة ووزارة الداخلية تحذر منتسبيها من «أعمال انتقامية»

بوتين يؤكد للسيسي دعم «إعلان القاهرة»

اتفاق روسي ـ تركي على «دعم السلام» في ليبيا

موسكو دعت «الوفاق» إلى التجاوب مع «إعلان القاهرة»... وحديث عن تعزيزات استعداداً لـ«معركة سرت»

الإمارات تؤكد دعمها للمبادرة المصرية لوقف إطلاق النار في ليبيا

اجتماع ثلاثي بين مصر والسودان وإثيوبيا حول سد النهضة الثلاثاء

رفض حليف نتنياهو «الضمّ» يهدد الائتلاف

انقسام عراقي عشية الحوار مع واشنطن/وزير الخارجية الجديد أكد إتمام الاستعدادات

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

الفنانة القديرة ماجدة الرومي مجددا/الكولونيل شربل بركات

ماجدة الرومي الساحرة البيضاء/الكولونيل شربل بركات/01 تموز/2009

هكذا تمّ دسّ القرار 1559 في حراك 6 حزيران/علي الأمين/نداء الوطن

عين الرمانة ليست القصير/طوني أبي/نداء الوطن

“القوات” لـ”الحزب”: هناك خطوط حمر وعين الرمانة جزء منها/ رولان خاطر/الجمهورية

عين الرمانة ردَّت الهجمة… “الأمن السياسي” أولاً!/ألان سركيس/نداء الوطن

عين الرمانة… نقطة خطرة لا تحتمل الاحتكاكات/نوال نصر /نداء الوطن

حكومة دياب في أيامها الأخيرة.. عودة الحريري اقتربت؟/مارك ضو/المدن

سيناريو الفتنة يتكرّر بنجاح أكبر.. شعار السلاح ضرب المطالب الشعبية/مريم سيف الدين/نداء الوطن

“الطابور الخامس” يُستحضر مجدّداً والبحث عنه “لا يزال مستمرّاً”/ماجدة عازار/نداء الوطن

الخائف من الموت… يموت من الخوف/ فارس سعيد/الجمهورية

الشتيمة بين جبران باسيل والسيدة عائشة/نديم قطيش/اساس ميديا

رسالة حزب الله "الحربية": لا أحد "على السمع"/محمد بركات/اساس ميديا

السلاح دونه الدم"... معادلة "قويّة" لواقعٍ هشّ/إيلي القصيفي/اساس ميديا

بكركي والمختارة لتجديد "الصيغة".. وبرّي يفتح الطريق للحريري/منير الربيع/المدن

الثورة ليست ضدّ السلاح، إنّما السلاح ضدّها/يوسف ي.الخوري

عودة نبض الثورة في 6 حزيران وسط انقسام على المطالب والأهداف/أسرار شبارو/النهار

من هو نيلسون مانديلا لبنان؟/نديم قطيش/الشرق الأوسط

لا، لم تأفل نجوم الأحزاب (١)/جواد بولس/نداء الوطن

سذاجة تحييد سلاح «حزب الله»/سعد كيوان

خيارات "التوتر العالي"/بشارة شربل/نداء الوطن

صحة العالم من صحة أميركا/سام منسى/الشرق الأوسط

حرب مستعرة بين تركيا وروسيا... وليبيا الخاسرة/جيمس ستافريديس/الشرق الأوسط

ليبيا... الآتي أخطر/عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

الرئيس عون ترأس اجتماعا في حضور دياب وتوافق على ان تكون الارقام الواردة في خطة الحكومة منطلقا صالحا لاستكمال المفاوضات مع صندوق النقد

حيا رئيس الجمهورية العماد ميشال عون القضاة في لبنان في "يوم شهداء القضاء

دياب اكد اهمية حفظ السلم الاهلي: ما حصل السبت جرس إنذار للتوقف عن شحن النفوس والمطلوب تكافل وطني من أجل تجاوز الأزمات

بري استقبل وزيرة العدل وتلقى برقية من البابا تواضروس بويز: ملف الكهرباء نزيف كبير وعلى الحكومة معالجته

الوطني الحر: الفتنة تحضر في الغرف المظلمة لا على مواقع التواصل واتهامنا بها من السخافات

رؤساء الحكومة السابقون عرضوا في بيت الوسط الاوضاع والمستجدات السياسية

لقاء سيدة الجبل والمبادرة الوطنية: لأوسع جبهة ضد هيمنة حزب الله

روكز: نظام التسويات والمحاصصات والزبائنية اوصلنا الى ما نحن عليه اليوم

بيان "ماروني" يدعو إلى رحيل ميشال عون

 

في أسفل تفاصيل النشرة الكاملة

الزوادة الإيمانية لليوم

ليس لأَحَدٍ حُبٌّ أَعْظَمُ مِنْ هذَا، وهُوَ أَنْ يَبْذُلَ الإِنْسَانُ نَفْسَهُ في سَبِيلِ أَحِبَّائِهِ

إنجيل القدّيس يوحنّا15/من09حتى16/:”قالَ الرَبُّ يَسُوعُ لِتَلاميذِهِ :«كَمَا أَحَبَّنِي الآب، كَذلِكَ أَنَا أَحْبَبْتُكُم. أُثْبُتُوا في مَحَبَّتِي. إِنْ تَحْفَظُوا وصَايَايَ تَثْبُتُوا في مَحَبَّتِي، كَمَا حَفِظْتُ وَصَايَا أَبِي وأَنَا ثَابِتٌ في مَحَبَّتِهِ. كَلَّمْتُكُم بِهذَا لِيَكُونَ فَرَحِي فِيكُم، فَيَكْتَمِلَ فَرَحُكُم. هذِهِ هِيَ وَصِيَّتِي أَنْ تُحِبُّوا بَعْضُكُم بَعْضًا كَمَا أَنَا أَحْبَبْتُكُم. لَيْسَ لأَحَدٍ حُبٌّ أَعْظَمُ مِنْ هذَا، وهُوَ أَنْ يَبْذُلَ الإِنْسَانُ نَفْسَهُ في سَبِيلِ أَحِبَّائِهِ. أَنْتُم أَحِبَّائِي إِنْ تَعْمَلُوا بِمَا أُوصِيكُم بِهِ. لَسْتُ أَدْعُوكُم بَعْدُ عَبِيدًا، لأَنَّ العَبْدَ لا يَعْلَمُ مَا يَعْمَلُ سَيِّدُهُ، بَلْ دَعَوْتُكُم أَحِبَّاءَ، لأَنِّي أَعْلَمْتُكُم بِكُلِّ مَا سَمِعْتُهُ مِنْ أَبي. لَمْ تَخْتَارُونِي أَنْتُم، بَلْ أَنَا ٱخْتَرْتُكُم، وأَقَمْتُكُم لِتَذْهَبُوا وتَحْمِلُوا ثَمَرًا، ويَدُومَ ثَمَرُكُم، فَيُعطيَكُمُ الآبُ كُلَّ مَا تَطْلُبُونَهُ بِٱسْمِي.

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياته وتغريدات متفرقة

المعرابي والغلام "ابن بيو: ضد القرار 1559 وبذمية وخنوع يتسابقان على كسب ود ورضى حزب الله

الياس بجاني/06 حزيران/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/86995/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%b9%d8%b1%d8%a7%d8%a8%d9%8a-%d9%88%d8%a7%d9%84%d8%ba%d9%84%d8%a7%d9%85-%d8%a7%d8%a8%d9%86-%d8%a8%d9%8a%d9%88/

في ثقافة وممارسات ومواقف وخطاب وأجندات وتشاطر وذمية وباطنية قادتنا النرسيسيين والإسخريوتيين، الذين هم فعلاً من أولاد الكتبة والفريسيين..

لم يعد هؤلاء الشاردين من مخفي ومستور،

ولم يعد في قاموسهم وجود لا لخجل ولا لوجل،

ولم يعد في أدبياتهم لا احترام للذات أو للغير...

والأخطر فهؤلاء بعهر فقدوا كل ما هو إيمان ورجاء وخوف من يوم الحساب الأخير.

أدخلوا أنفسهم في سباق ستربتيزي "تزليطي" لنيل رضى المحتل (حزب الله)..

ولم يعد هناك أوراق توت تكفي لتستر عورات أصحاب وغلمان شركات أحزابنا المارونية تحديداً.

خانوا ثورة الأرز وفرطوا تجمع 14 آذار.

قفزوا فوق دماء الشهداء.

باعوا القضية والهوية وعهروا الثوابت الوطنية.

داكشوا الكراسي بالسيادة وتورطوا في عهر وخطايا اتفاقات مذلة ومميتة.

رفعوا شعارات نفاق الواقعية وجاهروا بجبنهم وبعجزهم عن مواجهة احتلال حزب الله فساكنوه وأمسوا عبيداً لأصحابه وحماة لدويلته وسلاحه وحروبه.

عادوا القرارات الدولية وأهملوها (1559 و1701 و1680).

حولوا أنفسهم إلى أصنام وجاءوا بقطعان تقدسهم وتسير خلفهم بعمى وجهل وغباء.

امتهنوا الشعبوية وانسلخوا كلياً عن واقع وعيش ومعاناة المواطنين.

سرقوا أحزاب المقاومة وحولوها إلى شركات متخصصة بعروض الأزياء والحفلات الغنائية وتجارة العقارات.

في هذا السياق .. اليوم وقف المعرابي والغلام ضد رفع شعارات القرار الدولي 1559 بكل وضوح ودون لبس.

لا شيء يمكن تبرير موقفهما الذمي الجبان والمستسلم بغير أنهما بغباء ونرسيسية وأوهام كراسي يتسابقان على رضى حزب الله والتملق له وتقديم أوراق اعتمادهما الذمية  .. فلعل وعسى!!

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الالكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الالكتروني على الإنترنت

http://www.eliasbejjaninew.com

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

فيديو مقابلة مع المفكر الشيعي اللبناني علي الأمين من قناة العربية يتناول من خلالها أحداث يوم السبت المذهبية والفتنوية ويحمل حزب الله وحركة أمل المسؤولية ويطالب بوضح سلاح حزب الله تحت أمرة الدولة

08 حزيران/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/87093/%d9%81%d9%8a%d8%af%d9%8a%d9%88-%d9%85%d9%82%d8%a7%d8%a8%d9%84%d8%a9-%d9%85%d8%b9-%d8%a7%d9%84%d9%85%d9%81%d9%83%d8%b1-%d8%a7%d9%84%d8%b4%d9%8a%d8%b9%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d9%84%d8%a8%d9%86%d8%a7%d9%86/

بعض أهم عناوين مقابلة المفكر الشيعي اللبناني علي الأمين من قناة العربية/تفريغ وتلخيص ونص الياس بجاني بحرية وتصرف كلي.

08 حزيران/2020

*في تعليقه على أحداث يوم السبت الفتنوية والمذهبية قال المفكر الشيعي اللبناني علي الأمين: “ربنا لا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا”.

*الغوغائيون من مطلقو الإساءات ضد المقدسات والأديان في بيروت يوم السبت الفائت كانوا يحملون أعلام حزب الله وحركة أمل.. والمطلوب من القيادات رفع الغطاء عن هؤلاء المتطاولين ومحاكمتهم.

*مطلوب من حركة أمل وحزب الله تسليم عناصرهما الذين تتطاولوا على المقدسات للدولة ورفع الغطاء عنهم.

*الأحزاب التي أرسلت الغوغائيين من أتباعها إلى الشوارع يوم السبت هي مسؤولة عن كل الأضرار وعن كل ما يتعلق بالفتنة ومساراتها الدركية.

*يوم السبت، ولولا تدخل القوى الأمنية والعقلاء لكان لبنان دخل في صراع مذهبي وطائفي خطير.

*الحكومة والمسؤولين لا يستنكرون بل يمارسون واجباتهم وينفذون القوانين.

*السلاح، سلاح حزب الله هو وراء كل ما نشهده من تفلت وفوضى وتحدي للدولة وانتهاك للقوانين.

*سلاح حزب الله انتهى دوره عام 2000 ونحن قلنا للحزب ولحركة أمل ذلك وطلبنا منهما أن يعودا إلى الدولة إلا أنهما لم يسمعا وبقي السلاح وهو اليوم يواجه اللبنانيين ومتورط في حروب في العديد من الدول.

*ما قيل من بذاءات وشتائم يوم السبت أمر مستنكر إلا أن الأحزاب الدينية تربي المنتسبين إليها على هكذا ثقافات مذهبية وفئوية وفتنوية… واليوم هي مستقوية بالسلاح اللاشرعي.

*مطلوب من جماعات السلاح وفي مقدمهم أمل وحزب الله العودة إلى مفهوم الدولة وتسليمها السلاح حتى لا يكون في لبنان غير السلاح الشرعي فقط.

*سلاح حزب الله ليس محل إجماع بين اللبنانيين الذين يريدون فقط سلاح الشرعية..سلاح حزب الله يجب أن يسلم للدولة ويكون من ضمن أسلحتها وبالتالي إنهاء وضعيته المعسكرة والميليشياوية واللاشرعية.

*ضروري العودة إلى الالتزام ببنود اتفاق بعبدا. وهو اتفاق كان حزب الله وافق عليه ومن ثم عاد ونقضه ورفض وضع سلاحه في عهدة الدولة.

*قرار الأمن والحرب والسلم يجب أن يكون محصوراً بالدولة وليس بأي طرف أخر.

*سياسات وخيارات الثنائية الشيعية أججت الشعور المذهبي في لبنان وهي عزلت الشيعة اللبنانيين عن باقي مكونات المجعع اللبناني، وأيضاَ عن العرب ودولهم.

*نحن نعقد الآمال على الانتفاضة الشعبية وليس على الأحزاب والسياسيين ونؤمن بأن الغد سيكون بإذن الله.

https://www.youtube.com/watch?v=Pn_7hlfjnNE

 

فيديو حلقة نديم قطيش لليوم وهي تحت عنوان: الإسرائيليون في بيروت

https://www.youtube.com/watch?v=-Fu3dEQFTzk&t=330s

شو صار يوم السبت ببيروت؟ يلي صار هو صراع اسرائيلي إسرائيلي على أرض لبنان

ومن تظاهروا ضد سلاح حزب الله مطالبين بتنفيذ القرار 1559 بمفهوم حزب الله المريّض والواهم والمنافق هم امتداد للإسرائيلي.

الياس بجاني: ..باختصار حزب الله هو منظمة ارهابية ملالوية واجرامية تحتل لبنان والحزب علناً هو ضد كل اللبنانيين وتحديداً الشيعة منهم..وهو من خيبة إلى أخرى ولهذا مرعوب ومتوتر وجدد غزوة 2008 في بيروت وسوّق للفتنة والمذهبية وقام بغزوة عين الرمانية وانشد من خلال غوغائييه شيعة شيعة. هذا التنظيم اللالبناني واللاعربي في أيامه الأخيرة ومن واجب كل لبناني حر أن يقول له لا وألف لا لسلاحه الإرهابي.

حزب الله هو السلاح وفقط السلاح والسلاح يحمي السلاح ضد كل اللبنانيين.

أما رئيس الجمهورية القوي أم بالأحرى المدعي باطلاً القوة والذائب كلياً بمشروع  حزب الله فحدث ولا حرج..

 

٦٢٨ لبنانياً تم توثيق وجودهم بالسجون السورية... فهل ينقذهم قانون قيصر؟

انديبندت عربية/08 حزيران/2020

مع دخول قانون قيصر حيّز التنفيذ، يستعيد اللبنانيون صور السجناء الذين قتلوا تحت التعذيب في السجون السورية، وقضية 628 مواطناً لبنانياً تم توثيق وجودهم في السجون السورية، لا يزال مصيرهم مجهولاً. وفي الأثناء، ينكر النظام في سوريا وجود أي لبناني في سجونه بعد آذار 2008، إذ أطلق حينها 100 سجين لبناني من مراكز اعتقال موزّعة في أنحاء البلاد. وتشير المعلومات إلى قرائن عدة عن وجود عدد من اللبنانيين في السجون، حيث يؤكد شهود عيان سوريون فروا من السجون أن من بين المعتقلين في سجون فروع المخابرات السورية لبنانيين لا يزالون أحياء. وقد كشف الشاب السوري عمر الشغري أنه شهد، خلال فترة اعتقاله في سجن فرع الأمن 215 بين عامي 2012 و2015، وجود معتقلين لبنانيين منذ أكثر من 25 سنة.

استغراب

رئيس جمعية "المعتقلين اللبنانيين في السجون السورية"، علي أبو دهن، يؤكد أن هناك احتمالاً كبيراً لوجود معتقلين لبنانيين أحياء في السجون السورية، لأن المصور العسكري السوري السابق الملقب بقيصر المنشق عن نظام الأسد عام 2014 بدأ مهمّته هذه من الثمانينيات. بالتالي، باتت السجون السورية موثقة وبات في الإمكان متابعة هذا الملف وكشف أثر جميع الذين اعتقلوا في تلك السجون. ويلفت أبو دهن إلى أنه "يهّمنا تحريك القضية، ونستفيد من قانون قيصر، في ظلّ محاولات من أكثر من جهة لفرض العقوبات والتشديد على النظام، ومن الممكن الاتجاه نحو معاقبته". ويضيف "هذا مطلبنا لأننا عجزنا عن ذلك كون دولتنا لم تأخذ أي خطوة في اتّجاه قضيتنا، ومعظم الذين توالوا على مواقع المسؤولية كانوا وما زالوا تحت الجناح السوري". ويستغرب أبو دهن عدم تحريك هذا الملف من قبل رئيس الجمهورية ميشال عون، الذي يمكنه التواصل مع بشار الأسد على الرغم من أن كثيرين من العسكريين قاتلوا إبان الحرب الأهلية تحت قيادته وحبسوا، وكثيرون منهم لا يزالون مفقودين ولم يطالب بإعادتهم أو حتى معرفة مصيرهم.

محاكمات ألمانيا

يرفض مدير مركز "أمم للأبحاث والتوثيق" لقمان سليم، مقاربة ملف المفقودين في سجون النظام السوري من زاوية اللبنانيين فحسب. ويدعو إلى "النظرة الشاملة إلى القضية تحت عنوان المفقودين في السجون السورية". وتوثق الشبكة السورية لحقوق الإنسان أعداد المعتقلين في السجون السورية بـ129989 معتقلاً، فيما يشكل عدد المخفيين قسراً في السجون السورية قرابة 100 ألف منهم. ويعتبر سليم أن "قانون قيصر فتح قضية المفقودين أمام أنظار المجتمع الدولي. وعلى هذا ألا يكتفي بمعرفة مصير المفقودين، إنما محاكمة ومحاسبة المسؤولين عن الجرائم اللاإنسانية التي ارتكبت في سجون الأسد".

ويلفت سليم إلى أن ما تقوم به ألمانيا لناحية إجراء محاكمات بحق مدانين بعمليات تعذيب وقتل للسجناء في السجون السورية هو نموذج جيد، آملاً في أن تسهم تلك المحاكمات في كشف الذين قاموا بعمليات التعذيب والقتل ومصير المفقودين والمخفيين قسراً.

الفرصة الأخيرة

ويرى مدير البرامج لدى "المؤسسة الأميركية للسلام من أجل التكنولوجيا" والعضو في فريق "قيصر"، نزار زكا، أن القانون هو فرصة تاريخية للبنان والأمل الأخير لكشف مصير المفقودين اللبنانيين في السجون السورية. ويقول إنه "من الضروري أن يستفيد لبنان من دعم الكونغرس الأميركي لهذه القضية الوطنية"، معلناً أن من ضمن خطة عمله معرفة مصير 630 مخطوفاً لبنانياً في السجون السورية، "لأنه من غير المعقول أن تظل أمهات هؤلاء لأكثر من 40 سنة تجهل مصيرهم". ويؤكد زكا أن العقوبات ستشمل المتعاملين مع النظام السوري منذ توقيع الرئيس الأميركي على القانون في 20 ديسمبر (كانون الأول) 2019، وستشمل المسؤولين اللبنانيين الذين يقصرون في متابعة قضية المفقودين في السجون السورية، داعياً وزيرة العدل اللبنانية ماري كلود نجم إلى "القيام بواجبها ودفع الحكومة اللبنانية إلى تقديم شكوى رسمية إلى المنظمات الدولية، على اعتبار أنّ القانون يضع على لائحة العقوبات كلّ من له علاقة بقتل السجناء أو ارتكب أفعالاً جرمية بما في ذلك شتى أنواع التعذيب". ويلفت إلى أنّ "قانون قيصر وُضع لإقفال كل منافذ التعامل مع النظام السوري ومساعدته بشتى الطرق والوسائل التي لم تكن مذكورة في العقوبات الأميركية السابقة، بما في ذلك التعابير التي كانت تستخدم كحجج لتبرير التعامل والتواصل مع نظام يرتكب جرائم ضدّ الإنسانية"، مشدداً على أن عقوبات القانون ليست موجّهة ضد لبنان، إنما هي تطلب من لبنان التعاون لتفادي أي إجراءات ضد الدولة في وقت لاحق، وتحديداً في العلاقات المالية والمصرفية بين بيروت ودمشق، ووقف التهريب بشكل نهائي.

توثيق الجرائم

وفي مقاربة قانونية يجزم المحامي والناشط السياسي أمين بشير أن "قانون قيصر سيشكل ضغطاً مضاعفاً على النظام السوري ولا سيما في قضية المفقودين اللبنانيين في سجونه منذ الحرب اللبنانية وكل المفقودين السوريين أيضاً"، مشدداً على أن قانون قيصر برمزيته وقصة نشأته مع المنشق "سيزر" الذي وثق جرائم النظام بعدسته بقرابة 55 ألف صورة لـ11 ألف معتقل قتلوا تحت التعذيب وتأكدت صحتها من جانب مكتب التحقيق الفيدرالي الأميركي، كانت المحفز الأساسي لاستصدار هذا القانون بعد صمت العالم أجمع عن جرائم هذا النظام. أما في حال أراد النظام السوري إبطال أسباب هذا القانون، يقول بشير، "فعليه أن يُطلق جميع المفقودين من سجونه، وضمنهم اللبنانيون الذين يشهدون على بشاعة إجرام هذا النظام منذ الحرب اللبنانية"، معتبراً أن "هناك تقصيراً رسمياً كبيراً في المطالبة بهؤلاء المفقودين على الرغم من إقرار قانون المفقودين والمخفيين قسراً الرقم 105 في 13 نوفمبر (تشرين الثاني) 2018".

 

19 حالة "كورونا" جديدة اليوم... إرتفاع الاصابات إلى 1350

مواقع ألكترونية/08 حزيران/2020

اعلنت وزارة الصحة العامة تسجيل 19 اصابة كورونا جديدة رفعت العدد التراكمي للحالات المثبتة الى 1350. وقد سُجلت 14 حالة من بين المقيمين، جميعهم من المخالطين لمصابين بالفيروس، مقابل خمس حالات بين الوافدين.ولم تُسجل أي حالة وفاة اليوم

 

الرئيس عون يرفُضُ توقيع التشكيلات.. ويردُّ بكتاب

ليبانون ديبايت/"ليبانون ديبايت"24/08 حزيران/2020

أفادت معلوماتٌ لـ"ليبانون ديبايت" أنَّ رئيس الجمهوريّة ميشال عون لن يُوقِّع مرسوم التشكيلات القضائيّة، وقد أرسل كتابًا من ثمانية صفحات الى رئاسة مجلس الوزراء تُبيِّنُ مكامن الخلل ومكامن الحل وذلك إحترامًا منه لهيبة القضاء وسلطتهِ.وأفادت مصادر مطَّلعة لموقعنا أن كتابَ الرئيس عون الى رئاسة مجلس الوزراء مبنيٌّ على حججٍ قانونيَّةٍ ودستوريةٍ متماسكة وقويّة من الصَّعبِ عَدمُ قبولِها، كما يتضمَّنُ مقاربةً شاملةً للتشكيلاتِ. كما وأنَّ الرئيس عون أشار في الكتاب الى المعاييرِ الدستوريَّةِ التي وَضَعتها وزيرةُ العدل ماري كلود نجم.

 

رواية إسرائيلية: نفّذنا ضربات جوية على أهداف إيرانية في سوريا ولبنان

لبنان 24/08 حزيران/2020

زعمت إسرائيل أنّها قامت بتنفيذ ضربات جوية على أهداف إيرانية وأخرى مدعومة من إيران في كلّ من سوريا ولبنان، وذلك عقب تردّد تقارير عديدة عن هجمات صاروخية لم تعلن جهة مسؤوليتها عنها في الأشهر القليلة الماضية. ونقلت وكالة "سبوتنيك" الروسية عن قائد القوات الجوية الإسرائيلية، عميرام نوركين، قوله في مؤتمر عبر تقنية الفيديو، إن تلّ أبيب "عزّزت ضرباتها الجوية على أهداف إيرانية وأخرى مدعومة من إيران في سوريا ولبنان". وأكد نوركين أنّ "إيران كانت الهدف لتلك الضربات التي كانت تهدف لردع القدرات الاستراتيجية الإيرانية في المنطقة"، لافتاً إلى أنّ "القوات الجوية عملت في نطاقات أوسع خلال وقت "كورونا"، مقارنة بما قبل الكورونا". وكان "المرصد السوري لحقوق الإنسان" قد ذكر في وقت سابق أنّ "طائرة مجهولة قصفت منشآت تابعة لمجموعات إيرانية في شرقي سوريا، مما أسفر عن مقتل 12 مقاتلاً على الأقل من الموالين". يأتي ذلك في وقت كان المرشد الأعلى في إيران، علي خامنئي، قال إنّ "إيران ستدعم أي بلد أو جماعة تقاتل إسرائيل". وأضاف خامنئي: "سنساعد وندعم أي دولة أو أي جماعة في أي مكان تعارض وتقاتل الكيان الصهيوني ولن نتردد في قول ذلك". من جهته، علّق رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، قائلاً إنّ "تهديد خامنئي بتنفيذ "الحلّ النهائي" ضد إسرائيل يذكر بخطة "الحلّ النهائي" النازية لإبادة الشعب اليهودي". وقال: "يجب عليه أن يعلم بأن كل نظام يهدد إسرائيل بالتدمير يواجه خطراً مماثلاً".

 

تقريرٌ يكشفُ عن "العواقب الوخيمة" التي تنتظر لبنان

سبوتنك/08 حزيران/2020

كشفت وكالة دولية في تقريرٍ لها، أن "لبنان يشهد أزمة اقتصادية غير مسبوقة في تاريخه"، منبهة إلى أن "لبنان يحتاج إلى مساعدات خارجية ملحة لتفادي أسوأ العواقب الاجتماعية". وذكرت مجموعة الأزمات الدولية، أنه "من أجل الحصول على تمويل جديد وتجنب الأسوأ، يتوجب على لبنان تسريع المفاوضات مع صندوق النقد الدولي بشكل عاجل"، مشيرة إلى أنه إلى "حين توفر دعم دولي أكبر، قد تحتاج الجهات المانحة الخارجية إلى زيادة مساعداتها الإنسانية لمساعدة اللبنانيين الأكثر تأثراً بالأزمة". ونبهّت المجموعة، إلى أنه "على الجهات المانحة في المقابل أن تركز على الجهود الهادفة إلى استئصال الفساد والمحسوبية"، مذكرة بأنّه "للحصول على دعم المانحين الدوليين، اعتادت الحكومات اللبنانية البدء بإصلاحات مؤسسية، إلا أنها لم تجعلها ملموسة قط". ولفتت إلى أنه "يتعين على الحكومات المقبلة إجراء إصلاحات فعليّة لإعادة النظام المالي والاقتصادي إلى الوضع السليم"، معتبرة أنه "يمكن لأي تغيير بنيوي مماثل أن يضع حداً للنموذج السياسي، حيث تعمل الزمر الفاسدة والتي تخدم ذاتها، على الاستيلاء على موارد الدولة والممتلكات العامة وإعادة توزيعها". ورأت مجموعة الأزمات الدولية، أن "قدرة الطبقة السياسية على الإشراف على هذا التحول هي موضع شكّ كبير، كونه يسحب البساط من تحت أقدامها"، مؤكدة أنه "من الصعب جداً تصوّر أنهم سيفعلون ذلك ما لم يجد اللبنانيون الذين خرجوا إلى الشوارع منذ تشرين الأول 2019 أساليب لممارسة ضغط مستمر على المؤسسات السياسية في البلاد".

 

التهريب يفضح مسؤولاً في حزب الله.. نقل وتهديدات

العربية.نت/08 حزيران/2020

لا تزال مسألة الحدود المتفلتة بين سوريا ولبنان والتي تعجّ بعشرات المعابر غير الشرعية التي تعمل على تهريب البضائع من لبنان إلى سوريا، تتصدر واجهة المشهد السياسي اللبناني وسط اتّهامات لحزب الله بالتورط فيها، أو على الأقل غضّ النظر عنها. ومع أن حزب الله ينكر أي علاقة له بملف التهريب أو حتى تغطية المهرّبين إلا أن ما يجري داخل صفوفه الحزبية يشي بصراع ما بين عدد من مسؤوليه على تقاسم "الجبنة". وفي معلومات لـ"العربية.نت" وقع إشكال بين عشيرة آل شمص وهي من العائلات الشيعية الكبيرة الموزّعة بين مناطق عدة في محافظة بعلبك-الهرمل في البقاع، وبين حزب الله على خلفية نقل مسؤول اللجنة الأمنية في البقاع (أ. ش) من منصبه وتسليمه مسؤولية الأنشطة الرياضية في البقاع، وهو منصب عادي يختلف بالمقارنة مع مسؤول اللجنة الأمنية، حيث يُشرف مباشرة على كل ما له علاقة بـ"حزب الله" في البقاع.  وأفيد "أنه تم تعيين (ح.م) كمسؤول جديد للجنة الأمنية في البقاع.

يُغطّي تجار المخدرات

أما في خلفيات عزل (أ.ش)، فأتت وفق المعلومات بعد تضخم سجله بالمخالفات، إذ يُغطّي بعض عمليات التهريب عبر الحدود، وتجار المخدرات، مقابل الحصول على "خوات" كبدل مادي أو سيارات فخمة. بالإضافة إلى تغطية تجار المخدرات والمهرّبين، كان يُعطي بطاقات أمنية تابعة لـ"حزب الله" لأشخاص لديهم مصلحة في الحصول عليها "لتمرير" أعمالهم، خصوصاً عبر الحدود وذلك مقابل بدل مادي.

إطلاق نار على مخيم تدريبي

ويبدو أن (أ.ش) لم يستسغ قرار نقله أو عزله من اللجنة الأمنية في البقاع وتعيينه في منصب عادي قد لا يُدر عليه الأموال كما هي الحال في المنصب الأمني. وبحسب معلومات "العربية.نت" فإن مجموعة من شباب آل شمص بقيادة (ح.ش) المُلقّب بـ(ح.حويشان) وهو أحد وجهاء العائلة ويعتبر مفتاحاً انتخابياً للحزب، أطلقوا النار على معسكر بوداي التابع لحزب الله على خلفية قرار نقل قريبه (أ.ش)، مهددين بتفكيك المعسكر إذا ما تمّ الرجوع عن القرار. ومعسكر بوداي (وهي منطقة تقع بالقرب من مدينة بعلبك في البقاع)، يضمّ سلسلة معسكرات "ضخمة" تقع في منطقة عين الزين في جرود بوداي مخصص لعمليات التدريب العسكري لعناصر حزب الله.

صراع أجنحة ؟!

وأبعد من "تضخّم" ملف (أ.ش) داخل حزب الله، أفادت معلومات لـ"العربية.نت" "بأن عزله جاء نتيجة صراعه مع مسؤول كبير في حزب الله على خلفية تقاسم "الخوات" التي كانا يحصلان عليها من بعض التجار والمهرّبين". وكان مسؤول العلاقات الإعلامية في حزب الله محمد عفيف اعترف سابقا في حديث صحفي بشكل غير مباشر بحصول التهريب، وقال "بأن الحزب لن يُبرّر ذلك، وأن حجم كميات المازوت المُهرّبة مئة أو 200 صهريج، وفي حال احتسابها على الدولار لن تكون هي المُسبّبة للأزمة". إلا أنه قال في حينه "إن الحزب لديه معبر وحيد في منطقة القصير (على حدود السلسلة الشرقية بين لبنان وسوريا) وهو معروف من قبل الاستخبارات الإسرائيلية والأميركية".

 

الاحزاب القلقة من الثورة تعوّم نفسها بسلاح “الفتنة “

وكالة الانباء المركزية/08 حزيران/2020

قبل ان يصل الثوار الى ساحة الشهداء السبت الماضي، كان سبقهم اليها شباب الخندق الغميق، رافعين اعلام حزب الله وحركة أمل وشعارات “شيعة شيعة”، في مهمة واضحة: إحباط التحرك الشعبي وإفشاله تحت ذريعة أنه موجّه ضد سلاح المقاومة! “العملية” هذه، التي تم الاعداد لها بشكل تصاعدي في دوائر محور الممانعة الاعلامية والسياسية، نجحت في اخافة جزء كبير من اللبنانيين الذين كانوا راغبين في النزول الى الساحة للتعبير عن وجعهم المعيشي، فأحجموا عن المشاركة خاصة ان معظم هؤلاء من الآباء والامهات والشباب، وليسوا من قريب او بعيد هواة مشاكل وعصي واشتباكات.

الحزب والحركة، وفق ما تقول مصادر سياسية مراقبة لـ”المركزية”، تمكّنا اذا من تخريب الصورة التي كانت سترتسم في وسط بيروت في ذلك اليوم، معلنة انطلاقة متجددة لثورة 17 تشرين، التي في الواقع وقفا في وجهها منذ يومها الاول، معتبرين ان السفارات تحرّكها. الا ان الثنائي لم يكتف بذلك، ولم يكن على ما يبدو، يريد فقط احباط الثورة، بل كانت عمليته تشمل ايضا تعويمَ نفسه- ومن حيث يدري او لا- تعويمَ الطبقة السياسية كلها، التي تراجع تأثيرها وانكفأت عن المشهد السياسي بقوة، غداة اندلاع الانتفاضة الشعبية، حيث باتت في بيت اليك، محشورة، ومتهمة بالتورط في الفساد وفي افقار اللبنانيين، حتى اثبات براءتها… واذا كان تصوير الثورة وكأنها موجهة ضد السلاح، الوسيلة التي لجأ اليها الحزب لتشتيت قوى الثورة واعادة كسب عاطفة الشارع الشيعي الثائر اكان في صور او النبطية او بعلبك، فإن إنقاذ المنظومة السياسية كاملة واخراجها من العزل الذي باتت فيه، تم من خلال سلاح آخر هو اللعب على الغرائز الطائفية. وللغاية، اهينت رموز دينية سنية على لسان شباب الخندق تحت الرينغ، قبل ان تأتي ردة الفعل على شكل ظهور مسلح وقطع طرق ورمي حجارة في قلب العاصمة وعلى طريق الجنوب وفي المناطق المختلطة الشيعية – السنية، في ميني حرب اهلية مذهبية الطابع. وبالتوازي، كان مناصرو الثنائي، يحاولون ايضا الاعتداء على الاهالي الآمنين في عين الرمانة، مشعلين من جديد خطوط التماس القديمة، فكانت مناوشات بين الجانبين لم تخل من اطلاق نار في الهواء.

الفتنة بأفظع حللها خيّمت على لبنان في تلك الليلة، قبل ان يتدخّل زعماء الاحزاب والطوائف لاعادة مناصريهم الى البيوت قبل تفلّت الامور نهائيا. بيانات بالجملة صدرت عن المعنيين، من عين التينة الى بيت الوسط فالضاحية مرورا بكليمنصو وبكل المرجعيات السنية والشيعية والدرزية، خرج على اثرها المتقاتلون المحسوبون عليهم، من الشارع… هذا المشهد الذي كاد يغرق البلاد في الأسوأ، مدّ طوق نجاة للقوى السياسية، التي تمكّنت من اثبات قدرتها على التحكم بمصير البلاد وسلمها الاهلي. وقد قالت من خلال بروفا السبت، للثوار واللبنانيين: نحن أقوياء ولدينا شارعنا ايضا وبالتالي لا يمكن تجاوزنا.

وفي حين نشطت الاتصالات في العلن وخلف الكواليس، بين مَن هم في خنادق متباعدة سياسيا، وفي وقت رأينا رئيس الاشتراكي وليد جنبلاط القلق على السلم الاهلي عموما وامن الجبل خصوصا، في عين التينة امس قبل ان يزوره الرئيس سعد الحريري في كليمنصو، تبين من كل هذه الحركة، ان المنظومة السياسية الطائفية التقليدية المتصارعة في الظاهر، يجمعها في الباطن، قاسم مشترك وهو القلق على مصيرها من الثورة التي لا تدعو الا الى المحاسبة ووقف السرقة والفساد. هذه المنظومة نجحت في جولة الويك اند وفرضت، بالفتنة الطائفية، درعا واقيا حول نفسها. والخشية كبيرة من ان تقرر من الآن فصاعدا، اللجوء الى هذه الورقة كلما شعرت بأنها “محشورة”.. والرهان هنا على الناس، لتكون على القدر الكافي من الوعي والمسؤولية، فلا تُستخدم وقودا لمعارك سياسية مذهبية فئوية لن تؤمّن لها لا رغيفا ولا كهرباء ولا دولارا، تختم المصادر.

 

هل تعلق المدارس الكاثوليكية الدروس العام المقبل؟

وكالة الانباء المركزية/08 حزيران/2020

في الدولة المنهارة بإرادة سياسييها وقدرتهم الفائقة على تجفيف منابعها المالية بتحويل ما فيها الى حساباتهم المصرفية، كثر هم الضحايا. ليس من ناجين في مركب البلاد الغارق، ولا يبدو ان محاولات الامساك بطرف حبل النجاة المتبقي بمساعدة صندوق نقد او بدعم مؤتمر دولي ستنجح. ما من مؤسسة الا وتنازع وما من قطاع الا ويئن ويصرخ. واذا كان ثمة من لا يزال يحتفظ بقطرة أمل، فلأنه لم يعد يتكل الا على المشيئة الالهية ويسلم امره لله. انها حال المنظومة التربوية التي تجلدها الدولة بكرباج الهدر والفساد الذي افرغ جيوب الاهل ومنعهم من تسديد اقساط ابنائهم ووضع المدارس امام معضلة لا يبدو في الافق ان حلها متاح. المدارس الكاثوليكية التي لا يختلف اثنان على دورها الرائد في رفع اسم لبنان في العالم نتيجة المستوى العلمي العالي الذي تقدمه لطلابها من دون تفرقة بين دين او طائفة، فيحققون بفعله نجاحات باهرة تميزهم حيثما واينما حلوا، تقف على شفير الهاوية، عاجزة عن معالجة المعضلة مثلثة الاضلع. الاهل عاجزون عن دفع الاقساط وادارات المدارس عاجزة عن تسديد رواتب الاساتذة والمعلمون يهددون بوقف التعليم عن بعد قبل الحصول على كامل حقوقهم، علما ان هؤلاء إما باتوا يتقاضون نصف راتب او لا يتقاضون البته. والاخطر ان هذه المدارس، تتجه، اذا لم تتدخل الدولة “المتفرجة” لمنع الانهيار الشامل عبر مد يد العون المادي، لتمكينها من الاستمرار في مهمتها السامية، الى تعليق الدروس العام المقبل في ضوء العجز عن استكمال المسيرة.

ليست المدارس الكاثوليكية في احسن حال، ولا خزائنها عائمة بالمال والارباح الطائلة كما يروّج الجهلة غير العالمين بالارقام والموازنات والرسالة التي تؤديها هذه المدارس، ان لناحية المستوى التربوي الذي تقدمه او لجهة ترسيخ سكان قرى الاطراف في ارضهم ومنع الهجرة نحو العاصمة او الخارج. والانكى ان هذه المدارس تُرجم في غالب الاحيان من اهل البيت، قبل الغرباء، ما يُسهم في تشويه صورتها المفترض ان تبقى لامعة خصوصا انها تشكل آخر الصروح العلمية التي ما زال يتغنى بها اللبنانيون. صحيح ان بعض المدارس الكبرى تجني الارباح، لا سيما التي تتقاضى بدلات مالية مرتفعة نسبيا لقاء خدماتها التعليمية، لكن الصحيح ايضا ان هذه المدارس تسهم بموازناتها في سد عجز مدارس اخرى كثيرة في القرى والارياف لتمكينها من الاستمرار، ما يدحض تهم “السرقة” و”مص دماء” الاهل كما يُروج، علما ان بعضها لم يتمكن من تأمين 20 في المئة من موازنته لهذا العام بفعل الاوضاع الاقتصادية المتردية وفقدان الكثير من الاهل وظائفهم وتاليا مردودهم المادي.

 

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الاثنين 8/6/2020

وطنية/الإثنين 08 حزيران 2020 

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون لبنان"

على وقع تداعيات الهزة الامنية التي أرخت بظلالها على المشهد السياسي ينطلق الاسبوع الحافل بالاجتماعات المالية الهادفة الى توحيد أرقام التفاوض مع صندوق النقد الدولي..

ففي القصر الجمهوري إجتماع مالي ثان تناول أرقام القطاع المالي والمصرفي وتم التوافق على أن تكون الأرقام الواردة في خطة الحكومة منطلقا واضحا لاستكمال المفاوضات مع صندوق النقد الدولي..

هذه المفاوضات استؤنفت عصرا في جلستها الحادية عشرة بين الوفد اللبناني وصندوق النقد تناولت إطار تطبيق القواعد في المالية العامة وتستكمل غدا وهي ليست ملزمة بإطار زمني محدد وستتم بأسرع وقت ممكن وفق ما جاء في بيان وزارة المالية..

توازيا إجتماع للجنة تقصي الحقائق المالية تخطى نقاشها مسألة الارقام على اهميتها الى السياسات وفق ما اكدت مصادر نيابية لتلفزيون لبنان لافتة الى ان صندوق النقد لا يفاوض من منطلق الخسائر فقط بل يتعداه الى المكمن الاصلاحي بحيث ينتظر منا ان نقنع المانحين باننا نغير النهج باتجاه الاصلاح المطلوب خصوصا ان مجموعة الدعم الدولية ابلغت لبنان ان دعمها متوقف على اقفال ملف الكهرباء والهدر فيه واستقلالية القضاء وقانون المناقصة.

على اي حال ربط المساعدة الدولية باجراء الاصلاحات الضرورية شددت عليه مجموعة الازمات الدولية التي اعتبرت أن لبنان يحتاج مساعدة دولية ملحة للخروج من دوامة الانهيار الاقتصادي المتسارع الذي يشهده منذ أشهر شرط أن تكون مقرونة بتبني السلطات إصلاحات ضرورية ما زالت تتجاهلها.

كذلك اشترطت تسريع لبنان لمفاوضاته مع صندوق النقد الدولي بشكل عاجل إذ يمكن للمساعدة التي يقدمها أن تمهد الطريق أمام مساعدات من جهات مانحة أخرى تفاديا لأسوأ العواقب الاجتماعية..

والى تداعيات السبت الاسود

اكد رئيس الحكومة ان اي اهتزاز بالاستقرار سيدفع ثمنه كل اللبنانيين معتبرا أن ما حصل يوم السبت هو جرس إنذار للتوقف عن شحن النفوس، لأن الاستمرار بهذا السقف من الأداء والمواقف السياسية سيؤدي إلى انهيار السقف على اللبنانيين جميعا.

البداية من الاجتماع المالي في بعبدا.

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون "ام تي في"

انه أسبوع بثلاث قضايا أساسية. الأولى تتعلق بتوحيد الأرقام المالية لبدء التفاوض الجدي مع صندوق النقد الدولي. والاجتماع الذي انعقد في بعبدا اليوم أشر الى وجود نية حقيقية لايجاد حل للأزمة المتمادية المستعصية، بل ل "الجرصة" الموصوفة التي لحقت بلبنان أمام المجتمع الدولي.

والواضح ان القرار اتخذ اخيرا، وعلى أعلى المستويات، باعتماد ارقام وزراة المال لا أرقام مصرف لبنان او ارقام جمعية المصارف. علما ان ارقام وزارة المال هي الاقرب من ارقام صندوق النقد الدولي. لكن لم يعرف حتى الان ما اذا كان اعتماد ارقام الحكومة يعني حكما تحميل مصرف لبنان والمصارف العبء الاكبر من الخسائر. القضية المحورية الثانية في الاسبوع الجاري: قضية التعيينات.

ووفق المعلومات فان الملف المذكور سيشكل المادة الاساسية على طاولة مجلس الوزراء الخميس المقبل. طبعا المحاصصة ستحضر، بل ستكون سيدة الموقف، وذلك بعد اسقاط مبدأ احترام القوانين وآلية التعيينات التي اقرها مجلس النواب. اي ان ما سرى على قطاع الخلوي من تقاسم للمراكز سيسري أيضا الخميس على الادارة العامة ، وسيكون بطلا التقاسم كالعادة: التيار الوطني الحر وحركة أمل. فهل بهذه الممارسة يتحقق الاصلاح وتبنى دولة المؤسسات؟

أما القضية الثالثة التي ستـطرح بقوة بدءا من اليوم فتتعلق بالتشكيلات القضائية. وكانت هذه التشكيلات وصلت امس الى قصر بعبدا ، وذلك بعد مخاض طويل وتأجيل واضح تتحمل مسؤوليتـهما وزيرة العدل . والظاهر ان رحلة مرسوم التشكيلات القضائية لن تنتهي قريبا ، لان معلومات قصر بعبدا اكدت ان الرئيس عون لن يوقع مرسوم التشكيلات وانه ابلغ رئيس الحكومة بذلك .

واللافت ان موقف بعبدا من السلطة القضائية جاء في الذكرى السنوية الحادية والعشرين لاستشهاد القضاة في صيدا ، وبالتزامن مع تعهد رئيس الجمهورية انه سيشكل مظلة وقاية للقضاة ! سياسيا ، تبين ان كل ما قيل وتردد عن اجراء تعديل او تبديل للحكومة ليس اكثر من زوبعة في فنجان .

فرئيس الحكومة أبلغ بوضوح وعبر شخصية حزبية بارزة ان ما قاله نائب رئيس مجلس النواب ايلي الفرزلي عن ضرورة تشكيل حكومة وحدة وطنية يمثل الفرزلي فقط ، ولا يمثل بتاتا قوى الثامن من آذار وتحديدا حزب الله . وعليه فان حكومة حسان دياب باقية حتى اشعار آخر على الاقل ، اي انها لن تستقيل كما لن يتم ادخال اي تغيير على وزرائها . لكن ، متى يدرك ارباب السلطة عندنا ان الشرعية الدستورية امر ، والمشروعية الشعبية أمر آخر؟

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون "ان بي ان"

ما بين السبت والاثنين تراجع منسوب التوتر وسقطت محاولات إثارة فتنة لم تكن لتبقي أو تذر أو توفر حتى من دبرها ومولها للإستثمار على وقائعها.

وما بين السبت والإثنين أيضا حركة سياسية تم رصدها وتوزعت ما بين عين التينة وكليمنصو في سبيل توحيد الجهود من أجل وأد مشاريع الفتن وضبط الخطاب حرصا على الوحدة الوطنية.

ما بين الشياح وعين الرمانة سقطت مرة جديدة كل محاولات نبش الغرائز والتحريض وإستخدام وسائل التواصل لبث إشاعات لا هدف منها سوى زرع بذور الفتنة في منطقة باتت تشكل خطوط وصل وفق ما عبر أحد المواطنين خلال جولة للـ NBN في المنطقة.

على خط المال تواصل التفاوض مع صندوق النقد إثر التوافق على أن تكون الأرقام الواردة في خطة الحكومة الإصلاحية منطلقا خلال العملية التفاوضية وفق ما تم الاتفاق عليه في اجتماع بعبدا المالي.

من التشكيلات المالية إلى التشكيلات القضائية تحدثت معلومات عن أن رئيس الجمهورية ميشال عون لن يوقع مرسومها وهو أبلغ رئاسة الحكومة بذلك.

هذه المعلومات أكدتها تغريدة للمستشار الرئاسي سليم جريصاتي عندما صوب على ما وصفه بخفة لم يعهدها في الأمين العام لمجلس الوزراء بشأن مسار مرسوم عادي في سياق احتفالية توقيعه في الرئاسة الثالثة.

في سياق متصل أكد رئيس الحكومة حسان دياب خلال لقاءاته أن رهان اللبنانيين دائم على قضاء يكون فاعلا ومبادرا لإحقاق الحق.

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون "ال بي سي"

نحاول أن نجد بقعة بيضاء في هذه اللوحة السوداء لكن المهمة ليست سهلة على الإطلاق، فالتطورات سوداوية تميل إلى التشاؤم، ولا بصيص أمل في معظم الملفات، ولنبدأ التعداد:

ملف التشكيلات القضائية في حال تعثر، فوفق معلومات الـLBCI فإن رئيس الجمهورية العماد ميشال عون لن يوقع المرسوم وهو ابلغ إلى رئاسة الحكومة قراره.

المرسوم المذكور تسبب باشتباك نادر بين مستشار رئيس الجمهورية سليم جريصاتي وأمين عام مجلس الوزراء محمود مكية... جريصاتي وصف خطوتين لمكية بأنه أقدم عليهما بخفة وهما: "تغريدة بشأن مسار مرسوم عادي في سياق احتفالية توقيع في رئاسة الحكومة، وتولي رئاسة مجلس الخدمة المدنية بالوكالة من دون حلف اليمين امام رئيس الجمهورية، ويختم جريصاتي ساخرا: يكفينا غير المألوف في معرض الجد.

التغريدة التي قصدها جريصاتي كان القاضي مكية كتبها يوم الجمعة الفائت، وورد فيها: "اليوم ورد مرسوم التشكيلات القضائية الى الامانة العامة لمجلس الوزراء. اليوم ارسلته الامانة العامة للتوقيع من قبل وزيرة الدفاع ووقعت.

اليوم، ارسل للتوقيع من قبل وزير المالية ووقع. اليوم وقعه دولة الرئيس اليوم ارسل المرسوم الى المديرية العامة لرئاسة الجمهورية.. ويبدو أن هذه التغريدة أثارت حفيظة القصر الجمهوري فجاء الرد القاسي من المستشار جريصاتي.

المشهد الثالث غير المريح هو شح الدولار بعد أيام معدودة من الإنفراج، ففي خمسة ايام، منذ معاودة العمل للصرافين الأربعاء الماضي، لم ينخفض الدولار تجاه الليرة إلا ستين ليرة علما ان الإتفاق كان ان ينخفض خمسين ليرة يوميا.

بالتزامن، شهدت الليرة السورية تسارعا في هبوط قيمتها، إذ وصلت إلى أكثر من ثلاثة آلاف ليرة للدولار الواحد لأول مرة في تاريخ العملة السورية.

ومن المشاهد غير المريحة والبعيدة عن الإنفتاح اللبناني الذي يتغنى به اللبنانيون دون انقطاع، ما جرى في عربصاليم: صورة لإحدى الشابات على ضفاف نهر الزهراني في المنطقة العقارية التابعة لبلدية عربصاليم، وهي تسبح بلباس السباحة (مايو) وتشرب الكحول (بيرة)، أثارت الصورة حفيظة أهالي البلدة الذين دعوا عبر مواقع التواصل لمراعاة الضوابط الاجتماعية.

وقد نشرت صفحة أخبار عربصاليم عبر حسابها على فيسبوك منشورا طلبت فيه من المتوجهين إلى المنطقة بهدف تمضية النهار على ضفاف النهر، مراعاة الضوابط الإجتماعية والدينية في البلدة وعدم إصطحاب المشروبات الكحولية والإلتفات إلى موضوع اللباس.

مشهد كورونا غير مريح أيضا إذ عاد العداد إلى الإرتفاع ليسجل اليوم تسع عشرة إصابة.

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون "المنار"

في ضيق من الوقت الذي تكثر فيه التحديات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، اختار البعض وبكل اصرار، اللعب باوراق الفتنة وتوابعها الامنية، مستحضرا كل ادواتها وانيابها السياسية والاعلامية، فاختبر اللبنانيون قطوعا قطعوه بحكمة وروية، من دون أن يغفلوه كجرس انذار لامس الحدود الحمر..

وان احمرت الاعين الامنية على جماعات ومجموعات معروفة الوجهة والهدف والتمويل، فان المساعي الامنية السياسية متواصلة لتهدئة وتقييم الواقعة التي اثبتت أن المشغلين استولدوا لاعبين جددا لنفخ الروح ببوق الفتنة، الا ان الحضور الامني والاستشعار السياسي بخطورة الخطوة انقذ البلاد مما كان يخطط لها..

وبات على الحكومة التخطيط سريعا بحثا عن اختراقات بجدار الازمة بل المعضلة الاقتصادية وتوابعها الاجتماعية، ومنعا لاعطاء المتربصين فسحة للاستغلال امنيا.

رئيس الحكومة حسان دياب اعتبر ما جرى انذارا للتوقف عن شحن النفوس لأن الاستمرار بهذا السقف من الأداء والمواقف السياسية سيؤدي إلى انهيار السقف على اللبنانيين جميعا كما قال.

اما الاسقف المالية المعروفة الحال فقد وضعت على طاولة اجتماع الرئيسين ميشال عون وحسان دياب مع وزير المالية وعدد من المستشارين، بحثا عن وحدة في الارقام المالية للتفاوض بها امام الجهات الدولية.

الوجهة الداخلية للازمة المتقلبة، يصب عليها هذه الايام -المازوت – كمادة اشتعال، وان كانت بطيئة، لكنها لاذعة مع حر الصيف، حيث يمنع الـمحتكرون توزيع المازوت على المحطات، وبالتالي يمنعونه عن الموتيرات التي تعوض غياب كهرباء الدولة، فغاب الاصيل والبديل، وعلى المواطن العبء الثقيل..

عالميا لم يستطع الرئيس الاميركي وادارته حمل اثقال الممارسات العنصرية، ولم تسعفهم سياسة الهروب الى الامام او الرهان على الوقت لتهدئة التظاهرات المناهضة لترامب والعنصرية الاميركية، لكن اللافت في جديد المشهد أن البحث الاميركي في بعض الولايات بات يطال صلاحية الشرطة وحدودها، فيما يمنع في بلادنا الحديث عن دور موظف او حدود صلاحيته..

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون "او تي في"

ثماني دقائق والركبة على الرقبة اجهزت على ما تبقى من انفاس جورج فلويد الذي فجرت كلماته الاخيرة " لا استطيع التنفس موجة غير مسبوقة من الفوضى والعنف والارتباك والاشتباك والخوف في دولة اكتسبت سمعة وسمت نفسها المثل والمثال القائد والقدوة المنارة والحضارة في الفضاء والسماء والكواكب والمجرات والدولارات وحاملات الطائرات والقواعد العسكرية في اربع ارياح الارض والسفارات التي تشبه قلاع وحصون القرون الوسطى .

لم يمت جورج فلويد بالكورونا التي تعطل الجهاز التنفسي بل بقطع الهواء عنه عمدا بالركبة على الرقبة المستوحاة من فائض قوة القبة الحديدية والقبضة الديمقرطية القابضة على الارواح والارباح من الاسكا الى اميركا اللاتينية ومن سمولنسك الى كيب تاون ومن الفيلبين الى الارجنتين ومن دولة باراباس الى كراكاس .

في لبنان 5 ملايين جورج فلويد لا يستطيعون التنفس . منذ ثلاثين عاما وركبة الفساد والاوباش جاثمة على رقبتهم . فاسدون اقطاعيون ساديون وقحون انتهازبون متملقون متسلقون انبطاحيون زاحفون يخنقون فينا الامل ويقطعون عنا الرجاء ..

ثلاثون عاما وخمسة ملايين جورج فلويد لبناني تتحكم برغيفهم ومستقبلهم ودوائهم وهوائهم ومائهم وكهربائهم عصابات الداء والوباء والهراء والخواء . الطائفية طرحهم والفتنة ملحهم والكذب لحمهم وعظمهم .

ركبوا الساحات وركبوا الشعارات وتنكبوا الاحتجاجات .

حولوا الجيل الثائر الى شباب حائر بين انتخابات مبكرة او اسقاط الحكومة او الاطاحة بالعهد تارة والحق في العيش والحلم والفرح طورا ليصل بهم الامر الى استحضار ارواح الفتنة واشباح الحرب من خلال نبش قرارات دولية تعود لعقدين كانوا هم حفاري قبرها عندما سجلوا باسمهم براءة اختراع التحالف الرباعي تماما كما سبق فضلهم في انتخابات 1992 المهزلة وفيها اصروا على كسر ارداة وشوكة نصف اللبنانيين ولم يفلحوا .

منذ 17 ت حاولوا اخذ الحراك الى العراك . حولوه من مطلبي الى مذهبي ومن وطني الى طائفي ومن شعبي الى شخصي .

حراك وما ادراك ماذا فعلوا به واصابوه بالضياع والصداع بين اقطاع ورعاع في وقت يقترب فيه عدد الجياع في لبنان الى ما يقارب نصف اصابات الكورونا في العالم .

ما حصل السبت خيبة امل لشابات وشباب انقياء شرفاء راهنوا على تصحيح اعوجاج وتجديد وجه الوطن . في المقابل ما حصل السبت كان فضيحة مدوية مخزية لهواة واولاد رهنوا ما تبقى من رصيدهم المتهالك المستنزف في عنتريات وهمية وفقاعات هوائية وبهلوانيات طائفية ومذهبية ومناطقية معيبة ومخجلة .

ما حصل السبت بدأ بتفنيصة وانتهى بتنفيسة - ولا علاقة هنا للاوادم والصادقين والمتألمين والجائعين الذين نزلوا الى الشارع- بدأنا بالساحات وانتهينا بالزواريب , في بلد يتبارى فيه يوميا شعراء الزجل العلماني والسيف والترس المدني على طروحات الغاء الطائفية وشعارات الدولة المدنية ولافتات الدائرة الواحدة الانتخابية , لدرجة ان سويسرا والدانمرك والنروج والسويد وفنلندا باتت غير مقتنعة بأنظمتها ودساتيرها وتراثها وتاريخها وتريد تبني النموذج اللبناني الفذ وتفرضه فرضا على شعوبها اذا لزم الامر تماما كما فعل مصطفى كمال اتاتورك في تركيا عندما طبق العلمانية بالقوة وفرض الدولة المدنية بالبندقية واستبدل الطربوش بالقبعة الاوروبية تحت طائلة تغيير الطربوش افضل من قطع الرأس الذي يحمل القبعة .

والنتيجة بعد مئة عام : اردوغان وعودة الى نقطة البداية وللمصادفة مع مئوية لبنان الكبير ربما .

بعد السبت , الثابت ان هناك من يسعى الى الفتنة بأي ثمن ومهما كان رخيصا وبالليرة وليس بالدولار فالمهم الا تقوم الدولة والا ينتصر الوطن والا يخسر الغباء مواقعه المتقدمة وانتيناته البلهاء .

بعد السبت الثابت ان حكومة حسان دياب باقية لاسباب عدة ابرزها المفاوضات مع صندوق النقد وسيدر والاهم لان لا بديل عنها سوى الفراغ والمجهول في وقت بدأت المفاوضات والتحركات في الاقليم والمنطقة من اليمن الى سوريا الى العراق , بدأت تملأ الفراغ بالتسويات الممكنة ولبنان ليس استثناء ولو طال الانتظار لستة اشهر او اكثر وبعدها يمكن الاطلالة على مشهد جديد في المنطقة بدأ بعبارة مررها ترامب بعد الافراج عن الاميركي مايكل وايت في طهران : شكرا ايران .. وبالشكر تدوم النعم

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون "الجديد"

يوم اثنين بروح سبت أنكره الجميع قبل طلوع الضوء وافتتح التدوال السياسي المالي في أول الأسبوع على نقاشات نقدية في بعبدا، وتقييم في مجلس النواب واجتماعات صندوق دولي مفتوحة في وزارة المال، وإعادة "تكرير" المنظومة الدورية من رئيس الجمهورية وعدا بمحاسبة الفاسدين ومواجهتهم.

لكن لاعبا واحدا بالأمن الوطني لم يجر توقيفه، وجل ما عرفناه من وزير الداخلية محمد فهمي أنه كان لدينا مؤشرات الى إمكان دخول طابور خامس على خط التظاهر لإحداث فتنة، وهذا ما حدث وهي فتنة مفتعلة ومخطط لها عن سابق تصور وتصميم، فإذا كان لدى الداخلية وأجهزتها هذا التصور والتصميم، وسبق أن التقطت أول خيوط الطابور رقم خمسة فلماذا انتظرت الى أن "فات السبت" وأين موقوفو هذا الطابور اليوم، وما أرقامهم أما زالوا خمسة أم عادوا وناموا مع الفتنة، إلى أن يجري إيقاظها في المرة المقبلة؟

كل ما استنتج من نهار السبت وليله أن هناك أدوات استخدمت لضرب ثورة السابع عشر من تشرين وصورتها الناصعة، وأن هناك من استقدم للتحريض وإحداث الشغب وافتعال الغوغائية وتحويل المعركة من مطلبية شعبية معيشية الى مذهبية سياسية، علما أن رئيس حزب القوات سمير جعجع ورئيس حزب الكتائب سامي الجميل التقطا الإشارة مسبقا، ونزعا مطلب نزع السلاح عن التحرك.

وبتخطيط مكروه وملعون أريد له أن يكون فعالا ومنتجا ضربت صورة الثورة عبر رفع شعار سلاح حزب الله وافتعال شتائم تضرب المسلمين بألف وأربعمئة عام هجري، وإعادة ترميم قرار صدئ بستة عشر عاما الى الوراء، ولم يكن لبنان ليعترف بأل ألف والخمسمئة والتسعة والخمسين مرة في تاريخه الى أن وصلت طلائع قوة ببضعة عناصر، وطبعت لافتات تدعو الى تطبيق هذا القرار فتظاهرت بلون زهري كاد يحول السبت إلى الأحمر القاتم.

هؤلاء لم يأتوا صدفة بل سبق لهم أن كانوا في غير قصر عدل، وفي وسط مدينة وظهرت لهم لقاءات تلفزيونية يعرفون فيها بأنفسهم، وبأنهم ما يسمى مجموعة الـ128 لم يكونوا مجهولي باقي الهوية، وأسماؤهم باتت لدى الاجهزة الأمنية التي تعرف متى تسحب ناشطين بسبب تغريدة أو منشور افتراضي، ثم تعجز عن التدقيق في هويات المفتعلين سواء ممن أدخلوا السلاح الى التظاهر أم أولئك الذين حركوا العصبيات وسبوا المقدسات وتحرشوا بفتنة لا تنام عند خطوط تماس.

فلماذا لم تتحرك الأجهزة مسبقا؟ وكيف تركت الفتنة تصحو وهي الحارسة على نومها لقد كانت صفعة على خد تشرين، لضرب حسن سيرها وسلوكها من كل الاطراف وضمنا حملة القرار 1559، لأن أصحابه لو أرادوا نزع السلاح فعلا لتوسطوا لدى أصدقائهم من الاميركيين وضغطوا على مجلس الامن نفسه لفرض انسحاب اسرائيل من الاراضي اللبنانية التي لا تزال محتلة ، ومتى انسحبت وتخلت عن تهديد لبنان قد يصبح السلاح في متناول الدولة وشرعيتها،اما لتاريخه فسلاح المقاومة ليس مصنعا للداخل ووجهته عدو محتل وفي سجله : تحرير بعملتين اسرائيلية وارهابية.

 

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الاثنين في 8 حزيران 2020

وطنية/الإثنين 08 حزيران 2020

صحيفة البناء

ـ خفايا

قالت مصادر أمنية أن عدد المشاركين في تظاهرة 6-6 لم يتجاوز ال1500 شخص نصفهم من مجموعات رافضة ‏لجعل القرار 1559 وعنوان سلاح المقاومة من شعارات وعناوين الحراك الشعبي وأن ظهور أقل من 1000 ‏شخص كمجموع لحشود الكتائب وتيار بهاء الحريري وحزب سبعة واحدة من المؤشرات المهمة لتكريس ثنائية ‏تجمعي 8و14 آذار.

ـ كواليس

قالت مصادر دبلوماسية اوروبية أن الإحاطة التي نجحت بإكتسابها المبادرة المصرية لحل الأزمة الليبية وتوازن ‏هذه المبادرة ستجعل المبادرة المصرية منطلقا تفاوضيا في أي مسعى سياسي للحل في ليبيا يتقدم على إتفاق ‏الصخيرات الذي إنتهت مفاعيله وستضع فرضية التدخل العسكري المصري بديلا محتملا للرفض التركي ‏للمبادرة.

صحيفة الجمهورية

ـ لاحظت أوساط سياسية أن الإدارات الرسمية ستخلو من فئة معينة من مكاتب الوزراء قريبا بعدما جمدت العقود ‏التي ظللتها جهة دولية بقرار دولي ومحلي.

ـ إستغرب مرجع سياسي كيف أن زعيما سياسيا ينادي بمعالجة ملف المخالفات البحرية في وقت يرفض المس ‏بمخالفة بحرية تديرها شركة تابعة له.

ـ تلقى مسؤول كبير من بعض السياسيين نصيحة بالتقليل من إطالالته الإعالمية فجاء الجواب: لا شأن لكم بذلك.

صحيفة اللواء

ـ إستبعدت مصادر حزبية تشكيل حكومة جديدة في الفترة المتبقية من العهد، في حال أُضطرت حكومة دياب إلى ‏الإستقالة في حال إستمرار التعثر في المعالجات المالية، وإشتداد الضغوط الخارجية بعد قانون "قيصر"!

ـ إستغربت أوساط "حارة حريك" الحماس الذي يبديه بعض نواب التيار الوطني للإلتزام بتطبيق العقوبات ‏الأميركية الجديدة على سوريا، بحجة الحرص على عدم إقحام لبنان في مزيد من العقوبات!

ـ سجلت "رادارات" ديبلوماسية ناشطة دخول دولة إقليمية غير عربية على خط تظاهرات ? حزيران، وما تخللها ‏من مواجهات عنفية وقطع طرقات في أكثر من منطقة.

صحيفة نداء الوطن

ـ الأربعاء الماضي، في نهاية اجتماع اللجان المشتركة بحضور وزيرة العدل ماري كلود نجم، انتقد معظم النواب ‏غياب دور الوزيرة عن الاستدعاءات العشوائية التي تقوم بها النيابات العامة وطالبوا بجلسة عامة لمساءلتها ‏ومحاسبة القضاة من أصحاب هذه الممارسات.

ـ تفيد تقارير رسمية أن الأزمة الاقتصادية ستنتج أكثر من مليون عاطل عن العمل بحلول شهر أيلول المقبل.

ـ يتردد أن طرح مسألة زيادة خمسة آلاف ليرة على المازوت لا يزال على جدول أعمال الحكومة على الرغم من ‏الاعتراضات الكبيرة عليه.

‎ ‎صحيفة الأنباء

*تغيير بطرح الثقة

تردد أن رئيس تيار سياسي تحدث عن رغبته بتغيير بعض الوزراء عن طريق طرح ‏الثقة بهم في المجلس النيابي.

*تفعيل العمل

تعمل جهة سياسية على درس طرق تفعيل العمل الاجتماعي في مناطق انتشارها، وذلك ‏في ضوء نتائج تقييم مجمل أساليب عملها في المرحلة السابقة.

صحيفة النهار

يقول أحد المسؤولين إنّ ما سيشهده البلد بعد فتح المطارات، سيكون عنوانه "الترحيل"، حيث الأكثرية من ‏اللبنانيين فقدت وظائفها في الخارج وستعود إلى بلدها، والأمر عينه للعاملين والعاملات الأجانب إذ هناك دراسة ‏تجري لكيفية ترحيلهم خوفاً من أزمة لا مثيل لها....

يتردد في مجالس 8 آذار ان أحد ابرز ضحايا الصراع بين بشار الاسد ورامي مخلوف هو نائب لبناني حالي ومن ‏أشد المحسوبين على دمشق كان يتواصل مع مخلوف ويتلقى دعما منه

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

النهار: لبنان وقف على مشارف الفتنة في يوم القطوعات ‏المذهبيّة

النهار/الإثنين 08 حزيران 2020

وطنية - كتبت صحيفة " النهار " تقول : يمكن القول إن لبنان بالكاد اجتاز ثلاثة قطوعات بالغة الخطورة توالت فصولها بسرعة ‏مريبة السبت الماضي الذي أريد له ان يكون تاريخاً لانطلاقة متجددة للانتفاضة الاحتجاجية، ‏فإذا بفِخاخ الفتنة ومحاولات نصب شارع في مواجهة شارع تحوّله الى يوم القطوعات ‏الطائفية والمذهبية. ولئن كانت الانتفاضة شهدت ارباكات في تراجع بعض أجنحتها ‏وجماعاتها عن المشاركة في الاعتصام في ساحة الشهداء، إلّا انها تمكنت من حشد أعداد ‏كافية لتظهير التحفّز الشعبي لاعادة الانطلاق بزخم نحو مرحلة جديدة من فرض برنامج ‏تصحيحي يبدأ ببرمجة المطالب بحكومة مستقلة حقيقية واجراء انتخابات نيابية مبكرة، وهما ‏المطلبان اللذان واكبتهما هذه المرة المطالبة بتنفيذ القرار 1559 الذي شكَّل فتيل اشعال ‏ردود فعل الشارع المضاد الموالي للثنائي الشيعي "حزب الله "وحركة "أمل". وبدا واضحاً ‏منذ اللحظات الأولى لبدء اتساع الحضور الشعبي في ساحة الشهداء ان الإعداد المتقن ‏لإجهاض الانتفاضة المتجددة قد اتخذ مداه، فبدأ الامر باستدراجات مشتبه فيها لاثارة ردود ‏فعل جمهور الانتفاضة مثل اطلاق شائعة عن خطف أحد الناشطين، وتوجه عدد من ‏المتظاهرين نحو شارع بشارة الخوري، فيما كانت مجموعات من أنصار الثنائي مستنفرة ‏وجاهزة للزحف في الاتجاه المعاكس، أي في اتجاه المعتصمين في ساحة الشهداء. ومع ‏مسارعة الجيش وقوى الامن الداخلي والأجهزة الأمنية الى توزع مهمات الفصل السريع بين ‏الجمهورين، لم تجد مجموعات أنصار الثنائي أي حرج في تنظيم اطلاق شعارات مذهبية.

‎ ‎كان هذا القطوع الأول. أما القطوع الثاني فبدا أخطر عند تقاطع عين الرمانة - الشياح حيث ‏تصاعدت لوهلة أخطار اشعال فتنة طائفية. وكشفت المعلومات المستقاة من شهود عيان ‏ان ما حصل كان مفتعلاً من خلال حضور مجموعات من خارج المنطقة على دراجات نارية ‏الى عين الرمانة وإطلاقها شعارات استفزازية في موضوع السلاح والمقاومة. وتجمع على ‏الأثر عدد كبير من الأهالي وأنصار "القوات اللبنانية" في مواجهة هؤلاء وحصل اشتباك ‏بالعصي والزجاجات الفارغة، وما لبث الامر أن أدى الى اطلاق رصاص في الهواء لم يعرف ‏مطلقه. وانتشرت بسرعة وحدات التدخل العسكرية بأعداد كثيفة كما وحدات من قوى الامن ‏الداخلي وفصلت بجدران بشرية عسكرية بين الفريقين، فيما تسارعت المساعي لتطويق ‏التداعيات ومنع تجدد الخلاف والاحتكاكات.

‎ ‎أما القطوع الثالث فكاد يغدو الأخطر مع تفشي الاحتقان السني - الشيعي على خلفية ‏تداول شتيمة وجهت الى أم المؤمنين السيدة عائشة، عملت على إذكاء ليل صاخب في ‏بعض شوارع العاصمة، إذ سُمع إطلاق رصاص كثيف في محيط كورنيش المزرعة، في ‏إطار ردّ الفعل الغاضب. كما سُمع إطلاق نار كثيف في محيط كورنيش المزرعة وساقية ‏الجنزير، وتصاعدت أصوات من الطائفتين السنّية والشيعية تدعو الى التعقل ورفض جرّ ‏البلد إلى فخ الفتنة.

‎ ‎الموقف الديني الرسمي جاء على لسان دار الفتوى التي حذّرت في بيان، جمهور المسلمين ‏من الوقوع في فخّ الفتنة المذهبية والطائفية. وأكدت أنّ "شتم أم المؤمنين السيدة عائشة ‏رضي الله عنها من أي شخص، كائنا من كان، لا يصدر إلا عن جاهل ويحتاج الى توعية".

‎ ‎وغرّد رئيس الوزراء حسان دياب مندداً "بأشد العبارات بكلّ هتاف أو شعار طائفي مذهبي، ‏ولا سيما التعرض لأم المؤمنين السيدة عائشة، ونهيب بجميع اللبنانيين وقياداتهم السياسية ‏والروحية التحلي بالوعي والحكمة والتعاون مع الجيش والأجهزة الأمنية المكلفة حماية ‏الاستقرار والسلم الأهلي".

‎ ‎أما الرئيس سعد الحريري، فقد توجّه الى "كل المواطنين الذين هالهم التعرض لأم ‏المؤمنين السيدة عائشة"، وحضّ على "التزام حدود الوعي والحكمة وعدم الانجرار لأي ‏ردات فعل يمكن أن تهدد السلم الاهلي وتفسح في المجال امام الجهلة لاشعال الفتنة بين ‏أبناء الوطن الواحد". وقال: "إنّ أي تطاول على السيدة عائشة هو أمر مشين ومرفوض ‏أصابنا جميعاً في الصميم ويشكل إهانة لكل المسلمين من دون استثناء وليس لطيف واحد ‏من أطيافهم، وهو ما كان محل استنكار وادانة من أولي الامر في السياسة ورجال الدين من ‏اخوتنا في الطائفة الشيعية بمثل ما صدر عن أهل السنّة ودار الفتوى تحديداً". وأضاف: ‏‏"ندائي الى كلّ الأهل والأحبة في كل المناطق أن نأخذ بدعوة دار الفتوى وتحذير جمهور ‏المسلمين من الوقوع في فخ الفتنة المذهبية. لعن الله الفتنة ومن يوقظها".

‎ ‎كذلك أصدر "حزب الله" بياناً أكّد فيه "أن ما صدر من إساءات وهتافات من قبل بعض ‏الأشخاص مرفوض ومستنكر، ولا يعبّر إطلاقاً عن القيم الأخلاقية والدينية لعامة المؤمنين ‏والمسلمين"، مذكراً بـ"الموقف الشرعي والديني للإمام القائد السيد علي الخامنئي وفتواه ‏المعروفة بحرمة التعرّض لزوجات الرسول وأمهات المؤمنين وعامة مقدسات المسلمين". ‏وحذر"بشدة من مسبّبي الفتن والمستفيدين منها، وكل أولئك الذين يروّجون للفتنة ويدعون ‏لها، ونرفض بشكل تام كلّ ما يمكن أن يؤدي إلى الفرقة والاختلاف والتوتّر المذهبي ‏والطائفي والديني".

‎ ‎واستنكر رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الامير قبلان "المحاولات ‏المشبوهة لاثارة الفتن المذهبية بين اللبنانيين وضرب وحدتهم الوطنية والإسلامية"، وندّد ‏بـ"أي إساءة لأي رمز ديني من منطلق رفضنا للشتم والتعرض لكرامة الرموز الدينية من كل ‏الطوائف والمذاهب، ولا سيما شتم أم المؤمنين السيدة عائشة، فهذه الإساءة مرفوضة ‏ومدانة على مختلف المستويات الأخلاقية والدينية".

‎ ‎واعتبر الرئيس نجيب ميقاتي أن "التعرض للرموز الدينية أمر مدان ومرفوض، ونضم صوتنا ‏إلى أصوات الداعين إلى التعقل ووأد الشرور وعدم الانجرار وراء مخططات تهدف الى اثارة ‏الفتن والنزاعات بين أبناء الوطن، وتحويل الأنظار عن الأزمات المعيشية والاقتصادية التي ‏وحدت صرخة اللبنانيين. حمى الله لبنان من الفتن".

‎ ‎وغرد رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط: "أهم شيء ألا نقع في لعبة الأمم على ‏حساب الوحدة الوطنية في لبنان".‎‎ ‎

ووُزع ليلاً بيان للسيد بهاء الحريري دعا فيه جميع اللبنانيين الى "التحلّي بالوعي والمسؤولية ‏والوقوف خلف الجيش الذي هو الضامن الوحيد للسلم الأهلي ومنعاً للإنجرار وراء أبواق ‏الفتنة".

 

لبنان يفقد ثلاثة من شبابه في يوم واحد في الاغتراب

 ليبانون فايلز/08 حزيران/2020

توفي الشاب حسين عطية صباحا في ساحل العاج والذي يبلغ من العمر 24 عاما وهو من بلدة قانا اثر وعكة صحية. كذلك، توفي الشاب مهند عبد الناصر خليفة في كندا. ونعت بلدة الصرفند ابنها الشاب مصطفى محمد غريب.

 

مجموعة الأزمات الدولية” تنبّه: لبنان يحتاج إلى مساعدات خارجية!

المؤسسة اللبنانية للإرسال/08 حزيران/2020

يحتاج لبنان مساعدة دولية ملحّة للخروج من دوامة الانهيار الاقتصادي المتسارع الذي يشهده منذ أشهر، شرط أن تكون مقرونة بتبني السلطات إصلاحات ضرورية ما زالت تتجاهلها، وفق ما أفادت مجموعة الأزمات الدولية الإثنين. وأوردت مجموعة الأزمات الدولية في تقرير نشرته الإثنين أن الأزمة الاقتصادية الراهنة “غير مسبوقة في تاريخ البلاد”، منبّهة إلى أن “لبنان يحتاج إلى مساعدات خارجية ملحّة لتفادي أسوأ العواقب الاجتماعية”.

وللحصول “على تمويل جديد” وتجنب الأسوأ، يتوجّب على لبنان، وفق التقرير، “تسريع المفاوضات مع صندوق النقد الدولي بشكل عاجل” إذ يمكن للمساعدة التي يقدمها أن تمهّد الطريق أمام مساعدات من جهات مانحة أخرى. وتابع التقرير “إلى حين توفر دعم دولي أكبر، قد تحتاج الجهات المانحة الخارجية إلى زيادة مساعداتها الإنسانية لمساعدة اللبنانيين الأكثر تأثراً بالأزمة”.

 

لبنان يتفادى فتنة مذهبية… والجيش يتوعد “العابثين

محمد شقير/الشرق الاوسط/08 حزيران/2020

تفادى لبنان «فتنة مذهبية» كادت تتجدّد من بعض أحياء في الشطر الغربي من بيروت إلى عين الرمانة في الضاحية الجنوبية، على خلفية قيام مجموعات «غير منضبطة» قدّرت بالمئات بإطلاق شعارات وهتافات شكّلت استفزازاً وإساءة للرموز الدينية، فيما أكد الجيش اللبناني أنه لن يتهاون مع العابثين بالأمن، معلنا إصابة 25 من أفراده وتوقيفه 4 مخلين مشاركين في الشغب غير لبنانيين. واعتبر مصدر بارز في المعارضة لـ«الشرق الأوسط» الرئيس ميشال عون «مسؤولاً» لعدم لجم الاحتقان، مضيفا أن من يود تنقية الأجواء للحفاظ على العيش المشترك وتحصين مشروع الدولة المدنية لا يشكل حكومة لا تتمثل فيها المكوّنات الرئيسية في الشارع السنّي. وأكد أن رئيس الجمهورية يتحمّل مسؤولية حيال تغييبه لهذه المكوّنات عن المشاركة. من جانبها، قالت قيادة الجيش في بيان إن «البلاد قد اجتازت أول من أمس قطوعا كان من شأنه أن يجرنا إلى منزلق خطير، إذ إن ما حصل كاد يطيح الوحدة الوطنية ويمزق السلم الأهلي»، مؤكدة «أنها لن تتهاون مع أي مخل بالأمن أو عابث بالاستقرار، لأن أمن الناس والوطن فوق أي اعتبار». وجددت مصادر عسكرية، التأكيد لـ«الشرق الأوسط» على أن ما حصل ليل الأحد كاد يدخل البلاد في الفتنة، مشددة على أن موقف الجيش واضح في هذا الإطار وهو بذل كل الجهود لاحتواء ما حصل ونجح في ذلك.

 

أكثر من مليون عاطل عن العمل في لبنان بحلول ايلول

نداء الوطن/08 حزيران/2020

افادت تقارير رسمية لـ”نداء الوطن” أن الأزمة الاقتصادية ستنتج أكثر من مليون عاطل عن العمل بحلول شهر أيلول المقبل.

 

تحركات لاحتواء تداعيات «فتنة بيروت» ومخاوف من فوضى في طرابلس

بيروت: «الشرق الأوسط»/08 حزيران/2020

تتكثف الجهود السياسية لاحتواء تداعيات «فتنة بيروت»، فيما برزت خشية من الفوضى في طرابلس؛ عاصمة الشمال، وأن تدفع ثمن التوتّر الطائفي الأخير في لبنان، في وقت قال فيه رئيس الحكومة حسان دياب إن أي اهتزاز بالاستقرار سيدفع ثمنه كلّ اللبنانيين، وإن ما حصل السبت جرس إنذار.

وكشف مصدر سياسي لـ«الشرق الأوسط» عن أن الثلاثي؛ رئيس البرلمان نبيه بري، ورئيس الحكومة السابق سعد الحريري، ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، على موقفهم بمنع إقحام البلد في فتنة مذهبية، وبالتالي سينزلون بكل ثقلهم على الأرض لتبديد أجواء الاحتقان وقطع الطريق على إحياء خطوط التماس التي كانت قائمة إبان فترات اندلاع الحرب الأهلية في لبنان. وأكد المصدر أن بري والحريري وجنبلاط يمارسون الضغط على محازبيهم للحفاظ على السلم الأهلي، والابتعاد عن الدعوات التي تهدد الاستقرار، وعدم الدخول في سجالات لا تخدم التقيُّد بخطاب الاعتدال.

 

تحركٌ عاجل” على الجبهة السنّية ـ الشيعية!

الجمهورية/08 حزيران/2020

سياسياً خطف الأضواء مساء أمس لقاءان عقدهما رئيس «الحزب التقدمي الإشتراكي» وليد جنبلاط، حيث زار رئيس مجلس النواب نبيه بري في عين التينة ليعود الى منزله في كليمنصو ويستقبل الرئيس سعد الحريري. ولدى مغادرته عين التينة قال جنبلاط: «أمام ما يجري إما على المرء أن يستسلم أو يتردّد أو يتابع، إننا لن نستسلم ولن نتردّد وسنتابع وبالحوار على رغم من فداحة الظروف وقساوتها ولا سيما منها الاقتصادية والمالية، ونأمل ونتأمل في أن نواجه المؤسسات الدولية بكل صلابة لنخرج بشيء من النتائج، آخذين في الاعتبار ثغرات كثيرة، لكن لا بدّ من الاتصال بصندوق النقد الدولي والبنك الدولي، كما لا بّد من تحسين الظروف الداخلية فهي معقّدة جدا». وختم: «ما حصل في الأمس في وسط المدينة، ليس هو المشهد الذي رأيناه في السابع عشر من تشرين من العام 2019، لكن علينا أن نستمر، ومع الرئيس بري دائماً نكتسب منه القوة في الاستمرار في الحوار، في الصلابة لمواجهة المستقبل». وقالت اوساط عين التينة وكليمنصو، انّ التطورات التي شهدتها بيروت مساء أمس الاول استدّعت تحركاً عاجلاً على الجبهة السنّية ـ الشيعية. فبادر جنبلاط الى زيارة بري و«تناول البحث سبل مواجهة ما طرأ من تطورات قبل ساعات في بيروت، ورفعت منسوب القلق على الامن في المدينة وتداعياتها في مناطق مختلفة من لبنان». وعلمت «الجمهورية»، انّ الحريري علم بحراك جنبلاط قبل زيارة الاخير لبري، فأبلغه جنبلاط انه سيكون في كليمنصو ليلاً، وتناول الاجتماع بينهما كل ما يجري على الساحتين المحلية والاقليمية. وخصوصا انّه كان هناك بحث سابق بين الحريري وبري في اللقاء الذي جمعهما على هامش آخر جلسة لمجلس النواب.

 

خدمة مجانية” لمن يريد ضرب ثورة الشعب؟

 الجمهورية/08 حزيران/2020

قالت مصادر متابعة لـ«الجمهورية»، انّ «من أهم إنجازات الثورة انّها وحدّت اللبنانيين بعد مرحلة طويلة من الانقسام حول كل شيء تقريباً، وشكّلت بارقة أمل في انّ اللبنانيين على استعداد لتجاوز انقساماتهم وخلافاتهم والاتفاق على مواجهة الأزمة المالية صفاً واحداً رفضاً للانهيار واستطراداً الفوضى. فالاتفاق على الشر يبقى أفضل من الانقسام على الخير، لأنّ المشهد الوحدوي يعلو ولا يُعلى عليه، ويشكّل المدخل لتوسيع التفاهمات حول مسائل وقضايا أخرى، فيما من المعلوم انّ اللبنانيين غير متفقين سياسياً، وانّ اتفاقهم لا يتعدّى الوضع المعيشي، فأين المصلحة في تفريق صفوفهم في ملفات خلافية يستحيل حلّها قبل التسوية الدولية-الإقليمية؟». ورأت هذه المصادر، «انّ الثورة لم تبدأ سياسية، واستمرت بعناوين مطلبية، فلماذا الدفع في اتجاه تسييسها من أجل منح من يريد تقويضها فرصة الانقضاض عليها؟ فمقابل كل شارع يهتف بعنوان سياسي، يوجد شارع آخر يهتف بعنوان معاكس، فيما العنوان المعيشي الذي يوحِّد كل الشوارع لا يسمح لأحد في ان يستنفر شارعه ضده، لأنّ كل البيئات موجوعة وجائعة، وعلى رغم أحقية ان ينادي اي فريق بالشعار الذي يريده حرصاً على مبدأ الحرية، ولكن يجب التمسّك بالعنوان المعيشي الذي وحّد جميع اللبنانيين وشكّل قوة ضغط على السلطة، سيدفعها عاجلاً أم آجلاً للاستجابة لمطالب الناس، ولا يجب منحها فرصة الهروب إلى الأمام عن طريق التسييس». وشدّدت المصادر على «ضرورة تحييد السياسة عن الثورة تلافياً لتقديم خدمة مجانية لمن يريد ضرب هذه الثورة»، ولم تستبعد «ان يكون التسييس مفتعلاً على يد من يريد التخلُّص من حركة الناس، خصوصاً وانّ محاولات الأكثرية الحاكمة لتسييس الحراك لم تتوقف منذ اللحظة الأولى لانطلاق الثورة، التي بدأت معيشية ويجب ان تستمر معيشية ومطلبية تحقيقاً للأهداف المرجوة منها، بكفّ يد الأكثرية الحاكمة كمدخل لتوسيع دور الدولة وصولاً إلى الدور الكامل». وقالت المصادر نفسها: «انّ أكثر ما أربك السلطة هو حراك الناس، وقد سعت بكل الوسائل للتخلّص منه، وإذا كان البعض عن حسن نية أراد رفع شعارات تعبّر عن رأيه وإقتناعاته وتفكيره، فإنّ هذا من حقه، ولكن يجب ترك الثورة بحالها، لأنّ الأولوية القصوى هي لإبقاء الثورة موحّدة، لأنّها بوحدتها ستنجح في تحقيق مطالبها، فيما بانقسامها ستكون السلطة أكثر المستفيدين من هذا الانقسام».

 

لا عودة للحرب.. لكن استسهال الإعتداء يتطلبُ مواجهة ضرورية

جريدة اللواء/08 حزيران/2020

يتسارعُ سقوطُ لبنان إلى ما دونَ الهاوية. كلُّ شيءٍ ينهار كبرجٍ من ورق. استفاقَ اللبنانيون، لكن متأخرين، على الثورة ضد طبقة سياسية وحزبية أفسدت كلّ شيء.. حرفياً كلّ شيء. يصعبُ العثورُ على أيّ قطاع أو مؤسسة أو إدارة لم ينخرها الفساد حتى العمق، وبات الإصلاح وفق المنطق الطبيعي للأمور يفترضُ، جبراً، حصول انهيار شامل قبلَ إعادة التأسيس. أغلبُ الظنّ أن الطبقة السياسية أرادت هذا الأمر، وربما خططت ليومٍ يثورُ فيه الشعبُ ضدهم فيجد نفسه بين حدّين: الرضوخ صاغراً لاستبداد المافيات المتحكّمة، السياسية والحزبية والمصرفية في ظلّ الراعي الرسمي المسلح، مع ما يعنيه ذلك من ذلّ وترهيب وقبول بالسلاح والمليشيات والفساد.. أو المطالبة بالإصلاح (الصعب إلى درجة الاستحالة) وبالتالي جرّ البلد للفوضى والفراغ بعد الانهيار والجوع والافلاس!! المؤلم – والمثير للأسئلة في آن – كيف سمح المجتمع الدولي لهذه المجموعة بالوصول بلبنان الى هذا القعر؟ ولماذا لا يدرك المنتفضون مخاطر التشظي وغياب البرنامج وخلط الأولويات على فعالية الثورة؟! نزولُ الناسِ إلى الساحات والشوارع، والحالُ هذه، تحصيلُ حاصل، لا يحتاج مبرراً أو تعداد المسببات. بل إن عدمَ خروجِ الناس بوجه العهد والحكومة والطبقة السياسية والمصارف والكارتيلات والمافيات رفضاً للأوضاع المعيشية الصعبة واستفحال الفساد، وضدّ سرقة الرغيف ولقمة العيش وانهيار قيمة العملة والتلاعب بالدولار وسرقة الودائع وغياب الخدمات وفقدان الثقة، وضدّ الحدود المشرّعة على التهريب وزراعة المحاسيب والفاسدين في الإدارات وللمطالبة بقضاء نزيه وبالمحاسبة والتغيير، وقبل كل ذلك جميعاً ضدّ التفريط بالسيادة الوطنية واستعداء المجتمعين العربي والدولي.. هو المستغرب. الحديث عن السلاح يُراد منه، أولاً، رفعُ اليد عن الدولة ومؤسساتها، وعن السياسة الخارجية، ووقف تجاوز القانون واستباحة الحدود تحت وهجه ووهمه

الفوضى لتشويه الثورة

ما حصل ليل السبت الماضي من انقضاض على تحركات الناس، والاعتداء على المقدسات، وهزّ السلم الأهلي.. ثم لملمة المشهد في اليوم التالي كأن شيئاً لم يحصل.. يجعل بحثَ مسألة السيادة المنقوصة تتقدم كل الاعتبارات، من دون اغفال ما يتفرّع عنها من أزمات كالفساد والهدر والنهب والمحاصصة، وما تتطلبه المعالجة من برامج وخطط وخطوات. ما جرى أن طرفاً – أطرافاً أرادت تحويل غضب الناس الى مشروع فتنة لتشويه الانتفاضة، وتخويف المعترضين على أداء السلطة الفاسدة. فـ «كمن يقتل القتيل ثم يمشي بجنازته» ثمة من صنعَ الفتنة، وأرهبَ الآمنين، واعتدى على المقدسات ثم راح يُناشد ويُحذر ويُدين!! ملفتةٌ كانت بيانات ضرورة وأد الفتنة من بعض الأطراف المتورطة بها، والملفت أكثر أن تتسارع الفتاوى ومقاطع الفيديو وكأننا أمام نقاش لاهوتي – فقهي، لا أمامَ تَخابثٍ يُسيّس الدين، ويستجرُّ الفوضى والاشتباك الأهلي وردات الفعل ليحرف النظر عن قضايا عاجلة وضرورية بالإساءة إلى المعتقدات.ثم من قال ان انتفاضة 17 تشرين مطلبية فقط، وليست سياسية؟ ومن قال إن رفع الصوت ضدّ الفساد والنهب والمحاصصة وضرورة استقلال القضاء لا يحمل وجهاً سياسياً يرتكز إلى رفض التحالف القائم بين السلطة والسلاح غير الشرعي، من جهة، ومن جهة ثانية إلى رفع الصوت بوجه العهد والحكومة والمصارف؟

السلاح لحماية السلاح فقط!

في التقدير؛ لن يقف أيّ شيء أو اعتبار أو حساب أو تقدير – بما في ذلك الانزلاق للاعتداءات المنهجية والمتكررة – أمام «حزب الله» في سياق ما يعتبره دفاعاً عن سلاحه، الذي هو معنى وجوده وهيمنته وغَلَبَته وقوته وفاعليته. لا قيمةَ لبعضِ التعابير الفضفاضة وغير الدستورية التي فُرضت في بعض البيانات الوزارية لشرعنة هذا الواقع. نعم، لقد فشل الحزبُ عندما عجز عن إيجاد مبرر متوافق عليه وطنياً لاستمرار تمسكه بهذا السلاح، ثم جاءت الاعتداءات المتكررة والمحطات السياسية الداخلية لتكرّس هذا الانقسام حيث جرى استخدام فائض القوة لإظهار الغَلَبة والتخويف والإرعاب وحماية الفساد وفرض معادلات سياسية وتعطيل الحياة العامة والوطنية.. كان على الحزب أن يتيقن أن مسألة السلاح، غير المتوافق عليها داخلياً وغير المقبولة دولياً، ستتحول مادةً خلافية وسجالية ومتفجرة في أي وقت، خصوصاً وأن هناك قرارات دولية (1559 و1680) تجعل من سلاحه سلاحاً غير شرعي، وأمام هذا الواقع لا ينفع التذاكي على الطريقة اللبنانية. ولأن حلّ هذا الملف ليسَ داخلياً فقط، يجب التنبيه أن الحديث عن السلاح لا يُقصد به السلاحُ بحدّ ذاته، بل يُراد منه، منذ زمن، رفعُ اليد عن الدولة ومؤسساتها، وعن السياسة الخارجية، ووقف تجاوز القوانين واستباحة الحدود تحت وهج الشعور بفائض القوة، قبل الانتقال إلى مستويات أخرى من النقاش.. وهذا جوهر كثير من المواقف السياسية والمبادرات الوطنية بهذا الشأن.

إعتداء لا حرب!

ما جرى مساء وليل السبت الماضي (سواء في وسط وأحياء بيروت، أو على محور الشياح – عين الرمانة)، تكرر بأشكال مختلفة خلال السنوات الأخيرة عشرات المرات (وأهمها ما جرى في بيروت ومناطق الجبل في أيار 2008)، لأسباب عديدة ومتنوعة وصادمة أحياناً؛ نحن أمام ثقافة ترى في الاعتداء المتكرر منهجية ثابتة في التعاطي مع الشريك، ولسنا أمام حرب أهلية، لأن الحرب تقتضي وجود طرفين يريدانها، أولاً، والواقع أن المكونات السنية والمسيحية والدرزية لا تريد حرباً أهلية جديدة، وليسوا مستعدين لها أصلاً، وطالما الوضع هكذا فالاعتداء يستدعي ضرورة الوقوف بوجهه لحماية السيادة والاستقرار والسلم الأهلي والمواطنة، ولصون الشراكة الوطنية والخصوصيات الطائفية والمذهبية. ولأن ثقافة استسهال الاعتداء ورسم خطوط التماس لا تزال تتحين الانقضاض في أي لحظة على الشريك، بالرغم من مرور 30 سنة على الانتهاء «النظري» للأعمال القتالية في لبنان بعد اتفاق الطائف في 1989؛ لم تتعافَ الدولةُ، ولا الاقتصاد، ولا الاستقرار، ولا العيش الواحد، ولا النمو، وفوق ذلك بقي السلم الأهلي هشّاً، والمواطنة مفقودة، بفعلِ أطرافٍ تحمل أحلاماً وأطماعاً هدّامة ولم تستخلص العبر من إرث الحرب الثقيل. هذه الأوهام سمحت – بسبب التعقيدات اللبنانية – لطائفيين، وعقائديين، وحاقدين، وشعبويين، وسماسرة، وفاشلين وناهبي المال بتَسيّد المشهد، واستنزاف البلد، وتقاسم مكاسب السلطة.. وكل ذلك حالَ، وما يزال، دون تجديد حقيقي للعقد الاجتماعي، بشروطه المعتبرة، كمدخل للتسوية التاريخية بين اللبنانيين وإعادة بناء وطنهم.

السؤال هنا، كيف نلغي خطوط التماس من وعي هؤلاء ونغرس مكانها مجموعة حقائق جديدة نبني على أساسها الغد بشكل مشترك وعلى أسس صلبة؟ حقيقة أن حماية النظام ليست من مسؤولية الطوائف أو ميليشياتها، بل مسؤولية المواطنين جميعاً من خلال مواطنة كاملة ومتساوية، وحقيقة أن الدولة ضعيفة أو مستضعفة، وحقيقة أن الاستسلام للخارج، أيّ خارج، هو ارتهان يستجلب ذلاً ودماراً وتفكيكاً للعقد السياسي والاجتماعي، من دون أن ينتج أية مكاسب، وحقيقة أن التنوع قيمة مضافة، وأن الاختلاف سُنة إنسانية مشروعة، وأن التماهي مع القضايا الخارجية لا ينبغي أن يتقدم على المسألة الوطنية في شيء، وحقيقة أن اللجوء الى الحوار لحل المشاكل والخلافات ضمن التعدد هو ما يميّز هذا الوطن ويجعل منه نموذجا للتلاقي، وحقيقة أن الطبقة السياسية فشلت في بناء دولة مستقرة، واستنزفت مقدرات البلد والمساعدات الدولية لمصالحها الخاصة، وفوق ذلك عطّلت القضاء وفرّغت الإدارة والمؤسسات، ومنعت التغيير من خلال تفصيلها لقوانين انتخاب على قياس مصالحها فمنعت تجديد الحياة السياسية. هذه بعض أسباب ثورة الشعب، وعلى الجميع تفهّمها، وهنا بداية تصويب البوصلة الوطنية، وتكوين المشهد الجديد.

 

هل تَجاوَزَ لبنان “قطوع”… السبت الأسود؟

صحيفة الراي الكويتية/08 حزيران/2020

هل كان المَشهد المُخيف الذي امتدّت فصولُه الساخنة من قلب بيروت إلى أطرافها وتَرَدَّدَ هديرُه بقاعاً وشمالاً وساحلاً «زوبعةً في فنجان»، أم أن «السبت الأسود» حَمَلَ رياحاً سبّاقة لعاصفةٍ آتية، قد تكون محدّدةَ الهدفِ ولكنها بالتأكيد لن تكون معروفة النتائج ولا… النهايات؟

سؤالٌ كبير حَضَرَ أمس في لبنان، غداة يوم الأعصاب المشدودة الذي حوّل البلاد «برميل بارود» بفتائل عدة اشتعل بعضها بـ«عود ثقاب» طائفي وبعضُها الآخَر بـ«نار» مذْهبية، وكل ذلك على خلفياتٍ سياسيةٍ غير خفيّة نجحتْ في «استثمار» الانهيار المالي – الاقتصادي والبؤس الاجتماعي – المعيشي لتوجيه رسائل بالشارع وإليه كما إلى الداخل والخارج الذي يعاين عن كثب الواقع اللبناني بأزماته المحلية التي تتداخل في جوانب كثيرة منها مع التطاحن في المنطقة. ومن خلف غبار إحياء خط التماس الطائفي (المسيحي – المُسْلِم) الذي ارتبط بالشرارة الأولى للحرب الأهلية (العام 1975) أي عين الرمانة – الشياح، وإخراج جمْر التوتّر السني – الشيعي إلى فوق الرماد على محور طريق الجديدة – بربور في كورنيش المزرعة، برزتْ مخاوف كبرى من أن يكون لبنان أمام «وليمة نار»، مكوّناتها انكشافٌ كامل على الصراع الإقليمي وعلى دخول المواجهة الأميركية مع إيران وذراعها الأبرز «حزب الله» وحلفائها مرحلة مفصلية عبر «قانون قيصر»، وسقوطُ الهيكل المالي – الاقتصادي، وانفجارٌ اجتماعي يلوح في الأفق ويجِد في «ثورة 17 اكتوبر» التي حاولت تجديد نفسها يوم السبت، فسحةً لرفْع صوتِ الوجع بإزاء الجوع الزاحف والتقاط «قشة» أملٍ بإمكان إحداث تغيير في الطبقة السياسية وآليات الحُكم وضرْب منظومة نهش الدولة ومواردها.

وفيما لم يكن أدلّ على خطورة ما حصل على مدى نحو 6 ساعات أول من أمس، من كلامِ الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في لبنان يان كوبيتش الذي اعتبر «أن إهانة المشاعر والرموز الدينية وصمة عار ينبغي على الجميع رفضها»، مؤكداً «أن رفْع شعارات التحريض والكراهية الطائفية لا يمكن أن يؤدي إلا إلى نتيجة واحدة: تعميق معاناة الناس ووأد الاحتجاجات السلمية ومطالبها المشروعة وإضرام النار في لبنان»، لم تتوانَ أوساطٌ سياسيةٌ عن تقديم قراءة عابرة للوقائع الميدانية التي رافقت اندفاعةَ مناصرين لـ«حزب الله» وحركة «أمل» على خطّ محاولة دخول منطقة عين الرمانة (ذات الغالبية المسيحية) المتاخمة للشياح (مدخل الضاحية الجنوبية) على دراجات نارية وبشعارات استفزازية، وذلك بعد الإساءة الكبيرة التي طالت الرموز الدينية خلال تظاهرة مضادة نظّمها مؤيدو الثنائي الشيعي بوجه مشاركين في يوم إطلاق «الانتفاضة – 2» في وسط بيروت رفعوا شعار تطبيق القرار 1559 ونزْع سلاح «حزب الله».

وبدا من الصعب، وفق هذه الأوساط، فصْلُ دفْع لبنان إلى هذا المستوى من الاحتقان عبر التطاولَ المشين على رموز دينية ثم نكْء ذاكرة الحرب اللبنانية التي خشي كثيرون أن تكون البلاد على مشارف الوقوع في فخّها مجدداً السبت، عن المسرح السياسي الذي يبدو محكوماً بمساريْن متلازميْن:

* الأوّل استشعار «حزب الله»، الذي يزداد الخناقُ الأميركي عليه (كما على التركيبة التي يشكّل قاطرتَها الرئيسية في لبنان) عبر «قانون قيصر» الذي يُلاقي ضغوطاً متعدّدة الاتجاه لضبط المعابر الشرعية وغير الشرعية مع سورية، بأن المناخ الأميركي المتشدّد حياله والذي يستفيد من حاجة لبنان الماسة إلى «يدٍ» دولية تمدّه بالمساعدة لتفادي «الموت» المالي – الاقتصادي، يشي بفصولٍ تصعيدية ستستفيد من أي محاولاتٍ داخلية، ولو كانت لا تزال محدودة، لملاقاة هذا المناخ بأرضيةٍ تطرح إشكالية سلاحه وتصدح بالمطالبة بتنفيذ القرار 1559 (سبتمبر 2004)، وصولاً إلى اعتبار البعض أن ما جرى السبت قد يكون في سياق إرساء معادلة قوامها «السلاح يساوي الاستقرار».

* والثاني عودة الكلام عن محاولات لم تنتهِ لإحداث تغييرٍ حكومي يتيح عودة الرئيس سعد الحريري وتكييف الوضع الداخلي مع موجبات «مرحلة قيصر» وصدور الحكم في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري بحق 4 متّهَمين من «حزب الله» (حوكموا غيابياً)، وذلك على قاعدة تكرار سيناريو 2014 أي تشكيل حكومة الرئيس تمام سلام التي وُلدت حينها لملاقاة التحولات في سورية وانعكاساتها لبنانياً كما انطلاق المحاكمات في جريمة 14 فبراير 2005.

وإذا كانت وسائل الإعلام زخرت في الأيام الماضية، بجردةٍ نقلاً عن مصادر سياسية متقاطعة حول نقاط فشل حكومة «اللون الواحد» التي يترأسها الرئيس حسان دياب، فإن الأكيد أن غياب السلطة النافر عن مجريات يوم السبت، واكتفاء دياب بإطلالة عبر «تويتر» قرابة منتصف الليل استنكر فيها «كلّ هتاف أو شعار طائفي مذهبي، لا سيما التعرض لأم المؤمنين السيدة عائشة» داعياً «جميع اللبنانيين للتحلي بالوعي والحكمة»، جاء ليكرّس الانطباع بعدم قدرة رئيس الوزراء على تشكيل عنصر التوازن والاطمئنان لبيئته في النظام.

وفي حين ستكون الساعات المقبلة مفصلية على صعيد تَكَشُّف الخيط الأبيض من الأسود في خفايا «السبت الساخن» إلى جانب كيفية تلقُّف الانتفاضة هذه «الصدمة» وإذا كانت ستفرمل اندفاعتها وفق أدبياتها التي كانت انطلقت على أساسها (حكومة اختصاصيين مستقلين وقانون انتخاب جديد وانتخابات مبكرة وقضاء مستقل وغيرها)، فإنّ يوم أمس شهد مجموعة مواقف عكستْ حراجة «القطوع» الذي مرّ به لبنان.

فرئيس الجمهورية ميشال عون دان «أي تعرض للرموز الدينية لأي مكوّن من مكوّنات العائلة اللبنانية وما تبع ذلك من أعمال عنف وردود فعل حصلت في مناطق عدة، وكانت سبقتها اعتداءات على متاجر ومؤسسات وعلى القوى العسكرية والأمنية التي كانت تقوم بواجبها»، متوجهاً «إلى ضمير كل مسؤول سياسي أو روحي، والى الحكماء من اللبنانيين الذين عايشوا أحداث العامين 1975-1976 التي ما زالت ماثلة امامنا، القيام بما يتوجب عليهم من أجل وأد أي شكل من أشكال الفتنة، وليكن ما جرى جرس إنذار للجميع».

وفيما قال رئيس مجلس النواب نبيه برّي «إنها الفتنة مجدداً تطلّ برأسها، والتطاول أو الإساءة للمقدسات والرموز والحرمات الاسلامية والمسيحية مدان ومستنكر فكيف إذا طالت زوجة نبي الرحمة ومتمم مكارم الاخلاق الرسول الاكرم محمد (ص) السيدة عائشة (رض)»، كان لافتاً تأكيد رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل أن «نظامنا الحالي يولّد الأزمات وتطويره واجب وتبقى الدولة المدنية هي الخلاص».

وأعلنت قيادة الجيش «أنه بتاريخ السبت، وأثناء قيام وحدات الجيش بتنفيذ مهامها وفتح الطرق التي قطعها محتجون، ومنْع التعدي على الأملاك العامة والخاصة، تعرّض العناصر إلى رشق بالحجارة والمفرقعات الكبيرة ما أدى إلى إصابة 25 عنصراً بجروح، إصابة أحدهم بليغة في العين»، كاشفة عن توقيف «أربعة أشخاص (سوري وفلسطيني وسودانيين) لقيامهم بأعمال شغب وتكسير خلال تحركات السبت»، ومعتبرة «أن البلاد اجتازت قطوعاً كان من شأنه أن يجرنا إلى منزلق خطير، إذ ان ما حصل كاد يطيح بالوحدة الوطنية ويمزّق السلم الأهلي»، ومنبّهة إلى أنها» لن تتهاون مع أي مخلٍ بالأمن أو عابث بالاستقرار».

وكان ليل السبت شهد سلسلة مواقف حاولت تعطيل صاعق «الانفجار» الذي انفلشت مظاهره من كورنيش المزرعة، حيث وقعت اشتباكات بين مناصرين للحريري ومؤيدين للثنائي الشيعي وصولاً إلى عين الرمانة، وما بينهما من عمليات قطع طرق في مناطق عدة، حيث حذّرت دار الفتوى «جمهور المسلمين من الوقوع في الفتنة المذهبية والطائفية»، فيما أصدر «حزب الله» بياناً دان فيه ما صدر من إساءات وهتافات مسيئة، محذراً من مسببي الفتنة. وإذ استنكر رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبدالأمير قبلان «المحاولات المشبوهة لإثارة الفتن بين اللبنانيين»، ودان «أي إساءة لأي رمز ديني»، وجّه الحريري نداء «الى كل المواطنين بأن يأخذوا بدعوة دار الفتوى وتحذير جمهور المسلمين من الوقوع في الفتنة». وقال «لعن الله الفتنة ومن يوقظها».

 

الحزب” يقمع الثورة ويثير مخاوف من فتنة شيعية سنّية

العرب/08 حزيران/2020

اعتبرت مصادر سياسية لبنانية أنّ ما حدث يوم السبت في لبنان يحمل مؤشرات خطيرة على مستقبل البلد الذي يعاني من انهيار اقتصادي حقيقي لم تستطع حكومته الإقدام على أي خطوة في اتجاه وقفه على الرغم من مرور مئة يوم على تشكيلها. وأوضحت المصادر أن حزب الله حقّق في ذلك اليوم انتصارا كبيرا، لكنه كشف في الوقت ذاته عن نقاط ضعف يعاني منها أدت إلى إدخاله في مواجهة مباشرة مع الطائفة السنّية التي توازي في حجمها حجم الشيعة في لبنان، إن لم تكن أكبر منها قليلا.

وأكدت على أن شبح الفتنة الشيعية – السنّية خيم على لبنان على الرغم من عودة الهدوء إلى معظم مناطقه الأحد. وأجمع سياسيون لبنانيون في تصريحات الى ”العرب” على أن حزب الله نجح في القضاء على الثورة الشعبية التي بدأت في السابع عشر من أكتوبر الماضي وركّز فيها المشاركون على الدعوة إلى مكافحة الفساد ووجهوا أخيرا سهامهم إلى سلاح حزب الله.

ولاحظ هؤلاء السياسيون أن الحزب، الذي أنزل عناصر منه وأخرى من حركة أمل التي يرأسها رئيس مجلس النوّاب نبيه برّي إلى الشارع البيروتي، أثار حساسيات لدى اللبنانيين الآخرين.

وأشاروا إلى أنّ عناصر حزب الله وحركة أمل لم تكتف بقمع المتظاهرين المنتمين إلى “ثورة 17 تشرين”، مستخدمة العصي والأدوات الحادة، في ساحة الشهداء وسط بيروت، بل أطلقت هتاف “شيعة، شيعة، شيعة” و”لبيك يا حسين”. وردّ المتظاهرون لاحقا على هذا الهتاف بهتافات تهاجم  حسن نصرالله الأمين العام لحزب الله الذي جرى تمزيق صور له ووضعها تحت الأقدام. ولم يوفّر المتظاهرون نبيه برّي وزوجته. وكان حزب الله توعّد المتظاهرين باللجوء إلى العنف، قبل تجمعهم في ساحة الشهداء بعد ظهر السبت، وذلك احتجاجا على مطالبة بعضهم بنزع سلاحه.

وبدا واضحا استنادا إلى شهود عيّان أن الحزب كان مستعدا لقمع أي تظاهرة في بيروت لمجرد أنّها معادية لحكومة حسّان دياب التي يعتبرها حكومته. واستغرب سياسيون لبنانيون لجوء حزب الله إلى التصعيد والرد على الشتائم الموجّهة إلى حسن نصرالله بإطلاق عناصره هتافات معادية لعائشة زوجة النبيّ محمّد. وأدى إطلاق الهتافات المعادية لزوجة النبي محمد إلى تبادل لإطلاق النار في أحياء سنّية في بيروت يسكنها شيعة. كذلك، لوحظ أن عناصر من حزب الله وحركة أمل اعتدت على أحياء مسيحية في منطقة عين الرمانة في بيروت.

وشهدت بيروت مظاهرة أمام البرلمان تخلّلتها مواجهات مع رجال الأمن أسفرت عن إصابة 48 متظاهرا، وفق الصليب الأحمر. وأدان كل من الرئيس اللبناني ميشال عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري ودار الفتوى، تلك الأحداث. ووجه عون نداء عاطفيا من أجل وقف الفتنة. وقال “قوتنا كانت وتبقى وستظل في وحدتنا الوطنية… ليكن ما جرى ليل السبت جرس إنذار للجميع”. وأضاف “نحن في أمس الحاجة إلى أن نضع اختلافاتنا السياسية جانبا ونسارع إلى العمل معا من أجل استنهاض وطننا من عمق الأزمات المتتالية عليه”. وعبر رئيس مجلس النواب اللبناني عن رفضه أحداث بيروت. وقال بري إنّ “كلّ فعل من أي جهة يستهدف وحدة اللبنانيين وأمنهم واستقرارهم وعيشهم الواحد ووطنهم الواحد ويروج للفتنة، هو فعل إسرائيلي”.

ويحافظ لبنان على توازن طائفي هش منذ أن خاضت طوائفه الدينية العديدة حربا أهلية في الفترة بين عامي 1975 و1990، بينما تحصل الفصائل في الأغلب على دعم قوى متنافسة في المنطقة.

في المقابل عبر سياسيون لبنانيون عن استغرابهم من إقدام عناصر سنّية، محسوبة على بهاء الحريري، شقيق رئيس الوزراء السابق سعد الحريري، جاءت من طرابلس والبقاع، على اللجوء إلى العنف.

وذكر شهود أن ذلك حدث في وسط بيروت حيث اعتُدي على محلات تجارية في سياق سعي العناصر المحسوبة على بهاء إلى الاقتراب من مبنى مجلس النوّاب. ولخّص سياسي لبناني الوضع بقوله “بعد إطلاق النار الذي حدث ليلا في الأحياء السنية من بيروت الغربية، دخلت المواجهات بين منظومة الفساد، أي الأحزاب السياسية الكبرى، والثوار اللبنانيين مرحلة خطرة لا تبشر بالخير”. وحمّل السياسي اللبناني مسؤولية هذا التطور الذي وصفه بالخطير، الثنائي الشيعي حزب الله وحركة أمل الذي أنزل “زعرانه” من حيّ الخندق الغميق لمواجهة تظاهرة سلمية في ساحة الشهداء. وقال “راح (الزعران) يرمون الحجارة على الثوار الذين استطاعوا بالكاد جمع بعضهم بعضا بسبب الحواجز الأمنية التي أقيمت على الطرقات المؤدية إلى طرابلس والبقاع لمنع وصولهم إلى بيروت”. وكشف هذا السياسي أن اعتداء عناصر الثنائي الشيعي على الثوّار أدّى عمليا إلى تقصير مدة الاعتصام في وسط بيروت، وهو اعتصام جمع نحو عشرة آلاف شخص. كذلك، أدّى هجوم جماعة بهاء الحريري على مجلس النواب إلى استفزاز القوى الأمنية التي قامت بطرد الثوار المعتصمين من ساحة الشهداء وملاحقة بعض المشاغبين المندسين في صفوف الثوّار إلى منطقة الكرنتينا خارج بيروت. وأعلن الجيش اللبناني، الأحد، إصابة 25 من عناصره بجروح، أحدهم جراحه بليغة، خلال الاحتجاجات التي شهدتها العاصمة بيروت ليل السبت. وأضاف الجيش في بيان “تعرّض العناصر إلى رشق بالحجارة والمفرقعات، أثناء قيام وحدات الجيش بتنفيذ مهامها في حفظ الأمن”.

وحذّر البيان من “مغبة الانجرار وراء الفتنة”، وأكد على “وجوب التعامل بمسؤولية ووعي وحكمة للحفاظ على السلم الأهلي وصونًا للوحدة الوطنية”.

وخلص السياسي اللبناني إلى القول “يبقى أن إطلاق النار الكثيف ليلا في أحياء كورنيش المزرعة وساقية الجنزير وبربور والطريق الجديدة يشكل تحولا خطيرا على صعيد المطالبة الشعبية بنزع سلاح حزب الله، وهي عملية صعبة التنفيذ، لكنها تزعج كثيرا حزب إيران في لبنان”.

 

قاضٍ تركي يأمر باستمرار حبس 5 متهمين في قضية هروب كارلوس غصن

إسطنبول/الشرق الأوسط/08 حزيران/2020

قال محامٍ إن قاضياً تركياً أمر، اليوم (الاثنين)، باستمرار حبس 5 متهمين في أولى جلسات محاكمتهم في قضية هروب الرئيس السابق لشركة نيسان كارلوس غصن من اليابان إلى لبنان مروراً بإسطنبول. وفي أوائل يناير (كانون الثاني) بعد وقت وجيز من الهروب، ألقيَ القبض على أحد مديري شركة «إم إن جي جيت» المشغلة للطائرات الخاصة، و4 طيارين، ووجهت لهم تهمة تهريب مهاجر، التي يبلغ الحد الأقصى لعقوبتها السجن 8 سنوات، بحسب ما نقلته وكالة رويترز للأنباء. وفي ذلك الوقت، قالت شركة «إم إن جي جيت» إن المدير المتهم تصرف دون علمها، وإنها أقامت دعوى بسبب الاستخدام غير القانوني لطائراتها. وقال المحامي محمد فاتح داناجي، وكيل المدير أوجان كوشيمين: «نتوقع براءة موكلنا في النهاية»، مضيفاً أنه لو ثبتت عليه التهمة، وصدر حكم بالحد الأقصى من العقوبة، فلن يمضي في السجن سوى فترة قصيرة.وفي أبريل (نيسان)، وافق البرلمان التركي على مشروع قانون يسمح بالإفراج عن عشرات الآلاف من السجناء للحد من التكدس في السجون وحماية المسجونين من فيروس كورونا. وستعقد الجلسة التالية في 3 يوليو (تموز). وقال غصن إنه هرب إلى لبنان تجنباً لما قال إنه نظام عدالة «زائف» في اليابان التي يواجه فيها اتهامات بجرائم مالية ينفي ارتكابها. وألقت الولايات المتحدة القبض في الشهر الماضي على رجلين بتهمة المساعدة في هروب غصن يوم 29 ديسمبر (كانون الأول). وقالت اليابان إنها تسعى لتسلم الرجلين من واشنطن.

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

الصحة العالمية»: وضع فيروس كورونا يزداد سوءاً في أنحاء العالم

جنيف: «الشرق الأوسط أونلاين»

اعتبرت منظمة الصحة العالمية، اليوم (الإثنين)، أن وضع فيروس «كورونا» المستجد يزداد سوءاً في أنحاء العالم، محذرة من التراخي في الإجراءات، حسب ما نقلته وكالة الصحافة الفرنسية.

وقال المدير العام للمنظمة تيدروس أدهانوم غبريسوس خلال مؤتمر صحافي عبر الإنترنت في جنيف: «رغم أن الوضع في طور التحسن في أوروبا، فإنه يزداد سوءاً عالمياً».

ودعا مدير منظمة الصحة العالمية الأشخاص الذين يشاركون في المظاهرات للاحتجاج على العنصرية إلى مراعاة الإجراءات الاحترازية لتجنب الإصابة بـ«كورونا»، وذلك بعد ارتفاع معدلات الإصابة إلى نحو غير مسبوق، وتسجيل 136 ألف إصابة جديدة خلال الساعات الـ24 الماضية.

وقال غبريسوس إن الوضع العالمي للفيروس يتفاقم، مع تسجيل أكثر من 100 ألف إصابة جديدة يومياً خلال تسعة من الأيام العشرة الأخيرة. وتم تسجيل الغالبية العظمى من حالات الإصابة الجديدة في دول بجنوب آسيا والأميركتين. وأكد مدير المنظمة أن «منظمة الصحة العالمية تدعم المساواة والحركة العالمية ضد العنصرية». وأضاف: «بقدر المستطاع، حافظ على مسافة متر على الأقل من الآخرين... ونظف يديك، وغطِ فمك أثناء السعال، وضع كمامة إذا كنت ستشارك في مظاهرة احتجاج».

 

إردوغان وترمب يتفقان على «مواصلة تعاونهما الوثيق» حول ليبيا

واشنطن/الشرق الأوسط/08 حزيران/2020

قالت الرئاسة التركية إن الرئيس رجب طيب إردوغان ونظيره الأميركي دونالد ترمب اتفقا في اتصال هاتفي اليوم (الاثنين) على «مواصلة تعاونهما الوثيق» حول ليبيا. وتساند أنقرة حكومة الوفاق الوطني الليبية المعترف بها من الأمم المتحدة، ودعمتها عسكرياً ضد المشير خليفة حفتر، قائد قوات الجيش الوطني الليبي، بحسب ما نقلته وكالة الصحافة الفرنسية. وقالت الرئاسة إن «الرئيسين اتفقا على مواصلة تعاونهما الوثيق لتعزيز السلم والاستقرار في ليبيا، جارة تركيا البحرية». ودعمت تركيا حكومة الوفاق الوطني بطائرات مسيّرة وأنظمة دفاع جوي، وزار رئيس حكومة الوفاق فائز السراج أنقرة الأسبوع الماضي، وقال إن قواته «عازمة» على السيطرة على كل البلاد. وانتقد وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو الشهر الماضي تدفق الأسلحة إلى ليبيا، ودعا إلى وقف لإطلاق النار خلال مكالمة هاتفية مع السراج.

 

اتهامات لقوات السراج بتدمير منشآت خاصة وعامة في ترهونة ووزارة الداخلية تحذر منتسبيها من «أعمال انتقامية»

القاهرة: جمال جوهر/الشرق الأوسط/08 حزيران/2020

اشتكى مواطنون من مدنية ترهونة، التي انتزعتها قوات «الوفاق» من «الجيش الوطني» الليبي، من وقوع اعتداءات على مواطنين، بالإضافة إلى حرق وتدمير طال منشآت عامة وخاصة، وسط عمليات نزوح محدودة باتجاه مدن شرق البلاد. واستبقت وزارة الداخلية التابعة لحكومة «الوفاق» بالتشديد على عناصرها بعدم التعرض للمواطنين، أو استغلال الفوضى الأمنية لارتكاب أي من المخلفات، متوعدة من يقدم على ذلك بأنه «سيكون عرضة للملاحقة الأمنية والقضائية مهما كانت صفته، تطبيقاً للقانون». وشوهدت مئات الأسر من ترهونة وهم يغادرون مدينهم في أوقات متفرقة خلال اليومين الماضين منذ أن دخلتها قوات «الوفاق»؛ حيث استقبل سكان مدينة الجفرة أعداداً من النازحين المتوجهين إلى المناطق الشرقية. ونقل مواطنون لوسائل إعلام محلية، أمس، أن قوات منسوبة لحكومة «الوفاق» فور دخولها البلاد اتجهت إلى نهب المحال والمتاجر والبحث عن مؤيدي ميليشيات «الكانيات» للثأر منهم، على ما قالوا إنها «جرائم قديمة» ارتكبتها الميليشيا التي كانت تتمركز بالمدينة وتدعم «الجيش الوطني»، لكن المحلل الليبي علي جماعة علي قال إن «الجرائم في ترهونة مهما كانت فظيعة لا تبرر استيفاء الحقوق باليد والانتقام وحرق الممتلكات، وذلك إذا كنا فعلاً نسعى لبناء دولة رشيدة». وأضاف علي، وهو مؤيد لقوات «الوفاق»: «يجب إدانة هذه الأفعال المشينة وتوثيقها ومحاكمة مقترفيها اليوم أو غداً»، مستدركاً: «إذا لم نفعل فإننا سندور في نفس دائرة الانتقام والانتقام المضاد مع كل تغيير لرياح القوة والسيطرة التي لن تنتهي ما لم نأخذ بحزم مسألة الأمن والعدل من خلال مؤسسات شرطية فاعلة»، قبل أن ينتهي قائلاً: «الشرعية المحترمة المُطاعة تبدأ بفرض الأمن العادل على الجميع». وتصاعدت ألسنة الدخان من متجر «الشقيقة» الشهير بترهونة، بعد أن تعرض للنهب؛ وأظهرت مقاطع «فيديو» عناصر موالية لـ«الوفاق» يستقلون مجنزرة حربية ضخمة وهي تقتحم أحد مداخل «المتجر» وتدمره وسط تهليل من عشرات العناصر المحيط بالمجنزرة، في أعقاب ذلك لوحظت النيران وهي تشتعل في جنباته، وسط اتهامات لقوات «الوفاق» التي اقتحمته. من جانبها، دعت وزارة الداخلية بحكومة «الوفاق» منتسبيها أن يكونوا مثالاً للحرص على تكذيب ما يسنده «العدو» لهم من كونهم مصدر الاختراقات الأمنية من استيلاء على أموال المواطنين والقيام بأعمال انتقامية، متوعدة من يجرؤ على ذلك بالملاحقة الأمنية والقضائية مهما كانت صفته وفقاً لقانون العقوبات العام وقانون العقوبات العسكري والتشريعات الأخرى وقرار المجلس الرئاسي بفرض حالة الطوارئ، والتي تغلظ العقوبة على مثل هذه الأفعال المرتكبة في حالة الحرب بالإعدام أو السجن المؤبد أو السجن وفق التكييف القانوني للفعل المرتكب. في السياق ذاته، دعت وزارة الخارجية بالحكومة المؤقتة في شرق البلاد المنظمات الدولية، إلى رصد كافة ما سمته بـ«الانتهاكات والجرائم التي ارتكبتها (الميليشيات) في هجومها الغادر على المدن والبلدات في غرب ليبيا»، إما عن طريق التواصل مباشرة مع المواطنين المتضررين، أو عبر البريد الإلكتروني. وتحدثت الوزارة في بيان أمس عن أن «عناصر الميليشيات ارتكبت جرائم في بعض المدن الليبية، وخاصة ترهونة وقصر بن غشير وأسبيعة وبعض البلدات الأخرى، يعاقب عليها القانون الدولي. وفور دخول قوات «الوفاق» اتجهت إلى سجن ترهونة، وأخرجت معتقلين قالت إن عناصر ميليشيات «الكانيات» خطفتهم عقاباً لهم على دعم قوات السراج. وأظهر مقطع فيديو رجلاً كهلاً وهو يحتضن نجله الذي حررته القوات باكياً فرحاً بشكل هستيري. و«الكانيات» نسبة إلى محسن خليفة الكاني، الذي قتل هو وشقيقه عبد العظيم في سبتمبر (أيلول) العام الماضي، بقصف طيران مسير بمحاور القتال بطرابلس.

 

بوتين يؤكد للسيسي دعم «إعلان القاهرة»

القاهرة: سوسن أبو حسين/الشرق الأوسط/08 حزيران/2020

أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، دعمه لإعلان القاهرة بشأن ليبيا. وأوضح المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية المصرية، أن الاتصال الهاتفي الذي جرى بين الرئيسين، اليوم (الإثنين)، تناول آخر تطورات القضية الليبية، واستعرض الرئيس المصري موقف مصر الاستراتيجي الثابت تجاه القضية الليبية، الذي جسدته مبادرة «إعلان القاهرة» تحت الرعاية المصرية لحل الأزمة في ليبيا، والمتسقة مع الجهود الدولية المتعددة ذات الصلة، لا سيما في ما يتعلق بالحفاظ على المؤسسات الوطنية الليبية، وتقويض التدخلات الأجنبية غير المشروعة في الشأن الليبي التي تساهم في تأجيج الأزمة، والانعكاسات السلبية لذلك على أمن الشرق الأوسط واستقراره. من جانبه، أشاد الرئيس الروسي بمبادرة «إعلان القاهرة»، من حيث توقيت طرحها، وإطارها الشامل الذي يقدم طرحاً متكاملاً وبنّاءً لتسوية الأزمة، الأمر الذي يمنح العملية السياسية في ليبيا قوة دفع، ويرسخ دور مصر كركيزة أساسية للأمن والاستقرار في محيطها الإقليمي ومنطقة الشرق الأوسط. وذكر المتحدث الرسمي أن الرئيسين تطرقا كذلك إلى عدد من الموضوعات المتعلقة بالعلاقات الثنائية، في ظل اتفاق الشراكة والتعاون الاستراتيجي الشامل بين الجانبين، ومنها مشروع محطة الضبعة النووية، والمنطقة الصناعية الروسية بمحور قناة السويس، وكذلك التعاون في مجال الأمن ومكافحة الإرهاب، وتم التوافق في هذا الخصوص على استئناف الزيارات المتبادلة بين كبار المسؤولين في البلدين عقب انحسار جائحة «كورونا».

 

اتفاق روسي ـ تركي على «دعم السلام» في ليبيا

موسكو دعت «الوفاق» إلى التجاوب مع «إعلان القاهرة»... وحديث عن تعزيزات استعداداً لـ«معركة سرت»

القاهرة: خالد محمود - موسكو/الشرق الأوسط/08 حزيران/2020

أعلنت موسكو أمس أن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف اتفق مع نظيره التركي مولود جاويش أوغلو على ضرورة تهيئة الظروف لعملية سلام في ليبيا، والإسراع بتعيين مبعوث أممي. وجاء هذا التطور الذي أوردته \الخارجية الروسية بعد يومين على المبادرة التي أطلقها الرئيس المصري عبد الفتاح السياسي من القاهرة وطرح خلالها خطة للسلام تشمل مفاوضات في جنيف وتشكيل مجلس رئاسي منتخب وحل الفصائل المسلحة وإخراج جميع المقاتلين الأجانب من ليبيا. وتزامن التوافق الروسي - التركي على دعم السلام في ليبيا، مع اتصال هاتفي جرى أمس بين الرئيس المصري ونظيره الروسي فلاديمير بوتين . وقال المتحدث باسم الرئاسة المصرية بسام راضي إن الرئيس السيسي استعرض خلال الاتصال موقف مصر الاستراتيجي الثابت تجاه القضية الليبية، والذي جسدته مبادرة «إعلان القاهرة» تحت الرعاية المصرية لحل الأزمة في ليبيا. وتابع المصدر أن الرئيس بوتين أشاد بمبادرة «إعلان القاهرة» من حيث توقيت طرحها، والإطار الشامل لها الذي يقدم طرحاً متكاملاً وبناءً لتسوية الأزمة. وكانت الخارجية الروسية قد عبرت أمس أيضاً عن أملها في رد حكومة «الوفاق» في طرابلس بسرعة، وبشكل بناء على المبادرة المصرية. ميدانيا، وفيما بدا تجاهلاً لـ{إعلان القاهرة»، حثّ فائز السراج، رئيس «حكومة الوفاق»، قواته على مواصلة القتال ضد قوات الجيش الوطني بقيادة المشير خليفة حفتر. وجرى رصد إرسال تعزيزات عسكرية للطرفين المتحاربين، فيما بدا استعدادا لـ{معركة سرت».

 

الإمارات تؤكد دعمها للمبادرة المصرية لوقف إطلاق النار في ليبيا

أبوظبي/الشرق الأوسط/08 حزيران/2020

أكّدت الإمارات دعمها المبادرة المصرية لوقف إطلاق النار في ليبيا. وقال وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية، أنور قرقاش، في تغريدة، اليوم الاثنين، إنّ المبادرة المصرية تسهم في تعزيز «الزخم العربي والدولي لوقف النار الفوري، وانسحاب القوات الأجنبية، والعودة إلى المسار السياسي». وأضاف: «لا يمكن إعادة عقارب الزمن إلى قرنٍ خلا عبر التدخل العسكري المفتوح وتجاهل الإرادة الدولية الداعمة للحل السياسي».وتدعو المبادرة التي أعلنها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أول من أمس (السبت) خلال استقباله المشير خليفة حفتر قائد «الجيش الوطني» الليبي وعقيلة صالح رئيس مجلس النواب الليبي، إلى «احترام كافة الجهود والمبادرات من خلال وقف إطلاق النار اعتباراً من الساعة السادسة صباح 8 يونيو (حزيران) 2020، وإلزام الجهات الأجنبية بإخراج المرتزقة الأجانب من كافة الأراضي الليبية». لكن قوات حكومة «الوفاق» أعلنت في المقابل إطلاق عملية عسكرية لاستعادة السيطرة على مدينة سرت على بعد 450 كلم شرق طرابلس. وأدّت المعارك على أبواب العاصمة منذ أبريل 2019 إلى سقوط أكثر من ألف قتيل ونزوح 140 ألفاً؛ بحسب الأمم المتحدة.

 

اجتماع ثلاثي بين مصر والسودان وإثيوبيا حول سد النهضة الثلاثاء

الخرطوم/الشرق الأوسط/08 حزيران/2020

أعلنت وزارة الري السودانية، اليوم (الاثنين)، أن اجتماعاً ثلاثياً لوزراء الري والموارد المائية في السودان وإثيوبيا ومصر سيعقد عبر الفيديو، غداً (الثلاثاء)، لمناقشة الخلافات حول سد النهضة الإثيوبي. وجاء في بيان للوزارة أن الاجتماع سيعقد «بحضور ثلاثة مراقبين من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وجنوب أفريقيا» لمناقشة «القضايا العالقة» في المفاوضات بين الدول الثلاث حول سد النهضة. وكانت المفاوضات قد توقفت في فبراير (شباط) الماضي إثر رفض إثيوبيا توقيع مسودة اتفاق أعدته الولايات المتحدة والبنك الدولي. ويأتي استئناف التفاوض بعد جهود بذلها رئيس الوزراء السوداني عبد الله حمدوك مع القاهرة وأديس أبابا من أجل الجلوس مجدداً حول طاولة المفاوضات، حسب ما ذكرته وكالة الصحافة الفرنسية. وبدأت إثيوبيا بناء السد الذي يثير مخاوف السودان ومصر بشأن ضمان حصتيهما من مياه النيل، عام 2011 في مشروع يكلف 6 مليارات دولار. ومنذ ذلك التاريخ، دخلت الدول الثلاث في مفاوضات للاتفاق على الحد من تأثير السد الإثيوبي على كل من السودان ومصر. وفي 12 مايو (أيار)، رفض السودان ومصر مقترحاً إثيوبياً بتوقيع اتفاق جزئي للبدء بملء بحيرة السد في يوليو (تموز) المقبل. ويخشى كل من السودان ومصر من أن يحتجز الخزان، الذي تبلغ طاقته الاستيعابية القصوى 74 مليار متر مكعب، إمدادات المياه الأساسية السنوية للنهر.

 

رفض حليف نتنياهو «الضمّ» يهدد الائتلاف

تل أبيب: نظير مجلي/الشرق الأوسط/08 حزيران/2020

قالت مصادر مقربة من حزب «كحول لفان»، إن رئيس الحزب، رئيس الحكومة البديل وزير الدفاع، بيني غانتس، ووزير الخارجية، غابي أشكنازي، أبلغا رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، تحفظات حزبهما على تنفيذ خطة ضم أراض فلسطينية في الضفة الغربية. وشددا على أن الطريقة التي تطرح بها، من دون حوار مع الفلسطينيين، ستلحق أضراراً بمصالح الدولة العبرية، مؤكدين بذلك على صحة الأنباء التي تقول إن الإدارة الأميركية تعيد النظر في مسألة الضم، من حيث طريقة التنفيذ، وموعده. ويهدد هذا الشرخ الائتلاف الذي نجح في تشكيل حكومة بعد 3 انتخابات على مدى أكثر من سنة، فشل فيها أي طرف في الحصول على أكثرية الأصوات. وتحدثت مصادر سياسية عن استدعاء نتنياهو لمستشاره الأميركي لشؤون الانتخابات، أهرون كلاين، ورأت في هذا التطور إشارة إلى أن نتنياهو عاد ليستعد لمعركة انتخابات قريبة يسيطر فيها بمفرده على الحكومة، أو على الأقل يهدد فيها حليفه.

 

انقسام عراقي عشية الحوار مع واشنطن/وزير الخارجية الجديد أكد إتمام الاستعدادات

الشرق الأوسط/08 حزيران/2020

أبلغ وزير الخارجية العراقي الجديد فؤاد حسين السفيرَ الأميركي ماثيو تولر، أمس، بأن بغداد جاهزة للحوار الاستراتيجي مع واشنطن الذي يفترض أن ينطلق غداً أو بعده. غير أن جهوزية بغداد بدت مبالغاً فيها في ظل انقسام عراقي على الحوار؛ يبدأ من أسماء الوفد المفاوض؛ بمن فيهم حسين نفسه، وينتهي إلى جدول الأعمال الذي تريد كل المكونات والأحزاب والأطراف والفصائل معرفته مسبقاً حتى تعطي رأيها فيه أو موافقتها عليه. وفيما يؤيد العرب السنّة والأكراد توصيف العلاقات بين بغداد وواشنطن بأنها علاقات «صداقة» و«استراتيجية»؛ فإن الأطراف الشيعية لا تشاطرهم هذه الرؤية. فبعض القوى الشيعية تؤيد إقامة علاقات «جيدة» مع الأميركيين، لكن أطرافاً أخرى تشترط انسحاب القوات الأميركية أو جدولة وجودها لإقامة علاقات الصداقة، في حين ترفض الفصائل المسلحة المقربة من إيران إقامة أي نوع من العلاقات مع الأميركيين. هذا التناقض في المواقف هو الذي يهيمن الآن على الجوّ السياسي العراقي عشية انطلاق الحوار. وفيما يعترض محمد الكربولي، النائب عن «تحالف القوى العراقية» بزعامة محمد الحلبوسي، على غياب السنّة من وفد التفاوض، فإن كثيراً من القوى الشيعية تبدو مشكلتها مع أسماء الوفد، فهذه الأسماء بعضها لم يُعلن، وآخرون يحملون جنسيات أجنبية.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

الفنانة القديرة ماجدة الرومي مجددا

الكولونيل شربل بركات/09 حزيران/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/87096/%d8%a7%d9%84%d9%83%d9%88%d9%84%d9%88%d9%86%d9%8a%d9%84-%d8%b4%d8%b1%d8%a8%d9%84-%d8%a8%d8%b1%d9%83%d8%a7%d8%aa-%d8%a7%d9%84%d9%81%d9%86%d8%a7%d9%86%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d9%82%d8%af%d9%8a%d8%b1%d8%a9/

تتصدر غلاف مجلة فوغ لهذا الشهر الفنانة القديرة ماجدة الرومي والتي لا تظهر كثيرا في الاعلام هذه المدة ومع ذلك فهي تسكن كفيروز والكبار ضمير اللبنانيين بدون أن تخدش صورتها الأقاويل وتجرح رصانتها كثرة التصنع. وقصتي مع ماجدة تبعد في الزمن إلى بدايات الحرب سنة 1976 يوم طلب منا أن ننتقل إلى ثكنة كفرشيما التي يوجد فيها الكومبيوتر الرئيسي لقيادة الجيش والذي كان من المحتمل خلال الأحداث تلك أن ينتبه له بعض اللصوص الكثر في تلك الأيام فيهاجمون الثكنة التي لا يوجد فيها أية حماية ويسكنها يومها ثلاث ضباط من سلاح الهندسة لا يمونون على أحد من أهالي البلدة ولا يمكنهم الدفاع عنها في حال تعرضها لمجموعة مصممة على مهاجمتها.

كنا لا نزال في المدرسة الحربية ولكننا كنا نقوم بمساندة الجبهات حيث يتطلب ذلك وكان الحماس والوطنية يدفعاننا للتوجه بدون سؤال إلى اي مكان معرض للسقوط. وقد سبق وأن طلب منا التوجه إلى الحدث لمساندة الرائد عون ابن حارة حريك الذي كان يتمركز قرب الريجي مع دبابة وملالة وعدد صغير من العناصر محاولا الدفاع عن الحدث حيث كانت المنطقة على طول طريق صيدا القديمة تعتبر ساقطة. ويتمركز الاشتراكيون في مدرسة الشويفات بينما بقيت صحراء الشويفات والعمروسية مناطق يتجول فيها جماعات الفلسطينيين. يومها ونحن متوجهين صوب الريجي إذا بمسؤول القوى النظامية في قسم كفرشيما يلاقي علينا قائلا بأن الرائد عون يطلب منا التوجه إلى بسابا لأنه ليس بحاجة للدعم وبسابا كادت أن تسقط تلك الليلة من جراء هجوم القوات المشتركة عليها.

غيرنا طريقنا وانتقلنا برفقة ابن كفرشيما الذي أوصلنا عبر التلال إلى قرب بسابا حيث بدت أول البيوت أمامنا وقال لنا أنا سأعود وعليكم ان تقتربوا من البيوت حيث تجدون المختار الذي بقي وحيدا في القرية. تقدمنا ومعنا فرقة من حراس الأرز على راسها كيروز وبعض الرفاق من التلامذة الضباط ووجدنا المختار وابنه وأحد أبناء حومال وكان مسؤول القوى النظامية فيها وقد أمضوا الليل كله ساهرين حيث ظهرت بضعة ألغام وضعت في وسط الطريق كانت كافية مع بنادقهم لتمنع دخول القوى المعادية في الليلة السابقة. فقد حاول بعض من رافق الملالة نزع الألغام فأمطروهم بالرصاص ما جعلهم يهربون. وكان خوف المختار أن يعودوا مجددا لمحاولة احتلال البلدة الفارغة من السكان.

كان أهل كفرشيما يحضرون أنفسهم للهرب يومها إذا ما سقطت بسابا لأن المنطقة خالية من مراكز دفاعية ولا يوجد سوى الملازم أول ليون مع أم 42 وسبع عسكريين يتمركزون في الدير بين بسابا وكفرشيما ولن يتمكنوا من صد اي هجوم كبير. من هنا كان لا بد لنا من الصمود في بسابا. وبالفعل بعد أسبوع من العمل في ترصين الأرض ونصب مراكز قتال حول البلدة بدأ الأهالي يعودون وهكذا وبعد اسبوع آخر تسلموا عملية الدفاع عن بسابا وبقي معهم أحد رفاقنا الضباط ليشرف على الدفاع عن القرية.

من هنا ولما رأى العقيد وهبة ما جرى معنا وتأثيره على أهالي كفرشيما طلب منا أن نأتي إلى كفرشيما لتدريب الأهالي على الدفاع ما يؤمن حماية الثكنة وقاعدة المعلوماتية التي يديرها.

وفور تمركزنا في الثكنة قمنا بانشأ غرفة عمليات مع الخرائط اللازمة وتوزعنا على شباب البلدة فقمت أنا بالاشراف على نمور الأحرار وجورج رفيقي بالاشراف على الكتائب. وكان الكتائب والأحرار كما في كافة الجبهات لا يمكن أن يتعاونوا. ومن هنا وبوجودنا حصل التنسيق لأول مرة والتدريب على الدفاع عن البلدة من خلال خطة عسكرية وضعناها وجعلناهم يقومون بالعمل كل حزب في جهة؛ فكان الأحرار بمقابل

كفرشيما بينما الكتائب باتجاه طريق صيدا. وهكذا في خلال بضعة أيام بدأت الأمور بالتحسن وأصبحت كفرسيما قلعة محصنة وعادت الثقة إلى الأهالي ولم يعد أحد يريد الهرب. لا بل اصبحت كفرشيما جبهة ثابتة من طريق صيدا القديمة إلى طريق بسابا محمية مع مجموعة متجانسة من الشباب المحلي القادرين على الدفاع عنها.

في هذا الجو وكنا أنا وجورج قد أصبحنا منظورين، رايت ماجدة الرومي التي كانت قد ظهرت سابقا في التلفزيون أثناء التنافس في استيديو الفن قبل بدء الأحداث. وكانت تبدو صبية مهضومة وبالطبع تريد التعرف على هؤلاء الضباط الصغار الذين شغلوا البلدة. وهي ككل الأهالي ساهمت بمساعدة شباب البلدة ما استطاعت كما كان يحدث في كافة المناطق.

ولكنني اعجبت ليس فقط بماجدة التي غنت لبنان من كل قلبها واشتهرت بعدها وانطلقت صوب المجد، ولكن تلك الماجدة التي حفظت لبنان في قلبها ودافعت عن صورته وعن حضارته وصلّت له بصوتها الملائكي. ولذا يوم رايتها في برنامج “خليك بالبيت” منذ أكثر من عشر سنوات لم يسعني إلا أن أكتب عن الفخر والاعجاب اللذين شعرت بهما وهذا ما قلته يومها:

ماجدة الرومي الساحرة البيضاء

الكولونيل شربل بركات/01 تموز/2009

أطلت علينا أمس النجمة اللبنانية السيدة ماجدة الرومي بكل البساطة وبكامل الأناقة التي لا يزيّفها الإغراق باللمعان ولا تطغى عليها كثرة الألوان المحشورة بدون تناسق…

في ذلك الجو العائلي ومن بيت حليم الرومي في كفرشيما الذي تربت فيه والذي زاده جمالا الدفئ الذي تنشره بسمتها وصراحتها وطلتها… استمعنا إلى نجمة بكل معنى الكلمة… نجمة مترفعة عن أوساخ هذا العالم الذي يُغلّف كل يوم بقشرة جديدة من التصنع والتحايل تمنعنا من تلمّس بساطة الحياة في من يشاركنا هذه الفترة من زمن الأرض التي تدور وتدور غير آبهة بمن يعتقد بأنه سيدها فهي رأت الملايين قبله تعبر وتزول ولا يبقى منها سوى ما يحبه الناس فيسعون إلى تخليده…

ماجدة أظهرت قوة الخير فينا وحدثتنا بكل بساطة عن طاقاتنا الكامنة في المحبة والجمال… حدثتنا عن الشعر، عن الفلسفة، وحدثتنا أيضا عن مفاهيمها للسياسة وخاصة في لبنان…

أعطتنا ماجدة أمس من خلال الحلقة التلفزيونية “خليك بالبيت”، الثقة بأننا لن نفقد الوطن الذي يحلم به اللبنانيون ولو تقلّب السياسيون في مذاهبهم ومصالحهم كيفما شاءوا ولو تشبثوا بالكراسي وفضلوها

على حب الناس ولو بدّلوا وجوههم وثيابهم وأقوالهم وما سموه بالمبادئ ألف مرة لأن الإحساس الواضح والطبيعي للبنانيين يبقى واحدا…

حدثتنا ماجدة عن الشهادة والشهداء الذين أثروا فيها وحملوا لبنان الذي نحب في قلوبهم حتى الموت وكدنا أن ننساهم في مرحلة التجاذبات السياسية والتقاتل على المناصب…

وحدثتنا عن الشعر والفن. وذكرتنا بكبار الشعراء التي أحبت من أمثال سعيد عقل ونزار قباني ومحمود درويش وفيكتور هيغو… هؤلاء الذين يلخصون أحيانا كثيرة نضال الشعوب ولكنهم أيضا يرون بوضوح، كما تعلمت أن ترى، مصالح الناس البسيطة أكثر بكثير من الشعارات القاتلة التي تكبّل من يدّعون القيادة فيتحجرون في أماكنهم ويتصلبون في مواقفهم دون أن يدركوا أن الزمن لا يستقر وأن الأجيال الجديدة تجذبها الحياة المتحركة، ربما في نملة تعمل مهما صغرت، أكثر من كل التماثيل الصامتة مهما عظمت…

من حق اللبنانيين أن يسعوا إلى السلام…” هي قالت. وهي على حق. “من حقهم بعد أن دفعوا خمسا وثلاثين سنة من الحروب أن يحلموا بالاستقرار، أن يبنوا للمستقبل، أن يلحقوا بركب الحضارة”… “كلمات ليست كالكلمات”… إنها الحقيقة الصارخة التي يطلقها اللبنانيون كلهم اليوم قبل الغد ليذكروا من يدعون القيادة بأن الأوطان لا تقوم على الحقد وأن الإنسان يجب أن يسعى للخير.

لم تخجل ماجدة أمس من أن تقول الحقيقة بصراحة وصدق. هي قالت كل ما يختلج في صدور اللبنانيين فليت من يجلس على الكراسي يملك الوقت للتأمل بهذه الكلمات…

تكلمت ماجدة التي لا تزال تملك لمحة الجمال الطبيعي ببساطتها المعهودة عن عمق الشعور البشري، عن لغة العيون، عن النظرة التي تدرك قبل أي مظهر آخر من هو الشخص المقابل. تكلمت في خضم هذه الفوضى من الأعمار والألوان وفي مسرحية الفحش العارمة عن قرار طبيعي يرفعها إلى مستوى أعلى من التشنجات التي ترافق من يتمسكون بالتفاصيل ويحاولون أن يوقفوا الحياة لا بل يسعون أحيانا إلى تغيير المظهر وتجديد الشباب… “أنا اعتزلت الغرام”… جملة مفيدة وصريحة ولا حاجة للتفسير. ولكنني لم أعتزل الحياة وسأحياها بكل فخر وسأصارع من أجل الحق والخير.

ماجدة التي كرمتها الجامعة الأميركية في بيروت بشهادة الدكتورا الفخرية تستحق بالفعل التكريم وتستحق أن يفخر لبنان بها لا بل كل ناطق بلغة الضاد لأن أمثالها يعكسون الخير الذي يسكن داخل هذه الشعوب ويظهرون بأنها قادرة على مجاراة الحضارة الإنسانية لا بل الإضافة عليها وليست فقط مصدر الحقد والتطرف والفوضى… ولكن ماجدة لخصت فلسفتها في آخر فقرة عندما سألت عن الصراع الذي تقول أنه أحيانا بين “قاتل ومقتول” فاختارت أن تكون القتيل لا القاتل إذا لم يكن هناك من مفر وهي عمق الفلسفة اللبنانية التي قامت على تقبل الآخر وتناسي الأحقاد والعبور من مراحل التقاتل إلى مرحلة البناء… فهل من يستمع؟…

 

هكذا تمّ دسّ القرار 1559 في حراك 6 حزيران!

علي الأمين/نداء الوطن/08 حزيران/2020

ينتقل “حزب الله” الى مرحلة التحكم بمفاصل الدولة ومصائر الناس، قد تُعد الأخطر ممارسة وأهدافاً. ولعل التلاعب بالأدلة السياسية والمذهبية والفتنوية في مسارح شيطنته الحراك والذي بلغ ذروته امس، لم يحقق له نظرية “الجريمة الكاملة” من ساحة الشهداء إلى عين الرمانة وصولاً إلى كورنيش المزرعة.

السحر انقلب على الساحر أمس، وضبط “حزب الله” بـ”الجرم المشهود” وهو يدس شعار القرار 1559 ونزع سلاحه في صفوف وعقول أدواته، التي كانت تخلو منها الساحات، وشن معارك “طواحين هواء” وهمية على المنتفضين لاستخدام مظلومية جوفاء ومحاولة بائسة لإفشال صرخة الجوع والقهر بوجهه وبوجه العهد والحكومة تهرباً من مسؤوليتهما.

ففي مشهد 6 حزيران إعلان ميداني لسقوط “الحجر السياسي” الذي سعت الحكومة ورعاتها الى فرضه تحت جنح جائحة الكورونا. استكمال عملية ازالة الخيم بقرار من وزارة الداخلية، بعد حرق بعضها في ساحة الشهداء وفي ساحة رياض الصلح، كان مؤشراً على استعجال الحكومة استثمار اجراءات مواجهة الجائحة، لانهاء مشهد ساحات الحراك الشعبي تماماً، بعدما كانت نجحت قبل ذلك، أحزاب السلطة وعسسها في انهاء بعض الساحات التي ترمز الى “انتفاضة تشرين”، من جل الديب الى النبطية وغيرهما ومحاولات فشلت نسبياً، في مناطق أخرى في صور وكفررمان وغيرهما.

نزل آلاف اللبنانيين الى ساحة الشهداء ليكسروا نهائياً الحجر السياسي، وليسقطوا كل القرارات التي تريد ابقاءهم في بيوتهم، بعيدين عن الشارع وساحات التغيير، والغاية التي دفعتهم الى الشارع هي التأكيد ان الشعب لا يمكن ان يهدأ، طالما ان شيئاً لم يتغير في سلوك السلطة، المحاصصة على حالها والفساد ايضاً، ما من مرتكب جرت محاكمته، ولا سياسات حكومية تخفف من وقع الأزمة الطاعنة في حياة اللبنانيين الى حدّ الانهيار الكامل لنظام عيشهم.

حجم التحريض على دعوات النزول الى وسط بيروت في 6 حزيران، لم يكن عفوياً، ولا يعبّر عنه الصاق تهمة انه تجمع للمطالبة بتنفيذ القرار الدولي رقم 1559، رغم ان البعض من مجموعات الحراك المحدودة يتبنى هذه الدعوة ولم يتوقف عن المطالبة بتنفيذه، وهذا ليس مطلباً مستجداً وهو لا يخلّ بالأهداف الثابتة التي لا تزال تجمع كامل طيف “انتفاضة تشرين”، وهو اسقاط الحكومة وتشكيل حكومة مستقلين والتمهيد لانتخابات نيابية مبكرة وتحرير القضاء واستقلاليته.

لم تكن التجمعات الحزبية للثنائي الشيعي على تخوم ساحة الشهداء عفوية، بل شديدة التنظيم، ثمة من يدير ويوجّه. وكان انتشار العناصر الحزبية المنظم لنقل الوقائع الى غرفة العمليات التي تدير هذه المجموعات، واضحاً لمن يتابع المشهد الميداني، على طول الطرق المؤدية الى وسط بيروت، خصوصاً عند تقاطع بشارة الخوري نزولاً الى وسط العاصمة.

لم يجد شعار “شيعة شيعة شيعة” الذي ينطلق من حناجر الذين تجمعوا عند تخوم جسر الرينغ، من يعترض عليه من منظمي هذه المجموعات وموجهيها، وهم كانوا قادرين على ضبطهم، طالما أن هذه المجموعات كانت تستجيب لتوجيهاتها بالتجمع، وفي التقدم وفي التراجع، وفي استدعاء الدعم وصولاً الى ارسال مجموعات للنزول الى ساحة الشهداء كما حصل امس من دون ان يحصل اي صدام.

فشل زرك الحراك في زاوية 1559

لقد تهاوت فكرة ان الجموع في وسط بيروت هي جموع مطالبة بتنفيذ القرار 1559، من حضر شخصياً لا يلحظ وجود ما يوحي بذلك، ولكن في الحد الادنى كان من الصعب ايجاد شعارات تطال هذا القرار، بل كان من اليسير رؤية المطالبة باسقاط حكومة حسان دياب، والمطالبة باستعادة المال المنهوب، والدعوة الى محاكمة الفاسدين، فيما الأعلام اللبنانية كانت وحدها ترفرف مرفوعة فوق هامات الجموع المحتشدة.

فشلت عملية وضع الحراك في زاوية القرار 1559، فانتقل المحرضون على التجمع الى مكان آخر، الى عين الرمانة في محاولة مكشوفة لخلق توتر طائفي والى كورنيش المزرعة لاستجرار توتر مذهبي، والغاية هي تخريب المشهد الذي شكل امتداداً لمشاهد انتفاضة تشرين.

“شيطنة” الحراك مستمرة وستستمر، من خلال محاولات استعادة ما طوته “انتفاضة تشرين”، عندما رمى اللبنانيون خلف ظهورهم لعبة السلطة الطائفية، وقرروا النزول الى الشارع كمواطنين لبنانيين متحدين في مواجهة سلطة النهب والمصادرة، لذا كانت محاولات استحضار خطوط التماس المذهبية والطائفية، هي الوسيلة الوحيدة لتحقيق امرين:

اولاً، القضاء على الانتفاضة التي وحدت اللبنانيين، تلك التي ادرجها امين عام “حزب الله” السيد حسن نصرالله في الخانة الاسرائيلية قبل اسابيع، من دون ان يطاول في اتهامه ايّاً ممن كان يدرجهم في السابق في خانة المتآمرين لا سيما (سعد الحريري ووليد جنبلاط وسمير جعجع) بل حصر التهمة بمجموعات الحراك.

ثانياً، حماية حكومة حسان دياب التي سيعني سقوطها فقدان “حزب الله” أداة سياسية هو من صنعها ويحميها ولا وظيفة لها سوى حمايته، وسقوط هذه الحكومة في نظر “الحزب” وحلفائه، هو دخول في مرحلة لا يريد الحزب الاقتراب منها، اي بدء الاصلاح وضرب نظام المحاصصة والفساد الذي يحتمي به.

سلاح المقاومة لم يكن هو من جمع المحتجين في ساحة الشهداء، لكن مطلب الدولة وتطبيق القانون كان جوهر التحرك، فيما كشف يوم السادس من حزيران هذا السلاح، في وظيفته الفعلية التي باتت تحول دون التغيير، ويمنع ضبط الحدود، ويدير مجموعات لا وظيفة لها الا استدعاء الفتنة من عين الرمانة الى الطريق الجديدة.

 

عين الرمانة ليست القصير!

طوني أبي/نداء الوطن/08 حزيران/2020

عنوان المقالة لا يهدف إلى الإستفزاز على الإطلاق، بل لإنعاش الذاكرة، ليس أكثر.

يُمكن لـ”حزب الله” أن يُبرّر بحجج واهية، مشاركته في الحرب السورية، واجتياح المدن والبلدات السورية، تنفيذاً للأوامر الإيرانية بالدفاع عن نظام بشار الأسد.

لكن على “حزب الله” أن يُدرك أن لبنان ليس سوريا، وأن المعادلات اللبنانية تختلف جذرياً عن المعادلات السورية. ففي السياسة، التقت المصالح الإيرانية مع المصلحة الإسرائيلية بإبقاء النظام السوري، الذي لطالما أمّن ويؤمّن خدمات جليلة لإسرائيل، وأولاها عدم إطلاق رصاصة واحدة باتّجاه الجولان المحتل. هكذا بقي معبر، أو معابر “حزب الله” بين لبنان وسوريا، سالكة وآمنة بعلم الإسرائيليين، باعتراف مسؤولي “الحزب”. وفي الوقت نفسه، قاتل “الحزب” في المعارك السورية بعناصره المُحترفين، في مقابل مجموعات غير محترفة بالمعنى الفعلي للكلمة، وغير مدرّبة وغير متجانسة.

في لبنان وحتى اليوم، خاض “حزب الله” داخلياً 3 معارك فعلية: الأولى في أواخر الثمانينات ضدّ حركة “أمل” في الضاحية الجنوبية وفي إقليم التفّاح، ولم يتمكّن من الإنتصار بالرغم من سماح “جيش لبنان الجنوبي” بانتقال مقاتلي “الحزب” بكامل أسلحتهم وعتادهم من البقاع الغربي إلى إقليم التفاح.

المعركة الثانية كانت في 7 أيار ضد تيار “المستقبل” وأهل بيروت، والتي حسمها “حزب الله” في ساعات قليلة للعوامل المعروفة، وفي طليعتها أن تيار”المستقبل” لم يُشارك يوماً في الحرب ولا مقاتلين لديه.

أما المعركة الثالثة فكانت محاولة اجتياح الجبل، حيث اصطدم بأبناء طائفة الموحّدين الدروز على مختلف انتماءاتهم الحزبية، وخسر “الحزب” هذه المعركة، وطالب بوقف إطلاق النار بعد محاصرة عناصر الاشتراكي مجموعة عسكرية كبرى لـ”حزب الله” في منطقة تومات نيحا، كذلك لم يستطع أن يحتّل أي نقطة أو مركز، ولا أن يُحقّق أي خرق، لا بل تعرّض لخسائر ومفاجآت غير سارة، من الشويفات إلى تلّة 888 وغيرها.

بهذا المعنى العسكري المباشر، لم يصطدم “حزب الله” يوماً بـ”القوات اللبنانية”، مع العلم بأن “القوات” سلّمت سلاحها منذ العام 1991، وباتت تعمل كحزب سياسي صافٍ بالمعنى الكامل للكلمة، لكن الإرث العسكري يبقى حاضراً، كما الخبرات التي اكتسبها رجالها، وحتى شبابها وطلابها يُولدون “مقاتلين بالفطرة”، بفعل تشبّثهم بالتاريخ الماروني الذي يحفر في وجدانهم كما حفر أجدادهم في صخور وادي قنوبين. ولم ينسَ “حزب الله” أبداً ما ظهر في وثائق “ويكيليكس”، يوم طلب رئيس “القوات” الدكتور سمير جعجع من السفيرة الأميركية في لبنان في فترة 7 أيار ميشال سيسون، تزويده بالسلاح، وأن لديه أكثر من 10 آلاف مقاتل جاهزون للمواجهة، ولم ينفِ جعجع الموضوع حين سُئل عنه بل أجاب: “إذا هاجمنا “حزب الله” ماذا تريدوننا أن نفعل؟ أنراشقه بالورود”؟!

في الخلاصة، وكما يُفاخر “حزب الله” بإقامة نوع من توازن الرعب مع إسرائيل، فإنه يُدرك جيداً أن ثمة توازنات داخلية قائمة في مواجهة لا تقلّ رعباً، وأن لا قُدرة له على تجاوزها، وخصوصاً أن تاريخ لبنان حافل بالدروس… فهل يتّعظ “الحزب” قبل فوات الأوان بأن عين الرمانة والأشرفية والشوف وغيرها من المناطق ليست القصير؟!

 

“القوات” لـ”الحزب”: هناك خطوط حمر وعين الرمانة جزء منها

 رولان خاطر/الجمهورية/08 حزيران/2020

طغى مشهد عين الرمانة – الشياح على كل مشهد 6 حزيران. أعاد مشهد خطوط التماس، ومصطلح العاصمتين، بيروت الغربية وبيروت الشرقية. وطرح تساؤلات حول دور الدولة أولاً واستطراداً دور الجيش والخوف من تكرار سيناريو الـ75، إلى تنامي دور «حزب الله» بشكل بات ينعكس خطراً على سلم الوطن والأمن السياسي والاجتماعي للناس، وعلى الأمن القومي والسيادي للبنان.

بالنسبة الى «القوات اللبنانية»، عين الرمانة هي قلعة الصمود، وهي في الحرب كانت باب الدخول إلى المنطقة الحرّة، ولا تزال.

من هنا، «ما حصل في عين الرمانة لا تتحمّله «القوات اللبنانية»، هذا ما تقوله مصادرها لـ«الجمهورية». والدليل انّ حادثاً أمنياً مماثلاً وقع في كورنيش المزرعة والطريق الجديدة. هذا يعني أنّ هناك طرفاً يستخدم لغة الاستفزاز عن سابق تصور وتصميم، بشعارات فئوية دينية مذهبية، منطلقاً من واقع عسكري وأمني «مُنتفخ». لذا، فإنّ من يتحمّل المسؤولية في حادث 6 حزيران، ليس عين الرمانة التي كانت في موقع الدفاع عن النفس، ولن تسمح لأيٍّ كان أن ينتهك كرامتها وكرامة الناس فيها. فكما في 13 نيسان 1975 كانت في موقع الدفاع عن النفس، هكذا في 6 حزيران 2020 كانت عين الرمانة في موقع الدفاع عن النفس».

وتضيف مصادر «القوات»: «هناك خطوط حمر ممنوع على أيّ طرف أن يتجاوزها، وعين الرمانة جزء من هذه الخطوط الحمر. على كلّ طرف أن يعلم أنّ هناك محرّمات وحُرمات ومقدسات ممنوع انتهاكها. لكن في الوقت نفسه، تبقى عين الرمانة تحت شرعية الدولة، وهي جزء لا يتجزأ من البيئة القواتية التي تناشد الدولة باستمرار أن تقوم بدورها وتمارس مسؤولياتها. لذلك، لن تقبل بأيّ استفزاز أو «يَستوطي حيطها» أحد، وإذا حاول أحد ان يوجّه رسائل من خلالها فستكون له بالمرصاد».

وتؤكد أنّ «عين الرمانة، هي التي أوضحت الرسالة لمَن يعنيهم الأمر، بعدم تجاوز حدودهم معها، وعدم انتهاك أعراض ناس في مناطق لها هوية سياسية واضحة. هو درس إضافي لـ»حزب الله» أنه ممنوع الاقتراب من عين الرمانة وعلى كل طرف أن يتحمّل مسؤوليته».

لكنّ الأكيد بالنسبة لـ«القوات» انّ ظروف 6 حزيران 2020 لا تشبه ظروف 13 نيسان 1975. لكن هذا لا يعني أنّ الأمور لا يمكن أن تنزلق باتجاه حروب صغيرة أو فوضى، خصوصاً أننا في صلب انهيار شامل في لبنان، إلّا انّ الظروف السياسية في الـ75 والقوى التي كانت موجودة مختلفة. فآنذاك، كانت هناك «الحركة الوطنية»، «الجبهة اللبنانية»، إنقسام مسيحي – إسلامي حول خيارات وطنية كبرى، ما أنتجه اتفاق القاهرة من تعبئة، فيما واقع اليوم مُغاير، بدليل أنّ ما حصل في عين الرمانة، حصل مثله في كورنيش المزرعة والطريق الجديدة. المسألة أخذت طابعاً مسيحياً شيعياً وسنياً شيعياً، لكن ليس بالشكل الذي كانت فيه في الـ75».

وتعتبر مصادر «القوات» أنّ «هذا الأمر يستدعي من الفرقاء كافة ان يضبطوا الواقع منعاً لأي استفزاز واستبعاداً لشارع مقابل شارع، خصوصاً اننا أمام انهيار كبير. فإذا كانت أسباب الحرب في العام 1975 سياسية بامتياز، فإنّ أسباب تسريع الفوضى اليوم هي الأزمة الاقتصادية والمالية، التي تخلق شعوراً بالقرف لدى الناس وبأنه لم يعد هناك من شيء ليخسروه. لذلك، لا يجب استغلال هذه الأوضاع للدفع باتجاه سقوط الدولة كلياً. من هنا، المطلوب من الدولة ان تكون حاسمة وحازمة بمنع أي احتكاك كالذي جرى في 6 حزيران، كما هناك مسؤولية على الأحزاب لتضبط شوارعها منعاً لأيّ انفلات أمني، لأنّ أحداً لا يُناسبه تكرار تجربة الـ75 فهي تجربة دمّرت البلد من دون الوصول الى النتيجة المتوخّاة، وما زلنا حتى اليوم نعيش مأساة انهيار لبنان بدليل انّ الدولة حتى اللحظة لم تستعد مقوماتها ودورها وسلطتها على كامل الأرض اللبنانية».

وتقول المصادر: «الدرس الأساسي للجميع أنه، في ظل الانهيار المالي والاقتصادي والوضع المتأزّم، يجب الابتعاد عن اي استفزازات غير قابلة للضبط. وما أمكَن ضبطه أمس، قد يصعب ضبطه في مرات مقبلة إذا تكرر».

واكدت المصادر أنّ «القوات» رهانها على الجيش أولاً وأخيراً، منوّهة بالدور المهم الذي أدّاه والقوى الأمنية في حادثة عين الرمانة والشياح، متمنية أن يستمر في تأدية الدور المطلوب منه حفاظاً على الاستقرار الأمني، الذي هو العامل الوحيد الذي لا زال يشكّل مظلة أمان في ظل انهيار سياسي نتيجة عدم الاتفاق السياسي، وفي ظلّ انهيار مالي نتيجة الوضعية المالية التي وصلنا اليها». وتعتبر المصادر: «لكل هذه الأسباب يجب حصر الخلاف في الملفات بعيداً عن أي طابع طائفي ومذهبي. يجب ان يكون كل التركيز على كيفية إنقاذ لبنان مالياً، فالانهيار المالي يصيب جميع الفئات، وهو عابر للطوائف والأحزاب ولكل المجموعات في لبنان والأفراد. يجب أن يكون التركيز على كيفية مواجهة هذا الانهيار، لأنّ الفشل في هذه المواجهة يعني أنّ لبنان يتّجه رويداً رويداً نحو الفوضى، والمطلوب حصر العناوين كما قال الدكتور سمير جعجع بعناوين معيشية ومطلبية وليس بعناوين سياسية، لأنّ العناوين السياسية تخدم «حزب الله» فتجعله يتحصّن داخل بيئته ويستنفر عبرها شارعه مقابل الشارع الآخر، فيما لا يستطيع أن يقوم ما يقوم به اليوم اذا حمل الشارع الآخر عناوين معيشية بعيدة عن عنوان السلاح».

وترى أنّ «الارباك الأكبر الذي أصاب «حزب الله» هو عندما رُفعت العناوين المعيشية في كل ساحات لبنان، وهو يريد ان يتخلّص من هذا الارباك لأنّ الضغط الشعبي سيؤدي في نهاية المطاف إلى كَف يد الأكثرية الحاكمة عن ممارسة سطوتها على مؤسسات الدولة بكل اتجاهاتها. من هنا، فإنّ من مصلحة «حزب الله» أن يجعل الأمور تذهب باتجاه التَسييس من أجل تجنّب الضغط الشعبي ومواصلة إمساكه بمؤسسات الدولة». لذلك، فإنّ السؤال المطروح: هل من مصلحة الثورة أن تنقسم تحت عنوان معيشي سياسي أم مصلحتها أن تبقى موحّدة تحت عنوان معيشي؟ من هنا، ترى «القوات اللبنانية» أنّ من مصلحة الثورة أن تبقى موحدة تحت عنوان معيشي، لأنّ هذا العنوان يتناسب مع طبيعة المرحلة ويشكّل السلاح الأقوى في وجه هذه الأكثرية من أجل رفع يدها عن السلطة القائمة في لبنان.

 

عين الرمانة ردَّت الهجمة… “الأمن السياسي” أولاً!

ألان سركيس/نداء الوطن/08 حزيران/2020

مرّت ساعات عصيبة على بيروت وبقية المناطق، فقد حُبست أنفاس البعض وقُطعت أنفاس البعض الآخر نتيجة التطورات الدراماتيكية التي حدثت بعد حراك يوم السبت.

كانت التقارير التي ترد إلى الأجهزة الأمنية من الأرض تتحدّث عن أن شيئاً ما يُحضّر، وأن كل المعطيات تدل على أن الأمور تذهب نحو منحى المواجهة، ولذلك اتخذ الجيش والقوى الأمنية الإحتياطات الضرورية، لمنع وصول الأمور الى ما وصلت اليه في ساحة الشهداء والطرق المحيطة بها وصولاً إلى جسر الرينغ. وكانت السيناريوات الامنية المتوقعة لتظاهرة السبت كالآتي:

السيناريو الأول والأضعف هو الإكتفاء بالتظاهر في ساحة الشهداء والحفاظ على سلمية التحرّك، ورفع المطالب المعيشيّة وحتى الشعارات التي تدعو إلى نزع سلاح “حزب الله” وتطبيق القرار 1559، من ثمّ إنتهاء التحرّك بسلمية.

السيناريو الثاني كان حدوث إشكالات داخل ساحة الشهداء بين المتظاهرين أنفسهم، لأن هناك فئة تطالب بنزع سلاح الميليشيات، وفئة أخرى تتألف من بعض الأحزاب والجماعات اليسارية وبعض الذين يدورون في فلك “حزب الله”، يرفضون هذا المطلب ويعتبرون أن الأولوية للمطالب المعيشية.

السيناريو الثالث هو حصول أعمال شغب وصدامات بين المتظاهرين والقوى الأمنية مثلما كان يحصل سابقاً، لذلك فإن حضور الجيش كان كثيفاً.

السيناريو الرابع هو وقوع إشكالات بين المتظاهرين الذين يطالبون بنزع سلاح “حزب الله” وجمهور هذا “الحزب”، وساحة هذه المواجهات جسر الرينغ، لذلك أخذ الجيش والقوى الأمنية كل الإحتياطات في هذه النقطة ونجحت في حصر الصدامات هناك. المفاجأة الكبرى حصلت في المكان غير المتوقّع، فبينما كانت الأنظار موجّهة إلى ساحة الشهداء ومحيطها، حاول شبان من الضاحية يهتفون “شيعة شيعة” الهجوم على عين الرمانة ودخولها من دون سبب، فيما كانت الأجواء مشحونة بعدما خرق قسم منهم التظاهرات وبدأوا الهتاف: “صهيوني صهيوني سمير جعجع صهيوني”، ما جعل الشارع المسيحي عموماً والقواتي خصوصاً يحتقن أكثر وأكثر، إلى أن أتت واقعة عين الرمانة.

صدّ أهالي عين الرمانة الهجمة، لتشتعل بعد وقت قليل جبهات عدّة وترتسم خطوط تماس قديمة – جديدة بين السنة والشيعة على خلفية شتم السيدة عائشة.

كل تلك التطورات قلبت حسابات محركي مهاجمي عين الرمانة رأساً على عقب، إذ فوجئوا بردّ الأهالي السريع وبالإلتفاف المسيحي، حتى ذهب البعض إلى القول إن “جس النبض” بذهنية 7 أيار فشل على الساحة المسيحية.

لا تُقلل الأجهزة الامنية من حجم الذي حصل، خصوصاً أن كل فريق سيدافع عن نفسه إذا دعت الحاجة، وما حصل في عين الرمانة أكبر دليل، وهي لا تزال تعتبر أنّ الأمن هو أمن سياسيّ في الدرجة الأولى، فمهما فعلت الأجهزة والإستقرار السياسي غائب فستبقى الأمور مشتعلة ولا يعرف أحد متى تشتعل.

وتتحضّر الأجهزة الأمنية للسيناريوات الأسوأ، إذ تشير بعض المعطيات الى قلاقل واضطرابات محتملة، لذلك تحاول أن تفعل ما وسعها للحفاظ على الأمن وعدم الإنجرار نحو الصدامات المتنقلة وخرق الخطوط الحمراء، التي قد تؤدّي بالبلاد إلى حروب طائفية ومذهبية متنقّلة.

وتقف الأجهزة الامنية مستعدةً لأي تطورات سلبية أخرى، لأن التوتر السني – الشيعي قابل للازدياد، خصوصاً أن قوى جديدة دخلت إلى الساحة ولا تهادن القوى الشيعية الموجودة وعلى رأسها “حزب الله”. وعبّرت قيادة الجيش عن حجم الكارثة التي كانت على وشك الحصول، إذ أكدت أن البلاد قد اجتازت السبت قطوعاً، كان من شأنه أن يجرنا إلى منزلق خطير، فما حصل كاد يطيح بالوحدة الوطنية ويمزق السلم الأهلي ويغذي الإنقسام.

ولا تعتبر قيادة الجيش أن ما حصل قد لا يتكرّر، فهي تحذر من مغبة الإنجرار وراء الفتنة، وتؤكد وجوب التعامل بمسؤولية ووعي وحكمة للحفاظ على السلم الأهلي، وصوناً للوحدة الوطنية ودرءاً للوقوع في أفخاخ الفتنة. كما تدعو المواطنين الى ضرورة وعي دقة المرحلة وخطورتها، وتشدد على التزام إلاجراءات الأمنية.

وأمام غياب الوعي لدى أحزاب السلطة ومحاولتها خرق الثورة لحرقها، يبقى الرهان على أن لا قرار دولياً بإشعال لبنان، بل السيناريو هو إبقاء الوضع على ما هو عليه حتى انتهاء الكباش الأميركي- الإيراني.

 

عين الرمانة… نقطة خطرة لا تحتمل الاحتكاكات

 نوال نصر /نداء الوطن/08 حزيران/2020

..وحصل في 6/‏6 ما توقّعه كثيرون. نزلوا بالعصي والحجارة وبكثير من “فائض القوة” لنسفِ تظاهرة الفقراء من بِكرةِ أبيها. نجحوا في “فرْط 6/‏6 وخسروا، في مطارح أخرى، خسائر عظيمة!

صديقة الصبيّة الشيعية الجميلة صبيّة مسيحية رائعة، كانتا تنويان تمضية يوم الأحد معاً، لكن حوادث الليل لم يستطع النهار محوها، ليس لأنها تحصل لأول مرة، بل لأنها، لأول مرة، تحصل في ظروف أحلاها مرّ. فقر وجوع وكورونا ومال مسروق وفساد وقهر وبطالة. وفوق كل هذا، نزل هاتفو ” شيعة شيعة” ليقولوا: “إذا فكرتوا تاخدو سلاحنا مناخد رواحكم وروسكم عن رقابكم”!

99 في المئة ممن نزلوا، أو كانوا يريدون النزول في 6/6، لم يفكروا بالسلاح غير الشرعي بل فكروا بمصائبهم المعيشية والإجتماعية والإقتصادية التي تزيد عن قدرة البشر على الإحتمال، لكن شاء من شاء أن يُبرز قضية السلاح على أنها وصمة عار في جبين كل مطالب! وراح يفتك يميناً ويساراً، بصبيانٍ، يظنون أن الله خلقهم وكسر كل القوالب. فنزلوا من الخندق الغميق ليتواجهوا مع شبان، ليس لديهم ما يخسرونه، بحجة أنهم شتموا فلاناً أو علاناً. وعادوا وهجموا على عين الرمانة هاتفين تلك الكلمة التي هي من مستغليها براء “شيعة شيعة”. وليست أوّل مرة يفعلون. فهل هذا من فيض القوة الذي ما عادوا يعرفون ما يفعلون به وفي وجه من ينفثونه؟

إذا عدنا بالذاكرة والأرشيف الى الوراء، الى 2011 و2015 و2016 و2017 و2019 وصولاً الى 2020 نلتقط مشاهد كثيرة من هذا النوع، هجم فيها الطرف نفسه على عين الرمانة المسيحية (في لغة الطوائف) وتضم “أعتى الشباب” وقاومت وسقت الأرض بدماء أكثر من 400 شهيد، فلماذا يلعبون دائماً معها؟ ألا يكفي كل الإطارات السوداء والبيضاء التي احتوت أجمل الوجوه في حربٍ لم يربح فيها أحد ولم يخسر أحد؟

مطالب الفقراء

هناك نقطة ثابتة للجيش اللبناني تفصل بين الميلين، لوقف “الهجوم” على عين الرمانة، كلما خطر في بال “شيعة شيعة” ذلك. ألا تتذكرون يوم استخدم برنامج “بسمات وطن” شخصية السيد حسن نصرالله مادة فيه، يومها تقاطر شبان من الضاحية نحو عين الرمانة والسوديكو ومونو هاتفين “الله نصرالله والضاحية كلها” وحرقوا الدواليب على طريق الشام.

وقبلها وقبل قبلها كما بعدها، استمرّت الإشكالات التي تنتهي بهجوم “شيعة شيعة” على منطقة عين الرمانة. ومعها كثير من الترهيب والوعيد. فهل كرامة أهالي عين الرمانة تسمح في كل مرة باعتبار ما حصل مجرد حادث وانتهى؟ هل ستنزل اليوم أمهات الشياح وعين الرمانة معلنات كما في 2019: ما في رصاص في ورد! فهل ما حصل في 6/6 في عين الرمانة وفي طريق الجديدة عارض ويمرّ؟

إبن حارة حريك (الشيعي) مؤسس “أمم للأبحاث والتوثيق” لقمان سليم كتب عن ذاكرة الحرب ويتابع كل التفاصيل ويقرأ في المشهد المتجدد قائلاً: هو أحمق من يقول أن ما جرى في 6/6 هو ابن ساعته أو وليد الصدفة. ما حدث أن هناك من سعى الى التذكير بأن موضوع السلاح “تابو” وإذا أشرتم إليه من بعيد أو من قريب فهو مستعد أن يفعل بلبنان ما حصل في سوريا وأن يعيد إحياء خطوط تماس أهلية باعتباره الطرف الأقوى عسكرياً القادر على حسم الأمر. ويضيف: أن يقف شبان ويصرخون “شيعة شيعة” لهو أمر ليس أقل “إباحية” من شتيمة رمز ديني أو الدخول الى عين الرمانة لتأديبها. ذاك الطرف مقتنع أنه قادر أن يقوم بمعجزات بالعصي والعضلات والهتاف بهذا الشعار. هتاف “شيعة شيعة” بات مفتاحاً الى ذاك الطرف للقول لكل الأطراف الآخرين الذين يعترضون على أمر أنه الآمر الناهي.

ما رأيناه في 6/6 جعلنا نطرح السؤال من جديد: هل ما نراه إيذان بأن الحرب لم تنته؟

يجزم لقمان سليم بأن الأرض تستمر، للأسف، خصبة أمام كل انواع الحرائق: “فماذا فعلنا منذ نهاية الحرب الأهلية كي نفكك آليات النزاع؟ لا خروج من الحرب الى السلام إلا عبر مطهر حلّ النزاع والعدالة الإنتقالية وهو ما لم يحصل. ويستطرد: لن يستطيع لا “حزب الله” ولا سواه أن يخرجوا القرار 1559 من التداول لذا علينا أن ننتظر مزيداً من الحديث عن القرارات الدولية كلها في الفترة المقبلة. وبالتالي، إذا نجح شباب الخندق الغميق والشياح بإسكات اللبنانيين فلن ينجحوا بذلك في مجلس الأمن”.

يعتقد سليم أن ما حصل على جبهة الشياح – عين الرمانة مقلق لكنه ليس بحجم ما حصل بين السنة والشيعة ويقول: لا يمكننا إختصار الكلام، لدى الحديث عن صراع شيعي- سني، حول خطوط تماس بين اللبنانيين. فما رأيناه وسمعناه من شتائم وتفاصيل ستعطي المسلم السني في سوريا وفي فلسطين وحتى في أندونيسيا أحقية الردّ على الشيعي وهذا خطير. وهو ما يجعل الصراع السني- الشيعي “ما فوق الوطني” ولا يمكن لأيّ كان أن يقول لمن هم خارج الوطن “لا يمكنكم الرد حول الشتائم التي أطلقت في حقّ السيدة عائشة”، وبالتالي حين نسترجع التاريخ ونتذكر حجم الدماء التي سالت بين الشيعة والسنة حول موضوع السيدة عائشة ندرك أننا دخلنا في دهليز سحيق. وهو ما يشير الى أن ما قاله الشباب في العلن هو ما يتردد همساً، عبر استخدام التاريخ والخيال، من أجل تقوية الوتر المذهبي العصبي. ما حصل في 6/6 قد يفتح الباب أمام دخول لاعبين غير لبنانيين على النقاش السياسي اللبناني وسيضطر من هم في الداخل الى الردّ على الشتائم كي لا يتهمهم المتطرفون بالتقصير. وبالتالي سنسمع كلاماً وردوداً متتالية خلال الأيام المقبلة من دار الإفتاء ومن القيادات السنية الواقعين بين شاقوفي ردّ تهمة التقصير وتخفيف العصبية المذهبية. أسوأ ما قد نمرّ به هو أن نسمع من يقول “قد نترحم حتى على أيام الحرب الأهلية”! فالحرب تأتي بالدولارات التي نحن في أمس الحاجة إليها لكن ما نحن ذاهبون إليه، حسب توقعات لقمان سليم، هو اضطراب أهلي بين الفقراء، أي الى حالة نزاعية دون الحرب مفاعيلها تشبه الحرب دون أن تكون حرباً.

هنا، قد تتكرس اللعبة أكثر بين أيدي “حزب الله” مالك الدولارات والسلاح.

هناك كثيرون يرددون اليوم، بينما هناك من يتسلى عبر “السوشيل ميديا” وفي الظنّ أنه قوي كفاية ليُقرر وينفذ ويأخذ البلاد والعباد حيث يشاء: نجنا من الأعظم. هنا، أمام مشهدية السبت نُكرر السؤال: هل يشعر الزعماء، تحت أي حجة، بما تقترفه أيديهم؟

يقول الدكتور في علم الإجتماع أحمد بعلبكي أن الحروب تبدأ بمناوشات تشد اللحمة العصبية وتقوي حال الإستنفار. وكلما اشتدت العصبية توثقت اللحمة. وكلما كان المجال فالتاً كان الزعيم أكثر ضعفاً وكلما اشتدّ استعراض القوى بين الجماعات سارع الزعيم الى ترسيخ الحدود. والزعامة تقوى حين تصبح قادرة على استنفار قواعدها في الظرف السياسي. إطمئنوا. الحرب تحتاج الى فريقين مسلحين، والفريق المسلح الوحيد يراهن على أن العالم مشغول عن لبنان، وبالتالي سيبقى السلاح في يد “حزب الله” وحده و”سيقبع رأس من يطالب بنزعه عن رقبته”.

أصبح من يطالب بالسلاح الشرعي وحده في لبنان عميلاً. وأصبح من يحملون السلاح “الآمرين الناهين”. وأصبحت الأحزاب القائمة تُرجئ فتح الموضوع لتأجيل المشكلة. لكن الأمر يكبر والبلاد باتت محشورة في عنق الزجاجة والكل في حالة إختناق سريرية وأتباع السلاح قالوها البارحة بصراحة: “سيبقى سلاحنا حتى ظهور المهدي”.

عين الرمانة لم تنم ليل السبت – الأحد. وأغنيات بشير ظلت تصدح طوال الليل. والعصبية، ليس في عين الرمانة وحدها، تظلّ تشتدّ. والعصبية قوقعة في حين أن المطلوب دولة فهل هذا كثير؟ هل قيام الدولة اللبنانية ضمن الممنوعات كما نزع السلاح كما “القيامة”؟ هل التقاء الشيعة والسنة والمسيحيين حول الدولة القوية من رابع المستحيلات؟ هل عودة الجميع الى مساحة الـ 10452 كيلومتراً مربعاً لن يكون في المدى المنظور؟

 

حكومة دياب في أيامها الأخيرة.. عودة الحريري اقتربت؟

مارك ضو/المدن/09 حزيران/2020

تعددت انكسارات الحكومة منذ وصولها. تضعضعت استقلاليتها عن أجندات الأحزاب التي أوصلتها، ثم فشلت في تقديم إصلاحات جدية خلال مئة يوم. فشلت في إقرار أي تعيينات، أو حتى إصدار حكم واحد ضد فاسد أو إيقاف عقود فاسدة. ثم انكسرت أمام الضغوط، فتراجعت عن قرار تجميد معمل سلعاتا، وانتهت بتسليم قطاع الاتصالات (ملك الدولة) إلى محاصصة حزبية، سيطرت بالكامل على مجالس الإدارة لشركتي الخليوي، التي تشكل الدخل الثالث لخزينة الدولة. انتهت الفرص وسقطت ورقة التين. هذه قراءة لما قد يحصل الآن.

استثمارات البترون

لطالما فضّل حزب الله وصول الرئيس سعد الحريري إلى رئاسة الحكومة، لأسباب عدة. أولها، لأنه قادر على ضبط الشارع السنّي، ولو بشكل أقل من ذي قبل. ثانياً، لأن علاقته الدولية أفعل من أي مرشح سنّي آخر، لفتح حوار وقنوات قد يحتاجها الحزب في استمرار إمساكه بلبنان، ريثما تنتهي ايران من مفاوضاتها العنيفة مع ترامب (أو المرشح بايدن في حال فوزه). ثالثاً، ليكون الحريري واجهة للصدام مع جبران باسيل، بدلاً من الاشتباك المباشر ما بين التيار الوطني الحر والقوى الشيعية، أولها حركة أمل، على نحو ما حدث حين حصلت مواجهة كاسحة ومباشرة مع حزب الله بسبب معمل سلعاتا، إذ أطلق جبران "أسودَ" ما لديه وآخرين للتهديد بالفيدرالية والخيانة العظمى والعشاءات مع السفيرة الأميركية. رابعاً، لأن الحريري إلى جانب الحزب يجعل من المستحيل إنشاء تحالف استراتيجي يستفيد من قانون قيصر، لينطلق في تصفيات عشوائية على كامل القوى الحليفة للنظام السوري في لبنان، ويشد الخناق على النظام الاسدي.

أما على مقلب جبران باسيل، فلن يسامح على محاولة تدمير معمل سلعاتا وإلغاء استثمارات يستفيد منها فريقه في البترون، تصل إلى مليار ونصف مليار دولار. وقد قلب الطاولة على الجميع لاستردادها. وعلى حسان دياب وحكومته دفع الثمن. كما أن دياب ووزراءه برهنوا أنهم ليسوا أهلاً للثقة والتنسيق، ربما لأن بعضهم وخصوصاً رئيس الحكومة بدأ يحسب حسابات بناء شعبية لمستقبل سياسي متخيّل مليء بالأوهام.

صحّة عون وصلاحياته

ولجبران "الاستراتيجي"، هذه الحادثة مرتبطة بخوف أكبر، وهي إصابة رئيس الجمهورية بأي حادث صحي قد تتحول عندها كل الصلاحيات الرئاسية إلى مجلس الوزراء برئاسة "الذي طعن التيار في الظهر". لذا، الأفضل عودة جبران باسيل شخصياً، ومعه فريقه الوزراي، بأكثرية وزارية إلى الحكومة، حتى إذا وقعت فاجعة خلو كرسي الرئاسة لأي سبب كان، تكون الصلاحيات بتحكّم جبران باسيل شخصياً. لذا طرح حكومة جديدة بسرعة، برئاسة سعد الحريري ومشاركة جبران باسيل قد تكون المخرج المطلوب لحماية مصالح باسيل والتيار للشهور والسنين المقبلة.

سعد جاهز

أحداث 6 حزيران المتفجرة بين الثوار والخندق، وبين الشياح وعين الرمانة، وبين بربور وطريق الجديدة، محاور ثلاثة انطلقت في ليلة واحدة. ولا يمكن لأحد الظن أنها كلها صدفة أو رد فعل لإهانة أو شتيمة أو شعارات. إنها الخطة المفتعلة لتحجيم أي حراك في الشارع وتأجيج الخوف الطائفي. هذا التسعير للأحقاد الطائفية والخوف من العنف يحقق هدفين: يضعف من المطالب الشعبية الغاضبة بسبب الاقتصاد ولو قليلاً. وثانياً، يبرز فشل هذه الحكومة التكنوقراطية غير الممثلة شعبياً، ويطرح المطالبة بعودة من لديه حضور في الشارع وسطوة عليه، إلى الحكم.

سعد الحريري المحجور سياسياً، وغير القادر على القيام بأي مبادرة، ولا يجد حليفاً واحداً، لا خارجياً ولا داخلياً، للمواجهة مع السلطة، لم يعد لديه خطاب سياسي أبعد من الـ" الهيلا هيلا هو". لذا، سيهرول مسرعاً إلى أي حكومة تطرح عليه، وبأي شروط، بضمانة حزب الله. وسيؤيده الرئيس برّي، لأنه بحاجة له لحماية شبكات مصالحه ضمن مؤسسات الدولة والعقود المربحة. وكذلك يحتاج إليه وليد جنبلاط برئاسة الحكومة، كي لا يستمر تآكل حصته في الدولة لصالح منافسيه الملتصقين بالعهد. إذاً، سعد جاهز، والحاضنة له مستعدة لإحاطته.

لمن الشارع؟

كل هذه المصالح تدل أنها مسألة وقت لا أكثر لتسريحة الشعر الأخيرة في السراي الحكومي للرئيس حسان دياب. وعودة المنظومة الحاكمة منذ الحرب الأهلية الى سدة القيادة المباشرة من دون أوهام التكنوقراطية وأحلام الإصلاح. تبقى قوة واحدة لديها من المصداقية والمصلحة في الوقوف بوجه هذا الاتجاه، وهي ثوار لبنان في المناطق أجمع. فهل يتمكنون من التحول لسد منيع بوجه هذا الاتجاه السياسي الجارف للعودة إلى الوراء، عبر احتلال الشارع مرة أخرى، والضغط على كل سياسي أينما وجد؟ أم أن الحالة الاقتصادية والخوف من العنف الطائفي، سيرعبان الجميع ويضفيان أجواء من الاستسلام والخنوع لقوى الأمر الواقع؟

 

سيناريو الفتنة يتكرّر بنجاح أكبر.. شعار السلاح ضرب المطالب الشعبية

مريم سيف الدين/نداء الوطن/08 حزيران/2020

عادت الإحتجاجات إلى وسط بيروت نهار أمس الأوّل، بعد غيبة قسرية فرضتها إجرءات التعبئة العامة. لكنّ النّهار الذي بدأ بمطالب معيشية انتهى بفتن حاول بضع مئات من مناصرين حزبيين إشعالها في أكثر من منطقة في بيروت، بهدف ضرب التحرّكات بذريعة رفض مطلب تسليم السّلاح، على الرّغم من تأكيد معظم المتظاهرين على أنّ الأولوية هي للمطالب المعيشية، وإن بات السّلاح يقف عائقاً بوجه تحقيقها. أمّا الجديد في تحرّكات السّبت، فكان مقاطعتها من قبل مجموعات يساريّة لطالما لازمت السّاحة، بذريعة رفضها المسّ بسلاح “حزب الله” وطرح مطلب نزعه. وإن فشل التحرّك في إعادة استنهاض الشّارع بالشكل الذي انتظره الدّاعون إليه، غير أنّه نجح في فرز المجموعات، وإظهار طبيعة علاقة بعضها بالمنظومة القائمة ومدى رغبتها بمواجهة حقيقية. كذلك أظهر أكثر من أيّ وقت مضى الحاجة إلى حدّ أدنى من التنسيق بين المجموعات التي باتت تتكفّل بضرب بعضها.

وبدا لافتاً منذ الصباح حجم استنفار بعض الشبان في الضاحية وفي المناطق المحاذية لوسط بيروت استعداداً للتظاهرة، على الرغم من استخفاف هؤلاء بالمتظاهرين والسخرية من طرح فكرة المطالبة بنزع سلاح الحزب. وفي حين كانت المجموعات الداعية للتحركات تحيّد هذا المطلب في خطاباتها، كانت جيوش الحزب الالكترونية تروّج عبر مواقع التّواصل الإجتماعي بأنّ مطلب الإنتفاضة هو تسليم السّلاح. ما دفع بشبان للتوجّه من الخندق الغميق وبشارة الخوري للاعتداء بالضرب على المتظاهرين، فعمل الجيش على التفريق بين الطرفين. وفي حين كانت الأنظار على ساحة الشّهداء، عملت مجموعة ثانية من مناصري الثّنائي على إشعال فتنة في منطقة عين الرمّانة. ما استدعى تدخّلاً سريعاً من الجيش اللبناني ونشر تعزيزات أمنية كثيفة وآليات عسكرية للعمل على تهدئة الوضع، بعدما قام أنصار الثنائي بالتجمّع عند مفرق عين الرمّانة للدخول إلى المنطقة بشكل عدواني، ما استدعى استنفار شبّان المنطقة واستعدّوا للتصدّي للمحاولة قبل تدخل الجيش. وتجدّدت مساء أمس هذه التوترات في المنطقة. محاولات إحياء الفتنة كمخرج لوأد المطالب الشعبية لم تنته عند هذا الحد. فانتهى السبت الطويل باشتباكات مسلحة في منطقة بربور بين مناصري الثّنائي ومجموعة استفزها نشر فيديو يظهر شباناً يشتمون فيه السيدة عائشة إحدى زوجات النبي محمد، وقيل إنّ المجموعة تابعة لبهاء الحريري.

سبعة”: مجلس ثوري

إذاً وعلى الرّغم من استعادة الشّارع شيئاً من حركته، غير أنّ المنتفضين وجدوا أنفسهم مجدّداً أمام تحدّي مواجهة مطالبهم بالفتنة. لكنّ السيناريو المكرر بدا هذه المرة أكثر نجاحاً، خصوصاً أنه جاء مسبوقاً بفتن داخل المجموعات وفي ما بينها. وفي حديث إلى “نداء الوطن” بدت غادة عيد، الأمينة العامة لحزب سبعة، محبطة من المشهد، وتعترف بأنها لامست حدود اليأس. فالمرحلة تتطلب اليوم الإعلان عن مجلس ثوري وفق عيد. “فالثوار ليسوا وحدهم على الأرض والسلطة تنجح في خلق حالة تشوّه الثورة. لم تنجح المجموعات بعد بالتوحد حول الآليات ولا حول رؤية مشتركة، ولا يمكن للثورة أن تستمرّ بأشباح. البلد انتهى ونحن بحاجة الى مغامرين يشكلون البديل الذي ينتظره جحيم الحكم”. ولا تعتبر عيد أن السلاح هو الذي يفشل التحركات، إذ تعتبر أن انتفاضة تشرين لم تفشل على الرغم من وجود السلاح. وإذ تؤكد ضرورة حسم مسألة سلاح الحزب، لكن عيد لا ترى الوقت مناسباً لهذا الطرح، إنما “عندما نحسم أمرنا ونصبح دولة قوية”.

“أنا خط أحمر”: جبهة سياسية

من جهته يلفت وضاح صادق، من مجموعة أنا خط أحمر، في اتصال مع “نداء الوطن” إلى أن الذين شغلوا الشارع نهار السبت هم حوالى 400 أو 500 شاب، بينما تظاهر الآلاف في ساحة الشهداء، “في بربور أيضاً لم يتجاوز عدد الذين افتعلوا المشاكل الـ300 هؤلاء يبرزون لكنهم ليسوا الأكثرية”. ويرى صادق أن التحرك استبق بإحدى أذكى الحملات لمدة أسبوعين، حيث جرى التحريض والتخوين عبر مواقع التواصل الإجتماعي. كما بقية المجموعات، يتبرأ صادق من مطلب نزع سلاح الحزب، ويعتبر أن هذا المطلب يحتاج لمفاوضات معقدة. ويلفت الناشط إلى أن طرح الموضوع استخدم لمنع مجموعات مؤيدة للأحزاب من المشاركة في التحرك. ويعترف صادق بارتكابهم كمجموعات لكثير من الأخطاء، وفي فكرة مشابهة لطرح عيد، يطرح تأسيس جبهة سياسية تتفق على الحد الأدنى، وتضع ورقة بالعناوين السياسية. “الثورة بحاجة إلى وقت لفرز وجوه جديدة، وهناك إحصاء يظهر أن 40% من الشيعة لا يعتبرون أن الثنائي يمثلهم. هؤلاء ليسوا بالضرورة مع الثورة لكنهم ينتظرون بديلاً”. ويشير صادق إلى أن “عناصر القوة الأمنية كما المتظاهرين يشعرون بفائض القوة الذي يشعر به المعتدون على المتظاهرين ما يدفعهم للتهاون معهم. فهناك شعور بفائض القوة هو الذي يسبب الحملة على السلاح، وهناك سلاح المقاومة وسلاح الشارع”.

اما مجموعة “لحقي” التي أصرت على إبراز المطالب المعيشية، فاعتبرت التحرك ناجحاً نسبة لما واجهه الثوار على الطريق من عوائق تمنع وصولهم إلى الساحة والفتن التي تعتمدها الأحزاب. وتقول وصول غنيم، من “لحقي” لـ”نداء الوطن” بأنّ لدى المجموعة موقفها من السلاح، لكنها لن تطرحه الآن. “حالياً لا نؤيد المطالبة بطرح مسألة السلاح، أولويتنا مطالب الناس وهمومها وسنواجه ما يجر للفتن”.

 

الطابور الخامس” يُستحضر مجدّداً والبحث عنه “لا يزال مستمرّاً”

ماجدة عازار/نداء الوطن/08 حزيران/2020

في كل مرة، وعند كل استحقاق شعبي وتحرّك مطلبي، يتكرّر السيناريو نفسه، ويُستحضر “الطابور الخامس” ليندسّ بين الثوار ويحرف الحراك عن مساره ويُغيّر بوصلة الاهداف، بعد أن يعيث دماراً وخراباً في الممتلكات، قبل أن ينسحب من الساحات. وجديد هذا الطابور تمثّل السبت في عزفه على الوتر الطائفي والمذهبي، واستحضار أجواء الحرب الأهلية والتعرّض للمعتقدات والرموز الدينية، والهدف واحد: إيقاظ الفتنة النائمة. صحيح ان القطوع مرّ، والمسؤولون استنفروا لاحتواء ما جرى، لكن من يضمن عدم تكرار المشهد عند كل مفصل ومحطة؟ وهل ستُكشف هوية هذا الطابور أم سيبقى البحث عن “راجح” مستمرّاً؟

عون لتغيير جذري

في هذا السياق، قال عضو تكتل “لبنان القوي” النائب آلان عون: “أيّاً كان حجم المُنزلقين ليلة السبت السوداء ومحدودية تمثيلهم، أو في ما لو كانوا طابوراً خامساً خارجاً عن السيطرة، فهذا لا يُلغي هشاشة الوحدة الوطنية وسرعة إشتعالها عند أول شرارة، وإن دلّ الأمر على شيء إنّما يدلّ على فشل يُضاف الى رصيد القوى السياسية كافّة بعد الفشل الإقتصادي والمالي والإجتماعي والمؤسساتي والنظامي الذي وصل اليه البلد. فتبيّن، أن كل المؤتمرات واللقاءات والحوارات والتوافقات بين الزعماء لم تكن كافية لمنع تفلّت غرائز فتنوية خطيرة كان يمكن أن تخرج عن سيطرة الجميع، ولكن بعيداً من الندب والحسرة، ما يهمّ هو أن يُحدث ما حصل صدمة كبيرة في نفوس وعقول وفكر القيّمين على القوى السياسية. وأولى العبر هي أن لبنان في ما وصل اليه من درك لم يعد يمكن السيطرة عليه بمعادلة “إذا زعيمي بخير، أنا بخير”، ولا بحسابات ومزاجيات قادة قوى وأحزاب أصبحوا بغربة فعلية عن الناس خارج دوائر البلاط الخاصة بهم. من دون التعميم او التخصيص، خلاص لبنان أصبح يمرّ بتغيير جذري، إما في الرؤوس، إما في عقليتهم، وكلاهما لم يحصل فعلياً رغم جرس إنذار 17 تشرين الأول، وطالما لم تحصل صدمة التغيير المطلوبة، سيبقى السجاد يُسحب من تحت أرجل الجميع تدريجياً”.

حواط: لحوار واستراتيجية دفاعية

واستعجل عضو تكتل “الجمهورية القوية” النائب زياد الحواط، رئيس الجمهورية الدعوة الى طاولة حوار لبحث الاستراتيجية الدفاعية وضرورة توحيد السلاح في اطار الشرعية اللبنانية. ورفض مقولة “وجود طابور خامس في تظاهرة السبت كما في سائر التظاهرات”، وقال “ما من طابور خامس انما طابور لا يريد جمهورية، بل يريد بقاء الدويلة أقوى من الدولة. والحديث عن طابور خامس هو لتغطية رفض فريق سياسي لبناني التخلي عن سلاحه لمصلحة الدولة”.واكد حواط ان “المشكلة ليست مشكلة طائفية ومذهبية بل مشكلة وطنية وسيادية ونقدية ومالية واقتصادية ومعيشية، وعدم استقلالية قضاء، ومكافحة فساد وفاسدين”. ورأى “أن المعركة ليست ضد الطائفة الشيعية بل ضد وجود سلاح خارج الشرعية اللبنانية”، وسأل :”من قال اننا لا نريد الشيعة في البلد؟ من تفوّه بهذه العبارة؟ الشيعة مكوّن اساسي وحريصون على جميع المقومات لكننا ضدّ وجود سلاح غير شرعي في يد “حزب الله” كما في يد أي طرف حتى لو كان طرفاً مسيحياً”.

وذكّر حواط بـ”أن السبب الأساسي للمشكلة هو اصطفاف “حزب الله” وتدخّله في صراعات المنطقة، ما استجلب حظراً دولياً على لبنان وعقوبات ومنع الدولار، وليس هو فقط من يدفع فاتورة مواقفه بل جميع اللبنانيين”. واعتبر “ان الثورة مواقف ومسلّمات المؤمنين بضرورة التغيير، ومكافحة السرقة والسمسرة، ووقوف كل مسؤول امام القانون شرط وجود قضاء عادل ونزيه، والثورة هي رفض حياة الذلّ والواقع الإقتصادي والمعيشي ورفض للطبقة التي أوصلت لبنان الى الانهيار وعزلته عن محيطه الخارجي”.

عبدالله: سلاحنا وحدتنا

وقال عضو “اللقاء الديموقراطي” النائب بلال عبد لله: “الطابور الخامس او الطوابير الخامسة موجودة دائما، واستحضارها أمر سهل في كل الساحات، وهناك من أراد ان يحوّل مسار انتفاضة 17 تشرين الى اجندات اخرى، وهناك من أراد أن يُجهض هذه الحركة، بمعنى ان هناك طوابير من كل الجهات، ولا نتحدّث هنا عن هذه التفاصيل بل عن مبدأ عام. فسلاحنا الأساسي هو وحدتنا الوطنية وتنظيم الخلاف حول المسائل الخلافية والتركيز أكثر على معالجة الوضع الاقتصادي والاجتماعي”. ورأى “ان ما شهده يوم السبت هو من نتائج تحميل وضع لبنان، بكل تعقيداته وضعفه وهشاشته، أزمات اضافية، ونبّه الى الانعكاسات الخطيرة لتحويل لبنان ساحة للصراع الإقليمي والدولي، ولهذا التحويل نتائج سلبية كبيرة ونتمنى على الجميع الانكباب على العمل لإخراج لبنان من ازمته الاقتصادية والمعيشية. وأكد حق التظاهر والتعبير وإيمانه به ايماناً مُطلقاً ولكن في اطار الواقعية السياسية”. وقال: “آن الاوان ليعي اللبنانيون مصلحتهم الأساسية والتي تكمن في وحدتهم الوطنية وتغليب ما هو مشترك بينهم”.سعيد: الرسالة واضحة

رئيس “لقاء سيدة الجبل” الدكتور فارس سعيد، وعشية الاجتماع الاستثنائي للقاء، أكد ان “الرسالة واضحة، وليس هناك من طابور خامس، فصانع الطابور الخامس هو “حزب الله”، الفاعل في لبنان والنافذ هو “حزب الله” ومن كاد يأخذ البلد الى حرب أهلية هو “حزب الله” والذي يريد ان يقول للبنانيين انه اذا ربطتم ازمتكم بسلاحي سأربط البلد بحرب اهلية، وهذا هو فخ للجميع وسنردّ عليه بمزيد من الوحدة الداخلية وبمزيد من التمسك بالدستور واتفاق الطائف وبمزيد من التمسك بقرارات الشرعية الدولية 1559 و1680 و1701 وقرار المحكمة الدولية 1757.

وقال سعيد: “ما حصل في بيروت ومناطق اخرى بالغ الخطورة ورسالة واضحة وجهها “حزب الله” الى اللبنانيين الذين ربطوا وللمرة الاولى، وبشجاعة لامتناهية، الأزمة المالية والاقتصادية بسلاحه”. واكد ان الحزب “جهد ومنذ 17 تشرين الاول لتأمين “الحوَل” السياسي، بمعنى ان يربط اللبنانيون ازمتهم السياسية والمالية والاقتصادية بالفساد وسوء الادارة وبالسياسة المالية لحاكم مصرف لبنان والمصارف، ويتجنّبوا ربطها بالسلاح بأي شكل، لكنهم ربطوها امس بالسلاح حتى ولو كانوا اقلية شجاعة انما اقلية نادت باسم جميع اللبنانيين. وعندما حصل هذا الامر في وسط بيروت ردّ “حزب الله” بالقول انه مستعد لتفجير البلد وأخذه الى حرب اهلية، في عين الرمانة مع المسيحيين، وفي الطريق الجديدة مع السنّة، وساعدت الدولة اللبنانية والسلطة بكل تراتبيتها، من رئيس الجمهورية وتصريحاته، الى رئيس الحكومة وغيابه الى رئيس مجلس النواب وعدم فعاليته، في ان ينزلق لبنان في هذا الاتجاه”.

الجماعة الإسلامية”: تطور خطير

ووصف رئيس المكتب السياسي لـ”الجماعة الإسلامية” في لبنان عماد الحوت ما حصل بانه “تطور خطير يؤشر الى امكان انفلات الشارع عن السيطرة في أي وقت، مع ما يشكل ذلك من خطورة على الواقع الأمني والاستقرار”، لكنه اكد ان احداث السبت “هي نتيجة لتراكم الشحن الطائفي والمذهبي الذي تمارسه الاحزاب والزعامات السياسية والتي تتمترس خلف المذاهب والطوائف لتأمين استمراريتها ومصالحها”. وقال: “مشهد الامس يؤكد هذه الممارسة لانه تم التعامل مع دعوة مجموعة من المواطنين لاستعادة الحراك المطلبي بعد الحجر الصحي من خلال عدة مراحل، بدأت بالتخوين ثم باصطناع صدامات مناطقية في اليوم السابق للحراك المركزي، والدفع بعدها لمواجهة جمهور في وجه جمهور، وعندما اقفل المتظاهرون الباب ذاتياً امام الاستثمار في طرح قرار 1559 كما كان يُشاع، لجأ المتضررون من الحراك من الاطراف المختلفة لاستخدام الشعارات الطائفية والمذهبية وافتعال أحداث امنية في أكثر من منطقة. كل هذا في محاولة لإخافة الناس من المشاركة في التحرّك المطلبي ولحرف التركيز عن هذا التحرّك الى مواجهات طائفية والتهويل بالحرب الاهلية”. ورأى الحوت ان ما حدث “يؤكد ان هناك حالة قلق واضحة عند القوى المتشاركة في السلطة من الحراك المطلبي الشعبي، لذلك اضطرت لأن تستخدم اساليب الاشاعات والاساليب الامنية والتخويف لمواجهة عودة هذا الحراك واشار الى انه ما زال هناك عدد من اللبنانيين ينساقون وراء الخطاب الطائفي والمذهبي علماً بأن رغيف الخبز وانقطاع الكهرباء والغلاء المعيشي لا تميز بين شارع وشارع وبين طائفة واخرى. وختم: واضح ان المناخ العام في لبنان بات رافضاً لهذه الممارسات وللوقوع في فخ الاستثمار السياسي وهذا ما ساعد على محاصرة تداعيات الاستفزازات، وهذا ايضاً يُبقي الامل بمستقبل غد أفضل نتيجة وعي المواطنين”.

 

الخائف من الموت… يموت من الخوف

 فارس سعيد/الجمهورية/08 حزيران/2020

منذ أن بدأت الازمة المالية – الاقتصادية تطلّ برأسها في لبنان، حاول «حزب الله» جاهداً وبكل الوسائل المتاحة، الفصل بين هذه الأزمة وسلاحه. فهو يعتبر أنّ اتهام سلاح ايران بالتسبّب بالأزمة المالية – الاقتصادية سيطيح مكانة ايران في المنطقة، وسيعطي لخصومها الإمكانية والحجج للاعتراض على سياساتها أكثر وأكثر. ولتأمين ذلك، قام بترتيب ما نسمّيه «حولاً سياسياً» – أي بمعنى- أنّه بعد نجاحه في بناء سلطة صديقة له، نجح في وضع سقفٍ لكل المعارضات، أكانت من طبيعة برلمانية أو من طبيعة شعبية. فربط اللبنانيون أزمتهم بالفساد، بسوء التدبير، بسوء الادارة، بالطائفية والمذهبية، بالمصارف، بحاكمية مصرف لبنان… إنما لم يتجرؤوا على ربط الأزمة المالية – الاقتصادية بالسلاح غير الشرعي. عندما تقدّمت المحادثات بين الحكومة اللبنانية ومصرف لبنان من جهة وصندوق النقد الدولي من جهة أخرى، وبعد أن تكشّف للرأي العام إصرار المجتمع الدولي على احترام لبنان لقرارات الشرعية الدولية، عاد إلى الواجهة موضوع الربط بين السلاح وبين الأزمة التي تعصف بالبلد. تجرّأت بالأمس مجموعة من الشابات والشباب وفي وسط بيروت، ليس في شارع سامي الصلح خلف قصر العدل أو ساحة ساسين أو ساحة النور، بل في ساحة الشهداء في وسط بيروت، حيث عدسات كل الصحافة العربية والعالمية التي وثّقت وشهدت على أنّ هناك مجموعة- صغيرة أو كبيرة، ليس هذا هو الموضوع- طالبت بتطبيق القرارات 1559، 1701 و1680 وربطت موضوع الأزمة المالية بموضوع السلاح.

هذا هو الحدث الذي أزعج «حزب الله» البارحة ودفعه إلى التلويح بإمكانية ضرب السلم الأهلي في لبنان. فافتعل الهجوم على عين الرمانة والهجوم على طريق الجديدة، للقول بأنّه قادر على إشعال حربٍ أهلية مع المسيحيين وحربٍ مذهبية مع السنّة.

الغريب في ما حدث هو استجابة اللبنانيين، أحزاباً ومجتمعاً أهلياً، لمشروع «حزب الله»! هناك من يقول «الخوف»، وهناك من يقول «التقدير»، وآخرون يقولون «البراغماتية» وقيل أيضاً «موازين القوى لا تسمح»، كل هذه الاعتبارات كانت قائمة خلال مرحلة الوصاية السورية على لبنان، لكنها سقطت كلّها حين أعلن «لقاء قرنة شهوان» بزعامة البطريرك صفير أمام اللبنانيين، أنّ أزمة لبنان الاقتصادية والسياسية والمعنوية وحتى المسيحية، هي أزمة وطنية وليست مسيحية أو سنّية أو شيعية. إذا لم يعد اللبنانيون إلى الأساس لن يكون هناك مخرج مما نحن نتخبّط فيه على كل الأصعدة. أي أنّه لا حلّ في لبنان إلّا بالجميع، ولا حلّ في لبنان إلّا للجميع، وإنّ موضوع إدارة الشأن الداخلي يحتاج إلى دولة، ووجود هذه الدولة يكون باحتكار السلاح وفقاً لقرارات الشرعية الدولية 1559، 1680 و1701 ووفقاً للدستور طبعاً، وباحترام الدستور ووثيقة الوفاق الوطني وكل القرارات الشرعية ذات الصلة.

 

الشتيمة بين جبران باسيل والسيدة عائشة

نديم قطيش/اساس ميديا/الثلاثاء 09 حزيران 2020

هيمنت شتيمة رئيس "التيار الوطني الحرّ" جبران باسيل على مشهد الثورة في موجتها الأولى. باتت الأغنية المخصّصة لشتمه بمثابة نشيد الثورة، والنكتة الأكثر رواجاً على مواقع التواصل الاجتماعي. أمس اتّخذت الشتيمة منحىً مختلفاً تماماً، مع شتم السيدة عائشة، زوجة نبي المسلمين محمد، ما كاد يؤدي إلى اقتتال سني شيعي سوريالي. لأسباب كثيرة باتت الشتيمة أكثر حضوراً في الخطاب السياسي، في لبنان كما في كلّ أنحاء العالم. يستعملها الرؤساء في حملاتهم السياسية والانتخابية، ويتبادلها الحزبيون والسياسيون عبر وسائل الإعلام التقليدية والحديثة وداخل قاعات البرلمانات أو مقارّ الحكومة. الرئيس المكسيسكي السابق، فيسينتي فوكس، سجّل شريطاً قصيراً وجّهه لدونالد ترامب، قال فيه: "We’re not paying for the fucking wall"، أي "لن نموّل بناء الجدار اللعين بين الدولتين"، والذي جعل منه ترامب مادة تسويق انتخابية خلال حملته المعادية للهجرة غير الشرعية، لا سيما من المكسيك. سريعاً صارت جملة الرئيس فوكس عنواناً للنضال الوطني المكسيكي ضدّ ما يراه البعض "فوقية" أميركية. وعندما سألته عن الشتيمة خلال لقاء في دبي، قال لي: "لقد كنتُ صادقاً".

للشتيمة قدرة هائلة بالفعل على نقل المشاعر والمواقف مباشرة ومن دون  توريات. تفاقم من قدرة مطلقها وألم متلقّيها. وحين يستخدمها السياسيون في عصر السوشال ميديا، فهم يبدون أكثر قرباً من الناس وأكثر صدقاً في التعبير عن رغبات الناخبين ومواقفهم ومشاعرهم. أما حين يطلقها المتظاهر في وجه السياسي الفاسد، فهو يعلن عن تمرّد عميق على توازن القوى بين الاثنين. فإذا كان الفساد ممارسة خارج القانون، فقد باتت الشتيمة التي تخالف القانون العام أيضاً أداةً للمساواة مع السياسي، ووقوفاً معه خارج دائرة القانون، بحيث إما يبقى الاثنان خارجها أو يعود الاثنان الى كنفها وكنف قواعدها.

والشتيمة سلوك عصبي له وظيفة نفسية في زيادة القدرة على تحمل الألم أو التعامل معه. يشتم من يهوي بالمطرقة خطأً على إصبعه، أو يضرب قدمه خطأً بقطعة أثاث أو حافة باب. يشتم المرء في السياسة لإنزال الألم بخصومه، ويشتم باليومي لتحمل ألم ما أصابه فجأة..

لا ضير في الشتيمة اذاً، وهي جزء من السلوك البشري الأقدم بأكثر مما قد يخطر للقارئ، حتى إن بعضها وُجد محفوراً على أعمدة رومانية!!

بكلّ هذه المعاني كانت شتيمة جبران باسيل طبيعية وجزءاً من سياق طبيعي للثورة. وسرعان ما باتت شتيمته تتجاوز شخصه إلى ما ينوب عنه هو من سياسة ومن طبقة سياسية.

وبكلّ هذه المعاني جاءت شتيمة السيدة عائشة خارج أيّ سياق طبيعي ومنطقي حتّى لمنطق الشتيمة في السياسة المعاصرة.

لنترك جانباً الفارق في المقامات بين سياسي معاصر وزوجة نبي المسلمين، وما يحفّ بموقع "أم المؤمنين" من غلالات قداسة. من شتم السيدة عائشة "ذاهل" بالكامل عن أنّه ينزل الأذى بفتية مثله، لا يملكون، كما لا يملك، أيّ شرط من شروط المستقبل المقبول

الاشتباك مع باسيل وما يمثّل، هو تجربة معاشة واشتباك راهن مع سياسي موجود بين من يشتمونه، ومع سياسات تمسّ معاشهم وحياتهم ومصالحهم الآنية. وهذا من مواصفات الشتيمة في الخطاب السياسي المعاصر.

أما أن يشتم فتيةٌ، زوجةَ الرسول، من دون أيّ صلة سياسية للتراث الإسلامي بالاشتباك السياسي الحاصل، فهذا ذروة السوريالية، ومستوىً غير مسبوق من القبلية السياسية حتّى في أعتى نماذج سياسات الهوية التي تزدهر مؤخراً في كلّ أصقاع العالم...

هو تعبير جنوني عن رغبة عمياء بإنزال الأذى والمهانة بثقافة وهوية مجموعة مقابلة، كلّ ذنبها أنّها عبّرت الآن هنا، عن حقّها بشروط سياسية لحياة أفضل. من شتم السيدة عائشة، لا يستعدي التاريخ في اشتباكه الآن مع خصومه، بل هو يعيش في التاريخ الذي استدعاه. وهذا العيش في التاريخ هو ما يفسّر ذهوله عن شروط الحاضر المزرية للآخرين وله، ما لم يكن له قبل الآخرين. العيش في ظلال ما يعتبره الشاتم مهانةً تاريخية خالصة، لا يعرف عن تفاصيلها سوى بعض من التاريخ الشفهي المتداول، مقروناً بقوّة معاصرة، ينتج أبشع أنواع التسلّط والعنف والاستنفار، الذي شهده اللبنانيون في الأيام القليلة الماضية...

من شتم السيدة عائشة "ذاهل" بالكامل عن أنّه ينزل الأذى بفتية مثله، لا يملكون، كما لا يملك، أيّ شرط من شروط المستقبل المقبول. الفارق بينه وبينهم أنّه يعيش في ظلال التاريخ الشفهي الفئوي لسيرة السيدة عائشة فيما يعيشون هم الآن هنا في ظلال دولار يتهيّأ للقفز نحو سقوف جديدة. يعيش هو في ماضٍ لا علاقة له بتفاصيله فيما يعيشون هم في حاضر ومستقبل يعرفون عنه كل ما يدعو للخوف والقلق واليأس.

 

رسالة حزب الله "الحربية": لا أحد "على السمع"..

محمد بركات/اساس ميديا/الثلاثاء 09 حزيران 2020

ليس مقنعاً بيان حزب الله. بيان شديد التهذيب، و"كلاسيكي"، لكن قبل هذا وذاك، هو بيان شكليّ، لا قيمة "تنفيذية" له. أي أنّه بيان "الواجب". وعلى الأرجح أنّه لم ولن يقنع أحداً، خصوصاً الجملة التي تحدّثت عن "حرمة التعرّض لزوجات الرسول"، بعدما "أفلت" الجراد المذهبي في وسط بيروت، ليعتدوا على المتظاهرين ويشتموا زوجة الرسول السيدة عائشة. كذلك كان بلا أيّ أثر بيان "المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى"، الذي أدان "أيّ إساءة لأي رمز ديني". لأنّه بيان يفتقد لأيّ قيمة ميدانية. فهو أتى بعد انتهاء "الحرب الصغيرة"، كتتويج وإعلان خاتمة للرسالة التي بعثتها "السلطة الشيعية" أمس.

فإذا كان حزب الله جادّاً في بيانه، ما عليه إلاّ أن يسلّم إلى القوى الأمنية باليد 50 شاباً ممن شتموا السيدة عائشة في الشارع، لإجراء المقتضى القضائي بحقّهم، ومحاكمتهم سريعاً، ليكونوا عبرةً لمن اعتبر، وليعرفوا أنّ اللعب بالأمن القومي، ومحاولة بثّ الفتنة، هو جرم يعاقب عليه القانون، قبل أن تتبرّأ منه الأحزاب ببيانات لا تساوي ثمن الحبر الذي طُبعت به.

حزب الله ليس جادّاً في بيانه، ولا "المجلس الشيعي"، فكلاهما يحميان من شتموا عائشة، والأرجح أنّ الحزب أرسلهم ليشتموها، وليقسّموا المتظاهرين، وليحوّلوا تظاهرة ضدّ الجوع وضدّ الحكومة وضدّ سلاحه (وثلاثتهم يصبّون عنده) إلى تظاهرات مذهبية تافهة مثل الشبّان الذين أرسلهم.

في الوقت نفسه، كان مناصرو "الثنائي الشيعي"، يطرقون باب عين الرمانة، ويحاولون الدخول بموكب دراجات نارية إلى قلب المنطقة القواتية، ليستفزّوا "مسيحيين" وتحديداً "موارنة"، بالتعرّض لرموزهم واجتياح شوارعهم. ووقع جرحى في الإشكال، وكاد يتطوّر إلى ما هو أكثر خطورةً.

كانت الرسالة المزدوجة واضحة من حزب الله، وهي ليست الأولى من هذا النوع. فقد استبقها قبل يومين توزيع فيديوات، بعضها قديم وبعضها حديث، عن مواكب بآلاف الدراجات النارية، باتت "سلاحاً" جديداً، في الحروب الصغيرة التي يديرها الحزب ضدّ المحتجّين اللبنانيين.

رسالة حزب الله هي التالية: "إذا فتحتم أفواهكم بالحديث عن سلاحنا، سنفتح عليكم الجبهات كلّها، في بيروت مع السنّة، وفي الضاحية مع الموارنة، وسنكون في أيّ مكان".

هي رسالة ترهيب، كالعادة، ولا مانع من استخدام أسلحة قذرة فيها، مثل شتم رموز دينية، لاستفزاز "الخصوم" كي يشتموا رموزه. لكنّ أحد الظرفاء علّق: "نحن لن نشتم السيدة فاطمة ولا الإمام علي ولا الحسن ولا الحسين. لا مشكلة بيننا وبينهم، سنشتم نصر الله، مشكلتنا معه، ومعه فقط".

وهكذا كان: ردّ شبّان من بيروت على كورنيش المزرعة، وتحديداً على بوابة "بربور" الشيعية الطابع، مقابل الطريق الجديدة، بأن شتموا نصر الله حصراً. في حين كان شاتمو عائشة يفضّلون، بشوارعيتهم الرخيصة، وفرط ذكوريتهم، المنقوصة، أن يقتصر الخلاف على شتم النساء، كأيّ خلاف بين غاضبَيْن تافهَيْن، ينتهي بشتم الأخت والأم. وأن يكون شتم "فاطمة" مقابل شتم "عائشة".

اليوم لا أحد "على السمع". الغرب والعرب سيتفرّجون على لبنان يحترق. البعض سيستمتع بالنار تأكل لبنان

لطالما راهن حزب الله على أنّ "الحرب" لعبته المفضّلة، واللعبة التي يتقنها أكثر من غيره، في الداخل، ويظنّ كذلك أنّه "الأفضل" فيها بالخارج. الحرب بالمعنى الأمني والعسكري. لكنّه لا يريد الاعتراف أنّ للحرب وجوهاً كثيرة هو الأضعف فيها، ليس أوّلها "الثقافي" الذي تحدّث عنه الأمين العام حسن نصر الله خلال مقابلته الأخيرة مع إذاعة "النور". وذلك ردّاً على سؤال حول المواجهة مع الولايات المتحدة، ليتجنّب "التهديد" الذي اعتاد إطلاقه، قبل بدء فرض العقوبات المالية. وليس آخر وجوه الحرب البعد "المالي"، الذي يعاني منه الحزب، وكل اللبنانيين، بسبب الحزب وقراراته وتدخّلاته في دنيا العرب، سلاحاً ومالاً وتحريضاً.

منذ أيام نقلت الزميلة نهلا نصرالدين عن مسؤول أمني مناطقي في حزب الله "فخره" بمعابر الحزب الثلاثة للمال والسلاح القادم من سوريا الى لبنان. في الوقت الذي يطالب فيه المجتمع الدولي بأسره بإغلاق المعابر غير الشرعية. ومع ذلك تجاهل الجميع دولياً هذا الإعلان. لذلك فمهما كانت رسالة حزب الله واضحة ، لن يقرأها  أحد حتى لو هدّد بإحراق لبنان، كما اعتاد دوماً، حين "يتغنّج" على العرب والغرب منذراً بضرب حلفائهم في لبنان. هكذا فعل في 7 أيّار 2008 ووجد العرب حاضرين ليفتحوا "ملحقاً" في قطر، لاتفاق "الطائف" الذي وُقّع في السعودية.

اليوم لا أحد "على السمع". الغرب والعرب سيتفرّجون على لبنان يحترق. البعض سيستمتع بالنار تأكل لبنان، "مربط خيام" حزب الله: حديقته الخلفية، حيث مستشفى الجرحى وخيام النساء والأطفال، والمدرسة والجامعة والمطار والمرفأ، ومركز التدريبات، وساحة إدارة الحرب الإعلامية.

لن يهرول أحد للملمة الحرب التي يهدّد بها حزب الله. لا همّ لديهم هنا بعد اليوم. الدولار قد يرتفع ليلامس 10 آلاف ليرة، وربما أكثر. وحزب الله، إذ يهدّد بالحلّ الشمشموني، بأن يحرق البلد "عليّ وعلى أعدائي"، سيسمع جملة واحدة: Good Luck. وسيحترق هو أوّلاً، بنار المذهبية، ثم ستحترق بيئته بنار الجوع المضاعف، حين تبدأ "الحرب" التي استعرض عيّنة منها يوم السبت 6 حزيران.  ثم سيحترق الجميع سياسياً في عيون الشوارع المذهبية كلّها، الاّ ان الحزب يكون  قد كشّر عن أنيابه كلّها، وبعدها قد يأتي الطوفان بشكل عقوبات أكثر قسوةً .

هذا هو السيناريو هذه المرّة. لا إعادة إعمار، ولا "دوحة" ولا من يطبطبون علينا.

رسالة حزب الله واضحة. لكن لا أحد سيقرأها. عليه أن يقبل أنّ قواعد اللعبة تغيّرت.

 

"السلاح دونه الدم"... معادلة "قويّة" لواقعٍ هشّ!

إيلي القصيفي/اساس ميديا/الثلاثاء 09 حزيران 2020

يعلم "حزب الله" علم اليقين أنّ عدد معارضيه من اللبنانيين أكبر بما لا قياس من عدد المتظاهرين الذين نزلوا إلى ساحة الشهداء السبت حاملين شعارات تطالب بنزع سلاحه وتطبيق القرار 1559. هذه الحقيقة تدفعه إلى المسارعة لشيطنة وضرب أيّ مبادرة سياسية أو شعبية تثير ملف سلاحه أيّا تكن خلفياتها، حتّى لو كانت وطنيّة بحت. فالأولوية السياسية لدى الحزب هي إبقاء ملف "السلاح غير الشرعي" خارج الضوء، ومنع تكوّن واتّساع أيّ وعاء شعبي أو سياسي يتناوله.

هذا ما يفسّر الاستنفار "الشعبي" والسياسي والإعلامي الذي قابل به الحزب الدعوات إلى التظاهر ضدّ سلاحه، بالرغم من علمه المسبق بالقدرة المحدودة لهذه الدعوات على التعبئة والحشد. إلّا أنّها على محدوديتها تعيد تظهير الانقسام حول سلاحه إلى الواجهة. وذلك في لحظة هو أحوج ما يكون فيها إلى تحييد سلاحه وإبقائه خارج التداول كما كانت عليه الحال في السنوات الماضية، وذلك لاعتبارات عدّة. أولها مخاوفه من تعميم الربط بين سلاحه والأزمة الاقتصادية والمالية الحاصلة، بينما يجاهد لتصوير نفسه منشغلاً في البحث عن حلول لتلك الأزمة التي يلقي أسبابها على "سياسات الثلاثين سنة الماضية". وثانيها أنّ ارتدادات سياسة "الضغوط القصوى" التي تتبعها أميركا ضدّ إيران باتت أقرب إلى حزب الله أكثر من أيّ وقت مضى مع دخول قانون "قيصر" الخاص بسوريا حيّز التنفيذ. وقد بدأت تبعاته بالظهور تباعاً مع الانهيار المتسارع لسعر صرف الليرة السورية، والذي ردّ المبعوث الأميركي لسوريا أحد أسبابه إلى "عدم قدرة النظام السوري على تبييض الأموال في المصارف اللبنانية التي تعاني هي أيضاً من أزمة". وهو ما يؤشر إلى ترابط الأزمتين السورية واللبنانية. كذلك فقد سبّب هذا القانون ارتباكاً لحكومة الرئيس حسّان دياب بعدما أثار مجرّد طرحه على طاولة مجلس الوزراء ارتياب الحزب وهواجسه.

لذلك بدا "حزب الله"، السبت الماضي، مستعداً لاستخدام شتّى الوسائل، لمنع مرور التظاهرة "المحدودة" ضدّ سلاحه على خير. وقد رُفعت جاهزية مناصريه في الأحياء المحاذية لساحة الشهداء بعد أن كانت وسائل إعلامه وجيوشه الإلكترونية قد مارست طقوس التعبئة والتي بات "جمهور المقاومة" يتفاعل معها بسرعة. كما طُرح شعار "سلاحنا دونه الدم" الذي يعدّ نسخة منقّحة عن شعار "السلاح دفاعاً عن السلاح" الذي رفعه الأمين العام لـ "حزب الله" في أحداث 7 أيار 2007. هذا فضلاً عن نشر فيديوهات ساخرة على مواقع التواصل الاجتماعي تظهر أنصاراً للحزب يعرضون أسلحتهم الرشاشة والصاروخية قائلين إنّهم يستعدّون لتسليمها للدولة. كلّ ذلك كان كافياً للدلالة على الموقف الحقيقي للحزب: لن نسمح بعودة سلاحنا بنداً للنقاش والتداول في لبنان.

مرّ السبت. لكنّ انقضاءه خلّف وقائع خطيرة، أولها عودة ارتسام مشهد الفتنة السنّية – الشيعية بين كورنيش المزرعة وبربور، كما مشهد خطوط تماس الحرب الأهلية بين المسيحيين والشيعة في الشيّاح وعين الرمانة. وثانيها أنّ مجريات ذلك اليوم الطويل طرحت أسئلة حول ملامح المرحلة المقبلة، وما إذا كانت أحداثه قابلة للتكرار وعلى نحوٍ أوسع، في ظلّ تفاقم الأزمة الاقتصادية التي تولّد  احتقانات اجتماعية حادّة يمكن استغلالها سياسياً على وقع إعادة خلط الأوراق السياسية العسكرية في المنطقة.

لقد استطاع "حزب الله" السبت، إعادة رسم خط أحمر حول سلاحه، تماماً كما فعل في 7 أيار 2007، لكن هذه المرّة بكلفة أقلّ. أي أنّه أعاد تثبيت معادلة: "السلاح أو الفتنة" و/أو "السلاح أو الحرب الأهلية". تلك الحرب التي أكّد السيّد حسن نصرالله في مقابلته التلفزيونية الأخيرة أنّها بمثابة "فوبيا". وهو إذ يعلم أنّ حرباً كهذه منعدمة الشروط راهناً، لاسيّما أنّ حزب الله هو الجهة الوحيدة التي تمتلك ديمومة أدواتها العسكرية والتعبوية والمالية، فإنّ طرحها على هذا النحو لا يعدو كونه تذكيراً من قبل الحزب بقدرته على هزم خصومه. أي أنّ طرحها يندرج في إطار سعي "حزب الله" الدؤوب لتدجين اللعبة السياسية وإبقائها تحت سقوف معيّنة، بما يتيح له تأمين استمرارية شبكة الأمان السياسيّة حول سلاحه. تماماً كما حصل السبت الماضي لمجرّد مسارعة القوى السياسيّة، والمرجعيات الدينية المعنية – مدفوعة بهواجس وطنية محقّة – إلى المطالبة بدرء الفتنة. فهل تيار "المستقبل" الذي يبرّد مع الحزب في وارد التصعيد بوجهه في كورنيش المزرعة؟ وهل "القوات اللبنانية" التي لا تني تتبادل الرسائل الإيجابية مع الحزب مستعدّة للاشتباك معه في عين الرمانة؟ طبعاً لا. و"حزب الله" يعلم ذلك جيداً ويتصرّف على هذا الأساس.

كلّ ذلك يؤكّد أنّ شبكة الأمان حول سلاح "حزب الله" هي في الواقع شبكة هشّة ومصطنعة، ما دام الوعاء السياسي الذي تتكوّن فيه من الطينة نفسها

نجح حزب الله إذاً في إعادة إنتاج الستاتيكو الحالي والقائم على معادلة: "السلاح مقابل الاستقرار". لكنّ ذلك لا يلغي الانقسام الفعلي حول سلاحه. ولا يحلّ الأزمة الاقتصادية الاجتماعية المتفاقمة التي تعجز التركيبة الحاكمة عن إيجاد حلول سريعة لها في ظلّ التبعات اللبنانية للمواجهة الأميركية الإيرانية والتي يشكّل سلاح حزب الله أحد عناوينها. أي إنّ الستاتيكو الذي يريد حزب الله الحفاظ عليه هو ستاتيكو مأزوم، ومعضلته الأساسيّة أن الحزب يرفض أيّ محاولة لتجاوزه إلا وفق شروطه السياسية والأمنية. أي إنّه يريد الإبقاء على حالة الاختلال وانعدام التوازن في الحياة السياسية، التي بشّرت بها التسوية الرئاسية في العام 2016، ثمّ  كرّستها التركيبة الحكومية الحالية. كلّ ذلك يؤكّد أنّ شبكة الأمان حول سلاح "حزب الله" هي في الواقع شبكة هشّة ومصطنعة، ما دام الوعاء السياسي الذي تتكوّن فيه من الطينة نفسها. إلّا أنّ الحزب لا يزال حتّى اللحظة يشعر بأنّ الاصطناع والهشاشة هذين مفيدان له، ولو على حساب تأمين الشروط الحقيقية للاستقرار السياسي والأمني والمنوطة بإعادة حدّ أدنى من التوازن إلى الحياة السياسية والنقاش السياسي بما في ذلك النقاش حول سلاح "حزب الله". عوض أن ينحدر هذا النقاش إلى الشارع كما حصل السبت الماضي. إلّا إذا كان  الحزب يريد من رسائل يوم السبت الإعلان أنّها المرّة الأخيرة التي يسمح فيها بطرح سلاحه على طاولة النقاش السياسي. وهو ما لا تنفيه الوقائع أصلاً!

 

بكركي والمختارة لتجديد "الصيغة".. وبرّي يفتح الطريق للحريري

منير الربيع/المدن/09 حزيران/2020

أرخى جو التوتر في وسط بيروت، وبين بربور والطريق الجديدة، والشياح وعين الرمانة، جواً مذهبياً محتقناً وتوتراً أمنياً استفاقت معه شياطين خوف الطوائف وما يستتبعه.

بكركي- المختارة

حصل ذلك بعد مؤشرات إلى معارك الطوائف حول الصيغة السياسية، والصراع على مناطق جغرافية. وطرح الفيدرالية أو اللامركزية الموسعة، قابله ردّ من المفتي أحمد قبلان بإسقاط الصيغة، تزامناً مع إشكالات في بلدة لاسا. وما جرى في الأيام الماضية، تتويجاً لكل هذا التشنج الذي أصبح لا بد من لجمه. فسقوط الصيغة في هذه المرحلة، آثاره هائلة على لبنان وعلى القوى السياسية المختلفة. لذا، صار لا بد من أن تستعيد القوى التقليدية دورها. أما مركزية هذه القوى التقليدية والتاريخية في لبنان، فهي بكركي والمختارة. وتلك عودة إلى أزمان كثيرة مرّت، يتحرك فيها جبل لبنان الجنوبي وجبل لبنان الشمالي للعودة إلى الوحدة ومجانبة الخطر. تحركت بكركي باتجاه رفض الكلام عن تغيير الصيغة وإسقاطها أو تعديلها، فدعت إلى تطبيق الدستور وتحصينه، إضافة إلى فتح القنوات السياسية لإرساء تهدئة مذهبية وطائفية وجغرافية، عبر عقد لقاءات للمصالحة. وتحرّكت المختارة على خطّ سياسي مقابل، فكانت حركة وليد جنبلاط التي بدأت باكراً في لقائه مع رئيس الجمهورية، واستكملها مع الرئيسين نبيه بري وسعد الحريري، وربما ستتوسع في الأيام المقبلة لتشمل كل القوى السياسية.

تعويم الحريري

ثمة صورة ثابتة في عقول اللبنانيين: عندما يتحرك وليد جنبلاط سياسياً، لا بد من رصد تحركه لاستشراف الوجهة التي تذهب إليها الأمور. وتلك الصورة ظهرت واضحة في تحركه باتجاه عين التينة، قبل وقت قصير من استقباله سعد الحريري في كليمنصو.

وكثرت التحليلات حول ما تنطوي عليه حركة جنبلاط. وطرحت أسئلة كثيرة حول موعد سقوط الحكومة، وعودة الحريري إلى الرئاسة الثالثة. فالجميع بحاجة إليه، خصوصاً بعد هذا التوتر المذهبي الذي شهدته مناطق متفرقة. وعلى قاعدة أنه لا بد من تمرير هذه المرحلة الحرجة بوجود الحريري بما يمثله. وطالما أن الطرف الشيعي الأقوى ممثل في السلطة، والطرف المسيحي الأقوى هو من طبق هذه القاعدة، لا يمكن استثناء السنّة منها.

حكومة السقوط

لا يبدو جنبلاط مهتماً بكل هذه التفاصيل. هو يؤكد دوماً تفكيره بما هو أكبر وأخطر من ذلك. وهذا ما أكده بعد لقائه برّي حول المفاوضات مع صندوق النقد الدولي، للحصول على مساعدات. فمن دونها سينهار لبنان، والناس تبحث عن طعام ولا بد من مواجهة المجاعة. يترافق هذا التفكير، مع فكرة أساسية: إرساء الأمن ومنع الفوضى، كما حصل يوم السبت في بيروت. لا حاجة لمواجهة الحكومة أو إسقاطها، فهي تُسقط نفسها بنفسها، ومكوناتها تسدد إليها الضربات القاتلة. فلا داعي لمقاتلتها ولا وقت لذلك. اللقاء بين برّي وجنبلاط تركز حول لجم أي توتر مذهبي. خصوصاً أن مشهد السبت كاد يفجر الوضع في لبنان. والحاجة إلى لملمة هذه الفوضى، تشكل دفعاً جديداً للقوى السياسية على اختلافاتها، فيما تغيَّر مسار التحركات التي شهدها لبنان في 17 تشرين. وهذا يفيد القوى السياسية أيضاً. لأن الثورة تفقد زخمها، والناس تنكفئ عنها بعد التضارب في الطروحات والأهداف والشعارات. ومنع تفشي الفوضى المذهبية، يحتّم التنسيق مع السنّة الذين يجدون أنفسهم محبطين. ولذلك لا بد من التواصل مع الحريري، وتعزيز العلاقة معه في هذه المرحلة، بعيداً عن البحث في تغيير الحكومة، التي قد تسقط بحكم التطورات والأوضاع الراهنة. لكن الأهم هو تحضير بديل، وخصوصاً أن تجربة الحكومة الحالية أثبتت ندم كل القوى، بما فيهم من تحمسوا لها في البداية.

لملمة السُّنّة

كان اللقاء بين برّي وجنبلاط حول وجوب دعم الحريري ومساندته. وهذا ما تركزت عليه مباحثات كليمنصور بين رئيس الاشتراكي ورئيس المستقبل، الذي أكد أنه في طور اتخاذ قرارات جذرية وإصلاحية، لإعادة ترتيب بيته الداخلي، وسد منافذ التشتت، في ظل ما يجري على الساحة السنّية من أخطار تسهم في مفاقمة تفتيتها. وأشار الحريري إلى أن همّه الأساسي يتركز على إعادة شد أواصر تياره، ومراجعة المرحلة السابقة بصوابها وأخطائها، واستعادة زمام الأمور مع وزراء ونواب سابقين ابتعدوا في مرحلة سابقة.

 

الثورة ليست ضدّ السلاح، إنّما السلاح ضدّها.

يوسف ي.الخوري/08 حزيران/2020

يأخُذُ سلاحُ حزبِ الله بُعدًا جدليًّا، لا بل انقساميًّا، بين الثوار أنفسهم من جهة، وبين قسم منهم وحزب الله من جهةٍ ثانية. البعض من الثائرين يُصرّ على أنّ الحزب وسلاحَه هما من ضمن قائمة المقصودين بشعار "كلّن يعني كلّن"، بينما البعض الآخر يرفض إدراجهما في هذه القائمة، سواء عن قناعة أو عن اعتقاد بأنّ إثارة موضوع السلاح في هذه المرحلة هو خطر على الثورة.   

ما الذي يربط سلاح حزب الله بالثورة القائمة حاليًّا في وجه طغمة الحاكمين في لبنان؟

حزب الله هو مَن زجّ بنفسه في مواجهة ثوّار 17 تشرين وليس العكس.

ما أن اندلعت الثورة، حتّى احجم كل الزعماء اللبنانيّين، حزبيّين ومستقلّين، عن الظهور في وسائل الإعلام والإدلاء بالتصاريح، باستثناء السيّد حسن نصرالله الذي ضاعف من إطلالاته، مكابرًا في الانتقاد؛ والتخويف؛ والاتّهام بتنفيذ أجندات السفارات؛ والتحذير؛ وصولًا إلى التهديد. حصلت هذه الهجمة من السيّد حسن بمجرّد أن أطلق المتظاهرون شعار "كلّن يعني كلّن"، مع العلم، أن هذا الشعار لا يطال سلاح حزب الله، ولا تدخّلاته في الشؤون والحروب الإقليمية، ولا استراتيجيّته المعادية للأمريكان والصهاينة، إنما يقتصر فقط على محاسبة نوّاب ووزراء الحزب، كنظرائهم من باقي الأحزاب، على أدائهم داخل المنظومة التي تفتك بالبلاد والعباد. إضافةً إلى ما ذكرناه، نجح السيّد حسن وحزبُه بالنأي بجمهور الطائفة الشيعيّة عن الثورة، حتّى أنّهما دفعا أبناء هذه الطائفة الكريمة إلى التصادم مع المتظاهرين، والاعتداء عليهم في الساحات. لم تنتهِ هجمة السيّد على الثورة عند هذا الحدّ، بل تجاوزته إلى اتّهام الثوّار باستهداف "المقاومة الإسلاميّة" من الداخل، داعيًا الجيش الوطني إلى وضع حدّ لتحرّكهم، ومنعهم من إقفال الطرقات، مرّة بحجّة أنّه لا يجوز حرمان طبقة العمّال اليوميّين من الوصول إلى أعمالهم لكسب قوتهم. ومرّة أخرى بحجّة أنّ بعض الطرقات التي يجري قطعها، هي استراتيجيّة لتحرّك المقاومين. وكأنّ عملية تحرير القدس ستنطلق في غضون ساعات وقطع الطرقات يُعرقلها!

حلّ انقضاضُ السيّد على المتظاهرين وحركتهم، في حين لم يكن هؤلاء قد تعرضوا لا للحزب ولا لسلاحه! وإذا كانت قلّة منهم قد تجرأت على تسمية السيّد علنًا من ضمن لائحة "كلّن يعني كلّن"، فمن باب معاتبتها له على السماح لأهل الحكم بإيصال الأمور إلى ما وصلت إليه، وهو القوي القادر.

تفاقمت الأمور وبلغت مستوى اللا-رجوع عن فكّ الاشتباك بين "المقاومة" والثورة، عندما وقع السيّد حسن أسير مواقفه. تمنّى عدم سقوط الحكومة، سقطت الحكومة. رفع سبابته مؤكّدًا أنّ العهد باقٍ، انتهى العهد من دون أن يرحل، وخار أمام الأزمات المتعاظمة في وجهه. اتّهم الثوار بالخروج عن الصف الوطني وتنفيذ مؤامرات خارجية، ثمّ عاد وتراجع عن اتهاماته...

إذا سلّمنا من حيث المبدأ، ولدوافع وطنيّة وقوميّة ترتبط بتحرير القدس، بأنّه يجب تحييد حزب الله وسلاحه عن أهداف الثورة، فكيف نحيّد الثورة عن هجمة هذا الحزب عليها؟!! بالرغم من التعدّي السافر لحزب الله على حقّ المتظاهرين اللبنانيّين بالهبوب في وجه حكّامهم، ووقوفه سدًّا في وجه مطالبهم المحقّة، لا زلنا نشاهد أناسًا من المدّعين بأنّهم محرّكون للثورة، يرفضون التعرّض لهذا الحزب، ويبالغون في الدفاع عنه وعن سلاحه. وألعن من هؤلاء الرافضين، هم أولئك الذين يُقرّون بمسؤولية الحزب في المشاكل التي ترزح تحت ثقلها البلاد، لكنّهم يؤثِرون عدم التعرّض له، "أقلّه في الوقت الراهن". وكأنهم يقولون لك تريّث في التصدي لمن يُريد القضاء عليك، ولا تتعرّض له إلّا بعد أن يقتلك! ويُفاجئك المدافعون في الثورة عن حزب الله، بأنّه في حال سيكون عليهم الاختيار بين انقسام الثورة أو مواجهة الحزب الذي يتعرّض لها، يختارون انقسام الثورة، وهم بالفعل قسّموها.

يذكّرنا الانقسام الحاصل بين الثوّار حول حزب الله وسلاحه، بالانقسام الذي حصل بين اللبنانيّين عشيّة حرب الـ 1975 حول السلاح الفلسطيني والهجمات الفدائية ضد إسرائيل انطلاقًا من الأراضي اللبنانيّة. تغيّرت الأسماء لكنّ المضمون واحد. السلاح الخارج عن سلطة الدولة هو اليوم سلاح "المقاومة". منظّمة التحرير الفلسطينيّة حلّ مكانها حزب الله. طلّاب الكتائب وحلفاؤهم الذين كانوا في السبعينيات يؤيّدون القضية الفلسطينيّة، لكن ليس على حساب السيادة اللبنانية، أصبحوا في ثورة 17 تشرين، المجموعات التي تعتبر حزب الله وسلاحه مسبّبين رئيسيّين لما يعاني منه اليوم لبنان. الطلّاب من اليسار اللبناني والأحزاب العلمانية الذين كانوا يؤيّدون الفلسطينيين من دون ضوابط ولَو على حساب انهيار لبنان، هم نفسهم اليوم يشكّلون الشريحة الثورية التي ترفض التعرّض لحزب الله وسلاحه. النخب من بين أبناء كل الطوائف الذين يَزِينون مواقفهم إرضاءً للمتخاصمين متجنّبين المواقف الفاصلة بين الحقّ والباطل، هم اليوم في الثورة، تلك "الأنتيليجنسيا" الغبيّة التي لا تريد تسمية حزب الله في الوقت الراهن خوفًا من أن يرتدّ على الثورة، وكأنّ حزب الله سيقدّر موقف هؤلاء الفاترين المتخاذلين ولن "يستفرغهم".  وكأنّهم بموقفهم هذا سيرغمون الحزب على ترك الثورة تتقدّم، أو سيسرّعون عملية تحرير القدس، أو طرد الأمريكيّين من الشرق الأوسط، أو أقلّه منع الطيران الإسرائيلي من خرق الأجواء اللبنانية.

أمام ما تقدمتُ به من وقائع وحقائق، أستخلص أن ثورة 17 تشرين هي بأمّس الحاجة إلى الثورة على الذات قبل إسقاط النظام والتعرّض لسلاح حزب الله. هي بحاجة إلى تطهير نفسها من كلّ شخص يخاف قول الحقيقة؛ من كل شخص ينتعل كفيّة ياسر عرفات في التظاهرات؛ من كل فريق لا يزال يحلم بتحرير فلسطين وشعبي اللبناني يعيش في الذل؛ من كلّ مَن يهاجم ثائرًا أحرق الدواليب وقطع الطرقات؛ من كلّ من يختفي من الساحات أثناء المواجهة ولا يظهر إلا بعد انتهائها إلّا لينظّر على الشاشات، لاسيّما هؤلاء الذين يتبرّون من "أعمال الشغب" وينسبونها لمدسوسين من السلطة. الثورة بحاجة إلى تطهير ذاتها من كل شخص لم يفهم بعد أنّ قانون انتخاب يعتمد لبنان دائرة واحدة، هو قانون لتسليم السلطة بالطرق الشرعية إلى حزب الله وجمهوريّة الملالى الإسلامية؛ وبحاجة أيضًا إلى تطهير ذاتها من كل جمهور حزب يساري أو علماني يرفض مشاركة جماهير الأحزاب اليمينية بالثورة، والعكس بالعكس؛ ومن كل جمهور علماني يجد نفسه أرفع شأنًا من الجماهير الطائفية، والعكس بالعكس...

أنا اليوم وحدي أعلن الثورة على الثورة، ولا أعرف كم سيُصبح عددنا غدًا...

 

عودة نبض الثورة في 6 حزيران وسط انقسام على المطالب والأهداف

أسرار شبارو/النهار/08 حزيران/2020

6 حزيران هو الموعد الذي ضربه الثوار لإحياء روح الثورة في ساحة الشهداء. دعوات عدة وجهت من قبل مجموعات على مواقع التواصل الاجتماعي حملت شعارات ومطالب مختلفة، أبرزها الدعوى إلى نزع سلاح "حزب الله" من خلال تطبيق القرار 1559.

هذه المرة يبدو واضحاً التباعد في طروحات الثوار، فبين المطالب المعيشية، والدعوى إلى انتخابات نيابية مبكرة ونزع سلاح "حزب الله" سينقسم المشهد في ساحة الشهداء، إلا أن الخوف الأكبر من تكرار مشهد دخول الممتعضين من الثورة وافتعال أعمال شغب قد تؤدي إلى انفلات الوضع الأمني.

"أنا خط أحمر"

"أنا خط أحمر" هو اسم مجموعة روّجت في الأيام الأخيرة للنزول السبت المقبل إلى ساحة الشهداء ورفع الصوت عالياً؛ عنها تحدث عضو اللجنة التنفيذية في المجموعة سامي صعب حيث قال: "نحن في المجموعة من القطاع الخاص، همنا هذا القطاع الذي يعاني الامرّين في ظل الظروف الصعبة التي يمر بها لبنان، والكل يعلم أن لبنان يقوم على هذا القطاع وإذا دمّر فالأمر كارثي على الجميع"، وأضاف: "نحن نمثل مئات آلاف العائلات والموظفين والعمال والصناعيين ورجال الأعمال والشركات"، لافتاً إلى أنه "قبل بدء الثورة تجمّعنا لبحث كيف بإمكاننا المساعدة كي لا نصل إلى الانهيار، وعندما بدأت الثورة ساندناها ودعمناها وأصبحنا فريقاً أساسياً فيها، حيث إن هدفنا الوصول إلى بلد خال من الفساد، مع العلم أننا لا نتبع أحداً، ولسنا مسيسين، نحن من كل المناطق ومن كل الطوائف".

في مجموعة "أنا خط أحمر" هناك أشخاص لديهم خبرة في مختلف المجالات، من بينها، كما قال صعب: "أنا ووضاح صادق لدينا خبرة في عالم الإعلانات، لذلك دعمنا الثورة من خلال شركة كل منا إعلامياً وإعلانياً"، وفي ما يتعلق بيوم السبت المقبل، علّق: "نحن نعلم أن الثورة بدأت قوية واستمرت وما زالت، كونها غير مرتبطة فقط بالنزول إلى الشارع، بل هي حالة نفسية في كل شخص، وقد أدت أزمة كورونا الى إبعاد الثوار قليلاً عن الشارع والإعلام، وعندما سمعنا منذ نحو 10 أيام عن مجموعات تدعو لإحياء الثورة، تحمّسنا بإيجابية، لا سيما وأن البلد ينهار، ومهلة المئة يوم التي طلبتها الحكومة انتهت من دون أية إنجازات، فالثورة هي فرصتنا الوحيدة التي لا يجب تضييعها".

"السلاح يُطرح لاحقاً"

وعن المطالبة بنزع سلاح "حزب الله"، علّق صعب: "هذا الموضوع ليس موضوع الساعة بالنسبة لنا، نريد أن ندعو كل مواطن لبناني مشاركتنا بالثورة، فالمشكلة الأساسية اليوم اقتصادية واجتماعية، وسلاح الحزب يطرح فيما بعد على هدوء، مع العلم أننا مع مبدأ المقاومة"، وأضاف: "الجوع اليوم يطرق أبواب كل المواطنين من دون استثناء، ومشكلتنا اليوم مع الحكومة التي نريد أن يكون لديها صلاحيات استثنائية كي تستطيع إنجاز قانون انتخاب جديد وانتخابات نيابية كون التغيير لن يحصل إلا من خلال الانتخابات".

نعم "لأقسى" المطالب

في الثورة يوجد ثلاثة أقسام، بحسب ما قاله رئيس قسم القانون الدولي في الجامعة الكندية انطوان سعد، من (المجموعات السيادية)، قسم يؤيد الحزب، قسم يعارضه والآخر يحيّده"، وأضاف: "بالتأكيد هناك من سيطالب في الثورة بأقسى المطالب ومنها نحن، وهي 1559، 1680، 1701"، مشيراً الى أنّه "كما أننا نطالب برحيل كل الطبقة السياسية واستعادة الاموال المنهوبة وبقضاء عادل، فيما أنني لا أؤمن بمطلب الانتخابات النيابية المبكرة في الوقت الحالي إذ نعلم النتائج التي انبثقت عنه"، وعن تشعب المطالب، قال: "هذا الوقت لجميع المطالب، نريد بناء دولة كاملة"، وعن المخاوف من تفلت أمني أجاب: "الثوة كناية عن فوضى، الغضب قائم والسلطة لم تترك سبيلاً أمام الشعب سوى أن يثور ويغضب".

"حجّة" السلاح

أي تحرك بالنسبة للناشط السياسي جيلبير ضومط "جيد، كما أن تنوع الاهداف والمطالب أمر طبيعي وصحي، إذ لا يمكن توحيد كل المجموعات التي باتت تعرف بعضها البعض وإن اختلفت في الآراء، فالمهم معاودة اللبنانيين النزول الى الشارع، لا سيما مع تراجع خطر كورونا وإن كان لا يزال قائماً"، وأضاف: "لا خيار أمام اللبنانيين إلا الثورة، فالبلد منهار"، وفي ما يتعلق بالمطالبة بنزع سلاح "حزب الله"، أجاب: "نعم حزب الله يشكل أزمة في لبنان، إلا أنه مع تدهور الوضع المالي والاقتصادي فإن الاولوية يجب أن تعطى لذلك، وأنا أعتبر أن طرح موضوع السلاح في هذا التوقيت هدفه إيجاد شرخ بين الثوار، فشعار لا إصلاح قبل نزع السلاح حجه ووسيلة لإعادة فرز اللبنانيين على أساس طائفي، وهدفه الهروب من إصلاح الكهرباء والإصلاح المالي، في حين أن موضوع السلاح إقليمي ودولي".

"لا لتحرّك السبت"

"مجموعة الشعب يريد إصلاح النظام" ضد تحرك يوم السبت؛ وعن أسباب المقاطعة شرح المحامي حسن بزي لـ"النهار" حيث قال: "أولا التظاهرة تمت دون أي تنسيق معنا، ثانياً، عناوين التظاهرة هي لتطبيق القرار 1559 وإجراء انتخابات نيابية مبكرة والعنوانان مرفوضان كلياً، فلا طرح سلاح المقاومة هو أحد عناوين مجموعات الثورة، ولا نحن كمواطنين نقبل بالتماهي مع قرار اسرائيلي يهدف الى إضعاف لبنان، كما أن إجراء انتخابات نيابية مبكرة أمر غير مقبول قبل إقرار قانون انتخابي عادل يعتمد النسبية ولبنان دائرة واحدة، علماً أن الانتخابات يلزمها تحضير وتنسيق وتشكيل لوائح موحدة للثورة والكثير من الأمور التقنية، وكل ذلك غير متاح، وبالتالي إجراء الانتخابات في ظروف الفقر والجوع والقانون الانتخابي الحالي هذا يعني سهولة شراء الأصوات الانتخابية وإعادة التجديد لنواب الفساد لمدة أربعة أعوام". وبدلاً من التحرك يوم السبت تم الاتفاق كما قال بزي على النزول إلى الساحات يوم الجمعة المقبل "تحت عناوين الثورة المتفق عليها وهي إقرار قانون استقلال السلطة القضائية، إلغاء الحصانات، استعادة الأموال المنهوبة، إقرار قانون انتخابي عادل يعتمد النسبية خارج القيد الطائفي، القيام بإصلاحات اقتصادية دون المسّ بجيوب الفقراء".

 

من هو نيلسون مانديلا لبنان؟

نديم قطيش/الشرق الأوسط/09 حزيران/2020

ما حصل في شوارع بيروت ليلة السبت - الأحد، من إحياء منظم لخطوط التماس الأهلي، لا سيما بين السنة والشيعة، هو دليل على الضعف المتنامي للمسؤول عن إنتاج هذا المشهد، لا على قوته.

قبل المظاهرة التي رفع منظموها شعار نزع سلاح «حزب الله»، بدأت تنتشر على مواقع التواصل الاجتماعي فيديوهات عن تذخير البنادق، وتهيئة السلاح والبزات العسكرية، والنفوس المنتفخة بمجد الانتصارات الوهمية، في مواجهة «الخونة» الذين يريدون نزع «سلاح المقاومة حامي لبنان». كل ذلك كان يحصل على وقع هدير الطائرات الإسرائيلية التي كانت تحلق آمنة سالمة، وعلى علو شديد الانخفاض، في سماء لبنان، لتنفيذ موجة قصف جديدة في سوريا تستهدف مواقع لبقايا جيش الأسد، ومخازن لـ«حزب الله» و«الحرس الثوري» الإيراني.

ليلة السبت - الأحد، هي تلك اللحظة التي يلتقي فيها عند «حزب الله» فائض العجز مع فائض الانتفاخ، مقروناً بإحساس عميق بالقلق على عموم المشروع من لبنان إلى إيران مروراً بسوريا والعراق. لم يجد الحزب ما يرد به على اللبنانيين إلا وضع خيار الحرب الأهلية في مقابل الرغبة في نزع السلاح. أما سبيل النفاذ إلى تلك المعادلة فاستعادة جنونية لأحط أنواع خطاب الهوية عبر الإساءة إلى السيدة عائشة، زوجة نبي الإسلام محمد، بغية رفع مستوى الاستفزاز إلى درجات لا تقود إلا إلى ما قادت إليه، وربما أبعد.

لا أزعم أن «حزب الله» يريد حرباً أهلية؛ لكنه لا يمانع المشي على حافتها، إن كان هذا المشي يحقق له ثلاثة أهداف:

1- يعيد تجديد الحُرم على أي نقاش وطني للأزمة اللبنانية السياسية والاقتصادية والمالية والنقدية، يبدأ من ترسيم حدود مسؤولية السلاح، وخيارات «حزب الله» عما يواجهه لبنان.

2- يخلق مشهدية مقززة من الاشتباك الأهلي بين غوغاء من كل الأطراف، تنزع عن الانتفاضة اللبنانية البادئة في 17 أكتوبر (تشرين الأول) 2019 بهاء مشهدياتها الأولى، كحراك مدني حقيقي عميق الجذور، والرغبة في بناء وطن يشبه أجمل ما في اللبنانيين وفي صورتهم.

3- يعبر من ليل السبت - الأحد إلى واقع سياسي جديد، ينتج ما يسميه «حزب الله»، وبإصرار من حركة أمل، حكومة وحدة وطنية، تكون بديلاً عن حكومة حسان دياب الراهنة.

النقطة الأخيرة هي بيت القصيد. ومن يتابع تصريحات المسؤولين اللبنانيين وزحمة لقاءاتهم، يدرك أن «حزب الله» عاكف على جر الجميع إلى معاودة الجلوس معه في «حكومة وحدة وطنية»، وهو التعبير النبيل لمهمة غير نبيلة، هي في الواقع تحسين ورقة التوت التي يغطي «حزب الله» بها عورته كميليشيا إيرانية تهيمن على دولة، وتتمتع بأعلى درجات إنكار هذا الواقع بإزاء المجتمعين العربي والدولي.

يريد «حزب الله» غطاءً له ولدوره، أفضل من الغطاء الرقيق الذي يؤمِّنه له حسان دياب. ويريد هامشاً لإنكار أنه يحكم لبنان من بابه إلى محرابه، لا تؤِّمنه له حكومة وصل رئيسها بأصواته وأصوات حلفائه، وهم وحدهم من منحوها الثقة البرلمانية. فأكثر ما يخيف «حزب الله» هو أن يحكم لبنان في وضح النهار لا في عتمة الكذبة اللبنانية التي اسمها حكومة وحدة وطنية، وهي لا تملك في واقع الأمر من مواصفات الوحدة ولا من مواصفات الوطنية ما يستحق التقدير.

إن البديل الموضوعي عن المسارعة إلى الجلوس مع «حزب الله» في حكومة من هذا النوع، هو الانسحاب الكامل من أي شراكة كانت معه، ودفعه إلى أن يحكم وحيداً ويواجه وحيداً ويعالج وحيداً ما كان هو مسؤولاً مباشراً عن الوصول إليه، وعدم تكرار الوقوع في الفخ الساذج الذي يقوم على الاعتقاد بأن إعادة أي من التجارب السابقة قد تؤدي بالفعل إلى حماية أي شيء في لبنان. إن هذا الاعتقاد ما عاد في الواقع يتسم بأي صفة من صفات المسؤولية الوطنية؛ بل هو انتحال صفة المسؤولية الوطنية بهدف العودة الرخيصة إلى الحكم، وتقاسم السلطة مع «حزب الله»، والرضا بما يقسمه الحزب من فتات لهذا أو ذاك.

البديل الموضوعي هو وضع «حزب الله» كاملاً وعارياً في مواجهة المجتمعين العربي والدولي، وإجباره، عبر حكومته ورئيسه وسلاحه، على الاحتكاك المباشر بنتائج واقعه كميليشيا إقليمية تحكم دولة، واختبار تبعات ذلك على مستقبل اللبنانيين، والشيعة منهم قبل غيرهم، بدل السماح له بالتمتع بأفضل ما في العالمين، عالم الميليشيا الإقليمية، وعالم الشريك الوطني، في حياة سياسية سليمة في دولة سليمة.

كما يجدر ألا تكتفي القوى التي يعنيها لبنان بالطلاق المؤسساتي الهادئ مع «حزب الله»؛ بل أن تشكل رأس حربة لمزيد من العقوبات على لبنان، ومزيد من محاصرته بصفته دولة محتلة بالكامل من ميليشيا إقليمية، من دون وجل أو خجل.

كيف يدعو مواطن لمعاقبة بلاده بهذا الشكل؟

الجواب في السيرة السياسية لواحد من أعظم مناضلي القرن العشرين، وهو نيلسون مانديلا الذي رفض أن يقبل بفتات ما يعرضه عليه نظام الفصل العنصري في جنوب أفريقيا. تحول مانديلا بصفته زعيم «المؤتمر الوطني الأفريقي» إلى واحد من أعلى الأصوات في العالم الداعية لتعزيز العقوبات على النظام في جنوب أفريقيا، حتى بعد إطلاق سراحه، رافضاً الانتهازية السياسية عند بعض الحكومات الغربية؛ لا سيما الحكومة البريطانية بقيادة مارغريت ثاتشر التي كانت تتهيأ لمكافأة النظام في جنوب أفريقيا على خطوات رمزية قام بها، من دون تعديل جذري في نظام الفصل العنصري.

إن نظير ما رفضه مانديلا هو رفض تشكيل حكومة وحدة وطنية في لبنان، يدفع «حزب الله» باتجاهها، ولا وظيفة لها إلا تلميع صورة الحزب، وتأمين رجوعه إلى دائرته المفضلة، وهي أن يتحكم بلبنان من دون أن يحكمه.

للأسف، لا مانديلا في لبنان؛ بل قوى سلطة، تتوسل خطاب المسؤولية الوطنية للنفاذ منه إلى لعبة تقاسم سلطة وحماية نفوذ. من الجيد ألا تقع الدول العربية والغربية الفاعلة في هذا الفخ، مع من قد يقع فيه خلال الأسابيع القليلة المقبلة، ما بعد حكومة حسان دياب. ومن الجيد أن تكون هذه الحكومات هي مانديلا لبنان، لإسقاط نظير نظام الفصل العنصري في هذا الوطن الصغير.

 

لا، لم تأفل نجوم الأحزاب (١)

جواد بولس/نداء الوطن/08 حزيران/2020

بينما تتعالى الأصوات الداعية إلى إجراء انتخابات نيابية مبكرة لا سيما في زحمة الأحداث، قد تضيع الفكرة على البعض بأن الانتخابات المبكرة ليست هدفاً بذاتها بل الطريق إلى تحقيق تغيير مفيد على صعيد التمثيل النيابي. وبما أن هناك فئة صاعدة من الشباب الثائر لم يتسنّ له خوض انتخابات نيابية بعد أو آخر خاضها اقتراعاً دونما الالتفات إلى تحديات العملية الانتخابية وتعقيداتها، أرى أنه من المفيد أن أضع بين أيديهم تجربتي المبنية على أحداثٍ عايشتها، بالطريقة التي فهمتها وعلى ضوء المعاني التي تكشّفت لي بفعل الإدراك المتأخر.

لا أدّعي أنني على حق بشكل قاطع. كما لا أزعم بأن تجربتي يمكن لها أن تعيد إنتاج ذاتها، أو... أن الديناميات التي تتحكم بالساحة السياسية في الدائرة التي سعيت لتمثيلها ترشيحاً أو نائباً، هي عينها التي تحكم الدوائر الأخرى، بل لعلّي ولعلّ تجربتي الخاصة قد بتنا خارج المكان.

خاضت عائلتي السياسةَ منذ القرن التاسع عشر. جدي الأكبر قاد قوات يوسف بك كرم المسلحة في ثورة ضد الأتراك، ثم خاض حفيده جواد ثم والدي سيمون الانتخابات في أزمان الحرب والسلم، وكان الفشل لهما حليفاً أكثر من النصر.

إلا ان الحكاية قد تُختصر في محطتين. العام 1943حيث تولى جواد الجد شرف تمثيل الأمة في المجلس النيابي ويعيد التاريخ الكرّة متأخراً العام 2005 فينجح الحفيد، أنا!

لهذا السرد التاريخي هدف. هو ملخّص حياة كل سيادي لبناني، مقدّرٍ للاستقلال، ممتنعٍ عن استلاب أموال الخزينة العامة، وهي أخلاقيات من شأنها إبعاده عن الدخول تحت قبة البرلمان، لا سيما إن حاول ذلك كمعارضٍ للاستبلشمنت وأساليب الحكم المتبعة. كالإديين نحن... لطالما نُظر إلينا كهؤلاء المرشحين الذين يريد الناخب فعلاً اختيارهم لأن نفسه تنبئه بأنه ربما سيكون أفضل حالاً معهم، إلا أن صوته الهامس ذاك سيغرق في تنازع مصالحه وسينتهي معزّياً نفسه بكلمتين؛ ربما في المرة المقبلة!

رغم ذلك طفت إلى السطح خلاصةٌ منطقية مغايرة. أنه وربما ليتم انتخابنا، أقلّه في حالتنا، فلا بدّ من حدث مزلزل؛ استقلال الرابع عشر من آذار، أو من يدري، ربما ثورة. هذا من دون إهمال الحقيقة الساطعة الأخرى وهي أنه عامةً فإن أصحاب المناصب الرسمية لهم اليد الطولى، لا سيما في مناطق "الأطراف"، لذا، مهما انطوى اعتقادكم على أن رجلاً سياسياً، حزباً أو تياراً قد أفل نجمه في مرحلة ما، أو سيق إلى مقصلة المحاسبة، أو أن حبّه لدى الرأي العام قد تحوّل بغضاً، فانتم واهمون! إن المناصب تعطي صاحبها امتيازات غالباً ما تكون عصيّة على ريح التغيير؛ ليس اقلها أن أصحاب المناصب هم من وضعوا قوانين الانتخاب وقرروا مواقيتها. وهكذا، كلما كان شغل المنصب طويلاً كلما ترسّخ وجود صاحبه فيه. هذه هي القاعدة رقم واحد.

كل كلام خلاف ذلك هواعتقادٌ بُني من خيال!!! اللهم إلا إذا اعتمد الإنسان على الحظّ وإن الحظّ لمتقلّب الفصول!!!

في دائرتي يستلزم طرح التنانين أرضاً وقتاً. يستلزم مثابرةً وبذل الجهد والذات والتخطيط، شأنه شأن الدوائر الأخرى. وهذا يقودنا إلى القاعدة رقم 2؛ كلُّ منافس لديناصورات المناصب هو أقرب إلى الفشل من النجاح. أقولها وقد وقعتُ على مرشحين كثر ما كانوا ليترشحوا مطلقاً لو قاسوا فرص نجاحهم. غالباً ما خُدع المرشحون ودُفعوا لخوض غمار السباق من قبل متلاعبين خبراء في هندسة الانتخابات ولوائحها. الغالب أكثر أنهم ما استفاقوا بعد على معرفة انه قد تم التلاعب بهم. فلا تكونوا حمقى مفيدين وانتبهوا من الاستغلال.

ومن هنا نستلّ النصيحة رقم 3؛ لا تترشحوا إن كان كل هدفكم أن يتم انتخابكم. إن كنتم تشعرون أنه بانتخابكم وحده ستتاح لكم ممارسة سياسةٍ ذات معنىً وان البرلمان وحده يسمح لكم بإحداث فرق، إذ ذاك واجبٌ عليكم أن تراجعوا دوافعكم والتزاماتكم مهما كانت القضية التي ترشحتم للدفاع عنها. فالعمل السياسي لا يقتصر على خوض الانتخابات مرشحين، بل هو إعلاء قضايا سياسية بكل الوسائل التي يجيزها القانون على مدى سنوات وعقود أحياناً.

الانتخابات التي خضتها قد اعطتني دروساً حول حركية الناخب وأفكاراً عن سلوكه ودوافعه الأساسية التي تحدد اختياراته. سقتُها من دون ترتيب لأن أثرها يختلف من ناخب إلى آخر وكذلك ثقلها بالنسبة لكل منهم تبعاً لآرائهم الخاصة.

عليه، ما هي المصالح المتضاربة التي تلعب دوراً لدى الناخب وغالباً ما تفرض أهميتها لديه فتعلو على اعتبارات جدارة المرشح، مواصفاته الإحترافية ونزاهته الشخصية؟

المقاربة الأولى؛ ينزع الناس إلى تفضيل انتخاب من يعرفونه. العلاقات الشخصية والتواصل او التشبيك بمفهومه الواسع هما أساس.

المقاربة الثانية؛ تتمحور نظرة الناخب حول الفوائد المباشرة عليه التي يمكن جنيها من التصويت إلى مرشح بعينه، أو الجزاء الذي قد يتعرض له في حال لم يصوّت له. أول المداميك إذاً هو البحث عن الحماية. هل يمثّل المرشح الناجح مصدر حماية يعوّض الناخب مما حُرم منه في نظام الإدارة المهترئ، هل يحميه من ناخبي شاغل المنصب السابق والأدهى هل يحميه من القانون نفسه في حال خرقه؟

المقاربة الثالثة؛ هل يستطيع المرشح الناجح أن يلوي الأذرع ليقرر توزيع الموارد الشحيحة كالخدمات التي توفرها الدولة، الوظائف، التراخيص وما شاكلها؟

المقاربة الرابعة ولعلها الأكثر وضوحاً؛ سياسة المرشح. يميل الناس إلى الاعتقاد أن السياسة هي مواقف المرشح وتصريحاته المعلنة حول قضايا معينة بمعزلٍ عمّا فعله من أجلها أي بمعزل عن الممارسة الفعلية. بل إن واقع أن تكون هذه الأفعال على نقيض التصريحات والمواقف المعلنة أمرٌ لا يربك الناخب بتاتاً عندما يدلي بصوته في غالبية الأحيان.

المقاربة الخامسة؛ الهويات الطائفية. سيخبركم معظم من تلتقونهم أنهم ضد الطائفية ولو اختلفوا في ما بينهم على ماهية المفهوم. لا تعوّلوا كثيراً على ذلك، لأن الطائفية ظاهرة اجتماعية متجذرة في هذا البلد. لهذا السبب سيعلو الخطاب الطائفي في كل انتخاب. فالواقع بكل بساطة أنه أمرٌ فعّال!

المقاربة السادسة؛ شبح العنف أو الاضطرابات الأمنية. وإن كنت لن أسهب في هذا الحديث فسأكتفي بذكر أن مشاهدَ اغتيال نواب قوى الرابع عشر من آذار بشكل ممنهج من دون أي عقاب، بحيث بات المرشح السيادي مجبراً على اتخاذ تدابير احتياطية استثنائية، لم يكن بالأمر المساعد في الانتخابات اللاحقة. أحزن للقول أن هذا الضعف المحسوس قد شكّل قوة دفع للخصوم. أما دوافع القاعدة الشعبية لهؤلاء التي أملت تعزيزَ مواقعهم فإني أُسقط عن نفسي ادّعاء الرغبة في تحليلها.

 

سذاجة تحييد سلاح «حزب الله»!

سعد كيوان/08 حزيران/2020

في اليوم الثالث لثورة 17 اوكتوبر وقف حسن نصرالله مهددا متوعدا متهما الثوار بانهم مأجورين عملاء سفارات، وبانه لن يسمح لا باستقالة رئيس الجمهورية ولا باستقالة الحكومة.

وقف نصرالله يومها مدافعا عن السلطة واستطرادا عن النظام، محاولا اضفاء شيء من اللبننة على حزبه الايراني العقيدة والولاء من خلال رفعه وراءه لأول مرة علم لبنان.

الوقوف بوجه الثورة فرض عملية تماهي مع النظام اللبناني، عملية السعي للتمدد داخله والامساك بمفاصله.

استقال رئيس الحكومة سعد الحريري رغم ممانعة نصرالله، الا ان ذلك جاء لصالحه ولصالح ما يخطط له.

زخم الانتفاصة دفع "القوات" و"الاشتراكي"، حلفاء "المستقبل" يومها، الى اتخاذ قرار عدم العودة الى الحكومة، ما سهل على نصرالله مهمة الذهاب نحو حكومة طيعة بين يديه "شبيك لبيك" لدرجة انه اضطر اكثر من مرة ان ينفي ما اصبح يعرف ويردد بانها "حكومة حزب الله"!

وقد اكدت هذه الحكومة خلال مسيرتها القصيرة انها لا تحرك ساكنا ولا تقطع خيطا من دون موافقة نصرالله، وتحديدا في قضايا مفصلية مهمة تتعلق بسياسة الدولة مثل الأزمة المصرفية والنقدية، او بما يخص علاقات لبنان الخارجية وتوجيه رسائل الى الولايات المتحدة مثل قضية عامر فاخوري او قرار اللجوء الى صندوق النقد الدولي، فيما تركت المراكز والتعيينات والحصص الى الحلفاء.

أي معادلة السلطة مقابل الكراسي مثلما أرسيت معادلة السلاح مقابل الفساد، والتي تدرجت الى شراكة، اذ ان من يغطي فاسدا لا بد ان يكون فاسدا مثله او أقله متواطئا.

نصرالله ضمن اذا السلطة بانكفاء شركائه في التسوية الثلاثية الشهيرة (نصرالله-عون-الحريري - تشرين 2016)، التي تقطعت أوصالها على وقع الثورة، والتي فرض عليها لاحقا وباء كورونا اللعين الانكفاء مخلية الساحة لسلطة "حزب الله" الضامن في الاساس ولاء رئيس الجمهورية.

غير ان هذه السلطة تستمد قوتها ونفوذها ووهجها وهيبتها وجبروتها من السلاح، ولا شيء غير السلاح، معطوفا عليه ايديولوجيا دينية ظلامية تستند الى نظرية السلطة الالهية ("ولاية الفقيه") في ايران التي أرعبت العرب وغزت دولهم، وهي تقارع اليوم الولايات المتحدة.

وهذه السلطة، المتحصنة بالسلاح الذي يحميها ويفرض هيبتها، تحولت الى أخطر انواع الارهاب وجعلت من الآخرين، ممن يحيط بها او يتعامل معها، اما خائفا مرعوبا بكل معنى الكلمة او انتهازيا وصوليا.

والحالة الثانية تنطبق على معظم اركان الطبقة السياسية، وبالأخص السياسيين الموارنة اللاهثين وراء كرسي رئاسة الجمهورية، بعضهم يطبل لـ"حزب الله" وآخر  يماليء او يلتزم الصمت.

ولكن الأهم والأخطر هو نجاح "حزب الله" في فرض حالة من الخوف الجماعي الذي بات يسكن في اللاوعي عند شرائح واسعة من اللبنانيين الذين يرفضون بشكل فوري تحميل اي مسؤولية لـ"حزب الله" وسلاحه غير الشرعي، وحتى مجرد الكلام عنه.

ان ما يحصل هو نوع من اسقاط ذهني تلقائي لاشعوري يعكس حالة الخوف والارتياب.

كما ان هناك بالتالي رفض لما يسميه البعض خلط بين المطالب المعيشية والفساد ومسألة السلاح، أملا بتوسيع مشاركة شرائح شيعية في الثورة، ولكي لا تضيع المطالب...! وهكذا تصبح المطالبة بتطبيق الدستور و"اتفاق الطائف" الذي نص على نزع سلاح جميع الميليشيات، وكذلك القرارات الدولية المتعلقة بلبنان وسيادته وحماية حدوده مغامرة واستفزاز وتحد لـ"حزب الله"، لا بل عمل مأجور تقف وراءه وتحركه أحهزة السلطة نفسها.

منعا لأي التباس راح السلاح يلعلعل امس في شوارع بيروت.

هناك بعد من يتوهم بامكانية تحييد "حزب الله" وارغام السلطة على تقديم تنازلات من دون اثارة "المارد الطيب"، ناسين او متناسين ان السلطة هي عمليا بيد "حزب الله".

فهل ما زال هناك امكانية للفصل بين "حزب الله" والسلطة؟ وهل ان الأمر مجرد سذاجة او قصر نظر؟ 

 

خيارات "التوتر العالي"

بشارة شربل/نداء الوطن/8 حزيران 2020

يمكن لـ"حزب الله" الاحتفال بنجاحِ حققه ضد "ثورة 17 تشرين". فتظهيره شعار تطبيق القرار 1559 مرفقاً بالتهويل فعَل فِعلَه في تقليص عدد المتظاهرين وفي استنكاف عشرات آلاف المواطنين السلميين عن المشاركة خشية "تفعيل" المندسين، وهم كثر ومتنوعون وليسوا حكراً على طرف أو جهاز رسمي.

رغم ذلك فيوم 6/6 محطة على الطريق الطويل. ذلك ان ثورة الشباب اللبناني الداعية الى المواطنية ودولة القانون واجبة الانتصار كونها المشهد المعاكس لما انتهى اليه نهار السبت من ساحة الشهداء الى "الخندق الغميق"، ومنه الى خندق أعمق في ذاكرة اللبنانيين متمثلاً بالشياح - عين الرمانة، امتداداً الى بطون التاريخ و"حديث الإفك" الذي أوقظ خط التماس المذهبي. عن سابق تصور وتصميم، يرفض "حزب الله" اعتبار "ثورة 17 تشرين" انتفاضة محقة ضد "المنظومة الفاسدة" لتحقيق الإصلاح وإخراج لبنان من الانهيار. فهو يدرك ان مآلها الدعوة الى احترام الدستور والتزام القوانين وعدم تحميل لبنان وزر أي مشروع إقليمي، وهنا بيت القصيد. لذلك خاض ضدها حرباً استباقية رغم علمه بأن موضوع السلاح ليس على أجندتها وبأن اعتبارات السلاح الإقليمية والدولية أكبر من قدرة طرف محلي على تحقيق أي "اختراق" فيه. حجة الممانعين أن السلاح لم يمنع الازدهار زمن رفيق الحريري هي ذاتُ معنى. لكنهم يقصّرون عن تفسير مقنع لعدم تطبيق المبدأ نفسه من خلال تبني مطالب الإصلاح التي نادت بها الثورة. ويرفضون الاعتراف بضرورة فك الارتباط بين السلاح والفساد. ولا يجدون غير "نظرية المؤامرة" لتبرير مسارعة "حزب الله" الى مواجهتها منذ اندلاعها واضعاً خطاً أحمر لمنع سقوط حكومة سعد الحريري، ومنتقلاً الى مباشرة قمعها حيث طالت أياديه.

واضح ان مأزق "حزب الله" الإقليمي ينعكس توتراً على سلوكه المحلي، فيُفقده صورة المتبصِّر و"الحسّيب" التي شكلها لدى كثيرين. ففائض الهدر سابقاً سهَّلَ عناق السلاح مع الإعمار، وبذلُ الدم لتحرير الجنوب أتاح استثمار الإنجاز على المستويين الشعبي والسياسي. أما اليوم فإن ضيق ذات اليد الإيرانية والضغط الاميركي الكبير يضيّقان خيارات الحزب ما دام مصرّاً على انه جزء من محور وليس شريكاً في معادلة الكيان اللبناني. نجح "حزب الله" في منع 6/6 من تشكيل اندفاعة قوية لاستكمال ثورة 17 تشرين، لكنه مخطئ بالحساب النهائي. ذلك ان رفضه تمييز حفنة من المطالبين بنزع سلاحه عن سائر الثائرين جَعَلَه ناسخاً شعار "كلن يعني كلن" التبسيطي مُرفَقاً بالتخوين، ما يمكن ان يوسع الحفنة بالتوازي مع تضييق خيارات الثائرين، فيقفز مطلب السلاح الى رأس برنامج أي مُطالب بالتغيير أو متمسك بالسيادة وحرية التعبير.

عَمَدَ "حزب الله" الى أسوأ خيار يلجأ اليه طرف سياسي أساسي، خصوصاً انه لامَسَ خطَّ توتر السلم الأهلي... هو خيارُ قويٍّ مستكبر، وليس خيار منتصرِِ حكيم.

 

صحة العالم من صحة أميركا

سام منسى/الشرق الأوسط/08 حزيران/2020

تصدر مقتل المواطن الأميركي من أصول أفريقية جورج فلويد في مينيابوليس العناوين الأولى ونشرات وافتتاحيات جميع وسائل الإعلام في العالم، ما يدل لمن ينقصه الدليل، على أن كل ما يحصل في الولايات المتحدة لا يزال يحتل صدارة الاهتمامات، سواء لدى الشغوفين بها أو مناهضيها وحتى الممعنين في كراهيتها. وعلى الرغم من أن هذا الحدث الأميركي ليس الأول من نوعه، ولن يكون للأسف الأخير، فإنه وقع في خضم حملة الانتخابات الرئاسية الأميركية ووسط تجاذب سياسي حاد واستقطابات حزبية عالية التوتر، ويعقب مرحلة لافتة قوامها تراكم تداعيات حكم الرئيس السابق باراك أوباما التي بالمناسبة لم تجترح جديداً في المسألة العنصرية التي تنهش الجسد الأميركي، وما تبعها من ردة فعل لدى قاعدة اليمين الأميركي تمظهرت بوصول مرشح من خارج الطبقة التقليدية إلى سدّة الرئاسة هو دونالد ترمب.

وعلى الرغم من فظاعة مشهد قتل فلويد نتيجة سحق عنقه بركبة الشرطي الأبيض صاحب السجل المثقل وما يمثلّه من خطورة، فإن الحدث يحتمل عدداً من المقاربات والملاحظات، أبرزها أولاً المبالغة في رد فعل المعادين والمناهضين لأميركا حتى وصل بهم الأمر إلى وصف ما يجري بأنه نهاية «الإمبراطورية الأميركية»، متوقعين أن تغرق في حرب أهلية تُسقطها بضربة قاضية. وثانياً ردود فعل المؤيدين، لا سيّما أولئك المدافعين عن إدارة ترمب وتعاطيها مع قضايا داخلية وملفات خارجية.

ولعل هاتين المقاربتين تجسدان إلى حدّ كبير ما يحصل راهناً في الداخل الأميركي لجهة التجاذب الحاد الذي يشهده بين أقلية من الأميركيين متموضعة في موقع اليسار المتشدد، وفيه جنوح فوضوي يحاكي إلى حدّ ما مرحلة اليسار الأوروبي في الستينات وبداية السبعينات مع المطالب الراديكالية والطوباوية التي كان يحملها، ويمين متطرّف ومتعصّب قومياً وصاحب هوية متوترة وقلقة. يشترك الطرفان في سمة واحدة هي تنكرهما للقيم الأميركية التقليدية التي أرساها الآباء المؤسسون. وبين الطرفين، ثمة شريحة وسطية تشكل الأكثرية الغالبة ومنها الصامتة وهي لا تزال تؤمن بهذه القيم التي ميّزت أميركا عن غيرها من دول العالم قاطبة التي استطاعت أن تدفع مناهضيها وأعداءها إلى تقليدها في الوقت الذي يحاولون فيه الانقضاض عليها. وتتجلى هذه القيم في احترام حقوق الإنسان والحريات الفردية والقانون والمؤسسات وحكمها والفصل بين السلطات وتوازنها. وقد استطاع هذا الوسط الأميركي الأكثري أن يحافظ على تلك القيم وينقذ دولته ومجتمعه من موجات العنف والدمار والعنصرية والتقوقع، نذكر منها محطات أبرزها اضطرابات عام 1968 إثر مقتل مارتن لوثر كينغ الابن، وكذلك اغتيال رودني كينغ في لوس أنجليس عام 1992 واضطرابات فلوريدا عام 1996 وأحداث بالتيمور عام 2015 وأعمال الشغب في ميلووكي عام 2016، وغيرها.

وعليه، يبدو أنه من التسطيح والسذاجة الاعتقاد بأن انهيار أميركا وشيك كلّما وقع مثل هكذا حدث، على خطورته وفظاعته، إذ ثمة حقائق دامغة لا يمكن التغاضي عنها أو تجاهلها تجعل من الولايات المتحدة قادرة على التعافي ومداواة عللها ولو مرحلياً، وأن تبقى قوة عملاقة والأكثر جذباً للمهاجرين واللاجئين.

هذه الحقائق يمكن تلخيصها بأربعة أعمدة تعبر عن فرادة الولايات المتحدة؛ وهي: القضاء القوي والمستقل، وجامعاتها العريقة ومرافقها العلمية والطبية ومراكز الأبحاث فيها، ووسائل الإعلام الحرة والقوية والمستقلة التي كانت على مدى التاريخ الأميركي تمثل إحدى السلطات التي تهابها السلطات الرسمية كافة ولها تجارب مهمة في توجيه ومراقبة الحياة السياسية، وقطاع الأعمال الخاص وعماده الحرية الاقتصادية، ويشمل خصوصاً المؤسسات الصغيرة والمتوسطة وصناعة الترفيه من سينما ومسرح وموسيقى، إضافة إلى كبريات شركات التكنولوجيا الحديثة التي تلعب اليوم دوراً أساسياً في ترقي حياة البشر وتواصلهم وتؤثر فيهم. هذه الأعمدة الأربعة هي في الواقع أهمّ وأقوى وأكثر فاعلية من أدوار السياسة والسياسيين في واشنطن، وهي التي تسمح بتجاوز مثل هذه الأحداث البغيضة والسقطات المعيبة.

والجدير ذكره أن المواقف المتضامنة مع ذوي البشرة الداكنة التي أعقبت هذا الحدث المقزز في مينيابوليس، تعد أصدق تعبير عن حقيقة مشاعر وقناعات الوسط الأميركي هذا، كما لفتة أفراد الشرطة الذين ركعوا أمام الجموع الغاضبة معتذرين عن حادثة مقتل فلويد وغيرها، إضافة إلى التبرعات الكثيفة التي خصصت للمتضررين وأبرزها مليار دولار من بنك أوف أميركا وحده، وهو أمر فريد في العالم. وتجلى هذا الوسط أيضاً عبر تصاريح كثيرة لقيادات أميركية تعاطت بوعي مع هذه الحادثة، ومنها موقف وزير الدفاع الأميركي مايكل إسبر الذي رفض دعم نشر «قوات عاملة من الجيش» لمواجهة الاضطرابات، في تباين واضح مع ما دعا إليه رئيس البلاد، ولعلّه موقف يعكس موقف المؤسسة العسكرية ويدل على التوازن في صناعة القرار، وفي تصريح رئيس الشرطة في هيوستن تكساس عندما قال: «إذا لم يكن لدى الرئيس ترمب موقف بناء عليه أن يلوذ بالصمت». وتبين كذلك أنّ إرث مارثن لوثر كينغ الابن ما زال حياً وقد تظهّر عبر تضامن البيض مع السود وطغى على ممارسات يمين عنصري مقيت ويسار متهور وطفولي.

كل ذلك يدل على أهمية المؤسسات في السياسة الأميركية الديمقراطية، وبالتالي، علينا ألا ننزلق إلى فخّ إبراز ما سعى بعض وسائل الإعلام والدول إلى إبرازه على الرغم من خطورته وبشاعته، إذ علينا الاعتراف بعوامل المناعة التي يتمتع بها الجسم الأميركي وقدرته على تجاوز مثل هذه الأحداث. وعلى هذا الأساس، تبقى العودة إلى القيم التي قامت عليها الولايات المتحدة المخارج الوحيدة لأزماتها، كما لفاعلية أدوارها في العالم التي لا تزال أغلبية الأميركيين الصامتين تتشبث بها وهي تقوم أيضاً على مبادئ ثلاثة:

المبدأ الأول يتمثل باستمداد القوة في الخارج من القوة في الداخل، بمعنى أن الولايات المتحدة لن تكون قادرة على لعب دورها في العلاقات الدولية كأعظم دولة ما لم تكن تتمتع باستقرار داخلي مستمد من القيم التي ذكرناها ومن الرفاهية الاقتصادية.

المبدأ الثاني يتمثل بالتمسك بفلسفة الحرية وبحقوق الإنسان والمؤسسات العادلة، على أن تعمل القيادات على ترسيخ هذه المعايير والحقوق في النظام الدولي وتكون البوصلة من أجل عالم أفضل.

المبدأ الثالث هو تناغم أميركا مع حلفائها وتوطيد العلاقات معهم لا سيما بين ضفتي الأطلسي والحلفاء الآخرين في آسيا كي تكون القوة الأميركية فاعلة. وخير دليل على ذلك أن العقوبات على إيران وغيرها كانت لتكون أكثر فاعلية لو كان هذا التناغم موجوداً، وبالتالي فإن مصلحة حلفائها، خصوصاً في منطقتنا، لا يمكن أن تتحقق من دون أن تتصالح الولايات المتحدة مع روحها وتبقى متمسكة بمثلها العليا التأسيسية. وبانتظار ذلك يصح القول إن صحة العالم من صحة أميركا، بل يمكن حتى الاستعانة بمقولة صامويل هانتنغتون: «أميركا ليست كذبة. إنها خيبة أمل. لكنها يمكن أن تكون مجرد خيبة أمل لأنها أيضاً أمل».

 

حرب مستعرة بين تركيا وروسيا... وليبيا الخاسرة

جيمس ستافريديس/الشرق الأوسط/08 حزيران/2020

يبدو أن الحرب الأهلية الليبية المشتعلة منذ أمد طويل تقترب من نهايتها، فخلال الأيام الأخيرة تراجعت القوات التابعة للجنرال خليفة حفتر، التي كانت تحاصر العاصمة طرابلس. وجاء هذا الانسحاب بمثابة نصر لحكومة الوفاق الوطني التي يقودها فايز السراج.

إلا أن القتال الدائر ليس قضية داخلية فحسب، وإنما تحولت الحرب الأهلية الليبية إلى حرب بالوكالة في خضم جيوسياسات القوة الإقليمية والعالمية. كما يبدو الوضع اليوم نتيجة للأسلوب الذي تخلى به الغرب عن البلاد منذ عقد مضى.

جدير بالذكر أن حكومة طرابلس مدعومة بقوة من تركيا، بينما يحظى ائتلاف حفتر بدعم من روسيا ومصر والإمارات العربية المتحدة وفرنسا وعدد قليل من الدول الأخرى. وربما تشكل هزيمة حفتر انفراجة من أجل التوصل إلى تسوية عبر التفاوض، لكن هذا يستلزم من تلك الأطراف الخارجية دفع الفرق المتناحرة إلى طاولة المفاوضات. كما أن أمام الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي دوراً يتعين عليهما الاضطلاع به على ذلك الصعيد.

جدير بالذكر أن ليبيا تضم أكبر احتياطيات النفط على مستوى أفريقيا، لكن الإنتاج تراجع عند إطاحة معمر القذافي منذ عقد مضى. واللافت أنه كان من الممكن تجنب كل هذا.

علاوة على ذلك، تتميز ليبيا بشواطئ خلابة وطبقة متوسطة متعلمة، الأمر الذي يؤهلها لأن تصبح «دبي جديدة على سواحل البحر المتوسط». إلا أنها انهارت عام 2011. وباعتباري القائد الأعلى للقوات المتحالفة التابعة لحلف منظمة شمال الأطلسي (الناتو)، توليت الإشراف على جزء كبير من عملية التدخل الغربي، في أعقاب التهديدات التي أطلقها القذافي بتدمير مدينة بنغازي الواقعة شرق البلاد، وإطلاق «نهر من الدماء»، مثلما قال نجله، سيف.

من جهته، مرر مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة قرارات تدعو «الناتو» إلى فرض حظر أسلحة من ناحية البحر، وإقرار منطقة حظر جوي، واتخاذ جميع الإجراءات القتالية الضرورية لوقف الديكتاتور في ظل العقيدة القانونية الدولية القائمة على «مسؤولية الحماية».

وانضم إلى قوات «الناتو» التي توليت قيادتها كثير من الدول العربية في دعم وثيق. ولم تكن مهمتنا الإطاحة بالقذافي على وجه التحديد، لكن لحق الضعف بنظامه جراء الجهود التي بذلها «الناتو»، بما في ذلك حملة القصف الدقيقة. نهاية الأمر، نجحت الحشود الثائرة في إسقاط القذافي، الذي قتل أخيراً على يد مجموعة من الغوغاء الغاضبين. بيد أنه للأسف، في ذلك الوقت كانت عزيمة الغرب واهنة، وبمجرد أن أنجز «الناتو» مهمته، سحب قواته. وقد تابعت بخيبة أمل موقف الاتحاد الأوروبي وباقي أطراف المجتمع العالمي يرفضون البقاء في ليبيا والعمل على إرساء الاستقرار بالبلاد. وسقطت ليبيا في حالة من الفوضى لا تزال تعاني منها حتى اليوم. والملاحظ أن العداءات القديمة داخل البلاد تتسم في الجزء الأكبر منها بطابع قبلي في جوهرها، وتضرب بجذورها في مشاعر السخط بين الغرب الأكثر ثراءً نسبياً والشرق والجنوب.

في أعقاب تدخل «الناتو»، التقيت حفتر، الذي عاش قرب واشنطن لسنوات. وانبهرت بطاقته وقوة عزيمته، وأملت في أن يتمكن من أن يكون جزءاً من جهود تسوية التوترات داخل البلاد بعد رحيل قوات «الناتو».

إلا أنه مع اشتعال الحرب الأهلية منذ عام 2014، قاد حفتر حملة للسيطرة على البلاد عسكرياً، ما أدى إلى تدخل دول من مختلف أرجاء المنطقة إما لصالحه أو ضده. وشاركت تركيا على نحو خاص داخل ليبيا، وألقت بثقلها خلف حكومة طرابلس. وانضمت روسيا إلى دول عربية داعمة لحفتر، وبعثت بقوات مرتزقة تفتقر إلى الكفاءة لدرجة مثيرة للسخرية، «فاغنر غروب»، في محاولة لدفع مسار الأحداث على الأرض لصالح الجنرال. وجرى رفع قوات المرتزقة جواً على نحو مخزٍ مؤخراً، لكن تفيد تقارير بأنه يجري نشر قوة جوية روسية لدعم قوات حفتر.

ومع ذلك، تبدو حكومة طرابلس على ثقة متزايدة بموقفها، وتترك القوة الجوية التركية (بما في ذلك طائرات درون متطورة) تأثيراً قوياً على مسار القتال. ويحمل الوضع برمته أصداء ما يطلق عليه «اللعبة العظيمة» التي شنها البريطانيون والروس في وسط آسيا في القرن 19، لكنها تجري اليوم في شمال أفريقيا.

ويجري كل ذلك في وقت يتفشى فيه وباء فيروس «كورونا» عبر المنطقة وتشتت اهتمام كثير من القوى العالمية، بما في ذلك الولايات المتحدة، بدرجة كبيرة. ومع ذلك، تظل الحقيقة أنه وقعت مئات الآلاف من الوفيات وتشرد أكثر من 200.000 شخص من منازلهم العام الماضي فقط.

من ناحيتها، لم تكن الولايات المتحدة غائبة تماماً عن المشهد. في يناير (كانون الثاني) الماضي، حضر وزير الخارجية مايك بومبيو مؤتمراً دولياً في برلين سعى من خلاله لدفع الأطراف المتحاربة نحو التفاوض. إلا أن تركيا وروسيا، اللتين تتحركان بدافع السعي وراء الثروة النفطية والنفوذ الإقليمي، لم تتوصلا إلى اتفاق قط. الآن، ربما تفتح الانتكاسات التي منيت بها قوات حفتر الطريق أمام فرصة لتحقيق السلام.

فيما يخص الولايات المتحدة، يتمثل المسار الأفضل في التعاون مع الاتحاد الأوروبي لإعادة إطلاق محادثات داخل بلد ما بأوروبا الغربية. وينبغي أن يضغط الجانبان على تركيا، الحليف في «الناتو»، من أجل التفاوض مع روسيا بخصوص تقليص مستوى الدعم العسكري، والعمل على الحصول على موافقة الدول العربية الخليجية ومصر لتسوية المشكلة الليبية، والمعاونة في إقرار وقف إطلاق نار يتيح إعادة البدء في إنتاج النفط وتوفير مساعدات إنسانية لاحتواء فيروس «كورونا».

إن سقوط ديكتاتور وحشي ثم سقوط البلاد من بعده في عقد من الحرب، يعد نتيجة مؤسفة لـ6 ملايين ليبي. وفيما يتعلق بالولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، فإنَّ معاونة الليبيين على إيجاد طريق نحو السلام ليس مهمة إنسانية فحسب، وإنما مسؤولية مباشرة يتحملها الجانبان، بالنظر إلى المنحى المروع الذي اتخذته البلاد بعد تدخل «الناتو» عام 2011.

- بالاتفاق مع «بلومبرغ»

 

ليبيا... الآتي أخطر

عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط/09 حزيران/2020

في ليبيا، فريقان يتقاتلان على السلطة منذ 2015، ومثل كل الحروب الإقليمية تبدأ بسيطة، ثم تكبر مع تشابك النزاعات الإقليمية والدولية.

وتطورات الأيام القليلة الماضية مهمة على جميع الأصعدة، فالأتراك في خطوة، هي الأولى منذ سقوط الدولة العثمانية قبل مائة عام، عبروا البحر المتوسط للقتال في ليبيا، تحت علم «حكومة الوفاق»، التي تمثل امتداد الإخوان الإسلاميين. وقد بدأوا الاحتفالات أخيراً بعد هزائم طويلة. وهم بالفعل انتصروا في كسر طوق الجيش الذي حاصرهم عاماً، بقيادة حفتر، وهزموه في ترهونة، المدينة المجاورة وتقدموا شرقاً باتجاه سرت. تضاعفت مساحة المناطق التي تحت سيطرة «الوفاق»، مع هذا فإن كل الأرض التي تسيطر عليها، حتى الآن، أقل من عشرين في المائة من ليبيا، أما الجيش فلا يزال يسيطر على أكثر من ستين في المائة من البلاد، بما فيها مناطق البترول. الأيام المقبلة ستبين لنا إن كان الأتراك، الذين يقودون المعارك جواً وأرضاً، مع ميليشيات جلبوها من سوريا، يستطيعون التقدم وكسب الحرب في المدن الشرقية وغيرها. فإن استولى الأتراك على سرت ثم بنغازي، حينها فعلاً يكون انتصارهم خطيراً، وقد يغير قواعد اللعبة ليس في ليبيا وحدها، بل في كل تلك المنطقة. لكن في الوقت الراهن هم استعادوا أحياء في أطراف طرابلس وترهونة وبني وليد، ولا تزال الحرب بعيدة عن الحسم.

رئيس البرلمان، عقيلة صالح، وقائد الجيش، حفتر، طرحا المبادرة التوافقية التصالحية في القاهرة. وقيل إنها مبادرة المهزوم وهي في الحقيقة أفضل عرض للسلام يجمع كل الفرقاء. الحل المقترح مشاركة تصالحية، حكومة من رئيس ونائبين، ومرحلة انتقالية، ودستور جديد، ثم انتخابات. الأتراك، وحلفاؤهم، رفضوه سريعاً.

هل إعلان القاهرة مناورة فرضتها التطورات الأخيرة؟ الحقيقة أنه خطوة دبلوماسية ضرورية للمرحلة المقبلة، حيث نتوقع أنها ستكون الأسوأ عسكرياً، وبالتالي تمثل الأرضية لأي حل يطرح مستقبلاً، وقد وجدت قبولاً من المؤسسات الدولية والغربية، لكن بدون القوة وإلحاق الهزيمة بالأتراك لن تكون مجدية.

هل الغزو التركي يحظى بالرضا، أو على الأقل عدم ممانعته غربياً؟ ربما، لأنه ما كان بمقدور الأتراك نقل كل هذه القوات المسلحة والعتاد الحربي في العلن من دون أن تعترضهم أي من البوارج الحربية الأوروبية، أو الأميركية على وجه التحديد. هل جاء رداً على ما اعتبر طلائع القوات الروسية؟ والروس هم أيضاً، يوجدون لأول مرة في هذه المنطقة، المهمة بترولياً للعالم وأمنياً لجنوب أوروبا.

وبعد أشهر من الإنكار، أخيراً اعترف الأتراك بتورطهم عسكرياً، وأذاعه الرئيس إردوغان قبل أيام: «جنودنا، ومع أشقائهم في ليبيا، باتوا يسيرون مؤخراً نحو تحقيق الخطط المستهدفة... العسكريون الأتراك يسيطرون في ليبيا، سواء في طرابلس، أو في ترهونة والمطارات المحيطة، حيث طهروا كل تلك المناطق، وهم الآن يسيرون نحو الأهداف المنشودة». ما هي الأهداف المنشودة؟، كلمات لها معانٍ كبيرة. الحرب في ليبيا لم تعد بين الليبيين. وعلى خطى إيران، تركيا في حالة انتشار مجنونة، تنتشر عسكرياً في أرجاء المنطقة؛ قوات في شمال العراق، قاعدة عسكرية في قطر، وقوات في ليبيا، ومعارك في سوريا، ونشاط عسكري في الصومال. التدخل التركي في ليبيا سيحقق شيئاً واحداً، ليس السيطرة على ليبيا وتمكين «الوفاق» من كل السلطة، بل توسيع دائرة الصراع في هذا البلد الممزق منذ الربيع العربي. لهذا جاء «إعلان القاهرة» كمحاولة أخيرة لإنقاذ ليبيا قبل الانتقال إلى الفصل الجديد والأخطر من الحرب.

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

الرئيس عون ترأس اجتماعا في حضور دياب وتوافق على ان تكون الارقام الواردة في خطة الحكومة منطلقا صالحا لاستكمال المفاوضات مع صندوق النقد

وطنية - الإثنين 08 حزيران 2020

ترأس رئيس الجمهورية العماد ميشال عون بعد ظهر اليوم اجتماعا في قصر بعبدا، في حضور رئيس الحكومة الدكتور حسان دياب، ضم وزير المالية غازي وزني، حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، المدير العام لرئاسة الجمهورية الدكتور انطوان شقير، المدير العام للمالية الان بيفاني والمستشارين: شربل قرداحي وجورج شلهوب وهنري شاوول وطلال سلمان، واستكمل البحث في ملف المفاوضات مع صندوق النقد الدولي. وتم خلال الاجتماع التداول بالارقام المتعلقة بالقطاع المالي والمصرفي. وتوافق المجتمعون على ان تكون الارقام الواردة في خطة الحكومة الاصلاحية المالية، منطلقا صالحا لاستكمال المفاوضات مع صندوق النقد الدولي.

 

حيا رئيس الجمهورية العماد ميشال عون القضاة في لبنان في "يوم شهداء القضاء

وطنية - الإثنين 08 حزيران 2020

حيا رئيس الجمهورية العماد ميشال عون القضاة في لبنان في "يوم شهداء القضاء" الذي يصادف في الثامن من حزيران، معتبرا "أن اللبنانيين بأسرهم، يتطلعون اليوم الى السلطة القضائية كخشبة خلاص للعبور بالوطن، من حال الترهل والتفلت من العقاب في جرائم الفساد ونهب المال العام، إلى مرحلة المحاسبة ومواجهة الفاسدين والمرتشين والممعنين في التعدي على حقوق الناس".

ولفت الرئيس عون إلى "أن الدفاع عن العدالة والحق، كلف بعض القضاة حياتهم، ومن بينهم القضاة الاربعة الذين استشهدوا على قوس محكمة الجنايات في صيدا قبل واحد وعشرين عاما وكلف آخرين تحمل ضغوط سياسية شديدة، إلا أن مسؤولية حمل ميزان العدل، والحكم وفق الضمير والاخلاق الانسانية، يحتمان على القاضي ملاحقة من أوصلوا البلاد الى هذا الدرك الاقتصادي الخطير الذي نعيشه اليوم، وجعلوا من الفساد والتهرب الضريبي ومخالفة القوانين، قاعدة عمل في مسيرتهم السياسية ومسؤولياتهم العامة".

وأضاف:"إن لم يشعر اللبنانيون اليوم، أن من أفقرهم بات تحت المحاسبة، وفي يد القضاء، فلن يتحقق إصلاح مرجو، ولن نتمكن من بناء وطن حديث تسوده سلطة القانون لأجيال المستقبل".

وأكد رئيس الجمهورية "أن معركة الإصلاح التي يخوضها تتطلب صلابة الجسم القضائي، مجددا تعهده للقضاة بأن يكون مظلة وقاية لهم في مواجهة الضغوط السياسية التي قد يتعرضون لها".

النائب روجيه عازار

واستقبل الرئيس عون النائب روجيه عازار واجرى معه جولة افق تناولت التطورات السياسية الراهنة، وحاجات منطقة كسروان - الفتوح في ضوء المشاريع التي تنفذ في عدد من قراها وبلداتها، اضافة الى ضرورة استئناف اعمال الصيانة للطرق في المنطقة".

التفتيش المركزي

واستقبل رئيس الجمهورية رئيس هيئة التفتيش المركزي القاضي جورج عطية والمفتش العام الاداري مخايل فياض والمفتش العام الهندسي السيد احمد الحجار واطلع منهم على عمل التفتيش المركزي، وذلك بعد تعيين المفتشين العامين فياض والحجار مؤخرا في منصبيهما.

 

دياب اكد اهمية حفظ السلم الاهلي: ما حصل السبت جرس إنذار للتوقف عن شحن النفوس والمطلوب تكافل وطني من أجل تجاوز الأزمات

وطنية - الإثنين 08 حزيران 2020

شدد رئيس مجلس الوزراء الدكتور حسان دياب على "أهمية حفظ السلم الأهلي، لأن أي اهتزاز بالاستقرار سيدفع ثمنه كل اللبنانيين، وليس فريقا واحدا أو منطقة واحدة".

وأكد الرئيس دياب، خلال لقاءاته اليوم، على أن "حماية السلم الأهلي هو مسؤولية وطنية لجميع القوى السياسية، وليس فقط الحكومة، ولذلك فإن لا أحد يستطيع التنصل من هذه المسؤولية، في أي موقع كان". وأوضح أن "ما حصل يوم السبت الماضي هو جرس إنذار للتوقف عن شحن النفوس، لأن الاستمرار بهذا السقف من الأداء والمواقف السياسية سيؤدي إلى انهيار السقف على اللبنانيين جميعا". وأشار إلى أن "الظروف التي يمر بها لبنان، تفترض من الجميع أعلى درجات الانتماء الوطني، والمسؤولية الوطنية، لأن افتعال الفتن هو بمثابة خيانة وطنية يفترض بالحريصين على البلد والناس مواجهتها وإسقاط جميع مشاريع الفتنة". وقال: "إن المطلوب اليوم هو التكافل الوطني من أجل تجاوز الأزمات الاجتماعية والمعيشية، والتخفيف عن اللبنانيين من هذه الأعباء، ولا يجوز بأي شكل من الأشكال الاستثمار بهموم الناس من أجل مكاسب سياسية". وتناول رئيس مجلس الوزراء ذكرى شهداء القضاء، فأكد أن "القضاء هو الميزان الفاصل بين كفة العدالة والإصلاح، وبين كفة الفوضى والفساد، وأن رهان اللبنانيين دائم على قضاء يكون فاعلا ومبادرا لإحقاق الحق ورفع الظلم".

 

بري استقبل وزيرة العدل وتلقى برقية من البابا تواضروس بويز: ملف الكهرباء نزيف كبير وعلى الحكومة معالجته

وطنية - الإثنين 08 حزيران 2020

استقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري، في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة، وزيرة العدل ماري كلود نجم وجرى عرض للاوضاع العامة وشؤونا قضائية.

بويز

كما عرض الرئيس بري مع الوزير السابق فارس بويز آخر المستجدات السياسية والاوضاع العامة.

وقال بويز بعد اللقاء: "استعرضنا مع دولة الرئيس نبيه بري الاوضاع المقلقة التي تمر فيها البلاد، وأعتقد ان تشابك الحالة الاقتصادية والسياسية والنفسية أمر مقلق للغاية، ولا بد للحكومة أن تقوم فورا ببعض الجهد الكبير لحل ما يمكن حله من كل هذه الازمات. من اجل ان تطمئن الناس بأنها (اي الحكومة) قد بدأت بشيء معين ومن اجل ان تطمئن الجهات الدولية بأنها مصممة على معالجة الامور". واضاف: "لا بد لهذه الحكومة ان تنكب على معالجة عدة ملفات كملف الكهرباء الذي يشكل نزيفا كبيرا في البلاد، وان تدخل لمعالجة ملفات اخرى كملفات الهدر وغيرها. وربما بعض الامور تتجاوز قدرة هذه الحكومة لكن لا شك ان انجاز بعضها يمكن ان يرسل بعض الاشارات الايجابية". وأكد ان "الوضع دقيق للغاية. والشحن والاحتقان الذي نشهده ينذر عند اي حادثة تحصل بأن تتجاوز الجميع. ان مبادرة ومعالجة الحكومة لبعض الامور وارسال رسائل واضحة من قبل الحكومة لمعالجة بعض القضايا ليس فقط القضايا الاقتصادية والمالية انما ايضا الموضوع السياسي والامني".

برقية

على صعيد اخر، تلقى رئيس مجلس النواب برقية من بابا الاسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية البابا تواضروس الثاني هنأه فيها باسم المجمع المقدس بعيد الفطر، شاكرا للرئيس بري تعزيته بوفاة ممثل الطائفة القبطية في مصر الاب رويس الاورشليمي.

 

الوطني الحر: الفتنة تحضر في الغرف المظلمة لا على مواقع التواصل واتهامنا بها من السخافات

وطنية - الإثنين 08 حزيران 2020

صدر عن اللجنة المركزية للاعلام في "التيار الوطني الحر" البيان الآتي: "كما عند كل حدث، تبدأ الحملات التي تطاول التيار الوطني الحر مقحمة إياه بما لا علاقة له به ومتهمة إياه بكل مشكلة تحل على هذا البلد. وقد استغل البعض صورة ومقطع فيديو لناشط في التيار، لاتهامنا بأننا خلف الشعارات التي صوبت على السيدة عائشة وخلف محاولة إشعال الفتنة. إن التيار الذي يدين كل إساءة للرموز الدينية والمقدسات لأي دين وطائفة ومذهب، يؤكد ما يلي:

أولا: إن من يريد إشعال الفتنة لا يعرض صوره على فايسبوك. فالفتنة تُحضر في الغرف المظلمة لا باستعراضات على التواصل الاجتماعي، لذلك كفى سخافات وإلقاء نتائج أفعال البعض على التيار.

ثانيا: إن تحصين الوحدة الوطنية هي ممارسة يومية للتيار ولا حاجة للتذكير بمبادئنا وسياستنا ونهجنا ضد المتاريس والتقاتل الداخلي. ونكرر أن الفتنة بالنسبة إلينا هي أبغض ما يمكن أن يرتكبه إنسان أو مجموعة أو فريق بحق هذا الوطن واتهامنا بها من أسخف التفاهات.

ثالثا: من الاجدى على الحريصين على البلد أن يفتشوا عن المفتنين الحقيقيين لوقفهم عند حدهم قبل أن يعودوا إلى محاولة أخرى لإشعال الفتنة، وأي تصويب على غير الجهة الحقيقية يعني تضييع الفاعل وتركه يكرر محاولته البغيضة".

 

رؤساء الحكومة السابقون عرضوا في بيت الوسط الاوضاع والمستجدات السياسية

وطنية - الإثنين 08 حزيران 2020

عقد رؤساء الحكومة السابقون نجيب ميقاتي، فؤاد السنيورة، سعد الحريري وتمام سلام لقاء عند السادسة من مساء اليوم في "بيت الوسط"، تداولوا خلاله في آخر المستجدات السياسية والأوضاع العامة.

 

لقاء سيدة الجبل والمبادرة الوطنية: لأوسع جبهة ضد هيمنة حزب الله

وطنية - الإثنين 08 حزيران 2020

عقد "لقاء سيدة الجبل" اجتماعه الأسبوعي في مكتبه في الاشرفية، في حضور عدد من اعضائه ومن اعضاء "حركة المبادرة الوطنية"، واصدر بيانا تلاه عضو اللقاء امين بشير، وحيا فيه "جرأة الصبايا والشباب الذين استعادوا زخم ثورة 17 تشرين وروحيتها وتحدوا قمع السلطة ومناوراتها ودسائسها لإجهاض الحراك وتطييفه، وكسروا محرمات رفع شعارات سيادية تؤكد ان جوهر الأزمة هو السلاح غير الشرعي الخاطف للدولة. وأكدوا على ان الحل هو في تطبيق الدستور واتفاق الطائف الذي ينص على نزع سلاح كل الميليشيات بدون استثناء والتزام قرارات الشرعية الدولية، وبالأخص 1559 و1680 و1701".

وشدد بشير على ان "ما جرى من استفزازات وأحداث أليمة وبغيضة، أكد ان حزب الله لا يتورع عن إعادة لبنان الى أجواء الحرب الاهلية واغراقه مجددا في فتن طائفية ومذهبية على حساب سلمه الأهلي ووحدته الداخلية من اجل فرض معادلة السلاح او الفتنة، كما فرض في السابق معادلة السلاح مقابل الفساد، وكما حاول المفتي احمد قبلان اخيرا وضع اللبنانيين امام معادلة اسقاط الطائف وفرض دستور بموازين قوى جديدة". ورأى أن "الرد الوطني المسؤول والأنجع على ما يخطط له حزب الله هو بتحصين الوحدة الداخلية وتعزيزها، والتمسك بالدستور وباتفاق الطائف، وبخيار لبنان أولا، والتمسك بهوية لبنان العربية، وبقرارات الشرعية الدولية التي تصون سيادته وتحمي حدوده وتفك عزلته العربية والدولية وتمهد لحل أزمته الاقتصادية والمالية والمعيشية". واستهجن باسم اللقاء "مطالبة بعض القوى التي تعتبر سيادية الحراك الشعبي بالتركيز فقط على المطالب المعيشية والقدرة على إنتزاعها من حكومة يسيطر عليها حزب الله. لذلك تتغاضى هذه القوى عمدا في شعاراتها عن المطالبة بتسليم السلاح غير الشرعي واستعادة الدولة لسيادتها كالنعامة التي تشك رأسها في الرمال". ودعا اللقاء "كل هذه الاحزاب والقوى والتجمعات السيادية والمجموعات الشبابية المنكفئة عن تحمل مسؤولياتها للسعي الى التغيير والتلاقي والتنسيق من أجل تشكيل أوسع جبهة معارضة ضد السلطة السياسية، وضد هيمنة حزب الله على القرار السياسي والسيادي للبنان".

 

روكز: نظام التسويات والمحاصصات والزبائنية اوصلنا الى ما نحن عليه اليوم

وطنية - الإثنين 08 حزيران 2020

رأى النائب شامل روكز في حديث لـ"صوت كل لبنان"أن "ما حصل يوم السبت الماضي غير مقبول والمطلوب أن يجد الناس مساحة آمنة ومضمونة من قبل المؤسسات الأمنية والدولة ليعبروا عن رأيهم بكل حرية بعيدا عن الفوضى والاشكالات، وقال:"من الطبيعي تسلل طابور خامس بين المتظاهرين، ولكن على الشارع المقابل أن يتفهم وجهات النظر الأخرى". وأشار الى أن "المسؤول عن الوضع الذي وصلنا اليه يجب أن يتحمل المسؤولية"، لافتا الى أن "نظام التسويات والمحاصصات والزبائنية هو ما اوصلنا الى ما نحن عليه اليوم، وفي الوقت الذي كانت لدينا حكومة وحدة وطنية كنا دائما نسمع عبارات "ما خلونا وما قدرنا نشتغل"، لذا من واجبنا في الحد الادنى أن نضع الأمور في نصابها وأن نشعر بمعاناة الناس".

 

بيان "ماروني" يدعو إلى رحيل ميشال عون

المدن/09 حزيران/2020

أصدرت مجموعة من الشخصيات المارونية بياناً يدعون فيه الرئيس ميشال عون إلى الاستقالة، باعتبار أنه "لا يليق بالموارنة في لبنان، قبل غيرهم، أن يسكتوا عما آلت اليه رئاسة البلاد في عهد الجنرال ميشال عون".

وهنا نص البيان الحرفي، ولائحة الموقعين عليه حتى الآن:

ينبع بياننا اليوم من قناعاتنا كموارنة من جبل لبنان وسهوله وسواحله بما للمارونية من تعلّق تاريخي بالأرض وبالبحر، ومن إيماننا كلبنانيين ولبنانيات بموقع لبنان الحضاري الفريد في تعدد لغاته الشرقية والغربية، ومن تراثنا كجزء من العالم العربي بما لعروبتنا المنفتحة ريادةٌ في الحرية وفي إغناء الثقافة في الفضاء العالمي، ومن تاريخنا كنساء ورجال واثقين أنّ ما يميّزنا كموارنة ولبنانيين وعرب قبل أي انتماء أخر هو إنسانيَّتنا.

لهذا بياننا مرحلي لأن مارونيتنا جزء لا يتجزأ من لبنانيتنا وعروبتنا وإنسانيتنا.

والبيان دعوة لأهلنا في المارونية واللبنانية والعروبة والإنسانية إلى الإشتراك معنا على مساحة لبنان والشرق الأوسط والعالم - وفي خضمّ الوباء المستشري على الأرض - في الحضارة الإنسانية الأرفع من رفض للعنف السياسي والإستئثار بالسلطة والتحكم الإستبدادي بالبلاد والعباد ، والعمل على استبدال شريعة القوي بالقانون السوي واللاعنف، وتقويض الاستئثار والاستبداد بالكلمة الحرّة والتمثيل الديمقراطي.

وبعودة الى مارونيتنا المنفتحة، هذا البيان ضروري وملحّ ، لما يمثل المقام الماروني في لبنان من تألّق منذ التاريخ الغابر وحتى بطريركنا الراحل نصرالله صفير وأساقفته ورعيّته. لا يليق بالموارنة في لبنان، قبل غيرهم، أن يسكتوا عما آلت اليه رئاسة البلاد في عهد الجنرال ميشال عون.

ترفَعُنا إلى هذا الموقف ثورة عارمة، سبقتها في تاريخنا المعاصر ثورتان، الأولى بيضاء سلمية ضد الرئيس بشارة الخوري عام 1952، لأنه استأثر بالسلطة في سلالة عائلية ولو كان على خلاف حكّامنا الحاليّين رجلَ علمٍ واستقلال، والثانية انتفاضة الاستقلال عام 2005 حيث وقف العديد منا في ساحات لبنان في رفض العنف سبيلاً للسياسة وتصدياً للهيمنة السورية المتهمة هي وحلفاءَها باغتيال رئيس وزرائنا رفيق الحريري. الثورة الشعبية العارمة التي عمَّت بلادنا من شماله الى جنوبه منذ تشرين الأول الماضي ومن شرقه الى غربه بسلسلة بشرية لا سابق لها، لم تكن إذاً الأولى في طابعها السلمي العارم، بل الثالثة.

وإن لم تنجح الثورة البيضاء أو ثورة الأرز في التوصل الى ارتفاع أداء السلطة الى ما كانت تحملانه من اندفاع نحو الدولة المدنية في مجتمعنا المرهق بالبعد السلبي لطائفيته ، إلا أن ثورتنا الحالية تتميّز بعددٍ من الخصائص النفيسة التي بني عليها هذا البيان:

أولّها ريادة اللبنانيات فيها،

وثانيها صدارة الشبان والشابات في عنفوانها،

وثالثها تكريس السلميّة المطلقة فيها – ونذكّر أن الضحايا فقط من أهل الثورة على يد مأموري السلطة. هذا المعنى العميق للثورة اللاعنفية هو رفض الثوار استعمال العنف الجسدي ضد أدوات السلطة قناعةً منّا أن العسكري ورجل الأمن منّا وفينا في قلب الثورة ، وأنّه لا بدّ أن يلتحقوا بها قريباً لإزاحة المستبد الذي يعطي الأمر باستعمال العنف ضد الناس الغاضبين المسالمين وإقامة الجدران والحواجز أمامهم ،

ورابعها نجاح الثورة العظيم في طريقها إلى تجديد الجمهورية بإسقاط حكومة صهر العهد.

بياننا المرحلي هذا مبني على تاريخنا القريب والأبعد، يواصل إنجازات خروج الناس في ثورة نريدها جامعةً لتاريخنا بمستقبل يشبه محيّاهم المشرق ويلبّي طموحاتهم المحقّة، هدفه التذكير بأن الرئيس الماروني الحالي لا يستحقّه الموارنة ممثلاً لهم ، كما لا يستحقّه اللبنانيون ، فهو أحد المسؤولين الأساسيين في الجمهورية عن الإنهيار الذي يعيشه لبنان والذي لا مجال للخروج منه إلا بعد تنحيته من الحكم.

الجنرال ميشال عون هو المسؤول الأول عن انهيار لبنان – وإن لم يكن المسؤول الوحيد عنه. هو العثرة الأولى أمام فتح المستقبل على المجتمع وطموح الثورة العظيمة التي نعيشها.

الجنرال عون ليس المسؤول الوحيد بل هناك عوامل أخرى أيضاً لا سيما: الصراعات في الشرق الأوسط، والعنصرية الإسرائيلية اللاغية للآخر، والترفع الغربي عن مواقف حكيمة واضحة في مبادئها، وطموحات رجال الدين الإيرانيين من العصر الجديد،  واستبداد جلّ الحكّام العرب،  والطبقة السياسية اللبنانية المهترئة، والسياسات المالية المتعاقبة، كما تلكؤنا نحن كلبنانيين. لكن رئيس الجمهورية هو دستورياً رئیس الدولة ورمز وحدة الوطن، ویسهر على احترام الدستور والمحافظة على استقلال لبنان ووحدته وسلامة أراضیه . وهو أخلّ بذلك مراراً وتكراراً، فوحدة الوطن متزعزعة أكثر من أي يوم مضى، والإستقلال غير ناجز بوجود سلطة حزب مسلّح غير قانوني ولاؤه المعلن لمرشد الجمهورية الإسلامية في إيران، يقضم سلطة الدولة ويقرر عنها الحرب والسلم، وسلامة الأراضي اللبنانية مهددة أكثر من أي يوم مضى. رئيس الجمهورية هو المسؤول الأول في الجمهورية وبالتالي يحاسب قبل غيره، ويستقيل قبل غيره بمجرد تقصيره في إداء واجبه، حتى ولو لم يكن فاسداً. وفي التاريخ الأقرب، وبمجرد أنه أمر بالإعتداء على الناس العزّل إلا من كلمتهم، من صحافيين وثوار نساءً ورجالاً، فهذه مسؤولية مضاعفة تجعل أي إصلاح يبدأ بتنحيته قبل أي شيء لإعادة الأمل الى لبنان.

والجنرال عون ، للأسف، هو المسؤول صدارةً بتاريخه المرير من العمل السياسي استئثاراً للسلطة وبحثاً عن تربّعه عليها معطلاً وفاسداً. هو تاريخ سياسي قاتم بدأ بحكومة عسكرية وحروب فاشلة غطاءً لرفضه ترك السلطة، وعدم تأمينه لجلسة إنعقاد مجلس النواب لا

نتخاب رئيس جمهورية -كما هو مطلوب في دستورنا، وحتّى الأمر الذي ألقاه كرئيس للجمهورية لقمع الثورة والثوار في الأشهر الماضية، والقمعُ مستمر. وأما الفساد، والفشل، فيكفي ما جناه على البلاد من تسلّط صهره وصبيانياته ووقاحته المتمادية، والذي بات حتى المقرّب منه في عائلته متململاً علناً عنه،

ورئيس الجمهورية هو المسؤول الأول عن التحالفات المنافية لطبيعة لبنان التاريخية والثقافية المنفتحة على العرب والعالم الحر على السواء، وعن جعلنا معزولين عربياً ودولياً بما لم نعرف له سابقة في تاريخنا، و بالأخصّ عن ذاك التحالف مع حزب الله ، وهو تحالف قاتل لا يفسّره سوى استئثاره بالسلطة وحجب كل منافس له بحجة "هو أو لا أحد" وتعطيل الجمهورية مرّة بعد مرّة بعد مرّة . الجمهورية اللبنانية مفطورة على التعطّل حتى ابتعاده وصهره نهائياً عن السلطة.

الأزمة مستشرية وعميقة، والعزلة على ازدياد، وأي مساعدة دولية باتت مرهونة بنهاية العهد. لا نقبل بتعطيل دستورنا ، وبانتهاك أفضل ما جاء في الطائف ، ولا نقبل بالقطيعة المفروضة علينا بعمقنا العربي وانفتاحنا على الغرب، كما لا نقبل بانتهاكه قرارات القانون الدولي التي تحمي سيادتنا.

هذا البيان بدايةٌ لمقاطعته شعبياً وسياساً ودولياً، وضعناه من صميم قناعاتنا رغم خطر القمع الملازم للعهد.  يليه توسيع حلقة الادانة ، مارونياً ومسيحياً ولبنانياً وعربياً ودولياً ، الهادفة لتنحيته. فان تنحى جراءه صحّ الصحيح، وان لم يتنحّ نستمرّ في المقاومة اللاعنفية المميّزة للثورة البهيّة التي نعيشها.

البيان الثاني بيان قريب ، يأتي من اللبنانيين جميعاً، ويمثل مرحلة من تحرّك سلميّ نشارك اللبنانيين و نوافيهم بتطوراته ومساره في حينه.

الجوع حالّ في لبنان، كما جليّ انهيار المؤسسات الرسمية والخاصة، وبأس الناس وبؤسهم لا يحتمل الانتظار لحظة ، فكيف بالانتظار عامين ونصف، والرجل لا يزال يهدّد الكيان الجمهوري بسلالته العائلية خلفاً له.

وماذا بعد؟ بعودة إلى مارونيتنا إنّ بياننا هذا مرحلي. نحن مسؤولون أمام الله وأمام أنفسنا وأمام المجتمع أمانة للوطن. إن التاريخ لا يرحم الفاشلين والمتسلطين والجهلة الذين يتسلمون أمانات الأوطان، كما لا يرحم من سكت وتقاعس وقصّر في تصدّيه جهاراً لأمر الواقع المتردّي المرير.

الجنرال ميشال عون هو المسؤول الأول عن انهيار الرئاسة مارونياً ووطنياً. عليه أن يرحل.

وهنا لائحة الموقّعات والموقّعين على البيان (بصفة شخصية، أية إشارة الى مؤسسة لا تُلزم المؤسسة):

شكري صادر، رجل قانون، رئيس مجلس الشورى سابقاً

فارس سعيد، طبيب، سياسي

ندى صالح عنيد، كاتبة

شبلي ملّاط، محامٍ وأستاذ حقوق

خليل حتّي، أستاذ متقاعد، ستراسبورغ

طنوس معوض، عميد متقاعد، مدير شركة دراسات الشرق الأوسط

ريتا شدياق، طبيبة

سيرجيو جليل، رجل أعمال، مدير معهد الدراسات اللبنانية، بوينس ايرس

ساشا أبو خليل، فنان تشكيلي

بولس دويهي، مهندس معماري

مارينا أرياجي، أخصائية علاقات عامة

عبير ضعيف، سيدة أعمال

شوقي عازوري، طبيب نفسي

مالك أبي نادر، رجل أعمال

جويل أبي راشد، طبيبة وباحثة ، باريس

أسعد رفائيل، رجل أعمالريشار شمعون، محامٍ

نايلا عساف، إعلامية

عبدو جميل غصّوب، محامٍ وأستاذ حقوق

سيمون نصار، صحافي، غرونوبل

جان بيار فرنجية، ناشط

جورج نصار، مهندس معماري

إيلي الحاج، كاتب، صحفي

ندى غصن ، مترجمة، باريس

سميرة حلو حلو، أخصائية تغذية، بوغوتا

فيليب جبر، رجل أعمال.

 

/New A/E LCCC Postings for todayجديد موقعي الألكتروني ل ليوم 08-09 حزيران/2020

رابط الموقع
http://eliasbejjaninews.com

 

الثورة ليست ضدّ السلاح، إنّما السلاح ضدّها.

يوسف ي.الخوري/08 حزيران/2020

 

Iran Between Procrastination, Sabotaging and Nuclear Proliferation/ Charles Elias Chartouni/June 08/2020
 
شارل الياس شرتوني: إيران بين التسويف والتخريب وانتشار الأسلحة النووية
 
http://eliasbejjaninews.com/archives/87087/charles-elias-chartouni-iran-between-procrastination-sabotaging-and-nuclear-proliferation-%d8%b4%d8%a7%d8%b1%d9%84-%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%b4%d8%b1%d8%aa%d9%88%d9%86%d9%8a-%d8%a5%d9%8a/

الفنانة القديرة ماجدة الرومي مجددا

الكولونيل شربل بركات/09 حزيران/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/87096/%d8%a7%d9%84%d9%83%d9%88%d9%84%d9%88%d9%86%d9%8a%d9%84-%d8%b4%d8%b1%d8%a8%d9%84-%d8%a8%d8%b1%d9%83%d8%a7%d8%aa-%d8%a7%d9%84%d9%81%d9%86%d8%a7%d9%86%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d9%82%d8%af%d9%8a%d8%b1%d8%a9/

 

سذاجة تحييد سلاح «حزب الله»/سعد كيوان/08 حزيران/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/87091/%d8%b3%d8%b9%d8%af-%d9%83%d9%8a%d9%88%d8%a7%d9%86-%d8%b3%d8%b0%d8%a7%d8%ac%d8%a9-%d8%aa%d8%ad%d9%8a%d9%8a%d8%af-%d8%b3%d9%84%d8%a7%d8%ad-%d8%ad%d8%b2%d8%a8-%d8%a7%d9%84%d9%84%d9%87/

منعا لأي التباس راح السلاح يلعلعل امس في شوارع بيروت.

هناك بعد من يتوهم بامكانية تحييد “حزب الله” وارغام السلطة على تقديم تنازلات من دون اثارة “المارد الطيب”، ناسين او متناسين ان السلطة هي عمليا بيد “حزب الله”.

فهل ما زال هناك امكانية للفصل بين “حزب الله” والسلطة؟ وهل ان الأمر مجرد سذاجة او قصر نظر؟

 

من هو نيلسون مانديلا لبنان؟

نديم قطيش/الشرق الأوسط/09 حزيران/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/87102/%d9%86%d8%af%d9%8a%d9%85-%d9%82%d8%b7%d9%8a%d8%b4-%d9%85%d9%86-%d9%87%d9%88-%d9%86%d9%8a%d9%84%d8%b3%d9%88%d9%86-%d9%85%d8%a7%d9%86%d8%af%d9%8a%d9%84%d8%a7-%d9%84%d8%a8%d9%86%d8%a7%d9%86%d8%9f/

*للأسف، لا مانديلا في لبنان؛ بل قوى سلطة، تتوسل خطاب المسؤولية الوطنية للنفاذ منه إلى لعبة تقاسم سلطة وحماية نفوذ.

*إن البديل الموضوعي عن المسارعة إلى الجلوس مع «حزب الله» في حكومة من هذا النوع، هو الانسحاب الكامل من أي شراكة كانت معه، ودفعه إلى أن يحكم وحيداً ويواجه وحيداً ويعالج وحيداً ما كان هو مسؤولاً مباشراً عن الوصول إليه.

*من يتابع تصريحات المسؤولين اللبنانيين وزحمة لقاءاتهم، يدرك أن «حزب الله» عاكف على جر الجميع إلى معاودة الجلوس معه في «حكومة وحدة وطنية»، وهو التعبير النبيل لمهمة غير نبيلة، هي في الواقع تحسين ورقة التوت التي يغطي «حزب الله» بها عورته كميليشيا إيرانية تهيمن على دولة، وتتمتع بأعلى درجات إنكار هذا الواقع بإزاء المجتمعين العربي والدولي